Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
إن االهتم ام بالنش اط المع رفي لإلنس ان ك ان م دار بحث ع بر العص ور من ذ أي ام
أفالط ون و أرس طو ح تى عص رنا الح الي ،ال ب ل يعتق د الكث ير من علم اء النفس أن علم
النفس ق د ول د معرفي ا من حيث القض ايا ال تي تناوله ا عن د اس تقالله ،ويبحث علم النفس
المعرفي في العمليات المعرفية المختلفة كاالنتباه ،واإلدراك والتذكر ،والتخزين ،والتفكير،
وحل المشكالت وغيرها ،من حيث وظائفها ،وطبيعتها ،وأسلوب عملها ،لتتكامل معا في
نظ ام مع رفي معق د ،ح اول العلم اء على م ر العص ور فهم ه وتبس يطه لمس اعدة الن اس على
فهم بعضهم البعض ،وتوجيه عمليات التعلم واالنجاز ،ال بل مساعدتهم في جمي ع مج االت
الحياة المختلفة.
فعلم النفس المعرفي يجيب على التساؤل ":كيف يكتسب اإلنسان معارفه و معلومات ه
من العالم الخارجي ،وما هي العمليات التي تساعده في هذا االكتساب؟"
لقد ركزت االتجاهات والمدارس النفسية على فهم السلوك اإلنساني بشكل عام من
خالل التركيز على السلوك الظاهري والصريح (االتجاه السلوكي) ،أو التركيز على دور
العملي ات الالش عورية والغرائ ز(االتج اه التحليلي) ،أو الترك يز على دور اإلرادة الح رة
واتخاذ القرار(االتجاه اإلنساني) ،أو التركيز على دور العمليات الفسيولوجية لفهم السلوك
(االتجاه الفسيولوجي) ،أو التركيز على دور النظام االجتماعي في صقل السلوك (االتجاه
االجتماعي).
أما االتجاه المعرفي فقد اعتمد آلية بسيطة لفهم السلوك اإلنس اني انطلقت من مسلمة
تش ير إلى أن الس لوك اإلنس اني م دفوع بمث يرات بيئي ة ووراثي ة مختلف ة تعم ل على توجي ه
س لوكه بطريق ة م ا ولكن ه ذا التوجي ه ليس آلي ا أو مباش را ب ل بع د الم رور بسلس لة من
العملي ات المعرفي ة الوس يطة من انتب اه و إدراك وتحلي ل و ترم يز وتخ زين واس ترجاع
للمعلومات حتى تظهر االستجابة ( السلوك) سواء أكانت خارجية ظاهرة أو داخلية يشعر
بها ويفهمها صاحبها فقط.
وفي ض وء االتج اه المع رفي لدراس ة الظ واهر الس لوكية ج اء علم النفس المع رفي
كأح د ف روع علم النفس الع ام ،يرك ز على محاول ة فهم س لوك اإلنس ان من خالل م ا يج ري
داخل عقل اإلنسان ،من عمليات مختلفة قبل حدوث االستجابة ومحاولة فهم أسلوب تناول
اإلنس ان للمعلوم ات وتك وين المعرف ة وب ذلك فق د تص دى علم النفس المع رفي إلى محاول ة
الخ وض في قض ايا العق ل اإلنس اني المعق د وال ذي عج ز اإلنس ان عن فهم ه من ذ أق دم
العص ور ،ليح اول فهم الس لوك اإلنس اني من خالل تحلي ل وتحدي د العملي ات المعرفي ة
المختلفة التي تحدث للمثير حتى يصل إلى مستوى االستجابة.
فجل المش تغلين بعلم النفس المعرفي من علماء وب احثين يعتبرون سلوك الفرد قائم
على م ا ل دى الف رد من معرف ة Cognitionبمع نى أن س لوكه دائم ا محك وم بم ا يعرف ه أو
ببنائه المعرفي.
ب دأ الت أريخ لعلم النفس س نة 1879عن دما أس س" Wilhelm Wundtولي ام ف ونت" أول
مختبر في مدينة " Leipzig ; Germanyليبزج في ألمانيا" لقد اهتم فونت بمواضيع شتى
في علم النفس ،ولكن يمكن الق ول أن ج ل اهتمامات ه ك انت في مواض يع علم النفس
المعرفي.
يعد علم النفس المعرفي اليوم علما حيويا ،نتجت عنه العديد من االكتشافات المثيرة
لالهتمام ،ومع ذلك فإن هذه المرحلة اإلنتاجية تعود إلى زمن بعيد ،لذا من المهم معرفة
.تاريخ المجال الذي أدى إلى ظهور علم النفس المعرفي بشكله الحالي
:التاريخ القديم
بل غ ه ذا النق اش حدت ه في الق رون 18 ، 17و 19وب الرغم من أن ه ذا النق اش
كان فلسفيا في جوهره ،إال أنه غالبا ما كان ينزلق نحو التفسيرات النفسية حول المعرفة
البشرية.
أكد الفالسفة البريطانيين مثل ( ميل ،هوبز ،بين ،هيوم ،ب اركلي) على أن المعرفة
اإلنسانية تتألف من سلسة من الترابطات التي تحكم بفعل مبدأ التجاور المك اني أو االق تران
الزمني وكلما تكرر ظهورها أصبحت مرتبطة بشكل أقوى (رجل -امرأة ،برق -رعد)،
وتحدث أصحاب هذا االتجاه عن التمييز بين األفكار البسيطة واألفكار المعقدة التي تتكون
من األفك ار البس يطة ،وانتق د ه ذا االتج اه ب أن بعض األفك ار المعق دة ال تعكس مكوناته ا
بوض وح وال يمكن تجزئته ا إلى عناص رها حيث اعت برت العملي ات العقلي ة مث اال على
األفكار المعقدة الغير قابلة للتجزئة.
-فالس::فة العص::ر اإلس::المي :ك ان إلس هامات الفالس فة وعلم اء المس لمين دور ب ارز في
تط ور االهتم ام بدراس ة العملي ات المعرف ة في الق رون الالحق ة ،إذ اهتم وا وبش كل مباش ر
بدراس ة المعرف ة وطبيعته ا وطرائ ق التعليم وال ذاكرة وعالق ة الجس د ب النفس وغ ير من
القض ايا ذات االرتب اط بعلم النفس المع رفي ،فمثال اهتم أب و جعف ر الج زار بفق دان ال ذاكرة
وأس بابها ،كم ا كتب إس حاق ابن ح نين " الرس الة الش افية في عالج النس يان" ،أم ا أب و بك ر
الرازي فقد استخدم مبادئ اإليحاء في الحصول على المعلومات وتنشيط الذاكرة واشتهر
بأس اليبه المعروف ة في العالج النفس ي ،كم ا اش تهر ابن س ينا بمناقش ة معض لة العالق ة بين
النفس والجس د ،أم ا اإلم ام الغ زالي فش هرته كب يرة في مج ال طرائ ق التعليم ،ط رق تغي ير
السلوك وتكوين الخبرة للتخلص من العادات الضارة استبدالها بالعادات الحسنة.
خالل هذه المدة الطويلة من النقاش الفلسفي ،تطورت بشكل ملحوظ علوم كثيرة مثل علم
الفل ك ،الفيزي اء ،الكيمي اء والبيولوجي ا وم ع ذل ك لم يتم تط بيق المنهج العلمي في فهم
المعرفة البشرية حتى نهاية القرن 19م نتيجة لذلك يبلغ عمر علم النفس المعرفي كعلم
أقل من 150عام ،ففي المئة والخمسين عاما الماضية فق ط تم إدراك أن المعرفة البشرية
ممكن أن تكون موضوعا للدراسة العلمية بدال من التفسيرات الفلسفية.
على عكس العدي د من المج االت مث ل علم النفس المق ارن ،العي ادي أو علم النفس
اإلجتم اعي ،تب نى Wundtعلم النفس المع رفي ،على ال رغم من أن ه ك ان لدي ه وجه ات
نظر بعيدة المدى حول العديد من الموضوعات.
اس تخدم Wundtوطالب ه والعدي د من علم اء النفس األوائ ل طريق ة تحقي ق تس مى
االس تبطان ،أين أبل غ مراقب ون م دربون ت دريبا عالي ا عن محتوي ات وعيهم تحت ظ روف
مض بوطة بعناي ة ،ك انت الفرض ية األساس ية هي أن النش اط العقلي يجب أن يك ون متاح ا
للمراقبة الذاتية .
باالعتم اد على تجريبي ة الفالس فة البريط انيين ،اعتق د Wundtوآخ رون أن الفحص
الذاتي المكثف سيكون قادرا على تحديد الخبرات البدائية التي نشأ عنها الفكر ،و بالتالي
من أجل تطوير نظرية المعرفة كان على عالم النفس فقط أن يشرح محتويات التقارير
اإلستبطانية.
لكن في هذا اإلختبار أبلغ المشاركون عن خبرات واعية ال توصف ،وال يبدو أنها تشتمل
دائما على أحاسيس ،أو صور ذهنية أو أي تصورات ،هذه النتيجة أدت إلى بداية
ظهور نقاش ونقد تم توجيهه إلى االستبطان.
ق رر ابنجه اوس ) Ebinghouse Herman (1850-1909إتب اع أس اليب بحثي ة أك ثر
موضوعية (الزغلول ،الزغلول ،ص ،)30واعتبر المعرفة مجموعة من االرتباطات يمكن
اكتس ابها من خالل الخ برة وق د رس خ المنهج التجري بي في البحث من خالل دراس ة ق درة
األف راد على ت ذكر الكلم ات المترابط ة أو عديم ة المع نى ودراس ة أث ر االق تران والتج اور
المكاني في تذكر قوائم الكلمات ،وكان أول من تكلم عن نسبة الوفر واالحتفاظ عند إعادة
التعلم ( نسبة الوفر = Saving scoreالزمن األصلي للتعلم -زمن إعادة التعلم × 100
÷ ال زمن األص لي للتعلم) ،واعت بر أن ه كلم ا ق ل الت دريب واالس تخدام زادت احتمالي ات
النسيان وكلما زاد تكرار حدوث المثير زادت احتماليات التذكر.
ج اء "واطس ون" مؤس س االتج اه الس لوكي ال ذي رك ز على دراس ة الس لوكيات
الخارجية الظاهرة فقط واعتبر الشعور والعمليات المعرفية غير قابلة للدراسة ولقد أثر هذا
االتج اه س لبا على مس يرة تط ور علم النفس المع رفي ،فع دم دق ة طريق ة االس تبطان
وتناقض اتها الواض حة ع امالن أدي ا إلى وض ع األس اس للث ورة الس لوكية في علم النفس
األمريكي والتي حدثت حوالي عام .1920
االتجاه الجشطالتي:
ه اجر ع دد من علم اء النفس األلم ان إلى أمريك ا ،و جلب وا معهم نظري ة الجش طالت ،
زعمت الجشطالت أن نشاط الدماغ والعقل هو أكبر من مجموع أجزائه ،و هذا يتعارض
مع برنامج االستبطان في ألمانيا الذي حاول تحليل الفكر الواعي إلى أجزائه ،وفي أمريكا
وجد الجشطالتيون أنفسهم في صراع مع السلوكية الهتمامهم على البنية العقلية.
قاوم هذا االتجاه فكرة تجزئة الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر وأكد على أهمية
النظ رة الكلي ة إلى المواق ف والظ واهر النفس ية المدروس ة ألن م دركات الف رد وخبرات ه تع د
ذات خصائص كلية ال يمكن تجزئتها ،كما حدد الجشطالتيون ( كوهلر ،كوفكا) عدد من
الق وانين ع رفت بق وانين اإلدراك س اهمت في تفس ير ح دوث اإلدراك مث ل ق انون التش ابه
والتقارب واالستمرارية واإلغالق.
ظه ر علم النفس المع رفي فيم ا بين ع ام 1950و ،1970وتط ور االهتم ام بدراس ات
علم النفس المعرفي بشكل عام حيث ظهر أول كتاب على يد "نيسر " Neisserعام 1967م
بعن وان " علم النفس المع رفي " Congnitive Psychologyثم ظه رت أول دوري ة علمي ة
عام 1970م بعنوان "دورية علم النفس المعرفي" Journal of Congnitive Psychology
ويقصد بها قدرة الفرد على تشغيل ذهنه في متغيرات البيئة المحيطة به ،ويستطيع
الطفل أن يغير من شكل العمليات أو ينظمها إذا ما كانت هذه األشياء موجودة في بيئته أو
مألوفة لخبراته من دون معالجتها يدويا ،أي بغياب هذه المعالجة اليدوية ،فتصبح المعالجة
الذهنية عملية معرفية.
-4-1االنتباه :Attention
-4-1-1تعريف االنتباه:
عرف::ه "ولي::ام جيمس" :على أن ه ن وع من ال وعي أو الش عور ال ذي يعيش ه الف رد في -
لحظة ما من الزمن .واعتبره الخاصية المركزية للحياة الذهنية.
عرفه "سولسو" :على أنه تركيز الجهد العقلي للفرد على أحداث حسية أو عقلية. -
يعرفه ستيرنبرغ ( : )Sternberg ; 2003على أن ه الق درة على التعام ل م ع كمي ات مح دودة -
من المعلومات المنتقاة من كم هائل من المعلومات التي تزودنا بها الحواس.
ويتف ق جمي ع علم اء النفس المع رفي على أن االنتب اه عملي ة معرفي ة تنط وي على
التركيز في مثير معين من بين عدة مثيرات من حولنا.
االنتباه هو أول عملية معرفية نمارسها عند التعامل مع مثيرات البيئة الحسية – قبل
اإلدراك -حيث يصبح أول هدف لنا هو التعرف على طبيعة المثيرات المت وفرة في النظ ام
الحسي للفرد لتقرير أي المثيرات سيتم االهتمام بها ومعالجتها وإ دراكها .و البد أن نميز
بين ثالث ة مف اهيم مترابط ة ومتسلس لة في معالج ة المعلوم ات هي اإلحس:::اس واالنتب:::اه
واإلدراك:
اإلحساس يحدث عندما يس تقبل أي جزء من أعض اء الحس ك العين أو األذن أو األنف -
و اللسان أو الجلد مثيرا منبها مشيرا إلى حدوث شيء ما في البيئة الخارجية المحيطة
باإلنس ان .فاإلحس ::اس يش ير إلى عملي ة االلتق اط األولي ة للطاق ة من الع الم الط بيعي،
وتتصل دراسة اإلحساس بصفة عامة ببنية اآللية الحسية (كاألذن ،العين )..وبالمنبهات
التي تؤثر في هذه اآلليات .أما العتبة الحسية فهي تش ير إلى كمي ة الطاق ة المتاح ة عن د
مستوى معين والتي تستثير الخاليا العصبية الحسية.
أم ا االنتباه فيب دأ دوره عن د وص ول كم هائ ل من المث يرات إلى ال دماغ ليق رر الف رد أي -
المثيرات يهتم بها و أيها يهملها وال يتعامل معها.
اإلدراك ه و العملي ة الثالث ة ال تي يب دأ عمله ا بع د االنتب اه ليق وم الف رد بتحلي ل المث يرات -
القادمة وترميزها وتفسيرها في نظام المعالجة المعرفي حتى تظهر االستجابة.
لذلك يتضح أن هذه العمليات الثالثة مترابطة ومتسلسلة وتعتمد إحداها على عمل األخ رى،
وتبدأ هذه العمليات باإلحساس ثم االنتباه ثم اإلدراك.
المقارب ة المعرفي ة تش ير إلى أن اإلدراك ي ؤدي مجموع ة من الوظ ائف واألدوار من
أج ل تحقي ق الت وازن والتواف ق وك ذلك إتاح ة الفع ل ،وه ذه الوظ ائف واألدوار تتجلى في
النشاطات التالية :
اإلدراك إذن يحي ل على وظيف ة معرفي ة فاعل ة ل دى اإلنس ان ،و بالت الي فدراس ة
اإلدراك هي دراسة إحدى الوظائف المعرفية األساسية والتي ال ريب في أنه من دونها ال
يمكن للوظ ائف المعرفي ة األخ رى أن تعم ل ،ب ل وح تى أن يك ون له ا وج ود ،ف اإلدراك
يش مل مجموع ة من النش اطات المركب ة ال تي ترتب ط ب التعرف على الع الم المحي ط بن ا و
بأفعالنا.
مجمل القول يمكن أن نورد التعريف التركيبي التالي " :اإلدراك عملية ذهني ة تسمح
بفهم العالم من حولنا وذلك من خالل تفسير المعلومات الواردة عبر الحواس إلى الدماغ.
والفهم في هذه الحالة ينطوي على التأويل والترميز والتحليل و األداء "
نشاط اإلحساس يتحدد في تلك االستجابة األولية المباشرة التي يحدثها منبه معين عند
استثارة عضو حسي مستقبل له.
بالنس بة لنش اط اإلدراك الحسي فه و يتض من ،باإلض افة إلى االس تجابة الحس ية للمنب ه،
عمليات التفسير والتقييم للمنبه إلضفاء علية معنى.
بالنس بة للمعرف::ة يتجلى دوره ا في تأوي ل اإلش ارات المرتبط ة بالمعلوم ات الحس ية،
وذل ك باعتب ار أن ه ذه األخيرة ليس ت له ا مع اني في ح د ذاته ا ،بق در م ا أن اإلش ارات هي
التي تستدعي التأويل سواء من أجل التعرف على الموضوعات أو من أجل فعل االستجابة
بحسب ما يتطلبه الموقف.
فالجش ::طلت Gestaltأهم نظري ة في مج ال اإلدراك ،إذ أب رزت أهميت ه بالنس بة
لس يكولوجية اإلنس ان ،ب ل إنه ا جعلت من ه موض وع علم النفس في ال وقت ال ذي ك انت
السلوكية تؤكد على موضوع السلوك.
الجش طلت تعت بر أن إدراكاتن ا تخض ع إلى مجموع ة من الق وانين ،وذل ك باعتب ار أن
الك ل ال ذي يش كله موض وع معين ال يمكن اختزال ه إلى مج رد مجم وع المث يرات ال تي يتم
إدراكها من حيث أنها مكونة له ،فالكل يتم إدراكه قبل األجزاء المكونة له وبأن ما ندركه
هو أن الكل يختلف عن مجموع أجزائه .وهناك قوانين (مبادئ) تنظم إدراك الفرد وتع رف
باسم قوانين التنظيم اإلدراكي من بينها:
إن األش كال والموض وعات المعروض ة على اإلدراك تب دو متكامل ة من حيث تكوينه ا كك ل
منظم ،ومع ذلك فهي تقوم على التمييز بين الشكل باعتباره الجزء البارز كمعطى للمجال
اإلدراكي والذي ينزع إلى االنفصال عن األرضية ،في حين تبدو هذه األخيرة ثابتة.
إن األشياء ال تي نتعامل معها في ه ذا الع الم ال تتواجد بشكل مستقل ومنفص ل عن غيرها
من األش ياء األخ رى فعن دما ننظ ر إلى مش هد أو نس مع إلى مجموع ة أص وات ففي الغ الب
نختار مثيرا معينا ونركز عليه دون غيره وهذا المثير يمثل الشكل ،وهو بمثابة جزء معين
يقع ضمن السياق الكلي (الخلفية).
النزعة إلى تجميع العناصر المتقاربة فيما بينها حتى تدرك بأنها تكون شكال واحدا
اإلدراك يمتاز بالخاصية التجميعية ،حيث يتم إدراك المثيرات الحس ية المتقارب ة في الزم ان
والمكان على أنها تنتمي إلى مجموعة واحدة.
النزعة إلى تجميع العناصر المتشابهة حتى تدرك بأنها تكون شكال واحدا ،و وفقا
لخاص ية التص نيف والتجمي ع ففي الغ الب يس هل إدراك األش ياء المتش ابهة من غيره ا
المتباينة.
األشياء التي تشترك في خصائص معينة كاللون أو الشكل أو الحجم غالبا ما يتم إدراكها
على أنها تنتمي إلى مجموعة واحدة بحيث يكون اكتسابها وتذكرها بشكل أسرع.
نميل بطبيعتنا إلى إدراك المثيرات الحسية التي تشكل نمطا مستمرا على أنها تنتمي
إلى مجموعة واحدة.
مبدأ اإلغالق: .5
نظامن ا اإلدراكي يعمل على توفير بعض المعلومات بناء على الخبرات السابقة لسد
الثغرات وإ كمال المثيرات الناقضة بغية الوصول إلى ما يسمي الكل الجيد.
المي ل الع ام إلى اجتن اب الفج وات وإ لى إتم ام األش كال الغ ير المكتمل ة بحيث أن الش كل
المغلق يمكن إدراكه بسهولة.
إن اإلدراك بحسب هذا المنظور ،ليس نسخة للواقع بل يتميز بدينامية تتداخل فيها
عوامل شخصية وبيئة.
الذاكرة: -4-3
تعريفها: -4-3-1
يعرفه::ا سولس::و :Solso1988على أنه ا دراس ة مكون ات عملي ة الت ذكر والعملي ات -
المعرفية التي ترتبط بوظائف هذه المكونات.
على أنه ا يعرفه ::ا ك ::ل من ب ::ارون Baron 1992و فيل ::دمان :Feldman1996 -
دراسة القدرة على االحتفاظ بالمعلومات وتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.
يعرفه::ا أندرس::ون :Anderson1995على أنه ا دراس ة عملي ات اس تقبال المعلوم ات -
واالحتفاظ بها واستدعائها عند الحاجة.
يعرفه ا س::ترينبرغ : Strenberg 2003أنه ا العملي ة ال تي يتم من خالله ا اس تدعاء -
عمليات الستخدامها في الحاضر.
ارتبطت دراس ة ال ذاكرة م ع نظ ام معالج ة المعلوم ات ،وب ذلك اعت بر العلم اء أن هن اك
ثالث مراحل للذاكرة اإلنسانية:
مرحلة الترم:يز :ويتم إعط اء المع اني للمث يرات الحس ية الجدي دة من خالل عملي ات .1
التكرار و التنظيم و التلخيص وغيرها.
مرحل ::ة التخ ::زين ( االحتف ::اظ) :وتح دث العلم اء عن نظ ام للتخ زين الم ؤقت في .2
الذاكرة قصيرة المدى ،أخر دائم في الذاكرة الطويلة التي تجعل المعلومات جاهزة
ومنظمة لالستخدام وقت الحاجة.
مرحلة االسترجاع (التذكر) :وتتمثل في ممارسة استدعاء أو استرجاع المعلومات .3
و الخبرات السابقة التي تم ترميزها وتخزينها في الذاكرة الدائمة.
أنماط الذاكرة: -4-3-2
تح دث علم اء النفس المع رفي عن ثالث ة أنم اط لل ذاكرة تمث ل ثالث ة نظم في تخ زين
المعلوم ات وه ذه األنم اط هي :الذاكرة الحسية ،والذاكرة قص:يرة الم:دى ،وال:ذاكرة طويل:ة
الم::دى ،واعت بر اتكنس ون وش يفرن ه ذه األنم اط الثالث ة في معالج ة المعلوم ات مكون ات
منفص لة ومس تقلة عن بعض ها البعض ،حيث ت دخل المعلوم ات الح واس تم تخ زن للم رة
األولى في الذاكرة الحسية ،ألقل من ثانية ثم تنتقل إلى الذاكرة القصيرة حيث تتم المعالجة
المعرفية للمعلومات لمدة قصيرة ثم تصل المعلومات إلى الذاكرة الطويلة لتخزينها لوقت
الحاجة.
يمكن تعريف الذاكرة الحسية أيضا باسم السجل الحسي وذلك باعتبار نشاطها يتوقف
على عملي ة التس جيل المح دودة في اإلث ارة على مس توى األعض اء الحس ية وال تق وم ب أي
تحويل معرفي للمعلومات التي تستقبلها ،كما أنها تشكل معبرا للذاكرة قصيرة المدى.
ومن أهم الخصائص التي تميزها:
االحتفاظ بالمعلومات الحسية لمدة زمنية ال تتجاوز الثانية بعد زوال المثير. -
إمكانية نقل وقائع البيئة الخارجية عن طريق الحواس بدرجة عالية من الدقة و الرصد -
إتاحة تمرير المعلومات المنتقاة بين الحواس و الذاكرة قصيرة المدى. -
انعدام أية معالجة معرفية للمعلومات التي تسجلها حسيا. -
الذاكرة قصيرة المدى: .2
س ميت به ذا االس م ألنه ا تحتف ظ بالمعلوم ات لف ترة قص يرة ال تتج اوز 18ثاني ة ،قب ل
اس تبدالها بمعلوم ات أخ رى أو بع د انقط اع المعالج ة ،وع رفت بمس ميات أخ رى كال ذاكرة
الفاعلة و الذاكرة العاملة واللتين تصفان طبيعة عمل هذه الذاكرة حيث إنها الذاكرة الوحيدة
ال تي تق وم معالج ات معرفي ة بص ورة مس تمرة ،من ترم يز و تحلي ل و تفس ير ح تى تص بح
المعلوم ات بق الب يس مح بتخزينه ا في ال ذاكرة الطويل ة أو االس تجابة الفوري ة في ض وئها.
ويمكن إيجاز أهم الخصائص التي تميز الذاكرة قصيرة المدى باالتي:
مدة االحتفاظ بالمعلومات محدودة حيث تبقى المعلومات لفترة بين 18-15ثا م ا لم يتم -
تكريرها و معاجها معتمدة على طول فترة المعالجة.
الطاقة التخزينية للذاكرة قصيرة المدى محدودة. -
إذا م رت الف ترة الزمني ة 18ث ا على وص ول المث يرة لل ذاكرة قص يرة الم دى ،ولم تتم -
معالجته أو تكراره أو التدريب عليه ،فإنه سيتم نسيانه.
إن ح دوث أي ة مش تتات لالنتب اه خالل معالج ة ال ذاكرة قص يرة الم دى ي ؤدي إلى -
إض عاف احتمالي ة معالج ة المعلوم ات و تخزينه ا في ال ذاكرة طويل ة الم دى و بالت الي
يضعف احتمالية تذكرها الحقا.
إن سرعة توالي دخول معلومات جديدة إلى الذاكرة القصيرة يجبر الملومات القديمة -
على الخروج (مفهوم االستبدال ) مما يعني أنها فقدت أو تمت معالجتها بسرعة عالية
اعتمادا على القدرات الفردية للمعالج قبل انتقالها إلى الذاكرة الطويلة.
ويرتب ط نم ط ال ذاكرة القص يرة بمفه وم التك:: :رار والتس:: :ميع حيث يمكن لل ذاكرة
القص يرة إبق اء المعلوم ات لف ترة أط وال من 18ثاني ة إذا عم ل الف رد على تك را ه ا أو
تسميعها ،ويمكن للتكرار أن يأخذ شكل التسميع البصري (القراءة الصامتة) ،أو التسميع
الصوتي (القراءة الجهرية ) ،وكالهما يساعدان على زيادة التذكير وإ طالة إبقاء المعلومات
لف ترة زمني ة طويل ة تس مح بإح داث المعالج ة الالزم ة للمث يرات كم ا يفع ل األطف ال أحيان ا
تذكير قائمة المشتريات عند ذهابهم إلى الدكان المجاور .
كما يرتبط نمط ال ذاكرة القص يرة مفهوم أو إستراتيجية التجمي::ع ( )chunkingوهي
طريق ة تس اعد على تقلي ل ع دد الوح دات المعرفي ة لتص بح ض من إط ار الطاق ة التخزيني ة
للذاكرة القصيرة (7وحدات) ،فعند التعامل مع أكثر من سبع وحدات من المعلومات يمكن
تجميعها أو دمج بعض الوحدات ببعضها البعض ليقل عددها.
هي عب ارة عن خ زان يض م كم ا ه ائال من المعلوم ات و الخ برات ال تي اكتس بها الف رد
ع بر مراح ل حيات ه المختلف ة ففيه ا م ا يتعل ق بالمع ارف والحق ائق والمش اعر والص ور
واألص وات واالتجاه ات والقص ص واألح داث و الت واريخ وغيره ا و هي ذات س عة غ ير
مح دودة بكم معين من المعلوم ات حيث ال يعق ل أن يص ل الف رد إلى مرحل ة م ا في حيات ه
تص بح ال ذاكرة الطويل ة ممتلئ ة ،وهي أيض ا غ ير مح دودة ب زمن معين في التخ زين حيث
تبقى المعلومات مخزنة فيها مدام اإلنسان على قيد الحياة.
وتس تمد معلوماته ا من ال ذاكرة قص يرة الم دى كم ا تق وم بتزوي دها بالمعلوم ات عن د
الحاج ة إليه ا إلتم ام عملي ات الترم يز عن د التعام ل م ع المث يرات الحس ية الجدي دة و
لمساعدة الفرد في مواقف التفكير و التعلم و حل المشكالت.
خصائص الذاكرة طويلة المدى:
ال توجد حدود لكمية المعلومات التي يمكن استيعابها. -
ال يوجد حدود لزمن االحتفاظ بالمعلومات. -
جميع المعلومات التي تصل إليها يتم تخزينها حتى ولو فشلنا في استدعائها الحقا. -
استرجاع المعلومات أثر بعدة عوامل منها فعالية الترميز في الذاكرة قصيرة المدى، -
الحال ة المزاجي ة للش خص عن د الترم يز أو االس ترجاع ،ودرج ة أهمي ة المعلوم ات
للشخص ،والسياق الذي تم فيه الترميز و االسترجاع.
-الترميز الجيد للمعلومات في الذاكرة قصيرة المدى يوفر تلميحات و دالالت تساعد
على تذكرها الحقا من الذاكرة طويلة المدى.
الغرض من التفكير االكتشاف :للتفكير هدف رئيسي هو اكتشاف حقيقة جديدة أو حل -
مشكلة ما.
التفك::ير ينط::وي على التجري::د :ينتق ل التفك ير من المحس وس إلى المج رد ،في البداي ة -
يرتب ط ب اإلدراك الحس ي ثم يرتف ع إلى مس توى التفك ير الخي الي ال ذي يتم من خالل
الص ور الملموس ة أو اللفظي ة ،وأخ يرا يرتف ع إلى المس توى المج رد ح تى يس تمر ب دون
صور حسية.
التفكير هو فعل الإرادي طبيعي ،إنه ينطوي على أدوات وظيفية مختلفة هي: -
اللغة :ناقش العلماء موضوع عالقة اللغة بالتفكير وقد دار جدال كبير بينهم حول
شكل هذه العالقة ،ويمكن تلخيص هذا الجدل بثالث وجهات و هي:
اللغ:ة والفك:ر ش::يء واح:د :حيث أش ار واطس ون " "Watsonإلى أن التفك ير ه و اللغ ة، -
وال يوج د ف رق بينهم ا ،حيث أن التفك ير عب ارة عن تن اول الكلم ات في ال ذهن كح ديث
داخلي ض مني ب دون أص وات ،وأن اللغ ة ق د تك ون خارجي ة كالكلم ات أو داخلي ة
كالتفكير(كانط .)Kant
التفكير يسبق اللغة :يؤكد بياجي أن التفكير يسبق اللغة ،حيث ينمو تفكير الطفل أوال -
خالل تفاعله مع بيئته ثم يتبعه النمو اللغوي .و بذلك ال توجد لغة بدون تفكير.
يؤك د ه ذا االتج اه فيجوتس كي " "Vygotskyحي يفص ل بين التفك ير واللغ ة ،وي رى أن
ت دفق التفكير ال يصاحبه ظهور متزامن للغة ،كما أكد تشومسكي هذه الفكرة حيث أشار
إلى أن الكلمات التي يصدرها الطفل ليست كلمات مكررة بل هي دليل على وجود المعرفة
قبل اللغة ،ألن الطفل يولد وهو مزود ببنى معرفية قبل ظهر الكفاءة اللغوية.
اعت برت الخ برة والتعلم يش كل نتيج ة العالق ة بين المث ير واالس تجابة هي بمثاب ة التفك ير
وي رى الس لوكيون الج دد أن المث يرات الض منية و التعزيزي ة تعلب دورا هام ا في تش كيل
الس لوك وح دوث التعلم من خالل ال دور ال ذي تلعب ه ه ذه المث يرات في تنمي ة التفك ير
واالستفادة من معلومات الذاكرة .
ويع د الترك يز على الخ برة ودوره ا في التعلم ه و بمثاب ة اع تراف من الس لوكيين
الج دد ب دور التفك ير ألن الخ برة ال يمكن أن تح دث دون التخ زين في ال ذاكرة و
االسترجاع للخبرات عند الحاجة.
يعتق د بياجي ه أن هن اك وظيف تين أساس يتين للتفك ير هم ا التنظيم والتكي ف ،وتتمث ل
وظيفة التنظيم من خالل نزعة الفرد إلى ترتيب وتنسيق األنشطة المعرفية بشكل متكامل،
بينم ا تش ير وظيف ة التكي ف إلى نزع ة الف رد إلى التالؤم و الت آلف م ع البيئ ة الخارجي ة ،
ويتحق ق التكي ف من خالل التمث ل واالس تيعاب حيث يتحق ق التمث ل عن طري ق دمج الف رد
للمعلومات داخل البناء المعرفي حتى يتحقق الفهم واإلدراك ( تغيير خارجي في صورة
الش يء لتتناس ب م ع م ا يعرف ه) بينم ا يتم االس تيعاب من خالل نزع ة الف رد لتغي ير تراكيب ه
المعرفي ة لتواج ه مط الب البيئ ة الخارجي ة ( تغي ير داخلي للبني ة المعرفي ة ح تى تتناس ب م ع
مثيرات البيئة الخارجية) .وقد أكدت نظرية بياجيه على أهمية تطور التفكير وفقا لمراحل
النم و المع رفي ال تي تتم يز بسلس لة من عملي ات التنظيم ونزع ات التكي ف الداخلي ة و
الخارجي ة في ك ل مرحل ة ،وه ذه المراح ل هي :مرحل ة الحس -حرك ة ،مرحل ة م ا قب ل
العمليات ،مرحلة العمليات الحدسية ،مرحلة التفكير المجرد.
أش ار ك وهلر رائ د ه ذا االتج اه إلى أهمي ة تحقي ق الفهم الكلي للظ واهر حيث اعت بر أن
الكل ال يساوي مجموع األجزاء ،وترى هذه النظرية أن التفكير يجب أن يتم بصورة كلية
من خالل النظ رة الكلي ة للموق ف و إدراك العالق ات القائم ة بين عناص ر الموق ف مم ا أدى
إلى تحديد ما يعرف التعلم بالتبصر الذي يعتمد على الربط بين عناصر الموقف للوصول
إلى الحل.
يعتق د فيجوتس كي أن هن اك تط ورا من األش كال ال دنيا إلى األش كال العلي ا من التفك ير
خالل عملي ة النم و والتط ور ،ول ذلك يك ون هن اك انتق ال للتحكم من البيئ ة إلى الف رد ( من
التنظيم الخ ارجي إلى التنظيم الداخلي) ففي أية عملية معرفية مثل التذكر أو االنتباه ،فإن
التنظيم الذاتي يعني أن الطلبة يستخدمون العملية بهدف تعلم شيء أو التكيف مع شيء ما
بشكل واع ،ويؤكد فيجوتسكي أن التفكير له أصل اجتماعي حيث ينمو مع التطور النفسي
االجتم اعي ،ل ذلك ف إن أفض ل أش كال التفك ير اإلنس اني تم رر من جي ل إلى جي ل من خالل
التف اعالت الداخلي ة بين األش خاص األك ثر كف اءة كاآلب اء والمدرس ين و األش خاص األق ل
كفاءة مثل األطفال.
ويؤك د سولس و Solso ,1988أن اتج اه معالج ة المعلوم ات يف ترض أن المعرف ة يمكن
تحليله ا إلى ع دد من مراح ل افتراض ية تتم في ك ل منه ا عملي ات معرفي ة على المعلوم ات
الحسية القادمة من البيئة الخارجية لتنتهي باستجابة ضمنية أو ظاهرة.
بدأ علماء النفس يدركون أن تحديد نظام متكامل لمعالجة المعلومات يقتضي إدخال
عملي ات اإلحس اس ،واالنتب اه ،واإلدراك ،والتفك ير ،وغيره ا إلى ه ا النظ ام الش امل ال ذي
يستطيع تفسير العمليات الداخلية ما بين حدوث المثير إلى حدوث االستجابة.
وب ذلك فق د اعت بر علم اء النفس المع رفي أن اتج اه معالج ة المعلوم ات ينط وي على ثالث
عمليات معرفية تحدث بشكل متسلسل:
المرحلة األولى :هي مرحلة الكشف الحسي حيث تأتي المثيرات من البيئة عن طريق -
الحواس.
المرحل ::ة الثاني ::ة :يتم التع رف على المث يرات الحس ية من خالل ترميزه ا وتحليله ا -
وفهمها و بمساعدة من الخبرات السابقة للفرد.
المرحل::ة الثالث::ة :يتم تحدي د أس لوب االس تجابة المناس ب في ض وء المث يرات الحس ية -
وربطها مع الخبرة السابقة للفرد لتتحول إلى استجابة معرفية ظاهرة أو ضمنية.
تش ير الدراس ات النفس ية إلى أن المش كلة تمث ل عائق ا تواج ه الف رد وتمنع ه من تحقي ق
التوافق أو تحقيق أهدافه.
الممكنة.
حال:: :ة اله:: :دف :وتتض من الوص ول إلى اله دف وإ زال ة المش كلة وم ا -3
يصاحبها من توتر.
وجهة نظر واالس : Wallasاقترح أربع مراحل لحل المشكالت وهي:
التحضير وجمع المعلومات حول المشكلة. -1
احتضان المشكلة بتركها جانبا واالنشغال عنها بأي نشاط أخر لفترة من الوقت -2
ثم العودة إليها.
االستبصار وهي المرحلة التي تظهر فيها مفاتيح الحل. -3
التحقق من صحة الحل وهي الخطوة األخيرة. -4
وجهة نظر بوليا : Polyaقدم أيضا أربع خطوات لحل المشكلة وهي :
فهم المشكلة وجمع المعلومات عنها. -1
وضع خطة للحل وفيها يستخدم الفرد خبراته السابقة. -2
البدء بتنفيذ الخطة. -3
اختبار صحة النتائج وصحة الحل وهي المرحلة األخيرة. -4
ما يجمع بين الرأيين لكل من واالس و بوليا:
فهم المش كلة وجم ع المعلوم ات وهم ا النش اطان الل ذان يح ددان التم ثيالت والعملي ات -
العقلية الالزمة للحل.
التحقق من صحة الحل ويعني مراجعة إستراتيجية الحل المتبعة والتي تعد جزءا من -
التمثيالت العقلية ،ومراجعة المخططات التي يتم استحضارها واستخدامها في الحل.
قصدية سلوك حل المشكل فهو ليس سلوكا عرضيا طارئا بل سلوكا يوظف في ه الفرد -
كل خبراته حتى يتغلب على حالة الحيرة والغموض التي نتجت عن الموقف المشكل،
وتتطلب حالة وعي عالية لفهم معطيات المشكلة وتوليد مسارات الحل.
في ضوء الخطوة السابقة قد يصل الفرد إلى حل للمشكلة ،فهو مطالب باختيار هذا
الحل واقعيا و تقويمه وإ ظهار إيجابيات و سلبيات هذا الحل.
رغم المح اوالت العدي دة للب احثين في ش تى المج االت النفس ية والنفسوعص بية
والمعرفية ،لتحديد مفهوم السيادة أو السيطرة المخية ،إال أنه يبقى بعض الغموض يكتنف
ه ذا المفه وم ،وذل ك لع دم االتف اق في تعريف ه ،و ك ذا تحدي د خصائص ه وتفس ير كيفي ة
استقراره لدى الفرد الواحد ،لكن يمكننا أن نوجز أهم خصائص السيادة المخية من خالل
التعريفات السابقة فيما يلي:
إن الس يطرة أو الس يادة المخي ة ظ اهرة نس بية وليس ت مطلق ة ،أي ق د يس تخدم الف رد -
الواحد أنماطا متعددة لكن الغلبة ألحدها.
إن الس يادة المخي ة ألح د النص فين ال تع ني أن النص ف الس ائد ه و ال ذي يق وم بك ل -
النشاطات ،واآلخر غير المسيطر يبقى خامال.
إن السيطرة المخية لدى غالبية الناس تكون في النصف األيسر ،وتتضح من خالل -
الكتابة باليد اليمنى.
تأثر السيطرة المخية بعامل الوراثة ،والخبرة ،والجنس ،واليد المفضلة. -
أنماط السيادة النصفية للمخ : -5-2
ويقص د به ا اس تخدام أح د النص فين الك رويين األيس ر أو األيمن أو كليهم ا مع ا في
العمليات العقلية وتجهيز المعلومات أو السلوك.
ويقصد به استخدام وظائف النصف الكروي األيسر وسيطرته على العمليات العقلية
التي تشمل المواد اللفظية والمنطقية والتحليلية ،وقد حددها تورانس فيما يلي :االستجابة
للمث يرات اللفظي ة ،التعام ل م ع المعلوم ات بطريق ة لفظي ة ،اس تخدام اللغ ة في الت ذكر وفهم
الحق ائق ،االعتم اد على األلف اظ لفهم المع اني ،التفك ير المنطقي ،النظ ام والتخطي ط لح ل
المشكالت ،التفك ير التحليلي ،التعامل مع مشكلة واحدة في وقت واحد ،النقد والتحليل في
الق راءة والس مع ،التج ريب في خط وات منظم ة ،كبت العواط ف والش عور ،إعط اء
المعلومات بطريقة لفظية ،فهم الحقائق الواضحة.
النمط األيمن : -2
يع ني اس تخدام وظ ائف النص ف الك روي األيمن ال تي تش تمل الم واد غ ير اللفظي ة
والمصورة والمركبة والوجدانية ،وقد حددها تورانس كما يلي :
ويعني التساوي في استخدام النصفين األيسر واأليمن ،وهذا يعني أن أصحاب هذا
النمط يمتازون بالخصائص والقدرات التي توجد لدى األفراد من مستخدمي النمط األيمن
واأليسر.
كما أوضح عكاشة ( )1982أن النصف األيسر والمسيطر لدى غالبية الناس ،يعرف
بالنصف المسيطر في الفهم اللغوي ،والصيغ اللغوية الالزمة لعملية االتصال وعمليات
التفكير المعتمدة على الرموز اللفظية ،في حين يهتم النصف األيمن بالقدرات اللغوية
البسيطة ،كالتعرف على الكلمات الشائعة ،وفهم اللغة في حدود معينة ،فهو ال يملك القدرة
على صياغة الكالم ،وال يستطيع التعبير عن نفسه بلغة مركبة ،وفي نفس الوقت يشتمل
النصف األيمن على إدراك وتذكر نماذج االستجابات البصرية والسمعية والمكانية كما في
حالة إدراك وتذكر الوجوه أو األنغام أو عالقة األشياء ببعضها البعض في الفراغ مع
مالحظة أنها ليست وظائف مطلقة
للنصف األيمن ،فيمكن للنصف األيسر في حدود معينة أن يفعل ذلك.
االضطرابات المعرفية: -6
اضطرابات اإلدراك: -6-1
ه و ق درة الف رد على إدراك البيئ ة عن طري ق حواس ه وتفس ير معناه ا ف المثيرات
الموج ودة في البيئ ة تث ير الح واس ال تي تنق ل اإلحس اس إلى المراك ز الخاص ة به ا في المخ
حيث تفس ر حس ب المع نى المرتب ط به ا في الخ برات الس ابقة ويض طرب اإلدراك نتيج ة
وق وع الشخص ية فريس ة ألس باب ت ؤدى إلى س وء تفس ير المث يرات الحس ية نتيج ة لوج ود
نقص أو عيب في أعض اء الحس ذاته ا أو إلي نقص أو عيب في وظائفه ا .وفيه ا يلي
اضطرابات اإلدراك:
الهلوس::ات :هي إدراك خ اطئ لمث ير حس ي غ ير موج ود في الواق ع الخ ارجي ورغم -
دلك فإنها تكون جزءا من حياة المريض العقلية .وهي من العقل ذاته وتمثل مخرج
محتويات الالشعور عندما ينهك المريض النفسي األنا .وهي تبين حاجات المريض
النفس ية ودوا فع ه و رغبات ه وتعزي ز ال ذات والش عور بال ذنب وعق اب ال ذات والنق د
ال ذاتي وتح دث الهلواس ات في ال ذهان و األم راض التس ممية و األم راض العض وية،
وتق ل الهلوس ات عن دما يك ون الم ريض منش غال ب الواقع ،وتك ثر عن دما يك ون االنتب اه
ض عيفا ،وتختل ف الهلوس ات من حيث ص فاتها مث ل الوض وح والحجم و اس تجابة
المريض لها ومن حيث داللتها في التشخيص والتنبؤ.
الخ ::داع :ه و إدراك خ اطئ م ع وج ود مث ير حس ي ،ويتوق ف التفس ير أإلدراكي -
الخ اطئ على خ برات وتج ارب الم ريض الس ابقة ويت أثر بدوافع ه وانفعاالت ه ورغبات ه
المكبوت ة ،ويمه د ل ه االنتظ ار و ال ترقب المص احبان ب التوتر و الخ وف ،ومن أمثل ة
الخ داع في حال ة الخ وف إدراك حب ل على أن ه ثعب ان .ويوج د الخ داع في جمي ع
الم دركات عن طري ق الس مع و البص ر و الش م و الت ذوق و اللمس ،ويالح ظ الخ داع
في الخواف ،و الفصام وتوهم المرض و اإلدمان.
تشاهد اضطراب أخري في اإلدراك الحسي ومنها:
الحس الزائ ::د :وه و الزي ادة الش اذة في اإلحس اس مث ل الحساس ية المفرط ة ب األلم -
واللمس.
الخ::در :وه و غي اب الحساس ية في جل د األعض اء الحس ية .وق د يك ون عام ا أو في -
عضوا واحد.
الحس الزائف :وهوا إحساس مزيف أو محرف مثل إحساس العضو المتخيل الذي قد -
يح دث عن د ش خص ب تر عض و من جس مه ويش عر بإحساس ات ينس بها إلي العض و
المبتور.
الحس المختلط :وهوا إدراك مثير حسي يتصل بحاسة معينة على أنه يتصل بحاسة -
أخري مثل الخلط السمعي البصري .كما في إدراك نغمة موسيقية باعتبارها لونا .
ومثل اإلحساس بالحرارة عند رؤية اللون األحمر.
اضطرابات التفكير: -6-2
التفك ير ه و تك وين األفك ار و تكامله ا وض م بعض ها لبعض فيم ا يتعل ق بموض وع أو
مش كلة ،ويتم ذل ك بالتخيل و التص ور والفهم و االستنتاج وغ ير ذلك من العملي ات العقلية،
ويظهر التعبير الخارجي لوظيفة التفكير في السلوك .وفيما يلي اضطرابات التفكير:
اض::طراب إنت::اج الفك::ر :وفي ه تس يطر العناص ر العقلي ة الداخلي ة مث ل ال دوافع و الخي ال
على عملية التفكير وال تتقيد بالواقع وال بالمنطق كما يحدث في الفصام .ومن مظاهر
اضطراب إنتاج أو تكوين الفكر:
التفكير الذاتي أو الخيالي :وهو ينبع من الذات دون الواقع ويكون أقرب إلى الخيال، -
ونتيجة العوام ل الالش عورية و ال دوافع الغريزي ة و الرغب ات المتمرك زة ح ول ال ذات،
ويالحظ في الفصام .
التفك::ير غ::ير ال::واقعي أو غ::ير المنطقي :وه و ال يتف ق م ع الواق ع و ال م ع المنط ق -
ويالحظ في الفصام.
اضطراب سياق التفكير :وفي ه ال يع بر الم ريض عن أفك ار بمج رد تكونه ا و ال يس تمر
التفك ير في مج رى أو س ياق أو تسلس ل متص ل ،وال ترب ط األفك ار منطقي ا بعض ها
بالبعض األخر ومن مظاهر هذه االضطرابات مايلي:
ط ::يران األفك ::ار :أي انطالقه ا و انس ياقها في غ زارة وس رعة كب يرة و االس تطراد -
الس ريع من فك رة ألخ رى ال ترتب ط به ا ،وذل ك حس ب تغ ير المث يرات و ب دون التق دم
نحو هذه ،و يصاحبه جمل أو كلمات والشرود والتشتت و ع دم التركيز ،ويالحظ هي
الهوس و بعض أنواع الفصام و حاالت إصابة الفص الجبهي من المخ.
تأخر أو بطء التفكير :وفيه يكون بدء التفكير متأخرا وصعبا وتقدمه بطينا .ويص احبه -
بطء الكالم واالختص ار أو الص مت ،ويالح ظ في االكتئ اب الح اد وبعض أن واع
الفصام.
التردي::د أو المداوم::ة :وه و الترك يز و التعل ق المس تمر غ ير الع ادي بفك رة واح دة -
وترديدها والمداومة عليها .ويالحظ في ذهان الشيخوخة وعصاب الوسواس القهري
وفي الفصام التصلبي.
المنع أو العرقلة :أي توقف مجرى التفكير فجأة ،ويالحظ في الفطام. -
الخل:ط أو اإلس:هاب :وفي ه يخل ط الكالم وال يتوص ل الم ريض إلي التعب ير عن فكرت ه -
إال بع د أن يم ر بتفاص يل مس هبة ال ل زوم له ا ،يالح ظ في الض عف العقلي و الفص ام
المزمن وذهان الشيخوخة والصرع.
التشتت أو عدم الترابط :وفي ه تتش تت األفك ار وتت داخل و تتت ابع دون ارتب اط منطقي، -
ويبدو الكالم في شكل " سلطة كالمية" و يالحظ في الفصام الهياجي و المزمن.
اضطراب محتوى الفكر :ومن مظاهر اضطراب محتوى الفكر ما يلي:
اله::ذيان :و هي معتق دات وهمي ة خاطئ ة ال تتف ق م ع الواق ع ،وال يمكن تبريره ا أو -
إثباتها أو تصحيحها بالمنطق ،وال يتخلى عنها المريض ،ويالحظ في البارانويا.
الوساوس :هي أفكار ال شعورية ملحة وثابتة تتردد باستمرار وتقحم نفسها في شعور -
الم ريض رغم ا عن إرادت ه ،ورغم أن الم ريض نفس ه يتحق ق من أنه ا أفك ار باطل ة و
غير معقولة أو تافهة و يحاول التخلص منها بشتى الوسائل إال أن ذلك يشق عليه و
ال يمكن ه اس تبعادها ،وترتب ط ع ادة بأفع ال قهري ة يق وم به ا الم ريض بش كل ج بري،
وتالحظ في عصاب الوسواس القهري.
الخ::واف أو الفوبي::ا :ه و خ وف مرض ي ال م برر ل ه ،وال يق اوم وال يع رف الم ريض -
مصدره ،إال أنه يعرف أنه ليس لخوفه أساسا منطقيا.مثل الخوف من األماكن المتسعة
أو المغلقة...
اضطرابات الذاكرة: -6-3
الت ذكر وظيف ة عقلي ة هام ة ،ويتض من عملي ات ثالث ا متكامل ة هي التس جيل و الحف ظ
واالسترجاع ،والذاكرة مهمة من وجهة نظر إحداث التوافق النفسي حيث تساعد الخبرات
الماضية الشخصية على التوافق بسهولة مع الخبرات الجديدة ،وقد يحدث االضطراب في
ال ذاكرة بالنس بة للخ برات المباش رة الحديث ة أو المتوس طة أو البعي دة الماض ية .وفيم ا يلي
اضطرابات الذاكرة:
ح ::دة ال ::ذاكرة :Hypermnesiaوهي ف رط عملي ات الت ذكر حيث ت زداد ح دة ت ذكر
الم ريض لك ل تفاص يل خ برات معين ة و خاص ة الخ برات األليم ة أو الخ برات الس عيدة
المشحونة انفعاليا .وتشاهد في الهوس الخفيف و في البارانويا .
النسيان : Amnesiaوهو فقدان القدرة على تذكر أحداث فترة معية ويكون جزئيا أو
كلي ا ،مؤقت ا أو دائم ا وق د يك ون فق دان ال ذاكرة عض وي المنش أ كم ا في حال ة ذه ان
الشيخوخة واإلدمان ،وقد يكون فقد الذاكرة نفسي المنشأ أي وظيفيا.
اضطرابات االنتباهDisorders of Attention : -6-4
زي ::ادة االنتب ::اه :Hyperprosexiaوهن ا يالح ظ االنتب اه الش ديد لمث ير معين بك ل
تفاصيله والتشبث باألفكار ،وتشاهد في الهوس.
قلة االنتب:اه : Inattentionوهن ا يالح ظ ض عف ونقص االنتب اه أو انعدام ه ،ويش اهد
في الضعف العقلي وفي الفصام وفي االكتئاب.
تح ::ول االنتب ::اه : Distractibilityويالح ظ في ه تش تت االنتب اه وس رعة تحول ه من
موضوع إلى أخر غير متعلق بالموضوع األصلي.
السهيان : Aprosexiaوهو فقدان القدرة على تثبيت االنتباه لمثير معين حتى ولو
لوقت قصير على الرغم من أهمية هذا المثير.
االنشغال : Preoccupationوفيه يتجه االنتباه إلى المثيرات الداخلية دون الخارجية
وعلى حسابها ،ويشاهد في االكتئاب.
المراجع باللغة العربية:
التميمي ،محمود كاظم ( .)2014علم النفس المعرفي ( .ط .)1عمان :دار ص فاء -4
للنشر و التوزيع.
العت وم ،ع دنان يوس ف ( .)2012علم النفس المع::رفي النظري::ة والتط::بيق (.ط.)3 -5
عمان :دار المسيرة للنشر و التوزيع.
اسماعيلي ،يامنة .قشوش ،صابر ( .)2014الدماغ والعمليات المعرفية .الجزائ ر: -6
ديوان المطبوعات الجامعية.
الش رقاوي ،أن ور محم د ( .)2003علم النفس المعرفي المعاص::ر( .ط .)2الق اهرة: -7
المكتبة األنجلو المصرية.
الزغلول ،رافع نصير.الزغلول ،عماد عبد ال رحيم ( .)2003علم النفس المعرفي. -8
عمان :دار الشروق للنشر و التوزيع.
الزي ات ،فتحي مص طفى ( .)2001علم النفس المع::::رفي (.ط .)1مص ر :دار -9
النشر للجامعات.
بدرين ة ،محم د الع ربي .رك زة ،س ميرة (.)2016علم النفس المع::رفي ،الجزائ ر: -10
دار الخلدونية.
بلحاج ،عبد الكريم ( .)2009المدخل إلى علم النفس المعرفي(.ط .)1الرب اط :دار -11
أبي رقراق للطباعة و النشر.
محمد عبد الب اقي ،ش ذى.عيس ى ،محم د مص طفى (.)2011اتجاهات حديثة في علم -12
النفس المعرفي( .ط .)1عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
سولس و ،روب رت ( ،)2000ترجم ة الص بوة ،وآخ رون ،علم النفس المع ::رفي. -13
(ط .)2القاهرة :مكتبة األنجلو مصرية.
عبده ،عبد الهادي السيد (.)2012علم النفس المعرفي األسس و المح::اور .الق اهرة -14
:مكتبة األنجلو مصرية.
عط ال ،يمين ة .مق ال نش ر في 2018-1-11في مجل ة جي ل العل وم االجتماعي ة -15
واإلنسانية العدد 37الصفحة 9عن وان :مفهوم السيادية النص::فية للمخ والق::درات
اللغوية للنصف األيسر و األيمن من المخ ،جامعة باتنة htt/jilrc.com
المراجع األجنبية: