You are on page 1of 3

‫نشأة نظرية الجشطلت ومؤسسها‪ 

‬‬
‫قد ظهر مفهوم نظرية الجشطالت في عام ‪ 1890‬علي يد العالم كريستاين فور ايرنس ولكن الجذور العلمية لهذه النظرية تعود إلي‬
‫ماكس( فيرتيمان ثم قام العالم األلماني كوفكا‪  ‬وأصدر كتاب اإلدراك مقدمة الجشطلت وكان الهدف األساسي لهم هو دراسة العمليات‬
‫التي تهتم بإدراك البنية في البيئة‬

‫‪ ‬وبذلك فإن من أهم رواد النظرية الجشطالتية ماكس فريمر وجالج كوهلر وكورت كوفكا‪ ،‬وقد تبنوا جميعًا موقفًا ناقدًا‬
‫للنظرية السلوكية ووجهوا لها الكثير من االنتقادات وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالموقف المثالي للتعلم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫فهم يتعقدون أن التعلم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإدراك ال ُمتعلم لذاته وبالهدف من التعلم‪ ،‬أو بعبارة أخرى يوجه مؤيدي النظرية‬
‫الجشطالتية نقدًا صريحًا ل ُمتبنى النظرية السلوكية الذين اعتمدوا على الحيوانات كنماذج لتجاربهم رغم أنها تفتقر إلى‬
‫اإلدراك وال تعلم الغرض من التعلم‪.‬‬

‫علم النفس الغشتالتي (نظرية الجشطلت‬


‫الجشطلت هي كلمة ألمانية ُت شير إلى مفهوم الكل أو النمط المُنظم لمجموعة من األجزاء‪ ،‬فهي بمثابة كل ينطوي على أجزاء مُترابطة‬
‫ً‬
‫ترابطا ديناميكيًا بشكل مُنظم ومُنسق بحيث يكون لكل جزء من أجزاءه دوره ووظيفته التي يؤديها بهذا الكل‬
‫فالمدرسة( الجشطالتية تتبنى مبدأ الكلية وتؤمن بأن الكل أكثر من مجموع العناصر المُكونة له‪ ،‬أو أن للكل معنى ومفهوم يصعب‬
‫إدراكه على مستوى األجزاء المُكونة له‪ ،‬وبذلك ال يعتمد تفسير الظاهرة السلوكية أو الخبرة النفسية على المستوى الجزئي أو عبر‬
‫تحليل الظاهرة إلى مكوناتها وعناصرها األولية‪ ،‬بل يعتمد على المستوى الكلي‬
‫وهي أحد النظريات التي تهتم بالتفكير وحل المُشكالت( وغيرها من العمليات المعرفية مثل اإلدراك والتعلم‪ ،‬والتي تقوم في األساس‬
‫على مفهومي االستبصار والفهم‬

‫مبادئ وقوانين نظرية الجشطلت‬


‫توصل العلماء المؤيدون للنظرية الجشطالتية إلى عدد من المبادئ والقوانين التي تحكم العمليات اإلدراكية التي تؤثر بدورها على‬
‫التعلم والسلوكيات التي يقوم بها األفراد بمختلف المواقف‪ ،‬وفيما يلي أبرز هذه المبادئ والقوانين‬

‫مبدأ الشكل والخلفية‬

‫فاألشياء ال تتواجد من فراغ وإنما توجد داخل نطاق حسي يُسمى بالمجال‪ ،‬ويتألف المجال من الشكل وهو العنصر الرئيسي‬
‫الجاذب لالنتباه والخلفية التي تُحيط بالشكل‪ ،‬ويتم التمييز بين الشكل والخلفية وفقًا للون والحجم والموقع وغيرها من‬
‫العوامل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫مبدأ التشابه‬

‫وفقًا للنظرية الجشطالتية‪ ،‬يُعتبر التشابه بين المواقف وال ُمثيرات من العوامل الهامة والمؤثرة بتخزين وتنظيم المعلومات‬
‫بالذاكرة‪ ،‬فاألشياء ذات الصفات ال ُمتشابهة مثل اللون والحجم تنتمي لمجموعة واحدة‪ ،‬وتُشكل هذه األشياء في مجموعها كل‬
‫ُمنظم وموحد بحيث يُمكن استرجاع عناصر هذا الشكل على نحو أفضل من األشياء التي ال تنتمي لهذا الكل‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫مبدأ التقارب‬
‫يُشير هذا المبدأ إلى أن النفس البشرية تميل إلى إدراك األشياء ضمن تنظيمات إدراكية وفقًا لدرجة تقاربها الزمني‬
‫والمكاني‪ ،‬أي أننا ال نتعامل مع أحدث و ُمثيرات ُمتفقرة و ُمنفصلة عن بعضها البعض‪ ،‬وإنما نتعامل مع مجموعات من‬
‫األحداث وال ُمثيرات ال ُمترابطة مع بعضها البعض زمانيًا أو مكانيًا‪ ،‬ولذا يكون استرجاعها من الذاكرة أسهل من غيرها من‬
‫األحداث غير ال ُمترابطة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫مبدأ اإلغالق‬

‫أي أن النفس البشرية تميل إلى إدراك األحداث ال ُمكتملة وال ُمستقرة أسهل من غيرها من األحداث غير ال ُمكتملة أو ال ُمستقرة‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال يفهم الفرد العبارات ال ُمتناسقة وال ُمرتبطة ببعضها البعض أكثر من غيرها من العبارات غير ال ُمكتملة أو‬
‫غير ال ُمترابطة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫مبدأ التشارك باالتجاه‬

‫يُش‪ii‬ير ه‪ii‬ذا المب‪ii‬دأ إلى أن النفس البش‪ii‬رية تمي‪ii‬ل إلى إدراك األش‪ii‬ياء ذات التوجه‪ii‬ات الموح‪ii‬دة على غيره‪ii‬ا من األش‪ii‬ياء ذات‬
‫التوجهات غير ال ُموحدة‪ ،‬وبذلك يُدرك الفرد األشياء موحدة االتج‪ii‬اه على أنه‪ii‬ا تنتمي لنفس المجموع‪ii‬ة‪ ،‬بخالف األش‪ii‬ياء ال‪ii‬تي‬
‫تُعارضها في االتجاه فتدركها على أنها خارج المجموعة‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫فرضيات النظرية الجشطالتية عن التعلم‬
‫لم يكن التعلم هو المحور األساسي للنظرية الجشطالتية من وجهة نظر ُمنظريها األوائل‪ ،‬فقد كان اهتمامهم الرئيسي ُمنصرفًا‬
‫إلى عمليات اإلدراك الحسي وكيفية تفسير األفراد للمدركات الحسية‪ ،‬ومع ذلك قدمت هذه النظرية إسهامات عظيمة بمجال‬
‫التعلم‪ ،‬وفيما يلي الفرضيات الرئيسية للنظرية الجشطالتية حول التعلم‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫أواًل ‪ .‬التعلم عبر االستبصار‬

‫تؤكد النظرية الجشطالتية أن عملية التعلم تعتمد‪ i‬على قدرة الفرد ومدى استيعابه للموقف الكلي الذي يتعرض له ويتفاعل‬
‫معه‪ ،‬كما تعتمد‪ i‬أيضًا على طبيعة العالقة التي تربط بين عناصر الموقف ال ُمختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ثانيًا‪ .‬التعلم عبر اإلدراك‬

‫يعتمد‪ i‬تعلم الفرد على كيفية إدراكه للموقف الذي يتفاعل معه‪ ،‬ولكيفية الربط بين عناصر الموقف ال ُمختلفة؛ ونظرًا ألن‬
‫الغرض األساسي للتعلم هو استكشاف البيئة‪ ،‬فهو يرتبط إلى حد كبير بعناصر الموقف وبنيته ال ُمكونة له‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫ثالثًا‪ .‬يتطلب التعلم إعادة التنظيم‬

‫تتطلب العملية‪  ‬التعليمية إعادة تنظيم وترتيب عناصر الموقف ال ُمختلفة حال عدم وضوح نسق هذه العناصر وال الكيفية التي‬
‫تربط بينها‪ ،‬بحيث تُصبح هذه العناصر عقب تنظيمها ووضوح العالقات بينها ذات مغزى بالنسبة للفرد‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫راب ًع ا‪ :‬يتطلب التعلم الوقوق على البنية األساسية لما يتعلمه الفرد‬

‫يتطلب التعلم إدراك ال ُمتعلم للجوانب المعرفية الفعلية‪ ،‬فالتعلم ليس مقصورًا فقط على تنظيم عناص‪ii‬ر الموق‪ii‬ف ض‪ii‬من سلس‪ii‬لة‬
‫من االرتباطات وفقًا لمبادئ ميكانيكية‪ ،‬ولكن يُقصد به االستيعاب الكامل للعالقات التي تربط بين عناصر الموقف وطبيعته‪ii‬ا‬
‫وبنيتها التركيبية‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫سا‪ :‬التعلم الذي يعتمد على االستبصار‬


‫خام ً‬

‫يُجنب الشخص ارتكاب الخطأ‪ :‬أي أن التعلم الذي يعتمد على تشكيل العالقات التي تربط بين العناصر ال ُمختلفة للموقف قد‬
‫يودي بالشخص إلى ارتكاب الكثير من األخطاء‪ ،‬بينما يستطيع الشخص عبر التعلم الحقيقي الذي يعتمد على االستبصار‬
‫واالستيعاب واإلدراك أن يتجنب الوقوع في العديد‪ i‬من األخطاء‪ ،‬مما يؤثر في النهاية على سلوكه‪.‬‬

You might also like