You are on page 1of 8

‫حقيقة المسيح الدجال‬

‫جال ويأجوج ومأجوج‬


‫إن الخطأ الشائع بين عامة المسلمين أن ذكر موضوع الساعة وظهور المسيح الد ّ‬
‫م‪ ،‬لذلك تجد‬
‫ما هو أه ّ‬
‫وطلوع الشمس من مغربها‪ ،‬إنّما هو ضرب من إضاعة الوقت والجهد وانصراف ع ّ‬
‫ن المطَّل ِع على دراسات العلماء‬
‫أن من النادر ورود ذكر هذه المواضيع على ألسنة علماء اليوم‪ .‬إ َّ‬
‫ن مواضيع الساعة كانت بالنسبة إليهم في غاية الهمية إلى درجة‬
‫المسلمين من السلف الصالح يجد أ ّ‬
‫أنهم قد ألَّفوا مجلدات خاصة بها لتدريسها وتبيان فتنها وأخطارها على المسلمين وعلى الدين واليمان‬
‫م وتُدََّر َ‬
‫س في مدارس الطفال حتى تستوعبها أجيال المسلمين‪.‬‬ ‫وأمروا أن تُعَ َّ‬
‫م َ‬

‫ن قراءة أخبار الساعة وما يتصل بها من مواضيع لها بالغ الثر في تصحيح سلوك الناس وتحسين‬ ‫إ ّ‬
‫ُ‬
‫ن البعد عن قراءتها والتفك ّر بها يُنسي على طول الزمن تلك الحقائق من الذهان‪،‬‬
‫أعمالهم‪ ،‬كما أ ّ‬
‫من ل علم عندهم‪ .‬وقد‬ ‫م َّ‬
‫صها في النفوس‪ ،‬فيقع الستبعاد لها والستخفاف بها‪ ،‬أو النكار لوقوعها ِ‬ ‫ويُقَل ِّ ُ‬
‫ن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعل ِّمهم هذا الدُّعاء كما‬ ‫روى مسلم في صحيحه عن ابن عبّاس أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م إنّي أعوذ ُ بك من عذاب جهن ّم‪ ،‬وأعوذ ُ بك من عذاب‬ ‫َ‬ ‫يُعل ِّمهم السورة من القرآن‪ ،‬يقول‪( :‬قولوا " الله ّ‬
‫ّ‬
‫ممات)‪.‬‬
‫حيا وال َ‬ ‫جال‪ ،‬وأعوذ ُ بك من فتنة ال َ‬
‫م ْ‬ ‫القبر‪ ،‬وأعوذ ُ بك من فتنة المسيح الد ّ‬

‫ن طاووسا ً وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس قال لبنه‪ " :‬أدَعَو َ‬
‫ت بها‬ ‫جاج‪ :‬بلغني أ ّ‬ ‫قال مسلم بن الح ّ‬
‫عد ْ صلتك "‪.‬‬
‫في صلتك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أ ِ‬

‫وروى مسلم في صحيحه‪ :‬عن أبي هريرة أيضا ً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪( :‬إذا تشهَّدَ‬
‫م إني أعوذ ُ بك من عذاب جهن َّم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة‬ ‫أحدكم فليستعِذ ْ بالله من أربع‪ ،‬يقول‪ :‬الله َّ‬
‫جال)‪.‬‬ ‫حيا والممات‪ ،‬ومن َ‬
‫شّرِ فتنة المسيح الد ّ‬ ‫م ْ‬
‫ال َ‬

‫وما هذا الهتمام العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدّعاء عمل ً وأمرا ً وتعليما ً إل ّ لما حواه من‬
‫التعوُّذ من عظائم المور والهوال الكائنة الحقيقية ول ريب‪ ،‬ولهذا جزم المام ابن حزم الظاهري‬
‫بفرضيّة قراءة هذا التعوُّذ بعد الفراغ من التشهُّد كما في كتابه (المحلّى) أخذا ً من ظاهر حديث أبي‬
‫هريرة رضي الله عنه‪.‬‬

‫مى (لوامع السرار البهيَّة)‪:‬‬ ‫س ّ‬


‫م َ‬
‫سفاريني في شرح منظومته في العقيدة السلمية ال ُ‬ ‫وقال العلّمة ال َّ‬
‫ث أحاديث الدّجال بين الولد والنساء والرجال‪ ،‬ول سيَّما في زماننا هذا الذي‬ ‫ل عالم أن يَب ُ َّ‬ ‫" ينبغي لك ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سن ّة فيه كالبدع شرع يُت ّبع‬ ‫سنَن‪ ،‬وصارت ال ُّ‬ ‫َ‬
‫اشرأبت فيه الفتن وكثَُرت فيه المحن‪ ،‬واندرست فيه معالم ال ُّ‬
‫"‪.‬‬

‫ساعة وعلماتها‬ ‫أشراط ال ّ‬


‫ما العلمات الكبرى فهي على الشكل التي‪:‬‬ ‫وأ ّ‬
‫جال‬‫حقيقة المسيح الد َّ ّ‬
‫جال‬
‫حمار الد ّ‬
‫ِ‬
‫جال‬
‫المعنى اللغوي للفظ الد ّ‬

‫ساعة وعلماتها‬
‫أشراط ال ّ‬
‫م علماؤنا من السلف الصالح علمات الساعة إلى قسمين‪ :‬علمات صغرى وعلمات كبرى‪،‬‬ ‫قَ َّ‬
‫س َ‬
‫والعلمات الصغرى كثيرة جدا ً منثورة في كتب الصحاح وإليك أخي القارئ بعضا ً منها‪:‬‬

‫•عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ل العلم‪ ،‬ويكثر الجهل‪ ،‬ويفشو الزنا‪ ،‬ويشرب الخمر‪ ،‬ويق َّ‬
‫ل‬ ‫ن من أشراط الساعة أن يق َّ‬ ‫(إ ّ‬
‫م الواحد)‪ [ .‬رواه البخاري ]‪.‬‬
‫ن لخمسين امرأة القي ِّ ُ‬
‫الرجال‪ ،‬ويكثر النساء‪ ،‬حتى يكو َ‬
‫ل العلم‪ :‬يُقصد به العلم الديني الحقيقي‪.‬‬ ‫وعبارة‪ :‬أن يق َّ‬
‫ل الرجال‪ ،‬ويكثر النساء‪ :‬من جراء الحروب العالمية التي حدثت بين أقوام‬ ‫وعبارة‪ :‬يق ّ‬
‫يأجوج ومأجوج في أوربا وآسيا منذ خمسين عاماً‪ ،‬حيث قضت على المليين من الرجال‪.‬‬

‫س‬
‫ن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪( :‬من أشراط الساعة أن يتباهى النا ُ‬‫•عن أنس أيضا ً أ ّ‬
‫في المساجد) أي يتباهون في عمارتها ونقشها وتزويقها‪ ،‬كما يحدث اليوم ونرى‪.‬‬

‫ث إذ جاء‬ ‫•عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ " :‬بينما النبي صلى الله عليه وسلم ي ُ َ‬
‫حدِّ ُ‬
‫مُر إلى غيرِ أهل ِه فانتظر الساعة)‪ [ .‬رواه‬
‫سد َ ال ْ‬
‫أعرابي فقال‪ :‬متى الساعة ؟ قال‪( :‬إذا وُ ِّ‬
‫البخاري )‪.‬‬

‫ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪( :‬ل تقوم‬ ‫•عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬أ ّ‬
‫مَّر بقبرِ الرجل فيقول‪ :‬يا ليتني مكانه)‪(.‬رواه البخاري)‪ .‬وذلك بسبب تكاليف‬‫الساعة حتى ي ُ َ‬
‫ب السرة والمسؤول عن النفاق‬ ‫الحياة والمعيشة وتعقيداتها‪ ،‬انطلقا ً من كون الرجل هو ر ُّ‬
‫عليها ورعايتها‪ ،‬وبسبب الفِتن الدُنيوية التي تشد ُّ الناس إليها بقوّة‪.‬‬

‫•عن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال‪ :‬ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ً فقال‪( :‬ذاك‬
‫ب العلم ونحن نقرأ القرآن ونُقرِئ ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ت‪ :‬يا رسول الله كيف يَذهَ ُ‬ ‫عند أوان ذهاب العلم‪ ،‬قل ُ‬
‫ت لراك من أفقه رجال المدينة‪،‬‬ ‫ن كن ُ‬‫مك يا زياد إ ْ‬ ‫أبناءنا إلى يوم القيامة ؟ قال‪ :‬ثَكِلَت َ‬
‫كأ ّ‬
‫ما فيه)‪.‬‬
‫م ّ‬
‫أوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والنجيل‪ ،‬ل يعملون بشيءٍ ِ‬

‫(إبن ماجة ـ كتاب الفتن)‬

‫•ابن ماجة والحاكم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عن الد ّ‬
‫جال‪:‬‬
‫ما يعيش الناس إذا كان ذلك ؟ قال‪:‬‬‫م َ‬
‫(يُصيب الناس في زمنه جفاف‪ ،‬فقيل يا رسول الله ف ِ‬
‫التسبيح والتكبير‪ ،‬يجري ذلك منهم مجرى الطعام)‪.‬‬

‫شُر الناس على‬‫•أبي هريرة رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪( :‬يُح َ‬
‫ثلث طرق‪ :‬راغبين وراهبين‪ ،‬اثنان على بعير‪ ،‬وثلثة على بعير‪ ،‬وأربعة على بعير‪ ،‬وعشرة‬
‫على بعير‪ ،‬ويُحشر بقيتهم النار‪ ،‬تُقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا‪ ،‬وتصبح‬
‫معهم حيث أصبحوا‪ ،‬وتُمسي معهم حيث أمسوا)‪ .‬ألفاظ هذا الحديث الشريف تتعلق‬
‫بأمرين الول اختراع وسائل نقل تتسع لكثر من راكب واحد وتكون بديل ً عن وسائل النقل‬
‫المعروفة قديما ً كالجمال والخيل‪ ،‬وفي هذا تأكيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫(ليتركن القلص فل يسعى إليها) أي الجمال فل يستعملنها‪ ،‬والمر الثاني يتعلق باختراع‬
‫ل من أشكال النار‪ ،‬وهي التي يجتمع عليها الناس في منازلهم‬ ‫ن الكهرباء شك ٌ‬ ‫الكهرباء ل ّ‬
‫ما جاء في علمات الساعة أيضا ً حديث‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وم‬ ‫اليوم‪،‬‬ ‫نشاهد‬ ‫كما‬ ‫والنهار‪،‬‬ ‫بالليل‬ ‫عملهم‬ ‫وأماكن‬
‫ن الدول الحديثة تستعين بأعداد كبيرة من‬ ‫ت النساء بالرجال والرجال بالنساء‪ ،‬وأ ّ‬ ‫شبَّهَ ِ‬
‫تَ َ‬
‫رجال الشرطة والمن السّري من أجل استتباب المن في بلدها كما نرى اليوم‪.‬‬

‫لك من علمات الساعة‪ :‬كثرة المغنّين والمطربين واهتمام الناس بالغناء والطرب والستمتاع إليه‬
‫والنشغال به وتعظيم أعلمه التَّشبُّه بهم وتقليدهم‪ ،‬ومن علماتها أيضاً‪ :‬إنشاء حدائق للحيوانات في بلد‬
‫معَت في‬‫ج ِ‬
‫شَرت} أي ُ‬‫ح ِ‬ ‫شتّى من أنحاء العالم‪ ،‬مصداقا ً لقوله تعالى في سورة التكوير‪{ :‬وإذا الوحو ُ‬
‫ش ُ‬ ‫َ‬
‫حدائق خاصة بها‪.‬‬

‫صحف والمجلّت بكثرة في أنحاء العالم‬


‫شَرت} إشارة إلى انتشار ال ُّ‬
‫ف نُ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫وقوله تعالى أيضاً‪{ :‬وإذا ال ُّ‬
‫ص ُ‬
‫كما نشاهد اليوم‪.‬‬

‫ت}‪ .‬وهنا إشارة إلى الصيحات والنداءات التي‬ ‫ب قُتِل َ ْ‬


‫يّ ذن ٍ‬ ‫موؤودة ُُ ُ‬
‫سئِلت‪ .‬بأ ِ‬ ‫وقوله تعالى أيضاً‪{ :‬وإذا ال َ‬
‫َ‬
‫مقَي ّدة بقيود الماضي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مكب ّلة وال ُ‬‫سوف يُطل ِقها أصحاب الفكر وأصحاب القلم من أجل تحرير المرأة ال ُ‬
‫ن قتلها معنوي وليس حقيقياً‪،‬‬ ‫موؤودة ُُ ُ‬
‫سئِلَت} ل َّ‬ ‫المليء بالجهل والتخلّف‪ ،‬لذلك قال الله تعالى‪{ :‬وإذا ال َ‬
‫ن الصل في سؤال القاتل وليس سؤال‬ ‫ولو كان قتلها حقيقيا ً لكان الله سأل قاتلها لماذا قَتَلها‪ ،‬ل ّ‬
‫المقتول إذا كان القتل حقيقيا ً مادّياً‪.‬‬

‫ما العلمات الكبرى فهي على الشكل التي‪:‬‬


‫وأ ّ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر‬ ‫سيْد ٍ الغفاري رضي الله عنه قال‪ :‬اطَّلَع النب ُّ‬ ‫ُ‬
‫عن حذيفة بن أ َ‬
‫فقال‪( :‬ما تَذاكَرون ؟ قالوا‪ :‬نَذ ْكُر الساعة‪ ،‬قال‪ :‬إنها لن تقوم حتى تََروا قَبْلَها ع َ ْ‬
‫شَر آيات‪ ،‬فذ َكَر الدُّخا َ‬
‫ن‪،‬‬
‫ف‪:‬‬
‫خسو ٍ‬ ‫ة ُ‬‫ج‪ ،‬وثلث َ‬ ‫ج ومأجو َ‬‫ل عيسى بن مريم‪ ،‬ويأجو َ‬ ‫ة وطلوع الّشمس من مغربها‪ ،‬ونزو َ‬ ‫ل‪ ،‬والدّاب َّ َ‬ ‫والد َّ ّ‬
‫جا َ‬
‫من‪ ،‬تَطُْردُ‬‫ج من الي َ َ‬
‫خُر ُ‬‫خُر ذلك ناٌر ت َ ْ‬
‫سف بجزيرة العرب‪ ،‬وآ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫سف بالمغرب‪ ،‬و َ‬
‫خ ْ‬
‫سف بالمشرق‪ ،‬و َ‬ ‫خ ْ‬
‫س إلى محشرهم)‪.‬‬
‫النا َ‬

‫(رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة)‬

‫ت‬
‫ت وعلما ٌ‬‫•قال الطيبي رحمه الله نقل ً عن الحافـظ بن حجر في فتـح الباري‪ " :‬هـذه أمارا ٌ‬
‫ما على حصولها وقيامها‪ ،‬فمن أمارات قربها‪ :‬الدَّجال‪ ،‬ونزول عيسى عليه السلم‪،‬‬ ‫للساعة إ ّ‬
‫ويأجوج ومأجوج‪ ،‬والخسف‪ ،‬ومن أمارات قيامها‪ :‬الدُّخان‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربها‪،‬‬
‫وخروج الدّابة‪ ،‬والنار التي تحشُر الناس "‪.‬‬

‫ن هذه اليات العشر علمات على قرب موعد الساعة واقتراب وقوعها‪ ،‬منها ما‬ ‫والحقيقة أ ّ‬
‫ظهر وشاهدناه عيانا ً كالدّخان‪ ،‬والد ّ ّ‬
‫جال والدّابة‪ ،‬ويأجوج ومأجوج ومنها ما يزال في عالم‬
‫ل شأنه‪.‬‬ ‫الغيب ل يعلم وقت ظهوره سوى الله ج ّ‬

‫فالدخان هو إشارة إلى ظهور صناعات جديدة ومعامل كبيرة ينطلق من أبراجها الدخان‬
‫بكثرة‪ ،‬وكذلك ظهور اختراعات حديثة تعتمد أساسا ً في تشغيلها على مواد ّ قابلة للشتعال‬
‫كالبترول والفحم الحجري ينتج عن احتراقها الدّخان أيضاً‪ .‬ويشير أيضا ً إلى تطوير القديمة‬
‫واختراع أسلحة جديدة ينتج الدّخان عن استعمالها‪ ،‬وآخر هذه السلحة الفتّاكة القنابل‬
‫الذّّرية‪ .‬فالدخان هو ميزة هذا العصر فلذلك يمكن تسمية عصرنا هذا بعصر الدخان‪.‬‬

‫مى اليوم بالستعمار أو الرجل البيض وسيأتي تفصيل ذلك لحقاً‪.‬‬ ‫•والد ّ ّ‬
‫جال‪ :‬هو ما يُس ّ‬

‫•والدّابّة‪ :‬هي وسائط النقل الحديثة كالطّائرات والقطارات والسيارات والبواخر التي حلَّت‬
‫بدل ً عن وسائل النقل القديمة مصداقا ً لقوله تعالى في سورة التكوير‪{ :‬وإذا العِشاُر‬
‫جمال وغيرها من الحيوانات في ركوبهم‬ ‫ت} أي استغناء الناس عن العتماد على ال ِ‬ ‫ع ُطِّل َ ْ‬
‫خلَقْنا‬
‫وسفرهم وتنقّلتهم‪ ،‬واستبدالها بمخترعات حديثة أقوى وأسرع‪ ،‬كما يقول تعالى {وَ َ‬
‫لَهُم م ِ‬
‫ن مثلِهِ ما يركبون}‬

‫< الكونية‪ .‬الحرب هذه قيام قبل يتعاظم والذي ومأجوج يأجوج بين الحاصل التقارب بسبب‬
‫ت وفي مفاجئ بشكل أي بغتة} {تأتيهم عنها‪ :‬فقال العزيز‬
‫وقيامها وقوعها الناس يستبعد وق ٍ‬
‫كتابه في تعالى ذكرها التي وهي ? الساعة>‬

‫حقيقة المسيح الدَّ ّ‬


‫جال‬
‫جال ذاكرا ً أهمية هذا الموضوع واهتمام علماء السلف الصالح بهذا المر نتيجة‬ ‫لقد بدأت حديثي عن الد ّ ّ‬
‫جال‪ ،‬ولنستمع معا ً إلى ما رواه نعيم والحاكم في المستدرك‬ ‫ّ ّ‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫بأمر‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫ي صلى الله‬ ‫اهتمام النب ِ ّ‬
‫جال‪:‬‬‫ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في فتنة الد ّ‬ ‫عن ابن مسعود رضي الله عنه أ ّ‬
‫خلْفكُم‪ ،‬وَل ِيُحدِّث ال َ‬
‫خُر‬ ‫من َ‬ ‫ُ‬
‫دّثوا به َ‬
‫ح ِ‬
‫(إنّما أحدِّثُكم هذا ل ِتعقلوه‪ ،‬وتفهموه‪ ،‬وتفقهوه‪ ،‬وتَعوه فاعملوا عليه‪ ،‬و َ‬
‫ه من أشدِّ الفِتَن)‪.‬‬ ‫خَر فإن َّ ُ‬
‫ال َ‬

‫وروى عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬قال رسول الله‬
‫جال) صحيح مسلم ـ وجاء‬‫صلى الله عليه وسلم‪( :‬ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الد ّ‬
‫في تفسير هذا الحديث في صحيح مسلم‪ :‬المراد‪ :‬ليس هنالك أكبر فتنة منه‪.‬‬

‫ل الله صلى الله‬ ‫خطَبَنا رسو ُ‬ ‫ة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪َ :‬‬ ‫سفين َ‬‫•وعن َ‬
‫ه ]‪ .‬لهذا كان اهتمام‬ ‫مت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫جال‬ ‫الد‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ح‬ ‫قد‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫قبلي‬ ‫ٌ‬
‫ي‬ ‫نب‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أل‬ ‫[‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬
‫ّ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬
‫جال‬
‫ّ‬ ‫الد‬ ‫سيرى‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫اعتقد‬ ‫أكثرهم‬ ‫أن‬ ‫لدرجة‬ ‫ً‬ ‫شديدا‬ ‫المر‬ ‫بهذا‬ ‫عليهم‬ ‫الله‬ ‫رضوان‬ ‫الصحابة‬
‫ي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أو في زمن أصحابه الخلفاء الراشدين من بعده‪.‬‬
‫في حياة النب ّ‬

‫جال كثيرة جدا ً إل ّ أنّه يمكننا الستشهاد بأه ّ‬


‫مها‬ ‫ن الروايات والحاديث المتضمنة أخبار الد ّ‬
‫وفي الواقع فإ ّ‬
‫ل على القارئ فهمه ومعرفة‬ ‫سه ُ‬ ‫وأكثرها وضوحا ً لكي نتمكّن من تبسيط الموضوع وتقديمه بشكل ي َ ْ‬
‫حقائقه المخفيَّة‪.‬‬

‫•عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال‪ :‬ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الد ّ‬
‫جال‬
‫ض فيه وََرفَّعَ‪ ،‬حتى ظَنَنّاه في طائفة النخل‪ ،‬فانصرفنا من عند رسول الله‬ ‫خفَّ َ‬ ‫ذات غداةٍ فَ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم ثم رحنا إليه‪ ،‬فعرف ذلك فينا فقال‪( :‬ما شأنكم ؟ فقلنا يا رسول‬
‫َ‬
‫ت حتى ظننّاه في طائفة النخل‪ .‬فقال‪ :‬غيُر‬ ‫خفَّض َ‬
‫ت فيه ورفّع َ‬ ‫جال غداة ً ف َ‬ ‫ت الد ّ‬ ‫الله ذكر َ‬
‫ت فيكم‬‫ج ولس ُ‬ ‫ن يخر ْ‬ ‫ج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم‪ ،‬وإ ْ‬‫جال أخوَفُني عليكم إن يخر ْ‬ ‫الد ّ‬
‫ل مسلم‪ .‬فمن أدركه منكم فليقرأ فواتح سورة‬ ‫سه‪ ،‬والله خليفتي على ك ّ‬ ‫ج نَفْ ِ‬‫فامرؤ حجي ُ‬
‫الكهف‪ ،‬إنه خارج َ‬
‫ة بين الشام والعراق‪ ،‬فعاث يمينا ً وعاث شمالً‪ ،‬يا عباد الله فاثبتوا‪،‬‬ ‫خل ّ ً‬
‫ٌ َ‬
‫شهر ‪،‬‬ ‫مك َ‬‫سنةٍ ويو ٌ‬ ‫َ‬
‫مك َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول الله ‪ /‬وما لبْثُه في الرض ؟ فقال‪ :‬أربعون يوما‪ ،‬يو ٌ‬
‫مهِ كأيّامكم‪ .‬قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه‬ ‫جمعةٍ وسائُر أيا ِ‬ ‫مك ُ‬
‫ويو ٌ‬
‫صلة يوم ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬اقدروا له قدره‪ .‬قلنا‪ :‬يا رسول الله وما إسراعه في الرض ؟ قال‪:‬‬
‫كالغيث استدبرته الريح‪ .‬فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له‪ ،‬فيأمر‬
‫السماء فتمطر‪ ،‬والرض فتنبت‪ ،‬فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرىً‪ ،‬واسبغه‬
‫ضروعاً‪ ،‬وأمده خواصر‪ ،‬ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله‪ ،‬فينصرف عنهم‪،‬‬
‫فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم‪ ،‬ويمر بالخربة فيقول لها‪ :‬أخرجي‬
‫كنوزك‪ ،‬فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل‪ ،‬ثم يدعو رجل ً شابا ً ممتلئا ً شباباً‪ ،‬فيضربه بالسيف‬
‫فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك)‪.‬‬

‫إذا درسنا هذا الحديث الشريف دراسة موضوعية نخرج بالنتائج التالية‪:‬‬

‫•أولً‪ :‬كل من استمع إلى هذا الحديث من رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم اعتقد أن‬
‫الدجال قريب منهم يسكن بساتين النخيل في المدينة المنورة‪ ،‬وذلك بسبب الشروح‬
‫منها الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم أوصاف الدجال وأحواله‬‫المتكررة التي ض َّ‬
‫واقتراب موعد ظهوره وخروجه‪.‬‬

‫•ثانياً‪ :‬عند ظهور الدجال وخروجه وحلوله في بلد المسلمين‪ ،‬سينشأ بينه وبين المسلمين‬
‫جدال ونقاش حول أمر يدعو له ويعمل من أجله بقوة‪ .‬لذلك قال النبي صلى اللـه عليه‬
‫وسلم‪( :‬إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم)‪.‬‬

‫•ثالثاً‪ :‬يصفه الرسول صلى اللـه عليه وسلم‪ :‬أنه شاب قطط أي شعره أجعد جعودة‬
‫مكروهة‪ .‬وعينه اليمين طافئة أو ممسوحة أي ذهب نورها‪.‬‬

‫•رابعاً‪ :‬أمرنا النبي صلى اللـه عليه وسلم حين مشاهدته وإدراكه أن نقرأ عليه فواتح سورة‬
‫الكهف وفواتح سورة الكهف هي‪( :‬وينذر الذين قالوا اتخذ اللـه ولدا ً ما لهم به من علم ٍ ول‬
‫ة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذبا) كي يعلم الدجال صدق القرآن‬ ‫لبائهم كبرت كلم ً‬
‫المجيد في معلوماته وأخباره الغيبية التي تتعلق بمستقبل البشرية والمتعلقة أيضا ً بحقائق‬
‫خروج المسيح الدجال ونهايته‪.‬‬

‫•خامساً‪ :‬يخبرنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم‪ :‬أن الدجال حين يخرج من مكمنه‬
‫ينزل في بلد الشام والعراق‪ :‬أي يغزوها ويحتلها وهذا ما حدث بعد الحرب العالمية الولى‬
‫حين زحفت جحافل الغرب على البلد العربية في المشرق والمغرب‪.‬‬

‫•سادساً‪ :‬يصف الرسول الكريم صلى الـه عليه وسلم سرعة الدجال في سفره وانتقاله‬
‫بأنها تعادل سرعة الريح وهذا الوصف إشارة إلى استعماله وسائط نقل سريعة وقوية‬
‫يستغني بها عن وسائط النقل القديمة المعروفة‪.‬‬

‫•سابعاً‪ :‬ويصفه أيضا ً أن لديه إمكانيات ووسائل تمكنه من إنزال المطر وزراعة الرض‬
‫زراعة جيدة وإنبات محاصيل ذات مواصفات جيدة أيضا ً وأنه نتيجة اعتماده على وسائل‬
‫متقدمة ومتطورة في مجال الري والزراعة وتربية الحيوانات الداجنة سينعم بخيرات ل‬
‫حدود لها‪ ،‬وهذا المر ذكُر في روايات أخرى بأن الدجال حينما يخرج‪ ،‬يخرج معه جبال من‬
‫خبز وجبال من فواكه وجبال من الخضرة وجبال من ثريد‪ ،‬أي تتبعه خيرات الرض يتصرف‬
‫بها حسب أهوائه‪.‬‬

‫•ثامناً‪ :‬ثم يخبرنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم‪ :‬أن البلد والشعوب التي تقاطعه‬
‫وتخالفه وتقطع صلته به‪ :‬تُمهل بلدها فيصبحون ليس بأيديهم شيء من أموالهم وخيراتهم‬
‫وهذا إشارة إلى الحصار القتصادي الذي يقيمه الدجال ضد الدول التي تختلف معه بنظام‬
‫حكمها وبآرائها السياسية ومواقفها الدولية‪ ،‬ولن خيرات الرض بيديه يتصرف بها حسب‬
‫أهوائه وميوله الستعمارية‪.‬‬

‫•تاسعاً‪ :‬يُعلمنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم‪ :‬أن الدجال لديه إمكانات تساعده في‬
‫استخراج كنوز الرض وخيراتها من الذهب والمعادن الخرى والبترول‪ ،‬يقول عليه السلم‪:‬‬
‫(يمر بالخربة فيقول لها‪ :‬أخرجي كنوزك)‪ .‬وأن الدجال هو أكثر الناس فائدة من استخراج‬
‫هذه الكنوز وأنه يحملها إلى بلده لينعم بخيراتها ويستفيد لوحده منها‪ ،‬وإن هذه الراضي‬
‫المليئة بالخيرات والكنوز تكون مهملة من قبل أصحابها الحقيقيين بسبب جهلهم وتخلفهم‬
‫العلمي‪.‬‬

‫•عاشراً‪ :‬ثم يصور لنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم صورة حقيقية عن تقدم‬
‫الدجال في مجال الطب لدرجة أنه يقوم بإجراء عمليات جراحية يكون النسان خللها‬
‫كالميت تماما ً وبعد انتهاء العملية ونجاحها يعود النسان أكثر حيوية وأكثر نشاطا ً وقوة‪( .‬ثم‬
‫يدعو رجل ً شاباً‪ ،‬فيضربه بالسيف فيقطعه‪ ،‬ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك)‪.‬‬

‫وجاء في حديث تميم الداري أنه رأى الدجال مقيدا ً بالسلسل في دير أو كنيسة في جزيرة‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫(فانطلقنا سراعا ً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ً وأشدَّه وثاقا ً مجموعة يداه إلى‬
‫عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد)‪ .‬هذه الصورة عن حال الدجال التي صورها الرسول الكريم صلى‬
‫اللـه عليه وسلم تدل على واقع الدجال قبل خروجه من جزيرته حيث أنه يقع تحت تأثير الكنيسة ومكبل‬
‫بأغللها وأنه حينما ينطلق ويخرج يعمل من أجل نشر تعاليمها و بِوَحيها‪.‬‬

‫ي صلى الله عليه وسلم‪( :‬فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه) وقال عليه السلم أيضاً‪:‬‬ ‫لذلك قال النب ُّ‬
‫جال يُنذره فيه بسوء العاقبة وتدمير‬ ‫من إنذارا ً من الله إلى الد ّ‬ ‫(فاقرأ عليه فواتح سورة الكهف) التي تتض َّ‬
‫شيَّداته العظيمة إذا استمّر بدعوته إلى عبادة المخلوق عيسى بن مريم عليه السلم‪( .‬وَيُنذَِر‬ ‫م َ‬
‫حضارته و ُ‬
‫ص من الناس‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫في‬ ‫ج‬ ‫خر‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫قال‪:‬‬ ‫جال‬ ‫الد‬ ‫عن‬ ‫د‬ ‫سي‬ ‫الذين قالوا اتَّخذ الله ولدا) وفي حديث حذيفة بن أ ُ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي فَْروَة الكَبْش)‪.‬‬ ‫ل منهل وتطوى له الرض ط َّ‬ ‫خفَّةٍ من الدّين‪ ،‬وسوءِ ذات بَيْن‪ ،‬فَيَرد ُ ك َّ‬
‫و ِ‬

‫جال‬ ‫ن الد ّ‬
‫جال من جزيرته وكنيسته وأ ّ‬
‫هذا الحديث فيه إشارة إلى سوء أحوال المسلمين يوم خروج الد ّ‬
‫يسوح في الرض فل يترك شبرا ً منها إل ّ وصل إليه وعايَنَه عدا مكّة والمدينة فل يستطيع دخولهما‪( .‬يَرِدُ‬
‫حَّرمهما الله تعالى عليه) فل يدخلهما‪.‬‬ ‫ل إل ّ المدينة ومكّة َ‬ ‫ك َّ‬
‫منْهَ ٍ‬
‫ل ماءٍ و َ‬

‫وفي حديث أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫جال وإنّه مكتوب بين عينيه كافر‬ ‫م من فتنةِ الد ّ‬ ‫ة آدم أعظ َ َ‬ ‫منْذ ُ ذََرأ َ الله ذُّري ّ َ‬
‫ة في الرض ُ‬ ‫(إنَّه لم تكن فِتن ٌ‬
‫ه نار)‪ .‬وفي هذا‬‫ة‪ ،‬وجنَّت ُُ‬
‫جن َّ ٌ‬ ‫فناره‬ ‫‪.‬‬‫ً‬ ‫ونارا‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫جن‬ ‫معه‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫فتنته‬ ‫من‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫وإ‬ ‫كاتب‪،‬‬ ‫غير‬ ‫أو‬ ‫ب‬ ‫كات‬ ‫ن‬ ‫يقرأُه ُ ك ُّ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ل مؤم ٍ‬
‫جال يسوح في‬ ‫ن الد ّ‬
‫حنا كيف أ ّ‬ ‫ض ْ‬ ‫إشارة إلى كمالياته ومغرياته الدنيوية‪ .‬في حديث حذيفة السابق و َّ‬
‫ي صلى الله عليه‬ ‫الرض من أجل نشر دينه وعقيدته والتبشير بهما‪ ،‬لكن هنالك إشارة خفيّة ذكرها النب ُّ‬
‫َ‬
‫سّريَّة لموارد الرزق وكنوز الرض وخيراتها المتواجدة في تلك البلد التي يزورها‬ ‫وسلم تتعل ّق بدراسته ال ِ‬
‫منْهَل)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ويقصدها‪( ،‬يَرِد ُ ك ّ‬
‫ل ماءٍ و َ‬
‫َ‬
‫جال وأنّه لم تكن مثلها فتنة منذ أن خلق‬ ‫وفي حديث الباهلي رضي الله عنه الذي أك ّد َ فيه عظمة فتنة الد َ‬
‫ل رسول للبشر وأنّه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كاتب وغير كاتب‪ .‬في هذا الحديث‬ ‫م أوّ َ‬
‫ه آد َ‬
‫الل ُ‬
‫جال وبيان خطئه بِدعوته‬ ‫ي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أنّه بالرغم من وضوح كفر الد ّ‬ ‫ضح النب ُّ‬ ‫الشريف و َّ‬
‫ن‬‫ب والله‪ ،‬مع هذا الوضوح في دعوته الباطلة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫الناس إلى اليمان والعتقاد بالمسيح على أنّه الر ُّ‬
‫ن دعوة‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫اليقين‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫عل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫يعل‬ ‫منهم‬ ‫ِم‬ ‫ّ‬ ‫المتعل‬ ‫وغير‬ ‫ِم‬ ‫ّ‬ ‫متعل‬‫المسلمين ل يمكن أن ينخدعوا بمثل هذا الكلم فال ُ‬
‫جال باطلة وكُفره ظاهٌر للجميع كأنه مكتوب على جبينه ومطبوع عليه‪ ،‬مع هذا فقد أكْبََر النبي صلى‬ ‫الد ّ‬
‫مموهة وكذلك ل ِما‬ ‫ل واللعيب ال ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫الله عليه وسلم فتنة الدجال وع َظ َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫حي‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ها‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫و‬ ‫جال‬ ‫ّ‬ ‫الد‬ ‫يملك‬ ‫ِما‬ ‫ل‬ ‫مها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وتفوق علمي في كل مجالت الحياة المدنية‬ ‫ّ‬ ‫يملك من إمكانات وخيرات وكنوز ومخترعات حديثة‬
‫ما يساعده على إقناع الشعوب وكافّة الناس بالخذ بِفكرهِ ومعتقداتهِ والوقوف إلى جانبه‬ ‫م ّ‬
‫والعسكرية ِ‬
‫والستعانة بعلومه ونظرياته ومخترعاته والعتماد على مساعداته المادية في كل مجالت الحياة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم من أن تتأثَّر أ َّ‬
‫متُه بهذه الحضارة المزيّفة التي يدعو إليها‬ ‫من هنا جاء خوف النب ِ ّ‬
‫حوَج ما تكون إلى تلك المساعدات‬ ‫ة أنها تكون في تلك اليام أ ْ‬‫ل ويعمل من أجلها‪ ،‬خاص ً‬ ‫جا ُ‬
‫الد ّ‬
‫والمخترعات والتجهيزات المتطوِّرة وبحاجة أكثر إلى علومه المتقدمة في كل مجالت الحياة العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬نظرا ً ل ِتفكُّكِها وتراجعها عن ركب الحضارة بسبب انشغالها بتوافه المور وافتقارها إلى علماء‬
‫حقيقيين في شتّى العلوم الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫م يذكر الباهلي رضي الله عنه‪:‬‬ ‫ث ّ‬


‫جال يأتي بسبعين ألف من اليهود يحملون أسلحتهم وسيوفهم) وفي هذا الكلم إشارة إلى‬ ‫ّ‬ ‫الد‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫(أ ّ‬
‫جال لليهود واعتمادهم عليه في العودة إلى فلسطين وطنهم المزعوم واستعمارها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬ ‫مساعدة‬

‫جال‬
‫حمار الد ّ‬
‫ِ‬
‫جال نستخلص منها التي‪:‬‬ ‫من خلل الحاديث الشريفة التي تض َّ‬
‫منت وصف حمار الد ّ‬

‫•أولً‪ :‬في حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه‪ ،‬عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم جاء وصف الحمار على الشكل التي‪:‬‬
‫سحاب بيمينه‬‫ل أذن من أُذنيه ثلثون ذراعا ً يتناول ال َّ‬ ‫ل ك ِّ‬
‫جال حمار أقمر طو ُ‬
‫(تحت الد ّ‬
‫مال‪.‬‬‫ويسبق الشمس إلى مغربها) كنز الع ّ‬
‫جال في آخر‬ ‫في هذا الحديث إشارة واضحة إلى الطائرة التي هي من مخترعات الد ّ‬
‫ضي‪ ،‬وهذا هو لون الطائرة وأُذناه الطويلتان هما جناحا‬ ‫الزمان‪ ،‬فلفظ حمار أقمر أي لونه ف ّ‬
‫الطائرة‪ ،‬وما تبقّى من ألفاظ الحديث ل ينطبق إل ّ على الطائرة‪ .‬لنّه ل يسبق الشم َ‬
‫س إلى‬
‫مغربها إل الطائرة‪.‬‬

‫•ثانياً‪ :‬وروى أبو نعيم عن أبي حذيفة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫جال‪ :‬يخوض البحَر ل يبلغ حقويه وإحدى يديه أطول من الخرى‪ ،‬فيبلغ‬ ‫قال‪( :‬يصف حماَر الد ّ‬
‫قعره فيخرج الحيتان ما يريد)‪ .‬وهذا الحديث يُشير إلى اختراع البواخر العملقة منها ما هو‬
‫صص لنقل البضائع وشحنها‪ ،‬وهذا النوع مزوَّد بروافع‬ ‫مخ َّ‬
‫صص لصيد الحيتان ومنها ما هو ُ‬ ‫خ َّ‬
‫م َ‬
‫ُ‬
‫م تفريغها منها‪ .‬والبواخر هي وسيلة النقل التي‬ ‫آلية من أجل تحميل البضائع إلى السفينة ث ّ‬
‫ن صوتها يصل إلى‬ ‫صفَت بأ ّ‬
‫ل من جزيرته إلى شتّى أنحاء العالم‪ ،‬وقد وُ ِ‬ ‫جا ُ‬
‫خرج بها الد ّ‬
‫الخافقين من شدّته ويخرج الدخان من خلفه‪.‬‬

‫جال ينطبق على القطارات التي كانت تعتمد في سيرها على‬ ‫•ثالثاً‪ :‬الوصف الخير لحمار الد ّ‬
‫جال يعتمد عليها في‬ ‫الفحم الحجري‪ ،‬وهي وسيلة النقل البرية الساسية التي كان الد ّ‬
‫تنقُّلته البرية الداخلية في البلد التي وصل إليها واستعمرها‪ ،‬يقول الرسول الكريم صلى‬
‫الله عليه وسلم عن هذا الحمار‪( :‬يأكل الحجارة ـ أي الفحم الحجري ـ ويسبقه جبل من‬
‫دخان ـ أي يخرج دُخانه الكثيف من مقدمته ـ ويركب الناس في جوفه ـ أي بداخله ـ وليس‬
‫على ظهره)‪ .‬وهذا مصداق قوله تعالى في سورة التكوير‪( :‬وإذا العِشاُر ع ُط ِّلَت) أي أن في‬
‫جال وزمن عودة اليهود إلى فلسطين يستغني النسان عن‬ ‫آخر الزمن زمن خروج الد ّ‬
‫ركوب واستعمال الجمال بسبب اختراع وسائل نقل أقوى وأسرع‪.‬‬

‫جال‬
‫المعنى اللغوي للفظ الد ّ‬
‫وردت في معاجم اللغة العربية المعاني التالية‪:‬‬

‫جال ً لنّه يغطي الحقَّ بالباطل‪ ،‬أو‬‫مي الكذاب د ّ‬


‫س ّ‬
‫جل والتغطية‪ ،‬و ُ‬
‫جال‪ :‬الكذ ّاب‪ ،‬من الد َ َ‬ ‫•الد ّ‬
‫َ‬
‫جل إذا ساح في‬ ‫ً‬
‫جال من د َ َ‬
‫مي د ّ‬
‫س ّ‬
‫جال يُلبس على الناس ويموّه لهم‪ ،‬وقيل ُ‬ ‫مموِّه‪ ،‬فالد ّ‬
‫هو ال ُ‬
‫الرض‪.‬‬

‫مي مسيحا ً لحد وجهين أولهما‪:‬‬ ‫س ّ‬


‫جال فإنّما ُ‬
‫ما المسيح الد ّ‬
‫وجاء في التفسير الكبير‪ " :‬وأ ّ‬
‫لنّه ممسوح العين اليمنى‪ ،‬وثانيهما‪ :‬لنّه يمسح الرض‪ ،‬أي يقطعها في زمن قصير‪ ،‬لهذا‬
‫جال ً من قوله‪ :‬د َ َ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫مي د ّ‬
‫س ّ‬
‫جال لضربه في الرض وقطعه أكثر نواحيها وقيل ُ‬ ‫قيل له‪ :‬د ّ‬
‫موَّه ولبَّس "‪.‬‬ ‫الرج ُ‬
‫ل إذا َ‬

‫جال بالتشديد للرفقة العظيمة تغطّي الرض بكثرة أهلها‪.‬‬‫•وجاء في أقرب الموارد مادّة الد ّ‬
‫جال‪ :‬الرفقة العظيمة تحمل المتاع للتجارة‪.‬‬ ‫وقيل الد ّ‬

‫جال‪ :‬الخلق‪ :‬أي الناس‬ ‫•وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬أ ّ‬
‫ن معنى الد ّ‬
‫جال)‬
‫قال عليه السلم‪( :‬ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبر من الد ّ‬

‫( صحيح مسلم )‬

‫•وجاء في المنجد‪ :‬الخلق‪ :‬الناس‪.‬‬

‫•وجاء في كتاب تعطير النام في تعبير المنام للشيخ المام عبد الغني النابلسي رحمه الله‬
‫جال التي رآها‬
‫في معنى رؤية الشاب في المنام إذا كان شعره جعد كما هي صورة الد ّ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم في المنام كما ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يلي‪:‬‬ ‫النب ُّ‬
‫رؤية الشاب في المنام هي‪ :‬ع َدوٌّ وإذا كان الشاب أبيض فهو ع َدوٌّ مستوٌر والشاب أيضاً‬
‫مكر والخديعة و هو عدوٌّ مكروه‪.‬‬ ‫يرمز إلى ال َ‬
‫والشعر الجعد يرمز إلى‪ :‬العِّز والرياسة والسيادة واجتماع المور‪.‬‬

‫جال من أنّه‬ ‫فاعتمادا ً على هذا التأويل واعتمادا ً على ما جاء في معاجم اللغة العربية حول معنى الد ّ‬
‫مموِّه الذي يسيح في الرض وأنّه الرفقة العظيمة التي تُغطّي الرض بكثرة أهلها‪ ،‬واعتماداً‬ ‫الكذ ّاب ال ُ‬
‫جال والتي‬ ‫صادق المين محمد صلى الله عليه وسلم لحوال الد ّ‬ ‫على الوصاف التي وردت على لسان ال ّ‬
‫ص هو‬ ‫جال بشكل عام هو شعوب أوربا الغربية وبشكل خا ّ‬ ‫سبق شرحها‪ ،‬نستنتج من ذلك كلّه أن الد ّ‬
‫َ‬
‫سكّان الجزر البريطانية الذين خرجوا من بلدهم بعد عصر الكتشافات الجغرافية الذي بَدَأه المير هنري‬
‫ابن ملك البرتغال‪ ،‬وساحوا في الرض يكتشفونها‪ ،‬ويبحثون عن خيراتها‪ ،‬ويستعمرونها‪ ،‬وقد وَّزعوا‬
‫ن‬
‫ّ‬ ‫وأ‬ ‫ن المسيح ابن الله‬ ‫ل أنحاء الرض لتدعو إلى عبادة المخلوق وَلتُشيع أ ّ‬ ‫الرساليّات التبشيرية في ك ّ‬
‫لله ولدا ً هو عيسى ابن مريم‪.‬‬

‫والله سبحانه وتعالى يقول‪:‬‬

‫(مريم ‪)88 :‬‬

‫جال في الرض جاء النذار اللهي في فواتح سورة الكهف‬ ‫ومن أجل هذه الدعوة الباطلة التي يُشيعها الد ّ‬
‫جال إذا استمّر على هذه الدعوة الباطلة مستعمل ً أساليب المكر والتمويه فإ ّ‬
‫ن عذاب الله‬ ‫ن الد ّ‬
‫بأ ّ‬
‫ينتظره‪ ،‬يقول تعالى‪:‬‬

‫(الكهف ‪)4 :‬‬

‫صعيداً‬ ‫ة لها ل ِنَبلُوهُ َ‬


‫ن ما عليها ّ‬ ‫ن عملً‪ .‬إنّا لَجاعلو َ‬‫س ُ‬‫م أح َ‬ ‫م أيُّهُ ْ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫جعَلْنا ما على الرض زين ً‬ ‫ثم يقول تعالى‪{ :‬إنّا َ‬
‫جُزراً}‪.‬‬‫ُ‬
‫ّ‬
‫ن سكان‬ ‫جال الذي يرمز إلى شعوب أوربا الغربية بما فيها إنكلترا وأمريكا ل ّ‬ ‫فالعذاب الذي ينتظر الد ّ‬
‫أمريكا هم بالصل من شعوب أوربا الغربية‪ ،‬وهؤلء جميعا ً ينتمون إلى أقوام يأجوج ومأجوج أيضا ً الذي‬
‫جال‬‫أخبََرنا الله تعالى عن قيام حرب بينهم في آخر الزمان زمن عودة اليهود إلى فلسطين بمساعدة الد ّ‬
‫ن هذه الحرب ل مثيل لها‪ ،‬ولم تشهد البشرية قديماً‪ ،‬ولن تشهد‬ ‫ـ أي النكليز ـ وشعوب أوربا الغربية‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن من نتائج هذه الحرب الكونية أن يُقضى على حضارة شعوب أوربا‬ ‫حديثا ً ما يُشبِهها أو ما يُماثِلها‪ ،‬وأ ّ‬
‫وأمريكا‪ ،‬وأنّه نتيجة استعمال السلحة الذّرية ستفقد الرض خصوبتها وتمتنع عن إنبات أية نبتة بسبب‬
‫جزراً} أي‬ ‫صعيدا ً ُ‬
‫علون ما عليها ّ‬ ‫تلوّثها بالشعاع الذّري‪ ،‬وهذا ما تُشير إليه الية الكريمة الخيرة {وإنّا لَجا ِ‬
‫ن التراب سيمتنع عن إنبات النبات‬ ‫جال الحضارية ستتحوَّل إلى تراب مقطع‪ ،‬وأ ّ‬ ‫أن جميع منشآت الد ّ‬
‫ويصبح جافا ً ل حياة فيه‪.‬‬

‫جال وأقوام يأجوج ومأجوج وذِكرهم بما اشتُهروا به وكان‬


‫واستمع معي إلى تحديد وصف شعوب الد ّ‬
‫ة بهم‪ ،‬يقول تعالى في سورة طه‪:‬‬
‫ص ً‬
‫ة خا ّ‬
‫علم ً‬

‫(طه‪)102:‬‬
‫جال هو من ساعد‬‫فكلمة ُزرقا ً تشير إلى أنهم أصحاب العيون الزرق وهم أهل أوربا وأمريكا‪ ،‬إذن فالد ّ‬
‫جال هو من اخترع وسائل نقل جديدة تسابق الريح في‬ ‫اليهود على استعمار فلسطين واغتصابها‪ ،‬والد ّ‬
‫سرعتها وتُخرِج من خلفها الدخان وصوتها يصل إلى الخافقين من قوّته‪ ،‬والناس يركبون في جوفها‪،‬‬
‫وهي تتَّسع لكثر من راكب‪ ،‬ويمكن أن يركب فيها أكثر من عشرة أشخاص‪ ..‬وهي تطير في السماء‪،‬‬
‫س إلى مغربها‪ ،‬وتغوص في البحار وتصطاد الحيتان‪ ،‬ومنها ما يتغذ ّى على الفحم الحجري‬ ‫وتسبق الشم َ‬
‫أي القطارات التي تعمل بالقوّة البخارية‪.‬‬

‫جال هو الذي يستخرج كنوز الرض ويسرقها ثم ينقلها إلى بلده لينعم بها وحده ويحرم منها أصحابها‬ ‫والد ّ‬
‫الحقيقيين من الشعوب المغلوبة على أمرها‪ ،‬وهو الذي يغزو بلد الشام والعراق فيعيث فيها يميناً‬
‫خر شعوبها‬ ‫ويساراً‪ ،‬وهو الذي يستعمر أكثر بلد العالم ليستفيد من خيراتها ومواردها وأرزاقها‪ ،‬ويُس ِّ‬
‫لخدمته وخدمة أهدافه اللإنسانية !‪..‬‬

‫جال الذي‬‫ميه اليوم اصطلحا ً بالستعمار‪ ،‬نعم إنه هو الستعمار الد ّ‬ ‫أل ينطبق هذا الوصف على ما نُس ّ‬
‫حذََّرنا منه نبيُّنا محمد عليه الصلة والسلم قبل أربعة عشر قرنا ً من اليوم‪ ،‬ونَبَّهَنا إلى فتنته ومكائده‬
‫َ‬
‫ن خرج ولست فيكم‬ ‫ن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه وإ ْ‬ ‫وأحابيله الماكرة‪ ،‬وقال صلى الله عليه وسلم‪( :‬إ ْ‬
‫جال يدعو إلى دعوة باطلة‪ ،‬وعلى المسلمين جميعهم أن يردّوا عليه دعوته‬ ‫ن الد ّ‬
‫فامرؤ حجيج نفسه) ل ّ‬
‫جة والدليل والبرهان مصداقا ً لقوله تعالى‪:‬‬
‫بالح ّ‬

‫(البقرة ‪)111 :‬‬

‫صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم عليه أفضل الصلة والتسليم‪.‬‬

You might also like