Professional Documents
Culture Documents
أ براهمة مدارس و مناهج
أ براهمة مدارس و مناهج
ثانيا :العلم
-1التعريف و األهمية
- 1مقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية من جهة و العلوم الطبيعية من جهةأخرى
- 2الدعوة الى استخدام المنهج العلمي في مجال العلوم االجتماعية و االنسانية
أوال :المعرفة
2
المعرف ة عب ارة مجموع ة المع اني و المعتق دات و األفك ار والتص ورات الفكري ة ال تي تتك ون عن د
االنسان نتيجة محاوالته لمعرفة الظواهر التي تحيط به سواء كان ذلك باستخدام حواسه أو عقله و فكره
،ويجب التمييز هنا بين نوعين المعارف ،معرفة علمية و أخرى غير علمية :
-1المعرف??ة الغ??ير علمي??ة :معظم تفس يراتنا للواق ع نس تمدها من المعرف ة الغ ير علمي ة حيث تب دو لن ا و
كأنها مبنية أو مستندة إلى استدالل إال أنها غير مالئمة للبحث العلمي،تنتشر هذه المعارف و تتك ون عن
طري ق التقلي د و الوراث ة أو عن طري ق االعتق ادات الش عبية و الخراف ات أو التج ارب الس ابقة وتظه ر
بكثرة في حياتنا اليومية مكونة ما يعرف بالحس المشترك ،و للمعرفة الغير علمية شكالن :
المعرف ة الحس ية :أوالتأم ل الحي ،هي أق دم أن واع المعرف ة وأس هلها تعتم د على الح واس و على 1.1
الخ برة اليومي ة لكنه ا م ع ذل ك تض ل أس اس أي معرف ة علمي ة أي أنه ا انعك اس حس ي للواق ع
وتتحقق عن طريق االدراك المباشر من طرف الحواس االنسانية لألشياء و الظواهر في العالم
الخارجي ،و بالتالي فهي تعكس الجوانب الخارجية للموضوعات
المعرف ة الفلس فية :تق وم المعرف ة الفلس فية على التأم ل ال ذهني والتفك ير المج رد وه و عب ارة عن 1.2
عملي ة ع زل تتم على مس توى ال وعي لج وانب معين ة لموض وع م ا ثم جمعه ا في مجموع ات
خاصة من أجل الحصول على معرفة جديدة ،وعلى هذا األساس طور اإلنسان األفكار العامة
ا ال يمكن أن رية ،إذ أنن ير البص ةغ ور المثالي ات أي الص ثم المفهوم
نبصرمعاني :الحب ،الكره ،الوطنية ،الديمقراطية ....
-2المعرفة العلمية :نوع من المعرفة المتنامية باستمرار وهي موجهة نحو دراسة الظواهر و التحقق
منها ،وبالتالي فـ :
-نظري ات و ق وانين المعرف ة العلمي ة قابل ة للزي ادة و ال تراكم:حيث تتميزبتطوره ا ال دائم إذ اليمكن أن
يتوقف انتشارها دون أن يؤدي ذلك الى نفيها أو اثباتها و بالتالي كل اكتشاف يؤدي الى اكتشاف آخر
-الموضوعية:بمعنى تسجيل ما تقدمه لنا الواقائع على حقيقيته وليس كما نريد نحن
-المعرفة العلمية واقعية تعتمد الدقة الكمية و القياس الى جانب التحليل بأشكاله المختلفة
-المعرفة العلمية منطقية لذا تعتمد التصويب الذاتي و التفتح على التحقق
3
تعت بر الح دود المعرفي ة بين أواع المع رف واض حة ،ف إذا تعل ق األم ر بم ا يعرف ه االنس ان عن طري ق
حواس ه كتع اقب اللي ل و النه ار و طل وع الش مس فهي معرف ة حس ية ،أم ا اذا اس تخدم االنس ان تفك يره و
تأمل في أسباب وجود مايراه بحواسه و كان تأمله مجرد و غيبي فهي معرفة فلسفية ،أما اذا استطاع
االنس ان إعم ا عقل ه و اخض اع مايالحظ ه للتج ارب وأوج د العالق ات القائم ة بين الظ واهر فهي معرف ة
علمية .
ثانيا :العلم
-1التعريف :إذا استطاع االنسان في مجال معين و تخصص دقيق أن يرسم حدودا للمجال المعرفي و
يق وم باختب ارات علمي ة يص ل من خالله ا الى نت ائج دقيق ة ك ان يه دف للوص ول اليه ا وذل ك بع د اتب اع
خط وات منهجي ة و منطقي ة وعلمي ة ف إن ه ذه المعرف ة تص بح علم ا قائم ا بح د ذات ه يمكن أن نط رح في ه
تساؤالت عن العالقات بين الظواهر و توضع فيه فروض ثم تختبر ليتم في النهاية صياغة فرضيات و
قوانين وبالتالي العلم عبارة ة عن معرفة مصنفة يتم الوصول اليها باتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح
أي أنه سلسلة متشابكة من المفاهيم و القوانين و النظريات و الحقائق التي تتعدل و تتطور باستمرار
:2-1الوصف:يعني وصف الظواهر أو الوقائع المدروسة من خالل الكشف عن مختلف العالقات التي
تحكمه ا باس تخدام مختل ف المعلوم ات و البيان ات المت وفرة و باالعتم اد على المنهج العلمي أي أن
الوصف هوتمثيل مفصل وصادق لموضوع أوظاهرة ما
:2-2التص نيف :ه و تجمي ع األش ياء أو الظ واهر إنطالق ا من مقي اس واح د أو ع دة مق اييس ألن بعض
المواض يع و الظ واهر تتم يز بالتق ارب إذا م ا ق ورنت ب أخرى ،عملي ة التص نيف تس ها على الب احث
اكتشاف العالقات
:2-3التفسير :يشير التفسير إلى محاولة معرفة األسباب أو الشروط التي أدت إلى حدوث ظاهرة ما
بكيفية ما ،و التفسير عملية تتجاوز الوصف حيث ينتقل بنا من السؤال 'ماذا؟' الى السؤال 'لماذا؟' ،يمثل
التفسير القلب النابض للمسعى العلمي ذلك ألنه يعمل على اكتشاف العالقات التي تصنف ظاهرة أوعدة
ظواهر باستخدام تقنيات البحث المختلفة
4
:2-4التحكم (الض بط ) :يش كل م ع التنبأاله دف النه ائي للعلم و نقص د ب ه معالج ة الظ روف المح ددة
للظاهرة و التي تحقق تفسيرا معينا للتنبأ بمسارها أو تحقق وصفا منضبطا بكافة الظروف أو الشروط
ليستبعد ماهو عارض و يبقي ماهو جوهري مالئم لهذا الوصف ،وعموما فإن امكانية التحكم مرتبطة
بتحديد الظروف و العوامل التي تؤدي إلى حدوث الظاهرة في الشكل الذي حدثت به أو الذي ُيتوقع أن
تحدث به.
-1التعريف :البحث العلمي هو السعي لإلجابة عن التساؤالت و حل المشكالت بطريقة منظمة و دقيقة
نستخدم فيها مجموعة من األدوات و التقنيات لجمع البيانات و المعلومات ،أوهو عبارة عن جهد عقلي
يقوم به الباحث من أجل الوصول إلى معارف علمية جديدة أوتطوير أوتصحيح أو تحقيق المعلومات
الموجودة فعال باستخدام المنهج العلمي واستخدام أدوات و تقنيات لجمع البيانات و المعلومات ،وبالتالي
البحث العلمي ليس مج رد عملي ة تتم فيه ا تجمي ع أراء و أفك ار مختل ف الب احثين ال ذين تن اولو موض وع
الدراسة
توجد تصنيفات متعددة ومتنوعة حسب المقياس الذي اعتمد في التصنيف منها :
2-1على أساس القصد من البحث :بحوث نظرية ،بحوث ميدانية ،بحوث كاملة
2-3على أس اس مي دان التخص ص :بحث تخصص ي ،بحث متع دد التخصص ات ،بحث مت داخل
التخصصات ،بحث عابر للتخصصات
2-4على أساس الهدف من البحث :بحث وصفي ،بحث تصنيفي ،بحث تفسيري ،بحث فهمي
-اختيار المشكلة
-تحديد الفروض
5
-تحديد مجاالت البحث
-1التعري??ف و األهمي??ة :تكمن اهمي ة المنهج العلمي في ارتباط ه بمفه ومي العلم و البحث العلمي حيث
أنه لل يوجد علم و ال يوجد بحث علمي بدون وجود منهج علمي
المع نى اللغ وي للمنهج مش تق من نهج الطري ق أي س لكه و س ار في ه ،واس تخدام مص طلح منهج ي دل
على وج ود خط ة نظامي ة لع رض الم ادة العلمي ة ،يع رف رايت ميل ز المنهج على أن ه 'العلم ال ذي يهتم
بالمقام األول بطرح األسئلة و االجابة عليها مع التأكد بأنها تتميز بقدر معين من الديمومة و بالتالي
يمكن تبس يط مص طلح المنهج العلمي الى كون ه الطريق ة أو االس لوب ال ذي ينتهج ه الب احث في دراس ته
لمشكلةما و الوصول الى حلول لها أي أن اتباع المنهج العلمي يقود بالضرورة الى اكتشاف أسباب و
مكون ات وم ؤثرات المش كالت و الوص ول إلى قض ايا يقيني ة و المنهج يجيب على س ؤال م ؤداه 'كي ف
يمكن حل مشكلة البحث و الوصول الى نتائج ؟ ،وال يجب ان نخلط بين مفهوم المنهج العلمي و مفهوم
أدوات البحث العلمي ال تي تعت بر وس يلة لجم ع الحق ائق و الحص ول على المعلوم ات و البيان ات ال تي
يتطلبها موضوع الدراسة و هي تجيب على سؤال مؤداه :بماذا نحل مشكلة الدراسة ؟
-المنهج العلمي يحدث قطيعة كلية مع كل ماهو شخصي أو معتقد مسلم بصحته و الا يقبل اال ما تولد
عن تفكير منطقي
6
-المنهج العلمي قابل للتغير و التعديل و التطوير
-المنهج العلمي مرن و قابل للتعدد و التنوع حسب المشكالت التي يدرسه و هو بالتالي يطبع البحث
بطابعه.
-االستقراء :استدالل مستمد من مالحظة الواقع يهدف الى استخالص افتراضات عامة
-التص ور :تصور الش يء أي تخيل وتوهم ص ورته و استحض ارها أمام العقل و تكوين ص ورة ذهني ة
حولها
-الفهم :عملي ة ذهني ة يتم خالله ا اطالق أفك ار مج ردة علىأش ياء و مع اني مح ددة أي الق درة على ادراك
المعاني و األبعاد والعالقات الداخلية و الخارجية لفكرة ما
-التجريب:
-التصنيف :ربط بعض العناصر ببعضها البعض ووضعها في فئات وفق التماثالت المجمعة
-التفسير :السعي لمعرفة لماذا تكون الظواهرعلى ماهي عليه بدال من أن تكون شيء آخر
-التجريد :عملية فكرية يعزل فيها االنسان صفة أو عالقة عزال ذهنيا و يحصر فيها التفكير
-التعميم :اسقاط النتائج أو النظريات أو القوانين المتوصل اليها على باقي المواقف المشابهة
7
-4مراحل تكون المنهج
عند الفراعنة :لعبت دورا هاما في سلسلة تقدم االنسانية ،حققت إنجازات لم يصل العلم الح الي بتقدم ه
إلى تفسيرها نجد أسرارا في الهندسة (األهرامات) وفي الطب (التحنيط) ،وعموما القضايا العلمية عند
المصريين القدامى بخاصيتين األولى االتصال الوثيق بالمعتقد الديني والثانية االتجاه نحو التطبيق عكس
االغريق .
بالد الرافض ين والش رق األقص ى :م ع أن الفك ر الش رقي الق ديم في الثقاف ات الفارس ية والهندوس ية
والبوذية حافل بالتصورات االجتماعية والدينية وبنماذج مختلفة للتنظيم االجتماعي والقانوني إال أنه لم
يحظ باالهتمام الذي حظي به الفكر الغربي في أصول االغريقية فال أحد ينكر:
-صناعة الورق والحرير عند الصنين والتي انتقلت فيما بعد الى حضارات أخرى
-في حقل الشعر واألدب ملحمة كلكاش الفارسية سبقت اإللياذة اليونانية بـ 1500سنة
-في الوعي الديني وجدت بالد فارس الديانة المزدنية قبل الميالد بينما ظلت اليونان زمنا طويال في
مستوى الشرك وتعدد اآللهة
-كشف الشرق القديم الكتابة في حدود سنة 2500ق م وهو ماحفظ لالنسانية معارفها
-في األخالق االهتمام بها واضح جدا في الكتب المقدسة الشرقية وأخالق كنفشيوس
الحضارة االغريقية :اهتم اليونان أكثر بمسائل التفكير والجدل الفكري وبقضايا الفلسفة والمنطق وقد
كان مجتمعهم طبقيا حيث ميزوا بين الحكماء والعبيد والصناع فاعتبروا التفكير هو طبقة الطبقات العليا
(الفالس فة) وك ان أفالط ون أول من ج اء به ذه االس هامات ال تي طبعت اليون ان بالط ابع النظ ري الت أملي
البعي د عن النزع ة العلمي ة ،اال أن هن اك مح اوالت ج ادة لتخليص الفك ر اليون اني من ه ذه النزع ة ،نج د
تطور الرياضيات على يد طاليس وفيتاغورت ،واسهام هيبوقراط في تطوير الطب بعيدا عن السحر،
وأرسطو تلميذ أفالطون الذي حاول التوجه الى دراسة الطبيعة رغم عدم تمكنه التام من التخلص من
8
النزعة المثالية حيث قدم منهج لقياس األرسطي أو المنطق الصوري المعتمد على مقدمات نستنتج منها
نت ائج ،وعموم ا النظ رة األرس طية المس يطرة والمحتق رة للمهن األخ رى دون التفك ير والتأم ل جعلهم
يبتعدون عن العمل اليدوي والتجريبي ما جعلهم يبتعدون عن الواقع .
عن د الروم ان :انطب ع الفك ر عن د الروم ان بنزع ة علمي ة ردت للعم ل الي دوي اعتب اره ،حيث اتج ه
المثقفون الرومان نحو العلوم التطبيقية متجاهلين الفلسفة االغريقية وكان نشاطهم العلمي متمركزا على
ما يخدم المس لك التوسعي والعس كري إلمبراطوري ة في حاج ة دائم ة الى القالع والحص ول على أدوات
الحرب والقتال ،أدى التوسع الروماني الذي ضم شعوبا وثقافات عديدة إلى ازدهار القانون أو التشريع
الروم اني وحص يلة الق ول أن الفك ر الروم اني العلمي ك ان وظيفي ا اي يتواف ق م ع طموح ات المجتم ع
العسكري .
ك ان لظه ور االس الم في الجزي رة العربي ة دورا كب يرا في تغي ير نم ط العالق ات االجتماعي ة وحركي ة
المجتم ع ،حيث ك ان الق رآن والس نة النبوي ة الش ريفة بمثاب ة ميكانيزم ات إلح داث التغي ير على الص عيد
العلمي حيث:
-الدعوة الى العلم (أول أية أنزلت تأمر المسلمين بطلب العلم ) ووردت لفظ العلم بتصريفاتها ما يزيد
عن 700مرة ما جعل المسلمون أقرأ الناس وتوسعت بذلك حركة التدوين والترجمة والتأليف في شتى
الحقول
-الدعوة إلى استخدام العقل والملكات االنسانية أي جعل الحقيقة العلمية في قمة المقدس ات وردت لفظ ة
تعقلون 46مرة { على سبيل التثبيت 22مرة ،على سبيل االنكار 24مرة (أفال تعقلون)}
الهوى (الذاتية) "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإ نا على آثارهم مهتدون"
الحث على أخالقيات العلم :التواضع ،الصدق ،اليقين ،األمانة ،الموضوعية ،المنطق -
اعتبرت العقيدة االسالمية عملية البحث عن الحقيقة من المهام الدينية سواء أكان بحثا من قبيل المنقول
(األخبار) أو الدعاوى ( الفرضيات) وانجاز هذه المهمة يتوقف على وضع منهج للبحث في اطار قاعدة
9
ك برى » ان كنت ن اقال فالص حة أو م دعيا فال دليل « وهك دا ص نفوا من اهج البحث ض من ثالث أن واع
أساسية
المنهج االس تردادي >-يس تعمل التحقي ق في األخب ار المنقول ة :علم الج رح والتع ديل وال تراجم
والمصطلحات والحديث
المنهج االستداللي (االستنباطي) >-علم أصول الفقه
الحض ارة المس يحية :يمكن الح ديث عن المنهج في الحظ ارة المس يحية في الق رون الوس ط في ثالث
مراحل
-في العص ور الوس طى 500الى 1500م :س يطرة النس ق ال ديني ممثال فالكنيس ة الكاثوليكي ة على
الحياة في الدول االروبية في كافة األبعاد الروحية والفكرية والسياسية
القس واسطة بين العبد وربه وله صالحية مباركة من يشاء بمنحه صكوك الغفران واللعنة
التدخل في الشأن السياسي والتحالف مع النظام االقطاعي انتج ركودا فكريا وعلميا كبيرين
-االحتكاك بالثقافة االسالمية :االلتقاء على طريقتين ،طريق عنفي تمثل في الحروب الصليبية وطريق
س لمي عن طري ق االن دلس وص قلية وق د ع ني االوروبي ون في ه ذه المرحل ة (ق 12و )13بحرك ة
الترجمة
-الوض ع الثق افي االوروبي في ب دايات عص ر النهض ة والتن وير :آخ ر مرحل ة من الق رون الوس طى
وكانت مرحلة تحول حاسمة شكلت نواة أولية لثورة علمية ستعم كامل أوروبا وتقضي على التحالف
االقطاعي الكنسي حيث أصبح االقبال على المعرفة العلمية مبني على المالحظة والتجريب خاصة مع
بروز مالمح الثورة الفرنسية .
بعد القطيعة المعرفية مع الطرق التقليدية القديمة التي كانت تقوم على االستدالل ( المقصود هنا القياس
االريسطي) وكذا القطيعة مع النسق الديني الذي هيمن على الحركة العلمية في الدول االوروبية ،برزت
10
اتجاهات منهجية ( في اطار تطوير المناهج التي وصل اليها العلماء المسلمون في العصور الوسطى-
المنهج االس تردادي ،االس تنباطي ،التجري بي) وق د تم يز المنهج في العص ر الح ديث بط رحين
ابستمولوجيين متعارضين وطرح ثالث حاول التوفيق بينهما .
أطروحة االستقراء :يعتبر فرانسيس بيكون رائدا لهذا االتجاه حيث اعتبر أن نقطة البداية لكل علم
وش رط تق دم ك ل معرف ة ه و االنطالق مم ا ه و مش اهد أي من الخ برة الحس ية المس تمدة من الواق ع ،و
بالتالي فاألسبقية لجمع المالحظات عن الظواهر بهدف استنتاج افتراضات عامة منسجمة
اال أن الغ رق في مالحظ ة الوق ائع يح ول دون امكاني ة تنظيمه ا و فهمه ا و تفس يرها ،وبالت الي فمالحظ ة
الظواهر ال تضمن بالضرورة تطور المعرفة العلمية
اطروح ة االس تنباط :يعت بر ريني ه ديك ارت رائ دا له ذا االتج اه ال ذي يقل ل من ش أن الحس (أي م ا
نحص ل علي ه من معرف ة بواس طةالحواس )،أي أن العالق ات الممكن ة بين الظ واهر م اهي اال بن اءات
فكرية يمكن التحقق منها في الواقع الحقا
اذا سلمنا بهذا الطرح فإن أي تخمين يصبح نشاط عقلي ألن مواجهة الواقع و التأكد من صدق التخمين
ليس مهما و يمكن تأجيله
إن التعم ق في ه اتين االطروح تين بغ رض معرف ة مص در المعرف ة العلمي ة يؤك د أن العلم دائم ا
يتضمن لحظات لإلستنباط و أخرى لالستقراء ال يمكن حتى الجزم بأسبقية الواحدة عن األخرى ،ذلكأنه
عندما نكون بصدد االستقراء تتدخل عمليات االستنباط الناتجة عن استدالالت سابقة و العكس صحيح
في بحوث العلوم االنسانية و االجتماعية يمكن التمييز على مستوى االجراءات بين تلك التي تسعى
إلى قي اس الظ واهر(من اهج كمي ة) و تل ك ال تي تس عى الى فهم الظ واهر(من اهج كيفي ة) ،ال أن الدراس ة
تتطلب االس تعانة بك ل ه ذه االج راءات من أج ل تحقي ق اله دف من البحث ،ذل ك أن عملي ة فهم الظ اهرة
تستند باألساس على المعلومات و البيانات االحصائية التي توفرها اجراءات البحث الكمي ،وهذا يستند
باألس اس على ك ون الس لوك االنس اني أو الفع ل االجتم اعي أو العالق ات االجتماعي ة أو الظ واهر
االجتماعية المنتجة من طرف الفاعلين االجتماعين تحمل وجهان ،وجه خارجي (مايظهر من سلوك أي
ص ورة الواق ع االجتم اعي الظ اهر) ،ووج ه داخلي (ق درة االنس ان على فهم أفعال ه و أفع ال اآلخ رين أي
المعنى الذي يعطيه الفاعلين لواقعهم االجتماعي)
11
و بالت الي ،المن اهج الكمي ة عب ارة عن مجموع ة من االج راءات ته دف الى قي اس الظ اهرة موض وع
الدراس ة ق د تك ون ه ذه القياس ات ترتيبي ة (أك ثر من أو أق ل من ،ق وي أو متوس ط أو ض عيف ) ...أو
استعمال مختلف المؤشرات التي يوفرها االحصاء كالنسب و المتوسطات الحسابية و معامالت االرتباط
بغ رض اختب ار الف روض النظري ة بطريق ة تجريبي ة دقيق ة وص يغ رياض ية مض بوطة و بعب ارات
بسيطة ،مثال (تطور القدرة الشرائية منذ 10سنوات ،تطور نسب المشاركين في االنتخابات ،االرتباط
بين مستوى التعليم و نسب المواليد)
أم ا المن اهج الكيفي ة فهي مجموع ة من االج راءات ته دف الى فهم الظ اهرة موض وع الدراس ة و بالت الي
ينحص ر االهتم ام هن ا على المع اني ال تي يق دمها الف اعلين للظ واهر المختلف ة أي أنه ا تتعم ق في فهم
المواق ف االجتماعي ة من أج ل تكوين تصور ش امل لك ل األبعاد التي أنتجتها كظ اهرة ،مثال (تص ورات
الحب في مجموعة من البلدان ،اتجاهات تالميذ المرحلة الثانوينة نحو التخصصات الجامعية)
وبالتالي فهاتين العمليتين المنهجيتين الكبيرتين (مناهج كمية و مناهج كيفية)يكونان منهجا علمي ا متك امال
أك ثر ق درة على دراس ة الظ واهر االجتماعي ة و االنس انية ذل ك أن األع داد في ح د ذاته ا اليمكن أن تق دم
قياس ا دقيق ا ألي ظ اهرة اجتماعي ة أو انس انية كم ا أن الوص ف الكيفي الغ ير مس تند على أرق ام س يكون
ع ديم الفائ دة ،كم ا أن اله دف الم راد تحقيق ه من البحث و ك ذا المعطي ات المت وفرة حول ه و االمكان ات
المتاحة النجازه هي ما يحدد درجة التكميم أو المسعى الكيفي الذي يجب أن نعتمد عليه
يوجد تصنيفات عديدة ألنواع المناهج العلمية و يمكن اقتصار الحديث في هذا المقام على ثالث مناهج
في العلوم االجتماعية و االنسانية متميزة بأسلوبها في تناول الموضوعات :
إن مسألة التجريب في العلوم االجتماعية من المواضيع التي نالت االهتمام من طرف علماء االجتماع
و هذا رغبة منهم في تدقيق نتائج الدراسات االجتماعية كمحاولة لصياغة قوانين أكثر دقة كما هوالحال
في العلوم الطبيعية التي تعتبر أصل المنهج التجريبي ،و المنهج التجريبي هو طريقة لدراسة موضوع
بحث بإخضاعه للتجربة و جعله دراسة قائمة على السببية أي أنه يهدف الى اقامة العالقة التي تربط
الس بب بالنتيج ة أي العالق ة بين المتغ يرات وذل ك بمعالج ة متغ ير أو أك ثر بتغي ير محت واه ع دة م رات و
يسمى هذا بالمتغير المستقل ،إن هذه العملية تسمح بدراسة آثار المتغير المستقل في المتغير الذي يتلقى
تأثيره و يسمى المتغير التابع
12
-5-2المنهج التاريخي :
يقوم المنهج التاريخي على فكرة أساسية هي أن الحاضر جزء من الماضي و أن الماضي في الحاضر
،وأن الحاض ر س يكون متض من في المس تقبل و بالت الي ف إن فهم الواق ع االجتم اعي الح الي
(الحاضر)مرتبط و مرهون بفهم الماضي ولذلك فالمنهج التاريخي ينطلق من مسلمة أساسية و هي أنه
ال يمكن فهم طبيعة الجزء إال من خالل فهم الكل االجتماعي في حركته التاريخية و سيرورته المستمرة
المنهج التاريخي عبارة عن طريقة لتناول و تأويل حادثة وقعت فيالماضي وفقاجراء البحث و الفحص
الخاص بالوثائق أي أن المنهج التاريخي يهتم ب ـ
-نقد المصادر التي تستقي منها الوقائع التاريخية ،وهذا النقد على مستويين ،نقد خارجي (اثبات أصالة
الوثيقة) و نقد داخلي(اثبات مصداقية محتوى الوثيقة)
-تصنيف البيانات بصورة علمية من أجل استخدام النتائج العامة في التخطيط للمستقبل
يق وم على جم ع البيان ات و المعلوم ات ح ول الظ اهرة المدروس ة و ذل ك به دف فهم أس بابها و العوام ل
المؤثرة فيها بغية الوصول الى تعميمات تفسيرية و بناء اطارات تصورية أكثر اتساعا تمكن من التنبؤ
بحدوثها و التحكم بها ،ورغم اختالف التصنيفات التي وضعها العلماء ألنواع المناهج بصفة عامة و
للمنهج الوصفي بصفة خاصة ال أنه يمكن الحديث على ثالث أساليب أو ثالث مناهج تدخل في اطار
المنهج الوصفي
تتمث ل أدوات جم ع البيان ات من المي دان في المنهج الوص في في المقابل ة ،االس تمارة ،المالحظ ة،كم ا يتم
االعتم اد في ه على تقني ة المقارن ة أي مقارن ة نت ائج الدراس ة بالدراس ات ال تي س بقتها من أج ل الوص ول
الىنتائج أكثر دقة .
13
-6خطوات المنهج العلمي :
-مالحظ ة منظم ة أو بس يطة :المقص ود بالمالحظ ة البس يطة مالحظ ة الظ واهر كم ا تح دث تلقائي ا في
ظروفها العادية بدون ضبط و دون استخدام أدوات دقيقة للقياس،أما المالحظة المنظمة فتستخدم الضبط
العلمي و الفحص الموضوعي و التحديد الدقيق للظاهرة مستعينة بمجموعة من األدوات الدقيقة للقياس
مع تسجيل متكررو منتظم للمالحظات
-مالحظة بالمشاركة و بدون مشاركة :المالحظة بالمشاركة تتطلب االندماج في مجال حياة األشخاص
محل الدراسة مع مراعاة عدم تغيير أي شيء في الوضع أي هي حالة يشارك فيها الُم الحظ في حياة
األشخاص الموجودين تحت المالحظة ،أما المالحظة دون مشاركة فهي حالة ال يشارك فيها المالحظ
حياة األشخاص الموجودين تحت الدراسة ،تستخدم عادة الختبار الفروض الوصفية
-المالحظ ة المس تترة و المالحظ ة المكش وفة :المالحظ ة المس تترة هي حال ة ال ي دري فيه ا األش خاص
المالحظين أنهم محل مالحظة و هذا بطريقتين إما بمشاهدة األشخاص دون تمكينهم من مشاهدتنا و إما
أن نندمج معهم دون أن يدركو مالحظتنا لهم ،أما المالحظة المكشوفة أو المفتوحة فهي عندما ال ُيخفي
الباحث نيتهعن المبحوثين أي أنها حالة يعرف فيها األشخاص المالحظين أنهم محل مالحظة شرط أن
نضمن لهم سرية المسعى
هي مجموعة من األراء و المفاهيم غير مبرهنة و غير معززة بأرقام و بيانات و حجج احصائية تنفي
أو تثبت ص حتها ،و هي جمل ة تخميني ة تع بر عن العالق ة بين متغ يريين أو أك ثر ،ق د تك ون ايجابي ة أو
سلبية أي تؤك أو تنفي وجود عالقة ،الفرضية عبارة عن تفسير مؤقت و عدم وجود األدلة الكافية على
صحتها ليس مبررا للتخلي عنها و إنما على الباحث أن يتخلى عنها عندما يجد األدلة التي تثبت عدم
صحتها،و الفرض العلمي ليس مجرد تخمين ألنه ينبني على أفكار مبدئية علمية دقيقة و محددة و هي
عادة مستنبطة من اطار نظري يفسر الظاهرة التي نريد دراستها
14
-6-3اختب? ??ار الف? ??روض :تختل ف ه ذه المرحل ة ب اختالف المنهج المس تخدم و ك ذا نوعي ة البحث
الم دروس ،و على ه ذا األس اس تتخ ذ الفرض يات أش كاال مختلف ة كالفرض ية الوص فية ،الفرض ية
التفسيرية ،الفرضية الفرضية (تصورية ،نظرية) ،و على هذا األساس تختلف خطوات المنهج العلمي
في هذه المرحلة باختالف نوع المنهج المستخدم
-6-4التعميم :عملية جمع خصائص مشتركة بين موضوعات داخل مفهوم واحد و سحبها على فئات
غير متناهية من الموضوعات الممكنة المشابهة لها أو المطابقة لها .
جدول رقم :1يوضح خطوات النهج العلمي في كل من المنهج التاريخي ،التجريبي ،الوصفي
15
خامسا :المنهج العلمي في الدراسات االجتماعية و االنسانية
- 1مقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية من جهة و العلوم الطبيعية من جهة أخرى
علوم الطبيعة هي العلوم التي تتخذ من المجاالت الفيزيقية و الحيوية موضوعا للدراسة أما العلوم
االنس انية فهي العل وم ال تي تتخ ذ من الك ائن البش ري موض وعا له ا وتح دث عملي ة المقارن ة بين ه ذين
الفض ائي المعرف يين في مس تويين األول يتمث ل في موض وع الدراس ة أي خص ائص الموض وع في كال
العلمين و الثاني يتمثل في الوسائل التي يستخدمها كل منهما في تقصي الظواهر (المخبر و التجريب
المباشر ،و األدوات المادية مقابل الوسط االجتماعي و التجريب غير المباشر)
لكي نفهم طريقة عمل علوم الطبيعة البد أن نضع في أذهاننا أنها تتعامل مع األشياء المادي ة لذا فهي
تلج أ الى اس تخدام أدوات للقي اس (المجه ر،جه از قي اس األص وات ،جهازقي اس الح رارة ،ال،ك اميرات
بمختلف أنواعها،و األمثلة كثيرة جدا،)...سمحت هذه األدوات و األجهزة الخاصة لعلوم الطبيعة بتنمية
تجاربها و تطويرها و ذلك بالعودة لدائمة الى التجربة (فعل اثارة الظاهرة بهدف دراستها) وعادة ما
يتم هذا في المخبر (محل مخصص ومجهزبغرض اجراء تجارب علمية) الذي يمكننا من خلق شروط
انتاج هذه الظاهرة ،كما يوفر الشروط المثالية لتكرار التجربة كلما دعت الضرورة الى ذلك
ان العلوم االنسانية هي األخرى لها طريقة للعمل ولفهمها البد أن نضع في أذهاننا أننا بصدد دراسة
كائنات بشرية تتجاوب و تتفاعل كما قد ترفض أن تكونا مادة للدراسة ،لذا يأخذ استخدام أدوات البحث
أشكاال خاصة منها امكانية استجواب المبحوث .
و يمكن اختصار عملية المقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية مع العلوم الطبيعية فيما يلي :
16
-يقبل بالتحليل التفسيري نسبيا (السببية نسبية ) -يقبل بالسببية
-يقبل بالتحليل الفهمي -ال يقبل بالتحليل الفهمي
ع ارض بعض العلم اء اس تخدام المنهج العلمي في العل وم االجتماعي ة و االنس انية واعت بروه أك ثر
مالئمة للعلوم الطبيعية ويرجع ذلك الى :
عدم دقة المفاهيم و المصطلحات في العلوم االنسانية و احتمالها لعدة معاني -
ارتباط الظواهر االجتماعية بمكان وزمان معينين و بالتالي عدم ثابتها -
رغم أن العلوم االجتماعية واالنسانية ليست تقليدا للعلوم الطبيعية باعتبار مميزات موضوع كل
منهما ،اال أنه ال يوجد تعارض في الطريقة العلمية المتبعة في تقصي الظواهر مع مراعاة الفروق
أثناء المعالجة الفعلية و المتعلقة أساسا بتحديد داللة مصطلحات الدراسة في كل موضوع و التحلي
بالموض وعية في ك ل مراح ل البحث واالس تعانة بتقني ات و اج راءات لقي اس الظ واهر و
تكميمه ا ،ووض ع ش روط وض وابط لمرحل ة تعميم نت ائج الدراس ة وك ذا مس ألة التنب ؤ و التحكم
بالظواهر االجتماعية و االنسانية .
17
و لكن االشكال المطروح هو :حتى و ان كانت الرغبة حقيقة بالتحلي بالموضوعية اال أنه و بغير وعي
تك ون مالحظ ة الب احث و اس قرائه للظ واهر وفق ا لكيان ه المتض من للش عور و األحك ام و الخ برات و
المعارف التي نشأ في اطارها هذا العقل
و بالتالي حتى في العلم الذي يعتبر ميدانا للموضوعية يتدخل منذ البداية عنصر الذاتية ،الشيء الذي
يجعل من الصعب عليه أن اليسعى للمصلحة من وراء تفكيره الموضوعي ذلك أن المصلحة أو المنفعة
ستصبح في هذا المقام مصدر للدافعية ،أي أن التنصل التام من الذاتية مستحيل و انما اتخاذ الحيطة و
الح ذر ه و في ح ّد ذات ه خط وة اولى نح و الموض وعية ،أي يح اول أن يتج اوز أبع د م ايكون األفك ار
المس بقة مس تعينا بتقني ات و أس اليب تح ول دون طغي ان ذاتيت ه في تفس ير النت ائج و اقام ة العالق ة بين
المتغيرات
و بالتالي فالموضوعية ال تعني التنكر عن الذات و انما االبتعاد عن الذات ،لذا نقول أن التفكير العلمي
و المنهج العلمي يتجه نحو الموضوعية التي تعتبر جزءا من االنضباط الشخصي
إن المي ل الى الموض وعية و االجته اد في تقمص ها ال يع ني أب دا أنن ا سنص ل الى نتيج ة ص حيحة أو الى
تفس ير دقي ق خاص ة و أن ص حوة الب احث ليس ت دائم ة ،ل ذا تبقى مس ألة النق د ال تي تمارس ها المجموع ة
العلمية موجه لمسار البحوث العلمية و هي ما يمنح بفضل المفعول الرجعي استمرار موضوعية عمل
لذا فتقبل فكرة امكانية الخطأ و كذا النقد مسائل مهمة لتقويم البحوث و المناهج .
قائمة المراجع
و التي يمكن االستعانة بها بالنسبة لمقرر السداسي األول للسنة اولى جذع مشترك علوم اجتماعية
محي الدين مختار :االتجاهات النظرية و التطبيقية في منهجية العلوم االجتماعية -2
18
فوزية زنقوفي :مطبوعة بيداغوجية لمقياس مدارس و مناهج (الكتروني) -7
منهجي ة البحث العلمي و تقنيات ه في العل وم االجتم اعي :اع داد مجموع ة من الم ؤلفين تحت -8
اشراف بوحوش عمار (يتضمن الكتاب فصال كامال حول أساليب توثيق المراجع في الهوامش
و البيبليوغرافيا)
19