Professional Documents
Culture Documents
تشهد العشريات األخيرة – عالميا – جهودا مكثفة لتحسين مردود المنظومات التربوية وتفادي العج ز الق ائم
فيها ٬فانصب االهتمام ليس فقط على المادة الدراسية – كم ا ك ان س ابقا – و التحكم فيه ا ٬ب ل أدرك مختل ف
المهتمين بالمجال التربوي والمختصين فيه أنه للتكفل الجدي بالتعليم ال بد من معرفة أحسن األقطاب الثالث ة
للوضعية التعليمية وهم :المعلم ٬المتعلم و الم ادة الدراس ية والتف اعالت بين ه ذه العناص ر الثالث ة ٬والك ل
يعلم أن الوظيفة األساسية للتعليمية هي تحلي ل نش اط المعلم في الص ف من جه ة وبأس اليب تعلم المتعلمين٬
وانصب اهتمام الديداكتيكيين على الوضعيات العلمي ة ال تي يلعب فيه ا المتعلم ال دور األساس ي ٬ويك ون دور
المعلم دورا مسهال للتعلم و موجها له .لكن هذا ال يعنى أن النظرية التقليدية لم تعد موجودة بل هي ما ت زال
سائدة في كثير من النظم التعليمية ٬فالمدرس في هذه النظرية هو العنصر األساس ي في الموق ف التعليمي و
هو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي و ما يحدث بداخله بمعنى أن المدرس هو المحرك لدوافع التالمي ذ و
هو المشكل التجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة التي تعتمد في غالبيتها على المحاضرات ال تي
قد تصحبها أحيانا الس بورة و الطباش ير ٬و ينحص ر اهتم ام الم درس في تحقي ق أهداف ه ه و و ال تي ت دور
معظمها حول تلقين المادة الدراسية ٬أما التلمي ذ فه و أداة س لبية علي ه أن يأخ ذ و يتقب ل م ا يعطي ل ه دون
مناقشة و يغفل تماما دوره كأحد المتغيرات األساسية في الموقف التعليمي ٬أما النظريات الجديدة فقد ج اءت
كرد فعل لسابقتها و أصبحت تركز على الف روق الفردي ة للمتعلمين وزاد االهتم ام ب دور التلمي ذ و مش اركته
اإليجابية في العملية التعليمية وانتشرت دراسات الفروق الفردية و الميول و االتجاهات و القدرات ٬و أتيحت
الفرصة للتالميذ الختي ار م ا يرغب ون دراس ته من موض وعات مس تعينين بالم درس كموج ه و مرش د عن د
الحاجة (كوثر كوجك 1997ص (.14فنظرا لسرعة تغير المعارف و المعلومات لم يع د الترك يز في أه داف
المنها ج على حفظ و تخزين كم كبير من الحقائق و المعلومات و إنما تحول التركيز إلى تنمية القدرات العلي ا
للتفكير ٬فالمهم أن يتعلم الكائن كيف يفكر بدال من فيما يفك ر ٬المهم أن يتعلم الط الب كي ف يح ل المش كالت
بأس لوب علمي و منطقي و كي ف يتعام ل م ع المعلوم ات ٬المهم أن يتعلم الط الب فن الح وار ٬آداب التعلم٬
ديمقراطية السلوك و تقبل اآلراء المختلفة ٬و يحترم وجهات النظر المتباين ة و المهم أيض ا أن يتعلم أن لك ل
مشكلة أكثر من حل و أن هناك أكثر من أس لوب للوص ول للحل ٬أن يتعلم الط الب االعتم اد على النفس و أن
يتعود على التعلم الذاتي و أن التعلم عملية تستمر مدى الحياة و ال تتوقف عند جدران الصف ( .كوثر كوج ك
٬المرجع السابق ٬ص (.24فالتعليمية ركزت على أهمية التفاعل بين المعلم و المتعلم و ضرورة أن يح ترم
كال منهم العقد الذي يربطهما (الرجوع لدراسات بروسو حول الموضوع) كم ا رك زت على محتوي ات الم ادة
الدراسية التي ينبغي أن تكون متماشية م ع مس توى التالمي ذ العقلي و تعم ل على تنمي ة مه ارتهم المعرفي ة
وفق األهداف المسطرة مسبقا .ونظرا ألهمية ك ل من المعلم و المتعلم و الم ادة الدراس ية و ك ونهم من
أبرز مكونات التعليمية رأينا أن نلخصها في هذه الفقرات حتى نفيد بها قراءنا الكرام .
1ـ المعلم :عندما نتحدث عنه نشير إلى شخصيته مؤهالته ٬تكوين ه ٬س لوكه و قدرت ه على التكي ف م ع
المواقف المستجدة ٬قدرته على التبلي غ و التس ميع و التنش يط الجم اعي ٬و قدرت ه على اس تثمار عالقات ه
التربوية في بناء الدرس ٬كما نتحدث عن حبه لمهنته أو تذمره منها كلها عوامل متداخلة و متفاعلة تساعد
بصورة أو بأخرى في بناء و تكوين المتعلم .مما ال شك فيه أن المعلم في كل حركة و تعبير لوجهه و لباس ه
و أسلوبه و نظراته يترك في نفسية التلميذ شيئا فرديا من شخصيته و ذاته (أحمد خنس ة ٬2000 ٬ص.269
( و كما قال الباحث فوراستيه ( ( Faurastiéإذا كان من عادة المهندس المعماري أن يدرس في شهرين ما
ينوي بناءه في سنة فإن الواجب يفرض عليه اليوم أن يدرس في سنة ما يريد تش ييده في ش هر ح تى يق وم
إنجازه على أسس ثابتة و دعائم سليمة ٬و إذا كان هذا من واجب المهندس المعماري فما بالك ب المعلم ال ذي
ينشئ العقول ٬إن المعلم أولى باالبتعاد عن كل ارتجال و عشوائية حتى يكون عمله هادفا فعاال ٬و يكون ذل ك
بالتخطيط الدقيق (عبد المؤمن 27(.ص ٬ 1996يعقوبي
صفات المعلم و مهاراته :الكثير من الكتاب و المختصين ركزوا على صفات ينبغي على المعلم االتصاف بها
حتى يكون مدرسا ناجحا كالصفات األخالقي ة حب العمل ٬حس ن التص رف ٬األمان ة ...و الص فات الجس دية و
حسن المظهر و ...كلها صفات أساسية و ضرورية ال بد للمعلم التحلي بها لكننا لن نكثر الحديث عنها و ه ذا
ألننا سوف نركز على بعض المهارات األدائية التي ثبتت فعاليتها و ضرورتها في الصف .
مهارة تقديم الدرس و تهيئة التالميذ :من العوامل التي تضمن حسن متابعة التالميذ للدرس و رغبتهم
في التعلم هي الخمس الدقائق األولى في الدرس ٬ففيها يستطيع المعلم لفت انتباه التالميذ و إث ارة رغبتهم و
دافعيتهم للتعلم ٬و إما ينصرف التالميذ من الدرس و ال يبالون بما سيقوله ٬ل ذلك نق ول أن الم درس الن اجح
يستطيع من خالل تقديم شيق أن يثير دافعية التالميذ .و تتنوع طرق التقديم حسب الموضوع و سن التالميذ
كما يتم ربط الدرس بال درس الس ابق أو بالمع ارف الس ابقة للتع رف على مس توى التالمي ذ و االنطالق من ه
الستكمال بنيتهم المعرفية عن الموضوع ٬كما يمكن للمعلم االستعانة بأش رطة أو أفالم عن الموض وع ....و
األفكار بالنسبة للتقديم ال ينتهي ٬لكن المهم أن تكون متنوع ة ح تى ال تفق د جاذبيته ا و على المعلم أال يطي ل
في المقدمة على حساب زمن الدرس و أن ينتقل من التقديم إلى الموضوع المحدد للدرس .
مهارة إنهاء الدرس :قد تكون نهاية الدرس أكاديمية أي تركز على تلخيص النق اط العلمي ة و العملي ة ال تي
تناولها الدرس و يتم عن طريق أسئلة توجه للتالميذ أو قد يقوم المعلم به ذا التلخيص ٬و في ه ذه المرحل ة
تستخلص التعميمات األساسية في الدرس و تكتب على السبورة و قد يهتم المعلم عن د إنه اء ال درس ببعض
الجوانب الوجدانية و السلوكية كأن يشكرهم على تجاوبهم و متابعتهم الدرس (ق د يك ون ف ردي أو جم اعي)
كما قد يعاتب البعض على سلوكياتهم السلبية .
مهارة الشرح :تعني القدرة على توض يح مع نى المف اهيم و الم دركات ال واردة في ال درس و ه ذه المه ارة
جوهر عملية التدريس العلمية و االجتماعية ٬مع ضرورة أن يكون المعلم ملما بمادت ه متعمق ا في مفاهيمه ا
بحيث يستطيع تبسيطها و توضيحها بأكثر من طريقة و من بين األساليب التي يمكن االستعانة بها (األمثلة ٬
التش بيهات ٬االس تعانة ببعض الرس وم .)....و يجب الترك يز في الش رح الجي د على االختص ار ٬التسلس ل
المنطقي و الترتيب ٬توضيح عالقة األفكار و المفاهيم ( ...كوثر حسين كوجك ٬المرج ع الس ابق ٬ص 269-
(.272
حيوية المدرس :ترتبط حيوية المعلم بمواصفاته الشخص ية ٬لكن ه ذا ال يع ني أنه ا موهب ة و لكنه ا مه ارة
تدريس و هي قابلة للتعلم من خالل الممارسة و الت دريب ٬و لكي ت ؤدى ه ذه المه ارة بكف اءة ف إن الم درس
بحاجة إلى تدريب صوته (التنويع في درجاته و مستوياته) و تحركاته و تعبيرات الوجه.
التفاعل بين المعلم و التالميذ في الفصل :يظه ر من خالل التفاع ل الاللفظي (اإليم اءات) و التفاع ل اللفظي
الذي يركز على الكالم الذي يجري داخ ل الموق ف التعليمي من المعلم أو المتعلم .و ق د أوض حت الدراس ات
والتي من أشهرها دراسات فالندرز ( ٬(Flandersأن المعلم يأخذ معظم وقت الحصة بالكالم و ال يدع مجاال
كبيرا للتالميذ للتحدث أو الح وار ٬كم ا دلت النت ائج أن نس بة كب يرة من كالم المعلم تك ون في ص ورة أس ئلة
تعليمات وتوجيهات أو تحذير أو توبيخ لتوجيه سلوك التالمي ذ ٬كم ا وج د أن نس بة مب ادرة التالمي ذ ب الكالم
منخفضة للغاية ٬كما أن نسبة الحوار المتبادل بين التالميذ بعضهم ببعض منخفضة جدا .وق د وج د أن ه كلم ا
زاد دور التلميذ اإليج ابي في الموق ف التعليمي زاد التعلم وزادت كف اءة العملي ة التعليمي ة ٬ل ذلك يتم ت دريب
المعلمين قبل الخدمة في كليات التربية وبع د التخ رج لرف ع مه ارتهم في ه ذا الج انب ٬بمع نى ت دريبهم على
زيادة التفاعل في الفصل ٬بحيث يكون الدور األكبر للتالميذ وتعويد المعلم على التقلي ل من دوره ال دكتاتوري
المهيمن على الموقف التعليمي.
مهارة صياغة وتوجي ه األس ئلة أثن اء الت دريس :يس تخدم المعلم األس ئلة من آن آلخ ر في المحاض رة وفي
الحوار والمناقش ة وفي مرحل ة تق ييم الطالب والتأك د من فهمهم للدرس ٬ومن المهم أن يتقن المعلم مه ارة
صياغة وتوجيه األسئلة ٬وأن يميز بين أنواعها ومستوياتها ٬وتعتبر األس ئلة عملي ة ديناميكي ة تس اعد على
التفاعل المتبادل بين الم درس والتالمي ذ والتالمي ذ وبعض هم البعض .ويمكن تص نيف األس ئلة إلى قس مين :
أسئلة تخت بر وتؤك د المعلوم ات وتس مى أس ئلة الحق ائق ( (.questions Factأس ئلة ت دفع التالمي ذ إلى
التفكير وخلق الحقائق أو التوصل إليها ٬وتسمى أحيانا أسئلة التفكير )Thought question(.
مهارة تعزيز استجابات التالميذ :التعزيز سلوك لفظي يأتي عقب سلوك آخر سواء كان لفظي ا أو غ ير لفظي
بهدف التعبير عن مدى الموافق ة أو ال رفض للس لوك .أنواع ه :التعزي ز اللفظي :ك أن يق ول المعلم للتلمي ذ
أحسنت ٬جي د أكمل ٬أو غ ير ص حيح ٬إجابت ك ناقص ة .التعزي ز غ ير اللفظي :يك ون في ص ورة ابتس امة أو
تصفيق من الزمالء ...التعزيز الفوري :يكون مباشرة بعد أداء السلوك دون تأجيل .التعزي ز الس لبي :وفي ه
ال يكون هناك رد فعل لسلوك الفرد بل تجاهل وإهمال كامل.
مهارة استخدام الوسائل التعليمية :تتطلب المهارة أن يكون المعلم ملما بأنواع الوس ائل التعليمي ة المختلف ة
والمواقف التي تصلح فيها وسيلة ما ٬واستعمال أكثر من وسيلة إذا استدعى األم ر ذلك ٬م ع التأك د من أنه ا
تعمل بكفاءة قبل موعد الدرس.
مه ارة إعط اء التعليم ات :ن ادرا م ا يخل و درس من ال دروس في جمي ع التخصص ات من تق ديم التعليم ات
للتالميذ والتي تكون إما شفهية أو مكتوبة ومدونة ٬ومن الضروري أن تكون التعليمات مقدم ة بلغ ة س ليمة
وواضحة ودقيقة ٬وم ا يس اعد المعلم على إتق ان ه ذه المه ارة أن يج ري تعليمات ه في خط وات قص يرة في
تسلس ل منطقي تمكن التلمي ذ من متابعته ا وتنفي ذها بطريق ة ص حيحة ٬ومن الض روري أن يوض ح المعلم
للتالميذ األهداف من هذه التعليمات والنتائج المتوقع منها ...وقد يستعين المعلم في تعليمات ه ببعض الرس وم
التوضيحية واألرقام والرموز لمساعدة التالميذ على المتابعة والفهم.
مهارة إدارة المناقشة :إن المناقشة تزي د من فاعلي ة التالمي ذ ومش اركتهم اإليجابي ة في الموق ف التعليمي؛
وهناك عدة أنواع للمناقشة ولكل منها أهدافها الخاصة في مناقش ة المجموع ات الكب يرة يج د المعلم طريق ة
ونظام الفصل وترتب المقاعد على شكل دائرة ٬ويجلس المعلم في مقعد في ال دائرة ي رى في ه الجميع ٬ويعين
أحد التالميذ ليصبح مقررا للجلسة لتدوين نقاط المشاركة واآلراء المختلفة مع ضرورة تغيير المقرر في ك ل
جلسة حتى ال يستأثر واحد منهم بهذا الدور ٬ويشرح المعلم أه داف المناقش ة وموض وعها ويوض ح قواع د
النقاش ( كيف يأخذ الكلمة ٬أو كيف يعلق على كالم زمالئه ٬أو يطلب استفسار) ٬وحتى تنجح المناقشة الب د
أن يشعر التالمي ذ باالرتي اح واالطمئن ان وال يش عرون بالتهدي د ح تى يُب دو ب آرائهم أي ك انت ٬وعلى المعلم
كمدير للمناقشة ٬ضبط الوقت والتأكد من أن كل جوانب المناقشة قد نوقشت.
مهارة إدارة دروس المعمل :يتطلب من المعلم مهارة عالي ة في التخطي ط واإلع داد الس ابق ل زمن الدرس ٬
ونقص د بالمعم ل تج ارب المخ بر ٬التطبيق ات ...والمه ارة األساس ية الالزم ة للمعلم في دروس المعم ل هي
القدرة على المالحظة لما يدور في حجرة الدرس (يالحظ أداء التالميذ وأساليب تع املهم م ع بعض هم البعض
والتأكد من حسن استخدام األجهزة ) على المعلم أن يوضح في بداية العمل السلوك الناتج والنتائج المتوقع ة
من هذه التجربة (كوجك كوثر حسين ٬ص (. 269إضافة إلى المهارات التي س بق ذكره ا ف إن إتق ان المعلم
لصياغة األه داف التدريس ية ص ياغة س ليمة يعت بر ك ذلك من أهم المه ارات الالزم توافره ا في ك ل م درس
بصرف النظر عن مادة تخصصه أو عن المرحلة التي يدرس لها ومن المهم أن يختار المعلم أنواع األنش طة
التي توائم األهداف المحددة للدرس مع مراع اة الظ روف المادي ة واالجتماعي ة للبيئ ة المدرس ية ٬ومراع اة
ميول التالميذ بحيث تدفعهم األنشطة المختارة للمشاركة اإليجابية والتفاعل المثمر مع الموقف التعليمي ٬مع
ضرورة أن ينوع المعلم في األنشطة التعليمية التي يختارها سواء في الدرس الواح د أو من درس آلخ ر ألن
هذا يؤدي لتعلم أفض ل ويبع د المل ل عن د المعلم والتلمي ذ على ح د الس واء (كوج ك ك وثر حس ين ٬المرج ع
السابق ٬ص (. 26فالمعلم من خالل تحديده لألهداف أن يحدد نوعية التغيير المعرفي والمهاري ال ذي يص بو
إلى إحداثه على سلوك المتعلم ٬ماذا ينتظر من المتعلم إنجازه في نهاية الدرس ؟ أو ما ال ذي ينبغي أن يك ون
المتعلم قادرا على فعله في نهاية هذا النشاط ؟ (عبد المؤمن يعقوبي ٬المرجع السابق ٬ص . )24
نستخلص إذا أن وض وح األه داف ودقته ا يمكن ان المعلم من الس يطرة على الموق ف التعليمي التعلمي
ويجعل هذا األمر يحدد الوسائل المناسبة لتحقيق هذه األه داف ...بع د تحدي د األه داف على المعلم أن يعم ل
على التخطيط الجيد للمنهج المدرسي تمهيدا للتدريس ٬فالتخطي ط بمثاب ة رس م بي اني أو خريط ة توض يحية
يستعين بها المعلم قبل التنفي ذ والتق ييم فالتخطي ط يوض ح مس ار عم ل المعلم واتجاهات ه وطرق ه ومش كالته
وكيف يمكن التغلب عليها .لهذا كان البد من أن يتقن المعلم مهارة التخطيط لتدريس ه ح تى يتمكن من توف ير
أفضل بيئة تعليمية ويعمل على خلق المناخ الذي يشجع على حدوث أكبر قدر من التفاعل وبالتالي أك بر ق در
من التعلم (كوجك ك وثر حس ين ٬المرج ع الس ابق ٬ص (.55فالتخطي ط يك ون من خالل البحث عن وض عية
االنطالق من خالل التع رف على مكتس بات التالمي ذ ذات العالق ة المرجعي ة بالموض وع الجدي د وعلى م دى
تحكمهم في هذه المهارات والقدرات ٬في هذا الصدد تقول الباحثة أنا بونابوار (( "Bonaboir Annaإن
نجاح الفعل التعليمي يتوقف أوال وقبل كل شيء على وضعية االنطالق فالمعلم الذي يقب ل على درس األفع ال
الناسخة في قواعد اللغة العربية ينبغي أن يتأكد من مدى استيعاب تالميذه ومدى تحكمهم في عناصر الجمل ة
االسمية ٬وإال فإن جمي ع جه وده س تذهب س دى إذا لم تت وفر ل ديهم ه ذه األرض ية (عب د الم ؤمن يعق وبي٬
المرجع السابق ٬ص 2 ( 28
تجربة المعلم التجديدية والطليعية :التجربة الطليعية هي تجربة تربوية تعطي نت ائج خالل العملي ة التربوي ة
الدراسية ٬أما التجربة التجديدية فهي األفكار الجديدة والطرائق والوسائل الجديدة في تنظيم وإج راء العملي ة
التربوية .وعندما نتحدث عن تجربة المعلم نرمز للجانب الموض وعي والط رق ال تي يس تخدمها واألس اليب
التي يتبناها ٬ويرمز الجانب الشخصي إلى كيفية اس تخدام ه ذه الوس ائل والطرائ ق تبع ا لميزات ه الشخص ية
(أحمد خنسة ٬المرجع السابق ٬ص ( 353فتجربة المعلم ضرورية لنجاح العملية التعليمية ٬وهذا ألنها تعتبر
عصارة جهود متواصلة ومختلفة وفقا للمستويات التي يتعامل معها المعلم ٬فتجربت ه تمكن ه من ربح ال وقت
واختيار أحسن السبل لتعلم أفضل 3 .أهمية خلق جو سيكولوجي في الصف (القسم) :في التعليمية التقليدية
المعلم هو محور العملية التعليمية وهو التحكم في المعرفة والعالقة التي تربط المعلم والمتعلم عالقة س لطة٬
والتقييم فيها يخضع لمنحنى قوس (( gauss de Courbeفالتلميذ ينظم نفسه بنفسه حتى يتعلم ٬في حين
أن التعليمية الحديثة تركز على البناء النشيط لمعرفة التلميذ ٬وجعلت مح ور اهتم ام األس تاذ ه و كي ف يتعلم
التلميذ ٬وكيف نسهل عملية التعلم؟ )Michel Minder, 1999, P16(.فالدور الديداكتيكي للمعلم في
البيداغوجية الفعالة هو مساعدة التالميذ على الحصول بأنفسهم على المعرفة ٬فالمعلم قبل أن يكون مختص ا
في وظيفته يكون مهندسا في التربية وتقنيا في التعلم ٬صحيح أن المعلومات التي يحملها ليست دون ج دوى
٬لكن بما أنه يعمل على أن يكسب التالميذ استقالليتهم عليه أن يظهر أكثر كمستشار أو مختص في المن اهج
أكثر من المعارف ٬وأن يك ون على دراي ة ب ديناميكيات الجماع ة ٬ومتحكم في ردود أفعال ه ح تى ال يس قطها
على قسمه ٬فعلى المعلم أن يتنازل عن الدور المسيطر في القسم ٬أال يفرض المعرفة ٬ف المهم أن يعم ل على
النمو الشخصي للتالميذ وتقدم لهم يد المساعدة كراشدين دون إغفال نقل المعرف ة P, ibid, Minder ...
( Michelبالنسبة لـ ك .روجرس فإن المهمة الرئيسية للمعلم هي القدرة على خل ق ج و ذه ني وانفع الي
مناسب في الصف ٬جو ال دعم الس يكولوجي ٬وذل ك يتحق ق إذا اتب ع المب ادئ التالي ة :أن ي بين لألطف ال من
البداية وعلى مر العملية الدراسية ثقته الكاملة بهم .يجب أن ينطلق دائما من أنه توج د ل دى الط الب دافعي ة
داخلية للتعلم .يجب أن يبدو للطالب كمصدر للتجربة المتنوعة والفنية ٬بحيث يمكن اللج وء إليه ا للمس اعدة
عند االصطدام بصعوبات حل هذه المسألة أو تلك .يجب أن يسعى لبلوغ الود ال ذي يس مح ل ه بفهم أحاس يس
ومعايشات كل ط الب .يجب أن يس اعد الطالب في ص ياغة وت دقيق األه داف والمه ام الماثل ة أم ام الجماع ة
وأمام الطالب (أحمد خنسة ٬المرجع السابق ٬ص (.358وقد أعطى مي االري (( Mialaretأهمي ة لج انب
مهم من مكون ات الفع ل التعليمي التعلمي ٬وه و الج انب الس يكولوجي للمتعلم ٬إذ على المعلم أن يض ع في
حس اباته خص ائص المتعلمين الموج ودين بين يدي ه (الس ن ٬الجنس ٬الوس ط المعيش ي ٬الق درات العقلي ة٬
الفروق الفردية( )...عبد المؤمن يعقوبي ٬المرجع السابق ٬ص ( 26وهذا األمر يصعب من مهام المعلم الذي
البد أن يكون على دراية بمبادئ علم النفس ٬وعلم النفس النمو ٬وكذا علم االجتماع ٬باإلضافة إلى تخصصه
في مادة تدريسه ٬ولكن السؤال الذي نطرحه ٬هل بإمكان المعلم أن يكون كما نريده نظريا ٬وكما تص بو إلي ه
المدارس الحديثـة ٬والمبادئ الجديدة لعلم النفس وللتعليمية؟ هل يمكن أن يقوم المعلم بكل ما طلبناه من ه في
ظل العراقيل ال تي يعيش ها مي دانيا من اكتظ اظ لألقس ام ٬كثاف ة ال برامج ٬ع دم وج ود تع اون بين المؤسس ة
التربوية؟ كل هذه العراقيل تجعلنا نتحدث عن بعض المشكالت التي يواجهه ا المعلم ون في مي دانهم ٬وال تي
نلخصها فيما سيأتي.
مشكالت المعلم :المعروف عن كل مهنة أن لها صعوبات وعراقيل تقف حاجزا وعائق ا أم ام حس ن س يرها٬
وقد تكون هذه المشكالت ذات طبيعة مادية أو غير ذلك ٬فما بال ك بمهن ة التعليم ال تي تعت بر من أعق د المهن
وأكثرها حساسية .مشكالت متعلقة باألهداف :إن المعلم يبدأ نشاطه التعليمي بتكوين فكرة واضحة عما يريد
إنجازه من خالل عملية التعليم ٬بالتالي عليه أن يقف على األهداف التي يتوقع من طلبته إنجازها نتيجة ه ذه
العملي ة .مش كالت متعلق ة بخص ائص الطالب :يتب اين ع ادة الطالب في خصائص هم الجس مية واالنفعالي ة
واالجتماعية ٬هذا األمر الذي يفرض على المعلم مواجهة مشكلة فهم الطالب من خالل التعرف على ق دراتهم
ومستوى نموهم ٬ونقاط ضعفهم وقوتهم لتحدي د م دى اس تعدادهم وق دراتهم على إنج از األه داف التعليمي ة
المسطرة v .مشكالت متعلقة بالتعلم :يحتاج المعلم ألداء مهمته التعليمية إلى معرفة المبادئ المتنوعة التي
تحكم عملية اكتساب المعلومات لدى الطالب ٬ونظرا لتنوع سلوك الطالب ٬فإن المعلم سيواجه مشكلة اختيار
مبادئ التعلم التي تتفق مع طبيعة المواقف التعليمية التعلمية v .مشكالت متعلقة بالتعليم :الب د من أن يلج أ
المعلم إلى اختيار طريقة أو أكثر من طرق التدريس التي تختلف باختالف المواد ٬وقد تختلف في نفس المادة
حتى يكون هناك استيعاب أكثر للمتعلمين v .مشكالت متعلقة ب التقويم :يق وم المعلم ب التقويم للتع رف على
مدى التقدم في تحقيق الشيء الذي يجعله يواجه اختبار أو تطوير اإلجراءات التي تس اعده على معرف ة ه ذا
التق دم (س امي 3736(.ص ٬ ٬2001ملحم محم د 5نظري ات التعليم :بعض نظري ات التعليم مش تقة من
نظريات التعلم لكنها تهتم أكثر بالممارسة و التط بيق ال تربوي ٬و ق د ب ذلت الجه ود في الماض ي الس تخدام
نظريات التعلم كأساس التطبيق العملي التربوي ٬إذ تم منها اس تخالص أس س و مب ادئ مفي دة في النواحـي
العملية ٬لكن هذه الجهود لم تحقق األهداف المنشودة .و جاءت نظريات التعليم فاهتمت بالمب ادئ األساس ية
و بالسلوك اهتماما قليال و اهتمت بنواحي التط بيق العملي ة لتحقي ق األه داف التربوي ة ٬و من أهم نظري ات
التعليم " :األس قالة" ألوزبي ل :أ نظري ة المنظم المتق دم 'L 'apprentissage Intelligent ou L
signifiant( )apprentissage verbalيرى أوزبيل (( Ausubelأن عمل المدرسة يتلخص في تحديد
المعارف المنظمة المستقرة الواضحة التي تتألف منها العلوم المختلفة ٬و عمل المعلم أن ينقل هذه المعارف
بطريقة تمكن المتعلم من استيعابها و تصبح وظيفي ة بالنس بة ل ه و تك ون ذات مع نى ٬و المع نى م ا ه و إال
خبرة شعورية متمايزة تنبثق لدى الفرد و ترمز على شكل مفاهيم يتم اس تيعابها في بنائ ه المع رفي و يعتم د
التعلم بالمعنى على طبيعة المادة التي يتعلمها الفرد و على توافر محتوى مناسب في بني ة الف رد المعرفي ة ٬
يفترض أوزبيل أن عقل المتعلم يقوم بخزن المعلومات بصورة هرمية متسلسلة من العام إلى الخاص و حتى
تستوعب بصورة مناسبة من المستحسـن أن تقدم على شكل ملخص معمم و شامل يشتمل على ركائز فكري ة
تثبت المعلومات الجديدة في البنى العقلية للمتعلم و يس مى باألس قالة ٬كم ا يس ميه (المنظم المتق دم) و ذل ك
لربط المسافة بين ما يعرفه المتعلم من قبل و ما يحتاج لتعلمه الحقا .و يجب أن تكون المنظمات واض حة في
مفاهيمها و تظهر على شكل شجرة أو ما يسمى بمنظومات العرض أو وسائل اإليضاح أو على ش كل ج داول
أو تعريفات و مفاهيم أو على شكل مقدمات للمبادئ و التعليم حسب أوزبيل نوعان لك ل منهم ا بع دان (٬( 2
التعليم باالس تقبال (( réceptif Enseignementو التعليم باالستكش اف (Enseignement
( transmissifو يرى أوزبيل أن التعليم باالستقبال أهم من التعليم االستكش اف كم ا أن التعليم باالس تقبال
ب المعنى ه و األهم ٬و يتم التعليم ب المعنى من خالل الرب ط ال ذي يجب أن يتم بين المعلوم ات الالحق ة و
المعلومات السابقة و هذا ي ذكرنا بخط وات الت دريس ال تي ن ادى به ا هارب ارت و هي (المقدم ة ٬الع رض ٬
الربط ٬التعميم ٬التلخيص ٬ثم التطبيق) و التعليم بالمعنى حس ب ه ذه النظري ة ه و أن يك ون التعليم الجدي د
خبرة سابقة يدركها المتعلم و تتولد لديه دافعية داخلية (حسن منسي ٬المرجع السابق ٬ص (.99100نالحظ
أن هذه النظرية ال تصلح لألطفال الصغار و إنما تكون مناسبة للكب ار و الج امعيين .ب نظري ة برون ر للتعليم
االستكشافي :هذا النموذج من التدريس أكد على أهمية مس اعدة التالمي ذ على فهم بني ة الم ادة الدراس ية و
أفكاره ا المفتاحي ة و االعتق اد ب أن التعليم الح ق يتحق ق من خالل االستكش اف الشخص ي ٬و لم يكن ه دف
التربية زيادة حجم معرفة التلميذ فحسب أو قاعدته المعرفية بل خلق إمكانيات لكي يخترع التلمي ذ و يكتش ف
٬و حين طب ق ه ذا التعليم في العل وم و العل وم االجتماعي ة أك د على االس تدالل االس تقرائي و على عملي ات
االستقصاء و البحث و التي تميز الطريقة العلمية ٬كما اعتمد برونر مفهوم المساعدة أو المساندة باعتب اره
عملية تتم من خاللها معاون ة المتعلم على إتق ان مش كلة معين ة تتع دى قدرت ه النهائي ة عن طري ق مس اعدة
الم درس أو ش خص آخ ر أك ثر تق دما ...كم ا أن للح وار االجتم اعي دور في عملي ة التعلم ٬فالتف اعالت
االجتماعية داخل المدرسة و خارجها سهلت من اكتساب الطفل للغة و لسلوكيات حل المش كلة ..فالمدرس ون
الذين يستخدمون التعلم باالستكشاف و التعلم المعتم د على ح ل المش كالت يطرح ون أس ئلة على التالمي ذ و
يتيحون لهم التوصل إلى أفكارهم هم ٬و هذا النوع من التعليم موجه نحو العملية أي أن التأكي د انص رف إلى
كيفية اكتشاف المعرفة و بنائها أو تكوينه ا أك ثر من ه إلى فهم محت وى س بق تحدي ده و اعتم د على النش اط
بمعنى أن التالميذ استخدموا خبرتهم المباشرة و المالحظة و التجريب الكتساب المعلومات و ح ل المش كالت
(ج ابر عب د الحمي د 147145( . ٬1999 ٬ص ج نظري ة ج ان بياجي ه التص ور المع رفي التعليمي لتك وين
المفاهيم :تقوم نظرية بياجيه على تطوير المعرفة إذ ترتكز على التفكير و البنى العقلية عن د المتعلم ٬و يتم
التط وير من خالل عملي تين متك املتين و هم ا :التمث ل (( : Assimilationو يق وم على تغي ير و تحلي ل
الخ برة الخارجي ة بحيث تناس ب ال تراكيب المعرفي ة الموج ودة في الب نى العقلي ة للف رد .الت أقلم (التالؤم) (
( : Accomodationو تقوم على تغيير التراكيب المعرفية الموجودة لدى الفرد بحيث تناسب الخ برات و
المؤثرات الخارجية الجديدة .تتم هاتان العمليتان ليبقى الفرد في حالة ات زان ال ذي إذا ح دث ال يك ون المتعلم
بحاجة إلى تعلم أشياء جديدة و في حالة عدم االتزان يعطي عندها المتعلم المعلومات الالزم ة إلى أن يتحق ق
عنده االتزان ٬و يرك ز بياجي ه على مب دأ أساس ي مف اده أن ه ال ب د للمعلم من أن يح دد من البداي ة مس توى
التطور العقلي لطالبه و إال فإنه سيعطي معلومات أكثر أو أقل من مستوى المرحلة و ب ذلك ال يح دث التعلم ٬
كما أنه ال بد من مطالبة المتعلم بتبرير استجابته و مجابهته باس تراتيجيات تفكيري ة مض ادة (حس ن منس ي٬
المرجع السابق ٬ص (.103105د نظرية جانيه في التعليم (التعليم الهرمي) :يرى جاني ه أن التعليم ج انب
واحد من جوانب التربية و هو جانب هام البد من االهتمام به إذا أردنا تحين الممارسات التربوية ٬كم ا ي رى
أنه الب د من تص ميم التعليم مس بقا و تخطي ط إجراءات ه قب ل اس تخدامها في حج رة ال درس ٬و ه و ي رفض
الت دريس االرتج الي و أن يعم ل المعلم على أس اس الح دس (التخمين) دون خط ط ٬لكن ي ؤمن بض رورة
المحافظة على قدر من التلقائية في العملية التربوية و حس به ف إن المعلم الب د علي ه أن يرك ز على المتعلم و
على البيئة المحيطة به ٬و يرفض جاني ه من يق ول أن هن اك نم ط واح د للتعليم ب ل ي رى أن هن اك 8أنم اط
للتعليم و التعلم و لكل نمط شروط و ظروف تيسر اكتسابه و هي مرتب ة ترتيب ا هرمي ا ٬و أن ه على المعلم أن
يراعي األنماط الدنيا كلم ا أراد أن يع د تعليم ا لن ط أعلى و ه ذا ال يدفع ه إلى االهتم ام بالخص ائص المبدئي ة
لتالميذه (( )3حسن منس ي ٬المرج ع الس ابق ٬ص (.106نالح ظ من خالل ه ذه النظري ات أن اله دف عن د
أصحابها هو تيسير عملية التعلم و مساعدة التلميذ على أن يكتسب القدر المناسب من المعارف و يتمكن من
حل المشكالت المعروضة عليه و إن اختلفت الطرق و المب ادئ .نلخص لنق ول أن عملي ة الت دريس تتض من
عناصر أساسية وهي التخطيط ٬التنفيذ ٬و التقويم و كل عملية تتضمن مجموعة من ألوان النش اط التعليمي
كالشرح و إلقاء األسئلة و إجراء التجارب و هذه األنشطة يمكن تحليلها إلى مهارات أساسية و أخرى فرعية
يهتدي بها الباحث في تحديد الكفاءات المهنية للمعلم (()4عبد الرحمان ص الح األزرق 2000 ٬ص II (.23
المتعلم :يعتبر التالميذ من أهم مدخالت إدارة بيئة التعليم و التعلم ٬بل إنهم أهم المدخالت العملية التعليمي ة
٬إذ بدون التالميذ ال يكون هناك فصل (قس م) و ال يك ون هن اك تعليم وتالمي ذ الم دارس ذوو أعم ار مختلف ة
ووفقا ألعم ارهم يقس م التعليم إلى مراح ل ٬و تأسيس ا على ذل ك ف إن اإلدارة الفعال ة لبيئ ة التعليـم و التعلم
تتطلب من المعلم أن يقف على كافة النواحي المتص لة بالتالمي ذ من حيث نم وهم و تعلمهم (أحم د إس ماعيل
حجي 2000 ٬ص 1 ( .29حقيق ة المتعلم :عن دما نتح دث عن ه فإنن ا نش ير إلى مكتس با ت ه خصائص ه
السيكولوجية إلى سنه (طفل أو مراهق) ٬جنسه (ذكر أو أنثى) وكلها عوام ل ت ؤثر على فهمن ا له ذا الف رد ٬
فالمتعلم عندما يدخل الصف يحمل معه أفكارا تربى عليها و نمى بها من الصعب عليه التخلي عليها بس هولة
٬لهذا من الضروري حتى تنجح العملية التعليمية أن نراعي كل الجوانب النفس ية و المعرفي ة و االجتماعي ة
لهذا المتعلم حتى ال تذهب جهودن ا س دا ٬و حس ب بياجي ه فالمعرف ة تكتس ب إذا ربطت بمع ارف س ابقة ٬و
التعلم لن يحدث إال إذا اندمج في شبكة من ذي قبل في النسق المعرفي للف رد ٬ف المتعلم يحم ل تص ورات لن
يتخلى عنها بسهولة ألنه حصل عليها من خالل تفاعالت ه االجتماعي ة و معايش ته لمحيط ه .فك ل التعليمي ات
أصبحت تركز أنه في كل تعلم البد أن نأخذ بعين االعتبار التصورات الموجودة في عقلية التلميذ و في نظام ه
المعرفي .فعلى البيداغوجي أن يحلل طبيعة التصورات الخاطئ ة ح تى يتغلب على Laurence cornu,( .
)1992 p 50التعلم عوائق و حتى ينخرط التلميذ حقيقة في التعلم يجب أن تكون المهام الماثلة أمامه خالل
النشاط الدراسي مفهومة من قبله و أن يقبلها داخليا بمعنى أن تكتسب أهمية للطالب و أن تلقى به ذا الش كل
صدى و نقطة ارتكاز في معايشاته (أحمد خنسة ٬المرجع الس ابق ٬ص ٬( 274و ق د وض ع م اجر (1969
( Magerمجموعة من الشروط اإليجابية بهدف تدعيم التلميذ في وضعية التعلم و ال تي نجمله ا فيم ا يلي:
التعرف على ردود الفعل الخاصة بالتلميذ و رغبته في التعلم و تتبع ه و التعلي ق عليه ا باإليج اب .مكاف أة و
تش جيع المتعلم تج اه م ا ي رغب تعلم ه .التص ريح للتلمي ذ بنت ائج تعلم ه بمف رده و ليس أم ام المأل (تجنب ا
لإلحراج) .أن يكون التلميذ على دراية باألهداف التعليمية ح تى يفهم المقص ود من ذ البداي ة .إعط اء الحري ة
للتلميذ في اختيار و تنظيم المادة التعليمية .التعامل م ع المتعلم كش خص و ليس ك رقم في قس م م ا .إظه ار
الفرح عندما ينجح التلميذ .هذه الشروط تؤكد على ضرورة أن يظهر المعلم احساس اته اإليجابي ة و ش عوره
تجاه تالميذه ٬فالمعلم الذي ال يظهر حبه لمهنته و ال لتالميذه لن يكون له تأثير يذكر على تالميذه من الناحية
البيداغوجية .و ينقل لنا ماجر م رة أخ رى انطباع ات الطلب ة عن دما س ئلوا عن الط رق ال تي ك ان له ا األث ر
اإليجابي على اهتماماتهم و آداءاتهم و ما الذي كانوا ينتظرونه من األستاذ ٬فك انت أهم النق اط ال تي رك زوا
عليها :األستاذ علمنا مواجهة المشكل و حله بمفردنا ٬إنه قدم وسائل لنتعلم .كان يج زأ موض وع التعلم إلى
أجزاء حتى نستوعب أكثر ٬كما كان يعمل على طرح موضوع الدراسة بصيغة أخ رى .ي وفر لن ا الكتب ال تي
نحتاج إليها عند تعلمنا .شجع ورحب برغبتنا في التعلم وساعدنا ٬كما ك ان يب دي اهتمام ا شخص يا لم ا كن ا
نقوم به .كان المعلم يوجه مناقش اتنا وال يف رض علين ا أفك اره .ك ان المعلم يلقي درس ه بش كل رائع ٬ويرب ط
األحداث الواقعية الحديثة باألحداث الماضية .ك ان المعلم ق ادرا على أن يجع ل المتعلم يش عر بم ا ه و منتظ ر
منه .كان المعلم يستعمل األفالم وكان يستعين بأساتذة آخرين إلثراء ال درس .ك ان المعلم يبحث عن وجه ات
نظر تالميذه ٬ويحترم آراء هم حتى إذا لم يكن يتبناها )Michel Minder,ibid,PP138139(.المالحظ
مما ذكره ماجر ٬ومما ذكره آخرون مثله أن المتعلم يبحث عن الش خص ال ذي ينمي لدي ه روح الثق ة ويبعث
فيه الطمأنينة حتى ال تكون عملية التعلم عبء ثقيل ٬بل متعة يكتشف من خاللها حقيقة ذاته وحدود إمكانات ه
حتى يبذل أكبر جهد للوصول إلى مبتغاه ٬فالمتعلم يبحث عمن يسمعه ويفيده وقت الحاجة 2 .ماهية التعلم :
التعلم عملية مكتسبة تشمل على تغيير في األداء أو السلوك واالس تجابات٬يحدث نتيج ة نش اط تتم ممارس ته
من قبل المتعلم أو التدرب أو مثيرات قد يتعرض لها ودوافع تسهم في دفعه من أجل تحقي ق النض ج (س امي
محمد ملحم ٬المرجع السابق ٬ص (.45والتعلم يتوقف على درجة نضج الكائن الحي ٬أي أنه يرتبط بالنمو٬
والوصول إلى درجة معينة من النضج في كل مرحلة من مراحل العمر ٬إلى أن يكتمل نضج اإلنسان ٬ومع نى
هذا أن اإلنسان في كل عملية نمو ٬وفي كل مرحل ة من مراح ل النم و ٬يك ون مهي أ للتعلم .ف التعلم تع ديل في
السلوك نتيجة احتكاك الفرد بمواقف مختلفة في البيئ ة ال تي يعيش فيه ا ٬مم ا ي ؤدي إلى تغي ير أداء الف رد٬
ويتم التعلم تحت شرط الخبرة والممارسة ٬وينتج عن التعلم كاكتس اب لس لوك جدي د يك ون له ا تأثيره ا على
الكائن الحي (أحمد إسماعيل حجي ٬المرجع 3029(.ص ٬السابق وقد أشارت نت ائج بح وث عدي دة أج ريت
في التربية وعلم النفسلدراس ة العوام ل ال تي ت ؤثر على التعلم إلى أن اش تراك الش خص الم راد أن يتعلم في
اختيار الخبرات واألنشطة التعليمية وفي تخطيط وسائل وط رق تحقي ق األه داف المنش ودة ي ؤدي دون ش ك
إلى تعلم أفضل بمعنى أن التعلم يتم بتلقائية ذاتية من المتعلم ٬وبالتالي تك ون النت ائج أوق ع ويمت د أثره ا إلى
أمد أوسع (كوثر حسين كوجك ٬المرجع الس ابق ٬ص ٬( 56ورواد المدرس ة المفتوح ة يؤك دون على مب دأ
أساسي يتمثل في أن تكون المدرسة مفتوحة على الع الم ٬ف التعلم علي ه أن يك ون حقيقي وواقعي ٬أي ينبث ق
من وض عيات حقيقي ة في الحي اة ٬م ع مراع اة نم و ودرج ة ذك اء المتعلمين ٬وق د ج اء مارتينان د (
( Martinandبمفهوم التطبيقات االجتماعية المرجعية بعض استعمال يعني والذي Les Pratiques( ٬
)Sociales de référencesالمعطيات االجتماعية لتسهيل عملية التعلم كالجريدة المدرسية (Scolaire
(Journalبمثابة تطبيق اجتماعي مرجعي لتسهيل تعلم النحو؛ إضافة إلى اس تعمال الص ور واألش رطة (.
)Michel Minder, Ibid, P 135136التعلم عملية لتسهيل 3ضبط التعلم :يهدف ضبط التعلم إلى
توجيه التعلم ٬بمعنى ضبط العوامل المؤثرة على عملية التعلم و التي تتظمن بعدين رئيس يين هم ا :الض بط
الخارجي :أي تحديد معنى الشروط الخارجية التي قد تس هل أو تع وق التعليم ٬أي أن هن اك بعض الش روط
البيئية المحددة للتعلم والتي لها تأثيره ا على عملي ة التعلم ٬و من الوس ائل ال تي يس تخدمها المعلم للض بط
الخارجي ٬وسائل العرض ٬تشخيص مص ادر المش كالت ٬تحدي د مص ادر المعلوم ات المرتبط ة بموض وع
التعلم ٬تحديد الشروط االجتماعية و ترتيبها ٬تقديم بعض العناصر أو المكونات المرتبط ة بموض وع التعلم.
الضبط الداخلي :يحدث بواسطة المتعلم ذاته و هو مكمل للبعد الخارجي و يتمثل في اختيار أنس ب الظ روف
لتحقيق التعلم ٬و يمكن للمتعلم اكتسابه من خالل اتصاله بالمعلمين و المشرفين التربويين ٬كم ا أن اكتس اب
عادات الدراسة و االستذكار من أفضل الوسائل الفعالة لتحقيق الضبط ال داخلي ٬إض افة لك ل ه ذا ف إن للتعلم
مثيرات كالجهد الذي يقوم به المتعلم في أداء بعض العمليات الداخلية (التفكير ٬اإلدراك ٬الفهم ٬الت ذكر) ٬و
خبراته السابقة ٬باإلضافة إلى الفروق الفردية بين المتعلمين (سامي محمد ملحم ٬المرجع السابق ٬ص .48
( مما سبق ذكره يتضح لنا أن عملية التعلم تستلزم تفاعل بين أطرافها –المعلم ٬المتعلم و أن هذا األخير لن
يتم إال إذا نجح التفاعل و ظه رت نتائج ه III .تفاع ل المعلم و المتعلم :الت دريس عملي ة إنس انية ووس يلة
اتصال و تفاهم بين طرفين ٬فال يمكن أن نقول أن مدرسا قد قام بعملية تدريس ناجح ة إذا لم يوج د من تعلم
منه ش يئا ٬فنحن ال نس تطيع أن نتح دث عن الت دريس دون التح دث عن التعلم ٬و نحن ال نق در أن نش هد أن
المعلم قد قدم درسا جيدا إذا لم يحدث هذا ال درس أث ره المنش ود على التالمي ذ ٬وق د ع بر دي وي (Dewey
( عن هذه الفكرة عندما شبه المدرس بالبائع و مهمة البائع أن يبيع بضاعته للمش ترين ف إذا لم يش تري أح د
بضاعته فال يمكن أن تتم عملية ال بيع (ك وثر حس ين كوج ك ٬المرج ع الس ابق ٬ص (.100المعلم ينظم في
العملي ة التربوي ة نش اط الط الب ٬و ه ذا األخ ير علي ه أن يمتل ك دافع ا إدراكي ا دراس يا ٬ف المعلم يق وم ك ل
المكونات الضرورية و يساعد الطالب على استيعابها ٬غير أنه بدون نشاط الطالب نفسه فإنه ال يكون وجود
للنشاط الدراسي ٬زيادة على ذلك فإن الطالب عندما يستوعب المادة الدراسية أو الموضوع و عن دما يمتل ك
المعارف و األفعال يحولها بحيث تكتسب المفاهيم المعالجة في حاالت معينة مضمونا آخ ر بالمقارن ة م ع م ا
أعطاه المعلم ٬و لكي يعرف التلميذ كيف يقوم بالواجب الدراسي يجب على المعلم أن يتدخل في هذه العملي ة
و ال يكتفي بالمراقبة و النتيجة النهائية (أحمد خنسة ٬المرجع السابق ٬ص ( .287هكذا يمكننا أن نقول أن
التعليم عملية تعاون و نشاط مشترك بين المعلم و المتعلم ٬فلكل منهم ا دوره المكم ل لآلخ ر ٬ف المعلم ينظم
نش اطه التعليمي من خالل التخ اطب و االحتك اك الي ومي م ع التلمي ذ و بواس طة و س ائل مادي ة أخ رى ٬و
المتعلم يستجيب بالجهد المبذول للتعلم و بخبراته الخاصة حتى تتم العملية التعليمية وفقا لألهداف المسطرة.
VIالمادة الدراسية :إن التطور الذي عرفت ه الدي داكتيك لبن اء مفهومه ا و الكتس اب اس تقاللها من هيمن ة
العلوم األخرى جعلها تركز على المادة الدراسية حتى تصل إلى فعالي ة أك بر للنش اط أو الفع ل التعليمي ٬ففي
المغرب مثال أنجزت عدة دراسات ذات طابع دي داكتيكي و ال تي تهتم ب التفكير في الم ادة و مفاهيمه ا و بن اء
استراتيجيات لتدريسها .فديداكتيك المادة (( discipline la de Didactiqueهي تأمل في طبيعة المادة
التعليمية ٬و هو مجال مفتوح قابل للمراجعة ٬فالمعرفة تتطور بناء على إسهامات العل وم المختلف ة ٬البحث
فيه ال يهتم فقط "بالكيف" أي ب الطرق و الوس ائل التعليمي ة لكن ك ذلك بالم ادة ٬إذ ال ينبغي أن نهتم بكي ف
ندفع التلميذ للتعلم ب ل الب د من االهتم ام بالدرج ة األولى بم اذا يق در التلمي ذ أن يتعلم ه في الم ادة ؟ كم ا أن
ديداكتيك المادة الدراسية تهتم بتجريب االستراتيجيات و التأكد من صالحياتها المرحلي ة .و االهتم ام بالم ادة
الدراسية في المنظور الديداكتيكي يرجع إلى إبراز النظرة الجديدة للمادة الدراسية و تغيير النظرة التي تعتبر
أن الم ادة الدراس ية معرف ة مس بقة و نهائي ة و ال مج ال لتغيره ا أو اس تبدالها رغم ش عورنا بقص ورها و
محدوديتها ٬و الشخص المختص في مادة ما هو المؤهل إلدخال تعديالت عليها فانتق اء م ا ينبغي أن يتعلم ه
من مع ارف لغوي ة من ش أن المختص في اللغ ة ٬و م ا ينبغي تعلم ه في الرياض يات من ش أن المختص في
الرياضيات و هكذا...لكن هذا لم يعد يكف ٬إذ ال بد من تدخل الديداكتيكي الذي يتوفر باإلضافة إلى اختصاصه
في مادة من المواد على معرفة بمجالت معرفية أخرى مرتبط ة بالتدريس ٬فدراس ة الم ادة التعليمي ة –ال تي
تعتبر موضوع الديداكتيك يتم من خالل بعدين :بعد إبس تيمولوجي يتعل ق بالم ادة ذاته ا من حيث طبيعته ا و
بنيتها ٬منطقها و منهج دراستها .بعد بيداغوجي مرتبط أساسا بتعليم المادة و مشاكل تعلمها .ال يمكن تط ور
أي عمل ديداكتيكي دون أن يكون هذا العمل مرتبط بمادة تعليمية معينة ٬إال إذا رجعنا إلى الديداكتيكا العام ة
٬التي يسعى البعض إلى جعلها مجاال معرفيا يهتم بدراسة العناصر المشتركة بين المواد الدراسية ٬من حيث
تعلمها و تعليمها لذلك دعا برنار جيسمان إلى القيام ببحوث في الديداكتيك النظري ة ح ول مواض يع مش تركة
بين المواد الدراسية من طرف مجموعات ذات اختصاصات مختلف ة( معجم عل وم التربي ة ٬1994 ٬ص.ص
70( . 71و حتى ينجح المعلم و المتعلم في العملية التعليمية فإن هن اك أش خاص آخ رون يش كلون قاع دة
أساسية في الفصل التعليمي كمدير المؤسسة الذي يعتبر دوره أساسي حتى تسير األم ور بص ورة أحس ن .و
إذا كنا نؤمن أن اإلدارة ال ينبغي أن تظل مجرد تسيير و تيسير ٬و إنما ينبغي أن يضاف إلى هاتين المهمتين
مهمة أخطر هي التطوير ٬فالمدير ينبغي أن يشيع في مؤسسته مناخ التطوير و التحس ين إلى أحس ن وض ع.
فه و المس ؤول التنفي ذي عن كاف ة أنش طة المدرس ة في كاف ة المج االت التربوي ة و التعليمي ة و األنش طة
المدرسية و الشؤون الفنية و اإلدارية و المالية( ...أحمد إسماعيل حجي ٬المرجع الساق ص.ص (.3839