You are on page 1of 239

‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كتاب ‪:‬‬
‫اسـتـمـتـع‬
‫بـحـيـاتـك‬
‫مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية‬
‫حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة‬

‫ان ل ك مف ي رس ولالل ه أو ةس ح س ن ة ‪‬‬


‫ل ‪‬ق د ك‬
‫بقلم ‪.‬دمحمد بن عبد الر‪4‬حمن العريفي‬
‫‪/‬‬
‫أستاذ جامعي ‪ ،‬خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬
‫عضو اليئة العليا للعلم السلمي‬
‫مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية‬
‫‪6/2/1427‬هـ الوافق ‪6/3/2006‬م‬
‫تنبيه هام جدا‪ : S‬هذه النسخة ليست للتصوير ول‬
‫للنشر ‪ ،‬فأرجو مراعاة ذلك ‪ ،‬وفق ال الميع ‪..‬‬
‫آمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما أعظم سروري لو علمت أن قارئا‪ S‬أو قارئة لذه‬ ‫مقدمة‬
‫الورقات طبق ما فيه ‪ ..‬فشعر وشعر غيه بتطور مهاراته‬ ‫لا كنت ف السادسة عشرة من عمري وقع ف‬
‫‪ ..‬وازدادت متعته ف حياته ‪..‬‬ ‫يدي‪ -‬كتاب " فن التعامل مع الناس " لؤلفه "‬
‫فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا‪ - S‬رسالة عب فيها عن‬ ‫دايل كارنيجي " كان كتابا‪ S‬رائعا‪ S‬قرأته عدة مرات‬
‫رأيه ‪ ..‬وصو‘ر مشاعره بصدق وصراحة ‪ ..‬ث أرسلها عب‬ ‫‪..‬‬
‫بريد أو رسالة جوال ‪ sms‬إل كاتب هذه السطور ‪..‬‬ ‫كان كاتبه اقترح أن يعيد الشخص قراءته كل‬
‫لكون للطفه شاكرا‪ .. S‬وبظهر الغيب له داعيا‪.. S‬‬ ‫شهر ‪ ..‬ففعلت ذلك ‪ ..‬جعلت أطبق قواعده عند‬
‫أسأل ال أن ينفع بذه الورقات ‪ ..‬وأن يعلها خالصة‬ ‫تعاملي مع الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة ‪..‬‬
‫لوجهه الكري ‪..‬‬ ‫كان كارنيجي يسوق القاعدة ويذكر تتها أمثلة‬
‫كتبه الداعي لك بالي‪/‬‬ ‫ووقائع لرجال تيزوا من قومه ‪ ..‬روزفلت ‪..‬‬
‫د‪.‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬ ‫لنكولن ‪ ..‬جوزف ‪ ..‬مايك ‪ ..‬فبحثت ف تارينا‬
‫فرأيت أن ف سية رسول ال ‪ e‬وأصحابه‬
‫بداية ‪..‬‬ ‫ومواقف التميزين من رجال أمتنا ما يغنينا ‪..‬‬
‫ليست الغاية أن تقرأ كتابا‪ .. S‬بل الغاية أن تستفيد منه‬ ‫فبدأت من ذلك الي أؤلف هذا الكتاب ف فن‬
‫‪..‬‬ ‫التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫فهذا الكتاب الذي بي يديك ليس وليد شهر أو‬
‫‪.1‬هؤلء لن يستفيدوا ‪..‬‬
‫سنة ‪..‬‬
‫أذكر أن رسالة جاءتن على هاتفي المول ‪ ..‬نصها ‪:‬‬
‫بل هو نتيجة دراسات قمت با لدة عشرين عاما‬
‫فضيلة الشيخ ‪ ..‬ما حكم النتحار ؟‬
‫‪..‬‬
‫فاتصلت بالسائل فأجاب شاب ف عمر الزهور ‪ ..‬قلت له‬
‫ومع أن ال تعال قد من• علي• بتأليف قرابة العشرين‬
‫‪ :‬عفوا‪ S‬ل أفهم سؤالك ‪ ..‬أعد السؤال !‬
‫عنوانا‪ S‬إل الن ‪ ..‬إل أن أجد أن أحب كتب إل‬
‫فأجاب بكل تضجر ‪ :‬السؤال واضح ‪ ..‬ما حكم‬
‫وأغلها إل قلب ‪ ..‬وأكثرها فائدة عملية ‪ -‬فيما‬
‫النتحار ‪..‬‬
‫أظن – هو هذا الكتاب ‪..‬‬
‫فأردت أن أفاجئه بواب ل يتوقعه فضحكت وقلت ‪:‬‬
‫كتبت كلماته بداد خلطته بدمي ‪ ..‬سكبت روحي‬
‫مستحب ‪..‬‬
‫بي أسطره ‪ ..‬عصرت ذكريات فيه ‪..‬‬
‫صرخ ‪ :‬ماذا ؟!‬
‫جعلتها كلمات من القلب إل القلب ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أقول لك ‪ :‬حكم النتحار أنه مستحب ‪..‬‬
‫وأقسم أنا خرجت من قلب مشتاقة أن يكون‬
‫لكن ما رأيك أن نتعاون ف تديد الطريقة الت تنتحر با‬
‫مستقرها قلبك ‪ ..‬فرحاك با ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬؟‬
‫ل يكن يثل بالنسبة لن ف اللس إل واحدا‪ S‬منهم له حق‬ ‫سكت الشاب ‪..‬‬
‫الحترام لكب سنه ‪ ..‬فقط ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬طيب ‪ ..‬لاذا تريد أن تنتحر ؟‬
‫ألقيت كلمة يسية ‪ ..‬ذكرت خللا فتوى للشيخ العلمة‬ ‫قال ‪ :‬لن ما وجدت وظيفة ‪ ..‬والناس ما يبونن‬
‫عبد العزيز بن باز ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأصل‪ S‬أنا إنسان فاشل ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫فلما انتهيت ‪ ..‬قال ل الشيخ مفتخرا‪ : S‬أنا والشيخ ابن‬ ‫وانطلق يروي ل قصة مطولة تكي فشله ف تطوير‬
‫باز كنا زملء ندرس ف السجد عند الشيخ ممد بن‬ ‫ذاته ‪ ..‬وعدم استعداده للستفادة با هو متاح بي‬
‫إبراهيم ‪ ..‬قبل أربعي سنة ‪..‬‬ ‫يديه من قدرات ‪..‬‬
‫التفت أنظر إليه ‪ ..‬فإذا هو قد انبلجت أساريره لذه‬ ‫وهذه آفة عند الكثيين ‪..‬‬
‫العلومة ‪ ..‬كان فرحا‪ S‬جدا‪ S‬لنه صاحب رجل‪ S‬ناجحا‪ S‬يوما‬ ‫لاذا ينظر أحدنا إل نفسه نظرة دونية ؟‬
‫من الدهر ‪..‬‬ ‫لاذا يلحظ ببصره إل الواقفي على قمة البل‬
‫بينما جعلت أردد ف نفسي ‪ :‬ولاذا يا مسكي ما صرت‬ ‫ويرى نفسه أقل من أن يصل إل القمة كما وصلوا‬
‫ناجحا‪ S‬مثل ابن باز ؟‬ ‫‪ ..‬أو على القل أن يصعد البل كما صعدوا ‪..‬‬
‫ما دام أنك عرفت الطريق لاذا ل تواصل ‪..‬؟‬ ‫ومن يتهيب صعود البال *** يعش أبد الدهر بي‬
‫لاذا يوت ابن باز فتبكي عليه النابر ‪ ..‬والاريب ‪..‬‬ ‫الفر‬
‫والكتبات ‪ ..‬وتئن أقوام لفقده ‪..‬‬ ‫تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب ‪ ،‬ول‬
‫وأنت ستموت يوما‪ S‬من الدهر ‪ ..‬ولعله ل يبكي عليك‬ ‫من أي كتاب آخر من كتب الهارات ؟!‬
‫أحد ‪ ..‬إل ماملة ‪ ..‬أو عادة ‪!!..‬‬ ‫إنه الشخص السكي الذي استسلم لخطائه وقنع‬
‫كلنا قد نقول يوما‪ S‬من اليام ‪ ..‬عرفنا فلنا‪ .. S‬وزاملنا‬ ‫بقدراته ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا طبعي الذي نشأت عليه ‪..‬‬
‫فلنا‪ .. S‬وجالسنا فلنا‪!! S‬‬ ‫وتعودت عليه ‪ ،‬ول يكن أن أغي طريقت ‪..‬‬
‫وليس هذا هو الفخر ‪ ..‬إنا الفخر أن تشمخ فوق القمة‬ ‫والناس تعودوا علي بذا الطبع ‪..‬‬
‫كما شخ ‪..‬‬ ‫أما أن أكون مثل خالد ف طريقة إلقائه ‪ ..‬أو أحد‬
‫فكن بطل‪ S‬واعزم من الن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من‬ ‫ف بشاشته ‪ ..‬أو زياد ف مبة الناس له ‪..‬‬
‫قدرات ‪ ..‬كن ناجحا‪.. S‬‬ ‫فهذا مال ‪..‬‬
‫اقلب عبوسك ابتسامة ‪ ..‬وكآبتك بشاشة ‪ ..‬وبلك‬ ‫جلست يوما‪ S‬مع شيخ كبي بلغ من الكب عتيا‪.. S‬‬
‫كرما‪ .. S‬وغضبك حلما‪.. S‬‬ ‫ف ملس عام ‪ ،‬كل من فيه عوام متواضعو‬
‫اجعل الصائب أفراحا‪ .. S‬واليان سلحا‪.. S‬‬ ‫القدرات ‪..‬‬
‫استمتع بياتك‪..‬فالياة قصية ل وقت فيها للغم‪..‬‬ ‫وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بانبه‬

‫‪3‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تعال إل شيء آخر ‪..‬‬ ‫أما كيف تفعل ذلك ‪..‬فهذا ما ألفت الكتاب‬
‫كم نرى من الناس البوبي ‪ ..‬الذين يفرح الخرون‬ ‫لجله‬
‫بلقائهم ‪ ..‬ويأنسون بجالستهم ‪ ..‬أفلم تفكر أن تكون‬ ‫كن معي وسنصل إل الغاية بإذن ال ‪..‬‬
‫واحدا‪ S‬منهم ‪..‬؟‬ ‫بقي معنا ‪..‬‬
‫بقى دائما‪ S‬معج ـبا‪ ( S‬بفتح اليم ) ول‬
‫لاذا ترضى أن ت‬ ‫البطل الذي لديه العزية والصرار على أن يطور‬
‫تسعى لن تكون معج ـبا‪ ( S‬بكسرها ) !!‬ ‫مهاراته ‪ ..‬ويستفيد من قدراته ‪..‬‬
‫هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ‪..‬‬
‫لاذا إذا تكلم ابن عمك ف اللس أنصت له الناس وملك‬ ‫‪.2‬ماذا سنتعلم ؟‬
‫أساعهم ‪ ..‬وأعجبوا بأسلوب كلمه ‪..‬‬ ‫يشترك الناس غالبا‪ S‬ف أسباب الزن والفرح ‪..‬‬
‫وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ‪ ..‬وتنازعتهم الحاديث‬ ‫فهم جيعا‪ S‬يفرحون إذا كثرت أموالم ‪..‬‬
‫الانبية ؟!‬ ‫ويفرحون إذا ترقوا ف أعمالم ‪..‬‬
‫لاذا ؟‬ ‫ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ‪..‬‬
‫مع أن معلوماتك قد تكون أكثر ‪ ..‬وشهادتك أعلى ‪..‬‬ ‫ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لم ‪ ..‬فتحققت لم‬
‫ومنصبك أرفع ‪..‬‬ ‫مراداتم ‪..‬‬
‫لاذا إذن استطاع ملك أساعهم وعجزت أنت ؟!!‬ ‫وف الوقت نفسه ‪ ..‬هم جيعا‪ S‬يزنون إذا افتقروا‬
‫لاذا ذاك الب يبه أولده ويفرحون برافقته ف كل‬ ‫‪ ..‬ويزنون إذا مرضوا ‪ ..‬ويزنون إذا أ هينوا ‪..‬‬
‫ذهاب وميء ‪ ..‬وآخر ل يزال يلتمس من أولده مرافقته‬ ‫فما دام ذلك كذلك ‪ ..‬فتعال نبحث عن طرق‬
‫وهم يعتذرون بصنوف العذار ‪ ..‬لاذا ؟! أليس كلها‬ ‫ندي فيها أفراحنا ‪ ..‬ونتغلب با على أتراحنا ‪..‬‬
‫أب ؟!!‬ ‫نعم ‪ ..‬سنة الياة أن يتقلب الرء بيح لوة´ وم رة‬
‫ولاذا ‪ ..‬ولاذا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أنا معك ف هذا ‪..‬‬
‫سنتعلم هنا كيفية الستمتاع بالياة ‪..‬‬ ‫ولكن لاذا نعطي الصائب والحزان ف أحيان‬
‫أساليب جذب الناس ‪ ..‬والتأثي فيهم ‪..‬‬ ‫كثية أكب من حجمها ‪ ..‬فنغتم أياما‪ .. S‬مع إمكاننا‬
‫تمل أخطائهم ‪..‬‬ ‫أن نعل غمنا ساعة ‪ ..‬ونزن ساعات على ما ل‬
‫التعامل مع أصحاب الخلقيات الؤذية ‪..‬‬ ‫يستحق الزن ‪ ..‬لاذا ‪..‬؟!‬
‫إل غي ذلك ‪ ..‬فمرحبا‪ S‬بك ‪..‬‬ ‫أعلم أن الزن والغم يهجمان على القلب‬
‫ويدخلنه من غي استئذان ‪ ..‬ولكن كل باب هم‬
‫كلمة ‪..‬‬ ‫يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه ‪ ..‬هذا ما سنتعلمه‬
‫ليس النجاح أن تكتشف ما يب الخرون ‪ ..‬إنا‬ ‫‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أسلوب أبيه ‪ ..‬فيعون الغنم !!‬ ‫النجاح أن تارس مهارات تكسب با مبتهم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬والل؟!‬
‫قال ‪ :‬الل أننا نقنع الب باستخدام راعي غنم ‪ ..‬ببضع‬ ‫‪.3‬لاذا نبحث عن الهارات؟‬
‫مئات من الريالت ‪ ..‬ندفعها نن له ‪ ..‬وولده النابغة‬ ‫زرت إحدى الناطق الفقية للقاء ماضرة ‪..‬‬
‫يستثمر مواهبه وقدراته ‪ ..‬ونتكفل بصاريف الولد أيضا‬ ‫جاءن بعدها أحد الدرسي القادمي من خارج‬
‫حت يتخرج ‪..‬‬ ‫النطقة ‪..‬‬
‫ث خفض هذه الدرس رأسه ‪ ..‬وقال ‪ :‬حرام أن توت‬ ‫قال ل ‪ :‬نود أن تساعدنا ف كفالة بعض الطلب‬
‫الواهب والقدرات ف صدور أصحابا ‪ ..‬وهم يتحسرون‬ ‫‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬عجبا‪ !! S‬أليست الدارس حكومية ‪..‬‬
‫تفكرت ف كلمه بعدها ‪ ..‬فرأيت أننا ل يكن أن نصل‬ ‫مانية ؟!‬
‫إل القمة إل بمارسة مهارات ‪ ..‬أو اكتساب مهارات ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬لكننا نكفلهم للدراسة الامعية ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬كذلك الامعة ‪ ..‬أليست حكومية ‪ ..‬بل‬
‫أتدى أن تد أحدا‪ S‬من الناجحي ‪ ..‬سواء ف علم ‪ ..‬أو‬ ‫تصرف للطلب مكافآت ‪..‬‬
‫دعوة ‪ ..‬أو خطابة ‪ ..‬أو تارة ‪ ..‬أو طب ‪ ..‬أو هندسة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬سأشرح لك القصة ‪..‬‬
‫أو كسب مبة الناس ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬هات ‪..‬‬
‫أو الناجحي أسريا‪ .. S‬كأب ناجح مع أولده ‪ ..‬أو زوجة‬ ‫قال ‪ :‬يتخرج من الثانوية عندنا طلب نسبتهم‬
‫ناجحة مع زوجها ‪..‬‬ ‫الئوية ل تقل عن ‪ .. %99‬يلك من الذكاء‬
‫أو اجتماعيا‪ .. S‬كالناجح مع جيانه وزملئه ‪..‬‬ ‫والفهمقدرا‪ S‬لو و ز‪Á‬ع على أمة لكفاهم ‪..‬‬
‫أعن الناجحي ‪ ..‬ول أعن الصاعدين على أكتاف‬ ‫فإذا ترج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس ف‬
‫الخرين ‪!!..‬‬ ‫الطب أو الندسة ‪ ..‬أو الشريعة ‪ ..‬أو الكمبيوتر‬
‫أتدى أن تد أحدا‪ S‬من هؤلء بلغ مرتبة ف النجاح ‪ ..‬إل‬ ‫‪ ..‬أو غيها ‪ ..‬منعه أبوه وقال ‪ :‬يكفي ما تعلمت‬
‫وهو يارس مهارات معينة – شعر أو ل يشعر ‪ -‬استطاع‬ ‫‪ ..‬فاجلس عندي لرعي الغنم ‪..‬‬
‫با أن يصل إل النجاح ‪..‬‬ ‫صرخت من غي شعور ‪ :‬رعي غنم !!‬
‫قد يارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته ‪ ..‬وقد‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬رعي غنم ‪..‬‬
‫يتعلم آخرون مهارات فيمارسونا ‪ ..‬فينجحون ‪..‬‬ ‫وفعل‪ S‬يلس السكي عند أبيه يرعى الغنم ‪..‬‬
‫نن هنا نبحث عن هؤلء الناجحي ‪ ..‬وندرس حياتم ‪..‬‬ ‫وتوت هذه القدرات والهارات ‪ ..‬وتضي عليه‬
‫ونراقب طريقتهم ‪ ..‬لنعرف كيف نحوا ؟ وهل يكن أن‬ ‫السني وهو راعي غنم ‪..‬‬
‫نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم ‪..‬؟‬ ‫بل قد يتزوج ‪ ..‬ويرزق بأولد ‪ ..‬ويارس معهم‬

‫‪5‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد تبقى هذه الهارات حبيسة النفس حت يغلبها الطبع‬ ‫استمعت قبل فترة إل مقابلة مع أحد أثرياء العال‬
‫السائر بي الناس ‪ ..‬وتوت ف مهدها ‪..‬‬ ‫الشيخ سليمان بن عبد ال الراجحي ‪ ..‬فوجدته‬
‫ونفقدعندها قائدا‪ S‬أو خطيبا‪ S‬أو عالا‪ .. S‬أو ربا زوجا‬ ‫جبل‪ S‬ف خلقه وفكره ‪..‬‬
‫ناجحا‪ S‬أو أبا‪ S‬ناصحا‪.. S‬‬ ‫رجل يلك الليارات ‪ ..‬آلف العقارات ‪ ..‬بن‬
‫نن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك با إن كانت‬ ‫مئات الساجد ‪ ..‬كفل آلف اليتام ‪..‬‬
‫عندك ‪ ..‬وندربك عليها إن كنت فاقدا‪ S‬لا ‪..‬‬ ‫رجل ف قمة النجاح ‪..‬‬
‫فهلم‘ ‪..‬‬ ‫تكلم عن بداياته قبل خسي سنة ‪ ..‬كان من عامة‬
‫الناس ‪ ..‬ل يكاد يلك إل قوت يومه وربا ل يده‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫أحيانا‪..! S‬‬
‫إذا صعدت البل فانظر إل القمة ‪ ..‬ول تلتفت‬ ‫ذكر أنه ربا نظف بيوت بعض الناس ليكسب‬
‫للصخور التناثرة حولك ‪..‬‬ ‫رزقه ‪ ..‬وربا واصل ليله بنهاره عامل‪ S‬ف دكان أو‬
‫اصعد بطوات واثقة ‪ ..‬ول تقفز فتزل قدمك ‪..‬‬ ‫مصرف ‪..‬‬
‫تكلم كيف كان ف سفح البل ‪ ..‬ث ل زال يصعد‬
‫‪.4‬طور نفسك ‪..‬‬
‫حت وصل القمة ‪..‬‬
‫تلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ‪ ..‬فترى له‬
‫جعلت أتأمل مهاراته وقدراته ‪ ..‬فوجدت أن كثيا‬
‫أسلوبا‪ S‬ومنطقا‪S‬وفكرا‪ S‬معينا‪.. S‬‬
‫منا يكن أن يكون مثله بتوفيق ال ‪ ..‬لو تعلم‬
‫ث تلس معه وعمره ثلثون ‪ ..‬فإذا قدراته هي هي ‪ ..‬ل‬
‫مهارات وتدرب عليها ‪ ..‬وثابر وثبت ‪..‬‬
‫يتطور فيه شيء ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬
‫بينما تلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتم ‪..‬‬
‫أمر آخر يدعونا إل البحث عن الهارات ‪..‬‬
‫تده كل يوم متطورا‪ S‬عن اليوم الذي قبله ‪ ..‬بل ما تر‬
‫هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على البداع‬
‫ساعة إل ارتفع با دينا‪ S‬أو دنيا ‪..‬‬
‫لكنه غافل عنها ‪ ..‬أو ل يساعده أحد على إذكائها‬
‫إذا أردت أن تعرف أنواع الناس ف ذلك ‪ ..‬فتعال نتأمل‬
‫‪..‬‬
‫ف أحوالم واهتماماتم ‪..‬‬
‫كقدرة على اللقاء ‪ ..‬أو فكر تاري ‪ ..‬أو ذكاء‬
‫القنوات الفضائية مثل‪.. S‬‬
‫معرف ‪..‬‬
‫من الناس من يتابع ما ينمي فكره العرف ‪ ..‬ويطور ذكاءه‬
‫قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ‪ ..‬أو يذكي هذه‬
‫‪ ..‬ويستفيد من خبات الخرين من خلل متابعة‬
‫الهارات مدرس ‪ ..‬أو مسئول وظيفي ‪ ..‬أو أخ‬
‫الوارات الادفة ‪ ..‬يكتسب منها مهارات رائعة ف‬
‫ناصح ‪..‬‬
‫النقاش ‪ ..‬واللغة ‪ ..‬والفهم ‪ ..‬وسرعة البديهة ‪ ..‬والقدرة‬
‫وما أقل‪Ç‬هم ‪..‬‬

‫‪6‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت صارت الرائد تتنافس ف تكثي الصفحات الرياضية‬ ‫على الناظرة ‪ ..‬وأساليب القناع ‪..‬‬
‫والفنية ‪ ..‬على حساب غيها ‪..‬‬ ‫ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يكي قصة‬
‫قل مثل ذلك ف مالسنا الت نلسها ‪ ..‬وأوقاتنا الت‬ ‫حب فاشلة ‪ ..‬أو مسرحية عاطفية ‪ ..‬أو فيلم‬
‫نصرفها ‪..‬‬ ‫خيال مرعب ‪ ..‬أو أفلم لقصص افتراضية تافهة ‪..‬‬
‫فأنت إذا أردت أن تكون رأسا‪ S‬ل ذيل‪ .. S‬احرص على‬ ‫ل حقيقة لا ‪..‬‬
‫تتبع الهارات أينما كانت ‪ ..‬در‪Á‬ب نفسك عليها ‪..‬‬ ‫تعال بال عليك ‪ ..‬وانظر إل حال الول وحال‬
‫كان عبد ال رجل‪ S‬متحمس‪S‬ا ‪ ..‬لكنه ت نقصه بعض‬ ‫الثان بعد خس سنوات ‪ ..‬أو عشر ‪..‬‬
‫الهارات ‪ ..‬خرج يوما‪ S‬من بيته إل السجد ليصلي الظهر‬ ‫أيهما سيكون أكثر تطورا‪ S‬ف مهاراته ؟ ف القدرة‬
‫‪ ..‬يسوقه الرص على الصلة ويدفعه تعظيمه للدين ‪..‬‬ ‫على الستيعاب ؟ ف سعة الثقافة ؟ ف القدرة على‬
‫كان يث خطاه خوفا‪ S‬من أن تقام ا لصل ة قبل و صوله‬ ‫القناع ؟ ف أسلوب التعامل مع الحداث ؟‬
‫على السجد ‪..‬‬ ‫ل شك أنه الول ‪..‬‬
‫مر أثناء الطريق بنخلة ف أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل‬ ‫بل تد أسلوب الول متلفا‪ .. S‬فاستشهاداته‬
‫بإصلح التمر ‪..‬‬ ‫بنصوص شرعية ‪ ..‬أو أرقام وحقائق ‪..‬‬
‫عج ب عب د ال من هذا الذ ي ما اهتم با لصلة ‪ ..‬وكأنه‬ ‫أما الثان فاسشهاداته بأقوال المثلي ‪ ..‬والغني ‪..‬‬
‫ما سع إذانا‪ S‬ول ينتظر إقامة ‪!!..‬‬ ‫حت قال أحدهم يوما‪ S‬ف معرض كلمه ‪ ..‬وال‬
‫فصاح به غاضبا‪ : S‬انزل للصلة ‪..‬‬ ‫يقول ا‪ :‬س ع يا عبدي وأنا أسعى معاك !!‬
‫فقال الرجل بكل برود ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪..‬‬ ‫فنبهناه إل أن هذه ليست آية ‪ ..‬فتغي وجهه‬
‫فقال ‪ :‬عجل ‪ ..‬صل يا حار !!‬ ‫وسكت ‪..‬‬
‫فصرخ الرجل ‪ :‬أنا حار ‪ !!..‬ث انتزع عسيبا‪ S‬من النخلة‬ ‫ث تأملت العبارة ‪ ..‬فإذا الذي ذكره هو مثل‬
‫ونزل ليفلق به رأسه !!‬ ‫مصري انطبع ف ذهنه من إحدى السلسلت !!‬
‫غط ى عب د ال وجه ه بطرف غترته ل ئل يعرفه ‪ ..‬وانطلق‬ ‫نعم ‪ ..‬كل إناء با فيه ينضح ‪..‬‬
‫يعدو إل السجد ‪..‬‬ ‫بل تعال إل جانب آخر ‪..‬‬
‫نزل الر ج ل من النخلة غاضبا‪ .. S‬ومضى إل بي ت ه وصلى‬ ‫ف قراءة الصحف واللت ‪ ..‬كم هم أولئك‬
‫وارتاح قليل‪ .. S‬ث خرج إل نلته ليكمل عمله ‪..‬‬ ‫الذين يهتمون بقراءة الخبار الفيدة والعلومات‬
‫دخل وقت العصر وخرج عبد ال إل السجد ‪..‬‬ ‫النافعة الت تساعد على تطوير الذات ‪ ..‬وتنمية‬
‫مر‘ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ‪..‬‬ ‫الهارات ‪ ..‬وزيادة العارف ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬كيف الال ‪..‬‬ ‫بينما كم الذين ل يكادون يلتفتون إل غي‬
‫قال ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬ ‫الصفحات الرياضية والفنية ؟!‬

‫‪7‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بشر !! كيف الثمر هذه السنة ‪..‬‬
‫مع أن الذكي يرى أن تغيي الطباع لعله أسهل من تغيي‬ ‫قال ‪ :‬المد ل ‪..‬‬
‫اللبس !!‬ ‫قال عبد ال ‪ :‬ال يوفقك ويرزقك ‪ ..‬و يوسع‬
‫فطباعنا ليست كاللب السكوب الذي ل يكن تداركه أو‬ ‫عليك ‪ ..‬ول يرمك أجر عملك وكدك لولدك‬
‫جعه ‪ ..‬بل هي بي أيدينا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫بل نستطيع بأساليب معينة أن نغي طباع الناس ‪ ..‬بل‬ ‫ا بتهج ا لرجل لذا الدعاء ‪ ..‬فأمن على الدعاء‬
‫عقولم – ربا ‪!! -‬‬ ‫وشكر ‪..‬‬
‫ذكر ابن حزم ف كتابه طوق المامة ‪:‬‬ ‫فقال عبد ال ‪ :‬ل ك ن يبدو أنك لشدة انشغالك ل‬
‫أنه كان ف الندلس تاجر مشهور ‪ ..‬وقع بينه وبي أربعة‬ ‫تنتبه إل أذان العصر !! قد أذن العصر ‪ ..‬والقامة‬
‫من التجار تنافس ‪ ..‬فأبغضوه ‪ ..‬وعزموا على أن يزعجوه‬ ‫قريبة ‪ ..‬فلعلك تنزل لتر تاح وتدرك الصلة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فخرج ذات صباح من بيته متجها‪ S‬إل متجره ‪ ..‬لبسا‬ ‫و بعد ا لصل ة أكمل عملك ‪ ..‬ال يف ظ عليك‬
‫قميصا‪ S‬أبيض وعمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫صحتك ‪..‬‬
‫لقيه أولم فحياه ث نظر إل عمامته وقال ‪ :‬ما أجل هذه‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬إن شاء ال ‪ ..‬إن شاء ال ‪..‬‬
‫العمامة الصفراء ‪..‬‬ ‫و بدأ ينزل برفق ‪ ..‬ث أقب ل على عبد ال وصافحه‬
‫فقال التاجر ‪:‬أعمي بصر ك ؟!! هذه عمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫برارة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أشكرك على هذه الخلق‬
‫فقال ‪ :‬بل صفراء ‪ ..‬صفراء لكنها جيلة ‪..‬‬ ‫الرا ئعة ‪ ..‬أما ا لذي م ر ب الظه ر فيا ل يتن أراه‬
‫تركه التاجر ومضى ‪..‬‬ ‫لعلمه من المار !!‬
‫فلما مشى خطوات لقيه الخر ‪ ..‬فحياه ث نظر إل‬
‫عمامته وقال ‪ :‬ما أجلك اليوم ‪ ..‬وما أحسن لباسك ‪..‬‬ ‫نتيجة‬
‫خاصة هذه العمامة الضراء ‪..‬‬ ‫مهاراتك ف التعامل مع الخرين ‪ ..‬على أساسها‬
‫فقال التاجر ‪ :‬يا رجل العمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫تتحدد طريقة تعامل الناس معك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بل خضراء ‪..‬‬
‫‪.5‬ل تبك على اللب السكوب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بيضاء ‪ ..‬اذهب عن ‪..‬‬
‫بعض الناس يعتب طبعه الذي نشأ عليه ‪ ..‬وعرفه‬
‫ومضى السكي يكلم نفسه ‪ ..‬وينظر بي الفينة والخرى‬
‫الناس به ‪ ..‬وتكونت ف أذهانم الصورة الذهنية‬
‫إل طرف عمامته التدل على كتفه ‪ ..‬ليتأكد أنا بيضاء‬
‫يعتب شيئا‪ S‬لزما‪ S‬له ل يكن‬
‫عنه على أساسه ‪ ..‬ه‬
‫‪ ..‬وصل إل دكانه ‪ ..‬وحرك القفل ليفتحه ‪ ..‬فأقبل إليه‬
‫تغييه ‪ ..‬فيستسلم له ويقنع ‪ ..‬كما يستسلم‬
‫الثالث ‪ :‬وقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬ما أجل هذا الصباح ‪..‬‬
‫لشكل جسمه أو لون بشرته ‪ ..‬إذ ل يكنه تغيي‬
‫خاصة لباسك الميل ‪ ..‬وزادت جالك هذه العمامة‬

‫‪8‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته ‪ ..‬إل القدرة‬ ‫الزرقاء ‪..‬‬
‫على تطوير مهارات الناس ‪ ..‬وربا تغييها !!‬ ‫نظر التاجر إل عمامته ليتأكد من لونا ‪ ..‬ث فرك‬
‫عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي عمامت بيضااااااء ‪..‬‬
‫‪.6‬كن متميزا‪.. S‬‬ ‫قال ‪ :‬بل زرقاء ‪ ..‬لكنها عموما‪ S‬جيلة ‪ ..‬ل تزن‬
‫لاذا يتحاور اثنان ف ملس فينتهي حوارها بصومة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث مضى ‪ ..‬فجعل التاجر يصيح به ‪ ..‬العمامة‬
‫بينما يتحاور آخران وينتهي الوار بأنس ورضا ‪..‬‬ ‫بيضاء ‪ ..‬وينظر إليها ‪ ..‬ويقلب أطرافها ‪..‬‬
‫إنا مهارات الوار ‪..‬‬ ‫جلس ف دكانه قليل‪ .. S‬وهو ل يكاد يصرف‬
‫لاذا يطب اثنان الطبة نفسها بألفاظها نفسها ‪ ..‬فترى‬ ‫بصره عن طرف عمامته ‪..‬‬
‫الاضرين عند الول ما بي متثائب ونائم ‪ ..‬أو عابث‬ ‫دخل عليه الرابع ‪ ..‬وقال ‪ :‬أهل‪ S‬يا فلن ‪ ..‬ما شاء‬
‫بسجاد السجد ‪ ..‬أو مغي للسته مرارا‪.. S‬‬ ‫ال !! من أين اشتريت هذه العمامة المراء ؟!‬
‫بينما الاضرون عند الثان منشدون متفاعلون ‪ ..‬ل تكاد‬ ‫فصاح التاجر ‪ :‬عمامت زرقاء ‪..‬‬
‫ترمش لم عي أو يغفل لم قلب ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بل حراء ‪..‬‬
‫إنا مهارات اللقاء ‪..‬‬ ‫قال التاجر ‪ :‬بل خضراء ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بل بيضاء‬
‫لاذا إذا تدث فلن ف اللس أنصت له السامعون ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل ‪ ..‬زرقاء ‪ ..‬سوداء ‪..‬‬
‫ورموا إليه أبصارهم ‪..‬‬ ‫ث ضحك ‪ ..‬ث صرخ ‪ ..‬ث بكى ‪ ..‬وقام يقفز !!‬
‫بينما إذا تدث آخر انشغل الالسون بالحاديث الانبية‬ ‫قال ابن حزم ‪ :‬فلقد كنت أراه بعدها ف شوارع‬
‫‪ ..‬أو قراءة الرسائل من هواتفهم المولة ‪..‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الندلس منونا‪ S‬يذفه الصبيان بالصى !!‬
‫إنا مهارات الكلم ‪..‬‬ ‫فإذا كان هؤلء بهارات بدائية غيوا طبع رجل ‪..‬‬
‫لاذا إذا مشى مدرس ف مرات مدرسته رأيت الطلب‬ ‫بل غيوا عقله ‪..‬‬
‫حوله ‪ ..‬هذا يصافحه ‪ ..‬وذاك يستشيه ‪ ..‬وثالث يعرض‬ ‫فما بالك بهارات مدروسة ‪ ..‬منورة بنصوص‬
‫عليه مشكلة ‪ ..‬ولو جلس ف مكتبه وسح للطلب‬ ‫الوحيي ‪ ..‬يارسها الرء تعبدا‪ S‬ل تعال با ‪..‬‬
‫بالدخول لمتلت غرفته ف لظات ‪ ..‬الكل يب مالسته‬ ‫فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وإن قلت ل ‪ :‬ل أستطيع ‪ !..‬قلت ‪ :‬حاول ‪..‬‬
‫بينما مدرس آخر ‪ ..‬أو مدرسون ‪ ..‬يشي أحدهم ف‬ ‫وإن قلت ‪ :‬ل أعرف ‪ !! ..‬قلت ‪ :‬تعلم ‪..‬‬
‫مدرسته وحده ‪ ..‬ويرج من مسجد الدرسة وحده ‪..‬‬ ‫قال ‪ : r‬إنا العلم بالتعلم ‪ ،‬وإنا اللم بالتحلم ‪..‬‬
‫فل طالب يقترب مبتهجا‪ S‬مصافحا‪ .. S‬أو شاكيا‪ S‬مستشيا‬
‫‪ ..‬ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إل غروبا ‪ ..‬وآناء‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫الليل وأطراف النهار ‪ ..‬لا اقترب منه أحد أو رغب ف‬
‫( ) القصة على ذمة ابن حزم ‪ ..‬رحه ال ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جامع الكلية المنية ‪..‬‬ ‫مالسته ‪ ..‬لاذا ؟!!‬
‫كان طريقي إل السجد ير ببوابة يقف عندها حارس أمن‬ ‫إنا مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫يتول فتحها وإغلقها ‪..‬‬ ‫لاذا إذا دخل شخص إل ملس عام هش الناس ف‬
‫كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة‬ ‫وجهه وبشوا ‪ ..‬وفرحوا بلقائه ‪ ..‬وود كل واحد‬
‫البتسامة ‪ ..‬فأشي بيدي مسلما‪ S‬مبتسما‪ S‬ابتسامة واضحة‬ ‫لو يلس بانبه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبعد الصلة أركب سيارت راجعا‪ S‬للبيت ‪..‬‬ ‫بينما يدخل آخر ‪ ..‬فيصافحونه مصافحة باردة ‪-‬‬
‫وف الغالب يكون هاتفي المول مليئا‪ S‬باتصالت ورسائل‬ ‫عادة أو ماملة – ث يتلفت يبحث له عن مكان فل‬
‫مكتوبة وردت أثناء الصلة ‪ ..‬فأكون مشغول‪ S‬بقراءة‬ ‫يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إل جانبه ‪..‬‬
‫الرسائل فيفتح الارس البوابة وأغفل عن التبسم ‪..‬‬ ‫لاذا ؟!!‬
‫حت تفاجأت به يوما‪ S‬يوقفن وأنا خارج ويقول ‪ :‬يا شيخ‬ ‫إنا مهارات جذب القلوب والتأثي ف الناس ‪..‬‬
‫‪ !..‬أنت زعلن من ؟!‬ ‫لاذا يدخل أب إل بيته فيهش أولده له ‪ ..‬ويقبلون‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟‬ ‫إليه فرحي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ‪..‬‬ ‫بينما يدخل الثان على أولده ‪ ..‬فل يلتفتون إليه‬
‫أما وأنت خارج فتكون غي مبتسم ول فرحان !!‬ ‫‪..‬‬
‫وكان رجل‪ S‬بسيطا‪ .. S‬فبدأ السكي يقسم ل أنه يبن‬ ‫إنا مهارات التعامل مع البناء ‪..‬‬
‫ويفرح برؤيت ‪..‬‬ ‫قل مثل ذلك ف السجد ‪ ..‬وف العراس ‪..‬‬
‫فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغال ‪..‬‬ ‫وغيها ‪..‬‬
‫ث انتبهت فعل‪ S‬إل أن هذه الهارات مع تعودنا عليها‬ ‫يتلف الناس بقدراتم ومهاراتم ف التعامل مع‬
‫تصبح من طبعنا ‪ ..‬يلحظها الناس إذا غفلنا عنها ‪..‬‬ ‫الخرين ‪ ..‬وبالتال يتلف الخرون ف طريقة‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫الحتفاء بم أو معاملتهم ‪..‬‬
‫ل تكسب الال وتفقد الناس ‪ ..‬فإن كسب‬ ‫والتأثي ف الناس وكسب مبتهم أسهل ما تتصور‬
‫الناس طريق لكسب الال ‪..‬‬ ‫‪!..‬‬
‫ل أبالغ ف ذلك فقد جربته مرارا‪ .. S‬فوجدت أن‬
‫‪.7‬أي الناس أحب إليك ؟‬ ‫قلوب أكثر الناس يكن صيدها بطرق ومهارات‬
‫تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات التعامل‬ ‫سهلة ‪ ..‬بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها‬
‫مع الخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعامل‪ S‬رائعا‪ S‬يعله‬ ‫فنتقنها ‪..‬‬
‫يشعر أنه أحب الناس إليك ‪..‬‬ ‫والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ‪ ..‬وإن ل نشعر ‪..‬‬
‫فتتعامل مع أمك تعامل‪ S‬رائعا‪ S‬مشبعا‪ S‬بالتفاعل والنس‬ ‫أتول منذ ثلث عشرة سنة المامة والطابة ف‬

‫‪10‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأراد أن يقطع الشك باليقي ‪ ..‬فأقبل يوما‪ S‬إل النب ‪r‬‬ ‫والحتفاء إل درجة أنا تشعر أن هذا التعامل‬
‫وجلس إليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫الراقي ل يلقه أحد منك قبلها ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أي الناس أحب إليك ؟‬ ‫وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك ‪ ..‬مع‬
‫فقال ‪ : r‬عائشة ‪..‬‬ ‫زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫قال عمرو ‪ :‬ل ‪ ..‬من الرجال يا رسول ال ؟ لست‬ ‫بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة‬
‫أسألك عن أهلك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كبائع ف دكان ‪ ..‬أو عامل ف مطة وقود ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أبوها ‪..‬‬ ‫كل هؤلء تستطيع أن تعلهم يمعون على أنك‬
‫قال عمرو ‪ :‬ث من ؟‬ ‫أحب الناس إليهم إذا أشعرتم أنم أحب الناس‬
‫قال ‪ :‬ث عمر بن الطاب ‪..‬‬ ‫إليك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ث أي ‪ ..‬فجعل النب ‪ r‬يعدد رجال‪ .. S‬يقول ‪ :‬فلن‬ ‫وقد كان ‪ r‬قدوة ف ذلك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث فلن ‪..‬‬ ‫إذ أن من تتبع سيته ‪ ..‬وجد أنه كان يتعامل‬
‫بسب سبقهم إل السلم ‪ ..‬وتضحيتهم من أجله ‪..‬‬ ‫بهارات أخلقية راقية ‪ ..‬فيعامل كل أحد يلقاه‬
‫قال عمرو ‪ :‬فسكت‘ مافة أن يعلن ف آخرهم ‪..‬‬ ‫بهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة ‪ ..‬حت يشعر‬
‫فانظر كيف استطاع ‪ r‬أن يلك قلب عمرو بهارات‬ ‫ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ‪ ..‬وبالتال‬
‫أخلقية مارسها معه ‪..‬‬ ‫يكون هو أيضا‪ r S‬أحب الناس إليهم ‪ ..‬لنه‬
‫بل كان عليه الصلة والسلم ينزل الناس منازلم ‪..‬‬ ‫أشعرهم بحبته ‪..‬‬
‫وقد يترك أشغاله لجلهم ‪ ..‬لشعارهم بحبته لم‬ ‫كان عمرو بن العاص ‪ t‬داهية من دهاة العرب ‪..‬‬
‫وقدرهم عنده ‪..‬‬ ‫حكمة وفطنة وذكاء‪ .. Ô‬فأدهى العرب أربعة ‪..‬‬
‫لا توسع ‪ r‬بالفتوحات وبدأ ينتشر السلم ‪..‬‬ ‫عمرو واحد منهم ‪..‬‬
‫جعل ‪ r‬يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم‬ ‫أسلم عمرو وكان رأسا‪ S‬ف قومه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وربا احتاج المر أن يرسل جيشا‪.. S‬‬ ‫فكان إذا لقي النب ‪ r‬ف طريق رأى البشاشة‬
‫وكان عدي بن حات الطائي ‪ ..‬ملكا‪ S‬ابن ملك ‪..‬‬ ‫والبشر والؤانسة ‪..‬‬
‫فوقع بي قبيلته " طي " وبي السلمي حرب ‪ ..‬وكان‬ ‫وإذا دخل ملسا‪ S‬فيه النب ‪ r‬رأى الحتفاء‬
‫عدي قد هرب من الرب فلم يشهدها ‪ ..‬واحتمى‬ ‫والسعادة بقدمه ‪..‬‬
‫بالروم ف الشام ‪..‬‬ ‫وإذا دعاه النب ‪ .. r‬ناداه بأحب الساء إليه ‪..‬‬
‫وصل جيش السلمي إل ديار طيء ‪..‬‬ ‫شعر عمرو بذا التعامل الراقي ‪ ..‬ودوام الهتمام‬
‫كان ت هزية طيء سهلة ‪ ..‬فل ملك يقود ‪ ..‬ول جيش‬ ‫والتبسم أنه أحب الناس إل رسول ال ‪r‬‬
‫مرتب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪11‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يقولون ‪ :‬هذا عدي بن حات ‪ ..‬هذا عدي بن حات ‪..‬‬ ‫وكان السلمون ف حروبم ‪ ..‬يسنون إل الناس‬
‫فمشيت حت أتيت فدخلت على رسول ال ‪ r‬ف السجد‬ ‫‪ ..‬ويعطفون وهم ف قتال ‪..‬‬
‫فقال ل ‪ :‬عدي بن حات ؟‬ ‫كان القصود ص د كيد قوم عدي عن السلمي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬عدي بن حات ‪..‬‬ ‫وإظهار قوة السلمي لم ‪..‬‬
‫فرح النب ‪ r‬بقدمه ‪ ..‬واحتفى به ‪ ..‬مع أن عديا‪ S‬مارب‬ ‫أسر السلمون بعض قوم عدي ‪ ..‬وكان من بينهم‬
‫للمسلمي وفار× من الرب ‪ ..‬ومبغض للسلم ‪ ..‬ولجئ‬ ‫أخت لعدي بن حات ‪..‬‬
‫إل النصارى ‪ ..‬ومع ذلك لقيه ‪ r‬بالبشاشة والبشر ‪..‬‬ ‫مضوا بالس رى إل الدينة ‪ ..‬حي ث رسول ال ‪‬‬
‫وأخذ بيده يسوقه معه إل بيته ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخبوا النب ‪ ‬بفرار عدي إل الشام ‪..‬‬
‫عدي وهو يشي بانب النب ‪ r‬يرى أن الرأسي متساويان‬ ‫فعجب ‪ ‬من فراره !! كي ف يف ر من الد ين ؟‬
‫‪!!..‬‬ ‫كيف يترك قومه ؟‬
‫فمحمد ( ‪ ) r‬ملك على الدينة وما حولا ‪ ..‬وعدي ملك‬ ‫ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ‪..‬‬
‫على جبال طي وما حولا ‪..‬‬ ‫ل يطب القام لعدي ف ديار الروم ‪ ..‬فاضطر‬
‫وممد ( ‪ ) r‬على دين ساوي " السلم " ‪ ..‬وعدي على‬ ‫للرجوع لديار العرب ‪ ..‬ث ل يد بدا‪ S‬من أن‬
‫دين ساوي " النصرانية " ‪..‬‬ ‫يذهب إل الدينة للقاء النب ‪ r‬ومصالته ‪ ..‬أو‬
‫وممد ( ‪ ) r‬عنده كتاب منزل " القرآن " ‪ ..‬وعدي‬ ‫التفاهم على شيء يرضيهما ‪.. )2( ..‬‬
‫عنده كتاب منزل " النيل " ‪..‬‬ ‫يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة ‪:‬‬
‫كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل ف القوة واليش‬ ‫ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال ‪r‬‬
‫‪..‬‬ ‫من ‪..‬‬
‫ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف ‪:‬‬ ‫وكنت على دين النصرانية ‪..‬‬
‫بينما ها يشيان إذا بامرأة قد وقفت ف وسط الطريق‬ ‫وكنت ملكا‪ S‬ف قومي لا كان يصنع ب ‪.‬‬
‫فجعلت تصيح ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل إليك حاجة ‪..‬‬ ‫فلما سعت برسول ال ‪ r‬كرهته كراهية شديدة ‪..‬‬
‫فانتزع النب ‪ r‬يده من يد عدي ومضى إليها ‪ ..‬وجعل‬ ‫فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ‪..‬‬
‫يستمع إل حاجتها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فكرهت مكان ذلك ‪..‬‬
‫عدي بن حات ‪ ..‬الذي قد عرف اللوك والوزراء جعل‬ ‫فقلت ‪ :‬وال لو أتيت هذا الرجل ‪ ..‬فإن كان‬
‫ينظر إل هذا الشهد ‪ ..‬ويقارن تعامل النب ‪ r‬مع الناس‬ ‫كاذبا‪ S‬ل يضرن ‪ ..‬وإن كان صادقا‪ S‬علمت ‪..‬‬
‫بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ‪..‬‬ ‫فقدمت فأتيته ‪ ..‬فلما دخلت الدينة جعل الناس‬
‫فتأمل طويل‪ S‬ث قال ‪ :‬وال ما هذه بأخلق اللوك ‪ ..‬هذه‬
‫أخلق النبيااااااء ‪..‬‬ ‫( ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ :‬خذ هذه فاجلس عليها ‪ ..‬فدفعها عدي إليه قال ‪ :‬بل‬ ‫وانتهت الرأة من حاجتها ‪ ..‬فعاد النب ‪ r‬إل عدي‬
‫اجلس عليها أنت ‪ ..‬فقال ‪ : r‬بل أنت ‪ ..‬حت استقرت‬ ‫‪ ..‬ومضيا يشيان ‪ ..‬فبينما ها كذلك ‪ ..‬فإذا‬
‫عند عدي فجلس عليها ‪..‬‬ ‫برجل يقبل على النب ‪.. r‬‬
‫عندها ‪ ..‬بدأ النب ‪ r‬يطم الواجز بي عدي والسلم ‪..‬‬ ‫فماذا قال الرجل ؟ هل قال ‪ :‬يا رسول ال عندي‬
‫يا عدي أسلم ‪ ..‬تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪..‬‬ ‫أموال زائدة أبث لا عن فقي ؟! أم قال ‪:‬‬
‫قال عدي ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ‪ ..‬فماذا أفعل به‬
‫فقال ‪ : r‬أنا أعلم بدينك منك ‪..‬‬ ‫؟‬
‫قال ‪ :‬أنت تعلم بدين من ؟‬ ‫يا ليته قال شيئا‪ S‬من ذلك ‪ ..‬لعل عديا‪ S‬إذا سعه‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ألست من الركوسية ‪..‬‬ ‫يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ‪..‬‬
‫والركوسية ديانة نصرانية مشر‘بة بشيء من الوسية ‪..‬‬ ‫قال الرجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أشكو إليك الفاقة‬
‫فمن مهارته ‪ r‬ف القناع أنه ل يقل ألست نصرانيا‪ .. S‬وإنا‬ ‫والفقر ‪..‬‬
‫تاوز هذه العلومة إل معلومة أدق منها فأخبه بذهبه ف‬ ‫ما يكاد هذا الرجل يد طعاما‪ S‬يسد به جوعة‬
‫النصرانية تديدا‪.. S‬‬ ‫أولده ‪ ..‬ومن حوله من السلمي يعيشون على‬
‫كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك ‪ :‬لاذا‬ ‫الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ‪..‬‬
‫ل تتنصر ؟ فقلت ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ‪ ..‬فأجابه‬
‫فلم يقل لك ‪ :‬ألست مسلما‪ .. S‬ول يقل ‪ :‬ألست سني‘ا‪.. S‬‬ ‫النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬ألست شافعيا‪ .. S‬أو حنبليا‪.. S‬‬ ‫فلما مشيا خطوات ‪ ..‬أقبل رجل آخر ‪ ..‬قال ‪ :‬يا‬
‫عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ‪..‬‬ ‫رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!‬
‫فهذا الذي فعله العلم الول ‪ r‬مع عدي ‪ ..‬قال ‪ :‬ألست‬ ‫يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن‬
‫من الركوسية ‪..‬‬ ‫أن نرج عن بنيان الدينة لكثرة من يعترضنا من‬
‫فقال عدي ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫كفار أو لصوص ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم الرباع ؟‬ ‫أجابه النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جعل عدي يقلب المر ف نفسه ‪ ..‬هو ف عز‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫وشرف ف قومه ‪ ..‬وليس له أعداء يتربصون به ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬فإن هذا ل يل لك ف دينك ‪..‬‬ ‫فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله ف ضعف‬
‫ومسكنة ‪ ..‬وفقر وحاجة ‪..‬‬
‫( ) الرباع ‪ :‬إذ ا غزت القبيلة ق سم رئيسها الغنيمة أربع ة أقسام‬ ‫‪3‬‬
‫وصل إل بيت النب ‪ .. r‬فدخل ‪ ..‬فإذا وسادة‬
‫فأخذ الربع له وحده ‪ ،‬وهذا حرام ف دي ن النصرانية ‪ ،‬ج ائز عند‬
‫واحدة فدفعها النب ‪ r‬إل عدي إكراما‪ S‬له ‪ ..‬وقال‬
‫العرب ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ : r‬ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يرج بلء‬ ‫فتضعضع لا عدي ‪ ..‬وقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه فل يد أحدا‬ ‫فقال ‪ : r‬أما إن أعلم الذي ينعك من السلم ‪..‬‬
‫يقبله منه ‪..‬‬ ‫أنك تقول ‪ :‬إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم‬
‫يعن من كثرة الال يرج الغن يطوف بصدقته ل يد‬ ‫‪..‬‬
‫فقيا‪ S‬يعطيه إياها ‪..‬‬ ‫وقد رمتهم العرب ‪..‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ث بدأ ‪ ‬يعظ عديا‪ S‬ويذكره بالخرة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫يا عدي ‪ ..‬أتعرف الية ؟‬
‫وليلقي ال‪ Ø‬أحد كم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجان ‪،‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل أرها وقد سعت با ‪..‬‬
‫فينظر عن يينه فل يرى إل جهنم ‪ ،‬وينظر عن شاله فل‬ ‫قال ‪ :‬فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت‬
‫يرى إل جهنم " ‪..‬‬ ‫ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي‬
‫سكت عدي متفكرا‪.. S‬‬ ‫جوار أحد ‪..‬‬
‫ففاجأه ‪ ‬قائل‪ : S‬يا عدي ‪ ..‬فما يفرك أن تقول ل إله إل‬ ‫أي سيقوى السلم إل درجة أن الرأة السلمة‬
‫ال ؟‪ ..‬أو تعلم من إله أعظم من ال ؟!‬ ‫الاجة ترج من الية حت تصل إل مكة ليس‬
‫قال عدي ‪ :‬فإن حنيف مسلم ‪ ..‬أشهد أن ل إله إل ال‬ ‫معها إل مرم ‪ ..‬من غي أحد يميها ‪ ..‬وتر على‬
‫‪ ..‬وأشهد أن ممدا‪ S‬عبده ورسوله ‪..‬‬ ‫مئات القبائل فل يرؤ أحد أن يعتدي عليها أو‬
‫فتهلل وجه النب ‪ r‬فرحا‪ S‬مستبشرا‪.. S‬‬ ‫يسلبها مالا ‪ ..‬لن السلمي صار لم قوة وهيبة ‪..‬‬
‫قال عدي بن حات ‪:‬‬ ‫إل درجة أن أحدا‪ S‬ل يرؤ على التعرض لسلم‬
‫فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار‬ ‫خوفا‪ S‬من انتصار السلمي له ‪..‬‬
‫‪..‬ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ‪..‬‬ ‫فلما سع عدي ذلك ‪ ..‬جعل يتصور النظر ف ذهنه‬
‫والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رسول ال ‪ r‬قد‬ ‫‪ ..‬امرأة ترج من العراق حت تصل إل مكة ‪..‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قالا " ‪..‬‬ ‫معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ‪ ..‬يعن ستمر‬
‫فتأمل كيف كان هذا النس منه ‪ ‬لعدي ‪ ..‬وهذا‬ ‫ببال طي ‪ ..‬ديار قومه ‪..‬‬
‫الحتفاء الذي قابله به ‪ ..‬حت شعر به عدي ‪ ..‬تأمل‬ ‫فتعجب عدي وقال ف نفسه ‪ :‬فأين عنهاذ ع‘ار طي‬
‫كيف كان كل ذلك جاذبا‪ S‬لعدي للدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫الذين سعروا البلد !!‬
‫فلو مارسنا هذا الب مع الناس ‪ ..‬مهما كانوا ‪ ..‬للكنا‬ ‫ث قال ‪ : r‬وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ‪..‬‬
‫قلوبم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬كنوز ابن هرمز ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم كسرى بن هرمز ‪ ..‬ولتنفقن أمواله ف‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫سبيل ال ‪..‬‬

‫( ) رواه مسلم وأحد ‪..‬‬ ‫‪5‬‬


‫( ) الية ‪ :‬مدينة بالعراق‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كثي الذنوب‬ ‫بالرفق واستعمال مهارات التعامل والقناع ‪..‬‬
‫ومضى يضرب للخليفة المثلة بالتيس والعنز والبئر‬ ‫نستطيع أن نقق ما نريد ‪..‬‬
‫والتراب ‪..‬‬
‫فثار الليفة ‪ ..‬وانتفض الراس ‪ ..‬واستل السياف سيفه‬ ‫‪.8‬استمتع بالهارات ‪..‬‬
‫‪ ..‬وفرش النطع ‪ ..‬وتهز للقتل ‪..‬‬ ‫الهارات متعة حسية ‪ ،‬ل أعن با الجر الخروي‬
‫فأدرك الليفة أن علي بن الهم قد غلبت عليه طبيعته ‪..‬‬ ‫فقط ‪ ،‬ل وإنا هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ‪..‬‬
‫فأراد أن يغيها ‪..‬‬ ‫فاستمتع با ‪ ،‬ومارسها مع جيع الناس ‪ ،‬كبيهم‬
‫فأمر به فأسكنوه ف قصر منيف ‪ ..‬تغدو عليه أجل‬ ‫وصغيهم ‪ ،‬غنيهم وفقيهم ‪ ،‬قريبهم وبعيدهم ‪..‬‬
‫الواري وتروح يا يلذ ويطيب ‪..‬‬ ‫كلهم ‪ ..‬مارس معهم هذه الهارات ‪..‬‬
‫ذاق علي بن الهم النعمة ‪ ..‬واتكأ على الرائك ‪..‬‬ ‫إما لتقاء أذاهم ‪..‬‬
‫وجالس أرق الشعراء ‪ ..‬وأغزل الدباء ‪..‬‬ ‫أو لكسب مبتهم ‪..‬‬
‫ومكث على هذا الال سبعة أشهر ‪..‬‬ ‫أو لصلحهم ‪ ..‬نعم إصلحهم ‪..‬‬
‫ث جلس الليفة ملس سر ليلة ‪ ..‬فتذكر علي بن الهم‬ ‫كان علي بن الهم شاعرا‪ S‬فصيحا‪ .. S‬لكنه كان‬
‫‪ ..‬فسأل عنه ‪ ،‬فدعوه له ‪ ..‬فلما مثل بي يديه ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫أعرابيا‪ S‬جلفا‪ S‬ل يعرف من الياة إل ما يراه ف‬
‫أنشدن يا علي بن الهم ‪..‬‬ ‫الصحراء ‪..‬‬
‫فانطلق منشدا‪ S‬قصيدة مطلعها ‪:‬‬ ‫وكان التوكل خليفة متمكنا‪ .. S‬ي غدى عليه ويراح‬
‫عيون الها بي الرصافة والسر ‪ ..‬جلب الوى من حيث‬ ‫با يشتهي ‪..‬‬
‫أدري ول أدري‬ ‫دخل علي بن الهم بغداد يوما‪ S‬فقيل له ‪ :‬إن من‬
‫أعدن ل الشوق القدي ول أكن ‪ ..‬سلوت ولكن زدن‬ ‫مدح الليفة حظي عنده ولقي منه العطيات ‪..‬‬
‫جرا‪ S‬على جر‬ ‫فاستبشر علي ويم جهة قصر اللفة ‪..‬‬
‫ومضى يرك الشاعر بأرق الكلمات ‪ ..‬ث شرع يصف‬ ‫دخل على التوكل ‪ ..‬فرأى الشعراء ينشدون‬
‫الليفة بالشمس والنجم والسيف ‪..‬‬ ‫ويربون ‪..‬‬
‫فانظر كيف استطاع الليفة أن يغي طباع ابن الهم ‪..‬‬ ‫والتوكل هو التوكل ‪ ..‬سطوة وهيبة وجبوت ‪..‬‬
‫ونن كم ضايقتنا طباع لولدنا أو أصدقائنا فسعينا‬ ‫فانطلق مادحا‪ S‬الليفة بقصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫لتغييها ‪ ..‬فغيناها ‪..‬‬ ‫يا أيها الليفة ‪..‬‬
‫فمن باب أول أن تقدر أنت على تغيي طباعك ‪ ..‬فتقلب‬ ‫أنت كالكلب ف حفاظك للود ‪ ..‬وكالتيس ف‬
‫العبوس تبسما‪ .. S‬والغضب حلما‪ .. S‬والبخل كرما‪.. S‬‬ ‫قراع الطوب‬
‫وهذا ليس صعبا‪ .. S‬لكنه يتاج إل عزية ومراس ‪ ..‬فكن‬ ‫أنت كالدلو ل عدمتك دلوا‪ .. S‬من كبار الدل‬

‫‪15‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصلة يتوضأ ويرج للصلة ‪..‬‬ ‫بطل‪.. S‬‬
‫وقل مثل ذلك مع الوالدين ‪ ..‬فكم هم أولئك الذين‬ ‫ومن نظر ف سية ممد ‪ r‬وجد أنه كان يتعامل مع‬
‫نسمع عن حسن أخلقهم ‪..‬‬ ‫الناس بقدرات أخلقية ‪ ،‬ملك با قلوبم ‪..‬‬
‫وكرمهم وتبسمهم ‪ ..‬وجيل معاشرتم للخرين ‪ ..‬أما‬ ‫ول يكن ‪ r‬يتصنع هذه الخلق أمام الناس ‪ ..‬فإذا‬
‫مع أقرب الناس إليهم ‪ ..‬وأعظم الناس حقا‪ S‬عليهم ‪ ..‬مع‬ ‫خل بأهل بيته ‪ ..‬انقلب حلمه غضبا‪ .. S‬ولينه غلظا‬
‫الوالدين فجفاء وهجر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬خيكم خيكم لهله ‪ ..‬لوالديه ‪ ..‬لزوجه ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ما كان بساما‪ S‬مع الناس عبوسا‪ S‬مع أهل بيته‬
‫لدمه ‪ ..‬بل ولطفاله ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ف يوم مليء بالشاعر ‪ ..‬يلس أبو ليلى ‪ t‬عند رسول ال‬ ‫ول كريا‪ S‬مع اللق إل مع ولده وزوجه ‪..‬‬
‫‪ .. e‬فيأت السن أو السي يشي إل النب ‪ .. e‬فيأخذه‬ ‫ل ‪ ..‬بل كانت أخلقه سجية ‪ ..‬يتعبد ل تعال با‬
‫‪ .. e‬فيقعده على بطنه ‪ ..‬فبال الصغ ي على بط ن رسول‬ ‫‪ ..‬كما يتعبد بصلة الضحى وقيام الليل ‪..‬‬
‫ال ‪ .. e‬قال أبو ليلى ‪ :‬حت رأيت بوله على بطن رسول‬ ‫يتسب ابتسامته قربة ‪ ..‬ورفق ه عبادة ‪ ..‬وعفو ه‬
‫ال ‪ e‬أساريع ‪..‬‬ ‫ولين ه حسنات ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فوثبنا إليه ‪ ..‬فقال ‪ : e‬دعوا ابن ‪ ..‬ل تفزعوا ابن‬ ‫إن من اعتب حسن اللق عبادة ‪ ..‬تلى با ف جيع‬
‫‪..‬‬ ‫أحواله ‪ ..‬ف سلمه وحربه ‪ ..‬وجوعه وشبعه ‪..‬‬
‫(‪)7‬‬
‫فلما فرغ الصغي من بوله ‪ ..‬دعا ‪ e‬باء فصبه عليه ‪..‬‬ ‫وصحته ومرضه ‪ ..‬بل وفرحه وحزنه ‪..‬‬
‫فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الخلق ‪ ..‬فل‬ ‫نعم ‪ ..‬كم من الزوجات تسمع عن أخلق‬
‫عجب إذن أن يلك قلوب الصغار والكبار ‪..‬‬ ‫زوجها‪ ..‬وسعة صدره ‪ ..‬وابتسامته وكرمه ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫ولكنها ل تر من ذلك شيئا‪.. S‬‬
‫بدل أن تسب الظلم ‪ ..‬حاول إصلح الصباح ‪..‬‬ ‫فهو ف بيته سيئ اللق ‪ ..‬ضيق الصدر ‪ ..‬عابس‬
‫الوجه ‪ ..‬صخابا‪ S‬لعانا‪.. S‬بيل‪ S‬ومنانا‪.. S‬‬
‫‪.9‬مع الفقراء ‪..‬‬ ‫أما هو ‪ r‬فهو الذي قال ‪ ( :‬خيكم خي كم لهله‪،‬‬
‫عدد من الناس اليوم أخلقهم تارية ‪ ..‬فالغن فقط هو‬ ‫‪..‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫وأنا خيكم لهلي )‬
‫الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند ساعها ‪..‬‬ ‫وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ‪..‬‬
‫وأخطاؤه صغية ‪ ..‬فيتغاضون عنها ‪..‬‬ ‫قال السود بن يزيد ‪ :‬سألت عائشة ‪ : t‬ما كان‬
‫أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ‪ ..‬يسخر بم عند ساعها ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ r‬يصنع ف بيته ؟‬
‫وأخطاؤهم جسيمة ‪ ..‬يصرخ بم عند وقوعها ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬يكون ف مهنة أهله ‪ ..‬فإذا حضرت‬

‫( ) رواه أحد والطبان ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫( ) رواه ابن ماجة‬ ‫‪6‬‬

‫‪16‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذ وال تدن كاسدا‪ S‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ا‪S‬‬ ‫أما رسول ال ‪ r‬فكان عطفه على الغن والفقي‬
‫فقال ‪ : r‬لكن عند ال لست بكاسد ‪ ..‬أنت عند ال غال‬ ‫سواء ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال أنس ‪: t‬‬
‫فل عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به ‪ ‬وهو يلكهم‬ ‫كان رجل من أهل البادية اسه زاهر بن حرام ‪..‬‬
‫بذه الخلق ‪..‬‬ ‫وكان ربا جاء الدينة ف حاجة فيهدي للنب ‪ r‬من‬
‫كثي من الفقراء ‪ ..‬قد ل يعيب على الغنياء البخل عليه‬ ‫البادية شيئا‪ S‬من إقط أو سن ‪..‬‬
‫بالال والطعام ‪ ..‬لكنه يد عليهم بلهم باللطف وحسن‬ ‫في جهزه رسول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج إل أهله‬
‫العاشرة ‪..‬‬ ‫بشيء من تر ونوه ‪..‬‬
‫وكم من فقي تبسمت ف وجهه ‪ ..‬وأشعرته بقيمته‬ ‫وكان النب ‪ r‬يبه ‪ ..‬وكان يقول ‪ ( :‬إن زاهرا‬
‫واحترامه ‪ ..‬فرفع ف ظلمة الليل يدا‪ S‬داعية ‪ ..‬يستنزل با‬ ‫باديتنا ‪ ..‬ونن حاضروه )‪ ..‬وكان زاهرا‪ S‬دميما‪.. S‬‬
‫لك الرحات من السماء ‪..‬‬ ‫خرج زاهر ‪ t‬يوما‪ S‬من باديته ‪ ..‬فأتى بيت رسول‬
‫ورب أشعث أغب ذي طمرين مدفوع بالبواب ل يؤبه له‬ ‫ال ‪ .. r‬فلم يده ‪..‬‬
‫‪ ..‬لو أقسم على ال لبره ‪..‬‬ ‫وكان معه متاع فذهب به إل السوق ‪ ..‬فلما علم‬
‫فكن دائم البشر مع هؤلء الضعفاء ‪..‬‬ ‫به النب ‪ ‬مضى إل السوق يبحث عنه ‪..‬‬
‫فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ‪ ..‬والعرق يتصبب منه ‪..‬‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ‪..‬‬
‫لعل ابتسامة ف وجه فقي ‪ ..‬ترفعك عند ال درجات ‪..‬‬ ‫فاحتضنه ‪ r‬من ورائه ‪ ،‬وزاهر ل ي بصره ‪ ..‬ول‬
‫يدري من أمسكه ‪..‬‬
‫‪.10‬النساء ‪..‬‬
‫ففزع زاهر وقال ‪ :‬أرسلن ‪ ..‬من هذا ؟ ‪..‬‬
‫كان جدي يستشهد بثل قدي ‪ " :‬من غاب عن عنزه‬
‫فسكت النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫جابت تيس " ‪..‬‬
‫فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ‪..‬‬
‫بعن أن من ل تد عنده زوجته ‪ ..‬ما يشبع عاطفتها ‪..‬‬
‫وجعل يلتفت وراءه ‪ ..‬فرأى النب ‪ .. r‬فاطمأنت‬
‫ويروي نفسها ‪ ..‬فقد تدثها نفسها بالستجابة لغيه ‪..‬‬
‫نفسه ‪ ..‬وسكن فزعه ‪..‬‬
‫من يلك معسول الكلم ‪..‬‬
‫لص´‪ÜÜÜÜÜÜÜÜÜ‬ق ظهره بصدر النب ‪ .. r‬حي عرفه ‪..‬‬
‫وصار ي‬
‫وليس مقصودهم بذا الثل تشبيه الرجل والرأة بالتيس‬
‫فجعل النب ‪ r‬يازح زاهرا‪ .. S‬ويصيح بالناس يقول‬
‫والعنز ‪ ..‬معاذ ال ‪..‬‬
‫‪:‬من يشتري العبد ؟ ‪ ..‬من يشتري العبد ؟ ‪..‬‬
‫الرأة شقيقة الرجل ‪ ..‬ولئن كان ال قد وهب الرجل‬
‫فنظر زاهر ف حاله ‪ ..‬فإذا هو فقي كسي ‪ ..‬ل‬
‫جسما‪ S‬قويا‪ .. S‬فقد وهبها عاطفة قوية ‪..‬‬
‫مال ‪ ..‬ول جال ‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لقد طاف بآل ممد ‪ r‬نساء كثي يشتكي أزواجهن ‪..‬‬ ‫وكم رأينا سلطي الرجال وشجعانم تور قواهم‬
‫(‪)11‬‬
‫ليس أولئك بياركم ‪..‬‬ ‫عند قوة عاطفة امرأة ‪..‬‬
‫وقال ‪: ‬‬ ‫ومن مهارات التعامل مع الرأة أن تعرف الفتاح‬
‫(‪)12‬‬
‫( خي كم خي كم لهله وأنا خيكم لهلي ) ‪..‬‬ ‫الذي تؤثر من خلله فيها ‪ ..‬العاطفة ‪ ..‬تقاتلها‬
‫بل ‪ ..‬قد بلغ من إكرام الدين للمرأة ‪ ..‬أنا كانت تقوم‬ ‫بسلحها ‪..‬‬
‫الروب ‪ ..‬وتسحق الماجم ‪ ..‬وتتطاير الرؤوس ‪..‬‬ ‫كان النب ‪ e‬يوصيك بالحسان إل الرأة ‪..‬‬
‫لجل عرض امرأة واحدة ‪..‬‬ ‫واحترام عاطفتها ‪ ..‬لجل أن تسعد معها ‪..‬‬
‫كان اليهود يساكنون السلمي ف الدينة ‪..‬‬ ‫وأوصى الب بالحسان إل بناته ‪ ..‬فقال ‪ ( :‬من‬
‫وكان يغيظهم نزول ال مر بالجاب ‪ ..‬وتستر السلمات‬ ‫عال جاريتي حت تبلغا ‪ ..‬جاء يوم القيامة أنا وهو‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ ..‬وياولون أن يزرعو ا الفساد وا لتكشف ف صفوف‬ ‫وضم أصابعه ) ‪..‬‬
‫السلمات ‪ ..‬فما استطاعوا ‪..‬‬ ‫وأوصى با أولدها فقال فإنه لا سأله رجل فقال ‪:‬‬
‫وف أحد اليام جاءت امرأة مسلمة إل سوق يهود بن‬ ‫من أحق الناس بسن صحابت ؟‬
‫(‪)9‬‬
‫قينقاع ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أبوك ‪..‬‬
‫وكانت عفيفة متسترة ‪ ..‬فجلست إل صائغ هناك منهم‬ ‫بل أوصى ‪ r‬بالرأة زوجها ‪ ..‬وذم‘ من غاضب‬
‫‪..‬‬ ‫زوجته أو أساء إليها ‪..‬‬
‫فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ‪ ..‬وودوا لو يتلذذون‬ ‫وانظر إليه ‪ r‬وقد قام ف حجة الوداع ‪ ..‬فإذا بي‬
‫بالنظر إل وجهها ‪ ..‬أو لس‪Þ‬ها والعبث با ‪ ..‬كما كانوا‬ ‫يديه مائة ألف حاج ‪..‬‬
‫يفعلون ذلك قبل إكرامها بالسلم ‪ ..‬فجعلوا يريدونا‬ ‫فيهم السود والبيض ‪ ..‬والكبي والصغي ‪..‬‬
‫على كشف وجهها ‪ ..‬ويغرونا لتنزع حجابا ‪..‬‬ ‫والغن والفقي ‪..‬‬
‫فأبت ‪ ..‬وتنعت ‪..‬‬ ‫صاح ‪ r‬بؤلء جيعا‪ S‬وقال لم ‪:‬‬
‫فغافلها الصائغ وهي جالسة ‪ ..‬وأخذ طرف ثوبا من‬ ‫أل واستوصوا بالنساء خيا‪ .. S‬أل واستوصوا‬
‫السفل ‪ ..‬وربطه إل طرف خارها التدل على ظهرها ‪..‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫بالنساء خيا‪.. S‬‬
‫فلما قامت ‪ ..‬ارتفع ثوبا من ورائها ‪ ..‬وتكشفت‬ ‫وف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال ‪ r‬نساء‬
‫أعضاؤها ‪ ..‬فضحك اليهود منها‪..‬‬ ‫كثي يشتكي أزواجهن ‪..‬فلما علم النب ‪ r‬بذلك‬
‫فصاحت السلمة العفيفة ‪ ..‬وودت لو قتلوها ول يكشفوا‬ ‫‪ ..‬قام ‪ ..‬وقال للناس ‪:‬‬
‫عورتا ‪..‬‬
‫‪ ) ( 8‬رواه مسلم‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪11‬‬
‫‪ ) ( 9‬متفق عليه‬
‫( ) رواه ابن ماجة والترمذي‬ ‫‪12‬‬
‫‪ ) ( 10‬رواه الترمذي ومسلم‬
‫‪18‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قتلهم ‪..‬‬ ‫فلما رأى ذلك رجل من السلمي ‪ ..‬سل سيفه ‪..‬‬
‫فالتفت إليه النب ‪ r‬وقال ‪ :‬هم لك ‪..‬‬ ‫ووثب على الصائغ فقتله ‪..‬فشد اليهود على‬
‫ث عدل ع ن قتلهم ‪ ..‬لكنه ‪ r‬أ خرجهم م ن الدينة ‪..‬‬ ‫السلم فقتلوه ‪..‬‬
‫وطر•دهم من ديارهم ‪..‬‬ ‫فلما علم ا لنب ‪ r‬بذلك ‪ ..‬وأن اليهود قد نقضوا‬
‫نعم الرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫العـهد وتعرضوا للمسلمات ‪ ..‬حاصرهم ‪ ..‬حت‬
‫كانت خولة بنت ثعلبة ‪ t‬من الصحابيات الصالات ‪..‬‬ ‫استسلموا ونزلوا على حكمه ‪..‬‬
‫وكان زوجها أوس بن الصامت شيخا‪ S‬كبيا‪ S‬يسرع إليه‬ ‫فلما أراد ال نب ‪ r‬أن ي نك ل بم ‪ ..‬ويثأر لعرض‬
‫الغضب ‪..‬‬ ‫السلمة العفيفة ‪..‬‬
‫دخل عليها يوما‪ S‬راجعا‪ S‬من ملس قومه ‪ ..‬فكلمها ف‬ ‫قام إليه جندي من جند الشيطان ‪..‬‬
‫شيء فردت عليه ‪ ..‬فتخاصما ‪ ..‬فغضب فقال ‪ :‬أنت‬ ‫ا لذي ن ل يهمه م عرض السلمات ‪ ..‬ول صيانة‬
‫علي كظهر أمي ‪ ..‬وخرج غاضبا‪.. S‬‬ ‫الكرمات ‪..‬‬
‫كانت هذه الكلمة ف الاهلية إذا قالا الرجل لزوجته‬ ‫وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ‪..‬‬
‫صارت طلقا‪ .. S‬أما ف السلم فل تعلم خولة حكمها ‪..‬‬ ‫قام رأس النافقي ‪ ..‬عبد البن أ ب‘ ابن سلول ‪..‬‬
‫رجع أوس إل بيته ‪ ..‬فإذا امرأته تتباعد عنه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ي ا مم د أحسن ف موال اليهود وكانوا‬
‫وقالت له ‪ :‬والذي نفس خويلة بيده ل تلص إل وقد‬ ‫أنصاره ف الاهلية ‪..‬‬
‫قلت ما قلت ‪ ..‬حت يكم ال ورسوله فينا بكمه ‪..‬‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬وأبـ‪Ø‬ى ‪..‬‬
‫ث خرجت خولة إل رسول ال ‪ e‬فذكرت له ما تلقى من‬ ‫إذ ك ي ف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن ت شيع‬
‫زوجها ‪ ..‬وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها ‪..‬‬ ‫الفاحشة ف الذين آمنوا !!‬
‫فجعل رسول ال ‪ e‬يصبها ويقول ‪ :‬يا خويلة ابن عمك‬ ‫فقام النافق مرة أخرى ‪ ..‬وقال ‪ :‬ي ا مم د أحسن‬
‫‪ ..‬شيخ كبي ‪ ..‬فاتقي ال فيه ‪..‬‬ ‫إليهم ‪..‬‬
‫وهي تدافع عباتا وتقول ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أكل شباب‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬صيانة لعرض السلمات ‪..‬‬
‫‪ ..‬ونثرت له بطن ‪ ..‬حت إذا كبت سن ‪ ..‬وانقطع‬ ‫وغية على العفيفات ‪..‬‬
‫ولدي ‪ ..‬ظاهر من ‪ ..‬اللهم إن أشكو إليك ‪..‬‬ ‫فغضب ذلك النافق ‪ ..‬وأدخل يد ه ف جيب درع‬
‫وهو ‪ e‬ينتظر أن ينزل ال تعال فيهما حكما‪ S‬من عنده ‪..‬‬ ‫النب ‪ .. r‬وجر•ه وهو يردد ‪:‬‬
‫فبينما خولة عند رسول ال ‪ e‬إذ هبط جبيل من السماء‬ ‫أحسن إل موال‪ .. Ç‬أحسن إل موال‪.. Ç‬‬
‫على رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فغضب ال نب ‪ r‬وال تفت إل يه و ص اح به وقال ‪:‬‬
‫بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ‪..‬‬ ‫أرسلن ‪..‬‬
‫فالتفت ‪ e‬إليها وقال ‪ :‬يا خويلة ‪ ..‬قد أنزل فيك وف‬ ‫فأب النافق ‪ ..‬وأخذ ي ناشد ا لنب ‪ r‬العدول عن‬

‫‪19‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صاحبك قرآنا‪ .. S‬ث قرأ " قد سع ال قول الت‬
‫‪.11‬الصغار ‪..‬‬ ‫تادلك ف زوجها وتشتكي إل ال وال يسمع‬
‫كم هي الواقف الت وقعت لنا ف صغرنا ول تزال‬ ‫تاوركما إن ال سيع بصي " إل آخر اليات من‬
‫مطبوعة ف أذهاننا إل اليوم ‪ ..‬سواء كانت مفرحة أو‬ ‫أول سورة الادلة ‪..‬‬
‫مزنة ‪..‬‬ ‫ث قال لا ‪ e‬م ريه فليعتق رقبة ‪..‬‬
‫ع د بذاكرتك إل أيام طفولتك ‪ ..‬ستذكر ل مالة جائزة‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما عنده ما يعتق ‪..‬‬
‫كرمت با ف مدرستك ‪ ..‬أو ثناء أثناه عليك أحد ف‬ ‫قال ‪ :‬فليصم شهرين متتابعي ‪..‬‬
‫ملس عام ‪ ..‬فهي مواقف تفر صورتا ف الذاكرة ‪ ..‬فل‬ ‫قالت ‪ :‬وال إنه لشيخ كبي ما له من صيام ‪..‬‬
‫تكاد تنسى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فليطعم ستي مسكينا‪ S‬وسقا‪ S‬من تر ‪..‬‬
‫وإل جانب ذلك ‪ ..‬ل نزال نتذكر مواقف مزنة ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما ذاك عنده ‪..‬‬
‫وقعت لنا ف طفولتنا ‪ ..‬مدرس ضربنا ‪ ..‬أو خصومة مع‬ ‫فقال ‪ : e‬فإنا سنعينه بعرق من تر ‪..‬‬
‫زملء ف الدرسة ‪ ..‬أو مواقف تعرضنا فيها للهانة من‬ ‫قالت ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬أنا سأعينه بعرق آخر‬
‫أسرتنا ‪ ..‬أو تعرض لا أحدنا من زوجة أبيه ‪ ..‬أو نو‬ ‫‪..‬‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬قد أصبت وأحسنت ‪ ..‬فاذهب فتصدقي‬
‫وكم صار الحسان إل الصغار طريقا‪ S‬إل التأثي ليس‬ ‫(‪)13‬‬
‫به عنه ‪ ..‬ث استوصي بابن عمك خيا‪.. S‬‬
‫فيهم فقط ‪ ..‬بل ف آبائهم وأهليهم ‪ ..‬وكسب مبتهم‬ ‫فسبحان من وهبه اللي والتحمل مع الميع ‪..‬‬
‫جيعا‪.. S‬‬ ‫حت ف مشاكلهم الشخصية ‪ ..‬يتفاعل معهم ‪..‬‬
‫يتكرر كثيا‪ S‬لدرس الرحلة البتدائية أن يتصل به أحد‬ ‫وقد جربت بنفسي ‪ ..‬التعامل باللي والهارات‬
‫أبوي طالب صغي ويثن عليه وأنه أحبه لبة ولده له‬ ‫العاطفية مع البنت والزوجة ‪ ..‬وقبل ذلك الم‬
‫وكثرة ذكره بالي ‪ ..‬وقد يعبون عن هذه الشاعر ف‬ ‫والخت ‪ ..‬فوجدت لا من التأثي الكبي ‪ ..‬ما ل‬
‫لقاء عابر ‪ ..‬أو هدية أو رسالة ‪..‬‬ ‫يتصوره إل من مارسه ‪..‬‬
‫إذن ل تتقر البتسامة ف وجه الصغي ‪ ..‬وكسب قلبه ‪..‬‬ ‫فالرأة ل يكرمها إل كري ‪ ..‬ول يهينها إل لئيم ‪..‬‬
‫ومارسة مهارات التعامل الرائع معه ‪..‬‬
‫ألقيت يوما‪ S‬ماضرة عن الصلة لطلب صغار ف مدرسة‬ ‫وقفة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قد تصب الرأة على ‪ ..‬فقر زوجها ‪ ..‬وقبحه ‪..‬‬
‫فسألتهم عن حديث حول أهية الصلة ‪ ..‬فأجاب أحدهم‬ ‫وانشغاله ‪ ..‬لكنها قل أن تصب على سوء خلقه‬
‫‪ :‬قال ‪ : e‬بي الرجل وبي الكفر أو الشرك ترك الصلة‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫( ) رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪20‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكسبا‪ S‬لبته ‪..‬‬ ‫أعجبن جوابه ‪ ..‬ومن شدة الماس نزعت ساعة‬
‫أحد الصدقاء كنت ألقاه أحيانا‪ S‬مع ولده الصغي ‪..‬‬ ‫يدي وأعطيته إياها ‪..‬‬
‫فكنت أحتفي بالصغي وألطفه ‪..‬‬ ‫وكانت – عموما‪ – S‬ساعة عادية كساعات الطبقة‬
‫لقين صديقي ه اذ يوما‪ S‬ف مفل كبي ‪ ..‬فأقبل إل بولده‬ ‫الكادحة ‪!..‬‬
‫يسلم علي ‪ ..‬ث قال ‪ :‬ماذا فعلت بولدي ! يسألم‬ ‫كان هذا الوقف مشجعا‪ S‬لذلك الغلم ‪ ..‬أحب‬
‫مدرسهم قبل أيام عن أمنياتم ف الستقبل ‪ ..‬فمنهم من‬ ‫العلم أكثر ‪ ..‬وتوجه لفظ القرآن ‪ ..‬وشعر بقيمته‬
‫قال ‪ :‬أكون طبيبا‪ .. S‬والخر قال ‪ :‬أكون مهندسا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬
‫وولدي قال ‪ :‬أكون ممد العريفي !!‬ ‫مضت اليام ‪ ..‬بل السني ‪ ..‬ث ف أحد الساجد‬
‫ويكنك أن تلحظ أنواع الناس ف التعامل مع الصغار ‪..‬‬ ‫تفاجأت أن المام هو ذلك الغلم ‪ ..‬وقد صار‬
‫عندما يدخل رجل إل ملس عام ويطوف بالاضرين‬ ‫شابا‪ S‬متخرجا‪ S‬من كلية الشريعة ‪ ..‬ويعمل ف سلك‬
‫مصافحا‪ .. S‬وولده من خلفه يفعل كفعله ‪ ..‬فمن الناس‬ ‫القضاء بأحد الاكم ‪ ..‬ل أذكره وإنا تذكرن هو‬
‫من يتغافل عن الصغي ‪ ..‬ومنهم من يصافحه بطرف يده‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ومنهم من يهز يده مبتسما‪ S‬مرددا‪ : S‬أهل‪ S‬يا بطل ‪..‬‬ ‫فانظر كيف انطبعت ف ذهنه البة والتقدير بوقف‬
‫كيف حالك يا شاطر ‪ ..‬فهذا الذي تنطبع مبته ف قلب‬ ‫عاشه قبل سني ‪..‬‬
‫الصغي ‪ ..‬بل وقلب أبيه وأمه ‪..‬‬ ‫وأذكر أن دعيت ليلة لحدى الولئم ‪ ..‬فإذا‬
‫كان الرب الول ‪ e‬له أحسن التعامل مع الصغار ‪..‬‬ ‫شاب مشرق الوجه يسلم علي برارة ب ويذكرن‬
‫كان لنس بن مالك أخ صغي ‪ ..‬وكان ‪ r‬يازحه ويكنيه‬ ‫بوقف لطيف وقع له معي ف ماضرة ألقيتها ف‬
‫بأب عمي ‪ ..‬وكان للصغي طي صغي يلعب به ‪ ..‬فمات‬ ‫مدرسته لا كان غلما‪ S‬صغيا‪.. S‬‬
‫الطي ‪..‬‬ ‫وكم ترى من الناس الذين يسنون التعامل مع‬
‫فكان ‪ e‬يازحه إذا لقيه ‪ ..‬ويقول ‪ :‬يا أبا عمي ‪ ..‬ما فعل‬ ‫الصغار من يرج من السجد ‪ ..‬فترى أبا‪ S‬يره‬
‫النغي ؟ يعن الطائر الصغي ‪..‬‬ ‫ولده الصغي بيده ليصل إل هذا الرجل فيسلم‬
‫وكان يعطف على الصغار ويلعبهم ‪ ..‬ويلعب زينب‬ ‫عليه ويبلغه بحبة ولده له ‪..‬‬
‫بنت أم سلمة ويقول ‪ ( :‬يا زوينب ‪ ..‬يا زوينب ‪.. ) ..‬‬ ‫وقد يقع مثل هذا الوقف ف وليمة كبية أو عرس‬
‫وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬يكثر فيه الدعوون ‪..‬‬
‫وكان يزور النصار وي سلم على صبيانم ‪ ..‬ويسح‬ ‫ول أكتمك أنن أبالغ ف إكرام الصغار والفاوة‬
‫رؤوسهم ‪..‬‬ ‫بم بعض الشيء ‪ ..‬بل والستماع إل أحاديثهم‬
‫وعند رجوعه ‪ r‬من العركة كان يستقبله الطفال‬ ‫العذبة – وإن كانت ف أكثر الحيان غي مهمة –‬
‫فيكبهم معه ‪..‬‬ ‫بل أزيد الفاوة ببعضهم أحيانا‪ S‬إكراما‪ S‬لوالده‬

‫‪21‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ففزعت الرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ‪ ..‬كما قال‬ ‫فعند عودة السلمي من مؤتة ‪..‬‬
‫ال عن يعقوب عليه السلم " وابيضت عيناه من الزن "‬ ‫أقبل اليش إل الدينة راجعا‪.. S‬‬
‫أي ‪ :‬عمي ‪..‬‬ ‫فتلقاهم النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬والسلمون‬
‫فرجعت فزعة إل زوجها وجعلت تنظر ف عينيه ‪ ..‬وتدقق‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ولقيهم الصبيان يشتدون ‪..‬‬
‫فسألا عن خبها ؟!‬ ‫فلما رأى ‪ r‬الصبيان ‪ ..‬قال ‪ :‬خذوا الصبيان‬
‫فقالت ‪ :‬قد قال رسول ال ‪ ‬إن ف عينك بياض ‪..‬‬ ‫فاحلوهم ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬يا امرأة ‪ ..‬أما أخبك أن بياضها أكثر من‬ ‫وأعطون ابن جعفر ‪..‬‬
‫سوادها ‪..‬‬ ‫فأ ت بعبد ال بن جعفر فأخذه فحمله بي يديه ‪..‬‬
‫أي أن كل أحد ف عينه بياض وسواد ‪..‬‬ ‫وكان ‪ r‬يتوضأ يوما‪ S‬من ماء ‪ ..‬فأقبل إليه ممود بن‬
‫وكان ‪ ‬إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك وتبسم ‪..‬‬ ‫الربيع طفل عمره خس سنوات ‪ ..‬فجعل ‪ r‬ف فمه‬
‫دخل عليه عمر وهو ‪ r‬غضبان على نسائه ‪ ..‬لا أكثرن‬ ‫ماء ث مه ف وجهه يازحه ‪.. ) 14( ..‬‬
‫عليه مطالبته بالنفقة ‪ ..‬فقال عمري ‪:‬ا ر س ول لال ه ‪ ..‬ل و‬ ‫وعموما‪ .. S‬كان ‪r‬ضحوكا‪ S‬مزوحا‪ S‬مع الناس ‪..‬‬
‫ن‪Á‬س اء‪ .. Ø‬فكنا إذا‬
‫ر أ ي ت نا وك من•اع ش قر ر ي ش‪.. à‬غن ل ب ال‬ ‫يدخل السرور إل قلوبم ‪ ..‬خفيفا‪ S‬على النفوس ل‬
‫سألت أحد نا امرتأ ه نفقة‪ S‬قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫يل أحد من مالسته ‪..‬‬
‫م•اد م نداينال‪á‬ة إ ذ ا ق و غم×لت ب ه نمس اؤ ه م ‪ ..‬فطفق‬
‫فل ق‬ ‫أقبل إليه رجل يوما‪ S‬يريد دابة ليسافر عليها أو يغزو‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫يعن فقويت علينا نساؤنا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬مازحا‪ S‬له ‪ ( :‬إن حاملك على ولد ناقة ) ‪..‬‬
‫لن•ب ي‪ .. r â‬ث زاد عمر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسم النب‬
‫ف ت ب س•م ا‬ ‫فعجب الرجل ‪ ..‬كيف يركب على جل صغي ‪..‬‬
‫‪ .. r‬تلطفا‪ S‬مع عمر ‪.. ‬‬ ‫ل يستطيع حله ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال وما أصنع‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫بولد الناقة ؟‬
‫إذن كان لطيف العشر ‪ ..‬أنيس اللس ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ( : r‬وهل تلد البل إل النوق ) ‪ ..‬يعن‬
‫فلو وط‪Ç‬نا أنفسنا على مثل هذا التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫سأعطيك بعيا‪ S‬كبيا‪ .. S‬لكنه ‪ -‬قطعا‪ - S‬قد ولدته‬
‫لشعرنا بطعم الياة فعل‪.. S‬‬ ‫ناقة ‪..‬‬
‫وقال ‪r‬يوما‪ S‬لنس مازحا‪ ( : S‬يا ذا الذني ) ‪..‬‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫وأقبلت إليه امرأة يوما‪ S‬تشتكي زوجها ‪ ..‬فقال لا‬
‫الطفل طينة لينة نشكلها بسب تعاملنا معه ‪..‬‬ ‫‪ : ‬زوجك الذي ف عينه بياض ؟‬

‫‪ ) (14‬رواه البخاري ‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يسبونه ويصيحون به ‪..‬‬ ‫‪.12‬العبيد والماليك ‪..‬‬
‫حت اجتمع عليه الناس وألئوه إل حائط لعتبة بن ربيعة‬ ‫كان ‪ ‬يسن الدخول إل قلوبم با يناسب ‪..‬‬
‫‪ ..‬وشيبة بن ربيعة ‪ ..‬وها فيه ‪..‬‬ ‫لا توف عم النب ‪ .. r‬اشتد أذى قريش عليه ‪.. r‬‬
‫ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ‪..‬‬ ‫فخرج ‪ r‬إل الطائف ‪ ..‬يلتمس من ثقيف النصرة‬
‫فعمد ‪ r‬إل ظل حبلة من عنب فجلس فيه ‪..‬‬ ‫والنعة بم من قومه ‪ ..‬ورجا أن يقبلوا منه ما‬
‫وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى من سفهاء أهل‬ ‫جاءهم به من ال تعال ‪..‬‬
‫الطائف ‪..‬‬ ‫خرج إليهم وحده ‪..‬‬
‫فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له رحهما‬ ‫وصل إل الطائف ‪ ..‬وعمد إل نفر ثلثة من ثقيف‬
‫‪..‬‬ ‫وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلثة ‪..‬‬
‫فدعوا غلما‪ S‬لما نصرانيا‪ S‬يقال له عداس ‪ ..‬وقال ‪ :‬له‬ ‫عبد يا ليل ‪ ..‬ومسعود ‪ ..‬وحبيب ‪ ..‬بنو عمرو بن‬
‫خذ قطفا‪ S‬من هذا العنب فضعه ف هذا الطبق ‪ ..‬ث اذهب‬ ‫عمي ‪..‬‬
‫به إل ذلك الرجل فقل له يأكل منه ‪..‬‬ ‫فجلس إليهم ‪ .. r‬فدعاهم إل ال وكلمهم لا‬
‫ففعل عداس ‪ ..‬وجاء بالعنب ‪ ..‬حت وضعه بي يدي‬ ‫جاءهم له من نصرته على السلم والقيام معه على‬
‫رسول ال ‪ r‬ث قال له ‪ :‬كل ‪..‬‬ ‫من خالفه من قومه ‪..‬‬
‫فمد رسول ال ‪ r‬يده إليه وقال ‪ " :‬بسم ال " ث أكل ‪..‬‬ ‫فقال أحدهم ‪ :‬هو يرط ثياب الكعبة إن كان ال‬
‫نظر عداس إليه وقال ‪:‬‬ ‫أرسلك ‪..‬‬
‫وال إن هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد ‪..‬‬ ‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا‪ S‬أرسله غيك ؟‬
‫فقال له ‪ " : r‬ومن أهل أي بلد أنت يا عداس ؟ وما‬ ‫أما الثالث فقال – متفلسفا‪: - S‬‬
‫دينك ؟ " ‪..‬‬ ‫وال ل أكلمك أبدا‪ ! S‬لئن كنت رسول‪ S‬من ال‬
‫قال ‪ :‬نصران ‪ ..‬وأنا رجل من أهل نينوى ‪..‬‬ ‫كما تقول لنت أعظم خطرا‪ S‬من أن أرد عليك‬
‫فقال ‪ " : r‬من قرية الرجل الصال يونس بن مت ؟ " ‪..‬‬ ‫الكلم ‪ ..‬ولئن كنت تكذب على ال ما ينبغي ل‬
‫فقال عداس ‪ :‬وما يدريك ما يونس بن مت ؟‬ ‫أن أكلمك ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬ذلك أخي ‪ ..‬كان نبيا‪ .. S‬وأنا نب " ‪..‬‬ ‫فلما سع ‪ ‬منهم هذا الرد القبيح ‪ ..‬قام من‬
‫فأكب عداس على رسول ال ‪ r‬يقبل رأسه ويديه وقدميه‬ ‫عندهم ‪ ..‬وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫لكنه خاف أن تعلم قريش بب ثقيف معه‬
‫وابنا ربيعة ينظران إليهما ‪ ..‬فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬أما‬ ‫فيجترئون عليه أكثر ‪ ..‬فقال لم ‪:‬‬
‫غلمك فقد أفسده عليك ‪..‬‬ ‫إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على ‪..‬‬
‫فلما رجع عداس لسيده ‪ ..‬وقد بدا عليه التأثر برؤية‬ ‫فلم يفعلوا ‪ ..‬وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم‬

‫‪23‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإياك والعنف والفحش ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ ‬وساع كلمه ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أو ل تسمع ما قالوا ؟‬ ‫قال له سيده ‪ :‬ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس‬
‫فقال ‪ :‬أو ل تسمعي ما قلت ؟! رددت عليهم فيستجاب‬ ‫هذا الرجل ويديه وقدميه ؟‬
‫ل ‪ ..‬ول يستجاب لم ف‪.. Ç‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا سيدي ما ف الرض شئ خي من هذا ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬ما الداعي إل مقابلة السباب بالسباب ! أليس ال‬ ‫لقد أخبن بأمر ما يعلمه إل نب ‪..‬‬
‫قد قال له ‪ ( :‬وأعرض عن الاهلي ) ‪..‬‬ ‫فقال سيده ‪ :‬ويك يا عداس ل يصرفنك عن‬
‫وف يوم ‪ ..‬خرج ‪ ‬مع أصحابه ف غزوة ‪..‬‬ ‫دينك ‪ ..‬فإن دينك خي من دينه ‪..‬‬
‫فلما كانوا ف طريق عودتم ‪ ..‬نزلوا ف واد كثي الشجر‬ ‫فهل نستطيع نن اليوم أن نعل تعاملنا راقيا‪ S‬مع‬
‫‪..‬‬ ‫الميع ‪ ..‬مهما كانت طبقاتم ؟‬
‫فتفرق الصحابة تت الشجر وناموا ‪ ..‬وأقبل ‪ ‬إل‬ ‫لة ‪..‬‬
‫شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانا ‪ ..‬وفرش رداءه‬ ‫عامل البشر على أنم بشر ‪ ..‬ل على أشكالم ‪..‬‬
‫ونام ‪..‬‬ ‫أو أموالم ‪ ..‬أو وظائفهم ‪..‬‬
‫ف هذه الثناء كان رجل من الشركي يتبعهم ‪..‬‬
‫فلما رأى رسول ال ‪ ‬خاليا‪ .. S‬أقبل يشي بدوء ‪..‬‬ ‫‪.13‬مع الخالفي ‪..‬‬
‫حت التقط السيف من على الغصن ‪ ..‬وصاح بأعلى‬ ‫الكفار ‪ ..‬كان ‪ r‬يعاملهم بالعدل ‪ ..‬ويستميت ف‬
‫صوته ‪:‬‬ ‫سبيل دعوتم وإصلحهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬
‫يا ممد ‪ ..‬من ينعك من ؟‬ ‫ويتغاضى عن سوئهم ‪ ..‬كيف ل ‪ ..‬وقد قال له‬
‫ربه ‪ ( :‬وما أرسلناك إل رحة ) ‪ ..‬لن ؟!‬
‫فاستيقظ رسول ال ‪ .. ‬والرجل قائم على رأسه ‪..‬‬ ‫للمؤمني ؟! ل ‪ ( ..‬إل رحة للعالي ) ‪..‬‬
‫والسيف صلتا‪ S‬ف يده ‪ ..‬يلتمع منه الوت ‪..‬‬ ‫وتأمل حال اليهود‪ ..‬يذمونه ويبتدئون بالعداوة ‪..‬‬
‫الرسول ‪ ‬وحيدا‪ .. S‬ليس عليه إل إزار ‪ ..‬أصحابه‬ ‫ومع ذلك يرفق بم ‪..‬‬
‫متفرقون عنه ‪ ..‬نائمون ‪..‬‬ ‫وعن عائشة قالت ‪ :‬إن اليهود مروا ببيت النب ‪r‬‬
‫والرجل يعيش نشوة القوة والنتصار ‪ ..‬ويردد ‪ :‬من‬ ‫فقالوا ‪:‬‬
‫ينعك من ؟ من ينعك من ؟‬ ‫السام عليكم ( أي ‪ :‬الوت عليك ) ‪..‬‬
‫فقال ‪ ‬بكل ثقة ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬وعليكم ‪..‬‬
‫فانتفض الرجل وسقط السيف ‪..‬‬ ‫فلم تصب عائشة لا سنعتهم ‪ ..‬فقالت ‪ :‬السام‬
‫فقام ‪ ‬والتقط السيف وقال ‪ :‬من ينعك من ؟‬ ‫عليكم ‪ ..‬ولعنكم ال وغضب عليكم ‪..‬‬
‫فتغي الرجل ‪ ..‬واضطرب ‪ ..‬وأخذ يسترحم النب ‪.. ‬‬ ‫فقال ‪ : ‬مهل‪ S‬يا عائشة ‪ ..‬عليك بالرفق ‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما وقف عتبة بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ! أنت خي أم‬ ‫ويقول ‪ :‬ل أحد ‪ ..‬كن خي آخذ ‪..‬‬
‫عبد ال ؟!‬ ‫فقال له ‪ : ‬تسلم ؟‬
‫فسكت رسول ال ‪ .. e‬تأدبا‪ S‬مع أبيه عبد ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن ل أكون ف قوم هم حرب لك‬
‫فقال ‪ :‬أنت خي أم عبد الطلب ؟‬ ‫‪..‬‬
‫فسكت ‪ .. e‬تأدبا‪ S‬مع جده عبد الطلب ‪..‬‬ ‫فعفا عنه ‪ .. ‬وأحسن إليه !!‬
‫فقال عتبة ‪ :‬فإن كنت تز ع م أن هؤلء خي منك فقد‬ ‫وكان الرجل ملكا‪ S‬ف قومه ‪ ..‬فانصرف إليهم‬
‫عبدوا اللة التع ب ت ‪ ..‬وإن كنت تزعم أنك خي منهم‬ ‫فدعاهم إل السلم ‪ ..‬فأسلموا ‪..‬‬
‫‪ ..‬فتكلم حت نسمع قولك ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬أحسن إل الناس تستعبد قلوبم ‪..‬‬
‫وقبل أن ييب النب ‪ ‬بكلمة ‪ ..‬ثار عتبة وقال ‪:‬‬ ‫بل حت مع العداء اللداء كان ‪ r‬له خلق عظيم‬
‫إن ا وال ما رأ ين ا سخلة ق ط أشأم على قومه منك !!‪..‬‬ ‫‪ ..‬كسب به نفوسهم ‪ ..‬وهدى قلوبم ‪ ..‬ودحر به‬
‫فرقت جاعتنا ‪ ..‬وشت ت أمرنا ‪ ..‬وعب ت ديننا ‪..‬‬ ‫كفرهم ‪..‬‬
‫وفضحتنا ف العرب ‪ ..‬حت لقد طار فيه م أن ف قريش‬ ‫ل ا ظهر ‪ e‬بدعوت ه بي الناس ‪ ..‬جعلت قريش‬
‫ساحرا‪ .. S‬و أن ف قريش كاهنا‪ .. S‬وال ما نن تظ ر إل مثل‬ ‫تاول حربه بكل سبيل ‪..‬‬
‫صيحة البلى ‪ ..‬أن يقوم بعضنا إل بع ض بالسيوف حت‬ ‫وكان م ا بذلته أن تشاور كباره ا ف ال تعامل مع‬
‫نتفان ‪..‬‬ ‫دعوته ‪ .. e‬وتسارع الناس لليان به ‪..‬‬
‫كان عتبةمتغيا‪ S‬غضبانا‪ .. S‬والنب ‪ ‬ساكت يستمع بكل‬ ‫فقالوا ‪ :‬أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر‬
‫أدب ‪..‬‬ ‫فليأت هذا ا لرجل الذي فرق جاع تنا ‪ ..‬وش تت‬
‫وبدأ عت بة يقدم إغراءات ليتخلى ا لنب ‪ ‬عن الدعوة ‪..‬‬ ‫أمرنا ‪ ..‬وعاب د يننا ‪ ..‬فليكلمه ولين ظر ماذا يرد‬
‫فقال ‪:‬‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لجل الال ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬ما نعلم أحدا غي عتبة بن ربيعة ‪..‬‬
‫جعنا لك حت تكون أغن قريش رجل‪.. S‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬أنت يا أبا الوليد ‪..‬‬
‫وان كن ت إن ا ب ك ح ب الرئاسة ‪ ..‬عقدنا ألو يتنا لك‬ ‫وكان عتبة سيدا‪ S‬حليما‪.. S‬‬
‫فكنت رأسا‪ S‬ما بقيت ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ي ا معشر قريش ‪ ..‬أترون أن أقوم إل هذا‬
‫وإن كان إن ا بك الباه وا لرغبة ف النساء ‪ ..‬فاختر أي‬ ‫فأكلمه ‪ ..‬فأعرض عليه أمورا‪ S‬لعله أ ن يقب ل منها‬
‫نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا‪!!.. S‬‬ ‫بعضها ‪..‬‬
‫وان كان هذا الذي يأ تي ك رئيا‪ S‬م ن الن تراه ‪ ..‬ل‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم يا أبا الوليد ‪..‬‬
‫تستطيع رده عن نفسك ‪ ..‬طلبنا لك الطب ‪ ..‬وبذلنا فيه‬ ‫فقام عتبة وتوجه إل رسول ال ‪.. e‬‬
‫أموال ن ا حت ن بئك منه ‪ ..‬فإنه ر با غلب ال تابع على‬ ‫دخل عليه ‪ ..‬فإذا ‪ ‬جالس بكل سكينة ‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالعذاب ‪ ..‬وقفز ووضع يديه على فم رسول ال ‪.. e‬‬ ‫الرجل حت يتداوى منه ‪..‬‬
‫ليوقف القراءة ‪..‬‬ ‫ومضى ع تبة ي تكلم بذا الس لوب السي ء مع‬
‫فاستمر ‪ e‬يتلو اليات ‪ ..‬حت ان تهى إل الي ة الت فيها‬ ‫رسول ال ‪ .. e‬ويعرض عل يه عروضا‪ S‬ويغريه ‪..‬‬
‫سجدة التلوة ‪ ..‬فسجد ‪..‬‬ ‫والنب عليه الصلة والسلم ينصت إليه بكل هدوء‬
‫ث رفع رأسه من سجوده ‪ ..‬ونظر إل عتبة وقال ‪ :‬سعت‬ ‫‪..‬‬
‫يا أبا الوليد ؟‬ ‫نساء ‪..‬‬ ‫و انتهت العروض ‪ ..‬ملك ‪ ..‬مال ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫علج من جنون !!‬
‫قال ‪ :‬فأنت وذاك ‪..‬‬ ‫سكت عتبة ‪ ..‬وهدأ ‪ ..‬ينتظر الواب ‪..‬‬
‫فقام عتبة يشي إل أصحابه ‪ ..‬وهم ينتظرونه متشوقي ‪..‬‬ ‫فرفع ال ن ب علي ه الصلة وا لسلم بصر ه إليه وقال‬
‫فلم ا أقبل عل يهم ‪ ..‬قال بعضه م لبعض ‪ :‬نلف ب ال لقد‬ ‫بكل هدووووء ‪:‬‬
‫جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي ذهب به ‪..‬‬ ‫أفرغت يا أبا الوليد ؟‬
‫فلما جلس إليهم ‪ ..‬قالوا ‪ :‬ما وراءك يا أبا الوليد ؟‬ ‫ل يستغرب عتبة هذا الدب من الصادق المي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ورا ئي أن وال سعت قول‪ S‬ما سعت مثله قط ‪..‬‬ ‫بل قال باختصار ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫وال ما هو بالشعر ‪ ..‬ول السحر ‪ ..‬ول الكهانة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬فاسع من ‪..‬‬
‫يا معشر قريش ‪ :‬أطيعون واجعلوها ب ‪ ..‬خلوا بي هذا‬ ‫قال ‪ :‬أفعل ‪..‬‬
‫الرجل وبي ما هو فيه ‪ ..‬فوال ليكونن لقوله الذي سعت‬ ‫فقال ‪ : e‬بسم ال الرحن الرحيم " حم * تنز يل‬
‫منه نبأ عظيم ‪..‬‬ ‫اب×ص‪Á‬ل تاتآيه ق ر آن‪æ‬ا‬
‫لر•ح يم *ك ت ف‬
‫م‪Á‬ن الر•ح م ن ا‬
‫يا قوم !! قرأ بسم ال ا لرح ن الرحيم " حم * ت نزي ل من‬ ‫ك‪á‬ث ر ه م‬
‫ش ني‪æ‬ذ ير‪æ‬ا ف أ ع ر ض أ‬
‫ع ر بي‪è‬اقل‪ç‬وي عم‪ à‬ل م ون با* و‬
‫الرحن الرح يم " حت بلغ ‪ " :‬فقل أن ذرتكم صاعقة مثل‬ ‫ف ه م ل اسيم ع ون ‪.. ) ..‬‬
‫صاعقة عاد وثود " فأمسكته بفيه ‪ ..‬وناشدت ه الرحم أن‬ ‫ومضى النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يتلوا اليات‬
‫يكف ‪ ..‬وقد علمتم أن ممدا‪ S‬إذا قال شيئا‪ S‬ل يكذب ‪..‬‬ ‫وعتبة يستمع ‪..‬‬
‫فخفت أن ينزل بكم العذاب ‪..‬‬ ‫وفجأة جلس عتبة على الرض ‪ ..‬ث اهت ز جسمه‬
‫ث سكت أبو الوليد قليل‪ S‬متفكرا‪ .. S‬وقومه واجون يدون‬ ‫‪..‬‬
‫النظر إليه ‪..‬‬ ‫فألقى يديه خلف ظهره ‪ ..‬واتكأ عليهما ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال إن لقوله للوة ‪ ..‬و إن عليه لطلوة ‪ ..‬وإن‬ ‫وهو يستمع ‪ ..‬ويستمع ‪ ..‬والنب يتلو ‪ ..‬ويتلو ‪..‬‬
‫أعل ه لثمر ‪ ..‬و إن أسفله لغدق ‪ ..‬وإ نه ليعلو وما يعلى‬ ‫حت بلغ قوله تعال ‪..‬‬
‫عليه ‪ ..‬وإنه ليحطم ما تته ‪ ..‬وما يقول هذا بشر ‪ ..‬وما‬ ‫م‪Á‬ث‪á‬ل ص اع ق ة‬
‫ل‪ á‬أر ت ك م صاع ق ة‪S‬‬
‫ف( إ عن‪á‬رأ ض وا ف ق نذ‬
‫يقول هذا بشر ‪..‬‬ ‫ع اد´ و ث م ود ) ‪ ..‬فانتفض عتبة لا سع التهديد‬

‫‪26‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أسلمت علمتك كلمتي ينفعانك ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬هذا شعر يا أبا الوليد ‪ ..‬شعر ‪..‬‬
‫فما كان من حصي إل أن أسلم ف مكانه فورا‪.. S‬‬ ‫فقال ‪ :‬وال ما رجل أعلم بالشعار من ‪ ..‬ول‬
‫ث قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬علمن الكلمتي اللتي وعدتن‬ ‫أعلم ب رجزه ول بقصي ده من ‪ ..‬ول بأشعار الن‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬وال ما يشبه هذا الذي يقول شيئا‪ S‬من هذا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : ‬قل ‪ :‬اللهم ألمن رشدي ‪ ..‬وأعذن من شر‬ ‫ومضى عتبة يناقش قومه ف أمر رسول ال ‪.. ‬‬
‫نفسي ‪..‬‬ ‫صحيح أن عتبة ل يدخل ف السلم ‪ ..‬لكن نفسه‬
‫آآآه ما أروع هذا التعامل الراقي ! وشدة تأثيه ف الناس‬ ‫لنت للدين ‪..‬‬
‫عند مالطتهم ‪..‬‬ ‫فتأمل كيف أثر هذا اللق الرفيع ‪ ..‬ومهارة حسن‬
‫وهذا التعامل السلمي الدعوي يفيد ف دعوة الكفار‬ ‫الستماع ف عتبة مع أنه من أشد العداء ‪..‬‬
‫وجذبم إل الي ‪..‬‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫سافر أحد الشباب للدراسة ف ألانيا فسكن ف شقة ‪..‬‬ ‫تتمع قريش ‪ ..‬فينتدبون حصي بن النذر الزاعي‬
‫وكان يسكن أمامه شاب ألان ‪ ،‬ليس بينهما علقة ‪ ،‬لكنه‬ ‫‪ ..‬وهو أبو الصحاب الليل عمران بن حصي ‪..‬‬
‫جاره ‪..‬‬ ‫ينتبونه لنقاش النب عليه الصلة والسلم ورده عن‬
‫سافر اللان فجأة ‪ ..‬وكان موزع الرائد يضع الريدة‬ ‫دعوته ‪..‬‬
‫كل يوم عند بابه ‪ ..‬انتبه صاحبنا إل كثرة الرائد ‪..‬‬ ‫يدخل أبو عمران على النب ‪ e‬وحوله أصحابه ‪..‬‬
‫سأل عن جاره ‪ ..‬فعلم أنه مسافر ‪..‬‬ ‫فيدد عليه ما تردده قريش دوما‪ .. S‬فرقت جاعتنا‬
‫ل ـم• الرائد ووضعها ف درج خاص ‪ ..‬وصار يمعها‬ ‫‪ ..‬شتت شلنا ‪ ..‬والنب ‪ e‬ينصت بلطف ‪..‬‬
‫كل يوم ويرتبها ‪..‬‬ ‫حت إذا انتهى ‪ ..‬قال له ‪ e‬بكل أدب ‪..‬‬
‫لا رجع صاحبه بعد شهرين أو ثلثة ‪ ..‬سلم عليه وهنأه‬ ‫أفرغت يا أبا عمران ‪..‬‬
‫بسلمة الرجوع ‪ ..‬ث ناوله الرائد ‪..‬وقال له ‪ :‬خشيت‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫أنك متابع لقال ‪ ..‬أو مشترك ف مسابقة ‪ ..‬فأردت أن ل‬ ‫قال ‪ :‬فأجبن عما أسألك عنه ‪..‬‬
‫يفوتك ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬قل ‪ ..‬أسع ‪..‬‬
‫نظر الار إليه متعجبا‪ S‬من هذا الرص ‪ ..‬فقال ‪ :‬هل تريد‬ ‫فقال ‪ : ‬يا أبا عمران ‪ ..‬كم إلا‪ S‬تعبد اليوم ؟‬
‫أجرا‪ S‬أو مكافأة على هذا ؟‬ ‫قال ‪ :‬سبعة ‪ !!..‬ستة ف الرض ‪ ..‬وواحدا‪ S‬ف‬
‫قال صاحبنا ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن ديننا يأمرنا بالحسان إل الار‬ ‫السماء ‪!!..‬‬
‫‪ ..‬وأنت جار فل بد من الحسان إليك‬ ‫قال ‪ :‬فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟‬
‫ث ما زال صاحبنا مسنا‪ S‬إل ذلك الار ‪ ..‬حت دخل ف‬ ‫قال ‪ :‬الذي ف السماء ‪..‬‬
‫السلم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ‬بكل لطف ‪ :‬يا حصي أما إنك لو‬

‫‪27‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فغضب وقال ‪ :‬ل ينبغي أن ي عذب بالنار إل رب النار ‪..‬‬ ‫هذه وال هي التعة القيقية بالياة ‪ ..‬أن تشعر‬
‫وكان ‪ r‬من رأفته ‪ ..‬أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ‪..‬‬ ‫أنك رقم على اليمي ‪ ..‬تتعبد ل بكل شيء حت‬
‫أصغى لا الناء ‪ ..‬فتشرب ‪ ..‬ث يتوضأ بفضلها ‪..‬‬ ‫بأخلقك ‪..‬‬
‫ومر‘ ‪ r‬يوما‪ S‬على رجل ملقيا‪ S‬شاة على الرض ‪ ..‬وقد‬ ‫وكم صد• أعدادا‪ S‬كبية من الكفار عن الدخول ف‬
‫وضع رجله على صفحة عنقها مسكا‪ S‬لا ليذبها ‪ ..‬وهو‬ ‫السلم تعاملت فريق من السلمي معهم ‪..‬‬
‫يد شفرته ‪ ..‬وهي تلحظ إليه ببصرها ‪..‬‬ ‫فيظلمونم عمال‪ .. S‬ويغشونم متسوقي ‪..‬‬
‫فغضب ‪ r‬لا رآه ‪ ..‬وقال ‪ :‬أتريد أن تيتها موتتي ؟ هل‬ ‫ويؤذونم جيانا‪.. S‬‬
‫حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟‬ ‫فهلم• نبدأ من جديد معهم ‪..‬‬
‫ومر يوما‪ S‬برجلي يتحدثان ‪ ..‬وقد ركب كل منهما على‬
‫بعيه ‪..‬‬ ‫إضاءة ‪..‬‬
‫فلما رآها رحم البعيين ‪ ..‬ونى أن تتخذ الدواب‬ ‫خي الداعي من يدعو بأفعاله قبل أقواله ‪..‬‬
‫كراسي ‪ ..‬يعن ل تركب البعي إل وقت الاجة فقط ‪..‬‬
‫‪.14‬اليوانات !!‬
‫فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ‪..‬‬
‫من صارت الهارات السنة ديدنه ‪ ..‬تولت إل‬
‫ونى ‪ r‬عن وسم الدابة ف الوجه ‪..‬‬
‫طبع يالط دمه وعقله ‪ ..‬ل ينفك عنه أبدا‪.. S‬‬
‫ومن أطرف ما ذكر ‪..‬‬
‫فتجده دائما‪ S‬لينا‪ S‬هينا‪ S‬رفيقا‪S‬متحمل‪ S‬عطوفا‪ .. S‬مع‬
‫أنه كان للنب ‪ r‬ناقة تسمى العضباء ‪..‬‬
‫كل أحد ‪ ..‬حت مع اليوانات ‪ ..‬والمادات ‪..‬‬
‫ث إن نفرا‪ S‬من الشركي أغاروا على إبل‪ à‬للمسلمي ‪..‬‬
‫كان رسول ال ‪ r‬ف سفر ‪ ..‬فانطلق ليقضي حاجته‬
‫كانت ترعى ف أطراف الدينة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فذهبوا با ‪ ..‬وكانت العضباء فيها ‪..‬‬
‫فرأى بعض الصحابة ح مرة معها فرخان ‪ ..‬فأخذ‬
‫وأسروا امرأة من السلمي ‪ ..‬واستاقوها معهم ‪..‬‬
‫بعضهم فرخيها ‪ ..‬فجاءت المرة ‪..‬‬
‫وهرب الشركون ‪ ..‬بالرأة والبل ‪..‬‬
‫فجعلت توم حولم وترفرف بناحيها ‪..‬‬
‫وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق ‪ ..‬أطلقوا البل ترعى‬
‫فلما جاء النب ‪ ‬ورآها ‪ ..‬التفت إل أصحابه‬
‫حولم ‪..‬‬
‫وقال ‪:‬‬
‫فنزلوا منزل‪ S‬فناموا ‪ ..‬فقامت الرأة بالليل لتهرب منهم ‪..‬‬
‫من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ‪..‬‬
‫فأقبلت إل البل لتركب إحداها ‪ ..‬فجعلت كلما أتت‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬رأى ‪ r‬قرية نل قد أحرقت ‪..‬‬
‫على بعي رغا بأعلى صوته ‪ ..‬فتتركه خوفا‪ S‬من استيقاظهم‬
‫فقال ‪ :‬من أحرق هذه ؟‬
‫‪..‬‬
‫قال بعض أصحابه ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫وجعلت تر على البل واحدا‪ S‬واحدا‪.. S‬‬

‫‪28‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الثور ‪ ..‬وصاحت النخلة ‪ ..‬حت كادت أن تنشق ‪..‬‬ ‫حت أتت على العضباء ‪ ..‬فحركتها فإذا ناقة ذلول‬
‫وارتج السجد ‪..‬‬ ‫مرسة ‪ ..‬فركبتها الرأة ‪ ..‬ث وجهتها نو الدينة ‪..‬‬
‫فنزل النب ‪ r‬فضم الذع إليه ‪ ..‬فجعلت النخلة تئن أني‬ ‫فانطلقت العضباء مسرعة ‪ ..‬فلما شعرت الرأة‬
‫الصب الذي يسك‪Ç‬ت حت استقرت ‪..‬‬ ‫بالنجاة ‪ ..‬اشتد فرحها ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫ث قال ‪ ( : r‬أما و الذي نفس ممد بيده ‪ ..‬لو ل ألتزمه لا‬ ‫اللهم إن لك علي• نذرا‪ .. S‬إن أنيتن عليها أن‬
‫زال هكذا إل يوم القيامة ‪.. ) ..‬‬ ‫أنرها ‪!!..‬‬
‫وصلت الرأة إل الدينة ‪ ..‬فعرف الناس ناقة النب‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫‪.. ‬‬
‫ال كر‘م النسان ‪ ..‬لكن ذلك ل يفتح الال له‬ ‫نزلت لرأة ف بيتها ومضوا بالناقة إل النب ‪.. ‬‬
‫لضطهاد بقية الخلوقات ‪..‬‬ ‫فجاءت الرأة تطلب الناقة لتنحرها !!‬
‫فقال ‪ : ‬بئس ما جزيتيها ‪ ..‬أو بئس ما جزتا ‪..‬‬
‫‪ 100.15‬طريقة لكسب قلوب الناس‬
‫إن أناها ال عليها لتنحرنا !!‬
‫كل صاحب هم يتفنن ف صيد ما يريد ‪..‬‬
‫ث قال ‪ " : r‬ل وفاء لنذر ف معصية ال ول فيما‬
‫عاشق الال يتفنن ف جعه وتنميته ‪ ..‬ويرص على تعلم‬
‫ل يلك ابن آدم " ‪.‬‬
‫مهارات التجارة والربح ‪..‬‬
‫فلماذا ل تول مهارات ك ف ا لتعامل – كالرفق‬
‫القنوات الفضائية تتفنن ف اصطياد الناس بتنويع البامج‬
‫و البشر والكرم – إل سجية ت لزمك على جيع‬
‫واختيار الساليب التجددة ‪ ..‬وتدريب مقدمي البامج‬
‫أحوالك ‪ ..‬مع ك ل شيء ت تعامل معه ‪ ..‬حت‬
‫على مهارات تذب الناس لتابعتها ‪..‬‬
‫المادات والشجار ‪!!..‬‬
‫وقل مثل ذلك ف وسائل العلم القروءة ‪ ..‬والسموعة‬
‫كان النب ‪ r‬يقوم يوم المعة ‪ ..‬فيسند ظهره إل‬
‫‪..‬‬
‫جذع منصوب ف السجد فيخطب الناس ‪..‬‬
‫ومثله مروجو البضائع الختلفة سواء كانت حلل‪ S‬أم‬
‫فقالت امرأة من النصار ‪:‬‬
‫حراما‪.. S‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أل أجعل لك شيئا‪ S‬تقعد عليه ‪..‬‬
‫كلهم يرصون على إتقان الهارات الت تفيدهم ف مالم‬
‫فإن ل غلما‪ S‬نارا‪.. S‬‬
‫الذي يبونه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إن شئت ‪..‬‬
‫وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه ‪..‬‬
‫فعملت له النب ‪..‬‬
‫هب أنك دخلت ملسا‪ S‬فيه أربعون رجل‪ .. S‬فمررت‬
‫فلما كان يوم المعة ‪ ..‬صعد النب ‪ r‬على النب‬
‫بالناس تصافحهم ‪..‬‬
‫الذي صنع له ‪..‬‬
‫فالول مددت يدك إليه مسلما‪ S‬فناولك طرف يده ‪..‬‬
‫فلما قعد ‪ r‬على ذلك النب ‪ ..‬خار الذع كخوار‬

‫‪29‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كنت أذهب إل بيتهم أحيانا‪ S‬فأراه قصرا‪ S‬منيفا‪ .. S‬وأرى‬ ‫وقال ببود ‪ :‬أهل‪ .. S‬أهل‪.. S‬‬
‫ملس الب مليئا‪ S‬بالضيوف ‪ ..‬ل تكاد تد فيه مكانا‬ ‫والثان كان مشغول‪ S‬بديث جانب ‪ ..‬ففاجأته‬
‫فارغا‪.. S‬‬ ‫بالسلم ‪ ..‬فرد ببود أيضا‪ S‬وصافحك دون أن‬
‫كنت أعجب من مبة الناس لذا الرجل وإقبالم عليه ‪..‬‬ ‫ينظر إليك ‪..‬‬
‫مضت سنوات وتقاعد الب من منصبه ‪..‬‬ ‫والثالث كان يتحدث باتفه ‪ ..‬فمد يده إليك دون‬
‫فذهبت إليه زائرا‪ .. S‬دخلت القصر ‪ ..‬ث دلفت إل‬ ‫أن يتلفظ بكلمة ترحيب ‪ ..‬أو يبدي لك أي‬
‫اللس وفيه أكثر من خسي كرسيا‪ .. S‬فلم أر ف اللس‬ ‫اهتمام ‪..‬‬
‫إل الرجل يتابع برناما‪ S‬ف التلفاز ‪ ..‬وخادما‪ S‬يدمه بالقهوة‬ ‫أما الرابع ‪ ..‬فلما رآك مقبل‪ S‬قام مستعدا‪ S‬للسلم‬
‫والشاي ‪ ..‬جلست معه قليل‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬فلما التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة‬
‫فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لا كان ف وظيفته ‪..‬‬ ‫بلقياك ‪..‬‬
‫وحاله الن ‪ ..‬ما الذي كان يمع الناس فيما مضى ؟‬ ‫وصافحك برارة ‪ ..‬واحتفى بقدومك ‪ ..‬وأنت ل‬
‫ما الذي كان يعلهم يلتمون عليه مؤانسي متحببي ؟!‬ ‫تعرفه ول يعرفك !!‬
‫أدركت عندها أن الرجل ل يكسب الناس بأخلقه ولطفه‬ ‫ث أكملت سلمك على الناس ‪ ..‬وجلست ‪..‬‬
‫وحسن تعامله ‪ ..‬وإنا كسبهم بنصبه ووجاهته وسعة‬ ‫بال عليك ! أل تشعر أن قلبك ينجذب نو ذلك‬
‫علقاته ‪..‬‬ ‫الشخص ؟‬
‫فلما زال النصب زالت معه البة ‪..‬‬ ‫بلى ‪ ..‬ينجذب إليه ‪ ..‬وأنت ل تعرفه ‪ ..‬ول تدري‬
‫فخذ من صاحبنا درسا‪ .. S‬وتعامل مع الناس بهارات‬ ‫عن اسه ‪ ..‬ول تعلم وظيفته ول مركزه ‪ ..‬ومع‬
‫تعلهم يبونك لشخصك ‪ ..‬يبون أحاديثك وابتسامتك‬ ‫ذلك استطاع أن يسلب قلبك ‪ ..‬ل باله ‪ ..‬ول‬
‫ورفقك وحسن معشرك ‪ ..‬يبون تغاضيك عن أخطائهم‬ ‫بنصبه ‪ ..‬ول بسبه ونسبه ‪ ..‬وإنا بهارات تعامله‬
‫‪ ..‬ووقوفك معهم ف مصائبهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل تعل قلوبم معلقة بكرسيك وجيبك !!‬ ‫إذن القلوب ل تكسب بالقوة ول بالال ول‬
‫الذي يوفر لولده وزوجته الال والطعام والشراب ل‬ ‫بالمال ول بالوظيفة ‪ ..‬وإنا تكسب بأقل من‬
‫يكسب قلوبم ‪ ..‬وإنا كسب بطونم ‪..‬‬ ‫ذلك وأسهل ‪ ..‬ومع ذلك فقليل من يستطيع‬
‫والذي يغدق على أهله الموال ‪ ..‬مع سوء التعامل ‪ ..‬ل‬ ‫كسبها ‪..‬‬
‫يكسب قلوبم ‪ ..‬إنا كسب جيوبم ‪..‬‬ ‫أذكر أن أحد طلب ف الكلية أصيب برض نفسي‬
‫لذلك ل تستغرب إذا وجدت شابا‪ S‬تقع له مشكلة‬ ‫‪..‬كان نوعا‪ S‬صعبا‪ S‬من الكتئاب ‪..‬‬
‫فيشكوها إل صديق أو إمام مسجد أو مدرس ‪ ..‬ويترك‬ ‫كان والده ضابطا‪ S‬يشغل منصبا‪ S‬عاليا‪ .. S‬جاء مرارا‬
‫أباه ‪ ..‬لن الب ل يكسب قلبه ‪ ..‬ول يطم السوار‬ ‫إل الكلية وقابلن وتعاون‘ا على علج ابنه ‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.16‬أحسن النية‪ ..‬لوجه ال ‪..‬‬ ‫بينهما ‪ ..‬بينما كسب هذا القلب مدرس أو صديق‬
‫جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الشخاص ‪ ..‬وعشت‬ ‫‪ ..‬وربا كسبه عدو حاقد !!‬
‫معهم سني ‪ ..‬ل أذكر أن رأيت منهم ابتسامة ‪ ..‬بل ول‬ ‫وأمر آخر مهم ‪..‬‬
‫حت ماملة بضحك على طرفة ‪ ..‬أو تفاعل مع متحدث‬ ‫أل تلحظ معي أن بعض الناس إذا دخل ملسا‬
‫‪ ..‬كنت أظن أنم نشئوا هكذا ول يستطيعون غيه ‪..‬‬ ‫مزدحا‪ .. S‬وجعل يتلفت باحثا‪ S‬عن مكان يلس فيه‬
‫ث تفاجأت برؤيتهم ف مواطن معينة ‪ ..‬ومع بعض الناس‬ ‫‪ ..‬رأيت الالسي يتسابقون عليه كل يناديه‬
‫– من الغنياء وأصحاب النفوذ تديدا‪ – S‬يسنون‬ ‫ليجلس بانبه !‪ ..‬لاذا؟‬
‫الضحك والتلطف ‪..‬‬ ‫هل دعيت يوما‪ S‬إل عشاء ‪ ..‬وكان بنظام ( البوفيه‬
‫فأدركت أنم ما يفعلون ذلك إل لصلحة ‪ ..‬فيفوتم‬ ‫الفتوح ) ‪ ..‬بيث إن كل شخص يأخذ طعامه ف‬
‫بذلك أجر عظيم ‪..‬‬ ‫طبق ويلس على إحدى الطاولت الدائرية ‪ ..‬أل‬
‫إذن الؤمن يتعبد ل تعال بأخلقه ومهارات تعامله ‪ ..‬مع‬ ‫تر بعض الناس ما إن يل طبقه بالطعام حت يتهافت‬
‫جيع الناس ‪ ..‬ل لجل منصب أو مال ‪ ..‬ول لجل أن‬ ‫عدد من الناس يشيون إليه بوجود مكان فارغ ‪..‬‬
‫يدحه الناس ‪ ..‬ول لجل أن يزوج أو يسلف مال‪.. S‬‬ ‫ليجلس معهم ‪..‬‬
‫وإنا ليحبه ال ويببه إل خلقه ‪..‬‬ ‫بينما آخر يل طبقه بالطعام ‪ ..‬ويتلفت ول أحد‬
‫نعم ‪ ..‬من اعتب حسن اللق عبادة ‪ ..‬صار يتعامل‬ ‫يناديه أو يقبل عليه ‪ ..‬حت تسوقه قدماه إل إحدى‬
‫بأحسن الهارات مع الغن والفقي ‪ ..‬والدير والفراش ‪..‬‬ ‫الطاولت ‪..‬‬
‫لو مررت يوما‪ S‬بعامل مسكي يكنس الشارع ‪ ..‬ومد يده‬ ‫لاذا حرص الناس على الول دون الثان ‪..‬‬
‫إليك ؟ ودخلت يوما‪ S‬آخر على مسئول كبي فمد يده ‪..‬‬ ‫أل تشعر أن بعض الناس تقبل عليه القلوب أينما‬
‫هل ها متساويان ؟ ف احتفائك بما ‪ ..‬وتبسمك‬ ‫كان ‪ ..‬وكأن ف يده مغناطيس يذبا به جذبا‪!! S‬‬
‫وبشاشتك ؟‬ ‫عجبا‪ ! S‬كيف استطاع هؤلء جيعا كسب الناس ؟!‬
‫ل أدري !!‬ ‫إنا طرق ذكية يستطيع با الشخص أن يصيد با‬
‫أما رسول ال ‪ e‬فكانا عنده متساويي ف الحتفاء‬ ‫القلوب ‪..‬‬
‫والنصح والشفقة ‪..‬‬
‫وما يدريك لعل من تزدريه وتتكب عليه يكون عند ال‬ ‫قرار ‪..‬‬
‫خيا‪ S‬من ملء الرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه ‪..‬‬ ‫قدرتنا على أسر قلوب الخرين ‪ ..‬وكسب‬
‫قال ‪ ( ‬إن من أحبكم إل وأقربكم من ملسا‪ S‬يوم القيامة‬ ‫مبتهم الصادقة ‪ ..‬تنحنا جانبا‪ S‬كبيا‪ S‬من التعة‬
‫أحاسنكم أخلقا‪.. )15( ) S‬‬ ‫بالياة ‪..‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪15‬‬

‫‪31‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإذا ماتت وماتا ودخلوا جيعا‪ S‬إل النة ‪ ..‬فلمن تكون ؟‬ ‫وقال للشج بن عبد قيس ‪ ( :‬إن فيك لصلتي‬
‫فماذا قال ؟ تكون لطولما قياما‪ S‬؟ أم لكثرها صياما‪ S‬؟‬ ‫يبهما ال ورسوله ) ‪..‬‬
‫أم لوسعهما علما‪ S‬؟ كل ‪..‬‬ ‫فما ها الصلتان ‪ :‬قيام الليل ! صيام النهار ؟ ‪..‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬تكون لحسنهما خلقا‪.. S‬‬ ‫استبشر الشج ‪ .. t‬وقال ‪ :‬ما ها يا رسول ال ؟‬
‫فعجبت أم سلمة ‪ ..‬فلما رأى دهشتها قال عليه الصلة‬ ‫فقال عليه الصلة والسلم ( اللم ‪ ..‬والناة ) ‪..‬‬
‫والسلم ‪:‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫ياااا أم سلمة ‪ ..‬ذهب حسن اللق بيي الدنيا والخرة‬ ‫وسئل ‪ r‬عن الب ؟‪ ..‬فقال ‪ ( :‬الب حسن اللق )‬
‫‪..‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪..‬‬
‫نعم ذهب بيي الدنيا والخرة ‪..‬‬ ‫وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النة فقال ‪:‬‬
‫أما خي الدنيا فهو ما يكون له من مبة ف قلوب اللق ‪..‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫( تقوى ال وحسن اللق ) ‪..‬‬
‫وأما خي الخرة فهو ما يكون له من الجر العظيم ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬أكمل الؤمني إيانا‪ S‬أحاسنهم أخلقا‬
‫ومهما أكثر النسان من العمال الصالات ‪ ..‬فإنا قد‬ ‫الوطؤون أكنافا‪ S‬الذين يألفون ويؤلفون ول خي‬
‫تفسد عليه إذا كان سيء اللق ‪..‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫فيمن ل يألف ول يؤلف ) ‪..‬‬
‫ذ كر للنب ‪ r‬حال امرأة ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : ‬ما شيء أثقل ف اليزان من حسن‬
‫وذكر له أنا تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل ‪ ..‬لكنها‬ ‫(‪)20‬‬
‫اللق ) ‪..‬‬
‫تؤذي جيانا بلسانا ‪ (..‬يعن سيئة اللق ) ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬إن الرجل ليبلغ بسن خلقه درجة‬
‫فقال ‪ ( : r‬هي ف النار ) ‪..‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫قائم الليل وصائم النهار ) ‪..‬‬
‫وقد كان النب ‪ r‬السوة السنة ‪..‬‬ ‫ومن حسن خلقه ربح ف الدارين ‪ ..‬وإن شئت‬
‫ف كل خلق حيد ‪ ..‬كان أكرم الناس ‪ ..‬وأشجع هم ‪..‬‬ ‫فانظر إل أم سلمة ‪.. t‬‬
‫وأحلم هم ‪..‬‬ ‫وقد جلست مع رسول ال ‪ .. r‬فتذكرت الخرة‬
‫كان أشد• حياء‪ Ô‬من العذراء ف خدرها ‪..‬‬ ‫وما أعد ال فيها ‪..‬‬
‫كان أمينا‪ S‬صادقا‪ .. S‬يشهد له الكفار بذلك قبل الؤمني ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬الرأة يكون لا زوجان ف‬
‫والفساق قبل الصالي ‪..‬‬ ‫الدنيا ‪ ..‬فإذا ماتت ‪ ..‬وماتا ‪..‬‬
‫حت قالت خدية ‪ t‬أول ما نزل عليه الوحي ‪ ..‬لا رأت‬
‫تغي حاله ‪ ..‬قالت ‪:‬‬ ‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪16‬‬

‫وال ل يزيك ال أبدا‪ ( .. S‬لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬ ‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪17‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪18‬‬

‫إنك لتصل الرحم ‪..‬‬ ‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪19‬‬

‫وتمل الكل ‪..‬‬ ‫( ) رواه البخاري في الدب المفرد‬ ‫‪20‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪21‬‬

‫‪32‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫*** تعبت ف مرادها‬ ‫وإذا كانت النفوس كبارا‪S‬‬ ‫وتكسب العدوم ‪..‬‬
‫الجسام‬ ‫وتقري الضيف ‪..‬‬
‫بل بلغ من حرصه ‪ r‬على اللق السن ‪ ..‬أنه كان يدعو‬ ‫وتعي على نوائب الق ‪..‬‬
‫ال فيقول – ( اللهم كما أحسنتخ ل‪á‬قي فأحسن خ لقي )‬ ‫وتصدق الديث ‪..‬‬
‫(‪.. )22‬‬ ‫وتؤدي المانة ‪..‬‬
‫وكان يقول ‪ ( :‬اللهم أهدن لحسن الخلق ل يهدي‬ ‫بل أثن ال عليه ثناء نتلوه إل يوم القيامة ‪ ..‬فقال‬
‫لحسنها إل أنت‪ ،‬وأصرف عن سيئها ل يصرف عن‬ ‫‪ ( :‬وإنك لعلى خلق عظيم ) ‪..‬‬
‫(‪)23‬‬
‫سيئها إل أنت )‬ ‫وكان ‪ r‬خلق ه القرآن ‪..‬‬
‫فنحن نتاج إل أن نقتدي به ‪ r‬ف أخلقه ‪..‬‬ ‫نعم خلقه القرآن ‪ ..‬فإذا قرأ ( وأحسنوا إن ال‬
‫مع السلمي لكسبهم ودعوتم ‪..‬‬ ‫يب السني ) ‪ ..‬أحسن ‪ ..‬نعم أحسن إل الكبي‬
‫بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة السلم ‪..‬‬ ‫والصغي ‪ ..‬والغن والفقي ‪ ..‬إل شرفاء الناس‬
‫ووضعائهم ‪ ..‬وكبارهم وصغارهم ‪..‬‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫وإذا سع قول ال ‪:‬ف (اع ف وا و اصف ح وا ) ‪ ..‬عفا‬
‫أحسن النية ‪ ..‬لتكون مهارات تعاملك مع الخرين‬ ‫وصفح ‪..‬‬
‫عبادة تتقرب با إل ال ‪..‬‬ ‫وإذا تل ‪ ( :‬وقولوا للناس حسنا‪ .. ) S‬تكلم بأحسن‬
‫الكلم ‪..‬‬
‫‪.17‬استعمل الط‪ë‬عم الناسب !!‬
‫فمادام أنه ‪ r‬قدوتنا ‪ ..‬ومنهجه منهج نا ‪..‬‬
‫الناس بطبيعتهم يتفقون ف أشياء كلهم يبونا ويفرحون‬
‫تأمل حياته ‪ .. r‬كيف كان يتعامل مع الناس ‪..‬‬
‫با ‪..‬‬
‫كيف كان يعال أخطاءهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬
‫ويتفقون ف أشياء أخرى كلهم يكرهونا ‪..‬‬
‫كيف كان يتعب لراحتهم ‪ ..‬وينصب لدعوتم ‪..‬‬
‫ويتلفون ف أشياء منهم من يفرح با ‪ ..‬ومنهم من‬
‫فيوما‪ S‬تراه يسعى ف حاجة مسكي ‪ ..‬ويوما‪ S‬يفصل‬
‫يستثقلها ‪..‬‬
‫خصومة بي الؤمني ‪..‬‬
‫فكل الناس يبون التبسم ف وجوههم ‪ ..‬ويكرهون‬
‫ويوما‪ S‬يدعو الكافرين ‪..‬‬
‫العبوس والكآبة ‪..‬‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬ووصفت عائشة‬
‫لكنهم إل جانب ذلك ‪ ..‬منهم من يب الرح والزاح ‪..‬‬
‫حاله فقالت ‪:‬‬
‫ومنهم من يستثقله ‪..‬‬
‫كان أكثر صلة النب ‪ r‬بعدما كب جالسا‬
‫منهم من يب أن يزوره الناس ويدعونه ‪ ..‬ومنهم‬
‫( لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬
‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪22‬‬
‫بعدما حطمه الناس ‪ ..‬نعم ‪ ..‬حطمه الناس ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪23‬‬

‫‪33‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عليها ثقلء ‪..‬‬ ‫النطوائي ‪..‬‬
‫فقلت له مداعبا‪ : S‬وهل اكتشف معاليكم طبيعتها ‪!!..‬‬ ‫ومنهم من يب الحاديث وكثرة الكلم ‪ ..‬ومنهم‬
‫ضحك صاحب وقال ‪ :‬نعم ‪ ..‬سأخبك بالسر‘ ‪..‬‬ ‫من يبغض ذلك ‪..‬‬
‫أمي كبقية العجائز ‪ ..‬تب الديث حول النساء وأخبار‬ ‫وكل واحد ف الغالب يرتاح لن وافق طباعه ‪..‬‬
‫من تزوجت وطلقت ‪ ..‬وكم عدد أبناء فلنة ‪ ..‬وأيهم‬ ‫فلماذا ل توافق طباع الميع عند مالستهم ‪..‬‬
‫أكب ‪ ..‬ومت تزوج فلن فلنة ؟ وما اسم أول أولدها‬ ‫وتعامل كل واحد با يصلح له ليتاح إليك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫ذكروا أن رجل‪ S‬رأى صقرا‪ S‬يطي بانب غراب !!‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الت أعتبها أنا غي مفيدة ‪..‬‬ ‫فعجب ‪ ..‬كيف يطي ملك الطيور مع غراب !!‬
‫لكنها تد سعادتا ف تكرارها ‪ ..‬وتشعر بقيمة العلومات‬ ‫فجزم أن بينهما شيئا‪ S‬مشتركا‪ S‬جعلهما يتوافقان ‪..‬‬
‫الت تذكرها ‪ ..‬لننا لن نقرأها ف كتاب ولن نسمعها ف‬ ‫فجعل يتبعهما ببصره ‪ ..‬حت تعبا من الطيان‬
‫شريط ‪ ..‬ول تدها – قطعا‪ – S‬ف شبكة النترنت !!‬ ‫فحطا على الرض فإذا كلهما أعرج !!‬
‫فتشعر أمي وأنا أسألا عنها أنا تأت با ل يأت به الولون‬ ‫فإذا علم الولد أن أباه يؤثر السكوت ول يب‬
‫‪ ..‬فتفرح وتنبسط ‪ ..‬فإذا جالستها حركت فيها هذه‬ ‫كثرة الكلم ‪ ..‬فليتعامل معه بثل ذلك ليحبه‬
‫الواضيع فابتهجت ‪ ..‬ومضى الوقت وهي تتحدث ‪..‬‬ ‫ويأنس بقربه ‪..‬‬
‫وإخوان ل يتحملون ساع هذه الخبار ‪ ..‬فيشغلونا‬ ‫وإذا علمت الزوجة أن زوجها يب الزاح ‪..‬‬
‫بأخبار ل تمها ‪ ..‬وبالتال تستثقل ملسهم ‪ ..‬وتفرح‬ ‫فلتمازحه ‪ ..‬فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ‪..‬‬
‫ب !!‬ ‫وقل مثل ذلك عند تعامل الشخص مع زملئه ‪..‬‬
‫هذا كل ما هنالك ‪..‬‬ ‫أو جيانه ‪ ..‬أو إخوانه ‪..‬‬
‫نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك ‪ ..‬وماذا يب وماذا‬ ‫ل تسب الناسطبعا‪ S‬واحدا‪ S‬فلهم‬
‫يكره ‪ ..‬استطعت أن تأسر قلبه ‪..‬‬ ‫طبائع لست تصيهن ألوان‬
‫ومن تأمل ف تعامل النب ‪ .. e‬مع الناس وجد أنه كان‬ ‫أذكر أن عجوزا‪ S‬صالة – وهي أم لحد الصدقاء‬
‫يعامل مع كل شخص با يتناسب مع طبيعته ‪..‬‬ ‫– كانت تدح أحد أولدها كثيا‪ .. S‬وترتاح إذا‬
‫ف تعامله مع زوجاته كان يعامل كل واحدة بالسلوب‬ ‫زارها أو تدث معها ‪ ..‬مع أن بقية أولدها يبون‬
‫الذي يصلح لا ‪..‬‬ ‫با ويسنون إليها ‪ ..‬لكن قلبها مقبل على ذاك‬
‫عائشة كانت شخصيتها انفتاحية ‪ ..‬فكان يزح معها ‪..‬‬ ‫الولد ‪..‬‬
‫ويلطفها ‪..‬‬ ‫كنت أبث عن السر‘ ‪ ..‬حت جلست معه مرة‬
‫ذهبت معه مرة ف سفر ‪ ..‬فلما قفلوا راجعي واقتربوا من‬ ‫فسألته عن ذلك ‪ ..‬فقال ل ‪ :‬الشكلة أن إخوان‬
‫الدينة ‪ ..‬قال ‪ ‬للناس ‪:‬‬ ‫ل يعرفون طبيعة أمي ‪ ..‬فإذا جلسوا معها صاروا‬

‫‪34‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله ‪..‬‬ ‫تقدموا عنا ‪..‬‬
‫ومن لقي العباس بن ع بد الطلب ع م رسول ال ‪ e‬فل‬ ‫فتقدم الناس عنه ‪ ..‬حت بقي مع عائشة ‪..‬‬
‫يقتله ‪ ..‬فإنه إنا خرج مستكرها‪.. S‬‬ ‫وكانت جارية حديثة السن ‪ ..‬نشيطة البدن ‪..‬‬
‫وقيل إن العباس كان مسلما‪ S‬يكتم إسلمه ‪ ..‬وينقل أخبار‬ ‫فالتفت إليها ث قال ‪ :‬تعال‪ á‬حت أسابقك ‪..‬‬
‫قريش إل رسول ال ‪ .. e‬فلم يب ال نب ‪ e‬أن يقتله‬ ‫فسابقته ‪ ..‬وركضت وركضت ‪ ..‬حت سبقته ‪..‬‬
‫السلمون ‪ ..‬ول يب كذلك أن يظهر أمر إسلمه ‪..‬‬ ‫وبعدها بزمان ‪ ..‬خرجت معه ‪ r‬ف سفر ‪..‬‬
‫كان ت هذه العركة أول معركة تقوم بي الفريقي ‪..‬‬ ‫بعدما كبت وسنت ‪ ..‬وحلت اللحم وبدنت ‪..‬‬
‫السلمي وكفار قريش ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬للناس ‪ :‬تقدموا ‪ ..‬فتقدموا ‪..‬‬
‫وكانت نفوس السلمي مشدودة ‪ ..‬فهم ل يستعدوا لقتال‬ ‫ث قال لعائشة ‪ :‬تعال‪ á‬حت أسابقك ‪ ..‬فسابقته ‪..‬‬
‫‪ ..‬وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء ‪..‬‬ ‫فسبقها ‪..‬‬
‫وهذا رسول ال ‪ e‬ينعهم من قتل البعض ‪..‬‬ ‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬
‫وكان عتب ة ب ن ربيعة من كبار كفار قريش ‪ ..‬ومن قادة‬ ‫جعل يضحك ويضرب بي كتفيها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه‬
‫الرب ‪..‬‬ ‫بتلك ‪ ..‬هذه بتلك ‪..‬‬
‫وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ‪ ..‬مع السلمي ‪..‬‬ ‫بينما كان يتعامل مع خدية تعامل‪ S‬آخر ‪ ..‬فقد‬
‫فلم يصب أبو حذيفة ‪ ..‬بل قال ‪:‬‬ ‫كانت تكبه ف السن بمس عشرة سنة ‪..‬‬
‫أنقت ل آباءنا وأ بناءنا وإخوا ننا ونترك العباس !! وال لئن‬ ‫حت مع أصحابه ‪ ..‬كان يراعي ذلك ‪ ..‬فلم يلبس‬
‫لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬ ‫أبا هريرة عباءة خالد ‪ ..‬ول يعامل أبا بكر كما‬
‫فبلغت كلمته رسول ال ‪ .. e‬فالتفت النب عليه الصلة‬ ‫يعامل طلحة ‪..‬‬
‫والسلم ‪ ..‬فإذا حوله أكثر من ثلثائة بطل ‪..‬‬ ‫وكان يتعامل مع عمر تعامل‪ S‬خاصا‪ .. S‬ويسند إليه‬
‫فوجه نظره فورا‪ S‬إل عمر ‪ ..‬ول يلتفت إل غيه ‪ ..‬وقال‬ ‫أشياء ل يسندها إل غيه ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫انظر إليه ‪ e‬وقد خرج مع أصحابه إل بدر ‪..‬‬
‫يا أبا حفص ‪ ..‬أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف ؟!‬ ‫فلم ا سع بروج ق ريش ‪ ..‬عرف أن ر جال‪ S‬من‬
‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال ‪ e‬بأب‬ ‫قريش سيحضرون إل ساحة العركة كرها‪ .. S‬ولن‬
‫حفص ‪..‬‬ ‫يقع منهم قتال على السلمي ‪..‬‬
‫وكان عمر رهن إشارة ال نب ‪ .. e‬ويعلم أن م ف ساحة‬ ‫فقام ‪ e‬ف أصحابه وقال ‪ :‬إن قد عرفت رجال‪ S‬من‬
‫قتال ل مال فيها للتساهل ف التعامل مع من يالف أمر‬ ‫بن هاشم وغ يه م قد أخرجوا كرها‪ .. S‬ل حاجة‬
‫القائد ‪ ..‬أو يعترض أمام اليش ‪..‬‬ ‫لم بقتالنا ‪..‬‬
‫فاختار عم ر حل‪ S‬صارما‪ S‬فقال ‪ :‬ي ا رس ول ال دعن‬ ‫فمن لقي منكم أحدا‪ S‬من بن هاشم فل يقتله ‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الذي جاء به من النضي ؟ أي اللد الملوء ذهبا‪.. S‬‬ ‫فلضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أذهبته النفقات والروب ‪..‬‬ ‫فمنعه ال نب ‪ .. e‬ورأى أن هذا ال تهدي د كاف ف‬
‫فتفكر ‪ e‬ف الواب ‪ ..‬فإذا موت حيي قريب والال كثي‬ ‫تدئة الوضع ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول تقع حروب قريبة تضطرهم إل إنفاقه ‪..‬‬ ‫كان أبو حذيفة ‪t‬رجل‪ S‬صالا‪ .. S‬فكان بعدها يقول‬
‫فقال ‪ : e‬العهد قريب ‪ ..‬والال أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫‪ :‬م ا أن ا بآم ن من تلك ال كلم ة الت قلت يومئذ ‪..‬‬
‫فقال اليهودي ‪ :‬الال واللي قد ذهب كله ‪..‬‬ ‫ول أزال منها خائفا‪ S‬إل أن تكفرها عن الشهادة ‪..‬‬
‫فعلم النب ‪ e‬أنه يكذب ‪ ..‬فنظر ‪ e‬إل أصحابه فإذا هم‬ ‫فقتل يوم اليمامة شهيدا‪.. t S‬‬
‫كثي بي يديه ‪ ..‬وكلهم رهن إشارته ‪..‬‬ ‫هذا عمر ‪ ..‬كان ‪ e‬يعلم بنوع العمال الت‬
‫فالتفت إل الزبي بن العوام وقال ‪ :‬يا زبي ‪..‬م س•ه بعذاب‬ ‫يسندها إليه ‪ ..‬فليس المر متعلقا‪ S‬بمع صدقات‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ول بإصلح متخاصمي ‪ ..‬ول بتعليم جاهل ‪..‬‬
‫فأقبل إليه الزبي متوقدا‪.. S‬‬ ‫وإنا هم ف ساحة قتال فكانت الاجة إل الرجل‬
‫فانتفض اليهودي ‪ ..‬وعلم أن المر جد ‪ ..‬فقال ‪ :‬قد‬ ‫الازم الهيب أكثر منها إل غيه ‪ ..‬لذا اختار عمر‬
‫رأيت ح ييا‪ S‬يطوف ف خربة ها هنا ‪ ..‬وأشار إل بيت قدي‬ ‫‪ ..‬واستثاره ‪ :‬أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف‬
‫خراب ‪ ..‬فذهبوا فطافوا فوجدوا الال مبئا‪ S‬ف الربة ‪..‬‬ ‫؟!‬
‫هذا ف حاله ‪ e‬مع الزبي ‪ ..‬يعطي القوس باريها ‪..‬‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الساس‬ ‫يقبل النب ‪ e‬على خيب ‪ ..‬ويقاتل أهلها قتال‪ S‬يسيا‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫لا مرض رسول ال ‪ e‬مرض الوت ‪ ..‬واشتد عليه الوجع‬ ‫ث يصالهم ويدخلها ‪ ..‬واشترط عليهم أن ل‬
‫‪ ..‬ل يستطع القيام ليصلي بالناس ‪..‬‬ ‫يكتموا شيئا‪ S‬من الموال ‪ ..‬ول يغيب او شيئا‪ .. S‬ول‬
‫فقال وهو على فراشه ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬ ‫يبئوا ذهبا‪ S‬ول فضة ‪ ..‬بل يظهرون ذلك كله‬
‫وكان أبو بكررجل‪ S‬رقيقا‪ .. S‬وهو صاحب رسول ال ‪e‬‬ ‫ويكم فيه ‪..‬‬
‫ف حياته وبعد ماته ‪ ..‬وهو صديقه ف الاهلية والسلم‬ ‫وتوعدهم إن كتموا شيئا‪ S‬أن ل ذمة لم ول عهد‬
‫‪ ..‬وهو أبو زوجة النب ‪ e‬عائشة ‪ ..‬وهو ‪ ..‬وكان يمل‬ ‫‪..‬‬
‫ف صدره جبل‪ S‬من حزن بسبب مرض النب ‪.. e‬‬ ‫وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم ‪ ..‬وكان جاء‬
‫فلما أمر النب ‪ e‬أن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس ‪..‬‬ ‫من الدينة بلد تيس مدبوغ وميط ووملوء ذهبا‬
‫قال بعض الاضرين عند النب ‪ : e‬إن أبا بكر رجل‬ ‫وحليا‪ .. S‬وقد مات حيي وترك الال ‪ ..‬فخبئوه عن‬
‫أسيف ‪ ..‬أي رقيق ‪ ..‬إذا قام مقامك ل يستطع أن يصلي‬ ‫رسول ال ‪.. e‬‬
‫بالناس ‪ ..‬أي من شدة التأثر والبكاء ‪..‬‬ ‫فقال ‪ e‬لعم حيي بن أخطب ‪ :‬ما فعل مسك حيي‬

‫‪36‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من كلمة أعج بتن من تزويري إل ق الا ف بديهته ‪ ..‬أو‬ ‫وكان النب ‪ e‬يعلم ذلك عن أب بكر ‪ ..‬أنه رجل‬
‫قال مثلها ‪ ..‬أو أفضل منها حتس ك ت ‪..‬‬ ‫رقيق يغلبه البكاء ‪ ..‬خاصة ف هذا الوطن ‪..‬‬
‫قال أبو بكر ‪ :‬أما ما ذكرت فيكم من خي فأنتم له أهل ‪..‬‬ ‫لكنه ‪ e‬كان يشي إل أحقية أب بكر باللفة من‬
‫ولن تعرف العرب هذا ال مر إل لذا ال ي من قريش ‪..‬‬ ‫بعده ‪ ..‬يعن ‪ :‬إذا أنا غي موجود فأبو بكر يتول‬
‫هم أ وسط العرب نسبا‪ S‬ودارا‪ .. S‬وقد ر ضي ت لك م أحد‬ ‫السئولية ‪..‬‬
‫هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪..‬‬ ‫فأعاد ‪ e‬المر ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬
‫وأخذ بيدي وبيد أب عبيدة بن الراح وهو جالس بيننا ‪..‬‬ ‫حت صلى أبو بكر ‪..‬‬
‫ول أكره شيئا ما قاله غيها ‪ ..‬كان وال أن أقدم فتضرب‬ ‫ومع رقة أب بكر ‪ ..‬إل أنه كان ذا هيبة ‪ ..‬وله‬
‫عنقي ل يقر‘بن ذلك إل إث ‪ ..‬أحب إل من أن أتأمر على‬ ‫حدة غضب أحيانا‪ S‬تكسوه جلل‪.. S‬‬
‫قوم فيهم أبو بكر ‪..‬‬ ‫وكان رفيق دربه عمر ‪ t‬يراعي ذلك منه ‪..‬‬
‫سكت الناس ‪..‬‬ ‫ا نظر إل يهم جيعا‪ .. y S‬وقد اجتمعوا ف سقيفة بن‬
‫فقال قائل من ال نصار ‪ :‬أنا جذ يلها ال كك ‪ ..‬وعذيقها‬ ‫ساعدة ‪ ..‬بعد وفاة ال نب ‪ .. e‬ليتفقوا على خليفة‬
‫الرجب ‪ ..‬منا أمي ومنكم أمي يا معشر قريش ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت توفت‬ ‫اجتمع الهاجرون والنصار ‪ ..‬وانطلق عمر إل أب‬
‫الختلف ‪..‬‬ ‫بكر واصطحبا إل السقيفة ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ‪ ،‬ث بايعه‬ ‫قال عمر ‪ :‬فأتيناه م ف سقيفة بن ساعدة ‪ ..‬فلما‬
‫الهاجرون ‪ ،‬ث بايعه النصار ‪..‬‬ ‫جلسنا تشهد خطيب النصار ‪ ..‬وأثن على ال با‬
‫نعم ‪ ..‬كل واحد من الناس له مفتاح تستطيع به فتح‬ ‫هو له أهل ث قال ‪:‬‬
‫أبواب قلبه ‪ ..‬وكسب مبته والتأثي عليه ‪..‬‬ ‫أما ب ع د فنحن أ نصار ال ‪ ..‬وكتيبة ال سلم ‪..‬‬
‫وهذا تلحظه ف حياة الناس ‪ ..‬أفلم تسمع زملء عملك‬ ‫و أنت م ي ا معشر الهاجري ن ره ط منا ‪ ..‬وقد دفت‬
‫يوما‪ S‬يقولون ‪ :‬الدير ‪ ..‬مفتاحه فلن ‪ ..‬إذا أردت شيئا‬ ‫داف ة م ن قومكم وإذا هم يريدون أ ن يتازون ا من‬
‫فاجعلوا فلنا‪ S‬يطلبه لكم ‪ ..‬أو يقنع الدير به ‪..‬‬ ‫أصلنا ‪ ..‬ويغصبونا المر ‪..‬‬
‫فلماذا ل تعل مهاراتك مفاتيح لقلوب الناس ‪ ..‬فتكون‬ ‫فلما سكت أردت أن أ تكلم ‪ ،‬وقد زورت ف‬
‫رأسا‪ S‬ل ذيل‪.. S‬‬ ‫نفسي مقالة قد أعجبتن ‪ ،‬أريد أن أقدمها بي يدي‬
‫نعم كن متميزا‪ .. S‬وابث عن مفتاح قلب أمك وأبيك‬ ‫أب بكر ‪ ..‬وكنت أداري منه بعض الد‘ة ‪..‬‬
‫وزوجتك وولدك ‪..‬‬ ‫فقال أبو بكر ‪ :‬على رسلك يا عمر ‪..‬‬
‫اعرف مفتاح قلب مديرك ف العمل ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬ ‫فكرهت أن أغضبه ‪..‬‬
‫ومعرفة هذه الفاتيح تفيدنا حت ف جعلهم يتقبلون النصح‬ ‫فتكلم وه و كان أعلم من و أوقر ‪ ..‬فوال ما ترك‬

‫‪37‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫الذي يصدر منا لم ‪ ..‬إذا أحسنا تقدي هذا النصح‬
‫ف ه م الرجل ذلك ومضى ‪..‬‬ ‫بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك العراب وصلى معهم ‪..‬‬ ‫فهم ليسوا سواء ف طريقة النصح ‪ ..‬بل حت ف‬
‫كب النب ‪ e‬بأصحابه مصليا‪ .. S‬فقرأ ث ركع ‪ ..‬فلما رفع‬ ‫إنكار الطأ إذا وقع منهم ‪..‬‬
‫‪ e‬من ركوعه قال ‪ :‬سع ال لن حده ‪..‬‬ ‫وانظر إل رسول ال ‪ e‬وقد جلس يوما‪ S‬ف ملسه‬
‫فقال الأمومون ‪ :‬ربنا ولك المد ‪ ..‬إل هذا الرجل قالا‬ ‫البارك يدث أصحابه ‪..‬‬
‫وزاد بعدها ‪ :‬اللهم ارحن وممدا‪ S‬ول ترحم معنا أحدا‪!! S‬‬ ‫فبينما هم على ذلك ‪ ..‬فإذا برجل يدخل إل‬
‫وسعه النب ‪ .. e‬فلما انتهت الصلة ‪ ..‬التفت ‪ e‬إليهم‬ ‫السجد ‪..‬يتلفت يينا‪ S‬ويسارا‪ .. S‬فبدل أن يأت‬
‫وسألم عن القائل ‪ ..‬فأشاروا إليه ‪..‬‬ ‫ويلس ف حلقة النب ‪ .. e‬توجه إل زاوية من‬
‫فناداه النب ‪ e‬فلما وقف بي يديه فإذا هو العراب نفسه‬ ‫زوايا السجد ‪ ..‬ث جعل يرك إزاره !!‬
‫‪ ..‬وقد تكن حب النب ‪ e‬من قلبه حت ود لو أن الرحة‬ ‫عجبا‪ !! S‬ماذا سيفعل ؟!‬
‫تصيبهما دون غيها ‪..‬‬ ‫رفع طرف إزاره من المام ث جلس بكل هدوء ‪..‬‬
‫فقال له ‪ e‬معلما‪ : S‬لقد تجرت واسعا‪ !! S‬أي إن رحة ال‬ ‫يبول ‪!!..‬‬
‫تعال تسعنا جيعا‪ S‬وتسع الناس ‪ ..‬فل تضيقها علي وعليك‬ ‫عجب الصحابة ‪ ..‬وثاروا ‪ ..‬يبول ف السجد !!‬
‫‪..‬‬ ‫وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليه ‪ ..‬والنب ‪e‬‬
‫فانظر كيف ملك عليه قلبه ‪ ..‬لنه عرف كيف يتصرف‬ ‫يهدئهم ‪ ..‬ويسكن غضبهم ‪ ..‬ويردد ‪ :‬ل تزرموه‬
‫معه ‪ ..‬فهو أعراب أقبل من باديته ‪ ..‬ل يبلغ من العلم رتبة‬ ‫‪ ..‬ل تعجلوا عليه ‪ ..‬ل تقطعوا عليه بوله ‪..‬‬
‫أب بكر وعمر ‪ ..‬ول معاذ وعمار ‪ ..‬فل يؤاخذ كغيه ‪..‬‬ ‫والصحابة يلتفتون إليه ‪ ..‬وهو لعله ل يدر عنهم ‪..‬‬
‫وإن شئت فانظر أيضا‪ S‬إل معاوية بن الكم ‪ .. t‬كان من‬ ‫ل يزال يبول ‪..‬‬
‫عامة الصحابة ‪ ..‬ل يكن يسكن الدينة ‪ ..‬ول يكن مالسا‬ ‫والنب ‪ e‬يرى هذا النظر ‪ ..‬بول ف السجد ‪..‬‬
‫للنب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫ويهدئ أصحابه !!‬
‫وإنا كان له غنم ف الصحراء يتتبع با الضراء ‪..‬‬ ‫آآآه مااااا أحلمه !!‬
‫أقبل معاوية يوما‪ S‬إل الدينة فدخل السجد ‪ ..‬وجلس إل‬ ‫حت إذا انتهى العراب من بوله ‪ ..‬وقام يشد على‬
‫رسول ال ‪ r‬وأصحابه ‪ ..‬فسمعه يتكلم عن العطاس ‪..‬‬ ‫وسطه إزاره ‪ ..‬دعاه النب ‪ e‬بكل رفق ‪..‬‬
‫وكان ما علم أصحابه أن إذا سع السلم أخاه عطس‬ ‫أقبل يشي حت إذا وقف بي يديه ‪ ..‬قال له ‪e‬‬
‫فحمد ال فإنه يقول له ‪ :‬يرحك ال ‪..‬‬ ‫بكل رفق ‪:‬‬
‫حفظها معاوية ‪ ..‬وذهب با ‪..‬‬ ‫إن هذه الساجد ل تب لذا ‪ ..‬إنا بنيت للصلة‬
‫وبعد أيام جاء إل الدينة ف حاجة ‪ ..‬فدخل السجد فإذا‬ ‫وقراءة القرآن ‪..‬‬

‫‪38‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والتكبي ‪ ..‬وقراءة القرآن ‪ ..‬انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار‬ ‫النب عليه الصلة والسلم يصلي بأصحابه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فدخل معهم ف الصلة ‪..‬‬
‫ففهمها معاوية ‪..‬‬ ‫فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من الصلي ‪..‬‬
‫ث ارتاحت نفسه ‪ ..‬واطمأن قلبه ‪ ..‬فجعل يسأل النب‬ ‫فما كاد يمد ال ‪ ..‬حت تذكر معاوية أنه تعلم أن‬
‫عليه الصلة والسلم عن خواص‘ أموره ‪..‬‬ ‫السلم إذا عطس فقال المد ل ‪ ..‬فإن أخاه يقول‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن حديث عهد باهلية ‪ ..‬وقد‬ ‫له يرحك ال ‪..‬‬
‫جاء ال بالسلم ‪ ..‬وإن منا رجال‪ S‬يأتون الكهان ( وهم‬ ‫فبادر معاوية العاطس قائل‪ S‬بصوت عال‪ : à‬يرحك‬
‫الذين يدعون علم الغيب ) ‪ ..‬يعن فسألونم عن الغيب‬ ‫ال ‪.‬‬
‫‪..‬‬ ‫فاضطرب الصلون ‪ ..‬وجعلوا يلتفتون إليه منكرين‬
‫فقال ‪ : r‬فل تأتم ‪ ..‬يعن لنك مسلم ‪ ..‬والغيب ل‬ ‫‪.‬‬
‫يعلمه إل ال ‪..‬‬ ‫فلما رأى دهشتهم ‪ ..‬اضطرب وقال ‪ :‬وااااثكل‬
‫قال معاوية ‪ :‬ومنا رجال يتطيون ( أي يتشاءمون بالنظر‬ ‫أم‪Á‬ياه !!‪ ..‬ما شأنكم تنظرون إل‪ Ç‬؟ ‪..‬‬
‫إل الطي ) ‪..‬‬ ‫فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬ذاك شيء يدونه ف صدورهم ‪ ..‬فل يصدنم (‬ ‫فلما رآهم يصم‘تونه صمت ‪..‬‬
‫أي ل ينعهم ذلك عن وجهتهم ‪ ..‬فإن ذلك ل يؤثر نفعا‬ ‫فلما انتهت الصلة ‪..‬‬
‫ول ضرا‪.. ) S‬‬ ‫التفت ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬وقد سع جلبتهم وأصواتم‬
‫هذا تعامله ‪ ‬مع أعراب بال ف السجد ‪ ..‬ورجل تكلم‬ ‫‪ ..‬وسع صوت من تكلم ‪ ..‬لكنه صوت جديد ل‬
‫ف الصلة ‪ ..‬عاملهم مراعيا‪ S‬أ حوالم ‪ ..‬لن الط أ من‬ ‫يعتد عليه ‪ ..‬فلم يعرفه ‪ ..‬فسألم ‪:‬‬
‫مثلهم ل يستغرب ‪..‬‬ ‫من التكلم ‪ ..‬فأشاروا إل معاوية ‪..‬‬
‫أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إل رسول‬ ‫فدعاه النب عليه الصلة والسلم إليه ‪..‬‬
‫ال ‪ .. e‬ومن أكثرهم حرصا‪ S‬على طلب العلم ‪..‬‬ ‫فأقبل عليه معاوية فزعا‪ S‬ل يدري باذا سيستقبله ‪..‬‬
‫فكان تعامل ا لنب ‪ ‬مع أخطائه متلفا‪ S‬عن تعامله مع‬ ‫وهو الذي أشغلهم ف صلتم ‪ ..‬وقطع عليهم‬
‫أخطاء غيه ‪..‬‬ ‫خشوعهم ‪..‬‬
‫كان معاذ يصل ي م ع رسول ال ‪ e‬العشاء ‪ ..‬ث ير جع‬ ‫قال معاوية ‪ : t‬فبأب هو وأمي ‪ .. r‬وال ما‬
‫فيصلي بقومه العشاء إماما‪ S‬ب م ف مسجدهم ‪ ..‬فتكون‬ ‫رأيـت معلما‪ S‬قبله ول بعده أحسن تعليما‪ S‬منه ‪..‬‬
‫الصلة له نافلة ولم فريضة ‪..‬‬ ‫وال ما كهرن ‪ ..‬ول ضربن ‪ ..‬ول شتمن ‪..‬‬
‫رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكب مصليا‬ ‫وإنا قال ‪ :‬يا معاوية ‪ ..‬إن هذه الصلة ل يصلح‬
‫بم ‪..‬‬ ‫فيها شيء من كلم الناس ‪ ..‬إنا هي التسبيح‬

‫‪39‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالتفت إل معاذ وقال ‪ :‬أفتان أنت يا معاذ ‪..‬؟!‬ ‫أقبل فت من قومه ودخل معه ف الصلة ‪ ..‬فلما أت‬
‫يعن تريد أن تفت الناس وتبغضهم ف دينهم ‪..‬‬ ‫معاذ الفاتة قال " ول الضالي " فقالوا " آمي " ‪..‬‬
‫اقرأ بـ "ا لسماء والطارق" ‪" ،‬و السماء ذات البوج" ‪،‬‬ ‫ث افتتح معاذ سورة البقرة !!‬
‫"والشمس وضحاها" ‪" ،‬والليل إذا يغشى" ‪..‬‬ ‫كان ا لناس ف تلك اليام ي تعبون ف ا لعم ل ف‬
‫ث التفت ‪ e‬إل الفت وقال له متلطفا‪ : S‬كيف تصنع أنت‬ ‫مزارعهم ورعيه م دوابم طوال النهار ‪ ..‬ث ل‬
‫يا بن أخي إذا صليت ؟‬ ‫يكادون يصلون العشاء حت يأوون إل فرشهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أقرأ بفاتة الكتاب ‪ ..‬وأسأل ال النة ‪ ..‬وأعوذ به‬ ‫هذا الشاب ‪ ..‬وق ف ف الصلة ‪ ..‬ومعاذ يقرأ‬
‫من النار ‪..‬‬ ‫ويقرأ ‪..‬‬
‫ث تذك ر الفت أ نه يرى ا لنب ‪ e‬يدعو و يكثر ‪ ..‬ويرى‬ ‫فلما طالت ا لصلة على ا لفت ‪ ..‬أت صلته وحده‬
‫معاذا‪ S‬كذلك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخرج من السجد وانطلق إل بيته ‪..‬‬
‫فقال ف آ خ ر كلمه ‪ :‬و إن ل أدري ما دند نت ك ودندنة‬ ‫انتهى معاذ من الصلة ‪..‬‬
‫معاذ ‪ ..‬أي دعاؤكما الطويل ل أعرف مثله !!‬ ‫فقال له بعض القوم ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬فلن دخل معنا ف‬
‫فقال ‪ : e‬إن ومعاذ حول هاتي ندندن ‪ ..‬يعن دعاؤنا هو‬ ‫الصلة ‪ ..‬ث خرج منها لا أطلت ‪..‬‬
‫فيما تدعو به ‪ ..‬حول النة والنار ‪..‬‬ ‫فغضب معاذ وقال ‪ :‬إ ن هذا به لنفاق ‪ ..‬ل خبن‬
‫فقال الشاب ‪ :‬و لك ن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد‬ ‫رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫خبوا أن العدو قد أتوا ‪ ..‬ما أصنع ‪ ..‬يعن ف الهاد ف‬ ‫فأبلغوا ذلك الشاب بكلم معاذ ‪ ..‬فقال ا لفت ‪:‬‬
‫سبيل ال ‪ ..‬سيتبي لعاذ إيان وهو الذي يصفن بالنفاق !‬ ‫وأنا لخبن رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫فما لبث او أياما‪ .. S‬حت قامت معركة فقاتل فيها الشاب ‪..‬‬ ‫فغدوا على ر سول ال ‪ e‬فأخبه معاذ بالذي صنع‬
‫فاستشهد ‪.. t‬‬ ‫الفت ‪..‬‬
‫فلما علم به ‪ .. e‬قال لعاذ ‪ :‬ما فعل خصمي وخصمك ؟‬ ‫فقال الفت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬يطيل الكث عندك ث‬
‫يعن الذي اتمته يا معاذ بالنفاق ‪..‬‬ ‫يرجع فيطيل علينا الصلة ‪ ..‬وال يا رسول ال إنا‬
‫قال معاذ ‪ :‬ي ا رسول ال ‪ ،‬صدق ال وكذبت ‪ ..‬لقد‬ ‫لنتأخر عن صلة العشاء ما يطول بنا معاذ ‪..‬‬
‫استشهد ‪..‬‬ ‫فسأل ال النب ‪ e‬معاذا‪ : S‬ماذا تقرأ ؟!‬
‫فتأمل الفرق ف طبائع الرجال ‪ ..‬ومقاماتم ‪ ..‬وكيف‬ ‫فإذا بعاذ يبه أنه يقرأ بالبقرة ‪ ..‬و ‪ ..‬وجعل يعدد‬
‫أدى إل اختلف تعامل النب ‪ ‬معهم ‪..‬‬ ‫السور الطوال ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬انظر إل تعامله ‪ ‬مع أسامة بن زيد ‪ ..‬وهو حبيب‬ ‫فغضب ا لنب ‪ ‬لا علم أن الناس يتأخرون عن‬
‫رسول ال ‪ .. ‬وقد ترب ف بيته ‪..‬‬ ‫ا لصل ة بسبب الطالة ‪ ..‬وك ي ف صارت الصلة‬
‫بعث النب ‪ e‬أصحابه إل الرقات من قبيلة جهينة ‪..‬‬ ‫ثقيلة عليهم ‪..‬‬

‫‪40‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقف أسامة بي يدي النب ‪ .. e‬وحكى له قصة العركة‬ ‫وكان أسامة بن زيد ‪ t‬من ضمن القاتلي باليش ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأخبه بب الرجل وما كان منه ‪..‬‬ ‫ابتدأ القتال ‪ ..‬ف الصباح ‪..‬‬
‫كان قصة العركة تكي انتصارا‪ S‬للمسلمي ‪ ..‬وكان ‪e‬‬ ‫انتصر السلمون وهرب مقاتلو العدو ‪..‬‬
‫يستمع مبتهجا‪.. S‬‬ ‫كان من بي جيش العدو رجل يقاتل ‪ ..‬فلما رأى‬
‫لكن أسامة قال ‪ .. :‬ث قتلته ‪..‬‬ ‫أصحابه منهزمي ‪ ..‬ألقى سلحه وهرب ‪..‬فلحقه‬
‫فتغي النب ‪ .. e‬وقال ‪ :‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!!‬ ‫أسامة ومعه رجل من النصار ‪ ..‬ركض الرجل‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ل يقلها من قبل نفسه ‪ ..‬إنا قالا‬ ‫وركضوا خلفه ‪ ..‬وهو يشتد فزعا‪.. S‬‬
‫فرقا من السلح ‪..‬‬ ‫حت عرضت لم شجرة فاحتمى الرجل با ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته !! هل شققت عن‬ ‫فأحاط به أسامة والنصاري ‪ ..‬ورفعا عليه السيف‬
‫قلبه حت تعلم أنه إنا قالا فرقا‪ S‬من السلح ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وجعل ‪ e‬يد بصره إل أسامة ويكرر ‪ :‬قال ل إله إل ال‬ ‫فلما رأى الرجل السيفي يلتمعان فوق رأسه ‪..‬‬
‫ث قتلته ‪ !!..‬قال ل إله إل ال ث قتلته ‪ !!..‬ث قتلته ‪!!..‬‬ ‫وأحس• الوت يهجم عليه ‪ ..‬انتفض وجعل يمع ما‬
‫كيف لك بل إله إل ال إذا جاءت تاجك يوم القيامة !!‬ ‫تبقى من ريقه ف فمه ‪ ..‬ويردد فزعا‪ : S‬أشهد أن ل‬
‫وما زال ‪ e‬يكرر ذلك على أسامة ‪..‬‬ ‫إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا‪ S‬عبده ورسوله ‪..‬‬
‫قال أسامة ‪ :‬فما زال يكررها علي حت وددت أن ل أكن‬ ‫تي النصاري وأسامة ‪ ..‬هل أسلم الرجل فعل‪.. S‬‬
‫أسلمت إل يؤمئذ ‪..‬‬ ‫أم أنا حيلة افتعلها ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫كانوا ف ساحة قتال ‪ ..‬والمور مضطربة ‪..‬‬
‫ل تسب الناس نوعا‪ S‬واحدا‪ S‬فلهم‬ ‫يتلفتون حولم فل يرون إل أجسادا‪ S‬مزقة‪..‬وأيدي‬
‫طبائع لست تصيهن ألوان‬ ‫مقطعة‪..‬قد اختلط بعضها ببعض ‪..‬الدماء‬
‫تسيل‪..‬النفوس ترتف ‪..‬‬
‫‪.18‬اختر الكلم الناسب ‪..‬‬ ‫الرجل بي أيديهما ينظران إليه ‪ ..‬ل بد من‬
‫يتبع ما سبق أيضا‪ S‬طريقة الكلم مع الناس ونوعية‬ ‫السراع باتاذ القرار ‪ ..‬ففي أي لظة قد يأت‬
‫الحاديث الت تثار معهم ‪..‬‬ ‫سهم طائش أو غي طائش ‪ ..‬فيديهما قتيلي ‪..‬‬
‫فإذا جلست مع أحد فأثر الحاديث الناسبة له ‪..‬‬ ‫ل يكن هناك مال للتفكي الادئ ‪..‬‬
‫وهذا من طبيعة البشر ‪ ..‬فالحاديث الت تثيها مع شاب‬ ‫فأما النصاري فكف سيفه ‪..‬‬
‫تتلف عن الحاديث مع الشيخ ‪..‬‬ ‫وأما أسامة فظن أنا حيلة ‪ ..‬فضربه بالسيف حت‬
‫ومع العال تتلف عن الاهل ‪..‬‬ ‫قتله ‪..‬‬
‫ومع الزوجة تتلف عن الخت ‪..‬‬ ‫عادوا إل الدينة تداعب قلوبم نشوة النتصار ‪..‬‬

‫‪41‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أو الرأة ‪ ..‬أو الطفل ‪..‬‬ ‫ل أعن الختلف التام ‪ ..‬بيث إن القصة الت‬
‫جابر بن عبد ال ‪ t‬الصحاب الليل ‪ ..‬قتل أبوه ف معركة‬ ‫تكيها للخت ل يصح أن تكيها للزوجة ! أو‬
‫أحد ‪ ..‬وخلف عنده تسع أخوات ليس لن عائل غيه ‪..‬‬ ‫الت تذكرها للشاب ل يصح أن يسمعها الشيخ !!‬
‫وخلف دينا‪ S‬كثيا‪ .. S‬على ظهر هذا الشاب الذي ل يزال‬ ‫ل ‪..‬‬
‫ف أول شبابه ‪..‬‬ ‫وإنا أعن الختلف اليسي الذي يطرأ على‬
‫فكان جابر دائما‪ S‬ساهم الفكر ‪ ..‬منشغل البال بأمر د ينه‬ ‫أسلوب عرض القصة وربا كيانا كله ‪..‬‬
‫وأخواته ‪ ..‬والغرماء يطالبونه صباحا‪ S‬ومساء‪.. Ô‬‬ ‫وبالثال يتضح القال ‪..‬‬
‫خرج جابر مع النب ‪ r‬ف غزوة ذات الرقاع ‪ ..‬وكان‬ ‫لو جلست مع ضيوف كبار ف السن جاوزت‬
‫لشدة فقره على جل كليل ضعيف ما يكاد يسي ‪ ..‬ول‬ ‫أعمارهم الثماني أقبلوا زائرين لدك ‪ ..‬فهل من‬
‫يد جابر ما يشتري به جل‪ .. S‬فسبقه الناس وصار هو ف‬ ‫الناسب أن تقص عليهم وأنت ضاحك مستبشر‬
‫آخر القافلة ‪..‬‬ ‫قصتك لا ذهبت مع زملئك للب ؟! وكيف أن‬
‫وكان النب ‪ r‬يسي ف آخر اليش ‪ ..‬فأدرك جابرا‪ S‬وجله‬ ‫فلنا‪ S‬سجل هدفا‪ S‬أثناء لعب الكرة ‪ ..‬وكيف ثبت‬
‫يدب‪ â‬به دبيبا‪ .. S‬والناس قد سبقوه ‪..‬‬ ‫الكرة برأسه ث ضربا بركبته ‪ ..‬ل شك أنه غي‬
‫فقال النب ‪ : r‬مالك يا جابر ؟‬ ‫مناسب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا ‪..‬‬ ‫وكذلك لو تدثت مع أطفال صغار ‪ ..‬من غي‬
‫فقال النب ‪ : r‬أنه ‪..‬‬ ‫الناسب أن تذكر لم قصصا‪ S‬تتعلق بتعامل الزواج‬
‫فأناخه جابر وأناخ النب ‪ r‬ناقته ‪..‬‬ ‫مع زوجاتم ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬أعطن العصا من يدك أو اقطع ل عصا من‬ ‫أظننا نتفق على ذلك ‪..‬‬
‫شجرة ‪..‬فناوله جابر العصا ‪..‬‬ ‫إذن من أساليب جذب الناس اختيار الحاديث‬
‫بر ك المل على الرض كليل‪ S‬ضعيفا‪.. S‬‬ ‫الت يبونا ‪ ..‬وإثارتا ‪..‬‬
‫فأقبل ‪ e‬إل المل وضربه بالعصا شيئا‪ S‬يسيا‪.. S‬‬ ‫كأب له ولد متفوق ‪ ..‬من الناسب أن تسأله عنه‬
‫فنهض المل يري قد امتل نشاطا‪ .. S‬فتعلق به جابر‬ ‫‪ ..‬لنه بل شك يفخر به ويب أن يذكره دائما‪.. S‬‬
‫وركب على ظهره ‪..‬‬ ‫أو رجل فتح دكانا‪ S‬وكسب منه أرباحا‪ .. S‬فمن‬
‫مشى جابر بانب النب ‪ .. e‬فرحا‪ S‬مستبشرا‪ .. S‬وقد صار‬ ‫الناسب أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه ‪..‬‬
‫جله نشيطا‪ S‬سابقا‪.. S‬‬ ‫لن هذا يفرحه ‪ ..‬وبالتال يبك ويب مالستك‬
‫التفت ‪ e‬إل جابر ‪ ..‬وأراد أن يتحدث معه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فما هي الحاديث الت اختارها النب ‪ e‬ليثيها مع جابر‬ ‫وقد كان النب ‪ r‬يراعي ذلك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فحديثه مع الشاب يتلف عن حديثه مع الشيخ ‪..‬‬

‫‪42‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال ‪ : e‬إنه ستكون لكم نارق إن شاء ال ‪..‬‬ ‫جابر كان شابا‪ S‬ف أول شبابه ‪..‬‬
‫ث مشيا ‪ ..‬فأراد ‪ e‬أن يهب لابر مال‪.. S‬‬ ‫هوم الشباب ف الغالب تدور حول الزواج ‪..‬‬
‫فالفت إليه وقال ‪ :‬يا جابر ‪..‬‬ ‫وطلب الرزق ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ : e‬يا جابر ‪ ..‬هل تزوجت ‪..‬؟‬
‫فقال ‪ :‬أتبيعن جلك ؟‬ ‫قال جابر ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫تفكر جابر فإذا جله هو رأس ماله ‪ ..‬هكذا كان وهو‬ ‫قال ‪ :‬بكرا‪ .. S‬أم ثيبا‪.. S‬‬
‫كليل ضعيف ‪ ..‬فكيف وقدصار قويا‪ S‬جلدا‪!! S‬‬ ‫قال ‪ :‬بل ثيبا‪.. S‬‬
‫لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فعجب النب ‪ e‬كيف أن شابا‪ S‬بكرا‪ S‬ف أول زواج‬
‫قال جابر ‪:‬س م ه يا رسول ال ‪ ..‬بكم ؟‬ ‫له ‪ ..‬يتزوج ثيبا‪.. S‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهم !!‬ ‫فقال ملطفا‪ S‬لابر ‪ :‬هل بكرا‪ S‬تلعبها وتلعبك ‪..‬‬
‫قال جابر ‪ :‬درهم !! تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال جابر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أب قتل ف أحد ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهي ‪..‬‬ ‫وترك تسع أخوات ليس لن راع‪ à‬غيي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن‬
‫فما زال يتزايدان حت بلغا به أربعي درها‪ .. S‬أوقية من‬ ‫اللفات ‪ ..‬فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل‬
‫ذهب ‪..‬‬ ‫أمهن ‪..‬‬
‫فقال جابر ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل‬ ‫هذا معن كلم جابر ‪..‬‬
‫الدينة ‪..‬‬ ‫رأى النب ‪ e‬أن أمامه شاب ضحى بتعته الاصة‬
‫قال ‪ : r‬نعم ‪..‬‬ ‫لجل أخواته ‪..‬‬
‫فلما وصلوا إل الدينة ‪ ..‬مضى جابر إل منزله وأنزل‬ ‫فأراد ‪ e‬أن يازحه بكلمات تصلح للشباب ‪..‬‬
‫متاعه من على المل ومضى ليصلي مع النب ‪ r‬وربط‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫المل عند السجد ‪..‬‬ ‫لعلنا إذا أقبلنا إل الدينة أن ننزل ف صرار (‪.. )24‬‬
‫فما خرج النب ‪ r‬قال جابر ‪ :‬يا رسول ال هذا جلك ‪..‬‬ ‫فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬يا بلل ‪ ..‬أعط جابرا‪ S‬أربعي درها‪ S‬وزده ‪..‬‬ ‫يعن وإن كنت تزوجت ثيبا‪ S‬إل أنا ل تزال عروسا‬
‫فناول بلل جابرا‪ S‬أربعي درها‪ S‬وزاده ‪..‬‬ ‫تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها ‪ ..‬وتصف‬
‫فحمل جابر الال ومضى به يقلبه بي يديه ‪ ..‬متفكرا‪ S‬ف‬ ‫عليه الوسائد ‪..‬‬
‫حاله !! ماذا يفعل بذا الال ؟! أيشتري به جل‪ .. S‬أم‬ ‫فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ‪ ..‬فقال ‪ :‬نارق !!‬
‫يبتاع به متاعا‪ S‬لبيته ‪ ..‬أم ‪..‬‬ ‫وال يا رسول ال ما عندنا نارق ‪..‬‬
‫وفجأة التفت رسول ال ‪ e‬إل بلل وقال ‪ :‬يا بلل ‪..‬‬
‫( ) موضع على بعد ‪5‬كم من الدينة‬ ‫‪24‬‬

‫‪43‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أثار معه ‪ e‬موضوع الزواج والديث حوله ‪ ..‬فلطالا‬ ‫خذ المل وأعطه جابرا‪.. S‬‬
‫طرب الشباب لذه الواضيع ‪..‬‬ ‫جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ‪ ..‬فلما وصل‬
‫ث عرض عليه رسول ال التزويج ‪..‬‬ ‫به إليه ‪ ..‬تعجب جابر ‪ ..‬هل ألغيت الصفقة ؟!‬
‫فقال ‪ :‬إذن تدن كاسدا‪.. S‬‬ ‫قال بلل ‪ :‬خذ المل يا جابر ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬غي أنك عند ال لست بكاسد ‪..‬‬ ‫قال جابر ‪ :‬ما الب !!‪..‬‬
‫فلم يزل النب ‪ r‬يتحي الفرص لتزويج جليبيب ‪..‬‬ ‫قال بلل ‪ :‬قد أمرن رسول ال ‪ e‬أن أعطيك‬
‫حت جاء رجل من النصار يوما‪ S‬يعرض ابنته الثيب على‬ ‫المل ‪ ..‬والال ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ .. r‬ليتزوجها ‪..‬‬ ‫فرجع جابر إل رسول ال ‪ e‬وسأله عن الب ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬نعم يا فلن ‪ ..‬زوجن ابنتك ‪..‬‬ ‫أما تريد المل !!‬
‫قال ‪ :‬نعم ونعمي ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬أتران ماكستك لخذ جلك ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬إن لست أريدها لنفسي ‪..‬‬ ‫يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ‬
‫قال ‪ :‬فلمن ؟!‬ ‫المل وإنا لجل أن أقدر كم أعطيك من الال‬
‫قال ‪ :‬لليبيب ‪..‬‬ ‫معونة لك على أمورك ‪..‬‬
‫قال الرجل متفاجئا‪ : S‬جليبيب !! جليبيب !! يا رسول ال‬ ‫فما أرفع هذه الخلق ‪ ..‬يتار ما يناسب الشاب‬
‫!! حت استأمر أمها ‪..‬‬ ‫من أحاديث ‪ ..‬ث لا أراد أن يسن إليه ويتصدق‬
‫أتى الرجل زوجته فقال ‪ :‬إن رسول ال يطب ابنتك ‪..‬‬ ‫عليه ‪ ..‬غلف ذلك باللطف والدب ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ونعمي ‪ ..‬زو‪Á‬ج رسول ال ‪.. r‬‬ ‫وف أحد اليام يلس إل النب ‪ e‬شاب اسه‬
‫قال ‪ :‬إنه ليس يريدها لنفسه ‪..‬‬ ‫جليبيب ‪ ..‬من خيار شباب الصحابة ‪ ..‬لكنه كان‬
‫قالت ‪ :‬فلمن ؟‬ ‫فقيا‪ S‬معدما‪.. S‬‬
‫قال ‪ :‬يريدها لليبيب ‪..‬‬ ‫وكان ‪ t‬ف وجهه دمامة ‪..‬‬
‫فتفاجأت الرأة أن ت زف ابنتها إل رجل فقي دميم ‪..‬‬ ‫جلس يوما‪ S‬عند رسول ال ‪ .. e‬فما هي الحاديث‬
‫فقالت ‪:‬ح ل‪á‬ق ى !! لليبيب ‪..‬؟ ل لعمر ال ل أزوج‬ ‫الت حرص النب ‪ e‬على إثارتا معه ؟ شاب ف‬
‫جليبيبا‪ .. S‬وقد منعناهافلنا‪ S‬وفلنا‪.. S‬‬ ‫ريعان شبابه ‪ ..‬أعزب ‪..‬‬
‫فاغتم أبوها لذلك ‪ ..‬وقام ليأت رسول ال ‪.. r‬‬ ‫هل يتحدث معه عن أنساب العرب والرفيع منها‬
‫فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها ‪ :‬من خطبن إليكما ؟‬ ‫والوضيع ؟‬
‫قال ‪ :‬رسول ال ‪.. r‬‬ ‫أم يتحدث عن السواق وأحكام البيوع ؟‬
‫قالت ‪ :‬أتردان على رسول ال ‪ r‬أمره ؟ ادفعان إل‬ ‫ل ‪ ..‬فهذا شاب له نوع خاص من الحاديث‬
‫رسول ال ‪ .. r‬فإنه لن يضيعن ‪..‬‬ ‫يفضله على غيه ‪..‬‬

‫‪44‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت حفر له ث وضعه ف لده ‪..‬‬ ‫فكأنا جل ت عنهما ‪ ..‬واطمأن‘ا ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها ‪..‬‬ ‫فذهب أبوها إل النب ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫أي تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب ‪..‬‬ ‫شأنك با فزو‪Á‬جها جليبيبا‪.. S‬‬
‫هكذا كان ‪ ‬يتار لكل أحد ما يناسبه من أحاديث ‪..‬‬ ‫فزوجها النب ‪ r‬جليبيبا‪.. S‬‬
‫حت ل تل مالسه ‪..‬‬ ‫ودعا لا وقال ‪ :‬اللهم صب عليهما الي صبا‪.. S‬‬
‫جلس ‪ ‬يوما‪ S‬مع زوجه عائشة ‪..‬‬ ‫ول تعل عيشهما كدا‪ S‬كدا‪.. S‬‬
‫فما الحاديث الناسب إثارتا بي الزوجي ‪..‬؟‬ ‫فلم يض على زواجه أيام ‪ ..‬حت خرج النب ‪ r‬ف‬
‫هل كلمها عن غزو الروم ؟ ونوع السلحة الت‬ ‫غزوة ‪ ..‬وخرج معه جليبيب ‪..‬‬
‫استخدمت ف القتال ؟ كل فليست هي أبو بكر !!‬ ‫فلما انتهى القتال ‪ ..‬وبدأ الناس يتفقد بعضهم‬
‫أم حدثها عن فقر بعض السلمي وحاجتهم ؟ كل فليست‬ ‫بعضا‪.. S‬‬
‫عثمان !!‬ ‫سألم النب ‪ : r‬هل تفقدون من أحد قالوا ‪ :‬نفقد‬
‫إنا قال لا بعاطفة الزوجية ‪ :‬إن لعرف إن كانت راضية‬ ‫فلنا‪ S‬وفلنا‪.. S‬‬
‫عن ‪ ..‬وإذا كنت غضب ‪!! ..‬‬ ‫فسكت قليل‪ S‬ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫قالت ‪ :‬كيف ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إذا كنت راضية قلت ‪ :‬ل ورب ممد ( ‪.. ) e‬‬ ‫فسكت ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫وإذا كنت غضب قلت ‪ :‬ل ورب إبراهيم ( ‪.. ) e‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقدفلنا‪ S‬وفلنا‪.. S‬‬
‫فقالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال يا رسول ال ل أهجر إل اسك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ولكن أفقد جليبيبا‪.. S‬‬
‫فهل نراعي هذا نن اليوم ؟‬ ‫فقاموا ي بحثون عنه ‪ ..‬ويطل بون ه ف القتلى ‪ ..‬فلم‬
‫يدوه ف ساحة القتال ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ث وجدوه ف م كان قريب ‪ ..‬إل جنب سبعة من‬
‫تدث مع الناس با يستمتعون هم باستماعه ‪ ..‬ل با‬ ‫الشركي قد قتلهم ث قتلوه ‪..‬‬
‫تستمتع أنت بكايته ‪..‬‬ ‫فوقف النب ‪ r‬ينظر إل جثته ‪ ..‬ث قال ‪ :‬قتل سبعة‬
‫ث قتلوه ‪ ..‬قتل سبعة ث قتلوه ‪ ..‬هذا من وأنا منه‬
‫‪.19‬كن لطيفا‪ S‬عند أول لقاء ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫انتشر ف بعض أرياف مصر برهة من الزمن أن الرجل‬
‫ث حله رسول ال ‪ r‬على ساعديه ‪ ..‬وأمرهم أم‬
‫العروس قبيل ليلة عرسه يبئ ف غرفته قطا‪.. S‬‬
‫يفروا له قبه ‪..‬‬
‫فإذا دخل بزوجته إل مكان فراش الزوجية ‪ ..‬حرك‬
‫قال أنس ‪ :‬فمكثن ا نفر ا لقب ‪ ..‬وجليبيب ماله‬
‫كرسيا‪ S‬ليخرج ذلك القط ‪ ..‬فإذا خرج أقبل العروس‬
‫سرير غي ساعدي رسول ال ‪.. r‬‬

‫‪45‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أتشرف بتدريس مثلك ‪..‬‬ ‫يستعرض قواه أمام زوجته ‪ ..‬وقبض على القط‬
‫والطالب السكي قد تلون وجهه ‪ ..‬وجعل ينظر إل‬ ‫السكي ‪ ..‬ث خنقه وعصره ‪ ..‬حت يوت بي يديه‬
‫مدرسه ‪ ..‬ويلتفت إل زملئه ‪ ..‬وياول حفظ ما تبقى‬ ‫‪!!..‬‬
‫من ماء وجهه ‪..‬‬ ‫أتدري لاذا ؟!‬
‫ث حدق الدرس فيه النظر عابسا‪ S‬وأشار إل الباب وقال ‪:‬‬ ‫لجل أن يطبع صورة الرعب واليبة منه ف ذهن‬
‫أخرج ‪..‬‬ ‫زوجته من أول لقاء ‪..‬‬
‫قام الطالب مضطربا‪ .. S‬وخرج ‪..‬‬ ‫وأذكر أن لا ترجت من الامعة ‪ ..‬وتعينت معيدا‬
‫نظر الدرس إل بقية الطلب وقال ‪ :‬أنا الدكتور فلن ‪..‬‬ ‫ف إحدى الكليات ‪ ..‬أوصان معلم قدي قائل‪: S‬‬
‫سأدرسكم مادة كذا ‪..‬‬ ‫ف أول ماضرة لك عند الطلب ‪..‬ش د• عليهم ‪..‬‬
‫ولكن قبل أن أبدأ الشرح ‪ ..‬أريدكم أن تعبئوا هذه‬ ‫وانظر إليهم بعي حراء !! حت يافوا منك وتفرض‬
‫الستمارة ‪ ..‬دون كتابة السم ‪..‬‬ ‫قوة شخصيتك من البداية ‪..‬‬
‫ث وزع عليهم استمارة تقييم للمدرس ‪ ..‬فيها خسة‬ ‫تذكرت هذا ‪ ..‬وأنا أكتب هذا الباب ‪ ..‬فأيقنت‬
‫أسئلة ‪:‬‬ ‫أن من المور القررة عند جيع الناس أن اللقاء‬
‫‪.1‬ما رأيك بأخلق مدرسك ؟‬ ‫الول ف الغالب يطبع أكثر من ‪ %70‬من‬
‫‪.2‬ما رأيك بطريقة شرحه ؟‬ ‫الصورة عنك ‪ ..‬وهي ما يسمى بالصورة الذهنية‬
‫‪.3‬هل يقبل الرأي الخر ؟‬ ‫‪..‬‬
‫‪.4‬ما مدى رغبتك ف الدراسة لديه مرة‬ ‫أذكر أن مموعة من الضباط سافروا إل أمريكا ف‬
‫أخرى ؟‬ ‫دورة تدريبية ‪..‬‬
‫‪.5‬هل تفرح بقابلته خارج العهد ؟‬ ‫كانت الدورة ف التعامل الوظيفي ‪..‬‬
‫كان أمام كل سؤال منها ‪ ..‬اختيارات ‪ :‬متاز ‪ ..‬جيد ‪..‬‬ ‫ف أول يوم ‪ ..‬حضروا إل القاعة مبكرين ‪ ..‬جعلوا‬
‫مقبول ‪ ..‬ضعيف ‪..‬‬ ‫يتحدثون ‪ ..‬ويتعارفون ‪..‬‬
‫عبأ لطلب الستمارة وأعادوها إليه ‪..‬‬ ‫دخل عليهم الدرس فجأة فسكتوا ‪ ..‬فوقعت عي‬
‫وضعها جانبا‪ .. S‬وبدأ يشرح تأثي فن التعامل ف الو‬ ‫الدرس على طالب ل يزال متبسما‪.. S‬‬
‫الوظيفي ‪..‬‬ ‫فصرخ به ‪ :‬لاذا تضحك ؟‬
‫ث قال ‪ :‬أوه !‪ ..‬لاذا نرم زميلكم من الستفادة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عذرا‪ .. S‬ما ضحكت ‪..‬‬
‫فخرج إليه ‪ ..‬وصافحه وابتسم له ‪ ..‬وأدخله القاعة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى تضحك ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يبدو أنن غضبت عليك قبل قليل من غي سبب‬ ‫ث جعل يؤنبه ‪ :‬أنت إنسان غي جاد ‪ ..‬الفروض‬
‫حقيقي ‪ ..‬لكن كنت أعان من مشكلة خاصة ‪ ..‬أدت ب‬ ‫أن تعود لهلك على أول رحلة طيان ‪ ..‬ل‬

‫‪46‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبدأت الوفود تتسابق إل رسول ال ‪ r‬ف الدينة ‪..‬‬ ‫أن أصب غضب عليك ‪ ..‬فأنا أعتذر إليك ‪ ..‬فأنت‬
‫قدم وفد عبد القيس ‪ ..‬على رسول ال ‪ .. r‬فلما رآهم‬ ‫طالب حريص ‪ ..‬يكفي ف الدللة على حرصك‬
‫وهم على رحالم قبل أن ينزلوا ‪ ..‬بادرهم قائل‪: S‬‬ ‫تركك لهلك وولدك وميؤك هنا ‪..‬‬
‫مرحبا‪ S‬بالقوم ‪ ..‬غي خزايا ‪ ..‬ول ندامى ‪..‬‬ ‫أشكرك ‪ ..‬بل أشكركم جيعا‪ S‬على حرصكم ‪..‬‬
‫فاستبشروا ‪ ..‬وتواثبوا من رحالم ‪ ..‬وأقبلوا إليه‬ ‫ومن أعظم الشرف ل أن أدرس مثلكم ‪..‬‬
‫يتسابقون للسلم عليه ‪..‬‬ ‫ث تلطف معهم وضحك قليل‪.. S‬‬
‫ث قالوا ‪:‬‬ ‫ث أخذ مموعة جديدة من الستمارات وقال ‪:‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن بيننا وبينك هذا الي من الشركي من‬ ‫ما دام أن زميلكم فاته تعبئة الستمارة فما رأيكم‬
‫مضر ‪..‬‬ ‫أن تعبئوها كلكم من جديد ‪..‬‬
‫وإنا ل نصل إليك إل ف الشهر الرام ‪ ..‬حي يقف‬ ‫ووزع عليهم الوراق ‪..‬‬
‫القتال ‪..‬‬ ‫فعبئوها وأعادوها إليه ‪..‬‬
‫فحدثنا بميل من المر ‪ ..‬إن عملنا به دخلنا النة ‪..‬‬ ‫فأخرج الستمارات الت عبئوها ف البداية ‪..‬‬
‫وندعو به من وراءنا ‪..‬‬ ‫وأخرج الخية وجعل يقارن بينها ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬آمركم بأربع ‪ ..‬وأناكم عن أربع ‪..‬‬ ‫فإذا الانة الاصة بـ ضعيف ف التعبئة الول‬
‫آمركم باليان بال ‪ ..‬وهل تدرون ما اليان بال ؟‬ ‫كلها مليئة ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬ ‫أما الثانية فليس فيها ضعيف ول مقبول ‪ ..‬أبدا‪.. S‬‬
‫قال ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ..‬وإقام الصلة ‪ ..‬وإيتاء‬ ‫فضحك وقال لم ‪:‬‬
‫الزكاة ‪ ..‬وأن تعطوا المس من الغنائم ‪..‬‬ ‫كان ما رأيتم دليل‪ S‬عمليا‪ S‬على تأثي التعامل السيء‬
‫وأناكم عن أربع ‪ :‬عن نبيذ ف الدباء ‪ ..‬والنقي والنتم‬ ‫على بيئة العمل بي الدير وموظفيه ‪ ..‬وما فعلته‬
‫‪ ..‬والزفت (‪.. )25‬‬ ‫بزميلكم كان تثيل‪ S‬أردت أن أجريه أمامكم ‪..‬‬
‫وف موقف آخر ‪..‬‬ ‫لكن السكي صار ضحية ‪..‬‬
‫كان ‪ e‬مسافرا‪ S‬مع أ صحابه ليلة ‪ ..‬فساروا ف ليلهم‬ ‫فانظروا كيف تغيت نظرتكم بجرد تغي تعاملي‬
‫مسي طويل‪ .. S‬حت إذا كان آخر ا لليل ‪ ..‬نز لوا ف‬
‫ا‪S‬‬ ‫معكم ‪..‬‬
‫طرف الطريق ليناموا ‪..‬‬ ‫هذا من طبيعة النسان ‪ ..‬فل بد من مراعاته ‪..‬‬
‫فغلبتهم أعينهم حت طلعت الشمس وارتفعت ‪..‬‬ ‫خاصة مع من تلتقي بم لرة واحدة فقط ‪..‬‬
‫فكان أ ول من ا س تيقظ من منامه أب و بكر ‪ ..‬ث استيقظ‬ ‫كان العلم الول ‪ e‬يأسر قلوب الناس من أول‬
‫عمر ‪..‬‬ ‫لقاء ‪..‬‬
‫بعد فتح مكة ‪ ..‬تكن السلم ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪25‬‬

‫‪47‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث تركنا قربتيها ‪ ..‬وها أكثر ما تكون امتلء‪.. Ô‬‬ ‫فقعد أبو بكر عند رأسه ‪ .. e‬فجعل يكب ويرفع‬
‫ث قال ‪ : e‬هاتوا ما عندكم ‪ ..‬أي طعام ‪..‬‬ ‫صوته ‪ ..‬حت استيقظ النب ‪.. e‬‬
‫فجمع لا من كسر البز والتمر ‪..‬‬ ‫فنزل وصلى بم الفجر ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬اذهب بذا معك لعيالك ‪ ..‬واعلمي أنا ل نرزأك‬ ‫فلما انتهى من صلته التفت فرأى رجل‪ S‬من القوم‬
‫من مائك شيئا‪ .. S‬غي أن ال سقانا ‪..‬‬ ‫ل يصل معهم ‪..‬‬
‫ث ركبت الرأة بعيها ‪ ..‬مستبشرة با حصلت من طعام‬ ‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬ما ينعك أن تصلي معنا ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أصابتن جنابة ‪ ..‬ول ماء ‪..‬‬
‫حت وص لت أهلها ‪ ..‬فقالت ‪ :‬أت ي ت أسحر الناس ‪ ..‬أو‬ ‫فأمره ‪ e‬أن يتيمم بالصعيد ‪ ..‬ث صلى ‪..‬‬
‫هو نب كما زعموا ‪..‬‬ ‫ث أمر ‪ e‬أصحابه بالرتال ‪..‬‬
‫فعجب قومها م ن قصتها مع رسول ال ‪ .. e‬فلم ير‬ ‫و ليس معهم ماء ‪ ..‬فعطشواعطشا‪ S‬شديدا‪ .. S‬ول‬
‫(‪)26‬‬
‫عليهم زمن حت أسلمت وأسلموا ‪..‬‬ ‫يقفوا على بئر ول ماء ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء ‪..‬‬ ‫قال عمران بن حصي ‪:‬‬
‫وف يوم أقبل رجل إل رسول ال ‪ .. e‬فسأله مال‪.. S‬‬ ‫فبينما نن نسي فإذا نن بامرأة على بعي ‪ ..‬ومعها‬
‫فأعطاه النب ‪ e‬قطيعا‪ S‬من غنم بي جبلي ‪..‬‬ ‫مزادتان ( قربتان ) ‪..‬‬
‫فرجع الرجل إل قومه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫فقلنا لا ‪ :‬أين الاء ؟!‬
‫يا قوم ‪ ..‬أسلموا فإن ممدا‪ S‬يعطي عطاء من ل ياف‬ ‫قالت ‪ :‬إنه ل ماء ‪..‬‬
‫الفاقة ‪..‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬كم بي أهلك وبي الاء ؟‬
‫قال أنس ‪ :‬وقد كان الرجل ييء إل رسول ال ‪ e‬ما‬ ‫قالت ‪ :‬يوم وليلة ‪..‬‬
‫يريد إل الدنيا ‪ ..‬فما يسي حت يكون دينه أحب إليه ‪..‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬انطلقي إل رسول ال ‪.. e‬‬
‫وأعز عليه ‪ ..‬من الدنيا وما فيها (‪.. )27‬‬ ‫قالت ‪ :‬وما رسول ال ‪!!..‬‬
‫فسقناها معنا طمعا‪ S‬أن تدلنا على الاء ‪..‬‬
‫اقتراح ‪..‬‬ ‫حت أقبلنا با إل النب ‪.. e‬‬
‫أول لقاء يطبع ‪ %70‬من الصورة عنك ‪ ..‬فعامل كل‬ ‫فسألا عن الاء ‪ ..‬فحدثته بثل الذي حدثتنا به ‪..‬‬
‫إنسان على أن هذا هو اللقاء الول والخي بينكما ‪..‬‬ ‫غي أنا شكت إليه أنا أم أيتام ‪..‬‬
‫فتناول ‪ e‬مزادتا ‪ ..‬فسمى ال ‪ ..‬ومسح عليها ‪..‬‬
‫‪.20‬الناس كمعادن الرض ‪..‬‬
‫ث جعل ‪ e‬يفرغ من قربت يه ا ف آنيت نا ‪ ..‬فشربنا‬
‫عطاشا‪ S‬أربعي رجل‪ .. S‬حت روينا ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪26‬‬

‫وملنا كل قربة معنا ‪..‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪27‬‬

‫‪48‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قريب كأب وأم وزوجة وولد ‪..‬‬ ‫لو تأملت ف الناس لوجدت أن لم طبائع كطبائع‬
‫أو بعيد كجار وزميل وبائع ‪..‬‬ ‫الرض ‪..‬‬
‫ولعلك تلحظ أن طبائع الناس تؤثر فيهم حت عند اتاذ‬ ‫فمنم الرفيق اللي ‪ ..‬ومنهم الصلب الشن ‪..‬‬
‫قراراتم ‪..‬‬ ‫ومنهم الكري كالرض النبتة الكرية ‪ ..‬ومنهم‬
‫وحت تتيقن ذلك ‪ ..‬اعمل هذه التجربة ‪:‬‬ ‫البخيل كالرض الدباء الت ل تسك ماء‪ Ô‬ول‬
‫إذا وقعت بينك وبي زوجتك مشكلة ‪ ..‬فاستشر أحد‬ ‫تنبت كل‪.. Ô‬‬
‫زملئك من تعلم أنه صلب خشن ‪ ..‬قل له ‪ :‬زوجت‬ ‫إذن الناس أنواع ‪..‬‬
‫كثية الشاكل معي ‪ ..‬قليلة الحترام ل ‪ ..‬فأشر علي• ‪..‬‬ ‫ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع‬
‫كأن به سيقول ‪ :‬الري ما يصلح معهن إل العي‬ ‫الرض تراعي حال الرض وطبيعتها ‪..‬‬
‫المراء !! دق• خشمها ! خل شخصيتك قوية عليها !!‬ ‫فطريقة مشيك على الرض الصلبة ‪ ..‬تتلف عن‬
‫كن رجل‪!! S‬‬ ‫طريقتك ف الشي على الرض اللينة ‪ ..‬فأنت حذر‬
‫وبالتال قد تثور أنت ويرب عليك بيتك بذه الكلمات‬ ‫متأن‪ ç‬ف الول ‪ ..‬بينما أنت مرتاح مطمئن ف‬
‫‪..‬‬ ‫الثانية ‪..‬‬
‫أكمل التجربة ‪..‬‬ ‫وهكذا الناس ‪..‬‬
‫اذهب إل صديق آخر تعرف أنه هي لي لطيف ‪ ..‬وقل‬ ‫قال ‪ ( e‬إن ال تعال خلق آدم من قبضة قبضها‬
‫له ما قلت للول ‪..‬‬ ‫من جيع الرض فجاء بنو آدم على قدر الرض‬
‫ستجد حتما‪ S‬أنه يقول ‪ :‬يا أخي هذه أم عيالك ‪ ..‬وما فيه‬ ‫فجاء منهم ‪:‬‬
‫زواج يلو من مشاكل ‪ ..‬اصب عليها ‪ ..‬وحاول أن‬ ‫•الحر‬
‫تتحملها ‪ ..‬وهذه مهما صار فهي زوجتك ‪ ..‬وشريكتك‬ ‫•والبيض‬
‫ف الياة ‪..‬‬ ‫•والسود‬
‫فانظر كيف صارت طبيعة الشخص تؤثر ف آرائه‬ ‫•وبي ذلك‬
‫وقراراته ‪..‬‬ ‫•والسهل‬
‫لذلك نى النب ‪ e‬أن يقضي القاضي بي اثني وهو‬ ‫•والزن‬
‫عطشان ! أو جوعان ! أو حابس لبول أو غائط ! لن‬ ‫•والبيث‬
‫(‪)28‬‬
‫هذه المور قد تغي نفسيته ‪ ..‬وبالتال قد تؤثر عليه ف‬ ‫•والطيب ) ‪..‬‬
‫اتاذ قراره ف الكم ‪..‬‬ ‫فعند تعاملك مع الناس انتبه إل هذا – وانتبهي ‪-‬‬
‫كان ف المم السابقة رجل سفاح !! سفاح ؟! نعم سفاح‬ ‫سواء تعاملت مع ‪:‬‬
‫‪ ..‬ل يقتل رجل‪ S‬واحدا‪ S‬ول اثني ‪ ..‬ول عشرة ‪ ..‬وإنا‬
‫( ) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح‬ ‫‪28‬‬

‫‪49‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فسأل عن أعلم أهل الرض ‪ ..‬فدله الناس على رجل عال‬ ‫قتل تسعا‪ S‬وتسعي نفسا‪.. S‬‬
‫‪..‬‬ ‫ل أدري كيف نا من الناس وانتقامهم ‪ ..‬لعله كان‬
‫مضى يشي حت دخل على العال ‪ ..‬فلما وقف بي يديه‬ ‫ميفا‪ S‬جدا‪ S‬إل درجة أنه ل أحد يرؤ على القتراب‬
‫فإذا به يرى رجل‪ S‬رزينا‪ S‬يزينه وقار العلم والشية ‪..‬‬ ‫منه ‪ ..‬أو أنه كان يتخفى ف الباري والغارات ‪..‬‬
‫فأقبل القاتل إليه سائل‪ S‬بكل جرأة ‪ :‬إن قتلت مائة‬ ‫ل أدري بالضبط ‪ ..‬الهم أنه ارتكب ‪ 99‬جرية‬
‫نفس !! فهل ل من توبة ؟!‬ ‫قتل !!‬
‫فأجابه العال فورا‪ : S‬سبحاااان ال ‪ !!..‬ومن يول بينك‬ ‫ث حدثته نفسه بالتوبة ‪ ..‬فسأل عن أعلم أهل‬
‫وبي التوبة ؟!!‬ ‫الرض فدلوه على عابد ف صومعته ‪ ..‬ل يكاد‬
‫جواب رائع !! فعل‪ S‬من يول بينه وبي التوبة ؟! فالالق‬ ‫يفارق مصله ‪ ..‬يضي وقته ما بي بكاء ودعاء ‪..‬‬
‫ف السماء ل تستطيع أي قوة ف العال ان تول بينك وبي‬ ‫هي لي عاطفته جياشة ‪..‬‬
‫النابة إليه والنكسار بي يديه ‪..‬‬ ‫دخل هذا الرجل على العابد ‪ ..‬وقف بي يديه ث‬
‫ث قال العال الذي كان يتخذ قراراته بناء على العلم‬ ‫فجعه بقوله ‪ :‬أنا قتلتتسعا‪ S‬وتسعي نفسا‪ .. S‬فهل‬
‫والشرع ‪ ..‬ل بناء على طبيعته ومشاعره ‪ ..‬أو قل على‬ ‫ل من توبة ؟‬
‫عاطفته وأحاسيسه ‪..‬‬ ‫هذا العابد ‪ ..‬أظنه لو قتل نلة من غي قصد لقضى‬
‫قال العال ‪ :‬لكنك بأرض سوء ‪..‬‬ ‫بقية يومهباكيا‪ S‬متأسفا‪ .. S‬فكيف سيكون جوابه‬
‫عجبا‪ ! S‬كيف علم ؟ عرف ذلك بناء على كب الرائم‬ ‫لرجل قتل بيده ‪ 99‬نفسا‪.. S‬‬
‫وقلةالـم دافع له الـم نك ر عليه ‪ ..‬فعلم أن البلد أصل‬ ‫انتفض العابد ‪ ..‬ول يتخيل ‪ 99‬جثة بي يديه يثلها‬
‫ينتشر فيها القتل والظلم إل درجة أنه ل أحد ينتصر‬ ‫هذا الرجل الواقف أمامه ‪..‬‬
‫للمظلوم ‪..‬‬ ‫صاح العابد ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس لك توبة ‪ ..‬ليس لك توبة‬
‫قال ‪ :‬إنك بأرض سوء ‪ ..‬فاذهب إل بلد كذا وكذا فإن‬ ‫‪..‬‬
‫با قوما‪ S‬يعبدون ال فاعبد ال معهم ‪..‬‬ ‫ول تعجب أن يصدر هذا الواب من عابد قليل‬
‫ذهب الرجل يشي تائبا‪ S‬منيبا‪ .. S‬فمات قبل أن يصل إل‬ ‫العلم ‪ ..‬يكم ف المور بعاطفته ‪..‬‬
‫البلد القصود ‪..‬‬ ‫هذا القاتل لا سع الواب ‪ ..‬وهو الرجل الصلب‬
‫نزلت ملئكة الرحة وملئكة العذاب ‪..‬‬ ‫الشن ‪ ..‬غضب واحرت عيناه ‪ ..‬وتناول سكينه‬
‫فأما ملئكة الرحة فقالت ‪ :‬أقبل تائبا‪ S‬منيبا‪.. S‬‬ ‫ث انال طعنا‪ S‬ف جسد العابد حت مزقه ‪ ..‬ث خرج‬
‫وأما ملئكة العذاب فقالت ‪ :‬ل يعمل خيا‪ S‬قط ‪..‬‬ ‫ثائرا‪ S‬من الصومعة ‪..‬‬
‫فبعث ال إليهم ملكا‪ S‬ف صورة رجل ليحكم بينهم ‪..‬‬ ‫ومضت اليام ‪ ..‬فحدثته نفسه بالتوبة مرة أخرى‬
‫فكان الكم أن يقيسوا ما بي البلدين ‪ ..‬بلد الطاعة وبلد‬ ‫‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على من يعول ‪ ..‬ل تعجب فهو طماع ‪ ..‬بل إن اتاذه‬ ‫العصية ‪ ..‬فإل أيتهما كان أقرب ‪.‬ز فإنه لا ‪..‬‬
‫لقراراته وتبنيه لقناعاته ينبن كثيا‪ S‬على هذه الطبيعة ‪..‬‬ ‫وأوحى ال تعال إل بلد الرحة أن تقارب ‪ ..‬وإل‬
‫فإذا أردت أن تتعامل معه أو تطلب منه شيئا‪ S‬فضع ف‬ ‫بلد العصية أن تباعدي ‪ ..‬فكان أقرب إل بلد‬
‫نفسك قبل أن تتكلم أنه مب للمال ‪ ..‬فحاول أن ل‬ ‫الطاعة فأخذته ملئكة الرحة ‪..‬‬
‫تعارض هذه الطبيعة فيه حت تصل على ما تريد منه ‪..‬‬ ‫حت الفتي ف السائل الشرعية تد مع السف أن‬
‫ولن المثلة مفاتيح الفهوم ‪ ..‬خذ مثال‪: S‬‬ ‫بعضهم تغلبه عاطفته أحيانا‪.. S‬‬
‫نفرض أنك زرت مستشفى وقابلت مصادفة صديقا‪ S‬قديا‬ ‫أذكر أن أحد جيان كان كثي اللفات مع‬
‫كان زميل‪ S‬لك أيام الامعة ‪ ..‬فدعوته إل وليمة غداء ف‬ ‫زوجته ‪..‬‬
‫بيتك ‪ ..‬فوافق ‪..‬‬ ‫اشتد اللف يوما‪ S‬فطلقها تطليقه ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬
‫فذهبت إل السوق واشتريت حاجات ث رجعت إل‬ ‫ث اشتد أخرى ‪ ..‬فطلقها ثانية ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬
‫البيت لتستعد وجعلت تتصل بعدد من زملئكم السابقي‬ ‫وكنت كلما قابلته أحذره وأوصيه ‪ ..‬وأذكره‬
‫تدعوهم لشاركتكم الوليمة ورؤية صاحبك ‪ ..‬من بي‬ ‫بأبنائه الصغار ‪ ..‬وأهية اعتبارهم والعناية بم ‪..‬‬
‫هؤلء صديق ‪ -‬من البخلء الذين استول حب الال على‬ ‫وأكرر عليه ‪:‬‬
‫قلوبم ‪ -‬اتصلت به فرحب وحي•ا ‪ ..‬فلما أخبته عن‬ ‫ل يبق لك إل طلقة واحدة – الثالثة – فإن أوقعتها‬
‫الوليمة ‪ ..‬قال ‪ :‬آآه ‪ ..‬يا ليتن أستطيع الضور ورؤية‬ ‫ل تل لك مراجعتها إل بعد زواجها من آخر‬
‫فلن ‪ ..‬لكن مرتبط بشغل هااام ‪ ..‬فبلغه سلمي ‪..‬‬ ‫وتطليقه لا ‪ ..‬فاتق ال ‪ ..‬ول ترب بيتك ‪..‬‬
‫ولعلي أراه ف وقت آخر ‪..‬‬ ‫حت جاءن يوما‪ S‬متغي الوجه وقال ‪ :‬يا شيخ‬
‫فأدركت أنت من معرفتك بطبيعته أنه يشى أن ييء ‪..‬‬ ‫تاصمنا وطلقتها الثالثة !!‬
‫فيضطر إل أن يدعو الضيف إل بيته ويصنع له وليمة‬ ‫وهذا الكلم منه ليس غريبا‪ .. S‬إنا الغريب أنه قال‬
‫تكلفه مبلغا‪ S‬وقدره ‪ !! ..‬وهو يريد التوفي ‪..‬‬ ‫بعدها ‪ :‬ماتعرف ل شيخا‪ S‬حبيبا‪ S‬يفتين الن‬
‫فقلت له ‪ :‬عموما‪ S‬هذا الضيف لن يبقى ف البلد سيسافر‬ ‫أراجعها !!‬
‫بعد الغداء مباشرة ‪ ..‬فقال ‪ :‬آآآ ‪ ..‬إذن سأؤجل شغلي‬ ‫فعجبت منه ‪ ..‬ث تأملت ف الال فاكتشفت ما‬
‫وآت لرؤيته !!‬ ‫تقرر قبل قليل أن كثيا‪ S‬من الناس تتلف آراؤهم‬
‫وبعض من تالطهم من الناس يكون اجتماعيا‪ S‬أسريا‪.. S‬‬ ‫– وربا اختياراتم الفقهية – تأثرا‪ S‬بعاطفته وطبيعته‬
‫يب أسرته ‪ ..‬ل يصب على فراقهم ‪ ..‬اطلب منه أي‬ ‫‪..‬‬
‫شيء إل أن يبتعد عن أولده بسفر أو نوه ‪ ..‬فل تكلفه‬ ‫وبعض الناس تعلم من طبيعته أنه شديد الب‬
‫ما ل يطيق ‪..‬‬ ‫للمال ‪ ..‬فل تعجب إذا رأيته يذل نفسه لرباب‬
‫إل غي ذلك من طبائع الناس ‪..‬‬ ‫الموال ‪ ..‬يهمل أولده وبيته لجل جعه ‪ ..‬يقتر‬

‫‪51‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإذا هو حديث عهد بإسلم ‪..‬‬ ‫يعجبن بعض الناس الذي يلك فن اصطياد جيع‬
‫فأراد رسول ال ‪ r‬أن يريه قوة السلم ‪..‬‬ ‫القلوب ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : ‬يا عباس ‪..‬‬ ‫فإذا سافر مع بلء اقتصد حت ل يرجهم فأحبوه‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬احبس أبا سفيان بضيق الوادي عند خطم البل‬ ‫وإن جالس عاطفيي زاد من نسبة عاطفته فأحبوه‬
‫حت تر به جنود ال فياها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أي أوقفه على طريق اليش وهو يدخل مكة ‪..‬‬ ‫وإن مشى مع فكاهيي مرحي ضحك ومزح‬
‫فخرج العباس بأب سفيان ‪ ..‬حت وقف معه بضيق‬ ‫وجاملهم فأحبوه ‪..‬‬
‫الوادي ‪ ..‬حيث تتدفق الكتائب كالسيل إل مكة ‪..‬‬ ‫يلبس لكل حالة لبوسها ‪ ..‬إما نعيمها وإما بؤسها‬
‫وجعلت الكتائب تر عليه براياتا ‪ ..‬فلما مرت الكتيبة‬ ‫‪..‬‬
‫الول قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬ ‫وع د بذاكرتك قليل‪ S‬معي ‪ ..‬وانظر إل رسول ال‬
‫قال العباس ‪ :‬سليم ‪..‬‬ ‫‪ ‬وقد أقبل بالكتائب لفتح مكة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬مال ولسليم ‪!!..‬‬ ‫كان أبو سفيان قد خرج إل النب ‪ ‬قبل أن‬
‫ث مرت به الثانية ‪..‬‬ ‫يدخل مكة ‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬ ‫ف قصة طويلة ‪ ..‬الشاهد منها أنه لا أسلم قال‬
‫قال ‪ :‬مزينة ‪..‬‬ ‫العباس ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬مال ولزينة ‪!!..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬إن أبا سفيان رجل يب الفخر‬
‫حت نفدت الكتائب ‪ ..‬وهو ما تر كتيبة إل سأل العباس‬ ‫فاجعل له شيئا‪.. S‬‬
‫عنها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " : r‬نعم ‪ ..‬من دخل دار أب سفيان فهو‬
‫فإذا أخبه ‪ ..‬قال ‪ :‬مال ولبن فلن ‪..‬‬ ‫آمن ‪..‬‬
‫حت مر رسول ال ‪ r‬ف كتيبته الضراء ‪ ..‬وفيها‬ ‫ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل‬
‫الهاجرون والنصار ‪ ..‬قد غطوا أجسادهم بالديد ‪ ..‬فل‬ ‫السجد فهو آمن ‪..‬‬
‫يرى منهم إل عيونم ‪..‬‬ ‫فلما ذهب أبو سفيان لينصرف إل مكة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا عباس ! من هؤلء ؟‬ ‫نظر إليه رسول ال ‪.. r‬‬
‫فقال العباس ‪ :‬هذا رسول ال ‪ r‬ف الهاجرين والنصار ‪..‬‬ ‫فإذا هو الذي استنفر قريشا‪ S‬لربه ف بدر ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا الوت الحر ‪ ..‬وال ما لحد بؤلء من قبل‬ ‫واستنفرها لربه ف أحد ‪..‬‬
‫ول طاقة ‪..‬‬ ‫ث استنفرها لربه ف الندق ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬وال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك‬ ‫وإذا رجل قائد ‪ ..‬قد طحنته الرب وطحنها ‪..‬‬

‫‪52‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وصلوا مكة ‪ ..‬فمنعتهم قريش من دخولا ‪..‬‬ ‫عظيما‪! S‬‬
‫عسكر النب ‪ ‬بأصحابه ف موضع اسه الديبية ‪..‬‬ ‫قال العباس ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنا النبوة ‪..‬‬
‫جعلت قريش ترسل إليه الرجل تلو الرجل للتفاوض معه‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬فنعم إذن ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلما تاوزتم اليل ‪ ..‬صاح به العباس ‪ ..‬النجاء‬
‫فبعثوا إليه أول‪ S‬مكرز بن حفص ‪..‬‬ ‫إل قومك ‪..‬‬
‫كان مكرز رجل‪ S‬من قريش ‪ ..‬لكنه ل يلتزم بعهد ول‬ ‫فمضى أبو سفيان سريعا‪ S‬إل مكة ‪..‬‬
‫ميثاق ‪ ..‬بل هو فاجر غادر ‪..‬‬ ‫وجعل يصرخ بأعلى صوته ‪:‬‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬مقبل‪ S‬قال ‪ :‬هذا رجل غادر ‪..‬‬ ‫يا معشر قريش ‪ ..‬هذا ممد قد جاءكم فيما ل‬
‫فلما انتهى إل رسول ال ‪ .. r‬كلمه با يصلح لثله ‪..‬‬ ‫قبل لكم به ‪ ..‬فمن دخل دار أب سفيان فهو آمن‬
‫وأخبه أنه ما جاء يريد حربا‪ .. S‬إنا جاء معتمرا‪ .. S‬ول‬ ‫‪..‬‬
‫يكتب معه عهدا‪ S‬لنه يعلم أنه ليس أهل‪ S‬لذلك ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬قاتلك ال ! وما تغن عنا دارك ؟‬
‫رجع مكرز إل قريش فأخبهم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل‬
‫فبعثوا حليس بن علقمة ‪ ..‬سيد الحابيش ‪..‬‬ ‫السجد فهو آمن ‪..‬‬
‫وكان الحابيش قوم من العرب سكنوا مكة تعظيما‬ ‫فتفرق الناس إل دورهم وإل السجد ‪..‬‬
‫للحرم وعناية بالكعبة ‪..‬‬ ‫فلله در نبيه ‪ ‬كيف أثر ف نفس أب سفيان با‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬قال ‪:‬‬ ‫يصلح له ‪..‬‬
‫إن هذا من قوم يتألون ‪.‬ز أي يتعبدون ‪ ..‬فابعثوا الدي‬ ‫وما يسن ههنا ‪ ..‬أن تعرف طبيعة الشخص‬
‫ف وجهه حت يراه ‪..‬‬ ‫ونفسيته قبل أن تتكلم معه ‪ ..‬فإن معرفة طبيعته ‪..‬‬
‫فلما رأى الدي من إبل وغنم ‪ ..‬تسيل عليه من عرض‬ ‫وماذا يناسبه ‪ ..‬يفيدك عند التعامل أو الكلم معه‬
‫الوادي ف قلئده وحبالهمربوطا‪ S‬مهيئا‪ S‬ليذبح ف الرم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قد أكل أوباره من طول البس عن مله ‪ ..‬قد أضناه‬ ‫ف غزوة الديبية ‪..‬‬
‫الوع والعطش ‪..‬‬ ‫خرج رسول ال ‪ .. r‬بن معه من الهاجرين‬
‫لا رأى سيد الحابيش ذلك ‪ ..‬انتفض ‪ ..‬ول يقابل رسول‬ ‫والنصار ومن لق به من العرب ‪..‬‬
‫ال ‪ r‬إعظاما‪ S‬لا رأى ‪ ..‬وكيف ينع العتمرون عن البيت‬ ‫كانوا ألفا‪ S‬وأربعمائة ‪..‬‬
‫الرام !!‬ ‫ساقوا معهم الدى وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس‬
‫رجع إل قريش ‪ ..‬فقال لم ذلك ‪ ..‬فقالوا له ‪ :‬اجلس‬ ‫أنم إنا خرجوا زائرين لذا البيت معظمي له ‪..‬‬
‫فإنا أنت أعراب ل علم لك ‪..‬‬ ‫وساق ‪ ‬معه سبعي من البل ‪ ..‬هديا‪ S‬إل البيت‬
‫فغضب الليس ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫الرام ‪..‬‬

‫‪53‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تفض ما ف رأسه من كبياء ‪..‬‬ ‫يا معشر قريش ‪ ..‬وال ما على هذا حالفناكم ‪..‬‬
‫فقال عروة متأثرا‪ : S‬من هذا يا ممد ؟‬ ‫ول على هذا عاهدناكم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا ابن أب قحافة ‪..‬‬ ‫أيصد عن بيت ال من جاءه معظما‪ S‬له ؟‬
‫قال ‪ :‬أما وال لول يد كانت لك عندي لكفأتك با ‪..‬‬ ‫والذي نفس الليس بيده ‪ ..‬لتخلن بي ممد وبي‬
‫ولكن هذه بذه ‪..‬‬ ‫ما جاء له من العمرة ‪ ..‬أو لنفرن بالحايش نفرة‬
‫وجعل عروة يلي العبارات بعدها ‪ ..‬ويكلم النب ‪r‬‬ ‫رجل واحد ‪..‬‬
‫‪..‬ويلمس لية النب ‪ ..‬والغية بن شعبة الثقفي واقف‬ ‫قالوا ‪:‬م ه ‪..‬ك ف• عنا ‪ ..‬حت نأخذ لنفسنا ما‬
‫وراء رأس رسول ال ‪ .. r‬قد غطى وجهه الديد ‪..‬‬ ‫نرضى به ‪..‬‬
‫فكان كلما قرب عروة يده من لية رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ث أرادوا ‪ ..‬أن يبعثوا رجل‪ S‬شريفا‪ .. S‬فاختاروا‬
‫قرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬ ‫عروة بن مسعود الثقفي ‪..‬‬
‫ث يدها ثانية ‪ ..‬فيقرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا معشر قريش إن قد رأيت ما يلقى منكم‬
‫فلما مدها الثالثة ‪ ..‬قال شعبة ‪ :‬اكفف يدك عن وجه‬ ‫من بعثتموه إل ممد إذ جاءكم ‪ ..‬من التعنيف‬
‫رسول ال ‪ r‬قبل أل تصل إليك يدك ‪ ..‬أي أقطعها !!‬ ‫وسوء اللفظ ‪ ..‬وقد عرفتم أنكم والد وأن ولد ‪..‬‬
‫فقال عروة ‪ :‬ويك ما أفظك وأغلظك ! ومن هذا يا‬ ‫قالوا ‪ :‬صدقت ما أنت عندنا بتهم ‪..‬‬
‫ممد ؟‬ ‫فخرج عروة ‪ ..‬وكان ملكا‪ S‬ف قومه ‪ ..‬له شرف‬
‫فتبسم رسول ال ‪ .. r‬وقال ‪..‬‬ ‫ومكانة ‪ ..‬وله ترفع على الناس ‪..‬‬
‫هذا ابن أخيك الغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬ ‫فلما أتى رسول ال ‪ r‬جلس بي يديه ث قال ‪:‬‬
‫فقال عروة ‪ :‬أي غدر وهل غسلت سوأتك إل بالمس !‬ ‫يا ممد !! أجعت أوشاب الناس ث جئت بم إل‬
‫ث قام عروة من عند النب ‪ .. r‬وعاد إل قريش ‪..‬‬ ‫بيضتك لتفضها بم ؟‬
‫فاسع ما قال ‪:‬‬ ‫إنا قريش ‪ ..‬قد خرجت معها العوذ الطافيل ‪ ..‬قد‬
‫قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬وال لقد رأيت كسرى وقيصر‬ ‫لبسوا جلود النمور ‪..‬‬
‫والنجاشي ‪ ..‬وال ما رأيت ملكا‪ S‬يعظمه أصحابه كما‬ ‫يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عنوة أبدا‪ .. S‬وأي‬
‫يعظم أصحاب ممد ممدا‪.. S‬‬ ‫ال لكأن بؤلء قد انكشفوا عنك غدا‪.. S‬‬
‫فوقع ف قلب قريش من الرهبة ما ل يقع من قبل ‪..‬‬ ‫وكان أبو بكر خلف النب ‪ .. r‬واقفا‪.. S‬‬
‫فأرسلت قريش سهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فقال أبو بكر ‪ :‬امصص بظر اللت ! أنن ننكشف‬
‫فمضى يشي إل رسول ال ‪ .. ‬فلما رآه رسول ال ‪r‬‬ ‫عنه ؟‬
‫‪ ..‬قال ‪ :‬سهل أمركم ‪ ..‬ث كتبوا بينهم صلح الديبية ‪..‬‬ ‫تفاجأ ملك قومه بذا الواب ‪ ..‬فلم يتعود على‬
‫هذا جانب من معرفته ‪ ‬لنواع الناس ‪ ..‬واستعمال‬ ‫مثله ‪ ..‬لكنه ف القيقة كان يتاج إل جرعة كهذه‬

‫‪54‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بينهم غليظ غب ‪ !!..‬ل يسن ضبط عباراته ‪ ..‬ول‬ ‫الفتاح الناسب ف التعامل مع كل أحد ‪..‬‬
‫ماملة السامعي ‪..‬‬ ‫وهذه النواع من طباع الناس تلحظها حت ف‬
‫أذكر أن رجل‪ S‬من هذا الصنف جلس مرة ف ملس عام‬ ‫إلقاء الكلمات أو السواليف معهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬فذكر قصة وقعت له مع أحد البائعي ‪ ..‬فقال ف‬ ‫ويكنك أن تشاهد دليل ذلك بنفسك ‪..‬‬
‫معرض حديثه ‪ :‬وهذا البائع ضخم جدا‪ S‬كأنه حار ‪ ..‬ث‬ ‫حاول أن تلقي قصة مبكية أمام جع من الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يشبه خالد !! وأشار إل رجل بانبه !!‬ ‫وانظر إل أنواع تأثرهم ‪..‬‬
‫فل أدري كيف صار يشبه خالدا‪ .. S‬وهو كأنه حار !!‬ ‫أذكر أن ألقيت يوما‪ S‬خطبة ضمنتها قصة مقتل عمر‬
‫وقبل التام ‪ ..‬هنا سؤال كبي ‪..‬‬ ‫‪ .. t‬ولا وصلت إل كيفية طعن أب لؤلؤة الوسي‬
‫هل يكنك تغيي طباعك لتتناسب مع طباع من تالطه‬ ‫لعمر ‪ .. ‬قلت – بصوت عال‪: - à‬‬
‫‪..‬؟‬ ‫وفجأة خرج أبو لؤلؤة من الراب على عمر ‪ ..‬ث‬
‫نعم ‪ ..‬كان عمر ‪ t‬مشهورا‪ S‬بي الناس بقوته وصرامته ‪..‬‬ ‫طعنه ثلث طعنات ‪..‬‬
‫وف يوم من اليام ‪ ..‬اختلف رجل مع زوجته ‪ ..‬وجاء‬ ‫وقعت الول ف صدره‬
‫يسأل عمر كيف يتعامل معها ‪..‬‬ ‫والثانية ف بطنه ‪..‬‬
‫فلما وقف عند بيت عمر وكاد أن يطرق الباب سع‬ ‫ث استجمع قوته وطعن بالنجر تت سرته ‪..‬‬
‫زوجة عمر تصرخ به ‪ ..‬وعمر ساكت ‪ ..‬ل يصرخ ‪ ..‬ل‬ ‫ث جررررر النجر حت خرجت بعض أمعائه ‪..‬‬
‫يضرب ‪..‬‬ ‫لحظت وأنا أنظر ف الوجوه أن الناس تنوعوا ف‬
‫فول الرجل ظهره للباب وكر‘ راجعا‪ S‬متعجبا‪.. S‬‬ ‫كيفية تأثرهم ‪..‬‬
‫أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى الرجل ‪.. :‬‬ ‫فمنهم من أغمض عينيه فجأة وكأنه يرى الرية‬
‫ما خبك ؟‬ ‫أمامه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ..‬جئت أشتكي إليك امرأت‬ ‫ومنهم من بكى ‪..‬‬
‫فسمعت امرأتك تصرخ بك !!‬ ‫ومنهم من كان يستمع دون أدن تأثر وكأنه ينصت‬
‫فقال عمر ‪ :‬يا رجل إنا امرأت ‪ ..‬حليلة فراشي ‪..‬‬ ‫إل حكاية ما قبل النوم !!‬
‫وصانعة طعامي ‪ ..‬وغاسلة ثياب ‪ ..‬أفل أصب منها على‬ ‫قل مثل ذلك لو عرضت قصة حزة ‪ t‬لا وقع‬
‫بعض السوء ‪..‬‬ ‫شهيدا‪ S‬ف معركة أحد ‪ ..‬وكيف شقوا بطنه‬
‫وعموما‪ : S‬بعض الناس ل علج له فل بد من التكيف معه‬ ‫فأخرجوا كبده ‪ ..‬وقطعوا أذنيه ‪ ..‬وجدعوا أنفه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وهو سيد الشهداء وأسد ال ورسوله ‪..‬‬
‫يشتكي إل بعض الناس من شدة غضب أبيه ‪ ..‬أو بل‬ ‫وعموما‪.. S‬‬
‫زوجته ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫علمتن الياة أن الناس ل يلون من أن يوجد من‬

‫‪55‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثار الدرس وهاج ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هو على كيفك ‪ ..‬تتب‬ ‫فأ ع رض عليه بعض طرق العلج فيفيدن أنه جربا‬
‫غصبا‪ S‬عنك ‪ ..‬فاهم ؟! إذا ما هو عاجبك اطلع بر‘ا !!!‬ ‫كلها ول تنفع ‪..‬‬
‫ثار الطالب ‪ ..‬وصاح ‪ :‬أنت الليتطلع ب ر‘ا ‪..‬‬ ‫فما الل ‪..‬؟! الل أن يصب على أخلقهم ‪..‬‬
‫توجه الدرس إل الطالب وهو يصيح ويردد ‪ :‬يا قليل‬ ‫ويغمر سيء أخلقهم ف برح س ن ها ‪ ..‬ويتكيف‬
‫الدب ‪ ..‬يا عدي التربية ‪ ..‬يا ‪ ..‬ويقترب أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫مع واقعه قدر الستطاع ‪..‬‬
‫نض الطالب واقفا‪ .. S‬ث ‪..‬‬ ‫فبعض الشاكل ليس لا حل ‪..‬‬
‫فظن شرا‪ ، S‬ول تسأل‬ ‫كان ما كان ما لست أذكره‬
‫عن الب!!‬ ‫نتيجة ‪..‬‬
‫وصل المر إل إدارة الدرسة ‪ ..‬عوقب الطالب بصم‬ ‫معرفتك بطبيعة الشخص الذي تالطه تعلك‬
‫‪ ..‬درجتي وكتابة تعهد بالتزام الدب‬ ‫قادرا‪ S‬على كسب مبته ‪..‬‬
‫أما الدرس فصار حديث القاصي والدان ‪ ..‬وأصبح‬
‫‪.21‬أستاذ الرياضيات ‪..‬‬
‫مضرب المثال ‪ ..‬ومثار أحاديث الطلب ف كل الدرسة‬
‫كان يدرس مادة الرياضيات لطلب الرحلة‬
‫‪ ..‬يشي ف مراتا ويسمع التعليقات والمسات ‪ ..‬حت‬
‫الثانوية ‪ ..‬السنة الخية ‪ ..‬كان يلحظ على عدد‬
‫انتقل بعدها إل مدرسة أخرى ‪..‬‬
‫منهم الهال وعدم التابعة ‪ ..‬فأراد أن يؤدبم ‪..‬‬
‫بينما مدرس آخر وقع له الوقف نفسه لكنه أحسن‬
‫دخل عليهم يوما‪.. S‬‬
‫التصرف معه ‪..‬‬
‫وأول ما استقر على كرسيه فاجأهم بقوله ‪ :‬كل‬
‫دخل على طلبه ‪ ..‬وفاجأهم بقوله ‪ :‬أخرج ورقة وقلما‬
‫واحد يضع كتابه جانبا‪ S‬ويرج ورقة وقلما‪!! S‬‬
‫‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬لاذا يا أستاذ ؟!‬
‫وكان من بينهم طالب كذاك الطالب ‪ ..‬صاح ‪ :‬يا‬
‫قال ‪ :‬اختبار ‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬
‫أستاذ !! ما هو على كيفك ‪..‬‬
‫بدأ الطلب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب ‪..‬‬
‫كان الدرس جبل‪ S‬يس بثقل الرجل الت ياول أن يصعد‬
‫ويتهامسون باستياء ‪..‬‬
‫عليه !!‪ ..‬يفهم أن العصب ل يقابل بعصبية ‪..‬‬
‫كان من بينهم طالب كبي السم صغي العقل ‪..‬‬
‫ابتسم ونظر إل الطالب وقال ‪ :‬يعن يا خالد ما تريد أن‬
‫مشاكس كثي الشاكل سريع الغضب متهور ‪..‬‬
‫تتب ؟‬
‫صاح بأستاذه ‪:‬‬
‫فقال ‪ -‬صارخا‪ : - S‬ل ‪..‬‬
‫يا أستاذ ‪ ..‬ل نريد أن نتب ‪ ..‬نن بالكاد نيب‬
‫فقال الدرس بكل هدووووء ‪ :‬خلص ‪ ..‬اللي ما يريد‬
‫ونن مذاكرون ‪ ..‬بال كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!!‬
‫يتب نتعامل معه بالنظام ‪..‬‬
‫قالا الطالب بنبة حادة ‪..‬‬
‫اكتبوا يا شباب ‪ :‬السؤال الول ‪ :‬أوجد نتيجة هذه‬

‫‪56‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أظن من السل مات ف حياتنا أنه ل يكن أن يهنأ بالعيش‬ ‫العادلة ‪ :‬س ‪ +‬ص = ع ‪ .. 15 +‬ومضى يسوق‬
‫زوجان كلها عصب غضوب ‪ ..‬كما ل يكن أن تطول‬ ‫السئلة ‪..‬‬
‫علقة صاحبي كلها كذلك ‪..‬‬ ‫ل يصب الطالب الشاكس وقال ‪ :‬أقولك ما أريد‬
‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحدى السجون ‪ ..‬وكان‬ ‫أن أختب ‪ ..‬نظر إليه الدرس وابتسم بدوووء ‪..‬‬
‫قدري أن تكون الاضرة ف العنب الاص برتكب جرائم‬ ‫وقال ‪ :‬وهل ألزمتك أن تتب ‪ ..‬أنت رجل‬
‫القتل ‪ ..‬لا انتهيت من ماضرت ‪ ..‬تفرقوا إل مهاجعهم‬ ‫ومسئول عن تصرفاتك ‪..‬‬
‫وأقبل إل أحدهم شاكرا‪ .. S‬وعرفن بنفسه وأنه السئول‬ ‫ل يد الطالب ما يثي غضبه أكثر ‪ ..‬فهدأ وأخرج‬
‫عن النشطة الثقافية ف العنب ‪..‬‬ ‫ورقة وقلما‪ .. S‬وبدأ يكتب السئلة مع زملئه ‪ ..‬ث‬
‫سألته عن سبب ارتكاب جرية القتل عند أكثر هؤلء ‪..‬‬ ‫بعدها تت ماسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة‬
‫فقال ‪ :‬الغضب ‪ ..‬الغضب ‪ ..‬وال يا شيخ إن بعضهم‬ ‫الدرسة ‪..‬‬
‫قتل لجل حفنة ريالت تاصم عليها مع عامل ف بقالة‬ ‫تذكرت هذه الفارقة ف القدرة على التعامل مع‬
‫أو مطة وقود ‪..‬‬ ‫الواقف وأنا أتأمل ف مهارات الناس على إذكاء‬
‫تذكرت عندها قول النب ‪ ( : e‬ليس الشديد ب‬
‫الص‪â‬ر ع ة ‪..‬‬ ‫النيان وإخادها ‪..‬‬
‫إنا الشديد الذي يلك نفسه عند الغضب ) (‪.. )29‬‬ ‫فالتعامل مع العصب بعصبية يؤدي إل تفجر الوقف‬
‫نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحدا‪ S‬إل‬ ‫واحتدام اللف ‪..‬‬
‫غلبه ‪ ..‬ل ‪ ..‬فلو كان هذا هو مقياس البطولة لصبحت‬ ‫فمن المور السلمة عند العقلء ‪ ..‬أن من يلقي‬
‫اليوانات والوحوش أفخر من الدميي ‪..‬‬ ‫النار بالنار يزدها شررا‪ S‬واحتداما‪.. S‬‬
‫إنا البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع‬ ‫وف الهة القابلة تد أحيانا‪ S‬أن من يقابل البود –‬
‫الواقف بهارة ‪ ..‬يتعامل مع زوجته ‪ ..‬أولده ‪ ..‬مديره‬ ‫دائما‪ – S‬ببود ‪ ..‬ل تستقيم له المور ‪..‬‬
‫‪ ..‬زملئه ‪ ..‬دون أن يفقدهم ‪..‬‬ ‫فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية ‪..‬‬
‫وف الديث ‪ :‬ل يقضي القاضي وهو غضبان (‪.. )30‬‬ ‫فقد سئل معاوية ‪ t‬كيف استطعت أن تكم الناس‬
‫وأمر ‪ e‬بتدريب النفس على اللم فقال ‪ :‬إنا اللم‬ ‫أميا‪ S‬عشرين سنة ‪ ..‬ث تكمهم خليفة عشرين سنة‬
‫بالتحلم (‪.. )31‬‬ ‫؟‬
‫نعم بالتحلم ‪ ..‬يعن عند كظم الغضب ف الرة الول‬ ‫فقال ‪ :‬جعلت بين وبينهم شعرة ‪ ..‬أحد طرفيها ف‬
‫ستتعب ‪ %100‬ولكن ف الثانية ستتعب ‪ %90‬ث ف‬ ‫يدي والخر ف أيديهم ‪ ..‬فإذا شدوها من جهتهم‬
‫أرخيت من جهت حت ل تنقطع ‪ ..‬وإذا أرخوا من‬
‫( )‬ ‫‪29‬‬
‫جهتهم شددت من جهت ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪30‬‬

‫صدق رضي ال عنه ‪ ..‬ما أحكمه !!‬


‫( )‬ ‫‪31‬‬

‫‪57‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما لحظ أنم يدون النظر إل قطعة الديد ‪ ..‬رفعها‬ ‫الثالثة إذا كظمت غضبك ستتعب ‪ %80‬وهكذا‬
‫برفق وقال ‪:‬‬ ‫حت تتدرب ويصبح اللم والدوء عندك طبيعة ‪..‬‬
‫عفوا‪ .. S‬أردت أن أنبهكم إل أن هذه سقطت منكم ‪!! ..‬‬ ‫ومن طرائف قصص الغضب أن ذهبت يوما‪ S‬لدينة‬
‫فتناولا أحدهم بانفعال ‪ ..‬وولوا إل سيارتم ‪ ..‬وهو يشي‬ ‫أملج ( ‪300‬ك جنوب جدة ) للقاء ماضرة ‪..‬‬
‫بيده إليهم مودعا‪!!.. S‬‬ ‫كان من بي الاضرين شاب سريع الغضب ثائر‬
‫العصاب جدا‪.. S‬‬
‫معادلة ‪..‬‬ ‫هذا الشاب سافر مرة بسيارته ول يكن مستعجل‬
‫عصب ‪ +‬عصب = انفجار‬ ‫فكان يشي ببطء ‪ ..‬كان وراءه سيارة مسرعة‬
‫تريده أن يفسح لا الطريق ‪ ..‬وهو يزداد بطئا‬
‫‪.22‬ماذا تستفيد من هذه الهارة ؟‬
‫ويشي لم بيده أن خففوا السرعة ‪..‬‬
‫كل باب له مفتاح ‪ ..‬والفتاح الناسب لفتح قلوب الناس‬
‫ضاق صاحب السيارة الخرى بصاحبنا ذرعا‪.. S‬‬
‫هو معرفة طبائعهم ‪..‬‬
‫وتعداه بسرعة وانرف عليه بسيارته مؤدبا‪ .. S‬ث‬
‫حل مشاكل الناس ‪ ..‬الصلح بينهم ‪ ..‬الستفادة منهم‬
‫مضى ‪ ..‬ول يصب أحد منهما بضرر ‪..‬‬
‫‪ ..‬اتقاء شرورهم ‪..‬‬
‫ثارت أعصاب صاحبنا – وهي تثور على أقل من‬
‫كل ذلك تصبح فيه بارعا‪ S‬إذا عرفت طبائعهم ‪..‬‬
‫ذلك بكثيييي – فزاد سرعة سيارته ‪ ..‬وأخذ‬
‫افرض أن شابا‪ S‬وقع بينه وبي أبيه خلف ‪ ..‬اشتد اللف‬
‫يصرخ ويزمر ‪ ..‬ويشي لم بأضواء السيارة مرارا‬
‫حت طرده أبوه من البيت ‪ ..‬حاول البن العودة مرارا‬
‫حت توقفوا ‪ ..‬فألقى غترته جانبا‪ .. S‬وتناول قطعة‬
‫عنيد مصرا‪.. S‬‬
‫لكن الب كان ا‪S‬‬
‫حديد ‪ -‬هي ف الصل مفك لفتح براغي‬
‫دخلت للصلح بينهما ‪ ..‬حدثت الب بالنصوص‬
‫العجلت عند الاجة ‪ .. -‬ونزل من السيارة‬
‫الشرعية ‪ ..‬خوفته من إث القطيعة ‪..‬‬
‫متوجها‪ S‬إليهم ‪ ..‬والغضب باد´ عليه وقطعة الديد‬
‫ل يلتفت إليك ‪ ..‬كان مشحونا‪ S‬غاضبا‪ S‬جدا‪.. S‬‬
‫ف يده ‪..‬‬
‫أردت أن تستعمل أساليب أخرى للصلح ‪..‬‬
‫فإذا بالسيارة القابلة ينزل منها ثلثة شباب قد‬
‫عرفت من طبيعة هذا الب أنه عاطفي جدا‪ .. S‬جئت إليه‬
‫ضاقت ملبسهم بعضلتم ‪ ..‬وتباعدت أيديهم عن‬
‫وقلت ‪:‬‬
‫جنوبم من عرض أكتافهم ‪..‬‬
‫يا فلن ‪ ..‬أما ترحم ولدك ‪ ..‬يفترش الرض ‪ ..‬ويلتحف‬
‫أقبلوا يركضون بانفعال إل صاحبنا ‪ ..‬وقد رأوه‬
‫السماء ‪!!..‬‬
‫تيأ للقتال !!‬
‫أنت تأكل وتشرب ‪ ..‬والسكي يبيت طاويا‪ S‬ويصبح‬
‫فلما رآهم انتفض ‪ ..‬وغص بريقه ‪ ..‬وهم ينظرون‬
‫جائعا‪.. S‬‬
‫إليه وإل ما ف يده ‪..‬‬

‫‪58‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعرفت أنه ل يلتفت إل العواطف ول ألمور الجتماعية‬ ‫أما تذكره إذا رفعت كسرة البز إل فمك ‪ ..‬أما‬
‫‪ ..‬وإنا عمل ( وبس ! ) ‪..‬‬ ‫تذكر مشيه ف حر الشمس ‪..‬‬
‫فقلت له ‪ :‬أحتاج إل إجازة ثلثة أيام أجدد فيها نشاطي‬ ‫أما تذكر لا كنت تمله صغيا‪ .. S‬وتضمه إل‬
‫‪ ..‬وأستعيد حيويت ‪ ..‬أشعر أن إنتاجيت مع ضغط العمل‬ ‫صدرك ‪ ..‬وتشمه وتقبله ‪..‬‬
‫تنحدر تدرييا‪ .. S‬أعطن فرصة لراحة ( رأسي ) فقط‬ ‫أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ‪..‬‬
‫ثلثة أيام ‪ ..‬لعود أنشط وأقدر ‪..‬‬ ‫تد أن عاطفة الب تيج بذا لكلم ‪ ..‬ويقترب‬
‫وإن كان اجتماعيا‪ .. S‬تلحظ من خلل تعاملته ‪ ..‬أنه‬ ‫أكثر من نقطة اللتقاء ‪..‬‬
‫حريص على السرة والعائلة ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬ ‫أبو بيل‪ S‬مبا‪ S‬للمال ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬
‫وإن كان ه‬
‫أريد إجازة لرى والدي• ‪ ..‬أولدي ‪ ..‬أشعر أنم ف واد‬ ‫يا فلن أنتبه ل تورط نفسك ‪ ..‬أرجع الولد تت‬
‫وأنا ف واد آخر ‪ ..‬إل غي ذلك ‪..‬‬ ‫نظرك وتصرفك ‪ ..‬أخشى أن يسرق أو يعتدي ‪..‬‬
‫أتقن هذه الهارة ‪ ..‬وستسمع الناس غدا‪ S‬يقولون ‪ :‬ما‬ ‫فتلزمك الكمة بسداد ما أخذ ‪ ..‬وإصلح ما‬
‫رأينا أبرع فلنا‪ S‬ف القدرة على القناع ‪!!..‬‬ ‫خرب ‪ ..‬فأنت أبوه على كل حال ‪ ..‬انتبه ‪..‬‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫تد أن الب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد‬
‫كل إنسان له مفتاح ‪ ..‬ومعرفة طبيعة النسان تدل‪Ç‬ك‬ ‫‪..‬‬
‫على معرفة مفتاحه الناسب ‪..‬‬ ‫وإن كان كلمك موجها‪ S‬إل البن ‪ ..‬وكان جشعا‬
‫‪.23‬مراعاة النفسيات ‪..‬‬ ‫مبا‪ S‬للمال ‪..‬‬
‫تتقلب أمزجة الناس ف حياتم بي حزن وفرح ‪ ..‬وصحة‬ ‫قلت له ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬لن ينفعك أل أبوك ‪ ..‬غدا‬
‫ومرض ‪ ..‬وغن وفقر ‪ ..‬واستقرار واضطراب ‪..‬‬ ‫ستحتاج أن تتزوج ‪ ..‬من يسدد مهرك ؟‬
‫وبالتال يتنوع تقبلهم لبعض النواع من التعاملت ‪ ..‬أو‬ ‫لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟‬
‫ردهم لا بسب حالتهم الشعورية وقت التعامل ‪..‬‬ ‫لو مرضت ‪ ..‬من سيحاسب الستشفى ؟‬
‫فقد يقبل منك النكتة والطرفة ويتقبل الزاح ف وقت‬ ‫إخوانك يستفيدون كما شاءوا ‪ ..‬مصروف ‪..‬‬
‫استقراره وراحة باله ‪ ..‬لكنه ل يتقبل ذلك ف وقت حزنه‬ ‫هدايا ‪ ..‬وأنت جالس هكذا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على‬
‫فمن غي الناسب أن تطلق ضحكة مدوية ف عزاء ‪!!..‬‬ ‫جبي أبيك ‪ ..‬أو كلمة أسف تمس با ف أذنه ‪..‬‬
‫لكنها تتمل منك ف نزهة برية ‪..‬‬ ‫وكذلك لو دخلت للصلح بي زوجة وزوجها ‪..‬‬
‫وهذا أمر مقرر عند جيع العقلء وليس هو القصود‬ ‫فعلت مثل ذلك ‪ ..‬وفتحت باب كل واحد منهما‬
‫بديثي هنا ‪..‬‬ ‫بالفتاح الناسب ‪..‬‬
‫إنا القصود هو مراعاة النفسيات والشاعر الشخصية‬ ‫ومثله لو أردت إجازة من مديرك ف العمل ‪..‬‬

‫‪59‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الكلم إل موضوع آخر تصبها به على كربتها ‪..‬‬ ‫عند الديث مع الناس أو التصرف معهم ‪..‬‬
‫أو افرض ‪ ..‬أن صديقي اختبا ناية الرحلة الثانوية ‪..‬‬ ‫افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لا أب ول أم‬
‫فنجح أحدها وترج بتفوق ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قد ماتا ‪ ..‬وجعلت تمع أغراضها لتعيش مع‬
‫والثان رسب ف عدد من الواد ‪ ..‬أو ترج بنسبة ضعيفة‬ ‫أخيها وزوجته ‪..‬‬
‫ل تؤهله للقبول ف شيء من الامعات ‪..‬‬ ‫فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها جارتا ف‬
‫فهل تر ى من الناسب عندما يزور التفوق صاحبه أن‬ ‫الضحى زائرة ‪ ..‬فرحبت الطلقة با ‪ ..‬ووضعت‬
‫يسهب ف الديث حول الامعات الت ت قبوله فيها ‪..‬‬ ‫لا القهوة والشاي ‪ ..‬فجعلت الزائرة تبحث عن‬
‫واليزات الت ستمنح له ‪..‬؟‬ ‫أحاديث لتؤانسها ‪ ..‬فسألتها الطلقة ‪:‬‬
‫قطعا‪ S‬جوابنا جيعا‪ : S‬ل ‪..‬‬ ‫بالمس رأيتكم خارجي من النزل ‪..‬‬
‫إذن ما الل ؟‬ ‫فقالت الارة ‪ :‬إي وال ‪ ..‬أبو فلن أصر علي أن‬
‫الل أن يذكر له عموميات يفف با عنه ‪ ..‬كأن يشتكي‬ ‫نتعشى خارج البيت فذهبت معه ‪ ..‬ث مر السوق‬
‫من كثرة الزحام ف الامعات ‪ ..‬وقلة القبول ‪ ..‬وخوف‬ ‫واشترى ل فستانا‪ S‬لعرس أخت ‪ ..‬ث وقف عند مل‬
‫كثي من التقدمي إليها من عدم القبول ‪ ..‬حت يفف عن‬ ‫ذهب ونزل واشترى ل سوارا‪ S‬ألبسه ف العرس ‪..‬‬
‫صاحبه مصابه ‪ ..‬فيغب عند ذلك ف مالسته أكثر ‪..‬‬ ‫ولا رجعنا إل البيت رأى الولد ف ملل فوعدهم‬
‫ويبه ويأنس بقربه ‪ ..‬ويشعر أنه قريب من قلبه ‪..‬‬ ‫آخر السبوع أن يسافر بم ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك لو التقى شابان أحدها أبوه كري يغدق‬ ‫والطلقة السكينة تستمع إل ذلك وتتخيل حالا‬
‫عليه الموال ‪..‬‬ ‫بعد قليل ف بيت زوجة أخيها !!‬
‫والخر أبوه بيل ل يكاد يعطيه ما يكفيه ‪..‬‬ ‫السؤال ‪ :‬هل يناسب إثارة هذا النوع من‬
‫فمن غي الناسب أن يتحدث ابن الكري بإغداق أبيه عليه‬ ‫الحاديث مع امرأة فشلت ف مشروع الزواج ؟!!‬
‫‪ ..‬وكثرة الال لديه ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫هل تظن أن هذا الطلقة ستزداد مبة لذه‬
‫لن هذا النوع من الكلم يضيق به صدر صديقه ‪..‬‬ ‫الارة ؟‪ ..‬ورغبة ف مالستها دائما‪ S‬؟‪ ..‬وفرحا‬
‫ويذكره بأساته مع أبيه ‪ ..‬ويستثقل اللوس مع هذا‬ ‫بزيارتا لا ؟‪..‬‬
‫الصديق ويشعر ببعده عنه ف هه ‪..‬‬ ‫نتفق جيعا‪ S‬على جواب واحد نصرخ به قائلي ‪:‬‬
‫لذلك نبه النب ‪ e‬إل مراعاة مشاعر الخرين ونفسياتم‬ ‫لااااا ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقال ‪ :‬ل تطيلوا النظر إل الذوم (‪ .. )32‬والذوم هو‬ ‫بل سيمتلئ قلبهاحقدا‪ S‬وقهرا‪.. S‬‬
‫الصاب برض ظاهر ف جلده قد جعله مشوها‪ S‬ف منظره‬ ‫إذن ما الل ؟ هل تكذب عليها ؟‬
‫‪ ..‬فمن غي الناسب أنه إذا مر بقوم أن يطيلوا النظر إل‬ ‫ل ‪ ..‬ولكن تتكلم باختصار ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬وال‬
‫كان عندنا بعض الشغال قضيناها ‪ ..‬ث تصرف‬
‫( )‬ ‫‪32‬‬

‫‪60‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإذا أبو بكر ‪ .. ‬ينظر إل أبيه ‪ ..‬وقد فارقه منذ سني‬ ‫جلده ‪ ..‬لن هذا يذكره بصيبته فيحزن ‪..‬‬
‫‪ ..‬وانشغل عنه بدمة هذا الدين ‪..‬‬ ‫وف موقف غاية ف الراعاة واللطف يتعامل ‪ e‬مع‬
‫التفت إل أب بكر ‪ t‬فقال مطيبا‪ S‬لنفسه ‪ ..‬ومبينا‪ S‬قدره‬ ‫والد أب بكر ‪.. y‬‬
‫الرفيع عنده ‪:‬‬ ‫فإنه ‪ e‬لا أقبل بيوش السلمي إل مكة لفتحها ‪..‬‬
‫هل تركت الشيخ ف بيته حت أكون أنا آتيه فيه ؟!‬ ‫قال أبو قحافة أبو أب بكر ‪ .. y‬وكان شيخا‪ S‬كبيا‬
‫كان أبو بكر يعلم أنم ف حرب ‪ ..‬قائدهم رسول ال ‪‬‬ ‫‪ ..‬أعمى ‪ ..‬قال لبنة له من أصغر ولده ‪:‬‬
‫‪ ..‬وأن وقته أضيق ‪ ..‬وأشعاله أكثر من أن يتفرغ‬ ‫أي بنية ‪ ..‬اظهري ب على جبل أب قبيس لنظر‬
‫للذهاب لبيت شيخ يدعوه للسلم ‪..‬‬ ‫صدق ما يقولون ‪ ..‬هل جاء ممد ؟‪..‬‬
‫فقال أبو بكر شاكرا‪ :S‬يا رسول ال ‪ ..‬هو أحق أن يشي‬ ‫فأشرفت به ابنته فوق البل ‪ ..‬فقال ‪ :‬أي بنية ماذا‬
‫إليك ‪ ..‬من أن تشي أنت إليه ‪..‬‬ ‫ترين ؟‬
‫فأجلس النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬أبا قحافة بي يديه‬ ‫قالت ‪ :‬أىر سوادا‪ S‬متمعا‪ S‬مقبل‪.. S‬‬
‫‪ ..‬بكل لطف وحنان ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬تلك اليل ‪..‬‬
‫ث مسح على صدره ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬وأرى رجل‪ S‬يسعى بي يدي ذلك السواد‬
‫ث قال ‪ :‬أسلم ‪..‬‬ ‫مقبل‪ S‬ومدبرا‪.. S‬‬
‫فأشرق وجه أب قحافة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‬ ‫قال ‪ :‬أي بنية ذلك الوازع الذي يأمر اليل‬
‫‪ ..‬وأشهد أن ممدا‪ S‬عبده ورسوله ‪..‬‬ ‫ويتقدم إليها ‪..‬‬
‫انتفض أبو بكر منتشيا‪ S‬مسرورا‪ .. S‬ل تسعه الدنيا فرحا‪.. S‬‬ ‫ث قالت ‪ :‬قد وال يا أبت انتشر السواد ‪..‬‬
‫تأمل النب ‪ ‬ف وجه الشيخ ‪ ..‬فإذا الشيب يكسوه‬ ‫فقال ‪ :‬قد وال إذا‪ S‬دفعت اليل ووصلت مكة ‪..‬‬
‫بياضا‪ .. S‬فقال ‪ : r‬غيوا هذا من شعره ‪ ..‬ول تقربوه‬ ‫فأسرعي ب إل بيت ‪ ..‬فإنم يقولون من دخل داره‬
‫سوادا‪.. S‬‬ ‫فهو آمن ‪..‬‬
‫نعم كان يراعي النفسيات ف تعامله ‪..‬‬ ‫فانطت الفتاة به مسرعة من البل ‪..‬‬
‫بل إنه ‪ e‬لا دخل مكة قسم جيشه إل كتائب ‪ ..‬وأعطى‬ ‫فتلقته خيل السلمي ‪ ..‬قبل أن يصل إل بيته ‪..‬‬
‫راية إحدى الكتائب ‪ ..‬إل الصحاب البطل سعد بن عبادة‬ ‫فأقبل أبو بكر إليه ‪..‬‬
‫‪.. t‬‬ ‫فاحتفى به مرحبا‪.. S‬‬
‫كانت الراية مفخرة لن يملها ‪ ..‬ليس له فقط بل له‬ ‫ث أخذ بيده يقوده ‪ ..‬حت أتى به رسول ال ‪ r‬ف‬
‫ولقومه ‪..‬‬ ‫السجد ‪..‬‬
‫جعل سعد ينظر إل مكة وسكانا ‪ ..‬فإذا هم الذين‬ ‫فلما رآه رسول ال ‪ .. r‬فإذا شيخ كبي ‪ ..‬قد‬
‫حاربوا رسول ال ‪ .. ‬وضيقوا عليه ‪ ..‬وصدوا عنه‬ ‫ضعف جسمه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واقتربت منيته ‪..‬‬

‫‪61‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فرضيت الرأة وقريش لا رأت يد سعد خالية من الراية ‪..‬‬ ‫الناس ‪..‬‬
‫ول يغضب سعد لنه بقي قائدا‪ S‬لكنه أريح من عناء حل‬ ‫وإذا هم الذين قتلوا سية وياسر ‪ ..‬وعذبوا بلل‬
‫الراية وحلها عنه ابنه ‪..‬‬ ‫وخبابا‪.. S‬‬
‫فما أجل أن نصيد عدة عصافي بجر واحد ‪..‬‬ ‫كانوا يستحقون التأديب فعل‪.. S‬‬
‫حاول أن ل تفقد أحدا‪ .. S‬كن ناجحا‪ S‬واكسب الميع ‪..‬‬ ‫هز سعد الرايية ‪ ..‬وهو يقول ‪ :‬اليوم يوم اللحمة‬
‫وإن تعارضت مطالبهم ‪..‬‬ ‫** اليوم تستحل الرمة ‪..‬‬
‫سعته قريش فشق ذلك عليهم ‪ ..‬وكب ف أنفسهم‬
‫اتفاق ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخافوا أن يفنيهم بقتالم ‪..‬‬
‫نن نتعامل مع القلوب ‪ ..‬ل مع البدان ‪..‬‬ ‫فعارضت امرأة رسول ال ‪ r‬وهو يسي ‪ ..‬فشكت‬
‫إليه خوفهم من سعد ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬
‫‪.24‬اهتم بالخرين ‪..‬‬
‫يا نب الدى إليك لائي‪ â‬قريش ولت حي لاء‬
‫الناس عموما‪ S‬يبون أن يشعروا بقيمتهم ‪..‬‬
‫حي ضاقت عليهم سعة الرض وعاداهم إله‬
‫لذا تدهم أحيانا‪ S‬يقومون ببعض التصرفات ليلفتوا النظر‬
‫السماء‬
‫إليهم ‪!..‬‬
‫إن سعدا‪ S‬يريد قاسة الظهـر بأهل الجون و‬
‫وقد يترعون قصصا‪ S‬وبطولت لجل أن يهتم الناس بم‬
‫البطحاء‬
‫أو يعجبوا بم أكثر ‪..‬‬
‫خزرجي لو يستطيع من الغيـظ رمانا بالنسر‬
‫لو رجع رجل إل بيته قادما‪ S‬من عمله متعبا‪ .. S‬فلما دخل‬
‫والعواء‬
‫صالة البيت رأى أولده الربعة كل منهم على حال ‪..‬‬
‫فانينه إنه السد السـود والليث والغ ف الدماء‬
‫أكبهم عمره أحدى عشرة سنة ‪ ..‬يتابع برناما‪ S‬ف التلفاز‬
‫فلئن أقحم اللواء ونادى يا حاة اللواء أهل اللواء‬
‫‪..‬‬
‫لتكونن بالبطاح قريش بقعة القاع ف أكف الماء‬
‫والثان يأكل طعاما‪ S‬بي يديه ‪..‬‬
‫إنه مصلت يريد لا القتل صموت كالية الصماء‬
‫والثالث يعبث بألعابه ‪..‬‬
‫فلما سع رسول ال ‪ .. r‬هذا الشعر ‪ ..‬دخله رحة‬
‫والرابع يكتب ف دفاتره ‪..‬‬
‫ورأفة بم ‪..‬‬
‫فسلم الب بصوت مسموع ‪ ..‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫وأحب أل ييبها إذ رغبت إليه ‪..‬‬
‫فلم يلتفت إليه أحد ‪ ..‬ذاك منهمك مع برنامه ‪ ..‬والثان‬
‫وأحب أل يغضب سعدا‪ S‬بأخذ الراية منه بعد أن‬
‫مأخوذ بألعابه ‪ ..‬والثالث مشغول بطعامه ‪..‬‬
‫شرفه با ‪..‬‬
‫إل الرابع ‪ ..‬فإنه لا التفت فرأى أباه ‪ ..‬نفض يده من‬
‫فأمر سعدا‪ S‬فناول الراية لبنه قيس بن سعد ‪..‬‬
‫دفاتره وأقبل مرحبا‪ S‬ضاحكا‪ .. S‬وقبل يد أبيه ‪ ..‬ث رجع‬
‫فدخل با مكة‪ ..‬وأبوه سعد يشي بانبه ‪..‬‬

‫‪62‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آآآه ما أعظمه وأحلمه ‪..‬‬ ‫إل دفاتره ‪..‬‬
‫ترب أصحابة ف مدرسته ‪ ..‬فكانوا يظهرون الهتمام‬ ‫أي هؤلء الربعة سيكون أحب إل الب ؟‬
‫بالخرين ‪ ..‬والحتفاء بم ‪ ..‬ومشاركتهم أفراحهم‬ ‫أجزم أن جوابنا سيكون واحدا‪ : S‬أحبهم إليه الرابع‬
‫وأتراحهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب ‪.. ‬‬ ‫ليس لنه يفوقهمجال‪ S‬أو ذكاء‪ .. Ô‬وإنا لنه أشعر‬
‫كعب بن مالك ‪ ‬شيخ كبي ‪ ..‬نلس إليه ‪ ..‬بعدما كب‬ ‫أباه بأنه إنسان مهم عنده ‪..‬‬
‫سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬وكف بصره ‪..‬‬ ‫كلما أظهرت الهتمام بالناس أكثر ‪ ..‬كلما‬
‫وهو يكي ذكريات شبابه ‪ ..‬ف تلفه عن غزوة تبوك ‪..‬‬ ‫ازدادوا لك حيا‪ S‬وتقديرا‪.. S‬‬
‫وكانت آخر غزوة غزاها النب ‪.. r‬‬ ‫كان سيد اللق ‪ ‬يراعي ذلك ف الناس ‪ ..‬يشعر‬
‫آذن النب ‪ r‬الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم‬ ‫كل إنسان أن قضيته قضيته ‪ ..‬وهه هه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قام ‪ ‬على منبه يوما‪ S‬يطب الناس ‪..‬‬
‫وجع منهم النفقات لتجهيز اليش ‪ ..‬حت بلغ عدد‬ ‫فدخل رجل من باب السجد ‪ ..‬ونظر إل رسول‬
‫اليش ثلثي ألفا‪.. S‬‬ ‫ال ‪ ‬ث قال ‪:‬‬
‫وذلك حي طابت الظلل الثمار ‪..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬رجل يسأل عن دينه ‪ ..‬ما يدري‬
‫ف حر شديد ‪ ..‬وسفر بعيد ‪ ..‬وعدو قوي عنيد ‪..‬‬ ‫ما دينه ؟!‬
‫كان عدد السلمي كثيا‪ .. S‬ول تكن أساؤهم مموعة ف‬ ‫فالتفت ‪ ‬إليه ‪ ..‬فإذا رجل أعراب ‪ ..‬قد ل يكون‬
‫كتاب ‪..‬‬ ‫مستعدا‪ S‬أن ينتظر حت تنتهي الطبة ‪ ..‬ويتفرغ له‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫النب ‪ ‬ليحدثه عن دينه ‪ ..‬وقد يرج الرجل من‬
‫وأنا أيسر ما كنت ‪ ..‬قد جعت راحلتي ‪ ..‬وأنا أقدر‬ ‫السجد ول يعود إليه ‪..‬‬
‫شيء ف نفسي على الهاد ‪..‬‬ ‫وقد بلغ المر عند الرجل أهية عالية ‪ ..‬لدرجة أنه‬
‫وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ‪ ..‬وطيب الثمار ‪..‬‬ ‫يقطع الطبة ليسأل عن أحكام الدين !!‬
‫فلم أزل كذلك ‪ ..‬حت قام رسول ال ‪ r‬غاديا‪ S‬بالغداة ‪..‬‬ ‫كان ‪ ‬يفكر من وجهة نظر الخر ل من وجهة‬
‫فقلت ‪ :‬أنطلق غدا إل السوق فأشتري جهازي ‪ ..‬ث‬ ‫نظره هو فقط ‪..‬‬
‫ألق بم ‪..‬‬ ‫نزل من على منبه الشريف ‪ ..‬ودعا بكرسي‬
‫فانطلقت إل السوق من الغد ‪ ..‬فعسر علي بعض شأن ‪..‬‬ ‫فجلس أمام الرجل ‪ ..‬وجعل يلقنه ويفهمه أحكام‬
‫فرجعت ‪..‬‬ ‫الدين ‪ ..‬حت فهم ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬أرجع غدا إن شاء ال فألق بم ‪ ..‬فعسر علي‬ ‫ث قام من عنده ‪ ..‬ورجع إل منبه وأكمل خطبته‬
‫بعض شأن أيضا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪63‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ r‬علنيتهم ‪ ..‬واستغفر لم ‪ ..‬ووكل سرائرهم إل ال ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أرجع غدا إن شاء ال ‪ ..‬فلم أزل كذلك‬
‫وجاءه كعب بن مالك ‪ ..‬فلما سلم عليه ‪ ..‬نظر إليه النب‬ ‫‪..‬‬
‫‪ .. r‬ث تبس•م تبس‪â‬م الغضب ‪..‬‬ ‫حت مضت اليام ‪ ..‬وتلفت عن رسول ال ‪.. r‬‬
‫أقبل كعب يشي إليه ‪ .. ‬فلما جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫فجعلت أمشي ف السواق ‪ ..‬وأطوف بالدينة ‪..‬‬
‫فقال له ‪ : r‬ما خلفك ‪ ..‬أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعن‬ ‫فل أرى إلرجل‪ S‬مغموصا‪ S‬عليه ف النفاق ‪ ..‬أو‬
‫اشتريت دابتك ‪..‬‬ ‫رجل‪ S‬قد عذره ال ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫نعم تلف كعب ف الدينة ‪ ..‬أما رسول ال ‪ r‬فقد‬
‫قال ‪ :‬فما خلفك ؟!‬ ‫مضى بأصحابه الثلثي ألفا‪.. S‬‬
‫فقال كعب ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن وال لو جلست عند‬ ‫حت إذا وصل تبوك ‪ ..‬نظر ف وجوه أصحابه ‪..‬‬
‫غيك من أهل الدنيا ‪ ..‬لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر‬ ‫فإذا هو يفقد رجل‪ S‬صالا‪ S‬من شهدوا بيعة العقبة ‪..‬‬
‫‪ ..‬ولقد أعطيت جدل‪.. S‬‬ ‫فيقول ‪ : r‬ما فعل كعب بن مالك ؟!‬
‫ولكن وال لقد علمت ‪ ..‬أن إن حدثتك اليوم حديث‬ ‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬خل‪Ç‬فه برداه والنظر ف‬
‫كذب ترضى به علي ‪ ..‬ليوشكن ال أن يسخطك علي‬ ‫عطفيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال معاذ بن جبل ‪ :‬بئس ما قلت ‪ ..‬وال يا نب‬
‫ولئن حدثتك حديث صدق ‪ ..‬تد علي• فيه ‪ ..‬إن لرجو‬ ‫ال ما علمنا عليه إل خيا‪.. S‬‬
‫فيه عفو ال عن ‪..‬‬ ‫فسكت رسول ال ‪.. r‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬وال ما كان ل من عذر ‪..‬‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫وال ما كنت قط أقوى ‪ ..‬ول أيسر من حي تلفت‬ ‫فلما قضى النب ‪ r‬غزوة تبوك ‪ ..‬وأقبل راجعا‪ S‬إل‬
‫عنك ‪..‬‬ ‫الدينة ‪ ..‬جعلت أتذكر ‪ ..‬باذا أخرج به من‬
‫ث سكت كعب ‪..‬‬ ‫سخطه ‪ ..‬وأستعي على ذلك بكل ذي رأي من‬
‫فالتفت النب ‪ r‬إل أصحابه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫أهلي ‪..‬‬
‫أما هذا ‪ ..‬فقد صدقكم الديث ‪ ..‬فقم ‪ ..‬حت يقضي‬ ‫حت إذا وصل الدينة ‪ ..‬عرفت أن ل أنو إل‬
‫ال فيك ‪..‬‬ ‫بالصدق ‪..‬‬
‫قام كعب ير خطاه ‪ ..‬وخرج من السجد ‪ ..‬مهموما‬ ‫فدخل النب ‪ r‬الدينة ‪ ..‬فبدأ بالسجد فصلى فيه‬
‫مكروبا‪ .. S‬ل يدري ما يقضي ال فيه ‪..‬‬ ‫ركعتي ‪ ..‬ث جلس للناس ‪..‬‬
‫فلما رأى قومه ذلك ‪ ..‬تبعه رجال منهم ‪ ..‬وأخذوا‬ ‫فجاءه الخلفون ‪ ..‬فطفقوا يعتذرون إليه ‪..‬‬
‫يلومونه ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬ ‫ويلفون له ‪..‬‬
‫وال ما نعلمك أذنبت ذنبا‪ S‬قط قبل هذا ‪ ..‬إنك رجل‬ ‫وكانوا بضعة وثاني رجل‪ .. S‬فقبل منهم رسول ال‬

‫‪64‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نعرف ‪..‬‬ ‫شاعر أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول ال ‪r‬‬
‫فأما ص احباي فجلسا ف بيوتما يبكيان ‪ ..‬جعل يبكيان‬ ‫با اعتذر إليه الخلفون !‪ ..‬هل اعتذرت بعذر‬
‫الليل والنهار ‪ ..‬ول يطلعان رؤوسهما ‪ ..‬ويتعبدان كأنما‬ ‫يرضى عنك فيه ‪ ..‬ث يستغفر لك ‪ ..‬فيغفر ال لك‬
‫الرهبان ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأما أنا فكنت أشب• القوم وأجلد هم ‪ ..‬فكنت أخرج‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫فأشهد الصلة مع السلمي ‪ ..‬وأطوف ف السواق ‪..‬‬ ‫فلم يزالوا يؤنبونن ‪ ..‬حت همت أن أرجع‬
‫ول يكلمن أحد ‪..‬‬ ‫فأكذب نفسي ‪..‬‬
‫وآت السجد فأدخل ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬هل لقي هذا معي أحد ؟‬
‫وآت رسول ال ‪ r‬فأسلم عليه ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬رجلن قال مثل ما قلت ‪ ..‬فقيل‬
‫فأقول ف نفسي ‪ :‬هل حرك شفتيه برد السلم علي أم‬ ‫لما مثل ما قيل لك ‪..‬‬
‫ل؟‬ ‫قلت ‪ :‬من ها ؟ قالوا ‪ :‬مرارة بن الربيع ‪ ..‬وهلل‬
‫ث أصلي قريبا‪ S‬منه ‪ ..‬فأسارقه النظر ‪ ..‬فإذا أقبلت على‬ ‫بن أمية ‪..‬‬
‫صلت ‪ ..‬أقبل إل ‪..‬‬ ‫فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا‪ .. S‬ل فيهما‬
‫وإذا التفت‪ â‬نوه ‪ ..‬أعرض عن ‪..‬‬ ‫أسوة ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫فقلت ‪ :‬و ال ل أرجع إ ليه ف هذا أبدا‪ .. S‬ول‬
‫ومضت على كعب اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬ ‫أكذب نفسي ‪..‬‬
‫وهو الرجل الشريف ف قومه ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫بل هو من أبلغ الشعراء ‪ ..‬عرفه اللوك والمراء ‪..‬‬ ‫ث مضى كعب ‪ .. t‬يسي حزينا‪ .. S‬كسي النفس ‪..‬‬
‫وسارت أشعاره عند العظماء ‪ ..‬حت تنوا لقياه ‪..‬‬ ‫وقعد ف بيته ‪..‬‬
‫ث هو اليوم ‪ ..‬ف الدينة ‪ ..‬بي قومه ‪ ..‬ل أحد يكلمه ‪..‬‬ ‫فلم يض وقت ‪ ..‬حت نى النب ‪ r‬الناس عن كلم‬
‫ول ينظر إليه ‪..‬‬ ‫كعب وصاحبيه ‪..‬‬
‫حت ‪ ..‬إذا اشتدت عليه الغربة ‪ ..‬وضاقت عليه الكربة‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫‪ ..‬نزل به امتحان آخر ‪:‬‬ ‫فاجتنبنا الناس ‪ ..‬وتغيو ا لنا ‪ ..‬فجعلت أخرج إل‬
‫فبينما هو يطوف ف السوق يوما‪.. S‬‬ ‫السوق ‪ ..‬فل يكلمن أحد ‪..‬‬
‫إذا رجل نصران جاء من الشام ‪..‬‬ ‫وتنكر لنا الناس ‪ ..‬حت ما هم بالذين نعرف ‪..‬‬
‫فإذا هو يقول ‪ :‬من يدلن على كعب بن مالك ‪ ..‬؟‬ ‫وتنكرت ل نا اليطان ‪ ..‬حت م ا هي ب اليطان الت‬
‫فطفق الناس ي شيون له إل كعب ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فناوله‬ ‫نعرف ‪..‬‬
‫صحيفة من ملك غسان ‪..‬‬ ‫وتنكرت ل نا الرض ‪ ..‬حت ما ه ي بالرض الت‬

‫‪65‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما اكتملت أربعون يوما‪.. S‬‬ ‫عجبا‪ !! S‬من ملك غسان ‪!!..‬‬
‫فإذا رس ول من ال نب ‪ r‬يأت إل كعب ‪ ..‬فيطرق عل يه‬ ‫إذن ق د وص ل خبه إل بلد الشام ‪ ..‬واهت م به‬
‫الباب ‪..‬‬ ‫ملك الغساسنة ‪ ..‬عجبا‪ !! S‬فماذا يريد اللك ؟!!‬
‫فيخرج كعب إ ليه ‪ ..‬لعله جاء بالفرج ‪ ..‬فإذا الرسول‬ ‫فتح كعب الرسالة فإذا فيها ‪:‬‬
‫يقول له ‪:‬‬ ‫" أما بعد ‪ ..‬ي ا كع ب بن مالك ‪ ..‬إ نه ب لغن أن‬
‫إن رسول ال ‪ r‬يأمرك أن تعتزل امرأتك ‪..‬‬ ‫صاحبك قد جفاك وأقصاك ‪ ..‬ولست بدار مضيعة‬
‫قالأ ‪ó:‬ط ل‪ç‬قها ‪ ..‬أم ماذا ؟‬ ‫ول هوان ‪ ..‬فالق بنا نواسك "‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن اعتزلا ول تقربا ‪..‬‬ ‫فلما أت قراءة الرسالة ‪ ..‬قال ‪ : t‬إنا ل ‪ ..‬قد طمع‬
‫فدخل كع ب على امرأته وقال ‪ :‬ال قي بأهلك فكون‬ ‫ف أهل الكفر ‪ !!..‬هذا أيضا‪ S‬من البلء والشر ‪..‬‬
‫عندهم حت يقضي ال ف هذا المر ‪..‬‬ ‫ث مضى ب الرسالة فورا‪ S‬إل التنور ‪ ..‬فأشعله ث‬
‫وأرسل النب ‪ r‬إل صاحب كعب بثل ذلك ‪..‬‬ ‫أحرقها فيه ‪..‬‬
‫فجاءت امرأة هلل بن أمية ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫ول يلتفت كعب إل إغراء اللك ‪..‬‬
‫ي ا رسول ال ‪ ..‬إ ن هلل ب ن أمي ة شي خ كبي ضعيف ‪..‬‬ ‫نعم ف تح له باب إل بلط اللوك ‪ ..‬وقصور‬
‫فهل تأذن ل أن أخدمه ‪..‬؟‬ ‫العظماء ‪ ..‬يدعونه إل الكرامة والصحبة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن ل يقربنك ‪..‬‬ ‫و الدينة م ن حوله تتجهمه ‪ ..‬والوجو ه تعبس ف‬
‫فقالت الرأة ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬وال ما به من حركة لشيء ‪..‬‬ ‫وجهه ‪..‬‬
‫ما زال مكتئبا‪ .. S‬يبكي الليل والنهار ‪ ..‬منذ كان من أمره‬ ‫يسلم فل يرد عليه السلم ‪..‬‬
‫ما كان ‪..‬‬ ‫ويسأل فل يسمع الواب ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار ‪..‬‬
‫ومرت اليام ثقيلة على كعب ‪ ..‬واشتدت الفوة عليه‬ ‫ول يفلح الشيطان ف زعزعته ‪ ..‬أو تعبيده لشهوته‬
‫‪..‬حت صار يراجع إيانه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫يكلم السلمي ول يكلمونه ‪..‬‬ ‫ألقى الرسالة ف النار ‪ ..‬وأحرقها ‪..‬‬
‫ويسلم على رسول ال ‪ r‬فل يرد عليه ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فإل أين يذهب ‪ !!..‬ومن يستشي !؟‬ ‫ومضت اليام تتلوها اليام ‪ ..‬وانقضى شهر كامل‬
‫قال كعب ‪: t‬‬ ‫‪ ..‬وكعب على هذا الال ‪..‬‬
‫فلما طال علي• البلء ‪ ..‬ذهبت إل أب قتادة ‪ ..‬وهو ابن‬ ‫والصار يشتد خناقه ‪ ..‬والضيق يزداد ثقله ‪..‬‬
‫عمي ‪ ..‬وأحب الناس إل ‪ ..‬فإذا هو ف حائط بستانه ‪..‬‬ ‫فل الرسول ‪ r‬ي مضي ‪ ..‬ول الوحي بالكم يقضي‬
‫فتسورت الدار عليه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪66‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الليلة ‪..‬‬ ‫ودخلت ‪ ..‬فسلمت عليه ‪..‬‬
‫فلما صلى النب ‪ r‬الفجر ‪ ..‬آذن الناس بتوبة ال عليهم‬ ‫فوال ما رد علي السلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يا أ با قتادة ‪ ..‬أتعلم أن‬
‫فانطلق الناس يبشرونم ‪..‬‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ي ا أبا قتادة ‪ ..‬أتعلم أن أ حب ال‬
‫فبينا أنا جالس على الال الت ذكر ال تعال ‪ ..‬قد‬ ‫ورسوله ؟‬
‫ضاقت علي نفسي ‪ ..‬وضاقت علي• الرض با رحبت ‪..‬‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫وما من شيء أهم إل‪ .. Ç‬من أن أموت ‪ ..‬فل يصلي علي‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يا أ با قتادة ‪ ..‬أتعلم أن‬
‫رسول ال ‪ .. r‬أو يوت ‪ ..‬فأكون من الناس بتلك النزلة‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫‪ ..‬فل يكلمن أحد منهم ‪ ..‬ول يصلي علي• ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬
‫فبينما أنا على ذلك ‪..‬‬ ‫س ع كعب هذا الواب ‪ ..‬من ا ب ن عم ه وأحب‬
‫إذ سعت صوت صارخ ‪ ..‬على جبل سلع بأعلى صوته‬ ‫الناس إليه ‪ ..‬ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫فلم يستطع أن يتجلد لا سعه ‪ ..‬وفاضت عيناه‬
‫ياااااا كعب بن مالك ! ‪ ..‬أبشر ‪..‬‬ ‫بالدموع ‪..‬‬
‫فخررت ساجدا‪ .. S‬وعرفت أن قد جاء فرج من ال ‪..‬‬ ‫ث اقتحم الائط خارجا‪.. S‬‬
‫وأقبل إل رجل على فرس ‪ ..‬والخر صاح من فوق جبل‬ ‫وذهب إل منزله ‪ ..‬وجلس فيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يقلب طرفه بي جدرانه ‪ ..‬ل زوجة تالسه ‪ ..‬ول‬
‫وكان الصوت أسرع من الفرس ‪..‬‬ ‫قريب يؤانسه ‪..‬‬
‫فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ‪ ..‬نزعت له ثوب‬ ‫وقد م ضت عليه م خسون ليلة ‪ ..‬من حي نى‬
‫فكسوته إياها ببشراه ‪ ..‬وال ما أملك غيها ‪..‬‬ ‫النب ‪ r‬الناس عن كلمهم ‪..‬‬
‫واستعرت ثوبي ‪ ..‬فلسبتهما ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫وانطلقت إل رسول ال ‪ .. r‬فتلقان الناس فوجا‪ .. S‬فوجا‬ ‫وف الليلة المسي ‪ ..‬نزلت توبتهم على النب ‪ r‬ف‬
‫‪..‬‬ ‫ثلث الليل ‪..‬‬
‫يهنئون بالتوبة ‪ ..‬يقولون ‪ :‬ليهنك توبة ال عليك ‪..‬‬ ‫وكان ‪ ‬ف بيت أم سلمة ‪ ..‬فتل اليات ‪..‬‬
‫حت دخلت السجد ‪ ..‬فإذا رسول ال ‪ e‬جالس بي‬ ‫فقالت أم سلمة ‪: t‬‬
‫أصحابه ‪ ..‬فلما رأون وال ما قام منهم إل إل طلحة بن‬ ‫يا نب ال ‪ ..‬أل نبشر كعب بن مالك ‪..‬‬
‫عبيد ال ‪ ..‬قام فاعتنقن وهنأن ‪ ..‬ث رجع إل ملسه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬إذا‪ S‬يطمكم الناس ‪ ..‬وينعونكم النوم سائر‬

‫‪67‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫له ‪ ..‬حت كان يقول بعد موت طلحة ‪ ..‬وهو يكي‬ ‫فوال ما أنساها لطلحة ‪..‬‬
‫القصة بعدها بسني ‪ :‬فوال ل أنساها لطلحة ‪..‬‬ ‫فمشيت حت وقف على رسول ال ‪ e‬فسلمت‬
‫وماذا فعل طلحة حت يأسر قلب كعب ؟ فعل مهارة‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫رائدة ‪ ..‬اهتم• به ‪ ..‬شاركه فرحته ‪ ..‬فصار له عنده‬ ‫وهو يبق وجهه من السرور ‪ ..‬وكان إذا س ر‬
‫حظوة ‪..‬‬ ‫استنار وجهه ‪ ..‬حت كأنه قطعة قمر ‪..‬‬
‫الهتمام بالناس ومشاركتهم ف مشاعرهم يأسر قلوبم ‪..‬‬ ‫فلما رآن قال ‪ :‬أبشر بي يوم مر• عليك منذ‬
‫لو كنت ف زحة المتحانات ‪ ..‬ووصلت إل هاتفك‬ ‫ولدتك أمك ‪..‬‬
‫المول رسالة مكتوب فيها ‪ ..‬بشرن عن امتحاناتك وال‬ ‫قلت ‪ :‬أمن عندك يا رسول ال ‪ ..‬أم من عند ال ؟‬
‫إن بال مشغول عليك وأدعو لك ‪ ،‬صديقك ‪ :‬إبراهيم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬بل من عند ال ‪ ..‬ث تل اليات ‪..‬‬
‫أليس ستزداد مبتك لذا الصديق ؟ بلى ‪..‬‬ ‫فجلست بي يديه ‪..‬‬
‫ولو كان أبوك مريضا‪ S‬ف الستشفى ‪ ..‬فبقيت معه ف‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! إن من توبت أن أنلع من‬
‫غرفته وأنت مشغول البال عليه ‪ ..‬واتصل بك صديق‬ ‫مال صدقة إل ال ‪ ..‬وإل رسوله ‪..‬‬
‫وسألك عنه ‪ ..‬وقال ‪ :‬تتاج مساعدة ؟ نن ف خدمتك‬ ‫فقال ‪ :‬أمسك عليك بعض مالك ‪ ..‬فهو خي لك‬
‫‪ ..‬فشكرته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث ف الساء اتصل وقال ‪ :‬إذا الهل يتاجون أي شيء‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ‪..‬‬
‫أشتريه لم ‪ ..‬فأخبن ‪ ..‬فشكرته ودعوت له ‪..‬‬ ‫وإن من توبت أل أحدث إل صدقا‪ S‬ما بقيت ‪..‬‬
‫أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر ‪..‬؟‬ ‫نعم ‪ ..‬تاب ال على كعب وصاحبيه ‪ ..‬وأنزل ف‬
‫بينما لو اتصل بك آخر وقال ‪ :‬فلن ‪ ..‬نن خارجون إل‬ ‫ذلك قرءانا‪ S‬يتلى ‪..‬‬
‫نزهة ف البحر ‪ ..‬هاه تذهب معنا ؟‬ ‫فقال عز وجل ‪:‬‬
‫فقلت ‪ :‬وال والدي مريض ول أستطيع ‪..‬‬ ‫لن•بال‪á‬م ه اج ر ين ول‪á‬أا ن ص ار‬
‫ل] ق د تاب الل ه ع لي‪Á‬ى او‬
‫فبدل أن يدعو له ويعتذر أن ل يسأل عن حاله ‪ ..‬قال لك‬ ‫ل اذت•بينع اوه ف ي س اعل‪á‬عة اس ر ة م ن بع د مكا اد ي ز يغ‬
‫‪ :‬أدري أنه مريض لكن هو ف الستشفى وعنده مرضون‬ ‫ابم إ ن•ه ب ه م ر ؤ وف‬
‫وب يق‪ à‬م ن ه ثم عم•ل تي ه‬
‫قل فر‬
‫ولن يستفيد من بقائك تعال معنا استمتع واسبح و ‪..‬‬ ‫ر ح يم×و*ع ل ىث اللثذ ةينال خ ل‪ç‬ف وا ح ت•ى إ ذ ا ضاق ت‬
‫قالا وهو يازحك ضاحكا‪ .. S‬وكأن مرض والدك ل يعنيه‬ ‫ع ل ي ه م أال‪á‬ر ضربمح اب ت و ض اق ت ل يع ه من أف س ه م‬
‫‪ ..‬كيف ستكون نظرتك إليه ؟‬ ‫و ظ ن‪â‬وان‪ á‬أل م ل‪á‬ج أ م ن لال هل إا إ ل يه ثم• تابع ل ي ه م‬
‫بل شك أن قدره ف قلبك ينخفض لنه ل يهتم بمومك‬ ‫ت•و•اب الر•حيم [ ‪..‬‬
‫يلت وب اوإ ن لال ه ه و ال‬
‫‪..‬‬ ‫والشاهد من هذه القصة ‪ ..‬أن طلحة ‪ t‬لا رأى‬
‫من أحرج ما وقع ل من مواقف ‪..‬‬ ‫كعبا‪ S‬قام إليه واعتنقه وهنأه ‪ ..‬فزادت مبة كعب‬

‫‪68‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صرت مرجا‪ S‬جدا‪ .. S‬أبوه مات ‪ ..‬وجثمانه معه ف‬ ‫أن كنت مسافرا‪ S‬إل جدة لعدة أيام ‪ ..‬كنت‬
‫الطائرة وأنا أمازحه وأضحك ‪ ..‬إن هذا لشيء عجاب !!‬ ‫مشغول‪ S‬جدا‪.. S‬‬
‫سكت‪ â‬قليل‪ S‬ث قلت ‪ :‬آآآآسف ‪ ..‬وال ما انتبهت إليك‬ ‫وصلتن رسالة خللا على هاتفي من أخي سعود‬
‫‪ ..‬فأنا هنا منذ أيام ‪ ..‬فأحسن ال عزاءك وغفر لوالدك‬ ‫كتب فيها ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫أحسن ال عزاءك ف ابن عمنا فلن توف ف ألانيا‬
‫وإن كنت ف القيقة معذورا‪ S‬ف عدم انتباهي إل شخصه‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فقد كنت ل أقابله إل قليل‪ .. S‬وأراه بثوبه وغترته ‪..‬‬ ‫اتصلت بأخي فأخبن أن ابن عمنا هذا ‪ -‬وهو‬
‫فلما لبس البنطال وجاءن فجأة ف زحة شباب من جدة‬ ‫شيخ كبي ‪ -‬ذهب قبل يومي لعلج القلب ف‬
‫‪ ..‬ل يقع ف نفسي أنه فلن ‪..‬‬ ‫ألانيا وتوف أثناء إجراء العملية ‪ ..‬وأن جثمانه‬
‫فمن الهتمام بالناس مشاركتهم ف مشاعرهم وإشعارهم‬ ‫سيصل قريبا‪ S‬إل مطار الرياض ‪ ..‬دعوت له‬
‫أن ههم هو هك ‪ ..‬وأنك تب الي لم ‪..‬‬ ‫وترحت عليه ‪ ..‬وأنيت الكالة ‪..‬‬
‫ومن هذا النطلق تد أن الشركات التطورة يكون عندها‬ ‫بعدها بيومي انتهت أعمال ف جدة وذهبت إل‬
‫إدارة للعلقات العامة ‪ ..‬مهمتها إرسال التهان‬ ‫الطار أنتظر وقت إقلع رحلت للرياض ‪..‬‬
‫والتبيكات ف الناسبات ‪ ..‬وتقدي الدايا ‪ ..‬ونو ذلك‬ ‫ف هذه الثناء كان ير ب عدد من الشباب فإذا‬
‫‪..‬‬ ‫رأون عرفون وأقبلوا مسلمي وكانوا أحيانا‪ S‬من‬
‫الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم‬ ‫الشباب الراهقي لم قصات شعر غريبة ‪ ..‬ومع‬
‫ملكت قلوبم وأحبوك ‪..‬‬ ‫ذلك كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تببا‬
‫خذ أمثلة سريعة من الواقع ‪:‬‬ ‫وتلطفا‪.. S‬‬
‫لو دخل شخص إل مكان مليء بالناس فلم يد مكانا‬ ‫انشغلت بكالة هاتفية ‪ ..‬فلما أنيتها فإذا شاب‬
‫يلس فيه ‪ ..‬فتفسحت قليل‪ .. S‬وأوسعت له مكانا‪ S‬وقلت‬ ‫يلبس بنطال‪ S‬وقميصا‪.. S‬يران فيقبل مس ل‪Ç‬ما‬
‫‪:‬‬ ‫مصافحا‪.. S‬‬
‫تفضل يا فلن ‪ ..‬تعال هنا ‪ ..‬لشعر باهتمامك وأحبك ‪..‬‬ ‫رحبت به وقلت مازحا‪ : S‬ما هذه الناقة ‪ ..‬أنت‬
‫أو لو كنتم ف حفل عشاء ‪ ..‬وأقبل يمل طعامه يتلفت‬ ‫اليوم كأنك عريس ‪ ..‬ونو هذه العبارات ‪..‬‬
‫يبحث عن طاولة فيها مكان فارغ ‪ ..‬فجهزت له كرسيا‬ ‫سكت الشاب قليل‪ S‬ث قال ‪:‬‬
‫وقلت ‪ :‬حياك اله يا فلن ‪ ..‬تفضل هنا ‪ ..‬لشعر‬ ‫ما عرفتن ‪ ..‬أنا فلن ‪ ..‬الن وصلت من ألانيا‬
‫باهتمامك أيضا‪.. S‬‬ ‫معي جثمان أب ‪ ..‬وأنا متوجه إل الرياض الن‬
‫عموما‪ S‬أشعر الناس بقيمتهم ‪ ..‬يبوك ‪..‬‬ ‫على أقرب رحلة ‪..‬‬
‫كان رسول ال ‪ e‬يرص على ذلك أيا حرص ‪..‬‬ ‫ف القيقة ‪ ..‬كأنا صب علي برميل ماء بارد ‪..‬‬

‫‪69‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالراج عات ‪..‬‬ ‫انظر إليه وقد قام يطب على منبه يوم جعة ‪..‬‬
‫وكانت الريضات يرغب ف اليء إليها دائما‪ S‬وكل واحدة‬ ‫وفجأة فإذا بأعراب يدخل إل السجد ويتخطى‬
‫تشعر أنا صديقة خاصة لذه الطبيبة ‪..‬‬ ‫الصفوف ‪ ..‬وينظر إل رسول ال ‪ .. e‬ويصيح‬
‫كانت هذه الطبيبة تارس مهارات متعددة تسحر با‬ ‫قائل‪ : S‬يا رسول ال ‪ ..‬رجل ل يدري ما دينه !‬
‫قلوب الخرين ‪..‬‬ ‫فعلمه دينه ‪..‬‬
‫من ذلك ‪ ..‬أنا اتفقت مع السكرتية أنا إذا اتصلت‬ ‫فنزل النب ‪ e‬من منبه ‪ ..‬وتوجه إل الرجل‬
‫إحدى الريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألا‬ ‫وطلب كرسيا‪ S‬فجلس عليه ‪ ..‬ث جعل يتحدث مع‬
‫عن شيء يص الرض ‪..‬‬ ‫الرجل ويشرح له الدين إل أن فهم ‪ ..‬ث عاد إل‬
‫فإن السكرتية تسألا عن اسها ‪ ..‬وترحب با ‪ ..‬ث‬ ‫منبه ‪..‬‬
‫تطلب منها التكرم بالتصال بعد خس دقائق ‪..‬‬ ‫قمة الهتمام بالناس ‪ ..‬ومن يدري ربا لو أهله‬
‫ث تأخذ السكرتية اللف الاص بذه الريضة ‪ ..‬وتناوله‬ ‫لرج الرجل وبقي جاهل‪ S‬بدينه إل أن يوت ‪..‬‬
‫للطبيبة ‪ ..‬فتقرأ الطبيبة معلومات الرض ‪ ..‬وتنظر إل‬ ‫ولو نظرت ف شائله ‪ .. e‬لوجدت من بينها أنه‬
‫بطاقتها الاصة ‪ ..‬ومعلوماتا الكاملة با فيها وظيفتها‬ ‫كان إذا صافحه أحد ل ينزع ‪ e‬يده من يد‬
‫وأساء أولدها ‪..‬‬ ‫الصافح ‪ ..‬حت ينزع ذاك يده أول‪.. S‬‬
‫فإذا اتصلت الريضة ‪ ..‬رحبت با الطبيبة ‪ ..‬وسألتها عن‬ ‫وكان ‪ e‬إذا كلمه أحد التفت إليه جيعا‪ .. S‬أي‬
‫مرضها ‪ ..‬وعن فلن ولدها الصغي ‪ ..‬وأخبار وظيفتها ‪..‬‬ ‫التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ‪..‬‬
‫و ‪..‬‬
‫فتشعر الريضة أن هذه الطبيبة تبها جدا‪ S‬لدرجة أنا تفظ‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫أساء أولدها وتتذكر مرضها ‪ ..‬ول تنس مكان عملها ‪..‬‬ ‫الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام‬
‫فترغب ف اليء إليها دائما‪.. S‬‬ ‫بم ‪ ..‬ملكت قلوبم ‪ ..‬وأحبوك ‪..‬‬
‫أرأيت أن امتلك القلوب وأسرها سهل جدا‪.. S‬‬
‫‪.25‬أشعرهم أنك تب الي لم ‪..‬‬
‫ول بأس أن تعب عن مبتك للخرين بكل صراحة ‪..‬‬
‫كلما كان قلبك ملوءا‪ S‬بالبة والنصح للخرين ‪..‬‬
‫سواء كانوا أبا‪ S‬أو أما‪ .. S‬أو زوجة أو أبناء ‪ ..‬أو زملء‬
‫كلما صرت صادقا‪ S‬ف مهاراتك ف التعامل معهم‬
‫وجيان ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫ل تكتم مشاعرك نوهم ‪ ..‬قل لن تبه ‪ :‬أنا أحبك ‪..‬‬
‫وكلما أحس الناس ببك لم ‪ ..‬ازدادوا هم أيضا‬
‫أنت غال‪ à‬إل قلب ‪..‬‬
‫لك مبة وقبول‪.. S‬‬
‫حت لو كان عاصيا‪ S‬قل له ‪ :‬إنك أحب إل من أناس‬
‫كانت إحدى الطبيبات تتلئ عيادتا الاصة دائما‬
‫كثيييي ‪..‬‬

‫‪70‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يكن أن تكتب إل أحبابك ‪ :‬دعوت لكم بي الذان‬ ‫ول تكذب فهو أحب إليك من مليي اليهود ‪..‬‬
‫والقامة ‪ ..‬أو ف ساعة المعة الخية ‪..‬‬ ‫أليس كذلك ‪ ..‬كن ذكيا‪.. S‬‬
‫وإذا كانت نيتك صالة فلن يكون ف هذا إظهار للعمل‬ ‫أذكر أن ذهبت مرة لداء العمرة ‪ ..‬وكنت خلل‬
‫أو رياء ‪ ..‬وإنا زيادة ألفة ومبة بي السلمي ‪..‬‬ ‫طواف وسعيي أدعو للمسلمي جيعا‪ .. S‬بالفظ‬
‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف ميم دعوي صيفي ف مدينة‬ ‫والنصر والتمكي ‪ ..‬وربا قلت ‪ :‬اللهم اغفر ل‬
‫الطايف ‪ ..‬ف جبال الشفاء وهي متنزه يتمع فيه أعداد‬ ‫واغفر لحباب وأصحاب ‪..‬‬
‫كبية من الشباب ‪..‬‬ ‫وبعد انتهائي من شعائرها ‪ ..‬حدت ال على‬
‫كان أكثر الاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم‬ ‫التيسي ‪..‬‬
‫الي والصلح ‪ ..‬أما الشباب الخرون فقد بقوا ف‬ ‫ث اكتريت فندقا‪ S‬لبيت فيه ‪ ..‬فلما وضعت رأسي‬
‫أطراف التنزهات ما بي لو وطرب ‪..‬‬ ‫على وسادت كتبت رسالة عب الاتف الوال أقول‬
‫انتهت الاضرة ‪..‬‬ ‫فيها ‪:‬‬
‫أقبل جع من الشباب يسلمون ‪..‬‬ ‫"الن أنيت العمرة وتذكرت أحباب وأنت منهم‬
‫كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال‬ ‫فلم أنسك من الدعاء ال يفظك ويوفقك " ‪..‬‬
‫جينز ضيق ‪ ..‬أقبل يصافح ويشكر ‪ ..‬فسلمت عليه‬ ‫انتهت الرسالة ‪..‬‬
‫برارة ‪ ..‬وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت ‪:‬‬ ‫أرسلتها إل الساء الخزنة ف ذاكرة الاتف ‪..‬‬
‫وجهك وجه داعية ‪ ..‬تبسم وانصرف ‪..‬‬ ‫كانت خسمائة اسم ‪..‬‬
‫بعدها بأسبوعي تفاجأت باتصال يقول ‪ :‬هاه ما عرفتن ‪..‬‬ ‫ل أكن أتصور التأثي العجيب لذه الرسالة ف‬
‫يا شيخ أنا الذي قلت ل وجهك وجه داعية ‪ ..‬وال‬ ‫قلوب الخرين ‪..‬‬
‫لصبحن داعية إن شاء ال ‪ ..‬ث صار يشرح ل مشاعره‬ ‫منهم من أرسل إل‪ : Ç‬وال إن أبكي وأنا أقرأ‬
‫بعد تلك الكلمات ‪..‬‬ ‫رسالتك ‪ ..‬أشكرك أنك ذكرتن بدعائك ‪..‬‬
‫أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة ‪ ..‬والبة ‪!..‬‬ ‫وآخر كتب ‪ :‬وال يا أبا عبد الرحن ما أدري ب‬
‫أما رسول ال ‪ e‬فقد كان ياسر قلوب الناس بروعة‬ ‫أرد عليك ! ولكن جزاك ال خيا‪.. S‬‬
‫أخلقه ‪ ..‬وقدرته على إظهار مبته الصادقة لم ‪..‬‬ ‫والثالث كتب ‪ :‬أسأل ال أن يستجيب دعاءك ‪..‬‬
‫كان أبو بكر وعمر ‪ ..‬أجل‪ Ç‬الصحابة ‪..‬‬ ‫ونن وال ل ننساك ‪..‬‬
‫وكانا يتنافسان ف الي دوما‪.. S‬‬ ‫نن ف القيقة نتاج بي الفينة والخرىنأ ن ذ ك‪Ç‬ر‬
‫وكان أبو بكر يسبق غالبا‪ .. S‬فإن بكر عمر للصلة وجد‬ ‫الناس بأننا نبهم ‪ ..‬وأن كثرة مشاغل الدنيا ل‬
‫أبا بكر سبقه ‪ ..‬وإن أطعم مسكينا‪ S‬وجد أبا بكر سبقه ‪..‬‬ ‫تنسنا إياهم ‪..‬‬
‫وإن صلى ليلة ‪ ..‬وجد ابا بكر قبله ‪..‬‬ ‫ول بأس أن يكون ذلك بثل هذه الرسائل ‪..‬‬

‫‪71‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان الناس يشعرون أنه ‪ ‬يبهم‪..‬فكانوا يهيمون به حبا‬ ‫وف يوم أمر النب ‪ ‬الناس بالصدقة لسد حاجة‬
‫‪..‬صلى بم ‪ ‬إحدى الصلوات ‪ ..‬فكأنه عجل بصلته‬ ‫نازلة نزلت بالسلمي ‪..‬‬
‫قليل‪ S‬حت بدت أقصر من مثيلتا ‪..‬‬ ‫وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من الال ‪..‬‬
‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬رأى ‪ e‬تعجب أصحابه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر ‪ ..‬إن سبقته يوما‪.. S‬‬
‫فقال لم ‪ :‬لعلكم عجبتم من تفيفي للصلة ؟‬ ‫ذهب عمر فجاء بنصف ماله ‪ ..‬فدفعه إل رسول‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ! ‪..‬‬ ‫ال ‪.. r‬‬
‫فقال ‪ : ‬إن سعت بكاء صب فرحت أمه ‪!!..‬‬ ‫فما أول كلمة قالا ‪ ‬لعمر لا رأى الال ؟‬
‫أرأيت كيف يب الخرين ‪ ..‬ويظهر لم هذه البة من‬ ‫هل سأله عن مقدار الال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب‬
‫خلل تعامله ‪..‬‬ ‫أم فضة ؟‬
‫لست وحدك ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬بل لا رأى ‪ ‬كثرة الال ‪ ..‬تكلم بكلمات‬
‫أظهر عواطفك ‪ ..‬كن صريا‪ : S‬أنا أحبك ‪ ..‬فرحت‬ ‫يستنتج منها عمر أنه مبوب عند رسول ال ‪.. ‬‬
‫بلقياك ‪ ..‬أنت غال إل قلب ‪..‬‬ ‫قال لعمر ‪ ( :‬ما أبقيت لهلك يا عمر ؟ ) ‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم مثله " ‪..‬‬
‫‪ 26‬ا‪ .‬حفظ الساء ‪..‬‬ ‫ويلس عمر عند رسول ال ‪ r‬منتشيا‪ .. S‬ينتظر أبا‬
‫وهذا من الهتمام بالناس ‪..‬‬ ‫بكر ‪..‬‬
‫ما أجل أن تقابل شخصا‪ S‬ما ف موقف عارض ‪ ..‬كلقاء‬ ‫فيأت أبو بكر ‪ t‬بال‪ à‬كثي فيدفعه إل رسول ال ‪r‬‬
‫عند بنك ‪ ..‬أو ف طائرة ‪ ..‬أو ف وليمة عامة ‪..‬‬ ‫وعمر واقف مكانه ‪ ..‬يرى العطاء ويسمع الوار‬
‫فتتعرف على اسه ‪ ..‬ث تراه ف موقف آخر ‪ ..‬فتقبل عليه‬ ‫‪..‬‬
‫قائل‪ : S‬مرحبا‪ S‬يا فلن ‪..‬‬ ‫فإذا بالنب ‪ ‬قبل أن يلتفت إل ما يتاجه من مال‬
‫ل شك أن ذلك يطبع ف قلبه لك مبة وتقديرا‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬يسأل أبا بكر ‪ ( :‬يا أبا بكر ‪ ..‬ما أبقيت لهلك‬
‫حفظك لسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامك به‬ ‫؟ ) ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫نعم فهو يب أبا بكر ‪ ..‬ويب أهله ‪ ..‬ول يرضى‬
‫فرق بي الدرس الذي يفظ أساء طلبه ‪ ..‬والذي ل‬ ‫بالضرر عليه ‪..‬‬
‫يفظ ‪..‬‬ ‫قال أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم ال‬
‫قولك للطالب ‪ :‬قم يا فلن ‪ ..‬أحسن من ‪ :‬قم يا طالب‬ ‫ورسوله ‪ ..‬أما الال فقد أتيت به جيعا‪.. S‬‬
‫‪..‬‬ ‫ل يأت بنصفه ‪ ..‬ول بربعه ‪ ..‬وإنا أتى به كله ‪..‬‬
‫حت ف الرد على الاتف ‪ ..‬أيهما أحب إليك ‪ ..‬أن‬ ‫فما كان من عمر ‪ t‬إل أن قال ‪ ":‬ل جر م ‪ ..‬ل‬
‫ييبك من تتصل به بقوله ‪ :‬نعم ‪..‬أو ألو ‪..‬‬ ‫سابقت أبا بكر أبدا‪.. " S‬‬

‫‪72‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فكان لذا تأثي كبي عليه ‪..‬‬ ‫أو يقول متفيا‪ : S‬مرحبا‪ S‬يا خالد ‪ ..‬هل أبو عبد ال‬
‫كثي من الناس يقتنع بذا ويتمن لو استطاع حفظ أساء‬ ‫‪..‬‬
‫الخرين ‪..‬‬ ‫بل شك ان استماعك لسك له ف القلب رنة قبل‬
‫أما أسباب عدم حفظ الساء ‪ ..‬فهي كثية ‪..‬‬ ‫الذن ‪..‬‬
‫منها ‪ ..‬عدم الهتمام بالشخاص أثناء مقابلتهم ‪..‬‬ ‫جرت العادة بعد الاضرات العامة أن يزدحم علي‬
‫ومنها ‪ ..‬التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء‬ ‫بعض الشباب يصافحون ويشكرون ‪..‬‬
‫استماع السم ‪..‬‬ ‫كنت أحرص على ترديد كلمة ‪ :‬السم الكري ؟‬
‫ومنها ‪ ..‬موقفك تاه الشخص القابل ‪..‬‬ ‫حياك ال من الخ ؟ ‪ ..‬أقولا لكل واحد أسلم‬
‫كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى ‪ ..‬فتقول ف نفسك‬ ‫عليه لبدي له اهتمامي به ‪ ..‬فكان كل واحد‬
‫‪ :‬ل داعي لفظ السم ‪..‬‬ ‫ييبن مستبشرا‪ : S‬أخوك زياد ‪ ..‬ابنك ياسر ‪..‬‬
‫أو كان إنسانا‪ S‬بسيطا‪ S‬ل يستثي اهتمامك ‪..‬‬ ‫وأذكر يوما‪ S‬أنه بعدما سلم عدد كبي منهم ومضوا‬
‫أو عندما ل تسمع السم جيدا‪ S‬وتشعر برج من طلب‬ ‫‪ ..‬عاد أحدهم ليسأل ‪ ..‬فأول ما أقبل علي• قلت‬
‫إعادة اسه ‪..‬‬ ‫له ‪ :‬حياك ال يا خالد ‪ ..‬فابتهج وقال ‪ :‬ما شاء ال‬
‫فهذه أسباب تعل الناس ل يفظون الساء ‪..‬‬ ‫!! تعرف اسي !!‬
‫أما العلج لفظ الساء ‪ ..‬فله طرق ‪ ..‬منها ‪:‬‬ ‫الناس عموما‪ S‬يبون مناداتم بأسائهم ‪..‬‬
‫القتناع بأهية تذكر السم واستشعارك أنك بسماعك له‬ ‫من العروف أن الوظف العسكري يعلق لوحة‬
‫ستسأل عنه بعد دقائق ‪..‬‬ ‫صغية على صدره فيها اسه ‪..‬‬
‫ومنها ‪ ..‬التركيز على وجه الشخص أثناء الستماع إل‬ ‫فأذكر أن ألقيت ماضرة ف إحدى الناطق‬
‫اسه ‪..‬‬ ‫العسكرية ‪ ..‬فازدحم أكثرهم مسلما‪ S‬بعد الاضرة‬
‫حاول أن تلحظ الشخص القابل وطبيعة حديثه‬ ‫‪..‬‬
‫وابتسامته لينطبع ف ذاكرتك ‪..‬‬ ‫كان أحدهم يقترب ويبتعد ‪ ..‬وكأنه يريد السلم‬
‫أثناء حديثك معه ناده باسه مرارا‪ .. S‬صحيح يا فلن ‪..‬؟‬ ‫لكنه يجل من مزاحة الخرين ‪..‬‬
‫سعت يا فلن ‪..‬؟ أنت معي يا فلن ‪..‬؟ وكرره أكثر من‬ ‫التفت إليه ولت لوحة اسه ‪ ..‬فمددت يدي إليه‬
‫مرة ‪..‬‬ ‫وقلت ‪ :‬مرحبا‪ S‬فلن !! فتغي وجهه وتعجب ‪..‬‬
‫ومد يده مصافحا‪ S‬وهو يتبسم ويقول ‪ :‬هاه !!‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫كيف عرفت اسي ؟‬
‫أشعرن باهتمامك ب ‪ ..‬بفظك اسي ‪ ..‬ونادن به ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا أخي الذين نبهم ‪ ..‬لزم نعرف‬
‫لحبك ‪..‬‬ ‫أساءهم ‪..‬‬

‫‪73‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أثن عليه ‪ ..‬تفاعل معه ‪ ..‬كن لاحا‪ .. S‬فهو ما وضع‬
‫الطيب إل لجلك ‪..‬‬ ‫‪.27‬كن لاحا‪S‬‬
‫ردد عبارات جيلة ‪ ..:‬ما هذه الروائح ‪ ..‬ما أحسن‬ ‫قسم كبي من الشياء الت نارسها ف الياة ‪..‬‬
‫ذوقك ‪..‬‬ ‫نفعلها لجل الناس ل لجل أنفسنا ‪..‬‬
‫دعاك شخص لطعام ‪ ..‬أثن على طعامه ‪ ..‬فإنك تعلم أن‬ ‫عندما ت دعى لوليمة عرس ‪ ..‬فتلبس أحسن ثيابك‬
‫أمه أو زوجته أو أخته وقفت ساعات ف الطبخ لجلك‬ ‫‪ ..‬إنا تفعل ذلك لجل لفت انتباه الناس وجذب‬
‫‪ ..‬أو لجل الدعويي عموما‪ .. S‬وأنت منهم ‪..‬‬ ‫إعجابم ‪ ..‬ل لجل لفت انتباه نفسك ‪..‬‬
‫أو أنه على القل تعب ف إحضاره من الطعم ومل‬ ‫وتفرح إذا لحظت أنم أعجبوا بمال هيئتك ‪..‬‬
‫اللويات ‪ ..‬و ‪ ..‬فأسعه كلمات تعله يشعر أنك مت له‬ ‫أو رونق ثيابك ‪..‬‬
‫با قدم لك ‪ ..‬وأن تعبه ل يذهب سد ى ‪..‬‬ ‫وعندما تؤثث ملس ضيوفك ‪ ..‬وتتكلف ف‬
‫دخلت بيت أحد أصدقائك – أو دخلت بيت إحدى‬ ‫تزويقه والعناية به ‪ ..‬إنا تفعل ذلك أيضا‪ S‬لجل‬
‫صديقاتك – فرأيت أثاثا‪ S‬جيل‪ .. S‬فأثن على الثاث ‪..‬‬ ‫نظر الناس ‪ ..‬ل لجل نظر نفسك ‪ ..‬بدليل أنك‬
‫والذوق الرفيع ‪ ( ..‬لكن انتبه ل تبالغ حت ل يشعر أنه‬ ‫تعتن بغرفة استقبال الضيوف أكثر من عنايتك‬
‫استهزاء ) ‪..‬‬ ‫بالصالة الداخلية ‪ ..‬أو بمام أطفالك !!‬
‫حضرت ف ملس عام ‪ ..‬فسمعت حد يتكلم مع‬ ‫عندما تدعو أصحابك إل طعام ‪ ..‬أل ترى أن‬
‫الاضرين بانطلق ‪ ..‬وقد أحيا اللس ‪ ..‬وأسعد‬ ‫زوجتك – وربا أنت ‪ -‬تعتن بترتيب الطعام‬
‫الاضرين ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬خذ بيده إذا قمتم ‪ ..‬قل له ‪ :‬ما‬ ‫وتنويعه أكثر من العادة ‪ ..‬بلى ‪ ..‬وكلما زادت‬
‫شاء ال ‪ !!..‬ما هذه القدرات !! بصراحة ما مل ح اللس‬ ‫أهية هؤلء الصحاب ‪ ..‬زادت العناية بالطعام ‪..‬‬
‫إل حضورك ‪..‬‬ ‫وكم تكون سعادتنا غامرة عندما يثن أحد على‬
‫جرب افعل ذلك ‪ ..‬فسوف يبك ‪..‬‬ ‫لباسنا أو ديكورات بيوتنا ‪ ..‬أو لذة طعامنا ‪..‬‬
‫رأيت موقفا‪ S‬جيل‪ S‬لولد مع أبيه ‪..‬قب•ل يد ه ‪..‬قر•ب إليه‬ ‫وقد قال ‪ " : e‬وليأت إل الناس الذي يب أن‬
‫نعليه ‪ ..‬أثن على الولد ‪ ..‬كن لاحا‪.. S‬‬ ‫يأتوا إليه " أي عامل الناس با تب أن يعاملوك به‬
‫لبس ثوبا‪ S‬جديدا‪ .. S‬أثن عليه ‪ ..‬كن لاحا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬
‫زرت أختك ‪ ..‬رأيت عنايتها بأولدها ‪ ..‬كن لاحا‪ .. S‬أثن‬ ‫كيف ‪..‬؟!‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫رأيت على صاحبك ثوبا‪ S‬جيل‪ .. S‬انتبه له ‪ ..‬أثن‬
‫رأيت عناية صاحبك بأولده ‪ ..‬أو روعة ترحيبه بضيوفه‬ ‫عليه ‪ ..‬أسعه كلمات رنانة ‪ ..‬ما شاء ال !! ما‬
‫‪ ..‬كن جريئا‪ .. S‬لاحا‪ .. S‬أثن عليه ‪ ..‬أخرج ما ف صدرك‬ ‫هذا المال !! اليوم كأنك عريس !!‬
‫من العجاب به ‪..‬‬ ‫زارك يوما‪ S‬فشممت من ثيابه عطرا‪ S‬فواحا‪ S‬جيل‪.. S‬‬

‫‪74‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتطييبها ‪..‬‬ ‫ركبت مع شخص ف سيارته ‪ ..‬أو استأجرت‬
‫ث التفت‪ â‬إليه وابتسمت وقلت ‪:‬‬ ‫تاكسي ‪ ..‬لحظت نظافة سيارته ‪..‬ح سن قيادته‬
‫ماااا شاااااء ال !!‪ ..‬إيش هالروائح اللوة !! أخاف‬ ‫‪ ..‬كن لاحا‪ .. S‬أثن عليه ‪..‬‬
‫عميد الكلية أول ما يشم هالرائحة اللوة يصرخ بأعلى‬ ‫قد تقول ‪ :‬هذه أمور عادية ‪ ..‬صحيح لكنها مؤثرة‬
‫صوته يقول ‪ :‬مقبوووووول ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل تتصور مدى السرور الذي غطى على قلبه ‪ ..‬والبشر‬ ‫لقد جربت ذلك بنفسي ‪ ..‬ومارست هذه الهارة‬
‫الذي طفح على وجهه ‪..‬‬ ‫مع أعداد من الناس ‪..‬كبارا‪ S‬وصغارا‪ .. S‬وعمال‬
‫التفت إل ‪ ..‬وقال بماس ‪ :‬أشكرك يا أبا عبد الرحن ‪..‬‬ ‫بسطاء ‪ ..‬ومدرسي ‪ ..‬بل مارستها مع أشخاص‬
‫أشكرك ‪ ..‬وال إنه عطر غااال ‪ ..‬وأضعه دائما‪ S‬والناس ما‬ ‫يشغلون مناصب عليا ‪ ..‬ورأيت من تأثرهم‬
‫يلحظونه ‪ ..‬ث بدأ يشمه من طرف غترته ويقول ‪ :‬بال‬ ‫أعاجيب ‪..‬‬
‫عليك ‪ :‬ذوقي حلو ‪..‬؟!‬ ‫خاصة ف الشياء الت ينتظرها الناس منك ‪ ..‬كيف‬
‫آآآه ‪ ..‬مر على هذا الوقف أكثر من عشر سنوات ‪..‬‬ ‫؟‬
‫فقد ترج عبد اليد من الامعة وتعي ف وظيفة منذ‬ ‫عريس ‪ ..‬رأيته بعد زواجه بأسبوع ‪..‬‬
‫سنوات ‪ ..‬إل أن ذلك الوقف ل يزال عالقا‪ S‬ف أذنه ‪..‬‬ ‫رجل حصل على شهادة عليا ‪..‬‬
‫ربا ذكرن به مازحا‪ S‬ف بعض اللقاءات ‪..‬‬ ‫شخص سكن بيتا‪ S‬جديدا‪.. S‬‬
‫نعم ‪ ..‬كن لاحا‪ .. S‬التحكم بعواطف الناس وكسب‬ ‫كلهم بل شك ينتظرون منك كلمات ‪ ..‬كن كما‬
‫مبتهم سهل جدا‪ .. S‬لكننا ف أحيان كثية نغفل عن‬ ‫يتوقعون ‪..‬‬
‫مارسة مهارات عادية نكسبهم با ‪..‬‬ ‫كان عبد اليد ‪ -‬ابن عمي ‪ -‬شابا‪ S‬ف الرحلة‬
‫ول تعجب إن قلت إن صاحب اللق العظيم ‪ ‬كان‬ ‫الثانوية ‪ ..‬بعد ترجه طلب من الذهاب معه‬
‫يارس هذه الهارات ‪ ..‬وأحسن منها ‪..‬‬ ‫للجامعة لتسجيله فيها ‪ ..‬اتصلت به ذات صباح‬
‫ف أول سني السلم ‪ ..‬لا ضيق على السلمي ف دينهم‬ ‫ومررت على بيته بسيارت ليافقن للجامعة ‪..‬‬
‫بكة ‪ ..‬هاجروا إل الدينة ‪..‬‬ ‫كانت الشاعر تتزاحم ف قلبه ‪ ..‬فهو ينتقل إل‬
‫تركوا ديارهم وأموالم ‪..‬‬ ‫مرحلة جديدة ‪ ..‬ويفكر ف الكلية الت ستقبله ‪..‬‬
‫قدم عبد الرحن بن عوف الدينة مهاجرا‪ .. S‬وكان ف مكة‬ ‫أول ما ركب سيارت شمت رائحة عطره ‪ ..‬كانت‬
‫تاجرا‪ S‬مكنا‪ .. S‬لكنه جاء الدينة فقيا‪ S‬معدما‪.. S‬‬ ‫رائحة نفاثة جدا‪ .. S‬ويبدو أنه قد أفرغ العلبة كلها‬
‫كحل سريع للمشكلة ‪ ..‬آخى النب ‪ ‬بي الهاجرين‬ ‫ذلك اليوم على ملبسه ‪..‬‬
‫والنصار ‪..‬‬ ‫بصراحة خنقن بالرائحة ‪ ..‬فتحت النوافذ لتنفس‬
‫آخى بي عبد الرحن بن عوف وبي سعد بن الربيع‬ ‫‪ ..‬شعرت أن السكي تكلف ف تزويق ثيابه ‪..‬‬

‫‪75‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عجب النب ‪ .. e‬كيف استطاع أن يتزوج وهو حديث‬ ‫النصاري ‪..‬‬
‫عهد بجرة ‪!!..‬‬ ‫كانت نفوسهم سليمة ‪ ..‬وقلوبم صافية ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬فما أصدقتها ؟"‬ ‫فقال سعد لعبد الرحن ‪ :‬أي أخي• ‪ ..‬أنا أكثر أهل‬
‫فقال ‪ :‬وزن نواة من ذهب ‪..‬‬ ‫الدينة مال‪.. S‬‬
‫فأراد ‪ r‬أن يزيد من فرحته ‪ ..‬فقال " أول م ولو بشاة " ‪..‬‬ ‫فأقسم مال نصفي ‪ ..‬فخذ نصفه وأبق ل نصفه ‪..‬‬
‫ث دعا له النب ‪ .. e‬بالبكة ف ماله وتارته ‪..‬‬ ‫ث خشي سعد أن عبد الرحن يريد أن يتزوج ‪..‬‬
‫فحلت البكة عليه ‪..‬‬ ‫ول يد زوجة ‪..‬‬
‫قال عبد الرحن وهو يصف كسبه وتارته ‪ :‬فلقد رأيتن‬ ‫فعرض عليه أن يزوجه ‪..‬‬
‫ولو رفعت حجرا‪ S‬لرجوت أن أصيب ذهبا‪ S‬وفضة ‪..‬‬ ‫فقال عبد الرحن ‪ :‬بارك ال لك ف أهلك ومالك‬
‫وكان ‪ e‬لاحا‪ S‬حت مع الضعفاء والساكي ‪..‬‬ ‫‪..‬د ل‪Ç‬ن على السوق ‪!!..‬‬
‫يشعرهم بقيمتهم ‪ ..‬يعلهم يسون أنه منتبه لم ‪ ..‬وأنم‬ ‫صحيح ‪ ..‬عبد الرحن ترك ماله ف مكة واستول‬
‫مهمون عنده ‪ ..‬وأنه يقدر لم أعمالم الت يقومون با‬ ‫عليه الكفار ‪..‬‬
‫مهما كانت متواضعة ‪..‬‬ ‫لكنه كان ذا عقل راجح ‪ ..‬وخبة تارية واسعة ‪..‬‬
‫فإذا افتقدهم ‪..‬ذ ك رهم بالي ‪ ..‬وتلم‘ح أعمالم ‪..‬‬ ‫دله سعد على السوق ‪ ..‬فذهب فاشترى وباع‬
‫فتشجع الخرون أن يفعلوا كفعلهم ‪..‬‬ ‫فربح ‪..‬‬
‫كان ف الدينة امرأة سوداء ‪ ..‬مؤمنة صالة ‪ ..‬كانت‬ ‫يعن اشترى بضاعة بالجل ث باعها حالة ‪ ..‬فصار‬
‫تكنس السجد ‪..‬‬ ‫عنده رأس مال تاجر فيه ‪..‬‬
‫كان ‪ ‬يراها أحيانا‪ .. S‬فيعجب برصها ‪..‬‬ ‫وكان يتقن فن البيع والشراء والماكسة ‪ ..‬حت‬
‫مرت أيام ‪ ..‬ففقدها رسول ال ‪ .. r‬فسأل عنها ؟‬ ‫جع مال‪ S‬فتزوج ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ماتت يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ث جاء إل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وعليه‬
‫فقال ‪ :‬أفل كنتم آذنتمون ‪..‬‬ ‫ود ع زعفران ‪ ..‬أي أثر طيب نساء ‪!!..‬‬
‫فصغ‘روا أمرها ‪ ..‬وأنا مسكينة مغمورة ل تستحق أن‬ ‫ليس غريبا‪ S‬فهو ( عريس ) ‪..‬‬
‫يب عنها رسول ال ‪ .. ‬وقالوا أيضا‪ : S‬ماتت بليل ‪..‬‬ ‫النب ‪ ‬طبيب النفوس ‪ ..‬كان لاحا‪ .. S‬يترقب‬
‫فكرهنا أن نوقظك ‪..‬‬ ‫الفرص لصطياد القلوب ‪ ..‬أول ما رآه ‪ ..‬انتبه‬
‫فحرص ‪ ‬على أن يصلي عليها ‪ ..‬فعملها وإن رآه‬ ‫لذا التغي ‪ ..‬وجعل ينظر إل أثر الطيب ويقول‬
‫الناس صغيا‪ S‬فهو عند ال كبي ‪ ..‬ولكن كيف يصلي‬ ‫لعبد الرحن ‪ " :‬مهيم ؟ " ‪ ..‬أي ما الب ؟‬
‫عليها وقد ماتت ودفنت ؟!‬ ‫ابتهج عبد الرحن ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬دلون على قبها ‪..‬‬ ‫تزوجت امرأة من النصار ‪..‬‬

‫‪76‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يلحظ خالد الرائحة ‪ ..‬ول يعلق بكلمة ‪..‬‬ ‫فمشوا معه حت أوقفوه على قبها ‪ ..‬دلوه فصلى‬
‫فقال له صاحبنا باستغراب ‪ :‬ما تشم رائحة عطر جيلة ؟!‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫قال خالد ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ : ‬إن هذه القبور ‪ ..‬ملوءة ظلمة على‬
‫فقال صحبنا ‪ :‬أكيد أنفك مسدود ‪!!..‬‬ ‫أهلها ‪ ..‬وإن ال عز وجل ينورها لم بصلت‬
‫فأجاب خالد فورا‪ .. : S‬لو كان أنفي مسدودا‪ .. S‬ما‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫شمت رائحة عرقك ‪!!..‬‬ ‫فبال عليك ‪ ..‬ما هو شعور من رأوه ‪ ‬ينتبه إل‬
‫هذا العمل الصغي من امرأة ضعيفة ‪ ..‬كيف‬
‫اعتراف ‪..‬‬ ‫سيكون حاسهم للقيام بثل فعلها وأعظم ‪..‬‬
‫مهما بلغ الشخص من النجاح ‪ ..‬إل أنه يبقى بشرا‬ ‫دعن أهس ف أذنك ‪:‬‬
‫يطرب للثناء ‪..‬‬ ‫نن ف متمع ل يقدر أحيانا‪ S‬مثل هذه الهارات ‪..‬‬
‫فانتبه !!ل يطفئ‪ á‬حاس ك فريق من الثقلء الغلظ‬
‫‪.28‬انتبهكن‪ :‬ل‪Ç‬ـ‪õ‬احا‪ ÔÔÔS‬للجمال فقط ‪..‬‬
‫الذين مهما لت ما عندهم من لطائف ‪ ..‬وأثنيت‬
‫بعض الناس يتحمس كثيا‪ S‬لن‪ á‬يكون لاحا‪ .. S‬فل يكاد‬
‫عليهم بالكلمات الرقيقة الرنانة ‪ ..‬ل يتأثروا ‪ ..‬أو‬
‫يسكت عن اللحظة والثناء ‪..‬‬
‫ردوا على تلطفك بكلمات سامة مجوجة ‪ ..‬ل‬
‫لكنهم قالوا قديا‪ : S‬الشيء إذا زاد عن حده ‪ ..‬انقلب إل‬
‫طعم لا ‪ ..‬بل ول لون ول رائحة !!‬
‫ضده ‪..‬‬
‫ومن لطائف هؤلء ‪..‬‬
‫ومن تعجل الشيء قبل أوانه ‪ ..‬عوقب برمانه ‪..‬‬
‫أن شابا‪ – S‬أعرفه – د عي إل وليمة كبية ‪ ..‬فيها‬
‫فكن لاحا‪ S‬للشياء الميلة الرائعة ‪ ..‬الت يفرح الشخص‬
‫أشخاص مهمون ‪ ..‬مر على السوق ف طريقه ‪..‬‬
‫برؤية الناس لا ‪ ..‬وينتظر ثناءهم عليها ‪ ..‬ويطرب‬
‫ودخل مل عطور وأظهر أنه سيشتري فجعل‬
‫لسماع ألفاظ العجاب با ‪..‬‬
‫الوظف يتفي به ‪ ..‬ويرش عليه من أنواع العطور‬
‫أما الشياء الت يستحي من رؤيتها ‪ ..‬أو يجل من‬
‫ما غل ثنه وزكا ريه ‪ ..‬ليختار من بينها ما يناسبه‬
‫ملحظتها فحاول أن تتعامى عنها ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫مثل‪: S‬‬
‫فلما امتلت ثياب صاحبنا طيبا‪ .. S‬قال للبائع‬
‫دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قدية ‪..‬‬
‫بلطف ‪ :‬أشكرك ‪ ..‬وإن أعجبن شيء منها فقد‬
‫فانتبه من أن تكون من الثقلء الذي ل يكفون عن تقدي‬
‫أعود إليك ‪..‬‬
‫اقتراحات ل تطلب منهم ‪..‬‬
‫ذهب سريعا‪ S‬إل الوليمة متداركا‪ S‬رائحة العطر قبل‬
‫انتبه من أن يفرط لسانك بقول ‪ :‬لاذا ما تغي‬
‫أن تزول ‪..‬‬
‫الكراسي ؟!‬
‫جلس على العشاء بانب صديقه خالد ‪ ..‬ل‬

‫‪77‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فتأو•ه صاحب الدار تأو‪â‬ه الزين وقال ‪:‬ول قن‘ع ك ال با‬ ‫الثريات نصفها ما يشتغل ‪!!..‬‬
‫آتاك ‪ ..‬لا كانت مطهرت مرهونة !!‬ ‫لاذا ل تشتري ثريات جديدة !!‬
‫وكذلك لو زرت مريضا‪ S‬فل تردد عليه ‪:‬‬ ‫دهان الدار قديييييم ‪ ..‬لاذا ما تدهنه بألوان‬
‫أووووه ‪ ..‬وجهك أصفر ‪ ..‬عيناك زائغتان ‪ ..‬جلدك‬ ‫جديدة !!‬
‫يابس ‪..‬‬ ‫يا أخي هو ل يطلب منك اقتراحات ‪ ..‬ولست‬
‫عجبا‪ !! S‬هل أنت طبيبه ؟ قل خيا‪ S‬أو اصمت ‪..‬‬ ‫مهندس ديكور اتفق معك على أن يستفيد من‬
‫ذكروا أن رجل‪ S‬زار مريضا‪ .. S‬فجلس عنده قليل‪ .. S‬ث‬ ‫آرائك ‪ ..‬ابق ساكتا‪.. S‬‬
‫سأله عن علته ‪ ..‬فأخبه الريض با ‪ ..‬وكانت علة‬ ‫لعله ل يستطيع تغييها ‪..‬‬
‫خطية ‪..‬‬ ‫لعله ير بضائقة مالية ‪..‬‬
‫فصرخ الزائر ‪:‬‬ ‫لعله ‪..‬‬
‫آآآآ ‪ ..‬هذه العلة أصابت فلنا‪ S‬صاحب فمات منها ‪..‬‬ ‫ليس أثقل على الناس من يرجهم بالنظر إل ما‬
‫وأصابت فلنا‪ S‬صديق أخي ول يزال مقعدا‪ S‬منها أشهرا‪ S‬ث‬ ‫يستحون منه ‪ ..‬ث يثيه ويبدأ ف التعليق عليه ‪..‬‬
‫مات ‪ ..‬وأصابت فلنا‪ S‬جار زوج أخت ومات ‪..‬‬ ‫ومثل ذلك ‪ ..‬لو كان ثوبه قديا‪ .. S‬أو مكيف‬
‫والريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر ‪..‬‬ ‫سيارته متعطل ‪ ..‬قل خيا‪ S‬أو اصمت ‪..‬‬
‫فلما أنى الزائر كلمه وأراد الروج التفت إل الريض‬ ‫ذكروا أن رجل‪S‬زار صاحبا‪ S‬له فوضع له خبزا‪ S‬وزيتا‬
‫وقال ‪ :‬هاه ‪ ..‬توصين بشيء ؟‬ ‫‪..‬‬
‫قال الريض ‪ :‬نعم ‪ ..‬إذا خرجت فل ترجع إل ‪ ..‬وإذا‬ ‫فقال الضيف ‪ :‬لو كان مع هذا البز زعتر !!‬
‫زرت مريضا‪ S‬فل تذكر عنده الوتى ‪..‬‬ ‫فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعترا‬
‫وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا‪ S‬مرضت عجوز صديقة‬ ‫للضيف فلم يد ‪..‬‬
‫لا ‪..‬‬ ‫فخرج ليشتري ول يكن معه مال ‪ !..‬فأب صاحب‬
‫احدا‪ S‬و احدا‪ S‬أن‬
‫فجعلت هذه العجوز تلتمس من أبنائها و‬ ‫الدكان أن يبيعه بالجل ‪ ..‬فرجع وأخذ وأخذ‬
‫يذهبوا با لتلك الريضة لزيارتا وهم يتعللون ويعتذرون‬ ‫مطهرته ( وهي الناء الذي يضع فيه الاء ليتوضأ‬
‫‪..‬‬ ‫منه ) فخرج با ودفعها إل صاحب الدكان – رهنا‬
‫حت رضي أحد أبنائها على مضض ‪ ..‬وذهب با بسيارته‬ ‫– حت إذا ل يسدد له قيمة الزعتر يبيع صاحب‬
‫‪..‬‬ ‫الدكان الطهرة ويستوف الثمن لنفسه ‪..‬‬
‫فلما وصل بيت العجوز الريضة نزلت أمه وجعل ينتظرها‬ ‫ث أخذ الزعتر ورجع به إل ضيفه ‪ ..‬فأكل ‪..‬‬
‫ف سيارته ‪..‬‬ ‫فلما انتهى الضيف من الطعام قال ‪ :‬المد ل‬
‫دخلت الم على الريضة فإذا هي قد تك‪Ç‬ن منها الرض ‪..‬‬ ‫الذي أطعمنا وسقانا ‪ ..‬وقنعنا با آتانا ‪..‬‬

‫‪78‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬ما الناسبة ؟!‬ ‫فسلمت عليها ودعت لا ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬يعن ‪ ..‬مناسبة أيام الامعة ‪..‬‬ ‫فلما مشت خارجة مرت ببنات الريضة وهن يبكي‬
‫فيقول ‪ :‬مناسبة إيش ؟!! ناح ‪ ..‬أم كنتم ف رحلة ‪ ..‬أو‬ ‫ف صالة البيت ‪..‬‬
‫يكن ‪ ..‬أأ ‪..‬‬ ‫فقالت بكل براءة ‪ :‬أنا ل يتيسر ل اليء أليكن‬
‫ويستمر ف استجوابه لك على قضية تافهة ‪!!..‬‬ ‫كلما أردت ‪ ..‬وأمكم مريضة ويبدو ل أنا‬
‫بال عليك أل تدثك نفسك أن تصرخ به ‪ :‬لاااا تتدخل‬ ‫ستموت ‪ ..‬فأحسن ال عزاءكم من الن ‪!!..‬‬
‫فيما ل يعنيك ‪..‬‬ ‫فانتبه يا لبيب ‪ ..‬كن لاحا‪ S‬لا يفرح ويسر ‪ ..‬ل لا‬
‫وقد يزداد المر سوءا‪ S‬لو أحرجك بالسؤال ف ملس عام‬ ‫يزن ‪..‬‬
‫فسبب لك إحراجا‪.. S‬‬
‫أذكر أن كنت ف ملس مع عدد من الزملء ‪ ..‬بعد‬ ‫مشكلة ‪:‬‬
‫الغرب ‪..‬‬ ‫إذا اضطررت للمح سيء ‪ ..‬كوسخ ثوبه ‪ ..‬أو‬
‫رن هاتف أحدهم ‪ ..‬كان جالسا‪ S‬بانب ‪..‬‬ ‫رائحة سيئة ‪ ..‬فأحسن التنبيه ‪ ..‬كن لطيفا‪ S‬ذكيا‬
‫أجاب ‪ :‬نعم ؟‬ ‫‪..‬‬
‫زوجته ‪ :‬ألو ‪ ..‬وينك يا حار ؟!‬
‫‪.29‬ل تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬
‫كان صوتا عاليا‪ S‬لدرجة أن سعت حوارها ‪..‬‬
‫من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بي ‪ ..‬ال يسلمك ( !!! ) ‪..‬‬
‫ما أجل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي‬
‫( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب با بعد الغرب لبيت‬
‫الطاهر ‪ ..‬فم رسول ال ‪.. r‬‬
‫أهلها وانشغل بنا ) ‪..‬‬
‫صحيح ‪ ..‬تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫غضبت الزوجة ‪ :‬ال ل يسلمك ‪ ..‬أنت مبسوط أنك مع‬
‫كم هم ثقلء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل‬
‫أصحابك وأنا أنتظر ‪ ..‬وال انك ثور ( !! ) ‪..‬‬
‫فيما ل يعنيهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ال يرضى عليك ‪ ..‬أمر‪â‬ك بعد العشاء ‪..‬‬
‫يشغلك إذا رأى ساعتك ‪ ..‬بكم اشتريتها ‪..‬‬
‫لحظت أن كلمه ل يتوافق مع كلمها ‪ ..‬فأدركت أنه‬
‫فتقول ‪ :‬جاءتن هديه ‪..‬‬
‫يفعل ذلك لكيل يرج نفسه ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬هدية !! من ؟‬
‫انتهت مكالته ‪ ..‬جعلت ألتفت إل الاضرين وأتيل أن‬
‫فتجيب ‪ :‬من أحد الصدقاء ‪..‬‬
‫واحدا‪ S‬منهم سأله ‪:‬‬
‫فيقول ‪ :‬صديقك ف الامعة ‪ ..‬أم ف الارة ‪ ..‬أم‬
‫من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولاذا تغي وجهك بعد‬
‫أين ؟!‬
‫الكالة ‪..‬؟!!‬
‫فتقول ‪ :‬وال ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬صديقي ف الامعة ‪..‬‬
‫لكن الرح م ه لن أحدا‪ S‬ل يتدخل فيما ل يعنيه ‪..‬‬

‫‪79‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فاتفقت مع شاب فاضل أن يأخذ ولدي عبد الرحن‬ ‫ومثله لو زرت مريضا‪ .. S‬فسألته عن مرضه ‪..‬‬
‫وأخاه بعد العصر إل حلقة تفيظ أو مركز صيفي ترفيهي‬ ‫فأجابك بكلمات عامة ‪ :‬المد ل ‪ ..‬شيء بسيط‬
‫‪ ..‬ويعيدهم بعد العشاء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬مرض صغي وانتهى ‪ ..‬أو نرها من العبارات‬
‫كان عبد الرحن ف العاشرة من عمره ‪ ..‬خشيت أن‬ ‫الت ل تمل جوابا‪ S‬صريا‪ .. S‬فل ترجه بالتدقيق‬
‫يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة ل داعي لا ‪..‬‬ ‫عليه ‪ :‬عفوا‪ .. S‬يعن ما هو الرض بالضبط ؟ وضح‬
‫ما اسم أمك ؟ أين بيتكم ؟ كم عدد إخوانك ؟ كم‬ ‫أكثر ‪ !!..‬ماذا تعن ‪ !!..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫يعطيك أبوك من الال ؟‬ ‫عجبا‪ !! S‬ما الداعي لحراجه ‪..‬؟ من حسن إسلم‬
‫فنبهت عبد الرحن قائل‪ : S‬إذا سألك سؤال‪ S‬غي مناسب‬ ‫الرء تركه ما يعنيه ‪ ..‬يعن ‪ ..‬تنتظر أن يقول لك ‪:‬‬
‫‪ ..‬فقل له ‪ :‬قال ‪ : e‬من حسن إسلم الرء تركه ما ل‬ ‫أنا مريض بالبواسي ‪ ..‬أو مصاب برح ف ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫يعنيه ‪ ..‬وكررت عليه الديث حت حفظه ‪..‬‬ ‫ما دام أنه أجاب إجابة عامة فل داعي للتطويل معه‬
‫ركب عبد الرحن وأخوه ‪ ..‬مع الشاب ‪ ..‬كان عبد‬ ‫‪..‬‬
‫الرحن مشدودا‪ S‬متهيبا‪.. S‬‬ ‫ول أعن بذا عدم سؤال الريض عن مرضه ؟ إنا‬
‫قال الشباب متلطفا‪ : S‬حياك ال يا عبد الرحن ‪..‬‬ ‫أعن عدم التدقيق ف السئلة ‪..‬‬
‫فأجابه بزم ‪ :‬ال يييك ‪..‬‬ ‫ومثله ‪ ..‬الذي ينادي طالبا‪ S‬أمام الناس ف ملس‬
‫أراد الشاب السكي أن يلط‪Ç‬ف الو ‪ ..‬فقال ‪ :‬الشيخ‬ ‫عام ‪ ..‬ويسأله بصوت عال‪: à‬‬
‫عنده ماضرة اليوم ؟!‬ ‫هاه يا أحد ‪ ..‬نحت ‪..‬‬
‫حاول الولد أن يتذكر الديث فلم تسعفه ذاكرته ‪..‬‬ ‫فيقول ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فصرخ قائل‪ : S‬ل تتدخل فيما ل يعنيك !!‬ ‫فيسأله ‪ :‬كم نسبتك ؟ كم ترتيبك ف الفصل ؟‬
‫قال الشاب ‪ :‬ل ‪ ..‬أقصد ‪ ..‬بل حت أحضر وأستفيد ‪..‬‬ ‫إن كنت صادقا‪ S‬ف اهتمامك به فاسأله على انفراد‬
‫فظن عبد الرحن أنه يتذاكى عليه ‪ :‬فأعاد الواب ‪ :‬ل‬ ‫بينك وبينه ‪..‬‬
‫تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬ ‫ث ل داعي للتدقيق ‪ ..‬كم نسبتك ‪ ..‬لاذا ل تذاكر‬
‫قال الشاب ‪ :‬عفوا‪ S‬عبد الرحن أعن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لاذا ل تقبل ف الامعة ‪ ..‬إن كنت مستعدا‬
‫فصرخ عبد الرحن ‪ :‬لاااا تتدخل فيما ل يعنيك !!‬ ‫لعانته فقف معه جانبا‪ S‬وحدثه با تريد ‪ ..‬أما نشر‬
‫ول يزل هذا حالما حت رجعا !!‬ ‫غسيله أمام الناس ‪ ..‬فل ‪..‬‬
‫أخبن عبد الرحن بالقصة مفتخرا‪ .. S‬فضحكت وفهمته‬ ‫قال ‪ : e‬من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫المر مرة أخرى ‪..‬‬ ‫لكن انتبه !! ل تعط الوضوع أكب من حجمه ‪..‬‬
‫سافرت إل الدينة النبوية قبل مدة ‪ ..‬كنت‬
‫ورشة عمل ‪..‬‬ ‫مشغول‪ S‬بعدد من الاضرات ‪..‬‬

‫‪80‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫ماهدة النفس على التحرر من التدخل ف شئون‬
‫أما صاحب فقد كتب ‪ " :‬أرجع الهاز يا ملقوف " ‪..‬‬ ‫الخرين ‪ ..‬متعبة ف البداية ‪ ..‬لكنها مرية ف‬
‫كثي من الناس من هذا النوع يتدخلون ف أمور الخرين‬ ‫النهاية ‪..‬‬
‫الشخصية ‪..‬‬
‫فمن الطبيعي أن يركب معك ف سيارتك ث يفتح الدرج‬ ‫‪.30‬كيف تتعامل مع "اللقيف " (‪ )33‬؟‬
‫الذي أمامه ‪ ..‬وينظر ما بداخله ‪!!..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬يتناول بعض الناس هاتفك الوال ‪ -‬بدون‬
‫وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحر الشفاه أو ظل‬ ‫استئذان ‪ -‬ويقرأ الرسائل الت فيه ‪..‬‬
‫العيني ‪..‬‬ ‫كان صاحب ف دعوة عامة ‪ ..‬وليمة عشاء عند‬
‫وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار "‬ ‫أحد القضاة ‪ ..‬كل من ف اللس مشايخ فضلء ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬أين ‪..‬؟ من معك ؟‬ ‫جلس صاحب بينهم ‪ ..‬يتجاذب أطراف الديث‬
‫مموعة من الناس نالطهم يعاملوننا بثل هذا السلوب ‪..‬‬ ‫معهم ‪..‬‬
‫فكيف نتعامل معهم ؟‬ ‫ضايقه وجود هاتفه الوال ف جيبه فأخرجه‬
‫أهم شيء أن ل تفقده ‪ ..‬حاول أن تتجنب الصادمة معه‬ ‫ووضعه على الطاولة الت بانبه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كان الشيخ الذي بانبه متفاعل‪ S‬ف الديث معه ‪..‬‬
‫حاول أن ل ( يزعل ) منك أحد ‪..‬‬ ‫من باب العادة أخذ الشيخ الاتف الوال ‪ ..‬رفع‬
‫كن ذكيا‪ S‬ف الروج من الوقف ‪ ..‬دون أن يدث بينك‬ ‫إليه ‪ ..‬فلما نظر إل الشاشة تغي وجهه ‪ ..‬وأرجعه‬
‫وبينه مشكلة ‪..‬‬ ‫مكانه ‪..‬‬
‫ل تتساهل بكسب العداء أو فقدان الصدقاء ‪ ..‬مهما‬ ‫كتم صاحب ضحكة مدوية ‪..‬‬
‫كانت السباب ‪..‬‬ ‫لا خرج ركبت معه ف سيارته ‪ ..‬وقد وضع هاتفه‬
‫ومن أحسن الساليب للتعامل مع الطفيليي ‪ ..‬هو إجابة‬ ‫الوال بانبه ‪ ..‬فرفعته إل ‪ -‬كما فعل الشيخ –‬
‫السؤال بسؤال ‪ ..‬أو النتقال إل موضوع آخر تاما‬ ‫فلما نظرت إل الشاشة ضحكت ‪ ..‬بل غرقت ف‬
‫لينسى سؤاله الول ‪..‬‬ ‫الضحك ‪..‬‬
‫فلو سألك مثل‪ : S‬كم مرتبك الشهري ؟‬ ‫تدري لاذا ؟‬
‫قل له بلطف وتبسم ‪ :‬لاذا هل وجدت ل وظيفة مغرية‬ ‫جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة‬
‫‪..‬‬ ‫الاتف ‪ ..‬يكتب اسه ‪ ..‬أو "اذكر ال" ‪ ..‬أو غيها‬
‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن أريد أن أعرف ‪..‬‬
‫قل ‪ :‬الرتبات هذه اليام مشاكل ‪ ..‬ويبدو أن ذلك‬ ‫‪ ) ( 33‬ملقيف ‪ :‬لفظة عامي ة ‪ ،‬جع " ملقوف " وهو‬
‫التدخل فيما ل يعنيه ‪ ..‬ويسميه بعضهم " ح‪Z‬شري " متطفل‬
‫بسبب ارتفاع أسعار البترول !!‬
‫‪..‬‬
‫‪81‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫غيت أثاثك ؟!‬ ‫سيقول ‪ :‬ما دخل البترول ‪..‬‬
‫ولا رأى أولده ‪ ..‬قال ‪ :‬ما شاء ال ‪ ..‬حلوين ‪ ..‬لكن‬ ‫فقل ‪ :‬البترول هو الذي يتحكم فغي السعار ‪ ..‬أل‬
‫لاذا ما تلبسهم ملبس أحسن من هذه !!‬ ‫تلحظ أن الروب تقوم لجله ‪..‬‬
‫ولا قد‘مت له زوجته طعامه ‪ ..‬وقد وقفت السكينة ف‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس صحيحا‪.. S‬‬
‫الطبخ ساعات ‪ ..‬رأى أنواعه فقال ‪ :‬ياااا ال ‪ ..‬لاذا ما‬ ‫فالروب لا أسباب أخرى ‪ ..‬والالم اليوم مليء‬
‫طبخت رز‘ ؟ أوووه ‪ ..‬اللح قليل ! ل أكن أشتهي هذا‬ ‫بالروب ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫النوع !!‬ ‫وينسى سؤاله الول ‪..‬‬
‫دخل مل‪ S‬لبيع الفاكهة ‪ ..‬فإذا الل مليء بأصناف‬ ‫( هاه ‪ ..‬ما رأيك أل ترج من الوقف بذكاء ؟ )‬
‫الفواكه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عندك مانو ؟‬ ‫وكذلك لو سألك عن وظيفتك ‪..‬‬
‫قال صاحب الل ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه ف الصيف فقط ‪..‬‬ ‫أو أين ستسافر ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عندك بطيخ ؟ قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫اسأله ‪ :‬لاذا ‪ ..‬هل ستسافر معي ‪..‬‬
‫فتغي وجهه وقال ‪ :‬ما عندك شيء ‪ ..‬ليش فاتح الل !‬ ‫سيقول ‪ :‬ل أدري!! أول شيء أخبن ‪..‬‬
‫وخرج ‪..‬‬ ‫قل ‪ :‬لكن إن سافرت معي ‪ ..‬فالتذاكر عليك ‪..‬‬
‫ونسي أن ف الل أكثر من أربعي نوعا‪ S‬من الفواكه ‪..‬‬ ‫عندها سيدخل ف موضوع التذاكر وينسى‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫الوضوع الصلي ‪..‬‬
‫بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ‪ ..‬ول يكاد أن يعجبه‬ ‫وهكذا ‪ ..‬نستطيع الروج من مثل هذه الواقف‬
‫شيء ‪..‬‬ ‫من غي وقوع مشاكل بيننا وبي ألخرين ‪..‬‬
‫فل يرى ف الطعام اللذيذ إل الشعرة الت سقطت فيه‬
‫سهوا‪.. S‬‬ ‫وقفة ‪..‬‬
‫ول ف الثوب النظيف إل نقطة الب الت سالت عليه‬ ‫إذا ابتليت بتدخل فيما ل يعنيه ‪ ..‬فكن خيا‪ S‬منه‬
‫خطئا‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬أحسن الروج من الوقف من غي أن ترحه‬
‫ول ف الكتابالفيد إل خطئا‪ S‬مطبعيا‪ S‬وقع سهوا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬
‫فل يكاد يسلم أحد من انتقاده ‪ ..‬دائم اللحظات ‪..‬‬
‫‪.31‬ل تنتقد !!‬
‫يدقق على الكبية والصغية ‪..‬‬
‫ركب سيارة صاحبه ‪ ..‬فكانت أول كلمة قالا ‪:‬‬
‫أعرف أحد الناس ‪ ..‬زاملته طويل‪ S‬ف أيام الثانوية‬
‫ياااه !! ما أقدم سيارتك !!‬
‫والامعة ‪ ..‬ول تزال علقتنا مستمرة ‪ ..‬إل أن ل ذكر‬
‫ولا دخل بيته ‪ ..‬رأى الثاث فقال ‪ :‬أووووه ‪ ..‬ما‬
‫أنه أثن على شيء ‪..‬‬

‫‪82‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذا كـنت فـي كل المور معاتبا‪S‬‬ ‫أسأله عن كتاب ألفته وقد أثن عليه أناس كثيا‬
‫رفـيقك لن تلـق الـذي ستعاتبه‬ ‫وطبع منه مئات اللف فيقول ببود ‪ :‬وال جيد‬
‫قالت أمنا عائشة ‪ t‬وهي تصف حال تعامله ‪ ‬معهم ‪:‬‬ ‫‪ ..‬ولكن فيه قصة غي مناسبة ‪ ..‬وحجم الط ما‬
‫ما عاب رسول ال ‪ r‬طعاما‪ S‬قط ‪ ..‬إن اشتهاه أكله وإل‬ ‫أعجبن ‪ ..‬ونوعية الطباعة أيضا‪ S‬سيئة ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫تركه ‪ .. )34( ..‬نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء‬ ‫وأسأله يوما‪ S‬عن أداء فلن ف خطبته ‪ ..‬فل يكاد‬
‫‪..‬‬ ‫يذكر جانبا‪ S‬مشرقا‪.. S‬‬
‫وقال أنس ‪ : t‬وال لقد خدمت رسول ال ‪ r‬تسع سني‬ ‫حت صار أثقل علي من البل ‪ ..‬وصرت ل أسأله‬
‫‪ ..‬ما علمته قال لشيء صنعته ‪ :‬ل فعلت كذا وكذا ؟ ول‬ ‫أبدا‪ S‬عن رأيه ف شيء لن أعرفه سلفا‪.. S‬‬
‫عاب علي‘ شيئا‪ S‬قط ‪ ..‬ووال ما قال ل أف• قط ‪..‬‬ ‫قل مثل ذلك فيمن يفترض الثالية ف جيع الناس ‪..‬‬
‫هكذا كان ‪ ..‬وهكذا ينبغي أن نكون ‪..‬‬ ‫فييد من زوجته أن يكون بيتها نظيفا‪24 S‬ساعة‬
‫وأنا بذلك ل أدعو إل ترك النصيحة أو السكوت عن‬ ‫‪.. %100‬‬
‫الخطاء ‪ ..‬ولكن ل تكن مدققا‪ S‬ف كل شيء ‪ ..‬خاصة ف‬ ‫ويريدها أيضا‪ S‬أن يبقى أطفالا نظيفي متزيني على‬
‫المور الدنيوية ‪ ..‬تعود أن تش‘ي المور ‪..‬‬ ‫مدى اليوم ‪..‬‬
‫لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف‬ ‫وإن زاره ضيوف افترض أن تطبخ أحسن الطعام‬
‫فلما أحضرت الشاي تناول الفنجان ‪ ..‬فلما نظر إل‬ ‫‪..‬‬
‫الشاي بداخله قال ‪ :‬لـم ل تل الفنجان ؟ فقلت ‪:‬‬ ‫وإن جالسها افترض أن تدثه بأجل الحاديث ‪..‬‬
‫أزيدك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬يكفي ‪..‬‬ ‫وكذلك هو مع أولده ‪ ..‬يريدهم ‪ %100‬ف كل‬
‫فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه ‪ ..‬فلما‬ ‫شيء ‪..‬‬
‫انتهى قال ‪ :‬ماؤكم حار ‪..‬‬ ‫ومع زملئه ‪ ..‬ومع كل من يالطه ف الشارع‬
‫ث التفت إل الكيف وقال ‪ :‬مكيفكم ل يب‘د !! وجعل‬ ‫والسوق ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫يشتكى الر ‪ ..‬ث ‪..‬‬ ‫وإن قص‘ر أحد من هؤلء أكله بلسانه وأكثر عليه‬
‫أل تشعر بثقل هذا النسان ‪ ..‬وتتمن لو يرج من بيتك‬ ‫النتقاد وكرر اللحظات ‪ ..‬حت يل الناس منه ‪..‬‬
‫ول يعود ‪..‬‬ ‫لنه ل يرى ف الصفحة البيضاء إل السود ‪..‬‬
‫إذن الناس يكرهون النتقاد ‪..‬‬ ‫من كان هذا حاله عذب نفسه ف القيقة ‪..‬‬
‫لكن إن احتجت إليه فغلفه بغلف جيل ث قدمه للخرين‬ ‫وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مالسته ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫إذا أنت ل تشرب مرارا‪ S‬على القذا‬
‫قدمه ف صورة اقتراح ‪ ..‬أو بأسلوب غي مباشر ‪ ..‬أو‬ ‫ظمئت ‪ ,‬وأي الناس تصفو‬
‫مشاربه؟!‬
‫( )‬ ‫‪34‬‬

‫‪83‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬لحظ النب ‪ r‬أن رجال‪ S‬من الصلي معه‬ ‫بألفاظ عامة ‪..‬‬
‫‪ ..‬يرفعون أبصارهم إل السماء ف أثناء صلتم ‪..‬‬ ‫كان رسول ال ‪ e‬إ اذ لحظ خطئا‪ S‬على أحد ل‬
‫وهذا خطأ فالصل أن ينظر أحدهم إل موضع سجوده ‪..‬‬ ‫يواجهه به وإنا يقول ‪ :‬ما بال أقوام يفعلون كذا‬
‫فقال ‪ : r‬ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إل السماء ف‬ ‫وكذا ‪..‬‬
‫صلتم ‪..‬‬ ‫يعن ‪ :‬إياك أعن واسعي يا جارة ‪..‬‬
‫فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه ‪ ..‬فلم يفضحهم‬ ‫ف يوم من الدهر أقبل ثلثة شباب متحمسي ‪ ..‬إل‬
‫أو يسمهم بأسائهم ‪ ..‬وإنا قال ‪:‬‬ ‫الدينة النبوية ‪..‬‬
‫لينته ن• عن ذلك ‪ ..‬أو لتخطفن أبصارهم (‪.. )36‬‬ ‫كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النب ‪ ‬وصلته‬
‫وكانت بريرة جارية أمة‪ S‬ملوكة ف الدينة ‪ ..‬أرادت أن‬ ‫‪..‬‬
‫تعتق من الرق ‪ ..‬فطلبت ذلك من سيدها ‪ ..‬فاشترط‬ ‫سألوا أزواج النب ‪ r‬عن عمله ف السر ‪..‬‬
‫عليها مال‪ S‬تدفعه إليه ‪..‬‬ ‫فأخبتم زوجات النب ‪ r‬أنه يصوم أحيانا‪ S‬ويفطر‬
‫فجاءت بريرة ‪ ..‬إل عائشة تلتمس منها أن تعينها بال ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ .. S‬وينام بعضا‪ S‬من الليل ويصلي بعضه ‪..‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬إن شئت أعطيت أهلك ثنك ‪ ..‬فتعتقي‬ ‫فقال بعضهم لبعض ‪ :‬هذا رسول ال ‪ r‬قد غفر ال‬
‫(‪)37‬‬
‫‪ ..‬لكن يكون الولء ل ‪..‬‬ ‫له ما تقدم من ذنبه ‪..‬‬
‫فأخبت الارية أهلها فأبوا ذلك ‪ ..‬وأرادوا أن يربوا‬ ‫ث اتذ كل واحد منهم قرارا‪!.. S‬‬
‫المرين ‪ ..‬ثن عتقها ‪ ..‬وولءها !!‬ ‫فقال أحدهم ‪ :‬أنا لن أتزوج ‪ ..‬أي سأبقى عزبا‪.. S‬‬
‫فسألت عائشة النب ‪ .. r‬فعجب ‪ ‬من حرصهم على‬ ‫متفرغا‪ S‬للعبادة ‪..‬‬
‫الال ‪ ..‬ومنعهم للمسكينة من الرية !!‬ ‫وقال الخر ‪ :‬وأنا سأصوم دائما‪ .. S‬كل يوم ‪..‬‬
‫فقال لعائشة ‪ :‬ابتاعيها ‪ ..‬فأعتقيها ‪ ..‬فإنا الولء لن أعتق‬ ‫وقال الثالث ‪ :‬وأنا ل أنام الليل ‪ ..‬أي سأقوم الليل‬
‫‪..‬‬ ‫كله ‪..‬‬
‫أي الولء لك ما دام أنك دفعت الال ‪ ..‬ول تلتفت إل‬ ‫فبلغ النب ‪ r‬ما قالوه ‪..‬‬
‫شروطهم فهي ظالة ‪..‬‬ ‫فقام على منبه ‪ ..‬فحمد ال وأثن عليه ث قال ‪:‬‬
‫ث قام رسول ال ‪ r‬على النب فقال ‪:‬‬ ‫ما بال أقوام !! ( هكذا مبهما‪ ، S‬ل يقل ما بال فلن‬
‫ما بال أقوام ( ول يقل آل فلن ) ‪ ..‬يشترطون شروطا‬ ‫وفلن ) ‪..‬‬
‫ما بال أقوام قالوا ‪ :‬كذا وكذا ‪ ..‬لكن أصلي‬
‫‪ ) ( 36‬رواه البخاري‬ ‫وأنام ‪ ..‬وأصوم وأفطر ‪ ..‬وأتزوج النساء ‪..‬‬
‫‪ ) ( 37‬الولء ‪ :‬هو إذا أع ت ق الشخص عبدا_ م لوكا_ صار الولء‬ ‫فمن رغب عن سنت فليس من (‪. )35‬‬
‫للمعتق ‪ ،‬بعن أن ا لعت ق يدخ ل ضمن ورثة هذا ا لعبد الملوك بعد‬
‫موته ‪ ،‬فيشارك أهل العبد ف ورثه ‪.‬‬ ‫( ) متفق عليه‬ ‫‪35‬‬

‫‪84‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال له ‪ :‬ل ‪ ..‬اشرب من الخضر ‪..‬‬ ‫ليست ف كتاب ال ‪ ..‬من اشترط شرطا‪ S‬ليس ف‬
‫فإذا اعترض أحدهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما الفرق ؟!‬ ‫كتاب ال ‪ ..‬فليس له ‪ ..‬وإن اشترط مائة شرط‬
‫قال ‪ :‬أنا السئول عن الاء ‪ ..‬يعجبك هذا النظام أو دبر‬ ‫(‪.. )38‬‬
‫لنفسك ماء‪.. Ô‬‬ ‫نعم هكذا ‪ ..‬لو‘ح با لعصا من بعيد ول ت ضرب با‬
‫إنه شعور النسان الدائم بالاجة إل اعتباره والهتمام به‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فما أجل أن تقول لزوجتك الهملة ف نظافة بيتها ‪:‬‬
‫البارحة تعشينا عند صاحب فلن ‪ ..‬وكان الميع‬
‫نلة ‪ ..‬وذباب !!‬ ‫يثن على نظافة منزله ‪..‬‬
‫كن نلة تقع على الطيب وتتجاوز البيث ‪ ..‬ول تك‬ ‫أو تقول لولدك الهمل للصلة ف السجد ‪ : ..‬أنا‬
‫كالذباب يتتبع الروح !!‬ ‫أعجب من فلن ابن جياننا ما نكاد نفقده ف‬
‫السجد أبدا‪!!.. S‬‬
‫‪.32‬ل تكن أستاذي‘ا‪..!! S‬‬
‫يعن ‪ ..‬إياك أعن واسعي يا جارة !!‬
‫قارن بي ثلثة آباء ‪ ..‬رأى كل واحد ولده جالسا‪ S‬عند‬
‫ويق لك أن تسأل ‪ :‬لاذا يكره الناس النتقاد ؟‬
‫التلفاز ف أيام المتحانات ‪..‬‬
‫فأقول ‪ :‬لنه يشعرهم بالنقص ‪ ..‬فكل الناس يبون‬
‫فقال الول لولده ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬ذاكر دروسك ‪..‬‬
‫الكمال ‪..‬‬
‫وقال الثان ‪ :‬ماجد ‪ ..‬إذا ما ذاكرت دروسك وال‬
‫ذكروا أن رجل‪ S‬بسيطا‪ S‬أراد أن يكون له شيء من‬
‫لضربك ‪ ..‬وأحرمك من الصروف ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫التحكم ‪..‬‬
‫أما الثالث فقال ‪ :‬صال ‪ ..‬لو تذاكر دروسك ‪ ..‬أحسن‬
‫فعمد إل ترمسي ماء أحدها أخضر والثان أحر ‪..‬‬
‫لك من التلفاز ‪ ..‬صح ؟!‬
‫وعبأها بالاء البارد ‪..‬‬
‫أيهم أحسن أسلوبا‪.. S‬؟‬
‫ث جلس للناس ف طريقهم ‪ ..‬وجعل يصيح ‪ :‬ماء‬
‫ل شك أنه الثالث ‪ ..‬لنه قدم أمره على شكل اقتراح ‪..‬‬
‫بارد مانا‪.. S‬‬
‫وكذلك ف التعامل مع زوجتك ‪ ..‬سارة ليتك تعملي‬
‫فكان العطشان يقبل عليه ويتناول الكأس ليصب‬
‫شاي ‪ ..‬هند أتن أتغدى مبكرا‪ S‬اليوم ‪..‬‬
‫لنفسه ويشرب ‪ ..‬فإذا رآه صاحبنا قد توجه‬
‫وكذلك ‪..‬‬
‫للترمس الخضر ‪..‬‬
‫عندما يطئ إنسان ‪ ..‬عال خطأه بأسلوب يعله يشعر أن‬
‫قال له ‪ :‬ل ‪ ..‬اشرب من الحر ‪ ..‬فيشرب من‬
‫الفكرة فكرته هو ‪ ..‬ولدك يغيب عن الصلة ف السجد‬
‫الحر ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وإذا أقبل آخر ‪ ..‬وأراد أن يشرب من الحر ‪..‬‬
‫قل له – مثل‪ : – S‬سعد ‪ ..‬ما تريد تدخل النة ‪ ..‬بلى ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪38‬‬

‫‪85‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫إذن حافظ على صلتك ‪..‬‬
‫فقال له ‪ : e‬هل لك من إبل ؟‬ ‫ف يوم من اليام ‪ ..‬وف خيمة أعراب ف الصحراء‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فما ألوانا ؟‬ ‫جعلت امرأة تتأوه تلد ‪ ..‬وزوجها عند رأسها‬
‫قال ‪ :‬حر ‪..‬‬ ‫ينتظر خروج الولود ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فهل فيها أسود ؟‬ ‫اشتد الخاض بالرأة حت انتهت شدتا وولدت ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫لكنها ولدت غلما‪ S‬أسود !!‬
‫قال ‪ :‬فيها أورق ؟‬ ‫نظر الرجل إل نفسه ‪ ..‬ونظر إل امرأته فإذا ها‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫أبيضان ‪..‬فعج ب كيف صار الغلم أسود !!‬
‫قال ‪ :‬فأن كان ذلك ؟!‬ ‫أوقع الشيطان ف نفسه الوساوس ‪..‬‬
‫يعن ‪ :‬ما دام أنا كلها حر ذكورا‪ S‬وإناثا‪ .. S‬وليس فيها‬ ‫لعل هذا الولد من غيك !!‬
‫أي لون آخر ‪ ..‬فكيف ولدت الناقة المراء ولدا‪ S‬أورق‬ ‫لعلها زن با رجل أسود فحملت منه !!‬
‫‪ ..‬يتلف عن لونا ولون الب ( الفحل ) ‪..‬‬ ‫لعل ‪..‬‬
‫فكر الرجل قليل‪ .. S‬ث قال ‪ :‬عسى أن يكون نزعه عرق‬ ‫اضطرب الرجل وذهب إل الدينة النبوية ‪ ..‬حت‬
‫‪ ..‬يعن قد يكون من أجداده من هو أورق ‪ ..‬فل زال‬ ‫دخل على رسول ال ‪ e‬وعنده أصحابه ‪..‬‬
‫الشبه باقيا‪ S‬ف السللة ‪ ..‬فظهر ف هذا الولد ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن امرأت ولدت على‬
‫فقال ‪ : e‬فلعل ابنك هذا نزعه عرق (‪.. )39‬‬ ‫فراشي غلما‪ S‬أسود !! وإنا أهل بيت ل يكن فينا‬
‫سع الرجل هذا الواب ‪ ..‬فكر قليل‪ S‬فإذا هو جوابه هو‬ ‫أسود قط !!‬
‫‪ ..‬والفكرة فكرته ‪ ..‬فاقتنع وأيقن ‪ ..‬ومضى إل امرأته ‪..‬‬ ‫نظر النب ‪ e‬إليه ‪ ..‬وكان قادرا‪ S‬على أن يسمعه‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫موعظة حول حسن الظن بالخرين ‪ ..‬وعدم اتام‬
‫جلس ‪ e‬مع أصحابه ‪ ..‬فجعل يدثهم عن أبوب الي ‪..‬‬ ‫امرأته ‪..‬‬
‫وكان ما ذكره ‪ ..‬أن قال ‪ :‬وف بضع أحدكم صدقة ‪..‬‬ ‫لكنه أراد أن يارس معه ف الل أسلوبا‪ S‬آخر ‪..‬‬
‫أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر ‪..‬‬ ‫أراد أن يعل الرجل يل مشكلته بنفسه ‪ ..‬فبدأ‬
‫فعجب الصحابة وقالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬يأت أحدنا‬ ‫يضرب له مثل‪ S‬يقرب له الواب ‪..‬‬
‫شهوته ‪ ..‬ويكون له أجر ؟!!‬ ‫فما الثل الناسب له ‪..‬؟ هل يضرب له مثل‬
‫فأجابم ‪ e‬بواب يشعرون به أن الفكرة فكرتم ‪ ..‬فل‬ ‫بالشجار ؟ أم بالنخل ؟ أم بالف ر س والروم ؟‬
‫يتاجون لنقاش لقناعهم با ‪..‬‬ ‫نظر إليه ‪ e‬فإذا الرجل عليه آثار البادية ‪ ..‬وإذا‬
‫هو مضطرب تتزاحم الفكار ف رأسه حول امرأته‬
‫( ) رواه مسلم ‪ ،‬وابن ماجة واللفظ له‬ ‫‪39‬‬

‫‪86‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التلطف والصانعة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬أرأيتم لو وضعها ف حرام ‪ ..‬أكان عليه‬
‫وكأن بم ‪ ..‬ما كانو ا يلمون أن يظفروا ول بربع هذه‬ ‫وزر ‪..‬‬
‫الشروط ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫كان أكثر الصحابة متضايقا‪ S‬من شروط العقد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فكذلك لو وضعها ف حلل كان له أجر ‪..‬‬
‫لك ن أن لم أن يعترضوا ‪ ..‬وا لذي يكتب ا لعقد ويضيه‬ ‫بل حت أثناء الوار مع الخر ‪..‬‬
‫رجل ل ينطق عن الوى ‪..‬‬ ‫تدرج معه عند النصح ف الشياء الت أنتما متفقان‬
‫كان عمر متحفزا‪ .. S‬ينظريينا‪ S‬وشال‪ .. S‬يتمن لو يستطيع‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫عمل شيء ‪..‬‬ ‫خرج ‪ r‬إل مكة معتمرا‪ S‬ف ألف وأربعمائة من‬
‫فلم يصب ‪..‬‬ ‫أصحابه ‪ ..‬فمنعتهم قريش من دخول مكة ‪..‬‬
‫وثب عمر فأتى أبا بكر ‪ ..‬وأراد أن يناقشه ‪..‬‬ ‫ووقعت أحداث قصة الديبية الشهورة ‪..‬‬
‫فم ن حكمته ‪ ..‬ل يبدأ بالعتراض ‪ ..‬وإنا بدأ بالشياء‬ ‫ف آخ ر المر وبعد مشاورات طويلة بي ال نب ‪r‬‬
‫الت ها متفقان عليها ‪..‬‬ ‫وقريش ‪ ..‬اتفقوا على صلح ‪..‬‬
‫وجع ل يسأ ل أبا ب كر أ سئلة جو ابا ‪ ..‬بلى ‪ ..‬نعم ‪..‬‬ ‫كان الذي تول ال تفاق على بنود الصل ح من‬
‫صحيح ‪..‬‬ ‫جانب قريش هو سهيل بن عمرو ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬أليس برسول ال ‪..‬؟!‬ ‫اتفق النب ‪ r‬مع سهيل على شروط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫منها ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ؟!‬ ‫•أن يعود السلمون أدراجهم إل الدينة‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫من غي عمرة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ؟!‬ ‫•وأن من دخل ف السلم من أهل مكة‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫ر إل الدينة فإن‬ ‫أراد أن يهاج‬ ‫و‬
‫قال ‪ :‬أولسنا على الق ؟‬ ‫السلمي ف الدينة ل يقبلونه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫•أما من ارتد عن إسلمه وأراد الذهاب‬
‫قال ‪ :‬أوليسوا على الباطل ؟‬ ‫إل الشركي ف مكة فإنه يقبل ‪!!..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫إل غي ذلك من الشروط الت ف ظاهرها أنا هزية‬
‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬ ‫للمسلمي وإذلل لم ‪..‬‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬يا عمر ‪ ..‬أليس هو رسول ال ‪.‬؟‬ ‫كانت قريش ف الواقع خائفة من هذا العدد الكبي‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫من السلمي ‪ ..‬وتعلم أ ن السلمي لو شاءوا‬
‫قال ‪ :‬فالزمغ ر زه ‪ ..‬فإن أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬ ‫لفت حوا مكة ‪ ..‬ولذا كان ت قريش تضطر إل‬

‫‪87‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يزداد حرصا‪.. S‬‬ ‫أ ي كن وراءه تابعا‪ S‬ل تالفه أبدا‪ .. S‬ك ما أن‬
‫ابدأ بالشياء الت أنتما متفقان عليها ‪ ..‬أل تريد أن يبك‬ ‫غرزات اليط ف الثوب تكون متتابعة ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬أل تريد أن ترتقي ف درجات النة ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬وأنا أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬
‫سيجيبك حتما‪ : S‬بلى ‪..‬‬ ‫مضى عمر ‪ ..‬حاول أن يصب ‪ ..‬فلم يستطع ‪..‬‬
‫عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح ‪ : ..‬إذن فلو أنك‬ ‫فذهب إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫شاركت ف حلقة تفيظ القرآن ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ألست برسول ال ؟!‬
‫وكذلك أنت ‪ :‬لو رأيت امرأة ل تعتن بجابا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ابدئي معها بالشياء الت أنتما متفقتان عليها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ‪ ..‬؟‬
‫أنا أعلم أنك مسلمة ‪ ..‬وحريصة على الي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ستقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ‪ ..‬؟!‬
‫وامرأة عفيفة ‪ ..‬وتبي ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ستقول ‪ :‬إي وال ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬
‫عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح ‪ :‬فلو أنك‬ ‫فقال ‪ : ‬أ ن ا عب د ال ورسوله ‪ ..‬لن أخالف أمره‬
‫اعتنيت بجابك أكثر ‪ ..‬وحرصت على الستر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ولن يضيعن ‪..‬‬
‫هكذا يكننا أن نصل على ما نريد من الناس من غي أن‬ ‫سكت عمر ‪ ..‬ومضى الكتاب ‪ ..‬ورجع السلمون‬
‫يشعروا ‪..‬‬ ‫إل الدينة ‪..‬‬
‫ومضت اليام ‪ ..‬ونقضت قريش العهد ‪ ..‬و أقبل‬
‫بارقة ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ r‬فاتا‪ S‬مكة ‪ ..‬مطهرا‪ S‬ال بيت الرام من‬
‫تستطيع أن تأكل العسل دون تطيم اللية ‪..‬‬ ‫الصنام ‪..‬‬
‫وأدرك عمر أنه كان ف اعتراضه حينذاك على غي‬
‫‪.33‬أمسك العصا من النصف !!‬
‫السبيل ‪..‬‬
‫أشكرك على اختيارك مهنة التدريس ‪ ..‬وقد آتاك ال‬
‫فكان ‪ ‬يقول ‪:‬‬
‫أسلوبا‪ S‬حسنا‪ .. S‬وطلبك يبونك كثيا‪ .. S‬و ‪..‬‬
‫ما زلت أصوم ‪ ..‬وأتصدق ‪ ..‬وأصلي ‪ ..‬وأعتق ‪..‬‬
‫ولكن ‪ :‬ليتك ما تتأخر على الدوام ف الصباح ‪..‬‬
‫من ا لذي صنعت يومئذ ‪ ..‬مافة كلمي الذي‬
‫أنت جيلة ‪ ..‬والبيت مرتب ‪ ..‬ول أنكر أن الولد‬
‫تكلمته يومئذ ‪ ..‬حت رجوت أن يكون خيا‪.. S‬‬
‫متعبون ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫فلله در عمر ‪ ..‬ودر رسول ال ‪ r‬قبله ‪..‬‬
‫ولكن ‪ :‬أتن أن تتمي بلبسهم أكثر ‪..‬‬
‫كيف نستفيد أكثر من هذه الهارة ؟‬
‫هكذا كان أسلوب صال مع الناس ‪ ..‬يذكر الوانب‬
‫لو كان ولدك ل يعتن بفظ القرآن ‪ ..‬وتريده أن‬

‫‪88‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أمام الناس إنه من فقهاء الدينة ‪ ..‬هذا ذكر لوانب‬ ‫الشرقة عند الخطئ ث ينبهه على أخطائه ‪ ..‬ليكون‬
‫الصواب والصفحات الشرقة لزياد ‪..‬‬ ‫عادل‪.. S‬‬
‫ث قال ‪ : e‬هذا التوراة والنيل عند اليهود والنصارى‬ ‫عندما تنتقد حاول أن تذكر جوانب الصواب ف‬
‫فماذا يغن عنهم ؟! (‪.. )40‬‬ ‫الخطئ ‪ ..‬قبل غيها ‪..‬‬
‫أي ليست العبة يا زياد بوجود القرآن ‪ ..‬وإنا العبة‬ ‫حاول دائما‪ S‬أن تشعر الذي أمامك أن نظرتك إليه‬
‫بقراءته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه ‪..‬‬ ‫مشرقة ‪ ..‬وأنك عندما تنبهه على أخطائه ل يعن‬
‫هكذا كان تعامله رائعا‪.. S‬‬ ‫ذلك أنه سقط من عينك ‪ ..‬أو أنك نسيت حسناته‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬ير ‪ e‬ببعض قبائل العرب يدعوهم إل‬ ‫ول تذكر إل سيئاته ‪..‬‬
‫السلم ‪ ..‬وكان يتار أحسن العبارات لجل ترغيبهم ف‬ ‫ل ‪ ..‬بل أشعره أن ملحظاتك عليه تغوص ف بر‬
‫الستجابة له والدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫حسناته ‪..‬‬
‫فمر بقبيلة منهم ‪ ..‬اسهم ‪ :‬بنو عبد ال ‪ ..‬فدعاهم إل‬ ‫كان النب ‪ e‬مبوبا‪ S‬بي أصحابه ‪ ..‬وكان يارس‬
‫ال ‪ ..‬وعرض عليهم نفسه ‪ ..‬وجعل يقول لم ‪:‬‬ ‫أساليب رائعة ف التعامل معهم ‪..‬‬
‫يا بن عبد ال ‪ ..‬إن ال قد أحسن اسم أبيكم ‪..‬‬ ‫وقف مرة بينهم ‪ ..‬فشخص ببصره إل السماء ‪..‬‬
‫يعن لستم ببن عبد العزى ‪ ..‬أو بن عبد اللت ‪ ..‬وإنا‬ ‫كأنه يفكر أو يترقب شيئا‪.. S‬‬
‫أنتم بنو عبد ال ‪ ..‬فليس ف اسكم شرك فادخلوا ف‬ ‫ث قال ‪ :‬هذا أوان يتلس العلم من الناس ‪ ..‬حت‬
‫السلم ‪..‬‬ ‫ل يقدروا منه على شيء ‪..‬‬
‫ب ل كان من براع ته ‪ r‬أن ه كان يرس ل رسائ ل غي مباشرة‬ ‫أي ‪ :‬ي عرض الناس عن القرآن وتعلمه ‪ ..‬وعن‬
‫إل الناس ‪ ..‬يذكر فيها إعجابه بم ‪ ..‬ومبته الي لم ‪..‬‬ ‫العلم الشرعي ‪ ..‬فل يرصون عليه ول يفهمونه ‪..‬‬
‫فإذا بلغتهم هذه الرسائل ‪ ..‬عملت فيهم من التأثي أكثر‬ ‫في ختلس منهم ‪ ..‬أي ‪ :‬يرفع عنهم ‪..‬‬
‫ما تعمله – رب•ما – الدعوة الباشرة ‪..‬‬ ‫فقام صحاب جليل ‪ ..‬هو زياد بن لبيد النصاري‬
‫كان خالد بن الو ليد ‪ ‬بطل‪ .. S‬ول يكن بطل‪ S‬عاديا‪.. S‬‬ ‫وقال بكل حاس ‪:‬‬
‫بل كان بطل‪ S‬مغوارا‪ .. S‬يضرب له ألف حساب ‪..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ،‬وكيف يتلس منا ؟! وقد قرأنا‬
‫وكان ال نب ‪ r‬ي تشوق لسلمه ‪ ..‬لك ن أن له ذلك ‪..‬‬ ‫القرآن ! فوال لنقرأنه ‪ ،‬ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ‪..‬‬
‫وخالد ما ترك حربا‪ S‬ضد السلمي إل خاضها ‪ ..‬بل كان‬ ‫فنظر إليه النب ‪ .. e‬فإذا شاب يتفجر حاسا‪ S‬وغية‬
‫هو من أكب أسباب هزية السلمي ف معركة أحد ‪..‬‬ ‫على الدين ‪ ..‬فأراد أن ينبهه على فهمه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫قال فيه النب ‪ r‬يوما‪ .. S‬لو جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على‬ ‫ثكلتك أمك يا زياد ‪ ،‬إن كنت لعدك من فقهاء‬
‫غيه ‪..‬‬ ‫أهل الدينة ‪..‬‬
‫وهذا ثناء على زياد ‪ ..‬أن يقول له رسول ال ‪e‬‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم‬ ‫‪40‬‬

‫‪89‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إل ا لنجاشي ؟ ‪ ..‬ل ‪ ..‬فقد اتبع ممدا‪ S‬وأ صحابه عنده‬ ‫فكيف كان تأثي ذلك ؟‬
‫آمنون ‪..‬‬ ‫خذ القصة من أولا ‪..‬‬
‫دين إل‬ ‫خرج من‬ ‫رقل ؟‪ ..‬ل ‪ ..‬أ‬ ‫فأخرج إل ه‬ ‫كان خالد من أشداء الكفار وقادتم ‪..‬‬
‫نصرانية ؟‪ ..‬أو يهودية ؟ وأقيم ف عجم ؟‪..‬‬ ‫ل يكاد يفوت فرصة إل حارب فيها رسول ال ‪‬‬
‫فبنم ا خالد يفكر ف شأنه ‪ ..‬ويتردد ‪ ..‬واليام والشهور‬ ‫أو ترص‘د له ‪..‬‬
‫تضي عليه ‪..‬‬ ‫فلما أقبل رسول ال ‪ r‬مع السلمي إل الديبية ‪..‬‬
‫إذ جاء موعد عمرة السلمي ‪ ..‬فأقبلوا إل الدينة ‪..‬‬ ‫وأرادوا العمرة ‪..‬‬
‫دخل ‪ r‬مكة معتمرا‪.. S‬‬ ‫خرج خالد ف خيل من الشركي ‪ ..‬فلقوا النب ‪‬‬
‫فلم يتمل خالد رؤية السلمي مرمي ‪ ..‬فخرج من مكة‬ ‫وأصحابه بوضع يقال له ‪ :‬عسفان ‪..‬‬
‫‪ ..‬وغاب أياما‪ S‬أر بعة وه ي اليام الت قضاها ال نب ‪ ‬ف‬ ‫فقام خالد قريبا‪ S‬منهم يتحي الفرصة ليصيب رسول‬
‫مكة ‪..‬‬ ‫ال ‪ ‬برمية سهم أو ضربة سيف ‪..‬‬
‫قضى ا لنب ‪ ‬عمرته ‪ ..‬وجعل ي نظ ر ف طرقات مكة‬ ‫جعل يترصد ويترقب ‪..‬‬
‫وبيوتا ‪ ..‬ويستعيد الذكريات ‪..‬‬ ‫فصلى ال نب ‪ ‬بأ صحابه صلة ال ظه ر أمامهم ‪..‬‬
‫تذكر البطل خالد بن الوليد ‪..‬‬ ‫فهموا أن يهجموا عليهم ‪ ..‬فلم يتيسر لم ‪..‬‬
‫فالتفت إل الو ليد بن ا لوليد ‪ ..‬وه و أخو خالد ‪ ..‬وكان‬ ‫فكأن ال نب ‪ ‬علم بم ‪ ..‬فصلى بأ صحابه صلة‬
‫الوليد مسلما‪ S‬قد دخل مع النب ‪ r‬معتمرا‪.. S‬‬ ‫العصر صلة الوف ‪..‬‬
‫وأراد ‪ ‬أ ن يبعث إل خالد رسالة غ ي مباشرة ‪ ..‬يرغبه‬ ‫أ ي قسم أص حابه إل فريقي ‪ ..‬فريق ي صل ي معه‬
‫فيها بالدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫وفريق يرس ‪..‬‬
‫قال ‪ ‬للوليد ‪ :‬أين خالد ؟‬ ‫فوقع ذلك من خالد و أصحابه موقعا‪ .. S‬وقال ف‬
‫فوجئ الوليد بالسؤال ‪ ..‬وقال ‪ :‬يأت ال به يا رسول ال‬ ‫نفسه ‪ :‬الرج ل منوع عنا ‪ ..‬أ ي هناك من يميه‬
‫‪..‬‬ ‫وينع عنه الذى !!‬
‫فقال ‪ " : ‬مثله يه ل السلم !! ولو كان ج عل نكا يته‬ ‫ث ارتل ‪ ‬وأصحابه ‪ ..‬وسلك او طريقا‪ S‬ذات‬
‫و ح د•ه مع السلمي ‪ ..‬كان خيا‪ S‬له ‪..‬‬ ‫اليمي ‪ ..‬لئل يروا بالد وأصحابه ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬ولو جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه ‪..‬‬ ‫و صل ‪ ‬إل ال ديبية ‪ ..‬صال قريشا‪ S‬على أن‬
‫استبشر الو ليد ‪ ..‬وجعل يطلب خالدا‪ S‬ويب ح ث عن ه ف‬ ‫يعتمر ف العام القادم ‪ ..‬ورجع إل الدينة ‪..‬‬
‫مكة ‪ ..‬فلم يده ‪..‬‬ ‫رأ ى خالد أن قريشا‪ S‬ل يزال شأنا ي نخفض ف‬
‫فلما عزموا على الرجوع للمدينة ‪..‬‬ ‫العرب يوما‪ S‬بعد يوم ‪..‬‬
‫كتب الوليد كتابا‪ S‬إل أخيه ‪:‬‬ ‫فقال ف نفسه ‪ :‬أي شيء بقي ؟ أين أذهب ؟‬

‫‪90‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلقيت عكرمة ب ن أب جهل ‪ ..‬فقلت له مث ل ما قلت‬ ‫ب سم ال الرحن ا لرحيم ‪ ..‬أم ا بعد ‪ ..‬فإن ل أر‬
‫لصفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫أ عج ب من ذهاب رأ ي ك عن ال سلم ‪ ..‬وعقلك‬
‫فقال ل مثل ما قال ل صفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫عقلك ! ومثل السلم يهله أحد ؟‬
‫قلت ‪ :‬فاكتم علي خروجي إل ممد ‪..‬‬ ‫وق د سأ لن رسول ال ‪ r‬عنك وقال ‪ :‬أ ين خالد ؟‬
‫قال ‪ :‬ل أذكره لحد ‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يأت ال به ‪..‬‬
‫فخرجت إل منزل ‪ ..‬فأمرت براحلت فخرجت با ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬مثله جهل ال سلم !! و لو كان جعل‬
‫إل أن لقيت عثمان بن طلحة ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬ ‫ن كايتهو ح د•ه مع ا لسلمي ‪ ..‬كان خيا‪ S‬له ‪ ..‬ولو‬
‫إن هذا ل صديق ‪ ..‬فلو ذكرت له ما أرجو ‪..‬‬ ‫جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه ‪..‬‬
‫ث ذكرت من قت ل من آبائه ف حربن ا م ع السلمي ‪..‬‬ ‫فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالة ‪..‬‬
‫فكرهت أن أذك‪ç‬ره ‪..‬‬ ‫قال خالد ‪ :‬فلما جاءن كتابه ‪ ..‬ن شطت للخروج‬
‫ث قلت ‪ :‬وما علي أن أخبه ‪ ..‬وأنا راحل ف ساعت هذه‬ ‫‪ ..‬وزادن رغبة ف السلم ‪..‬‬
‫!‪..‬‬ ‫وسرن سؤال رسول ال ‪ r‬عن ‪..‬‬
‫فذكرت له ما صار أمر قريش إليه ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬ ‫و أرى ف ا لنوم كأن ف بلد ضيقة مدبة ‪..‬‬
‫إنا نن بنزلة ثعلب ف جحر ‪ ..‬لو صب عليه ذنوب من‬ ‫فخرجت إل بلد خضراء واسعة ‪..‬‬
‫ماء لرج ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬إن هذه لرؤيا حق ‪..‬‬
‫وقلت له نوا‪ S‬ما قلت لصاحب ي ‪ ..‬فأسرع ال ستجابة‬ ‫فلما أجعت الروج إل رسول ال ‪ r‬قلت ‪:‬‬
‫وعزم على الروج معي للمدينة !‪..‬‬ ‫من أصاحب إل رسول ال ‪ r‬؟!‬
‫فقلت له ‪ :‬إن خرجت هذا اليوم ‪ ..‬وأ نا أر ي د أن أمضي‬ ‫فلقيت صفوان بن أمية ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬
‫للمدينة ‪..‬‬ ‫يا أبا وهب أما ترى ما نن فيه ؟ إنا نن كأضراس‬
‫وهذه راحلت مهزة ل على الطريق ‪..‬‬ ‫يطحن بعضها بعضا‪.. S‬‬
‫قال ‪ :‬فتواعدنا أنا وهو ف موضع يقال له "يأجج " ‪ ..‬إن‬ ‫وقد ظهر ممد على العرب والعجم ‪..‬‬
‫سبقن أقام ينتظرن ‪ ..‬وإن سبقته أقمت أنتظره ‪..‬‬ ‫فلو قدمنا على ممد واتبعناه ‪ ..‬فإن شرف ممد لنا‬
‫فخرجت من بيت آخر الليل سح را‪ .. S‬خوفا‪ S‬من أن تعلم‬ ‫شرف ؟‬
‫قريش بروجنا ‪..‬‬ ‫فأب أشد الباء ‪ ..‬وقال ‪ :‬لو ل يبق غيي ما اتبعته‬
‫فلم يطلع ا لفج ر حت ال تقين ا ف " يأجج" ‪ ..‬فغدونا حت‬ ‫أبدا‪.. S‬‬
‫انتهينا إل الدة ‪..‬‬ ‫فافترقنا ‪ ..‬وقلت ف نفسي ‪:‬‬
‫فوجدنا عمرو بن العاص على بعيه ‪..‬‬ ‫هذا رج ل مصاب ‪ ..‬قتل أخوه وأ بوه بعركة بدر‬
‫قال ‪ :‬مرحبا‪ S‬بالقوم ‪ ..‬إل أين مسيكم ؟‬ ‫‪..‬‬

‫‪91‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬وما أخرجك ؟‬
‫أما إسلمه فكان برسالة غي مباشرة وصلت إليه من‬ ‫فقال ‪ :‬وما أخرجكم ؟‬
‫رسول ال ‪.. ‬‬ ‫قلنا ‪ :‬الدخول ف السلم ‪ ..‬واتباع ممد ‪.. r‬‬
‫فما أحلمه ‪ ‬وأحكمه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وذاك الذي أقدمن ‪.‬‬
‫فلنتبع مثل هذه الهارات ف التأثي ف الناس ‪..‬‬ ‫فاصطحبنا جيعا‪ S‬حت دخلنا الدينة ‪..‬‬
‫فلو رأيت شخصا‪ S‬يبيع دخانا‪ S‬ف بقالة فأردت تنبيهه ‪..‬‬ ‫فأننا بظهر الرة ركابنا ‪..‬‬
‫فأثن أول‪ S‬على بقالته ونظافتها ‪ ..‬وادع له بالبكة ف‬ ‫فأ خب بنا رسول ال ‪ r‬فسر بنا ‪..‬‬
‫الربح ‪ ..‬ث نبهه على أهية الكسب اللل ‪ ..‬ليشعر أنك‬ ‫فلبست م ن ص ال ثياب ‪ ..‬ث ت وجهت إل رسول‬
‫ل تنظر إليه بنظار أسود ‪ ..‬بل أمسكت العصا من‬ ‫ال ‪ .. r‬فلقين أخي فقال ‪:‬‬
‫النصف ‪..‬‬ ‫أ سرع ‪ ..‬فإن رسول ال ‪ .. r‬قد أ خ ب بك فس ر‬
‫كن ذكيا‪ .. S‬ابث عن أي حسنات فيمن أمامك تغمر‬ ‫بقدومك وهو ينتظركم ‪..‬‬
‫فيها سيئاته ‪ ..‬أحسن الظن بالخرين ‪ ..‬ليشعروا بعدلك‬ ‫فأسرعنا الس‘ي ‪ ..‬فأقبلت إل ر سول ال أمشي ‪..‬‬
‫معهم فيحبوك ‪..‬‬ ‫فلم ا رآن من بعيد تبس‘م ‪ ..‬فما زال ي تبسم إل‬
‫حت وقفت عليه ‪..‬‬
‫لة ‪..‬‬ ‫فسلمت عليه بالنبوة ‪ ..‬فرد على ا لسل م بوجه‬
‫عندما يقتنع الناس أننا نلحظ حسناتم ‪ ..‬كما نلحظ‬ ‫طل‪á‬ق ‪..‬‬
‫سيئاتم ‪ ..‬يقبلون منا التوجيه ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬إن أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأنك رسول‬
‫ال ‪..‬‬
‫‪.34‬اجعل معالة الطأ سهلة ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬ال مد ل الذي هداك ‪ ..‬قد كنت أرى‬
‫تتنوع الخطاء الت تقع من الناس كبا‪ S‬وصغرا‪.. S‬‬
‫لك عقل‪ .. S‬رجوت أل يسلمك إل إل خي " ‪..‬‬
‫ومهما كان حجم الطأ فإنه يكن علجه ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد رأيت ما كنت أشهد‬
‫نعم قد ل يفيد العلج ف إصلح ما أفسده الطأ‬
‫من تلك الواط ن عليك ‪ ..‬معاندا‪ S‬ل لحق ‪ ..‬فادع‬
‫‪ .. %100‬لكنه على القل يصلح أكثر الفاسد ‪..‬‬
‫ال أن يغفرها ل ‪..‬‬
‫عدد غي قليل من الناس ل يسعى إل إصلح أخطائه‬
‫فقال ‪ " : r‬السلم يب ما كان قبله " ‪..‬‬
‫لشكه ف قدرته أصل‪ S‬على علجها ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬على ذلك ‪ ..‬فاستغفر ل ‪..‬‬
‫وأحيانا‪ S‬تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء هي جزء من‬
‫قال ‪ " :‬ا للهم ا غفر لا لد بن الول يد ‪ ..‬ك ل ما‬
‫الطأ نفسه ‪..‬‬
‫أو ضع فيه ‪ ..‬من صد عن سبيل ال " ‪..‬‬
‫يقع ولدي ف خطأ فألومه وأحقره وأعظ‪ç‬م عليه الطأ حت‬
‫ومن يعدها كان خالد رأسا‪ S‬من رؤوس هذا الدين‬

‫‪92‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أرادوا الرتال ركبت فيه ‪..‬‬ ‫يشعر بأنه سقط ف بئر ليس له قاع !! فييأس من‬
‫فلما فرغ رسول ال ‪ r‬من غزوته ‪ ..‬توجه قافل‪ S‬إل الدينة‬ ‫الصلح ‪ ..‬ويبقى على ما هو عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬حت إذا كان قريبا‪ S‬من الدينة نزل منزل‪ S‬فبات به بعض‬ ‫وقد تقع ف الطأ زوجت أو يقع فيه صديقي ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫فإذا أشعرته أنه أخطأ ولكن الطريق ل ينقطع بعد‬
‫ث آذن الناس بالرحيل ‪ ..‬فبدأ الناس يمعون متاعهم‬ ‫فمعالة الطأ سهلة ‪ ..‬والرجوع إل الق خي من‬
‫للرحيل ‪..‬فخرجت عائشة لبعض حاجتها ‪ ..‬وف عنقها‬ ‫التمادي ف الباطل ‪..‬‬
‫عقد لا فيه جزع ظفار ‪..‬‬ ‫جاء رجل إل النب ‪ r‬يبايعه على الجرة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫فلما فرغت من حاجتها ‪ ..‬انسل العقد من عنقها وهي ل‬ ‫إن جئت أبايعك على الجرة ‪ ..‬وتركت أبوي‬
‫تدري ‪..‬‬ ‫يبكيان ‪..‬‬
‫فلما رجعت العسكر ‪ ..‬وأرادت الدخول ف هودجها ‪..‬‬ ‫فلم يعنفه ‪ .. e‬أو يقرف ع له ‪ ..‬أو يصغر عقله ‪..‬‬
‫لست عنقها فلم تد العقد ‪ ..‬وقد بدأ الناس ف الرحيل‬ ‫فالرجل جاء بنية صالة ويرى أنه فعل الصلح ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أشعره ‪ e‬أن معالة الطأ سهلة فقال له بكل‬
‫فرجعت سريعا‪ S‬إل مكانا الذي قضت فيه حاجتها ‪..‬‬ ‫بساطة ‪ :‬ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما‬
‫فأخذت تبحث عنه ‪ ..‬وأبطأت ‪..‬‬ ‫‪.. )41(..‬‬
‫وجاء القوم فحملوا هودجها وهم يظنون أنا فيه ‪..‬‬ ‫وانتهى المر ‪..‬‬
‫فاحتملوه ‪ ..‬فشدوه على البعي ‪ ..‬ث أخذوا برأس البعي‬ ‫كان ‪ e‬يتعامل مع الناس بأساليب ترب فيهم الرغبة‬
‫فانطلقوا به ‪..‬‬ ‫ف الي وتشعرهم أنم إل الي أقرب ‪ ..‬حت وإن‬
‫وسار اليش ‪ ..‬أما عائشة فبعد بث طويل ‪ ..‬وجدت‬ ‫وقعوا ف أخطاء ‪..‬‬
‫العقد ‪ ..‬فعادت إل مكان اليش ‪..‬‬ ‫وبي يدي حادثة مرو‘عة ‪ ..‬الشاهد منها آخر ها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫لكن سأوردها من أولا رغبة ف الفائدة ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪:‬‬ ‫كان رسول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج سفرا‪ S‬أقرع بي‬
‫‪ .‬فجئت منازلم وليس با داع ول ميب ‪ ..‬قد انطلق‬ ‫نسائه ‪ ..‬فأيتهن خرج سهمها خرج با معه ‪..‬‬
‫الناس ‪..‬‬ ‫فلما أراد ال روج إل غزوة بن ا لصطلق ‪ ..‬أقرع‬
‫فتيممت منزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم‬ ‫بينهن فخرج سهم عائشة ‪..‬‬
‫سيفقدون فيجعون إل ‪..‬‬ ‫فخرجت مع رسول ال ‪ .. r‬وذلك بعدما أنزل‬
‫فتلففت بلباب ‪ ..‬فبينما أنا جالسة ف منزل إذ غلبتن‬ ‫الجاب ‪..‬وكانت تمل ف هودج ‪ ..‬فإذا نزلوا‬
‫عين فنمت ‪..‬‬ ‫نزلت من هودجها ‪ ..‬وقضت حاجاتا ‪ ..‬فإذا‬
‫فوال إن لضطجعة إذ مر• ب صفوان بن العطل ‪..‬‬
‫( ) ف الستدرك وصحح إسناده ‪..‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪93‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت وجدت ف نفسي ‪..‬فلما رأيت جفاءه ل قلت ‪:‬‬ ‫وكان قد تلف عن العسكر لبعض حاجاته ‪ ..‬فلم‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬لو أذنت ل فانتقلت إل أمي فمرضتن ‪..‬‬ ‫يبت مع الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل عليك ‪..‬‬ ‫فرأى سواد إنسان نائم ‪ ..‬فأتان فعرفن حي رآن‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫‪ ..‬وقد كان يران قبل أن يضرب الجاب علينا ‪..‬‬
‫فانتقلت إل أمي ول علم ل بشيء ما كان ‪ ..‬حت نقهت‬ ‫فلما رآن قال ‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ..‬ظعينة‬
‫من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ r‬؟‬
‫فخرجت ليلة لبعض حاجت ومعي أم مسطح بنت خالة‬ ‫فاستيقظت باسترجاعه حي عرفن فخمرت وجهي‬
‫أب بكر ‪.. t‬‬ ‫بلباب ‪..‬‬
‫فوال إنا لتمشي معي إذ تعثرت ف م رطها ‪ ..‬وسقطت أو‬ ‫ووال ما كلمن كلمة ‪ ..‬ول سعت منه غي‬
‫كادت ‪..‬‬ ‫استرجاعه ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬تعس مسطح ‪..‬‬ ‫حت أناخ راحلته ‪ ..‬فوطئ على يديها ‪ ..‬فركبت‬
‫قلت ‪ :‬بئس لعمر ال ما قلت ‪ ..‬تسبي رجل‪ S‬قد شهد‬ ‫وأخذ برأس البعي فانطلق سريعا‪ S‬يطلب الناس ‪..‬‬
‫بدرا‪ S‬؟‬ ‫فوال ما أدركنا الناس وما افتقدون حت أصبحنا‬
‫فقالت ‪ :‬أي هنتاه ‪ ..‬أول تسمعي ما قال ؟ أوما بلغك‬ ‫‪ ..‬فوجدناهم نازلي ‪ ..‬فبينما هم كذلك ‪ ..‬إذ‬
‫الب يا بنت أب بكر ‪..‬‬ ‫طلع الرجل يقود ب البعي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وما الب ؟‬ ‫فقال أهل الفك ما قالوا ‪ ..‬وارتج• العسكر ‪..‬‬
‫فأخبتن بالذي كان من قول أهل الفك ‪..‬‬ ‫ووال ما أعلم بشيء من ذلك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أوقد كان هذا ؟‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫قالت ‪ :‬نعم وال لقد كان ‪..‬‬ ‫ث قدمنا الدينة ‪ ..‬فلم ألبث أن مرضت واشتكيت‬
‫فوال ما قدرت على أن أقضي حاجت ورجعت ‪..‬‬ ‫شكوى شديدة ‪ ..‬وأنا ل يبلغن من كلم الناس‬
‫فازددت مرضا‪ S‬إل مرضي ‪..‬‬ ‫شيء ‪..‬‬
‫فوال ما زلت أبكي ‪ ..‬حت ظننت أن البكاء سيصدع‬ ‫وقد انتهى الديث إل رسول ال ‪ r‬وإل أبوي• ‪..‬‬
‫كبدي ‪..‬‬ ‫وهم ل يذكرون ل منه قليل‪ S‬ول كثيا‪ .. S‬إل أن‬
‫وقلت لمي ‪ :‬يغفر ال لك ‪ ..‬تدث الناس با تدثوا يه‬ ‫قد أنكرت من رسول ال ‪ r‬بعض لطفه ب ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول تذكرين ل من ذلك شيئا‪.. S‬‬ ‫كنت إذا اشتكيت رحن ولطف ب ‪ ..‬فلم يفعل‬
‫قالت ‪ :‬أي بنية خففي عليك الشأن ‪ ..‬فوال لقل ما‬ ‫ذلك ب ف شكواي تلك ‪..‬‬
‫كانت امرأة حسناء عند رجل يبها ‪ ..‬ولا ضرائر إل‬ ‫بل كان إذا دخل علي وعندي أمي ترضن قال ‪:‬‬
‫كث‪Ç‬رن ‪ ..‬وكث‪Ç‬ر الناس عليها ‪..‬‬ ‫كيف تيكم ؟ ل يزيد على ذلك ‪..‬‬

‫‪94‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما سع ذلك أمي الزرج سعد بن عبادة قام ‪ ..‬وكان‬ ‫قلت ‪ :‬سبحان ال وقد تدث الناس بذا ؟‬
‫رجل‪ S‬صالا‪ .. S‬لكن أخذته المية ‪..‬‬ ‫فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ‪ ..‬ل يرقأ ل دمع‬
‫قام فقال ‪ :‬كذبت لعمر ال ‪ ..‬ما تضرب أعناقهم ‪ ..‬أما‬ ‫‪ ..‬ول أكتحل بنوم ‪..‬‬
‫وال ما قلت هذه القالة إل أنك قد عرفت أنم من‬ ‫ث أصبحت أبكي ‪..‬‬
‫الزرج ؟ ولو كانوا من قومك ما قلت هذا ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فقال أسيد بن حضي ‪ :‬كذبت لعمر ال ‪ ..‬وال لنقتلنه ‪..‬‬ ‫هذا حال عائشة ‪ ..‬تتهم بذلك وهي الفتاة الت ل‬
‫ولكنك منافق تادل عن النافقي ‪..‬‬ ‫يتجاوز عمرها خس عشرة سنة ‪..‬‬
‫ث ثار الناس بعضهم إل بعض ‪ ..‬حت كادوا أن يقتتلوا ‪..‬‬ ‫تتهم بالزنا ‪ ..‬وهي العفيفة الشريفة ‪ ..‬زوجة أطهر‬
‫ورسول ال ‪ r‬قائم على النب ‪ ..‬فلم يزل يفضهم حت‬ ‫الناس ‪ ..‬الت ما كشفت سترها ‪ ..‬ول هتكت‬
‫سكتوا ‪ ..‬وسكت ‪..‬‬ ‫عرضها ‪ ..‬هذا حالا تبكي ف بيت أبويها ‪..‬‬
‫فلما رأى ‪ r‬ذلك ‪ ..‬نزل فدخل بيته ‪..‬‬ ‫أما حال رسول ال ‪ .. r‬فل يبعدحزنا‪ S‬وها‪ .. S‬عن‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫عائشة ‪..‬‬
‫ولا رأى أن المر ل يكن حله من جهة عموم الناس ‪..‬‬ ‫فل جبيل يرسل ‪ ..‬ول القرآن ينزل ‪ ..‬ويبقى ‪r‬‬
‫أراد أن يد حل‪ S‬من جهة أهل بيته ‪ ..‬وأخص الناس به ‪..‬‬ ‫متحيا‪ S‬ف أمره ‪ ..‬وقد كب عليه اتام النافقي ‪..‬‬
‫فدعا عليا‪ S‬وأسامة بن زيد ‪ ..‬فاستشارها ‪..‬‬ ‫وكلم الناس ف عرضه زوجه ‪..‬‬
‫فأما أسامة فأثن على عائشة خيا‪ S‬وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫أهلك وما نعلم منهم إل خيا‪ .. S‬وهذا الكذب والباطل‬ ‫فلما طال المر عليه ‪ ..‬قام ‪ r‬ف الناس فخطبهم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فحمد ال ‪ ..‬وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫وأما علي فإنه قال ‪ :‬يا رسول ال إن النساء لكثي ‪..‬‬ ‫أيها الناس ما بال رجال يؤذونن ف أهلي ‪..‬‬
‫وإنك لقادر على أن تستخلف ‪ ..‬وسل الارية فإنا‬ ‫ويقولون عليهم غي الق ‪ ..‬وال ما علمت عليهم‬
‫ستصدقك ‪ ..‬فدعا رسول ال ‪ r‬بريرة ‪..‬‬ ‫إل خيا‪ .. S‬ويقولون ذلك لرجل ‪ ..‬وال ما علمت‬
‫فقال ‪ :‬أي بريرة ‪ ..‬هل رأيت من شيء يريبك من عائشة‬ ‫منه إل خيا‪ .. S‬ول يدخل بيتا‪ S‬من بيوت إل وهو‬
‫؟‬ ‫معي ‪..‬‬
‫فقالت بريرة ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك بالق نبيا‪.. S‬‬ ‫فلما قال رسول ال ‪ r‬تلك القالة ‪..‬‬
‫وال ما أعلم إل خيا‪ .. S‬وما كنت أعيب على عائشة‬ ‫قام أمي الوس سعد بن معاذ فقال ‪:‬‬
‫شيئا‪ .. S‬إل أنا جارية حديثة السن ‪ ..‬فكنت أعجن‬ ‫يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفك إياهم ‪..‬‬
‫عجين ‪ ..‬فآمرها أن تفظه فتنام عنه ‪ ..‬فتأت الشاة‬ ‫وإن يكونوا من إخواننا من الزرج فمرنا أمرك‬
‫فتأكله ‪..‬‬ ‫فوال إنم لهل أن تضرب أعناقهم ‪..‬‬

‫‪95‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الناس ما قالوا ‪ ..‬وما رأى عائشة منذ قرابة الشهر ‪ ..‬وقد‬ ‫نعم ‪ ..‬كيف ترى الارية على عائشة ريبة ‪ ..‬وهي‬
‫لبث شهرا‪ S‬ل يوحى إليه ف شيء ف شأن عائشة ‪..‬‬ ‫الفتاة ا لصالة ا لت رباها صديق ال مة أ ب و بكر ‪..‬‬
‫دخل ‪ r‬على عائشة ‪..‬‬ ‫وتزوجها سيد ولد آدم ‪..‬‬
‫فإذا طرية الفراش ‪ ..‬وكأنا فرخ منتوف من شدة البكاء‬ ‫بل ك ي ف تق ع ف ريبة ‪ ..‬وهي أ حب الناس إل‬
‫والم ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ ..‬ول يكن ‪ r‬يب إل طيبا‪.. S‬‬
‫وإذا هي تبكي ‪ ..‬والرأة تبكي معها ‪ ..‬ل يلكان من‬ ‫فهي البيئة البأة ‪ ..‬ولكن ال يبتليها ليعظم أجرها‬
‫المر شيئا‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬ويرفع ذكرها ‪..‬‬
‫فجلس رسول ال ‪ .. r‬فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ‪ ..‬وذكر‬ ‫وتضي على عائشة اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬
‫‪ e‬خب الفك ‪ ..‬وما أشيع من وقوعها ف خطأ كبي ‪..‬ث‬ ‫وهي تتقلب على فراش مرضها ‪ ..‬ل تنأ بطعام ول‬
‫أراد ‪ e‬أ ن ي بي لا أن ال نسان م هما وقع ف خطأ فإن‬ ‫شراب ‪..‬‬
‫معالة هذا الطأ ليست صعبة ‪ ..‬فقال لا ‪:‬‬ ‫وقد حاول رسول ال ‪ r‬أن يل الشكلة ‪ ..‬بطبة‬
‫فإن كنت بريئه فسيبئك ال عز وجل ‪..‬‬ ‫على رؤوس الناس فكادت أن تقع الرب بي‬
‫وإن كنت ألمت بذنب ‪ ..‬فاستغفري ال عز وجل وتوب‬ ‫السلمي ‪ ..‬وحاول أن يلها ف بيته ويسأل عليا‬
‫إل يه ‪ ..‬فإن ا لعبد إذا اعترف ب ذنب ث تاب ‪ ..‬تاب ال‬ ‫وزيدا‪ .. S‬فلم يرج بشيء ‪..‬‬
‫عليه ‪..‬‬ ‫فلما رأى ذلك ‪ ..‬أر اد أن ينه ي المر م ن جهة‬
‫هكذا ‪ ..‬ح ل سهل لل خطأ – إن كان قد وقع – دون‬ ‫عائشة ‪..‬‬
‫تعقيد وتطويل ‪..‬‬ ‫قالت رضي ال عنها ‪:‬‬
‫قالت عائشة ‪:‬‬ ‫وبكيت يومي ذلك ل ترقأ ل دمعه ‪ ..‬ول اكتحل‬
‫فلما قضى رسول ال ‪ r‬مقالته ‪ ..‬قلص دمعي حت ما‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫أحس منه قطرة ‪..‬‬ ‫ث ب كي ت ليلت القبلة ل ت رقأ ل دمعه ول أ كتحل‬
‫وانتظرت أبوي• أن ييبا عن رسول ال ‪ r‬فلم يتكلما ‪..‬‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫فقلت لب ‪ :‬أجب عن رسول ال ‪ r‬فيما قال ‪..‬‬ ‫وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪.. ! r‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فقلت لمي ‪ :‬أجيب عن رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فأقبل يث الطى إل بيت أب بكر ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪! r‬‬ ‫فاستأذن ‪ ..‬ودخل عليها وعندها أبوها وأمها‪..‬‬
‫ووال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أب‬ ‫وامرأة من النصار ‪..‬‬
‫بكر ف تلك اليام ‪..‬‬ ‫وهي أول مرة يدخل فيها بيت أب بكر ‪ ..‬منذ قال‬

‫‪96‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عن رسول ال ‪ r‬حت ظننت لتخرجن أنفسهما ‪ ..‬فرقا‬ ‫فلما استعجما علي ‪ ..‬استعبت فبكيت ؟‬
‫من أن يأت من ال تقيق ما قال الناس ‪..‬‬ ‫ث قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬وال ل أتوب إل ال ما ذكرت‬
‫فلما سر‘ي عنه ‪ .. r‬فإذا ه و يضحك ‪ ..‬فجع ل يسح‬ ‫أبدا‪.. S‬‬
‫العرق عن وجهه ‪..‬‬ ‫إن وال قد عرفت أنكم قد سعتم بذا حت استقر‬
‫وكان أول كلمة تكلم با أن قال ‪:‬‬ ‫ف أنفسكم وصدقتم به ‪ ..‬ولئن قلت لكم إن بريئة‬
‫أبشري يا عائشة قد أنزل ال عز وجل براءتك ‪..‬‬ ‫‪ -‬وال عز وجل يعلم إن بريئة ‪ -‬ل تصدقون ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬المد ل ‪..‬‬ ‫و إن اعترفت لكم ب أمر ‪ -‬وال يعلم أن منه بريئة‬
‫ص ةم ن ك م‬
‫وأنزل ال تعال ‪ ] :‬إ نال ذ ينج اء‪ó‬وا بال‪á‬أ ف‪á‬ك ع ب‬ ‫‪ -‬تصدقون ‪..‬‬
‫وه ر‘ا‪ S‬ل ك م بل‪ á‬ه و يخر×للكك مل‪ ç‬ام ر ئ‪ à‬م ن ه م ما‬
‫سش‬ ‫لتح ب‬ ‫وإن وال ل أجد ل ولكم مثل‪ S‬إل كما قال أبو‬
‫اك‪á‬ت سب م نل‪á‬أا ث‪á‬مالوذ ي لت وى ك ب ر هم ن ه م لهع ذ اب× عظيم‬ ‫يوسف ‪ ] :‬فصب جيل وال الستعان على ما‬
‫* لو ل إ ذ‪á‬م عس ت م وه ظ ن•ل‪á‬ما ؤ م ن ون ول‪á‬ما ؤ م ن اتأبن ف س‪Þ‬ه م‬ ‫تصفون [ ‪..‬‬
‫خ ي را‪ S‬و ق ال وا ه ذ ا إ ف‪á‬ك× م ب ي× و* لل ج اء‪ó‬وا ع ل ي هأ بر ب ع ة‬ ‫قالت ‪ :‬ث تولت فاضطجعت على فراشي ‪..‬‬
‫اء‪ Þ‬أ ول ئ كع ن د الل ه ه م‬
‫لش‪â‬ه د ف‬
‫اء‪ Ø‬إ ذ‪ á‬ل م يأ‪á‬ت وا ب ا‬
‫شهد ف‬ ‫وأنا وال أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ‪..‬‬
‫كال‪á‬اذ ب ون [ ‪..‬‬ ‫ولكن وال ما كنت أظننأ ي نز ل ف شأن وحي‬
‫وتوعد ال أولئك بقوله ‪ ] :‬إن الينذ ي ح ب‪â‬ون أن‪ á‬ت ش يع‬ ‫يتلى ‪..‬‬
‫الد‪â‬ي ا‬
‫اب× أيم× ف ي ن‬
‫فال‪á‬اح ش ة لفيذاين آم ناول ه م ذع ل‬ ‫ولشأن كان أحقر ف نفسي من أن يتكلم ال ف‬
‫و ال‪á‬آخ ور ةالل ه ي ع أل نمت وم ل ت ع ل م ون [ ‪..‬‬ ‫بأمر يتلى ‪..‬‬
‫ث خرج رسول ال ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬فخطبهم ‪ ..‬وتل‬ ‫ولكن كنت أرجو أن يرى رسول ال ‪ r‬ف النوم‬
‫عليهم ما أنزل ال من القران ف ذلك ‪ ..‬ث أقام حد‬ ‫رؤيا يبئن ال عز وجل با ‪..‬‬
‫القذف على من قذف ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫إذن ‪ ..‬ينبغي أن تتعامل مع الخطئ على أنه مريض يتاج‬ ‫فوال م ا برح رسول ال ‪ r‬ملسه ‪ ..‬ول خرج من‬
‫إل علج ‪ ..‬ل أن تبالغ ف كبته وتعنيفه ‪ ..‬لنه قد يصل‬ ‫أهل البيت أحد ‪..‬‬
‫إل درجة يشعر معهاأنك فرح× بذا الطأ ‪..‬‬ ‫حت تغشاه من ال ما كان يتغشاه ‪ ..‬وأنزل ال‬
‫والطبيب الناصح هو الذي يهتم بصحة مرضاه أكثر من‬ ‫على نبيه ‪..‬‬
‫اهتمامهم هم بأنفسهم ‪..‬‬ ‫فأما أنا حي رأيته يوحى إليه ‪ ..‬فوال ما فزعت ‪..‬‬
‫قال ‪: r‬‬ ‫وما باليت ‪ ..‬قد عرفت أن بريئة ‪ ..‬وأن ال غي‬
‫إنا مثلي ومثل الناس ‪ ..‬كمثل رجل استوقد نارا‪.. S‬‬ ‫ظالي ‪..‬‬
‫فلما أضاءت ما حوله ‪..‬جعل الف راش وهذه الدواب الت‬ ‫وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ‪ ..‬ماس ر‘ي‬

‫‪97‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال ‪..‬‬ ‫تقع ف النار يقعن فيها ‪..‬‬
‫•وما نيل منه شيء قط ‪ ..‬فينتقم من صاحبه‬ ‫فجعل ينزعهن ‪ ..‬ويغلبنه فيقتحمن فيها !!‬
‫‪ ..‬إل أن ينتهك شيء من مارم ال فينتقم ل‬ ‫فأنا آخذ بج ز ك م عن النار ‪ ..‬وأنتم تقحمون فيها‬
‫(‪)42‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬كان ‪ r‬يغضب ‪ ..‬لكنه غضبه ل ‪ ..‬ل يغضب‬
‫لنفسه ‪ ..‬وحت نفهم الفرق بي الغضبي ‪:‬‬ ‫رأي ‪..‬‬
‫افرض أن ولدك الصغي جاءك ذات صباح وطلب ريال‬ ‫أحيانا‪ S‬تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء‬
‫أو ريالي مصروفا‪ S‬للمدرسة ‪ ..‬فبحثت ف مفظة نقودك‬ ‫أكب من الطأ نفسه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فلم تد إل فئة المسمائة ريال ‪ ..‬فأعطيتها له ‪..‬‬
‫‪.35‬‬
‫وقلت ‪:‬‬
‫كما أن الناس يتلفون ف طباعهم وأشكالم ‪..‬‬
‫هذه خسمائة ريال ‪ ..‬اصرف منها ريالي ‪ ..‬وأرجع‬
‫كذلك هم يتلفون ف وجهات نظرهم ‪ ..‬وف‬
‫الباقي ‪ ..‬وأكدت عليه وكررت ‪..‬‬
‫قناعاتم وتصرفاتم ‪..‬‬
‫فلما رجع بعد الظهر فإذا الال كله قد صرفه ‪..‬‬
‫فإذا شعرت أن أحدا‪ S‬خالف الصواب ‪ ..‬ونصحته‬
‫فماذا ستفعل ؟‪ ..‬وكيف سيكون غضبك ‪..‬؟ قد تضرب‬
‫وحاولت إصلح خطئه ول يقتنع ‪..‬‬
‫وتعنف وتنعه من مصروفه أياما‪.. S‬‬
‫فل تصنف اسه من بي أعدائك ‪ ..‬وخذ المور‬
‫ولكن لو رجعت مرة من صلة العصر ووجدته يلعب‬
‫بأريية قدر الستطاع ‪..‬‬
‫بالكمبيوتر ‪ ..‬أو عند التلفاز ‪ ..‬ول يصل ف السجد ‪..‬‬
‫فلو حاولت إصلح خطأ عند أحد زملئك فلم‬
‫فهل ستغضب كغضبك الول ؟‬
‫يستجب ‪ ..‬فل تقلب الصداقة عداوة ‪ ..‬وإنا‬
‫أظننا نتفق أن غضبنا ألول سيكون أشد وأطول وأكثر‬
‫استمر ف التلطف فلعله أن يبقى على خطئه ول‬
‫تأثيا‪ S‬من غضبنا الثان ‪..‬‬
‫يزيد ‪..‬‬
‫أما رسول ال ‪ r‬فكان غضبه ل ‪..‬‬
‫وقد قيل ‪ :‬حنانيك بعض الشر أهون من بعض ‪..‬‬
‫وكان يعرض النصيحة أحيانا‪ S‬ول تقبل ‪ ..‬فياخذ المر‬
‫إذا تعاملت مع الناس بذه الريية ‪ ..‬فلم تغضب‬
‫بدووووء ‪ ..‬فالداية بيد ال ‪..‬‬
‫على كل صغية وكبية ‪ ..‬عشت سعيدا‪.. S‬‬
‫قدم رسول ال ‪ ‬إل تبوك على حدود الشام ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪: ‬‬
‫اقترب من ملكة الروم ‪ ..‬فبعث دحية الكلب ‪ ‬رسول‬
‫•ما انتقم رسول ال ‪ r‬لنفسه قط ‪..‬‬
‫إل هرقل ملك الروم ‪..‬‬
‫•وما ضرب شيئا‪ S‬قط بيده ‪ ..‬ول امرأة‬
‫وصل دحية ‪ ‬إل هرقل ‪ ..‬دخل عليه ‪ ..‬ناوله كتاب‬
‫‪ ..‬ول خادما‪ .. S‬إل أن ياهد ف سبيل‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪42‬‬

‫‪98‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأراد أن يتأكد من ذلك ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪.. ‬‬
‫دعا هرقل رجل‪ S‬من عرب قبيلة "تيب" ‪ ..‬كان من‬ ‫فلما أن رأى هرقل الكتاب دعا قسيسي الروم‬
‫نصارى العرب ‪..‬‬ ‫وبطارقتها ‪ ..‬ث أغلق عليه وعليهم الدار فقال ‪:‬‬
‫وقال له ‪:‬‬ ‫" قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم ‪ ..‬وقد أرسل إل‬
‫ادع ل رجل‪ S‬حافظا‪ S‬للحديث ‪ ..‬عرب• اللسان ‪ ..‬أبعثه إل‬ ‫أن يدعون إل ثلث خصال ‪ ..‬يدعون ‪:‬‬
‫هذا الرجل بواب كتابه ‪..‬‬ ‫•أن أتبعه على دينه ‪..‬‬
‫مضى ذاك التجيب ‪ ..‬وجاء برجل من بن تنوخ ‪ ..‬من‬ ‫•أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا‬
‫نصارى العرب ‪..‬‬ ‫والرض أرضنا ‪..‬‬
‫دفع هرقل كتابا‪ S‬لذا التنوخي ليوصله لرسول ال ‪.. ‬‬ ‫•أو نلقي إليه الرب ‪..‬‬
‫وقال له ‪ :‬اذهب بكتاب إل هذا الرجل ‪..‬‬ ‫ث قال هرقل ‪:‬‬
‫فما سعت من حديثه فاحفظ ل منه ثلث خصال ‪:‬‬ ‫وال لقد عرفتم فيما تقرأون من الكتب ليأخذن‬
‫•انظر هل يذكر صحيفته إل الت كتب بشيء‬ ‫أرضنا ‪ ..‬فهلم• فلنتبعه على دينه ‪ ..‬أو نعطيه مالنا‬
‫‪..‬؟‬ ‫على أرضنا ‪..‬‬
‫•وانظر إذا قرأ كتاب فهل يذكر الليل ؟‬ ‫فلما سع القساوسة ذلك ‪ ..‬ورأوا أنه يدعوهم‬
‫•وانظر ف ظهره هل به شيء يريبك ؟‬ ‫لترك دينهم ! غضبوا ‪ ..‬ونروا نرة رجل واحد‬
‫مضى التنوخي كفارقا‪ S‬للشام ‪ ..‬حت وصل إل تبوك ‪..‬‬ ‫حت خرجوا من برانسهم ‪ ..‬أي سقطت أرديتهم‬
‫فإذا رسول ال ‪ ‬جالس بي ظهران أصحابه ‪ ..‬متبيا‬ ‫من شدة الغضب والنتفاض !!‬
‫على الاء ‪..‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬تدعونا إل أن نذر النصرانية ‪ ..‬أو نكون‬
‫فوقف التنوخي عليهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬أين صاحبكم ؟‬ ‫عبيدا‪ S‬لعراب جاء من الجاز ‪!!.‬‬
‫قيل ‪ :‬ها هو ذا ‪..‬‬ ‫أسقط ف يد هرقل ‪ ..‬وأيقن أنه تورط بعرضه‬
‫فأقبل يشي حت جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫فناوله كتاب هرقل ‪..‬‬ ‫وكان هؤلء القساوية لم سطوة وجهور قوي ‪..‬‬
‫فأخذه ‪ .. ‬فوضعهف ح ج ره ‪ ..‬ث قال ‪ " :‬من أنت "‬ ‫فعلم هرقل أنم إن خرجوا من عنده ‪ ..‬أفسدوا‬
‫‪ ..‬؟‬ ‫عليه الروم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أنا أخو تنوخ ‪..‬‬ ‫فجعل يهدئهم ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إنا قلت ذلك لعلم‬
‫فقال ‪ " : ‬هل لك إل السلم ‪ ..‬النيفية ‪ ..‬ملة أبيك‬ ‫صلبتكم على أمركم ‪..‬‬
‫إبراهيم ؟‬ ‫كان هرقل يعلم أن النب ‪ ‬هو الرسول الذي‬
‫كان ‪ ‬راغبا‪ S‬ف دخول هذا الرجل ف السلم ‪..‬‬ ‫بشر به عيسى ‪.. ‬‬

‫‪99‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪:‬‬ ‫ف القيقة ل يكن هناك ما ينع التنوخي من اتباع‬
‫تدعون إل جنة عرضها السموات والرض أعدت‬ ‫الق ‪ ..‬إل التعصب لدين قومه ‪ ..‬فحسب !!‬
‫للمتقي !! فأين النار ؟‬ ‫فقال التنوخي بكل صراحة ‪ :‬إن رسول قوم ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬سبحان ال! أين الليل إذا جاء النهار " ‪.‬‬ ‫وعلى دين قومي ‪ ..‬ل أرجع عنه حت أرجع إليهم‬
‫فانتبه التنوخي أن هذه الثانية الت أمره هرقل بترقبها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فأخذ سهما‪ S‬من جعبته فكتبه ف جلد سيفه ‪..‬‬ ‫فما رأى ‪ ‬هذا التعصب ‪ ..‬ل يغضب ‪ ..‬ول‬
‫فلما أن فرغ معاوية من قراءة الكتاب ‪..‬‬ ‫يعمل مشكلة ‪ ..‬وإنا ضحك وقال ‪:‬‬
‫التفت ‪ ‬إل التنوخي ‪ ..‬الذي ل يقبل النصح ‪ ..‬ول‬ ‫" إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من‬
‫يدخل ف الدين ‪ ..‬وقال له متلطفا‪: S‬‬ ‫يشاء وهو أعلم بالهتدين " ‪..‬‬
‫إن لك حقا‪ S‬وإنك لرسول ‪ ..‬فلو وجدت عندنا جائزة‬ ‫ث قال ‪ ‬بكل هدوء ‪:‬‬
‫جوزناك با ‪..‬إنا س ف‪á‬ر مرم لون ‪..‬‬ ‫يا أخا تنوخ ‪..‬‬
‫يعن أتن أن أعطيك هدية ‪ ..‬لكننا كما ترانا مسافرين‬ ‫•إن كتبت بكتاب إل كسرى فمزقه‬
‫جالسي على الرمال !!‬ ‫وال مزقه ومزق ملكه ‪..‬‬
‫فقال عثمان ‪ : ‬أنا أجوزه يا رسول ال ‪..‬‬ ‫•وكتبت إل النجاشي بصحيفة فخرقها‬
‫ث قام عثمان ففتح رحله ‪ ..‬فأتى بلة ولباس فوضعها ف‬ ‫وال مرق ملكه ‪..‬‬
‫حجر التنوخي ‪..‬‬ ‫•وكتبت إل صاحبك بصحيفة‬
‫ث قال ‪ r‬الكري ‪ " :‬أيكم ينزل هذا الرجل ؟ " ‪ ..‬يعن‬ ‫فأمسكها ‪ ..‬فلن يزال الناس يدون‬
‫يقوم بق ضيافته !!‬ ‫منه بأسا‪ S‬ما دام ف العيش خي " ‪..‬‬
‫فقال فت من النصار ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫تذكر التنوخي وصية هرقل ‪ ..‬وقال ف نفسه ‪:‬‬
‫فقام النصاري وقام التنوخي يشي معه ‪ ..‬وباله مشغول‬ ‫هذه إحدى الثلث الت أوصان با صاحب ‪..‬‬
‫بالمر الثالث الذي أمره هرقل أن يتأكد له منه ‪ ..‬وهو‬ ‫فخشي أن ينساها ‪ ..‬فأخذ سهما‪ S‬من جعبته فكتبها‬
‫خات النبوة بي كتفي النب ‪.. ‬‬ ‫ف جنب سيفه ‪..‬‬
‫مشى التنوخي خطوات ‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬إذا برسول ال ‪‬‬ ‫ث إن رسول ال ‪ ‬ناول الصحيفة رجل‪ S‬عن‬
‫يصيح به ‪:‬‬ ‫يساره ‪..‬‬
‫" تعال يا أخا تنوخ " ‪!!..‬‬ ‫فقال التنوخي ‪ :‬من صاحب كتابكم الذي يقرأ‬
‫فأقبل التنوخي يهوي مسرعا‪ .. S‬حت قام بي يدي النب‬ ‫لكم ؟‬
‫‪.. ‬‬ ‫قالوا ‪ :‬معاوية ‪..‬‬
‫فحل ‪ ‬حبوته ‪ ..‬ث أسقط رداءه عن ظهره ‪ ..‬فانكشف‬ ‫بدأ معاوية ‪ ‬يقرأ ‪ ..‬فإذا هرقل قد كتب إل النب‬

‫‪100‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معه با هو عليه ‪ ..‬فتصب عليه أو تفارقه ‪..‬‬ ‫ظهره للتنوخي ‪ ..‬فقال ‪ " : ‬هاهنا امض لا‬
‫ذ كر أن أشعب سافر مع رجل من التجار ‪ ..‬وكان هذا‬ ‫أمرت به " ‪..‬‬
‫الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع وسقي‬ ‫قال التنوخي ‪ :‬فنظرت ف ظهره ‪ ..‬فإذا أنا بات ف‬
‫دواب ‪ ..‬حت تعب وضجر ‪..‬‬ ‫موضع غضون الكتف مثل الجمة الضخمة ‪..‬‬
‫(‪)43‬‬
‫وف طريق رجوعهما ‪ ..‬نزل للغداء ‪..‬‬
‫فأناخا بعييهما ونزل ‪ ..‬فأما أشعب فتمدد على الرض‬
‫‪..‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫وأما صاحبه فوضع الفرش ‪ ..‬وأنزل التاع ‪..‬‬ ‫القصود أن يدرك الناس أخطاءهم ‪ ..‬وليس‬
‫ث التفت إل أشعب وقال ‪ :‬قم اجع الطب وأنا أقطع‬ ‫شرطا‪ S‬أن يصححوها أمامك ‪ ..‬فل تغضب ‪..‬‬
‫اللحم ‪..‬‬
‫‪.36‬قابل الساءة بالحسان ‪..‬‬
‫فقال أشعب ‪ :‬أنا وال متعب من طول ركوب الدابة ‪..‬‬
‫عندما تتعامل مع الناس فإنم يعاملونك ف الغالب‬
‫فقام الرجل وجع الطب ‪..‬‬
‫على ما يريدون ه م ‪ ..‬ل على ما تريد أنت ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم أشعل الطب ‪ ..‬فقال ‪ :‬يؤذين‬
‫فليس كل من قابلته ببشاشة بادلك بشاشة مثلها‬
‫الدخان ف صدري إن اقتربت منه ‪ ..‬فأشعلها الرجل ‪..‬‬
‫‪ ..‬فبعضهم قد يغضب ويسيء الظن ويسألك ‪ :‬مم‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم أمسك علي لقطع اللحم ‪ ..‬فقال‬
‫تضحك ؟!‬
‫‪ :‬أخشى أن تصيب السكي يدي ‪ ..‬فقطع الرجل اللحم‬
‫ول كل من أهديت له هدية ‪ ..‬رد لك مثلها ‪..‬‬
‫وحده ‪..‬‬
‫فبعضهم قد تدي إليه ث يغتابك ف الالس‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم ضع اللحم ف القدر واطبخ‬
‫ويتهمك بالسفه وتضييع الال ‪!!..‬‬
‫الطعام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يتعبن كثرة النظر إل الطعام قبل‬
‫ول كل من تفاعلت معه ف كلمه ‪ ..‬أو أثنيت‬
‫نضوجه ‪..‬‬
‫عليه وتلطفت معه ف عباراتك قابلك بثلها ‪..‬‬
‫فتول الرجل الطبخ والنفخ ‪ ..‬حت جهز الطعام وقد تعب‬
‫فإن ال قسم الخلق كما قسم الرزاق ‪..‬‬
‫‪ ..‬فاضجع على الرض ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أشعب ! قم جهز‬
‫والنهج الربان هو ‪ ( :‬ول تستوي السنة ول‬
‫سفرة الطعام ‪ ..‬وضع الطعام ف الصحن ‪..‬‬
‫السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه‬
‫فقال أشعب ‪ :‬جسمي ثقيل ول أنشط لذلك ‪..‬‬
‫عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬
‫فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ‪..‬‬
‫وبعض الناس ل حل له ول إصلح إل أن تتعامل‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم شاركن ف أكل الطعام ‪..‬‬
‫فقال أشعب ‪ :‬قد استحييت وال من كثية اعتذاري وها‬
‫‪) ( 43‬ف مسند أحد ‪ ..‬بإسناد قال فيه ابن كثي ل بأس به‬
‫أنا أطيعك الن ‪ ..‬ث قام وأكل !!‬
‫‪ ..‬سية ابن كثي ‪. 4/27‬‬
‫‪101‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما قلت ‪ ..‬وف نفس أصحاب عليك من ذلك شيء ‪..‬‬ ‫فقد تلقي من الناس من هو مثل أشعب ‪ ..‬فل‬
‫فإذا جئت فقل بي أيديهم ما قلت بي يدي ‪ ..‬حت‬ ‫تزن ‪ ..‬وكن جبل‪.. S‬‬
‫يذهب عن صدورهم ‪..‬‬ ‫كان الرب الول ‪ e‬يتعامل مع الناس بعقله ل‬
‫فلما جاء العراب ‪ ..‬قال ‪ : e‬إن صاحبكم كان جاءنا‬ ‫بعاطفته ‪ ..‬كان يتحمل أخطاء الخرين ويرفق بم‬
‫فسألنا فأعطيناه فقال ما قال ‪ ..‬وإنا قد دعوناه فأعطيناه‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فزعم أنه قد رضي ‪..‬‬ ‫وانظر إليه ‪ r‬وقد جلس ف ملس مبارك ييط به‬
‫ث التفت إل العراب وقال ‪ :‬أكذاك ؟‬ ‫أصحابه ‪..‬‬
‫قال العراب ‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية خيا‪.. S‬‬ ‫فيأتيه أعراب يستعينه ف دية قتيل ‪ ..‬قد قتل ‪ -‬هو‬
‫فلما هم العراب أن يرج إل أهله ‪..‬‬ ‫أو غيه ‪-‬رجل‪ .. S‬فأقبل يريد من النب ‪ ‬أن‬
‫أراد ‪ r‬أن يعطي أصحابه درسا‪ S‬ف كسب القلوب ‪..‬‬ ‫يعينه بال ‪ ..‬يؤديه إل أولياء القتول ‪..‬‬
‫فقال لم ‪:‬‬ ‫فأعطاه رسول ال ‪ e‬شيئا‪ .. S‬ث قال تلطفا‪ S‬معه ‪:‬‬
‫إن مثلي ومثل هذا العراب كمثل رجل كانت له ناقة‬ ‫أحسنت إليك ؟‬
‫فشردت عليه ‪ ..‬فاتبعها الناس ‪ ..‬يعن يركضون وراءها‬ ‫قال العراب ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أحسنت ول أجلت ‪..‬‬
‫ليمسكوها ‪ ..‬وهي ترب منهم فزعا‪ .. S‬ول يزيدوها إل‬ ‫فغضب بعض السلمي وهوا أن يقوموا إليه ‪..‬‬
‫نفورا‪ .. S‬فقال صاحب الناقة ‪:‬‬ ‫فأشار النب ‪ e‬إليهم أن كفوا ‪..‬‬
‫خلوا بين وبي ناقت ‪ ..‬فأنا أرفق با وأعلم با ‪..‬‬ ‫ث قام ‪ e‬إل منزله ‪ ..‬ودعا العراب إل البيت‬
‫فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لا من قشام الرض ‪..‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫ودعاها ‪..‬‬ ‫إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت ما قلت ‪..‬‬
‫حت جاءت واستجابت ‪ ..‬وشد عليها رحلها ‪ ..‬واستوى‬ ‫ث زاده ‪ r‬شيئا‪ S‬من مال وجده ف بيته ‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أحسنت إليك ؟‬
‫ولو أن أطعتكم حيث قال ما قال ‪ ..‬دخل النار ‪..‬‬ ‫فقال العراب ‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية‬
‫يعن لو طردتوه ‪ ..‬لعله يرتد‘ عن الدين ‪ ..‬فيدخل النار‬ ‫خيا‪.. S‬‬
‫(‪)44‬‬
‫‪..‬‬ ‫فأعجبه ‪ r‬هذا الرضى منه ‪ ..‬لكنه خشي أن يبقى‬
‫وما كان الرفق ف شيء إل زانه ‪ ..‬وما نزع من شيء إل‬ ‫ف قلوب أصحابه على الرجل شيء ‪ ..‬فياه‬
‫شانه ‪.‬‬ ‫أحدهم ف طريق أو سوق ‪ ..‬فل يزال حاقدا‪ S‬عليه‬
‫( ول تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن‬ ‫‪..‬‬
‫فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬ ‫فأراد أن يسل ما ف صدورهم ‪..‬‬
‫فقال له ‪ : e‬إنك كنت جئتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت‬
‫( ) والديث رواه البزار وف سنده مقال ‪..‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪102‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قريش ‪..‬‬ ‫ذ كر أنه ‪ r‬لا فتح مكة ‪ ..‬جعل يطوف بالبيت ‪..‬‬
‫فلما مات أبو طالب ‪ ..‬ضيقت قريش كثيا‪ S‬على النب ‪‬‬ ‫فأقبل فضالة بن عمي ‪ ..‬رجل يظهر السلم ‪..‬‬
‫ف مكة ‪..‬‬ ‫فجعل يطوف خلف النب ‪ .. ‬ينتظر منه غفلة ‪..‬‬
‫ونالت من ال ذى ما ل تكن نا لت ه منه ف حياة ع مه أب‬ ‫ليقتله ‪!!..‬‬
‫طالب ‪..‬‬ ‫فلما دنا من النب ‪.. ‬‬
‫فجعل ‪ ‬يفكر ف م كان آخر ي لج أ إليه ‪ ..‬ي د فيه‬ ‫انتبه ‪ ‬إليه ‪ ..‬فالتفت إليه وقال ‪ :‬أفضالة !!‬
‫النصرة والتأييد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فضالة يا رسول ال ‪..‬‬
‫فخرج إل الطائف يلتمس من قبيلة ثقيف النصرة والنعة‬ ‫قال ‪ :‬ماذا كنت تدث به نفسك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لشيء ‪ ..‬كنت أذكر ال ‪!!..‬‬
‫دخل الطائف ‪..‬‬ ‫فضحك النب ‪ .. r‬ث قال ‪ :‬أستغفر ال ‪..‬‬
‫فتوجه إل ثلثة رجال هم سادة ثقيف وأشرافهم ‪..‬‬ ‫قال فضالة ‪ : ..‬ث وضع رسول ال ‪ r‬يده على‬
‫وهم أخوة ثلثة ‪:‬‬ ‫صدري ‪ ..‬فسكن قلب ‪..‬‬
‫عبد ياليل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فوال ما رفع رسول ال ‪ r‬يده عن صدري ‪..‬‬
‫وأخوه مسعود ‪..‬‬ ‫حت ما خلق ال شيء أحب إل منه ‪..‬‬
‫وحبيب ‪..‬‬ ‫ث رجع فضالة إل أهله ‪ ..‬فمر بامرأة كان يالسها‬
‫جلس اليهم ‪ ..‬دعاهم إل ال ‪ ..‬كلمهم لا جاءهم له من‬ ‫‪ ..‬ويتحدث إليها ‪..‬‬
‫نصر ته على السلم ‪ ..‬والقيام معه على م ن خالفه من‬ ‫فلما رأته ‪ ..‬قالت ‪ :‬هلم إل الديث ‪..‬‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬ث قال ‪..‬‬
‫فكان ردهم بذيئا‪!! S‬‬ ‫قالت هلم إل الديث فقلت ل ** يأب عليك ال‬
‫أم ا أحدهم فقال ‪ :‬أنا أمرط ثياب ال كعبة ‪ ..‬إن كان ال‬ ‫و السلم‬
‫أرسلك !!‬ ‫لو ما رأيت ممدا‪ S‬وقبيله ** بالفتح يوم تكس•ر‬
‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا‪ S‬يرسله غيك ؟!‬ ‫الصنام‬
‫وجعل الثالث يبحث متحذلقا‪ S‬عن عبارة يرد با ‪ ..‬حرص‬ ‫لرأيت دين الضحى بينا ** والشرك يغشى وجهه‬
‫على أن تكون أبلغ من كلم صاحبيه ‪..‬‬ ‫الظلم‬
‫فقال ‪ :‬وال ل أرد عليك أبدا‪ .. S‬لئن كنت رسول‪ S‬من ال‬ ‫وكان فضالة بعدها من صالي السلمي ‪..‬‬
‫كما تقول ‪ ..‬لنت أعظم خطرا‪ S‬من أن أرد عليك الكلم‬ ‫كان ‪ ‬يلك قلوب الناس بالعفو عنهم ‪ ..‬يتحمل‬
‫‪ ..‬ولئن كنت تكذب على ال ‪ ..‬فما ينبغي ل أن أكلمك‬ ‫الذى ف سبيل التأثي فيهم ‪ ..‬وجرهم إل الي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كان أبو طالب يكف عن النب ‪ ‬كثيا‪ S‬من أذى‬

‫‪103‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وصلح عليه أمر الدنيا والخرة ‪..‬‬ ‫فقام ‪ ‬من عندهم وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬
‫من أن تنزل ب غضبك ‪ ..‬أو تل علي• سخطك ‪..‬‬ ‫وخشي أن تعلم قريش أ نم ردوه ‪ ..‬فيزدادون‬
‫لك العتب حت ترضى ‪ ..‬ول حول ول قوة ال بك ‪..‬‬ ‫أذى له ‪..‬‬
‫فبينما هو كذلك ‪ ..‬فإذ بسحابة تظله ‪.. ‬‬ ‫فقال لم ‪ :‬إن فعلتم ما فعلتم ‪ ..‬فاكتموا علي• ‪..‬‬
‫وإذا فيها جبيل عليه السلم ‪ ..‬فناداه ‪:‬‬ ‫فلم يفعلوا ‪ ..‬بل أ غروا ب ه سفهاءهم وعبيدهم ‪..‬‬
‫يا ممد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وما ردوا‬ ‫فجعلوا يركضون وراء رسول ال ‪ .. ‬يسبونه‬
‫عليك ‪ ..‬وقد بعث لك ملك البال لتأمره با شئت فيهم‬ ‫ويصيحون به ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقد اصطفوا صفي ‪ ..‬وهو يسرع الطى بينهم ‪..‬‬
‫وقبل أن ينطق ‪ ‬بكلمة ‪..‬‬ ‫وكلما رفع رجل‪ S‬رضخوها بالجارة ‪..‬‬
‫ناداه ملك البال ‪ ..‬السلم عليك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫وهو ‪ ‬ياول ‪ ..‬أن ي سرع فيخطا ه ليتق ي ما‬
‫يا ممد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قومك لك ‪ ..‬وأنا ملك‬ ‫يرمونه به من حجارة ‪..‬‬
‫البال ‪ ..‬قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما شئت ‪..‬‬ ‫وجعلت قدماه الشريفتان ‪ ‬تسيلن بالدماء ‪..‬‬
‫ث قبل أن ينطق ‪ ‬أو يتار ‪..‬‬ ‫وهو الكهل الذي جاوز الربعي ‪..‬‬
‫جعل ملك البال يعرض عليه ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فأبعد عنهم ‪ ..‬ومشى ‪ ..‬ومشى ‪..‬‬
‫إن شئت تطبق عليهم الخشبي ‪ ..‬وها جبلن عظيمان‬ ‫حت جلس ف موض ع آم ن يستريح ‪ ..‬تت ظل‬
‫ف جانب مكة ‪..‬‬ ‫نلة ‪..‬‬
‫وجعل ملك البال ينتظر المر ‪..‬‬ ‫وهو منشغل البال ‪ ..‬كي ف س تستقبله قريش ‪..‬‬
‫فإذا به ‪ ‬يطأ على حظوظ النفس ‪ ..‬وشهوة النتقام ‪..‬‬ ‫كيف سيدخل مكة ‪..‬‬
‫ويقول ‪:‬‬ ‫فرفع طرفه إل السماء وقال ‪:‬‬
‫بل ‪ ..‬أستأن بم ‪ ..‬فإن أرجو أن يرج ال من أصلبم‬ ‫ا للهم ال يك أش ك و ضع ف قوت ‪ ..‬وقلة حيلت ‪..‬‬
‫من يعبد ال ل يشرك به شيئا‪.. S‬‬ ‫وهوان على الناس ‪..‬‬
‫يا أرحم الراحي ‪..‬‬
‫كن بطل‪.. S‬‬ ‫أ نت رب الستضعفي ‪ ..‬وأ نت رب ‪ ..‬إل من‬
‫وإن الذي بين وبي بن أب‬ ‫ت كلن ! إل بعي د يتجهمن ‪ ..‬أم إل عدو ملكته‬
‫وبي بن عمي لختلف جدا‪S‬‬ ‫أمري !‬
‫فإن أكلوا لمي وفرت لومهم‬ ‫إن ل ي ك ن ب ك غضب علي فل أبال ‪ ..‬و لكن‬
‫وإن هدموا مدي بنيت لم مدا‪S‬‬ ‫عافيتك هي أوسع ل ‪..‬‬
‫وليسوا إل نصري سراعا‪ S‬وإن هم‬ ‫أعوذ ب نور وجهك الذي أ شرقت له الظلمات ‪..‬‬

‫‪104‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬أو نوع سيارته ‪ ..‬بناء على ذوقه الاص ‪..‬‬ ‫دعون إل نصر أتيتهم شدا‪S‬‬
‫انتبه دائما‪ S‬أن تكون هذه النصائح والنتقادات مبنية على‬ ‫ول أحل القد القدي عليهم‬
‫مرد أمزجة شخصية ‪..‬‬ ‫وليس رئيس القوم من يمل القد‬
‫نعم لو طلب رأيك ‪ ..‬أبده له واعرضه عليه ‪ ..‬أما أن‬
‫تتكلم معه وتنصح كما تنصح الخطئ ‪ ..‬فل ‪..‬‬ ‫‪.37‬أقنعه بطئه ليقبل النصح ‪..‬‬
‫وأحيانا‪ .. S‬النصوح ل يشعر أنه مطئ فل بد أن تكون‬ ‫بعض الناس يشغل الخرين بكثرة التوجيهات‬
‫حجتك قوية عند نصحه ‪..‬‬ ‫واللحظات حت يوصلهم إل مرحلة اللل‬
‫جلس أعراب صلف مع قوم صالي ‪ ..‬فتكلموا حول بر‬ ‫والستثقال ‪..‬‬
‫الوالدين ‪ ..‬والعراب يسمع ‪..‬‬ ‫خاصة إذا كانت النصائح والتوجيهات مبنية على‬
‫فالتفت إليه أحدهم وقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬كيف برك بأمك‬ ‫آراء وأمزجة شخصية ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كمن ينصحك بعد وليمة دعوت الناس إليها‬
‫فقال العراب ‪ :‬أنا با بار ‪..‬‬ ‫وتعبت ف إعدادها وتعب معك أهلك ومالك ! ث‬
‫قال ‪ :‬ما بلغ من برك با ؟‬ ‫يقول لك هذا الناصح ‪ :‬يا أخي الوليمة ما كانت‬
‫قال ‪ :‬وال ما قرعتها بسوط قط !!‬ ‫مناسبة ‪ ..‬وتعبك ذهب هدرا‪ .. S‬وكنت أظن أنا‬
‫يعن إن احتاج إل ضربا ‪ ..‬ضربا بيده أو عمامته ‪ ..‬أما‬ ‫ستكون بستوى أعلى من هذا ‪ ..‬فتقول لاذا ؟‬
‫السوط فل يضربا به ‪ ..‬من شدة الب‘!!‬ ‫فيقول ‪ :‬يا أخي أكثر اللحم كان مشويا‪ .. S‬وأنا‬
‫فالسكي ما كان ميزان الطأ والصواب عنده مستقيما‪.. S‬‬ ‫أحب اللحم السلوق !!‬
‫فكن رفيقا‪ S‬لطيفا‪ .. S‬حت يقتنع الذي أمامك بطئه ‪..‬‬ ‫والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون ‪ ..‬وأنا‬
‫كان ف عهده ‪ e‬امرأة من بن مزوم تستلف التاع من‬ ‫ل أحب ذلك ‪..‬‬
‫النساء ‪ ..‬وتتغافل عن رده فإذا سألوها عنه جحدته ‪..‬‬ ‫وكذلك اللويات كانت مزينة بالكرية ‪ ..‬وهذا‬
‫وأنكرت أنا أخذت شيئا‪.. S‬‬ ‫يعل طعمها غي مقبول ‪..‬‬
‫حت زاد أذاها ف الحد والسرقة فرفع أمرها إل رسول‬ ‫ث يقول لك ‪ :‬وعموما‪ S‬أكثر الناس أيضا‪ S‬تضايقوا‬
‫ال ‪ .. e‬فقضى فيها أن تقطع يدها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وما أكلوا إل ماملة ‪ ..‬أو لنم اضطروا إليه ‪..‬‬
‫فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار‬ ‫فقطعا‪ .. S‬أنت هنا ستنظر إل هذا الناصح نظرة‬
‫قبائل قريش ‪..‬‬ ‫ازدراء وإعراض ‪ ..‬ولن تقبل منه نصيحته ؛ لنا‬
‫فأرادوا أن يكلموا النب ‪ e‬ليخفف هذا الكم إل حكم‬ ‫مبنية على آراء وأمزجة شخصية ‪!!..‬‬
‫آخر ‪ ..‬كجلد أو غرامة مال ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله‬
‫وكلما توجه رجل منهم لنقاش النب ‪ e‬ف هذا المر ‪..‬‬ ‫مع أولده ‪ ..‬أو مع زوجته ‪ ..‬أو طريقة بنائه لبيته‬

‫‪105‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سرقت لقطعت يدها ‪"..‬‬ ‫تردد ورجع ‪..‬‬
‫ث أمر بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها ‪..‬‬ ‫فقالوا لن يترئ على رسول ال ‪ e‬إل أسامة بن‬
‫قالت عائشة ‪ : ‬فحسنت توبتها بعد ‪ ..‬وتزوجت ‪..‬‬ ‫زيد ‪..‬ح ب‪ â‬رسول ال ‪ e‬وابن ح ب‪Á‬ه ‪ ..‬ترب هو‬
‫وكانت تأتين بعد ذلك ‪ ..‬فأرفع حاجتها إل رسول ال‬ ‫وأبوه ف بيت النب ‪ e‬حت صار كولده ‪..‬‬
‫‪.. )45( ‬‬ ‫فكلموا أسامة ‪..‬‬
‫أسامة ‪ ‬له مواقف متعددة مع رسول ال ‪ .. ‬كلها‬ ‫أقبل أسامة إل رسول ال ‪ .. e‬فرحب به وأجلسه‬
‫تفيض بالرحة والتعامل الراقي ‪..‬‬ ‫عنده ‪..‬‬
‫قال أسامة بن زيد ‪ :‬بعثنا رسول ال ‪ ‬إل الرقات من‬ ‫جعل أسامة يكلم النب ‪ e‬ليخفف الكم ‪ ..‬ويبي‬
‫جهينة ‪..‬‬ ‫أن هذه الرأة من أشراف الناس ‪..‬‬
‫فهزمناهم وخرجنا ف آثارهم ‪ ..‬فلحقت أنا ورجل من‬ ‫وأسامة يواصل الكلم والنب ‪ ‬يستمع ‪ ..‬كان‬
‫النصار رجل‪ S‬منهم ‪..‬‬ ‫أسامة ياول إقناع النب ‪ e‬برأيه ‪..‬‬
‫فلذ منا بشجرة ‪..‬‬ ‫نظر النب ‪ e‬إل أسامة ‪ ..‬فإذا هو ياول ويناقش‬
‫فلما أدركناه ‪ ..‬ورفعنا عليه السيف ‪ ..‬قال ‪ :‬ل إله إل‬ ‫‪ ..‬بكل قناعة ‪ ..‬ول يدري أنه يطلب منه ما ل‬
‫ال ‪..‬‬ ‫يوز ‪!!..‬‬
‫فأما صاحب النصاري فخفض سيفه ‪..‬‬ ‫فتغي النب وغضب ‪ e‬وكان أول كلمة قالا أن بي‬
‫وأما أنا فظننت أنه يقولا فرقا‪ S‬من السلح ‪ ..‬فحملت‬ ‫له خطأه فقال ‪:‬‬
‫عليه فقتلته ‪..‬‬ ‫أتشفع ف حد من حدود ال يا أسامة ؟‬
‫فعرض ف نفسي من أمره شيء ‪ ..‬فأتيت النب ‪.. ‬‬ ‫فكأنه يبي سبب غضبه لسامة ‪ ..‬وأن حدود ال‬
‫فأخبته ‪..‬‬ ‫تعال الت أوجب على عباده إقامتها ل توز‬
‫فقال ل ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬ ‫الشفاعة فيها ‪..‬‬
‫من ب ل نفسه ‪ ..‬إنا قالا فرقا‪ S‬من‬
‫قلت ‪ :‬إنه ل يقلها ق‬ ‫فانتبه أسامة ‪ ..‬وقال فورا‪ : S‬استغفر ل يا رسول‬
‫السلح ‪..‬‬ ‫ال ‪..‬‬
‫فأعاد علي ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬ ‫فلما كان الليل ‪ ..‬قام ‪ ‬فخطب ف الناس وأثن‬
‫فهل شققت عن قلبه ‪ ..‬حت تعلم أنه إنا قالا فرقا‪ S‬من‬ ‫على ال با هو أهله ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫السلح ‪..‬‬ ‫" أما بعد ‪ ..‬فإنا أهلك الذين من قبلكم ‪:‬‬
‫سكت أسامة ‪ ..‬فهو ل يشق عن قلب الرجل فعل‪!!.. S‬‬ ‫أنم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ..‬وإذا‬
‫لكنه كان ف ساحة حرب ‪ ..‬والرجل مقاتل !!‬ ‫سرق فيهم الضعيف ‪ ..‬أقاموا عليه الد ‪..‬‬
‫وإن والذي نفسي بيده ‪ ..‬لو أن فاطمة بنت ممد‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪45‬‬

‫‪106‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نعم ‪ ..‬هكذا ‪ :‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬ ‫فأعاد عليه ‪ ‬السؤال مستنكرا‪ : S‬أقال ل إله إل‬
‫نظر النب ‪ ‬إل الشاب ‪ ..‬كان يستطيع أن يعظه بآيات‬ ‫ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬
‫يقرؤها عليه ‪ ..‬أو نصيحة متصرة يرك با اليان ف قلبه‬ ‫يا أسامة قتلت رجل‪ S‬بعد أن قال ل إله إل ال !!‬
‫‪ ..‬لكنه ‪ ‬سلك أسلوبا‪ S‬آخر ‪..‬‬ ‫كيف تصنع بل إله إل ال يوم القيامة ؟!‬
‫قال له ‪ ‬بكل هدوء ‪ :‬أترضاه لمك ؟‬ ‫فما زال يقول ذلك حت وددت إن ل أكن أسلمت‬
‫فانتفض الشاب وقد مر• ف خاطره أن أمه تزن ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫إل يومئذ (‪.. )46‬‬
‫ل ‪ ..‬ل أرضاه لمي ‪..‬‬ ‫فتأمل كيف تدرج معه ببيان الطأ وإقناعه به ‪ ..‬ث‬
‫فقال له ‪ ‬بكل هدوء ‪ :‬كذلك الناس ل يرضونه‬ ‫وعظه ونصحه ‪..‬‬
‫لمهاتم ‪..‬‬ ‫ولجل أن يقتنع النصوح با تقول ‪ ..‬ناقشه‬
‫ث فاجأه سائل‪ : S‬أترضاه لختك ؟!‬ ‫بأفكاره ومبادئه هو قدر الستطاع ‪..‬‬
‫فانتفض الشاب أخرى ‪ ..‬وقد تيل أخته العفيفة تزن ‪..‬‬ ‫نعم فكر من وجهة نظره ‪..‬‬
‫وقال مبادرا‪ : S‬ل ‪ ..‬ل أرضاه لخت ‪..‬‬ ‫بينما رسول ال ‪ ‬ف ملسه البارك ‪ ..‬ييط به‬
‫فقال ‪ : ‬كذلك الناس ل يرضونه لخواتم ‪..‬‬ ‫أصحابه ألطهار ‪..‬‬
‫ث سأله ‪ :‬أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لالتك ؟!‬ ‫إذ دخل شاب إل السجد وجعل يتلتفت يينا‬
‫والشاب يردد ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪..‬‬ ‫وشال‪ S‬كأنه يبحث عن أحد ‪..‬‬
‫فقال ‪ : ‬فأحب للناس ما تب لنفسك ‪ ..‬واكره للناس‬ ‫وقعت عيناه على رسول ال ‪ .. ‬فأقبل يشي إليه‬
‫ما تكره لنفسك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أدرك الشاب عند ذلك أنه كان مطئا‪ .. S‬فقال بكل‬ ‫كان التوقع أن يلس الشاب ف اللقة ويستمع إل‬
‫خضوع ‪:‬‬ ‫الذكر ‪ ..‬لكنه ل يفعل ‪!..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ادع ال أن يطهر قلب ‪..‬‬ ‫إنا نظر الشاب إل رسول ال ‪ ‬وأصحابه حوله‬
‫فدعاه ‪ .. ‬فجعل الشاب يقترب ‪ ..‬ويقترب ‪ ..‬حت‬ ‫‪ ..‬ث قال بكل جرأة ‪:‬‬
‫جلس بي يديه ‪ ..‬ث وضع يده على صدره ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بـ ‪ ..‬بطلب العلم ؟!‬
‫اللهم اهد قلبه ‪ ..‬واغفر ذنبه ‪ ..‬وحصن فرجه ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ل يقلها ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬
‫فخرج الشاب وهو يقول ‪ :‬وال لقد دخلت على رسول‬ ‫ائذن ل بالهاد ‪ ..‬ل ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬
‫ال ‪ .. ‬وما شيء أحب إل من الزنا ‪ ..‬وخرجت من‬ ‫أتدري ماذا قال ؟‬
‫عنده وما شيء أبغض إل من الزنا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬
‫ث انظر إل استعمال العواطف ‪ ..‬دعاه ‪ ..‬وضع يده على‬ ‫عجبا‪ !! S‬هكذا بكل صراحة ؟!!‬
‫صدره ‪ ..‬دعا له ‪..‬‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪46‬‬

‫‪107‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من التوبيخ ل أرضى استماعه‬ ‫يعن استعمل جيع الساليب لصلح من أمامه ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬إذا انتشر خطأ معي ‪ ..‬واضطررت إل النصح العام‬ ‫بعدما جعله يقتنع بشناعة الفعل ليتركه عن قناعة‬
‫‪ ..‬فاعمل بقاعدة ‪ :‬ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فل يفعله أبدا‪ .. S‬ل أمامه ول خلفه ‪..‬‬
‫كما تقدم معنا ‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬اللوم كالسوط الذي يلد به اللئم ظهر اللوم ‪..‬‬ ‫قاعدة ‪..‬‬
‫وبعض الناس ينفر الخرين إما بكثرة لومه ‪ ..‬أو بلومه‬ ‫إذا شعر الخطئ ببشاعة خطئه اقتنع باجته‬
‫على أمور انتهت ول يقدم اللوم أو يؤخر فيها شيئا‪.. S‬‬ ‫للنصيحة ‪ ..‬وصار قبوله أكثر ‪ ..‬وقناعته أكب ‪..‬‬
‫أذكر أن رجل‪ S‬فقيا‪ .. S‬تغرب عن أهله إل بلد آخر ‪..‬‬
‫‪.38‬ل تلمن !! انتهى المر ‪ ..‬؟‬
‫واشتغل سائق شاحنة ‪ ..‬كان ف أحد اليام متعبا‪ S‬لكنه‬
‫يظن بعض الناس أنه عندما يلوم الخرين على‬
‫ركب الشاحنة ومضى با ف طريق طويل بي مدينتي ‪..‬‬
‫أخطائهم الت ربا تكون ل ترى إل بالهر ‪..‬‬
‫غلبه النوم أثناء الطريق ‪ ..‬فجعل يصارعه وأسرع قليل‪.. S‬‬
‫يظن أنه يتقرب منهم أكثر ‪ ..‬أو أنه يقوي‬
‫فتجاوز سيارة أمامه دون أن ينتبه إل الطريق فإذا أماه‬
‫شخصيته بذلك ‪..‬‬
‫سيارة صغيه فيها ثلثة أشخاص ‪ ..‬حاول أن يتفاداها ‪..‬‬
‫والق أنه ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم ‪..‬‬
‫ل يستطع ‪ ..‬فاصطدم با وجها‪ S‬لوجه ‪..‬‬
‫وإنا هو أن تتجنبه قدر الستطاع ‪ ..‬وتسعى إل‬
‫ثار الغبار ‪ ..‬وجعل الارة يوقفون سياراتم ويتفرجون‬
‫إصلح الشخاص بأساليب ل ترح ‪ ..‬ول ترج‬
‫على الادث ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫نزل سائق الشاحنة ‪ ..‬ونظر إل السيارة الصدومة ‪ ..‬وإل‬
‫أحيانا‪ S‬تتاج ف بعض المور أن تتعامى ‪ ..‬خاصة‬
‫من بداخلها فإذا هم موتى ‪..‬‬
‫الشياء الدنيوية ‪ ..‬والقوق الاصة ‪..‬‬
‫أنزلم الناس واتصلوا بالسعاف ‪..‬‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه ‪ 00‬لكن سيد قومه‬
‫قعد سائق الشاحنة ينتظر ووصول السعاف ‪ ..‬ويفكر‬
‫التغاب‬
‫فيما سيحصل له بعد الادث من سجن ودية ‪ ..‬ويفكر ف‬
‫واللوم يعتب اللومسهما‪ S‬حادا‪ S‬يوجه إليه ‪ ..‬لنه‬
‫أولده الصغار ‪ ..‬وزوجته ‪..‬‬
‫يشعره بنقصه ‪..‬‬
‫مسكي ‪ ..‬هوم اندت عليه كالبال ‪!!..‬‬
‫هذا أول‪.. S‬‬
‫جعل الناس يرون به ويلومونه ‪..‬‬
‫ثانيا‪ : S‬تنب النصح ف الل قدر الستطاع ‪..‬‬
‫عجبا‪ !!.. S‬أهذا وقت اللوم ‪ ..‬أل يكن أن يؤجل قليل‪ S‬؟‬
‫تغمدن بنصحك ف انفرادي ‪..‬‬
‫قال أحدهم ‪ :‬لاذا تسرع ؟ هذه عواقب السرعة ‪..‬‬
‫وجنبن النصيحة ف الماعة‬
‫وقال آخر ‪ :‬أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت‬
‫فإن النصح بي الناس نوع ‪..‬‬
‫ف القيادة ‪ !..‬ل توقف سيارتك وتنام ‪..‬؟‬

‫‪108‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫استيقظ رسول ال ‪ .. r‬وهب• الناس من نومهم ‪ ..‬فلما‬ ‫وقال ثالث ‪ :‬الفروض أن مثلك ل تصرف لم‬
‫رأوا الشمس اضطربوا ‪ ..‬وكثر لغطهم ‪..‬‬ ‫رخص قيادة !!‬
‫الكل ينظر إل بلل ‪..‬‬ ‫كانوا يقولون هذه العبارات بأسلوب حاد ‪ ..‬فيه‬
‫التفت ‪ r‬إل بلل وقال ‪ :‬ماذا صنعت بنا يا بلل ؟‬ ‫تعنيف وصراخ ‪..‬‬
‫فأجاب بلل بواب متصر ‪ ..‬لكنه موضح للواقع تاما‪.. S‬‬ ‫كان الرجل واجا‪ .. S‬جالسا‪ S‬على صخرة ساكتا‪.. S‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ‪..‬‬ ‫متكئا‪ S‬برأسه على يديه ‪..‬‬
‫يعن أنا بشر ‪ ..‬حاولت أن أقاوم النوم ‪ ..‬فلم أستطع ‪..‬‬ ‫وفجأة هوى على جنبه ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬مااات ‪..‬‬
‫غلبن النوم كما غلبكم !!‬ ‫قتلوه بلومهم ‪ ..‬ولو صبوا قليل‪ S‬لكان خيا‪ S‬له‬
‫فقال ‪ : ‬صدقت ‪ ..‬وسكت عنه ‪..‬‬ ‫ولم ‪..‬‬
‫نعم فما فائدة اللوم هنا ‪..‬‬ ‫ضع نفسك موضع اللوم ‪..‬الخطئ ‪ ..‬وفكر من‬
‫فلما رأى ‪ r‬اضطراب الناس ‪ ..‬قال ‪ : r‬ارتلوا ‪..‬‬ ‫وجهة نظره ‪..‬‬
‫فارتلوا ‪ ..‬فمشى شيئا‪ S‬يسيا‪.. S‬‬ ‫فأحيانا‪ S‬لو كنت مكانه قد تقع ف خطأ أكب من‬
‫ث نزل ونزلوا ‪ ..‬فتوضأ وتوضئوا ‪..‬‬ ‫خطئه ‪..‬‬
‫ث صلى بالناس ‪..‬‬ ‫كان رسول ال ‪ ‬يراعي ذلك كثيا‪.. S‬‬
‫فلما سلم ‪ ..‬أقبل على الناس فقال ‪:‬‬ ‫لا انصرف ‪ r‬من خيب‪ ..‬أطالوا السي حت تعبوا ‪..‬‬
‫إذا نسيتم الصلة ‪ ..‬فصلوها إذا ذكرتوها ‪..‬‬ ‫فلما أقبل الليل ‪ ..‬نزلوا ف موضع ف الطريق‬
‫فلله دره ما أعقله وأحكمه ‪.. ‬‬ ‫ليناموا ‪..‬‬
‫كان مدرسة لكل قائد ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬من رجل يفظ علينا الفجر لعلنا ننام ؟‬
‫ليس مثل بعض الرؤساء اليوم ل تكاد عصا اللوم‬ ‫كان بلل ‪ ‬متحمسا‪ S‬فقال ‪ :‬أنا يا رسول ال‬
‫والتقريع تنزل من يده ‪..‬‬ ‫أحفظه عليك ؟‬
‫بل كان ‪ ‬يضع نفسه مكان من تته ويفكر بعقولم ‪..‬‬ ‫فاضطجع رسول ال ‪ .. r‬ونزل الناس فناموا ‪..‬‬
‫ويتعامل مع القلوب قبل الجساد ‪..‬‬ ‫وقام بلل يصلي حت تعب ‪ ..‬وقد كان متعبا‪ S‬من‬
‫يعلم أنم بشر ‪ ..‬وليسوا آلت !!‬ ‫طول الطريق قبل ذلك ‪..‬‬
‫ف السنة الثامنة من الجرة ‪..‬‬ ‫فقعد واستند إل بعيه مستريا‪ .. S‬واستقبل الفجر‬
‫جع الروم جيشا‪ .. S‬وأقبل من جهة الشام ‪ ..‬لقتال النب‬ ‫يرمقه ‪ ..‬فغلبته عينه ‪ ..‬فناااام ‪..‬‬
‫‪ r‬وأصحابه ‪..‬‬ ‫كان الميع ف تعب شديد ‪ ..‬فطال نومه ونومهم‬
‫وقيل إنه ‪ r‬جع جيشا‪ S‬لغزوهم ابتداء‪.. Ô‬‬ ‫‪ ..‬ومضى الليل ‪ ..‬وطلع لصبح ‪ ..‬والكل نيام ‪..‬‬
‫بدأ ‪ r‬يهز جيشا‪ S‬لرساله إليهم ‪ ..‬فلم يزل يث الناس‬ ‫ول يوقظهم إل حر الشمس ‪..‬‬

‫‪109‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإما أن يدنا بالرجال ‪..‬‬ ‫حت جع ثلثة آلف ‪..‬‬
‫أو يأمرنا با يشاء فنمضي له ‪ ..‬وكثر كلم الناس ف ذلك‬ ‫فزودهم با وجد من سلح وعتاد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال لم ‪ :‬أميكم زيد بن حارثة ‪..‬‬
‫فقام عبد ال بن رواحة ‪ ..‬ث صاح بالناس وقال ‪:‬‬ ‫فإن أصيب زيد ‪ ..‬فجعفر بن أب طالب على الناس‬
‫يا قوم ‪ ..‬وال إن الت تكرهون هي الت خرجتم تطلبون‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬الشهادة ف سبيل ال ‪ ..‬تفرون منها !!‬ ‫فإن أصيب جعفر فعبد ال بن رواحة ‪..‬‬
‫وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ‪ ..‬ما نقاتلهم إل‬ ‫وخرج معهم ‪ r‬يودعهم ‪..‬‬
‫بذا الدين الذي أكرمنا ال به ‪ ..‬فانطلقوا فإنا هي إحدى‬ ‫وخرج الناس يودعون اليش ‪..‬‬
‫السنيي ‪ ..‬إما ظهور وإما شهادة ‪..‬‬ ‫ويقولون ‪ :‬صحبكم ال ودفع عنكم وردكم إلينا‬
‫فمضى الناس ‪ ..‬يسيون ‪..‬‬ ‫صالي ‪..‬‬
‫حت إذا دنوا من جيش الروم ‪ ..‬ف موقعة "مؤتة" فإذا‬ ‫كان عبد ال بن رواحة مشتاقا‪ S‬إل الشهادة ‪..‬‬
‫أعداد عظيمة ل قبل لحد با ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫قال أبو هريرة ‪ : t‬شهدت يوم مؤتة ‪ ..‬فلما دنا منا‬ ‫لكنن أسأل الرحن مغفرة‪ S‬وضربة‪ S‬ذات فرغ‬
‫الشركون ‪ ..‬رأينا ما ل قبل لحد به من العدة ‪..‬‬ ‫تقذف الزبدا‬
‫والسلح ‪ ..‬والكراع ‪ ..‬والديباج ‪ ..‬والرير ‪ ..‬والذهب‬ ‫أو طعنة بيدي حران مهزة بربة تنفذ الحشاء‬
‫‪..‬‬ ‫والكبدا‬
‫فبق بصري ‪..‬‬ ‫حت يقال إذا مروا على جدثي ياأرشد ال من‬
‫فقال ل ثابت بن أرقم ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ..‬كأنك ترى جوعا‬ ‫غاز‪à‬و قد رشدا‬
‫كثية ؟‬ ‫ث مضى اليش حت نزلوا "معان" من أرض الشام‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إنك ل تشهد بدرا‪ S‬معنا ‪ ..‬إنا ل ننصر بالكثرة ‪..‬‬ ‫فبلغهم أن هرقل ملك الروم قد نزل من أرض‬
‫ث التقى الناس فاقتتلوا ‪..‬‬ ‫البلقاء ف مائة ألف من الروم ‪..‬‬
‫فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال ‪ r‬حت كثرت عليه‬ ‫وانضم إليه من القبائل حوله مائة ألف ‪ ..‬فصار‬
‫الرماح وسقط صريعا‪ S‬شهيدا‪..  S‬‬ ‫جيش الروم مائت ألف ‪..‬‬
‫فأخذ الراية جعفر بكل بطولة ‪ ..‬فاقتحم عن فرس له‬ ‫فلما تيقن السلمون من ذلك ‪ ..‬أقاموا ف "معان"‬
‫شقراء فجعل يقاتل القوم ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫ليلتي ينظرون ف أمرهم ‪..‬‬
‫طيبة وبارد شرابا‬ ‫يا حبذا النة واقـترابا‬ ‫فقال بعضهم ‪ :‬نكتب إل رسول ال ‪ r‬نبه بعدد‬
‫والروم روم قد دنا عذابا كافرة بعيدة أنسابا‬ ‫عدونا ‪..‬‬

‫‪110‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأخذه من يده فانتهش منه نشة ‪ ..‬ث سع الطمة ف‬ ‫علي إن لقيتها ضرابا‬
‫ناحية الناس ‪..‬‬ ‫أن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وأنت ف الدنيا ! فألقاه من يده ‪ ..‬ث أخذ سيفه ث‬ ‫فأخذ اللواء بشماله فقطعت ‪..‬‬
‫تقدم ‪..‬‬ ‫فاحتضنه بعضديه حت قتل وهو ابن ثلث وثلثي‬
‫فقاتل حت قتل ‪.. t‬‬ ‫سنة ‪..‬‬
‫فوقعت الراية ‪ ..‬واضطرب السلمون ‪ ..‬وابتهج‬ ‫قال ابن عمر ‪ :‬وقفت على جعفر يومئذ ‪ ..‬وهو‬
‫الكافرون ‪..‬‬ ‫قتيل ‪ ..‬فعددت به خسي بي طعنة وضربة ليس‬
‫والراية تطؤها اليل ‪ ..‬ويغلوها الغبار ‪..‬‬ ‫منها شيء ف دبره ‪..‬‬
‫فأقبل البطل ثابت بن أرقم ‪..‬‬ ‫فأثابه ال بذلك جناحي ف النة يطي بما حيث‬
‫ث رفعها ‪ ..‬وصاح ‪..‬‬ ‫يشاء ‪..‬‬
‫يا معاشر السلمي ‪ ..‬هذه الراية ‪ ..‬فاصطلحوا على رجل‬ ‫إن رجل‪ S‬من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعته‬
‫منكم ‪..‬‬ ‫نصفي ‪..‬‬
‫فتصايح من سعه وقالوا ‪ :‬أنت ‪ ..‬أنت ‪..‬‬ ‫فلما قتل جعفر ‪ ..‬أخذ عبد ال بن رواحة الراية ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪..‬‬ ‫ث تقدم با وهو على فرسه ‪..‬‬
‫فأشاروا إل خالد بن الوليد ‪..‬‬ ‫فجعل يستنزل نفسه ‪ ..‬ويتردد بعض التردد ‪..‬‬
‫فلما أخذ الراية ‪ ..‬قاتل بقوة ‪ ..‬حت إنه كان يقول ‪:‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬
‫لقد اندق• ف يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ‪ ،‬فما بقي ف‬ ‫لتنزلن أو لتكرهنه‬ ‫أقسمت يا نفس لتنزلنه‬
‫يدي إل صفيحة يانية ‪..‬‬ ‫مال أراك‬ ‫إن أجلب الناس وشدوا الرنة‬
‫ث اناز خالد باليش ‪ ..‬واناز الروم إل معسكرهم ‪..‬‬ ‫تكرهي النة‬
‫خشي خالد أن يرجع باليش إل الدينة من ليلته ‪..‬‬ ‫ث قال ‪:‬‬
‫فيتبعهم الروم ‪..‬‬ ‫هذا حام الوت قد‬ ‫يا نفس إل تقتلي توت‬
‫فلما أصبحوا ‪ ..‬غي خالد مواقع اليش ‪..‬‬ ‫صليت‬
‫فجعل مقدمة اليش ‪ ..‬ف الؤخرة ‪..‬‬ ‫إن تفعلي فعلهما‬ ‫وما تنيت فقد أعطيت‬
‫وجعل مؤخرة اليش مقدمة ‪..‬‬ ‫هديت‬
‫ومن كانوا يقاتلون ف يي اليش ‪ ..‬أمرهم بالنتقال إل‬ ‫ث نزل ‪ ..‬فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لم‬
‫يساره ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأمر من ف اليسرة أن يذهبوا للميمنة ‪..‬‬ ‫شد بذا صلبك ‪ ..‬فإنك قد لقيت ف أيامك هذه‬
‫فلما ابتدأ القتال ‪ ..‬وأقبل الروم ‪..‬‬ ‫ما لقيت ‪..‬‬

‫‪111‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫•من دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن ‪..‬‬ ‫فإذا كل سرية منهم ترى رايات جديدة ‪..‬‬
‫•ومن دخل السجد فعو آمن ‪..‬‬ ‫ووجوها‪ S‬جديدة ‪..‬‬
‫•ومن دخل دار أب سفيان فهو آمن ‪..‬‬ ‫فاضطرب الروم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬قد جاءهم ف الليل‬
‫فبدأ الناس يفرون من بي يديه ‪.. r‬‬ ‫مدد ‪ ..‬فرعبوا ف القتال ‪..‬‬
‫فاجتمع بعض فرسان قريش ‪ ..‬وأردوا أن ياربوا ‪ ..‬فأب‬ ‫فقتل السلمون منهم مقتلة عظيمة ‪ ..‬ول يقتل من‬
‫عليهم قومهم ‪..‬‬ ‫السلمي إل اثنا عشر رجل‪.. S‬‬
‫فاجتمع نفر منهم ف مكان يقال له الندمة ‪..‬‬ ‫وانسحب خالد باليش ‪ ..‬آخر النهار من ساحة‬
‫اجتمع صفوان بن أمية ‪ ..‬وعكرمة بن أب جهل ‪..‬‬ ‫القتال ‪ ..‬ث واصل مسيه نو الدينة ‪..‬‬
‫وسهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فلما أقبلوا إل الدينة ‪..‬‬
‫وجعوا ناسا‪ S‬معهم بالندمة ليقاتلوا ‪..‬‬ ‫لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ‪ ..‬ولقيتهم النساء‬
‫وكان حاس بن قيس ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫يعد سلحا‪ S‬قبل قدوم النب ‪ .. ‬ويصلحه ‪..‬‬ ‫فجعلوا يثون التراب ف وجوه اليش ‪ ..‬ويقولون‬
‫فقالت له امرأته ‪ :‬لاذا تعد ما أرى ؟‬ ‫‪:‬‬
‫قال ‪ :‬لمد وأصحابه ‪!!..‬‬ ‫يا فرار ‪ ..‬فررت ف سبيل ال ‪..‬‬
‫كانت امرأته تعلم بقوة السلمي ‪ ..‬فقالت ‪ :‬وال ما أرى‬ ‫فلما سع النب ‪ r‬ذلك ‪..‬‬
‫يقوم لمد وأصحابه شيء !‬ ‫علم أنم ل يكن أمامهم إل ذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وال إن لرجو أن أخدمك بعضهم ‪ ..‬يعي ياسر‬ ‫وأنم فعلوا ما بوسعهم ‪..‬‬
‫بعضهم وييء بم إليها خدما‪.. S‬‬ ‫فقال ‪ r‬مدافعا‪ S‬عنهم ‪:‬‬
‫ث قال مفتخرا‪: S‬‬ ‫ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ‪ ..‬إن شاء ال عز‬
‫هذا سلح كامل وأله‬ ‫إن يقبلوا اليوم فما ل علة‬ ‫وجل " ‪.‬‬
‫وذو غرارين سريع السلة‬ ‫نعم انتهى المر ‪ ..‬وهم أبطال ماقصروا ‪ ..‬لكنهم‬
‫ث خرج من عندها ‪ ..‬إل موقع "الندمة" ‪ ..‬حيث اجتمع‬ ‫بشر والمر كان فوق طاقتهم ‪..‬‬
‫أصحابه ‪..‬‬ ‫إذن الصلة على اليت الاضر ‪ ..‬أحيانا‪ S‬انتهى‬
‫فما هو إل أن لقيهم السلمون ‪ ..‬يتقدمهم سيف ال خالد‬ ‫المر فل فائدة من اللوم ‪..‬‬
‫بن الوليد ‪..‬‬ ‫كان هذا منهجه ‪ ‬دائما‪.. S‬‬
‫فابتدأ القتال ‪ ..‬وصال البطال ‪..‬‬ ‫لا سع الكفار برسول ال ‪ r‬قادما‪ S‬بيشه إل مكة‬
‫فقتل ف لظة واحدة ‪ ..‬أكثر من اثن عشر أو ثلثة عشر‬ ‫فاتا‪ .. S‬دخلهم الرعب ‪..‬‬
‫‪ ..‬من الكفار ‪..‬‬ ‫فأرسل إليهم رسول ال ‪ r‬من يقول لم ‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشركي ؟‬ ‫فلما رأى حاس بن قيس ذلك ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬قم يا فلن ‪ ..‬فأت خالد بن الوليد ‪ ..‬فقل له‬ ‫التفت إل صفوان وعكرمة ‪ ..‬فإذا ها يفران إل‬
‫‪ :‬فليفع يده من القتل " ‪.‬‬ ‫بيوتما ‪..‬‬
‫هذا الرجل يعلم أنم الن يعيشون حالة حرب ‪ ..‬وأن‬ ‫فانزم معهم ‪ ..‬وذهب يعدو إل بيته ‪ ..‬فدخله‬
‫النب ‪ ‬أمرهم قريشا‪ S‬بالبقاء ف بيوتم لئل يقتلوا ‪ ..‬فمن‬ ‫سريعا‪.. S‬‬
‫كان ف غي بيته استحق القاتلة ‪..‬‬ ‫وأخذ يصيح بامرأته فزعا‪ : S‬أغلقي علي باب ‪..‬‬
‫ففهم من قول النب ‪ : r‬يرفع يده من القتل ‪ ..‬أي يقتل‬ ‫فإنم يقولون من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن‬
‫كل من وقف أمامه ‪ ..‬حت يرفع يده بالسيف لنه ل يد‬ ‫‪!!..‬‬
‫من يقتل ‪!!..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬فأين ما كنت تقول ؟ أن تزمهم ‪..‬‬
‫فأتى الرجل خالدا‪ S‬فصاح به ‪ :‬يا خالد ‪ ..‬إن رسول ال ‪r‬‬ ‫وتدمن بعضهم ‪!!..‬‬
‫‪ ..‬يقول ‪ :‬اقتل من قدرت عليه !‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫فقتل خالد سبعي إنسانا‪.. S‬‬ ‫إنك لو شهدت يوم الندمة إذ فر صفوان وفر‬
‫فأت رجل النب ‪ .. r‬قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا خالد‬ ‫عكرمة‬
‫يقتل ‪..‬‬ ‫واستقبلتهم بالسيوف‬ ‫وأبو يزيد قائم كالؤتة‬
‫فعجب النب ‪ .. r‬كيف يقتل وقد ناه ‪..‬؟!‬ ‫السلمة‬
‫فأرسل إل خالد ليأتيه ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فقال ‪ " : ‬أل أنك‬ ‫يقطعن كل ساعد وججمة ضربا‪ S‬فل يسمع إل‬
‫عن القتل ؟ "‬ ‫غمغمة‬
‫فعجب خالد وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬جاءن فلن فأمرن‬ ‫ل تنطقي ف اللوم أدن‬ ‫لم نيت خلفنا وههمة‬
‫أن أقتل من قدرت عليه ‪..‬‬ ‫كلمة‬
‫فأرسل النب ‪ r‬إل ذاك الرجل ‪ ..‬فجاء ورأى خالدا‪.. S‬‬ ‫صحيح ‪ ..‬لو رأت امرأته ما رأى من شدة القتال‬
‫فقال له ‪ " : ‬أل أقل يرفع يده من القتل ؟ "‬ ‫‪ ..‬ما نطقت ف لومه كلمة ‪..‬‬
‫فأدرك الرجل خطأه ‪ ..‬لكن المر انتهى ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ ..‬أردت• أمرا‪ .. S‬وأراد ال أمرا‪ .. S‬فكان أمر‬ ‫لا دخل النب ‪ .. ‬مكة فاتا‪ .. S‬فقد كان يعلم‬
‫ال فوق أمرك ‪ ..‬وما استطعت إل الذي كان ‪..‬‬ ‫عظمة البلد الرام ‪ ..‬فقاتل قتال‪ S‬يسيا‪.. S‬‬
‫فسكت عنه النب ‪ r‬ومارد• عليه شيئا‪.. S‬‬ ‫ث قال ‪ :‬إن ال حرم هذا البلد يوم خلق السموات‬
‫من تأمل ف مسية الياة ‪ ..‬وجد هذا المر ظاهرا‪.. S‬‬ ‫والرض ‪ ..‬وإنا حل ل ساعة من نار " ‪..‬‬
‫أحيانا‪ S‬يكون الشخص قد فعل أحسن ما يستطيع ‪..‬‬ ‫فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنت تنهى عن القتل ‪..‬‬
‫ركبت مع أحد الشباب ف سيارته ‪ ..‬فإذا قيادته جيدة ‪..‬‬ ‫وهذا خالد بن الوليد ف كتيبته ‪ ..‬يقتل من لقيه من‬

‫‪113‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مدودة ‪..‬‬ ‫وكنت أعلم أنه وقع له حادث تصادم قبل اسبوع‬
‫يعن بعض الشاكل ليس لا حل ‪ ..‬شخص أبوه عصب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫نصحه بميع الساليب ‪ ..‬ما نفع ‪ ..‬ماذا يفعل ؟‬ ‫فسألته ‪ :‬ألحظ أن قيادتك جيدة ‪ ..‬فلماذا‬
‫صدمت قبل أسبوع ؟!‬
‫لفتة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬كان ل بد أن أصدم !!‬
‫ضع نفسك موضع اللوم وفكر من وجهة نظره ‪ ..‬ث‬ ‫قلت عجبا‪!! S‬‬
‫احكم عليه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬كان ل بد أن أصدم ‪ ..‬أتدري لاذا ؟‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟!‬
‫‪.39‬تأكد من الطأ قبل النصيحة ‪..‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫كان واضحا‪ S‬من نبة صوته لا اتصل ب ‪ ..‬أنه كن غضبانا‬
‫أقبلت بسيارت على جسر ‪ ..‬وكنت مسرعا‪.. S‬‬
‫يكتم غيظه قدر الستطاع ‪..‬‬
‫فلما نزلت منه فإذا السيارات أمامي متوقفة صفوفا‬
‫ليست هذه هي النبة الت تعودت عليها من فهد ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫شعرت أن عنده شيئا‪.. S‬‬
‫ل أدري ما السبب ‪ ..‬حادث ف المام ‪ ..‬أو نقطة‬
‫بدأ كلمه ‪ ..‬متحدثا‪ S‬عن الفت وتعرض الناس لا ‪..‬‬
‫تفتيش ‪ ..‬ل أدري ‪ ..‬الهم أن تفاجات با ‪..‬‬
‫ث احتدت النبة ‪ ..‬وجعل يكرر ‪ :‬أنت داعية ‪ ..‬وطالب‬
‫كان أمامي أربعة مسارات كلها مليئة بالسيارات‬
‫علم ‪ ..‬وأفعالك مسوبة عليك ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكنت ميا‪ S‬بي أن أنرف عنها كلها وأسقط‬
‫قلت ‪ :‬أبا عبد ال ليتك تدخل ف الوضوع مباشرة ‪..‬‬
‫من فوق السر ‪ ..‬أو أمسك فرامل بأقوى ما‬
‫قال ‪ :‬الاضرة لت ألقيتها ف ‪ ..‬وقلت ‪..‬‬
‫أستطيع وعندها ستلعب ب السيارة ف الطريق ‪..‬‬
‫تعجبت ‪ ..‬قلت ‪ :‬مت كان ذلك ؟‬
‫أو الختيار الثالث ‪ ..‬وهو أهونا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قبل ثلثة أسابيع ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وما هو ؟!‬
‫قلت ‪ :‬ل أذهب لتلك النطقة منذ سنة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أن أصدم إحدى السيارات الربع الواقفة‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وتدثت عن كذا ‪..‬‬
‫أمامي ‪..‬‬
‫ث تبي ل أن صاحب ‪ ..‬بلغته إشاعة فصدقها ‪ ..‬وبن‬
‫ضحكت ‪ ..‬وقلت ‪ ..‬هاه وماذا فعلت ؟‬
‫على أساسها مناصحته ‪ ..‬وموقفه ‪ ..‬وكلمه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬خففت سرعت قدر استطاعت ‪ ..‬واخترت‬
‫صحيح أنن ل أزال أحبه ‪ ..‬لكن نظرت إليه قصرت ‪..‬‬
‫أرخص السيارات الت أمامي ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬صدمتها‬
‫لنن اكتشفت أنه متسرع ‪ ..‬ومثل ما يقولون ( يطي ف‬
‫‪..‬‬
‫العج‘ة ) ‪!!..‬‬
‫فكرت فيما قال ‪ ..‬فرأيت أنه ل يستحق اللوم‬
‫كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتم على‬
‫كثيا‪ .. S‬وذلك أن الختيارات الت كانت أمامه‬

‫‪114‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)47‬‬
‫‪..‬‬ ‫إشاعات ‪..‬‬
‫وف عام الوفود ‪ ..‬كان بعض الناس يأت مسلما‪ .. S‬ويبايع‬ ‫قليل منهم من يأتيك مناصحا‪ .. S‬ليكتشف بعدها‬
‫النب ‪ .. r‬وبعضهم يأت كافرا‪ .. S‬ويسلم أو يعاهد ‪..‬‬ ‫أنه كان يري وراء إشاعة ‪..‬‬
‫فبينما رسول ال ‪ r‬مع أصحابه يوما‪ .. S‬إذ جاء وفد‬ ‫وكثي منهم من تنطبع هذه الشاعة ف قلبه ‪..‬‬
‫الص‘د ف ‪ ..‬وهم بضعة عشر راكبا ‪ ..‬فأقبلوا إل ملس‬ ‫ويكو‘ن على أساسه تصوره عنك ‪ ..‬وهي كذبة ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬فجلسوا و ل يسلموا ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬يشاع أن فلنا‪ S‬فعل كذا وكذا ‪..‬‬
‫فسألهم ‪ " :‬أمسلمون أنتم ؟ "‬ ‫فلجل أن تتفظ بقدرك عنده ‪ ..‬تأكد من الب‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬قال ‪ " :‬فهل سلمتم ؟ " ‪..‬‬ ‫قبل الكلم عنه ‪..‬‬
‫فقاموا قياما‪ S‬فقالوا ‪ :‬السلم عليك أيها النب ورحة ال‬ ‫وهذا منهج النب ‪.. ‬‬
‫وبركاته ‪..‬‬ ‫أتى رجل إل النب ‪ .. r‬فنظر النب ‪ ‬إليه ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬وعليكم السلم ‪ ..‬اجلسوا " ‪ ..‬فجلسوا ث‬ ‫فإذا رجل رث اليئة ‪ ..‬مغب الشعر ‪ ..‬فأراد ‪ r‬أن‬
‫سألوه ‪ r‬عن أوقات الصلوات ‪..‬‬ ‫ينصحه ليصلح من هيئته ‪ ..‬لكنه خشي أن يكون‬
‫وف عهد عمر ‪ .. ‬توسعت بلد السلم ‪..‬‬ ‫الرجل فقيا‪ S‬أصل‪ .. S‬ليس ذا مال ‪..‬‬
‫فعي عمر سعد بن أب وقاص أميا‪ S‬على الكوفة ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬هل لك من مال ؟‬
‫كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبي على ولتم ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫أرسل نفر منهم رسالة إل الليفة عمر ‪ .. ‬يشتكون‬ ‫قال ‪ :‬من أي الال ‪..‬؟‬
‫إليه من سعد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من كل الال ‪ ..‬من البل ‪ ..‬والرقيق ‪..‬‬
‫وذكروا عيوبا‪ S‬كثية ‪ ..‬حت إنم قالوا ‪ :‬ول يسن أن‬ ‫واليل ‪ ..‬والغنم ‪..‬‬
‫يصلي !!‬ ‫قال ‪ :‬فإذا آتاك ال مال‪ .. S‬فلي ر عليك ‪..‬‬
‫فلما قرأ عمر الكتاب ‪ ..‬ل يتسرع باتاذ قرار ‪ ..‬ول‬ ‫ث قال ‪ :‬تنتج إبل قومك صحاح آذانا ‪ ..‬فتعمد‬
‫كتابة نصيحة ‪..‬‬ ‫إل الوسى ‪ ..‬فتقطع آذانا ‪..‬‬
‫وإنا أرسل ممد بن مسلمة إل الكوفة معه كتاب إل‬ ‫فتقول ‪ :‬هذه بية ‪ ..‬وتشقها ‪ ..‬أو تشق جلودها‬
‫سعد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأمره أن يسي مع سعد ويسأل الناس عنه ‪..‬‬ ‫وتقول ‪:‬هذه صرم ‪ ..‬فتحرمها عليك وعلى أهلك‬
‫جعل ممد بن مسلمة يصلي مع سعد ف الساجد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ويسأل الناس عن سعد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فإن ما أعطاك ال لك حل ‪ ..‬موسى ال أحد‬

‫( ) أخرجه الاكم وصحح إسناده ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪115‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واحدودب ظهره ‪..‬‬ ‫ول يدع مسجد إل سأل عنه ‪ ..‬ول يذكرون عن‬
‫وطال عمره حت مل من حياته ‪ ..‬واشتد فقره ‪..‬‬ ‫سعد إل معروفا‪.. S‬‬
‫فكان يلس وسط الطريق يسأل الناس ‪ ..‬وقد سقط‬ ‫حت دخل مسجدا‪ S‬لبن عبس ‪..‬‬
‫حاجباه على عينيه من شدة الكب ‪ ..‬فإذا مرت به النساء‬ ‫فقام ممد بن مسلمة ‪ ..‬وسأل الناس عن أميهم‬
‫مد يده يغمزهن ويتعرض لن ‪..‬‬ ‫سعد ؟؟‬
‫فكان الناس يصيحون به ‪ ..‬ويسبونه ‪ ..‬فيقول ‪:‬‬ ‫فأثنوا عليه خيا‪.. S‬‬
‫وماذا أفعل !! شيخ كبي مفتون ‪ ..‬أصابتن دعوة الرجل‬ ‫فقال ممد ‪ :‬أنشدكم بال ‪ ..‬هل تعلمون منه غي‬
‫الصال سعد بن أب وقاص ‪..‬‬ ‫ذلك ؟‬
‫قالوا ‪ :‬ل نعلم إل خيا‪.. S‬‬
‫حديث ‪..‬‬ ‫فكرر عليهم السؤال ‪..‬‬
‫بئس مطية الرجل زعموا ‪ ..‬وكفى بالرء إثا‪ S‬أن يدث‬ ‫عندها قام رجل ف آخر السجد ‪ ..‬اسه أسامة بن‬
‫بكل ما سع ‪..‬‬ ‫قتادة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أما إذ نشدتنا بال ‪ ..‬فاسع ‪:‬‬
‫‪ .40‬اجلدن برفق !!‬
‫إن سعدا‪ S‬كان ل يسي بالسوية ‪ ..‬ول يعدل ف‬
‫ل يعن ما تقدم من كلم عدم اللوم أبدا‪.. S‬‬
‫القضية ‪..‬‬
‫بلى ‪ ..‬فقد ت تاج ف أحيان متكررة أن تلوم الخر ين ‪..‬‬
‫فعجب سعد وقال ‪ :‬أنا كذلك ؟‬
‫ولدك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬صديقك ‪..‬‬
‫قال الرجل نعم ‪..‬‬
‫لكن يكن تأجيله قليل‪ .. S‬أو استخدام أساليب أخف ‪..‬‬
‫فقال سعد ‪ :‬أما وال لدعون بثلث ‪:‬‬
‫دع اللوم يتفظ باء وجهه ‪..‬‬
‫اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا‪ .. S‬وقد قام رياء‬
‫بعدما فتح ‪ ‬مكة ‪ ..‬وقد قوي شأنه عند العرب ‪..‬‬
‫وسعة ‪..‬‬
‫وكثر الداخلون ف السلم ‪..‬‬
‫اللهم فـ ‪:‬‬
‫غزا ‪ ‬بالناس حنينا‪ .. S‬فجاء الشركون بأحسن صفوف‬
‫•أطل عمره ‪..‬‬
‫‪ ..‬فصفت اليل ‪..‬‬
‫•وأطل فقره ‪..‬‬
‫ث صفت القاتلة ‪ ..‬ث صفت النساء من وراء ذلك ‪..‬‬
‫•وعرضه للفت ‪..‬‬
‫ث صفت الغنم ‪ ..‬ث النعم ‪..‬‬
‫ث خرج سعد من السجد ‪..‬‬
‫والسلمون بشر كثي ‪ ..‬قد بلغوا اثن عشر ألفا‪.. S‬‬
‫ومضى إل لدينة ومات بعدها بسنوات ‪..‬‬
‫وكان الشركون قد سبقوا إل وادي حني ‪ ..‬واختبأت‬
‫أما ذلك الرجل فل زالت دعوة سعد تلحقه ‪..‬‬
‫كتائب منهم ف جانبيه بي الصخور ‪..‬‬

‫‪116‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جعلوا يتبعونه ويرددون ‪ :‬اقسم علينا فيئنا ‪..‬‬ ‫فما هو إل أن ابتدأ القتال ‪ ..‬ودخلت جوع‬
‫حت تزاحوا عليه ‪ ..‬وضيقوا الطريق بي يديه ‪..‬‬ ‫السلمي ف الوادي ‪..‬‬
‫واضطروه إل شجرة ‪ ..‬فمر‘ من شدة الزحام ملصقا‪ S‬لا‬ ‫حت تفجر عليهم الكفار من كل جانب ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫واضطرب الناس ‪..‬‬
‫فتعلق رداؤه بأغصانا ‪ ..‬حت سقط عن منكبيه ‪ ..‬وصار‬ ‫وجعلت خيل السلمي ‪ ..‬تلوذ خلف ظهورهم ‪..‬‬
‫بطنه وظهره مكشوفا‪.. S‬‬ ‫فلم يلبثوا أن انكشفت خيلهم ‪ ..‬وكان أول من‬
‫فلم يغضب ‪ ..‬وإنا التفت إليهم وقال ‪ ..‬بكل هدووووء‬ ‫فر• العراب ‪ ..‬وتسلط الكفار وظهروا ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫فالتفت رسول ال ‪ .. r‬فإذا الموع تفر ‪..‬‬
‫أيها الناس ‪ ..‬ردوا علي ردائي ‪ ..‬فوالذي نفسي بيده لو‬ ‫والدماء تسيل ‪ ..‬واليل يضرب بعضها ف بعض‬
‫كان ل عدد شجر تامة ‪..‬ن عما‪ S‬لقسمته عليكم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث ل تدون بيل ‪ ..‬ول جبانا‪ .. S‬ول كذابا‪.. S‬‬ ‫فجعل يأمر العباس بأن ينادي ‪ :‬يا للمهاجرين يا‬
‫نعم ‪ ..‬لنه لو كان بيل‪ S‬لمسك الموال لنفسه ‪..‬‬ ‫للنصار ؟‬
‫ولو كان جبانا‪ S‬لفر‘ مع الفارين ‪..‬‬ ‫فرجعوا حت ثبت ‪ r‬ف ثاني أو مائة رجل ‪..‬‬
‫ولو كان كذابا‪ S‬لا نصره رب العالي ‪..‬‬ ‫ث نصر ال السلمي ‪ ..‬وانتهى القتال ‪..‬‬
‫مواقفه ‪ ‬الرائعة كثية ‪..‬‬ ‫وجعت الغنائم بي يدي النب ‪.. ‬‬
‫كان ‪ ‬يشي مع بعض أصحابه ‪ ..‬فمر بامرأة تبكي عند‬ ‫فإذا الذين فروا من القتال ‪ ..‬وخافوا من الرماح‬
‫قب ‪ ..‬على صب لا ‪..‬‬ ‫والنبال ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ : ‬اتقي ال واصبي ‪..‬‬ ‫هم أول من اجتمع على رسول ال ‪ .. r‬يريد‬
‫وكانت الرأة باكية مهمومة ‪ ..‬فلم تعرف النب ‪.. ‬‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬وما تبال أنت بصيبت ‪..‬؟!‬ ‫تعلقت العراب ‪ ..‬برسول ال ‪ r‬يقولون له ‪:‬‬
‫فسكت النب ‪ .. ‬وذهب وتركها ‪ ..‬فقد أدى ما عليه‬ ‫اقسم علينا فيئنا ‪ ..‬اقسم علينا فيئنا ‪ ..‬يريدون‬
‫‪..‬‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫وأدرك أن الرأة الن ف وضع نفسي قد ل يناسب أن‬ ‫عجبا‪ !!.. S‬يقسم فيئكم ‪ ..‬مت صار فيؤكم وأنتم ل‬
‫يزاد عليها ف النصح أكثر ما سعت ‪..‬‬ ‫تقاتلوا ‪..‬‬
‫التفت بعض الصحابة إليها وقالوا ‪ :‬هذا رسول ال ‪‬‬ ‫كيف تطلبون من الغنيمة ‪ ..‬وهو الذي كان يصرخ‬
‫‪!!..‬‬ ‫بكم لتعودوا وأنتم ل تستجيبون ‪!!..‬‬
‫فندمت الرأة على ما قالت ‪ ..‬وقامت تاول أن تلحق‬ ‫لكنه ‪ r‬ل يكن يدقق على مثل هذا ‪ ..‬فالدنيا ل‬
‫بالنب ‪ .. ‬حت وصلت بيته ‪..‬‬ ‫تساوي عنده شيئا‪.. S‬‬

‫‪117‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والبارحة أبو أحد يعنين لا تكلم عن السيارات القدية ‪..‬‬ ‫فلم تد على بابه بوابي ‪..‬‬
‫نعم يقصد سيارت ‪ ..‬نعم ‪ ..‬كان ينظر إل ‪..‬‬ ‫فقالت معتذرة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل أعرفك ‪ ..‬الن‬
‫إل آخر مواقف وتفكيات هذا الرجل السكي ‪..‬‬ ‫أصب ‪..‬‬
‫(‪)48‬‬
‫قديا‪ S‬قالوا ف الثل ‪ :‬إن أطاعك الزمان وإل فأطعه ‪..‬‬ ‫فقال إنا الصب عند الصدمة الول ‪..‬‬
‫أذكر أن أعرابيا‪ - S‬من أصدقائي ‪ -‬كان يردد مثل‪ S‬حفظه‬
‫من جده ‪ ..‬كان يسمعن إياه كثيا‪ S‬إذا بدأت أتفلسف‬ ‫اقتل برفق ‪..‬‬
‫عليه ببعض العلومات ‪ ..‬فكان يرج زفيا‪ S‬طوييييل‪ S‬من‬ ‫إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ..‬فإذا‬
‫صدره ث يقول ‪ :‬ياااا شيخ ‪ ..‬اليد اللي ما تقدر تلويها‬ ‫قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ..‬وإذا ذبتم فأحسنوا‬
‫صافحها ‪!!..‬‬ ‫الذبح ‪ ..‬وليحد أحدكم شفرته ‪ ..‬وليح ذبيحته‬
‫وإذا تفكرت ف هذا وجدته صحيحا‪ .. S‬فنحن إذا ل نعود‬ ‫‪ ..‬حديث رواه مسلم‬
‫أنفسنا على التسامح وتشية المور ‪ ..‬أو بعن آخر‬
‫‪41‬ف‪ .‬ر• من الشاكل !!‬
‫التغاب ‪ ..‬وعدم الغراق ف التفسيات والظنون ‪ ..‬وإل‬
‫أظنه لو أجرى تليل‪ S‬ف مستشفى بدائي لكتشف‬
‫فسوف نتعب كثيا‪.. S‬‬
‫ف جسمه عشرة أنواع من المراض ‪ ..‬أهونا‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه ‪ ..‬لكن سيد قومه التغاب‬
‫الضغط والسكر ‪..‬‬
‫وأذكر أن شابا‪ S‬متحمسا‪ S‬أقبل إل شيخه يريده أن يساعده‬
‫كان السكي يعذب نفسه كثيا‪ S‬لنه يطالب الناس‬
‫ف اختيار زوجة تكون رفيقة دربه حت المات ‪ ..‬فقال‬
‫بالثالية التامة ‪ ..‬دائما‪ S‬تده متضايقا‪ S‬من زوجته ‪..‬‬
‫الشيخ ‪ :‬ما هي الصفات الت ترغب وجودها ف‬
‫كسرت الصحن الديد ‪..‬‬
‫زوجتك ؟‬
‫نسيت كنس الصالة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬منظرها جيل ‪ ..‬وقوامها طويل ‪ ..‬وشعرها حرير‪..‬‬
‫أحرقت ثوب الديد بالكواة ‪..‬‬
‫ورائحتها عبي ‪ ..‬لذيذة الطعام ‪ ..‬عذبة الكلم ‪ ..‬إن‬
‫وأولده ‪ ..‬خالد إل الن ل يفظ جدول الضرب‬
‫نظرت إليها سرتن ‪ ..‬وإن غبت عنها حفظتن ‪ ..‬ل‬
‫‪..‬‬
‫تالف ل أمرا‪ .. S‬ول أخشى منها شرا‪ .. S‬لا دين يرفعها‬
‫وسعد ‪ ..‬ل يظفر بتقدير متاز ‪..‬‬
‫‪ ..‬وحكمة تنفعها ‪..‬‬
‫وسارة ‪ ..‬وهند ‪..‬‬
‫وراح يسرد من صفات الكمال التفرقة ف النساء‬
‫هذا حاله ف بيته ‪..‬‬
‫ويمعها ف امرأة واحدة ‪..‬‬
‫أما بي زملئه ‪ ..‬فأعظم ‪ ..‬أبو عبد ال قصدن لا‬
‫فلما أكثر على الشيخ ‪ ..‬قال له ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬عندي‬
‫ذكر قصة البخيل ‪!..‬‬
‫طلبك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أين ؟ قال ‪ :‬ف النة بإذن ال ‪ ..‬أما ف الدنيا فعود‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪48‬‬

‫‪118‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فجأة ‪ ..‬فيبعدها ‪ ..‬خوفا‪ S‬من أن يصيب رحل ناقته رجل‬ ‫نفسك التسامح ‪..‬‬
‫النب ‪.. ‬‬ ‫نعم ف الدنيا عود نفسك التسامح ‪ ..‬ل تعذب‬
‫حت غلبته عينه ف بعض الطريق ‪ ..‬فزاحت راحلته راحلة‬ ‫نفسك بالبحث عن مشاكل لثارتا ‪ ..‬والنقاش‬
‫النب ‪ .. ‬وضرب رحله رجل النب ‪ .. ‬فآله ‪..‬‬ ‫حولا ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ ‬من حر ما يد ‪ " :‬حس‘ "‬ ‫فيوما‪ S‬تصرخ ف وجه جليس ‪ :‬أنت تقصدن‬
‫فاستيقظ كلثوم ‪ ..‬فاضطرب وقال ‪:‬‬ ‫بكلمك ؟‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬استغفر ل ‪..‬‬ ‫ويوما‪ S‬ف وجه ولدك ‪ :‬أنت تريد أن تزنن‬
‫فقال ‪ ‬بكل ساحة ‪:‬س ر ‪ ..‬سر ‪..‬‬ ‫بكسلك ؟‬
‫نعم ‪:‬س ر ‪ ..‬ول يعمل قضية ‪ ..‬لاذا تضايقن ؟ الطريق‬ ‫ويوما‪ S‬ف وجه زوجتك ‪ :‬أنت تتعمدين إهال بيتك‬
‫واسع ! ما الذي جاء بك بانب ؟! ل ‪ ..‬ل يتعب نفسه ‪..‬‬ ‫؟ ‪...‬‬
‫ضربة رجل ‪ ..‬وانتهت ‪..‬‬ ‫وقد كان منهج النب ‪ .. r‬التسامح عموما‪ .. S‬فكان‬
‫كان هذا أسلوبه ‪ ‬دائما‪.. S‬‬ ‫يستمتع بياته ‪..‬‬
‫جلس يوما‪ S‬بي أصحابه ‪..‬‬ ‫كان يدخل ‪ ‬على أهله أحيانا‪ .. S‬ف الضحى ‪..‬‬
‫فأقبلت إليه امرأة ببدة ‪ ..‬قطعة قماش ‪..‬‬ ‫وهو جائع ‪ ..‬فيسألم ‪ :‬هل عندكم من شيء ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن نسجت هذه بيدي ‪..‬‬ ‫عندكم طعام ‪..‬‬
‫أكسوكها ‪..‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فأخذها النب ‪ .. ‬وكان متاجا‪ S‬إليها ‪..‬‬ ‫فيقول ‪ : ‬إن إذا صائم ‪..‬‬
‫وقام ودخل بيته ‪ ..‬فلبسها ‪ ..‬ث خرج إل أصحابه وهي‬ ‫ول يكن يصنع لجل ذلك مشاكل ‪ ..‬ما كان يقول‬
‫إزاره ‪..‬‬ ‫‪:‬ل م ل تصنعوا طعاما‪ .. S‬ل م ل تبون لشتري ‪..‬‬
‫فقال رجل من القوم ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬اكسنيها ‪..‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫إن إذا صائم ‪ ..‬وانتهى المر ‪..‬‬
‫فقال ‪ : ‬نعم ‪..‬‬ ‫وكان ف تعامله مع الناس ‪ ..‬يتعامل بكل ساحة ‪..‬‬
‫ث رجع ‪ .. ‬فخلعها وطواها ‪ ..‬ولبس إزارا‪ S‬قديا‪.. S‬‬ ‫قال كلثوم بن الصي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة‬
‫ث أرسل با إل الرجل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال الناس للرجل ‪ :‬ما أحسنت ‪ ..‬سألته إياها وقد‬ ‫قال ‪ :‬غزوت مع رسول ال ‪ r‬غزوة تبوك ‪..‬‬
‫علمت أنه ل يرد سائل‪ S‬؟!‬ ‫فسرت ذات ليلة معه ونن بوادي "الخضر" ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬وال ما سألته ‪ ..‬إل لتكون كفن يوم‬ ‫أطالوا الشي ‪ ..‬فجعل يغلبه النعاس ‪..‬‬
‫أموت ‪..‬‬ ‫وجعلت ناقته تقترب من ناقة النب ‪ .. ‬ويستيقظ‬

‫( ) رواه أبو داود ‪ -‬صحيح‬ ‫‪49‬‬

‫‪119‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)50‬‬
‫فسجد رسول ال ‪ ‬سجدة ‪ ..‬أطالا ‪ ..‬حت خشي عليه‬ ‫‪..‬‬ ‫فلما مات الرجل ‪ ..‬كفنه أهله فيها‬
‫أصحابه أن يكون قد أصابه شيء ‪..‬‬ ‫ما أجل احتواء الناس بذه التعاملت ‪..‬‬
‫ث رفع من سجوده ‪..‬‬ ‫قام ‪ ‬يوما‪ S‬يؤم أصحابه ف صلة العشاء ‪..‬‬
‫وبعد انتهاء الصلة ‪ ..‬سأله أصحابه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬يا رسول‬ ‫فدخل إل السجد طفلن ‪ ..‬السن والسي ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬لقد سجدت ف صلتك هذه سجدة ما كنت‬ ‫ابنا فاطمة ‪.. ‬‬
‫تسجدها ‪ !!..‬أشيء أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟‬ ‫فأقبل إل جدها رسول ال ‪ .. ‬وهو يصلي ‪..‬‬
‫فقال ‪ : ‬كل ذلك ل يكن ‪ ..‬ولكن ابن ارتلن ‪..‬‬ ‫فكان إذا سجد ‪ ..‬وثب السن والسي على‬
‫فكرهت أن أعجله ‪ ..‬حت يقضي حاجته ‪.. )52( ..‬‬ ‫ظهره ‪..‬‬
‫ودخل ‪ ‬يوما‪ S‬على أم هانئ بنت أب طالب ‪ .. ‬وكان‬ ‫فإذا أراد ‪ ‬أن يرفع رأسه ‪ ..‬تناولما بيديه من‬
‫جائعا‪.. S‬‬ ‫خلفهتناول‪ S‬رفيقا‪.. S‬‬
‫فقال ‪ :‬هل عندك من طعام نأكله ؟‬ ‫ووضعهما عن ظهره ‪ ..‬فجلسا جانبا‪.. S‬‬
‫فقالت ‪ :‬ليس عندي إل كسر يابسة ‪ ..‬وإن لستحي أن‬ ‫فإذا عاد لسجوده ‪ ..‬عادا فوثبا على ظهره ‪..‬‬
‫أقدمها إليك ‪..‬‬ ‫حت قضى ‪ ‬صلته ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هلمي بن ‪..‬‬ ‫فأخذها بكل رفق ‪ ..‬وأقعدها على فخذيه ‪..‬‬
‫فأتته بن ‪ ..‬فكسرهن ف ماء ‪ ..‬وجاءت بلح فذرته عليه‬ ‫فقام أبو هريرة ‪ .. ‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أرد‪â‬ها ‪..‬؟ يعن أعيدها لمهما ‪..‬؟‬
‫فجعل ‪ .. ‬يأكل هذا البز ملوطا‪ S‬بالاء ‪..‬‬ ‫فلم يعجل ‪ ‬عليهما ‪..‬‬
‫فالتفت إل أم هانئ وقال ‪ :‬هل من إدام ؟‬ ‫ث لبث قليل‪ .. S‬فبقت برقة من السماء ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ما عندي يا رسول ال إل شيء من "خل‪.. "ù‬‬ ‫فقال لما ‪ : ‬القا بأمكما ‪ ..‬فقاما فدخل على‬
‫(‪)51‬‬
‫فقال ‪ :‬هلميه ‪..‬‬ ‫أمهما ‪..‬‬
‫فجاءته به ‪ ..‬فصبه على طعامه ‪ ..‬فأكل منه ‪..‬‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫ث حد ال عز وجل ‪ ..‬ث قال ‪ :‬نعم الدام الل (‪.. )53‬‬ ‫خرج النب عليه ‪ .. ‬على أصحابه ف إحدى‬
‫نعم ‪ ..‬كان يعيش حياته كما هي ‪ ..‬يتقبل المور بسب‬ ‫صلت الظهر أو العصر ‪..‬‬
‫ما هي عليه ‪..‬‬ ‫وهو حامل السن أو السي ‪..‬‬
‫وف رحلة الج ‪..‬‬ ‫فتقدم إل موضع صلته ‪ ..‬فوضعه ‪ ..‬ث كب مصليا‬
‫خرج ‪ ‬مع أصحابه ‪ ..‬فنزلوا منزل‪ .. S‬فذهب النب ‪‬‬ ‫بالناس ‪..‬‬

‫( ) الاكم ف الستدرك‬ ‫‪52‬‬


‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪50‬‬

‫( ) رواه الطبان ف الوسط ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪53‬‬


‫( ) رواه أحد وقال اليثمي ‪ :‬رجاله ثقات‬ ‫‪51‬‬

‫‪120‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبعض الباء والمهات كذلك ‪ ..‬وربا بعض الدرسي‬ ‫فقضى حاجته ‪..‬‬
‫والدرسات كذلك ‪..‬‬ ‫ث جاء إل حوض ماء فتوضأ منه ‪..‬‬
‫ول تفتش عن الخطاء الفية ‪..‬‬ ‫ث قام ‪ ‬ليصلي ‪..‬‬
‫وكن سحا‪ S‬ف قبول أعذار الخرين ‪ ..‬خاصة من‬ ‫جاء جابر بن عبد ال ‪ .. ‬فوقف عن يسار‬
‫يعتذرون إليك حفاظا‪ S‬على مبتهم معك ‪ ..‬ل لجل‬ ‫رسول ال ‪.. ‬وكب‘ر مصليا‪ S‬معه ‪..‬‬
‫مصال شخصية ‪..‬‬ ‫فأخذ النب ‪ ‬بيده ‪ ..‬فأداره حت أقامه عن يينه‬
‫اقبل معاذير من يأتيك معتذرا‪S‬‬ ‫‪..‬‬
‫إن بر• عندك فيما قال أو فجرا‬ ‫ومضيا ف صلتما ‪..‬‬
‫فقد أطاعك من يرضيك ظاهره‬ ‫فجاء جبار بن صخر ‪ .. ‬فتوضأ ‪..‬‬
‫وقد أجل‪Ç‬ك من يعصيك مستترا‪S‬‬ ‫ث أقبل فقام عن يسار رسول ال ‪.. ‬‬
‫وانظر إل رسول ال ‪ .. ‬وقد رقى منبه يوما‪.. S‬‬ ‫فأخذ ‪ ‬بأيديهما جيعا‪ – S‬بكل هدوء ‪ -‬فدفعهما‬
‫وخطب بأصحابه فرفع صوته حت أسع النساء العواتق ف‬ ‫حت أقامهما خلفه (‪.. )54‬‬
‫خدورها داخل بيوتن ‪!!..‬‬ ‫وف يوم كان ‪ ‬جالسا‪.. S‬‬
‫فقال ‪ : ‬يا معشر من آمن بلسانه ول يدخل اليان إل‬ ‫فأقلبت إليه أم قيس بنت مصن بابن لا حديث‬
‫قلبه ‪ ..‬ل تغتابوا السلمي ‪ ..‬ول تتبعوا عوراتم ‪..‬فإنه‬ ‫الولدة ‪ ..‬ليحنكه ويدعو له ‪..‬‬
‫من يتبع عورة أخيه ‪ ..‬يتبع ال عورته ‪ ..‬ومن يتبع ال‬ ‫فأخذه ‪ ‬فجعله ف حجره ‪ ..‬فلم يلبث الصغي‬
‫عورته ‪ ..‬يفضحه ولو ف جوف بيته ‪.. )56( ..‬‬ ‫أن بال ف حجر النب ‪ .. ‬وبلل ثيابه بالبول ‪..‬‬
‫نعم ل تتصيد الخطاء ‪ ..‬وتتبع العورات ‪ ..‬كن سحا‪.. S‬‬ ‫فلم يزد النب ‪ ‬على أن دعا باء فنضحه على أثر‬
‫وكان ‪ ‬حريصا‪ S‬على عدم إثارة الشكلت أصل‪.. S‬‬ ‫البول (‪.. )55‬‬
‫ف ملس هادئ مع بعض أصحابه ‪ ..‬صفت فيه النفوس‬ ‫وانتهى المر ‪ ..‬ل يغضب ‪ ..‬ول يعبس ‪..‬‬
‫‪ ..‬واطمأنت القلوب ‪ ..‬قال ‪ ‬لصحابه ‪:‬‬ ‫فلماذا نعذب نن أنفسنا ونصنع من البة قبة ‪..‬‬
‫أل ل يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحاب شيئا‪ .. S‬فإن‬ ‫ليس شرطا‪ S‬أن يكون كل ما يقع حولك مرضيا‪ S‬لك‬
‫أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ‪.. )57( ..‬‬ ‫‪.. %100‬‬
‫ل تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫جل من ل عيب فيه‬ ‫وإن تد عيبا‪ S‬فسد• اللل‬
‫ل تثر على نفسك الغبار ما دام ساكنا‪ .. S‬وإن ثار فسد‬ ‫وعل‬
‫أنفك ب ك م‪Á‬ك ‪ ..‬واستمتع بياتك ‪..‬‬ ‫بعض الناس يرق أعصابه ‪ ..‬ويكب القضايا ‪..‬‬

‫( ) أخرجه أبو يعلى ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪54‬‬

‫( ) أخرجه أبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫( )‬ ‫‪55‬‬

‫‪121‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كلفه ما يغلبه فليعنه عليه ‪..‬‬
‫فماذا فعل أبو ذر ‪ ‬؟!‬ ‫‪.42‬اعترف بطئك ‪ ..‬ل تكابر ‪..‬‬
‫مضى أبو ذر حت لقي بلل‪ .. S‬ث اعتذر ‪ ..‬وقعد على‬ ‫كثي من الشاكل الت ربا تستمر العداوة بسببها‬
‫الرض ‪ ..‬بي يدي بلل ‪ ..‬ث جعل يقرب من الرض‬ ‫‪ ..‬سنة وسنتي ‪ ..‬وربا العمر كله ‪ ..‬يكون حلها‬
‫حت وضع خده على التراب وقال ‪ :‬يا بلل ‪ ..‬طأ‬ ‫أن يقول أحدها للخر ‪ :‬أنا أخطأت ‪ ..‬وأعتذر ‪..‬‬
‫(‪)58‬‬
‫برجلك على خدي ‪..‬‬ ‫موعد أخلفته ‪ ..‬أو مزحة ثقيلة ‪..‬أو كلمة نابية ‪..‬‬
‫هكذا كان الصحابة ‪ ‬ف حرصهم على إطفاء نار‬ ‫سارع إل إطفاء شرارها قبل أن تضطرم النار‬
‫العداوة قبل اشتعالا ‪ ..‬فإن اشتعلت منعوها من المتداد‬ ‫بسببها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أنا آسف ‪ ..‬حقك علي• ‪ ..‬ما يصي خاطرك إل‬
‫وقعت بي أب بكر وعمر ‪ ‬ماورة ‪ ..‬فأغضب أبو بكر‬ ‫طيب ‪..‬‬
‫عمر ‪..‬‬ ‫ما أجل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ‪..‬‬
‫فانصرف عنهعمر مغضبا‪.. S‬‬ ‫وقعت خصومة بي أب ذر وبلل ‪ ..‬رضي ال‬
‫فلما رأى أبو بكر ذلك ‪ ..‬ندم ‪ ..‬وخشي أن يتطور المر‬ ‫عنهما ‪ ..‬وها صحابيان ‪ ..‬لكنهما بشر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فغضب أبو ذر ‪ ..‬وقال لبلل ‪ :‬يا ابن السوداء ‪..‬‬
‫فانطلق يتبع عمر ‪ ..‬ويقول ‪ :‬استغفر ل يا عمر ‪..‬‬ ‫فشكاه بلل إل رسول ال ‪.. ‬‬
‫وعمر ل يلتفت إليه ‪ ..‬وأبو بكر يعتذر ‪ ..‬ويشي وراءه‬ ‫فدعاه النب ‪ ‬فقال ‪ :‬أساببت فلنا‪ S‬؟‬
‫حت وصل عمر إل بيته ‪ ..‬وأغلق بابه ف وجهه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فمضى أبو بكر إل رسول ال ‪.. ‬‬ ‫قال ‪ :‬فهل ذكرت أمه ؟‬
‫فلما رآه النب ‪ ‬مقبل‪ S‬من بعيد ‪ ..‬رآه متغيا‪ .. S‬فقال ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬من يسابب الرجال ‪ ..‬ذ كر أبوه وأمه يا‬
‫أما صاحبكم هذا فقد غامر ‪ ..‬جلس أبو بكر ساكتا‪.. S‬‬ ‫رسول ال ‪..‬‬
‫فلم تض لظات ‪ ..‬حت ندم عمر على ما كان منه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : ‬إنك امرؤ فيك جاهلية ‪..‬‬
‫وكانت قلوبم بيضاء ‪..‬‬ ‫فتغي أبو ذر ‪ ..‬وقال ‪ :‬على ساعت من الكب ‪..‬؟‬
‫فأقبل إل ملس رسول ال ‪ .. ‬فسلم وجلس بانب‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫النب ‪ .. ‬وقص عليه الب ‪..‬‬ ‫ث أعطاه النب ‪ ‬منهجا‪ S‬يتعامل به مع من هم أقل‬
‫وحكى كيف أعرض عن أب بكر ول يقبل اعتذاره ‪..‬‬ ‫منه فقال ‪:‬‬
‫فغضب رسول ال ‪.. ‬‬ ‫إنا هم إخوانكم ‪ ..‬جعلهم ال تت أيديكم ‪..‬‬
‫فلما رأى أبو بكر غضبه ‪ ..‬جعل يقول ‪ :‬وال يا رسول‬ ‫فمن كان أخوه تت يده ‪ ..‬فليطعمه من طعامه ‪..‬‬
‫وليلبسه من لباسه ‪ ..‬ول يكلفه ما يغلبه ‪ ..‬فإن‬
‫( ) رواه مسلم متصرا_‬ ‫‪58‬‬

‫‪122‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عزيزي ل تعجل علي• ‪ ..‬أنا معك أن أسلوب الرجل لا‬ ‫ال ‪ ..‬لنا كنت أظلم ‪ ..‬أنا كنت أظلم ‪..‬‬
‫اعترض على عمر ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬لكن العجب هو من‬ ‫وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ‪..‬‬
‫قدرة عمر على استيعاب الوقف ‪ ..‬وإطفاء النار ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : ‬هل أنتم تاركون ل صاحب ؟ هل أنتم‬
‫وأخيا‪ .. S‬إذا أردت أن يقبل الناس منك ملحظتك ‪..‬‬ ‫تاركون ل صاحب ؟ إن قلت ‪ :‬يأيها الناس إن‬
‫ونصحك ‪ ..‬أيا‪ S‬كانوا ‪ ..‬زوجة ‪ ..‬ولدا‪ .. S‬أختا‪.. S‬‬ ‫رسول ال إليكم جيعا‪ .. S‬فقلتم ‪ :‬كذبت ‪ ..‬وقال‬
‫فكن أنت متقبل‪ S‬للنصح أصل‪ .. S‬غي متكب عنه ‪..‬‬ ‫أبو بكر ‪ :‬صدقت (‪.. )59‬‬
‫كان كثيا‪ S‬ما يقول لا ‪ :‬اعت بأولدك أكثر ‪ ..‬اطبخي‬ ‫وانتبه أن تكون من يصلح الناس ويفسد نفسه ‪..‬‬
‫جيدا‪ .. S‬إل مت أقول ‪ :‬رتب غرفة النوم ‪..‬‬ ‫يدور با كما يدور المار ف الرحى ‪..‬‬
‫وكانت تردد دائما‪ S‬بكل أريية ‪ :‬أبشر ‪ ..‬إن شاء ال ‪..‬‬ ‫فإذا كنت ف موضع توجيه أو اقتداء ‪ ..‬كمدرس‬
‫أمرك ‪..‬‬ ‫مع طلبه ‪ ..‬وأب مع أولده ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وكذلك‬
‫قالت له يوما‪ – S‬ناصحة ‪ : -‬الولد ف أيام اختبارات‬ ‫الزوجان مع بعضهما ‪..‬‬
‫ويتاجون وجودك بينهم ‪ ..‬فل تتأخر إذا خرجت‬ ‫وزع عمر ‪ ‬ثيابا‪ S‬على الناس ‪ ..‬فنال كل واحد‬
‫لصحابك ‪ ..‬فما كاد يسمع منها ذلك حت صاح با ‪:‬‬ ‫قطعة قماش تكفيه إزارا‪ S‬أو رداء‪.. Ô‬‬
‫لست متفرغا‪ S‬لم ‪ ..‬أتأخر أو ل أتأخر ‪ ..‬ليس شغلك ‪..‬‬ ‫ث قام يطب الناس يوم المعة ‪..‬‬
‫ليس لك دخل ف ‪..‬‬ ‫فقال ف أول خطبته ‪ :‬إن ال كتب ل عليكم‬
‫فبال عليك قل ل ‪ :‬كيف تريدها أن تقبل منه نصحا‪ S‬بعد‬ ‫السمع والطاعة ‪..‬‬
‫ذلك !!‬ ‫فقام رجل من القوم وقال ‪ :‬ل سع لك ول طاعة‬
‫وأخيا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬
‫الذكي ‪ ..‬هو الذي يسد الفتحات ف جداره حت ل‬ ‫فقال عمر ‪ :‬له ؟‬
‫يستطيع الناس أن يسترقوا النظر ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لنك قسمت علينا ثوبا‪ .. S‬ثوبا‪ .. S‬وأنت‬
‫بعن ‪ :‬أن ل تفتح مال‪ S‬لشك الناس فيك ‪..‬‬ ‫تلبس ثوبي جديدين ‪..‬‬
‫أذكر أن إحدى المعيات الدعوية استدعت مموعة من‬ ‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬كلها نلحظ أنه جديد ‪..‬‬
‫الدعاة لعقد ماضرات ف ألبانيا ‪..‬‬ ‫فقال عمر ‪ :‬قم يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬فقام ‪ ..‬فقال‬
‫كان رئيس الراكز الدعوية ف ألبانيا حاضرا‪ S‬الجتماع ‪..‬‬ ‫‪ :‬ألست دفعت ل ثوبك لخطب به ‪..‬؟‬
‫نظرنا إليه ‪ ..‬فإذا ليس ف خديه شعرة واحدة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فنظر بعضنا إل بعض مستغربا‪ !!.. S‬فقد جرت العادة أن‬ ‫فقعد الرجل وقال ‪ :‬الن نسمع ونطيع ‪ ..‬وانتهت‬
‫يكون الداعية ملتزما‪ S‬بدي رسول ال ‪ ‬معفيا‪ S‬ليته ‪..‬‬ ‫الشكلة ‪..‬‬
‫ولو بعضها ‪ ..‬فكيف برئيس الدعاة ؟!‬
‫( ) البخاري‬ ‫‪59‬‬

‫‪123‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما ابتدأ الجتماع قال لنا ضاحكا‪ : S‬يا جاعة ‪..‬‬
‫‪.43‬مفاتيح الخطاء!‬ ‫أنا أمرد ‪ ..‬أصل‪ S‬ل ينبت ل لية ‪ ..‬ل تعملوا ل‬
‫التعامل مع الخطاء فن ‪ ..‬فلكل باب مفتاح ‪ ..‬وللقلوب‬ ‫ماضرة إذا انتهينا ‪..‬‬
‫دروب ‪..‬‬ ‫تبسمنا وشكرناه ‪..‬‬
‫إذا وقع أحد ف خطأ كبي ‪ ..‬وانتشر خبه ف الناس ‪..‬‬ ‫وإن شئت فارحل معي إل الدينة ‪ ..‬وانظر إل‬
‫وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعل فأشغلهم بشيء ‪ ..‬حت‬ ‫رسول ال ‪ ‬وقد كان معتكفا‪ S‬ف مسجده ف ليال‬
‫يكون عندك وقت لدراسة المر ‪ ..‬حت ل يتجر‘أ أحد‬ ‫رمضان ‪..‬‬
‫على مثل فعله ‪ ..‬أو يتعودوا على مثل هذا الطأ ‪..‬‬ ‫فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي ‪ ‬زائرة ‪..‬‬
‫خرج ‪ ‬مع أصحابه ف غزوة بن الصطلق ‪..‬‬ ‫فمكثت عنده قليل‪.. S‬‬
‫وأثناء رجوعهم ‪ ..‬نزلوا يستريون ‪..‬‬ ‫ث قامت لتعود لبيتها ‪..‬‬
‫فأرسل الهاجرون غلما‪ S‬لم اسه ‪ :‬جهجاه بن مسعود ‪..‬‬ ‫فلم يشأ النب ‪ ‬أن تعود ف ظلمة الليل وحدها‬
‫ليستقي لم من البئر ماء‪.. Ô‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأرسل النصار غلما‪ S‬لم اسه ‪ :‬سنان بن وبر الهن ‪..‬‬ ‫فقام معها ليوصلها ‪..‬‬
‫ليستقي لم أيضا‪.. S‬‬ ‫فمشى معها ف الطريق ‪ ..‬فمر به رجلن من‬
‫فازدحم الغلمان على الاء ‪ ..‬فكسع أحدها صاحبه ‪..‬‬ ‫النصار ‪..‬‬
‫أي ضربه على مؤخرته ‪..‬‬ ‫فلما رأيا النب ‪ ‬والرأة معه ‪ ..‬أسرعا ‪..‬‬
‫فصرخ الهن ‪ :‬يااااا معشر النصار ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ‬لما ‪ :‬على رسلكما إنا صفية بنت حيي‬
‫وصرخ جهجاه ‪ :‬يااااا معشر الهاجرين ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فثار النصار ‪ ..‬وثار الهاجرون ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا رسول ال ‪ ..‬أي ‪ :‬أي عقل أن‬
‫واشتد اللف ‪ ..‬والقوم قادمون من حرب ‪ ..‬ول‬ ‫نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك ‪!!..‬‬
‫يزالون بسلحهم !!‬ ‫فقال ‪ : ‬إن الشيطان يري من النسان مرى‬
‫فانطلق ‪ .. ‬حت اطفأ ما بينهم ‪..‬‬ ‫الدم ‪ ..‬وإن خشيت أن يقذف ف قلوبكما شرا‪.. S‬‬
‫فتحركت الفاعي ‪..‬‬ ‫أو قال شيئا‪.. )60( .. S‬‬
‫غضب عبد ال بن أب بن سلول ‪ ..‬وعنده رهط من قومه‬
‫النصار ‪..‬‬ ‫شجاعة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أوقد فعلوها!! قد نافرونا ‪ ..‬وكاثرونا ف بلدنا ‪..‬‬ ‫ليست الشجاعة أن تصر على خطئك ‪ ..‬وإنا أن‬
‫وال ما أعد‪â‬نا وجلبيب قريش هذه ‪ ..‬إل كما قال الول‬ ‫تعترف به ‪ ..‬ول تكرره مرة أخرى ‪..‬‬
‫‪:‬س ـم‪Á‬ن كلبك يأكلك ‪ ..‬وجو‪Á‬ع كلبك يتبعك !!‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪60‬‬

‫‪124‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول تكن عادته ‪ ‬أن يرتل ف شدة الر ‪..‬‬ ‫ث قال البيث ‪ :‬أما وال لئن رجعنا ال الدينة ‪..‬‬
‫ارتل الناس ‪..‬‬ ‫ليخرجن العز‪ â‬منها الذل ‪..‬‬
‫وبلغ عبد ال بن سلول أن رسول ال ‪ .. ‬أخبه زيد‬ ‫ث أقبل على من حضره من قومه فقال ‪ :‬هذا ما‬
‫بن أرقم با سع منه ‪..‬‬ ‫فعلتم بأنفسكم ‪ ..‬أحللتموهم بلدكم ‪..‬‬
‫فأقبل ابن سلول إل رسول ال ‪ .. ‬وجعل يلف بال‬ ‫وقاستموهم أموالكم ‪ ..‬أما وال لو أمسكتم عنهم‬
‫‪ ..‬ما قلت ‪ ..‬ول تكلمت به ‪ ..‬كذب علي• الغلم ‪..‬‬ ‫ما بأيديكم ‪ ..‬لتحولوا إل غي داركم ‪..‬‬
‫وكان ابن سلول رئيسا‪ S‬ف قومه ‪ ..‬شريفا عظيما ‪..‬‬ ‫وجعل البيث يهدد ويتوعد ‪ ..‬والذين عنده من‬
‫فقال النصار ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬عسى أن يكون الغلم‬ ‫أنصاره النافقي ‪ ..‬يؤيدونه ويشجعونه ‪..‬‬
‫أو هم ف حديثه ‪ ..‬ول يفظ ما قال الرجل ‪..‬‬ ‫كان من بي الالسي غلم صغي ‪ ..‬اسه زيد ابن‬
‫وجعلوا يدافعون عن ابن سلول ‪..‬‬ ‫أرقم ‪..‬‬
‫فأقبل سيد من سادة النصار ‪ ..‬أسيد بن حضي ‪ ..‬فحياه‬ ‫فمضى إل رسول ال ‪ ‬فأخبه الب ‪..‬‬
‫بتحية النبوة وسلم عليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫وكان عمر بن الطاب جالسا‪ S‬عند النب ‪.. ‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬وال لقد رحت ف ساعة منكرة ‪ ..‬ما‬ ‫فثار ‪ ..‬كيف يرؤ هذا النافق على رسول ال ‪‬‬
‫كنت تروح ف مثلها !!‬ ‫بذا السلوب القبيح ‪ ..‬ورأى عمر أن قتل الفعى‬
‫فالتفت إليه ‪ ‬وقال ‪ :‬أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟‬ ‫أول من قطع ذيلها ‪ ..‬ورأى أن قتل ابن سلول ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أي صاحب يا رسول ال ؟‬ ‫يقضي على الفتنة ف مهدها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬عبد ال بن أب ‪..‬‬ ‫ولكن أن يقتله رجل من قومه النصار ‪ ..‬أسلم من‬
‫قال ‪ :‬وما قال ؟‬ ‫أن يقتله رجل من الهاجرين ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬زعم أنه ان رجع ال الدينة أخرج العز‪ â‬منها الذل‬ ‫ففقال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫من مر به عباد ابن بشر النصاري فليقتله ‪..‬‬
‫فثار أسيد وقال ‪ :‬فأنت وال يا رسول ال ترجه إن شئت‬ ‫لكن رسول ال كان أحكم ‪ ..‬فهم قادمون من‬
‫‪ ..‬هو وال الذليل ‪ ..‬وأنت العزيز ‪..‬‬ ‫حرب ‪ ..‬والناس بسلحهم ‪ ..‬والنفوس مشحونة‬
‫ث قال أسيد مففا‪ S‬على رسول ال ‪: ‬‬ ‫‪ ..‬وليس من الناسب إثارتم أكثر ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬ارفق ‪ ..‬لقد جاءنا ال بك وإن قومه‬ ‫فقال ‪ : ‬فكيف يا عمر اذا تدث الناس أن‬
‫لينظمون له الرز ليتوجوه ‪ ..‬فإنه ليى أنك قد استلبته‬ ‫ممدا‪ S‬يقتل أصحابه ؟!‬
‫ملكا‪.. S‬‬ ‫ل يا عمر ‪ ..‬ولكن آذن الناس بالرحيل ‪..‬‬
‫فسكت النب ‪ .. ‬ومضى براحلته ‪ ..‬والناس منهم من‬ ‫وكان الناس قد نزل او للتو‘ واستظلوا ‪ ..‬فكيف‬
‫يمع متاعه ‪ ..‬ومنهم من يرحل راحلته ‪..‬‬ ‫يأمرهم بالرحيل ‪ ..‬ف شدة الر والشمس ‪..‬‬

‫‪125‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لال هح ت•ى ينف ض‪â‬واو ل هخ زنائ الس•م اوات ول‪á‬أا ر ض و لك ن‬ ‫وجعلت الادثة تنتشر ‪ ..‬وصارت أحاديث اليش‬
‫ون نل ر•ج ع ن ا إل ىل‪á‬ما د ين ة‬
‫ف‪á‬ق ه ون *قي ول ئ‬
‫م نال‪á‬اف ق ي ل ا ي‬ ‫‪ .. :‬لاذا ارتلنا ف هذا الوقت ‪ ..‬ماذا قال ؟ كيف‬
‫ل‪á‬ع لز•ةو لوه ل ار س ول ه و ل ل‪á‬م ؤ م ن ي‬
‫ل ي خ ر جل‪á‬أن•عاز‪ â‬م ن ه اأال‪á‬ذ‬ ‫تعامل معه ؟ صدق ابن سلول ‪ ..‬ل بل كذب ‪..‬‬
‫ل‪á‬م نا اف ق اي يل ع ل م ون ) ‪..‬‬
‫و ل ك ن•‬ ‫وبدأت الشائعات تزيد ‪ ..‬والكلم يزادفيه وي نق ص‬
‫فقرأها رسول ال ‪ .. ‬ث أخذ بأذن الغلم زيد بن أرقم‬ ‫‪ ..‬واضطرب اليش ‪ ..‬وهم ف طريقهم من قتال‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬هذا الذي أوف ل بأذنه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويرون بقبائل أعداء يتربصون بم ‪..‬‬
‫وبدأ الناس يسبون ابن سلول ‪ ..‬ويلومونه ‪..‬‬ ‫فشعر ‪ ‬أن اليش بدأ ينقسم ‪ ..‬فأراد أن‬
‫فالتفت ‪ ‬إل عمر وقال ‪ :‬أرأيت يا عمر ‪ ..‬لو قتلته يوم‬ ‫يشغلهم عن الشكلة ‪ ..‬وعن النقاش فيها ‪ ..‬لنم‬
‫ذكرت ذلك ‪ ..‬لرعدت له أنوف لو أمرتا اليوم بقتله‬ ‫يزيدون أوارها ‪ ..‬ويشعلون الفتنة بي الهاجرين‬
‫لقتلته ‪..‬‬ ‫والنصار ‪..‬‬
‫ث سكت عنه ‪ .. ‬فلم يتعرض له بشيء ‪..‬‬ ‫وصار الناس يترقبون مت ينزلون حت يتمع‬
‫وأحيانا‪ S‬إذا وقع الطأ أمام الناس قد تتاج أن تنكر عليه‬ ‫بعضهم إل بعض ويتحدثوا ف المر ‪..‬‬
‫بأسلوب مناسب ‪ ..‬وإن كان أمام الناس ‪..‬‬ ‫فمشى ‪ ‬بالناس يومهم ذلك والشمس فوقهم ‪..‬‬
‫بينما رسول ال ‪‬جالسا‪ S‬يوما‪ S‬مع أصحابه ‪ ..‬وكانوا ف‬ ‫ومشى ومشى حت غابت الشمس ‪ ..‬فظن الناس‬
‫أيام قحط ‪ ..‬واحتباس مطر ‪ ..‬وقلة زرع ‪..‬‬ ‫أنم سينزلون للصلة ويرتاحون ‪ ..‬فلم ينزل إل‬
‫إذ أتاه أعراب فقال ‪:‬‬ ‫دقائق معدودات ‪ ..‬صلوا ث أمرهم فارتلوا ‪..‬‬
‫يا رسول ال جهدت النفس ‪ ..‬وضاعت العيال ‪..‬‬ ‫وواصل الشي ليلتهم حت أصبح ‪..‬‬
‫ونكت الموال ‪ ..‬وهلكت النعام ‪..‬‬ ‫ث نزل فصلى الفجر ‪ ..‬ث أمرهم فارتلوا ‪..‬‬
‫فاستسق ال لنا ‪ ..‬فإنا نستشفع بك على ال ‪..‬‬ ‫ومشوا صباحهم حت تعبوا ‪ ..‬وآذتم الشمس ‪..‬‬
‫ونستشفع بال عليك ‪..‬‬ ‫فلما شعر أن الرهاق والتعب سيطر عليهم ‪..‬‬
‫فتغي رسول ال ‪ .. ‬لا سعه يقول نستشفع بال عليك‬ ‫فليس فيهم جهد للكلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أمرهم فنزلوا ‪ ..‬فما كادت أجسادهم تس الرض‬
‫فالشفاعة والواسطة تكون من الدن إل العلى ‪ ..‬فل‬ ‫‪ ..‬حت وقعوا نياما ‪..‬‬
‫يوز أن يقال إن ال يشفع عند خلقه ‪ ..‬بل يأمرهم جل‬ ‫وإنا فعل ذلك ليشغل الناس عما حدث ‪..‬‬
‫جلله ‪ ..‬لنه أعلى وأرفع ‪..‬‬ ‫ث أيقظهم ‪ ..‬وارتل بم ‪ ..‬وواصل حت دخل‬
‫فقال ‪ : ‬ويك !! أتدري ما تقول ؟!!‬ ‫الدينة ‪ ..‬وتفرق الناس ف بيوتم عند أهليهم ‪..‬‬
‫ث جعل ‪ ‬يقدس ال ‪ ..‬ويردد ‪ ..‬سبحااان ال ‪..‬‬ ‫وأنزل ال تعال سورة النافقي ‪:‬‬
‫سبحااان ال ‪..‬‬ ‫ون ل ا ت نف ق وا ع ل ى م عن ند ر س ول‬
‫(ه مل قذاولين ي‬

‫‪126‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أخذ ‪ r‬ينظر إل قبورهم ‪ ..‬ويتذكر أحوالم ‪..‬‬ ‫فما زال يسبح حت ع رف ذلك ف وجوه أصحابه‬
‫ث رفع يديه فدعا لم ‪ ..‬ث أخذ ينظر إل القبور ‪ ..‬ث رفع‬ ‫‪..‬‬
‫يديه ثانية فدعا لم ‪..‬‬ ‫ث قال ‪:‬‬
‫ث لبث مليا‪ .. S‬ث رفعها فاستغفر لم ‪..‬‬ ‫إنه ل ي س ت شفع بال على أحد من خلقه‬
‫ويك !!‬
‫وأطال القيام ‪ ..‬وعائشة تنظر إليه من بعيد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬شأن ال أعظم من ذلك ‪..‬‬
‫ث التفت ‪ r‬وراءه راجعا‪.. S‬‬ ‫ويك !! أتدري ما ال ؟! إن عرشه على ساواته‬
‫فلما رأت ذلك عائشة ‪ ..‬انرفت إل ورائها راجعة ‪..‬‬ ‫لكذا ‪ ..‬وقال بأصابعه مثل القبة عليه ‪ ..‬وإنه ليئط‬
‫خشية أن يشعر با ‪..‬‬ ‫به أطيط الرحل بالراكب ‪.. )61( ..‬‬
‫فأسرع ‪ r‬مشيه ‪ ..‬فأسرعت عائشة ‪..‬‬ ‫ولكن إذا وقع الطأ من الشخص لوحده قد يكون‬
‫فهرول ‪ ..‬فهرولت ‪ ..‬فأحضر – أي جرى مسرعا‪- S‬‬ ‫هناك شيء من اللي ‪..‬‬
‫فأحضرت وجرت ‪..‬‬ ‫أتى رسول ال ‪ r‬إل بيت عائشة ‪ t‬ف ليلتها ‪..‬‬
‫حت سبقته إل البيت فدخلت ‪..‬‬ ‫فوضع نعليه من رجليه ‪ ..‬ووضع رداءه ‪..‬‬
‫ونزعت درعها وخارها ‪ ..‬وأقبلت إل فراشها‬ ‫واضطجع على فراشه ‪..‬‬
‫فاضطجعت عليه ‪ ..‬كهيئة النائمة ‪ ..‬ونف سها يتردد ف‬ ‫فلبث كذلك ‪ ..‬حت ظن أن عائشة قد رقدت ‪..‬‬
‫صدرها ‪..‬‬ ‫فقام من على فراشه ‪ ..‬ولبس رداءه ونعليه ‪..‬‬
‫فدخل ‪ r‬البيت ‪..‬فسمع صوت ن ف سها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫رويدا‪.. S‬‬
‫مالك يا عائش ‪ ..‬حشيا‪ S‬رابية ‪..‬‬ ‫ث فتح الباب رويدا‪ .. S‬وخرج ‪ ..‬وأغلقه رويدا‪.. S‬‬
‫قالت ‪ :‬ل شيء ‪..‬‬ ‫فلما رأت عائشة ذلك ‪ ..‬دخلتهاغ ي رة النساء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لتخبن ‪ ..‬أو ليخبن اللطيف البي ‪..‬‬ ‫وخشيت أنه ذهب إل بعض نسائه ‪..‬‬
‫فأخبته بالب ‪ ..‬وأنا غارت عليه ‪ ..‬فانطلقت تنظر أين‬ ‫فقامت ‪ ..‬ولبست درعها ‪ ..‬وخارها ‪ ..‬وانطلقت‬
‫يذهب ‪..‬‬ ‫ف إثره ‪ ..‬تشي وراءه ‪ ..‬دون أن يشعر با ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أنت الذي رأيت أمامي ؟‬ ‫فانطلق ‪ .. r‬يشي ف ظلمة الليل ‪ ..‬حت جاء‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫مقبة البقيع ‪..‬‬
‫فدفعها ف صدرها ‪ ..‬دفعة ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فوقف عندها ‪ ..‬ينظر إل قبور أصحابه ‪ ..‬الذين‬
‫أظننت أن ييف ال عليك ورسوله ‪..‬‬ ‫عاشوا عابدين ‪ ..‬وماتوا ماهدين ‪ ..‬واجتمعوا‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬مهمايكتم الناس ‪ ..‬يعلمه ال عز وجل‬ ‫تت الثرى ‪ ..‬ليضى عنهم من يعلم السر• وأخفى‬
‫‪..‬؟‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ث قال ‪ r‬مبينا‪ S‬لا خب خروجه ‪:‬‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪61‬‬

‫‪127‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويططون أن يسافروا إل بلد كذا ‪ ..‬وهذا البلد ل يسلم‬ ‫إن جبيل عليه السلم ‪ ..‬أتان حي رأيت ‪ ..‬ول‬
‫من يذهب إليه غالبا‪ S‬من التعرض للمحرمات الكبار ‪..‬‬ ‫يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ‪..‬‬
‫كالزنا وشرب المر ‪..‬‬ ‫فنادان ‪ ..‬فأخفى منك فأجبته وأخفيته منك ‪..‬‬
‫أردت أن تنصح ‪..‬‬ ‫وظننت أنك قد رقدت ‪ ..‬فكرهت أن أوقظك ‪..‬‬
‫من الساليب أن تدخل عليهم وتنصحهم بكلمتي ‪..‬‬ ‫وخشيت أن تستوحشي ‪ ..‬فأمرن أن آت أهل‬
‫وترج ‪ ..‬لكن نتيجة ذلك قد ل تكون ناجحة كثيا‪.. S‬‬ ‫البقيع فأستغفر لم ‪.. )62( ..‬‬
‫فما رأيك أن تفكك الزمة ‪ ..‬وتكسر كل عود على‬ ‫نعم ‪ ..‬كان ‪.. r‬سهل‪ S‬لـي‪Á‬نا‪ S‬ل يكب الخطاء ‪..‬‬
‫حدة ‪..‬‬ ‫بل كان يرددها ف الناس ويقول ‪:‬‬
‫كيف ؟!‬ ‫كما عند مسلم ‪ :‬ل يفرك مؤمن مؤمنة ‪ ..‬إن كره‬
‫إذا تفرقوا اجلس مع من تظنه أعقلهم ‪ ..‬وقل ‪ :‬يا فلن‬ ‫منها خلقا‪ .. S‬رضي منها آخر ‪..‬‬
‫‪ ..‬بلغن أنكم ستسافرون ‪ ..‬وأنت أعقلهم ‪ ..‬وتعلم أن‬ ‫أي ل يبغضهابغضا‪ S‬تاما‪ .. S‬لجل خلق عندها ‪..‬‬
‫هذا البلد ل يسلم السافر إليه من البليا والفت ‪ ..‬وقد‬ ‫أو طبع‪ à‬يلزمها ‪..‬‬
‫يعود مريضا‪ S‬أو مبتلى ‪ ..‬فما رأيك أن تكسب أجرهم ‪..‬‬ ‫بل يغفر سيئتها لسنتها ‪ ..‬فإذا رأى خطأها تذكر‬
‫وتقترح عليهم أن يسافروا إل بلد آخر ‪ ..‬تستمتعون فيه‬ ‫صوابا ‪ ..‬وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ‪..‬‬
‫بالنار والبحار ‪ ..‬واللعب والنس ‪ ..‬من غي معصية ‪..‬‬ ‫ويتغاضى عما يكرهه من خلقها ‪ ..‬وما ل يرضاه‬
‫ل شك أنه إذا سع منك هذا الكلم بالسلوب السن ‪..‬‬ ‫من تعاملها ‪..‬‬
‫سيقل حاسه إل النصف ‪..‬‬ ‫إضاءة ‪..‬‬
‫اذهب إل آخر ‪ ..‬وقل له مثل ذلك ‪..‬‬ ‫ليس اللوم على من ل يقبل النصيحة ‪ ..‬وإنا‬
‫ث قل للثالث مثله ‪..‬‬ ‫على من يقدمها بأسلوب غي مناسب ‪..‬‬
‫دون أن يشعر كل منهم بديثك لصاحبه ‪..‬‬
‫فتجد أنم إذا اجتمعوا ‪ ..‬وتشج•ع أحدهم واقترح تغيي‬ ‫‪44‬ف‪.‬ـك‪ç‬ك الزمة ‪!!..‬‬
‫البلد ‪ ..‬وجد من يعاونه ‪..‬‬ ‫إ اذ كان الطأ واقعا‪ S‬من مموعة ‪ ..‬فالصل أن‬
‫أو لو اكتشفت يوما‪ S‬أن أولدك يتمعون ف غرفة أحدهم‬ ‫تنصحهم وهم متمعون ‪..‬‬
‫‪ ..‬وينظرون إل شريط فيديو خليع ‪ ..‬أو مقاطع‬ ‫ولكن قد تتاج أحيانا‪ S‬أن تفكك الزمة ‪ ..‬أعن‬
‫( بلوتوث ) فيها صور خليعة ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫‪..‬أن تكلم كل واحد علىا حدة ‪ ..‬وتنصحه ‪.‬‬
‫فقد يكون من الناسب أن تنصح كل‪ S‬منهم على حدة ‪..‬‬ ‫مثال ‪ :‬مررت بجلس منزلكم ‪ ..‬وسعت أخاك‬
‫لكيل تأخذهم العزة بالث ‪..‬‬ ‫يتحدث مع أصدقائه – وكانوا ضيوفا‪ S‬عنده –‬
‫هل لذا شاهد من السية ؟ نعم ‪..‬‬
‫( ) رواه النسائي بسند جيد‬ ‫‪62‬‬

‫‪128‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها ‪..‬‬ ‫لا اشتد اللف بي رسول ال ‪ r‬وبي قريش ‪..‬‬
‫وإن كان كاذبا‪ .. S‬دفعت إليكم ابن أخي فافعلوا به ما‬ ‫اجتمعت قريش وقاطعت النب وجيع أقاربه من بن‬
‫شئتم ‪..‬‬ ‫هاشم ‪ ..‬وكتبت صحيفة أن بن هاشم ل ي شترى‬
‫فقال القوم ‪ :‬قد رضينا ‪ ..‬فتعاقدوا على ذلك ‪..‬‬ ‫منهم ‪ ..‬ول ي باع عليهم ‪ ..‬ول يزو•جون ‪ ..‬ول‬
‫ث نظروا فإذا هي كما قال رسول ال ‪ .. r‬فزادهم ذلك‬ ‫يتزو•ج منهم ‪..‬‬
‫شرا‪.. S‬‬ ‫وح بس النب ‪ ‬مع أصحابه ف واد´ غي ذي زرع‬
‫وظل بنو هاشم وبنو الطلب ف واديهم ‪ ..‬حت كادوا أن‬ ‫‪..‬‬
‫يهلكوا ‪..‬‬ ‫واشتدت الكربة على الصحابة حت أكلوا الشجر‬
‫وكان من كفار قريش رجال رحاء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫منهم ‪ :‬هشام بن عمرو ‪ ..‬وكان ذا شرف ف قومه ‪..‬‬ ‫بل مضى أحدهم يوما‪ S‬ليبول ‪ ..‬فسمع صوتا‪ S‬تته‬
‫فكان يأت بالبعي قد حله طعاما‪ .. S‬وبنو هاشم وبنو‬ ‫‪ ..‬فنظر فإذا قطعة من جلد بعي ‪ ..‬فأخذها ‪..‬‬
‫الطلب ف الشعب ليل‪.. S‬‬ ‫وغسلها وشواها بالنار ‪..‬ث فت‘ـت ـتها ‪ ..‬وخلطها‬
‫حت إذا بلغ به فم الشعب ‪ ..‬خلع خطامه من رأسه ث‬ ‫بالاء ‪ ..‬وجعل يتمو•ن با ثلثة أيام !!‬
‫ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ‬يوما‪ S‬لعمه أب طالب – وكان مبوسا‬
‫ومضت اليام ورأى هشام ‪ ..‬أنه ل طاقة له بإطعامهم كل‬ ‫معهم ف الشعب ‪: -‬‬
‫ليلة ‪ ..‬وهم كثي ‪..‬‬ ‫يا عم إن ال قد سلط ال‪Ø‬ر ضة على صحيفة قريش‬
‫فقرر أن يسعى لنقض الصحيفة الظالة ‪ ..‬ولكن أن له‬ ‫‪ ..‬فلم تدع فيها اسا‪ S‬هو ل إل أثبتته فيها ‪ ..‬ونفت‬
‫ذلك وقريش قد أجعت عليها ‪..‬‬ ‫منها الظلم والقطيعة والبهتان ‪..‬‬
‫فاتبع أسلوب تفكيك الزمة ‪..‬‬ ‫أي إن دابة الرضة أكلت صحيفة قريشس فلم‬
‫مشى إل زهي بن أب أمية ‪ ..‬وكانت أمه عاتكة بنت عبد‬ ‫يبق منها إل عبارة ‪ :‬باسك اللهم !!‬
‫الطلب ‪..‬‬ ‫فعجب أبو طالب وقال ‪ :‬أربك أخبك بذا ؟ قال‬
‫فقال ‪ :‬يا زهي أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب‬ ‫‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫وتنكح النساء ‪ ..‬وأخوالك حيث علمت ؟ ل يباع لم‬ ‫قال ‪ :‬فوال ما يدخل عليك أحد ‪ ..‬حت أخب‬
‫ول يبتاع منهم ‪ ..‬ولنيك حون ول ينكح إليهم ؟!‬ ‫قريشا‪ S‬بذلك ‪..‬‬
‫أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن هشام ‪..‬‬ ‫ث خرج إل قريش فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعن أبا جهل ‪ ..‬وكان أشدهم عداوة للمؤمني وتعصبا‬ ‫يا معشر قريش ‪ ..‬إن ابن أخي قد أخبن بكذا‬
‫للمقاطعة ‪ – ..‬ما تركهم على هذا لحال ‪..‬‬ ‫وكذا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ويك يا هشام ‪ ..‬فماذا أصنع ؟‬ ‫فهلم• صحيفتكم ‪..‬‬

‫‪129‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فذهب هشام إل زمعة بن السود ‪ ..‬فكلمه وذكر له‬ ‫إنا أنا رجل واحد وال لو كان معي رجل آخر‬
‫قرابتهم وحقهم ‪..‬‬ ‫لقمت ف نقضها ‪..‬‬
‫فقال له ‪ :‬وهل على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد‬ ‫قال ‪ :‬قد وجدت رجل‪.. S‬‬
‫؟‬ ‫قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فلن وفلن ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫فاتفقوا جيعا‪ S‬على هذا الرأي ‪ ..‬وتوعدوا عند "حطم‬ ‫قال زهي ‪ :‬أبغنا ثالثا‪.. S‬‬
‫الجون " ليل‪ S‬بأعلى مكة ‪ ..‬فاجتمعوا هنالك ‪..‬‬ ‫قال هشام ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬
‫وأجعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام ف الصحيفة حت‬ ‫فذهب إل الطعم بن عدي ‪..‬وكان رجل‪ S‬عاقل‪.. S‬‬
‫ينقضوها ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬يا مطعم ‪ ..‬أرضيت أن يهلك بطنان من‬
‫وقال زهي ‪ :‬أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم ‪ ..‬ث‬ ‫بن عبد مناف ‪ ..‬وأنت شاهد على ذلك ‪ ..‬موافق‬
‫تقموا أنتم فتتكلمون ‪..‬‬ ‫لقريش فيه ؟!‬
‫فلما أصبحوا غدوا إل مالسهم حول الكعبة ‪ ..‬حيث‬ ‫قال ‪ :‬ويك فماذا أصنع ؟ إنا أنا رجل واحد ‪..‬‬
‫يتمع الناس ويتبايعون ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وجدت لك ثانيا‪.. S‬‬
‫وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من ؟ قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫فطاف بالبيت سبعا‪ .. S‬ث أقبل على الناس وصرخ ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا ثالثا‪. S‬‬
‫ياااا أهل مكة أنأكل الطعام ‪..‬؟ ونلبس الثياب ‪..‬؟ وبنو‬ ‫قال ‪ :‬قد فعلت ‪ ..‬قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫هاشم هلكي !! ل يباع لم ول يبتاع منهم ‪ ..‬وال ل‬ ‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية ‪..‬‬
‫أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا رابعا‪.. S‬‬
‫فصرخ أبو جهل ‪..‬وكان ف ملس مع أصحابه ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬
‫كذبت ‪ ..‬وال ل تشق ‪..‬‬ ‫فذهب إل أب البختري بن هشام ‪ ..‬فقال له ما‬
‫فقام زمعة بن السود وصرخ ‪ :‬بل أنت وال أكذب ‪ ..‬ما‬ ‫قال لصاحبيه ‪..‬‬
‫رضينا كتابتها حي كتبت ‪..‬‬ ‫فتحمس لذلك ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهل تد أحدا يعي على‬
‫فالتفت إليه أبو جهل ليد عليه ‪ ..‬ففاجأه البخترى قائما‬ ‫هذا ؟‬
‫يقول ‪ :‬صدق زمعة ‪ ..‬ل نرضى ما كتب فيها ول نقر به‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫فالتفت أبو جهل إل البخنري ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك‬
‫فإذا بالطعم بن عدى يصرخ ‪ :‬صدقتما وكذب من قال‬ ‫‪..‬‬
‫غي ذلك ‪ ..‬نبأ إل ال منها وما كتب فيها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا خامسا‪.. S‬‬

‫‪130‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأغراض أخرى ‪..‬‬ ‫وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولم ‪..‬‬
‫فالتقط أقرب مطارة إليه ‪ ..‬وأقبل با مبتهجا‪ S‬إل القدر ‪..‬‬ ‫فتحي أبو جهل ‪ ..‬وسكت هنية ث قال ‪ :‬هذا أمر‬
‫وأفرغ نصفها فيه ‪..‬‬ ‫ق ض ي بليل ‪ ..‬تشوور فيه بغي هذا الكان ‪..‬‬
‫له أحدنا ‪ ..‬فصرخ به ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬أبو خالد ‪..‬‬ ‫ث انطلق الطعم بن عدي إل الكعبة ‪ ..‬وتوجه إل‬
‫وهو يردد ‪ :‬خلون أشتغل ‪ ..‬خلون ‪..‬‬ ‫الصحفية ليشقها ‪ ..‬فوجد دابة الرضة قد أكلتها‬
‫فسحبنا الطارة منه فورا‪ .. S‬وغرقنا ف الضحك الذي‬ ‫‪ ..‬إل باسك اللهم ‪..‬‬
‫يغالبه البكاء ‪..‬‬
‫لننا اكتشفنا أنا مطارة البنزين ‪ ..‬وليست مطارة الاء‬ ‫كن ذكيا‪.. S‬‬
‫‪!!..‬‬ ‫الطبيب الاذق يتلمس أول‪ S‬بأصابعه ‪ ..‬فيختار‬
‫وتغدينا على خبز وشاي ‪..‬‬ ‫الوضع الناسب قبل غرز البرة ‪..‬‬
‫ل تفسد الرحلة ‪ ..‬بل كانت من أمتع الرحلت ‪..‬‬
‫‪.45‬جلد الذات !!‬
‫ولاذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ‪..‬‬
‫من الذكريات ‪..‬‬
‫وأذكر أيضا‪: S‬‬
‫أنا خرجنا مرة للب ‪ ..‬وكان معنا أبو خالد ‪..‬‬
‫لا كنت ف الثانوية خرجت مع بعض الزملء ف رحلة ‪..‬‬
‫صديق لنا نظره ضعيف جدا‪.. S‬‬
‫تعطلت بطارية إحدى السيارات ‪..‬‬
‫كنا ندمه ‪ ..‬نقرب إليه الاء ‪ ..‬التمر ‪ ..‬القهوة ‪..‬‬
‫أقبلنا بسيارة أخرى وأوقفاناها أمامها لنوصل ببطاريتها‬
‫وهو يردد ‪ :‬ل بد أن أساعدكم ‪ ..‬أريد أن أشتغل‬
‫البطارية التعطلة ‪..‬‬
‫معكم ‪ ..‬كلفون بأي عمل ‪..‬‬
‫أقبل طارق ووقف بي السيارتي ‪ ..‬وشبك السلك ف‬
‫ونن ننهاه عن ذلك ‪..‬‬
‫بطارية السيارة الول ‪ ..‬ث شبكها ف البطارية التعطلة ‪..‬‬
‫ذبنا شاة معنا ‪ ..‬وقطعناها ووضعناها ف القدر ‪..‬‬
‫ث أشار لحد الشباب ‪ ..‬شغل السيارة ‪..‬‬
‫تهيدا‪ S‬لطبخها ‪ ..‬ول نشعل النار بعد ‪..‬‬
‫ركب صاحبنا ‪ ..‬وكان ناقل الركة ( القي ) على رقم‬
‫وانشغلنا بنصب اليمة ‪ ..‬وترتيب الغراض ‪..‬‬
‫واحد ‪ ..‬فما إن شغل السيارة حت قفزت السيارة إل‬
‫تركت الشهامة ف أب خالد – ويا ليتها ل تفعل ‪-‬‬
‫المام وصكت ركبت طارق بي صدامي السيارتي ‪..‬‬
‫فقام وتوجه إل القدر ‪ ..‬فرأى اللحم ‪ ..‬فأدرك أن‬
‫ووقع على الرض مصابا‪.. S‬‬
‫أول شيء سنفعله هو أن نصب الاء على اللحم ‪..‬‬
‫وصاحبنا ف السيارة يردد ‪ :‬أشغل مرة ثانية ؟!!‬
‫فتوجه إل الغراض ف السيارة ‪ ..‬وجعل يتلمس‬
‫أبعدنا السيارتي ‪ ..‬وساعدنا طارق على الشي ‪ ..‬كان‬
‫الغراض ‪ ..‬مولد كهرباء ‪ ..‬أسلك ‪ ..‬مصابيح ‪..‬‬
‫يعرج ويتأل من ركبتيه بشدة ‪..‬‬
‫أربع مطارات بلستيك فيها ماء ‪ ..‬وبنزين ‪..‬‬
‫لكنه أعجبن أنه ل يزد أله بصراخ أو سب‘ ‪ ..‬أو توبيخ‬

‫‪131‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مررت بأحد البواب كان مدهونا‪ S‬بالطلء للتو‘ ‪ ..‬وبانبه‬ ‫‪ ..‬بل ابتسم وأظهر الرضى ‪..‬‬
‫لوحة تذيرية ل تنتبه لا ‪..‬‬ ‫وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد انتهى ‪ ..‬وصاحبنا‬
‫وفجأة مسحت نصف الطلء بثوبك ‪ ..‬وطفق عامل‬ ‫أدرك خطأه ‪..‬‬
‫الطلء يصرخ بك سابا‪ S‬غضبابا‪.. S‬‬ ‫إذا أردت أن تستمتع بياتك ‪ ..‬فاعمل بذه‬
‫كيف تتعامل مع هذه الشكلة ؟‬ ‫القاعدة ‪:‬‬
‫نن ف كثي من الحيان أيضا‪ S‬نتعامل معها بأسلوب ليس‬ ‫ل تتم بصغائر المور ‪..‬‬
‫حل‪ S‬لا ‪..‬‬ ‫نن أحيانا‪ S‬نعذب أنفسنا ‪ ..‬ونلدها ‪..‬‬
‫نثور ‪ ..‬نسب‪ â‬العامل ‪..‬ل م ل تضع لوحة واضحة ‪ ..‬فيد‬ ‫ونضيق ونتأل ‪ ..‬والل ل يل الشكلة ‪..‬‬
‫عليك بغضب ‪ ..‬وقد تكون النتيجة أن تتلطخ بتراب‬ ‫افرض أنك دخلت إل حفل عرس ‪ ..‬وقد لبست‬
‫الرض أكثر ما تلطخت بطلء الباب !!‬ ‫ثوبا‪ S‬حسنا‪ .. S‬ووضعت فوق رأسك غترة وعقال‬
‫على رسلك ‪ ..‬تدري أنت الن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب‬ ‫‪ ..‬حت صرت أجل من العريس !!‬
‫نفسك ‪ ..‬تلد ذاتك ‪..‬‬ ‫وبدأت تصافح الناس واحدا‪ S‬واحدا‪ .. S‬وفجأة أقبل‬
‫وقل مثل ذلك لو تزينت وذهبت خاطبا‪ .. S‬فمرت بك‬ ‫طفل من ورائك ‪ ..‬وتعلق بطرف غترتك ‪..‬‬
‫سيارة وأنت خارج من البيت ‪ ..‬ورشت عليك من ماء‬ ‫وسحبها فسقطت الغترة والعقال ‪ ..‬والطاقية ‪..‬‬
‫كان متمعا‪ S‬على الرض ‪ ..‬هل ستعذب نفسك فتصرخ‬ ‫وصار شكلك مضحكا‪.. S‬‬
‫وتزعق بالسيارة وركابا ‪ ..‬وهي قد ول تك ظهرها ‪..‬‬ ‫كيف تتصرف؟‬
‫وكذلك ‪..‬‬ ‫كثي منا يتعامل مع هذه الشكلة بأسلوب هو ليس‬
‫ل داعي لنتذكر دائما‪ S‬اللم الت مستنا ف حياتنا ‪..‬‬ ‫حل‪ S‬لا ‪..‬‬
‫ممد ‪ ‬مرت به لظات حزينة ف حياته ‪..‬‬ ‫يركض وراء الصغي ‪ ..‬يصرخ ‪ ..‬يسب ‪ ..‬يلعن‬
‫حت جلس يوما‪ S‬مع زوجه النون عائشة ‪ .. ‬ف لظة‬ ‫‪..‬‬
‫ساكنة ‪ ..‬فسألته ‪:‬‬ ‫والنتيجة ‪ :‬أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب‬
‫هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟‬ ‫انتباه ‪ ..‬وضجة ‪ ..‬وأضحك الناس عليه ‪..‬‬
‫مر•ت تلك العركة ف ذاكرة النب ‪.. ‬‬ ‫وربا صوره بعضهم وصار بلوتوثا‪ S‬يتناقلونه ‪!!..‬‬
‫آآآه ‪ ..‬ما أقسى ذلك اليوم ‪ ..‬يوم ق تل عمه حزة وهو‬ ‫أنت هنا – حقيقة – ل تعذب الطفل إنا تعذب‬
‫من أحب الناس إليه ‪..‬‬ ‫نفسك ‪..‬‬
‫يوم وقف ينظر إل عمه وقرة عينه ‪ ..‬وقد ج دع أنفه ‪..‬‬ ‫أو افرض أنك ‪..‬‬
‫وقطعت أذناه ‪..‬وش ق• بطنه ‪..‬وم ز‪Á‬ق جسده ‪..‬‬ ‫لبست ثوبا‪ S‬جديدا‪ .. S‬ربا ل تسدد قيمته بعد ‪..‬‬
‫يوم كسرت أسنانه ‪ .. ‬وج رح وجهه ‪ ..‬وسالت منه‬ ‫وذهبت إل شركة لتقدم على وظيفة ‪..‬‬

‫‪132‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه ألف درهم على أن تذهب إل سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫الدماء ‪..‬‬
‫الحنف بن قيس ‪ ..‬فتلطمه على وجهه ‪..‬‬ ‫يوم قتل أصحابه بي يديه ‪..‬‬
‫مضى السفيه ‪ ..‬فإذا الحنف جالس مع رجال ‪ ..‬متبيا‬ ‫يوم عاد ‪ ‬إل الدينة ‪ ..‬وقد نقص سبعون من‬
‫بكل رزانة ‪ ..‬قد ضم ركبتيه إل صدره ‪ ..‬وجعل يدث‬ ‫أصحابه ‪ ..‬فرأى النساء الرامل والطفال اليتامى‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬يبحثون عن أحبابم وآبائهم ‪..‬‬
‫اقترب السفيه منه ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬فلما وقف عنده ‪..‬‬ ‫فعل‪ .. S‬كان ذلك اليوم قاسيا‪.. S‬‬
‫مد• الحنف إليهرأسه ظانا‪ S‬أنه سيسر‘ إليه بشيء ‪..‬‬ ‫كانت عائشة تنتظر الواب ‪ ..‬فقال ‪: ‬‬
‫فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم الحنف على وجهه لطمة‬ ‫ما لقيت من قومك كان أشد منه ‪..‬‬
‫كادت تزق خده !!‬ ‫يوم العقبة ‪ ..‬إذ عرضت نفسي ‪..‬‬
‫نظر الحنف إليه ‪ ..‬ول يل‪ Ç‬حبوته ‪ ..‬وقال بكل هدوووء‬ ‫ث ذكر لا قصة استنصاره بأهل الطائف ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫وتكذيبهم له ‪ ..‬ورمي سفهائهم له بالجارة حت‬
‫لاذا لطمتن ؟!!‬ ‫أدموا قدميه ‪.. )63( ..‬‬
‫قال ‪ :‬قوم أعطون ألف درهم على أن ألطم سيد بن تيم‬ ‫ومع وجود هذه اللم ف تاريخ حياته ‪ .. ‬إل‬
‫‪..‬‬ ‫أنه كان ل يسمح لا أن تنغص عليه استمتاعه‬
‫فقال الحنف ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬ما صنعت شيئا‪.. S‬‬ ‫بالياة ‪..‬‬
‫لست سيد بن تيم ‪!..‬‬ ‫ل تستحق اللتفات إليها ‪ ..‬وقد مضت آلمها‬
‫قال ‪ :‬عجبا‪ !! S‬فأين سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫وبقيت حسناتا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هل ترى ذاك الرجل الالس وحده ‪ ..‬وسيفه بانبه‬ ‫إذن ل تقتل نفسك بالم‘ ‪..‬‬
‫؟‬ ‫وكذلك ل تقتل الناس بالم واللوم ‪..‬‬
‫وأشار إل رجل اسه حارثة بن قدامة ‪ ..‬امتل غضبا‬ ‫نن أحيانا‪ S‬نتعامل مع بعض الشاكل بأساليب هي‬
‫وغيظا‪.. S‬لو ق س‪Á‬م غضبه على أمة´ لكفاهم ‪..‬‬ ‫ف القيقة ليست حل‪ S‬لا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم أراه ‪ ..‬الالس هناك ‪..‬‬ ‫كان الحنف بن قيس سيد بن تيم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاذهب والطمه لطمة ‪ ..‬فذاك سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫ل يكن ساد قومه بقوة جسد ‪ ..‬ول كثرة مال ‪..‬‬
‫مضى الرجل إليه ‪ :‬واقترب من حارثة ‪ ..‬فإذا عينا حارثة‬ ‫ول ارتفاع نسب ‪..‬‬
‫تلتمع شررا‪.. S‬‬ ‫وإنا سادهم باللم والعقل ‪..‬‬
‫وقف السفيه عليه ‪ ..‬ورفع يده ولطمه على وجهه ‪ ..‬فما‬ ‫حقد عليه قوم ‪..‬‬
‫كادت يده تفارق خده حت التقط حارثة سيفه ‪ ..‬وقطع‬ ‫فأقبلوا إل سفيه من سفهائهم وقالوا له ‪:‬‬
‫يده ‪!!..‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ) تقدمت القصة كاملة ص‬ ‫‪63‬‬

‫‪133‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلب فكيف أطيق أن أتبسما‬ ‫وقديا‪ S‬قيل ‪ :‬الفائز هو الذي يضحك ف النهاية !!‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم واطرب فلو قارنتها ***‬
‫قضيت عمرك كله متألا‬ ‫قناعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬العدى حول علت صيحاتم ***‬ ‫التعامل مع الشكلة بأساليب ليست حل‪ S‬لا ‪..‬‬
‫أ أس ر‪ â‬والعداء حول ف المى‬ ‫يعذبك ‪ ..‬ول يل الشكلة !!‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬ل يطلبوك بذمهم ***‬
‫‪.46‬مشاكل ليس لا حل ‪..‬‬
‫لو ل تكن منهم أجل وأعظما!‬
‫كم ترى من الناس غاضبا‪ S‬وهو يقود سيارته ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الليال جرعتن علقما‪*** S‬‬
‫وربا ضرب بيديه على مقودها ‪ ..‬وردد ‪ ..‬أوووه‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ولئن جرعت العلقما‬
‫دائما‪ S‬زحة ‪ ..‬زحة ‪..‬‬
‫فلعل غيكن إرآك م ر ن‪Á‬ـما‪*** S‬‬
‫أو قد تراه يشي ف الطريق ‪ ..‬ول يتمل أن يكلمه‬
‫طرح الكآبة خلفه وترنا‬
‫أحد ‪ ..‬بل متضايق أشد الضيق ‪ ..‬ويردد ‪:‬‬
‫أتراك تغنم بالترن درها‪*** S‬‬
‫أوووف حررر شديييد ‪!!..‬‬
‫أم أنت تسر بالبشاشة مغنما‪S‬‬
‫وربا كنت زميل‪ S‬له ف مكتب واحد ‪ ..‬تبتلى‬
‫فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***‬
‫برؤيته كل يوم ‪ ..‬ويشغلك كلما جلس ‪ " ..‬ياخي‬
‫متلطم ولذا نب النما (‪.. )64‬‬
‫العمل كثييي ‪ ..‬أوووه إل مت ما يزيدون رواتبنا "‬
‫نعم استمتع بياتك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ويدخل عابسا‪ .. S‬ويرج ساخطا‪.. S‬‬
‫انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك ‪ ..‬ف عملك‬
‫وربا أكثر التشكي من آلم بدنه ‪ ..‬أو إعاقة ولده‬
‫‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور ليس هم طرفا‪ S‬فيها ‪ ..‬ول‬
‫ل بد أن نقتنع جيعا‪ S‬أننا تواجهنا ف حياتنا مشاكل‬
‫يلكون حلها ؟‬
‫ليس لا حل ‪ ..‬فل بد أن نتعامل معها بأريية ‪..‬‬
‫ل تعلهم إذا رأوك ‪ ..‬أو ذكروك ‪ .‬ذكروا معك الم‬
‫قال ‪ :‬السماء كئيبة وتهما ***‬
‫والزن ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬يكفي التجهم ف السما!‬
‫لذا نى ‪ ‬عن النياحة على اليت ‪ ..‬والصراخ ‪ ..‬وشق‬
‫قال ‪ :‬الصبا ول ! فقلت له ‪ :‬ابتسم ***‬
‫اليب ‪ ..‬وحلق الشعر ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫لن يرجع السف الصبا التصرما‬
‫لاذا ؟‬
‫قال ‪ :‬الت كانت سائي ف الوى ***‬
‫لن التعامل مع الوت يكون بتغسيل اليت وتكفينه‬
‫صارت لنفسي ف الغرام جهنما‬
‫والصلة عليه ودفنه ‪ ..‬والدعاء له ‪..‬‬
‫خانت عهودي بعدما ملكتها ***‬
‫( ) أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص ‪656‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪134‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬سبع عشرة سنة ‪..‬‬ ‫أما الصراخ والعويل فل ينفع شيئا‪ .. S‬سوى أنه‬
‫قلت ‪ :‬ال يشفيه ‪ ..‬ويبارك لك ف إخوانه ‪..‬‬ ‫يقلب متعة الياة إل أحزان ‪..‬‬
‫فخفض رأسه وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬ليس له إخوان ‪ ..‬ل‬ ‫مشى العاف بن سليمان مع صاحب له ‪ ..‬فالتفت‬
‫أ ر زق بغي هذا الولد ‪ ..‬وقد أصابه ما ترى ‪..‬‬ ‫إليه صاحبه عابسا‪ S‬وقال ‪ :‬ما أشد البد اليوم ؟‬
‫قلت له ‪ :‬سعد ‪ ..‬بكل اختصار ‪ ..‬ل تقتل نفسك بالم‬ ‫فقال العاف ‪ :‬أستدفأت الن ؟‬
‫‪ ..‬لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث خففت عنه مصابه وذهبت ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فماذا استفدت من الذم ؟ لو سب‘حت لكان‬
‫نعم ل تقتل نفسك بالم ‪ ..‬فالم ل يفف الصيبة ‪..‬‬ ‫خيا‪ S‬لك ‪..‬‬
‫أذكر أن قبل فترة ‪ ..‬ذهبت إل الدينة النبوية ‪..‬‬ ‫عش حياتك ‪..‬‬
‫التقيت بالد ‪ ..‬قال ل ‪ :‬ما رأيك أن نزور الدكتور ‪:‬‬ ‫ل تنقب عن الشكلت ‪ ..‬ول تدقق ف صغائر‬
‫عبد ال ‪..‬‬ ‫المور ‪ ..‬وإنا استمتع بياتك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ‪ ..‬ما الب ؟‬
‫قال ‪ :‬نعزيه ‪..‬‬ ‫‪.47‬ل تقتل نفسك بالم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعزيه ؟!!‬ ‫كان أحد طلب ف الامعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ذهب ولده الكبي بالعائلة كلها لضور‬ ‫غاب أسبوعا‪ S‬كامل‪ .. S‬ث لقيته فسألته ‪ :‬سلمات‬
‫حفل عرس ف مدينة ماورة ‪ ..‬وبقي هو ف الدينة‬ ‫‪ ..‬سعد ‪..‬؟‬
‫لرتباطه بالامعة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬كنت مشغول‪ S‬قليل‪.. S‬‬
‫وف أثناء عودتم وقع لم حادث مروع ‪ ..‬فماتوا جيعا‬ ‫كان الزن واضحا‪ S‬عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬أحدى عشر نفسا‪!! S‬‬ ‫قلت ‪ :‬ما الب ؟‬
‫كان الدكتور رجل‪ S‬صالا‪ S‬قد جاوز المسي ‪ ..‬لكنه‬ ‫قال ‪ :‬كان ولدي مريضا‪ .. S‬عنده تليف ف الكبد‬
‫على كل حال ‪ ..‬بشر ‪ ..‬له مشاعر وأحاسيس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأصابه قبل أيام تسمم ف الدم ‪ ..‬وتفاجأت‬
‫ف صدره قلب ‪ ..‬وله عينان تبكيان ‪ ..‬ونفس تفرح‬ ‫أمس أن التسمم تسلل إل الدماغ ‪..‬‬
‫وتزن ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬اصب ‪ ..‬وأسأل‬
‫تلقى الب الفزع ‪ ..‬صلى عليهم ‪ ..‬ث وسدهم ف التراب‬ ‫ال أن يشفيه ‪..‬‬
‫بيديه ‪ ..‬إحدى عشر نفسا‪.. S‬‬ ‫وإن قضى ال عليه بشيء ‪ ..‬فأسأل ال أن يعله‬
‫صار يطوف ف بيته حيان ‪ ..‬ير بألعاب متناثرة ‪ ..‬قد‬ ‫شافعا‪ S‬لك يوم القيامة ‪..‬‬
‫مضى عليها أيام ل ترك ‪ ..‬لن خلود وسارة اللتان كانتا‬ ‫قال ‪ :‬شافع ؟ يا شيخ ‪ ..‬الولد ليس صغيا‪.. S‬‬
‫تلعبان با ‪ ..‬ماتتا ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬كم عمره ؟‬

‫‪135‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راتب قليل ‪..‬‬ ‫يأوي إل فراشه ‪ ..‬ل يرتب ‪ ..‬لن أم صال ‪..‬‬
‫امرأة مع زوجها ‪ :‬بيتنا قدي ‪ ..‬سيارتنا متهالكة ‪ ..‬ثياب‬ ‫ماتت ‪..‬‬
‫ليست على الوضة ‪..‬‬ ‫ير بدراجة ياسر ‪ ..‬ل تتحرك ‪ ..‬لن الذي كان‬
‫أفنيت يا مسكي عمرك بالتأوه والزن‬ ‫يقودها ‪ ..‬مااات ‪..‬‬
‫وظللت مكتوف اليدين تقول حاربن الزمن‬ ‫يدخل غرف ابنته الكبى ‪ ..‬يرى حقائب عرسها‬
‫إن ل تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن‬ ‫مصفوفة ‪ ..‬وملبسها مفروشة على سريرها ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬وهي ترتب ألوانا وتنسقها ‪..‬‬
‫إضاءة‬ ‫سبحان من صب‘ره ‪ ..‬وثبت قلبه ‪..‬‬
‫عش حياتك با بي يدك من معطيات ‪ ..‬لتسعد‬ ‫كان الضيوف يأتون ‪ ..‬معهم قهوتم ‪ ..‬لنه ل‬
‫أحد عنده يدم أو ي عي ‪..‬‬
‫‪.48‬ارض با قسم ال لك ‪..‬‬
‫العجيب أنك إذا رأيت الرجل ف العزاء ‪ ..‬حسبت‬
‫كنت ف رحلة إل أحد البلدان للقاء عدد من الاضرات‬
‫أنه أحد العزين ‪ ..‬وأن الصاب غيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫كان يردد ‪ ..‬إنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ..‬ل ما أخذ‬
‫كان ذلك البلد مشهورا‪ S‬بوجود مستشفى كبي للمراض‬
‫وله ما أعطى ‪ ..‬وكل شيء عنده بأجل مسمى ‪..‬‬
‫العقلية ‪..‬أو كما يسميه الناس "مستشفى الاني" ‪..‬‬
‫وهذا هو قمة العقل ‪ ..‬فلو ل يفعل ذلك ‪ ..‬لات‬
‫ألقيت ماضرتي صباحا‪ .. S‬وخرجت وقد بقي على أذان‬
‫ها‪.. S‬‬
‫الظهر ساعة ‪..‬‬
‫أعرف أحد الناس أراه دائما‪ S‬سعيد ‪ ..‬وإذا تأملت‬
‫كان معي عبد العزيز ‪ ..‬رجل من أبرز الدعاة ‪..‬‬
‫حاله وجدت ‪:‬‬
‫التفت إليه ونن ف السيارة ‪ ..‬قلت ‪ :‬عبد العزيز ‪ ..‬هناك‬
‫وظيفته متواضعة‬
‫مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت متسع ‪..‬‬
‫بيته وضيق ‪ ..‬إيار ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أين ؟ صاحبك الشيخ عبد ال ‪ ..‬مسافر ‪..‬‬
‫سيارته قدية ‪..‬‬
‫والدكتور أحد اتصلت به ول يب ‪ ..‬أو تريد أن نر‬
‫أولده كثيون ‪..‬‬
‫الكتبة التراثية ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫ومع ذلك كان دائم البتسامة ‪ ..‬مبوبا‪ .. S‬يعيش‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ..‬بل ‪ :‬مستشفى المراض العقلية ‪..‬‬
‫حياته ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الاني !! قلت ‪ :‬الاني ‪..‬‬
‫صحيح ‪ ..‬ل يقتل نفسه بالم ‪..‬‬
‫فضحك وقال مازحا‪ : S‬لاذا ‪ ..‬تريد أن تتأكد من عقلك‬
‫ول تكثر التشكي‪..‬فيمل‪Ç‬ك الناس‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫عنده ولد معوق ‪ ..‬ولدي مريض ‪ ..‬ضايق صدري‬
‫قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن نستفيد ‪ ..‬نعتب ‪ ..‬نعرف نعمة ال‬
‫‪ ..‬يا أخي مسكي ولدي ‪ ..‬خلص فهمنا ‪..‬‬

‫‪136‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جدرانا وأرضها باللون البن ‪..‬‬ ‫علينا ‪..‬‬
‫سألت الطبيب ‪ :‬ما هذا ؟!! قال ‪ :‬منون ‪..‬‬ ‫سكت عبد العزيز يفكر ف حالم ‪ ..‬شعرت أنه‬
‫شعرت أنه يسخر من سؤال ‪ ..‬فقلت ‪ :‬أدري أنه منون‬ ‫حزين ‪ ..‬كان عبد العزيز عاطفيا‪ S‬أكثر من اللزم‬
‫‪ ..‬لو كان عاقل‪ S‬لا رأيناه هنا ‪ ..‬لكن ما قصته ؟‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هذا الرجل إ اذ رأى جدارا‪ .. S‬ثار وأقبل يضربه‬ ‫أخذن بسيارته إل هناك ‪..‬‬
‫بيده ‪ ..‬وتارة يضربه برجله ‪ ..‬وأحيانا‪ S‬برأسه ‪..‬‬ ‫أقبلنا على مبن كالغارة‪..‬الشجار تيط به من كل‬
‫فيوما‪ S‬تتكسر أصابعه ‪ ..‬ويوما‪ S‬تكسر رجله ‪ ..‬ويوما‪ S‬يشج‬ ‫جانب‪..‬كانت الكآبة ظاهرة عليه‪..‬‬
‫رأسه ‪ ..‬ويوما‪ .. S‬ول نستطع علجه ‪ ..‬فحبسناه ف غرفة‬ ‫قابلنا أحد الطباء ‪ ..‬رحب بنا ث أخذنا ف جولة‬
‫كما ترى ‪ ..‬جدرانا وأرضها مبطنة بالسفنج ‪ ..‬فيضرب‬ ‫ف الستشفى ‪..‬‬
‫كما يشاء ‪ ..‬ث سكت الطبيب ‪ ..‬ومضى أمامنا ماشيا‪.. S‬‬ ‫أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫أما أنا وصاحب عبد العزيز ‪ ..‬فظللنا واقفي نتمتم ‪:‬‬ ‫وليس الب كالعاينة ‪..‬‬
‫المد ل الذي عافانا ما ابتلك به‬ ‫دلف بنا إل أحد المرات ‪ ..‬سعت أصواتا‪ S‬هنا‬
‫ث مضينا نسي بي غرف الرضى ‪..‬‬ ‫وهناك ‪..‬‬
‫حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ‪ ..‬وإنا فيها أكثر‬ ‫كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ‪..‬‬
‫من ثلثي رجل‪ .. S‬كل واحد منهم على حال ‪ ..‬هذا‬ ‫مررنا بغرفة عن ييننا ‪ ..‬نظرت داخلها فإذا أكثر‬
‫يؤذن ‪ ..‬وهذا يغن ‪ ..‬وهذا يتلفت ‪ ..‬وهذا يرقص ‪..‬‬ ‫من عشرة أسرة فارغة ‪ ..‬إل واحدا‪ S‬منها قد انبطح‬
‫وإذا من بينهم ثلثة قد أ جلسوا على كراسي ‪ ..‬وربطت‬ ‫عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ‪..‬‬
‫أيديهم وأرجلهم ‪ ..‬وهم يتلفتون حولم ‪ ..‬وياولون‬ ‫التفت‪ â‬إل الطبيب وسألته ‪ :‬ما هذا !!‬
‫التفلت فل يستطيعون ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هذا منون ‪ ..‬ويصاب بنوبات صرع ‪..‬‬
‫تعجبت وسألت الطبيب ‪ :‬ما هؤلء ؟ ولاذا ربطتموهم‬ ‫تصيبه كل خس أو ست ساعات ‪..‬‬
‫دون الباقي ؟‬ ‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬منذ مت وهو‬
‫فقال ‪ :‬هؤلء إذا رأ او شيئا‪ S‬أمامهم اعتدوا عليه ‪..‬‬ ‫على هذا الال ؟‬
‫يكسرون النوافذ ‪ ..‬والكيفات ‪ ..‬والبواب ‪..‬‬ ‫قال ‪:‬منذ أكثر من عشر سنوات ‪..‬كتمت عبة ف‬
‫لذلك نن نربطهم على هذا الال ‪ ..‬من الصباح إل‬ ‫نفسي ‪ ..‬ومضيت ساكتا‪.. S‬‬
‫الساء ‪..‬‬ ‫بعد خطوات مشيناها ‪ ..‬مررنا على غرفة أخرى ‪..‬‬
‫قلت وأنا أدافع عبت ‪ :‬منذ مت وهم على هذا الال ؟‬ ‫بابا مغلق ‪ ..‬وف الباب فتحة يطل من خللا رجل‬
‫قال ‪ :‬هذا منذ عشر سنوات ‪ ..‬وهذا منذ سبع ‪ ..‬وهذا‬ ‫من الغرفة ‪ ..‬ويشي لنا إشارات غي مفهومة ‪..‬‬
‫جديد ‪ ..‬ل يض له إل خس سني !!‬ ‫حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة ‪ ..‬فإذا‬

‫‪137‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خرجت من هذه الغرفة ‪ ..‬ول أستطع أن أتمل أكثر ‪..‬‬ ‫خرجت من غرفتهم ‪ ..‬وأنا أتفكر ف حالم ‪..‬‬
‫قلت للطبيب ‪ :‬دلن على الباب ‪ ..‬للخروج ‪..‬‬ ‫وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بقي بعض القسام ‪..‬‬ ‫سألته ‪ :‬أين باب الروج من الستشفى ؟‬
‫قلت ‪ :‬يكفي ما رأيناه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بقي غرفة واحدة ‪ ..‬لعل فيها عبة جديدة‬
‫مشى الطبيب ومشيت بانبه ‪ ..‬وجعل ير ف طريقه‬ ‫‪ ..‬تعال ‪..‬‬
‫بغرف الرضى ‪ ..‬ونن ساكتان ‪..‬‬ ‫وأخذ بيدي إل غرفة كبية ‪ ..‬فتح الباب ودخل‬
‫وفجأة التفتإل‪ Ç‬وكأنه تذكر شيئا‪ S‬نسيه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وجرن معه ‪..‬‬
‫يا شيخ ‪ ..‬هنا رجل من كبار التجار ‪ ..‬يلك مئات‬ ‫كان ما ف الغرفة شبيها‪ S‬با رأيته ف غرفة سابقة ‪..‬‬
‫الليي ‪ ..‬أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ‬ ‫مموعة من الرضى ‪ ..‬كل منهم على حال ‪..‬‬
‫سنتي ‪..‬‬ ‫راقص ‪ ..‬ونائم ‪..‬‬
‫وهنا رجل آخر كان مهندسا‪ S‬ف شركة ‪ ..‬وثالث كان ‪..‬‬ ‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬عجبا‪ S‬ماذا أرى ؟؟‬
‫ومضى الطبيب يدثن بأقوام ذلوا بعد عز ‪ ..‬وآخرين‬ ‫رجل جاوز عمره المسي ‪ ..‬اشتعل رأسه شيبا‪.. S‬‬
‫افتقروا بعد غن ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وجلس على الرض القرفصاء ‪ ..‬قد جع جسمه‬
‫أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا‪.. S‬‬ ‫بعضه على بعض ‪ ..‬ينظر إلينا بعيني زائغتي ‪..‬‬
‫سبحان من قسم الرزاق بي عباده ‪..‬‬ ‫يتلفت بفزع ‪..‬‬
‫يعطي من يشاء ‪ ..‬وينع من يشاء ‪..‬‬ ‫كل هذا طبيعي ‪..‬‬
‫قد يرزق الرجل مال‪ S‬وحسبا‪ S‬ونسبا‪ S‬ومنصبا‪ .. S‬لكنه يأخذ‬ ‫لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ‪ ..‬بل أثور‬
‫منه العقل ‪ ..‬فتجده من أكثر الناس مال‪ .. S‬وأقواهم‬ ‫‪ ..‬هو أن الرجل كان عاريا‪ S‬تاما‪ S‬ليس عليه من‬
‫جسدا‪ .. S‬لكنه مسجون ف مستشفى الاني ‪..‬‬ ‫اللباس ول ما يستر العورة الغلظة ‪..‬‬
‫وقد يرزق آخرحسبا‪ S‬رفيعا‪ .. S‬ومال‪ S‬وفيا‪ .. S‬وعقل‬ ‫تغي وجهي ‪ ..‬وامتقع لون ‪ ..‬والتفت إل الطبيب‬
‫كبيا‪ .. S‬لكنه يسلب منه الصحة ‪ ..‬فتجده مقعدا‪ S‬على‬ ‫فورا‪ .. S‬فلما رأى حرة عين ‪..‬‬
‫سريره ‪ ..‬عشرين أو ثلثي سنة ‪ ..‬ما أغن عنه ماله‬ ‫قال ل ‪ ..‬هدئ من غضبك ‪ ..‬سأشرح لك حاله‬
‫وحسبه ‪!!..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعقل‪ .. S‬لكنه ينعه‬ ‫هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا‪ S‬عضه بأسنانه وقطعه‬
‫الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه معدما‪ S‬فقيا‬ ‫‪ ..‬وحاول بلعه ‪ ..‬وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر‬
‫يتنقل بي الرف التواضعة ل يكاد يد ما يسد به رمقه‬ ‫من عشرة ثياب ‪ ..‬وكلها على مثل هذا الال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فتركناه هكذا صيفا‪ S‬وشتاء‪ .. Ô‬والذين حوله ماني‬
‫ومن الناس من يؤتيه ‪ ..‬ويرمه ‪ ..‬وربك يلق ما يشاء‬ ‫ل يعقلون حاله ‪..‬‬

‫‪138‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل ‪..‬‬ ‫ويتار ‪ ..‬ما كان لم الية ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فدونك ‪..‬‬ ‫فكان حريا‪ S‬بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل‬
‫فتقدم ‪ ..‬عمرو بن العاص ‪ t‬فصلى بالناس ‪..‬‬ ‫أن يعد مصائبه عليه ‪ ..‬فإن حرمك الال فقد‬
‫وبعد الغزوة ‪ ..‬كان أول من وصل الدينة ‪ ..‬عوف بن‬ ‫أعطاك الصحة ‪ ..‬وإن حرمك منها ‪ ..‬فقد أعطاك‬
‫مالك ‪.. t‬‬ ‫العقل ‪ ..‬فإن فاتك ‪ ..‬فقد أعطاك السلم ‪ ..‬هنيئا‬
‫فمضى إل رسول ‪.. r‬‬ ‫لك أن تعيش عليه وتوت عليه ‪..‬‬
‫فلما رآه ‪ ..‬قال له ‪ .. r‬أخبن ‪..‬‬ ‫فقل بلء فيك الن بأعلى صوتك ‪ :‬الممممد ل‬
‫فأخبه عن الغزوة ‪ ..‬وما كان بي أب عبيدة وعمرو بن‬ ‫‪..‬‬
‫العاص ‪..‬‬ ‫وكذلك كان الصحابة الكرام ‪.. ‬‬
‫فقال ‪ : r‬يرحم ال أبا عبيدة بن الراح ‪..‬‬ ‫بعث رسول ال ‪ .. r‬عمرو بن العاص ‪ t‬جهة‬
‫نعم ‪ ..‬يرحم ال أبا عبيدة ‪.. ‬‬ ‫الشام ‪ ..‬ف غزوة ذات السلسل ‪..‬‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫فلما صار إل هناك رأى كثرة عدوه ‪..‬‬
‫انظر للجوانب الشرقة من حياتك ‪ ..‬قبل أن تنظر‬ ‫فبعث إل رسول ال ‪ r‬يستمده ‪..‬‬
‫للمظلمة ‪ ..‬لتكون أسعد ‪..‬‬ ‫فبعث إليه ‪ r‬أبا عبيدة بن الراح ‪ ..‬أميا‪ S‬على مدد‬
‫‪ ..‬فيه الهاجرون الولون ‪ ..‬وفيهم أبو بكر وعمر‬
‫‪.49‬كن جبل‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬وقال ‪ r‬لب عبيدة حي وجهه ‪ :‬ل تتلفا ‪..‬‬
‫ف بداية سلوكي ف طريق الدعوة ‪ ..‬دعيت للقاء‬ ‫فخرج أبو عبيدة ‪..‬‬
‫ماضرة ف إحدى القرى ‪..‬‬ ‫حت إذا قدم على عمرو قال له عمرو ‪ :‬إنا جئت‬
‫استقبلن السئول عن الدعوة هناك ‪ ..‬ركبت سيارته ‪..‬‬ ‫مددا‪ S‬ل ‪..‬‬
‫كانت قدية متهالكة ‪..‬‬ ‫فقال له أبو عبيدة ‪ :‬ل ولكن على ما أنا عليه‬
‫تدثت معه ‪ ..‬أخبن أنه حديث عهد بزواج ‪..‬‬ ‫وأنت على ما أنت عليه ‪..‬‬
‫ث اشتكى إل من غلء الهور ف قريتهم ‪ ..‬حت إنه ل‬ ‫وكان أبو عبيدة رجل‪ S‬لينا‪ S‬سهل‪ .. S‬هينا‪ S‬عليه أمر‬
‫يستطع أن يشتري سيارة جديدة ‪ ..‬أو على القل أحسن‬ ‫الدنيا ‪..‬‬
‫من سيارته ‪..‬‬ ‫فقال له عمرو ‪ :‬بل أنت مددي ‪..‬‬
‫دعوت له بالتوفيق ‪..‬‬ ‫فقال له أبو عبيدة ‪ :‬يا عمرو إن رسول ال ‪ .. r‬قد‬
‫ث دخلت وألقيت الاضرة ‪ ..‬وف آخرها ‪ ..‬قرئت علي‬ ‫قال ل ‪:‬‬
‫السئلة ‪ ..‬وكان من بينها سؤال عن غلء الهور ‪..‬‬ ‫ل تتلفا ‪ ..‬وإنك إن عصيتن أطعتك ‪..‬‬
‫ففرحت به وقلت ‪ :‬جاءك يا مهنا ما تتمنا !!‬ ‫فقال له عمرو‪ :‬فإن أمي عليك ‪ ..‬وإنا أنت مدد‬

‫‪139‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اشتدت ‪ ..‬وإنا النصر صب ساعة ‪..‬‬ ‫وانطلقت أتكلم عن غلء الهور وتأثيه على‬
‫كلما زاد عقلك ‪ ..‬قل جهلك ‪ ..‬وإذا زاد قدرك ‪ ..‬قل‬ ‫الشباب والفتيات ‪..‬‬
‫غضبك ‪..‬‬ ‫ث ذكرت إن رسول ال ‪ ‬ما زوج بناته بأكثر من‬
‫كالبحر ل يركه أي شيء ‪ ..‬ويا جبل ما تزك ريح ‪!..‬‬ ‫خسمائة درهم ‪ ..‬ث رفعت صوت قائل‪ : S‬يعن‬
‫بل إنك لو استثارك شخص ما ‪ ..‬ف ملس ‪ ..‬أو بيت ‪..‬‬ ‫بناتكم أحسن من بنات النب ‪ ‬؟!!‬
‫أو قناة فضائية ‪ ..‬أو ماضرة عامة ‪..‬‬ ‫فصرخ رجل م سن من طرف الصف قائل‪ : S‬إيش‬
‫فإنك إذا بقيت هادئا‪ S‬ل تغضب ول تثر ‪ ..‬مال الناس معك‬ ‫فيهم بناتنا ؟‬
‫ضده ‪..‬‬ ‫فثار آخر وقال ‪ :‬يتكلم على بناتنا !!‬
‫كان أبو سفيان بن حرب مقبل‪ S‬بقافلة تارة من الشام ‪..‬‬ ‫ونض الثالث جاثيا‪ S‬على ركبتيه وقال ‪ :‬أوووه‬
‫فخرج إليهم السلمون لقتالم ‪..‬‬ ‫تتكلم على بناتنا ؟!!‬
‫ففر أبو سفيان بالقافلة ‪ ..‬وأرسل إل قريش فخرجت‬ ‫كنت ف حال ل أحسد عليه ‪ ..‬وكنت ف أوائل‬
‫بيش عرمرم ‪..‬‬ ‫طريق الدعوة ‪ ..‬وحديث التخرج من الامعة ‪..‬‬
‫ووقعت معركة بدر بي السلمي وقريش ‪ ..‬وانتصر‬ ‫بقيت ساكتا‪ S‬ل أنبس ببنت شفة ‪ ..‬نظرت إل‬
‫السلمون ‪..‬‬ ‫الول لا تكلم وتبسمت ‪ ..‬فلما تكلم الثان ‪..‬‬
‫قتل من كفار قريش سبعون ‪ ..‬وأس ر منهم سبعون ‪..‬‬ ‫نظرت إليه أيضا‪ S‬وتبسمت ‪ ..‬وكذلك الثالث ‪..‬‬
‫رجع من تبقى من جيش قريش ‪ ..‬وهم جرحى ‪..‬‬ ‫كان بعض الشباب ف آخر السجد يتضاحكون ‪..‬‬
‫وجوعى ‪..‬‬ ‫وبعضهم قاموا وقوفا‪ S‬ينظرون ‪ ..‬وكأن بم يقولون‬
‫ث وصل أبو سفيان بقافلته إل مكة ‪..‬‬ ‫‪ :‬وقف حار الشيخ ف العقبة !!‬
‫فمشى عبد ال بن أب ربيعة وعكرمة بن أب جهل‬ ‫لا رأوا هدوئي ‪ ..‬هدؤوا ‪ ..‬ث قام أحدهم وقال ‪:‬‬
‫وصفوان ابن أمية ‪..‬‬ ‫يا جاعة ‪ ..‬خلوا الشيخ يوضح قصده ‪..‬‬
‫ف رجال من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم‬ ‫فسكتوا ‪ ..‬فشكرت له عمله ‪ ..‬ث اعتذرت‬
‫يوم بدر ‪..‬‬ ‫وأثنيت عليهم – وعلى بناتم ‪ -‬ووضحت مرادي‬
‫فكلموا أبا سفيان ومن كانت له ف تلك العي من قريش‬ ‫‪..‬‬
‫تارة ‪..‬‬ ‫عند تعاملك مع الناس ‪ ..‬أنت ف القيقة تصنع‬
‫فقالوا ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬إن ممدا‪ S‬قد وتركم وقتل‬ ‫شخصيتك ‪ ..‬وتبن ف عقولم تصورات عنك ‪..‬‬
‫خياركم ‪ ..‬فأعينونا بذا الال على حربه لعلنا ندرك منه‬ ‫يبنون على أساسها أساليب تعاملهم معك ‪..‬‬
‫ثأرا‪ .. S‬ففعلوا ‪..‬‬ ‫واحترامهم لك ‪..‬‬
‫وقد قال ال فيهم ‪ " :‬إن الذين كفروا ينفقون أموالم‬ ‫تأكد أن الشجار الثابتة ل تقتلعها الرياح ‪ ..‬مهما‬

‫‪140‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السلمون الذين ل يشهدوا بدرا‪ S‬بقدوم العدو عليهم ‪..‬‬ ‫ليصدوا عن سبيل ال فسينفقونا ث تكون عليهم‬
‫وقالوا ‪ :‬قد ساق ال علينا أمنيتنا ‪..‬‬ ‫حسرة ث يغلبون والذين كفروا إل جهنم يشرون‬
‫ث قال النب ‪ r‬لصحابه ‪:‬‬ ‫"‪.‬‬
‫" من رجل يرج بنا على القوم من كثب ـ أي من‬ ‫فخرجت قريش ‪ ..‬بدها وحديدها ‪ ..‬وجدها‬
‫قريب ـ من طريق ل ير بنا عليهم " ؟‬ ‫وأحابيشها ‪..‬‬
‫فقال رجل من بن حارثة بن الارث اسه أبو خيثمة ‪:‬‬ ‫وخرج معها من تابعها من بن كنانة وأهل تامة ‪..‬‬
‫أنا يا رسول ال ‪..‬‬ ‫وخرجوا معهم بالنساء لئل يفر الرجال من القتال‬
‫فسلك به ف أرض بن حارثة وبي أموالم ومزارعهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫حت سلك به ف مال لرجل اسه ‪ :‬مربع ابن قيظي ‪..‬‬ ‫فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ‪..‬‬
‫وكان رجل‪ S‬منافقا‪ S‬ضرير البصر ‪..‬‬ ‫وخرج عكرمة بن أب جهل بزوجته أم حكيم بنت‬
‫فلماسع ح س‘ رسول ال ‪ .. r‬ومن معه من السلمي ‪..‬‬ ‫الارث ‪..‬‬
‫قام يثي ف وجوههم التراب ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إن كنت رسول‬ ‫وخرج الارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن‬
‫ال فإن ل أحل لك أن تدخل ف حائطي ‪..‬‬ ‫الغية ‪..‬‬
‫ث أخذ البيث حفنة من التراب ف يده ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فأقبل الكفار ‪ ..‬حت نزلوا على شفي الوادي‬
‫وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك يا ممد لضربت با‬ ‫مقابل الدينة ‪..‬‬
‫وجهك ‪..‬‬ ‫فلما سع بم رسول ال ‪ .. r‬استشار أصحابه ‪ ..‬ما‬
‫فابتدره القوم ‪..‬‬ ‫رأيكم ؟‬
‫فقال النب ‪: ‬‬ ‫نبقى ف الدينة فإذا دخلوها علينا ‪..‬‬
‫" ل تقتلوه ‪ ..‬فهذا العمى ‪ ..‬أعمى القلب ‪ ..‬أعمى‬ ‫فقال له ناس ل يكون او شهدوا بدرا‪ : S‬نرج يا‬
‫البصر ‪" ..‬‬ ‫رسول ال إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ‪..‬‬
‫ومضى رسول ال ‪ .. r‬ول يلتفت إل ذلك النافق ‪..‬‬ ‫ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫لو كل كلب عوى ألقمته حجرا‪S‬‬ ‫فما زالوا برسول ال ‪ r‬حت لبس أداة الرب ‪..‬‬
‫لصبح الصخر مثقال‪ S‬بدينار‬ ‫ث ندموا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬يا رسول ال أقم ‪ ..‬فالرأي‬
‫والكلب تنبح ‪ ..‬والقافلة تسييييي ‪..‬‬ ‫رأيك ‪..‬‬
‫قناعة ‪..‬‬ ‫فقال لم ‪ :‬ما ينبغي لنب أن يضع أداته بعد ما‬
‫الرياح ل ترك البال ‪ ..‬لكنها تلعب بالرمال ‪..‬‬ ‫لبسها حت يكم ال بينه وبي عدوه ‪..‬‬
‫وتشكلها كما تشاء ‪..‬‬ ‫فلما نزل أبو سفيان والشركون بأصل أحد فرح‬

‫‪141‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأ ت به يوما‪ S‬إل رسول ال ‪ ‬فأمر به فج لد ‪..‬‬
‫ث مرت أيام ‪ ..‬فشرب خرا‪ .. S‬فجيء به أخرى فجلد ‪..‬‬ ‫‪.50‬ل تلعنه ‪ ..‬إنه يشرب خرا‪!!.. S‬‬
‫ومرت أيام ‪ ..‬ث جيء به قد شرب خرا‪ .. S‬فجلد ‪..‬‬ ‫أكثر الناس الذين نالطهم مهما بلغ من السوء ‪..‬‬
‫فلما ول خارجا‪ .. S‬قال رجل من الصحابة ‪:‬‬ ‫إل أنه ل يلو من خي وإن كان قليل‪.. S‬‬
‫لعنه ال ‪ ..‬ما أكثر ما يؤتى به !!‬ ‫فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الي لكان حسنا‬
‫فالتفت إليه ‪ .. ‬وقد تغي وجهه فقال له ‪ :‬ل تلعنه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫(‪)65‬‬
‫فوال ما علمت أنه يب ال ورسوله ‪..‬‬ ‫اشتهر عن بعض الرمي ‪ ..‬أنه كان يسطو على‬
‫بيوت الناس ويسرق أموالم ‪ ..‬لينفق بعضها على‬
‫فن ‪..‬‬ ‫ضعفاء وأيتام !! أو يبن با مساجد !!‬
‫قبل أن تبدأ ف نزع شجرة الشر ف الخرين ‪ ..‬ابث‬ ‫أو كالت ترى أيتاما‪ S‬جوعى فتزن لتحصل مال‪ S‬تسد‬
‫عن شجرة الي واسقها ‪..‬‬ ‫به جوعهم ‪..‬‬
‫بن مسجدا‪ S‬ل من غي حله **‬
‫‪.51‬إذا ل يكن ما تريد فأرد ما يكون ‪!!..‬‬ ‫فكان بمد ال غي موفق‬
‫م ا دمت م لزما فاستمتع ‪ ..‬هكذا ك نت أقول لشاب‬ ‫كمطعمة اليتام من كد‪ Á‬عرضها ! **‬
‫أصيب برض ا لسكر ‪ ..‬فكان يشرب ا لشاي من غي‬ ‫لك الويل ل تزن ول‬
‫سكر ‪ ..‬ويتأسف لاله ‪..‬‬ ‫تتصدقي‬
‫كنت أقول له ‪ :‬هل إذا ت أسفت وحز نت أثناء شربك‬ ‫وكم من حامل سكي ليطعن با ‪ ..‬فاستعطفه طفل‬
‫الشاي ‪ ..‬هل تنقلب الرارة حلوة ‪..‬‬ ‫أو امرأة فرق قلبه ‪ ..‬وألقى سكينه عنه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫إذن عامل الناس جيعا‪ S‬با تعلم فيهم من خي ‪ ..‬قبل‬
‫قلت ‪ :‬ما دمت ملزما‪ .. S‬فاستمتع ‪..‬‬ ‫أن تسيء الظن بم ‪..‬‬
‫أعن لن تأت الدنيا دائما‪ S‬على ما نب ‪..‬‬ ‫ممد ‪ .. ‬بلغ من خلقه أنه كان يلتمس العاذير‬
‫وهذا يقع ف حياتنا كثيا‪.. S‬‬ ‫للمخطئي ‪ ..‬ويسن الظن بالذنبي ‪ ..‬وكان إذا‬
‫سيارتك قدية ‪ ..‬مكيف ل يشتغل ‪ ..‬مراتب مزقة ‪ ..‬ول‬ ‫قابل عاصيا‪ S‬ينظر فيه إل جوانب اليان قبل‬
‫تستطيع حاليا‪ S‬تغييها ‪ ..‬ما الل ؟‬ ‫جوانب الشهوة والعصيان ‪..‬‬
‫تقدمت للدراسة بالامعة ‪ ..‬فقبلت ف كلية ل ترغب ف‬ ‫ما كان يسيء الظن بأحد ‪ ..‬يعاملهم كأنم أولده‬
‫الدراسة فيها ‪ ..‬حاولت تعديل الال فلم تستطع ‪..‬‬ ‫وإخوانه ‪ ..‬يب لم الي كما يبه لنفسه ‪..‬‬
‫فاضطررت لواصلة الدراسة ‪ ..‬وأكملت سنتي وثلث ‪..‬‬ ‫كان رجل ف عهد النب ‪ ‬قد ابتلي بشرب المر‬
‫‪..‬‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪65‬‬

‫‪142‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مع العطيات الت بي يديك ‪..‬‬ ‫فما الل ؟‬
‫خرج ‪ ‬مع أصحابه ف غزوة فقل طعامهم ‪ ..‬وتعبوا ‪..‬‬ ‫تقدمت لوظيفة فلم تقبل ‪ ..‬وقبلت ف أخرى ‪..‬‬
‫فأمرهم ‪ ..‬أن يمعوا ما عندهم من طعام ‪..‬‬ ‫وبدأت دوامك فيها ‪ ..‬فما الل؟‬
‫وفرش رداءه ‪ ..‬وصار الرجل يأت بالتمرة ‪ ..‬والتمرتي ‪..‬‬ ‫خطبت فتاتا‪ S‬فرفضت ‪ ..‬وتزوجت آخر ‪ ..‬ما الل‬
‫وكسرة البز ‪ ..‬وكلها تتمع فوق هذا الرداء ‪ ..‬ث‬ ‫؟‬
‫أكلوا ‪ ..‬وهم مستمتعون ‪..‬‬ ‫كثي من الناس يعل الل هو الكتئاب الدائم ‪..‬‬
‫والتأفف من واقعه ‪ ..‬وكثرة التشكي إل من عرف‬
‫لة ‪..‬‬ ‫ومن ل يعرف ! وهذا ل يرد إليه رزقا‪ S‬فاته ‪ ..‬ول‬
‫ما كل ما يتمن الرء يدركه ‪..‬‬ ‫يعجل برزق ل يكتب له ‪..‬‬
‫تري الرياح با ل تشتهي السفن‬ ‫إذن ما الل ؟‬
‫العاقل فهو الذي يتكيف مع واقعه كيفما كان ‪..‬‬
‫‪.52‬نتلف ونن إخوان !‬
‫مادام ل يستطيع التغيي إل الحسن ‪..‬‬
‫ذ كر أن ا لشافعي رحه ال تناظر يوما‪ S‬م ع أحد العلماء‬
‫أحد أصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ‪..‬‬
‫حول مسألة فقهية عويصة ‪..‬‬
‫فضاقت بم النفقة ‪ ..‬فتوجهوا إل أحد التجار‬
‫فاختلفا ‪ ..‬وطال الوار ‪ ..‬حت علت أصواتما ‪..‬‬
‫للستعانة به ف إكمال البناء ‪..‬‬
‫ول يستطع أحدها أن يقنع صاحبه ‪..‬‬
‫فتح لم الباب ‪ ..‬جلس معهم قليل‪ .. S‬وأعطاهم ما‬
‫وكأن الرجل تغي وغضب ‪ ..‬ووجد ف نفسه ‪..‬‬
‫تيسر ‪ ..‬ث أخرج دواء من جيبه وجعل يتناوله ‪..‬‬
‫فلما انتهى اللس وتوجها للخروج ‪ ..‬التفت الشافعي إل‬
‫قال له أحدهم ‪ :‬سلمات ‪ ..‬عسى ما شر !!‬
‫صاحبه ‪ ..‬وأخذ بيده وقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه حبوب منومة ‪ ..‬منذ عشر سني‬
‫أل يصح أن نتلف ونبقى إخوانا‪!.. S‬‬
‫ل أنام إل با ‪..‬‬
‫وجلس بعض علماء الديث يوما‪ .. S‬عند الليفة ‪..‬‬
‫دعوا له ‪ ..‬وخرجوا ‪..‬‬
‫فتكلم رجل ف اللس بديث ‪..‬‬
‫فمروا على حفريات وأعمال طرق عند مرج‬
‫فاستغرب العال منه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هذا الديث !! من أين‬
‫الدينة ‪ ..‬وقد وضع عندها أنوار تعمل بولد‬
‫جئت به ؟ تكذب على رسول ال ‪ ‬؟‬
‫كهربائي قد مل الدنيا ضجيجا‪.. S‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬بل هذا حديث ‪ ..‬ثابت ‪..‬‬
‫ليس هذا هو الغريب ‪..‬‬
‫قال العال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذا حديث ل نسمع به ‪ ..‬ول نفظه ‪..‬‬
‫الغريب أن حارس الولد هو عامل فقي قد افترش‬
‫وكان ف اللس وزير عاقل ‪..‬‬
‫قصاصات جرائد ‪ ..‬ونااااام ‪..‬‬
‫فالتفت إل العال وقال بدوء ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬هل حفظت‬
‫نعم ‪ ..‬عش حياتك ‪ ..‬ل وقت فيها ل لهم‪ .. Á‬تعامل‬

‫‪143‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولقد أتانا من مقال نبينا ***‬ ‫جييييع أحاديث النب ‪.. ‬؟‬
‫قول صحيح صادق ل يكذب‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ل يستوي وغبار خيل ال ف ***‬ ‫قال ‪ :‬فهل حفظت نصفها ؟‬
‫أنف امريء ودخان نار تلهب‬ ‫قال ‪ :‬ربا ‪..‬‬
‫هذا كتاب ال ينطق بيننا ***‬ ‫فقال ‪ :‬فاعتب هذا الديث من النصف الذي ل‬
‫ليس الشهيد بيت ل يكذب‬ ‫تفظه ‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫وانتهت الشكلة ‪..‬‬
‫إن من عباد من فتح ال ف الصيام ‪ ..‬فيصوم ما ل يصومه‬ ‫كان الفضيل بن عياض وعبد ال بن البارك‬
‫غيه ‪ ..‬ومنهم من فتح له ف قراءة القرآن ‪ ..‬ومنهم من‬ ‫صاحبي ل يفترقان ‪..‬‬
‫فتح له ف طلب العلم ‪ ..‬ومنهم من فتح ف الهاد ‪..‬‬ ‫وكانا عالي زاهدين ‪..‬‬
‫ومنهم من فتح له ف قيام الليل ‪..‬‬ ‫عن• لعبد ال بن البارك فخرج للقتال والرباط ف‬
‫وليس ما أنت عليه بأفضل ما أنا عليه ‪..‬‬ ‫الثغور ‪..‬‬
‫وما أنا عليه ‪ ..‬ليس بأفضل ما أنت عليه ‪..‬‬ ‫وبقي الفضيل بن عياض ف الرم يصلي ويتعبد ‪..‬‬
‫وكلنا على خي ‪..‬‬ ‫وف يوم رق فيه القلب ‪ ..‬وأسبلت الدمعة ‪..‬‬
‫وهكذا كان منهج الصحابة ‪..‬‬ ‫كتب الفضيل إل ابن البارك كتابا‪ S‬يدعوه فيه إل‬
‫اجتمع الكفار وتألبوا لرب السلمي ف الدينة ‪..‬‬ ‫اليء والتعبد ف الرم ‪ ..‬والشتغال بالذكر‬
‫وجاؤوا ف جيش ل تشهد العرب مثله كثرة وعتادا‪.. S‬‬ ‫وقراءة القرآن ‪..‬‬
‫فحفر السلمون خندقا‪ S‬ل يستطع الكفار أن يتجاوزوه‬ ‫فلما قرأ ابن البارك الكتاب ‪..‬‬
‫لدخول الدينة ‪..‬‬ ‫أخذ رقعة وكتب إل الفضيل ‪:‬‬
‫فعسكر الكفار وراء الندق ‪..‬‬ ‫يا عابد الرمي لو أبصرتنا ***‬
‫وكان ف الدينة قبيلة بن قريظة ‪ ..‬وهم يهود يتربصون‬ ‫لعلمت أنك ف العبادة‬
‫بالؤمني ‪..‬‬ ‫تلعب‬
‫فأقبلوا إل الكفار يدونم ‪ ..‬ويعيثون ف الدينة فسادا‬ ‫من كان يضب خده بدموعه ***‬
‫ونبا‪.. S‬‬ ‫فنحورنا بدمائنا تتخضب‬
‫وقد انشغل السلمون عنهم بالرباط عند الندق ‪..‬‬ ‫أو كان يتعب خيله ف باطل ***‬
‫ومضت اليام عصيبة ‪ ..‬حت أرسل ال على الكفار ريا‬ ‫فخيولنا يوم الصبيحة تتعب‬
‫وجنودا‪ .. S‬من عنده فتمزق جيشهم ‪ ..‬وانقلبوا خائبي ‪..‬‬ ‫ريح العبي لكم ونن عبينا ***‬
‫يرون أذيال هزيتهم ف ظلمة الليل ‪..‬‬ ‫رهج السنابك والغبار الطيب‬

‫‪144‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فذكر ذلك للنب ‪ r‬فلم يعنف واحدا‪ S‬من الفريقي ‪..‬‬ ‫فلما أصبح رسول ال ‪ .. r‬انصرف عن الندق‬
‫فحاصرهم النب ‪ .. r‬حت نصره ال عليهم ‪..‬‬ ‫راجعا‪ S‬إل الدينة ‪..‬‬
‫ووضع السلمون السلح ‪ ..‬ورجعوا إل بيوتم ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ودخل رسول ال ‪ r‬بيته ‪ ..‬ووضع السلح‬
‫ليست الغاية أن نتفق ‪ ..‬لكن الغاية أن ل نتلف ‪..‬‬ ‫واغتسل ‪..‬‬
‫فلما كانت الظهر ‪ ..‬جاءه جبيل ‪..‬‬
‫‪.53‬الرفق ‪ ..‬إل زانه ‪..‬‬
‫فنادى رسول ال ‪ .. r‬من خارج البيت ‪..‬‬
‫يتكرر على ألسنتنا كثيا‪ S‬عندما نعجب بشخص ما ‪ ..‬أن‬
‫فقام رسول ال ‪ r‬فزعا‪.. S‬‬
‫نصفه قائلي ‪:‬‬
‫فقال له جبيل عليه السلم ‪ :‬أوقد وضعت‬
‫فلن رزين ‪ ..‬فلن ثقيل ‪ ..‬فلن راكد ‪..‬‬
‫السلح يا رسول ال ؟‬
‫وإذا أردنا مذمة شخص قلنا ‪ :‬فلن عجول ‪ ..‬فلن‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫خفي‘ف ‪..‬‬
‫قال جبيل ‪ :‬ما وضعت اللئكة السلح بعد ‪..‬‬
‫أما رسول ال ‪ ‬فيقول ‪ :‬ما كان الرفق ف شيء إل زانه‬
‫وما رجعت الن إل من طلب القوم ‪ ..‬طلبناهم‬
‫(‪)66‬‬
‫‪ ..‬وما نزع من شيء إل شانه ‪..‬‬
‫حت بلغنا حراء السد ‪..‬‬
‫هل تستطيع تريك طن الديد بأصبع ؟‬
‫إن ال يأمرك بالسي إل بن قريظة ‪ ..‬فإن عامد‬
‫نعم ‪ :‬إذا أحضرت رافعة ‪ ..‬ث ربطته برفق ‪ ..‬وأحكمت‬
‫إليهم فمزلزل بم ‪..‬‬
‫ربطه ‪..‬‬
‫فأمر رسول ال ‪ r‬مؤذنا‪ S‬فأذن ف الناس ‪:‬‬
‫ث رفعته ‪ ..‬فإذا تعلق ف الواء ‪ ..‬حركه بأصغر أصابعك‬
‫" من كان سامعا‪ S‬مطيعا‪ .. S‬فل يصلي العصر إل ف‬
‫‪..‬‬
‫بن قريظة " ‪..‬‬
‫اتفق صديقان على أن يتقدما لرجل لطبة ابنتيه ‪ ..‬كانت‬
‫فتسابق الناس إل سلحهم ‪ ..‬وسعوا وأطاعوا ‪..‬‬
‫إحداها أكب من الخرى ‪..‬‬
‫ومضوا إل ديار بن قريظة ‪..‬‬
‫قال أحدها للخر ‪ :‬أنا آخذ الصغية ‪ ..‬وأنت تأخذ‬
‫فدخل عليهم وقت العصر وهم ف الطريق ‪..‬‬
‫الكبية ‪..‬‬
‫فقال بعضهم ل نصلي العصر إل ف بن قريظة ‪..‬‬
‫فصاح صاحبه ‪ :‬لاااا ‪ ..‬بل أنت خذ الكبية ‪ ..‬وأنا آخذ‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬بل نصلي ل يرد منا ذلك ‪ ..‬يعن‬
‫الصغية ‪..‬‬
‫إنا أراد السراع إليهم ‪..‬‬
‫فقال الول ‪ :‬طيب ‪ ..‬أنت تأخذ الصغية ‪ ..‬وأنا آخذ‬
‫فصلوا العصر وأكملوا مسيهم ‪..‬‬
‫الت أصغر منها ‪..‬‬
‫وأخرها الخرون ‪ ..‬حت وصلوا بن قريظة ‪..‬‬
‫فصلوها ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪66‬‬

‫‪145‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما بلغ أبو يوسف سن الشباب ‪ ..‬ونبغ على أقرانه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬موافق ‪!!..‬‬
‫أصابه مرض أقعده ‪..‬‬ ‫ول يدرك أن صاحبه ما غي قراره ‪ ..‬سوى أنه غي‬
‫شديد متمكنا‪ S‬منه ‪..‬‬
‫فزاره أبو حنيفة ‪ ..‬وكان الرض ا‪S‬‬ ‫أسلوب الكلم برفق ‪..‬‬
‫فلما رآه أبو حنيفة حزن ‪ ..‬وخاف عليه اللك ‪..‬‬ ‫وف الديث ‪ :‬إذا أراد ال بأهل بيت خيا‪ S‬أدخل‬
‫وخرج وهو يكلم نفسه قائل‪ : S‬آآآه يا أبا يوسف ‪ ..‬لقد‬ ‫عليهم الرفق ‪ ..‬وإذا أراد ال بأهل بيت شرا‪.. S‬‬
‫(‪)67‬‬
‫كنت أرجوك للناس من بعدي !!‬ ‫نزع منهم الرفق ‪..‬‬
‫ومضى أبو حنيفة ير خطاه حزينا‪ S‬إل حلقته وطلبه ‪..‬‬ ‫وفيه ‪ :‬إن ال رفيق يب الرفق ‪ ..‬ويعطي على‬
‫ومضت يومان ‪ ..‬فشفي أبو يوسف ‪ ..‬واغتسل ولبس‬ ‫الرفق ما ل يعطي على العنف ‪ ..‬وما ل يعطي على‬
‫(‪)68‬‬
‫ثيابه ليذهب لدرس شيخه ‪..‬‬ ‫ما سواه ‪..‬‬
‫فسأله من حوله ‪ :‬إل أين تذهب ؟‬ ‫الرفيق ‪ ..‬الي اللي ‪ ..‬مبوب عند الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إل درس الشيخ ‪..‬‬ ‫تطمئن إليه النفوس ‪ ..‬وتثق فيه ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬إل الن تطلب العلم ؟ أنت قد اكتفيت ‪ ..‬أما‬ ‫خاصة إذا صاحب ذلك وزن للكلم ‪ ..‬وقدرة‬
‫بلغك ما قال فيك الشيخ ؟‬ ‫على التعامل الرائع ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وما قال ؟!‬ ‫من أشهر طلب علماء النفية المام أبو يوسف‬
‫قالوا ‪ :‬قد قال ‪ :‬كنت أرجوك للناس من بعدي ‪ ..‬أي‬ ‫القاضي ‪..‬‬
‫أنك قد حصلت كل علم أب حنيفة ‪ ..‬فلو مات الشيخ‬ ‫هو أشهر طلب أب حنيفة ‪..‬‬
‫اليوم جلست مكانه ‪..‬‬ ‫كان أبو يوسف ف صغره فقيا‪ .. S‬وكان أبوه ينعه‬
‫فأعجب أبو يوسف بنفسه ‪..‬‬ ‫من حضور درس أب حنيفة ‪ ..‬ويأمره بالذهاب‬
‫ومضى إل السجد ورأى حلقة أب حنيفة ف ناحية ‪..‬‬ ‫للسوق لتكسب ‪..‬‬
‫فجلس ف الناحية الخرى ‪ ..‬وبدأ يدرس ويفت ‪..‬‬ ‫كان أبو حنيفة حريصا‪ S‬عليه ‪ ..‬وإذا غاب عاتبه ‪..‬‬
‫التفت أبو حنيفة إل اللقة الديدة ‪ ..‬فسأل ‪ :‬حلقة من‬ ‫فاشتكى أبو يوسف يوما‪ S‬إل أب حنيفة حاله مع‬
‫هذه ؟‬ ‫والده ‪ ..‬فاستدعى أبو حنيفة والد أب يوسف‬
‫قالوا ‪ :‬هذا أبو يوسف ‪..‬‬ ‫وسأله ‪ :‬كم يكسب الولد كل يوم ؟‬
‫قال ‪ :‬ش في من مرضه ؟!‬ ‫قال ‪ :‬درهان ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنا أعطيك الدرهي ‪ ..‬ودعه يطلب العلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلم ل يأت إل درسنا ؟!‬ ‫فلزم أبو يوسف شيخه سني ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬حدثوه با قلت ‪ ..‬فجلس يدرس الناس واستغن‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪67‬‬

‫عنك ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪68‬‬

‫‪146‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع الوقف برفق ‪..‬‬
‫فأشار إل أب حنيفة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أرسلن الشيخ ‪..‬‬ ‫وجعل يفكر ث قال ‪:‬‬
‫فقام أبو يوسف من ملسه ‪ ..‬ومضى حت وقف على‬ ‫يأب أبو يوسف إل أن نقش‪Á‬ر له العصا!!‬
‫حلقة أب حنيفة وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬ ‫ث التفت إل أحد طلبه الالسي وقال ‪:‬‬
‫فلم يلتفت أبو حنيفة إليه ‪..‬‬ ‫يا فلن ‪ ..‬اذهب إل الشيخ الالس هناك ‪ ..‬يعن‬
‫فأقبل أبو يوسف حت جثى على ركبتيه بي يدي الشيخ‬ ‫أبا يوسف ‪ ..‬فقل له ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬عندي مسألة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقال بكل أدب ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬ ‫فسيفرح بك ويسألك عن مسألتك ‪ ..‬فما جلس‬
‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬ ‫إل ليسأل !!‬
‫قال ‪ :‬تعرفها ‪..‬‬ ‫فقل له ‪ :‬رجل دفع ثوبا‪ S‬له إل خياط ليقصره ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬مسألة الياط والثوب ؟‬ ‫فلما جاءه بعد أيام يريد ثوبه جحده الياط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫وأنكر أنه أخذ منه ثوبا‪ .. S‬فذهب الرجل إل‬
‫قال ‪ :‬اذهب وأجب ‪.‬ز ألست شيخا‪.. S‬‬ ‫الشرطة فاشتكاه فأقبلوا واستخرجوا الثوب من‬
‫قال ‪ :‬الشيخ أنت ‪..‬‬ ‫الدكان ‪..‬‬
‫فقال ابو حنيفة ‪ :‬ننظر ف مقدار تقصي الياط للثوب ‪..‬‬ ‫والسؤال ‪ :‬هل يستحق الياط أجرة تقصي الثوب‬
‫فإن كان قصره على مقاس الرجل ‪ ..‬فمعن ذلك أنه قام‬ ‫أم ل يستحق ؟‬
‫بالعمل كامل‪ .. S‬ث بدا له أن يحد الثوب ‪ ..‬فيكون قام‬ ‫فإن أجابك وقال ‪ :‬يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫بالعمل لجل الرجل ‪ ..‬فيستحق عليه الجرة ‪..‬‬ ‫وإن قال ‪ :‬ل يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫وإن كان قصره على مقاس نفسه ‪ ..‬فمعن ذلك أنه قام‬ ‫فرح الطالب بذه السألة الشكلة ‪ ..‬ومضى على‬
‫بالعمل لجل نفسه ‪ ..‬فل يستحق على ذلك أجرة ‪..‬‬ ‫أب يوسف وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬
‫فقبل أبو يوسف رأس أب حنيفة ‪ ..‬ولزمه حت مات أبو‬ ‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬
‫حنيفة ‪ ..‬ث قعد أبو يوسف للناس من بعده ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬رجل دفع ثوبا‪ S‬إل خياط ‪..‬‬
‫فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما ‪..‬‬ ‫فأجاب أبو يوسف على الفور قائل‪ : S‬نعم يستحق‬
‫وكذلك البوان ‪..‬‬ ‫الجرة ‪ ..‬ما دام أت العمل ‪..‬‬
‫والدراء ‪ ..‬والدرسون ‪..‬‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫نستعمل الرفق دائما‪ .. S‬ف سواقة السيارة ‪ ..‬ف التدريس‬ ‫فعجب أبو يوسف ‪ ..‬وتأمل ف السألة أكثر ‪ ..‬ث‬
‫‪ ..‬ف البيع والشراء ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل يستحق الجرة ‪..‬‬
‫وإن كان الرء قد يتاج الشدة أحيانا‪ .. S‬حت ف النصح‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهذا هو الكمة ف النصيحة ‪ ..‬وهي وضع المور ف‬ ‫فنظر أبو يوسف إليه ‪ ..‬ث سأله ‪ :‬بال من أرسلك‬

‫‪147‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ‪ ..‬وهو صابر ‪..‬‬ ‫مواضعها ‪..‬‬
‫وف يوم ‪..‬‬ ‫وقد كان غضبه ‪ r‬دائما‪ – S‬إن غضب – ف المور‬
‫اجتمع أشرافهم ف الجر ‪ ..‬فذكروا رسول ال ‪‬‬ ‫الدينية ‪..‬‬
‫فقالوا ‪:‬‬ ‫فما غضب رسول ال ‪ ‬لنفسه قط ‪ ..‬إل أن‬
‫ما رأينا مثل ما صبنا عليه من هذا الرجل قط ‪ ..‬سف‪Ç‬ه‬ ‫تنتهك حرمة من مارم ال ‪..‬‬
‫أحلمنا ‪ ..‬وشتم آباءنا ‪ ..‬وعاب ديننا ‪ ..‬وفرق جاعتنا‬ ‫قابل عمر بن الطاب ‪ ‬يوما‪ S‬رجل‪ S‬من اليهود ‪..‬‬
‫‪ ..‬وسب آلتنا ‪ ..‬وصرنا منه على أمر عظيم ‪..‬‬ ‫فأطلعه على كلم ف التوراة ‪ ..‬فأعجبه ‪ ..‬فأمره‬
‫فبينما هم ف ذلك ‪ ..‬إذ طلع رسول ال ‪ .. ‬فأقبل‬ ‫فنسخه له ‪..‬‬
‫يشي حت استلم الركن ‪..‬‬ ‫ث جاء عمر بذه الصحيفة من التوراة إل رسول‬
‫ث مر بم طائفا‪ S‬بالبيت ‪..‬‬ ‫ال ‪.. ‬‬
‫فغمزوه ببعض القول ‪..‬‬ ‫فقرأها عليه ‪..‬‬
‫فتغي وجه رسول ال ‪ .. ‬فرفق بم ‪ ..‬وسكت عنهم‬ ‫فلحظ النب ‪ ‬أن عمر معجب با معه ‪ ..‬وأن‬
‫‪ ..‬ومضى ‪..‬‬ ‫التلقي عن الديانات السابقة ‪ ..‬إن ف تح الال له ‪..‬‬
‫فلما مر بم الثانية ‪ ..‬غمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫اختلط ذلك بالقرآن ‪ ..‬والتبس المر على الناس‬
‫فتغي وجهه أيضا‪ .. S‬فسكت عنهم ‪ ..‬ومضى ف طوافه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فمر بم الثالثة ‪ ..‬فغمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫وكيف يفعل عمر ذلك ‪ ..‬وينسخ ‪ ..‬ويكتب ‪..‬‬
‫فرأى أن الرفق ل يصلح مع أمثال هؤلء ‪ ..‬فوقف عليهم‬ ‫دون استئذان النب ‪!! ‬‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫فغضب ‪ .. ‬وقال ‪ :‬أمتهوكون فيها يا ابن‬
‫أتسمعون يا معشر قريش !! أما والذي نفسي بيده لقد‬ ‫الطاب ؟! أي شاك‪Ç‬ون ف شريعت ‪..‬‬
‫جئتكم بالذبح ‪ ..‬ووقف أمامهم ‪..‬‬ ‫والذي نفسي بيده لقد جئتكم با بيضاء نقية ‪ ..‬ل‬
‫فلما سع القوم هذا التهديد ‪ ..‬الذبح ‪ ..‬وهو الصادق‬ ‫تسألوهم عن شيء ‪ ..‬فيخبوكم بق فتكذبوا به‬
‫المي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو بباطل فتصدقوا به ‪ ..‬والذي نفسي بيده لو‬
‫انتفضوا ‪ ..‬حت ما منهم من رجل إل وكأنا على رأسه‬ ‫أن موسى حيا‪ S‬ما وسعه إل أن يتبعن ‪.. )69( ..‬‬
‫طائر وقع ‪ ..‬حت أن أشدهم عليه ليتلطف معه ‪..‬‬ ‫وال يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ‪..‬‬
‫وصاروا يقولون ‪ :‬انصرف أبا القاسم راشدا ‪ ..‬فما كنت‬ ‫ف أوائل بعثة النب ‪ .. ‬كان ‪ ‬يأت عند الكعبة‬
‫جهول‪.. S‬‬ ‫وقريش ف مالسهم ‪ ..‬ويصلي ‪ ..‬ول يلتفت إليهم‬
‫فانصرف رسول ال ‪ ‬عنهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى والبزار‬ ‫‪69‬‬

‫‪148‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قالت زينب ‪ :‬وال ما أراها قالت ذلك إل لتفعل ‪..‬‬ ‫إذا قيل ‪ :‬حلم ‪ ،‬قل ‪ :‬فللحلم موضع **‬
‫ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك ‪..‬‬ ‫وحلم الفت ف غي موضعه‬
‫فلما أتت جهازها ‪ ..‬قد‘م إليها أخو زوجها كنانة بن‬ ‫جهل‬
‫الربيع بعيا‪.. S‬‬ ‫وإن كان التتبع لسية النب ‪ r‬يد أنه كان يغلب‬
‫فركبته و أخذ قوسه و كنانته ‪..‬‬ ‫الرفق دائما‪.. S‬‬
‫ث خرج با نارا‪ S‬يقود با و هي ف هودج لا ‪..‬‬ ‫انتبه !! ليس الضعف والب ‪ ..‬وإنا الرفق ‪..‬‬
‫فرآها الناس ‪ ..‬و تدث بذلك رجال من قريش ‪ ..‬كيف‬ ‫ومن مواقف الرفق ‪:‬‬
‫ترج إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل ف بدر ‪..‬‬ ‫أنه بعد وقعة بدر بشهر ‪ ..‬أراد أبو العاص زوج‬
‫فخرجوا ف طلبها حت أدركوها بذي طوى ‪..‬‬ ‫زينب بنت النب ‪ ‬أن يرسلها إل الدينة عند أبيها‬
‫وكان أول من سبق إليها هبار بن السود ‪ ..‬فروعها‬ ‫‪..‬‬
‫بالرمح و هي ف الودج ‪..‬‬ ‫فبعث رسول ال ‪ r‬زيد بن حارثة ‪ ..‬ورجل‪ S‬من‬
‫فقيل ‪ :‬إنا كانت حامل‪ S‬ففزعت ‪ ..‬وطرحت ولدها ‪..‬‬ ‫النصار ‪..‬‬
‫وأقبل الكفار يتسابقون إليها ‪ ..‬وعهم السلح ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬كونا ببطن يأجح حت تر بكما زينب‬
‫وهي ليس معها إل أخو زوجها كنانة ‪..‬‬ ‫فتصحباها فتأتيان با ‪..‬‬
‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬ ‫فخرجا مكانما ‪..‬‬
‫وبرك على الرض ‪ ..‬ث نثر كنانته وصف رماحه بي يديه‬ ‫فأمرها أبو العاص بالتجهز ‪ ..‬فبدأت ف جع متاعها‬
‫‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫و ال ل يدنو من رجل إل وضعت فيه سهما ‪ ..‬وكان‬ ‫فبينا هي تتجهز ‪ ..‬لقيتها هند بنت عتبة ‪ ..‬زوجة‬
‫راميا‪ .. S‬فتكركر الناس عنه وتراجعوا ‪..‬‬ ‫أب سفيان ‪..‬‬
‫وأخذوا ينظرون إليه من بعيد ‪ ..‬ل هو يقدر على الذهاب‬ ‫فقالت ‪ :‬يا ابنة ممد ‪ ..‬أل يبلغن أنك تريدين‬
‫‪ ..‬ول هم يترئون على القتراب منه ‪..‬‬ ‫اللحوق بأبيك ؟‬
‫حت بلغ أبا سفيان أن زينب خرجت إل أبيها ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬ما أردت ذلك ‪..‬‬
‫فأقبل ف جلة جع من قريش ‪ ..‬فلما رأى كنانة قد تهز‬ ‫فقالت ‪ :‬أي ابنة عم ‪ ..‬أن أردت أن تفعلي ‪..‬‬
‫بنبله ‪ ..‬ورأى القوم قد استوفزوا لقتاله ‪..‬‬ ‫فإن كان لك حاجة بتاع ما يرفق بك ف سفرك ‪..‬‬
‫صاح به وقال ‪:‬‬ ‫أو بال تتبلغي به إل أبيك ‪..‬‬
‫يا أيها الرجل ‪ ..‬كف عنا نبلك حت نكلمك ‪..‬‬ ‫فإن عندي حاجتك فل تضطن من ‪ ..‬أي ل‬
‫فكف نبله ‪ ..‬فأقبل أبو سفيان حت وقف عليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫تجلي ‪..‬‬
‫إنك ل تصب ‪ ..‬خرجت بالرأة على رؤوس الناس علنية‬ ‫فإنه ل يدخل بي النساء ما بي الرجال ‪..‬‬

‫‪149‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طالا سعهم مرارا‪ S‬يقولون ‪ :‬يا أخي ما عندك مشاعر !!‬ ‫‪..‬‬
‫ل يكن يتفاعل معهم أبدا‪.. S‬‬ ‫وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ف بدر ‪ ..‬و ما دخل‬
‫أتاه ولده يوما‪ S‬فرحا‪ S‬مستبشرا‪ .. S‬يلو‘ح بدفتر الواجب‬ ‫علينا من ممد ‪ ..‬قتل أشرافنا ‪ ..‬ورمل نساءنا ‪..‬‬
‫وقد وقع الدرس فيه كلمة " متاز " ‪ ..‬ل يلتفت الب إليه‬ ‫فإذا رآك الناس ‪.‬ز وتسامعت القبائل ‪ ..‬أنك‬
‫‪ ..‬وإنا قال ‪ :‬طيب ‪ ..‬عادي ‪ ..‬وال لو أنك جايب‬ ‫خرجت بابنته علنية ‪ ..‬على رؤوس الناس من بي‬
‫شهادة الدكتوراه !!‬ ‫أظهرنا ‪..‬‬
‫كان النتظر غي ذلك ‪..‬‬ ‫أن ذلك عن ذل أصابنا ‪ ..‬وأن ذلك ضعف منا‬
‫طالب عنده ف الفصل ‪ ..‬كان خفيف الدم ‪ ..‬لحظ ثقل‬ ‫ووهن ‪..‬‬
‫الدرس ( والدرس !!) فلطف الو• بنكتة أطلقها ‪ ..‬فلم‬ ‫ولعمري مالنا ببسها من أبيها من حاجة ‪ ..‬ومالنا‬
‫تتحرك تعابي وجه الدرس وإنا قال ‪ :‬تستخف دمك ؟!‬ ‫من ثأر عليها ‪..‬‬
‫كنت أتن أن يكون تصرفه غي ذلك ‪..‬‬ ‫ولكن ارجع بالرأة ‪ ..‬حت إذا هدأت الصوات ‪..‬‬
‫دخل إل البقالة ‪ ..‬فقال له العامل البسيط ‪ :‬المد ل ‪..‬‬ ‫وتدث الناس أن قد رددناها ‪..‬‬
‫جاءتن رسالة من أهلي ‪ ..‬ل يتفاعل ‪..‬‬ ‫فس ل‪Ç‬ها سرا‪ .. S‬وألقها بأبيها ‪..‬‬
‫هل سأل نفسه لاذا أخبه أصل‪ .. S‬ليشاركه فرحته ‪..‬‬ ‫فلما سع كنانة ذلك ‪ ..‬اقتنع به ‪ ..‬وعاد با ‪..‬‬
‫زار أحد زملئه ‪ ..‬فوضع له القهوة والشاي ‪ ..‬ث دخل‬ ‫فأقامت ليال ف مكة ‪..‬‬
‫البيت وجاء بطفله الول حديث لولده ‪ ..‬قد لفه ف‬ ‫حت إذا هدأت الصوات ‪ ..‬خرج با ليلة من‬
‫مهاده ‪ ..‬ولو استطاع أن يلفه بفون عينيه لفعل ‪ ..‬ث‬ ‫الليال ‪ ..‬فمشى با ‪..‬‬
‫وقف به بي يديه وقال ‪ :‬ما رأيك ف هذا البطل ؟‬ ‫حت أسلمها إل زيد بن حارثة وصاحبه ‪..‬‬
‫فنظر إليه ببود ‪ ..‬وقال ‪ ..‬ما شاء ال ‪ ..‬ال يلي لك‬ ‫فقدما با ليل‪ S‬على رسول ال ‪.. r‬‬
‫إياه ‪ ..‬ث رفع فنجال الشاي ليشرب ‪..‬‬
‫كان النتظر أن يتفاعل أكثر ‪ ..‬يأخذ الغلم بي يديه ‪..‬‬ ‫وحي ‪..‬‬
‫يقبله ‪ ..‬يدح جاله ‪ ..‬وصحته ‪..‬‬ ‫ما كان الرفق ف شيء إل زانه ‪ ..‬وما نزع من‬
‫لكن صاحبنا كان ( غبيا‪.. ) S‬‬ ‫شيء إل شانه ‪..‬‬
‫عندما تتعامل مع الناس ‪ ..‬قس المور بأهيتها عندهم ‪..‬‬
‫‪.54‬بي الي ‪ ..‬واليت ‪..‬‬
‫ل عندك أنت ‪..‬‬
‫كان ثقيل‪ S‬على الناس ‪ ..‬على زملئه ‪ ..‬جيانه ‪..‬‬
‫فكلمة "متاز" بالنسبة لولدك أغلى عنده من شهادة‬
‫إخوانه ‪ ..‬حت على أولده ‪..‬‬
‫الدكتوراه عند الدكتور ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كان ثقيل الدم ‪..‬‬
‫وهذا الولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا ‪ ..‬كلما‬

‫‪150‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولا أقبل الليل عليهم اشتد البد ‪..‬‬ ‫رآه ود• أن يشق قلبه ويسكنه فيه ‪ ..‬أفل يستحق‬
‫واستمروا يفرون ‪..‬‬ ‫منك حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره‬
‫فخرج عليهم رسول ال ‪.. ‬‬ ‫‪..‬‬
‫فرآهم يفرون بأيديهم راضي مستبشرين ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬يكون بعض الناس متحمسا‪ S‬لشيء معي ‪..‬‬
‫فلما رأوا رسول ال ‪ ‬قالوا ‪:‬‬ ‫لذلك تد الذين ل يتفاعلون مع الناس يشتكي‬
‫نن الذين بايعوا ممدا‪ *** S‬على الهاد ما بقينا أبدا‬ ‫أحدهم دائما‪.. S‬‬
‫فقال ميبا‪ S‬لم ‪:‬‬ ‫لاذا أولدي ل يبون ( السوالف ) معي ‪ ..‬فنقول‬
‫اللهم إن العيش عيش الخرة ‪ ،‬فاغفر للنصار والهاجرة‬ ‫‪ :‬لنم يكون لك النكتة فل تتفاعل ‪ ..‬ويروون‬
‫‪..‬‬ ‫قصصهم ف مدارسهم ‪ ..‬وكأنم يكلمون جدارا‪.. S‬‬
‫ويستمر تفاعله معهم ‪ ..‬طوال اليام ‪..‬‬ ‫حت ذكر لك شخص قصة ‪ ..‬أنت تعرفها ‪ ..‬فل‬
‫فسمعهم وقد علهم الغبار ‪ ..‬وهم يرددون ‪:‬‬ ‫مانع من التفاعل معه ‪..‬‬
‫ول تصدقنا ول صلينا‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا‬ ‫قال عبد ال ابن البارك ‪ :‬وال إن الرجل ليحدثن‬
‫وثبت القدام إن لقينا‬ ‫فأنزلن سكينة علينا‬ ‫بالديث وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسعه منه‬
‫إذا أرادوا فتنة أبينا‬ ‫إن الل قد بغوا علينا‬ ‫‪ ..‬وكأن أول مرة أسعه ‪..‬‬
‫فكان يرفع صوته متفاعل‪ S‬معهم قائل‪ : S‬أبينا ‪ ..‬أبينا ‪.‬‬ ‫ما أجل هذه الهارة ‪..‬‬
‫وكان ‪ ‬إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك وتبسم ‪..‬‬ ‫قبيل معركة الندق ‪..‬‬
‫دخل عليه عمر وهو ‪ r‬غضبان على نسائه ‪ ..‬لا أكثرن‬ ‫عمل السلمون ف حفر الندق حت أحكموه ‪..‬‬
‫عليه مطالبته بالنفقة ‪ ..‬فقال عمري ‪:‬ا ر س ول لال ه ‪ ..‬ل و‬ ‫وكان من بينهم رجل اسه جعيل ‪ ..‬فغيه النب ‪‬‬
‫ن‪Á‬س اء‪.. Ø‬‬
‫ر أ ي ت نا وك من•اع ش قر ر ي ش‪.. à‬غن ل ب ال‬ ‫إل عمرو ‪..‬‬
‫فكنا إ اذ سألت أحد نا امرتأ ه نفقة‪ S‬قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫فكان الصحابة يشتغلون ‪ ..‬ويعملون ‪..‬‬
‫م•اد م نداينال‪á‬ة إ ذ ا ق و غم×لت ب ه نمس اؤ ه م ‪ ..‬فطفق‬
‫فل ق‬ ‫ويرددون قائلي ‪:‬‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫ساه من بعد جعيل عمرا‪*** S‬‬
‫لن•ب ي‪ .. r â‬ث زاد عمر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسم النب‬
‫ف ت ب س•م ا‬ ‫وكان للبائس يوما‪ S‬ظهرا‪S‬‬
‫‪.. r‬‬ ‫فكانوا إذا قالوا ‪ :‬عمروا‪ .. S‬قال معهم رسول ال ‪r‬‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫‪ :‬عمروا‪.. S‬‬
‫وكان ‪ ‬يتعامل مع أنواع من الناس ل يقدرون التعامل‬ ‫وإذا قالوا ‪ :‬ظهرا‪ .. S‬قال لم ‪ :‬ظهرا‪.. S‬‬
‫الراقي ‪ ..‬ول يتفاعلون معه ‪ ..‬بل ينغلقون ويتعجلون ‪..‬‬ ‫فيتحمسون أكثر ‪ ..‬ويشعرون أنه معهم ‪..‬‬
‫ومع ذلك كان يصب عليهم ‪..‬‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا ‪..‬‬

‫‪151‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأخذت تدثه بأحاديث نساء ‪ ..‬وهو يتفاعل معها ‪..‬‬ ‫كان ‪ .. r‬يوما‪ S‬نازل‪ S‬بوضع يقال له "العرانة " بي‬
‫وهي تفصل الكلم وتطيل ‪ ..‬وهو على كثرة مشاغله‬ ‫مكة والدينة ‪..‬‬
‫يستمع ويتفاعل ويعلق ‪..‬‬ ‫ومعه بلل ‪ ..‬فجاءه ‪ r‬أعراب يبدو أنه كان قد‬
‫حت قضت حديثها ‪..‬‬ ‫طلب من النب ‪ ‬حاجة فوعده با ول تتيسر بعد‬
‫فحدثته أنه جلست إحدى عشرة امرأة – ف أيام الاهلية‬ ‫‪ ..‬وكان العراب مستعجل‪ .. S‬فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬فتعاهدن وتعاقدن أن ل ي كتم ن من أ خبار أزواجهن‬ ‫يا ممد ‪ ..‬أل تنجز ل ما وعدتن ؟‬
‫شيئا‪.. S‬‬ ‫فقال له ‪ ‬متلطفا‪ : S‬أبشر ‪..‬‬
‫فجعلن يتذاكرن أزواجهن با فيهم ول يكذبن !!‬ ‫وهل هناك كلمة أرق منها ‪!!..‬‬
‫قالت الول ‪:‬‬ ‫فقال العراب بكل صلفة ‪ :‬قد أكثرت علي من‬
‫زوجي لم جل غث على رأس جبل ‪..‬‬ ‫أبشر !‬
‫ل سهل فيتقى ول سي فينتقل ‪..‬‬ ‫فغضب النب ‪ ‬من عبارته ‪ ..‬لكنه كتم غيظه ‪..‬‬
‫( تشبه زوجها بالبل الوعر الذي وضعوا فوقه لم جل‬ ‫والتفت إل أب موسى وبلل وكانا جالسي بانبه‬
‫كبي غ ي جيد ‪ ..‬فل يرص أحد ل لوصول إل يه لصعوبة‬ ‫‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫الو صول إ ليه ‪ ..‬وه و ل يستحق ال تعب لجله ‪ ..‬أي ‪:‬‬ ‫رد البشرى فاقبل أنتما ‪..‬‬
‫لسوء خلقة ‪ ..‬وأنه يتكب ‪ ..‬مع أنه ليس عنده ما يتكب‬ ‫فاستبشرا ‪..‬‬
‫بسببه فهو بيل فقي ) ‪..‬‬ ‫ث دعا ‪ ‬بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه‬
‫قالت الثانية ‪:‬‬ ‫ومج• فيه ‪..‬‬
‫زوجي ل أبث خبه ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬اشربا منه وأفرغا على وجوهكما‬
‫إن أخاف أن ل أذره ‪..‬‬ ‫ونوركما وأبشرا ‪ ..‬أي ببكة هذا الاء ‪..‬‬
‫إن أذكره أذكر عجره وبره ‪..‬‬ ‫فأخذا القدح ففعل ‪..‬‬
‫( أي ‪ :‬زوجها كثي العيوب ‪ ..‬وتشى إذا ذكرت ما فيه‬ ‫وكانت أم سلمة ‪ ‬قريبة منهم ‪ ..‬جالسة وراء‬
‫أن يبلغه ذلك فيطلقها ‪ ..‬وهي متعلقة به بسبب أولدها‬ ‫ستار ‪ ..‬فأرادت أن ل تفوتا البكة ‪ ..‬فنادت من‬
‫‪..‬‬ ‫وراء الستر ‪ :‬أفضل لمكما ‪ ..‬أي أبقيا لا منه ‪..‬‬
‫لكنها ل تدحه فإن له ع جر وب جر !! والعجر ‪ :‬أن تنعقد‬ ‫فأفضل لا منه طائفة ‪.. )70( ..‬‬
‫العروق ف السد حت تصي منتفخة ‪ ..‬فتؤل ‪..‬‬ ‫إذن كان لطيف العشر ‪ ..‬أنيس اللس ‪ ..‬متحمل‬
‫والبج ر انتفاخ عروق ف البطن ‪)!! ..‬‬ ‫‪ ..‬ل يعمل قضية وخلفا‪ S‬من كل شيء ‪..‬‬
‫قالت الثالثة ‪:‬‬ ‫جلس ‪ ‬يوما‪ S‬مع عائشة ‪..‬‬
‫زوجي الع ش ن•ق ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪70‬‬

‫‪152‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول ي ولج الكف• ‪ ..‬ليعلم البث ‪..‬‬ ‫إن أنطق أطلق ‪..‬‬
‫(أي ‪ :‬إن زوجها يكثر الكل حت يلفه لفا‪ S‬فل يبقي لم‬ ‫وإن أسكت أ عل ق ‪..‬‬
‫شيئا‪ .. S‬والشراف ي شف‪Ç‬ه شفا‪ .. S‬يشربه كله ‪ ..‬وإذا نام‬ ‫نان الـم ذ ل ق ‪..‬‬
‫وهو على حد الس‪Á‬‬
‫ال تف• باللحاف ول يدع لزوجته شيئا‪ .. S‬و إذا حزنت ل‬ ‫( أي ‪ :‬زوجها طويل قبيح ‪ ..‬سيء اللق ‪ ..‬ول‬
‫يقرب كفه إليها أو يلطفها ليعلم سبب حزنا ‪.. ) ..‬‬ ‫ي تسامح معها بل على م ث ل حد ا لسيف !! فهي‬
‫قالت السابعة ‪:‬‬ ‫مهددة بالطل ق ك ل لظة ‪ ..‬ل ي تم ل كلمها ‪..‬‬
‫زوجي غياياء أو عياياء ( أي غب !! )‬ ‫ومت اشتكت إ ليه شيئا‪ S‬ط لقها ‪ ..‬ول يعاملها‬
‫طباقاء ( أحق !)‬ ‫معاملة الزواج ‪ ..‬فهي عنده كالعلقة ) ‪..‬‬
‫كل داء له داء ( جيع العيوب فيه !)‬ ‫قالت الرابعة ‪:‬‬
‫إن حدث ت ه سبك ‪ ( ..‬ل يقبل حديثا‪ S‬ول مؤا نسة ‪ .‬بل‬ ‫زوجي كـ ل ـي ـل ت هامة ‪..‬‬
‫يسب ويلعن دوما‪.. ) S‬‬ ‫ل ح ر× ول ق ر× ‪..‬‬
‫وإن مازحته ‪ :‬شج‪æ‬ك ( ضرب رأسك فجرحه !) ‪..‬‬ ‫ول مافة ول سآمة ‪..‬‬
‫أو فل‪S‬ك ( ضرب اللد فجرحه ) ‪..‬‬ ‫( ليل تامة ل رياح فيه فيطيب لهله ‪ ..‬فوصفت‬
‫أو جع كل‪ þ‬لك ‪ ( ..‬يضرب كل الو اضع الرأس‬ ‫زوجها بميل العشرة ‪ ..‬واعتدال الخلق ‪ ..‬فل‬
‫والسد ! ) ‪..‬‬ ‫أذى عنده ) ‪..‬‬
‫قالت الثامنة ‪:‬‬ ‫قالت الامسة ‪:‬‬
‫زوجي ‪ ..‬الس مس أرنب ‪ ( ..‬أي ناعم رقيق ) ‪..‬‬ ‫زوجي إن دخل فـه د ‪..‬‬
‫والريح ريح زرنب ‪ ( ..‬وهو نبات طيب الرائحة ) ‪..‬‬ ‫وإن خرج أ س د ‪..‬‬
‫وأنا ا غلبه والناس يغلب ‪ ( ..‬أ ي س هل معها ينصا ع لا‬ ‫ول يسأل عما ع ـه د ‪..‬‬
‫تريد ‪ ..‬لكنه بطل يغلب الناس وشخصيته أمامهم قوية )‬ ‫( أي ‪ :‬إذا دخ ل بيت ه ص ار كالفهد وهو اليوان‬
‫‪..‬‬ ‫العروف وهو كري نشيط ‪ ..‬وغذا خرج من البيت‬
‫قالت التاسعة ‪:‬‬ ‫وخالط الناس فهو أس د لشجاعته ‪ ..‬وهو أيضا‬
‫زوجي رفيع النجاد ‪ ( ..‬بيته واسع مفتوح للضيوف ) ‪..‬‬ ‫سح× ل يدقق ف ال سؤ ال ع ن ما يأخذه أهله أو‬
‫عظيم الرماد ‪ ( ..‬ك ثي إشعال ا لنار استقبال‪ S‬للضيوف‬ ‫يصرفونه ‪)..‬‬
‫وطبخا‪ S‬لم ) ‪..‬‬ ‫قالت السادسة ‪:‬‬
‫قريب ا لبي ت من الناد ‪ ( ..‬اللس الذي يلس ف ي ه مع‬ ‫زوجي إن أكل لف• ‪..‬‬
‫أصحابه وهو النادي قريب من بيته لرصه على أهله ) ‪..‬‬ ‫وإن شرب اشتف• ‪..‬‬
‫ل يشبع ليله يضاف ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا‪ S‬عند الناس ) ‪..‬‬ ‫وإن اضطجع التف• ‪..‬‬

‫‪153‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ودائس ومنق ( أي دواب كثية ) ‪..‬‬ ‫ول ينام ليلة يخ اف ‪ ( ..‬إذا كان هناك خطر بالليل‬
‫فعنده أقول فل أقبح ‪ ( ..‬ت تكلم با شاءت ول ي نتقد‬ ‫من عدو أو غيه ‪ ..‬يظل مستيقظا‪ S‬يرس ويراقب )‬
‫كلمها ) ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأرقد فأتصبح ‪ ( ..‬ت شبع نوما‪ S‬إل الصباح ‪ ..‬لكثرة‬ ‫قالت العاشرة ‪:‬‬
‫الدم ) ‪..‬‬ ‫زوجي مالك ‪..‬‬
‫وأشرب فأتقنح ‪ ( ..‬جيع الشربة عندها ‪ ..‬تروى منها )‬ ‫وما مالك ؟! ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مالك خي من ذلك ‪..‬‬
‫أم أب زرع ؟! فما أم أب زرع !!‬ ‫له إبل كثيات البارك ‪..‬‬
‫عكومها رداح ‪ ( ..‬سينة جيلة ) ‪..‬‬ ‫قليلت السارح ‪..‬‬
‫وبيتها فساح ‪ ( ..‬بيتها واسع ) ‪..‬‬ ‫وإذا سعن الزهر ‪ ..‬أيقن• أنن هوالك ‪..‬‬
‫ابن أب زرع ؟! فما بن أب زرع !!‬ ‫( زوجها اسه مالك ‪ ..‬مهم ا وصفته ل ن تيط‬
‫مضجعه كمسل شطبة ‪ ( ..‬ينام نوما‪ S‬رفيقا‪ S‬بأدب ) ‪..‬‬ ‫بأو صافه الميلة ‪ ..‬إبله دائما‪ S‬ق ريب ة منه وق ل ما‬
‫ويشبعه ذراع الفرة ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا‪.. ) S‬‬ ‫ت سر ح أي تذه ب للرعي ‪..‬ل تكون جاهة للحلب‬
‫بنت أب زرع ؟! فما بنت أب زرع !!‬ ‫منها و نرها للضيوف ‪ ..‬و إذا سعت افب ل صوت‬
‫طوع أبيها وطوع أمها ‪..‬‬ ‫السكي ح د‘ وته‘ز ‪ ..‬علم ت أن ه سيهلك‬
‫ت‬ ‫الزه ر‬
‫وملء كسائها ‪ ( ..‬متسترة ) ‪..‬‬ ‫بعضهن ذبا‪ S‬للضيوف ) ‪..‬‬
‫وغيظ جارتا ‪ ( ..‬تغار جاراتا من جالا ولذة عيشها ) ‪..‬‬ ‫قالت الادية عشرة ‪:‬‬
‫جارية أب زرع ؟! فما جارية أب زرع !! ( الادمة !! )‬ ‫زوجي أبو زرع ؟! ( اسه أبو زرع ) ‪..‬‬
‫ل تبث حديثنا تبثيثا‪ ( .. S‬ل تنشر أسرار البيت ) ‪..‬‬ ‫فما أبو زرع ‪..‬‬
‫ول تنفث مي تنا تنفيثا‪ ( .. S‬ل تبدد طعام ا لبي ت وتعبث‬ ‫أناس م ن حلي أذن ‪ ( ..‬أ لبسها اللي وا لذهب )‬
‫به ) ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ول تل بيتنا تعشيشا‪ ( .. S‬ل تمل البيت فيمتل بالوساخ‬ ‫ومل من شحم عضدي ‪ ( ..‬سنت عنده ) ‪..‬‬
‫) ‪..‬‬ ‫وبحن فبجحت إل نفسي ‪ ( ..‬مدحن حت‬
‫ث قالت ‪:‬‬ ‫أعجبت بنفسي ) ‪..‬‬
‫خرج أبو زرع والوطاب تخض ‪ ( ..‬خرج من بيته يوما‬ ‫وجدن ف أهل غني مة بش ق‪ ( .. ÿ‬كان اهلها فقراء‬
‫ف وقت ربيع ) ‪..‬‬ ‫ل يلكون إل غنيمات ) ‪..‬‬
‫فلقى امرأة معها ولد ان لا كالفهدين ‪ ( ..‬رأى امرأة‬ ‫فجعلن ف أهل صهيل وأطيط ( نقلها إل بيت فيه‬
‫جالسة حولا طفلن جيلن قويا البنية ) ‪..‬‬ ‫خيل وإبل ) ‪..‬‬

‫‪154‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ابنتك ‪ ..‬زوجتك ‪..‬‬ ‫يلعبان من تت خصرها برمانتي ‪ ( ..‬يلعبان‬
‫زوجك ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬زميلتك ‪..‬‬ ‫بثدييها ) ‪..‬‬
‫كل من تالطهم كن حيا‪ S‬متفاعل‪.. S‬‬ ‫فطلقن ون كحها ‪ ( ..‬أ عجبته ‪ ..‬فطلق أم زرع‬
‫أحيانا‪ S‬تكون ناسيا‪ S‬الوضوع ‪ ..‬قال لك – مثل‪: - S‬‬ ‫وتزوجها !! ) ‪..‬‬
‫أبشرك الوالد ش في من مرضه ‪ ..‬فل تقل ‪ :‬أصل‪ .. S‬مت‬ ‫فنكحت بعد ه رجل سريا‪ ( .. S‬ت زوجت ام زرع‬
‫مرض ؟!!‬ ‫رجل‪ S‬كريا‪.. ) S‬‬
‫أو ‪ :‬أخي خرج من السجن ‪ ..‬ل تقل ‪ :‬وال ما دريت‬ ‫ركب شريا‪( .. S‬ركب خيل‪ S‬سابقا‪.. ) S‬‬
‫أصل‪ S‬أنه دخل السجن ‪..‬‬ ‫وأخذ خطيا‪.. S‬‬
‫وأخيا‪ .. S‬يا جاعة ‪..‬‬ ‫وأراح علي نعما‪ S‬ثريا‪ ( .. S‬أ كرمها وأهداه ا لنه‬
‫التشجيع والتفاعل ينفع حت مع اليوانات ‪..‬‬ ‫ثري ) ‪..‬‬
‫قال أبو بكر الرقي ‪:‬‬ ‫و أعطان م ن كل رائ حة زوجا‪ ( .. S‬أ كثر لا من‬
‫كنت بالبادية ‪..‬‬ ‫الطياب ويعطيها ا ثني من ك ل شيء ل تستعمل‬
‫فوافيت قبيلة من قبائل العرب ‪ ..‬فأضافن رج ل منهم‬ ‫وتدي إن شاءت ) ‪..‬‬
‫وأدخلن خباءه ‪..‬‬ ‫وقال ‪ :‬كلي أم زرع ‪..‬‬
‫فرأي ت ف الباء عبدا أسود مقيدا‪ S‬بقيد ‪ ..‬ور أيت ج مال‬ ‫وميي أهلك ‪ ( ..‬أهدي لهلك وأعطيهم ) ‪..‬‬
‫قد ماتت بي يدي البيت ‪..‬‬ ‫ث قالت ‪:‬‬
‫وقد بقى منها جل وهو ناحل ذابل كأنه ينزع روحه ‪..‬‬ ‫فلو جعت كل شيء أعطانيه ‪..‬‬
‫فقال ل الغلم ‪ :‬أ نت ض يف ‪ ..‬ولك حق ‪ ..‬فتشفع ف‬ ‫ما بلغ أصغر آنية أب زرع ‪ ( ..‬ل يزال قلبها معلقا‬
‫إل مولي ‪ ..‬فإنه مكرم لضيفه ‪ ..‬فل يرد شفاعتك ف‬ ‫بأب زرع ‪ !!..‬ما الب إل للحبيب الول )‬
‫هذا القدر ‪ ..‬فعساه يل القيد عن ‪..‬‬ ‫كان ‪ ‬يست مع بك ل غنصات إل عائشة وهي‬
‫فسكت عنه ‪ ..‬ول أدر ما جرمه ‪..‬‬ ‫ضجر ول ملل‪ .. S‬مع تع به‬
‫تد ثه ‪ ..‬ول يظهر لا ا‪S‬‬
‫فلما أحضروا الطعام ‪ ..‬امتنعت ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬ ‫وكثرة مشاغله ‪ ..‬وتراكم هومه ‪..‬‬
‫ل آكل ‪ ..‬ما ل أشفع ف هذا العبد ‪..‬‬ ‫حت إذا انتهت عائشة من حديثها ‪:‬‬
‫فقال السيد ‪ :‬إن هذا ا لعب د قد أفقرن ‪ ..‬وأهل ك جيع‬ ‫قال ‪ : e‬كنت لك كأب زرع لم زرع ‪..‬‬
‫مال ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬اتفقنا ‪ ..‬على أهية إظهار اللطف والهتمام‬
‫فقلت ‪ :‬ماذا فعل ؟!‬ ‫بالناس ‪..‬‬
‫وتا‪ ÔS‬طيبا‪ .. S‬وإن كنت أ عيش من ظهور‬
‫فقال ‪ :‬إ ن له ص‬ ‫فإذا جاءك ولدك متزينا‪ S‬بثوب جيل ‪ ..‬ما رأيك يا‬
‫هذه المال ‪ ..‬فحم•لها أحال‪ S‬ثقال‪.. S‬‬ ‫أب ؟ ‪ ..‬تفاعل ‪..‬‬

‫‪155‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهت كذلك ‪..‬‬ ‫وكان ي نشد الشعار ويدو با ‪ ..‬حت قطعت‬
‫عندما ننصح الناس ‪ ..‬فنحن ف الواقع نتعامل مع قلوبم‬ ‫مسية ثلثة أيام ف ليلة واحدة من طيب نغمته ‪..‬‬
‫‪ ..‬ل أجسادهم ‪..‬‬ ‫فلما حطت أحالا ‪ ..‬ماتت كلها ‪ ..‬إل هذا المل‬
‫لذلك تد بعض البناء يتقبل من أمه ول يتقبل من أبيه ‪..‬‬ ‫الواحد ‪..‬‬
‫أو العكس ‪..‬‬ ‫و لكن أ ن ت ضيفي ‪ ..‬فلكرامتك قد وهبته لك ‪..‬‬
‫والطلب يتقبلون من مدرس ‪ ..‬دون الخر ‪..‬‬ ‫وأطلق الغلم من قيده ‪..‬‬
‫وأول الباعة ف النصيحة ‪..‬‬ ‫فاشتقت إل ساع هذا الصوت ‪..‬‬
‫أن ل تكثر منها وتدقق على كل صغي وكبي ‪ ..‬حت ل‬ ‫فلم ا أص بحنا أمره أن يدو على جل ي ستقى الاء‬
‫يشعر الخرون أنك مراقب لركاتم وسكناتم ‪ ..‬فتثقل‬ ‫من بئر هناك ‪ ..‬لينشط المل للعمل ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬ ‫فانطلق الغلم بصوت حسن ‪ ..‬فلما رفع صوته ‪..‬‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه *** لكن سيد قومه التغاب‬ ‫سعه المل فهام وهاج ونسي نفسه ‪ ..‬حت قطع‬
‫وإن استطعت أن تقدم انصيحة على شكل اقتراح ‪..‬‬ ‫حباله ‪..‬‬
‫فافعل ‪..‬‬ ‫ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوت ‪ ..‬فما‬
‫(‪)71‬‬
‫لو قللت اللح ف الطعام ‪ ..‬لكان أحسن ‪..‬‬ ‫أظن أن سعت قط صوتا‪ S‬أطيب منه ‪..‬‬
‫لو تغي ملبسك بثياب أجل ‪..‬‬ ‫طور نفسك بالتدريب ‪..‬‬
‫لو ما تتأخر عن مدرستك مرة أخرى ‪ ..‬أفضل ‪..‬‬ ‫كن حيا‪ S‬ل ميتا‪ .. S‬تفاعل بكلمك ‪ ..‬بتعبيات‬
‫ما رأيك لو فعلت كذا ‪ ..‬أقترح عليك كذا وكذا ‪..‬‬ ‫وجهك ‪ ..‬حت يأنس الخرون بك ‪..‬‬
‫أحسن من قولك ‪..‬‬
‫يا قليل الدب ‪ ..‬كم مرة قلت لك ‪ ..‬أنت ما تفهم ‪..‬‬ ‫‪.55‬اجعل لسانك عذبا‪.. S‬‬
‫إل مت أعلمك ؟!!‬ ‫ل تلو حياتنا من مواقف نتاج فيها إل تقدي‬
‫اجعله يتفظ باء وجهه ‪ ..‬ويشعر بقيمته حت وهو مطئ‬ ‫توجيهات ونصائح للخرين ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الولد ‪ ..‬الزوج ‪ ..‬الصديق ‪ ..‬الار ‪ ..‬البوين ‪..‬‬
‫لن القصود علج أخطائه ل النتقام منه أوإهانته ‪..‬‬ ‫تتلف نايات النصائح ‪ ..‬باختلف بداياتا ‪..‬‬
‫يعن يا جاعة ‪ ..‬بالعبارة الصرية ‪:‬‬ ‫أعن ‪ :‬إن كانت البداية بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫ل أحد يب أن يتلقى الوامر ‪..‬‬ ‫ومدخل لطيف ‪..‬‬
‫أراد ‪ ‬يوما‪ S‬أن يوجه عبد ال بن عمر للتعبد بصلة‬ ‫انتهت كذلك ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫وإن كانت بأسلوب جاف ‪ ..‬ومدخل عنيف ‪..‬‬
‫فما دعاه وقال ‪ :‬يا عبد ال قم الليل ‪..‬‬
‫( ) إحياء علوم الدين ‪2/275‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪156‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫وإنا قدم النصيحة على شكل اقتراح ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ومضت اليام ‪ ..‬وكشف ال له القضية كلها ‪..‬‬ ‫نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ‪..‬‬
‫وبعد أيام ‪ ..‬أسر إل حفصة ‪ ‬حديثا‪ .. S‬فأظهرته ‪..‬‬ ‫وف رواية قال ‪ :‬يا عبد ال ل تكن مثل فلن ‪..‬‬
‫فدخل عليها يوما‪ .. S‬وعندها الشفاء بنت عبد ال ‪..‬‬ ‫كان يقوم الليل ‪..‬‬
‫وكانت صحابية تتعلم الطب ‪ ..‬وتعال الناس ‪..‬‬ ‫بل إن استطعت أن تلفت نظره إل الخطاء من‬
‫فقال ‪ ‬للشفاء ‪ :‬أل تعلمي هذه رقية النملة كما‬ ‫حيث ل يشعر فهو أول ‪..‬‬
‫علمتيها الكتابة ‪..‬‬ ‫عطس رجل عند عبد ال بن البارك ‪ ..‬فلم يقل‬
‫ورقية النملة كلم كانت نساء العرب تقوله ‪ ..‬يعلم كل‬ ‫المد ل ‪ ..‬فقال عبد ال ‪ :‬ماذا يقول العاطس إذا‬
‫من سعه أنه كلم ل يضر ول ينفع ‪..‬‬ ‫عطس ؟ قال ‪ :‬المد ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬عبد ال ‪:‬‬
‫ورقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال ‪:‬‬ ‫يرحك ال ‪..‬‬
‫العروس تتفل ‪ ..‬وتتضب وتكتحل ‪ ..‬وكل شيء تفتعل‬ ‫وكان رسول ال ‪ r‬كذلك ‪..‬‬
‫‪ ..‬غي أن ل تعصي الرجل ‪..‬‬ ‫كان إذا انصرف من صلة العصر ‪ ..‬دخل على‬
‫فأراد ‪ r‬بذا القال تأنيب حفصة والتأديب لا تعريضا‪.. S‬‬ ‫نسائه واحدة واحدة ‪..‬‬
‫بأن تردد جلة ‪ :‬غي أن ل تعصي الرجل ‪..‬‬ ‫فيدنو من إحداهن ‪ ..‬ويتحدث معها ‪..‬‬
‫أحد السلف استلف منه رجل كتابا‪ .. S‬فرده إليه بعد أيام‬ ‫فدخل على زينب بن جحش ‪ ..‬فوجد عندها‬
‫وعليه آثار طعام ‪ ..‬كأنه حل عليه خبزا‪ S‬أو عنبا‪.. S‬‬ ‫عسل‪ .. S‬وكان ‪ r‬يب العسل واللواء ‪..‬‬
‫فسكت صاحب الكتاب ‪..‬‬ ‫فاحتبس عندها أكثر ما كان يتبس عند غيها ‪..‬‬
‫وبعد أيام جاءه صاحبه يستعي منه كتابا‪ S‬آخر ‪ ..‬فأعطاه‬ ‫فغارت عائشة وحفصة ‪ ..‬وتواصتا من دخل عليها‬
‫الكتاب ف طبق ‪!!..‬‬ ‫تقول له ‪:‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬إنا أريد الكتاب ‪ ..‬فما بال الطبق ؟!‬ ‫أجد منك ريح مغافي ‪ ..‬وهو شراب حلو يشبه‬
‫فقال ‪ :‬الكتاب لتقرأ فيه ‪ ..‬والطبق لتحمل عليه‬ ‫العسل ‪ ..‬ولكن له رائحة سيئة ‪..‬‬
‫طعامك !!‬ ‫وكان ‪ r‬يشتد عليه أن يوجد منه الريح من بدنه‬
‫فأخذ الكتاب ‪ ..‬ومضى ‪ ..‬فقد وصلت الرسالة ‪..‬‬ ‫أو فمه ‪ ..‬لنه يناجي جبيل ‪ ..‬ويناجي الناس ‪..‬‬
‫وأذكر أن أن أحدهم كان يعود إل بيته ليل‪ .. S‬وينزع‬ ‫فلما دخل على حفصة ‪ ..‬سألته ماذا أكل ؟‬
‫ثوبه ‪ ..‬يعلقه على الشماعة ‪ ..‬وينام ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬شربت عسل‪ S‬عند زينب ‪..‬‬
‫فتأت زوجته ‪ ..‬وتفتح مفظة النقود ‪ ..‬ث تأخذ الصرف‬ ‫فقالت ‪ :‬إن أجد منك ريح مغافي ‪..‬‬
‫الوجود ‪ ..‬من فئة الريال ‪ ..‬والمسة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل بل شربت عسل‪ .. S‬ولن أعود له ‪..‬‬
‫فإذا استيقظ صباحا‪ S‬وذهب إلى عمله ‪ ..‬واحتاج أن‬ ‫ث قام ودخل على عائشة ‪ ..‬فقالت له عائشة مثل‬

‫‪157‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والبنت الصغية تسمع وهي ساكته ‪..‬‬ ‫ياسب ف بقالة ونوها ‪ ..‬ل يد صرفا‪.. S‬‬
‫وبعد الغداء رجعت الصغية إل غرفتها ‪ ..‬فإذا بي يديها‬ ‫فراقبها ‪ ..‬حت فهم القضية ‪..‬‬
‫ألعاب كثية ‪ ..‬والعروسة من بينها ‪ ..‬فالتقطتها ‪..‬‬ ‫فرجع إل بيته يوما‪ .. S‬وقد جعل ف جيبه ضفدعا‬
‫وجاءت با إل الم وقال ‪ :‬ماما ‪ ..‬هذه التيطردت‬ ‫‪..‬‬
‫اللئكة ‪ ..‬افعلي با ماشئت !!‬ ‫ونزع ثوبه كالعادة ‪ ..‬واضطجع كهيئة النائم ‪..‬‬
‫يعن دع النصوح يتفظ باء وجهه ‪ ..‬ويكن أن تأكل‬ ‫وأخذ يشخر ‪ ..‬وهو يراقب الثوب ‪..‬‬
‫العسل من غي أن تطم اللية ‪..‬‬ ‫فأقبلت زوجته لتأخذ ما يتيسر ‪..‬كالعادة !!‬
‫ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله ‪..‬‬ ‫أقبلت إل الثوب تشي رويدا‪ .. S‬أدخلت يدها‬
‫بل وأحسن الظن به ‪ ..‬واعتب أنه وقع ف الطأ من غي‬ ‫بدوووء ‪..‬‬
‫قصد ‪ ..‬أو من غي أن يعلم ‪..‬‬ ‫فلمست الضفدع ‪ ..‬فتحرك فجأة ‪ ..‬فصرخت ‪:‬‬
‫كانت المر ف أول السلم ل ترم بعد ‪..‬‬ ‫آآآآه‪ ..‬يدي ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل عامر بن ربيعة ‪ ..‬الصحاب الليل ‪..‬‬ ‫ففتح الزوج عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬وأنا ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬جيب‬
‫من سفر ‪ ..‬فأهدى لرسول ال ‪ r‬راوية خر ‪ ..‬جرة كاملة‬ ‫‪..‬‬
‫ملوءة خرا‪.. S‬‬ ‫ليتنا نستعمل هذا السلوب ‪ ..‬مع جيع الناس ‪..‬‬
‫نظر النب ‪ ‬إل المر مستغربا‪ .. S‬والتفت إل عامر بن‬ ‫أولدنا إذا وقعوا ف أخطاء ‪ ..‬ومع طلبنا ‪..‬‬
‫ربيعة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أما علمت أنا قد حرمت ‪..‬؟‬ ‫نايف أحد الصدقاء ‪ ..‬كان له أم صالة ‪ ..‬ل‬
‫قال ‪ :‬حرمت ؟! ل ‪ ..‬ما علمت يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ترضى ن يبقى ف البيت صور أبدا‪ .. S‬لن اللئكة‬
‫قال ‪ :‬فإنا قد حرمت ‪..‬‬ ‫ل تدخل بيتا‪ S‬فيه كلب ول صورة ‪..‬‬
‫فحملها عامر ‪ ..‬فأسر• إليه بعضهم بأن يبيعها ‪..‬‬ ‫كان عندها طقلة صغية ‪ ..‬عندها ألعاب متنوعة‬
‫فسمعه النب ‪ ‬فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬إن ال إذا حرم شيئا‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬إل الد‪â‬مى ‪ ..‬العرائس ‪..‬‬
‫حرم ثنه ‪..‬‬ ‫أهدت إليها خالتها د مية ‪ ..‬عروسة ‪ ..‬وقالت لا ‪:‬‬
‫(‪)72‬‬
‫فأخذها ‪ ‬فاهراقها على التراب ‪..‬‬ ‫العب با ف غرفتك ‪ ..‬واحذري أن تراها أمك ‪..‬‬
‫وانتبه أن تدح نفسك وأنت تنصح ‪ ..‬فترفع نفسك‬ ‫وبعد يومي ‪ ..‬علمت الم ‪..‬‬
‫وتسحب النصوح إل القاع ‪ ..‬ل أحد يرضى بذلك ‪..‬‬ ‫فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫بعض الباء – مثل‪ .. -S‬إذا نصح ولده بدأ يذكر أماده‬ ‫جلسوا على الطعام ‪ ..‬فقالت أم نايف ‪ :‬يا أولد‬
‫‪..‬أنا كنت وكنت ‪ ..‬ولعل الولد يعلم تاريخ والده ‪!!..‬‬ ‫‪ !!..‬من يومي ‪ ..‬وأنا أشعر أن البيت ليس فيه‬
‫ملئكة !! ل أدري لاذا خرجت ‪ ..‬ل حول ول‬
‫قوة إل بال ‪..‬‬
‫( ) رواه الطبان‬ ‫‪72‬‬

‫‪158‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهى ‪..‬‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫يا معاذ ‪ ..‬وال إن أحبك ‪ ..‬فل تدعن ف دبر كل صلة‬ ‫الكلمة الطيبة ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬
‫أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على ذكرك ‪ ..‬وشكرك ‪ ..‬وحسن‬
‫عبادتك ‪..‬‬ ‫‪.56‬اختصر ‪ ..‬ول تادل ‪..‬‬
‫يا عمر ‪ ..‬إنك رجل قوي ‪ ..‬فل تزاحن عند الجر ‪..‬‬ ‫يقولون ‪ :‬إن الناصح كاللد ‪..‬‬
‫وكذلك كان العقلء بعده ‪..‬‬ ‫وبقدر مهارة اللد ف اللد ‪ ..‬يبقى الل ‪..‬‬
‫لقي أبو هريرة ‪ ‬الفرزدق الشاعر فقال ‪:‬‬ ‫أقول ‪ :‬مهارة اللد ‪ ..‬ل قوة اللد !!‬
‫يا ابن أخي إن أرى قدميك صغيتي ‪ ..‬ولن تعدم لما‬ ‫فاللد العنيف الذي يضرب بقوة ‪ ..‬يتأل‬
‫موضعا ف النة ‪..‬‬ ‫الضروب وقت وقوع السياط ‪ ..‬ث ما يلبث حت‬
‫يعن فاعمل لا ‪ ..‬ودع عنك قذف لصنات ف شعرك ‪..‬‬ ‫ينساها ‪..‬‬
‫وعمر ‪ .. ‬كان على فراش الوت ‪ ..‬فجعلوا الناس‬ ‫أما اللد الستاذ ف صنعته ‪..‬فقد ل يضرب بقوة‬
‫يثنون عليه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لكنه يعلم أن يوقع السوط ‪..‬‬
‫وجاء شاب فقال ‪ :‬أبشر يا أمي الؤمني ببشرى ال لك‬ ‫كذلك الناصح ‪ ..‬ليست العبة بكثرة الكلم ‪..‬‬
‫من صحبة رسول ال ‪ .. ‬وقدم ف السلم ما قد‬ ‫ول طول النصيحة ‪..‬‬
‫علمت ‪..‬ث و ل يت فعدلت ‪ ..‬ث شهادة ‪..‬‬ ‫وإنا بأسلوب الناصح ‪..‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬وددت أن ذلك كفاف ل علي ول ل ‪..‬‬ ‫فاختصر قدر الستطاع ‪ ..‬إذا أردت أن تنصحه فل‬
‫فلما أدبر الشاب ‪ ..‬فإذا إزاره يس الرض ‪ ..‬مسبل ‪..‬‬ ‫تلق عليه ماضرة ‪!!..‬‬
‫فأراد عمر ‪ ‬أن يقدم النصيحة للشاب ‪..‬‬ ‫خاصة إذا كان المر متفقا‪ S‬عليه ‪ ..‬كمن تنصحه‬
‫فقال ‪ :‬ردوا علي الغلم ‪..‬‬ ‫عن الغضب ‪ ..‬أو شرب المر ‪ ..‬أو ترك الصلة‬
‫فلما وقف الشاب بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا بن أخي ‪ ..‬ارفع‬ ‫‪ ..‬أو عقوق الوالدين ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫ثوبك ‪ ..‬فإنه أنقى لثوبك ‪ ..‬وأتقى لربك (‪.. )73‬‬ ‫تأملت النصائح النبوية الشخصية الباشرة ‪..‬‬
‫انتهى ‪ ..‬باختصار ‪ ..‬الرسالة وصلت ‪..‬‬ ‫فوجدتا ل تزيد الواحدة منها عن سطر واحد ‪..‬‬
‫واترك الدال قدر الستطاع ‪..‬‬ ‫أو سطرين ‪..‬‬
‫خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر ‪ ..‬فالقصود‬ ‫اسع ‪ :‬يا علي ‪ ..‬ل تتبع النظرة النظرة ‪ ..‬فإن لك‬
‫إيصال النصيحة إليه ‪..‬‬ ‫الول وليست لك الثانية ‪..‬‬
‫وقد ذم ال الدال ‪ ( :‬ما ضربوه لك إل جدل‪.. ) S‬‬ ‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬
‫وقال ‪ : ‬ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ‪ ..‬إل أوتوا‬ ‫يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬كن ف الدنيا كأنك غريب‬
‫‪ ..‬أو عابر سبيل ‪..‬‬
‫( ) البخاري‬ ‫‪73‬‬

‫‪159‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان خاطئا‪.. S‬‬ ‫الدل ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬أنا زعيم لبيت ف ربض النة لن ترك‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫الدال وإن كان مقا‪.. S‬‬
‫نبه على الطأ ‪ ..‬ول تلق ماضرة ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬يقتنع الشخص بالفكرة ‪ ..‬لكن أكثر النفوس‬
‫فيها أنفة وكب ‪..‬‬
‫‪.57‬ل تبال بكلم اللق ‪..‬‬
‫( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما‪ S‬وعلوا‪.. ) S‬‬
‫أعجبتن عبارة رددها ابن عبد الرحن يوما‪ .. S‬وأظنه ف‬
‫فالغاية عندك أنت أصل‪ S‬أن يعرف الطأ ليتجنبه ف‬
‫ذلك السن ل يكن يفقه معناها‪..‬‬
‫الرة القادمة ‪ ..‬وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ‪..‬‬
‫كان يقول ‪:‬طن‪Á‬ش تع تشـن ـت ـع ش ‪!!..‬‬
‫فلستما ف حلبة مصارعة ‪..‬‬
‫تأملت ف هذه العبارة وأنا ألحظ حول انتقادات الناس‬
‫دخل النب ‪ ‬على علي وفاطمة ‪ .. ‬ليل‪.. S‬‬
‫‪ ..‬وآراءهم ‪ ..‬وأحاديثهم ‪..‬‬
‫فقال لما ‪ :‬أل تصليان ‪ ..‬أي أل تقوما الليل ‪..‬‬
‫فوجدت أن الناس ف كلمهم وذمهم لنا يتنوعون ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬أنفسنا بيد ال ‪ ..‬مت شاء أن يبعثنا ‪..‬‬
‫فيهم الناصح الصادق الذي ل يتقن فن النصيحة ‪..‬‬
‫بعثنا ‪..‬‬
‫وبالتال يزنك بأسلوب نصحه أكثر ما يفرحك ‪..‬‬
‫فولها النب ‪ ‬ظهره ‪ ..‬ومضى وهو يضرب بيده‬
‫وفيهم الاسد ‪ ..‬الذي يقصد حزنك وهك ‪..‬‬
‫على فخذه ويقول ‪ :‬وكان النسان أكثر شيء‬
‫وفيهم قليل البة ‪ ..‬الذي يهذي با ل يدري ‪ ..‬ولو‬
‫جدل‪.. )74( .. S‬‬
‫سكت لكان خيا‪ S‬له ‪..‬‬
‫وأحيانا‪ S‬قد يذكر النصوح ‪ ..‬كلما‪ S‬يعتذر به ‪..‬‬
‫وفيهم من طبيعته النتقاد أصل‪ .. S‬فهو ينظر للحياة‬
‫وهو ليس عذرا‪ S‬مقنعا‪ S‬لكنه يقوله ‪..‬ليحفظ ماء‬
‫بنظارة سوداء ‪..‬‬
‫وجهه ‪..‬‬
‫وقديا‪ S‬قيل ‪ :‬لو اتدت الذواق لبارت السلع ‪..‬‬
‫فكن سحا‪.. S‬‬
‫ذكروا أن جحا ركب على حار ‪ ..‬وولده يشي بانبه ‪..‬‬
‫ول تغلق عليه البواب بل أبقها مفتوحة أمامه‬
‫فمروا بناس ‪ ..‬فقال الناس ‪ :‬انظروا لذا الب الغليظ‬
‫وأنت تنصح ‪..‬‬
‫يركب مرتاحا‪ .. S‬ويدع ولده يشي ف الشمس ‪..‬‬
‫وحت لو تكلم بكلم خاطئ ‪ ..‬فيمكن أن تعال‬
‫سعهم جحا ‪ ..‬فأوقف المار ‪ ..‬ونزل ‪ ..‬وأركب ولده‬
‫خطأه من حيث ل يشعر ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫كأن تقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬وأنا معك أن النسان يفقد‬
‫ث مشيا ‪ ..‬وجحا يشعر بنوع من الزهو ‪..‬‬
‫أعصابه غصبا‪ S‬عنه ‪..‬‬
‫فمرا بقوم آخرين ‪ ..‬فقال أحدهم ‪ :‬انظروا إل هذا البن‬
‫وأثن عليه ‪ ..‬ث قل ‪ :‬ولكن ‪ ..‬ث انسف كلمه إن‬
‫العاق ‪ ..‬يركب ويدع أباه يشي ف الشمس ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪74‬‬

‫‪160‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وعموما‪.. S‬‬ ‫سعهم جحا ‪..‬‬
‫ليس يلو الرء من ضد ولو **‬ ‫فأوق المار ‪ ..‬ث ركب مع ولده ‪ ..‬ليتقو كلم‬
‫طلب العزلة ف رأس جبل ‪!!..‬‬ ‫الناس وانتقاداتم ‪..‬‬
‫فل تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذين الغليظي ‪..‬‬
‫ل يرحون اليوان ‪..‬‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫فنزل جحا ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬انزل ‪..‬‬
‫قال أحد السلف ‪ :‬من جعل دينه عرضة للخصومات ‪..‬‬ ‫فنزل الولد وجعل يشي بانب أبيه ‪ ..‬والمار‬
‫أكثر التنقل !!‬ ‫ليس فوقه أحد ‪..‬‬
‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذين السفيهي‬
‫‪.58‬ابتسم ‪ ..‬ث ابتسم ‪ ..‬ث ابتسـ ‪ ..‬ث أبتـ ‪..‬‬
‫‪ ..‬يشيان والمار فارغ ‪ ..‬وهل خلق المار إل‬
‫أعرفه منذ سني ‪ ..‬فهو أحد زملئي ف عملي ‪ ..‬على‬
‫لي ركب ‪..‬‬
‫كل حال ‪..‬‬
‫فصرخ جحا وجر‘ ولده معه ‪ ..‬ودخل تت المار‬
‫لكن هل تصدق أنن إل الن ل أدري هل نبتت له أسنان‬
‫‪ ..‬وحله ‪!!..‬‬
‫أم ل !!‬
‫ولو رأيت جحا وقتها لقلت له ‪ :‬يا حبيب القلب‬
‫دائم التجهم ‪ ..‬والعبوس ‪ ..‬وكأنه إذا ابتسم نقص عمره‬
‫‪ ..‬افعل ما تشاء ‪ ..‬ول تبال بكلم اللق ‪ ..‬فرضا‬
‫‪ ..‬أو قل ماله !!‬
‫الناس غاية ل تدرك ‪..‬‬
‫قال جرير بن عبد ال البجلي ‪ :‬ما رآن رسول ال ‪ ‬إل‬
‫ومن الذي ينجو من الناس سالا‪S‬‬
‫تبسم ف وجهي ‪..‬‬
‫ولو غاب عنهم بي خافيت نسر ‪..‬‬
‫البتسامة أنواع ‪ ..‬ومراتب ‪..‬‬
‫بعض الناس ‪ ..‬ل يفكر ف رأيه قبل أن يطرحه ‪..‬‬
‫فمنها البشاشة الدائمة ‪ ..‬أن يكون وجهك صبوحا‬
‫يأتيك بعدما تتزوج ‪ ..‬ويقول ‪ ..‬ليش تطب‬
‫مبتهجا‪ S‬دائما‪.. S‬‬
‫فلنة ؟‬
‫فلو كنت مدرسا‪ S‬ودخلت الفصل على طلبك ‪ ..‬فالقهم‬
‫وكأن بك ‪ ..‬تتمن أن تصرخ ف وجهه وتقول ‪ :‬يا‬
‫بوجه بشوش ‪..‬‬
‫أخي تزوجت ‪ ..‬خلص ‪ ..‬انتهى الوضوع ‪ ..‬ما‬
‫ركبت طائرة ‪ ..‬ومشيت ف المر والناس ينظرون إليك‬
‫أحد طلب منك اقتراحات ‪..‬‬
‫‪ ..‬كن بشوشا‪.. S‬‬
‫أو يأتيك وقد بعت سيارتك ‪ ..‬فيقول ‪ ..‬ليتك‬
‫دخلت بقالة ‪ ..‬أو مطة وقود ‪ ..‬مددت له الساب ‪..‬‬
‫أخبتن ‪ ..‬فلن كان سيعطيك أكثر ‪..‬‬
‫ابتسم ‪..‬‬
‫يا أخي ‪ ..‬بس !! الرجال باع سيارته ‪ ..‬خلص‬
‫ف اللس ‪ ..‬ودخل شخص وسلم بصوت عال ‪ ..‬ومر‬
‫وانتهى ‪ ..‬ل تشغله باللتفات وراءه !!‬

‫‪161‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده !‬ ‫بنظره على الالسي ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬
‫هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كل ‪..‬‬ ‫دخلت على مموعة ‪ ..‬وصافحتهم ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬
‫إذن ليس مثل الصب والتحمل ‪..‬‬ ‫وعموما‪ : S‬البتسامة لا من التأثي الكبي ف‬
‫نعم بعض المور نثور لا ونغضب ‪ ..‬وعلجها شيء آخر‬ ‫امتصاص الغضب والشك والتردد ‪ ..‬ما ل‬
‫تاما‪.. S‬‬ ‫يشاركها غيها ‪..‬‬
‫وصدق ‪ ‬لا قال ‪ :‬ليس الشديد بالصرعة ‪ ..‬إنا الشديد‬ ‫البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه ‪..‬‬
‫الذي يلك نفسه عند الغضب ‪..‬‬ ‫والتبسم ‪..‬‬
‫كان النب الكري ‪ .. ‬يذب الناس بالتبسم والبشاشة‬ ‫كان أنس بن مالك ‪ ‬يشي مع النب ‪ r‬يوما‪..S‬‬
‫‪..‬‬ ‫والنب ‪ ‬عليه ب رد نران غليظ الاشية ‪..‬‬
‫خرجو إل غزوة خيب ‪ ..‬وف أثناء القتال ‪..‬‬ ‫فلحقهما أعراب ‪..‬‬
‫وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم ‪ ..‬قربة كاملة‬ ‫أقبل هذا العراب يري وراء النب ‪ ‬يريد أن‬
‫ملوءة سنا‪.. S‬‬ ‫يلحق به ‪ ..‬حت إذا اقترب منه ‪..‬‬
‫حله عبد ال بن مغفل ‪ ‬على عاتقه فرحا‪ S‬ومضى به إل‬ ‫جبذه بردائه جبذة شديدة ‪ ..‬فتحرك الرداء بعنف‬
‫رحله وأصحابه ‪..‬‬ ‫على رقبة النب ‪.. r‬‬
‫فلقيه الرجل السئول عن جع الغنائم وترتيبها ‪ ..‬فجذب‬ ‫قال أنس ‪ :‬حت نظرت إل صفحة عاتق رسول ال‬
‫الراب إليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫‪ .. r‬قد أثرت با حاشية الب رد من شدة جبذته ‪..‬‬
‫هات هذا نقسمه بي السلمي ‪..‬‬ ‫فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يترق وأقبل‬
‫فتعلق به عبد ال ‪ :‬ل وال ‪ ..‬ل أعطيكه ‪ ..‬أنا أصبته ‪..‬‬ ‫يريد معونة ‪ ..‬أو أحاطت بم غارة من الشركي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وجعل يتجاذبا الراب ‪..‬‬ ‫اسع ماذا يريد ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ‪ ( ..‬لحظ ل يقل‬
‫فمر بما رسول ال ‪ .. r‬فرآها ‪ ..‬وها يتجاذبان الراب‬ ‫‪ :‬يا رسول ال ) ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬م ر ل من مال ال الذي عندك ‪..‬‬
‫فتبسم ‪ r‬ضاحكا‪ .. S‬ث قال لصاحب الغان ‪:‬‬ ‫فالتفت رسول ال ‪ .. r‬ث ضحك ‪ ..‬ث أمر له‬
‫ل أبالك ‪ ..‬خل بينه وبينه ‪..‬‬ ‫بعطاء ‪..‬‬
‫فتركه ‪ ..‬فانطلق به عبد ال إل رحله وأصحابه ‪ ..‬فأكلوه‬ ‫نعم ‪ ..‬كان ‪ r‬بطل‪ S‬ل تستفزه مثل هذه التصرفات‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ول يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات ‪..‬‬
‫وأخيا‪ .. S‬تبسمك ف وجه أخيك صدقة ‪..‬‬ ‫كان واسع البطان ‪ ..‬قويا‪ S‬يضبط أعصابه ‪ ..‬دائم‬
‫قال ل ‪:‬‬ ‫البتسامة حت ف أحلك الظروف ‪ ..‬يفكر ف‬
‫فلن سحرن بأخلقه ‪ ..‬حت تعلقت به نفسي ‪ ..‬قلت‬ ‫عواقب المور قبل أن يفعلها ‪..‬‬

‫‪162‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت تأذن على مضض ‪..‬‬ ‫‪ :‬ل ؟! قال ‪ :‬دائما‪ S‬بشوش ‪ ..‬وما رآن إل تبسم‬
‫أو تد مموعة طلب ف يسكنون ف شقة واحدة ‪..‬‬ ‫!!‬
‫يستيقظ أحدهم ليذهب إل جامعته ‪ ..‬فيجد أن معطفه‬
‫لبسه فلن ‪ ..‬وحذاءه ف رجل فلن ‪..‬‬ ‫‪.59‬الطوط المر ‪..‬‬
‫ومن تعدي الطوط المراء أنك ‪ ..‬تد بعض الناس‬ ‫كان من طلب ف الامعة‪..‬‬
‫يرج صاحبه بزحة ثقيلة أو سؤال مرج ف ملس عام ‪..‬‬ ‫كان واسع الثقافة ‪ ..‬حريصا‪ S‬على تكوين علقات‬
‫والشخص مهما بلغ من البة لك ‪ ..‬إل أنه يبقى بشرا‬ ‫مع الناس ‪ ..‬لكنه كان ثقيل الدم عليهم ‪..‬‬
‫يرضى ويغضب ‪ ..‬ويفرح ويسخط ‪..‬‬ ‫جاءن يوما‪ .. S‬وقال ‪:‬‬
‫لا أقبل رسول ال ‪ r‬إل الدينة راجعا‪ S‬من تبوك ‪..‬‬ ‫يا دكتور ‪ ..‬زملئي يغضبون من دائما‪ .. S‬ل‬
‫قدم عليه ف ذلك الشهر عروة بن مسعود الثقفي ‪..‬‬ ‫يتحملون مزحي ‪..‬‬
‫وكان سيدا‪ S‬جليل القدر ‪ ..‬رفيع الكانة عند قومه ثقيف‬ ‫قلت ف نفسي ‪ :‬أنا ل أحتملك ساكتا‪ .. S‬فكيف‬
‫‪..‬‬ ‫أحتملك متكلما‪.. S‬؟! خاصة إذا كنت تستخف‬
‫فأدرك النب ‪ ‬قبل أن يصل إل الدينة ‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬ ‫دمك وتزح ‪!..‬‬
‫وسأله أن يرجع إل قومه فيدعوهم إل السلم ‪..‬‬ ‫سألته ‪ :‬لاذا ل يتملون مزحك ؟! أعطن مثال‪.. S‬‬
‫فخاف عليه ‪ ..‬وقال له ‪ :‬إنم قاتلوك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عطس أحدهم فقلت ‪ :‬ال يلعنك ‪ ( ..‬ث‬
‫وعرف ‪ r‬أن قبيلة ثقيف فيهم نوة المتناع ‪ ..‬والصرامة‬ ‫سكت‪ .. ) â‬فلما غضب ‪ ..‬أكملت قائل‪ : S‬يا‬
‫ف التعامل ‪ ..‬حت لو كان مع رئيسهم ‪..‬‬ ‫إبليس ‪ ..‬ويرحك يا فلن ‪!!..‬‬
‫فقال عروة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنا أحب إليهم من أبكارهم‬ ‫مسكي كان يظن نفسه بذلك ‪ ..‬خفيف الدم!!‬
‫‪ ..‬وأبصارهم ‪..‬‬ ‫الناس مهما قبلوا مزاحك ومداعباتك ‪ ..‬إل أنه‬
‫وكان مببا‪ S‬مطاعا‪ S‬فيهم ‪..‬‬ ‫تبقى هناك خطوط حراء ل يبون أن تتعداها ‪..‬‬
‫فخرج يدعو قومه إل السلم رجاء أن ل يالفوه ‪..‬‬ ‫خاصة إذا كان ذلك أمام الخرين ‪..‬‬
‫لعظم منزلته فيهم ‪..‬‬ ‫بعض الناس ل يراعي ذلك ‪..‬‬
‫فلما وصل إل ديار قومه ‪ ..‬رقى على مرتفع وصاح بم‬ ‫فتجد أنه يعتدي على حاجاتم ‪..‬‬
‫حت اجتمعوا ‪ ..‬وهو سيدهم ‪..‬‬ ‫فمثل‪ S‬من باب ( اليانة ) يأخذ هاتفك الوال‬
‫فدعاهم إل السلم ‪ ..‬وأظهر لم أنه أسلم ‪ ..‬وجعل‬ ‫ويتصل به كما يريد ‪ ..‬أو ربا أرسل رسائل إل‬
‫يردد ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا‪ S‬رسول ال‬ ‫أشخاص أنت ل ترغب أن يظهر رقم هاتفك‬
‫‪..‬‬ ‫عندهم ‪..‬‬
‫فلما سعوا منه ذلك ‪ ..‬صاحوا ‪ ..‬وثاروا أن يتركوا‬ ‫أو يأخذ سيارتك بغي إذنك ‪ ..‬أو يرجك بطلبها‬

‫‪163‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فنعس رجل وهو على راحلته ‪..‬‬ ‫آلتهم ‪..‬‬
‫فغافله صاحبه وانتزع سهما‪ S‬من كنانته ‪..‬‬ ‫ورموه بالنبل من كل جهة ‪..‬‬
‫فشعر الرجل بن يعبث بسلحه ‪ ..‬فانتبه فزعا‪ S‬مذعورا‪.. S‬‬ ‫حت وقع صريعا‪.. t S‬‬
‫(‪)76‬‬
‫فقال ‪ : ‬ل يل لرجل أن يروع مسلما‪.. S‬‬ ‫فأقبل إليه أبناء عمه ‪ ..‬وهو ينازع الوت ‪..‬‬
‫ومثله الذي يزح فياك أوقفت سيارتك عند بقالة – مثل‬ ‫وقال ‪ :‬يا عروة ‪ :‬ما ترى ف دمك ؟‬
‫‪ -‬وهي تشتغل فيأت ويقودها ‪ ..‬ويوهك أنا سرقت ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬كرامة أكرمن ال با ‪ ..‬وشهادة ساقها ال‬
‫مازحا‪..S‬‬ ‫إل ‪..‬‬
‫قد ياملك صاحبك ويضحك أحيانا‪ S‬على مزحة مروعة‬ ‫فليس ف إل ما ف الشهداء الذين قتلوا مع رسول‬
‫‪ ..‬لكنه متأل ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬فل تقتتلوا لجلي ‪ ..‬ول تأخذوا بثأري‬
‫ولربا صب الليم على الذى‬ ‫من أحد ‪..‬‬
‫وفؤاده من حره يتأوه‬ ‫فقيل إن النب ‪ .. ‬لا بلغه خب مقتله ‪..‬‬
‫ولربا شكل الليم لسانه‬ ‫قال فيه ‪ :‬إن مثله ف قومه ‪ ..‬كمثل صاحب ياسي‬
‫حذر الكلم وإنه لفوه‬ ‫ف قومه ‪..  ..‬‬
‫فانتبه ! الناس لم أحاسيس مهما بلغت ف القرب‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫منهم ‪ ..‬وإن كانوا ف منزلة الخ والولد ‪..‬‬
‫كل ما زاد عن حده ‪ ..‬انقلب ضده ‪ ..‬وكم مزحة‬ ‫لذا نبه النب ‪ ‬على ذلك ‪ ..‬فنهى عن ترويع‬
‫انتهت شجارا‪!! S‬‬ ‫الؤمن ‪..‬‬
‫كان ‪ ‬يوما‪ S‬يسي مع أصحابه ‪..‬‬
‫‪.60‬حفظ السر ‪..‬‬
‫وكان كل واحد منهم معه متاعه ‪ ..‬سلحه ‪..‬‬
‫اشتهر قديا‪ : S‬كل سر‪ à‬جاوز الثني ‪ ..‬شاع ‪..‬‬
‫فراشه ‪ ..‬طعامه ‪..‬‬
‫ومن اللطائف أن أحدهم سئل ‪ :‬من الثني ؟ فأشار إل‬
‫نزلوا منزل‪ .. S‬فنام رجل منهم ‪..‬‬
‫شفتيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذان !!‬
‫فأقبل صاحبه إل حبل معه فأخذه ‪ ..‬مازحا‪.. S‬‬
‫ل أذكر أن هست ف أذن أحد من الناس بسر‘ ‪..‬‬
‫فاستيقظ الرجل ‪ ..‬فوجد متاعه ناقصا‪ .. S‬ففزع ‪..‬‬
‫واستأمنته إياه ‪ ..‬ث فاجأن قائل‪ : S‬يا ممد ‪ ..‬اسح ل ل‬
‫وأخذ يبحث عن حبله ‪..‬‬
‫أستطيع أن أكتمه ‪..‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ : ‬ل يل لسلم أن يروع مسلما‪S‬‬
‫بل كل شخص يضرب بيده صدره ‪ ..‬ويقول ‪ :‬وال لو‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫وضعوا الشمس ف يين ‪ ..‬والقمر ف شال ‪ ..‬أو السيف‬
‫كانوا يسيون مع النب ‪ ‬ف مسي ‪..‬‬

‫( ) رواه الطبان وغيه‬ ‫‪76‬‬


‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪75‬‬

‫‪164‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ‪ ..‬فاكتم‬ ‫على رقبت ‪ ..‬على أن أخب بسرك ‪ ..‬ما أخبت !!‬
‫علي• ما أحدثك ‪ ..‬ول تدث به أحدا‪.. S‬‬ ‫ث إذا اطمأننت ووثقت ‪ ..‬وكشفت له أسرارك ‪..‬‬
‫قال لا ‪ :‬نعم ‪ ..‬وما رأيت ؟‬ ‫تصب‘ر شهرين أو ثلثة ‪ ..‬ث حدث به ‪ ..‬فل يزال‬
‫قالت ‪ :‬رأيت راكبا‪ S‬أقبل على بعي ‪ ..‬حت وقف بوادي‬ ‫ي تناقل حت يصلك ‪..‬‬
‫"البطح" ‪ ..‬ث صرخ بأعلى صوته ‪ :‬أل انفروا يا آل غدر‬ ‫فوجدت أن سرك ل ينبغي أن ياوز شفتيك ‪ ..‬فل‬
‫إل مصارعكم ف ثلث ‪!..‬‬ ‫تكلف الناس ما ل يطيقون ‪..‬‬
‫فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ‪ ..‬ث مضى فدخل السجد‬ ‫إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه‬
‫والناس يتبعونه ‪..‬‬ ‫فصدر الذي يستودع السر‬
‫فبينما هم حوله ‪ ..‬إذ صعد به بعيه فوق الكعبة ‪ ..‬ث‬ ‫أضيق‬
‫صرخ بثلها ‪ :‬انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث‬ ‫جربت كثيا‪ S‬من الناس ‪ ..‬فوجدتم كذلك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫والشكلة أنك تأتيهم على سبيل الستشارة ‪..‬‬
‫ث صعد به بعيه على رأس جبل أب قبيس ‪ ..‬فصرخ‬ ‫فيشيون عليك ‪ ..‬ث يفضحون سرك ‪..‬‬
‫بثلها ‪:‬‬ ‫فيسقطون من عينك ‪ ..‬ويصبحون من أبغض الناس‬
‫انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث ‪..‬‬ ‫إليك ‪..‬‬
‫ث أخذ صخرة فقذفها من أعلى البل ‪ ..‬فأقبلت توي‬ ‫ومن أعجب ما ف التاريخ ‪..‬‬
‫من فوق البل ‪ ..‬حت إذا كانت بأسفل البل تكسرت‬ ‫أنه قبل معركة بدر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫لا سع النب ‪ .. ‬بقافلة قريش مقبلة وأراد قتالا‬
‫فما بقي بيت من بيوت مكة إل دخلته كسرة من‬ ‫‪..‬‬
‫الصخرة ‪ ..‬فاضطرب العباس وقال ‪ :‬وال إن هذه‬ ‫خرج ‪ r‬إليها مع أصحابه ‪ ..‬فلما شعر بم أبو‬
‫لرؤيا !‬ ‫سفيان ‪ ..‬استأجر رجل‪ S‬اسه ضمضم بن عمرو‬
‫ث خشي أن تنتشر فيصيبه أذى ‪ ..‬فقال لا مذرا‪ : S‬وأنت‬ ‫الغفاري ‪ ..‬وقال اذهب وأخب قريشا‪ S‬بالب ‪..‬‬
‫فاكتميها ل تذكريها لحد ‪..‬‬ ‫فمضى ضمضم ‪ ..‬مسرعا‪ S‬إل مكة ‪ ..‬كان وصوله‬
‫ث خرج العباس منشغل البال بأمر هذه الرؤيا ‪ ..‬فلقي‬ ‫مكة يتاج أن يسي أياما‪.. S‬‬
‫الوليد بن عتبة وسط الطريق ‪ ..‬وكان له صديقا‪.. S‬‬ ‫وأهل مكة ل يدرون عن شيء من ذلك ‪..‬‬
‫فحدثه بالرؤيا ‪ ..‬وقال له ‪ :‬اكتمها ‪ ..‬فل تب با أحدا‪.. S‬‬ ‫وف ليلة من الليال رأت عاتكة بنت عبد الطلب‬
‫فمضى الوليد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬رؤيا أفزعتها ‪ ..‬فلما أصبحت بعثت إل أخيها‬
‫فلقي ابنه عتبة فحدثه با ‪..‬‬ ‫العباس بن عبد الطلب ‪ ..‬فقالت له ‪:‬‬
‫ث ل يض سويعات ‪..‬‬ ‫يا أخي ‪ ..‬وال لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتن ‪..‬‬

‫‪165‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يقع ف رجالكم ‪ ..‬ث قد تناول النساء وأنت تسمع ‪ ..‬أما‬ ‫حت حدث با عتبة ‪ ..‬ث تناقلها الناس ‪ ..‬وفشا‬
‫فيكم حية ‪..‬‬ ‫الديث با ف أهل مكة ‪ ..‬حت تدثت با قريش‬
‫فاحتمى العباس ‪ ..‬وثار ‪ ..‬وقال ‪ :‬وال ‪ ..‬لئن عاد أبو‬ ‫ف مالسها ‪..‬‬
‫جهل إل مثل كلمه ‪ ..‬لفعلن وأفعلن ‪..‬‬ ‫وف الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة ‪..‬‬
‫فلما كان اليوم الثالث ‪ ..‬من رؤيا عاتكة ‪..‬‬ ‫فإذا أبو جهل جالسف ر ه ط من قريش ‪ ..‬ف ظل‬
‫ذهب العباس إل السجد ‪ ..‬وهو مغضب ‪..‬‬ ‫الكعبة ‪ ..‬يتحدثون برؤيا عاتكة !!‬
‫فلما دخل السجد رأى أبا جهل ‪ ..‬فمشي نوه يتعرضه‬ ‫فلما رأى أبو جهل العباس قال ‪:‬‬
‫ليعود لبعض ما قال فيقع به ‪..‬‬ ‫يا أبا الفضل ‪ ..‬إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا‬
‫فإذا بأب جهل يرج من باب السجد يشتد مسرعا‪.. S‬‬ ‫‪..‬‬
‫فعجب العباس من سرعته ‪ !!..‬فقد كان مستعدا‪ S‬لصومة‬ ‫فلما أقبل إليه العباس وجلس معهم ‪..‬‬
‫وعراك ‪ ..‬فقال العباس ف نفسه ‪ :‬ماله لعنه ال ؟! أكل‬ ‫قال له أبو جهل ‪ :‬يا بن عبد الطلب ‪ ..‬مت‬
‫هذاخوف× من أن أشاته ؟!‬ ‫حدثت فيكم هذه النبية ؟‬
‫وإذا أبو جهل قد سع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري‬ ‫قال ‪ :‬وما ذاك ؟‬
‫الذي أرسله أبو سفيان ليستعي بأهل مكة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬تلك الرؤيا الت رأت عاتكة ‪..‬‬
‫وإذا ضمضم يصرخ ف الوادي واقفا‪ S‬على بعيه ‪..‬‬ ‫قال العباس ‪ :‬وما رأت ؟‬
‫قد جدع أنف بعيه ‪ ..‬والدم يسيل على وجه البعي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا بن عبد الطلب ‪ ..‬أما رضيتم أن يتنبأ‬
‫وقد شق ضمضم قميصه وهو يقول ‪ :‬يا معشر قريش‬ ‫رجالكم حت تتنبأ نساؤكم ؟‬
‫اللطيمة ‪ ..‬اللطيمة ‪..‬‬ ‫قد زعمت عاتكة ف رؤياها أنه قال ‪ :‬انفروا ف‬
‫أموالكم مع أب سفيان قد عرض لا ممد ف أصحابه ل‬ ‫ثلث ‪ ..‬فسننتظر بكم ثلثة أيام ‪..‬‬
‫أرى أن تدركوها ‪..‬‬ ‫فإن يك حقا‪ S‬ما تقول ‪ ..‬فسيكون ‪..‬‬
‫ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬الغوث ‪ ..‬الغوث ‪..‬‬ ‫وإن تض الثلث ول يكن من ذلك شئ نكتب‬
‫عندها تهزت قريش وخرجت ‪ ..‬وكان من أمرها ف‬ ‫عليكم كتابا‪ S‬أنكم أكذب أهل بيت العرب ‪..‬‬
‫معركة بدر ما كان ‪..‬‬ ‫فاضطرب العباس ‪ ..‬وما رد عليه شيئا‪ .. S‬وجحد‬
‫فتأمل كيف انتشر السر ف لة عي ‪ ..‬مع قوة الرص‬ ‫الرؤيا ‪ ..‬وأنكر أن تكون رأت شيئا‪.. S‬‬
‫وشدة الستئمان ‪!!..‬‬ ‫ث تفرقوا ‪..‬‬
‫ومن نشر السر أيضا‪.. S‬‬ ‫فلما أقبل العباس إل بيته ‪..‬‬
‫أن عمر ‪ ‬لا أسلم ‪ ..‬أراد أن ينشر الب ‪..‬‬ ‫ل تبق امرأة من بن عبد الطلب ‪ ..‬إل جاءت إليه‬
‫فأقبل إل رجل منهم ‪ ..‬هو أعظمهم نشرا‪ S‬للشاعة ‪..‬‬ ‫غاضبة ‪ ..‬تقول ‪ :‬أقررت لذا الفاسق البيث أن‬

‫‪166‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت قبض النب ‪.. r‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬إن مدثك بسر‪ .. à‬فاكتم عن‬
‫فسألتها ؟‬ ‫‪!..‬‬
‫فقالت ‪ :‬أسر إل ‪ :‬إن جبيل كان يعارضن (‪ )77‬القرآن‬ ‫قال ‪ :‬ما سرك ؟‬
‫كل سنة مرة وإنه عارضن العام مرتي ‪ ..‬ول أراه إل‬ ‫قال ‪ :‬أشعرت أن قد أسلمت ‪ ..‬فانتبه ‪ ..‬ل تب‬
‫حضر أجلي ‪ ..‬وإنك أول أهل بيت لاقا‪ S‬ب ‪ ..‬فبكيت ‪..‬‬ ‫أحدا‪.. S‬‬
‫فقال ‪ :‬أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة ‪ ..‬أو‬ ‫ث تول عنه عمر ‪..‬‬
‫نساء الؤمني ‪ ..‬فضحكت لذلك ‪..‬‬ ‫فما كاد يغيب عنه ‪ ..‬حت جعل الرجل يطوف‬
‫بالناس ويردد ‪ :‬أعلمت أن عمر أسلم ‪ !!..‬أعلمت‬
‫قالوا ‪..‬‬ ‫أن عمر أسلم ‪!!..‬‬
‫من عرف سرك أسرك ‪..‬‬ ‫عجبا‪ !! S‬وكالة أنباء متنقلة ‪..‬‬
‫وف يوم من اليام بعث النب ‪ ‬أنسا‪  S‬ف حاجة‬
‫‪.61‬قضاء الاجات ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫لا بدأت ف دراسة الاجستي ‪ ..‬اطلعت على عدد أوسع‬
‫فمر• بأمه ‪ ..‬فسألته ‪ ..‬إل ماذا أرسلك النب ‪ ‬؟‬
‫من كتب الفرق والطوائف ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال ‪ ..‬ما كنت لفشي سر‘ رسول ال ‪.. r‬‬
‫من بي هذه الذاهب ‪ ..‬الذهب الباجات ‪..‬‬
‫هكذا كان أنس وهو صغي ‪ ..‬ف شدة حفظه للسر‬
‫‪bragmatizem‬‬
‫‪..‬‬
‫وترجته بالعربية ‪ :‬الذهب النفعي ‪..‬‬
‫وأن لك اليوم أن تد مثل أنس ‪..‬‬
‫لا تبحرت ف دراسة هذا الذهب أدركت لاذا كنا نسمع‬
‫قالت عائشة ‪.. t‬‬
‫ف أوروبا وأمريكا ‪ ..‬أنه ف كثي من الحيان يهجر البن‬
‫أقبلت فاطمة تشي ‪ ..‬كأن مشيتها مشية النب ‪r‬‬
‫أباه ‪ ..‬وإذا قابله ف مطعم فكل واحد منهما ياسب عن‬
‫‪..‬‬
‫نفسه ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬مرحبا‪ S‬بابنت ‪ ..‬ث أجلسها عن يينه‬
‫فعل‪ .. S‬مادام أن لن أستفيد منك فلماذا أخدمك ؟!‬
‫‪ -‬أو عن شاله ‪.. -‬‬
‫لاذا أنفق مال ؟! واصرف وقت ؟! وأبذل جهدي ؟!‬
‫ث أسر• إليها حديثا‪ .. S‬فبكت ‪..‬‬
‫دون مردود مادي يعود علي ‪..‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬ل تبكي ‪..‬‬
‫السلم قلب هذا اليزان ‪..‬‬
‫ث أسر• إليها حديثا‪ .. S‬فضحكت فقلت ‪:‬‬
‫فقال ال ( وأحسنوا إن ال يب السني ) ‪.‬‬
‫ما رأيت كاليوم ‪ ..‬فرحا‪ S‬أقرب من حزن ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( : ‬لئن امشي مع اخي ف حاجة حت أثبتها له‬
‫فسألت فاطمة عما قال لا النب ‪ ‬؟‬
‫‪ ..‬أحب إل من أن أعتكف ف مسجدي هذا شهرا‪.. ) S‬‬
‫فقالت ‪ :‬ما كنت لفشي سر رسول ال ‪.. r‬‬
‫( ) يعارضه القرآن ‪ :‬يراجع القرآن معه ‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪167‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث راح إل السجد ‪ ..‬فصلى الظهر ‪ ..‬ث صعد منبه ‪..‬‬ ‫ومن كان ف حاجة أخيه ‪ ..‬كان ال ف حاجته ‪..‬‬
‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫وكان ‪ ‬يشي ف الطريق فتوقفه الارية وتقول ‪:‬‬
‫أما بعد ‪ ..‬فإن ال عز وجل ‪ ..‬أنزل ف كتابه ‪ ( :‬يا أ ي‪â‬ها‬ ‫ل إليك حاجة ‪ ..‬فيقف معها حت يسمع حاجة ‪..‬‬
‫اح د ة´ و خ ل ق‬
‫ات•ق وا ر ب•ك مذالي خ ل ق ك م م نن ف‪á‬وس‪à‬‬
‫الن•اس‬ ‫وقد يضي معها إل بيت سيدها ليقضيها لا ‪..‬‬
‫م ن ها زو ج هاو ب ثم ن ه امر ج ال‪S‬ك ثيا‪ S‬و ن ساء‪ Ô‬وات•ق وا الل ه‬ ‫بل كان ‪ r‬يالط الناس ويصب على أذاهم ‪..‬‬
‫ذ ي ت س الاء‪Ø‬ل ون ب ه و ال‪á‬أ ر ح ام إ نك اللانه ع ل ي ك م ر ق يبا‪.. ) S‬‬ ‫كان يعاملهم بنفس رحيمة ‪ ..‬وعي دامعة ‪..‬‬
‫ث قرأ ‪..‬‬ ‫ولسان داع ‪ ..‬وقلب عطوف ‪..‬‬
‫ي‪â‬ه ال ذ ينآم ن اوات•ق وا الل هو نل‪á‬ت ظ ر نف‪á‬س× قما د•م ت لغ د‬
‫(اي أ ا‬ ‫كان يشعر أنه هو وهم ‪ ..‬جسد واحد ‪ ..‬يشعر‬
‫و ات•ق والل اه إ ن لال هخ ب مي×ا ت ع م ل ون ) ‪..‬‬ ‫بفقر الفقي ‪ ..‬وحزن الزين ‪ ..‬ومرض الريض ‪..‬‬
‫وجعل يتلوا اليات والواعظ ‪ ..‬ث صاح بم ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫وحاجة التاج ‪..‬‬
‫تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ‪ ..‬تصدقوا قبل أن يال بينكم‬ ‫ا نظر إ ليه ‪ .. r‬وقد جلس ف مسجده يدث‬
‫وبي الصدقة ‪..‬‬ ‫أصحابه ‪..‬‬
‫تصدق امرؤ من ديناره ‪ ..‬م ن درهه ‪ ..‬من بره ‪ ..‬من‬ ‫فإذا به يرى سوادا‪ S‬مقبل‪ S‬عليه من بعيد ‪..‬‬
‫شعيه ‪ ..‬ول يقرن أحدكم شيئا‪ S‬من ا لصدقة ‪ ..‬وجعل‬ ‫ن ظر إل يهم ‪ ..‬فإذا هم قوم فقراء أق بلوا علي ه من‬
‫يعدد أنواع الصدقات حت قال ‪:‬‬ ‫مضر ‪ ..‬من قبل ند ‪..‬‬
‫ولو بشق ترة ‪..‬‬ ‫ومن شدة فقرهم قد اجتابوا النمار ‪..‬‬
‫فقام رجل من النصار بصرة ف كفه ‪ ..‬فناولا رسول ال‬ ‫يعن يلك أ حده م قطعة قماش فل ي د ثن البرة‬
‫‪ r‬وهو على منبه ‪..‬‬ ‫و اليط ‪ ..‬فيخرق القماش م ن وس طه ث يرج‬
‫فقبضها رسول ال ‪ r‬يعرف السرور ف وجهه ‪..‬‬ ‫رأسه ويسدل باقيه على جسده ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬من سن سنة حسنة ‪ ..‬فعمل با كان له أجرها ‪..‬‬ ‫أقبلو ا قد اجتابوا النمار ‪ ..‬وتقلدوا السيوف ‪..‬‬
‫ومثل أجر من عمل با ل ينقص من أجورهم شيء ‪..‬‬ ‫وليس عليهم أزر ول شيء غي ها ‪ ..‬ل عمامة ول‬
‫ومن س ن س نة سيئة ‪ ..‬فعمل با ‪ ..‬كان عليه وزرها ‪..‬‬ ‫سراويل ول رداء ‪..‬‬
‫ومثل وزر من عمل با ل ينقص من أوزارهم شيء ‪..‬‬ ‫فلم ا رأى رسول ال ‪ r‬ا لذي ب م من ال هد‬
‫فقام الناس ‪ ..‬فتفرقوا إل بيوتم ‪ ..‬وجاءوا بصدقات ‪..‬‬ ‫والعري والوع ‪ ..‬تغي وجهه ‪..‬‬
‫فمن ذي دينار ‪ ..‬ومن ذي درهم ‪..‬‬ ‫ث قام ‪ ..‬فدخل بي ته ‪ ..‬فلم يد شيئا‪ S‬ي تصدق به‬
‫ومن ذي تر ‪ ..‬ومن ذي ثياب ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫حت اجتمع بي يديه ‪ r‬كومان ‪ ..‬كوم من طعام ‪ ..‬وكوم‬ ‫فخرج ‪ ..‬ودخل بيته الخر ‪ ..‬وخرج ‪ ..‬يبحث ‪..‬‬
‫من ثياب ‪..‬‬ ‫يلتمس شيئا‪ S‬لم ‪ ..‬فلم يد ‪..‬‬

‫‪168‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يغيب كثييييا‪ S‬عن السجد ‪..‬‬ ‫فلما رأى ‪ r‬ذلك تلل وجهه ح ت كأن ه فلقة من‬
‫فجعلت ألتمس له العذار ‪ ..‬فقلت ‪ :‬لعله مشغول بأمر‬ ‫قمر ‪..‬‬
‫ضروري ‪ ..‬لعله غي موجود بالبيت ‪..‬‬ ‫ث قسمه بي الفقراء ‪ ..‬رواه مسلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا شييييخ ‪ ..‬سيارته واقفة عند الباب ‪ ..‬وأنا متأكد‬ ‫ولا سئلت عائشة عن حاله ‪ ‬ف بيته ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫أنه ف بيته ‪..‬‬ ‫كان يكون ف حاجة أهله ‪ ..‬أو ف مهنة أهله ‪..‬‬
‫جعلت أتقصى السبب لنصح صاحب ‪..‬‬ ‫أفل تعل من طرق دخولك إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫حت وجدت السبب ‪..‬‬ ‫قضاء حاجاتم ‪..‬‬
‫الرجل بكم إمامته للمسجد ‪..‬‬ ‫احتاج شخص إل مستشفى ‪ ..‬فأوصلته إليه ‪..‬‬
‫يأت إليه الناس ويلتمسون منه العانة ف حاجاتم ‪..‬‬ ‫استعان بك ف مشكلة فأعنته عليها ‪..‬‬
‫هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده ‪..‬‬ ‫يراك تقضي حاجته ‪ ..‬وتقف معه ف كربته ‪ ..‬وهو‬
‫وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الامعة ‪..‬‬ ‫يعلم أنك ل ترجو من ذلك جزاء ول شكورا‪.. S‬‬
‫وهذا مريض يريد إعانته على دخول الستشفى الفلن ‪..‬‬ ‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬
‫وهذا عنده بنات كبار ويريد لن أزواج ‪..‬‬ ‫فطالا استعبد النسان‬
‫وهذا عليه أيار لبيته ل يسدده ‪..‬‬ ‫إحسان‬
‫وهذا أعطاه ورقة استفتاء ف طلق ليذهب با للمفت‬ ‫رؤية ‪..‬‬
‫العام ‪..‬‬ ‫من عاش لغيه فسيعيش متعبا‪ .. S‬لكنه سيحيا‬
‫وهذا ‪..‬‬ ‫كبيا‪ .. S‬ويوت كبيا‪.. S‬‬
‫وهو رجل عادي ليس له قدرات كبية ول علقات‬
‫الواسعة ‪ ..‬ول وجاهة متمي‘زة ‪..‬‬ ‫‪.62‬ل تتكلف ما ل تطيق !!‬
‫وكان السكي يغلبه الياء والجل من كل أحد ‪ ..‬فل‬ ‫كان صاحب من خيار الناس ‪ ..‬خلقا‪ .. S‬ودينا‪.. S‬‬
‫يقدر أن يعتذر من أحد أبدا‪.. S‬‬ ‫وعقل‪.. S‬‬
‫بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه ‪..‬‬ ‫كان إمام مسجد بانب بيته ‪..‬‬
‫ويكتب رقم هاتف الثان ‪ ..‬ويعده أن يقبل ف الامعة ‪..‬‬ ‫لكن كنت أسع ذمه على ألسنة أناس كثيين ‪..‬‬
‫ويقول للثالث ‪ :‬تعال بعد يومي وتد ورقة دخول‬ ‫كنت أتعجب من ذلك ‪ ..‬ول أجد له جوابا‪.. S‬‬
‫الستشفى جاهزة ‪..‬‬ ‫حت جاءن يوما‪ S‬جاره ‪ ..‬قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬صاحبك‬
‫وهكذا دواليك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل يصلي بنا ‪ ..‬ول معنا !!‬
‫فيأتونه على الوعد ‪ ..‬ويعتذر ‪ ..‬ويعطيهم مواعيد أخرى‬ ‫قلت ‪ :‬ل ؟!!‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل أدري ‪ ..‬لكنه هو المام ‪ ..‬ومع ذلك‬

‫‪169‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫با حت تقضى ‪..‬‬ ‫حت صار يتهرب منهم ‪ ..‬ول يرد على هاتفه ‪..‬‬
‫قال ل ‪ :‬أظن لك ماضرة غدا‪ S‬ف مدينة كذا ‪ ..‬وهي‬ ‫بل وأحيانا‪ S‬ل يرج من بيته ‪!!..‬‬
‫مدينة على بعد ‪200‬كم من الرياض ‪..‬‬ ‫وصار من يلقاه منهم ‪ ..‬إن وجده ‪ ..‬يسبه ويصرخ‬
‫قلت ‪ :‬صحيح ‪..‬‬ ‫به ‪ ..‬ويردد ‪ :‬طيب لاذا تعدن ‪ ..‬لاذا تعلن أبن‬
‫قال ‪ :‬سآت إليك هناك ‪ ..‬وأقابلك بعد الاضرة ‪..‬‬ ‫المال عليك ‪..‬‬
‫تعجبت من حرصه ‪..‬‬ ‫والثان يقول ‪ :‬ل أكلم إل أنت ‪ ..‬وتركت غيك لا‬
‫وفعل‪ .. S‬خرجت بعد الاضرة فخرج الرجل وراءي‬ ‫وعدتن ‪..‬‬
‫مسعا‪ S‬حاف القدمي ‪ ..‬يمل ورقة صغية ف يده ‪..‬‬ ‫لا عرفت حاله ‪ ..‬أيقنت أنه حفر لنفسه حفرة ‪..‬‬
‫وقفت معه جانبا‪ .. S‬قلت ‪ :‬تفضل ‪ ..‬شكر ال حرصك‬ ‫ث تردى فيها ‪..‬‬
‫‪ ..‬ما حاجتك ؟‬ ‫سعته مرة يعتذر من أحدهم ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬عندي أخ يمل الشهادة البتدائية ‪..‬‬ ‫آسف ‪ ..‬ل أستطع أن أفعل شيئا‪ S‬ف موضوعك ‪..‬‬
‫وأريدك أن تدبر له وظيفة ‪..‬‬ ‫وذاك يقول بكل قوة ‪ :‬طيب أنت ضيعت الوقت‬
‫قلت ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫علي• ‪ ..‬ليتك أخبتن من قبل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫تذكرت عندها قول الكيم ‪ :‬العتذار ف البداية‬
‫كان الرجل متحمسا‪ .. S‬ومنظره يثي الشفقة ‪ ..‬ويبدو أن‬ ‫خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬
‫أخاه ير بظروف صعبة فعل‪.. S‬‬ ‫ما أجل أن يعرف الرء قدراته ‪ ..‬ويتحرك ف‬
‫أيقنت أن لو وعدته سأخلف ‪ ..‬فنحن ف زمن ل يكاد‬ ‫حدود الدائرة الرسومة حوله ‪..‬‬
‫حامل البكالوريوس أن يد وظيفة ‪ ..‬فضل‪ S‬عن حامل‬ ‫ولقد جربت ذلك بنفسي ‪..‬‬
‫البتدائية ‪ ..‬وأنا أعرف حدود قدرات ‪..‬‬ ‫أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحد المعات‬
‫قلت ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وال أتن أن أساعدك ‪ ..‬وأخوك أخي‬ ‫العسكرية بالرياض ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأنا أتأل له كما تتأل ‪..‬‬ ‫وبعدها جاءن أحدهم وقال ‪ :‬يا شيخ أريدك ف‬
‫لكن ل أستطيع مساعدتك أبدا‪ .. S‬أتن أن تتكرم علي‬ ‫موضوع ضروري جدا‪.. S‬‬
‫وتعفين ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬تفضل ‪ ..‬ما هو ؟‬
‫قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬حاول ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ما يصلح أن أذكره الن ‪ ..‬ل بد‘ أن‬
‫قلت ‪ :‬لااا أقدر ‪..‬‬ ‫أقابلك ف وقت واسع ‪..‬‬
‫فناولن الورقة الت ف يده ‪ ..‬وقال ‪ :‬طيب ‪ ..‬يا شيخ خذ‬ ‫جعل ي ع ظ‪Ç‬م حجم الوضوع وأنا أستمع له بلطف ‪..‬‬
‫هذه الورقة فيها أرقام هواتفنا ‪ ..‬إذا وجدت له وظيفة‬ ‫لكن قد علمتن الياة أن أكثر الناس يعطون‬
‫فاتصل بنا ‪..‬‬ ‫المور أكب من حجمها ‪ ..‬وصاحب الاجة منون‬

‫‪170‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫أدركت أنه يريد أن يربطن ببل أمل ‪ ..‬وسيظل‬
‫وكذلك مع زملئك ‪ ..‬وإخوانك ‪..‬‬ ‫ينتظر التصال ‪..‬‬
‫أرجو أن تكون الفكرة وصلت ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬بل دع الورقة معك ‪ ..‬وخذ رقمي أنت ‪..‬‬
‫وإن وجدت له وظيفة فاتصل ب ‪ ..‬لعلي أن أكتب‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫لك شفاعة للمسئول فيها ‪..‬‬
‫العتذار ف البداية ‪ ..‬خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬ ‫سكت الرجل قليل‪ .. S‬انتظرت أن يودعن ‪..‬‬
‫لكن تفاجأت أنه قال ل ‪ :‬بيض ال وجهك ‪..‬‬
‫‪.63‬من ركل القطة ؟!‬
‫وال يا شيخ ‪ ..‬سبق أن كلمت المي فلن ف‬
‫قبل أن تيب على السؤال ‪ ..‬اسع القصة كاملة ‪..‬‬
‫موضوع أخي منذ سنة ‪ ..‬فأخذ الورقة ‪ ..‬ول‬
‫كان يعمل سكرتيا‪ S‬لدير سيء الخلق ‪ ..‬ل يطبق مهارة‬
‫يتصل ب إل الن ‪..‬‬
‫واحدة من مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫ومرة كلمت اللواء فلن ‪ ..‬فأخذ الورقة أيضا‪.. S‬‬
‫كان هذا الدير يراكم العمال على نفسه ‪ ..‬ويملها ما‬
‫ول يتصل ول يهتم ‪ ..‬هؤلء أناس ما يهتمون‬
‫ل تطيق ‪..‬‬
‫بالضعفاء ‪ ..‬ال ينتقم منهم ‪ ..‬ال ‪ ..‬وبدأ يدعو‬
‫صاح بسكرتيه يوما‪ .. S‬فدخل ووقف بي يديه ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬
‫قال ‪:‬س م ‪ ..‬تفضل ؟‬
‫فقلت ف نفسي ‪ ..‬المد ل ‪ ..‬لو أخذت الورقة‬
‫صرخ به ‪ :‬اتصلت باتف مكتبك ‪ ..‬ول ترد ‪..‬‬
‫لصرت ثالثهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬كنت ف الكتب الاور ‪ ..‬آسف ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬العتذار ف البداية خي من إخلف الوعد‬
‫قال بضجر ‪ :‬كل مرة آسف ‪ ..‬آسف ‪ ..‬خذ هذه‬
‫‪..‬‬
‫الوراق ‪ ..‬ناولا لرئيس قسم الصيانة ‪ ..‬وعد بسرعة ‪..‬‬
‫ما أجل أن نكون صرحاء مع الخرين ‪ ..‬عارفي‬
‫مضى متضجرا‪ .. S‬وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة‬
‫لدود قدراتنا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬ل تؤخرها علينا ‪..‬‬
‫أحيانا‪ S‬عند خروجك من البيت ‪ ..‬تصرخ بك‬
‫قال ‪ :‬طيب ضعها بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫زوجتك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬مناسب ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬الهم خلصها بسرعة ‪..‬‬
‫أحضر معك حليبا‪ .. S‬وسكرا‪ .. S‬وحفائظ ‪..‬‬
‫تشاتا ‪ ..‬حت ارتفعت أصواتما ‪..‬‬
‫وعشاء ‪..‬‬
‫ومضى السكرتي إل مكتبه ‪..‬‬
‫فانتبه ‪ ..‬ل تردد ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪ ..‬وإنا اصرخ‬
‫بعد ساعتي أقبل أحد الوظفي الصغار ف الصيانة ‪ ..‬إل‬
‫با أنت أيضا‪ S‬وقل ‪:‬‬
‫رئيسه وقال ‪ :‬سأذهب لخذ أولدي من الدرسة وأعود‬
‫مااااااا أقدر ‪ !! ..‬فهي خي من العتذار عند‬
‫‪..‬‬
‫العودة ‪ ..‬ضاق وقت ‪ ..‬أقفلت اللت ‪ ..‬نسيت‬

‫‪171‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومنهم من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ‪..‬‬ ‫صرخ الرئيس ‪ :‬وأنت كل يوم ترج ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ‪ ..‬له ف قومه ملك‬ ‫قال ‪ :‬هذا حال من عشر سنوات ‪ ..‬أول مرة‬
‫ومنعه ‪..‬‬ ‫تعترض علي• ‪..‬‬
‫أقبل عامر بن الطفيل ‪ ..‬وكان قومه يقولون له لا رأوا‬ ‫قال ‪ :‬أنت ما يصلح معك إل العي المراء ‪..‬‬
‫انتشار السلم ‪ :‬يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم ‪..‬‬ ‫ارجع لكتبك ‪..‬‬
‫وكان متكبا‪ S‬كتغطرسا‪.. S‬‬ ‫مضى السكي إل مكتبه ‪ ..‬وتول أحد الدرسي‬
‫فكان يقول لم ‪ :‬وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت‬ ‫إيصالم ‪ ..‬لا طال وقوفهم ف الشمس ‪..‬‬
‫تل‪ç‬كن العرب عليهم وتتبع عقب ‪ ..‬فأنا أتبع عقب هذا‬ ‫عاد هذا الوظف إل بيته غاضبا‪ .. S‬فأقبل إليه ولده‬
‫الفت من قريش !!‬ ‫الصغي معه لعبة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ث لا رأى تكن السلم ‪ ..‬وانصياع الناس لرسول ال ‪e‬‬ ‫بابا ‪ ..‬هذه أعطانيها الدرس لنن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إل رسول ال ‪e‬‬ ‫صاح به الب ‪ :‬اذهب لمك ‪ ..‬ودفعه بيده ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مضى الطفل باكيا‪ .. S‬فأقبلت إليه قطته الميلة‬
‫دخل السجد على رسول ال ‪ e‬وهو بي أصحابه الكرام‬ ‫تتمسح برجليه كالعادة ‪ ..‬فركلها برجله فضربت‬
‫‪..‬‬ ‫بالدار ‪..‬‬
‫فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال ‪ :‬يا‬ ‫السؤال ‪ :‬من ركل القطة ؟‬
‫ممد خالن ‪ ..‬أي قف معي على انفراد ‪..‬‬ ‫أظنك ‪ ..‬تبتسم ‪ ..‬وتقول ‪ :‬الدير ‪..‬‬
‫وكان ‪ e‬حذرا‪ S‬من أمثال هؤلء ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل وال حت‬ ‫صحيح الدير ‪..‬‬
‫تؤمن بال وحده ‪..‬‬ ‫لاذا ل نتعلم فن• توزيع الدوار ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا ممد خالن ‪..‬‬ ‫والشياء الت ل نقدر عليها نقول بكل شجاعة ‪..‬‬
‫فأب النب ‪ .. e‬فل زال يكرر ‪ ..‬يا ممد قم معي أكلم ك‬ ‫هذه ليست ف أيدينا ‪ ..‬ل نقدر ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا ممد قم معي أكلم ك ‪..‬‬ ‫خاصة أن تصرفاتك قد يتعدى ضررها إل أقوام ل‬
‫حت قام معه رسول ال ‪ .. e‬فاجتر عامر إليه أحد‬ ‫يكونوا طرفا‪ S‬ف الشكلة أصل‪.. S‬‬
‫أصحابه اسه إربد ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن سأشغل عنك وجهه فإذا‬ ‫وانتبه أن يستثيك الخرون ‪ ..‬ويرجونك فتضطر‬
‫فعلت ذلك فاضربه بالسيف ‪ ..‬فجعل إربد يده على‬ ‫لوعود ‪ ..‬قد ل تستطيع تنفيذها ‪..‬‬
‫سيفه واستعد ‪..‬‬ ‫انتقل معي إن شئت إل الدينة ‪ ..‬وانظر إل رسول‬
‫فانفرد الثنان إل الدار ‪ ..‬ووقف معهما رسول ال ‪e‬‬ ‫ال ‪ e‬وقد جلس ف ملسه البارك ‪ ..‬بعدما انتشر‬
‫يكلم عامرا‪ .. S‬وقبض أربد بيده على السيف ‪ ..‬فكلما‬ ‫الدين ‪..‬وو ح‪Á‬د رب العالي ‪..‬‬
‫أراد أن يسله يبست يده ‪ ..‬فلم يستطع سل السيف ‪..‬‬ ‫جعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعني مؤمني ‪..‬‬

‫‪172‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلم يد مأوى آخر ‪ ..‬فنزل عن فرسه مضطرا‪ S‬ونام ف‬ ‫وجعل عامر يشاغل رسول ال ‪ .. e‬وينظر إل‬
‫بيتها ‪..‬‬ ‫إربد ‪ ..‬وإربد جامد ل يتحرك ‪..‬‬
‫فاخذته غدة وانتفاخ ف حلقه كما يظهر ف أعناق البل‬ ‫فالتفت ‪ e‬فرأى أربد وما يصنع ‪..‬‬
‫فيقتل ها ‪ ..‬ففزع واضطرب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا عامر بن الطفيل ‪ ..‬أسلم ‪..‬‬
‫وجعل يتلمس الورم ويقول ‪ :‬غدة كغدة البعي ‪ ..‬وموت‬ ‫فقال عامر ‪ :‬يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟‬
‫ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫فقال ‪ e‬لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ‪..‬‬
‫أي ‪ :‬ل موت يشر‘ف ‪ ..‬ول مكان يشر‘ف ‪..‬‬ ‫قال عامر ‪ :‬أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟‬
‫كان يتمن أن يوت ف ساحة قتال ‪ ..‬بسيوف البطال ‪..‬‬ ‫ل يشأ النب ‪ ‬أن يعد عامرا‪ S‬بوعد قد ل يتحقق ‪..‬‬
‫فإذا به يوت برض حيوانات ‪ ..‬ف بيت فاجرة !!‬ ‫فكان صريا‪ S‬جريئا‪ S‬معه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ليس ذلك لك‬
‫تبا‪ .. S‬للذل والهانة ‪..‬‬ ‫ول لقومك ‪..‬‬
‫فأخذ يصيح بم ‪ :‬قربوا فرسي ‪..‬‬ ‫فخفف عامر الطلب قليل‪ .. S‬وقال ‪ :‬أسلم على أن‬
‫فقربوه ‪ ..‬فوثب على فرسه ‪ ..‬وأخذ رمه ‪ ..‬وصار يول‬ ‫ل الوبر ولك الدر ‪ ..‬أي أكون ملكا‪ S‬على البادية‬
‫به الفرس ‪..‬‬ ‫وأنت على الاضرة ‪..‬‬
‫وهو يصيح من شدة الل ‪ ..‬ويتحسس عنقه بيده ويقول‬ ‫فإذا به ‪ .. ‬أيضا‪ S‬ل يريد أن يلزم نفسه بوعود ‪..‬‬
‫‪ :‬غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫ل يدري تتحقق أم ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ‪ ..‬حت سقط عن فرسه‬ ‫عندها غضب عامر وتغي وجهه ‪ ..‬وصاح بأعلى‬
‫ميتا‪.. S‬‬ ‫صوته ‪:‬‬
‫تركه أصحابه ‪ ..‬ورجعوا إل قومهم ‪..‬‬ ‫وال يا ممد ‪ ..‬لملناعليك خيل‪ S‬جردا‪.. S‬‬
‫فلما دخلوا ديارهم ‪ ..‬أقبل الناس إل إربد يسألونه ‪ :‬ما‬ ‫ورجال‪ S‬مردا‪ .. S‬ولربطن بكل نلة فرسا‪.. S‬‬
‫وراءك يا أربد ؟‬ ‫ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء ‪..‬‬ ‫ث خرج يزبد ويرعد ‪..‬‬
‫لوددت لو أنه عندي الن فأرميه بالنبل حت أقتله ‪..‬‬ ‫فجعل ‪ ‬ينظر إليه وهو مول‪.. ù‬‬
‫فخرج بعد مقالته بيوم أو يومي معه جل له ليبيعه ‪..‬‬ ‫ث رفع ‪ e‬بصره إل السماء وقال ‪ :‬اللهم اكفن‬
‫فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة فأحرقتهما ‪..‬‬ ‫عامرا‪.. S‬واه د قومه ‪..‬‬
‫وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد ‪ " :‬الل‪Ç‬ه عي ل م م ا‬ ‫خرج عامر مع أصحابه حت إذا فارق الدينة ‪..‬‬
‫ال‪Ø‬ح ام و م ازت د ادو ك ل‪ ë‬شي ء‬
‫ت حلم ك ل‪ ë‬أنث ى و مت اغ يض ر‬ ‫تعب من السي ‪ ..‬فصادف امرأة من قومه يقال لا‬
‫ع ند ه مب ق‪á‬د ار‪* à‬‬ ‫سلولية وكانت ف خيمة لا ‪ ..‬وكانت امرأة فاجرة‬
‫ل‪á‬ك ب يمال‪á‬ت ع ال *‬
‫لش•ه اد ة ا‬
‫ع ال م غال‪á‬ي ب و ا‬ ‫‪ ..‬يذمها الناس ويتهمون من دخل بيتها ‪..‬‬

‫‪173‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تشاركه الم ‪ ..‬قل – مثل‪: - S‬‬ ‫م•نر•أ ال‪á‬ق و ل وجم هنر ب ه و م ن ه و‬
‫م‪Á‬نك م س‬
‫س و اء‬
‫يا فلن ‪ ..‬أنا أشعر بعاناتك ‪ ..‬وأخوك أعتبه أخي ‪..‬‬ ‫لن•ه ار *‬
‫م س ت خ ف´ ب اللل ي و س ار ب× ب ا‬
‫ولئن كان إخوان خسة فهو السادس ‪ ..‬لكن الشكلة‬ ‫م‪Á‬ن ب ي ند يي ه و م نخ ل‪á‬ف هح يف ظ ون ه م ن‬
‫لمه ع ق‪ç‬ب ات×‬
‫أنن ل أستطيع أن أفعل شيئا‪ S‬الن ‪ ..‬فاعذرن ‪ ..‬وأسأل‬ ‫ت•ى يح غ ي‪Á‬ر وا‪ á‬م ا‬
‫الل‪Ç‬ه ل ي غ ي‪Á‬ر مب اق و م‪à‬‬
‫أم رنالل‪Ç‬ه إ‬
‫ال أن يوفق أخاك ‪..‬‬ ‫أ ن بف س‪Þ‬ه وم إرذ ااد أ الل‪Ç‬ه ب ق سو م‪à‬وء‪Ô‬ا ف ل م ر لد•ه و م ا‬
‫مع بتسامة لطيفة ‪ ..‬وتعبيات وجه مناسبة ‪..‬‬ ‫م‪Á‬ن د ون هم ن و ال‪* à‬‬
‫له م‬
‫فكأنك بذا الرد الميل قضيت له ما يريد ‪ ..‬أليس‬ ‫يكم راق خ و طف‪S‬اموع‪æ‬ا و ي ن ش ىء‬
‫ه و ذالي ي ر ل‪á‬ب‬
‫كذلك ‪..‬؟‬ ‫لس•ح اب الث‪ç‬ق ال *‬
‫ا‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ل‪á‬م ال ئ مكةن خ يف ت هو ي ر س ل‬
‫سو يب‪Á‬ح الر•ع دح بم د ه و‬
‫كن صريا‪ S‬مع نفسك ‪ ..‬جريئا‪ S‬مع الناس ‪ ..‬واعرف‬ ‫لص•وااع ق ف ي ص يبب ه ا م نويشه اءم ي ج اد ل ون ف ي‬
‫قدراتك والتزم بدودها ‪..‬‬ ‫الل‪Ç‬هه و ش د يدل‪á‬ما ح ال *‬
‫ون ن د ون ه ل‬
‫ل‪á‬ح ق‪Á‬الوذ ين يد ع م‬
‫لهد ع و ة ا‬
‫‪.64‬الـتـواضـع ‪..‬‬ ‫ش ي ء‪ Ü‬إ بلاسكط ك ف ي ه إل ى ال‪á‬م اء‬
‫س تي ج يب ون بله م‬
‫كنت ف ملس فيه عدد من الوجهاء ‪..‬‬ ‫ي ب ل لغ ف اه وه موا ب ب ال غ ه موا د ع اءكال‪á‬اف ر ين إل ف ي‬
‫فتحدث أحد من رآه استغن ! وقال ف أثناء حديثه ‪:‬‬ ‫ضل ل‪.. " à‬‬
‫‪ ..‬ومررت بأحد العمال ‪ ..‬فمد‘ يده ليصافحن ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ل تلتزم إل با تثق أنه يكنك الوفاء به ‪..‬‬
‫فترددت ث مددت يدي وصافحته ‪..‬‬ ‫بعون ال ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬مع أن ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫قام ‪ ‬مرة خطيبا‪ S‬ف الناس ‪ ..‬فتكلم عن الخرة‬
‫ما شاء ال يقول ‪ :‬ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫وأحوالا ‪ ..‬ث صاح قائل‪ : S‬يا فاطمة بنت ممد ‪..‬‬
‫أما رسول ال ‪ .. r‬فكانت المة الملوكة الضعيفة ‪..‬‬ ‫سلين من مال ما شئت ‪ ..‬فإن ل أغن عنك من‬
‫تلقاه ف وسط الطريق ‪ ..‬فتشتكي إليه من ظلم أهلها ‪..‬‬ ‫ال شيئا‪.. S‬‬
‫أو كثرة شغلها ‪ ..‬فيجعل يده ف يدها ‪ ..‬فينطلق معها إل‬ ‫وأخيا‪.. S‬‬
‫أهلها ليشفع لا ‪..‬‬ ‫مع التأكيد على أهية عدم اللتزام بالشيء إل‬
‫وكان يقول ‪ :‬ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة‬ ‫وأنت قادر عليه ‪ ..‬إل أنه ينبغي عند العتذار أن‬
‫من كب ‪..‬‬ ‫نستعمل أسلوبا‪ S‬ذكيا‪.. S‬‬
‫كم سعنا الناس يرددون ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬فلن متكب ‪ ..‬فلن‬ ‫فمثل‪ : S‬جاء إليك لتبحث لخيه عن وظيفة ‪ ..‬لن‬
‫"شايف نفسه " ‪..‬‬ ‫أباك مسئول كبي ‪ ..‬أو أخاك ‪ ..‬أو أنت ‪..‬‬
‫وتسأله ‪ :‬لاذا ل تستعن بارك ف كذا ؟ فيقول ‪ :‬فلن‬ ‫فاعتذر بأسلوب يفظ ماء وجهه ويعله يشعر أنك‬

‫‪174‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال ‪ : ‬هون عليك ‪ ..‬فإنا أنا ابن امرأة من قريش‬ ‫متكب علينا ‪ ..‬ما يعطينا وجه !!‬
‫تأكل القديد ‪ ( ..‬اللحم الـمجفف ) ‪..‬‬ ‫كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبون على‬
‫وكان ‪ ‬يقول ‪ :‬أجلس كما يلس العبد ‪ ..‬وآكل كما‬ ‫الناس ‪ ..‬ويعاملونم باستعلء ‪..‬‬
‫يأكل العبد ‪..‬‬ ‫كم هو منبوذ ‪ ..‬ذاك الذي يطغى أن رآه استغن‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫تواضع تكن كالنجم لح لناظر‬ ‫ذاك الذي يصعر خده للناس ويشي ف الرض‬
‫على صفحات الاء وهو رفيع‬ ‫مرحا‪.. S‬‬
‫ول تك كالدخان يعلو بنفسه‬ ‫ذاك الذي يتكب على العمال ‪ ..‬والدام ‪..‬‬
‫على طبقات الو‘ وهو رفيع‬ ‫والفقراء ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫يتكب عن مادثتهم ‪ ..‬ومصافحتهم ‪ ..‬ومالستهم‬
‫من تواضع ل رفعه ‪ ..‬وما زاد ال عبدا‪ S‬بالتواضع إل‬ ‫‪..‬‬
‫عزا‪.. S‬‬ ‫لا دخل ‪ ‬مكة فاتا‪ .. S‬جعل ير بطرقات مكة‬
‫الت طالا أوذي فيها ‪ ..‬واست هزئ به ‪..‬‬
‫‪.65‬العبادة الفية ‪..‬‬ ‫كم سع ف طرقاتا ‪ ..‬يا منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن‬
‫قبل عشر سنوات ‪ ..‬ف أيام ربيع ‪ ..‬وف ليلة باردة كنت‬ ‫‪ ..‬كذاب ‪..‬‬
‫ف الب مع أصدقاء ‪..‬‬ ‫وهو اليوم يدخلهاقائدا‪ S‬عزيزا‪ .. S‬مكنا‪ .. S‬قد أذل‬
‫تعطلت إحدى السيارات ‪ ..‬فاضطررنا إل البيت ف‬ ‫ال أهلها بي يديه ‪..‬‬
‫العراء ‪..‬‬ ‫فكيف كان شعوره وهو داخل ؟‬
‫أذكر أنا أشعلنا نارا‪ S‬تلقنا حولا ‪ ..‬وما أجل أحاديث‬ ‫قال عبد ال بن أب بكر ‪:‬‬
‫الشتاء ف دفء النار ‪..‬‬ ‫لا وصل رسول ال ‪ ‬إل ذي طوى ‪ ..‬وقف على‬
‫طال ملسنا فلحظت أحد الخوة انسل من بيننا ‪..‬‬ ‫راحلته معتجرا‪ S‬بقطعة برد حراء ‪..‬‬
‫كان رجل‪ S‬صالا‪ .. S‬كانت له عبادات خفية ‪..‬‬ ‫وأن رسول ال ‪ ‬ليضع رأسه تواضعا‪ S‬ل ‪ ..‬حي‬
‫كنت أراه يتوجه إل صلة المعة مبكرا‪ .. S‬بل أحيانا‬ ‫رأى ما أكرمه ال به من الفتح ‪ ..‬حت إن عثنونه (‬
‫وباب الامع ل يفتح بعد ‪!!..‬‬ ‫طرف ليته ) ليكاد يس واسطة الرحل ‪..‬‬
‫قام وأخذ إناء‪ Ô‬من ماء ‪..‬‬ ‫وقال أنس ‪ :‬دخل رسول ال ‪ ‬مكة يوم الفتح‬
‫ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ‪..‬‬ ‫وذقنه على راحلته متخشعا‪.. S‬‬
‫أبطأ علينا ‪ ..‬فقمت أترقبه ‪ ..‬فرأيته بعيدا‪ S‬عنا ‪ ..‬قد لف‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬أقبل رجل إل رسول ال ‪‬‬
‫جسده برداء من شدة البد وهو ساجد على التراب ‪..‬‬ ‫فكلمه ف شيء ‪ ..‬فأخذته الرعدة ‪..‬‬

‫‪175‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لرحن و د‘ا‪.. " S‬‬
‫سيجعل لم ا‬ ‫ف ظلمة ‪ ..‬يتملق ربه ويتحبب إليه ‪..‬‬
‫وإذا أبغض ال عبدا‪ .. S‬نادى جبيل ‪ :‬إن أبغضت فلنا‬ ‫أيقنت أن لذه العبادة الفية ‪..‬ع زا‪ S‬ف الدنيا قبل‬
‫فأبغضه ‪ ..‬فيبغضه جبيل ‪ ..‬ث ي نادى ف أهل السماء ‪:‬‬ ‫الخرة ‪..‬‬
‫إن ال يبغض فلنا‪ S‬فأبغضه ‪..‬‬ ‫مضت السنوات ‪..‬‬
‫فيبغضه أهل السماء ‪..‬‬ ‫وأعرفه اليوم ‪ ..‬قد وضع ال له القبول ف الرض‬
‫ث تنزل له البغضاء ف الرض ‪.. )78( ..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال الزبي بن العوام ‪ : ‬من استطاع منكم أن يكون له‬ ‫له مشاركات ف الدعوة ‪ ..‬وهداية الناس ‪..‬‬
‫خبيئة من عمل صال فليفعل ‪..‬‬ ‫إذا مشى ف السوق أو السجد ‪ ..‬رأيت الصغار‬
‫والعبادة الفية أنواع ‪..‬‬ ‫قبل الكبار يتسابقون إليه ‪ ..‬مصافحي ‪ ..‬ومبي ‪..‬‬
‫منها ‪ ..‬الفاظ على صلة الليل ‪ ..‬ولو ركعة واحدة وترا‬ ‫كم يتمن الكثيون من تار ‪ ..‬وأمراء ‪..‬‬
‫كل ليلة ‪ ..‬تصليها بعد العشاء مباشرة ‪ ..‬أو قبل أن تنام‬ ‫ومشهورين ‪ ..‬أن ينالوا ف قلوب الناس من البة‬
‫‪ ..‬أو قبل الفجر ‪ ..‬لتكتب عند ال من قوام الليل ‪..‬‬ ‫مثل ما نال ‪..‬‬
‫قال ‪ : ‬إن ال وتر يب الوتر ‪ ..‬فأوتروا يا أهل القرآن‬ ‫ولكن هيهاااات ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أأبيت سهران الدجى ‪ ..‬وتبيته *** نوما‪ ! S‬وتبغي‬
‫ومنها ‪ ..‬السعي ف الصلح بي الناس ‪ ..‬بي الزملء‬ ‫بعد ذاك لاقي ؟‬
‫التخاصمي ‪ ..‬بي اليان ‪ ..‬بي الزوجي ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ( ..‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالات‬
‫قال ‪ : ‬ال أخبكم بأفضل من درجة الصلة والصيام‬ ‫سيجعللم الرحن و دا‪ .. ) S‬أي يعل لم مبة ف‬
‫والصدقة ؟‬ ‫قلوب اللق ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫إذا أحبك ال جعل لك القبول ف الرض ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إصلح ذات البي ‪ ..‬وفساد ذات البي هي الالقة‬ ‫قال ‪ : e‬إن ال إ اذ أحب عبدا‪ S‬نادى جبيل ‪..‬‬
‫(‪)79‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ومنها الكثار من ذكر ال ‪..‬‬ ‫إن قد أحببت فلنا‪ S‬فأحبه ‪..‬‬
‫فإن من أحب شيئا‪ S‬أكثر من ذكره ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فيحبه جبيل ‪..‬‬
‫وف الديث ‪ ..‬قال ‪ : ‬أل أنبئكم بي أعمالكم ‪..‬‬ ‫ث ي نادى ف أهل السماء ‪ :‬إن ال يب فلنا‪ S‬فأحبوه‬
‫وأزكاها عند مليككم ‪ ..‬وأرفعها ف درجاتكم ‪ ..‬وخي‬ ‫‪..‬‬
‫لكم من إعطاء الذهب والورق ‪ ..‬وخي لكم من أن تلقوا‬ ‫فيحبه أهل السماء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ث تنزل له البة ف أهل الرض ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬والترمذي واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫فذلك قول ال " إن الذين آمنوا وعملوا الصالات‬


‫( ) رواه أحد وغيه ‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪176‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خرج ف سواد الليل ‪ ..‬فدخل بيتا‪ S‬ث ‪ ..‬خرج منه ودخل‬ ‫عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ‪..‬؟‬
‫بيتا‪ S‬آخر ‪ ..‬فعجب طلحة ‪ ..‬ماذا يفعل عمر ف هذه‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ ..‬وما ذاك يا رسول ال ؟‬
‫البيوت !!‬ ‫قال ‪ :‬ذكر ال عز وجل (‪.. )80‬‬
‫فلما أصبح طلحة ذهب إل البيت الول‪..‬فإذا عجوز‬ ‫ومنها ‪ ..‬صدقة السر ‪ ..‬فصدقة السر‘ تطفئ غضب‬
‫عمياء مقعدة‪..‬‬ ‫الرب ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬ما بال هذا الرجل يأتيك ؟‬ ‫كان أبو بكر ‪ t‬إذا صلى الفجر خرج إل الصحراء‬
‫قالت ‪ :‬إنه يتعاهدن منذ كذا وكذا ‪ ..‬يأتين با يصلحن‬ ‫‪ ..‬فاحتبس فيها شيئا‪ S‬يسيا‪ .. S‬ث عاد إل الدينة ‪..‬‬
‫ويرج عن الذى ‪..‬‬ ‫فعجب عمر ‪ t‬من خروجه ‪ ..‬فتبعه يوما‪ S‬خفية‬
‫فخرج طلحة وهو يقول‪ :‬ثكلتك أمك يا طلحة‪..‬أعثرات‬ ‫بعدما صلى الفجر ‪..‬‬
‫عمر تتبع؟‬ ‫فإذا أبو بكر يرج من الدينة ويأت على خيمة‬
‫* * * * * * * *‬ ‫قدية ف الصحراء ‪ ..‬فاختبأ له عمر خلف صخرة‬
‫وخرج مرة ‪ t‬إل ضواحي الدينة ‪ ..‬فإذا برجل عابر سبيل‬ ‫‪..‬‬
‫نازل وسط الطريق ‪ ..‬وقد نصب خيمة قدية ‪ ..‬وقعد‬ ‫فلبث أبو بكر ف اليمة شيئا‪ S‬يسيا‪ .. S‬ث خرج ‪..‬‬
‫عند بابا ‪ ..‬مضطرب الال ‪ ..‬فسأله عمر ‪ :‬من الرجل ؟‬ ‫فخرج عمر من وراء صخرته ودخل اليمة ‪ ..‬فإذا‬
‫قال ‪ :‬من أهل البادية ‪ ..‬جئت إل أمي الؤمني أصيب من‬ ‫فيها امرأة ضعيفة عمياء ‪ ..‬وعندها صبية صغار ‪..‬‬
‫فضله ‪..‬‬ ‫فسألا عمر ‪ :‬من هذا الذي يأتيكم ‪..‬‬
‫فسمع عمر أني امرأة داخل اليمة ‪ ..‬فسأله عنه ؟‬ ‫فقالت ‪ :‬ل أعرفه ‪ ..‬هذا رجل من السلمي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬انطلق رحك ال لاجتك ‪..‬‬ ‫يأتينا كل صباح ‪ ..‬منذ كذا وكذا ‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬هذا من حاجت ‪..‬‬ ‫قال فماذا يفعل ‪ :‬قالت ‪ :‬يكنس بيتنا ‪ ..‬ويعجن‬
‫فقال ‪ :‬امرأت ف الطلق ‪ -‬يعن تلد ‪ -‬وليس عندي مال‬ ‫عجيننا ‪ ..‬ويلب داجننا ‪ ..‬ث يرج ‪..‬‬
‫ول طعام ول أحد ‪..‬‬ ‫فخرج عمر وهو يقول ‪ :‬لقد أتعبت اللفاء من‬
‫فرجع عمر إل بيته سريعا‪ .. S‬فقال لمرأته أم كلثوم بنت‬ ‫بعدك يا أبا بكر ‪ ..‬لقد أتعبت اللفاء من بعدك يا‬
‫علي ‪ :‬هل لك ف خي ساقه ال إليك ؟‬ ‫أبا بكر ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬وما ذاك ‪ ..‬فأخبها بب الرجل ‪ ..‬فحملت امرأته‬ ‫* * * * * * * *‬
‫معها متاعا‪ .. S‬وحل هو جرابا‪ S‬فيه طعام ‪ ..‬وقدرا‪ S‬وحطبا‬ ‫ول يكن عمر ‪ t‬بعيدا‪ S‬ف تعبده وإخلصه عن أب‬
‫‪ ..‬ومضى إل الرجل ‪..‬‬ ‫بكر ‪..‬‬
‫ودخلت امرأة عمر على الرأة ف خيمتها ‪..‬‬ ‫فقد رآه طلحة بن عبيد ال ‪..‬‬
‫وقعد هو عند الرجل ‪ ..‬فأشعل النار وأخذ ينفخ الطب‬
‫( ) رواه أحد والترمذي وغيها ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪177‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وصام أحد السلف عشرين سنة ‪ ..‬يصوم يوما‪ S‬ويفطر‬ ‫‪ ..‬ويصنع الطعام ‪ ..‬والدخان يتخلل ليته ‪..‬‬
‫يوما‪ .. S‬وأهله ل يدرون عنه ‪ ..‬كان له دكان يرج إليه‬ ‫والرجل قاعد ينظر إليه ‪..‬‬
‫إذا طلعت الشمس ويأخذ معه فطوره وغداءه ‪ ..‬فإذا‬ ‫فبينما هو على ذلك ‪ ..‬إذ صاحت امرأته من‬
‫كان يوم صومه تصدق بالطعام ‪ ..‬وإذا كان يوم فطره‬ ‫داخل اليمة ‪ ..‬يا أمي الؤمني ‪ ..‬بشر صاحبك‬
‫أكله ‪..‬‬ ‫بغلم ‪..‬‬
‫فإذا غربت الشمس ‪ ..‬رجع إل أهله وتعشى معهم ‪..‬‬ ‫فلما سع الرجل ‪ ..‬أمي الؤمني ‪ ..‬فزع وقال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ..‬كانوا يستشعرون العبودية ل ف جيع أحوالم ‪..‬‬ ‫أنت عمر بن الطاب ‪ ..‬قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فاضطرب‬
‫هم التقون ‪ ..‬وال يقولن ‪:‬ل } إل‪á‬م ت•ق ي م ف از‪æ‬ا *ح د ائ ق‬ ‫الرجل ‪ ..‬وجعل يتنحى عن عمر‪ ..‬فقال له عمر ‪:‬‬
‫اب‪æ‬ا ك* أ‪á‬س‪æ‬ا د ه اق‪S‬ا * ل ا يس م ع ون‬
‫اب‪æ‬ا *ك و اع ب تأر و‬
‫وأعن و‬ ‫مكانك ‪..‬‬
‫ف ليه غا و‪æ‬ا و ل اك ذاب‪æ‬ا *ج زم‪Á‬ناء ر•ب‪Á‬ك ع ط اءح س اب‪æ‬ا { ‪..‬‬ ‫ث حل عمر القدر ‪ ..‬وقربه إل اليمة وصاح‬
‫فاطلب مبة الالق ‪ ..‬وهو يتكفل بزرع مبتك ف قلوب‬ ‫بامرأته ‪ ..‬أشبعيها ‪..‬‬
‫خلقه ‪..‬‬ ‫فأكلت الرأة من الطعام ‪ ..‬ث أخرجت باقي الطعام‬
‫خارج اليمة ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫فقام عمر فأخذه فوضعه بي يدي الرجل ‪ ..‬وقال‬
‫ليس الغاية أن تكون ظواهر الخرين تبك ‪ ..‬إنا الغاية‬ ‫له ‪ :‬كل ‪ ..‬فإنك قد سهرت من الليل ‪..‬‬
‫أن تبك بواطنهم أيضا‪.. S‬‬ ‫ث نادى عمر امرأته فخرجت إليه ‪..‬‬
‫فقال للرجل ‪ :‬إذا كان من الغد ‪ ..‬فأتنا نأمر لك‬
‫‪.66‬أخرجهم من الفرة ‪..‬‬
‫با يصلحك ‪..‬‬
‫أل يقع مرة أن أحرجك شخص ف ملس عام بكلمة‬
‫* * * * * * * *‬
‫جارحة ‪..‬‬
‫وكان علي بن السي يمل جراب البز على‬
‫أو ربا سخر منك ‪ ..‬بأي شيء وإن كان صغيا‪.. S‬‬
‫ظهره بالليل ‪ ..‬فيتصدق با‪..‬ويقول ‪ :‬إن صدقة‬
‫بلباسك أو كلمك ‪ ..‬أو أسلوبك ‪..‬‬
‫السر تطفىء غضب الرب ‪..‬‬
‫فدافع عنك شخص ما ‪ ..‬فشعرت بامتنان عظيم له ‪..‬‬
‫فلما مات وجدوا ف ظهره آثار سواد ‪ ..‬فقالوا ‪:‬‬
‫لنه كأنا أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك غيك إل‬
‫هذا ظهر حال ‪ ..‬وما علمناه اشتغل حال‪.. S‬‬
‫هاوية ‪..‬‬
‫فانقطع الطعام عن مائة بيت ف الدينة ‪ ..‬من بيوت‬
‫مارس هذه الهارة مع الخرين ‪ ..‬وسترى لا تأثيا‪ S‬ساحرا‬
‫الرامل واليتام ‪ ..‬كان يأتيهم طعامهم بالليل ‪ ..‬ل‬
‫‪..‬‬
‫يدرون من يضره إليهم ‪ ..‬فعلموا أنه الذي ينفق‬
‫لو دخلت على شخص وأقبل ولده يمل طبقا‪ S‬ف طعام ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬

‫‪178‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فمرا بشجرة فأمره النب أن يصعدها ويتز• له عودا‬ ‫لكنه استعجل قليل‪ .. S‬فكاد أن يقع الطبق على‬
‫يتسوك به ‪..‬‬ ‫الرض ‪ ..‬فانطلق الب عليه ثائرا‪ .. S‬لاذا العجلة ؟‬
‫فرقى ابن مسعود وكان خفيفا‪ .. S‬نيل السم ‪ ..‬فأخذ‬ ‫كم مرة أعلمك ؟ ‪..‬‬
‫يعال العود لقطعه ‪..‬‬ ‫فاحر• وجه الولد واصفر• ‪..‬‬
‫فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه ‪ ..‬فإذا ها‬ ‫فقلت أنت ‪ :‬ل ‪ ..‬بل فلن بطل ‪ ..‬رج ل ‪ ..‬ما‬
‫ساقان دقيقتان صغيتان ‪..‬‬ ‫شاء ال عليه يمل كل هذا لوحده ‪ ..‬ولعله‬
‫فضحك القوم من دقة ساقيه ‪..‬‬ ‫استعجل لن فيه أغراض أخرى أيضا‪.. S‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬مم‘ تضحكون ؟! ‪ ..‬من دقة ساقيه ؟!‬ ‫أي امتنان سيشعر به الغلم لك ‪..‬‬
‫(‪)81‬‬
‫والذي نفسي بيده إنما أثقل ف اليزان من أحد ‪..‬‬ ‫هذا مع الصغار ‪ ..‬فما بالك مع الكبار ‪..‬‬
‫لو أثنيت على زميل ف اجتماع ‪ ..‬بعدما صبوا‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫عليه وابل‪ S‬من اللوم ‪..‬‬
‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬ ‫أو أثنيت على أحد إخوانك ‪ ..‬بعدما انكب الراد‬
‫السرة عليه معاتبي ‪..‬‬
‫‪.67‬الهتمام بالظهر ‪..‬‬
‫شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس ب‪ :‬ش•ر يا‬
‫كان أبو حنيفةجالسا‪ S‬يوما‪ S‬بي طلبه ف السجد يدرس ‪..‬‬
‫فلن ‪ ..‬كم نسبتك ف الامعة ؟!‬
‫وكان به أل ف ركبته ‪ ..‬وقد مد رجله ‪ ..‬واتكأ على‬
‫بال عليك ‪ ..‬هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام‬
‫جدار ‪..‬‬
‫الناس ؟!!‬
‫ف هذه الثناء ‪ ..‬أقبل رجل عليه لباس حسن ‪ ..‬وعمامة‬
‫فانقلب وجه الشاب متلونا‪ .. S‬فأنقذته قائل‪ S‬بلطف‬
‫حسنة ‪ ..‬ومظهر مهيب ‪ ..‬كان وقورا‪ S‬ف مشيته ‪ ..‬جليل‬
‫‪ :‬ليش يا أبا فلن ‪ ..‬ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة‬
‫ف خطوته ‪..‬‬
‫له ؟ أو ‪..‬‬
‫أفسح له لطلب حت جلس بانب أب حنيفة ‪..‬‬
‫فضحكوا ون سي السؤال ‪..‬‬
‫فلما رأى ابو حنيفة مظهره ‪ ..‬ورزانته ‪ ..‬ورتابة هيئته ‪,,‬‬
‫أو لو عاتبه على دنو‪ Á‬معدله الدراسي ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫استحى من طريقة جلسته وثن رجله ‪ ..‬وتمل أل ركبته‬
‫أخي ل تلمه ‪ ..‬تصصه صعب ‪ ..‬لكن سيشد‬
‫لجله ‪..‬‬
‫حيله إن شاء ال ‪..‬‬
‫استمر أبو حنيفة ف درسه والرجل يسمع ‪..‬‬
‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬
‫فلما انتهى من الدرس ‪..‬‬
‫إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة‬
‫بدأ الطلب يسألون ‪ ..‬فرفع ذلك الرجل يده ليسأل ‪..‬‬
‫سكون‬
‫كان عبد ال بن مسعود ‪ .. t‬يشي مع النب ‪.. r‬‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪81‬‬

‫‪179‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فكان له حلة حسنة يلبسها ف العيدين والمعة ‪..‬‬ ‫التفت إليه الشيخ ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما سؤالك ؟‬
‫وكانت له حلة يلبسها ف استقبال الوفود ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مت وقت صلة الغرب ؟‬
‫كان يعتن بظهره ورائحته ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬إذا غربت الشمس ‪!! ..‬‬
‫وكان يب الطيب ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وإذا جاء الليل والشمس ل تغرب ‪ ..‬فماذا‬
‫قال أنس ‪ : ‬كان رسول ال ‪ .. r‬أزهر اللون كأن‬ ‫نفعل ؟!‬
‫عرقه اللؤلؤ ‪ ..‬إذا مشا تكفأ ‪..‬‬ ‫فقال أبو حنيفة ‪ :‬آن لب حنيفة أن يد رجليه ‪..‬‬
‫وما مسستديباجا‪ S‬ول حريرا‪ S‬ألي من كف رسول ال ‪r‬‬ ‫ومد رجله كما كانت ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وسكت عن هذا السؤال التناقض !!‪ ..‬إذ كيف‬
‫ول شمت مسكا‪ S‬ول عنبا‪ S‬أطيب من رائحة النب ‪.. r‬‬ ‫يأت الليل والشمس ل تغرب ؟!!‬
‫وكانت يد ه مطيبة‪ S‬كأنا أخرجت من جؤنة عطار ‪..‬‬ ‫يقولون إن النظرة الول إليك تكو‪Á‬ن ف ذهن‬
‫وكان ‪ .. r‬يعرف بريح الطيب إذا أقبل ‪..‬‬ ‫القابل أكثر من ‪ %70‬من تصوره عنك ‪..‬‬
‫وقال أنس ‪ ( ‬كان رسول ال ‪ r‬ل يرد الطيب ) ‪..‬‬ ‫ويبدو أنه عند التأمل ستجد أن النظرة الول‬
‫قال أنس ‪ :‬ما مسست حريرا‪ S‬ول ديباجا‪ S‬ألي من كف‬ ‫تكون أكثر من ‪ %95‬عنك ‪ ..‬حت تتكلم ‪ ..‬أو‬
‫رسول ال ‪.. ‬‬ ‫تعر‪Á‬ف بنفسك ‪..‬‬
‫وكان ‪ r‬أحسن الناس وجها‪ .. S‬كان وجهه مستنيا‬ ‫ولو مشيت ف مر ف مستشفى أو شركة وبانبك‬
‫كالشمس ‪..‬‬ ‫شخص عليه ثياب حسنة ‪ ..‬وعليه وقار ف مشيته‬
‫وكان إذا س ر‘ استنـار وجهه ‪ ..‬حت كأن وجهه قطعة‬ ‫‪ ..‬لرأيت أنك – ربا ل شعوريا‪ – S‬إذا وصلت إل‬
‫قمر ‪..‬‬ ‫باب ف المر التفت• إليه وقلت له ‪ :‬تفضل ‪ ..‬طال‬
‫قال جابر بن سرة رأيت رسول ال ‪ r‬ف ليلة مضيئة‬ ‫عمرك !!‬
‫مقمرة ‪..‬‬ ‫ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى ‪..‬‬
‫فجعلت أنظر إل رسول ال ‪ r‬وإل القمر ‪ ..‬وعليه حلة‬ ‫هنا فردة حذاء مرمي ‪ ..‬وهنا روق شاورما ‪ ..‬وها‬
‫حراء ‪ ..‬فإذا هو عندي أحسن من القمر ‪..‬‬ ‫منديل ‪ ..‬وأشرطة كاسيت متناثرة ‪..‬‬
‫وكان يأمر السلمي بذلك يأمر السلمي براعاة الظهر ‪..‬‬ ‫لكونت فكرة عن الشخص مباشرة أنه فوضوي ‪..‬‬
‫عن أب الحوص عن أبيه ‪ .. ‬قال ‪ :‬أتيت النب ‪r‬‬ ‫غي مبال بالترتيب ‪..‬‬
‫وعلي‘ ثوب دون ( أي ردئ ) ‪..‬‬ ‫وكذلك ف لباس الناس ‪ ..‬ومظهرهم العام ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬ألك مال ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫والذي أعنيه هنا هو الهتمام بالظهر ل السراف‬
‫قال ‪ :‬من أي الال ؟ قلت ‪ :‬من البل والبقر والغنم‬ ‫ف اللباس أو السيارة ‪ ..‬أو الثاث ‪ ..‬أوغيها ‪..‬‬
‫واليل والرقيق ‪..‬‬ ‫كان رسول ال ‪ ‬يعتن بذه النواحي كثيا‪.. S‬‬

‫‪180‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الضطراب الشديد ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬فإذا آتاك ال مال‪.. S‬فل ي أثر نعمة ال‬
‫قلت له ‪ :‬عفوا‪ .. S‬أتيت متأخرا‪ S‬ولن أسح لك بدخول‬ ‫عليك وكرامت ه ‪..‬‬
‫المتحان ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬من أنعم ال عليه نعمة ‪ ..‬فإن ال يب‬
‫فبدأ يرجون أن أسح له ‪..‬‬ ‫أن يرى أثر نعمته على عبده ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ما الذي أخرك ؟!‬ ‫وعن جابر بن عبدال ‪ ‬قال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬وال يا دكتور ‪ ..‬راحت علي نومة !!‬ ‫أتانا رسول ال ‪ .. r‬زائرا‪ S‬ف منزلنا فرأى رجل‬
‫أعجبن صدقه ‪ ..‬وقلت تفضل ‪ ..‬فدخل وامتحن ‪..‬‬ ‫شعثا‪ S‬قد تفرق شعره ‪..‬‬
‫بعده بدقائق أقبل طالب آخر ‪ ..‬قلت ‪ :‬ما أخرك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬أما كان يد هذا ما ي سكن به شعره ؟‬
‫قال ‪ :‬يا دكتور وال الطريق زححححمة ‪ ..‬تعرف الناس‬ ‫ورأى رجل‪ S‬آخر وعليه ثياب وسخة فقال ‪ :‬أما‬
‫ف الصباح طالعي لدواماتم ‪ ..‬هذا رايح جامعته ‪ ..‬وهذا‬ ‫كان هذا يد ماء يغسل به ثوبه ؟ ‪..‬‬
‫لشركته ‪ ..‬وهذا ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬من كان له شعر فليكرمه ) ‪..‬‬
‫وجعل يعدد علي• ليقنعن أن الطريق زحة ‪..‬‬ ‫وكان ير‘ص على حسن السمت ‪ ..‬وجال الشكل‬
‫ونسي السكي أن اليوم إجازة للموظفي ‪ ..‬وربا ليس ف‬ ‫‪ ..‬واللباس ‪ ..‬وطيب الرائحة ‪..‬‬
‫الطرق إل طلبنا !!‬ ‫وكان يردد ف الناس قائل‪ ( : S‬إن ال جيل يب‬
‫قلت له ‪ :‬يعن الشوارع زحة ‪ ..‬والسيارات تل الطرق ؟‬ ‫المال ) (‪.. )82‬‬
‫قال ‪ :‬إي وال يا دكتور كأنك ترى ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا شاطر !! إذا أردت أن تكذب فاضبط الكذبة‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا أخي اليوم خييييس ‪ ..‬يعن ما فيه دوامات ‪ ..‬من‬ ‫النظرة الول إليك تطبع ف ذهن القابل ‪%70‬‬
‫أين جاءت الزحة ؟!!‬ ‫من تصوره عنك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬آه يا دكتور ‪ ..‬نسيت ‪ " ..‬بنشر علي الكفر " ‪..‬‬
‫‪.68‬الصدق ‪..‬‬
‫أي تعطلت إحدى إطارات السيارة فوقف لصلحها ‪!!..‬‬
‫أذكر أن كنت أراقب على الطلب يوما‪ S‬ف قاعة‬
‫كان السكي مضطربا‪ S‬متورطا‪ .. S‬فضحكت ودخل‬
‫المتحان ‪ ..‬وكان المتحان يوم خيس ‪ ..‬ومع أن‬
‫ليمتحن ‪..‬‬
‫يوم الميس هو إجازة أصل‪ S‬إل أننا اضطررنا أن‬
‫نعم ‪ ..‬ما أقبح أن يكتشف الناس أنك تكذب عليهم ‪..‬‬
‫نعل فيه امتحانا‪ S‬لزحة الواد ‪..‬‬
‫الكذب ينفر الناس عنك ‪ ..‬ويفقدك الصداقية عندهم ‪..‬‬
‫بعد مضي ربع ساعة من بداية المتحان ‪ ..‬أقبل‬
‫ويعلهم ل يثقون فيك ‪..‬‬
‫أحد الطلب متأخرا‪ .. S‬كان السكي يبدو عليه‬
‫فلو وقعت لحدهم مشكلة ‪ ..‬فلن يشكوها إليك ‪..‬‬
‫ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪82‬‬

‫‪181‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل يعط ‪..‬‬ ‫قال ‪ : ‬يطبع الؤمن على اللل كلها إل اليانة‬
‫(‪)83‬‬
‫أو تد الكذاب يعد ويلف ‪..‬‬ ‫والكذب‬
‫أو يتورط بأمور ‪ ..‬فيختلق أعذارا‪ S‬متنوعة ‪ ..‬وسرعان ما‬ ‫وسئل ‪ .. ‬فقيل له ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أيكون‬
‫يكتشف الناس كذبه فيها ‪..‬‬ ‫الؤمن جبانا‪ S‬؟‬
‫وقف أحد العلماء أمام السلطان ‪ ..‬فشهد على شيء ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فقال السلطان ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن بيل‪ S‬؟‬
‫فصاح العال ‪ :‬أعوذ بال ‪ ..‬وال لو نادى مناد´ من السماء‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪ :‬إن ال أحل الكذب ‪ ..‬لا كذبت ‪ ..‬فكيف وهو‬ ‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن كذابا‪ S‬؟‬
‫(‪)84‬‬
‫حرام !!‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫وقال عبد ال بن عامر ‪: ‬‬
‫حقيقة ‪..‬‬ ‫دعتن أمي يوما‪ .. S‬ورسول ال ‪ ‬قاعد ف بيتنا ‪..‬‬
‫الكذب لون واحد كله أسود ‪..‬‬ ‫فقالت ‪:‬‬
‫ها ‪ ..‬تعال أعطيك ‪..‬‬
‫‪.69‬الشجاعة ‪..‬‬
‫فقال لا رسول ال ‪ : ‬وما أردت أن تعطيه ؟‬
‫قال ل بعدما خرجنا من الوليمة ‪ :‬تصدق كنت أعرف‬
‫قالت ‪ :‬أعطيه ترا‪.. S‬‬
‫اسم الصحاب الذي تكلمتم عنه ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬أما إنك لو ل تعطيه شيئا‪ .. S‬كتبت عليك‬
‫قلت ‪ :‬عجبا‪ !! S‬ليش ما ذكرته ‪ ..‬وقد رأيتنا متحيين ؟!‬ ‫(‪)85‬‬
‫كذبة‬
‫خفض رأسه وقال ‪ :‬خجلت أتكلم ‪..‬‬
‫وكان ‪ ‬إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬تبا‪ S‬للج ب ‪..‬‬
‫كذبة ‪ ..‬ل يزل معرضا‪ S‬عنه ‪..‬‬
‫وآخر كان يدرس ف السنة الخية من الثانوية ‪..‬‬
‫ف كثي من الحيان يندفع بعض الناس إل الكذب‬
‫التقيت به يوما‪ S‬فقال ل ‪ :‬قبل يومي دخلت الفصل ‪..‬‬
‫‪ ..‬لجل إظهار أنفسهم بصورة أكب من القيقة ‪..‬‬
‫فرأيت الطلب واجي ‪ ..‬والدرس جالس على كرسيه ‪..‬‬
‫فتجده يكذب ف بطولت يؤلفها ‪ ..‬ومواقف‬
‫بدون شرح ‪..‬‬
‫يترعها ‪..‬‬
‫جلست وسألت الذي بانب ‪ :‬ما الب ؟!‬
‫أو يزيد ف القصص ‪ ..‬ليمل‪Ç‬حها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬زميلنا عساف مات البارحة ‪..‬‬
‫أو يدعي أشياء عنده ‪ ..‬وهو كاذب ‪ ..‬فيتشبع با‬
‫كان ف الفصل عدد من أصدقاء عساف ‪ ..‬تاركون‬
‫للصلة ‪ ..‬والغون ف عدد من الرمات ‪..‬‬ ‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪83‬‬

‫كان تأثي الب عليهم واضحا‪ .. S‬حدثتن نفسي أن ألقي‬ ‫( ) مالك ف الؤطأ‬ ‫‪84‬‬

‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪85‬‬

‫‪182‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فعود نفسك على الشجاعة ف اللقاء ‪..‬‬ ‫عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلة ‪..‬‬
‫الشجاعة ف النصح ‪..‬‬ ‫وبر الولدين ‪ ..‬وإصلح النفس ‪..‬‬
‫الشجاعة ف تطبيق مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫قلت له ‪ :‬متااااز ‪ ..‬هل فعلت ؟‬
‫قال ‪ :‬بصراحة ‪ ..‬ل ‪ ..‬خجلت ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫سكت ‪ ..‬وكظمت غيظي وأنا أقول ف نفسي ‪ :‬تبا‬
‫عو‘د نفسك ودربا ‪ ..‬وإنا النصر ‪ :‬صب ساعة ‪..‬‬ ‫للـج ب ن ؟!!‬
‫امرأة تسألا ‪ :‬لاذا ل تصارحي زوجك بالوضوع ؟‬
‫‪.70‬الثبات على البادئ ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬أستحي !! خفت يزعل !! خفت يهجرن‬
‫كلما كانت شخصية الشخص أقوى ‪ ..‬وثباته على مبادئه‬
‫‪ ..‬خفت ‪..‬‬
‫أشد ‪ ..‬كان أهم ف الياة ‪..‬‬
‫شاب تسأله ‪ :‬لـم ل تب أباك بالشكلة قبل أن‬
‫أحينا‪ S‬يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة ‪ ..‬مهما مل حوا‬
‫تتفاقم ؟!‬
‫أساءها ‪ ..‬بشيش ‪ ..‬هدية ‪ ..‬عمولة ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬أخاف ‪ ..‬ما أترأ ‪..‬‬
‫زوجة يكون من مبادئها ‪ ..‬عدم الكذب على زوجها ‪..‬‬
‫أو ربا رفع أحدهم ضغطك بقوله ‪ :‬أستحي أبتسم‬
‫مهما زينوه لا ‪ ..‬تشية حال ‪ ..‬كذب أبيض ‪..‬‬
‫‪ ..‬أخجل أثن عليه ‪..‬‬
‫من البادئ ‪ ..‬عدم تكوين علقات مرمة مع النس‬
‫أخاف يقولون يامل ‪ ..‬يستخف دمه ‪..‬‬
‫الخر ‪ ..‬عدم شرب المر ‪..‬‬
‫أسع هذه التصرفات كثيا‪ .. S‬فأتن أن أصرخ‬
‫شخص ل يدخن ‪ ..‬جلس مع أصحابه ‪ ..‬ليثبت على‬
‫فيهم ‪ :‬يا جبناااااء ‪ ..‬إل مت ؟!‬
‫مبادئه ‪..‬‬
‫البان ل يبن مدا‪ .. S‬هو صفر على الشمال دائما‬
‫الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقدته أصحابه أحيانا‬
‫‪..‬‬
‫‪ ..‬واتموه بعدم الرونة ‪ ..‬إل أن مشاعرهم الداخلية‬
‫ملسا‪ S‬تلح‘ف بـج ـب نه ول يشارك برأي‬
‫إن حضر‬
‫تؤمن أنا أمام بطل ‪..‬‬
‫‪ ..‬أو ينطق بكلمة ‪..‬‬
‫فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهيته أكثر ن غيه ‪..‬‬
‫وإن ذكروا نكتة ضحك او وعل‪Ç‬قوا ‪ ..‬ول يستطع أن‬
‫وليش هذا خاصا‪ S‬بأحد النسي دون الخر ‪ ..‬بل الرجال‬
‫يزيد على أن خفض رأسه وتبسم ‪..‬‬
‫والنساء ف ذلك سواء ‪..‬‬
‫وإن حضر ملسا‪ .. S‬ل ينتبه أحد لوجوده ‪..‬‬
‫فاثبت على مبادئك ول تقدم تنازلت ‪ ..‬عندها سيضخ‬
‫والعظم من ذلك إن كان أبا‪ .. S‬أو زوجا‪ .. S‬أو‬
‫الناس لا ‪..‬‬
‫مديرا‪.. S‬‬
‫لا ظهر السلم ف الناس جعلت لقبائل تفد إل رسول ال‬
‫أو حت زوجة أو أما‪.. S‬‬
‫‪.. ‬‬
‫الناس يكرهون البان ‪ ..‬وليس له قدر ‪..‬‬

‫‪183‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجل‪.. S‬‬
‫قالوا ‪ :‬فدعه شهرا‪ S‬واحدا‪!! S‬‬ ‫فلما قدموا أنزلم رسول ال ‪ ‬السجد ليسمعوا‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫القرآن ‪..‬‬
‫فلما رأوا أنه ل يستجب لم ف ذلك ‪ ..‬فالسألة شرك‬ ‫فسألوه ‪ :‬عن الربا والزنا والمر ؟‬
‫وإيان ‪ ..‬ل مال فيها للمفاوضة !!‬ ‫فحرم عليهم ذلك كله ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فتول أنت هدمها ‪ ..‬أما نن فإنا‬ ‫وكان لم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم‬
‫لن ندمها أبدا‪.. S‬‬ ‫‪ ..‬اسه " الربة " ‪ ..‬ويصفونه بـ " الطاغية " ‪..‬‬
‫فقال ‪ : ‬سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ‪..‬‬ ‫وينسجون حوله القصص والكايات للدللة على‬
‫فقالوا ‪ :‬والصلة ‪ ..‬ل نريد أن نصلي ‪ ..‬فإننا نأنف أن‬ ‫قوته ‪..‬‬
‫تعلو إست الرجل رأسه !!‬ ‫فسألوه عن " الربة " ما هو صانع با ؟‬
‫فقال ‪ : ‬أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من‬ ‫قال ‪ :‬اهدموها ‪..‬‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫ففزعوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬هيهات ‪ ..‬لو تعلم الربة أنك‬
‫وأما الصلة ‪ ..‬فل خي ف دين ل صلة فيه ‪!!..‬‬ ‫تريد أن تدمها ‪ ..‬قتلت أهلها !!‬
‫فقالوا ‪ :‬سنؤتيكها ‪ ..‬وإن كانت دناءة ‪..‬‬ ‫وكان عمر حاضرا‪ .. S‬فعجب من خوفهم من هدم‬
‫فكاتبوه على ذلك ‪..‬‬ ‫صنم ‪..‬‬
‫وذهبوا إل قومهم ‪ ..‬ودعوهم إل السلم ‪ ..‬فأسلموا‬ ‫فقال ‪ :‬ويكم يا معشر ثقيف !! ما أجهلكم !! إنا‬
‫على مضض ‪..‬‬ ‫الربة حجر ‪..‬‬
‫ث قدم عليهم رجال من أصحاب رسول ال ‪ ‬لدم‬ ‫فغضبوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬إنا ل نأتك يا ابن الطاب ‪..‬‬
‫الصنم ‪..‬‬ ‫فسكت عمر ‪..‬‬
‫فيهم خالد بن الوليد ‪ ..‬والغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬نشترط أن تدع لنا الطاغية ثلث سني ‪..‬‬
‫فتوجه الصحابة إل الصنم ‪..‬‬ ‫ث تدمه بعدها إن شئت ‪..‬‬
‫ففزعت ثقيف ‪ ..‬وخرج الرجال والنساء والصبيان ‪..‬‬ ‫فرأى النب ‪ ‬أنم يساومونه على أمر ف‬
‫وجعلوا يرقبون الصنم ‪ ..‬وقد وقع ف قلوبم أنه لن ينهدم‬ ‫العقيدة !! هو أصل من أصول السلم ‪ ..‬فما دام‬
‫‪ ..‬وأن الصنم سيمنع نفسه ‪..‬‬ ‫أنم سيسلمون ‪ ..‬فما الداعي للتعلق بالصنم ‪!! ..‬‬
‫فقام الغية بن شعبة ‪ ..‬فأخذ الفأس ‪ ..‬والتفت إل‬ ‫فقال ‪ : ‬ل ‪..‬‬
‫الصحابة الذين معه وقال ‪:‬‬ ‫قالوا ‪ :‬فدعه سنتي ‪ ..‬ث اهدمه ‪..‬‬
‫وال لضحكنكم من ثقيف !!‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث اقبل إل الصنم ‪ ..‬فضرب الصنم بالفأس ‪ ..‬ث سقط‬ ‫قالوا ‪ :‬فدعه سنة واحدة ‪..‬‬

‫‪184‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جاء دور صاحبنا ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬وتتابعت عليه السئلة ‪..‬‬ ‫وجعل يرفس برجله ‪..‬‬
‫حت سألوه ‪ :‬كم تشرب من المر ؟‬ ‫فصاحت ثقيف ‪ ..‬وارتوا ‪ ..‬وفرحوا ‪ ..‬وقالوا ‪:‬‬
‫فقال ‪ :‬أنا ل أشرب المر ‪..‬‬ ‫أبعد ال الغية ‪ ..‬قتلته الربة ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬لاذا !! هل أنت مريض ؟!‬ ‫ث التفتوا إل بقية الصحابة وقالوا ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن مسلم ‪ ..‬والمر حرام ‪..‬‬ ‫من شاء منكم فليقترب ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬يعن ل تشربا حت ف عطلة آخر السبوع ؟!!‬ ‫عندها قام الغية ضاحكا‪ .. S‬وقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫ويكم يا معشر ثقيف ‪ ..‬إنا هي لكاع ( أي مزحة‬
‫فنظر بعضهم إل بعض متعجبي ‪..‬‬ ‫) ‪ ..‬وهذا صنم ‪ ..‬حجارة ومدر ‪ ..‬فاقبلوا عافية‬
‫فلما ظهرت النتائج ‪ ..‬فإذا اسه ف أوائل القبولي ‪..‬‬ ‫ال واعبدوه ‪..‬‬
‫بدأ عمله معهم ‪ ..‬ومضى عليه أشهر ‪..‬‬ ‫ث أقبل يهدم الصنم ‪ ..‬والناس معه ‪ ..‬فما زالوا‬
‫وف يوم لقي أحد السئولي ف تلك القابلة وسأله ‪ :‬لاذا‬ ‫يهدمونا حجرا‪ S‬حجرا‪ .. S‬حت سووها بالرض ‪..‬‬
‫كنتم تكررون سؤال عن المر ؟!‬
‫فقال ‪ :‬لن الوظيفة الطلوبة هي ف الراسات ‪ ..‬وكلما‬ ‫وح ـي ‪..‬‬
‫توظف فيها شاب ‪ ..‬فوجئنا به يشرب المر ويسكر ‪..‬‬ ‫"من طلب رضا الناس بسخط ال سخط ال‬
‫فيضيع مكانه ‪ ..‬ويهجم على الشركة من يسرقها ‪ ..‬فلما‬ ‫عليه وأسخط عليه الناس ‪ ،‬ومن طلب رضا ال‬
‫وجدناك ل تشرب المر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا ‪..‬‬ ‫بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس "‬
‫فوظفناك هنا !!‬
‫‪.71‬إغراءات ‪..‬‬
‫ما أجل الثبات على البادئ وإن كثرت الغراءات ‪..‬‬
‫قرأت أن شابا‪ S‬مسلما‪ S‬ف بريطانيا ‪ ..‬اطلع على قرأ‬
‫الشكلة أننا نعيش ف متمعات قل أن تد فيها من‬
‫إعلن لحدى الشركات حول حاجتها إل موظفي‬
‫يتمسك مبادئه ‪ ..‬يعيش من أجلها ويوت من أجلها ‪..‬‬
‫يعملون ف الراسات ‪..‬‬
‫ويثبت على اللتزام با ‪ ..‬وإن كثرت الغراءات ‪..‬‬
‫أقبل إل اللجنة الختصة بقابلة التقدمي ‪ ..‬فإذا‬
‫إذا مشيت على الصحيح ‪ ..‬والتزمت بالصراط الستقيم‬
‫جع كبي من الشباب ‪ ..‬ما بي مسلمي وغي‬
‫‪ ..‬فأصحاب البادئ الخرى لن يتركوك ‪..‬‬
‫مسلمي ‪..‬‬
‫فعدم قبولك للرشوة يغضب زملءك الرتشي ‪..‬‬
‫كلما خرج شخص من القابلة سأله الواقفون ‪..‬‬
‫وامتنعاك عن الزنا ‪ ..‬يغضب الفاعلي !!‬
‫عن ماذا سألوك ؟ وباذا أجبت ؟‬
‫ذ كر أن عمر بن الطاب ‪‬كان يع س‘ ليلة من الليال ‪..‬‬
‫كان من أهم أسئلتهم ‪ :‬كم كأسا‪ S‬تشرب من المر‬
‫يراقب وينظر ‪..‬‬
‫يوميا‪ S‬؟!‬
‫فمر بأحد البيوت ف ظلمة الليل ‪ ..‬فسمع فيه رجال‬

‫‪185‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيلقاه مسئول سيء اللق ‪ ..‬مبغوض منق ب ل موظفيه ‪..‬‬ ‫سكارى ‪ ..‬فكره أن يطرق عليهم الباب ليل‪.. S‬‬
‫فيحسده – ربا – أو يريد أن يقنعه بأسلوب آخر ف‬ ‫وخشي أن يكون ظنه خاطئا‪ .. S‬وأراد أن يتثبت من‬
‫التعامل ‪ ..‬فيقول له ‪ :‬ل تفعل كذا ‪ ..‬وافعل كذا ‪ ..‬ول‬ ‫المر ‪..‬‬
‫تبتسم ‪ ..‬ول ‪..‬‬ ‫فتناول كسرة فحم من على الرض ‪ ..‬ووضع با‬
‫أو صاحب بقالة ل يبيع السجائر ‪ ..‬فيحول أن يقنعه ‪..‬‬ ‫علمة على الباب ‪ ..‬ومضى ‪..‬‬
‫فكن بطل‪ S‬واثبت على مبادئك ‪ ..‬وقل بأعلى صوتك ‪:‬‬ ‫سع صاحب الدار صوتا‪ S‬عن الباب ‪ ..‬فخرج ‪..‬‬
‫لااااا ‪ ..‬مهما أغروك ‪..‬‬ ‫فرأى العلمة ‪ ..‬ورأى ظهر عمر موليا‪ .. S‬ففهم‬
‫وقديا‪ S‬حاول الكفار مع رسول ال ‪ ‬أن يتنازل عن‬ ‫القصة ‪..‬‬
‫مبادئه ‪ ..‬فقال ال له ‪ ( :‬ودوا لو تد هن فيدهنون ) ‪..‬‬ ‫فكان الصل أن يسح العلمة وينتهي المر ‪..‬‬
‫يعن أنم ل مبادئ عندهم أصل‪ S‬ليحافظوا عليها ‪..‬‬ ‫لكنن الرجل ل يفعل ذلك ‪!!..‬‬
‫وبالتال ل مانع عندهم من التنازل عن مبادئهم ‪ ..‬فانتبه‬ ‫وإنا أخذ كسرة الفحم وأقبل إل بيوت جيانه ‪..‬‬
‫أن يغروك بترك مبادئك ‪..‬‬ ‫وجعل يرسم على أبوابا علمات !!‬
‫وكأنه يريد أن ينزل الناس إل مستواه ‪ ..‬ويكونون‬
‫قال تعال ‪:‬‬ ‫مثله ‪ ..‬ول يريد أن يرتفع إل مستواهم ‪!!..‬‬
‫" فل تطع الكذبي * ودوا لو تدهن فيدهنون "‬ ‫وف الثل ‪ :‬ودت الزانية لو أن النساء كلهن زني‬
‫‪..‬‬
‫‪.72‬العفو عن الخرين ‪..‬‬
‫من التجارب ف حياتنا ‪ ..‬أن تد زوجة كثية‬
‫ل تلو الياة من عثرات تصيبنا من الناس ‪..‬‬
‫الكذب على زوجها ‪ ..‬تربت على ذلك ‪..‬‬
‫فهذه مزحة ثقيلة ‪ ..‬وتلك كلمة نابية ‪ ..‬وتعد‪ ÿ‬على‬
‫وتعودت عليه ‪ ..‬فإذا رأت من تنكر عليها ‪..‬‬
‫حاجات شخصية ‪..‬‬
‫وتنصحها بالصدق ‪ ..‬حاولت أن ترها إل‬
‫خصومة بي اثني ف ملس ‪ ..‬أو اختلف ف وجهات نظر‬
‫مستنقعها ‪ ..‬فكررت عليها ‪ :‬الرجال ما يصلح‬
‫‪ ..‬أو آراء ‪..‬‬
‫معهم إل كذا ‪ ..‬ما تشي أمورك معه إل بالكذب‬
‫وبعضنا يكب الوضوع ف نفسه ‪ ..‬وليس عنده استعداد‬
‫‪..‬‬
‫للعفو أو النسيان ‪..‬‬
‫فل تزال با حت تتنازل عن مبادئه وتتغي ‪ ..‬أو‬
‫أو ربا ل يلك استعدادا‪ S‬لقبول أعذار الخرين والعفو‬
‫ربا تثبت ‪ ..‬ولعلها ‪..‬‬
‫عنهم ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك ف مسئول حسن اللق مع موظفيه‬
‫بعض الناس يعذب نفسه بعدم عفوه ‪ ..‬يل صدره بأحقاد‬
‫‪ ..‬ويرى أن هذا ما يفيد العمل ‪ ..‬ويزرث الراحة‬
‫تشغله تعذبه ‪..‬‬
‫ف قلوبم ‪ ..‬ويزيد النتاج ‪..‬‬

‫‪186‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث أقبل إل مقام إبراهيم فأخره عن الكعبة ‪ ..‬وكان‬ ‫ول در السد ما أعدله ‪ ..‬بدأ بصاحبه فقتله ‪..‬‬
‫ملصقا با ‪..‬‬ ‫فل تعذب نفسك ‪ ..‬هناك أشياء ل يكن أن تعاقب‬
‫ث قام ‪ ‬على باب الكعبة فقال ‪:‬‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وحده ل شريك له ‪ ..‬صدق وعده ‪..‬‬ ‫انس الاضي ‪ ..‬وعش حياتك ‪..‬‬
‫ونصر عبده ‪ ..‬وهزم الحزاب وحده ‪..‬‬ ‫لا دخل رسول ال ‪ ‬مكة فاتا‪ .. S‬واطمأن الناس‬
‫أل كل مأثرة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو مال يد•عى ‪ ..‬فهو موضوع‬ ‫‪..‬‬
‫تت قدمي هاتي ‪ ..‬إل سدانة البيت ‪ ..‬وسقاية الاج ‪..‬‬ ‫خرج حت جاء الكعبة فطاف با سبعا‪ S‬على راحلته‬
‫ث جعل يقرر بعض الحكام الشرعية فقال ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫أ ل ا وقتيل الطأ شبه العمد بالسوط والعصا ‪ ..‬ففيه الدية‬ ‫فلما قضى طوافه ‪ ..‬دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه‬
‫مغلظة مائة من البل ‪ ..‬أربعون منها ف بطونا أولدها ‪..‬‬ ‫مفتاح الكعبة ‪ ..‬ففتحت له فدخلها ‪..‬‬
‫ث نظر إل رؤوس قريش وساداتا ‪ ..‬فصاح بم ‪:‬‬ ‫فرأى فيه صور اللئكة وغيهم ‪..‬‬
‫يا معشر قريش ‪ ..‬إن ال قد أذهب عنكم نوة الاهلية‬ ‫ورأى إبراهيم عليه السلم مصورا‪ S‬ف يده الزلم‬
‫‪ ..‬وتعظ‪Ç‬مها بالباء ‪..‬‬ ‫يستقسم با ‪..‬‬
‫الناس من آدم ‪ ..‬وآدم من تراب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : ‬قاتلهم ال ‪ ..‬جعلوا شيخنا يستقسم‬
‫ن•ا إخ ل ق‪á‬ن اك م‪Á‬نم ذ ك ر‪ à‬أونث ى‬
‫ث تل ي"ا أ ي‪â‬ه االن•اس‬ ‫بالزلم !! ما شأن ابراهيم والزلم ؟!‬
‫اك ائم ل ل ت ع ار ف وا إ ن أ ك‪á‬ر م ك م ع ند الل ه‬
‫ل‪á‬ن ق ب‬
‫وب‪æ‬ا و‬
‫شوع ج ع‬ ‫ما كان إبراهيم يهوديا‪ S‬ول نصرانيا‪ S‬ولكن كان‬
‫أقت اك مإ ن الل ه لعيم×خ بي× "‬ ‫حنيفا‪ S‬مسلما‪ S‬وما كان من الشركي ‪..‬‬
‫ث جعل يتأمل ف وجوه الكفار ‪..‬‬ ‫ث أمر ‪ ‬بتلك الصور كلها فطمست ‪..‬‬
‫وهو ف عزه وملكه عند الكعبة ‪ ..‬وهم ف ذلم وضعفهم‬ ‫ث وجد فيها حامة من عيدان فكسرها بيده ‪ ..‬ث‬
‫‪..‬‬ ‫طرحها ‪..‬‬
‫ف مكان طالا كذبوه فيه ‪ ..‬وأهانوه ‪ ..‬وألقوا الوساخ‬ ‫ث وقف على باب الكعبة ‪..‬‬
‫على رأسه وهو ساجد ‪..‬‬ ‫وقد اجتمع له الناس ف السجد مسلمي والكفار‬
‫وكفار قريش بي يديه ‪ ..‬مهزومي ‪ ..‬أذلء ‪ ..‬صاغرين‬ ‫ينظرون إليه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث صلى ركعتي ث انصرف إل زمزم ‪ ..‬فاطلع فيها‬
‫ث قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬ما ترون أن فاعل فيكم ؟‬ ‫‪ ..‬ودعا باء فشرب منها وتوضأ ‪..‬‬
‫فانتنفضوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬تفعل بنا خيا‪ .. S‬أنت أخ كري ‪..‬‬ ‫والناس يبتدرون وضوءه ‪..‬‬
‫وابن أخ كري ‪..‬‬ ‫والشركون يتعجبون من ذلك ‪ ..‬ويقولون ‪ :‬ما‬
‫عجبا‪ !! S‬هل نسوا ما كانوا يفعلونه بذا الخ الكري ‪..‬‬ ‫رأينا ملكا‪ S‬قط ول سعنا به مثل هذا ‪..‬‬

‫‪187‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كانوا مرمي ‪ ..‬متحيين ‪ ..‬ل يدرون ماذا سي فعل بم ‪..‬‬ ‫أين سبكم ‪ :‬منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن ؟!‬
‫فإذا به ‪ ‬يدوس على الحقاد ‪ ..‬ويلق بمته عااااليا‪.. S‬‬ ‫ما دام أخا‪ S‬كريا‪ .. S‬وأبوه أخ كري !! فلماذا‬
‫ويقول كلمة يهتف با التاريخ ‪ :‬اذهبوا ‪ ..‬فأنتم الطلقاء‬ ‫حاربتموه ؟!‬
‫‪..‬‬ ‫أين تعذيبكم للمسلمي الضعفاء ‪..‬‬
‫فينطلقون ‪ ..‬مستبشرين ‪ ..‬تكاد أرجلهم تطي من الفرح‬ ‫هذا بلل واقف ‪ ..‬وآثار التعذيب ل تزال ف‬
‫‪..‬‬ ‫ظهره ‪..‬‬
‫أحقا‪ S‬عفا عنا ؟!!‬ ‫وتلك نلة قريبة قتلت عندها أمية ‪ ..‬وزوجها ياسر‬
‫ث تلفت ‪ ‬ينظر حول الكعبة ‪ ..‬فإذا ثلثمائة وستون‬ ‫‪ ..‬وهذا ابنهما عمار مع السلمي يشهد ‪..‬‬
‫صنما‪ .. S‬تعبد من دون ال ‪ ..‬عند بيته العظ‪Ç‬م ‪!!..‬‬ ‫أين حبسكم له مع السلمي الضعفاء ‪ ..‬ثلث‬
‫فجعل ‪ ‬يضربا بيده الكرية ‪ ..‬فتهوي ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫سني ف شعب بن عامر ‪ ..‬حت أكلوا ورق‬
‫جاء الق ‪ ..‬وزهق الباطل ‪ ..‬جاء الق ‪ ..‬وما يبدئ‬ ‫الشجر من شدة الوع ‪..‬؟!! ما رحتم بكاء‬
‫الباطل وما يعيد ‪..‬‬ ‫الصغي ‪ ..‬ول أني الشيخ الكبي ‪ ..‬ول حامل‪ S‬ول‬
‫عدد من كفار قريش العتاة البغاة ‪ ..‬الذين لم تاريخ‬ ‫مرضعا‪!! S‬‬
‫أسود مع السلمي ‪ ..‬فروا من مكة قبل دخول النب ‪‬‬ ‫أين حربكم له ف بدر ‪ ..‬وأحد ‪ ..‬وتزبكم عليه ف‬
‫وأصحابه إليها ‪..‬‬ ‫الندق ؟‬
‫منهم صفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫أين منعكم له من دخول مكة معتمرا‪ .. S‬لا جاءكم‬
‫فإنه فر منها هاربا‪ .. S‬وقد تي أين يذهب ‪..‬‬ ‫قبل سني ‪ ..‬وتركتموه مبوسا‪ S‬ف الديبية ‪..‬‬
‫فمضى إل جدة ليكب منها إل اليمن ‪..‬‬ ‫منوعا‪S‬من دخول مكة ؟‬
‫فلما رأى الناس عفو رسول ال ‪ .. ‬ونسيانه للماضي‬ ‫أين صدكم لعمه أب طالب عن السلم وهو على‬
‫الليم ‪..‬‬ ‫فراش الوت ؟‬
‫جاء عمي بن وهب إل رسول ال ‪ ‬فقال ‪:‬‬ ‫أين ‪..‬؟ أين ‪..‬؟ شريط طويييييل من الذكريات‬
‫يا نب ال إن صفوان بن أمية سيد قومه ‪ ..‬وقد خرج‬ ‫الؤلة ير أمام ناظريه ‪.. ‬‬
‫هاربا‪ S‬منك ‪ ..‬ليقذف نفسه ف البحر ‪..‬فأ‪Ç‬م‪Á‬نه ‪ ..‬صلى ال‬ ‫ليس هو فقط ‪ ..‬بل أمام ناظري أب بكر وعمر ‪..‬‬
‫عليك ‪..‬‬ ‫وعثمان وعلي ‪ ..‬وبلل وعمر ‪ ..‬فكل واحد من‬
‫قال ‪ r‬بكل بساطة ‪ :‬هو آمن ‪..‬‬ ‫هؤلء ‪ ..‬له مع قريش قصة حزينة ‪..‬‬
‫قال عمي ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فأعطن آية يعرف با أمانك‬ ‫كان يستطيع أن ينزل بم أقسى أنواع العقوبة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فأعطاه رسول ال ‪ r‬عمامته الت دخل فيها مكة ‪..‬‬ ‫فهم أعداء ماربون ‪ ..‬معتدون ‪ ..‬خونة ‪..‬‬
‫حت إذا رآها صفوان ‪ ..‬عرفها فوثق ف صدق عمي ‪..‬‬ ‫نعم خونة ‪ ..‬خانوا صلح الديبية ‪ ..‬واعتدوا ‪..‬‬

‫‪188‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وضغينة ‪..‬‬ ‫خرج با عمي حت أدركه ‪ ..‬وهو يريد أن يركب‬
‫حت ف الاجات الاصة ‪ ..‬كان ‪ ‬هينا‪ S‬لينا‪.. S‬‬ ‫ف البحر ‪..‬‬
‫قال القداد بن السود ‪ : t‬قدمت الدينة أنا وصاحبان ل‬ ‫فقال ‪ :‬يا صفوان ‪ ..‬فداك أب وأمي ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال‬
‫‪..‬‬ ‫ف نفسك أن تلكها ‪ ..‬فهذا أمان من رسول ال ‪r‬‬
‫فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ‪..‬‬ ‫قد جئتك به ‪..‬‬
‫فأتينا إل النب ‪ .. r‬فذكرنا له ‪ ..‬فأضافنا ف منزل وعنده‬ ‫فقال صفوان ‪ :‬ويك ‪ ..‬أغرب عن فل تكلمن ‪..‬‬
‫أربع أعنز ‪..‬‬ ‫فإنك كذاب ‪ ..‬وكان خائفا‪ S‬من مغبة ما كان فعله‬
‫فقال ‪ :‬احلبهن يا مقداد ‪ ..‬وجزئهن أربعة أجزاء ‪..‬‬ ‫بالسلمي ‪..‬‬
‫وأعط كل إنسان جزءا‪ S‬فكنت أفعل ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أي صفوان ‪ ..‬فداك أب وأمي ‪ ..‬رسول ال‬
‫فكان القداد كل مساء ‪ ..‬يلب فيشرب هو وصاحباه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أفضل الناس ‪ ..‬وأبر الناس ‪ ..‬وأحلم الناس‬
‫ويبقى جزء النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬فإن كان‬ ‫‪..‬وخي الناس ‪ ..‬وهو ابن عمك ‪ ..‬عز‪â‬ه عزك ‪..‬‬
‫موجودا‪ S‬شربه ‪ ..‬وإن كان غائبا‪ S‬حفظوه له حت يرجع ‪..‬‬ ‫وشرف ه شرفك ‪ ..‬وملك ه ملكك ‪..‬‬
‫وف ليلة من الليال ‪ ..‬تأخر النب ‪ r‬ف اليء إليهم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬إن أخافه على نفسي ‪..‬‬
‫واضطجع القداد على فراشه ‪ ..‬فقال ف نفسه ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬هو أحلم من ذاك وأكرم ‪..‬‬
‫إن النب ‪ .. r‬قد أتى أهل بيت من النصار ‪ ..‬فأطعموه ‪..‬‬ ‫فرجع صفوان معه ‪..‬‬
‫فلو قمت فشربت هذه الشربة ‪..‬‬ ‫حت وصل إل مكة ‪ ..‬فمضى به عمي حت وقف‬
‫فلم تزل به نفسه حت قام فشربا ‪ ..‬ول يبق للنب ‪ r‬شيئا‬ ‫به على رسول ال ‪.. r‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال صفوان ‪ :‬إن هذا يزعم أنك قد أمنتن ‪..‬‬
‫قال القداد ‪ :‬فلما دخل ف بطن وتقار ‪ ..‬أخذن ما قدم‬ ‫قال ‪ : ‬صدق ‪..‬‬
‫وما حدث ‪..‬‬ ‫قال صفوان ‪ :‬أما دخول ف السلم ‪ ..‬فاجعلن‬
‫فقلت ‪ :‬ييء الن النب ‪ r‬جائعا‪.. S‬ظمآنا‪ .. S‬فل يرى ف‬ ‫باليار فيه شهرين ‪..‬‬
‫القدح شيئا‪ .. S‬فيدعو علي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬أنت باليار فيه أربعة أشهر ‪..‬‬
‫فسجيت ثوبا‪ S‬على وجهي ‪ ..‬يعن من الم ‪..‬‬ ‫ث أسلم صفوان بعد ذلك ‪..‬‬
‫فلما مضى بعض الليل ‪..‬‬ ‫ما أجل العفو عن الناس ‪ ..‬ونسيان الاضي الليم‬
‫وجاء النب ‪ .. r‬فسلم تسليمة تسمع اليقظان ‪ ..‬ول‬ ‫‪ ..‬هذا خلق بل شك ل يستطيعه إل العظماء ‪..‬‬
‫توقظ النائم ‪..‬‬ ‫الذين يترفعون بأخلقهم عن سفالة النتقام ‪..‬‬
‫والقداد على فراشه ‪ ..‬ينظر إليه ‪ ..‬فأقبل ‪ r‬إل إنائه ‪..‬‬ ‫والقد ‪ ..‬وشفاء الغيظ ‪ ..‬فالياة قصية ‪ -‬على‬
‫فكشف عنه فلم ير شيئا‪ .. S‬فرفع بصره إل السماء ‪..‬‬ ‫كل حال ‪ .. -‬نعم هي أقصر من أن ندنسها بقد‬

‫‪189‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال ‪ r‬قد تعشى عند بعض النصار ‪ ..‬وقص عليه القصة‬ ‫ففزع القداد ‪ ..‬وقال ‪ :‬الن يدعو علي• ‪..‬‬
‫كلها ‪ ..‬وكيف أن العنز حلبت ف ليلة واحدة مرتي ‪..‬‬ ‫فتسمع ماذا يقول ‪ ..‬فإذا به ‪ .. r‬يقول ‪:‬‬
‫على غي العادة ‪..‬‬ ‫اللهم اسق من سقان ‪ ..‬وأطعم من أطعمن ‪..‬‬
‫كان من أمري كذا ‪ ..‬فصنعت كذا وكذا ‪..‬‬ ‫فلما سع القداد ذلك ‪ ..‬أ غتنم دعوة النب عليه‬
‫فقال ‪ :‬ما كانت هذه إل رحة ال ‪ ..‬أل كنت آذنت‬ ‫الصلة والسلم ‪..‬‬
‫توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها ‪..‬‬ ‫قام فأخذ الشفرة السكي ‪ ..‬فدنا إل العنز ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬والذي بعثك بالق ما أبال إذا أصبت ها ‪..‬‬ ‫ليذبح إحداها ‪ ..‬ليطعم النب ‪.. r‬‬
‫وأصبت ها معك من أصابا من الناس ‪..‬‬ ‫فجعل يسهن ينظر أيتهن أسن ليذبها ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫فوقعت يده على ضرع إحداهن فإذا هي حافل ‪..‬‬
‫الياة أخذ وعطاء ‪ ..‬فاجعل عطاءك أكثر من‬ ‫مليئة باللب ‪..‬‬
‫أخذك ‪..‬‬ ‫ونظر إل الخرى فإذا هي حافل ‪..‬‬
‫فنظرت فإذا هي كلهن حفل ‪ ..‬فحلب ف إناء‬
‫‪.73‬الكرم ‪..‬‬
‫كبي ‪ ..‬فمله حت علت رغوته ‪..‬‬
‫قال لم ‪ :‬من سيدكم ؟‬
‫ث أتى به النب ‪ .. r‬فقال ‪ :‬اشرب ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬سيدنا فلن ‪ ..‬على أننا نبخ‪Á‬له ‪..‬‬
‫فلما رأى رسول ال ‪ r‬كثرة اللب ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫فقال ‪ :‬وأي داء أدوأ من البخل ؟!! بل سيدكم البيض‬
‫أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟‬
‫العد فلن ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما الب يا‬
‫هكذا جرى النقاش بي إحدى القبائل وبي رسول ال ‪e‬‬
‫مقداد ؟‬
‫لا أسلموا فسألم عن سيدهم ليقره عليهم بعد إسلمهم‬
‫قال ‪ :‬اشرب ث الب ‪ ..‬فشرب النب ‪ ‬ث ناول‬
‫أو يغيه ‪..‬‬
‫القدح للمقداد ‪ ..‬فقال القداد ‪ :‬اشرب يا رسول‬
‫نعم وأي داء أدوأ من البخل ‪..‬‬
‫ال ‪..‬فشرب ث ناوله القدح ‪ ..‬قال ‪ :‬اشرب يا‬
‫ما أقبح البخل وما أعرض الناس عنه ‪ ..‬وما أثقله عليهم‬
‫رسول ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫قال القداد ‪ ..‬فلما عرفت أن رسول ال ‪ r‬قد‬
‫ل يكاد يقيم ف بيته وليمة يتحبب با إليهم ‪ ..‬ول يكاد‬
‫روي ‪ ..‬وأصابتن دعوته ‪..‬‬
‫يهدي هدية ‪ ..‬ول يكاد يعتن بمال مظهره ‪ ..‬ول يهتم‬
‫ضحكت حت ألقيت إل الرض ‪..‬‬
‫بزكاء برائحته ‪ ..‬توفيا‪ S‬للمال ‪ ..‬ورضا‪ S‬بالدون ‪..‬‬
‫فقال رسول ال ‪ :‬إحدى سوآتك يا مقداد ! ‪.‬‬
‫أما الكري فهو مفضال على أصحابه ‪ ..‬قريب من أحبابه‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إنك قد أبطأت علينا‬
‫‪ ..‬إن اشتاقوا للجتماع والنس ففي بيته ‪ ..‬وإن نقص‬
‫الليلة ‪ ..‬وكنت جائعا‪ S‬فقلت ف نفسي لعل رسول‬

‫‪190‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأنا وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬ ‫على أحدهم شيء تفضل عليه به ‪ ..‬فيأسر نفوسهم‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ‪ ..‬فمكث بذلك ‪ ..‬ث‬ ‫بكرمه ‪ ..‬ويستعبد قلوبم بإحسانه ‪..‬‬
‫أفاق ‪ ..‬ومسح وجهه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬
‫أفعل ‪ ..‬لحدثنك بديث حدثنيه رسول ال ‪ .. ‬وأنا‬ ‫فطالا استعبد النسان إحسان‬
‫وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬ ‫وينبغي عند إكرام غيك أن تكون نيتك حسنة ‪..‬‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ‪ ..‬ث مالخار‘ا‪ S‬على وجهه‬ ‫للتآلف مع إخوانك السلمي ‪ ..‬وكسب مودتم ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأسندته طويل‪ .. S‬ث أفاق ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫والتقرب إل ال بالحسان إليهم ‪ ..‬ل لجل شهرة‬
‫حدثن رسول ال ‪: ‬‬ ‫أو رئاسة أو كسب مديهم وثنائهم ‪..‬‬
‫إن ال عز وجل إذا كان يوم القيامة ‪ ..‬نزل إل العباد‬ ‫قال ‪ : e‬أول من تسعر بم النار ثلثة ‪ ..‬وذكر‬
‫ليقضي بينهم ‪ ..‬وكل أمة جاثية ‪..‬‬ ‫منهم رجل‪ S‬كان ينفق ليقال جواد أي كري ‪ ..‬فلم‬
‫فأول من يدعو به ‪ :‬رجل جع القرآن ‪ ..‬ورجل يقتل ف‬ ‫يعمل ابتغاء وجه الالق وإنا ابتغى وجه الخلوق‬
‫سبيل ال ‪ ..‬ورجل كثي الال ‪..‬‬ ‫‪ ..‬رياء‪ Ô‬وسعة ‪..‬‬
‫فيقول ال للقارىء ‪ :‬أل أعلمك ما أنزلت على رسول ؟‬ ‫وإليك الديث كامل‪: S‬‬
‫قال ‪ :‬بلى يا رب ‪..‬‬ ‫قال سفيان ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما علمت ؟‬ ‫دخلت الدينة ‪ ..‬فإذا أنا برجل قد اجتمع الناس‬
‫قال ‪ :‬كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ‪..‬‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫فيقول ال له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬من هذا ؟‬
‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬أبو هريرة ‪..‬‬
‫فيقول ال عز وجل ‪ :‬أردت أن يقال ‪ :‬فلن قارىء ‪..‬‬ ‫فدنوت منه حت قعدت بي يديه ‪ ..‬وهو يدث‬
‫فقد قيل ‪..‬‬ ‫الناس ‪..‬‬
‫ويؤتى بصاحب الال فيقول ‪ :‬أل أوسع عليك حت ل‬ ‫فلما سكت وخل ‪ ..‬قلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬بق‬
‫أدعك تتاج إل أحد ؟‬ ‫وحق ‪ ..‬لا حدثتن حديثا سعته من رسول ال ‪‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وعلمته ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما آتيتك ؟‬ ‫فقال أبو هريرة ‪ :‬أفعل ‪ ..‬لحدثنك حديثا‪ S‬حدثنيه‬
‫قال ‪ :‬كنت أصل الرحم ‪ ..‬وأتصدق ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ .. ‬عقلته وعلمته ‪..‬‬
‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫ث نشغ أبو هريرة نشغة ( شهق ) ‪ ..‬فمكث قليل‬
‫وتقول اللئكة ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث أفاق ‪..‬‬
‫ويقول ال ‪ :‬بل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جواد ‪ ..‬فقد قيل‬ ‫فقال ‪ :‬لحدثنك حديثا‪ S‬حدثنيه رسول ال ‪.. ‬‬

‫‪191‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كل ‪..‬‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫قال ابو هريرة ‪: t‬‬ ‫ويؤتى بالرجل الذي قتل ف سبيل ال ‪ ..‬فيقال له ‪:‬‬
‫وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من‬ ‫فيم قتلت ؟‬
‫الوع ‪ ..‬وإن كنت لشد الجر على بطن من الوع ‪..‬‬ ‫فيقول ‪ :‬أمرت بالهاد ف سبيلك ‪ ..‬فقاتلت حت‬
‫ولقد قعدت يوما‪ S‬على طريقهم الذي يرجون منه ‪ ..‬فمر‬ ‫قتلت ‪..‬‬
‫أبو بكر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته إل‬ ‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ليستتبعن ‪ ..‬فلم يفعل ‪..‬‬ ‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ث مر• عمر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته‬ ‫ويقول ال ‪ :‬بل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جريء ‪..‬‬
‫إل ليستتبعن ‪ ..‬فمر فلم يفعل ‪..‬‬ ‫فقد قيل ذلك ‪..‬‬
‫ث مر• ب أبو القاسم ‪ .. r‬فتبسم حي رآن ‪ ..‬وعرف ما‬ ‫ث ضرب رسول ال ‪ ‬على ركبت فقال ‪:‬‬
‫ف وجهي وما ف نفسي ‪..‬‬ ‫يا أبا هريرة ‪ ..‬أولئك الثلثة أول خلق ال تسعر‬
‫ث قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫بم النار يوم القيامة (‪.. )86‬‬
‫ا ل‪á‬ح ق ‪..‬‬ ‫فإذا أحسنت النية ف كرمك فأبشر بالي ‪..‬‬
‫ومضى ‪ ..‬فاتبعته ‪ ..‬فدخل ‪ ..‬فاستأذن ‪ ..‬فأذن ل ‪..‬‬ ‫وأول من تسن إليهم ليحبوك ويكرموك ‪ ..‬أهل‬
‫فدخلت ‪..‬‬ ‫بيتك ‪ ..‬الم ‪ ..‬الب ‪ ..‬الزوجة ‪ ..‬الولد ‪ ..‬ث‬
‫فوجد لبنا‪ S‬ف قدح ‪ ..‬فقال ‪ :‬من أين هذا اللب ؟‬ ‫القرب قالقرب ‪ ..‬ابدأ بنفسك ث بن تعول ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬أهداه لك فلن ‪ ..‬أو فلنة ‪..‬‬ ‫وكفى بالرء إثا‪ S‬أن يضيع من يعول ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ول بد من التفريق بي الكرم والسراف ‪..‬‬
‫قال ا‪ :‬ل‪á‬حق أهل الصفة ‪ ..‬فادعهم ل ‪..‬‬ ‫دلف رجل ف شارع قدي فمر ببيت متهالك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وأهل الصفة أضياف السلم ‪ ..‬ل يأوون إل أهل‬ ‫فإذا فتاة صغية قد جلست على عتبة الباب بثياب‬
‫ول إل مال ‪ ..‬إذا أتته صدقة بعث با إليهم ول يتناول‬ ‫رثة ‪ ..‬وهيئة فقية ‪ ..‬فسألا ‪ :‬من أنت ؟‬
‫منها شيئا‪ .. S‬وإذا أتته هدية أرسل إليهم ‪ ..‬وأصاب منها‬ ‫قالت ‪ :‬أنا ابنة حات الطائي ‪..‬‬
‫وأشركهم فيها ‪ ..‬فساءن ذلك ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬عجبا‪ !! S‬ابنة حات الطائي الكري الواد ‪..‬‬
‫وقلت ‪ :‬وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق أن‬ ‫على هذا الال ؟!!‬
‫أصيب من هذا اللب شربة أتقوى با ‪ ..‬فإذا جاءوا ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬كرم أب صينا إل ما ترى !!‬
‫أمرن ‪ ..‬فكنت أنا أعطيهم ‪ ..‬وما عسى أن يبلغن من‬ ‫كان رسول ال ‪ ‬أكرم الناس ‪ ..‬ول يكن جشعا‬
‫هذا اللب ‪..‬‬ ‫ينظر ف مصلحة نفسه ول يلتفت إل غيه ‪..‬‬
‫ول يكن من طاعة ال ‪ ..‬وطاعةرسوله بد× ‪ ..‬فأتيتهم ‪..‬‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم ‪ ،‬وهو صحيح‬ ‫‪86‬‬

‫‪192‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال ‪ :‬هذه للولد ‪..‬‬ ‫فدعوتم ‪..‬‬
‫فرح با الصغار ‪ ..‬وفرحت با أنا لنه أشعرن أنه يب‬ ‫فأقبلوا ‪ ..‬فأذن لم ‪ ..‬وأخذوا مالسهم من البيت‬
‫إدخال السرور على أولدي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬يا أبا هر ‪..‬‬
‫كان أحد السلف عالا‪ .. S‬لكنه كان فقيا‪.. S‬‬ ‫قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬خذ ‪ ..‬فأعطهم‬
‫فكان طلبه يهدون إليه بي فترة وأخرى ‪ ..‬أنواعا‪ S‬من‬ ‫‪..‬‬
‫الدايا ‪ ..‬تر ‪ ..‬دقيق ‪..‬‬ ‫فأخذت القدح ‪ ..‬فجعلت أعطيه الرجل فيشرب‬
‫وكان الطالب إذا أهدى إليه ‪ ..‬ل يزل الشيخ مكرما‬ ‫حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي• القدح ‪ ..‬فأعطيه الخر‬
‫مقبل‪ S‬عليه ‪ ..‬ما دامت هديته باقية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي القدح ‪..‬‬
‫فإذا انتهت ‪ ..‬رجع إل طبعه الول ‪..‬‬ ‫فأعطيه الخر فيشرب حت يروى ‪ ..‬ث يرد علي‬
‫ففكر أحد طلبه بدية يملها إل الشيخ ‪ ..‬تكون معقولة‬ ‫القدح ‪..‬‬
‫الثمن ‪ ..‬وتطول مدة بقائها ‪..‬‬ ‫حت انتهيت إل النب ‪ .. r‬وقد روي القوم كلهم‬
‫فأهدى إليه كيس ملح ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فأخذ القدح فوضعه على يده ‪ ..‬فنظر إل‬
‫ولو استشرتن ف هديتي ستهدي إحداها إل صديق ‪..‬‬ ‫فتبسم فقال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال‬
‫أولما زجاجة عطر رائع ‪ ..‬ثي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫أو ساعة حائطية تكتب عليها إهداء‪ Ô‬باسه ‪..‬‬ ‫بقيت أنا وأنت ؟ قلت ‪ :‬صدقت يا رسول ال ‪..‬‬
‫لخترت الساعة ‪ ..‬لنا يطول بقاؤها ‪ ..‬ويراها دائما‪.. S‬‬ ‫قال ‪ :‬اقعد فاشرب ‪ ..‬فقعدت فشربت ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫وأذكر أن أحد طلب أهديته ساعة حائطية فيها إهداء‬ ‫اشرب ‪ ..‬فشربت ‪..‬‬
‫باسه ‪..‬‬ ‫فما زال يقول ‪ :‬اشرب ‪ ..‬حت قلت ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫وترج من الكلية ‪ ..‬ومرت السني ‪..‬‬ ‫والذي بعثك بالق ‪ ..‬ما أجد له مسلكا‪ .. S‬قال ‪:‬‬
‫ث زرت إحدى الدن فتفاجأت به يضر الاضرة ويدعون‬ ‫فأرن ‪ ..‬فأعطيته القدح ‪ ..‬فحمد ال وس•ى ‪..‬‬
‫إل بيته ‪..‬‬ ‫(‪)87‬‬
‫وشرب الفضلة ‪..‬‬
‫فلما دخلت ملس الضيوف فإذا به يشي إل الساعة‬ ‫وللكرم أسرار ‪..‬‬
‫معلقة على الائط ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه أغلى هدية عندي ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬ل تتكرم على الشخص مباشرة ‪ ..‬وإنا‬
‫وقد مر على ترجه سبع سني ‪..‬‬ ‫تتكرم على من يبهم ‪ ..‬فيحبك ‪..‬‬
‫بقي أن تعلم أن هذه الساعة ل تكلف إل شيئا‪ S‬يسيا‪.. S‬‬ ‫زارن أحد الصدقاء يوما‪ .. S‬وكان يمل كيسا‪ S‬فيه‬
‫لكن قيمتها العنوية أعلى وأكب ‪..‬‬ ‫عدد من اللويات واللعاب ‪ ..‬أظنها ل تكلفه‬
‫بضعة ريالت ‪ ..‬وضعها بانب الباب لا دخل ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪87‬‬

‫‪193‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال ‪ :‬إن الفلس من أمت يأت يوم القيامة بصلة ‪..‬‬ ‫كسب قلوب الناس فرص قد ل تتكرر‬
‫وصيام ‪ ..‬وزكاة ‪ ..‬ويأت قد شتم هذا ‪ ..‬وقذف هذا ‪..‬‬
‫وأكل مال هذا ‪ ..‬وسفك دم هذا ‪ ..‬وضرب هذا ‪..‬‬ ‫‪.74‬كف الذى ‪..‬‬
‫فيعطى هذا من حسناته ‪ ..‬وهذا من حسناته ‪ ..‬فإن فنيت‬ ‫كان الناس يبغضونه ‪..‬‬
‫حسناته قبل أن يقضى ما عليه ‪ ..‬أخذ من خطاياهم‬ ‫ما يكاد أحد يسلم من أذاه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫(‪)88‬‬
‫فطرحت عليه ‪ ..‬ث طرح ف النار‬ ‫إن سلمت من يده فلن تسلم من لسانه ‪ ..‬وإن فاته‬
‫لذا كان يتجنب ‪ ‬أذى الناس بشت أشكاله ‪..‬‬ ‫أن يلدك بسوط لسانه ف حضرتك فلن يفوته أن‬
‫قالت عائشة ‪ : ‬ما ضرب رسول ال ‪ ‬شيئا‪ S‬قط بيده‬ ‫يلدك ف غيبتك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول امرأة ‪ ..‬ول خادما‪ .. S‬إل أن ياهد ف سبيل ال ‪..‬‬ ‫فعل‪.. S‬كان رجل‪ S‬مكروها‪ .. S‬أثقل على الناس من‬
‫وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ‪ ..‬إل أن ينتهك‬ ‫صم البال الراسيات ‪..‬‬
‫شيء من مارم ال ‪ ..‬فينتقم ل عز وجل (‪.. )89‬‬ ‫وإذا تأملت ف أحوال الناس فسوف تصل إل يقي‬
‫وعموما‪ .. S‬من استعمل هذه النعم لذى الناس أبغضوه ‪..‬‬ ‫بأنه ل يؤذي غالبا‪ S‬إل من كان عنده نعمة تفوق من‬
‫وقد يبتليه ال ف دنياه قبل أخراه ‪ ..‬فيشفي صدورهم ‪..‬‬ ‫يقابله ‪..‬‬
‫أذكر أن أحد الصدقاء من طلبة العلم وحفظة القرآن ‪..‬‬ ‫فالقوي يتجرأ على إيذاء الضعيف ‪ ..‬يدفعه بيده ‪..‬‬
‫كان رجل‪ S‬صالا‪ .. S‬يأتيه بعض الناس أحيانا‪ S‬يقرأ عليهم‬ ‫أو يركله برجله ‪ ..‬يضرب ويق‪Ç‬ر ‪ ..‬فيصي أسدا‬
‫شيئا‪ S‬من القرآن كرقية شرعية ‪ ..‬وقد شفى ال تعال على‬ ‫عليه لكنه ف الروب نعامة !!‬
‫يده من شاء ‪..‬‬ ‫والغن يتعدى على الفقي ‪ ..‬فيهينه ف الالس ‪..‬‬
‫دخل عليه يوما‪ S‬من اليام رجل تبدو عليه علمات الثراء‬ ‫يقاطعه ف كلمه ‪..‬‬
‫‪ ..‬جلس بي يدي الشيخ وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬أنا عندي‬ ‫أما صاحب النصب والاه ‪ ..‬فله حظ كبي من‬
‫آلم ف يدي اليسرى تكاد تقتلن ‪ ..‬ل أنام ف ليل ‪ ..‬ول‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫أرتاح ف نار ‪..‬‬ ‫وقل مثل ذلك فيمن جعل ال نسبه رفيعا‪.. S‬‬
‫ذهبت إل عدد كبي من الطباء ‪ ..‬أجروا ل الفحوصات‬ ‫وهؤلء ف القيقة ‪ ..‬إضافة إل بغض الناس لم ‪..‬‬
‫‪ ..‬عملوا تارين ‪ ..‬ما فيه فائدة أبدا‪.. S‬‬ ‫وتنيهم زوال عزهم ‪ ..‬وفرحهم بصائبهم ‪..‬‬
‫الل يزيد ويشتد حت انقلبت حيات عذابا‪.. S‬‬ ‫هم أيضا‪ S‬مفلسون ‪..‬‬
‫يا شيخ ‪ ..‬أنا تاجر وعندي عدد من الؤسسات‬ ‫وانظر إل رسول ال ‪ .. ‬وقد جلس مع أصحابه‬
‫والشركات ‪ ..‬فأخشى أن أكون أصبت بعي حاسدة ‪..‬‬ ‫يوما‪ S‬فقال لم ‪:‬‬
‫أتدرون ما الفلس ؟‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪88‬‬
‫قالوا ‪ :‬الفلس فينا من ل درهم له ول متاع ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪89‬‬

‫‪194‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أحد ؟! فتذكرت أن قبل سنوات لا كنت أبن قصري ‪..‬‬ ‫أو وضع ل أحد الشرار سحرا‪.. S‬‬
‫كان بانبه أرض رغبت ف ضمها إليه ليكون أجل ‪..‬‬ ‫قال الشيخ ‪ :‬قرأت عليه سورة الفاتة ‪ ..‬وآية‬
‫كانت الرض ملكا‪ S‬لمرأة أرملة توف زوجها وخل‪Ç‬ف‬ ‫الكرسي ‪ ..‬وسورة الخلص والعوذتي ‪..‬‬
‫أيتاما‪.. S‬‬ ‫ل يظهر عليه تأثر ‪ ..‬خرج من عندي شاكرا‪.. S‬‬
‫أردتا أن تبيع الرض فأبت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬وماذا أفعل بقيمة‬ ‫رجع إل بعد أيام يشكو الل نفسه ‪ ..‬قرأت عليه‬
‫الرض ‪ ..‬بل تبقى لؤلء اليتام حت يكبوا ‪ ..‬أخشى‬ ‫‪ ..‬ذهب ورجع ‪ ..‬وقرأت عليه ‪ ..‬ل يظهر عليه‬
‫أن أبيعها ويتشتت الال ‪..‬‬ ‫أي تسن ‪..‬‬
‫أرسلت إليها مرارا‪ S‬لشرائها ‪ ..‬وهي تأب علي ذلك ‪..‬‬ ‫قلت له لا اشتد عليه اللم ‪ :‬قد يكون ما أصابك‬
‫قلت ‪ :‬فماذا فعلت ؟‬ ‫هو عقوبة على شيء فعلته ‪ ..‬من ظلم أحد‬
‫قال ‪ :‬انتزعت الرض منها بطرقي الاصة ‪..‬‬ ‫الضعفاء ‪ ..‬أو أكل حقوقهم ‪ ..‬أو ظلمت أحدا‪ S‬ف‬
‫قلت ‪ :‬طرقك الاصة !!‬ ‫ماله فمنعته حقه ‪ ..‬أو غي ذلك ‪ ..‬فإن كان هناك‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬علقات الواسعة ‪ ..‬ومعارف ‪ ..‬استخرجت‬ ‫شيء من ذلك فسارع إل التوبة ما جنيت ‪ ..‬وأعد‬
‫ترخيصا‪ S‬ببناء الرض وضممتها إل أرضي ‪..‬‬ ‫القوق إل أهلها ‪ ..‬واستغفر ال ما مضى ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وأم اليتام ؟!!‬ ‫التاجر ل يرق له كلمي ‪ ..‬وقال ‪ -‬بكب ‪ : -‬أبدا‬
‫قال ‪ :‬سعت با حصل لرضها فكانت تأت وتصرخ‬ ‫‪ ..‬ما ظلمت أحدا‪ .. S‬ول أعتد على شيء من‬
‫بالعمال الذين يعملون لتمنعهم من البناء ‪ ..‬وهم‬ ‫حقوق الناس ‪ ..‬وأشكرك على نصيحتك ‪..‬‬
‫يضحكون منها يظنونا منونة ‪ ..‬وف الواقع أنن أنا‬ ‫وخرج ‪..‬‬
‫النون ليس هي ‪..‬‬ ‫مرت أيام وغاب الرجل عن ‪ ..‬خشيت أن يكون‬
‫كانت تبكي وترفع يديها إل السماء ‪ ..‬هذا ما رأيته بعين‬ ‫وجد علي ف نفسه ‪ ..‬ولكن ل علي• فهي نصيحة‬
‫‪ ..‬ولعل دعاءها ف ظلمة الليل كان أعظم ‪..‬‬ ‫أسديتها إليه ‪ ..‬تفاجأت به يوما‪ S‬ف مكان ما ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬هاه ‪ ..‬أكمل ‪..‬‬ ‫لقين فأقبلإل مسلما‪ S‬مسرورا‪.. S‬‬
‫قال ‪ :‬رحت أسأل وأبث عنها ‪ ..‬حت عثرت عليها ‪..‬‬ ‫سألته ‪ :‬هاه ‪ ..‬ما الخبار ؟‬
‫فبكيت واعتذرت ‪ ..‬ول زلت با حت قبلت من تعويضا‬ ‫قال ‪ :‬المد ل ‪ ..‬الن يدي بي ‪ ..‬بغي طب ول‬
‫عن تلك الرض ‪ ..‬ودعت ل وسامتن ‪..‬‬ ‫علج !!‬
‫فوال ما إن خفضت يديها ‪ ..‬حت دبت العافية ف بدن ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬كيف ؟‬
‫ث أطرق التاجر برأسه قليل‪ .. S‬ث رفعه وقال ‪ :‬ونفعن‬ ‫قال ‪ :‬لا خرجت من عندك ‪ ..‬جعلت أفكر ف‬
‫دعاؤها – بإذن ال – نفعا‪ S‬عجز عنه طب الطباء ‪..‬‬ ‫نصيحتك ‪ ..‬وأستعيد شريط ذكريات ف ذهن ‪..‬‬
‫وأفكر !! ترى هل ظلمت أحدا‪ S‬؟! هل أكلت حق‬

‫‪195‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فبادرن قائل‪ S‬بكل ثقة ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬ابن باز ‪ ..‬وأنا‬ ‫قالوا ‪..‬‬
‫موجود ؟!! ( لول الياء لعلت بقية الكتاب علمات‬ ‫نامت عيونك والظلوم منتبه*يدعو عليك وعي‬
‫تعجب !! )‬ ‫ال ل تنم‬
‫تد من الناس كثيين كذلك ‪ ..‬فتحمل ثقلهم ‪..‬‬
‫وعاملهم بلطف ‪ ..‬واكسبهم ‪..‬‬ ‫‪.75‬ل للعداوات ‪..‬‬
‫حاول بقدر استطاعتك أن ل تكسب عداوات ‪..‬‬ ‫تد أن الناس عند التعامل معهم لم طبائع ‪..‬‬
‫فلم تبعث عليهم وكيل‪ .. S‬أنقذ ما يكن إنقاذه ‪ ..‬ول‬ ‫منهم الغضوب ومنهم البارد ‪ ..‬ومنهم الذكي‬
‫تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫ومنهم الغب ‪ ..‬والتعلم والاهل ‪..‬‬
‫خاطرة ‪..‬‬ ‫ومنهم حسن الظن وسيء الظن ‪ ..‬و ‪:‬‬
‫الياة اقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات‬ ‫من عامل الناس لقى منهم نصبا‪.. S‬‬
‫فإن س و س همبـغي× وطغيان‬
‫‪.76‬اللسان ‪ ..‬ملك !!‬ ‫فالظال يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناس ‪..‬‬
‫تأملت فيما يدث التباغض والشقاق بي الناس ‪ ..‬ويعل‬ ‫والغب يرى أنه أذكى الناس ‪..‬‬
‫بعضهم أثقل من البل على الخرين ‪ ..‬فل يبون رؤيته‬ ‫والخرق السفيه ‪ ..‬يرى أنه حكيم زمانه ‪..‬‬
‫ول مالسته ‪ ..‬ول السفر معه ‪ ..‬ول حضور وليمة هو‬ ‫أذكر لا كنت شابا‪ – S‬وأظنن ل أزال كذلك –‬
‫مدعو إليها ‪..‬‬ ‫أعن لا كنت ف أوائل الدراسة الثانوية ‪ ..‬أقبل‬
‫وجدت أن أكثر يوصل الشخص إل هذا الستوى‬ ‫علينا ضيف ثقيل ‪ ..‬ل أدري هل أكمل دراسته‬
‫البغيض هو اللسان ‪..‬‬ ‫البتدائية أم ل ؟ لكن الذي أجزم به أنه يقرأ‬
‫فكم من خصومات وقعت بي إخوان ‪ ..‬وأزواج ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫ويكتب ‪..‬‬
‫بسبب مسبة أو غيبة أو شتم ‪!!..‬‬ ‫وكنت مشغول‪ S‬وقت دخوله بسألة شرعية ل أجد‬
‫لسان الفت نصف ونصف فؤاده ‪ ..‬فلم يبق إل صورة‬ ‫لا جوابا‪.. S‬‬
‫اللحم والدم‬ ‫وضعت له ما يوضع للضيف من ق رى ‪ ..‬ث تناولت‬
‫ذ كر أن ملكا‪ S‬معظما‪ S‬رأى ف منامه أن أسنانه تساقطت ‪..‬‬ ‫الاتف وجعلت أكرر التصال بالشيخ ابن باز رحه‬
‫فاستدعى أحد العبين ‪ ..‬وقص عليه الرؤيا وسأله عن‬ ‫ال لسؤاله عنها ‪..‬‬
‫تعبيها ؟!‬ ‫ل أجد الشيخ ‪..‬‬
‫فتغي العب لا سعها ‪ ..‬وجعل يردد ‪ :‬أعوذ بال ‪ ..‬أعوذ‬ ‫رآن صاحب منشغل‪ S‬إل هذا الد ‪ ..‬فسألن ‪ :‬بن‬
‫بال ‪ ..‬تضي عليك السني ‪ ..‬ويوت أولدك وأهلك‬ ‫تتصل ‪..‬‬
‫جيعا‪ .. S‬وتبقى ف ملكك وحدك ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬بالشيخ ابن باز ‪ ..‬عندي استفتاء مهم ‪..‬‬

‫‪196‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫فصاح اللك ‪ ..‬وغضب ‪ ..‬وسب ولعن ‪ ..‬وأمر‬
‫له عدة نشاطات دعوية من أبرزها ما يقوم به أثناء عمله‬ ‫بالعب أن يسحب ويلد ‪..‬‬
‫‪ ..‬فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم ‪.‬‬ ‫ث دعا بعب آخر ‪ ..‬وقص عليه الرؤيا ‪ ..‬وسأله‬
‫اتصل ب يوما وقال ‪ :‬ما رأيك أن أحضر إل مسجدك‬ ‫عن تعبيها ‪..‬‬
‫اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي ‪..‬‬ ‫فاستهل ذاك العب ‪ ..‬وتبسم ‪ ..‬وأظهر البشاشة ‪..‬‬
‫تعجبت !! وقلت ‪ :‬صم يلقون كلمة على ناطقي ؟‬ ‫وقال ‪ :‬أبشر ‪ ..‬خي ‪ ..‬خي ‪ ..‬أيها اللك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وليكن ميئنا يوم الحد ‪..‬‬ ‫هذا معناه أنك سيطول عمرك جدا‪ .. S‬حت تكون‬
‫انتظرت يوم الحد بفارغ الصب ‪..‬‬ ‫آخر أهلك موتا‪ .. S‬وتبقى طول عمرك ملكا‪.. S‬‬
‫وجاء الوعد ‪..‬‬ ‫فاستبشر اللك وأمر له بالعطيات ‪ ..‬وبقي راضيا‬
‫وقفت عند باب السجد أنتظر ‪..‬‬ ‫عليه ‪ ..‬ساخطا‪ S‬على الخر !!‬
‫فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته ‪..‬‬ ‫مع أنك لو تأملت لوجدت أن التعبيين متماثلن‬
‫وقف قريبا‪ S‬من الباب ‪ ..‬نزل ومعه رجلن ‪..‬‬ ‫متطابقان ‪ ..‬لكن الول عب بأسلوب والخر عب‬
‫أحدها كان يشي بانبه ‪..‬‬ ‫بأسلوب آخر ‪..‬‬
‫والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ‪..‬‬
‫نظرت إل الول فإذا هو أصم أبكم ‪ ..‬ل يسمع ول‬ ‫نعم ‪ ..‬اللسان سيد العضاء ‪..‬‬
‫يتكلم ‪ ..‬لكنه يرى ‪..‬‬ ‫وف الديث ‪ ..‬قال ‪: ‬‬
‫والثان أصم ‪ ..‬أبكم ‪ ..‬أعمى ‪ ..‬ل يسمع ول يتكلم ول‬ ‫إذا أصبح ابن آدم فإن العضاء كلها تكفر اللسان‬
‫يرى ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فتقول ‪:‬‬
‫مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ‪..‬‬ ‫اتق ال فينا ‪ ..‬فإنا نن بك ‪ ..‬فإن استقمت‬
‫كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد ‪-‬‬ ‫استقمنا ‪ ..‬وإن اعوججت اعوججنا ‪.. )90( ..‬‬
‫ينظر إل‪ Ç‬مبتسما‪ .. S‬فمددت يدي إليه مصافحا‪.. S‬‬ ‫نعم ‪ ..‬وال إنه لسيد ‪..‬‬
‫فقال ل أبو عبد ال ‪ -‬وأشار إل العمى ‪: -‬‬ ‫سيد ف خطبة المعة ‪ ..‬وسيد ف الصلح بي‬
‫سلم أيضا‪ S‬على فايز ‪ ..‬قلت ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬فايز ‪..‬‬ ‫الناس ‪ ..‬وسيد ف التسويق ‪ ..‬وسيد ف الاماة ‪..‬‬
‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أمسك يده ‪ ..‬هو ل يسمعك ول‬ ‫ول يعن هذا أنه إذا فقده النسان ‪ ..‬انتهت حياته‬
‫يراك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كل بل صاحب المة يبقى بطل‪.. S‬‬
‫جعلت يدي ف يده ‪ ..‬فشدن وهز يدي ‪..‬‬ ‫ل يكن أبو عبد ال يتلف كثيا‪ óS‬عن بقية أصدقائي‬
‫دخل الميع السجد ‪ ..‬وبعد الصلة جلس أبو عبد ال‬ ‫‪ ..‬لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي‬
‫على الكرسي وعن يكينه أحد ‪ ..‬وعن يساره فايز ‪..‬‬
‫( ) رواه أحد والترمذي‬ ‫‪90‬‬

‫‪197‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد ‪..‬‬ ‫كان الناس ينظرون مندهشي ‪ ..‬ل يتعودوا أن‬
‫كان أكثر الناسمشدودا‪ S‬متأثرا‪.. S‬‬ ‫يلس على كرسي الاضرات أصم ‪..‬‬
‫لكن كنت منشغل‪ .. S‬أنظر إل أحد تارة ‪ ..‬وإل فايز تارة‬ ‫التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ‪..‬‬
‫أخرى ‪ ..‬وأقول ف نفسي ‪ ..‬هاهو أحد يرى ويعرف لغة‬ ‫فبدأ أحد يشي بيديه ‪ ..‬والناس ينظرون ‪ ..‬ل‬
‫الشارة ‪ ..‬وأبو عبد ال يتفاهم معه بالشارة ‪ ..‬ترى‬ ‫يفهموا شيئا‪.. S‬‬
‫كيف سيتفاهم مع فايز ‪ ..‬وهو ل يرى ول يسمع ول‬ ‫فأشرت إل أب عبد ال ‪ ..‬فاقترب إل مكب‬
‫يتكلم ‪!!..‬‬ ‫الصوت وقال ‪:‬‬
‫انتهى أحد من كلمته ‪ ..‬ومضى يسح بقايا دموعه ‪..‬‬ ‫أحد يكي لكم قصة هدايته ‪ ..‬ويقول لكم ‪..‬‬
‫التفت أبو عبد ال إل فايز ‪..‬‬ ‫ولدت أصم ‪ ..‬ونشأت ف جدة ‪ ..‬وكان أهلي‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!!‬ ‫يهملونن ‪ ..‬ل يلتفتون إل‪ .. Ç‬كنت أرى الناس‬
‫ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز ‪..‬‬ ‫يذهبون إل السجد ‪ ..‬ول أدري لاذا ! أرى أب‬
‫فانطلق فايز كالسهم ‪ ..‬وألقى كلمة مؤثرة ‪..‬‬ ‫أحيانا‪ S‬يفرش سجادته ويركع ويسجد ‪ ..‬ول أدري‬
‫تدري كيف ألقاها ؟‬ ‫ماذا يفعل ‪..‬‬
‫بالكلم ؟ كل ‪ ..‬فهو أبكم ‪ ..‬ل يتكلم ‪..‬‬ ‫وإذا سألت أهلي عن شيء ‪ ..‬احتقرون ول ييبون‬
‫بالشارة ؟ كل ‪ ..‬فهو أعمى ‪ ..‬ل يتعلم لغة الشارة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ألقى الكلمة بـ ( اللمس ) ‪ ..‬نعم باللمس ‪ ..‬يعل أبو‬ ‫ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له ‪..‬‬
‫عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ‪ ..‬فيلمسه فايز‬ ‫فواصل أحد حديثه ‪ ..‬وأخذ يشي بيديه ‪ ..‬ث تغي‬
‫لسات معينة ‪ ..‬يفهم منها الترجم مراده ‪ ..‬ث يضي‬ ‫وجهه ‪ ..‬وكأنه تأثر ‪..‬‬
‫يكي لنا ما فهمه من فايز ‪ ..‬وقد يستغرق ذلك ربع‬ ‫خفض أبو عبد ال رأسه ‪..‬‬
‫ساعة ‪..‬‬ ‫ث بكى أحد ‪ ..‬وأجهش بالبكاء ‪..‬‬
‫وفايز ساكن هادئ ل يدري هل انتهى الترجم أم ل ‪..‬‬ ‫تأثر كثي من الناس ‪ ..‬ل يدرون لاذا يبكي ‪..‬‬
‫لنه ل يسمع ول يرى ‪..‬‬ ‫واصل حديثه وإشاراته بتأثر ‪ ..‬ث توقف ‪..‬‬
‫فإذا انتهى الترجم من كلمه ‪ ..‬ضرب ركبة فايز ‪ ..‬فيمد‬ ‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أحد يكي لكم الن فترة‬
‫فايز يديه ‪..‬‬ ‫التحول ف حياته ‪ ..‬وكيف أنه عرف ال والصلة‬
‫فيضع الترجم يده بي يديه ‪ ..‬ث يلمسه فايز للمسات‬ ‫بسبب شخص ف الشارع عطف عليه وعلمه ‪..‬‬
‫أخر ‪..‬‬ ‫وكيف أنه لا بدأ يصلي شعر بقدر قربه من ال ‪..‬‬
‫ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ‪ ..‬بي‬ ‫وتيل الجر العظيم لبلئه ‪ ..‬وكيف أنه ذاق‬
‫عجب تارة ‪ ..‬وإعجاب أخرى ‪..‬‬ ‫حلوة اليان ‪..‬‬

‫‪198‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهى فايز من كلمته ‪ ..‬وقام ‪ ..‬يسك ابو عبد ال بيده‬ ‫وجعل فايز يث الناس على التوبة ‪ ..‬كان أحيانا‬
‫‪ ..‬تزاحم الناس عليه يسلمون ‪..‬‬ ‫يسك أذنيه ‪ ..‬وأحيانا‪ S‬لسانه ‪ ..‬وأحيانا‪ S‬يضع كفيه‬
‫كنت أراه يسلم على الناس ‪ ..‬وأحس أنه يشعر أن الناس‬ ‫على عينيه ‪..‬‬
‫عنده سواسيه ‪..‬‬ ‫فإذا هو يأمر الناس بفظ الساع والبصار عن‬
‫يسلم على الميع ‪ ..‬ل يفرق بي ملك وملوك ‪ ..‬ورئيس‬ ‫الرام ‪..‬‬
‫ومرؤوس ‪..‬وأمي ومأمور ‪..‬‬ ‫كنت أنظر إل الناس ‪ ..‬فأرى بعضهم يتمتم ‪:‬‬
‫يسلم عليه الغنياء والفقراء ‪ ..‬والشرفاء والوضعاء ‪..‬‬ ‫سبحان ال ‪ ..‬وبعضهم يهمس إل الذي بانبه ‪..‬‬
‫والميع عنده سواء ‪..‬‬ ‫وبعضهم يتابع بشغف ‪ ..‬وبعضهم يبكي ‪..‬‬
‫كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز ‪..‬‬ ‫أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا‪.. S‬‬
‫أخذ أبو عبد ال بيد فايز ‪ ..‬ومضى به خارجا‪ S‬من السجد‬ ‫أخذت أقارن بي قدراته وقدراتم ‪ ..‬ث أقارن بي‬
‫‪..‬‬ ‫خدمته للدين وخدمتهم ‪..‬‬
‫أخذت أمشي بانبهما ‪ ..‬وها متوجهان للسيارة ‪..‬‬ ‫الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ‪ ..‬لعله‬
‫والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ‪..‬‬ ‫يعدل الم الذي يمله هؤلء جيعا‪.. S‬‬
‫آآآه ما أحقر الدنيا ‪..‬‬ ‫والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن‬
‫كم من أحد ل يصب بربع مصابك يا فايز ول يستطع أن‬ ‫أمر عنا‬
‫ينتصر على الضيق والزن ‪..‬‬ ‫رجل مدود القدرات ‪ ..‬لكنه يترق ف سبيل‬
‫أين أصحاب المراض الزمنة ‪ ..‬فشل كلوي ‪ ..‬شلل ‪..‬‬ ‫خدمة هذا الدين ‪ ..‬يشعر أنه جندي من جنود‬
‫جلطات ‪ ..‬سكري ‪ ..‬إعاقات ‪..‬‬ ‫السلم ‪ ..‬مسئول عن كل عاص ومقصر ‪..‬‬
‫لاذا ل يستمتعون بياتم‪..‬ويتكيفون مع واقعهم ‪..‬‬ ‫كان يرك يديه برقة ‪ ..‬وكأنه يقول يا تارك‬
‫ما أجل أن يبتلي ال عبده ث ينظر إل قلبه فياه شاكرا‬ ‫الصلة إل مت ‪..‬؟ يا مطلق البصر ف الرام إل‬
‫راضيا‪ S‬متسبا‪.. S‬‬ ‫مت ‪..‬؟ يا واقعا‪ S‬ف الفواحش ؟ يا آكل‪ S‬للحرام ؟‬
‫مرت اليام ‪ ..‬ول تزال صورة فايز مرسومة أمام ناظري‬ ‫بل يا واقعا‪ S‬ف الشرك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫كلكم إل مت ‪ ..‬أما يكفي حرب العداء لديننا ‪..‬‬
‫حقيقة ‪..‬‬ ‫فتحاربونه أنتم أيضا‪!! S‬‬
‫النسان ل لمه يؤكل ‪ ..‬ول جلده يلبس ‪..‬‬ ‫كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج‬
‫فماذا فيه غي حلوة اللسان !!‬ ‫ما ف صدره ‪..‬‬
‫تأثر الناس كثيا‪ .. S‬ل ألتفت إليهم ‪ ..‬لكن سعت‬
‫‪.77‬اضبط لسانك ‪..‬‬ ‫بكاء وتسبيحات ‪..‬‬

‫‪199‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خلف بي اثني منهم حول أحد الراضي يلكها أحدها‬ ‫إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقي لا‬
‫وادعى الخر أنا لده ‪..‬‬ ‫بال‪ S‬يكتب ال عليه با سخطه إل يوم يلقاه ‪..‬‬
‫اشتد بينهما النقاش حت قال مالك الرض لصاحبه ‪:‬‬ ‫هكذا حذر النب ‪ e‬الناس من إطلق الكلم على‬
‫وال لن رأيتك قريبا‪ S‬من أرضي لفرغن هذا ف رأسك ‪..‬‬ ‫عواهنه ‪ ..‬دون النظر ف العواقب ‪..‬‬
‫ث تناول بندقية الصيد الت بانبه ووجهها أعلى من رأس‬ ‫عدم ضبط اللسان قد يؤدي إل الهالك ‪..‬‬
‫صاحبه بترين أو ثلثة ث أطلق منها رصاصة ‪..‬‬ ‫احفظ لسانك أيها النسان‬
‫ثار الرجلن وكادا أن يقتتل ‪ ..‬لكن أصحابما هدؤوها‬ ‫ل يلدغنك إنـه ثـعبان‬
‫وتفرقوا إل بيوتم ‪..‬‬ ‫كم ف القابر من قتيل لسانه‬
‫ل يستطع الرجل الذي أطلق عليه الرصاص أن ينام من‬ ‫كانت تاب لقاءه الشجعان‬
‫شدة الغيظ ‪ ..‬فما كاد أن يصبح حت كان قد أجع أن‬ ‫كم من امرأة طلقها زوجها بسبب اللسان ‪..‬‬
‫يشفي غيظه من صاحبه ‪ ..‬فحمل سلحا‪ S‬من نوع "‬ ‫يتلف معها ‪ ..‬فتردد قائلة له ‪ :‬طلقن ‪ ..‬أتداك‬
‫كلشينكوف " ومضى يبحث عن صاحبه ‪ ..‬حت رآه ف‬ ‫تطلقن ‪ ..‬إن كنت رجل‪ S‬طلقن ‪ ..‬فيأمرها‬
‫سيارته عند مدرسة بنات ‪..‬‬ ‫بالسكوت ‪ ..‬يصرخ با ‪ ..‬ينهرها ‪ ..‬يشتد المر‬
‫كان صاحبه متقاعدا‪ S‬من وظيفته ويعمل سائقا لسيارة‬ ‫بينهما ‪ ..‬فينهدم البناء ‪ ..‬ويطلقها ‪..‬‬
‫خاصة لنقل الدرسات ‪ ..‬وقد أوقف سيارته عند باب‬ ‫لذا أمر ‪ e‬الشخص إذا غضب أن يسكت ‪ ..‬نعم‬
‫الدرسة وجلس داخلها ينتظر خروجهن ‪ ..‬وبانبه‬ ‫يسكت ‪..‬‬
‫مموعة من السيارات تشبه سيارته كلها مصصة لنقل‬ ‫لنه إن ل يضبط لسانه ‪ ..‬أرداه ف الهالك ‪..‬‬
‫الدرسات أو الطالبات ‪..‬‬ ‫يوت الفت من زلة بلسانه‬
‫اختبأ الرجل خلق شجرة بعيدة لئل ينتبه إليه ‪ ..‬وكان‬ ‫وليس يوت الرء من زلة‬
‫ضعيف البصر ‪ ..‬ووجه سلحه إل السائق ‪ ..‬وحاول‬ ‫الرجل‬
‫جاهدا‪ S‬أن يسدد الطلقة إل رأسه ‪ ..‬ث ضغط على الزناد‬ ‫أذكر أن دخلت قبل فترة ف مشكلة بي عائلتي‬
‫‪ ..‬ودوى صوت الرصاص وانطلقت ثلث رصاصات‬ ‫للصلح بينهما ‪..‬‬
‫واستقرت ف رأس السائق ‪ ..‬ثار الناس واضطربوا ‪..‬‬ ‫وقصة اللف ‪ :‬أن رجل‪ S‬عاقل‪ S‬كبيا‪ S‬ف السن‬
‫وفزعت الطالبات ‪ ..‬وارتفع الصراخ ‪..‬‬ ‫أظنه قد تاوز الستي من عمره ‪ ..‬خرج ف نزهة‬
‫واجتمع الشرطة ‪ ..‬وأحاطوا بالنطقة ‪ ..‬والرجل قد‬ ‫صيد مع مموعة من أصدقائه ‪ ..‬وسنهم جيعا‬
‫هشمت الطلقات ججمته ‪ ..‬ومات ‪..‬‬ ‫متقارب ‪..‬‬
‫أما القاتل فقد توجه بكل هدووووء إل مفر الشرطة‬ ‫دارت بينهم الحاديث وذكريات الصبا ‪ ..‬ث‬
‫وأخبهم بالقصة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنا قتلت فلنا‪ .. S‬والن قد‬ ‫تكلموا عن أراض لجدادهم بالقرية ‪ ..‬فثار‬

‫‪200‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويردد ‪ :‬اقتلوه ‪ ..‬اقتلوه ‪..‬‬ ‫شفيت صدري فاقتلون أو أحرقون أو اسجنون ‪..‬‬
‫فقتلوه ‪ ..‬وألقوه ف بئر مهجورة ‪..‬‬ ‫افعلوا ماشئتم ‪..‬‬
‫فلما أصبح الليفة ‪ ..‬اشتاق إل من يؤانسه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫أدخلوه إل غرفة التوقيف ‪ ..‬وخرج الضابط لعاينة‬
‫ادعوا ل نديي فلن ‪..‬‬ ‫مكان الادث ‪ ..‬فلما اطلع على بطاقة القتول فإذا‬
‫قالوا ‪ :‬قتلناه !! قال ‪ :‬قتلتموه ؟!! من قتله ؟! ولاذا ؟‬ ‫الفاجأة الكبى !! إذا بالقتيل ليس هو صاحبه‬
‫ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عباته ‪..‬‬ ‫الذي أراد أن يشفي صدره منه وإنا هو شخص‬
‫فقالوا ‪ :‬أنت أمرتنا البارحة ‪ ..‬وأخبوه بالقصة ‪..‬‬ ‫آخر ليس له دخل بالقضية ‪..‬‬
‫فسكت ‪ ..‬وخفض رأسه متندما‪ S‬ث قال ‪ :‬رب كلمة قالت‬ ‫فأقبل الضابط يشي بسرعة ‪ ،‬والرجل السن‬
‫لصاحبها دعن ‪..‬‬ ‫القصود بالقتل يشي بانبه ‪ ..‬حت أدخله مفر‬
‫أعود وأقول ‪ :‬كم من شخص نفر الناس عن شخصه ‪..‬‬ ‫الشرطة وأوقفه أمام الزنزانة ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا فلن !‬
‫وبغضهم ف نفسه ‪ ..‬وجر إل نفسه الويلت بسبب عدم‬ ‫أتدعي أنك قتلت هذا ؟! الرصاص أصاب شخصا‬
‫ضبطه للسانه ‪..‬‬ ‫آخر !!‬
‫قال ابن الوزي ‪:‬‬ ‫فصرخ السكي وأصابه حالة هستيية ‪ ..‬ث أغمي‬
‫ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل‬ ‫عليه ومكث ف غيبوبة أياما‪ .. S‬ث شفي وأدخل‬
‫الرام ‪ ..‬ومن الزنا ‪ ..‬والسرقة ‪ ..‬لكنه ل يقوى على أن‬ ‫السجن وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد‬
‫يتحرز من حركة لسانه ‪ ..‬فيتكلم ف أعراض الناس ‪..‬‬ ‫القتل عليه ‪..‬‬
‫ول يقدر على منع نفسه من ذلك ‪..‬‬ ‫وصدق أبو بكر لا قال ‪ :‬ما شيء أحوج إل طول‬
‫سجن من لسان ‪..‬‬
‫عجيبة ‪..‬‬ ‫ل أنس خب ذلك الليفة الذي جلس يوما‪ S‬مع‬
‫اليوان لسانه طويل ول ينطق ‪ ..‬والنسان لسانه قصي‬ ‫نديه ‪ ..‬يضاحكه ويازحه ‪ ..‬فلعب الشيطان‬
‫ول يصمت !!‬ ‫برؤوسهما فشربا خرا‪ .. S‬فلما غابت العقول ‪..‬‬
‫وسيطرت أم البائث ‪ ..‬وصار الواحد منهما أضل‬
‫‪.78‬الفتاح ‪..‬‬
‫من المار ‪..‬‬
‫الدح ‪ ..‬هو مفتاح القلوب ‪..‬‬
‫التفت الليفة إل حاجبه وأشار له إل الندي وقال‬
‫نعم ‪ ..‬من أجل مهارات الكلم أن تكون مبدعا‪ S‬ف تعويد‬
‫‪ :‬اقتلوه ‪..‬‬
‫نفسك على اكتشاف صواب الخرين ‪ ..‬ومدحهم‬
‫وكان الليفةإذا أمر أمرا‪ S‬ل يراج ع فيه ‪..‬‬
‫والثناء عليهم به ‪ ..‬قبل النتباه إل خطئهم ‪..‬‬
‫فانطلق الاجب إل الندي وتله برجليه ‪ ..‬وهو‬
‫ويتأكد ذلك عندما تريد أن تنبه شخصا‪ S‬إل خطأ ما ‪..‬‬
‫يصرخ ‪ ..‬ويستغيث بالليفة ‪ ..‬والليفة يضحك‬

‫‪201‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لنه وإن استجاب إليك الن إل أنه سيعود إل تصرفه‬ ‫كثي من الناس يرد النصيحة ل لجل تكبه عنها‬
‫الشي غدا‪ S‬وبعد غد´ ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو عدم اقتناعه بطئه ‪ ..‬وإنا لن الناصح ل‬
‫إذن كيف أتصرف ؟!!‬ ‫يسلك الطريق الصحيح لتقدي النصيحة ‪..‬‬
‫تعال إليه واكظم غيظك ‪ ..‬تعامل مع الوقف بعقل ل‬ ‫هب أنك ذهبت إل مستشفى حكومي لعلج ‪..‬‬
‫بعاطفة ‪ ..‬ل تدع الناظر الؤذية تؤثر ف تصرفاتك ‪..‬‬ ‫فلما أقبلت إل موظف الستقبال فإذا وراء‬
‫ابتسم – وإن كنت مغضبا‪ ، S‬وإن كانت البتسامة صفراء‬ ‫الزجاج شاب مراهق يقلب جريدة بي يديه ‪..‬‬
‫ل مشكلة ‪ ،‬ابتسم – وقل ‪ :‬السلم عليكم ‪..‬‬ ‫وبيده سيجاره ‪ ..‬غي مبال با حوله ‪..‬‬
‫سيقول وهو ينظر إل لعبه الفضل ‪ :‬عليكم السلم ‪..‬‬ ‫وإذا شيخ كبي أعمى يقف متعبا‪ S‬ف يده اليمن‬
‫انتظر لظة ‪..‬‬ ‫طفل صغي ‪ ..‬وف الخرى ورقة مراجعة ينتظر أن‬
‫قل أي كلمة تعله يلتفت إليك ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬كيف‬ ‫يوله الوظف إل الطبيب ‪..‬‬
‫الال ؟ ‪ ..‬مساك ال بالي ‪..‬‬ ‫وإذا بانبه عجوز كبية بيدها طفلة تبكي وقد‬
‫سيفع رأسه ‪ -‬حتما‪ – S‬إليك ويقول ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬ ‫تكنت المى من جسدها ‪ ..‬وتنتظر أيضا‪ S‬الوظف‬
‫ف هذه الرحلة تكون قد قطعت نصف الشوار ‪..‬‬ ‫أن يفرغ من قراءة أخبار ناديه الفضل ليحولا‬
‫تلطف إليه بأي عبارة تدحه با ‪ ..‬قل له مثل‪ : S‬تصدق !‬ ‫لطبيب الطفال ‪..‬‬
‫الفروض مثلك ما يعمل ف استقبال مستشفى ‪..‬‬ ‫لا رأيت هذا النظر ثارت أعصابك – ول نلومك‬
‫سيتغي ويقول ‪ :‬لاذا ؟‬ ‫على ذلك – فصرخت بالوظف ‪ :‬هيه !! أنت‬
‫قل ‪ :‬لن هذا الوجه الني إذا رآه الريض زال مرضه فل‬ ‫جالس ف مستشفى أو ف ‪ ...‬ما تاف ال ؟!!‬
‫يتاج إل طبيب ‪..‬‬ ‫الرضى يئنون من الل وأنت تقرأ جريدة !! ل‬
‫سيبتسم متعجبا‪ S‬من جرأتك – يا بطل ‪ .. -‬وتنبلج‬ ‫وتدخن أيضا‪ !! S‬وال عجب ‪ ..‬مثلك ما يربيه إل‬
‫أساريره ‪..‬‬ ‫شكوى لدير الستشفى ‪ ..‬أو الفروض أن تفصل‬
‫وقد صار الن مهيئا‪ S‬لقبول لنصيحة ‪ ..‬ويقول ‪ :‬ماذا‬ ‫من عملك ‪..‬‬
‫عندك ؟‬ ‫وبدأت تيل هذه العبارات كالبق عليه ‪..‬‬
‫عندها قل ‪ :‬يا أخي البيب ترى هذا الشيخ الكبي ‪..‬‬ ‫هب أنه ‪ ..‬ل يرد عليك ‪ ..‬ول يقابل صراخك‬
‫وهذه العجوز السكينة ‪ ..‬ليتك تنهي لما إجراءات‬ ‫بصراخ ‪..‬‬
‫الدخول على الطبيب ‪..‬‬ ‫هب فعل‪ S‬أنه ألقى جريدته ‪ ..‬وأنى تويل الرضى‬
‫سيتناول أوراقهما ‪ ..‬ويولما للطبيب ‪ ..‬ث يتناول‬ ‫إل الطباء ‪..‬‬
‫ورقتك ‪ ..‬فإذا انتهى منك وسلمك الورقة ‪..‬‬ ‫هل تعتب نفسك نحت ف حل الشكلة ‪ ..‬كل ‪..‬‬
‫فقل له ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬هذه أول مرة أراك ومع ذلك فقد‬ ‫أنت هنا عالت الوقف لكنك ل تعال الشكلة ‪..‬‬

‫‪202‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تعل من يعدل سلوكهم ل يلكون إل أن يقبلوا منه ‪..‬‬ ‫دخلت إل قلب ‪ ..‬ل أدري كيف !! وال إنك‬
‫أراد يوما‪ S‬أن يعلم معاذ بن جبل ذكرا‪ S‬يقوله بعد الصلة‬ ‫أحب إل من آلف الناس ‪ ( ..‬وفعل‪ S‬أنت صادق‬
‫‪..‬‬ ‫فهو مسلم أحب إليك حتما‪ S‬من مليي غي‬
‫فأقبل إل معاذ وقال ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬وال إن أحبك ‪ ..‬فل‬ ‫السلمي ) ‪..‬‬
‫تدعن ف دبر كل صلة أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على‬ ‫سيفرح ويشكر لك لطفك ‪..‬‬
‫ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ‪..‬‬ ‫فقل ‪ :‬وعندي كلمات أود أن تسمعها لكن أخاف‬
‫بال عليك ‪ ..‬ما علقة القطع الول من الكلم "وال إن‬ ‫أن تغضبك ‪..‬‬
‫أحبك " بالقطع الثان " ل تدعن أن تقول اللهم أعن‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫على ذكرك "‪..‬‬ ‫عندها قدم له النصيحة ‪ ..‬أنت قد من‘ ال عليك‬
‫قد يكون النسب لقوله إن أحبك أن يقول بعدها وأريد‬ ‫بذه الوظيفة ‪ ..‬وف واجهة الستشفى ‪ ..‬وأنت‬
‫أن أزوجك ابنت – مثل‪ – S‬أو أعطيك مال‪ .. S‬أو أدعوك‬ ‫قدوة لغيك ‪ ..‬فليتك تتلطف قليل‪ S‬مع الراجعي ‪..‬‬
‫إل طعام ‪..‬‬ ‫وتتم بم ‪ ..‬لعل دعوة صالة ترفع لك ف ظلمة‬
‫ولكن أن يتبع خب البة تعليمه ذكرا‪ S‬من أذكار الصلة‬ ‫الليل من فم عجوز عابدة ‪ ..‬أو شيخ زاهد ‪..‬‬
‫‪ !!..‬فهذا يتاج إل تأمل ‪..‬‬ ‫أجزم أنه سيخفض رأسه وأنت تتكلم ‪ ..‬ويردد ‪:‬‬
‫أتدري ما موقع قوله ‪ " :‬وال إن أحبك " ؟ إنه التهيئة‬ ‫أشكرك ‪ ..‬جزاك ال خيا‪.. S‬‬
‫لقبول النصيحة ‪ ..‬فإذا ارتاحت نفس معاذ واستبشر ‪،‬‬ ‫وكذلك استعمل هذه الساليب مع كل شخص‬
‫أعطاه النصيحة ‪..‬‬ ‫تعال سلوكه ‪..‬‬
‫وف موقف آخر ‪ ..‬قبض ‪ e‬يد عبد ال بن مسعود بيده‬ ‫مثل شخص يتهاون بالصلة ‪ ..‬أو أب يهمل بناته‬
‫اليمن ‪ ،‬ث وضع يده اليسرى فوقها ‪ ،‬كنوع من العطف‬ ‫فيتكشفن ‪ ..‬ويتساهلن بالجاب ‪..‬‬
‫والتهيئة ‪ ،‬ث قال ‪ :‬يا عبد ال ‪ ..‬إذا جلست ف التشهد‬ ‫أو شاب عاق لوالديه ‪..‬‬
‫فقل ‪ :‬التحيات ل والصلولت والطيبات ‪ ،‬السلم عليك‬ ‫لجل أن يقبلوا منك ل بد أن تارس الهارات‬
‫أيها النب ورحة ال وبركاته ‪..‬‬ ‫الناسبة ‪ ..‬نعم ‪ ..‬استخدم العبارات اللطيفة ف‬
‫ومضت السني ومات رسول ال ‪ .. e‬فكان عبد ال‬ ‫إصلح خطأ الخر ‪ ..‬كن مؤدبا‪ .. S‬مترما‪ S‬لرأيه ‪..‬‬
‫يفخر بذلك ويقول ‪ :‬علمن رسول ال ‪ e‬التشهد وكفي‬ ‫قل له ‪ :‬أنا ما أنصحك إل لن أعلم ‪ ..‬أنك تقبل‬
‫بي كفيه ‪..‬‬ ‫النصح ‪..‬‬
‫وف يوم آخر لحظ ‪ e‬أن عمر ‪ t‬إذا طاف بالكعبة‬ ‫وف التنزيل العزيز يقول ال ‪ ( :‬إذا ناجيتم الرسول‬
‫وحاذى الجر السود ‪ ..‬زاحم الناس وقبله ‪ ..‬وكان‬ ‫فقدموا بي يدي نواكم صدقة ) ‪..‬‬
‫صلبا‪ S‬قوي البدن ‪ ..‬وربا زاحم الضعفاء ‪..‬‬ ‫وقد كان الرب الكيم ‪ e‬يستعمل طرقا‪ S‬ومهارات‬

‫‪203‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تبي لك العينان ما هو كات‬ ‫فأراد ‪ e‬أن يعدل سلوكه ‪ ..‬فقال – على سبيل‬
‫من الغل والبغضاء بالنظر الشزر‬ ‫التهيئة لقبول النصيحة ‪ : -‬يا عمر إنك رجل قوي‬
‫قدم سويد بن الصامت يوما‪ S‬إل مكة حاجا‪ .. S‬أو معتمرا‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فرح عمر بذا الثناء ‪ ..‬فقال ‪ : e‬فل تزاحن عند‬
‫فتحدث الناس بدخوله مكة ‪ ..‬وأقبلوا لرؤيته ‪ ..‬فسمع‬ ‫الجر ‪..‬‬
‫النب ‪ e‬به فأقبل عليه ‪ ..‬فدعاه إل ال ‪ ..‬وإل السلم ‪..‬‬ ‫ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫وجعل يدثه بالتوحيد والرسالة وأنه نب يوحى إليه قرآن‬ ‫نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ‪ ..‬وف‬
‫‪ ..‬وأن هذا القرآن هو كلم ال تعال ‪ ..‬فيه عب وأحكام‬ ‫رواية قال ‪ :‬يا عبد ال ل تكن مثل فلن ‪ ..‬كان‬
‫‪..‬‬ ‫يقوم الليل ‪..‬‬
‫فقال له سويد ‪ :‬فلعل الذي معك مثل الذي معي ؟‬ ‫ل تكن مثل فلن ‪ ..‬كان يقوم الليل ‪ ..‬فترك قيام‬
‫فقال له رسول ال ‪ : r‬ما الذي معك ؟‬ ‫الليل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬معي ملة لقمان ‪ -‬يعن حكمة لقمان ‪.. -‬‬ ‫نعم ‪ ..‬كان ‪ e‬يستعمل هذا السلوب الرائع مع‬
‫فلم يعنفه ‪ e‬أو يقره ‪ - ..‬مع أنه يضاهي كلم ال‬ ‫جيع الناس ‪ ..‬ومع الوجهاء خاصة ‪..‬‬
‫بكلم البشر ‪ .. -‬وإنا تلطف معه ‪ ..‬وقال ‪ : r‬اعرضها‬ ‫ف بداية بعثة النب ‪ .. e‬كان الناس ما بي مقبل‬
‫علي ‪..‬‬ ‫ومدبر ‪..‬‬
‫فشرع سويد يقرأ ما يفظ منكلم لقمان وح ك م ه ‪..‬‬ ‫وكان رجل ف الدينة اسه سويد بن الصامت وكان‬
‫ورسول ال ‪ e‬يستمع إليه بكل هدوووء ‪..‬‬ ‫رجل‪ S‬شريفا‪ S‬ف قومه ‪..‬عاقل‪ S‬شاعرا‪ .. S‬يفظ كلم‬
‫فلما انتهى سويد ‪ ..‬قال ‪ e‬له ‪ :‬إن هذا لكلم حسن ‪..‬‬ ‫الكماء ‪ ..‬حت قيل إنه كان يفظ كل ما روي‬
‫ث قال ‪ -‬مشوقا‪ S‬لسويد ‪ : -‬والذي معي أفضل من هذا‬ ‫عن لقمان الكيم ‪..‬‬
‫‪ ..‬قرآن أنزله ال تعال علي ‪ ..‬هو هدى ونور ‪..‬‬ ‫حت بلغ من إعجاب الناس به أنم كانوا يسمونه ‪:‬‬
‫ث تل عليه رسول ال ‪ r‬القرآن ‪ ..‬ودعاه إل السلم ‪..‬‬ ‫الكامل ‪ ..‬للده وشعره ‪ ..‬وشرفه ونسبه ‪ ..‬وهو‬
‫وسويد يستمع منصتا‪ .. S‬فلما فرغ ‪ e‬من كلمه ‪ ..‬ظهر‬ ‫الذي يقول ‪:‬‬
‫على سويد التأثر ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن هذا لقول حسن ‪..‬‬ ‫أل رب من تدعو صديقا‪ S‬ولو ترى‬
‫ث انصرف سويد عن النب ‪ .. e‬ول يزال متأثرا‪ S‬با سع‬ ‫مقالته بالغيب ساءك ما يفري‬
‫‪..‬‬ ‫مقالته كالشهد ما كان شاهدا‪S‬‬
‫فقدم الدينة على قومه ‪ ..‬فلم يلبث أن وقع قتال بي‬ ‫وبالغيب مأثور على ثغرة النحر‬
‫قبيلت الوس والزرج ‪ ..‬وكان من قبيلة الوس فقتلته‬ ‫يسرك باديه وتت أديه‬
‫الزرج ‪..‬‬ ‫نيمة غش تبتري عقب الظهر‬

‫‪204‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الذي ف حسابنا عندهم ‪..‬‬ ‫وذلك قبل أن يهاجر النب ‪ e‬إل الدينة ‪ ..‬ول‬
‫كيف ؟!‬ ‫يدرى هل أسلم أم ل ؟ وإن كان رجل من قومه‬
‫عندما يقع لك موقف جيل مع إنسان فإنك تضيف إل‬ ‫ليقولون ‪ :‬إنا لنراه قد قتل وهو مسلم ‪..‬‬
‫سجل ذكرياته ذكرى جيلة عنك ‪ ..‬أو بعبارة أخرى‬
‫تفتح لك ف قلبه حسابا‪ S‬تودع فيه مبة لك واحتراما‪ .. S‬ث‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫تتول بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منه ‪..‬‬ ‫أسرف ف الديح ‪ ..‬واقتصد ف النقد ‪..‬‬
‫فكل ابتسامة تقابله با ‪ ..‬تزيد من رصيدك العاطفي عنده‬ ‫‪.79‬الرصيد العاطفي‬
‫‪..‬‬ ‫تصورات الناس عنا نن الذين نصنعها ‪..‬‬
‫وكل هدية ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫فلو لقيك شخص ف السوق فعبس ف وجهك ‪..‬‬
‫وكل ماملة ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫ث لقيك ف بقالة ‪ ..‬فعبس ف وجهك أيضا‪.. S‬‬
‫وكل إهانة تقع منك له ‪ ..‬أو مسبة ‪ ..‬أو شتم ‪ ..‬فإنك‬ ‫ث صادفته ف عرس ‪ ..‬فلقيك عابسا‪ .. S‬لرست عنه‬
‫تسحب من رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫صورة قاتة ف ميلتك ‪ ..‬فإذا رأيت صورته أو‬
‫وبالتال إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيا‪ .. S‬ووقعت‬ ‫سعت اسه ف مكان تبادر إل ذهنك ذاك الوجه‬
‫يوما‪ S‬ما ف موقف أغاظه فسحبت من رصيدك العاطفي‬ ‫العابس ‪..‬‬
‫مقدارا‪ S‬معينا‪ .. S‬فإن هذا لن يؤثر كثيا‪ S‬لن رصيدك‬ ‫ولو لقيك شخص بابتسامة ف موقف ‪ ..‬ث ابتسم‬
‫العاطفي عنده كثي ‪..‬‬ ‫ف لقاء آخر ‪ ..‬وثالث ‪ ..‬لنطبع ف ذهنك عنه‬
‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬ ‫صورة مشرقة ‪..‬‬
‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬ ‫هذا فيمن ل يكون بينك وبينه علقة دائمة وإنا‬
‫أما إن ل يكن عنده لك رصيد عاطفي وجعلت تسحب‬ ‫هي لقاءات عابرة ‪..‬‬
‫من الرصيد وليس فيه شيء أصل‪ .. S‬فإن حسابك عنده‬ ‫أما الشخاص الذي نلقاهم دائما‪ S‬كزوجة وأولد‬
‫سيكون بالناقص !! وبالتال قد يقع ف قلبه لك كره ‪ ..‬أو‬ ‫‪ ..‬وزملء ف مكتب ‪ ..‬وجيان ف حارة ‪ ..‬فإن‬
‫استثقال ‪ ..‬لنك تسحب من رصيدك العاطفي ول تودع‬ ‫تعاملنا معهم لن يكون بأسلوب واحد دائما‪ .. S‬نعم‬
‫‪..‬‬ ‫هم سيوننا ضاحكي لطيفي ‪ ..‬لكنهم حتما‬
‫أل تسمع يوما‪ S‬عن زوجة طلقها زوجها ‪ ..‬فإذا سئلت عن‬ ‫سيوننا تارة غاضبي ‪ ..‬وتارة عابسي ‪ ..‬أو‬
‫سبب الطلق قالت ‪ :‬السبب تافه ‪ ..‬طلب من الذهاب‬ ‫ماصمي ‪ ..‬أو شاتي ‪ ..‬لننا بشر ‪..‬‬
‫معه لزيارة أخته فرفضت ‪ ..‬فغضب وجعل يسبن‬ ‫وبالتال فإن مبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان‬
‫ويشتمن ث طلقن !!‬ ‫حسناتنا عندهم أو سيئاتنا ‪ ..‬أو قل بعبارة أخرى ‪:‬‬
‫ولو تأملت بذكاء ف سبب الطلق ‪ ..‬لا وجدت السبب‬ ‫تتحدد مبتهم لنا بسب مقدار الرصيد العاطفي‬

‫‪205‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬واحترام لرأيه ‪ ..‬لصار رصيدها العاطفي كبيا‪.. S‬‬ ‫هو هذا الوقف التافه ‪ ..‬وإنا هذا الوقف هو‬
‫وملكت مليارات ف قلبه ‪ ..‬وبالتال لن يضر لو وقع‬ ‫القشة الت قصمت ظهر البعي ‪..‬‬
‫موقف سحبت به من رصيدها العاطفي ‪..‬‬ ‫فقدذ كر أن رجل‪ S‬كان له جل جلد قوي ‪ ..‬فأراد‬
‫وقل مثل ذلك ف الطالب الشاكس الذي يقع منه موقف‬ ‫سفرا‪ .. S‬فجعل يمل متاعه عليه ‪ ..‬ويربطه على‬
‫صغي فيغضب الدرس غضبا‪ S‬شديدا‪ .. S‬وقد يضربه‬ ‫ظهره ‪ ..‬والمل متماسك ‪ ..‬حت كوم على ظهره‬
‫ويطرده من الفصل ‪ ..‬و ‪ ..‬ث يقول الطالب أنا ما فعلت‬ ‫ما يمله أربعة جال ‪ ..‬فبدأ البعي يهتز من ثقل‬
‫شيئا‪ S‬هي مرد نكتة أطلقتها من غي استئذان ‪ ..‬ول ينتبه‬ ‫المل والناس يصيحون بالرجل ‪ :‬يكفي ما حلت‬
‫إل أن هذه النكتة هي القشة الت قصمت ظهر البعي ‪..‬‬ ‫عليه ‪ ..‬فأخذ حزمة من تب وقال ‪ :‬هذه خفيفة‬
‫قل مثله ف زملء تاصموا ‪ ..‬أو جيان تنازعوا ‪..‬‬ ‫وهي آخر التاع ‪ ..‬فلما طرحها على ظهره سقط‬
‫إذن ‪ ..‬نن نتاج دائما‪ S‬إل نودع ف قلب كل واحد نلقاه‬ ‫البعي على الرض ‪ ..‬فقيل ‪ :‬قشة قصمت ظهر‬
‫رصيدا‪ S‬عاطفيا‪.. S‬‬ ‫بعي !!‬
‫الزوج يتحي الفرص ليودع ف قلب زوجته ‪ ..‬ويسجل‬ ‫ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي‬
‫نقاطا‪ S‬أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫الت قصمت ظهر البعي وإنا انقصم ظهر البعي‬
‫والزوجة تتاج أيضا‪.. S‬‬ ‫بسبب تراكمات كبار صب البعي على أولا ‪..‬‬
‫والولد يتاج أن يودع ف قلب والده ‪..‬‬ ‫وصب ‪ ..‬وصب ‪ ..‬حت ل يطق صبا‪ .. S‬فانقصم‬
‫والدرس مع طلبه ‪ ..‬والخ مع أخيه ‪..‬‬ ‫ظهره بشيء صغي ‪..‬‬
‫بل حت الدير مع من هم تت إدارته ‪ ..‬يتاج إل ذلك‬ ‫وهكذا الرأة الت طلقها زوجها ‪ ..‬أجزم أن‬
‫‪..‬‬ ‫السبب ليس هو تركها زيارة أخته فحسب ‪ ..‬وإنا‬
‫تراكمات قبله ‪ ..‬من عصيان لطلباته ‪ ..‬عدم تقيق‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫لرغباته ‪ ..‬عدم تببها إليه ‪ ..‬تكبها عليه ‪ ..‬عدم‬
‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬ ‫احترام رأيه ‪ ..‬فهي تسحب دوما‪ S‬من رصيدها‬
‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬ ‫العاطفي عنده دون أن تودع فيه شيئا‪ .. S‬وترح‬
‫ول تداوي ‪..‬‬
‫‪.80‬الساحر ‪..‬‬
‫وهو يتمل ويتمل ‪ ..‬حت جاء هذا الوقف فقصم‬
‫الكلم ببلش ‪..‬يا أخي س م‪Á‬عنا كلمة حلوة ‪..‬‬
‫ظهر البعي ‪..‬‬
‫هكذا بدأت السكينة تعاتب زوجها ‪..‬‬
‫ولو أنا اعتنت بكثرة اليداع ف رصيدها العاطفي‬
‫صحيح هو ما قصر معها ف طعام ول لباس ‪ ..‬ولكنه ل‬
‫‪ ..‬من حسن لقاء له ‪ ..‬وتغنج ودلل ‪ ..‬وتبب‬
‫يكن يسحرها بعسول الكلم ‪!! ..‬‬
‫إليه ‪ ..‬ومازحة وخفة ظل ‪ ..‬وعناية بطعامه ولباسه‬

‫‪206‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ود الدث أنا ل توجز‬ ‫يمع العقلء أن أهم صفات البائع الاهر أن يكون‬
‫أقبل يوما‪ S‬إل رسول ال ‪ ‬ثلثة رجال سادة ف قومهم‬ ‫ساحرا‪ S‬ف كلمه ‪ ..‬فيدد ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫خل الساب علينا ‪ ..‬تعبك راحة ‪..‬‬
‫قيس بن عاصم ‪ ..‬والزبرقان بن بدر ‪ ..‬وعمرو بن الهتم‬ ‫وتزيد قيمة البائع كلما زادت عباراته جال‪ .. S‬فإن‬
‫‪..‬‬ ‫أضاف إل حسن العبارة جودة ف وصف السلعة‬
‫وكلهم من قبيلة تيم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وقدرة على إقناع الزبون بالشراء ‪ ..‬صار قد‬
‫فبدؤوا يتفاخرون ‪..‬‬ ‫اكتسب نورا‪ S‬على نور ‪..‬‬
‫فقال الزبرقان ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنا سيد تيم ‪ ..‬والطاع‬ ‫ويمع الربون أن من أهم صفات السكرتي أن‬
‫فيهم ‪ ..‬والاب فيهم ‪ ..‬أمنعهم من الظلم ‪ ..‬فآخذ لم‬ ‫يكون لسانه عذبا‪ .. S‬وعباراته حلوة ‪ ..‬فيطرب‬
‫بقوقهم ‪..‬‬ ‫الساع بقوله ‪:‬س م ‪ ..‬أبشر ‪ ..‬نن ( خد‘امينك )‬
‫ث أشار إل السيد الخر عمرو بن الهتم ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهذا‬ ‫‪..‬‬
‫يعلم ذاك ‪..‬‬ ‫وربا شغفت زوجة بزوجها حبا‪ .. S‬وهو كثي‬
‫فأثن عمرو عليه وقال ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬إنه لشديد‬ ‫البخل قليل المال ‪ ..‬لكنه يسحرها بعباراته ‪..‬‬
‫العارضة ‪ ..‬مانع لانبه ‪ ..‬مطاع ف ناديه ‪..‬‬ ‫أذكر أن شابا‪ S‬مراهقا‪ S‬كان مغرما‪ S‬بغازلة الفتيات ‪..‬‬
‫ث سكت عمرو ‪..‬‬ ‫وكان له قدرة عجيبة على اليقاع بن ‪ ..‬وكم من‬
‫فغضب الزبرقان ‪..‬وود• لو لن عمروا‪ S‬زاد ف الثناء ‪..‬‬ ‫مسكينة صارت متيمة ببه ‪ ..‬عالقة بشراكه ‪..‬‬
‫وظن أنه حسده على سيادته ‪..‬‬ ‫ومن العجب أنه ل يكن يلك سيارة فارهة يغريهن‬
‫فقال الزبرقان ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬لقد علم ما قال ‪..‬‬ ‫بركوبا ‪ ..‬ول تكن جيبه مليئة بالال ليغدق عليهن‬
‫وما منعه أن يتكلم به إل السد ‪..‬‬ ‫الدايا ‪..‬‬
‫فغضب عمرو ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنا أحسدك ؟!! فوال إنك لئيم‬ ‫ول تظنن أنه أوت وسامة أو جال‪ .. S‬كل ‪ ..‬فإن‬
‫الال ‪ ..‬حديث الال ‪ ..‬أحق الوالد ‪ ..‬مضيع ف العشية‬ ‫أسأل ال لك أن ل تبتلى بالنظر إل وجهه !!‬
‫‪ ..‬وال يا رسول ال لقد صدقت فيما قلت أول‪ .. S‬وما‬ ‫لكنه كان يغلق فمه على لسان ‪ ..‬لو تكلم مع‬
‫كذبت فيما قلت آخرا‪ .. S‬لكن رجل رضيت فقلت‬ ‫حجر لفلقه ‪ ..‬ولو سعه نر لدف‪Ç‬قه ‪..‬‬
‫أحسن ما علمت ‪ ..‬وغضبت فقلت أقبح ما وجدت ‪..‬‬ ‫فكان يصطاد الفتيات بلسانه اصطيادا‪ .. S‬بل‬
‫ووال لقد صدقت ف المرين جيعا‪.. S‬‬ ‫يسحرهن سحرا‪.. S‬‬
‫فعجب ‪ ‬من سرعة حجته ‪ ..‬وقوة بيانه ‪ ..‬ومهارات‬ ‫وحديثها السحر اللل لو أنه‬
‫لسانه ‪..‬‬ ‫ل ين قتل السلم التحرز‬
‫إن طال ل يلل وإن هي أوجزت‬

‫‪207‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول زالوا يدفعون العدو بسيوفهم ‪ ..‬ويفدون رسول ال‬ ‫فقال ‪ :‬إن من البيان لسحرا‪ .. S‬إن من البيان‬
‫‪ e‬بنحورهم ‪ ..‬حت فر الكفار وانتصر السلمون ‪..‬‬ ‫لسحرا‪.. )91( S‬‬
‫وبعدما انتهت العركة‪ ..‬وجعت الغنائم بي يدي النب ‪e‬‬ ‫فكن مبدعا‪ S‬ف مهارات لسانك ‪ ..‬فلو قال لك ‪:‬‬
‫‪ ..‬أخذوا ينظرون إليها ‪..‬‬ ‫ناولن القلم ‪ ..‬قل ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫وأحدهم يتذكر أولده الوعى ‪ ..‬وأهل ه الفقرا ‪ ..‬ويرجو‬ ‫ولو قال ‪ ..‬لكن يا فلن عندي طلب ‪ :‬اطلب‬
‫أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم ‪..‬‬ ‫عيون ‪..‬س م ‪..‬‬
‫فبينما هم على ذلك ‪..‬‬ ‫أريد منك خدمة ‪ :‬تفضل ‪ ..‬خدمنا أناسا‪ S‬ما‬
‫فإذا برسول ال ‪ .. e‬يدعو القرع بن حابس ‪ -‬ما أسلم‬ ‫يساوون أثر رجليك ‪..‬‬
‫إل قبل أيام ف فتح مكة ‪ ..‬فيعطيه مائة من البل ‪ ..‬ث‬ ‫مارس هذا السلوب الذي يدغدغ الشاعر ‪ ..‬مع‬
‫يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من البل ‪..‬‬ ‫أمك ‪ ..‬نعم أسعها كلمات رقيقة لينة ‪..‬‬
‫ول يزال يقسم النعم ‪ ..‬بي أقوام ‪ ..‬ما بذلوا بذل‬ ‫مع أبيك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫النصار ‪ ..‬ول جاهدوا جهادهم ‪ ..‬ول ضحوا تضحيتهم‬ ‫فهذا السلوب ل يسرك شيئا‪ .. S‬وتسحر به‬
‫‪..‬‬ ‫الخرين ‪ ..‬وتزيل ما ف نفوسهم ‪..‬‬
‫فلما رأى النصار ذلك ‪..‬‬ ‫وانظر إل حال النصار ‪ y‬بعد معركة حني ‪..‬‬
‫قال بعضهم لبعض ‪ :‬يغفر ال لرسول ال ‪ ..‬يعطي قريشا‬ ‫النصار الذين قاتلوا مع النب ‪ t‬ف بدر ث قتلوا ف‬
‫ويتركنا ‪ ..‬وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪..‬‬ ‫أحد ‪ ..‬وحوصروا ف الندق ‪ ..‬ول زالوا معه‬
‫فلما رأى سيدهم سعد بن عبادة ‪ t‬ذلك ‪ ..‬دخل على‬ ‫يقاتلون ويقت لون ‪ ..‬حت فتحوا معه مكة ‪ ..‬ث‬
‫رسول ال ‪ .. e‬فقال ‪:‬‬ ‫مضوا إل معركة حني ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن أصحابك من النصار وجدوا عليك‬ ‫ففي الصحيحي ‪..‬‬
‫ف أنفسهم ‪ ..‬قال ‪ :‬وما ذاك ؟!!‬ ‫أن القتال اشتد أول العركة ‪ ..‬وانكشف الناس‬
‫قال ‪ :‬لا صنعت ف هذا الفئ الذي أصبت ‪ ..‬قسمت ف‬ ‫عن رسول ال ‪ ..‬فإذا الزية تلوح أمام السلمي‬
‫قومك ‪ ..‬وأعطيت عطايا‪ S‬عظاما‪ .. S‬ف قبائل العرب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ول يكن ف النصار منه شئ ‪..‬‬ ‫فالتفت ‪ e‬إل أصحابه ‪ ..‬فإذا هم يفرون من بي‬
‫فقال ‪ : e‬فأين أنت من ذلك يا سعد ؟‬ ‫يديه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما أنا إل امرؤ من قومي ‪..‬‬ ‫فصاح بالنصار ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬فاجع ل قومك‪ ..‬فلما اجتمعوا ‪ ..‬أتاهم رسول‬ ‫يا معشر النصار ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫ال ‪..‬‬ ‫وعادوا إليه ‪ ..‬وصفوا بي يديه ‪..‬‬
‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪ :‬يا معشر النصار ‪ ..‬ما‬
‫( ) رواه الاكم ف الستدرك ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪91‬‬

‫‪208‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بيوتكم ‪..‬‬ ‫قالة بلغتن عنكم ؟‬
‫لو سلك الناس واديا‪ S‬أو شعبا‪ .. S‬وسلكت النصار واديا‬ ‫قالوا ‪ :‬أما رؤساؤنا يا رسول ال فلم يقولوا شيئا‬
‫أو شعبا‪ .. S‬لسلكت وادي النصار ‪ ..‬أو شعب النصار‬ ‫وأما ناس منا حديثة أسنانم فقالوا يغفر ال لرسول‬
‫‪..‬‬ ‫ال يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم‬
‫فوالذي نفس ممد بيده ‪ ..‬إنه لول الجرة ‪ ..‬لكنت‬ ‫‪..‬‬
‫امرءا‪ S‬من النصار ‪ ..‬اللهم ارحم النصار ‪ ..‬وأبناء‬ ‫فقال ‪ : e‬يا معشر النصار ‪ ..‬أل تكونوا ضلل‬
‫النصار ‪ ..‬وأبناء أبناء النصار ‪..‬‬ ‫فهداكم ال ب ‪..‬‬
‫فبكى القوم حت أخضلوا لاهم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬رضينا‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬
‫برسول ال ق س ما‪ S‬وحظا‪ ..‬ث انصرف رسول ال وتفرقوا‬ ‫قال ‪ :‬أل تكونوا عالة فأغناكم ال ‪ ..‬وأعداء‪ Ô‬فألف‬
‫‪..‬‬ ‫بي قلوبكم ‪..‬‬
‫بل إنك بالعبارات الميلة تستطيع أن تدر الناس أحيانا‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ث سكت رسول ال ‪ .. e‬وسكتوا ‪ ..‬وانتظر ‪..‬‬
‫ذكر أنه كان ف صعيد مصر رجل غن متسلط يسمونه "‬ ‫وانتظروا ‪..‬‬
‫الباشا " كان يلك فدادين من الزارع ‪ ..‬كان متغطرسا‬ ‫فقال ‪ :‬أل تيبون يا معشر النصار ‪..‬‬
‫يارس أصناف الذلل على الزارعي الصغار ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وباذا نيبك يا رسول ال ‪ ..‬ول ولرسوله‬
‫دارت الزمان دورته فأصاب أرضه ما أتلفها ‪ ..‬فأصبح‬ ‫النة والفضل ‪..‬‬
‫فقيا‪ S‬بعد غن ‪ ..‬كسيا‪S‬‬ ‫قال ‪ :‬أما وال لو شئتم لقلتم ‪..‬فلص د قتم‬
‫جاع أولده وهو ليس عنده مصدر يتكسب منه ‪ ..‬ول‬ ‫ولص د‪Á‬قتم ‪..‬‬
‫يعرف صنعة غي الزراعة ‪ ..‬لكن أرضه تالفة ‪..‬‬ ‫لو شئتم لقلتم ‪ :‬أتيتنا مكذبا‪ S‬فصدقناك ‪ ..‬ومذول‬
‫فخرج يبحث عن عمل ‪ ..‬أي عمل ‪..‬‬ ‫فنصرناك ‪ ..‬وطريدا‪ S‬فآويناك ‪ ..‬وعائل‪ S‬فواسيناك‬
‫أقبل على مزرعة لحد الفلحي الضعفاء الذين ذاقوا من‬ ‫‪..‬‬
‫إذلله قديا‪ .. S‬دخل عليه ‪ ..‬وقال بكل مذلة ‪ :‬هل أجد‬ ‫ث قال ‪ :‬يا معشر النصار ‪ ..‬أوجدت على رسول‬
‫عنك عمل‪ .. S‬أقطف الثمر ‪ ..‬أو أنقي البوب ‪ ..‬أو أقلم‬ ‫ال ف أنفسكم ‪ ..‬ف لعاعة من الدنيا ‪ ..‬تألفت با‬
‫الشجار ‪ ..‬أو ‪..‬‬ ‫قوما‪ S‬ليسلموا ‪ ..‬ووكلتم ال إسلمكم ‪..‬‬
‫فثار الزارع ف وجهه وقال ‪ :‬أنت تعمل عندي !! أنت‬ ‫إن قريشا‪ S‬حديثوا عهد باهلية ومصيبة ‪ ..‬وإن‬
‫التكب التغطرس ‪ ..‬المد ل أن استجاب دعاءنا عليك‬ ‫أردت أن أجبهم ‪ ..‬وأتألفهم ‪..‬‬
‫وأذلك ‪ ..‬ث طرده من بستانه ‪..‬‬ ‫أل ترضون يا معشر النصار ‪ ..‬أن يذهب الناس‬
‫مضى ير قدمي خيبته ‪ ..‬حت دخل بستانا‪ S‬آخر ‪ ..‬فإذا‬ ‫بالشاة والبعي ‪ ..‬وترجعون برسول ال ‪ e‬إل‬

‫‪209‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالثور البيض وربطه بالبال ليجر الراث ‪ ..‬ث توجه إل‬ ‫بفلح له معه ذكريات أليمة ‪ ..‬فطرده كما طرده‬
‫الباشا وهو يردد قائل‪ : S‬يا أحسن باشا ف العال ‪ ..‬يا قوي‬ ‫الول ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا بطل ‪ ..‬والباشا يتلفت ف زهو ‪ ..‬ث ربط البال ف‬ ‫مضى الباشا ( !! ) السكي ل يلوي على شيء ‪..‬‬
‫كتفي الباشا ‪ ..‬وركب هو على الراثة معه السوط !!‬ ‫ول يريد أن يرجع إل أولده خاليا‪.. S‬‬
‫وصاح ‪ :‬امش ‪ ..‬وضرب ظهر الثور فتحرك ‪ ..‬وترك‬ ‫مر على مزرعة لفلح ثالث ‪ ..‬فدخل ليجرب‬
‫الباشا ير الراث ‪ ..‬والفلح يردد ‪ :‬جيل يا باشا ‪ ..‬متاز‬ ‫حظه معه ‪..‬‬
‫يا ملك ‪ ..‬ويضرب ظهر الثور ‪ ..‬ويصيح أقوى يا باشا‬ ‫رآه الفلح فانبهر ‪ ..‬وقد ذاق أيضا‪ S‬من إذلله من‬
‫‪ ..‬أحسن يا باشا ‪..‬‬ ‫قبل ‪ ..‬قال الباشا ‪ :‬أنا أبث عن عمل ‪ ..‬أولدي‬
‫والباشا السكي ل يتعود على ذلك ‪ ..‬لكنه كان ير بكل‬ ‫جوعى ‪..‬‬
‫قوته ‪ ..‬من الصباح حت غابت الشمس ‪ ..‬وكأنه غائب‬ ‫فأراد الفلح أن يذله ‪ ..‬وأن ينتقم منه بأسلوب‬
‫العقل ‪..‬‬ ‫ذكي ‪..‬‬
‫فلما انتهى فك الفلح عنه البال ‪ ..‬وهو يقول ‪ :‬وال‬ ‫فقال له ‪ :‬أهل‪ S‬أيها الباشا !! نورت بستان !! من‬
‫شغلك جيل يا باشا ‪ ..‬هذا أحسن يوم مر علي يا باشا ‪..‬‬ ‫مثلي اليوم الباشا الكبي يدخل أرضي !! أنت‬
‫ث بضع جنيهات ‪ ..‬ومضى الباشا إل بيته ‪..‬‬ ‫الباشا الكبي ‪ ..‬أنت الباشا الوجيه !! أنت ‪..‬‬
‫دخل على أولده ‪ ..‬وقد تقرحت كتفاه ‪ ..‬وسالت‬ ‫وجعل يد‘ره بذه العبارات ‪ ..‬حت صار الباشا‬
‫الدماء من أسفل قدميه ‪ ..‬والعرق يغرق ثيابه ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫منوما‪ S‬تنويا‪ S‬مغناطيسيا‪!! S‬‬
‫لكنه ل يزال منتشيا‪ S‬مدرا‪.. S‬‬ ‫ث قال الفلح ‪ :‬مرحبا‪ S‬وأهل‪ .. S‬عندي عمل ‪..‬‬
‫سأله أولده ‪ :‬هاه ‪ ..‬هل وجدت عمل‪.. S‬‬ ‫لكن ل أدري هل يناسبك أم ل ؟‬
‫فقال ‪ -‬بكل فخر ‪ : -‬نعم ‪ ..‬أنا الباشا ‪ ..‬كيف ل أجد‬ ‫قال الباشا ‪ :‬وما هو ؟‬
‫عمل‪.. S‬‬ ‫قال ‪ :‬اليوم سوف أحرث الرض ‪ ..‬وعندي‬
‫فقالوا ‪ :‬فماذا اشتغلت ؟!‬ ‫مراث يره ثوران ‪ ..‬ثور أبيض وثور أسود ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اشتغلت ‪ ..‬هاه !! اشتغلت !!‬ ‫والثور السود اليوم مريض ول يستطيع أن يعمل‬
‫وبدأ يصحو من تديره ‪ ..‬ويدرك ما أصابه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والثور البيض ل يطيق جر الراثة وحده ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اشتغلت ثورا‪!!! S‬‬ ‫فأريدك أن تقوم اليوم بوظيفة الثور السود ‪..‬‬
‫فأنت قوي أيها الباشا ‪ ..‬أنت قائد ‪ ..‬أنت رئيس‬
‫قرار ‪..‬‬ ‫‪ ..‬تسي ف المام دائما‪.. S‬‬
‫اختر أطيب الكلم كما تتار أطيب الثمر ‪..‬‬ ‫توجه الباشا بكل كبياء إل الراثة ‪ ..‬ووقف‬
‫بانب الثور البيض ‪ ..‬أقبل الزارع إليه وبدأ‬

‫‪210‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف قضاء حاجته لي سبب ‪ ..‬فكيف تيب ؟‬ ‫‪.81‬فليسعد النطق إن ل تسعد الال !!‬
‫فليسعد النطق إن ل تسعد الال ‪ ..‬قل له ‪ :‬وال يا فلن‬ ‫من أحرج الواقف أن يقصدك صاحب حاجة ‪ ..‬ث‬
‫أخدمك بعيون ‪ ..‬وأنت أحب إل‪ Ç‬من أناس كثي ‪ ..‬لكن‬ ‫يرجع خائبا‪ S‬غي مقضية حاجته ‪..‬‬
‫أخشى أن يضيق وقت ‪ ..‬وعندي بعض الظروف تنعن‬ ‫نعم قضاء حاجات الناس طاعة عظيمة ‪ ..‬ولو ل‬
‫من إحضارها ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫يكن فيها إل قوله ‪ : e‬لئن أمشي مع أخي ف‬
‫ولو دعاك إل وليمة وأردت أن تعتذر وخشيت أن يد ف‬ ‫حاجة حت أثبتها له ‪ ،‬أحب إل من أن أعتكف ف‬
‫نفسه عليك ‪ ..‬فقدم مقدمات ‪ ..‬قل – مثل‪ – S‬أنا ما‬ ‫مسجدي هذا شهرا‪ )92( " S‬لكفى ف فضلها ‪..‬‬
‫أعتبك إل كواحد من إخوان ‪ ..‬وأنت من أغلى الناس‬ ‫لكن بعض الاجات يصعب قضاؤها ‪ ..‬فليس كل‬
‫إل قلب ‪ ..‬لكن مشغول الليلة ‪..‬‬ ‫من طلب منك أن تسلفه مال‪ S‬قدرت على إعطائه‬
‫وأنت ل تكذب فقد يكون شغلك هذا جلسة مع أولدك‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬أو قراءة ف كتاب ‪ ..‬أو نوم !! فهي كلها أشغال ‪..‬‬ ‫ول كل من طلب منك مرافقته ف سفر قدرت‬
‫وقد كان ممد ‪ e‬يلك الناس بأخلق يأسر با قلوبم ‪..‬‬ ‫على تلبية طلبه ‪..‬‬
‫انظر إليه عليه السلم ‪ ..‬وقد جلس مع أصحابه الكرام‬ ‫ول كل من طلب حاجة معك كقلم أو ساعة أو‬
‫‪..‬‬ ‫غيها ‪ ..‬استطعت إعطاءها له ‪..‬‬
‫فحدثهم عن البيت الرام ‪ ..‬وفضل العمرة والحرام ‪..‬‬ ‫والشكلة أن أكثر الناس إذا ل تلب‪ Á‬حاجاتم‬
‫فطارت أفئدتم شوقا‪ S‬إل ذاك القام ‪..‬‬ ‫وجدوا عليك ف أنفسهم ‪ ..‬وقد يذمونك ف‬
‫فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه ‪ ..‬وحثهم على التسابق عليه‬ ‫الالس ‪ ..‬ويتهمونك تارة بالبخل ‪ ..‬وتارة بالنانية‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬وتارة ‪..‬‬
‫فما لبثوا أن تهزوا ‪ ..‬وحلوا سلحهم وترزوا ‪..‬‬ ‫إذن ما العمل ؟!‬
‫فخرج ‪ e‬مع ألف وأربعمائة من أصحابه ‪ ..‬مهلي‬ ‫كن ماهرا‪ S‬ف الروج من الوقف ‪ ..‬فإذا طلب‬
‫بالعمرة ملبي ‪ ..‬يتسابقون إل البلد المي ‪..‬‬ ‫منك أحد شيئا‪ S‬ول تستطع قضاءه فعلى القل رده‬
‫فلما اقتربوا من جبال مكة ‪..‬‬ ‫بعبارات جيلة ‪ ..‬كما قال ‪:‬‬
‫بركت القصواء ‪ -‬ناقة النب عليه السلم ‪ .. -‬فحاول أن‬ ‫ل خيل عندك تديها ول مال *** فليسعد النطق‬
‫يبعثها لتسي ‪ ..‬فأبت عليه ‪..‬‬ ‫إن ل تسعد الال‬
‫فقال الناس ‪ :‬خلت القصواء ‪ ( ..‬أي عصت ) فقال ‪e‬‬ ‫فلو علم شخص بأنك ستسافر إل مدينة معينة ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫فحاءك وقال ‪ :‬أريدك أن تشتري ل حاجة من‬
‫ما خلت القصواء ‪ ..‬وما ذاك لا بلق ‪ ..‬ولكن حبسها‬ ‫الدينة الت أنت مسافر إليها ‪ ..‬وأنت ل رغبة لك‬
‫حابس الفيل ( يعن فيل أبرهة لا أقبل به مع جيش من‬
‫( )‬ ‫‪92‬‬

‫‪211‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفت من حبسه ‪ ..‬ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬هذا يا ممد‬ ‫اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ال عن ذلك ) ‪..‬‬
‫أول من أقاضيك عليه أن ترده إل ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ : J‬والذي نفسي بيده ل يسألون خطة‬
‫فقال ‪ : e‬إنا ل نقض الكتاب بعد ‪..‬‬ ‫يعظمون فيها حرمات ال ‪ ..‬إل أعطيتهم إياها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فوال إذا‪ S‬ل أصالك على شيء أبدا‪.. S‬‬ ‫ث زجرها فوثبت ‪ ..‬فتوجه إل مكة ‪ ..‬حت نزل‬
‫فقال ‪ : e‬فأجزه ل ‪ ..‬قال ‪ :‬ما أنا بجيزه لك ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫بالديبية قريبا‪ S‬من مكة ‪ ..‬فتسامع به كفار قريش‬
‫بلى فافعل ‪ ..‬قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪ ..‬فسكت النب ‪.. e‬‬ ‫‪ ..‬فخرج إليه كبارهم ليدوه عن مكة ‪ ..‬فأب إل‬
‫وقام سهيل سريعا‪ S‬إل ولده يره بقيوده ‪ ..‬وأبو جندل‬ ‫أن يدخلها معتمرا‪.. S‬‬
‫يصيح ويستغيث بالسلمي ‪ ..‬يقول ‪:‬‬ ‫فما زالت البعوث بينه وبي قريش‪..‬حت أقبل عليه‬
‫أي معشر السلمي أرد إل الشركي وقد جئت مسلما‪.. S‬‬ ‫سهيل بن عمرو ‪..‬‬
‫أل ترون ما قد لقيت من العذاب ‪ ..‬ول زال يستغيث بم‬ ‫فصال النب ‪ e‬على أن يعودوا إل‬
‫حت غاب عنهم ‪..‬‬ ‫الدينة‪..‬ويعتمروا ف العام القادم‪..‬‬
‫والسلمون تذوب أفئدتم حزنا‪ S‬عليه ‪ ..‬فت ف ريعان‬ ‫ث كتبوا بينهم صلحا‪ S‬عاما‪ .. S‬وفيه ‪:‬‬
‫الشباب ‪ ..‬ي شدد عليه العذاب ‪..‬‬ ‫اشترط سهيل ‪ :‬أنه ل يرج من مكة مسلم‬
‫وينقل من العيش الرغيد ‪ ..‬إل البلء الشديد ‪..‬‬ ‫مستضعف يريد الدينة ‪..‬إل ر د• إل مكة ‪ ..‬أما من‬
‫وهو ابن سيد من السادات‪..‬طالا تنعم باللذات‪..‬وتلذذ‬ ‫خرج من الدينة وجاء إل مكة مرتدا‪ S‬إل الكفر ‪..‬‬
‫بالشهوات ‪..‬‬ ‫في قبل ف مكة ‪..‬‬
‫ث ير أمام السلمي بقيوده ‪ ..‬ليعاد إل سجنه وحديده ‪..‬‬ ‫فقال السلمون ‪ :‬سبحان ال !! من جاءنا مسلما‬
‫وهم ل يلكون له شيئا‪ .. S‬مضى أبو جندل إل مكة‬ ‫نرده إل الكافرين !! كيف نرده إل الشركي وقد‬
‫وحيدا‪ .. S‬يسأل ربع الثبات على الدين ‪ ..‬والعصمة‬ ‫جاء مسلما‪ .. S‬فبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم ‪..‬‬
‫واليقي ‪ ..‬أما السلمون فقد رجعوا مع رسول ال ‪ e‬إل‬ ‫شاب يسي على الرمضاء ‪ ..‬يرفل ف قيوده ‪ ..‬وهو‬
‫الدينة ‪ ..‬وهم ف حنق شديد على الكافرين ‪ ..‬وحزن‬ ‫يصيح ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فنظروا إليه ‪ ..‬فإذا هو أبو‬
‫على السلمي الستضعفي ‪ ..‬ث اشتد العذاب على‬ ‫جندل ولد سهيل بن عمرو ‪ ..‬وكان قد أسلم‬
‫الضعفاء ف مكة ‪ ..‬حت ل يطيقوا له احتمال‪.. S‬‬ ‫فعذبه أبوه وحبسه ‪ ..‬فلما سع بالسلمي ‪ ..‬تفلت‬
‫فبدأ أبو جندل ‪ ..‬وصاحبه أبو بصي ‪ ..‬والستضعفون ف‬ ‫من البس وأقبل ير قيوده ‪ ..‬تسيل جراحه دما‪.. S‬‬
‫مكة ‪ ..‬ياولون التفلت من قيودهم ‪..‬‬ ‫وتفيض عيونه دمعا‪.. S‬‬
‫حت استطاع أبو بصي ‪ t‬أن يهرب من حبسه ‪ ..‬فمضى‬ ‫ث رمى بسده التهالك بي يدي النب ‪e‬‬
‫من ساعته إل الدينة ‪ ..‬يمله الشوق ‪ ..‬ويدوه المل ‪..‬‬ ‫‪..‬والسلمون ينظرون إليه ‪..‬‬
‫ف صحبة النب ‪ e‬وأصحابه ‪ ..‬مضى يطوي قفار‬ ‫فلما رآه سهيل ‪ ..‬غضب !! كيف تفلت هذا‬

‫‪212‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما وقف بي يديه ‪ e‬صاح من شدة الفزع ‪ ..‬قال ‪:‬ق ت ل‬ ‫الصحراء ‪ ..‬تترق قدماه على الرمضاء ‪..‬‬
‫وال صاحب ‪ ..‬وإن لقتول ‪..‬‬ ‫حت وصل الدينة ‪ ..‬فتوجه إل مسجدها ‪ ..‬فبينما‬
‫فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصي ‪ ..‬تلتمع عيناه شررا‬ ‫النب ‪ e‬ف السجد مع أصحابه ‪ ..‬إذ دخل عليهم‬
‫‪ ..‬والسيف ف يده يقطر دما‪ .. S‬فقال ‪:‬‬ ‫أبو بصي ‪ ..‬عليه أثر العذاب ‪ ..‬ووعثاء‪ ó‬السفر ‪..‬‬
‫يا نب ال ‪ ..‬قد أوف ال ذمتك ‪ ..‬قد رددتن إليهم ث‬ ‫وهو أشعث أغب ‪..‬‬
‫أنان ال منهم ‪ ..‬فضمن إليكم ‪ ..‬قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فما كاد يلتقط أنفاسه ‪ ..‬حت أقبل رجلن من‬
‫فصاح أبو بصي بأعلى صوته ‪ ..‬قال ‪ :‬أو ‪ ..‬يا رسول ال‬ ‫كفار قريش فدخل السجد ‪ ..‬فلما رآها أبو بصي‬
‫‪ ..‬أعطن رجال‪ S‬أفتح لك مكة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فزع واضطرب ‪ ..‬وعادت إليه صورة العذاب‬
‫فأعجب النب ‪ e‬بشجاعته ‪ ..‬لكنه ل يستطيع أن ينفذ له‬ ‫‪ ..‬فإذا ها يصيحان ‪ ..‬يا ممد ‪ ..‬رده إلينا ‪..‬‬
‫طلبه فبينه وبي أهل مكة عهد ‪..‬‬ ‫العهد الذي جعلت لنا ‪ ..‬فتذكر النب ‪ e‬عهده‬
‫لكنه ‪ e‬أراد أن يرده بلطف ‪ ..‬فليسعد النطق إن ل يسعد‬ ‫لقريش أن يرد إليهم من يأتيه من مكة ‪ ..‬فأشار إل‬
‫الال ‪..‬‬ ‫أب بصي ‪ ..‬أن يرج من الدينة ‪ ..‬فخرج معهما‬
‫التفت ‪ e‬إل أصحابه وقال مادحا‪ S‬لب بصي ‪ :‬ويل أمه !!‬ ‫أبو بصي ‪ ..‬فلما جاوزا الدينة ‪ ..‬نزل لطعام ‪..‬‬
‫مسع‪Á‬ر حرب لو كان معه رجال ‪..‬‬ ‫وجلس أحدها عند أب بصي ‪..‬‬
‫فكانت هذه الكلمات بثابة التخفيف والعتذار من أب‬ ‫وغاب الخر ليقضي حاجته ‪..‬‬
‫بصي ‪..‬‬ ‫فأخرج القاعد عند أب بصي سيفه ‪ ..‬ث أخذ يهزه‬
‫وظل أبو بصي واقفا‪ S‬عند باب السجد ينتظر إذن النب ‪e‬‬ ‫‪ ..‬ويقول مستهزءا‪ S‬بأب بصي ‪ :‬لضربن بسيفي‬
‫له بالكوث ف الدينة ‪..‬‬ ‫هذا ف الوس والزرج يوما‪ S‬إل الليل ‪..‬‬
‫لكنه ‪ e‬تذكر عهده مع قريش فأمر أبا بصي بالروج من‬ ‫فقال له أبو بصي ‪ :‬وال إن لرى سيفك هذا يا‬
‫الدينة ‪ ..‬فسمع أبو بصي وأطاع ‪..‬‬ ‫فلن جيدا‪ .. S‬فقال ‪ :‬أجل وال إنه ليد لقد‬
‫نعم ‪ ..‬وما حل ف نفسه على الدين ‪ ..‬ول انقلب عدوا‬ ‫جربت به ‪ ..‬ث جربت ‪ ..‬فقال أبو بصي ‪ :‬أرن‬
‫للمسلمي ‪..‬‬ ‫أنظر إليه ‪ ..‬فناوله إياه ‪ ..‬فما كاد السيف يستقر‬
‫فهو يرجو ما عند الليم الكري ‪ ..‬من الثواب العظيم ‪..‬‬ ‫ف يده ‪ ..‬حت رفعه ث هوى به على رقبة الرجل‬
‫الذي من أجله ترك أهله ‪ ..‬وفارق ولده ‪ ..‬وأتعب نفسه‬ ‫فأطار رأسه ‪ ..‬فلما رجع الخر من حاجته ‪..‬‬
‫‪ ..‬وعذب جسده ‪..‬‬ ‫رأى جسد صاحبه مزقا‪ .. S‬مندل‪ S‬مزقا‪ .. S‬ففزع ‪..‬‬
‫خرج أبو بصي من الدينة ‪ ..‬فاحتار أين يذهب ‪ ..‬ففي‬ ‫وفر• حت أتى الدينة ‪ ..‬فدخل السجد يعدو ‪..‬‬
‫مكة عذاب وقيود ‪ ..‬وف الدينة مواثيق وعهود ‪..‬‬ ‫فلما رآه ‪ e‬مقبل‪ .. S‬فزعا‪ .. S‬قال ‪ :‬لقد رأى هذا‬
‫فمضى إل سيف البحر قريبا‪ S‬من جدة ‪ ..‬فنزل هناك ‪ ..‬ف‬ ‫ذعرا‪.. S‬‬

‫‪213‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من معك إذا جاملك ‪ ..‬وتتلطف معه ‪..‬‬ ‫صحراء قاحلة ‪ ..‬ل أنيس فيها ول جليس ‪..‬‬
‫ذكر أن امرأة فقية اضطجعت بانب زوجها على فراش‬ ‫فتسامع به السلمون الستضعفون بكة ‪ ..‬فعلموا‬
‫عتيق ‪ ..‬ف كوخ قدي ‪ ..‬جدرانه مرقعة ‪ ..‬وسقفه من‬ ‫أنه باب فرج انفتح لم ‪ ..‬فالسلمون ف الدينة ل‬
‫جذوع النخل ‪..‬‬ ‫يقبلونم ‪ ..‬والكفار ف مكة يعذبونم ‪..‬‬
‫فجالت ببصرها تنظر إل جدران بيتها ‪ ..‬ث رك‪Ç‬زت‬ ‫فتفلت أبو جندل من قيوده ‪ ..‬فلحق بأب بصي ‪..‬‬
‫بصرها إل السقف ‪ ..‬وسرحت بفكرها بعيدا‪ .. S‬ث قالت‬ ‫ث جعل السلمون يتوافدون إليه ف مكانه ‪ ..‬حت‬
‫‪:‬‬ ‫كثر عددهم ‪ ..‬واشتدت قوتم ‪..‬‬
‫تدري ماذا أتن ؟‬ ‫فجعلت ل تر بم قافلة تارة لقريش ‪ ..‬إل‬
‫قال ‪ :‬هاه !! ماذا تتمني ؟‬ ‫اعترضوا لا ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أتن أن نلك بيتا‪ S‬كبيا‪ S‬تسعد فيه مع أولدك ‪..‬‬ ‫فلما كثر ذلك على قريش ‪ ..‬أرسلوا إل النب ‪e‬‬
‫وتدعو إليه أصدقاءك ‪ ..‬ونلك سيارة فارهة ‪ ..‬ترتاح إذا‬ ‫ناشدونه بال أن يضمهم إليه ‪ ..‬فأرسل النب ‪e‬‬
‫سقتها ‪ ..‬ويزيد راتبك ضعفي حت تسدد ديونك ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫إليهم أن يأتوا الدينة ؟ فلما وصل إليهم الكتاب ‪..‬‬
‫ومضت السكينة تسرد له بماس أسباب السعادة الت‬ ‫استبشروا وفرحوا ‪..‬‬
‫تتمناها له ‪..‬‬ ‫لكن أبا بصي كان قد أل به مرض الوت ‪ ..‬وهو‬
‫والرجل غارق ف أحلم خيبته ‪ ..‬يائس من صلح حاله‬ ‫يردد قائل‪ : S‬رب العلي الكب من ينصر ال فسوف‬
‫‪ ..‬ل يلك أية مهارة من مهارات الكلم ‪..‬‬ ‫ينصر ‪..‬‬
‫فلما تعبت قالت له ‪ :‬وأنت ماذا تتمن ؟!‬ ‫فلما دخلوا عليه وأخبوه أن النب ‪ e‬أذن لم‬
‫فنظر إل السقف طويل‪ S‬ث قال ‪ :‬أتن أن ينطلق جذع من‬ ‫بسكن الدينة ‪ ..‬وأن غربتهم انتهت ‪ ..‬وحاجتهم‬
‫هذا السقف ويقع على رأسك فيقسمه نصفي ‪..‬‬ ‫قضيت ‪ ..‬ونفوسهم أمنت ‪..‬‬
‫فاستبشر أبو بصي ‪ ..‬ث قال وهو يصارع الوت ‪:‬‬
‫حديث ‪..‬‬ ‫أرون كتاب رسول ال ‪ .. e‬فناولوه إياه ‪..‬‬
‫سألوه ‪ : ‬ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال ‪ :‬هذا‬ ‫فأخذه فقبله ‪ ..‬ث جعله على صدره ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫وهذا ‪ ..‬يعن الفرج واللسان‬ ‫أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا‪ S‬رسول‬
‫ال ‪ ..‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا‬
‫‪.82‬الدعاء ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ ..‬ث شهق ومات ‪..‬‬
‫ل أعن هنا الكلم عن فضل الدعاء ‪ ..‬وآدابه وشروط‬
‫فرحم ال أبا بصي ‪ ..‬وصلى على نب الرحة وسلم‬
‫إجابته ‪..‬‬
‫تسليما‪ S‬كثيا‪.. S‬‬
‫فهذا ليس له علقة مباشرة با نناقشه هنا وهو مهارات‬
‫ومن السعاد بالنطق والسحر بالكلم ‪ ..‬أن تراعي‬

‫‪214‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أنا أحكي هذا عن تربة ‪ ..‬لقد جربته كثيا‪ S‬كثيا‪.. S‬‬ ‫التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫فرأيته يسلب قلوب الناس سلبا‪.. S‬‬ ‫وإنا أعن ‪ :‬كيف تعل الدعاء مهارة ف كسب‬
‫دعيت ف ليلة من ليال شهر رمضان قبل سنتي إل لقاء‬ ‫الناس ؟‬
‫مباشر ف إحدى القنوات الفضائية ‪..‬‬ ‫ومن ذلك أن تدعو ال أيضا‪ S‬أن يهديك إل أحسن‬
‫كان اللقاء حول أحوال العبادة ف رمضان ‪ ..‬وكان‬ ‫الخلق ‪ ..‬كما كان البيب ‪ e‬يدعو قائل‪: S‬‬
‫انعقاد اللقاء ف مكة الكرمة ف غرفة بأحد الفنادق مطلة‬ ‫(اللهم لك المد ‪ ..‬ل إله إل أنت ‪ ..‬سبحانك‬
‫على الرم ‪ ..‬كنا نتحدث عن رمضان ‪ ..‬والشاهدون‬ ‫وبمدك ‪ ..‬ظلمت نفسي ‪ ..‬واعترفت بذنب ‪..‬‬
‫يرون من خلل النافذة الت خلفنا العتمرين والطائفي‬ ‫فاغفر ل ذنوب ‪ ..‬ل يغفر الذنوب إل أنت ‪..‬‬
‫خلفنا على الواء مباشرة ‪..‬‬ ‫اهدن لحسن الخلق ‪ ..‬ل يهدي لحسنها إل‬
‫كان النظر مهيبا‪ .. S‬والكلم مؤثرا‪ .. S‬حت إن مقدم‬ ‫أنت ‪..‬‬
‫البنامج رق قلبه وبكى أثناء اللقة ‪..‬‬ ‫واصرف عن سيئها ‪ ..‬إنه ل يصرف سيئها إل‬
‫كان الو إيانيا‪ .. S‬ما أفسده علينا إل أحد الصورين !!‬ ‫أنت ‪..‬‬
‫كان يسك كاميا التصوير بيد ‪ ..‬واليد الثانية فيها‬ ‫(‪)93‬‬
‫لبيك وسعديك والي بيديك ‪.. ) ..‬‬
‫سيجارة ‪ ..‬وكأنه يريد أن ل تضيع عليه لظة من ليل‬ ‫نعود إل أصل كلمنا ‪ ..‬كيف تعل الدعاء مهارة‬
‫رمضان إل وقد أشبع رئتيه سيجارا‪!! S‬‬ ‫ف كسب قلوب الناس ‪..‬؟‬
‫أزعجن ه اذ كثيا‪ .. S‬وخنقن وصاحب الدخان ‪ ..‬لكن ل‬ ‫الناس عموما‪ S‬يبون الدعاء لم ‪ ..‬حت عند السلم‬
‫يكن بد من الصب ‪ ..‬فاللقاء مباشر ‪ ..‬وما حيلة الضطر‬ ‫عليهم ولقائهم يفرحون إن دعوت لم ‪..‬‬
‫إل ركوبا !!‬ ‫فمع قولك ‪ :‬كيف الال وما الخبار ؟ أضف إليها‬
‫مضت ساعة كاملة ‪ ..‬وانتهى اللقاء بسلم ‪..‬‬ ‫‪ :‬ال يرسك ‪ ..‬ال يعلك مباركا‪ .. S‬ال يثبت‬
‫أقبل إل‪ Ç‬الصور ‪ -‬والسيجارة ف يده ‪-‬شاكرا‪ S‬مثنيا‪.. S‬‬ ‫قلبك ‪..‬‬
‫فشددت على يده وقلت ‪ ..‬وأنت أيضا‪ S‬أشكرك على‬ ‫ول تكن عبارات دعائك مستهلكة أو اعتيادية مثل‬
‫مشاركتك ف تصوير البامج الدينية ‪ ..‬ول إليك كلمة‬ ‫‪ :‬ال يوفقك ‪ ..‬ال يفظك ‪ ..‬نعم هي دعاء حسن‬
‫لعلك تقبلها ‪ ..‬قال ‪ :‬تفضل ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬ ‫لكن السامع اعتاد عليه حت ل يعد يرن ف أذنه‬
‫قلت ‪ :‬الدخان والسجا ‪ ..‬فقاطعن ‪ :‬ل تنصحن ‪ ..‬وال‬ ‫عند ساعه ‪..‬‬
‫ما فيه فائدة يا شيخ ‪..‬‬ ‫وإن قابلت أحدا‪ S‬معه أولده ‪ ..‬فادع لم وهو‬
‫قلت ‪ :‬طيب اسع من ‪ ..‬أنت تعلم أن السجاير حرام‬ ‫يسمع ‪ ..‬ال يقر بم عينك ‪ ..‬ال يمع شلكم ‪..‬‬
‫وأن ال يقول ‪ ..‬فقاطعن مرة أخرى ‪ :‬يا شيخ ل تضع‬ ‫ال يرزقك برهم ‪ ..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫وقتك ‪ ..‬أنا مضى ل أكثر من أربعي سنة وأنا أدخن ‪..‬‬
‫( ) أخرجه أبو عوانة‬ ‫‪93‬‬

‫‪215‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من الغرفة ‪..‬‬ ‫الدخان يري ف عروقي ‪ ..‬ما فيه فااائدة ‪ ..‬كان‬
‫مضت عدة شهور ‪ ..‬فدعيت إل مقر تلك القناة للقاء‬ ‫غيك أشطر !!‬
‫مباشر ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬يعن ما فيه فائدة ؟!!‬
‫فلما دخلت البن فإذا برجل بدين يقبل علي• ث ‪ ..‬يسلم‬ ‫فأحرج من وقال ‪ :‬ادع ل ‪ ..‬ادع ل ‪..‬‬
‫علي برارة ‪ ..‬ويقبل رأسي ‪ ..‬وينحن على يدي ليقبلها‬ ‫فأمسكت يده وقلت ‪ :‬تعال معي ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهو متأثر جدا‪.. S‬‬ ‫قلت تعال ننظر إل الكعبة ‪..‬‬
‫فقلت له ‪ :‬شكر ال لطفك ‪ ..‬وأدبك ‪ ..‬وأقدر لك‬ ‫فوقفنا عند النافذة الطلة على الرم ‪ ..‬فإذا كل‬
‫مبتك ‪ ..‬لكن اسح ل فأنا ل أعرفك ‪..‬‬ ‫شب فيه مليء بالناس ‪ ..‬ما بي راكع وساجد ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هل تذكر الصور الذي نصحته قبل سنتي ليترك‬ ‫ومعتمر وباك ‪ ..‬كان النظرفعل‪ S‬مؤثرا‪.. S‬‬
‫التدخي ؟!‬ ‫قلت ‪ :‬هل ترى هؤلء ؟‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬وال يا شيخ إن ل سيجارة ف فمي منذ‬ ‫قلت ‪ :‬جاؤوا من كل مكان ‪ ..‬بيض وسود ‪..‬‬
‫تلك اللحظة ‪..‬‬ ‫عرب وأعاجم ‪ ..‬أغنياء وفقراء ‪..‬كلهم يدعون ال‬
‫ما أجل الذكريات إذا كانت سارة ‪..‬‬ ‫أن يتقبل منهم ويغفر لم ‪..‬‬
‫ف موسم الج قبل ثلث سنوات ‪ ..‬ذهبت للقاء كلمة‬ ‫قال ‪ :‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪..‬‬
‫ف إحدى حلت الج الكبى ف صلة العصر ‪..‬‬ ‫قلت أفل تتمن أن يعطيك ال ما يعطيهم ؟ قال ‪:‬‬
‫بعد الكلمة ازدحم الناس يسألون ويسلمون ‪ ..‬حاولت‬ ‫بلى ‪..‬‬
‫التخلص السريع لرتباطي بحاضرة بعدهم فورا‪ S‬ف حلة‬ ‫قلت ‪ :‬ارفع يديك ‪ ..‬وسأدعو لك ‪.‬ز أمن على‬
‫أخرى ‪..‬‬ ‫دعائي ‪..‬‬
‫لحظت من بينهم شاب يقدم رجل‪ S‬ويؤخر أخرى ‪..‬‬ ‫رفعت يدي وقلت ‪ :‬اللهم اغفر له ‪ ..‬قال ‪ :‬آمي‬
‫مستح‪ à‬أن يزاحم الناس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قلت ‪ :‬اللهم ارفع درجته واجعه مع أحبابه ف‬
‫التفت إليه ‪ ..‬ومددت يدي نوه فصافحن ‪ ..‬ث سألته ف‬ ‫النة ‪ ..‬اللهم ‪..‬‬
‫وسط الزحام ‪ : ..‬عندك سؤال ؟‬ ‫ول زلت أدعو حت رق قلبه وبكى ‪ ..‬وأخذ يردد‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫‪ :‬آمي ‪ ..‬آمي ‪..‬‬
‫فجررته إل والناس مزدحون ‪ ..‬حت اقترب ‪..‬‬ ‫فلما أردت أن أختم الدعاء ‪ ..‬قلت ‪ :‬اللهم إن‬
‫قلت ‪ :‬ما سؤالك ؟‬ ‫ترك التدخي فاستجب هذا الدعاء وإن ل يتركه‬
‫فقال وهو مستعجل ‪ :‬ذهبت لرمي المرات ‪ ..‬معي‬ ‫فاحرمه منه ‪..‬‬
‫جدت وأخت ‪ ..‬وكان زحاما‪ S‬شديدا‪ .. S‬و ‪..‬‬ ‫فانفجر الرجل باكيا‪ .. S‬وغطى وجهه بيديه وخرج‬

‫‪216‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بل شك أن هذا الدعاء سيكون دافعا‪ S‬له أكثر ‪..‬‬ ‫انتهى من سؤاله ‪ ..‬فأجبته عليه ‪..‬‬
‫كان النب الكري ‪ ..‬عليه أفضل الصلة والتسليم ‪..‬‬ ‫شمت منه خلل ذلك رائحة دخان ‪ ..‬فتبسمت‬
‫مبدعا‪ S‬ف استعمال الدعاء لدعوة الناس وكسبهم والتأثي‬ ‫وسألته ‪ :‬تدخن ؟‬
‫فيهم لتقريبهم للدين ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫كان الطفيل بن عمرو سيدا‪ S‬مطاعا‪ S‬ف قبيلته دوس ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬أسأل ال أن يغفر لك ‪ ..‬ويتقبل حجك ‪..‬‬
‫قدم مكة يوما‪ S‬ف حاجة ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬رآه أشراف‬ ‫إن تركت التدخي من هذه اللحظة ‪..‬‬
‫قريش ‪ ..‬فأقبلوا عليه ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا‬ ‫سكت الشاب ‪ ..‬كان واضحا‪ S‬من وجهه أنه تأثر‬
‫الطفيل بن عمرو ‪ ..‬سيد دوس ‪..‬‬ ‫بالكلم ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ‪ ..‬فاحذر أن‬ ‫مضت ثانية أشهر ‪..‬‬
‫تلس معه أو تسمع كلمه ‪ ..‬فإنه ساحر ‪ ..‬إن استمعت‬ ‫فذهبت للقاء ماضرة ف إحدى الدن ‪..‬‬
‫إليه ذهب بعقلك ‪..‬‬ ‫أقبلت إل السجد ‪ ..‬فإذا شاب وقور ينتظرن عند‬
‫قال الطفيل ‪ :‬فو ال ما زالوا ب يوفونن منه ‪ ..‬حت‬ ‫بابه ‪ ..‬تفاجأت به لا رآن ‪ ..‬يقبل علي‘ متحمسا‬
‫أجعت أل أسع منه شيئا‪ .. S‬ول أكلمه ‪ ..‬بل حشوت ف‬ ‫ويسلم برارة ‪..‬‬
‫أذن كرسفا ‪ -‬وهو القطن – خوفا‪ S‬من أن يبلغن شيء‬ ‫ل أعرفه ‪ ..‬لكن بادلته السلم والترحيب ‪..‬‬
‫من قوله ‪ ..‬وأنا مار‘ به ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هل عرفتن ‪..‬‬
‫قال الطفيل ‪ :‬فغدوت إل السجد ‪ ..‬فإذا رسول ال ‪r‬‬ ‫قلت ‪ :‬أشكر لك لطفك ‪ ..‬ومبتك ‪ ..‬لكن ل‬
‫قائم يصلي عند الكعبة ‪..‬‬ ‫أعرفك ‪..‬‬
‫فقمت منه قريبا‪ .. S‬فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هل تذكر الشاب الدخن الذي قابلته ف‬
‫فسمعت كلما‪ S‬حسنا‪ .. S‬فقلت ف نفسي ‪ :‬واثكل أمي !‬ ‫الج ‪ ..‬ونصحته بترك التدخي ؟‬
‫وال إن لرجل لبيب ‪ ..‬ما يفى علي• السن من القبيح ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬
‫فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما يقول ‪ ..‬فإن كان‬ ‫قال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬أبشرك ول المد أن ما وضعت‬
‫الذي به حسنا‪ S‬قبلته ‪ ..‬وإن كان قبيحا‪ S‬تركته ‪ ..‬فمكثت‬ ‫السيجارة ف فمي منذ تلك اللحظة ‪ ..‬تركت‬
‫حت قضى صلته ‪ ..‬فلما قام منصرفا‪ S‬إل بيته تبعته ‪..‬‬ ‫التدخي ‪ ..‬فصلحت كثي من أمور حيات ‪..‬‬
‫حت إذا دخل بيته دخلت عليه ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬إن‬ ‫هززت يده مشجعا‪ .. S‬ومضيت ‪ ..‬وقد أيقنت أن‬
‫قومك قالوا ل كذا وكذا ‪..‬‬ ‫الدعاء للناس ف وجوههم ‪ ..‬وهم يسمعون ‪ ..‬ربا‬
‫ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن بكرسف‬ ‫يكون أكثر تأثيا‪ S‬من النصح الباشر ‪..‬‬
‫لئل أسع قولك ‪ ..‬وقد سعت منك قول‪ S‬حسنا‪.. S‬‬ ‫ومثله ول رأيت شابا‪ S‬بارا‪ S‬بأبيه ‪ ..‬فقلت له ‪ :‬جزاك‬
‫فاعرض علي• أمرك ‪..‬‬ ‫ال ‪ ..‬ال يوفقك ‪ ..‬ال يعل أولدك بارين بك ‪..‬‬

‫‪217‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبين وبي العالي خراب‬ ‫فابتهج النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬وفرح‬
‫إذا صح منك الود فالكل هي‬ ‫‪..‬وعرض السلم على الطفيل ‪ ..‬وتل عليه‬
‫وكل الذي فوق التراب تراب‬ ‫القرآن ‪ ..‬فتفكر الطفيل ف حاله ‪ ..‬فإذا كل يوم‬
‫نعم ‪ ..‬أسلم الطفيل ف مكانه ‪ ..‬وشهد شهادة الق ‪..‬‬ ‫يعيشه يزيده من ال بعدا‪.. S‬‬
‫ث ارتفعت هته ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬إن امرؤ مطاع ف‬ ‫وإذا هو يعبد حجرا‪ .. S‬ل يسمع دعاءه إذا دعاه ‪..‬‬
‫قومي ‪ ..‬وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم ‪..‬‬ ‫ول ييب نداءه إذا ناداه ‪ ..‬وهذا الق قد تبي له‬
‫ث خرج الطفيل من مكة ‪ ..‬مسرعا‪ S‬إل قومه ‪ ..‬حامل‪ S‬هم‬ ‫‪..‬‬
‫هذا الدين ‪..‬‬ ‫ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ‪..‬‬
‫يصعد به جبل ‪ ..‬وينزل به واد ‪..‬‬ ‫كيف يغي دينه ودين آبائه !!‪ ..‬ماذا سيقول الناس‬
‫حت وصل ديار قومه ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬أقبل إليه أبوه ‪..‬‬ ‫عنه ؟!‬
‫وكان شيخا‪ S‬كبيا‪.. S‬‬ ‫حياته الت عاشها ‪ ..‬أمواله الت جعها ‪ ..‬أهله ‪..‬‬
‫فقال الطفيل ‪ :‬إليك عن يا أبت ‪ ..‬فلست منك ولست‬ ‫ولده ‪ ..‬جيانه ‪ ..‬خلنه ‪ ..‬كل هذا سيضطرب ‪..‬‬
‫من ‪..‬‬ ‫سكت الطفيل ‪ ..‬يفكر ‪ ..‬يوازن بي دنياه وآخرته‬
‫قال ‪ :‬ول يا بن ؟ قال ‪ :‬أسلمت وتابعت دين ممد ‪.. r‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أي بن دين دينك ‪..‬‬ ‫وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ‪ ..‬ث ائتن حت‬ ‫نعم سوف يستقيم على الدين ‪ ..‬وليض من‬
‫أعلمك ما علمت ‪..‬‬ ‫يرضى ‪ ..‬وليسخط من يسخط ‪ ..‬وماذا يكون‬
‫فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ‪ ..‬ث جاء فعرض عليه‬ ‫أهل الرض ‪ ..‬إذا رضي أهل السماء ‪..‬‬
‫السلم فأسلم ‪..‬‬ ‫ماله ورزقه بيد من ف السماء ‪ ..‬صحته وسقمه بيد‬
‫ث مشى الطفيل إل بيته ‪ ..‬فأتته زوجته مرحبة ‪..‬‬ ‫من ف السماء ‪ ..‬منصبه وجاهه بيد من ف السماء‬
‫فقال ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬فلست منك ولست من ‪..‬‬ ‫‪ ..‬بل حياته وموته بيد من ف السماء ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ول ؟ بأب أنت وأمي ‪..‬‬ ‫فإذا رضي أهل السماء ‪ ..‬فل عليه ما فاته من‬
‫قال ‪ :‬فر•ق بين وبينك السلم ‪ ..‬وتابعت دين ممد ‪r‬‬ ‫الدنيا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫إذا أحبه ال ‪ ..‬فلبيغضه بعدها من شاء ‪ ..‬وليتنكر‬
‫قالت ‪ :‬فدين دينك ‪..‬‬ ‫له من شاء ‪ ..‬وليستهزئ به من شاء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فقلت فاذهب فتطهري ‪ ..‬ث ارجعي إل ‪ ..‬فوا‪Ç‬ته‬ ‫فليتك تلو والياة مريرة‬
‫ظهرها ذاهبة ‪..‬‬ ‫وليتك ترضى والنام غضاب‬
‫ث خافت من صنمهم أن يعاقبها ف أولدها إن تركت‬ ‫وليت الذي بين وبينك عامر‬

‫‪218‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يتعدوا ثانية وثلثي رجل ‪..‬‬ ‫عبادته ‪..‬‬
‫فألـح• أبو بكر يوما‪ S‬على رسول ال ‪ e‬ف الظهور أمام‬ ‫فرجعت إليه وقالت ‪ :‬بأب أنت وأمي ‪ ..‬أما تشى‬
‫الناس بالدعوة ولجهر بالسلم ‪..‬‬ ‫على الصبية من ذي الشرى ‪ ..‬؟‬
‫فقال ‪ : ‬يا أبا بكر ‪ ..‬إنا قليل ‪..‬‬ ‫وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ‪ ..‬وكانوا يرون‬
‫كان أبو بكر ‪ ‬متحمسا‪ .. S‬فلم يزل يلح‘ على رسول‬ ‫أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ‪..‬‬
‫ال ‪ e‬حت اجتمعوا فخرجوا ‪ ..‬يتقدمهم رسول ال ‪‬‬ ‫فقال الطفيل ‪ :‬اذهب ‪ ..‬أنا ضامن لك أن ل‬
‫‪..‬‬ ‫يضرهم ذو الشرى ‪..‬‬
‫توجهوا إل السجد ‪..‬‬ ‫فذهبت فاغتسلت ‪ ..‬ث عرض عليها السلم‬
‫تفرقوا ف نواحي السجد ‪ ..‬كل رجل ف عشيته ‪..‬‬ ‫فأسلمت ‪..‬‬
‫وقام أبو بكر ف الناس خطيبا‪ .. S‬يدعو إل السلم ‪..‬‬ ‫ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ‪ ..‬يدعوهم إل‬
‫ويذم آلتهم ‪..‬‬ ‫السلم بيتا‪ S‬بيتا‪ .. S‬ويقبل عليهم ف نواديهم ‪..‬‬
‫وثار الشركون على السلمي ‪ ..‬فضربوهم ف نواحي‬ ‫ويقف عليهم ف طرقاتم ‪..‬‬
‫السجد ضربا‪ S‬شديدا‪.. S‬‬ ‫لكنهم أب و ا إل عبادة الصنام ‪ ..‬فغضب الطفيل ‪..‬‬
‫كان الشركون كثي ‪ ..‬فتفرق السلمون ‪..‬‬ ‫وذهب إل مكة ‪..‬‬
‫أقبل جع منهم إل أب بكر ‪ ..‬وضربوه ضربا‪ S‬شديدا‪.. S‬‬ ‫فأقبل على رسول ال ‪ r‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن‬
‫فوقع على الرض ف شدة الرمضاء ‪..‬‬ ‫دوسا‪ S‬قد عصت وأبت ‪ ..‬يا رسول ال ‪ ..‬فادع‬
‫فدنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ‪ ..‬فجعل يضربه بنعلي‬ ‫ال عليهم ‪..‬‬
‫مصوفي ‪ ..‬ويفركهما على وجهه ‪..‬‬ ‫فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬ورفع‬
‫ث قام على بطن أب بكر ‪ ..‬حت سالت الدماء من وجه‬ ‫يديه إل السماء ‪..‬‬
‫أب بكر ‪ ..‬وتزق لم وجهه ‪ ..‬حت ما يعرف فمه من‬ ‫فقال الطفيل ف نفسه ‪ ..‬هلكت دو س ‪..‬‬
‫أنفه ‪..‬‬ ‫فإذا بالرحيم الشفيق ‪ .. r‬يقول ‪ " :‬اللهم اهد‬
‫وجاء بنو تيم قبيلة أب بكر ‪ ..‬يتعادون ‪..‬‬ ‫دوسا‪ .. S‬اللهم اهد دوسا‪.. S‬‬
‫وأبعدوا الناس عن أب بكر ‪ ..‬وحلوه ف ثوب حت‬ ‫ث التفت إل الطفيل وقال ‪ :‬ارجع إل قومك ‪..‬‬
‫أدخلوه منزله ‪..‬‬ ‫فادع هم ‪ ..‬وارفق بم ‪..‬‬
‫وهم ل يشكون أنه ميت ‪..‬‬ ‫فرجع إليهم ‪ ..‬فلم يزل بم ‪ ..‬حت أسلموا ‪..‬‬
‫ث رجع قومه بنو تيم ‪ ..‬فدخلوا السجد ‪ ..‬وجعلوا‬ ‫نعم ‪ ..‬ما أحسن قرع أبواب السماء ‪..‬‬
‫يصرخون ف الشركي ‪ ..‬يقولون ‪:‬‬ ‫ليس الطفيل وقومه فقط ‪ ..‬وإنا غيهم كثي ‪..‬‬
‫وال لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ‪..‬‬ ‫كان السلمون ف بداية الدعوة النبوية قلة ‪ ..‬ل‬

‫‪219‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السد ‪..‬‬ ‫ث رجعوا ال أب بكر ‪ ..‬وهو مغمى عليه ‪..‬‬
‫فلما رأته أم جيل صاحت ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬ ‫ليدرون ‪ ..‬حي أو ميت !!‬
‫وال إن قوما‪ S‬نالوا هذا منك لهل فسق وكفر ‪ ..‬وإن‬ ‫ظل أبو قحافة والد أب بكر ‪ ..‬مع قومه ‪ ..‬واقفي‬
‫لرجو أن ينتقم ال لك منهم ‪..‬‬ ‫عند أب بكر ‪ ..‬يكلمونه ‪ ..‬فل ييبهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فما فعل رسول ال ‪.. e‬‬ ‫وأمه تبكي عند رأسه ‪..‬‬
‫وكانت أم أب بكر بانبها ‪ ..‬فخافت أم جيل أن يفضح‬ ‫فلما كان آخر النهار ‪ ..‬فتح عينيه ‪ ..‬فكان أول‬
‫أمر إسلمها ‪ ..‬فيؤذونا ‪..‬‬ ‫كلمة قالا ‪:‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬هذه أمك تسمع ‪..‬‬ ‫ما فعل رسول ال ‪ .. e‬؟!‬
‫قال ‪ :‬فل شيء عليك فيها ‪..‬‬ ‫رضي ال عن أب بكر ‪ ..‬كان يهيم برسول ال ‪‬‬
‫قالت ‪ :‬أبشر ‪ ..‬فرسول ال ‪ .. ‬سال صال ‪..‬‬ ‫حبا‪ .. S‬ياف عليه أكثر ما ياف على نفسه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فأين هو ؟‬ ‫كان كل من حوله ‪ ..‬أبوه أمه ‪ ..‬قومه ‪ ..‬مشركي‬
‫قالت ‪ :‬ف دار أب الرقم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقالت أمه ‪ :‬قد علمت خب صاحبك ‪ ..‬فقم فأكل طعاما‬ ‫فغضبوا ‪ ..‬وجعلوا يسبون رسول ال ‪.. ‬‬
‫‪ ..‬أو اشرب ‪..‬‬ ‫ث قاموا ‪ ..‬وقالوا لم أب بكر ‪ :‬أطعميه شيئا‪ S‬أو‬
‫قال ‪ :‬فإن ل علي• أن ل أذوق طعاما‪ S‬أو شرابا‪ .. S‬حت‬ ‫اسقيه ‪..‬‬
‫أرى رسول ال ‪ ‬بعين ‪..‬‬ ‫فجعلت أمه تلح عليه ‪..‬‬
‫فانتظرتا ‪ ..‬حت إذا هدأ الناس ‪ ..‬خرجتا به يتكيء‬ ‫وهو يردد قائل‪ : S‬ما فعل رسول ال ‪.. e‬؟‬
‫عليهما ‪ .‬فذهبتا به إل بيت أب الرقم ‪..‬‬ ‫فقالت ‪ :‬وال مال علم بصاحبك ‪..‬‬
‫حت أدخلتاه على رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فقال ‪ :‬اذهب إل أم جيل بنت الطاب ‪ ..‬فسليها‬
‫فلما دخل فإذا وجه جريح ‪ ..‬ودماء تسيل ‪ ..‬وثياب‬ ‫عنه ‪..‬‬
‫مزقة ‪..‬‬ ‫وكانت أم جيل مسلمة تكتم إسلمها ‪..‬‬
‫فرآه رسول ال ‪ .. ‬فأكب عليه النب ‪ ‬يقبله ‪..‬‬ ‫خرجت أمه حت جاءت أم جيل ‪ ..‬فقالت ‪ :‬إن أبا‬
‫وأكب عليه السلمون يقبلونه ‪..‬‬ ‫بكر يسألك عن ممد بن عبد ال ‪..‬‬
‫ورق• له رسول ال ‪ e‬رقة شديدة ‪ ..‬حت ظهر التأثر على‬ ‫فقالت ‪ :‬ما أعرف أبا بكر ‪ ..‬ول ممد بن عبد ال‬
‫وجهه الشريف ‪.. ‬‬ ‫‪ ..‬لكن أتبي أن أمضي معك إل ابنك ؟‬
‫فأراد أبو بكر أن يفف عليه ‪ ..‬فقال ‪ :‬بأب وأمي يا‬ ‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ ..‬ليس من بأس ‪ ..‬إل ما نال الفاسق من‬ ‫فمضت معها ‪ ..‬حت دخلت على أب بكر ‪..‬‬
‫وجهي ‪..‬‬ ‫فوجدته صريعا‪ S‬دنفا‪ .. S‬مزق الوجه ‪ ..‬مرهق‬

‫‪220‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجعل يقول ‪ :‬أبشر يا رسول ال ‪ ..‬قد استجاب ال‬ ‫ث قال أبو بكر ‪ ..‬البطل الذي يمل هم الدعوة ‪..‬‬
‫دعوتك ‪ ..‬وهدى ال أم أب هريرة إل السلم ‪..‬‬ ‫ويسن استثمار الواقف ‪..‬‬
‫ث قال أبو هريرة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أدع ال أن يببن‬ ‫كان جريا‪ .. S‬جائعا‪ S‬عطشانا‪ .. S‬ومع ذلك ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫وأمي إل عباده الؤمني ‪ ..‬ويببهم إلينا ‪..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬هذه أمي برة بوالديها ‪ ..‬وأنت‬
‫فقال ‪ : ‬اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إل عبادك‬ ‫مبارك ‪ ..‬فادعها ال ال عز وجل ‪ ..‬وادع ال لا‬
‫الؤمني ‪ ..‬وحببهم إليهما ‪..‬‬ ‫‪ ..‬عسى ال أن يستنقذها بك من النار ‪..‬‬
‫قال أبو هريرة ‪ :‬فما على الرض مؤمن ول مؤمنة ‪ ..‬إل‬ ‫فدعا لا رسول ال ‪ .. e‬ث دعاها ال ال عز وجل‬
‫(‪)94‬‬
‫وهو يبن وأحبه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فأسلمت فورا‪ S‬ف مكانا ‪..‬‬
‫كان الدعاء أصل‪ S‬من الصول الت يتعاملون با ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫أسلم أبو هريرة ‪.. ‬‬
‫( وقال ربكم ادعون أستجب لكم )‬ ‫وبقيت أمه كافرة ‪..‬‬
‫كان يدعوها إل السلم فتأب ‪..‬‬
‫‪.83‬الترقيع !!‬
‫فدعاها يوما‪ .. S‬وألـح• فأسعته ف رسول ال ‪ ‬ما‬
‫أحيانا‪ S‬عند مارستنا لبعض الهارات مع الخرين نكتشف‬
‫يكره ‪..‬‬
‫بأننا أخطأنا تقدير الهارة الناسبة للشخص ‪ ..‬أو قد نكون‬
‫فضاق صدر أب هريرة بذلك ‪ ..‬وذهب إل رسول‬
‫وضعناها ف غي موضعها ‪..‬‬
‫ال ‪ ‬وهو يبكي ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫مثل من رأى شابا‪ S‬وسيما‪ .. S‬فأراد أن يارس معه مهارة "‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن كنت أدعو أمي إل السلم‬
‫كن لاحا‪ " S‬فقال له ‪ :‬ما شاء ال ما هذه الثياب الميلة‬
‫فتأب علي ‪ ..‬وإن دعوتا اليوم فأسعتن فيك ما‬
‫والرونق البهي والوجه السفر ‪ ..‬ث بدل أن يقول ‪ :‬ما‬
‫أكره ‪ ..‬فادع ال يا رسول ال أن يهدي أم أب‬
‫أسعد زوجتك بك‪ ..‬قال ‪ :‬يا ليتك بنتا‪ S‬حت أتزوجك !!!‬
‫هريرة إل السلم ‪..‬‬
‫مزحة ثقييييلة جدا‪ .. S‬أليس كذلك ؟!‬
‫فدعا لا رسول ال ‪.. ‬‬
‫قال أحد الزملء ‪:‬‬
‫فرجع أبو هريرة إل أمه ‪..‬‬
‫ف الامعة كان لدي طالب بليد لكن ال تعال عوضه عن‬
‫فلما كان على الباب ‪ ..‬فإذا هو مغلق ‪ ..‬فحركه‬
‫بلدته بشيء من الوسامة ‪ ..‬وكان يلس ف آخر القاعة‬
‫ليدخل ‪..‬‬
‫دائما‪ .. S‬ويسرح بفكره بعييييدا‪.. S‬‬
‫فإذا بأمه تفتح له الباب ‪ ..‬وتقول ‪ :‬أشهد أن ل إله‬
‫كنت أطلب منه دائما‪ S‬أن يلس ف المام ليتابع ‪ ..‬وهو‬
‫إل ال ‪ ..‬وأن ممدا‪ S‬رسول ال ‪..‬‬
‫يتغافل عن ذلك ‪ ..‬كنت أتنب إحراجه أو إحراج غيه‬
‫فرجع أبو هريرة إل رسول ال ‪ ‬وهو يبكي من‬
‫الفرح ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪94‬‬

‫‪221‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الواب ‪ :‬أنك إذا أحسست أن أحدا‪ S‬ضاق صدره من‬ ‫من الطلب فهم كبار ف الرحلة الامعية ‪..‬‬
‫كلمة منك ‪ ..‬أو تضايق من تصرف معي فسارع فورا‪ S‬إل‬ ‫دخلت يوما‪ S‬فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ‪..‬‬
‫مداواة الرح قبل أن يلتهب ‪ ..‬باستعمال أي مهارة‬ ‫فلما جلست على الكرسي قلت له ‪ :‬يا عبد السن‬
‫أخرى مناسبة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬تعال ف المام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا دكتور مكان‬
‫كيف ؟!‬ ‫مناسب وسأنتبه معك ‪..‬‬
‫خذ مثال‪.. S‬‬ ‫فقلت ‪ " :‬يا أخي اقترب قليل‪ S‬خلنا نشوف‬
‫كانت مكة قبل أن يفتحها السلمون تت قبضة كفار‬ ‫خدودك اللوة " ‪ ..‬التفت بعض الطلب إليه‬
‫قريش ‪..‬‬ ‫معلقي ‪ ..‬فانقلب وجهه أحر ‪..‬‬
‫وكانوا قد ضيقوا على السلمي الستضعفي فيها ‪..‬‬ ‫شعرت أن وقعت ف حفرة ‪ ..‬فقلت ‪ -‬مرقعا‪: - S‬‬
‫وسيطروا على أبناء السلمي الذين هاجروا ول يستطيعوا‬ ‫" ال يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزوجك ‪ ..‬أما‬
‫أخذ أبنائهم معهم ‪..‬‬ ‫هؤلء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بم‬
‫فعل‪ S‬كانت حال السلمي عصيبة ‪..‬‬ ‫!!"‪..‬‬
‫أقبل النب ‪ e‬إل مكة معتمرا‪ S‬فردته قريش ‪ ..‬وكان ما‬ ‫ث بدأت ف شرح الدرس فورا‪ S‬دون أن أترك فرصة‬
‫كان من قصة الديبية ‪ ..‬وكتب ‪ e‬بينه وبي قريش‬ ‫لحد ليفكر ف الوقف أصل‪ .. S‬تبسم الطالب‬
‫صلحا‪ .. S‬واتفق نعهم أن يرجع إل الدينة من غي عمرة‬ ‫وانبلجت أساريره وجلس ف القدمة ‪..‬‬
‫على أن يأت ف العام القادم ويعتمر ‪..‬‬ ‫وإن كانت هذه الخطاء قد تقع ف بداية التدرب‬
‫ومضى ‪ e‬إل الدينة ‪..‬‬ ‫على مارسة الهارات لكنها سرعان ما تزول ‪..‬‬
‫وبعد سنة أقبل ‪ e‬مع الصحابة مرمي ملبي ‪ ..‬ودخلوا‬ ‫وأحيانا‪ S‬يكون تصرفك الرج للخرين أو الزن‬
‫مكة ‪ ..‬واعتمروا ‪..‬‬ ‫لم ليس خاطئا‪ .. S‬لكن الوقف يفرضه علينا ‪..‬‬
‫لبث ‪ e‬فيها أربعة أيام ‪ ..‬فلما توجه خارجا‪ S‬منها إل‬ ‫مثل أن يتلف اثنان من زملئك ‪ ..‬فترى أن الق‬
‫الدينة تبعته طفلة صغية هي ابنة حزة ‪ .. t‬وكان قد قتل‬ ‫مع أحدها فتقف معه ‪..‬وقد تعاتب الخر ‪..‬‬
‫ف معركة أحد ‪ ..‬وبقيت ابنته يتيمة ف مكة ‪..‬‬ ‫أو قد يقع ذلك بي اثني من أولدك أو طلبك أو‬
‫أخذت الصغية تنادي رسول ال ‪.. r‬‬ ‫جيانك ‪ ..‬أو غيهم ‪..‬‬
‫تقول ‪ :‬يا عم يا عم ‪..‬‬ ‫فما الل ؟ هل نسمح لذه الواقف أن تفقدنا‬
‫وكان علي يسي بانب النب ‪ e‬مع زوجته فاطمة بنت‬ ‫الناس واحدا‪ S‬تلو الخر ‪ ..‬ونن نتعب ف‬
‫رسول ال ‪.. e‬‬ ‫استقطابم والتحبب إليهم ‪..‬‬
‫فتناولا علي ‪ t‬فأخذ بيدها وناولا لفاطمة وقال ‪ :‬دونك‬ ‫كل ‪..‬‬
‫ابنة عمك ‪..‬‬ ‫إذن ما التصرف الصحيح ؟‬

‫‪222‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أخيه السافر ‪ ..‬أو سيارته الديدة ‪ ..‬أو نوها ‪ ..‬لئل‬ ‫فحملتها فاطمة ‪..‬‬
‫يترك له أو لغيه من السامعي حوله أي فرصة للوقوع ف‬ ‫فلما رآها زيد ‪ .. t‬تذكر أن رسول ال ‪ e‬قد‬
‫الرج ‪..‬‬ ‫آخى بينه وبي حزة لا هاجر إل الدينة ‪ ..‬فأقبل‬
‫زيد إليها ليأخذها وهو يقول ‪ :‬بنت أخي ‪ ..‬أنا‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫أحق با ‪..‬‬
‫ليس العيب أن تطئ إنا الطأ أن تصر عليه‬ ‫فأقبل جعفر وقال ‪ :‬ابنة عمي وخالتها تت ‪ ..‬يعن‬
‫أساء بنت عميس زوجته ‪ ..‬وأنا أحق با ‪..‬‬
‫‪.84‬انظر بعيني ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬أنا أخذتا وهي ابنة عمي ‪..‬‬
‫نن نبدع ف أحيان كثية ف رؤية أخطاء الناس‬
‫فلما رأى ‪ e‬اختلفهم ‪ ..‬قضى با لالتها ودفعها‬
‫وملحظتها ‪ ..‬وربا ف تنبيههم عليها ‪..‬‬
‫إل جعفر ليكفلها ‪ ..‬وقال ‪ " :‬الالة بنزلة الم "‬
‫ولكننا قلما نبدع ف رؤية الي الذي عندهم ‪ ..‬والنتباه‬
‫‪..‬‬
‫إل الصواب الذي يارسونه ‪ ..‬لنمدحهم به ‪..‬‬
‫ث خشي ‪ e‬أن يد علي أو زيد ف نفسيهما ‪ ..‬لا‬
‫قل ذلك ف الدرس مع طلبه ‪ ..‬فكل الدرسي يذمون‬
‫نزعها منهما ‪..‬‬
‫الطالب البليد الهمل ف واجباته ‪ ..‬الكسول التأخر ف‬
‫فقال مواسيا‪ S‬لعلي ‪ " :‬أنت من و أنا منك " ‪..‬‬
‫الضور دائما‪ .. S‬لكن قليل‪ S‬منهم من يدح الطالب الد‬
‫وقال لزيد ‪ " :‬أنت أخونا و مولنا " ‪..‬‬
‫‪ ..‬الذي يضر مبكرا‪ S‬وخطه حسن وكلمه جيد ‪..‬‬
‫ث التفت إل جعفر وقال ‪ " :‬أشبهت خلقي وخلقي‬
‫كثيا‪ S‬ما ننبه أولدنا إل أخطائهم ‪ ..‬لكنهم يسنون ول‬
‫" ‪..‬‬
‫ننتبه إل قليل‪.. S‬‬
‫فانظر كيف كان ‪e‬حكيما‪ S‬ماهرا‪ S‬ف غسل قلوب‬
‫ما يعلنا أحيانا‪ S‬نفوت فرصا‪ S‬كثية كنا من خللا نستطيع‬
‫الخرين وكسب مبتهم ‪..‬‬
‫أن ننفذ إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫طيب ما رأيك أن نعود إل قصة صاحبنا الذي قال‬
‫فمن أبدع مهارات الكلم ‪ ..‬أن تتدح الي الذي عند‬
‫‪ :‬يا ليتك بنتا‪ S‬حت أتزوجك !! كيف يرقع ما خر‘ق‬
‫الناس ‪..‬‬
‫؟!!‬
‫كان قوم أب موسى الشعري ‪ t‬لم اهتمام بتلوة القرآن‬
‫بي يديه عدة أبواب للهرب ‪..‬‬
‫وحفظه ‪ ..‬وربا فاقوا كثيا‪ S‬من الصحابة ف كثرة تلوته‬
‫منها أن يدخل ف موضوع آخر مباشرة –لئل يترك‬
‫وتسي الصوت به ‪..‬‬
‫للسامع فرصة ليفكر ف الملة الارحة الت سعها‬
‫فرافقوا النب ‪ ‬يوما‪ S‬ف سفر ‪..‬‬
‫منه – فيقول مثل‪ : S‬ال يرزقك حورية أجل منك‬
‫فلما أصبح الناس ‪ ..‬واجتمعوا قال عليه الصلة والسلم‬
‫‪ ..‬قل ‪ :‬آمي ‪..‬‬
‫‪:‬‬
‫و أيطرح موضوعا‪ S‬بعيدا‪ S‬تاما‪ .. S‬كأن يسأله عن‬

‫‪223‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬والذي أدع أحب‪ â‬إل من الذي أ عطي ‪..‬‬ ‫إن لعرف أصوات رفقة الشعريي بالقرآن حي‬
‫ولكن أعطي أقواما‪ S‬لا أرى ف قلوبم من الزع واللع ‪..‬‬ ‫يدخلون بالليل ‪ ..‬وأعرف منازلم ‪ ..‬من أصواتم‬
‫وأ ك ل أقواما‪ S‬إل ما جعل ال ف قلوبم من الي ‪ ..‬منهم ‪:‬‬ ‫بالقرآن بالليل ‪ ..‬وإن كنت ل أر منازلم حي نزلوا‬
‫عمرو بن تغلب ‪..‬‬ ‫بالنهار ‪.. )95(..‬‬
‫فلما سع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الل ‪ ..‬طار‬ ‫فكأنك بألشعريي وهم يستمعون هذا لثناء أمام‬
‫فرحا‪.. S‬‬ ‫الناس يتوقدون حرصا‪ S‬بعدها على الي ‪..‬‬
‫وكان يدث بذا الديث بعدها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬فوال ما‬ ‫وف ذات صباح ‪ ..‬لقي النب ‪ ‬أبا موسى ‪..‬‬
‫أحب أن ل بكلمة رسول ال ‪ ‬حر النعم (‪.. )97‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫لو رأيتن البارحة وأنا أستمع لقراءتك ‪ ..‬لقد‬
‫أقبل أبو هريرة ‪ .. ‬فسأل النب ‪ .. ‬قائل‪ : S‬من أسعد‬ ‫أوتيت من مزامي آل داود ‪..‬‬
‫الناس بشفاعتك يوم القيامة ‪..‬‬ ‫فقال أبو موسى ‪ :‬لو علمت أنك تستمع لقراءت‬
‫فقال ‪ - ‬مشجعا‪ : – S‬لقد كنت أظن أن ل أحد يسأل‬ ‫‪ ..‬لبتا لك تبيا‪.. )96( S‬‬
‫عن هذا قبلك ‪ ..‬لا رأيت من حرصك على العلم ‪..‬‬ ‫وكان عمرو بن تغلب ‪ t‬رجل‪ S‬من عامة الصحابة‬
‫أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة ‪ ..‬من قال ‪ :‬ل إله إل‬ ‫‪ ..‬ل يتميز بعلم كما تيز أبو بكر ‪ ..‬ول بشجاعة‬
‫ال خالصا‪ S‬من قلبه ‪..‬‬ ‫كما تيز عمر ‪ ..‬ول بقوة حفظ كأب هريرة ‪..‬‬
‫وسلمان الفارسي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة ‪..‬‬ ‫لكن قلبه كان ملوءا‪ S‬إيانا‪ .. S‬وكان ‪ e‬يلحظ ذلك‬
‫ل يكن من العرب ‪ ..‬بل كان ابنا‪ S‬لحد كبار فارس ‪..‬‬ ‫فيه ‪..‬‬
‫وكان أبوه يبه ويقربه ‪ ..‬لدرجة أنه كان يبسه ف البيت‬ ‫فبينما النب ‪‬جالسا‪ S‬يوما‪.. S‬‬
‫خوفا‪ S‬عليه ‪..‬‬ ‫إذ جيء إليه بال فجعل يقسمه بي بعض أصحابه‬
‫أدخل ال اليان ف قلب سلمان ‪.. ‬‬ ‫‪..‬‬
‫خرج من بيت أبيه ‪..‬‬ ‫فأعطى رجال‪ .. S‬وترك رجال‪.. S‬‬
‫سافر إل الشام باحثا‪ S‬عن الق ‪ ..‬احتال بعض الناس عليه‬ ‫فكأن الذين تركهم وجدوا ف أنفسهم ‪ ..‬وعتبوا‬
‫وباعوه إل يهودي على أنه عبد ملوك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لاذا ل يعطنا ‪..‬‬
‫وحصلت له قصة طوييييلة ‪ ..‬حت وصل إل رسول ال‬ ‫فلما علم ‪ ‬بذلك ‪ ..‬قام أمام الناس ‪ ..‬فحمد ال‬
‫‪.. ‬‬ ‫تعال ث أثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫فكان النب ‪ ‬يقدر له ذلك ‪..‬‬ ‫أما بعد ‪ ..‬فوال إن لعطي الرجل ‪ ..‬وأدع الرجل‬
‫فبينما كان ‪ ‬جالسا‪ S‬بي أصحابه يوما‪ .. S‬إذا أنزلت عليه‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪95‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪97‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪96‬‬

‫‪224‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أحاديثهم ‪ ..‬يذبم ‪..‬‬ ‫سورة المعة ‪..‬‬
‫فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن ‪ :‬الدووووء الذاب !!‬ ‫فجعل ‪ ‬يقرؤها على أصحابه ‪ ..‬وهم يستمعون‬
‫نعم ‪ ..‬بعض الناس ل يتكلم كثيا‪ .. S‬ول تكاد تسمع‬ ‫‪..‬‬
‫صوته ف الالس والتجمعات ‪..‬‬ ‫وهو يقرأ ‪:‬ه"و ال ذ يفعبيثال‪á‬أ م‪Á‬ي‪Á‬ي ر س ول‪S‬ا‬
‫بل لو راقبته ف جلسة أو نزهة ‪ ..‬لرأيته ل يتحرك منه إل‬ ‫ل‪á‬ك ت اب‬
‫ك‪ç‬يه م و ي ع ل‪ç‬م ه م ا‬
‫م‪Á‬نتهل مو يع ل ي ه مو يآيز اته‬
‫رأسه وعيناه ‪ ..‬نعم قد يتحرك فمه أحيانا‪ S‬بالتبسم ‪ ..‬ل‬ ‫ال‪á‬ح وك‪á‬م ة و إ ن ك ان او م قنب ل لف ي ضل ال‪à‬م‪â‬ب ي‪" à‬‬
‫بالكلم !!‬ ‫ل‪á‬ح ق وا ب ه م وه و‬
‫فلما قرأ ‪:‬آخ"ور ين م ن ه لم م•ا ي‬
‫ومع ذلك يبه الناس ‪ ..‬ويأنسون بجالسته ‪..‬‬ ‫ل‪á‬ع زا يز ال‪á‬ح كيم " ‪..‬‬
‫تدري لاذا ؟!‬ ‫قال رجل من الصحابة ‪ :‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫لنه يارس الدووووء الذااااب ‪..‬‬ ‫فسكت النب ‪.. ‬‬
‫فن الستماع له مهارات متعددة ‪ ..‬بل حدثن أحد‬ ‫فأعاد الرجل السؤال ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫الهتمي أنه حضر أكثر من خس عشرة دورة تدريبية ف‬ ‫فلم يرد عليه ‪..‬‬
‫مهارات الستماع ‪!!..‬‬ ‫فأعاد ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫قارن بي اثني ‪:‬‬ ‫فلتفت النب ‪ ‬إل سلمان ‪..‬‬
‫رجل إذا تكلمت بي يديه بقصة وقعت لك ‪ ..‬قاطعك ف‬ ‫ث وضع يده عليه وقال ‪ :‬لو كان اليان عند الثريا‬
‫أولا وقال ‪ :‬وأنا أيضا‪ S‬وقع ل شيء مشابه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لناله رجال من هؤلء (‪.. )98‬‬
‫فتقول ‪ :‬له اصب حت أكمل ‪..‬‬
‫فيسكت قليل‪ .. S‬فإذا انسجمت ف قصتك ‪ ..‬قاطعك‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫قائل‪ : S‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪ ..‬نفس القصة الت وقعت ل‬ ‫تفاءل وأحسن الظن بالناس ‪..‬وشجعهم‬
‫وهو أنن ذات مرة ذهبت ‪..‬‬ ‫‪..‬لينطلقوا أكثر‬
‫فتقول له ‪ :‬أخي انتظر ‪ ..‬فيسكت ‪ ..‬ث ما يصب‬
‫‪.85‬فن الستماع ‪..‬‬
‫فيقاطعك قائل‪ : S‬عجل ‪ ..‬عجل ‪..‬‬
‫مهارات جذب الناس وكسب قلوبم ‪ ..‬بعضها‬
‫هذا الول ‪..‬‬
‫يكون بفعل الشيء ‪ ..‬وبعضها يكون بتركه ‪..‬‬
‫الثان ‪..‬‬
‫فالبتسامة تذب ‪ ..‬كما أن ترك العبوس يذبم ‪..‬‬
‫كان وأنت تتحدث معه أو معهم ‪ ..‬يتلفت يينا‪ S‬ويسارا‬
‫والحاديث الميلة والنكات واللطائف تذب‬
‫‪ ..‬وقد يرج جهاز هاتفه من جيبه ‪ ..‬ويكتب رسالة أو‬
‫الناس ‪ ..‬كما أن الستماع إليهم والتفاعل مع‬
‫يقرأ شيئا‪ S‬من الرسائل ‪ ..‬أو من يدري لعله يلعب‬
‫باللعاب اللكترونية الوجودة فيه !!‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪98‬‬

‫‪225‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬كانت الماهي غفية ‪ ..‬كلهم جاؤوا يستمعون إل‬ ‫أما الثالث ‪ ..‬فيملك مهارات الستماع ‪ ..‬تد‬
‫هذا الاضر الفذ ‪..‬‬ ‫أنك تتحدث وقد ركز عينيه برفق ينظر إليك ‪..‬‬
‫دخلت هي إل قسم النساء ‪ ..‬ودخل هو وسط جهرة‬ ‫وتشعر بتابعته ‪ ..‬فهو تارة يهز رأسه موافقا‪.. S‬‬
‫الناس واعتلى الكرسي وبدأ ماضرته ‪..‬‬ ‫وتارة يتبسم ‪..‬وتارة يضم‘ شفتيه متعجبا‪ .. S‬وربا‬
‫كان الناس ينصتون معجبي ‪ ..‬حت زوجته يبدو أنا‬ ‫ردد ‪ :‬عجيب ‪ ..‬سبحان ال ‪..‬‬
‫كانت معجبة ‪!..‬‬ ‫أي هؤلء ستكون راغبا‪ S‬دائما‪ S‬ف مالسته ‪..‬‬
‫انتهت الاضرة ‪ ..‬خرج إل سيارته وسط نشوة النجاح‬ ‫وتفرح بزيارته ‪ ..‬وتنبلج أساريرك ف الديث معه‬
‫‪ ..‬وأقبلت زوجته وركبت السيارة بانبه ‪..‬‬ ‫‪..‬؟ ل أشك أنه الخي ‪..‬‬
‫ل يدع لا فرصة ‪ ..‬بدأ يتكلم فورا‪ S‬عن زحة الناس ‪..‬‬ ‫إذن جذب قلوب الناس ‪ ..‬ل يكون فقط بإساعهم‬
‫وجال السجد ‪ ..‬و ‪ ..‬ث سألا ‪ :‬ما رأيك ف الاضرة ؟‬ ‫ما يبون ‪ ..‬بل وبالستماع منهم لا يبون !!‬
‫فقالت ‪ :‬كانت جيلة ومؤثرة ‪ ..‬ولكن من الاضر ؟‬ ‫أذكر أن أحد الدعاة البارزين من أوت منطقا‬
‫قال ‪ :‬عجبا‪ S‬ل تعرف صوته ‪ ..‬قالت ‪ :‬مع زحة الناس ‪..‬‬ ‫ولسانا‪ .. S‬كان يتنقل متحدثا‪ S‬دائما‪ .. S‬ما بي منب‬
‫وضعف ساعات الصوت ل أنتبه كثيا‪.. S‬‬ ‫جعة ‪ ..‬وكرسي فتوى ‪ ..‬وماضرة ف جامعة ‪..‬‬
‫فقال – منتشيا‪ : - S‬أنا ‪ ..‬أنا الاضر ‪..‬‬ ‫فهو دائما‪ S‬يتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬آآآ ‪ ..‬وأنا أقول ف نفسي طوال جلوسي ‪ :‬ما‬ ‫وكان الناس يرونه على النابر والقنوات الفضائية‬
‫أكثر كلمه ‪..‬‬ ‫ويبونه ويرغبون ف استماع حديثه ‪ ..‬إل زوجته‬
‫إذن ‪ ..‬الستماع إل الناس فن ومهارة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فهو معها ف البيت دائما‪ .. S‬ول يكاد يستمع‬
‫بعض الناس ينسى أن ال جعل لك فما‪ S‬واحدا‪ S‬وأذني ‪..‬‬ ‫منها حديثا‪ S‬أو قصة ‪ ..‬بل على عادته يتكلم ‪..‬‬
‫ليستمع أكثر ما تكلم ‪..‬‬ ‫ويتكلم ‪..‬‬
‫وأظنه لو استطاع لقلب العادلة ‪ ..‬من شدة مبته‬ ‫كانت كثية التذمر منه دون أن ينتبه إل سبب‬
‫للحديث ‪..‬‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫فعود نفسك على النصات ‪ ..‬حت لو كان لك على‬ ‫كان كل الناس يكرمونه ويدحونه إل هي ‪ ..‬فقرر‬
‫الكلم ملحظة ‪..‬‬ ‫أن يصطحبها معه يوما‪ S‬إل إحدى ماضراته لترى ما‬
‫ف أوائل بعثة النب ‪ .. e‬كان عدد السلمي قليل‪.. S‬‬ ‫ل تر ‪..‬‬
‫وكان الكفار يكذبونه ونفرون الناس عنه ‪ ..‬ويشيعون أنه‬ ‫قال لا يوما‪ : S‬ترافقين ؟‬
‫‪ e‬كاهن وكذاب ‪ ..‬وربا أشاعوا أنه منون أو ساحر ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬إل أين ؟‬
‫ف يوم من اليام قدم إل مكة رجل اسه ضماد ‪ ..‬وهو‬ ‫قال ‪ :‬ماضرة لحد الدعاة ‪ ..‬نستفيد منها ‪..‬‬
‫حكيم له علم بالطب والعلج ‪ ..‬يعال النون والسحور‬ ‫ركبت معه ف سيارته ‪ ..‬مشيا ‪ ..‬وقفا عند السجد‬

‫‪226‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فعلم ‪ e‬أن له عند قومه شرفا‪ .. S‬فقال له ‪ :‬وعلى‬ ‫‪..‬‬
‫قومك ؟ أي تدعوهم إل السلم ؟‬ ‫فلما خالط الناس سع سفهاء الكفار يقولون عن‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وعلى قومي ‪ ..‬ث ذهب إل قومه هاديا‬ ‫رسول ال ‪ : e‬جاء النون ‪ ..‬ورأينا النون ‪..‬‬
‫داعيا‪.. S‬‬ ‫فقال ضماد ‪ :‬أين هذا الرجل ؟ لعل ال أن يشفيه‬
‫إذن لتكون مستمعا‪ S‬ماهرا‪:.. S‬‬ ‫على يدي ؟‬
‫أنصت ‪ ..‬هز رأسك متابعا‪.. S‬‬ ‫فدله الناس على رسول ال ‪.. e‬‬
‫تفاعل بتعابي وجهك كتقطيب البي حينا‪ .. S‬ورفع‬ ‫فلما لقيه ‪ ..‬قال ضماد ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬إن أرقى من‬
‫الاجبي حينا‪ S‬آخر ‪..‬‬ ‫هذه الرياح ‪ ..‬وإن ال يشفي على يدي من شاء ‪..‬‬
‫والتبسم ‪ ..‬وتريك الشفتي بتعجب ‪..‬‬ ‫فهلم أعالك ‪ ..‬وجعل يتكلم عن علجه وقدراته‬
‫وانظر إل أثر ذلك فيمن يتكلم معك ‪ ..‬سواء كان صغيا‬ ‫‪..‬‬
‫أو كبيا‪.. S‬‬ ‫والنب ‪ e‬ينصت إليه ‪ ..‬وذاك يتكلم ‪ ..‬والنب ‪e‬‬
‫ستجد أنه يركز نظره عليك ‪ ..‬ويقبل بقلبه إليك ‪..‬‬ ‫ينصت ‪ ..‬أتدري ينصت إل ماذا ؟ ينصت إل‬
‫كلم رجل كافر جاء ليعاله من مرض النون !!‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫آآآه ما أحكمه ‪.. e‬‬
‫براعتنا ف الستماع إل الخرين ‪ ..‬تعلهم بارعي ف‬ ‫حت إذا انتهى ضماد من كلمه ‪..‬‬
‫مبتنا والستئناس بنا ‪..‬‬ ‫قال ‪ e‬بكل هدوووء ‪ :‬إن المد ل ‪ ..‬نمده‬
‫ونستعينه ‪ ..‬من يهده ال فل مضل له ومن يضلل‬
‫‪.86‬فن الوار ‪..‬‬
‫فل هادي له ‪ ..‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫أل تذكر يوما‪ S‬من الدهر أنك جلست ف مكان فاحتد‬
‫شريك له ‪..‬‬
‫الوار بينك وبي شخص ما ‪ ..‬فبقي ف نفسك عليه بغض‬
‫فانتفض ضماد وقال ‪ :‬أعد علي كلماتك هؤلء ‪..‬‬
‫أو غضب أياما‪.. S‬‬
‫فأعادها ‪ e‬عليه ‪..‬‬
‫أو لعلك تذكر جدال‪ S‬حصل بي اثني – وقد يكون ف‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وال لقد سعت قول الكهنة ‪ ،‬وقول‬
‫قضية تافهة – وأنت تنظر إليهما وقد ارتفعت الصوات‬
‫السحرة ‪ ،‬وقول الشعراء ‪ ،‬فما سعت مثل هؤلء‬
‫واحرت العيون ‪ ..‬ث تفرقا ‪ ..‬واسثقل كل منهما صاحبه‬
‫الكلمات ‪ ..‬فلقد بلغن ناعوس البحر ‪..‬‬
‫بعدها ‪..‬‬
‫فهلم يدك أبايعك على السلم ‪..‬‬
‫إذن نن نتعب ف جذب بعض الناس إلينا بمارسة‬
‫فبسط النب ‪ e‬يده ‪ ..‬وأخذ ضماد يلع ثوب‬
‫مهارات متنوعة ‪ ..‬ث نفرقهم عنا بوقف ل نسن‬
‫الكفر ويردد ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن‬
‫التصرف فيه ‪..‬‬
‫ممدا‪ S‬عبده ورسوله ‪..‬‬

‫‪227‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فخرج ف تلك الليلة الت نزل فيها النب عليه الصلة‬ ‫ومن ذلك عدم إتقان فن الوار ‪..‬‬
‫والسلم ‪ ..‬أبو سفيان ف نفر معه يتجسسون الخبار ‪..‬‬ ‫الاور كالذي يصعدجبل‪ S‬وعرا‪ .. S‬ينبغي أن يعتن‬
‫وينظرون هل يدون خبا‪ .. S‬أو يسمعون به ‪..‬‬ ‫بوضع يده وموضع رجله ‪ ..‬فتجد صاعد البل‬
‫وجعل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يترقب الصبح ليغي‬ ‫ينظر إل الصخرة الت يريد أن يتعلق با ‪..‬‬
‫على قريش ‪..‬‬ ‫ويفحصها بنظره ويتأمل ف قوة ثباتا قبل أن يضع‬
‫فلما رأى العباس ‪ .. t‬ذلك ‪..‬‬ ‫عليها قبضته ‪ ..‬وكذلك ف الصخرة الت يثبت‬
‫قال ‪ :‬واصباح قريش ! وال لئن دخل رسول ال ‪ r‬مكة‬ ‫عليها قدمه ‪ ..‬ث إذا أراد أن يرفع قدمه عن صخرة‬
‫عنوة أي بالقوة ‪ ..‬قبل أن يأتوه فيستأمنوه ‪ ..‬إنه للك‬ ‫نظر إل الصخرة قبل أن يغادرها خشية أن ل‬
‫قريش إل آخر الدهر ‪..‬‬ ‫يسن رفع رجله من عليها فتهوي به ‪..‬‬
‫فقام العباس ‪ ..‬فاستأذن النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫لن أطيل عليك الكلم ‪ ..‬فخيه ما قل ودل ‪..‬‬
‫فأذن له ‪ ..‬فركب على بغلة رسول ال ‪ r‬البيضاء ‪..‬‬ ‫الدخول ف حوار أو جدال أمر غي ممود ‪..‬‬
‫ومضى يشي با ‪..‬‬ ‫ولعلك توافقن أن أكثر من ‪ %90‬من الوارات‬
‫وأبو سفيان ف أصحابه ‪ ..‬يقترب وينظر إل نيان‬ ‫والادلت غي مفيدة ‪..‬‬
‫السلمي ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فحاول تنب الدال قدر الستطاع ‪ ..‬ول تغضب‬
‫ما رأيت كالليلة نيانا‪ S‬قط ول عسكرا‪ .. S‬ما أعظم هذا ‪..‬‬ ‫إذا اعترض عليك أحد أو جادلك ‪ ..‬خذ المر‬
‫من ترى هؤلء ‪..‬؟‬ ‫بأريية قدر الستطاع ول تعذب نفسك بالتفكي ف‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه وال خزاعة حشتها الرب ‪..‬‬ ‫نية العترض ‪ ..‬وماذا يقصد ‪ ..‬ولاذا أحرجن‬
‫قال ‪ :‬خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيانا‬ ‫أمامهم ‪ ..‬ل تقتل نفسك بالم ‪ ..‬وتعامل مع‬
‫وعسكرها ‪..‬‬ ‫الوقف بدووووء ‪ ..‬فالرياح ل تز إل الصخور‬
‫فبينما العباس يسي على البغلة ‪..‬‬ ‫الصغية ‪ ..‬فكن جبل‪.. S‬‬
‫إذا بأب سفيان وأصحابه ‪ ..‬قد قبضت عليهم خيل‬ ‫لا قدم النب ‪ r‬إل مكة فاتا‪ .. S‬بعدما نقضت قريش‬
‫الؤمني ‪..‬‬ ‫العهد ‪..‬‬
‫فأقبل أبو سفيان فزعا‪ .. S‬فركب خلف العباس ‪..‬‬ ‫كان ‪ .. r‬قد دعا ال أن يعمي عنه قريش ‪..‬‬
‫وجعل أصحابه يتبعونه فزعي ‪ ..‬والؤمنون خلفهم ‪..‬‬ ‫ليبغتهم ‪ ..‬قبل أن يستعدوا للقتال ‪..‬‬
‫فجعل العباس يسرع بأب سفيان ‪ ..‬إل رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فلما أقبل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬إل مكة‬
‫وكلما مر بنار من نيان السلمي ‪ ..‬قالوا ‪ :‬من هذا ؟‬ ‫نزل قريبا‪ S‬منها ‪..‬‬
‫فإذا رأوا بغلة رسول ال ‪ .. r‬ورأوا العباس عليها ‪..‬‬ ‫ول تعلم قريش بشيء ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬عم رسول ال ‪ .. r‬على بغلة رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون ‪..‬‬

‫‪228‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فشعر عمر أنه سيدخل ف جدال ل يتناسب مع الال‬ ‫والعباس يسرع با ‪ ..‬ياف أن يفطنوا لب سفيان‬
‫الذي هم فيه ‪ ..‬ث ما الفائدة الرجوة من النقاش ف مسألة‬ ‫‪ ..‬فيقتله أحد قبل أن يؤمنه النب عليه الصلة‬
‫لو كان من بن كعب رغب ف إسلمه أما من غيهم فل‬ ‫والسلم ‪..‬‬
‫يهمه !!‬ ‫حت مر بنار عمر بن الطاب ‪ t‬فقال ‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال عمر بكل هدووووء ‪ :‬مهل‪ S‬يا عباس ‪ ..‬مهل‪.. S‬‬ ‫وقام إليهم ‪ ..‬فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة‬
‫فوال لسلمك يوم أسلمت ‪ ..‬كان أحب إل من إسلم‬ ‫‪..‬‬
‫أب الطاب لو أسلم !‬ ‫صاح بالناس قال ‪ :‬أبو سفيان عدو ال ! ‪ ..‬المد‬
‫لن قد عرفت أن إسلمك ‪ ..‬كان أحب إل رسول ال ‪r‬‬ ‫ل الذي أمكن منك بغي عقد ول عهد ‪..‬‬
‫من إسلم الطاب ‪..‬‬ ‫فمنعه العباس ‪..‬‬
‫فلما سع العباس ‪ t‬ذلك سكت ‪..‬‬ ‫ث ذهب عمر يشتد ‪ ..‬نو رسول ال ‪ .. r‬والعباس‬
‫انتهى الوار ‪ ..‬مع أنه كان ف إمكان عمر أن يطيله‬ ‫يسرع بالدابة ‪ ..‬حت سبقه ‪ ..‬فلما وصل إل‬
‫ويزيده ‪ ..‬فيقول ‪ :‬ماذا تقصد ؟!! هل تتهم نيت ؟! هل‬ ‫موضع النب ‪ .. r‬اقتحم العباس عن البغلة سريعا‬
‫تعلم ما ف قلب ؟! لاذا تثي النعرة القبلية ؟!‬ ‫‪..‬‬
‫كل ل يقل ذلك ‪ ..‬فهم جيعا‪ S‬كانوا أرفع من أن ينزغ‬ ‫فدخل على رسول ال ‪.. r‬‬
‫الشيطان بينهم ‪..‬‬ ‫فدخل عليه عمر ‪..‬‬
‫سكت عمر والعباس ‪ ..‬وأبو سفيان واقف ينتظر أن يأمر‬ ‫وجعل يقول ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذا أبو سفيان ‪..‬‬
‫النب ‪ e‬فيه بشيء ‪..‬‬ ‫قد أمكن ال منه بغي عقد ول عهد ‪ ..‬فدعن‬
‫فقال ‪ : r‬اذهب به يا عباس إل رحلك فإذا أصبحت‬ ‫فلضرب عنقه ؟ ‪..‬‬
‫فأتن به ‪..‬‬ ‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد أجرته ‪..‬‬
‫فذهب به العباس ‪ ..‬إل خيمته ‪..‬‬ ‫ث جلس إل رسول ال ‪ .. r‬فأخذ برأسه ‪ ..‬وجعل‬
‫فبات عنده ‪ ..‬فلما أصبح أبو سفيان صبيحة تلك الليلة‬ ‫يناجيه ف أذنه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وعمر يردد يا رسول ال ‪ ..‬اضرب عنقه ‪..‬‬
‫ورأى الناس ينحون للصلة ‪ ..‬وينتشرون ف استعمال‬ ‫فلما أكثر عمر ف شأنه ‪..‬‬
‫الطهارة ‪ ..‬خاف ‪ ..‬وقال للعباس ‪ :‬ما بالم ؟‬ ‫التفت إليه العباس وقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬إنم قد سعوا النداء فهم ينتشرون للصلة ‪..‬‬ ‫مهل‪ S‬يا عمر ! فوال أن لو كان من رجال بن‬
‫فلما حضرت الصلة ‪ ..‬ورآهم يركعون بركوعه ‪..‬‬ ‫عدي بن كعب ‪ ..‬ما قلت هذا ‪ ..‬أي لو كان من‬
‫ويسجدون بسجوده ‪..‬‬ ‫قرابتك ‪ ..‬ما قلت هذا ‪ ..‬ولكنك قد عرفت أنه‬
‫أقبل عليه العباس بعدما صلى ‪ ..‬ليمضي به إل رسول ال‬ ‫من رجال بن عبد مناف ‪..‬‬

‫‪229‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آمن " ‪..‬‬ ‫‪.. r‬‬
‫فقال أبو سفيان ‪:‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا عباس ما يأمرهم بشيء إل فعلوه ؟‬
‫فأنشد أبو سفيان ‪ t‬بي يدي رسول ال ‪ .. r‬أبياتا‪.. S‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال لو أمرهم بترك الطعام والشراب‬
‫يعتذر إليه ما كان مضى منه ‪..‬‬ ‫لطاعوه ‪..‬‬
‫لعمرك إن يوم أحل راية‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬يا عباس ‪ ..‬ما رأيت كالليلة ‪..‬‬
‫لتغلب خيل اللت خيل ممد‬ ‫ول ملك كسرى وقيصر !‬
‫لكالدل اليان أظلم ليله‬ ‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬غدا به إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫فهذا أوان حي أهدي و أهتدي‬ ‫فلما رآه ‪ r‬قال ‪:‬‬
‫هدان هاد غي نفسي و نالن‬ ‫" ويك يا أبا سفيان ‪ ..‬أل يأن لك أن تعلم أنه ل‬
‫مع ال من طردت كل مطرد‬ ‫إله إل ال ؟‬
‫أصد و أنأى جاهدا‪ S‬عن ممد‬ ‫فقال ‪ :‬بأب أنت وأمي ! ما أحلمك وأكرمك‬
‫وأدعى و إن ل أنتسب من ممد‬ ‫وأوصلك !‬
‫فقيل إنه حي قال ‪ :‬ونالن ‪ ..‬مع ال من طردت كل‬ ‫وال لقد ظننت أن لو كان ل مع الإله× غيه‬
‫مطرد ‪ ..‬ضرب رسول ال ‪ r‬بيده ف صدره وقال ‪" :‬‬ ‫لغن عن شيئا!‬
‫أنت طردتن كل مطرد " ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬ويك يا أبا سفيان أل يأن لك أن تعلم أن‬
‫رسول ال ؟‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬بأب أنت وأمي ما أحلمك‬
‫ليس الذكاء أن تنتصر عند الدال ‪ ..‬وإنا الذكاء أن‬ ‫وأكرمك وأوصلك !‬
‫ل تدخل ف الدال أصل‪.. S‬‬ ‫أما هذه وال فإن ف النفس منها حت الن شيئا‪! S‬‬
‫فقال له العباس ‪ :‬ويك أسلم واشهد أن ل إله إل‬
‫‪.87‬اقطع الطريق على العترضي ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬وأن ممد رسول ال قبل أن تضرب‬
‫من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما ينيه‬
‫عنقك ؟‬
‫اللسان من مفاسد ‪..‬‬
‫فسكت قليل‪ S‬ث قال ‪ :‬أشهد ‪..‬‬
‫ومن ذلك استعجال بعض الناس بالعتراض على الديث‬
‫فسر النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬سرورا‪ S‬عظيما‬
‫ومقاطعة التكلم دون ترو‪ ÿ‬ونظر ‪ ..‬فيثور عند ذلك جدال‬
‫‪..‬‬
‫عقيم يوغر الصدور ويفسد النفوس ‪..‬‬
‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أبا سفيان رجل‬
‫لن تستطيع إصلح جيع الناس وتأديبهم بالداب‬
‫يب الفخر فاجعل له شيئا‪.. S‬‬
‫الشرعية ‪ ..‬أو تدريبهم على مهارات متميزة ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬نعم ‪ ..‬من دخل دار أب سفيان فهو‬

‫‪230‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عندها صاح الشيخ وقال ‪ :‬طيب يا ‪ ...‬كيف تكذبن‬ ‫ودعنا نتجاوز مرحلة التنظي الت تلو لبعض الناس‬
‫وأنت ل تدري عن شيء !!‬ ‫أن يدندن عليها دائما‪ S‬بقوله ‪ :‬الفروض الناس‬
‫فأعجبتن مقدماته قبل اعتراضه ‪..‬‬ ‫يفعلون كذا ‪ ..‬والفروض يتعودون على كذا ‪..‬‬
‫ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق با البواب‬ ‫دعك من هذا ‪ ..‬وأد‪ Á‬الصلة على اليت الاضر –‬
‫على صاحبه ‪ ..‬لكان لصاحبه مال واسع للخروج من‬ ‫كما يقال ‪.. -‬‬
‫الوقف ولو بالكذب ‪..‬‬ ‫أعن أننا ينبغي عند تعاملنا مع الخطاء أن ل‬
‫فنحن أحيانا‪ S‬نتاج عندما نريد أن نقرر أشياء أن نقدم‬ ‫ننشغل ببحث ما يب على الخرين أن يفعلوه بل‬
‫بقدمات نقنع با الخالفي قبل أن يعترضوا ‪..‬‬ ‫ماذا يب علينا نن أن نفعله ‪..‬‬
‫لا خرجت قريش لقتال النب ‪ e‬وأصحابه ف بدر ‪ ..‬كان‬ ‫عندما تريد أن تتكلم بشيء غريب قد يستعجل‬
‫بعض العقلء فيها ل يريدون الروج ‪ ..‬لكن قومهم‬ ‫الخرون العتراض عليه ‪ ..‬ينبغي عليك أن تغلق‬
‫أكرهوهم عليه ‪..‬‬ ‫عليهم أبواب العتراض بقدمات تيبهم فيها عن‬
‫فعلم النب ‪ e‬بم ‪ ..‬وتأكد أنم وإن حضروا العركة فلن‬ ‫أسئلتهم قبل أن يطرحوها ‪ ..‬بل وتزيل با‬
‫يقع منهم قتال للمسلمي ‪..‬‬ ‫استغرابم قبل أن يتكلموا به ‪..‬‬
‫فلما اقترب ‪ e‬من ميدان العركة ‪ ..‬أراد أن ينبه أصحابه‬ ‫وبعض الناس يسن فعل‪ S‬أن يغلق البواب على‬
‫لذلك ‪ ..‬وأن ينهاهم عن قتلهم ‪ ..‬لكنه يعلم أنه سيقع ف‬ ‫العترض قبل أن يشعره باعتراضه ‪..‬‬
‫قلوب بعض الناس سؤال ‪ :‬كيف ل نقتلهم وهم خرجوا‬ ‫أذكر أن شيخا‪ S‬كبي السن جلس ف ملس فتكلم‬
‫لربنا !! لاذا استثن هؤلء بالذات ؟!‬ ‫عن حادثة خصومة رآها بي اثني ف مطة وقود ‪..‬‬
‫فقدم مقدمة أزال با العتراضات ث ذكر التوجيه ‪ ..‬قام‬ ‫وكيف أن شجارها زاد واشتد حت حل إل مفر‬
‫‪ e‬ف أصحابه وقال ‪ :‬إن قد عرفت أن رجال‪ S‬من بن‬ ‫الشرطة ‪..‬‬
‫هاشم وغيهم قد أخرجوا كرها‪ S‬ل حاجة لم بقتالنا ‪..‬‬ ‫فقفز أحد الالسي – من الثرثارين – مشاركا‪ S‬ف‬
‫انتهى هذه مقدمة ‪..‬‬ ‫القصة فقال ‪ :‬نعم صحيح ‪ ..‬وحصل بينهما كذا‬
‫ث قال ‪ :‬فمن لقي منكم أحدا‪ S‬من بن هاشم فل يقتله ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وفلن هو الخطئ ‪ ..‬وبدأ يذكر تفاصيل ل‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الارث بن أسد فل‬ ‫تدث ‪..‬‬
‫يقتله ‪..‬‬ ‫فالتفت إليه الشيخ وكأن به يكاد ينفجر ‪ ..‬لكنه‬
‫ومن لقي العباس بن عبد الطلب ‪ ..‬عم رسول ال ‪ r‬فل‬ ‫تاسك وقال بكل هدووووء ‪:‬‬
‫يقتله ‪..‬‬ ‫أنت هل حضرت الادثة ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫فإنه إنا خرج مستكرها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فهل حدثك أحد من حضروها ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫فمضى الصحابة على ذلك ‪ ..‬وبدؤوا يتحدثون ف‬ ‫قال ‪ :‬فهل اطلعت على ماضر التحقيق ؟ قال ‪ :‬ل‬

‫‪231‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫مالسهم بذلك ‪..‬‬
‫جعل يتأمل ف الاضرين ث سألم ‪:‬‬ ‫فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ‪ :‬أنقتل آباءنا‬
‫ودخل معه السجن فتيان ؟! أيهما دخل قبل الخر ‪..‬‬ ‫وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس ‪..‬‬
‫يوسف أم الفتيان ؟‬ ‫وال لئن لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬
‫فصاح أحدهم ‪ :‬يوسف ‪..‬‬ ‫فبلغت الكلمة رسول ال ‪ .. r‬فالتفت إل عمر‬
‫فصاح آخر ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬الفتيان ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " :‬يا أبا حفص " ‪..‬‬
‫فانطلق ثالث ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بل يوسف ‪ ..‬يوسف ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال‬
‫فاستذكى رابع وقال ‪ :‬دخلوا مع بعض !!‬ ‫‪ r‬بأب حفص ‪..‬‬
‫وتكلم خامس ‪ ..‬وارتفع اللغط ‪ ..‬حت ضاع الوضوع‬ ‫قال ‪ r‬يا أبا حفص ‪ ( :‬أيضرب وجه عم رسول ال‬
‫الساسي ‪..‬‬ ‫بالسيف ! ) ‪..‬‬
‫ويبدو أن الاضر قصد ذلك ‪..‬‬ ‫فاستبشع ذلك ‪ ..‬وانتفض ‪ ..‬كيف يرد أمر رسول‬
‫فجعل يتأمل وجوههم ‪ ..‬والوقت يضي ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬أليس مسلما‪ .. S‬فصاح قال ‪:‬‬
‫ث ابتسم ابتسامة عريضة ‪ ..‬وأشار لم بفض الصوات‬ ‫يا رسول ال دعن فلضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫فوال لقد نافق ‪..‬‬
‫وما الشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق‬ ‫فندم أبو حذيفة ‪ .. y‬على ما تكلم به ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫السألة كل هذا اللف ؟!‬ ‫ما أنا بآمن من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ‪ ..‬و‬
‫فعل‪ .. S‬لو تأملت واقعنا لوجدت أننا ف أحيان كثية‬ ‫ل أزال منها خائفا‪ S‬إل أن تكفرها عن الشهادة ‪..‬‬
‫نكون ثقلء على الخرين بكثرة اعتراضنا على ما يقولون‬ ‫فقتل يوم اليمامة شهيدا‪.. y S‬‬
‫فيكون أحدهم متحمسا‪ S‬ف قصة يكيها ‪ ..‬ث يفاجأ بن‬
‫يعترض ويفسد عليه متعة الديث بالعتراض على أشياء‬ ‫نصيحة ‪..‬‬
‫ل تؤثر ف القصة شيئا‪.. S‬‬ ‫كن ذكيا‪ S‬وتغد• بم قبل أن يتعشوا بك !‬
‫نعم ‪ ..‬ل تكن ثقيل‪ S‬تعترض على كل شيء ‪..‬‬
‫‪.88‬انتظر ‪ ..‬ل تعترض ‪!!..‬‬
‫أذكر أن أخي الصغر سعود لا كان طفل‪ S‬ف السابعة ‪..‬‬
‫أذكر أن ماضرا‪ S‬كان يتكلم عن فن الوار ‪..‬‬
‫دخل السجد لصلة العشاء ‪ ..‬ويبدو أنه كان مستعجل‬
‫فعرض شيئا‪ S‬من قصة يوسف عليه السلم ‪..‬‬
‫وتأخر المام ف اليء لقامة الصلة ‪ ..‬فلما ضاق بذلك‬
‫فلما وصل إل قوله تعال ( ودخل معه السجن‬
‫ذرعا‪ S‬توجه نو الؤذن وكان شيخا‪ S‬كبيا‪ S‬ضعيف السمع‬
‫فتيان قال أحدها إن أران أعصر خرا‪ S‬وقال الخر‬
‫ووقف خلفه ‪ ..‬ث قال ماول‪ S‬تغيي صوته ‪ :‬أقم الصلة ‪..‬‬
‫إن أران أحل فوق رأسي خبزا‪ S‬تأكل الطي منه )‬
‫وكان قد قبض على طرف أنفه بيده ‪..‬‬

‫‪232‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ليته تل وجهه !!‬ ‫ث ول هاربا‪.. S‬‬
‫ازداد العجب ‪ ..‬شخص بذه اليئة بدل أن يستمع إل‬ ‫أما الؤذن فما كاد يسمع ذلك حت ترك ناهضا‬
‫القرآن يستمع الغان !! ل وبصوت عال‪ à‬أيضا‪!! S‬‬ ‫ليقيم الصلة ‪ ..‬فنبهه بعض الأمومي ‪ ..‬فجلس ‪..‬‬
‫أضاءت الشارة خضراء ‪ ..‬ومشى الميع ‪..‬‬ ‫كان موقفا‪ S‬طريفا‪ .. S‬لكن ل أورده لطرافته ‪..‬‬
‫أصر‘ زياد على مناصحة الرجل فجعل يشي وراءه ‪..‬‬ ‫وإنا لن جلست بعدها ف ملس فذكر أحد‬
‫وقف الرجل عند دكان ‪ ..‬ونزل ليشتري منه حاجة ‪..‬‬ ‫الالسي القصة وقال ف أثنائها ‪ :‬وكان سعود‬
‫أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يشي فإذا‬ ‫مستعجل‪ S‬لنه سيذهب إل البحر مع أبيه _ مع‬
‫الثوب قصي ‪ ..‬واللحية تل عارضيه ‪..‬‬ ‫العلم بأن الرياض ف صحراء ول تقع على ساحل‬
‫تسابقت إل قلبه الوساوس ‪ ..‬أظنه نزل ليخرج الن‬ ‫بر ‪ .. -‬فتحيت هل أفسد عليه قصته وأعترض‬
‫بعلبة سجائر !!‬ ‫‪ ..‬أم أن العلومة غي مؤثرة ف القصة فل داع‬
‫خرج الرجل فإذا ف يده ملة إسلمية !!‬ ‫للعتراض واكتساب العداوات ‪ ..‬فآثرت الثان‬
‫ل يصب زياد ‪ ..‬وأخذ ينادي بلطف ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬لو‬ ‫وسكت ‪..‬‬
‫سحت ‪ ..‬هيه ‪..‬‬ ‫وأحيانا‪ S‬قد تعترض على شيء أنت غي فاهه أصل‬
‫ل يرد عليه الرجل ول يلتفت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫رفع صوته ‪ :‬هيه ‪ ..‬هيه ‪ ..‬لو سحت ‪ ..‬يا أخي ‪ ..‬اسع‬ ‫لعل له عذرا‪ S‬وأنت تلوم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كان زياد لطيفا‪ S‬حريصا‪ S‬على نصح الناس ‪..‬‬
‫وصل الرجل سيارته وركبها ‪ ..‬ول يلتفت ‪..‬‬ ‫وقف يوما‪ S‬عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتا‬
‫نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬ال‬ ‫عاليا‪ S‬لغان غربية ‪ ..‬تي من أين هذا الصوت ‪..‬‬
‫يهديك ‪ ..‬ما تسمع ‪..‬‬ ‫وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره ‪ ..‬فإذا هو من‬
‫نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته ‪ ..‬فاشتغل الذياع‬ ‫السيارة الاورة له ‪..‬‬
‫مباشرة بصوت مزعج جدا‪.. S‬‬ ‫وإذا صاحبها قد زاد صوت الذياع إل أعلى‬
‫فثار زياد ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي حرام عليك ‪ ..‬أزعجت‬ ‫درجاته ‪ ..‬حت أسع البعيد والقريب ‪..‬‬
‫الناس ‪ ..‬تريد تسمع الغان اسعها لوحدك ‪ ..‬بدل ما‬ ‫جعل صاحب يضرب على منبه سيارته وياول أن‬
‫تسمع قرآن تسمع أغان´ ؟!‬ ‫ينبه ذاك الرجل إل خفض صوت مذياعه ‪ ..‬لكن‬
‫فجعل الرجل يزيد ابتسامته ‪ ..‬والغان بأعلى صوت ‪..‬‬ ‫الرجل ل يلتفت ول يرد ‪ ..‬يبدوا أنه لشدة‬
‫ثار زياد أكثر ‪ ..‬وجعل وجهه يمر‘ ‪ ..‬وصار يرفع صوته‬ ‫انسجامه مع ما يسمع صار ل يدري عما حوله ‪..‬‬
‫ليسمعه ‪..‬‬ ‫حاول زياد أن يتبي وجه السائق الذي أسدل‬
‫فلما رأى الرجل أن المر وصل إل هذا الد ‪ ..‬جعل‬ ‫غترته على جانب وجهه ‪ ..‬وبعد جهد رآه فإذا‬

‫‪233‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فتفاجأت به أن وافق ‪ !!..‬فدعوت معه بعض الصدقاء ‪..‬‬ ‫يشي بيديه إل أذنيه وينفضهما ‪..‬‬
‫فليتك تعملي لنا طعاما‪.. S‬‬ ‫ث أخرج دفترا‪ S‬صغيا‪ S‬من جيبه ومكتوب على أول‬
‫هذا السلوب أحسن من صراخك إذا دخلت بيتك ‪ :‬يا‬ ‫ورقة منه ‪:‬‬
‫فلنة ‪ ..‬فلنة ‪..‬‬ ‫أنا رجل أصم ل أسع ‪ ..‬فضل‪ S‬اكتب ما تريد !!‬
‫فتجيبك ‪ :‬لبيك ‪ ..‬أنا قادمة ‪ ..‬وهي تظن أنك ستدعوها‬
‫إل نزهة ‪..‬‬ ‫لة ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬بسرعة ‪ ..‬بسرعة ‪ ..‬الطبخ ‪ ..‬الطبخ ‪ ..‬عندي‬ ‫قال ال تعال ‪" :‬وكان النسان عجول‪ " S‬فانتبه ل‬
‫رجال سيأتون ‪ ..‬ل تتأخري بالغداء ‪ ..‬وانتبهي أثناء‬ ‫تغلب عجلتك تؤدتك ‪..‬‬
‫إعداده ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫‪.89‬قبل نواكم ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬
‫ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك ‪..‬‬
‫الطلبات الكبية تتاج إل تيئة الطلوب منه قبل‬
‫أو تب أمك أو أباك بب ‪..‬‬
‫طلبها ‪ ..‬لئل يسارع إل الرفض ‪..‬‬
‫وقد قرأت ف سية النب الكرم ‪ .. e‬ما يدل على ذلك‬
‫وهذا عام ف الطلبات الشفهية والكتوبة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فلو أردت أن تكتب إل غن تطلب منه حاجة ‪..‬‬
‫كان النب ‪ r‬قد رضع ف صغره قريبا‪ S‬من ديار هوازن ‪..‬‬
‫لناسب أن تكتب قبل حاجتك شيئا‪ S‬من الثناء على‬
‫وكان يرجو أن يسلموا ‪..‬‬
‫جوده وكرمه ومبته للخي ‪ ..‬ث بعد ذلك تكتب‬
‫فبلغه ‪ ..‬أن هوازن قد جعت جوعها ‪ ..‬فخرج إليهم ‪..‬‬
‫حاجتك ‪..‬‬
‫وقاتلهم ‪..‬‬
‫ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك أو – من‬
‫فنصر ال نبيه ‪ r‬عليهم ‪ ..‬فساق الغنائم ‪..‬‬
‫يدري ربا – زوجتك ‪ ..‬يناسب أن تقدم قبلها‬
‫فأقبل بعضهم إل رسول ال ‪ .. r‬وهو نازل بالعرانة ‪..‬‬
‫بقدمة ‪..‬‬
‫وقد قتل من قتل من رجالم ‪ ..‬وجعل رسول ال ‪r‬‬
‫فلو دعوت نفرا‪ S‬من أصدقائك إل مأدبة غداء ‪..‬‬
‫النساء والطفال ف مكان ‪..‬‬
‫وأردت أن تب زوجتك لتعد الطعام وتيئ البيت‬
‫فقام منهم خطيبهم زهي بن صرد فقال ‪:‬‬
‫‪ ..‬لناسب أن تقول قبل ذلك ‪ ..‬بصراحة طعامك‬
‫يا رسول ال إنا ف الظائر من السبايا خالتك ‪..‬‬
‫لذيذ ‪ ..‬جيع أصدقائي يفرحون إذا دعوتم لجل‬
‫وحواضنك ‪ ..‬اللت كن يكفلنك ‪..‬‬
‫أن يأكلوا من عمل يدك ‪ ..‬تصدقي !! لقد أكلت‬
‫ولو أنا ملحنا لبن أب شر ‪ ..‬أو النعمان بن النذر ‪..‬‬
‫ف أرقى الطاعم ‪ ..‬وما ذقت لذة كلذة طعامك‬
‫ث أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك ‪ ..‬رجونا عائدتم‬
‫أبدا‪ .. S‬وبصراحة رأيت البارحة صديقا‪ S‬ل جاء من‬
‫وعطفهم ‪..‬‬
‫سفر ‪ ..‬ومن باب الاملة قلت له تغد معي غدا‪.. S‬‬
‫وأنت رسول ال خي الكفولي ‪ ..‬ث أنشأ يقول ‪:‬‬

‫‪234‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قريش وعهدهم ‪..‬‬ ‫امنن علينا رسول ال ف كرم‬
‫وكان بي هذين اليي دماء وقتال ‪..‬‬ ‫فإنك الرء نرجوه و ننتظر‬
‫واشتدت ضغينة قريش على خزاعة ‪ ..‬لكنهم خافوا أن‬ ‫امنن على نسوة قد كنت ترضعها‬
‫يصيبوهم بشيء فينتصر لم النب ‪.. r‬‬ ‫إذ فوك تلؤه من مضها الدرر‬
‫فلما مضى من هدنة الديبية ‪ ..‬نو السبعة أو الثمانية‬ ‫ل تعلنا كمن شالت نعامته‬
‫عشر شهرا‪.. S‬‬ ‫و استبق منا فإنا معشر زهر‬
‫وثب بنو بكر على خزاعة ‪ ..‬ليل‪ S‬باء يقال له الوتي ‪..‬‬ ‫إنا لنشكر آلء و إن كفرت‬
‫وهو قريب من مكة ‪ ..‬وطلبوا العانة من قريش ‪..‬‬ ‫وعندنا بعد هذا اليوم مدخر‬
‫فقالت قريش ‪ :‬ما يعلم بنا ممد وهذا الليل وما يرانا من‬ ‫وقد أدب ال الؤمني ‪ ..‬فقال ا‪ ":‬يأ ي‪â‬ه ا الذ ين‬
‫أحد ‪..‬‬ ‫اج يذ تا نم الر•س ول ف ق د‪Á‬م وابن ي ي د ي نج و اك م‬
‫آم نا وإ‬
‫فأعانوهم عليهم بالكراع والسلح ‪ ..‬وقاتلوهم معهم ‪..‬‬ ‫صد ق ة" (‪.. )99‬‬
‫ففزعت خزاعة ‪..‬‬ ‫وكانت العرب ‪ ..‬إذا أرادت أن تستنجد بأحد ‪..‬‬
‫وقتل من قتل من رجالم ونسائهم وذراريهم ‪..‬‬ ‫أو تطلب عونه ‪ ..‬أول ما تلجأ إل الكلم‬
‫فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سال ‪ ..‬ما حل بقومه‬ ‫والشعار ‪ ..‬فتحدث ف النفوس مال تفعله‬
‫‪ ..‬ركب بعيه ‪ ..‬وهرب من يد قريش ‪..‬‬ ‫السيوف ‪..‬‬
‫حت قدم على رسول ال ‪ r‬ف الدينة ‪..‬‬ ‫لا أقبل رسول ال ‪ .. r‬يريد العمرة ‪ ..‬خافت‬
‫فدخلها فزعا‪ .. S‬مصابا‪ S‬مكروبا‪.. S‬‬ ‫قريش ‪..‬‬
‫ث أقبل إل السجد ‪ ..‬عليه أثر الطريق ووعثاء السفر ‪..‬‬ ‫وكاد النب ‪ r‬أن يقاتلهم ‪ ..‬لول أنم ‪ ..‬ألوا عليه‬
‫ووقف بي يدي رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪:‬‬ ‫حت كتب بينه وبينهم ‪ ..‬هدنة لدة عشر سنوات‬
‫يا رب إن ناشد ممدا‪S‬‬ ‫‪ ..‬وقف للقتال ‪..‬‬
‫حلف أبيه وأبينا التلدا‬ ‫وكان ف صلح الديبية ‪ ..‬لا كتب ‪ ..‬أنه من شاء‬
‫قدكنتم و ل‪á‬دا‪ S‬وكنا والدا‪S‬‬ ‫من القبائل أن يدخل ف عقد ممد وعهده دخل‬
‫ثت أسلمنا فلم ننزع يدا‬ ‫ومن شاء أن يدخل ف عقد قريش وعهدهم دخل‬
‫فانصر رسول ال نصرا‪ S‬أبدا‬ ‫‪..‬‬
‫وادع عباد ال يأتوا مددا‬ ‫فتواثبت خزاعة وقالوا ‪ :‬نن ندخل ف عقد ممد‬
‫فيهم رسول ال قد تردا‬ ‫وعهده ‪..‬‬
‫إن سيما خسفا‪ S‬وجهه تربدا‬ ‫وتواثبت بنو بكر وقالوا ‪ :‬نن ندخل ف عقد‬
‫ف فيلق كالبحر يري مزبدا‬
‫( ) سورة الادلة ( ‪.. ) 12‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪235‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فانصرفوا راجعي إل ديارهم ‪..‬‬ ‫إن قريشا‪ S‬أخلفوك الوعدا‬
‫فلقوا أبا سفيان بعسفان ‪ ..‬قد بعثته قريش إل رسول ال‬ ‫ونق‪Ç‬ضوا ميثاقك الؤكدا‬
‫‪.. r‬‬ ‫وجعلوا ل ف كداء رصدا‪S‬‬
‫يشد العقد ويزيد ف الدة ‪ ..‬وقد رهبوا أن يكون بلغه ما‬ ‫وزعموا أن لست أدعوأحدا‬
‫فعلوا ‪..‬‬ ‫فهم أذل وأقل عددا‪S‬‬
‫فلما لقي أبو سفيان بديل‪ .. S‬خشي أن يكون أقبل من‬ ‫هم بيتونا بالوتي هجدا‬
‫عند رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪ :‬من أين أقبلت يا بديل ؟‬ ‫وقتلونا ركعا‪ S‬وسجدا‬
‫فقال بديل ‪ :‬سرت ف خزاعة ف هذا الساحل ف بطن‬ ‫فلما سع النب ‪ r‬هذا الكلم ‪ ..‬والشعر ‪ ..‬والنداء‬
‫هذا الوادي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬انتفض ‪ ..‬وغضب ‪..‬‬
‫فسكت أبو سفيان ‪..‬‬ ‫وقال ‪ " :‬نصرت يا عمرو بن سال " ‪..‬‬
‫فلما جاوزه بديل ‪..‬أقبل أبو سفيان إل مبك ناقة بديل ‪..‬‬ ‫ث قام ‪ ..‬مسرعا‪ .. S‬وأمر الناس بالتجهز للخروج‬
‫فأخذ من بعرها ففته بيده ‪ ..‬فرأى فيه نوى التمر ‪ ..‬فعلم‬ ‫للقتال ‪..‬‬
‫أن الناقة كانت بالدينة ‪ ..‬فهم الذين يطعمون دوابم نوى‬ ‫ففزع الناس يتجهزون ‪ ..‬وهم ل يعلمون أين‬
‫التمر ‪ ..‬فقال أبو سفيان ‪ :‬أحلف بال لقد جاء بديل‬ ‫سيكون القتال ‪..‬‬
‫ممدا‪.. S‬‬ ‫وقد خشي ‪ r‬أن يب بوجهته ‪ ..‬فيصل الب إل‬
‫ث مضى أبو سفيان ‪..‬‬ ‫قريش ‪ ..‬وسأل ال أن يعمي على قريش خبه حت‬
‫حت وصل الدينة ‪ ..‬فتوجه إل بيت ابنته أم حبيبة زوج‬ ‫يبغتهم ف بلدهم ‪..‬‬
‫رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ورسول ال ‪ ..r‬قد اشتد غضبه على قريش‬
‫فلما دخل أقبل ليجلس على فراش رسول ال ‪.. r‬‬ ‫ليانتهم ‪ ..‬فكان يتجهز ويقول ‪ :‬كأنكم بأب‬
‫فطوته من تته ‪..‬‬ ‫سفيان قد جاءكم يشد ف العقد ويزيد ف الدة " ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يا بنية ما أدري أرغبت ب عن هذا الفراش ‪ ..‬أو‬ ‫ث أقبل نفر من خزاعة آخرين إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫رغبت به عن ؟‬ ‫فيهم بديل بن ورقاء ‪ ..‬حت قدموا على رسول ال‬
‫فقالت ‪ :‬بل هو فراش رسول ال ‪ r‬وأنت مشرك نس ‪..‬‬ ‫‪.. r‬‬
‫فلم أحب أن تلس على فراشه ‪..‬‬ ‫فأخبوه با أصيب منهم ‪ ..‬ومظاهرة قريش بن‬
‫فعجب منها ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا بنية وال لقد أصابك بعدي‬ ‫بكر عليهم ‪..‬‬
‫شر !‬ ‫فوعدهم النب ‪ r‬بالنصر ‪ ..‬وقال لم ‪ " :‬ارجعوا‬
‫ث مضى أبو سفيان إل رسول ال ‪ .. r‬فقال ‪ :‬يا ممد‬ ‫فتفرقوا ف البلدان " ‪ ..‬وخشي أن تعلم قريش‬
‫اشدد العقد وزدنا ف الدة ‪..‬‬ ‫ببهم معه ‪ ..‬فتقاتلهم ‪ ..‬قبل وصوله إليهم ‪..‬‬

‫‪236‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأنت سيد قريش ‪ ..‬وأكبها ‪ ..‬وأمنعها ‪ ..‬فأجر بي‬ ‫فقال ‪ : r‬ولذلك قدمت ؟ هل كان من حدث‬
‫عشيتك ‪ ..‬وامنع نفسك ‪ ..‬يعن ‪ :‬صح بالناس إن قد‬ ‫قبلكم ؟!‬
‫منعت نفسي ‪..‬ث الق بأرضك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬معاذ ال ! نن على عهدنا وصلحنا يوم‬
‫قال أبو سفيان ‪ :‬أو ترى ذلك يغن عن شيئا‪.. S‬‬ ‫الديبية ل نغي ول نبدل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن هو رأي أراه ‪..‬‬ ‫فسكت عنه النب ‪ .. r‬فكرر عليه أبو سفيان ‪..‬‬
‫فخرج أبو سفيان إل الناس ف الدينة ث صاح ‪..‬‬ ‫ورسول ال ‪ r‬ل ييبه ‪..‬‬
‫أل إن قد أجرت بي الناس ‪ ..‬ول وال ما أظن أن يفرن‬ ‫فخرج من عند رسول ال ‪.. r‬‬
‫أحد ‪..‬‬ ‫وأتى أبا بكر فقال ‪ :‬اشفع ل عند ممد ‪ ..‬أن يدد‬
‫فقام أبو سفيان ف السجد فقال ‪ :‬أيها الناس إن قد‬ ‫العقد ‪ ..‬ويزيد ف الدة ‪ ..‬أو امنعن وقومي ‪..‬‬
‫أجرت بي الناس ‪..‬‬ ‫فقال أبو بكر ‪ :‬جواري ف جوار رسول ال ‪.. r‬‬
‫ث ركب بعيه فانطلق إل مكة ‪..‬‬ ‫ول أمنع أحدا‪ S‬منه ‪ ..‬وأما أنا فوال لو وجدت‬
‫فلما أن قدم على قريش قالوا ‪ :‬ما وراءك ؟‬ ‫الذر تقاتلكم لعنتها عليكم ‪..‬‬
‫هل جئت بكتاب من ممد أو عهد ؟‬ ‫فخرج أبو سفيان ‪ ..‬فأتى عمر بن الطاب فكلمه‬
‫قال ‪ :‬ل وال لقد أب علي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقال عمر بن الطاب ‪ :‬أنا أشفع لكم عند‬
‫وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قوما‪ S‬للك عليهم أطوع‬ ‫رسول ال ‪ r‬؟‬
‫منهم له ‪..‬‬ ‫بل ما كان من حلفنا جديدا‪ S‬فأخلقه ال ‪..‬‬
‫ولقد جئت ممدا‪ S‬فكلمته ‪ ..‬فوال ما رد علي شيئا‪.. S‬‬ ‫وما كان منه مثبتا‪ S‬فقطعه ال ‪..‬‬
‫ث جئت ابن أب قحافة فوال ما وجدت فيه خيا‪.. S‬‬ ‫وما كان منه مقطوعا‪ S‬فل وصله ال !‬
‫ث جئت عمر فوجدته أعدى عدو‪..‬‬ ‫فلما سع أبو سفيان ذلك ‪ ..‬تغي ‪ ..‬فكأنال ط م ‪..‬‬
‫ث جئت عليا‪ S‬فوجدته ألي القوم ‪..‬‬ ‫فخرج أبو سفيان وهو يقول ‪ :‬جزيت من ذي‬
‫وقد أشار علي بأمر صنعته ‪ ..‬فوال ما أدري هل يغن عنا‬ ‫رحم شرا‪.. S‬‬
‫شيئا‪ S‬أم ل ؟‬ ‫فلما يئس ما عندهم دخل على علي ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬
‫قالوا ‪ :‬باذا أمرك ؟‬ ‫يا علي أنت أقربم ب نسبا‪ .. S‬فاشفع ل إل رسول‬
‫قال ‪ :‬أمرن أن أجي بي الناس ففعلت ‪..‬‬ ‫ال ‪.. r‬‬
‫قالوا ‪ :‬هل أجاز ذلك ممد ؟‬ ‫فقال له علي ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنه ليس أحد من‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫أصحاب رسول ال ‪ r‬يفتات على رسول ال ‪r‬‬
‫قالوا ‪ :‬ويك ما زادك الرجل على أن لعب بك ‪ ..‬فما‬ ‫بوار ‪ ..‬أي ل يستطيع أحد منعه عن أحد إن‬
‫يغن عنا ما قلت ‪..‬‬ ‫أراده ‪ ..‬فهو ل ينطق عن الوى ‪..‬‬

‫‪237‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تقدمت فيما مضى من صفحات ‪ ..‬تصلح مع الناس‬ ‫فقال ‪ :‬ل وال ما وجدت غي ذلك ‪..‬‬
‫عموما‪.. S‬‬ ‫فاغتم أبو سفيان ‪ ..‬ودخل على امرأته فحدثها‬
‫لكن مع ذلك يبقى أن بعض الناس مهما مارست معه‬ ‫الديث فقالت ‪:‬‬
‫مهارات ل يتفاعل معك ‪..‬‬ ‫قبحك ال من وافد قوم ! فما جئت بي ‪..‬‬
‫فلو مارست معه مهارة اللمح ‪ ..‬فقلت ‪ :‬ما شاء ال ما‬ ‫ث أقبل رسول ال ‪ .. r‬إل مكة فاتا‪.. S‬‬
‫أجل ثيابك ‪ ..‬كأنك عريس ‪ ..‬وأنت تتوقع منه أن يتبسم‬
‫ويشكرك على لطفك ‪ ..‬فإنه ل يفعل ذلك ‪ ..‬وإنا ينظر‬ ‫‪ ..‬بالشارة يفهم ‪..‬‬
‫إليك شزرا‪ .. S‬ويقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪ ..‬ل تامل ‪ ..‬ل‬ ‫اللقمة الكبية تتاج لضغ جيد قبل ابتلعها‬
‫تستخف دمك ‪ ..‬ونو ذلك من العبارات السامة الت‬
‫‪.90‬ليس مهما‪ S‬أن تنجح دائما‪.. S‬‬
‫تدل على عدم خبته ف التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫كان فهد يشي مع صاحبه ‪ -‬العنيد الكابر ‪ -‬ف‬
‫ومثله الرأة الت قد تارس مع زوجها مهارات ‪ ..‬كمهارة‬
‫صحراء فرأيا سوادا‪ S‬رابضا‪ S‬على التراب ‪ ..‬تفيه‬
‫التفاعل مثل‪ .. S‬فيحكي نكتة باردة ‪ ..‬فتتفاعل معه‬
‫الريح تارة وتظهره تارة ‪..‬‬
‫ضاحكة ‪ ..‬فيقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬ل تغصب نفسك على‬
‫التفت فهد إل صاحبه وسأله ‪ :‬تتوقع ‪ ..‬ما هذا ؟!‬
‫الضحك ؟!!‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه عنز !!‬
‫إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنم ل يثلون‬
‫قال فهد ‪ :‬بل غراب ‪..‬‬
‫التمع ‪..‬‬
‫قال صاحبه ‪ :‬أقول لك ‪ :‬عنز ‪ ..‬يعن عنز ‪..‬‬
‫ولقد جربت هذه الهارات بنفسي ‪ ..‬نعم وال جربتها‬
‫قال فهد ‪ :‬طيب نقترب ونتأكد ‪..‬‬
‫بنفسي فرأيت آثارها ف الناس ‪ ..‬كبارا‪ S‬وصغارا‪.. S‬‬
‫اقتربا ‪ ..‬وجعل يركزان النظر أكثر وأكثر ‪..‬‬
‫بسطاء وأذكياء ‪ ..‬وأصحاب مناصب عليا ‪ ..‬وطلب‬
‫كان واضحا‪ S‬أن الذي أمامهما غراب !!‬
‫عندي ف الكلية ‪ ..‬ومع أولدي ‪ ..‬فرأيت لا أعاجيب ‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وال غراب ‪..‬‬
‫بل جربتها مع متلف الجناس والنسيات ‪ ..‬فرأيت‬
‫هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال ‪ :‬عنـززززز‬
‫آثارها ‪..‬‬
‫سكت فهد ‪ ..‬واقتربا أكثر ‪ ..‬فشعر الغراب‬
‫وال إن لك ناصح ‪..‬‬
‫باقترابما فطااار ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬
‫فصاح فهد ‪ :‬ال أكب ‪ ..‬غراب ‪ ..‬أرأيت غراب‬
‫هل أنت جاد ف التغيي ؟‬
‫‪ ..‬طار ‪..‬فقال صاحبه ‪ :‬عننننـز ‪ ..‬لو طار !!‬
‫‪.91‬كن بطل‪ S‬وابدأ الن‬ ‫لاذا أوردت هذه القصة ؟‬
‫أذكر أن ألقيت دورة ف مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫أوردتا لجل أن أبي ‪ :‬أن هذه الهارات الت‬

‫‪238‬‬
‫ـحـيـاتـك‬ ‫ـتـمـتـع ب‬ ‫س‬ ‫ا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان عبد العزيز من بي الضور ‪ ..‬كان تأثره‬
‫واضحا‪.. S‬‬
‫لحظته يكتب كل شاردة وواردة ‪..‬‬
‫مضت أيام الدورة الثلثة ‪ ..‬وتفرقنا ‪..‬‬
‫بعدها بشهر ألقيت الدورة نفسها مرة أخرى ‪..‬‬
‫فلما نظرت إل الضور ‪ ..‬فإذا عبد العزيز يلس‬
‫ف الصف الول !!‬
‫تلكن العجب !! لاذا يضرها مرة أخرى وهو‬
‫يعلم أن سأعيد الكلم نفسه !‬
‫لا أذن للصلة ‪ ..‬أخذته ومشيت به جانبا‪.. S‬‬
‫وسألته ‪ :‬عبد العزيز ‪ ..‬لاذا تضر مرة أخرى ‪..‬‬
‫وأنت تعلم أن سأعيد الكلم نفسه ‪ !! ..‬والذكرة‬
‫الت بي يديك هي نفسها الذكرة السابقة !!‬
‫والشهادة الت ستحصل عليها هي الشهادة‬
‫نفسها !! يعن لن تستفيد شيئا‪.. S‬‬
‫فقال ل ‪ :‬تصدق !! وال إن أصحاب وزملئي‬
‫يقولون ل ‪ :‬يا عبد العزيز أنت تغيت ف تعاملك‬
‫معنا منذ شهر ‪..‬‬
‫ففكرت ف ذلك فإذا أنا أطبق ما تعلمته من‬
‫مهارات ف الدورة السابقة ‪ ..‬فجئت لحضر‬
‫الدورة مرة أخرى لتأكيد ما تعلمته من مهارات ‪..‬‬
‫إ اذ كنت جادا‪ S‬ف التغيي فكن بطل‪ S‬وابدأ الآآآن‬
‫‪..‬‬

‫‪239‬‬

You might also like