You are on page 1of 2

‫لتعلم التعّلم هو كيفية استيعاب األفراد للمعلومات الجديدة ومعالجتها واالحتفاظ بها في الذاكرة بها‪ ،‬وتناقش نظريات التعلم

النفسية‬
‫اآلليات التي تحصل أثناء عملية التعلم‪ ،‬وتلعب التأثيرات المعرفية واالنفعالية والبيئية‪ ،‬فضًال عن الخبرة السابقة‪ ،‬دوًر ا في كيفية‬
‫إكتساب أو تغيير الفهم أو تغيير النظرة إلى العالم أو االحتفاظ بالمعرفة والمهارات المكتسبة[‪ ،]١‬أما خارج مجال علم النفس‪ ،‬فعادة‬
‫ما يتّم استخدام تقنيات المراقبة المباشرة ألداء الدماغ أثناء عملية التعلم‪ ،‬مثل التصوير الدماغي المرتبط بالحدث المحتمل واإلمكانيات‬
‫الوظيفية في علم األعصاب التربوي‪ ،‬وقد تم اقتراح نظرية الذكاءات المتعددة‪ ،‬إذ ُينظر إلى التعلم على أّنه التفاعل بين عشرات‬
‫المجاالت الوظيفية المختلفة في الدماغ مع نقاط القوة والضعف الفردية الخاصة بها لدى أّي شخص‪ ]١[.‬نظريات التعلم ينظر علماء‬
‫النفس السلوكيون إلى التعلم كجانب من جوانب التكّيف‪ ،‬ويركزون على نظام المكافآت واألهداف في مجال التعلم‪ ،‬بينما يعتقد‬
‫اختصاصّيو التعليم الذين يتبنون النظرية المعرفية أن تعريف التعلم على أنه تغير في السلوك هو تعريف ضيق للغاية‪ ،‬ويجب أن‬
‫تدرس خصائص وتعقيدات الذاكرة البشرية بداًل من دراسة بيئة التعلم‪ ،‬ويعتقد كّل الذين يتبنون نظريات التعلم المعرفية أن قدرة‬
‫المتعلم على التعلم تعتمد إلى حٍّد كبير على ما يعرفه ويفهمه ويتذكره بالفعل‪ ،‬وينبغي أن يكون اكتساب المعرفة عملية بنائية مصممة‬
‫بشكل فردي‪ ،‬وينقسم التعلم تقليدًيا إلى ثالث فئات أو أنواع‪ :‬التعلم االرتباطي‪ ،‬والتعلم غير االرتباطي‪ ،‬والتعلم بالمالحظة‪ ،‬ويمكن‬
‫ألكثر من نوع واحد من التعلم أن يعمل في وقت واحد وفي الموقف نفسه‪ ]١[.‬التعلم االرتباطي يحدث التعلم االرتباطي عندما ُتش ل‬
‫َّك‬
‫الروابط بين المحفزات أو السلوكيات‪ ،‬إذ إّن التعلم االرتباطي ُيمّك ن األفراد من التنبؤ بالمستقبل بناًء على التجربة السابقة‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر‪ ،‬إذا حدث ‪ ،A‬فمن المحتمل أن يتبع ذلك حدوث ‪ ،B‬وُتوّف ر القدرة على توقع المستقبل مزايا هائلة للبقاء‪ ،‬إذ تكتسب الحيوانات‬
‫وقًت ا لالستعداد للخطر مثاًل ‪ ،‬وإن علماء النفس الذين يدرسون التعلم يصفون نوعين من التعلم الترابطي هما التكييف االشتراطي‬
‫والتكيف الفعال‪ .‬التكيف االشتراطي‪ :‬في نظريات التعلم المبنية على التكييف االشتراكي أو الكالسيكي‪ ،‬تتشكل ارتباطات بين أزواج‬
‫من المنبهات التي تحدث بالتتابع في وقت معين‪ ،‬فإذا رأى الطفل نحلة ألول مرة ثّم أصيب بلسعة‪ ،‬فإن الطفل سيشّك ل صلة بين رؤية‬
‫النحل وآالم التعرض للسعات النحل‪ ،‬وفي المرة القادمة التي تطير فيها النحلة‪ ،‬سيكون من المرجح أن يشعر الطفل بالخوف‪]٢[.‬‬
‫التكيف الفعال‪ :‬في نظريات التعلم المبنية على التكيف الفعال‪ ،‬تتكون االرتباطات بين السلوكيات وعواقبها أو نتائجها‪ ،‬فإذا درس‬
‫الطالب بشكل جيد‪ ،‬فسيحصل على درجات جيدة‪ ]٣[.‬التعلم غير االرتباطي يتضّمن التعلم غير االرتباطي حدوث تغيرات في حجم‬
‫االستجابة للمنبه أو لمثير معّين بدًال من تكوين روابط جديدة بين المنبهات‪ ،‬وهناك نوعان مهّمان من التعلم غير االرتباطي هما‬
‫التعود والحساسية‪ ] ٣[:‬التعود‪ :‬إذ تشير نظريات التعلم المبنية على التعود أن التعود يقلل من ردود األفعال على التجارب المتكررة‬
‫التي قام بها الفرد سابًقا وتَبَي ن أّن ها غير متغيرة وغير ضارة‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد ينام الفرد في الليلة الثانية بشكل أفضل من الليلة‬
‫األولى في نفس الفندق‪ ،‬ألنه تكيف مع الضوضاء الجديدة في تلك البيئة‪ ،‬وفي بعض األحيان‪ ،‬يتعود االفراد على األحداث أو األشياء‬
‫التي يجب أن يالحظها‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إن عندما يتعرض األطفال لوسائل اإلعالم العنيفة ستكون ردودهم على الصور العنيفة‬
‫عاطفية في المرات األولى‪ ،‬لكن التعود يؤدي إلى تسامح أكبر مع السلوك العنيف في المرات القادمة‪ .‬الحساسية‪ :‬على عكس التعود‪،‬‬
‫تزيد الحساسية من ردود األفعال على مجموعة واسعة من المنبهات بعد التعرض ألي منبه قوي معين‪ ،‬وذلك يمكن مالحظته في‬
‫أعقاب الزلزال‪ ،‬إذ إّن غالًبا ما يقوم الناس باستجابات مبالغ فيها للحركة أو الضوء والضوضاء‪ .‬التعلم بالمالحظة يحدث التعلم‬
‫بالمالحظة‪ ،‬والمعروف أيًض ا بإسم التعلم اإلجتماعي أو النمذجة‪ ،‬عندما يتعلم اإلنسان من خالل مشاهدة تصرفات شخص آخر‪ ،‬فإذا‬
‫كان الطفل على سبيل المثال ال يعرف آداب المائدة والتي تشمل استعمال الشوكات والسكاكين والمالعق أثناء تناول العشاء‪ ،‬فقد‬
‫يرغب في مشاهدة ما يفعله اآلخرون قبل تناول طعامه‪ ،‬ويوفر التعلم بالمالحظة ميزة نقل المعلومات عبر األجيال داخل العائالت أو‬
‫الثقافات‪ ]٣[.‬نظريات التعلم اإلشراطي يرتبط اسم العالم إيفان بافلوف ‪ Ivan Pavlov 1849-1936‬بشكل وثيق بدراسة التكييف‬
‫الكالسيكي‪ ،‬لدرجة أن هذه الظاهرة يشار إليها في كثير من األحيان باسم تكييف بافلوف‪ ،‬إذ قام بافلوف بتحويل اهتماماته من دراسة‬
‫عملية الهضم إلى دراسة التعلم‪ ،‬وذلك بعد مالحظة أن كالبه تعلمت توقع وصول الطعام‪ ،‬بدًال من إفراز اللعاب عند تقديم الطعام‪ ،‬إذ‬
‫بدأت كالب بافلوف في تكوين اللعاب حال اقتراب مساعد بافلوف للمختبر من الكالب أو ربطهم بأدواته التجريبية في المختبر‪ ،‬قد ال‬
‫يالحظ معظم الناس اإلختالفات في سلوك الكالب‪ ،‬لكن باقلوق لم يالحظ ذلك فحسب‪ ،‬بل أدرك أيًض ا األهمية الكاملة لمالحظاته‪ ،‬فقد‬
‫شكلت الكالب عالقة بين المنبهات السابقة للطعام ووصول الطعام نفسه‪ ]٢[.‬بمعنى آخر‪ ،‬تعّلمت الكالب أن بعض المحفزات كانت‬
‫بمثابة إشارات للظهور النهائي للغذاء‪ ،‬ونظرية التكييف الكالسيكي تفّس ر العديد من االستجابات التعلمية واالنفعالية المستفادة من‬
‫البيئة‪ ،‬إّن ه يشكل األساس للعديد من التطبيقات العملية للتعلم في الحياة اليومية‪ ،‬كطرق الوالدة الحديثة أو عالج اإلدمان على‬
‫المخِّد رات أو عالج المخاوف غير الواقعية‪ ] ٢[.‬نظريات التعلم بالتكيف الفعال قدم إدوارد ثورندايك قانون لتأثير التكيف الفعال أو‬
‫التكيف االجرائي‪ ،‬ذلك خالل مالحظات ثورنديك لعملية التعلم التي تحدث عندما تحاول القطة الهرب من أحد "مربعات األلغاز"‬
‫الخاصة به‪ ،‬ووفًق ا لثورنديك‪ ،‬فقد تعلمت القطط الهرب من خالل تكرار اإلجراءات التي تؤدي إلى نتائج مرغوبة والتخلص من‬
‫السلوكيات التي تؤدي إلى النتائج المزعجة‪ ،‬أو النتائج التي ال تتضمن تأثيرات مفيدة أو تؤدي الى تأثيرات سلبية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ينص‬
‫قانون التأثير الفعال على أن السلوك سوف يتم تعلمه وتكراره ألي كائن حّي بناًء على نتائج أو عواقب ذلك السلوك‪ ،‬ويشار إلى‬
‫االرتباط بين السلوك وعواقبه على أّن ه اإلجراء الفعال أو التكييف الفعال‪ .‬في هذا النوع من التعلم ‪ ،‬تعمل الكائنات الحية على بيئتها‪،‬‬
‫وغالًبا ما يكون سلوكها مفيًد ا في تحقيق نتيجة‪ ]٤[.‬ويختلُف التكيف الفعال عن التكيف الكالسيكي في عّدة أبعاد‪ ،‬إذ يعتمد التكييف‬
‫الكالسيكي على ارتباط بين اثنين من المنبهات والمثيرات‪ ،‬بينما يحدث التكيف الفعال عندما يرتبط السلوك بعواقبه‪ ،‬ويعمل التكييف‬
‫الكالسيكي عموًما بشكل أفضل مع السلوكيات غير اإلرادية نسبًيا‪ ،‬مثل الخوف أو سيالن اللعاب‪ ،‬في حين أّن التكيف الفعال يتضمن‬
‫سلوكيات طوعية‪ ،‬مثل المشي إلى الفصل أو التلويح لصديق‪ ]٢[.‬نظريات التعلم المعرفية إّن أصَل النظريات المعرفية هو من علم‬
‫نفس الجشطالت‪ ،‬وكلمة جشطالت هي كلمة ألمانية ‪ Gestalt‬تعني التكوين أو الكل المتكامل‪ ،‬وتؤكد على التجربة اإلنسانية بأكملها‪،‬‬
‫وقد قدم علماء نفس الجشطالت نظريات ووصفوا مبادئًا لشرح الطريقة التي ينظم بها الفرد أحاسيسه أو إدراكه‪ ،‬فقد الحظ ماكس‬
‫فيرتهايمر‪ ،‬أحد اآلباء المؤسسين لنظرية الجشطالت‪ ،‬إن األفراد أحياًن ا يفسرون الحركة عندما ال يكون هناك أي حركة على‬
‫اإلطالق‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد يتم النظر إلى العالمات المضيئة التي تستخدم في المتجر لإلشارة إلى أن المتجر مفتوح أو مغلق‬
‫على أنها عالمات تحتوي أضواء متحركة لكن هذه األضواء ال تتحرك في الواقع‪ ،‬إذ تمت برمجة األضواء حتى تومض بسرعة في‬
‫وتيرة ما وبشكل فردي‪ ،‬لكن ينظر إليها ككل على أنها تومض كعالمة متحركة‪ ،‬لذا يميل الناس إلى رؤية األشياء بنظرة كلية بداًل من‬
‫تقسيمها إلى وحداتها الفرعية‪ ]٣[.‬أما التعلم في نظرية الجشطالت‪ ،‬فيقول علماء النفس إّنه بداًل من الحصول على المعرفة من الخبرة‬
‫الجديدة ‪-‬إذ إّن التعلم غالًبا ما يحدث عن طريق فهم العالقة بين الجديد والقديم‪ -‬ونظًر ا لوجود منظور فريد لكل شخص عن العالم‪،‬‬
‫فإن البشر لديهم القدرة على توليد تجاربهم التعليمية وتفسير المعلومات التي قد تكون أو ال تكون متماثلة مع معلومات األشخاص‬
‫اآلخرين‪ ]٥[.‬ينتقد علماء نفس الجشطالت السلوكّيين لكونهم يعتمدون بشكل كبير على السلوك الظاهر لشرح التعلم‪ ،‬إذ يقترحون‬
‫النظر في األنماط الكلية بدًال من األحداث المنعزلة‪ ،‬وتم دمج وجهات نظر الجشطلت في التعلم في ما أصبح يطلق عليه النظريات‬
‫المعرفية‪ ،‬ويكمن االفتراضان األساسّيان لهذا المنهج المعرفي في أن‪ ،‬نظام الذاكرة هو معالج نشط ومنظم للمعلومات‪ ،‬وأن المعرفة‬
‫السابقة تلعب دوًر ا مهًما في التعلم‪ ،‬إذ يعتقد منّظ رو المدرسة المعرفية أنه من أجل حصول عملية التعلم‪ ،‬يجب أن تكون المعرفة‬
‫السابقة موجودة حول هذا الموضوع‪ ،‬وعندما يطبق المتعلم معرفته السابقة على الموضوع الجديد‪ ،‬يمكن للمتعلم فهم المعنى في‬
‫الموضوع المتقدم‪ ] ٥[.‬ويمكن أن يحدث التعلم على وفق نظريات التعلم المعرفية اعتمادا على كيفية عمل الذاكرة البشرية‪ ،‬وتناقش‬
‫نظرية التعلم المعرفية مصطلحات كتعزيز التعلم‪ ،‬والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى‪ ،‬إذ إّن هم ينظرون إلى التعلم باعتباره‬
‫عملية عقلية داخلية تتضمن االنتباه واإلدراك ومعالجة المعلومات والذاكرة‪ ،‬حيث يركز المعلم على بناء الذكاء والتطوير المعرفي‪،‬‬
‫ويكون التعلم الفردي أكثر أهمية من تأثير البيئة‪]٥[.‬‬

‫المراجع[‪ ^ ]-‬أ ب ت "‪Learning_theory_(education)", en.wikipedia.org,10-05-2019، Retrieved 02-‬‬


‫‪ ^ .07-2019. Edited‬أ ب ت ث ‪Cacioppo John, Laura Freberg (2013), Discovering psychology:‬‬
‫‪ ^ .The science of mind, Belmont, CA, USA: Cengage learning, Page 342. Edited‬أ ب ت ث‬
‫‪Douglas A. Bernstein, Louis A. Penner, Alison Clarke-Stewart, at al (2012), Psychology,‬‬
‫‪Ninth Edition, United States: Wadsworth, Cengage Learning, Page 196-239. Edited. ↑ Saul‬‬
‫‪McLeod (2018), "edward-thorndike"، www.simplypsychology.org, Retrieved 03-7-2019.‬‬
‫‪ ^ .Edited‬أ ب ت ‪Kaldis Byron, ed (2013), Encyclopedia of philosophy and the social sciences,‬‬
‫‪.Greece: Thousand Oaks, Page 383-387. Edited‬‬

You might also like