You are on page 1of 7

‫‪7‬‬

‫المجزوءة الثانية‬
‫النظريات الكبرى المفسرة للتعلم‬
‫ما معنى التعلم؟‬ ‫تقديــــــم‪:‬‬
‫يعرف األستاذ عبد الكريم غريب في معجمه التربوي التعلم بأنه‪:‬‬

‫سيرورة نشطة وبنائية تشكل تعديالت في بنية المعارف‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫التعلم هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات والدوافع وتحقيق األهداف‪ ،‬وهو كثيرا ما يأخذ صورة ح‪//‬ل‬ ‫‪‬‬
‫المشكالت‪.‬‬
‫التعلم عملية اكتساب لسلوك أو تصرف معين (حركات‪ ،‬مع‪//‬ارف‪ ،‬مواق‪//‬ف‪ ،‬مه‪//‬ارات‪ ،‬كفاي‪//‬ات‪ ،)...‬ويتم ه‪//‬ذا االكتس‪//‬اب في‬ ‫‪‬‬
‫وضعية محددة‪ ،‬ومن خالل تفاعل ما بين المتعلم والموضوع الخاص بالتعلم‪.‬‬

‫ويمكن أن نميز في تحليل التعلمات بين شيئين أساسين‪:‬‬

‫تحليل أهداف التعلم والمرتبطة بكل م ا يمكن للف رد أن يتعلم ه ‪ :‬تص ورات‪ ،‬مواق ف‪ ،‬مف اهيم س لوكات‪ ،‬أح داث‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫معطيات‪ ،‬حركات‪ ،‬طرق‪...‬‬
‫تحلي ل س يرورات التعلم‪ ،‬والميكانزم ات الداخلي ة ال تي تتأس س عليه ا التعلم ات‪ ،‬وهن ا نستحض ر الم دارس‬ ‫‪‬‬
‫السيكولوجية الكبرى التي تحاول تفسير هذه الميكانزمات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظرية السلوكية ‪:Behaviorisme‬‬

‫ظهرت المدرسة السلوكية مع الباحث األمريكي واطسون منذ سنة ‪ .1912‬وبغض النظر عن التنوع الحاصل‬
‫في التيارات والتوجهات النظرية المؤسسة على المنظور السلوكي‪ ،‬فإنها تشترك في كونها تُجمع على أن ‪:‬‬

‫" التعلم هو حدوث تغيير أو تعديل في سلوك المتعلم عندما يتعرض لتأثير محدد صادر عن المحيط الخارجي‪".‬‬

‫وينطب ق ه ذا التعري ف س واء على التعلم التلق ائي ال ذي يح دث خالل التفاع ل الي ومي بين الف رد والمحي ط الخ ارجي‪ ،‬أو‬
‫بالنس بة للتعلم المنظم ك التعلم داخ ل الفض اء المدرس ي‪ .‬ول و أن الب احث س كينر يؤك د على أهمي ة التعليم المنظم باعتب اره‬
‫طريقة مركزة إلثارة التعلم‪ .‬وفي ما يلي جرد مركز ألهم المفاهيم في هذه النظرية‪:‬‬

‫مفهوم السلوك‪:‬‬

‫يعتبر المفهوم المركزي عند المدرسة السلوكية‪ ،‬ويتميز بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬إمكانية مالحظته مباشرة وهو يجري في حينه‪.‬‬


‫‪ ‬إمكانية تحليله إلى أجزاء متعددة وصغيرة‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية قياس سرعة أدائه‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية تعديله أو تغييره أو حذفه بحيث يختفي من اإلنجازات المنتظرة للمتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية ضبط الشروط القائمة في الوسط الخارجي المتحكمة في ظهور السلوك‪.‬‬

‫اإلشراط ‪: Le conditionnement‬‬

‫اإلشراط طريقة إلقامة عالقة شرطية بين مثير معين واستجابة محددة‪ .‬مثال‪:‬‬

‫االستجابة‪ -:‬وقوف التالميذ‬ ‫المثير‪ - :‬دخول الزائر إلى القسم‬

‫‪ -‬رفع األصابع‪.‬‬ ‫‪ -‬سماع السؤال‬

‫مفهوم المثير‪:‬‬

‫حس ب س كينر "ه و ك ل التغي يرات الحاص لة في الوس ط كانبع اث ص وت‪ ،‬أو ض وء‪ ،‬أو اختف اء ش يء‪ "...،‬ويمكن‬
‫تصنيف المثيرات إلى عدة أنواع نذكر بعضها مع أمثلة توضيحية‪:‬‬

‫إذا كان المثير طبيعيا وله عالقة بالتكوين البيولوجي الغريزي للفرد‪ ،‬يسمى هذا المثير الالإشراطي أو المثير‬ ‫‪‬‬
‫المطلق‪ ،‬مثل‪ :‬الطعام والشراب والجنس‪...‬‬
‫وإ ذا ك ان المث ير مرتبط ا بم ا اكتس به الف رد من خ برات وتج ارب وع ادات خالل حيات ه‪ ،‬ومرتبط ا باألش ياء أو‬ ‫‪‬‬
‫الموضوعات المحيطة به‪ ،‬يسمى المثير اإلشراطي‪.‬‬
‫وإ ذا كان المثير ال يحدث أي رد فعل من طرف الفرد يسمى المثير المحايد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإ ذا كان المثير نتيجة استجابة وأسفر عن تمسك الفرد بهذه االستجابة سمي مثيرا معززا أو مدعما‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مفهوم االستجابة‪:‬‬

‫هو رد الفعل الذي يظهر على الفرد نتيجة حصول تغيير في المحيط الخارجي‪ .‬ويمكن أن نميز بين بعض أنواع‬
‫االستجابات‪:‬‬

‫إذا كانت االستجابة عبارة عن رد فعل تجاه مثير خارجي‪ ،‬وكانت العالقة بينهما تابثة وقابلة للتكرار تعتبر‬ ‫‪‬‬
‫هذه االستجابة غريزية وال شرطية‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫وإ ذا كانت االستجابة ناتجة عن مثير غير طبيعي وكان االرتباط بينهما ناتج عن التعود والتكرار‪ ،‬فهي تجربة‬ ‫‪‬‬
‫إشراطية‪ .‬وهذا النوع هو الذي حظي باهتمام كبير في الدراسات السلوكية‪.‬‬

‫ماهو االستثمار البيداغوجي لهذه النظرية؟‬

‫تعتبر بيداغوجية األهداف من أبرز آثار هذه المدرسة في الحقل التربوي‪ ،‬فما المقصود ببداغوجية األهداف؟‬

‫في مطل ع الخمس ينات ترك زت أبح اث العدي د من علم اء النفس الس لوكيين على المج ال ال تربوي للرف ع من مردوديت ه‬
‫بتطبيق العدي د من تص وراتهم النظري ة‪ ،‬ونذكر في ه ذا الص دد الب احث األمريكي سكينر ‪ Skinner‬الذي َيعت بر ذهن‬
‫التلميذ علبة سوداء يصعب استكشافها لذا نصح بالتركيز على المدخالت في التعلم وهي عبارة عن مهام تم تجزيئها إلى‬
‫عناصر جزئي ة دقيق ة وواض حة‪ ،‬ومخرج ات في نهاي ة التعلم تمت ص ياغتها على ش كل أهداف قابل ة للقي اس ‪ .‬وس يعمل‬
‫بني امين بلوم على تجمي ع وتصنيف هذه األهداف التعليمي ة على ش كل صنافات ‪ Taxonomies‬تت درج فيه ا األهداف‬
‫من مس توى الغاي ات م رورا ب المرامي واأله داف العام ة ووص وال إلى األه داف اإلجرائي ة‪ .‬كم ا تم التمي يز بين أه داف‬
‫معرفية ترتبط بمستويات العمل الذهني‪ ،‬وأهداف حس حركية وأخرى وجدانية‪.‬‬

‫ورغم المؤاخ ذات العديدة على ه ذا النموذج البي داغوجي إال أنه عرف انتش ارا واس عا في العالم ولع دة عقود‪ ،‬والزالت‬
‫العديد من الممارسات الحالية تعتبر امتدادا له (يعتبر مدخل الكفايات الجيل الثاني لألهداف التربوية)‪.‬‬

‫ثانيـا‪ :‬النظرية البنائية‪ 2‬أو التكوينية‪.‬‬

‫يعت بر بي‪22‬اجي رائ د ه ذه المدرس ة‪ ،‬وق د أك د على أهمي ة النش اط الح ركي وال ذهني المم ارس من ط رف ال ذات‬
‫باعتباره ا ذات ا فاعل ة ومتفاعل ة م ع محيطه ا‪ .‬وه ذا يع ني أن المعرف ة ال يتم تعلمه ا نتيج ة الت أثير المباش ر للمحـيط‬
‫(أوالموض وع )على الف رد المتعلم حس بما يعتق ده الس لوكيون مثال‪ ،‬كم ا أنه ا ليس ت نتيج ة عم ل عقلي خ الص‪ ،‬يق ول‬
‫بي اجي‪ " :‬إن الع الم ال يك ون منظم ا ( في أذهانن ا) إال إذا تمت إع ادة خل ق ه ذا النظ ام ش يئا فش يئا عن طريق ة بنين ة‬
‫الموضوعات والمكان والزمان والسببية بالموازاة مع بناء منطق ما‪ ،‬وأننا ال نتعلم شيئا من المدرسين إال عندما نعيد‬
‫بناء فكرهم أيضا‪ ،‬وإ ال تعذر تثبيته في الذكاء أو في الذاكرة‪".‬‬

‫فيما يلي نقف عند المفاهيم المركزية لهذا التصور‪:‬‬


‫‪10‬‬

‫التوازن‪:‬‬

‫التعلم بالنسبة لبياجي ليس أنشطة عبثية‪ ،‬بل يستهدف بلوغ حالة توازن فُقدت عند الفرد بسبب ظهور تغييرات‬
‫في المحيط الخارجي فأنشأت لديه حاجة إلى المعرفة والتعلم‪ .‬إال أن حالة التوازن ليست دائمة فسرعان ما يعقبها حالة‬
‫انعدام توازن جديدة وهكذا دواليك‪ .‬ويتم بناء الذكاء من خالل هذا السعي المستمر للبحث عن حالة التوازن‪.‬‬

‫االستيعاب ‪ assimilation‬والتالؤم ‪: accommodation‬‬

‫االستيعاب آلية سيكولوجية تس مح للفرد بإدماج المعطي ات أو المعلومات الصادرة عن الموضوع أو المحيط الخارجي‬
‫في إطار نشاطه وأفعاله الحركية والفكرية وتتمثل تلك اآللية في جملة من األفعال المنظمة‪ :‬الجمع‪ ،‬الترتيب‪ ،‬التصنيف‪،‬‬
‫النفي‪ ،‬اإلثبات‪ ...‬وبالتالي يتم إدخال هذه المعطيات إلى الذهن حيث تفهم وتؤول وتفسر طبقا لما يتضمنه هذا الذهن من‬
‫عمليات وبنيات فكرية متنوعة ‪ ، Schèmes‬لتخرج في النهاية عبارة عن أشكال معرفية‪.‬‬

‫أما التالؤم فهو تلك اآللية السيكولوجية التي تجبر الفرد على االنتباه إلى ما يحدث في المحيط الخارجي من تغييرات‬
‫ليصبح فعله أو نشاطه الفكري في حالة اضطرار لكي يتوافق مع كل تنوع خارجي‪.‬‬

‫وعن طريق هاتين اآلليتين يتحقق الفعل المعرفي أو التعلمي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرحلة الحسية الحركية ‪:‬‬


‫وتغطي هذه المرحلة عمر الطفل منذ لحظة الوالدة وحتى نهاية السنة الثانية‪.‬ويحدث التعلم والنمو المعرفي‬
‫بشكل رئيسي في هذه المرحلة من خالل الحواس والنشاطات الحركية‪ .‬ويمكن تلخيص أهم خصائص هذه المرحلة‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫يحدث التفكير بصورة رئيسية عبر األفعال‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يتحسن تناسق االستجابات الحركية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتطور الوعي تدريجيا بالذات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتطور فكرة بقاء أو ثبات المادة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تبدأ عملية اكتساب اللغة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬مرحلة ما قبل العمليات ‪:‬‬


‫وتغطي ه ذه المرحل ة الف ترة بين نهاي ة الس نة الثاني ة والس نة الس ابعة‪،‬ويعتبره ا بي اجي مرحل ة انتقالي ة غ ير‬
‫مفهومة على نحو واضح‪ ،‬ألنها ال تتسم بمستوى ثابت و واضح من حيث النمو المعرفي ‪.‬ومن أهم خصائص هذه‬
‫المرحلة ‪:‬‬
‫‪ ‬تسارع النمو اللغوي واستخدام الرموز اللغوية بشكل أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة حالة التمركز حول الذات ( ما يراه هو الصحيح ) ‪.‬‬
‫‪ ‬البدء بتكوين المفاهيم وتصنيف األشياء ( ولكنها تختلف عن مفاهيم الكبار )‪.‬‬
‫‪ ‬الفشل في التفكير في أكثر من بعد أو طريقة واحدة ( العجز عن تصنيف كرات حسب اللون والحجم )‪.‬‬
‫‪ ‬يتقدم اإلدراك البصري على التفكير المنطقي ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكنه القيام بالعمليات المنطقية ( الجمع ‪ -‬الطرح ‪ -‬القسمة ‪ -‬والتعاكس ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكنه القيام بالعمليات تحت المنطقية ( مالحظة – قياس ‪ -‬تصنيف ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يمكنه التمييز بين الواقع والخيال ( يعتقد أن القصة الخيالية واقعية ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة العمليات الحسية ‪:‬‬


‫وتغطي هذه المرحلة الفترة مابين سبع إلى إحدى عشرة سنة ‪.‬ويستطيع الطفل في مرحلة العمليات المادية‬
‫أن يم ارس العملي ات ال تي ت دل على ح دوث التفك ير المنطقي إال أنه ا مرتبط ة على نح و وثي ق باألفع ال المادي ة‬
‫الملموسة‪ .‬وأهم خصائص مرحلة العمليات الحسية‪:‬‬
‫‪ ‬االنتقال من اللغة المتمركزة حول الذات إلى اللغة ذات الطابع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬يحدث تفكير األطفال من خالل استخدام األشياء والموضوعات المادية الملموسة‪.‬‬
‫‪ ‬يتطور مفهوم البقاء واالحتفاظ كتلة ووزنا وحجما‪.‬‬
‫‪ ‬يتطور مفهوم المقلوبية (المعكوسة) ‪.‬‬
‫‪ ‬تتطور عمليات التفكير في أكثر من طريقة أو بعد واحد‪.‬‬
‫‪ ‬تتطور عمليات التجميع والتصنيف وتكوين المفاهيم‪.‬‬
‫‪ ‬يمكنه القيام بالعمليات المنطقية ( الجمع ‪ -‬الطرح ‪ -‬القسمة ‪ -‬والتعاكس ) ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكنه القيام بالعمليات تحت المنطقية ( مالحظة – قياس ‪ -‬تصنيف ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ينمو مفهوم الزمن ( ماضي – حاضر – مستقبل ) ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -4‬مرحلة العمليات المجردة ‪:‬‬


‫تمثل هذه المرحلة الفترة العمرية التي تزيد عن ‪ 12‬سنة إلى بداية المراهقة‪ ،‬ومن ابرز خصائصها ‪:‬‬
‫‪ ‬ي درك الف رد أن الط رق والوس ائل في المرحل ة الس ابقة غ ير كافي ة لح ل مش اكله فيق ل اعتم اده عليه ا بمعالج ة‬
‫األشياء المحسوسة‪.‬‬
‫‪ ‬تطور القدرة على تخيل االحتماالت قبل تقديم الحلول العملية لهذا الموقف‪.‬‬
‫‪ ‬يقل اعتماده على الحقائق واألشياء المادية‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على وضع الفرضيات وفحصها ومالحظة النتائج ووصفها بإشكال منطقية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكنه أن يفكر تفكيرا منطقياً بشكل أفضل‪ ،‬فيقوم بالعمليات العقلية التالية‪ :‬االستنتاج‪ ،‬القياس‪ ،‬االستدالل‪.‬‬

‫ما هو االستثمار البيداغوجي لهذه النظرية؟‪2‬‬

‫الذكاء باعتباره سعي مستمر لتحقيق التوازن وتجاوز العوائق والمشكالت الموجودة في المحيط الخارجي‪ ،‬ال‬
‫يمكن تنميت ه في الوس ط التعليمي إال إذا تمت ص ياغة وض عيات تعليمي ة‪ -‬تعلمي ة بش كل إش كالي يس مح باس تثارة آلي تي‬
‫االستيعاب والتالؤم عند التلميذ ليبني معرفته بنفسه عوض تلقيها جاهزة‪ .‬فاالنطالق من الوضعية المسألة وطريقة حل‬
‫المشكالت‪ ،‬كلها تقنيات بيداغوجية تجد سندا لها في النظرية البنائية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن أي تعليم مبني على الترديد والتلقي السلبي وهيمنة المدرس كمصدر للمعرفة‪ ،‬هو تعليم مضاد ومتناف مع‬
‫طبيعة الذكاء البشري‪.‬‬

‫وس نرى في الحص ة التكويني ة الالحق ة م دى اعتم اد منظ ري م دخل الكفاي ات على المنظ ور البن ائي لت برير وتفس ير ه ذا‬
‫التصور في هندسة المناهج‪.‬‬

‫ثالثـــا‪ :‬النظرية السوسيو بنائية‪.‬‬


‫يحاول االتجاه السوسيوبنائي من خالل مجموعة من األبحاث تطوير ما توصل إليه جان بياجي من نت ائج هام ة‬
‫في مجال تفسير تكون المعرفة‪.‬وإذا كان بياجي قد استطاع إبراز اآللي ات المتحكم ة في النم و العقلي للطف ل‪ ،‬انطالق ا من‬
‫مالحظة أفعاله في عالقتها بموضوعات المحيط الخارجي‪ ،‬إال أنه لم يعط االهتمام الالزم بم دى ت أثير اآلخ ر‪ ،‬في إط ار‬
‫التفاعل االجتماعي‪ ،‬في نمو قدراته العقلية‪ .‬لذلك يسعى أص حاب التي ار السوس يو بن ائي س د ه ذه الثغ رة بترك يزهم على‬
‫دراسة أثر البعد االجتماعي في النمو المعرفي‪.‬‬

‫الفكرة المركزية عند أصحاب االتجاه السوسيوبنائي هو االنتقال من تصور سيكولوجي ثنائي األبعاد (التفاعل بين الفرد‬
‫والمهمة) إلى تصور ثالثي األبعاد (الفرد‪/‬المهمة‪/‬اآلخر) ‪ ،‬فالتعلم لم يعد مسألة خاصة تربط الفرد بالموضوع فقــط‪ ،‬بــل‬
‫يبرز هنا الدور الحاسم للمتغيرات االجتماعية في بلورة سيرورة التعلم‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫حسب العالم الروسي فيغوتسكي كل الوظائف الذهنية العليا ( انتباه‪ ،‬ذاك رة‪ ،‬إرادة‪ ،‬تفك ير لفظي‪ )...‬تمت بلورته ا‬
‫في سياق اجتماعي بفضل عام ل أس اس وه و‪ :‬اللغة والنظ ام الرم زي‪ .‬وت َملُّ ُ‬
‫ك ه ذه األداة التواص لية ه و ال ذي يُمكن من‬
‫االنتقال من التفكير البسيط إلى األنشطة الذهنية العليا‪.‬‬

‫وق د بينت بعض الدراس ات المختبري ة التجريبي ة ب أن العالق ات التفاعلي ة فيم ا بين التالمي ذ في وض عية ح ل‬
‫المشكالت‪ ،‬تلعب دورا أساسا وبناء في تنمية الكفايات المعرفية الفردية‪ .‬س واء ك ان ذل ك بين أف راد متس اويين ومتق اربي‬
‫المستوى وهنا يبرز دور التعاون المشترك إليجاد الحل‪ ،‬أو تعلق األمر بأفراد متب ايني المس توى حيث يس تفيد ذو الخ برة‬
‫المحدودة من االستراتيجيات الذهنية لذوي الخبرات العالية‪.‬‬

‫جدول حول االستثمار البيداغوجي للسوسيوبنائيةـ‬

‫دور األستاذ‬ ‫عمل التلميذ‬ ‫مفهوم سوسيوبنائي‬


‫صراع معرفي‪:‬‬
‫‪ -‬هن اك ص راع وانع دام ت وازن‬
‫يصوغ وضعية مسألة مالئم ة‬ ‫‪‬‬ ‫سيكولوجي في مواجهة المجهول‪...‬‬
‫لمستوى التالميذ‪.‬‬ ‫يق وم بمح اوالت لح ل‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -‬في مواجه ة المش كل المط روح ي برز‬
‫يس تفز تمثالت التالمي ذ‬ ‫‪‬‬ ‫المشكل المطروح‪.‬‬ ‫التعارض بين استشكال "الموض وع" من‬
‫ومكتسباتهم السابقة‪.‬‬ ‫يقترح أجوبة‪...‬‬ ‫‪‬‬ ‫جه ة وبين"ال ذات" بأطره ا المرجعي ة‬
‫والذهنية وتمثالته ا ‪ ،‬وه ذا يش كل ح افزا‬
‫للتعلم‪.‬‬

‫يُك ون مجموع ات العم ل‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫يش رف على اح ترام قواع د‬ ‫ة‪،‬‬ ‫تب ادل رأي‪ ،‬مواجه‬ ‫‪‬‬ ‫صراع سوسيومعرفي‪:‬‬
‫االش تغال‪ ،‬يوض ح طبيع ة‬ ‫مقارنة‪...،‬بين األقران‪.‬‬ ‫‪ -‬في وض عية تفاع ل جم اعي هن اك‬
‫العم ل ويق دم التعليم ات‬ ‫يس اهم م ع اآلخ رين في‬ ‫‪‬‬ ‫مواجهة بين مختلف التمثالت مم ا ي ؤدي‬
‫الض رورية‪ ،‬يض ع الوث ائق‬ ‫إنج از المهم ة ويعي ب أن‬ ‫إلى تعديلها وتصحيحها لدى كل فرد على‬
‫ومص ادر المعلوم ات رهن‬ ‫هناك عدة خي ارات وب دائل‬ ‫حدة‪.‬‬
‫إش ارة التالمي ذ‪ ،‬يت دخل فق ط‬ ‫أخرى مخالفة لما لديه‪.‬‬ ‫‪ -‬هناك توتر وانعدام توازن مؤقت‪...‬‬
‫عند الضرورة‪...‬‬
‫يس اعد في الص ياغة النهائي ة‬ ‫‪‬‬
‫للحل‪.‬‬ ‫"الميتامعرفة" ( ‪:)Metacognition‬‬
‫يحف ز ويش جع ويس تمع لك ل‬ ‫‪‬‬ ‫التعبير والتصريح بالطريقة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬ال وعي ب الطرق المتبع ة والس يرورات‬
‫االقتراحات‪،‬‬ ‫المتبعة‪.‬‬
‫الذهنية ‪.‬‬
‫يعمل على دف ع التالمي ذ ألخ ذ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -‬تعديلها وتصحيحها عند الحاجة‪.‬‬
‫الكلمة‪.‬‬

You might also like