Professional Documents
Culture Documents
شعبة الفلسفة
الفصل السادس
1
السنة الجامعية:
2021- 2020
األستاذان:
حسان الباهي
و
عزالدين العمراوي
2
-الباهي حسان ،الذكاء الصناعي وتحديات مجتمع المعرفة ،دار افريقيا الشرق المغرب ،الطبعة األولى .2012 •
عبد الكريم بلحاج ،المدخل إلى علم النفس المعرفي ،دار أبي رقراق للطباعة والنشر ،الرباط ،الطبعة األولى.2009 ، •
-الجابري فليفل صالح ،فلسفة العقل ،التكامل العلمي والميتافيزيقي ،دار الفارابي ،بيروت ،الطبعة األولى .2012 •
-الباهي حسان ،فلسفة الفعل ،اقتران العقل النظري بالعقل العملي ،افريقيا الشرق ،الدار البيضاء المغرب ،الطبعة •
األولى.2016
-ميشيوكاكو مستقبل العقل ،االجتهاد العلمي لفهم العقل وتطوير وتقويته ،ترجمة سعد الدين خرفان ،سلسلة عالم المعرفة، •
المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب الكويت ،العدد ،447أبريل .2017
- Touring ,A.M,. Camputing Machinery and Intelligence, Mind, 1950 .
-McCarthy, John, Programs with common sense, Computer Science Department Stanford University, 1959.
- Wilder penfieled, Mystery of the Mind: Acritical Study of Consciousness And The human Brain, Princeton
Priceton Univ. Press,1975.
- Gardner, Howard Earl , Frames of Mind ,the theory of multiple intelligences, Basic Books New York, 1993.
-Guttenplan Samuel, A Companion to the Philosophy of Mind, Copyright © Blackwell Publishers Ltd, 1994.
-Searle, John. R, Minds, Brains and Science , REITH LECTURES, TRANSMISSION: 7 November 1984 – Radio 4
1984.
-Searle, John R., Mind, Language And Society Philosophy in the Real World, Copyright by John R. Searle 199.8
-Clark Andy, Mind ware , An Introduction To The Philosophy Of Cognitive Science, New York Oxford Oxford
University Press 2001.
يجمع عددا من الحقول ينتمي بعضها للعلوم البحتة وأخرى للعلوم اإلنسانية ،وكلها
تبتغي فهم آليات التفكير الطبيعي (اإلنسان والحيوان) الصناعي كالحواسب؛ أي كل
نسق معرفي يسعى إلى دراسة طبيعة الفكر ،والطرق التي يشتغل بها العقل ويتعامل بها
مع المعرفة في مختلف صورها ومضامينها ،بدءا بجمعها ومعالجتها حتى تمثلها ونقلها
لآلخرين .أصبح مفهوم المعرفية يحيل على الطرق التي تعمل وفقا لها العلوم المعرفية
عندما تعمد إلى فهم القدرات العقلية عند اإلنسان والكائنات األخرى ،طبيعية وصناعية.
حيث بدأ االهتمام بدراسة مختلف األنساق المعرفية الطبيعية والصناعية خاصة بظهور
3
الذكاء الصناعي والسعي إلى نمذجة سلوكيات اإلنسان حتى يتمكن الحاسوب من
محاكاتها؛ لنصبح أمام تعابير من قبيل الثورة المعرفية ،وعصر المعرفة ،والمجتمعات
المعرفية ،ومن الناحية السياسية أصبحنا نتحدث عن الحكومة اإللكترونية والبرلمان
االلكتروني والدمقراطية االلكترونية ،ومن الناحية االقتصادية عن النقود االلكترونية
واالقتصاد المعرفي .حيث أصبح المعلومة سلعة ،وظهرت شركات كبرى إلنتاج
وصنع وتوزيع المعلومة ،وأصبح اقتصاد العديد من البلدان يعتمد أساسا على المعلومة.
جعلت من المعلومة موردا اقتصاديا تتقاسم أرباحه أطراف تتمثل في شركات اإلنتاج
والتجهيز والتوزيع؛ لتصبح بذلك المعلومات سلعة اقتصادية وتصبح برامجها وبنوك
بياناتها بمثابة أصول اقتصادية .وبذلك ساهمت في زيادة تدفق السلع والخدمات
ورؤوس األموال في المعامالت المالية والتجارة االلكترونية ،وما يعرف باالقتصاد
االلكتروني .فطغت مؤسسات تحالفت فيها القوة االقتصادية مع القوة المعلوماتية ضمن
ما يسمى باقتصاديات المعرفة وهو ما شجع التحالف بين القطب المعلوماتي
واالقتصادي ،كما أصبحنا أمام مفاهيم مثل ،الفجوة الرقمية ،و األجهزة الذكية،
واألدمغة االلكترونية ،والنقود االلكترونية ،واألسلحة الذكية ،والبنايات الذكية ،واآلالت
الذكية ،والمدن الذكية.
تهتم العلوم المعرفية بمختلف الوظائف التي يقوم بها اإلنسان مثل اإلدراك ،والفهم،
والتذكر ،واستخدام اللغة ،والقدرة على الحساب ،واتخاد القرار ،ومعالجة الخبر،
وغيرها من الوظائف التي يؤديها العقل .بذلك يعين تصور المعرفية مجموع العمليات
الذهنية التي تسمح بمعرفة األشياء وفهمها وتمييزها وتصنيفها وتناولها.هذه المقاربة
المتعددة الجوانب للمعرفية تحاول بناء نماذج تفسر الكيفية التي يعمل بها العقل في
معالجته للمعلومة؛ خصوصا بعد أن تبين أن المعرفة تشمل عدة عمليات ذهنية مثل
الوعي والذاكرة ،وغيرهما .وهو ما يفسر ما أحدثته من أثر على العديد من العلوم
الطبيعية أو اإلنسانية ،لما حملته من مشروع حددت أهدافه العامة في إعادة النظر في
العديد من التصورات القضايا ،والتي من شأنها أن تتيح فهما مغايرا لطرق اشتغال
العقل البشري في سعيه إلى اكتساب معارف جديدة ،أو إعادة استثمار معارف مخزونة.
4
هكذا شكل البحث في سيرورة اإلدراك والمعالجة واالستدالل والعقد والتخزين والتذكر
عند اإلنسان واآللة مواضيع أساسية بالنسبة للعلوم المعرفية .وعليه ،سعت إلى الكشف
عن السبل التي يتمثل بها اإلنسان المعارف و القدرة على الربط بين معلومات
وعالمات ووقائع ترد عليه متفرقة .ومدى وعي الفرد بالعمليات المعرفية التي
يستخدمها وقدرته على تقويمها .وكيف يقوم بتوزيع قدراته المعرفية وهو يواجه مشكل
ما أو يتخذ قرارا .فهي تستهدف دراسة مختلف وجوه النشاط المعرفي ،مثل تحديد
الكليات اللغوية أو المبادئ العامة التي تتحكم في السلوك اللغوي.
تثير العلوم المعرفية العديد من األسئلة المنهجية من قبيل ما هي طبيعة التمثل؟ ما هي
المسلسالت الذهنية التي نستحضرها في اإلدراك وفي التذكر؟ وما دور عملية
االستدالل في ذلك؟ ما هو دور النماذج المعلوماتية في تطور النظريات المعرفية؟ ما
هي طبيعة الفكر؟ ما هو الوعي؟ كيف نستدل ؟ كيف نستخدم اللغة؟ هل يمكن
للحواسيب أن تفكر وأن تكون لها مشاعر وأحاسيس كما هو حال اإلنسان؟ كيف يمكن
أن ندرس العقل؟ بأية كيفية يعمل العقل؟ وتكمن األهمية النظرية للعلوم المعرفية في
الخصائص التالية:
ثانيا :تمثل الجذع المشترك للعديد من العلوم الطبيعية واإلنسانية ،لتشكل بذلك مكان
التقاء العلوم اإلنسانية بعلوم الطبيعة .فهي تسعى مثل العلوم اإلنسانية إلى دراسة تكون
وتحول التمثالت الذهنية ،كما تطمح كما هو حال العلوم الطبيعية إلى تقديم تفسيرات
سببية .العلوم المعرفية مجموعة من الحقول العلمية التي تسعى إلى دراسة آليات التفكير
اإلنساني ،الحيواني والصناعي ،وبصفة عامة كل نسق معرفي ،أي كل نسق معقد
لمعالجة الخبر والقادر على تعلم وحفظ ونقل المعارف .ولهذا فتصور المعرفية يعين
ذلك المجهود الذي يسمح بمعرفة األشياء وفهمها وتمييزها وتنظيمها ومعالجتها باعتماد
إجراءات فكرية عدة .إنها سيرورة تمتد من التمثيل إلى الفعل.
5
اهتم التوجه المعرفي بتناول القدرات العقلية وبعملية المعرفة؛ ومدى فهم الفرد ووعيه
بالعمليات المعرفية التي يستخدمها وقدرته على تقويمها .وكيف يقوم بتوزيع قدراته
المعرفية وهو يواجه مشكل ما .على مستوى التطبيق أحدثت العلوم المعرفية تطورات
على مستوى تصور أنظمة المراقبة والتواصل ،وأنظمة الخبرة ،والتشخيص الطبي
وأنظمة للمراقبة والترجمة اآللية .فهي تستهدف دراسة مختلف وجوه النشاط المعرفي.
على هذا ،حدد بعض الدارسين موضوع "المعرفية" بكونه فرع من المعلوميات ،و لها
كموضوع تعلم وتمثل صوري للمعارف وصيغ االستدالل بهدف محاكاتها بالحاسوب،
ومادام الحاسوب ليس سوى آلة ال تحتوي إال على مبادئ رياضية فقد شكل الحاسوب
كأداة للمحاكاة والتأويل الرمزي أهم الخصائص األساسية التي بنت عليها العلوم
المعرفية موضوعاتها .وعليه ،فإذا كانت العلوم المعرفية قد التقت حول هدف أساسي
يتمثل في استخدام الحاسوب لمعالجة الرموز ،فقد حددت مشروعها في البحث في
مختلف العمليات الذهنية التي يستخدمها اإلنسان ،والكشف عن الطرق التي يعمل بها
الدماغ ،وذلك بهدف جعل الحاسوب قادرا على محاكاة المقومات األساسية التي يرتكز
عليها اإلنسان في معالجته للموضوعات التي يطرحها.
يبقى أن نتساءل عما إذا كانت العلوم المعرفية في ارتباطها بتحليل وظائف المخ وعمل
الخاليا العصبية تعمل على رد المعرفة إلى مجرد محفزات جسمية وردود أفعال متعلقة
باألعصاب ،أي إلى ربط اإلنسان بطبيعته الحيوانية (أي كمجرد كائن حي) والمادية
الخالصة .فهل ستنجح هذه العلوم في ربط قوانين السببية بظواهر بيولوجية وعصبية
خالصة بحيث يصبح السلوك اإلنساني مجرد استجابة أو رد فعل لمحفزات مادية
صرفة تنبعث من محيطه وتنتهي عند استجابات المخ والخاليا العصبية؟ هل ستتحول
الظواهر الثقافية بما تقوم عليها من عوامل التنوع والتفرد وتشكيل "الهوية" إلى مجرد
ظواهر نتجت عن تاريخ طويل من المغامرات الجينية؟ أو بعبارة أخرى إلى ظواهر قد
تفسر عمليات االختيار ولكنها ال تسببها وال تشكل دوافعها الحقيقية على العكس من كل
ما أكدته لنا الدراسات الظاهراتية عبر مفاهيم "الوعي و"القصدية"؟ بعبارة أخرى أيضا
هل يمكن رد اإلنسان إلى مكوناته البيولوجية البحتة وتفسير سلوكه وغايته بحاصل
6
رغباته ومنافعه؟ كل هذا بغاية تحديد وضبط قدرات العقل اإلنساني بالنسبة للكائنات
األخرى الطبيعية والصناعية.
يتبين مما سلف ،أن المقاربة المتكاملة االختصاصات للمعرفة والتي تجمع ماهو
مشترك بين علوم مثل علم النفس ،وعلوم األعصاب ،واللسانيات ،والمنطق ،والفلسفة،
والسبرنتيقا ،والذكاء الصناعي من بين مجاالت أخرى الهادفة إلى دراسة مختلف
األنساق الطبيعية والصناعية ،هي مقاربة أحدثت تحوال عميقا في المنظومة المعرفية
حيث ركزت على الكيفية التي يشتغل بها العقل ،خصوصا بعد أن ادعى العديد من
الدارسين أن بإمكان اآللة أن تقوم بهذا النوع من المعالجة؛ بل ذهب بعضهم إلى القول
إن اآللة يمكن أن تفيدنا في اكتشاف الطرق التي يعمل بها اإلنسان .في هذا المقام
تجاوزت األبحاث والدراسات المعرفة اإلنسانية والحيوانية لتهتم بما هو صناعي،
كالحواسيب .فكان أن طرح السؤال المتعلق بما إذا كانت الغاية هو صنع آلة تساعد
اإلنسان أم أن تقوم مقام اإلنسان .وهو ما يعني هل اآللة قادرة فقط على إنجاز بعض
المهام التي يقوم بها اإلنسان ،أم أن اآللة قادرة على أن تعوض اإلنسان وأن تقوم بكل
ما يقوم به بشكل ال يمكن معه التمييز بين عمل اآللة وعمل اإلنسان.
على هذا ،سعت العلوم المعرفية إلى دراسة مختلف وجوه النشاط المعرفي من خالل
فحص العمليات العقلية والوجدانية المتمثلة في الذكاء والذاكرة والتذكر والعواطف
والوعي واإلرادة ،وغيرها من العمليات التي استهدفت تناول المعرفة في مختلف
صورها ومضامينها .إنها الوظائف التي يقوم بها العقل اإلنساني في تمثله لألشياء
انطالقا من إدراكنا لها والتي نستند إليها في استدالالتنا وتتحكم في أفعالنا.
تجمع العلوم المعرفية بين مجموعة من الحقول التي تنتمي إلى المباحث الطبيعية
واإلنسانية بهدف دراسة وفهم آليات التفكير الطبيعي( اإلنسان والحيوان) ،وكذا
الصناعي كالحواسب؛ أو كل نسق معرفي يسعى إلى دراسة طبيعة الفكر ،والطرق
التي يتعامل بها العقل مع المعرفة في مختلف صورها ومضامينها ،بدءا بتعلمها
ومعالجتها حتى تخزينها ونقلها لآلخرين .هو إذن مبحث متعدد التخصصات يهتم
7
بمختلف السيرورات العقلية التي تنتقل بنا من التحليل إلى التقويم ،أو من التمثل إلى
الفعل .وبالجملة ،يهتم بكل الوظائف التي يقوم بها دماغ اإلنسان ،مثل اإلدراك،
والفهم ،والتذكر واستخدام اللغة ،والقدرة على الحساب ،ومعالجة الخبر ،وتدبير
النزاع .فتصور المعرفية يعين تلك العمليات الذهنية التي تسمح بمعرفة األشياء
وفهمها وتمييزها وتصنيفها وتناولها ومعالجتها واتخاذ القرار .هذه المقاربة المتعددة
الجوانب للمعرفية تحاول بناء نماذج قادرة على تفسير الطرق التي يعمل بها العقل في
معالجته للمعلومة؛ خصوصا بعد أن تبين أن المعرفة تشمل عدة عمليات ذهنية مثل
الوعي والذاكرة ،وغيرهما .وهو ما يفسر ما أحدثه من أثر على العديد من العلوم
الطبيعية أو اإلنسانية ،لما حملته من مشروع حددت أهدافه العامة في إعادة النظر في
العديد من التصورات والقضايا ،والتي من شأنها أن تتيح فهما مختلفا ومغايرا لطرق
اشتغال ا لعقل البشري في سعيه إلى اكتساب معارف جديدة ،أو إعادة استثمار معارف
مخزونة.
وبالجملة ،تجمع العلوم المعرفية ما هو مشترك بين علوم مثل علم النفس(خاصة علم
النفس المعرفي) وعلوم األعصاب واللسانيات(اللغويات) والمنطق والفلسفة(فلسفة العقل
التي هي الدراسة الفلسفية لطبيعة العقل) والسبرنتيقا والذكاء الصناعي وعلوم األحياء
واألنتربلوجيا ،وعلم االجتماع من بين مجاالت أخرى الهادفة إلى دراسة مختلف
األنساق الطبيعية والصناعية أحدثت تحوال عميقا في المنظومة المعرفية القائمة ،سواء
من الوجهة الوظيفية أو اإلجرائية .يتبين أن المقاربة المتعددة االختصاصات للمعرفية
والتي تجمع ما هو مشترك بين علوم مثل علم النفس(خاصة علم النفس المعرفي)
وعلوم األعصاب واللسانيات(اللغويات) والمنطق والفلسفة(فلسفة العقل التي هي
الدراسة الفلسفية لطبيعة العقل) والسبرنتيقا والذكاء الصناعي من بين مجاالت أخرى
الها دفة إلى دراسة مختلف األنساق الطبيعية والصناعية أحدثت تحوال في المنظومة
المعرفية القائمة ،سواء من الوجهة الوظيفية أو اإلجرائية .حيث سعوا إلى جمع مباحث
مختلفة(علوم األعصاب وعلم النفس واللسانيات والذكاء الصناعي والفلسفة )...لتحليل
المسلسالت التي تتدخل في تكوين ووظيفة العقل ،ويسعون إلى وصف وتفسير
8
ومحاكاة الوظائف المعرفية .هذا النوع من االهتمام أفضى بهم إلى اقتراح نظريات
للعقل .هناك تكامل إذن تكامل في االستشكال واالستدالل بين مختلف هذه الحقول التي
تمثل العلوم المعرفية جذعها المشترك .باعتباره مجال متعدد التخصصات فالعلوم
المعرفية تستخدم معطيات ناجمة عن فروع عدة خاصة اللسانيات واالنتربلوجيا وعلم
النفس وعلوم األعصاب والفلسفة والذكاء الصناعي.
بالتقاء عدة حقول مثل الفلسفة وعلم النفس والذكاء الصناعي وعلوم األعصاب
واللسانيات واألنتربلوجيا ،إلخ .وقد كان التقاء هذه العلوم في منتصف الخمسينات عندما
بدأ الدارسون في مختلف المجاالت بتطوير نظريات العقل القائمة على تمثالت معقدة
وإجراءات الحساب .تعود أصولها إلى 1950عندما عمد الباحثون في مختلف
المجاالت إلى البدء في تطوير نظريات العقل المؤسسة على تمثالت معقدة وإجراءات
حسابية .يعود تاريخ ظهور العلوم المعرفية إلى سنة 1956حيث عقدت المحاضرة
األولى حول الذكاء الصناعي وتطبيقاته في علم النفس ،وقد ساهم فيها المعلوماتيين
Allen Newellو John McCarthyو،Marvin Minskyوالرياضي كلود
شانون Claude Shannonواالقتصادي وعالم النفس هربرت سيمون Herbert
Simon,واللساني تشومسكي وعالمي النفس جورج ميلر George Millerوجون
سويت ،John Swetsوعالمي األعصاب David Hubelو. Torsten Wiesel
سنوات قبل ذلك وفي نيويورك عقدت لقاءات خاصة مابين 1946و 1953جمعت
الرياضيين جون فان نيومان ،ونوبرت واينر ،Norbert Wienerوكلود شانون،مع
عالم األعصاب ،Warren McCullochوكذلك األنتربلوجيون Margaret
، Meadو Gregory Batesonبهدف خلق علم عام يهم كيف يبتغي تحديد
وظائف العقل .وقد حددت في هذه الفترة بعض المحاور الكبرى التي ستشكل نقطة
انطالق العلوم المعرفية ،وكان أحدها ظهور الحاسبات االلكترونية ثم الحواسب ،مع
مع Norbert تطور نظرية الخبر أو المعلومة مع كلود شانون ،والسيبرنتيقا
Wienerوجون فان نيومان ثم ترينغ .
9
سيعمل ماكرتي الذي يعتبر أب الذكاء الصناعي في سنة 1956على تنظيم لقاء لمدة
شهر في CollegeDartmouthإلثارة انتباه الباحثين إلى أهمية البحث في مجال
الذكاء الصناعي .بالتالي فإن مفهوم الذكاء الصناعي يعود إلى محاضرة ألقاها ماكرتي
في هذا المؤتمر لتعيين برنامج يسعى إلى صنع آلة ذكية .ومن ثم ،عرفه على أنه عبارة
عن برامج معلوماتية تستهدف القدرة على أداء نفس المهام التي يقوم بها اإلنسان.
و لتحقيق هذا الغرض يكفي تزويدها ببرامج قادرة على القيام بمهام يقوم بها اإلنسان.
وقد كان ماكرتي أول من أعطى هذا اإلسم لهذا الحقل ،و الهدف هو وصف الذكاء
بصورة يمكن من إعادة إنتاجه من طرف اآللة .أعطت المحاضرة انطالقا لمناقشات،
وأنشأت مراكز للبحث في هذا المجال .وانطالقا من هذا الوقت سيعرف هذا المبحث
باسم الذكاء الصناعي .وقد أعطى هذا االنطالقة للعديد من المطارحات التي همت قدرة
الحواسب .فكانت البداية بالسؤال المتعلق بما إذا كان الذكاء الصناعي هو مجموعة من
اإلجراءات التي تسعى إلى إعادة إنتاج السلوك اإلنساني ،أم محاولة لنمذجة السلوك
اإلنساني.
ولصنع آلة قادرة على محاكاة سلوكيات اإلنسان كان البد من فهم العقل ووظائفه .لذا
فالعلوم المعرفية نتاج ما هو مشترك بين علم النفس واللغويات والذكاء الصناعي
وفلسفة العقل واالنتربلوجيا وعلم األعصاب ،وغيرها من الحقول التي ظهرت نتيجة
هذا الحقل المعرفي ،وكذلك مجاالت تطبيقية مثل هندسة المعرفة الذي هو علم وتقنية
تخص المعالجة اآللية للمعارف ،وما يهم أنظمة الخبرة ،إلخ .بذلك التقت حول مجموعة
من المو اضيع التي تسعى من خاللها إلى فهم آليات الفكر اإلنساني والحيواني
والصناعي ،أي كل نسق معقد قادر على تعلم وحفظ ونقل المعارف .تثير العلوم
المعرفية العديد من األسئلة المنهجية التي يتطلب األمر فحصها .ماهي طبيعة التمثالت؟
ما هو الدور الذي تلعبه النماذج الحاسوبية في تطور النظريات المعرفية ؟ العلوم
المعرفية تهم البحث في التفكير اإلنساني ودماغ اإلنسان .الفكرة األساسية التي
نستخرجها تتمثل في إمكان نمذجة الفكر اإلنساني كحاسوب يعمل على البنيات
الرمزية.
10
11