You are on page 1of 19

‫جامعة محمد الصديق بن يحي‬

‫كلية العلوم االنسانية و االجتماعية‬

‫قسم التعليم األساسي للعلوم االجتماعية‬

‫محاضرات في مقياس مدارس و مناهج ‪-‬السداسي األول‪-‬‬

‫موجهة لطلبة السنة أولى علوم اجتماعية ‪،‬مجموعة ‪+3‬مجموعة ‪4‬‬

‫األستاذة ‪ :‬نصيرة براهمة‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2021‬‬

‫مقرر المقياس بالنسبة للسداسي األول ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫أوال ‪ :‬المعرفة‬

‫ثانيا ‪:‬العلم‬

‫ثالثا ‪:‬البحث العلمي‬

‫رابعا ‪ :‬المنهج العلمي‬

‫‪-1‬التعريف و األهمية‬

‫‪-2‬خصائص المنهج العلمي‬

‫‪-3‬العمليات األساسية في المنهج العلمي‬

‫‪-4‬مراحل تكون المنهج العلمي‬

‫‪ 4-1‬المنهج العلمي في العصور القديمة‬

‫‪ 4-2‬المنهج العلمي في العصور الوسطى‬

‫‪ 4-3‬المنهج العلمي في العصر الحديث‬

‫‪-5‬المناهج الكمية و المناهج الكيفية‬

‫‪-6‬خطوات المنهج العلمي‬

‫خامسا ‪:‬المنهج العلمي في الدراسات االجتماعية و االنسانية‬

‫‪- 1‬مقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية من جهة و العلوم الطبيعية من جهةأخرى‬

‫‪- 2‬الدعوة الى استخدام المنهج العلمي في مجال العلوم االجتماعية و االنسانية‬

‫سادسا ‪ :‬الموضوعية و الذاتية‬

‫أوال ‪ :‬المعرفة‬

‫‪2‬‬
‫المعرف ة عب ارة مجموع ة المع اني و المعتق دات و األفك ار والتص ورات الفكري ة ال تي تتك ون عن د‬
‫االنسان نتيجة محاوالته لمعرفة الظواهر التي تحيط به سواء كان ذلك باستخدام حواسه أو عقله و فكره‬
‫‪،‬ويجب التمييز هنا بين نوعين المعارف ‪،‬معرفة علمية و أخرى غير علمية ‪:‬‬

‫‪-1‬المعرف??ة الغ??ير علمي??ة ‪:‬معظم تفس يراتنا للواق ع نس تمدها من المعرف ة الغ ير علمي ة حيث تب دو لن ا و‬
‫كأنها مبنية أو مستندة إلى استدالل إال أنها غير مالئمة للبحث العلمي‪،‬تنتشر هذه المعارف و تتك ون عن‬
‫طري ق التقلي د و الوراث ة أو عن طري ق االعتق ادات الش عبية و الخراف ات أو التج ارب الس ابقة وتظه ر‬
‫بكثرة في حياتنا اليومية مكونة ما يعرف بالحس المشترك ‪،‬و للمعرفة الغير علمية شكالن ‪:‬‬

‫المعرف ة الحس ية ‪:‬أوالتأم ل الحي ‪،‬هي أق دم أن واع المعرف ة وأس هلها تعتم د على الح واس و على‬ ‫‪1.1‬‬
‫الخ برة اليومي ة لكنه ا م ع ذل ك تض ل أس اس أي معرف ة علمي ة أي أنه ا انعك اس حس ي للواق ع‬
‫وتتحقق عن طريق االدراك المباشر من طرف الحواس االنسانية لألشياء و الظواهر في العالم‬
‫الخارجي ‪،‬و بالتالي فهي تعكس الجوانب الخارجية للموضوعات‬
‫المعرف ة الفلس فية ‪:‬تق وم المعرف ة الفلس فية على التأم ل ال ذهني والتفك ير المج رد وه و عب ارة عن‬ ‫‪1.2‬‬

‫عملي ة ع زل تتم على مس توى ال وعي لج وانب معين ة لموض وع م ا ثم جمعه ا في مجموع ات‬
‫خاصة من أجل الحصول على معرفة جديدة ‪،‬وعلى هذا األساس طور اإلنسان األفكار العامة‬
‫ا ال يمكن أن‬ ‫رية ‪،‬إذ أنن‬ ‫ير البص‬ ‫ةغ‬ ‫ور المثالي‬ ‫ات أي الص‬ ‫ثم المفهوم‬
‫نبصرمعاني ‪:‬الحب ‪،‬الكره ‪،‬الوطنية ‪،‬الديمقراطية ‪....‬‬

‫‪-2‬المعرفة العلمية ‪:‬نوع من المعرفة المتنامية باستمرار وهي موجهة نحو دراسة الظواهر و التحقق‬
‫منها ‪،‬وبالتالي فـ ‪:‬‬

‫‪-‬نظري ات و ق وانين المعرف ة العلمي ة قابل ة للزي ادة و ال تراكم‪:‬حيث تتميزبتطوره ا ال دائم إذ اليمكن أن‬
‫يتوقف انتشارها دون أن يؤدي ذلك الى نفيها أو اثباتها و بالتالي كل اكتشاف يؤدي الى اكتشاف آخر‬

‫‪-‬الموضوعية‪:‬بمعنى تسجيل ما تقدمه لنا الواقائع على حقيقيته وليس كما نريد نحن‬

‫‪-‬المعرفة العلمية واقعية تعتمد الدقة الكمية و القياس الى جانب التحليل بأشكاله المختلفة‬

‫‪-‬المعرفة العلمية منطقية لذا تعتمد التصويب الذاتي و التفتح على التحقق‬

‫‪3‬‬
‫تعت بر الح دود المعرفي ة بين أواع المع رف واض حة ‪،‬ف إذا تعل ق األم ر بم ا يعرف ه االنس ان عن طري ق‬
‫حواس ه كتع اقب اللي ل و النه ار و طل وع الش مس فهي معرف ة حس ية ‪،‬أم ا اذا اس تخدم االنس ان تفك يره و‬
‫تأمل في أسباب وجود مايراه بحواسه و كان تأمله مجرد و غيبي فهي معرفة فلسفية ‪،‬أما اذا استطاع‬
‫االنس ان إعم ا عقل ه و اخض اع مايالحظ ه للتج ارب وأوج د العالق ات القائم ة بين الظ واهر فهي معرف ة‬
‫علمية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬العلم‬

‫‪-1‬التعريف ‪:‬إذا استطاع االنسان في مجال معين و تخصص دقيق أن يرسم حدودا للمجال المعرفي و‬
‫يق وم باختب ارات علمي ة يص ل من خالله ا الى نت ائج دقيق ة ك ان يه دف للوص ول اليه ا وذل ك بع د اتب اع‬
‫خط وات منهجي ة و منطقي ة وعلمي ة ف إن ه ذه المعرف ة تص بح علم ا قائم ا بح د ذات ه يمكن أن نط رح في ه‬
‫تساؤالت عن العالقات بين الظواهر و توضع فيه فروض ثم تختبر ليتم في النهاية صياغة فرضيات و‬
‫قوانين وبالتالي العلم عبارة ة عن معرفة مصنفة يتم الوصول اليها باتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح‬
‫أي أنه سلسلة متشابكة من المفاهيم و القوانين و النظريات و الحقائق التي تتعدل و تتطور باستمرار‬

‫‪-2‬أهداف العلم ووظائفه ‪:‬‬

‫‪:2-1‬الوصف‪:‬يعني وصف الظواهر أو الوقائع المدروسة من خالل الكشف عن مختلف العالقات التي‬
‫تحكمه ا باس تخدام مختل ف المعلوم ات و البيان ات المت وفرة و باالعتم اد على المنهج العلمي أي أن‬
‫الوصف هوتمثيل مفصل وصادق لموضوع أوظاهرة ما‬

‫‪:2-2‬التص نيف ‪:‬ه و تجمي ع األش ياء أو الظ واهر إنطالق ا من مقي اس واح د أو ع دة مق اييس ألن بعض‬
‫المواض يع و الظ واهر تتم يز بالتق ارب إذا م ا ق ورنت ب أخرى ‪،‬عملي ة التص نيف تس ها على الب احث‬
‫اكتشاف العالقات‬

‫‪:2-3‬التفسير ‪:‬يشير التفسير إلى محاولة معرفة األسباب أو الشروط التي أدت إلى حدوث ظاهرة ما‬
‫بكيفية ما ‪،‬و التفسير عملية تتجاوز الوصف حيث ينتقل بنا من السؤال 'ماذا؟' الى السؤال 'لماذا؟' ‪،‬يمثل‬
‫التفسير القلب النابض للمسعى العلمي ذلك ألنه يعمل على اكتشاف العالقات التي تصنف ظاهرة أوعدة‬
‫ظواهر باستخدام تقنيات البحث المختلفة‬

‫‪4‬‬
‫‪:2-4‬التحكم (الض بط ) ‪:‬يش كل م ع التنبأاله دف النه ائي للعلم و نقص د ب ه معالج ة الظ روف المح ددة‬
‫للظاهرة و التي تحقق تفسيرا معينا للتنبأ بمسارها أو تحقق وصفا منضبطا بكافة الظروف أو الشروط‬
‫ليستبعد ماهو عارض و يبقي ماهو جوهري مالئم لهذا الوصف ‪،‬وعموما فإن امكانية التحكم مرتبطة‬
‫بتحديد الظروف و العوامل التي تؤدي إلى حدوث الظاهرة في الشكل الذي حدثت به أو الذي ُيتوقع أن‬
‫تحدث به‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬البحث العلمي ‪:‬‬

‫‪-1‬التعريف ‪:‬البحث العلمي هو السعي لإلجابة عن التساؤالت و حل المشكالت بطريقة منظمة و دقيقة‬
‫نستخدم فيها مجموعة من األدوات و التقنيات لجمع البيانات و المعلومات ‪،‬أوهو عبارة عن جهد عقلي‬
‫يقوم به الباحث من أجل الوصول إلى معارف علمية جديدة أوتطوير أوتصحيح أو تحقيق المعلومات‬
‫الموجودة فعال باستخدام المنهج العلمي واستخدام أدوات و تقنيات لجمع البيانات و المعلومات ‪،‬وبالتالي‬
‫البحث العلمي ليس مج رد عملي ة تتم فيه ا تجمي ع أراء و أفك ار مختل ف الب احثين ال ذين تن اولو موض وع‬
‫الدراسة‬

‫‪-2‬تصنيف البحوث ‪:‬‬

‫توجد تصنيفات متعددة ومتنوعة حسب المقياس الذي اعتمد في التصنيف منها ‪:‬‬

‫‪ 2-1‬على أساس القصد من البحث ‪ :‬بحوث نظرية ‪،‬بحوث ميدانية ‪،‬بحوث كاملة‬

‫‪ 2-2‬على أساس نوع المعطيات ‪:‬بحوث كمية ‪،‬بحوث كيفية‬

‫‪ 2-3‬على أس اس مي دان التخص ص ‪:‬بحث تخصص ي ‪،‬بحث متع دد التخصص ات ‪،‬بحث مت داخل‬
‫التخصصات ‪،‬بحث عابر للتخصصات‬

‫‪ 2-4‬على أساس الهدف من البحث ‪ :‬بحث وصفي ‪،‬بحث تصنيفي ‪،‬بحث تفسيري ‪،‬بحث فهمي‬

‫‪-3‬مراحل انجاز البحث العلمي ‪:‬‬

‫‪ 3-1‬مرحلة التصميم ‪:‬‬

‫‪-‬اختيار المشكلة‬

‫‪-‬تحديد الفروض‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬تحديد مجاالت البحث‬

‫‪-‬تحديد نوع الدراسة و المناهج المستخدمة فيها‬

‫‪ 3-2‬مرحلة التنفيد ‪:‬‬

‫‪-‬جمع الدراسات السابقة حول الموضوع‬

‫‪-‬جمع البيانات من الميدان‬

‫‪-‬تحليل البيانات وتفسيرها‬

‫‪-‬اعداد تقرير الدراسة‬

‫رابعا ‪ :‬المنهج العلمي‬

‫‪-1‬التعري??ف و األهمي??ة ‪:‬تكمن اهمي ة المنهج العلمي في ارتباط ه بمفه ومي العلم و البحث العلمي حيث‬
‫أنه لل يوجد علم و ال يوجد بحث علمي بدون وجود منهج علمي‬

‫المع نى اللغ وي للمنهج مش تق من نهج الطري ق أي س لكه و س ار في ه ‪،‬واس تخدام مص طلح منهج ي دل‬
‫على وج ود خط ة نظامي ة لع رض الم ادة العلمي ة ‪ ،‬يع رف رايت ميل ز المنهج على أن ه 'العلم ال ذي يهتم‬
‫بالمقام األول بطرح األسئلة و االجابة عليها مع التأكد بأنها تتميز بقدر معين من الديمومة و بالتالي‬
‫يمكن تبس يط مص طلح المنهج العلمي الى كون ه الطريق ة أو االس لوب ال ذي ينتهج ه الب احث في دراس ته‬
‫لمشكلةما و الوصول الى حلول لها أي أن اتباع المنهج العلمي يقود بالضرورة الى اكتشاف أسباب و‬
‫مكون ات وم ؤثرات المش كالت و الوص ول إلى قض ايا يقيني ة و المنهج يجيب على س ؤال م ؤداه 'كي ف‬
‫يمكن حل مشكلة البحث و الوصول الى نتائج ؟ ‪،‬وال يجب ان نخلط بين مفهوم المنهج العلمي و مفهوم‬
‫أدوات البحث العلمي ال تي تعت بر وس يلة لجم ع الحق ائق و الحص ول على المعلوم ات و البيان ات ال تي‬
‫يتطلبها موضوع الدراسة و هي تجيب على سؤال مؤداه ‪:‬بماذا نحل مشكلة الدراسة ؟‬

‫‪-2‬خصائص المنهج العلمي ‪:‬يتميز المنهج العلمي بـ‪:‬‬

‫‪-‬وسيلة للتحقق من مدى صدق المعارف‬

‫‪-‬المنهج العلمي يحدث قطيعة كلية مع كل ماهو شخصي أو معتقد مسلم بصحته و الا يقبل اال ما تولد‬
‫عن تفكير منطقي‬
‫‪6‬‬
‫‪-‬المنهج العلمي قابل للتغير و التعديل و التطوير‬

‫‪-‬المنهج العلمي متحرر من أي تحيز عاطفي و يلتزم الموضوعية في كل خطواته‬

‫‪-‬استخدام المنهج العلمي ال يعني بالضرورة الوصول الى اجابات صحيحة‬

‫‪-‬المنهج العلمي يجمع بين االستقراء و االستنباط‬

‫‪-‬المنهج العلمي مرن و قابل للتعدد و التنوع حسب المشكالت التي يدرسه و هو بالتالي يطبع البحث‬
‫بطابعه‪.‬‬

‫‪-3‬العمليات األساسية للمنهج ‪:‬‬

‫‪-‬االستقراء ‪:‬استدالل مستمد من مالحظة الواقع يهدف الى استخالص افتراضات عامة‬

‫‪-‬التص ور ‪:‬تصور الش يء أي تخيل وتوهم ص ورته و استحض ارها أمام العقل و تكوين ص ورة ذهني ة‬
‫حولها‬

‫‪-‬الفهم ‪:‬عملي ة ذهني ة يتم خالله ا اطالق أفك ار مج ردة علىأش ياء و مع اني مح ددة أي الق درة على ادراك‬
‫المعاني و األبعاد والعالقات الداخلية و الخارجية لفكرة ما‬

‫‪-‬التحليل ‪:‬تفكيك الكل الى عناصره األولية‬

‫‪-‬التركيب ‪:‬اعادة جمع عناصر الموضوع لتشكيل وحدة متكاملة‬

‫‪-‬التجريب‪:‬‬

‫‪-‬االستنباط ‪:‬استدالل مستمد من افتراضات عامة بغية التحققمن صحتها في الواقع‬

‫‪-‬التصنيف ‪:‬ربط بعض العناصر ببعضها البعض ووضعها في فئات وفق التماثالت المجمعة‬

‫‪-‬التفسير ‪:‬السعي لمعرفة لماذا تكون الظواهرعلى ماهي عليه بدال من أن تكون شيء آخر‬

‫‪-‬التجريد ‪:‬عملية فكرية يعزل فيها االنسان صفة أو عالقة عزال ذهنيا و يحصر فيها التفكير‬

‫‪-‬الحكم ‪ :‬تبني موقف معين ازاء موضوع ما أوظاهرة معينة‬

‫‪-‬التعميم‪ :‬اسقاط النتائج أو النظريات أو القوانين المتوصل اليها على باقي المواقف المشابهة‬
‫‪7‬‬
‫‪ -4‬مراحل تكون المنهج‬

‫‪ 4-1‬المنهج في العصور القديمة‪:‬‬

‫عند الفراعنة‪ :‬لعبت دورا هاما في سلسلة تقدم االنسانية‪ ،‬حققت إنجازات لم يصل العلم الح الي بتقدم ه‬
‫إلى تفسيرها نجد أسرارا في الهندسة (األهرامات) وفي الطب (التحنيط)‪ ،‬وعموما القضايا العلمية عند‬
‫المصريين القدامى بخاصيتين األولى االتصال الوثيق بالمعتقد الديني والثانية االتجاه نحو التطبيق عكس‬
‫االغريق ‪.‬‬

‫بالد الرافض ين والش رق األقص ى‪ :‬م ع أن الفك ر الش رقي الق ديم في الثقاف ات الفارس ية والهندوس ية‬
‫والبوذية حافل بالتصورات االجتماعية والدينية وبنماذج مختلفة للتنظيم االجتماعي والقانوني إال أنه لم‬
‫يحظ باالهتمام الذي حظي به الفكر الغربي في أصول االغريقية فال أحد ينكر‪:‬‬

‫‪ -‬دور الطب الصيني الذي استفاد منه العرب والغرب‬

‫‪ -‬صناعة الورق والحرير عند الصنين والتي انتقلت فيما بعد الى حضارات أخرى‬

‫‪ -‬في حقل الشعر واألدب ملحمة كلكاش الفارسية سبقت اإللياذة اليونانية بـ ‪ 1500‬سنة‬

‫‪ -‬في التشريع سبقت قوانين حمورابي البابلية التشريع الروماني‬

‫‪ -‬في الوعي الديني وجدت بالد فارس الديانة المزدنية قبل الميالد بينما ظلت اليونان زمنا طويال في‬
‫مستوى الشرك وتعدد اآللهة‬

‫‪ -‬كشف الشرق القديم الكتابة في حدود سنة ‪ 2500‬ق م وهو ماحفظ لالنسانية معارفها‬

‫‪ -‬في األخالق االهتمام بها واضح جدا في الكتب المقدسة الشرقية وأخالق كنفشيوس‬

‫الحضارة االغريقية‪ :‬اهتم اليونان أكثر بمسائل التفكير والجدل الفكري وبقضايا الفلسفة والمنطق وقد‬
‫كان مجتمعهم طبقيا حيث ميزوا بين الحكماء والعبيد والصناع فاعتبروا التفكير هو طبقة الطبقات العليا‬
‫(الفالس فة) وك ان أفالط ون أول من ج اء به ذه االس هامات ال تي طبعت اليون ان بالط ابع النظ ري الت أملي‬
‫البعي د عن النزع ة العلمي ة‪ ،‬اال أن هن اك مح اوالت ج ادة لتخليص الفك ر اليون اني من ه ذه النزع ة‪ ،‬نج د‬
‫تطور الرياضيات على يد طاليس وفيتاغورت‪ ،‬واسهام هيبوقراط في تطوير الطب بعيدا عن السحر‪،‬‬
‫وأرسطو تلميذ أفالطون الذي حاول التوجه الى دراسة الطبيعة رغم عدم تمكنه التام من التخلص من‬

‫‪8‬‬
‫النزعة المثالية حيث قدم منهج لقياس األرسطي أو المنطق الصوري المعتمد على مقدمات نستنتج منها‬
‫نت ائج‪ ،‬وعموم ا النظ رة األرس طية المس يطرة والمحتق رة للمهن األخ رى دون التفك ير والتأم ل جعلهم‬
‫يبتعدون عن العمل اليدوي والتجريبي ما جعلهم يبتعدون عن الواقع ‪.‬‬

‫عن د الروم ان‪ :‬انطب ع الفك ر عن د الروم ان بنزع ة علمي ة ردت للعم ل الي دوي اعتب اره‪ ،‬حيث اتج ه‬
‫المثقفون الرومان نحو العلوم التطبيقية متجاهلين الفلسفة االغريقية وكان نشاطهم العلمي متمركزا على‬
‫ما يخدم المس لك التوسعي والعس كري إلمبراطوري ة في حاج ة دائم ة الى القالع والحص ول على أدوات‬
‫الحرب والقتال‪ ،‬أدى التوسع الروماني الذي ضم شعوبا وثقافات عديدة إلى ازدهار القانون أو التشريع‬
‫الروم اني وحص يلة الق ول أن الفك ر الروم اني العلمي ك ان وظيفي ا اي يتواف ق م ع طموح ات المجتم ع‬
‫العسكري ‪.‬‬

‫‪ 2_4‬المنهج العلمي في العصور الوسطى‪:‬‬

‫ك ان لظه ور االس الم في الجزي رة العربي ة دورا كب يرا في تغي ير نم ط العالق ات االجتماعي ة وحركي ة‬
‫المجتم ع‪ ،‬حيث ك ان الق رآن والس نة النبوي ة الش ريفة بمثاب ة ميكانيزم ات إلح داث التغي ير على الص عيد‬
‫العلمي حيث‪:‬‬

‫‪ -‬الدعوة الى العلم (أول أية أنزلت تأمر المسلمين بطلب العلم ) ووردت لفظ العلم بتصريفاتها ما يزيد‬
‫عن ‪ 700‬مرة ما جعل المسلمون أقرأ الناس وتوسعت بذلك حركة التدوين والترجمة والتأليف في شتى‬
‫الحقول‬

‫‪ -‬الدعوة إلى استخدام العقل والملكات االنسانية أي جعل الحقيقة العلمية في قمة المقدس ات وردت لفظ ة‬
‫تعقلون ‪ 46‬مرة { على سبيل التثبيت ‪ 22‬مرة ‪،‬على سبيل االنكار ‪ 24‬مرة (أفال تعقلون)}‬

‫‪ -‬محاربة معوقات التفكير السليم ‪:‬‬

‫الظن "ان الظن اليغني عن الحق شيء"‬ ‫‪‬‬

‫الهوى (الذاتية) "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإ نا على آثارهم مهتدون"‬ ‫‪‬‬

‫الحث على أخالقيات العلم ‪ :‬التواضع‪ ،‬الصدق‪ ،‬اليقين‪ ،‬األمانة‪ ،‬الموضوعية‪ ،‬المنطق‬ ‫‪-‬‬

‫اعتبرت العقيدة االسالمية عملية البحث عن الحقيقة من المهام الدينية سواء أكان بحثا من قبيل المنقول‬
‫(األخبار) أو الدعاوى ( الفرضيات) وانجاز هذه المهمة يتوقف على وضع منهج للبحث في اطار قاعدة‬

‫‪9‬‬
‫ك برى » ان كنت ن اقال فالص حة أو م دعيا فال دليل « وهك دا ص نفوا من اهج البحث ض من ثالث أن واع‬
‫أساسية‬

‫المنهج االس تردادي ‪ >-‬يس تعمل التحقي ق في األخب ار المنقول ة ‪:‬علم الج رح والتع ديل وال تراجم‬ ‫‪‬‬

‫والمصطلحات والحديث‬
‫المنهج االستداللي (االستنباطي)‪ >-‬علم أصول الفقه‬ ‫‪‬‬

‫المنهج التجريبي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحض ارة المس يحية‪ :‬يمكن الح ديث عن المنهج في الحظ ارة المس يحية في الق رون الوس ط في ثالث‬
‫مراحل‬

‫‪ -‬في العص ور الوس طى ‪ 500‬الى ‪ 1500‬م‪ :‬س يطرة النس ق ال ديني ممثال فالكنيس ة الكاثوليكي ة على‬
‫الحياة في الدول االروبية في كافة األبعاد الروحية والفكرية والسياسية‬

‫الدين نقيض للعلم وال يمكن أن يتعايشا معا‬ ‫‪‬‬

‫احترام الطبيعة وعدم المساس بها هو من احترام اهلل‬ ‫‪‬‬

‫القس واسطة بين العبد وربه وله صالحية مباركة من يشاء بمنحه صكوك الغفران واللعنة‬ ‫‪‬‬

‫التدخل في الشأن السياسي والتحالف مع النظام االقطاعي انتج ركودا فكريا وعلميا كبيرين‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬االحتكاك بالثقافة االسالمية‪ :‬االلتقاء على طريقتين‪ ،‬طريق عنفي تمثل في الحروب الصليبية وطريق‬
‫س لمي عن طري ق االن دلس وص قلية وق د ع ني االوروبي ون في ه ذه المرحل ة (ق ‪ 12‬و‪ )13‬بحرك ة‬
‫الترجمة‬

‫‪ -‬الوض ع الثق افي االوروبي في ب دايات عص ر النهض ة والتن وير‪ :‬آخ ر مرحل ة من الق رون الوس طى‬
‫وكانت مرحلة تحول حاسمة شكلت نواة أولية لثورة علمية ستعم كامل أوروبا وتقضي على التحالف‬
‫االقطاعي الكنسي حيث أصبح االقبال على المعرفة العلمية مبني على المالحظة والتجريب خاصة مع‬
‫بروز مالمح الثورة الفرنسية ‪.‬‬

‫‪ 4-3‬المنهج في العصر الحديث (الثنائية النظرية للمنهج االستقراء واالستنباط)‪:‬‬

‫بعد القطيعة المعرفية مع الطرق التقليدية القديمة التي كانت تقوم على االستدالل ( المقصود هنا القياس‬
‫االريسطي) وكذا القطيعة مع النسق الديني الذي هيمن على الحركة العلمية في الدول االوروبية‪ ،‬برزت‬

‫‪10‬‬
‫اتجاهات منهجية ( في اطار تطوير المناهج التي وصل اليها العلماء المسلمون في العصور الوسطى‪-‬‬
‫المنهج االس تردادي‪ ،‬االس تنباطي‪ ،‬التجري بي) وق د تم يز المنهج في العص ر الح ديث بط رحين‬
‫ابستمولوجيين متعارضين وطرح ثالث حاول التوفيق بينهما ‪.‬‬

‫أطروحة االستقراء ‪:‬يعتبر فرانسيس بيكون رائدا لهذا االتجاه حيث اعتبر أن نقطة البداية لكل علم‬
‫وش رط تق دم ك ل معرف ة ه و االنطالق مم ا ه و مش اهد أي من الخ برة الحس ية المس تمدة من الواق ع ‪،‬و‬
‫بالتالي فاألسبقية لجمع المالحظات عن الظواهر بهدف استنتاج افتراضات عامة منسجمة‬

‫اال أن الغ رق في مالحظ ة الوق ائع يح ول دون امكاني ة تنظيمه ا و فهمه ا و تفس يرها ‪،‬وبالت الي فمالحظ ة‬
‫الظواهر ال تضمن بالضرورة تطور المعرفة العلمية‬

‫اطروح ة االس تنباط ‪:‬يعت بر ريني ه ديك ارت رائ دا له ذا االتج اه ال ذي يقل ل من ش أن الحس (أي م ا‬
‫نحص ل علي ه من معرف ة بواس طةالحواس )‪،‬أي أن العالق ات الممكن ة بين الظ واهر م اهي اال بن اءات‬
‫فكرية يمكن التحقق منها في الواقع الحقا‬

‫اذا سلمنا بهذا الطرح فإن أي تخمين يصبح نشاط عقلي ألن مواجهة الواقع و التأكد من صدق التخمين‬
‫ليس مهما و يمكن تأجيله‬

‫إن التعم ق في ه اتين االطروح تين بغ رض معرف ة مص در المعرف ة العلمي ة يؤك د أن العلم دائم ا‬
‫يتضمن لحظات لإلستنباط و أخرى لالستقراء ال يمكن حتى الجزم بأسبقية الواحدة عن األخرى ‪،‬ذلكأنه‬
‫عندما نكون بصدد االستقراء تتدخل عمليات االستنباط الناتجة عن استدالالت سابقة و العكس صحيح‬

‫‪-5‬المناهج الكمية و المناهج الكيفية‬

‫في بحوث العلوم االنسانية و االجتماعية يمكن التمييز على مستوى االجراءات بين تلك التي تسعى‬
‫إلى قي اس الظ واهر(من اهج كمي ة) و تل ك ال تي تس عى الى فهم الظ واهر(من اهج كيفي ة) ‪،‬ال أن الدراس ة‬
‫تتطلب االس تعانة بك ل ه ذه االج راءات من أج ل تحقي ق اله دف من البحث ‪،‬ذل ك أن عملي ة فهم الظ اهرة‬
‫تستند باألساس على المعلومات و البيانات االحصائية التي توفرها اجراءات البحث الكمي ‪،‬وهذا يستند‬
‫باألس اس على ك ون الس لوك االنس اني أو الفع ل االجتم اعي أو العالق ات االجتماعي ة أو الظ واهر‬
‫االجتماعية المنتجة من طرف الفاعلين االجتماعين تحمل وجهان ‪،‬وجه خارجي (مايظهر من سلوك أي‬
‫ص ورة الواق ع االجتم اعي الظ اهر) ‪،‬ووج ه داخلي (ق درة االنس ان على فهم أفعال ه و أفع ال اآلخ رين أي‬
‫المعنى الذي يعطيه الفاعلين لواقعهم االجتماعي)‬
‫‪11‬‬
‫و بالت الي ‪،‬المن اهج الكمي ة عب ارة عن مجموع ة من االج راءات ته دف الى قي اس الظ اهرة موض وع‬
‫الدراس ة ق د تك ون ه ذه القياس ات ترتيبي ة (أك ثر من أو أق ل من ‪،‬ق وي أو متوس ط أو ض عيف ‪) ...‬أو‬
‫استعمال مختلف المؤشرات التي يوفرها االحصاء كالنسب و المتوسطات الحسابية و معامالت االرتباط‬
‫بغ رض اختب ار الف روض النظري ة بطريق ة تجريبي ة دقيق ة وص يغ رياض ية مض بوطة و بعب ارات‬
‫بسيطة ‪،‬مثال (تطور القدرة الشرائية منذ ‪10‬سنوات ‪،‬تطور نسب المشاركين في االنتخابات ‪،‬االرتباط‬
‫بين مستوى التعليم و نسب المواليد)‬

‫أم ا المن اهج الكيفي ة فهي مجموع ة من االج راءات ته دف الى فهم الظ اهرة موض وع الدراس ة و بالت الي‬
‫ينحص ر االهتم ام هن ا على المع اني ال تي يق دمها الف اعلين للظ واهر المختلف ة أي أنه ا تتعم ق في فهم‬
‫المواق ف االجتماعي ة من أج ل تكوين تصور ش امل لك ل األبعاد التي أنتجتها كظ اهرة ‪،‬مثال (تص ورات‬
‫الحب في مجموعة من البلدان ‪،‬اتجاهات تالميذ المرحلة الثانوينة نحو التخصصات الجامعية)‬

‫وبالتالي فهاتين العمليتين المنهجيتين الكبيرتين (مناهج كمية و مناهج كيفية)يكونان منهجا علمي ا متك امال‬
‫أك ثر ق درة على دراس ة الظ واهر االجتماعي ة و االنس انية ذل ك أن األع داد في ح د ذاته ا اليمكن أن تق دم‬
‫قياس ا دقيق ا ألي ظ اهرة اجتماعي ة أو انس انية كم ا أن الوص ف الكيفي الغ ير مس تند على أرق ام س يكون‬
‫ع ديم الفائ دة ‪،‬كم ا أن اله دف الم راد تحقيق ه من البحث و ك ذا المعطي ات المت وفرة حول ه و االمكان ات‬
‫المتاحة النجازه هي ما يحدد درجة التكميم أو المسعى الكيفي الذي يجب أن نعتمد عليه‬

‫يوجد تصنيفات عديدة ألنواع المناهج العلمية و يمكن اقتصار الحديث في هذا المقام على ثالث مناهج‬
‫في العلوم االجتماعية و االنسانية متميزة بأسلوبها في تناول الموضوعات ‪:‬‬

‫‪-5-1‬المنهج التجريبي ‪:‬‬

‫إن مسألة التجريب في العلوم االجتماعية من المواضيع التي نالت االهتمام من طرف علماء االجتماع‬
‫و هذا رغبة منهم في تدقيق نتائج الدراسات االجتماعية كمحاولة لصياغة قوانين أكثر دقة كما هوالحال‬
‫في العلوم الطبيعية التي تعتبر أصل المنهج التجريبي ‪،‬و المنهج التجريبي هو طريقة لدراسة موضوع‬
‫بحث بإخضاعه للتجربة و جعله دراسة قائمة على السببية أي أنه يهدف الى اقامة العالقة التي تربط‬
‫الس بب بالنتيج ة أي العالق ة بين المتغ يرات وذل ك بمعالج ة متغ ير أو أك ثر بتغي ير محت واه ع دة م رات و‬
‫يسمى هذا بالمتغير المستقل ‪،‬إن هذه العملية تسمح بدراسة آثار المتغير المستقل في المتغير الذي يتلقى‬
‫تأثيره و يسمى المتغير التابع‬

‫‪12‬‬
‫‪-5-2‬المنهج التاريخي ‪:‬‬

‫يقوم المنهج التاريخي على فكرة أساسية هي أن الحاضر جزء من الماضي و أن الماضي في الحاضر‬
‫‪،‬وأن الحاض ر س يكون متض من في المس تقبل و بالت الي ف إن فهم الواق ع االجتم اعي الح الي‬
‫(الحاضر)مرتبط و مرهون بفهم الماضي ولذلك فالمنهج التاريخي ينطلق من مسلمة أساسية و هي أنه‬
‫ال يمكن فهم طبيعة الجزء إال من خالل فهم الكل االجتماعي في حركته التاريخية و سيرورته المستمرة‬

‫المنهج التاريخي عبارة عن طريقة لتناول و تأويل حادثة وقعت فيالماضي وفقاجراء البحث و الفحص‬
‫الخاص بالوثائق أي أن المنهج التاريخي يهتم ب ـ‬

‫‪-‬دراسة وتحليل األحداث التاريخية‬

‫‪-‬نقد المصادر التي تستقي منها الوقائع التاريخية ‪،‬وهذا النقد على مستويين ‪،‬نقد خارجي (اثبات أصالة‬
‫الوثيقة) و نقد داخلي(اثبات مصداقية محتوى الوثيقة)‬

‫‪-‬تصنيف البيانات بصورة علمية من أجل استخدام النتائج العامة في التخطيط للمستقبل‬

‫‪-5-3‬منهج البحث الميداني (المنهج الوصفي)‬

‫يق وم على جم ع البيان ات و المعلوم ات ح ول الظ اهرة المدروس ة و ذل ك به دف فهم أس بابها و العوام ل‬
‫المؤثرة فيها بغية الوصول الى تعميمات تفسيرية و بناء اطارات تصورية أكثر اتساعا تمكن من التنبؤ‬
‫بحدوثها و التحكم بها ‪،‬ورغم اختالف التصنيفات التي وضعها العلماء ألنواع المناهج بصفة عامة و‬
‫للمنهج الوصفي بصفة خاصة ال أنه يمكن الحديث على ثالث أساليب أو ثالث مناهج تدخل في اطار‬
‫المنهج الوصفي‬

‫‪-‬منهج المسح بالعينة‬

‫‪-‬منهج المسح أو الحصر الشامل‬

‫‪-‬منهج دراسة الحالة‬

‫تتمث ل أدوات جم ع البيان ات من المي دان في المنهج الوص في في المقابل ة ‪،‬االس تمارة ‪،‬المالحظ ة‪،‬كم ا يتم‬
‫االعتم اد في ه على تقني ة المقارن ة أي مقارن ة نت ائج الدراس ة بالدراس ات ال تي س بقتها من أج ل الوص ول‬
‫الىنتائج أكثر دقة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-6‬خطوات المنهج العلمي ‪:‬‬

‫‪-6-1‬المالحظ???ة العلمي???ة ‪:‬المالحظ ة عب ارة عن وس يلة يس تخدمها االنس ان في اكتس اب خبرات ه و‬


‫معلومات ه ‪،‬أم ا المالحظ ة العلمي ة ال تي يمارس ها الب احث فهي عب ارة عن تقص ي علمي مباش ر واعي و‬
‫مقصود يسمح بأخذ معطيات حول موضوع الدراسة بهدف فهمه أو قياسه ‪،‬و تكون المالحظة ‪:‬‬

‫‪-‬مالحظ ة منظم ة أو بس يطة ‪:‬المقص ود بالمالحظ ة البس يطة مالحظ ة الظ واهر كم ا تح دث تلقائي ا في‬
‫ظروفها العادية بدون ضبط و دون استخدام أدوات دقيقة للقياس‪،‬أما المالحظة المنظمة فتستخدم الضبط‬
‫العلمي و الفحص الموضوعي و التحديد الدقيق للظاهرة مستعينة بمجموعة من األدوات الدقيقة للقياس‬
‫مع تسجيل متكررو منتظم للمالحظات‬

‫‪-‬مالحظة بالمشاركة و بدون مشاركة ‪:‬المالحظة بالمشاركة تتطلب االندماج في مجال حياة األشخاص‬
‫محل الدراسة مع مراعاة عدم تغيير أي شيء في الوضع أي هي حالة يشارك فيها الُم الحظ في حياة‬
‫األشخاص الموجودين تحت المالحظة ‪،‬أما المالحظة دون مشاركة فهي حالة ال يشارك فيها المالحظ‬
‫حياة األشخاص الموجودين تحت الدراسة ‪،‬تستخدم عادة الختبار الفروض الوصفية‬

‫‪-‬المالحظ ة المس تترة و المالحظ ة المكش وفة ‪ :‬المالحظ ة المس تترة هي حال ة ال ي دري فيه ا األش خاص‬
‫المالحظين أنهم محل مالحظة و هذا بطريقتين إما بمشاهدة األشخاص دون تمكينهم من مشاهدتنا و إما‬
‫أن نندمج معهم دون أن يدركو مالحظتنا لهم ‪،‬أما المالحظة المكشوفة أو المفتوحة فهي عندما ال ُيخفي‬
‫الباحث نيتهعن المبحوثين أي أنها حالة يعرف فيها األشخاص المالحظين أنهم محل مالحظة شرط أن‬
‫نضمن لهم سرية المسعى‬

‫‪-6-2‬فرض الفرضيات ‪:‬‬

‫هي مجموعة من األراء و المفاهيم غير مبرهنة و غير معززة بأرقام و بيانات و حجج احصائية تنفي‬
‫أو تثبت ص حتها ‪،‬و هي جمل ة تخميني ة تع بر عن العالق ة بين متغ يريين أو أك ثر ‪،‬ق د تك ون ايجابي ة أو‬
‫سلبية أي تؤك أو تنفي وجود عالقة ‪،‬الفرضية عبارة عن تفسير مؤقت و عدم وجود األدلة الكافية على‬
‫صحتها ليس مبررا للتخلي عنها و إنما على الباحث أن يتخلى عنها عندما يجد األدلة التي تثبت عدم‬
‫صحتها‪،‬و الفرض العلمي ليس مجرد تخمين ألنه ينبني على أفكار مبدئية علمية دقيقة و محددة و هي‬
‫عادة مستنبطة من اطار نظري يفسر الظاهرة التي نريد دراستها‬

‫‪14‬‬
‫‪-6-3‬اختب? ??ار الف? ??روض‪ :‬تختل ف ه ذه المرحل ة ب اختالف المنهج المس تخدم و ك ذا نوعي ة البحث‬
‫الم دروس ‪،‬و على ه ذا األس اس تتخ ذ الفرض يات أش كاال مختلف ة كالفرض ية الوص فية ‪،‬الفرض ية‬
‫التفسيرية ‪،‬الفرضية الفرضية (تصورية ‪،‬نظرية) ‪ ،‬و على هذا األساس تختلف خطوات المنهج العلمي‬
‫في هذه المرحلة باختالف نوع المنهج المستخدم‬

‫‪-6-4‬التعميم ‪:‬عملية جمع خصائص مشتركة بين موضوعات داخل مفهوم واحد و سحبها على فئات‬
‫غير متناهية من الموضوعات الممكنة المشابهة لها أو المطابقة لها ‪.‬‬

‫جدول رقم ‪:1‬يوضح خطوات النهج العلمي في كل من المنهج التاريخي ‪،‬التجريبي ‪،‬الوصفي‬

‫المنهج‬ ‫المنهج الوصفي‬ ‫المنهج التاريخي‬ ‫المنهج التجريبي‬


‫كلة أو ‪-1‬تحدي د ووص ف المش كلة الخطوات‬ ‫ديم المش‬ ‫كلة أي ‪-1‬تق‬ ‫د المش‬ ‫‪-1‬تحدي‬
‫أي موضوع الدراسة‬ ‫التعري ف به ا و تح دي موضوع الدراسة‬
‫‪-2‬صياغة فروض وصفية‬ ‫‪-2‬تحديد أهداف الدراسة‬ ‫معالمه‬
‫اليب و‬ ‫د األس‬ ‫‪-3‬اس تطالع الدراس ات ‪-3‬تحدي‬ ‫‪-2‬صياغة الفرضيات‬
‫ة‬ ‫األدوات المنهجي‬ ‫‪-3‬وض ع تص ميم تجري بي السابقة‬
‫ع‬ ‫تخدمة في جم‬ ‫روض و المس‬ ‫د الف‬ ‫و يتطلب هذا اختبار العينة ‪-4‬تحدي‬
‫البيانات‬ ‫ة الى صياغتها‬ ‫نيف العين‬ ‫‪،‬تص‬
‫مجموع ات ‪،‬تحدي د العوام ل ‪-5‬جم ع المعلوم ات و ‪-4‬جمع البيانات الالزمة و‬
‫تحليله ا في ض وءالفروض‬ ‫التجريبي ة ‪،‬تحديدوس ائل البيانات‬
‫القياس ان تطلب األمر ذلك ‪-6‬تحلي ل المعلوم ات و المصاغة‬
‫‪-5‬وصف النتائج المتةص ل‬ ‫ارات البيانات‬ ‫ام باختب‬ ‫‪،‬القي‬
‫اليه ا و تفس يرها و استخدام‬ ‫أولية ‪،‬تعيين مكان و ت اريخ ‪-7‬استخالص النتائج‬
‫األس اليب االحص ائية في‬ ‫اج راء التجرب ة و الف ترة ‪-8‬كتابة التقرير‬
‫معالجة البيانات الوصفية‬ ‫الزمنية التي قد تستغرقها‬
‫‪-4‬اجراء التجربة‬
‫‪-5‬تحص يل البيان ات و‬
‫تنظيمها‬

‫‪15‬‬
‫خامسا ‪:‬المنهج العلمي في الدراسات االجتماعية و االنسانية‬

‫‪- 1‬مقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية من جهة و العلوم الطبيعية من جهة أخرى‬

‫علوم الطبيعة هي العلوم التي تتخذ من المجاالت الفيزيقية و الحيوية موضوعا للدراسة أما العلوم‬
‫االنس انية فهي العل وم ال تي تتخ ذ من الك ائن البش ري موض وعا له ا وتح دث عملي ة المقارن ة بين ه ذين‬
‫الفض ائي المعرف يين في مس تويين األول يتمث ل في موض وع الدراس ة أي خص ائص الموض وع في كال‬
‫العلمين و الثاني يتمثل في الوسائل التي يستخدمها كل منهما في تقصي الظواهر (المخبر و التجريب‬
‫المباشر ‪،‬و األدوات المادية مقابل الوسط االجتماعي و التجريب غير المباشر)‬

‫لكي نفهم طريقة عمل علوم الطبيعة البد أن نضع في أذهاننا أنها تتعامل مع األشياء المادي ة لذا فهي‬
‫تلج أ الى اس تخدام أدوات للقي اس (المجه ر‪،‬جه از قي اس األص وات ‪،‬جهازقي اس الح رارة ‪،‬ال‪،‬ك اميرات‬
‫بمختلف أنواعها‪،‬و األمثلة كثيرة جدا‪،)...‬سمحت هذه األدوات و األجهزة الخاصة لعلوم الطبيعة بتنمية‬
‫تجاربها و تطويرها و ذلك بالعودة لدائمة الى التجربة (فعل اثارة الظاهرة بهدف دراستها) وعادة ما‬
‫يتم هذا في المخبر (محل مخصص ومجهزبغرض اجراء تجارب علمية) الذي يمكننا من خلق شروط‬
‫انتاج هذه الظاهرة ‪،‬كما يوفر الشروط المثالية لتكرار التجربة كلما دعت الضرورة الى ذلك‬

‫ان العلوم االنسانية هي األخرى لها طريقة للعمل ولفهمها البد أن نضع في أذهاننا أننا بصدد دراسة‬
‫كائنات بشرية تتجاوب و تتفاعل كما قد ترفض أن تكونا مادة للدراسة ‪،‬لذا يأخذ استخدام أدوات البحث‬
‫أشكاال خاصة منها امكانية استجواب المبحوث ‪.‬‬

‫و يمكن اختصار عملية المقارنة بين العلوم االجتماعية و االنسانية مع العلوم الطبيعية فيما يلي ‪:‬‬

‫الموضوع في العلوم االنسانية و االجتماعية‬ ‫الموضوع في العلوم الطبيعية‬


‫‪-‬له وعي بوجوده‬ ‫‪-‬ليس له وعي بوجوده‬
‫‪-‬يعطي معنى ألفعاله‬ ‫‪-‬ال يعطي معنى ألفعاله‬
‫‪-‬من نفس طبيعة الُم الِح ظ‬ ‫‪-‬ليس من نفس طبيعة الُم الِح ظ‬
‫‪-‬غير ممكن اعادة انتاجه‬ ‫‪-‬يمكن اعادة انتاجه‬
‫‪-‬معقد‬ ‫‪-‬بسيط‬
‫‪-‬يقبل قياسه جزئيا‬ ‫‪-‬يقبل القياس‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬يقبل بالتحليل التفسيري نسبيا (السببية نسبية )‬ ‫‪-‬يقبل بالسببية‬
‫‪-‬يقبل بالتحليل الفهمي‬ ‫‪-‬ال يقبل بالتحليل الفهمي‬

‫‪- 2‬الدعوة الى استخدام المنهج العلمي في العلوم االجتماعية و االنسانية‬

‫ع ارض بعض العلم اء اس تخدام المنهج العلمي في العل وم االجتماعي ة و االنس انية واعت بروه أك ثر‬
‫مالئمة للعلوم الطبيعية ويرجع ذلك الى ‪:‬‬

‫عدم دقة المفاهيم و المصطلحات في العلوم االنسانية و احتمالها لعدة معاني‬ ‫‪-‬‬

‫الحقائق االجتماعية تخضع للتفسير الذاتي بشكل كبير‬ ‫‪-‬‬

‫صعوبة التحكم في المواقف االجتماعية و السلوكية‬ ‫‪-‬‬

‫ارتباط الظواهر االجتماعية بمكان وزمان معينين و بالتالي عدم ثابتها‬ ‫‪-‬‬

‫صعوبة قياس الظواهر‬ ‫‪-‬‬

‫رغم أن العلوم االجتماعية واالنسانية ليست تقليدا للعلوم الطبيعية باعتبار مميزات موضوع كل‬
‫منهما ‪،‬اال أنه ال يوجد تعارض في الطريقة العلمية المتبعة في تقصي الظواهر مع مراعاة الفروق‬
‫أثناء المعالجة الفعلية و المتعلقة أساسا بتحديد داللة مصطلحات الدراسة في كل موضوع و التحلي‬
‫بالموض وعية في ك ل مراح ل البحث واالس تعانة بتقني ات و اج راءات لقي اس الظ واهر و‬
‫تكميمه ا ‪،‬ووض ع ش روط وض وابط لمرحل ة تعميم نت ائج الدراس ة وك ذا مس ألة التنب ؤ و التحكم‬
‫بالظواهر االجتماعية و االنسانية ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬الموضوعية و الذاتية ‪:‬‬

‫الموض وعية هي ص فة يتص ف به ا الش خص ال ذي يص ف ش يئا أو ظ اهرة وص فا ص ادقا دون ت دخل‬


‫لمص لحة ذاتي ة أو تح يز الى رأي أو موقف أو انحدار ايديولوجي ‪،‬أي هي التمثي ل الحقيقي للوق ائع كما‬
‫هي ‪ ،‬وهي مث ل أعلى يري د أن يبلغ ه أي ب احث و ش رط أساس ي يجب ت وفره في ك ل مراح ل البحث‬
‫العلمي‬

‫‪17‬‬
‫و لكن االشكال المطروح هو ‪:‬حتى و ان كانت الرغبة حقيقة بالتحلي بالموضوعية اال أنه و بغير وعي‬
‫تك ون مالحظ ة الب احث و اس قرائه للظ واهر وفق ا لكيان ه المتض من للش عور و األحك ام و الخ برات و‬
‫المعارف التي نشأ في اطارها هذا العقل‬

‫و بالتالي حتى في العلم الذي يعتبر ميدانا للموضوعية يتدخل منذ البداية عنصر الذاتية ‪،‬الشيء الذي‬
‫يجعل من الصعب عليه أن اليسعى للمصلحة من وراء تفكيره الموضوعي ذلك أن المصلحة أو المنفعة‬
‫ستصبح في هذا المقام مصدر للدافعية ‪،‬أي أن التنصل التام من الذاتية مستحيل و انما اتخاذ الحيطة و‬
‫الح ذر ه و في ح ّد ذات ه خط وة اولى نح و الموض وعية ‪،‬أي يح اول أن يتج اوز أبع د م ايكون األفك ار‬
‫المس بقة مس تعينا بتقني ات و أس اليب تح ول دون طغي ان ذاتيت ه في تفس ير النت ائج و اقام ة العالق ة بين‬
‫المتغيرات‬

‫و بالتالي فالموضوعية ال تعني التنكر عن الذات و انما االبتعاد عن الذات ‪،‬لذا نقول أن التفكير العلمي‬
‫و المنهج العلمي يتجه نحو الموضوعية التي تعتبر جزءا من االنضباط الشخصي‬

‫إن المي ل الى الموض وعية و االجته اد في تقمص ها ال يع ني أب دا أنن ا سنص ل الى نتيج ة ص حيحة أو الى‬
‫تفس ير دقي ق خاص ة و أن ص حوة الب احث ليس ت دائم ة ‪،‬ل ذا تبقى مس ألة النق د ال تي تمارس ها المجموع ة‬
‫العلمية موجه لمسار البحوث العلمية و هي ما يمنح بفضل المفعول الرجعي استمرار موضوعية عمل‬
‫لذا فتقبل فكرة امكانية الخطأ و كذا النقد مسائل مهمة لتقويم البحوث و المناهج ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫و التي يمكن االستعانة بها بالنسبة لمقرر السداسي األول للسنة اولى جذع مشترك علوم اجتماعية‬

‫موريس أنجرس‪:‬منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية تدريبات عملية‬ ‫‪-1‬‬

‫محي الدين مختار ‪:‬االتجاهات النظرية و التطبيقية في منهجية العلوم االجتماعية‬ ‫‪-2‬‬

‫بلقاسم سالطنية وحسان الجيالني‪:‬محاضرات في المنهج و البحث العلمي‬ ‫‪-3‬‬

‫عبد اهلل ابراهيم ‪:‬البحث العلمي في العوم االجتماعية‬ ‫‪-4‬‬

‫أحمد بدر ‪:‬أصول البحث العلمي و مناهجه‬ ‫‪-5‬‬

‫عبد الرحمان بدوي ‪:‬مناهج البحث العلمي‬ ‫‪-6‬‬

‫‪18‬‬
‫فوزية زنقوفي ‪:‬مطبوعة بيداغوجية لمقياس مدارس و مناهج (الكتروني)‬ ‫‪-7‬‬

‫منهجي ة البحث العلمي و تقنيات ه في العل وم االجتم اعي ‪:‬اع داد مجموع ة من الم ؤلفين تحت‬ ‫‪-8‬‬

‫اشراف بوحوش عمار (يتضمن الكتاب فصال كامال حول أساليب توثيق المراجع في الهوامش‬
‫و البيبليوغرافيا)‬

‫‪19‬‬

You might also like