Professional Documents
Culture Documents
التفسير العلمي.. الدلالات العلمية لبعض الألفاظ القرآنية
التفسير العلمي.. الدلالات العلمية لبعض الألفاظ القرآنية
في هذا البحث نقدم نماذج من ألفاظ القرآن الكريم ،التي تكشف لنا ،دللة علمية ،تتوافق تماما مع ما جاء
ببه العلم الحديبث .وسبيتبين لنبا ،إن ال تعالى ،لم يأتِب بلفبظ؛ إل ليؤدى ملحظبا بيانيبا معجزا ،ويكون ذلك
جنببا إلى جنبب ،مبع الدللة العلميبة العميقبة ،والتبي تتوافبق تمامبا ،مبع الحقائق العلميبة الحديثبة ،التبي لم
تكتشف؛ إل منذ عقود قليلة.
•المثال الول :لقبد ذكبر القران الكريبم إنكدار النجوم ،وطمسبها .وبيبن النكدار والطمبس فرق
دقيبق .فالنكدار مرحلة فبي الطريبق إلى الطمبس .وكأنبه – سببحانه -يأخبذ بيبد البشريبة
برفبق؛ ليهديهبم إلى معرفبة الكون ،ومبا خلق فيبه مبن شيبء ،معرفبة تهديهبم إليبه سببحانه
وتعالى.
•المثال الثانبي :تحبد ث الخببير العليبم عبن طحبو الرض ودحوهبا ،وهبو مثال آخبر؛ نببين ببه
الفرق الدقيق الذي يقودنا إلى فهم دقيق؛ لكيفية خلق الرض ،والخطوات التي اخذت ها عملية
الخلق من كلمة كن ،حتى تكون.
جعُونَ"س ْبحَانَ اّلذِي ِب َيدِهِ مََلكُوتُ كُلّ شَيْءٍ وَإَِليْهِ ُت ْر َ
ن َفيَكُون * فَ ُ
ش ْيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ ُك ْ
"ِإ ّنمَا َأ ْمرُهُ ِإذَا َأرَادَ َ
( 36يس) 82،83/
ويجب هنا أن نقول شيئا عن معنبى " كن فيكون" .هذا التعبير يعنبي عند البشبر انعدام الزمن ،عندمبا يريد
ال سبببحانه وتعالى فعببل شيببء .وهذا بالطبببع صببحيح ،فال – سبببحانه -قادر علي كببل شيببء .إل أن
المعنبى الفضبل ،هبو :انبه -سببحانه وتعالى -عندمبا يريبد أن يعمبل شيئا ،يأمره ؛ بأن يكون فبي الزمان،
والمكان ،والحال ،التي احتواها المر اللهي .فال تعالى خلق السموات ،والرض ،في ستة أيام ،بكلمة
كبن؛ فكانبت فبي الزمان ،والمكان ،والكيفيبة ،التبي أمرهبا (أو أوحبى لهبا) ال ،أن تكون عليهبا .وال تعالى
غ ْيرِ ُمخَلّ َقةٍ
ضغَةٍ ّمخَلّ َقةٍ َو َخلقنا نحن البشر بكلمة كن فكنبا" :من ُترَا بٍ ُثمّ مِن ّنطْفَةٍ ُثمّ مِ نْ عَلَ َقةٍ ُثمّ مِن مّ ْ
شدّكُ مْ َومِنكُم مّن ُيتَ َوفّى جكُ ْم طِفْلً ُثمّ ِل َتبُْلغُوا َأ ُ
خ ِر ُ
سمّى ُثمّ ُن ْ
لْ ْرحَا مِ مَا َنشَاء إِلَى َأجَلٍ مّ َ ّل ُن َبيّ نَ َلكُ مْ َونُ ِق ّر فِي ا َ
(22الحج)5/ َومِنكُم مّن ُي َردّ إِلَى َأ ْرذَلِ ا ْل ُع ُمرِ "
وأفضل فهم لقول ال الكريم " كن فيكون " ،هو إن ذلك مقصود به ،التلقائية في الصنع والخلق ،وتحول
القول الى فعببل مادي ملموس .فال تعالى " ليببس كمثله شيببء" .يأمببر الشيببء بأن يكون؛ فيكون ،كيفمببا
وأينما أراد ،وفي الوقت المسمى له.
ونبين في المثالين الثالث والرابع ،أهمية وكيفية ،استخدام القرآن في إبانة مقصده من كلمة محكمة ،أو آية
محكمبة ،لتفصبيل بعضبه بعضبا ( تببين لنبا بعبد كتاببة هذا البحبث بوقبت طويبل ،أن ذلك هبو أسبلوب القرآن،
وبالتالي اسبتنبطنا بعبض ملمبح هذا السبلوب الذي أسبميناه "أسبلوب الحكام والتفصبيل") .وفبي المثاليبن،
ندرس دللة اللفظبة الواحدة ،فبي معاجبم اللغبة ،ثبم ندرسبها ،فبي مواضعهبا المختلفبة فبي القرآن الكريبم،
ونحاول تبين المعنى الذي يقصده ال عز وجل .ثم نستعين ب ما لدينا من علوم ،والتي تراكمت في العقود
الخيرة ،من عمرالبشرية ،ثم نستنبط الدللة العلمية المقصودة في القرآن بالضبط.
•المثال الثالث يدرس المعنى العلمي لكلمة الضحى في ( والضحى .والليل اذا سجى ).
•المثال الرابببع :نحاول الجابببة على سببؤال لم يجببب عليببه المفسببرون :،مببا الفرق بيببن متببى
وأيان ،اللتان وردتبا فبي حال السبؤال عبن السباعة ؟ (متبى هذا الوعبد) و (أيان يوم القيامبة).
سبب عدم الجابة عليه أن له مرجعية علمية حديثة.
الدللت العلمية لبعض الكلمات القرآنية
مقدمة:
القرآننن الكريم كتاب معجنز بحق ،وجوه إعجازه كثيرة ومتعددة ،وقند شغنل الولون ببيان وجوه إعجازه
منن ناحينة السنلوب والنظنم ،و تاثيره فني القلوب والعقول ،والبناء الصنوتي فني اليات القرآنينة الذي يولد
نشوة للسامع ،وإخباره بالغيب وغيرها من وجوه العجاز في ذلك الكتاب المكنون.
والعجاز البلغني معروف مننذ أن نزل القرآن الكرينم ،فلوله منا آمنن بنه العرب الفصنحاء ولتوا بمثله
بعد ما تحداهم القران أن يأتوا بسوره من مثله .قال تعالى:
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ ّممّا َنزّلْنَا َعلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَ ٍة مّن مّ ْثلِهِ وَا ْدعُوْا ُشهَدَاءكُم مّن دُو ِن اللّ ِه ِإ ْن كُنْتُ ْم صَادِقِيَ
(2البقرة)23/
أَ ْم يَقُولُو َن افَْترَا هُ ُقلْ فَأْتُواْ بِ سُورَةٍ مّ ْث ِل هِ وَا ْدعُواْ مَ نِ ا سَْتطَ ْعتُم مّ ن دُو ِن اللّ ِه إِن كُنتُ ْم صَادِقِيَ َ 38بلْ كَذّبُوْا بِمَا لَ مْ
ك كَ ّذبَ الّذِينَ مِن َق ْب ِلهِمْ فَان ُظ ْر كَ ْيفَ كَا َن عَاقَِبةُ الظّاِلمِيَ 39
ُيحِيطُوْا بِ ِع ْلمِهِ وََلمّا يَأِْتهِ ْم تَأْوِيلُ ُه كَذَِل َ
(10يونس)39 ،38/
وعنند ابنن المقفنع( المتوفنى 142هجرينة) ان القول البلينغ يجنب أن يكون سنهل واضحنا ،وان ألفاظنه يجنب
أن تشف عن معانيه ،وان تخلو من الغريب الوحشي الذي ليستعمل إل نادرا ،والمبتذل العامي ،وان يكون
غزير المعاني موجزا .وقد قال لحد الكتاب :اياك والتتبع لوحشي وغريب الكلم طمعا في نيل البلغة،
فان ذلك هو العي الكبر .وقال لكاتب أخر :عليك بما سهل من اللفاظ مع التجنب للفاظ السفلة .وسؤل ابن
المقفع ما البلغة ؟ فقال :البلغة هي التي اذا سمعها الجاهل ظن انه يحسن مثلها) 1 ( .
وقد روي ان الوليد ابن المغيرة عندما سمع من المصطفى -صلي ال عليه وسلم -قوله تعالى :
ب ذِي الطّ ْو ِل لَا إَِل َه إِلّا هُوَ
ب شَدِيدِ الْ ِعقَا ِ
حم َ 1تنِيلُ اْلكِتَا بِ مِ َن اللّ هِ الْ َعزِيزِ الْ َعلِي ِم 2غَا ِفرِ الذّن بِ َوقَاِبلِ التّوْ ِ
(40غافر)3-1/ ي 3 صُإَِليْهِ اْلمَ ِ
قال وال لقد سمعت منه كلما ما هو من كلم النس ول من كلم الجن ،وان له لحلوة ،وان عليه لطلوة
(الطلوة بضنم الطاء وفتحهنا :الحسنن) ،وان اعله لمثمنر ،وان اسنفله لمغدق( مغدق اى غزينر خصنيب)
وانه ليعلو ول يعلى عليه ،وما يقول هذا بشر () 2
وهذا الذى اقتبسناه هو قليل من كثيرمما كتب عن العجاز البلغي للقرآن الكريم .والعجاز ليس فقط في
اليات والسنور ولكنن ايضنا فني الكلمات القرآنينة .فلقند امتاز القرآن على منا عداه منن اقوال البشنر بان كنل
كلمنة – بحند ذاتهنا – قند اختيرت بدقنة ووضعنت فني المكان المناسنب بحينث لو اسنتبدلتها باخرى لنقنص
المعنى او ربما اختل.
وبعند منا زادت واتسنعت المعارف النسنانية فني شتنى العلوم زاد ادراك البشنر لنواحني العجاز القرآنني،
وجند عليهنا منا يعرف الن بالعجاز العلمني للقرآن الكرينم .والمقصنود بذلك هنو ورود بعنض الحقائق
العلمينة المكتشفنة حديثنا ،او الشارة اليهنا وادراك معناهنا الذي لم يكنن معروفنا قبنل او اثناء نزول القرآن
الكريم .وفي هذا دليل ل مراء فيه على نسب القرآن الكريم الى خالق الكون العلي المتعالى العليم الخبير.
وهذه الدللت العلمية ل يستطيع البشر ان ياتوا بمثلها دون اكتشاف الحقيقة العلمية التي تحتويها او التي
تدل عليهننا ،وبالتالي فالفاظ القرآن يمكننن ان ترشدنننا أوتهدينننا الي الفهننم الصننحيح لحقائق علمينة اكتشفهننا
النسان او ما زالت في طور الفرضية العلمية.
فلننظر مثل في قول ال تعالى :
شمْسَ ِسرَاجًا 16ف َخلَ َق اللّ ُه سَبْ َع َسمَاوَاتٍ طِبَاقًا َ 15و َج َعلَ اْل َق َمرَ فِيهِ ّن نُورًا َوجَ َعلَ ال ّ
أَلَ ْم َترَوْا كَ ْي َ
(71نوح)15،16/
هذه الية سمعها العرب فبعض هم يفهم من نسقها ان القمر نور والشمس نور ،ولكن اختلف اللفظان ليكون
في ذلك تنويع بليغ .ويعلو اخرعن هذه المنزلة فيفهم ان القمر اضعف نورا من الشمس لن هذه عبر عنها
بالسراج .ولفظ السراج يح ضر في النفس شعاعه المتقد فكانه نور منبعث من نار .ويدقق بعض هم فيرى
ان الغرض هنو التعنبير عنن الشمنس بانهنا تجمنع الى النور الحرارة ،وللشمنس فائدة فني الحياة ،وللقمنر
فائدة اخرى .والنور نفسه لتكاد تحس فيه الحرارة ،انما تحسة في السراج ووهجه .ثم يفهم اهل العلوم
الحديثة مع كل هذه الوجوه ان المراد من الية اثبا ت ما كشفته هذه العلوم من ان القمر جرم مظلم بذاته،
وانمنا يضنئ بمنا ينعكنس علينه منن نور الشمنس التني هني سنراجه ،اذ النور ل يكون منن ذات نفسنه ابتداء ،
ول بد من مصدر يبعثه ،وذكر السراج بعد النور دليل على ان هذا مصدره ذاك ( .)6
ولعلنا نضيف الى القول اعله ان القرآن الكريم وصف الشمس بالسراج الوهاج
(87النبأ) 12،13/ وَبَنَيْنَا َفوْ َقكُ ْم سَبْعًا شِدَادًا َ 12وجَ َعلْنَا ِسرَاجًا وَهّاجًا 13
والوهاج :الشديد الوهج ،والوهج شدة الحرارة والتقاد ،وتوهجت النار والشمس :اى توقدت .
وبالتالي فلم يترك القرآن الكرينم شكنا فني الدللة على ان مصندر الضوء هنو الحرارة التني تتوقند داخنل
الشمنس التني هني سنراج السنماء .والقرآن الكرينم كان ول زال وسنيظل يفينض على النسنانية منن علومنه
وسيأتي كل جيل بفهم يزيد عن الجيل الذى يسبقه حتي يتحقق قول العليم الخبير:
ك أَنّ ُه َعلَى ُك ّل َشيْءٍ َشهِيدٌ "
سهِ ْم حَتّى يَتَبَيّنَ َلهُ ْم أَنّهُ اْلحَ ّق أَوَلَ ْم َي ْكفِ ِبرَّب َ
" سَُنرِيهِ ْم آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُ ِ
(41فصلت) 53/
وفي هذا البحث نقدم نماذج من الفاظ القرآن الكريم التي تكشف لنا دللة علم ية تتوافق تماما مع ما جاء به
العلم الحدينث ،وسنيتبين لننا ان ال تعالى لم يات بلفنظ ال ليؤدى معننى بيانينا معجزا ،جنبنا الى جننب منع
المعنى العلمى العميق الذى يتوافق تماما مع الحقائق العلمية الحديثة والتي لم تكتشف ال منذ عقود قليلة.
لقد ذكر القران الكريم انكدار النجوم وطمسها ،وبين النكدار و الطمس فرق دقيق ،فالنكدار مرحلة في
الطريمق الى الطممس ،وكاننه -سنبحانه -ياخنذ بيند البشرينة ليهديهنم الى معرفنة منا خلق ،معرفنة تهديهنم
اليه سبحانه ونعالى .
وتحند ث الخنبير العلينم عنن طحنو الرض ودحيهنا ،و هو مثنا ل آخنر ننبين بنه الفرق الدقينق الذى يقودننا الى
فهم دقيق لكيفية خلق الرض والخطوات التي اخذتها عملية الخلق من كلمة كن حتى تكون
إِّنمَا أَ ْمرُ ُه ِإذَا أَرَا َد شَيْئًا َأ ْن يَقُولَ َل ُه كُنْ فََيكُو ُن 82فَسُ ْبحَانَ الّذِي ِبيَدِهِ َم َلكُوتُ ُك ّل َشيْءٍ وَِإلَيْ ِه ُت ْرجَعُونَ
(36يس) 82،83/
ويجب هنا ان نوضح شيئا عن معنى "كن فيكون" ،هذا التعبير يعني عند البشر انعدام الزمن في فعل ال
سنبحانه وتعالى ،وهذا بالطبنع صنحيح ،فال -سنبحانه -قادر علي كنل شىء ،ال ان المعننى الفضنل هنو:
اننه سنبحانه وتعالى عندمنا يريند أن يعمنل شيئا يأمره بأن يكون فني الزمان والمكان والحال التني احتواهنا
المنر اللهني .فال تعالى خلق السنموات والرض فني سنتة ايام بكلمنة كنن فكنا ننت فني الزمان والمكان
والكيفية التي امرها ال ان تكون عليها .وال تعالى خلقنا نحن البشر بكلمة كن فكنا:
سمّىخلّ َقةٍ لّنُبَيّ َن َلكُمْ وَُن ِقرّ فِي الْأَ ْرحَامِ مَا نَشَاء إِلَى َأ َجلٍ مّ َ
خلّ َقةٍ َوغَ ْيرِ ُم َ
من ُترَابٍ ثُمّ مِن ّنطْ َف ٍة ثُمّ ِم ْن َعلَ َقةٍ ثُمّ مِن مّضْ َغةٍ ّم َ
(22الج)5/ خ ِر ُجكُمْ طِ ْفلًا ثُ ّم لِتَ ْبلُغُوا َأشُ ّدكُمْ وَمِنكُم مّن يُتَ َوفّى َومِنكُم مّن ُي َر ّد إِلَى أَ ْر َذلِ الْ ُع ُمرِ
ثُ ّم ُن ْ
وافضل فهم لهذا القول الكريم " كن فيكون " ان ذلك مقصود به التلقائية في الصنع والخلق ،فال تعالى
ليس كمثله شئ يأمر الشىء بأن يكون فيكون كيفما وأينما أراد وفي الوقت المسمى له.
ونضرب فنى المثالينن الثالث والرابنع التاليينن اهمينة وكيفينة اسنتخدام القرآن لتفسنير بعضنه بعضنا .وفني
المثالينن نتناول اللفظنة الواحدة ونند رس المواضنع التني وردت فيهنا فني القرآن الكرينم ونحدد بعند ذلك
معناهنا اللغوى بالسنتعانة بمعاجنم اللغنة،ثنم نسنتعين بالقرآن فندرس كينف اسنتعملها فني المواضع المختلفة ،
ثم نستعين بما لدينا من علوم تراكمت في العقودالخيرة من عمرالبشرية لنحدد بالضبط المقصود القرآنى.
والمثال الثالث يدرس المعنى العلمي لكلمة الضحى في ( والضحى .والليل اذا سجى ).
اما المثال الرابع فيحا ول الجابه على السؤا ل التالى:
ما الفرق بين متى وايا ن التي وردتا في معرض السؤال عن الساعة ؟
***
ورد فني القرآن فني وصنف حوادث يوم القيامنة اشياء كثيرة وظواهنر عديدة منهنا انكدار النجوم وطمسنها
واليات هي :
(81التكوير) 3 -1/ ت 2 ت 1وَِإذَا الّنجُو ُم انكَدَ َر ْ
س كُوّ َر ْ
شمْ ُ
ِإذَا ال ّ
(77المرسلت) 9 -7/ سمَاء ُف ِرجَتْ 9
ت 8وَِإذَا ال ّ
إِّنمَا تُوعَدُو َن َلوَاقِ ٌع 7فَِإذَا الّنجُومُ ُطمِسَ ْ
والكلمات التي نحتاج الى تدقيق معانيها قليله وهي النجوم والنكدار والطمس .
وسوف نعرض معاني الكلما ت في معاجم اللغه ( ) 7ومعاجم لغة القران ( .) 8
النجوم :جمع نجم ،واصل النجم الكوكب الطالع وأحد الجرام السماوية .والنجم من النبات ما ل ساق له
وهو المعنى الخر للكلمة وهو ضئيل الستعمال ،أيضا في القرآن.
ولقد وردت الكلمنة اربع مرات فني القرآن ( ) 9بصيغة المفرد ،يوضح فيهنا سبحانه وتعالى أن النجنم هو
ذلك الجرم السنماوى المضنئ والذى ياخنذ اماكنن معلومنة فني السنماء تبدو للنسنان ثابتنة فيهتدى بهنا فني
تحديد التجاهات من شمال وجنوب وشرق وغرب .واليات هي :
ُمن َيهْتَدُون
ْمن ه ْ َاتن وَبِالّنج ِ ُونن َ 15وعَلم ٍ ُمن َتهْتَد َ
َسنُبلً لّ َع ّلك ْ ُمن وَأَْنهَارًا و ُ
َاسنيَ أَن َتمِي َد ِبك ْ
ْضن َرو ِ
وَأَلْقَى فِي الَر ِ
(16النحل) 15،16/ (
ومعها ( 53النجم ) 1 /و ( 86الطارق )3/وكذلك
(55الرحمن) 5،6/ سجُدَانِ 6 جرُ يَ ْ
شَ سبَانٍ 5وَالّنجْمُ وَال ّ شمْسُ وَالْ َق َمرُ ِبحُ ْال ّ
وفني آينه الرحمان يحتمنل ان يكون ا لنجنم مقصنودا بنة النبات الذى ل سناق له لنهنا جاءت منع الشجنر،
وتحتمننل ايضننا المعنننى الغالب وهننو ان النجننم هوذلك الجرم السننماوى الذي يتلل فنني السننماء لنهننا تلت
الشمس والقمر وهما من الجرام السماوية .
وجاءت الكلمة بصيغة الجمع ( النجوم ) تسع مرات كلها معرفة باللف واللم ( .) 9وكلها تدلل على ان
النجوم مقصنود بهنا تلك الجسنام المضيئة التني يراهنا البشنر فني السنماء ،وتظهنر بوضوح فني اللينل فني
اماكن تبدو لنا ثابتنة ،وب ها نهتدى الى معرفة الطرينق فني البر والبحنر .وفني القرآن كثيرا ما تعطنف كلمة
النجوم على الشمننس والقمننر ،وكأنننه -سننبحانه وتعالى -يقول لنننا ان النجوم اجرام سننماوية مثلهننا مثننل
الشمس والقمر والكواكب ،وهي من مكونات البناء السماوى ،ولنتأمل اليات التية:
ش يُغْشِي اللّ ْيلَ الّنهَارَ َي ْطلُبُ هُ حَثِيثًا
سمَاوَاتِ وَالَرْ ضَ فِي سِتّ ِة أَيّا مٍ ثُمّ ا سَْتوَى َعلَى الْ َعرْ ِ " إِنّ رَّبكُ مُ الّل هُ الّذِي َخلَ قَ ال ّ
(7العراف) 54/ ي"
خلْقُ وَالَ ْم ُر تَبَارَ َك ال ّلهُ َربّ الْعَاَلمِ َ
خرَاتٍ بَِأ ْمرِهِ َأ َل َلهُ اْل َ
سّشمْسَ وَالْ َق َمرَ وَالّنجُومَ مُ َ
وَال ّ
جرُ وَالدّوَابّ َوكَِثيٌ
شَشمْسُ وَاْل َق َمرُ وَالّنجُومُ وَاْلجِبَالُ وَال ّ
ض وَال ّ
سمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْ ِ
سجُ ُد لَهُ مَن فِي ال ّ
"أَلَ ْم َترَ َأنّ اللّ َه يَ ْ
ن يَ ْف َعلُ مَنا يَشَاء"
ن إِنّن اللّه َ
ن مِنن ّم ْكرِم ٍ
ن فَمَنا لَه ُ
ن اللّه ُ
ن وَمَنن ُيهِن ِ
ن اْلعَذَاب ُ
ن َوكَِثيٌ حَقّن َعلَيْه ِ
ن النّاس ِ
مّن َ
( 22الج)18/ (
انكدرت :الكدر ضند الصنفاء ،يقنا ل عينش كدر ،والكدرة فني اللون خاصنة .والنكدار تغينر منن انتثار
الشيء ،وانكدر القوم على كذا اذا قصدوا متناثرين عليه ( المفردات للصفهاني )
والكدرة من اللوان ما نحا نحو السواد والغبرة ( لسان العرب )
وفني التفاسنير المختلفنه ( ) 10غلب معنىالنكدار على أننه التناثنر والتغيينر .ففنى الطنبرى :قوله( واذا
النجوم انكدرت ) ،يقول :واذا النجوم تناثرت منن السنماء فتسناقطت ،وأصنل النكدار النصنباب .وعنن
قتاده :تسناقطت وتهافتنت ،وقنا ل آخرون :انكدرت اى تغيرت ،وعنن ابنن عباس انكدرت اى تغيرت .
ويقول الزجاج في معاني القرآن واعرابه :انكدرت :تهافتت وتناثرت .وجاء في القرطبي :واذا النجوم
انكدرت :روى الضحاك عنن ابنن عباس :انكدرت اى تسناقطت ،وذلك انهنا قنادينل معلقنة بينن السنماء
والرض ،ويحتمل ان يكون انكدارها طمس اثارها .وعن ابن عباس :انكدرت اى تغيرت فلم يبقى لها
ضوء لزوالها عن اماكنها ،والمعنى متقارب .
وعلى هذا النحو فسرها السلف بالتناثر والتغير.
وفني المنتخنب( )10اختاروا معننى النكدار :الطمنس ،واختاروا للطمنس الذى ذكنر فني آينة المرسنلت :فاذا
النجوم محقت ذواتها.
وسوف نرى فى التفسير العلمى كيف أن العلم يشرح لنا كيف يكون التناثر الذى يسبب التغير الذى ي سبب
عدم الصفاء وهو النكدار.
أمنا بالنسنبة للقرآن فكلمنة انكدرت لم تتكرر،فهني وحيدة المادة وحيدة الصنيغة ،وبالتالي فعليننا ان نعتمند
على المعنى اللغوى في معاجم اللغة ،وما ورد لها من تفسيرات .والتفسير المقارب للمعنى اللغوى هو
الذى قاله ابنن عباس :معننى انكدرت اى تغيرت .وفني الزجاج والطنبرى انكدرت :تهافتنت وتناثرت
ويكون المعنى الذى نختاره هو انكدرت أى :انتثرت(في داخلها) فتغيرت( مادتها ) فقل صفاؤها.
ومن خبرتنا في تفسير بعض الكلمات القرآنية التي لها دللة علمية ،نرى ان عدم ورودها في القرآن ال
مرة واحدة يعطي ايحاء بان هذه العملية التي تحد ث للنجوم من انكدار وانتثار ليس لها مثيل علي الرض.
وهذا ينطبنق على الكثينر منن الكلمات الفريدة فني القرآن سنواء كاننت فريدة المادة والصنيغة ،مثنل هذه
الكلمة ،او فريدة في الصيغة فقط .و لقد لحظنا ايضا ان هناك الكثير من الكلمات فريدة الصيغة ،ولكن
تأتني كلمات منن نفنس مادتهنا فني آيات تشرح معنني الكلمنة المرادة ،مثلمنا اسنتنبطنا معننى الطمنس للنجوم
من اليات التي وردت في القرآن وفيها استعملت مشتقات الكلمة استعمالت مختلفة.
كما سنرى أيضا كيف يساعدنا العلم الحديث في فهم ما يحدث للنجوم من انكدار أوطمس.
الطمس :طمس الطريق ،د رس وأمحي اثره ،وطموس البصر :ذهاب نوره وضوئه.
وكذلك طموس الكواكنب ( هكذا وردت فني لسنان العرب والفضنل علمينا ان نقول طموس النجوم كمنا
فني الينة الكريمنه ولينس الكواكنب لن الكواكنب ل تولد الضوء وانمنا تعكسنة فحسنب ) ذهاب ضوئهنا،
وطموس القلب :فساده ،والطمس :استئصال أثر الشىء وطمس النجم :ذهاب ضوئه .
وفني الطنبرى يقول " :فاذا النجوم طمسنت " اى ذهنب ضياؤهنا فلم يكنن لهنا نور ول ضوء ،وبنحنو
الذى قلنا قال اهل التاويل.
ومثل ما قال الطبرى قيل في باقي التفاسير( ) 10
شكل 4ن نجم ميت (بعد الطمس) يزال أثره ( وهو إنبعاث الضوء)
من هذه المناق شة ن جد أن القرآن الكر يم يختار الكل مة لي صف ب ها ظاهرة فى الكون الف سيح تدلل على
مع نى عل مى دق يق ل ن ستطيع ادرا كه إل بم ساعدة البحوث العلم ية ،وكل ما زاد علم البشر ية عن الكون
كلما زاد علمهم أن له خالقا يدبر اموره.
وعلى عكس الكتب العلمية التى يكتبها البشر ،يتميز القرآن بيسر ل مثيل له ،واساليبه سهلة تتناسب مع
مختلف القدرات الفكر ية لمختلف الب شر ،ف كل م ستوا من التفك ير له قدرا محددا من الف هم .والقرآن فى
ن فس الو قت ليض يع الد قة الفائ قة فى اختيار اللفاظ الدالة على الحدث أو الظاهرة العلم ية بدر جة ل
تضاهيها دقة ،ثم يشرح هذه اللفاظ بسهولة ويسر وهنا يكمن العجاز وصدق القول الكريم:
خبِيرٍ"حكِيمٍ َ ن َ ت مِن ّلدُ ْ
ت آيَاتُ ُه ُث ّم فُصّلَ ْ
ح ِكمَ ْ" الَر ِكتَابٌ ُأ ْ
ت آيَاتُهُ ُقرْآنًا َعرَبِيّا لّ َقوْمٍ َي ْع َلمُو َن "
صلَ ْ" حم * َتنِيلٌ مّ َن ال ّر ْحمَنِ ال ّرحِيمِ *كِتَابٌ فُ ّ
***
أما القسم الثانى فورد فيه أن ال تعالى أعد لنا الرض للحياة ،وهيأها لنا لتكون مستقرا وقرارا وجعلها
لنا مهدا ووضعها للنام وجعلها لنا كفاتا(اى تضمنا وتجمعنا) وبساطا وذلول وفراشا وهو الذى مدها
وسطحها لنا .وفى كل هذه اليات تأتى الرض مفعول بها ولنتأمل :
اليات التى ورد فيها اعداد الرض وتهيأتها لحياة البشر:
سمَاء مَاء فََأ ْخرَجَ ِبهِ مِ َن الّث َمرَاتِ ِرزْقا ّلكُم (2البقرة)22/
سمَاء بِنَاء وَأَن َزلَ ِمنَ ال ّ
-1الّذِي جَ َع َل َلكُمُ ا َل ْرضَ ِفرَاشا وَال ّ
(2البقرة)36/ ض عَدُوّ وََلكُمْ فِي الَ ْرضِ مُسَْت َقرّ وَ َمتَاعٌ إِلَى حِيٍ.
ضكُمْ ِلبَعْ ٍ
-2وَ ُقلْنَا اهِْبطُوْا َبعْ ُ
سمَاء مَاء فََأ ْخ َرجْنَا ِب ِه أَزْوَاجًا مّن نّبَاتٍ شَتّى.
-3الّذِي جَ َع َل َلكُمُ الْأَ ْرضَ َمهْدًا َو َس َلكَ َلكُمْ فِيهَا سُُبلًا وَأَن َزلَ مِنَ ال ّ
( 20طة )53/
( 40غافر)64/ سمَاء ِبنَاء.
-4اللّهُ الّذِي َج َعلَ َلكُمُ الْأَ ْرضَ َقرَارًا وَال ّ
(43الزخرف)10/ -5الّذِي جَ َع َل َلكُمُ الْأَ ْرضَ َمهْدًا َوجَ َع َل َلكُمْ فِيهَا سُُبلًا لّ َع ّلكُ ْم َتهْتَدُونَ
( 50ق)7/ ج
ج َبهِي ٍ
-6وَالْأَ ْرضَ مَ َددْنَاهَا وَأَْلقَيْنَا فِيهَا َروَا ِسيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن ُكلّ زَوْ ٍ
(51الذاريات)48/ -7وَالْأَ ْرضَ َف َرشْنَاهَا فَِنعْمَ اْلمَاهِدُو َن
(55الرحن)10/ -8وَالْأَ ْرضَ َوضَ َعهَا ِللْأَنَا ِم
(67اللك)15/ ض ذَلُولًا فَامْشُوا فِي َمنَاكِِبهَا َو ُكلُوا مِن رّزْ ِقهِ وَإِلَ ْيهِ النّشُورُ
-9هُوَ الّذِي جَ َعلَ َلكُمُ الْأَ ْر َ
(71نوح)19،20/ س ُلكُوا مِ ْنهَا سُُبلًا ِفجَاجًا
-10وَاللّ ُه جَ َع َل َلكُمُ الَْأ ْرضَ بِسَاطًا * ِلتَ ْ
(77الرسلت)25،26/ ج َعلِ الَْأ ْرضَ كِفَاتًا * َأحْيَاء وَأَ ْموَاتًا
-11أَلَ ْم َن ْ
(87النبأ)6،7/ جبَالَ أَ ْوتَادًا
ج َعلِ الَْأ ْرضَ ِمهَادًا * وَاْل ِ
-12أَلَ ْم َن ْ
ت * وَِإلَى اْلجِبَا ِل كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ َكيْفَ
سمَاء كَيْفَ رُ ِفعَ ْ
ف ُخلِقَتْ * وَإِلَى ال ّ
-13أَ َفلَا يَن ُظرُو َن إِلَى الْإِِبلِ كَيْ َ
(88الغاشية)20-17/ ت
ُس ِطحَ ْ
و من درا سة هذه اليات ،نرى أن القرآن الكر يم قد و صف اعداد الرض وتهيأت ها ل ستقبال الن سان
وصفا دقيقا رائعا موجزا .ويتبين لنا واضحا جليا ان ما جاء ذكره من أفعال تم فعلها للرض في هذه
المجموعنة منن اليات منن تمهيند وبسنط وتسنطيح ومند وغيرهنا منن أوصناف أفعال فعلهنا ال تعالى
للرض لي ست افعال مطل قة ان ما هى أو صاف ن سبية ك ما تبدو ل نا ن حن الب شر ول ي ستطيع ادراكننا
المحدود ال أن يراها كذلك .وبالتالىل يتعارض اطلقا مع القول بكروية الرض ،فكبر حجمها بالنسبة
لحواسنا وادراكنا هو الذى يجعلها تبدو لنا مبسوطة وممدودة ومسطوحة.
والقسم التالى هو الذى يعنينا بالدراسة حيث يصف كيفية الخلق:
(32السجدة)4/ سمَاوَاتِ وَالَْأ ْرضَ َومَا بَيَْن ُهمَا فِي سِتّ ِة أَيّا ٍم ثُ ّم اسْتَوَى َعلَى الْ َع ْرشِ
-1اللّهُ الّذِي َخلَقَ ال ّ
(65الطلق)12/ -2اللّهُ الّذِي َخلَ َق سَبْ َع َسمَاوَاتٍ وَ ِمنَ الْأَ ْرضِ مِ ْث َلهُنّ
(41فصلت)9/ ُ -3قلْ أَئِّنكُ ْم لََت ْك ُفرُونَ بِالّذِي َخلَقَ الْأَ ْرضَ فِي يَ ْومَيْنِ
(21النبياء)44/ صهَا مِ ْن أَ ْطرَا ِفهَا أَ َفهُمُ الْغَاِلبُونَ
ض نَن ُق ُ
َ -4أ َفلَا َيرَ ْو َن أَنّا نَأْتِي الْأَ ْر َ
ضحَاهَا 29
ج ُ
ش لَ ْي َلهَا َوَأ ْخرَ َ
وََأ ْغطَ َ 28 سوّاهَا
27رَ َف َع َسمْ َكهَا فَ َ سمَاء بَنَاهَا
-5أَأَنتُ ْم َأشَ ّد َخلْقًا أَ مِ ال ّ
(79النازعات)31-27/ 31 َأ ْخرَجَ مِ ْنهَا مَاءهَا َو َم ْرعَاهَا 30 وَالْأَ ْرضَ َبعْ َد ذَِلكَ َدحَاهَا
(91الشمس)5،6/ 6 وَالْأَ ْرضِ وَمَا َطحَاهَا 5 سمَاء وَمَا بَنَاهَا
-6وَال ّ
وآيات هذا القسم تنقسم بدورها الى جزءين :الجزء الول جاءت كلمة الرض معطوفة على السماوات.
ويبدومن ظاهر هذه اليات أن القرآن الكريم اتخذ صيغتي "السماوات والرض" و "السماوات والرض
وما بينهما" ليدلل على الكون كله .وبدراسة هذه اليات الستة الكريمة نستطيع أن نستنبط التى:
خلق ال "السماوات والرض وما بينهما" فى ستة ايام ،وهذه المعلومة وردت فى سبعه آيات( ،)9اكتفينا
بكتابنة آينة واحدة منهنم وهنى آينة السنجدة ( 4انظنر اعله) .ومنن تلك اليات نرى أن عمليتنى خلق
ال سماوات والرض متلزمت ين ومتداخلت ين(الرض معطو فة على ال سماوات) وعلى فترات ممتدة( ستة
ايام) .و من ال ية الكري مة فى سورة الطلق نعلم أن ال سماوات سبع وأ نه تعالى قد خلق من الرض
مثل هن ،وجم يع المف سرون متفقون – ونت فق مع هم -على أن التماثل فى هذه ال ية هو تما ثل فى العدد.
وآية 9من سورة فصلت تخصص خلق الرض فى يومين ،أما مباركتها وتقدير أقواتها -اى اعدادها
للحياه وخلق المادة الح ية ال تى تز يد بالتنا سل من نبات وحيوان -ف قد تم فى ارب عة ايام ك ما فى ال ية
التى تليها فى نفس السورة .ويجب هنا ملحظة ان المادة غير الحية لتتكاثر ول تتزايد ول تنمو ولذلك
ليمكن وصفها بالبركة التى تعنى النماء والزيادة.
ثم تخبرنا اليتان الكريمتان من سورة النازعات والشمس أن الرض قد دحيت وطحيت .ومن الجدير
بالذ كر أن نل حظ ان الحد يث عن الرض فى الحالت ين كان تال يا للحد يث عن بناء ال سماء ،وهذا يؤ كد
الستنتاج السابق القائل بأن خلق السماوات والرض متلزم وفى اوقات متداخلة.
و ل قد نقل نا عن القر طبى وال طبرى وغيره ما من المف سرين اقوال هم :ان الد حو والط حو وا حد ،و هو
البسط .فما هو الفرق الدقيق بينهما؟
الفرق بين الدحو والطحو:
نلحظ من حديث الرسول الكريم عن ابن عمر "فدحا السيل فيه بالبطحاء" :أي رمى وألقى؛ فالدحو هنا
الرمى واللقاء للحصى وما شابه .كذلك دحا المطر الحصى من وجه الرض :اى جرفه فالدحو جمع
الحصى ورمى وجرف له ،وفى الحديث عن أبى رافع ":كنت ألعب الحسن والحسين بالمداحى" ،وكما
نقل نا من ل سان العرب اعله نقول :ان الد حو هو ر مى الح جر ،ود حو الرض رمي ها بالح جر الذى
يجرف ويلقسى عليهسا ،وبذلك تزيند مادة الرض وتتجمنع وتلتحنم وتتنامنى بواسنطة اضافات خارجينة
(أنظر شكل 5ا،ب).
شكل 5ن {ا ،ب ،ج ،د} نظرية تكون الرض
وفى البحث عن ترجمة كلمة accretionالنجليزية نجد أن معناها هو ازدياد او تعاظم تراكمي عن
طر يق الن مو العضوي ،أو بوا سطة اضافات خارج ية تدريج ية ،ومعناه اي ضا اضا فة خارج ية ،ومعناه
اي ضا الن مو اللتحا مي بمع نى التحام عضوان منف صلن (ل حظ المثال فى ل سان العرب :د حى ال سيل
الحصى،وطحا بة شحمة).
وهكذا ي تبين د قة الت عبيرالقرآني ،ود قة اللفاظ ال تى ت صف ظاهرة علم ية وال تى ي ستحيل على ان سان
القرون السابقة والحالية واللحقة انتقاؤها من مئات اللف من كلمات لغة غنية مثل العربية؛ مما يؤكد
نسب القرآن الكريم الى خالق السماوات والرض وما بينهما.
" أَ مْ َيقُولُو نَ افَْترَا هُ قُلْ َف ْأتُواْ ِب سُورَةٍ مّثْلِ هِ وَا ْدعُواْ مَ نِ ا ْستَ َطعْتُم مّن دُو نِ اللّ هِ إِن كُنتُ مْ صَادِقِيَ *بَلْ َكذّبُواْ ِبمَا لَ مْ
ُيحِيطُواْ ِبعِ ْل ِمهِ وََلمّا َيأِْت ِهمْ َت ْأوِي ُلهُ َكذَِلكَ َك ّذبَ اّلذِينَ مِن قَبْ ِل ِهمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقَِبةُ الظّاِلمِيَ "
(10يونس )38،39 وصدق ال العظيم.
***
77فِي كِتَا بٍ ّمكْنُو نٍ إِنّ ُه لَ ُقرْآ ٌن َك ِريٌ 76 وَِإنّ هُ َلقَ سَمٌ لّ ْو تَ ْع َلمُو نَ َعظِي ٌم 75 فل أُ ْق سِ ُم ِبمَوَا ِق ِع الّنجُو ِم
(65الواقعة)80-75/ 80 َتنِيلٌ مّن ّربّ اْلعَاَلمِيَ 79 لّا َيمَسّ ُه إِلّا اْل ُم َط ّهرُونَ 78
ولك نى اوا فق الكات بة الفاضلة فى ان ما ساقه المف سرون من و صف لعظ مة الض حى والل يل اذا سجا
ليستدعى العجب ول يقتضى استحضار العظمة فى النفس (انظر ماقالته الكاتبة فى هذا الشأن صفحة
24من المرجع المذكور اعله).فما الذى يميز هذا الوقت من النهار؟ ولماذا اختار العليم الحكيم
الضحنا ليقسنم بنه دوننا عنن باقنى أوقات النهار مثنل الصنبح والصنباح والشراق والشروق والبكرة
والظهيرة والظهر والسحر ؟ أسئلة ليس لها اجابة مقنعة فى التفاسير.
الضحى فى معاجم اللغة :
ننقل من لسان العرب مايلى:
ضحْوُ والضحوة والضحيةعلى مثال العشية :ارتفاع النهار .والضحاء ممدود اذا امتد النهار وقرب ان
ال ّ
ينتصنف .وقينل :الضحنى منن طلوع الشمنس الى أن يرتفنع النهار وتنبيض الشمنس جدا ثنم بعند ذلك
الضحاء الى قر يب من ن صف النهار .قال الفراء( :والش مس وضحا ها) :ضحا ها أى نهار ها ،وكذلك
سجَى " هو النهار كله.
ضحَى * وَالّليْلِ ِإذَا َ
قوله تعالى " وَال ّ
قال الزجاج :والشمس وضحاها اى والشمس وضيائها ،والضحى :أى والنهار.
وقيل ساعة من ساعات النهار ،والضحى هو حين تطلع الشمس فيصفو ضوؤها.
والضحاء بالفتح والمد إذا ارتفع النهار واشتد وقع الشمس.
وفى حديث بلل" فلقد رأيتهم يتروحون فى الضحاء" ،أى قريبا من منتصف النهار ،فأما الضحوة فهى
ارتفاع أول النهار ،والضحى بالضم والقصر :فوقه ،وبه سميت صلة الضحى.
وضحى بالشاة :أى ذبحها وقت الضحى من يوم النحر ،وهذا هو أصل الكلمة.
ضحُوا وضحيا :أى برز للشمس ،وأيضا اصابته الشمس.
وضحا الرجل ضحوا و ُ
حرّ الشمس.
وعن الليث :ضحى الرجل يضحى ضحا إذا أصابه َ
وقال الفراء :لتض حى ( فى ال ية 119من سورة طه) اى لت صيبك ش مس مؤذ ية .وقال:و فى ب عض
التفسير ولتضحى:ل تعرق ،وهذا قول ابن عباس .قال الزهرى :والول (اى لتصيبك شمس مؤذية)
اشبه بالصواب.
وضحنا الطرينق يضحنو ضحوا :بدا وظهنر وبرز .وضاحينة كنل شنئ منا برز مننه ،وضحنا الشنئ
ضحَى" ( 20طه )119/والضّحيان من كل شئ :
وأضحيته أنا ،اى :اظهرته " .وََأنّ كَ لَا َتظْ َمأُ فِيهَا وَلَا َت ْ
البارز للشمس .والضاحى من كل شئ :البارز الظا هر الذى لي ستره م نك حائط ولغيره .وضواحى
كل شئ :نواحيه البارزة للشمس.
معنى الية الكريمة فى التفاسير :
اختار ال طبرى ان يف سر الض حى بالنهار كله ،ون قل عن قتاده ( :والش مس وضحا ها) قال :هذا النهار،
ونقل عن مجاهد (والشمس وضحاها) معنى ذلك أى:والشمس وضوئها ،وعن قتاده قال ( :والضحى)
ساعة من ساعات النهار.
وفى تفسييرها للية الكريمة (والضحى) كتبت بنت الشاطئ( )14نقل عن المفسرين ،مايلى:
فنقرأ فى الطبرى اختلف ا هل التأويل فى الضحى :فهو النهار كله ،وهو ساعة من ساعات النهار.
والزمخشرى يقول فى الضحى :هو صدر النهار حين ترتفع الشمس وتلقى شعاعها .كما نقرأ اختلفهم
فى الل يل اذا سجا :ف هو الل يل اذا أق بل ،أو اذا جاء ،و هو الل يل اذا ذ هب و هو الل يل اذا ا ستوى (هذا
المعنى اخرجه البخارى فى باب التفسير عن مجاهد) ،وهو الليل اذا استقر وسكن .واختار الطبرى فى
سجا الليل معنى السكون بأهله ،واختار الزمخشرى فى سجا الليل :سكونه وركود ظلمه.
وتبدأ ب نت الشاطىء فى تحليل ها لمع نى الض حى فتقول :فلنن ظر في ما اختلف ف يه المف سرون فى مع نى
الضحنى :أهنو النهار كله أم سناعة مننه؟ واللينل إذا سنجا :هنل معناه أقبنل أو أدبر؟ أو اشتند ظلمنه
وسكن؟ أو سكنت الناس والصوات فيه؟
وإذا كان الل فظ ل غة يحت مل اك ثر من مع نى على ما ذكروا فى ض حى و سجا ،فإن البل غة ل تج يز ال
معنى واحدا فى المقام الواحد ،يقوم فيه لفظ بعينه ليقوم به سواه.
وا ستطردت ب نت الشاطىء فى ا ستعراض المع نى اللغوى للض حى و هو مطا بق ل ما نقلناه من ل سان
العرب ،ثم تضيف :ودللة الوضوح هى الملحوظة فى كل الستعمالت الحسية للمادة(تقصد مادة كلمة
الضحى) :فالضاحية هى السماء .ومنه قيل لما ظهر وبدا ضاحية ،وضحا الطريق :بدا وظهر .وقالوا
ل من يبرز للش مس ض حا ضحوا وضُحوا وضحيا ،وقالوا ل من ضرب ته الش مس ض حا كذلك ،والضحياء
الفرس الشهباء.
ومن هذا الوضوح والظهور الملحوظين فى الستعمالت الحسية للمادة قيل :فعل فلن كذا ضاحية أى
علنيه .على أن أكثر ما يستعمل الضحى فى الوقت المعين من صدر النهار ،فوق ارتفاع النهار حين
يتم وضوح الشمس.
الستعمال القرآنى لمادة الكلمة :
وردت الكلمة بصيغ مختلفة فى عدة آيات ،وبالتحديد سبع مواضع فى القرآن كله ( .)9الصيغة الولى
حال ت صف حالة آدم وزو جه فى الج نة(لتض حى)( 20طة ،)119/والثان ية (ض حى) ظرف زمان اى
وقنت الضحنى .وبهذه الصنيغة جاءت فنى ثلث مواضنع (7العراف 20( ،)98/طنه )59/و(93
الض حى .)1/وجاءت مضا فة الى ال سماء ( 79النازعات )29/ومضا فة الى العش ية فى ( 79النازعات/
)46ومضافة الى الشمس فى ( 91الشمس )1/ونص اليات الكريمة هو كما يلى:
( 20طة)119/ 119 ضحَى
118وَأَّنكَ لَا َت ْظمَأُ فِيهَا وَلَا تَ ْ ك أَلّا َتجُوعَ فِيهَا وَلَا تَ ْعرَى
ِ" -1إ ّن َل َ
ضحًى َوهُ ْم َيلْعَبُونَ
َ 97أوَ أَمِ َن َأ ْهلُ اْل ُقرَى أَن يَأْتَِيهُ ْم بَ ْأسُنَا ُ َ " -2أفَأَمِ َن َأ ْهلُ اْل ُقرَى أَن يَأْتَِيهُ ْم بَ ْأسُنَا بَيَاتا وَهُ ْم نَآِئمُونَ
(7العراف)98/ 98
(20طة)59/ 59 ضحًى
س ُ
شرَ النّا ُ
" -3قَالَ مَ ْوعِ ُدكُ ْم يَوْ ُم الزّيَنةِ وَأَن ُيحْ َ
ضحَاهَا "
ش لَ ْي َلهَا وََأ ْخرَجَ ُ
سوّاهَا * وََأ ْغطَ َ اما آية النازعات " :29أَأَنتُ ْم َأشَدّ َخلْقًا أَمِ ال ّ
سمَاء بَنَاهَا * َرفَ َع َس ْم َكهَا فَ َ
فالحديث فيهاعن اغطاش ليل السماء ،واخراج ضحى السماء ،ويكون اخراج الضحى هوابراز واظهار
ضوء السماء وذلك بأن تبدء النجوم في توليد الضوء والحرارة وتوهجها وتألقها وتأجج حراراتها بعد
ما كانت السماء مظلمة (وكأنها تجمعت فى يوم الزينه والتألق).
2 وَاللّ ْيلِ ِإذَا َسجَى 1 اما آية الضحى :وَال ّ
ضحَى
وكأنه -سبحانه -يقول :اقسم بوقت انتهاء عصور الكون المظلمة وتألق السماء وظهور الضياء .وكذلك
اقسم بسكون الليل واستوائة وظلم الكون وانطفاء سراج السماء الناتج من انطماس النجوم قبل القيامة.
وفى احدى هذه المجرات كانت سحابة مهمة لنا نحن البشر ،لن منها تكونت شمسنا المعهودة ،وبدأت
فى اشعاع الضوء والحرارة اللزمين لمداد الحياة بالطاقة اللزمة .ولقد تكونت الشمس بنفس الطريقة
الموصوفة في شكل : 7تكاثف للدخان الكونى فى المجرة ،وتضاغط الى الداخل وزيادة الحرارة حتي
الوصول الى درجة هائلة من الحرارة ،و هنالك تبدأ التفاعلت النووية التي منها تتولد الطاقة الضوئية
والحرارية .وتزيد –هذه الطاقة -بدورها من الحرارة ،وتزيد من التفاعلت النووية ،وهكذا حتى بدأت
الشمس -وكذلك النجوم -فى الشعاع والظهور.
و في التفاعلت النوو ية في الشموس (النجوم) تند مج نويت ين من نويات عن صر الهيدروج ين الى نو ية
عنصرهيليوم ،ثم يتحول الهيليوم الي عناصر اثقل (النكدار) .واستمرت هذه التفاعلت اكثر من اربعة
مليارات من ال سنين ح تى و صلت الش مس الى أق صى تألق ها (أنظرش كل ،)1وظهور ها،وق مة اشعاع ها
للحرارة والضوء،و هي الفترة ال تي ت مر ب ها الش مس الن(والش مس وضحا ها).ويتوقبع علماء الفلك ان
تستمر الشمس في اشعاع الضوء والحراره لنحو خمسة مليارات اخرى من السنين حتى تلف وتتضاغط
الى الداخل( تتكور) ويمحي وينقطع اثارها (تطمس) وتأتي النهاية(.) 11
هنبا يتضبح لنبا معنبى الضحبى فبي اليات المختلفبة .وكلهبا كانبت تتحدث عبن وقبت ارتفاع الشمبس وشدتهبا
وتألقها .ورأينا كيف كانت كلمه واحدة ،ذكرت سبع مرات فقط في القرآن ،تعطي دللت علمية عظيمة.
فض حى اليوم والليلة هو وقت ارتفاع الشمس وشدتها (عشية اوضحاها) .وضحى الشمس هو الفترة التي
وصلت الى قمة الشدة في انتاج الضوء والحرارة .ومن ذلك نستطيع استنباط معلومة مهمة أخرى ،وهى
أن عمر الشمس الن قد وصل الى المنتصف .وبذلك يتبقى لها مثل ما سبق من عمر ها حتى تموت ،أو
بدقة تعبير القرآن تتكور وتطمس.
ومن هذا يتبين لماذا أقسم العليم الخبير بالضحى ،وبالشمس وضحاها ،وباخراج ضحى السماء ،فكل هذه
الحداث عظيمة الشأن لها من الدللت العلمية ما اوضحه العلم الحديث.
معني تضحى:
الي الن لم نذكبر معنبي (تضحبا) ،الواردة فبي آيبة طبه .و لم نذكبر العلقبة بيبن الضحبى والجوع والعري
والظمأ؟ ولماذا فسرها ابن عباس -ترجمان القرآن رضي ال تعالى عنه -بالعرق من شدة الحر؟
هذه الكلمة ،بحق ،من أصعب الكلمات تفسيرا ،ول غرابة في أن يسأل عن معناها ابن الزرق.
ولكي نفهم لماذا فسرها ابن عباس بالعرق من شدة الحر علينا ان نستعرض اليات الكريمة التي وردت
بها ،فتفسير ابن عباس يحتاج الى تفسير وتوضيح.
اليات التي وردت فيها الكلمة هي:
س أَبَى * َف ُقلْنَا
سجَدُوا إِلّا إِْبلِي َ
سيَ وَلَمْ َنجِ ْد َل ُه َعزْمًا * وَِإذْ ُقلْنَا ِل ْل َملَاِئكَ ِة ا ْسجُدُوا لِآدَمَ فَ َ
"وََلقَدْ َعهِدْنَا إِلَى آدَ مَ مِن قَ ْبلُ فََن ِ
ك لَا َت ْظمَأُ
شقَى * ِإنّ لَ كَ أَلّا َتجُو عَ فِيهَا وَلَا تَ ْعرَى * وَأَنّ َ
خرِجَّن ُكمَا مِ نَ اْلجَنّةِ فَتَ ْ
يَا آدَ مُ ِإنّ هَذَا عَدُ ّو لّ كَ وَِلزَ ْوجِ كَ َفلَا ُي ْ
خلْدِ وَ ُملْ كٍ لّا يَ ْبلَى* فََأ َكلَا ِم ْنهَا فَبَدَ تْ َل ُهمَا
س إِلَ ْي هِ الشّ ْيطَا نُ قَا َل يَا آدَ مُ َهلْ َأدُلّ كَ َعلَى َشجَرَةِ اْل ُ
ضحَى * فَوَ سْوَ َ
فِيهَا وَلَا تَ ْ
ب َعلَيْ هِ وَهَدَى * قَالَ اهِْبطَا
صفَانِ َعلَ ْي ِهمَا مِن َورَ قِ اْلجَنّةِ َوعَ صَى آدَ مُ رَبّ هُ َفغَوَى * ثُمّ ا ْجتَبَا هُ َربّ هُ فَتَا َ
سَوْآُتهُمَا وَ َطفِقَا َيخْ ِ
شقَى" (20طة ) 123 -115 /
ضلّ وَلَايَ ْ
ض عَدُوّ فَإِمّا يَأْتَِيّنكُم مّنّي هُدًى َفمَنِ اتّبَعَ هُدَايَ َفلَا يَ ِ
ضكُ ْم لَِبعْ ٍ
مِ ْنهَا َجمِيعًا بَعْ ُ
واليات الكريمة – أعلة -من سورة طه تحتاج الى تكامل وتوضيح من سورة العراف ،ولنقرأ:
جرَةَ َفَتكُونَا ِم نَ الظّاِلمِيَ 19
شَث شِئْتُمَا َو َل تَ ْقرَبَا هَ نذِ ِه ال ّ
َ"يَا آدَ مُ ا ْسكُنْ أَن تَ َوزَ ْوجُ كَ اْلجَنّةَ َف ُكلَ مِ ْن حَيْ ُ
جرَةِ ِإ ّل أَن َتكُونَا
شَي عَ ْن ُهمَا مِن سَوْءَاِت ِهمَا وَقَالَ مَا َنهَا ُكمَا َرّب ُكمَا عَنْ هَنذِهِ ال ّ
ي َل ُهمَا مَا وُو ِر َ
س َل ُهمَا الشّ ْيطَا ُن لُِيبْدِ َ
فَوَسْ َو َ
جرَةَ
شَ 21فَ َدلّ ُهمَا بِ ُغرُورٍ َف َلمّا ذَاقَا ال ّ صحِيَ
وَقَا َسمَ ُهمَا ِإنّي َل ُكمَا َلمِ نَ النّا ِ 20 َم َلكَيْ ِن َأوْ َتكُونَا ِم نَ اْلخَالِدِي َن
جرَةِ وَأَقُل ّل ُكمَا ِإنّ
شَبَ َدتْ َل ُهمَا سَوْءَاُت ُهمَا َوطَ ِفقَا َيخْصِفَا ِن َعلَ ْي ِهمَا مِن وَ َرقِ اْلجَنّةِ وَنَادَا ُهمَا رَّب ُهمَا أَلَ ْم أَْن َه ُكمَا عَن ِت ْل ُكمَا ال ّ
23قَالَ سنَا وَإِن لّ ْم تَ ْغ ِف ْر لَنَا َوَت ْرحَمْنَا َلَنكُونَنّ مِ نَ اْلخَا ِسرِي َن
22قَالَ رَبّنَا َظ َلمْنَا أَنفُ َ الشّ ْيطَا َن َل ُكمَا عَدُوّ مّبِيٌ
ع إِلَى حِيٍ 24قَالَ فِيهَا َتحْيَوْ نَ وَفِيهَا َتمُوتُو نَ َومِنْهَا
ض عَدُوّ وََلكُ مْ فِي الَرْ ضِ مُ سَْت َقرّ وَ َمتَا ٌ
ضكُ ْم لَِبعْ ٍ
اهِْبطُوْا َبعْ ُ
25 خ َرجُو َن
ُت ْ
ولقد ذكرت قصة ادم بتفصيل نسبي في ثلث مواضع في القرآن الكريم .واحده في سورة البقرة من اية
30الى ان صببدر المببر بالهبوط الى الرض فببي ايببة . 38وفببي آيات البقرة لم يذكرمببا يسبباعدنا فببي
تشخيص حالة آدم وزوجه في الجنة وحالته الخلقية التي – يقينا -قد تغيرت بعد ان اكل من الشجرة .لذا
عرضنا هنا فقط اليات في الموضعين الخرين وهما ايات سورة العراف وسورة طه اعله .
مبن هذه اليات الكريمبه نسبتطيع ان نسببتنبط حالة ادم وزوجبه فبي الجنبة فقبد وري (أى سبتر وغطبى)
عنهما سوءاتهما ،وايضا ل يجوعان ول يعريان و ل يظمأن ول يضحيان ،وهذه الحالة ليست هي الحالة
النسانية الرض ية الطينية المتجسدة التى يمكن ان تدركها البصار والتي نحن -البشر -عليها الن .وقد
تغيرت حال ادم وزوجببه بعببد أن أكل مببن الشجرة ( بدت لهمببا سببوءاتهما) ،وبالتالي امروا بالهبوط الى
الرض حيث تكون لهم مستقر ومتاع الى حين.
ووريبت عنهمبا سبوءاتهما اي اخفيبت وسبترت فلم يكونوا يرونهبا او يحسبون بهبا .والسبوءة كنبي بهبا عبن
الفرج للرجبل أوالمرأة .ويبدو مبن اليات التبي وردت فبي قصبة ادم وزوجبه ان السبوءة تعنبي الجسبد كله
بما فيه من اعضاء التناسل .وهذا الستخدام ليس غريبا على القرآن ،واليات التاليه توضح ذلك:
ك خَ ْيرٌ ذَلِ كَ مِ ْن آيَا تِ الّل هِ لَ َع ّلهُ مْ يَ ّذ ّكرُو نَ
س التّ ْق َوىَ ذَلِ َ
" يا بَنِي آدَ مَ قَ ْد أَنزَْلنَا َعلَ ْيكُ ْم لِبَا سًا يُوَارِي سَوْءَاِتكُمْ َورِيشًا وَلِبَا ُ
ع عَ ْنهُمَا ِلبَا َس ُهمَا لُِيرَِي ُهمَا َسوْءَاِت ِهمَا إِنّ ُه َيرَاكُ مْ ُهوَ
* َ يا بَنِي آدَ َم لَ َيفْتِنَّنكُ مُ الشّ ْيطَا نُ َكمَا َأ ْخرَ جَ أََبوَيْكُم مّ نَ اْلجَنّ ِة َينِ ُ
ي َأوْلِيَاء ِللّذِي َن لَ يُؤْ ِمنُونَ" (7العراف)26،27/
ث َل َترَوَْنهُمْ إِنّا َج َعلْنَا الشّيَاطِ َ
وَقَبِي ُلهُ مِ ْن حَيْ ُ
ف يُوَارِي
ض لُِيرِيَ ُه كَيْ َ
ث الّل ُه ُغرَابًا يَ ْبحَ ثُ فِي الَرْ ِ
30فَبَعَ َ " َفطَ ّوعَ تْ لَ ُه نَ ْف سُهُ قَ ْت َل َأخِي هِ فَقََت َل هُ فَأَ صَْبحَ مِ نَ اْلخَا ِسرِي َن
ي سَوْء َة َأخِي فََأصَْبحَ ِمنَ النّادِمِيَ"
سَوْء َة َأخِيهِ قَالَ يَا وَْيلَتَا َأ َعجَ ْزتُ َأ ْن َأكُونَ مِ ْثلَ هَنذَا اْل ُغرَابِ فَُأوَا ِر َ
(5الائدة)30،31/
وواضح من اية العراف ان اللباس يستر ويخفي العورة او السوءة ،ونزع اللباس يبين ويظهر العورة او
السوءة ،ونحن مأمورون -وبدرجة أكبر النساء -بتغطية اجزاء كبيرة من الجسد والتي تعتبر سوءة.
واية المائدة ترجح هذا المعنى فسوءة اخيه بعد قتله هي جسده كله وليس اعضائه التناسلية فحسب.
ومن هنا نطمئن لفهمنا لقصة ادم وزوجه :سوءاتهما هي جسدهما ،كانا مستترين في الجنة قبل الكل من
الشجرة .وبعبارة اخرى نسبتطيع القول انهمبا كانبا فبي حالة مبن الشفافيبة والطبيعبة المختلفبة ،بحيبث ان ادم
(وزوجببه) ل يجوع ول يعرى وانببه ل يظمببأ ول يضحببى قبببل الكببل مببن الشجرة .ثببم اصبببحا جسببدين
تدركهما البصار ،وتحولت الشفافيبة الى مادة كثيفة بعد الكل من الشجرة .وهذا السبتنباط هو بالضبط
مبا قاله اببن عباس فبي تفسبير ايبة العراف (انظبر القرطببي جزء , 8صبفحه ) 175قال :تقلص النور
الذي كان لباسبهما ،فصبار اظفارا فبي اليدي والرجبل.اذا هبو نور وشفافيبة تحول الى مادة كثيفبة تدركهبا
العين فتظهبر .و ما قاله ابن عباس لبن الزرق عندما سأله :ما معنبي ل تضحى؟ قال :اي لتعرق من
شدة الحر،وهذة هي صفات الجسم البشري المادي الكثيف الذي يحس بالجوع والظمأ ،ويحتاج الى الطعام
والشراب ،وبعبد الهضبم يحتاج الجسبم لخراج الفضلت ومبا نتبج مبن هذه العمليبة الفسبيولوجية .ومبن هذه
الفضلت العرق الذي يخرج عند التعرض للحر.
ولقد صاغ ال تعالى ايتي سورة طه باسلوب يسهل لنا مثل هذا الفهم فعندما نتأمل قوله تعالى:
ان لك أ( ل تجوع فيها و ل تعرى )
وانك ( ل تظمأ فيها و ل تضحى)
نجبد ان القرآن الكريبم جمبع بيبن الجوع والعري فبي ايبة ،والظمبأ والضحبى فبي ايبة تليهبا .والبلغيون
يعتبرون هذا النظم القرآني الذي يرعى الفواصل هو لتحسين الكلم وتزيينه لتصل الى ما تريده من ايقاع
فريبد وبلغبة عليبا .وهذا يقينبا صبحيح نحسبه فبي النظبم القرآنبي عببر القران كله .ال ان المعجبز ان هذا
النظبم ل يكون على حسباب المعنبى .وفبي الحقيقبه فانبه ل يراعبي المعنبى فحسبب ،لكنبه فبي كثيبر مبن
الحيان تكون الصبياغة بهذه الطريقبة التبي نجدهبا فبي ايتبي طبه لتسباعدنا على اسبتنباط معنبى عميبق لكلمبة
اريد بها التورية وهي التي اسماها القرآن متشابهة .
حكَمَا تٌ هُنّ أُمّ اْلكِتَا بِ وَُأ َخرُ ُمتَشَاِبهَا تٌ فََأمّا الّذِي َن ف ُقلُوِبهِ مْ زَْي غٌ فَيَتّبِعُو َن مَا
ي أَن َزلَ َعلَيْ كَ اْلكِتَا بَ ِمنْ ُه آيَا تٌ ّم ْ
هُوَ الّذِ َ
تَشَاَب َه مِنْ هُ ابِْتغَاء الْفِ ْتنَةِ وَاْبتِغَاء تَأْوِي ِل هِ َومَا َي ْعلَ ُم تَأْوِي َل ُه ِإ ّل اللّ هُ وَالرّا ِسخُونَ فِي الْ ِعلْ مِ َيقُولُو َن آمَنّا ِب ِه ُكلّ مّ ْن عِندِ رَبّنَا وَمَا
(3آل عمران)7/ ب 7 يَ ّذ ّك ُر ِإلّ أُوْلُوْا اللْبَا ِ
وهذاالتشابه هو من التورية ،حتى يتجنب صدم القاريء بمفاهيم جديدة عليه لم يألفها من قبل ،وتتصادم
مع مفاهيم ربما تكون خاطئة ،ولكنها تراكمت واصبحت عقيدة تتوارث من جيل الي جيل .
وايتببي سببورة طببه مببن هذا النوع ،فهذا النظببم يسبباعدنا على اس بتنباط معنببى ل تضحببى المراد .فالجوع
يلزمبه دائمبا العطبش ،فمجيبء الجوع فبي اليبة الولى والعطبش فبي اليبة التبي تليهبا ،يجعلنبا نفهبم بان
العري فبي اليبة الولى يقابله الضحبو فبي اليبة التبي تليهبا .ومعنبى الضحبو معروف فبي اللغبة العربيبة،
فالضاحي من كل شيء هو البارز الظاهر الواضح الذي ل يستره منك حائط ول غيره .
وهكذا تغيرت ماهيتببة ادم وزوجببه بعببد اكله مببن الشجرة (آدم الذي يجببب أن يهبببط إلى الرض)؛ فبببرز
ووضبح وتجسبد فأصببح يحبس بالجوع والعطبش والحرارة(التبي تسببب العرق) ،فصبدر أمرهبوطبه الى
الرض المناسبة لهذه الصورة الجسدية ،والحالة الطينية ،بعدما فقدا الشفافية التي قدرها له ال تعالى في
الجنة(وان شاء ال سنعود اليها في الخرة) واصبح يجوع ويعري ويظمأ ويضحى في الحياة الدنيا .
فليس غريبا ان ياتي يوما يؤكد فيه العلم ما قاله القران منذ اربعة عشر قرنا أو تزيد .
"بَلْ َك ّذبُواْ بِمَا لَمْب ُيحِيطُواْ ِبعِ ْلمِهِب وََلمّاب َي ْأ ِتهِمْب َتأْوِيلُهُب َكذَلِكَب َكذّبَب اّلذِينَب مِن َقبِْلهِمْب فَانظُرْ َكيْفَب كَانَب عَاقِبَةُ
(10يونس)39/ الظّاِلمِينَ"
شهِيدٌ "شيْءٍ َ حقّ َأوََلمْ َيكْفِ ِب َر ّبكَ َأنّهُ عَلَى كُلّ َ
حتّى َي َت َبيّنَ َل ُهمْ َأنّهُ ا ْل َ
س ِهمْ َ
لفَاقِ َوفِي أَن ُف ِ
سنُرِي ِهمْ آيَا ِتنَا فِي ا ْ
"َ
(41فصلت)53/
***
ومن هذه اللفاظ متى وايان .فمتى تستخدم للسؤال عن الزمان واستخدمها القرآن بهذا المعنى ول ريب .
امبا ايان فقبد عرفهبا العرب بمعنبى متبى ،لكبن القرآن أببى ال ان يضيبف الى وجوه اعجازه وجهبا اخبر،
فخصص متى للسؤال عن الزمان ،واين للسؤال عن المكان ،وأيان للسؤال عن الزمان والمكان معا.
فكما استخدم القران الكريم أنى بمعنى من اين؟ استخدمها بمعنى كيف ،في مثل (قال يا مريم انى لك هذا؟
قالت هو من عند ال) .وكأنه سأل من اين لك هذا؟ وتفهم ايضا كيف حصلت على هذا؟ .وكذلك في قوله
تعالى ( :قالت رب انببي يكون لي ولد ولم يمسببسني بشببر) وكأنهببا سببألت :مببن ايببن يكون لي ولد دون ان
يمسسني بشر؟ وتفهم كذلك وكأنها سألت كيف يكون لي ولد دون ان يقربني بشر.
واسبتخدام ايان لغرض السبؤال عبن الزمان والمكان فبي آن واحبد له دللة علميبة يوضحهبا العلم الحديبث
كما سنرى .وفيما يلى استنباط ذلك.
ايان في معاجم اللغه:
مادة اين :ايان معناه اي حين؟ وهو سؤال عن زمان مثل متى ،وهي ظرف للزمن المستقبل ،وهي عبارة
عبن وقبت الشيبء ،ويقارب معنبى متبى مبن قولهبم اي ،وقيبل اصبله :أي وان؟ (بمعنبي اي وقبت؟) ثبم جعبل
الواو ياء فادغم فصار ايان .انظر() 7،8
الفرضيبة الثانيبة :ان وحدات الكون سبتستمر فبي التباعبد الى مبا ل نهايبة ،ويوصبف الكون فبي هذه الحالة
بالكون المفتوح ) ( Open univers or unboundedوتستلزم هذه النظرية ،لكي تكون صحيحة،
خلق دائم للمادة التي يجب ان تمل الفراغ الناتج عن التمدد .
الفرضيبة الثالثبة :ان وحدات الكون سبتصل الى نقطبة معينبة مبن التمدد ،ثبم يتوقبف هذا التمدد وينهار ،ثبم
يعود فينفجبببر ويتمدد مبببن جديبببد .ويسبببمى الفلكيون مثبببل هذا الكون بالكون المتذببببذ ب((Pulsating
Univers
والفرضيبه الولى هبي الكثبر شيوعبا وقبول بيبن الفلكييبن ،لن هناك الكثيبر مبن الشواهبد التبي تدعمهبا،
(الحاصلون على جائزة نوبل للفيزياء عن عام 2006ميلدية هم ممن كانت بحوثهم تدعم هذه النظرية)
ولكن وبغض النظر عن اي الفرضيات هو الصحيح،ال ان الثابت علميا ان وحدات الكون في حالة حركة
دائمة .وان نهاية العالم ايضا ستكون ديناميكية .بمعنى انها ستكون في حالة حركة وليست استاتيكية ثابتة
لن يتغيرالمكان فيهببا بتغيرالزمان .فالمكان والزمان فببي حالة تغيببر ،وبالتالي فعندمببا نسببأل عببن السبباعة
والقيامة وجب ان نسأل عن زمان حدوثها ومكان وقوعها ،فهذا يمثل الدقة العلمية فى السؤال.
والقرآن الكريم يؤكد ان الكون سيكون في حالة حركة ( ديناميكية يوم القيامة) كما في:
ب َكمَا بَدَأْنَا أَ ّولَ َخلْ ٍق نّعِيدُهُ َوعْدًا َعلَيْنَا إِنّا كُنّا فَا ِعلِيَ" ( 21النبياء ) 104 /
جلّ ِل ْلكُتُ ِ
سِسمَاء َك َطيّ ال ّ
"َيوْمَ َنطْوِي ال ّ
ُسنتِ
وَب ّ ْضن َرجّان 4
ّتن الَْأر ُ
ِ 3إذَا ُرج ِ خَافِضَةٌ رّافِ َع ٌة 2 ْسن لِوَ ْقعَتِهَا كَاذِبَ ٌة
لَي َ 1 َتن الْوَا ِقعَ ُة
ِإذَا َوقَع ِ
َفكَانَتْ هَبَاء مّنبَثّا" ( 56الواقعة )6 -1 / 5 اْلجِبَا ُل بَسّا
ج َرتْ 3وَِإذَا اْلقُبُورُبُ ْعِث َرتْ"
ت 2وَِإذَا الِْبحَارُ ُف ّ ت 1وَِإذَا اْلكَوَاكِبُ انتََث َر ْ سمَاء ان َف َط َر ْ
ِإذَا ال ّ
( 82النفطار ) 4 -1 /
جبَالُ فَ ُدكّتَا َدكّ ًة وَاحِدَةً َ 14فيَوْ َمئِذٍ وَ َقعَ تِفَِإذَا ُنفِ خَ فِي ال صّو ِر َن ْفخَةٌ وَاحِدَ ٌة َ 13و ُح ِملَ تِ الَْأرْ ضُ وَاْل ِ
( 69الحاقة ) 18 - 13 / سمَاء َف ِهيَ يَ ْومَئِذٍ وَاهِيَ ٌة "
شقّتِ ال ّ اْلوَا ِقعَ ُة 15وَان َ
وغيرها في القرآن كثير كثير ،مما يؤكد ان يوم القيامة يوم عظيم كثير الحداث .والسؤال عن زمنه
فحسبب ل يكون كافيبا وافيبا للدللة عليبه .وبذلك يكون اكثبر ملئمبة ودقبة والكثروجوببا مبن الناحيبة
العلميببة ،ان نسببأل ايضببا عببن مكان رسببو السبباعة (القيامببة) ،ومكان حشرالبشببر ،ومكان الديببن
(الحسباب) ،ومتبى تسبتقر ،وايبن تسبتقر .فالسبؤال اذا بايان هبو المناسبب وهبو الذي يأتبي ببه القرآن
خروجا على اسبتعمالت العرب ليان ،فيضيف اليها استعمال جديدا يدل دللة علميبة عظيمبة الشأن،
وهي ان :فى يوم القيامة سيكون الكون ديناميكيا متحركا.
والسؤال الن وهل يصدق هذا في اليات التي استخدم فيها القرآن ايان بدل من متى؟
الجابة هي :نعم يقينا فعل ،ويدل على ذلك اليات ،وما علينا ال تدبرها.
وعودة سريعة الى اليات الكريمة التي اتت فيها كلمة ايان نجد ان المفسرين قد توقفوا عند ايان مرساها
محاولين تبرير تفسيرايان بمتى .يقول الفراء ان الساعة بمنزلة السفينة اذا كانت جارية فرست ،ورسوها
قيامها ،وقيامها ليس كقيام القائم ،انما هي كقولك قد قام العدل ،وقام الحق اي ظهر وثبت .وقد اعتبرها
الفراء على سبيل المجاز ،وهى ليست مجازا وانما هي علي سبيل الحقيقة .فالقيامة لها زمان ومكان
يعلمهما الواحد القهار.
ش ِركُونَ"
ضتُ ُه يَوْمَ اْلقِيَامَةِ وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ ِبَيمِينِ ِه سُ ْبحَاَنهُ وَتَعَالَى َعمّا يُ ْ
ض َجمِيعًا قَبْ َ "وَمَا قَ َدرُوا اللّ َه حَقّ قَ ْدرِهِ وَالْأَ ْر ُ
(39الزمر ) 67 /
واية العراف ،عندما تجيب السائلين عن الساعة ،تأتي الجابة (ل يجليها لوقتها) حديث عن الزمان ثم
يأتي (ثقلت في السماوات والرض ) حديث عن حال تتغير فيه السماوات والرض .واية النازعات()44
يأتي الجواب عن مكان الساعة الى "ربك منتهاها" .ومثلها في اية القيامة "الى ربك يومئذ المستقر" واية
الذاريات "ايان يوم الديببن" و يكون الجواب "يوم هببم على النار يفتنون" ،والفتنببة على النارحدث فببي يوم
الحساب والدين يكون بالطبع له زمان ومكان -يعلمهما ال تعالى -تتأجج فيه النار .وفي اية سورة النحل
وكذلك النمل "وما يشعرون ايان يبعثون " ،فصحيح ان نقول وما يشعرون متى يبعثون؟ وصحيح ايضا
ان نقول وما يشعرون اين يبعثون؟ فجاءت ايان لتغني عن تكرار السؤال وتحوي المعنيين .
ومبن هنبا نسبتطيع ان نلخبص القول فنقول :ان القرآن الكريبم اسبتخدم متبى عندمبا اراد السبؤال عبن الزمان
فحسب :متى هذا الوعد؟ ،أي في اي زمان يقع ويحدث .واستخدم اين للسؤال عن المكان :اين المفر؟ أين
تذهبون؟ .وعندمبا اراد ان يسبأل عبن الزمان والمكان معبا :فبي اي زمان؟ وفبي اي مكان؟ كان الختيار
لكلمببة ايان .وهذا السببتعمال خاص بالقرآن ،وبببه يعلم البشري بة ويلفببت نظرهببم الى ان الكون فببي حالة
حركة دائمة" كل يوم هو في شأن" سواء في بداية خلقه او في نهايتها .
مراجع البحث