You are on page 1of 23

‫الفصل‪ :‬الثالث‬ ‫المملكة المغربية‬

‫السنة الجامعية‪2023/2022 :‬‬ ‫جامعة ابن طفيل ‪-‬القنيطرة‪-‬‬


‫وحدة‪ :‬تهيئة وإعداد المجال الساحلي‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫المغربي‬
‫شعبة الجغرافيا‬
‫األستاذ‪:‬عبد الرحيم وطفة‬
‫ماستر متخصص‪ :‬دينامية وتدبير البيئة‬

‫المجال الساحلي في المغرب‬


‫الدينامية الطبيعية وتدخالت التهيئة‬
‫تقديم عام‬
‫األهمية األركيولوجية للمجال الساحلي‬
‫امتداد المواقع االركيولوجية على طول المجال الساحلي المغربي من شمال المغرب في مواقع سبتة ومليلية والحسيمة‬
‫واالجراف والمغارات المطلة على الساحل المتوسطي‬
‫إلى المكتشفات االركيولوجية المنتشرة في الساحل األطلنتي خصوصا بين الرباط والدار البيضاء‬
‫المواقع االركيولوجية تمتد أيضا جنوب المغرب فباإلضافة إلى المواقع الساحلية جنوب آسفي والصويرة وأكادير هناك‬
‫اخفنير وخنيفيس وساحل العيون التي تمثل فترات مهمة ومختلفة من التطور البشري‬

‫تعريف‬
‫*المجال الساحلي‪ :‬هو مجال التقاء البحر بالقارة على شكل شريط ضيق يمتد على طول الساحل‪ ،‬يتراوح عرضه بين بضعة‬
‫مئات من األمتار وعدة كيلومترات بل أحيانا عشرات الكيلومترات‪.‬‬
‫*يتوفر على مميزات خاصة تنتج عن تداخل بين المؤثرات البحرية والقارية التي تتجلى في المؤهالت الطبيعية المختلفة "‬
‫صخارة وتربة وتساقطات وحرارة وغطاء نباتي ومياه سطحية وباطنية"‬
‫وبالتالي يوفر ظروف مالئمة لالستقرار البشري "مناخ معتدل‪ ،‬وفرة الموارد الفالحية‪ ،‬وفرة موارد الغذاء البحرية‪ ،‬سهولة‬
‫المواصالت والتواصل مع الخارج"‬

‫اإلشكالية العامة‬
‫يتوفر الساحل على مؤهالت كبيرة تجعله اليوم قبلة الستقرار مختلف األنشطة‪ ،‬ونقطة اتصال أساسية مع الخارج‪ ،‬لكن مجال‬
‫ضيق وامتداده محدود وبالتالي فهو يخضع للمنافسة بين مختلف األنشطة االقتصادية "الزراعة والتمدين والسياحة والصناعة‬
‫والمواصالت"‬
‫تؤدي هذه المنافسة إلى تسريع وتيرة التنمية في المجال الساحلي وبالتالي تزايد الضغوط البشرية عليه‪ ،‬واستنزاف مورده‪،‬‬
‫مما يفضي إلى مخاطر تهدد البيئة الساحلية وتخل بالتوازنات الطبيعية القائمة‪.‬‬

‫التركات واألشكال الساحلية‬ ‫‪.I‬‬


‫‪ .1‬اإلرسابات الشاطئية‬
‫عرفت الشواطئ المغربية المستقرة سلسلة من االغمار البحرية والتراجعات خالل الرباعي خلفت إرسابات شاطئية وريحية‬
‫شكلت األساس الذي تكونت منه متوالية الهضاب الساحلية‪.‬‬
‫تتكون اإلرسابات الشاطئية من حصى وحصيم ورمال حي فتاتية مرفوقة بكسارات القواقع البحرية وأحيانا قواقع كاملة‬
‫وتعرف هذه اإلرسابات تغايرا عموديا‪ ،‬حيث تقل خشونتها باتجاه األعلى لتصبح على شكل رمال خشنة حي فتاتية فقط قبل‬
‫أن تتحول إلى رمال أكثر دقة ناتجة على التشكيل الريحي على شكل كثبان رملية‪.‬‬
‫يختلف أيضا حجم الحبات الرملية على الشاطئ حسب وضعية التيارات الساحلية على الشاطئ من حيث القوة واالتجاه؛‬
‫فاالنتقال الجانبي على الشاطئ من الحبات الخشنة نحو الحبات الدقيقة يشير على أننا نسير بنفس اتجاه التيار الساحلي‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪1/23‬‬
‫موقع الشواطئ‪ :‬تتوضع رمال الشاطئ في الخلجان حيث مجاالت الهدوء المحمية من األمواج‪ ،‬حيث ضعف قوة األمواج‬
‫والعباب خصوصا عندما يكون الماء ضحال‬
‫وقد عرف المغرب خالل الزمن الجيولوجي الرابع سلسلة من اإلرسابات البحرية تتوافق مع فترات ارتفاع مستوى البحر في‬
‫حين كانت فترات التراجع تؤدي إلى انكشاف ليكون مصطبة بحرية‪ ،‬ونتيجة لحدوث توالي التقدم البحري والتراجع تكونت‬
‫خالل الزمن الرابع مصاطب بحرية متدرجة وهي موزعة على المستويات التالية‪:‬‬

‫القاري‬ ‫البحري‬
‫المغرب‬ ‫أوروبا‬ ‫االرتفاع‬ ‫المغرب‬ ‫أوروبا‬ ‫االرتفاع‬
‫الغربي‬ ‫‪Holocène‬‬ ‫‪4–2‬م‬ ‫المالحي‬ ‫‪Versilien‬‬ ‫‪2‬م‬
‫السلطاني‬ ‫‪Wurm I‬‬ ‫‪ 10 – 6‬م‬ ‫‪ Néo-tyrrhénien‬الولجي‬ ‫‪8–5‬م‬
‫قبل السلطاني‬ ‫‪Wurm II‬‬ ‫الهاروني‬ ‫‪ 20 – 18‬م ‪Eu-tyrrhénien‬‬
‫التنسيفتي‬ ‫‪Riss‬‬ ‫‪ 30 – 25‬م‬ ‫‪ 40 – 30‬م ‪ Paléo-tyrrhénien‬األنفاتي‬
‫العميري‬ ‫‪Mindel‬‬ ‫‪ 65 – 60‬م‬ ‫المعاريفي‬ ‫‪ 60 – 50‬م ‪Sicilien‬‬
‫السالوي‬ ‫‪Günz‬‬ ‫‪ 80 – 75‬م‬ ‫المسعودي‬ ‫‪ 95 – 90‬م ‪Calabrien‬‬
‫الملوي‬ ‫‪Donau‬‬ ‫‪ 100 +‬م‬

‫‪2/23‬‬
‫* نموذج ‪ :‬الغمر المالحي‬
‫وقع خالل الفترة ما بين ‪ 7000‬و‪ 6000‬سنة قبل اآلن مكون من سحنة بحرية متصلة "جالميد وحصى مدملكة وحصيم‬
‫ورمال وقواقع بحرية وأدوات بشرية" تمثل آخر عمر بحري عند ارتفاع يفوق المستوى الحالي بمترين‪ ،‬بعد انحسار البحر‬
‫تطور نشاط التذرية الريحية وأعادت توزيع الرمال الدقيقة على شكل كثبان يبدأ عمرها مع ‪ 5000‬سنة قبل اآلن تغلف‬
‫المصطبة المالحية وتتألف من رمال ريحية‪ ،‬تربات مدفونة تتداخل مع أدوات بشرية تسمى ‪ kjökkenmödding‬التي تضم‬
‫عناصر اركيولوجية فحم وحجارة مواقد تعود للفترة النيولينية‪ ،‬كما هو الحال في نواحي واد الشراط – دار السلطان –‬
‫ساحل بير الجديد – الوالدية‪.‬‬

‫الكثيب الهلوسيني‪:‬‬
‫هو عبارة عن كثيب ساحلي يمتد على طول الساحل يسمى ‪ La dune Bordière‬حيث تتوفر الخزانات الرملية األساسية‬
‫للشواطئ‪.‬‬
‫يتكون الكثيب أساسا من رمال شاطئية دقيقة تضم نسبة مهمة من كسارات القواقع البحرية‪ .‬يمتد الكثيب على شكل خط مواز‬
‫للساحل عرضه حوالي ‪ 70 – 30‬م يبتعد عن خط الساحل بحوالي ‪ 100 – 30‬م‪ .‬يتراوح علوه من بضعة أمتار و‪ 50‬م عن‬
‫مستوى البحر‪.‬‬

‫‪ .2‬األجراف البحرية‬
‫هي المجاالت التي يتوقف عندها الغمر البحري‪ ،‬إما أن تكون أجراف طبيعية مرتبطة بحوادث بنائية سابقة لعمليات الغمر‬
‫البحري‪ ،‬تشكل حواجز أمام تقدم البحر فيتوقف عندها‪.‬‬
‫أو أنه ا أجراف تنتج عن حركة األمواج التي تنحتها في الصخور الصلبة عند حدود القارة حيث نقطة االتصال بين القارة‬
‫والبحر‪.‬‬
‫تتكون اإلرسابات في قدم الجرف من جالميد ساقطة من الجرف نفسه وحصى وحصيم مدملك ورمال حيفتاتية وسيلسية‬
‫تختلط بمواد قارية حمراء أو وردية وهنا ال بد من التمييز بين أجراف ناتجة عن حركة المياه البحرية‪.‬‬
‫وبين أجراف تنشأ عن البنائية أي أجراف انكسارية يتوقف عندها الغمر البحري والتي غالبا ما يحدث عليها تعديل بفعل‬
‫نحث األمواج البحرية‪.‬‬

‫إرسابات ← تربة سميكة خصبة‬ ‫الولجة‪ :‬المياه←‬

‫الولجة‬

‫*نموذج الجرف الولجي‬


‫يعتبر من األجراف النادرة التي ما زالت تظهر في الميدان بشكلها األصلي حيث يمتد على يسار الطريق الساحلية بين‬
‫الرباط وآسفي مع انقطاعات محدودة‪.‬‬
‫يضم الجرف مجموعة من المغارات ذات األصل البحري التي تطورت بواسطة عمليات الكرستة ثم استغلت من طرف‬
‫اإلنسان مثل الهرهورة وتمارة والمناصرة…‪..‬‬
‫يتكون الجرف الولجي ضمن صخور من الحث المتصلب الحيفتاتي الكثيبي الذي ينتمي للفترة الهارونية وأحيانا لفترات‬
‫الرباعي األوسط‪.‬‬
‫‪3/23‬‬
‫يظهر الجرف الولجي منعرجا كما يبدو في الرسم ابتداء من حي المنزه بالرباط نحو الجنوب حيث يتسع عرض الولجة‬
‫تدريجيا خصوصا ما بين الهرهورة ووادي الشراط حيث يأخذ شكل جرف عمودي يتراوح ارتفاعه بين ‪ 10‬و‪ 30‬مترا‬
‫ينظر نحو البحر الحالي مشرفا على منخفض بالولجة وغالبا ما تظهر في قاعدته ينابيع مائية بحكم االنحدار العام للطبقات‬
‫باتجاه البحر‪.‬‬
‫أما نحو الشمال في ساحل المعمورة فان الجرف الولجي يكون مدفونا تحت المركبات الكثيبية السلطانية كما هو الحال في‬
‫بطويل وباتجاه الشمال أكثر مثل المهدية‪.‬‬
‫لم يعد الجرف الولجي يظهر في الحفريات بتاتا وذلك لكون عامل التهدل سيجعله تحت مستوى البحر الحالي‪.‬‬

‫‪ .3‬المركبات الكثبانية‬
‫تدخلت عده عوامل على الواجهةاألطلنطية لتشكيل مورفولوجيا الهضاب الساحلية على شكل سالسل من المركبات الكثبانية‬
‫الحيفتاتية المتوالية والموازية لخط الساحل الحالي وهي مسؤولة عن تموج السطح من جهة وعن التطور المورفوترابي‬
‫الالحق فوقه من جهة ثانيةإذ تخلق مجاالت مرتفعة نسبيا على شكل قمم تنشط فوقها عمليات اإلزالة والتعرية وأخرى على‬
‫شكل منخفضات بيكثيبية تمثل مجاالت استقبال وتطور تراكمي‬

‫‪4/23‬‬
‫‪ .3.1‬سحنة الكثبان حسب الصالبة‬
‫سحنةخشنةمتصلبة ذات لون داكن تنتمي لمختلف فترات الرباعي وآخرها تشكل مع نهاية السلطاني (تؤكد المالحظات‬
‫الميدانيةأن الحث قد يكون أكثر صالبة وذلك لوفرة الحبات اإلحيائية والتي يسمح ذوبانها بمرور المحلوالت الكربونات نحو‬
‫االسفل عبر الرمال التي يحدث تصليبها بينما إذا كانت اغلب الحبات سيليسية فان التصلب يكون ضعيفا‬
‫وعموما الكثبان القديمةأكثر تصلبا من كثبان الهيلوسين الحديثة‬
‫تتألف هذه المركبات من عناصر مختلفة عبارة عن توالي عمودي لسحنات كثبانية بيضاء ورمادية او مصفرة واشرطة من‬
‫المواد الحمراء او وردية عبارة عن تربات محلية او تربات منقولة على السفوح عبر السيل‬

‫‪ .3.2‬مكونات الكثبان‬
‫تتكون الكثبان من رمال متنوعة من فئات النقل الريحي التي يتراوح قطرها ما بين ‪ 50‬و‪ 350‬ميكرومتر وهي‬
‫مؤلفةباألساس من كسارات القواقع وحبات الكوارتز وبعض حبات الفيلوسيليكات ملحومة بلحام كلسي قابل للذوبان مع‬
‫الرطوبة يغلب عليها اللون االصفر عندما تكون غنية بالقواقع وحبات الكوارتز المغسولة خصوصا عندما تكون قادمة من‬
‫البحر (من الشاطئ) في حين يغلب عليها اللون الرمادي والعناصر الكواتزية الملوثة باالوكسيدات (الحديد والمغنيسيوم)‬
‫خصوصا في الكثبانالقادمة من القارة‪.‬‬

‫‪ .4‬الولجة الساحلية (الهور)‬


‫بعد انحسار البحر الولجي تكون ساحل عريض وطويل ازداد عرضه الى ان أصبح يوازي حوالي ‪ 20‬كلم من خط الساحل‬
‫الحالي وانكشف الرصيف القاري بين الجرف الولجي والمستويات التي وصلها البحر خالل فتره السلطاني والتي وصلت‬
‫الى مجاالت منخفضة عن مستوى البحر الحالي بحوالي ‪ 150‬مترا وتكون في قدم الجرف الولجي حادور ضعيف االنحدار‬
‫على شكل اراضي ممتدة باتجاه البحر ذات ميل خفيف مما جعل المجال المغربي يكسب مساحة واسعة توازي ما بين ‪15‬‬
‫و‪ 20‬كلم على طول الساحل المغربي على حساب الرصيف القاري‪.‬‬
‫وهي المجاالت التي عاش فيها االنسان العطري (كهف عاطر بالجزائر) خالل الفترة ما بين ‪ 120‬ألف سنة وعشرة االف‬
‫سنة سابقة لكن ابتداء من ‪ 18‬ألف سنة حدث تقدم بحري سريع وصل اقصاه عند حوالي ‪ 7000‬سنه وارتفع الى ان فاق‬
‫مستوى البحر الحالي بحوالي متران‪.‬‬

‫‪5/23‬‬
‫والولجة هي مجاالت منخفضة تستغل زراعيا بكثافة بحكم توفرها على المؤهالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الرطوبة الزائدة بحكم انخفاضها من جهة وبحكم قربها من المؤثرات المحيطية؛‬
‫‪ ‬تربات خصبة متحدثة الى تربات بنية ناتجة عن تراكمي المنقوالت القادمة من السفوح؛‬
‫‪ ‬قربها من خط الساحل يجعلها تتوفر على ظروف مناخية خاصة ومالئمة للزراعة حيث الحرارة معتدلة في الصيف بين‬
‫‪ 20‬و‪ 25‬درجة وفي الشتاء بين ‪ 10‬و‪ 15‬درجة‪.‬‬
‫‪ ‬تتكون قاعدتها من صخر حثي كلسي منفذ مما يسمح باحتوائه على فرشة مائية عذبة يمكن استغاللها بسهوله لقربها من‬
‫السطح‬
‫‪ ‬أمطار ساحلية أكثر أهمية من المجاالت الهضبية الداخلية‬
‫كل ذلك يمنحها أهمية فالحية خاصة وكلما اتسع عرضها سمحت بنشاط زراعي أفضل‪.‬‬

‫‪ .4.1‬المجاالت الرطبة(االهوار والمصبات)‬


‫يحتوي المجال الساحلي بالمغرب على تراث ايكولوجي مهم يتواجد في األهوار الساحلية والمصبات النهرية في إطار مواقع‬
‫مصنفة عالميا اعتمادا على المعطيات االحيائية الحيوانية والنباتية وخصوصا دينامية عيش الطيور ومن أهم هذه المواقع‬
‫هور الناظور على الساحل المتوسطي؛ هور موالي بوسلهام ‪ -‬سيدي بوغابه ‪ -‬الوليدية‪ -‬خنيفيس ‪ -‬داخلة على الساحل‬
‫األطلسي‪.‬‬
‫باإلضافة لمصبات األودية مثل اللوكوس؛ سبو؛ بورقراق؛أم الربيع؛ تانسيفت؛ سوس؛ شبيكة؛ درعة؛ الساقية الحمراء‪.‬‬
‫تتميز هذه المجاالت بقربها من الساحل وتوفرها على ظروف بيومناخية خاصه أكثررطوبةوأكثر اعتداال مما يسمح بوجود‬
‫تنوع بيولوجي نباتي وحيواني مهم ونادر بل وفريد أحيانا‪.‬‬

‫‪ .4.2‬اإلرسابات داخل االهوار الساحلية‬


‫تتكون األهوار الساحلية على األغلب في المنخفضات البيكثيبية الساحلية أو ما يعرف بالولجة وذات طبوغرافيا مغلقةأو شبه‬
‫مغلقة حيث تكون مياه البحر فيها هادئة مما يسمح بإرسال مواد دقيقة طينية طميية في القعر‪ .‬لكن على الضفاف تصبح‬
‫اإلرسابات رملية وأكثر خشونة حيث تكون المياه أكثر هيجانا خصوصا إذا كانت األهوار مفتوحة على البحر أما إذا كان‬
‫الهور مغلقا فتكون اإلرسابات دقيقة‪.‬‬

‫‪ .4.3‬التطور الحالي لألهوار‬


‫تتميز المجاالت الهورية بأهميتها البيئية‪.‬‬
‫بينت األبحاث األهمية البيئية وخصوصا البيولوجية على الرغم من أنها بقيت الى عهد قريب تعتبر أوساطا رديئة ومصدرا‬
‫لألخطارولألمراض وبالتالي يجب التخلص منها (التجفيف‪ -‬الردم) ولم يتم تثمين قيمتها الحقيقية إال مع نهاية القرن ‪.20‬‬
‫مثال‪ :‬تحويلها الى أراض زراعية كسهل الغرب؛أراضي المارشن؛ والسهول األوروبية المنخفضة‪.‬‬

‫تتميز مجاالت األهوار بقيمتها البيولوجية والبيئية الكبرى إذ تحافظ على منظومات بيئية خاصة قد تكون متميزة على الصعيد‬
‫المحلي والعالمي وتلعب أدوارا متعددة‪:‬‬
‫‪ ‬دور هيدرولوجي يتمثل في تغذية وتنقية الفرشة المائية الباطنية؛‬
‫‪ ‬توفر ظروفا مثلى لوجود غطاء نباتي محلي يحمي األراضي من التعرية؛‬
‫‪6/23‬‬
‫تساهم في تنوع وتلطيف المناخات المحلية؛‬ ‫‪‬‬
‫توفر ظروفا مالئمه لتنوع إحيائي قاري وبحري؛‬ ‫‪‬‬
‫تستقبل الطيور المهاجرة والنادرة مما يزيد من أهمية التنوع االحيائي؛‬ ‫‪‬‬
‫توفر ظروفا مناخية معتدلة ذات رطوبة جوية تسمح بزراعات خاصة؛‬ ‫‪‬‬
‫تساعد األوضاع الخاصة للمجاالت الرطبة بتربية فواكه البحر والقشريات البحرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الدينامية الطبيعية المتحكمة في تطور المجال الساحلي‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬الدينامية الهيدرولوجية (التراقص اليومي ‪ -‬العباب‪ -‬التيارات البحرية)‬
‫‪ .2‬الدينامية الريحية (مجال النشاط الريحي‪ -‬آليات التشكيل الريحي ‪ -‬طرق قياس الدينامية الريحية)‬

‫‪ .1‬الدينامية الهيدرولوجية‬
‫هي حركة دائمة في المياه المحيطية مرتبطة بظروف فلكية وتضاريسية ومحلية باإلضافةإلى الظروف المناخية‪ ،‬يؤدي هذا‬
‫التداخل في العوامل الى خلق تفاوتات مهمة في الحرارة والملوحة والكثافة وبالتالي تحرك المياه البحرية بأشكال مختلفة من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬التراقص‬
‫‪ ‬العباب‬
‫‪ ‬التيارات الساحلية‬

‫تتحكم الظواهر الفلكية والمناخية بحركة المياه السطحية‬


‫‪ -‬عندما تكون الشمس والقمر على خط واحد مقابل األرض يظهر الهالل وينتج عندها تراقص كبير؛‬
‫‪ -‬عندما تتوسط األرض بين الشمس والقمر في خط واحد حيث يظهر القمر بدرا فيقع تضاد بين جاذبيتين ويحدث مد‬
‫استثنائي (المداألعلى) يؤدي الى انكشاف المهرقان‪ Estran‬الذي يستغل بكثافة من قبل الصيادين الستخراج المحار‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يحدث تعامد بين جاذبيتي الشمس والقمر وهما حالتا الربعين األول واألخير فإن الد يكون في حدهاألدنى‪.‬‬

‫‪7/23‬‬
‫‪ .1.1‬التراقص (المد والجزر)‬
‫ظاهرة فلكية لكونها ترجع أساسا الى جاذبيتي الشمس والقمر مقابل الجاذبية األرضية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اختالف أوضاع الشمس والقمر بالنسبة لألرض يفسر حاالت المد والجزر‪ ،‬فالجاذبية القمرية تؤدي الى انجذاب الكتل‬ ‫‪-‬‬
‫المائية المحيطية المقابلة للقمر‪ ،‬مما يؤدي الى حدوث تقبب (ارتفاعمستوى المياه) في المناطق المقابلة (المواجهة للقمر)؛‬
‫يحدث في المناطق المحيطية المجاورة غير المقابلة للقمر عمليات جزر (تراجع مستوى البحر)‬ ‫‪-‬‬
‫يحدث خالل اليوم الواحد مدين وجزرين وهنا يمكن ان نميز بين ثالث حاالت‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪** ‬‬
‫‪ ‬دور التراقص أحد العوامل المهمة في تشكيل مورفولوجية خط الساحل‪،‬‬
‫‪ ‬يقوم بتشكيل المهرقان تبعا لدرجة انحناء الرصيف القاري القرب ساحلي‪ ،‬فكلما كان االتصال عنيفا واالنحدار قويا‬
‫بين القارة والبحر فإن التراقص يكون امتداده ضعيف اي قوم بتشكيل المهرقان تبعا لدرجة انحناء الرصيف القاري‬
‫القرب ساحلي‪ ،‬فكلما كان االتصال عنيفا واالنحدار قويا بين القارة والبحر فإن التراقص يكون امتداده ضعيفا‪.‬‬

‫‪8/23‬‬
‫‪ ‬ينتج عن التراقص تياران‬
‫‪La Flot ‬تيار التقدم أوالغزو ‪ :‬التيار الذي ينتج عن تقدم المياه البحرية على حساب القارة حيث تأتي برواسب مهمة‬
‫خصوصا باتجاه الخلجان والمصبات التي تتعرض للملء بمياه البحر وترسب ما تحمله من مواد وهذا ما يسمى‬
‫بالتسمين‪Engraissement‬‬
‫في حالة المد القوي يتم تحطيم عالية المهرقان بفعل قوة االمواج‬
‫‪ Le Jusant ‬تيار التراجع يتم خالل الجزر حيث تحدث إزالة لجزء من المواد المرسبة وإعادتها إلى عرض البحر‬
‫‪Erosion‬‬
‫وتنشط دينامية الجزر في التحطيم أو البناء في سافلة المهرقان لضعف فعالية األمواج‪.‬‬
‫تزداد فعالية أمواج المد إذا كان انحدار الشاطئ مهما نتيجة التكسر العنيف لألمواج وما يرافقها من كنس واقتالع‬
‫للمواد المتراكمة(تعرية قوية)‪.‬‬

‫‪ .1.2‬العباب ‪La Houle‬‬


‫حركة المياه السطحية التي تحدث بعيدا عن خط الساحل تحت تأثير الرياح القوية في مناطق الضغط الكبرى فتتولد تموجات‬
‫دورية تنشأ عنها أعراف ومنخفضات مائية يمثل كل عرف منطقة دوران جزيئات ماء العباب‪.‬‬
‫وتكون حركة العباب دائرية وسط المحيط عندما يكون العمق أكبر من نصف طول الموجة‪ ،‬وبمجرد أن يصبح العمق أقل من‬
‫نصف طول الموجة فإن العباب يتحول إلى أمواج ويحدث هذا عندما تقترب من خط الشاطئ‪.‬‬
‫كما يتغير اتجاه وشكل العباب ارتباطا بالطبوغرافية التحت الساحلية ‪.‬‬

‫‪9/23‬‬
‫يتغير اتجاه وشكل العباب ارتباطا بالطبغرافية التحت بحرية‪:‬‬
‫‪ -‬في عرض البحر تتحرك جزيئات الماء في مسار دائري مغلق وتتنقل باالتجاه العام للرياح‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يقل عمق المياه البحرية عن نصف طول الموجة عند الساحل‪ ،‬تتشوه حركة العباب لتصبح غير دائرية وهنا تسمى‬
‫األمواج‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫تطرأ على الموجة عدة تشوهات من حيث الشكل واالتجاه وذلك ارتباطا بمورفولوجيا السطح تحت البحري وخط‬
‫الساحل‪ ،‬على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬يتغير اتجاه العباب عندما يجد أمامه حاجزا متعامدا (رصيف‪ -‬جرف مصدات االمواج ‪ ) Brise-Lames‬فينعكس‬
‫اتجاه األمواج‪:‬‬
‫االرتداد (االنعكاس) ‪Réflexion‬‬

‫التفرق ‪Divergence‬‬
‫في مواقع الخلجان وعلى جوانب البروزات الصلبة مما ينتج عنه تناقص‬
‫قوة اصطدام األمواج وبالتالي ضعف قدرتها على التعرية بل تسمح‬
‫بالترسيب والتسمين‪.‬‬

‫التالقي ‪Convergence‬‬
‫عندما تصطدم االمواج ببروزات صلبة داخل البحر مما يزيد في قوة‬
‫االصطدام بالتالي زيادة التعرية‪.‬‬

‫‪10/23‬‬
‫‪ .1.3‬التيارات الساحلية ‪La Dérive Littoral‬‬
‫هي حركة اتجاه المياه على خط الساحل وتمثل العامل األساسي لنقل اإلرسابات الساحلية وتعمل على تغيير شكل خط‬
‫الساحلوتتمثل قدرتها بوجود تيارين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ ‬تيار التقدم؛‬
‫‪ ‬تيار التراجع‪.‬‬

‫تقوم هذه التيارات بنشاط تعرية مهم على خط الساحل فهي‬


‫تحرك الفتات عبر ثالث طرق‪:‬‬
‫‪ ‬الدحب أو الدفع‪Roulage‬‬
‫‪ ‬القفز ‪Saltation‬‬
‫‪ ‬العوالق ‪En suspension‬‬

‫طريقة تنقل الحبات على الشاطئ بواسطة التيارات‬


‫الساحلية‬

‫‪11/23‬‬
‫يرتبط اتجاه التيارات الساحلية بعدة عوامل منها اتجاه العبابأوال ومدى تعامده مع خط الساحل كما يرتبط أيضا بالرياح‬
‫المحلية‪.‬‬
‫يمكن تحديد اتجاه النقل في ساحل ما من خالل المؤشرات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤشرات المعادن الثقيلة والعناصر النادرة؛‬
‫‪ .2‬ضبط مواقع التسمين ومواقع التعرية؛‬
‫‪ .3‬تتبع الرمال الفسفورية المشعة؛‬
‫‪ .4‬الدراسة الحبيبية للرمال في الشاطئ (الرمال تصبح أكثر دقة وفرزا باتجاه مجاالت التسمين)‪.‬‬

‫التيارات الساحلية على طول الشاطئ‬


‫الشاطئ على الرمال نقل اتجاه‬

‫الساحلي التيار اتجه‬

‫العباب حركة خطوط‬

‫‪ .2‬الدينامية الريحية‬
‫‪ ‬تعرف المجاالت الساحلية حركة ريحية دائمة بفعل انعدام الحواجز أمامها؛‬
‫‪ ‬تستطيع الرياح تشكيل خط الساحل حسب اتجاهاتها كما تقوم بتدعيم التيارات الساحلية أو إضعافها؛‬

‫‪12/23‬‬
‫‪ ‬إذا كانت الرياح بحرية ومتعامدة مع الشاطئ فإنها تزيد عمليات االرتداد وتصبح حركة المياه أكثرعدوانية وتؤدي إلى تعرية‬
‫قوية؛‬
‫‪ ‬أما إذا كانت الرياح قادمة من القارة فإنها تقلل من علو األمواج وتخفف من سرعتها وبالتالي تسمح بتسمين الشاطئ؛‬
‫‪ ‬تشكل الكثبان الدالئل األساسية على دور التكويني الذي تقوم به الرياح مباشرة على الساحل حيث تقوم بتحريك الحبات‬
‫الرملية الدقيقة وإعادة ترسيبها؛‬
‫‪ ‬بالنسبة لحبة رمال من حجم معين وكثافة معينة تحتاج إلى سرعة معينة للرياح لكي تستطيع تحريكها وتتأثر قدرة الرياح‬
‫على النقل بعدة عوامل‪:‬‬
‫‪ -‬حجم الحبات الرملية بين قوسين والكثافة؛‬
‫‪ -‬خشونة السطح؛‬
‫‪ -‬رطوبة الحبات الرملية المعرضة للتذرية؛‬
‫‪ -‬انحدار الشاطئ؛‬
‫‪ -‬وجود أو عدم وجود الغطاء النباتي‪.‬‬
‫وعلى العموم أثبتت التجارب أنه بالنسبة للحبات الرملية السيليسية من حجم ‪ 20‬إلى ‪ 300‬ميكرون ال يمكن نقلها إال عندما‬
‫تتعدى سرعة الرياح ‪ 6.5‬متر في الثانية‬
‫وتستطيع الرياح تحريك الرمال بطرق متعددة حسب حجم الحبات‬
‫‪ ‬الرمال الخشنة والحصيم تتحرك بواسطة الدفع أو الدحب؛‬
‫‪ ‬الرمال المتوسطة والدقيقة تنقل بواسطة القفز؛‬
‫‪ ‬الرمال جد الدقيقة والطمي تنقل على شكل عوالق‪.‬‬

‫النبكات‬

‫تزايد النشاط الريحي مع اندثار الغطاء النباتي‬

‫‪13/23‬‬
‫(البرخان )الكثبان الهاللية‬

‫‪14/23‬‬
‫الكثبان القارية والكثبان البحرية‬

‫طرق قياس الدينامية الريحية‬

‫التدخالت البشرية وعمليات التهيئة‬ ‫‪.III‬‬


‫اشكالية مصير التراث الطبيعي وااليكولوجي في ظل التدخالت البشرية‬
‫تقديم االشكالية‬
‫يقصد بها تأثير التدخالت البشرية المرتبطة بتحركات السكان والنمو الديموغرافي والتمدين واالستقرار وطبيعة االستغالل‬
‫ومشاريع التهيئة الصناعية والسياحية والمواصالت وقدرتها على التأثير في دينامية الوسط الطبيعي(أي كل فعل بشري يمس‬
‫من قريب أو بعيد التوازنات الطبيعية)‬
‫وهنا تبدو المقاربة المنهجية ذات شقين‪:‬‬
‫األول‪ :‬المقارنة الزمنية في نفس المجال ما بين فترتين‪ :‬األولى خضعت لدينامية طبيعية محضة والثانية خضعت للدينامية‬
‫الطبيعية والفعل البشري معا؛‬
‫التاريخ‪ -‬الصور الجوية‪ -‬صور االقمار االصطناعية‬
‫الثاني‪ :‬المقارنة المجاليةبين مجاالت مرجعية لم يتدخل فيها اإلنسان وبين مجاالت أخرى مشابهة خضعت لتأثير التدخالت‬
‫البشرية‬

‫‪15/23‬‬
‫يتعرض المجال الساحلي لضغوط بشرية تتزايد بفعل عمليات التسحل واالستقرار على الساحل من جهة وبفعل االختيارات‬
‫االقتصادية االستراتيجية التي تعتبر السياحة الساحلية أحدالمقومات األساسية لالقتصاد الوطني‪ .‬لذا نطرح السؤال التالي‪:‬‬
‫ما مصير التراث الطبيعي والبشري امام تراكمي الضغوط البشرية؟‬
‫هل يستطيع هذا التراث ان يتعايش مع االنشطة االقتصادية الحديثة المتزايدة التي تتطلبها التنمية في المجال الساحلي؟‬

‫على الرغم من تزايد االهتمام التنموي بالمجال الساحلي خالل الثلث األخير من القرن ‪ 20‬حيث حظي بأولوية خاصة في‬
‫مخططات التنمية ومشاريع المحافظة على البيئة فإن تطور األنشطة وما رافقها من تحوالت اقتصادية واجتماعية كان أسرع‬
‫بكثير من وثيرة االهتمامات البيئية والمحافظة على التوازنات الطبيعية‬

‫‪ .1‬تصليب خط الساحل ‪L’artificialisation De La Côte‬‬


‫يقصد به عمليات تصليب المجال الساحلي عبر بناء المنشآت فوقه‪ ،‬حيث يتحول من بيئة حية تتفاعل مختلف عناصرها‬
‫بانسجام وتوازن (التربة؛ المياه العذبة؛ الشواطئ؛ الكثبان الساحلية؛ المياه البحرية؛ الغابات؛ الكائنات الحية البحرية والقارية؛‬
‫واإلنسان الخ)‪ ،‬إلى كتل جامدة من اإلسمنت والحديد غير منسجمة وغير متفاعلة مع البيئة الطبيعية‪ ،‬وهذا يمس بالتوازنات‬
‫الدينامية‪ ،‬ويسمح ببروز مظاهر التدهور البيئي‪ ،‬ويحدث تصليب السواحل عندما يصبح الساحل مجال استقطاب وتركز‬
‫لألنشطة االقتصادية المختلفة والمراكز الحضرية‪.‬‬
‫تكمن خطورة اصطناع مجال الساحل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تضييق المجال الرملي الذي يمكن أن تنشط فوقه الدينامية الساحلية؛‬
‫‪ ‬تتم عملية االصطناع سريعة وعشوائية وغير معقلنة ويصعب التحكم فيها؛‬
‫‪ ‬تعتبر عملية التصليب غير رجعية وال تمكن العودة إلى الوضع األصلي؛‬
‫‪ ‬يؤدي التصليب إلى تدهور وتحطيم المنظومات البيئية الساحلية؛‬
‫‪ ‬ينتج عن التصليب والتبليط تناقص جودة ونوعية السواحل وجماليتها البيئية‪.‬‬

‫‪ .2‬ازالة الكثيب الساحل‪ :‬نموذج بير الجديد بإقليم ازمور‬


‫‪ -‬تتألف من مجال بير الجديد من كثبان ساحلية تمتد على طول الساحل على شكل شريط ساحلي ضيق يفصل بين الشاطئ‬
‫وبين الولجة الساحلية التي تكون محمية من الديناميات الهيدرولوجية والريحية؛‬
‫‪ -‬يخضع المجال لتحوالت اقتصادية (عمران ومنشآت سياحية) على حسابي رمال الشواطئ –الكثبان– األهوار الساحلية‪.‬‬

‫التساؤالت‬
‫‪ ‬ما مدى وقع التدخالت البشرية على دينامية السواحل الشاطئية والريحية؟‬
‫‪ ‬ما تأثير التغيرات الدينامية على المنشآت المزمع إقامتها على الساحل؟‬

‫النتائج‬
‫‪ ‬فقدان رأسمال الرملي (االستنزاف‪ -‬اإلزالة)؛‬
‫‪ ‬تناقص مساحة الشواطئ الرملية؛‬
‫‪ ‬حدوث تغيرات في مورفولوجيا الساحل‪،‬إزالة الكثيب الساحلي؛‬
‫‪ ‬حدوث تغيرات في الدينامية البحرية والريحية على خط الساحل؛‬
‫‪ ‬انفتاح منخفض الولجة على البحر سمح بتوغل المياه أثناء اإلعصارات البحرية‪ ،‬والعواصف فانتشر الحصى والجالميد‬
‫والقواقع البحرية فوق مجال الكثيب‪ ،‬بل أصبح بإمكان الرياح حمل رمال الشاطئ لترسبها فوق تربات الولجة الطينية‪.‬‬

‫‪ .3‬اختالل دينامية الساحل بفعل المنشآت المينائية‬


‫تعتبر الموانئ أقطابا للتنمية االقتصادية المحلية وقابلة ألن تضمن االنفتاح على األسواق الدولية لهذا فإن بناء الموانئ أو‬
‫توسعة بعضها كان له عدة انعكاسات على الدينامية الساحلية بالقرب من الميناء‪.‬‬
‫في إطار تنمية السياحة تمت تهيئة بعض المجاالت السياحية من أجل االستجابة للطلب العالمي على الموانئ الترفيهية‬
‫وأنجزت عدة موانئ ‪ :‬ريستينكا؛ كابيال على الساحل المتوسطي وأصيله وسيدي العابد بالرباط وأكادير على الساحل األطلنتي‬

‫‪16/23‬‬
‫النتائج‬
‫اإلخالل بالتوازنات الطبيعية واضطراب الميزانية الرسابية حيث تبرز مظاهر التعرية على الشواطئ القريبة من مواقع‬
‫الموانئ (ريستينكا وسيدي عبيد العابد)‪.‬‬
‫‪ -‬حدوث تركز سكاني سريع بالقرب من الموانئ يحدث ضغط ديموغرافيا؛‬
‫‪ -‬حدوث تباينات تنموية بين خط الساحل الذي يعرف تنمية نشطة اقتصاديا وبين المجالي الخلفي للساحل الذي يبقى مهمشا؛‬
‫‪ -‬يرافق إنجاز الميناء توفير بنية تحتية من مواصالت وفنادق وتجهيزات سياحية‪ ،‬تؤدي إلى التصليب واالصطناع مما‬
‫ينعكس سلبا على الدينامية الساحلية‪.‬‬

‫‪ .4‬اختالل المجال الساحلي بفعل التنافس على المجال‬


‫يبدو ان ضيق المجال الساحلي يجعله عرضة للمنافسة بين األنشطة االقتصادية والمثال األكثر ترددا في المغرب هو تراجع‬
‫المساحات الزراعية في مجال الولجة الساحلية وحول مدن الساحل (الرباط الجديدة المحمدية) نتيجة المنافسة بين االستعمال‬
‫الزراعي لألراضي من جهة وبين التطور السريع لالستعمال العقاري من أجل البناء‬

‫نموذج خليج طنجة‬


‫في الستينات تكونت شركة وطنية إلنجاز عدة مشاريع تهيئة سياحية في خليج طنجة تهدف إلى تأمين حوالي ‪ 30.000‬سرير‬
‫لكن لم ينجز منها سوى ‪ 2000‬سرير مما يعني عدم نجاح المشروع السياحي وذلك لعدة اسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬التنافس بين النشاط السياحي والنشاط المينائي؛‬
‫تقرر في سبعينيات القرن الماضي توسيع ميناء طنجة وتمديد رصيفه لتلبية متطلبات الرواج التجاري‪ ،‬لكن بعد‬
‫بضعسنوات حدثت تعرية واسعة للرمال الشاطئية داخل مجال الخليج على مسافة تقارب ‪ 3‬كلم‪ ،‬مما انعكس على المنشآت‬
‫السياحية الموجودة مثل فندق ماالبطا وعلى مجال المنشآت المزمع إنشاؤها بالخليج‪ ،‬ألن عملية تمديد رصيف الميناء في‬
‫البحر أدت إلى تغيير دينامية التيارات الساحلية داخل الخليج‪ ،‬والتي أصبحت تضرب بقوة في مجال الرمال الشاطئية أمام‬
‫فندق ماالبطا‪.‬‬
‫‪ ‬محاوالت جد مكلفة لحماية الشاطئ من التدهور عبر بناء عوارض الحماية البحرية؛‬
‫‪ ‬تراجع اهتمام المستثمرين السياحيين بمنطقة خليج طنجة وبالتالي عدم اتمام المشاريع السياحية المبرمجة منذ الستينات‪.‬‬

‫‪ -‬التنافس بين االنشطة السياحية والصناعية‬


‫في إطار تنمية منطقة طنجة واكب التنمية السياحية والمينائية إقامة عدة مجمعات صناعية خصوصا على وادي مغوغا الذي‬
‫أصبح مجراه مصرفا للنفايات الصناعية الملوثة التي تصب في الخليج مما أدى إلى ارتفاع حدة التلوث في شواطئ خليج‬
‫طنجة وزاد من مشاكل التنمية السياحية ومعيقات تطورها‪.‬‬
‫اختيار التدخل من أجل بناء المجمعات الصناعية لم يأخذ بعين االعتبار المنشآت السياحية بالخليج والتي تضررت عبر‬
‫التلوث ولم تعد تستطيع توفير المعايير الدولية لنظافة الشواطئ مما زاد في إبعاد المستثمرين السياحيين عن طنجة‪.‬‬
‫‪ -5‬اختالل التوازنات بفعل التهيئة الهيدروفالحية‪.‬‬
‫عرفت األنهار بالمغرب خالل القرن العشرين تغيرات هيدرولوجية هامة بفعل إنشاء العديد من السدود عليها‪ ،‬والتي أدت‬
‫إلىإحداث تغيرات على صعيد الميزانية الرسابية للشواطئ والمصبات‪ .‬إذ أن بناء السد يحد من عملية الفيض النهري ويمنع‬
‫وصول الحمولة النهرية إلى البحر وبالتالي يقلل من مصادر تزويد السواحل بالمواد الصلبة‪ ،‬ينعكس هذا على دينامية الساحل‬
‫حيث تصبح قدرة النقل عند التيارات الساحلية أكبر من امكانات التزويد وبالتالي فإنها تقوم بنحت الشواطئ الرملية والكثبان‬
‫الساحلية الهشة واالجراف الصخرية‬
‫ففي ساحل اكادير كان واد سوس يوصل إلى الساحل ما يعادل ‪ 1751‬مليون طن في السنة من المنقوالت الصلبة‬
‫(‪ ) Mansaum 1993‬لكن بعد بناء السدود عليه تناقصت الحمولة النهرية الواصلة للبحر بمعدالت كبيرة فمثال سد عبد‬
‫المومن وحده يمكنه ان يحجز اكثر من ربع هذه الكمية( ‪ 455‬الف الف طن في السنة)‬
‫كما ان تطور الفالحة المسقية في عالية وادي سوس ادىإلى تناقص كمية المياه الجارية في الوادي وبالتالي اضعاف قدرته‬
‫على ايصال الحمولة إلى الساحل مما يحدث خلال في الميزانية الرسابية وبروز مظاهر التدهور وتراجع خط الساحل‬
‫‪ -‬تناقص عرض الساحل‬
‫‪ -‬بروزات صخرية‬
‫‪ -‬حجم حبات الرمال (رمال خشنة يعني فقدت الدقيقة)‬

‫‪17/23‬‬
‫‪ .5‬تدهور البيئة الساحلية بفعل التطور الحضاري؛ نموذج‪:‬الرباط سال‬
‫يتطلب توسع المدن احتياجات كبيرة من مواد البناء وخصوصا الرمال التي غالبا ما تستخرج من الشواطئ اذ تقدر وزارة‬
‫التجهيز حجم الرمال المستخرجة سنويا من الشواطئ المهدية ب ‪ 72,000‬متر مكعب في السنة كما تستخرج الرمال من‬
‫الرصيف الشاطئي امام الدار البيضاء واكادير والغرب ينتج عن ذلك انعكاسات سلبية على الميزانية الرسوبية للشواطئ حيث‬
‫تحدث تيارات تراجعية تجرف رمال الشواطئ وتبرز الصخور على الشاطئ‬
‫نموذج مدينتي الرباط وسال‬
‫ادى ارتفاع عدد السكان في مدينتي الرباط وسال من ‪ 550,000‬نسمة سنة ‪ 1982‬إلى ما يقارب المليونين في نهاية التسعينات‬
‫وتضخم مدينة سال بشكل عشوائي عبر انتشار احياء الصفيح بشكل ال يتوافق مع مخططات التهيئة الحضارية حيث تنمو‬
‫االحياء فوق مجاالت غير معدة اصال للبناء مما ينتج عنه بروز مظاهر التدهور البيئيخصوصا وان البناء يتم في احياء السكن‬
‫غير الالئق واحياء الصفيح وبالتالي تناقص جودة الحياة العامة‪ .‬وبرزت فيهما مظاهر التدهور في تسعينات القرن ‪ 20‬في كل‬
‫من مصب وادي ابي رقراق والساحل‪.‬‬
‫كما ان التطور السريع للمدن سمح بتكاثر النفايات الصلبة في مزابل ضخمة في واد عكراش رافد ابي رقراق‪ ،‬كما ان توجيه‬
‫النفايات السائلة والصرف الصحي لتصب في البحر مباشرة او عبر االودية ادىإلى تلوث الشواطئ ومصبات االودية مثل‬
‫مصب ابي رقراق وهذا يقلل من جودة الشواطئ ومياه السباحة ويضعف الثروة السمكية‬
‫نموذج مصب وادي ابي رقراق في التسعينات‬
‫النفايات الحضرية السائلة‬
‫يستقبل وادي ابي رقراق عند المصب ‪ 18‬قناة تنقل النفايات السائلة من المدينتين كما ان محطة تصفية المياه الصالحة‬
‫للشرب بعكراش تطلق يوميا كمية من النفايات السائلة تصل إلى وادي ابي رقراق باإلضافة للنفايات السائلة التي تنزل من‬
‫االحياء المبنية بشكل غير قانوني والتي ال ترتبط بشبكة قنوات التطهير ومن البقايا السائلة للمزابل العمومية في كل من‬
‫عكراش والولجة‬

‫حالة الشواطئ على الساحل‬


‫يؤدي الضغط الديموغرافي وتوسع المدينتين إلى تزايد حجم النفايات السائلة التي ترميها قنوات التطهير مباشرة في مياه‬
‫البحر او في وادي ابي رقراق (المصدر‪ :‬تقرير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ‪)1995‬‬
‫يؤدي ذلك إلى تدهور المحيطي البيئي للشواطئ ونستدل عليه من خالل مؤشرين‪:‬‬
‫االول‪ :‬درجة تلوث مياه السباحة في الشواطئ‬
‫تصنيف الشواطئ حسب درجة تلوثها وتدهورها البيئي وصالحيتها للسباحة‬
‫الثاني‪ :‬درجة تلوث الكائنات الساحلية القواقع‬
‫تركز بعض الكائنات الحية في اجسامها المعادن الثقيلة السامة‪Cd, Pb, Cu, Zn :‬وقد بينت دراسات اكاديمية بإشراف‬
‫المرصد الوطني للبيئة حيث وجدت على شواطئ الرباط وسال ان نسبة الرصاص ترتفع في القواقع بمعدل الضعف مما هي‬
‫عليه في المعايير الدولية وكلها شواطئ تصب بالقرب منها قنوات التطهير بينما هذه النسبة تنزل إلى اقل من النصف في‬
‫شاطئ الصخيرات والرمال الذهبية لبعدها عن قنوات التصريف‬

‫تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على التنمية المستدامة في السواحل المغربية‬ ‫‪.IV‬‬
‫تقديم‬
‫تصيب العالم اليوم حمى التغيرات المناخية وانعكاساتها المتعددة اذ ان تؤدي ظاهرة االنحباس الحراري على سطح االرض‬
‫إلى تزايد درجة حرارة االرض التي بدا ينتج عنها تغيرات مناخية مختلفة من اهمها ذوبان الجالدات القطبية والجبلية مما يزيد‬
‫في كمية المياه السائلة على سطح االرض والتي تتبلور نتائجها من خالل االرتفاع التدريجي لمستوى سطح البحر الذي سيغمر‬
‫االجزاء المنخفضة من الساحل مما يحدث اختالال في المنظومات البيئية‪.‬‬

‫‪18/23‬‬
‫تشير التوقعات إلى ان ارتفاع مستوى البحر خالل القرن ‪ 21‬سيتراوح بين ‪ 0.5‬متر و‪1.4‬متر ‪(Rahmastorf et al‬‬
‫)‪ ،2006, in Banque Mondiale 2010‬لكن تزايد حرارة االرض قد يؤدي إلى تضاعف حدة ذوبان الجليد وبالتالي‬
‫ارتفاع أكبر لمستوى البحر (قمة كوبنهاجن مارس ‪.)2009‬‬
‫ينتج عن عملية الغمر تضرر المشاريع التنموية على الساحل‪ ،‬ففي سواحل المغرب يقطن حوالي نصف السكان وتتركز فيها‬
‫أكثر من ثالثة ارباع االنشطة االقتصادية والخدمات االجتماعية وتشير التقديرات إلى تزايد الضغط على السواحل في‬
‫المستقبل القريب اذ من المتوقع ان يتضاعف عدد المدن الساحلية بالمغرب بحدود ‪.2025‬‬

‫أوال‪ :‬نتائج ارتفاع مستوى سطح البحر‬


‫‪ .1‬نتائج على النشاط السياحي‬
‫تتركز جل االنشطة السياحية في مجاالت ساحلية واطئة مثل الخلجان؛ خليج طنجة واكادير وشواطئ السعيدية والساحل‬
‫التطواني والصويرة وازمور‪ ،‬حيث توجد مصبات االودية واالهوار اذ ستصبح الكثير من المنشآت الشاطئية معرضة‬
‫لضربات الغمر وضربات االمواج مما ينتج عنه ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الرأسمال السياحي ( الرمال الشاطئية) سواء باالنجراف او بالغمر؛‬
‫‪ -‬ضياع الفرص الترفيهية في الشواطئ؛‬
‫‪ -‬تزايد الضغط السياحي على الشواطئ يؤدي إلى تناقص جودة الحياة العامة؛‬
‫‪ -‬تناقص عدد السياح القادمين من اجل االستمتاع بالشواطئ؛‬
‫‪ .2‬النتائج على قطاعي الصناعي والنقل‬
‫‪ -‬يضم الساحل بين الدار البيضاء والمحمدية حوالي ثالث ارباع المؤسسات الصناعية بالمغرب المستوطنة بالقرب من خط‬
‫الساحل بين المحمدية والدار البيضاء حيث تتركز الصناعة الكيماوية والنفطية في والجة المحمدية ومصب واد المالح؛‬
‫‪ -‬ستتأثر محطات تحلية مياه البحر نتيجة تزايد قوة التيارات البحرية وتغيير اتجاهاتها؛‬
‫‪ -‬ارتفاع مستوى سطح البحر سيمس ارصفة الموانئ ومرافق الموانئ مما يتطلب اعادة تأهيل وتكييف الموانئ ومرافقها مع‬
‫ارتفاع مستوى البحر (تكاليف التكيف جد مرتفعة)‪.‬‬
‫‪ .3‬يتأثر التنوع االحيائي بهذه التغيرات‬
‫‪ -‬تراجع اهمية التنوع االحيائي في المجاالت الرطبة الساحلية كاألهوار والمصبات اذ ستجد بعض الكائنات الحية نفسها في‬
‫بيئة جديدة غير بيئتها وقد ال يتوفر لها الوقت الكافي للتكيف مع االوضاع الجديدة فتتعرض لالنقراض كما سيؤثر ارتفاع‬
‫مستوى سطح البحر على الكائنات النباتية ‪les algues‬وعلى القواقع البحرية ‪les coquilles‬وتحتاج مواقع التربية إلىإعادة‬
‫التأهيل؛‬
‫‪ -‬ستصبح االهوار والبحيرات الساحلية أكثر هيجانا وستنخفض فيها الملوحة والحرارة وسيزداد عمقها مما يهدد الكائنات الحية‬
‫في هذه المجاالت وتربية االسماك والمحار‬

‫‪ .4‬االنعكاسات على تشكيل خط الساحل‬


‫‪ -‬يؤدي ارتفاع مستوى البحر إلى جعل المياه الساحلية أكثر عمقا وبالتالي سيغمر العديد من الشواطئ الرملية كليا او جزئيا‬
‫وسيغير شكل خط الساحل؛‬
‫‪ -‬تزايد حدة التعرية الساحلية وبالتالي حدوث تغيير في شكل خط الساحل؛‬
‫‪ -‬ستتغير مواقع التعرية والتسمين على الشواطئ وتصبح النزعة الطاغية على الشواطئ هي التعرية بينما التسمين سيتركز‬
‫فوق الهضبة القارية؛‬
‫‪ -‬تعرض البنية التحتية للنقل والمجاالت الزراعية والمالحات ومواقع تربية االسماك وفواكه البحر والمنشآت السياحية لتهديد‬
‫االمواج التي أصبحبإمكانها ان تطال مجاالت اوسع من القارة وبالتالي تزايد اهمية التعرية وتآكل االجراف البحرية؛‬
‫‪ -‬تشكل الكثبان الساحلية ذخيرة رملية هشة تستعملها الدينامية الساحلية إلعادة التوازن في توزيع الرمال على الشاطئ اال ان‬
‫تثبيت هذه الكثبان عبر اقامة السكن والمنشآت السياحية فوقها يحدث اختالال في الدينامية الساحلية ويؤدي إلى تراجع‬
‫الشواطئ؛‬

‫‪19/23‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مستوى سطح البحر ب ‪ 1‬م يؤدي إلى زيادة حدة االمواج وزيادة علوها مما ينعكس سلبا على تآكل الشواطئ‬
‫واالجراف وما تحمله من منشآت اقتصادية وحضارية مما يتطلب البحث عن وسائل الحماية عبر اقامات المصدات‬
‫شكل يوضح انعكاسات الدينامية على تشكيل خط الساحل‬

‫‪ .5‬تملح الفرشاة المائية الساحلية‬


‫تنتشر زراعة البواكير في الوجهة الساحلية الممتدة بين مدينتي العرائش واسفي تعتمد على السقي من الفرشة الباطنية القريبة‬
‫من السطح إلنتاج البواكير حيث تستغل الفرشة بشكل مكثف فينزل مستواها وعندما يرتفع مستوى سطح البحر يؤثر سلبا على‬
‫الفرشاة المائية العذبة حيث تغزو مياه البحر المالحة المستوى المنخفض للفرشاة العذبة مما سيجعلها اكثر ملوحة وبالتالي غير‬
‫صالحة للسقي وبالتالي يهدد استدامة هذه المشاريع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نماذج من السواحل المغربية‬


‫خليج المحمدية نموذج لتنمية ساحلية قديمة‬ ‫‪-‬‬
‫هور الناظور نموذج لبيئة ملوثة في طور التهيئة‬ ‫‪-‬‬
‫مصب وادي ابي رقراق نموذج لتنمية حديثة‬ ‫‪-‬‬
‫هور الوالدية نموذج لتحوالت تنموية بطيئة‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬خليج المحمدية نموذج لتنمية ساحلية قديمة‬


‫يمتد ساحل المحمدية بين وادي النفيفيخ ومدينة الدار البيضاء يتكون من سطح هضبي متموج وبالقرب من الساحل يظهر‬
‫الجرف الولجي حيث تمتد امامه الولجة الساحلية ذات االراضي الواطئة التي يعبرها مصب وادي المالح ويقسمها إلىقسمين‪:‬‬
‫‪ -‬في الشمال يمتد خليج المحمدية حوالي ‪ 6‬كيلومترات إلى وادي نفيفيخ على شكل شواطئ رملية؛ "مدينة"‪"-‬ماني سمان"‪-‬‬
‫"مونيكا"‪"-‬صابليت"‪ ،‬تشرف على الشواطئ كثبان رملية حديثة؛‬

‫‪20/23‬‬
‫‪ -‬استغلت رمال الكثبان المشرفة على شواطئ خليجي المحمدية لبناء احياء سكنية ومنشآت سياحية تشرف على البحر مما‬
‫جعل الشواطئ عرضة للضياع بفعل التعرية التراجعية لشواطئ "صابليت"؛"مونيكا" و"مانيسمان" فهي تفقد رأسمالها‬
‫الرملي حيث يقدر معدل الفقدان ب ‪ 133120‬متر مكعب من الرمال مما يضر بالمنشآت السياحية؛‬
‫‪ -‬لكن في المقابل يتعرض شاطئ مدينة المحمدية للتسمين وتراكم الرمال؛‬
‫‪ -‬في جنوب الميناء استغلت الولجة كمجال لمشاريع الصناعة النفطية والكيماوية؛ مصفاة النفط "السامير"وأصبح ميناء‬
‫المحمدية متخصصا في استيراد المواد النفطية لكن تبدو هذه المشاريع اليوم مهددة بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر اذ ان‬
‫سيناريو االرتفاع بواحد متر يجعل هذه المنشآت معرضة للغمر البحري؛‬
‫‪ -‬ستتفاقم هذه الوضعية أكثر في افق ‪ 2030‬حيث ستزداد حدة التعرية مع ارتفاع مستوى سطح البحر ومن اجل تحقيق‬
‫استدامة المشاريع القديمة المنجزة في بداية القرن ‪ 20‬يفترض بنا القيام بقياسات التأقلم والتكيف واتخاذ العديد مناالجراءات‬
‫للحد من االخطار وحماية المنشآت الموجودة الصناعية والسياحية والسكنية‪.‬‬

‫‪ ‬هور الناظور نموذج لبيئة ملوثة في طور التهيئة‬


‫‪ -‬عبارة عن سبخة ساحلية ذات مناخ شبه جاف كانت على شكل خليج قديم تحيط به مجموعة جبلية يتوسطها سهل سلوان‬
‫الفالحي تستقبل المياه القارية النازلة من الجبال اغلق هذا الخليج من جهة البحر بواسطة شريط كثيبي طوله ‪ 24‬كلم‬
‫وعرض اقصى حوالي ‪ 1‬كلم وعلو اقصى ‪ 13‬متر؛‬
‫‪ -‬يشكل الهور منظومة بيئية تصنف ‪ SIBE‬موقعا ذو اهمية بيولوجية وايكولوجية‪ ،‬تتوفر مياهه على موارد بحرية متنوعة‬
‫بعضها نادر‪ ،‬وتستقبل الطيور المهاجرة‪ ،‬تمارس في الهور انشطة اقتصادية متنوعة (تربية فواكه البحر الصيد البحري‬
‫الزراعة الرعي انتاج الملح)؛‬
‫‪ -‬تبين دراسات مؤسسة أكما حول هور الناظور ان ارتفاع مستوى البحر بواحد متر خالل القرن ‪ 20‬سيلحق ضررا مهما‬
‫باألنشطة االقتصادية حيث ستفقد االنشطة السياحية مجاال يقدر ب ‪ 60‬هكتارا كما ستغمر مياه البحر ما بين ‪ 80‬و ‪140‬‬
‫هكتارا من االراضي الزراعية وتقترح الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تكوين الصيادين ونشر برامج لتدبير الموارد والحفاظ على الثروة السمكية؛‬
‫‪ ‬تنمية طرق جديدة للسقي في محيط الهور تقلل من التلوث في الهور؛‬
‫‪ ‬تكييف قطاع السياحة مع التغيرات المناخية عبر بناء مصدات االمواج لحماية الشواطئ والتجهيزات السياحية من‬
‫خطر ارتفاع مستوى البحر‬
‫الشكل ‪ 8‬سيناريوهات ارتفاع مستوى البحري في هور الناظور‬

‫‪21/23‬‬
‫‪ ‬مصب وادي ابي رقراق نموذج لتنمية حديثة‬
‫‪ -‬يتكون المجال الساحلي لزعير من هضبة متموجة ترتفع عند المصب بين ‪ 150‬مترا في الداخل و‪ 30‬مترا عند الساحل‬
‫يتعمق فيها وادي ابي رقراق ضفته الشمالية تشغلها مدينه سال وضفته الجنوبية تشغلها مدينة الرباط؛‬
‫‪ -‬تحيط بالمجرى سفوح قوية إلى متوسطة االنحدار‪ .‬اقام الفرنسيون سنة ‪ 1926‬رصيفين يحيطان بمصب الوادي بطول‬
‫‪ 550‬مترا داخل البحر من اجل امتصاص قوة العباب والسماح للسفن بالدخول إلى المصب الذي كان يشكل ميناء الرباط‬
‫قبل ‪1950‬؛‬
‫‪ -‬في ‪ 1973‬تم بناء سد سيدي محمد بن عبد هللا على بعد حوالي ‪ 15‬كلم داخل القارة فتغيرت دينامية المياه في النهر حيث‬
‫غابت الفيضانات واصبحت حركة المد والجزر تتحكمان في مياه المصب مما نتج عن ذلك تملح مياه المصب من جهة‬
‫وتراكم الرمال البحرية فيه وهذا ما أفقده وظيفته كميناء؛‬
‫‪ -‬للحد من خطر الترميل وحماية المنشآت السياحية على ضفتي المصب تم اتخاذ ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بناء رصيفين بطول ‪ 120‬مترا بهدف توجيه مياه المجرى والتقليل من االرمال البحري؛‬
‫‪ ‬إزالة الرمال من المصب حتى ال تغلق تماما وهي عملية طويلة ودائمة ومكلفة؛‬
‫‪ ‬انجاز رصيف جديد امام المصب لتخفيف خطر العباب مع ارتفاع مستوى البحر؛‬
‫‪ ‬بناء حواجز وجدران تأخذ بعين االعتبار ارتفاع مستوى مياه المجرى‪.‬‬
‫هذه كلها اجراءات تهدف لتكييف مشاريع التنمية مع ارتفاع مستوى سطح البحر تواكب اعمال اإلنجاز‪ ،‬تعتمد على نتائج‬
‫دراسات الوقع والتأثير القبلي التي انجزت مع المشروع واصبحت اليوم جزءا منه وتكاليفها تحسب ضمن عمليات انجاز‬
‫المشروع التنموي حيث تقدم بعض الحلول للحد من االخطار المتوقعة وبالتالي تعمل على تحقيق استدامة اطول لعمر‬
‫المشاريع التنموية على المجال الساحلي‬
‫شكل يوضح نموذج تهيئة المصبات النهرية نموذج مصب واد أبي رقراق‬

‫‪ ‬هور الوالدية نموذج لتحوالت تنموية بطيئة‬


‫أ‪ -‬تقديم‬
‫تمثل الوالدية مجاال ساحليا على شكل هور طولي يواكب خط الساحل الممتد بين الجديدة واسفي‪ ،‬يمتد في قدم جرف قديم‬
‫يفصل بين هضبة الوالدية التي ترتفع عن البحر بحوالي ‪ 50‬مترا وبين خط الساحل الذي تكون حديثا خالل الباليستوسين‬
‫(‪)Pleistocene‬الحديث على شكل هور يفصله عن البحر كثبان سلطانية وهولوسينية حديثة التكوين‪ ،‬يتميز الهور بمؤهالت‬
‫طبيعية وبيئية متنوعة وبموارد طبيعية قابلة لالستغالل من قبل الساكنة المحلية حيث تمارس في الهور انشطة سياحية وفالحية‬
‫وعمرانية وتربية المحار وصيد االسماك‬
‫االشكالية‬

‫‪22/23‬‬
‫يتعرض هذا المجال الرتفاع مستوى البحر حيث يتوقع حدوث اضرار في المنشات االقتصادية والسياحية وتقلل من نجاح‬
‫المشاريع التنمية المحلية مما يجعلنا نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي حدود امتداد مياه البحر المتوقعة نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر‬
‫‪ -‬هل يمكن تحديد االضرار المرتقبة حدوثها اقتصاديا واجتماعيا‬
‫‪ -‬هل هناك اجراءات يمكن اتخاذها من اجل التكيف مع الوضع الجديد‬

‫النتائج المتوقعة‬ ‫ب‪-‬‬


‫تغير مورفولوجي؛‬ ‫‪‬‬
‫غمر اجزاء كبيرة من الهور وخصوصا شواطئه؛‬ ‫‪-‬‬
‫تنشيط التعرية الساحلية حيث ستتراجع الشواطئ الرمليةخالل ‪ 20‬سنة بحوالي ‪ 10‬امتار؛‬ ‫‪-‬‬
‫ازدياد قوة االمواج سيعيد فتح الثغرات القديمة للهور؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬تغيير هيدرو دينامي‬


‫سيؤدي إلى تغير خصائص مياه الهور الفيزيائية والكيماوية وبالتالي تغير مؤهالت الموائل االحيائية للهور مما سينعكس‬
‫على التنوع االحيائي في هذه المجاالت ويؤثر على انشطة الصيد البحري وتربية المحار وانتاج الطحالب‪.‬‬

‫‪ ‬االنعكاسات على السياحة‬


‫تستقبل الوالدية حوالي ‪ 50‬ألف سائح سنويا وفي نفس الوقت تتراجع مجاالت تراكم الرمال حيث تقدر المساحة التي‬
‫ستفقدها الشواطئ الرملية ومجاالت االرمال داخل الهور بحوالي ‪ 50 - 40‬هكتار سواء بفعل التعرية المحتملة او بفعل غمر‬
‫المياه البحرية للشواطئ وبالتالي تقلص امكانيات السياحة الصيفية‪.‬‬

‫االنعكاسات االخرى‬ ‫‪‬‬


‫غمر ‪ 10 - 7‬هكتار من االراضي الزراعية؛‬ ‫‪-‬‬
‫اندثار المملحات نتيجة غمرها بالمياه؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع مستوى سطح البحر في الهور سيزيد من عمق الشريحة المائية ستتضرر عمليات تربية المحار وسيجعلها‬ ‫‪-‬‬
‫بحاجة إلعادةتأهيل‪.‬‬

‫‪23/23‬‬

You might also like