You are on page 1of 137

‫المثالية والبنوك االسالمية‬

‫‪1‬‬
‫دكتور ‪ /‬ناهض نمر الخالدي‬ ‫‪.1‬‬

‫قسم المحاسبة بكلية التجارة‬ ‫‪‬‬

‫دكتواره في فلسفة المحاسبة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تخصص رقابة داخلية‬

‫‪2‬‬
‫المصرفية اإلسالمية‪:‬‬
‫يقصد بالمصرف اإلسالمي مؤسسة الوساطة المالية التي ال تعمل بالفائدة‪ .‬ذلك أن‬ ‫‪‬‬
‫المسلمين قد توصلوا منذ نحو قرن من الزمان تقريبا (وهو عمر المصارف في‬
‫بالد المسلمين) إلى أن الفائدة المصرفية هي عين الربا المحرم‪ ،‬ألن الزيادة على‬
‫القرض وهي أساس عمل البنوك التقليدية هي من الربا‪ ،‬ولذلك لم تنتشر البنوك‬
‫عندهم إال في عصر االستعمار ‪ -‬رغم قدمها عند األوربيين إذ يعود تاريخها إلى‬
‫مئات السنين ‪ -‬ولذلك اجتهد المسلمون بعد حصول بلدانهم على االستقالل في‬
‫الخمسينات الميالدية وما بعدها إلى تأسيس نظام مصرفي يكون منسجمًا مع أحكام‬
‫الشريعة‪ .‬وقد أدركوا أن الوساطة المالية وظيفة أساسية في حياة المجتمعات‪ ،‬وأن‬
‫المسلمين منذ القدم تبنوا ترتيبات معينة تنهض بالحاجة إلى الوساطة المالية‪ .‬إذ أن‬
‫عملية انتقال األموال من فئة الفائض (أي مجموعة األفراد والمؤسسات التي‬
‫تمتلك من الموارد المالية ما يفيض عن حاجتها اآلنية) إلى فئة العجز (أي تلك‬
‫المجموعة التي تحتاج من الموارد المالية ما يزيد على ما تمتلكه اآلن) كانت تتم‬
‫في القديم بناء على صيغة المضاربة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المصرفية اإلسالمية ‪ ...‬تتمة‪:‬‬
‫‪ ‬سعى المسلمون إليجاد صيغة بديلة للبنك التقليدي‬
‫تنهض بوظيفة الوساطة المالية دون أن تكون معتمدة‬
‫على صيغة االقتراض من المودعين ثم اإلقراض‬
‫للمستثمرين والعمل بالفائدة‪ ،‬وجدوا في المضاربة‬
‫قاعدة صلبة يمكن أن يؤسس عليها هذا النموذج البديل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المصرفية اإلسالمية ‪ ...‬تتمة‪:‬‬
‫وعليه يجب أن تبتعد المؤسسات (أي البنوك) من كل معاملة‬ ‫‪‬‬

‫محرمة في الشريعة وبشكل خاص تطهيرها من الربا‪ ،‬وال‬


‫يجوز ألي بنك إسالمي أن يعمل بالفائدة أخذّا وعطاء وال‬
‫يجوز أن تقوم بأي عمل يخالف أحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ويجب أن تمارس البنوك اإلسالمية نشاطها اعتمادًا على‬
‫الصيغ الشرعية المعروفة مثل المضاربة والمشاركة‬
‫واإلجارة والسلم واالستصناع والبيوع اآلجلة وبيع المرابحة‬
‫وغير ذلك من العقود المستحدثة التي ال تخالف أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫القواعد واألسس الحاكمة لعمل البنوك اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ ‬الشك أن هناك عدًد ا من القواعد الشرعية‬


‫والمصرفية التى تحكم عمل البنوك‬
‫اإلسالمية عن غيرها من البنوك التقليدية‬
‫نظًر ا للطبيعة الخاصة لتلك البنوك والتى‬
‫تحكمها فى المقام األول أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬وفيما يلى أهم تلك القواعد ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫القواعد الشرعية ‪:‬‬
‫االستخالف ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى أن الفرد مستخلف من قبل رب العالمين فى األرض ‪ -‬فالمال مال هللا ‪ -‬مما يستوجب استخدام كافة‬
‫الثروات طبًقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫ال ضرر وال ضرار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى مراعاة ا لحقوق والواجبات وتجنب إلحاق األذى والضرر باآلخرين أو بأموالهم ‪.‬‬
‫الغنم بالغرم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى ال يضمن الفرد لنفسه العائد ويلقى الخسارة على عاتق غيره ‪.‬‬
‫األمور بمقاصدها ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى أن كل قول أو عمل إنما هو بالمقصد ‪ ،‬فالعقود إذا قصد من إبرامها قصًد ا مشروًعا كان العقد صحيحً ا ‪،‬‬
‫أما إذا كان القصد من إبرامها غير مشروع كان العقد باطال ‪.‬‬
‫العادة محكمة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى يتم اللجوء إلى العرف حال انعدام وجود مصدر فى الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ويشترط أن ال يخالف العرف‬
‫الشرع أو اآلداب العامة ‪.‬‬
‫الخراج بالضمان ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أى استحقاق صاحب المال الربح مقابل استخدام أمواله فى المضاربة ‪ ،‬واستحقاق المضارب الربح مقابل‬
‫عمله ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القواعد المصرفية ‪:‬‬
‫عدم التعامل بالفائدة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وتعد هذه القاعدة أحد العالمات المميزة لنشاط البنوك‬


‫اإلسالمية حيث أنها ال تتعامل بالفائدة أًي ا كانت صورها وأشكالها أخًذ ا‬
‫أو عطاًء ‪.‬‬

‫االلتزام بقواعد الشريعة اإلسالمية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث تقوم البنوك اإلسالمية بتقديم خدماتها فى إطار الشريعة فال تقوم‬
‫بتوجيه استثماراتها إلى أنشطة تدخل فى دائرة التحريم ‪ ،‬ويضم كل‬
‫بنك من البنوك اإلسالمية جهاز للرقابة الشرعية للتحقق من مدى‬
‫التزام البنك بالشريعة اإلسالمية فى جميع أنشطته‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫القواعد المصرفية ‪ ...‬تتمة ‪:‬‬
‫‪ ‬األخذ بمبدأ المشاركة فى الربح والخسارة‪:‬‬
‫وهو أساس العالقة بين العمالء والبنوك اإلسالمية حيث تستقبل‬
‫البنوك اإلسالمية أموال المستثمرين للمضاربة بها بهدف تحقيق الربح‬
‫الذى يتم توزيعه بعد تحققه "فعلًي ا" بينها وبين أصحاب حسابات‬
‫االستثمار حسب االتفاق ‪ .‬كما يتحمل الطرفان الخسارة حال عدم‬
‫وجود تقصير من إحدى الطرفين ‪.‬‬

‫حسن اختيار القائمين على إدارة األموال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث من المفترض أن تبذل البنوك اإلسالمية الجهد الختيار القائمين‬


‫بإدارة األموال بما يضمن حسن إدارتها والحفاظ عليها من الضياع مع‬
‫الحفاظ التام على سرية معامالت العمالء ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫مفهوم البنك اإلسالمي‬
‫البنك اإلسالمي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جذب الموارد‬ ‫‪‬‬

‫النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها توظيفًا فعاًال يكفل‬


‫تعظيمها ونموها في إطار القواعد المستقرة للشريعة‬
‫اإلسالمية وبما يخدم شعوب األمة ويعمل على تنمية‬
‫اقتصادياتها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم البنك اإلسالمي‬
‫ومن هذا التعريف يتبين لنا أن هناك عدة عناصر أساسية تلتزم بها البنوك‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمية منها االلتزام بالقواعد المستقرة للشريعة اإلسالمية‪ :‬يتعين على البنك‬
‫اإلسالمي أن يلتزم بأحكام الشريعة اإلسالمية في جميع أعماله ومعامالته جملة‬
‫وتفصيًال وإال فقد مقومات وجوده‪ ،‬فالعقيدة اإلسالمية تقدم نظامًا شامًال ومتكامًال‬
‫يحكم كل شيء في االقتصاد متمثًال في أنشطة اإلنتاج‪ ،‬والتوزيع‪ ،‬واالستهالك‪،‬‬
‫واالدخار وتتصل بغيرها من األنشطة غير االقتصادية وترتبط معها وبها‬
‫بالعبادات لتجعل من اإلسالم دينًا قّيمًا قويمًا ال يشوبه أو يأتيه الباطل من بين يديه‬
‫وال من خلفه‪ ،‬وال من أمامه‪ ،‬وان ارتباط الفكر اإلسالمي المصرفي االقتصادي‬
‫بالدين تعززه اآليات المباركة في كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫المطهرة واجتهادات العلماء األفاضل‪ ،‬وان القواعد االقتصادية الحاكمة للعمل‬
‫المصرفي واضحة وصريحة يتعين على البنك اإلسالمي توخيها والحرص عليها‪.‬‬
‫وأهم هذه القواعد ما يلي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫(أ) االلتزام في معامالته بالحالل واالبتعاد كل البعد‬
‫عن المجاالت الحرام والمشكوك فيها‪:‬‬
‫لما كان البنك اإلسالمي يستمد مشروعيته من تجسيده للفكر اإلسالمي‪ ،‬فانه يلتزم التزامًا كامًال بتطبيق قاعدة‬ ‫‪‬‬
‫الحالل والحرام في كل معامالته‪ ،‬والتقيد بأخالقيات اإلسالم وآدابه في هذه المعامالت في طابعها الشمولي‬
‫الذي يمتد إلى كافة مجاالت النشاط اإلنساني التي يقوم البنك بالتعامل معها‪.‬‬
‫فال يمكن للبنك أن يقدم خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة التحريم لما فيها من أضرار خطيرة تلحق‬ ‫‪‬‬
‫بالمجتمع مثل أنشطة صناعة الخمور‪ ،‬وموائد القمار‪ ،‬والمخدرات‪ ،‬والبغاء والصناعات التي تقوم على تربية‬
‫وذبح وبيع لحوم الخنزير أو الميتة أو الدم‪ ،‬واالبتعاد عن أي نشاط ينطوي التعامل فيه على ربا أو غش أو‬
‫تدليس أو احتكار أو تزوير أو استغالل لحاجات الناس أو تغرير أو غرر أو ميسر أو رشوة أو إفساد للذمم‬
‫وتخريب للنفوس أو أي نشاط يشوبه حرمة‪ ،‬ومن ثم تكون جميع معامالت البنك تدخل في دائرة الحالل‪،‬‬
‫تراعي بشكل شديد مبادئ الدين الحنيف فال غبن في األجور وال ظلم للعاملين وال مصادرة ألرزاقهم أو‬
‫تسخيرهم كعبيد مقابل إطعامهم وكسوتهم‪.‬‬
‫فالبنك اإلسالمي هو الذي يقوم على العقيدة اإلسالمية ويستمد منها كيانه الفكري ومقومات التعامل المصرفي‬ ‫‪‬‬
‫لديه أو تصبح معامالته جميعها في إطار هذا الكيان الفكري الذي يقوم على أن هللا هو خالق هذا الكون‪ ،‬وان‬
‫الملكية الموجودة في هذا الكون هلل وحده‪ ،‬فاهلل مالك كل موجود فيما أنه سبحانه وتعالى موجده وانه مالك‬
‫الملك وان البشر مستخلف فيه ومن ثم فان استخدام هذه الموجودات وبما فيها المال تتم في إطار شروط هذا‬
‫االستخالف وعلى هذا فمن الضروري أن تكون المنتجات والخدمات التي يتعامل معها البنك أو يمول‬
‫مشروعاتها في دائرة الحالل‪ ،‬فال يجوز له أن يقوم بتموين مصنع إلنتاج الخمر أو شركة لتعبئة لحوم‬
‫الخنزير وال يجوز له أن يمول ملهى ليليًا أو ناديا للقمار‪ ،‬بل تنحصر مهمته في عمارة الدنيا‪ ،‬قال تعالى {ُه َو‬
‫َأنَش َأُك م ِّم َن اَألْر ِض َو اْس َت ْع َمَر ُك ْم ِفيَه ا(‪( }) 61‬سورة هود) ومن هنا تتسع كافة معامالت البنك لتشمل كافة أوجه‬
‫النشاط االقتصادي وغير االقتصادي الالزم ألعمار األرض‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫(ب) عدم التعامل بالربا‪:‬‬
‫فعدم التعامل بالربا هي سمة مميزة للبنك اإلسالمي من أجل تطهير المال من شبهة الظلم‬ ‫‪‬‬
‫واالستغالل الذي هو سمة أساسية من سمات القروض الربوية التي تقوم بها البنوك غير‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وذلك على الرغم من أن اإلسالم لم يبتدع قضية تحريم الربا وإنما جدد حرمة الربا‬
‫التي نزلت في جميع الرساالت السماوية‪ ،‬وفي الوحي القديم‪ .‬وفي الوقت ذاته فان عدم التعامل‬
‫بالربا يجعل من البنك اإلسالمي أداة ترشيد تنموية تجعله يتجه بالتوظيف إلى مجاالت تدريجية‬
‫مناسبة من خاللها يدفع عائدًا مناسبًا لجموع الموّد عين لديه‪ ،‬وفي الوقت نفسه تنمية المال الذي‬
‫اؤتمن عليه منهم‪.‬‬
‫فاإلقراض بالربا محرم ال تبيحه حاجة‪ ،‬وال تجزيه ضرورة‪ ،‬بل إن الربا من أخبث المعاصي‬ ‫‪‬‬
‫وأشدها فتكًا بالنظام االقتصادي واالجتماعي للدول‪ ،‬فهو يقضي على وحدة األمة‪ ،‬وتآلفها‬
‫وتراحمها ويحوله إلى النقيض من تصارع وتطاحن وحروب أهلية وثورات مدمرة‪.‬‬
‫ومن هنا فان البنوك اإلسالمية ال تتعامل بالفائدة أيًا كانت صورها وأشكالها‪ ،‬أخذًا أو عطاًء‪،‬‬
‫إيداعًا أو توظيفًا‪ ،‬قبوًال أو خصمًا‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ظاهرة أو مختفية‪ ،‬محددة‬
‫مقدمًا أو مؤخرًا‪ ،‬ثابتة أو متحركة‪ ،‬كاملة أو منقوصة‪ ..‬أعماًال ألحكام الشريعة الغراء والتزامًا‬
‫بأمر هللا سبحانه وتعالى وتجنبًا لنواهيه‪ .‬فالفائدة على جميع النقود كلها ربا محرم‪ ،‬يستوي في ذلك‬
‫قليلها وكثيرها‪ ،‬ويستوي في ذلك كونها محددة ومطبقة على قرض موجه لالستهالك أو‬
‫لالستثمار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫والربا هو الزيادة المطلقة في رأس المال‪ ،‬ويقال إذا ربا الشيء زاد ونما‪ ،‬ويقصد‬ ‫‪‬‬
‫بالربا شرعًا فضل المال الذي ال يقابله عوض في معارضة مال بمال‪ ،‬وكان‬
‫العرب قديمًا يمارسون هذه الصناعة قبل ظهور اإلسالم وتحريم الربا‪ ،‬وكان‬
‫المرابي يخبر من عليه الدين أما أن يقضي الدين (أي يسدده) أو يربي (أي يزيد‬
‫الدين بمقدار من المال) ويؤخر األجل إلى حين متفق عليه‪.‬‬
‫وحجية تحريم الربا تنصرف إلى مجمل أسباب بعضها ظاهر للعيان مثل دور‬ ‫‪‬‬
‫الربا الخطير في تقويض األمة اإلسالمية ونهب خيراتها لصالح المستعمر‬
‫الدخيل‪ ،‬وإفقار أهلها‪ ،‬وتدمير هيكل القيم ونسف المبادئ واألخالق الحميدة‬
‫وبعضها خفي ال يعلمه إال هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وليس معنى هذا أن المصرف اإلسالمي ال يهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬بل انه يهدف‬ ‫‪‬‬
‫إليه ويعمل على إنمائه ولكن في إطار ضوابط إسالمية محددة يتحدد من خاللها‬
‫مصدر الربح‪ ،‬وان يكون هذا الربح عادًال غير مغالى فيه‪ ،‬ال تشوبه شائبة‬
‫استغالل‪ ،‬وال يكون مصدره أي غبن واحتكار‪ ،‬بل من خالل صيغ استثمار‬
‫إسالمية حقيقية يتضافر فيها كل عناصر اإلنتاج بشكل فعال‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫(ج) حسن اختيار من يقومون على إدارة األموال‪:‬‬
‫يتعين على البنك اإلسالمي أن يبذل كافة الجهود الالزمة للتأكد من حسن اختيار‬ ‫‪‬‬
‫األفراد الذين سيتولون إدارة األموال سواء من بين موظفيه‪ ،‬أو من بين عمالئه‬
‫الذين سيتم إتاحة األموال لهم إلدارتها‪ ،‬حيث ال يجب أن يوكل أمر إدارة هذه‬
‫األموال لمن ال يصلح للقيام بهذه المهمة أعماًال لقول هللا سبحانه وتعالى‪َ{ :‬و َال‬
‫ُتْؤ ُتوْا الُّس َف َه اء َأْم َو اَلُك ُم اَّلِتي َج َع َل ُهّللا َلُك ْم ِقَي امًا َو اْر ُزُقوُه ْم ِفيَه ا َو اْك ُسوُه ْم َو ُقوُلوْا َلُهْم‬
‫َق ْو ًال َّمْع ُروًف ا} (‪ )5‬سورة النساء‪.‬‬
‫وتقتضي إدارة هذه األموال الرشاد في استخدامها‪ ،‬والحكمة في معالجتها لتحقيق‬
‫النفع العام والخاص من هذا االستخدام في إطار التوازن اإلنفاقي الرشيد الذي‬
‫يحفظ المال وال يبدده وفي الوقت ذاته ال يكتنزه أو يحجبه عن التداول والمنفعة‬
‫عمًال بقول هللا سبحانه وتعالى‪َ{ :‬و اَّلِذ يَن ِإَذ ا َأنَف ُقوا َلْم ُيْس ِر ُفوا َو َلْم َي ْقُتُروا َو َك اَن َب ْي َن‬
‫َذ ِلَك َق َو اًما} (‪ )67‬سورة الفرقان )‪ ،‬ومعنى هذا أيضًا أن يتم اختيار أرشد السبل‬
‫لتوظيف المال وإنمائه وإدارته إدارة رشيدة دون إسراف أو تقتير وبالشكل الذي‬
‫يفي بحاجة األفراد وحاجة المجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫(د) عدم أكل مال الناس بالباطل‪:‬‬

‫يعرف أكل أموال الناس بالباطل بخالف الربا بصور من المعامالت‬ ‫‪‬‬

‫االقتصادية وغير االقتصادية التي بموجبها يتم الحصول على األموال‬


‫بدون وجه حق ومن أهم تلك الطرق السرقة‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬والقمار‪،‬‬
‫والغصب‪ ،‬واالبتزاز‪ ،‬والتهديد‪ ،‬والنصب‪ ...‬الخ‪ .‬وهي كلها أفعال‬
‫محرمة ال يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقع فيها أو حتى في التصرفات‬
‫التي تحتمل البهتان تسليما بقول هللا عز وجل‪َ{ :‬ي ا َأُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َال‬
‫َت ْأُك ُلوْا َأْم َو اَلُك ْم َب ْي َن ُك ْم ِباْلَب اِط ِل ِإَّال َأن َت ُك وَن ِتَج اَر ًة َع ن َت َر اٍض ِّمنُك ْم َو َال‬
‫َت ْقُتُلوْا َأنُفَس ُك ْم ِإَّن َهّللا َك اَن ِبُك ْم َر ِحيًم ا} (‪ )29‬سورة النساء‪ .‬وفي آية‬
‫أخرى يقول هللا سبحانه وتعالى‪َ{ :‬و َال َت ْأُك ُلوْا َأْم َو اَلُك م َب ْي َن ُك م ِباْلَب اِط ِل‬
‫َو ُتْد ُلوْا ِبَه ا ِإَلى اْلُح َّك اِم ِلَت ْأُك ُلوْا َفِر يًقا ِّمْن َأْم َو اِل الَّن اِس ِباِإلْث ِم َو َأنُتْم‬
‫َت ْع َلُموَن } (‪ )188‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫(هـ) الصراحة والصدق والوضوح في المعامالت‪:‬‬
‫يلتزم البنك اإلسالمي في معامالته بالصدق والصراحة والوضوح والمكاشفة‬ ‫‪‬‬

‫التامة بين البنك والمتعاملين معه وكذا المتعاملين فيه طالما كانت هذه المعامالت‬
‫خاصة بالعميل ذاته وليس بغيره من العمالء أعماًال لقول الحق عز وجل‪َ{ :‬و َال‬
‫َت ْلِبُس وْا اْلَح َّق ِباْلَب اِط ِل َو َت ْكْكُتُتُم وْا اْلَح َّق َو َأنُتْم َت ْع َلُموَن } (‪ )42‬سورة البقرة‪.‬‬
‫ومن هنا فانه ليس من المقصود بالصراحة والمكاشفة إعالن أسرار العميل للغير‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بل إن البنوك اإلسالمية تحافظ على سرية معامالت عمالئها وال تسعى لإلضرار‬
‫بهم وبمصالحهم في إطار الشرعية الدينية والقانونية الحاكمة لنظام المعامالت‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫وهناك هيئة الرقابة الشرعية في البنك اإلسالمي يتم اختيار أفرادها من كبار‬ ‫‪‬‬

‫علماء المسلمين وبعض علماء االقتصاد اإلسالمي تقوم بمتابعة كافة أعمال البنك‬
‫لتتأكد من أنها تتم في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫(و) عدم حبس المال وحجبه عن التداول‬
‫واكتنازه‪:‬‬
‫يتعين على البنك اإلسالمي أن يعمل على تنمية المال وإثماره باعتباره مستخلفًا‬ ‫‪‬‬

‫فيه ووكيًال عن أصحابه وتوظيفه التوظيف الفعال لصالح المجتمع‪ ،‬وباعتباره‬


‫أصًال من أصوله التي يتعين تنميتها وإثمارها وليس اكتنازها أو حجبها وحرمان‬
‫المجتمع واألفراد الذين في حاجة إليها منها تجنبًا لغضب هللا سبحانه وتعالى‬
‫وابتعادًا عن نواهيه عز وجل وخوفًا من قوله سبحانه وتعالى‪َ{ :‬ي ا َأُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوْا‬
‫ِإَّن َك ِثيًر ا ِّم َن اَألْح َب اِر َو الُّر ْه َب اِن َلَي ْأُك ُلوَن َأْم َو اَل الَّن اِس ِباْلَب اِط ِل َو َي ُص ُّد وَن َع ن َس ِبيِل‬
‫ِفَّض َة َو َال ُينِفُقوَن َه ا ِفي َس ِبيِل ِهّللا َف َب ِّش ْر ُهم ِبَع َذ اٍب َأِليٍم }‬
‫ِهّللا َو اَّلِذ يَن َي ْك ِنُز وَن الَّذ َهَب َو اْلِفَّض‬
‫(‪ )34‬سورة التوبة‪.‬‬
‫فحبس المال تعطيل لوظيفته في توسيع ميادين اإلنتاج وتهيئة سبل العمل وتوفير‬ ‫‪‬‬

‫مجاالت الرزق وإصالح األمة‪ ،‬وهي جميعها أمور تحتاج إلى انطالقة المال في‬
‫المجاالت الشرعية المنصوص عليها دون غلو أو تبذير أو إسراف‪ ،‬بل في إطار‬
‫رشد فكري وعلمي تستثمر فيها أموال المسلمين في المجاالت التي تنفع المسلمين‪.‬‬
‫ويرتبط بهذا أيضًا ضرورة اإلنفاق‪ ،‬واآليات التي تأمر باإلنفاق كثيرة من بينها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫{َي ا َأُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َأنِفُقوْا ِم َّما َر َز ْق َن اُك م ِّمن َق ْب ِل َأن َي ْأِتَي َي ْو ٌم َّال َب ْيٌع ِفيِه َو َال ُخ َّلٌة َو َال‬ ‫‪‬‬
‫َشَف اَع ٌة َو اْلَك اِفُروَن ُه ُم الَّظ اِلُموَن } (‪ )254‬سورة البقرة‪.‬‬
‫{َلن َتَن اُلوْا اْلِبَّر َح َّت ى ُتنِفُقوْا ِم َّما ُتِح ُّبوَن َو َم ا ُتنِفُقوْا ِم ن َش ْي ٍء َف ِإَّن َهّللا ِبِه َع ِليٌم} (‪)92‬‬ ‫‪‬‬
‫سورة آل عمران‪.‬‬
‫وقد اشترط هللا سبحانه وتعالى أن يكون اإلنفاق في غير إسراف وال تبذير‬ ‫‪‬‬
‫{َو اَّلِذ يَن ِإَذ ا َأنَف ُقوا َلْم ُيْس ِر ُفوا َو َلْم َي ْقُتُروا َو َك اَن َب ْي َن َذ ِلَك َق َو اًما} (‪ )67‬سورة‬
‫الفرقان‪.‬‬
‫وقوله سبحانه وتعالى‪{ :‬اَّلِذ يَن ُينِفُقوَن َأْم َو اَلُهْم ِفي َس ِبيِل ِهّللا ُثَّم َال ُيْت ِبُعوَن َم ا َأنَف ُقوُا‬ ‫‪‬‬
‫َم ًّن ا َو َال َأًذ ى َّلُهْم َأْج ُرُه ْم ِع نَد َر ِّب ِه ْم َو َال َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو َال ُه ْم َي ْح َز ُنوَن } (‪)262‬‬
‫سورة البقرة‪.‬‬
‫وقد وضع هللا سبحانه وتعالى الجزاء للمنفقين‪َّ{ :‬م َث ُل اَّلِذ يَن ُينِفُقوَن َأْم َو اَلُهْم ِفي‬ ‫‪‬‬
‫َس ِبيِل ِهّللا َك َم َث ِل َح َّبٍة َأنَب َتْت َس ْب َع َس َن اِبَل ِفي ُك ِّل ُسنُبَلٍة ِّم َئ ُة َح َّبٍة َو ُهّللا ُيَض اِع ُف ِلَم ن‬
‫َي َش اء َو ُهّللا َو اِس ٌع َع ِليٌم} (‪.)261‬‬

‫‪19‬‬
‫(ز) خضوع المعامالت المصرفية للرقابة‬
‫اإلسالمية الذاتية والخارجية‪:‬‬
‫فالرقابة اإلسالمية رقابة ذات شقين‪ ،‬شق ذاتي من داخل الفرد ذاته ومن وحي‬ ‫‪‬‬

‫ضميره ومن خالل تمسكه بدينه وخوفه من إغضاب هللا عز وجل وشق آخر‬
‫خارجي من خالل هيئة رقابة شرعية يتم اختيار أفرادها من التقاة الراسخين في‬
‫علوم الدين المشهود لهم بالنزاهة الشديدة والحرص‪.‬‬
‫بل يمكن القول أن الرقابة في المصارف اإلسالمية هي رقابة شاملة محاورها‬ ‫‪‬‬

‫متعددة تضم‪ ،‬رقابة من الفرد على ذاته‪ ،‬ومن الفرد على العمل المصرفي الذي‬
‫يتم‪ ،‬ومن المسئول عن العمل المصرفي على النشاط االقتصادي الذي يتم تمويله‪،‬‬
‫ومن الهيئة الرقابية الشرعية على كافة النشاط واألعمال المصرفية التي تتم‪ ،‬ومن‬
‫هللا سبحانه وتعالى على الجميع‪.‬‬
‫ومن هنا تتشكل الطبيعة التكاملية للبنوك اإلسالمية التي تجعل منها نمطًا فريدًا من‬
‫التفاعل والتكامل واالتساق والتوافق مع احتياجات األفراد والمجتمع اإلسالمي‬
‫الحميد‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(ح) أداء الزكاة المفروضة شرعًا على كافة‬
‫معامالت البنك ونتائج األعمال‪:‬‬
‫لتطهير المال وتنميته وطرح البركة فيه وفي الوقت ذاته لتعميق الحس الديني‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وتحقيق األهداف االجتماعية للبنك‪ ،‬وفي الوقت ذاته مراعاة التوازن بين األهداف‬
‫التجارية االستثمارية للبنك وبين األهداف االجتماعية له‪ ،‬وفي الوقت ذاته لتطهير‬
‫المال من أي معامالت مشكوك فيها أعماًال لقوله سبحانه وتعالى‪ُ{ :‬خ ْذ ِم ْن َأْم َو اِلِه ْم‬
‫َص َد َق ًة ُتَط ِّهُرُه ْم َو ُتَز ِّك يِه م ِبَه ا َو َص ِّل َع َلْي ِه ْم ِإَّن َص َالَت َك َس َك ٌن َّلُهْم َو ُهّللا َس ِم يٌع َع ِليٌم}‬
‫(‪ )103‬سورة التوبة‪.‬‬
‫ومن هنا فان البنوك اإلسالمية تقوم بتحصيل وتوزيع زكاة أموالها وأموال‬ ‫‪‬‬

‫عمالئها ومن يرغب من المسلمين‪ ،‬وتقوم البنوك اإلسالمية بإنفاقها في مصارفها‬


‫الشرعية التي حددها هللا سبحانه وتعالى في قوله‪ِ{ :‬إَّن َم ا الَّصَد َق اُت ِلْلُفَق َر اء‬
‫َو اْلَمَس اِك يِن َو اْلَع اِمِليَن َع َلْي َه ا َو اْلُم َؤ َّلَفِة ُقُلوُبُهْم َو ِفي الِّر َق اِب َو اْلَغ اِر ِم يَن َو ِفي َس ِبيِل ِهّللا‬
‫َو اْب ِن الَّس ِبيِل َف ِر يَض ًة ِّم َن ِهّللا َو ُهّللا َع ِليٌم َح ِك يٌم} (‪ )60‬سورة التوبة )‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫(ط) تحقيق التوازن بين مجاالت التوظيف‬
‫المختلفة‪:‬‬
‫‪ ‬والتوازن يتم بين مجاالت التوظيف قصير األجل ومتوسط‬
‫األجل وطويل األجل‪ ،‬وبين مناطق التوظيف المختلفة‪ ،‬حيث‬
‫يتحقق التوازن الجغرافي‪ ،‬وفي الوقت ذاته توازن في مجال‬
‫التوظيف وفقًا لألولويات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬الضروريات‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجات‪.‬‬
‫‪ -‬الكماليات‪.‬‬
‫‪ -‬والتوازن بين العائد االجتماعي والعائد االستثماري المادي‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ماهية المصارف اإلسالمية‬
‫نشأة المصارف اإلسالمية‬ ‫‪‬‬

‫جاءت نشأة المصارف اإلسالمية تلبية لرغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد صيغة للتعامل المصرفي بعيدا عن شبهة‬ ‫‪‬‬
‫الربا وبدون استخدام سعر الفائدة‪.‬‬
‫وقد جاءت أول محاولة إلنشاء مصرف إسالمي عام ‪ 1963‬حيث تم إنشاء ما يسمي ببنوك االدخار المحلية والتي أقيمت‬ ‫‪‬‬
‫بمدينة ميت غمر ‪ -‬بجمهورية مصر العربية والتي أسسها د‪ .‬أحمد النجار ‪ -‬رئيس اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية‬
‫األسبق‪ ,‬وقد استمرت هذه التجربة حولي ثالث سنوات‪.‬‬
‫ثم تم بعد ذلك إنشاء بنك ناصر االجتماعي حيث يعد أول بنك ينص في قانون إنشائه علي عدم التعامل بالفائدة المصرفية‬ ‫‪‬‬
‫أخذا أو إعطاء ا‪ ,‬وقد كانت طبيعة معامالت البنك النشاط االجتماعي وليس المصرفي بالدرجة األولي‪.‬‬
‫وقد جاء االهتمام الحقيقي بإنشاء مصارف إسالمية تعمل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في توصيات مؤتمر وزراء‬ ‫‪‬‬
‫خارجية الدول اإلسالمية بمدينة جده بالمملكة العربية السعودية عام ‪ ,1972‬حيث ورد النص علي ضرورة إنشاء بنك‬
‫إسالمي دولي للدول اإلسالمية‪.‬‬
‫وجاء نتاج ذلك إعداد اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية والتي وقعت من وزراء مالية الدول اإلسالمية عام ‪1974‬‬ ‫‪‬‬
‫وباشر البنك اإلسالمي للتنمية نشاطه عام ‪ 1977‬بمدينة جده بالمملكة العربية السعودية‪ ,‬ويتميز هذا البنك بأنه بنك‬
‫حكومات ال يتعامل مع األفراد في النواحي المصرفية‪.‬‬
‫وجاء إنشاء أول مصرف إسالمي متكامل يتعامل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية عام ‪ 1975‬وهو بنك دبي اإلسالمي‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث يقدم البنك جميع الخدمات المصرفية واالستثمارية لألفراد طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ثم توالي بعد ذلك إنشاء المصارف اإلسالمية لتصل إلي ‪ 267‬مصرفًا منتشرة في ‪ 48‬دولة علي مستوي العالم‪ ,‬بحجم‬ ‫‪‬‬
‫أعمال يزيد عن ‪ 250‬مليار دوالر طبقا إلحصائية المجلس العام للبنوك اإلسالمية في سبتمبر ‪ ,2003‬هذا بخالف فروع‬
‫المعامالت اإلسالمية للبنوك التقليدية علي مستوي العالم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تعريف المصرف اإلسالمي‬
‫" هو المصرف الذي يلتزم بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالته‬ ‫‪‬‬

‫المصرفية واالستثمارية‪,‬من خالل تطبيق مفهوم الوساطة المالية القائم علي مبدأ‬
‫المشاركة في الربح أو الخسارة‪ ,‬ومن خالل إطار الوكالة بنوعيها العامة‬
‫والخاصة"‪.‬‬
‫وفي تعريف أهداف المصارف اإلسالمية يجب أن نشير إلي أن األهداف تنبع من‬ ‫‪‬‬

‫مشكالت قائمة بالفعل في المجتمع‪ ,‬فالمشكلة تعبر عن حاجة أو رغبة قائمة بحيث‬
‫تكون الحاجة هي الهدف‪ ,‬والتوصل ألسلوب إشباع هذه الحاجة هو الحل‪ ,‬وقد‬
‫كانت من أهم حاجات المجتمعات اإلسالمية وجود جهاز مصرفي يعمل طبقا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية ويقوم بحفظ أمواله واستثمارها‪ ,‬باإلضافة إلي توفير‬
‫التمويل الالزم للمستثمرين بعيدا عن شبهة الربا‪.‬‬
‫وبانتشار المصارف اإلسالمية في المجتمعات اإلسالمية تكون قد أوجدت حال‬ ‫‪‬‬

‫لهذه المشكلة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أهمية المصارف اإلسالمية‬
‫أوجدت المصارف اإلسالمية نوعا من التعامل المصرفي لم يكن موجودا قبل ذلك في القطاع‬ ‫‪‬‬
‫المصرفي التقليدي‪.‬‬
‫فقد أدخلت المصارف اإلسالمية أسس للتعامل بين المصرف والمتعامل تعتمد علي المشاركة في‬ ‫‪‬‬
‫األرباح والخسائر باإلضافة إلي المشاركة في الجهد من قبل المصرف والمتعامل‪ ,‬بدال من أسس‬
‫التعامل التقليدي القائم علي مبدأ المديونية(المدين‪/‬الدائن) وتقديم األموال فقط دون المشاركة في‬
‫العمل‪.‬‬
‫كما أوجدت المصارف اإلسالمية أنظمة للتعامل االستثماري في جميع القطاعات االقتصادية وهي‬ ‫‪‬‬
‫صيغ االستثمار اإلسالمية ( المرابحة ‪ /‬المشاركة ‪ /‬المضاربة ‪ /‬االستصناع ‪ /‬التأجير ‪) ......./‬‬
‫إلي غير ذلك من أنواع صيغ االستثمار التي تصلح لالستخدام في كافة األنشطة‪.‬‬
‫وترجع أهمية وجود المصارف اإلسالمية إلى ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬تلبية رغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد قنوات للتعامل المصرفي بعيد عن استخدام أسعار‬ ‫‪‬‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ - 2‬إيجاد مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬تعد المصارف اإلسالمية التطبيق العملي ألسس االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪25‬‬
‫خصائص المصارف اإلسالمية‬
‫تتميز المصارف اإلسالمية بالعديد من الخصائص عن المصارف التقليدية من أهمها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في كافة المعامالت المصرفية واالستثمارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬تطبيق أسلوب المشاركة في الربح أو الخسارة في المعامالت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬االلتزام بالصفات (التنموية‪ ,‬االستثمارية‪ ,‬اإليجابية ) في معامالتها االستثمارية والمصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 4‬تطبيق أسلوب الوساطة المالية القائم علي المشاركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 5‬تطبيق القيم واألخالق اإلسالمية في العمل المصرفي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 6‬كما تتميز المصارف اإلسالمية بتقديم مجموعة من األنشطة ال تقدمها المصارف التقليدية‬ ‫‪‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ - 1‬نشاط القرض الحسن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬نشاط صندوق الزكاة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬األنشطة الثقافية المصرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪26‬‬
‫رسالة المصارف اإلسالمية‬
‫انطالقا من حاجة المجتمع اإلسالمي والفرد المسلم إلي أن‬ ‫‪‬‬

‫يجد مالذا للتعامل المصرفي واالستثماري بعيدا عن شبهة‬


‫الربا‪ ,‬فإن رسالة المصارف اإلسالمية هي‪:‬‬
‫( تقديم الخدمات المصرفية واالستثمارية في ضوء أحكام‬ ‫‪‬‬

‫الشريعة اإلسالمية )‬

‫‪27‬‬
‫أهداف المصارف اإلسالمية‬

‫‪‬في سبيل تحقيق رسالة‬


‫المصرف اإلسالمي فإن هناك‬
‫العديد من األهداف التي تؤدي‬
‫إلى تحقيق تلك الرسالة وهي‪:‬‬
‫‪28‬‬
‫أوال‪ :‬األهداف المالية‬
‫انطالقا من أن المصرف اإلسالمي في المقام األول مؤسسة مصرفية إسالمية‬ ‫‪‬‬

‫تقوم بأداء دور الوساطة المالية بمبدأ المشاركة‪ ,‬فإن لها العديد من األهداف المالية‬
‫التي تعكس مدي نجاحها في أداء هذا الدور في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية‪,‬‬
‫وهذه األهداف هي‪:‬‬
‫جذب الودائع وتنميتها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعد هذا الهدف من أهم أهداف المصارف اإلسالمية حيث يمثل الشق األول في‬ ‫‪‬‬

‫عملية الوساطة المالية‪ .‬وترجع أهمية هذا الهدف إلي أنه يعد تطبيقا للقاعدة‬
‫الشرعية واألمر اإللهي بعدم تعطيل األموال واستثمارها بما يعود باألرباح علي‬
‫المجتمع اإلسالمي وأفراده‪ ,‬وتعد الودائع المصدر الرئيسي لمصادر األموال في‬
‫المصرف اإلسالمي سواء كانت في صورة ودائع استثمار بنوعيها؛ المطلقة ‪-‬‬
‫والمقيدة‪ ,‬أو ودائع تحت الطلب؛ الحسابات الجارية أو ودائع ادخار وهي مزيج‬
‫من الحسابات الجارية وودائع االستثمار‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫استثمار األموال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمثل استثمار األموال الشق الثاني من عملية الوساطة المالية‪ ,‬وهو الهدف األساسي للمصارف‬
‫اإلسالمية حيث تعد االستثمارات ركيزة العمل في المصارف اإلسالمية والمصدر الرئيسي‬
‫لتحقيق األرباح سواء للمودعين أو المساهمين‪ ,‬وتوجد العديد من صيغ االستثمار الشرعية التي‬
‫يمكن استخدامها في المصارف اإلسالمية الستثمار أموال المساهمين والمودعين‪ ,‬علي أن يأخذ‬
‫المصرف في اعتباره عند استثماره لألموال المتاحة تحقيق التنمية االجتماعية‪.‬‬

‫تحقيق األرباح‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫األرباح هي المحصلة الناتجة من نشاط المصرف اإلسالمي‪ ,‬وهي ناتج عملية االستثمارات‬
‫والعمليات المصرفية التي تنعكس في صورة أرباح موزعة علي المودعين وعلي المساهمين‪,‬‬
‫يضاف إلي هذا أن زيادة أرباح المصرف تؤدي إلي زيادة القيمة السوقية ألسهم المساهمين‪.‬‬

‫والمصرف اإلسالمي كمؤسسة مالية إسالمية يعد هدف تحقيق األرباح من أهدافه الرئيسية‪ ,‬وذلك‬ ‫‪‬‬
‫حتى يستطيع المنافسة واالستمرار في السوق المصرفي‪ ,‬وليكون دليال علي نجاح العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫”تطور ونمو الصيرفة االسالمية‬
‫حقائق اساسية عن القطاع المصرفي االسالمي‬ ‫‪‬‬

‫انتشار المصارف االسالمية في اوروبا‬ ‫‪‬‬

‫انتشار المصارف االسالمية في الدول العربية‬ ‫‪‬‬

‫المصارف االسالمية حقائق وارقام‬ ‫‪‬‬

‫بين المصارف االسالمية و التقليدية‬ ‫‪‬‬

‫العوائق األساسية التي تواجه القطاع المصرفي االسالمي‬ ‫‪‬‬

‫االجراءات المطلوبة لتطوير وتحسين اداء المصارف االسالمية‬ ‫‪‬‬

‫‪31‬‬
‫بين المصارف االسالمية و التقليدية‬

‫‪ ‬الظـاهرة الجـدير بالـذكر إن نمـو األصـول لـدى المصـارف اإلسـالمية فـاق نمـو األصـول لـدى‬
‫المصـارف التقليديـة وهـذا مـرده على أن الصـيرفة اإلسـالمية تعطي مجـاال" للتنويـع في هيكلـة‬
‫التمويـل أوسـع وأرحب بكثـير من الصـيرفة التقليديـة‪ .‬إذ بينمـا تتبـنى الصـيرفة التقليديـة على‬
‫أسـلوب تمويـل واحـد هـو القـرض الربـوي‪ ،‬تتبـنى الصـيرفة اإلسـالمية م ال يقـل عن عشـرة‬
‫اساليب أساسية للتمويل‪.‬‬

‫‪ ‬وتفسر تفوق المصارف اإلسالمية في مجال نمو الودائع إلى أن تمييز المنتجات المصرفية‬
‫ـة من تميـيز‬‫(‪ ) Product Differentiation‬بين المصـارف التقليديـة واإلسـالمية أكـبر درج‬
‫درجـة‬
‫المنتجات فيما بين المصارف التقليدية وحدها وكذلك فيما بين المصارف اإلسالمية وحدها‬

‫‪32‬‬
‫العوائق االساسية التي تواجه القطاع المصرفي االسالمي‬

‫‪ -‬عدم اقتناع الكثير من العمالء بوجود فوارق بين المنتجات اإلسالمية وغيرها وشعور العمالء بعدم‬
‫وجود االلتزام الديني لدى بعض العاملين في المؤسسات المالية المصرفية وقد يكون مرد هذا أن‬
‫‪ %85‬من العاملين في المؤسسات المالية اإلسالمية لهم خلفيات عمل في القطاع التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬قلة عدد علماء الشريعة المؤهلين حول العالم لتقييم المنتجات التمويلية الجديدة ‪ ،‬فإن نقص‬
‫الكفاءات الالزمة من العلماء يقف عائقا" أمام اإلبتكار وتطوير المنتجات الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬الطلب على المنتجات التمويلية المطابقة للشريعة اإلسالمية يفوق العرض بشكل كبير‪ ،‬كما‬
‫أن عدد المكتتبين في الصكوك يفوق المتوافر منها‪.‬‬

‫‪ -‬غياب المعايير واإلنسجام بين فتاوى الهيئات الشرعية والتباين واإلختالف‪ ،‬إضافة إلى اإلفتقار الى‬
‫آلية إلخراج الكوادر المؤهلة من العلماء والمدققين الشرعيين‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود سوق مصرفية أو مالية إسالمية منظمة بشكل كاف يساعد البنوك اإلسالمية على التعبئة‬
‫واإلستخدام األمثل لمواردها‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬إلزام البنوك اإلسالمية من جانب السلطات المصرفية في بعض الدول باإلحتفاظ بنسبة من ودائعها‬
‫في البنوك المركزية ويتم دفع فائدة عنها‬

‫‪ -‬إنعكاسات إتفاقية تحرير الخدمات المالية في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وما سينتج عنها من‬
‫تغييرات في القطاع المصرفي العالم ومن ثم على قطاع البنوك اإلسالمية‪،‬‬

‫‪ -‬مواجهة تحديات معايير ( بازل ‪ ) 2‬على صعيد تقوية مواردها الرأسمالية واتباع المزيد من‬
‫الشفاقية‪ ،‬واإللتزام بالقواعد والمعايير المصرفية العالمية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫االجراءات المطلوبة لتطوير وتحسين اداء المصارف االسالمية‬

‫‪ -‬المزيد من التعاون المكثف والمتطور بين السلطات واألجهزة الرقابية والمؤسسات المالية في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االستفادة من التكنولوجيا واالتصاالت واالنترنت في مشاركة األفكار والدراسات واألحكام‬
‫الشرعية وغير ذلك فيما يتعلق بعمل المصرفية االسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تستطيع المؤسسات المالية االسالمية تحسين أدائها عن طريق االستفادة من األفكار والتقنيات والخبرة‬
‫المطورة خارج الصناعة المصرفية‬
‫‪ -‬ضرورة التوسع في طرح وابتكار المزيد من المنتجات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة‪ ،‬وذلك‬
‫الستيعاب السيولة الكبيرة المتوفرة لدى المصارف االسالمية‬
‫‪ -‬يجب أن يكون االشراف على مؤسسات الخدمات المالية واالسالمية مبنيا على منهج متعدد القطاعات‬
‫يشمل القطاع المصرفي وقطاع األسواق المالية واالستثمار فيجب خلق نموذج رقابي أكثر فعالية يأخذ في‬
‫اعتباره كافة العمليات التي تقوم بها جميع األطراف بالشكل الذي يعزز عمل المصارف االسالمية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬انشاء نظام مالي يتمتع بالخبرة والمرونة ويمتلك الكفاءة والقدرة التنافسية مما يسهم‬
‫بقوة في عملية النمو‪.‬‬

‫‪ -‬تدريب وتأهيل الكوادر البشرية على تولي المناصب القيادية‬

‫‪ -‬ضرورة وجود معايير موحدة للفتاوى االسالمية وبحيث يتحدد دور هيئات الفتوى‬
‫بالبنوك على مدى مطابقة الحاالت المعروضة مع المعايير المتفق عليها دوليًا‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي على المؤسسات المالية واالسالمية أن تتيح تقاريرها المالية للعموم تحقيقا‬
‫للشفافية المالية‬

‫‪ -‬ضرورة وجود تشريعات جديدة توحد المعايير التي تتبعها السوق المالية االسالمية‬
‫للمساهمة في قيامها بدور أكثر حيوية على المستوى العالمي‬

‫‪ -‬على البنوك والمؤسسات المالية االسالمية العمل على االندماج المصرفي‪ ،‬والتوجه‬
‫نحو التكتل والتكامل فيما بينها لخلق تجمعات مصرفية ذات حجم أكبر وقاعدة أوسع على‬
‫المستويين المحلي والدولي‬
‫‪36‬‬
‫الصرف والربا‪:‬‬
‫‪ ‬الصرف ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريفه ‪ :‬معناه لغة الزيادة ‪ ,‬وشرعا بيع النقد بالنقد جنسا بجنسه ‪ ,‬أو بغير جنسه كالذهب بالفضة نقدا‬
‫ومصوغا‪.‬‬

‫اركانه وشروطه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اركانه ‪ :‬الصيغة ‪ ,‬والمحل وهو البدالن ‪ ,‬والعاقدان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويشترط في الصرف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التقابض في المجلس ‪ ,‬أي قبل افتراق المتعاقدين‪ ,‬سواء كانت المبادلة بين جنسين مختلفين أو جنس واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫والدليل على ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم بعد أن ذكر الذهب والفضة ”فإذا أختلف الجنسان فبيعوا كيف‬
‫شئتم‪ ,‬على أن يككون يدا بيدا“‪.‬‬
‫التماثل أذا بيع الجنس بجنسه ‪ ,‬فال يجوز البيع اال مثال بمثل وزنا وإن اختلفا في الجودة والصناعة‪ ,‬أما إذا‬ ‫‪‬‬

‫اختلفا في الجنس فيجوز التفاضل بشرط التقابض الفوري‪.‬‬


‫خلو العقد من خيار الشرط أو األجل ‪ ,‬ألن القبض في الصرف شرط ‪ ,‬وخيار الشرط يمنع تبوت الملكية وال‬ ‫‪‬‬

‫يجوز فيع البيع باألجل ألن قبض البدلين مستحق قبل االفتراق ‪ ,‬واألجل يؤخر القبض فيفسد العقد‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫فلسفة الربا ومفهومه‬
‫انواع الربا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ينقسم الربا الى ربا الفضل ‪ ,‬ربا النسيئة ‪ ,‬وربا القرض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ربا الفضل‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫وهو زيادة مال عن مال في عقد بيع بالمعيار الشرعي من الوزن أو الكيل ‪ .‬أي هو بيع مال ربوي‬
‫بمثله مع زيادة في أحد المثلين‪ .‬والمراد بالمال الربوي ما يجري فيه حكم ربا الفضل من االشياء‪.‬‬

‫وقد نص الحديث على تحريم ربا الفضل في ستة أشياء هي ‪:‬‬


‫الذهب ‪ ,‬والفضة ‪ ,‬والبر(القمح) ‪ ,‬والشعير ‪ ,‬والتمر ‪ ,‬والملح ‪ .‬وتقاس عليها عند الفقهاء أنوواع‬
‫أخرى بتوافر العلة وهي كون الشيء قوتا أو كونه مطعوما ‪ ,‬أو كونه مكيال أو موزونا حسب‬
‫اختالف الفقهاء‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫فلسفة الربا ومفهومه‪ ...‬تتمه‬
‫ربا النسيئة‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫ربا النسيئة أو النساء هو الزيادة المشروطة التي يأحذها‬ ‫‪‬‬

‫الدائن من المدين نظير تأجيل الثمن بعد حلول أجله ‪,‬‬


‫ونسمي هذه العملية (جدولة الدين)‪ .‬وكان الدائن في الجاهلية‬
‫يقول للمدين ‪ :‬زدني انظرك ( أي زد الدين أمنحك مهلة‬
‫للسداد)‪.‬‬
‫دليل تحريم ذلك قوله تعالى‪ } :‬وان كان ذو عسرة فنظرة‬ ‫‪‬‬

‫الى ميسرة{البقرة‪ , 280:‬وقوله ايضا ‪} :‬فلكم رءوس‬


‫أموالكم ال تظلمون وال تظلمون { (البقرة ‪) 279 :‬‬
‫‪39‬‬
‫فلسفة الربا ومفهومه‪ ...‬تتمه‬
‫ربا القرض‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ربا القرض هو الزيادة المشروطة التي يأخذها المقرض من‬


‫المقترض ‪ .‬واألصل أن عقد القرض يرد بمثله وكل قرض جر نفعا‬
‫نقديا أو عينيا فهذا النفع فائدة ربوية محرمة ‪.‬‬

‫ومن الربا المحرم الفوائد البنكية التي تدفعها البنوك التقليدية على‬
‫اإليداعات ‪ ,‬وكذلك الفوائد التي يدفعها الحاصلون على قروض من‬
‫تلك البنوك ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مصادر األموال في المصارف اإلسالمية‬
‫تنقسم مصادر األموال في المصارف اإلسالمية إلى مصدرين وهما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المصادر الداخلية‪ :‬تشتمل المصادر الداخلية لألموال في المصارف اإلسالمية على حقوق المساهمين(رأس‬ ‫‪‬‬
‫المال واالحتياطات واألرباح المرحلة)‪ ,‬والمخصصات‪ ,‬وبعض المصادر األخرى منها على سبيل المثال‬
‫التمويل من المساهمين على ذمة زيادة رأس المال ‪ ,‬والقروض الحسنة من المساهمين‪.‬‬
‫المصادر الخارجية‪ :‬تشتمل المصادر الخارجية لألموال في المصارف اإلسالمية على‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬الودائع تحت الطلب {الحسابات الجارية}‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬الودائع االدخارية {حسابات التوفير}‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬ودائع االستثمار {حسابات االستثمار}‬ ‫‪‬‬

‫‪ -4‬صكوك االستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 5‬دفاتر االدخار اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 6‬ودائع المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 7‬صكوك المقارضة {المشتركة أو المخصصة}‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -8‬شهادات اإليداع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -9‬صناديق االستثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتمثل المصادر الداخلية لألموال في غالبية المصارف اإلسالمية نسبة ضئيلة من إجمالي مصادر األموال ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وتختلف نسبة مصادر التمويل الداخلي إلى إجمالي مصادر التمويل من مصرف إلى آخر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أساليب االستثمار االسالمي‬
‫إن أهم النشاطات التي يزاولها المصرف اإلسالمي هو فتح الحسابات االستثمارية واإليداعات وتشغيلها على‬ ‫‪‬‬

‫أساس المضاربة باإلضافة إلى البيع واإلجارة والمشاركات المعروفة التي تحقق تحريكًا لألنشطة االقتصادية‬
‫كلها ‪:‬‬
‫أ – فهو يقوم بتمويل التجار بالسلع والمعدات عن طريق بيع المرابحة وتأجيل الثمن مع مراعاة شروطه‬ ‫‪‬‬

‫الشرعية من بيان الثمن األصلي أو التكلفة‪ ،‬والربح‪ ،‬وحصول التملك قبل البيع وإال لم يكن مشروعًا‪ ،‬للنهي‬
‫عن ربح ما لم ُيضمن وكذلك عن طريق بيع األجل ‪.‬‬
‫ب – كما يقوم المصرف بتمكين أصحاب األنشطة الزراعية والصناعية من الحصول على المواد الخام‬ ‫‪‬‬

‫والمعدات عن طريق عقد السلم‪ ،‬حيث يشتري منتجاتهم مع تأجيل تسليمها‪ ،‬ويعجل بالثمن ليحصلوا على‬
‫السيولة التي تتيح لهم استمرار أنشطتهم الزراعية أو الصناعية كما يقوم ببعض النشاطات االستثمارية‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬البيوع الدولية في البضائع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬المتاجرة في العمالت األجنبية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬االستثمارات الدولية في العقارات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 4‬تأسيس الشركات والمشاركة في رؤوس أموالها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪42‬‬
‫ج – ويقوم المصرف بتمويل األصول الثابتة بتقديم المعدات واألجهزة ألصحاب األنشطة‬ ‫‪‬‬

‫الصناعية عن طريق اإليجار المنتهي بالتمليك‪ ،‬وهو عقد إجارة ينشئه المصرف مع العميل بعد أن‬
‫يتملك المصرف المعدات‪ ،‬ويعطي للمستأجر الحق‪ ،‬عن طريق المواعدة في تملك تلك المعدات‬
‫المأجورة في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها لقاء ثمن معلوم يتفق عليه مع التزام أحكام عقد‬
‫اإلجارة طيلة قيامها‪ ،‬وعدم اشتراط البيع فيها‪ ،‬بل هي مواعدة عليه فقط‪.‬‬
‫د – كما يقوم المصرف اإلسالمي أيضًا بتمويل األصول الثابتة على النحو المشار إليه مع التزام‬ ‫‪‬‬

‫المصرف بتركيب األجهزة وتشغيلها عن طريق عقد ( اإليجار التشغيلي ) وهو أيضًا قد ينتهي‬
‫بالتمليك باألسلوب السابق ‪.‬‬
‫هـ – ويقوم المصرف بتمويل إنشاء المباني والمصانع والمستغالت العقارية‪ ،‬عن طريق عقد‬ ‫‪‬‬

‫االستصناع ( المقاولة ) حيث يتم االتفاق على إنشاء ذلك من قبل المصرف‪ ،‬بمواصفات محددة‬
‫وبثمن مؤجل … والمصرف بدوره يستعين بالمقاولين إلقامتها لحسابه وبعالقة منفصلة عن‬
‫المقاولة األولى ودون ربط بها ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫و – ويقوم المصرف اإلسالمي بتقديم التمويل ألصحاب المشاريع الذين ال يملكون السيولة‬ ‫‪‬‬

‫الكافية النفرادهم بالنشاط‪ ،‬وذلك عن طريق المشاركات سواء كانت مشاركة ثابتة القتسام نتائج‬
‫النشاط مع ربح أو خسارة إن وقعت‪ ،‬أو كانت مشاركة متناقصة بمواعدة بين المصرف وبين‬
‫الشريك لتنازل المصرف عن حصته في المشاركة تدريجيًا لقاء ثمن محدد ‪ ..‬إلى أن ينفرد‬
‫الشريك بملكية المشروع ‪ .‬وخالل هذه الفترة تتناقص ملكية المصرف وربحه بقدر تناقص حصته‬
‫وهذا يحقق طموحات أصحاب المشاريع وتخطيهم مصاعب اإلنشاء أو األزمات الطارئة ويغنيهم‬
‫عن التمويل الربوي ‪.‬‬
‫ز – وهناك أخيرًا طريقة مفضلة للتعامل بين المصرف وبين ذوي الخبرات والمشاريع وهي‬ ‫‪‬‬

‫الدخول معهم في شركة مضاربة بحيث يقدم إليهم رؤوس األموال ويفوض إليهم استثمارها مع‬
‫اقتسام األرباح حسب النسبة المحددة‪ ،‬وإذا وقعت خسارة فإن المصرف ينفرد بتحملها ويخسر‬
‫المضارب جهده ما لم يثبت تعدي المضارب أو تقصيره ‪ .‬وهذه الطريقة تعتمد توافر الثقة واألمانة‬
‫لدرجة عالية ألَّن المضارب يستقل بإدارة االستثمار‪ ،‬ومع هذا فإنها هي الطريقة المثلى لمزاولة‬
‫المصارف اإلسالمية عملها بعد تحضير األجواء اآلمنة والظروف المواتية ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫باإلضافة إلى هذه األنشطة االستثمارية للمصرف اإلسالمي فإنه يقدم الخدمات المصرفية من‬ ‫‪‬‬

‫الحواالت‪ ،‬وإدارة الحسابات الجارية‪ ،‬والشيكات والوكاالت‪ ،‬وعمليات االستيراد ( فتح االعتمادات‬
‫) وخطابات الضمان‪ ،‬وخدمة البطاقات والخدمات األخرى وعقد الجعالة وغيرها من العقود‬
‫الشرعية‪ ،‬لتكون أساليب االستثمار وفق الضوابط الشرعية في شتى المجاالت فيما يلي ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫أوًال المتاجرة في العمالت ‪:‬‬
‫يقوم على هذا النشاط مكتب متداولي القطع بقطاع االستثمار الدولي وتختص نشاطاته بما يلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬المحافظة على توازن موازنة أرصدة الحسابات المختلفة‪ ،‬سواء كانت مع‬ ‫‪‬‬

‫‪ .‬البنوك المحلية أو األجنبية وبالعمالت المختلفة‬


‫‪ – 2‬تغطية الحسابات الناتجة عن تقديم بعض األعمال والخدمات المصرفية‪ ،‬مثل االعتمادات المستندية والتحويالت ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬تلبية أو تمويل بعض اإلدارات‪ ،‬مثل إدارة االستثمار من العمالت األجنبية‪ ،‬وكذلك القيام بعمليات التبادل بالودائع –‬ ‫‪‬‬

‫مثًال القيام بعملية تبادلية لمبلغ معين بالدينار الكويتي مقابل الدوالر األمريكي ولمدة معينة ‪.‬‬
‫‪ – 4‬عمل قوائم يومية بأسعار العمالت المختلفة ( بيع – شراء ) لتخدم اإلدارات المختلفة والفروع في أعمالها اليومية‬ ‫‪‬‬

‫من اعتمادات المستندية وتحويالت ‪.‬‬


‫‪ – 5‬عمل قوائم شهرية بأسعار العمالت المختلفة كعملية تقييمية لقيمة أرصدة الحسابات المختلفة في نهاية كل شهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 6‬تقديم المشورة المالية التي تتعلق بالعمالت األجنبية واتجاه مسارها سواء كانت إلدارة المصرف المختلفة أو للفروع‬ ‫‪‬‬

‫أو للعمالء مباشرة ‪.‬‬


‫‪ – 7‬إدارة أرصدة حسابات العمالء بالعمالت األجنبية في اآلجال القصيرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 8‬المتاجرة بالعمالت األجنبية كعملية استثمارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪46‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬االستثمار المباشر ‪:‬‬
‫يقوم االستثمار المباشر باألنشطة المتعلقة بالمساهمات في رؤوس أموال الشركات وتأسيسها‬ ‫‪‬‬

‫وإدارتها‪ ،‬ويشمل ذلك ‪:‬‬


‫‪ – 1‬تنويع أوجه االستثمار المباشر‪ ،‬بهدف تقليل المخاطر‪ ،‬وكذلك تنويع التوزيع الجغرافي‬ ‫‪‬‬

‫واألنشطة النوعية لتلك االستثمارات ‪.‬‬


‫‪ – 2‬العمل علي زيادة وانتشار الشركات التي تراعي قواعد الشريعة اإلسالمية في نشاطها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وذلك من خالل المساهمة فيها‪ ،‬األمر الذي سيتيح اتساع قاعدة عمالء المصرف اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اقتراح الخطوط الرئيسة لسياسة االستثمار بالمساهمة في رأس مال الشركات محليًا‬ ‫‪‬‬

‫وخارجيًا‪ ،‬ووضع معايير لمساهمات البنك اإلسالمي في المشاريع االستثمارية ‪.‬‬


‫‪ – 4‬متابعة استثمارات وحصص المصرف اإلسالمي ووضع الخطط واالقتراحات المناسبة‬ ‫‪‬‬

‫لزيادة فاعلية ورفع درجة كفاءته ‪.‬‬


‫‪ – 5‬المتاجرة بالشراء والبيع في أسهم الشركات المقبولة شرعًا لتحقيق أرباح مناسبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪47‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬المرابحة العقارية المحلية ‪.‬‬
‫ويكون بشراء المصرف للعقارات السكنية وتوفير ما ينقص من ثمن‬ ‫‪‬‬

‫المسكن أو شراء مواد البناء‪ ،‬أو استكمال إنجاز المسكن‪ ،‬أو شراء‬
‫القسائم أو البيوت وبيعها‪ ،‬ويتم السداد نقدًا أو أن يدفع العميل مبلغًا‬
‫معينًا كدفعٍة أولى والباقي على أقساٍط ميسرٍة ولمدٍة قد تصل إلى عشر‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫وكذلك المرابحة التجارية‪ ،‬بتوفير أنواع السلع التجارية واالستهالكية‬ ‫‪‬‬

‫( سيارات‪ ،‬أثاث‪ ،‬تجهيزات منزلية وكهربائية ومصاعد‪ ،‬وتكييف‬


‫مركزي ‪ ...‬إلخ ) واعتمادات المرابحة تكون بشراء سلعة محددة‬
‫األوصاف والسعر والمصدر وطريقة السداد‪ ،‬ثم بيعها للعميل بربح‬
‫متفق عليه‪ ،‬وفق ضوابط شرعية ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫رابعًا ‪ :‬االستثمارات الدولية العقارات ‪.‬‬
‫ويقوم بهذا النشاط وحدة العقار الدولي‪ ،‬ويتلخص نشاطه في ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬العمل على تواجد دولي في األسواق العالمية لالستثمار العقاري ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬مساعدة عمالء المصرف اإلسالمي في إيجاد فرص استثمار عقارية جيدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬إدارة العقارات الموجودة بالخارج المملوكة للمصرف اإلسالمي أو للغير ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 4‬المتاجرة واالستثمار في كافة أشكال االستثمار العقاري خارج البلد سواء نقدًا أو باألجل‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫أو بالمرابحة‪ ،‬أو باالستصناع‪ ،‬أو باإليجار ‪.‬‬


‫‪ – 5‬إنشاء شركات عقارية للتعامل في مجال العقار الدولي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 6‬دراسة وطرح جميع أدوات االستثمار المتعلقة بالعقارات الدولية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪49‬‬
‫خامسًا ‪ :‬الخدمـات ‪.‬‬
‫تأجير الخزانات بأحجام مختلفة وبغرف خاصة بأصحابها مقابل أجر سنوي ‪.‬‬ ‫أ–‬ ‫‪‬‬
‫ب – التسوق التعاوني بالتعاقد على شراء منتجات المصانع أو الشركات ثم يقوم المصرف‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي بترويجها وتسويقها إلى الجمعيات التعاونية وغيرها ‪.‬‬


‫ج – بيع السيارات الجديدة نقدًا أو باألقساط ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د – شراء السيارات المستعملة‪ ،‬أو بيعها لقاء عمولة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هـ – المشاركات ‪ :‬يدرس المصرف اإلسالمي جدوى الصفقة التجارية ويساهم في الدعم المالي‬ ‫‪‬‬

‫المتفق عليه مع العميل الذي يدير الصفقة من حيث التخزين والتسويق‪ ،‬وكذلك المشاركة في‬
‫المشاريع االستثمارية ‪.‬‬
‫و – الخدمات المصرفية ‪ ( :‬خطابات الضمان ) ألغراض تجارية أو تأمينية واالعتمادات‬ ‫‪‬‬

‫المستندية حيث يقوم المصرف اإلسالمي بمهمة الوكيل عن التاجر في استيراد البضائع مقابل أجر‬
‫نظير هذه الخدمات ‪.‬‬
‫ز – تأمين خدمة الصيانة الفنية لألدوات الصحية والكهربائية والتكييف والمصاعد‪ ،‬أو تأمين‬ ‫‪‬‬

‫الحراسة لقاء أجرة يتفق عليها ‪.‬‬


‫‪50‬‬
‫المرابحـــــة‪:‬‬
‫حكم بيع المرابحة في الشريعة اإلسالمية –‬ ‫‪‬‬

‫الجواز – فهو حالل إذا كان بيعًا صحيحًا في صورته ومعناه‪،‬والدليل على جوازه ثابت من المنقول والمعقول ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أما دليل جوازه من المنقول ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬فأما من الكتاب الكريم ‪ :‬فإنه يدخل تحت عموم قوله تعالى‪ :‬وأحل هللا البيع وحرم الربا )‪(1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬أما من السنة النبوية الشريفة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ – قوله ‪" : ‬أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور")‪(2‬‬ ‫‪‬‬

‫ب – قال الشيزاوي ‪ :‬من اشترى سلعة جاز له بيعها برأس المال وبأقل منه وبأكثر منه لقوله " صلى هللا عليه وسلم " ( إذا اختلف الجنسان‬ ‫‪‬‬

‫فبيعوا كيف شئتم )(‪)3‬‬


‫ج – كما جاء في السنة النبوية تطبيق لبيع التولية وهو أحد أقسام بيوع األمانة وشقيق بيع المرابحة‪ ،‬حيث اشترى أبو بكر الصديق رضي‬ ‫‪‬‬

‫هللا عنه ناقتين أعدهما للهجرة عليهما‪ ،‬وأراد إعطاء إحداهما للنبي " صلى هللا عليه وسلم " على سبيل الهبة ‪ .‬فقال صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫"بل بالثمن " أي يأخذها تولية بثمن الشراء أو التكلفة الذي اشتراها أبو بكر بهما ‪ .‬فكأن النبي ‪ ‬ولى أبو بكر وأقامه في الشراء‪.‬‬
‫د – وورد في كتاب األم للشافعي ‪ :‬إذا قال رجل آلخر‪ :‬اشتر هذه السلعة وأنا أشتريها منك وأربحك فيها كذا‪ ،‬فاشتراها الرجل فالشراء جائز‬ ‫‪‬‬

‫والذي قال ( أربحك فيها كذا ) بالخيار إن شاء ابتاعها وإن شاء ترك ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫‪--‬‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية ‪. 275‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )2‬رواه أحمد بمعناه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )3‬كتاب تكملة المجموع – ‪. 13/4‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬
‫ويتفرع عن هذا النص مسألتان ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ – الوعد بالشراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب – مسألة المرابحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وهذا ما جاء عليه العمل في المصارف اإلسالمية في المرابحة المحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجاء في مؤتمر المصارف اإلسالمية نصًا " إذا طلب العميل من المصرف شراء سلعة معينة محددة األوصاف والثمن‬ ‫‪‬‬

‫إضافة إلى الربح المتفق عليه‪ ،‬فهذا يتضمن‪:‬‬


‫‪ –1‬وعدا من العميل بالشراء إذا تحققت األوصاف المتفق عليها والثمن والربح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ –2‬وعدا من المصرف بإتمام البيع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي المؤتمر الثاني للمصارف اإلسالمية‪ ،‬ورد ما يلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ –1‬بيع المرابحة جائز شرعًا‪ ،‬وإنه يتضمن وعدًا بالشراء‪ ،‬فإذا اشترى المصرف السلعة المحددة األوصاف فإنه يتحمل‬ ‫‪‬‬

‫مسؤوليتها إن هلكت ‪ .‬وفي حال تقديمها حسب االتفاق يجري العقد على أنه بيع المرابحة الجائز شرعًا لمراعاة األحكام‬
‫الشرعية التالية ‪:‬‬
‫أ – المصرف يشتري السلعة ويمتلكها‪ ،‬وال يستدعي المشتري الواعد إلجراء عقد البيع إال بعد تملكها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب – في تقديم المشتري وعدًا بشراء السلعة التي حدد أوصافها التي يرغب فيها يحصل المشتري على حاجته ويحقق‬ ‫‪‬‬

‫رواج البضاعة ويتجنب الكساد ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أحكام وقواعد عقد المرابحة بناًء على‬
‫المواعدة‬
‫‪ -1‬وجوب تملك المصارف للسلعة قبل أن يبيعها للواعد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬يتحمل المصرف تبعة الهالك طالما أَّن المشتري لم يستلم البضاعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬يتحمل المصرف الرد بالعيب أو مخالفة األوصاف إن خالفت االتفاق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 4‬يشترط أن يعرف المشتري سعر التكلفة أو رأسمال السلعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 5‬يجب تعيين سداد الثمن حاًال أو مؤجًال وتحديد األقساط بما ال يدع مجاًال لجهالة تؤدي إلى‬ ‫‪‬‬

‫منازعة ‪.‬‬
‫‪ – 6‬يجب إيضاح خطوات البيع في المرابحة بأن تكون معلومة للمشتري ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪53‬‬
‫الخصائص المميزة لبيع المرابحة لآلمر بالشراء ‪-:‬‬

‫‪ .‬العالقة فيه تتكون من أطراف ثالثة هي ‪ :‬البائع‪ ،‬المصرف‪ ،‬المشتري (‪)3‬‬ ‫‪‬‬

‫المبيع ليس في ملك المصرف الذي يطلب منه المشتري السلعة وإنما يعده‬ ‫‪‬‬

‫المصرف بشرائها بناء على طلبه فالمبيع موصوف أو على متعين (‪)4‬‬
‫يشتري المصرف السلعة لوجود األمر بالشراء الذي يطلب السلع ولوال ذلك لم‬ ‫‪‬‬

‫يكن للمصرف أي نية بالشراء‪.‬‬


‫المصرف ليس تاجرًا على الحقيقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-3‬كشف الغطاء عن بیع المرابحة لآلمر بالشراء ‪ :‬مجلة المسلم المعاصر عدد‬ ‫‪‬‬

‫‪ ، ٣٢‬ص ‪ ، ١٨٦‬بحث للدكتور رفیق المصري ‪.‬‬


‫‪-4‬أحمد ملحم‪ ،‬بیع المرابحة وتطبیقاتھا في المصارف اإلسالمیة ص‪٨٧-٨٦‬‬ ‫‪‬‬

‫‪54‬‬
‫صور المرابحة لألمر بالشراء (‪)1‬‬
‫أوًال ‪ :‬المرابحة لألمر بالشراء مع اإللزام بالوعد ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يتقدم الشخص إلى المصرف لشراء سلعة معينة بالمواصفات التي يحددها ويلتزم بشراء‬ ‫‪‬‬

‫السلعة من المصرف بعد شراء المصرف لها ‪.‬‬


‫يتفق الطرفان على الثمن والربح وطريقة الدفع التقسيطي وفق النظام الذي يعمل به المصرف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشتري المصرف السلعة بناء على طلب اآلمر بالشراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عرض السلعة على اآلمر بالشراء للتأكد من مطابقتها للمواصفات المحددة حسب طلب الشراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يلتزم اآلمر بالشراء بشراء السلعة من المصرف وحسب االتفاق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي هذه الصورة نالحظ أن المصرف لن يتعرض للمخاطر الخاصة باقتناء السلعة حيث أنه لن‬ ‫‪‬‬

‫يشتري السلعة إال بعد وجود آمر بالشراء وملتزم بشراء السلعة التي طلبها ‪ .‬حيث انه بخالف‬
‫ذلك يتعرض لمخاطر عدم سداد اآلمر بالشراء اللتزاماته ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -1‬ھیئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالیة اإلسالمیة‪ ،‬معاییر المحاسبة والمراجعة والضوابط للمؤسسات المالیة‬
‫اإلسالمیة‪ -١٥٢، ٢٠٠٣ ،‬البحرین‪ ،‬ص ‪١٥١‬‬

‫‪55‬‬
‫صور المرابحة لألمر بالشراء‪ ...‬تتمة‬
‫ثانيًا ‪ :‬المرابحة لآلمر بالشراء مع عدم اإللزام بالوعد ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يتقدم الشخص إلى المصرف لشراء سلعة معينة بمواصفات معينة ويعد بشرائها لكنه غير ملزم‬ ‫‪‬‬

‫بشرائها ‪.‬‬
‫يتفق الطرفان على الثمن والربح وطريقة الدفع التقسيطي وفق النظام الذي يعمل به المصرف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشتري المصرف السلعة بناء على طلب اآلمر بالشراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عرض السلعة على اآلمر بالشراء والتأكد من مطابقتها للمواصفات المحددة حسب طلب اآلمر‬ ‫‪‬‬

‫بالشراء ‪.‬‬
‫لآلمر بالشراء الحق في شراء السلعة أو عدم شرائها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫في حالة عدول اآلمر بالشراء عن شراء السلعة تصبح السلعة في ملك المصرف ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عرض السلعة للبيع ألي شخص يرغب بالشراء وبالتالي قد يحقق ربح أو خسارة‬ ‫‪‬‬

‫من خالل ما تقدم نالحظ أن المصرف سيتعرض لخطر شراء السلعة لنفسه وهو على غير يقين‬ ‫‪‬‬

‫بشراء العميل لها وبالتالي مخاطر انخفاض السعر باإلضافة لمخاطر عدم دفع اآلمربالشراء‬
‫لاللتزامات المترتبة عليه ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫مثال على المرابحة ‪:‬‬
‫بفرض قيمة السيارة ‪ ١٠٠٠٠‬دينار ليبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يترتب على الزبون تسديد هامش جدية قدره ‪ % ٣٠‬مًث ال‪ ،‬أي ‪ ٣٠٠٠‬دينار ليبي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫والمصرف سيمول ‪ ٧٠٠٠‬دينار ليبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فإذا رغب الزبون بتقسيط القيمة الباقية على خمسة سنوات فإن المصرف‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي سيضيف‪:‬‬
‫‪ 5* 6.5%‬سنوات = ‪%32.5‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 9275 =2275+7000 = ٧٠٠٠ × ٣٢,٥%‬سعر البيع للزبون‬ ‫‪‬‬

‫وبتقسيطها على ‪ ٦٠‬شهرا (خمس سنوات) فإن القسط الشهري سيبلغ ‪154.5‬‬ ‫‪‬‬

‫دينار ليبي تقريبا ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مجاالت التطبيق ‪:‬‬
‫تعتبر المرابحة من أكثر صيغ التمويل استعماًال في البنوك‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمية وهي تصلح للقيام بتمويل جزئي ألنشطة العمالء‬


‫الصناعية أو التجارية أو غيره‪ ،‬وتمكنهم من الحصول على‬
‫السلع المنتجة والمواد الخام أو اآلالت والمعدات من داخل‬
‫القطر أو من خارجه (االستيراد)‪.‬‬
‫وكذلك البيوع الدولية في البضائع حيث يوكل البنك شخصًا‬ ‫‪‬‬

‫يشتري البضائع ثم يستلمها البنك ثم يبيعها للتاجر بربح متفق‬


‫عليه ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫بيع األجل‬
‫تعريف األجل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لغة ‪ :‬هو وقت معين للوفاء بالتزام ما ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واصطالحا ‪ :‬بيع األجل أن يبيع الشيء بثمن غير حال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مشروعيته ‪ :‬ثبت في الكتاب في قوله تعالى‪  :‬إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه)‪.(1‬‬ ‫‪‬‬

‫أي إذا تبايعتم باألجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي السنة ‪ :‬اشترى " صلى هللا عليه وسلم " من يهودي ثالثين صاعًا من شعير ورهن درعه(‪. )2‬‬ ‫‪‬‬

‫بيع األجل شرعًا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا عرض البائع سلعته بسعر أعلى من الدفع الحال الفوري فهو جائز بشروط ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬تحديد الثمن واألجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬أال يكون البدالن من المطعومات(‪ ،)3‬أو األثمان ألنهما عّلة الربا في الحديث وما سواهما جائز‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة – اآلية ‪.282‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )2‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ ) 3‬وقال بعضهم المكيالت أو الموزونات من األقوات األساسية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ – 3‬أال يشترط في العقد الحط من الثمن إذا دفعه قبل الموعد المعين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز بيع األجل فقالوا ‪ :‬إذا كان الثمن مؤجًال‬ ‫‪‬‬

‫وكان البائع فيه من أجل التأجيل جاز‪ ،‬ألن لألجل حصة من الثمن لعموم األدلة‬
‫القاضية بجوازه(‪ ،)4‬ورجحه الشوكاني فقال ‪ :‬لو قال البائع بعتك بألف نقدًا أو‬
‫ألفين إلى سنة‪ ،‬فقال المشتري قبلت بألف نقدًا‪ ،‬أو بألفين باألجل صَّح ذلك(‪ .)5‬وقد‬
‫أجمع المسلمون على هذا النوع من البيع‪ ،‬ولم يزل المسلمون يتعاملون به ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )4‬فقه السنة ‪ -‬مجلد ‪ 3‬ص ‪. 73‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )5‬نيل األوطار – ج‪. 5/161‬‬ ‫‪‬‬

‫‪60‬‬
‫صور بيع األجل‬
‫‪ –1‬بيع األجل ‪ :‬هو استالم المبيع وتأجيل دفع الثمن ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬بيع السلم ‪ :‬هو دفع الثمن وتأجيل استالم المبيع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬تأجيل دفع الثمن وتأجيل استالم المبيع يسمى بيع الدين بالدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إال أن المشرع منع األجل في الحاالت التي تؤدي إلى شبهة الربا سدًا للذريعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مثال ‪ :‬تبادل الذهب بالفضة باألجل والدوالر بالدينار ألن فيه شبهة القرض وشبهة الزيادة إذا لم يكن حاًال‬ ‫‪‬‬

‫فيقع في محظور الربا ‪.‬‬


‫وهو زيادة بغير عوض بموجب هذا العقد ‪ .‬وإلى هذا المعنى يشير الحديث الشريف ( الذهب بالذهب‬ ‫‪‬‬

‫والفضة بالفضة‪.. ،‬مثًال بمثل‪ ،‬ويدًا بيد‪ ،‬والفضل ربا فإذا اختلفت هذه األجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان في‬
‫مجلس واحد ) ‪.‬‬
‫والقاعدة في بيع األثمان ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬في األثمان يشترط أن يكون البيع حاًال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬إذا كانت األثمان من جنس واحد ( يشترط التماثل والتقابض ) وأما إذا اختلف الجنس ال يشترط التماثل‬ ‫‪‬‬

‫وإنما يشترط التقابض ويحرم التأجيل ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أمثلة تطبيقية على البيع االجل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬باع ألف دوالر بمبلغ ‪ 300‬دينار والتسليم لكليهما بعد شهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجواب ‪ :‬ال يجوز وهذا ربا‪ ،‬ألن األثمان ال يجوز بيعها باألجل وألنه ال يجوز بيع الدين بالدين‪ ( ،‬قال "‬ ‫‪‬‬

‫صلى هللا عليه وسلم " ‪ :‬فإذا اختلفت األجناس فبيعوا كيف شئتم في مجلس واحد ) ‪.‬‬
‫‪ –2‬دفع مائة دينار اليوم على أن يستلم ثالث مائة دوالر بعد شهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجواب ‪ :‬ال يجوز وهذا البيع ربا‪ ،‬ألن األثمان ال يجوز بيعها باألجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ –3‬باعه الدينار الليبي بتسع قطع من ذات العشر قروش في مجلس واحد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجواب ‪ :‬ال يجوز وهذا ربا‪ ،‬ألن األثمان من جنس واحد يحرم فيها التفاضل‪ ،‬ويشترط فيها التماثل‬ ‫‪‬‬

‫والتقابض ‪.‬‬
‫وهذه القاعدة نفسها تنطبق على األقوات من المأكوالت والموزونات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬يشترط في بيع المطعومات بعضها ببعض أن يكون البيع حاًال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬إن كانت المطعومات من جنس واحد يشترط التماثل والتقابض‪ ،‬أما إذا اختلف الجنس فال يشترط التماثل‬ ‫‪‬‬

‫وإنما يشترط التقابض ويحرم التأجيل ‪.‬‬


‫والخالصة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يحرم التفاضل في المتجانسين في السلع من أقوات الناس مطلقًا في البيع الحال والمؤجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪62‬‬
‫أمثلة تطبيقية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أبيعك كيس أرز بكيسين حاًال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجواب‪ :‬ال يجوز‪ ،‬يشترط في المتجانسين التماثل والتقابض‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬البر بالبر‪ ،‬والشعير بالشعير‬
‫‪ ...‬مثًال بمثل يدًا بيد ‪."...‬‬
‫‪ – 2‬أبيعك كيس قمح في الصيف على أن تسلمني كيس قمح في‬ ‫‪‬‬

‫الشتاء ‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز ألن في السلع من أقوات الناس يحرم التأجيل‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬يدًا بيد" في المتماثلين ولكن‬
‫لو أقرضه قرضًا حسنًا جاز‪ ،‬إنما الممنوع هو البيع‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫األحكام الشرعية للبيع باألجل‬

‫‪ )1‬تجوز الزيادة في الثمن المؤجل عن الثمن الحال‪ ،‬وذلك لعموم األدلة القاضية بجواز البيع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )2‬يجوز عند المساومة ذكر ثمن المبيع نقدًا‪ ،‬وثمنه مؤجًال‪ ،‬وثمنه باألقساط لمدد معلومة‪ ،‬وال يصح البيع إال إذا‬ ‫‪‬‬

‫حدد الطرفان عند التعاقد ثمنًا واحدًا وأجًال محددًا من بين ما سبق عرضه في المساومة ‪.‬‬
‫‪ )3‬يشترط معلومية األجل‪ ،‬ومعلومية مواعيد ودفع األقساط منعًا للجهالة التي تفضي إلى المنازعة وتفسد العقد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )4‬إذا تأخر المشتري المدين في دفع ثمن األقساط في الموعد المحدد فال يجوز إلزامه أي زيادة على الدين لصالح‬ ‫‪‬‬

‫الدائن بشرط سابق أو بدون شرط‪ ،‬ألن ذلك ربا محرم ‪ .‬وقد أجاز بعض العلماء على أنه يمكن إلزامه بالشرط‬
‫غرامة تصرف في وجوه الخير تفاديًا لتساهله في أداء المديونية ‪.‬مستندين الى قول الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫”مماطلة الموسر ظلم“ وقال بعض العلماء بعدم جوازة وكثيرا من البنوك االسالمية تتجنب وضع مثل هذا الشرط‪.‬‬
‫‪ )5‬يجوز شرعًا أن يشترط البائع باألجل‪ ،‬حلول األقساط قبل مواعيدها وحقه في المطالبة بها كاملة عند إخالل‬ ‫‪‬‬

‫المشتري بأداء بعضها ‪.‬‬


‫‪ )6‬ال يجوز اشتراط عدم انتقال ملكية المبيع بسبب تأجيل دفع الثمن‪ ،‬بل يجب تسليم البائع المبيع وال يطالب‬ ‫‪‬‬

‫المشتري بتسليم الثمن إال عند حلول األجل المتفق عليه ‪.‬‬
‫‪ )7‬يجوز للبائع أن يشترط على المشتري رهن المبيع لضمان حقه في استيفاء األقساط المؤجلة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )8‬إذا تسلم المشتري السلعة فهلكت عنده فهي تهلك عليه‪ ،‬وال رجوع له على البائع وعليه سداد جميع األقساط ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪64‬‬
‫مجاالت التطبيق ‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر بيع األجل من البيوع التي َت عامل بها الناس في الماضي والحاضر‪ ،‬وقد‬ ‫‪‬‬

‫تفشى تفشيًا ملحوظًا في عصرنا الحاضر حتى صار أكثر وقوعًا من البيع الحال‬
‫في كثير من البلدان‬
‫‪ -‬ييسر بيع األجل على الناس سبل التعامل فيما بينهم‪ ،‬وهو يفيد كًال من البائع‬ ‫‪‬‬

‫والمشتري ‪ :‬فالبائع يزداد في الثمن‪ ،‬والمشتري يحصل على المبيع قبل تمكنه من‬
‫دفع الثمن كامًال ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتمد البنوك اإلسالمية على بيع األجل لتمويل العديد من العمالء‪ ،‬فهي تقوم‬ ‫‪‬‬

‫بشراء السلع والبضائع بالنقد‪ ،‬أي أنها تدفع ثمنها نقدًا‪ ،‬ثم تبيعها لمن يرغب فيها‬
‫من العمالء بثمن مؤجل أو مقسط متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬يستعمل بيع األجل في تمويل احتياجات الناس االستهالكية المكِلفة مثل األثاث‬ ‫‪‬‬

‫والسيارات واألدوات المنزلية الكهربائية‪ ،‬كما يستعمل في تمويل المساكن المشيدة‬


‫وتمويل السلع اإلنتاجية مثل األجهزة واآلالت والمعدات ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ما الفرق بين األجل والقرض الربوي ؟ أو بعبارة أخرى ما الفرق‬ ‫*‬
‫بين الفائدة البنكية وزيادة السعر في البيع بالتقسيط ؟‬

‫‪ ‬الجواب ‪:‬‬
‫الفائدة البنكية تصادم نص الحديث الذي يبين األثمان من‬
‫جنس واحد يحرم فيها التفاضل والتأجيل‪ ،‬أّما في البيع‬
‫بالتقسيط فهو بيع سلعة بثمن وللبائع حق تقدير ثمن‬
‫سلعته اليوم أو بعد سنة واألصل في العقود اإلباحة ما‬
‫لم يرد نص يحرم ذلك ‪ .‬فالزيادة في بيع األجل مقابل‬
‫العين‪ ،‬وفي الفائدة البنكية مقابل الدين ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الخالصة‪:‬‬

‫البيع باالجل‬ ‫القرض الربوي‬


‫‪ - 1‬تبادل سلعة بثمن فهو بيع مطلق‬ ‫‪ -1‬مبادلة نقود بمثلها وزيادة فهو مصادم‬
‫(وأحل هللا البيع) ‪.‬‬ ‫لنص الحديث ألنه ربا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثمن السلعة المؤجلة مستقر بتمام العقد‬ ‫‪ - 2‬مبلغ القرض وزيادة مطردة مع المدة‬
‫وال يزيد ‪.‬‬ ‫تنقصه أو تزيده ‪.‬‬
‫السلعة المؤجلة الثمن إعادتها بعد ‪3-‬‬ ‫إعادة القرض بعد الخروج من المحل ‪3-‬‬
‫خروجها من المحل غير مقبول تجاريًا‬ ‫‪.‬مألوف تجاريًا ألن المخاطرة مألوفة‬
‫‪.‬ألن المخاطرة كبيرة‬

‫‪67‬‬
‫المضاربـــــــــة‪:‬‬
‫‪ ‬هي نوع من شركة العقد يتفق فيها على أن يكون رأس المال من‬
‫جانب والعمل على استثماره من الجانب اآلخر‪ ،‬والربح مشترك ‪.‬‬
‫‪ ‬فصاحب رأس المال يسمى ( رب المال )‪،‬والعامل فيه‬
‫( مضارب ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ويسمى عقد المضاربة (‪ )1‬أيضًا قراضًا (‪.)2‬‬
‫‪-------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ )1( ‬اسم مشتق من الضرب في األرض ألن المضارب يسعى لطلب‬
‫الربح‪ ،‬وقيل ألن لكٍّل من الشريكين يضرب لهما بسهم ‪.‬‬
‫‪ )2( ‬القراض ‪ :‬من القرض أي القطع فيها للعامل قطعة من الربح ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫مشروعيتها ‪:‬‬
‫ورد في السيرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬خرج في مال خديجة رضي هللا عنها مضاربة إلى الشام ‪)3(.‬‬ ‫‪‬‬

‫وروى البيهقي أن العباس رضي هللا عنه كان إذا دفع ماًال مضاربة اشترط على صاحبه أال يسلك فيه بحرًا وال‬
‫ينزل واديًا‪ ،‬وال يشتري به ذات كبد رطبه‪ ،‬فإن فعل فهو ضامن فرفع شرطه إلى رسول هللا ‪ ‬فأجازه‪)4(.‬‬
‫وأعطى عمر بن الخطاب رضي هللا عنه مال يتيم بالمضاربة ‪)5( .‬‬ ‫‪‬‬

‫وورد عن علي كرم هللا وجه قوله في المضاربة‪" :‬الخسارة على المال والربح على ما اصطلحوا عليه"‪)6(.‬‬ ‫‪‬‬

‫وثبتت المضاربة من تعامل عمر وعثمان وابن مسعود رضي هللا عنهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )3‬سيرة ابن هشام ج ‪ 1‬ص ‪. 187‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )4‬البيهقي ج‪ 6‬ص ‪111‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )5‬نيل األوطار للشوكاني ج ‪ 5‬ص ‪300‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )6‬عبد الرازق الصنعاني ( المصنف ج ‪ 8‬ص ‪248‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪69‬‬
‫أركان المضاربة وشروطها ‪:‬‬
‫أركان المضاربة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الصيغة المكونة من اإليجاب والقبول هي مما أطبق الفقهاء على ركنيته هنا كأكثر العقود‪ ،‬بعد‬ ‫‪‬‬

‫االختالف في اعتبار ما عداها أي هل تشمل الركنية األطراف من رب المال والعامل ومحل‬


‫المضاربة أو هي من مقومات العقد دون معنى الركنية المسلتزم فيه الجزئية في الماهية‪..‬‬
‫وعلى كٍل البد من هذه العناصر الستة ‪ :‬اإليجاب والقبول (أي الصيغة)‪ ،‬ورب المال‪ ،‬والعامل‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ورأس المال‪ ،‬والربح‪ ،‬وبعضهم ال يعتبر األخير منه ألنه من النتائج المحتملة ‪ ..‬ولكن ركنيته هي‬
‫من حيث دوره الكبير في نشوء المضاربة إذ البد من تحديده بنسبة شائعة ‪.‬‬
‫شروط المضاربة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لكل من العناصر األساسية للمضاربة شروط لتحقيقها‪ ،‬فضًال عن الشروط األخرى التي يترتب‬ ‫‪‬‬

‫على فقدانها فساد المضاربة ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫شروط المتعاقدين ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أّم ا رب المال والعامل فال يختلف ما يشترط فيهما عن الشروط العامة المتصلة باألهلية‪ ،‬وهي هنا أهلية التوكل بالنسبة‬ ‫‪‬‬

‫لرب المال‪ ،‬وأهلية التوكل بالنسبة للعامل ( المضارب ) ألن مناط التصرف في المضاربة هو بطريق الوكالة ‪.‬‬
‫شروط رأس المال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ ) 1‬وما تصح به المضاربة هو ‪ :‬أن يكون مما تصح به الشركة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ – أّال يكون المال دينًا في الذمة‪ ،‬ألن الدين في الذمة قد يوجد وقد ال يوجد‪،‬ومال المضاربة يفترض فيه وجوده مع قابلية‬ ‫‪‬‬

‫النماء ‪ ..‬هذا ما لم يقترن العقد بتوكيل العامل بقبض الدين ممن هو عليه ليعمل به مضاربة ‪ .‬فإن كان المضارب نفسه هو‬
‫المدين فبعض الفقهاء أجازه وبعضهم لم ير صحته ‪ ..‬ولعل العبرة لتحقيق وجوده بيده للعمل فيه ‪ ..‬وال يخفى أن ما ذهب‬
‫إليه الجمهور هو ما عليه التطبيق في المصارف في بعض األحيان إذ يصار إلى نقل المبالغ المودعة في الحسابات‬
‫الجارية‪ ،‬وهي القروض‪ ( ،‬نقًال حسابيًا ) دون إعادة التسليم ‪.‬‬
‫ب – أن يكون رأس المال من األثمان‪ ،‬وفي حين يشترط بعض الفقهاء أن يكون من النقض المضروب‪ ،‬يكتفي المالكية‬ ‫‪‬‬

‫بتوافر أصل المالية ‪.‬‬


‫ج – كون المال حاضرًا عند العقد‪ ،‬فال تصح الشركة بمال غائب عند العقد ليتحقق تسليم المال للمضارب وتصرفه فيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي هذا تختلف المضاربة عن الشركات األخرى حيث في الشركة يكفي أن يوجد رأس المال عند الشراء في مذهب‬ ‫‪‬‬

‫الحنفية أما عند غيرهم فالبد من وجوده عند العقد في الشركة (كالمضاربة ) ليتحقق خلط مال الشريكين فهو شرط انعقاد ال‬
‫شرط صحة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أمور يجب مراعاتها في المضاربة‪:‬‬
‫(‪ )1‬ال يصح عقد القراض على رأس مال من العروض‪ ،‬والوجه لمنع المضاربة في العروض عدم التمكن من تقدير‬ ‫‪‬‬

‫رأس المال بدقة الحتمال زيادة قيمة العروض‪.‬‬


‫فإذا ُأريد التنضيض على أساس القيمة عند بدء القراض يكون المضارب قد أخذ فرق ما بين القيمتين يوم العقد ويوم‬ ‫‪‬‬

‫انتهائه ‪ ..‬وهو ربح لم يضمنه كما يعبر ابن رشد عن ذلك " بأنه يورث جهالة المال والربح‪ ،‬في أخذ العرض وهو‬
‫يساوي قيمة‪ ،‬ورده وهو بقيمة أخرى "(‪ ،)1‬على أنه إذا تضمن العقد توكيًال للعامل ببيع العروض ومن ثم العمل‬
‫بالثمن فذلك جائز على ما صرح به الحنفية والحنابلة ‪.‬‬
‫وكذلك إذا كان مال المضاربة وديعة في يد العامل فالجمهور على صحة المضاربة‪ ،‬ما عدا المالكية فقد اشترطوا‬ ‫‪‬‬

‫تسلمها قبل العمل (‪.)1‬‬


‫(‪ )2‬أن يكون رأس المال معلوم القدر والصفة عند العقد‪ ،‬وهذا واضح‪ ،‬واشتراطه من ضرورات حساب الربح أو‬ ‫‪‬‬

‫الخسارة فيما بعد ‪..‬‬


‫(‪ )3‬تسليم رأس المال إلى العامل ‪ ..‬فإن شرط بقاءه في يد رب المال اعتبر ذلك منافيًا لمقتضى العقد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إّال أن الحنابلة رأوا جواز بقائه بيد المالك وكلما احتاج العامل شيئًا أخذه بالتدريج ‪( ..‬أي إن رأس المال يتحدد بما يتم‬ ‫‪‬‬

‫تسليمه)‪ ،‬وقالوا‪ :‬أن مورد العقد هو العمل(‪..)2‬‬


‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬بداية المجتهد ‪263 /2 :‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )2‬الروضة ‪. 118 /5‬‬ ‫‪‬‬

‫‪72‬‬
‫شروط الربح في المضاربة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬معلومية النصيب المخصص لكل من رب المال والعامل‪ ،‬بل يكفي بيان النسبة المخصصة‬ ‫‪‬‬

‫ألحدهما إذ يعرف بذلك نصيب اآلخر ‪ .‬وال يختلف الحكم سواء كان الربح بالتساوي أم بالتفاوت ‪.‬‬
‫على أن يكون التفاضل معلوم المقدار بالنسبة ال بالمبلغ المعين ‪.‬‬
‫(‪ )2‬احتساب مبلغ نسبة الربح للمضارب من الربح دون رأس المال فإن احتسب جزءًا مثًال من‬ ‫‪‬‬

‫رأس المال كان القراض فاسدًا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫شروط العمل في المضاربة ‪:‬‬
‫يشترط في العمل أال يخالف ما يقتضيه عقد القراض ‪ ..‬كما يشترط أّال يخالف العامل ما يقيده به‬ ‫‪‬‬

‫رب المال من قيود ليس من شأنها سد وجوه العمل أمامه ‪.‬‬


‫وفي قيام المالك بالعمل خالف وتفصيل سيأتي بيان ما يملكه العامل من تصرفات ‪ ..‬على أن من‬ ‫‪‬‬

‫الضروري التعجيل هنا بأن ذلك منوط بالعرف دون الحاجة إلى إذن أو تفويض‪ ،‬على أن تقييد‬
‫رب المال عمل المضارب بشيء من القيود مقدم على العرف ‪ .‬ومثل هذه التصرفات تنظمها عادًة‬
‫صيغ العقود المفصلة التي تستخدمها المصارف ‪.‬‬
‫ويرى الحنفية والحنابلة جواز توقيت العمل بوقت معين‪ ،‬ألنه توكيل يحتمل التقييد بالتخصيص‬ ‫‪‬‬

‫بوقت ‪ .‬وخالف في تقييد المضاربة بالوقت كٌل من المالكية والشافعية ‪.‬‬


‫ويتصل بموضوع العمل أيضًا قيام العامل بإعطاء المال مضاربة إلى غيره وهو ما يلحظ في‬ ‫‪‬‬

‫شأنه نوع المضاربة من حيث اإلطالق إذ يسوغ معه ذلك‪ ،‬أو التقييد فال يكون له أن يضارب به‬
‫غيره إال بإذن رب المال وإذا اختل شرط أساسي تفسد المضاربة ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪74‬‬
‫أنواع المضاربة ‪:‬‬
‫قد تكون مطلقة أو مقيدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 1‬المطلقة ‪ :‬وهي التي لم تقيد بمكان محدد أو زمان أو‬ ‫‪‬‬

‫نوع تجارة ويكون العامل له الحرية الكاملة ‪.‬‬


‫‪ – 2‬المقيدة ‪ :‬هي ما قيدت بشرط أن تكون بنوع من‬ ‫‪‬‬

‫التجارة أو بلد دون غيره ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫شروط المضاربة‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون رب المال أهًال للتوكيل‪ ،‬وكلك المضارب أهًال للوكالة‬ ‫‪‬‬

‫ألنه وكيل رب المال في العمل فيه وأمين عليه ‪.‬‬


‫‪ )2‬أن يكون رأس المال نقودًا رائجة فال يجوز أن يكون عروضًا أو‬ ‫‪‬‬

‫عقارًا ‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يكون رأس المال معلومًا فال تصح في مجهول ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )4‬أن يستلم المضارب رأس مال المضاربة ليتمكن من العمل فيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )5‬بيان نصيب كل من رب المال والمضارب في الربح ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )6‬أن يكون نصيب كل منهما في الربح جزءًا شائعًا معلومًا فال يصح‬ ‫‪‬‬

‫اشتراط مبلغ محدد ألي منهما ‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫أحكام المضاربة‪:‬‬
‫‪ – 1‬المضارب ‪ :‬يده يد أمان وال ضمان عليه إال في التعدي أو التقصير أو إذا توفي مجهوًال له ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬يعتبر المضارب وكيًال فيما يتصرف فيه من مال المضاربة‪ ،‬أي أن تصرفاته منوطة‬ ‫‪‬‬

‫بالمصلحة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬إذا ظهر ربح فإن المضارب شريك فيه على مقتضى الشرط وإذا ظهرت خسارة كانت على‬ ‫‪‬‬

‫رب رأس المال ‪.‬‬


‫‪ – 4‬إذا فسدت المضاربة بسبب خلل في أحد شروطها يعتبر المضارب أجيرًا يستحق أجرة مثله‬ ‫‪‬‬

‫إذا عمل سواًء ربح أو لم يربح ‪.‬‬


‫‪ – 5‬عقد المضاربة‪ :‬عقد جائز ولكل من العاقدين فسخه لكن بشرط علم المضارب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪77‬‬
‫انتهاء المضاربة ‪:‬‬
‫‪ – 1‬هالك مال المضاربة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬موت أحد الشريكين أو جنونه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 3‬إذا عزل صاحب المال المضارب وكان المال ناضًا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪78‬‬
‫تكييف العالقة في حاالت المصارف اإلسالمية‬
‫هناك رأيان ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ – اعتبار المصرف ( مضاربًا ) ثم ( رب المال ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أصحاب الودائع االستثمارية ‪ .‬بمجموعهم هم ( رب المال ) والمصرف هو( المضارب ) بطريق المضاربة المطلقة التي‬ ‫‪‬‬

‫تتيح له أن يدفع المال بدوره إلى شخص آخر على سبيل المضاربة ‪ .‬وبما أن المصرف يستعين لتثمير األموال بأصحاب‬
‫المشروعات االستثمارية فيقدم إليهم األموال فهو حينئذ ( رب المال ) ولهؤالء صفة ( المضارب الثاني ) ‪.‬‬
‫وانتقد البعض هذا لوقوع محاذير فقهية‪ ،‬كخلط األموال المقدمة للمضاربة‪ ،‬وحساب األرباح قبل تحقق التنضيض ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب – اعتبار المصرف ( شريكًا ‪ :‬رب المال) ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وإيضاحه أن المصرف من خالل مساهميه يعتبر شريكًا للمودعين في موضوع المشاركة‪ ،‬وهي شركة عقد‪ ،‬ثم بعدئذ‬ ‫‪‬‬

‫يصبح هذا المجموع ( رب المال وهم المساهمون والمودعون ) حين التعامل مع أصحاب المشاريع االستثمارية هو‬
‫( المضارب ) ‪.‬‬
‫ويقوم المصرف بأعمال اإلدارة في هذه الشركات مفوضًا عن الجميع من مساهمين أو مودعين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وهذا الرأي يستتبع جواز الخلط‪ ،‬وصحة المحاسبة قبل التنضيض على أنه ال مانع من بقاء هذين القيدين في معامالت بين‬ ‫‪‬‬

‫المصرف وبين أصحاب المشاريع االستثمارية الذين يعملون بمال الشركة مضاربة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫معني تنضيض المال‬
‫التنضيض لفظ اصطالحي للفقهاء استعملوه في المضاربة للداللة على‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة التي يمكن فيها احتساب الربح‪ .‬وأصل النض في اللغة‪:‬‬


‫الظهور‪ ،‬والناض هو ما ظهر وحصل من المال‪ ،‬وأهل الحجاز‬
‫يقصرون إطالق ( النض ) على الدراهم التي كانت متاعًا ثم تحولت‬
‫إلى دراهم‪ ،‬وعلى ذلك جرى االصطالح الفقهي ‪\ .‬‬
‫قال ابن منظور‪" :‬وفي األثر عن عكرمة ‪ :‬أن الشريكين إذا أرادا أن‬ ‫‪‬‬

‫يفترقا يقتسمان ما نض من أموالهما وال يقتسمان الدين أي يقتسمان ما‬


‫صار في أيديهما وبينهما من العين وكره أن يقتسم الدين ألنه ربما‬
‫استوفاه أحدهما ولم يستوفه اآلخر فيكون ربا ولكن يقتسمانه بعد‬
‫القبض " ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫الســـــــــلم‬
‫تعريفـه ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لغـــة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سّلم وأسلف بمعنى واحد وهو أن يقدم الثمن سلفًا للبائع الذي يقدم‬ ‫‪‬‬

‫السلعة في زمن محدد الحق ‪.‬‬


‫اصطالحًا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عقد على موصوف في الذمة‪ ،‬بيع مؤجل بثمن معجل مقبوض‬ ‫‪‬‬

‫في مجلس العقد‪.‬‬


‫فهو بيع يتقدم فيه الثمن ويتأخر فيه تسليم السلعة ألجل معلوم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪81‬‬
‫دليل مشروعيته السلم ‪:‬‬
‫في الكتاب ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قال تعالى { إذا تداينتم بديٍن إلى أجٍل مسّمًى فاكتبوه }(‪. )1‬‬ ‫‪‬‬

‫قال ابن عباس هذه اآلية نزلت في مشروعية السلم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي السنة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينة وأهلها يسلفون في الثمار السنة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫والسنتين‪ ،‬والثالث فقال " صلى هللا عليه وسلم“‪" :‬من أسلف في شيء فليسلف في كيٍل معلوم ووزٍن معلوم‪ ،‬إلى‬
‫أجٍل معلوم"‪.‬‬
‫أّما اإلجماع ‪ :‬فقد أجمع جمهور العلماء على جواز السلم ألَّن الناس في حاجة إليه‪ ،‬وألَّن أرباب الزروع يحتاجون‬ ‫‪‬‬

‫إلى النفقة على أنفسهم وعلى الزروع حتى تنضج فأجاز لهم الشرع السلم دفعًا للحاجة وترغيبًا في تشغيل المال ‪.‬‬
‫والخالصـة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫السلم ‪ :‬هو بيع آجل بعاجل‪ ،‬بمعنى أنه معاملة مالية يتم بموجبها تعجيل دفع الثمن وتقديمه نقدًا إلى البائع الذي‬ ‫‪‬‬

‫يلتزم بتسليم بضاعة معينة مضبوطة بصفات محددة في أجل معلوم‪ ،‬فاآلجل هو السلعة المبيعة الموصوفة في‬
‫الذمة‪ ،‬والعاجل هو الثمن‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية ‪. 282‬‬ ‫‪‬‬

‫‪82‬‬
‫كيف يحقق بيع السلم مصلحة كال الطرفين؟‬
‫* البائع‪ ،‬وهو الُم سَلم إليه ‪ :‬يحصل عاجًال على ما يريده من مال مقابل التزامه‬ ‫‪‬‬

‫بالوفاء بالمسلم فيه آجًال‪ ،‬فهو يستفيد من ذلك بتغطية حاجته المالية سواء كانت‬
‫تخص نفقته الشخصية هو وعياله أم كانت لغرض نشاطه اإلنتاجي ‪.‬‬
‫* والمشتري‪ ،‬وهو هنا البنك الممول ‪ :‬يحصل على السلعة التي يريد المتاجرة‬ ‫‪‬‬

‫بها في الوقت الذي يريده‪ ،‬فتنشغل بها ذمة البائع الذي يجب عليه الوفاء بما‬
‫التزم به‪ ،‬كما أن البنك يستفيد من رخص السعر إذ أن بيع السلم أرخص من‬
‫بيع الحاضر غالبًا فيأمن نم ذلك تقلب األسعار‪ ،‬ويستطيع أن يبيع سلمًا موازيًا‬
‫على بضاعة من نفس النوع التي اشتراها بالسلم األول دون ربط مباشر بين‬
‫العقدين‪ ،‬كما يستطيع أن ينتظر حتى يتسلم المبيع فيبيعه حينئذ بثمن حال أو‬
‫مؤجل ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪83‬‬
‫الخطوات العملية لبيع السلم المتبع ببيع حال‬
‫أو مؤجل‬
‫‪ – 1‬عقد بيع السلم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫البنك‪ :‬يدفع الثمن في مجلس العقد ليستفيد به البائع ويغطي به حاجاته المالية المختلفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫البائع‪ :‬يلتزم بالوفاء بالسلعة في األجل المحدد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬تسليم وتسلم السلعة في األجل المحدد ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫البنك هناك حاالت متعددة أمام البنك‪ ،‬ويمكن اختيار أحدها ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ – يتسلم البنك السلعة في األجل المحدد ويتولى تصريفها بمعرفته ببيع حال أو مؤجل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب– يوكل البنك البائع ببيع السلعة نيابة عنه نظير أجر متفق عليه ( أو بدون أجر ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬توجيه البائع لتسليم السلعة لطرف ثالث ( المشتري ) بمقتضى وعد مسبق منه بشرائها أي عند وجود طلب مؤكد‬ ‫‪‬‬

‫بالشراء ‪.‬‬
‫‪ – 3‬عقد البيع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫البنك ‪ :‬يوافق على بيع السلعة حالة أو باألجل بثمن أعلى من ثمن شرائها سلمًا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المشتري ‪ :‬يوافق على الشراء ويدفع الثمن حسب االتفاق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪84‬‬
‫أحكام السـلم‬
‫يشترط في المبيع أن يكون معلوم القدر ألن جهالة المبيع التي تفضي إلى‬ ‫‪‬‬

‫المنازعات في سائر عقود المعاوضات تفسد العقد ‪.‬‬


‫يشترط في المبيع أن يكون منضبط بالصفات على وجه ال يبقى بعد الوصف إال‬ ‫‪‬‬

‫تفاوت يسير‪ ،‬فإن كان ال يمكن أن تنضبط صفاته فال يجوز السلم فيه لما في ذلك‬
‫من جهالة مفضية إلى المنازعة ‪.‬‬
‫يشترط في المبيع أن يكون مقدورًا على تسليمه عند حلول أجله‪ ،‬وذلك بأن يغلب‬ ‫‪‬‬

‫على الظن وجوده عند التسليم‪ ،‬فإن لم يكن كذلك لم يصح السلم ‪.‬‬
‫يجوز أن يسلم في شيء واحد على أن يقبضه في أوقات متفرقة أجزاء معلومة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشترط في المبيع أن يكون دينًا في الذمة‪ ،‬فيكون البائع مطالبًا بتسليم المبيع عند‬ ‫‪‬‬

‫حلول األجل على الصفات المشروطة في العقد دون التقيد بأن تكون من إنتاج‬
‫مصنعه أو مزرعته الخاصة أو من غيرها ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫أحكام السـلم ‪ ...‬تتمة‬
‫ال يجوز السلم في سلعة قائمة بعينها إلى أجل محدد ألنه ال يؤمن تلفها وهالكها فبل األجل فيتعذر‬ ‫‪‬‬

‫تسليمها ويكون في ذلك مخاطرة وغررًا ‪.‬‬


‫ال يجوز السلم في األراضي والعقارات ألن وصفها يقتضي بيان موضعها‪ ،‬وإذا ذكر موضعها‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تعينت‪ ،‬وهذا يناقد ما اتفق عليه الفقهاء من كون السلم فيه دينًا في الذمة ‪.‬‬
‫يجوز السلم في المبيع المضاف إلى موضع معين إذا تحقق عدم انقطاعه في هذا الموضع‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫‪‬‬

‫المبيع ال ينفذ فها إال على سبيل الندرة‪ ،‬والنادر ملحق بالعدم ‪.‬‬
‫يشترط في رأس مال السلم أن يكون معلومًا وأن يعجل تسليمه للبائع في مجلس العقد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشترط في السلم أن يكون األجل معلومًا وذلك منعًا للجهالة المفضية إلى التنازع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشترط بيان مكان تسليم المبيع إذا كان يحتاج إلى حمل ومصاريف نقل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يجوز أخذ الرهن والكفيل بدين السلم من أجل ضمان وفاء البائع ( المسلم إليه) بالتزامه وتسليمه‬ ‫‪‬‬

‫السلعة المبيعة التي في ذمته في األجل المحدد ‪.‬‬


‫ال يجوز بيع المشتري لبضاعة السلم قبل استالمها ألن ذلك من قبيل بيع الدين قبل قبضه المنهي‬ ‫‪‬‬

‫عنه‪ ،‬ومن المعلوم أن المبيع في السلم هو دين ثابت في ذمة البائع وليس سلعة معينة بذاتها ‪ .‬ولكن‬
‫يجوز للمشتري – بدًال عن ذلك – أن يعقد سلمًا موازيًا جديدًا دون أن يربطه بالسلم األول ‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫مجاالت التطبيق بيع السلم ‪:‬‬
‫يصلح بيع السلم للقيام بتمويل عمليات زراعية حيث يتعامل البنك اإلسالمي مع المزارعين‬ ‫‪‬‬

‫الذين يتوقع أن تتوفر لهم السلعة في الموسم من محاصيلهم أو محاصيل غيرهم التي يمكن‬
‫أن يشتروها ويسلموها إذا خفقوا في التسليم من محاصيلهم ‪ .‬فيقدم لهم بهذا التمويل خدمات‬
‫جليلة ويدفع عنهم كل مشقة لتحقيق إنتاجهم ‪.‬‬
‫يستخدم بيع السلم كذلك في تمويل النشاط التجاري والصناعي وال سيما تمويل المراحل‬ ‫‪‬‬

‫السابقة إلنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة وذلك بشرائها سلمًا وإعادة تسويقها‬
‫بأسعار مجزية ‪.‬‬
‫يطبق بيع السلم في قيام البنك بتمويل الحرفيين وصغار المنتجين عن طريق إمدادهم‬ ‫‪‬‬

‫بمستلزمات اإلنتاج كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها ‪.‬‬
‫يمتاز بيع السلم باستجابته لحاجات شرائح مختلفة ومتعددة من الناس سواء من المنتجين‬ ‫‪‬‬

‫الزراعيين أو الصناعيين أو المقاولين أو من التجار واستجابة لتمويل نفقات التشغيل‬


‫والنفقات الرأسمالية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪87‬‬
‫تطبيق بيع السلم بالمصارف اإلسالمية ‪:‬‬
‫يمكن أن يكون عقد السلم طريقًا للتمويل يغني عن القرض بفائدة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فمن عنده سلعة مشروعة ينتجها يمكنه أن يبيع كمية منها‪ ،‬تسلم‬
‫في المستقبل‪ ،‬ويحصل على ثمنها حاًال‪ ،‬ولذلك يكون عقد السلم‬
‫أحد الوسائل التي يستخدمها المصرف اإلسالمي في الحصول‬
‫على السلع موضوع تجارته‪ ،‬كما يستخدمه أيضًا في بيع ما تنتجه‬
‫شركاته ومؤسساته‪ ،‬ولقد تبين من الواقع العملي أن العديد من‬
‫المصارف اإلسالمية تطبق هذه الصيغة في تمويل العديد من‬
‫الشركات الصناعية‪ ،‬ويمكن استخدام بيع السلم في اإلنشاءات‬
‫العقارية عن طريق بيع الوحدات قبل إنشائهًا وتسليمها بعد‬
‫االنتهاء منها‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫االسـتصناع‬
‫تعريف االستصناع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو عقد مع صانع على عمل شيء معين في الذمة‪ ،‬أي العقد على شراء ما سيصنعه الصانع وتكون العين‬ ‫‪‬‬

‫والعمل من الصانع‪ ،‬فإذا كانت العين من المستصنع ال من الصانع فإن العقد يكون إجارة ال استصناعًا‪،‬‬
‫وبعض الفقهاء يقول ‪ :‬إن المعقود عليه هو العمل فقط ؛ ألَّن االستصناع طلب الصنع وهو العمل ‪.‬‬
‫وينعقد االستصناع باإليجاب والقبول من المستصنع والصانع ‪ .‬ويقال للمشتري‪( :‬مستصنع)‬ ‫‪‬‬

‫وللبائع ‪ ( :‬صانع ) وللشيء ‪ ( :‬مصنوع ) كاتفاق شخصين على صنع أحذية أو آنية أو مفروشات ونحوها‬ ‫‪‬‬

‫فهو ال يكون إال فيما يتعامل فيه الناس (‪. )1‬‬


‫وهو عقد يشبه السلم‪ ،‬ألنه بيع معلوم‪ ،‬وأن الشيء المصنوع ملتزم‪ ،‬عند العقد في ذمة الصانع البائع‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪‬‬

‫يفترق عنه من حيث أَّن ه ال يجب في تعجيل الثمن‪ ،‬وال بيان مدة للصنع والتسليم‪ ،‬وال كون المصنوع مما‬
‫يوجد في األسواق ‪.‬‬
‫ويشبه اإلجارة أيضًا لكنه يفترق عنها من حيث أَّن الصانع يضع مادة الشيء المصنوع من ماله ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬البدائع ‪ ،5/2 :‬فتح القدير ‪ ،354 /5 :‬الفتاوى الهندية ‪ ،4/504‬عقد البيع لألستاذ الزرقاء ‪ :‬ص ‪. 122‬‬ ‫‪‬‬

‫‪89‬‬
‫مبررات االستصناع ‪:‬‬
‫‪ ‬قد يجد اإلنسان في المعروضات الجاهزة‬
‫ما يسد حاجته فيتحصل عليه‪ ،‬وقد ال يجد‬
‫فيه ما يسد حاجته فيطلب من الصانع‬
‫صناعة ما يحتاجه بمواصفات معينة‬
‫نظير ثمن معين ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫أمثلة على االستصناع‪:‬‬

‫طلب صناعة خزانة‬ ‫‪‬‬

‫أو سيارة ‪ .‬بمواصفات‬


‫معينة أو غير ذلك ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫مشروعية االستصناع‪:‬‬

‫طلب رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫‪‬‬

‫وسلم من صانع أن يصنع له‬


‫خاتمًا‪ ،‬واستصناع الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم المنبر‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫طبيعة عقد االستصناع‪:‬‬

‫‪ ‬هو بيع بمواصفات خاصة يختلف عن‬


‫البيع المطلق لما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬فيه ثبوت خيار الرؤية ‪.‬‬
‫‪ ‬فيه شرط العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجوب تعجيل الثمن ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫شروط االستصناع‪:‬‬

‫‪‬تحديد كل ما يتعلق بالعقود عليه‬


‫تحديدًا واضحًا يمنع التنازع ‪.‬‬
‫‪‬يجوز إذا حدد األجل أو لم‬
‫يحدد ‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫هل االستصناع عقد الزم ؟‬
‫ذهبت مجلة األحكام العدلية ‪ :‬إذا انعقد االستصناع فليس ألحد‬ ‫‪‬‬

‫العاقدين الرجوع عنه وفي حالة إنتاج المصنوع مخالفًا ألحد‬


‫المواصفات يكون للمستصنع الخيار ألن االستصناع بيع وفي‬
‫الخيار ضرر على الصانع ‪.‬‬
‫أما مذهب األحناف ‪ :‬عقد االستصناع غير ملزم قبل رؤية‬ ‫‪‬‬

‫المستصنع للمصنوع وقبل إنجازه‪ ،‬أما بعد إنجازه فإن كان‬


‫حسب المواصفات فثمة رأيان قيل يلزمه‪،‬وقيل بعدم اللزوم ‪.‬‬
‫والراجح إلزام المستصنع دفعًا للضرر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪95‬‬
‫بعض صور تطبيقات االستصناع في‬
‫المعامالت البنكية ‪:‬‬
‫إن العديد من الصفقات الصناعية الضخمة تتم من خالل طلبيات خاصة تتقدم بها الشركات والحكومات لتوفير متطلبات‬ ‫‪‬‬

‫خاصة فقد تطلب المؤسسات أو الحكومة منتجات صناعية معينة فيقوم البنك بالتعاقد مع مصنع ينتج تلك الصناعات‬
‫ويمارس البنك عملية التمويل ومتابعة التعاقد‪ ،‬ويمكن للبنك تحقيق ذلك ‪ .‬وبناء على الرأي الفقهي بأن عقد االستصناع‬
‫عقد الزم فيمكن أن يعقد عقد استصناع ينتهي ببيع المرابحة‪.‬‬
‫أي يقوم البنك ببيع ما قام بتصنيعه بيع مرابحة بأن يقدم المعلومات بالتكلفة الفعلية ويزيد عليها نسبة معينة ربحًا له‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وموضوع دفع الثمن يخضع لالتفاق فقد يدفع كامًال وقد يقسط حسب االتفاق ‪.‬‬
‫وقد نص المجمع الفقهي السابع(‪ . )1‬بأن عقد االستصناع عقد ملزم فقال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا انعقد ليس ألحد العاقدين الرجوع عنه بدون رضا اآلخر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطًا جزائيًا بمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا كان المصنوع غير موافق لألوصاف المطلوبة فله خيار الوصف وإن كان فيه عيب فله خيار العيب‪ ،‬وإن كان غير‬ ‫‪‬‬

‫مطابق للوصف أو فيه عيب فإن شاء قبله‪ ،‬وإن شاء رده ‪.‬‬
‫ال يلزم في االستصناع دفع الثمن معجًال ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يبطل العقد بموت أحد العاقدين (‪. )2‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬المجمع الفقهي السابع – مجلة النور – عدد سبتمبر ‪. 1992‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )2‬المصطلحات الفقهيى – ص ‪. 32‬‬ ‫‪‬‬

‫‪96‬‬
‫أحكام االستصناع ‪:‬‬
‫يشترط في عقد االستصناع بيان جنس المصنوع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة بكل وضوح‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ألنه يشترط في المبيع أن يكون معلومًا في سائر عقود المعاوضات لئال تفضي الجهالة إلى‬
‫المنازعة ‪.‬‬
‫يجري االستصناع فيما يصنع صنعًا‪ ،‬وال يجري فيما لم تدخله الصنعة كالقمح والشعير وسائر‬ ‫‪‬‬

‫الحبوب والفواكه واللحوم الطازجة وغيرها من السلع الطبيعية التي يعتبر بيعها وهي في الذمة‬
‫سلمًا ال استصناعًا ‪.‬‬
‫إن المبيع في االستصناع دينًا ثابتًا في الذمة وعليه يجوز أن يكون المبيع في االستصناع من‬ ‫‪‬‬

‫األموال القيمية التي تصنع بمواصفات خاصة ال مثيل لها بحسب ما يريده المستصنع‪ ،‬لكن البد أن‬
‫يكون مما ينضبط بالوصف فهو لسبب دخول الصفقة فيه يختلف عن السلم الذي ال يجوز إال في‬
‫األموال المثلية ‪.‬‬
‫أن تكون المواد المستخدمة في الشيء المصنوع من الصانع‪ ،‬فإذا كانت المواد من المستصنع ال‬ ‫‪‬‬

‫من الصانع فإن العقد يكون إجارة ال استصناعًا ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫أحكام االستصناع ‪ ...‬تتمة‬
‫ال ينحصر عقد االستصناع فيما يقوم البائع بصنعه بعد التعاقد بل يمكن أن يوفي الصانع ذمته إذا‬ ‫‪‬‬

‫جاء بالعين مستكملة المواصفات المطلوبة سواء أكانت من صنع غيره أو من صنعه هو نفسه قبل‬
‫العقد‪ ،‬فالعبرة للمواصفات المطلوبة للمستصنع باعتبار أن المعقود عليه هو دين في الذمة ‪.‬‬
‫يكون عقد االستصناع الزمًا على الطرفين فليس ألحدهما الرجوع‪ ،‬إال أنه إذا جاء المصنوع‬ ‫‪‬‬

‫مغايرًا للمواصفات المطلوبة المحددة كان المشتري المستصنع مخيرًا (خيار الرؤية)‪.‬‬
‫بمجرد العقد يثبت المالك للمستصنع في العين المصنوعة في الذمة‪ ،‬ويثبت المالك للصانع في‬ ‫‪‬‬

‫الثمن المتفق عليه ‪.‬‬


‫ال يشترط في عقد االستصناع تعجيل رأس المال ( الثمن )‪ ،‬ويجوز أن يكون معجًال أو مؤجًال أو‬ ‫‪‬‬

‫مقسطًا‪ ،‬ويدفع عادة عند التعاقد جزء من الثمن ويؤخر الباقي لحين تسليم الشيء المصنوع ‪.‬‬
‫يشترط تعيين األجل لتسليم المصنوع سواء أكان قصيرًا أو طويًال وذلك منعًا للجهالة المفضية إلى‬ ‫‪‬‬

‫التنازع بين الصانع والمستصنع ‪.‬‬


‫يشترط بيان مكان تسليم المبيع إذا كان يحتاج إلى حمل ومصاريف نقل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪98‬‬
‫مجاالت تطبيق االستصناع في البنوك‬
‫االسالمية ‪:‬‬
‫‪ -‬فتح عقد االستصناع مجاالت واسعة أمام البنوك اإلسالمية لتمويل الحاجات العامة‬ ‫‪‬‬

‫والمصالح الكبرى للمجتمع وللنهوض باالقتصاد اإلسالمي ‪.‬‬


‫‪ -‬يستخدم عقد االستصناع في صناعات متطورة ومهمة جدًا في الحياة المعاصرة‬ ‫‪‬‬

‫كاستصناع الطائرة والقطارات والسفن ومختلف اآلالت التي تصنع في المصانع الكبرى أو‬
‫المعامل اليدوية ‪.‬‬
‫‪ -‬يطبق عقد االستصناع كذلك إلقامة المباني المختلفة من المجمعات السكنية والمستشفيات‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫والمدارس والجامعات إلى غير ذلك مما يؤلف شبكة الحياة المعاصرة المتطورة ‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم عقد االستصناع عمومًا في مختلف الصناعات ما دام يمكن ضبطها بالمقاييس‬ ‫‪‬‬

‫والمواصفات المتنوعة ومن ذلك الصناعات الغذائية ( تعليب وتجميد المنتوجات الطبيعية‬
‫وغيرها ) ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪99‬‬
‫االستصناع في المصارف االسالمية ‪-:‬‬
‫يعد االستصناع للمصارف خطوة رائدة لتنشيط الحركة االقتصادية في البلد‪ ،‬وذلك إما بكون‬ ‫‪‬‬

‫المصرف صانعًا‪ ،‬أو بكونه مستصنعًا‪:‬‬


‫أما كونه صانعًا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فإنه يتمكن على أساس عقد االستصناع من دخول عالم الصناعة والمقاوالت بآفاقهما الرحبة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫كصناعة السفن والطائرات والبيوت والطرق‪ ،‬وغير ذلك‪،‬حيث يقوم المصرف بذلك من خالل‬
‫أجهزة إدارية مختصة بالعمل الصناعي في المصرف‪ ،‬لتصنيع االحتياجات المطلوبة‬
‫للمستصنعين( ‪)١‬‬
‫وأما كونه مستصنعًا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فبتوفير ما يحتاجه المصرف من خالل عقد االستصناع مع الصناعيين والذي يوفر لهم التمويل‬ ‫‪‬‬

‫المبكر‪ ،‬ويضمن تسويق مصنوعاتهم‪ ،‬ويزيد من دخل األفراد‪ ،‬مما يزيد من رخاء المجتمع بتداول‬
‫السيولة المالية بين أبناء البلد ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ 1 .‬بیع المرابحة لمحمد األشقر‪ ،‬ص ‪ ، ١٧٢ :‬الجعالة واالستصناع لشوقي دنیا‪ ،‬ص ‪-٤٥ ٤٤- :‬‬

‫‪100‬‬
‫االستصناع في التمويل العقاري ‪-:‬‬
‫‪ ‬يمكن تطبيق االستصناع في التمويل العقاري في عدة‬
‫تطبيقات مختلفة‪ ،‬كبناء المساكن والعمائر وغيرها‪،‬‬
‫وذلك ببيان موقعها والصفات المطلوبة فيها‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يكون االستصناع في تخطيط األراضي وإنارتها‬
‫وشق الطرق فيها وتعبيدها‪ ،‬وغير ذلك من المجاالت‬
‫العقارية والتي يمكن االستفادة من االستصناع فيها ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫االستصناع في التمويل الصناعي ‪:‬‬
‫يمكن االستفادة من عقد االستصناع بتطبيقه في المجال الصناعي باختالف أشكاله‬ ‫‪‬‬

‫وأنواعه‪،‬‬
‫كصناعة الطائرات والمركبات والسفن – مما يمكن ضبطه بالمقاييس والصفات ‪،-‬‬ ‫‪‬‬

‫وكذلك‬
‫صناعة اآلالت المختلفة‪ ،‬بل وحتى القطع الصغيرة في اآلالت‪ ،‬وذلك بدًال من استيرادها‬ ‫‪‬‬

‫من‬
‫البالد األجنبية بقيم باهظة مع مشقة النقل وتكلفته العالية‪ ،‬وخاصة أن في االستصناع‬ ‫‪‬‬

‫الداخلي‬
‫تحريكًا للنشاط االقتصادي‪ ،‬وإبقاء للسيولة المالية بين أبناء المجتمع‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫‪‬‬

‫الطاقات‬
‫المختلفة وتوظيفها في مجاله المناسب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪102‬‬
‫اإلجراءات العملية لعقد االستصناع في المصرف ‪:‬‬
‫‪ .١‬إبرام عقد ما بين المصرف (الصانع) والمشتري‬ ‫‪‬‬

‫(المستصنع) بصناعة سلعة معينة‪.‬‬


‫‪ .٢‬تحديد مواصفات السلعة تحديدًا نافيًا للجهالة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .٣‬تحديد ثمن السلعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .٤‬تحديد المدة وتاريخ التسليم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪103‬‬
‫االجــــــــارة‬
‫تعريف اإلجارة ومشروعيتها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هي عقد يفيد تمليك المنافع بعوض‪ ,‬وهي مشروعة ‪ ,‬قال هللا‬ ‫‪‬‬

‫تعالى ”فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن“ الطالق‪6:‬‬


‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪” :‬أعطوا األجير أجره‬ ‫‪‬‬

‫قبل أن يجف عرقه“ ‪ ,‬رواه ابن ماجة‬


‫وقد أجمعت األمة على جواز األجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪104‬‬
‫اإلجارة‪ ...‬تتمة‬
‫األجارة نوعان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ .‬العقد على منافع اإلنسان ‪ ,‬ويسمى (إجارة األسخاص) أو (أجارة الخدمات)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ .‬العقد على منافع غير اإلنسان ‪ ,‬ويسمى (إجارة األشياء)‬ ‫‪‬‬

‫واألجير نوعان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ .‬أجير خاص‪ .‬وهو من يقتصر عمله على مستأجر واحد‪ ,‬أو جماعة مخصوصة‬ ‫‪‬‬

‫كالخادم في المنزل‪ ,‬والعامل في المصنع‪ ,‬والموظف في الدولة ‪,‬والبائع في دكان‪,‬‬


‫وراعي غنم معينة لشخص واحد‪ ,‬ونحو هؤالء‪.‬‬
‫ب‪ .‬أجير مشتركك وهو الذي ينصب نفسه للعمل لعامة الناس ‪ ,‬وال يقتصر عمله‬ ‫‪‬‬

‫على واحد بعينه‪,‬كالخياط والصباغ ونحوهما‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫اإلجارة‪ ...‬تتمة‬
‫أجارة الخدمات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫االنسان يحتاج في حياته الى االنتفاع بأشياء كثيرة ال تستقيم حياته بدونها‪ ,‬وال‬ ‫‪‬‬

‫يستطيع بمفرده أن يقوم بها مهما كثر ماله وتعددت مواهبه‪ ,‬فهو ال يستطيع أن‬
‫يكون خياطا ونجارا وصباعا ومعلما وطبيبا وبناء وغير ذلك من المهن التي‬
‫يحتاج اليها‪ .‬وهذه المنافع لها مقابل وهو العوض وليس كل إنسان يرضى أن يبذل‬
‫ما عنده من منافع مجانا‪ ,‬والحصول على مثل هذه المنافع دون رضا أصحابها‬
‫يعتبر ظلما وعدوانا وأكال ألموال الناس بالباطل‪ ,‬لذلك شرع هللا سبحانه وتعالى‬
‫اإلجارة ليحصل كل إنسان على ما يريد من منافع عند غيره بالطرق المشروعة‬
‫وذلك بان يدفع أجرا مقابل ما يحصل عليه من المنفعة‪ ,‬وبهذا تقوم حياة الناس‬
‫على التعاون وتبادل المنافع‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫اإلجارة‪ ...‬تتمة‬
‫إجارة األشياء‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫والمنفعة هي الشيء المعقود عليه‪ ,‬والمنفعة قد تكون عمال‬ ‫‪‬‬

‫يقوم به األجير كالخدمة والخياطة والصباعة والنجارة‬


‫والتعليم والتطيب ونحو ذلك ‪ .‬وقد تكون انتفاعا بشيء‬
‫يستوفيه المستأجر بنفسه‪ ,‬كركون السيارة وسكنى الدار‬
‫وزراعة األرض‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫اإلجارة‪ ...‬تتمة‬
‫شروط المنفعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ويشترط في المنفعة أن تكون شيئا له قيمة ‪ ,‬وأن تكون‬ ‫‪‬‬

‫معلومة ‪ ,‬ومعلمية المنفعة تختلف باختالف محل المنفعة ‪ ,‬فقد‬


‫تكون المعلومية بالزمان‪ ,‬كالشهر في إجارة المنازل ‪ ,‬وقد‬
‫تكون ببيان المسافة كاستئجار السيارة الى مكان معلوم‪.‬وفي‬
‫هذه الحاالت يجب العلم بالعين المنتفع بها او الشخص المنتفع‬
‫‪.‬ويشترط أن تكون مباحة فال يجوز استئجار مكان لبيع لحم‬
‫الخنزير ‪ ,‬أو لعصر الخمر أو تقديمها للناس ‪,‬فهذا كله حرام ‪,‬‬
‫واإلجارة عليه فاسدة‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫اإلجارة‪ ...‬تتمة‬
‫شروط األجرة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫واألجرة هي ما يدفعه المستأجر عوضا عن المنفعة التي‬ ‫‪‬‬

‫يمتلكها ويشترط فيها أن تكون معلومة‪.‬‬


‫وتستحق األجرة باستيفاء المنفعة ‪ ,‬أو بانتهاء المدة بعد التمكن‬ ‫‪‬‬

‫من االستيفاء إن لم يتم االستيفاء‪ .‬فمن استأجر دارا وتمكن‬


‫من السكنى ومضت المدة دون أن يسكن فقد وجبت عليه‬
‫األجرة ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫األجارة ‪ ...‬تتمة‬
‫أنتهاء األجارة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تنتهي األجارة بانقضاء العمل المتفق عليه بين الطرفين إذا‬ ‫‪‬‬

‫كانت األجارةعلى عمل ‪ ,‬وبإنقضاء المدة إذا كانت اإلجارة‬


‫محددة بالمدة ‪ ,‬وبتعذر أستيفاء المنفعة ‪,‬فإذا كان محل األجارة‬
‫عينا معينة بذاتها فهلكت أو تعطلت المنفعة فإن اإلجارة‬
‫تنفسخ وتنقضي ‪ ,‬لتعذر أستيفاء المنفعة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫التمويل بالمشاركة‬
‫تعد المشاركات من أهم صيغ استثمار األموال في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وهي‬ ‫‪‬‬

‫تالئم طبيعة المصارف اإلسالمية‪ ،‬فيمكن استخدامها في تمويل األنشطة‬


‫االقتصادية المختلفة‪ .‬وتعد صيغة المشاركة من البدائل اإلسالمية للتمويل‬
‫بالفوائد المطبق في المصارف التقليدية‪ .‬يقوم التمويل بالمشاركة على‬
‫أساس تقديم المصرف اإلسالمي التمويل الذي يطلبه المتعاملون دون‬
‫اشتراط فائدة ثابتة كما هو الحال في التمويل بالمصارف التقليدية‪ ،‬وإنما‬
‫يشارك المصرف المتعامل في الناتج المتوقع ربحًا كان أو خسارة‬
‫وحسبما يرزق هللا به فعًال‪ ،‬وذلك في ضوء قواعد وأسس توزيعيه متفق‬
‫عليها بين المصرف والمتعامل‪ ،‬وهذه األسس مستمدة من قواعد شركة‬
‫العنان‪(.‬وھي أن یشترك اثنان أو أكثر في نوع من أنواع التجارة أو في‬
‫عموم التجارات)‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫المشاركة‬
‫‪ ‬تعريف عقد المشاركة (الشركة)‬
‫‪ ‬الشركة لغة ‪:‬‬
‫‪ .١ ‬مخالطة الشريكين‪ ،‬يقال‪ :‬اشتركنا بمعنى تشاركنا‪ ،‬وشركته في األمر‪ ،‬وشاركت فالنًا‪ :‬صرت شريكه‪ ،‬وتشاركنا في‬
‫كذا ‪ :‬أي أصبحنا شركاء‪)٢ (.‬‬
‫‪" .٢ ‬وهي االختالط أي خلط أحد المالين باآلخر بحيث ال يمتازان عن بعضهما‪ .‬وتوزيع الشيء بين اثنين فأكثر على‬
‫جهة الشيوع" (‪)٣‬‬
‫‪ ‬المعنى االصطالحي ‪:‬‬
‫‪" .١ ‬هي االجتماع في استحقاق أو تصرف"‪)٤( .‬‬
‫‪ ‬اجتماع‪ :‬تعني االشتراك‪.‬‬
‫‪ ‬استحقاق‪ :‬يشمل شركة الملك وهي التي تحصل بسبب التملك كاالشتراء‪ ،‬واإلرث واالنتفاع‬
‫‪ ‬بالمباحات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تصرف‪ :‬يشمل شركات العقود وهي التي تحصل باإليجاب والقبول بين الشركاء‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الفیومي‪ ،‬أحمد بن محمد ‪ :‬المصباح المنیر في غریب الشرح الكبیر‪ ،‬المكتبة العلمیة‪ ،‬بیروت‪ ،‬ب‪،‬ت‪،‬ص ‪٣١١‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ، ١٩٩٤‬ص ‪ 3 ،‬الخیاط‪ ،‬عبد العزیز‪ :‬الشركات في الشریعة اإلسالمیة والقانون الوضعي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بیروت– لبنان‪ ،‬ج ‪ ،١‬ط ‪٤‬‬ ‫‪‬‬

‫‪٢٣-٢٤‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ١٤٠٥‬ه‪،‬ص ‪ 4 ، ٣‬ابن قدامة‪ ،‬عبد هللا بن أحمد المقدسي‪ ،‬المغني في فقھ اإلمام أحمد بن حنبل الشیباني‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بیروت‪ ،‬ط‬ ‫‪‬‬

‫‪112‬‬
‫المشاركة ‪ ...‬تتمة‬
‫‪" -‬هي ما وقع فيه االتفاق بمقتضى عقد معين على القيام بعمل أو نشاط وفق مقاصد‬ ‫‪‬‬

‫الشرع‪ ،‬يشتركان فيه بأموالهما أو أعمالهما أو جاههما‪ ،‬أو بالمال من طرف والعمل من‬
‫اآلخر‪ ،‬وما ربحاه فبينهما على ما شرطاه‪ ،‬وما خسراه فبحسب رأس المال إن كان من‬
‫الجانبين“‪.‬‬
‫بناء على هذه التعريفات فأن مفهوم المشاركة هو‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اتفاقية بين المصرف اإلسالمي والطرف اآلخر (المتعامل) لالشتراك في رأس المال‬ ‫‪‬‬

‫وحسب االتفاق على نسبة المشاركة إلنشاء مشروع جديد أو تطوير مشروع قائم‪ ،‬سواء‬
‫كانت الشراكة دائمة أم متناقصة بحيث يتم توزيع األرباح حسب االتفاق بين الطرفين‪ ،‬أما‬
‫الخسائر فتكون حسب نسبة المشاركة في رأس المال‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ضوابط التمويل عن طريق المشاركة‪-:‬‬
‫لقد وضع الفقهاء مجموعة من القواعد التي تضبط التمويل عن طريق المشاركة وهي ‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . ١‬أن يكون رأس المال من النقود واألثمان وأجاز بعض الفقهاء أن يكون عروضًا (بضاعة) على أن تقوم‬ ‫‪‬‬

‫بنقد‪.‬‬
‫‪ .٢‬أن يكون رأس المال معلومًا وموجودًا يمكن التصرف فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . ٣‬ال يشترط تساوي رأس مال كل شريك بل يمكن أن تتفاوت الحصص‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . ٤‬يكون الربح‪ .‬بينهم على حسب ما اشترطوا بنسبة شائعة معلومة‪ ،‬فإذا لم يشترطوا يكون الربح حسب نسبة‬ ‫‪‬‬

‫رأس مال كل منهم إلى رأس مال المشاركة‪.‬‬


‫‪ .٥‬يكون توزيع الخسارة حسب نسبة رأس مال كل شريك فقط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ . ٦‬يجوز أن ينفرد أحد الشركاء بالعمل ويشتركوا في الربح بنسبة متساوية‪ ،‬كما يجوز أن يختلفوا في الربح‬ ‫‪‬‬

‫برغم تساويهم في المال‪.‬‬


‫‪ . ٧‬في حالة عمل جميع الشركاء في إدارة الشركة‪ ،‬يجوز أن تكون حصص بعضهم في الربح أكبر من نسب‬ ‫‪‬‬

‫حصصهم في رأس المال‪ ،‬نظرًا ألن الربح في شركات العنان هو عائد رأس المال والعمل‪ ،‬وهذا مما يجوز‬
‫التفاوت فيه‪ ،‬فقد يكون أحد الشركاء على دراية وكفاءة بالتجارة أكثر من غيره‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أنواع المشاركات كما تقوم بها المصارف‬
‫اإلسالمية‪-:‬‬
‫تتعدد أنواع المشاركات وفقا للمنظور وراء كل تقسيم واألهداف المرغوبة منه‪ ،‬ويوجد‬ ‫‪‬‬

‫للمشاركة عدة أشكال‪:‬‬

‫المشاركة الثابتة ( طويل األجل ) ‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهي نوع من المشاركة يقوم على مساهمة المصرف في تمويل جزء من رأس مال مشروع معين‬ ‫‪‬‬

‫مما يترتب عليه أن يكون شريكًا في ملكية هذا المشروع وشريكًا كذلك في كل ما ينتج عنه من‬
‫ربح أو خسارة بالنسب التي يتم االتفاق عليها والقواعد الحاكمة لشروط المشاركة‪ .‬وفي هذا الشكل‬
‫تبقى لكل طرف من األطراف حصص ثابتة في المشروع الذي يأخذ شكال قانونيًا كشركة تضامن‬
‫أو شركة توصية‪.‬‬

‫المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫المشاركة المتناقصة أو المشاركة المنتهية بالتمليك هي نوع من المشاركة يكون من حق الشريك‬ ‫‪‬‬

‫فيها أن يحل محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات حسبما تقتضي‬
‫الشروط المتفق عليها وطبيعة العملية‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫صور المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الصورة األولى‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يتفق المصرف مع الشريك على أن يكون إحالل هذا الشريك محل المصرف بعقد مستقل يتم‬ ‫‪‬‬

‫بعد إتمام التعاقد الخاص بعملية المشاركة بحيث يكون للشريكين حرية كاملة في التصرف ببيع‬
‫حصته لشريكه أو لغيره‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصورة الثانية ‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يتفق المصرف مع الشريك على المشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي لمشروع ذي دخل‬ ‫‪‬‬

‫متوقع وذلك على أساس اتفاق المصرف مع الشريك اآلخر لحصول المصرف على حصة نسبية‬
‫من صافي الدخل المحقق فعًال مع حقه باالحتفاظ بالجزء المتبقي من اإليراد أو أي قدر منه يتفق‬
‫عليه ليكون ذلك الجزء مخصصًا لتسديد أصل ما قدمه المصرف من تمويل‪ ،‬وعندما يقوم الشريك‬
‫بتسديد ذلك التمويل‪ ،‬تؤول الملكية له وحده‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫صور المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك ‪ ...‬تتمة‪-:‬‬

‫ج‪ -‬الصورة الثالثة ‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتم تقسيم رأس المال إلى أسهم أو حصص متساوية القيمة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ويمثل مجموعها إجمالي قيمة المشروع أو العملية وللشريك‬


‫إذا شاء أن يقتني من هذه األسهم المملوكة للمصرف عددًا‬
‫معينًا بحيث تتناقص أسهم المصرف بمقدار ما تزيد أسهم‬
‫الشريك إلى أن يمتلك كامل األسهم فتصبح ملكيته كاملة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫تطبيق صيغة المشاركة بالمصارف اإلسالمية‪-:‬‬
‫تبين من الواقع العملي أن صيغة التمويل بالمشاركة من أهم صيغ التمويل المطبقة بالمصارف اإلسالمية وهي‬ ‫‪‬‬

‫تالئم فئة كبيرة من المتعاملين مع المصارف اإلسالمية‪ .‬وصيغة المشاركة قد تكون طويلة أو متوسطة أو‬
‫قصيرة األجل وذلك طبقًا لما يلي‪:‬‬
‫‪ - ١‬قد تكون المشاركة طويلة األجل وذلك في حالة ما إذا كانت مشاركة طويلة األجل‬ ‫‪‬‬

‫(مستمرة)‪ .‬ويصلح هذا األسلوب لتمويل العمليات اإلنتاجية المختلفة والتي تأخذ شكًال قانونيا‬
‫كشركة تضامن أو شركة توصية‪ ،‬وسواء كانت تلك الشركات صناعية أو زراعية أو‬
‫تجارية‪.‬‬
‫‪ - ٢‬قد تكون المشاركة متوسطة األجل وذلك في حالة المشاركة المنتهية بالتمليك وهي التي‬ ‫‪‬‬

‫يحل فيها الشريك محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات‪،‬‬
‫ويصلح هذا األسلوب للتطبيق في المجال التجاري والصناعي والزراعي والعقاري‬
‫والمهني‪.‬‬
‫‪ - ٣‬وقد تكون المشاركة قصيرة وذلك في حالة تمويل العمليات التي تستغرق زمنًا قصيرًا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن تلك العمليات االعتمادات المستندية حيث تكون قيمة االعتماد مشاركة بين المصرف‬
‫والعميل‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫المشكالت التي تواجه‬
‫المصارف اإلسالمية عند تطبيق صيغة المشاركة ‪-:‬‬

‫‪ -١ ‬عدم توافر الخبرة لدى المصارف اإلسالمية في‬


‫كافة مجاالت األنشطة‪.‬‬
‫‪ -٢ ‬القيود المفروضة على المصارف اإلسالمية من‬
‫قبل البنوك المركزية في مجال االستثمارات طويلة‬
‫األجل‪.‬‬
‫‪ -٣ ‬عدم تفهم المتعاملين مع المصارف اإلسالمية‬
‫ألساليب التمويل اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫الخدمات المصرفية االخرى المقدمة بالمصارف‬
‫اإلسالمية والتكيف الشرعي لها ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬االعتمادات المستندية‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيًا‪ :‬خطابات الضمان‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيًا‪ :‬األوراق المالية‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعًا‪ :‬األوراق التجارية‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫خامسًا‪ :‬الصرف األجنبي‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫سادسًا‪ :‬السحب على المكشوف‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫سابعا‪ :‬تأجير الخزائن‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫ثامنًا‪( :‬بطاقات الفيز ا)‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫تاسعًا‪ :‬الحواالت‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫عاشرًا‪ :‬بيع وشراء الشيكات السياحية‪-:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪120‬‬
‫االعتمادات المستندية‪:‬‬
‫تعد اإلعتمادات المستندية من أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها‬ ‫‪‬‬

‫المصارف بصفة عامة ‪ ,‬حيث تعد أساس الحركة التجارية (اإلستيراد‬


‫‪ -‬التصدير ) في كافة أنحاء العالم والتي تنفذ من خالل شبكة‬
‫المراسلين للمصارف حول العالم‪.‬‬
‫ويعرف اإلعتماد المستندي بأنه طلب يتقدم به المتعامل من أجل سداد‬ ‫‪‬‬

‫ثمن مشتريات بضائع من الخارج‪ ,‬يقوم البنك بموجبه عن طريق‬


‫المراسلين بسداد القيمة بالعملة المطلوب السداد بها ‪.‬‬
‫وتنفذ اإلعتمادات المستندية بالمصارف من خالل أسلوبين هما ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪121‬‬
‫االعتمادات المستندية‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬األسلوب األول‪ :‬وهو تنفيذ اإلعتماد المستندي كخدمة مصرفية حيث يتم تغطيته‬
‫بالكامل من قبل المتعامل ‪ ,‬ويقتصر دور المصرف علي اإلجراءات المصرفية‬
‫لفتح اإلعتماد لدي المراسل وسداد قيمة اإلعتماد بالعملة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬األسلوب الثاني‪ :‬وهو تنفيذ اإلعتماد المستندي كإئتمان مصرفي حيث يقوم‬
‫المتعامل بسداد جزء فقط من قيمة اإلعتماد ويقوم المصرف بإستكمال سداد قيمة‬
‫اإلعتماد كعملية إئتمانية‪.‬‬
‫وتنفذ هذه العملية بالمصرف اإلسالمي عن طريق إحدي قنوات اإلستثمار (مرابحة ‪-‬‬
‫أو مشاركة اإلعتمادات ) ‪.‬‬
‫وفي حالة تنفيذ المصرف لإلعتماد المستندي كخدمة مصرفية فهي خدمة جائزة‬
‫شرعا تندرج تحت قواعد الوكالة واإلجارة يتقاضي المصرف عن تأديتها أجرا‪.‬‬
‫وفي حالة تنفيذها كعملية إستثمارية فهي تندرج تحت قواعد عقود البيوع‬
‫والمشاركات ‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫خطابات الضمان‪:‬‬
‫‪ ‬تعد خطابات الضمان من األنشطة المصرفية الهامة ‪ ,‬حيث أصبحت أداة للتعامل اإلقتصادي الداخلي‬
‫والخارجي علي حد سواء وخاصة في مجال التعاقدات والمقاوالت ‪.‬‬
‫يعرف خطاب الضمان بأنه { تعهد كتابي يصدر من المصرف بناء علي طلب المتعامل بدفع مبلغ نقدي معين أو‬
‫قابل للتعيين بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من المصرف خالل مدة محددة ويجوز إمتداد الضمان لمدة أخري‬
‫وذلك قبل إنتهاء المدة األولي }‪.‬‬
‫وتوجد أنواع متعددة لخطابات الضمان منها ‪:‬‬
‫‪ · ‬خطاب ضمان إبتدائي‬
‫‪ · ‬خطاب ضمان نهائي‬
‫‪ · ‬خطاب ضمان دفعة مقدمة‬
‫‪ ‬ويتم عادة قيام العميل بتغطية جزء من قيمة خطاب الضمان ( نسبة ‪ . )%‬والتكييف الشرعي لدي الفقهاء أن‬
‫خطابات الضمان تتضمن أمرين (الوكالة‪ ,‬الكفالة)‪.‬‬

‫وقد اتفق المستشارون الشرعيون للمصارف علي عدم أخذ أجرة علي إصدار خطاب الضمان ‪ ,‬وتري‬ ‫‪‬‬

‫الهيئات الشرعية أن يتم إصدار خطاب الضمان في إحدي صور قنوات اإلستثمار ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫األوراق المالية‪:‬‬
‫يقصد باألوراق المالية األسهم والسندات ‪ ,‬والسهم يحصل صاحبه على عائد سنوي ‪ ,‬أما السند‬ ‫‪‬‬

‫فيحصل صاحبه علي فائدة ثابتة ‪ ,‬ولذلك فإن المصارف اإلسالمية ال تتعامل بالسندات ‪.‬‬
‫وتتضمن الخدمات المصرفية المتعلقة باألسهم ما يلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬حفظ األسهم‪ :‬ويجوز للمصرف القيام بحفظ األسهم للمتعامل ويتقاضي إجرا فهي كالوديعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬بيع األسهم‪ :‬يجوز للمصرف القيام ببيع وشراء األسهم لصالح عمالئه كوكيل عن العميل‬ ‫‪‬‬

‫ويستحق مقابل ذلك أجرا ‪.‬‬


‫‪ - 3‬اإلكتتاب‪ :‬يجوز للمصرف أن يقوم بأداء عملية اإلكتتاب للشركات الجديدة ‪ ,‬وتكييفها الشرعي‬ ‫‪‬‬

‫وكالة ويستحق المصرف عنها أجرا ‪.‬‬


‫‪ - 4‬صرف أرباح األسهم‪ :‬يجوز للمصرف صرف أرباح األسهم نيابة عن الشركات وتكييفها‬ ‫‪‬‬

‫الشرعي وكالة ويجوز للمصرف أخذ أجرا عنها ‪.‬‬

‫وال يجوز للمصرف بصفة عامة التعامل في أسهم الشركات التي تبيع منتجات تخالف الشريعة‬ ‫‪‬‬

‫( السجائر ‪ -‬الخمور ‪. ) ... -‬‬


‫‪124‬‬
‫األوراق التجارية‪:‬‬
‫تستخدم األوراق التجارية (الكمبيالة‪ ,‬السند اإلذني‪ ,‬الشيك ) بصفة عامة في األعمال التجارية "{ كسند يثبت‬ ‫‪‬‬

‫فيه المدين تعهدا للدائن بدفع مبلغ معين إما بنفسه أو عن طريق شخص آخر في تاريخ معين }‪.‬‬

‫وتستخدم األوراق التجارية أداة للوفاء بالديون مقابل الغير بحيث يمكن تحويل المديونية من شخص آلخر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجري العرف علي أن أكثر هذه األوراق تداوال هي الكمبيالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتقوم المصارف التقليدية عادة بتقديم مجموعة من الخدمات المصرفية متعلقة باألوراق التجارية وهي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬تحصيل األوراق التجارية ‪ :‬وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة ويتقاضي المصرف عنها عمولة أو‬ ‫‪‬‬

‫أجر وتكييفها الشرعي وكالة‪.‬‬


‫‪ - 2‬قبول األوراق التجارية كضمان ‪ :‬اليوجد مانع شرعا من قبول األوراق التجارية كضمان في بعض‬ ‫‪‬‬

‫العمليات اإلستثمارية إذا تم التأكد من صحة األوراق التجارية المقدمة كضمان‪.‬‬


‫‪ - 3‬حفظ األوراق التجارية ‪ :‬وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزه ويؤخذ عليه أجر مقابل الخدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 4‬خصم األوراق التجارية ‪ :‬ومفهومها أن يتقدم المتعامل للمصرف بطلب تحصيل القيمة الحالية لكمبيالة‬ ‫‪‬‬

‫تستحق بعد فترة بعد خصم مبلغ معين يتم احتسابه باستخدام سعر الفائدة وهو يمثل الفترة بين تاريخ الخصم‬
‫وتاريخ اإلستحقاق‪ ,‬وهذه العملية ال يجوز تنفيذها في المصارف اإلسالمية ألنها تعتمد علي استخدام سعر‬
‫الفائدة في تحديد القيمة الحالية للكمبيالة ‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫الصرف األجنبي ‪:‬‬
‫تعد عمليات الصرف األجنبي أو ما يطلق عليه بيع وشراء العمالت من الخدمات‬ ‫‪‬‬

‫المصرفية الهامة وخاصة في مجال اإلعتمادات المستندية وتسديد اإللتزامات‬


‫المالية بالعمالت المختلفة للمصارف الخارجية ‪.‬‬

‫وعمليات الصرف األجنبي والعملة األجنبية هي كل { عملة لدولة يتم تداولها‬ ‫‪‬‬

‫خارج نطاق تلك الدولة } وعمليات الصرف األجنبي من المعامالت الجائزة‬


‫شرعا حيث يتم بيع وشراء العملة فورا وتسديدها للمراسل في حالة اإلعتمادات‬
‫المستندية أو تسليمها للمتعامل في حالة البيع النقدي‪ .‬وتحصل البنوك مقابل ذلك‬
‫علي أجر مقابل تحويل العمالت للخارج‪ ,‬وتندرج تحت التكييف الشرعي عقد‬
‫الوكالة ‪ ,‬كما تستفيد المصارف أيضا من فرق العملة بين سعر الشراء وسعر البيع‬
‫‪ ,‬ومن شروط صحة عمليات الصرف األجنبي التقابض في مجلس الصرف ‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫السحب على المكشوف‪:‬‬
‫‪ ‬تقوم المصارف التقليدية بالسماح لعمالئها بالسحب‬
‫النقدي من حساباتهم الشخصية مقابل فائدة معينة‪,‬‬
‫وهذه الخدمة ال تجوز بالمصارف اإلسالمية حيث ال‬
‫يتم التعامل بالفائدة أخذا أو إعطاء ا‪ ,‬ولكن في حالة‬
‫كشف حساب المتعامل بمبلغ من المال مقابل مديونية‬
‫فيعد هذا من قبيل القرض الحسن ‪ ,‬وذلك يكون لمدة‬
‫معينة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫تأجير الخزائن‪:‬‬
‫تعد هذه الخدمة من الخدمات المصرفية التي تقدم بالمصارف‬ ‫‪‬‬

‫للعمالء لحفظ ممتلكاتهم من المجوهرات أو المستندات الهامة‬


‫أو العقود ويحتفظ المتعامل بمفتاح خاص لهذه الخزينة ال‬
‫يفتح إال بمعرفته ومندوب المصرف‪ .‬ويتقاضي المصرف‬
‫أجرا مقابل ذلك وتكييفها الشرعي أنها عقد إجارة ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫بطاقات اإلئتمان‪:‬‬
‫انتشرت في األونة األخيرة استخدام البطاقات اإلئتمانية مثل بطاقات( فيزا )و( الماستر‬ ‫‪‬‬

‫كارد) بديال عصريا عن حمل النقود‪ ,‬لما لها من مزايا أمنية للتعامل‪ ,‬إضافة إلي سهولة‬
‫إستخدامها وقبولها دوليا من كافة المؤسسات التجارية والخدمية‪.‬‬
‫ويتقاضي المصرف مقابل تقديم هذه الخدمة رسوم تتمثل في تكاليف إصدار البطاقة‬ ‫‪‬‬

‫ورسوم تدفع للشركة الدولية‪ .‬وتستخدم هذه البطاقة في سداد قيمة مشتريات العمالء أو‬
‫استخدامهم لخدمات الفنادق أو السفر بالطائرات أوما شابه ذلك‪.‬‬
‫وتختلف المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية في نقطة هامة في استخدام بطاقات‬ ‫‪‬‬

‫الفيزا وهي عملية استخدام البطاقة في السحب النقدي‪ ,‬فالمصرف التقليدي يتقاضي مقابل‬
‫ذلك فائدة عن السحب النقدي في حالة تم كشف الحساب حتى السداد التام‪ ,‬أما المصرف‬
‫اإلسالمي فأنه في حالة السحب النقدي وكشف الحساب ال يتقاضي المصرف أي فائدة بل‬
‫يعتبر ذلك من قبيل القرض الحسن ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الحواالت‪:‬‬
‫يحتاج الكثيرمن العمالء بالمصارف إلي إجراء عملية تحويل‬ ‫‪‬‬

‫أموال داخل البلد الواحد أو إلى بالد أخري خارجية ‪ ,‬ويتم‬


‫تغطية هذه الخدمة إما عن طريق التحويالت بالتلكس او‬
‫بواسطة السويفت أو( وسترن يونيون) أو (المني جرام) أو‬
‫عن طريق شيكات تحصل في بلد المستفيد‪.‬‬
‫وتندرج هذه الخدمات في العقد الشرعي الوكالة ويتقاضي‬ ‫‪‬‬

‫المصرف مقابل ذلك أجرا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫بيع وشراء الشيكات السياحية‪:‬‬
‫تقوم المصارف بتقديم هذه الخدمة لعمالئها سواء شراء‬ ‫‪‬‬

‫الشيكات السياحية الخاصة بهم أو بيع الشيكات السياحية‬


‫الخاصة بالمصارف أو المؤسسات المالية الدولية مقابل‬
‫عمولة متعارف عليها ‪.‬‬
‫والتكييف الشرعي لهذه الخدمة يندرج تحت عقد الوكالة‬ ‫‪‬‬

‫يحصل المصرف مقابل ذلك علي أجر ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الحسابات الجارية‪:‬‬
‫يمكن القول أن الحسابات الجارية تعد أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف‬ ‫‪‬‬

‫للعمالء‪.‬‬
‫ويتيح الحساب الجاري للعميل حفظ أمواله في المصرف مع إمكانية سحبها أو سداد‬ ‫‪‬‬

‫أي إلتزام مالي عليه في أي وقت ‪ ,‬سواء عن طريق إصدار شيكات للدائنين‪ ,‬أو‬
‫السحب من رصيده مباشرة من خالل فروع المصرف أو من خالل ماكينات الصرف‬
‫اآللي (‪ ) ATM‬والتي تعمل طوال اليوم ‪ ,‬أو سداد قيمة مشتريات من خالل ماكينات‬
‫نقاط البيع (‪.)P.O.S‬‬
‫وقد اختلف في التكييف الشرعي للحساب الجاري ‪ ..‬هل هو عقد وديعة أو عقد قرض‬ ‫‪‬‬

‫وقد اتفق الفقهاء علي أن الحساب الجاري هو عقد قرض ‪.‬‬


‫وقد اتفق علي أن عوائد استثمار الحساب الجاري تضاف إلي عوائد المساهمين وليس‬ ‫‪‬‬

‫للمودعين حصة فيها حيث أن المصرف ضامن لهذه األموال وتقع مخاطر إستثمار‬
‫هذه األموال علي المصرف وليس علي المودع‪ ،‬طبقًا لقاعدة "الخراج بالضمان"‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الفروق األساسية بين البنك االسالمي والبنك التقليدي من حيث‬
‫سياسة التمويل‪:‬‬
‫الرقم‬ ‫البيان‬ ‫البنك االسالمي‬ ‫البنك التقليدي‬
‫‪1‬‬ ‫وظيفة المال في البنك‬ ‫االستثمار وليس االيجار( أستثمر وال تؤجر) (المال ال‬ ‫اإليجار (تأجير النقود) المال يولد المال‬
‫يولد المال) ال متاجرة على ملكية المال‬ ‫(المتاجرة على الملكية)‬
‫‪2‬‬ ‫أخذ وإعطاء الفائدة‬ ‫محرم‬ ‫أساسي‬
‫‪3‬‬ ‫ترتبط بحياة المشروع مع عدم أخذ فائدة عند التأخير في مدة السداد‬ ‫قصيرة غالبا ‪ ,‬مع أخذ فائدة فورية عند‬
‫التسديد‬ ‫التأخير في التسديد‬

‫‪4‬‬ ‫عدم الوفاء بتسديد‬ ‫االعفاء في حالة اإلعسار في القرض الحسن ‪ ,‬مع عدم‬ ‫غير مسموح به ‪ ,‬إجراءات شديدة في‬
‫القرض‬ ‫اإلرهاق والتعسف في التحصيل في التمويالت األخرى‬ ‫حالة العجز عن التسديد‬

‫‪5‬‬ ‫هدف التمويل‬ ‫هدف البنك اإلسالمي في المقام األول تنمية المجتمع‬ ‫الربح في المقام االول‪.‬‬
‫اإلسالمي واستثمار أمواله بطريقة شرعية تحقق أهداف‬
‫المجتمع ثم يأتي الربح في المرحلة الثانية‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الفروق األساسية بين البنك االسالمي والبنك التقليدي من حيث‬
‫سياسة التمويل‪:‬‬
‫الرقم‬
‫البيان‬ ‫البنك االسالمي‬ ‫البنك التقليدي‬
‫‪6‬‬ ‫الفئات المستفيدة من التمويل‬ ‫كافة األفراد باختالف طبقاتهم‬ ‫األغنياء والقادرين ماليا فقط‬
‫‪7‬‬ ‫تمويل االحتكارات‬ ‫محظور قطعيا‬ ‫وارد‬
‫‪8‬‬ ‫المعيار األساسي في اختيار‬ ‫الشرعية ‪ ,‬النفع االجتماعي والربح‬ ‫الربح فقط‪.‬‬
‫المشروع‬
‫المشاركة مع العميل أو صاحب ‪9‬‬ ‫أساسية‬ ‫غير واردة‬
‫رأس المال‬
‫‪10‬‬ ‫شرعية المشروعات‬ ‫أساسية‬ ‫غير واردة‬
‫االستثمارية عند الموافقة على‬
‫التمويل‬
‫‪11‬‬ ‫الضمانات‬ ‫إيجابية (كفاءة المشروع موضوع‬ ‫سلبية في األساس (قانونية‬
‫االستثمار) ‪ ,‬ضمانات أخرى (قانونية‬ ‫شخصية) ثم كفاءة المشروع‬
‫شخصية مادية ) بالدرجة الثانية‪.‬‬ ‫بالدرجة الثانية‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫تقاسم نتائج االستثمار‬ ‫المشاركة في الربح والخسارة‬ ‫ضمان الربح (الفائدة)‬
‫‪134‬‬
‫أوال ‪ :‬دوافع التحول للعمل المصرفي اإلسالمي ‪:‬‬
‫تتجه العديد من المؤسسات المالية إلى التحول للعمل المصرفي‬ ‫‪‬‬

‫اإلسالمي أو إلى تقديم منتجات مصرفية إسالمية بجانب المنتجات‬


‫المصرفية التقليدية للعديد من الدوافع منها‪-:‬‬

‫االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية في البعد عن الربا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تلبية احتياجات العمالء من المنتجات المصرفية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تنوع لمنتجات التي تلبي رغبات العمالء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫نجاح تجربة التحول للعمل المصرفي اإلسالمي بالبنوك األخرى‬ ‫‪.4‬‬

‫انخفاض معدل المخاطرة وزيادة الربحية في صيغ التمويل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪135‬‬
‫ثانيًا‪ :‬متطلبات التحول للعمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪:‬‬
‫قبل قيام البنك بالتحول أو تقديم منتجات مصرفية إسالمية ال بد من تحقيق بعض المتطلبات قبل‬ ‫‪‬‬
‫البدء في التنفيذ وهي‪:‬‬

‫موافقة الجهات الرقابية (مؤسسة النقد ‪ /‬البنك المركزي)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫وجود هيئة شرعية (أو مراقب شرعي)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تصميم نظم العمل والتي تتضمن‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫إعداد الدورات المستندية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعداد النماذج والمستندات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعداد العقود الشرعية (والقانونية)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعداد النظم المحاسبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إعداد النظم اآللية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختيار وتهيئة الموارد البشرية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫إعداد حملة إعالنية موجهة لعمالء تلك الفروع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪136‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أشكال تقديم المنتجات المصرفية اإلسالمية‬
‫والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫يأخذ تقديم المنتج المصرفي اإلسالمي للبنوك التقليدية أحد األشكال‬ ‫‪‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫تحويل فروع تقليدي إلى فروع إسالمي بالكامل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إنشاء فروع خدمات مصرفية إسالمية مستقلة جديدة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إنشاء إدارات خدمات مصرفية إسالمية مستقلة باإلدارة العامة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫تقديم المنتجات اإلسالمية من خالل فروع البنك التقليدية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫إصدار منتجات مصرفية إسالمية في صورة صناديق استثمار‬ ‫‪.5‬‬


‫إسالمية أو منتجات تمويليه إسالمية‪.‬‬
‫إنشاء أقسام للعمل المصرفي اإلسالمي داخل الفروع التقليدية‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫كأقسام مستقلة‪.‬‬
‫‪137‬‬

You might also like