موض وع اإلدراك من المواض يع ذات األهمي ة لدى علم اء النفس المعرفيون بشكل خ اص، فه و يمث ل العملي ة الرئيس ة ال تي من خالله ا يتم تمثي ل األش ياء في الع الم الخ ارجي وإ عطاءه ا المع اني الخاص ة به ا ،فه و عملي ة معرفي ة تمكن األف راد من فهم الع الم الخ ارجي المحي ط بهم والتكيف معه من خالل اختيار األنماط السلوكية المناسبة في ضوء المعاني والتفسيرات التي يتم تكوينها لألشياء .فاإلدراك عملية تجميع االنطباعات الحسية المختلفة عن العالم الخارجي وتفسيرها وتنظيمها في تنظيمات عقلية ليتم تشكيل خبرات فيها تخزن في الذاكرة بحيث تشكل نقط ة مرجعي ة للس لوك أو النش اط يتم اللج وء إليه ا خالل عملي ات التفاع ل م ع الع الم الخ ارجي فهو عملية ال شعورية ولكن نتائجها شعورية اإلحساس واإلدراك يرتبط اإلدراك ارتباطا وثيقا باإلحس اس ل ذا ال يمكن الح ديث عن عملي ة اإلدراك بمع زل عن عملي ة اإلحس اس ولكنهم ا ليس ا عملي ة واح دة حيث توج د ف روق بين العملي تين اإلحس اس عملي ة فس يولوجية تتمث ل في اس تقبال اإلثارة الحسية من العالم الخارجي وتحويلها إلى نبضات كهروعصبية في النظام العصبي ،في حين أن اإلدراك هو عملية تفسير لهذه النبضات واعطاها المعاني الخاصة بها فـ (اإلدراك) عملية نفسية ذات بعد حسي يرتبط باإلحساس من جهة وبعد معرفي يرتبط التفكير والت ذكر من جه ة أخ رى .إذ أن تفس ير االنطباع ات الحس ية يعتم د على الخ برات المخزن ة في ال ذاكرة فعن د قولن ا كت اب فمث ل ه ذا التفس ير ج اء اعتم ادا على الخ برات المخزون ة س ابقا ل دينا والمرتبطة بالشكل .وهكذا يمكن القول بأن اإلحساس هو الوعي أو الشعور بوجود شيء من خالل اإلث ارة القادم ة ع بر المجس ات الحس ية في حين أن اإلدراك ه و المع نى أو التفس ير ال ذي يعطي مثل هذه اإلثارة اعتمادا على الخبرة السابقة وبالرغم من ارتباط اإلدراك باإلحساس في الكثير من الحاالت إال أنه في حاالت أخرى ال يرتبط إدراكنا لألشياء بعملية اإلحساس بها أي ال يعتمد اإلدراك على اإلحساس دائما ،فأصوات األسماك وبعض الحشرات والطيور ال يمكن لحواس نا اس تقبالها ولكن يمكن إدراكه ا وتش كيل ص ور ذهني ة له ا ،كم ا يمكن للجه از العص بي أدراك العدي د من المنبه ات رغم ع دم وجوده ا أو اإلحس اس به ا .فاإلحس اس ه و بمثاب ة تش كيل تصور عن أول انطباع حسي في حين أن اإلدراك هو تفسيلر لهذا االنطباع وإ عطاءه المعنى الخاص به . خصائص اإلدراك : يعتمد اإلدراك على المعرفة والخبرة السابقة ،حيث يشكالن اإلطار الذي يرجع إليه الفرد في إدراكه وتمييزه لألشياء التي يتفاعل معها وبدونها يصعب إدراك األشياء وتمييزها فهو يتميز بأنه: 1ــ عملي"ة تص"نيفية :حيث يلج أ األف راد ع ادة إلى تجمي ع اإلحساس ات المختلف ة في فئ ة معين ة اعتم ادا على خص ائص مش تركة بينه ا مم ا يس هل عملي ة إدراكه ا ،ف الفرد ال ذي لم ي ر ط ائر الن ورس من الس هل علي ه إدراك ه على ان ه ط ائر بوج ود خص ائص مش تركة بين ه وبين طي ور أخ رى .أن مث ل ه ذه الخاص ية تس اعدنا في إدراك وتمي يز األش ياء الجدي دة أو غ ير المالوف ة بالنسبة لنا حيث يعمل نظامنا اإلدراكي على استخدام المعلومات المتوفرة لدينا ومطابقتها مع خصائص األشياء الجديدة مما يسهل عملية تصنيفها وإ دراكه. 2ـــ عملية تكيفية :حيث يمتاز نظامنا المعرفي بالمرونة والقدرة على توجيه االنتباه والتركيز على المعلومات األكثر أهمية لمعالجة موقف معين أو التركيز على جوانب وخصائص معينة من ذلك الموقف ،كما تتيح هذه الخاصية إمكانية االستجابة على نحو سريع ألي مصدر تهديد محتم ل3 .ـــ عملي""ة أوتوماتيكي""ة :حيث تتم على نح و ال ش عوري ولكن نتائجه ا دائم ا ش عورية في الغالب ال يمكن مالحظة عملية اإلدراك اثناء حدوثها ولكن يمكن مالحظة نتائجها عل نحو مباشر أو غير مباشر. مبادئ اإلدراك : تسند مبادئ االدراك على نظرية الجشطالت التي ظهرت بداية القرن العشرين في ألمانيا على ي د (م اكس فرتيم ار) وال تي تع د ث ورة علمي ة على النظري ات الس لوكية والمدرس ة البناني ة ال تي اكدت على ضرورة تحليل الظاهرة النفسية إلى مجموعة أجزاء او عناصر من اجل فهمها و ادراكها .بينما تؤكد نظرية الجشطالت الطبيعية الديناميكية للذاكرة حيث ترى أن الذاكرة تعمل على إع ادة تنظيم مكوناته ا لتش كيل م ا يس مى بالك ل الجي د وتس عى إلى إع ادة تنظيم العالق ات القائم ة بين عناص ر الخ برة لتحاف ظ على المع نى أو البني ة الكامن ة في ه ،فعملي ة اإلدراك ال تتم على نحو مباشر وإ نما تحكمها آليات ومبادئ أطلق عليها أصحابه نظرية الجشطالت (مبادئ التنظيم اإلدراكي) وال تي من خالله ا يتمكن األف راد من فهم األش ياء وتمييزه ا ،.ومن ه ذه المبادئ : 1ــ مب دأ التقارب )Proximity( :يتم إدراك الم ؤثرات الحس ية المتقارب ة في الزم ان أو المكان على أنه ا تنتمي إلى مجموع ة واح دة .فكلم ا ك انت مجموع ة العناص ر أك ثر تقارب ا فهي ت درك على أنه ا تنتمي إلى مجموع ة واح دة ،وه ذا يس هل تخزينه ا وت ذكرها الحق ا ،فاألص وات ال تي تسمع في زمان ومكان محدد تدرك على أنها تنتمي إلى مجموعة واحدة . 2ـ مب دأ التش ابه )Similarly( :يس هل إدراك األش ياء المتش ابهة أك ثر من غيره ا من األش ياء المتباينة وفقا لخاصية التجميع أو التصنيف .فاألشياء التي تشترك في خصائص معينة كاللون أو الشكل أو الحجم أو التركيب أو االتجاه أو السرعة غالبا ما يتم إدراكها على أنها تنتمي إلى مجموعة واحدة بحيث يكون اكتسابها وتذكرها بشكل أسرع من األشياء المتباينة .يالحظ انه يتم إدراك األش ياء في األعم دة على نح و أس رع وأس هل من األش ياء الموج ودة في الخط وط األفقية نظرا لتشابهها في األعمدة وتباينها في الصفوف 3ـ مب دأ االتص ال ( : :)Continuityنمي ل بطبيعتن ا إلى إدراك التنبيه ات الحس ية ال تي تش كل نمط ًا مس تمرًا على أنه ا إلى مجموع ة واح دة ،إذ يمي ل االف راد إلى إدراك المث يرات على انه ا تكونات منفصلة في الزمان والمكان ولكل منهما تكوينه الخاص الذي يكون باتصال خاص به، فان كانت المثيرات متقاربة تدرك كوحدة . 4ـ مب دأ اإلغالق :)Closure( :في أغلب الح االت يتم إدراك األش ياء المكتمل ة وال تي تمت از باالستقرار على نحو أسهل من األشياء الناقصة .ففي التنبيهات الحسية التي تمتاز باالكتمال واالس تقرار والبس اطة تش كل تكويًن ا إدراكي ًا ذا مع نى وي ؤدي وظيف ة معين ة بحيث تك ون عملي ة إدراكه أسهل وأسرع من التنبيهات الحسية التي تمتاز بالنقص وعدم االكتمال .ولكن في حالة التنبيه ات الحس ية الناقص ة أو غ ير المكتمل ة ف إن نظامن ا اإلدراكي يعم ل على توف ير بعض المعلوم ات بن اءا على الخ برات الس ابقة لس د الثغ رات وإ كم ال النقص فيه ا بغي ة الوص ول إلى حالة االكتمال او االستقرار لتكوين ما يسمى الكل الجيد. 5ـ ـ مبدأ التشارك باالتجاه ( :)Common directionتمتاز طبيعة االدراك لدينا بانه تأخذ نمط ًا تكيفي ًا معين ًا بحيث نمي ل الى ادراك االش ياء ال تي تأخ ذ وض عية معين ة او تس ير في اتج اه معين على انها تنتمي الى مجموعة واحدة في حين ان االشياء التي تختلف معها باالتجاه فهي تدرك على انها مجموعة اخرى . 6ـ مبدأ البس اطة ( : )Simplicityيميل األفراد عادة إلى تجمي ع خص ائص المث يرات مع ًا على نح و يمكن ه من تحقي ق تفس ير أبس ط او اس هل له ا وذل ك في محاول ة منهم إلى تجنب الص عوبة والتعقيد. العوامل التي تؤثر في اإلدراك: يوجد مجموعة من العوامل تؤثر في االدراك يمكن اجمالها باالتي : 1ـ الوضوح والبساطة والتقارب :غالبا ما يواجه األفراد صعوبة في إدراك المثيرات الغامضة والمبهم ة في حين أن المث يرات ال تي تمت از بالوض وح والبس اطة والتق ارب وغ ير ذل ك تس هل عملية إدراكها . 2ـ مستوى الدافعية :غالبا ما يميل األفراد إلى تفسير الكثير من الحوادث أو المثيرات اعتمادا على م دى وج ود داف ع أو حاج ة ل ديهم .ف الفرد الج ائع ي نزع إلى تفس ير األش ياء او المث يرات والسيما تلك الغامضة منها على أنها أشياء ترتبط بالطعام. 3ـ المثيرات والمواقف المألوفة :إدراك التنبيهات الحسية أو المثيرات والمواقف المالوفة أسهل وأسرع مقارنة مع المثيرات والمواقف الجديدة غير المألوفة ،فغالبا ما يسهل على الفرد تحديد وتمي يز محتوي ات بيت ه أو الش ارع ال ذي يس كن في ه بش كل أس هل من األم اكن األخ رى غ ير المألوفة له تلك التي خبرها لمرة واحدة . 4ـ التوق ع :غالب ا م ا يتم إدراك المنبه ات الحس ية كم ا هي في الواق ع حيث يت أثر اإلدراك بالجوانب النفسية والعوامل الذاتية لدى الفرد .ويلعب التوقع دورا مهما في هذه العملية إذ يغلب على إدراكنا الكثير من المواقف طبيعة التوقعات المسبقة والمرتبطة بحدوث تلك المواقف .فلو توق ع الف رد على نح و مس بق حص ول ش يء م ا فه و غالب ا م ا يفس ر آي ة ح وادث تق ع على أنه ا مؤشرات لحدوث ذلك الشيء. 5ـ ـ الحال ة االنفعالي ة :ت ؤثر المواق ف االنفعالي ة ال تي يم ر به ا الف رد ك القلق والخ وف والح زن وغيره ا في طريق ة إدراك ه للمواق ف المث يرات ال تي يواجهه ا ،إذ أن مث ل ه ذه من الح االت االنفعالي ة غالب ا م ا تص رف انتب اه الف رد عن المواق ف المث يرة وتقل ل من مس توى الترك يز فيها .األمر الذي يؤدي إلى تفسيرها على نحو غير موضوعی . 6ـ درج ة االنتب اه :يعتم د اإلدراك على درج ة االنتب اه ال تي يوليه ا الف رد الى المث يرات والمواق ف ،فكلم ا ك انت درج ة االنتب اه كب يرة ل دى الف رد ك ان إدراك ه للمث يرات أس رع أفض ل، فاالنتباه يتيح للفرد اكتشاف خصائص األشياء وتمييزها ويسهل عليه عملية استرجاع الخبرات المرتبطة بها األمر الذي يساعد في سهولة إدراكها وتمييزها. 7ـ المنظومة القيمية :تؤثر طبيعة القيم والمعتقدات التي يؤمن بها الفرد في إدراكه للعديد من المواق ف والمث يرات وفي طبيع ة المع اني والتفس يرات ال تي يعطيه ا ل ه .ف األفراد ال ذين يعيش ون في بيئ ة محافظ ة متش ددة يفس رون الح وادث والمث يرات بط رق مختلف ة عن تل ك ال تي يق دمها األخ رون ال ذين ينش ئون في بيئ ات متح ررة .ويلعب اإلدراك االجتم اعي دورا في ص ياغة اإلدراك الف ردي ل دى أف راد البيئ ة الواح دة ،إذ ع ادة م ا يغلب على إدراكهم لبعض المواق ف أو المثيرات صيغة متماثلة وموحدة . 8ـ المي ول واالتجاه ات الشخص ية :يت أثر إدراك الف رد ع ادة بم دى ت وفر المي ول واالتجاه ات اإليجابية نحو موضوع أو حدث معين .فالفرد المحايد في اتجاه وميوله غالبا ما يفسر األشياء ويدركها بطريقة مختلفة عن اآلخرين الذين يمتازون بتحيز او لديهم اتجاهات سلبية نحو تلك األشياء. 9ـ طبيع ة التخص ص أو المهن ة :يت أثر إدراك الف رد للعدي د من المواق ف والمث يرات بطبيع ة التخص ص أو المهن ة ال تي يعم ل به ا .ف إدراك الم زارع للحق ل يختل ف عن إدراك الفن ان ل ه أو نظرة عالم النبات ،إذ أن كال منهم يسعى إلى تشكيل انطباع أو تفسير معين عن هذا الحقل في ضوء طبيعة توجهاته المهنية نظريات االدراك: تختل ف النظ رة الى طبيع ة االدراك ،من حيث اعتب اره عملي ة مباش رة ،او عملي ة معالج ة داخلية وهذه وجهات النظر كاالتي: 1ــ النظرية الذهنية :يميز (دیکارت ( Descartesبين األفكار التي هي احوال نفس ية موج ودة في ال ذات ويبن االش ياء ال تي هي امت داد له ا ،ان ادراك الش يء الممت د ال يك ون اال وف ق احك ام تضفي صفات الشيء وكيفياته الحسية ،وعليه فان االدراك عملية عقلية وليست حسية. وقد ذهب باركلي ( )Berkeleyالى القول (أن تقدير مسافة األشياء البعيدة جدا ليس احساسا ب ل ه و احس اس عقلي يس تند اساس ا على التجرب ة ويؤك د من جه ة اخ رى ان االعمى في حال ة استعادة البصر اثر عملية جراحية اليتوفر لدية أي فكرة عن المسافة البصرية ،فكل األشياء البعي دة والقريب ة بالنس بة الي ه تب دو انه ا موج ودة في العين ب ل في الفك ر وق د اثبت الج راح االنكل يزي ش يزلندن( )Sheseldenذل ك فيم ا بع د .لق د أهملت ه ذه النظري ة الج انب الج انب الموض وعي في عملي ة االدراك ،فالع الم ليس كم ا نفك ر في ه وانم ا الع الم ه و ه ذا ال ذي نح يى ونعيش فيه ونتصل به ونتفاعل معه فنحن ندركه في الوقت الذي نحسه . ٢ــ النظري"ة الجش"طالتية :ت رى ه ذه النظري ة أن اإلدراك واإلحس اس ش يء واح د فه و اس تجابة كلية تفرضه علينا البيئة من سلوك اتجاهها ،وعليه فان عملية االدراك التعطي الصور الذهنية للمعطي ات الحس ية عن طري ق العق ل ،وإ نم ا ن درك الموض وعات في المج ال العقلي في ص ورة ص يغ تف رض علين ا االنتب اه له ا والنتيج ة من ك ل ه ذا هي أن الع الم الخ ارجي يوج د على ش كل منظم وفق قوانين معينة وعوامل خارجية موضوعية. لقد أهملت هذه النظرية دور العوامل الذاتي ة وجعلت من عقل االنسان مجرد جهاز استقبال س لبي ،واذا ك انت ال ذات التت دخل في عملي ة االدراك فكي ف نفس ر اختالف الن اس في ادراك الشيء الواحد؟ وكيف نفسر الخلل الذي يطرأ على االدراك اذا اصيب الجهاز العصبي لالنسان باصابة ما ؟ ولماذا الندرك االشياء التي النتبه اليها؟ وكيف يمكن لإلنسان أن يدرك شيئا اذا لم يكن قادرا على االقل التمييز بين ذاته التي تدرك والموضوع المدرك. 3ـــ النظري""ة الظواهري""ة :يعتق د اص حاب ه ذه النظري ة أن الش عور ه و ال ذي يب نى الم دركات وينظمها ولذلك فهو يدعونا الى ضرورة االكتفاء بوصف ما يظهر للشعور قصد الكشف عن المعطى دون أي اعتماد على فروض او نظريات سابقة مثل فكرة الجوهر عند ديكارت وفك رة المك ان عن د ك انت وغيره ا وهك ذا ،ف األدراك عن دهم ه و امتالك المع نى ال داخلي للش يء المحسوس قبل اصدار الحكم. 4ــ النظرية العضوية: يمثل هذه النظري ة ك ل من (ويبنر )Wapenerو(ويرنر ( Wernerاللذان يؤكدان على ا ان أدراك المكان اليتم اال بتظافر العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية وقد اعتمدت على مسلمات هي: التطابق بين الذات المدركة وشدة المنبه. أ. التفاعل بين التأثير الصادر عن الموضوع والتأثير الصادر على الذات. ب. يتض ح من ه ذه النظري ة الط ابع التك املي في عملي ة اإلدراك فالعوام ل الذاتي ة والموض وعية أساسية في عملية اإلدراك. 5ـــ النظري"""ة البيئي"""ة :ينظ ر أص حاب ه ذه النظري ة الى اإلدراك على ان ه عملي ة مباش رة الش عورية تعتم د بالدرج ة األولى على خص ائص األش ياء الموج ودة في الع الم الخ ارجي وال تي تزودنا بها الطاقة المنبعثة عنها ،فاإلثارة الحسية التي تحدثها الطاقة المنبعثة عن األشياء فيها من الخص ائص م ا يكفي لتمييزه ا والتع رف عليه ا دون الحاج ة الت دخل النظ ام االدراكي ،الى اج راء عملي ات داخلي ة توس يطية عليه ا ،فالض وء المنعكس عن الش يء الخ ارجي في ه من الخص ائص والمعلوم ات م ا يكفي لتمي يزه والتع رف علي ه .وحس ب ه ذه النظري ة ف ان النظ ام االدراكي لدينا سلبي تتمثل مهمته في التقاط خصائص األشياء والحوادث الخارجية وتجميعها تمام ا كم ا يتم ال تزود به ا من خالل المجس مات الحس ية دون أن يج ري عليه ا اي ة تح ويالت او معالج ات وتؤك د ه ذه النظري ة أن الخط أ في االدراك يرج ع بالدرج ة األولى الى ع دة عوام ل منها ما يرتبط بخصائص األشياء والبعض االخر يرتبط بخصائص الفرد فقد يرجع الخطأ في االدراك الى غموض االشياء في الخارج وعدم وضوحها او العدم وجود معلومات كافية عنها او ربما يرجع الى عوامل شخصية مثل التوتر والتعب والحاجات والقابليات. 6ــ النظري ""ة البنائي ""ة :تؤك د ه ذه النظري ة على الطبيع ة البنائي ة لالدراك حيث تف ترض أن االدراك عملية تقدير تخمينية لالشياء وليس مجرد عملية مباشرة تقوم على التقاط الخصائص التي تزودنا بها الطاقة المنبعثة من األشياء ويعد العالم االلماني هلمهولتز( )Hwlmholtzمن اوائل المدافعين عن هذه النظرية ،وتؤكد هذه النظرية على الطبيعة النشطة لنظامنا االدراكي ، فه و يعم ل على تع ديل االنطباع ات الحس ية عن االش ياء الخارجي ة من اج ل تق ديرها وتفس يرها فاالنطباع الحسي يخضع الى عملية معالجة تعتمد على استخدام مصادر اضافية من المعلومات غير تلك التي يتم التزود بها من خالل المجسات الحسية ،ومثل هذه المعلومات يتم ال تزود به ا من خالل النظ ام االدراكي اعتم ادا على طبيع ة العملي ات المعرفي ة المس تخدمة في المعالج ة والخبرات السابقة المخزنة في الذاكرة ،فاالدراك يعتمد على مجموعة واسعة من المعلومات بعضها ما يقع ضمن نطاق االحساس في حين يقع بعضها االخر خارج نطاقة وتشمل مثل ه ذه المعلوم ات على التوقع ات والخ برات الس ابقة ال تي يتم بناءه ا من االنش طة الس ابقة لعملي ات االدراك ،ومن هن ا فالع الم الخ ارجي ليس ك اٍف لتزوي دنا بالمعلوم ات المالئم ة ال تي تمكنن ا من ادراك ه بش كل مباش ر اذ الب د من وج ود آلي ة معرفي ة تتض من اض افة بعض المعلوم ات الى المنبهات الخارجية لتسهيل عملية فهمها او ادراكها.