Professional Documents
Culture Documents
1
دكتور /ناهض نمر الخالدي .1
2
المصرفية اإلسالمية:
يقصد بالمصرف اإلسالمي مؤسسة الوساطة المالية التي ال تعمل بالفائدة .ذلك أن
المسلمين قد توصلوا منذ نحو قرن من الزمان تقريبا (وهو عمر المصارف في
بالد المسلمين) إلى أن الفائدة المصرفية هي عين الربا المحرم ،ألن الزيادة على
القرض وهي أساس عمل البنوك التقليدية هي من الربا ،ولذلك لم تنتشر البنوك
عندهم إال في عصر االستعمار -رغم قدمها عند األوربيين إذ يعود تاريخها إلى
مئات السنين -ولذلك اجتهد المسلمون بعد حصول بلدانهم على االستقالل في
الخمسينات الميالدية وما بعدها إلى تأسيس نظام مصرفي يكون منسجمًا مع أحكام
الشريعة .وقد أدركوا أن الوساطة المالية وظيفة أساسية في حياة المجتمعات ،وأن
المسلمين منذ القدم تبنوا ترتيبات معينة تنهض بالحاجة إلى الوساطة المالية .إذ أن
عملية انتقال األموال من فئة الفائض (أي مجموعة األفراد والمؤسسات التي
تمتلك من الموارد المالية ما يفيض عن حاجتها اآلنية) إلى فئة العجز (أي تلك
المجموعة التي تحتاج من الموارد المالية ما يزيد على ما تمتلكه اآلن) كانت تتم
في القديم بناء على صيغة المضاربة .
3
المصرفية اإلسالمية ...تتمة:
سعى المسلمون إليجاد صيغة بديلة للبنك التقليدي
تنهض بوظيفة الوساطة المالية دون أن تكون معتمدة
على صيغة االقتراض من المودعين ثم اإلقراض
للمستثمرين والعمل بالفائدة ،وجدوا في المضاربة
قاعدة صلبة يمكن أن يؤسس عليها هذا النموذج البديل.
4
المصرفية اإلسالمية ...تتمة:
وعليه يجب أن تبتعد المؤسسات (أي البنوك) من كل معاملة
أى أن الفرد مستخلف من قبل رب العالمين فى األرض -فالمال مال هللا -مما يستوجب استخدام كافة
الثروات طبًقا ألحكام الشريعة اإلسالمية .
ال ضرر وال ضرار:
أى مراعاة ا لحقوق والواجبات وتجنب إلحاق األذى والضرر باآلخرين أو بأموالهم .
الغنم بالغرم :
أى ال يضمن الفرد لنفسه العائد ويلقى الخسارة على عاتق غيره .
األمور بمقاصدها :
أى أن كل قول أو عمل إنما هو بالمقصد ،فالعقود إذا قصد من إبرامها قصًد ا مشروًعا كان العقد صحيحً ا ،
أما إذا كان القصد من إبرامها غير مشروع كان العقد باطال .
العادة محكمة :
أى يتم اللجوء إلى العرف حال انعدام وجود مصدر فى الشريعة اإلسالمية ،ويشترط أن ال يخالف العرف
الشرع أو اآلداب العامة .
الخراج بالضمان :
أى استحقاق صاحب المال الربح مقابل استخدام أمواله فى المضاربة ،واستحقاق المضارب الربح مقابل
عمله .
7
القواعد المصرفية :
عدم التعامل بالفائدة :
حيث تقوم البنوك اإلسالمية بتقديم خدماتها فى إطار الشريعة فال تقوم
بتوجيه استثماراتها إلى أنشطة تدخل فى دائرة التحريم ،ويضم كل
بنك من البنوك اإلسالمية جهاز للرقابة الشرعية للتحقق من مدى
التزام البنك بالشريعة اإلسالمية فى جميع أنشطته.
8
القواعد المصرفية ...تتمة :
األخذ بمبدأ المشاركة فى الربح والخسارة:
وهو أساس العالقة بين العمالء والبنوك اإلسالمية حيث تستقبل
البنوك اإلسالمية أموال المستثمرين للمضاربة بها بهدف تحقيق الربح
الذى يتم توزيعه بعد تحققه "فعلًي ا" بينها وبين أصحاب حسابات
االستثمار حسب االتفاق .كما يتحمل الطرفان الخسارة حال عدم
وجود تقصير من إحدى الطرفين .
10
مفهوم البنك اإلسالمي
ومن هذا التعريف يتبين لنا أن هناك عدة عناصر أساسية تلتزم بها البنوك
اإلسالمية منها االلتزام بالقواعد المستقرة للشريعة اإلسالمية :يتعين على البنك
اإلسالمي أن يلتزم بأحكام الشريعة اإلسالمية في جميع أعماله ومعامالته جملة
وتفصيًال وإال فقد مقومات وجوده ،فالعقيدة اإلسالمية تقدم نظامًا شامًال ومتكامًال
يحكم كل شيء في االقتصاد متمثًال في أنشطة اإلنتاج ،والتوزيع ،واالستهالك،
واالدخار وتتصل بغيرها من األنشطة غير االقتصادية وترتبط معها وبها
بالعبادات لتجعل من اإلسالم دينًا قّيمًا قويمًا ال يشوبه أو يأتيه الباطل من بين يديه
وال من خلفه ،وال من أمامه ،وان ارتباط الفكر اإلسالمي المصرفي االقتصادي
بالدين تعززه اآليات المباركة في كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم
المطهرة واجتهادات العلماء األفاضل ،وان القواعد االقتصادية الحاكمة للعمل
المصرفي واضحة وصريحة يتعين على البنك اإلسالمي توخيها والحرص عليها.
وأهم هذه القواعد ما يلي:
11
(أ) االلتزام في معامالته بالحالل واالبتعاد كل البعد
عن المجاالت الحرام والمشكوك فيها:
لما كان البنك اإلسالمي يستمد مشروعيته من تجسيده للفكر اإلسالمي ،فانه يلتزم التزامًا كامًال بتطبيق قاعدة
الحالل والحرام في كل معامالته ،والتقيد بأخالقيات اإلسالم وآدابه في هذه المعامالت في طابعها الشمولي
الذي يمتد إلى كافة مجاالت النشاط اإلنساني التي يقوم البنك بالتعامل معها.
فال يمكن للبنك أن يقدم خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة التحريم لما فيها من أضرار خطيرة تلحق
بالمجتمع مثل أنشطة صناعة الخمور ،وموائد القمار ،والمخدرات ،والبغاء والصناعات التي تقوم على تربية
وذبح وبيع لحوم الخنزير أو الميتة أو الدم ،واالبتعاد عن أي نشاط ينطوي التعامل فيه على ربا أو غش أو
تدليس أو احتكار أو تزوير أو استغالل لحاجات الناس أو تغرير أو غرر أو ميسر أو رشوة أو إفساد للذمم
وتخريب للنفوس أو أي نشاط يشوبه حرمة ،ومن ثم تكون جميع معامالت البنك تدخل في دائرة الحالل،
تراعي بشكل شديد مبادئ الدين الحنيف فال غبن في األجور وال ظلم للعاملين وال مصادرة ألرزاقهم أو
تسخيرهم كعبيد مقابل إطعامهم وكسوتهم.
فالبنك اإلسالمي هو الذي يقوم على العقيدة اإلسالمية ويستمد منها كيانه الفكري ومقومات التعامل المصرفي
لديه أو تصبح معامالته جميعها في إطار هذا الكيان الفكري الذي يقوم على أن هللا هو خالق هذا الكون ،وان
الملكية الموجودة في هذا الكون هلل وحده ،فاهلل مالك كل موجود فيما أنه سبحانه وتعالى موجده وانه مالك
الملك وان البشر مستخلف فيه ومن ثم فان استخدام هذه الموجودات وبما فيها المال تتم في إطار شروط هذا
االستخالف وعلى هذا فمن الضروري أن تكون المنتجات والخدمات التي يتعامل معها البنك أو يمول
مشروعاتها في دائرة الحالل ،فال يجوز له أن يقوم بتموين مصنع إلنتاج الخمر أو شركة لتعبئة لحوم
الخنزير وال يجوز له أن يمول ملهى ليليًا أو ناديا للقمار ،بل تنحصر مهمته في عمارة الدنيا ،قال تعالى {ُه َو
َأنَش َأُك م ِّم َن اَألْر ِض َو اْس َت ْع َمَر ُك ْم ِفيَه ا(( }) 61سورة هود) ومن هنا تتسع كافة معامالت البنك لتشمل كافة أوجه
النشاط االقتصادي وغير االقتصادي الالزم ألعمار األرض.
12
(ب) عدم التعامل بالربا:
فعدم التعامل بالربا هي سمة مميزة للبنك اإلسالمي من أجل تطهير المال من شبهة الظلم
واالستغالل الذي هو سمة أساسية من سمات القروض الربوية التي تقوم بها البنوك غير
اإلسالمية ،وذلك على الرغم من أن اإلسالم لم يبتدع قضية تحريم الربا وإنما جدد حرمة الربا
التي نزلت في جميع الرساالت السماوية ،وفي الوحي القديم .وفي الوقت ذاته فان عدم التعامل
بالربا يجعل من البنك اإلسالمي أداة ترشيد تنموية تجعله يتجه بالتوظيف إلى مجاالت تدريجية
مناسبة من خاللها يدفع عائدًا مناسبًا لجموع الموّد عين لديه ،وفي الوقت نفسه تنمية المال الذي
اؤتمن عليه منهم.
فاإلقراض بالربا محرم ال تبيحه حاجة ،وال تجزيه ضرورة ،بل إن الربا من أخبث المعاصي
وأشدها فتكًا بالنظام االقتصادي واالجتماعي للدول ،فهو يقضي على وحدة األمة ،وتآلفها
وتراحمها ويحوله إلى النقيض من تصارع وتطاحن وحروب أهلية وثورات مدمرة.
ومن هنا فان البنوك اإلسالمية ال تتعامل بالفائدة أيًا كانت صورها وأشكالها ،أخذًا أو عطاًء،
إيداعًا أو توظيفًا ،قبوًال أو خصمًا ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،ظاهرة أو مختفية ،محددة
مقدمًا أو مؤخرًا ،ثابتة أو متحركة ،كاملة أو منقوصة ..أعماًال ألحكام الشريعة الغراء والتزامًا
بأمر هللا سبحانه وتعالى وتجنبًا لنواهيه .فالفائدة على جميع النقود كلها ربا محرم ،يستوي في ذلك
قليلها وكثيرها ،ويستوي في ذلك كونها محددة ومطبقة على قرض موجه لالستهالك أو
لالستثمار.
13
والربا هو الزيادة المطلقة في رأس المال ،ويقال إذا ربا الشيء زاد ونما ،ويقصد
بالربا شرعًا فضل المال الذي ال يقابله عوض في معارضة مال بمال ،وكان
العرب قديمًا يمارسون هذه الصناعة قبل ظهور اإلسالم وتحريم الربا ،وكان
المرابي يخبر من عليه الدين أما أن يقضي الدين (أي يسدده) أو يربي (أي يزيد
الدين بمقدار من المال) ويؤخر األجل إلى حين متفق عليه.
وحجية تحريم الربا تنصرف إلى مجمل أسباب بعضها ظاهر للعيان مثل دور
الربا الخطير في تقويض األمة اإلسالمية ونهب خيراتها لصالح المستعمر
الدخيل ،وإفقار أهلها ،وتدمير هيكل القيم ونسف المبادئ واألخالق الحميدة
وبعضها خفي ال يعلمه إال هللا سبحانه وتعالى.
وليس معنى هذا أن المصرف اإلسالمي ال يهدف إلى تحقيق الربح ،بل انه يهدف
إليه ويعمل على إنمائه ولكن في إطار ضوابط إسالمية محددة يتحدد من خاللها
مصدر الربح ،وان يكون هذا الربح عادًال غير مغالى فيه ،ال تشوبه شائبة
استغالل ،وال يكون مصدره أي غبن واحتكار ،بل من خالل صيغ استثمار
إسالمية حقيقية يتضافر فيها كل عناصر اإلنتاج بشكل فعال.
14
(ج) حسن اختيار من يقومون على إدارة األموال:
يتعين على البنك اإلسالمي أن يبذل كافة الجهود الالزمة للتأكد من حسن اختيار
األفراد الذين سيتولون إدارة األموال سواء من بين موظفيه ،أو من بين عمالئه
الذين سيتم إتاحة األموال لهم إلدارتها ،حيث ال يجب أن يوكل أمر إدارة هذه
األموال لمن ال يصلح للقيام بهذه المهمة أعماًال لقول هللا سبحانه وتعالىَ{ :و َال
ُتْؤ ُتوْا الُّس َف َه اء َأْم َو اَلُك ُم اَّلِتي َج َع َل ُهّللا َلُك ْم ِقَي امًا َو اْر ُزُقوُه ْم ِفيَه ا َو اْك ُسوُه ْم َو ُقوُلوْا َلُهْم
َق ْو ًال َّمْع ُروًف ا} ( )5سورة النساء.
وتقتضي إدارة هذه األموال الرشاد في استخدامها ،والحكمة في معالجتها لتحقيق
النفع العام والخاص من هذا االستخدام في إطار التوازن اإلنفاقي الرشيد الذي
يحفظ المال وال يبدده وفي الوقت ذاته ال يكتنزه أو يحجبه عن التداول والمنفعة
عمًال بقول هللا سبحانه وتعالىَ{ :و اَّلِذ يَن ِإَذ ا َأنَف ُقوا َلْم ُيْس ِر ُفوا َو َلْم َي ْقُتُروا َو َك اَن َب ْي َن
َذ ِلَك َق َو اًما} ( )67سورة الفرقان ) ،ومعنى هذا أيضًا أن يتم اختيار أرشد السبل
لتوظيف المال وإنمائه وإدارته إدارة رشيدة دون إسراف أو تقتير وبالشكل الذي
يفي بحاجة األفراد وحاجة المجتمع اإلسالمي.
15
(د) عدم أكل مال الناس بالباطل:
يعرف أكل أموال الناس بالباطل بخالف الربا بصور من المعامالت
التامة بين البنك والمتعاملين معه وكذا المتعاملين فيه طالما كانت هذه المعامالت
خاصة بالعميل ذاته وليس بغيره من العمالء أعماًال لقول الحق عز وجلَ{ :و َال
َت ْلِبُس وْا اْلَح َّق ِباْلَب اِط ِل َو َت ْكْكُتُتُم وْا اْلَح َّق َو َأنُتْم َت ْع َلُموَن } ( )42سورة البقرة.
ومن هنا فانه ليس من المقصود بالصراحة والمكاشفة إعالن أسرار العميل للغير،
بل إن البنوك اإلسالمية تحافظ على سرية معامالت عمالئها وال تسعى لإلضرار
بهم وبمصالحهم في إطار الشرعية الدينية والقانونية الحاكمة لنظام المعامالت
المصرفية.
وهناك هيئة الرقابة الشرعية في البنك اإلسالمي يتم اختيار أفرادها من كبار
علماء المسلمين وبعض علماء االقتصاد اإلسالمي تقوم بمتابعة كافة أعمال البنك
لتتأكد من أنها تتم في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية.
17
(و) عدم حبس المال وحجبه عن التداول
واكتنازه:
يتعين على البنك اإلسالمي أن يعمل على تنمية المال وإثماره باعتباره مستخلفًا
مجاالت الرزق وإصالح األمة ،وهي جميعها أمور تحتاج إلى انطالقة المال في
المجاالت الشرعية المنصوص عليها دون غلو أو تبذير أو إسراف ،بل في إطار
رشد فكري وعلمي تستثمر فيها أموال المسلمين في المجاالت التي تنفع المسلمين.
ويرتبط بهذا أيضًا ضرورة اإلنفاق ،واآليات التي تأمر باإلنفاق كثيرة من بينها:
18
{َي ا َأُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َأنِفُقوْا ِم َّما َر َز ْق َن اُك م ِّمن َق ْب ِل َأن َي ْأِتَي َي ْو ٌم َّال َب ْيٌع ِفيِه َو َال ُخ َّلٌة َو َال
َشَف اَع ٌة َو اْلَك اِفُروَن ُه ُم الَّظ اِلُموَن } ( )254سورة البقرة.
{َلن َتَن اُلوْا اْلِبَّر َح َّت ى ُتنِفُقوْا ِم َّما ُتِح ُّبوَن َو َم ا ُتنِفُقوْا ِم ن َش ْي ٍء َف ِإَّن َهّللا ِبِه َع ِليٌم} ()92
سورة آل عمران.
وقد اشترط هللا سبحانه وتعالى أن يكون اإلنفاق في غير إسراف وال تبذير
{َو اَّلِذ يَن ِإَذ ا َأنَف ُقوا َلْم ُيْس ِر ُفوا َو َلْم َي ْقُتُروا َو َك اَن َب ْي َن َذ ِلَك َق َو اًما} ( )67سورة
الفرقان.
وقوله سبحانه وتعالى{ :اَّلِذ يَن ُينِفُقوَن َأْم َو اَلُهْم ِفي َس ِبيِل ِهّللا ُثَّم َال ُيْت ِبُعوَن َم ا َأنَف ُقوُا
َم ًّن ا َو َال َأًذ ى َّلُهْم َأْج ُرُه ْم ِع نَد َر ِّب ِه ْم َو َال َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو َال ُه ْم َي ْح َز ُنوَن } ()262
سورة البقرة.
وقد وضع هللا سبحانه وتعالى الجزاء للمنفقينَّ{ :م َث ُل اَّلِذ يَن ُينِفُقوَن َأْم َو اَلُهْم ِفي
َس ِبيِل ِهّللا َك َم َث ِل َح َّبٍة َأنَب َتْت َس ْب َع َس َن اِبَل ِفي ُك ِّل ُسنُبَلٍة ِّم َئ ُة َح َّبٍة َو ُهّللا ُيَض اِع ُف ِلَم ن
َي َش اء َو ُهّللا َو اِس ٌع َع ِليٌم} (.)261
19
(ز) خضوع المعامالت المصرفية للرقابة
اإلسالمية الذاتية والخارجية:
فالرقابة اإلسالمية رقابة ذات شقين ،شق ذاتي من داخل الفرد ذاته ومن وحي
ضميره ومن خالل تمسكه بدينه وخوفه من إغضاب هللا عز وجل وشق آخر
خارجي من خالل هيئة رقابة شرعية يتم اختيار أفرادها من التقاة الراسخين في
علوم الدين المشهود لهم بالنزاهة الشديدة والحرص.
بل يمكن القول أن الرقابة في المصارف اإلسالمية هي رقابة شاملة محاورها
متعددة تضم ،رقابة من الفرد على ذاته ،ومن الفرد على العمل المصرفي الذي
يتم ،ومن المسئول عن العمل المصرفي على النشاط االقتصادي الذي يتم تمويله،
ومن الهيئة الرقابية الشرعية على كافة النشاط واألعمال المصرفية التي تتم ،ومن
هللا سبحانه وتعالى على الجميع.
ومن هنا تتشكل الطبيعة التكاملية للبنوك اإلسالمية التي تجعل منها نمطًا فريدًا من
التفاعل والتكامل واالتساق والتوافق مع احتياجات األفراد والمجتمع اإلسالمي
الحميد.
20
(ح) أداء الزكاة المفروضة شرعًا على كافة
معامالت البنك ونتائج األعمال:
لتطهير المال وتنميته وطرح البركة فيه وفي الوقت ذاته لتعميق الحس الديني،
وتحقيق األهداف االجتماعية للبنك ،وفي الوقت ذاته مراعاة التوازن بين األهداف
التجارية االستثمارية للبنك وبين األهداف االجتماعية له ،وفي الوقت ذاته لتطهير
المال من أي معامالت مشكوك فيها أعماًال لقوله سبحانه وتعالىُ{ :خ ْذ ِم ْن َأْم َو اِلِه ْم
َص َد َق ًة ُتَط ِّهُرُه ْم َو ُتَز ِّك يِه م ِبَه ا َو َص ِّل َع َلْي ِه ْم ِإَّن َص َالَت َك َس َك ٌن َّلُهْم َو ُهّللا َس ِم يٌع َع ِليٌم}
( )103سورة التوبة.
ومن هنا فان البنوك اإلسالمية تقوم بتحصيل وتوزيع زكاة أموالها وأموال
21
(ط) تحقيق التوازن بين مجاالت التوظيف
المختلفة:
والتوازن يتم بين مجاالت التوظيف قصير األجل ومتوسط
األجل وطويل األجل ،وبين مناطق التوظيف المختلفة ،حيث
يتحقق التوازن الجغرافي ،وفي الوقت ذاته توازن في مجال
التوظيف وفقًا لألولويات اإلسالمية.
-الضروريات.
-الحاجات.
-الكماليات.
-والتوازن بين العائد االجتماعي والعائد االستثماري المادي.
22
ماهية المصارف اإلسالمية
نشأة المصارف اإلسالمية
جاءت نشأة المصارف اإلسالمية تلبية لرغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد صيغة للتعامل المصرفي بعيدا عن شبهة
الربا وبدون استخدام سعر الفائدة.
وقد جاءت أول محاولة إلنشاء مصرف إسالمي عام 1963حيث تم إنشاء ما يسمي ببنوك االدخار المحلية والتي أقيمت
بمدينة ميت غمر -بجمهورية مصر العربية والتي أسسها د .أحمد النجار -رئيس اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية
األسبق ,وقد استمرت هذه التجربة حولي ثالث سنوات.
ثم تم بعد ذلك إنشاء بنك ناصر االجتماعي حيث يعد أول بنك ينص في قانون إنشائه علي عدم التعامل بالفائدة المصرفية
أخذا أو إعطاء ا ,وقد كانت طبيعة معامالت البنك النشاط االجتماعي وليس المصرفي بالدرجة األولي.
وقد جاء االهتمام الحقيقي بإنشاء مصارف إسالمية تعمل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في توصيات مؤتمر وزراء
خارجية الدول اإلسالمية بمدينة جده بالمملكة العربية السعودية عام ,1972حيث ورد النص علي ضرورة إنشاء بنك
إسالمي دولي للدول اإلسالمية.
وجاء نتاج ذلك إعداد اتفاقية تأسيس البنك اإلسالمي للتنمية والتي وقعت من وزراء مالية الدول اإلسالمية عام 1974
وباشر البنك اإلسالمي للتنمية نشاطه عام 1977بمدينة جده بالمملكة العربية السعودية ,ويتميز هذا البنك بأنه بنك
حكومات ال يتعامل مع األفراد في النواحي المصرفية.
وجاء إنشاء أول مصرف إسالمي متكامل يتعامل طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية عام 1975وهو بنك دبي اإلسالمي,
حيث يقدم البنك جميع الخدمات المصرفية واالستثمارية لألفراد طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية.
ثم توالي بعد ذلك إنشاء المصارف اإلسالمية لتصل إلي 267مصرفًا منتشرة في 48دولة علي مستوي العالم ,بحجم
أعمال يزيد عن 250مليار دوالر طبقا إلحصائية المجلس العام للبنوك اإلسالمية في سبتمبر ,2003هذا بخالف فروع
المعامالت اإلسالمية للبنوك التقليدية علي مستوي العالم.
23
تعريف المصرف اإلسالمي
" هو المصرف الذي يلتزم بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالته
المصرفية واالستثمارية,من خالل تطبيق مفهوم الوساطة المالية القائم علي مبدأ
المشاركة في الربح أو الخسارة ,ومن خالل إطار الوكالة بنوعيها العامة
والخاصة".
وفي تعريف أهداف المصارف اإلسالمية يجب أن نشير إلي أن األهداف تنبع من
مشكالت قائمة بالفعل في المجتمع ,فالمشكلة تعبر عن حاجة أو رغبة قائمة بحيث
تكون الحاجة هي الهدف ,والتوصل ألسلوب إشباع هذه الحاجة هو الحل ,وقد
كانت من أهم حاجات المجتمعات اإلسالمية وجود جهاز مصرفي يعمل طبقا
ألحكام الشريعة اإلسالمية ويقوم بحفظ أمواله واستثمارها ,باإلضافة إلي توفير
التمويل الالزم للمستثمرين بعيدا عن شبهة الربا.
وبانتشار المصارف اإلسالمية في المجتمعات اإلسالمية تكون قد أوجدت حال
لهذه المشكلة.
24
أهمية المصارف اإلسالمية
أوجدت المصارف اإلسالمية نوعا من التعامل المصرفي لم يكن موجودا قبل ذلك في القطاع
المصرفي التقليدي.
فقد أدخلت المصارف اإلسالمية أسس للتعامل بين المصرف والمتعامل تعتمد علي المشاركة في
األرباح والخسائر باإلضافة إلي المشاركة في الجهد من قبل المصرف والمتعامل ,بدال من أسس
التعامل التقليدي القائم علي مبدأ المديونية(المدين/الدائن) وتقديم األموال فقط دون المشاركة في
العمل.
كما أوجدت المصارف اإلسالمية أنظمة للتعامل االستثماري في جميع القطاعات االقتصادية وهي
صيغ االستثمار اإلسالمية ( المرابحة /المشاركة /المضاربة /االستصناع /التأجير ) ......./
إلي غير ذلك من أنواع صيغ االستثمار التي تصلح لالستخدام في كافة األنشطة.
وترجع أهمية وجود المصارف اإلسالمية إلى ما يلي:
- 1تلبية رغبة المجتمعات اإلسالمية في إيجاد قنوات للتعامل المصرفي بعيد عن استخدام أسعار
الفائدة.
- 2إيجاد مجال لتطبيق فقه المعامالت في األنشطة المصرفية.
25
خصائص المصارف اإلسالمية
تتميز المصارف اإلسالمية بالعديد من الخصائص عن المصارف التقليدية من أهمها:
- 6كما تتميز المصارف اإلسالمية بتقديم مجموعة من األنشطة ال تقدمها المصارف التقليدية
وهي:
- 1نشاط القرض الحسن.
26
رسالة المصارف اإلسالمية
انطالقا من حاجة المجتمع اإلسالمي والفرد المسلم إلي أن
الشريعة اإلسالمية )
27
أهداف المصارف اإلسالمية
تقوم بأداء دور الوساطة المالية بمبدأ المشاركة ,فإن لها العديد من األهداف المالية
التي تعكس مدي نجاحها في أداء هذا الدور في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية,
وهذه األهداف هي:
جذب الودائع وتنميتها:
يعد هذا الهدف من أهم أهداف المصارف اإلسالمية حيث يمثل الشق األول في
عملية الوساطة المالية .وترجع أهمية هذا الهدف إلي أنه يعد تطبيقا للقاعدة
الشرعية واألمر اإللهي بعدم تعطيل األموال واستثمارها بما يعود باألرباح علي
المجتمع اإلسالمي وأفراده ,وتعد الودائع المصدر الرئيسي لمصادر األموال في
المصرف اإلسالمي سواء كانت في صورة ودائع استثمار بنوعيها؛ المطلقة -
والمقيدة ,أو ودائع تحت الطلب؛ الحسابات الجارية أو ودائع ادخار وهي مزيج
من الحسابات الجارية وودائع االستثمار.
29
استثمار األموال:
يمثل استثمار األموال الشق الثاني من عملية الوساطة المالية ,وهو الهدف األساسي للمصارف
اإلسالمية حيث تعد االستثمارات ركيزة العمل في المصارف اإلسالمية والمصدر الرئيسي
لتحقيق األرباح سواء للمودعين أو المساهمين ,وتوجد العديد من صيغ االستثمار الشرعية التي
يمكن استخدامها في المصارف اإلسالمية الستثمار أموال المساهمين والمودعين ,علي أن يأخذ
المصرف في اعتباره عند استثماره لألموال المتاحة تحقيق التنمية االجتماعية.
األرباح هي المحصلة الناتجة من نشاط المصرف اإلسالمي ,وهي ناتج عملية االستثمارات
والعمليات المصرفية التي تنعكس في صورة أرباح موزعة علي المودعين وعلي المساهمين,
يضاف إلي هذا أن زيادة أرباح المصرف تؤدي إلي زيادة القيمة السوقية ألسهم المساهمين.
والمصرف اإلسالمي كمؤسسة مالية إسالمية يعد هدف تحقيق األرباح من أهدافه الرئيسية ,وذلك
حتى يستطيع المنافسة واالستمرار في السوق المصرفي ,وليكون دليال علي نجاح العمل
المصرفي اإلسالمي.
30
”تطور ونمو الصيرفة االسالمية
حقائق اساسية عن القطاع المصرفي االسالمي
31
بين المصارف االسالمية و التقليدية
الظـاهرة الجـدير بالـذكر إن نمـو األصـول لـدى المصـارف اإلسـالمية فـاق نمـو األصـول لـدى
المصـارف التقليديـة وهـذا مـرده على أن الصـيرفة اإلسـالمية تعطي مجـاال" للتنويـع في هيكلـة
التمويـل أوسـع وأرحب بكثـير من الصـيرفة التقليديـة .إذ بينمـا تتبـنى الصـيرفة التقليديـة على
أسـلوب تمويـل واحـد هـو القـرض الربـوي ،تتبـنى الصـيرفة اإلسـالمية م ال يقـل عن عشـرة
اساليب أساسية للتمويل.
وتفسر تفوق المصارف اإلسالمية في مجال نمو الودائع إلى أن تمييز المنتجات المصرفية
ـة من تميـيز( ) Product Differentiationبين المصـارف التقليديـة واإلسـالمية أكـبر درج
درجـة
المنتجات فيما بين المصارف التقليدية وحدها وكذلك فيما بين المصارف اإلسالمية وحدها
32
العوائق االساسية التي تواجه القطاع المصرفي االسالمي
-عدم اقتناع الكثير من العمالء بوجود فوارق بين المنتجات اإلسالمية وغيرها وشعور العمالء بعدم
وجود االلتزام الديني لدى بعض العاملين في المؤسسات المالية المصرفية وقد يكون مرد هذا أن
%85من العاملين في المؤسسات المالية اإلسالمية لهم خلفيات عمل في القطاع التقليدي.
-قلة عدد علماء الشريعة المؤهلين حول العالم لتقييم المنتجات التمويلية الجديدة ،فإن نقص
الكفاءات الالزمة من العلماء يقف عائقا" أمام اإلبتكار وتطوير المنتجات الجديدة.
-الطلب على المنتجات التمويلية المطابقة للشريعة اإلسالمية يفوق العرض بشكل كبير ،كما
أن عدد المكتتبين في الصكوك يفوق المتوافر منها.
-غياب المعايير واإلنسجام بين فتاوى الهيئات الشرعية والتباين واإلختالف ،إضافة إلى اإلفتقار الى
آلية إلخراج الكوادر المؤهلة من العلماء والمدققين الشرعيين.
-عدم وجود سوق مصرفية أو مالية إسالمية منظمة بشكل كاف يساعد البنوك اإلسالمية على التعبئة
واإلستخدام األمثل لمواردها
33
-إلزام البنوك اإلسالمية من جانب السلطات المصرفية في بعض الدول باإلحتفاظ بنسبة من ودائعها
في البنوك المركزية ويتم دفع فائدة عنها
-إنعكاسات إتفاقية تحرير الخدمات المالية في إطار منظمة التجارة العالمية ،وما سينتج عنها من
تغييرات في القطاع المصرفي العالم ومن ثم على قطاع البنوك اإلسالمية،
-مواجهة تحديات معايير ( بازل ) 2على صعيد تقوية مواردها الرأسمالية واتباع المزيد من
الشفاقية ،واإللتزام بالقواعد والمعايير المصرفية العالمية.
34
االجراءات المطلوبة لتطوير وتحسين اداء المصارف االسالمية
-المزيد من التعاون المكثف والمتطور بين السلطات واألجهزة الرقابية والمؤسسات المالية في السوق.
-ضرورة االستفادة من التكنولوجيا واالتصاالت واالنترنت في مشاركة األفكار والدراسات واألحكام
الشرعية وغير ذلك فيما يتعلق بعمل المصرفية االسالمية.
-تستطيع المؤسسات المالية االسالمية تحسين أدائها عن طريق االستفادة من األفكار والتقنيات والخبرة
المطورة خارج الصناعة المصرفية
-ضرورة التوسع في طرح وابتكار المزيد من المنتجات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة ،وذلك
الستيعاب السيولة الكبيرة المتوفرة لدى المصارف االسالمية
-يجب أن يكون االشراف على مؤسسات الخدمات المالية واالسالمية مبنيا على منهج متعدد القطاعات
يشمل القطاع المصرفي وقطاع األسواق المالية واالستثمار فيجب خلق نموذج رقابي أكثر فعالية يأخذ في
اعتباره كافة العمليات التي تقوم بها جميع األطراف بالشكل الذي يعزز عمل المصارف االسالمية.
35
-انشاء نظام مالي يتمتع بالخبرة والمرونة ويمتلك الكفاءة والقدرة التنافسية مما يسهم
بقوة في عملية النمو.
-ضرورة وجود معايير موحدة للفتاوى االسالمية وبحيث يتحدد دور هيئات الفتوى
بالبنوك على مدى مطابقة الحاالت المعروضة مع المعايير المتفق عليها دوليًا.
-ينبغي على المؤسسات المالية واالسالمية أن تتيح تقاريرها المالية للعموم تحقيقا
للشفافية المالية
-ضرورة وجود تشريعات جديدة توحد المعايير التي تتبعها السوق المالية االسالمية
للمساهمة في قيامها بدور أكثر حيوية على المستوى العالمي
-على البنوك والمؤسسات المالية االسالمية العمل على االندماج المصرفي ،والتوجه
نحو التكتل والتكامل فيما بينها لخلق تجمعات مصرفية ذات حجم أكبر وقاعدة أوسع على
المستويين المحلي والدولي
36
الصرف والربا:
الصرف :
تعريفه :معناه لغة الزيادة ,وشرعا بيع النقد بالنقد جنسا بجنسه ,أو بغير جنسه كالذهب بالفضة نقدا
ومصوغا.
التقابض في المجلس ,أي قبل افتراق المتعاقدين ,سواء كانت المبادلة بين جنسين مختلفين أو جنس واحد.
والدليل على ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم بعد أن ذكر الذهب والفضة ”فإذا أختلف الجنسان فبيعوا كيف
شئتم ,على أن يككون يدا بيدا“.
التماثل أذا بيع الجنس بجنسه ,فال يجوز البيع اال مثال بمثل وزنا وإن اختلفا في الجودة والصناعة ,أما إذا
يجوز فيع البيع باألجل ألن قبض البدلين مستحق قبل االفتراق ,واألجل يؤخر القبض فيفسد العقد.
37
فلسفة الربا ومفهومه
انواع الربا:
ينقسم الربا الى ربا الفضل ,ربا النسيئة ,وربا القرض.
وهو زيادة مال عن مال في عقد بيع بالمعيار الشرعي من الوزن أو الكيل .أي هو بيع مال ربوي
بمثله مع زيادة في أحد المثلين .والمراد بالمال الربوي ما يجري فيه حكم ربا الفضل من االشياء.
38
فلسفة الربا ومفهومه ...تتمه
ربا النسيئة: )2
ومن الربا المحرم الفوائد البنكية التي تدفعها البنوك التقليدية على
اإليداعات ,وكذلك الفوائد التي يدفعها الحاصلون على قروض من
تلك البنوك .
40
مصادر األموال في المصارف اإلسالمية
تنقسم مصادر األموال في المصارف اإلسالمية إلى مصدرين وهما:
المصادر الداخلية :تشتمل المصادر الداخلية لألموال في المصارف اإلسالمية على حقوق المساهمين(رأس
المال واالحتياطات واألرباح المرحلة) ,والمخصصات ,وبعض المصادر األخرى منها على سبيل المثال
التمويل من المساهمين على ذمة زيادة رأس المال ,والقروض الحسنة من المساهمين.
المصادر الخارجية :تشتمل المصادر الخارجية لألموال في المصارف اإلسالمية على:
وتمثل المصادر الداخلية لألموال في غالبية المصارف اإلسالمية نسبة ضئيلة من إجمالي مصادر األموال ,
وتختلف نسبة مصادر التمويل الداخلي إلى إجمالي مصادر التمويل من مصرف إلى آخر.
41
أساليب االستثمار االسالمي
إن أهم النشاطات التي يزاولها المصرف اإلسالمي هو فتح الحسابات االستثمارية واإليداعات وتشغيلها على
أساس المضاربة باإلضافة إلى البيع واإلجارة والمشاركات المعروفة التي تحقق تحريكًا لألنشطة االقتصادية
كلها :
أ – فهو يقوم بتمويل التجار بالسلع والمعدات عن طريق بيع المرابحة وتأجيل الثمن مع مراعاة شروطه
الشرعية من بيان الثمن األصلي أو التكلفة ،والربح ،وحصول التملك قبل البيع وإال لم يكن مشروعًا ،للنهي
عن ربح ما لم ُيضمن وكذلك عن طريق بيع األجل .
ب – كما يقوم المصرف بتمكين أصحاب األنشطة الزراعية والصناعية من الحصول على المواد الخام
والمعدات عن طريق عقد السلم ،حيث يشتري منتجاتهم مع تأجيل تسليمها ،ويعجل بالثمن ليحصلوا على
السيولة التي تتيح لهم استمرار أنشطتهم الزراعية أو الصناعية كما يقوم ببعض النشاطات االستثمارية
ومنها :
– 1البيوع الدولية في البضائع .
42
ج – ويقوم المصرف بتمويل األصول الثابتة بتقديم المعدات واألجهزة ألصحاب األنشطة
الصناعية عن طريق اإليجار المنتهي بالتمليك ،وهو عقد إجارة ينشئه المصرف مع العميل بعد أن
يتملك المصرف المعدات ،ويعطي للمستأجر الحق ،عن طريق المواعدة في تملك تلك المعدات
المأجورة في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها لقاء ثمن معلوم يتفق عليه مع التزام أحكام عقد
اإلجارة طيلة قيامها ،وعدم اشتراط البيع فيها ،بل هي مواعدة عليه فقط.
د – كما يقوم المصرف اإلسالمي أيضًا بتمويل األصول الثابتة على النحو المشار إليه مع التزام
المصرف بتركيب األجهزة وتشغيلها عن طريق عقد ( اإليجار التشغيلي ) وهو أيضًا قد ينتهي
بالتمليك باألسلوب السابق .
هـ – ويقوم المصرف بتمويل إنشاء المباني والمصانع والمستغالت العقارية ،عن طريق عقد
االستصناع ( المقاولة ) حيث يتم االتفاق على إنشاء ذلك من قبل المصرف ،بمواصفات محددة
وبثمن مؤجل … والمصرف بدوره يستعين بالمقاولين إلقامتها لحسابه وبعالقة منفصلة عن
المقاولة األولى ودون ربط بها .
43
و – ويقوم المصرف اإلسالمي بتقديم التمويل ألصحاب المشاريع الذين ال يملكون السيولة
الكافية النفرادهم بالنشاط ،وذلك عن طريق المشاركات سواء كانت مشاركة ثابتة القتسام نتائج
النشاط مع ربح أو خسارة إن وقعت ،أو كانت مشاركة متناقصة بمواعدة بين المصرف وبين
الشريك لتنازل المصرف عن حصته في المشاركة تدريجيًا لقاء ثمن محدد ..إلى أن ينفرد
الشريك بملكية المشروع .وخالل هذه الفترة تتناقص ملكية المصرف وربحه بقدر تناقص حصته
وهذا يحقق طموحات أصحاب المشاريع وتخطيهم مصاعب اإلنشاء أو األزمات الطارئة ويغنيهم
عن التمويل الربوي .
ز – وهناك أخيرًا طريقة مفضلة للتعامل بين المصرف وبين ذوي الخبرات والمشاريع وهي
الدخول معهم في شركة مضاربة بحيث يقدم إليهم رؤوس األموال ويفوض إليهم استثمارها مع
اقتسام األرباح حسب النسبة المحددة ،وإذا وقعت خسارة فإن المصرف ينفرد بتحملها ويخسر
المضارب جهده ما لم يثبت تعدي المضارب أو تقصيره .وهذه الطريقة تعتمد توافر الثقة واألمانة
لدرجة عالية ألَّن المضارب يستقل بإدارة االستثمار ،ومع هذا فإنها هي الطريقة المثلى لمزاولة
المصارف اإلسالمية عملها بعد تحضير األجواء اآلمنة والظروف المواتية .
44
باإلضافة إلى هذه األنشطة االستثمارية للمصرف اإلسالمي فإنه يقدم الخدمات المصرفية من
الحواالت ،وإدارة الحسابات الجارية ،والشيكات والوكاالت ،وعمليات االستيراد ( فتح االعتمادات
) وخطابات الضمان ،وخدمة البطاقات والخدمات األخرى وعقد الجعالة وغيرها من العقود
الشرعية ،لتكون أساليب االستثمار وفق الضوابط الشرعية في شتى المجاالت فيما يلي :
45
أوًال المتاجرة في العمالت :
يقوم على هذا النشاط مكتب متداولي القطع بقطاع االستثمار الدولي وتختص نشاطاته بما يلي :
– 1المحافظة على توازن موازنة أرصدة الحسابات المختلفة ،سواء كانت مع
– 3تلبية أو تمويل بعض اإلدارات ،مثل إدارة االستثمار من العمالت األجنبية ،وكذلك القيام بعمليات التبادل بالودائع –
مثًال القيام بعملية تبادلية لمبلغ معين بالدينار الكويتي مقابل الدوالر األمريكي ولمدة معينة .
– 4عمل قوائم يومية بأسعار العمالت المختلفة ( بيع – شراء ) لتخدم اإلدارات المختلفة والفروع في أعمالها اليومية
– 6تقديم المشورة المالية التي تتعلق بالعمالت األجنبية واتجاه مسارها سواء كانت إلدارة المصرف المختلفة أو للفروع
46
ثانيًا :االستثمار المباشر :
يقوم االستثمار المباشر باألنشطة المتعلقة بالمساهمات في رؤوس أموال الشركات وتأسيسها
وذلك من خالل المساهمة فيها ،األمر الذي سيتيح اتساع قاعدة عمالء المصرف اإلسالمي .
- 3اقتراح الخطوط الرئيسة لسياسة االستثمار بالمساهمة في رأس مال الشركات محليًا
47
ثالثًا :المرابحة العقارية المحلية .
ويكون بشراء المصرف للعقارات السكنية وتوفير ما ينقص من ثمن
المسكن أو شراء مواد البناء ،أو استكمال إنجاز المسكن ،أو شراء
القسائم أو البيوت وبيعها ،ويتم السداد نقدًا أو أن يدفع العميل مبلغًا
معينًا كدفعٍة أولى والباقي على أقساٍط ميسرٍة ولمدٍة قد تصل إلى عشر
سنوات .
وكذلك المرابحة التجارية ،بتوفير أنواع السلع التجارية واالستهالكية
– 1العمل على تواجد دولي في األسواق العالمية لالستثمار العقاري .
– 2مساعدة عمالء المصرف اإلسالمي في إيجاد فرص استثمار عقارية جيدة .
– 3إدارة العقارات الموجودة بالخارج المملوكة للمصرف اإلسالمي أو للغير .
– 4المتاجرة واالستثمار في كافة أشكال االستثمار العقاري خارج البلد سواء نقدًا أو باألجل،
– 6دراسة وطرح جميع أدوات االستثمار المتعلقة بالعقارات الدولية .
49
خامسًا :الخدمـات .
تأجير الخزانات بأحجام مختلفة وبغرف خاصة بأصحابها مقابل أجر سنوي . أ–
ب – التسوق التعاوني بالتعاقد على شراء منتجات المصانع أو الشركات ثم يقوم المصرف
هـ – المشاركات :يدرس المصرف اإلسالمي جدوى الصفقة التجارية ويساهم في الدعم المالي
المتفق عليه مع العميل الذي يدير الصفقة من حيث التخزين والتسويق ،وكذلك المشاركة في
المشاريع االستثمارية .
و – الخدمات المصرفية ( :خطابات الضمان ) ألغراض تجارية أو تأمينية واالعتمادات
المستندية حيث يقوم المصرف اإلسالمي بمهمة الوكيل عن التاجر في استيراد البضائع مقابل أجر
نظير هذه الخدمات .
ز – تأمين خدمة الصيانة الفنية لألدوات الصحية والكهربائية والتكييف والمصاعد ،أو تأمين
الجواز – فهو حالل إذا كان بيعًا صحيحًا في صورته ومعناه،والدليل على جوازه ثابت من المنقول والمعقول .
– 1فأما من الكتاب الكريم :فإنه يدخل تحت عموم قوله تعالى :وأحل هللا البيع وحرم الربا )(1
أ – قوله " : أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور")(2
ب – قال الشيزاوي :من اشترى سلعة جاز له بيعها برأس المال وبأقل منه وبأكثر منه لقوله " صلى هللا عليه وسلم " ( إذا اختلف الجنسان
هللا عنه ناقتين أعدهما للهجرة عليهما ،وأراد إعطاء إحداهما للنبي " صلى هللا عليه وسلم " على سبيل الهبة .فقال صلى هللا عليه وسلم :
"بل بالثمن " أي يأخذها تولية بثمن الشراء أو التكلفة الذي اشتراها أبو بكر بهما .فكأن النبي ولى أبو بكر وأقامه في الشراء.
د – وورد في كتاب األم للشافعي :إذا قال رجل آلخر :اشتر هذه السلعة وأنا أشتريها منك وأربحك فيها كذا ،فاشتراها الرجل فالشراء جائز
والذي قال ( أربحك فيها كذا ) بالخيار إن شاء ابتاعها وإن شاء ترك .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--
( )1سورة البقرة اآلية . 275
51
ويتفرع عن هذا النص مسألتان :
وهذا ما جاء عليه العمل في المصارف اإلسالمية في المرابحة المحلية .
وجاء في مؤتمر المصارف اإلسالمية نصًا " إذا طلب العميل من المصرف شراء سلعة معينة محددة األوصاف والثمن
–1بيع المرابحة جائز شرعًا ،وإنه يتضمن وعدًا بالشراء ،فإذا اشترى المصرف السلعة المحددة األوصاف فإنه يتحمل
مسؤوليتها إن هلكت .وفي حال تقديمها حسب االتفاق يجري العقد على أنه بيع المرابحة الجائز شرعًا لمراعاة األحكام
الشرعية التالية :
أ – المصرف يشتري السلعة ويمتلكها ،وال يستدعي المشتري الواعد إلجراء عقد البيع إال بعد تملكها .
ب – في تقديم المشتري وعدًا بشراء السلعة التي حدد أوصافها التي يرغب فيها يحصل المشتري على حاجته ويحقق
52
أحكام وقواعد عقد المرابحة بناًء على
المواعدة
-1وجوب تملك المصارف للسلعة قبل أن يبيعها للواعد .
– 2يتحمل المصرف تبعة الهالك طالما أَّن المشتري لم يستلم البضاعة .
– 3يتحمل المصرف الرد بالعيب أو مخالفة األوصاف إن خالفت االتفاق .
- 5يجب تعيين سداد الثمن حاًال أو مؤجًال وتحديد األقساط بما ال يدع مجاًال لجهالة تؤدي إلى
منازعة .
– 6يجب إيضاح خطوات البيع في المرابحة بأن تكون معلومة للمشتري .
53
الخصائص المميزة لبيع المرابحة لآلمر بالشراء -:
.العالقة فيه تتكون من أطراف ثالثة هي :البائع ،المصرف ،المشتري ()3
المبيع ليس في ملك المصرف الذي يطلب منه المشتري السلعة وإنما يعده
المصرف بشرائها بناء على طلبه فالمبيع موصوف أو على متعين ()4
يشتري المصرف السلعة لوجود األمر بالشراء الذي يطلب السلع ولوال ذلك لم
----------------------------------------------------------------
-3كشف الغطاء عن بیع المرابحة لآلمر بالشراء :مجلة المسلم المعاصر عدد
54
صور المرابحة لألمر بالشراء ()1
أوًال :المرابحة لألمر بالشراء مع اإللزام بالوعد :
أن يتقدم الشخص إلى المصرف لشراء سلعة معينة بالمواصفات التي يحددها ويلتزم بشراء
يشتري المصرف السلعة بناء على طلب اآلمر بالشراء .
عرض السلعة على اآلمر بالشراء للتأكد من مطابقتها للمواصفات المحددة حسب طلب الشراء .
يلتزم اآلمر بالشراء بشراء السلعة من المصرف وحسب االتفاق .
وفي هذه الصورة نالحظ أن المصرف لن يتعرض للمخاطر الخاصة باقتناء السلعة حيث أنه لن
يشتري السلعة إال بعد وجود آمر بالشراء وملتزم بشراء السلعة التي طلبها .حيث انه بخالف
ذلك يتعرض لمخاطر عدم سداد اآلمر بالشراء اللتزاماته .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-1ھیئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالیة اإلسالمیة ،معاییر المحاسبة والمراجعة والضوابط للمؤسسات المالیة
اإلسالمیة -١٥٢، ٢٠٠٣ ،البحرین ،ص ١٥١
55
صور المرابحة لألمر بالشراء ...تتمة
ثانيًا :المرابحة لآلمر بالشراء مع عدم اإللزام بالوعد :
أن يتقدم الشخص إلى المصرف لشراء سلعة معينة بمواصفات معينة ويعد بشرائها لكنه غير ملزم
بشرائها .
يتفق الطرفان على الثمن والربح وطريقة الدفع التقسيطي وفق النظام الذي يعمل به المصرف .
يشتري المصرف السلعة بناء على طلب اآلمر بالشراء .
عرض السلعة على اآلمر بالشراء والتأكد من مطابقتها للمواصفات المحددة حسب طلب اآلمر
بالشراء .
لآلمر بالشراء الحق في شراء السلعة أو عدم شرائها .
في حالة عدول اآلمر بالشراء عن شراء السلعة تصبح السلعة في ملك المصرف .
عرض السلعة للبيع ألي شخص يرغب بالشراء وبالتالي قد يحقق ربح أو خسارة
من خالل ما تقدم نالحظ أن المصرف سيتعرض لخطر شراء السلعة لنفسه وهو على غير يقين
بشراء العميل لها وبالتالي مخاطر انخفاض السعر باإلضافة لمخاطر عدم دفع اآلمربالشراء
لاللتزامات المترتبة عليه .
56
مثال على المرابحة :
بفرض قيمة السيارة ١٠٠٠٠دينار ليبي.
يترتب على الزبون تسديد هامش جدية قدره % ٣٠مًث ال ،أي ٣٠٠٠دينار ليبي،
فإذا رغب الزبون بتقسيط القيمة الباقية على خمسة سنوات فإن المصرف
اإلسالمي سيضيف:
5* 6.5%سنوات = %32.5
وبتقسيطها على ٦٠شهرا (خمس سنوات) فإن القسط الشهري سيبلغ 154.5
57
مجاالت التطبيق :
تعتبر المرابحة من أكثر صيغ التمويل استعماًال في البنوك
58
بيع األجل
تعريف األجل :
واصطالحا :بيع األجل أن يبيع الشيء بثمن غير حال .
مشروعيته :ثبت في الكتاب في قوله تعالى :إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه).(1
وفي السنة :اشترى " صلى هللا عليه وسلم " من يهودي ثالثين صاعًا من شعير ورهن درعه(. )2
إذا عرض البائع سلعته بسعر أعلى من الدفع الحال الفوري فهو جائز بشروط :
– 2أال يكون البدالن من المطعومات( ،)3أو األثمان ألنهما عّلة الربا في الحديث وما سواهما جائز.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
59
– 3أال يشترط في العقد الحط من الثمن إذا دفعه قبل الموعد المعين .
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز بيع األجل فقالوا :إذا كان الثمن مؤجًال
وكان البائع فيه من أجل التأجيل جاز ،ألن لألجل حصة من الثمن لعموم األدلة
القاضية بجوازه( ،)4ورجحه الشوكاني فقال :لو قال البائع بعتك بألف نقدًا أو
ألفين إلى سنة ،فقال المشتري قبلت بألف نقدًا ،أو بألفين باألجل صَّح ذلك( .)5وقد
أجمع المسلمون على هذا النوع من البيع ،ولم يزل المسلمون يتعاملون به .
---------------------------------------------------------------------------
60
صور بيع األجل
–1بيع األجل :هو استالم المبيع وتأجيل دفع الثمن .
– 2بيع السلم :هو دفع الثمن وتأجيل استالم المبيع .
– 3تأجيل دفع الثمن وتأجيل استالم المبيع يسمى بيع الدين بالدين .
إال أن المشرع منع األجل في الحاالت التي تؤدي إلى شبهة الربا سدًا للذريعة.
مثال :تبادل الذهب بالفضة باألجل والدوالر بالدينار ألن فيه شبهة القرض وشبهة الزيادة إذا لم يكن حاًال
والفضة بالفضة.. ،مثًال بمثل ،ويدًا بيد ،والفضل ربا فإذا اختلفت هذه األجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان في
مجلس واحد ) .
والقاعدة في بيع األثمان :
– 2إذا كانت األثمان من جنس واحد ( يشترط التماثل والتقابض ) وأما إذا اختلف الجنس ال يشترط التماثل
61
أمثلة تطبيقية على البيع االجل :
– 1باع ألف دوالر بمبلغ 300دينار والتسليم لكليهما بعد شهر .
الجواب :ال يجوز وهذا ربا ،ألن األثمان ال يجوز بيعها باألجل وألنه ال يجوز بيع الدين بالدين ( ،قال "
صلى هللا عليه وسلم " :فإذا اختلفت األجناس فبيعوا كيف شئتم في مجلس واحد ) .
–2دفع مائة دينار اليوم على أن يستلم ثالث مائة دوالر بعد شهر .
الجواب :ال يجوز وهذا البيع ربا ،ألن األثمان ال يجوز بيعها باألجل .
–3باعه الدينار الليبي بتسع قطع من ذات العشر قروش في مجلس واحد .
الجواب :ال يجوز وهذا ربا ،ألن األثمان من جنس واحد يحرم فيها التفاضل ،ويشترط فيها التماثل
والتقابض .
وهذه القاعدة نفسها تنطبق على األقوات من المأكوالت والموزونات :
– 1يشترط في بيع المطعومات بعضها ببعض أن يكون البيع حاًال .
- 2إن كانت المطعومات من جنس واحد يشترط التماثل والتقابض ،أما إذا اختلف الجنس فال يشترط التماثل
يحرم التفاضل في المتجانسين في السلع من أقوات الناس مطلقًا في البيع الحال والمؤجل .
62
أمثلة تطبيقية :
– 1أبيعك كيس أرز بكيسين حاًال .
لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم " :البر بالبر ،والشعير بالشعير
...مثًال بمثل يدًا بيد ."...
– 2أبيعك كيس قمح في الصيف على أن تسلمني كيس قمح في
الشتاء .
الجواب :ال يجوز ألن في السلع من أقوات الناس يحرم التأجيل،
لقول الرسول صلى هللا عليه وسلم " :يدًا بيد" في المتماثلين ولكن
لو أقرضه قرضًا حسنًا جاز ،إنما الممنوع هو البيع.
63
األحكام الشرعية للبيع باألجل
)1تجوز الزيادة في الثمن المؤجل عن الثمن الحال ،وذلك لعموم األدلة القاضية بجواز البيع .
)2يجوز عند المساومة ذكر ثمن المبيع نقدًا ،وثمنه مؤجًال ،وثمنه باألقساط لمدد معلومة ،وال يصح البيع إال إذا
حدد الطرفان عند التعاقد ثمنًا واحدًا وأجًال محددًا من بين ما سبق عرضه في المساومة .
)3يشترط معلومية األجل ،ومعلومية مواعيد ودفع األقساط منعًا للجهالة التي تفضي إلى المنازعة وتفسد العقد .
)4إذا تأخر المشتري المدين في دفع ثمن األقساط في الموعد المحدد فال يجوز إلزامه أي زيادة على الدين لصالح
الدائن بشرط سابق أو بدون شرط ،ألن ذلك ربا محرم .وقد أجاز بعض العلماء على أنه يمكن إلزامه بالشرط
غرامة تصرف في وجوه الخير تفاديًا لتساهله في أداء المديونية .مستندين الى قول الرسول صلى هللا عليه وسلم
”مماطلة الموسر ظلم“ وقال بعض العلماء بعدم جوازة وكثيرا من البنوك االسالمية تتجنب وضع مثل هذا الشرط.
)5يجوز شرعًا أن يشترط البائع باألجل ،حلول األقساط قبل مواعيدها وحقه في المطالبة بها كاملة عند إخالل
المشتري بتسليم الثمن إال عند حلول األجل المتفق عليه .
)7يجوز للبائع أن يشترط على المشتري رهن المبيع لضمان حقه في استيفاء األقساط المؤجلة .
)8إذا تسلم المشتري السلعة فهلكت عنده فهي تهلك عليه ،وال رجوع له على البائع وعليه سداد جميع األقساط .
64
مجاالت التطبيق :
-يعتبر بيع األجل من البيوع التي َت عامل بها الناس في الماضي والحاضر ،وقد
تفشى تفشيًا ملحوظًا في عصرنا الحاضر حتى صار أكثر وقوعًا من البيع الحال
في كثير من البلدان
-ييسر بيع األجل على الناس سبل التعامل فيما بينهم ،وهو يفيد كًال من البائع
والمشتري :فالبائع يزداد في الثمن ،والمشتري يحصل على المبيع قبل تمكنه من
دفع الثمن كامًال .
-تعتمد البنوك اإلسالمية على بيع األجل لتمويل العديد من العمالء ،فهي تقوم
بشراء السلع والبضائع بالنقد ،أي أنها تدفع ثمنها نقدًا ،ثم تبيعها لمن يرغب فيها
من العمالء بثمن مؤجل أو مقسط متفق عليه .
-يستعمل بيع األجل في تمويل احتياجات الناس االستهالكية المكِلفة مثل األثاث
الجواب :
الفائدة البنكية تصادم نص الحديث الذي يبين األثمان من
جنس واحد يحرم فيها التفاضل والتأجيل ،أّما في البيع
بالتقسيط فهو بيع سلعة بثمن وللبائع حق تقدير ثمن
سلعته اليوم أو بعد سنة واألصل في العقود اإلباحة ما
لم يرد نص يحرم ذلك .فالزيادة في بيع األجل مقابل
العين ،وفي الفائدة البنكية مقابل الدين .
66
الخالصة:
67
المضاربـــــــــة:
هي نوع من شركة العقد يتفق فيها على أن يكون رأس المال من
جانب والعمل على استثماره من الجانب اآلخر ،والربح مشترك .
فصاحب رأس المال يسمى ( رب المال )،والعامل فيه
( مضارب ) .
ويسمى عقد المضاربة ( )1أيضًا قراضًا (.)2
-------------------------------------------------------------------
)1( اسم مشتق من الضرب في األرض ألن المضارب يسعى لطلب
الربح ،وقيل ألن لكٍّل من الشريكين يضرب لهما بسهم .
)2( القراض :من القرض أي القطع فيها للعامل قطعة من الربح .
68
مشروعيتها :
ورد في السيرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم " :خرج في مال خديجة رضي هللا عنها مضاربة إلى الشام )3(.
وروى البيهقي أن العباس رضي هللا عنه كان إذا دفع ماًال مضاربة اشترط على صاحبه أال يسلك فيه بحرًا وال
ينزل واديًا ،وال يشتري به ذات كبد رطبه ،فإن فعل فهو ضامن فرفع شرطه إلى رسول هللا فأجازه)4(.
وأعطى عمر بن الخطاب رضي هللا عنه مال يتيم بالمضاربة )5( .
وورد عن علي كرم هللا وجه قوله في المضاربة" :الخسارة على المال والربح على ما اصطلحوا عليه")6(.
وثبتت المضاربة من تعامل عمر وعثمان وابن مسعود رضي هللا عنهم .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
69
أركان المضاربة وشروطها :
أركان المضاربة :
الصيغة المكونة من اإليجاب والقبول هي مما أطبق الفقهاء على ركنيته هنا كأكثر العقود ،بعد
ورأس المال ،والربح ،وبعضهم ال يعتبر األخير منه ألنه من النتائج المحتملة ..ولكن ركنيته هي
من حيث دوره الكبير في نشوء المضاربة إذ البد من تحديده بنسبة شائعة .
شروط المضاربة :
لكل من العناصر األساسية للمضاربة شروط لتحقيقها ،فضًال عن الشروط األخرى التي يترتب
70
شروط المتعاقدين :
أّم ا رب المال والعامل فال يختلف ما يشترط فيهما عن الشروط العامة المتصلة باألهلية ،وهي هنا أهلية التوكل بالنسبة
لرب المال ،وأهلية التوكل بالنسبة للعامل ( المضارب ) ألن مناط التصرف في المضاربة هو بطريق الوكالة .
شروط رأس المال :
( ) 1وما تصح به المضاربة هو :أن يكون مما تصح به الشركة :
أ – أّال يكون المال دينًا في الذمة ،ألن الدين في الذمة قد يوجد وقد ال يوجد،ومال المضاربة يفترض فيه وجوده مع قابلية
النماء ..هذا ما لم يقترن العقد بتوكيل العامل بقبض الدين ممن هو عليه ليعمل به مضاربة .فإن كان المضارب نفسه هو
المدين فبعض الفقهاء أجازه وبعضهم لم ير صحته ..ولعل العبرة لتحقيق وجوده بيده للعمل فيه ..وال يخفى أن ما ذهب
إليه الجمهور هو ما عليه التطبيق في المصارف في بعض األحيان إذ يصار إلى نقل المبالغ المودعة في الحسابات
الجارية ،وهي القروض ( ،نقًال حسابيًا ) دون إعادة التسليم .
ب – أن يكون رأس المال من األثمان ،وفي حين يشترط بعض الفقهاء أن يكون من النقض المضروب ،يكتفي المالكية
وفي هذا تختلف المضاربة عن الشركات األخرى حيث في الشركة يكفي أن يوجد رأس المال عند الشراء في مذهب
الحنفية أما عند غيرهم فالبد من وجوده عند العقد في الشركة (كالمضاربة ) ليتحقق خلط مال الشريكين فهو شرط انعقاد ال
شرط صحة .
71
أمور يجب مراعاتها في المضاربة:
( )1ال يصح عقد القراض على رأس مال من العروض ،والوجه لمنع المضاربة في العروض عدم التمكن من تقدير
انتهائه ..وهو ربح لم يضمنه كما يعبر ابن رشد عن ذلك " بأنه يورث جهالة المال والربح ،في أخذ العرض وهو
يساوي قيمة ،ورده وهو بقيمة أخرى "( ،)1على أنه إذا تضمن العقد توكيًال للعامل ببيع العروض ومن ثم العمل
بالثمن فذلك جائز على ما صرح به الحنفية والحنابلة .
وكذلك إذا كان مال المضاربة وديعة في يد العامل فالجمهور على صحة المضاربة ،ما عدا المالكية فقد اشترطوا
إّال أن الحنابلة رأوا جواز بقائه بيد المالك وكلما احتاج العامل شيئًا أخذه بالتدريج ( ..أي إن رأس المال يتحدد بما يتم
72
شروط الربح في المضاربة :
( )1معلومية النصيب المخصص لكل من رب المال والعامل ،بل يكفي بيان النسبة المخصصة
ألحدهما إذ يعرف بذلك نصيب اآلخر .وال يختلف الحكم سواء كان الربح بالتساوي أم بالتفاوت .
على أن يكون التفاضل معلوم المقدار بالنسبة ال بالمبلغ المعين .
( )2احتساب مبلغ نسبة الربح للمضارب من الربح دون رأس المال فإن احتسب جزءًا مثًال من
73
شروط العمل في المضاربة :
يشترط في العمل أال يخالف ما يقتضيه عقد القراض ..كما يشترط أّال يخالف العامل ما يقيده به
الضروري التعجيل هنا بأن ذلك منوط بالعرف دون الحاجة إلى إذن أو تفويض ،على أن تقييد
رب المال عمل المضارب بشيء من القيود مقدم على العرف .ومثل هذه التصرفات تنظمها عادًة
صيغ العقود المفصلة التي تستخدمها المصارف .
ويرى الحنفية والحنابلة جواز توقيت العمل بوقت معين ،ألنه توكيل يحتمل التقييد بالتخصيص
شأنه نوع المضاربة من حيث اإلطالق إذ يسوغ معه ذلك ،أو التقييد فال يكون له أن يضارب به
غيره إال بإذن رب المال وإذا اختل شرط أساسي تفسد المضاربة .
74
أنواع المضاربة :
قد تكون مطلقة أو مقيدة .
75
شروط المضاربة:
)1أن يكون رب المال أهًال للتوكيل ،وكلك المضارب أهًال للوكالة
عقارًا .
)3أن يكون رأس المال معلومًا فال تصح في مجهول .
)4أن يستلم المضارب رأس مال المضاربة ليتمكن من العمل فيه .
)6أن يكون نصيب كل منهما في الربح جزءًا شائعًا معلومًا فال يصح
– 2يعتبر المضارب وكيًال فيما يتصرف فيه من مال المضاربة ،أي أن تصرفاته منوطة
بالمصلحة .
– 3إذا ظهر ربح فإن المضارب شريك فيه على مقتضى الشرط وإذا ظهرت خسارة كانت على
77
انتهاء المضاربة :
– 1هالك مال المضاربة .
– 3إذا عزل صاحب المال المضارب وكان المال ناضًا .
78
تكييف العالقة في حاالت المصارف اإلسالمية
هناك رأيان :
أصحاب الودائع االستثمارية .بمجموعهم هم ( رب المال ) والمصرف هو( المضارب ) بطريق المضاربة المطلقة التي
تتيح له أن يدفع المال بدوره إلى شخص آخر على سبيل المضاربة .وبما أن المصرف يستعين لتثمير األموال بأصحاب
المشروعات االستثمارية فيقدم إليهم األموال فهو حينئذ ( رب المال ) ولهؤالء صفة ( المضارب الثاني ) .
وانتقد البعض هذا لوقوع محاذير فقهية ،كخلط األموال المقدمة للمضاربة ،وحساب األرباح قبل تحقق التنضيض .
وإيضاحه أن المصرف من خالل مساهميه يعتبر شريكًا للمودعين في موضوع المشاركة ،وهي شركة عقد ،ثم بعدئذ
يصبح هذا المجموع ( رب المال وهم المساهمون والمودعون ) حين التعامل مع أصحاب المشاريع االستثمارية هو
( المضارب ) .
ويقوم المصرف بأعمال اإلدارة في هذه الشركات مفوضًا عن الجميع من مساهمين أو مودعين .
وهذا الرأي يستتبع جواز الخلط ،وصحة المحاسبة قبل التنضيض على أنه ال مانع من بقاء هذين القيدين في معامالت بين
المصرف وبين أصحاب المشاريع االستثمارية الذين يعملون بمال الشركة مضاربة.
79
معني تنضيض المال
التنضيض لفظ اصطالحي للفقهاء استعملوه في المضاربة للداللة على
سّلم وأسلف بمعنى واحد وهو أن يقدم الثمن سلفًا للبائع الذي يقدم
عقد على موصوف في الذمة ،بيع مؤجل بثمن معجل مقبوض
81
دليل مشروعيته السلم :
في الكتاب :
قال تعالى { إذا تداينتم بديٍن إلى أجٍل مسّمًى فاكتبوه }(. )1
قال ابن عباس هذه اآلية نزلت في مشروعية السلم .
عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :قدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينة وأهلها يسلفون في الثمار السنة،
والسنتين ،والثالث فقال " صلى هللا عليه وسلم“" :من أسلف في شيء فليسلف في كيٍل معلوم ووزٍن معلوم ،إلى
أجٍل معلوم".
أّما اإلجماع :فقد أجمع جمهور العلماء على جواز السلم ألَّن الناس في حاجة إليه ،وألَّن أرباب الزروع يحتاجون
إلى النفقة على أنفسهم وعلى الزروع حتى تنضج فأجاز لهم الشرع السلم دفعًا للحاجة وترغيبًا في تشغيل المال .
والخالصـة :
السلم :هو بيع آجل بعاجل ،بمعنى أنه معاملة مالية يتم بموجبها تعجيل دفع الثمن وتقديمه نقدًا إلى البائع الذي
يلتزم بتسليم بضاعة معينة مضبوطة بصفات محددة في أجل معلوم ،فاآلجل هو السلعة المبيعة الموصوفة في
الذمة ،والعاجل هو الثمن.
---------------------------------------------------------------------------
82
كيف يحقق بيع السلم مصلحة كال الطرفين؟
* البائع ،وهو الُم سَلم إليه :يحصل عاجًال على ما يريده من مال مقابل التزامه
بالوفاء بالمسلم فيه آجًال ،فهو يستفيد من ذلك بتغطية حاجته المالية سواء كانت
تخص نفقته الشخصية هو وعياله أم كانت لغرض نشاطه اإلنتاجي .
* والمشتري ،وهو هنا البنك الممول :يحصل على السلعة التي يريد المتاجرة
بها في الوقت الذي يريده ،فتنشغل بها ذمة البائع الذي يجب عليه الوفاء بما
التزم به ،كما أن البنك يستفيد من رخص السعر إذ أن بيع السلم أرخص من
بيع الحاضر غالبًا فيأمن نم ذلك تقلب األسعار ،ويستطيع أن يبيع سلمًا موازيًا
على بضاعة من نفس النوع التي اشتراها بالسلم األول دون ربط مباشر بين
العقدين ،كما يستطيع أن ينتظر حتى يتسلم المبيع فيبيعه حينئذ بثمن حال أو
مؤجل .
83
الخطوات العملية لبيع السلم المتبع ببيع حال
أو مؤجل
– 1عقد بيع السلم :
البنك :يدفع الثمن في مجلس العقد ليستفيد به البائع ويغطي به حاجاته المالية المختلفة .
البنك هناك حاالت متعددة أمام البنك ،ويمكن اختيار أحدها :
أ – يتسلم البنك السلعة في األجل المحدد ويتولى تصريفها بمعرفته ببيع حال أو مؤجل .
ب– يوكل البنك البائع ببيع السلعة نيابة عنه نظير أجر متفق عليه ( أو بدون أجر ) .
ج -توجيه البائع لتسليم السلعة لطرف ثالث ( المشتري ) بمقتضى وعد مسبق منه بشرائها أي عند وجود طلب مؤكد
بالشراء .
– 3عقد البيع :
البنك :يوافق على بيع السلعة حالة أو باألجل بثمن أعلى من ثمن شرائها سلمًا.
المشتري :يوافق على الشراء ويدفع الثمن حسب االتفاق .
84
أحكام السـلم
يشترط في المبيع أن يكون معلوم القدر ألن جهالة المبيع التي تفضي إلى
تفاوت يسير ،فإن كان ال يمكن أن تنضبط صفاته فال يجوز السلم فيه لما في ذلك
من جهالة مفضية إلى المنازعة .
يشترط في المبيع أن يكون مقدورًا على تسليمه عند حلول أجله ،وذلك بأن يغلب
على الظن وجوده عند التسليم ،فإن لم يكن كذلك لم يصح السلم .
يجوز أن يسلم في شيء واحد على أن يقبضه في أوقات متفرقة أجزاء معلومة.
يشترط في المبيع أن يكون دينًا في الذمة ،فيكون البائع مطالبًا بتسليم المبيع عند
حلول األجل على الصفات المشروطة في العقد دون التقيد بأن تكون من إنتاج
مصنعه أو مزرعته الخاصة أو من غيرها .
85
أحكام السـلم ...تتمة
ال يجوز السلم في سلعة قائمة بعينها إلى أجل محدد ألنه ال يؤمن تلفها وهالكها فبل األجل فيتعذر
تعينت ،وهذا يناقد ما اتفق عليه الفقهاء من كون السلم فيه دينًا في الذمة .
يجوز السلم في المبيع المضاف إلى موضع معين إذا تحقق عدم انقطاعه في هذا الموضع ،وذلك ألن
المبيع ال ينفذ فها إال على سبيل الندرة ،والنادر ملحق بالعدم .
يشترط في رأس مال السلم أن يكون معلومًا وأن يعجل تسليمه للبائع في مجلس العقد .
يشترط في السلم أن يكون األجل معلومًا وذلك منعًا للجهالة المفضية إلى التنازع .
يشترط بيان مكان تسليم المبيع إذا كان يحتاج إلى حمل ومصاريف نقل .
يجوز أخذ الرهن والكفيل بدين السلم من أجل ضمان وفاء البائع ( المسلم إليه) بالتزامه وتسليمه
عنه ،ومن المعلوم أن المبيع في السلم هو دين ثابت في ذمة البائع وليس سلعة معينة بذاتها .ولكن
يجوز للمشتري – بدًال عن ذلك – أن يعقد سلمًا موازيًا جديدًا دون أن يربطه بالسلم األول .
86
مجاالت التطبيق بيع السلم :
يصلح بيع السلم للقيام بتمويل عمليات زراعية حيث يتعامل البنك اإلسالمي مع المزارعين
الذين يتوقع أن تتوفر لهم السلعة في الموسم من محاصيلهم أو محاصيل غيرهم التي يمكن
أن يشتروها ويسلموها إذا خفقوا في التسليم من محاصيلهم .فيقدم لهم بهذا التمويل خدمات
جليلة ويدفع عنهم كل مشقة لتحقيق إنتاجهم .
يستخدم بيع السلم كذلك في تمويل النشاط التجاري والصناعي وال سيما تمويل المراحل
السابقة إلنتاج وتصدير السلع والمنتجات الرائجة وذلك بشرائها سلمًا وإعادة تسويقها
بأسعار مجزية .
يطبق بيع السلم في قيام البنك بتمويل الحرفيين وصغار المنتجين عن طريق إمدادهم
بمستلزمات اإلنتاج كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها .
يمتاز بيع السلم باستجابته لحاجات شرائح مختلفة ومتعددة من الناس سواء من المنتجين
فمن عنده سلعة مشروعة ينتجها يمكنه أن يبيع كمية منها ،تسلم
في المستقبل ،ويحصل على ثمنها حاًال ،ولذلك يكون عقد السلم
أحد الوسائل التي يستخدمها المصرف اإلسالمي في الحصول
على السلع موضوع تجارته ،كما يستخدمه أيضًا في بيع ما تنتجه
شركاته ومؤسساته ،ولقد تبين من الواقع العملي أن العديد من
المصارف اإلسالمية تطبق هذه الصيغة في تمويل العديد من
الشركات الصناعية ،ويمكن استخدام بيع السلم في اإلنشاءات
العقارية عن طريق بيع الوحدات قبل إنشائهًا وتسليمها بعد
االنتهاء منها.
88
االسـتصناع
تعريف االستصناع :
هو عقد مع صانع على عمل شيء معين في الذمة ،أي العقد على شراء ما سيصنعه الصانع وتكون العين
والعمل من الصانع ،فإذا كانت العين من المستصنع ال من الصانع فإن العقد يكون إجارة ال استصناعًا،
وبعض الفقهاء يقول :إن المعقود عليه هو العمل فقط ؛ ألَّن االستصناع طلب الصنع وهو العمل .
وينعقد االستصناع باإليجاب والقبول من المستصنع والصانع .ويقال للمشتري( :مستصنع)
وللبائع ( :صانع ) وللشيء ( :مصنوع ) كاتفاق شخصين على صنع أحذية أو آنية أو مفروشات ونحوها
يفترق عنه من حيث أَّن ه ال يجب في تعجيل الثمن ،وال بيان مدة للصنع والتسليم ،وال كون المصنوع مما
يوجد في األسواق .
ويشبه اإلجارة أيضًا لكنه يفترق عنها من حيث أَّن الصانع يضع مادة الشيء المصنوع من ماله .
-------------------------------------------------------------------------------------------
( )1البدائع ،5/2 :فتح القدير ،354 /5 :الفتاوى الهندية ،4/504عقد البيع لألستاذ الزرقاء :ص . 122
89
مبررات االستصناع :
قد يجد اإلنسان في المعروضات الجاهزة
ما يسد حاجته فيتحصل عليه ،وقد ال يجد
فيه ما يسد حاجته فيطلب من الصانع
صناعة ما يحتاجه بمواصفات معينة
نظير ثمن معين .
90
أمثلة على االستصناع:
95
بعض صور تطبيقات االستصناع في
المعامالت البنكية :
إن العديد من الصفقات الصناعية الضخمة تتم من خالل طلبيات خاصة تتقدم بها الشركات والحكومات لتوفير متطلبات
خاصة فقد تطلب المؤسسات أو الحكومة منتجات صناعية معينة فيقوم البنك بالتعاقد مع مصنع ينتج تلك الصناعات
ويمارس البنك عملية التمويل ومتابعة التعاقد ،ويمكن للبنك تحقيق ذلك .وبناء على الرأي الفقهي بأن عقد االستصناع
عقد الزم فيمكن أن يعقد عقد استصناع ينتهي ببيع المرابحة.
أي يقوم البنك ببيع ما قام بتصنيعه بيع مرابحة بأن يقدم المعلومات بالتكلفة الفعلية ويزيد عليها نسبة معينة ربحًا له،
وموضوع دفع الثمن يخضع لالتفاق فقد يدفع كامًال وقد يقسط حسب االتفاق .
وقد نص المجمع الفقهي السابع( . )1بأن عقد االستصناع عقد ملزم فقال:
إذا انعقد ليس ألحد العاقدين الرجوع عنه بدون رضا اآلخر .
يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطًا جزائيًا بمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة .
إذا كان المصنوع غير موافق لألوصاف المطلوبة فله خيار الوصف وإن كان فيه عيب فله خيار العيب ،وإن كان غير
مطابق للوصف أو فيه عيب فإن شاء قبله ،وإن شاء رده .
ال يلزم في االستصناع دفع الثمن معجًال .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
( )1المجمع الفقهي السابع – مجلة النور – عدد سبتمبر . 1992
96
أحكام االستصناع :
يشترط في عقد االستصناع بيان جنس المصنوع ونوعه وقدره وأوصافه المطلوبة بكل وضوح،
ألنه يشترط في المبيع أن يكون معلومًا في سائر عقود المعاوضات لئال تفضي الجهالة إلى
المنازعة .
يجري االستصناع فيما يصنع صنعًا ،وال يجري فيما لم تدخله الصنعة كالقمح والشعير وسائر
الحبوب والفواكه واللحوم الطازجة وغيرها من السلع الطبيعية التي يعتبر بيعها وهي في الذمة
سلمًا ال استصناعًا .
إن المبيع في االستصناع دينًا ثابتًا في الذمة وعليه يجوز أن يكون المبيع في االستصناع من
األموال القيمية التي تصنع بمواصفات خاصة ال مثيل لها بحسب ما يريده المستصنع ،لكن البد أن
يكون مما ينضبط بالوصف فهو لسبب دخول الصفقة فيه يختلف عن السلم الذي ال يجوز إال في
األموال المثلية .
أن تكون المواد المستخدمة في الشيء المصنوع من الصانع ،فإذا كانت المواد من المستصنع ال
97
أحكام االستصناع ...تتمة
ال ينحصر عقد االستصناع فيما يقوم البائع بصنعه بعد التعاقد بل يمكن أن يوفي الصانع ذمته إذا
جاء بالعين مستكملة المواصفات المطلوبة سواء أكانت من صنع غيره أو من صنعه هو نفسه قبل
العقد ،فالعبرة للمواصفات المطلوبة للمستصنع باعتبار أن المعقود عليه هو دين في الذمة .
يكون عقد االستصناع الزمًا على الطرفين فليس ألحدهما الرجوع ،إال أنه إذا جاء المصنوع
مغايرًا للمواصفات المطلوبة المحددة كان المشتري المستصنع مخيرًا (خيار الرؤية).
بمجرد العقد يثبت المالك للمستصنع في العين المصنوعة في الذمة ،ويثبت المالك للصانع في
مقسطًا ،ويدفع عادة عند التعاقد جزء من الثمن ويؤخر الباقي لحين تسليم الشيء المصنوع .
يشترط تعيين األجل لتسليم المصنوع سواء أكان قصيرًا أو طويًال وذلك منعًا للجهالة المفضية إلى
98
مجاالت تطبيق االستصناع في البنوك
االسالمية :
-فتح عقد االستصناع مجاالت واسعة أمام البنوك اإلسالمية لتمويل الحاجات العامة
كاستصناع الطائرة والقطارات والسفن ومختلف اآلالت التي تصنع في المصانع الكبرى أو
المعامل اليدوية .
-يطبق عقد االستصناع كذلك إلقامة المباني المختلفة من المجمعات السكنية والمستشفيات،
والمدارس والجامعات إلى غير ذلك مما يؤلف شبكة الحياة المعاصرة المتطورة .
-يستخدم عقد االستصناع عمومًا في مختلف الصناعات ما دام يمكن ضبطها بالمقاييس
والمواصفات المتنوعة ومن ذلك الصناعات الغذائية ( تعليب وتجميد المنتوجات الطبيعية
وغيرها ) .
99
االستصناع في المصارف االسالمية -:
يعد االستصناع للمصارف خطوة رائدة لتنشيط الحركة االقتصادية في البلد ،وذلك إما بكون
فإنه يتمكن على أساس عقد االستصناع من دخول عالم الصناعة والمقاوالت بآفاقهما الرحبة،
كصناعة السفن والطائرات والبيوت والطرق ،وغير ذلك،حيث يقوم المصرف بذلك من خالل
أجهزة إدارية مختصة بالعمل الصناعي في المصرف ،لتصنيع االحتياجات المطلوبة
للمستصنعين( )١
وأما كونه مستصنعًا :
فبتوفير ما يحتاجه المصرف من خالل عقد االستصناع مع الصناعيين والذي يوفر لهم التمويل
المبكر ،ويضمن تسويق مصنوعاتهم ،ويزيد من دخل األفراد ،مما يزيد من رخاء المجتمع بتداول
السيولة المالية بين أبناء البلد .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 .بیع المرابحة لمحمد األشقر ،ص ، ١٧٢ :الجعالة واالستصناع لشوقي دنیا ،ص -٤٥ ٤٤- :
100
االستصناع في التمويل العقاري -:
يمكن تطبيق االستصناع في التمويل العقاري في عدة
تطبيقات مختلفة ،كبناء المساكن والعمائر وغيرها،
وذلك ببيان موقعها والصفات المطلوبة فيها ،كما يمكن
أن يكون االستصناع في تخطيط األراضي وإنارتها
وشق الطرق فيها وتعبيدها ،وغير ذلك من المجاالت
العقارية والتي يمكن االستفادة من االستصناع فيها .
101
االستصناع في التمويل الصناعي :
يمكن االستفادة من عقد االستصناع بتطبيقه في المجال الصناعي باختالف أشكاله
وأنواعه،
كصناعة الطائرات والمركبات والسفن – مما يمكن ضبطه بالمقاييس والصفات ،-
وكذلك
صناعة اآلالت المختلفة ،بل وحتى القطع الصغيرة في اآلالت ،وذلك بدًال من استيرادها
من
البالد األجنبية بقيم باهظة مع مشقة النقل وتكلفته العالية ،وخاصة أن في االستصناع
الداخلي
تحريكًا للنشاط االقتصادي ،وإبقاء للسيولة المالية بين أبناء المجتمع ،واالستفادة من
الطاقات
المختلفة وتوظيفها في مجاله المناسب .
102
اإلجراءات العملية لعقد االستصناع في المصرف :
.١إبرام عقد ما بين المصرف (الصانع) والمشتري
103
االجــــــــارة
تعريف اإلجارة ومشروعيتها:
هي عقد يفيد تمليك المنافع بعوض ,وهي مشروعة ,قال هللا
104
اإلجارة ...تتمة
األجارة نوعان:
أ .العقد على منافع اإلنسان ,ويسمى (إجارة األسخاص) أو (أجارة الخدمات).
ب .العقد على منافع غير اإلنسان ,ويسمى (إجارة األشياء)
أ .أجير خاص .وهو من يقتصر عمله على مستأجر واحد ,أو جماعة مخصوصة
105
اإلجارة ...تتمة
أجارة الخدمات:
االنسان يحتاج في حياته الى االنتفاع بأشياء كثيرة ال تستقيم حياته بدونها ,وال
يستطيع بمفرده أن يقوم بها مهما كثر ماله وتعددت مواهبه ,فهو ال يستطيع أن
يكون خياطا ونجارا وصباعا ومعلما وطبيبا وبناء وغير ذلك من المهن التي
يحتاج اليها .وهذه المنافع لها مقابل وهو العوض وليس كل إنسان يرضى أن يبذل
ما عنده من منافع مجانا ,والحصول على مثل هذه المنافع دون رضا أصحابها
يعتبر ظلما وعدوانا وأكال ألموال الناس بالباطل ,لذلك شرع هللا سبحانه وتعالى
اإلجارة ليحصل كل إنسان على ما يريد من منافع عند غيره بالطرق المشروعة
وذلك بان يدفع أجرا مقابل ما يحصل عليه من المنفعة ,وبهذا تقوم حياة الناس
على التعاون وتبادل المنافع.
106
اإلجارة ...تتمة
إجارة األشياء:
107
اإلجارة ...تتمة
شروط المنفعة :
109
األجارة ...تتمة
أنتهاء األجارة:
تنتهي األجارة بانقضاء العمل المتفق عليه بين الطرفين إذا
110
التمويل بالمشاركة
تعد المشاركات من أهم صيغ استثمار األموال في الفقه اإلسالمي ،وهي
، ١٩٩٤ص 3 ،الخیاط ،عبد العزیز :الشركات في الشریعة اإلسالمیة والقانون الوضعي ،مؤسسة الرسالة ،بیروت– لبنان ،ج ،١ط ٤
٢٣-٢٤
١٤٠٥ه،ص 4 ، ٣ابن قدامة ،عبد هللا بن أحمد المقدسي ،المغني في فقھ اإلمام أحمد بن حنبل الشیباني ،دار الفكر ،بیروت ،ط
112
المشاركة ...تتمة
" -هي ما وقع فيه االتفاق بمقتضى عقد معين على القيام بعمل أو نشاط وفق مقاصد
الشرع ،يشتركان فيه بأموالهما أو أعمالهما أو جاههما ،أو بالمال من طرف والعمل من
اآلخر ،وما ربحاه فبينهما على ما شرطاه ،وما خسراه فبحسب رأس المال إن كان من
الجانبين“.
بناء على هذه التعريفات فأن مفهوم المشاركة هو:
اتفاقية بين المصرف اإلسالمي والطرف اآلخر (المتعامل) لالشتراك في رأس المال
وحسب االتفاق على نسبة المشاركة إلنشاء مشروع جديد أو تطوير مشروع قائم ،سواء
كانت الشراكة دائمة أم متناقصة بحيث يتم توزيع األرباح حسب االتفاق بين الطرفين ،أما
الخسائر فتكون حسب نسبة المشاركة في رأس المال.
113
ضوابط التمويل عن طريق المشاركة-:
لقد وضع الفقهاء مجموعة من القواعد التي تضبط التمويل عن طريق المشاركة وهي -:
. ١أن يكون رأس المال من النقود واألثمان وأجاز بعض الفقهاء أن يكون عروضًا (بضاعة) على أن تقوم
بنقد.
.٢أن يكون رأس المال معلومًا وموجودًا يمكن التصرف فيه.
. ٣ال يشترط تساوي رأس مال كل شريك بل يمكن أن تتفاوت الحصص.
. ٤يكون الربح .بينهم على حسب ما اشترطوا بنسبة شائعة معلومة ،فإذا لم يشترطوا يكون الربح حسب نسبة
. ٦يجوز أن ينفرد أحد الشركاء بالعمل ويشتركوا في الربح بنسبة متساوية ،كما يجوز أن يختلفوا في الربح
حصصهم في رأس المال ،نظرًا ألن الربح في شركات العنان هو عائد رأس المال والعمل ،وهذا مما يجوز
التفاوت فيه ،فقد يكون أحد الشركاء على دراية وكفاءة بالتجارة أكثر من غيره.
114
أنواع المشاركات كما تقوم بها المصارف
اإلسالمية-:
تتعدد أنواع المشاركات وفقا للمنظور وراء كل تقسيم واألهداف المرغوبة منه ،ويوجد
وهي نوع من المشاركة يقوم على مساهمة المصرف في تمويل جزء من رأس مال مشروع معين
مما يترتب عليه أن يكون شريكًا في ملكية هذا المشروع وشريكًا كذلك في كل ما ينتج عنه من
ربح أو خسارة بالنسب التي يتم االتفاق عليها والقواعد الحاكمة لشروط المشاركة .وفي هذا الشكل
تبقى لكل طرف من األطراف حصص ثابتة في المشروع الذي يأخذ شكال قانونيًا كشركة تضامن
أو شركة توصية.
المشاركة المتناقصة أو المشاركة المنتهية بالتمليك هي نوع من المشاركة يكون من حق الشريك
فيها أن يحل محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات حسبما تقتضي
الشروط المتفق عليها وطبيعة العملية.
115
صور المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك-:
أ -الصورة األولى-:
أن يتفق المصرف مع الشريك على أن يكون إحالل هذا الشريك محل المصرف بعقد مستقل يتم
بعد إتمام التعاقد الخاص بعملية المشاركة بحيث يكون للشريكين حرية كاملة في التصرف ببيع
حصته لشريكه أو لغيره.
أن يتفق المصرف مع الشريك على المشاركة في التمويل الكلي أو الجزئي لمشروع ذي دخل
متوقع وذلك على أساس اتفاق المصرف مع الشريك اآلخر لحصول المصرف على حصة نسبية
من صافي الدخل المحقق فعًال مع حقه باالحتفاظ بالجزء المتبقي من اإليراد أو أي قدر منه يتفق
عليه ليكون ذلك الجزء مخصصًا لتسديد أصل ما قدمه المصرف من تمويل ،وعندما يقوم الشريك
بتسديد ذلك التمويل ،تؤول الملكية له وحده.
116
صور المشاركة المتناقصة المنتهية بالتمليك ...تتمة-:
يتم تقسيم رأس المال إلى أسهم أو حصص متساوية القيمة،
117
تطبيق صيغة المشاركة بالمصارف اإلسالمية-:
تبين من الواقع العملي أن صيغة التمويل بالمشاركة من أهم صيغ التمويل المطبقة بالمصارف اإلسالمية وهي
تالئم فئة كبيرة من المتعاملين مع المصارف اإلسالمية .وصيغة المشاركة قد تكون طويلة أو متوسطة أو
قصيرة األجل وذلك طبقًا لما يلي:
- ١قد تكون المشاركة طويلة األجل وذلك في حالة ما إذا كانت مشاركة طويلة األجل
(مستمرة) .ويصلح هذا األسلوب لتمويل العمليات اإلنتاجية المختلفة والتي تأخذ شكًال قانونيا
كشركة تضامن أو شركة توصية ،وسواء كانت تلك الشركات صناعية أو زراعية أو
تجارية.
- ٢قد تكون المشاركة متوسطة األجل وذلك في حالة المشاركة المنتهية بالتمليك وهي التي
يحل فيها الشريك محل المصرف في ملكية المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات،
ويصلح هذا األسلوب للتطبيق في المجال التجاري والصناعي والزراعي والعقاري
والمهني.
- ٣وقد تكون المشاركة قصيرة وذلك في حالة تمويل العمليات التي تستغرق زمنًا قصيرًا،
ومن تلك العمليات االعتمادات المستندية حيث تكون قيمة االعتماد مشاركة بين المصرف
والعميل.
118
المشكالت التي تواجه
المصارف اإلسالمية عند تطبيق صيغة المشاركة -:
120
االعتمادات المستندية:
تعد اإلعتمادات المستندية من أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها
121
االعتمادات المستندية:
أ -األسلوب األول :وهو تنفيذ اإلعتماد المستندي كخدمة مصرفية حيث يتم تغطيته
بالكامل من قبل المتعامل ,ويقتصر دور المصرف علي اإلجراءات المصرفية
لفتح اإلعتماد لدي المراسل وسداد قيمة اإلعتماد بالعملة المطلوبة.
ب -األسلوب الثاني :وهو تنفيذ اإلعتماد المستندي كإئتمان مصرفي حيث يقوم
المتعامل بسداد جزء فقط من قيمة اإلعتماد ويقوم المصرف بإستكمال سداد قيمة
اإلعتماد كعملية إئتمانية.
وتنفذ هذه العملية بالمصرف اإلسالمي عن طريق إحدي قنوات اإلستثمار (مرابحة -
أو مشاركة اإلعتمادات ) .
وفي حالة تنفيذ المصرف لإلعتماد المستندي كخدمة مصرفية فهي خدمة جائزة
شرعا تندرج تحت قواعد الوكالة واإلجارة يتقاضي المصرف عن تأديتها أجرا.
وفي حالة تنفيذها كعملية إستثمارية فهي تندرج تحت قواعد عقود البيوع
والمشاركات .
122
خطابات الضمان:
تعد خطابات الضمان من األنشطة المصرفية الهامة ,حيث أصبحت أداة للتعامل اإلقتصادي الداخلي
والخارجي علي حد سواء وخاصة في مجال التعاقدات والمقاوالت .
يعرف خطاب الضمان بأنه { تعهد كتابي يصدر من المصرف بناء علي طلب المتعامل بدفع مبلغ نقدي معين أو
قابل للتعيين بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من المصرف خالل مدة محددة ويجوز إمتداد الضمان لمدة أخري
وذلك قبل إنتهاء المدة األولي }.
وتوجد أنواع متعددة لخطابات الضمان منها :
· خطاب ضمان إبتدائي
· خطاب ضمان نهائي
· خطاب ضمان دفعة مقدمة
ويتم عادة قيام العميل بتغطية جزء من قيمة خطاب الضمان ( نسبة . )%والتكييف الشرعي لدي الفقهاء أن
خطابات الضمان تتضمن أمرين (الوكالة ,الكفالة).
وقد اتفق المستشارون الشرعيون للمصارف علي عدم أخذ أجرة علي إصدار خطاب الضمان ,وتري
الهيئات الشرعية أن يتم إصدار خطاب الضمان في إحدي صور قنوات اإلستثمار .
123
األوراق المالية:
يقصد باألوراق المالية األسهم والسندات ,والسهم يحصل صاحبه على عائد سنوي ,أما السند
فيحصل صاحبه علي فائدة ثابتة ,ولذلك فإن المصارف اإلسالمية ال تتعامل بالسندات .
وتتضمن الخدمات المصرفية المتعلقة باألسهم ما يلي :
- 1حفظ األسهم :ويجوز للمصرف القيام بحفظ األسهم للمتعامل ويتقاضي إجرا فهي كالوديعة .
- 2بيع األسهم :يجوز للمصرف القيام ببيع وشراء األسهم لصالح عمالئه كوكيل عن العميل
وال يجوز للمصرف بصفة عامة التعامل في أسهم الشركات التي تبيع منتجات تخالف الشريعة
فيه المدين تعهدا للدائن بدفع مبلغ معين إما بنفسه أو عن طريق شخص آخر في تاريخ معين }.
وتستخدم األوراق التجارية أداة للوفاء بالديون مقابل الغير بحيث يمكن تحويل المديونية من شخص آلخر.
وتقوم المصارف التقليدية عادة بتقديم مجموعة من الخدمات المصرفية متعلقة باألوراق التجارية وهي :
- 1تحصيل األوراق التجارية :وهذه الخدمة من الناحية الشرعية جائزة ويتقاضي المصرف عنها عمولة أو
- 4خصم األوراق التجارية :ومفهومها أن يتقدم المتعامل للمصرف بطلب تحصيل القيمة الحالية لكمبيالة
تستحق بعد فترة بعد خصم مبلغ معين يتم احتسابه باستخدام سعر الفائدة وهو يمثل الفترة بين تاريخ الخصم
وتاريخ اإلستحقاق ,وهذه العملية ال يجوز تنفيذها في المصارف اإلسالمية ألنها تعتمد علي استخدام سعر
الفائدة في تحديد القيمة الحالية للكمبيالة .
125
الصرف األجنبي :
تعد عمليات الصرف األجنبي أو ما يطلق عليه بيع وشراء العمالت من الخدمات
وعمليات الصرف األجنبي والعملة األجنبية هي كل { عملة لدولة يتم تداولها
126
السحب على المكشوف:
تقوم المصارف التقليدية بالسماح لعمالئها بالسحب
النقدي من حساباتهم الشخصية مقابل فائدة معينة,
وهذه الخدمة ال تجوز بالمصارف اإلسالمية حيث ال
يتم التعامل بالفائدة أخذا أو إعطاء ا ,ولكن في حالة
كشف حساب المتعامل بمبلغ من المال مقابل مديونية
فيعد هذا من قبيل القرض الحسن ,وذلك يكون لمدة
معينة.
127
تأجير الخزائن:
تعد هذه الخدمة من الخدمات المصرفية التي تقدم بالمصارف
128
بطاقات اإلئتمان:
انتشرت في األونة األخيرة استخدام البطاقات اإلئتمانية مثل بطاقات( فيزا )و( الماستر
كارد) بديال عصريا عن حمل النقود ,لما لها من مزايا أمنية للتعامل ,إضافة إلي سهولة
إستخدامها وقبولها دوليا من كافة المؤسسات التجارية والخدمية.
ويتقاضي المصرف مقابل تقديم هذه الخدمة رسوم تتمثل في تكاليف إصدار البطاقة
ورسوم تدفع للشركة الدولية .وتستخدم هذه البطاقة في سداد قيمة مشتريات العمالء أو
استخدامهم لخدمات الفنادق أو السفر بالطائرات أوما شابه ذلك.
وتختلف المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية في نقطة هامة في استخدام بطاقات
الفيزا وهي عملية استخدام البطاقة في السحب النقدي ,فالمصرف التقليدي يتقاضي مقابل
ذلك فائدة عن السحب النقدي في حالة تم كشف الحساب حتى السداد التام ,أما المصرف
اإلسالمي فأنه في حالة السحب النقدي وكشف الحساب ال يتقاضي المصرف أي فائدة بل
يعتبر ذلك من قبيل القرض الحسن .
129
الحواالت:
يحتاج الكثيرمن العمالء بالمصارف إلي إجراء عملية تحويل
130
بيع وشراء الشيكات السياحية:
تقوم المصارف بتقديم هذه الخدمة لعمالئها سواء شراء
131
الحسابات الجارية:
يمكن القول أن الحسابات الجارية تعد أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها المصارف
للعمالء.
ويتيح الحساب الجاري للعميل حفظ أمواله في المصرف مع إمكانية سحبها أو سداد
أي إلتزام مالي عليه في أي وقت ,سواء عن طريق إصدار شيكات للدائنين ,أو
السحب من رصيده مباشرة من خالل فروع المصرف أو من خالل ماكينات الصرف
اآللي ( ) ATMوالتي تعمل طوال اليوم ,أو سداد قيمة مشتريات من خالل ماكينات
نقاط البيع (.)P.O.S
وقد اختلف في التكييف الشرعي للحساب الجاري ..هل هو عقد وديعة أو عقد قرض
للمودعين حصة فيها حيث أن المصرف ضامن لهذه األموال وتقع مخاطر إستثمار
هذه األموال علي المصرف وليس علي المودع ،طبقًا لقاعدة "الخراج بالضمان".
132
الفروق األساسية بين البنك االسالمي والبنك التقليدي من حيث
سياسة التمويل:
الرقم البيان البنك االسالمي البنك التقليدي
1 وظيفة المال في البنك االستثمار وليس االيجار( أستثمر وال تؤجر) (المال ال اإليجار (تأجير النقود) المال يولد المال
يولد المال) ال متاجرة على ملكية المال (المتاجرة على الملكية)
2 أخذ وإعطاء الفائدة محرم أساسي
3 ترتبط بحياة المشروع مع عدم أخذ فائدة عند التأخير في مدة السداد قصيرة غالبا ,مع أخذ فائدة فورية عند
التسديد التأخير في التسديد
4 عدم الوفاء بتسديد االعفاء في حالة اإلعسار في القرض الحسن ,مع عدم غير مسموح به ,إجراءات شديدة في
القرض اإلرهاق والتعسف في التحصيل في التمويالت األخرى حالة العجز عن التسديد
5 هدف التمويل هدف البنك اإلسالمي في المقام األول تنمية المجتمع الربح في المقام االول.
اإلسالمي واستثمار أمواله بطريقة شرعية تحقق أهداف
المجتمع ثم يأتي الربح في المرحلة الثانية.
133
الفروق األساسية بين البنك االسالمي والبنك التقليدي من حيث
سياسة التمويل:
الرقم
البيان البنك االسالمي البنك التقليدي
6 الفئات المستفيدة من التمويل كافة األفراد باختالف طبقاتهم األغنياء والقادرين ماليا فقط
7 تمويل االحتكارات محظور قطعيا وارد
8 المعيار األساسي في اختيار الشرعية ,النفع االجتماعي والربح الربح فقط.
المشروع
المشاركة مع العميل أو صاحب 9 أساسية غير واردة
رأس المال
10 شرعية المشروعات أساسية غير واردة
االستثمارية عند الموافقة على
التمويل
11 الضمانات إيجابية (كفاءة المشروع موضوع سلبية في األساس (قانونية
االستثمار) ,ضمانات أخرى (قانونية شخصية) ثم كفاءة المشروع
شخصية مادية ) بالدرجة الثانية. بالدرجة الثانية.
12 تقاسم نتائج االستثمار المشاركة في الربح والخسارة ضمان الربح (الفائدة)
134
أوال :دوافع التحول للعمل المصرفي اإلسالمي :
تتجه العديد من المؤسسات المالية إلى التحول للعمل المصرفي
135
ثانيًا :متطلبات التحول للعمل المصرفي
اإلسالمي:
قبل قيام البنك بالتحول أو تقديم منتجات مصرفية إسالمية ال بد من تحقيق بعض المتطلبات قبل
البدء في التنفيذ وهي:
136
ثالثًا :أشكال تقديم المنتجات المصرفية اإلسالمية
والبنوك التقليدية:
يأخذ تقديم المنتج المصرفي اإلسالمي للبنوك التقليدية أحد األشكال
التالية: