Professional Documents
Culture Documents
لقد كان إخلص الحمدية وولؤها للعالم السلمي والعربي غنيًّا عن البيان منذ يوم تأسيس الجماعة إلى
يومنا هذا .ولقد كانت قضايا العرب والمسلمين في صلب اهتماماتها دوما .وكما أحب سيدنا أحمد عليه
ح
السلم العرب حبا جما ،فإن خلفاءه أيضا أحبوهم بما ل مثيل لـه ،وقدموا لهم عند كل حدث هام نص َ
الناصح المين.
ثم بعد أن أُخذ هذا القرار الغاشم بتقسيم فلسطين كتب حضرتُه مقال آخر ونشره أيضا على أوسع
نطاق ،وقد قال حضرته مما قال فيه:
"القضيّة ليست قضيّة فلسطين وإنما هي قضية المدينة المنورة .والمسألة ليست مسألة بيت المقدس
عرض محمد وإنما هي مسألة مكة المكرمة ذاتها .القضيّة ليست قضيّة زيد أو عمرو بل هي قضيّة ِ
َ
رسول الله صلى الله عليه وسلم .لقد اتّحد العدو ضد السلم متناسيًا أوجه الخلف الكثيرة بينه .أوَلَ
يتّحد المسلمون بهذه المناسبة رغم وجود آلف من أوجه التحاد بينهم".
من حّرضهم ولم تكن الحملة المسعورة على الجماعة السلمية الحمدية قد ابتدأت بعد من قِبل َ
ن للجماعة السلمية الحمدية كل التقدير والحترام، أسيادهم من الدول الغربية .وكان العالم العربي يك ّ
والمتتبع للتاريخ في ذلك الوقت سيجد كثيرا من الدلة والعلئم على هذه المكانة التي كانت تحظى بها
الجماعة عند العرب والمسلمين.
وكمثال على ذلك ،نورد جزءًا من مقال لصحفي معروف ومرموق في العراق اسمه الستاذ علي الخياط
أفندي ،وكان يحرر جريدته "النباء" العراقية .فكتب:
"إن الستعمار ...يعمد إلى إثارة الشقاق بين طوائف المسلمين بإثارة النعرات ،لتقوم بعض العناصر
بتكفير فئة الحمدية والتشهير بهم ...إني أؤكد للقراء بأني مطلع كل الطلع على تد ُّ
خل الستعمار في
هذه القضية ،إذ إنه حاول أن يستغلني فيها بالذات عام 1948م أثناء حرب فلسطين.
كنت حينئذ أحرر إحدى الصحف الفكاهية وكانت من الصحف النتقادية المعروفة في عهدها .وقد أرسل
إلي موظف مسؤول في إحدى الهيئات الدبلوماسية الجنبية في بغداد يدعوني لمقابلته .وبعد تقديم
المجاملة وكَي ْ ِ
ل المديح على السلوب الذي أتبعه في النقد رجاني أن أنتقد الجماعة القاديانية على
صفحات الجريدة المذكورة بألذع طريقة ممكنة ،لنها جماعة مارقة عن الدين...
ت خلل ترددي على هذه الهيئة بأني لست الوحيد المكلف بهذه المهمة ،بل هناك أناس آخرون
وقد اطلع ُ
ضا.
يشاركونني التكليف ،كما أني لم أكن الشخص الوحيد الذي رفض ،بل رفضه غيري أي ً
كان ذلك عام 1948م في الوقت الذي اقتُطِعَ فيه جزء من الراضي المقدسة وقُدِّم لقم ً
ة سائغة
للصهيونيين .وإنني أظن أن إقدام الهيئة المذكورة على مثل هذا العمل كان رد فعل للكراستين اللتين
نشرتهما الجماعة الحمدية في ذلك العام بمناسبة تقسيم فلسطين ،وكانت إحداهما بعنوان (هيئة المم
المتحدة وقرار تقسيم فلسطين) التي كانت تبحث في المؤامرات التي دُبِّرت في الخفاء بين
المستعمرين والصهيونيين ،وكانت الثانية بعنوان (الكفر ملة واحدة) وكانت تحث المسلمين على توحيد
الصفوف وجمع المال لمحاربة الصهيونيين وتطهير البلد المقدسة من أرجاسهم.
هذا ما اطلعت عليه بنفسي في ذلك الحين ،وإني واثق كل الوثوق بأن الحمديين ما داموا يبذلون
الجهود لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ...فإن الستعمار لن يتوانى عن تحريك بعض الجهات
للتشهير بهم بقصد تشتيت الكلمة".
ولكن يبدو أن الغرب قد جنّد جنوده الن ،وعمل على بث الدعاية المغرضة عن الجماعة السلمية
الحمدية لحجبها عن أمتها .ولكن هذه الغمامة من الكذب والفتراء ل بد أن تنقشع وستنكشف الحقيقة
عاجل أو آجل بإذن الله .ولكن نسأل الله تعالى أن يعجل في كشف الحقيقة كي يرفع اللم عن المة
ويهديها إلى السبيل القويم.
ن الحمدي
خدمات جليلة لمحمد ظفر الله خا ْ
وفيما يتعلق بشخص السيد ظفر الله خان البن البار للجماعة السلمية الحمدية فإنه لم يدخر جهدا في
متابعة قضية فلسطين ومصلحتها ،وواصل الليل بالنهار حتى كاد يُهلك نفسه في هذا السبيل حتى إن
العرب أنفسهم أشادوا بمواقفه الجليلة .ونقدم بعضا ً من هذه الشهادات على ذلك.
فلقد كتبت جريدة "الهرام" القاهرية بتاريخ 27/6/1952م تحت عنوان "مواقف يفخر بها الشرق" ما
يلي:
"تحدث أحد ممثلي مصر في الجمعية العمومية لهيئة المم المتحدة عن موقف يفخر به الشرق كله
وقَفه السيد محمد ظفر الله خان وزير خارجية الباكستان .ففي الجمعية العمومية للمم المتحدة ألقى
عن فلسطين الشهيدة خطبة استغرقت ثلث ساعات كاملة لم يتناول خللها جرعة ماء واحدة ..وأثبت
قوة إيمانه بالدين السلمي وبالوطن العربي .ولقد بكى واستبكى ..وشهد لـه الجميع بأنه رجل عظيم،
مسلم كريم ،وطني صميم ،سياسي حكيم ،ومتمكن من اللغة النجليزية كأحد أبنائها من العلماء
الفذاذ".
وأضافت الجريدة قولها استنادا إلى المعلومات التي تلقتها من مصادر موثوقة الطلع:
"ولعل صاحبنا السيد محمد ظفر الله خان هو الشخص الوحيد من الشخصيات السياسية البارزة في
العالم بالوقت الحاضر الذي ل يفارقه القرآن المجيد أبدا ،ويصلي خمس صلوات مستقبل القبلة الشريفة
تحت كل سماء وفوق كل أرض وفي جو السماء حيث تحمله الطائرات من الشرق إلى الغرب ومن
الشمال إلى الجنوب ،ول يتأخر عن بيان فضائل السلم ومحاسنه بالقلم واللسان ،والعمل بأحكامه حتى
في قاعات المم المتحدة".
كذلك يقول السيد عبد الحميد الكاتب في مقال له نُشر في مجلة "العربي" بعنوان" :ظفر الله خان
بطل قضية فلسطين":
" .....كان صوت ظفر الله خان ،وزير خارجية باكستان حينذاك ،والذي كان ع َل َ ً
ما بارًزا في المم المتحدة
على مدى عشرين سنة ،بمواقفه العظيمة في كل قضية عربية وإسلمية ..قضية فلسطين ،وقضية
كشمير ،وقضية أرتيريا ،وقضية الجزائر ..وكل ما قام وثار من قضايا الشعوب المقهورة.
وقد توافرت في ظفر الله خان ثلث صفات جعلته من أبرز الشخصيات في المم المتحدة ..فكان
وراءه تاريخ حافل في سياسة بلده ،كما كان خطيبا قديرا ومحاميا فذا ،وكان حجة في القانون من
جانبيه الدولي والسلمي.
فأما دوره في سياسة بلده فلعله كان ثالث الثلثة الذين تزعموا حركة إنشاء دولة باكستان ،مع زعيمها
ورئيسها الول محمد علي جناح ،ومع لياقت علي خان أول رئيس وزارة لها .وأما مقدرته القانونية فقد
أهلته فيما بعد ليكون قاضيا في محكمة العدل الدولية ،ثم رئيسا لها لسنوات عديدة ختم بعدها حياته
السياسية ثم أوى إلى بيته في باكستان بعيدا عما جرى فيها من أحداث حزينة في السنوات الخيرة ..أو
لعله أمضى وقته في كتابة تفسير للقرآن الكريم .فقد كان مسلما متدينا وكان يؤدي الصلة في وقتها
في قاعة صغيرة عند مدخل مبنى المم المتحدة..
وهو قادياني المذهب ولكنني أعتقد أنه كان يدين بالسلم على وجه صحيح سليم ..أما قدرته في
الخطابة فكانت تشد إليه السماع والعقول وهو يرتجل على مدى ست ساعات ،استغرقت جلستين
كاملتين في مجلس المن ،خطابا عن قضية كشمير وحق أهلها في تقرير مصيرهم!
ن ،الذي حشد في دفاعه.....أما بطل الدفاع عن مشروع فلسطين الموحدة فكان محمد ظفر الله خا ْ
عن الحق العربي في فلسطين ك َّ
ل مواهبه ومقدرته الخطابية والقانونية والسياسية .كما كانت خطبه
تنبض بروح إسلمية صادقة ،وبإيمان قوي بأن الشعب الفلسطيني جدير جدارة الشعب الباكستاني
وغيره من شعوب العالم بأن يتحرر من الحكم البريطاني ،ومن الزحف الصهيوني على السواء...
وكانت من الحجج القانونية التي ساقها ظفر الله خان أن المم المتحدة ل تملك بتاتا الحق في تقسيم
أرض أية دولة من الدول ....حتى لو كانت هذه الدولة مستعمرة أو محمية .وإنما هذا متروك لشعبها
وسكانها وحدهم ....وليس في ميثاق المم المتحدة ول في قواعد القانون الدولي ما يبيح للمم
المتحدة أن تفرض على شعب من الشعوب أن يقسم نفسه ويوزع أرضه قطعة هنا وقطعة هناك ..
وطلب أن تستفتي محكمة العدل الدولية في هذا المر ،وأن يوجه إليها هذا السؤال:
"هل تملك المم المتحدة -أو يملك أي عضو من أعضائها -أن تفرض قراًرا أو أن تصدر توصية بتعلق أية
خطة لتقسيم فلسطين ،أو تقسيم أي وطن في العالم ،ضد رغبة سكانه وبدون موافقتهم عليه؟"
وفي خلل يوم أو يومين نشطت الجهزة الصهيونية في كل مكان ،داخل البيت البيض وداخل
الكونجرس ،وداخل وزارة الخارجية المريكية ،وداخل وزارة الخارجية في بلد عارضت التقسيم مثل
الفيلبين أو امتنعت عن التصويت مثل ليبيريا ..وحتى داخل مكتب المين العام للمم المتحدة الذي كان
سا لتقسيم فلسطين وإقامة الدولة اليهودية ..فلما صوتت الجمعية العامة انقلبت
أكثر الناس حما ً
أصوات عدد من الدول ،وصدر القرار النهائي بأغلبية ثلثة وثلثين صوتا مع التقسيم وثلثة عشر صوتا
ضد التقسيم ،وعشرة أصواتا ممتنعة عن التصويت ..أي إن قرار تقسيم فلسطين ظفر بالغلبية اللزمة
وعليها سبعة أصوات أخرى!"
ظفر الله خان في لقائه مع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر
" ......وقف ظفر الله خان على منصة الجمعية العامة للمم المتحدة يلقي خطابا يفيض بالمرارة ..
ولكنه أيضا ينظر فيه إلى بعيد ..ويتنبأ بما سوف يترتب على هذا القرار من نتائج وعواقب ،لن تنجو منها
تلك الدول التي تحمست واندفعت لتقيم الدولة اليهودية فوق أنقاض الوطن الفلسطيني ..قال ظفر
الله خان في خطابه المدوي في ذلك اليوم الحزين:
"تقولون إننا لم نفعل أكثر من أن نأخذ جزءا من فلسطين ليقيم فيه اليهود لن هذا أمر تقتضيه
"النسانية" تجاه هؤلء "المضطهدين" ..لو كان ما تقولونه صدقا لقبلتم مقترحاتنا بأن تفتح كل دولة
أبوابها لتؤوي عددا من اليهود الذين ل وطن لهم ول مأوى ..ولكنكم جميعا رفضتم.
أستراليا ..قارة بأكملها ..تقول ل ،فأنا بلد "صغير المساحة" ومزدحمة السكان! وكندا تقول ل ،فأنا
أيضا مساحتي صغيرة وأراضي مكتظة بالسكان.
مثلها النسانية العظيمة ،وبمساحاتها الشاسعة ومواردها الهائلة ،تقول :ل ،ليس هذا
والوليات المتحدة ،ب ُ
هو الحل....
ولكنكم جميعا تقولون :دعوا اليهود يذهبون إلى فلسطين ..فهناك الراضي الفسيحة ،وهناك القتصاد
المزدهر ..فليذهبوا إليها بعيدا عنا ..ولن تكون هناك متاعب ول مشاكل"!!..
"وينقلب صوته الساحر وهو يتحدث عن المواقف "النسانية" التي تدعيها هذه الدول إلى صوت من
التحذير والنذير وهو يوجه كلمه إلى أمريكا وأشياعها قائل:
"أنصحكم أن تتذكروا الن أنكم سوف تحتاجون غدا إلى أصدقاء .أنصحكم أن تعرفوا أنكم في حاجة إلى
أصدقاء في الشرق الوسط ..فلماذا تجعلون من شعوب تلك البلد أعداء لكم؟ ل تحطموا بأيديكم
مصالحكم في تلك البلد".
فعندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت في صبيحة يوم الخميس ،الثاني من آب عام ،1990بادر
الخليفة الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد -رحمه الله -بمتابعة هذا الحدث وتقديم النصح للمة العربية
والسلمية حول ما ينبغي أن يفعلوه لتدارك هذه الزمة الخطيرة .وقد بين حضرته ،في سلسلة طويلة
من الخطب المتتابعة ،أن هذه المشكلة قد قدم القرآن الكريم حلّها وعلى المسلمين أن يتبعوا وصفة
القرآن الكريم وأل يُدخلوا المم الغربية في المر.
وقد بين حضرته أن هذه الخطوة من الغرب إنما هي الخطوة الولى لنشاء النظام العالمي الجديد الذي
تسعى أمريكا لفرضه على العالم ،وما تخفي صدورهم أكبر.
وقد قُدِّمت هذه السلسلة من الخطب للقارئ العربي في صورة كتاب تحت اسم "كارثة الخليج والنظام
العالمي الجديد".
إن العرب اليوم في حالة يرثى لها ،مما ل يسمح لي مسلم السكوت على هذا الوضع واحتماله .لذا
فإني أحض جماعتنا على اللتزام بالدعاء المستمر في هذه اليام وبكل توسل وتضرع لصالح المة
العربية ،ليس مرة أو مرتين ،بل ثابروا على الدعاء لهم دونما انقطاع ،في تهجدكم وفي كل صلواتكم.
ادعوا ربكم ليتفضل على العرب ويرحمهم وينقذهم من مصائبهم وآلمهم ،ويغفر لهم ويعفو عنهم ،حتى
يعود إليهم النور الذي أشرق من بينهم بكل قوة وجلل ،فيجعلهم الله سبحانه حملة هذا النور المحمدي
إلى العالم قاطبة ،وليكونوا في الصف الول من المضحين في سبيل السلم ،كما كانوا من قبل .ول
يكونوا من المتخلفين.
"العرب نور الله في الرض ،وفناؤهم ظلمة ،فإذا فنيت العرب أظلمت الرض
وذهب النور" (من الخطاب)
إن بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المة العربية يشكل إحسانا عظيما إلى العالم أجمع ،وإن
لم يكن مرد ُّ ذلك لرادتهم ،فللعرب فضلهم العظيم أن كان محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم من
بينهم.
ولقد قدم العرب من التضحيات في سبيل السلم ما ل نجد له نظيرا بين أمم الرض .ول ريب أنه وإن
كان ظهور محمد من العرب دون إرادتهم ،لكنه ل بد أن كانت فيهم خصال حميدة ما وجدت في سواهم،
أهّلتهم تلك الصفات في نظر الله سبحانه وتعالى لتكون فيهم بعثة سيد النبياء صلى الله عليه وسلم.
إن الذي يتفحص إنجازات العرب العملية ،يوقن بصحة الصطفاء اللهي لهم ،وعلى هذه الصورة يصبح
إحسان العرب إلينا إحسانا مباشرا وإراديا ،حينما رأيناهم وقد تقدموا فنصروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأيدوه وتسابقوا إلى ميادين الشهادة في سبيل الله وما نكصوا ،وبهذه الصورة نوروا العالم بنور
السلم في سنين معدودات.
(كنـز العمال)
(المرجع السابق)
لذلك على أفراد الجماعة التضرع بين يدي المولى القدير أن يحفظ العرب ،فل يبيدهم معنويا ،ول
يهلكهم ظاهريا .ولقد نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
حبُّوا العرب لثلث ،لني عربي ،والقرآن عربي ،وكلم أهل الجنة عربي".
"أ ِ
(مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ،كتاب المناقب ،باب ما جاء في فضل العرب ،وكنـز العمال رقم الحديث
)33922
… .لقد سار المسيح الموعود عليه السلم على خطى سيده المصطفى صلى الله عليه وسلم ،فكان
يحب العرب حبا جما ،فدعا للعرب كثيرا وعلّمنا محبتهم .وها إني أنقل إليكم ما كتبه في هذا الموضوع،
حتى تكونوا على مرتبة محبته لهم ..ولتتوجهوا بالدعاء لخوتكم العرب بروح التضرع والتواضع والخلص.
بدأ المسيح الموعود عليه السلم بالكلم أول عن صلحاء العرب الذين يحملون بين جوانحهم فطرة
سليمة ،وفؤادا طيبا ،ومن بين هؤلء من آمن به وصدقّه ،رغم ما صادفهم من مقاومة وعقبات في
طريق صدقهم ووفائهم .فكتب المسيح الموعود عليه السلم يقول:
"صرف (الله) إلي نفًرا من العرب العرباء ،فبايَعوني بالصدق والصفاء ،ورأيت فيهم سمة الصدق ونور
الخلص ،وحقيقة جامعة لنواع السعادة .وكانوا متصفين بحسن المعرفة ،بل بعضهم كانوا فائضين في
العلوم والدب ،وفي القوم من المشهورين..
وإني معكم يا نجباء العرب بالقلب والروح .وإن ربي قد بشرني في العرب وألهمني أن أمونهم وأريهم
طريقهم ،وأصلح لهم شؤونه وستجدونني إن شاء الله من الفائزين.
ي لتأييد السلم وتجديده بأخص التجليات ،ومنحني وابلأيها العزة! إن الرب تبارك وتعالى قد تجلّى عل ّ
من البركات ،وأنعم علي بأنواع النعامات ،وبشرني في وقت عبوس للسلم وعيش بؤس لمة خير
النام بالتفضلت والتأييدات والفتوحات ،فصبوت إلى إشراككم يا معشر العرب في هذه النعم ،وكنت
لهذا اليوم من المتشوقين .فهل ترغبون أن تلحقوا بي لله رب العالمين؟"
(حمامة البشرى)
وأود هنا تنبيه الجماعة إلى ضرورة الدعاء ليحقق الله هذه البشارة في القريب العاجل لنتمكن من
مشاهدتها بأعيننا ،وما ذلك على الله بعزيز.
...لقد ألّف المسيح الموعود عليه السلم باللغة العربية كتابا سماه (حمامة البشرى) وتوجه فيه بالبيتين
التاليين.
هذه هي المة العربية التي فاقت الدنيا إحسانا ،فقد أحسن العرب إلينا أن أوصلوا السلم لنا ،وقد بعث
الله نبيه المي محمدا المصطفى صلى الله عليه وسلم منهم .ولو لم يكن هنالك من سبب لمحبة
العرب إل هذا المر لكان كافيا لمحبتهم والدعاء لهم بنفس الروح والندفاع الذي دعا لهم به المسيح
الموعود عليه الصلة والسلم.
فكما أرسل المسيح الموعود عليه السلم تحياته وأدعيته إلى الوطن العربي محمولة على منقار حمامة
الشوق ،كذلك ينبغي اليوم على كل أحمدي استمطار رحمة السماء على بلد العرب ليحفظهم الله
تعالى من كل البتلءات وينورهم بنور هدايته ،ويرفع عنهم آلمهم ،وينظر إليهم بعين العفو والغفران،
وأن يمطرهم بوابل رحمته بجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم .اللهم آمين".
هذا ما قاله الخليفة الرابع -رحمه الله تعالى -عن موضوع حب العرب وواجب أفراد الجماعة تجاه
إخوانهم من العرب ،وهو ل يحتاج إلى تعليق آخر .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين