You are on page 1of 5

‫جامعة الجزائر ‪ 2‬ـــ أبو القاسم سعد اهلل ـــ‬

‫كلية العلوم االجتماعية‬

‫قسم علم االجتماع‬

‫وحدة‪ :‬مناهج و مدارس‬

‫سنة أولى جذع مشترك علوم اجتماعية‬

‫السداسي األول من السنة الجامعية ‪ 2017‬ـــ ‪2018‬‬

‫أستاذة الوحدة‪ :‬م‪ .‬سميرة‬

‫أوال‪ :‬مدخل عام‬

‫‪:‬ــ مفهوم المنهجية ‪1‬‬

‫المنهجية لغة تعني علم الطرائق‪ ،‬أما في االصطالح فهي العلم الذي يدرس طرائق و تقنيات البحث مع محاولة‬
‫‪.‬توفير أقصى حد ممكن من الصدق و الموضوعية‬

‫‪:‬ــ المعرفة و العلم ‪2‬‬

‫‪:‬ـ ‪ 1‬ـ المعرفة ‪2‬‬

‫تعني المعرفة في أبسط معانيها تصورا عقليا إلدراك الشيء بعد أن كان غائبا‪ ،‬وتتضمن المعرفة المدركات‬
‫اإلنسانية و التراكمات الفكرية عبر األبعاد الزمانية والمكانية والحضارية و العلمية‪ .‬و بعبارة‬
‫أخرى المعرفة هي كل ذلك الرصيد الواسع والضخم من المعلومات والمعارف التي استطاع اإلنسان أن يجمعها‬
‫عبر التاريخ‪ ،‬بحواسه وفكره‪ .‬وهي تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ ـــ المعرفة الحسية‪ :‬وتكون بواسطة المالحظات البسيطة والمباشرة والعفوية‪ ،‬عن طريق حواس اإلنسان‪ ،‬مثل تعاقب‬
‫الليل والنهار‪ ،‬طلوع الشمس وغروبها‪ ،‬هطول األمطار‪...‬الخ‪ ،‬وذلك دون إدراك العالقات القائمة بين هذه الظواهر‬
‫الطبيعية وأسبابها‪.‬‬

‫ب ـــ المعرفة الفلسفية‪ :‬وهي مجموع المعارف و المعلومات التي يتحصل عليها اإلنسان بواسطة استعمال الفكر ال‬
‫الحواس‪ ،‬حيث يستخدم أساليب التفكير والتأمل الفلسفي لمعرفة األسباب و الحتميات البعيدة للظواهر‪ ،‬مثل التفكير و‬
‫التأمل في أسباب الحياة و الموت و خلق الوجود و الكون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ج ـــ المعرفة العلمية و التجريبية‪ :‬وهي المعرفة التي تتحقق على أساس المالحظات العلمية المنظمة‪ ،‬والتجارب المنظمة‬
‫والمقصودة للظواهر واألشياء‪ ،‬و وضع الفروض‪ ،‬و اكتشاف النظريات العامة والقوانين العلمية التي من شأنها أن‬
‫تفسير الظواهر و األمور تفسيرا علميا‪ ،‬والتنبؤ بما سيحدث مستقبال والتحكم فيه‪.‬‬
‫و هذا النوع األخير من المعرفة‪ ،‬هو وحده الذي يَّك ون العلم‪ .‬والمعرفة بذلك تكون مشتملة على العلم‪ ،‬وهو جزء‬
‫من أجزائها‪.‬‬

‫المعرفة العامية‪ :‬سطحية و بسيطة قائمة على المالحظة الحسية‪ ،‬مجرد خبرات اكتسبها اإلنسان من التجارب‬
‫اليومية‪ ،‬و ال تبحث في األسباب المتحكمة في الطواهر بل تفسرها كما تبدو ظاهرة‪ ،‬فهي قائمة على الوصف‬
‫الخارجي‪ ،‬و على األحوال النفسية و األهواء‪ ،‬و هي معرفة نفعية و متغيرة بتغير األحوال الشخصية و تختلف من‬
‫إنسان آلخر‪ ،‬و قد تكون خرافية و منفصلة عن الواقع‪.‬‬
‫قد تتحول المعرفة العامية إلى علمية إذا ما تم البرهنة عليها علميا‪ ،‬كما يمكن للمعرفة العلمية أن تصبح عامية و‬
‫هنا ال نعني سطحية و إنما حقيقة علمية شائعا بين جميع الناس‪.‬‬

‫‪:‬ـ ‪ 2‬ـ العلم ‪2‬‬

‫‪.‬هو مجموعة من المعارف الموضوعية و المنظمة التي تنشأ من خالل المالحظة و الدراسة و التجريب‬

‫‪:‬ـــ خصائص العلم ‪3‬‬

‫‪.‬ـ ‪ 1‬ـ التراكمية‪ :‬يقصد بها إضافة الجديد إلى القديم ‪3‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 2‬ـ التنظيم‪ :‬العلم هو تنظيم لطريقة تفكيرنا أو ألسلوب ممارستنا العقلية‪ ،‬فالتفكير العلمي يمارس‬

‫وفق خطة منظمة و منهجية تستبعد الصدفة‪ ،‬و الباحث في علم من العلوم يجب عليه تنظيم وتصنيف المعطيات‬
‫‪.‬المتعددة لتسهيل التعامل معها لكي تفيده في بحثه‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬ـ السببية أو العلية‪ :‬في العلم لكل ظاهرة سبب يسعى الباحث الكتشافه وال يمكن رده إلى‬

‫‪.‬الصدفة أو إلى التفسير الخرافي‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 4‬ـ الدقة‪ :‬العلم ال يقبل األحكام الجزافية بل يجب أن تصاغ بشكل دقيق و واضح‪ ،‬وأكثر الوسائل‬

‫‪.‬تعبيرا عن الدقة هي األرقام والجداول و البيانية واالحصائيات والنسب المئوية‬

‫‪2‬‬
‫و يخضع العلم لمبادئ ومفاهيم متعارف عليها بين ذوي االختصاص تتضمن مصطلحات ومعاني ومفاهيم دقيقة‬
‫جدا ومحددة‪ .‬ويجب استعمال هذه المصطلحات بدقة وتحديد مدلولها العلمي‪ ،‬ألنها عبارة عن اللغة التي يتداولها‬
‫المختصون في فرع من فروع المعرفة العلمية‪ .‬فالدقة تقتضي االستناد إلى معايير دقيقة‪ ،‬والتعبير بدقة عن‬
‫الموضوعات التي ندرسها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ 5‬ـ اليقين‪ :‬العلم ه ‪OO‬و إدراك الش ‪OO‬يء بيقين‪ ،‬و العلم معرف ‪OO‬ة موض ‪OO‬وعية تف ‪OO‬رض نفس ‪OO‬ها على األف ‪OO‬راد بمج ‪OO‬رد أن يتم‬
‫إثباتها عمليا بأدلة و براهين ال تحمل الشك‪ ( ،‬المقصود باليقين هنا هو اليقين النسبي)‪.‬‬

‫ـ ‪ 6‬ـ الموضوعية‪ :‬تعني الموضوعية االبتعاد عن الذاتية‪ ،‬وينصرف مدلول الموضوعية أيضا إلى القطيعة مع ‪3‬‬
‫‪.‬األحكام المسبقة واألفكار الشائعة‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 7‬ـ التعميم‪ :‬وهو االنتقال من الحكم الجزئي إلى الحكم الكلي عن طريق دراسة عينة وتعميم النتائج‬

‫‪.‬على المجتمع األصلي بشرط أن تكون عناصره متجانسة‬

‫ـ ‪ 8‬ـ الواقعية‪ :‬العلم ينطلق من الواقع‪ ،‬فهو يدرس الوقائع و الظواهر اإلمبريقية (المحسوسة) و ليس الخيالية‪ .‬و ‪3‬‬
‫‪.‬يقول ألبرت أينشتاين في هذا الصدد أن العلم ينطلق من الواقع ليعود إلى الواقع‬

‫‪:‬ـــ أهداف العلم ‪4‬‬

‫‪:‬يصبو العلم إلى تحقيق جملة من األهداف تتمثل فيما يلي‬

‫‪.‬ـ ‪ 1‬ـ الوصف‪ :‬أي وصف الظواهر و تحديد العالقات الموجودة بينها ‪4‬‬

‫‪.‬ـ ‪ 2‬ـ التفسير‪ :‬ال يهتم العلم فقط بوصف الظواهر‪ ،‬و إنما يسعى إلى إيجاد تفسير لها و أسبابها و كيفية حدوثها ‪4‬‬

‫‪.‬ـ ‪ 3‬ـ التنبؤ‪ :‬بعد وصف الظواهر و تحديد العالقات الموجودة بينها و تفسيرها فإنه يمكن التنبؤ بها ‪4‬‬

‫‪.‬ـ ‪ 4‬ـ الضبط و التحكم‪ :‬إن معرفة أسباب حدوث الظواهر و إمكانية التنبؤ بها يعطي إمكانية ضبطها و التحكم بها ‪4‬‬

‫‪:‬مثال عن أهداف العلم‬

‫‪.‬لنأخذ مثال ظاهرة التسرب المدرسي‬

‫إن محاولة تعريف هذه الظاهرة يحقق لنا هدف الوصف‪ ،‬و إذا تعمقنا في محاولة تحديد األسباب و العوامل التي‬
‫تؤدي إلى التسرب المدرسي (كالعوامل االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬أو الظروف البيداغوجية في المدرسة)‪ ،‬فإننا هنا‬
‫‪.‬بصدد تفسير الظاهرة‬

‫‪3‬‬
‫بعد تحديد مفهوم التسرب المدرسي (وصف الظاهرة) و معرفة أسباب حدوثه (تفسير الظاهرة)‪ ،‬فإنه يمكننا التنبؤ‬
‫بإمكانية تسرب التالميذ من المدرسة عندما تتوفر األسباب المؤدية إلى ذلك‪ ،‬و بالتالي يمكننا ضبط هذه الظاهرة و‬
‫التحكم بها‪ ،‬فمثال إن كانت أسبابها راجعة إلى الظروف البيداغوجية في المدرسة فإنه يجب تحسين هذه األخيرة‬
‫‪.‬للتخلص من مشكلة التسرب المدرسي‬

‫‪:‬ـــ البحث العلمي ‪5‬‬

‫‪.‬تعني كلمة بحث في اللغة طلب الشيء و التفتيش عنه‪ ،‬و يقال بحث عن الشيء‪ ،‬أي حاول العثور عليه‬

‫أما البحث العلمي‪ :‬فهو جهد منظم و استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق و العالقات الموجودة بين مختلف‬
‫‪.‬الظواهر‬

‫و يقابل مصطلح بحث في اإلنجليزية ‪ Research‬أي البحث و إعادة البحث‪ ،‬فكلمة ‪، search،‬تعني البحث‬
‫كلمة‬

‫و‪Re‬تعني إعادة‪ .‬أي أنه في البحث العلمي ال ُي شترط على الباحث أن يأتي بالجديد فقط‪ ،‬إنما يمكنه أن يعيد دراسة‬

‫ظاهرة سبقه إليها آخرون‪ ،‬و لكن بأسلوب جديد و بطرح مختلف‪ ،‬مع تقديم أفكار جديدة لم يتطرق إليها أحد من‬
‫‪.‬قبل‪ ،‬و هذا ما ُيضفي على البحث العلمي صفة اإلبداع‬

‫‪:‬ـــ منهج البحث العلمي ‪6‬‬

‫‪.‬المنهج في اللغة هو الطريق الواضح‪ ،‬و نهَج الطريق أي أبانه و أوضحه‬

‫أما منهج البحث العلمي ‪ :‬فهو الطريق الذي يسلكه كل من يخوض غمار البحث العلمي بهدف تقصي الحقائق‪ ،‬و هذا‬
‫‪.‬باتباع خطوات محددة و باستخدام أدوات معينة‬

‫‪4‬‬
5

You might also like