Professional Documents
Culture Documents
الحياه الوفاة
الحياه الوفاة
بدر شاشا
منذ كنت صغيًر ا ،وأنا أعيش تجربة الدراسة في المدارس المغربية ،شهدت مفارقات ُت لقي الضوء على واقع تحديات النظام
التعليمي .في مرحلة االبتدائي والثانوي والجامعي ،كانت المفارقات واضحة ومؤلمة في الغالب ،فالتمييز والتفرقة كانت سمة
.ملحوظة في السلوكيات والتعامالت
بدايًة ،كان من الملفت للنظر رؤية بعض األساتذة يميزون بين الطالب بناًء على أوضاع أسرهم االجتماعية والمالية .فكانوا
يتعاطون بتفاوت شديد مع أبناء األسر الميسورة ،معاملة لطيفة وتشجيع مستمر ،بينما يتجاهلون الفقراء أو يعاملونهم باستهتار.
.هذا التمييز ينعكس أيًض ا في تقدير الجهود واألداء ،حيث يتم انتقاء األبناء لألسر الغنية بعناية أكبر وتقدير أكبر لمجهودهم
وكان هناك أيًض ا تفاوت واضح في التعامل مع الطالب الذين يعملون جهوًد ا إضافية ،سواء في الدراسة أو في األنشطة المدرسية
.اإلضافية .بينما يحظى هؤالء بتقدير واهتمام إضافيُ ،ي عامل الطالب الذين ليس بإمكانهم االجتهاد بنفس الطريقة بانفعال وازدراء
ال يمكن إنكار أن هناك أساتذة يقومون بواجباتهم بشكل مثالي ويتعاملون مع الطالب بإنصاف واحترام ،لكن هذا ليس الحال دائًم ا.
.فهناك من يفتقد إلى األخالقيات المهنية ويتجاوز حدوده بتمييزه واستهتاره
ومن بين التحديات التي تواجه الطالب الفقراء أيًض ا ،هو التنقيط المتحيز والظالم ،حيث يتم تقييم أداءهم بشكل أقل اعتباًر ا
لظروفهم االجتماعية واالقتصادية .هذا التمييز ينتج عنه انحيازات تؤثر على مسار حياتهم التعليمي والمهني ،وقد يكون له تأثير
.سلبي كبير على مستقبلهم
ومن المهم أيًض ا أن نشدد على أن تعليم الطالب ليس فقط مسؤولية المدرسة والمعلمين ،بل يتطلب مشاركة فّع الة من األسرة
والمجتمع أيًض ا .يجب على األهل دعم أبنائهم وتشجيعهم على الدراسة ،بغض النظر عن ظروفهم االجتماعية واالقتصادية .وعلى
.المجتمع بأسره أن يعمل على توفير فرص متساوية للتعليم ،ومكافحة التمييز والظلم الذي قد يعاني منه الطالب الفقراء
باإلضافة إلى ذلك ،يجب على النظام التعليمي أن يتخذ إجراءات فّع الة لضمان عدالة الفرص في التعليم ،وتوفير بيئة تعليمية تشجع
على التفوق واإلبداع لجميع الطالب بغض النظر عن خلفياتهم االجتماعية .ينبغي توفير برامج دعم إضافية للطالب الفقراء ،مثل
.المنح الدراسية والدورات التعليمية المجانية ،لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم األكاديمية
يجب أن نعمل جميًع ا كمجتمع واحد على بناء نظام تعليمي عادل ومتساوي ،يوفر الفرص للجميع دون تمييز أو تحيز .وعلينا أن
ندرك أن قوتنا كمجتمع تكمن في تمكين كل فرد وتوفير الفرص لتحقيق أحالمه وطموحاته ،بغض النظر عن مكانته االجتماعية أو
.االقتصادية
جب أن ندرك أن التعليم هو حق لكل فرد ،بغض النظر عن أوضاعه االجتماعية أو االقتصادية .وعلى األساتذة أن يتحلىوا بالعدالة
واإلنصاف في تعاملهم مع الطالب ،وأن يعتبروا الفقراء شركاء في مسيرة العلم والتعليم ،ألنهم قد يكونون الفارق في بناء مستقبل
.مجتمعهم ووطنهم