Professional Documents
Culture Documents
جرائم الاباده الجماعيه
جرائم الاباده الجماعيه
1
الجماعيه
:اعداد الطالب
كان التاريخ اإلنساني مليئا بالمجازر التي ارتكبت من قبل الدول على المستويين الداخلي ضد شعوبها
والخارجي ضد الشعوب األخرى .ورغم كثرة مجازر اإلبادة الجماعية اال انه لم ُيشر اال إلى تلك التي حدثت
في القرن العشرين .بذل المجتمع الدولي محاوالت لتطوير القانون الدولي وخاصة خالل القرنين التاسع عشر
والعشرين ،وكان تركيزه على جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية .لذلك ليس مصطلح اإلبادة مصطلحا
وصفيا فحسب بل مصطلحا قانونيا اليوم .على هذا األساس ال يعني المصطلح مجازر ضد المدنيين بشكل عام
بل األفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة .ولما كانت هذه اإلبادة من الجرائم الدولية التي ال
.يسري عليها التقادم ،فمن باب أولى ان ال يسري على ذكرها التقادم أيضا
كانت المحكمتان الدوليتان بسبب عمليات اإلبادة في رواندا والبوسنة أول تطبيق علمي لالتفاقية .وفي 1998
ُح كم على مرتكبي اإلبادة الجماعية في رواندا بالسجن مدى الحياة ،وبينهما جان كمباندا الذي كان رئيس
الوزراء في بداية عملية اإلبادة والذي اعترف بمسؤوليته عن إبادة المدنيين التوتسيين
:-مراحل تطور جريمه االبادة الجماعيه 4
،والذي صاغ فيما بعد مصطلح "اإلبادة الجماعية" ،فيرافائيل ليمكينولد
أسرة بولندية يهودية عام .1900وتشير مذكراته إلى أن التعرض لتاريخ
(والتي تمثل في نظر الكثير من العلماءالهجمات العثمانية ضد األرمن
وحاالت العنف ضد المجموعات,البرامج المضادة للساميةإبادة جماعية) و
في المراحل المبكرة من حياته ساهم في تشكيل معتقداته حول الحاجة إلى
.الحماية القانونية للمجموعات
لمنصب مستشار ألمانيا في 30يناير 1933إيذاًناأدولف هتلرتولي
بسيطرة الحزب النازي على مقاليد الحكم في ألمانيا .وفي أكتوبر من نفس
العام ،انسحبت الوفود األلمانية من مباحثات نزع السالح في جنيف وأعقب
من عصبة األمم المتحدة .وفي أكتوبر/تشرينألمانيا النازيةذلك انسحاب
األول ،في مؤتمر القانون الدولي بمدريد ،اقترح رافائيل ليمكين (الذي
صاغ مصطلح "اإلبادة الجماعية" فيما بعد) تدابير قانونية لحماية
.المجموعات ،غير أن اقتراحه لم يجد الدعم
:-مراحل تطور جريمه االبادة الجماعيه
5
في 1سبتمبر 1939إثر قيام ألمانيا بغزو بولندا مؤدية إلى إعالن كل من إنجلترا وفرنسا بموجب معاهدة بينهما الحرب الحرب العالمية الثانية
على ألمانيا .وفي 17سبتمبر من عام ، 1939احتل الجيش السوفيتي النصف الشرقي من بولندا .فر ليمكين من بولندا عبر االتحاد السوفيتي
.ليصل أخيرا إلى الواليات المتحدة
صياغة مصطلح "اإلبادة الجماعية"
لجأت القيادة النازية إلى مجموعة من السياسات المتعلقة بالكثافة السكانية والتي كانت تهدف إلى إعادة بناء التكوين العرقي ألوروبا بالقوة،
كأداة .وقد شملت هذه السياسات والتي من بينها القتل الجماعي محاولة قتل كافة اليهود األوروبيين ،وهو ما يشارالقتل الجماعيوذلك باستخدام
من سكان أوروبا ،ومحاولة التصفية الجسدية للطبقات القيادية في بولندا واالتحادالغجر (روما)إليه اآلن بالهولوكوست ،ومحاولة قتل غالبية
السوفيتي السابق .كما تضمنت هذه السياسات العديد من سياسات إعادة التوطين محدودة النطاق والتي اشتملت على االستخدام الوحشي للقوة
والقتل واللذين ينظر إليهما اآلن كشكلين من أشكال التطهير العرقي .في عام ،1944صاغ رافائيل ليمكين ،والذي كان قد انتقل إلى واشنطن
العاصمة وعمل مع وزارة الدفاع األمريكية ،مصطلح "اإلبادة الجماعية" في مؤلفه حكم المحور في أوروبا المحتلة وقد سجل هذا المؤَلف
.صور التدمير واالحتالل عبر المناطق التي استولت عليها ألمانيا
المحكمة العسكرية الدولية
قامت المحكمة العسكرية الدولية في نورمبرج في الفترة ما بين 20نوفمبر 1945و 1أكتوبر 1946بمحاكمة 22من كبار القادة األلمان
النازيين بتهم الجرائم ضد السالم وجرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية والتآمر الرتكاب كل واحدة من هذه الجرائم .وكانت هذه هي المرة
األولى التي ُت ستخدم فيها المحاكم الدولية كآلية لما بعد الحرب تعمل على إحضار القادة الوطنيين أمام العدالة .وقد كانت كلمة "إبادة جماعية"
ضمن عريضة االتهام ،لكنها كانت مصطلًح ا وصفًيا وليس قانونًيا.
:-مراحل تطور جريمه االبادة الجماعيه
6
بشكل رسمي ،اعتبر البرلمان العراقي في عام 2020ما تعرض له أبناء المكون اإليزيدي ،وهم طائفة عراقية قديمة تستوطن شمالي
البالد ،أنه جرائم "إبادة جماعية" ،وأقّر قانونًا إلنصاف الضحايا ُع رف بقانون "اإلبادة الجماعية لإليزيديين".
ومن أهم بنود القانون ،منحه امتيازات مالية ومعنوية ،لتسهيل إعادة اندماج النساء من ضحايا التنظيم في المجتمع ،ومن الناحية
المالية ،فإن القانون يمنحهن راتبًا تقاعديًا ،وقطعة أرض سكنية ،وأولوية في التوظيف ،إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط
الدراسة ،فضًال عن جوانب أخرى تتعلق بإعادة اإلعمار وتأهيل المناطق المنكوبة.
إال أن القانون لم يلَق حتى اآلن مجاًال لتنفيذه بشكل كامل بعد تعثر حكومة مصطفى الكاظمي في تطبيق اتفاقية تطبيع األوضاع بمدينة
سنجار الموقعة مع أربيل منذ عامين ،حيث سّبب نفوذ مسلحي حزب العمال عرقلة االتفاق ومنع تنفيذه ،واشتبك مع قوات الجيش
العراقي أكثر من مرة.
وما زالت حتى اآلن سبع مقابر جماعية بمدينة سنجار ينتظر ذوو الضحايا المفقودين فتحها وأخذ عّينات لمطابقتها ،بعد تضاؤل آمال
العثور على المفقودين من أهل المدينة في العام الثامن للنكبة.
ويقول مدير مكتب "إنقاذ اإليزيديين" ،في حكومة إقليم كردستان حسين قائدي ،إنه "تّم جرد أعداد المختطفين من قبل عناصر تنظيم
داعش اإلرهابي من اإليزيديين ،وكان عددهم 6417شخصًا من الرجال والنساء واألطفال ،وبعد جمع المعلومات أطلقنا العديد من
عمليات البحث والتحرير ،وحققنا نجاحًا بهذا األمر".
:-جرائم االباده الجماعيه في العراق 17
ويلفت قائدي في حديث للصحافيين أمس الثالثاء ،إلى أنه "ُحِّر ر 3545شخصًا ،منهم 339رجًال و 1207نساء،
والباقي من األطفال ،وعدد الذين ما زالوا مفقودين لدينا أكثر من 2700شخص ،والعمليات مستمرة للبحث عنهم
حتى الساعة" ،مبينًا أنه "حسب المعلومات المتوافرة لدينا ،إن أغلب هؤالء المفقودين ما زالوا أحياًء في مناطق
من الموصل في المنازل التي كانت تؤوي عناصر تنظيم داعش وقسم منهم بسورية وبعضهم في مخيم الهول،
والعمل مستمر من خالل البحث لتحريرهم".
واعتبر قائم مقام مدينة سنجار السابق وعضو البرلمان الحالي ،محمد خليل في حديث سابق مع "العربي الجديد"،
أن "أصداء اإلبادة الجماعية ما زالت تعيش في أذهان جميع اإليزيديين ،وما زاد من المآسي ،أن الحكومة العراقية
لم توفر أي شيء للمكون ،للدرجة التي بات فيها اإليزيديون فاقدين لألمل ،كذلك إن الصراعات السياسية
واإلقليمية على المدينة باتت في أشدها ،فضًال عن سوء الخدمات وتهميش حقوق األهالي وعدم االهتمام بهم".
وأضاف خليل أن "هناك أكثر من 3000إيزيدي وإيزيدية بين مختطف ومغيب ،ال أحد يعرف مصيرهم ،وهل ما
زالوا على قيد الحياة أم أنهم قتلوا ،وليس هناك أي تحركات جادة إلنقاذهم ،ال على مستوى الحكومة العراقية أو
حتى المجتمع الدولي الذي يتنصل من مسؤولياته ووعوده التي كان قد قطعها في السابق للمكون اإليزيدي المهم
في المجتمع العراقي".
:-جرائم االباده الجماعيه في العراق 18
وأضافت في بيان لها أن "آالف اإليزيديين لم يعودوا بعد إلى عائالتهم
وأحبائهم ،وال يزال مكان وجودهم مجهوًال" .وأكد البيان ضرورة تنفيذ
اتفاق سنجار دون تأخير ،مشيرًا إلى أن هيكليات الحكم واألمن
المستقرة أمر حيوي ،وهو ما سيتيح أخيرًا للنازحين العودة إلى
ديارهم ،وتسريع جهود إعادة اإلعمار ،وتوفير الخدمات العامة .وأشار
إلى أن األمم المتحدة ستواصل تعزيز المساءلة عن جرائم "داعش"
ضّد اإليزيديين ،لتحقيق العدالة لجميع الذين عانوا من هذه الجرائم
.الشنيعة ،ولتسير العدالة جنبًا إلى جنب مع السالم والتنمية