Professional Documents
Culture Documents
نظريات الشخصية
oالنظرية .
oالشخصية.
oالمكونات األساسية لنظرية الشخصية.
oمح ّكات تقويمية لنظرية الشخصية .
وفي الحقيقة ،وحتى هذه المرحلة من نمو علم الشخصية ،يوجد عدد من النظريات
البديلة ( المتنوعة ) لفهم الشخص ككيان متكامل يعكس بصورة جلية الفروق بين
الناس .
لهذا السبب ،فسوف نولي قدرا من االنتباه (االهتمام) بشأن ما النظرية ،وما الوظائف
التي تؤديها عند دراستها وفهمها لألشخاص .
النظرية :هي نموذج للواقع من شأنه أن يسهم في مساعدتنا على فهم وتفسير الواقع
والتنبؤ به والتحكم فيه.
النظرية :نظاما ً موحداً ومبسطا ً من المبادئ والتعريفات والمسلمات التي تتعلق بظاهرة
معينة أو بمجموعة من الظواهر المترابطة بحيث يسمح هذا النظام بشرح وفهم
العالقات بين المتغيرات بشكل مبسط تنتظم فيه الحقائق تنظيما ً منطقيا ً مترابطا ً .
والسلوكيون والفرويديون ،من جهة أخرى ،يفضلون تناول التنبؤ والضبط .فإذا كانت
بتلك النظريات فكرة مفيدة ،قابلة للتطبيق! اذهب معها ،أما فهمها فيعد أمرا ثانويا.
فإن النظرية تعتبر بصفة عامة ،مقبولة وصادقة أو يعتمد عليها من قبل المجتمع العلمي
بقدر ما تحرزه من مالحظات حقيقية عن الظاهرة (والتي غالبا ما تكون مؤسسة على
بيانات مشتقة من تجارب دقيقة) وتكون مدعمة بتفسير لنفس الظاهرة المشار إليها
بالنظرية.
إن موضوعنا العام هو الطبيعة اإلنسانية ،وهدفنا هو فهم التنوع والتعقد للتوظيف الكامل
للشخص في عالم الواقع.
وتكون نظرية الشخصية بمثابة مفسر في جهدها لتنظيم السلوك اإلنساني على نحو
تنظيمي.
أى أن النظرية تمدنا بإطار عمل ذي معنى أو بخارطة تبسيط ودمج ما نعرفه عن أنواع
األحداث المتصلة بالشخصية.
وقد تتضاعف المشكلة إذا ما كنا نعلم أن األطفال (الذكور) يحملون نفس المشاعر.
أن الوظيفة التفسيرية على قدر خاص من األهمية إذا أخذنا في االعتبار ذلك المدى
الهائل من الحقائق والمالحظات المتعلقة بالسلوك اإلنساني .إن النظرية الجيدة
للشخصية تزود بمحتوى يمكن من خالله للسلوك أن يكون موصوفا ومفسرا على
نحو دقيق.
وهذا الهدف يوضح أن مفاهيم نظرية ما ال يجب أن تكون ثابتة فحسب .ولكنها تكون
قابلة ألن تصبح مثبتة أو غير مثبتة ،لذا ،فإنا نتوقع تغيرا خاصا يطرأ على سلوك
هاني كنتيجة للمعاملة الوالدية .ماذا يمكن أن يحدث لو كانت األم تشجع على نحو
نشط مبادرات هاني الرومانسية أم ماذا يمكن أن يحدث لو أن أباه ينبذه بسبب هذه
المشاعر؟
عادة ،عندما نتكلم عن شخصية فرد ما ،فإنا نتحدث عن ما يجعل هذا الفرد مختلفا عن
اآلخرين ،بل وفريدا .وهذا الجانب من الشخصية هو ما يعرف بالفروق الفردية.
والتي تمثل قضية مركزية عند بعض النظريات .ولقد أولت تلك النظريات اهتماما بالغا
بأمور من قبيل األنماط والسمات وبالمقاييس التي نتمكن بها من تصنيف الناس أو
نقارنهم ببعضهم البعض فبعض الناس عصابيون ،وبعضهم ليسوا عصابيين ،وبعض
الناس أكثر انطوائية ،بينما نجد آخرين أكثر انبساطية ،وهكذا.
وعلى أية حال ،فان نظريات الشخصية تعنى األشياء المشتركة بين الناس.
المثال على ذلك ،هل يمكن أن يشترك الشخص العصابي والشخص السوي في شيء
مشترك؟ أو ما هي البنية المشتركة الموجودة في الناس والتي تعبر عن نفسها
كانطواء لدى البعض وكانبساط لدى اآلخرين.؟
أي يمكننا القول بان نظريات الشخصية تكون معنية ببنية الفرد ،وبنيته النفسية على
وجه التحديد .كيف يرتبط الناس بعضهم ببعض ،كيف يعملون ،وكيف يتباعدون
ويتفككون.
ان مجال علم نفس الشخصية ممتد mمن مجرد البحث الموضوعي االمبريقي البسيط في
الفروق بين األشخاص وحتى البحث الفلسفي عن معنى الحياة.
أن النظريات تقترح االتجاهات التي يمكن للبحث المخطط أن يكشف بها عن
استبصارات جديدة بمختلف المناطق التي لم تُك َ
شف بعد.
وعلى أية حال فإن النقطة ذات األهمية البالغة هي أن كل نظريات السلوك اإلنساني
قد صيغت بالكائنات اإلنسانية بمعنى أن كل البشر ساهموا فيها فعلماء الشخصية
بشر ،كسائر البشر يتبنون وجهات نظر متباينة بشان الطبيعة اإلنسانية.
وتعتقد نظريات أخرى في أن الناس يكونون على وعي بدوافعهم ولذا فان سلوكهم يكون
في المقام األول كما لو كان نتيجة للظروف الراهنة.
اعتقد سيجموند فرويد بأن السلوك يكون محددا على نحو واسع بعوامل غير منطقية،
وال شعورية...
وقد اقترح ماسلو وفرويد وجهات نظر على طرفي نقيض فيما يتصل بالطبيعة الجوهرية
للكائن اإلنساني وهذا في حد ذاته ليس باألمر الواجب التأكيد عليه هنا.
القضية ببساطة هي أن أسس أي نظرية للشخصية إنما تكون ضاربة بجذورها بعمق في
االفتراضات األساسية لعالم الشخصية بشان الطبيعة اإلنسانية مما يعطي أهمية
خاصة لعرض الخلفية الشخصية لكل عالم.
إن أهم الوظائف لنظرية ما تتمثل في أن توضح ماذا توصلت إليه من معرفة بالفعل،
والتنبؤ باألمور التي لم تُعرف كواقع بعد.
وأيا كانت أغراض النظرية التفسيرية والتنبؤية والقضايا الحيوية والمشكالت التي
ُعنيت بها نظرية الشخصية.
ما المكونات األساسية التي تكون نظرية ما للشخصية؟ وكيف تتجمع هذه المكونات
الستحداث تناول متكامل للسلوك اإلنساني؟.
هذه بعض األمثلة التي يطرحها الطالب بفضول عندما يبدؤون في دراسة مقرر ما في
علم نفس الشخصية.
وهي المكون األعظم ألية نظرية في الشخصية ،وتشير المفاهيم البنائية إلى الخصائص
الثابتة نسبيا ً والتي يبديها الشخص خالل الظروف المختلفة وعبر الزمن ،وهي تمثل
لبنة البناء األساسية للحياة النفسية.
وبهذا المعنى فهي متشابهة مع المفاهيم من قبيل الذرة والخاليا في العلوم الطبيعية
وغير قابلة للمالحظة الميكروسكوبية مثلها في ذلك مثل نيرونات المخ.
ولقد اقترح علماء الشخصية خليطا ً من المفاهيم ليفسروا بها خصائص األفراد .وواحد
من أهم األمثلة الشائعة للمفهوم البنائي هو السمة.
ويقصدبسمة الشخصية إلى خاصية قوية أو نزعة للسلوك على نحو خاص في
مختلف المواقف.
كما نجد بناء الشخصية تم وصفه في ضوء مفهوم النمط .و الذي يشير إلى تجمع لعديد
من السمات المختلفة في فئات متميزة ومترابطة.
وباختصار فإن أي مدخل لتناول الشخصية حتى يُعد مفيداً ،ينبغي أن يُعنى على نحو أو
آخر بقضية أي جوانب الشخصية تتصف بالثبات وغير المتغيرة للسلوك اإلنساني،
أي قضية البناء ،والقضية األكثر أهمية من ذلك ،طبيعة تنظيم هذا وتأثيره على الفرد
وفعاليته .هذا هو المكون المحوري لجميع نظريات الشخصية.
ينبغي ألي نظرية متكاملة للشخصية أن تبحث في قضية لماذا يفعل الناس ما يفعلونه.
وتُعرف المفاهيم الدافعية ،بوصفها تتناول جوانب عملية إذ تركز على الخصائص
المتفاعلة والمتغيرة للسلوك اإلنساني.
ومن نماذج هذه األسئلة ..لماذا يختار الناس أهدافا بعينها يناضلون من اجلها؟ وما هي
الدوافع الخاصة التي تزود سلوكهم بالطاقة وتوجهه؟
هذه األسئلة إنما تمثل نمط القضايا الواجب تضمينها في المكون الثاني لنظرية ما في
الشخصية.
وقد بُذلت جهود لفهم جوانب السلوك اللحظية والمرنة واستُخلِصت نتائجها من خالل
االستبصار النظري الهائل .فتقترح بعض النظريات أن أنشطة الشخصية بدءاً من
ممارسة الجنس إلى االستمتاع بالفاكهة .إنما تُشتق من جهود الفرد لخفض التوتر.
وتوجد أنواع عديدة من الحاجات األساسية منها على سبيل المثال ،الجوع والعطش
والنوم ،والجنس،فتنطبق عليها نظرية الدافعية اإلنسانية لخفض التوتر.
ويذكر المؤيدون لهذه الوجهة من النظر أنه كلما نضج األفراد ،كلما أصبحت معظم
سلوكياتهم مستمرة في مهارات نامية من اجل تحقيق الكفاية أو من اجل التعامل
الفعال مع البيئة ،وان مقداراً اقل من سلوكهم ي يكون مقصورا في غاية التخفيف من
التوتر.
وبالرغم من أن مثل هذه الوجهة من النظر والمتكاملة تبدو جديرة بالتصديق إال أن كثيراً
من الباحثين لم يحاولوا الجمع بين أكثر من وجهة نظر للتكامل فيما بينها.
ربما يتصور البعض أن الحديث عن تطور الشخصية أم ًرا ال قيمة له خاصة وأننا نؤكد
دوما على ثبات خصائص الشخصية.
إن المفاهيم النمائية تركز على مسألة كيف أن الجوانب البنائية والدافعية لفعالية
الشخص إنما تتغير من الطفولة إلى مرحلة الرشد إلى مرحلة المسنين .وأن تناول هذا
التغيير يعد مكونا ً أساسيا ً لمعالم أي نظرية للشخصية.
يظهر نمو الشخصية جليا عبر الحياة .وبناء عليه افترضت بعض النظريات نموذج ذو
مراحل متعددة لتفسير نماذج النمو(التغير) في حياة الشخص وتعد نظرية فرويد بشأن
نمو الشخصية بمصطلحات تتصل بسلسلة مراحل جنسية نفسية مثال على هذه
النظريات.
بينما منظرون آخرون على عكس ذلك .يؤكدون على دور عالقات الوالدين بالطفل كعامل
هام في فهم قضية النمو فروجرز ،على سبيل المثال ،علّق أهمية كبرى على مفهوم
الذات لدى الفرد وكيف يتشكل ،على نحو معرفي وانفعالي باتجاهات الوالدين
وسلوكياتهم أثناء سنوات التشكل في الحياة.
وبطريقة مماثلة ،فإن العضوية في طبقة اجتماعية اقتصادية بعينها من شأنه أن يؤثر
على نح ِو دال في القيم،االتجاهات وأنماط الحياة التي نكتسبها،
فعلى سبيل المثال ،هناك دليل قوي مستمد من دراسات علم التوائم يبين أن االتزان
االنفعالي واالنبساط ،واإليثار إنما تعد موروثة إلى حد بعيد.
أما بقية النزعات الشخصية والتي تتشكل على نحو جزئي على األقل بالمكونات الجينية
فتشمل ،االنعزالية ،العدوانية ،الرغبة في االنجاز ،القيادة ،التخيل (التصور)،
والشعور بالوجود األفضل.
وقد ُعنِي ماسلو كذلك بدراسة لشخصيات محققة لذاتها وصاغ مالحظاته في مصطلحات
لخصائص بروفيل للشخصية والتي تتضمن بعض الخصائص ،كاإلدراك الفعال
للواقع ،الحاجة للخصوصية واالنعزال ،وقبول الذات واآلخرين.
نجد النموذج النفسدينامي في التدخل العالجي هو ذلك الذي يؤكد على مساعدة الناس
على االستبصار(النفاذ) إلى الالشعور والمصادر الطفلية للصراعات كيف تتداخل هذه
الصراعات مع حياة الراشد.
في ضوء نظريات الشخصية المتعددة والبديلة ،فكيف يمكننا أن نقرر ما الذي يجعل
ظفت المحكات الستة األساسية لتقويم نظريات نظرية أفضل من األخرى؟ وقد ُو ِّ
الشخصية على نحو نظامي.
وهناك إجماع في وسط المجتمع العلمي مفاده أن أي نظرية للشخصية ينبغي أن تتمتع
بكل محك إلى مدى معين حتى تحظى بتقويم عام مالئم.
لذا تنزع النظرية الشمولية الن تكون أكثر دقة وأكثر تحديدا .والفائدة األكبر من شمولية
النظرية أنها يمكن استخدامها كإطار عملي منطقي إلدماج وتكامل الحقائق المنفصلة
والتي أسست على المالحظة او التجريب.
إن االفتراضات األساسية المختلفة والتي يضعها المنظرون فيما يتصل بالطبيعة
اإلنسانية سوف تناقش فيما يلي تلك االفتراضات ذات األهمية البالغة في فهم وتقويم
كافة نظريات الشخصية ،وسوف تلعب دورا مهما في عرض كل تصور نظري
متضمن في الفصول التالية.