You are on page 1of 15

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬اإلحساس‬
‫‪ -1-1‬مفهوم اإلحساس‬
‫‪ -1-2‬أنواع اإلحساس‬
‫‪ -1-3‬خصائص العضو الحسي‬
‫‪ -1-4‬عتبة اإلحساس‬
‫‪ -2‬اإلدراك‬
‫‪ -2-1‬مفهوم االدراك‬
‫‪ -2-2‬مراحل اإلدراك‬
‫‪ -2-3‬خصائص اإلدراك‬
‫‪ -2-4‬العوامل المؤثرة في اإلدراك‬
‫‪ -2-5‬وجهات النظر حول اإلدراك‬
‫‪ -3‬اإلحساس و اإلدراك و اإلنتباه‬

‫خاتمة‬ ‫‪‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة‬
‫يتميز اإلنسان بأنه كائن حيوي يقوم بعدد من الوظائف التي يستطيع من‬
‫خاللها الحفاظ على بقائه‪ ،‬والتي تساعد بدورها في التكييف واالستمرار‬
‫مع محيطه‪ ،‬ومن أمثلة تلك القدرات اإلدراك واإلحساس‪ ،‬والتي تعد أحد‬
‫العمليات الفسيولوجية البسيطة الناتجة عن تأثير حواس اإلنسان من قبل‬
‫المنبهات الخارجية‪ ،‬من أجل التكييف مع العالم الخارجي‪ ،‬ويعد اإلدراك‬
‫هو أحد العمليات العقلية المعقدة‪ ،‬والتي يتم من خاللها ترجمة المؤثرات‬
‫الحسية التي يتم نقلها من قبل الحواس إلى المراكز العصبية‪ ،‬أما ُيعَّر ف‬
‫اإلحساس على أنه عملية حسية ناتجة عن التعرض لبعض المنبهات أو‬
‫األمور المحسوسة إما داخليًا أو خارجيًا ‪ .‬ومن هنا يتوارد الى اذهننا عدة‬
‫تساؤالت ما هو االحساس؟ و ما هو االدراك ؟ و ما العالقة بينهم ؟ في‬
‫بحثنا هذا سنحاول تقديم كل المعلومات الخاصة بهذا الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلحساس ‪:‬‬
‫‪ -1-1‬مفهوم اإلحساس ‪:‬‬
‫اإلحساس بمفهومه الحديث هو األثر النفسي الذي ينشأ مباشرة من انفعال حاسة‬
‫أو عضو حاس الذي هو حاسة من الحواس التي تعتبر بمثابة النوافذ التي يطل‬
‫منها الفرد على العالم الخارجي‪ ،‬واإلحساس ظاهرة فيزيولوجية نفسية تعبر عن‬
‫االنطباع الحاصل إلحدى حواسنا نتيجة مثير خارجي حيث أن هناك في هذا‬
‫الوجود منبهات حسية تقرع حواسنا وينتقل أثرها عن طريق أعصاب خاصة إلى‬
‫مراكز عصبية معينة في المخ تترجم فيه إلى حاالت شعورية نوعية بسيطة‬
‫تعرف باإلحساسات‪ ،‬كاإلحساس باأللوان واألصوات الروائح و المذاقات‬
‫والحرارة والبرودة والضغط ‪( .‬حوراء عباس كرماش ‪ ،‬مفهوم االحساس وأنواعه العوامل المؤثرة فيِه‪،‬‬
‫مكتبة جامعة بابل‪)22:47 ، 06/10/2023 ،‬‬

‫‪ -1-2‬أنواع اإلحساس ‪:‬‬


‫(حوراء عباس كرماش ‪ ،‬مفهوم‬ ‫تنقسم االحساسات إلى ثالثة أقسام و هي كالتالي ‪:‬‬
‫االحساس وأنواعه العوامل المؤثرة فيِه‪ ،‬مكتبة جامعة بابل‪)22:47 ، 06/10/2023 ،‬‬
‫وهي اإلحساسات البصرية والسمعية والجلدية‬
‫وتتألف اإلحساسات الجلدية من اإلحساس‬ ‫إحساسات خارجية‬
‫باللمس والضغط واأللم والحرارة والبرودة‪.‬‬ ‫المصدر‬

‫وهي التي تنشأ من المعدة واألمعاء والقلب‬


‫وغيرها من األحشاء ومن أمثلتها‬
‫اإلحساس بالجوع والعطش وانقباض‬ ‫إحساسات حشوية‬
‫النفس‪.‬‬
‫وتنشأ من تأثير أعضاء خاصة في العضالت‬
‫واألوتار والمفاصل لتزويد الفرد بمعلومات عن ثقل‬
‫األشياء وضغطها وعن وضع األطراف وحركتها‬ ‫إحساسات عضلية‬
‫واتجاهها وسرعتها وعن وضع الجسم وتوازنه وعن‬
‫مدى ما يبذله من جهد ومقاومة وهو يحرك األشياء‬
‫حركية‬
‫يرفعها أو يدفعها‪.‬‬

‫‪-1-3‬خصائص العضو الحسي ‪:‬‬


‫هنالك ثالث خصائص و هي ‪( :‬عماد عبد الرحيم الزغول‪،‬علي فالح الهنداوي‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪)107‬‬

‫يستجيب لنوع معين من المثيرات و‬ ‫انتقائية‬


‫المنبهات و ليس كلها‪.‬‬ ‫‪selective‬‬

‫قادر على االستجابة حتى ألضعف‬ ‫حساس‬


‫المثيرات و المنبهات‪.‬‬ ‫‪sensetive‬‬

‫يمكنه االستجابة المختلفة لدرجات‬ ‫متدرج‬


‫الشدة المختلفة للمثير‬ ‫‪gradual‬‬
‫‪ -1-4‬عتبة االحساس ‪:‬‬
‫يشير مفهوم العتبة في اإلحساس إلى الحد األدنى من الشدة التي يمتاز بها‬
‫مثير معين بحيث يمكن التأثر به من قبل عضو الحس‪ ،‬وتختلف هذه‬
‫الشدة باختالف نوع عضو المستقبل ونوعية المؤثرات البيئية فعلى سبيل‬
‫المثال يمثل طول الموجة الذي يبلغ ‪ 200‬ملليميكرون الحد األدنى لشدة‬
‫الضوء الذي يمكن ان تتأثر به خاليا العين ويمكن اإلحساس باأللوان وال‬
‫سيما اللون األحمر‪ ،‬أما في حالة الصوت فإن الحمد األدنى للذبذبة‬
‫الصوتية التي يمكن أن تتأثر بها حاسة السمع هي ‪ 20‬ذبذبة في الثانية‪.‬‬
‫(عماد عبد الرحيم الزغول‪،‬علي فالح الهنداوي‪ ،2014 ،‬ص‪)107‬‬

‫‪ -2‬اإلدراك ‪:‬‬
‫‪ -2-1‬مفهوم اإلدراك ‪:‬‬
‫يكاد علماء النفس يتفقون على مفهوم واحد لإلدراك وهو انه محاولة فهم‬
‫العالم من حولنا من خالل تفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى‬
‫الدماغ اإلنساني والفهم هنا ينطوي على التفسير والترميز والتحليل‬
‫والتخزين واالستجابة الخارجية عند الحاجة‪ .‬ومن التعريفات الشائعة‬
‫لإلدراك ‪( :‬عدنان يوسف العتوم ‪، 2004،‬ص‪)102-101‬‬

‫‪ ‬يعرفه سولسو (‪ ، )Solso‬على أنه فرع من فروع علم النفس‬


‫يرتبط بفهم المثيرات الحسية و التبوء بها ‪.‬‬
‫‪ ‬ويعرفه اندرسون (‪ ،)Anderson‬على أنه محاولة تفسير‬
‫المعلومات التي تصل إلى الدماغ‪.‬‬
‫‪ ‬أما ليندزي ونورمان (‪ ،)Lindsy and Norman‬على أنه تعديل‬
‫لالنطباعات الحسية عن المثيرات الخارجية من أجل تفسيرها‬
‫وفهمها‪.‬‬
‫‪ ‬و ستيرنبرغ ( ‪ ،)Sternberg‬على أنه العملية التي يتم من خاللها‬
‫التعرف على المثيرات الحسية القادمة من الحواس وتنظيمها‬
‫وفهمها‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مراحل اإلدراك ‪:‬‬


‫يمر نمو اإلدراك بثالث مراحل يتكون فيها وتؤثر فيه العوامل البيولوجية‬
‫والتكوينية الفيزيولوجية والخواص السيكولوجية واألبعاد البيئية وهي‬
‫كاآلتي ‪( :‬محمود كاظم التميمي‪ ،2014 ،‬ص‪)43‬‬
‫وتتمثل بوجود مثيرات حسية ووجود مستقبالت حسية تقبل على‬ ‫مرحل‬
‫استالمها‪.‬‬ ‫ة‬
‫حدوث‬
‫اإلحس‬
‫اس‬
‫وتتمثل بعملية انتقال المثيرات لغرض توجيهها وتنظيمها وتوصيلها‬ ‫مرحل‬
‫إلى المراكز الحسية في الدماغ عبر الممرات العصبية والدورات‬ ‫ة‬
‫العصبية‪.‬‬ ‫توجيه‬
‫المثير‬
‫ات‬
‫تتمثل بمرحلة تكوين وتصدير االستجابة وتعتمد على نوع المثير‬
‫المركز الحسي المستقبل والمصدر عبر الدورة العصبية المنظمة‪،‬‬ ‫مرحل‬
‫وهذه االستجابات تمثل عملية اإلدراك المتكونة وفق تسلسل وقواعد‬ ‫ة‬
‫اإلست‬
‫ومتطلبات المرحلة المكونة لها‪.‬‬ ‫جابة‬

‫‪ -2-3‬خصائص اإلدراك ‪:‬‬


‫تم استنتاج ‪ 6‬خصائص لإلدراك و هي كالتالي ‪ ( :‬رافع النصير الزعول ‪،‬‬
‫عماد عبد الرحيم الزعول ‪ ،‬ص‪)116-115‬‬

‫‪ .1‬يعتمد االدراك على المعرفة والخبرات السابقة ‪knowledge‬‬


‫‪ : Based‬حيث تشكل المعرفة أو الخبرة السابقة االطار المرجعي‬
‫الذي يرجع إليه الفرد في ادراكه وتمييزه لألشياء التي يتفاعل معها‬
‫فبدون هذه المعرفة يصعب على الفرد ادراك االشياء وتمييزها ‪.‬‬
‫‪ .2‬االدراك هو بمثابة عملية استدالل ‪ : inferential Process‬حيث‬
‫في كثير من الأحيان تكون المعلومات الحسية المتعلقة باألشياء‬
‫ناقصة أو غامضة‪ .‬مما يدفع نظامنا االدراكي الى استخدام متوفر‬
‫المعلومات لعمل االستدالالت واالستنتاجات‪.‬‬
‫‪ .3‬االدراك عملية تصنيفية ‪ : Gategorical‬حيث يلجئ األفراد عادة‬
‫الى تجميع االحساسات المختلفة إلى فئة معينة اعتمادا على‬
‫خصائص مشتركة بينها مما يسهل عملية ادراكها ‪ .‬فالفرد الذي لم‬
‫يرى طائر النورس من قبل سابقا من السهل عليه ادراكه على انه‬
‫طائرا نظرا لوجود خصائص مشتركة بينه وبين الطيور‬
‫األخرى‪.‬حيث يعمل نظامنا االدراكي على استخدام المعلومات‬
‫المتوفرة لدينا ومطابقتها مع خصائص األشياء الجديدة األمر الذي‬
‫يسهل عملية تصنيفها وادراكها ‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلدراك عملية عالئقية (ارتباطية)‪:Relational‬حيث أن مجرد‬
‫توفير خصائص معينة في األشياء غير كافي إلدراكها‪ ،‬ألن العقل‬
‫يتطلب تحديد طبيعة العالقات بين هذه الخصائص معا على نحو‬
‫متماسك يسهل في عملية ادراك االشياء ‪.‬فعلى سبيل المثال الذيل في‬
‫الغالب يقع في مؤخرة طائر النورس‪ ،‬والجناحان على الجانبين‪،‬‬
‫والعينان تبدوان بارزتين على جانب الرأس‪ ،‬ومثل هذه الخصائص‬
‫ترتبط معا على نحو منتظم ومتماسك مما يسهل عملية تمييز طائر‬
‫عن بقية األشياء األخر‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلدراك عملية تكييفية ‪:Adaptive‬حيث يمتاز نظامنا المعرفي‬
‫بالمرونة والقدرة على توجيه االنتباه والتركيز على المعلومات‬
‫األكثر أهمية لمعالجة موقف معين‪ ،‬أو التركيز على جوانب‬
‫وخصائص معينة من ذلك الموقف‪ .‬كما تتبع هذه الخاصية إمكانية‬
‫االستجابة على نحو سريع ألي مصدر تهديد محتمل‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلدراك عملية اوتوماتيكية ‪:Automatic‬حيث تتم على نحوال‬
‫شعوري ولكن نتائجها دائما شعورية‪ ،‬ففي الغالب ال يمكن مالحظة‬
‫عملية اإلدراك أثناء حدوثها ولكن يمكن مالحظة نتائجها على نحو‬
‫مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫‪ -2-4‬العوامل المؤثرة في اإلدراك ‪:‬‬
‫يتأثر اإلدراك بجملة عوامل منها ما يرتبط بخصائص األفراد والبعض‬
‫اآلخر يرتبط بخصائص االشياء او المواقف التي تحدث فيها ‪ ،‬وفيما يلي‬
‫عرض لبعض هذه العوامل ‪ ( :‬رافع النصير الزعول‪ ،‬عماد عبد الرحيم الزعول‪،‬‬
‫ص‪)132-131‬‬

‫المثيرات والمواقف المألوفة ‪ :‬تتم عادة إدراك التنبيهات الحسية أو‬ ‫‪‬‬
‫المثيرات والمواقف المألوفة على نحو أسهل وأسرع مقارنة مع‬
‫المثيرات والمواقف الجديدة غير المألوفة‪ .‬فعلى سبيل المثال يسهل‬
‫تذكر وتمييز مالمح وجوه االشخاص الذين يتم التعامل معهم‬
‫باستمرار أكثر من تلك الوجوه الغريبة التي تقل فرص التعامل‬
‫معهم‪.‬‬
‫الوضوح والباسطة والتقارب ‪ :‬طبقًا لمبادئ التنظيم اإلدراكي ‪ ،‬فإن‬ ‫‪‬‬
‫المثيرات التي تمتاز بخصائص معينة كالوضوح والبساطة‬
‫والتقارب وغير ذلك ُت سهل عملية إدراكها أكثر من تلك الغامضة ‪،‬‬
‫فغالبًا ما يواجه األفراد صعوبة في إدراك المثيرات والمواقف‬
‫الغامضة والمبهمة ‪.‬‬
‫التوقع ‪ :‬غالبًا ما يتم إدراك المنبهات الحسية كما هي في الواقع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث يتأثر االدراك بالجوانب النفسية والعوامل الذاتية لدى الفرد ‪.‬‬
‫ويلعب التوقع دورًا هامًا في هذه العملية ‪ ،‬اذ يغلب على ادراكنا‬
‫للكثير من المواقف طبيعة التوقعات المسبقة والمرتبطة بحدوث تلك‬
‫المواقف ‪ .‬فلو توقع فرد على نحو مسبق حصول شيء ما ‪ ،‬فهو‬
‫غالبًا ما يفسر اية حوادث تقع على انها مؤشرات لحدوث ذلك‬
‫الشيء ‪.‬‬
‫مستوى الدافعية ‪ :‬يتأثر إدراك الفرد للمواقف في ضوء دوافعه‬ ‫‪‬‬
‫وحاجاته ‪ ،‬و غالبًا ما يسعى األفراد إلى تفسير الكثير من الحوادث‬
‫او المثيرات اعتمادًا على مدى وجود دافع او حاجة لديهم‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ينزع الفرد الجائع إلى تفسير األشياء أو المثيرات وال‬
‫سيما تلك الغامضة منها على انها اشياء ترتبط بالطعام‪ .‬ففي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬وجد مورفي(‪ )Morphy‬أن الفرد الجائع يدرك الصور‬
‫الغامضة التي تعرض عليه أنها أشياء ترتبط بالطعام ‪.‬‬
‫الحالة االنفعالية ‪ :‬تؤثر المواقف االنفعالية التي يمر فيها الفرد‬ ‫‪‬‬
‫كحاالت القلق والغضب والخوف والحزن والفرح وغيرها في‬
‫طريقة إدراك الفرد للمواقف والمثيرات التي يواجهها ‪ .‬إذ إن مثل‬
‫هذه الحاالت االنفعالية غالبًا ما تصرف انتباه الفرد عن المثيرات‬
‫والمواقف وتقلل من مستوى التركيز فيها ‪ ،‬األمر الذي يؤدي الى‬
‫تفسيرها على نحو غير موضوعي‬
‫طبيعة التخصص أو المهنة ‪ :‬يتأثر إدراك الفرد للعديد من‬ ‫‪‬‬
‫المواقف والمثيرات بطبيعة التخصص أو المهنة التي يعمل بها ‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال إن إدراك المزارع للحقل يختلف عن إدراك‬
‫الفنان له او نظرة عالم النباتات ‪ ،‬إذ أن كال منهم يسعى إلى تشكيل‬
‫انطباع أو تفسير معين عن هذا الحفل في ضوء طبيعة توجهاته‬
‫المهنية‪.‬‬
‫المنظومة القيمية ‪ :‬تؤثر طبيعة القيم والمعتقدات التي يؤمن بها‬ ‫‪‬‬
‫الفرد في إدراكه للعديد من المواقف والمثيرات وفي طبيعة المعاني‬
‫والتفسيرات التي يعطيها لها ‪ .‬فالشخص المتدين على سبيل المثال‪،‬‬
‫ينظر إلى القضايا الوجودية بطريقة مختلفة عن تلك عند الرجل‬
‫العلماني‪ ،‬كما أن االفراد الذين يعيشون في بيئة محافظة متشددة‬
‫يفسرون الحوادث والمثيرات تلك التي يقدمها اآلخرون الذين‬
‫ينشؤون في بيئات متحررة ‪ .‬هذا ويلعب اإلدراك االجتماعي دورًا‬
‫في صياغة اإلدراك الفردي لدى أفراد المجتمع أو البيئة الواحدة ‪،‬‬
‫و عادة يغلب على ادراكهم لبعض المواقف أو المثيرات صبغة‬
‫متماثلة وموحدة ‪.‬‬
‫درجة االنتباه ‪ :‬يعتمد اإلدراك على درجة االنتباه التي يوليها الفرد‬ ‫‪‬‬
‫إلى المثيرات او المواقف ‪ ،‬فكلما كانت درجة االنتباه كبيرة لدى‬
‫الفرد كان إدراك للمثيرات أسرع وأفضل ؛ فاالنتباه يتيح للفرد‬
‫اكتشاف خصائص األشياء و المميزة ‪ .‬سهل عليه عملية استرجاع‬
‫الخبرات المرتبطة بها‪ ،‬األمر الذي يساعد في سهولة إدراكها‪.‬‬
‫‪ -2-5‬وجهات النظر حول اإلدراك ‪:‬‬
‫تختلف النظرة في طبيعة االدراك من حيث اعتباره عملية مباشرة ‪،‬أو‬
‫عملية معالجة داخلية‪ ،‬حيث يوجد وجهتا نظر مختلفين في هذا الشأن‬
‫وهما‪ ( :‬رافع النصير الزعول ‪ ،‬عماد عبد الرحيم الزعول ‪ ،‬ص‪)114-113‬‬

‫أوال‪ :‬وجهة النظر البيئية"‪:"Direct or Ecological perspective‬‬


‫يعد كل من جبسن(‪، )Gibson‬وتورفي و ريد و ميس‪ ،‬من أكثر‬
‫المدافعين عن وجهة النظر هذه حيث ينظر هؤالء إلى االدراك على أنه‬
‫عملية مباشرة "‪ "Direct‬الشعورية "‪"Automatic‬تعتمد بالدرجة‬
‫األولى على خصائص األشياء الموجودة في العالم الخارجي والتي تزودنا‬
‫بها الطاقة المنبعثة عنها‪ .‬فاإلثارة الحسية التي تحدثها الطاقة المنبعثة عن‬
‫األشياء‪ ،‬فيها من الخصائص ما يكفي لتمييزها والتعرف عليها دون‬
‫الحاجة لتدخل النظام االدراكي "‪ "Perceptual system‬إلى إجراء‬
‫عمليات داخلية توسطية "‪ " Intervening process‬عليها‪ .‬فالضوء‬
‫المنعكس عن الشيء الخارجي مثال فيه من الخصائص المعلومات ما‬
‫يكفي إلى تمييز هذا الشيء‪ ،‬والتعرف عليه دون الحاجة الى إجراء عملية‬
‫التحليل الداخلي لهذه االثارة‪.‬‬
‫وحسب وجهة النظر هذه‪ ،‬فإن النظام االدراكي لدينا سلبي "‪"passive‬‬
‫تتمثل مهمته في التقاط خصائص األشياء والحوادث الخارجية وتجميعها‬
‫تماما كما يتم التزود بها من خالل المجسات الحسية دون أن يجري عليها‬
‫أية تحويالت أو معالجات ‪.‬ومن هذا المنطق‪ ،‬فإن دراسة االدراك تتطلب‬
‫دراسة طبيعة المثيرات و المعاني الخاصة بها‪.‬‬
‫تؤكد وجهة النظر هذه أن الخطأ في االدراك يرجع بالدرجة األولى إلى‬
‫عدة عوامل منها ما يرتبط بخصائص األشياء‪ ،‬في حين البعض اآلخر‬
‫يرتبط بخصائص الفرد‪ .‬فقد يرجع الخطأ في االدراك إلى غموض‬
‫األشياء في الخارج وعدم وضوحها‪ ،‬أو لعدم وجود معلومات كافية عنها‪،‬‬
‫أو ربما يرجع إلى عوامل شخصية مثل التوتر والتعب والحاجات‬
‫والقابليات‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬وجهة النظر البنائية "‪: "Constructed perspective‬تؤكد‬
‫وجهة النظر هذه الطبيعة البنائية لإلدراك ‪،‬حيث تفترض ان االدراك‬
‫عملية تقدير تخمينية "‪"Computational process‬لألشياء وليست‬
‫مجرد عملية مباشرة تقوم على التقاط الخصائص التي تزودنا بها الطاقة‬
‫المنبعثة على االشياء‪ .‬تؤكد وجهة النظر هذه الطبيعة النشطة‬
‫" ‪ "Active nature‬لنظامنا االدراكي ‪ ،‬فهو يعمل على تعديل‬
‫االنطباعات الحسية عن األشياء الخارجية من أجل تقريرها وتفسيرها‪.‬‬
‫فاالنطباع الحسي يخضع إلى عملية معالجة داخلية تعتمد على استخدام‬
‫مصادر اضافية من المعلومات غير تلك التي يتم التزود بها من خالل‬
‫المجسات الحسية ‪ ،‬ومثل هذه المعلومات يتم التزود بها من خالل النظام‬
‫اإلدراكي اعتمادا على طبيعة العمليات المعرفية المستخدمة في المعالجة‬
‫والخبرات السابقة المخزنة في الذاكرة ‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلحساس و االنتباه و اإلدراك ‪:‬‬


‫اإلحساس يحدث عندما يستقبل أي جزء من أعضاء الحس كالعين أو‬
‫األذن أو األنف أو اللسان أو الجلد مثيرات منيها مشيرًا إلى حدوث شيء‬
‫ما في البيئة الخارجية المحيطة باإلنسان‪ ،‬فالموجات الصوتية مثًال‬
‫موجودة حولنا بصورة شبه دائمة‪ ،‬هذه الموجات تنتقل في الفضاء إلى أن‬
‫ترتطم في صيوان األذن ثم تدخل إلى القناة السمعية عبر الطبلة إلى األذن‬
‫الداخلية ثم تنتقل على شكل نبضات عصبية إلى الدماغ عبر العصب‬
‫السمعي‪ .‬أما االنتباه فيبدأ دوره عند وصول هذا الكم الهائل في المثيرات‬
‫إلى الدماغ ليقرر الفرد أي المثيرات يهتم بها وأيهما يهملها وال يتعامل‬
‫معها‪ .‬واإلدراك هي العملية الثالثة التي يبدأ عملها بعد االنتباه ليقوم الفرد‬
‫بتحليل المثيرات القادمة وترميزها وتفسيرها في ذاكرة الفرد حتى تظهر‬
‫االستجابة‪( .‬محمود كاظم التميمي‪ ،2014 ،‬ص‪)46‬‬

‫خاتمة‬
‫نستنتج في االخير لفهم الواقع و للعالم الخارجي نحتاج لعاملين االحساس‬
‫و االدراك حيث يعرف علم النفس االحساس بأنه األثر النفسي الذي ينشأ‬
‫مباشرة من انفعال حاسة أو عضو حاس الذي هو حاسة من الحواس التي‬
‫تعتبر بمثابة النوافذ التي يطل منها الفرد على العالم الخارجي ‪،‬أما‬
‫االدراك فهو عملية عقلية فالبرغم من هذا االختالف و لكن العالقة بينهم‬
‫تكاملية غير قابلة للفصل فيعتبر علم النفس ان االحساس هو احد العناصر‬
‫األساسية التي تؤدي الى اإلدراك‪ ،‬اذن الطريق الى االدراك هو يبدأ من‬
‫احساس االنسان بما حوله وبالتالي يحلل المدخالت التي تفد اليه ويخرج‬
‫بنتيجة يتصرف بموجبها بذكاء وحنكة وبالتالي يمكننا القول ان االحساس‬
‫سبب لإلدراك ونتيجة له‪.‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .1‬رافع النصير الزعول ‪ ،‬عماد عبد الرحيم الزعول ‪.‬علم النفس‬


‫المعرفي ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .2‬عماد عبد الرحيم الزغول‪،‬علي فالح الهنداوي‪.)2014(.‬مدخل إلى‬
‫علم النفس ‪ ،‬ط‪ ،8‬دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ .3‬عدنان يوسف العتوم ‪ .)2004(.‬علم النفس المعرفي النظرية و‬
‫التطبيق ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار المسيرة ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .4‬محمود كاظم التميمي ‪.)2014(.‬علم النفس المعرفي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫صفاء للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .5‬حوراء عباس كرماش ‪ . ) 2016/11/20 ( .‬مفهوم االحساس‬
‫وأنواعه العوامل المؤثرة فيِه‪ ،‬مكتبة جامعة بابل‪، 06/10/2023 ،‬‬
‫‪. 22:47‬‬

You might also like