You are on page 1of 126

‫االستاذ المتميز و طرق التدريس الفعالة‬

‫محمد عقوني‬ ‫المستشار في التربية‪:‬‬

‫‪aggouni10@yahoo.fr‬‬ ‫العنوان االلكتروني‪: #‬‬


‫الجزائر‬ ‫موقع التربية‪ #‬و التعليم في‬
‫‪logspot.com‬‬ ‫‪http://aggouni.b‬‬

‫االهــــداء‬
‫إلـــى الوالديـــن العزيزيــن أمــي و أبـــي‬

‫و إلـــى كل اآلبـــاء و األمهــات و رجال التربيـــة‬

‫و التعليـــــم و إلـى كل متطــلــع لصبــاح مشــرق‬


‫أهـــدي هذا العمـــل المتواضـــــــع‬

‫و إلــى كل النــــاس الطيبيـــن ‪.‬‬

‫كنت دوما أتوق إلى ممارسة مهنة التعليم فقد وضعت نصب عيني أهمية (التعامل مع الحياة واختبارها من خالل تعليم‬
‫اآلخرين)‪ .‬بسبب ذلك لم يخطر في بالي أبدا أن أكون معلما عاديا ممال!‬

‫من هنا دأبت على الدوام على طرح السؤال اآلتي‪ :‬ما الذي يجعل المعلّم متميزا في أدائه؟ نحن على وجه العموم نعرف‬
‫المعلمين المتميزين والسيئين من خالل المشاهدة‪ .‬لقد كنت أفكر مليا بالمعلمين الذين أحببتهم ودواعي مثل ذلك الحب‬
‫لتلك القلة القليلة التي تحمل مثل هذه المزايا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬الثقة بالنفس‬
‫المعلمون المتميزون يثقون بأنفسهم وقدراتهم رغم العقبات والمشاكل التي تواجههم والتي يصل بعضها حد النكسات‪،‬‬
‫فالتالميذ الصغار يمكن أن يتصرفوا بقسوة إزاء بعضهم البعض وربما يمتد سلوكهم الفظ إلى المعلمين أو تبدر عنهم‬
‫مواقف صعبة خاصة المراهقين منهم‪ .‬لقد صادفت معلمين صفتهم المميزة السلوك العصبي أثناء التدريس وثمة آخرين لم‬
‫يؤدوا واجباتهم بالمستوى المطلوب بسبب الخجل والتردد‪ .‬ولم يكترث المعلمون المقتدرون كثيرا لألخطاء التي يقعون‬
‫فيها والتي ربما تجعلهم يشعرون باالرتباك‪ ،‬فيما ال يظهر التلكؤ على المعلم المتمكن الذي يواصل درسه رغم الهفوات‬
‫المتوقعة والتي ربما يحولها بذكاء إلى دعابة تسر التالميذ!‬

‫‪2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬الصبر‬
‫سعى بعض أفضل المعلمين الذين تتلمذت على أيديهم إلى تقديم يد العون إلى تالميذ مروا بفترة انهيار ذهني بفضل‬
‫صبرهم العالي الذي م ّك نهم من مواصلة مساعيهم حتى النهاية‪ .‬ولم يتردد أولئك المعلمون من ايضاح أو تفسير مفهوم أو‬
‫فكرة لم أتمكن من استيعابها نظرا الصرارهم على ايصال الفكرة إلى أذهان التالميذ بصرف النظر عن الفترة التي‬
‫يستغرقها مثل ذلك األمر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬التعاطف الحقيقي مع التالميذ‬

‫البد أن نكون قد واجهنا‪ ،‬أثناء دراستنا‪ ،‬أحد المعلمين السيئين ممن لم يبد أي اهتمام باألسباب والتبريرات التي قدمناها!‬
‫ورغم أن بعض تلك التبريرات كانت واهية دون شك إال أن الكثير منها كانت صحيحة‪ .‬من هنا يعمد المعلمون المتميزون‬
‫إلى إبداء االهتمام بتالمذتهم بصفتهم أشخاصا والعمل على مساعدتهم‪ .‬ومثل هؤالء المعلمين يمتلكون حاسة سادسة حين‬
‫يالحظون أن أحد تالمذتهم بحاجة إلى المزيد من االهتمام‪ ،‬فضال عن أن مثل هذا االهتمام يصدر عن طيب خاطر سيما‬
‫وأنهم يستثمرون الفرص المتاحة للتحاور مع التالميذ حول مواضيع خارج إطار المواد الدراسية المقررة ويعتبرون ذلك‬
‫جزءا من عملية التعليم‪ .‬كما أن لدى النخبة المتميزة من المعلمين الرغبة للتحدث نيابة عنا مع المعلمين اآلخرين إذا‬
‫اقتضى األمر ذلك ألن اهتمامهم بنا يتعدى جدران المدرسة إلى خارجها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬التفهم‬

‫يعي المعلمون المتميزون تماما طرق التعليم الصحيحة‪ ،‬فهم ال يلتزمون بأسلوب تعليمي جامد ويصرون على اتباعه‬
‫وتطبيقه حيث تراهم خالف ذلك يبدون المرونة الكافية في أسلوبهم التعليمي ويعمدون إلى تكييفه وتعديله وفق مقتضى‬
‫الحال‪ .‬ويصل تفهمهم حد ادراك األشياء الصغيرة التي تؤثر على قدراتنا في التعلم مثل حالة الجو ودرجة الحرارة داخل‬
‫قاعة الدرس وغير ذلك‪ .‬ويبدي أولئك المعلمون تفهما للطبيعة البشرية ومدى نضوج المراهقين على نحو خاص وغيرها‬
‫من األمور التي تمس حياة التالميذ‪ .‬بوجيز العبارة دأب معلمونا البارزون على التعاطي معنا بصفتنا أناسا حقيقيين وليس‬
‫مجرد (تالميذ)!!‬

‫‪5‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬النظر إلى الحياة على نحو مختلف وشرح المواد الدراسية وفق روحية متجددة‬

‫هناك أساليب تعليم عديدة ومتنوعة تتباين قدرات المعلمين في تدريسها األمر الذي يس ّهل على الطلبة اجتياز مادة دراسية‬
‫بنجاح ما أو اإلخفاق فيها‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن المعلمين السيئين يدرسون طلبتهم وفق منهج وأسلوب ثابت ال يتغير‬
‫اعتمادا على الطريقة التي تعلموها في المدارس‪ ،‬وهذا أمر ربما يفلح مع بعض الناس لكنه يفشل مع آخرين‪ .‬أما‬
‫المعلمون المتميزون فيعمدون إلى انتهاج طرق واساليب تعليمية مختلفة تتباين أو تتكيف مع مدى فهم التالميذ للمادة‬
‫الدراسية وتجاوبهم معها‪ ،‬فهم على سبيل المثال يتحاشون الصيغ المجردة ويتجهون صوب أيضاح ماتمثله تلك الصيغ‬
‫مستعينين بالصور الذهنية أو الواقعية‪ .‬وتحقيق مثل هذا األمر ليس باألمر الهيّن ألنه يتطلب فهما واسعا لطبيعة المادة‬
‫الدراسية فضالعن المقدرة على التعامل مع تلك المادة من أوجه وطرق مختلفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬التفاني بهدف تحقيق التميز‬

‫تسعى الصفوة البارزة من المعلمين المتميزين إلى تحقيق أفضل أداء من جانب التالميذ ومن جانبهم أيضا‪ ،‬وهم بذلك لن‬
‫يهدأ لهم بال حين يحصل تالمذتهم على عالمات ضعيفة ألن مثل هذا األمرسوف ينعكس على أدائهم التعليمي وكذلك على‬
‫مقدرة التالميذ على التميز‪ .‬كما يعمد أولئك المعلمون إلى تشجيع التالميذ على تبادل األفكار ويقدمون الحوافز المناسبة‬
‫(اعفائهم من انجاز أحد الواجبات البيتية على سبيل المثال) بهدف دفعهم للتفكير خارج إطار مواضيعهم التي يدرسونها‪.‬‬
‫وهم يشجعون التالميذ ايضا على تنمية قدراتهم الذهنية وليس مجرد حفظ نصوص جامدة مما يعني أنهم يسعون بكل جد‬
‫لتعليم التالميذ واعانتهم على تطبيق ما تعلموه وليس مجرد التفكير بالنجاح في األختبارات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬تقديم الدعم المتواصل‬

‫يعلم المعلمون المقتدرون أن بمقدور التالميذ جميعا أن يحققوا نتائج متميزة إذا تيسرت لهم األجواء المناسبة‪ ،‬وهم بذلك‬
‫لن يتقبلوا فكرة أن الطالب (قضية خاسرة)! إنهم يقفون إلى جانب التلميذ الذي يشعر باألحباط ويهيئون األرضية المناسبة‬
‫الستيعاب المادة‪ .‬كما أنهم يجهدون إلشاعة جو دراسي مناسب من خالل التصدي ألية مظاهر تهكم ربما تحصل داخل‬
‫القاعة الدراسية وربما يمتد مثل ذلك األمر إلى خارج القاعة الدراسية رغم صعوبة التصدي لمثل هذه المظاهر في أروقة‬
‫المدرسة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬الرغبة في مساعدة التالميذ على حسن األداء‬
‫لن يعمد المعلمون من النخبة المتميزة إلى ايقاف عملية التعليم حين يدق الجرس‪ ,‬فتراهم يتواصلون مع التالميذ بعد‬
‫انتهاء الحصة الدراسية ألنهم يدركون أن بعض التالميذ يحتاجون إلى المزيد من االهتمام والمساعدة وهو أمر يعتبرونه‬
‫جزءاً ال يتجزا من واجبهم‪ .‬وهم بذلك ينطلقون من منطلق أن واجبهم ال يقتصر على حصول التالميذ على درجات عالية‬
‫في المواد الدراسية فحسب إنما األخذ بأيديهم للنجاح والتميز في حياتهم المستقبلية‪ .‬كما أنهم يدركون تماما أن حسن‬
‫األداء ال يتعلق بالحصول على درجة عالية في اختبار ما إنما العمل على استيعاب المادة الدراسية والتمكن منها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬الشعور بالفخر لدى تحقيق التالميذ نتائج متميزة‬

‫يشعر المعلمون األكفاء تالمذتهم أنهم سعداء بسبب ما أحرزه التالميذ من عالمات متميزة أو بسبب تبوأهم مكانة مرموقة‬
‫في المجتمع‪ .‬وترى االبتسامة تعلو وجوههم ويخبرونك باإلنجاز الذي تمكنت من تحقيقه مثلما يسعون إلى إخبار المعلمين‬
‫اآلخرين بما تحقق من انجاز‪ .‬فضال عن ذلك ال يحتفي أولئك المعلمون بالتالميذ المتميزين جداً فحسب إنما يحتفلون بأية‬
‫إنجازات يحققها التالميذ عموما‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬االهتمام باألمور الحياتية اليومية‬

‫ال يبدي المعلمون المتمرسون اهتماما بيّنا ً بالمواضيع التي يد ّرسونها فحسب إنما يظهرون حماسة واضحة حيال ذلك‪.‬‬
‫كما أن حماستهم تمتد إلى أشياء أخرى كثيرة فهم على سبيل المثال يمتدحون الطقس الجميل ويشعرون بالسعادة وهم‬
‫يتبادلون الرأي مع التالميذ حول إحدى المسلسالت التلفزيونية التي عرضت في الليلة السابقة‪ .‬وبسبب حماستهم العالية‬
‫فإنهم يسلكون طريق التحدي وليس السلوك اليومي المعتاد فيخلقون بذلك الدافعية والحوافز لدى تالمذتهم‪.‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المعايير العالمية لألستاذ المتميز‬
‫‪ :‬‬ ‫مقدمة‬
‫في ضوء التحديات الدولية الجديدة لعالم يتطلب الجودة الشاملة في كل مناحي الحياة‪ ،‬و في مجتمع ينمو ويتقدم في ظل‬
‫منافسة يفوز ويسود فيها األقوى بامتالكه أرقى أنواع التربية والتعليم ‪ ،‬اهتمت المؤسسات التربوية بتطبيق منهج‬
‫الجودة في مجال التعليم العام والجامعي للحصول على نوعية أفضل من التعلم وتخريج جيل قادر على ممارسة دوره‬
‫بصورة أفضل في خدمة المجتمع ‪ ،‬وأصبح عدد المؤسسات التي تتبع نظام الجودة في تزايد مستمر سواء في أمريكا‬
‫والدول األوروبية واليابان وكثيرمن الدول النامية وبعض الدول العربية التي بدأت تطبيق هذا النهج في بعض مؤسساتها‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫ولتطبيق الجودة في مجال التعليم العام البد من اتخاذها قيمه محورية بحيث تنعكس في االداء واالنتاج والخدمات وتسخير‬
‫كافة االمكانات المادية والبشرية ومشاركة جميع عناصرالنظام التعليمي من إدارات وأفراد في العمل كفريق واحد في‬
‫تطبيق معايير الجودة في النظام التعليمي ‪ ,‬وتقييم مدى تحقيق أهدافها ‪ ,‬ومراجعة الخطوات التنفيذية التي يتم توظيفها ‪.‬‬
‫ومن أهم عناصر نظام التعليم العام هو االستاذ الذي يعتمد عليه بشكل أساسي في تطبيق نظام الجودة في التعليم للحصول‬
‫على نوعية ذات جودة عالية من الطالب ‪ ,‬فقد ورد في تقرير ‪ " DFEE‬إن التعلم بإمكانه إخراج الكنوز الكامنة لدينا‬
‫جميعا ‪ ,‬وفي القرن الحادي والعشرين تعد المعرفة والمهارات مفتاح النجاح ‪..‬واالستاذ المتميز الذي يستخدم أساليب‬
‫فعالة في التدريس هو مفتاح الوصول للمعايير عالية الجودة " (‪ )1‬ويؤكد‪" Sammon‬أن الهدف الرئيس للمدرسة هو‬
‫عملية التعليم والتعلم الهادف"(‪ )2‬ولهذا يعطي كثير من التربويين وزنا ً أكبر لدور االستاذ وما يقوم به في حجرة الدراسة‬
‫في عملية التغيير التربوي إذ يقول ‪ " ,Fullan‬إن التغيير التربوي معتمد إلى حد كبير على ما يعتقد به األستاذ ويعمله‬
‫"(‪ ,) 3‬فالتعليم ذو الجودة العالية مرتبط بالمعلم الكفء الذي يمتلك الكفايات الشخصية والفنية والمهنية التي تجعله قادراً‬
‫على تقديم تعليم نوعي متميز‪.‬‬
‫ومن هنا البد من تحديد معايير لجودة أداء االستاذ والسعي إلمتالكه الكفايات الالزمة التي تجعله قادراً على تنفيذ هذه‬
‫المعايير وتطبيقها في أدائه ‪ .‬ذلك أن التميز التربوي ال يأتي من فراغ بل يأتي من مدخل المعايير‪ ،‬و اإلصالح القائم على‬
‫المعايير يعد بمثابة القوة الدافعة لكثير من السياسات التربوية ‪ ،‬التى تؤكد على ضرورة االرتفاع بمستوى أداء األستاذ ‪.‬‬
‫وانطالقا من هذا ظهرت حركة المعايير فى التعليم ‪ ،‬وانتشرت بقوة فى اآلونة األخيرة ‪ ،‬حتى إنه يكاد أن يطلق على هذا‬
‫العقد ‪ ،‬عقد المعايير ‪. EraofStandards‬‬

‫‪ :‬‬ ‫تعريف المعايير‬


‫المعايير بمعناها العام هي تلك النماذج التي يتم االتفاق عليها و يحتذى بها لقياس درجة اكتمال أو كفاءة شيء ما‪.‬‬

‫وعرفها محمود الضبع بالتالي ‪" :‬عبارات وصفية تحدد الصورة المثلى التي ينبغي أن تتوفر في الشيء الذي توضع له‬
‫المعايير ‪ ،‬أو التي نسعى إلى تحقيقها "‪.‬‬

‫التالي‪ :‬‬‫وفي معناها الخاص بالميدان التربوي يمكن تعريف المعايير التربوية إجرائيا ً على النحو‬
‫" المعايير التربوية عبارة عن موجهات أو خطوط مرشدة ‪ Guidelines‬متفق عليها من قبل خبراء التربية والمنظمات‬
‫القومية ‪ ،‬تعبر عن المستوى النوعي الذى يجب أن تكون عليه جميع مكونات العملية التعليمية من طالب ومعلمين وإدارة‬
‫ومناهج ومصادر تعليم وتعلم وأساليب تقويم ‪ ،‬ومباني وتجهيزات ‪… ،‬الخ "‬

‫وبما أن موضوع كتابنا هو األستاذ ‪ ،‬فسوف نقتصر على دراسة معايير األستاذ المتميز ‪ ،‬وهناك العديد من النماذج‬
‫العالمية التي يمكن تطبيقها واالستفادة منها في هذا المجال‪ ،‬تختلف باختالف األسلوب أو الطريقة المستخدمة فمعايير‬
‫اآليزو تختلف عن معايير االعتماد األكاديمي وتختلف عن معايير التقويم الشامل وهكذا ‪..‬‬

‫ويمثل النموذج األمريكي في مجال وضع معايير الجودة للممارسة المهنية لألستاذ النموذج الرائد بين كافة النماذج‬
‫العالمية‪ ,‬وذلك لكونه السابق من ناحية‪ ,‬وكونه النموذج الذي انطلقت منه كافة النماذج األخرى من ناحية أخرى‪ .‬وفي‬
‫أواخر التسعينيات بدأت العديد من كليات التربية بالجامعات األمريكية بإصالح نظم وبرامج إعداد األساتذة‪ ,‬وقام المجلس‬
‫القومي العتماد تربية األساتذة بوضع معايير لتحديد المعارف والمهارات التي ينبغي أن تتوافر في األساتذة‪.‬‬

‫وهناك جهات اعتماد أخرى في أمريكا مثل الئحة اعتماد المعلم من قبل اتحاد التنمية التربوية (‪ ,)SEDA‬واللجنة‬
‫القومية للمعايير المهنية )‪ ,National Board for Professional Standards (NRPTS‬واتفاقية أوكالهوما‬
‫العتماد المعلم (‪ .)OCTA‬وإذا كان هدف النموذج األمريكي األساسي من االعتماد هو ضمان الحد األدنى للجودة‬
‫التعليمية‪ ,‬فهناك نماذج أخرى عالمية العتماد المعلم تهدف للتميز‪.‬‬

‫ومن أشهر النماذج نموذج اعتماد المعلم في كوريا الجنوبية‪ ,‬حيث إن الهدف األساسي للمجلس الكوري لالعتماد‬
‫الجامعي هو تشجيع التفوق والتميز في التعليم الجامعي الكوري ‪The Korean Council for University‬‬
‫‪,.Accreditation-KCUA‬‬

‫أما في نموذج تركيا‪ ,‬حيث يتم وضع مجموعة من المعايير في سبع مجاالت وهي‪ :‬المنهج‪ ,‬والطالب‪ ,‬والعالقات‪,‬‬
‫والتسهيالت‪ ,‬واإلدارة‪ ,‬وضمان الجودة‪ .‬يتم شرحها ووضع أدلة لها‪ ,‬وطرح برنامج تدريبي ألعضاء هيئة التدريس‪ ,‬ثم‬
‫يكون هناك تقييم ذاتي‪ ,‬تعطى الكلية بعد ذلك فرصة لتصحيح األخطاء (المرجع السابق‪.)2006 ,‬‬

‫أما في أستراليا‪ ,‬فإن أبرز الجهود التي يمكن رصدها في هذا المجال هي البدء باعتماد معاهد المعلمين‪ ،‬واعتماد البرامج‬
‫التعليمية والتدريبية التي تقدم لهم‪ ،‬والتي تعد جميعها خطوة أولى وأساسية لالعتماد المدرسي‪ .‬وفي هذا السياق قرر‬
‫المعهد الوطني لجودة التدريس واإلدارة المدرسية ‪National Institute for Quality Teaching and School‬‬
‫)‪ ، Leadership (NIQTSL‬ويمارس المعهد نشاطه في أربعة مجاالت‪ :‬االرتقاء بالمعايير المهنية واالعتماد والتعليم‬
‫المهني واعتماد البرامج الدراسية والبحث واالتصاالت واالرتقاء بالمهنة‪.‬‬

‫أما التجارب العربية‪ ,‬فهناك محاوالت فردية وأخرى حكومية ‪ ،‬أهمها التجربة المصرية لمعايير المعلم في مشروع‬
‫المعايير القومية للتعليم في مصر ‪ ،‬غير أن أهم ما يشغل الرأي العام التربوي بالعالم العربي في ميدان معايير األستاذ‬
‫المتميز هي تلك المعايير التي تضعها جوائز التميز التربوي في فئتها الخاصة بالمعلم المتميز‪ ،‬وفي مباحث هذا الفصل‬
‫سوف نورد أهم هذه المعايير وفي المبحث األخير سنقتصر على عرض بعض النماذج العربية منها ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫من هو األستاذ المتميز ؟‬
‫األستاذ المتميز‬
‫األستاذ المتميز يؤثر على العقول يربي أجيال‪ ‬‬
‫لو ادرك كل أستاذ حقيقة مهنته لمنح كل جهده لطالبه‪ ‬‬
‫واألستاذ المتميز هو الذي يستطيع ان يتغلب على نقط الضعف ويغيرها الى نقط تميز ولتوضيح ذلك نذكر نقط التميز في‬
‫المعلم المتميز و نقط القوة‪ ‬‬
‫الشروط التي يجب أن تتوفر في المعلم المتميز‬
‫• المهارة الفنية‪.‬‬
‫• المهارة اإلنسانية‪.‬‬
‫• المهارة اإلدارية‪.‬‬
‫• التمكن من المادة‪.‬‬
‫• كسب الثقة من الحضور‪.‬‬
‫• العالقات الجيدة مع الحضور‪.‬‬
‫• سرعة البديهة ‪ /‬المالحظة‪.‬‬
‫• خلق روح المرح واالرتياح‪.‬‬
‫• التحدث بلغة المجموعة‪.‬‬
‫• استغالل المواقف‪ .‬حسن االستماع‪.‬‬
‫• تذكر أسماء وأشكال الحضور‪.‬‬
‫• الثقة بالنفس‪.‬‬
‫• الثبات‪.‬‬
‫• معالجة المواقف الصعبة‪.‬‬
‫• القدرة على توجيه االسئلة‪.‬‬
‫• فتح باب النقاش‪.‬‬
‫• استخدام الوسائل‪.‬‬
‫• استخدام األلفاظ السهلة‬

‫مظاهر ضعف األستاذ‪ ‬‬

‫• البداية غير الصحيحة‪.‬‬


‫• عدم خلق جو االرتياح‪.‬‬
‫• الرهبة‪.‬‬
‫• االرتباك‪.‬‬
‫• تحدث أكثر من شخص في آن واحد‪.‬‬
‫• عدم الثقة في النفس‪.‬‬
‫• تشتت األفكار‪ .‬الفوضى‪ .‬‬
‫• كثرة األسئلة‪.‬‬
‫• كثرة االستئذانات‪.‬‬
‫• عدم التشويق‪.‬‬
‫• عدم االعتراف بالخطأ‪.‬‬
‫• عدم القدرة على امتصاص الصدمات‪.‬‬
‫• عدم معرفة تقنيات العروض‪.‬‬
‫• عدم المعرفة بأنواع الحضور‪ .‬‬
‫• عدم التمكن من الموضوع‪.‬‬
‫• عدم التحضير المسبق‬

‫األستاذ الجامعي المتميز‪:‬‬


‫عند ما التقي مع طلبة جامعاتنا أو خريجيها ويجري الحديث حول المستوى التعليمي لها عادة ما تكون‬
‫الشكوى الرئيسة قلة األساتذة المتميزين من وجهة نظر الطالب‪.‬‬

‫إن موضوع األستاذ الجامعي ال ُمتميز يش‪##‬غل ب‪##‬ال جامعاتن‪##‬ا‪ ،‬ومن أمثل‪##‬ة ذل‪##‬ك دع‪##‬وة جامع‪##‬ة المل‪##‬ك س‪##‬عود‬
‫أعضاء هيئة التدريس فيها إلى الترشيح إلى‪  ‬جائزة "التم‪##‬يز في الت‪##‬دريس" وإطالق جامع‪##‬ة المل‪##‬ك فه‪##‬د‬
‫للبترول والمعادن لجائزة "األس‪##‬تاذ المتم‪##‬يز"‪ ،‬وربم‪##‬ا ك‪##‬ان هن‪##‬اك أمثل‪##‬ة أخ‪##‬رى‪ ،‬في جامعاتن‪##‬ا الحكومي‪##‬ة‬
‫والخاصة‪ ،‬التي تزداد بحمد هللا‪ ،‬عدداً وسعة‪ ،‬لتتنافس في تأهي‪##‬ل األبن‪##‬اء وتق‪##‬ديم المعرف‪##‬ة‪ ،‬واإلس‪##‬هام في‬
‫تنمية ال ُمجتمع‪.‬‬

‫وإلى جانب االهتمام باألستاذ الجامعي المتميز‪ ،‬هناك اهتمام آخر موا ٍز له‪ ،‬ينظر إلى العالق‪##‬ة بين الط‪##‬الب‬
‫والمدرس‪ .‬وبالطبع‪ ،‬ال بد أن تكون هذه العالقة‪ ،‬مقياسا ً هاما ً من مق‪##‬اييس اختي‪##‬ار األس‪##‬تاذ ال ُمتم‪##‬يز‪ .‬وفي‬
‫دراسة لهذه العالقة في إحدى كليات جامعة الملك سعود كانت نتيجة اس‪##‬تفتاء الطلب‪##‬ة بش‪##‬أن ه‪##‬ذه العالق‪##‬ة‬
‫ُمخيبة لآلمال‪ ،‬فقد وصلت نسبة من قالوا إنه‪#‬ا عموم‪#‬ا ً "س‪#‬يئة" إلى ح‪#‬والي "‪ 60‬بالمائ‪##‬ة"‪ ،‬ومن ق‪#‬الوا‬
‫إنها " ُممتازة" أقل من "‪ 10‬بالمائة"‪.‬‬

‫وال ش‪##‬ك أن‪  ‬وض‪##‬ع اإلج‪##‬راءات والقي‪##‬ام بالدراس‪##‬ات ال‪##‬تي تبحث عن األس‪##‬تاذ المتم‪##‬يز‪ ،‬وال‪##‬تي تس‪##‬عى إلى‬
‫تطوير العالقة بين األستاذ والطالب‪ ،‬أمور هام‪##‬ة لتط‪##‬وير النش‪##‬اطات الجامعي‪##‬ة‪ ،‬وتحفيزه‪##‬ا‪ ،‬وتعزي‪##‬ز دور‬
‫الجامعات‪ ،‬وما تقدمه من خدمات‪ .‬لكنها يجب أن تكون موض‪##‬وعية‪ ،‬وأن تُعطي النت‪##‬ائج المرج‪##‬وة‪ .‬ولعل‪##‬ه‬
‫من المفيد في هذا اإلطار‪ ،‬أن يخضع الموض‪##‬وع للنق‪##‬اش وط‪##‬رح األفك‪##‬ار‪ ،‬للوص‪##‬ول في أفض‪##‬ل الس‪##‬بل في‬
‫تحفيز أساتذة الجامعات واالرتقاء بنشاطاتهم وعطائهم المعرفي‪.‬‬

‫ولعل نقطة البداية في تقييم األستاذ الجامعي هي تحدي‪##‬د مهمات‪##‬ه‪ .‬والمهم‪##‬ات الرئيس‪##‬ة المعروف‪##‬ة في ه‪##‬ذا‬
‫المجال هي مهمات‪ :‬التدريس‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬واالستشارات الخارجية ال‪##‬تي تخ‪##‬دم ال ُمجتم‪##‬ع‪ .‬ولعل‪##‬ه من‬
‫ال ُم فضل أن يكون لكل من هذه المهمات تميز خاص بها‪ .‬فقد يكون لدينا من هو ُمتميز في التدريس‪ ،‬لكنه‬
‫ُمقل في البحث العلمي‪ ،‬وقد ال يُعطي الباحث النشيط‪ ،‬االهتمام الكافي للت‪##‬دريس‪ ،‬خصوص ‪#‬ا ً في المق‪##‬ررات‬
‫األساسية‪ ،‬األقل تأثراً بالمستجدات والنشاطات البحثية‪.‬‬

‫وفي هذا الموضوع هناك قول‪ ،‬مهم‪ ،‬ساخر جزئيا ً وجاد جزئياً‪ ،‬ألح‪##‬د األس‪##‬تاذة الج‪##‬امعيين‪ ،‬بش‪##‬أن الف‪##‬رق‬
‫بين والجامع‪##‬ات البحثي‪##‬ة‪ .‬والفك‪##‬رة الرئيس‪##‬ة له‪##‬ذا الق‪##‬ول هي "أن الجامع‪##‬ة التعليمي‪##‬ة تتح‪##‬ول إلى جامع‪##‬ة‬
‫بحثي‪##‬ة‪ ،‬عن‪##‬دما تب‪##‬دأ بإهم‪##‬ال ت‪##‬دريس طلبته‪##‬ا"‪ ،‬والس‪##‬بب الك‪##‬امن‪ ،‬وراء ه‪##‬ذا الق‪##‬ول‪ ،‬ه‪##‬و ُمالحظ‪##‬ة توج‪##‬ه‬
‫األساتذة نح‪##‬و البحث على حس‪##‬اب الت‪##‬دريس في الجامع‪##‬ات البحثي‪##‬ة‪ .‬وه‪##‬ذا ب‪##‬الطبع م‪##‬ا يجب تجنب‪##‬ه‪ .‬ولق‪##‬د‬
‫تحدثت في مقالة سابقة عن ضرورة ربط التعليم بالبحث العلمي‪.‬‬
‫والشك أن تقييم التميز في البحث العلمي‪ ،‬والتم‪##‬يز في االستش‪##‬ارات وخدم‪#‬ة ال ُمجتم‪##‬ع‪ ،‬أم‪##‬ر س‪#‬هل‪ ،‬يُمكن‬
‫تحديده من خالل العطاء البحثي أو االستش‪#‬اري‪ ،‬كم‪#‬ا ً ونوع‪#‬اً‪ .‬إض‪#‬افة إلى أن األط‪#‬راف ذات العالق‪#‬ة به‪#‬ذا‬
‫العطاء تكون عادة محدودة‪ ،‬كما أنها مؤهل‪##‬ة‪ ،‬ووص‪##‬لت إلى ح‪##‬دود ُمتقدم‪##‬ة من النض‪##‬ج العلمي‪ ،‬وبالت‪##‬الي‬
‫يُمكن الحصول على إسهامها في التقييم بسهولة وموضوعية‪ .‬‬

‫أما تق‪##‬ييم التم‪##‬يز في الت‪##‬دريس فه‪##‬و أك‪##‬ثر تعقي‪##‬داً‪ ،‬ومن الص‪##‬عب الحص‪##‬ول علي‪##‬ه بش‪##‬كل موض‪##‬وعي س‪##‬ليم‬
‫باألسلوب المط‪##‬روح حالي‪#‬اً‪ ،‬في إح‪##‬دى جامعاتن‪##‬ا المرموق‪##‬ة‪ .‬األس‪##‬لوب المط‪##‬روح يطلب أوالً من الم‪##‬درس‬
‫ترشيح نفسه‪ ،‬وربما ينأى األس‪##‬تاذ المتم‪##‬يز فعالً عن ه‪##‬ذا الترش‪##‬يح‪ .‬ثُم يطلب ه‪##‬ذا األس‪##‬لوب من‪##‬ه وص‪##‬ف‬
‫طريقته في التدريس‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬يستطيع أي أستاذ أن يُقدم في هذا الوصف الطريق‪##‬ة ال ُمثلى‪ ،‬كم‪##‬ا تُعطيه‪##‬ا‬
‫الكتب والمراجع ال ُمتخصصة‪ ،‬دون أن يكون ُمنفذاً له‪##‬ا فعالً‪ .‬ويطلب األس‪##‬لوب بع‪##‬د ذل‪##‬ك دعم‪#‬ا ً من زمالء‬
‫ال ُم تقدم‪ ،‬لتتوه الموضوعية في ساحة المجامالت وتلبية "واجب الزمالة"‪ .‬وأخيراً‪ ،‬يشمل األس‪##‬لوب رأي‬
‫الطلبة من خالل استمارات‪ ،‬ربما تنظر إلى عوامل معينة وتُهمل أخرى‪.‬‬

‫إن مرجعية تقييم التميز في الت‪##‬دريس تع‪##‬ود أساس‪#‬ا ً إلى الط‪##‬الب‪ ،‬وربم‪##‬ا يجب أن يك‪##‬ون الترك‪##‬يز على من‬
‫تخرجوا من الجامعة‪ ،‬وأمضوا بضع سنوات في الحياة العملية‪ ،‬وربما أيضا ً الطلبة األكثر تفوق ‪#‬اً‪ ،‬من بين‬
‫الطلبة الذين لم يتخرجوا بعد‪ .‬وليس بالضرورة أن يُقيد الطالب بتساؤالت ُمح‪##‬ددة‪ ،‬ب‪##‬ل أن يُعطى الفرص‪##‬ة‬
‫لتحديد مدرسيه‪ ،‬وكيف يراهم من حيث مستواهم في التدريس وتقديم الفوائ‪##‬د المرج‪##‬وة‪ .‬وال ش‪##‬ك أيض ‪#‬اً‪،‬‬
‫أنه يجب تجنيب األستاذ أمر ترش‪#‬يح نفس‪#‬ه‪ ،‬لتجنب اإلح‪#‬راج‪ ،‬ولكي يش‪#‬مل التق‪#‬ييم الجمي‪#‬ع‪ ،‬دون عوام‪#‬ل‬
‫تأثير خارجية‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا‪ ،‬إلى أن جامعة المل‪##‬ك س‪#‬عود‪ ،‬بإنش‪##‬ائها لبرن‪##‬امج للخ‪#‬ريجين‪ ،‬تس‪#‬تطيع‬
‫القيام بهذا التقييم بكفاءة عالية‪ ،‬تصل إلى نتائج موضوعية صحيحة‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪---------‬‬

‫عند استخدم السبورة التفاعلية في تدريس الطالب تالحظ الفرق الكبير من ناحية اإلبداع والدافعية لدى‬
‫الطالب في استخدام السبورة والتفاعل معها من حيث استخدام‪ #‬القلم وأجهزة التصويت كون أن الطالب‬
‫لم يتعودو في العملية التدريسية لمثيل السبورة وأيضا في المشغل األخير للسبورة بمدرسة الدهاريز تم‬
‫ربط أجهزة التقانة الخاصة بمواد الكيمياء والفيزياء بالسبورة وتطبيقها عمليا مما أثار إعجاب الطالب‬
‫والمدرسين بدرجة كبيرة تحت إشراف األستاذ أسامة بشير عبدون فني مختبر بمدرسة الدهاريز‬
‫‪ ‬‬

‫صفات‪  ‬المعلم‪  ‬المتميز‪ ‬‬


‫التميز فـــــــــــــي ‪:‬‬
‫التعامل مع االدارة والزمالء‪ ‬‬
‫التعامل مع الطالب داخل الفصل‪ ‬‬
‫تمكنه من مادته التي يدرسها ومعرفة مايستجد في مادته ومتابعة الجديد والمفيد‪ ‬‬
‫الحضور واالنصراف‪ ‬‬
‫تحضيره للدروس وتحقيق اهداف الدرس االنشطة المنهجية واالمنهجية‬
‫االخالق توجيه النصح واالرشاد داخل المدرسة‪ ‬‬
‫تقديره للدور التربوي والتعليمي الذي يقوم به‪ ‬‬
‫المواظبة على الحضور مبكرا واالنصراف بعد بعد انتهاء عمله والتوقيع قبل االنصراف‪ ‬‬
‫التعامل بخلق اسالمي مع زمالءه وطالبه‪ ‬‬
‫حضوره الطابور الصباحي وتفعيل‪ #‬دوره واسداءه االرشاد والنصح للطالب وحثهم على االنظام في‬
‫الطابور‪ ‬‬
‫دخوله الحصة عند دق الجرس او قبل ذلك بقليل‪ ‬‬
‫ادارته للفصل بكل اقتدار وضبطه للطالب‪ ‬‬
‫قدرته الجيده على توصيل المعلومة وترسيخها باذهان الطالب وتنوعه في اساليب الحوار وطرائق‬
‫التدريس‪ ‬‬
‫تفعيل دفتر التحضير واالهتمام به وتنظيم طريقة اعطاء الدرس وتوضيح االهداف السلوكية ‪ -‬المعرفية‬
‫‪ -‬والعاطفية ‪ -‬والمهارية وتوضيح كل هدف بعنصر من عناصر الدرس‪ ‬‬
‫تفهم نفسيات الطالب ومراعاته للفروق الفردية بينهم‪ ‬‬
‫االهتمام بدفتر اعمال السنة واخذه الغياب حال دخوله الفصل ورصد الدرجات في الدفتر وعدم المبالغة‬
‫في استعمال الدفتر كتهديد وخصم للدرجات امام الطالب‪ ‬‬
‫تواصله مع المرشد الطالبي في حل المشكالت التي يصعب على‪  ‬المعلم‪  ‬حلها داخل الفصل بكل حكمة‬
‫وروية‪ ‬‬
‫مراعاة الظروف الصحية والمرضية للطالب داخل الفصل‪ ‬‬
‫تعليم الطالب اسلوب الحوار والسؤال عند الحاجة لتوضيح عنصر من عناصر الدرس وعدم تجاهله‬
‫اي‪  ‬المعلم‪  ‬الي سؤال واالستخفاف به بل يجب عليه تشجيع طالبه على الحوار ومايسمى تربويا ‪-‬‬
‫التغذية الراجعة‪ ‬‬
‫دخوله الفصل بوجه بشوش وباسم والمانع قبل الدخول في الدرس من حوار هادف وباسم مع الطالب‬
‫وحبذا ان يكون ذلك في انتقاد صفة او فعل غير محمود سواءا داخل المدرسة او داخل المجتمع ‪ 0‬‬
‫حثه للطالب على التواجد جميعا قبل بداية الحصة داخل الفصل وكل على مقعده وعدم السماح للطالب‬
‫المتاخرين بدخول الفصل بعد بداية الدرس اال باذن من ادارة المدرسة او المرشد الطالبي‪ ‬‬
‫التعامل الجيد مع الطالب وتقدير مايمرون به من تغيرات نفسية وعضوية فهم في مرحلة خاصة من هم‬
‫في المرحلة الثانوية ينبغي التعامل معها بكل اقتدار‪ ‬‬
‫عدم التقاعس وابداء التذمر لكل مايطلب منه من ادارة المدرسة وفيه مصلحة للطالب والمدرسة‪ ‬‬
‫تفعيل دوره االشرافي ‪ -‬وقت الفسحة ووقت الصالة‪ ‬‬
‫تفعيل دوره الريادي ‪ -‬في ريادة الفصل او النشاط الطالبي‪ ‬‬
‫عدم الخروج من المدرسة لعذر اال باذن من ادارة المدرسة‪ ‬‬
‫عدم الخروج قبل التوقيع وعد التوقيع عن الغير‪ ‬‬
‫عدم التاخر عن دخول الحصص‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫صفات المعلم الناجح‬


‫لعل صفات المعلم كما وضحتها‪ #‬مجلة التربية والتعليم في عددها الثالثون خريف ‪2003‬‬
‫كما بينتها أحد الدراسات هي أن يكون ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن يكون صبوراً‬
‫(‪ )2‬متفهما ً لظروف الدارسين المادية واالجتماعية‬
‫(‪ )3‬ملما ً إلماما ً تاما ً بمادة التخصص‬
‫(‪ )4‬مثقف‬
‫(‪ )5‬لديه خبرة في التدريس‬
‫(‪ )6‬منضبط‬
‫(‪ )7‬مخلص‬
‫( سنه مناسب للتالميذ‬
‫(‪ )9‬قادر على ضبط النفس‬
‫(‪ )10‬أخالقه حسنة‬
‫(‪ )11‬لديه انتماء ورغبة في التدريس‬
‫(‪ )12‬يحترم زمالئه ويحب تالميذه‬
‫(‪ )13‬قوي الشخصية‬
‫(‪ )14‬يهتم بمظهره‬
‫(‪ )15‬ذو أسلوب تربوي حديث‬
‫(‪ )16‬تقي يخاف هللا‬
‫(‪ )17‬صادق‬
‫(‪ )18‬حليم ورحيم‬
‫(‪ )19‬متفرغ لعمله‬
‫(‪ )20‬يأخذ بعين االعتبار الفروق الفردية‪ ‬‬
‫(‪ )21‬قدوة حسنة لتالميذه‪ ‬‬
‫(‪ )22‬مرن‬
‫(‪ )23‬مرح‬
‫(‪ )24‬يجيد بعض المصطلحات‪ #‬المحلية‬
‫(‪ )25‬يشجع تالميذه ويعطي لهم األمل‬
‫(‪ )26‬متواضع‪ ‬‬

‫‪---‬‬
‫إن البحث عن األفضل يجعل اإلنسان في محك االختبار دائما وهذه صفة أضفاها عليه رب العالمين فلماذا ال نختار‬
‫الجوانب‪ #‬المثلى خصوصا ً أننا نحمل أعظم رسالة في تاريخ البشرية وهي رسالة التعليم‪ ‬‬
‫أليست هذه رسالة سيد المرسلين وكذلك رسالة كل النبيين‪ ‬‬
‫أحلى ما فيك يا معلم إنك بالطباشيرة بتعلم‬
‫السبورة والوسيلة‪ #‬والطريقة في أمان طول ما انت مالك الزمام‬
‫والمتعلم دايما ً حاضر بالفكر والرأي والبحث تمام‬
‫الحكاية مش لعبة يا اخوان‪ ‬‬
‫انتو بتبنوا جيل يحمل الراية لألمام‪ ‬‬
‫من اجل أن تكون معلم متميز يجب عليك أن‪-:‬‬
‫تعرف كيف تدير فصلك؟‬
‫‪ .1‬يجب على المعلم اجتذاب التالميذ له وتركيزهم‬
‫ولن يتأتى له ذلك إال من خالل العمل على استثارة اهتمامهم وحضور حواسهم‪ #‬وهذا يعني ضرورة العناية بالتهيئة‬
‫للدرس قبل الدخول‪ #‬فيه مباشرة‬

‫‪ . 2‬البد من تنبيه التالميذ بداية كل حصة‪ ،‬بأن الذي يلتزم الهدوء واألدب واالنتباه ‪ ،‬سيكون ممن ينالون الثواب‬
‫وسيكتب اسمه في لوحة الشرف الخاصة بالفصل‬

‫‪ . 3‬إذا لم يحسن المعلم إدارة فصله فإنه من الصعب عليه استعادتها مع تالميذه ‪،‬أو حثهم على الهدوء وسيعتادون‬
‫ذلك التساهل منه في التحرك الفوضوي داخل الفصل‪ ،‬وأثناء شرح الدرس بطريقة مزعجة له تضيع معها األهداف‬

‫‪ . 4‬يجب أن يعرف التالميذ ماذا يريد معلمهم أثناء ممارسة أنشطة الفصل ‪ ،‬كفتح الكتاب أو إغالقه أو القيام بنشاط‬
‫معين كحل التدريبات أو االلتفات معه نحو السبورة أو فتح الدفاتر‪ ،‬أو التحول معه نحو الوسيلة التعليمية أو الخ‬

‫‪ . 5‬من األمور المهمة في ضبط الفصل‪ ،‬تعميق محبة المادة في نفوس التالميذ من خالل األساليب المتبعة في‬
‫تدريسها‪،‬وكذلك الطرائق المناسبة؛ والبعد ما أمكن عن ممارسة العقاب البدني أو اللفظي خاصة بعد أن ثبت تربويا‬
‫عدم مناسبته لتالميذ وخاصة‪ #‬الصفوف األولية ‪0‬‬

‫‪ .6‬من المهم أن يحرص المعلم على استخدام السجل المساند وأن يسجل ما يتراءى له من ملحوظات تجري داخل‬
‫الفصل على تالميذه سواء ما يتعلق منها باألنشطة الصفية أو ما يلحظه على سلوكياتهم ‪0‬‬

‫‪ .7‬البد أن يشعر تالميذ الفصل بأنالمعلم يدون أسماء المتفوقين والمقصرين‪ ،‬ومن قام بحل الواجب‪ #‬المدرسي‪،‬أو من‬
‫قصر فيه‪ ،‬ومن أدى ما طلب منه‪،‬‬
‫أومن لم يؤد ؛ ألن هذا الشعور من شأنه إعطاؤهم إحساسا بحرص معلمهم عليهم وعلى مسيرتهم الدراسية ‪،‬وهذا‬
‫سيدفعهم نحو االهتمام واالجتهاد ‪0‬‬

‫‪ .8‬المعلم الناجح ينوع في أساليبه التحذيرية مع تالميذه من خالل إيماءاته أو نظراته أو حركات‪ #‬يديه‪ ،‬دون أن يلجأ‬
‫إلى قطع الشرح ‪،‬أو التحرك بانفعالية أو االندفاع نحو تلميذ لمعاقبته مما سيفقده تركيز تالميذه مع سياق الدرس ‪،‬‬
‫عالوة على أن االنفعال وسرعة الغضب وعدم الصبر أمور لن تساعدالمعلم في إكمال درسه بالطريقة الصحيحة‪#‬‬
‫[‪]size=25‬كيف تكون معلم ناجح ومتميز ؟‪ ‬‬
‫أوالً ‪ :‬اإلطالع المستمر واإللمام بكل جديد في المادة ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬الذهاب مع الطالب إلى المكتبة ‪ .‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬اإلعداد الجيد للدروس‪ . #‬‬
‫مثال ‪:‬ترتيب أفكار الدرس قبل الدخول للفصل ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬اإلجابة على أسئلة الطالب داخل الفصل ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬ربط المادة العلمية بالبيئة قدر المستطاع ‪ .‬‬
‫مثال ‪ :‬قيام المعلم مع طالبه برحالت ‪ .‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الحرص على االبتكار والتجديد ألن الطالب يسأم المدرس الذي يكرر نفسه في كل درس ‪ .‬‬
‫مثال ‪ :‬متابعة المعلم لألحداث الجارية في عالمنا باإلنترنت والصحف ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬استخدام طرق متنوعة للتدريس داخل الفصل ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬المدرس النجاح‪ #‬يحرص على حب طالبه ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬السؤال عن الطالب‪ #‬في حالة غيابه ‪ ،‬معرفة مشاكلهم ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬تشجيع الطالب ماديا ً ومعنويا ً ‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬الحرص على التقويمات أو التطبيقات ‪ ،‬واإلعداد الجيد والمناسب لها ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬االهتمام بالواجبات‪ #‬المنزلية (النشاط الالصفي) والتنوع به‪.‬‬
‫مثال ‪:‬إعطاء الطالب دروس تقوية (مراجعة) قبل االمتحان ‪ .‬‬
‫سابعا ً ‪ :‬تقبل المعلم للنقد ‪ ،‬وتالفي السلبيات وأوجه‪ #‬القصور ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬المعلم الذي يستمع لنصائح زمالئه واآلخرين ‪.‬‬

‫من اجل ان تكون معلما ً متميزاً‬


‫[‪]size=25‬إن المعلّم المتميز هو أفضل من يعرف ما إذا كان درسه ‪-‬الذي انتهى منه للتو‪ -‬ناجحا ً أم ال‪ .‬وأفضل ما‬
‫ينير الطريق للمعلم الناجح في هذا الصدد ما نسميه المالحظات العامة على الدرس الذي انتهى ‪ ،‬حيث يسأل المعلّم‬
‫نفسه األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪– 1‬هل حقق الدرس أهدافه؟‬


‫‪ – 2‬هل تجاوب الطالب مع الدرس؟‬
‫‪ – 3‬هل تحتاج بعض األجزاء إلى مراجعة؟‬
‫‪ – 4‬هل المادة مناسبة للتالميذ؟‬
‫ض عن أدائي عموماً؟‬ ‫‪ – 5‬هل أنا را ٍ‬
‫من أجل أن تكون معلما ً متميزاً‬
‫عند تصحيحك لالختبارات‪ ,‬حاول‪ #‬مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫‪– 1‬استخدم قلما ً مغايراً ألقالم الطالب‪.‬‬
‫‪– 2‬ال تنظر السم الطالب‪ #‬أثناء التصحيح؛ حتى ال تتأثر بفكرتك عنه داخل الفصل‪ ,‬فيؤثر ذلك في الدرجة التي تعطيها‬
‫له سلبيا ً أو إيجابياً‪#.‬‬
‫‪– 3‬صحح سؤاالً واحدا في جميع األوراق؛ حتى تضع تقديرات عادلة على أساس شبه موحد‪ ,‬ثم انتقل لتصحيح‬
‫ً‬
‫السؤال‪ #‬التالي خاصة في االختبارات ذاتية التصحيح‪.‬‬
‫‪– 4‬عالج النتائج إحصائيا ً للكشف عن نقاط الضعف والقوة في أداء طالبك‪ ,‬ثم أعد لطالبك أوراق اإلجابة‪ ,‬وناقش‬
‫معهم اإلجابات للتأكد من أن الذي أخطأ‪ #‬قد أدرك الصواب‬

‫تسيير القسم البيداغوجي فن ال يجيده إال من يعرف تطبيق األساليب التربوية الصحيحة ‪ ،‬وهو وان كان من المهارات التي تكتسب‪ ‬‬
‫بالمران وطول التجربة ‪ ،‬إال أن االستعداد الشخصي يلعب دورا أساسيا في إتقانه ‪ .‬والدليل على ذلك أن بعض المربين ممن قضوا‬
‫سنوات كثيرة في مزاولة التدريس ما يزالون غير قادرين على تسيير األقسام التربوية التي يتولون تدريسها تسييرا ناجعا‪،‬والسبب‬
‫في ذلك يرجع إلى‪  ‬عدم استطاعة المدرس إثارة الرغبة في نفوس طالبه إلى الدرس الذي يلقيه ‪ ،‬وفي غفلته عن مراقبتهم مراقبة‬
‫‪.‬تامة ‪،‬وفي عدم اهتمامه بالنظام وعدم التزامه جانب العدالة في معاملة الجميع ‪ ،‬واستعماله مختلف وسائل الترهيب في ضبطهم‬
‫ويرى المشرفون والمدرسون أن عملية التحكم في القسم البيداغوجي تمثل جزءا هاما من عملية التدريس ‪،‬إذ بمجرد تجمع عدد ‪   ‬‬
‫من األفراد يتراوح بين ‪ 40‬و‪ 45‬فردا في حجرة واحدة فانه سوف تظهر بعض المشكالت الخاصة بالتنظيم والتنسيق والمتابعة والتي‬
‫‪.‬تحتاج إلى حل ‪ ،‬ولهذا فان عملية تسيير القسم البيداغوجي تمثل الخطوة األولى نحو تحقيق أغراض أكثر أهمية في عملية التدريس‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬التسيير الناجح ‪1.‬‬
‫تتوقف القدرة على النجاح في تسيير القسم البيداغوجي على مقدار اهتمام المدرس بالعناصر البيداغوجية التي تساهم في تحقيق‬
‫‪ : ‬هذا النجاح وتطبيقها بمهارة وإبداع ‪.‬وأهم هذه العناصر هي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬اإلثارة الفكرية ‪1. 1. ‬‬
‫‪ :‬وتقوم اإلثارة الفكرية على‪ ‬‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬وضوح االتصال الكالمي بين المدرس والتالميذ‪،‬حيث يرتبط هذا الوضوح بطريقة شرح المدرس وعرضه للمادة العلمية‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬أثر المدرس االنفعالي اإليجابي على التالميذ ‪ ،‬ويتولد هذا األثر عن طريقة عرض المادة العلمية‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬إبراز العالقات بين المفاهيم ‪ ،‬ومساعدة التالميذ على معرفة التطبيقات العملية لهذه المفاهيم في بعض المواقف الجديدة‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬إشراك التالميذ في العمل ‪،‬وهذا يجعل تقديم المضمون بطريقة تفاعلية ‪ ،‬وبحماسة عالية‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تبدو األفكار التي يعرضها المدرس على التلميذ مقبولة ‪ ،‬ومعقولة وواضحة وسهلة التذكر‬
‫ـ‪   ‬انتباه التالميذ لما يقوله المدرس ‪ ،‬فال تتشتت أفكارهم خارج القسم‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬شعور التالميذ بأهمية استثارة األفكار لهم ‪ ،‬ويعملون على االنتظام في حضور الدروس‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬العالقات الشخصية ‪1. 2 .‬‬
‫من الناحية النظرية ‪ ،‬تكون حجرة الدراسة حلبة للعروض الفكرية والمنطقية ‪.‬ولكن من الناحية الواقعية ‪ ،‬فهي حلبة عاطفة ‪   ‬‬
‫‪ .‬تزخر بالعالقات البينية حيث تحدث فيها العديد من الظواهر النفسية‬
‫فمثال ‪ ،‬تنخفض دافعيه التالميذ للعمل إذا شعروا بعدم اهتمام المدرس بهم ‪،‬أو معاملتهم بطريقة قاسية ‪ ،‬أو يتحداهم ويقبض عليهم‬
‫بيد من حديد ‪.‬وهذا يجعل عواطف التالميذ مضطربة ‪ ،‬وقد يتصرف بعض التالميذ بسبب حساسيتهم المفرطة إزاء تصرفات المدرس‬
‫‪ .‬العدوانية تصرفات عدوانية مناظرة‬
‫كما يشتد غضب التالميذ بدون استثناء (عاديين ومتفوقين ) عندما تبدو ممارسات االمتحان والتصحيح جائرة وغير عادلة ‪.‬ومن‬
‫جهة أخرى فان المدرس إنسان يريد أن يحبه التالميذ ويحترمونه ‪ ،‬إال انه يواجه نوعيات من التالميذ مختلفة من حيث السلوك‬
‫‪ .‬والظروف األمر الذي يعرضه للقلق بسبب التصرفات السيئة من بعض التالميذ‬
‫ولقد أظهرت نتائج البحوث النفسية انه يمكن التنبؤ بردود فعل التالميذ وتصرفاتهم العاطفية إزاء تفاعلهم مع بعضهم أو مع المدرس‬
‫‪،‬ولهذا يجب على المدرس أن يكون على وعي كامل بالظواهر الشخصية بين األفراد داخل القسم وخارجه ‪ ،‬وان يتحكم في مهارة‬
‫التخاطب مع التالميذ بأساليب تزيد من دافعيتهم للتعلم واستمتاعهم بها ‪،‬وان يتجنب استثارة العواطف السلبية عند التالميذ ‪،‬‬
‫‪ .‬والسيما القلق الزائد والغضب ‪ .‬أن يعمل على تطوير العواطف اإليجابية عند التالميذ ‪ ،‬مثال ‪ :‬احترام التالميذ وإثابة أدائهم الجيد‬
‫‪ :‬وللمحافظة على مستوى العال قات الجيدة بين المدرس والتالميذ يجب مراعاة ما يأتي‬
‫ـ‪  ‬االهتمام بالتالميذ كأفراد ‪ ،‬والشعور باستجاباتهم بخصوص المادة أو طريقة عرضها‬
‫ـ‪  ‬االعتراف بردود فعل التالميذ ومشاعرهم حول بعض المسائل المتعلقة بالواجبات والحقوق داخل القسم التربوي ‪،‬وتشجيعهم على‬
‫‪ .‬التعبير عن تلك المشاعر ‪،‬واستطالع آرائهم قي بعض القضايا‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تشجيع التالميذ على طرح أسئلتهم واستفساراتهم ‪ ،‬واالهتمام بوجهات نظرهم الشخصية‪ ‬‬
‫ـ‪   ‬إشعار المدرس للتالميذ بشكل واضح بأنه يهتم كثيرا بفهمهم للمادة ومعرفة جميع أبعادها بدقة‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تشجيع التالميذ على اإلبداع واالبتكار ‪ ،‬باالعتماد على أنفسهم في التعامل مع المادة ‪ ،‬كما يشجعهم على تكوين أفكارهم الخاصة‬
‫‪ :‬ـ‪ ‬االعتماد في توزيع المكافآت على المبادئ آالتية‬
‫مبدأ الحق ‪  :‬فالفرد الذي يساهم أكثر ويبذل جهدا أكبر‪،‬هو الذي يحصل على درجات أعلى‬
‫مبدأ المساواة ‪ :‬كل المشاركين في الجهد يحصلون على نفس المكافأة‬
‫‪ .‬مبدأ الحاجة ‪  :‬ويشير إلى أن الفرد الذي يمتلك حاجة أكثر يبذل جهدا أكبر ‪ ،‬ومن ثم يحصل على مكافأة أعلى‬
‫‪ :‬العالقات بين أعضاء القسم البيداغوجي‪ 1. 3 . ‬‬
‫تهدف العالقات اإليجابية بين أعضاء القسم البيداغوجي إلى زيادة إحساس األعضاء بالقدرة على تحمل المسؤولية والتحصيل ‪.‬‬
‫ويشير مفهوم الكفاءة الذاتية إلى زيادة قدرة الطالب على توقع الوصول إلى األهداف المطلوبة باستخدام مجهوده الفردي‬
‫الشخصي‪.‬ويتبع نمو مفهوم الكفاءة الذاتية لدى الفرد‪ ،‬نمو العديد من الكفاءات مثل نمو مفهوم توجيه الذات ‪ ،‬وزيادة المثابرة‬
‫‪ .‬الالزمة إلتمام وإنجاز المهمة التعليمية ‪ ،‬وزيادة الثقة بالنفس ‪،‬وتجنب الشك في الذات واالنشغال الذاتي الذي يحل محله التركيز‬
‫يمكن ألنماط سلوكية معينة أن تقوم بدور هام في تغيير سلسلة األفكار والمعارف التي يمتلكها الفرد ‪.‬فتركيز الفرد على النمط‪ ‬‬
‫اإليجابي من السلوك يؤدي إلى إثارة مشاعر الرضا والكفاءة لدى المتعلم ‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى توليد وتطوير أفكار وقضايا ‪،‬‬
‫تنعكس إيجابا على ذات الفرد وعلى زمالئه المشاركين معه في المجموعة ‪ .‬فالفرد الذي يحقق نجاحا شخصيا يسعى إلى االلتزام‬
‫بسمات شخصية إيجابية ‪.‬فكلما كانت فكرة الفرد عن ذاته طيبة مثل (أنا الفرد الذكي الذي يستطيع أن يؤدي هذه المهمة بنجاح)أو‬
‫نحن المجموعة التي تستطيع تحمل األعمال الجادة وااللتزام بها ‪،‬حقق ذلك أهدافا إيجابية مثل ‪:‬مقاومة القلق واالنشغال الذاتي‬
‫‪ .‬المؤديين إلى األداء الضعيف ‪،‬ورعاية وتطوير معنى الكفاية الذاتية لدى الفرد‬
‫وعلى هذا يجب على المدرس أن يعمل تدريجيا وباستمرار على تطوير اإلحساس اإليجابي للفرد وجماعة القسم التربوي باستعمال‬
‫التوجيه اإليجابي الذي يعزز الكفاءة الذاتية ألفراد الجماعة التربوية ‪ ،‬بتشجيعهم على المثابرة واإلصرار على تحقيق النجاح مع‬
‫تجنب تثبيط الهمم والعزائم‬
‫أما التوجيه السلبي فيرتبط بالقضايا السلبية الخاصة بالفرد واآلخرين‪ .‬فالتركيز على السلوكيات السلبية يؤدي إلى إثارة مشاعر عدم‬
‫الرضا والمصاعب في وجه الفرد والمجموعة ‪.‬فالتوجيه غير السار يثير سلوكيات غير سارة‪ ،‬وغير مشجعة للذات ‪ ،‬كما انه يثير‬
‫‪ .‬سلوكيات مدمرة وعدوانية وهدامة‪ .‬ومشاعر بالتعب وعدم الرضا‬
‫هذا وهناك أنماط مختلفة من الطالب ال توجد لديهم أدنى دافعية للتعلم ‪،‬وال يستجيبون للمكافأة التي يقدمها المعلم ‪ .‬ونوع آخر‬
‫عدواني وغير مطيع لقواعد العمل ‪ .‬هذا باإلضافة إلى نوع ثالث يميل إلثارة القلق داخل القسم ‪ .‬لذا فان عملية التحكم والتنظيم للقسم‬
‫‪ .‬الذي يضم مثل هؤالء الطالب تمثل مشكلة أساسية ال غلب المعلمين‬
‫ينسحب العديد من الطالب من العملية التعليمية ‪ ،‬بسبب خجلهم واتجاهاتهم السلبية نحو ذاتهم‪ ،‬باإلضافة إلى عامل آخر يتعلق بفكرة‬
‫الطالب السلبية عن اآلخرين ‪.‬ويستطيع المعلم أن يساعد هؤالء الطالب من خالل إيجاد أساليب تمكن الجميع من المشاركة في‬
‫مختلف النشاطات داخل القسم ‪،‬وخاصة المشاركة في سير الدرس حيث يحاول المدرس منح فرص المشاركة للطالب المنعزلين‬
‫‪ .‬تدريجيا باإلجابة عن األسئلة المناسبة لمستواهم ‪ ،‬حتى يتمكنوا من استعادة الثقة في نفوسهم واالندماج مع اآلخرين‬
‫تؤدي كراهية الطالب لبعضهم البعض ‪ ،‬إال تحاشي التعامل مع بعضهم البعض ‪ ،‬لذا فانه يجب على المعلم أن يلعب دورا لحل هذه‬
‫‪ :‬الصراعات الموجودة بين الطالب ‪ .‬وأثناء معالجته لهذه الصراعات يجب عليه أن يتذكر المبادئ اآلتية‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬أن االستخدام الزائد للتنافس يؤدي إلى إثارة الصراعات بين الطالب‬
‫‪.‬ـ‪   ‬يمكن التقليل من الصراعات بين الطالب عن طريق توجيههم وحثهم على التعاون فيما بينهم‬
‫‪ :‬أنماط األقسام البيداغوجية ‪2 .‬‬
‫‪ :‬يحدد ( توماس جود)‪  ‬أربعة أنماط شائعة لألقسام المدرسية ‪،‬هي‬
‫قسم فوضى باستمرار ‪  :‬ويقضي المعلم معظم اليوم يحاول ضبط القسم ‪ ،‬لكنه ال ينجح أبدا ‪ .‬وغالبا ما يتجاهل التالميذ‪2 . 1 .  ‬‬
‫‪.‬التوجيهات والتهديدات ‪ .‬ويبدو أن العقاب ال يكون فعاال دائما‬
‫قسم مليء بالضوضاء دائما ‪  :‬لكن الجو أكثر إيجابية ‪ ،‬ويحاول المعلم أن يجعل المدرسة مفتوحة بتقديم ألعاب وأنشطة‪2 . 2 .  ‬‬
‫ترويحية ‪،‬رغم ذلك تبقى هناك مشكالت ‪،‬فكثير من التالميذ ينتبهون قليال للدروس ‪،‬وقلما يقومون بما يكلفون به بعناية ‪،‬يحدث هذا‬
‫‪ .‬كله رغم أن المعلم يملك ناصية األنشطة األكاديمية ليجعلهم مسرورين قدر اإلمكان‬
‫قسم هادئ ومنظم جدا ‪  :‬ألن المعلم قد وضع قواعد وتأكد من إتباعها‪ ،‬ويالحظ الخروج عليها بسرعة‪ ،‬وتوجيه تحذيرات ‪2 . 3 . ‬‬
‫لمن يقومون بها أو توقيع العقوبات إذا كانت هناك ضرورة لها‪ .‬ويقضي المعلم وقتا طويال يفعل ذلك ألنه يالحظ بسرعة سوء‬
‫السلوك‪ .‬ويبدو المعلم ناجحا كواضع للنظام ألن التالميذ يطيعونه غالبا‪ .‬ورغم ذلك فان مناخ القسم ليس سهال ‪ ،‬والمشاكل تبدو تحت‬
‫‪ .‬السطح ‪ ،‬وخاصة عندما يغادر المعلم القسم‬
‫قسم يبدو وكأنه يدير نفسه ‪  :‬يقضي المعلم معظم وقته يعلم تالميذه ‪،‬وال يتعرض للمشكالت المتصلة بالنظام‪.‬ويتبع التالميذ ‪2 . 4 . ‬‬
‫التعليمات ‪ ،‬ويكملون واجباتهم بأنفسهم‪،‬بدون إرشاد مباشر ‪،‬ويتفاعل التالميذ مع بعضهم البعض‪.‬وربما تأتى الضوضاء من مصادر‬
‫متعددة‪.‬ومع ذلك هناك اتجاه لالنضباط من التالميذ الذين ينخرطون في األنشطة البناءة‪.‬وعندما تعلو الضوضاء فان مجرد تذكير‬
‫‪ .‬المعلم يؤدي بفاعلية إلى خفتها ‪.‬ويشعر من يراقب هذا القسم بإحساس دفء المناخ واإليجابية من أبرز سماته‬
‫‪ .‬إن هذه األنماط األربعة قد توجد معا في أقسام مدرسة واحدة أيا كان المستوى االقتصادي واالجتماعي لتالميذها‬
‫‪ :‬المعلم والمشكالت السلوكية في القسم ‪3 .‬‬
‫إن المشكالت السلوكية للتالميذ داخل القسم ‪ ،‬تؤثر على التالميذ اآلخرين ‪ ،‬وتزعجهم وتعوق سير النشاط والعملية التعليمية ‪،‬‬
‫‪ .‬وتتعارض مع القواعد والنظم المقررة‬
‫ويتأثر سلوك التالميذ في القسم بعوامل ومؤثرات متنوعة ‪ ،‬منها مشكالت شخصية ‪،‬والوضع االجتماعي واالقتصادي ‪ ‬والقدرات‬
‫العقلية ‪،‬وكذلك تأثير جماعة األقران ومقاومة السلطة ‪،‬ونمو الرغبة في االستقالل ‪ ،‬والضغوط البدنية والنفسية ‪.‬وهناك تأثير أجهزة‬
‫‪ .‬اإلعالم‬
‫‪ .‬ويضاف إلى ذلك أسباب متعلقة بالتنظيم المدرسي مثل حجم القسم والمناخ المدرسي والقسم ‪ ،‬والمعلم وطريقة تدريسه‬
‫‪ :‬ويأتي دور المعلم في عالج المشكالت السلوكية للتالميذ عن طريق‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬فهم طبيعة الطفل في المرحلة التعليمية التي يعمل بها‪،‬وخصائصه والمشكالت التي تواجهه‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬االهتمام بالتعرف على مشكالت ومساعدتهم على حلها‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تنمية ثقة التالميذ فيه‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تحمل استفسارات التالميذ وأسئلتهم‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬تشجيع التالميذ على المشاركة في رسم سياسات العمل في القسم والقرارات المختلفة‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬إتباع طرق تدريس تشجع على المناقشة والحوار‬
‫ـ‪   ‬مراعاة العدالة في معاملة الطالب والمساواة بينهم ‪ ،‬وعدم محاباة البعض على حساب اآلخرين‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬استعمال المديح والتشجيع وتقدير المتميزين والمتفوقين‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬االهتمام بعالج التالميذ ذوي التحصيل األقل‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تجنب اللجوء إلى التهديد والتخويف‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تعميق الصالت بأسر التالميذ‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬حسن أداء المعلم لعمله ومحافظته على وقت الحصة‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬التأكيد على العالقات اإلنسانية بينه وبين التالميذ ‪ ،‬وبين التالميذ بعضهم البعض‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬االتصال باألخصائي النفسي أو مستشار التوجيه المدرسي لمساعدته في حل‪  ‬بعض المشكالت الصعبة لبعض التالميذ‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬يكون على دراية بالمضايقات التي يحدثها بعض التالميذ ‪،‬ويتخذ إجراءات فورية إليقافها‬
‫‪ :‬قواعد ينبغي أن يلتزم بها التلميذ في القسم ‪3 . 1 . ‬‬
‫‪  :‬القاعدة األولى ‪  :‬إحضار األدوات التي يحتاجها التلميذ في القسم‬
‫إحضار األدوات التي يحتاجها للحصص المختلفة ( أقالم ‪ ،‬كراسات ‪ ،‬كتب ‪ )..‬من أهم واجبات التلميذ ‪.‬حتى يكون مستعدا للعمل في‬
‫‪ .‬القسم‬
‫‪ :‬القاعدة الثانية ‪  :‬الجلوس في المقعد استعدادا للتعلم‬
‫‪ .‬التلميذ مطالب بااللتزام بالجلوس في مقعده قبل بداية الحصة‪،‬وان يكون جاهزا محضرا أدواته للعمل عندما يطلب منه المعلم‬
‫‪ :‬القاعدة الثالثة ‪  :‬اإلنصات للمعلم باهتمام‬
‫من المهم أن يلتزم التلميذ باإلنصات للمعلم ‪ ،‬قبل بداية الدرس ليعرف ما هو مطلوب منه ‪،‬وان يظل منصتا باهتمام عندما يبدأ المعلم‬
‫‪ .‬في شرح الدرس‬
‫‪ .‬القاعدة الرابعة ‪ :‬احترامه لآلخرين والتأدب معهم‬
‫التلميذ ملزم بإظهار اهتمامه باإلنصات إلى المعلم ‪،‬وان يسلك سلوكا يتصف باألدب نحو الكبار ونحو زمالئه التالميذ ‪ ،‬فال يضايق‬
‫‪ .‬أحدا منهم وال يتشاجر مع أحد ‪ ،‬وال يتحدث بصوت عال مع أي واحد منهم‬
‫‪ .‬القاعدة الخامسة ‪   :‬المحافظة على حجرة الدراسة‪،‬نظامها‪،‬نظافتها ‪،‬واحترام ملكية الغير‬
‫‪ .‬التلميذ ال يلقي شيئا على األرض‪،‬وينظف ما حوله ‪،‬وال يكون مصدرا التساخ حجرة الدراسة ‪،‬واليأخذ ما ليس ملكا له‬
‫‪ .‬القاعدة السادسة ‪ :‬احترام النظم المدرسية‬
‫‪ .‬يلتزم التلميذ باحترام النظام الداخلي للمدرسة ‪،‬وقواعد السلوك المرغوب فيه‬
‫‪    ‬ومن المهم جدا أن يكون التلميذ على دراية بجميع القواعد المدرسية‪،‬ولذلك فانه من واجبات المعلم‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬أن يشرح للتالميذ هذه القواعد‪،‬ويناقشها معهم حتى يقتنعون بها اقتناعا تاما‬
‫ـ‪   ‬أن تكون القواعد مقبولة من المعلم والتالميذ ‪.‬ويتطلب ذلك أن تكون معقولة ومرنة‪ ،‬ويشارك في وضعها التالميذ مع المعلم ‪ ،‬ومن‬
‫‪ .‬هنا فان منح الفرص للتالميذ وسماع آرائهم في وضع القواعد وقبولها يساعد على تقبلها واتباعها‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬أن تذكر القاعدة التالميذ بما ينبغي عليهم أن يقوموا به لممارسة السلوك الصحيح المرتبط بالقاعدة‬
‫ـ‪   ‬أن ترتبط القواعد بعادات العمل و األمان ‪ ،‬إذ ينبغي أال ترتبط القواعد بالتحصيل المعرفي ‪،‬وإنما يمكن أن تعزز مبادئ تنمية عادات‬
‫‪ .‬العمل الجيد ‪ ،‬وتوفير بيئة آمنة‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬أن نتذكر أن الهدف من نظام القواعد ‪ ،‬يتمثل في إرشاد التالميذ نحو الضبط الذاتي والتعاون الالزم لنجاح القسم‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬أن تعرض القواعد بشكل يسهل على التالميذ رؤيتها‬
‫‪ :‬وظائف القواعد المدرسة ‪3 . 2 . ‬‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬أنها توجه السلوك نحو هدف أو نهاية محددة‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تضمن عمليات االنتظام والنظام‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تحمي حقوق كل عضو‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تحدد مسؤوليات كل جماعة وكل فرد‬
‫‪ .‬ـ‪  ‬تعد التالميذ للحياة في مجتمع القانون‬
‫‪ :‬تنظيم القسم‪4. ‬‬
‫‪ :‬يأخذ التنظيم أشكاال مختلفة داخل القسم منها‬
‫‪ :‬تنظيم الوقت ‪4 . 1 . ‬‬
‫ينبغي أن يقوم المعلم بتحديد الوقت الالزم لألنشطة المختلفة على مدار اليوم أو األسبوع مراعيا في ذلك اإلمكانيات المادية والبشرية‬
‫‪ .‬المتاحة‬
‫ومن المهم أيضا أن يحسن المعلم توزيع زمن كل حصة على مراحل عمله التدريسي‪،‬حيث يخصص للتمهيد الوقت المناسب له‬
‫وكذلك العرض والتطبيق ‪.‬كما يحتاج التالميذ إلى التدريب على استعمال الوقت استعماال سليما‪.‬إنها مسؤولية إدارة المدرسة ومعلم‬
‫‪  .‬القسم‬
‫‪ :‬تنظيم التالميذ داخل حجرة الدراسة ‪4 . 2 . ‬‬
‫‪ :‬هناك أشكال متنوعة لتنظيم التالميذ في حجرة الدراسة منها‬
‫‪ :‬تنظيم التالميذ في مجموعات عمل‪4 . 3 .  ‬‬
‫في هذا التنظيم يجمع التالميذ في شكل مجموعات حسب عدد التالميذ في القسم ‪،‬وهو يناسب في حصص األعمال الموجهة أو‪ ‬‬
‫األعمال التطبيقية ‪،‬وهو تنظيم يساعد التالميذ على التعلم بالمشاركة والتعلم التعاوني ‪.‬والمعلم ينتقل بينهم متابعا وموجها ‪.‬وقد ينظم‬
‫‪ .‬التالميذ على شكل دائري أو مستطيل أو مربع للحوار والمناقشة ‪.‬ويقوم المعلم بدور المنظم و الموجه للحوار والمناقشة‬
‫أما الشكل الثالث فانه يمثل النمط التنظيمي الشائع المعمول به في بقية الحصص األخرى ‪ ،‬حيث يجمع التالميذ في شكل صفوف‬
‫داخل حجرة الدراسة ‪،‬ويقوم المعلم هنا بالدور األساسي في عملية التعلم ‪ ،‬ملقيا الدرس وموجها ومرشدا تارة ومحاورا ومنشطا‬
‫‪ .‬تارة أخرى‬
‫ومن مآخذ هذا األسلوب ‪ ،‬قلة مراعاته للفروق الفردية ‪ ،‬وتأكيده على التلقين وسلبية المتعلمين‪،‬وخاصة عندما تكون األقسام مكتظة‬
‫‪،‬حيث يتعذر متابعة التالميذ فرديا أثناء التوجيه واإلرشاد ‪،‬كما يصعب على المعلم فرض النظام داخل القسم ‪.‬ولهذا يعتبر االكتظاظ‬
‫‪ ( .  ‬أكثر من ‪ 30‬تلميذ ) من المشاكل العويصة التي تساهم بقسط وفير في رسوب التالميذ وتسربهم‬
‫‪ :‬فاعلية االتصال ‪5 .‬‬
‫‪ .‬تعتمد فاعلية االتصال على توفر بعض العوامل في عملية االتصال منها‬
‫‪ :‬اتجاهات المعلم ‪  :‬وتتضمن ‪ 5 . 1 .‬‬
‫‪ :‬اتجاه المعلم نحو نفسه‪5 . 1 . 1 .  ‬‬
‫فالمعلم الواثق من نفسه المتقبل لذاته غالبا ما يكون قادرا على تحقيق اتصال فعال بينه وبين تالميذه ‪ .‬والمعلم المتزن انفعاليا ‪  ،‬‬
‫الذي يتحلى بالصبر والتحمل والعطف والثقة بالنفس واآلخرين ‪ ،‬والذي ال يبالغ في تتبع أخطاء اآلخرين ‪ ،‬وال يلقي بالذنوب‬
‫‪ .‬عليهم ‪،‬وال يثور ال تفه األسباب ‪ .‬هو معلم يستطيع أن يدير عملية االتصال بينه وبين تالميذه بفعالية‬
‫‪ :‬اتجاه المعلم نحو تالميذه ‪5 . 1 . 2 . ‬‬
‫فالمعلم الذي يحب تالميذه ويميل إلى التعامل معهم ويؤمن بقيمة كل منهم ‪،‬وبحق كل واحد منهم في النمو والتعلم ‪،‬ويؤمن بوجود ‪ ‬‬
‫فروق فردية بينهم في الذكاء والنمو والتعلم ‪ ،‬ويؤمن أيضا بان كل واحد منهم إنسان يوجه عملية االتصال بينه وبينهم‪  ‬توجيها‬
‫‪.‬سليما‬
‫‪ :‬اتجاه المعلم نحو عمله ‪5 . 1 . 3 . ‬‬
‫ال‪  ‬يكفي أن يلم المعلم بالمواد الدراسية ‪،‬ويتقن طرق التدريس‪ ،‬ويعرف أساليب التقويم وغيره من النشاطات المختلفة ‪،‬بل البد له ‪ ‬‬
‫‪ ،‬أن يميل إلى عمله بل يشعر بالسعادة واالرتياح ‪.‬وهذا الميل يساعد المعلم من إنجاح عملية االتصال‬
‫‪ :‬اختيار وسيلة االتصال المناسبة ‪5 . 1 . 4 . ‬‬
‫هناك وسائل متنوعة لالتصال ‪ ،‬والمهم مدى مالءمة وسيلة االتصال للموقف والتلميذ ‪ ،‬قد يكون االتصال اللفظي مالئما للتلميذ في ‪ ‬‬
‫موقف ما ‪،‬ولكنه قد ال يكون مالئما في موقف آخر مع نفس التلميذ أو تلميذ آخر ‪ .‬فالمعلم مثال في درس عملي يجد أن االتصال‬
‫‪ .‬اللغوي ال يكفي وحده ‪،‬وقد يكون في حاجة إلى وسائل أخرى لالتصال‬
‫‪ :‬مستوى الدافع لدى التلميذ‪5 . 1 . 5 .  ‬‬
‫إن مستوى الدافع عند التلميذ يؤثر بدرجة كبيرة على فاعلية عملية االتصال ‪،‬فالدرجة العالية من الدافعية تحقق الرغبة والسرعة ‪ ‬‬
‫في التعلم‪ ،‬ولهذا يتطلب من المعلم أن يعمل على تهيئة تالميذه وحفزهم ‪ ،‬ليكون االتصال بينه وبينهم فعاال‬
‫‪ :‬أنماط االتصال داخل القسم ‪6 .‬‬
‫‪ :‬ابرز أنماط االتصال داخل القسم هي‬
‫االتصال الراسي الهابط‪ :  ‬هذا النمط يكون االتصال دائما من أعلى إلى أسفل ‪ ،‬والمعلم فيه هو سيد الموقف ‪،‬والتلميذ دائما ‪6 . 1 .‬‬
‫هو المتلقي للمعلومات ‪،‬ال إيجابية أو فاعلية له بل هو سلبي في العملية التعليمية ‪،‬قد يحتاج المعلم إلى استعمال هذا االتصال عندما‬
‫يلقي قصيدة شعرية أو يعرف التالميذ بحياة كاتب ‪ ،‬وبصفة عامة عندما ال تتوفر المعلومات عند التالميذ ويتعذر عليهم الوصول إلى‬
‫‪ .‬المطلوب‬
‫استعمال هذا النمط‪  ‬باستمرار يجعل العملية التعليمية قليلة اإلنتاجية والفاعلية ‪ ،‬ويسهم في سلبية المتعلم ‪،‬كما انه ال يتيح فرص‬
‫االتصال بين التالميذ بعضهم البعض ‪،‬الن التلميذ يستقبل المعلومات من المعلم فقط ‪ ،‬وال يتصل بزمالئه في القسم ليناقشهم أو يأخذ‬
‫منهم ‪،‬مما يؤدي إلى إحساس التالميذ بالملل واللجوء إلى استعمال بعض األساليب المخلة بالنظام ‪ ،‬ولهذا يجب على المعلم عدم‬
‫‪ .‬اإلكثار من استعمال هذا النوع من االتصال‬
‫‪ .‬ويقابل هذا النوع من االتصال في طرق التدريس ‪ .‬الطريقة اإللقائية‬
‫االتصال الراسي الهابط الصاعد ‪  :‬االتصال في هذا النمط يكون من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى ‪،‬والمعلم في هذا ‪6 . 2 . ‬‬
‫النمط مرسل والتلميذ مستقبل ‪ ،‬وفي نفس الوقت يكون المعلم مستقبال والتلميذ مرسال ‪،‬هذا النمط يتيح للتالميذ فرصا ليعبروا عن‬
‫‪ .‬أفكارهم ‪ ،‬ويجيبون عن أسئلة المعلم‬
‫هذا النمط ال يتيح فرص االتصال يبن تلميذ و آخر ‪.‬الن التلميذ مع كونه مستقبال ومرسال إال أن الرسالة دائما من المعلم واليه‬
‫( المعلم يسال والتلميذ يجيب ) وهذا يجعل نشاط التلميذ محدودا وقليل الفعالية ‪ ،‬الن التالميذ ال يستفيدون وال يفيدون بعضهم البعض‬
‫‪.‬‬
‫‪ .‬ويقابل هذا النوع من االتصال في طرق التدريس ‪ .‬الطريقة الحوارية‬
‫االتصال الراسي الهابط الصاعد األفقي ‪ :‬في هذا النمط يكون االتصال من أعلى إلى أسفل (من المعلم إلى التالميذ ) و من ‪ 6 . 3 . ‬‬
‫أسفل إلى أعلى ( من التلميذ إلى المعلم ) ويوجه المعلم رسائل إلى التالميذ عندما يريد أن يلقي عليهم معلومات أو يطرح سؤاال ‪،‬‬
‫‪ .‬والتلميذ يوجه رسائل إلى المعلم عندما يستفسر ‪ ،‬أو يبدي وجهة نظر أو يجيب عن سؤال أو يطرح سؤاال‬
‫‪ .‬وفي هذا النمط‪  ‬يكون االتصال أيضا أفقيا بين تلميذ و آخر ‪،‬فالتلميذ يناقش زميله ويوجه إليه سؤاال ويتلقى منه الجواب‬
‫ويالحظ أن هذا النمط يعالج ما يؤخذ على النمطين السابقين ‪ ،‬من إهمال التفاعل بين التالميذ ‪ ،‬وتقليل فرص األخذ والعطاء بينهم ‪.‬إال‬
‫انه مع ذلك يؤخذ عليه أن تبادل الرسائل ( المعلومات) بين التالميذ ال يكون له صلة بما يوجهونه من رسائل إلى المعلم وما‬
‫يستقبلونه من رسائل منه ‪ .‬وبتعبير آخر فالتالميذ ال يسألون‪  ‬أو يشرحون ويوضحون بعض األفكار والمعارف لبعضهم البعض كما‬
‫يحدث ذلك مع المعلم ‪ ( .‬أي أن التالميذ يكتفون بتصحيح اإلجابات لبعضهم البعض ‪،‬أو يعيدون اإلجابات الصحيحة من بعضهم‬
‫‪ .‬البعض مثال ) (‪ ‬الطريقة الحوارية‪) ‬‬
‫االتصال متعدد القنوات ‪  :‬االتصال وفقا لهذا النمط يتم بين المعلم وتالميذه ‪،‬وبين التالميذ والمعلم ‪ ،‬كما أن االتصال يتم بين ‪6 . 4 . ‬‬
‫‪ .‬التالميذ بعضهم البعض أيضا‪ ،‬فهناك معلومات متبادلة بينهم‬
‫ومن جهة أخرى فان اتصاالت التالميذ (تفاعل) فيما بينهم يؤثر على ما يرسلونه من رسائل إلى المعلم ‪ ،‬وما يستقبلونه من رسائل‬
‫‪.‬منه ‪،‬حيث يساعد ذلك على زيادة إيجابيتهم في الموقف التعليمي‬
‫‪ .‬ويقابل هذا النوع من االتصال في طرق التدريس ‪( .‬الطريقة الحوارية النشيطة )‬
‫‪ :‬وإذا كان هذا النمط هو أكثر األنماط تالؤما مع االتجاهات الحديثة في تسيير القسم‪ ،‬إال أن هناك صعوبات في تطبيقه من أهمها‬
‫ـ‪   ‬ارتفاع عدد التالميذ في األقسام الدراسية ‪،‬فهناك مدارس كثيرة يزيد فيها عدد التالميذ عن ‪ 45‬تلميذ في القسم الواحد ‪ ،‬بينما النمط‬
‫‪ .‬المتعدد القنوات يحتاج إلى عدد قليل من التالميذ‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬كثافة المقررات والمواد الدراسية ‪،‬تجبر المعلم على اإلسراع في عرضها واالنتهاء منها ‪ ،‬قبل نهاية السنة الدراسية‬
‫‪ .‬طبيعة تكوين المعلم ال تناسب هذا النمط المتعدد القنوات ‪،‬فالمعلم تربى على تعليم تلقيني في مختلف المراحل التعليمية تقريبا‬
‫‪ .‬ـ‪   ‬قلة الوسائل التعليمية المتوفرة في المدارس‬
‫ومع هذا فان إعداد المعلم إعدادا جيدا وتدريبه على التقنيات الحديثة للتعليم والتفاعل واالتصال ‪ .‬و أخذه بالتخطيط العلمي أسلوبا‬
‫‪ .‬للعمل يساعده على التغلب على مثل هذه الصعوبات‬
‫ويتطلب التدريس الفعال إتاحة الفرص العديدة للتالميذ لإلسهام بنفسهم والتعبير عن أفكارهم الخاصة واالستماع إلى ما يقولونه ‪،‬كما‬
‫‪ .‬انه ينبغي العمل على إيجاد قدر من التوازن بين حديث المعلم وحديث التالميذ‬
‫‪ :‬المناخ المدرسي‪7.  ‬‬
‫‪ .‬ينبغي التأكيد على أن هناك تداخال بين مناخ القسم والمناخ المدرسي‪،‬ذلك أن هناك ارتباطا بينهما واتصاال وتأثيرا متبادال‬
‫‪ :‬وقد توصل ( هالبين و كروفت ) إلى وجود ستة أنواع من المناخ المدرسي ‪ ،‬هي‬
‫‪ :‬المناخ المفتوح ‪ 7 . 1 .‬‬
‫ويكون المناخ المدرسي مناخا مفتوحا ‪ ،‬عندما يتمتع أعضاؤها بروح معنوية عالية ‪،‬حيث نجد المعلمين يعملون معا دون شكوى‪.‬‬
‫كما يسعى مدير المدرسة إلى تسهيل إنجاز المعلمين لألعمال الموكلة إليهم بال تعقيدات ‪ ،‬كما تسود المدرسة عالقات اجتماعية قوية‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬مناخ الحكم الذاتي ‪ 7 . 2 .‬‬
‫ويسود المدرسة التي تتسم بهذا المناخ‪ ،‬حرية شبه كاملة يتيحها مديرها للعاملين بها في أداء واجباتهم‪ ،‬ويتسم األداء واإلنجاز‬
‫‪ .‬باالنسيابية وعدم التعقيد ‪،‬حيث يتعاون الجميع وحيث تسود روح معنوية عالية بينهم‪ ،‬وان كانت بدرجة اقل من المناخ المفتوح‬
‫‪ :‬المناخ المراقب ‪ 7 . 3 .‬‬
‫يسود هذا المناخ مؤسسات التعليم ‪ ،‬إذا تركز االهتمام بأداء العمل وإنجازه بالدرجة األولى ‪،‬ولو على حساب إشباع حاجات‬
‫العاملين ‪ .‬ذلك أن االهتمام بالعمل وإنجاز الواجبات ال يتيح فرصة االهتمام بالعالقات بين العاملين ‪ .‬ويقوم مدير المدرسة في هذا‬
‫المناخ بالرقابة والمتابعة والتوجيه المباشر‪ ،‬وال يسمح بالخروج على القواعد الموضوعة ‪،‬دون االهتمام بمشاعر اآلخرين‪.‬ومن عنا‬
‫‪ .‬فان الروح المعنوية ال تكون عالية كما هي الحال بالنسبة للمناخ المفتوح‬
‫‪ :‬المناخ العائلي ‪ 7 . 4 .‬‬
‫وتسود المدرسة التي تتسم بهذا المناخ الروح العائلية ‪،‬ويفضل االهتمام بالعالقات والحاجات االجتماعية عن االهتمام بالعمل‬
‫واإلنجاز ‪ .‬ويقل الدور التوجيهي لمدير المدرسة‪،‬وهو ال يعقد األمور بل ييسرها إلى حد كبير إلى درجة أن الجميع يشعر بجو‬
‫‪ .‬األسرة ‪.‬ولما كان االهتمام منصبا على إشباع الحاجات االجتماعية وحدها فان الروح المعنوية تكون متوسطة‬
‫‪ :‬المناخ الوالدي ‪ 7 . 5 .‬‬
‫وتتميز المدرسة في ظل هذا المناخ بانعدام تفويض السلطة‪،‬إذ تتركز السلطة في مدير المدرسة ‪،‬وينجم عن ذلك أن سلطة الرقابة‬
‫تكون أعلى من سلطة التوجيه واإلشراف ‪،‬فهناك اهتمام ضعيف بتوجيه أعضاء المدرسة في عملهم وأدائهم وكذلك بالنسبة إلى‬
‫إشباع حاجاتهم االجتماعية ‪.‬ويسود االنقسام والتحزب صفوف أعضاء المدرسة ‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية نتيجة‬
‫‪ .‬انخفاض األداء وإهمال إشباع الحاجات‬
‫‪ :‬المناخ المغلق ‪ 7 . 6 .‬‬
‫وهو نقيض المناخ المفتوح ‪ ،‬فاألعضاء من معلمين وعاملين ال تتاح لهم فرص تنمية عالقاتهم االجتماعية‪ ،‬كما أن أداء العمل و‬
‫إنجازه يكون منخفضا ‪ .‬ويتصف مدير المدرسة بعدم قدرته على القيادة والتوجيه‪،‬وتحقيق مستوى األداء المطلوب ‪،‬انه يهتم‬
‫‪ .‬بالشكليات واألمور الروتينية‪ ،‬كما يتناسى دوره كنموذج وقدوة ‪ .‬وينتج عن ذلك انخفاض شديد في الروح المعنوية بالمدرسة‬
‫إن المدير الفعال الناجح يعمل على إشباع الحاجات االجتماعية ‪ ،‬وإتاحة فرص متنوعة لظهور قيادات داخل المدرسة ‪،‬كما يعمل على‬
‫‪ .‬رفع مستوى األداء وإنجاز العمل‬
‫هذا وقد بينت دراسات عديدة أن التحصيل الدراسي للتالميذ يرتفع في ظل مناخ يسوده االهتمام بالنواحي اإلنسانية‪ ،‬كما ينخفض‬
‫متى أهمل االهتمام بها واقتصر على العمل وحده ‪.‬ويرتبط االهتمام بالجوانب اإلنسانية واالجتماعية بارتفاع الروح المعنوية‬
‫‪ .‬للمعلمين والطالب معا‬
‫المصدر‪ :‬المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم‬
‫‪ ‬التسيير داخل القسم‬
‫‪ ‬‬

‫تسيير داخل القسم فن ال يجيده إال من يعرف تطبيق األساليب التربوية الصحيحة ‪،‬‬

‫‪  ‬وهو وان كان من المهارات التي تكتسب بالمران وطول التجربة ‪ ،‬إال أن االستعداد الشخصي يلعب دورا أساسيا‬
‫في إتقانه ‪.‬‬

‫والدليل على ذلك أن بعض المربين ممن قضوا سنوات كثيرة في مزاولة التدريس ما يزالون غير قادرين على تسيير‬
‫األقسام التربوية‬

‫التي يتولون تدريسها تسييرا ناجعا‪،‬والسبب في ذلك يرجع إلى‪  ‬عدم استطاعة المدرس إثارة الرغبة في نفوس‬
‫طالبه‬

‫‪  ‬إلى الدرس الذي يلقيه ‪ ،‬وفي غفلته عن مراقبتهم مراقبة تامة ‪،‬وفي عدم اهتمامه بالنظام وعدم التزامه جانب‬
‫العدالة في معاملة الجميع ‪،‬‬

‫‪ ‬واستعماله مختلف وسائل الترهيب في ضبطهم‪.‬‬

‫‪    ‬ويرى المشرفون والمدرسون أن عملية التحكم في القسم البيداغوجي تمثل جزءا هاما من عملية‬
‫التدريس ‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫إذ بمجرد تجمع عدد من األفراد يتراوح بين ‪ 40‬و‪ 45‬فردا في حجرة واحدة فانه سوف تظهر بعض‬
‫المشكالت الخاصة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬بالتنظيم والتنسيق والمتابعة والتي تحتاج إلى حل ‪ ،‬ولهذا فان عملية تسيير القسم البيداغوجي تمثل الخطوة‬
‫األولى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫نحو تحقيق أغراض أكثر أهمية في عملية التدريس‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫التسيير الناجح ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫تتوقف القدرة على النجاح في تسيير القسم البيداغوجي على مقدار اهتمام المدرس بالعناصر البيداغوجية‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫التي تساهم في تحقيق هذا النجاح وتطبيقها بمهارة وإبداع ‪.‬وأهم هذه العناصر هي‪ : ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬اإلثارة الفكرية ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬وتقوم اإلثارة الفكرية على ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪  ‬وضوح االتصال الكالمي بين المدرس والتالميذ‪،‬حيث يرتبط هذا الوضوح بطريقة شرح المدرس وعرضه‬
‫للمادة العلمية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪  ‬أثر المدرس االنفعالي اإليجابي على التالميذ ‪ ،‬ويتولد هذا األثر عن طريقة عرض المادة العلمية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪   ‬إبراز العالقات بين المفاهيم ‪ ،‬ومساعدة التالميذ على معرفة التطبيقات العملية لهذه المفاهيم في بعض‬
‫المواقف الجديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪   ‬إشراك التالميذ في العمل ‪،‬وهذا يجعل تقديم المضمون بطريقة تفاعلية ‪ ،‬وبحماسة عالية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪   ‬تبدو األفكار التي يعرضها المدرس على التلميذ مقبولة ‪ ،‬ومعقولة وواضحة وسهلة التذكر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪  ‬انتباه التالميذ لما يقوله المدرس ‪ ،‬فال تتشتت أفكارهم خارج القسم‬
‫‪ ‬‬
‫ـ‪   ‬شعور التالميذ بأهمية استثارة األفكار لهم ‪ ،‬ويعملون على االنتظام في حضور الدروس‪. ‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫التدريس المتميز‪ ...‬ماذا يعني‪ ،‬وإال َم يهدف؟!‬

‫ال يمكن القول إن جميع الطلبة متشابهون‪ .‬وبناء على هذه المعرفة‪ ،‬فإن التدريس المتميز يطبق طريقة‬
‫في التعليم والتعلم بحيث يكون لدى الطلبة العديد من الخيارات من أجل الحصول على المعلومات‬
‫واالستفادة من األفكار‪ .‬كما أن نموذج التدريس المتميز يتطلب أن يتحلى المدرسون بالمرونة في طرق‬
‫التدريس وتعديل المناهج وشرح المعلومات للمتعلمين بدال من أن يتوقعوا من الطلبة تعديل أنفسهم‪ #‬مع‬
‫المنهاج‪ .‬كما أن التدريس الصفي يمثل عمال لجميع الطلبة‪ ،‬الجماعات والتدريس الفردي‪ .‬وعالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬فإن التدريس المتميز يمثل نظرية تدريس بناء على فرضية أن طرق التدريس يجب أن تتنوع‬
‫وتعدل بحسب قدرات األفراد والطلبة في الصفوف‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف‬

‫من أجل تعريف التدريس المتميز‪ ،‬من الضروري معرفة أن الطلبة يختلفون في الخلفيات المعرفية‪،‬‬
‫واالستعداد‪ ،‬واللغة‪ ،‬والرغبات‪ ،‬واالهتمامات‪ ،‬والتصرف بشكل إيجابي‪ .‬ويمكن تعريف التدريس المتميز‬
‫على أنه إجراء في طرق تدريس وتعلم الطلبة من مختلف القدرات في نفس الغرفة الصفية‪ .‬كما يجب‬
‫التسليم بأن هدف التدريس المتميز هو زيادة نمو قدرات كل طالب‪ ،‬وتحقيق النجاح الفردي للطلبة من‬
‫خالل تلبية احتياجات كل طالب‪ ،‬ومساعدته في عملية التعلم‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫دورة التعلم في عوامل القرارات المستخدمة في تخطيط وتنفيذ التدريس المتميز‬

‫التقويم الجمعي‬

‫تقييم المحتوى‪ :‬المنتج‬

‫المحتوى‪ :‬ما يخطط المعلم لتدريسه‬

‫المنهاج‪ :‬معايير الوالية والمعايير المحلية والعالمات الفارقة‬

‫‪ ‬‬

‫العملية‪:‬‬

‫كيف يقوم المعلم بـ‪:‬‬

‫‪ -‬تخطيط التدريس‬

‫‪ -‬الصف ككل‬

‫‪-‬الجماعات‪/‬األزواج‬

‫‪ -‬بشكل فردي‬

‫الطالب‪ :‬االستعداد‪/‬القدرة‪/‬االهتمامات‪/‬المواهب‪:‬ملف التعلم‪/‬المعرفة المسبقة‬

‫التقييم القبلي‬

‫‪ ‬‬

‫تحديد المحتويات‪/‬المواصفات‬

‫هناك عدد من العناصر الرئيسة التي توجه التميز في بيئة التعليم‪ .‬ويحدد‪ Tomlinson, 2001  ‬ثالثة‬
‫من عناصر المنهاج والتي يمكن تمييزها‪:‬‬

‫‪       -‬المحتوى‬

‫‪       -‬العملية‬

‫‪       -‬المنتجات‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن هناك عددًا من االرشادات التي تساعد المدرسين على تشكيل فهم وتطوير أفكار‬
‫حول التدريس المتميز‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المحتوى‬

‫* يتم استخدام العديد من العناصر والمواد لمساندة محتوى التدريس‪ ،‬وتشمل‪:‬‬


‫‪ -‬األفعال‬

‫‪ -‬المفاهيم‬

‫‪ -‬التعميمات أو المبادئ‬

‫‪ -‬االتجاهات‬

‫‪ -‬المهارات‬

‫‪ ‬‬

‫أما التميز الذي يالحظ في غرفة الصف فهو طريقة اكتساب الطلبة للتعلم الهام‪ .‬ويعتبر االطالع على‬
‫المحتوى من العناصر الضرورية‪.‬‬

‫�‪        ‬المهام واألهداف التي تحقق غايات التعلم‪:‬‬

‫يرى مصممو التدريس أهمية للمهام التي تحقق أهداف التدريس وغاياته‪ .‬وكثيرا ما يتم تقييم األهداف‬
‫من خالل العديد من االختبارات على مستوى الوالية وكثيرا ما تطبق المعايير المقننة‪ .‬وكثيرا ما يتم‬
‫كتابة األهداف على شكل خطوات متسلسلة تنتج عن مهام بناء المهارات‪ .‬وتؤدي قائمة األهداف إلى‬
‫تسهيل ايجاد الخطوة التدريسية التالية للمتعلمين الذين يتعلمون على أي مستوى‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫�‪        ‬التدريس يركز على المفاهيم ومشتق من المبادئ‪:‬‬

‫يجب أن تكون مفاهيم التدريس واسعة المدى وليست مركزة على تفاصيل لحظية أو حقائق غير‬
‫محدودة‪ .‬وعلى المعلمين التركيز على المفاهيم‪ ،‬والمباديء‪ ،‬والمهارات التي يجب أن يتعلمها الطلبة‪.‬‬
‫كما أن محتوى التدريس يجب أن يعالج نفس المفاهيم مع الطلبة ولكن أن يعدل بحسب درجة تعقيد‬
‫وتنوع الطلبة في غرفة الصف‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫العملية‬

‫�‪        ‬استخدام‪ #‬التجميع المرن بشكل مناسب‪:‬‬

‫تعتبر استراتيجيات التجميع المرن ضرورية‪ .‬ويتوقع أن يتفاعل المتعلمون ويعملون معا أثناء تطوير‬
‫المعرفة بالمحتوى الجديد‪ .‬وقد يجري المعلمون مناقشات تعريفية مع جميع طلبة الصف للتعريف‬
‫بالمحتوى واألفكار‪ ،‬ويليها مناقشات مع مجموعة صغيرة أو عمل زوجي‪ .‬ويمكن تدريب الطلبة من قبل‬
‫المعلم إلكمال المهام‪ .‬وبناء على المحتوى‪ ،‬المشروع‪ ،‬والتقويمات المستمرة‪ ،‬فإن عملية التجميع‬
‫وإعادة التجميع يجب أن تكون عملية ديناميكية والتي تمثل أحد أسس التدريس المتميز‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫�‪        ‬اإلدارة الصفية تفيد الطلبة والمعلمين‪:‬‬


‫على المعلمين أخذ مسألة التنظيم الصفي بعين االعتبار‪ ،‬مع استخدام استراتيجيات التدريس بفعالية‪.‬‬
‫وتحدد كارول‪ Carol Tomlinson, 2001  ‬سبعة عشر استراتيجية للمعلمين من أجل تلبية تحدي‬
‫تصميم وإدارة التدريس المتميز (كيفية تمييز التدريس في الصفوف مختلطة القدرات‪ ،‬الفصل ‪.)7‬‬

‫‪ ‬‬

‫المنتجات‬

‫�‪        ‬أهمية التقييم المبدئي والمستمر الستعداد الطلبة ونموهم‪:‬‬

‫إن التقييم الهادف القبلي عادة ما يؤدي إلى التميز والنجاح‪ .‬وقد تكون عمليات التقييم رسمية أو غير‬
‫رسمية‪ ،‬بما فيها المقابالت‪ ،‬والمسوحات‪ ،‬وتقييم األداء‪ ،‬وغيرها‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن دمج التقييم‬
‫القبلي والبعدي يعرف المعلمين بأفضل طرق التدريس التي يجب استخدامها‪ ،‬والخيارات‪ ،‬والجسور التي‬
‫تعرف بمختلف احتياجات الطلبة‪ ،‬واهتماماتهم‪ ،‬وقدراتهم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫�‪        ‬يكون الطلبة مستكشفين فعالين ومسؤولين‪:‬‬

‫إن احترام المعلم لكلم مهمة تثير اهتمام المتعلم‪ ،‬ومشاركته‪ ،‬ضرورية لعملية الفهم‪ ,‬واكتساب المهارات‪.‬‬
‫ويجب أن يشعر كل طفل أنه يواجه التحدي في معظم األوقات‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫�‪        ‬التنويع في التوقعات والمتطلبات الستجابات الطلبة‪:‬‬

‫وهذا يتم من خالل استخدام وسائل التعبير‪ ،‬واالجراءات البديلة‪ ،‬وتطبيق مختلف أنواع التقييم‪ ،‬ووضع‬
‫الدرجات‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫إرشادات لجعل التميز ممكنا لدى المعلمين‬

‫‪        -‬توضيح أهم المفاهيم والتعميمات لضمان اكتساب جميع المتعلمين لفهم كامل وقوي يعمل كأساس‬
‫للتعلم المستقبلي‪.‬‬

‫‪        -‬استخدام التقييم كوسيلة تدريس للتوسع في قياس التدريس‪ ،‬قبل‪ ،‬وأثناء ‪ ،‬وبعد التدريس‪.‬‬

‫‪    -‬التركيز على التفكير الناقد واالبداعي كهدف عند تصميم الدروس‪ .‬إن المهام‪ ،‬والنشاطات‪،‬‬
‫واإلجراءات تتطلب أن يدرك الطلبة المادة الدراسية‪ ،‬ويطبقوا المعاني‪ .‬ويحتاج التدريس إلى مساندة‬
‫ودافعية‪ ،‬والتنويع في المهام‪ ،‬والمواد‪ ،‬أو المعدات الالزمة في غرفة الصف‪.‬‬

‫‪       -‬ضرورة إشراك جميع الطلبة‪.‬‬

‫‪       -‬توفير توازن بين مهام المعلم والمهام التي سينفذها الطلبة‪.‬‬

‫أدلة على توفر الفعالية‬


‫يعرف التميز من خالل تجميع وتطبيق العديد من النظريات والممارسات‪ .‬وبناء على هذه المراجعة‬
‫لألدبيات‪ ،‬فإن الحزمة نفسها تعاني من نقص في الصدق االمبريقي‪ .‬وهناك فجوة واضحة في األدبيات‬
‫في هذا المجال‪ ،‬مع الحاجة الجراء المزيد من البحوث في هذا المجال‪.‬‬

‫وتتجذر المباديء والتعليمات من خالل سنوات طويلة من النظريات والبحوث التربوية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫تطبيقات على بيئات غرفة الصف التعليمية العامة‬

‫إن تصميم وتطوير التدريس المتميز كنموذج يبدأ في غرفة الصف‪ .‬ويتم التطبيق األولي للطلبة‬
‫الموهوبين والذي ربما ال يتم تحديهم بشكل كاف من خالل المحتوى المقدم في صفوف التعليم العام‪.‬‬
‫وعندما تصبح الصفوف أكثر تنوعا من خالل إدخال الدمج للطلبة المعاقين‪ ،‬وحقيقة التنوع في المدارس‬
‫الحكومية‪ ،‬فإن التدريس المتميز يطبق على كافة مستويات الطلبة وقدراتهم‪.‬‬

‫وهناك الكثير من مؤلفي المنشورات حول التدريس المتميز‪ ،‬يوصون بشدة بأن يتبنى المدرسون‬
‫الممارسات ببطء‪ ،‬وربما مجال محتوى واحد في كل مرة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن الخبراء يتفقون أن‬
‫على المعلمين العمل معا من أجل تطوير‪ ‬األفكار وقوائم الخيارات لكي يشترك الطلبة في العبء االبداعي‪.‬‬

‫التعليم المتميز‬
‫أصبح التعليم الركيزة األساسية لتقدم الدول والتكتالت‪ #‬الدولية‪ .‬فكل الدول تقدمت من بوابة التعليم‪ #,‬كما أن الدول الصناعية‬
‫المتقدمة تضع‪ #‬التعليم في أولوية‪ #‬برامجها وسياساتها‪ #.‬والصراع السائد في ظل هيكلة‪ #‬القطبية الواحدة اليوم هو باألساس‬
‫سباق وتنافس‪ #‬في التعليم‪ ،‬وإن اتخذ هذا الصراع أشكاالً سياسية واقتصادية‪ #‬أو عسكرية‪ .‬فقوة الدولة في مختلف المجاالت‬
‫من اقتصادية‪ #‬وعسكرية وسياسية إنما تركز باألساس على التعليم‪.‬‬
‫ومن هنا تبرز أهمية‪ #‬التعليم باعتباره‪ #‬أحد محددات إنتاجية‪ #‬أي دولة‪ ،‬ألنه يحدد إنتاجية‪ #‬الفرد فيها عن طريق الخبرات‬
‫والقدرات والمهارات التي يتمتع بها الفرد‪.‬‬
‫أننا بحاجة إلى تطوير مفاهيم العملية التعليمية وعناصرها‪ .‬فمن الضروري أن ننتقل من التعليم إلى التعلم‪ ،‬ومن الحفظ‬
‫والتلقين إلى الخبرات والقدرات‪ .‬ويجب أن يكون دور المعلم هو إطالق قدرات الفريق الذي يقوده في المدرسة أو الجامعة‪،‬‬
‫ويجب تطوير مناهج‪ #‬التعليم والعملية التعليمية‪ ،‬بحيث تحقق التوازن‪ #‬بين أهداف التربية‪ #‬الروحية والنفسية واالجتماعية‬
‫والصحية‪.‬‬
‫أن تطوير استخدام التقانة في مجال التعليم سوف يغير شكل العملية‪ #‬التعليمية‪ #.‬فاستخدام الحاسابات اإللكترونية‪ #،‬واإلكثار من‬
‫المعامل العلمية المجهزة بأحدث اإلمكانات‪ ،‬والتوسع‪ #‬في استخدام الوسائل اإليضاحية في التعليم‪ #‬من شرائح مصورة وملونة‬
‫ورسومات بيانية‪ #‬وأفالم تعليمية‪ #...‬إلخ‪ ،‬سوف يغير شكل العملية التعليمية إلى شكل أكثر حداثة يتفق وسمات التقدم العصري‬
‫في مجال تقانة التعليم‪.‬‬
‫لذلك فإنه يجب ربط التعليم بسوق العمل‪ ،‬وهو ما يعني وجوب أن ينجح التعليم‪ #‬في ترسيخ الخبرات‪ #‬األساسية ودعمها في‬
‫إنسان المستقبل كخبرة استعمال الرياضيات والقدرة على التعامل‪ #‬مع المعلومات‪ #‬ومع األنظمة ومع التقانة الحديثة ومع‬
‫البشر‪.‬‬
‫كما يجب أن تراجع المقررات الدراسية في مختلف مراحل التعليم‪ #‬إلزالة ما علق بها من حشو وتكرار‪ #.‬ويجب إدخال البعد‬
‫المستقبلي في العملية التعليمية‪ #،‬وأن يخاطب التعليم‪ #‬الفروق الجغرافية والبيئية واالجتماعية‪ #‬الموجودة في مناطق معينة‪،‬‬
‫ألن هدف التعليم هو حل مشكالت المجتمع والتي تختلف من مكان إلى مكان‪ .‬ويجب النهوض‪ #‬بوضع‪ #‬المعلم ماديا ً وأدبيا ً‬

‫ومهنياً‪ #،‬والتدقيق‪ #‬فيمن يتم اختيارهم‪ #‬لمهنة التدريس‪ #،‬بحيث تتضمن شروط مزاولة المهنة‪ #‬فترة اختبار‪ #‬كافية يتقرر بعدها‬
‫مدى صالحية المرشح لمزاولة‪ #‬هذه المهنة‪ #‬النبيلة‪.‬‬
‫أن تقنيات التعليم قد تطورت‪ ،‬وأصبحت قادرة على تقديم برامج للتعليم من بعد‪ ،‬سواء للطالب أم للمعلمين‪ .‬وهؤالء بدورهم‬
‫يقومون بتعليم أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬من خالل استخدام أوعية متعددة للبرامج تشتمل على المواد المكتوبة‪ #،‬أو المواد‬
‫المسموعة‪ ،‬أو المواد المرئية‪ .‬ويتطلب‪ #‬إعداد برامج التعليم‪ #‬من بعد‪ ،‬توفير المتخصصين القادرين على إعداد هذه البرامج‬
‫وإخراجها‪ ،‬باستخدام مختلف األوعية والوسائط‪.‬‬
‫أن هناك تركيزاً مبالغا ً فيه في البالد العربية على التعليم النظري‪ ،‬وهذا من شأنه أن يحول دون تخريج أجيال من المبتكرين‬
‫والمبدعين والمخترعين‪ #،‬لذلك يجب تشجيع الطالب على األنشطة الحرة وتنمية‪ #‬مواهبهم‪ #‬وتعزيز قدراتهم وصقلها من خالل‬
‫التربية‪ #‬التقانية‪ #‬والتربية األدبية‪ #‬والتربية الفنية كما يجب تشجيع أسلوب النقاش والحوار في جميع مراحل التعليم‪ ،‬وتعميم‬
‫جمعيات المناظرات وتجربة‪ #‬البرلمان الصغير‪ .‬ويجب االهتمام‪ #‬باألنشطة الرياضية‪ ،‬باعتبارها من أهم المقومات وأبرز‬
‫الركائز في دعم قدرات اإلنسان البدنية والنفسية والعقلية‪ .‬ويكمل هذا توفير مشروع التغذية المدرسية لطالب المدارس‬
‫ودعمه‪ ،‬إذ أن سوء التغذية يؤثر سلبا ً على استيعاب الطالب‪.‬‬
‫لذلك يجب إدخال البعد المستقبلي في مناهجنا وفي طرائق تفكيرنا وأساليب تدريسنا‪ ،‬وتدريب‪ #‬شبابنا على التعليم‪ #‬الذاتي‪،‬‬
‫والبحث عن المعلومة والزيارات‪ #‬الميدانية‪ #،‬والتجارب‪ #‬العملية‪ .‬وهناك مواد كانت فيما مضى تدرس ضمن تخصصات معينة‬
‫كإدارة األعمال والتسويق‪ #‬والتفاوض والقانون‪ .‬واآلن‪ ،‬ومع االتجاه العالمي نحو تحرير التجارة الدولية والخصخصة‪ ،‬بات‬
‫من الضروري تعميم تدريس‪ #‬هذه المواد لطالب الجامعة كافة‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬توثيق‪ #‬الصالت بين الجامعة والمجتمع‪ ،‬وأن تساهم الجامعة في حل مشكالت المجتمع من خالل تقديمها‪ #‬للخدمات‬
‫الجامعية للمواطنين‪ #،‬ومن خالل األبحاث العلمية والدورات‪ #‬التدريبية التي ترفع مستوى الكفاية اإلنتاجية‪.‬‬
‫أن عملية تطوير التعليم يجب أن تتضمن ترسيخ مفهوم السالم في مناهجنا‪ #‬التعليمية‪ #،‬أي السالم بدعاماته القانونية القائمة‬
‫على العدل‪ ،‬وركائزه االجتماعية المتمثلة في المساواة وبنيته االقتصادية‪ #‬األساسية التي تؤدي إلى الرفاهية والحياة الكريمة‬
‫لجميع الشعوب واألفراد‪.‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫التدريس الجامعي المتميز‬


‫وفيما يلي أهم السمات والممارسات التي يفترض يتصف بها المدرس الجامعي المتميز وفق ما يش‪##‬ير إلي‪##‬ه األدب النظ‪##‬ري‬
‫في هذا المجال‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪           -1‬المادة العلمية (الدراسية)‪:‬‬

‫‪         -‬يمتلك معرفة غزيرة بالمادة ويظهر اهتماما واضحا بها‪.‬‬

‫‪         -‬يبحث عن أفكار أصيلة وهامة في موضوع تخصصه‪.‬‬

‫‪         -‬يتابع التطورات الحديثة في موضوعه والموضوعات ذات الصلة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪           -2‬أساليب التدريس‪:‬‬

‫‪         -‬يضع أهدافا ً تعليمية مناسبة ويقدمها للطلبة بشكل واضح‪.‬‬

‫‪     -‬يقدم للطلبة األه‪#‬داف العام‪#‬ة والخاص‪#‬ة للم‪#‬ادة وأس‪#‬اليب التق‪#‬ويم ال‪#‬تي سيس‪#‬تخدمها‪ ،‬وأوقاته‪#‬ا وأوزانه‪#‬ا النس‪#‬بية‬
‫وعددها بحيث يتمكنون من مراقبة تقدمهم في تحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪     -‬يخت‪##‬ار المحت‪##‬وى والمه‪##‬ارات والخ‪##‬برات التعليمي‪##‬ة في الموض‪##‬وعات ال‪##‬تي يخط‪##‬ط لتدريس‪##‬ها بحيث ت‪##‬دعم النم‪##‬و‬
‫الشخصي والعقلي للطلبة وتحقق أهداف المهنة ذات العالقة‪.‬‬

‫‪          -‬يحدد أهداف المحتوى التي يتوقع أن يحققها الطلبة نتيجة الخبرات التعليمية التي يمرون بها‪.‬‬

‫‪     -‬ينوع في أساليب تدريس‪##‬ه تبع‪##‬ا للس‪##‬ياق ال‪##‬ذي تق‪##‬دم في‪#‬ه الم‪##‬ادة‪ ،‬مث‪##‬ل‪ :‬التعلم التع‪##‬اون‪ ،‬التعليم العي‪##‬ادي‪ ،‬المخت‪#‬بر‪،‬‬
‫التدريب على المهارات‪ ،‬التعليم عن بعد‪.‬‬

‫‪          -‬يزود الطلبة بفرص لبناء خبرات تعلمهم بأنفسهم وتشجيعهم على التحكم في عملية تعلمهم‪.‬‬

‫‪          -‬يطور ثقة الطلبة بأنفسهم عن طريق إعطائهم وظائف متحدية وذات صلة بالموضوع‪.‬‬

‫‪         -‬يساعد الطلبة على ربط خبراتهم التعلمية معاً‪.‬‬

‫‪         -‬يتبنى نمطا ً تدريسيا ً لتحقيق أهداف التعلم الناجح للطلبة‪.‬‬

‫‪         -‬يوصل للطلبة حماسه للموضوعات التي‪  ‬يدرسها‪ ،‬ويستثير حب االستطالع واإلبداع لديهم‪.‬‬

‫‪      -‬يهتم بحياة الطلبة وخبراتهم‪ ،‬ويربط الموضوع بأهداف الطلبة المهنية‪ ،‬كما يربط النظري‪##‬ة بالممارس‪##‬ة وبالقض‪##‬ايا‬
‫المجتمعية حيثما أمكن ذلك‪.‬‬

‫‪          -‬يتأكد من أن جميع المواد المطلوبة في المساق متوافرة كالكتب وأجهزة الحاسوب والمواد الس‪##‬معية والبص‪##‬رية‬
‫وأدوات المختبر‪.‬‬

‫‪         -‬يوظف األدوات التدريسية والمواد التعلمية بشكل مناسب وفعال‪.‬‬

‫‪      -‬يراجع المحتوى بانتظام ويتأمل في تدريسه مستخدما التغذية الراجعة من عدة مصادر للتأكد من م‪#‬دى نجاح‪#‬ه في‬
‫مساعدة الطلبة على تبين درجة تحقيقهم ألهدافهم وألهداف المادة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ .3‬التقويم‪:‬‬

‫‪         -‬يقيم أعمال طلبته بعدل‪.‬‬

‫‪         -‬يطور أساليب تقويم مناسبة لتحسين تعلم الطلبة‪.‬‬

‫‪         -‬يضع أهدافا ً واضحة تتعلق بتنمية التفكير لدى الطلبة‪.‬‬

‫‪         -‬يميز نقاط ضعفه ويواجهها ويتعلم منها‪.‬‬

‫‪         -‬يوفر تغذية راجعة بناءة‪ ،‬وفي وقتها‪ ،‬عن تحصيل كل طالب وتقدمه‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .4‬الطلبة‪:‬‬

‫‪         -‬يجعل تعلم الطلبة أولويته األولى‪.‬‬

‫‪          -‬يبدي اتجاهات إيجابية نحو الطلبة ويثق بهم‪ ،‬ويعمل باستمرار للتغلب على الصعوبات التي قد تعوق تعلمهم‪.‬‬

‫‪         -‬يزرع الرغبة في الطلبة ليتعلموا مدى الحياة‪.‬‬

‫‪          -‬يشجع الطلبة على التعبير الحر عن أفكارهم في إطار من التكامل واالحترام‪.‬‬

‫‪          -‬يقود الطلبة بنجاح من خالل االستكشاف والتفكير الناقد واإلبداعي وحل المشكالت‪.‬‬

‫‪         -‬يساعد الطلبة على معالجة األفك‪##‬ار والمعلوم‪##‬ات ال‪##‬تي يحتاجونه‪##‬ا لتط‪##‬وير فهمهم الخ‪##‬اص بهم‪ .‬ويش‪##‬جعهم على‬
‫اكتشاف ذواتهم‪.‬‬

‫‪         -‬يقدم تغذية راجعة بناءة وموضوعية للطلبة بانتظام‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ .5‬التواصل‪:‬‬

‫‪         -‬يظهر تواصالً شفويا ً وكتابيا ً فعاالً‪.‬‬

‫‪         -‬يساعد الطلبة على استخدام مهارات تواصل فعالة‪.‬‬

‫‪         -‬يستمع للطلبة باهتمام ويسهل وصولهم إليه‪.‬‬

‫‪         -‬يشجع المشاركة الفعالة للطلبة‪.‬‬

‫‪         -‬يوفر بيئة تستدعي تغذية راجعة بناءة من الطالب للمدرس‪.‬‬

‫‪          -‬يساعد في تطوير مهارات التواصل للطلبة بتوفير فرص لتقديم عروض شفوية وكتابي‪##‬ة وتص‪##‬ويرية وإعط‪##‬ائهم‬
‫تغذية راجعة عن أدائهم‪.‬‬
‫‪          -‬يشجيع الطلبة على تقويم أعمالهم الذاتية وأعمال زمالئهم بطريقة نقدية‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫وأم من حيث نت‪##‬ائج األبح‪##‬اث المتعلق‪##‬ة بالت‪##‬دريس الج‪##‬امعي المتم‪##‬يز فق‪##‬د س‪##‬ئل في إح‪##‬دى الدراس‪##‬ات مجموع‪##‬ة من أس‪##‬اتذة‬
‫الجامعة التي أشار الطلبة والزمالء إلى كونهم أساتذة متميزين عن أهم األس‪#‬اليب ال‪#‬تي يتبعونه‪#‬ا في تدريس‪#‬هم‪ ،‬وك‪#‬ان من‬
‫بين هذه األساليب‪:‬‬
‫‪       .1‬تعيين قراءات تمثل وجهات نظر مختلفة‪.‬‬
‫‪       .2‬استدعاء الخلفيات المختلفة للطلبة‪ ،‬وتوظيفها في تدريسهم‪.‬‬

‫‪       .3‬تعريف جميع المفاهيم والمصطلحات بعناية‪.‬‬

‫‪       .4‬إعادة صياغة وعرض تفسير النقاط المهمة عدة مرات‪.‬‬

‫‪       .5‬استخدام كميات كبيرة من األمثلة المحسوسة‪ ،‬والقابلة للتذكر‪.‬‬

‫‪       .6‬االحتفاظ بمجموعة من المالحظات المتراكمة لكل مساق‪.‬‬

‫‪       .7‬تحضير خطة مساق مفصلة‪.‬‬

‫‪       .8‬وضع مخطط للمحاضرة قبل تنفيذها‪.‬‬

‫‪       .9‬استخدام اللوح للتلخيص الفعال‪.‬‬

‫‪   .10‬البدء بخالصة مختصرة للقاء السابق‪.‬‬

‫‪   .11‬توجيه االنتباه لألفكار األكثر أهمية‪.‬‬

‫‪   .12‬جعل إحدى المحاضرات حصة مناقشة‪.‬‬

‫‪   .13‬إعادة توجيه أسئلة الطلبة لطلبة آخرين‪.‬‬

‫‪   .14‬تشجيع الحوارات (النقاشات الساخنة)‪.‬‬

‫‪   .15‬تكليف الطلبة بتلخيص النقاط الرئيسية‪.‬‬

‫‪   .16‬تشجيع الطلبة على تقديم عروض أمام الصف‪.‬‬

‫‪   .17‬الطلب من الطلبة إعادة صياغة ما يقولونه أو يلخصونه‪.‬‬

‫‪   .18‬إعطاء وظائف متعددة‪.‬‬

‫‪    .19‬توزيع بطاقات على الطلبة عدة مرات في الفصل والطلب منهم إعطاءهم ‪  ‬تغذية راجعة عليها‪.‬‬

‫‪   .20‬استعارة دفاتر مالحظات الطلبة عدة مرات في الفصل‪.‬‬

‫‪   .21‬إعطاء الطلبة وقتا للتفكير في اإلجابة‪.‬‬

‫‪   .22‬الطلب من الطلبة الذين عالماتهم أقل من (ج) مراجعتهم‪.‬‬


‫‪   .23‬جعل تعلم أسماء الطلبة لعبة‪ :‬كل طالب يسمي من سبقوه‪.‬‬

‫‪   .24‬الذهاب إلى الصف قبل الوقت للتكلم مع الطلبة‪.‬‬

‫‪   .25‬بدء المحاضرت بحادث أو مثال أو نادرة‪.‬‬

‫‪   .26‬استخدام اللوح للتخفيف من سرعة تدريسهم‪.‬‬

‫‪   .27‬تغيير نبرة صوتهم ودرجته أثناء المحاضرة‪.‬‬

‫‪   .28‬إعطاء محاضرة مصغرة عن كيفية كتابة ورقة بحثية‪.‬‬

‫‪   .29‬إعطاء محاضرة مختصرة عن كيفية قراءة كتاب‪.‬‬

‫‪   .30‬تخصيص المحاضرة األخيرة إلعطاء نظرة عامة عن المادة‪.‬‬

‫‪   .31‬التصرف كنموذج لتطبيق المعايير التي ينادون بها‪.‬‬

‫‪   .32‬إعطاء وظائف مختصرة عديدة أثناء الفصل‪.‬‬

‫‪   .33‬إعطاء مشاريع بحث مستقلة‪.‬‬

‫‪    .34‬الطلب من الطلبة أن يضعوا أسئلة إضافية على المادة (في االمتحان النهائي)‪.‬‬

‫‪   .35‬إعطاء حصص مراجعة قبل االمتحان‪.‬‬

‫‪   .36‬توزيع إجابات نموذجية ألسئلة سابقة‪.‬‬

‫‪   .37‬إعادة االختبارات والوظائف في الحصة التالية لها‪.‬‬

‫‪   .38‬مناقشة إجابات األسئلة والوظائف مع الطلبة‪.‬‬

‫‪       .39‬جعل الطلبة يحتفظون بسجل أداء لتقدمهم‪.‬‬

‫‪   .40‬استخدام أسئلة تتطلب دقيقة واحدة لإلجابة (ما أهم شيء تعلمته اليوم؟)‪.‬‬

‫التعليم المتميز ومنهج المشاركة‬


‫التعليم الجيد والمتميز) هو الذي يدفع بالدول من حالة الوهن الي حالة القوة‪ ،‬ويخرجها من دائرة التنمية الي دائرة التقدم‪ ،‬ويظل‬
‫االهتمام بالتعليم جوهرا أساسيا في تحريك المجتمع لألمام‪ ،‬ألنه صانع رجال المستقبل‪ ،‬وألنه القادر علي تغيير نسيج المجتمع‬
‫بأبعاد مختلفة وبرؤي متعددة نحو االزدهار والرقي بمنظومة الحياة‪ ،‬لذلك سوف نلقي الضوء عن رؤية التعليم من خالل منهج‬
‫المشاركة) كأحد العناصر األساسية في تطوير شخصية المتعلم في منظومة التعليم الحديثة‪ .‬إن التعليم من وجهة النظر التلقينية‬
‫والتي تعتمد علي الحفظ والذاكرة في فهم ومعرفة المادة العلمية‪ ،‬لم تعد وسيلة فعالة في تربية النشء‪ ،‬وإنما هي وسيلة تقليدية‪ ،‬ال‬
‫تصلح لكي نربي عليها األجيال القادمة‪ ،‬لكي تكون مبدعة‪ ،‬وإنما هناك أساليب تفاعلية قادرة علي بناء جيل مبدع ومبتكر وهذا ما‬
‫نطمح له في ظل تحديات كبيرة في األلفية الثالثة‪.‬‬
‫إن هذه المقالة تتناول تجربة في إطار هذا المفهوم التفاعلي في مدرسة إبتدائية بمدينة ليدز ‪ ،‬بإنجلترا عام ‪ .1994‬‬
‫كان) يدرس التالميد في احدي المواد الدراسية موضوعا عن "مصر الفرعونية"‪ ،‬والرؤية التقليدية لتدريس هذا الموضوع‪ ،‬هو‬
‫النقاش) اللغوي حول تاريخ مصر‪ ،‬ما هي أهم اآلثار المصرية‪ ،‬ما هي عادات وتقاليد الفراعنة‪ ،‬وما أهم المعالم السياحية في‬
‫مصر‪ ،‬ما هي أهمية نهر النيل لمصر؟ ‪ .‬ثم علي كل طالب أن يكتب خالصة هذا النقاش في موضوع إنشائي‪ .‬‬
‫إن رعاية الطفل تربويا وثقافيا هي إحدي الركائز) األساسية لبرامج التنمية المستقبلية‪ ،‬حيث يهدف التعليم الي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تزويد المتعلم بالمعارف والمعلومات التي تتصل باحتياجاته العلمية والثقافية والتي تتفق مع اإلمكانيات النفسية والجسمية في‬
‫كل مرحلة من مراحل النمو‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إكساب المتعلم المهارات) المختلفة الكتشاف الموهوبين‪ ،‬وأساليب رعايتهم‪ ،‬وتنمية العقل المبدع والناقد المتعلم‪ ،‬وكذلك بحث‬
‫وتجريب بعض األنشطة التعليمية واإلذاعية في شكل عملي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إثارة اهتمام ووعي المتعلم بتوظيف ما يعرفه‪ ،‬وأيضا االستفادة من اآلخرين والوسائل التوضيحية‪ ،‬لفهم المادة التعليمية بخبرة‬
‫الممارسة‪ .‬وانطالقا من هذه األهداف‪ ،‬تعتمد التجربة علي استخدام العديد من األساليب لكي تحقق منهج المشاركة‪:‬‬
‫اعتمد المعلم في منهج العمل مع التالميد علي فلسفة مجموعات النقاش‪ ،‬سواء كان ذلك في اطار المجموعة الكبيرة أو‬
‫المجموعات الصغيرة‪ ،‬حيث إن هذه الفلسفة فعالة وجيدة في تبادل اآلراء‪ ،‬والتعرف علي وجهات النظر المغايرة‪ ،‬مما يساعد ذلك‬
‫علي خلق رؤي ابتكارية‪ ،‬وأيضا تحث علي العمل التعاوني والجماعي‪ ،‬مما تشيع معه روح األلفة في العمل‪ .‬وهذا يعين علي تفهم‬
‫الموضوع المراد بحثه‪ .‬كما أنه من الضروري في طرح الموضوعات األساسية أن تكون في اطار المجموعة الكبيرة‪ ،‬لتوضيح‬
‫الهدف العام أو المشكلة األساسية‪ ،‬ثم بعد ذلك للموضوعات الفرعية‪ ،‬تكون في اطار المجموعات الصغيرة‪ ،‬لمحاولة البحث بشكل‬
‫أكثر دقة وعمقا‪ ،‬ثم يحدث أن تتالقي المجموعات مرة أخري وهكذا‪.‬‬
‫علي ضوء ما سبق‪ ،‬تم اللقاء مع جميع التالميذ في مجموعة كبيرة لتوضيح الهدف الذي يرمي إليه الدرس‪ ،‬وهو التعرف علي‬
‫"مصر الفرعونية"‪ ،‬وكان نتيجة النقاش تساؤل مهم‪ ،‬وهو كيف نصل الي معلومات عن مصر الفرعونية؟‬
‫قام مدرس الفصل بتقسيم المجموعة الكبيرة الي مجموعات عمل صغيرة‪ ،‬لكي تبحث هذا األمر؟ ‪ .‬وبالفعل تمت المناقشة بين‬
‫المجموعات) الصغيرة‪ ،‬والمدرس يتنقل بين مجموعة وأخري‪ ،‬يناقش ويساعد ويعلق ويوجه‪ ،‬وكانت النتيجة كالتالي‪ :‬الذهاب الي‬
‫المكتبة واستعارة) الكتب الخاصة بمصر الفرعونية‪ .‬وإحضار شريط فيديو عن مصر الفرعونية‪ .‬وكذلك الذهاب الي متحف مدينة‬
‫ليدز فهناك بعض الصور والتوابيت عن مصر الفرعونية‪ .‬وعمل األطفال في اتجاهات مختلفة لجمع المعلومات‪،‬‬

‫وبأسلوب المشاركة زادت الناحية المعرفية لدي األطفال‪ ،‬حيث تعرفوا علي حقائق لم يدركوها من قبل مثل‪ :‬إن اللغة‬
‫الهيروغليفية لغة يكتب عن طريق الصور‪ .‬وأن العالم الفرنسي شامبليون هو الذي عرف وفك رموز اللغة الهيروغليفية التي‬
‫كانت موجودة علي حجر رشيد‪ ،‬وكان ذلك فتحا في المعرفة‪.‬‬
‫بل والكثير من ذلك امتدت المشاركة) الي إعجاب البعض بصورة توضح تتويج ملك في بهو قصر‪ ،‬وهنا أخذ المدرس يطلب من‬
‫األطفال أشياء مختلفة‪ :‬أن يتأملوا الصورة ويحاولوا أن يعبروا عنها بالحركة‪ ،‬وقام األطفال برسم أهرامات‪ ،‬توابيت ذات ألوان‬
‫ذهبية‪ ،‬الزراعة علي النيل‪ ..‬ويكتبون جمال باللغة الهيروغليفية‪ ،‬وكتب األطفال الفتات كبيرة‪ .‬ويقومون بتنفيذ بعض‬
‫االكسسوارات الفرعونية بالورق والقماش‪ ،‬وعمل األطفال بعض التيجان‪ ،‬وأحزمة‪ ،‬وأقنعة‪.‬‬
‫بعد ذلك قام األطفال مع المدرس بوضع كل هذه األشياء في الفصل والذي تحول بدوره الي متحف فرعوني صغير‪ ،‬فكر فيه‬
‫األطفال وناقشوه وجسدوه واقعا حيا‪ ،‬تحولت األفكار الي حقائق ملموسة ومشاهدة في جنبات الفصل‪ ،‬إن ذلك يجعل المادة‬
‫التعليمية متكاملة مع عناصر أخري مما يكسبها قوة ومعني لدي المشارك والمتلقي معا‪.‬‬
‫من خالل منهج) المشاركة) تعرف األطفال علي الموضوع المراد دراسته عن قرب‪ ،‬وأيضا إليجاد أبعاد جديدة‪ ،‬وطرق غير‬
‫معروفة لمناقشتها‪ ،‬وتحليلها حتي يمكن الوصول الي حل مشكلة أو وضع تصور‪ ،‬إن هذه العالقة الجدلية‪ ،‬تولد األفكار وتولد‬
‫االبتكار‪ .‬ومن هنا فإن العملية التعليمية في اطار هذا المنظور‪ ،‬تعمل علي اذكاء قدرات ومواهب الممارسين) والمشاركين) في‬
‫الحدث بالمشاركة اللغوية والجسدية والتخيلية والعملية‪ ،‬وهذا يحقق مبدأ مهما في التربية وهو "التعليم عن طريق العمل"‪ .‬وهذا‬
‫عنصر ايجابي في تطوير المنهج التربوي لألطفال من االتجاه التلقيني الي المفهوم الحديث للتربية‪ .‬حيث تساهم في بناء شخصية‬
‫الطفل العقلية والوجدانية والصحية‪ ....‬لكي تحقق له النماء الشامل‪ ،‬والذي يجعله قادرا علي مواجهة المواقف الحياتية في بيئته‬
‫المنزلية‪ ،‬والمدرسية‪ ،‬بأسلوب أخالقي علمي سوي‪ ،‬ألننا في حاجة الي تشكيل اإلنسان الجديد الذي سنعهد له بدوره‬
‫تطوير أساليب التدريس باستخدام شبكة اإلنترنت‬

‫هذه المقالة تقدم كيفيه تطوير أساليب التدريس باستخدام شبكه االنترنيت‪.‬تس‪##‬تعرض بإيج‪##‬از مراح‪##‬ل تط‪##‬ور اس‪##‬تخدام‬
‫الحاسبات بصفة عامه كمساعدات تدريبيه فى التدريس ‪.‬ثم تقدم بعض البرامج المستخدمة محليا وعالمي‪##‬ا فى عملي‪##‬ه‬
‫التدريس‪.‬ثم تبين دور شبكه االنترنيت فى العملية التعليمية بصفة عامه ودورها كأداة فعال‪##‬ه لتط‪##‬وير وتحس‪##‬ين األداء‬
‫من خالل تق‪##‬ديم المم‪##‬يزات والمن‪##‬افع والمط‪##‬الب والقي‪##‬ود والعي‪##‬وب‪.‬وتنتهى المقال‪##‬ة ببعض المقترح‪##‬ات لبن‪##‬اء المن‪##‬اهج‬
‫التعليمية فى شبكه االنترنيت‪.‬‬

‫‪   .1‬مقدمه‪:‬‬

‫مع التطور الرهيب للتكنولوجيا يتأكد لدى العقالء منا فى كل لحظه مدى عظمه الخالق سبحانه وتعالى فى آيات‪##‬ه ال‪##‬تى‬
‫تعيش بيننا وفينا فى كل لحظه‪.‬ففى مطلع سوره الرحمن‪:‬‬

‫"أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم*بسم هللا الرحمن الرحيم*الرحمن*علم القرآن*خلق اإلنسان*علمه البيان"‬

‫‪..‬نجد أن الرحمن علم القرآن قبل خلق اإلنسان‪..‬ثم يلى خلق اإلنسان تعليمه البيان‪.‬هل تفكرنا للحظه فى هذا المخلوق‬
‫العجيب(اإلنسان)؟فمنذ اللحظات األولى بعد والدته يبدأ بالبكاء‪.‬وق‪##‬د ه‪##‬داه هللا النج‪##‬دين‪.‬أى علم‪##‬ه البك‪#‬اء ك‪#‬أول وس‪#‬يله‬
‫تف‪#‬اهم بين‪#‬ه وبين الع‪##‬الم الخ‪#‬ارجى الغ‪#‬ريب عن‪#‬ه‪،‬وك‪#‬ذلك علم‪##‬ه أن يلتقم ث‪#‬دى أم‪##‬ه‪.‬الس‪#‬ؤال هن‪#‬ا عن كمي‪#‬ه المعلوم‪##‬ات‬
‫والمعارف التى يجب أن يعرفها الرضيع؟من المؤكد أن جزء من هذه المعلومات يتعارف عليها بحواسه (منها السمع‬
‫والشم والبصر‪)2،1(..‬فالمعلومات إذا فى صوره وسائط متعددة تلعب الصورة فيها دورا كبيرا‪.‬‬

‫‪-2‬مراحل تطور استخدام الحاسبات كمساعدات تدريبيه فى مراحل‬

‫ارتبطت بتاريخ تطور تكنولوجيا الحاسبات وأجهزه العرض والجرافيك المربوط‪#‬ة على الحاس‪##‬بات ويمكن إيج‪##‬از ه‪##‬ذه‬
‫المراحل من خالل العرض اآلتى ‪:‬‬

‫‪ 1-2‬مرحله االستكشاف ومجاراة تكنولوجيا الحاسبات‪:‬‬

‫تماما كما حدث ويحدث لجميع المخترعات الحديثة فى بداية الطريق الطويل ليسلك االختراع الجدي‪##‬د مس‪##‬اره الط‪##‬بيعى‬
‫ويفرض نفسه على الجميع نجد الكثير من التجارب التى قد يفشل بعضها وقد يعانى المستكش‪##‬فون األوائ‪##‬ل ‪،‬ولكن فى‬
‫النهاية العملية الجيدة هى التى تفرض نفسها (أين أول جهاز تليفون من التليفون المحمول وكيف الحال اآلن )‪.‬‬
‫مع الجيل األول للحاسب حتى بداية الجيل الرابع لم يخطر حتى على بال الع‪#‬املين فى مج‪#‬ال الحاس‪#‬ب أو الت‪#‬دريس م‪#‬ا‬
‫ستكون عليه أجهزة العرض المربوطة مع الحاسبات‪،‬وكذلك انتش‪#‬ار اس‪#‬تخدامها ‪.‬وأيض‪##‬ا التق‪##‬دم فى أس‪##‬اليب الطباع‪##‬ة‬
‫باستخدام تكنولوجيا الليزر للطباعة على ورق شفاف لم يكن معروف‪##‬ا ح‪##‬تى بداي‪##‬ة العق‪##‬د الماض‪##‬ى ‪.‬وق‪##‬د س‪##‬اعد ظه‪##‬ور‬
‫برامج تنسيق النصوص واس‪#‬تخدام فونت‪#‬ات كث‪#‬يرة فى الطباع‪#‬ة بالب‪#‬دء فى ع‪#‬رض الش‪#‬فافات المطبوع‪#‬ة على أجه‪#‬زة‬
‫اإلسقاط فى عمليات التدريس والعروض األخ‪##‬رى (والزالت ه‪##‬ذه الطريق‪##‬ة مس‪##‬تخدمه أم‪##‬ا كب‪##‬ديل اض‪##‬طرارى فى ح‪##‬ال‬
‫تعطل أجهزه العرض مع الحاسب أو كطريقه أساسيه فى حال عدم توفر أجهزه عرض مع الحاسبات )‪.‬‬

‫وكذلك مع تطور برامج الجرافيك والتعام‪#‬ل م‪#‬ع الص‪#‬ور على الحاس‪#‬ب تم الب‪#‬دء فى اس‪#‬تخدام مخرج‪#‬ات الحاس‪#‬ب على‬
‫شرائح أفالم التصوير الملون‪##‬ة الموجب‪##‬ة على أجه‪##‬زه اإلس‪##‬قاط المبين‪##‬ة بالص‪##‬ورة(ش‪##‬كل رقم (‪ .))1‬وم‪##‬ع أواخ‪#‬ر العق‪##‬د‬
‫الماضى وانتشار الحاس‪##‬بات الشخص‪##‬ية وتق‪##‬دم تكنولوجي‪##‬ا الوس‪##‬ائط المتع‪##‬ددة ظه‪##‬رت الحاج‪##‬ة لوج‪##‬ود أجه‪##‬زه ع‪##‬رض‬
‫مباشر تق‪#‬وم بإظه‪#‬ار مخرج‪#‬ات الحاس‪#‬ب على أجه‪#‬زه اإلس‪#‬قاط‪.‬فظه‪#‬رت أجه‪#‬زه ع‪#‬رض ‪( PC viewer‬ش‪#‬كل رقم ‪2‬‬
‫يوضح أحدهم ) يتم ربطها مع الحاسبات الشخصية ويل‪##‬زم وج‪##‬ود جه‪##‬از إس‪##‬قاط بعدس‪##‬ات (ك‪##‬المبين بش‪##‬كل رقم ‪ 1‬ألى‬
‫يمين) إلسقاط الصورة على شاشات عاديه كالمبين‪##‬ة فى اعلى ش‪##‬مال رقم (‪ .)1‬وق‪##‬د ب‪##‬دأت ه‪##‬ذه األجه‪##‬زة أوال بإظه‪##‬ار‬
‫أربعه أل‪##‬وان فق‪#‬ط وأٌق‪##‬ل ‪resolution‬ثم تط‪##‬ورت ه‪##‬ذه األجه‪##‬زة لتق‪##‬وم بإظه‪##‬ار ماليين درج‪##‬ات األل‪##‬وان وأعلى فى الـ‬
‫‪resolution‬ونقاء الصوت والصورة‪.‬‬

‫‪ .2---2‬مرحلة النضوج والتوسع فى إنتاج الوسائط تعميم االستخدام‪:‬‬

‫وحيث إن النجاح يتلوه نجاح فى عالم التج‪##‬ارة واألعم‪##‬ال فق‪#‬د تم إنش‪#‬اء العدي‪#‬د من الش‪##‬ركات إلنت‪#‬اج وتوزي‪##‬ع أجه‪#‬زه‬
‫العرض واإلسقاط المربوطة على الحاسبات‪.‬وقد أدى التنافس بين هذه الشركات لمزيد من التق‪##‬دم فى تكنولوجي‪##‬ا ه‪##‬ذه‬
‫األجهزة وكذلك انخفاض أسعارها‪.‬فظهرت أجهزه اإلسقاط ثالثى الش‪##‬عاع‪،‬وتاله أح‪##‬ادى الش‪##‬عاع ك‪##‬المبين بش‪##‬كل رقم (‬
‫‪.)3‬‬

‫وتم تجهيز فصول تعليمية بأجهزة اإلسقاط هذه فى كثير من الجامعات وبعض المدارس فى الواليات المتح‪##‬دة وبعض‬
‫الدول المتقدمة (شكل رقم ‪.)4‬‬

‫وفى مصر بدأ انتشار القاعات المجهزة بهذه األجه‪##‬زة فى الكث‪##‬ير من ال‪##‬وزارات والمؤسس‪##‬ات والهيئ‪##‬ات(توج‪##‬د قاع‪##‬ه‬
‫مجهزه على اعلى مستوى فى مبنى الهيئة العامة لألنفاق الموجودة فى ميدان رمسيس بالقاهرة)‪.‬‬

‫ومع التقدم فى استخدام شبكات الحاسب وأس‪#‬اليب الع‪#‬رض والت‪#‬دريس تم تجه‪#‬يز بعض الفص‪#‬ول التعليمي‪#‬ة والمعام‪#‬ل‬
‫والمستشفيات التعليمية بشبكه حاسبات‪،‬وقد أصبح من الطبيعى أن نجد بعض من األجهزة الموض‪##‬حة بش‪##‬كل رقم (‪)5‬‬
‫فى هذه الفصول‪.‬‬

‫وقد كان تعميم استخدام نظم التشغيل‪windows‬على الحاسبات دور كبير فى أعداد المحاض‪##‬رات والع‪##‬روض حيث أن‬
‫جميع التطبيقات والبرامج التى تعمل على الـ‪ windows‬يمكن تناقل الصور والبيانات والمعلومات فيما بينها ‪،‬وكذلك‬
‫ع‪##‬دد الفونت‪##‬ات الموج‪##‬ودة به‪##‬ا أدى إلى نج‪##‬اح وانتش‪##‬ار اس‪##‬تخدام برن‪##‬امج ‪power point‬فى أع‪##‬داد المحاض‪##‬رات‬
‫والعروض‪.‬‬

‫‪ 3-2‬مرحله االعتماد الكلى على الحاسبات فى عمليات التدريس‪:‬‬

‫بانتش‪##‬ار ش‪##‬بكه الحاس‪##‬بات الدولي‪##‬ة (‪)internet‬أص‪#‬بح هن‪##‬اك بع‪##‬د آخ‪##‬ر فى‪ ‬التعليم‪ ‬أال وهو‪ ‬التعليم‪ ‬أال وهو‪ ‬التعليم‪ ‬عن‬
‫بعد ‪،‬حيث أصبح لزاما على أعضاء هيئه التدريس والطلبية فى الكثير من الجامع‪#‬ات فى الوالي‪#‬ات المتح‪#‬دة األمريكي‪#‬ة‬
‫التعامل عن طريق شبكه االنترنيت‪.‬فيقوم عضو هيئه التدريس ببناء صفحه ( ‪)home page‬لكل مادة يقوم بتدريسها‬
‫‪،‬وقاعات المحاضرات مجهزه تلقائيا بأجهزة اإلسقاط وموج‪#‬ود حاس‪#‬ب مرب‪#‬وط على ش‪#‬بكه االن‪#‬ترنيت والمطل‪#‬وب من‬
‫عضو هيئه التدريس داخل قاعه المحاضرات هو الدخول على الصفحة الخاص‪##‬ة بالم‪##‬ادة والت‪##‬دريس من خالله‪##‬ا ‪.‬ويتم‬
‫أيض‪####‬ا أع‪####‬داد التم‪####‬ارين والمش‪####‬اريع والواجب‪####‬ات على الص‪####‬فحات الخاص‪####‬ة بك‪####‬ل م‪####‬ادة‪.‬ويتم أيض‪####‬ا متابع‪####‬ة‬
‫الطالب(حض‪#‬ور‪/‬غي‪#‬اب‪/‬درج‪#‬ات‪/‬ال‪#‬رد على أى استفس‪#‬ار ‪../‬الخ ) من خالل ه‪#‬ذه الص‪#‬فحات ‪.‬األش‪#‬كال رقم (‪ )7،6‬ت‪#‬بين‬
‫أشهر البرامج المستخدمة للتعامل مع شبكه االنترنيت ‪.‬‬

‫وقد أعطت هذه الطريقة بعد آخر لعمليه التعلم‪،‬إال وهى‪ ‬التعليم‪ ‬عن بعد‪،‬حيث أن المطلوب من الطالب متابعة األنش‪##‬طة‬
‫المختلفة لجميع المواد الموجود لها صفحات على شبكه االنترنيت من أى مكان فى العالم ‪.‬ومما ي‪##‬ذكر اآلن فى التق‪##‬دم‬
‫فى مجال أجهزة العرض بأنه يمكن العرض على أى س‪##‬بورة بيض‪##‬اء وك‪##‬ذلك تكنولوجي‪##‬ا لمس الشاش‪##‬ة وك‪##‬ذلك تزوي‪##‬د‬
‫أجهزه العرض بكاميرات تليفزيونية لعرض أى وثيق‪##‬ة أص‪##‬بحت مت‪##‬وفرة فى كث‪#‬ير من األم‪##‬اكن‪.‬ش‪##‬كل رقم (‪ )8‬يوض‪##‬ح‬
‫التطور فى أجهزة العرض ‪.‬‬

‫وقد أصبح لزاما علينا فى جامعه القاهرة أن نكون سباقين فى هذا المجال‪.‬وفى اعتقاد المؤلف إن التدريس باس‪##‬تخدام‬
‫شبكه االنترنيت ستفرض نفسها خالل شهور قليلة لما لها من منافع سنناقشها خالل المحور التالى ‪.‬‬

‫‪ -4‬بعض البرامج المستخدمة محليا وعالميا فى عمليه التدريس‪:‬‬

‫مم‪##‬ا الش‪##‬ك في‪##‬ه أن وج‪##‬ود ال‪##‬برامج التعليمي‪##‬ة المس‪##‬اعدة(‪-)help‬وال‪##‬تى أًص‪##‬بح من الض‪##‬رورى تواج‪##‬دها م‪##‬ع جمي‪##‬ع‬
‫خرطوشات البرامج الجاهزة‪-‬أعظم وسيله تعليمية ظهرت حتى اآلن خاصة مع تقدم تكنولوجيا الحاس‪##‬بات والجرافي‪##‬ك‬
‫والبرامج المتاحة حاليا لبناء هذه المساعدات التدريبية‪،‬وهذا الجزء يقدم بعض ال‪##‬برامج المس‪##‬تخدمة فى بن‪##‬اء الم‪##‬واد‬
‫التعليمية مع بيان بعض مميزاتها وعيوبها‪.‬‬

‫‪ 1-4‬برنامج ‪story board:‬‬

‫يعتبر هذا البرنامج من أوائ‪##‬ل ال‪##‬برامج المس‪##‬تخدمة فى بن‪##‬اء الع‪##‬روض وبعض المن‪##‬اهج للم‪##‬واد ال‪##‬تى تحت‪##‬اج لوس‪##‬ائط‬
‫متعددة‪.‬وقد بدأ اس‪#‬تخدام ه‪##‬ذا البرن‪#‬امج م‪##‬ع نظ‪##‬ام التش‪#‬غيل ‪dos‬للحاس‪##‬بات الشخص‪#‬ية المتوافق‪#‬ة م‪#‬ع حاس‪##‬بات أى بى‬
‫أم‪.‬وبالرغم من اإلمكاني‪##‬ات الهائل‪#‬ة ال‪##‬تى يعطيه‪##‬ا ه‪##‬ذا البرن‪##‬امج إال ان‪#‬ه ل‪##‬ه بعض العي‪#‬وب الجانبي‪##‬ة منه‪##‬ا‪:‬حجم المل‪#‬ف‬
‫(الملفات) التى يتم تصميمها لعمل العروض به يكون كبير جدا‪،‬وك‪##‬ذلك أوام‪##‬ر التش‪##‬غيل معق‪##‬ده إلى ح‪##‬د م‪##‬ا ‪،‬والملف‪##‬ات‬
‫الناتجة يتم تخزينها فى صوره تسمى ‪ pict format‬يصعب التغيير فيه‪#‬ا بع‪##‬د إنش‪##‬اؤها حيث أن التخ‪##‬زين يك‪##‬ون فى‬
‫ص‪##‬وره‪ raster‬أى‪ bit map‬وك‪##‬ذلك فان‪##‬ه يص‪##‬عب تحوي‪##‬ل ه‪##‬ذه الملف‪##‬ات إلى الملف‪##‬ات ال‪##‬تى تعم‪##‬ل ب‪##‬برامج التش‪##‬غيل‬
‫‪ windows‬وال يمكن تشغيل هذه النوعية من الملفات على شبكات الحاسب نظرا لوقت تناقلها بين الحاسبات (‪.)4،3‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 2-4‬برنامج ‪author ware‬‬

‫هذا البرنامج له إمكانية هائلة ليس فق‪##‬ط فى إنت‪##‬اج ب‪##‬رامج تعليمي‪##‬ة وع‪##‬روض ولكن أيض‪##‬ا فى إنت‪##‬اج أفالم تليفزيوني‪##‬ة‬
‫وك‪##‬ارتون نظ‪##‬را لم‪##‬ا له‪##‬ذا البرن‪##‬امج من أدوات متع‪##‬ددة فى إع‪##‬داد الص‪##‬ور المتحرك‪##‬ة وأض‪##‬افه أص‪##‬وات وأفالم في‪##‬ديو‬
‫باإلضافة إلى إضافة النصوص وتحريكها بأشكال وألوان وخلفيات رائعة‪.‬ولكن هذا البرنامج ل‪##‬ه عي‪##‬وب باإلض‪##‬افة إلى‬
‫معظم عيوب البرنامج السابق فانه غالى الثمن ويحتاج إلى تدريب لمدة طويلة ويحتاج حاسبات ذات إمكاني‪##‬ات عالي‪##‬ة‬
‫من ال‪##‬ذاكرة ووس‪##‬ائط التخ‪##‬زين وك‪##‬روت خاص‪##‬ة لتش‪##‬غيل الوس‪##‬ائط المتع‪##‬ددة ( ‪ .)5‬وبالت‪##‬الى فان‪##‬ه ال ج‪##‬دوى اقتص‪##‬ادية‬
‫الستخدام هذا البرنامج كمرشح ليكون أداة تنفيذ من‪##‬اهج تعليمي‪##‬ة على ش‪##‬بكات الحاس‪##‬ب فى الجامع‪##‬ة(ه‪##‬ذا ال يقل‪##‬ل من‬
‫شان البرنامج فقد تم تنفيذ العديد من المناهج التعليمية للتليفزي‪##‬ون المص‪##‬رى ومش‪##‬اريع أخ‪##‬رى خليجي‪##‬ه لعم‪##‬ا من‪##‬اهج‬
‫للثانوية العامة)‪.‬‬

‫‪ 3-4‬برنامج‪macro mind director‬‬

‫له نفس خواص برنامج ‪ author ware‬ولكنه يتميز بمميزات أخرى ان‪#‬ه يمكن العم‪#‬ل ب‪#‬ه أيض‪#‬ا على حاس‪#‬بات اب‪#‬ل‬
‫ماكنتوش ويمكن تخزين العرض فى صوره أفالم فيديو ‪quick time movies‬ولكن ال يزال له نفس العيوب سواء‬
‫التكلفة العالية أو التدريب التخصصى العالى أو حجم الملفات الكبير نسبيا وكذلك ع‪##‬دم إمكاني‪##‬ة ت‪##‬داول ه‪##‬ذا الن‪##‬وع من‬
‫الملفات خالل شبكات الحاسبات (‪ .)6‬وأيضا يوجد الكثير من المناهج العلمية والع‪#‬روض التخصص‪#‬ية ال‪#‬تى تم بناؤه‪#‬ا‬
‫بهذا البرنامج ولكن ليس هناك جدوى اقتصادية الستخدام هذا البرنامج إلنتاج مناهج تعليمية للقاعدة الطالبية‪.‬‬

‫‪ 4-4‬برنامج ‪power point‬‬

‫يأخذ هذا البرنامج شعبيته وانتشاره من شعبيه وانتشار نظام التشغيل ‪Microsoft windows‬والذى فرض نفس‪##‬ه‬
‫خالل العقد الحالى‪،‬‬

‫حيث أن برنامج ‪power point‬جزء من ب‪#‬رامج ‪ Microsoft office‬وال‪##‬تى أص‪##‬بح وجوده‪##‬ا حتمي‪##‬ا من مكون‪##‬ات‬
‫مجموعات البرامج المباعة مع أجهزه الحاسبات الشخصية(‪.)7‬‬

‫ونظرا لسهوله تعلم واستخدام هذا البرنامج فقد اصبح فى اآلونة األخيرة أكثر البرامج ش‪##‬يوعا فى االس‪##‬تخدام إلع‪##‬داد‬
‫الع‪##‬روض أو المحاض‪##‬رات الهام‪##‬ة‪.‬ولكن ه‪##‬ذا البرن‪##‬امج ب‪##‬ه عيب خط‪##‬ير ج‪##‬دا جعل‪##‬ه مح‪##‬ل اس‪##‬تفهام من الكث‪##‬ير من‬
‫المتخصصين حيث إن متوسط حجم الملف المطل‪##‬وب لعم‪##‬ل ع‪#‬رض(يحت‪##‬وى على ص‪##‬وت وص‪##‬ور)مدت‪##‬ه نص‪##‬ف س‪##‬اعة‬
‫يتعدى عشرة ميجابايت ناهيك عن احتماليه حدوث عطب فى ه‪##‬ذا المل‪##‬ف الكب‪##‬ير أثن‪##‬اء تص‪##‬ميمه إذا م‪##‬ا انقط‪##‬ع التي‪##‬ار‬
‫الكهربى أثناء عمليه تخزين الملف (هذا العطب مشهور بين مستخدمى هذا البرنامج )‪.‬‬

‫‪ 5-4‬بناء المواد التعليمية والعروض باستخدام لغة ‪html‬‬

‫بعد هذا العرض الس‪##‬ريع لبعض اش‪##‬هر ب‪##‬رامج إع‪##‬داد المن‪##‬اهج التعليمي‪##‬ة يتب‪##‬ادر إلى ال‪##‬ذهن س‪##‬ؤال عن م‪##‬ا هى أنس‪##‬ب‬
‫البرامج والوسائل التى يمكن أن تستخدم فى أعداد العروض والمناهج التعليمية؟ واإلجابة ببساطه هى اس‪##‬تخدام لغ‪##‬ة‬
‫الـ ‪ html‬فى بناء كال من العروض والمناهج‪ .‬قد يكون الحديث هنا عن هذه اللغة(‪.)8‬ولكن فى تقدير المؤلف أن هذه‬
‫اللغة التى ستفرض نفسها على الجميع لما لها من مميزات نذكر منها‪:‬‬

‫‪-1‬بساطه األوامر وسهوله تعلمها (فى خالل ساعة واحدة يمكنك بناء ‪ home page‬خاصة بك ويمكن إضافة أجزاء‬
‫جديدة لها باالطالع على ملفات بناء صفحات أخرى موجودة على شبكه االنترنيت )‪.‬‬

‫‪-2‬تش‪##‬غيل الملف‪##‬ات المكتوب‪##‬ة به‪##‬ذه اللغ‪##‬ة على جمي‪##‬ع أن‪##‬واع الحاس‪##‬بات ‪( platform independent‬بف‪##‬رض أن‬
‫مجموعه الفونتات المكتوب بها النص موجودة على هذه الحاسبات)‪.‬‬

‫‪-3‬حجم الملفات المكتوب بها العروض (المناهج) يكون أصغر م‪#‬ا يك‪##‬ون حيث أن هن‪#‬اك فص‪#‬ل بين الملف‪##‬ات المحتوي‪##‬ة‬
‫على الكالم المكتوب وملفات الصور(الصور موجودة أما على هيئه ‪ GIF files‬أو ‪ JPG files‬وه‪##‬ذه النوعي‪##‬ة من‬
‫الملفات تشغل انسب حيز للملفات مقارنه بدقه ووضوح ألوان الصور المخزونة )‪.‬‬

‫‪-4‬يمكن تش‪##‬غيل ملف‪##‬ات الوس‪##‬ائط المتع‪##‬ددة ( ‪ )..,MOV,AVI,MID,WAV,AU,JPG,GIF‬من خالل الملف‪##‬ات‬


‫المكتوبة بهذه اللغة‪.‬‬

‫‪-5‬جميع حزم البرامج الحديثة المنتجة بعد عام ‪ 1995‬بها خاص‪##‬ية التخ‪##‬زين فى ص‪##‬وره ‪ html files‬وبالت‪##‬الى يمكن‬
‫تحويل أى ملف مصمم بحزم البرامج األخرى لهذه الفورمة‪.‬‬

‫‪-6‬مع التقدم التطور السريع فى أوامر لغة الـ‪ html‬يمكن ليس فقط إنتاج ‪home pages‬وعروض ولكن أيضا إنتاج‬
‫كتب بكاملها (‪ .)6‬دون الحاجة لبرامج الناشر المكتبى وتنسيق النصوص ‪.‬‬

‫‪-7‬استغالل خاصية عظيمة الفائدة عند التعامل مع شبكه االن‪##‬ترنيت وهى يمكن االطالع على أوام‪##‬ر كتاب‪##‬ه أى ‪home‬‬
‫‪page‬وتخزينها وتعلمها وكذلك يمكن تخزين أى ملفات وسائط متعددة نجدها عند التعامل مع شبكه االنترنيت ‪.‬‬

‫‪ - 8‬استغالل خواص التأمين المتيسرة فى شبكه االنترنيت لتأمين المعلومات الحيوية كدرجات الطلبة ‪.‬‬
‫‪- 9‬باستغالل خاصية الربط بين الصفحات وبعضها‪،‬يمكن الربط بين ليس فقط الموضوعات ذات الطبيعة الواحدة ولكن‬
‫أيضا بين المواد التى لها عالقة ببعضها (على سبيل المثال‪:‬نفترض أن ال‪##‬درس يتكلم عن موض‪##‬وع مش‪##‬روع توش‪##‬كى‬
‫وورد لفظ السد العالى أو بحيرة ناصر‪،‬فيمكن تسجيل عنوان الصفحة التى به‪##‬ا الس‪##‬د الع‪##‬الى أو بح‪##‬يرة ناص‪##‬ر فننتق‪##‬ل‬
‫مباشرة للصفحة الجديدة‪،‬وعند االنتهاء من الموضوع الفرعى يمكننا العودة للصفحة األصلية بسهوله ويسر)‪.‬‬

‫‪-10‬يوج‪##‬د العدي‪##‬د من الكتب والمق‪##‬االت العلمي‪##‬ة مس‪##‬جله بالكام‪##‬ل اآلن على ش‪##‬بكه االن‪##‬ترنيت‪،‬وهن‪##‬اك إمكاني‪##‬ة البحث‬
‫الف‪##‬ورى عن أى موض‪##‬وعات وك‪##‬ذلك مجموع‪##‬ات البحث ‪ working group‬المتخصص‪##‬ين وهن‪##‬اك ح‪##‬وار دائم بينهم‬
‫يساعدنا على معرفة الجديد والجديد فى كل مكان‪.‬هناك الكثير والكثير من المميزات ولكن هن‪##‬اك م‪##‬يزه أساس‪##‬يه جعلت‬
‫من للغة الـ‪ html‬وس‪#‬يله ذات ج‪#‬دوى اقتص‪#‬ادية كمرش‪#‬ح ليس ل‪#‬ه من‪#‬افس إلع‪#‬داد ال‪#‬برامج للمن‪#‬اهج التعليمي‪#‬ة به‪#‬ذه‬
‫الوسيلة وهى وجود الكثير من المناهج التعليمية على شبكه االنترنيت تم إعدادها بواسطة العدي‪##‬د من الجامع‪##‬ات على‬
‫مستوى العالم‪.‬ومن المتوقع أن يكون أعداد جميع المناهج بواسطة هذه اللغة فى المستقبل القريب‪.‬‬

‫‪-4‬دور شبكه االنترنيت فى العملية التعليمية ودورها كأداة فعاله لتطوير وتحسين األداء‪:‬‬

‫قبل التحدث عن دور شبكه االنترنيت فى العملية التعليمية ‪،‬وجب أن ننوه عن بعض القي‪##‬ود والعي‪##‬وب من اس‪##‬تخدامها‬
‫وهى ‪:‬‬

‫‪-1‬يجب الحذر ووضع اللوائح والقوانين المنظمة الستخدام شبكه االن‪##‬ترنيت ‪،‬حيث إنه‪##‬ا س‪##‬الح ذو ح‪##‬دين‪:‬ففى ال‪##‬وقت‬
‫الذى يبذل فيه الجهد الوفير لتسخير هذه الشبكة فى صالح العلم والعلماء ‪،‬فهن‪##‬اك بعض الص‪##‬فحات الرخيص‪##‬ة المخل‪##‬ة‬
‫والمخالفة لجميع األديان السماوية وتقاليدنا وعاداتنا‪.‬‬

‫‪    .2‬يجب الحذر من الفيروسات التى يتم تناقلها عبر شبكات الحاسب‪.‬‬

‫‪    .3‬يجب مراعاة واتباع قواعد اقتباس المعلومات وحفظ حقوق النشر والتأليف وتالمان فى النقل‪.‬‬

‫بالرغم من هذه القيود أال انه مقارن‪#‬ه بالمن‪##‬افع الكث‪#‬يرة المرج‪#‬وة من اس‪##‬تخدام ش‪#‬بكه االن‪#‬ترنيت إال ان‪#‬ه فى المس‪#‬تقبل‬
‫القريب ستكون هى الوسيلة األنسب استخداما فى العملية التعليمية‪.‬‬

‫من العرض السابق يتضح لنا مميزات عديدة الستخدام لغة الـ ‪ HTML‬لبناء‪ home pages‬للمناهج التعليمية على‬
‫شبكه االنترنيت يمكن تعظيمها إذا تم تدريب بسيط ألعضاء هيئه التدريس لبناء الصفحات الخاصة بكل منهم ( تطبيقا‬
‫للمثل القائل‪:‬علمنى كيف أًصطاد سمكه لكى آكلها )‪.‬يمكن تلخيص الفوائد من استخدام هذه الطريقة فيما يلى ‪:‬‬

‫أ‪-‬تطويع تكنولوجيا االنترنيت لخدمه العملية التعليمية فى الجامعة ومجاراة ما يجرى فى الدول المتقدمة‪.‬‬

‫ب‪-‬التوثيق الجيد لمن‪##‬اهج الت‪##‬دريس(بع‪##‬د التخلص من الحش‪##‬و الزائ‪##‬د فى بعض الكتب والم‪##‬ذكرات ج‪-‬تعمي‪##‬ق المف‪##‬اهيم‬
‫وتزويد خريج الجامعة بأحدث تكنولوجيات العصر (استخدام أمثل لشبكات االنترنيت)‪.‬‬

‫د‪-‬االستفادة المثلى من اإلمكانيات المتاحة ‪.‬‬

‫ه‪-‬استخدام تكنولوجيا‪ ‬التعليم‪ ‬عن بعد وكذلك التمهيد الستخدام ‪video conferencing‬على مستوى الجامعات ‪.‬‬

‫و‪-‬القضاء على مشكله الكتاب الجامعى واهتمام المحاضرين فقط بتوصيل ومناقشه المفاهيم استثمارا للوقت ‪.‬‬

‫‪    .4‬الخالصة والمقترحات ‪:‬‬

‫لم يعد التدريس بالطرق التقليدية هو عدتنا للعبور للقرن الواحد والعشرين‪،‬بل يجب علين‪#‬ا أن نق‪#‬ف وقف‪#‬ه م‪#‬ع أنفس‪#‬نا‬
‫للحاق بركب التقدم فى أساليب التدريس على مستوى الع‪##‬الم مس‪##‬تغلين ه‪##‬ذا التق‪##‬دم فى وس‪##‬ائل االتص‪##‬ال ع‪##‬بر ش‪##‬بكات‬
‫الحاسب واشهرها شبكه االنترنيت‪.‬كذلك استخدام تكنولوجيا أجهزه الع‪##‬رض المربوط‪#‬ة م‪##‬ع الحاس‪#‬بات لتبس‪#‬يط ط‪##‬رق‬
‫الت‪##‬دريس وتعمي‪##‬ق المف‪##‬اهيم س‪##‬واء للطلب‪##‬ة أو أعض‪##‬اء هيئ‪##‬ه الت‪##‬دريس وتعمي‪##‬ق المف‪##‬اهيم س‪##‬واء للطلب‪##‬ة هيئ‪##‬ه‬
‫التدريس‪.‬وهذه المقالة محاولة من مؤلفه‪##‬ا لنق‪##‬ل خبرت‪##‬ه فى ه‪##‬ذا المج‪##‬ال واآلتى بعض المقترح‪##‬ات لتعميم الفائ‪##‬دة من‬
‫الطريقة المعروضة فى هذه المقالة ‪.‬‬

‫‪-1‬يتم عقد دورة تدريبية سريعة (لمدة أسبوع) لمن يرغب من أعضاء هيئه التدريس فى معه‪##‬د الدراس‪##‬ات والبح‪##‬وث‬
‫اإلحصائية جامعة القاهرة‪.‬‬

‫‪-2‬تدريب أعضاء هيئه التدريس على بناء ‪ home page‬خاص‪#‬ة لك‪#‬ل منهم وك‪#‬ذلك بالم‪#‬ادة العلمي‪#‬ة لك‪#‬ل م‪#‬ادة يق‪#‬وم‬
‫بتدريس‪##‬ها (يمكن االس‪##‬تفادة بالمعي‪##‬دين فى األقس‪##‬ام إلع‪##‬داد الم‪##‬ادة العلمي‪##‬ة وإدخاله‪##‬ا على الحاس‪##‬ب وك‪##‬ذلك طلب‪##‬ه‬
‫البكالوريوس)‪.‬‬

‫‪-3‬تدريب الطلبة على بناء وتداول المواد العلمية من على الـ ‪home pages‬‬

‫‪-4‬إضافة تدريس هذه اللغة مع مقدمه الحاسب والتى تدرس فى معظم الكليات والمعاهد ‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬تفاصيل بناء الـ ‪ home pages‬موجودة ضمن الوثائق التى سيتم عرض‪##‬ها فى جلس‪##‬ة من جلس‪##‬ات ورش‪##‬ه‬
‫العمل ‪.‬‬

‫المراجع العلمية ‪:‬ـ‬

‫‪    .1‬ابن كثير‪"،‬تفسير القرآن العظيم‪"،‬دار التراث العربى للطباعة والنشر والتوزيع ‪.1983‬‬

‫‪    .2‬سيد قطب‪"،‬فى ظالل القرآن‪ "،‬دار التراث العربى للطباعة والنشر والتوزيع ‪.1983‬‬

‫ثم بعد شهور قليلة يبدأ فى تعلم النطق برموز تفهمها األم ‪..‬فتعرف أن طفلها يريد أن يأكل أو يشرب أو حتى يري‪#‬د أن‬
‫ينظفه أحد بعد أن يقضى حاجت‪##‬ه‪..‬ثم ن‪##‬راه ينط‪##‬ق بأش‪##‬باه كلم‪##‬ات إلى أن ينط‪##‬ق بكلم‪##‬ات ليس له‪##‬ا مع‪##‬نى عن‪##‬ده ولكنه‪##‬ا‬
‫ارتبطت معه بصوره أو بحدث‪..‬ويبدأ بتكوين جمل‪..‬بالتأكيد فى أول األمر ال عالقة للجمل التى ينطق بها هذا المخلوق‬
‫بقواعد اللغات‪..‬وبعد قليل يتعلم الجم‪#‬ل الس‪#‬ليمة فى بي‪#‬ان يبه‪#‬ر العق‪#‬ول‪..‬ويتعلم لغ‪#‬ات أخ‪#‬رى ليتم االتص‪#‬ال بين‪#‬ه وبين‬
‫جنسيات أخرى ‪.‬‬

‫وبهذا يتأكد لدينا أن اإلنسان يب‪##‬دأ عمليه‪ ‬التعليم‪ ‬بتعلم الكلم‪##‬ات ومعانيه‪##‬ا وم‪##‬دلوالتها وص‪##‬ور له‪##‬ا أن أمكن ‪،‬بحيث ل‪##‬و‬
‫وجدت نفس الكلمة فى جمل مختلفة يستطيع اإلنسان اختيار المعنى المناس‪##‬ب (على س‪##‬بيل المث‪##‬ال عن‪##‬دما نق‪##‬ول كلم‪##‬ه‬
‫علم ‪:‬فه‪##‬ذه الكلم‪##‬ة ب‪##‬دون تش‪##‬كيل للح‪##‬روف أو ب‪##‬دون ص‪##‬وره يك‪##‬ون له‪##‬ا مع‪##‬انى كث‪##‬يرة‪،‬ف‪##‬أوزان نطقه‪##‬ا ك‪##‬اآلتى ‪:‬فع‪##‬ل‪،‬‬
‫فعل‪،‬فعل‪،‬فعل‪..‬ولكن إذا وجدت صوره علم مصر وكتبت تحتها هذه الكلم‪##‬ة‪،‬كلن‪##‬ا يفهم م‪##‬اذا تع‪##‬نى ه‪##‬ذه الح‪##‬روف ح‪##‬تى‬
‫بدون أن ينطقها أحد أو أن يكون هناك تشكيل للحروف)‪ .‬وه‪#‬ذا أيض‪#‬ا يؤك‪#‬د اإلعج‪#‬از العلمى لآلي‪#‬ة الكريم‪#‬ة المكتوب‪#‬ة‬
‫ف‪##‬وق عن‪##‬وان ه‪##‬ذه المقال‪##‬ة‪.‬ف‪##‬أول ش‪#‬ىء تعلم‪##‬ه س‪##‬يدنا آدم –علي‪##‬ه وعلى نبين‪##‬ا الص‪##‬الة والس‪##‬الم –ه‪##‬و المس‪##‬ميات بك‪##‬ل‬
‫مداولتها‪ ،‬وهو أصل العلم والتعلم‪ ،‬ولهذا استحق التكريم من هللا بان أمر المالئكة بالسجود لقدره هللا التى وضعها فى‬
‫هذا الكائن‪.‬‬

‫ونجاح العملية التعليمية ي‪#‬زداد كلم‪#‬ا اس‪#‬تطعنا إن نع‪#‬بر عن المعلوم‪#‬ات بوس‪#‬ائل متع‪#‬ددة فى جمي‪#‬ع األعم‪#‬ار ‪.‬فنج‪#‬د أن‬
‫انسب أساليب تعليم الصغار حروف الهجاء هى استخدام الصور التى تبدأ بكل حرف هجائى(أ…أس‪##‬د‪،‬ب‪..‬بط‪##‬ه‪..،‬الخ)‬
‫‪.‬ويتم الت‪##‬دريج فى مس‪##‬توى‪ ‬التعليم‪ ‬لنج‪##‬د فى كلي‪##‬ات الطب يتم اس‪##‬تخدام ص‪##‬ور المق‪##‬اطع فى علم التش‪##‬ريح وفى كلي‪##‬ات‬
‫الهندسة نجد صور المقاطع فى المحركات وأجزاء الماكينات هما من أنسب الطرق فى تدريس الم‪##‬واد المتعلق‪##‬ة به‪##‬ذه‬
‫المواضيع‪.‬وقد سمعنا من الكثير من حفظه القرآن الكريم أن تذكر شكل الصفحة الموجودة فيها ك‪##‬ل آي‪##‬ه ومك‪##‬ان اآلي‪##‬ة‬
‫فى الصفحة تساعد كثيرا فى تذكر اآليات‪.‬وفى علم النفس يقول العلماء ان‪#‬ه ل‪#‬و اش‪#‬تركت اك‪#‬ثر من حاس‪#‬ة من ح‪#‬واس‬
‫اإلنسان فى إدخال المعلومة لمخ اإلنسان تكون فرصه تذكرها أكثر ‪.‬‬
‫من هنا يتضح احتياجنا لوسيلة تعليمية توفر لنا تقديم المعلومات فى شكل مبسط ‪،‬ويفضل أن تكون مرئي‪##‬ة ومرتبط‪##‬ة‬
‫بصوت وصوره‪،‬سهله التعامل ‪،‬إمكانية تكرارها بنفس الكيفية(ألن التكرار يعلم الش‪##‬طار)‪ ،‬إمكاني‪##‬ة التعام‪##‬ل معه‪##‬ا عن‬
‫بعد‪،‬وكذلك سهوله اإلضافة عليها أو تعديلها بواسطة مؤلفها دون الحاجة إلعادة إنتاجها من جديد‪.‬ك‪##‬ل ه‪##‬ذا واك‪##‬ثر تم‬
‫توفيره باستخدام المارد المسمى كمبيوتر خاصة مع تطوير تكنولوجيا الوسائط المتعددة ‪.‬ومع انتشار استخدام ش‪##‬بكه‬
‫االنترنيت فقد تم أضافه بعد جديد الستخدامات الحاسب فى العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪ ‬وهذه المقالة تقدم كيفيه تطوير أساليب الت‪##‬دريس باس‪##‬تخدام ش‪##‬بكه االن‪##‬ترنيت‪.‬تتك‪##‬ون المقال‪##‬ة من أربع‪##‬ه مح‪##‬اور هى‬
‫‪:‬المح‪###‬ور األول يس‪###‬تعرض بإيج‪###‬از مراح‪###‬ل تط‪###‬ور اس‪###‬تخدام الحاس‪###‬بات بص‪###‬فة عام‪###‬ه كمس‪###‬اعدات تدريبي‪###‬ه فى‬
‫التدريس‪،‬المحور الثانى يقدم بعض البرامج المستخدمة محليا وعالميا فى عمليه التدريس‪.‬المح‪##‬ور الث‪##‬الث ي‪##‬بين دور‬
‫ش‪##‬بكه االن‪##‬ترنيت فى العملي‪##‬ة التعليمي‪##‬ة بص‪##‬فة عام‪##‬ه ودوره‪##‬ا ك‪##‬أداة فعال‪##‬ه لتط‪##‬وير وتحس‪##‬ين األداء من خالل تق‪##‬ديم‬
‫المميزات والمنافع والمطالب والقيود والعيوب‪.‬وتنتهى المقالة بالمحور الرابع الذى يقدم الخالصة وبعض المقترحات‬
‫لبناء المناهج التعليمية ومتابعة الطلبة من خالل نظام مبسط تم بناؤه باستخدام لغة ‪html‬وهى اللغ‪#‬ة المس‪#‬تخدمة فى‬
‫بناء واجهات المستفيد فى ش‪#‬بكه االن‪#‬ترنيت‪.‬نب‪#‬دأ بع‪#‬رض مراح‪#‬ل تط‪#‬ور اس‪#‬تخدام الحاس‪#‬بات كمس‪#‬اعدات تدريبي‪#‬ه فى‬
‫التدريس‪.‬‬

‫عال‬
‫التدريس المعاصر الف ّ‬
‫‪ ‬‬

‫أوال ــ مفهوم عملية التدريس ‪ :‬ــ‬

‫‪ 1‬ـ مصطلح التدريس في اإلطار التقليدي ‪:‬‬

‫‪     ‬ما يقوم به المعلم من نشاط ‪ ،‬ألجل نقل المعارف إلى عقول التالميذ ‪.‬‬
‫ويتميز دور المعلم هنا باإليجابية ‪ ،‬ودور التلميذ بالسلبية في معظم األحيان ‪،‬‬
‫بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه األسئلة ‪ ،‬أو إبداء الرأي ‪ ،‬ألن المعلم هو‬
‫المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ ‪ .‬إال أن هذا المفهوم‪ #‬التقليدي لعملية‬
‫التدريس كان سائدا‪  ‬قديما ‪ ،‬أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف ‪،‬‬
‫وغزا التطور العلمي كل مجاالت الحياة ‪ ،‬مما أوجد مفهوما جديدا للتدريس ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر ‪:‬‬


‫‪      ‬إن التدريس المعاصر ـ باإلضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا ـ هو‬
‫عملية تربوية هادفة وشاملة ‪ ،‬تأخذ في االعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم‪  ‬‬
‫والتعليم ‪ ،‬ويتعاون خاللها كل من المعلم والتالميذ ‪ ،‬واإلدارة المدرسية ‪،‬‬
‫والغرف الصفية ‪ ،‬واألسرة والمجتمع ‪ ،‬لتحقيق ما يسمى باألهداف التربوية ‪،‬‬
‫والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر والحواس‬
‫والعاطفة‪ #‬واللغة ‪.‬‬

‫‪    ‬والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ‪ ،‬لكل منهما أدوار يمارسها‬
‫من أجل تحيق أهداف معينة ‪ ،‬ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه ـ‬
‫كما الحظنا في مصطلح التدريس التقليدي ـ إذ إنه يأتي إلى المدرسة مزودا‬
‫بخبرات عديدة ‪ ،‬كما أن لديه تساؤالت متنوعة نحتاج إلى إجابات ‪ .‬فالتلميذ‬
‫يحتاج إلى أن يتعلم كيف‪  ‬يتعلم ‪ ،‬وهو فى حاجة أيضا إلى تعلم مهارات‬
‫القراءة واالستماع ‪ ،‬والنقد ‪ ،‬وإصدار األحكام‪. #‬‬

‫فالموقف التدريسي يجب النظر إليه على نحو كلى ‪ ،‬باعتبار أنه يضم عوامل‬
‫عديدة تتمثل في ‪ :‬المعلم ‪ ،‬والتالميذ ‪ ،‬واألهداف التي يرجى تحقيقها من‬
‫الدرس ‪ ،‬والمادة الدراسية ‪ ،‬والزمن المتاح ‪ ،‬والمكان المخصص للدرس ‪،‬‬
‫وما يستخدمه المعلم من طرق للتدريس ‪ ،‬إلى جانب العالقة ـ التي ينبغي أن‬
‫تكمن وثيقة ـ بين المدرسة والبيت ‪ ،‬والمحيط االجتماعي الذي ينتمي له‬
‫التلميذ ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ثانيا ــ مظاهر تميز التدريس المعاصر عن قرينه التقليدي ‪ :‬ــ‬


‫‪     ‬يمتاز التدريس المعاصر عن التدريس التقليدي بعدة ميزات نجملها في‬
‫اآلتي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ يعتبر التلميذ ـ ال المعلم ‪ ،‬أو المنهج ـ محور عملية التربية ‪ ،‬فعلى أساس‬
‫خصائصهم يتم تطوير األهداف ‪ ،‬واختيار المادة الدراسية ‪ ،‬واألنشطة‬
‫التربوية ‪ ،‬وطرق التدريس ‪ ،‬والوسائل الالزمة لذلك ‪ .‬أما في التعليم التقليدي‬
‫فإن األهداف تتحدد حسب رغبة المجتمع ‪ ،‬أو من ينوب عنه ‪ ،‬ثم يتم اختيار‬
‫المادة الدراسية ‪ ،‬واألنشطة ‪ ،‬والطرق المصاحبة لذلك ‪ ،‬ومن هنا ندرك أن‬
‫التعليم التقليدي يرتكز حول المعلم أو المنهج ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التدريس المعاصر عملية شاملة ‪ ،‬تتولى تنظيم وموازنة كافة معطيات‬
‫العملية التربوية ‪ ،‬من معلم وتالميذ ‪ ،‬ومنهج ‪ ،‬وبيئة مدرسية ‪ ،‬لتحقيق‬
‫األهداف التعليمية ‪ ،‬دون تسلط واحدة على األخرى ‪ ،‬أما في التدريس التقليدي‬
‫فإن العملية التربوية محصورة غالبا في المعلم والمنهج ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ التدريس المعاصر عملية إيجابية هادفة تتولى بناء المجتمع ‪ ،‬وتقدمه عن‬
‫طريق بناء اإلنسان الصالح ‪ ،‬أو المتكامل فكرا وعاطفة وحركة ‪ ،‬بينما‬
‫التدريس التقليدي ـ على العموم ـ عملية اجتهادية تهتم بتعلم التالميذ لمادة‬
‫المنهج ‪ ،‬أو ما يريده المعلم دون التحقق من فاعلية هذا التعلم ‪ ،‬أو أثره على‬
‫التالميذ أو المجتمع ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ التدريس المعاصر عملية انتقائية ‪ ،‬تختار من المعلومات واألساليب ‪،‬‬


‫والمبادئ ما يتناسب مع التالميذ ومتطلبات روح العصر ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ التدريس المعاصر عملية اجتماعية تعاونية نشطة ‪ ،‬يساهم فيها المعلم‬
‫وأفراد التالميذ ‪ ،‬كل حسب قدراته ‪ ،‬ومسؤولياته ‪ ،‬وحاجته الشخصية ‪ ،‬أما‬
‫التدريس التقليدي فيمثل عملية إلزامية‪ ‬مباشرة ‪ ،‬تبدأ بأوامر المعلم ونواهيه ‪،‬‬
‫وتنتهي بتنفيذ التالميذ جميعا لهذه المتطلبات ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫ثالثا ــ العوامل التي يعتمد عليها التدريس المعاصر ‪:‬‬


‫‪     ‬التدريس بصفة عامة اصطالح يدل على مرحلة عملية تتم بوساطتها‬
‫ترجمة األهداف ‪ ،‬والمعايير النظرية ‪ ،‬واألنشط التربوية ( المنهج ) إلى سلوك‬
‫واقعي محسوس ‪ ،‬وال يتوقف هذا التدريس على المعلم فقط ‪ ،‬بل يغطى أيضا‬
‫كيفية االستجابة للموقف التعليمي وتنظيمه الذي يتكون في العادة من‬
‫المنهج ‪ ،‬وغرفة الدراسة ‪ ،‬والتالميذ ‪.‬‬

‫‪       ‬من المنظور السابق تتحدد العوامل التي ترتكز عليها العملية التربوية‬
‫والتعليمية وهى ‪ :‬المعلم ـ التالميذ ـ غرف الدراسة ـ الزمن المتاح لتنفيذ‬
‫الدرس ـ طرق التدريس التي على المعلم إتباعها عند شرح الدرس ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫رابعا ــ أهمية مهنة‪ #‬التدريس ‪ :‬ــ‬


‫‪      ‬تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها اإلنسان عامة والمعلم‬
‫خاصة ‪ ،‬إذ إن العاملين في هذا الميدان‪  ‬ـ وهم المعلمون ـ يتركون آثارا‬
‫واضحة على المجتمع كله ‪ ،‬وليس على أفراد منه فحسب ‪ ،‬كما هو الحال مع‬
‫أصحاب المهن األخرى ‪ ،‬كاألطباء والمهندسين والمحامين والحرفيين ‪،‬‬
‫فالمدرس عندما يدرس في الفصل ال يدرس لطالب واحد فقط ‪ ،‬وإنما يدرس‬
‫لعشرات الطالب بل وللمئات خالل اليوم الواحد ‪ ،‬والفرق واضح بين مهنة‬
‫الطبيب ـ على سبيل المثال ـ الذي يخص بعالجه فردا واحدا من أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬بل ويعالج الجزء المعتل من بدنه ‪ ،‬وال يترك أثرا علميا على‬
‫مريضه ‪ ،‬كما يفعل المعلم الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على عقول طالبه‬
‫وشخصياتهم ‪ ،‬وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة ‪ .‬وتعد عملية‬
‫التدريس والتعلم األساس واألسبق بين المهن األخرى ‪ ،‬فالطبيب والمهندس‬
‫والمحامى والمحاسب والصيدلي وغيرهم البد وأن يمروا تحت يد المعلم ‪،‬‬
‫ألنهم من نتائج عمله وجهده وتدريبه في مراحل التعليم المختلفة ‪ .‬أضف إلى‬
‫ما سبق أن المعلم يحاول دائما من خالل مهنة التدريس أن يجدد ويبتكر ‪،‬‬
‫وينير عقول‪   ‬التالميذ ‪ ،‬ويهذب طباعهم ‪ ،‬وأن يوضح الغامض ‪ ،‬ويكشف‬
‫الستار عن الخفي ‪ ،‬ويربط بين الماضي والحاضر ‪ ،‬ويخلق في نفوس األجيال‬
‫الناشئة األمل واليقين ‪ ،‬ويؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة‬
‫ومتطلباتها ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫خامسا ــ‪  ‬المبادئ العامة للتدريس المعاصر ‪:‬‬


‫‪      ‬من خالل مفهوم‪ #‬التدريس المعاصر ومرتكزاته أوجز التربويون المبادئ‬
‫العامة التي يقوم عليها هذا النوع من التدريس والتي سنستعرض بعضا‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يمثل التلميذ في التدريس المعاصر محور العملية التربوية ‪ ،‬دون المعلم أو‬
‫المنهج أو المجتمع ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تتالءم مب‪##‬ادئ وإج‪##‬راءات الت‪##‬دريس المعاص‪##‬ر لحال‪##‬ة التالمي‪##‬ذ اإلدراكي‪##‬ة ‪،‬‬
‫والعاطفي‪#‬ة‪ #‬والجس‪##‬مية ‪ ،‬فتختل‪##‬ف األس‪##‬اليب المس‪##‬تخدمة في الت‪##‬دريب ب‪##‬اختالف‬
‫نوعية التالميذ ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تطوير القوى اإلدراكية والعاطفية‪،‬‬


‫والجسمية والحركية للتالميذ بصيغ متوازنة ‪ ،‬مراعيا أهمية كل منها لحياة‬
‫الفرد والمجتمع ‪ ،‬دون حصر اهتمامه لتنمية نوع واحد فقط من هذه القوى‬
‫على حساب األخرى ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تنمية كفايات التالميذ وتأهيلهم للحاضر‪ ‬‬
‫والمستقبل ‪ ،‬وال يحصر نفسه في دراسة الماضي لذاته ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ يمثل التدريس المعاصر مهنة علمية مدروسة ‪ ،‬تبدأ بتحليل‬


‫خصائص‪ ‬التالميذ ‪ ،‬وتحديد قدراتهم ‪ ،‬ثم تطوير الخطط التعليمية ‪ ،‬واختيار‬
‫المسائل ‪ ،‬واألنشطة والمواد التعليمية التي تستجيب لتلك الخصائص‬
‫ومتطلباتها ‪.‬‬

‫‪6‬ـ يبدأ التدريس المعاصر بما يملكه التالميذ من خبرات ‪ ،‬وكفايات‬


‫وخصائص ‪ ،‬تم يتولى المعلم صقلها وتعديلها أو تطوير ما يلزم منها ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ يهدف التدريس المعاصر كعملية إيجابية مكافِئة إلى نجاح التالميذ بإشباع‬
‫رغباتهم ‪ ،‬وتحقيق طموحاتهم ‪ ،‬ال معاقبتهم نفسيا أو جسديا أو تربويا بالفشل‬
‫والرسوب كما هي الحال في الممارسات التعليمية والتعلمية التقليدية ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ يرعى التدريس المعاصر مبدأ التفرد في مداخالته وممارساته حيث يوظف‬
‫بهذا الصدد المفاهيم التالية ‪:‬‬

‫أ ـ معرفة خصائص أفراد التالميذ الفكرية والجسمية والقيمية ‪.‬‬

‫ب ـ توفر التجهيزات المدرسية وتنوعها ‪.‬‬

‫ج ـ تنوع األنشطة والخبرات التربوية التي تحفز التالميذ إلى المشاركة ‪،‬‬
‫واإلقبال على التعليم ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫د ـ استعمال المعلم لوسائل تعليمية متنوعة ‪ ،‬يقرر بوساطتها نوع ومقدار تعلم‬
‫التالميذ ‪ ،‬وفاعلية العملية التربوية بشكل عام ‪.‬‬

‫هـ ـ تنوع أسئلة المعلم من حيث النوع والمستوى واللغة واألسلوب‬


‫والموضوع من تلميذ آلخر ‪.‬‬
‫و ـ سماح المعلم للتالميذ بأن يقوم كل منهم بالدور الذي يتوافق مع خصائصه‬
‫وقدراته ‪ ،‬ثم اختيار النشاط التربوي الذي يتالءم مع هذه الخصائص والقدرات‬
‫‪.‬‬

‫سادسا ـ المعلم الكفء في التدريس المعاصر ‪ :‬ـ‬


‫‪ ‬‬

‫* مفهوم جديد للمعلم ‪:‬‬


‫‪     ‬كان المعلم وال يزال العنصر األساس في الموقف التعليمي ‪ ،‬وهو المهيمن‬
‫على مناخ الفصل الدراسي ‪ ،‬وما يحدث بداخله ‪ ،‬وهو المحرك لدوافع‬
‫التالميذ ‪ ،‬والمشكل التجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة ‪ ،‬وهو‬
‫العامل الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس ‪ ،‬رغم مستحدثات التربية ‪،‬‬
‫وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية‬
‫التعليمية برمتها ‪ ،‬فالمعلم هو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه‬
‫األهداف المحددة لكل منها ‪ .‬لذلك يجب أن تتوافر لدى المعلم خلفية واسعة‬
‫وعميقة عن مجال تخصصه ‪ ،‬إلى جانب تمكنه من حصيلة ال بأس بها من‬
‫المعارف في المجاالت الحياتية األخرى ‪ ،‬حتى يستطيع التالميذ من خالل‬
‫تفاعلهم معه أن يدركوا عالقات الترابط بين مختلف المجاالت العلمية ‪،‬‬
‫وتكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة وتكاملها ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫* المعلم الكفء ‪:‬‬


‫‪     ‬من المفهوم‪ #‬السابق يمكننا تحديد بعض الصفات األساسية التي يجب أن‬
‫تتوافر في المعلم الكفء وهى ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ االلتزام الفطري بقوانين ومتطلبات مهنة التدريس ‪ ،‬حيث يؤدى هذا‬
‫االلتزام بالمعلم إلى إنتاج تعليم منتظم وهادف ومؤثر ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون على درجة كبيرة من المرونة بحيث يستطيع االستمرار في‬
‫المهنة ‪ ،‬فيكتسب المعارف والمهارات المختلفة التي يحتاجها في ممارسته‬
‫لعملية التدريس ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن يكون ذا شخصية قوية ‪ ،‬يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل ‪ ،‬والحزم‬


‫والحيوية ‪ ،‬والتعاون والميل االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أن يدرك أن الموقف التدريسي عبارة عن موقف تربوي ‪ ،‬ال بد أن يجرى‬


‫فيه التفاعل المثمر بينه وبين تالميذه ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ أن يكون مثقفا واسع األفق ‪ ،‬لديه اهتمام بالقراءة ‪ ،‬وسعة االطالع ‪،‬‬
‫ومتذوقا ناقدا ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ أن يتسم بالموضوعية والعدل في الحكم والمعاملة ‪ ،‬دون تحيز أو محاباة ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ أن يكون مثال أعلى لتالميذه ‪ ،‬فبشخصية المعلم تبنى شخص‪##‬يات التالمي‪##‬ذ ‪،‬‬
‫ل‪##‬ذلك ينبغي أن يك‪##‬ون المعلم أنموذج‪##‬ا يحت‪##‬ذى ب‪##‬ه للتص‪##‬رف الس‪##‬ليم في جمي‪##‬ع‬
‫المواقف التي تعترضه ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ أن يمتلك القدرة على ضبط الفصل ‪ ،‬وشد انتباه التالميذ لما يد ّرس ‪،‬‬
‫وحفظ النظام داخل غرفة الدراسة ‪ ،‬وخلق مناخ مريح ‪ ،‬ومشجع على التعلم ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ اإللمام بأكثر من طريقة أو أسلوب لتنفيذ عملية التدريس ‪ .‬بل يجب أن‬
‫يستخدم أكثر من طريقة في شرح الدرس الواحد ‪ ،‬وذلك حسب نوع الدرس‬
‫المطروح‪  ‬للبحث والمناقشة ‪ .‬‬

‫‪ 9‬ـ إلى جانب العديد من الصفات الشخصية المكملة لما ذكرنا ‪ ،‬كالصوت‬
‫الواضح المسموع ‪ ،‬والصدق واألمانة ‪ ،‬والمرح ودماثة الخلق ‪ ،‬والتواضع‬

‫والتأدب في األلفاظ ‪ ،‬والتزين بالمظهر العام ‪ ،‬وغيرها من الصفات األخرى ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬‬

‫تطوير التعليم‬
‫‪  ‬‬

‫نتابع في هذا الفصل بقية تصورنا آلليات النهضة الشاملة‪ .‬وقد ذكرنا من قبل‪ ‬إن عملية التنمية كي تتحق))ق على‬
‫ارض الواقع الب))د أن تب))دأ من اإلنس))ان وتنتهي في ك))ل مرحل))ة من مراحله))ا المس))تمرة والمتص))اعدة باإلنس))ان‬
‫وألجل اإلنسان‪ .‬ولهذا فإن التنمية البشرية هي عماد التنمية الشاملة‪ .‬وتطوير التعليم إلعداد األجيال القادمة ه))و‬
‫مصدر الطاقة للتنمية الشاملة‪ .‬ويعاني التعليم من كثافة طالبية عاليه داخل الفص))ول) و تفش))ي ظ))اهرة ال))دروس‬
‫الخصوصية وعقم المناهج الدراسية وجمود طرق التدريس وتوجه نظ))ام التعليم نح))و تأهي))ل الطالب لاللتح))اق‬
‫بالتعليم العالي وبطئ)ه في التوس)ع بالق)در الك)افي في مج)ال التعليم الف)ني والح)رفي بم)ا يتمش)ى م)ع احتياج)ات‬
‫الصناعة والزراعة والخ))دمات‪ ،‬م))ع أن نس))بة ال))ذين يلتحق))ون بالجامع))ات ح))والي ‪ %20‬من جمه))ور الش))باب‪،‬‬
‫وبالتالي يكتظ سوق العمل بأعداد هائلة من الشباب ب))دون أن تتلقى تعليم))ا مهني))ا يؤهله))ا لممارس))ة أي مهن))ة أو‬
‫حرفة‪.‬‬

‫‪ ‬و يمكننا تلخيص أهداف التعليم‪  ‬من منظور التنمية الشاملة فيما يلي‪:‬‬

‫‪   -1‬تخريج أجيال واعية بالدور التاريخي ألمتها والتحديات التي تواجهه))ا‪ ،‬ومؤمن))ة بمهمته))ا وت))درك حق))وق‬
‫وواجبات المواطنة‪ ،‬تعتز بتراثها‪ ،‬وتق))دس قيمه))ا الروحي))ة‪ ،‬ومس))لحة ب))أعلى مس))تويات القيم وأخالقي))ات‬
‫التعامل‪.‬‬
‫‪   -2‬بناء الشخصية القادرة على التفاعل مع متطلبات التنمي))ة الش))املة‪ ،‬ودفعه))ا إلح))داث الطف))رات المطلوب))ة‪،‬‬
‫وهذا يعني بالضرورة أن تكون برامج الرعاية الطالبية ورعاية الش))باب متكامل))ة و ش))املة (اجتماعي))ة و‬
‫نفسية وتربوية و إرشادية وثقافية و رياضية وصحية)‪.‬‬

‫‪   -3‬تحقيق التنمية البش)رية المس)تمرة من خالل مب)دأ التعليم ح)ق للجمي)ع من المه)د إلى اللح)د بتوف)ير ف)رص‬
‫تعليمية متكافئة مع تنويع تلك الفرص لتتمشي مع الفروق في الق))درات ل))دى المواط))نين و توس))يع ف))رص‬
‫الخيار لكل الناس لتساعدهم على رفع مس))توى معيش))تهم وتط))وير مه))اراتهم ونش))ر وعي البيئ))ة والثقاف))ة‬
‫الصحية والغذائية من خالل التعليم المستمر‪.‬‬

‫‪   -4‬تحقيق التكامل بين مستويات التعليم العام والفني والجامعي والتقني وربطها بأهداف وبمتطلب))ات التنمي))ة‪،‬‬
‫وتطوير برامجها لتجهيز الخريجين لسوق العمل‪.‬‬

‫برنامج تطوير التعليم‬


‫والغرض من تطوير التعليم له بعدين‪ ،‬األول هو التخلص من سلبياته الحالية والثاني هو تحضيره ليتمش))ي م))ع‬
‫مبادئ التغيير وبرنامج التنمية الشاملة الذي تكلمنا عنه في مقاالت) سابقه‪ .‬والخطوات األساسية ال))تي نراه))ا في‬
‫عملية التطوير هي‪:‬‬

‫‪      -1‬تحضير النشأ لمواجهه سوق العمل في ظل عصر سريع التغيير ولش))ق طريق))ه في الحي))اة بنج))اح‪،‬‬
‫وتهيئته لدفع عجلة التنمية الشاملة‪ ،‬ولذلك نبدأ بتوسيع دائرة المواد االختيارية في المرحلة الثانوية‬
‫من خالل إدخال مناهج جديدة تشمل بجانب المواد األساسية مواد ته))دف إلي تعليم كيفي))ه تحض))ير‬
‫دراس))ات الج))دوى للمش))روعات الص))غيرة وط))رق التق))دير الحس))ابي ومب))ادئ بح))وث العملي))ات‬
‫والتعرف على نظم الشركات ومبادئ المحاسبة‪ ،‬وقوانين العمل‪ ،‬ومبادئ اإلدارة والجودة الش))املة‬
‫والتسويق‪ ،‬وتوصيل المعلومات كتابيا وشفويا‪ ،‬وكتابه التقارير وكيفي))ه العم))ل الجم))اعي‪ ،‬وط))رق‬
‫إدارة االجتماعات والح))وار والمناقش))ة وفن التف))اوض وأس))اليب التخطي))ط وط))رق اتخ))اذ الق))رار‪،‬‬
‫وكيفي))ة تنظيم المس))ابقات والمع))ارض والن))دوات واإللم))ام بتكنولوجي))ا المعلوم))ات واس))تخدامات‬
‫الحاس))وب‪ .‬إدخ))ال نظ))ام التع))اون في التعليم الث))انوي حيث يس))مح للط))الب االنتظ))ام في برن))امج‬
‫للتدريب بالصناعة أو الخدمات لتنمية مهاراته ومواهبه العلمية ‪ ‬أو الرياضية أو الفنية‪.‬‬

‫‪      -2‬تغيير متطلبات الحصول على الشهادة الثانوي)ة عن طري)ق فص)لها من متطلب)ات االلتح)اق ب)التعليم‬
‫العالي‪ .‬و يتم ذلك بإدخال نظام النقاط (الساعات) األكاديمية‪ ،‬حيث يتطلب الحصول على الش))هادة‬
‫الثانوية مثال استكمال ‪ 45‬نقطة (كل نقط))ة تع))ادل ح))والي ‪ 55‬س))اعة دراس))ية) م))ع اش))تراط ‪120‬‬
‫ساعة من العمل التطوعي وال يشترط أن يكون في آخر المرحلة الثانوية‪ ،‬باإلضافة إلي االشتراك‬
‫في مشروع "أجد حال"‪ ،‬ذلك المشروع الذي يبحث عن إيجاد حلول للمشاكل االجتماعية والقومية‬
‫ومن خالله يمارس الطالب أسلوب العمل الجماعي واألس))لوب العلمي في تحلي))ل وح))ل المش))اكل‬
‫والمعضالت وإبداء الرأي من خالل الحوار المفت))وح‪ .‬وتك))ون متطلب))ات القب))ول) بالجامع))ات طبق))ا‬
‫لنظام آخر غير نظام الحصول علي الشهادة الثانوية عن طريق إجراء اختبار موح))د أو اختب))ارين‬
‫علي األكثر تكون ماده االختبار في التخصص المطلوب الذي يتناسب مع أه))داف الكلي))ة وطبيع))ة‬
‫مناهجها‪ .‬وتقوم كل كلية بتحديد مجموع القبول بها‪ ،‬وتوفير مراكز إلجراء ه))ذه االختب))ارات ع))ده‬
‫مرات في العام‪.‬‬

‫‪       -3‬التخلص من عقم المن))اهج الدراس))ية وجم))ود ط))رق الت))دريس من خالل إح))داث تغي))ير ج))ذري‬
‫في‪ ‬طرق التفكير عند تناول وفهم المواد العلمية واإلنسانية علي الس))واء‪ .‬نق))ل ب))ؤرة االرتك))از من‬
‫التعليم إلى التعلم‪ ،‬ومن المعلم إلى المتعلم‪ ،‬ومن الحفظ واالستظهار إلى التفك))ير والتأم))ل والتخي))ل‬
‫واالبتك))ار ويمكن تحقي))ق ذل))ك من خالل ت))دريب الطالب على اس))تخدام ط))رق اإلدراك بالقي))اس‬
‫واالستنباط ألح)ثي و اإلدراك االس)تنباطي‪ ،‬وع)رض المفه)وم العلمي من خالل التجرب)ه المعملي)ة‬
‫الحية أو الممثلة علي الحاسوب قبل شرح النظرية وتشجيع الفكر النقدي الموجه للنظري))ة العلمي))ة‬
‫والتركيز علي ربط النماذج الرياضية بتطبيقاتها العملية‪ .‬تعميق اإلحس)اس باالنتم)اء المه)ني ل)دى‬
‫العاملين في قط)اع التعليم من معلمين وإداريين ويتحق))ق ذل))ك من خالل الجه))د المتواص))ل للتنمي))ة‬
‫المهنية للعاملين في هذا القطاع عن طريق الدورات التدريبية والتعليم المستمر‪.‬‬

‫‪      -4‬بناء الشخصية ‪ ‬الحركية القادرة على التفاعل م)ع متطلب)ات التغي))ير السياس)ي نؤك))د علي‪  ‬االهتم))ام‬
‫بتوعي)))ة الطالب في المرحل)))ة اإلعدادي)))ة بحق)))وق وواجب)))ات المواطن)))ة والمعل)))وم في الدس)))تور‬
‫بالضرورة والتعرف علي النظام السياسي والحكومي ومؤسسات الدولة والمؤسس))ات االجتماعي))ة‬
‫وكيفية التعبير عن الرأي من خالل المنابر الحرة وكيفية اللجوء للقضاء‪ ،‬والخدمات ال))تي توفره))ا‬
‫الحكومة وكيفية الحصول عليها‪.‬‬

‫‪       -5‬القضاء علي ظاهرة الدروس الخصوصية يتطلب تدعيم الشبكة التعليمية الموحدة للمدارس وعمل‬
‫قواعد معلومات) لالختبارات فيها نماذج عديدة من االختبارات في جميع المواد مع تقديم اإلجابات‬
‫النموذجية وتوضيح المنطق وراء كيفيه الوصول إلي اإلجابات الصحيحة وعرض األمثلة الكثيرة‬
‫التي تساعد الطالب و المدرس عل السواء‪ .‬كم))ا يحب تش))جيع المدرس))ين و القط))اع الخ))اص على‬
‫تأليف الكتب االلكتروني))ة بالوس))ائط المتع))ددة ووض))عها على الش))بكة الموح))دة (مقاب))ل تعويض))ات‬
‫لحقوق التأليف)‪ ،‬ومطالبه وزارة التعليم بتسجيل شرائط فيديو للمدرسين المتميزين ( مقاب))ل عائ))د‬
‫مادي) و توفيرها في مكتبات المدارس و بيعها مقابل أسعار رمزية‪  .‬تش))جيع نقاب))ة المعلمين على‬
‫توفير الخدمات و التأمينات وبرامج الرعاية الشاملة للمدرسين ومراقبة أخالقيات المهنة والحف))اظ‬
‫على شرف و سمعة المهنة‪.‬‬

‫‪      -6‬تعميم نظام الجودة الشاملة و التطوير المستمر في جمي)ع الم)دارس و اإلدارات التعليمي)ة ليس فق)ط‬
‫كضرورة لزي))ادة كف))اءة نظ))ام التعليم‪ ،‬ولكن لغ))رس ه))ذه المف))اهيم الحديث))ة في األجي))ال القادم))ة و‬
‫لتصبح ممارسة تلقائية لها في الحياة العملية‪.‬‬

‫‪      -7‬إعطاء المدارس حرية وصالحيات أكبر في إدارة ميزانيتها مع زيادة فاعلية مجالس اآلباء وأولياء‬
‫األم))ور في تخطي))ط وتموي))ل وإدارة الم))دارس ‪ ‬وح))ل المش))اكل التربوي))ة‪  ‬وإش))راك المحلي))ات و‬
‫المحافظ))ات من خالل من))دوبين في مج))الس اآلب))اء‪  ‬تحقيق))ا لمب))دأ التعليم ح))ق للجمي))ع وان التعليم‬
‫مسؤولية المجتمع ككل‪ .‬وإشراك الطالب في اتخاذ القرار و تمثيلهم في مجالس اآلباء‪.‬‬

‫‪  - 8‬عمل خطة لجعل التعليم الثانوي إلزاميا في خالل ‪ 15-20‬سنة على األك))ثر كح))د أدنى من الثقاف))ة العام))ة‬
‫المشتركة والالزمة ألي تخصص مهني‪.‬‬

‫‪ – 9              ‬االهتمام بترسيخ الدقة في العمل وتنمية المهارات الفنية و العلمية و اليدوية من خالل تع))دد األنش))طة‬
‫غ))ير المنهجي))ة و ال))رحالت‪  ‬والمعس))كرات ال))تي تنمي روح العم))ل الجم))اعي و تص))قل الم))واهب القيادي))ة و‬
‫الزيارات الميدانية و خاصة في المرحلة االبتدائية‪  .‬والكشف المبكر عن المواهب الرياضية والعلمية و الثقافية‬
‫والفنية وصقلها‪ ،‬لتكوين جيل من الموهوبين و المبدعين المبتكرين الذين يمكنهم تنمية الحضارة والمساهمة في‬
‫صناعة التقدم وذلك من خالل توفير المناهج المتقدمة للمتفوقين والموهوبين واستخدام طرق التدريس المناس))بة‬
‫لذلك و تنظيم المسابقات و المعسكرات و المدارس المتخصصة للموهوبين‪ .‬عمل مع)ارض دوري)ة و مس)ابقات‬
‫على مستوى المحليات و المحافظات ألنشطة و منتجات المدارس وإنجازاتها و تش))جيع الطالب والمدرس))ين و‬
‫المدارس وتوزيع الحوافز و الجوائز على المتميزين‪.‬‬

‫‪      -11‬التوسع في التعليم الثانوي الفني و برامج التدريب المهني التي تمنحه))ا ه))ذه الم))دارس‪ .‬وسيس))مح نظ))ام‬
‫الساعات في التعليم الثانوي للطالب استكمال نصاب الساعات من خالل حص))وله على دورات تدريبي))ة أو مهني))ة‬
‫في ش))تى المج))االت‪ .‬فيمكن مثال لط))الب الث))انوي أن يحص))ل على دورة في مدرس))ة فني))ة في النج))ارة أو أعم))ال‬
‫الكهرباء أو إصالح المكيفات أو في اإلرشاد الزراعي ‪..‬الخ‬

‫‪   -12    ‬توفير المكتبات المدرسية بجميع م))دارس المراح))ل المختلف))ة‪ ،‬لتس))اعد على تنوي))ع أوعي))ة التعليم وتنمي))ة‬
‫القدرات الخاصة‪ ,‬ومنها قدرات التعلم الذاتي والتعلم أالبتك))اري‪ .‬و االهتم))ام ب))القراءة خاص))ة في المرحل))ة‬
‫االبتدائية‪.‬‬

‫‪ -13‬عمل مدارس‪  ‬وفصول مسائية لدراسة الثانوي)ة باالنتس)اب‪ .‬تحقيق)ا لمب)دأ العلم من المه)د إلى اللح)د و التعليم‬
‫حق للجميع‪.‬‬

‫‪ -14‬وضع حد أقصي لعدد الطالب بالفصل الواحد‪.‬‬

‫كيف أط ّور طرق التعليم والبرامج الثقافية؟‬


‫تطوير طرق التعليم والبرامج الثقافية‪ :‬رغم تطور الفكر التربوي‪ ،‬وكثرة المختصين والمهتمين في هذا الجانب‪ ،‬فإن‬
‫الطرق التقليدية في التعليم هي التي تسود اليوم في مدارسنا‪ ،‬وحتى التعليم الشرعي خارج نطاق التعليم الرسمي يتسم‬
‫إلى حد كبير بهذه السمة‪ .‬وألجل االرتقاء بمستوى القدرات العلمية وتجاوز ما يعانيه الجيل اليوم من سطحية وضيق أفق‪،‬‬
‫كان البد من تطوير طرق التعليم‪ ،‬سواء من خالل الفصل الدراسي‪ ،‬أو من خالل الدروس العلمية والمحاضرات الثقافية‬
‫والفكرية التي تقدم للناس في المسجد وخارج المسجد‪ .‬ومن مالمح هذا التطوير الذي يمكن أن يسهم في االرتقاء‬
‫بمستوى الشباب اليوم‪ -1 :‬البعد عن الطرق اإللقائية الرتيبة‪ ،‬واالعتناء بالطرق الحديثة في التعليم‪ -2 .‬البعد عن الطرق‬
‫التي تركز على اتجاه واحد في االتصال‪ ،‬ويكون دور المعلم فيها هو الملقي‪ ،‬ودور الطالب هو التلقي واالستماع‪ -3 .‬مع‬
‫أهمية الحفظ وحاجتنا إليه في العلم الشرعي‪ ،‬إال أنه ينبغي أال نعتمد عليه وحده‪ ،‬وأال يكون دور الطالب قاصراً على‬
‫التذكر واالستدعاء فقط‪ ،‬بل البد من االرتقاء إلى المستويات األعلى منه في التحصيل (كالفهم والتطبيق والتحليل‬
‫والتركيب والتقويم)(‪ .)1‬فحين يُقدَّم للطالب درس في تعليم صفة الوضوء‪ ،‬فليطلب منه التطبيق بعد ذلك‪ ،‬وليُقدم المعلم‬
‫لهم فيلما ً يسجل فيه مواقف عدة ويطلب منهم بناء على ذلك اكتشاف األخطاء التي وقعت في الوضوء‪ .‬ومثله معلم‬
‫العقيدة‪ ،‬حين يتناول موضوع القضاء والقدر‪ ،‬فليطلب من الطالب مثالً قراءة سورة األنفال واستخراج ما يتعلق بهذا‬
‫الركن العظيم‪ ،‬وليطلب منهم بيان آثار اإليمان بالقضاء والقدر على حياة المسلم‪ ،‬وذكر صور االنحراف واألخطاء في‬
‫مفهوم القضاء والقدر لدى المسلمين اليوم‪ -4 .‬تطوير أساليب التقويم وطرقه‪ ،‬فبدالً من أن يكون الواجب المنزلي يتعلق‬
‫الطالب مثالً أن ينظر إلى المصلين الذين يقضون‬
‫َ‬ ‫بأسئلة مباشرة يبحث الطالب عن إجابتها في الكتاب يُكلف المعل ُم‬
‫الصالة‪ ،‬ويذكر عدداً من األخطاء التي وقعوا فيها‪ ،‬وأن يقدم المعلم مقالة مكتوبة للطالب ويطلب منه نقدها وبيان ما فيها‬
‫من سلبيات وإيجابيات‪ -5 .‬إعطاء فرصة للطالب في تقويم ما يسمع ونقده‪ ،‬بل تشجيعه على ذلك ودفعه له‪ ،‬بدالً من أن‬
‫تكون مهمته منحصرة في السؤال عما أشكل عليه‪ ،‬وأحيانا ً يدعو المعلم لذلك بقوله‪ ،‬لكن غضبه وانفعاله ونقاشه الحاد‬
‫لما يقوله الطالب مخالفا ً لرأيه يسهم في وأد روح النقد والتقويم لدى الطالب‪ .‬وينبغي مع ذلك أن يراعى االعتدال؛‬
‫فاإلفراط في ذلك قد يؤدي إلى مناقشة البدهيات والمسلَّمات‪ ،‬أو تخريج طالب يجيدون فن الجدل والخصومة‪ ،‬أو يسيئون‬
‫األدب مع األكابر‪ )1( _______________ .‬انظر لالستزادة‪:‬األهداف السلوكية لهدى محمود سالم‪ ،‬علم النفس‬
‫الدعوي ص‪ 29‬فما بعدها‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------- .‬‬
‫ما هي صفات المعلم الناجح ؟‬
‫ذكر بعض علماء التربية المسلمين الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المعلّم في كتبهم مثل ‪.‬‬
‫ابن سحنون في كتابه ‪ ( :‬آداب المعلمين ) ‪َ ،‬و اإلمام الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين )‪ ‬‬
‫وكذلك ابن جماعة و السبكي وغيرهم ‪.‬‬
‫ومن الصفات التي ركزوا عليها ‪:‬‬
‫الدين ‪ ،‬اإلخالص ‪ ،‬الرحمة ‪ ،‬العدل ‪ ،‬التواضع ‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬حسن الخلق‪ ‬‬
‫السكينة والوقار ‪ ،‬مراعاة ربه حينما يتعامل مع طالبه‪ ‬‬
‫وفي المقابل هناك بعض الدراسات األجنبية التي أجريت لمعرفة آراء الطالب أنفسهم في صفات المعلم الناجح مثل دراسة‬
‫روبنز وكراتز وبوسفيلد ‪ ،‬حيث قاموا بدراسات كبيرة في هذا الميدان ‪ ،‬وتوصلوا في نهايتها إلى أحب السمات الشخصيّة‬
‫في المعلمين في نظر الطالب ‪.‬‬
‫‪ )1‬يجعل الدرس شيّقا ً ‪.‬‬
‫‪ )2‬يعرف مادة تدريسه ‪.‬‬
‫‪ )3‬يبدي قدراً كبيراً من الحماس ‪.‬‬
‫‪ )4‬المادة عنده منظمة جيدة ‪.‬‬
‫‪ )5‬يشجع اشتراك التالميذ ‪.‬‬
‫‪ )6‬يستعين كثيراً بالتصويرات العلميّة ‪.‬‬
‫‪ )7‬عنده روح مرح حقيقي ‪.‬‬
‫‪ ‬له شخصيّة ودوده ‪.‬‬
‫‪ )9‬يبدي اهتماما ً بالتالميذ ‪.‬‬
‫‪ )10‬نظيف في ملبسه ‪.‬‬
‫‪ )11‬المعلم الصبور‬
‫‪ )12‬الميل للتالميذ ‪.‬‬
‫‪ )13‬الصوت الجيد ‪.‬‬
‫‪ )14‬التحمـــــــــــــــل ‪.‬‬
‫‪ )15‬الوضوح ‪.‬‬
‫‪ )16‬االتزان ‪.‬‬
‫‪ )17‬المساعدة ‪.‬‬
‫‪ )18‬المدرس المنطقي ‪.‬‬
‫‪ )19‬المدرس الذي يسمح بالمناقشات واألسئلة ‪.‬‬
‫‪ )20‬المدرس الذي يعطي واجبات منزليّة معقولة ‪.‬‬
‫‪ )21‬المدرس الذي يتفهم تالميذه ‪.‬‬
‫‪ )22‬المدرس الذي ال يحرج تالميذه ‪.‬‬
‫‪ )23‬المدرس الذي يتصف بالمرونة ‪.‬‬
‫‪ )24‬الثناء واالعتراف بالمواهب ‪.‬‬
‫‪ )25‬الصحة ‪.‬‬
‫‪ )26‬مراعاة مشاعر اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ )27‬الذكاء وسرعة الفهم ‪.‬‬
‫‪ )28‬ضبط الفصل ‪.‬‬
‫‪ )29‬معاملة التالميذ كأفراد ‪.‬‬
‫‪ )30‬أال يكون أنانيّـــا ً ‪.‬‬

‫صفات المعلم الناجح‬


‫لعل صفات المعلم كما وضحتها مجلة التربية والتعليم في عددها الثالثون خريف ‪2003‬‬
‫كما بينتها أحد الدراسات هي أن يكون ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن يكون صبوراً‬
‫(‪ )2‬متفهما ً لظروف الدارسين المادية واالجتماعية‬
‫(‪ )3‬ملما ً إلماما ً تاما ً بمادة التخصص‬
‫(‪ )4‬مثقف‬
‫(‪ )5‬لديه خبرة في التدريس‬
‫(‪ )6‬منضبط‬
‫(‪ )7‬مخلص‬
‫( سنه مناسب للتالميذ‬
‫(‪ )9‬قادر على ضبط النفس‬
‫(‪ )10‬أخالقه حسنة‬
‫(‪ )11‬لديه انتماء ورغبة في التدريس‬
‫(‪ )12‬يحترم زمالئه ويحب تالميذه‬
‫(‪ )13‬قوي الشخصية‬
‫(‪ )14‬يهتم بمظهره‬
‫(‪ )15‬ذو أسلوب تربوي حديث‬
‫(‪ )16‬تقي يخاف هللا‬
‫(‪ )17‬صادق‬
‫(‪ )18‬حليم ورحيم‬
‫(‪ )19‬متفرغ لعمله‬
‫(‪ )20‬يأخذ بعين االعتبار الفروق الفردية‪ ‬‬
‫(‪ )21‬قدوة حسنة لتالميذه‪ ‬‬
‫(‪ )22‬مرن‬
‫(‪ )23‬مرح‬
‫(‪ )24‬يجيد بعض المصطلحات المحلية‬
‫(‪ )25‬يشجع تالميذه ويعطي لهم األمل‬
‫(‪ )26‬متواضع‪ ‬‬

‫‪---‬‬
‫إن البحث عن األفضل يجعل اإلنسان في محك االختبار دائما وهذه صفة أضفاها عليه رب العالمين فلماذا ال نختار‬
‫الجوانب المثلى خصوصا ً أننا نحمل أعظم رسالة في تاريخ البشرية وهي رسالة التعليم‪ ‬‬
‫أليست هذه رسالة سيد المرسلين وكذلك رسالة كل النبيين‪ ‬‬
‫أحلى ما فيك يا معلم إنك بالطباشيرة بتعلم‬
‫السبورة والوسيلة والطريقة في أمان طول ما انت مالك الزمام‬
‫والمتعلم دايما ً حاضر بالفكر والرأي والبحث تمام‬
‫الحكاية مش لعبة يا اخوان‪ ‬‬
‫انتو بتبنوا جيل يحمل الراية لألمام‪ ‬‬
‫من اجل أن تكون معلم متميز يجب عليك أن‪-:‬‬
‫تعرف كيف تدير فصلك؟‬
‫‪ .1‬يجب على المعلم اجتذاب التالميذ له وتركيزهم‬
‫ولن يتأتى له ذلك إال من خالل العمل على استثارة اهتمامهم وحضور حواسهم وهذا يعني ضرورة العناية بالتهيئة للدرس‬
‫قبل الدخول فيه مباشرة‬

‫‪ . 2‬البد من تنبيه التالميذ بداية كل حصة‪ ،‬بأن الذي يلتزم الهدوء واألدب واالنتباه ‪ ،‬سيكون ممن ينالون الثواب وسيكتب‬
‫اسمه في لوحة الشرف الخاصة بالفصل‬

‫‪ . 3‬إذا لم يحسن المعلم إدارة فصله فإنه من الصعب عليه استعادتها مع تالميذه ‪،‬أو حثهم على الهدوء وسيعتادون ذلك‬
‫التساهل منه في التحرك الفوضوي داخل الفصل‪ ،‬وأثناء شرح الدرس بطريقة مزعجة له تضيع معها األهداف‬
‫‪ . 4‬يجب أن يعرف التالميذ ماذا يريد معلمهم أثناء ممارسة أنشطة الفصل ‪ ،‬كفتح الكتاب أو إغالقه أو القيام بنشاط معين‬
‫كحل التدريبات أو االلتفات معه نحو السبورة أو فتح الدفاتر‪ ،‬أو التحول معه نحو الوسيلة التعليمية أو الخ ‪000‬‬

‫‪ . 5‬من األمور المهمة في ضبط الفصل‪ ،‬تعميق محبة المادة في نفوس التالميذ من خالل األساليب المتبعة في‬
‫تدريسها‪،‬وكذلك الطرائق المناسبة؛ والبعد ما أمكن عن ممارسة العقاب البدني أو اللفظي خاصة بعد أن ثبت تربويا عدم‬
‫مناسبته لتالميذ وخاصة الصفوف األولية‬

‫‪ . 6‬من المهم أن يحرص المعلم على استخدام السجل المساند وأن يسجل ما يتراءى له من ملحوظات تجري داخل الفصل‬
‫على تالميذه سواء ما يتعلق منها باألنشطة الصفية أو ما يلحظه على سلوكياتهم ‪0‬‬

‫‪ . 7‬البد أن يشعر تالميذ الفصل بأنالمعلم يدون أسماء المتفوقين والمقصرين‪ ،‬ومن قام بحل الواجب المدرسي‪،‬أو من قصر‬
‫فيه‪ ،‬ومن أدى ما طلب منه‪،‬‬
‫أومن لم يؤد ؛ ألن هذا الشعور من شأنه إعطاؤهم إحساسا بحرص معلمهم عليهم وعلى مسيرتهم الدراسية ‪،‬وهذا‬
‫سيدفعهم نحو االهتمام واالجتهاد‬

‫‪ . 8‬المعلم الناجح ينوع في أساليبه التحذيرية مع تالميذه من خالل إيماءاته أو نظراته أو حركات يديه‪ ،‬دون أن يلجأ إلى‬
‫قطع الشرح ‪،‬أو التحرك بانفعالية أو االندفاع نحو تلميذ لمعاقبته مما سيفقده تركيز تالميذه مع سياق الدرس ‪،‬‬
‫عالوة على أن االنفعال وسرعة الغضب وعدم الصبر أمور لن تساعدالمعلم في إكمال درسه بالطريقة الصحيحة‬
‫كيف تكون معلم ناجح ومتميز ؟‪ ‬‬
‫أوالً ‪ :‬اإلطالع المستمر واإللمام بكل جديد في المادة ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬الذهاب مع الطالب إلى المكتبة ‪ .‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬اإلعداد الجيد للدروس ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬ترتيب أفكار الدرس قبل الدخول للفصل ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬اإلجابة على أسئلة الطالب داخل الفصل ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬ربط المادة العلمية بالبيئة قدر المستطاع ‪ .‬‬
‫مثال ‪ :‬قيام المعلم مع طالبه برحالت ‪ .‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الحرص على االبتكار والتجديد ألن الطالب يسأم المدرس الذي يكرر نفسه في كل درس ‪ .‬‬
‫مثال ‪ :‬متابعة المعلم لألحداث الجارية في عالمنا باإلنترنت والصحف ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬استخدام طرق متنوعة للتدريس داخل الفصل ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬المدرس النجاح يحرص على حب طالبه ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬السؤال عن الطالب في حالة غيابه ‪ ،‬معرفة مشاكلهم ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬تشجيع الطالب ماديا ً ومعنويا ً ‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬الحرص على التقويمات أو التطبيقات ‪ ،‬واإلعداد الجيد والمناسب لها ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬االهتمام بالواجبات المنزلية (النشاط الالصفي) والتنوع به‪.‬‬
‫مثال ‪:‬إعطاء الطالب دروس تقوية (مراجعة) قبل االمتحان ‪ .‬‬
‫سابعا ً ‪ :‬تقبل المعلم للنقد ‪ ،‬وتالفي السلبيات وأوجه القصور ‪ .‬‬
‫مثال ‪:‬المعلم الذي يستمع لنصائح زمالئه واآلخرين ‪.‬‬

‫من اجل ان تكون معلما ً متميزاً‬


‫إن المعلّم المتميز هو أفضل من يعرف ما إذا كان درسه ‪-‬الذي انتهى منه للتو‪ -‬ناجحا ً أم ال‪ .‬وأفضل ما ينير الطريق للمعلم‬
‫الناجح في هذا الصدد ما نسميه المالحظات العامة على الدرس الذي انتهى ‪ ،‬حيث يسأل المعلّم نفسه األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪– 1‬هل حقق الدرس أهدافه؟‬


‫‪ – 2‬هل تجاوب الطالب مع الدرس؟‬
‫‪ – 3‬هل تحتاج بعض األجزاء إلى مراجعة؟‬
‫‪ – 4‬هل المادة مناسبة للتالميذ؟‬
‫ض عن أدائي عموماً؟‬ ‫‪ – 5‬هل أنا را ٍ‬
‫من أجل أن تكون معلما ً متميزاً‬
‫عند تصحيحك لالختبارات‪ ,‬حاول مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫‪– 1‬استخدم قلما ً مغايراً ألقالم الطالب‪.‬‬
‫‪– 2‬ال تنظر السم الطالب أثناء التصحيح؛ حتى ال تتأثر بفكرتك عنه داخل الفصل‪ ,‬فيؤثر ذلك في الدرجة التي تعطيها له‬
‫سلبيا ً أو إيجابياً‪.‬‬
‫‪– 3‬صحح سؤاالً واحداً في جميع األوراق؛ حتى تضع تقديرات عادلة على أساس شبه موحد‪ ,‬ثم انتقل لتصحيح السؤال‬
‫التالي خاصة في االختبارات ذاتية التصحيح‪.‬‬
‫‪– 4‬عالج النتائج إحصائيا ً للكشف عن نقاط الضعف والقوة في أداء طالبك‪ ,‬ثم أعد لطالبك أوراق اإلجابة‪ ,‬وناقش معهم‬
‫اإلجابات للتأكد من أن الذي أخطأ قد أدرك الصواب‪.‬‬

‫ما هي مميزات المعلم الناجح‪:‬‬


‫‪ *1‬تنوع في أساليب الدرس ( مع األخذ بعين االعتبار‪ ,‬استخدام‬
‫فعاليات مختلفة‬
‫‪ *2‬التخطيط للدرس بشكل مسبق‪ :‬تحديد األهداف‬
‫المرجو تحقيقها من الدرس‪ ,‬وتحديد مبنى الدرس‪ ,‬الوسائل‪,‬‬
‫األنشطة‪ ,‬الفعاليات‪ ,‬طرق التقييم‬
‫‪ *3‬دائما يكون على إطالع بكل ما هو جديد خاصة بما يتعلق بتخصصه‬
‫وتزويد الطالب به‬
‫‪ *4‬عالقة صداقه وودية مبنية على االحترام المتبادل بينه وبين‬
‫الطالب‬
‫‪ *5‬مهم أن تكون لغة ألمعلمه واضحة وتنمي قدرات التفكير عند‬
‫الطالب وعلى السؤال أن يكون واضح وبسيط وغير مركب‪ ,‬ومراعاة‬
‫الجيل‬

‫‪ *6‬الفصل بين الحالة[ ألشخصيه والحالة ألنفسية‬


‫‪ *7‬أن يتالءم المظهر الخارجي مع التعليم‬
‫‪ *8‬أن يراعي الفروق الفردية[ المتواجدة في الصف‪ ,‬مثال طالب‬
‫لدية مشاكل في النظر[ من األفضل آن يكون مقعدة في‬

‫األمام وان أكون لين ( يالئم نفوسة مع الظروف الطارئ ه التي يمكن أن تحدث بالمدرسة‬
‫أو بالحصة)‬
‫‪ *9‬المعاملة العادلة والمتساوية ( المساواة) مع كل الطالب بدون تمييز‪#‬‬
‫‪ *10‬استعمال تعزيزات ايجابية‪ #‬وسلبية ( مثل الحرمان )‬
‫‪ *11‬صقل شخصية الطالب من خالل إعطائه مهام التي تؤدي به إلى تحمل المسؤولية‬
‫* ‪ 12‬تكون لدية القدرة للسيطرة على الصف‬
‫* ‪ 13‬المواظبة وااللتزام بالوقت‬
‫* ‪ 14‬الجدية أثناء العمل مع القليل من روح الفكاهة‬
‫* ‪ 15‬تعزيز القيم والمبادئ في نفوس الطالب ( أن يكون المعلم نموذجا ايجابيا‬
‫للتقليد )‬
‫‪ 16‬الحفاظ على خصوصيات الطالب واسرارة‬
‫‪ 17‬التنقل والحركة بين التالميذ‬
‫‪ 18‬تفعل الطالب ذوي االحتياجات الخاصة بالفعاليات الصفية‬
‫‪ 19‬أن تكون لدية الدافعة والنشاط الكافي إلنجاح الدرس‬
‫‪ 20‬أن تكون لدية القدرة على حل المشاكل‬
‫‪ 21‬أن تكون لدية قدرة على ايعال المادة‬
‫‪ 22‬أثناء الدرس يجب استخدام وسائل إيضاح التي تتالءم مع الدرس والتي هدفها ( تطبيق‬
‫المادة)‬
‫‪ 23‬اإلخالص والتفاني في عملة‬
‫‪24‬يجب آن تكون نبرة صوتي واضحة وان تتالءم مع المادة المدرسة وغيضا مع‬
‫احتياجات الطالب‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ما هي صفات المعلم الناجح ؟‬

‫ذكر بعض علماء التربية المسلمين الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المعلّم في كتبهم مثل ‪.‬‬
‫ابن سحنون في كتابه ‪ ( :‬آداب المعلمين ) ‪َ ،‬و اإلمام الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين )‬
‫وكذلك ابن جماعة و السبكي وغيرهم ‪.‬‬

‫ومن الصفات التي ركزوا عليها ‪:‬‬

‫الدين ‪ ،‬اإلخالص ‪ ،‬الرحمة ‪ ،‬العدل ‪ ،‬التواضع ‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬حسن الخلق‬


‫السكينة والوقار ‪ ،‬مراعاة ربه حينما يتعامل مع طالبه‬

‫وفي المقابل هناك بعض الدراسات األجنبية التي أجريت لمعرفة آراء الطالب أنفسهم في صفات المعلم‬
‫الناجح مثل دراسة روبنز وكراتز وبوسفيلد ‪ ،‬حيث قاموا بدراسات كبيرة في هذا الميدان ‪ ،‬وتوصلوا في‬
‫نهايتها إلى أحب السمات الشخصيّة في المعلمين في نظر الطالب ‪.‬‬

‫‪ )1‬يجعل الدرس شيّقا ً ‪.‬‬


‫‪ )2‬يعرف مادة تدريسه ‪.‬‬
‫‪ )3‬يبدي قدراً كبيراً من الحماس ‪.‬‬
‫‪ )4‬المادة عنده منظمة جيدة ‪.‬‬
‫‪ )5‬يشجع اشتراك التالميذ ‪.‬‬
‫‪ )6‬يستعين كثيراً بالتصويرات العلميّة ‪.‬‬
‫‪ )7‬عنده روح مرح حقيقي ‪.‬‬
‫له شخصيّة ودوده ‪.‬‬
‫‪ )9‬يبدي اهتماما ً بالتالميذ ‪.‬‬
‫‪ )10‬نظيف في ملبسه ‪.‬‬
‫‪ )11‬المعلم الصبور‬
‫‪ )12‬الميل للتالميذ ‪.‬‬
‫‪ )13‬الصوت الجيد ‪.‬‬
‫‪ )14‬التحمـــــــــــــــل ‪.‬‬
‫‪ )15‬الوضوح ‪.‬‬
‫‪ )16‬االتزان ‪.‬‬
‫‪ )17‬المساعدة ‪.‬‬
‫‪ )18‬المدرس المنطقي ‪.‬‬
‫‪ )19‬المدرس الذي يسمح بالمناقشات واألسئلة ‪.‬‬
‫‪ )20‬المدرس الذي يعطي واجبات منزليّة معقولة ‪.‬‬
‫‪ )21‬المدرس الذي يتفهم تالميذه ‪.‬‬
‫‪ )22‬المدرس الذي ال يحرج تالميذه ‪.‬‬
‫‪ )23‬المدرس الذي يتصف بالمرونة ‪.‬‬
‫‪ )24‬الثناء واالعتراف بالمواهب ‪.‬‬
‫‪ )25‬الصحة ‪.‬‬
‫‪ )26‬مراعاة مشاعر اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ )27‬الذكاء وسرعة الفهم ‪.‬‬
‫‪ )28‬ضبط الفصل ‪.‬‬
‫‪ )29‬معاملة التالميذ كأفراد ‪.‬‬
‫‪ )30‬أال يكون أنانيّـــاً ‪.‬‬

‫ما هي صفات االستاذ الجيد؟‬


‫كثير ما يقال عن اساتذة جيدين اشتهروا بحسن طريقة تدريسهم‪ ،‬وكثيرا ما مدح الطالب بعض اساتذتهم‬
‫واعتبروهم من افضل التربويين‪ ،‬بالرغم من ان هؤالء ال يعتبرون من المتفوقين علميا‪ .‬انصافا للحقيقة‬
‫نقول ان الطالب قد يرون في استاذ من مهارات وصفات تروق لهم ما ال يراها خبير تربوي‪ ،‬فمهارات‬
‫التدريس التي ينحاز اليها الطالب تتعلق بمقدار فهمه للمادة ودرجة تعاون االستاذ وتعاطفه‪ #‬مع مشاكل‬
‫الطالب‪ .‬بالطبع بعض االساتذة يتمتعون بمهارات تدريسية عالية ويتمكنون من خلق جو من المرح في‬
‫الصف ورغبة في التعلم اال ان نتائج التدريس المرجوة ال عالقة لها بدرجة الترفيه وانما بدرجة التعلم‪،‬‬
‫وهذه النتيجة تختلف في جوهرها عما نتوقعه من محاضرة جيدة في مؤتمر او اجتماع عام بكونها مثيرة‬
‫تشد الحاضرين وتبقى في الذاكرة‪ .‬فالتدريس الجيد يعتمد على قابليات االستاذ المكتسبة بدرجة اكبر من‬
‫جاذبيتة وفتنته الساحرة‪ .‬وصفات االستاذ الجيد لهي اكثر من الصبر والمرونة والتعاطف واالحترام‪ #‬وحل‬
‫المشكالت وحسن الدعابة والموضوعية‪ ،‬فهي تتضمن القدرة على عرض المادة بصورة واضحة‬
‫وبتسلسل منطقي‪ ،‬وبجعل المادة سهلة التتبع وذات مغزى واضح‪ ،‬وان تغطي المحاضرة الموضوع‬
‫بصورة كافية‪ ،‬وان يكون المحاضر بناءا وانتقاديا في عرضه للمادة‪ ،‬وان يشرح الموضوع بخبرة‬
‫ومعرفة عالية وشاملة وبسرعة وبتركيز كافي‪ ،‬وان يقوم بتوضيح التطبيقات العملية للنظرية‪ ،‬ويظهر‬
‫حماسة واهتمام عالي بالموضوع‪ ،‬ويولد فضول عند الطالب في اول المحاضرة لالستمرار في‬
‫االستماع‪.‬‬
‫ومن االوهام االخرى هي انه طالما كانت المادة مثيرة لالهتمام كلما كانت كافية لجذب اهتمام الطالب‬
‫وانتباههم‪ ،‬فالمحاضرة يمكن ان تكون رائعة‪ ،‬اال انه حتى بالنسبة للطالب الموهوبين تحتاج المحاضرة‬
‫ان تكون اكثر من مثيرة لالهتمام فقط بحيث ينبغي ان تقدم معلومات اكثر من تلك التي يمكن تعلمها عن‬
‫طريق القراءة‪ ،‬ومثلما على المحاضر في مؤتمر ان يحفز الحضور لمعرفة المزيد وذلك بتقديم افكار‬
‫جديدة تكون مواد لبحوث مستقبلية على االستاذ الجامعي ان يقدم اسئلة مفتوحة للطالب تتعلق بالمادة‪.‬‬
‫ومن االسئلة المهمة التي يسألها االستاذ الناجح لنفسه ويحاول االجابة عنها هي‪ :‬هل حقق الدرس‬
‫اهدافه؟ وهل تجاوب الطلبة مع الدرس؟ وهل تحتاج بعض االجزاء الى مراجعة؟ وهل المادة مناسبة‬
‫ومتجددة؟ وهل انا راض عن ادائي عموما؟ انا اشك في ان معظم‪ #‬االساتذة يسألون انفسهم مثل هذه‬
‫االسئلة‪ ،‬او انهم ينتهجون نهجا تربويا وتعليميا على ضوء الدراسات الحديثة واالساليب التي توصي‬
‫بها طرق التعليم والتعلم الحديثة‪ .‬على سبيل المثال يمكن تقييم االستاذ الجيد وذلك بقياس تمتعه‬
‫بالصفات التالية‪ :‬البدء بالتدريس مباشرة وبطريقة منهجية‪ ،‬ويقدم ابتدءا اهمية المادة والمعلومات‬
‫الدراسية‪ ،‬ويوفر تفسيرات واضحة للمشاكل‪ ،‬ويكسب اهتمام واحترام الطالب‪ ،‬ويستخدم اساليب التعليم‬
‫والتعلم الفعالة‪ ،‬ويستخدم امثلة حية ومفيدة وسهلة الفهم‪ ،‬ويضع اسئلة ويجيب عليها للتوضيح‪ ،‬ويشيد‬
‫باجابات الطلبة‪ ،‬ويتواصل مع الطلبة على اختالف مستوياتهم‪ ،‬ولدية حس النكتة ويتيح للطلبة بالحديث‬
‫بحرية‪ ،‬ويتوقف مرات عديدة للتحقق من فهم الطلبة‪ ،‬ويستخدم السلوك غير اللفظي كااليماءات والنظر‬
‫واالشارة‪ ،‬ويعرض نفسه على الطلبة كانسان حقيقي‪ ،‬ويركز على المادة‪ ،‬وال يتيح فرصة للتسرب‪،‬‬
‫وينتقد طريقته التدريسية‪ ،‬ويطلب من الطالب نقدها لغرض تحسينها‪.‬‬
‫ومن وسائل التقييم المهمة التي تتبع في الجامعات العالمية هي ما يسمى بمراجعة اداء االقران او تقييم‬
‫االقران‪ .‬وتقييم االقران هو شكل من اشكال التقييم لتوفير معلومات عن االستاذ حول فعالية اساليب‪ ‬‬
‫التعليم والتعلم المتبعة من قبل االستاذ وهي وسيلة لمساعدة االساتذة لتحسين طرقهم وال تتعلق‬
‫بالمستوى العلمي لمادة التدريس‪ ،‬وقد يكون هذا جزء من نظام المكافئات والعقوبات الرسمية للجامعة‪.‬‬
‫وفي بعض الجامعات تستخدم نتائج عملية تقييم فعالية التدريس لغرض الترقية‪ .‬بصورة عامة نظام‬
‫تقييم االقران هو عملية تعاون مع االستاذ يقوم المقيم او عدد منهم بمناقشة االستاذ قيد التقييم حول‬
‫المواد التعليمية والمناهج الدراسية في جلسة عمل خاصة لهذا الغرض‪ .‬وتقدم العملية وفرة من‬
‫المعلومات حول مستوى تدريس االستاذ‪ .‬وتجمع النتائج مع تلك المتوفرة كتقييم‪ #‬الطلبة لالستاذ والتقييم‪#‬‬
‫االداري والمعلومات المكتسبة حول اعمال الطلبة من تقارير ومواد مختبرية ومن التقييم الذاتي لالستاذ‪.‬‬
‫معظم الجامعات اليوم تستخدم طريقة المالحظة الصفية لالستاذ من قبل قرين ومزايا هذه العملية تكمن‬
‫في زيادة االحتكاك بين اعضاء هيئة التدريس ومناقشة االفكار الجديدة لغرض تحسين قدرة التدريس‬
‫كما انها تساعد المدرس على التعرف على نقاط الضعف اال انها احيانا تحمل مشاكل التحيز من قبل‬
‫المقيم لطرق تدريسه واساليبه‪  .‬لذلك تشمل العملية عدد من الزيارات الصفية ومن قبل اكثر من مقيم‪،‬‬
‫وفي بداية العملية يتم طرح اسئلة عامة لغرض التوصل الى اجابات شافية من خالل عملية التقييم منها‪:‬‬
‫ما هو الهدف االساسي للكورس؟ ما هي االهداف العامة والخاصة للدرس تحت المالحظة؟ ما هي‬
‫االساليب او الستراتيجية التي يتبعها المدرس اليصال المعلومات للطالب ومساعدته على فهم‬
‫الموضوع؟ كيف يمكن لالستاذ معرفة فيما اذا كان الطالب قد فهم المادة؟ هل توجد مشاكل يمكن للمقيم‬
‫من معرفتها؟‬
‫ومن خبرتي كمعيد سابق في جامعة بغداد واستاذ مساعد في جامعة بنغازي واستاذ في جامعة برمنغهام‬
‫ومؤخرا استاذ في جامعة دبلن تعلمت قواعد اللعبة وتعرفت على اساليب التدريس وعلى الصفات التي‬
‫يمتلكها المحاضر الجيد‪ .‬دعني استعرض بعض اراء الطلبة في احدى الجامعات الغربية لنتعرف عن‬
‫مدى عالقة هذه االراء بالصفات الضرورية لالستاذ الجيد‪ .‬يقول احد الطلبة انه من الضروري ان يكون‬
‫االستاذ قادرا على شد اهتمام الطالب خالل فترة المحاضرة‪ .‬ويقول طالب اخر ان المحاضر الجيد يجب‬
‫ان يقدم اساسيات المادة بصورة واضحة ويشجع الطلبة على تحري بقية المادة بانفسهم‪ #.‬وراي اخر‬
‫يقول ان المحاضر الجيد يجب ان يكون قادرا على مساعدة الطالب في اكتشاف الطرق التي يمكنهم فيها‬
‫من استغالل افكارهم والتعلم المستمر بانفسهم‪ .‬وطالب اخر يؤكد على ضرورة تشجيع االستاذ للطلبة في‬
‫االعتماد على نفسهم في التعلم وتكوين المعارف الالزمة لنجاحهم في الحياة العملية‪ .‬ويرى احد الطالب‬
‫ان المحاضر الجيد هو القادر على ترجمة االفكار االكاديمية الى ممارسات عملية‪ .‬وقول اخر يؤكد على‬
‫اهمية نقل خبرة االستاذ الجيد الى طلبته واشعال روح االهتمام والتتبع والحماس عندهم‪ .‬من هذه االراء‬
‫نرى ان جل اهتمام الطالب في الجامعات الغربية هو كسب معارف التعلم الذاتي واالعتماد على النفس‪،‬‬
‫فليست لدية رغبة في تلقي المحاضرة بالتلقين‪ ،‬وهو يرى ان دور االستاذ ال ينحصر في القاء‬
‫المحاضرة‪ ،‬وان دوره كطالب ال ينحصر في االستماع والتدوين واسترجاع المعلومات عند االمتحان‪ ،‬بل‬
‫انه يرى حالة تفاعلية ايجابية من االرسال واالستقبال‪ .‬وتؤكد الجامعات العالمية على اهمية خلق هذه‬
‫الحالة في داخل الصف من قبل االستاذ وزيادة مسؤولية الطالب عن تعلمه وتنمية مهارات التفكير‬
‫المبدع‪ ،‬ومهارات التفكير الناقد‪ ،‬ومهارات الحل المبدع للمشكالت‪ .‬وتعمل الجامعات على تنفيذ هذه‬
‫االساليب عن طريق اعتماد طرائق التدريس الحديثة‪ ،‬واستراتيجيات التعلم القائم على حل المشكالت‪،‬‬
‫واستراتيجيات التعلم التعاوني التفاعلي‪ ،‬على حسب طبيعة المادة التعليمية ومستويات الطلبة‪.‬‬
‫االستاذ هو الركن االساسي الذي تقوم عليه العملية التعليمية في الجامعات ويتحمل مسؤولية كبيرة في‬
‫رفع اداءه التدريسي واالكاديمي وفي درء اخطار تراجع وتدهور العملية التعليمية في الجامعة‪ .‬وتشمل‬
‫صفات االستاذ الجيد بصورة عامة من ناحية النوعية المستوى العالي لفهم المحاضرة ومعرفته العامة‬
‫بموضوعها وله معلومات قيمة في االختصاص وله القابلية على تمكين الطلبة من مواجة المشاكل‬
‫وايجاد حلول مختلفة‪ ،‬ويقدم باالضافة الى اساسيات الموضوع التحديات التي يواجهها الباحثون في‬
‫الموضوع ويعرض وجهة نظره‪ .‬ومن ناحية الشخصية يتوفر في االستاذ الناجح الهدوء واالتساق‬
‫والمرونة والتكيف والحماس وحب الموضوع والعالقة الحميمة بالطالب‪ .‬وتشمل صفات المدرس الناجح‬
‫من ناحية طريقة التدريس اعتماده على طريقة مجربة يحاضر بها اعتياديا بدون تغيير ويعتمد في‬
‫تركيب وتقديم محاضرته على تحقيق نواتج التعلم التي سبق كتابتها في المنهج وبعد تحديد المواضيع‬
‫الضرورية وغير الضرورية التي تتضمنها المحاضرة‪ .‬وللمحاضر ضرورة تحديد الهدف من المحاضرة‬
‫قبل القائها‪ ،‬فهي اما لتحفيز الطالب لغرض معرفة اهمية مادة المحاضرة ضمن مواضيع المنهج‪ ،‬او‬
‫غرضها هو توصيل مجموعة من المعلومات التي ال يمكن الحصول عليها بسهولة‪ ،‬او انها لتعليم‬
‫الطالب بعض المفاهيم والمبادئ العامة‪ ،‬او انها تمثل مراجع لالمتحان والتقييم‪ .‬فاذا كان غرض‬
‫المحاضرة اثنين او اكثر من هذه االهداف فينبغي ان تنضم بحيث يتم التعامل مع كل غرض على حدة‬
‫وبالتتابع وبتوفير وقت كاف لتحقيق االهداف‪ .‬واخيرا فان المحاضر الجيد يدرس بعناية نتائج التعلم قبل‬
‫اعداد المحاضرة ليجيب بصورة مالئمة على االسئلة التالية‪ :‬ماذا يريد هو من الطلبة ان يتعلموا؟ وما‬
‫هي المفاهيم االساسية التي تحتاج الى تفصيل ومعالجة؟ وما هي المهارات والكفاءات التي يجب على‬
‫الطلبة الحصول عليها قبل ترك الصف؟‬
‫اخيرا اضع امام الطلبة السؤال التالي ارجو االجابة عليه‪:‬‬
‫ما هي درجة مالئمة المحاضرات التي حضرتها مؤخرا مع ما تم ذكره اعاله من مبادئ وافكار؟‬
‫واضع امام االساتذة السؤال التالي ارجو االجابة عليه‪:‬‬
‫هل استخدمت طرقا تدريسية او اساليب بصورة واعية او غير واعية كالتي ذكرت اعاله في عرض‬
‫محاضراتك ؟‬

‫المعلم الناجح‬

‫لكي ُيوصف المعلم بأنه معلّم ناجح‪ ،‬ال بد أن تتوافر فيه صفات عديدة‪ ،‬منها‪ :‬‬
‫‪ /1‬ينبغي أن يكون ذا شخصية قوية‪.‬‬
‫‪ /2‬يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل والحزم والحيوية والتعاون‪.‬‬
‫‪ /3‬و أن يكون مسامحا ً في غير ضعف‪ ،‬حازماً‪ #‬في غير عنف‪.‬‬
‫‪ /4‬أن يكون مثقفاً‪ ،‬واسع األفق‪ ،‬لديه اهتمام باالطالع على ما استجد في طرق التدريس‪ #،‬وفي مادته‪.‬‬
‫‪ /5‬وأن يكون أداؤه للعربية‪ #‬صحيحاً‪ #،‬خاليا ً من األخطاء‪.‬‬
‫‪/6‬وأن يكون محبا ً لعمله‪ ،‬متحمسا ً له‪ ،‬متمكنا ً من المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها‪ ،‬يحسن العرض لها‪ ،‬وأن‬
‫يكون على عالقة طيبة مع طالبه وزمالئه ورؤسائه‪.‬‬

‫واعلم أن العمل المنظم إنتاجه‪ #‬أكثر‪ ،‬والعمل الكامل تقديره أعظم‪ ،‬والعمل الدقيق احتماالت الخطأ فيه أقل‪ .‬‬
‫ومن الضروري على المعلم أن يقسم وقته بين مجاالت نشاطه وعمله العلم ّي‪ ،‬وهو خالف الوقت الذي يخصصه‬
‫المعلم لبيته وأهله‪ .‬‬

‫تعود نفسك على تنظيم وقتك‬‫والمعلم المنظم في عمله يمكنه أن يستفيد من وقته كله‪ ،‬من ثم ندعوك إلى أن ِّ‬
‫وأعمالك‪ : #‬فال تفكر في أكثر من شيء واحد في الوقت الواحد‪ ،‬وخصص وقتا ً للعمل؛ فإنه مفتاح النجاح‪ #،‬ووقتا ً‬
‫لالطالع؛ فإنه مصدر الحكمة‪ ،‬ووقتا ً للعبادة؛ فإنها ينبوع الطمأنينة‪.‬‬

‫يعد عرض المعلومات والمهارات للطالب دوراً أساسيّاً‪ #‬مطلوبا ً من المعلم‪ .‬‬


‫ومن األدوار األساسية‪ #‬له أيضاً‪ #،‬الحكمة في إدارة الصف؛ وهي تتضمن التفاهم والتعاطف مع طالبه‪ ،‬وتوجيههم‬
‫وإرشادهم فرديّا ً وجماعيّاً‪ ،‬واالهتمام بالقيم‪ #‬الروحية واألخالقية لهم‪ ،‬ومراعاة حاجاتهم العلمية واالجتماعية‪،‬‬
‫والقدرة على المحافظة على النظام في الصف‪ ،‬ومواجهة المواقف المعقدة‪ ،‬وتنمية روح االنضباط‪ #‬الذاتي لدى‬
‫طالبه‪ ،‬واحترام أنظمة المؤسسة التعليمية من خالل االقتداء بمعلمهم‪ ،‬في حسن أدائه لرسالته‪. #‬‬

‫سيكونون آراء إيجابية‪ #‬نحوه‪ ،‬ويتمثلون‬


‫ِّ‬ ‫إذا قدَّر المعلّم مشاعر طالبه‪ #،‬واستجاب لمناقشاتهم ومطالبهم‪ ،‬فإنهم‬
‫سلوكه أحياناً‪ .‬‬
‫وإذا أعلن‪ #‬المعلّم سياسته‪ #‬وعرف ردود فعل طالبه نحوها‪ ،‬استجاب‪ #‬ألسئلتهم وتعليقاتهم دون غضب‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يجعل طالبه يعرفون ما يتوقعه المعلّم منهم‪ ،‬ويشعرون بالمسؤولية تجاه ما يطلبه منهم‪ .‬وإذا أعطاهم اهتماما ً‬
‫كافياً‪ ،‬يحسون بأنه متجاوب معهم‪ ،‬فينشطون لعمل ما يطلبه‪ #‬منهم‪ .‬‬

‫ضهم‬‫المعلم الكفء‪ ‬هو الذي يعمل على جذب انتباه طالبه لمجريات درسه‪ ،‬فيستخدم الوسائل المعينة التي تح ّ‬
‫على‪ ‬المشاركة في النشاط‪ #‬الصفي‪ #:‬فيطلب من بعض الطالب‪ #‬القيام‪ #‬بنشاط‪ #،‬أو اإلجابة عن سؤال‪.‬‬
‫وعلى المعلم إلقاء السؤال قبل تحديد الطالب‪ #‬الذي يجيب‪ ،‬كما عليه أن يغير في أساليب‪ #‬استخدامه للوسائل‪،‬‬
‫كالطلب من بعض الطالب‪ #‬القيام‪ #‬بنشاط‪ #‬شفوي‪ ،‬وآخرين بنشاط كتابي على السبورة‪ ،‬وآخرين بنشاط‪ #‬تنافسي‪ ،‬أو‬
‫تعاوني‪...‬إلخ‪.‬‬

‫لخلق نوع من األلفة والحيوية في الصف‪ ،‬و ّزع أسئلتك على الطالب‪ #‬توزيعا ً عادالً‪ ،‬وابتساماتك وكلماتك‪.‬‬
‫وأب ِد احترامك آلرائهم‪ ،‬وكن متسامحاً‪.‬‬
‫ومن المفيد أن يعطى الطالب قدراً كبيراً من التواصل والمشاركة؛‪ #‬إذ في ذلك تقوية للروابط‪ #‬الشخصية‪ ،‬تجعلهم‬
‫يشعرون بقدر طيّب من الحرية المنضبطة‪ #‬والتشجيع والتغذية الراجعة‪.‬‬

‫يراعي المعلم الكفء عند توجيه األسئلة لطالبه مجموعة من األسس‪ ،‬أهمها‪ :‬‬

‫▪ أن يوجه السؤال لجميع الطالب‪ ،‬ثم يختار‪ #‬من يجيب بعد فترة قصيرة‪ ،‬حتى يفكر الجميع في اإلجابة‪.‬‬

‫▪ أن يخصص بعض األسئلة السهلة للضعفاء من الطالب‪.‬‬

‫▪ أالّ يهمل من ال يرفع يده لإلجابة‪ ،‬فقد يكون منصرفا ً عن الدرس‪ ،‬أو يعرف الجواب‪ ،‬إال أنه خجول‪...‬إلخ‪.‬‬
‫▪ أالّ يقاطع الطالب أثناء اإلجابة‪ ،‬وأن يعطيه الفرصة كاملة ليعبر عن نفسه‪ ،‬إال إذا أسهب فيوقفه بأسلوب ودي‪.‬‬

‫▪ إذا أخطأ الطالب‪ #‬في الجواب‪ #،‬يعطي طالباً‪ #‬آخر فرصة اإلجابة‪ #،‬وإذا لم يوفق‪ ،‬يذكر المعلم اإلجابة ويناقشها مع‬
‫الطالب؛ ليطمئن إلى أن الجميع‪ ،‬قد أدركوا الصواب‪.‬‬

‫إذا سأل أحد الطالب سؤاالً ال عالقة له بمادة الدرس‪ ،‬فيمكن للمعلم معالجة ذلك بواحد مما يلي‪:‬‬

‫▪ أن يجيب بسرعة‪ ،‬ثم يعود إلى موضوع الدرس‪.‬‬

‫▪ أن يرجئ اإلجابة إلى آخر الدرس‪ ،‬ويطلب من السائل أن يذ ِّكره بالسؤال‪.‬‬

‫▪ إذا كان الطالب‪ #‬يكثرون من طرح هذه األسئلة؛‪ #‬لتعطيل الدرس‪ ،‬الفت انتباههم بلباقة إلى أن يسألوا أسئلة‬
‫مثمرة؛ حتى ال يضيع وقت الدرس‪.‬‬

‫إن المعلّم الجيد هو أفضل من يعرف ما إذا كان درسه ‪-‬الذي انتهى منه للتو‪ -‬ناجحاً‪ #‬أم ال‪.‬‬
‫وأفضل ما ينير الطريق للمعلم الناجح‪ ‬في هذا الصدد ما نسميه المالحظات العامة على الدرس الذي انتهى ‪ ،‬حيث‬
‫يسأل المعلّم نفسه األسئلة التالية‪#:‬‬

‫‪– 1‬هل حقق الدرس أهدافه؟‬

‫‪ – 2‬هل تجاوب الطالب مع الدرس؟‬

‫‪ – 3‬هل تحتاج‪ #‬بعض األجزاء إلى مراجعة؟‬

‫‪ – 4‬هل المادة مناسبة للتالميذ؟‪#‬‬

‫ض عن أدائي عموماً؟‬
‫‪ – 5‬هل أنا را ٍ‬

‫المعلم الناجح‪ ‬يولي تحضير الدرس عناية خاصة‪ #،‬ألن ذلك يساعد على اكتساب ثقة طالبه واحترامهم له‪ ،‬ويمنح‬
‫المعلم الثقة بنفسه‪ ،‬ويحميه من النسيان‪ ،‬ويجنبه التكرار‪ .‬‬
‫كما يقلل التحضير من مقدار المحاولة والخطأ في التعليم‪ ،‬ويحمله على االرتباط بالمقرر‪ #،‬ويمكنَه من نقده‪،‬‬
‫ومعرفة ما فيه من عيوب‪.‬‬

‫كل معلم‪ ‬له‪ ‬خصائص وصفات تميزه عن بقية المعلمين‪ #،‬إال أن هناك قدراً من الخصائص والصفات المشتركة‬
‫تجمع بين المعلمين المؤثرين‪ ،‬وتكون ذات أثر فيما يحمله طالبهم عنهم من تصورات‪ #‬وأفكار ومن هذه الصفات‪#:‬‬
‫" البشاشة‪ #‬والحيوية والحماسة والعدل واألمانة والفطنة والقدرة والكفاية‪ #‬في العمل واإلنجاز"‪.‬‬
‫وهذا النوع من المعلمين‪ #‬يكون – عادة ‪ -‬متمكنا من مادته التي يدرسها‪ ،‬قادرا على مواجهة المواقف الطارئة‬
‫واتخاذ القرار‪ #‬المناسب في الوقت المناسب‪ #،‬وعامال على تطوير أدائه باستمرار‪.‬‬

‫المعلّم الناجح‪ ‬هو الذي يعرف شروط استخدام السبورة‪ ،‬التي تعد الوسيلة‪ #‬الرئيسة‪ #‬لشرح جميع المواد‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه الشروط‪ :‬‬

‫▪ نظافة السبورة‪.‬‬

‫▪ تقسيمها إلى قسمين‪ ،‬أو أكثر‪.‬‬


‫▪ اقتصار الملخص على أهم نقاط الدرس‪.‬‬

‫▪ عدم شغل األجزاء السفلى من السبورة بالرسم‪ ،‬أو الكتابة‪.‬‬

‫▪ استخدام الطباشير‪ #‬الملون أحياناً‪ #‬أو أقالم ملونة للسبورة الضوئية‪ #‬؛ لزيادة اإليضاح‪.‬‬

‫▪ يكون وجه المعلّم دائما ً متجها ً نحو الطالب‪ ،‬وال يتحدث إليهم أثناء الكتابة‪ ،‬إال عند الضرورة‪.‬‬

‫سط في أمرها؛ فال يهملها وال يغرقهم‬ ‫ّ‬


‫ويتوخى التو ّ‬ ‫المعلم الكفء‪ ‬يولي الواجبات المنزلية‪ #‬العناية‪ #‬الخاصة‪ #‬بها‪،‬‬
‫فيها‪ .‬‬
‫ويراعي ظروف كل طالب من الجوانب‪ #‬المعيشية والصحية والعقلية‪ .‬كما يتأكد من أن الطالب قد قام بعمله‬
‫بنفسه‪ #،‬ويقوم بتصحيح الواجبات‪ #‬أوالً بأول حتى ال ِّ‬
‫يعود الطالب اإلهمال‪.‬‬

‫المعلم الناجح‪ ‬يلجأ _في أغلب األحيان_ إلى أسلوب التلميح‪ ،‬بدالً عن التصريح‪ ،‬وهو إجراء فاعل يستخدمه‬
‫المعلم؛ ليقطع الطريق على السلوك‪ #‬غير المرغوب‪ #‬فيه‪ ،‬باستخدام أسلوب التلميح دون اللجوء إلى استخدام‬
‫التعبيرات‪ #‬اللفظية‪ .‬فإذا علت الضجة مثالً في الصف‪ ،‬يمكنه أن يوقفها بنظرة خاصة إلى الطالب مصدر الضجة‪#،‬‬
‫يفهمون مغزاها ومعناها‪ ،‬دون أن يبوح بأي كلمة‪.‬‬
‫يقوم المعلم الناجح بأمور ثالثة تساعد طالبه على تنظيم عملهم‪ ،‬واختيار األسلوب الذي يحققون به أهدافهم‪،‬‬
‫وهذه األمور تتلخص‪ #‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ – 1‬تقديم حوافز معنوية كالثناء‪ #‬لمن يحسن من الطالب تعزيزاً لما يقوم به الطالب‪.‬‬

‫‪ – 2‬تقديم تغذية راجعة تربط بين ما سيقوم به الطالب‪ ،‬وبين ما سينجم عنه من نتائج‪.‬‬

‫‪ – 3‬تقديم عدة خيارات‪ #‬يختارون‪ #‬منها ما يريدون‪.‬‬

‫وبهذا األسلوب يتحمل الطالب مسؤولية إعداد الخطوات الالزمة لتنفيذها‪ #،‬وبالتالي‪ #‬يضعون التوقعات والحلول‬
‫المحتملة‪ #‬ألي عمل يُعهد به إليهم مستقبالً‪.‬‬

‫َّ‬
‫تتوخى فيها األمور التالية‪#:‬‬ ‫عندما توجه أسئلة إلى طالبك‪ ،‬حاول أن‬

‫‪– 1‬أن يكون السؤال واضح الصياغة‪ #‬مناسباً‪ #‬لمستوى الطالب‪.‬‬

‫‪– 2‬ال يحتوي على معلومات جديدة للطالب‪.‬‬

‫‪– 3‬أن يكون موجزاً وقصيراً‪.‬‬

‫‪– 4‬أن يكون محدداً دقيقاً‪.‬‬


‫‪– 5‬أن تعتمد اإلجابة‪ #‬عنه على التفكير السليم ال على التخمين‪.‬‬
‫المعلّم الناجح‪ ‬يستخدم الوسائل التعليمية‪ ،‬ويعلم أنها جزء مكمل للدرس‪ ،‬وليست بديالً عنه؛ كما يدرك أنها ليست‬
‫غاية‪ #،‬وإنما وسيلة يستعين‪ #‬بها لتحقيق أهداف الدرس‪ .‬‬
‫والمعلّم الناجح يعرف‪ :‬لماذا يستخدم الوسيلة‪ #‬التعليمية‪ ،‬وكيف يختارها‪ ،‬وأين موضعها من الدرس‪ ،‬وكيف‬
‫يستعمل كل نوع من أنواع الوسائل‪.‬‬

‫لكي يكسب المعلّم احترام طالبه وزمالئه‪ ،‬يجب أن ينمي باستمرار‪ #‬مستواه العلمي بالقراءة واالطالع على كل ما‬
‫يستجد في مجال تخصصه‪ .‬‬
‫فالمستوى العلمي الرفيع‪ ،‬هو السالح األول للمدرس الذي يريد أن يحقق النجاح في عمله‪ ،‬وتذكر دائما ً أن قدرك‬
‫بين طالبك يساير‪ #‬مستواك العلمي؛‪ #‬فإذا ارتفع ارتفعت‪ ،‬وإذا انخفض انخفضت‪ .‬‬
‫والطالب يفترض دائما ً أن أستاذه ما هو إالّ دائرة معارف‪ ،‬يجد لديه في كل وقت اإلجابة الصحيحة لكل سؤال‬
‫يطرحه‪ ،‬ومن هنا كان لزاما ً على المعلّم الناجح أن ينمي ثقافته العامة إلى جانب مستواه العلمي‪.‬‬

‫ال ينبغي أن نتخذ األخطاء التي يقع فيها الطالب ذريعة لعقابهم بأي شكل من أشكال العقاب‪ ،‬خاصة حينما يتعلق‬
‫األمر بالدارسين الكبار؛‪ #‬فالخطأ‪ #‬قد يكون وسيلة نكتشف بها قصورا في المادة التعليمية‪ #،‬أو في أسلوب التدريب‪#،‬‬
‫كما قد يكون عجزاً لدى الطالب‪ .‬‬
‫وعند تصحيح أخطاء الطالب‪ #،‬ينبغي أن يتم ذلك دون إحراجه أمام زمالئه‪ ،‬وينبغي أال نصوب كل األخطاء التي‬
‫يقع فيها الطالب‪ #،‬فليس من الضرورة أن نقف عند كل خطأ‪ ،‬إذا لم يكن الخطأ جوهرياً‪ ،‬وخاصة عند التدريب‪#‬‬
‫على المحادثة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهناك أخطاء أخرى يشارك زمالؤه في تصويبها‪ ،‬وبعضها ال يصوبه إال المعلم‪.‬‬

‫من الضرورة عند التحدث إلى الطالب‪ #،‬أو شرح درس لهم مراعاة المستوى اللغوي‪ ،‬الذي وصلوا إليه؛‬
‫فالمستوى اللغوي الذي تتحدث به لطالب‪ #‬مبتدئ‪ ،‬يختلف عن المستوى اللغوي الذي تتحدث به إلى طالب‬
‫متوسط‪ ،‬أو متقدم‪ .‬فعليك أن تختار مفردات قد ألفها طالبك‪ ،‬وتراكيب لغوية وقوالب نحوية درسوها‪ .‬‬
‫أ ّما استعمال مفردات صعبة‪ ،‬أو تراكيب معقدة‪ ،‬فقد يفقدك التواصل مع طالبك‪ #،‬وبالتالي‪ #‬يؤدي إلى عدم االستجابة‬
‫المرجوة‪ .‬‬

‫ومن هذا القبيل أيضا ً السرعة‪ #‬التي تتحدث بها إلى طالبك‪ #،‬فينبغي التحكم في السرعة‪ ،‬التي تنطق بها العبارات‪،‬‬
‫فتكون وسطا ً بين السرعة العالية‪ #،‬والبطء الشديد‪.‬‬

‫من األفضل دائما ً أن تقف أمام طالبك‪ ,‬وال تكثر التجوال في أنحاء الفصل إالّ للضرورة‪ ,‬فالمعلم الذي يرى الطالب‪#‬‬
‫جالسين أمامه‪ ,‬يمكنه أن يعرف ما إذا كانوا يستمعون إليه‪ ,‬ويتابعون ما يقول‪ ,‬وبهذا األسلوب يمكنه تنبيه‬
‫الطالب الغافل‪.‬‬

‫عند تصحيحك‪ #‬لالختبارات‪ ,‬حاول مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪– 1‬استخدم قلما ً مغايراً ألقالم الطالب‪.‬‬

‫‪– 2‬ال تنظر السم الطالب‪ #‬أثناء‪ #‬التصحيح؛‪ #‬حتى ال تتأثر‪ #‬بفكرتك‪ #‬عنه داخل الصف‪ ,‬فيؤثر ذلك في الدرجة التي‬
‫تعطيها له سلبيا ً أو إيجابياً‪.‬‬

‫‪– 3‬صحح سؤاالً واحداً في جميع األوراق؛ حتى تضع تقديرات عادلة على أساس شبه موحد‪ ,‬ثم انتقل لتصحيح‬
‫السؤال التالي خاصة في االختبارات ذاتية التصحيح‪.‬‬

‫‪– 4‬عالج النتائج إحصائياً‪ #‬للكشف عن نقاط الضعف والقوة في أداء طالبك‪ ,‬ثم أعد لطالبك أوراق اإلجابة‪,‬‬
‫وناقش معهم اإلجابات‪ #‬للتأكد من أن الذي أخطأ قد أدرك الصواب‪.‬‬

‫معظم المتعلمين من المبتدئين في صفوف اللغة‪-‬سوا ًء كانوا من الصغار‪ #‬أم الكبار‪ #-‬تكون ذاكرتهم في اللغة‬
‫األجنبية‪ #‬ضعيفة‪ ,‬فهم يحتفظون بالمعلومة لفترة محدودة جداً‪ ,‬وبعدها ينسونها‪ ,‬وهناك‪ #‬نسبة ضئيلة‪ #‬منهم لديها‬
‫ذاكرة قوية‪ .‬ومن ثم إذا أجريت تدريبا ً شفويا ً مع إجاباته‪ ,‬فمن األفضل أن تكتب اإلجابات‪ #‬باختصار‪ #‬على السبورة‪,‬‬
‫في المرحلة‪ #‬األولى من تعليم اللغة ‪،‬خاصة إذا أردت من الطالب أداء التدريب‪ #‬كتابة فيما بعد‪.‬‬
‫يمكن للمعلم الناجح أن يتواصل مع طالبه‪ ‬بأكثر‪ #‬مما يقوله من كلمات‪ ,‬وذلك من خالل النغمة الصوتية‪,‬‬
‫والتعبيرات التي تظهر على وجهه‪ ,‬واإلشارات‪ ,‬فكلها تساعد على توصيل الهدف المنشود‪ ,‬وتحقق المشاركة‬
‫المطلوبة‪ .‬‬

‫كما أن التوجيهات‪ #‬المفصلة‪ #‬مع االبتسامة واللطف والهدوء يتقبلها‪ #‬الطالب‪ #‬عندما يشعرون بالرضا والقبول‪.‬‬
‫والطالب في حاجة إلى محبة المعلمين‪ #‬لهم‪ ,‬وهذه المحبة تكون مصدراً للدافعية عندهم‪ ,‬ومصدراً للتفاعل‪#‬‬
‫والمشاركة والنقاش‪.‬‬

‫▪ ماذا تفعل إذا وجه إليك طالبك‪ #‬سؤاالً ال تعرف اإلجابة عنه؟‬

‫▪ ال تعطي أي إجابة تقوم على التخمين‪ ,‬ألن ذلك يوقعه في حرج ‪ ،‬إذا لم يصب الجواب الصحيح‪.‬‬

‫▪ وجه السؤال إلى كل الطالب‪ ,‬فقد يجد لدى أحدهم الجواب‪ ,‬أو ما يوحي إليه بالجواب‪.‬‬

‫▪ اطلب من السائل‪ ,‬أو غيره البحث عن اإلجابة وعرضها في الدرس القادم‪.‬‬

‫▪ قل لطالبك إنك ستجيب عن السؤال في الدرس القادم‪.‬‬

‫▪ إذا كان طالبك‪ #‬كبار السن‪ #‬من الناضجين‪ ,‬قل لهم بأنك ال تعرف اإلجابة‪ ,‬وسوف تبحث‪ #‬عنها‪.‬‬

‫من أهم ما يؤثر في دافعية الطالب‪ #‬للتعلم‪ ,‬تجنب المعلم إثارة العواطف السلبية لديهم‪ ,‬وتنمية العواطف الموجبة؛‬
‫كالثقة‪ #‬في قدرتهم على اإلنجاز‪ ,‬واحترامهم‪ ,‬وتقدير إجاباتهم وأعمالهم‪ .‬كما أن ذلك يهيئ‪ -‬في الوقت نفسه‪-‬‬
‫المناخ‪ #‬التعليمي‪ #‬داخل الصف الدراسي‪.‬‬

‫ينبغي أن يحقق تدريس اللغة أربعة أهداف أساسية‪ #‬هي‪ :‬‬

‫‪ – 1‬فهم اللغة حين سماعها‪ .‬‬

‫‪ – 2‬فهمها حين قراءتها( فهم المقروء )‪.‬‬

‫‪ – 3‬إفهامها لآلخرين‪ #‬بواسطة الكالم‪ .‬‬

‫‪ – 4‬إفهامها لهم بواسطة الكتابة‪.‬‬

‫ومن ثم ينبغي أن تضع المهارات األربع‪( ‬فهم المسموع‪ ,‬وفهم المقروء والتعبير‪ #‬بشقيه؛‪ #‬الشفوي والكتابي )‬
‫نصب عينيك؛‪ #‬لتحقيق تلك األهداف‪.‬‬

‫المعلّم ومديره ‪:‬‬

‫‪ -‬احترام دون نفاق‪.‬‬

‫‪ -‬طاعة في حدود التعليمات والمصلحة‪.‬‬

‫‪ -‬التعاون في دائرة العمل‪.‬‬


‫‪ -‬ال تكن عند مديرك جاسوسا على زمالئك‪.‬‬

‫‪ -‬ال تقبل األوامر التي تسيء إلى الزمالء في غير مصلحة العمل‪.‬‬

‫‪ -‬ال تعترض على مديرك في وجوه اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬ال تستغل طيبته للسيطرة عليه‪.‬‬

‫المعلّم وزمالؤه ‪:‬‬

‫‪ -‬احترم شعور زميلك‪.‬‬

‫‪ -‬احترم حقوقه‪.‬‬

‫‪ -‬اعمل واترك الفرصة لغيرك كي يعمل‪.‬‬

‫‪ -‬ساعد الزميل الجديد‪.‬‬

‫المعلّم وطالبه ‪:‬‬

‫سط العلم وقدّمه للطالب‪.‬‬


‫‪-‬ب ّ‬

‫‪ -‬قيّم الطالب‪ #‬على أساس تحصيلهم العلمي‪.‬‬

‫وشجعها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اكتشف المواهب‬

‫صة‪.‬‬
‫‪ -‬ح ّل مشاكل الطالب الخا ّ‬

‫خصائص المعلم‪ #‬الناجح‪ ‬‬


‫المعلم الناجح يتمتع ‪:‬‬
‫الكفاءة العلمية ‪:‬‬
‫من مهام المعلم األساسية أن يقدم للطالب المعلومات والخبرات التي يحتاجونها في مادته المقررة‪.‬‬
‫ويفترضـ بدهيا ـ أن يكون المعلم ملما بتلك المعلومات بشكل صحيحوواضح‪ ،‬إذ من البدهي أن فاقد‬
‫الشيء ال يعطيه‪ .‬وال يمكن أن يقدمالمعلم للطالب معلومة بشكل سليم إذا لم يكن مستوعبا لها‪ .‬ومنهنا‬
‫جاءت فكرة التخصص‪ ،‬إذ يتوقع من المعلم أن يتخصص في فرع من فروع العلم ويتمكن منه‪ .‬وهذا‬
‫بالطبع ال يعفيه معرفة ما هو خارج تخصصه‪.‬‬
‫لكفاءة التربوية ‪:‬‬
‫اإللمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ ال يكفي لوحده‪ ،‬بل البد أن ينضم إليه معرفة بالطرق‬
‫التربويةالمناسبة في التعامل مع الطالب‪ .‬فالطالب ليس آلة يضبط على وضع االستقبال وتصب‬
‫المعلومات فيداخله‪ ،‬بل هو بشر له روح وعقل وانفعاالت‪ #‬وجسد‪ ،‬ويمر في الساعة الواحدة بحاالت‬
‫نفسية وانفعاالت مختلفة‪ .‬والمعلم يتعامل مع الطالب في كل هذه الحاالت ومنكل تلك الجوانب‪ ،‬فلذلك ال بد‬
‫أن يكون ملما بطرق التربيةوأساليب التعامل مع الطالب‪ .‬‬
‫الكفاءة االتصالية‪ :‬‬
‫مع إلمام المعلم بمادة العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع طالبه البد له من معرفة طرق ووسائل‬
‫االتصااللتي عن طريقها يتمكن المعلم من إيصال ما لديه من معلوماتوأفكار واتجاهات ومهارات‪ .‬‬
‫فيجب أن تكون لغة المعلم سليمة ومفهومة لدى الطالب وتناسب مستواهم العقلي من حيث نوعية‬
‫الكلمات ومستوى تركيب الجمل‪ ،‬وأن يكون صوته مسموعا ومناسبا‪ ،‬وأن تكونلديه القدرة على إعادة‬
‫عرض المعنى بأساليب متنوعة‪ ،‬مع قدرة على ضرباألمثال لتقريب المعاني‪ .‬‬
‫كان أحد المعلمين يشرح للصف الثاني االبتدائي مادةالعلوم‪ ،‬وفي نهاية الشرح استوقفه أحدالطالب‬
‫وكان منصتا أثناء الشرح وقال‪ :‬ما معنى "ال بد‪"..‬يا استاذ؟! فقد كان المعلم يكرر هذه الكلمة التي كانت‬
‫عنده من الكلمات السهلة‪ ،‬لكنه لم تكن كذلك لطالب الصف الثاني ابتدائي‪.‬‬
‫الرغبةفي التعليم‪: ‬‬
‫من أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس‪ .‬فالمعلم مالم يكن مدفوعا بحب التعليمولديه رغبة في‬
‫أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنتهوبالتالي لن ينجح فيها‪ .‬‬
‫ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر اإلنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم‪.‬‬
‫أمور تساعدك على زيادة رغبتك في عملك‬
‫‪1‬ـ استشعر األجر العظيم الذي تناله من تعليم طالبك إذاأحسنت النية‪ ‬‬
‫‪2‬ـ تصور ما سيؤول إليه طالبك في المستقبل‪ ،‬حيث سيكونونهم قادة المجتمع وهم رجاله فأنتاآلن تبني‬
‫في مجتمع المستقبل‪ .‬‬
‫‪3‬ـ يجب أن تعلم أنهؤالء الطالب أمانة عندك ائتمنها عندك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا‬
‫العمل العظيم‪ .‬‬
‫‪4‬ـ اجعل عملك مجال تحد لك‪ ،‬فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى قدرتك‬
‫التربويةوالقيادية‪ ،‬فكيف يكون تعاملك معها‪ ،‬فنجاحك يعني كسبالتحدي‪ ،‬ويعني أنك فعال أهل لما أوليت‬
‫من منصب جليل‪ ،‬وإثبات لقدراتكومهاراتك‪ .‬‬
‫ـ تذكر أن أكثر العظماء خرجوا من تحت أيدي المعلمين‪ .‬‬
‫اعرفعملية التدريس‪ ‬‬
‫إن أي مهنة ال يمكن أن تتقنها وتبرع فيها مالم تكن ملمابأصولها ومبادئها‪ .‬وللتدريس ـ الذي هو عملية‬
‫التعليموالتعلم‪ #‬ـ أصول وقواعد‪ ،‬منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة‬
‫ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله‪ .‬وهذاما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي‪.‬‬
‫فمثال إلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم‪ ،‬وما هي األشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا‪ ،‬يساعدك على‬
‫اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبكوتناسب طالبك ومادتك‪ .‬ومع أن هناك اختالفا في‬
‫النظرياتواآلراء في هذا المجال‪ ،‬إال أن اإللمام بها ودراستها دراسةناقدة وتطبيق ما صح منها يفيد‬
‫المعلم كثيرا في التدريس ويساعد على تالفي كثير من األخطاء التي يقع فيها كثير منالمعلمين‪ .‬‬
‫‪2‬ـ اعرف أهداف التدريس ‪ ..‬‬
‫األهداف العامة‪ /‬األهداف الخاصة ‪ /‬األهداف السلوكية‪ ‬‬
‫لألهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في اآلتي‪ :‬‬
‫‪1‬ـ توجيه األنشطة ذات العالقة في اتجاه واحد‪ ،‬وتمنع التشتت واالنحراف‪.‬‬
‫‪2‬ـ إيجاد الدافع لإلنجاز‪ ،‬وإبقاؤه فاعال‪ ‬‬
‫‪3‬ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل‪.‬‬
‫وهذه األمورالثالثة تجعل األهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه‪ .‬فمن المهم أن يحدد المعلم‬
‫أهدافه من التدريس‪ ،‬وبشكل واضح‪ .‬وال يمكن أن يتم تدريس ناجحدون وجود أهداف واضحة‪ .‬‬
‫واألهداف أنواع‪ ،‬فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ وهناك أهداف خاصة ومرحلية‪ .‬والعالقة بين‬
‫العاموالخاص من األهداف عالقة نسبية فما يكون عاما بالنسبة لما دونهقد يكون خاصا بالنسبة لما‬
‫فوقه‪ .‬فمثال في تدريس مادة الفقهفي‪ #‬مرحلة ما‪ ،‬هناك أهداف عامة من تدريس المادة‪ ‬‬
‫هناك أهداف عامة منتدريس المادة أساسا‪ ،‬وهناك أهداف دونها من تدريس المنهج في مرحلة معينة‬
‫وأهداف من تدريس مقرر محدد في سنة محددة وأخيرا أهداف خاصة من تدريس وحدةأو درس معين‪.‬‬
‫وإللمام المعلم بهذه األهداف يساعد في تنسيقالجهود وجعلها متضافرة للوصول إلى الهدف العام‬
‫النهائيالمقرر في سياسة التعليم‪ ....‬‬
‫‪...‬محدد الذي يتوقع أنيقوم به الطالب نتيجة لنشاطه في درس معين‪ .‬وقولنا إنه ظاهر ومحدد لكي نشير‬
‫إلى سلوك معين يمكن مشاهدته وتحديده وقياسه‪ ،‬وليس سلوكا داخليا ال يمكنمشاهدته‪ .‬فمثال إذا قلنا‪:‬‬
‫نتوقع من الطالب بعدهذا الدرس أن يع َّد من واحد إلى عشرة‪ .‬فهذا سلوك ظاهر يستطيع كل فرد أن يراه‬
‫ويقيس مدى نجاح المعلم والطالب في تحقيقه‪.‬لكن لو قلنا‪ :‬نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن‬
‫يفهمالعالقة بين كذا وكذا فإن هذا السلوك ـ أي الفهم ـ سلوك عقلي داخليال نراه‪ ،‬وإن كنا قد نرى بعض‬
‫آثاره‪ ،‬فلذلك قد يصعب قياسه‪.‬‬
‫اربط كل نشاط الفصل بالسعي لتحقيق تلك األهداف‪.‬واجعلها في أول تحضيرك وبشكل بارز‪ ،‬والبأس أن‬
‫تكتبمختصرا لها على السبورةلتضمن عدم شرود ذهنك عنها‪ .‬‬

‫إن األهداف السلوكيةوإن انتقدها بعض الباحثين‪ ،‬لها أثر كبير في تسهيل عملية التدريس على المعلم‬
‫والمتعلم‪ .‬‬
‫إن من أهم أسباب فشل كثير من المعلمين في أداء دروسهم في الفصل رغم تحضيرهم لها كتابيا‬
‫تحضيرا جيدا هوعدم رسوخ أهداف الدرس في أذهانهم‪ ،‬فترى المعلم ينتقل من نشاطإلى نشاط وكأنه ال‬
‫رابط بينها وال هدف مشترك لها‪.‬‬
‫‪3‬ـ اعرف تالميذك مستواهم ‪/‬خصائصهم العمرية‪/‬أفكارهم‪ ..‬‬
‫عندما تدخل إلى غرفة الفصل ألول مرة فإنك تواجه عالما مجهوال لديك إلى حد بعيد‪ .‬لكنك في الغالب‬
‫تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمروالخصائص النفسية والعاطفية‪ .‬فمعرفتك المسبقة‬
‫بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها‪ .‬فمثال إذا عرفت الخصائص العامة‬
‫لمرحلةالمراهقة سهل عليك تفسير كثير من التصرفات التي تصدر ممنيمرون بها من طالبك واستطعت‬
‫أن تتوقع ـ إلى حد كبير ـ مايمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكالت تعليمية‪ .‬‬
‫أيضا معرفة مستوى الطالب االجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهميفيدك في أسلوب طرح‬
‫األفكار وعرض الدرس‪ ،‬واختيار األمثلة‪.‬‬
‫‪4‬ـ اع َّد دروسك جيدا‪ ‬‬
‫اإلعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح‪.‬‬
‫خطوات اإلعداد‬
‫تحديد األهداف‪ ‬‬
‫حدد أهداف الدرس بدقة ووضوح‪ ،‬وصغها صياغة صحيحة‪ .‬وغالباما تكون األهداف محدد في كتاب‬
‫المعلمأو في خطة تدريس المقرر‪ ،‬فال مجال لالجتهاد فيها‪ .‬‬
‫االعداد الذهني ‪:‬‬
‫بعد أن تحدد أهداف الدرس بدقة‪ ،‬ابدأ في الخطوة التالية وهي رسم الخطة لتحقيق تلك األهداف‪ .‬وقبألن‬
‫تبدأ في الكتابة يجب أن تكون فكرة خطة التدرس قدتبلورت في ذهنك‪ .‬‬
‫االعداد الكتابي ‪:‬‬
‫بعد أن تكون تصورا كامال ومترابطا لطريقة سير الدرس قم بتسجيلها على شكل خطوات واضحة‬
‫ومحددة‪ ،‬مراعيا في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس‪ .‬‬
‫وما قل االهتمام باإلعداد الكتابي إال ألن المعلم ـ والمشرف‪ ،‬أحيانا! ـ صار ينظر إليه على أنه عمل‬
‫روتيني جامد ‪ ..‬ال تجديدفيه وال إبداع وال نمو‪ .‬‬
‫أعد متطلبات الدرس‪ :‬‬
‫غالبا يحتاج المعلم في شرح لبعض الوسائل النعليميةوالمعينة‪ ،‬وينبغي على المعلم االهتمام بتحضير‬
‫هذه الوسائل والتأكد من صالحيتها وإمكانيةاستخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه‪ .‬وينبغي أال يؤجل‬
‫إعدادالوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت‪،‬وقد ال تكون الوسيلة المرادة‬
‫متوفرة أو صالحة لالستعمال‪.‬‬
‫حاول التنبؤ بصعوبات التعلم ‪:‬‬
‫المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطالب‪ ،‬فيحسب لها‬
‫الحساب أثناء إعداد الدرس فيكونمستعدا‪ #‬لها فال تفسد عليه تخطيطه لدرسه‪.‬‬
‫تدرب على التدريس ‪:‬‬
‫بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم ألول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب‪،‬‬
‫فالبأس أن يقوم المدرس بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضيةأمام الطالب (وقد يلمس هذا‬
‫بشكل واضح في تدريس اللغة اإلنجليزية)‪.‬‬
‫‪5‬ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة ‪:‬‬
‫للتدريس عدة طرق‪،‬وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل األحوال بل هناك عدة عوامل تحدد‬
‫متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها‪ .‬‬
‫فقم بتحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية‪ :‬‬
‫‪1‬ـ الدرس المراد شرحه‪ ‬‬
‫‪2‬ـ نوعية الطالب‪ ‬‬
‫‪3‬ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس‪ .‬‬
‫وتذكر أن‪ :‬‬
‫أهداف واضحة ومحددة ‪ +‬طريقة صحيحة = درس ناجح‪ .‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن‪ :‬‬
‫‪1‬ـ يهيئ الطالب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته‪.‬‬
‫‪2‬ـ يتأكد من معرفة الطالب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة‪ ،‬ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان‬
‫أفضل‪ .‬‬
‫‪3‬ـ يقدم الدرسالجديد‪ .‬‬
‫‪4‬ـ يلقي األسئلة على الطالب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم‪.‬‬
‫‪5‬ـ يعطي الطالب الفرصة للممارسة والتطبيق‪ .‬‬
‫‪6‬ـ يقيم الطالب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه‪ #.‬‬
‫‪7‬ـ يعطي الواجب‪ .‬‬
‫‪6‬ـ كن مبدعا وابتعد عنالروتين ‪:‬‬
‫إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس‪ ،‬يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب (روتين) ممل‪ ،‬فتكفي‬
‫رؤيتك مقبالللفصل لتبعث في نفوس الطالب الملل والكسل‪ .‬حاول دائما أنتتعامل مع كل درس بشكل‬
‫مستقل من حيث الطريقة واألسلوب‪ ،‬وكنمبدعا في تنويع أساليب العرض‪ .‬‬
‫ومن أكثر ما يثير الملل في نفوس الطالب البداية الرتيبة للدرس‪ ،‬فكلمة‪" :‬افتحوا الكتاب صفحة‪"!..‬أو‬
‫البدء بالكتابة على السبورة من األشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين‪ ،‬فحاول دائما أن تكون لكل‬
‫درس بدايته المشوقة‪ ،‬فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طالبي‪..‬‬
‫وهكذا‪ .‬وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلمااستطعت أن تشد انتباه الطالب أكثر‪.‬‬
‫من األشياء التي تجلب ملل الطالب‪،‬وتجعل الدرس رتيبا وضع جلوس الطالب في الفصل‪ .‬فالمعتاد لدى‬
‫كثير منالمعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة‪ ،‬وتغيير هذا الوضع بينوقت وآخر بما يناسب الدرس‬
‫والموضوع يعطي شيئا منالتجديد لبيئة الفصل‪ .‬‬
‫حاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا‪ ،‬فمرة على شكل صفوف‪ ،‬وأخرى على شكل دائرة‪،‬‬
‫وثالثة على شكلمجموعات صغيرة‪ ..‬وهكذا‪ ،‬وإن كان أداء الدرس خارجالفصل مفيدا ويساعد على‬
‫تحقيقأهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!‬
‫‪7‬ـ اجعل درسك ممتعا ‪:‬‬
‫· توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إمالاللطالب‪ ،‬فالهدف ليس إكمال خطة الدرسكما‬
‫كتبت‪ ،‬بل الهدف هو إفادة الطالب فإذا رأيت أن الخطة ال تؤديعملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ‬
‫الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطالب‪ .‬فال شيءأسوأ من معلم يشتغل في الفصل لوحده‪!..‬‬
‫وتذكر أن األهدافالعامة للتعليم واألهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه‬
‫أو تغيير طريقته‪ .‬‬
‫· استخدم االسلوب القصصي عند الحاجة‪ ،‬فالنفوس مولعة بمتابعة القصة‪.‬‬
‫· اسمح بشيء من الدعابة‪ ،‬فالدعابة والمزاح الخفيف الذي ال إيذاء فيه لمشاعر أحد وال كذب من‬
‫األمور التي تروحعن النفس وتطرد الملل‪ .‬‬
‫· حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطالب بالنشاط أنفسهم‪ ،‬ال أن تعمله أنت وهم ينظرون‪ ،‬وتذكر أن‬
‫منأهداف المناهج أن يقوم الطالب أنفسهم‪ #‬بالعمل ال أن يشاهدوامن يقوم بالعمل!‪ ‬‬
‫· رغب الطالب في عمل ما تريده منهم واجعل األفكار تأتي منهم! فمثال بدال من أن تقول ذاكرواالدرس‬
‫السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة‪ ،‬قل لهم‪":‬ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم‬
‫درجات أكثر في المشاركة؟!‪ ..‬مارأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"‪ ‬‬

‫‪8‬ـ استثردافعية التالميذ ‪:‬‬


‫من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيال ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم‪ .‬فابدأ بتنمية دافعيةالطالب‬
‫واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل‪ ،‬مستخدما كافةما تراه مناسبا من األساليب التي منها‪ :‬‬
‫اربط الطالب بأهداف عليا وسامية ‪:‬‬
‫فدائماوجه‬
‫ِّ‬ ‫ليس هناك شيء يجعل الدافعية تخمد أو تفتر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف دنيا‪،‬‬
‫أذهان طالبك إلى األهداف السامية العظيمة‪ ،‬واغرس التطلعلها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي‬
‫فتثير فيهم دافعيةذاتية ال تكاد تخبو‪ .‬‬
‫استخدم التشجيع والحفز‪ :‬‬
‫للتشجيع والحفز المادي والمعنوي أثر كبير في بعث النفس على العمل ولو كان العمل غيرمرغوب فيه‪،‬‬
‫فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيعبالدرجة والتشجيع بالجائزة والتشجيع المعنوي بوضع االسم‬
‫في لوحة المتفوقين‪ ،‬كل هذه األشياء لها أثر كبير في حفز الطالب على التعلم‪ .‬وهذه األشياء سهلة وال‬
‫تكلف المعلم شيئا‪.‬‬
‫حدد أهدافا ممكنة ومتحدية!‪ ‬‬
‫قم بتحديد أهداف دراسية يكون فيها شيء من الصعوبة وأشعرهم أنك تتحدى بذلك قدراتهم وتريد منهم‬
‫أنيثبتوا جدارتهم‪ ،‬مثل أن تطلب منهم أن يحفظوا صفحة منالقرآن مرة واحدة أو أن يحفظوا عشر كلمات‬
‫من اللغة اإلنجليزية‪،‬وستجد أن كثيرا من الطالب يتجاوب معك ويقبل تحديك‪ .‬لكن تأكد أنما تطلبه منهم‬
‫ليس بالسهل جدا بحيث ال يلقون له باال وليس بالصعب جدا بحيث يسبب عندهم اإلحباط‪ ،‬وأعطهم الوقت‬
‫الكافي‪ .‬‬
‫اشعل التنافس الشريف!‪ ‬‬
‫إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجالللتنافس اإليجابي بين الطالب‪ ،‬فقمباستغالله‬
‫لصالحهم‪ .‬لكن كن حذرا من أن يجرهم هذا التنافس ويتمادى بهم إلى التشاحن والتباغض‪ .‬وأيضا انتبه‬
‫لجانب الفروق الفردية بين الطالب‪.‬‬
‫كافئ!‪ ‬‬
‫استخدم المكافأةبشتى أنواعها الممكنة مع الطالب الذين ينجزون ما تطلبه منهمأو يبذلون جهدا كبيرا‬
‫في سبيله‪ ،‬لكن تأكد أن المكافأة مناسبةللطالب‪ ،‬من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري‪ .‬‬
‫‪9‬ـ"إنما بعثت معلما ولم أبعث م***ا!"‬
‫تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم ال لتعاقب من ال يتعلم! وتذكر أيضا أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع‬
‫سببه إلىالطالب‪ .‬كن صبورا وتلطف ببطيئي التعلم والمهملين وثق أن المهمإلذا رأى أن إهماله يزيد من‬
‫تركيز المعلم عليه وتلطفه بهفسيكف عن سلوكه هذا‪ .‬وغالبا ما يكون سبب اإلهمال البطء فيالتعلم‬
‫وغفلة المعلم عن ذلك‪ .‬‬
‫ارجع بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثالثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر‬
‫بذهنك صورةالمدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوبالطالب‪ ،‬وتحسس قلبك فستجد‬
‫كم فيه من الحنق عليه ـ إلى اليوم ـلما سببه لك أو لغيرك من اآلالم النفسية في أيام الدراسة‪.‬‬
‫هناك من المدرسين من كانوا ب***هم وغلظتهم سببا في ترك كثير من الطالب للدراسة ممن كان‬
‫يتمتع بقدرات عقليةجيدة وكان يرجى له مستقبال جيدا‪.‬‬
‫‪----------------------------------------------------------‬‬

‫‪ 33‬خطوة للمعلم الناجح‬


‫‪1‬ـ اعرف عملية التدريس‪ ‬‬

‫إن أي مهنة ال يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها‪ .‬وللتدريس ـ الذي هو عملية‬
‫التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد‪ ،‬منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها‬
‫ما يخص أسلوب التعلم ووسائله‪ .‬وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي‪ .‬‬
‫فمثال إلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم‪ ،‬وما هي األشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا‪ ،‬يساعدك على‬
‫اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبك وتناسب طالبك ومادتك‪ .‬ومع أن هناك اختالفا في‬
‫النظريات واآلراء في هذا المجال‪ ،‬إال أن اإللمام بها ودراستها دراسة ناقدة وتطبيق ما صح منها يفيد المعلم‬
‫كثيرا في التدريس ويساعد على تالفي كثير من األخطاء التي يقع فيها كثير من المعلمين‪ .‬‬

‫‪ -2‬اعرف أهداف‪ #‬التدريس العامة والخاصة والسلوكية‬

‫لألهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في اآلتي‪ :‬‬


‫‪1‬ـ توجيه األنشطة ذات العالقة في اتجاه واحد‪ ،‬وتمنع التشتت واالنحراف‪ .‬‬
‫‪2‬ـ إيجاد الدافع لإلنجاز‪ ،‬وإبقاؤه فاعال ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل‪ .‬‬
‫وهذه األمور الثالثة تجعل األهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه‪ .‬فمن المهم أن يحدد المعلم أهدافه‬
‫من التدريس‪ ،‬وبشكل واضح‪ .‬وال يمكن أن يتم تدريس ناجح دون وجود أهداف‪ #‬واضحة‪ .‬‬
‫واألهداف أنواع‪ ،‬فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ وهناك أهداف خاصة ومرحلية‪ .‬والعالقة بين العام‬
‫والخاص من األهداف عالقة نسبية فما يكون عاما بالنسبة لما دونه قد يكون خاصا بالنسبة لما فوقه‪ .‬فمثال‬
‫في تدريس مادة الفقه في مرحلة ما‪ ،‬هناك أهداف عامة من تدريس المادة ‪.‬‬
‫هناك أهداف عامة من تدريس المادة أساسا‪ ،‬وهناك أهداف دونها من تدريس المنهج في مرحلة معينة‬
‫وأهداف‪ #‬من تدريس مقرر محدد في سنة محددة وأخيرا أهداف خاصة من تدريس وحدة أو درس معين‪.‬‬
‫وإللمام المعلم بهذه األهداف يساعد في تنسيق الجهود وجعلها متضافرة للوصول إلى الهدف العام النهائي‬
‫المقرر في سياسة التعليم‪ ....‬‬
‫‪...‬محدد الذي يتوقع أن يقوم به الطالب نتيجة لنشاطه في درس معين‪ .‬وقولنا إنه ظاهر ومحدد لكي نشير‬
‫إلى سلوك معين يمكن مشاهدته وتحديده وقياسه‪ ،‬وليس سلوكا داخليا ال يمكن مشاهدته‪ .‬فمثال إذا قلنا‪:‬‬
‫نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يع َّد من واحد إلى عشرة‪ .‬فهذا سلوك ظاهر يستطيع كل فرد أن يراه‬
‫ويقيس مدى نجاح المعلم والطالب في تحقيقه‪ .‬لكن لو قلنا‪ :‬نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يفهم‬
‫العالقة بين كذا وكذا فإن هذا السلوك ـ أي الفهم ـ سلوك عقلي داخلي ال نراه‪ ،‬وإن كنا قد نرى بعض آثاره‪،‬‬
‫فلذلك قد يصعب قياسه‪ .‬‬
‫اربط كل نشاط الفصل بالسعي لتحقيق تلك األهداف‪ .‬واجعلها في أول تحضيرك وبشكل بارز‪ ،‬وال بأس أن‬
‫تكتب مختصرا لها على السبورة لتضمن عدم شرود ذهنك عنها‪ .‬‬
‫إن األهداف السلوكية وإن انتقدها بعض الباحثين‪ ،‬لها أثر كبير في تسهيل عملية التدريس على المعلم‬
‫والمتعلم‪ .‬‬
‫إن من أهم أسباب فشل كثير من المعلمين في أداء دروسهم في الفصل رغم تحضيرهم لها كتابيا تحضيرا‬
‫جيدا هو عدم رسوخ أهداف الدرس في أذهانهم‪ ،‬فترى المعلم ينتقل من نشاط إلى نشاط وكأنه ال رابط بينها‬
‫وال هدف مشترك لها‪ .‬‬

‫‪ -3‬اعرف تالميذك ‪ -‬مستواهم ‪ -‬أفكارهم ‪ -‬خصائصهم العمرية‪ ‬‬

‫عندما تدخل إلى غرفة الفصل ألول مرة فإنك تواجه عالما مجهوال لديك إلى حد بعيد‪ .‬لكنك في الغالب تدخل‬
‫على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية‪ .‬فمعرفتك المسبقة بالخصائص‬
‫العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها‪ .‬فمثال إذا عرفت الخصائص العامة لمرحلة المراهقة‬
‫سهل عليك تفسير كثير من التصرفات التي تصدر ممن يمرون بها من طالبك واستطعت أن تتوقع ـ إلى حد‬
‫كبير ـ ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكالت تعليمية‪ .‬‬
‫أيضا معرفة مستوى الطالب االجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح األفكار‬
‫وعرض الدرس‪ ،‬واختيار األمثلة‪ .‬‬

‫‪-4‬أعد دروسك جيداً‪ ‬‬

‫اإلعداد الجيد للدرس هو المخطط الذي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح‪ .‬‬
‫* خطوات اإلعداد ‪ :‬‬
‫أ – تحديد األهداف ‪ :‬‬
‫حدد أهداف‪ #‬الدرس بدقة ووضوح‪ ،‬وصغها صياغة صحيحة‪ .‬وغالبا ما تكون األهداف محدد في كتاب المعلم‬
‫أو في خطة تدريس المقرر‪ ،‬فال مجال لالجتهاد فيها‪ .‬‬
‫ب‪ -‬اإلعداد الذهني ‪ :‬‬
‫بعد أن تحدد أهداف‪ #‬الدرس بدقة‪ ،‬ابدأ في الخطوة التالية وهي رسم الخطة لتحقيق تلك األهداف‪ .‬وقبل أن‬
‫تبدأ في الكتابة يجب أن تكون فكرة خطة التدريس قد تبلورت في ذهنك‪ .‬‬
‫جـ‪ -‬اإلعداد الكتابي ‪ :‬‬
‫بعد أن تكون تصورا كامال ومترابطا لطريقة سير الدرس قم بتسجيلها على شكل خطوات واضحة ومحددة‪،‬‬
‫مراعيا في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس‪ .‬‬
‫وما قل االهتمام باإلعداد الكتابي إال ألن المعلم ـ والمشرف‪ ،‬أحيانا! ـ صار ينظر إليه على أنه عمل روتيني‬
‫جامد ‪ ..‬ال تجديد فيه وال إبداع وال نمو‪ .‬‬
‫د‪ -‬أعد متطلبات الدرس ‪ :‬‬
‫غالبا يحتاج المعلم في شرح لبعض الوسائل التعليمية والمعينة‪ ،‬وينبغي على المعلم االهتمام بتحضير هذه‬
‫الوسائل والتأكد من صالحيتها وإمكانية استخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه‪ .‬وينبغي أال يؤجل إعداد‬
‫الوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت‪ ،‬وقد ال تكون الوسيلة المرادة متوفرة أو‬
‫صالحة لالستعمال‪ .‬‬
‫هـ‪ -‬حاول التنبؤ بصعوبات التعلم ‪ :‬‬
‫المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطالب‪ ،‬فيحسب لها‬
‫الحساب أثناء إعداد الدرس فيكون مستعدا لها فال تفسد عليه تخطيطه لدرسه‪ .‬‬
‫و ‪ -‬تدرب على التدريس ‪ :‬‬
‫بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم ألول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب‪ ،‬فال‬
‫بأس أن يقوم المدرس‪ #‬بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضية أمام الطالب (وقد يلمس هذا بشكل‬
‫واضح في تدريس اللغة اإلنجليزية)‪ .‬‬
‫‪-5‬استخدم طريقة التدريس المناسبة‪ ‬‬

‫للتدريس عدة طرق‪ ،‬وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل األحوال بل هناك عدة عوامل تحدد متى‬
‫تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها‪ .‬‬
‫فقم بتحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية‪ :‬‬
‫‪1‬ـ الدرس المراد شرحه‪ ‬‬
‫‪2‬ـ نوعية الطالب‪ ‬‬
‫‪3‬ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس‪ .‬‬
‫* وتذكر أن‪ :‬‬
‫أهداف‪ #‬واضحة ومحددة ‪ +‬طريقة صحيحة = درس ناجح‪ .‬‬
‫** بشكل عام‪ ،‬ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن‪ :‬‬
‫‪1‬ـ يهيئ الطالب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته‪ .‬‬
‫‪2‬ـ يتأكد من معرفة الطالب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة‪ ،‬ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان أفضل‪ .‬‬
‫‪3‬ـ يقدم الدرس الجديد‪ .‬‬
‫‪4‬ـ يلقي األسئلة على الطالب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم‪ .‬‬
‫‪5‬ـ يعطي الطالب الفرصة للممارسة والتطبيق‪ .‬‬
‫‪6‬ـ يقيم الطالب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه‪ .‬‬
‫‪7‬ـ يعطي الواجب ‪ .‬‬
‫‪-6‬كن مبدعا ً وابتعد عن الروتين‬
‫إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس‪ ،‬يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب (روتين) ممل‪ ،‬فتكفي‬
‫رؤيتك مقبال للفصل لتبعث في نفوس الطالب الملل والكسل‪ .‬حاول دائما أن تتعامل مع كل درس بشكل‬
‫مستقل من حيث الطريقة واألسلوب‪ ،‬وكن مبدعا في تنويع أساليب العرض‪ .‬‬
‫ومن أكثر ما يثير الملل في نفوس الطالب البداية الرتيبة للدرس‪ ،‬فكلمة‪" :‬افتحوا الكتاب صفحة‪ "!..‬أو‬
‫البدء بالكتابة على السبورة من األشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين‪ ،‬فحاول دائما أن تكون لكل درس‬
‫بدايته المشوقة‪ ،‬فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طالبي‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطالب أكثر‪ .‬‬
‫من األشياء التي تجلب ملل الطالب‪،‬وتجعل الدرس رتيبا وضع جلوس الطالب في الفصل‪ .‬فالمعتاد لدى كثير‬
‫من المعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة‪ ،‬وتغيير هذا الوضع بين وقت وآخر بما يناسب الدرس‬
‫والموضوع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل‪ .‬‬
‫حاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا‪ ،‬فمرة على شكل صفوف‪ ،‬وأخرى على شكل دائرة‪،‬‬
‫وثالثة على شكل مجموعات صغيرة‪ ..‬وهكذا‪ ،‬وإن كان أداء الدرس خارج الفصل مفيدا ويساعد على تحقيق‬
‫أهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!‪ ‬‬

‫‪ -7‬اجعل درسك ممتعا ً‬

‫‪ -‬توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إمالل الطالب‪ ،‬فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما‬
‫كتبت‪ ،‬بل الهدف هو إفادة الطالب فإذا رأيت أن الخطة ال تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ‬
‫الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطالب‪ .‬فال شيء أسوأ من‪ ‬معلم‪ ‬يشتغل في الفصل لوحده‪!..‬‬
‫وتذكر أن األهداف العامة للتعليم واألهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو‬
‫تغيير طريقته‪ .‬‬
‫‪ -‬استخدم األسلوب القصصي عند الحاجة‪ ،‬فالنفوس مولعة بمتابعة القصة‪ .‬‬
‫‪ -‬اسمح بشيء من الدعابة‪ ،‬فالدعابة والمزاح الخفيف الذي ال إيذاء فيه لمشاعر أحد وال كذب من األمور‬
‫التي تروح عن النفس وتطرد الملل‪ .‬‬
‫‪ -‬حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطالب بالنشاط أنفسهم‪ ،‬ال أن تعمله أنت وهم ينظرون‪ ،‬وتذكر أن من‬
‫أهداف‪ #‬المناهج أن يقوم الطالب أنفسهم بالعمل ال أن يشاهدوا من يقوم بالعمل!‪ ‬‬
‫‪ -‬رغب الطالب في عمل ما تريده منهم واجعل األفكار تأتي منهم! فمثال بدال من أن تقول ذاكروا الدرس‬
‫السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة‪ ،‬قل لهم‪" :‬ماذا تحبون أن تفعـلوا حتى أعطيكم درجات‬
‫أكثر في المشاركة؟!‪ ..‬ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"‪ ‬‬

‫‪ -8‬استثر دافعية التالميذ‪ ‬‬

‫من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيال ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم‪ .‬فابدأ بتنمية دافعية الطالب‬
‫واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل‪ ،‬مستخدما كافة ما تراه مناسبا من األساليب التي منها‪ :‬‬
‫‪ -‬اربط الطالب بأهداف عليا وسامية ‪.‬‬
‫وجه أذهان‬‫ليس هناك شيء يجعل الدافعية تخمد أو تفتر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف‪ #‬دنيا‪ ،‬فدائما ِّ‬
‫طالبك إلى األهداف السامية العظيمة‪ ،‬واغرس التطلع لها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي فتثير فيهم‬
‫دافعية ذاتية ال تكاد تخبو‪ .‬‬
‫‪ -‬استخدم التشجيع والحفز ‪.‬‬
‫للتشجيع والحفز المادي والمعنوي أثر كبير في بعث النفس على العمل ولو كان العمل غير مرغوب فيه‪،‬‬
‫فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيع بالدرجة والتشجيع بالجائزة والتشجيع المعنوي بوضع االسم في‬
‫لوحة المتفوقين‪ ،‬كل هذه األشياء لها أثر كبير في حفز الطالب على التعلم‪ .‬وهذه األشياء سهلة وال تكلف‬
‫المعلم شيئا‪ .‬‬
‫‪ -‬حدد أهدافا ممكنة ومتحدية!‪ ‬‬
‫قم بتحديد أهداف دراسية يكون فيها شيء من الصعوبة وأشعرهم أنك تتحدى بذلك قدراتهم وتريد منهم أن‬
‫يثبتوا جدارتهم‪ ،‬مثل أن تطلب منهم أن يحفظوا صفحة من القرآن مرة واحدة أو أن يحفظوا عشر كلمات من‬
‫اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وستجد أن كثيرا من الطالب يتجاوب معك ويقبل تحديك‪ .‬لكن تأكد أن ما تطلبه منهم ليس‬
‫بالسهل جدا بحيث ال يلقون له باال وليس بالصعب جدا بحيث يسبب عندهم اإلحباط‪ ،‬وأعطهم الوقت الكافي‪ .‬‬
‫‪ -‬اشعـل التنافس الشريف!‪ ‬‬
‫إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجال للتنافس اإليجابي بين الطالب‪ ،‬فقم باستغالله لصالحهم‪.‬‬
‫لكن كن حذرا من أن يجرهم هذا التنافس ويتمادى بهم إلى التشاحن والتباغض‪ .‬وأيضا انتبه لجانب الفروق‬
‫الفردية بين الطالب‪ .‬‬
‫‪ -‬كافئ!‪ ‬‬
‫استخدم المكافأة بشتى أنواعها الممكنة مع الطالب الذين ينجزون ما تطلبه منهم أو يبذلون جهدا كبيرا في‬
‫سبيله‪ ،‬لكن تأكد أن المكافأة مناسبة للطالب‪ ،‬من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري‪ .‬‬

‫‪ -9‬ابتعد عن العنف‪ ‬‬

‫تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم ال لتعاقب من ال يتعلم! وتذكر أيضا أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه‬
‫إلى الطالب‪ .‬كن صبورا وتلطف ببطيئي التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز‬
‫المعلم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا‪ .‬وغالبا ما يكون سبب اإلهمال البطء في التعلم وغفلة المعلم‬
‫عن ذلك‪ .‬‬
‫ارجع بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثالثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر‬
‫بذهنك صورة المدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطالب‪ ،‬وتحسس قلبك فستجد كم‬
‫فيه من الحنق عليه ـ إلى اليوم ـ لما سببه لك أو لغيرك من اآلالم النفسية في أيام الدراسة‪ .‬‬
‫هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سببا في ترك كثير من الطالب للدراسة ممن كان يتمتع‬
‫بقدرات عقلية جيدة وكان يرجى له مستقبال جيدا‪ .‬‬
‫دخل معاوية بن الحكم رضي هللا عنه في الصالة مع الجماعة ولم يعلم أن الكالم قد حرم في الصالة‪ ،‬فعطس‬
‫أحد الصحابة فشمته‪ ،‬فنبهه بعض الصحابة ـ باإلشارة ـ فلم يفهم واستمر في كالمه‪ ،‬فلما انتهت الصالة‬
‫ناداه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأتى إليه خائفا‪ ،‬فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بكل لطف‬
‫ولين‪ :‬إن هذه الصالة ال يصلح فيها شيء من كالم الناس‪ ،‬إنما هو التسبيح و التحميد وقراءة القرآن‪ ،‬فقال‬
‫معاوية معلقا على فعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬بأبي هو وأمي‪ ،‬ما رأيت أحسن تعليما وال أرفق منه‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ .‬‬

‫‪ -10‬اجعل اتجاهك جيداً نحو التالميذ‪ ‬‬

‫أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتالميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم‪ .‬فإذا كان المعلم ينظر‬
‫إلى تالميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلم وجادون ـ ويحسون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابيا عليهم‪،‬‬
‫أما إذا كان المعلم ينظر إليهم على أنهم كسالى وال يفهمون شيئا فسيكونون كذلك‪ .‬‬
‫‪ -‬كن متفائال ‪ :‬‬
‫التفاؤل من أحسن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعلم‪ ،‬فكن متفائال من طالبك وأشعرهم بذلك ت َر منهم ما‬
‫يسرك‪ .‬‬
‫‪ -‬اظهر تقديرك الستجابات الطالب ومشاركاتهم ‪ :‬‬
‫ال تهمل مجهودات الطالب ولو كانت قليلة‪ ،‬أو دون ما تتوقع‪ .‬اظهر شكرك وتقديرك الستجابات الطالب‬
‫واطلب منهم المزيد‪ ،‬ليحسوا بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقنوا أنك منتبه لمشاركتهم‪ .‬‬
‫‪ -‬علمهم علو الهمة والطموح ‪ :‬‬
‫علو الهمة عنصر "سحري" إذا خالط نفس الطالب رأيت منه العجائب‪ .‬وكثير من الطالب يملك هذا العنصر‬
‫لكنه في حالة خمود‪ .‬فقم بتنشيط هذا العنصر باستثارة حماس الطالب وضرب األمثال لهم وإعطاء القصص‬
‫المفيدة‪ ،‬وربطهم بأهداف سامية‪ .‬‬

‫‪-11‬حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني‪ ‬‬

‫يقع كثير من المعلمين في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف وأنهم بذلك‬
‫قد وصلوا مرحلة يستريحون فيها‪ .‬فهذا غير صحيح‪ .‬فتجنب الوقوع في هذا الخطأ واعلم أنه وإن انتهى‬
‫وقت الدراسة النظامية المقررة بالتخرج إال أنه جاء وقت الدراسة الذاتية‪ ،‬وجاء دور مزج الدراسة النظرية‬
‫بالخبرة المباشرة‪ .‬فاحرص على االستمرار في نموك العلمي والتربوي‪ ،‬فإنه ال شيء من هذه الدنيا في ثبات‬
‫فكل ماال ينمو فهو يذبل!‪ ‬‬
‫يمكنك تنمية‪ ‬نفسك‪ ‬بإحدى الطرق التالية‪ :‬‬
‫‪ -‬القرآءات الموجهة ‪ :‬‬
‫استشر المشرف التربوي أو أحد المتخصصين ليحدد لك كتبا أو فصوال لتقرأها في تخصصك الدقيق أو في‬
‫التربية بشكل عام‪ ،‬احرص على االشتراك في الدوريات المتخصصة في التربية والتعليم‪ .‬‬
‫‪ -‬اللقاءات التربوية ‪ :‬‬
‫تحرص إدارات التعليم وغيرها من المؤسسات التربوية على إقامة لقاءات تربوية وندوات لبحث وتدارس‪#‬‬
‫الموضوعات التربوية المهمة‪ ،‬ال تتردد في الحضور والمشاركة الفاعلة التي يكون هدفها الفائدة‪ ،‬وسترى‬
‫تقديرا كبيرا من زمالئك‪ .‬‬
‫‪ -‬الدورات التدريبية ‪ :‬‬
‫تعقد أحيانا دورات تدريبية ـ أثناء الخدمة ـ للمعلمين‪ ،‬اس َع لاللتحاق بإحداها لرفع مستواك العلمي والمهني‪ .‬‬

‫‪ -12‬كن قدوة في علو الهمة واألمانة والجد‪ ‬‬

‫كل كالمك لطالبك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة ال يكون له كبير فائدة إذا لم ي َر منك الطالب تطبيقا‬
‫فعليا‪ .‬فكن قدوة لهم في علو همتك فال ترض من األمور بأدناها‪ ،‬وكن قدوة في جدك فال يراك طالبك ال ه َّم‬
‫لك إال الهزل والمزاح‪ .‬وكن قدوة في أمانتك فال ي َر منك الطالب تفريطا فيها بإهمال واجباتك الوظيفية‬
‫والتربوية‪ .‬‬

‫‪ -13‬انتبه إلى ما بين سطور التدريس‪ ‬‬

‫من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطالب بالمعلومات‪ ،‬بل هي إكسابهم المهارات الالزمة‬
‫واالتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية‪ .‬فما يكتسبه الطالب من شخصية المعلم‬
‫وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته لألشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما‬
‫يعطيهم من معلومات‪ ،‬وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس‪ ،‬فهناك دائما أشياء غير مباشرة‬
‫يكتسبها الطالب من المعلم ـ ربما وهو ال يشعر ـ وقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية‪ .‬‬
‫إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطالبه والمهتم بعمله يكتسب منه الطالب حبا للعلم وحبا للمدرسة‬
‫وحسن خلق في التعامل مع اآلخرين مهما كانت المادة التي يدرسها‪ ،‬والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر‬
‫كبير في تالميذك‪ .‬‬

‫‪ -14‬قل ‪ -‬ال أعلم ‪ -‬لما ال تعلمه‪ ‬‬

‫يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما ال يعلم أن يقول‪ :‬ال أعلم! والواقع أن اإلجابة على سؤال ما بـ "ال‬
‫أعلم" أمر يجب أن ال يتحرج منه المعلم ألمور‪ :‬‬
‫‪1‬ـ يجب أن نحترم العلم‪ ،‬ونحترم عقلية الطالب‪ ،‬فإذا سئلنا عما ال نعلم فال نتكلف اإلجابة ونراوغ‪ ،‬بل نعترف‬
‫أننا ال نعلم‪ .‬‬
‫‪2‬ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطالب أنه ليس مطلوبا من المعلم (وال من الطالب) وليس في مقدوره‬
‫أن يعلم كل شيء‪ ،‬بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته‪ ،‬فال يتكلم فيما ال يحسن‪ .‬‬
‫‪3‬ـ هذه العبارة‪" :‬ال أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طالبه‪ .‬‬
‫لكن يجب على المعلم أن يرشد طالبه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث‬
‫عنها بنفسه‪ .‬‬

‫‪ -15‬استخدم وسائلك التعليمية بفاعلية‪ ‬‬

‫عندما أراد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يبين ألصحابه معنى قول هللا تعالى‪ { :‬وأن هذا صراطي‬
‫مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل…} خط لهم خطا مستقيما وقال هذا سبيل هللا‪ ،‬وخط خطوطا كثيرة عن‬
‫يمينه وعن شماله وقال‪ :‬هذه السبل…!‪ ‬‬
‫وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديال من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا!‪ ‬‬
‫* للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم‪ ،‬فهي‪ :‬‬
‫‪1‬ـ توفر على المعلم الكثير من الكالم النظري ‪.‬‬
‫‪2‬ـ تجذب انتباه الطالب ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تكسر رتابة الشرح واإللقاء ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تثبت المعلومة ‪.‬‬
‫‪5‬ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكالم المجرد‪ .‬‬
‫‪ -‬استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف الطالب بذلك قبل الدرس بوقت‬
‫كاف‪ .‬يمكنك استغالل حصة النشاط أو حصة التربية الفنية في ذلك‪ .‬‬
‫‪ -‬تذكر أن استخدامك للشيء الحقيقي كوسيلة إيضاح أفضل بكثير من استخدام صورته‪ ،‬ويكون ذلك خبرة‬
‫مباشرة للطالب‪ ،‬فمثال في درس اللغة اإلنجليزية‪ ،‬بدال من أن تحضر صورة كرة أحضر معك كرة حقيقية‪.‬‬
‫كان أحد معلمي اللغة اإلنجليزية يجد صعوبة في بيان معنى كلمة ‪ headmaster‬للطالب بحيث يضطر إلى‬
‫ترجمتها‪ ،‬مع أن هذا أمر غير مرغوب فيه‪ ،‬ولم يخطر بباله أن يأخذ الطالب إلى غرفة المدير ويقول لهم‪:‬‬
‫‪ ! .This is the headmaster‬مع أن هذا سيسهل عليه العملية وسيرسخ المعلومة في أذهان الطالب‬
‫ويبعث الحيوية في الفصل ويجعل الموقف أكثر طبيعية‪ .‬‬
‫‪ -‬تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطالب‪ ،‬فما تراه أنت في الوسيلة قد ال يفهمه‬
‫الطالب‪ .‬‬
‫‪ -‬كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل‪ .‬‬
‫‪ -‬اجعل وسيلتك شيقة وجذابة‪ .‬‬
‫‪ -‬كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد‪ .‬‬
‫‪ -‬احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطالب‪ .‬‬
‫‪ -‬تأكد أن مكان الدرس مهيأ الستخدام الوسيلة‪ ،‬مثال‪ :‬وجود مسمار أو شريط الصق لتعليق اللوحة‪ ،‬مصدر‬
‫كهرباء‪ ،‬فصل مظلم‪...‬إلخ‪ .‬فسي ٌئ جدا أن يحضر المعلم الوسيلة ثم يمضي وقتا يبحث يمنة ويسرة عن مكان‬
‫ليعلقها أو يضعها فيه‪ .‬‬
‫‪ -‬ال تستخدم وسيلة ال تعرف طريقة تشغيلها‪ ،‬فهذا قد يسبب شيئا من اآلتي‪ :‬‬
‫‪ .1‬إفساد الجهاز‪ ،‬وقد يتضرر الطالب أو المعلم بذلك‪ .‬‬
‫‪ .2‬إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله‪ .‬‬
‫‪ .3‬االرتباك واإلحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طالبه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز‪.‬‬

‫‪ -16‬أحسن استخدام السبورة‪ ‬‬

‫السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة‪ ،‬ال يكاد يستغني عنها معلم‪ ،‬فاعرف كيف تستخدمها‬
‫بفعالية‪ .‬يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة أمر عشوائي ال يخضع ألصول وقواعد‪ ،‬وهذا غير‬
‫صحيح‪ .‬فالمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظم وألهداف‪ #‬محددة‪ .‬‬
‫‪ -‬قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثالثة‪ ،‬وحدد لكل قسم نوعية معينة من األشياء المكتوبة توضع فيه بشكل‬
‫منظم وواضح‪ ،‬فمثال‪ ،‬قسم لعناصر الدرس‪ ،‬وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس‪ ،‬وقسم‬
‫للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح‪ .‬‬
‫‪ -‬ال تتكلم وأنت تكتب على السبورة ‪.‬‬
‫‪ -‬عند الكتابة على السبورة حاول أن ال تعطي ظهرك للطالب‪ ،‬بل اعطهم جنبك‪ .‬‬
‫‪ -‬ال تكتب شيئا خطأ على السبورة‪ ،‬وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته‪ .‬‬
‫‪ -‬استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة‪ ،‬بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط‬
‫بين األشياء‪ .‬‬
‫‪ -‬تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطالب في آخر الفصل‪ .‬‬
‫‪ -‬استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد‪ ،‬فهو‪ :‬‬
‫‪ .1‬يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة‪ .‬‬
‫‪ .2‬يجعلك تواجه الطالب دائما‪ .‬‬
‫‪ .3‬يكون حال لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين‬

‫نصائح للمعلمين مع بداية الدراسة‬


‫‪     ‬‬
‫محمد صالح المنجد‬

‫‪ ‬الحمد هلل الذي علم بالقلم علم اإلنسان ما لم يعلم ‪ .‬‬


‫والصالة والسالم على النبي األكرم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ‪ ...‬‬
‫مقدمة ‪ :‬‬
‫( أهمية المعلمين) ‪ :‬‬
‫فلما كان المعلمون هم حماة الثغور ‪ ،‬ومربوا األجيال ‪ ،‬وعمار المدارس‪ ، #‬المستحقون ألجر الجهاد ‪،‬‬
‫وشكر العباد والثواب من هللا يوم المعاد ‪ ،‬ولما كان الحديث معهم ذو شجون ‪ ،‬ولهم هموم وشؤون ‪،‬‬
‫ولهم آمال وآالم ‪ ،‬وعليهم واجبات وتبعات ‪ .‬‬

‫فإني في بداية حديثي معهم‪ ‬‬

‫أوال ‪ :‬أوجه إليهم تحيــة‬


‫تحية إلى من ينفق من مشاعره وأحاسيسه قبل أن ينفق من أوقاته ‪ ،‬وينفق من دمه ونفسه أضعاف ما‬
‫ينفق من تعليمه وتـوجيهاته ‪ ،‬تحية إلى من يحاول أن يرد المعوج إلى طريقه والمنحرف إلى سبيله ‪،‬‬
‫والناد إلى جادته ‪ ،‬والعاق إلى بره ‪ ،‬والجافي إلى عقله ‪ ،‬والمفـرط إلى صوابه ‪ ،‬والفاسق إلى دينه تحية‬
‫إلى من حجز لنفسه في المسجد جلسته ‪ ،‬ليحجز لنفسه في الجنة درجته ‪ .‬وجعل من أبناء المسلمين‬
‫أبناءه ‪ ،‬فغدا عليهم شفيقا ً ‪ ،‬وبهم رفيقا ً ‪ ،‬يسعى لزيادتهم كما وكيفا ً ‪ ،‬ويجتهد في تعليمهم شتا ًء وصيفا ً ‪.‬‬
‫تحية إلى من حبس حاجته في صدره ‪ ،‬ولم يبح إال بحاجة واحدة هي أن يتفيأ الجيل المسلم ظالل‬
‫القرآن ‪ ،‬ويستنشق عبير اإليمان ‪ ،‬ويفيء إلى طاعة الرحمن ‪ ،‬وألجل هذا يضحي بالغالي والرخيص ‪،‬‬
‫ويجود بالبسيط والنفيس ‪.‬‬
‫تحية إلى من لم يشغل نفسه بماذا أخذتُ ؟‍ ولكنه يسأل ‪ :‬كم أعطيت ‪ ،‬كـم وجهت ‪ ،‬كم علمت ‪ ،‬كم أفدت‬
‫سه ‪ ،‬وقبل أن يتهم طالبه يتهم نفسه ‪ ،‬يقول ‪ :‬لعلي لم أجرد‬ ‫ونصحت ‪ ،‬ماذا أثرت ‪ ،‬سؤا َل الالئم نف َ‬
‫نيتي ‪ ،‬لعلي لم أحسن طريقتي ‪ ،‬لعلي زدت في قسوتي ‪ ،‬لعلي أفرطت في تجاوزي ومسامحتي ‪ ،‬تحية‬
‫إلى خير األمة ‪ ،‬كما شهد بذلك نبي األمة ‪ ،‬حين قال كما روى البخاري ‪ ،‬عن فضـل المقـرئ والقاري‪:‬‬
‫[ خيركم من تعلم القرآن وعلمه ] ‪ ،‬فحاز الخيرية من طرفيها ‪ ،‬تعلم وعلـم ‪ ،‬وقـرأ وأقرأ ‪ ،‬وصلح‬
‫وأصلح ‪ ،‬ورشد وأرشد ‪ ،‬تحية إلى من سكن القرى والهجر واصطحب معه النور الذي ال يخبو يبدد‬
‫الظالم ‪ ،‬ويوقظ النيام ‪ ،‬ويبارك به األيام ‪.‬‬
‫الناس في متاجر الدنيا وهو في متجر اآلخرة ‪ ،‬ومعية المالئكة ‪.‬‬
‫الناس أرصدتهم في البنوك ‪ ،‬ورصيده هو في القلوب ‪.‬‬

‫الناس تبني مدائن من تراب ‪ ،‬وهو يبني مدائن من فكر وقيم وآداب ‪ ،‬ويعلي قالع تناطح السحاب ‪.‬‬
‫تحية لمن فجر في حياتنا ينابيع القرآن دفاقة ‪ ،‬وأجرى في صحاري العقول أنهار الحكمة رقراقة ‪ ،‬تحية‬
‫وسالما ً إلى معلم القرآن ‪ ،‬في كل زمان ‪ ،‬وكل مكان ‪.‬‬
‫يا من إلى هللا تدعو *** وترتجي منه أجرا‬
‫لك المدائح تترى *** شعراً وإن شئت نثرا‬
‫إنا نعيش بعصر *** يموج ظلما ً ونكرا‬
‫الخير فيه توارى *** وأنت بالعصر أدرى‬
‫وثانيا ‪:‬‬
‫أقول ‪ :‬لمعاشر المعلمين في بالدنا الحبيبة سال ٌم من هللا عليكم ‪ ،‬وتحيات مباركات تزجى إليكم‬
‫وإن بعض الخواطر المباركة والنقول المفيدة والتوجيهات السديدة لمثل هؤالء تكون عونا ً لهم ولنا‬
‫جميعا ً للسير بالعملية التعليمية إلى أعلى المراتب وأسمى الغايات ‪ ،‬عسى أن تجد قبوالً عندهم ‪ ،‬وتنال‬
‫رضاهم بعد رضا هللا عز وجل ‪ .‬‬
‫فماذا تقولون بدايةً عن مهنة التدريس ؟‪ ‬‬
‫التدريس رسالة ‪ :‬‬
‫شخصية تنظر إلى دورها في التدريس على أنه رسالة تؤدّى ‪ ،‬وليس وظيفة مقابل أجر ‪ .‬وشخصية‬
‫تضع نصب عينيها أن هذه المهنة ‪ ،‬هي مهنة األنبياء والرسل وأصحابها هم ورثة األنبياء وهم الذين‬
‫سب‬‫يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم واإليمان والمعرفة ‪ .‬وح ْ‬
‫المعلم شرفا ً أنه دال على هللا تعالى ‪ ,‬يرشد الناس إلى الطريق الموصلة إلى خالقهم وباريهم ‪ ,‬ويدلهم‬
‫على معبودهم ومربوبهم والغاية التي من أجلها خلقوا ‪ ،‬عالوة على تعليمهم الخلق القويم والسبل التي‬
‫تكفل لهم حياة طيبة ‪.‬‬
‫العلم ميراث النبي كما أتـــى في النص والعلماء هم وراثه‪ ‬‬
‫ما خلف المختار غير حديثه فينا فـذاك متـاعـه وأثـاثه‬
‫وال شك أن النظرة لهذا العمل على أنه رسالة يجازي هللا عليها أفضل وأعظم من النظرة إليه على أنه‬
‫أداء لواجب وظيفي يستوي مع واجب أي موظف آخر ‪.‬‬
‫يجب أن نعلم أن حضارة الغرب وثقافتها ومذاهبها المتعددة أفلست ‪ ،‬وسوف تفصح عن ذلك إن عاجالً‬
‫أو آجالً ‪.‬‬
‫وأن اإلسالم وحده هو الذي يستطيع أن يقوم بعملية اإلنقاذ وأن يحقق كل ما تريده اإلنسانية‪ ‬‬
‫والمشكلة اآلن هي مشكلة الدعاة في كل مجال ‪ ،‬فالمعلم في مدرسته وفي فصله البد وأن يكون داعية ‪.‬‬
‫فإن األمم اليوم تجتمع على محاربة اإلسالم قوى رهيبة مثل ‪ :‬الصهيونية والشيوعية ‪ ،‬واإلباحية ‪،‬‬
‫واالستعمار المنظم ‪ ،‬واالنتهازية ‪ ... ،‬وهي مسلحة بالقوة المادية والعلمية والحضارية ‪ ...‬ومن أجل‬
‫ذلك فإنه يحتاج أن يكون كل مسلم داعية في مجال عمله ‪.‬‬
‫السيما والميدان فارغ ‪ ،‬وهو بحاجة إلى مزيد من الدعاة األكفاء الذين يحسون بعظم المسئولية اليوم ‪،‬‬
‫ويشعرون بالمخاطر التي تهدد دينهم وأمتهم وعالمهم اإلسالمي ‪.‬‬

‫لكن المعلم يعيش بين عناء الوظيفة وشرف المهنة‪ : ‬‬


‫داع إلى هللا ‪ ،‬وحامل لواء المسلمين فال يؤتى‬ ‫لذلك نقول يا أيها المعلم ‪ :‬إن مهمتك عصيبة جداً ‪ ،‬ولكنك ٍ‬
‫اإلسالم من قبلك ‪ ،‬وهنيئا ً لك ‪ [ ،‬ومن أحسن قوالً ممن دعا إلى هللا ] وهنيئا ً لك أنك تُعلم الناس الخير ‪،‬‬
‫وهنيئا أن هللا تعالى في عليائه وأهل السماوات وأهل األرض حتى النملة في جحرها وحتى الحيتان في‬
‫البحر يصلون على معلم الناس الخير ‪ .‬‬
‫وكما تعلمون أن سياسة التعليم يجب أن تنبثق من الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ويجب أن تكون لها أهداف‬
‫وغايات عظمى ال يمكن أن تتحقق ( بعد توفيق هللا ) إال من خالل معلم ذي شخصية سوية في صفاتها‬
‫وخصائصها ‪ ،‬في آمالها وتطلعاتها ‪ ،‬في مقاييسها وموازينها ‪ ،‬لم تمسخ فطرتها ‪ ،‬ولم تنحرف أفكارها ‪.‬‬

‫ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المعلم ؟‪ ‬‬


‫أوالً ‪ :‬اإلخالص ‪:‬‬
‫على المعلم الداعية أن يحرر نيته هلل ‪ ،‬ويخلص هلل في كل عمل تربوي يقوم به ‪ ،‬سواء أكان هذا العمل‬
‫أمراً أو نهيا ً أو نصحا ً أو مالحظة أو عقوبة ‪ .‬يحررها من شوائب الرياء والسمعة وثناء الناس وشكرهم‬
‫‪ ،‬فعمله هلل وباهلل ‪....‬‬
‫ش ِركْ بِ ِعبَا َد ِة َربِّ ِه أَ َحدًا )‪ ‬‬
‫صالِ ًحا َوال يُ ْ‬ ‫قال تعالى ‪ ( :‬فَ َمنْ َكانَ يَ ْر ُجوا لِقَا َء َربِّ ِه فَ ْليَ ْع َم ْل َع َمال َ‬
‫ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ‬
‫ب َر ِ‬ ‫س ِم ْعتُ ُع َم َر بْنَ ا ْل َخطَّا ِ‬ ‫وروى البخاري في صحيحه عن َع ْلقَ َمةَ بْنَ َوقَّا ٍ‬
‫ص اللَّ ْيثِ َّي يَقُو ُل َ‬
‫ت ‪َ ،‬وإِنَّ َما لِ ُك ِّل ا ْم ِر ٍ‬
‫ئ‬ ‫سلَّ َم يَقُو ُل ‪ :‬إِنَّ َما األَ ْع َما ُل بِالنِّيَّا ِ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫سو َل هَّللا ِ َ‬‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫َعلَى ا ْل ِم ْنبَ ِر قَا َل ‪َ :‬‬
‫صيبُ َها أَ ْو إِلَى ا ْم َرأَ ٍة يَ ْن ِك ُح َها فَ ِه ْج َرتُهُ إِلَى َما ه َ‬
‫َاج َر إِلَ ْي ِه )‪ ‬‬ ‫َما نَ َوى فَ َمنْ َكانَتْ ِه ْج َرتُهُ إِلَى ُد ْنيَا يُ ِ‬
‫صا َوا ْبتُ ِغ َي بِ ِه‬ ‫وجاء في الحديث الذي رواه النسائي ‪ ( :‬إِنَّ هَّللا َ ال يَ ْقبَ ُل ِمنْ ا ْل َع َم ِل إِال َما َكانَ لَهُ َخالِ ً‬
‫َو ْج ُههُ )‪ ‬‬
‫فعلى المعلم الداعية أن يحرر النية ‪ ،‬ويقصد وجه هللا تعالى في كل عمل يقوم به ‪ ،‬ليكون عند هللا من‬
‫المقبولين ‪ ،‬وبين تالميذه من المحبوبين والمؤثرين ‪.‬‬
‫والثمرة التي يجنيها هي تنفيذ منهج التربية على الدوام وإفادة وتربية الطالب ‪ ،‬وأيضا ً يحظى بثواب هللا‬
‫ورضوانه ‪ ،‬ويظفر بدار المقامة في جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر ‪..‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التقوى ‪:‬‬


‫أن يتقي هللا بفعل ما أمر واجتناب ما نهى هللا عنه وزجر ممتثالً ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َح َّ‬
‫ق‬
‫تُقَاتِ ِه ) متحريا ً ذلك أشد التحري ‪ ( :‬فَاتَّقُوا هَّللا َ َما ا ْ‬
‫ستَطَ ْعتُ ْم )‪ ‬‬
‫سنَةَ تَ ْم ُح َها‬ ‫َّق هَّللا ِ َح ْيثُ َما ُك ْنتَ َوأَ ْتبِ ْع ال َّ‬
‫سيِّئَةَ ا ْل َح َ‬ ‫وامتثاالً لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ألبي ذر ‪ " :‬ات ِ‬
‫س ٍن "‪ ‬‬ ‫اس بِ ُخلُ ٍ‬
‫ق َح َ‬ ‫ق النَّ َ‬
‫َو َخالِ ِ‬
‫وإنه إذا لم يكن المعلم الداعية متسلحا ً بالتقوى وملتزما ً في سلوكه ومعاملته منهج اإلسالم ‪ ..‬فإن‬
‫الطالب يحس بالتناقض في داخله مما يدفعه إلى االنحراف عن الطريق القويم ‪.‬‬
‫فهو يتقي هللا ويلتزم بإنهاء المنهج وخاصة في الثانوية العامة ‪.‬‬
‫وهو يتقي هللا وال يظلم طالب ويحابي آخر لمعرفة أو ود أو واسطة ‪.‬‬
‫وهو يتقى هللا وال يعامل الطالب بنا ًء على مظهرهم أو قبيلتهم ولكن بنا ًء دينهم والتزامهم واجتهادهم ‪.‬‬
‫وينجح الطالب بالفلوس وهكذا تضيع هيبة العلم‬ ‫ّ‬ ‫وهو يتقي هللا فال يغش فيبيع األسئلة ويضع الدرجات‬
‫وأنه يقوم بمهمة األنبياء والرسل ‪ ،‬فكيف يُحل لنفسه أن يبيع دينه من أجل عرض من الدنيا ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬استشعار بالمسئولية ‪:‬‬
‫سئُول عَنْ َر ِعيَّته ) َوال َّرا ِعي ُه َو ا ْل َحافِظ ا ْل ُمؤْ تَ َمن‬ ‫وقد جاء في حديث البخاري ( أَال فَ ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫اع َو ُكلّ ُك ْم َم ْ‬
‫صاَل ح َما اُؤْ تُ ِمنَ َعلَى ِح ْفظه فَ ُه َو َم ْطلُوب بِا ْل َعد ِْل فِي ِه َوا ْلقِيَام ِب َم َ‬
‫صالِ ِح ِه ‪.‬‬ ‫ا ْل ُم ْلتَ ِزم َ‬
‫ي‬
‫ولذلك عليه أن ينطلق بكليته في مراقبة ومالحظة الطالب ‪ ،‬وفي توجهيه وتعويده وتأديبه ‪َ ،‬وال ْب ِن َع ِد ّ‬
‫ست َْرعَاهُ َحفِظَ َذلِ َك أَ ْو َ‬
‫ضيَّ َعهُ "‬ ‫اع َع َّما اِ ْ‬‫سائِل ُك ّل َر ٍ‬ ‫ص ِحيح عَنْ أَنَس " إِنَّ هَّللا َ‬
‫سنَ ٍد َ‬ ‫بِ َ‬
‫فالمعلم يجب عليه أن ينهض بهذه المسئولية على أكمل وجه ‪ ،‬واضعا ً نصب عينيه غضب هللا تعالى‬
‫عليه إذا هو ف ّر ط ‪ ،‬ألن المسؤولية يوم العرض األكبر ثقيلة والمحاسبة عسيرة ‪ ،‬والهول عظيم ‪.‬‬
‫وإذا أهمل المعلم واجبه ‪ ،‬ووجه طالب نحو االنحراف ‪ ،‬والمبادئ الهدامة ‪ ،‬والسلوك السيئ ‪ ،‬شقي‬
‫الطالب ‪ ،‬وشقي المعلم ‪ ،‬وكان الوزر في عنقه ‪ ،‬وأنه مسئول أمام هللا تعالى فالمعلم راع في مدرسته ‪،‬‬
‫وهو مسئول عن رعيته ‪.‬‬
‫إن صاحب الهم الذي يحمل هم األمانة التي استرعاه هللا عز وجل عليها يتساءل دائما كيف أقوم بأداء‬
‫هذه الرسالة وهذه األمانة على الوجه الذي يرضي هللا عز وجل عني ؟ ‪ ,‬ويتساءل دائما كيف أكون‬
‫معلما ناجحا في حمل أمانتي مؤديا لها على الوجه الصحيح؟ ‪.‬‬
‫بل وحتى الطالب وكل مسلم يجب أن يستشعر ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬المعلم الداعية ال يستعجل ‪:‬‬


‫عدم استعجال ثمرة جهدك وجهادك وتعليمك ودعوتك ‪ ،‬فما أنت إال مجرد زارع يغرس الزرع ويبذر‬
‫البذر ويفعل السبب ‪ ،‬فال تتوقع أن يثمر جهدك في كل من هم حولك فقد ال يخرج من مائة علمتهم‬
‫سلَّ َم ‪ ( :‬إِنَّ َما النَّ ُ‬
‫اس َكإِبِ ٍل ِمائَ ٍة ال يَ ِج ُد ال َّر ُج ُل‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫ودعوتهم عشرة بل واحد ‪ ،‬قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل هَّللا ِ َ‬
‫احلَةً ) ‪ .‬‬ ‫احلَةً أَ ْو قَا َل ال ت َِج ُد فِي َها إِال َر ِ‬
‫احلَةً ) وفي روايةُ ‪َ ( :‬وقَا َل ‪ :‬ال ت َِج ُد فِي َها َر ِ‬ ‫فِي َها َر ِ‬
‫وحكى يحيى بن أبي طالب ‪ :‬فقال سمعت أبا داود يقول ‪ :‬كنت يوما بباب شعبة ‪ ،‬وكان المسجد مأل ‪،‬‬
‫فخرج شعبة فاتكأ علي وقال ‪ :‬يا سليمان ترى هؤالء كلهم يخرجون محدثين ‪ .‬قلت ‪ :‬ال ‪ .‬قال ‪ :‬صدقت ‪،‬‬
‫وال خمسة ‪ ،‬يكتب أحدهم في صغره ثم إذا كبر تركه أو يشتغل بالفساد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم نظرت بعد ذلك فما‬
‫خرج منهم خمسة "‬
‫وقال سهل بن بشر‪ :‬حدثنا سليم أنه كان في صغره بالري ‪ ،‬وله نحو من عشر سنين ‪ ،‬فحضر بعض‬
‫الشيوخ وهو يلقن ‪ ،‬قال فقال لي ‪ :‬تقدم فاقرأ ‪ ،‬فجهدت أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك النغالق لساني‬
‫‪ ،‬فقال لك والدة ‪ .‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال قل لها ‪ :‬تدعو لك أن يرزقك هللا قراءة القرآن والعلم ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم‬
‫فرجعت فسألتها الدعاء فدعت لي ‪ ،‬ثم إني كبرت ودخلت بغداد فقرأت بها العربية والفقه ثم عدت إلى‬
‫الري ‪ ،‬فبينا أنا في الجامع أقابل مختصر المزني ‪ ،‬وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو ال يعرفني‬
‫فسمع مقابلتنا وهو ال يعلم ماذا نقول ‪ ،‬ثم قال متى يُتعلم مثل هذا فأردت أن أقول إن كانت لك والدة ‪،‬‬
‫فقل لها تدعو لك فاستحييت ‪ .‬فالمقصود أن التوفيق بيد هللا عز وجل ‪ ،‬وما المعلم إال مجرد سبب له‬
‫فقط ‪ ،‬فقد ينجح من يظن به الفشل وقد يفشل من يظن به النجاح والسعيد من وفق ‪.‬‬
‫قال أَبُو تَ َّم ٍام ‪:‬‬
‫ش ِه َو ُه َو َجا ِه ُل *** َويُ ْك ِدي ا ْلفَتَى ِمنْ َد ْه ِر ِه َو ُه َو عَالِ ُم‪ ‬‬
‫َينَا ُل ا ْلفَتَى ِمنْ َع ْي ِ‬
‫ق ت َْج ِري َعلَى ا ْل ِح َجا *** َهلَ ْكنَ إ َذنْ ِمنْ َج ْهلِ ِهنَّ ا ْلبَ َهائِ ُم‪ ‬‬ ‫َولَ ْو َكانَتْ ْ‬
‫االرزَا ُ‬

‫ب بْنُ ُز َه ْي ِر بْنُ أَبِي ُ‬


‫س ْل َمى ‪:‬‬ ‫َوقَا َل َك ْع ُ‬
‫س ْع ُي ا ْلفَتَى َو ُه َو َم ْخبُو ٌء لَهُ ا ْلقَ َد ُر‪ ‬‬ ‫َي ِء الَع َْجبَنِي *** َ‬ ‫ب ِمنْ ش ْ‬ ‫لَ ْو ُك ْنت أَع َْج ُ‬
‫اح َدةٌ َوا ْل َه ُّم ُم ْنت َِش ُر‬
‫س َو ِ‬ ‫س َعى ا ْلفَتَى ألُ ُمو ٍر لَ ْي َ‬
‫س يُ ْد ِر ُك َها *** َوالنَّ ْف ُ‬ ‫يَ ْ‬

‫والبد لك من تقدير بين ما أنتجه وبين الثمار المجنية من هذا النتاج ‪.‬‬
‫قال كثير من المعلمين دخلنا التعليم من أجل هدف واضح وهو الدعوة إلى هللا تعالى ؛ ولكن بعد مضي‬
‫عام يتلوه عام تركنا هذا الهدف واشتغلنا بأمور دنيوية تنافسنا عليها !!‬

‫خامسا ‪ :‬ال تحتقرن جهدك‪ ‬وبذلك ‪ ،‬فقد تكون مجرد كلمة عابرة وجهد يسير منك يفعل في نفوس الطالب‬
‫األفاعيل‪ ‬‬
‫وانظر إلى ثمرة هذا المعلم ماذا أثمرت ؟‬
‫طالب االبتدائي وصالة الفجر وجد صاحبه ‪ :‬‬
‫شاب صغير في الثالثة االبتدائية ‪ ,‬كان مدرس المدرسة يحثهم وبقوة أي هؤالء الشباب على طاعة هللا‬
‫سبحانه وتعالى على أداء صالة الفجر ‪ ,‬على االستجابة هلل سبحانه وتعالى ‪ ,‬وكانت النتيجة أن تأثر هذا‬
‫الغالم الصغير بهذه الدعوة من مدرسة واستجاب ألداء صالة الجماعة في المسجد ولكن الفجر صعبة‬
‫بالنسبة له ‪ ,‬فقرر أن يصلي الفجر في المسجد ولكن من الذي يوقظه؟ أمه؟ ال‪ ,‬والده؟ ال‪ ,‬ماذا يصنع يا‬
‫ترى؟ قرر قراراً‪ #‬خطيراً ‪ ,‬قراراً صارما ً ‪ ,‬أن يسهر الليل وال ينام ‪ ,‬وفعالً سهر الليل إلى أن أذن الفجر‬
‫وخرج إلى المسجد مسرعا ً يُريد أن يصلي ولكن عندما فتح الباب وإذا بالشارع موحش وإذا بالشارع‬
‫مظلم ليس هناك أحد يتحرك ‪ ,‬لقد خاف ‪ ,‬لقد ارتاع ‪ ,‬ماذا يصنع ؟ ماذا يفعل يا ترى ؟ وفي هذه اللحظة‬
‫وإذا به يسمع مشيا ً خفيفا ً ‪ ,‬رجالً يمشي رويداً رويداً ‪ ,‬وإذا بعصاه تطرق األرض وبأقدامه ال تكاد أن‬
‫تمس األرض فنظر إليه وإذا به جد زميله ‪ ,‬أو صديقه ‪ ,‬فقرر أن يمشي خلفه دون أن يشعر به ‪ ,‬وفعالً‬
‫بدأ يمشي خلفه ‪ ,‬إلى أن وصل إلى المسجد ‪ ,‬فصلى ثم عاد مع هذا الكبير في السن دون أن يشعر به‪,‬‬
‫وقد ترك الباب لم يُغلق ‪ ,‬دخل ونام ‪ ,‬ثم استيقظ للمدرسة وكأن شيئا ً لم يحدث‪ ,‬استمر على هذا المنوال‬
‫فترة من الزمن‪ ,‬أهله لم يستغربوا منه إال قضية كثرة نومه في النهار‪ ,‬وال يعلمون ما هو السبب‪,‬‬
‫والسبب هو سهره في الليل‪ ,‬وفي لحظة من اللحظات ‪ ,‬أن خبر هذا الطفل الصغير أن هذا الجد قد‬
‫تـ ُوفي ‪ ,‬مات جد أحمد مات هذا الرجل الكبير في السن ‪ ,‬صرخ أحمد‪ ,‬بكى أحمد‪ ,‬زعق أحمد‪ ,‬ما الذي‬
‫حصل‪ ,‬لماذا تبكي يا بُني‪ ,‬إنه رج ٌل غريب عنك‪ ,‬إنه ليس أباك‪ ,‬وال أمك وال أخاك‪ ,‬فلماذا تبكي؟ لماذا‬
‫يبكي يا ترى؟ فعندما حاول والده أن يعرف السبب ‪ ,‬قال لوالده يا أبي ليتك أنت الميت ‪ ,‬أعوذ باهلل ‪ ,‬هكذا‬
‫يتمنى االبن أن يموت األب وال يموت ذلك الرجل!! قال نعم ببراءة األطفال قال يا أبي ليتك أنت الميت‬
‫ألنك لم توقظني لصالة الفجر‪ ,‬أما هذا الرجل فقد كنت أمشي في ظالله دون أن يشعر إلى صالة الفجر‬
‫ذهابا ً وإيابا ً‪ ,‬وقص القصة على والده‪ ,‬كاد األب أن تخنقه العبر وربما بكى‪ ,‬تأثر فكان تغيراً جذريا ً كليا ً‬
‫في حياة هذا األب بفعل سلوك هذا االبن بل بفعل سلوك هذا المعلم‪ ,‬هللا أكبر‪ ,‬انظروا إلى ثمرة هذا المعلم‬
‫ماذا أثمرت؟ أثمرت أسرة صالحة‪ ,‬وأنتجت منهجا ً صالحاً‪ .‬من شريط ( قصص مؤثرة للشباب ) للشيخ‬
‫إبراهيم الفارس‪ ‬‬

‫‪ -‬ويقول معلم آخر وقع في نفسي موقف أثر ف ّي كمعلم وتأثر به الطالب ‪ ،‬وهو أن الطالب كان يحضر‬
‫معه مشروب البيبسي الغازي وصادف موقف أثناء اجتياح إسرائيل لغزة وقتل وأصيب العشرات‬
‫والمئات من الفلسطينيين فاقتربت من الطالب هامسا ً في أذنه ما هذا ؟ كم ثمنها ؟ فقلت له هل تعلم‬
‫الشركة المصنعة لهذا المشروب فقال ال قلت له إنها شركة يهودية أال تعلم ثمن العلبة لمن ؟ فأجاب‬
‫بالنفي قلت له لشراء رصاصة لقتل مسلم ال يفرقون بين امرأة‪ #‬وشيخ عاجز وطفل رضيع وأخذت أسرد‪#‬‬
‫له بعض المشاهد فما كان من الطالب أن استأذن مني وبعد دقائق قليلة رجع باكيا ً فسألته قال يا أستاذ‬
‫أيقتل مثلي من األطفال ثمنا ً لهذه العلبة فأومأت برأسي إيجابا ً فزاد بكاؤه واستمر يبكي حرقة فأخذت‬
‫أهدئ من نفسه فقلت له أين العلبة قال في مكانها المناسب قلت له إلى أين قال في القمامة كصانعيها‬
‫وهللا ما دام يقتل مثلي من األطفال المسلمين وبعضهم يشرد بال بيت كما رأيت في األخبار لن أشربها بعد‬
‫اليوم تأثرت من كالم الصبي الذي لم يتعد العاشرة من عمره ‪.‬‬

‫بل اذكر لك مثالين من سيرة السلف على تأثير كلمات عابرة ‪ ،‬كيف فعلت في نفوس الطالب ما‬
‫فعلت ؟ ‪ :‬‬
‫‪  . 1‬صحيح البخاري الذي يعد أصح كتاب بعد كتاب هللا عز وجل ‪ ،‬والذي إذا خرج ألحد الرواة رواية فقد‬
‫جاوز القنطرة ‪ ،‬وإذا قيل رواه البخاري يقع في النفس هيبة له ‪ ،‬ما سبب تأليفه ؟‬
‫إنها كلمة واحدة في مجلس واحد وقعت في أذن البخاري فيسر هللا له تأليف هذا الكتاب الذي رفع منزلة‬
‫البخاري في طبقة عالية فلقد ذكر لتأليفه ثالث أسباب أشهرها أنه كان في حلقة إسحاق بن راهويه فقال‬
‫لو أن أحدكم يجمع كتابا فيما صح من سنة الرسول صلى هللا عليه وسلم جملة واحدة !! قالها إسحاق‬
‫فوقع ذلك في نفس البخاري فصنف هذا الكتاب الذي خلد التاريخ اسمه ( هدي الساري ‪) 9 :‬‬

‫‪ . 2‬اإلمام الذهبي هذا اإلمام الفحل أبو عبد هللا بصر ال نظير له وهو كنز وملجأ إذا نزلت معضالت‬
‫المسائل ‪ ،‬إمام الوجود حفظا ‪ ،‬وذهب العصر معنى ولفظا ‪ ،‬وشيخ الجرح والتعديل ‪ ،‬ورجل الرجال في‬
‫كل سبيل ‪ ،‬كأنما األمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها ‪.‬‬
‫سبب طلبه لعلم الحديث كلمة واحدة يقول هو بنفسه عن اإلمام البِرزالي إنه لما رأى خطه قال له ‪ :‬إن‬
‫خطك هذا يشبه خط المحدثين ‪ .‬قال فحبب هللا لي علم الحديث ‪ .‬فانظر ماذا فعلت هذه الجملة في اإلمام‬
‫الذهبي فقد صار من أئمة الحديث وحفاظه ونقاده ‪ .‬‬

‫سادسا ‪ :‬العلــــم ‪:‬‬


‫األمر األهم يجب أن يكون المعلم متمكنا ً في مادته العلمية المو ّكل بتدريسها ألنها أمانة ويجب عليها أن‬
‫يؤديها على أتم وجه ‪.‬‬
‫ولكن يجب أن ال يغفل عن طلب العلم الشرعي الذي هو واجب على كل إنسان معلما ً كان أو متعلما ً ‪ ،‬وأن‬
‫يكون ملما ً باألحكام الشرعية واألمور األساسية التي يجب على المسلم أن يعرفها فضالً عن المعلم‬
‫والمدرس الذي يقتدى به ‪ ،‬ألنه محل ثقة ‪ ،‬وله احترام وتقدير لدى الطالب ‪ ،‬مما يدفعهم لسؤاله فإن‬
‫أخطأ سقط من أعينهم أو أخذوا منه حكما ً باطالً ‪.‬‬
‫ولهذا يأتي االبن ويرتكب محظوراً في الصالة أو الصيام ونحو ذلك ويقول أفتاني به األستاذ ‪ ،‬إنه لظلم‬
‫عظيم ‪.‬‬

‫التربية قبل التعليم ‪ :‬‬


‫رب قبل أن تعلم ‪.‬‬
‫المدرسة هي بيتنا الثاني ‪.‬‬
‫التوجيه إلى األخالق خير من التغذية بالمعلومات ‪.‬‬
‫من غشنا فليس منا ‪.‬‬
‫زرع االستشعار باألمانة والمسؤولية في الطالب ‪.‬‬
‫التربية بالقصة واستغالل الحدث واستخالص الدروس التربوية منه ‪.‬‬

‫‪ .3‬أنت قدوة ‪:‬‬


‫فليكن إصالحك لنفسك أيها المربي والمعلم قبل كل شيء ‪ ،‬فالحسن عند األوالد ما فعلت ‪ ،‬والقبيح عند‬
‫الطالب ما تركت ‪ ،‬وإن حسن سلوك المربي والمعلم أفضل تربية لهم ‪ .‬‬
‫أيها الرجل المعلم غيره *** هال لنفسك كان ذا التعليم‪ ‬‬
‫تصف الدواء لذي السقام والضنى *** كيما يصح به وأنت سقيم‬
‫ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فاذا انتهت عنه فأنت حكيم‬
‫فهناك يقبل ما تقول ويقتدى *** بالقول منك وينفع التعلم‪ ‬‬
‫ال تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم‬
‫غير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي الناس وهو سقيم‪ ‬‬

‫ويقول آخر ‪ :‬‬


‫مواعظ الواعظ لن تقبال *** حتى يعيها قلبه أوال‬
‫ياقوم من أظلم من واعظ *** خلف ما قد قاله في المال‪ ‬‬
‫أظهر بين الناس إحسانه *** وخالف الرحمن لما خال‪ ‬‬

‫فالطالب في هذه المرحلة يكون كالخامة متفاعالً مع من حوله من األشخاص ‪ ،‬وتجد طباعهم تكتسيه ‪،‬‬
‫ويزداد‪ #‬ذلك التأثر لو كان مصدره‪ #‬من يعتقد فيه الطالب المثالية واألسوة الحسنة وهو بطبيعة الحال‬
‫معلمه ‪ ،‬ولهذا ينبغي للمعلم والداعية الصادق أن يُ ِريَه من الخصال الطيبة والصفات الحسنة ما تجعله‬
‫يِج ّل أهلها ‪ ،‬ويرفع من شأنهم ‪.‬‬
‫يتحلى بها ‪ ،‬وعلى أقل تقدير ‪ُُِ#‬‬
‫أن يعمل بما يأمر به الطالب من اآلداب واألخالق وغيرها من العلوم ‪ ،‬وليحذر مخالفة قوله لفعله ‪،‬‬
‫وليسمع قول هللا تعالى ‪ ( :‬يَا أَ ُّي َها الَّ ِذينَ آَ َمنُوا لِ َم تَقُولُونَ َما ال تَ ْف َعلُونَ ) ‪.‬‬
‫وهذا إنكار على من قال قوالً ولم يعمل به ‪ .‬‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬اللهم إني أعوذ بـك من علم ال ينفع ) ‪ ،‬أي ال أعمل به ‪ ،‬وال أبلغه‬
‫غيري ‪ ،‬وال يُهذب من أخالقي ‪ .‬‬
‫وهنا أمور يسيرة جدا يمكن تظهر من خاللها األسوة مثل ‪:‬‬
‫غرس ألفاظ وعبارات اعتيادية في ذهن الطالب ‪ :‬‬
‫حيث يع ّود المعلم الطالب دائما ً على البسملة قبل البدء مع ذكر خطبة الحاجة ثم إظهار الحوقلة عند‬
‫الحزن والهم ‪ ،‬وبيان الشكر اللفظي والفعلي عند الفرح والسرور ‪ ،‬والتسبيح عند االستغراب ‪ ،‬والتكبير‬
‫عند اإلعجاب ‪ ،‬وغيرها من األشياء التي البد أن تتكرر أمام الطالب فتؤدي إلى تعويد الطالب على تلك‬
‫األلفاظ ‪ .‬وتدفعه لتعلم معناها ويرى الطالب في خطاب معلمه األلفاظ القرآنية والعبارات النبوية ‪.‬‬
‫َي ٍء إِ َذا فَ َع ْلتُ ُموهُ ت ََحابَ ْبتُ ْم أَ ْفشُوا‬
‫فإلقاء ورد السالم من أعظم ما يتعلمه الطالب ‪ ( ..‬أَ َوال أَ ُدلُّ ُك ْم َعلَى ش ْ‬
‫سال َم بَ ْينَ ُك ْم ‪ ) ..‬رواه مسلم‬ ‫ال َّ‬
‫سلِ ِمينَ ُكلِّ ِه ْم ; َمنْ َع َر ْفت ‪َ ,‬و َمنْ لَ ْم تَ ْع ِرف فال‬ ‫سالم َوبَ ْذله لِ ْل ُم ْ‬ ‫وهذا الحديث َفِي ِه ا ْل َح ُّث ا ْل َع ِظي ُم َعلَى إِ ْفشَاء ال َّ‬
‫ستِ ْجالب ا ْل َم َودَّة ‪.‬‬ ‫سبَاب التَّأَلُّف ‪َ ,‬و ِم ْفتَاح اِ ْ‬ ‫سال ُم أَ َّول أَ ْ‬ ‫يسلم على طالب يعرفه وآخر ال يسلم عليه ‪َ ،‬وال َّ‬
‫ش َعاره ْم ا ْل ُم َميِّز لَ ُه ْم ِعنْ‬ ‫ض ‪ ,‬وتعود الطالب على َإِ ْظ َهار ِ‬ ‫سلِ ِمينَ بَ ْعضه ْم لِبَ ْع ِ‬ ‫َوفِي إِ ْفشَائِ ِه تَ َم َّكنُ أُ ْلفَة ا ْل ُم ْ‬
‫ضع فيلقن الطالب التواضع ال كالذي‬ ‫ضة النَّ ْفس ‪َ ,‬ولُ ُزوم التَّ َوا ُ‬ ‫َغ ْيره ْم ِمنْ أَهْل ا ْل ِملَل ‪َ ,‬م َع َما فِي ِه ِمنْ ِريَا َ‬
‫يدخل الفصل وال يسلم وال يرد السالم ويعامل الطالب وكأنهم بهائم وهنا أيضا ً َإِ ْعظَام ُح ُر َمات ا ْل ُم ْ‬
‫سلِ ِمينَ ‪.‬‬
‫ساد َذات ا ْلبَ ْين الَّتِي ِه َي‬ ‫اجر َوالش َّْحنَاء َوفَ َ‬ ‫ض َّمنُ َر ْفع التَّقَاطُع َوالتَّ َه ُ‬ ‫َوفِي َها لَ ِطيفَة أُ ْخ َرى َو ِه َي أَنَّ َها تَتَ َ‬
‫ص َحابه َوأَ ْحبَابه بِ ِه " مستفاد من كالم النووي "‪ ‬‬ ‫ص أَ ْ‬‫سالمه هَّلِل ِ ال يَ ْتبَع فِي ِه َه َواهُ ‪َ ,‬وال يَ ُخ ّ‬ ‫ا ْل َحالِقَة ‪َ ,‬وأَنَّ َ‬

‫هكذا يجب أن يكون المدرس يًعلم طالبه التواضع وكما قيل ‪ :‬تواضع تكن كالنجم الح لناظر ‪ :‬‬
‫ض أَ ْكثَ ُر ا ْلبِقَ ِ‬
‫اع َما ًء ‪ .‬وقال‬ ‫ب ا ْل ِع ْل ِم والعلماء هم أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِع ْل ًما ‪َ ،‬ك َما أَنَّ ا ْل َم َكانَ ا ْل ُم ْن َخفِ َ‬
‫اض ُع ِمنْ طُالَ ِ‬
‫ا ْل ُمتَ َو ِ‬
‫عليه الصالة والسالم ( ومن تواضع هلل رفعه هللا ) النووي على مسلم ‪16/141‬‬
‫ومن تواضعه صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أنه كان يقضي للناس حوائجهم حتى كانت الجارية لتأخذ بيده عليه‬
‫الصالة والسالم فتطوف به في المدينة وكان عليه الصالة والسالم يسلم على الصبيان ‪.‬‬
‫ووصف هللا المؤمنين أنهم ( أَ ِذلَّ ٍة َعلَى ا ْل ُمؤْ ِمنِينَ أَ ِع َّز ٍة َعلَى ا ْل َكافِ ِرينَ ) المائدة‪54/‬‬
‫سلَّ َم قدوتك وال تنظر إلى طالبك نظرة استعالء ‪.‬‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫أيها المعلم الداعية ليكن المعلم األول َ‬

‫نشر الخير يكون باألقوال واألفعال ‪:‬‬


‫كان علماء السلف إذا تعلموا أموراً أعطوها للناس بسلوكهم وبتعاملهم وأخالقهم ومناهجهم في الحياة ‪0‬‬
‫أساتذتنا من القرون المفضلة خرجوا إلى الشعوب اإلسالمية في إندونيسيا وماليزيا فبلّغوا دعوة هللا‬
‫بأعمالهم قبل أقوالهم ‪ ،‬فإنا ندعوك اليوم في أول هذا العام الدراسي إلى أن تقدم للشبيبة علما ً نافعا ً ‪،‬‬
‫وعمالً صالحا ً ورسالة خالدة ‪ ،‬وكالما ً مؤثراً ‪ ،‬وأن تتقي هللا عز وجل في هذا النشء ‪ ،‬وهذا الجيل الذي‬
‫ينتظر منك النصح ‪ 00‬إنهم عطشى أمامك ‪ ،‬فاسكب على قلوبهم من فيض حنانك وودك ما يكون بإذن‬
‫هللا بلسما ً شافيا ً ‪.‬‬
‫إنك تبني عقوالً ورجاالً لخدمة المجتمع‪ ،‬تستطيع أن تؤثر في طالبك بما يخدم المجتمع في شتى‬
‫المجاالت بتعليمهم كيف يستفيدون من أوقاتهم ‪.‬‬
‫خذ مثاال قام به أحد المعلمين حيث وزع كتيب (ما هي األعمال التي يمكنك القيام بها خالل عشر دقائق)‬
‫وذلك على طالب السادس االبتدائي ‪ ،‬ووجد تغييرا كبيرا على الطالب أثناء الحصة وبين الحصص في‬
‫استثمار الوقت ومراقبة هللا واإلكثار من األعمال الصالحة في األوقات اليسيرة ‪ .‬فكيف بتوجيه منك‬
‫طوال سنة ؟ فما حجم التغيير والهداية التي ستحصل بإذن هللا ؟!!!‬
‫وقد كان الصحابة خير قدوة ‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن مسعود ـ رضي هللا عنه ـ « من كان متأسيا ً فيتأس بأصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فإنهم كانوا أبر هذه األمة قلوبا ً ‪ ،‬وأعمقها علما ً ‪ ،‬وأقلها تكلفا ً ‪ ،‬وأقومها هديا ً ‪ ،‬وأحسنها حاالً ‪ ،‬اختارهم‬
‫هللا لصحبة نبيه صلى هللا عليه وسلم وإقامة دينه ‪ ،‬فاعرفوا لهم فضلهم ‪ ،‬واتبعوهم في أثارهم ‪ ،‬فإنهم‬
‫كانوا على الهدى المستقيم»‬

‫الصدق والوفاء بالوعد ‪:‬‬


‫فالصدق تاج على رأس المعلم ‪ ,‬فإذا فقده فقد ثقة الناس بعلمه وما يمليه عليهم من معلومات فالطالب‬
‫غالبا ً يتقبل كل ما يقوله معلمه‬
‫على المعلم أن يلتزم الصدق في كالمه ‪ ،‬فإن الصدق كله خير ‪ ،‬وال يربي تالميذه على الكذب ‪ ،‬ولو كان‬
‫في ذلك مصلحة تظهر له ‪ :‬‬
‫حدث أن سأل أحد الطالب معلمه مستنكراً تدخين أحد المعلمين ‪ ،‬فأجابه المعلم مدافعا ً عن زميله ‪ ،‬بأن‬
‫سبب تدخينه هو نصيحة الطبيب له ‪ ،‬وحين خرج التلميذ من الصف قال ‪ :‬إن المعلم يكذب علينا ‪ .‬‬
‫وحبذا لو صدق المعلم في إجابته ‪ ،‬وبين خطأ زميله ‪ ،‬بأن التدخين حرام ‪ ،‬ألنه مضر بالجسم ‪ ،‬مؤذ‬
‫للجار ‪ ،‬متلف للمال ‪ ،‬فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطالب وحبهم ‪ ،‬ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى طالبه ‪:‬‬
‫إن المعلم فرد من الناس تجري عليه األعراض البشرية ‪ ،‬فهو يصيب ويخطئ ‪ ،‬وهذا نبينا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يقرر ذلك في حديث قائالً ‪ ( :‬كل بني آدم خطاء ‪ ،‬وخير الخطائين التوابون ) ‪ .‬‬
‫لقد كان بإمكان المعلم المسئول أن يجعل سؤال الطالب عن تدخين معلمه درسا ً لجميع الطلبة ‪ ،‬فيفهمهم‬
‫أضرار التدخين ‪ ،‬وحكمه الشرعي ‪ ،‬وأقوال العلماء فيه ‪ ،‬وأدلتهم ‪ ،‬فيكون بذلك قد استفاد من سؤال‬
‫الطالب واستعمله في التربية والتوجيه ‪ .‬‬
‫ق يَ ْه ِدي إِلَى ا ْلبِ ِّر َوإِنَّ ا ْلبِ َّر يَ ْه ِدي إِلَى‬ ‫الص ْد َ‬
‫ِّ‬ ‫ْق فَإِنَّ‬ ‫سلَّ َم ‪َ ( :‬علَ ْي ُك ْم بِ ِّ‬
‫الصد ِ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫قَا َل َر ُ‬
‫ب‬‫ب فَإِنَّ ا ْل َك ِذ َ‬
‫صدِّيقًا ‪َ ،‬وإِيَّا ُك ْم َوا ْل َك ِذ َ‬‫ق َحتَّى يُ ْكت ََب ِع ْن َد هَّللا ِ ِ‬ ‫الص ْد َ‬
‫ق َويَت ََح َّرى ِّ‬ ‫ص ُد ُ‬ ‫ا ْل َجنَّ ِة َو َما يَزَا ُل ال َّر ُج ُل يَ ْ‬
‫ب َحتَّى يُ ْكت ََب ِع ْن َد هَّللا ِ‬ ‫ب َويَت ََح َّرى ا ْل َك ِذ َ‬‫يَ ْه ِدي إِلَى ا ْلفُ ُجو ِر َوإِنَّ ا ْلفُ ُجو َر يَ ْه ِدي إِلَى النَّا ِر َو َما يَزَا ُل ال َّر ُج ُل يَ ْك ِذ ُ‬
‫َك َّذابًا ‪ ) ..‬رواه مسلم‪ ‬‬
‫فالصدق خلق عظيم ينبغي على المعلم أن يزرعه في طالبه وليكن مطبقا ً له في أقواله وأفعاله حتى في‬
‫المزاح فيمزح وال يقول إال حقا ً تأسيا ً بالنبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وليحذر المعلم أن يكذب على طالبه ولو مازحا ً أو متأوالً ‪ ،‬وإذا وعدهم بشيء فعليه أن يفي بوعده ألن‬
‫الطالب يعرفون الكذب ويدركونه ‪ ،‬وإن لم يستطيعوا مجابهة المعلم به حياء منه ‪.‬‬

‫الصبر ‪ :‬‬
‫إن مهنة التدريس مهنة متعبة ‪ ،‬ومع ذلك فقد يلقى المدرس أنواع األذى ‪ ،‬ويسمع كالما ً قبيحا من بعض‬
‫س ْب ِن َمالِ ٍك‬‫الطالب أو شيئا ً من هذا القبيل وله في رسول هللا أسوة حسنة لما روى البخاري عَنْ أَنَ ِ‬
‫اشيَ ِة فَأ َ ْد َر َكهُ‬
‫سلَّ َم َو َعلَ ْي ِه بُ ْر ٌد نَ ْج َرانِ ٌّي َغلِيظُ ا ْل َح ِ‬‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫شي َم َع النَّبِ ِّي َ‬ ‫ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ قَا َل ‪ُ :‬ك ْنتُ أَ ْم ِ‬‫َر ِ‬
‫اشيَةُ‬ ‫سلَّ َم قَ ْد أَثَّ َرتْ بِ ِه َح ِ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ق النَّبِ ِّي َ‬ ‫ص ْف َح ِة عَاتِ ِ‬ ‫ش ِدي َدةً َحتَّى نَظَ ْرتُ إِلَى َ‬ ‫أَ ْع َرابِ ٌّي فَ َج َذبَهُ َج ْذبَةً َ‬
‫ض ِح َك ثُ َّم أَ َم َر لَهُ بِ َعطَا ٍء ‪.‬‬ ‫ش َّد ِة َج ْذبَتِ ِه ثُ َّم قَا َل ‪ُ :‬م ْر لِي ِمنْ َم ِ‬
‫ال هَّللا ِ الَّ ِذي ِع ْن َد َك فَا ْلتَفَتَ إِلَ ْي ِه فَ َ‬ ‫الردَا ِء ِمنْ ِ‬‫ِّ‬
‫سلَّ َم معلم البشرية جمعاء ‪.‬‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ونبينا َ‬
‫إني رأيت وفي األيام تجربة للصبر عاقبة محمودة األثر‬
‫من المؤسف جدا أن بعض المدرسين أحيانا ً وهم قلة ‪ :‬يلعن الطالب أو يسبه أو يشتمه أو يقول له يا‬
‫حمار أو يا كلب أو يقول يا كذا وكذا فهذا خطأ وغلط فاحش ‪ ،‬فيسبه ويسب أباه وأنه لم يربيه ويسب‬
‫قبيلته وينعته بأبشع النعوت ‪ ...‬وهذا يدل على أن هذا المعلم في الحقيقة أقرب ما يكون للفشل ألنه ليس‬
‫عنده صبر وليس عنده تحمل وال يستطيع أن يكظم غيظه وال يستطيع أن يتفاعل فعالً مع قضايا الطالب‬
‫بحيث يمتص ما عندهم من غير إيذاء ‪ ،‬كما تؤخذ الشعرة من وسط العين بدون أن تؤذي العين ‪.‬‬
‫ست َِطي ُع أَنْ يُنَفِّ َذهُ‬ ‫سلَّ َم قَا َل ‪َ ( :‬منْ َكظَ َم َغ ْيظًا َو ُه َو يَ ْ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫روى الترمذي ( ‪ ) 1944‬عَنْ النَّبِ ِّي َ‬
‫ي ا ْل ُحو ِر شَا َء ) رواه الترمذي وأبو داود‬ ‫ق َحتَّى يُ َخيِّ َرهُ فِي أَ ِّ‬ ‫س ا ْل َخالئِ ِ‬
‫َدعَاهُ هَّللا ُ يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة َعلَى ُر ُءو ِ‬
‫وحسنه األلباني‪ ‬‬

‫فإذا قدرت فاعف ‪:‬‬


‫كذلك العفو عند المقدرة ‪ ،‬قد يرتكب الطالب جرما يستحق بسببه العقوبة لكن العفو أحب إلى نفس الكريم‬
‫ولك في رسول هللا أسوة حسنة فقد عفى عن أهل مكة وهو قادر وقال قولته الشهيرة ‪ {:‬اذهبوا فأنتم‬
‫الطلقاء}‪.‬‬

‫الرحمة والرفق ً ‪ :‬‬


‫‪ -‬ارحم واعطف على طالبك والطفهم ‪ :‬روى أبو داود في سننه وحسنه األلباني عَنْ أَبِي ُه َر ْي َرةَ قَا َل ‪:‬‬
‫سلَّ َم ‪ ( :‬إِنَّ َما أَنَا لَ ُك ْم بِ َم ْن ِزلَ ِة ا ْل َوالِ ِد أُ َعلِّ ُم ُك ْم ) ‪.‬‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل هَّللا ِ َ‬
‫سلَّ َم فَقَا َل ‪ :‬إِنِّي‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫روى النسائي في سننه عَنْ ُم َعا ِذ ْب ِن َجبَ ٍل قَا َل ‪ :‬أَ َخ َذ بِيَ ِدي َر ُ‬
‫سلَّ َم ‪ ( :‬فَال تَ َد ْع أَنْ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫سو َل هَّللا ِ ‪ ،‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫اذ ‪ ،‬فَقُ ْلتُ ‪َ :‬وأَنَا أُ ِحبُّ َك يَا َر ُ‬
‫أَل ُ ِحبُّ َك يَا ُم َع ُ‬
‫س ِن ِعبَا َدتِ َك ) ‪ .‬وصححه األلباني رحمه هللا‬ ‫ش ْك ِر َك َو ُح ْ‬ ‫ب أَ ِعنِّي َعلَى ِذ ْك ِر َك َو ُ‬ ‫تَقُو َل فِي ُك ِّل َ‬
‫صال ٍة َر ِّ‬
‫لذا يجب أن تكون رحب الصدر محبا متسامحا ً فال تنزعج ألقل هفوة ‪ ،‬وال تدقق على األمور التافهة‬
‫والبسيطة والصغيرة ‪ ،‬خصوصا ً تلك التي تحصل من الطلبة ألول مرة ‪ ،‬إال إذا مست اآلخرين ‪ ،‬فذاك‬
‫ضوا ِمنْ َح ْولِ َك فَاعْفُ َع ْن ُه ْم‬ ‫ب ال ْنفَ ُّ‬ ‫شأن آخر ( فَبِ َما َر ْح َم ٍة ِمنْ هَّللا ِ لِ ْنتَ لَ ُه ْم َولَ ْو ُك ْنتَ فَظًّا َغلِيظَ ا ْلقَ ْل ِ‬
‫ستَ ْغفِ ْر لَ ُه ْم َوشَا ِو ْر ُه ْم فِي األَ ْم ِر فَإِ َذا َع َز ْمتَ فَتَ َو َّك ْل َعلَى هَّللا ِ إِنَّ هَّللا َ يُ ِح ُّب ا ْل ُمتَ َو ِّكلِينَ ) (‪)159‬‬
‫َوا ْ‬
‫وال تكن كبعض المعلمين في إلقاء المحاضرات ‪ :‬‬
‫كأنه أسد في غابة ‪.‬‬
‫ليس عنده شيء من الرحمة ‪.‬‬
‫ليس عند شيء من المرونة ولين الجانب واألخذ بالتيسير الذي أباحه الشرع ‪.‬‬
‫ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى اله عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬أال أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل‬
‫"‪.‬‬
‫وفي الحديث المتفق عليه " ما ُخير رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بين أمرين قط إال أخذ أيسرهما ما لم‬
‫يكن إثما ‪ ،‬فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ‪ ،‬وما انتقم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لنفسه من شيء‬
‫قط إال أن تنتهك حرمة هللا فينتقم هلل تعالى" ‪ .‬وأيسر األمرين يكون في األمور المباحة والمشروعة ‪،‬‬
‫فيتخير المربي في تعامله مع أبنائه وطالبه أحسن األساليب وأفضل األوقات وأحسن األلفاظ والعبارات‬
‫وأرق التوجيهات ليصل إلى قلوبهم قبل عقولهم بأقل جهد وأقصر طريق ‪ .‬‬

‫مطابقة القول العمل ‪ :‬‬


‫قال تعالى ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما ال تفعلون – كبر مقتا ً عند هللا أن تقولوا ما ال تفعلون )‬
‫فالواجب على المعلمين أن يتقوا هللا في فلذات األكباد ‪ ,‬فهم أمانة في أعناقهم ‪ ,‬فليحرصوا على تعليمهم‬
‫ما ينفعهم ‪ ,‬ومطابقة أقوالهم ألعمالهم ‪ ,‬ألن في ذلك ترسيخا ً للعلم الذي تعلموه من معلميهم ومربيهم ‪،‬‬
‫وكي ال يصبح به شبه من اليهود الملعونين ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم‬
‫تتلون الكتاب أفال تعقلون ) وقال شعيب ( وما أريد أن أخالفكم لما أنهاكم عنه )‪ ‬‬
‫وأحسن أبو األسود الدؤلي حين قال ‪:‬‬
‫يـــا أيـها الرجل المعلم غـيـره *** هال لنفسك كان ذا التعليم‪ ‬‬
‫خلـق وتأت َي مـثـلـَه *** عا ٌر عليك إذا فعلت عظي ُم‬
‫ٍ‬ ‫ال تنـهَ عن‬
‫وأبدأ بنفسـك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكي ُم‬
‫فهناك تقبل إن وعظت ويقتدى *** بالقول منك وينفع التعلي ُم‬
‫سقام من الضنا *** كيما يصيح به وأنت سقي ُم‬ ‫تصفُ الدوا َء لذي ال َّ‬
‫تلقـح بالرشـاد عـقولنـا *** نصحا ً وأنت من الرشا ِد عديم‬ ‫ُ‬ ‫وأراك‬

‫العدل والمساواة ‪ :‬‬


‫قال تعالى ‪ ( :‬إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي‬
‫يعظكم لعلكم تذكرون ) النحل‪ , 90/‬وقال تعالى ‪ ( :‬وأمرت ألعدل بينكم ) وقال تعالى ‪ ( :‬وال يجرمنكم‬
‫قوم على أال تعدلوا ‪ ,‬اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا هللا إن هللا خبير بما تعملون ) المائدة‪, 8/‬‬
‫شنئان ٍ‬
‫وقال تعالى ‪ ( :‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) والمعلون يتعرضون لمواقف كثيرة من قبل‬
‫طالبهم ‪ ,‬سواء في توزيع المهام والواجبات إن كان هناك أعمال تحتاج مشاركة جماعية أو تفضيل‬
‫بعضهم دون بعض ونحو ذلك ‪ ،‬وإن اختالل هذا الميزان عند المعلم بوجود تمييز بين الطالب كفيل بأن‬
‫يجعل هوة واسعة بين المعلم وطالبه اآلخرين الذين جار عليهم ‪ .....‬‬

‫يا أيها المعلم ‪ :‬إن كانت لديك أي عالقة قربى أو صداقة مع أحد طالبك فلتكن بعيدة عن مسمع ومرأى‬
‫الطالب اآلخرين ‪ ....‬‬
‫روى عن مجاهد قال ‪ ( :‬المعلم إذا لم يعدل كتب من الظلمة ) ‪ ..‬‬
‫ويروى عن الحسن البصري قوله ‪ ( :‬إذا قوطع المعلم على األجر فلم يعدل بينهم – أي الطالب – كتب‬
‫من الظلمة ) ‪.‬‬

‫الحلم واألناة واستغالل الفرص ‪ :‬‬


‫سلَّ َم ‪ ( :‬يَا‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫س ْب ِن َمالِ ٍك في قول النبي َ‬ ‫جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند عَنْ أَنَ ِ‬
‫َي ٍء إِال شَانَهُ )‬ ‫َي ٍء إِال زَانَهُ َولَ ْم يُ ْن َز ْع ِمنْ ش ْ‬‫ق فِي ش ْ‬ ‫الر ْف ُ‬
‫شةُ لَ ْم يَد ُْخ ْل ِّ‬ ‫عَائِ َ‬
‫ض ْب فَ َر َّد َد‬
‫صنِي قَا َل ‪ :‬ال تَ ْغ َ‬ ‫سلَّ َم ‪ :‬أَ ْو ِ‬ ‫وروى البخاري في صحيحه أَنَّ َر ُجال قَا َل لِلنَّبِ ِّي َ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ض ْب‪ ‬‬ ‫ِم َرا ًرا قَا َل ‪ :‬ال تَ ْغ َ‬
‫ش ِدي ُد الَّ ِذي يَ ْملِ ُك‬ ‫الص َر َع ِة إِنَّ َما ال َّ‬
‫ش ِدي ُد بِ ُّ‬‫س ال َّ‬ ‫سلَّ َم قَا َل ‪ ( :‬لَ ْي َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫وروى البخاري أَنَّ َر ُ‬
‫سو َل هَّللا ِ َ‬
‫ب)‬ ‫ض ِ‬‫سهُ ِع ْن َد ا ْل َغ َ‬‫نَ ْف َ‬
‫أوصى مسلمة بن عبد الملك مؤدب ولده فقال له ‪ :‬إني قد وصلت جناحك بعضدي ورضيت بك قرينا‬
‫لولدي فأحسن سياستهم تدم لك استقامتهم ‪ ،‬وأسهل بهم التأديب عن مذاهب العنف ‪ ،‬وعلمهم معروف‬
‫الكالم ‪ ،‬وجنبهم مثاقبة اللئام ‪ ،‬وانههم أن يعرفوا بما لم يعرفوا وكن لهم سائسا شفيقا ومؤدبا رفيقا‬
‫تكسبك الشفقة منهم والمحبة والرفق وحسن القبول ومحمود المغبة ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم‬
‫وحسن تأديبك لهم مني جميل الرأي وفاضل اإلحسان ولطيف العناية‪ .‬كتاب العيال برقم ‪.342‬‬
‫ويجب أن تستغل بعض الفرص التي تفرضها الظروف والحوادث التي يمر بها الطالب كأيام االختبارات‬
‫أو غيرها من الظروف العائلية ‪ ،‬فتوجه وتدعو ‪ ،‬ألن النفوس فيها تكون أقرب لالستجابة ‪.‬‬
‫يقول أحد المعلمين ‪ :‬طالب لم يكن من المحافظين على صالة الفجر رغم أنه حريص على دراسته‬
‫وعالقته بزمالئه ومعلميه ‪ ،‬كثيراً ما نصحته في ذلك فيعتذر بالنوم تارة وبعدم وجود من يوقظه تارة‬
‫أخرى إلى أن جاءت أيام االختبارات فكانت فرصة قوية للتأثر فنصحته مجدداً وطلبت منه أن يراجع‬
‫المادة بعد الفجر تشجيعا ً له على االستيقاظ فكان ذلك ‪ ،‬وهو اآلن بحمد هللا ال يفارق الصف األول في‬
‫المسجد ‪.‬‬

‫وقد يكون التوبيخ مطلوبا ‪ ،‬وهو عبارة عن شدة في القول يفعله المربي لمن ال يقبل النصح ‪.‬‬
‫سلَّ َم ‪ُ ( :‬م ُروا أَ ْوال َد ُك ْم‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ب عَنْ أَبِي ِه عَنْ َج ِّد ِه قَا َل ‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ش َع ْي ٍ‬
‫عَنْ َع ْم ِرو ْب ِن ُ‬
‫اج ِع ) صحيح‬ ‫ض ِ‬ ‫اض ِربُو ُه ْم َعلَ ْي َها َو ُه ْم أَ ْبنَا ُء َع ْ‬
‫ش ٍر َوفَ ِّرقُوا بَ ْينَ ُه ْم فِي ا ْل َم َ‬ ‫سنِينَ َو ْ‬ ‫صال ِة َو ُه ْم أَ ْبنَا ُء َ‬
‫س ْب ِع ِ‬ ‫بِال َّ‬
‫سنن أبي داود ‪.466‬‬
‫وال يخفى أن في أمره بالصالة وضربه عليها تعليم له وتربية ‪ ،‬وفيها تعليم ألحكام الصالة من شروط‬
‫وأركان وواجبات ومستحبات بحسب ما يليق بحاله وعقله‪.‬‬
‫أجدَّه ‪ .‬كتاب العيال برقم‬
‫عن فضيل بن مرزوق قال ‪ :‬قلت لسفيان ‪ :‬أضرب ولدي على الصالة؟ قال ‪ِ :‬‬
‫‪ ، 299‬ومعنى أجده أي شجعه وحفزه على أداء الصالة يقال أجد الولد صار ذا جد واجتهاد ‪.‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب) السلسلة الصحيحة‬
‫‪.1447‬‬
‫قال العلماء ‪ :‬لم يرد به الضرب ألنه لم يأمر بذلك أحدا وإنما أراد ال ترفع أدبك عنهم ‪.‬‬

‫والسلف كانوا يضربون على تعليم العلم ‪ :‬‬


‫عن ابن عمر أنه كان يضرب بنيه على اللحن ‪ .‬كتاب العيال برقم ‪ 335‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪.‬‬
‫هشام بن عمار ابن نصير بن ميسرة بن ابان هو اإلمام الحافظ العالمة المقرئ ‪ ،‬عالم أهل الشام أبو‬
‫الوليد السلمي ويقال الظفري خطيب دمشق ‪ ،‬كان من أوعية العلم وكان ابتداء طلبه للعلم وهو حدث قبل‬
‫السبعين ومئة ‪ ،‬وفيها وقرأ القرآن على أيوب بن تميم وعلى الوليد بن مسلم وجماعة ‪ .‬‬
‫وكان من خبره ما برويه عن نفسه ‪ :‬باع أبي بيتا له بعشرين دينارا وجهزني للحج فلما صرت إلى‬
‫المدينة أتيت مجلس مالك ومعي مسائل أريد أن اسأله عنها فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان‬
‫قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم فلما انقضى المجلس قال لي بعض أصحاب الحديث سل عما معك‪،‬‬
‫فقلت له ‪ :‬يا أبا عبد هللا ما تقول في كذا وكذا فقال حصلنا يا غالم احمله فحملني كما يحمل الصبي وأنا‬
‫يومئذ غالم مدرك فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة فوقفت ابكي ‪ ،‬فقال لي ما يبكيك‬
‫اوجعتك هذه الدرة قلت ان أبي باع منزله ووجه بي اتشرف بك وبالسماع منك فضربتني فقال اكتب قال‬
‫فحدثني سبعة عشر حديثا وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني ‪.‬‬
‫وفي رواية ‪ :‬فقلت له لم ظلمتني ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم ال اجعلك في حل فقال مالك فما‬
‫كفارته قلت كفارته ان تحدثني القدرة عشر حديثا قال فحدثني القدرة عشر حديثا فقلت له زد من الضرب‬
‫وزد في الحديث فضحك مالك وقال اذهب‪ ‬‬
‫وروي عنه أنه قال ‪ :‬فخرجت ‪ ،‬فقعدت على بابه أبكي ‪ ،‬ولم أبك للضرب ‪ ،‬بل بكيت حسرة ‪ ،‬فحضر‬
‫جماعة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقصصت عليهم ‪ ،‬فشفعوا في ‪ ،‬فأملى علي سبعة عشر حديثا ‪ .‬‬
‫وقال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة فأجاب‬
‫بقول زيد – رضي هللا عنه ‪. -‬‬
‫[ يعني كان اإلمام مالك رحمه هللا في حلقة من حلقات العلم ‪ ،‬فكان يد َّرس في أحد دروسه ‪ ،‬ثم سئل عن‬
‫مسألة فرضية فأجاب بقول زيد رضي هللا عنه – فقال إسماعيل بن بنت السدي ] ‪ :‬ما قال فيها علي‬
‫وابن مسعود رضي هللا عنهما ‪.‬‬
‫فأومأ إلى حجبة [ الحجبة ] فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم ‪ ،‬قالوا ما نصنع بكتبه ومحبرته ؟‍فقال ‪:‬‬
‫اطلبوه برفق فجاؤوا إلي فجئت معهم ‪ ،‬فقال مالك ‪ :‬من أين أنت ؟ قلت من الكوفة ‪ ،‬قال ‪ :‬فأين خلَّفت‬
‫األدب فقلت ‪ :‬إنما ذاكرتك الستفيد فقال ‪ :‬إن عليّا ً وعبد هللا ال يُن َكر فضلهما وأهل بلدنا على قول زيد بن‬
‫ثابت ‪ ،‬وإذا كنت بين قوم فال تبدأهم بما ال يعرفون فيبدأك منهم ما تكره ‪.‬‬
‫صة مع الشيخ ‪ ،‬إذ أنَّ النقاش‬ ‫وقد يقول قائل ‪ :‬أال ينبغي أن نناقش ؟ فيقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ولكن بأدب ‪ ،‬وبخا ّ‬
‫معه له أدب ‪ ،‬يليق به ‪.‬‬
‫وعلى المستفتي أن يتخير الوقت المناسب لالستفتاء ‪ ،‬فال يستفتيه إن رآه في َه ّم عرض له ‪ ،‬أو أمر‬
‫يحول بينه وبين عقله ‪ ،‬ويصده عن استيفاء فكره ‪ ،‬فإذا زال ذلك العارض ‪ ،‬وعاد المفتي إلى المألوف‬
‫من سكون القلب ‪ ،‬وطيب النفس ‪ ،‬فحينئ ٍذ يسأله ( الخطيب البغدادي ‪ :‬الفقيه والمتفقه ‪ ) 179 / 20‬‬
‫وعن قتادى قال ‪ ( :‬سألت أبا الطُفيل عن حديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬لكل مقام مقال ‪ .‬وفي رواية وهب ‪ ( :‬إن لكل‬
‫مقام مقاالً ) الجامع آلخالق الراوي والسامع للخطيب ( ‪ ) 212 / 1‬‬
‫ومن الغرائب أن أحد المربين في إحدى بالد المسلمين حاول ضرب طالب ال يتجاوز عمره الثالثة عشر‬
‫سنة _ إن كبر _ خمسمائة جلدة لمخالفة صدرت منه ‪ ،‬واألعجب من هذا أن المعلم هو معلم التربية‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫وفي المغرب العربي معلمة رمت بتلميذين من شباك الفصل ألنهما عمال إزعاجا !‬

‫فإذا تقرر العقاب فيجب تتوفر شروط إليقاعه ومنها ‪:‬‬


‫ـ أن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه ال غير‬
‫ـ أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ‬
‫ـ أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب‬
‫ـ أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب ما يستوجب العقاب‬
‫ـ أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس وقد ينتهي األمر إلى زيادة‬
‫الفوضى ال إلى القضاء عليها‬
‫ـ تجنب أساليب التهكم واإلذالل الشخصي فإنها تورث األحقاد‬
‫ـ عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من األحوال ألن ذلك قد يعقد األمور وال يسويها‬

‫وللضرب في اإلسالم ضوابط من ذلك ‪:‬‬


‫‪ -‬التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل‬
‫‪ -‬أن يكون الضرب مساويا للعقوبة‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة‬
‫‪ -‬عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح في الشعور‬
‫‪ -‬تجنب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه كان سليمان بن سعد يؤدب الوليد وسليمان فقال له عبد‬
‫الملك ‪ :‬يا سليمان ال تضرب وجوه بني ‪ ،‬وكان في خلق سليمان شدة ‪ .‬كتاب العيال ‪.347‬‬
‫‪ -‬الحرص على عدم إلحاق أذى بالطفل‬
‫‪ -‬عدم الضرب وقت الغضب‬
‫‪ -‬استنفاذ الوسائل التربوية قبله من نصح وتوجيه وتعبيس وزجر وهجر وتوبيخ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يزيد المربي في ضربه عن عشر ضربات‪.‬‬
‫لما ورد في البخاري عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ " :‬ال‬
‫يجلد فوق عشر جلدات إال في حد من حدود هللا "‪.‬‬
‫ويجب في السوط كما يقول العلماء‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون معتدل الحجم فيكون بين القضيب والعصا‪.‬‬
‫ب‪ -‬وأن يكون معتدل الرطوبة فال يكون رطبا ً يشق الجلد لثقله وال شديد اليبوسة فال يؤلم لخفته‪.‬‬
‫ج‪ -‬وال يتعين لذلك نوع بل يجوز بسوط وبعود وخشبة ونعل وطرف ثوب بعد فتله حتى يشتد‪.‬‬

‫وقال العلماء في طريقة الضرب ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يكون مفرقا ً ال مجموعا ً في محل واحد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون بين الضربتين زمن يخف به ألم األول ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط ألعضده حتى يرى بياض إبطه فال يرفعه أكثر من ذلك لئال‬
‫يعظم ألمه ‪ .‬‬
‫‪ -4‬أن يتقي المربي ضرب الوجه والفرج والرأس والمقتل ‪ .‬وفي الحديث الذي رواه أبو داود " إذا‬
‫ضرب أحدكم فليتق الوجه "‪.‬‬
‫وأجمع أهل العلم أن أفضل مكان للضرب اليدان والرجالن ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يتجنب الغضب عند الضرب للحديث الذي رواه الجماعة " ال يقضين حاكم بين اثنين وهو غضبان‬
‫"‪ .‬‬
‫‪ - 6‬أوصى العلماء عند الضرب باالبتعاد عن بذاءة اللسان في السب والشتم وتقبيح الولد كقول من يقول‬
‫يا قرد‪ -‬يا كلب ‪.‬‬
‫‪ - 7‬وعلى المربي أن يطيل النظر في شأن الولد قبل اإلقدام على الضرب فلعل حالة التقصير والعناد عنده‬
‫ناشئة من مرض عضوي أو مرض نفسي أو خطأ غير متعمد أو لعله واقع تحت تأثير سحر أو مس أو‬
‫حسد أو عين‪ ..‬ولكل حالة من هذه ما يناسبها من عالج‪.‬‬
‫جلس الدار قطني مرة في مجلس إسماعيل الصفار وهو يملي على الناس األحاديث ‪ ،‬والدار قطني ينسخ‬
‫في جزء حديث ‪ .‬فقال له بعض المحدثين في أثناء المجلس ‪ :‬إن سماعك ال يصح وأنت تنسخ فقال الدار‬
‫قطني‪ :‬فهمي لإلمالء أحسن من فهمك وأحضر‪ ،‬ثم قال له ذلك الرجل‪ :‬أتحفظ كم أملى حديثا فقال ‪ :‬انه‬
‫أملى ثمانية عشر حديثا ً إلى اآلن ‪ ،‬والحديث األول منها عن فالن عن فالن ‪ ،‬ثم ساقها كلها بأسانيدها‬
‫وألفاظها لم يخرم منها شيئا ً ‪ ،‬فتعجب الناس منه ‪ .‬فمثل هذا الموقف من الدار قطني ربما يحمل بعض‬
‫المعلمين على ضربه أو تعنيفه بل طرده أحيانا على الرغم من أنه أفضل الحاضرين وأحفظهم‬

‫إذا أخطأت فارجع ‪ :‬‬


‫االعتـراف بالحق فضيلة ‪ ،‬والرجوع إليه خير من التمادي في الخطأ ومن الدليل على ذلك ما ذكره ابن‬
‫أبي حاتم في كتابه ( مقدمة الجرح والتعديل) حين ذكر قصة مالك رضي هللا عنه ورجوعه عن فتواه‬
‫حينما سمع الحديث ‪ ،‬وذكرها بعنوان ( باب ما ُذكر من اتباع مالك آلثار النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ونزوعه عن فتواه عندما ُحدث عن النبي صلى هللا عليه وسلم خالفه )‬
‫قال ابن وهب ‪ :‬سمعت مالكا ً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال ‪ :‬ليس ذلك على الناس ‪،‬‬
‫قال ‪ ،‬فتركته حتى خف الناس ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬عندنا في ذلك سنة ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما هي؟ قلت ‪ :‬حدثنا الليث بن‬
‫سعد وابن لهيعة ‪ ،‬وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن‬
‫المستورد بن شداد القرشي قال ‪ :‬رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع‬
‫رجليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن هذا الحديث حسن ‪ ،‬وما سمعت به قط إال الساعة ‪ ،‬ثم سمعته بعد ذلك يُسأل فيأمر‬
‫بتخليل األصابع ‪.‬‬
‫فهذا معلم أخطـأ في قراءة‪ #‬حديث ‪ ،‬فلما رده بعض الطالب أص ّر على خطئه ‪ ،‬وجعل يجادل بالباطل ‪،‬‬
‫فسقط هذا المعلم من نظر طالبه ‪ ،‬ولم يعد موضع ثقتهم ‪ .‬‬

‫كن إيجابيا ً وال تلق باللوم على اآلخرين‪ ‬‬


‫ال بأس عليك في استعمال شيء من الدعابة والمزاح المباح ‪:‬‬
‫إن الداعية إذا كان مرحا ً كان أدعي إلى حبه من المدعوين ولكن من دون إفراط ‪ 0‬فقد كان النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم يستخدم بعض الدعابة والمزاح ولكنه إذا مزح ال يقول إال حقا ً‪0‬‬
‫روى الترمذي في الشمائل عن الحسن البصري رحمه هللا قال ‪ :‬أتت عجوز إلى النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم فقالت يا رسول هللا ‪ :‬ادع هللا أن يدخلني الجنة فقال ‪ ( :‬يا أم فالن إن الجنة ال تدخلها عجوز )‬
‫فولت تلك العجوز تبكي فقال النبي عليه الصالة والسالم ‪ [ :‬أخبروها أنها ال تدخلها وهي عجوز إن هللا‬
‫تعالى يقول ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَا ًء(‪)35‬فَ َج َع ْلنَاهُنَّ أَ ْب َكا ًرا(‪ُ )36‬ع ُربًا أَ ْت َرابًا ) الواقعة‪/‬اآليات ‪ 27-35‬‬
‫وهذا األثر حسنه شيخنا األلباني في مختصر الشمائل ‪0‬‬
‫وأما ما كان عليه السلف الصالح فكثير فقد كان الشعبي يمزح وكذلك األعمش ‪ ،‬وكثير من سلف هذه‬
‫األمة كانوا كذلك وخير األمور أوسطها‪ ‬‬

‫االنضباط في السلوك واالتزان في الشخصية ‪ :‬‬


‫فال يسقط ضحية استفزاز طالب أو ولي أمر طالب إلى مهاوي الطيش والسفاهة بل يقابل جميع‬
‫التصرفات المشاكسة بشخصية منضبطة متزنة فيها من الحكمة والوقار ورجاحة العقل ما يمكنه من‬
‫معالجة المشكالت بكل سهولة مهما عظمت ‪.‬‬
‫أن يكون قدوة في كالمه وسمته وهديه وأن يتكلم العربية الفصحى ويحببهم بها على اللهجة المحلية‬
‫ألنها ال تفهم أحيانا التساع رقعة البالد واختالف اللهجات ‪ .‬‬
‫يؤكد اإلمام النووي هذه الصفة فيقول ‪":‬وينبغي أن يصون يديه عن العبث ‪ ،‬وعينيه عن تفريق النظر‬
‫بال حاجة ‪ ،‬ويلتفت إلى الحاضرين التفاتا ً قصداً بحسب الحاجة للخطاب"‪.‬‬
‫وأن يفصل بين المدرسة وضغوط البيت من الزوجة واألوالد وغيرها من الضغوطات النفسية‪ ‬‬
‫القصد في الموعظة والتقليل في الكالم وال تكثر فخير الكالم ما قل ودل ‪ ,‬والحديث إذا طال أنسى آخره‬
‫أوله ‪ :‬‬
‫س فَقَا َل لَهُ َر ُج ٌل يَا أَبَا َع ْب ِد ال َّر ْح َم ِن لَ َو ِددْتُ أَنَّ َك‬ ‫اس فِي ُك ِّل َخ ِمي ٍ‬ ‫عَنْ أَبِي َوائِ ٍل قَا َل َكانَ َع ْب ُد هَّللا ِ يُ َذ ِّك ُر النَّ َ‬
‫َذ َّك ْرتَنَا ُك َّل يَ ْو ٍم قَا َل أَ َما إِنَّهُ يَ ْمنَ ُعنِي ِمنْ َذلِ َك أَنِّي أَ ْك َرهُ أَنْ أُ ِملَّ ُك ْم َوإِنِّي أَت ََخ َّولُ ُك ْم بِا ْل َم ْو ِعظَ ِة َك َما َكانَ النَّبِ ُّي‬
‫سآ َم ِة َعلَ ْينَا‬‫سلَّ َم يَت ََخ َّولُنَا بِ َها َم َخافَةَ ال َّ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬
‫خاطب الطالب على قدر عقولهم ‪ :‬‬
‫كن مواظبا على طلب العلم حريصا على الزيادة والنمو والتجدد والتزود بشتى الوسائل خاصة في مجال‬
‫تخصصك وفي العلوم العامة والثقافة اإلسالمية ولكن مع هذا يجب أن تراعي مستوى من تتحدث إليهم‬
‫وتراعي كذلك ما بينهم من فروق فردية ‪ .‬‬
‫ق ُك ِّل ِذي ِع ْل ٍم َعلِي ٌم ) فال تكد عقول الطالب تصعيب المسائل فإن تسهيل المعلومة أدعى‬ ‫وتذكر أن ( َوفَ ْو َ‬
‫إلى قبولها وقبول صاحبها والناس تنفر من األلفاظ المستغربة والعبارات المرموزة ‪.‬‬
‫واُ ْنظُ ْر إلَى قَ ْو ِل الشَّا ِعر ‪:‬‬
‫ت أَبِي ِه‪ ‬‬ ‫َر ُج ٌل َماتَ َو َخلَّفَ َر ُجالً ابْنَ أُ ِّم ابْنَ أَبِي أُ ْخ ِ‬
‫ت بَنِـي َع ِّم أَ ِخـي ِه‪ ‬‬‫َم َعهُ أُ ُّم بَنِي أَ ْوالَ ِد ِه َوأَبَا أُ ْخـ ِ‬
‫َال ‪ .‬فبعد الكد والجهد الجهيد تعلم أنه‬ ‫سؤ ِ‬ ‫ض َّمنَ ُه َما ِمنْ ال ُّ‬‫ص ُعوبَةُ َما تَ َ‬ ‫أَ ْخبَ َرنِي عَنْ َه َذ ْي ِن ا ْلبَ ْيتَ ْي ِن َوقَ ْد َر َّوعَك ُ‬
‫أَ َرا َد َم ْيتًا َخلَّفَ أَبًا َوز َْو َجةً َو َع ّمًا ‪ ،‬ف َما الَّ ِذي أَفَادَك ِمنْ ا ْل ِع ْل ِم َونَفَى َع ْنك ِمنْ ا ْل َج ْه ِل بهذا التعقيد؟‪ .‬‬
‫سالَ ِم ا ْل َم ْر ِء ت َْر ُكهُ َما الَ يَ ْعنِي ِه ) وال تكد عقول‬
‫س ِن إ ْ‬
‫فاحذر غلو النوكى وتكلف البطالين فإن ( ِمنْ ُح ْ‬
‫الطالب فيما ال يعود عليهم بالنفع في دينهم وال دنياهم‬

‫النصيحة الطيبة بالكلمة الصادقة ‪ :‬‬


‫قال أحد النبهاء وقد مر على شاب يلعب حارسا ً لمرمى فريقه ‪ ،‬كل اهتمامه حراسة المرمى ال يعرف إال‬
‫ذلك ‪ ،‬وال يعيش إال له ‪ ،‬فقال له عبارة تخير لفظها قال ‪ " :‬أسأل هللا أن أراك حارسا ً لمرمى اإلسـالم من‬
‫س َر ْته العبارة وترك ما هو فيه ‪ ،‬وأقبل على دينه ‪ ،‬وأصبح من‬
‫أعدائه " فاستولى عليه المعنى ‪ ،‬وأ َ‬
‫الدعاة المعروفين ‪.‬‬

‫النصيحة المنفردة مجربة ‪ :‬‬


‫محاولة نصح وتوجيه الطالب فرديا بالطريقة التي يستشعر فيها الطالب حب المعلم له وتقديره باعتباره‬
‫رجال عاقال ال صغيرا معاندا ‪ ..‬‬
‫قال اإلمام الشافعي رحمه هللا ‪:‬‬
‫تعمدني في النصيحة في انفراد *** وجنبني النصيحة في الجماعة‬
‫فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ ال أرضى استماعه‬
‫وإن خالفتني وعصيت أمري *** فال تجزع إذ لم تعط طاعة‪ ‬‬

‫احترم الطالب يحترمك ‪ :‬‬


‫ما استجلب التقدير بمثل التقدير ‪ ،‬فال يمكن ألي إنسان أن يقبل منك وأنت تهينه أو تتنقص من قدره هل‬
‫سلَّ َم ـ أهان أحد من مشركي مكة ابتدا ًء ؟؟؟ ‪ .‬بل كان مثاالً‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه وآله َو َ‬
‫سمعت أن النبي ـ َ‬
‫للداعية الحريص على نجاة الناس ‪ .‬‬
‫وهذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم يسأله كافرين عن رؤى رؤها فقال لهما‬
‫س َما ًء‬ ‫اح ُد ا ْلقَ َّها ُر(‪َ )39‬ما تَ ْعبُدُونَ ِمنْ دُونِ ِه إِال أَ ْ‬ ‫اب ُمتَفَ ِّرقُونَ َخ ْي ٌر أَ ِم هَّللا ُ ا ْل َو ِ‬
‫س ْج ِن َءأَ ْربَ ٌ‬ ‫احبَ ِي ال ِّ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ " :‬يَا َ‬
‫ان إِ ِن ا ْل ُح ْك ُم إِال هَّلِل ِ أَ َم َر أَال تَ ْعبُدُوا إِال إِيَّاهُ َذلِ َك الدِّينُ‬
‫س ْلطَ ٍ‬ ‫س َّم ْيتُ ُموهَا أَ ْنتُ ْم َو َءابَا ُؤ ُك ْم َما أَ ْن َز َل هَّللا ُ ِب َها ِمنْ ُ‬
‫َ‬
‫سقِي َربَّهُ َخ ْم ًرا َوأَ َّما َ‬
‫اآلخ ُر‬ ‫س ْج ِن أَ َّما أَ َح ُد ُك َما فَيَ ْ‬ ‫احبَ ِي ال ِّ‬ ‫ص ِ‬ ‫س ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )40‬يَا َ‬ ‫ا ْلقَيِّ ُم َولَ ِكنَّ أَ ْكثَ َر النَّا ِ‬
‫ان " يوسف‪41/‬‬ ‫ستَ ْفتِيَ ِ‬ ‫ض َي األَ ْم ُر الَّ ِذي فِي ِه تَ ْ‬ ‫س ِه قُ ِ‬ ‫ب فَتَأْ ُك ُل الطَّ ْي ُر ِمنْ َر ْأ ِ‬‫صلَ ُ‬ ‫فَيُ ْ‬
‫فانظر كيف قال لهما ‪ :‬يا صاحبي السجن ولم يقل ‪ :‬يا مساجين أو نحو تلك العبرات مع أنه سبب سجنه ‪.‬‬

‫تقديمك المساعدة للطالب عند حاجته لها ( طريقك لقلبه وهدايته ) ‪ :‬‬
‫شفَ ْع‬
‫قد تمر بالطالب ظروف معينة يحتاج معها للمساعدة سواء كانت المساعدة مادية أو شفاعة " َمنْ يَ ْ‬
‫سيِّئَةً يَ ُكنْ لَهُ ِك ْف ٌل ِم ْن َها َو َكانَ هَّللا ُ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬
‫َي ٍء‬ ‫شفَا َعةً َ‬
‫شفَ ْع َ‬
‫يب ِم ْن َها َو َمنْ يَ ْ‬
‫ص ٌ‬ ‫سنَةً يَ ُكنْ لَهُ نَ ِ‬
‫شفَا َعةً َح َ‬
‫َ‬
‫ُمقِيتًا " أو غير ذلك مما قد يعرض للطالب فإنه يحسن بالمعلم أن يتدخل وقد ذكر لي أحد المعلمين أن‬
‫طالبا ً كاد أن يطرد بسبب الشك في أنه أفسد أحد أجهزة المدرسة وكان خارج حجرة المدير فلما رآه‬
‫المعلم قال رأيت وجها ً ليس بوجه كذاب سألته فصدقني فشفعت له عند المدير فقبل شفاعتي فهداه هللا‬
‫بهذه الشفاعة وهلل الحمد ‪.‬‬
‫وقد يحسن كذلك السكوت عن خطأ قام به بعض الطالب إذا علم أن السكوت سيؤثر عليه ومن ذلك أن‬
‫أحد المدرسيين شاهد طالبا ً يغش في أحد االختبارات بأسلوب بدائي ( هكذا قال ) ويظهر منه أن غير‬
‫متقن لهذه الحرفة المشينة فقال له ‪ :‬هات الورق التي عندك فأخرجها الطالب وقلبه يكاد يخرج من بين‬
‫ضلوعه ‪ ،‬فأخذها المعلم ولم يتكلم ولما رآه بعد االختبار قال له ‪ :‬أنت من عائلة محترمة فعليك بالصراط‬
‫المستقيم وال تنحرف ‪ .‬فكم أثرت فيه هذه الكلمات وبقي سنين يذكرها لهذا المعلم ‪ .‬‬
‫وآخر في المرحلة الثانوية كان مسرفا ً على نفسه مقصراً في حقوقه وواجباته يقول معلمه ‪ :‬حاولت أن‬
‫أقيم من عوجه إال أنه لم يستجب فلقد كانت العالقة بين المدرسة والبيت مقطوعة وهذه من أكبر‬
‫المعوقات إلى أن جاء ذلك اليوم في اختبارات منتصف الفصل إلحدى المواد التي أدرسها لصفه وفي‬
‫االختبار حاول الطالب أن يغش فكان له ما أراد‪ #‬وعندما ُكشف وألغي اختباره استدعيته وناقشت‬
‫الموضوع معه بهدوء ‪ ،‬لقد كان يواجه ضغطا ً كبيرا من جهة والده فإنه يهدده في حال الرسوب ألنه في‬
‫السنة األخيرة من الثانوية ‪ ،‬وبعد ذلك وعدني الطالب خيراً في سلوك الطريق السوي وكم تفاجأت عندما‬
‫قابلته بعد التخرج في إحدى المساجد وعليه سمت الصالح عندها عانقني بحرارة الشوق واإليمان ‪.‬‬

‫معايشة أحوال الطالب ‪:‬‬


‫إن زيارة المعلم للطالب عند المصائب أو زيارته في األفراح لها أثر كبير في سلوك الطالب ‪ ،‬فيظهر‬
‫المعلم الفرح واالستبشار لفرح تلميذه ‪ ،‬ويظهر الحزن والتأثر لحزنه مما يجعل الطالب يشعر بتوحد‬
‫الشعور بينهما ‪ ،‬فيتعلق بذلك المعلم سمعا ً وطاعة ‪ ،‬فإن الطالب كغيره من الناس تمر به المصائب‬
‫س أو ٍأم زاهدة‪ #‬فيه أو أب ضال فاجر‬
‫ب قا ٍ‬
‫واألحزان ‪ ،‬وقد تكون مصائب بعض الطالب دائمة بسبب أ ٍ‬
‫فيحتاج إلى المواساة ‪ .‬وهنا يأتي دور المعلم كأب مرب مشفق حنون‪ ،‬ليسد حاجة هذا الطالب النفسية‬
‫فإنه في مثل هذه الحالة يحتاج إلى الحنان من أي أحد كان‪ ،‬وحتى ال تتلقفه أيدي الفسقة والمفسدين ‪ ،‬ال‬
‫بد للمعلم أن يقوم بواجبه فيأخذه وينجيه من براثن أهل الفساد ‪ .‬والخطر كل الخطر لو كان هذا المبتلى‬
‫بنتا ألنها ستبحث عمن يسري عنها همها ؛ وهنا مكمن الخطر ألن الذي يستمع لها بإنصات في كثير من‬
‫األحيان يكون ذئبا بشريا جبانا فاسقا يريد جسدها لينهشه ‪ .‬‬
‫فيجب أن يحسن المعلم االستماع لتلميذه إذا جاءه مشتكيا أو مستشيرا في أمر من أموره ويحسن كذلك‬
‫وضع الحلول المناسبة حاله ‪.‬‬
‫يقول أحدهم ‪ :‬اشتكى إل ّي أحد الطالب وجود الطبق الفضائي ( الدش ) في منزلهم وقد صار مصدر فساد‬
‫وخراب فإن إخوانه وأخواته ال يفارقون هذا الجهاز إال قليالً وهو الوحيد من بينهم الذي يطلب التخلص‬
‫منه فجاءني يطلب الرأي والمشورة فسألته أوالً عن حال والديه ألنهما أساس هذه القضية فعلمت أنهما‬
‫منفصالن منذ زمن وأن أخته الكبرى هي من أحضر هذا الجهاز حاولنا في تغيير قناعات أهل المنزل‬
‫بالكتب واألشرطة فلم نفلح فكان أخف الضررين هو الحل أن اتفقت مع هذا الطالب على جدول يومي‬
‫مرتب ال يسمح له بالفراغ والجلوس أمام هذا المنكر فكان يقضي وقته بين المذاكرة وحلق القرآن‬
‫ونشاط المسجد فأثمرت هذه الجهود فبعد أن كان يجلس أمام ( الدش ) أصبح يعكف على كتاب هللا تعالى‬
‫‪.‬‬
‫وقال آخر ‪ :‬استشارني أحد الطالب في قضية تخص والده حيث ذكر لي أن والده يشرب المسكر وال يهتم‬
‫بالبيت فأعطيته بعض الحلول التي يمكن أن تكون مناسبة ولقد بشرني بعد فترة يسيرة أن األمور وهلل‬
‫الحمد على ما يرام ‪.‬‬

‫اكتشف المواهب والرغبات وفجر الطاقات ‪:‬‬


‫إن هللا قد أودع الميول والرغبات في الناس وهي مع ذلك تختلف من شخص آلخر فهذا يحلم بالدعوة‬
‫وآخر بالقيادة وثالث بالطب وهكذا وقد جعل هللا لكل شخص قدرة قد تكمل فتعينه على تحقيق رغبته وقد‬
‫تقصر فتقصر ميوله ولهذا فالمعلم ربّان الفصل الذي يكتشف ويقدر ويفجر مواهب أفراده‪ ، #‬فيرى‬
‫ش َو ْي ِع ر فيبني موهبة الشعر فيه ويحثه ويشجعه على ذلك ويرسم له الطريق والعالمات التي تعينه على‬ ‫ال ُّ‬
‫خدمة دينه ‪ ،‬ويرى المتكلم فيشجعه على اإللقاء والخطبة حتى ينفع هللا به أمته ‪ ،‬وهكذا تصبح إدارة‬
‫الفصل عبارة عن مصنع يخرج من خاللها من يحمي الدين ويرفع الراية ‪ .‬‬
‫واالستفادة من قدرات وخبرات اآلخرين في االستكشاف ‪ ..‬فال شك أن الوسط الدعوي يحتاج إلى‬
‫االحتكاك باآلخرين من المربين وبعض طلبة العلم وبعض أئمة المساجد وأولياء األمور ومراكز الدعوة‬
‫واإلرشاد وهيئة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الجهات الخيرية‪ .‬وغيرهم في داخل النشاط أو‬
‫خارجه ‪ ..‬ومن خالل هذه الفئات يمكن التعرف على بعض طاقات المتربين ‪ ،‬خاصة إذا كان من هؤالء‬
‫من يتميز بالفراسة ودقة المالحظة ‪ ..‬‬
‫فالمعلم الناجح يضم تجارب وعقول اآلخرين إلى عقله‪.‬‬
‫إن بعض القول فنٌ *** فاجعل اإلصغا َء فنا‬
‫رح ما ليس حسنا‬ ‫إن تجد حسنا فَخذه *** واطَّ ْ‬
‫أنت كالحقل ير ُّد *** الكي َل للزارع طنا‬
‫ربما كنتُ غنيا ً *** غير أني بك أغنى‬
‫غيم صار ل َّما *** المسته الريح ُم ْزنا‬
‫رب ٍ‬ ‫َّ‬
‫ت أغلقت مــن دونـه األسماع مـعنى‬‫ما لصو ٍ‬
‫يا أخانا أنت إن راعـيت فجري صــار أسنى‬
‫وإذا طفت بكرمي *** زدته خصبا وأمنا‬
‫قد سكبتُ الحب كي *** تشرب فاشرب مطمئنا‬
‫فهو باإلنفاق يبقى وهو باإلمساك يفنى‬
‫وقد يكتشف هذه الطاقات عن طريق إثارة المنافسة ‪ ..‬والمنافسة وسيلة من وسائل تفجير الطاقات‬
‫واكتشاف المواهب وظهور القدرات ‪ ،‬ولكن تكون باعتدال ‪.‬‬
‫أو بالسفر ‪ ..‬وقالوا (ما سمي سفرا إال ألنه يسفر عن أخالق الرجال) وكلما زادت صعوبات السفر‬
‫وتكاليفه العملية والفكرية كان ذلك أدعى للتعرف على سلوك المتربين وأخالقهم ‪.‬‬
‫والتكليف بالمهمات من الوسائل الستكشاف الطاقات التكليف بمهمات مناسبة لقدرات المتربي ‪ ،‬فمن‬
‫خالل النظر في نتائج هذه التكاليف ترى منهم المبدع ومنهم الذي يقوم بالمهمة بكمالها ومنهم المقصر‬
‫ومنهم المراوغ ‪ ..‬وهكذا ‪ ..‬فيمكن النظر في النتائج واألساليب التي استخدمها المتربي إلنجاز‬
‫المهمات ‪ ..‬‬

‫استغل طاقات الطالب وشجعهم على دعوة إخوانهم في الفصل ‪ :‬‬


‫إن المعلم الناجح هو الذي ال يعتمد على طاقته الدعوية منفردة في الفصل ‪ ،‬وإنما يضيف لها الطاقات‬
‫الطالبية الموجودة في الفصل بحيث تصهر تلك الطاقات وتوحد حتى تكون تلك الدعوة أكثر تأثيراً‬
‫وأعظم أثراً ‪ ،‬والفصول غالبا ً ال تخلو من الشباب الصالحين المصلحين الذي ال يمانعون من التعاون مع‬
‫المعلم في ذلك العمل إن لم يكونوا هم من أشد المحبين له ‪ ،‬والمتحمسين إليه ‪ ،‬وهذه الطريقة تحتوي‬
‫على فوائد عديدة منها ‪ :‬‬
‫‪ -‬تعويد الطالب على الدعوة إلى هللا ‪ .‬‬
‫‪ -‬إثارة الحماس بين المجموعات الدعوية في الفصل ‪ .‬‬
‫‪ -‬يستطيع المعلم من خالل هؤالء الطالب معرفة أحوال بقية الطالب ‪ ،‬وهذا يعين المعلم على تكوين خطة‬
‫صحيحة في دعوته للفصل تناسب الطالب زمانا ً ومكانا ً ووسيلة وأسلوبا ً ‪ .‬‬
‫وحتى يحصل الهدف من هذا العنصر فإنه البد من التنبه لألمور التالية ‪ :‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون هناك توافق بين عدد الطالب الصالحين وعدد طالب الفصل ‪ .‬‬
‫ب‪ -‬يراعى االهتمام باألولويات ‪ ،‬فالمجموعات السهلة المطيعة يُعتنى بها أكثر من المجموعات‬
‫الصعبة ‪ .‬‬
‫ج‪ -‬وضع خطة فصلية لكل مجموعة فالمجموعات السهلة قد يناسبها جدول الينا سب المجموعات‬
‫الصعبة ‪ .‬‬
‫د‪-‬اجتماع دوري بين المعلم وكل مجموعة دعوية على انفراد لمتابعة الجهود وتقويم الثمرات ومعرفة‬
‫مدى مالءمة الخطة لواقع الطالب ‪ ،‬ومناقشة الظواهر الحسنة والسيئة التي طرأت على الفصل ‪ .‬‬

‫غرس القيم واألخالق اإلسالمية من خالل المواد الدراسية ‪.‬‬


‫فمثال معلم اللغة العربية ‪ :‬يستغل مادة النحو مثالً في ضرب األمثلة نحو‪ :‬أعرب ‪ :‬من ال يصلي فهو في‬
‫النار ‪ ،‬أو " األخالء يومئذ بعضهم لبعض عدو إال المتقين " مثاالً على المبتدأ والخبر ويبين فضل‬
‫( الصديق الصالح )‬
‫ً‬
‫وكذلك يبين خطورة الدعوة إلى العامية ‪ ،‬ويحذر من األدباء المنحرفين قديما ويبين ما يدعون إليه في‬
‫قصائدهم من أخطاء التوحيد مثل قصيدة ( البردة ) للبوصيري ‪ .‬وحديثا ً " نزار قباني " وشعره المنحل‬
‫و(طه حسين ) ( عميل ) عميد األدب العربي المزعوم !! ونجيب محفوظ االشتراكي وسبب فوزه بجائزة‬
‫نوبل لآلداب " لروايته أوالد حارتنا " الذي تطاول فيها على الرب جل جالله وعلى رسله الكرام عليهم‬
‫السالم ليوهم العوام أنه ذو أدب رفيع " وال ينسى المعلم " الحداثة " والحداثيين " وتمركزهم في‬
‫الملحقات الثقافية !! وكذلك في مادة التعبير يختار الموضوعات اإلسالمية ‪.‬‬
‫معلم األحياء ‪:‬‬
‫يستغل كل شاردة وواردة في بيان محاسن اإلسالم و بذكر عظمة الخالق العظيم الذي خلق كل شيء‬
‫فأحسن خلقه ويحذر من الخطأ الموجود في بعض الكتب العلمية والطيبة من نسبة الفعل إلى الطبيعة ال‬
‫إلى هللا وأن من يقول بهذا القول قد خرج من اإلسالم ‪ .‬ويركز على أن هذا الكون بمخلوقاته العظيمة‬
‫وتناسقه البديع وراءه خالق يستحق العبادة وحده ال شريك له ‪.‬‬
‫وعند عمل تجارب " بالنار يذكر الطلبة بنار اآلخرة ويذكرهم باآلية " كلما نضجت جلودهم بدلناهم‬
‫جلوداً غيرها " ويذكرهم بالحديث الشريف قول النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬ناركم هذه جزء‬
‫من سبعين جزءاً من نار جهنم لكل جزء منها حرها "‬
‫وعند دراسة جسم اإلنسان (الحواس) مثالً ‪ :‬يتوقف عند نعمة السمع والبصر واللسان ‪ ،‬وان هللا قد‬
‫وهبنا إياها لتتقوى على الطاعة ‪ ،‬ومن شكر هذه النعم التي وصى هللا بها ‪ :‬فال تسمع (األذن) ‪ :‬الغناء‬
‫والغيبة ‪ ،‬وال يتكلم اللسان بما حرم هللا ‪ :‬الكذب والنميمة " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان‬
‫عنه مسئوالً‪.‬‬
‫وعند دراسة الحيوان " بين المعلم الداعية للطلبة عدم جواز تعذيبها ‪ ،‬أو االحتفاظ بها محنطة لما فيها‬
‫من اإلسراف‪ ، #‬وكونها ذريعة إلى اتخاذ التماثيل في البيوت ونحوها‪.‬‬

‫ومعلم الكيمياء والفيزياء ‪:‬‬


‫عليه أن يبين تسخير هللا سبحانه لإلنسان في اكتشاف البترول وما ينتج عنه من مشتقات يحتاج إليها‬
‫في حياته اليومية ويذكرهم بقول هللا عز وجل ‪ " :‬ألم تروا أن هللا سخر لكم ما في السموات وما في‬
‫األرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه "‬
‫ويبين لهم توفيق هللا لإلنسان في هذا العصر في اختراع ( الكهرباء ـ الهاتف ‪ ) ...‬أما لماذا لم توجد هذه‬
‫المخترعات في األزمان الماضية فقد قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه هللا « إن األولين أقوى‬
‫أفهاما ً ولكن ما أراد هللا أن توجد إال في هذه األزمان وقّت لها هذا الوقت»‬
‫ويستفاد من درس ( الصوت ) في بيان رحمة هللا بعبادة أن جعل لألذن البشرية مدى معين لسماع‬
‫األصوات ‪ ،‬ولو لم يكن ذلك لسمع أصوات الحيوانات كلها قريبها وبعيدها ‪ ،‬ولسمع أصوات النيازك ‪،‬‬
‫وأصوات أهل القبور ‪ ،‬وهم يعذبون وبذلك ال يستطيع أن يعيش حياة هادئة‪.‬‬
‫ويعمل مدرس الكيمياء على ربط تصرفات ذرات العناصر التي ال ترى بالعين المجردة بتصرفات اإلنسان‬
‫ليغرس من خالل ذلك المبادئ األخالقية الفاضلة في نفوس تلميذاته ‪.‬‬
‫ويبين أن من نعم هللا علينا أن جعل الضوء ينتقل في الفراغ وال يحتاج لوسط مادي النتقاله ‪ ،‬ولو لم يكن‬
‫ذلك لما وصلت إلينا أشعة الشمس ولعشنا في ظالم دائم ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬وجعلنا الشمس سراجا ) ‪ ،‬وقال‬
‫‪ ( :‬وجعلنا سراجا ً وهاجا ً ) ‪ .‬‬
‫وعليه أن يبين أن قوة الدفع من النعم التي أنعم هللا بها على اإلنسان ‪ ،‬فنالحظ أن البحر يحمل على‬
‫سطحه سفينة ضخمة محملة بالركاب واألمتعة في حين يظل عاجزاً عن حمل مسمار صغير بسبب‬
‫اختالف قوة الدفع ‪ .‬قال تعالى ‪ ( :‬والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس )‬

‫معلم التربية الفنية ‪:‬‬


‫يجنب الطلبة ( رسم ذوات األرواح ) لثبوت تحريمها باألدلة الشرعية وأن " األصل في تصوير كل ما‬
‫فيه روح من اإلنسان وسائر الحيوانات أنه حرام سواء كانت الصور مجسمة أم رسوما ً على ورقة أو‬
‫قماش أو جدران أو نحوها أم كانت صوراً شمسية وينبغي أن يعلمهم المباح من الرسومات ‪.‬‬

‫معلم الجغرافيا ‪ :‬‬


‫يبين لطالبه آيات هللا في هذا الكون الذي خلقه سبحانه ‪ ،‬وأقر الكتاب والسنة والعقل والفطرة بأن هللا‬
‫تعالى وحده يستحق العبادة دون سواه ‪ .‬وعند الحديث عن عدد سكان العالم ‪ :‬يبين أن هذه الخليقة على‬
‫كثرتها وانتشارها في بقاع األرض ستجمع في يوم ال ريب فيه على أرض بيضاء مستوية للحساب ( إن‬
‫كل ما في السموات واألرض إال آت الرحمن عبدا ‪ ،‬لقد أحصاهم وعدهم عداً ‪ ،‬وكلهم آتيه يوم القيامة‬
‫فرداً )‬
‫وكذلك يذكر بفضل هللا عز وجل عليهم ونعمته أن اختصهم من بين مئات الماليين وهداهم لإلسالم ‪.‬‬
‫ويعرج على أسباب ضعف األمة اإلسالمية اآلن رغم كثرة عددها مقارنا ً بدولة إسرائيل في فلسطين‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫وعند الحديث عن الرحالت والكشوف الجغرافية ‪ ،‬حقيقة هذه الكشوف وصليبيتها ‪ ،‬ويبين أن المسلمين‬
‫هم أصحاب اكتشاف مناطق مختلفة في العالم وكل ذلك رغبة منهم في نشر اإلسالم ويبين كيف أنهم‬
‫حملوا اإلسالم إلى حدود الصين وفرنسا !! وكيف رحل كثير من العلماء لطلب العلم إلى أماكن بعيدة‬
‫وكيف كانوا يتحملون المشاق عند أداء ( فريضة الحج ) صابرين محتسبين ‪ .‬‬

‫معلم التاريخ ‪:‬‬


‫ينبغي له إن يحرص على ربط التاريخ بالدين ‪ ،‬ويبين إن المسلمين أصحاب تاريخ عريق مشرق في‬
‫الفتوحات ‪ ،‬وأن تجعل من شخصيات تاريخنا اإلسالمي قدوة حسنة للطلبة ال تلك البطولة المزعومة ‪،‬‬
‫بطولة الممثلين والممثالت ‪ ،‬وعليه أن يحذر من التاريخ المكذوب المشوه لبعض الشخصيات‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬كما يبين لهم أن الدولة اإلسالمية في العصور السابقة في أوج عزها وازدهارها تخلو من‬
‫تماثيل ومجسمات للقواد والفاتحين والخلفاء السابقين لعلمهم بتحريم النحت والتماثيل في اإلسالم ‪.‬‬
‫ويبين لهم أن الخالفة اإلسالمية عائدة عما قريب وأن هذه األرض ستمأل عدال كما ملئت جورا ‪.‬‬
‫وهكذا ‪...‬‬

‫بناء الطالب بناء فكريا ‪ :‬‬


‫وذلك من خالل مشاورتهم في األمور المتعلقة بهم ‪ ،‬ويستخرج آراءهم ‪ ،‬ويع ّودهم على تربية أفكارهم‬
‫وتنمية عقولهم من خالل األمور اآلتية ‪:‬‬
‫ـ تعويد أذهانهم على تدبر وتفهم اآليات القرآنية واألحاديث النبوية واالستنباط واستخراج المسائل‬
‫العلمية من النصوص ‪.‬‬
‫ـ تنميتهم على استدامة التفكير والنظر المعتبر في مخلوقات هللا عز وجل‪.‬‬
‫ـ إبعاد أذهانهم عن التفكير في األمور الفاسدة‪.‬‬
‫ـ تربية الطالب على االعتزاز بالدين ‪.‬‬

‫ازرع الثقة واالستقاللية في نفوسهم ‪:‬‬


‫خليق باآلباء ـ أوال ‪ ،‬وإن كانوا في غن ًى أو جاه ـ ثم المعلمين أن يربّوا أوالدهم وطالبهم على مبدأ‬
‫االعتماد على النفس بعد هللا ألن الحياة ال تقوم إال بالحركة والسعي والعمل والتدبير وكما يقال علم ابنك‬
‫كيف يصطاد السمكة وال تلقمه السمكة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الَ َخ ْي َر فِي َمنْ َكانَ َخ ْي ُر ثَنَائِ ِه فِي النَّا ِ‬
‫س قَ ْول ُه ْم غنِ ٌّي َو ِ‬
‫اج ُد‬ ‫َ‬
‫ويتمثل البناء المهني في اآلتي ‪:‬‬
‫ـ تبصير األبناء بفضل العمل وأهميته ‪ ،‬وتنمية ذلك في نفوسهم‪.‬‬
‫ـ تعليم األبناء أخالقيات العمل وآدابه ‪.‬‬
‫ـ تعليمهم الفنون االقتصادية حسب رغباتهم وقدراتهم ‪.‬‬

‫ومن أهم األمور التي ينبغي للمعلم أن يسعى لتحقيقها في نفوس طالبه ‪ ،‬بل أهمها على اإلطالق ‪:‬‬
‫وهي خالصة التوجيه غرس اإليمان بالغيب وتثبيته وتقويته ‪ ،‬في نفوسهم بالحجج والبراهين القاطعة ‪،‬‬
‫وتقوية الجانب العبادي والصلة باهلل ‪ ،‬واالعتصام بحبله ‪ ،‬والتعاون من أجل رفع راية (ال إله إال هللا)‬
‫مستعينا ً بما يأتي ‪:‬‬
‫التذكير بحالة المسلمين التي يعيشونها اليوم ‪ ،‬واألوضاع الجاهلية التي أحدثت للعالم كله القلق‬
‫شذ في النار) وأن هذا من صفات الطائفة‬ ‫شذ ّ‬‫واالضطراب ‪ .‬وأمرهم بـالتمسك بالجماعة وأن (من ّ‬
‫المنصورة ‪ ،‬والتي تبدأ باإليمان وتنتهي بالجهاد الذي أخذ الرسول صلى هللا عليه وسلم العهد ‪ ،‬وطلب‬
‫الشهادة من أجل تحقيق رفع راية اإلسالم ‪.‬‬

‫واإلخالص ‪ :‬‬
‫ويتجسد هذا المعنى في حديث أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬قال ‪ :‬قال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ... ( :‬ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن ‪ ,‬فأتي به ‪ ,‬فعرفه نعمه ‪ ,‬فعرفها فقال ‪:‬‬
‫ما عملت فيها ‪ ,‬قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ‪ ,‬قال ‪ :‬كذبت ‪ ,‬ولكنك تعلمت العلم ليقال ‪:‬‬
‫عالم ‪ ,‬وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ‪ ,‬ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ‪ ...‬الحديث )‬
‫أخرجه مسلم والنسائي وأحمد والترمذي ‪ .‬فحري بالمربين والمعلمين أن يغرسوا في نفوس ناشئتهم‬
‫إخالص العلم والعمل هلل ‪ ,‬وابتغاء األجر والثواب من هللا ‪ ,‬ثم إن حصل بعد ذلك مدح وثناء من الناس‬
‫فذلك فضل من هللا ونعمة والحمد هلل ‪.‬‬

‫اضبط الصف ليحصل لك النجاح ‪:‬‬


‫إن ضبط الصف يؤدي إلى نجاح الدرس ‪ ،‬فالمعلم القدير هو الذي يدفع الطلبة إلى االنضباط بدافع ذاتي‬
‫نابع من رغبتهم الشخصية في التعليم بمعاملة الطالب فيكون حزما ً من غير عنف ‪ ،‬ولينا ً من غير ضعف‬
‫ألن الطالب متى ما شعروا بضعف شخصية المعلم بدأوا باالستهزاء به ومتى ما رأوا موقفا ً معينا ً منه‬
‫بدأوا التعليق عليه وإصدار األصوات المزعجة المضيعة للحصة بغية هزه ‪.‬‬
‫وقد حدث – ولألسف ‪ -‬أن أحد المدرسين في المرحلة الثانوية قال حكمة أو مقولة جيدة فقال أحد‬
‫الطالب بعد أن أنهى المعلم كالمه ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) فضحك جميع الطالب على المدرس‬
‫ولم يعمل شيئا ً لهذا الطالب ألن المدرس كان ضعيفا ً جداً‪.‬‬
‫كما يجب على المعلم عدم البدء في الدرس قبل أن يسود النظام والهدوء داخل الصف ‪ ،‬ألنه ال يمكن أن‬
‫يتم أي شيء أثناء الفوضى واضطراب النظام فالهدوء والنظام أوالً حتى يضمن المعلم انتباه الطالب لما‬
‫سيقوله ‪ ،‬ليس عن طريق القسوة والشدة ‪ ،‬وال عن طريق اإلغراء بالمكافأة ‪ ،‬وإنما يجعل االنتباه نابعا ً‬
‫من رغبة الطالب أنفسهم ‪.‬‬
‫فضبط الصف والمحافظة على النظام عملية تتطلب من المعلم الكثير من الحنكة والسياسة ‪ ،‬واللباقة ‪،‬‬
‫فمن الطلبة من ال يكلف المعلم أدنى جهد في االنضباط ‪ ،‬وبعضهم تكفيه النظرة العابسة ويرتجف لها‬
‫قلبه ‪ ،‬والبعض اآلخر تكفيه اإلشارة ‪ ،‬والبعض األخر ال يتعظ إال بالعبارة والتأنيب والتوبيخ ‪ ،‬والبعض‬
‫األخر ال بد معه من التهديد والوعيد ‪ ،‬والبعض األخر ال يفلح معه إال الطرد والحرمان من الدرس ‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة على عمل المعلم تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬


‫( عوامل ذاتية ‪ ،‬عوامل خارجية )‬
‫القسم األول ‪ :‬العوامل الذاتية ‪:‬‬
‫وهي شخصية المعلم وتكوينه الخلقي ‪ ،‬وما وهبه هللا تعالى من قدرات واستعدادات ومؤهالت طبيعية ‪،‬‬
‫كما يعود بعضها إلى التدريبات والمهارات التي مر بها المعلم لصقل تلك االستعدادات الفطرية حتى‬
‫أصبحت مهارات خاصة يمتلكها ويوجهها حسب الحاجة ‪ .‬وحسب مقتضى الحال ‪.‬‬
‫وتعتبر الشخصية القوية من أهم المميزات التي تميز المعلم القدير ‪ ...‬ويتميز شخص ما عن شخص‬
‫آخر بسبب االختالف في تلك الصفات ومن ذلك ‪ :‬الذكاء واللباقة والكياسة ‪ ،‬والنظرة الثاقبة ‪ ،‬والتفكير‬
‫اللماح واالتصاف بالحزم والقدرة على التأثير والتوجيه ‪ ،‬وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة ‪ ،‬والحلم‬
‫واألناة والتروي والصبر والتحمل وضبط النفس والرفق والرحمة والشفقة والعطف والمحبة ‪ ،‬والعفو‬
‫والتسامح واإلحسان ‪ ،‬والليونة والمرونة والتوسط في األمور ‪ ،‬واألمانة والديانة والصدق والتقوى‬
‫وحسن الخلق ‪.‬‬
‫ويصفه الغزالي بقوله ‪ ( :‬يظهر أثر الخشية على هيئته وكسوته وسيرته وحركته وسكونه ‪ ،‬ال ينظر‬
‫إليه ناظر إال وكان نظره مذكراً باهلل تعالى وكانت صورته دليالً على عمله )‬
‫عوامل خارجية ‪:‬‬
‫ومن العوامل الخارجية التي تؤثر في العملية التعليمية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ سعة حجم الفصل ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ازدحام الطلبة في الفصل من عدمه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وجود ممرات كافية بين صفوف الماصات أو عدمها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نوعية الكراسي وقابليتها للتحرك من عدمه ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الجو الحار جداً أو البارد جداً ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ حجم السبورة ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ المساحة التي يتحرك فيها المعلم ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ التهوية الجيدة أو عدمها ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ اإلضاءة الكافية الجيدة أو عدمها ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ مناسبة توزيع الطلبة على الصف بحسب أحجامهم وأطوالهم ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ نوعية الطلبة في الصف ومدى انسجامهم واختالفهم ومن ذلك ‪:‬‬
‫أ ـ وجود الفروق الفردية بين الطلبة ومدى اتساعها ‪.‬‬
‫ب ـ نوعية الطلبة ‪ :‬الراسبون ‪ ،‬المؤدبون ‪ ،‬المشاغبون ‪ ،‬األذكياء ‪ ،‬الممتازون ‪،‬الضعاف ‪ ،‬كبار السن ‪.‬‬
‫ج ـ البيئة االجتماعية واالقتصادية والثقافية التي أتى منها الطلبة ‪ ،‬فمن الطلبة من تربى على احترام‬
‫المعلم وعرفوا فضله وقيمته ومكانته ‪ ،‬وفضله عليهم ‪ ،‬ومن الطلبة من لم يتعود على احترام اآلخرين‬
‫فضالً عن معلمه خاصة ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ مدى توفر األجهزة واألدوات الالزمة للتدريس من عدمه ‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ مدى توفر األدوات الالزمة للكتابة على السبورة مثل الطباشير األبيض والملون والمساحة من‬
‫عدمه ‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ المستوى الدراسي للطلبة ‪ ،‬أي المرحلة التعليمية التي يدرسون فيها ‪ ،‬بل وحتى الصف الدراسي‬
‫في المرحلة التعليمية ‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ وقت الحصة هل هي األولى أم الرابعة أم السابعة ‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ المادة الدراسية التي يتم تدريسها والموضوع الذي يدرس ‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ أعمار الطالب ‪ ،‬ففرق بين طلبة السنة الثالثة االبتدائية في المدارس النهارية وبين طلبة السنة‬
‫الثالثة في مدارس محو األمية ‪.‬‬

‫وفيما يلي بعض اإلرشادات المهمة والنصائح على ضبط الصف وسيادة النظام ‪ -:‬‬
‫‪ -1‬ال تبدأ عمالً قبل أن يسود النظام تماما ً في صفك ‪ ،‬أي ال تبدأ في التدريس قبل أن يهدأ الجميع ‪،‬‬
‫وينتبه إليك كافة الطلبة ‪ .‬‬
‫‪ -2‬إذا دخلت الصف والفوضى سائدة ‪ ،‬فال تجلس وال تثر وال تغضب ‪ ،‬واتخذ مكانا ً مناسبا ً بحيث ترى‬
‫ويراك جميع الطلبة وحاول أن يظهر غضبك على وجهك ونبرات صوتك ‪ ,‬ثم نادي أحدهم حتى تضمن‬
‫أنهم قد أحسوا بدخولك ووجودك بينهم ‪ .‬ثم تجول بنظرك بين جميع الطلبة وتفرس في وجوه من أثار‬
‫الفوضى وأوقفه عند حده باألسلوب المناسب ‪ ،‬فلكل حالة أسلوبها الخاص وطريقتها المناسبة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬يجب أن تفرق بين عدم استطاعة التلميذ القيام بعمل ما ‪ ،‬وبين عدم رغبته في أدائه ‪ ،‬فالنوع األول‬
‫من الطلبة يحتاج إلى التوجيه واإلرشاد والشرح والتوضيح ‪ ،‬أما النوع الثاني فهو النوع المتمرد الذي‬
‫يحتاج المعلم إلى تقديم النصح له وقد يحتاج معه إلى الترغيب والترهيب أو الحزم أو العقاب إن لزم‬
‫األمر ‪ .‬‬
‫‪ - 4‬احرص على الحصول على قائمة بأسماء الطلبة قبل دخولك للصف ؛ واحفظها بأسرع ما يمكن ؛‬
‫حتى ال تضطر إلى تعريف اإلشارة ‪ ،‬وكل واحد يقول أنا ‪ ،‬أنا ‪ ،‬حتى وإن كانت إشارتك واضحة !!!‪ .‬‬
‫‪ - 5‬عرف الطلبة على نفسك في أول لقاء بإيجاز ومن دون مغاالة أو مبالغة أو تعال عليهم ‪ ،‬أو اكتب‬
‫اسمك على السبورة بوضوح وعرفهم كيف ينادون اسمك ‪ .‬‬
‫‪ -6‬قم بإعداد درسك إعداداً جيداً ‪ ،‬فالمعلم المتمكن أقدر على ضبط الصف وشد انتباه الطلبة وإثارة‬
‫اهتمامهم واستقطاب تفكيرهم ‪ ،‬وباإلضافة إلى الكتاب المقرر واالطالع على المراجع األصلية ‪ ،‬يحتاج‬
‫اإلعداد إلى هضم المادة واختيار األمثلة المناسبة ‪ ،‬وكل ما يساهم في ربط المادة بالحياة ‪ ،‬واختيار‬
‫الوسائل التعليمية المناسبة التي تضفي على الدرس القوة والحيوية ‪ .‬وأيضا تخمين المشكالت‬
‫والصعوبات التي يحتمل أن تواجهها أثناء التدريس‬
‫‪ -7‬ال تستخدم لغة أو عبارات أو كلمات فوق مستوى الطلبة العلمي قدراتهم العقلية ‪.‬‬
‫‪ -8‬عند الشرح قف في مكان مناسب ‪ ،‬وتحقق من أن جميع الطلبة يسمعونك بوضوح ‪ ،‬بطرح سؤال‬
‫على البعيد منهم ‪ .‬‬
‫‪ -9‬يجب على المعلم أن يوزع الزمن على أجزاء الدرس حتى ال ينتهي الدرس قبل فترة طويلة من نهاية‬
‫الحصة ؛ فال يدري ما يقول وما يفعل في الجزء المتبقي من الحصة ‪ .‬وقد يختل النظام إذا كانت سرعة‬
‫التدريس ال تناسب الطلبة ‪ ،‬فإذا أسرع المعلم في عرض الدرس أكثر مما ينبغي ‪ ،‬سرعان ما ينعزل‬
‫الطلبة عن المعلم بشيء آخر‪.‬‬
‫‪ -10‬ال تنغمس في موضوع الدرس بحيث تنسى أنك تدرس بشراً ‪ ،‬ولذلك فإننا ننصح المعلم بأن يجعل‬
‫الفواصل المنشطة تتخلل درسه ‪ ،‬ألن العقل المجهد المتعب ال يستطيع التركيز ‪ ،‬مما يعوق االنتباه‬
‫ويحول دون الفهم ‪ ،‬وبالتالي يحصل النفور من المادة والمعلم معا وكثيرا ما يصرح الطالب أنهم ال‬
‫يحبون أمثال هؤالء وذلك للجدية المفرطة ‪ .‬‬
‫فال بد من ترويح القلوب ساعة بعد ساعة ‪ ،‬ألنها إذا كلت عميت ‪ ،‬والمعلم القدير هو الذي يفسح المجال‬
‫في خطة الدرس إلشباع نشاط الطلبة ‪ ..‬‬
‫‪ -11‬يجب على المعلم إشاعة روح المحبة والمودة واأللفة والوئام بينه وبين الطلبة ‪ ،‬وهذا من شأنه‬
‫إزالة التوتر والخوف العصبي واالنقباض العقلي ‪ ،‬ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة ؛‬
‫ألن حب المعلم يستدعي بالضرورة‪ #‬حب المادة التي يعلمها ‪ ،‬والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي‬
‫عمل ‪ .‬‬
‫‪ – 12‬حاول ما أمكن توزيع الطالب والمقاعد بشكل مناسب حتى تسهل الرؤية ‪ ،‬أو مرور الطلبة عند‬
‫وجود طارئ يتطلب إخالء الصف بأقصى بسرعة‪ ‬‬
‫‪ - 13‬عود الطلبة على عدم الخروج من الصف إال بإذن منك ‪ ،‬وأن يكون ذلك لسبب مقبول ومعقول ‪ ..‬‬
‫‪ -14‬يجب أن يشعر التلميذ أنه معرض للسؤال في كل لحظة من لحظات الدرس ‪ ،‬وبذلك يركز الطلبة‬
‫تفكيرهم في الدرس ال في أمور خارجية تستدعيهم الخروج عن فروض األدب ‪ .‬‬
‫‪ -15‬عود الطلبة االستئذان وآدابه عند طلب الجواب ‪ ،‬أو تبديل أماكن جلوسهم أو غير ذلك مع رفع اليد‬
‫في هدوء عند الجواب وعدم قول أنا ‪ ..‬أنا ‪ ..‬أنا‪ ‬‬
‫‪ - 16‬اطرح السؤال بأسلوب ال يستدعي أن يقول الطلبة ‪ :‬أنا ‪ ..‬أنا ‪ ..‬أنا ‪ ،‬وال تقبل الجواب إال من الطالب‬
‫المسئول فقط وال تقبل األجوبة الجماعية ‪.‬‬
‫‪ -17‬ال تنصرف تماما ً للطالب المجيب أو جانب معين من الصف بالنظر أو السؤال وتهمل بقية الطلبة‬
‫فينصرفوا عن الدرس ‪ ،‬ولكن نقل نظرك واهتمامك بين الطالب جميعا حتى يشعر كل طالب بأنه موضع‬
‫اهتمامك وعطفك وعنايتك ورعايتك ومراقبتك ‪ ،‬وأنه معرض في أي لحظة لسؤالك أو أوامرك ‪ .‬‬
‫‪ -18‬ال تنشغل عن الطلبة بأمور ثانوية ‪ ،‬فتترك فراغ أو فترة صمت طويلة وذلك كأن تضبط جهاز‬
‫العرض السينمائي أو أي عمل آخر فتولد مرتعا ً خصبا ً للشغب وإثارة الفوضى ‪ .‬‬
‫‪ - 19‬عند حدوث الفوضى ‪ ،‬حاول أن تفرق بين السلوك الفردي والسلوك الجماعي ‪ ،‬فال توجه اللوم‬
‫للصف بأكمله فتخلق تجاهك كرها ً من الجميع ‪ ،‬وتكون عرضة للعداء الجماعي ‪ ،‬فال ترمهم جميعا ً‬
‫باإلهمال أو قلة األدب ‪ ،‬أو قلة الذوق ‪ ...‬الخ ؛ ألن ذلك تزهيداً ألهل اإلحسان في اإلحسان وتشجيعا ً ألهل‬
‫اإلساءة على اإلساءة ‪ .‬‬
‫‪ –20‬قم بإثارة انتباه الطلبة وترغيبهم في الدرس ‪ ،‬واس َع إلى استقطاب اهتمامهم ‪ ،‬وذلك بجعلهم‬
‫المحور الذي تدور حوله العملية التربوية ‪ .‬‬
‫‪ -21‬أحضر جميع مستلزماتك من وسائل وأدوات وطباشير حتى ال تضطر إلى إرسال طالب أو أكثر‬
‫للخروج من الصف ليحضروا لك ما تريد ‪ ،‬فتف ّوت عليهم سماع الدرس ‪ ،‬أو أنك تنتظر عودتهم فتترك‬
‫مجاالً للفوضى ‪ .‬‬
‫‪ - 22‬إذا أمرت بشيء فتأكد من أن تجاب إلى طلبك ؛ حتى تجد ألمرك القادم التجاوب المطلوب مستقبالً ‪ .‬‬
‫‪ -23‬لتكن أوامرك معقولة ومحدودة ‪ ،‬واطلبها بحزم يعرف من مظهرك ونبرات صوتك ‪ ،‬ال تكن متشدداً‬
‫في أمورك وال تهدد كثيراً أو تكثر من الوعيد في أمور ال تستطيع أن تقوم بها ‪ ،‬أو تقول ما ال تفعل ‪،‬‬
‫فيصبح تهديدك من سقط الكالم ؛ فتسقط هيبتك ولتكن سياستك مع الطلبة حزم من غير عنف ‪ ،‬وعطف‬
‫من غير ضعف‪.‬‬
‫‪ -24‬كن واثقا ً من نفسك وليظهر ذلك على كالمك وأسلوبك ولهجتك ‪ ،‬فإن ذلك مدعاة ألن يثق بك الطلبة‬
‫ويقبلون على ما تقوله ‪ .‬‬
‫‪ -25‬كن عادالً في تعاملك مع الطلبة ‪ ،‬فال تفرق بين صغير وكبير وأسود وأبيض ‪ ،‬وال تميز بين غني‬
‫وفقير ‪ ،‬وقبيح ووسيم وقذر ونظيف ‪ ،‬فالعدل في المعاملة أساس التقارب بينك وبين الطلبة حتى ال تثير‬
‫سخط بعض الطلبة وتذمرهم ‪ ،‬مما يؤدي إلى انفعالهم وعقوقهم وحقدهم ‪ .‬‬
‫‪ -26‬قف وأنت تكتب على السبورة بزاوية تمكنك من رؤية الصف أو جانب منه على األقل حتى يشعر‬
‫الطلبة أنهم تحت المالحظة ‪ ،‬أما إذا أعطيتهم ظهرك لمدة طويلة أو أطلت االلتفات إلى السبورة ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك مدعاة للهرج والمرج والعبث واللهو والقيل والقال ‪ .‬‬
‫‪ – 27‬عود الطلبة على أن يحترموا ويقدروا آراء بعضهم البعض ‪ ،‬وإذا وجدت وجهات نظر مختلفة ‪ ،‬أو‬
‫أراد أحدهم تقديم اعتراض وجيه ‪ ،‬فعليه تقديم ذلك بكل أدب وبدون تهكم أو سخرية أو سوء نية ‪،‬‬
‫وبالمقابل ‪ ،‬فإن المعلم القدير هو الذي يعلم المخطئ شكر زميله الذي دله على الصواب ‪ ،‬وأن يعلم‬
‫الجميع كيف يغبطون المتفوقين ويهنئونهم ‪ .‬‬
‫‪ - 28‬ال تلجأ إلى الطريقة اإللقائية إال عندما ال تجد طريقة أخرى لعرض المادة أفضل منها ؛ ألن اإللقاء‬
‫الطويل يؤدي إلى انصراف الطلبة عن الدرس ويدفعهم إلى المشاغبة والخروج على النظام ‪ ،‬أما إذا‬
‫اضطررت إلى استخدام الطريقة اإللقائية ‪ ،‬فيجب أن تراعي استخدام الوسائل التعليمية المناسبة ‪،‬‬
‫واستخدم التلميحات غير اللفظية ‪ ،‬كاإلشارات واإليماءات وتعبيرات الوجه واستعمال طبقات الصوت‬
‫ونبراته في تمثيل المعاني والمشاعر واألحاسيس المختلفة ‪ ،‬هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنه‬
‫يستحسن أن يقوم المعلم بالتنويع بين استعمال اإللقاء والمناقشة بين الحين واآلخر ‪ .‬‬
‫‪ -29‬ال تتبع طريقة واحدة في العرض ‪ ،‬بل نوع من طرق العرض إلبعاد الرتابة والسأم والملل من‬
‫نفوس الطلبة ‪ .‬‬
‫‪ –30‬صن نفسك ودرسك عن اللغط والجدل والكالم الفارغ ‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى العداوة والبغضاء‬
‫والتنافر والشحناء وعدم التآلف ‪ ..‬‬
‫‪ -31‬تحدث مع الطلبة المشاغبين خصوصا ً كبار السن منهم ‪ ،‬وحثهم على االلتزام بالنظام وطالبهم بأن‬
‫يكونوا هم المسؤولين عن النظام ‪ ،‬وحاول أن تقنعهم بأن مشاغبة بقية الطلبة يؤثر على تحصيلهم ‪،‬‬
‫فيكونون سببا ً لرسوبهم فيتضرروا هم أكثر ؛ ألن أعمارهم أكبر من الباقين ‪ .‬‬
‫‪ - 32‬إذا حدث واختل نظام الصف ‪ ،‬فعلى المعلم أن يتخذ بعض اإلجراءات المؤقتة التي تحفظ النظام‬
‫المطلوب ‪ ،‬وليس معنى ذلك أنه توجد بعض األساليب الثابتة التي تصلح لكل حالة ‪ ،‬وإنما يستطيع‬
‫المعلم استعادة ضبط الصف من خالل خبراته ومعرفته باألساليب المناسبة للوضع الذي هو فيه‪ ‬‬

‫العوامل التي تعين المعلم على أداء دوره ‪ :‬ـ‬


‫إن العوامل التي تعين المعلم على أداء دوره ليست عوامل تختص به وحده ولكن هناك عوامل خارجية‬
‫تساعده على أداء دوره ومن هذه العوامل ‪:‬‬

‫اإلدارة المدرسية ‪ ( :‬أيها المدير أنت القائد واألمير)‪ ‬‬


‫اإلدارة المدرسية تتحمل عبء تسيير دفة المدرسة ‪ ،‬فهي الموجه األول وعليها مسئولية عظيمة‬
‫وجسيمة ‪ ،‬ويقف في الصف األول مدير المدرسة بما ُح ّمل من مسئوليات تعليمية وتربوية وإشرافية ‪...‬‬
‫فهي أمانة عظيمة سيسأل عنها في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫نعم هي أمانة ملقاة على عاتقه ( ابتدأ من المساعد إلى المعلمين وإلى المرشد إلى الطالب إلى‬
‫المستخدمين إلى حارس المدرسة ) وكل واحد من هؤالء مسئول عن واجباته وإحسانها وتقصيرها‬
‫‪...‬وهو مسؤول عنهم جميعا ً أمام الجهات المسؤولة ‪ ،‬وفي اآلخرة أمام هللا عز وجل ‪.‬‬

‫ومن مسئوليات اإلدارة والتي يجب الوفاء بها والحرص عليها لتعين المعلم على أداء دوره ‪ :‬الجمع بين‬
‫الحزم واللين ‪ ،‬ك ٌل في موضعه ‪ ،‬واحترام وتقدير ( المعلمين واإلداريين ) وكسب ودهم والبعد عن‬
‫التجريح وخصوصا ً أمام الطلبة ‪ ،‬والتواد والنصح وأخذ المشورة والرأي وعدم االستبداد بالرأي امتثاالً‬
‫ألمر هللا عز وجل " وشاورهم في األمر " ‪.‬‬
‫والعدل مع الجميع وتوزيع المسئوليات على أهلها ‪ ،‬دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى ‪ ،‬وعدم التهاون‬
‫مع المعلم المقصر في عمله ‪ ،‬واالهتمام بتوزيع الحصص بما يالئم المادة ‪ ..‬والتحقق من كل ما يسمع‬
‫قبل إصدار‪ #‬األحكام ‪ ،‬وأن ال يالزم المكتب ويوكل أمر المدرسة إلى الوكيل أو المساعد ‪ ،‬وعدم التساهل‬
‫في الخروج من المدرسة أثناء الدوام لقضاء حوائجه الشخصية مما يؤدي إلى إشاعة الفوضى في‬
‫أرجاء المدرسة ‪.‬‬
‫وعليه ـ وهو القدوة ـ عدم المبالغة واإلسراف في الزينة واللباس ‪ ،‬والقدوة في اللباس والحجاب‬
‫والمظهر( للمعلمة ) واالهتمام بالطالب ومالحظتهم وعدم التساهل معهم في المحرمات والممنوعات ‪،‬‬
‫وتشجيع الندوات والمحاضرات والحرص على حضورها مع جميع المعلمين والطلبة ‪.‬‬
‫ومن مسئولية المدير ـ السرية ‪ :‬سواء في العمل ؛ كاالمتحانات التي يجب عليه أن يأمر المعلمين فيها‬
‫بالعدل والقسط في التصحيح وعدم التساهل ولو في عالمة واحدة أو كان ذلك في تعامله ‪ ،‬فال ينشر‬
‫أسرار الطالب أو المعلمين الذين يسمح لهم بالتأخر أو الغياب لعذر شرعي ‪.‬‬
‫قال أحد المدراء وقد انتقل لمدرسته طالب يبلغ ‪ 15‬سنة في الصف الخامس االبتدائي ‪ ،‬قال ‪ :‬عندما‬
‫انتقل للمدرسة وجدت أنه سليط اللسان وقمت بالتلطف معه والتودد إليه فالحظت أنه سهل المراس وفي‬
‫مرة أساء التصرف مع أحد الطالب ( أخالقيا ً ) فقمت بزجره بشدة فبدأ يصد عني وال يأتي إلى مكتبي بل‬
‫يذهب إلى الوكيل الذي معي ‪ .‬‬

‫وال بد من التواصل الجيد النافع بين أركان التوجيه األربعة ( المعلم ‪ ،‬المرشد ‪ ،‬المدير ‪ ،‬ولي األمر )‬
‫والمحافظة على الدوام وضرورة العمل الجماعي ‪ ،‬وإتباع النظم واللوائح والقوانين الرسمية في معاملته‬
‫مع مدير المدرسة أو الزمالء أو الوزارة‪.‬‬

‫بين المعلم والموجه ‪ :‬ليست حربا ضروسا يعمل فيها بمبدأ ؛ الحرب خدعة !!!‬
‫من المؤسف له جدا أن العالقة بين الموجه والمعلم ال تكون على خير ما يرام في الغالب فكثير من‬
‫المعلمين ينظرون للموجه نظرة عدائية يرون أن الموجه يتربص بهم الدوائر لرفع التقارير فيهم ‪،‬‬
‫ولذلك مهما ظهرت على بعضهم صفة الرحابة بالموجه فإنما هي نوع من التزلف والتملق بل‬
‫والمراوغة كيما تحصل السالمة من بطش تقاريره ‪ ،‬ولذلك يعمد بعض المدرسين إلى الكذب والتدليس‬
‫والغش عندما يسمع بزيارة الموجه فتجده يشرح للطالب درسا قد شرح من قبل ليظهر فيه محافظا على‬
‫جميع األسس التربوية في أداء الحصة التعليمية ‪ .‬‬

‫خاتمة‬
‫إن عالقتك باآلخرين عبارة عن علم ودعوة وفن وذوق وأخالق خالصة لوجه هللا ‪ ،‬قائمة على إيصال‬
‫الخير لآلخرين وقصدهم في أماكنهم ‪ ،‬عالقة هداية وتعليم وتحبيب الخير وتبغيض الشر إليهم بأحسن‬
‫أسلوب ‪ ،‬عالقة قائمة على التذكير باهلل واليوم اآلخر ‪ :‬وليست عالقة جافة فكريا ً وإقناعه ذهنيا ً دون‬
‫حركة قلبه ‪ .‬عالقة قائمة على الرحمة والشفقة وليس على التكبر والقسوة واالحتقار‪ .‬‬
‫ب فَ ْليَ ُكنْ أَ َّو َل َما تَ ْدعُو ُه ْم إِلَ ْي ِه ِعبَا َدةُ‬
‫عالقة قائمة على مراعاة األولويات ( إِنَّ َك تَ ْق َد ُم َعلَى قَ ْو ٍم أَه ِْل ِكتَا ٍ‬
‫هَّللا ِ ) عالقة قائمة على الرفق ( وما كان الرق في شيء إال زانه )‪ ‬‬
‫عالقة مبنية على التدرج والحكمة واجتناب ما يسرع الناس إلى إنكاره من بغرائب العلم ‪ ،‬عالقة أساسها‬
‫تأليف القلوب بالكلمة الطيبة والفعل الحسن ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ) ‪ ،‬التبسيط ومراعاة‬
‫األحوال ال التعقيد ‪.‬‬
‫عالقة قائمة على الصبر‪ ‬‬
‫قائمة على مراعاة المفاسد والمصالح‪ ‬‬
‫قائمة على تحمل المدعو والصبر على تغيير واقعه السيء‬
‫قائمة على االحترام المتبادل والمحافظة على المشاعر‪ ‬‬
‫عالقة محتفظة بدرجة من الجدية والوقار‬
‫عالقة قائمة على نفع المدعو وخدمته وليس انتظار النفع منه‪ ‬‬
‫عالقة بعيدة عن العواطف الهوجاء‪ ‬‬
‫عالقة قائمة على األخالق الحسنة‪ ‬‬

‫صفات األستاذ الناجح باختصار‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬وهي تنقسم إلى صفات خلقية ومهنية وجسمية ونفسية وعقلية‬

‫‪ ‬الصفات الخلقية )‪(1‬‬

‫اإلخالص )‪1‬‬ ‫‪ ‬‬


‫‪ ‬المتابعة )‪2‬‬

‫‪ ‬التقوى وخشية هللا جل وعال )‪3‬‬

‫‪ ‬الورع )‪4‬‬
‫العالقة الودية )‪5‬‬
‫سعة الصدر)‪6‬‬
‫البشاشة)‪7‬‬
‫الصدق‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬األمانة)‪9‬‬
‫الصبر)‪10‬‬
‫التسامح)‪11‬‬ ‫‪ ‬‬
‫االلتزام بالدين)‪12‬‬
‫القدوة الحسنة)‪13‬‬
‫العدل)‪14‬‬
‫األخالق الحسنة)‪15‬‬

‫عدم إهانة الطالب)‪16‬‬ ‫‪ ‬‬


‫‪ ‬عدم إحراج الطالب)‪17‬‬

‫‪ ‬الحماس للعمل واإلقبال عليه‪1‬‬

‫‪ ‬العفة واحترم الذات)‪19‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪ ‬صفات مهنية وعلمية وثقافية ونفسية‬


‫تفهم الطالب )‪1‬‬
‫‪ ‬إتقان المادة ( الكفاية العلمية ) )‪2‬‬
‫الثقة باهلل تعالى و قوة الشخصية)‪3‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬المهارة فى التدريس ( الكفاية التربوية) )‪4‬‬
‫احترام الوقت )‪5‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬احترام رأي الطالب )‪6‬‬

‫‪ ‬الدقة فى العالمات )‪7‬‬

‫‪ ‬المهارة فى االختبارات‬

‫‪ ‬معرفة الثقافة العامة )‪9‬‬

‫‪ ‬التشويق )‪10‬‬
‫اإلرشاد )‪11‬‬
‫التكليف بواجبات معقولة )‪12‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬مراجعة الدروس )‪13‬‬

‫‪ ‬التأني فى الشرح )‪14‬‬

‫‪ ‬التوازن )‪15‬‬

‫‪ ‬التثبت )‪16‬‬

‫‪ ‬مراعاة الفروق الفردية )‪17‬‬

‫‪ ‬عدم المبالغة فى التشدد ‪1‬‬

‫‪ ‬الموضوعية )‪19‬‬

‫‪ ‬مراعاة الظروف الطالب وقبول أعذارهم )‪20‬‬

‫الوضوح فى الشرح )‪21‬‬ ‫‪ ‬‬


‫تبسيط الجزء المعقد من المادة )‪22‬‬
‫الذكاء )‪23‬‬
‫االتزان النفسي )‪23‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫‪ ‬صفات جسمية‬
‫‪ ‬‬
‫التمتع بالصحة السليمة من األمراض المزمنة )‪1‬‬

‫‪ ‬الخلو من العاهات الواضحة )‪2‬‬

‫‪ ‬المظهر الالئق )‪3‬‬

‫‪ ‬وضوح اللغة )‪4‬‬

‫‪ : ‬المراجع‬
‫‪ ‬‬
‫القرآن الكريم )‪1‬‬

‫‪ ‬السنة النبوية الشريفة )‪2‬‬

‫‪ ‬أساسيات التدريس للدكتور فؤاد حسن أبو الهيجاء )‪3‬‬


‫مذكرة الدكتور النصبان )‪4‬‬
‫_________________‬

‫ناجحا‬
‫ً‬ ‫معلما‬
‫كيف تكون ً‬
‫أسس ومهارات‬
‫المعلم الناجح‬
‫الوحدة األولى ‪:‬‬

‫أسس التعليم ‪:‬‬


‫مبادئ التعليم وأهدافه وأخالقه‬
‫الوحدة األولى ‪:‬‬
‫أسس التعليم‬

‫مبادئ وأهداف وأخالق‬


‫يدفع المرء إلى التدريس ميل داخلي تجاه تلك المهنة ‪ ،‬واستعداد فطري يتجلى في امتالك صفات معينة من مثل‬
‫قوة الشخصية وجهارة الصوت وفصاحة المنطق ‪ ،‬والبديهة ‪ ،‬وحب التعامل مع األطفال ومساعدتهم ‪.‬ثم يأتي اإلعداد‬
‫العلمي التربوي في المعاهد والكليات قبل العمل في التدريس ‪ ،‬والبرامج التدريبية خالله لتتوج قدراته وتعينه على أداء‬
‫عمله على الوجه المنشود‪.‬‬

‫والبد إذن للمعلم الراغب في النجاح في عمله من اإللمام بمبادئ التعليم وأهدافه وأخالقه ‪ ،‬وبمجموعة من المهارات‬
‫التربوي‪##‬ة منه‪##‬ا التخطي‪##‬ط لل‪##‬درس ‪ ،‬واإللم‪##‬ام بطرائ‪##‬ق الت‪##‬دريس ‪،‬وإدارة الص‪##‬ف ‪ ،‬والتعام‪##‬ل م‪##‬ع الطالب ‪ ،‬وإدارة الح‪##‬وار‬
‫‪ .‬والمناقشة ‪،‬وطرح األسئلة ‪ ،‬وبناء االختبارات ‪،‬وغير ذلك حتى يستطيع أن ينجح في مهمته ويوفق في رسالته‬

‫والمعلم الناجح هو من يمر بتلك الخبرات السابقة بوعي وإتقان ‪ ،‬فينطلق من مبادئ صحيحة وأهداف شاملة سليمة ‪،‬‬
‫ويكون دقيقا في تخطيطه وحاذقا لطرائ‪##‬ق الت‪##‬دريس الناجح‪##‬ة ‪ /‬ومه‪##‬ارات المعلم الفعال‪##‬ة ‪ ،‬فليس‪##‬ت مهم‪##‬ة المعلم الحقيقي‪##‬ة‬
‫إنهاء موض‪##‬وعات المق‪##‬رر ‪ ،‬ولكن مهمت‪##‬ه في جعله‪##‬ا اكتش‪##‬افا ممتع‪##‬ا ومحبب‪##‬ا لهم ‪.‬للوص‪##‬ول إلى غاي‪##‬ة التعليم الس‪##‬امية في‬
‫تكوين المسلم الواعي الملم بالمعارف والمهارات والسلوكات البناءة النافع لنفسه ولمجتمعه ولإلنسانية جمعاء ‪ .‬وه‪##‬و م‪##‬ا‬
‫‪ .‬سنستعرضه فيما يلي ‪ ،‬مستفيدين من وثيقة سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية‬
‫أوال‪ :‬مبادئ التعليم ‪:‬‬
‫المبدأ اإليماني ‪ :‬فالتعليم مبني على أساس اإليمان باهلل ربا وباإلسالم دينا وبمحمد – صلى هللا عليه وسلم‪ -‬نبيا‬ ‫‪-1‬‬
‫ورسوال‪.‬مما ينعكس أثره في المعلم ‪،‬وفي البيئة المدرسية ‪ ،‬وفي الطالب بما يجعل هذا المبدأ لدى الجميع مطبقا‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫المبدأ اإلنساني ‪ :‬فتعليمنا يؤكد مكانة اإلنسان في الوجود عامة وفي المجتمع خاصة‪ ،‬ويدعو إلى تطوير‬ ‫‪-2‬‬
‫شخصية المعلم والمتعلم بجميع جوانبها ‪،‬والتبصير بالحقوق والواجبات‪.‬‬
‫العدل وتكافؤ الفرص التعليمية‪ :‬فالتعليم متاح لجميع المواطنين ذكورا وإناثا ‪،‬أسوياء ومعوقين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المبدأ التنموي‪ :‬فالتعليم مرتبط بالتنمية الشاملة في الثروة البشرية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫المبدأ العلمي ‪ :‬باالهتمام بالعلوم الحديثة ‪،‬واستيعابها ‪ ،‬واالنسجام معها ‪ ،‬والتفاعل الواعي ‪ ،‬والنهوض بحركة‬ ‫‪-5‬‬
‫التأليف واإلنتاج العلمي ‪ ،‬وتطويع العلوم لخدمة اإلسالم‪.‬‬
‫التربية للعمل‪ :‬بإعداد المتعلمين لمطالب العمل في المجتمع‪ ،‬وتوفير فرص مواصلة الدراسة ‪ ،‬والنمو السوي ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وتوجيه الطالب وفق فروقهم الفردية ‪ ،‬والعناية بالمتخلفين دراسيا ‪ ،‬والمعوقين‪،‬ورعاية النابغين‪.‬‬
‫التربية للقوة والبناء‪ :‬باألخذ بأسباب القوة طريقا للخير والبناء‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫التربية المتكاملة‪:‬بإدراك أهمية مواصلة التعلم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫األصالة والتجديد‪ :‬بالتمسك بخير أصول الماضي ‪ ،‬وتوليد أصول مالئمة لإلسالم‪،‬متفتحة على المستقبل‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫التربية للحياة ‪ :‬بإعداد المواطن المؤمن ‪ ،‬وتزويده بالخبرات ليكون عضوا فاعال في المجتمع‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫وغاية التعليم ‪ :‬فهم اإلسالم فهما صحيحا متكامال‪ ،‬وغرس العقيدة اإلسالمية ونشرها‪.‬وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬وبالمثل العليا ‪ ،‬وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة ‪ ،‬وتنمية االتجاهات السلوكية البناءة ‪ ،‬وتطوير‬
‫المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ‪ ،‬وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه ‪.‬‬

‫اإليمان‬ ‫الحياة‬

‫اإلنسانية‬ ‫األصالة‬
‫والتجديد‬

‫مبادئ التعليم‬
‫العدالة‬ ‫التكامل‬

‫التنمية‬ ‫القوة والبناء‬

‫العلم‬ ‫العمل‬

‫ثانيا أهداف التعليم ‪:‬‬


‫األهداف اإلسالمية ‪ :‬تركز على‪:‬‬
‫تعريف الفرد بربه ودينه ورسوله‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪. -‬‬
‫إيجاد التصور اإلسالمي للكون واإلنسان والحياة ‪.‬‬
‫أساسية العلوم الدينية وتوجيه المعارف والعلوم وجهة إسالمية‪،‬‬
‫فرضية طلب العلم‪،‬إرساء الدعوة إلى هللا والنصيحة والخلق والجهاد‪.‬‬
‫األهداف الوجدانية‪:‬‬
‫تنمية الميول واالهتمامات الصحيحة المناسبة لتوجيه طاقات الشباب‪.‬‬
‫التأكيد على القيم ومنها‪ :‬ربط العلم بالتنمية ‪ ،‬والتضامن والتكافل اإلسالمي ‪.‬‬
‫األهداف المعرفية ‪ :‬تؤكد على ‪:‬‬
‫استثمار المعرفة في بناء المواطن ‪.‬‬
‫التأكيد على عربية اللغة‪.‬‬
‫إبراز إسهام أعالم المسلمين في العلوم ‪.‬‬
‫دراسة الكون واكتشافه‪.‬‬
‫التفكير واألسلوب العلمي‪ :‬لحل المشكالت ‪ ،‬وتجيع البحث واالبتكار‪.‬‬
‫األهداف المهارية‪ :‬بالتأكيد على‪:‬‬
‫المهارات الوظيفية ‪ ،‬والتعبيرية‪.‬‬
‫المهارات الحركية والرياضية الصحية ‪.‬‬
‫العناية بالمتخلفين والمعوقين والموهوبين‪.‬‬

‫ثالثا أخالق المعلم ‪:‬‬


‫‪ -1‬التعليم رسالة ‪ :‬المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها‪ ،‬ويؤمن بأهميتها‪ ،‬ويستصغر كل عقبة دون تبليغها‪ .‬وهو‬
‫يعتز بمهنته ويتصور رسالتها باستمرار فينأى عن مواطن الشبهات ‪ ،‬ويحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة ‪،‬‬
‫حفاظا على شرف مهنة التعليم ودفاعا عنه‪.‬‬
‫‪ - 2‬المعلم مؤمن بتميز هذه األمة باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الطالب خاصة والناس عامة بأسلوب اللين‬
‫في غير ضعف ‪ ،‬والشدة في غير عنف ‪ ،‬يدرك أن الرقيب الحقيقي على سلوكه ‪-‬بعد هللا سبحانه‪ -‬هو ضميره اليقظ ‪،‬‬
‫وهو مدرك أن تعلمه عبادة ‪ ،‬وتعليمه الناس زكاة ‪ ،‬يرجو مرضاة هللا سبحانه ‪ .‬والمعلم قدوة لطالبه ومجتمعه ‪ ،‬مستمسك‬
‫بالقيم الخلقية ‪،‬والمثل العليا ‪.‬‬
‫‪ -3‬المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة والتقويم والتعليم‪،‬حريص على توطيد أواصر الثقة والمشورة بين البيت‬
‫والمدرسة ‪.‬‬
‫‪ -4‬العالقة بين المعلم وطالبه صورة من عالقة األب بأبنائه ‪،‬تقوم على الرغبة في نفعهم والشفقة‬
‫عليهم والبر بهم ‪،‬أساسها المودة الحانية ‪،‬وحارسها الحزم الضروري‪ ،‬وهدفها تحقيق خيري الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬وهو يراعي المساواة بين طالبه في عطائه ورقابته وتقويمه ألدائهم ‪.‬‬
‫‪ - 5‬يبذل المعلم جهده في نفع طالبه وتعليمهم وتربيتهم ويدلهم على الخير ويرغبهم فيه ‪ ،‬ويبين لهم‬
‫الشر ويذودهم عنه ‪ ،‬مدركا أن الخير ما أمر به هللا سبحانه أو رسوله عليه الصالة و السالم ‪ ،‬وأن‬
‫الشر ما نهى هللا أو رسوله عنه ‪.‬‬
‫‪ - 6‬يسعى المعلم إلى ترسيخ االتفاق والتعاون والتكامل بين طالبه ‪ ،‬كما يسعى دائما إلى إضعاف نقاط‬
‫الخالف والقضاء على أسبابها دون إثارة نتائجها‪.‬‬
‫‪ - 7‬يحرص المعلم على أن يكون في مستوى ثقة المجتمع به بالقيام في مجال معرفته وخبرته بدور‬
‫المرشد والموجه ‪.‬وهو صاحب رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكالته ‪ ،‬مما يفرض عليه توسيع‬
‫نطاق ثقافته ‪ ،‬وتنويع مصادرها ‪ ،‬ومتابعة المتغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية ‪.‬‬
‫‪ -8‬المعلم في مجال تخصصه طالب علم وباحث عن الحقيقة‪، #‬يتزود بالمعرفة‪،‬ويقوي إمكاناته المهنية‬
‫موضوعا وأسلوبا ووسيلة‪.‬‬

‫نهاية الوحدة األولى‬


‫تذكر أن ‪:‬‬

‫أهم مبادئ التعليم هو المبدأ اإليماني ثم التعلم للحياة !‬


‫أن غاية التعليم فهم اإلسالم فهما صحيحا !‬
‫أهداف التعليم األساسية أربعة ‪ :‬األهداف اإلسالمية ‪،‬والمعرفية ‪،‬والوجدانية ‪ ،‬والمهارية !‬
‫أن أهم أخالق المعلم أنه مؤمن صاحب رسالة ‪ ،‬شريك في التربية ‪ ،‬تربطه بالطالب عالقة‬
‫األبوة ‪!...‬‬
‫الوحدة الثانية ‪:‬‬
‫المهارات التدريسية‬
‫أوال ‪ :‬طرائق التدريس‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلعداد الذهني والكتابي للدروس‬


‫ثالثا ‪ :‬أسئلة الدرس التقويمية وأسس صياغتها‬

‫أوال ‪ :‬طرائق التدريس‬

‫كنت أسال كثيرا من المعلمين خالل المقابالت الشخصية عن مهمة المعلم‬


‫األساسية ؟ وكانت اإلجابة التي تقال غالبا ‪ " :‬إيصال المعلومة إلى ذهن الطالب"‬
‫ومع تقدير هذا الرأي إال أنه يشكل جزئا من مهمة المعلم ‪ ،‬فلدى المعلم مهمات‬
‫أخرى إلى جانب ذلك ‪ ،‬ومنها االهتمام بالقيم والجانب الوجداني ‪ ،‬والعناية‬
‫بالمهارات األدائية للطالب ‪ ،‬ثم أين دور المتعلم نفسه في تلك المقولة التي تركز‬
‫على دور المعلم فقط ؟‬

‫إن أمام المعلم أهدافا محددة لكل درس ‪ ،‬يخدمها قدر معين من محتوى الم)ادة العلمي)ة ‪ ،‬يتم عرض)ها من خالل نش)اطات‬
‫تعليمية) متنوعة يستخدم فيها أساليب عملية متعددة‪ ).‬ولذا فمهم)ة المعلم تظه))ر في تحويل))ه التعلم بالنس))بة للطالب إلى اكتش)اف‬
‫‪ .‬للمادة العلمية ‪ ،‬والوصول إلى تحقيق الهدف منها ‪ ،‬ويحدث ذلك غالبا حينما يحذق المعلم طرائق التدريس الفعالة‬

‫تعريف طرائق التدريس ‪:‬‬


‫هي األساليب العملية التي يستخدمه المعلم مع طالبه في معالجة النشاط التعليمي‪.‬‬
‫والتدريس) عملية كلية ينبغي أن تشمل اإلنسان من مختلف جوانب شخصيته الجسمية والعقلية‬
‫والنفسية ‪ .‬وتقوم على تفعيل دور المتعلم ليصبح متعلما نشطا في تعامل يشبع حاجاته ‪،‬‬
‫ويكسبه الخبرات التي تشكل حصيلة سيستخدمها مستقبال بعد إعادة تنظيمها لحل مشكالته‬
‫‪،‬وتحقيق احتياجاته وطموحاته‪.‬‬
‫معايير اختيار الطريقة ‪ :‬ال تفاضل بين طريقة وأحرى ‪.‬ولكن يحدد المناسبة منها ما يلي ‪:‬‬
‫ظروف المتعلمين ‪ :‬سنهم ‪ ،‬عددهم ‪ ،‬الفروق الفردية بينهم‪.‬‬
‫الموقف التعليمي‪ :‬طبيعة المادة ‪.‬الغرض من الدرس ‪ .‬اإلمكانات المتاحة‪.‬‬

‫مميزات الطريقة الجيدة ‪:‬‬


‫مناسبتها للمتعلمين‪ ):‬من حيث سنهم ‪ ،‬ومراحل نموهم ‪ ،‬وظروفهم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ترتيبها المنطقي للعرض بمرونة‪ :‬من المعلوم للمجهول ‪ ،‬ومن السهل للصعب‬ ‫‪-2‬‬
‫والمحسوس للمعقول‪ ،‬والمباشر لغيره‪.‬‬
‫مراعاتها األسس النفسية‪ :‬في العرض المشوق وفق ميول المتعلمين ورغباتهم‬ ‫‪-3‬‬
‫وقدراتهم واستعداداتهم‪ ،‬وفروقهم الفردية‪.‬‬
‫إشراكها المتعلمين في الدرس‪ :‬باألسئلة اإلجابة واستثارة التفكير واالهتمام لالكتشاف‬ ‫‪-4‬‬
‫والتوجه السليم‪.‬‬
‫استنادها على قوانين التعلم‪ :‬كالتعلم من خالل العمل ‪ ،‬وبالمالحظة‪،‬والتجربة الخطأ ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫والدافع‪ ،‬واالستعداد‪...‬‬
‫مشاركة المتعلم‬

‫الترتيب المنطقي‬
‫األسس النفسية‬

‫مميزات‬
‫تناسب المتعلمين‬ ‫الطريقة‬ ‫قوانين التعلم‬
‫الجيدة‬

‫اتجاهات طرائق التدريس‪:‬‬


‫هناك ثالثة اتجاهات للتدريس تختلف في توزيع األدوار بين عناصر العملية التعليمية‪ .‬كما‬
‫يذكر ذلك د إبراهيم الحارثي(تعليم التفكير ‪1422‬هـ) ‪:‬‬
‫‪ -1‬التدريس التقليدي (نموذج انتقال المعرفة) ‪ :‬يقوم المعلم بنقل األفكار والمعلومات‬
‫إلى الطالب ‪،‬ويقومون باإلصغاء وااللتقاط ‪ ،‬وهو االتجاه المستخدم في المدارس‬
‫الثانوية في معظم دول العالم الثالث ‪.‬ويقوم على افتراض أن المعرفة الصحيحة تنتقل‬
‫من المعلم إلى الطالب عبر الكلمات والرسائل المسموعة والمرئية ‪.‬‬
‫المعلم‬ ‫االل‬ ‫الطال‬
‫المعرفة‬ ‫ب‬ ‫الطالب‬

‫التدريس االستكشافي ‪ :‬ويقوم على أن األفكار الصحيحة موجودة ومتاحة للجميع ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأن الطالب يستطيعون أن يجدوها باستخدام طرائق البحث الصحيحة ‪،‬كما‬
‫يستطيعون فهمها واستيعابها ‪ .‬ودور المعلم فيها يكمن في تهيئة البيئة التعليمية‬
‫المناسبة للتجريب ‪،‬وتخطيط الخبرات التعليمية من محتوى وأدوات وطرائق ‪ .‬فيقوم‬
‫الطالب بإنتاج المعرفة ألنفسهم‪.‬‬
‫الطا‬
‫المعلم‬ ‫الخبرة التعليمية‬ ‫ل‬ ‫الطالب‬

‫ب‬
‫تدريس التفكير ‪ :‬وميزة هذا االتجاه أنه يقدر أفكار الطالب ومشاعرهم‬ ‫‪-3‬‬
‫ويحترمها‪،‬ويركز على مهارات التفكير العليا ‪ ،‬ويسمى (النموذج التحويلي) ألنه‬
‫يسعى إلى تحويل أفكار الطالب إلى حالة جديدة ‪ ،‬فيسرع عملية التعلم من خالل‬
‫الربط بين المعرفة والعمل والتفكير ‪.‬‬
‫‪-4‬‬

‫خبرات تعلم منظمة من‬


‫المعلم والطالب‬

‫الم‬ ‫الطا‬
‫ع‬ ‫المعلم‬ ‫ل‬ ‫الطالب‬

‫ل‬ ‫ب‬

‫والطرائق التي سنستعرضها تتنوع في التركيز على المعلم والمتعلم إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما يركز على دور المعلم ‪ ،‬ويجعل المتعلم متلقيا ‪ ،‬ومن هذا النوع الطريقة اإللقائية‬
‫والقياسية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يوزع األدوار بين المعلم والمتعلم ومن هذا النوع الطريقة الحوارية والمنطقية‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يركز على دور المتعلم ويجعله متعلما نشطا ‪،‬ويجعل المعلمة ميسرا للعملية‬
‫التعليمية ‪ ،‬ومن هذا النوع الطريقة االستنتاجية وحل المشكالت والمناقشة ‪،‬وتعليم‬
‫التفكير‪.‬‬
‫تذ ّكر ‪:‬‬
‫ما معايير اختيار الطريقة الجيدة؟‬
‫تذكر ثالثة على األقل!‬

‫أوال ‪ :‬أشهر طرائق التدريس ‪:‬‬


‫‪ :1‬الطريقة اإللقائية‪ :‬يقوم المعلم فيها بالعبء األكبر من الشرح والتفسير واستنباط‬
‫النتائج والتلخيص وعرض المعلومات بعبارات متسلسلة جذابة‪ .‬فهو الملقي والطالب مستمع‬
‫متلق ‪.‬‬
‫تذكير‪ :‬رغم تأكيد االتجاه التربوي الحديث على دور المتعلم في التعلم يبقى اإللقاء مفيدا‬
‫في مواضع محددة‪ ،‬ومجاالت حياتيه كالتعليم والقضاء والمحاماة واإلعالم والدعوة‬
‫واإلدارة ‪.‬‬
‫أنواع طريقة اإللقاء‪:‬‬
‫المحاضرة‪ :‬اتصال فرد ومجموعة في زمن محدد ‪ ،‬يتم شفهيا دون مقاطعة و يعقبه نقاش ‪.‬‬
‫ويشيع في البرامج التدريبية لسهولته و اقتصاديته‪ .‬يكون ندوة باشتراك أكثر من‬
‫محاضر ‪.‬‬
‫الشرح‪ :‬توضيح األشياء الصعبة‪ :‬كالمفردات والجمل و اآليات واألحاديث‪،‬والنصوص‬
‫األدبية‪.‬‬
‫القصص ‪ :‬أسلوب محبب وله فوائد في تعديل السلوك والقيم واستمرار األثر بالقدوة‪.‬‬
‫الوصف ‪ :‬بذكر صفات الموضوع بارتباط منطقي جذاب‪.‬ويستخدم عند فقد الوسائل‬
‫وانقضاء الحوادث وتباعد البيئات واألزمنة‪.‬‬
‫متى يكون اإللقاء مفيدَا ؟ إذا كان ‪:‬‬
‫‪ -1‬قصيرا ممتعا‪ -2 .‬فصيحا سهل اللغة واضحا‪ ،‬ممثال للمعنى بالصوت والحركات‬
‫متأنيا‪.‬‬
‫‪-3‬في مواضع منها‪ :‬ترتيب عناصر الموضوع‪،‬وشرح كيفية استخدام الوسائل التعليمية‬
‫والتعليق عليها ‪،‬وتصحيح اإلجابات ‪،‬وتفسير العبارات الصعبة ‪،‬وربط الدرس بغيره ‪.‬‬
‫عيوبه‬
‫مزايا اإللقاء‬
‫‪ -‬رتابته مما يقطع االنتباه ويتيح فرصة للهو‬ ‫فعاليته في نقل المعلومات الكثيرة‬ ‫‪-1‬‬
‫واألحاديث) الخاصة ‪.‬ويعالج ذلك باستخدام مهارات‬ ‫وتسهيلها‪ ،‬في وقت قصير ‪.‬‬
‫اإللقاء والوسائل) والتشويق‪).‬‬ ‫قبوله لالقتران بالوسائل) التعليمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬ال يناسب تالميذ الصفوف األولى لنقص استيعابهم‬ ‫استخدامه في تنمية التذوق) األدبي‬ ‫‪-3‬‬
‫اللفظي ومللهم من طول البقاء واإلنصات) ‪.‬‬ ‫للنصوص‬
‫‪ -‬إرهاق المعلم باعتماد التدريس عليه ‪ ،‬و كسل‬
‫الطالب الفكري واعتمادهم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬قلة مراعاة الفروق) الفردية ‪ ،‬وضعف التأثير في‬
‫سلوك الطالب ‪.‬‬
‫‪ :2‬الطريقة القياسية‪:‬‬
‫يعطي المعلم القاعدة أو الحقيقة ‪ ،‬ثم يمثل عليها لتوضيحها‪.‬وهي طريقة قديمة شائعة ‪.‬‬

‫عيوبه‬
‫مزايا القياس‬
‫‪ -‬موقف الطالب فيها سلبي ‪.‬‬ ‫السهولة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬نسيان القاعدة ألن الحفظ لم يقترن بالفهم‪.‬‬ ‫تغطية الموضوعات بيسر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬الجهد الشخصي) لالستنباط‪.‬‬ ‫تالئم المختصين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫االستنتاجية‪( #‬االستنباطية االستقرائية)‪):‬‬ ‫‪ :3‬الطريقة‬


‫نقيض السابقة ‪ ،‬يعرض المعلم فيها األمثلة ويناقش الطالب ثم يستخلصون القاعدة أو‬
‫الحقيقة‪.‬‬

‫عيوبه‬
‫مزايا االستنتاج‪#‬‬
‫‪ -‬البطء في إنجاز الدروس) ‪.‬‬ ‫تنمية التفكير بالوصول) إلى النتائج ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬االعتماد على األمثلة القليلة غير المترابطة فكريا) ‪.‬‬ ‫بقاء األثر للنشاط الذاتي في التعلم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(لذلك يقترح تعديلها باستخدام) نصوص مترابطة فكريا‬ ‫إثارة فاعلية الطالب وثقتهم بأنفسهم ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مجاال للدرس بدل األمثلة المفتعلة)‪.‬‬ ‫النجاح في ضبط) الطالب وشدهم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تساير) األسلوب الطبيعي) للوصول إلى‬ ‫‪-5‬‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫‪ : 4‬الطريقة االستجوابية‪ #‬والحوارية ‪:‬‬


‫وتهتم باشتراك الطالب في استنباط المعلومات مع المعلم بتفاعل وتجاوب بين السائل‬
‫والمجيب‪ ،‬يطلعون فيه على الخطأ ‪،‬ويرشدون إلى الصواب‪.‬ويمكن استخدام األسئلة بنعم‬
‫وال‪ ،‬والموحية باإلجابة ‪،‬والمركبة والموضوعية) والمقالية‪.‬‬
‫نوعاها‪:‬‬
‫االستكشافية ‪ :‬بتوجيه أسئلة للطالب لمعرفة المعلومات والحقائق بأنفسهم (طريقة‬ ‫‪-1‬‬
‫سقراط)‪ ،‬في حوار حر‪.‬‬
‫‪ -2‬االختبارية ‪ :‬تبين استيعاب الطالب لما قيل ‪.‬‬

‫عيوبه‬
‫مزايا االستجواب‬
‫‪ -‬إضفاء صبغة االختبار عليها ‪.‬‬ ‫تصحح األخطاء والتعويد على‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬طرح األسئلة الغامضة وتشكل وفق بعض الدراسات‬ ‫التواضع‪.‬‬
‫تحول الدرس إلى محاورة شائقة بإثارة ‪ %40‬من أسئلة معلمينا ‪ ،‬أو األسئلة المركبة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التفكير والمشاركة وحرية طرح اآلراء‪ - .‬اإلجابات الجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تكون مناسبة في جميع األوقات ‪.‬‬ ‫محببة ومقنعة وبخاصة للمراهقين‬ ‫‪-3‬‬
‫ومراعية للفروق) حين قبول جميع‬
‫اإلجابات ‪ ،‬وتشجع اإلجابات‬
‫الصحيحة ‪،‬وتعديل اإلجابة الخاطئة‪.‬‬

‫‪ : 5‬طريقة حل المشكالت‪:‬‬
‫تدرب الطالب على التفكير العلمي السليم ‪ ،‬وتقوم على افتراض مشكلة مرتبطة بحياتهم واهتمامهم مما يدفعهم إلى‬
‫البحث عن الحلول‪.‬وتتطلب تدريبا مبكرا عليها‪.‬‬
‫مراحل هذه الطريقة‪:‬‬
‫‪ -1‬الشعور بالمشكلة ‪ :‬حالة تردد تحدث أزمة عند الطالب‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد المشكلة‪ :‬حصر جوانبها ‪،‬وعالقاتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع الحلول المفترضة‪ :‬في ضوء ما جمع من معلومات‪ ،‬وتتطلب من المعلم إعداد‬
‫األمثلة الممكنة للدرس‪.‬‬
‫‪ -4‬التحقق من الفروض وتقويمها‪ :‬باختبار صحتها لتقبل على أنها حقائق ‪ ،‬أو ترفض‬
‫وتستبدل بغيرها‪.‬‬

‫عيوبه‬
‫مزايا حل المشكالت‬
‫‪ -‬البطء والجهد في إنجاز الدروس ‪.‬‬ ‫مشاركة الطالب في جميع خطواتها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬ال تصلح لجميع المواقف ‪.‬‬ ‫ربط المعلم والطالب بمصادر)‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬ال تصلح لألطفال في المراحل األولى‪.‬‬ ‫المعلومات‬
‫‪ -‬تتوقف) على المصادر المتوافرة‪.‬‬ ‫تدرب الطالب على مواجهة الحياة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تعلمهم أسلوب التعلم الذاتي ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ :‬طريقة المراحل المنطقية(هاربرت)‪:‬‬


‫‪.‬تعتمد على أن المدركات الحسية والحقائق التي يكتسبها عقل الطالب تساعده على فهم حقائق ومدركات جديدة‬

‫خطواتها‪:‬‬
‫‪ -1‬التهيئة ‪ :‬باستثارة معلومات قديمة إلعداد العقول لتلقي معلومات جديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬العرض ‪ :‬ويستغرق أكثر زمن الدرس حيث يشير المعلم إلى معلومات يكتشفها‬
‫الطالب‪ ،‬وباإللقاء تقدم معلومات كثيرة ‪،‬وباإليحاء بالمعلومات مباشرة بكالم المعلم‬
‫أو بالقراءة أو المشاهدة‪.‬ويقسم الدرس إلى مراحل تدريجية وتنوع األمثلة ‪،‬وتراعى‬
‫الفروق الفردية‪.‬‬
‫‪ -3‬الربط ‪ :‬يربط المعلم حقائق الدرس الجديد بالسابق لتصبح جزءا منها‪.‬‬
‫‪ -4‬االستخالص ‪ :‬يستخلص الطالب التعريفات والقواعد والحقائق بعد مناقشة األمثلة‬
‫ومعالجتها‪.‬‬
‫‪ -5‬التطبيق ‪ :‬يتأكد المعلم من فهم الطالب باألسئلة والتمرينات‪.‬‬
‫عيوبه‬
‫مزايا الطريقة المنطقية‬
‫‪ -‬ال تمثل طريقة تفكير المتعلم ‪.‬‬ ‫االهتمام بالتسلسل المنطقي في‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬تجعل النشاط على المعلم ‪.‬‬ ‫العرض ‪.‬‬
‫‪ -‬لم تبن على أساس تجريبي ‪،‬وتتعارض مع علم‬ ‫التشويق) قبل العرض ‪،‬والربط أثناءه‬ ‫‪-2‬‬
‫النفس إلهمال الدوافع الحقيقية واعتمادها على‬ ‫وبعده ‪.‬‬
‫المعلومات ‪.‬‬ ‫استثارة ملكة البحث والتفكير واالعتماد‬ ‫‪-3‬‬
‫إهمالها الحياة ومشكالتها إال بعدها أمثلة فقط‪.‬‬ ‫على النفس ‪.‬‬
‫‪ : 7‬طريقة المناقشة ‪:‬‬
‫تجعل المتعلم محور العملية التعليمية مشاركا بفاعلية للوصول إلى الحقائق والمعلومات اعتمادا على النفس بالبحث‬
‫حولها وتحليلها(بالقراءة‪،‬والرحالت ‪،‬وعرض المواد) ثم مناقشتها في الفصل وإطالع الزمالء ‪ ،‬وتحدد مهمة المعلم في‬
‫اإلرشاد والتوجيه‪.‬‬
‫صورها‪:‬‬
‫المجموعات‪ :‬يحدد رئيس من الطالب للمناقشة وتقسم المجموعات من عدد من الطالب لكل منها عنصر تبحثه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الندوات ‪ :‬اشتراك أكثر من طالب في عرض جانب من المشكلة أثناء النقاش‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الفردي ‪ :‬كل طالب يقوم بالعمل بمفرده ثم يناقش‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تمثيل المشكالت االجتماعية بجمع المعلومات وصياغتها في مشهد تمثيلي ‪،‬وتوزيع األدوار والحوار ‪ ،‬ثم‬ ‫‪-4‬‬
‫مناقشتها‪،‬وتتطلب إمكانات ووقتا كافيا‪.‬‬

‫عيوبه‬
‫مزايا طريقة المناقشة‬
‫‪ -‬احتكار األذكياء والجريئين للمشاركة ‪.‬‬ ‫تدرب الطالب على الشورى) والتعاون‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬نسيان الهدف من المناقشة واالهتمام) بشكلها ‪.‬‬ ‫تجعل الطالب محورا للعملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬مشكالت تتعلق باالنضباط) في الصف ‪.‬‬ ‫تعودهم) تحليل المشكالت للوصول‬ ‫‪-3‬‬
‫للحل‪.‬‬
‫تنمي حس الجماعة والقيادة والحوار‪).‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ثانياً‪ :‬تدريس مهارات التفكير ‪:‬‬
‫يعرف التفكير بأنه ‪ :‬استخدام معرفتنا السابقة في حل المشكالت ‪ ،‬وتشمل عملية التفكير‬
‫نشاطين مهمين ‪ :‬التفكير الناقد ‪ ،‬والتفكير اإلبداعي ‪ .‬ويعرف التفكير الناقد بأنه‪ :‬القدرة‬
‫على توليد االختيارات والمسوغات وقبول المنطق والبرهان ‪ .‬كما يعرف التفكير‬
‫اإلبداعي بأنه‪ :‬إعادة ترتيب ما يعرف بطريقة تؤدي إلى معرفة ما ال يعرف ‪.‬‬
‫وتبدو أهمية تعليم مهارات التفكير في تخريج متعلمين فعالين قادرين على التعلم‬
‫الذاتي ‪ ،‬وعلى تنظيم شؤون حياتهم ‪ ،‬منتجين في مجتمعهم ومتعاونين ومبادئين ‪ ،‬قادرين‬
‫على اتخاذ القرار المناسب واالبتكار واالبداع والتفكير في االختيارات المتعددة‪.‬‬
‫التفكير والذكاء ‪ :‬اختلف التربويون في مفهوم التفكير والذكاء فهناك من يرى أن الذكاء‬
‫صفة كلية للدماغ وأنها موروثة ومنها تشتق كافة القدرات التفكيرية ‪ ،‬وهناك من يرى‬
‫أنها تعود بنسبة ‪ %80‬إلى الوراثة و‪ %20‬إلى البيئة ‪ ،‬وأنها تنمو من خالل الخبرات‬
‫والتعامل مع الكبار وأنه يمكن تحسين قدرات الذكاء وتنميتها بالتدريب ‪ .‬وآخرون يرون‬
‫التفكير مكون من مجموع ألنواع عدة من الكاء منفصل بعضها عن بعض ‪،‬وأن تعليم‬
‫التفكير ينبغي أن يوجه لتنمية كل نوع من أنواع الذكاء المتعددة‪.‬‬
‫أنواع الذكاء ‪:‬‬
‫‪ -1‬الذكاء اللغوي ‪ :‬وهو مفتاح للنجاح في الدراسة والحياة العملية ‪ ،‬و يحتاج إلى تمرين‬
‫يومي ‪ .‬ويتكون الذكاء اللغوي من المهارات اآلتية ‪:‬النطق واالستماع والقراءة‬
‫والكتابة والكالم الداخلي والمعرفة واألداء ‪.‬‬
‫‪ -2‬الذكاء الرياضي (المنطقي)‪ :‬ويتطور مع مراحل نمو اإلنسان فيظهر في إدراك‬
‫استمرارية األشياء في الوجود ‪ ،‬وتمييز صفات األجسام وتحوالتها ‪ ،‬وإدراك مفهوم‬
‫العدد ‪،‬والعمليات الحسابية المادية ‪،‬ثم العمليات المجردة التي تستخدم الرموز‬
‫والكلمات للداللة على األشياء ‪،‬وأخيرا القدرة على ربط المقدمات بالنتائج ‪،‬واألسباب‬
‫بالمسببات ‪ .‬ويتضمن هذا النوع افتراضات منطقية ضمنية ‪،‬وكثيرا من عمليات‬
‫التفكير اإلبداعي والتفكير الناقد ‪ ،‬وحل المشكالت ‪ ،‬ويظهر ميدان هذا النوع في‬
‫العلوم التطبيقية بخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬الذكاء البصري) ‪ :‬وهو القدرة على فهم العالم المادي المرئي ‪ ،‬وعلى إعادة تصوير‬
‫الخبرة المرئية في الذهن ‪ ،‬وفهم العالم الخارجي ‪ .‬وهو من أهم عمليات‬
‫التفكير‪،‬ويشكل مفتاحا لحل المشكالت ‪،‬ويساعد في رؤية الشاملة للخياالت المتناقضة‪.‬‬
‫‪ -4‬الذكاء الحركي ‪ :‬وهو القدرة على ضبط الحركات واستعمال العضالت ‪ ،‬ويتضمن‬
‫المهارات اآلتية ‪ :‬التعامل مع األشياء ‪،‬والتركيب والبناء ‪ ،‬والرمي ‪،‬والركل ‪،‬والقبض‬
‫‪،‬وااللتفاف ‪ ،‬واللياقة والجري ‪،‬والقفز ‪،‬والتحرج ‪،‬والتسلق ‪،‬والسباحة‬
‫‪،‬والتوازن‪،...‬واالتصال والتفاهم غير اللفظي‪.‬‬
‫‪ -5‬الذكاء االجتماعي ‪ :‬وهو القدرة على فهم الذات وفهم العالقة مع اآلخرين ‪،‬والقدرة‬
‫على إدارة تلك العالقة‪،‬والتعبير عنها بصورة تمكن من أداء مهمات الحياة بنجاح‪.‬‬
‫ويمر الذكاء االجتماعي بمراحل تبدأ بالعالقة بين الطفل وأمه ويظهر فيها التركيز‬
‫على األنا منذ سن الثانية حتى مرحلة المراهقة ‪ ،‬ثم تأتي مرحلة النضج‬
‫االجتماعي(أي الشعور بالمجتمع) وأهمية تكوين العالقة السوية معه ‪ .‬ويحتاج من‬
‫أجل ذلك‪ -‬إلى جانب القدرات الطبيعية – إلى مثيرات من الوالدين والمعلمين ‪ ،‬وإلى‬
‫مجتمع ثقافي مناسب ينقح قدراته ويثقفها ‪ ،‬ويتبلور ذلك في نشاطات تعليمية تهيئ‬
‫للطالب تنمية المهارات واالتجاهات والقيم ‪.‬‬
‫الذكاء‬

‫الرياضي‬
‫الذكاء اللغوي‬ ‫الذكاء‬

‫االجتماعي‬
‫أنواع‬
‫الذكاء‬
‫الذكاء البصري‬ ‫الذكاء الحركي‬

‫اتجاهات تدريس التفكير ‪:‬‬


‫اتجه التربويون) إلى تدريس مهارات التفكير من خالل اتجاهين ‪ :‬بناء برامج خاصة‬
‫منفصلة عن المقررات الرسمية ‪ ،‬و تعليم مهارات التفكير عبر المقررات الدراسية‬
‫نفسها ‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تصميم‪ #‬برامج خاصة لتنمية التفكير ‪:‬ا ومن تلك البرامج ‪:‬‬
‫‪ -1‬تسريع التفكير ‪ :‬وطبق في بريطانيا في مشروع باسم (‪ )CASE‬وارتكز على تنمية‬
‫مهارات التفكير في مجال العلوم ‪ ،‬وتكون من ‪ 30‬نشاطا ‪،‬تعطى لها حصة إضافية‬
‫مدتها ساعة ونصف على مدى سنتين بمعدل نشاط واحد كل أسبوعين ‪.‬ويقوم‬
‫التدريس في هذا البرنامج على أربعة أساليب ‪ :‬أ) المناقشات الصفية ‪:‬بين المعلم‬
‫والطالب حول النشاط المعني‪ .‬ب) التضارب المعرفي ‪ :‬أي تعريض الطالب‬
‫لمشاهدات وخبرات مفاجئة متعارضة مع توقعاتهم وخبراتهم السابقة ‪،‬مما يدعوهم‬
‫إلى إعادة النظر في بنيتهم المعرفية وطريقة تفكيرهم ‪ .‬جـ)التفكير فيما وراء التفكير ‪:‬‬
‫أي إيجاد وعي عند المتعلم إلدراك معنى ما يقول وما يفعل‪،‬ولماذا يعمل بهذه‬
‫الطريقة‪،‬ونوع التفكير المستخدم في حل المشكلة مما يسارع في نمو مهارات التفكير‬
‫لديه‪ .‬د) الربط ‪ :‬أي ربط الخبرات المتحصلة من النشاط الذي يقوم به الطالب مع‬
‫خبرات الحياة العملية ومع المواد األخرى إلخراج الخبرات التعليمية من اإلطار‬
‫النظري إلى ميدان التطبيقات العملية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحسين التفكير ‪ :‬ويقوم هذا البرنامج على تقسيم التفكير إلى ستة أنواع أعطي كل منها‬
‫لونا خاصا من القبعات ‪ ،‬وقد قرناها برمز العمائم المرتبط بالتراث العربي بدال من‬
‫القبعات ‪ ،‬فكانت كما يلي ‪ :‬أ) تفكير العمامة البيضاء ‪:‬تفكير يستند على الحقائق‬
‫واألرقام واإلحصاءات ‪،‬وفي هذا النوع من التفكير ال مجال للعواطف‪ .‬ب) تفكير‬
‫العمامة الحمراء ‪ :‬يخرج العواطف واالنطباعات بوضوح ويجلبها إلى منطقة الوعي‬
‫ليسهل التحكم بها ‪ .‬جـ) تفكير العمامة السوداء ‪ :‬تفكير ناقد يبرز النواحي السلبية في‬
‫الموضوع باالستناد إلى أسباب ومسوغات منطقية ‪،‬وهو جزء مهم من عملية التفكير‬
‫يساعد في جعل صورة الموضوع واقعية ومتكاملة مع مراعاة تالفي االنسياق في‬
‫التشاؤم ألن ذلك يقود إلى التهرب من تحمل المسؤولية‪ .‬د) تفكير العمامة الصفراء ‪:‬‬
‫تفكير إيجابي متفائل يبحث عن جوانب اإليجابية في الموضوع) مع مراعاة تالفي‬
‫االنسياق فيه ألنه يقود إلى أحالم اليقظة‪ .‬هـ) تفكير العمامة الخضراء ‪ :‬تفكير‬
‫ابتكاري إبداعي يقدم بدائل مختلفة ‪،‬وأفكارا جديدة غير عادية ‪ .‬و) تفكير العمامة‬
‫الزرقاء ‪ :‬تفكير في التفكير ‪ ،‬وهو ضابط وموجه ومرشد يتحكم في توجيه أنواع‬
‫التفكير الخمسة السابقة ‪،‬و يقرر التنقل بينها ‪.‬‬
‫مهارات التفكير ‪ :‬ظهر في أمريكا لتنمية مهارات التفكير في المرحلة االبتدائية‬ ‫‪-3‬‬
‫بالتركيز على مهارات التعلم الذاتي ‪ ،‬وهي‪ :‬االستنتاج ‪ ،‬والتصنيف) ‪،‬وتكوين‬
‫األنماط ‪،‬واالكتشاف ‪،‬والتلخيص ‪،‬والتوقع العلمي ‪ .‬وسعى البرنامج إلى تعريف‬
‫الطالب بمصادر المعرفة وتنمية مهاراتهم في الحصول عليها كاستخدام المكتبة‬
‫‪،‬واالستفادة من المراجع والموسوعات والقواميس) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنمية‪ #‬مهارات التفكير من خالل المقررات الدراسية ‪:‬‬
‫وذلك بتصميم نشاطات في المواد الدراسية تؤدي إلى تنمية مهارة من مهارات التفكير ‪،‬‬
‫بطريقةالتفكير‬
‫تكاملية ‪ ،‬ومن نماذجه ‪:‬‬ ‫اتجاهات تدريس‬
‫وقد توزع على المواد الدراسية‬
‫‪ -1‬نموذج التفكير االستقبالي ‪ :‬ويتم في هذا النموذج تعليم المفاهيم من خالل الخطوات‬
‫اآلتية ‪ :‬عرض المعلومات أمام المتعلم وتوضيح معنى المفهوم بأمثلة تؤيده وأخرى‬
‫تناقضه ثم يصوغ مع طالبه تعريفا له ‪ .‬ثم اختبار تحقق المفهوم بأمثلة إضافية‬
‫والتأكيد على المفهوم بأمثلة جديدة ‪ ،‬ثم تحليل استراتيجية التفكير بالمناقشة التي يقوم‬
‫بها الطالب للفرضيات ‪.‬‬
‫‪ -2‬نموذج التفكير االنتقائي ‪ :‬وفيه تطرح أمثلة متعددة للمفهوم ‪ ،‬ويترك الطالب لينتقدوا‬
‫صياغة التعريف‬ ‫‪،‬ويعاد‬
‫برامج خاصة‬ ‫‪،‬ويصنفوها ‪،‬ثم يختبر اكتسابهم للمفهوم بأمثلة إضافيةبناء‬ ‫األمثلة‬
‫الدراسية‬ ‫عبر المقرات‬
‫‪،‬ثم تحلل استراتيجية التفكير من خالل مناقشة األفكار والفرضيات) ‪.‬‬
‫‪ -3‬نموذج التفكير االكتشافي ‪ :‬يوضع الطالب في مواقف تعليمية تجعلهم يجربون‬
‫استقبالي اكتشاف بنية الموضوع الدراسي ‪،‬مما يثير حب االستطالع لديهم ‪،‬ويثير دافعيتهم تسريع التفكير‬
‫للتعلم ‪.‬ويتم التعلم االكتشافي بأسلوبين ‪:‬أحدهما يتم فيه توجيه الطالب بأسئلة حول‬
‫مشكالت تثير اهتمامهم وتفكيرهم للبحث عن الحل‪.‬والثاني حر يشترك فيه الطالب‬
‫تحسين التفكير‬
‫الحدس والتفكير التحليلي ‪.‬‬ ‫من خالل‬
‫اكتشافي‬
‫‪ -4‬نموذج التفكير االستقرائي ‪ :‬ويتكون من ثالث استراتيجيات هي‪)1 :‬تكوين المفهوم‬
‫بوضع العناصر في قوائم ومجموعات وفئات‪ )2 .‬تفسير البيانات بتحديد العالقات‬
‫وشرحها والوصول إلى االستدالل‪ )3.‬تطبيق المبادئ بوضع التوقعات وشرحها‬
‫مهارات التفكير‬ ‫استقرائي‬ ‫انتقائي‬
‫ودعمها والتحقق منها ‪.‬‬
‫نشاط تغذية راجعة‬
‫سم الطرائق وفق وصفها المرفق‪.‬‬

‫اسمها‬ ‫الطريقة‬
‫‪ -1‬تقوم على افتراض مشكلة مرتبطة بحياتهم واهتمامهم مما يدفعهم إلى‬
‫البحث عن الحلول‪.‬‬
‫‪ -2‬يعرض المعلم فيها األمثلة ويناقش الطالب ثم يستخلصون القاعدة‬
‫أو الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -3‬يقوم المعلم فيها بالعبء األكبر من الشرح والتفسير واستنباط النتائج‬
‫والتلخيص وعرض المعلومات بتسلسل ‪ ،‬فهو الملقي والطالب مستمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬يعطي المعلم القاعدة أو الحقيقة ‪ ،‬ثم يمثل عليها لتوضيحها‪.‬‬
‫‪ -5‬تجعل المتعلم محور العملية التعليمية مشاركا بفاعلية للوصول إلى‬
‫الحقائق والمعلومات اعتمادا على النفس بالبحث حولها وتحليلها ثم‬
‫مناقشتها في الفصل وإطالع الزمالء ‪ ،‬وتحدد مهمة المعلم في‬
‫اإلرشاد والتوجيه‪.‬‬

‫تعتمد على أن المدركات الحسية والحق)ائق ال)تي يكتس))بها عق)ل الط)الب تس)اعده على فهم حق)ائق ‪6-‬‬
‫‪ -7‬وتهتم باشتراك الطالب في استنباط المعلومات مع المعلم بتفاعل‬
‫وتجاوب بين السائل والمجيب‪ ،‬يطلعون فيه على الخطأ ‪،‬ويرشدون إلى‬
‫الصواب) ‪.‬‬

‫‪ :‬ذكر‬
‫ما أشهر طرائق التدريس !‬

‫اذكر اسم الطريقة التي تدرّس بها كثيرا أو تفضلها !‬


‫ما مميزات كل طريقة وما عيوبها في ثالث نقاط !‬

‫ثانيا ‪:‬‬
‫اإلعداد الذهني والكتابي للدروس‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلعداد الذهني والكتابي‪ #‬للدروس ‪:‬‬

‫زرت أحد المعلمين المتحمسين زيارة توجيهية في مدرسة ابتدائية عام ‪1416‬هـ ‪ ،‬وأعجبت بطريقة تدريسه‬

‫وتوزيعه زمن الحصة على خطوات الدرس واستثماره للسبورة وكراس اإلعداد ومناقشته طالبه وشده انتباههم‬

‫طوال الوقت ‪ ،‬وبعد الحصة أبديت له ذلك االنطباع ‪ .‬وعقب شهر تقريبا جئت المدرسة نفسها ألزور معلما‬

‫آخر فيها ‪.‬غير أن جدوله لم يكن مواتيا للزيارة ‪ ،‬فرأيت زيارة األخ الذي زرته في المرة السابقة ‪،‬ولكن فوجئت‬

‫في هذه المرة برجل آخر كان مشتت االنتباه مضطرب المعلومة ضعيف األداء ‪ ،‬وبعد الدرس التقيت به‬

‫واستفسرت عن سبب ما رأيت ‪،‬فأوضح لي أنه قدم من زيارة أهله وهم يقيمون في بلدة تبعد ثالثمائة كيل ‪،‬وقد‬

‫نسي عندهم كراس إعداد الدروس ‪ ،‬وكان مرهقا غير مستعد للدرس ‪.‬وق ّدرت له ظرفه ‪،‬واتفقت معه على أهمية‬

‫كراس إعداد الدروس للتذكير بأهداف الدرس و محتواه وخطواته و وسائله وتقويمه‪ .‬واستفدت من الموقف أال‬

‫أزور معلما دون موعد مسبق معلوم منذ بداية العام الدراسي ‪.‬‬

‫ينقسم إعداد الدروس إلى مرحلتين ‪ ،‬تتعلق األولى بالتفكير ‪ ،‬والثانية بالتنفيذ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعداد الذهني ‪:‬‬
‫يقوم على‪:‬‬

‫فهم األهداف العامة والخاصة للمادة الدراسية ‪،‬واشتقاق األهداف اإلجرائية ‪1-‬‬
‫‪.‬منها‬

‫‪:‬تحديد موضوع الدرس ومحتواه ‪2-‬‬

‫‪ .‬اختيار قدر يناسب وقت الدرس ‪-‬‬

‫‪ .‬تسهيل األفكار والمعلومات لتكون مناسبة‪ #‬لمستوى الطالب ‪-‬‬

‫‪ .‬ربطها بحياتهم بأمثلة واقعية ‪-‬‬

‫‪..‬ربطها بالدروس السابقة والالحقة ‪-‬‬

‫قراءته واستيعابه ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪.‬ويمكن للمعلم وضع خطوط تحت األفكار والمعلومات المهمة‪#‬‬

‫‪ .‬كما يمكنه‪ #‬االستعانة بالمراجع عند الحاجة ‪ .‬والمعلم الناجح يتالفى القراءة الخاطفة‬

‫‪ -2‬اإلعداد الكتابي ‪:‬‬

‫وهو التخيل المكتوب للدرس ‪ ،‬ويقوم على وضع خطة يسجلها المعلم يوميا‬
‫‪ .‬لدروس جدوله األسبوعي‬

‫‪ :‬مكوناته‬

‫مراحل الدرس ‪ ،‬وتحديد الوقت الالزم لكل خطوة ‪ ،‬واألهداف السلوكية ‪ ،‬المحتوى ‪ ،‬طريقة‬
‫التدريس ‪ ،‬النشاطات المصاحبة الوسائل وتقنيات التعليم المستخدمة ‪ ،‬أساليب التقويم ‪،‬‬
‫الملحوظات والواجبات‪.‬‬
‫وهي موضحة في الشكل التالي ‪:‬‬

‫(نموذج اإلعداد) الكتابي )‬

‫ج إعداد كتابي‬
‫الفصل ‪:‬‬ ‫الحصة ‪:‬‬ ‫موضوع الدرس ‪:‬‬ ‫المادة ‪:‬‬
‫التاريخ‪1424/ / #:‬هـ‬
‫الملحوظات‬ ‫الواجبا‬ ‫أساليب‬ ‫الوسائل‬ ‫النشاطات‬ ‫طريقة‬ ‫المحتو‬ ‫األهداف‬ ‫الزم‬ ‫مراح‬
‫ت‬ ‫التقويم‬ ‫التعليمي‬ ‫التدري‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫ة‬ ‫س‬ ‫الدرس‬
‫ملحوظات‬ ‫التي‬ ‫للتأكد‬ ‫الصفية ‪ :‬تحديد ما‬ ‫وردت‬ ‫إيراد‬ ‫لكل هي القائد للمعلم‬ ‫التمهيد)‬
‫تسجل بعد‬ ‫يكلف‬ ‫من‬ ‫كالقراءة ‪ ،‬يستخدم‬ ‫سابقا‬ ‫خطو تساعده في معرفة ما القدر‬ ‫العر‬
‫االنتهاء من‬ ‫بها‬ ‫استيعا‬ ‫منها في‬ ‫حل‬ ‫سيحققه‪.‬في المجاالت المحدد‬ ‫ة‬ ‫ض‬
‫الطالب الدرس‬ ‫ب‬ ‫التمرينات النشاطا‬ ‫من‬ ‫نظري ‪:‬المعرفية‪،‬‬ ‫الخاتم‬
‫لالستفادة‬ ‫الطالب ‪ :‬من‬ ‫ت في‬ ‫‪،‬الكتابة‬ ‫الموضو‬ ‫والوجدانية ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫منها‬ ‫القراءا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬اإلجابات ضوء‬ ‫ع‬ ‫والمهارية‬
‫مستقبال‬ ‫وتثبيت ت ‪،‬‬ ‫األهداف‬ ‫‪.‬‬ ‫وربط‬ ‫تصاغ سلوكيا‬
‫والحفظ ‪.‬تتضمن‪:‬‬ ‫ما‬ ‫وغير‬ ‫معلوما‬ ‫(إجرائيا) ‪ ،‬لتحدد‬
‫تعلموه ‪ ، ،‬والفهم تنفيذ‬ ‫الصفية‪:‬‬ ‫ت‬ ‫قدرة الطالب على‬
‫الدرس وما‬ ‫وقياس ‪،‬وحل‬ ‫في‬ ‫أداء عمل ما في وقت الدرس‬
‫ما تحقق التمرينا تحقق منه‬ ‫المعمل‬ ‫بحياة‬ ‫محدد بكيفية محددة‬
‫وتجاوب‬ ‫ت‪،‬‬ ‫من‬ ‫والمكتبة‬ ‫الطالب‬ ‫يمكن مالحظته‬
‫الطالب‬ ‫األهداف وكتابة‬ ‫والحديقة‬ ‫بأمثلة‬ ‫وقياسه ‪:‬‬
‫الدروس ‪،‬والصعوبا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬إصدار‬ ‫واقعية‪.‬‬ ‫أن ‪+‬فعل مضارع‬
‫ت‪،‬‬ ‫صورها ‪،‬‬ ‫المجالت‬ ‫سلوكي‪+‬متعلم‪+‬مص وربطها‬
‫ومعاني والمقترحا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬واالشترا‬ ‫بالدرو‬ ‫طلح من المادة‬
‫الشفهية الكلمات‪ .‬ت‪،‬‬ ‫ك في‬ ‫س‬ ‫‪+‬معيار األداء ‪+‬‬
‫‪،‬‬ ‫الجمعيات‬ ‫السابقة‬ ‫شروط األداء ‪.‬‬
‫الكتابية‬ ‫والمعار‬ ‫مثل ‪:‬‬
‫‪،‬األدائية)‬ ‫ض ‪...‬‬ ‫أن يعرِّ ف الطالب‬
‫‪،‬‬ ‫المثنى دون أخطاء‬
‫التعبيري‬ ‫في دقيقة‬
‫ة‪.‬‬

‫صفات المدرس الكفوء والطالب الناجح في ضوء العملية التدريسية‬


‫لكل من المعلِّم وال ُمتعلِّم‪ #‬سلوك يحدد أفعاله وفق مايتناسب مع الموقع ال‪##‬ذي يش‪##‬غله‪ ،‬وللعلم أهمي‪##‬ة ك‪##‬برى‬
‫تجعل من الطرفين موضع اهتمام خاص في حياة األمم‪ ،‬ومن هنا كان السلوك أم‪##‬ر في غاي‪##‬ة األهمي‪##‬ة في‬
‫حياتهما‪.‬‬
‫وبذلك فالمعلم يعد جزءا من البيئة التعليمية للمتعلم ومؤثرا في تعلمه بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث اليمكن تحقي‪##‬ق‬
‫االهداف التربوية المنشودة بدون وجود المدرس الكفوء مهما تكاملت الظروف االخرى‪.‬‬
‫إذ إن المن‪#‬اهج والتنظيم التعليمي واالجه‪##‬زة م‪#‬ع اهميته‪#‬ا تتض‪##‬اءل فاعليته‪#‬ا ام‪##‬ام هيئ‪#‬ة المعلم حيث انه‪#‬ا‬
‫التكتس‪##‬ب حيويته‪##‬ا اال من خالل شخص‪##‬يته‪ .‬فه‪##‬و ي‪##‬ؤثر في س‪##‬لوك المتعلم وفك‪##‬ره وعواطف‪##‬ه‪ ،‬وه‪##‬و ال‪##‬ذي‬
‫يوجهه باتصاله المستمر بالمثل والقيم العليا التي يرسمها له‪ ،‬وعليه فهو يحدد مص‪##‬ير االجي‪##‬ال الطالبي‪##‬ة‬
‫المعدة لبناء المجتمع وتطويره بعد االنتهاء من عملية التعلم‪.‬‬
‫ويساهم المعلم كذلك في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي الى امام بوتائر متص‪##‬اعدة لكون‪##‬ه عنص‪##‬را‬
‫فاعال في تحقيق اهداف التربية بما يتالئم مع احتياجات المجتمع التنموية المستقبلية‪.‬‬
‫ان التعليم ه‪##‬و عملي‪##‬ة بحث متواص‪##‬لة تتم في اط‪##‬ار عالق‪##‬ات انس‪##‬انية مباش‪##‬رة بين ط‪##‬رفين هم‪##‬ا المعلم‬
‫والمتعلم‪ ،‬وبذلك ف‪#‬التعليم عملي‪##‬ة اختب‪##‬ار مس‪##‬تمرة تت‪##‬بين من خالله‪##‬ا ق‪##‬درات المعلم الشخص‪##‬ية والعلمي‪##‬ة‪،‬‬
‫ويحصل من خاللها التحول الن‪##‬وعي بص‪##‬ورة تدريجي‪##‬ة في القيم الس‪##‬لوكية للمعلم‪ ،‬حيث تنتق‪##‬ل من كونه‪##‬ا‬
‫قيما مكتسبة الى قيم ذاتية وتصبح جزءا من شخصيته لتحوله الى شخصا مربيا‪.‬‬
‫ويع‪##‬ول على المعلم في التغي‪##‬ير الج‪##‬ذري للمن‪##‬اهج الدراس‪##‬ية‪ ،‬وفي مج‪##‬رى العملي‪##‬ة التعليمي‪##‬ة ووس‪##‬ائلها‬
‫وانشطتها‪ .‬فيجب ان يتميز بثقافة ودراية كاملة وان يكون متمرسا بأساليب التربية‪ ،‬فضال عن تمكنه من‬
‫المهارات الالزمة الستخدام مختلف التقنيات التربوية التي تاخ‪##‬ذ به‪##‬ا العملي‪##‬ة التربوي‪##‬ة المتط‪##‬ورة في أي‬
‫مجتمع من المجتمعات التي تسعى الى تحسين نوعية العملية التعليمية لطلبتها‪.‬‬
‫يقول االستاذ الدكتور موفق عب‪##‬دالعزيز الحس‪##‬ناوي في المعه‪##‬د التق‪##‬ني في الناص‪##‬رية بجمهوري‪##‬ة الع‪##‬راق‬
‫حاول التربويون اعتماد فلسفة حديثة مبنية على اقامة عالقات انسانية بين الط‪##‬الب والم‪#‬درس‪ ،‬واعتب‪##‬ار‬
‫ه‪#‬ذه العالق‪#‬ات مح‪#‬ورا اساس‪#‬يا في خل‪#‬ق اج‪#‬واء تعليمي‪#‬ة ص‪#‬حيحة‪ .‬وب‪#‬ذلك تغ‪#‬ير دور الم‪#‬درس في ض‪#‬وء‬
‫الفلس‪##‬فة التربوي‪##‬ة الحديث‪##‬ة من كون‪##‬ه مرس‪##‬ال للمعلوم‪##‬ات فق‪##‬ط‪  ،‬الى مهم‪##‬ة مس‪##‬اعدة الطلب‪##‬ة في تعليمهم‬
‫واكتشافهم للمعلومات‪ ،‬واصبحت مسؤوليته التدريسية والتوجيهية واالرشادية اك‪##‬ثر من الس‪##‬ابق‪ ،‬وتق‪##‬ع‬
‫على عاتقه مه‪##‬ام كث‪##‬يرة فه‪##‬و لم يع‪##‬د ن‪##‬اقال للمعرف‪##‬ة فق‪##‬ط‪  ،‬وانم‪##‬ا اتخ‪##‬ذ التربي‪##‬ة وس‪##‬يلة فاعل‪##‬ة للنه‪##‬وض‬
‫بالمجتمع وتطويره‪ .‬واصبح دوره حيويا في بناء شخصية الطالب وتكوين اتجاهاته الوطني‪##‬ة والتربوي‪##‬ة‪،‬‬
‫وهو الذي يوجه نشاط طلبته ويبعث في نفوسهم الرغبة في الدراسة واالقبال عليها‪.‬‬
‫وأضاف الحسناوي اليوجد نمط واحد تكون عليه شخصية المدرس الناجح‪  ،‬ومن االسباب ال‪##‬تي ادت الى‬
‫صعوبة النجاح في التدريس بشكل ت‪#‬ام ه‪#‬و ك‪#‬ون الم‪#‬درس يتعام‪#‬ل م‪#‬ع االنس‪#‬ان‪ ،‬وه‪#‬و من اك‪#‬ثر االش‪#‬ياء‬
‫تعقيدا النه عبارة عن سلوك ومشاعر مختلفة تتباين بدرجة كبيرة بين طالب واخر‪.‬‬
‫واهتمت الكثير من الدراسات والبحوث بالعالقة بين المدرس والطالب‪  ،‬واهمية نوع العالقة الس‪#‬ائدة بين‬
‫الطلبة ومدرسيهم وانها تؤثر على في سلوك الطالب سلبا اوايجابا‪  .‬‬
‫وركزت بعض هذه الدراسات حول الصفات الجيدة التي يفضلها الطلب‪##‬ة في مدرس‪##‬يهم‪ ،‬س‪##‬واء ك‪##‬انت ه‪##‬ذه‬
‫الصفات تتعلق بشخصية المدرس وسيرته الشخصية اوبتمكنه من المادة العلمية التي يقوم بتدريسها‪.‬‬
‫وبينت هذه الدراسات الدور الفاعل للمدرس في توفير المناخ االجتماعي والنفسي داخل الصف‪ ،‬فقد وجد‬
‫بأن هناك عالقة قوية بين المناخ السائد في اثناء التدريس ونوع ونواتج التعلم‪ ،‬فالمناخ الذي يسود في‪##‬ه‬
‫الشعور بالدفء يساعد في تحقيق الكثير من االهداف التي يسعى المدرس الى تحقيقه‪##‬ا‪ ،‬الى ج‪##‬انب ذل‪##‬ك‬
‫فأنه يساعد على زيادة دافعية الطلبة للتعلم وزيادة مشاركتهم االيجابية في االنشطة الصفية‪.‬‬
‫وفي ضوء ماتقدم نرى انه من الضروري ان يتمتع مدرسينا بعدد من الخصائص االيجابي‪##‬ة ال‪##‬تي تجعلهم‬
‫محبوبين من قبل طلبتهم واالفراد العاملين معهم‪  ،‬وكذلك ي‪##‬ؤدون واجبهم العلمي وال‪##‬تربوي واالرش‪##‬ادي‬
‫للطلبة بصورة فاعلة‪  ،‬ولكي ينالوا رضا هللا العلي القدير اوال‪  ،‬ورض‪##‬ا ض‪##‬مائرهم ثاني‪##‬ا‪  ،‬ورض‪##‬ا طلبتهم‬
‫ثالثا‪.‬‬
‫ومن الصفات التي نرى انه من المناسب للمدرس الناجح االتصاف بها ومحاول‪#‬ة تعزيزه‪#‬ا بدرج‪#‬ة كب‪#‬يرة‬
‫ليكون مدرسا ناجحا في نظر طلبته وزمالئه المدرسين والمختصين في العملية التعليمي‪#‬ة هي أن يك‪#‬ون ‪:‬‬
‫مؤمنا بعظمة الخ‪##‬الق العظيم وهدايت‪##‬ه للعق‪##‬ل االنس‪##‬اني لالبتك‪##‬ار واالب‪##‬داع لغ‪##‬رض تط‪##‬وير االنس‪##‬انية‪  ،‬ذو‬
‫شعور وطني عالي يضع مصلحة البوطن العليا فوق جميع االعتبارات‪  ،‬متمكن‪##‬ا من الم‪##‬ادة العلمي‪##‬ة ال‪##‬تي‬
‫هو بصدد تدريسها وكفوءا في ايصال المعلومات للطلب‪##‬ة‪  ،‬متواض‪##‬عا والي‪##‬ترفع على االخ‪##‬رين‪  ،‬متحمس‪##‬ا‬
‫اثناء طرح المادة العلمية ليكون قادرا على اقناع الطلبة بأهمي‪##‬ة دراس‪##‬تها‪  ،‬يحف‪##‬ز الطلب‪##‬ة على المناقش‪##‬ة‬
‫وطرح االسئلة الذكية والمعمقة‪ #‬اثناء المحاض‪#‬رة‪  ،‬يرش‪##‬د الطلب‪##‬ة دوم‪#‬ا للحف‪##‬اظ على ممتلك‪#‬ات المؤسس‪##‬ة‬
‫التعليمية العاملين فيها وممتلكات الوطن العامة وعدم االضرار به‪##‬ا من قب‪##‬ل الطلب‪##‬ة‪  ،‬مس‪##‬اهما في تق‪##‬ديم‬
‫العون والنصح للطلبة دوما وفي جميع المواقف التي يحتاج فيها الطلبة لذلك الع‪##‬ون‪  ،‬ع‪##‬ادال ونزيه‪##‬ا في‬
‫تعامله مع الطلبة وابتع‪#‬اده عن التح‪#‬يز‪  ،‬ملتزم‪#‬ا بمواعي‪#‬د المحاض‪#‬رات والواجب‪#‬ات المكل‪#‬ف به‪#‬ا من قب‪#‬ل‬
‫االدارات المدرسية‪  ،‬متفهما لمشكالت الطلبة ومساهما في حلها ان استطاع ل‪##‬ذلك س‪##‬بيال‪  ،‬يكل‪##‬ف الطلب‪##‬ة‬
‫ب‪##‬أجراء البح‪##‬وث والدراس‪##‬ات واالنش‪##‬طة العلمي‪##‬ة االض‪##‬افية عن الم‪##‬ادة‪  ،‬حازم‪##‬ا ج‪##‬دا م‪##‬ع الطلب‪##‬ة ال‪##‬ذين‬
‫يح‪##‬اولون الغش والته‪##‬اون في اداء الواجب‪##‬ات الدراس‪##‬ية المكلفين به‪##‬ا‪  ،‬مش‪##‬اركا للطلب‪##‬ة في النش‪##‬اطات‬
‫الالصفية واالجتماعية والترفيهية‪  ،‬متوسعا في اعطاء المعلومات االضافية للطلب‪##‬ة وغ‪##‬ير مقتص‪##‬را على‬
‫الكتب المنهجي‪##‬ة المق‪##‬ررة فق‪##‬ط‪  ،‬حاث‪##‬ا للطلب‪##‬ة على اس‪##‬تخدام‪ #‬المص‪##‬ادر الخارجي‪##‬ة ومص‪##‬ادر المعلوم‪##‬ات‬
‫واالتصاالت الحديثة لالستزادة من المعلومات‪  ،‬مثقفا وواسع االطالع في مختلف التخصص‪##‬ات‪  ،‬ش‪##‬عوره‬
‫ع‪##‬الي بالمس‪##‬ؤولية الوطني‪##‬ة والديني‪##‬ة‪  ،‬ذو شخص‪##‬ية قوي‪##‬ة‪  ،‬قيم‪##‬ا في س‪##‬لوكه االجتم‪##‬اعي م‪##‬ع االخ‪##‬رين‬
‫والتوجد لديه هفوات اخالقي‪#‬ة‪  ،‬ص‪#‬وته واض‪#‬حا ومس‪#‬موعا لجمي‪#‬ع الطلب‪#‬ة وذو ن‪#‬برات متغ‪#‬يرة بين ف‪#‬ترة‬
‫واخرى لش‪##‬د انتب‪##‬اه الطلب‪##‬ة للم‪##‬ادة الدراس‪##‬ية اثن‪##‬اء المحاض‪##‬رة‪  ،‬متم‪##‬يزا بض‪##‬بط النفس والتحكم بدوافع‪##‬ه‬
‫وعواطفه في مختلف الظروف داخل المحاضرة‪  ،‬انيقا في مظهره وملبسه وع‪##‬دم المغ‪##‬االة غ‪##‬ير الم‪##‬بررة‬
‫فيها‪  ،‬تعامله مرحا مع الطلبة مقرون‪##‬ا ب‪##‬االحترام من قب‪##‬ل الجمي‪##‬ع‪  ،‬م‪##‬دافعا عن الح‪##‬ق دائم‪##‬ا مهم‪##‬ا ك‪##‬انت‬
‫الظروف والمالبسات‪  ،‬س‪##‬ريع البديهي‪##‬ة ولبق‪##‬ا م‪##‬ع االخ‪##‬رين‪  ،‬واليت‪##‬أخر في تص‪##‬حيح االوراق االمتحاني‪##‬ة‬
‫ويسلمه للطلبة بعد وقت قصير من االمتحان‪  ،‬اضافة الى العديد من الص‪##‬فات االخ‪##‬رى ال‪##‬تي تتناس‪##‬ب م‪##‬ع‬
‫متطلبات المواقف التربوية المختلفة والمتغيرة‪.‬‬
‫ركائز الحضارة االنسانية‬
‫الخل‪##‬ق وبل‪##‬وغ‬‫‪ ‬وتتصف ركائز الحضارة اإلنسانية بمجموع معطياته‪##‬ا بأنه‪##‬ا خاض‪##‬عة لق‪##‬وانين ال‪##‬والدة او َ‬
‫الذروة ومن ثم األفول او التالشي واالختفاء‪ ،‬كما في حي‪##‬اة الكائن‪##‬ات والنج‪##‬وم‪ #‬والك‪##‬واكب‪ #‬وك‪##‬ذا األع‪##‬راف‬
‫والقيم الوضعية‪ ،‬لكن عنصر العلم وحده يتميز دون‪#‬ا ً ع ّم‪#‬ا يحيط‪#‬ه ببس‪#‬ط جناح‪#‬ه على‪ ،‬الماض‪#‬ي من خالل‬
‫البناء على األسس التي سبقته‪ ،‬وعلى الحاضر عن طريق المكتسبات المتولدة نتيجة اإلضافات المرحلية‬
‫التي أتى بها‪ ،‬وعلى المستقبل بعدما شرع األبواب امام تط‪##‬وير تل‪##‬ك المكتس‪##‬بات بعمومه‪##‬ا‪ ،‬وب‪##‬ذلك ينف‪##‬رد‬
‫ال ِعلم عن باقي مرتكزات الحضارة اإلنسانية بإكتسابه صفة الديمومة والموائَمة لكل عصر‪..‬‬
‫وبيّن هللا تع‪##‬الى ت‪##‬رتُّب قب‪##‬ول الح‪##‬ق واألخ‪##‬ذ ب‪##‬ه على الت‪##‬ذ ّكر‪ ،‬والت‪##‬ذكر على الخش‪##‬ية‪ .‬وحص‪##‬ر الخش‪##‬ية في‬
‫سيذكر من يخشى و إنما يخشى هللا من عباده العلماء‪.‬‬ ‫العلماء فقال‪ّ  ‬‬
‫وس ّمى هللا سبحانه العلم بالحكمة وعظّم امر الحكم‪##‬ة فق‪##‬ال‪  ‬ومن ي‪##‬ؤتى الحكم‪##‬ة فق‪##‬د أوتي خ‪##‬يرا كث‪##‬يرا"‪،‬‬
‫ومعروف ان حاصل تفسير الحكمة هو مواعظ القرآن والفهم والنب ّوة كما في اآلي‪##‬ة الكريم‪##‬ة " فق‪##‬د آتين‪##‬ا‬
‫ال ابراهيم الكتاب والحكمة‪ #.‬فالكل يرجع الى العلم‪.‬‬
‫ورجح سبحانهُ العالِمين على كل َمن سواهم فقال هل يستوي الذين يعلمون والذين اليعلم‪##‬ون إنم‪##‬ا يت‪##‬ذكر‬
‫أولوا األلباب وقرنَ في كتاب‪##‬ه العزي‪##‬ز بين عَش‪##‬رة‪ :‬بين الخ‪##‬بيث والطيّب وبين األعمى والبص‪##‬ير والظلم‪##‬ة‬
‫والنور والحياة والموت والظل والحرور‪ .‬وإذا تأملنا تفسير ذلك وجدنا مرجعه جميعا الى العلم‪.‬‬
‫خص عزوجل في كتابه الك‪##‬ريم العلم‪##‬اء بخمس من‪##‬اقِب هي‪ ،‬االيم‪##‬ان ‪ ‬والراس‪##‬خون في العلم يقول‪##‬ون‬ ‫َّ‬ ‫وقد‬
‫آمنّا به‪ ،‬والثانية التوحي‪##‬د ‪ ‬ش‪##‬هد هللا ان‪##‬ه ال ال‪##‬ه إال ه‪##‬و والمالئك‪##‬ة وأول‪##‬وا العلم‪ ،‬والثالث‪##‬ة البك‪##‬اء والح‪##‬زن‬
‫ويخ ّرون لألذق‪##‬ان يبك‪##‬ون‪ ،‬والرابع‪##‬ة الخش‪##‬وع ان ال‪##‬ذين أوت‪##‬وا العلم من قبل‪##‬ه‪ ..‬والخامس‪##‬ة الخش‪##‬ية‪  ‬إنم‪##‬ا‬
‫يخشى هللا من عباده العلماء‪.‬‬
‫واما ما ُذ ِكر من الحديث في فضل العلم والعلماء والمتعلِّمين فهناك أحاديث تنبو عن الحص‪##‬ر ومنه‪##‬ا ق‪##‬ول‬
‫النبي االكرم (ص)‪ّ ،‬من يُرد هللا به خيرا يفقهه في الدين‪.‬‬
‫وقال (ص) َمن جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به اإلسالم كان بينه وبين االنبي‪##‬اء درج‪##‬ة واح‪##‬دة في‬
‫س‪#‬نّتي ويعلّمونه‪##‬ا‬ ‫الجنة‪  .‬وقال (ص) رحم هللا ُخلفائي فقيل و َمن خلفاؤك يارسول هللا فقال‪ ،‬الذين يحيون ُ‬
‫عباد هللا‪ .‬وقال (ص) فقيه واحد أش ُّد على الشيطان من الف عابد‪.‬‬
‫مما تقدم تتضح لنا جليا اهمية العلم والتعلّم في حي‪##‬اة االنس‪##‬ان والم‪##‬دى الكب‪##‬ير من تالص‪##‬ق ص‪##‬فة التعظيم‪#‬‬
‫والتوقير والرفعة لل ُمعلّم وال ُمتعلّم على السواء‪ .‬ولكن هناك ام‪##‬ور عدي‪##‬دة تجب على ك‪##‬ل واح‪##‬د منهم وك‪##‬ذا‬
‫امور اخرى تتعلق بهما معاً‪.‬‬
‫من هن‪##‬ا‪ ،‬يجب على المعلِّم والمتعلِّم ان يقص‪##‬دا بعملهم‪##‬ا وج‪##‬ه هللا تع‪##‬الى وامتث‪##‬ال أم‪##‬ره وإص‪##‬الح النفس‬
‫ش‪#‬هرة او تميُ‪#‬ز عن‬ ‫وارشاد العباد الى معالم ال‪#‬دين واليقص‪#‬دا غ‪#‬رض ال‪#‬دنيا من تحص‪#‬يل م‪#‬ال او ج‪#‬اه او ُ‬
‫االشباه او المفاخرة لألقران او الترفُّع على االخوان ونحو ذلك من االغراض الفاسدة التي تُثم‪#‬ر ُ‬
‫الخ‪ #‬ذالن‬
‫‪#‬وجب ال َمقت وتف‪ّ #‬وت ال‪##‬دار اآلخ‪##‬رة والث‪##‬واب ال‪##‬دائم‪ ،‬فيص‪##‬يرا كم‪##‬ا ق‪##‬ال ع‪##‬ز من قائ‪##‬ل من‬ ‫من هللا تعالى وت‪ِ #‬‬
‫صنعا‪.‬‬‫األخسرين أعماالً‪ ،‬الذين ظ َّل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يُحسنون ُ‬
‫وقد نبّه رسول هللا (ص) الى اهمية التحلّي بالصفات واالخالق الحميدة التي يجب على اهل العلم وطالبيه‬
‫العلم ليجاري ب‪##‬ه العلم‪##‬اء اوليُم‪##‬اري ب‪##‬ه‬ ‫طلب ِ‬
‫َ‬ ‫وحذر تحذيرا شديدا من ِخالفها‪ ،‬فقال (ص) " َمن‬ ‫ّ‬ ‫إمتالكها‬
‫السفهاء او يَصرف به وجوه الناس اليه أدخلَهُ هللا النار‪.‬‬
‫وقال (ص) أش ُّد الناس عذابا يوم القيامة عال ٌم لم ينفعهُ ِعلمهُ‪ .‬وقال (ص)‪  ‬من قال انا عالم فهو الجاهل‪.‬‬
‫العلم وطالبه على القيام بالشعائر اإلس‪##‬المية وظ‪##‬واهر األحك‪##‬ام كإقام‪##‬ة الص‪##‬الة في‬ ‫ضرورة ِحفاظ صاحب ِ‬
‫مس‪##‬اجد الجماع‪##‬ات وإفش‪##‬اء الس‪##‬الم للخ‪##‬واص والعم‪##‬وم مبت‪##‬دءاً ومجيب‪#‬اً‪ ،‬واالم‪##‬ر ب‪##‬المعروف والنهي عن‬
‫ال ُمنكر والصبر على األذى بسبب ذلك‪ ،‬صادعا ً بالحق ب‪##‬اذالً نفس‪##‬ه هلل‪ ،‬متأس‪##‬يا في ذل‪##‬ك ب‪##‬النبي (ص) وآل‬
‫بيته (ع)‪ ،‬متذكراً مانزل بهم من المحن عند القيام بأوامر هللا تعالى‪.‬‬
‫كما يجب ان اليرضى من أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز بل يأخذ نفسه بأحسنها وأكمله‪##‬ا‪ ،‬ف‪##‬إن العلم‪##‬اء‬
‫هم القدوة واليهم المرجع‪ ،‬وهُم حجة هللا على العوام‪ ،‬وقد يراقبهم لألخذ منهم َمن الينظرون اليه ويقتدي‬
‫بهم َمن اليعلمون به‪.‬‬
‫العلم او طالبه ان يسأل أحداً تعنتا ً او تعجيزاً بل ان سؤال متعلّم هلل او معلّم ل ‪#‬هُ منب ‪#‬هٌ‬ ‫وكذا اليجب لصاحب ِ‬
‫على الخير‪ ،‬قاصد لإلرشاد او االسترشاد‪ ،‬فهنا تظه‪##‬ر زب‪##‬دة التعليم والتعلُّم‪ ،‬فأم‪##‬ا اذا قص‪##‬د مج‪##‬رد الم‪##‬راء‬
‫والجدل وحب الغلبة فإن ذلك يثمر في النفس ملكة رديئة وسجية خبيثة ويستوجب المقت من هللا تع‪##‬الى‪،‬‬
‫وفيه باالضافة الى ذلك عدة معاصي كأيذاء المخاطب او تجهيله او إظهار الثناء للنفس وتزكيتها‪..‬‬
‫وقد اكد هللا تعالى على لسان نبيه وأئمته األطهار تحريم المراء‪ ،‬فق‪##‬ال (ص)‪ :‬ال تم‪##‬ا ًر أخ‪##‬اك وال تمازح‪##‬ه‬
‫وال ت ِعده موعداً فتخلفه‪ .‬وقال (ص)‪ :‬ذروا المراء فإنه التُفهم حكمته وال تؤمن فتنته‪.‬‬
‫من صفات المعلم الناجح‬
‫للمعلم مهمة عظيمة جدا ‪ ,‬ورسالة هي من انبل الرسالت واهمها وليكون المعلم ناجحا في عمله ومهنته‬
‫‪ : ‬البد له من صفات واخالق يتصف بها ومن اهمها‬

‫المعلم الناجح يتصف بصفة االخالص لوجه هللا تعالى ‪ ,‬فعلى المعلم ان يحتسب االجر والثواب من هللا ‪1-‬‬
‫تعالى فيما يقدم من جهد وبذل وعطاء النجاح العملية التعليمية ‪ ,‬وال يكون اجتهاده مقابل ان يتقرب الى‬
‫‪ . ‬االدارة او المدير او ان يحظى بمنصب او مدح وثناء من قبل زمالئه وادارته‬

‫المعلم الناجح هو المعلم الذي يتحدث عن الكيفية‪ #‬التي يريد ان تنجز بها االشياء وما يمكن ان ‪2-‬‬
‫يحدث ‪ ,‬وفرص النجاح الممكنه ‪ ,‬وقدرات الطالب واالفكار الجديدة ‪ ,‬اما المعلم االقل كفاءة فيتحدث عن‬
‫فشل الطالب ومساوىء التعليم ‪ ,‬وكيف انه كان محقا طوال الوقت ‪ ,‬ويبحث دائما عن اشخاص اخرين‬
‫‪ .‬يلقي عليهم اللوم‬

‫المعلم الناجح يعي جيدا اهمية االهداف فتجده يضع االهداف ويرسمها الن وضع االهداف وتحديدها ‪3-‬‬
‫يساعد المعلم في انجاح العملية التعليمية ‪ ,‬والنها تضع امامه مهمات وواجبات محددة يعمل على التفكير‬
‫في طرق تحقيقها ‪ .‬اما المعلم االقل كفاءة فهو يعمل بعشوائية‪ #‬وبدون تحديد لالهداف فيكون الناتج‬
‫‪ .‬مخرجات تعليمية فاشلة‬

‫المعلم الناجح يعلم ان هذه المهنة امانة فيحملها كاملة ويأدها كاملة متمثال قول الرسول صلى هللا ‪4-‬‬
‫‪ ". ‬عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‬

‫المعلم الناجح دائما يتذكر ان عظماء التاريخ خرجوا من تحت ايدي المعلمين فكم من رئيس دولة ‪5-‬‬
‫ووزير ومدير وطبيب ومهندس كان في يوم من االيام طالبا عند معلم من المعلمين الناجحين ‪ .‬فال تقلل‬
‫من شأنك ومن اهميتك ودورك في رفد المجتمع بالكفاءات البشرية الناجحه‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ ‬صفات المعلم ( المثالي ‪ ،‬المتميز ‪ ،‬الناجح‪ ‬‬


‫‪ .‬يحب مهنته ويخلص لها ويتفانى في خدمتها‪1) ‬‬
‫‪ .‬االطالع المستمر وااللمام بكل جديد في المادة‪2) ‬‬
‫‪ .‬استخدام‪ #‬الوسائل التعليمية واألجهزة المختلفة ( كمبيوتر ‪ ،‬انترنت ‪... ،‬الخ)‪3) ‬‬
‫‪ .‬ربط المادة العلمية بالبيئة أثناء شرح الدرس‪4) ‬‬
‫‪ .‬االعداد الجيد للدرس والتحضير الكتابي والذهني‪5) ‬‬
‫‪ .‬الحرص على تقويم الطالب باستمرار ومراعاة الفروق الفردية‪6) ‬‬
‫‪ .‬وضع خطط عالجيه للطالب الضعاف للنهوض بمستواهم العلمي‪7) ‬‬
‫‪ .‬الحرص على حب الطالب وتجنب السخرية بهم‪8) ‬‬
‫‪ .‬تجنب االنفعال‪ #‬الزائد والتحلي بالصبر والحكمة وسعة الصدر والتأني في اصدار األحكام‪9) ‬‬
‫‪ .‬االستادة من المعلمين ذوي الخبرة واكتساب بعض مالديهم من مهارات تدريسية‪10) ‬‬
‫‪ .‬الحرص على الحضور المبكر للمدرسة واالنصرا بعد نهاية الدوام‪11) ‬‬
‫‪ .‬االلتزام بمواعيد الحصص المكلف بها‪12) ‬‬
‫‪ .‬االلتزام بكل مايكل به من قبل االدارة أو المشرف في مصلحة الطالب‪13) ‬‬
‫‪ .‬الحرص على استمرار العالقة الجيدة بين البيت والمدرسة‪14) ‬‬
‫‪ .‬االتصاف بالخلق الحسن والصدق واألمانة‪15) ‬‬
‫‪ .‬اتقان المادة التي يقوم بتدريسها‪16) ‬‬
‫‪ .‬المام المعلم بخصائص نمو التالميذ في المرحلة التي يدرسها‪17) ‬‬
‫‪ .‬المام المعلم بأهداف المنهج والمادة التي يدرسها‪18) ‬‬
‫‪ .‬المشاركة الفعالة في األنشطة المدرسية المختلة‪19) ‬‬
‫‪ .‬تفعيل دوره في االشراف اليومي‪20) ‬‬
‫‪ .‬زيارة مركز مصادر التعلم واالستفادة منه في تنفيذ بعض الدروس‪21) ‬‬
‫‪ .‬تقبل أراء اآلخرين ومناقشتها باسلوب هاديء وبناء‪22) ‬‬
‫‪ .‬العالقة المتميزة والجيدة مع جميع المعلمين والموظفين في المدرسة‪23) ‬‬
‫‪ .‬االخالص في العمل هلل سبحانه وتعالى وأن يجعل مخافة هللا نصب عينيه أثناء أداء عمله‪24) ‬‬
‫‪ .‬احترام القواعد واللوائح واألنظمة التي تنظم العمل‪25) ‬‬
‫‪ .‬شجيع التالميذ على التعلم داخل المدرسة وخارجها بكل الوسائل‪26) ‬‬
‫‪ .‬استغالل أوقات الراغ في المدرسة بمايعود بالنفع على التالميذ‪27) ‬‬
‫‪ .‬العمل على إكتشاف مواهب التالميذ وإنمائها‪28) ‬‬
‫‪ .‬أن يكون المعلم قدوة حسنة لطالبه في سلوكه وتصرفاته‪29) ‬‬
‫‪ .‬أن يتودد المعلم لطالبه ويغرس فيهم محبته وأن يكون عطوفا ً عليهم محبا ً لهم‪30) ‬‬
‫‪ .‬أن يستخدم المعلم الحوافز التشجيعية للطالب عند التدريس وتصحيح الكتب والدفاتر‪31) ‬‬
‫‪ .‬العنايه بمظهره العام‪32) ‬‬
‫‪ .‬حسن التصرف في مواجهة المشكالت والصعوبات‪33) ‬‬
‫‪ .‬اعداد خطة متكاملة منذ بداية العام الدراسي وحتى نهايته‪34) ‬‬
‫‪ .‬التعاون مع ادارة المدرسة والمعلمين والزمالء‪35) ‬‬
‫‪ .‬الحرص على المصلحة العامة للمدرسة‪36) ‬‬
‫‪ .‬المحاظة وااللتزام بالعادات والتقاليد االسالمية وغرسها في نفوس الطالب‪37) ‬‬
‫‪ .‬استغالل امكانات المدرسة المختلفة من معامل ووسائل وأدوات لالفادة منها‪38) ‬‬
‫‪ .‬تجده مرة معلم ومرة مربي ومرة مرشداً طالبيا ً ومرة إداريا ً‪39) ‬‬
‫‪ .‬يترك بصمات واضحة على جميع مناحي المدرسة‪40) ‬‬
‫‪ .‬البعد عن العقاب البدني واستخدام‪ #‬أساليب التحفيز والتشجيع للطالب‪41) ‬‬
‫‪ .‬زرع المنافسة الشريفة بين الطالب‪42) ‬‬
‫‪ ‬مخاطبة الطالب على قدر عقولهم‪43) ‬‬

‫صفات المعلم المسلم من الهدي النبوي‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫خلفية عـــامة ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ "        ‬ال أحد ينكر ما للمعلم من تأثير في المواقف التربوية ‪ ،‬إذا أنه يعتبر سيده والقائد لمن فيه‬
‫‪ ،‬وهو الذي يهيئ لهم الس‪##‬بل لالنتف‪#‬اع بم‪#‬ا يحوي‪#‬ه المنهج "‪ ]1[  ‬يق‪#‬ول الحس‪#‬ن البص‪##‬ري رحم‪##‬ه‬
‫هللا ‪  ( :‬لوال العلماء – أي المعلمون – لصار الناس مثل البهائم ‪ ،‬أي انهم ب‪##‬التعليم يخرج‪##‬ونهم من‬
‫حضيض البهيمية إلى األفق اإلنسانية) " (سنن الدار مي)‬
‫‪      ‬وي‪##‬رى د‪ /‬احم‪##‬د حس‪##‬ن عبي‪##‬د ‪ " :‬أن ن‪##‬وع األم‪##‬ة يتوق‪##‬ف على ن‪##‬وع المواط‪##‬نين ال‪##‬ذين تتك‪##‬ون‬
‫منهم ‪ ،‬وان نوع‪    ‬الموطنين يتوقف إلى حد كبير على نوع التربية التي يتلقونها وإن أهم العوامل‬
‫في تقرير نوعية التربية هو نوع‪ ‬المعلمين"‪ " ،]2[ ‬ولو شبهنا المدرسة والمجتم‪##‬ع بك‪##‬ائن ينبض‬
‫بالحياة والنشاط‪ ،  ‬للزمنا‪  ‬أن نضع المعلم موضع القلب الذي يزود أعض‪##‬اء الجس‪##‬م بك‪##‬ل مقوم‪##‬ات‬
‫الحياة ‪..‬ألنه متى ص‪#‬لح المعلم ص‪#‬لحت المدرس‪#‬ة وص‪#‬لح المجتم‪#‬ع ‪ ،‬وم‪#‬تى فس‪#‬د‪-  ‬والعي‪#‬اذ باهلل –‬
‫ساءت حال المدرسة‪ #‬وتردى المجتمع إلى حضيض التأخر واالنحط‪##‬اط "‪ . ]3[ ‬ل‪##‬ذلك يعت‪##‬بر المعلم‬
‫حج‪#‬ر الزاوي‪#‬ة في العملي‪#‬ة التربوي‪#‬ة والتعليمي‪#‬ة وبنجاح‪#‬ه في أداء عمل‪#‬ه‪  ‬تتحق‪#‬ق جمي‪#‬ع األه‪#‬داف‬
‫المرسومة مهما كانت الصعوبات واإلمكانيات‪.‬‬
‫‪      ‬وبالرغم مما في مهنة التعليم من مشقة وصعوبات ال تساويها أي مهنة أخرى ‪ ،‬أال ان‪#‬ه يقاب‪#‬ل‬
‫ذلك من الفضل والرفعة‪  ‬واألجر للمعلم متى اخلص واتصف بالصفات الحميدة م‪##‬اال يج‪##‬ده غ‪##‬يره ‪،‬‬
‫يقول النبي‪ " :r ‬إن هللا ومالئكته وأهل‪    ‬السموات واألرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت‬
‫ليصلون على معلم الناس الخير‪(    )    ‬ابن عبد البر – بيان العلم وفضله)‬
‫‪      ‬وذك‪##‬ر ال‪##‬دار مي في مس‪##‬نده عن ابن عجالن ق‪##‬ال ‪ :‬ك‪##‬ان يق‪##‬ال ‪":‬إن هللا ليري‪##‬د الع‪##‬ذاب بأه‪##‬ل‬
‫األرض فإذا سمع تعليم المعلم الصبيان الحكمة ص‪##‬رف عنهم" ‪ ،‬وعن هش‪##‬ام بن الحس‪##‬ن ق‪##‬ال ‪" :‬‬
‫الن أتعلم باب‪###‬ا ً من العلم فاعلم‪###‬ه مس‪###‬لما ً احب إلي من أن تك‪###‬ون لي ال‪###‬دنيا اجعله‪###‬ا في س‪###‬بيل‬
‫هللا"(البغ‪##‬دادي – الفقي‪##‬ه والمتفق‪##‬ه ‪ - -‬ج‪ ، )15/ 1‬وورد عن ابن ماج‪##‬ه بإس‪##‬ناد ص‪##‬حيح عن ابن‬
‫قتادة قال‪  :  ‬قال رسول هللا‪((: r‬خير ما يخلف الرجل من بعده ثالثا ‪ :‬ولد صالح يدعو له ‪،‬‬
‫وصدقة جارية يبلغه أجرها‪    ‬وعلم‪    ‬ينتفع به من بعده ))‪.‬‬
‫‪      ‬يق‪##‬ول ابن جماعة‪ ( ‬وأن‪##‬ا أق‪##‬ول إذا نظ‪##‬رت وج‪##‬د مع‪##‬اني الثالث‪##‬ة موج‪##‬ودة في معلم العلم‪ ،‬أم‪##‬ا‬
‫الص‪##‬دقة الجاري‪##‬ة ‪:‬ف‪##‬إقراؤه إي‪##‬اه وإفادت‪##‬ه ‪ ،‬وأم‪##‬ا ال‪##‬دعاء الص‪##‬الح فالمعت‪##‬اد على الس‪##‬نة أه‪##‬ل العلم‬
‫والحديث قاطبة من الدعاء لمشايخهم …‪).‬‬
‫‪  ‬وقال‪ (( : r ‬من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص ذلك من أجورهم‬
‫شيئا ً ‪ ،‬ومن دعا إلى ‪    ‬ضاللة كان عليه من اإلثم مثل أثام من تبعه ال ينقص من آثامهم شيئا ً ))‬
‫(مسلم ‪.)4832‬‬
‫‪        ‬وغير ذلك من النصوص الكثيرة في فضل العلم أهله والتي ال يتسع المقام لذكرها فم‪##‬اذا بع‪##‬د‬
‫هذا الفضل والرفعة ؟؟‬
‫‪    ‬أخي المعلم ‪ :‬يأمن تحترق لتض‪##‬يء الطري‪##‬ق لآلخ‪##‬رين ‪ ،‬ي‪##‬أمن ذك‪##‬راه تبقى محف‪##‬ورة في ذاك‪##‬رة‬
‫تالميذه ‪،‬وجميلة‪  ‬في وجدانهم وتأثيره في حياتهم ‪  ،‬كن واثقا ً من نتيجة ما تعمل ولتكن ثقتك اكبر‬
‫بما عند هللا تعالى ‪  ،‬يقول تعالى ‪ (  :‬من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو م‪##‬ؤمن فلنحيين‪##‬ه حي‪##‬اة‬
‫طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما ك‪##‬انوا يعمل‪##‬ون ) ( النح‪##‬ل – ‪  ، #) 97‬يق‪##‬ول الم‪##‬ربي (ب‪##‬المر) ‪:‬‬
‫"ليس من العدل أن تدفع لي جامعة هارفارد راتبا ً شهريا ً على وظيفة أنا مستعد االستعداد كل‪##‬ه أن‬
‫ادفع راتبا ً عليها لما فيها من شرف وجاه …‪..‬هذه الوظيفة هي تدريس الشباب ‪.]4[ "..‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪      ‬صفات المعلم المسلم الناجح ‪-:‬‬
‫‪       ‬إن المعلم المسلم الناجح كما يجب أن يكون صالحا ً في عالقته مع ربه وخالق‪#‬ه فيتعام‪#‬ل مع‪#‬ه‬
‫على أساس من اإليمان‪   ‬والصدق واليقين القوي الذي يدفعه إلى امتثال األوامر واجتناب الن‪##‬واهي‬
‫‪ ،‬فإن من الواجب عليه أيضا ً أن يكون صــــالحا ً في خلقه وعاداته وسجاياه ال‪#‬تي يتعام‪##‬ل به‪##‬ا م‪##‬ع‬
‫الطالب أو أف‪##‬راد المجتم‪##‬ع ‪ ،‬واألخالق الحمي‪##‬دة تس‪##‬تمد قوته‪##‬ا وحس‪##‬نها من الش‪##‬ريعة المحمدي‪##‬ة‬
‫والسلوك النبوي طلبا ً لمرضاة هللا وابتغاء رض‪##‬وانه ‪  ،‬والمعلم بحاج‪##‬ة ماس‪##‬ة إلى أن يتص‪##‬ف بك‪##‬ل‬
‫الصفات الحسنة‪  ،  ‬التي تجعله محبوبا ً داخل مجتمع المدرسة أو خارجه‪##‬ا ‪ ،‬أم‪##‬ا ع‪##‬دم التحلي به‪##‬ا‬
‫فسيؤدي إلى اإلخفاق في تأدية الرسالة التي نذر نفسه من أجل تأديتها على أكمل وجه ‪ ،‬وحينذاك‬
‫ال تغني معرفة استراتيجيات التدريس التي تعلمه‪##‬ا أو يتعلمه‪##‬ا‪  ‬ف‪##‬تيال ‪  ،‬ويمكن أن تقس‪##‬م الص‪##‬فات‬
‫الحسنة‪  ‬إلى ما يلي‪-:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬أوالً‪ :‬الصفات اإليمانية‪]5 [:‬‬
‫‪ "      ‬إذا كانت صفة األيمان ضرورية لكل مسلم فإنها اش‪##‬د ض‪##‬رورة للمعلم المس‪##‬لم ال‪##‬ذي يتوق‪##‬ع‬
‫منه المجتم‪##‬ع أن يس‪##‬اعد‪  ‬على غ‪##‬رس عقي‪##‬دة التوحي‪##‬د بين التالمي‪##‬ذ وعلى إرس‪##‬اء قواع‪##‬د األيم‪##‬ان‬
‫الصحيح بين أفراد المجتمع "‪ ]6[ ‬ومن الصفات‪  ‬اإليمانية ‪:‬‬
‫‪ -1  ‬التقوى ‪   :‬قال تعالى‪ (:   ‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)‪ (  ‬البقرة‪ . )197/‬ويقول تعالى ‪( :‬ومن يتق هللا يجعل له‪ ‬مخرجا) ( الطالق ‪ )2 /‬ويقول تعالى‪ ( :  ‬ومن يتق هللا يجع‪#‬ل ل‪#‬ه‬
‫من أمره يسرا) (الطالق‪  )4/‬والمعلم المسلم الذي‪  ‬يعي مسؤولياته وواجباته وحاجاته إلى االستزادة من العلم ويسعى إلى تحقيق ما عليه بإخالص وجد يكون على‪ ‬جانب كب‪#‬ير من ه‪##‬ذه‬
‫الصفة اإليمانية‪.‬‬
‫‪ -2 ‬مطابق‪##‬ة الق‪##‬ول العم‪##‬ل ‪ :‬وق‪##‬د ح‪##‬ذر الن‪##‬بي‪   r‬من مخالفة اإلنسان عمله قوله ‪ ،‬فعن انس بن‪  ‬مالك رض‪#‬ي هللا عن‪#‬ه‬
‫قال ‪ :‬قال رسول هللا‪      (( : r‬مررت ليلة أُسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقارض من نار‪،    ‬‬
‫قال‪ :‬قلت ‪:‬من هؤالء؟ قالوا ‪ :‬خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون‬
‫أنفـسهم ‪( )).‬احمد بن حنبل –المسند –ج‪ )121-3‬وأكد على وجوب إبالغ كل فرد عما تعلمه فعن‬
‫أبى برزة السلمي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا‪ (( :r‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى‬
‫يسأل عن عمره فيما أفناه ‪ ،‬وعن علمه فيم فعل ‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ‪ ،‬وعن‬
‫جسمه فيم اباله))(الترمذي – الجامع الصحيح‪ -‬ج‪ ، )4/529‬وعن معاذ رضي هللا عنه قال‪ ":  ‬‬
‫"‪( ‬ابن عبد البر –جامع بيان العلم‬
‫اعْل َموا ما شئتم أن تَعلموا ‪ ،‬فلن يأجركم هللا بعلم حتى تُعلموا‬
‫وفضله –ج‪) 2/6‬‬
‫‪ -3 ‬اإلخالص ‪  :‬قال تعالى ‪ ( :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين‪ ( )  ‬البين‪##‬ة ‪ )5/‬فال يقب‪##‬ل عم‪##‬ل‬
‫إال بإخالص وإذا فق‪##‬د ذل‪##‬ك وق‪##‬ع اإلنس‪##‬ان في الش‪##‬رك ‪ ،‬والن التعليم من أهم األعم‪##‬ال الص‪##‬الحة ل‪##‬ذا ينبغي‬
‫مجاهدة النفس على‪  ‬اإلخالص ‪ ،‬ويروى عن أحد علماء السلف قوله ‪ ":‬اثنان أن‪##‬ا أعالجهم‪##‬ا من‪##‬ذ ثالثين‬
‫سنة‪ ،‬ترك الطمع فيما بيني وبين الناس ‪ ،‬وإخالص العمل هلل عز وجل " ‪(.‬أبو نعيم – الحلية –‪)217/ 7‬‬
‫‪ - 4‬المتابعة‪ :‬وال يقبل عمل صالح إال بتحقق هذا الشرط مع سابقة (اإلخالص) والمتابعة تعني أداء العمل‬
‫كما ورد عن الش‪#‬ارع ‪ ،‬والمتابع‪#‬ة هن‪#‬ا تع‪#‬ني االهتم‪#‬ام بتحقي‪#‬ق األه‪#‬داف المرس‪#‬ومة لسياس‪#‬ة التعليم كم‪#‬ا‬
‫نظمتها الوزارة ما لم تعارض الشرع ‪ ،‬وذلك باتباع التوجيهــات والتعــــاميم‪  ‬وتنفي‪##‬ذ الق‪##‬رارات والبحث‬
‫والتط‪##‬وير المسـتمر و المش‪##‬اركة الفاعل‪##‬ة في االرتق‪##‬اء بالمهن‪##‬ة ‪  ،‬يق‪##‬ول هللا تعـــالى‪  ( :  ‬وأطيع‪##‬وا هللا‬
‫‪ ‬‬
‫ووأطيعوا الرسول وأولى األمر منكم ) (النساء‪ ، )59/‬ويقول‪ (( :  ‬إن‪    ‬هللا يحب إذا عمل أحدكم عمالً‬
‫أن يتقنه))‪ ،   ‬وال يتم اإلتقان إال بالمتابعة وال تكون المتابعة إال بالطاعة والتنفيذ في غير معصية‬
‫هللا‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬الصفات الخلقية‪-:‬‬
‫‪ -1 ‬الصدق ‪ :‬الصدق تاج على راس ك‪##‬ل معلم إذا فق‪##‬ده فق‪##‬د ثق‪##‬ة الن‪##‬اس واح‪##‬ترامهم ل‪##‬ه ‪ ،‬فعلى المعلم أن يك‪##‬ون "ص‪##‬ريحا ً‬
‫صادقا ً ‪ ،‬ال يختال وال يرائي يقول الحق ويؤيد الحق‪ ،  ‬ويع‪##‬ترف بخطئ‪##‬ه إن أخط‪##‬أ وي‪##‬تراجع عن‪##‬ه بك‪##‬ل س‪##‬رور "[‪  ]7‬ق‪##‬ال‬

‫تعالى ‪ { :‬يا أيها الذين أمنوا اتقوا هللا وكونوا من الصادقين } (التوبة‪ )119-‬وقال‪ ( :  ‬أن الصدق يهدي إلى‬
‫البر‪    ‬وان البر يهدي إلى الجنة ‪ ،‬وان الرجل ليصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند هللا‬
‫صديقا )‪( ‬البخاري –كتاب األدب –ج‪ )10/507‬وروى البيضي بسند صحيح عن النبي ‪( :r‬كان‬
‫ابغض الخلق إليه الكذب )‪،‬وفي حديث‪  ‬صفوان بن سليم انه قيل لرسول هللا‪...(: r‬أيكون المؤمن‬
‫كذابا‪    ‬؟ قال ‪:‬ال )‪( ‬مالك بن أنس – الموطأ –ج‪  )2/277‬وفي حديث أبى هريرة مرفوعا ً‪(( ‬من‬
‫قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة))‪(    ‬احمد‪-‬المسند‪-‬ج‪  ،  )2/452‬ويقول يوسف بن‬
‫أس‪##‬باط ‪(  :‬ي‪##‬رزق الص‪##‬ادق ثالث خص‪##‬ال ‪ :‬الحالوة ‪ ،‬والمالح‪##‬ة ‪ ،‬والمهاب‪##‬ة) ( ابن القيم – م‪##‬دارج‬
‫السالكين –ج‪ ، )2/277‬وعن ابن مسعود أن‪  ‬رسول هللا‪ r  ‬قال‪..…( :  ‬إياكم والكذب فإن الكذب‬
‫ال يصلح بالجد وال بالهزل وال يعد الرجل صبيه ثم ال يفي له…))‪(   ‬ابن ماجة –السنن –ج‪)1/18‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2 ‬الرحمة والرفق ‪ " :‬يجب أن يكون المعلم رفيقا ً في غير ضعف ‪ ،‬قوي‪#‬ا ً في غ‪##‬ير قس‪##‬وة ‪ ،‬ي‪##‬زن‬
‫األمور بموازينها الصحيحة فال يشتط في حكم وال يتساهل في حق وإنما يسلك طريقا ً وس‪##‬طي بين‬
‫هذا وذاك "‪ ،]8[ ‬قال تعالى‪ ) :‬فبما رحمة من هللا لنت لهم ولو كنت فظا ً غليظ القلب ال نفضوا من‬
‫حولك )‪( ‬آل عمران‪ ،  )159 /‬وعن أبى هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت أبا القاسم ‪  r‬يقول‪:‬‬
‫((ال تنزع الرحمة إال من شقي))‪( ‬أبو داود – السنن –ج‪ ، )5/232‬وعن جرير بن عبد هللا‬
‫قال ‪  :‬قال رسول هللا‪ (( : r ‬من ال يرحم ال يرحمه هللا ))‪( ‬الترمذي –الجامع الصحيح‪-‬ج‬
‫‪ ،  )4/284‬وفي صحيح مسلم قال‪(( r:‬إن هللا رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ماال يعطي‬
‫على العنف وماال‪    ‬يعطي على سواه))‪ ‬وفيه أيضا ‪ :‬قال‪  r‬لعائشة رضي هللا عنها((عليك بالرفق‬
‫وإياك والعنف والفحش ‪ ،‬إذا الرفق ال يكون في شيء إال زانه ‪ ،‬وال ينزع من شئ أال شانه))‪،  ‬‬
‫وفيه قوله‪ ((  :r‬من يحرم الرفق يحرم الخير ))‪ ، ‬وفيه عن انس بن مالك قال ‪  (( :‬ما رأيت أحداً‬
‫كان أرحم بالعيال من رسول هللا صلى عليه وسلم ))‪ ،‬وفيه قـــال ‪ ((  : r‬اللهم من ولي من أمر‬
‫أمتي شيئا ً فشق عليهم فاشق عليه ‪ ،‬ومن ولي من أمر‪    ‬أمتي شيئا ً فرفق بهم فارفق به))‪ ‬وقد‬
‫أوصى ابن جماعة رحمه هللا المعلم‪ (: ‬ب‪##‬أن يعت‪##‬ني بمص‪##‬الح الط‪##‬الب ويعامل‪##‬ه بم‪##‬ا يعام‪##‬ل ب‪##‬ه اع‪##‬ز‬
‫أوالده من الحنو والشفقة عليه واإلحسان إليه "وإن اخطأ" يوقفه عما صدر منه بنص‪##‬ح وتلط‪##‬ف‬
‫ال بتعنيف وتعسف) ‪    .‬‬
‫‪ -3‬التواضع والحلم ‪ :‬التواضــع خلق حمي‪#‬د يضــــفي على ص‪#‬احبه إجالال ومهاب‪#‬ة ورفع‪#‬ه يق‪#‬ول تع‪#‬الى ‪:‬‬
‫( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) (الزمر‪ ، )60-‬وفي صحيح مسلم قوله‪ (( :r ‬وما تواضع أحد هلل‬
‫أال رفعه ))وقوله‪((  :r‬ال يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ))‪ ‬و من أثار التكبر‪:‬‬
‫جح‪##‬ود الح‪##‬ق و الغ‪##‬رور بم‪##‬ا لدي‪##‬ه من العلم أو ت‪##‬رك‪  ‬طلب العلم أو س‪##‬وء التعام‪##‬ل م‪##‬ع ال‪##‬زمالء‬
‫والمتعلمين‪ -  ‬عدم القدرة على تحقيق األهداف المرسومة –نف‪##‬ور الطالب من‪##‬ه ‪ ،0‬فعلى المعلم أال‬
‫يفسر كل حركة أو مخالفة من الطالب تفسيراً خاطئا ً فيتص‪##‬ور أنه‪##‬ا موجه‪##‬ة ض‪##‬ده بقص‪##‬د اإلس‪##‬اءة‬
‫إليه ‪                   .‬‬
‫‪ - 4 ‬الصبر و احتمال الغضب ‪ :‬وهذه الصفة تستدعي من المعلم همة عالية و إيمان صادق وطول ممارسه حيث أن المعلم يتعامل م‪##‬ع‬
‫أفراد مختلفي الطباع و الفكر و األخالق مع ما يواجهه من صعوبات التحضير والت‪#‬دريس والتص‪#‬حيح ومواجه‪##‬ة المش‪#‬كالت المختلف‪#‬ة‬
‫ل‪###‬ذلك يجب أن يعت‪###‬اد الص‪###‬بر الن فقدان‪###‬ه ق‪###‬د يوقع‪###‬ه في الح‪###‬رج‪  ‬الش‪###‬ديد ‪،‬كم‪###‬ا أن الغض‪###‬ب ق‪###‬د يفق‪###‬د ص‪###‬احبه االت‪###‬زان ول‪###‬ذلك‬
‫قال‪ (( : r ‬ليس الشديد بالصرعة ‪،‬وإنما الشديد الذي يملك نفسه‪    ‬عند الغضب ))‪( ‬البخاري‬
‫‪-5649‬مسلم‪-4724‬احمد‪-6921‬مالك‪ ، )1409‬وقد امتدح هللا الصابرين في قوله تعالى ‪ (:‬وأصبر‬
‫ف‪##‬إن هللا ال يض‪##‬يع أج‪##‬ر المحس‪##‬نين ) (ه‪##‬ود‪ ،  )115/‬وق‪##‬ال تع‪##‬الى ‪{ :‬أولئ‪##‬ك يج‪##‬زون الغرف‪##‬ة بم‪##‬ا‬
‫صبروا} (الفرقان‪ ،  )75/‬وق‪##‬ال بعض الس‪##‬لف ‪":‬وم‪##‬الي ال أص‪##‬بر ‪ ،‬وق‪##‬د وع‪##‬دني هللا على الص‪##‬بر‬
‫ثالث خصال ‪ ،‬كل خصلة خير من الدنيا وما فيها"‪ .‬‬
‫‪ -5‬العدل والمساواة‪ :‬قال تعالى‪ } :‬اعدلوا هو اقرب للتق‪##‬وى}‪( ‬المائدة‪ ،  )8-‬والمعلم يتع‪##‬رض لمواق‪##‬ف‬
‫كث‪##‬يرة تقتض‪##‬ي‪  ‬الع‪##‬دل س‪##‬واء في توزي‪##‬ع المه‪##‬ام أو الوجب‪##‬ات أو وض‪##‬ع ال‪##‬درجات أو في العقوب‪##‬ة‬
‫وغيره‪####‬ا مم‪####‬ا يجب في‪####‬ه معامل‪####‬ة الجمي‪####‬ع‪   ‬بنفس المعامل‪####‬ة وبم‪####‬ا يجب أن يعام‪####‬ل ب‪####‬ه‬
‫أبنائه‪   ‬قال‪    ((   :  r  ‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحبه لنفسه‪( ))    ‬البخاري‪-12‬مسلم‬
‫‪-64‬الترمذي‪-2439‬النسائي‪ ،  )4934‬وروي عن مجاهد قول‪##‬ه ‪( :‬المعلم إذا لم يع‪##‬دل بين الص‪##‬بية‬
‫كتب من الظالمين) (ابن مفلح –اآلداب الشرعية –ج‪ ،  )1181‬وعن الحس‪##‬ن قول‪##‬ه ‪ (( :‬إذا قوط‪##‬ع‬
‫المعلم على األج‪####‬رة فلم يع‪####‬دل بينهم –إي الطالب – كتب من الظلم‪####‬ة)) (ابن س‪####‬حنون –آداب‬
‫المتعلمين –ج‪ ،  )1/20‬ومن الظلم للطالب عدم االهتمام بالضعفاء منهم وعدم ب‪##‬ذل النص‪##‬يحة لهم‬
‫واألخذ بأيديهم ‪.‬‬
‫‪ -6  ‬األمانة في العم‪##‬ل ‪   :‬يق‪##‬ول تع‪##‬الى‪ { :‬يــا أيه‪##‬ا ال‪##‬ذين آمن‪##‬وا ال تخونـوا هللا والرســــول وتخونــوا‬
‫أمــانتكم وانتـم تعلمون } (األنفال‪ #،  )27-‬قال‪ ( :  ‬مامن عبد استرعاه هللا رعية فلم يحطها بنصيحة‬
‫إال لم يجد رائحة الجنة )‪(  ‬رواه البخاري ) والمعلم في عنقه أمانة فلذات األكباد ومهجة األرواح‬
‫وبي‪##‬ده ت‪##‬ربيتهم وتش‪##‬كيلهم حس‪##‬بما يري‪##‬د ومن ثم تزي‪##‬د مس‪##‬ؤوليته في غ‪##‬رس العقي‪##‬دة اإلس‪##‬المية‬
‫وتمكينها في‪  ‬قلوبهم وإعدادهم ليكونوا مواطنين مؤمنين صالحين‪  ‬يدركون م‪##‬ا عليهم من حق‪##‬وق‬
‫وواجبات تجاه دينهم ووالة أم‪##‬رهم وس‪##‬ائر أف‪##‬راد مجتمعهم ‪ ،‬وتنمي‪##‬ة الش‪##‬عور ل‪##‬ديهم بالمس‪##‬ؤولية‬
‫والوالء هلل تعالى وتلقينهم أصول الخير ورس‪##‬م الق‪##‬دوة الحس‪##‬نة لهم في المظه‪##‬ر والمخ‪##‬بر والفع‪##‬ل‬
‫والقول ألن أمامه أجهزة تسجيل في مخ كل‪  ‬منهم‪  ‬لكل همسة وكلمة منه ‪ ،‬وعلي‪##‬ه أن ي‪##‬درك "أن‬
‫الطالب مهما صغر سنهم يعرفون مع‪##‬نى ك‪##‬ل حرك‪##‬ة يتحركه‪##‬ا المعلم ومغ‪##‬زى ك‪##‬ل عم‪##‬ل يأتي‪##‬ه وإن‬
‫ك‪##‬انوا يظه‪##‬رون الجه‪#‬ل والس‪#‬ذاجة في أغلب األحي‪##‬ان"‪ ، ]9[ ‬كم‪##‬ا أن من األمان‪##‬ة نق‪#‬ل المعلوم‪##‬ات‬
‫الصحيحة لهم وحفظ أسرارهم ‪.‬‬
‫‪ -7‬الخل‪###‬ق الحس‪###‬ن وتجنب الس‪###‬خرية والكالم الف‪###‬احش‪   :  ‬يق‪###‬ول هللا تع‪###‬الى ‪{  :‬ال يس‪###‬خر ق‪###‬وم من‬
‫قوم}‪(  ‬الحجرات‪ ،  )11-‬قال‪(( :‬إن المؤمن ليدرك بحسن الخل‪##‬ق درج‪##‬ة الص‪##‬ائم الق‪##‬ائم)) (أحم‪##‬د)‪،  ‬‬
‫ويقول أيضا ً‪((  :  ‬البر حسن الخلق) (مسلم) ‪ ،‬ويقول‪ ((   :r‬إن هللا ليبغض الفاحش البذيء))‬
‫( الترمذي – أبو داود )‪ ،  ‬ويقول أيضا‪(( :‬أن من خياركم أحسنكم أخالقا ))‪ ‬ويقول‬
‫‪ r‬أيضا‪ (( :  ‬مأمن شئ اثقل في‪    ‬ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ))‪  ، ‬ويقول أيضا‬
‫‪(( : r‬سباب المؤمن فسق وقتاله‪    ‬كفر))‪( ‬أحمد) ‪  ،‬ويقول الرسول‪(( : r ‬إن اللعانين ال يكونون‬
‫شهداء وال شفعاء يوم القيامة ))‪( ‬مسلم ) ‪.‬‬
‫‪      ‬ثالثا ً‪:‬الصفات الجسمية ‪                    -:‬‬
‫‪ -1   ‬حسن المظهر ‪ "  :‬ليكن لك أخي المعلم في رسول هللا أسوة حسنه فقد كان ل‪##‬ه ثي‪##‬اب خاص‪##‬ة بلق‪##‬اء‬
‫الوفود وثوب خاص بصالة الجمعة و العيدين ‪ ،‬و لتكن رائحتك دائما طيبه و مشيتك متزن‪##‬ة غ‪##‬ير متك‪##‬برة‬
‫أو ذليلة و ليكن كالم‪#‬ك م‪#‬ع طالب‪##‬ك ج‪#‬ادا فكم من كلم‪#‬ة طيب‪#‬ة لمعلمين‪#‬ا ال زالت تق‪##‬رع مس‪##‬امعنا ‪ ،‬وكم من‬
‫كلم‪###‬ات نابي‪###‬ه و س‪###‬لوكيات منحرف‪###‬ة ومواق‪###‬ف مؤس‪###‬فة لم ننس‪###‬ها رغم م‪###‬رور عش‪###‬رات الس‪###‬نين "‪[ ‬‬
‫‪    ]10‬قال‪ (( : r  ‬إذا أتاك هللا ماالً فلير أثر نعمته عليك وكرامته ))‪( ‬النسائي –السنن –ج‬
‫‪  ،  ) 8/196‬وقــال‪ ..… (( r :‬واستجد ثيابك واستفره دابتك ‪ ،‬وأكثر من استعمال‬
‫الطيب ))‪  ، ‬وقـال‪ (( :r‬أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه))‪ ،  ‬وقال‪ (( :r ‬البسوا من هذه‬
‫الثياب البيض فإنها من خير ثيابكم ‪( ))..‬أبو داود‪ -‬السنن‪ -‬ج‪ ،  )4/209‬وكان األمام مالك رحمه‬
‫هللا ‪ ":‬إذا جلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب " ( السمعاني –آداب اإلمالء –ص‪ .)89‬‬
‫‪ -2‬التمتع بالصحة الجيدة ‪   :‬وهذا مما يساعد المعلم على مهنة التدريس الشاقة ‪ ،‬لذلك يجب على المعلم االهتمام‪   ‬بصحته والبعد عن التدخين لما فيه من مضار صحية عديدة باإلضافة‬
‫إلى حرمته الشرعية وما يعكسه على صاحبه‪  ‬من صفات كريهة وعليه بممارسة أنواع الرياضة واالعتناء بمأكله ومشربه ليكون قويا ً يستطيع أداء مهمة على‪  ‬اكمل وجه ‪ ،‬يقول عليه‬
‫الصالة والسالم ‪ (( :‬المؤمن القوي خير وأحب إلى هللا من المؤمن الضعيف ‪،‬وفي كل‪    ‬خير ))(مسلم – ابن ماجه ) ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الصفات العقلية والنفسية ‪:‬‬
‫‪ . 1  ‬الذكاء ‪" :‬القدرة العامة للفرد على مالئمة تفكيره شعوريا ً للمواقف الجديدة وظروف الحياة "[‪  ]11‬ويعرف‪##‬ه آخ‪##‬رون" على أن‪##‬ه‬
‫الق‪##‬درة على ح‪##‬ل المش‪##‬كالت العام‪##‬ة الجاري‪##‬ة في الحي‪##‬اة "‪ ]12[.‬وال‪##‬ذكاء يمكن المعلم من التص‪##‬رف بطريق‪##‬ة س‪##‬ريعة ومناس‪##‬بة في‬
‫المواقف المختلفة بحكمة واتزان‪،  ‬ومن هن‪#‬ا يجب أن يعي المعلم أن دوره في عملي‪#‬ة التعلم في التربي‪#‬ة المعاص‪#‬رة ه‪#‬و تنظيم العملي‪#‬ة‬
‫التعليمي‪##‬ة واإلش‪##‬راف والتوجي‪##‬ه أي أن ذل‪##‬ك يع‪##‬ني " أن تنمي‪##‬ة ذك‪##‬اء المتعلم واجب أساس‪##‬ي من واجب‪##‬ات المعلم الن‪##‬اجح في المدرس‪##‬ة‬
‫التربوية الحديثة "‪ ، ]13[ ‬وهكذا لم يبق التعليم عملية تلقين وتلقي معلومات تقاس بكميتها ‪ ،‬بل غدت العملية التعليمية تربية شاملة‬
‫تسعى إلى إيجاد نوعية صالحة من المتعلمين مدربين على التفكير السليم وقادرين على معالجة م‪##‬ا يع‪##‬رض لهم من مش‪##‬كالت متص‪##‬لة‬
‫بالمدرسة والبيئة "‪.‬‬
‫‪.2 ‬االستشارة للخير ‪ :‬يقول تعالى‪ (:‬وأمرهم ش‪##‬ورى بينهم ) (الش‪##‬ورى‪ ، )38-‬ويق‪##‬ول تع‪##‬الى‪ (:‬وش‪##‬اورهم في األم‪##‬ر )(آل‬
‫عمران‪ ، )159-‬والتشاور يحقق‪  ‬الكثير من الفوائ‪##‬د والمص‪##‬الح الديني‪##‬ة والدنيوي‪##‬ة ‪ ،‬وفي‪##‬ه تن‪##‬وير األفك‪##‬ار وتقري‪##‬ر إلص‪##‬ابة‬
‫الح‪#‬ق وتوف‪#‬ير لل‪#‬وقت والجه‪#‬د‪   ‬واس‪#‬تفادة من خ‪#‬برات اآلخ‪#‬رين وتج‪#‬اربهم ‪ ،‬يق‪#‬ول ابن عب‪#‬اس رض‪#‬ي هللا عن‪#‬ه لم‪#‬ا ن‪#‬زلت‬
‫اآلية ‪ {   :‬وشاورهم في األمر } ‪  ،‬قال‪ (( : ‬أما إن هللا ورسوله لغنيان عنها ‪ ،‬ولكن هللا جعلها رحمة‬
‫ألمتي ‪ ،‬فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ‪    ،‬ومن تركها لم يعدم غيا ))‪. ‬‬
‫‪.3‬التأني في سرد المعلومات ‪ :‬عن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ (( :‬ما كان رسول‪    ‬هللا‪      ‬يسرد‬
‫كسردكم هذا‪    ‬ولكن كان يتكلم بكالم بين فصل ‪ ،‬يحفظه من‪    ‬جلس إ ليه ))‪( ‬رواه مسلم‪ ،  )  ‬وفي‬
‫رواية عند البخاري ‪ ( :‬كان يعيد الكلمة ثالثا ً‪      ‬لتعقل عنه ))‪  .‬‬
‫‪ .4‬المداومة على تحص‪#‬يل العلم ‪  :‬ف‪#‬المعلم يع‪#‬رض بض‪#‬اعة ك‪#‬ل ي‪#‬وم فال ب‪#‬د من التجدي‪#‬د وتخص‪#‬يص وقت من يوم‪#‬ه ليق‪#‬رأ عن الجدي‪#‬د‬
‫وخاصة في مجال تخصصه وان يسأل نفسه أين هو من التق‪##‬دم الهائ‪#‬ل والموج‪##‬ات العلمي‪##‬ة المتالحق‪##‬ة‪ ،  ‬ولكي يحص‪##‬ل المعلم على م‪#‬ا‬
‫يريد من ثقافة عامة واطالع واسع وشامل يجدر به أن يجيد فن الق‪#‬راءة الج‪#‬ادة كله‪#‬ا ‪ ،‬ألن الق‪#‬راءة أهم الس‪#‬بل المؤدي‪#‬ة إلى اكتس‪#‬اب‬
‫المعرفة‪ ،  ‬وقد‪  ‬تكون القراءة غير مفيدة بل قد تصبح "رذيلة ال عق‪#‬اب عليه‪#‬ا " كم‪#‬ا ق‪#‬ال ف‪#‬اليري الرب‪#‬و حين تك‪#‬ون س‪#‬طحية ع‪#‬ابرة‬
‫يجهل القارئ أساليبها الصحيحة أو يته‪#‬رب بواس‪#‬طتها من دني‪##‬ا الواق‪#‬ع تخلص‪#‬ا ً مم‪#‬ا يلح علي‪#‬ه من مزعج‪#‬ات األفك‪#‬ار ‪ ،‬وه‪#‬و في كلت‪#‬ا‬
‫الحالتين من الخاسرين ‪ ،‬ألنه يهلك الوقت والجهد دون مقابل ‪ ،‬فيعجز عن استشفاف ما بين الس‪##‬طور واس‪##‬تخالص م‪##‬ا تنط‪##‬وي علي‪##‬ه‬
‫العبارات من حقائق وآراء …‪.‬وتراه يقرأ ويقرأ بال تدبر وال تبص‪#‬ر وال إمع‪#‬ان ‪ ،‬ظن‪#‬ا ً من‪##‬ه أن الخ‪##‬ير في الكم ال في الكي‪##‬ف وأن مج‪#‬رد‬
‫عبور الكتاب سيجعله في مستقبل األيام علما ً من األعالم "‪               .]14[ ‬‬

‫‪ . 5‬التعرف على طبيعة العلم وعدم التصادم معها ‪ :‬فالمعلم الناجح هو" الذي ال يتكلم إال فيما يعلم ‪،‬وال يُعلم إال ما يتقن وعلي‪##‬ه اتب‪##‬اع‬
‫طرائق التعليم الحديثة و إال يستهين بها فيتعثر ‪ ،‬وأال يتجاهل طبيعة العلم فيخفق ‪  ،‬وعليه أن يكون على دراي‪##‬ة بعلم النفس بفروع‪##‬ه‬
‫المختلفة ليتعرف على مراحل نمو تالميذه وخصائصهم النفسية والجسمية‪ ‬ويستطيع التعامل معهم بما يناس‪##‬ب مي‪##‬ولهم واتجاه‪##‬اتهم ‪،‬‬
‫كما عليه أن يدرك أن المقرر الدراسي ليس غاية بل هو وسيلة وان المنهج الدراسي ليس المقرر فقط بل هناك عناصر أخرى تتطلب‬
‫اإللمام بها ليؤدي الرسالة على اكمل‪ ‬وجه"‪.]15[ ‬‬

‫خامسا ً‪:‬الصفات المهنية‪:‬‬


‫‪    ‬ويمكن أن نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪.1 ‬الغزارة العلمية في المادة ووسائلها ‪   :‬يقول ابن خلدون ‪" :‬إن الحذق في العلم والتفنن فيه واالستيالء علي‪#‬ه‪  ‬إنم‪##‬ا ه‪##‬و‬
‫بحصول ملكة في اإلحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله …‪      "..‬‬
‫‪.2‬االستزادة من طلب العلم ‪ :‬يروى عن ابن عباس قوله ‪ " :‬لو كان أحداً مكتفيا ً من العلم الكتفى موسى على نبين‪##‬ا وعلي‪##‬ه‬
‫الســــــالم ولما ق‪##‬ال ‪ (( :‬ه‪##‬ل اتبع‪##‬ك على أن تعلمن مم‪##‬ا علمت رش‪##‬داً )) " (الكه‪##‬ف‪ ،  )66-‬وق‪##‬ال س‪##‬فيان الث‪##‬وري رحم‪##‬ه‬
‫هللا ‪ (  :‬ال نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا ) ‪.‬‬
‫‪.3‬المه‪##‬ارة في التعليم ‪  :‬وذل‪##‬ك باكتس‪##‬اب المه‪##‬ارات المختلف‪##‬ة من ت‪##‬درج في التعليم والع‪##‬رض واإلقن‪##‬اع واس‪##‬تخدام الث‪##‬واب‬
‫والعقاب وإسداء النصيحة واحترام للقرارات ومساهمة في األنشطة ‪ ،‬وغير ذلك من الصفات المهنية التي ال يتس‪##‬ع المق‪##‬ام‬
‫لسردها‪  ‬والكفاءات التعليمية ال‪#‬تي ينبغي على المعلم االطالع عليه‪#‬ا واإللم‪#‬ام به‪#‬ا واالش‪#‬تراك في ال‪#‬برامج‪ ‬التدريبي‪#‬ة ال‪#‬تي‬
‫تنميه‪##‬ا ‪ ،‬ولن‪##‬ا في رس‪##‬ول هللا أس‪##‬وة حس‪##‬نة "فلم يكن التعليم على عه‪##‬د الرس‪##‬ول‪ ‬يعتم‪##‬د على التلقين دون فهم أو‬
‫استيعاب ‪ ،‬ب‪##‬ل ك‪##‬ان الق‪##‬رآن الك‪##‬ريم ي‪##‬ربي الص‪##‬حابة باألح‪##‬داث ويت‪##‬نزل الحكم م‪##‬ع الواقع‪##‬ة ‪ ،‬وك‪##‬ان‬
‫المصــــطفى‪  r ‬ينوع في أســـاليبه التعليمية للصحابة فتارة عن طري‪##‬ق التســــــاؤالت ‪ ،‬كم‪##‬ا في‬
‫ح‪#‬ديث (‪  ‬أت‪#‬درون من المفلس ‪( )..‬رواه مس‪#‬لم) ‪ ،‬وت‪#‬ارة بالمناقش‪#‬ة واالستقص‪#‬اء‪  ‬كم‪#‬ا ح‪#‬دث م‪#‬ع‬
‫الشاب الذي جاء يستأذن النبي‪   ‬في ال‪##‬زنى ‪ ،‬فق‪##‬ال ل‪##‬ه الرس‪##‬ول‪( : r ‬أترض‪##‬اه ألم‪##‬ك …‪ ..‬أترض‪##‬اه‬
‫ألخت‪####‬ك …‪  !..‬الح‪####‬ديث إلى أن أقتن‪####‬ع الش‪####‬اب ثم ت‪####‬اب ) (رواه أحم‪####‬د) ‪ ،‬وأحيان‪####‬ا ً ك‪####‬ان‬
‫الرس‪###‬ول‪  r  ‬يس‪###‬تخدم الرس‪###‬وم التوض‪###‬يحية كم‪###‬ا في ح‪###‬ديث (خط‪###‬وط أم‪###‬ل أبن آدم وأجل‪###‬ه )‬
‫( البخ‪###‬اري) ‪ ،‬وأحيان‪###‬ا ً أخ‪###‬رى ك‪###‬ان ي‪###‬ترك الحكم للص‪###‬حابة ليتناقش‪###‬وا في األم‪###‬ر ثم يح‪###‬دد‬
‫الرسول‪ r ‬القول الفصل كما في حديث ‪ ( :‬السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب )‪( ‬رواه‬
‫البخاري ومسلم) ‪ ،‬إلى غير ذلك من األساليب المتنوعة‪  ‬ال‪##‬تي ك‪##‬ان علي‪##‬ه أفض‪##‬ل الص‪##‬الة والس‪##‬الم‬
‫يستخدمها في تعليم الصحابة رضي هللا عنهم أجمعين "‪ ]16[ ‬ويرس‪##‬م به‪##‬ا الخط‪##‬وط الس‪##‬ليمة لك‪##‬ل‬
‫معلم من بعده والتي لو تتبعناها لتحققت األهداف والطموحات المرجوة ‪ .‬‬

You might also like