Professional Documents
Culture Documents
عندما يقول أحد تذكرت شيئاً ما ،فمعنى ذلك أنه تعلم أو اكتسب هذا الشيء فيما مضى،
واحتفظ به في ذهنه حتى استدعاه حالياً لحاجته اليه ،مما يعني ان التذكر استرجاع ما سبق أن
تعلمناه واحتفظنا به .وبعبارة أخرى هو المعرفة الراهنة بخبرة سابقة .ومن الطبيعي أن يتأثر سلوك
الفرد باستمرار بما يتذكره من خبراته السابقة .فال يحدث نحو معرفي بدون تذكر ،وتتكون بواسطته
العادات وتكتسب المهارات كما انه شرط ضروري من شروط التفكير.
والذاكرة Memoryهي العملية التي تتضمن اكتساب المعلومات واالحتفاظ بها وما يعقب
ذلك من استدعاء أو استرجاع او تعرف .وهي دليل على أن الفرد تعلم أو اكتسب شيئاً له معنى.
ومجرد احتفاظنا بالمعلومات أو الخبرات والذكريات ال يضمن القدرة على تذكرها ،فالتذكر يخضع
لعوامل متنوعة فمهما كان الوعي عميق فال يكون استرجاع المعلومات سهالً وطيعاً ،ما لم تكن
المعلومات نشطة وغير مشوشة في الذهن .أي ما لم يكن االنطباع األصلي الذي يعكسه الشيء
في أذهاننا قوي ًا فإنه يكون عرضه للنسيان ،وبالتالي يصعب استرجاعه.
والتذكر عملية نشطه ايجابية يمكن ضبطها واألشراف عليها ولكن في حدود ويحدث في
صور عديدة ،ومنها:
تكوين االنطباعات:
ويتمثل في اكتساب النشاط او تعلم المعلومات والخبرات ومن ثم تكوين انطباعات عنها في
صور ذهنية ُتعرف بأحشاء الذاكرة .وتعتمد فاعليتها على مدى انتباه الفرد للمثيرات المختلفة
كونها تضعف عند فقدان القدرة على التركيز او ضعف الرغبة في االنتباه لموضوعات معينة او
هناك تضارب في المثيرات ،وازدحام ،او ضعف اال نتباه بصورة عام ،مما يجعل الفرد يخضع
لتزييف الذاكرة واالنطباعات الصورية العقلية عنها.
1
االستبقاء:
ويتمثل في خزن االنطباعات في الذاكرة عن طريق تكوين االرتباطات بينها لتشكل وحدة
في المعنى .ولهذا فإن ما يحدث عند فقدان عملية االستبقاء بسبب مرض عقلي ،او شيخوخة او
عند اصابة الدماغ فإن المريض يعجز عن أن يجد الكلمة المناسبة في كالمه أو يكون كالمه
ال.
عبارة عن خلط مشوش من كلمات او ال يفهم ما يق أر مث ً
االستدعاء:
وتتم عملية استرجاع ما استبقاه الفرد في ذاكرته من انطباع وصور وتأثيرات تعني هذه
العملية استجابة الشخص لالستجابات المتعلمة تحت ظروف االستثارة للمواقف الالحقة ،وبهذا
الصدد نجد ان إصابات الدماغ ،واإلمراض قد تصعب على الفرد التذكر وحتى في الحاالت االنفعالية
الشديدة يضعف االستدعاء ولكن عندما يعود الشخص الى حالته الطبيعية فانه يتذكر ما يود ان
يتذكره( .مثال االنفعال يمنع االستدعاء في االمتحان).
التعرف:
ويتمثل في العملية التي تحقق استجابة لألشياء والموضوعات التي عرفها الفرد من قبل
وبالتالي سيتعرف عليها مرة أخرى ،كما ال يعتمد التعرف على تذكر الموضوع نفسه فقط بل الموقف
الذي أدرك فيه الفرد والظروف التي الزمته .واشارت الدراسات الى تعرض هذه العملية الضطرابات
في الذاكرة منها:
أ .الشعور بالغرابة عندما تكون األشياء مألوفة للفرد ،ولكنه ال يعرفها.
ب .تعرف كاذب عندما تبدو للفرد أشياء جديدة غير معروفة ولكنها تبدو وكأنها مألوفة نتيجة
تشابه عناصر الموقف الجديد مع عناصر موقف سابق.
2
ومن أنواع الذاكرة الشائعة ،وتصنيفاتها (الذاكرة الحسية أو الفورية Immediate
،memoryوالذاكرة قصيرة المدى ،Short-Term memoryوالذاكرة طويلة المدى Long-
.Term memory
ومن مبادئ االقتصاد او التوفير في التعلم التي استخلصها العلماء التجريبيون هي:
.1التدريب الموزع أفضل من التدريب المركز :وجد العلماء أن توزيع 38تك ار اًر على ثالثة
ايام كان له نفس األثر الذي يحدثه 68تك ار اًر في يوم واحد ،ويبين مبدأ التدريب الموزع
مدى افتقار طريقة حشو األذهان بالمعلومات بسرعة استعداداً لالمتحان.
.2التعلم الكلي أفضل عادة من التعلم الجزئي :تبين المقارنات التجريبية بين حفظ عن طريق
الكل وحفظ عن طريق الجزئية أن معظم الناس يتعلمون أسرع إذا استخدموا الطريقة الكلية.
أما القليل من الناس يتعلمون أفضل بالطريقة الجزئية حيث يرجع ذلك الى أنهم يقسمون
المادة الى أقسام منطقية.
.3المادة ذات المعنى أيسر في التعلم :وجد العلماء من خالل استخدام أبيات شعرية وحفظها
وتعلمها أ ن المادة ذات المعنى أسهل تسع مرات في تعلمها االستظهار من تعلم مادة ال
معنى لها .وقد استخدم ثورندايك اصطالح "االنتماء" ليصف به العالقة بين شيئين فأكثر
والتي تجعلهما يتكامالن في كل واحد بواسطة التعلم.
.4قيمة التسميع :تبين نتائج التجارب أن التلميذ إذ حاول تسمع الدرس لنفسه بعد قراءته
عدة مرات ،فإنه يوفر على نفسه الوقت في تثبيت الدرس جيداً في ذهنه.
.5التعليمات واإلرشادات :في تجربة عرضت على بعض األشخاص أزواج كلمات وطلب منهم
حفظها جيداً حتى يستطيعوا إعطاء الكلمة الثانية عندما تذكر لهم الكلمة األولى .وبعد
اختبار أدائهم في ذلك العمل المسبوق بالتعليمات أعيد اختبار أدائهم دون إعطاء تعليمات
مسبقة ،فكان يطلب منهم إعطاء الكلمة األ ولى عندما تذكر لهم الكلمة الثانية .وظهر من
التجربة ،أن تقديرهم في األداء الثاني كان يبلغ عادة حوالي عشر تقديرهم في األداء األول.
وتبين التجارب أهمية التعليمات المحددة في عملية التعلم ومن الواضح أننا نتعلم طبقاً
لمستلزمات العمل وليس بنوع من االنطباع الفوتوغرافي .والتكرار بدون تدعيم ال يعلمنا
االرتباطات آلياً ،بل يجب أن نشارك إيجابياً في عملية التعلم.
3
.6تعمل الدوافع كمنبهات تحث المتعلم على النشاط :للدوافع تحفز الفرد على العمل وتدقيه
مستم اًر فيه .والدوافع التي تكون أكثر فعالية في ظروف معينة تتحدد بالنوع ،والجنس
والعمر ،والذكاء والميول وشخصية المتعلم .فالطفل في التاسعة من عمره يتعلم قواعد لعبة
الكثرة بسهولة أكثر من تعلمه قواعد النحو .والدوافع ليست دائماً واضحة بل تتغير من
وقت آلخر ،ولكن البد من وجود دافع ما ،على األقل في بداية التعلم فإذا ما ابتدأ التعلم
نجد ان الزهو في االنجاز أو الخزي عند الفشل قد يؤدي الى مواصلة النشاط.
.7معرفة النتائج تقدم باعث ًا قوياً لبذل المجموع :إن معرفة الفرد لمدى نجاحه فيما يعمل يقدم
له باعث ًا قوياً لبذل المزيد من الجهد في التعلم .إن أطفال المدارس يعملون بحماس من
أجل ضرب الرقم القياسي لفصل آخر والتفوق على تالميذه وإن كان التلميذ جباناً او سهل
التثبيط نجعله يعمل ليتفوق على نفسه.
.8التأثير النسبي لكل من الثواب والعقاب في عملية التعلم :المديح والثناء والهدايا ومثلها
من المكافئات نعمل كبواعث للتعلم إن قدمت كتدعيم وعندما تكون نتائج مباشرة للتعلم.
إن تقدير المتعلم للمكافأة عامل هام أيضا .وتبين نتائج التجارب أن العقاب إن كان يسرع
من عملية التعلم ،فهذا يحدث بإجبار المتعلم على التخلص بسرعة جداً من االستجابات
التي تؤدي الى العقاب .وبصفة عامة يتعلم الناس بسرعة أكثر حينما تدعم االستجابة
الصحيحة بالثواب أكثر من العقاب الذي يعقب االستجابة الخاطئة.
تفترض النظرية ان (الذاكرة) عبارة عن نظام مكون من أجزاء ذات عالقة متبادلة .كل جزء يسمى
(مخزن) وفي إمكانه معالجة أنماط معينة من الشفرات المعرفية :وهذه الشفرات المعرفية يمكن ان
تنتقل من مخزن الى آخر مستخدمة عمليات ضابطه وهذه المخازن تختلف في سعتها وفترة اإلقامة
فيها وفي مميزاتها اإلجرامية.
طبيعة الذاكرة:
وهي الشغل الشاغل لعلماء النفس المعرفيين ،وأصحاب نماذج تجهيز المعلومات منذ منتصف
ستينات القرن المنصرم .ولعل أشهر اإلجابات وأكثرها دقة ذلك التقسيم الذي قدمه أتكنسون
4
وشفرين عام 1968للذاكرة من خالل ثالث عمليات هي (الذاكرة الحسية) و(الذاكرة قصيرة المدى)
و(الذاكرة طويلة المدى) ،وفيما يأتي عرض لهذه العمليات:
الذاكرة الحسية:
وهي المسؤولة عن التسجيل الحسي ،وتدخل من خاللها المعلومات إلى منظومة تجهيز
المعلومات .ولكل وسيط حسي مسجل خاص ،إال أن البحوث ركزت على ذاكرة المعلومات البصرية
(األيقونية) ،وذاكرة المعلومات السمعية (الصدوية) .وأكدت الدراسات التي أجريت على نوع الذاكرة
إنها تتسم بثالث خصائص رئيسة هي:
وال تستمر المعلومات التي تحفظ في الذاكرة الحسية في المخيلة إذ إنها تختفي في اقل من ثانية
واحدة إال إذا تم نقلها فو ار إلى الذاكرة قصيرة المدى.
وهي مخزن الذاكرة ،وتقع في منزلة تتوسط المنظومة المعرفية لإلنسان بين الذاكرة الحسية
والذاكرة طويلة المدى ،وتتسم هذه العملية بخاصيتين رئيستين وهما:
بقاء المعلومات في هذا المخزن من الذاكرة طالما إن الفرد في حاجة إليها ويقوم .1
باستخدامها وتوظيفها) ،مما دعا بعض العلماء المعاصرين بتسميتها (الذاكرة العاملة) ويعتمد
بقاء المعلومات على عملية التمثيل التي يتم بها تشفير المعلومات ،ومن أمثلة ذلك إن تشفير
المعلومات اللغوية يتخذ صو ار صوتية ال صو ار بصرية حتى لو كانت المادة مقروءة.
سعتها محدودة ،وهي تختلف عن الذاكرتين (الحسية وطويلة المدى) فهما تتسمان بسعة .2
غير محدودة .وتعد هذه الذاكرة عنق الزجاجة في المنظومة المعرفية لإلنسان ،وتسمى هذه السعة
المحدودة بمدى الذاكرة والذي يقاس بعدد عناصر المادة المتعلمة التي يمكن استرجاعها مباشرة
عقب العرض أو التعرض لها في موقف التعلم (أي بعد فاصل زمني قصير بين التعلم أو االكتساب
واالسترجاع) وقد تحدد هذا المدى برقم ( )7مضافا إليه أو مطروحا منه ( )2أي بين ()9 – 5
5
عناصر .وهو المدى الذي تحدد أيضا باالنتباه حتى يكون انتقائيا ،وفاعالً في الذاكرة الحسية،
ويسمى في هذه الحالة (مدى االنتباه).
وهي المسؤولة عن التخزين لمدة زمنية طويلة قد تمتد على مدى العمر كله ،ويساعد على استقرار
المعلومات فيها بعد انقضاء الفترة المحددة لنشاط الذاكرة قصيرة المدى هو نظام التشفير الذي
يعتمد على التفصيل أو الفهم ،ويحول المعلومات إلى نسق أكثر معنى وأفضل تنظيما .ويتوقف
على هذه العملية النجاح أو الفشل في بقاء المعلومات في الذاكرة طويلة المدى ،وتسهل استعادتها
واسترجاعها من مخزن الذاكرة ،وهو أحد األهداف التربوية في ضوء محك االحتفاظ بالتعلم.
Forgetting النسيان
هو ظاهرة نفسية إنسانية لها حسناتها وسيئاتها ،ففي الوقت التي تتجلى فوائدها في عدم تذكر
خبرات مؤلمة او أية معلومات أخرى غير مرغوب فيها فإن مضارها تتجلى في عدم استدعاء بعض
الخبرات المهمة والالزمة لتنفيذ استجابة ما لفظية كانت او حركية .فالنسيان هو العملية العكسية
لعملية التذكر واالستدعاء وتتمثل في الفقدان الكلي او الجزئي ،الدائم او المؤقت لبعض الخبرات.
وعادة ما يقاس النسيان بداللة الفرق بين ما يتم اكتسابه وما يتم تذكره وذلك كما هو موضح
بالمعادلة التالية:
وتشير الدالئل الى ان عدم القدرة على استرجاع المعلومات ال يعني بالضرورة انها تالشت من
الذاكرة ولم تعد موجودة فيها .فالعديد من الباحثين يرون ان الخبرات التي يمر بها الفرد إثناء
تفاعالته المستمرة تبقى آثارها موجودة في الذاكرة .ولكن صعوبة تذكرها ربما ترجع الى مجموعة
عوامل مثل سوء اإل ثارة لعدم وجود المنبه المناسب الذي يساعد على تذكرها او بسبب عدم وجود
الدافعية للتذكر أو بسبب عوامل التداخل او اإل زاحة او ألسباب ترتبط بإعادة تنظيم محتوى الذاكرة
او غيرها من األسباب التي تتعلق بظروف االكتساب والتركيز.
6
نظريات تفسير النسيان:
تمثل هذه النظرية أقدم المحاوالت لتفسير ظاهرة النسيان اذ ترجع أصولها الى الفيلسوف اليوناني
أرسطو ،وقد حاول ثورندايك ( )1914تفسير عملية النسيان من خالل تقديمه مبدأ االستعمال
واإلهمال للعادة المكتسبة اذ يرى أن العادات تقوى بالممارسة وتصنف باإلهمال نتيجة لعدم ممارستها
مع الزمن .ويعزى النسيان هنا الى مرور زمن طويل على الخبرة المكتسبة بحيث ال يتم تنشيطها او
ممارستها مما يؤدي الى زوال آثارها من الذاكرة وبالتالي ضمورها واضمحاللها.
تنطلق هذه النظرية في تفسيرها للنسيان من عدة وجوه يتمثل إحداها في أن بعض المعلومات تتالشى
من الذاكرة وفقاً لمبدأ اإلحالل حيث تأتي بعض المعلومات لتحل محل معلومات أخرى ،وغالباً ما
يحدث هذا في الذاكرة قصيرة المدى نظ اًر لطاقتها المحدودة على االستيعاب .وهنالك عامل آخر
للنسيان يعزى الى عملية التداخل التي تحدث بين محتويات الذاكرة مما يعيق بعضها بعضاً من
االسترجاع .حيث ان بعض المعلومات يصعب تذكرها او أن نوعاً من اإلزاحة يحدث عليها نظ اًر
لتداخلها مع معلومات أخرى .فهذه النظرية ترى انه نظ اًر لكثرة الخبرات التي يتعرض لها الفرد في
تفاعالته الحياتية فإن الخبرات تتداخل وتتشابك معاً األمر الذي يعيق عملية تذكرها .وقد يأخذ
التداخل بين المعلومات احد الشكليين التاليين:
.1التداخل البعدي :أو ما يسمى بالكف البعدي ويحدث هذا النوع من التداخل ،عندما تعيق
الخبرات الجديدة تذكر الخبرات المتعلمة على نحو سابق .ففي مثل هذه الحالة يصعب
استدعاء الخبرات السابقة بسبب وجود خبرات أخرى جديدة تكف عملية تذكرها.
.2التداخل القبلي :أو ما يسمى بالكف القبلي ويتجسد هذا النوع عندما تعيق الخبرات المتعلمة
سابقاً عملية تذكر الخبرات المتعلمة حديثاً .فالخبرات السابقة في هذا النوع تكف تذكر الخبرات
الجديدة.
تعزو هذه النظرية النسيان الى عدد من العوامل ترتبط جميعها بصعوبات تحديد مواقع المعلومات
المراد تذكرها في الذاكرة طويلة المدى .فهي تؤكد أن المعلومات ال تتالشى من الذاكرة ،وأن عملية
7
النسيان ما هي اال مسألة صعوبات في عملية التذكير .وقد ترتبط هذه الصعوبات بعدد من العوامل
مثل غياب المنبهات المناسبة لتنشيط الخبرة المراد تذكرها او بسبب سوء الترميز والتخزين للخبرة او
غيرها من العوامل األخرى .ويالحظ من نتائج تجارب ما يسمى على حافة اللسان ( – Tipe – of
)the – Tongueوتجارب اإلثارة الكهربائية لخاليا الدماغ لإلفراد تحت العمليات الجراحية انها
جميعاً تتفق على وجود الخبرات في الذاكرة وأن النسيان هو مجرد صعوبة في عملية التذكر .فنحن
ال نخزن المثيرات كما هي في حالتها الطبيعية وانما تمثيالت معرفية لهذه المثيرات وبالتالي فإن
سهولة أو صعوبة تذكر خبرة ما يعتمد على عملية الترميز وإشكال التمثيل المعرفية المرتبطة بها.
تنطلق نظرية الجشطالت في تفسيرها للنسيان من افتراض رئيسي حول الذاكرة اإلنسانية مفاده ان
هذه الذاكرة تمتاز بالطبيعة الديناميكية بحيث تعمل على إعادة تنظيم محتوى الخبرات لتحقيق ما
يسمى الكل الجيد Good Gestaltوالذي يمتاز باالتساق والتكامل ويعطي معنى معيناً أو يؤدي
وظيفة ما .وخالل عمليات إعادة تنظيم محتوى الخبرات في ضوء تفاعالت الفرد المستمرة ،فإن
بعض الخبرات ربما تتغير او تفقد بعضاً منها او انها تدمج مع خبرات أخرى ،وهذا بالتالي يزيد من
صعوبة عملية تذكرها.
هناك وجهات نظر أخرى تعزى النسيان الى عوامل أخرى كنظرية التحليل النفسي لفرويد التي تعزو
النسيان الى دافع ال شعوري يسمى (الكبت) Repressionلبعض لذكريات والسيما المحرجة او
المؤلمة منها أي من خالل رفعها من حيز الشعور الى حيز الالشعور بهدف حماية األنا (الذات).
كما أن بعضاً منها يعزو النسيان لغياب الدافعية لتذكر خبرة ما ،وهناك البعض اآلخر يعزوه الى
عدم االنتباه باألصل لبعض الخبرات او لعدم وضوح الخبرات المكتسبة وعدم اكتمالها.
يشغل موضوع التذكر والنسيان اهتمام المعلمين وخصوصا التقليديين منهم ممن يؤكدون على
حفظ المعلومات وتذكرها .ويقصد بالتذكـ ـ ــر قدرة الفرد على استعادة ما سبق أن تعلمه واحتفظ به.
وهناك طريقتان للتذكر هما االستدعاء والتعرف.
8
واالستدعاء (االسترجاع) :هو استحضار الماضي في صورة ألفاظ أو معان أو حركات أو
صور ذهنيه ،فالفرد السوي يمكن أن يسترجع بيتا من قصيدة ،أو فكرة من األفكار ،أو حادثه وقعت
منذ عهد بعيد.
أما التعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف :فهو شعور الفرد إن ما يدركه اآلن جزء من خبراته السابقة ،وانه معروف
ومألوف لديه وليس شيئا غريبا عنه أو جديدا عنه .ويبدو التعرف واضحا في المثالين اآلتيين( :أنا
اعرف هذه القطعة الموسيقية) ،أو (هذا هو الكتاب الذي كنت ابحث عنه) .والفرق بين االستدعاء
والتعرف أن االستدعاء تذكر شيء غير ماثل أمام الحواس ،في حين أن التعرف تذكر شي ماثل
أمام الحواس .فالشخص الواقف إمامك تتعرف على وجهه وتسترجع اسمه ،واالسم الذي يذكر لك
تتعرف عليه وتسترجع وجه صاحبه.
.1الجدة والحداثة :يتذكر الفرد المواضيع واإلحداث الجديدة والحديثة بصورة أفضل من المواضيع
القديمة.
.2الخبرات األولى :الخبرة األولى من أي نشاط تكون اثبت من غيرها من الخبرات التي تليها.
ب .عوامل متعلقة بالمعلومات التي يتناولها الفرد .تشير الدراسات إلى أن نسيان الفرد لما تعلمه
يتعلق بعوامل عدة منها
.4نوع النشاط الذي يمارسه الفرد خالل المدة بين التعلم والتذكر.
.2عمر الفرد :تشير الدراسات إلى إن سرعة التعلم والحفظ تزداد بازدياد العمر حتى ( )25سنة.
.3دوافع الفرد :بما انه ال تعلم بدون دوافع ،فالمتعلم هو القاعدة األساسية لعملية التذكر ،والبد من
االهتمام بدوافع وحاجات المتعلمين.
وعد من هللا
يم" ٌ ِ ِ .1تقوى هللا ّ
عز وجل قال تعالى " :واتقوا هللا َوُي َعّل ُم ُك ُم هللا وهللا ب ُك ّل َش ْيء َعل ٌ
نور يفهم به ما يلقى إليه. تعالى بأن من اتقاه عّلمه ،أي يجعل في قلبه ًا
المعاصي ِ ِ سوء ِحفظي وت ِإلى َو ٍ
َرش َدني إلى تَرك َ َفأ َ كيع َ َش َك ُ
َللاِ ال ُيهدى لِع ــاصي
ـور َ
َون ـ ُ ـور
ـلم ن ـ ـ ـ ـ ٌ
وأَخبـ ــرني ِبأ َّ ِ
َن العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ َ ََ
.2كثرة االستغفار فإنه أحد أسباب الخير :
َوُي ْم ِد ْد ُك ْم اء َعَل ْي ُك ْم ِم ْد َرًا
ار * ار * ُي ْرِس ِل َّ
الس َم َ ان َغَّف ًا استَ ْغ ِف ُروا َرب ُ
َّك ْم ِإَّن ُه َك َ قال تعالىَ ﴿ :فُقْل ُت ْ
.4حدد لنفسك وقتا تبدأ فيه الدراسة ،ومكانا خاصا تراجع فيه ،فكثير من العادات تتخذ صورة
الدوافع.
.7حدد الغرض من الدراسة وما تريد تذكره ،فالتعلم المقصود غير التعلم العارض.
10
.8من األفضل دراسة أجزاء من مواد مختلفة كل يوم ،بدالً من أن تخصص يوماً لكل مادة.
.9خذ فترة راحة كافية بين فراغك من دراسة مادة ،والبدء في أُخرى.
قم بأجراء تجربة على نفسك لترى أيهما أصلح لك ،أن تبدأ بدراسة المواضيع (الصعبة .10
11