You are on page 1of 44

‫مختصرات من‬

‫كتاب‬
‫علم النفس الجاتماعي‬
‫تأليف د‪ .‬فلحا العنزي‬
‫مدرس المقرر‪ :‬حمود الشريف‬
‫الفصل الثالث‬
‫الدراك الجاتماعي‬
‫انطباعات وتفسيراته لسلوك‬
‫الخآر ين‬
‫ما الدراك الجاتماعي؟‬
‫يتضم ن الدراك الجاتماع ي تص وراتنا ع ن خآص ائص الشأخاص‬
‫الذي ن نتفاع ل معه م‪ ،‬وع ن أس باب س لوكهم‪ .‬وتكم ن أهمي ة‬
‫دراسته في أن‪:‬‬
‫‪‬الدراك الجاتماع ي جازء أس اس من تفاعلت الفراد ف ي أ ي‬
‫ون تص ورات ع ن‬ ‫موق ف اجاتماعي‪ .‬فالفرد دائم ا ول إرادي ا يك و‬
‫خآص ائص الخآري ن الشخص ية وع ن اتجاهاته م وع ن نواياه م‬
‫وعن أسباب سلوكهم‪ .‬ولهذه التصورات وظائف نفسية مهمة‬
‫في تكيف الفراد مع بيئتهم الجاتماعية وتعاملهم مع أحداثها‪.‬‬
‫‪‬إدراكاتن ا لخص ائص الخآري ن وتفس يرنا لس باب س لوكهم أ و‬
‫لم ا يق ع ف ي حياته م م ن أحداث يحدد بدرجا ة ك بيرة س لوكنا‬
‫ومشاعرنا وأفكارنا عنهم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪3‬‬


‫ما الدراك الجاتماعي؟‬
‫إ ن س لوك الفراد ومشاعره م وأفكاره م ع ن الخآري ن‬
‫تتأث ر بس هولة بإدراكاته م لخص ائصهم وفهمه م لس باب‬
‫س لوكهم ف ي جامي ع أنواع العلقات الجاتماعي ة حميمي ة‬
‫كانت أو رسمية أو عابرة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪4‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫العوامل التي تؤدي إلى تشكيل النطباع وإلى توصل الفرد لتفسيرات معينة‪:‬‬
‫المعلومات اللفظية وتكون النطباع‪:‬‬
‫المفردات التصصي تصصصف خآصصصائص الفراد الشخصصصية‬
‫عبارة ع ن معلومات لفظي ة تع بر ع ن س مات مدرك ة؛‬
‫أ ي أنه ا جازء م ن تص ور الفرد الذي يتكون ف ي ذهن ه‬
‫النطباع وليست بالضرورة جازءء من سمات الشخص‬
‫الذي يتكون عنصصه النطباع‪ .‬كيصصف نفسصصر مصصا وجادتصصه‬
‫دراسصصات عديدة مصصن أثصصر قوي للمعلومات اللفظيصصة‬
‫على تشكيل النطباع؟‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪5‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫نموذج النتظام الشكلي‪:‬‬
‫حسصصب هذا النموذج يتكون النطباع نتيجصصة لعلقات الصصصفات الشخصصصية‬
‫الت ي يدركه ا الفرد ف ي الخآ ر؛ أ ي أ ن النطباع نات ج ع ن ك ل إدراك ي أ و‬
‫منتظم تأويلي تنتظم فيه السمات المدركة‪ .‬فتأثير كل سمة يعتمد على‬
‫معناها الذي تحدده علقتها بالسمات الخآرى‪ .‬فالفرد ل يتلقى المعلومات‬
‫الجاتماعي ة كأجازاء منفص لة وإنم ا كوحدات مترابط ة ف ي ك ل معنوي‪ .‬كم ا‬
‫أن ه لي س لك ل الس مات نف س الث ر ف ي تشكي ل النطباع‪ ،‬فهناك س مات‬
‫مركزية وأخآرى طرفية‪.‬‬
‫تتحدد درجا ة مركزية الس مة بقوة وعدد ارتباطاته ا ببقي ة السمات‪ .‬فبع ض‬
‫الس مات تثي ر لدى س امعها معان وس مات أكث ر مم ا تنتج ه س مات أخآرى‪.‬‬
‫أما عندما تكون السمات متقاربة القوة فإن ما يأتي منها أول )أثر الولية(‬
‫يحدد المنتظم التأويلي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪6‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫النموذج الجبري‪:‬‬
‫النطباع حس ب هذا النموذج حاص ل جام ع أ و معدل مجموع قي م الص فات‬
‫الشخصية التي يدركها الفرد في الخآر‪.‬‬
‫فلماذا يتبايصصن الدراك إذا‪ ،‬عندمصصا تكون السصصمات متقاربصصة القوة؟ يفسصصر‬
‫أنص ار هذا النموذج ذل ك بتباي ن النتباه )النتباه الذي تحض ى ب ه الس مات‬
‫التصصي ترد فصصي أول السصصلسلة مقارنصصة بالسصصمات التصصي ترد فصصي آخآصصر‬
‫السلسلة(‪.‬‬
‫هننل للسننمات التنني يوصننف بهننا الشأخاص نفننس المعنننى‬
‫والنتظام لدى كل الشأخاص؟‬
‫ل! يرى كيلي أن لدى كل فرد بناءات شأخصية تنمو من خآلل خآبرته‪ .‬كما‬
‫يرى برونصصو وتاغيوري أصصن كصصل فرد تتطور لديصصه نظريات شأخصصصية ضمنيصصة‬
‫توجاه إدراكه وانطباعاته عن الخآرين‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪7‬‬
‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫الصور النمطية وتكوين النطباع‪:‬‬
‫تأثي ر الص ور النمطي ة عل ى تشكي ل انطباعاتن ا ع ن الخآري ن يمك ن أ ن‬
‫يكون ف ي شأك ل تط بيق خآص ائص الفئ ة عل ى الفرد‪ ،‬أ و ع ن طري ق‬
‫تأثيرها على تقييمنا لسلوك معين يقوم به الفرد‪.‬‬
‫أثر المارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك النفعالت‪:‬‬
‫أثر التعبيرات الوجاهية الكاملة‪:‬‬
‫التع بيرات الوجاهي ة م ن أه م المارات غي ر اللفظي ة الت ي يس تخدمها‬
‫الفرد للستدلل على الحالة النفعالية عند الخآرين‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫الوجاود الفعلي لهذه النفعالت‪.‬‬
‫تكمن أهمية المارات غير اللفظية في أنها تسهل التفاعل الجاتماعي‪.‬‬
‫بينت دراسات عبر ثقافية أن هناك ستة انفعالت رئيسة يمكن للفراد‬
‫م ن ثقافات مختلف ة التعرف عليه ا م ن الص ورة الكلي ة للوجا ه وه ي‪:‬‬
‫الحزن والسعادة والدهشة والتقزز والخوف والغضب‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪8‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫أثر المارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك النفعالت )نابع(‪:‬‬
‫التعرف على التعبيرات الوجاهية النفعالية عبر الثقافات ل يعني أنها آلية‬
‫أو ل إرادية تماما‪ ،‬حيث أن التوقعات والمعايير الجاتماعية تؤثر في هذه‬
‫التعبيرات‪ .‬وتبين دراسات عبر ثقافية أن هناك قواعد عرض توجاه التعبير‬
‫عصصن النفعالت بطرق مختلفصصة فصصي الثقافات المختلفة‪ .‬وهذا يشيصصر إلصصى‬
‫الوظيفة التصالية للتعبيرات الوجاهية بجانب الوظيفة التعبيرية‪.‬‬
‫ولتركي ب الوجا ه تأثي ر عل ى التفاع ل الجاتماع ي حي ث ت بين الدراس ات أ ن‬
‫الناس يدركون ص احب الوجا ه الطفول ي كشخ ص موثوق وداف ئ وص ادق‬
‫أكث ر م ن ص احب الوجا ه الناض ج‪ ،‬لك ن الوجا ه الطفول ي يرتب ط أكث ر م ن‬
‫الوجاصصه الناضصصج بانطباعات الخضوع وفقدان التوكيدية‪ .‬كمصصا أصصن الناس‬
‫يدركون الشخ ص ذو الوجا ه المع بر انفعالي ا عل ى أن ه شأخ ص واث ق م ن‬
‫نفسه ومحبوب أكثر من ضده‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪9‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫أثصصر المارات غيصصر اللفظيصصة علصصى التفاعصصل وعلصصى إدراك النفعالت‬
‫)نابع(‪:‬‬
‫كما أن للبتسامة تأثير إيجابي على انطباعاتنا عن الخآرين‪.‬‬
‫أثر العينين على النطباع‪:‬‬
‫عنصصد مقارنصصة العينيصصن بمعزل عصصن بقيصصة الوجاصصه لصصم يتعرف‬
‫المفحوص ون بدق ة عل ى النفعالت الت ي كان فيه ا ص احب‬
‫الوجاه إل على انفعال الخوف‪ .‬وربما يدل هذا على أن هناك‬
‫تخصصصا نسصصبيا لك ل جازء مصن أجازاء الوجاصصه‪ ،‬إل أصن التعصبير‬
‫الوجاهي النفعالي يعتمد على الوجاه ككل تعبيري‪.‬‬
‫ت بين الدراس ات أ ن الجزء الس فلي م ن الوجا ه أكث ر إفص احا‬
‫عن النفعالت من الجزء العلوي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪10‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫أثر المارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك النفعالت )تابع(‪:‬‬
‫أثر طريقة النظر على النطباع‪:‬‬
‫تبين الدراسات أن للمسافة وجانس المتفاعلين تأثير دال على‬
‫مدة التحديق العيني‪ .‬فكلما قلت المسافة بين المتفاعلين قل‬
‫التحديق العيني‪ .‬كما أن التصال العيني بين الجنسين أقل منه‬
‫بين أفراد الجنس الواحد‪.‬‬
‫ومن الضروري بالنسبة للتحديق العيني أن نأخآذ بعين العتبار‬
‫طبيعة العلقة بين المتفاعلين‪ .‬فالتحديق العيني أمر منفر بين‬
‫الغرباء وفي الماكن العامة‪ ،‬إل إذا صاحبه طلب أو استفسار‬
‫أو كان إشأارة إلى الرغبة في الحديث‪ .‬ويزداد تحمل التحديق‬
‫العيني بزيادة حميمية العلقة بين المتفاعلين‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪11‬‬


‫النطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك‬
‫الجاتماعي‬
‫أثر الحالة المزاجاية على النطباع‪:‬‬
‫بين ت الدراس ات أ ن انطباعاتن ا وأحكامن ا عل ى الخآري ن تتأث ر‬
‫بحالتنا المزاجاية‪ ،‬بغض النظر عن خآصائصهم السلوكية‪.‬‬
‫أثر النطباع على السلوك والتفاعل الجاتماعي بين الفراد‪:‬‬
‫النطباعات بطبيعتهصصا توقعية‪ .‬أصصي أصصن تشك كصصل النطباع يعنصصي‬
‫توقع سلوك معين من الخآرين‪.‬‬
‫وم ن النتائ ج المتكررة أ ن م ا يبدأ ف ي أذهانن ا كاعتقادات وتوقعات‬
‫عن الخآرين ينتهي إلى أحداث سلوكية تصدر منهم )ظاهرة التأكيد‬
‫السلوكي أو النبوءات المتحققة ذاتيا(‪ .‬فالعتقادات والتوقعات التي‬
‫يحمله ا فرد ع ن آخآ ر إذا كان ت تنعك س ف ي التعام ل مع ه يمك ن أ ن‬
‫تؤث ر ف ي الخآ ر بطريق ة تؤك د تل ك العتقادات والتوقعات‪ .‬وتظه ر‬
‫الهمية الك بيرة لنتائج دراسة هذه الظاهرة عندما توجاد فروق بين‬
‫المتفاعلين‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪12‬‬


‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد النساني كعالم غر‪:‬‬
‫رأينصصا فيمصصا سصصبق تركيصصز آصصش وغالبيصصة معاصصصريه ممصصن اهتموا‬
‫بدراسصصة إدراك الشخصصص أصصو الدراك الجاتماعصصي علصصى تكون‬
‫النطباع‪.‬‬
‫أم ا هايدر فكان يرى أ ن جازءء مهم ا م ن الدراك الجاتماع ي ه و‬
‫التفسصصيرات السصصببية التصصي يتوصصصل إليهصصا الفرد لسصصلوك الخآريصصن‬
‫ولسلوكه هو ؛ أي أن تأثير إدراكاتنا لبعضنا ل يقتصر على تكون‬
‫النطباع وإنما يتضمن تفسيرات سببية لسلوكنا‪.‬‬
‫شأبه هايدر الفرد النساني بالعالم الغر الذي يفكر في أسباب‬
‫سلوك الخآرين وسلوكه هو‪ ،‬ويجمع معلومات متنوعة للتوصل‬
‫إل ى تفس يرات س ببية لهذا الس لوك؛ تل ك التفس يرات يطل ق‬
‫عليها مصطلح العزو‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪13‬‬
‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد النساني كعالم غر )تابع(‪:‬‬
‫وبغ ض النظ ر ع ن ص حة أ و خآط أ تل ك التفس يرات فإنه ا تؤث ر‬
‫في ردود أفعال الفرد وقراراته وأحكامه‪.‬‬
‫كمصصا أصصن تلصصك التفسصصيرات تخدم وظيفصصة حيويصصة لتعاملصصه مصصع‬
‫متطلبات بيئته‪.‬‬
‫ويرى هايدر أصصصن اكتشافنصصصا لكيفيصصصة تفسصصصير الفرد لسصصصلوكه‬
‫ولس لوك الخآري ن س يتيح لن ا تفس ير س لوك الفرد وقرارات ه‬
‫التنبؤ بهما وذلك لن تلك التفسيرات السببية تحدد فهم الفرد‬
‫وتوقعاتصصه عصصن الخآريصصن‪ ،‬وهذه بدورهصصا تؤثصصر فصصي سصصلوكه‬
‫وقراراتصصصه‪ ،‬وفصصصي سصصصلوك الخآريصصصن كذلصصصك )ظاهرة التأكيصصصد‬
‫السلوكي!(‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪14‬‬


‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد النساني كعالم غر )تابع(‪:‬‬
‫أه م فكرة أبرزه ا هايدر ف ي تحليل ه للنس ان كعال م غ ر ه ي تقس يمه‬
‫للعزو إل ى داخآل ي )شأخص ي أ و غي ر موقف ي( وخآارجا ي )غي ر شأخص ي أ و‬
‫موقفي(‪.‬‬
‫ويعتصصبر هايدر عزو الفرد محصصصلة إدراكاتصصه للقوى الخارجايصصة أصصو البيئيصصة‬
‫وللقوى الداخآلية‪ .‬فإدراك الفرد لسصصتطاعة الخآصصر تعتمصصد علصصى تقييمصصه‬
‫لقدرت ه ف ي علقته ا بخواص البيئ ة أ و الموقف‪ .‬فق د يتمت ع الفرد بقدرة‬
‫عالية على القيام بسلوك معين‪ ،‬ولكن القيام به صعب جادا مهما بلغت‬
‫قدرة الفرد‪ .‬والعامل الخآر هو إدراك المحاولة‪ ،‬ويعتمد تقييم الفرد لهذا‬
‫البعد على إدراكه لوجاود النية والجهد‪.‬‬
‫وتحاول البحوث العزويصصة وصصصف واكتشاف كيفيصصة حدوث العزو بنوعيصصه‬
‫)وتس مى هذه العمال مجتمع ة بنظري ة العزو العام ة‪ ،‬أم ا العمال الت ي‬
‫حاولت أن تدرس تأثير العزو في مجالت متخصصة فتسمى بالنظريات‬
‫العزوية(‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪15‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية الستدلل المتوافق )جاونز وديفز(‪:‬‬
‫مت ى يس تدل الفرد عل ى وجاود خآص ائص شأخص ية ثابت ة ف ي‬
‫الفاع ل تكم ن وراء فع ل أ و س لوك معي ن قام ب ه‪ ،‬ومت ى يعزو‬
‫ذلك الفعل إلى عوامل خآارجاية؟‬
‫تقترح نظريتهم ا أ ن العزو أ و الس تدلل المتواف ق )داخآل ي أ و‬
‫شأخص ي( يحدث عندم ا تتواف ق الخاص ية الشخص ية المس تدل‬
‫عليه ا م ع الفع ل الذي اس تدل من ه الفرد عل ى هذه الخاص ية‬
‫)انظر ص ‪.(132‬‬
‫تنطلق هذه النظرية من مسلمة أساس وهي أن أي فعل أو‬
‫حدث يمثصصل موقفصصا غامضصصا‪ ،‬وأصصن الفرد يتعرف علصصى معنصصى‬
‫الفعل بملحظة نتائجه‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪16‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية الستدلل المتوافق )تابع(‪:‬‬
‫هناك ثلثصصة مبادئ تحكصصم اسصصتدللت الفرد علصصى‬
‫الخصائص الشخصية‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ التأثيرات غيصصصصر الشائعصصصصة‪ :‬يقترح هذا المبدأ أصصصن‬
‫احتمال توصصصصصل الفرد إلصصصصى عزو متوافصصصصق )خآاصصصصية‬
‫شأخصية متوافقة مع السلوك الملحظ( يزداد إذا أدرك‬
‫الفرد أصصن تأثيرات هذا الفعصصل ل تنتصصج مصصن أفعال أخآرى‬
‫بديل ة ل ه‪ ،‬أ ي أنه ا تميزه ع ن غيره‪ ،‬وبالتال ي ق د تدل‬
‫على نية الفاعل‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪17‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية الستدلل المتوافق )تابع(‪:‬‬
‫‪ .2‬مبدأ المرغوبيصصة الجاتماعيصصة‪ :‬يقرر هذا المبدأ أصصن الفعال‬
‫المرغوب ة اجاتماعي ا ل تؤدي إل ى اس تدللت متوافق ة م ع‬
‫خآصصصائص شأخصصصية لصصن الفرد يدرك أنهصصا قصصد تصصصدر مصصن‬
‫غالبيصصة الفراد لسصصباب مختلفصصة‪ ،‬كالضغوط الجاتماعيصصة‪،‬‬
‫وبالتالي ل تصبح خآيارا فرديا للفاعل‪.‬‬
‫‪ .3‬عوامل دافعية‪ :‬يقترح جاونز وديفز أن الستدلل المتوافق‬
‫)العزو الشخصي( يزداد إذا أثار الفعل انفعالت قوية في‬
‫الملحظ‪ ،‬أو أدرك أنه مقصود بذلك الفعل كفرد أو كعضو‬
‫في فئة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪18‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫تقييم نظرية الستدلل المتوافق‪:‬‬
‫تخطئ النظرية في افتراضها أن عزو النية يسبق الستدلل‬ ‫‪‬‬
‫عل ى الخص ائص الشخص ية للفاع ل ل ن هناك أفعال ص فتها‬
‫الساس افتقادها للنية أو انها غير مقصودة بذاتها‪ ،‬فالنظرية‬
‫قد تنطبق على الفعال التي تتضمن الخآتيار ل على الفعال‬
‫كوقائع عامة‬
‫النظري ة غي ر دقيق ة ف ي وص فها لكيفي ة حدوث العزو‪ ،‬فه ي‬ ‫‪‬‬
‫تفترض أن الفرد يبحث في نتائج الفعال البديلة للفعل الذي‬
‫يقوم ب ه الفاع ل‪ ،‬لك ن الفرد ينتب ه لم ا يق ع ل لم ا ل يقع‪ .‬كم ا‬
‫أن الناس يبحثون عما يشابه السلوك وليس عما يعارضه‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪19‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫تقييم نظرية الستدلل المتوافق‪:‬‬
‫‪ ‬ليصصس مصصن الضروري أصصن يقتصصصر الفرد علصصى اسصصتخدام السصصلوك غيصصر‬
‫المتوق ع ف ي الس تدلل عل ى ص فات داخآلي ة خآاص ة بالفاعل‪ .‬فالس لوك‬
‫غي ر المتوق ع ق د يكون دال‪ ،‬ولك ن الس لوك المتوق ع ق د يكون دال أيض ا‬
‫عل ى وجاود مي ل خآاص لدى الفاع ل )كأ ن يعزو الفرد فع ل شأخ ص م ا‬
‫إل ى خآص ائص شأخص ية ف ي الفاع ل لن ه ينتم ي إل ى فئ ة اجاتماعي ة بناءء‬
‫على الصور النمطية لهذه الفئة‪،‬‬
‫ن وأنتاكي هذه النظرية نظرية معيارية ل نظرية علمية لنها‬ ‫ست ت ن‬
‫‪ ‬يعتبر ه توت ن‬
‫تص ف م ا يج ب أ ن يكون علي ه الس تدلل ل م ا يحدث بالفع ل‪ ،‬ولهذا‬
‫يمكن اعتبارها قاعدة منطقية قوية للستدلل على الخآطاء العزوية‪.‬‬
‫فقدت هذه النظري ة اهتمام الباحثي ن لنه ا ل تعت بر تجس يدا ص ادقا لنظري ة‬
‫العزو‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪20‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )هارولد كيلي(‪:‬‬
‫تعد إسهامات كيلي أنجح محاولة لتجسيد منحى العالم‬
‫الغصصر فصصي نظريصصة علميصصة‪ ،‬حيصصث صصصاغ نظريتصصه لوصصصف‬
‫كيفي ة توص ل الفرد إل ى عزو سصببي لس لوك الخآريصن‬
‫وللحداث البيئية ولسلوكه هو أيضا‪.‬‬
‫تتعامصصل هذه النظريصصة مصصع المعلومات التصصي يسصصتخدمها‬
‫الفرد ف ي توص له لس تدللت س ببية‪ ،‬وم ع م ا يفعلون ه‬
‫بهذه المعلومات لجاابصصصة أسصصصئلة سصصصببية )تبدأ بكلمصصصة‬
‫لماذا؟(‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪21‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫هذا الهدف مبني على مسلمة أساس وهي أن معرفة الفرد‬
‫عصصن العالصصم المحيصصط بصصه بشكصصل عام‪ ،‬ومعرفتصصه بعالمصصه‬
‫الجاتماع ي بشك ل خآاص‪ ،‬غامض ة وليس ت متاح ة تلقائي ا‪ ،‬ب ل‬
‫هصصو الذي يبنيها‪ .‬فالفرد جازء مصصن التفاعصصل الجاتماعصصي الذي‬
‫يحاول تفسصصصير أحداثصصصه‪ ،‬وليصصصس مسصصصتقل عنه‪ .‬فالفرد هصصصو‬
‫الوسيلة السببية وهو العازي أيضا‪ .‬أي أنه مشارك في صنع‬
‫الحداث ومفسر لها في الوقت نفسه‪.‬‬
‫فالعزو أول لصصه وظيفيصصة حيويصصة تتمثصصل فصصي إضفاء نوع مصصن‬
‫النظام والمتوقعيصصة علصصى عالصصم سصصيكون بدون ذلصصك غامضصصا‬
‫وعشوائيا‪ .‬ثاني ا ‪ ،‬العزو الذي يقوم ب ه الفرد تترت ب علي ه نتائ ج‬
‫تتعلق بإدراكه لذاته وانفعالته‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪22‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫يرى كيل ي أ ن نظري ة العزو تتبن ى عل ى إس هامات رائدة‬
‫فصصي علصصم النفصصس الجاتماعصصي منهصصا نظريصصة المقارنصصة‬
‫س ت تن نغغنر( الت ي تقترح أ ن الفرد تيقي ي م آراء ه‬‫الجاتماعي ة )فت ن‬
‫ومعتقدات ه بمقارنته ا بآراء ومعتقدات الخآري ن‪ ،‬ونظري ة‬
‫م ( الت ي تقترح أ ن الفرد يدرك اتجاهات ه‬ ‫إدراك الذات )ب ت ن‬
‫وقدرات ه م ن خآلل ملحظت ه لس لوكه‪ ،‬ونظري ة شأاخآت ر‬
‫التصصي تقترح أصصن المحيصصط الجاتماعصصي يؤثصصر فصصي كيفيصصة‬
‫تفسير الفرد وتعرفه على انفعالته‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪23‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫تميصصز نظريصصة كيلصصي بيصصن حالتيصصن تختلفان مصصن حيصصث كصصم‬
‫المعلومات المتاحصصصة للفرد‪ .‬ويعمصصصل مبدأ التبايصصصن المتلزم‬
‫خ ص كم ا يل ي‪ :‬تيعزى أث ر معي ن إل ى الس بب الذي‬ ‫)الذي تيل ي‬
‫يتباي ن مع ه ع بر الزم ن بدرجا ة أك بر م ن غيره م ن الس باب‬
‫المحتملصصة( عندمصصا يكون لدى الفرد معلومات مصصن ملحظات‬
‫متعددة للحادث ة الت ي يري د عزوها‪ .‬فالتركي ز هن ا عل ى التلزم‬
‫الوقت ي بي ن حادث ة م ا وس بب م ن أس بابها‪ .‬ويتعام ل الفرد‬
‫عندمصصا يقوم بالعزو مصصع ثلثصصة مصصصادر للمعلومات‪ :‬أشأخاص‪،‬‬
‫كيانات‪ ،‬وقصصصت‪ ،‬وتصصصصنف هذه المعلومات فصصصي ثلث فئات‪:‬‬
‫التساق‪ ،‬الجاماع‪ ،‬التمييز )وتسمى أيضا بالبعاد العزوية في‬
‫نظرية كيلي(‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪24‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫اقترح كيلصصي نموذج المخطوطصصة السصصببية )وهصصي مفهوم لدى‬
‫الفرد عن طريقة تفاعل عاملين سببين أو أكثر في علقتهما‬
‫بتأثيصصر معيصصن( ليفسصصر العزو عندمصصا ل تتوافصصر للفرد معلومات‬
‫ع ن مدى تكرار الحادث ة أ و عندم ا تكون الحادث ة هامشي ة ف ي‬
‫حياة الفرد أو عندما ل يكون لدى الفرد الوقت الكافي للقيام‬
‫بجهد أكبر‪.‬‬
‫تتكون المخطوطات السصصصببية لدى الفرد مصصصن خآلل خآصصصبراته‬
‫وتجاربصصه‪ ،‬وتؤدي دورا مهمصصا فصصي إدراك الفرد لنتظام أحداث‬
‫عالمصصصه الكثيرة والمتنوعصصصة‪ ،‬وإدراكصصصه لمكانيصصصة التنبصصصؤ بهذه‬
‫الحداث‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪25‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫اقترح كيلصصصي عددا مصصصن المخطوطات السصصصببية مثصصصل‬
‫مخطوطات الس باب الكافي ة المتعددة والت ي تشي ر إل ى‬
‫تعل م الفرد أ ن حدث ا معين ا يق ع إذا وجا د أ ي س بب م ن‬
‫أسبابه‪ ،‬ومخطوطات السباب الضرورية المتعددة والتي‬
‫تشيصصر إلصصى أصصن حدثصصا معينصصا ل يقصصع إل إذا وجاصصد عدد مصصن‬
‫السصصصباب معا‪ .‬وتتكون لدى الفراد مخطوطات سصصصببية‬
‫تعتمد على اللغة‪ .‬فالتعبيرات اللغوية عن حالت نفسية‬
‫)انفعالي ة‪/‬ذهني ة( تؤدي غالب ا إل ى عزو كيان ي )موقف ي(‪،‬‬
‫بينما تؤدي التعبيرات اللغوية الفعلية إلى عزو شأخصي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪26‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫حدد كيلي مبدأين متناقضين يصفان كيفية تأثير مخطوطات‬
‫السصصباب الكافيصصة المتعددة علصصى العزو‪ ،‬حيصصث يعمصصل مبدأ‬
‫الطرح على التقليل من احتمال العزو الشخصي بينما يعمل‬
‫مبدأ الزادة عل ى زيادة احتمال هذا العزو‪ .‬أم ا عندم ا يفك ر‬
‫الفرد ف ي س لوك يعتق د أ ن حدوث ه مشروط بوجاود عدد م ن‬
‫السصصباب )مخطوطصصة أسصصباب ضروريصصة متعددة( فإنصصه لصصن‬
‫يطرح أي ا م ن هذه الس باب‪ .‬ويعتق د كيل ي أ ن هذا النوع م ن‬
‫المخطوطات السببية ل ينشط إل نادرا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪27‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتلزم )تابع(‪:‬‬
‫أيدت دراسصصات عديدة هذا النموذج حيصصث تصصبين أصصن الناس يبنون‬
‫تفس يراتهم العزوي ة عل ى المعلومات المقدم ة له م ع ن التميي ز‬
‫والجاماع والتساق‪.‬‬
‫وجادت دراسات أخآرى أن المفحوصين يستخدمون البعاد الثلثة ولكن‬
‫بحثهصصم ليصصس بالعمصصق الذي تصصصوره النظرية‪ .‬كمصصا أصصن هناك ميل إلصصى‬
‫البحث عن معلومات خآاصة بالشخص أو بضغوط الموقف‪ ،‬وأن البعاد‬
‫الثلث ة ليس ت عل ى نف س الدرجا ة م ن الهمي ة ف ي التأثي ر عل ى العزو‪.‬‬
‫ويرى آيزر أن هذه النظرية ليست ذهنية بدرجاة كافية فبعض مسلماتها‬
‫تخالصصف مصصا تيعرف الصصن عصصن عمصصل العمليات الذهنيصصة فصصي المواقصصف‬
‫الجاتماعية التي تقتضيها وتيرة التفاعل الجاتماعي السريعة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪28‬‬


‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات‬
‫اليومية‬
‫خآطأ العزو الساس‪:‬‬
‫وه و مي ل الفراد إل ى المبالغ ة ف ي عزو س لوك الخآري ن إل ى‬
‫وجاود خآصائص داخآلية وليس إلى عوامل خآارجاية حتى عندما‬
‫توجا د ضغوط موقفي ة واضح ة أدت إل ى ص دور ذل ك الس لوك‪.‬‬
‫تفسيرات محتملة لهذا الخطأ‪:‬‬
‫تفسير بؤرة النتباه‪ :‬خآطأ العزو الساس ناتج من تباين انتباه‬
‫الفرد إلصصى الشخصصص الفاعصصل وانتباهصصه لخصصصائص الموقف‪.‬‬
‫فالشخص يكون بارزا بالنسبة للموقف‪.‬‬
‫يقترح تفسصصير آخآصصر أصصن الناس ينسصصون المعلومات الموقفيصصة‬
‫أسصصرع مصصن نسصصيانهم للمعلومات التصصي تتعلصصق بشخصصصيات‬
‫الخآرين وميولهم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪29‬‬


‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات‬
‫اليومية‬
‫خآطأ العزو الساس )تابع(‪:‬‬
‫يقترح تفس ير ثال ث وجاود معايي ر مجتمعي ة توجا ه العزو‬
‫إلى العوامل الداخآلية بدل من العوامل الموقفية‪ .‬لكن‬
‫هناك دراسصصات تصصبين أصصن الناس يقومون بالعزو تحصصت‬
‫شأروط معينة‪ .‬كمصصصا تصصصبين دراسصصصات أخآرى أصصصن العزو‬
‫الشخصصصي ليصصس بنفصصس القوة فصصي الثقافات الجمعيصصة‬
‫مقارنصصصة بالثقافات الفردانية‪ .‬فبعصصصض الظروف التصصصي‬
‫تؤدي إلصصى عزو شأخصصصي فصصي الثقافات الفردانيصصة أدت‬
‫إلى عزو خآارجاي في الثقافات الجمعية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪30‬‬


‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات‬
‫اليومية‬
‫خآطأ الفاعل‪-‬الملحظ‪:‬‬
‫ويسمى أيضا أثر الذات‪-‬الخآر‪ ،‬وهو ميل متكرر عند الفاعلين إلى عزو‬
‫أفعاله م إل ى ضغوط الموق ف‪ ،‬بينم ا يمي ل الملحظون إل ى عزو نف س‬
‫الفعال إلصصى خآصصصائص شأخصصصية مسصصتقرة لدى الخآر‪ .‬هناك تفسصصيران‬
‫لهذا الخطأ هما‪:‬‬
‫تفس ير البؤرة الدراكي ة الذي يقترح أ ن الخآري ن ي برزون ف ي‬
‫الموقف أكثر من بروز خآصائص الموقف‪ ،‬بينما تبرز خآصائص‬
‫الموقف في إدراك الفرد أكثر من بروز خآصائصه هو شأخصيا‬
‫)انظصصر‪/‬ي تجربصصة سصصتورمز الذكيصصة ص ‪ .(142‬أمصصا تفسصصير‬
‫مستوى المعلومات فيقترح أن العزو الشخصي لسلوك الخآر‬
‫يقل إذا توافرت للملحظ معلومات عن الخآر‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪31‬‬
‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات‬
‫اليومية‬
‫التحيزات العزوية الذاتية‪:‬‬
‫إصصن التفسصصيرات السصصببية التصصي يقول بهصصا الفراد‬
‫ليسصصت معزولصصة عصصن ذواتهصصم‪ ،‬فهناك أنواع مصصن‬
‫التحيزات العزويصصة تنشصصأ لخدمصصة حاجاات نفسصصية‬
‫مث ل حماي ة الذات وإعلء الذات‪ .‬هذا م ع العل م‬
‫أن هناك تفسيرات ذهنية لهذه التحيزات‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪32‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت‪:‬‬
‫كيف نشعر بعد مرورنا بخبرة نجاح أو فشل‪ ،‬وما تأثير‬
‫ذلصصك علصصى توقعاتنصصا وسصصلوكنا فصصي المسصصتقبل؟ كيصصف‬
‫نسصصتجيب لمصصن يمرون بخصصبرات النجاح والفشصصل أصصو‬
‫يتعرضون لمشكلت حياتية مختلفة؟‬
‫يرى واينصصر أصصن اسصصتجاباتنا تعتمصصد علصصى كيفيصصة تفسصصيرنا‬
‫)عزونصصا( لهذه الخصصبرات‪-‬أي علصصى نوع السصصباب التصصي‬
‫نفسصصر بهصصا حدوث الوقائصصع التصصي نواجاههصصا أصصو يواجاههصصا‬
‫الخآرون‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪33‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫البعاد العزوية في نظرية واينر‪:‬‬
‫ه ي أبعاد تص ف العلق ة بي ن الس باب العديدة الت ي يدركه ا‬
‫الفراد لكصصل حدث مصن أحداث الحياة الجاتماعية‪ .‬وه ي التصي‬
‫تحدد المعاني والدللت النفسية لكل حدث‪ .‬كشفت دراسات‬
‫واينر عن ‪ 3‬أبعاد هي‪ :‬مصدر )وجاهة( الضبط )داخآلي ]قدرة؛‬
‫جاهد[ ‪ -‬خآارجاي ]حظ؛ صعوبة المهمة[(‪ ،‬الستقرار )مستقرة‬
‫]قدرة[ ‪ -‬متغيرة ]جاه د[(‪ ،‬إمكاني ة التحك م )يمك ن التحك م ب ه‬
‫]جاهد[ ‪ -‬ل يمكن التحكم به ]قدرة[(‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪34‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫عزو النجاح والفشل‪:‬‬
‫كشفصصت الدراسصصات عصصن أنماط معينصصة لعزو خآصصبرات النجاح‬
‫والفشل‪ ،‬وهذا يعني أن هذه العملية ليست عشوائية‪.‬‬
‫أكثر السباب التي يذكرها الناس لنجاحهم أو فشلهم هي‪:‬‬
‫القدرة‪ ،‬الجهد‪ ،‬الحظ أو الصدفة‪ ،‬صعوبة المهمة‪.‬‬
‫كمصصصا وجادت الدراسصصصات ميل عامصصصا لدى الفراد إلصصصى عزو‬
‫نجاحه م إل ى أس باب داخآلي ة ومس تقرة‪ ،‬وعزو فشله م إل ى‬
‫متغيرات خآارجاية‪ .‬كم ا أنه م يضخمون م ن أهمي ة الس باب‬
‫الداخآلي ة لنجاحه م ويقللون م ن أهميته ا ف ي نجاح الخآري ن‪،‬‬
‫والعكس بالنسبة لخبرات الفشل‪ .‬لماذا يحدث هذا؟‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪35‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫هناك تفسصصيران‪ :‬التفسصصير الذهنصصي للتحيصصز العزوي الذي‬
‫يقترح مؤيدوه أن ما يحدث يمكن تفسيره بعملية معالجة‬
‫المعلومات‪ .‬فالناس يجتهدون للنجاح ويتوقعون ه أكث ر م ن‬
‫الفشل‪ .‬وهصصصم يبنون توقعاتهصصصم هذه علصصصى اسصصصاس مصصصن‬
‫إدراكهصصم لقدراتهم‪ .‬وعندمصصا ينجحون تكون هذه التوقعات‬
‫هي البارزة في أذهانهم كتفسيرات لهذا النجاح‪ .‬من جاانب‬
‫آخآر‪ ،‬م ن الس هل على الفرد أ ن يرك ز انتباهه على النتائ ج‬
‫اليجابية لستجاباته أكثر من تركيزه على نتائجها السلبية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪36‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫أم ا التفس ير الدافع ي فيقترح أ ن التحي ز العزوي يرف ع م ن‬
‫تقدي ر المرء لذات ه‪ ،‬ويس اعد عل ى إ براز ص ورة إيجابي ة لذات ه‬
‫عن د الخآري ن‪ ،‬ويق ي أ و يخف ف م ن الشعور بالذن ب والخج ل‬
‫والتقص ير‪ .‬هذه التفس يرات تعتم د عل ى الفتراضات التالي ة‪:‬‬
‫الفرد النساني لديه حاجاة أصيلة لتقدير ذاته إيجابيا )تقدير‬
‫الذات(‪ ،‬وهذا التقديصصصر ل يحدث إل فصصصي محيصصصط اجاتماعصصصي‬
‫)تقديصصصم الذات(‪ ،‬وأصصصن الشعور بالذنصصصب والعار والتقصصصصير‬
‫)حماية الذات( خآبرات منفرة يسعى الفرد إلى تجنبها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪37‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫كل التفسصصيران جاديصصر بالعتبار‪ ،‬ولكصصن التوجاصصه العام يمكصصن‬
‫تلخيص ه كم ا يل ي‪ (1 :‬الدافعي ة نفس ها ليس ت عملي ة مس تقلة‬
‫ع ن العمليات الذهني ة‪ ،‬فالهداف عبارة ع ن بناءات ذهنية‪(2 .‬‬
‫هناك تفاعصصل بيصصن الجوانصصب الذهنيصصة والدافعيصصة‪ ،‬فالتوقعات‬
‫)ذهن( قد تؤدي إلى السعي وراء أهداف معينة )دافعية(‪ ،‬كما‬
‫أصصن أهدافنصصا ورغباتنصصا قصصد تلون توقعاتنا‪ (3 .‬والدافعيصصة تحدث‬
‫أثرها عن طريق تدخآلها في المعالجة المعلوماتية كالمعالجة‬
‫المعلوماتي ة المدفوعة‪ .‬فالدواف ع الجاتماعي ة المتعلق ة بتقدي ر‬
‫الذات وتقديصصم الذات قصصد تؤثصصر علصصى تذكصصر الفرد لمعلومات‬
‫معينة تدعم أحكامه المتحيزة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪38‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والتوقعات المستقبلية والدافعية‪:‬‬
‫لنوع عزو خآصصبرات النجاح والفشصصل أثصصر علصصى توقعات‬
‫الفرد ع ن أدائ ه ف ي المس تقبل‪ .‬فإذا عزى الفرد فشله‬
‫إلصصى عامصصل داخآلصصي مسصصتقر فسصصيؤدي إلصصى توقعات‬
‫متشائمصصة عصصن أدائصصه فصصي المسصصتقبل‪ ،‬وسصصيزداد ذلصصك‬
‫الشعور إذا كان الفرد يعتق د بأ ن ذل ك العام ل ل يمك ن‬
‫التحكصصم بصصه‪ ،‬والعكصصس صصصحيح‪ .‬وقصصد اسصصتخدمت هذه‬
‫القاعدة في رفع مستوى دافعية الطلب وأدائهم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪39‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والضطرابات العاطفية‪:‬‬
‫تقترح نظرية واينر أن بعد إمكانية التحكم مهم جادا في تحديد العلقة‬
‫بين خآبرات النجاح أو الفشل والستجابات العاطفية الناتجة عن هذه‬
‫الخبرات‪.‬‬
‫فعزو الفرد فشل ه لمتغي ر داخآل ي ل يمك ن التحك م ب ه س يخفف م ن‬
‫حدة النفعالت الس لبية مقارن ة بعزو فشل ه إل ى عام ل داخآل ي يمك ن‬
‫التحك م به‪ .‬كذل ك فعزونا لس لوك الخآرين الس لبي نحون ا إلى أس باب‬
‫داخآلي ة س يؤدي إل ى اس تجابات غض ب بينم ا يؤدي نف س الس لوك إل ى‬
‫التعاط ف معه م إذا عزوناه إل ى عوام ل خآارجا ة ع ن إرادتهم‪ .‬كم ا أ ن‬
‫المشكلت التي نعزوها إلى أسباب وراثية تثير أقل درجاة من اللوم‬
‫والغض ب وأك بر درجا ة م ن التعاط ف بعك س المشكلت الت ي يدركه ا‬
‫الفرد على أنها نتيجة لسلوك الفرد‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪40‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والضطرابات العاطفية )تابع(‪:‬‬
‫يدرك الناس نوعا من العلقة بين ما يفعلونه وما يحدث لهم في‬
‫حياتهم اليومية‪.‬‬
‫هذه العلقة تعطيهم شأعورا بالتحكم‪ ،‬وتمكنهم من التعامل إيجابيا‬
‫مع متطلبات حياتهم‪.‬‬
‫لك ن ماذا ل و اعتق د المرء أ ن م ا يحدث ل ه ل يرتب ط إطلق ا بم ا‬
‫يفعل ه؟ ماذا ل و اعتق د أ ن الحداث الت ي تتعل ق بحيات ه ل تتأث ر بم ا‬
‫يفعله؟‬
‫سيشعر الفرد بنوع من العجز في مواجاهة متطلبات حياته‪ ،‬ويتأثر‬
‫بالتال ي سلوكه الفعل ي ونشاطه وإقباله عل ى الحياة بشكل عام‪،‬‬
‫وهذا م ا أطل ق علي ه ’العج ز المتعل م ذاتي ا‘‪ ،‬وه و الذي ينش أ من ه‬
‫مجموع الص فات النفعالي ة والس لوكية والذهني ة الت ي تمي ز حال ة‬
‫الكتئاب‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪41‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والضطرابات العاطفية )تابع(‪:‬‬
‫تأسست نظرية العجز المتعلم ذاتيا على دراسات سيلجمان‬
‫فصصي التعلصصم الحيوانصصي التصصي بينصصت أصصن الحيلولصصة بيصصن الحيوان‬
‫والهروب م ن ص دمة كهربائي ة تؤدي إل ى عدم محاولت ه تجنبه ا‬
‫ف ي المس تقبل‪ .‬وحاول ت دراس ات أخآرى تط بيق تل ك الفكار‬
‫على المشاكل النفعالية التي يخبرها النسان كالكتئاب‪ ،‬لكن‬
‫تبين أن هناك فرقا نوعيا وكميا بين ما يحدث مع الحيوان وما‬
‫يحدث مع النسان في مواجاهة الظروف الحياتية الصعبة‪.‬‬
‫أعيدت ص ياغة نظري ة العج ز المتعل م ذاتي ا ضم ن إطار نظري ة‬
‫العزو ولفتصصت انتباه الباحثيصصن وأثارت العديصصد مصصن الدراسصصات‬
‫النظرية والتطبيقية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪42‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والضطرابات العاطفية )تابع(‪:‬‬
‫تقدم نظري ة العزو ف ي الكتئاب الحلق ة المفقودة بي ن‬
‫الضغوط م ن جاه ة‪ ،‬والضطرابات النفعالي ة والجس مية‬
‫من جاهة أخآرى‪ .‬فتأثيرات المواقف العصيبة التي يعجز‬
‫الفرد عن التحكم بها‪ ،‬حسب هذه النظرية‪ ،‬تعتمد على‬
‫كيفية عزو الفرد لخبرة العجز وليس على مجرد خآبرته‬
‫بالعجز‪ .‬فتعلم الفرد أن النتائج ل يمكن التحكم بها ينتج‬
‫عنه ثلثة أنواع من القصور‪ :‬دافعي وذهني وانفعالي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪43‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر الجاتماعية في الدافعية والنفعالت )تابع(‪:‬‬
‫العزو والضطرابات العاطفية )تابع(‪:‬‬
‫تقترح النظريصصصة أصصصن مجرد التعرض للشعور بعدم إمكانيصصصة‬
‫التحك م غي ر كاف لجع ل الكائ ن عاجازا‪ ،‬وإنم ا يج ب أ ن ينش أ‬
‫لدي ه توق ع )ذه ن( بأ ن النتائ ج ل يمك ن التحك م به ا‪ ،‬وعنده ا‬
‫سصصيظهر العجز‪ .‬ويتكون القصصصور الدافعصصي مصصن بدء متأخآصصر‬
‫للس تجابات الرادي ة‪ ،‬وينظ ر إلي ه عل ى أن ه تبع ة م ن تبعات‬
‫توقع عدم إمكانية التحكم‪ .‬وتعلم الكائن أن نتيجة ما ل يمكن‬
‫ص وعب‬ ‫التحك م به ا ينش أ عن ه قص ور ذهن ي ل ن هذا التعل م ي ت غ‬
‫علي ه ل حق ا تعل م أ ن للس تجابات نتائج‪ .‬والعاطف ة المكتئب ة‬
‫تنشأ من تعلم الكائن التوقع بأن النتائج ل يمكن التحكم بها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪44‬‬

You might also like