Professional Documents
Culture Documents
_________________________________________________
_________________________________________________
تعريف
*المجال الساحلي :هو مجال التقاء البحر بالقارة على شكل شريط ضيق يمتد على طول الساحل ،يتراوح عرضه بين بضعة
مئات من األمتار وعدة كيلومترات بل أحيانا عشرات الكيلومترات.
*يتوفر على مميزات خاصة تنتج عن تداخل بين المؤثرات البحرية والقارية التي تتجلى في المؤهالت الطبيعية المختلفة "
صخارة وتربة وتساقطات وحرارة وغطاء نباتي ومياه سطحية وباطنية"
وبالتالي يوفر ظروف مالئمة لالستقرار البشري "مناخ معتدل ،وفرة الموارد الفالحية ،وفرة موارد الغذاء البحرية ،سهولة
المواصالت والتواصل مع الخارج"
اإلشكالية العامة
يتوفر الساحل على مؤهالت كبيرة تجعله اليوم قبلة الستقرار مختلف األنشطة ،ونقطة اتصال أساسية مع الخارج ،لكن مجال
ضيق وامتداده محدود وبالتالي فهو يخضع للمنافسة بين مختلف األنشطة االقتصادية "الزراعة والتمدين والسياحة والصناعة
والمواصالت"
تؤدي هذه المنافسة إلى تسريع وتيرة التنمية في المجال الساحلي وبالتالي تزايد الضغوط البشرية عليه ،واستنزاف مورده،
مما يفضي إلى مخاطر تهدد البيئة الساحلية وتخل بالتوازنات الطبيعية القائمة.
1/23
موقع الشواطئ :تتوضع رمال الشاطئ في الخلجان حيث مجاالت الهدوء المحمية من األمواج ،حيث ضعف قوة األمواج
والعباب خصوصا عندما يكون الماء ضحال
وقد عرف المغرب خالل الزمن الجيولوجي الرابع سلسلة من اإلرسابات البحرية تتوافق مع فترات ارتفاع مستوى البحر في
حين كانت فترات التراجع تؤدي إلى انكشاف ليكون مصطبة بحرية ،ونتيجة لحدوث توالي التقدم البحري والتراجع تكونت
خالل الزمن الرابع مصاطب بحرية متدرجة وهي موزعة على المستويات التالية:
القاري البحري
المغرب أوروبا االرتفاع المغرب أوروبا االرتفاع
الغربي Holocène 4–2م المالحي Versilien 2م
السلطاني Wurm I 10 – 6م Néo-tyrrhénienالولجي 8–5م
قبل السلطاني Wurm II الهاروني 20 – 18م Eu-tyrrhénien
التنسيفتي Riss 30 – 25م 40 – 30م Paléo-tyrrhénienاألنفاتي
العميري Mindel 65 – 60م المعاريفي 60 – 50م Sicilien
السالوي Günz 80 – 75م المسعودي 95 – 90م Calabrien
الملوي Donau 100 +م
2/23
* نموذج :الغمر المالحي
وقع خالل الفترة ما بين 7000و 6000سنة قبل اآلن مكون من سحنة بحرية متصلة "جالميد وحصى مدملكة وحصيم
ورمال وقواقع بحرية وأدوات بشرية" تمثل آخر عمر بحري عند ارتفاع يفوق المستوى الحالي بمترين ،بعد انحسار البحر
تطور نشاط التذرية الريحية وأعادت توزيع الرمال الدقيقة على شكل كثبان يبدأ عمرها مع 5000سنة قبل اآلن تغلف
المصطبة المالحية وتتألف من رمال ريحية ،تربات مدفونة تتداخل مع أدوات بشرية تسمى kjökkenmöddingالتي تضم
عناصر اركيولوجية فحم وحجارة مواقد تعود للفترة النيولينية ،كما هو الحال في نواحي واد الشراط – دار السلطان –
ساحل بير الجديد – الوالدية.
الكثيب الهلوسيني:
هو عبارة عن كثيب ساحلي يمتد على طول الساحل يسمى La dune Bordièreحيث تتوفر الخزانات الرملية األساسية
للشواطئ.
يتكون الكثيب أساسا من رمال شاطئية دقيقة تضم نسبة مهمة من كسارات القواقع البحرية .يمتد الكثيب على شكل خط مواز
للساحل عرضه حوالي 70 – 30م يبتعد عن خط الساحل بحوالي 100 – 30م .يتراوح علوه من بضعة أمتار و 50م عن
مستوى البحر.
.2األجراف البحرية
هي المجاالت التي يتوقف عندها الغمر البحري ،إما أن تكون أجراف طبيعية مرتبطة بحوادث بنائية سابقة لعمليات الغمر
البحري ،تشكل حواجز أمام تقدم البحر فيتوقف عندها.
أو أنه ا أجراف تنتج عن حركة األمواج التي تنحتها في الصخور الصلبة عند حدود القارة حيث نقطة االتصال بين القارة
والبحر.
تتكون اإلرسابات في قدم الجرف من جالميد ساقطة من الجرف نفسه وحصى وحصيم مدملك ورمال حيفتاتية وسيلسية
تختلط بمواد قارية حمراء أو وردية وهنا ال بد من التمييز بين أجراف ناتجة عن حركة المياه البحرية.
وبين أجراف تنشأ عن البنائية أي أجراف انكسارية يتوقف عندها الغمر البحري والتي غالبا ما يحدث عليها تعديل بفعل
نحث األمواج البحرية.
الولجة
.3المركبات الكثبانية
تدخلت عده عوامل على الواجهةاألطلنطية لتشكيل مورفولوجيا الهضاب الساحلية على شكل سالسل من المركبات الكثبانية
الحيفتاتية المتوالية والموازية لخط الساحل الحالي وهي مسؤولة عن تموج السطح من جهة وعن التطور المورفوترابي
الالحق فوقه من جهة ثانيةإذ تخلق مجاالت مرتفعة نسبيا على شكل قمم تنشط فوقها عمليات اإلزالة والتعرية وأخرى على
شكل منخفضات بيكثيبية تمثل مجاالت استقبال وتطور تراكمي
4/23
.3.1سحنة الكثبان حسب الصالبة
سحنةخشنةمتصلبة ذات لون داكن تنتمي لمختلف فترات الرباعي وآخرها تشكل مع نهاية السلطاني (تؤكد المالحظات
الميدانيةأن الحث قد يكون أكثر صالبة وذلك لوفرة الحبات اإلحيائية والتي يسمح ذوبانها بمرور المحلوالت الكربونات نحو
االسفل عبر الرمال التي يحدث تصليبها بينما إذا كانت اغلب الحبات سيليسية فان التصلب يكون ضعيفا
وعموما الكثبان القديمةأكثر تصلبا من كثبان الهيلوسين الحديثة
تتألف هذه المركبات من عناصر مختلفة عبارة عن توالي عمودي لسحنات كثبانية بيضاء ورمادية او مصفرة واشرطة من
المواد الحمراء او وردية عبارة عن تربات محلية او تربات منقولة على السفوح عبر السيل
.3.2مكونات الكثبان
تتكون الكثبان من رمال متنوعة من فئات النقل الريحي التي يتراوح قطرها ما بين 50و 350ميكرومتر وهي
مؤلفةباألساس من كسارات القواقع وحبات الكوارتز وبعض حبات الفيلوسيليكات ملحومة بلحام كلسي قابل للذوبان مع
الرطوبة يغلب عليها اللون االصفر عندما تكون غنية بالقواقع وحبات الكوارتز المغسولة خصوصا عندما تكون قادمة من
البحر (من الشاطئ) في حين يغلب عليها اللون الرمادي والعناصر الكواتزية الملوثة باالوكسيدات (الحديد والمغنيسيوم)
خصوصا في الكثبانالقادمة من القارة.
5/23
والولجة هي مجاالت منخفضة تستغل زراعيا بكثافة بحكم توفرها على المؤهالت التالية:
الرطوبة الزائدة بحكم انخفاضها من جهة وبحكم قربها من المؤثرات المحيطية؛
تربات خصبة متحدثة الى تربات بنية ناتجة عن تراكمي المنقوالت القادمة من السفوح؛
قربها من خط الساحل يجعلها تتوفر على ظروف مناخية خاصة ومالئمة للزراعة حيث الحرارة معتدلة في الصيف بين
20و 25درجة وفي الشتاء بين 10و 15درجة.
تتكون قاعدتها من صخر حثي كلسي منفذ مما يسمح باحتوائه على فرشة مائية عذبة يمكن استغاللها بسهوله لقربها من
السطح
أمطار ساحلية أكثر أهمية من المجاالت الهضبية الداخلية
كل ذلك يمنحها أهمية فالحية خاصة وكلما اتسع عرضها سمحت بنشاط زراعي أفضل.
تتميز مجاالت األهوار بقيمتها البيولوجية والبيئية الكبرى إذ تحافظ على منظومات بيئية خاصة قد تكون متميزة على الصعيد
المحلي والعالمي وتلعب أدوارا متعددة:
دور هيدرولوجي يتمثل في تغذية وتنقية الفرشة المائية الباطنية؛
توفر ظروفا مثلى لوجود غطاء نباتي محلي يحمي األراضي من التعرية؛
6/23
تساهم في تنوع وتلطيف المناخات المحلية؛
توفر ظروفا مالئمه لتنوع إحيائي قاري وبحري؛
تستقبل الطيور المهاجرة والنادرة مما يزيد من أهمية التنوع االحيائي؛
توفر ظروفا مناخية معتدلة ذات رطوبة جوية تسمح بزراعات خاصة؛
تساعد األوضاع الخاصة للمجاالت الرطبة بتربية فواكه البحر والقشريات البحرية.
.1الدينامية الهيدرولوجية
هي حركة دائمة في المياه المحيطية مرتبطة بظروف فلكية وتضاريسية ومحلية باإلضافةإلى الظروف المناخية ،يؤدي هذا
التداخل في العوامل الى خلق تفاوتات مهمة في الحرارة والملوحة والكثافة وبالتالي تحرك المياه البحرية بأشكال مختلفة من
أهمها:
التراقص
العباب
التيارات الساحلية
7/23
.1.1التراقص (المد والجزر)
ظاهرة فلكية لكونها ترجع أساسا الى جاذبيتي الشمس والقمر مقابل الجاذبية األرضية؛ -
اختالف أوضاع الشمس والقمر بالنسبة لألرض يفسر حاالت المد والجزر ،فالجاذبية القمرية تؤدي الى انجذاب الكتل -
المائية المحيطية المقابلة للقمر ،مما يؤدي الى حدوث تقبب (ارتفاعمستوى المياه) في المناطق المقابلة (المواجهة للقمر)؛
يحدث في المناطق المحيطية المجاورة غير المقابلة للقمر عمليات جزر (تراجع مستوى البحر) -
يحدث خالل اليوم الواحد مدين وجزرين وهنا يمكن ان نميز بين ثالث حاالت: -
**
دور التراقص أحد العوامل المهمة في تشكيل مورفولوجية خط الساحل،
يقوم بتشكيل المهرقان تبعا لدرجة انحناء الرصيف القاري القرب ساحلي ،فكلما كان االتصال عنيفا واالنحدار قويا
بين القارة والبحر فإن التراقص يكون امتداده ضعيف اي قوم بتشكيل المهرقان تبعا لدرجة انحناء الرصيف القاري
القرب ساحلي ،فكلما كان االتصال عنيفا واالنحدار قويا بين القارة والبحر فإن التراقص يكون امتداده ضعيفا.
8/23
ينتج عن التراقص تياران
La Flot تيار التقدم أوالغزو :التيار الذي ينتج عن تقدم المياه البحرية على حساب القارة حيث تأتي برواسب مهمة
خصوصا باتجاه الخلجان والمصبات التي تتعرض للملء بمياه البحر وترسب ما تحمله من مواد وهذا ما يسمى
بالتسمينEngraissement
في حالة المد القوي يتم تحطيم عالية المهرقان بفعل قوة االمواج
Le Jusant تيار التراجع يتم خالل الجزر حيث تحدث إزالة لجزء من المواد المرسبة وإعادتها إلى عرض البحر
Erosion
وتنشط دينامية الجزر في التحطيم أو البناء في سافلة المهرقان لضعف فعالية األمواج.
تزداد فعالية أمواج المد إذا كان انحدار الشاطئ مهما نتيجة التكسر العنيف لألمواج وما يرافقها من كنس واقتالع
للمواد المتراكمة(تعرية قوية).
9/23
يتغير اتجاه وشكل العباب ارتباطا بالطبغرافية التحت بحرية:
-في عرض البحر تتحرك جزيئات الماء في مسار دائري مغلق وتتنقل باالتجاه العام للرياح.
-عندما يقل عمق المياه البحرية عن نصف طول الموجة عند الساحل ،تتشوه حركة العباب لتصبح غير دائرية وهنا تسمى
األمواج.
-
تطرأ على الموجة عدة تشوهات من حيث الشكل واالتجاه وذلك ارتباطا بمورفولوجيا السطح تحت البحري وخط
الساحل ،على الشكل التالي:
يتغير اتجاه العباب عندما يجد أمامه حاجزا متعامدا (رصيف -جرف مصدات االمواج ) Brise-Lamesفينعكس
اتجاه األمواج:
االرتداد (االنعكاس) Réflexion
التفرق Divergence
في مواقع الخلجان وعلى جوانب البروزات الصلبة مما ينتج عنه تناقص
قوة اصطدام األمواج وبالتالي ضعف قدرتها على التعرية بل تسمح
بالترسيب والتسمين.
التالقي Convergence
عندما تصطدم االمواج ببروزات صلبة داخل البحر مما يزيد في قوة
االصطدام بالتالي زيادة التعرية.
10/23
.1.3التيارات الساحلية La Dérive Littoral
هي حركة اتجاه المياه على خط الساحل وتمثل العامل األساسي لنقل اإلرسابات الساحلية وتعمل على تغيير شكل خط
الساحلوتتمثل قدرتها بوجود تيارين أساسيين هما:
تيار التقدم؛
تيار التراجع.
11/23
يرتبط اتجاه التيارات الساحلية بعدة عوامل منها اتجاه العبابأوال ومدى تعامده مع خط الساحل كما يرتبط أيضا بالرياح
المحلية.
يمكن تحديد اتجاه النقل في ساحل ما من خالل المؤشرات التالية:
.1مؤشرات المعادن الثقيلة والعناصر النادرة؛
.2ضبط مواقع التسمين ومواقع التعرية؛
.3تتبع الرمال الفسفورية المشعة؛
.4الدراسة الحبيبية للرمال في الشاطئ (الرمال تصبح أكثر دقة وفرزا باتجاه مجاالت التسمين).
.2الدينامية الريحية
تعرف المجاالت الساحلية حركة ريحية دائمة بفعل انعدام الحواجز أمامها؛
تستطيع الرياح تشكيل خط الساحل حسب اتجاهاتها كما تقوم بتدعيم التيارات الساحلية أو إضعافها؛
12/23
إذا كانت الرياح بحرية ومتعامدة مع الشاطئ فإنها تزيد عمليات االرتداد وتصبح حركة المياه أكثرعدوانية وتؤدي إلى تعرية
قوية؛
أما إذا كانت الرياح قادمة من القارة فإنها تقلل من علو األمواج وتخفف من سرعتها وبالتالي تسمح بتسمين الشاطئ؛
تشكل الكثبان الدالئل األساسية على دور التكويني الذي تقوم به الرياح مباشرة على الساحل حيث تقوم بتحريك الحبات
الرملية الدقيقة وإعادة ترسيبها؛
بالنسبة لحبة رمال من حجم معين وكثافة معينة تحتاج إلى سرعة معينة للرياح لكي تستطيع تحريكها وتتأثر قدرة الرياح
على النقل بعدة عوامل:
-حجم الحبات الرملية بين قوسين والكثافة؛
-خشونة السطح؛
-رطوبة الحبات الرملية المعرضة للتذرية؛
-انحدار الشاطئ؛
-وجود أو عدم وجود الغطاء النباتي.
وعلى العموم أثبتت التجارب أنه بالنسبة للحبات الرملية السيليسية من حجم 20إلى 300ميكرون ال يمكن نقلها إال عندما
تتعدى سرعة الرياح 6.5متر في الثانية
وتستطيع الرياح تحريك الرمال بطرق متعددة حسب حجم الحبات
الرمال الخشنة والحصيم تتحرك بواسطة الدفع أو الدحب؛
الرمال المتوسطة والدقيقة تنقل بواسطة القفز؛
الرمال جد الدقيقة والطمي تنقل على شكل عوالق.
النبكات
13/23
(البرخان )الكثبان الهاللية
14/23
الكثبان القارية والكثبان البحرية
15/23
يتعرض المجال الساحلي لضغوط بشرية تتزايد بفعل عمليات التسحل واالستقرار على الساحل من جهة وبفعل االختيارات
االقتصادية االستراتيجية التي تعتبر السياحة الساحلية أحدالمقومات األساسية لالقتصاد الوطني .لذا نطرح السؤال التالي:
ما مصير التراث الطبيعي والبشري امام تراكمي الضغوط البشرية؟
هل يستطيع هذا التراث ان يتعايش مع االنشطة االقتصادية الحديثة المتزايدة التي تتطلبها التنمية في المجال الساحلي؟
على الرغم من تزايد االهتمام التنموي بالمجال الساحلي خالل الثلث األخير من القرن 20حيث حظي بأولوية خاصة في
مخططات التنمية ومشاريع المحافظة على البيئة فإن تطور األنشطة وما رافقها من تحوالت اقتصادية واجتماعية كان أسرع
بكثير من وثيرة االهتمامات البيئية والمحافظة على التوازنات الطبيعية
التساؤالت
ما مدى وقع التدخالت البشرية على دينامية السواحل الشاطئية والريحية؟
ما تأثير التغيرات الدينامية على المنشآت المزمع إقامتها على الساحل؟
النتائج
فقدان رأسمال الرملي (االستنزاف -اإلزالة)؛
تناقص مساحة الشواطئ الرملية؛
حدوث تغيرات في مورفولوجيا الساحل،إزالة الكثيب الساحلي؛
حدوث تغيرات في الدينامية البحرية والريحية على خط الساحل؛
انفتاح منخفض الولجة على البحر سمح بتوغل المياه أثناء اإلعصارات البحرية ،والعواصف فانتشر الحصى والجالميد
والقواقع البحرية فوق مجال الكثيب ،بل أصبح بإمكان الرياح حمل رمال الشاطئ لترسبها فوق تربات الولجة الطينية.
16/23
النتائج
اإلخالل بالتوازنات الطبيعية واضطراب الميزانية الرسابية حيث تبرز مظاهر التعرية على الشواطئ القريبة من مواقع
الموانئ (ريستينكا وسيدي عبيد العابد).
-حدوث تركز سكاني سريع بالقرب من الموانئ يحدث ضغط ديموغرافيا؛
-حدوث تباينات تنموية بين خط الساحل الذي يعرف تنمية نشطة اقتصاديا وبين المجالي الخلفي للساحل الذي يبقى مهمشا؛
-يرافق إنجاز الميناء توفير بنية تحتية من مواصالت وفنادق وتجهيزات سياحية ،تؤدي إلى التصليب واالصطناع مما
ينعكس سلبا على الدينامية الساحلية.
17/23
.5تدهور البيئة الساحلية بفعل التطور الحضاري؛ نموذج:الرباط سال
يتطلب توسع المدن احتياجات كبيرة من مواد البناء وخصوصا الرمال التي غالبا ما تستخرج من الشواطئ اذ تقدر وزارة
التجهيز حجم الرمال المستخرجة سنويا من الشواطئ المهدية ب 72,000متر مكعب في السنة كما تستخرج الرمال من
الرصيف الشاطئي امام الدار البيضاء واكادير والغرب ينتج عن ذلك انعكاسات سلبية على الميزانية الرسوبية للشواطئ حيث
تحدث تيارات تراجعية تجرف رمال الشواطئ وتبرز الصخور على الشاطئ
نموذج مدينتي الرباط وسال
ادى ارتفاع عدد السكان في مدينتي الرباط وسال من 550,000نسمة سنة 1982إلى ما يقارب المليونين في نهاية التسعينات
وتضخم مدينة سال بشكل عشوائي عبر انتشار احياء الصفيح بشكل ال يتوافق مع مخططات التهيئة الحضارية حيث تنمو
االحياء فوق مجاالت غير معدة اصال للبناء مما ينتج عنه بروز مظاهر التدهور البيئيخصوصا وان البناء يتم في احياء السكن
غير الالئق واحياء الصفيح وبالتالي تناقص جودة الحياة العامة .وبرزت فيهما مظاهر التدهور في تسعينات القرن 20في كل
من مصب وادي ابي رقراق والساحل.
كما ان التطور السريع للمدن سمح بتكاثر النفايات الصلبة في مزابل ضخمة في واد عكراش رافد ابي رقراق ،كما ان توجيه
النفايات السائلة والصرف الصحي لتصب في البحر مباشرة او عبر االودية ادىإلى تلوث الشواطئ ومصبات االودية مثل
مصب ابي رقراق وهذا يقلل من جودة الشواطئ ومياه السباحة ويضعف الثروة السمكية
نموذج مصب وادي ابي رقراق في التسعينات
النفايات الحضرية السائلة
يستقبل وادي ابي رقراق عند المصب 18قناة تنقل النفايات السائلة من المدينتين كما ان محطة تصفية المياه الصالحة
للشرب بعكراش تطلق يوميا كمية من النفايات السائلة تصل إلى وادي ابي رقراق باإلضافة للنفايات السائلة التي تنزل من
االحياء المبنية بشكل غير قانوني والتي ال ترتبط بشبكة قنوات التطهير ومن البقايا السائلة للمزابل العمومية في كل من
عكراش والولجة
تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على التنمية المستدامة في السواحل المغربية .IV
تقديم
تصيب العالم اليوم حمى التغيرات المناخية وانعكاساتها المتعددة اذ ان تؤدي ظاهرة االنحباس الحراري على سطح االرض
إلى تزايد درجة حرارة االرض التي بدا ينتج عنها تغيرات مناخية مختلفة من اهمها ذوبان الجالدات القطبية والجبلية مما يزيد
في كمية المياه السائلة على سطح االرض والتي تتبلور نتائجها من خالل االرتفاع التدريجي لمستوى سطح البحر الذي سيغمر
االجزاء المنخفضة من الساحل مما يحدث اختالال في المنظومات البيئية.
18/23
تشير التوقعات إلى ان ارتفاع مستوى البحر خالل القرن 21سيتراوح بين 0.5متر و1.4متر (Rahmastorf et al
) ،2006, in Banque Mondiale 2010لكن تزايد حرارة االرض قد يؤدي إلى تضاعف حدة ذوبان الجليد وبالتالي
ارتفاع أكبر لمستوى البحر (قمة كوبنهاجن مارس .)2009
ينتج عن عملية الغمر تضرر المشاريع التنموية على الساحل ،ففي سواحل المغرب يقطن حوالي نصف السكان وتتركز فيها
أكثر من ثالثة ارباع االنشطة االقتصادية والخدمات االجتماعية وتشير التقديرات إلى تزايد الضغط على السواحل في
المستقبل القريب اذ من المتوقع ان يتضاعف عدد المدن الساحلية بالمغرب بحدود .2025
19/23
-ارتفاع مستوى سطح البحر ب 1م يؤدي إلى زيادة حدة االمواج وزيادة علوها مما ينعكس سلبا على تآكل الشواطئ
واالجراف وما تحمله من منشآت اقتصادية وحضارية مما يتطلب البحث عن وسائل الحماية عبر اقامات المصدات
شكل يوضح انعكاسات الدينامية على تشكيل خط الساحل
20/23
-استغلت رمال الكثبان المشرفة على شواطئ خليجي المحمدية لبناء احياء سكنية ومنشآت سياحية تشرف على البحر مما
جعل الشواطئ عرضة للضياع بفعل التعرية التراجعية لشواطئ "صابليت"؛"مونيكا" و"مانيسمان" فهي تفقد رأسمالها
الرملي حيث يقدر معدل الفقدان ب 133120متر مكعب من الرمال مما يضر بالمنشآت السياحية؛
-لكن في المقابل يتعرض شاطئ مدينة المحمدية للتسمين وتراكم الرمال؛
-في جنوب الميناء استغلت الولجة كمجال لمشاريع الصناعة النفطية والكيماوية؛ مصفاة النفط "السامير"وأصبح ميناء
المحمدية متخصصا في استيراد المواد النفطية لكن تبدو هذه المشاريع اليوم مهددة بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر اذ ان
سيناريو االرتفاع بواحد متر يجعل هذه المنشآت معرضة للغمر البحري؛
-ستتفاقم هذه الوضعية أكثر في افق 2030حيث ستزداد حدة التعرية مع ارتفاع مستوى سطح البحر ومن اجل تحقيق
استدامة المشاريع القديمة المنجزة في بداية القرن 20يفترض بنا القيام بقياسات التأقلم والتكيف واتخاذ العديد مناالجراءات
للحد من االخطار وحماية المنشآت الموجودة الصناعية والسياحية والسكنية.
21/23
مصب وادي ابي رقراق نموذج لتنمية حديثة
-يتكون المجال الساحلي لزعير من هضبة متموجة ترتفع عند المصب بين 150مترا في الداخل و 30مترا عند الساحل
يتعمق فيها وادي ابي رقراق ضفته الشمالية تشغلها مدينه سال وضفته الجنوبية تشغلها مدينة الرباط؛
-تحيط بالمجرى سفوح قوية إلى متوسطة االنحدار .اقام الفرنسيون سنة 1926رصيفين يحيطان بمصب الوادي بطول
550مترا داخل البحر من اجل امتصاص قوة العباب والسماح للسفن بالدخول إلى المصب الذي كان يشكل ميناء الرباط
قبل 1950؛
-في 1973تم بناء سد سيدي محمد بن عبد هللا على بعد حوالي 15كلم داخل القارة فتغيرت دينامية المياه في النهر حيث
غابت الفيضانات واصبحت حركة المد والجزر تتحكمان في مياه المصب مما نتج عن ذلك تملح مياه المصب من جهة
وتراكم الرمال البحرية فيه وهذا ما أفقده وظيفته كميناء؛
-للحد من خطر الترميل وحماية المنشآت السياحية على ضفتي المصب تم اتخاذ ما يلي:
بناء رصيفين بطول 120مترا بهدف توجيه مياه المجرى والتقليل من االرمال البحري؛
إزالة الرمال من المصب حتى ال تغلق تماما وهي عملية طويلة ودائمة ومكلفة؛
انجاز رصيف جديد امام المصب لتخفيف خطر العباب مع ارتفاع مستوى البحر؛
بناء حواجز وجدران تأخذ بعين االعتبار ارتفاع مستوى مياه المجرى.
هذه كلها اجراءات تهدف لتكييف مشاريع التنمية مع ارتفاع مستوى سطح البحر تواكب اعمال اإلنجاز ،تعتمد على نتائج
دراسات الوقع والتأثير القبلي التي انجزت مع المشروع واصبحت اليوم جزءا منه وتكاليفها تحسب ضمن عمليات انجاز
المشروع التنموي حيث تقدم بعض الحلول للحد من االخطار المتوقعة وبالتالي تعمل على تحقيق استدامة اطول لعمر
المشاريع التنموية على المجال الساحلي
شكل يوضح نموذج تهيئة المصبات النهرية نموذج مصب واد أبي رقراق
22/23
يتعرض هذا المجال الرتفاع مستوى البحر حيث يتوقع حدوث اضرار في المنشات االقتصادية والسياحية وتقلل من نجاح
المشاريع التنمية المحلية مما يجعلنا نطرح التساؤالت التالية:
-ما هي حدود امتداد مياه البحر المتوقعة نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر
-هل يمكن تحديد االضرار المرتقبة حدوثها اقتصاديا واجتماعيا
-هل هناك اجراءات يمكن اتخاذها من اجل التكيف مع الوضع الجديد
23/23