You are on page 1of 159

‫لله ثم‬

‫للتاريخ‬
‫مقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫كنا في جمعية صلح الدين نتحدث عن الحاجة إلللى‬
‫كتللاب مختصللر عللن أصللول الشلليعة الثنللي عشللرية‬
‫شريطة أن يستفيد منه العامللة والخاصللة‪ ،‬وبينمللا كنللا‬
‫نبحث عمن يكتبه من أهل العلللم والختصللاص وصلللنا‬
‫هذا الكتاب "لله‪ ..‬ثم للتاريخ" لمللؤلفه السلليد حسللين‬
‫الموسوي من علماء النجف‪ ،‬وبعد قراءته وجدناه يفي‬
‫بالغرض وزيادة‪.‬‬
‫أما الزيادة التي نعنيها‪ ،‬فهللي مؤلللف الكتللاب الللذي‬
‫يعتبر عالما ً من كبار علمللاء الشلليعة‪ ،‬وبحكللم دراسللته‬
‫وتدريسه في حوزات النجف‪ ،‬فقد كللانت صلللته قويللة‬
‫مللع كبللار علمللاء وآيللات الشلليعة مللن أمثللال‪ :‬كاشللف‬
‫الغطاء‪ ،‬والخوئي‪ ،‬والصدر‪ ،‬والخميني‪ ،‬وعبللد الحسللين‬
‫شرف الدين الذي كان يتردد على النجف‪ ،‬وفضل ً عن‬
‫هذا وذاك فقلد كلان واللد المؤللف عالملا ً ملن علملاء‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫تحدث المؤلف فللي كتللابه عللن غللرائب تجللاربه مللع‬
‫مراجع الشيعة بأسلوب شيق ومختصر‪ ،‬وبعد ذكللر مللا‬

‫‪5‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللرد‬ ‫الئمة‬
‫منهم كللان ي‬ ‫كان يحدث له معهم كلهم أو مع واحد‬
‫قراءه إلى أمهات كتبهم الللتي تنللص علللى مشللروعية‬
‫هذا الفعل القبيح‪.‬‬
‫وكل من يتناول هذا الكتاب بالقراءة المتأنية سوف‬
‫يلمللس صللدق المؤلللف ]ول نزكللي علللى الللله أحللدًا[‪،‬‬
‫واختلف طريقته عن طريقة من سبقه من المللؤلفين‬
‫الشيعة الذين نقدوا بعض أصول مذهبهم‪.‬‬
‫جللزى الللله المؤلللف كللل خيللر علللى هللذا الكتللاب‬
‫النفيس‪ ،‬وأبعد عنه شرور الحاقدين الموتللورين‪ ،‬فقللد‬
‫سمعنا أنلهم يتربصون به الدوائر ولهذا فإنه لللم يللذكر‬
‫اسمه الصحيح‪ ،‬خوفا ً من أن يكتشف أمره ويحصل له‬
‫مللا ل يحمللد عقبللاه]انظللر )ص ‪ (91‬مللن الكتللاب[‪ ،‬والللله‬
‫نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬

‫جمعية صلح‬
‫الدين الخيرية‬
‫‪ 14‬صفر ‪1422‬‬

‫‪6‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا‬


‫الميللن‪ ،‬وآللله الطيللبين الطللاهرين‪ ،‬والتللابعين لهللم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإن المسلم يعلم أن الحياة تنتهي بللالموت‪،‬‬
‫ثم يتقرر المصير‪ :‬إما إلى الجنة وإما إلى النار‪ ،‬ول شك‬
‫أن المسلم حريص على أن يكون من أهل الجنة‪ ،‬لذا ل‬
‫بد أن يعمل على إرضاء ربه جللل وعل‪ ،‬وأن يبتعللد عللن‬
‫كل ما نلهى عنه‪ ،‬مما يوقع النسان في غضب اللله ثلم‬
‫في عقابه‪ ،‬ولهذا نرى المسلم يحرص على طاعللة ربلله‬
‫وسلوك كل ما يقربه إليه‪ ،‬وهذا دأب المسلم من عوام‬
‫الناس‪ ،‬فكيف إذا كان من خواصهم؟‪.‬‬
‫إن الحياة كما هو معلوم فيها سبل كثيرة ومغريللات‬
‫وفيرة‪ ،‬والعاقل من سلك السبيل الذي ينتهي به إلللى‬
‫الجنة وإن كان صعبًا‪ ،‬وأن يترك السللبيل الللذي ينتهللي‬
‫به إلى النار وإن كان سهل ً ميسورًا‪.‬‬
‫هذه رواية صيغت على شكل بحث‪ ،‬قلتهللا بلسللاني‪،‬‬
‫وقيدتلها ببناني قصدت بلها وجه الله ونفع إخللواني مللا‬
‫دمت حيا ً قبل أن ُأدرج في أكفاني‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫ظللل‬ ‫ولدت في كربلء‪ ،‬ونشأت في بيئةالئمة‬
‫شيعية فللي‬
‫والدي المتدين‪.‬‬
‫درست في مدارس المدينة حتى صرت شابا ً يافعًا‪،‬‬
‫فبعللث بللي والللدي إلللى الحللوزة العلميللة النجفيللة أم‬
‫الحوزات في العالم لنلللهل مللن علللم فحللول العلمللاء‬
‫ومشللاهيرهم فللي هللذا العصللر أمثللال سللماحة المللام‬
‫مد آل الحسين كاشف الغطاء‪.‬‬‫السيد مح ّ‬
‫درسنا في النجف في مدرسللتها العلميللة العليللة‪،‬‬
‫وكللانت المنيللة أن يللأتي اليللوم الللذي أصللبح فيلله‬
‫مرجعا ً دينيا ً أتبوأ فيه زعامة الحوزة‪ ،‬وأخللدم دينللي‬
‫وأمتي وأنلهض بالمسلمين‪.‬‬
‫وكنت أطمح أن أرى المسلمين أمة واحدة‪ ،‬وشللعبا ً‬
‫واحدًا‪ ،‬يقودهم إمام واحد‪ ،‬في الوقت عينلله أرى دول‬
‫الكفللر تتحطللم وتتهلاوى صلروحها أملام أملة السلللم‬
‫هللذه‪ ،‬وهنللاك أمنيللات كللثيرة ممللا يتمناهللا كللل شللاب‬
‫مسلم غيور‪ ،‬وكنت أتساءل‪:‬‬
‫مللا الللذي أدى بنللا إلللى هللذه الحللال المزريللة مللن‬
‫التخلف والتمزق والتفرق؟!‬
‫وأتساءل عن أشياء أخرى كثيرة تمر فللي خللاطري‪،‬‬
‫كما تمر في خللاطر كللل شللاب مسلللم‪ ،‬ولكللن ل أجللد‬
‫لهذه السئلة جوابًا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫ويسللر الللله تعللالى لللي اللتحللاق بالدراسللة وطلللب‬
‫ي نصوص‬ ‫العلم‪ ،‬وخلل سنوات الدراسة كانت ترد عل ّ‬
‫تستوقفني‪ ،‬وقضللايا تشللغل بللالي‪ ،‬وحللوادث تحيرنللي‪،‬‬
‫ولكن كنت أتلللهم نفسللي بسلوء الفهللم وقلللة الدراك‪،‬‬
‫وحاولت مرة أن أطرح شيئا ً من ذلك على أحد السادة‬
‫من أساتذة الحوزة العلمية‪ ،‬وكان الرجل ذكيا ً إذ عرف‬
‫ي هذه السئلة‪ ،‬فأراد أن يجهز عليها فللي‬ ‫كيف يعالج ف ّ‬
‫مهدها بكلمات يسيرة‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫ماذا تدرس في الحوزة؟‬
‫قلت له‪ :‬مذهب أهل البيت طبعا ً‬
‫فقال لي‪ :‬هل تشك في مذهب أهل البيت؟!‬
‫فأجبته بقوة‪ :‬معاذ الله‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت مللن‬
‫أتباع أهل البيت )عليهم السلم( وأهل البيت تلقللوا عللن‬
‫مد صلللى الللله عليلله وآللله‪ ،‬ومحمللد تلقللى مللن الللله‬
‫مح ّ‬
‫تعالى‪.‬‬
‫سكت قليل ً حتى ارتاحت نفسي‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬بللارك‬
‫الله فيك شفيتني من هذه الوساوس‪.‬‬
‫ي تلللك السللئلة‬‫ثم عدت إلى دراسللتي‪ ،‬وعللادت إل ل ّ‬
‫والستفسارات‪ ،‬وكلما تقللدمت فللي الدراسللة ازدادت‬
‫السئلة وكثرت القضايا والمؤاخذات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللت‬
‫الئمةللتى حصل‬
‫المهم أنللي أنلللهيت الدراسللة بتفللوق ح‬
‫على إجازتي العلمية في نيل درجة الجتهاد من أوحللد‬
‫مللد الحسللين آل كاشللف‬ ‫زمللانه سللماحة العميللد مح ّ‬
‫الغطاء زعيم الحوزة‪ ،‬وعند ذلك بدأت أفكر جديا ً فللي‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬فنحن ندرس مذهب أهل البيت‪ ،‬ولكللن‬
‫أجللد فيمللا ندرسلله مطللاعن فللي أهللل الللبيت )عليهللم‬
‫السلم( ندرس أمور الشريعة لنعبلد اللله بللها‪ ،‬ولكلن‬
‫فيها نصوصا ً صريحة في الكفر بالله تعالى‪.‬‬
‫أي ربي ما هذا الذي ندرسه؟! أيمكللن أن يكللون هللذا‬
‫هو مذهب أهل البيت حقًا؟!‬
‫إن هذا يسبب انفصاما ً في شخصية المرء‪ ،‬إذ كيللف‬
‫يعبد الله وهو يكفر به؟‬
‫كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه وآلله‪ ،‬وهلو‬
‫يطعن به؟!‬
‫كيف يتبع أهل البيت ويحبهم ويدرس مذهبهم‪ ،‬وهللو‬
‫يسبهم ويشتمهم؟!‬
‫رحماك ربي ولطفك بللي‪ ،‬إن لللم تللدركني برحمتللك‬
‫لكونن من الضالين بل من الخاسرين‪ .‬وأعود وأسللأل‬
‫نفسي‪ :‬ما موقف هؤلء السللادة والئمللة وكللل الللذين‬
‫تقدموا من فحول العلماء‪ ،‬ما موقفهم مللن هللذا؟ أمللا‬
‫كانوا يرون هللذا الللذي أرى؟ أمللا كللانوا يدرسللون هللذا‬
‫الذي درست؟‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫بل إن الكثير من هللذه الكتللب هللي مؤلفاتلللهم‬ ‫بلى‪،‬‬
‫هم‪ ،‬وفيها ما سطرته أقلمهم‪ ،‬فكان هذا يدمي قلللبي‬
‫ويزيده ألما ً وحسرة‪.‬‬
‫وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همللومي وأبللث‬
‫أحزاني‪ ،‬فاهتديت أخيرا ً إلى فكرة طيبة وهي دراسللة‬
‫شاملة أعيد فيها النظر فللي مللادتي العلميللة‪ ،‬فقللرأت‬
‫كل ما وقفت عليه من المصادر المعتللبرة وحللتى غيللر‬
‫المعتبرة‪ ،‬بل قرأت كل كتاب وقللع فللي يللدي‪ ،‬فكللانت‬
‫تستوقفني فقللرات ونصللوص كنللت أشللعر بحاجللة لن‬
‫أعلق عليها‪ ،‬فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليهللا‬
‫بما يجول في نفسي‪ ،‬فلما انتهيت من قراءة المصادر‬
‫المعتبرة‪ ،‬وجدت عندي أكداسا ً من قصاصللات الللورق‬
‫فاحتفظت بلها عسى أن يللأتي يللوم يقضللي الللله فيلله‬
‫أمرا ً كان مفعو ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وبقيللت علقللاتي حسللنة مللع كللل المراجللع الدينيللة‬
‫والعلمللاء والسللادة الللذين قللابلتهم‪ ،‬وكنللت أخللالطهم‬
‫لصل إلى نتيجللة تعيننللي إذا مللا اتخللذت يوم لا ً القللرار‬
‫الصعب‪ ،‬فللوقفت علللى الكللثير حللتى صللارت قنللاعتي‬
‫تامة في اتخللاذ القللرار الصللعب‪ ،‬ولكنللي كنللت انتظللر‬
‫الفرصة المناسبة‪ .‬وكنت أنظللر إلللى صللديقي العلمللة‬
‫السيد موسى الموسوي فأراه مثل ً طيبا ً عنللدما أعلللن‬
‫رفضه للنحللراف الللذي طللرأ علللى المنهللج الشلليعي‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللدر‬ ‫الئمة‬
‫لج‪ .‬ثللم ص‬‫ومحاولته الجادة في تصللحيح هللذا المنهل‬
‫كتاب الخ السيد أحمد الكاتب )تطور الفكر الشلليعي(‬
‫وبعد أن طالعته وجدت أن دوري قللد حللان فللي قللول‬
‫الحللق وتبصللير إخللواني المخللدوعين‪ ،‬فإننللا كعلمللاء‬
‫مسؤولون عنهم يوم القيامة فل بد لنللا مللن تبصلليرهم‬
‫بالحق وإن كان مرًا‪.‬‬
‫ولعلللل أسللللوبي يختللللف علللن أسللللوب السللليدين‬
‫الموسوي والكللاتب فللي طللرح نتاجاتنللا العلميللة‪ ،‬وهللذا‬
‫بسبب ما توصل إليه كللل منللا مللن خلل دراسللته الللتي‬
‫قام بلها‪.‬‬
‫ولعل السيدين المذكورين فللي ظللرف يختلللف عللن‬
‫ظرفي‪ ،‬ذلك أن كل ً منهمللا قللد غلادر العللراق واسلتقر‬
‫في دولة من دول الغرب‪ ،‬وبدأ العمل من هناك‪.‬‬
‫أما أنا فما زلت داخل العراق وفي النجللف بالللذات‪،‬‬
‫والمكانللات المتللوافرة لللدي ل ترقللى إلللى إمكانللات‬
‫السلليدين المللذكورين‪ ،‬لنللي وبعللد تفكيللر طويللل فللي‬
‫البقاء أو المغادرة‪ ،‬قررت البقللاء والعمللل هنللا صللابرا ً‬
‫محتسبا ً ذلك عند الله تعالى‪ ،‬وأنا على يقين أن هنللاك‬
‫الكللثير مللن السللادة ممللن يشللعرون بتللأنيب الضللمير‬
‫لسكوتلللهم ورضللاهم ممللا يرونلله ويشللاهدونه‪ ،‬وممللا‬
‫يقرأونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم‪ ،‬فأسأل‬
‫الله تعالى أن يجعللل كتللابي حللافزا ً لهللم فللي مراجعللة‬
‫‪12‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق‪ ،‬فللإن‬
‫العمر قصير والحجة قائمة عليهم‪ ،‬فلم يبللق لهللم بعللد‬
‫ذلك من عذر‪.‬‬
‫وهناك بعض السللادة ممللن تربطنللي بلللهم علقللات‬
‫استجابوا لللدعوتي لهللم ‪ -‬والحمللد لللله ‪ -‬فقللد اطلعللوا‬
‫على هذه الحقائق التي توصلت إليها وبدؤوا هم أيض لا ً‬
‫بدعوة الخرين فنسأل الللله تعللالى أن يوفقنللا وإيللاهم‬
‫لتبصلللير النلللاس بالحقيقلللة‪ ،‬وتحلللذيرهم ملللن مغبلللة‬
‫النجراف في الباطل‪ ،‬إنه أكرم مسؤول‪.‬‬
‫وإني لعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب‬
‫والتلهامات الباطلة‪ ،‬وهذا ل يضرني‪ ،‬فإني قد وضعت‬
‫هذا كله في حسابي‪ ،‬وسيتهمونني بالعمالة لسللرائيل‬
‫أو أمريكللا‪ ،‬أو يتهمللونني أنللي بعللت دينللي وضللميري‬
‫بعرض من الللدنيا‪ ،‬وهللذا ليلس ببعيلد ول بغريلب‪ ،‬فقلد‬
‫اتلهموا صديقنا العلمة السيد موسللى الموسللوي بمثللل‬
‫هذا‪ ،‬حتى قال السيد علي الغروي‪ :‬إن ملللك السللعودية‬
‫فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسلوي بلامرأة‬
‫جميلة من آل سعود وبتحسين وضللعه المللادي‪ ،‬فوضللع‬
‫للله مبلغ لا ً محترم لا ً فللي أحللد البنللوك المريكيللة لقللاء‬
‫انخراطه في مذهب الوهابيين!!‪.‬‬
‫فإذا كان هذا نصيب الدكتور الموسوي مللن الكللذب‬
‫والفتراء والشللاعات الرخيصللة‪ ،‬فمللا هللو نصلليبي أنللا‬
‫‪13‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلللي‬ ‫الئمة‬
‫يبحثلللون عن‬ ‫وملللاذا سيشللليعون عنلللي؟! ولعلهلللم‬
‫ليقتلوني كما قتلوا قبلي من صدع بالحق‪ ،‬فقللد قتلللوا‬
‫نجل مولنا الراحل آية الله العظمى المام السيد أبي‬
‫الحسن الصفهاني أكبر أئمة الشلليعة مللن بعللد عصللر‬
‫الغيبة الكبرى وإلللى اليللوم‪ ،‬وسلليد علمللاء الشلليعة بل‬
‫منازع عندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات‬
‫التي دخلت عليه‪ ،‬فلم يللرق لهللم ذلللك‪ ،‬فللذبحوا نجللله‬
‫كما يذبح الكبش ليصدوا هذا المللام عللن منهجلله فللي‬
‫تصحيح النحراف الشيعي‪ ،‬كما قتلوا قبله السيد أحمد‬
‫الكسروي عندما أعلن براءته من هذا النحراف‪ ،‬وأراد‬
‫أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إربا ً إربًا‪.‬‬
‫وهناك الكثيرون ممن انتهوا إلى مثللل هللذه النهايللة‬
‫جراء رفضهم تلك العقللائد الباطلللة الللتي دخلللت إلللى‬
‫التشلليع‪ ،‬فليللس بغريللب إذا مللا أرادوا لللي مثللل هللذا‬
‫المصير‪.‬‬
‫إن هذا كللله ل يهمنللي‪ ،‬وحسللبي أنللي أقللول الحللق‪،‬‬
‫وأنصح إخواني وأذكرهم وألفت نظرهم إلى الحقيقللة‪،‬‬
‫ولو كنت أريد شيئا ً من متاع الحياة الدنيا فللإن المتعللة‬
‫والخمس كفيلن بتحقيق ذلك لي‪ ،‬كما يفعل الخللرون‬
‫حتى صاروا هللم أثريللاء البلللد وبعضللهم يركللب أفضللل‬
‫أنواع السيارات بأحدث موديلتلها‪ ،‬ولكني والحمد لللله‬
‫أعرضت عن هذا كللله منللذ أن عرفللت الحقيقللة‪ ،‬وأنللا‬

‫‪14‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫أكسللب رزقللي ورزق عللائلتي بالعمللال التجاريللة‬ ‫الن‬
‫الشريفة‪.‬‬
‫لقد تنللاولت فللي هللذا الكتللاب موضللوعات محللددة‪،‬‬
‫ليقف إخواني كلهم على الحقيقة‪ ،‬حتى ل تبقى هنللاك‬
‫غشاوة على بصر أي فرد كان منهم‪.‬‬
‫وفي النية تأليف كتب أخرى تتعلق بموضوعات غير‬
‫هذه‪ ،‬ليكون المسلللمون جميع لا ً علللى بينللة‪ ،‬فل يبقللى‬
‫عذرا ً لغافل أو حجة لجاهل‪.‬‬
‫وأنا على يقين أن كتلابي هلذا سليلقى القبلول عنلد‬
‫طلب الحق ‪ -‬وهللم كللثيرون والحمللد لللله ‪ -‬وأمللا مللن‬
‫فضل البقاء فللي الضللللة ‪-‬لئل يخسللر مركللزه فتضلليع‬
‫منلله المتعللة والخمللس‪ -‬مللن )أولئك( الللذين لبسللوا‬
‫العمللائم وركبللوا عجلت )المرسلليدس( و)السللوبر(‬
‫فهؤلء ليس لنا معهلم كلم‪ ،‬واللله حسليبهم عللى ملا‬
‫اقترفوا ويقترفون في يوم ل ينفع فيه مللال ول بنللون‪،‬‬
‫إل من أتى الله بقلب سليم‪.‬‬
‫والحمد لله الذي هدانا لهذا‪ ،‬وما كنا لنهتدي لللول أن‬
‫هدانا الله‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫عبد الله بن سبأ‬
‫إن الشائع عندنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬أن عبللد الللله بللن‬
‫سبأ شخصية وهمية ل حقيقة لها‪ ،‬اخترعها أهل السنة‬
‫من أجل الطعن بالشلليعة ومعتقداتلللهم‪ ،‬فنسللبوا إليلله‬
‫تأسيس التشلليع‪ ،‬ليصللدوا النللاس عنهللم وعللن ملذهب‬
‫أهل البيت‪.‬‬
‫مللد الحسللين آل كاشللف الغطللاء‬ ‫وسألت السيد مح ّ‬
‫عن ابن سبأ فقال‪:‬‬
‫إن ابن سللبأ خرافللة وضللعها المويللون والعباسلليون‬
‫حقدا ً علللى آل الللبيت الطهللار‪ ،‬فينبغللي للعاقللل أن ل‬
‫يشغل نفسه بلهذه الشخصية‪.‬‬
‫ولكني وجدت في كتللابه المعللروف )أصللل الشلليعة‬
‫وأصلللولها( ص ‪ 41-40‬ملللا يلللدل عللللى وجلللود هلللذه‬
‫الشخصية وثبوتلها حيث قال‪" :‬أما عبللد الللله بللن سللبأ‬
‫الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة بلله‪ ،‬فهللذه‬
‫كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه‪."..‬‬
‫ول شك أن هذا تصريح بوجود هذه الشخصية‪ ،‬فلمللا‬
‫راجعته فللي ذلللك قللال‪ :‬إنللا قلنللا هللذا تقيللة‪ ،‬فالكتللاب‬
‫المذكور مقصود به أهللل السللنة‪ ،‬ولهللذا اتبعلت قلولي‬
‫المذكور بقولي بعده‪" :‬على أنه ليس مللن البعيللد رأي‬

‫‪16‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫القائل أن عبد الللله بللن سللبأ )وأمثللاله( كلهللا أحللاديث‬
‫خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر المجوف"‪.‬‬
‫وقد ألف السيد مرتضى العسكري كتابه )عبللد الللله‬
‫بن سبأ وأساطير أخرى( أنكر فيه وجود شخصية ابللن‬
‫مللد جللواد مغنيللة فللي‬ ‫سبأ‪ ،‬كما أنكرها أيضا ً السيد مح ّ‬
‫تقديمه لكتاب السيد العسكري المذكور‪.‬‬
‫وعبد الله بن سبأ هو أحد السللباب الللتي ينقللم ملن‬
‫أجلهللا أغلللب الشلليعة علللى أهللل السللنة‪ .‬ول شللك أن‬
‫الذين تحدثوا عن ابن سبأ من أهل السللنة ل يحصللون‬
‫كللثرة ولكللن ل يعللول الشلليعة عليهللم لجللل الخلف‬
‫معهم‪.‬‬
‫بيد أننللا إذا قرأنللا كتبنللا المعتللبرة نجللد أن ابللن سللبأ‬
‫شخصية حقيقية وإن أنكرها علماؤنا أو بعضهم‪ .‬وإليك‬
‫البيان‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أبي جعفر ‪) :‬أن عبد الللله بللن سللبأ كللان‬
‫يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله ‪-‬تعللالى‬
‫عن ذلك‪ -‬فبلغ ذلك أمير المللؤمنين ‪ ‬فللدعاه وسللأله‬
‫فأقر بذلك وقال‪ :‬نعم أنت هو‪ ،‬وقد كان قد ألقى فللي‬
‫روعي أنت الله وأني نبي‪ ،‬فقللال أميللر المللؤمنين ‪:‬‬
‫ويلك قد سخر منك الشيطان‪ ،‬فارجع عن هللذا ثكلتللك‬
‫أمك وتب‪ ،‬فأبى‪ ،‬فحبسلله‪ ،‬واسللتتابه ثلثللة أيللام‪ ،‬فلللم‬

‫‪17‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫لتهواه‪،‬‬ ‫الئمة‬
‫ليطان اسل‬
‫يتب‪ ،‬فللأحرقه بالنللار وقللال‪" :‬إن الشل‬
‫فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك"(‪.‬‬
‫وعن أبي عبد الله أنه قال‪) :‬لعن الله عبد الللله بللن‬
‫سبأ‪ ،‬إنه ادعى الربوبية في أمير المللؤمنين ‪ ،‬وكللان‬
‫والله أمير المؤمنين ‪ ‬عبدا ً لللله طائع لًا‪ ،‬الويللل لمللن‬
‫كذب علينا‪ ،‬وإن قوملا ً يقولللون فينللا مللا ل نقللوله فللي‬
‫أنفسلنا نلبرأ إللى اللله منهلم‪ ،‬نلبرأ إللى اللله منهلم(‪،‬‬
‫)معرفللة أخبللار الرجللال( للكشللي )‪ ،(71-70‬وهنللاك‬
‫روايات أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال المامقاني‪) :‬عبد الله بن سبأ الللذي رجللع‬
‫إلى الكفر وأظهر الغلو( وقال‪) :‬غللال ملعللون‪ ،‬حرقلله‬
‫أمير المؤمنين ‪ ‬بالنار‪ ،‬وكان يزعم أن عليا ً إله‪ ،‬وأنه‬
‫نللبي( )تنقيللح المقللال فللي علللم الرجللال(‪،2/183) ،‬‬
‫‪.(184‬‬
‫‪ -3‬وقال النوبخللتي‪) :‬السللبئية قللالوا بإمامللة علللي‬
‫وأنلها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبللد الللله‬
‫بن سبأ‪ ،‬وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر‬
‫وعثمللان والصللحابة وتللبرأ منهللم وقللال‪" :‬إن علي لا ً ‪‬‬
‫ي فسأله عن قللوله هللذا‪ ،‬فللأقر‬ ‫أمره بذلك" فأخذه عل ّ‬
‫به فأمر بقتله فصلاح النللاس إليلله‪ :‬يلا أميللر الملؤمنين‬
‫أتقتل رجل ً يدعو إلى حبكم أهللل الللبيت وإلللى وليتللك‬
‫والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ جماعة من أهل العلم أن عبد الللله بللن سللبأ‬
‫وحكى‬
‫كان يهوديا ً فأسلم ووالى عليا ً وكان يقللول وهللو علللى‬
‫يهوديته في يوشع بن نون بعللد موسللى عليلله السلللم‬
‫بلهذه المقالة‪ ،‬فقال فللي إسلللمه فللي علللي بللن أبللي‬
‫طالب بمثل ذلك‪ ،‬وهو أول مللن شللهر القللول بفللرض‬
‫إمامة علي ‪ ‬وأظهر البراءة من أعدائه ‪ ..‬فمللن هنللا‬
‫قال من خالف الشيعة‪ :‬إن أصل الرفللض مللأخوذ مللن‬
‫اليهودية( )فرق الشيعة(‪.(44-32) ،‬‬
‫‪ -4‬وقال سعد بن عبد الله الشللعري القمللي فللي‬
‫معرض كلمه عن السبئية‪) :‬السبئية أصحاب عبد الللله‬
‫بن سبأ‪ ،‬وهو عبد الله بللن وهللب الراسللبي الهمللداني‪،‬‬
‫وساعده على ذلك عبد الله بللن خرسللي وابللن اسللود‬
‫وهما من أجل أصحابه‪ ،‬وكان أول مللن أظهللر الطعللن‬
‫على أبي بكر وعمر وعثمللان والصللحابة وتللبرأ منهللم(‬
‫)المقالت والفرق(‪.(20) ،‬‬
‫‪ -5‬وقال الصدوق‪:‬‬
‫وقللال أميللر المللؤمنين ‪) :‬إذا فللرغ أحللدكم مللن‬
‫الصلة فليرفع يديه إلى السماء وينصللب فللي الللدعاء‪،‬‬
‫فقال ابن سبأ‪ :‬يا أمير المؤمنين أليس الله عللز وجللل‬
‫بكلل مكلان؟ قلال‪ :‬بللى‪ ،‬قلال‪ :‬فللم يرفلع يلديه إللى‬
‫السماء؟‬
‫مللا‬ ‫ماِء رِْزقُك ُل ْ‬
‫م وَ َ‬ ‫فقللال‪ :‬أو مللا تقللرأ‪ :‬وَفِللي ال ّ‬
‫سل َ‬
‫ن‪] ‬الذاريات‪ ،[22:‬فمن أين يطلب الللرزق إل‬ ‫دو َ‬
‫ُتوع َ ُ‬
‫‪19‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫وجللل‬ ‫الئمةله عللز‬
‫موضعه؟ وموضللعه ‪-‬الللرزق‪ -‬مللا وعللد اللل‬
‫السماء( )من ل يحضره الفقيه( )‪.(1/229‬‬
‫‪ -6‬وذكر ابن أبي الحديد أن عبد الله بن سللبأ قللام‬
‫إلى علي وهو يخطللب فقللال للله‪) :‬أنللت أنللت‪ ،‬وجعللل‬
‫يكررها‪ ،‬فقال له ‪-‬علللي‪ -‬ويلللك مللن أنللا‪ ،‬فقللال‪ :‬أنللت‬
‫الله‪ ،‬فأمر بأخذه وأخللذ قللوم كللانوا معلله علللى رأيلله(‪،‬‬
‫شرح نلهج البلغة )‪.(5/5‬‬
‫‪ -7‬وقال السيد نعمة الله الجزائري‪:‬‬
‫)قال عبد الله بللن سللبأ لعلللي ‪ :‬أنللت الللله حق لًا‪،‬‬
‫فنفاه عللي ‪ ‬إللى الملدائن‪ ،‬وقيلل أنله كلان يهوديلا ً‬
‫فأسلم‪ ،‬وكان في اليهودية يقول فللي يوشللع بللن نللون‬
‫وفي موسى مثل ما قال في علي( )النوار النعمانية(‬
‫)‪.(2/234‬‬
‫فهذه سبعة نصللوص مللن مصللادر معتللبرة ومتنوعللة‬
‫بعضها في الرجال وبعضها في الفقه والفللرق‪ ،‬وتركنللا‬
‫النقل عن مصادر كللثيرة لئل نطيللل كلهللا تثبللت وجللود‬
‫شخصية اسمها عبد الله بن سبأ‪ ،‬فل يمكننا بعللد نفللي‬
‫وجودها خصوصا ً وإن أمير المؤمنين ‪ ‬قد أنزل بللابن‬
‫سبأ عقابا ً على قوله فيه بأنه إله‪ ،‬وهذا يعني أن أميللر‬
‫المؤمنين ‪ ‬قد التقى عبد الله بن سللبأ وكفللى بللأمير‬
‫المؤمنين حجة فل يمكن بعد ذلك إنكار وجوده‪.‬‬
‫نستفيد من النصوص المتقدمة ما يأتي‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫‪ -1‬إثبات وجللود شخصللية ابللن سللبأ ووجللود فرقللة‬
‫تناصره وتنادي بقوله‪ ،‬وهذه الفرقة تعرف بالسبئية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ابن سلبأ هللذا كللان يهوديلا ً فلأظهر السللم‪،‬‬
‫وهو وإن أظهر السلم إل أن الحقيقة أنلله بقللي علللى‬
‫يهوديته‪ ،‬وأخذ يبث سمومه من خلل ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬إنه هو الذي أظهر الطعن في أبللي بكللر وعمللر‬
‫وعثمان والصحابة‪ ،‬وكان أول من قال بذلك‪ ،‬وهو أول‬
‫من قال بإمامة أمير المؤمنين ‪ ،‬وهو الذي قال بأنه‬
‫‪ ‬وصى النبي صلى الله عليلله وآللله‪ ،‬وأنلله نقللل هللذا‬
‫القول عن اليهودية‪ ،‬وأنه ما قللال هللذا إل محبللة لهللل‬
‫الللبيت ودعللوة للوليتهم‪ ،‬والتلبرؤ ملن أعللدائهم ‪-‬وهلم‬
‫الصحابة ومن ولهم بزعمه‪.-‬‬
‫إذن شخصللية عبللد الللله بللن سللبأ حقيقللة ل يمكللن‬
‫تجاهلها أو إنكارها‪ ،‬ولهذا ورد التنصلليص عليهللا وعلللى‬
‫وجودها في كتبنا ومصادرنا المعتبرة‪ ،‬وللستزادة فللي‬
‫معرفة هذه الشخصية‪ ،‬انظر المصادر التية‪:‬‬
‫الغارات للثقفي‪ ،‬رجال الطوسللي‪ ،‬الرجللال للحلللي‪،‬‬
‫قاموس الرجال للتسللتري‪ ،‬دائرة المعللارف المسللماة‬
‫بمقتبللس الثللر للعلمللي الحللائري‪ ،‬الكنللى واللقللاب‬
‫لعبللاس القمللي‪ ،‬حللل الشللكال لحمللد بللن طللاووس‬
‫المتللوفى سللنة )‪ ،(673‬الرجللال لبللن داود‪ ،‬التحريللر‬
‫للطاووسللي‪ ،‬مجمللع الرجللال للقهبللائي‪ ،‬نقللد الرجللال‬
‫‪21‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫لاقب‬ ‫للتفرشي‪ ،‬جامع الللرواة للمقدسللي الئمة‬
‫الردبيلللي منل‬
‫آل أبي طالب لبن شهر أشوب‪ ،‬مرآة النللوار لمحمللد‬
‫بن طاهر العاملي‪ ،‬فهذه على سبيل المثال ل الحصللر‬
‫أكثر من عشرين مصدرا ً من مصادرنا تنص كلها علللى‬
‫وجود ابن سبأ‪ ،‬فالعجب كل العجب من فقهائنا أمثللال‬
‫مللد جللواد مغنيللة‬
‫المرتضللى العسللكري والسلليد مح ّ‬
‫وغيرهما في نفي وجود هللذه الشخصللية‪ ،‬ول شللك أن‬
‫قولهم ليس فيه شيء من الصحة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫الحقيقة في انتساب الشيعة لهل البيت‬
‫إن مللن الشللائع عنللدنا معاشللر الشلليعة‪ ،‬اختصاصللنا‬
‫بأهل البيت‪ ،‬فالمذهب الشيعي كله قللائم علللى محبللة‬
‫أهل البيت ‪-‬حسب رأينا‪ -‬إذ الولء والللبراء مللع العامللة‬
‫‪-‬وهم أهل السلنة‪ -‬بسلبب أهلل اللبيت‪ ،‬واللبراءة ملن‬
‫الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الثلثللة وعائشللة بنللت‬
‫أبي بكر بسبب الموقف من أهل البيت‪ ،‬والراسخ في‬
‫عقللول الشلليعة جميع لا ً صللغيرهم وكللبيرهم‪ ،‬عللالمهم‬
‫وجاهلهم‪ ،‬ذكرهللم وأنثللاهم‪ ،‬أن الصللحابة ظلمللوا أهللل‬
‫البيت‪ ،‬وسفكوا دماءهم واستباحوا حرماتلهم‪.‬‬
‫وإن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء‪ ،‬ولللذلك ل‬
‫يتردد أحدنا في تسميتهم بالنواصلب‪ ،‬ونسلتذكر دائملا ً‬
‫دم الحسين الشللهيد ‪ ،‬ولكللن كتبنللا المعتللبرة عنللدنا‬
‫تبين لنا الحقيقة‪ ،‬إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت صلللوات‬
‫الله عليهم من شيعتهم‪ ،‬وتللذكر لنللا مللا فعللله الشلليعة‬
‫الوائل بأهل البيت‪ ،‬وتذكر لنا مللن الللذي سللفك دمللاء‬
‫أهللل الللبيت عليهللم السلللم‪ ،‬ومللن الللذي تسللبب فللي‬
‫مقتلهم واستباحة حرماتلهم‪.‬‬
‫قللال أميللر المللؤمنين ‪) :‬لللو ميللزت شلليعتي لمللا‬
‫وجدتلهم إل واصللفة‪ ،‬ولللو امتحنتهللم لمللا وجدتلللهم إل‬

‫‪23‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫واحللد(‬ ‫الئمة‬
‫اللللف‬ ‫مرتدين‪ ،‬ولو تمحصتهم لمللا خلللص مللن‬
‫)الكافي‪/‬الروضة ‪.(8/338‬‬
‫وقال أمير المؤمنين ‪:‬‬
‫)يا أشباه الرجال ول رجال‪ ،‬حلوم الطفال وعقللول‬
‫ربات الحجللال‪ ،‬لللوددت أنللي لللم أركللم ولللم أعرفكللم‬
‫معرفة جرت والله ندما ً وأعقبت صدمًا‪ ..‬قللاتلكم الللله‬
‫لقللد ملتللم قلللبي قيحللًا‪ ،‬وشللحنتم صللدري غيظللًا‪،‬‬
‫وجرعتموني نغب التهام أنفاسًا‪ ،‬وأفسدتم علي رأيللي‬
‫بالعصيان والخذلن‪ ،‬حتى لقلد قلالت قريلش‪ :‬إن ابلن‬
‫أبي طللالب رجللل شللجاع ولكللن ل علللم للله بللالحرب‪،‬‬
‫ولكن ل رأي لمن ل يطاع( )نلهج البلغة ‪.(71 ،70‬‬
‫وقال لهم موبخًا‪ :‬منيت بكم بثلث‪ ،‬واثنتين‪:‬‬
‫)صلللم ذوو أسلللماع‪ ،‬وبكلللم ذوو كلم‪ ،‬وعملللي ذوو‬
‫أبصار‪ ،‬ل أحرار صدق عند اللقاء‪ ،‬ول إخوان ثقللة عنللد‬
‫البلء ‪ ..‬قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة‬
‫عن قبلها( )نلهج البلغة ‪.(142‬‬
‫قللال لهللم ذلللك بسللبب تخللاذلهم وغللدرهم بللأمير‬
‫المؤمنين ‪ ‬وله فيهم كلم كثير‪.‬‬
‫وقال المام الحسين ‪ ‬في دعائه على شيعته‪:‬‬
‫)اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهللم فرق لًا‪ ،‬واجعلهللم‬
‫طرائق قددًا‪ ،‬ول ترض الولة عنهلم أبللدًا‪ ،‬فإنللهم دعونلا‬
‫لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا( )الرشاد للمفيد ‪.(241‬‬

‫‪24‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وقد خاطبهم مرة أخللرى ودعللا عليهللم‪ ،‬فكللان ممللا‬
‫قال‪:‬‬
‫)لكنكللم استسللرعتم إلللى بيعتنللا كطيللرة الللدبا‪،‬‬
‫وتلهافتم كتهافت الفراش‪ ،‬ثم نقضتموها‪ ،‬سفها ً وبعدا ً‬
‫وسحقا ً لطللواغيت هللذه المللة وبقيللة الحللزاب ونبللذة‬
‫الكتاب‪ ،‬ثم انتم هؤلء تتخاذلون عنا وتقتلوننا‪ ،‬أل لعنللة‬
‫الله على الظالمين( )الحتجاج ‪.(2/24‬‬
‫وهللذه النصللوص تللبين لنللا مللن هللم قتلللة الحسللين‬
‫الحقيقيللون‪ ،‬إنلللهم شلليعته أهللل الكوفللة‪ ،‬أي أجللدادنا‪،‬‬
‫فلماذا نحمللل أهللل السللنة مسللؤولية مقتللل الحسللين‬
‫‪‬؟!‬
‫ولهذا قال السيد محسن المين‪:‬‬
‫)بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا‪ ،‬غللدروا‬
‫به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم‪ ،‬وقتلللوه( )أعيللان‬
‫الشيعة‪/‬القسم الول ‪.(34‬‬
‫وقال الحسن ‪:‬‬
‫)أرى والللله معاويللة خيللرا ً لللي مللن هللؤلء يزعمللون‬
‫أنلهم لي شيعة‪ ،‬ابتغوا قتلي وأخذوا مللالي‪ ،‬والللله لن‬
‫آخذ من معاوية ما أحقن به مللن دمللي وآمللن بلله فللي‬
‫أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي‪ ،‬والللله لللو‬
‫قاتلت معاويللة لخللذوا بعنقللي حللتى يللدفعوا بللي إليلله‬
‫سلللمًا‪ ،‬ووالللله لن أسللالمه وأنللا عزيللز خيللر مللن أن‬
‫يقتلني وأنا أسير( )الحتجاج ‪.(2/10‬‬
‫‪25‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬ ‫وقال المام زين العابدين ‪ ‬لهلالئمة‬
‫الكوفة‪:‬‬
‫)هللل تعلمللون أنكللم كتبتللم إلللى أبللي وخللدعتموه‬
‫وأعطيتموه من أنفسكم العهللد والميثللاق ثللم قللاتلتموه‬
‫وخذلتموه ‪ ..‬بأي عين تنظرون إلى رسللول الللله صلللى‬
‫الله عليه وآله وهو يقول لكم‪ :‬قاتلتم عللترتي وانتهكتللم‬
‫حرمتي فلستم من أمتي( )الحتجاج ‪.(2/32‬‬
‫وقال أيضا ً عنهم‪:‬‬
‫)إن هلللؤلء يبكلللون علينلللا فملللن قتلنلللا غيرهلللم؟(‬
‫)الحتجاج ‪.(2/29‬‬
‫وقال الباقر ‪:‬‬
‫)لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكللان ثلثللة أربللاعهم‬
‫بنا شكاكا ً والربع الخر أحمق( )رجال الكشي ‪.(79‬‬
‫وقال الصادق ‪:‬‬
‫)أمللا والللله لللو أجللد منكللم ثلثللة مللؤمنين يكتمللون‬
‫حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثًا( )أصول الكافي‬
‫‪.(1/496‬‬
‫وقالت فاطمة الصغرى عليها السلم في خطبة لها‬
‫في أهل الكوفة‪:‬‬
‫)يا أهل الكوفة‪ ،‬يا أهل الغللدر والمكللر والخيلء‪ ،‬إنللا‬
‫أهل البيت ابتلنا الله بكم‪ ،‬وابتلكللم بنللا فجعللل بلءنللا‬
‫حسللنا ً ‪ ..‬فكفرتمونللا وكللذبتمونا ورأيتللم قتالنللا حلل ً‬
‫وأموالنا نلهبا ً ‪ ..‬كملا قتلتلم جلدنا بلالمس‪ ،‬وسليوفكم‬
‫تقطر من دمائنا أهل البيت ‪ ..‬تبا ً لكم فانتظروا اللعنة‬
‫‪26‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫والعذاب فكأن قد حل بكم ‪ ..‬ويذيق بعضكم بللأس مللا‬
‫تخلدون في العذاب الليم يوم القيامة بما ظلمتمونللا‪،‬‬
‫أل لعنة الله على الظالمين‪ .‬تبا ً لكم يأهل الكوفة‪ ،‬كللم‬
‫قرأت لرسول الله صلى الللله عليلله وآللله قبلكللم‪ ،‬ثللم‬
‫غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي‪ ،‬وبنيه وعترته‬
‫الطيبين‪.‬‬
‫فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخرا ً فقال‪:‬‬
‫ح‬ ‫ً‬
‫نحن قتلنا عليا وبني علي بسيوف هندية ورما ِ‬
‫ح‬
‫م فأيّ نطا ِ‬ ‫ك ونطحناه ُ‬ ‫وسبينا نساءهم سبي تر ٍ‬
‫)الحتجاج ‪(2/28‬‬
‫وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليهللا‬
‫لهل الكوفة تقريعا ً لهم‪) :‬أما بعد يلا أهللل الكوفللة‪ ،‬يلا‬
‫أهل الختل والغدر والخذل ‪ ..‬إنما مثلكللم كمثللل الللتي‬
‫نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا‪ ،‬هل فيكم إل الصلف‬
‫والعجللب والشللنف والكللذب ‪ ..‬أتبكللون أخللي؟! أجللل‬
‫والله فابكوا كثيرا ً واضحكوا قليل ً فقد ابليتم بعارهللا ‪..‬‬
‫وانى ترخصون قتل سليل خللاتم النبللوة ‪) (..‬الحتجللاج‬
‫‪.(30-2/29‬‬
‫نستفيد من هذه النصوص وقللد ‪-‬أعرضللنا عللن كللثير‬
‫غيرها‪ -‬ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شلليعتهم‬
‫أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلفك‬
‫الئمة فللي سل‬
‫‪ -2‬تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب‬
‫دماء أهل البيت واستباحة حرماتلهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إن أهل البيت عليهم السلللم يحملللون شليعتهم‬
‫مسؤولية مقتل الحسللين ‪ ‬ومللن معلله وقللد اعللترف‬
‫أحدهم برده على فاطمة الصللغرى بأنلللهم هللم الللذين‬
‫قتلوا عليا ً وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك‪.‬‬
‫‪ -4‬إن أهل البيت عليهم السلم دعوا على شيعتهم‬
‫ووصفوهم بأنلهم طواغيت هذه المة وبقيللة الحللزاب‬
‫ونبذة الكتاب‪ ،‬ثم زادوا على تلك بقولهم‪ :‬أل لعنة الله‬
‫على الظلالمين ولهلذا جلاؤوا إلللى أبلي عبلد اللله ‪،‬‬
‫فقالوا له‪:‬‬
‫)إنا قد نبزنا نبزا ً أثقللل ظهورنللا ومللاتت للله أفئدتنللا‪،‬‬
‫واسللتحلت للله الللولة دماءنللا فللي حللديث رواه لهللم‬
‫فقهاؤهم‪ ،‬فقال أبو عبد الله عليه السلللم‪ :‬الرافضللة؟‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ل والللله مللا هللم سللموكم ‪ ..‬ولكللن‬
‫الله سماكم به( )الكافي ‪.(5/34‬‬
‫فبين أبو عبد الله أن الله سماهم )الرافضة( وليس‬
‫أهل السنة‪.‬‬
‫لقد قرأت هذه النصوص مرارًا‪ ،‬وفكرت فيها كثيرًا‪،‬‬
‫ونقلتها في ملف خاص وسللهرت الليللالي ذوات العللدد‬
‫أنعللم النظللر فيهللا ‪-‬وفللي غيرهللا الللذي بلللغ أضللعاف‬
‫أضعاف ما نقلته لك‪ -‬فلم أنتبه لنفسللي إل وأنللا أقللول‬

‫‪28‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫مرتفع‪ :‬كان الله في عونكم يا أهل البيت على‬ ‫بصوت‬
‫ما لقيتم من شيعتكم‪.‬‬
‫نحن نعلم جميعا ً ما لقاه أنبياء الللله ورسللله عليهللم‬
‫السلم من أذى أقوامهم‪ ،‬ومللا لقللاه نبينللا صلللى الللله‬
‫عليه وآله‪ ،‬ولكني عجبت مللن اثنيللن‪ ،‬مللن موسللى ‪‬‬
‫وصللبره علللى بنللي إسللرائيل‪ ،‬إذ نلحللظ أن القللرآن‬
‫الكريم تحدث عن موسللى ‪ ‬أكللثر مللن غيللره‪ ،‬وبيللن‬
‫صللبره علللى أكللثر أذى بنللي إسللرائيل ومراوغاتلللهم‬
‫وحبائلهم ودسائسهم‪.‬‬
‫وأعجب من أهل البيت سلم الله عليهم على كللثرة‬
‫مللا لقللوه مللن أذى مللن أهللل الكوفللة وعلللى عظيللم‬
‫صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة‪ ،‬على خيانتهم‬
‫لهللم وغللدرهم بلللهم وقتلهللم لهللم وسلللبهم أمللوالهم‪،‬‬
‫وصبر أهل البيت على هذا كله‪ ،‬ومع هذا نلقي باللئمة‬
‫على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!‪.‬‬
‫وعنللدما نقللرأ فللي كتبنللا المعتللبرة نجللد فيهللا عجبلا ً‬
‫عجابًا‪ ،‬قد ل يصللدق أحللدنا إذا قلنللا‪ :‬إن كتبنللا معاشللر‬
‫الشيعة ‪-‬تطعللن بأهللل الللبيت عليهللم السلللم وتطعللن‬
‫بالنبي صلى الله عليه وآله‪ -‬وإليك البيان‪:‬‬
‫غفيرا ً ‪-‬حمار رسللول الللله‬ ‫عن أمير المؤمنين ‪ ‬إن ُ‬
‫صلى الله عليه وآللله‪ -‬قللال للله‪ :‬بللأبي أنللت وأمللي ‪-‬يللا‬
‫رسول الله‪ -‬إن أبي حللدثني عللن أبيلله عللن جللده عللن‬

‫‪29‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللوح‬ ‫الئمة‬
‫لام إليلله ن‬
‫أبيه‪) :‬أنه كان مع نوح فللي السللفينة‪ ،‬فقل‬
‫فمسللح علللى كفللله ثللم قللال‪ :‬يخللرج مللن صلللب هللذا‬
‫الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم‪ ،‬فالحمد لللله‬
‫الذي جعلني ذلك الحمار( )أصول الكافي ‪.(1/237‬‬
‫وهذه الرواية تفيدنا بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحمار يتكلم!‬
‫‪ -2‬الحمار يخاطب رسللول الللله صلللى الللله عليلله‬
‫وآله بقوله‪ :‬فداك أبي وأمي!‪ ،‬مللع أن المسلللمين هللم‬
‫الذين يفدون رسول الللله صلللوات الللله عليلله بآبللائهم‬
‫وأمهاتلهم ل الحمير‪.‬‬
‫‪ -3‬الحمار يقول‪) :‬حدثني أبي عن جدي إلى جللده‬
‫الرابع!( مع أن بين نللوح ومحمللد ألوف لا ً مللن السللنين‪،‬‬
‫بينما يقول الحمار أن جلده الرابلع كلان ملع نلوح فلي‬
‫السفينة‪ .‬كنا نقرأ أصول الكافي مرة مع بعللض طلبللة‬
‫الحوزة في النجف علللى المللام الخللوئي فللرد المللام‬
‫الخوئي قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫انظروا إللى هلذه المعجلزة‪ ،‬نلوح سللم اللله عليله‬
‫يخبر بمحمد ‪ ‬وبنبوته قبل ولدته بألوف السنين‪.‬‬
‫بقيت كلمات المام الخوئي تتردد في مسمعي مدة‬
‫وأنا أقول في نفسي‪:‬‬
‫وكيللف يمكللن أن تكللون هللذه معجللزة وفيهللا حمللار‬
‫يقول لرسول الله صلللى الللله عليلله وآللله‪ :‬بللأبي أنللت‬

‫‪30‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخوكيف يمكن لمير المؤمنين سلم الللله عليلله‬
‫وأمي؟!‬
‫أن ينقل مثل هذه الرواية؟!‪.‬‬
‫لكني سكت كما سكت غيري من السامعين‪.‬‬
‫ونقل الصدوق عن الرضا ‪ ‬في قوله تعالى‪ :‬وَإ ِذ ْ‬
‫ك ع َل َي ْل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س ْ‬‫م ِ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ أ ْ‬‫م َ‬‫ه ع َل َي ْهِ وَأن ْعَ ْ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ذي أنعَ َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ه‪‬‬ ‫دي ِ‬
‫مب ْل ِ‬‫ه ُ‬‫مللا الل ّل ُ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬‫ف ِ‬ ‫في ِفي ن ِ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ق الل ّ َ‬
‫ه وَت ُ ْ‬ ‫ك َوات ّ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫َزوْ َ‬
‫]الحزاب‪ ،[37:‬قال الرضا مفسرا ً هذه الية‪:‬‬
‫)إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن‬
‫حارثة في أمر أراده‪ ،‬فرأى امرأته زينب تغتسللل فقللال‬
‫لها‪ :‬سبحان الذي خلقك( )عيون أخبار الرضا ‪.(112‬‬
‫فهل ينظر رسول الللله صلللى الللله عليلله وآللله إلللى‬
‫امرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بلها ثم يقول لهللا‬
‫سبحان الذي خلقك؟!‪ ،‬أليس هذا طعن لا ً برسللول الللله‬
‫صلى الله عليه وآله؟!‪.‬‬
‫وعن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلللى الللله‬
‫عليه وآله وعنده أبو بكر وعمللر )فجلسللت بينلله وبيللن‬
‫عائشة‪ ،‬فقلالت عائشلة‪ :‬ملا وجلدت إل فخلذي وفخلذ‬
‫رسللول الللله؟ فقللال‪ :‬ملله يللا عائشللة( )البرهللان فللي‬
‫تفسير القرآن ‪.(4/225‬‬
‫وجاء مرة أخرى فلم يجد مكانا ً فأشار إليلله رسللول‬
‫الله‪ :‬ههنا ‪-‬يعني خلفه‪ -‬وعائشللة قائمللة خلفلله وعليهللا‬
‫كسللاء‪ :‬فجللاء علللي ‪ ‬فقعللد بيللن رسللول الللله وبيللن‬
‫‪31‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫‪-‬دبرك‬ ‫لستك‬‫الئمة‬
‫عائشة‪ ،‬فقالت وهي غاضبة‪) :‬ما وجدت‬
‫أو مؤخرتك‪ -‬موضعا ً غير حجري؟ فغضب رسول الللله‬
‫وقال‪ :‬يا حميراء ل تؤذيني في أخي( )كتاب سليم بللن‬
‫قيس ‪.(179‬‬
‫وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قللال‪) :‬سللافرت‬
‫مع رسول الله صلى الله عليه وآللله‪ ،‬ليللس للله خللادم‬
‫غيري‪ ،‬وكان له لحاف ليس لله غيللره‪ ،‬ومعله عائشله‪،‬‬
‫وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبيللن‬
‫عائشة ليس علينا ثلثتنا لحللاف غيللره‪ ،‬فللإذا قلام إلللى‬
‫الصلة ‪-‬صلة الليل‪ -‬يحط بيللده اللحللاف مللن وسللطه‬
‫بيني وبين عائشة حتى يمس اللحللاف الفللراش الللذي‬
‫تحتنا( )بحار النوار ‪.(40/2‬‬
‫هل يرضللى رسللول الللله صلللى الللله عليلله وآللله أن‬
‫يجلس علي في حجر عائشة امرأته؟ أل يغللار رسللول‬
‫الله صلى الله عليه وآله على امرأتلله وشللريكة حيللاته‬
‫إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الللذي ل يعتللبر‬
‫من المحارم؟ ثم كيللف يرتضللي أميللر المللؤمنين ذلللك‬
‫لنفسه؟!‪.‬‬
‫قللال السلليد علللي غللروي أحللد أكللبر العلمللاء فللي‬
‫الحوزة‪) :‬إن النبي صلى الله عليه وآله ل بد أن يدخل‬
‫فرجه النار‪ ،‬لنه وطئ بعض المشللركات( يريللد بللذلك‬
‫زواجه من عائشة وحفصة‪ ،‬وهذا كما هللو معلللوم فيلله‬
‫إساءة إلى النبي صلى الله عليلله وآللله‪ ،‬لنلله لللو كللان‬
‫‪32‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل النار فلللن‬ ‫فرج‬
‫يدخل الجنة أحد أبدًا‪.‬‬
‫أكتفي بلللهذه الروايللات السللت المتعلقللة برسللول‬
‫الله صلوات الله عليه لنتقل إلى غيرها‪.‬‬
‫فقللد أوردوا روايللات فللي أميللر المللؤمنين ‪ ‬هللذه‬
‫بعضها‪:‬‬
‫عن أبي عبلد اللله ‪ ‬قلال‪) :‬أتلى عملر بلامرأة قلد‬
‫تعلقت برجل من النصار كانت تلهواه‪ ،‬فأخللذت بيضللة‬
‫وصبت البياض على ثيابلللها وبيللن فخللذيها فقللام علللي‬
‫فنظر بين فخذيها فاتلهمها( )بحار النوار )‪.(40/303‬‬
‫ونحن نتساءل هل ينظر أمير المؤمنين بيللن فخللذي‬
‫امرأة أجنبية؟ وهل يعقل أن ينقل المام الصادق هللذا‬
‫الخبر؟ وهل يقول هذا الكلم رجل أحب أهل البيت؟‬
‫وعن أبي عبد الله ‪ ‬قال‪ :‬قامت امرأة شنيعة إلى‬
‫أمير المللؤمنين وهللو علللى المنللبر فقللالت‪ :‬هللذا قاتللل‬
‫الحبة‪ ،‬فنظر إليها وقال لها‪:‬‬
‫)يا سلفع يا جريئة يا بذّية يا مذكّرة يا التي ل تحيض‬
‫كما تحيض النساء يا التي علي منها شيء بين مللدلى(‬
‫)البحار ‪.(41/293‬‬
‫فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلم البللذئ؟‬
‫هل يخاطب امرأة بقوله يا التي علي منها شلليء بيللن‬
‫مللدلى؟ وهللل ينقللل الصللادق ‪ ‬مثللل هللذا الكلم‬
‫‪33‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫السللنة‬ ‫الئمةأهللل‬
‫الباطل؟ لو كانت هذه الروايات في كتب‬
‫لقمنا الدنيا ولللم نقعللدها‪ ،‬ولفضللحناهم شللر فضلليحة‪،‬‬
‫ولكن في كتبنا نحن الشيعة!‬
‫وفللي الحتجللاج للطبرسللي أن فاطمللة سلللم الللله‬
‫عليها قالت لمير المؤمنين ‪:‬‬
‫يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين وقعللدت‬
‫حجرة الظنين‪ .‬وروى الطبرسللي فللي الحتجللاج أيضلا ً‬
‫كيف أن عمللر ومللن معلله اقتللادوا أميللر المللؤمنين ‪‬‬
‫والحبل في عنقه وهم يجرونه جرا ً حتى انتهى به إلللى‬
‫أبي بكر ثم نادى بقوله‪ :‬ابن أم إن القوم استضعفوني‬
‫وكللادوا يقتلللونني!! ونحلن نسلأل يلا تلرى أكللان أميلر‬
‫المؤمنين جبانا ً إلى هذا الحد؟‬
‫وانظر وصفهم لمير المؤمنين ‪ ‬إذ قللالت فاطمللة‬
‫عنه‪.‬‬
‫)إن نسللاء قريللش تحللدثني عنلله إنلله رجللل دحللداح‬
‫البطللن‪ ،‬طويللل الللذراعين ضللخم الكراديللس‪ ،‬أنللزع‪،‬‬
‫عظيللم العينيللن‪ ،‬لمنكبلله مشللاش كمشللاش البعيللر‪،‬‬
‫ضاحك السن ل مال له( )تفسير القمي ‪.(2/336‬‬
‫وعن أبي إسحاق أنه قال‪:‬‬
‫)أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعنللي فرأيللت‬
‫عليا ً يخطب على المنبر شلليخًا‪ ،‬أصلللع‪ ،‬نللاتئ الجبهللة‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫عريض ما بين المنكبين في عينلله اطرغشللاش )يعنللي‬
‫لين في عينه( مقاتل الطالبين(‪.‬‬
‫فهل كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين ‪‬؟؟‬
‫نكتفللي بلللهذا القللدر لننتقللل إلللى روايللات تتعلللق‬
‫بفاطمة سلم الله عليها‪.‬‬
‫روى أبللو جعفللر الكلينللي فللي أصللول الكللافي أن‬
‫فاطمة أخذت بتلبيب عمر إليها‪ ،‬وفي كتاب سليم بن‬
‫قيس )أنلها سلللم الللله عليهللا تقللدمت إلللى أبللي بكللر‬
‫وعمر في قضية فدك وتشاجرت معهما‪ ،‬وتكلمت في‬
‫وسط الناس وصاحت وجمع الناس إليها( )‪.(253‬‬
‫فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟‬
‫وروى الكليني في الفروع أنلها سلم الله عليهللا مللا‬
‫كانت راضية بزواجها من علي ‪ ‬إذ دخل عليها أبوهللا‬
‫‪ ‬وهي تبكي فقال لها‪ :‬ما يبكيك؟ فوالله لو كان في‬
‫أهلي خير منه ما زوجتكه‪ ،‬وما أنا زوجتللك ولكللن الللله‬
‫زوجك‪ ،‬ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعلله‬
‫بريده‪ :‬لما أبصرت أباها دمعت عيناها‪ ،‬قال مللا يبكيللك‬
‫يا بنيللتي؟ قللالت‪) :‬قلللة الطعللم‪ ،‬وكللثرة الهللم‪ ،‬وشللدة‬
‫الغللم‪ ،‬وقللالت فللي روايللة‪ :‬والللله لقللد اشللتد حزنللي‬
‫واشللتدت فللاقتي وطللال سللقمي( )كشللف الغمللة‬
‫‪ (150-1/149‬وقللد وصللفوا عليللا ً ‪ ‬وصللفا ً جامعللا ً‬
‫فقللالوا‪) :‬كللان ‪ ‬أسللمر مربوع لًا‪ ،‬وهللو إلللى القصللر‬
‫أقرب‪ ،‬عظيم البطن‪ ،‬دقيق الصابع‪ ،‬غليللظ الللذراعين‬
‫‪35‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلللع‪،‬‬ ‫الئمة‬
‫اللحيللة أص‬ ‫مش الساقين في عينلله ليللن عظيللم‬
‫ح ِ‬
‫َ‬
‫ناتئ الجبهة( )مقاتل الطالبين ‪.(27‬‬
‫فإذا كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين كمللا يقولللون‬
‫فكيف يمكن أن ترضى به؟ ونكتفللي بلللهذه النصللوص‬
‫حرصا ً على عدم الطالة‪ ،‬وكانت الرغبللة أن ننقللل مللا‬
‫ورد من نصللوص بحللق كللل واحللد مللن الئمللة عليهللم‬
‫السلللم‪ ،‬ثللم عللدلنا عللن ذلللك إلللى الكتفللاء بخمللس‬
‫روايات وردت بحق كل واحد‪ ،‬ثم رأينا أن المللر أيض لا ً‬
‫يطللول إذ نقلنللا خمللس روايللات وردت بحللق النللبي‬
‫صلوات الله عليه وخمسا ً أخرى بحق أميللر المللؤمنين‬
‫وخمسلللا ً أخلللرى بحلللق فاطملللة سللللم اللللله عليهلللا‬
‫فاستغفرق ذلك صللفحات عديللدة‪ ،‬لللذلك سللنحاول أن‬
‫نختصر أكثر حتى نطلع على خفايا أكثر‪.‬‬
‫نقل الكليني فللي الصللول مللن الكللافي‪ :‬أن جبريللل‬
‫مد صلللى الللله عليلله وآللله فقللال للله‪ :‬يللا‬
‫نزل على مح ّ‬
‫مد إن الله يبشرك بمولود يولد مللن فاطمللة تقتللله‬ ‫مح ّ‬
‫أمتك من بعدك فقال‪ :‬يا جبريل وعلى ربي السلم‪ ،‬ل‬
‫حاجة لي في مولود يولد من فاطمة‪ ،‬تقتله أمتي مللن‬
‫بعدي‪ ،‬فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك‪ :‬يا جبريل وعلى‬
‫ربي السلم‪ ،‬ل حاجة لي في موللود تقتلله أملتي ملن‬
‫بعدي‪ .‬فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك‪ :‬يا جبريل وعلى‬
‫ربي السلم ل حاجة لي فللي مولللود تقتللله أمللتي ملن‬
‫بعدي‪ .‬فعرج جبريل إللى السلماء ثلم هبلط فقلال‪ :‬يلا‬
‫‪36‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫مد إن ربك يقرئك السلم ويبشرك بأنه جاعل فللي‬ ‫مح ّ‬
‫ذريته المامة والولية والوصية‪ ،‬فقال‪ :‬إني رضيت‪ ،‬ثم‬
‫أرسل إلى فاطمة أن الله يبشللرني بمولللود يولللد لللك‬
‫تقتله أمتي من بعدي‪ ،‬فأرسلللت إليلله أن ل حاجللة لللي‬
‫في مولود تقتله أمتك من بعدك‪ ،‬وأرسل إليهللا إن الللله‬
‫عز وجل جعللل فللي ذريتلله المامللة والوليللة والوصللية‪،‬‬
‫فأرسلت إليلله إنللي رضلليت‪ ،‬فحملتلله كرهلا ً ‪ ..‬ووضللعته‬
‫كرها ً ولم يرضع الحسين من فاطمة عليهللا السلللم ول‬
‫من أنثى‪ ،‬كان يؤتى بالنبي صلى الله عليله وآلله فيضلع‬
‫إبلهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلثة(‪.‬‬
‫ولست أدري هل كان رسول الله صلللى الللله عليلله‬
‫وآله يرد أمرا ً بشره الله به؟ وهل كانت الزهراء سلم‬
‫الله عليها ترد أمرا ً قلد قضلاه اللله وأراد تبشليرها بله‬
‫فتقللول‪) :‬ل حاجللة لللي بلله(؟‪ .‬وهللل حملللت بللالحملين‬
‫وهي كارهة له ووضعته وهي كارهة له؟ وهل امتنعللت‬
‫عن ارضاعه حتى كان يؤتى بالنبي صلوات الللله عليلله‬
‫ليرضعه من إبلهامه ما يكفيه اليومين والثلثة؟‬
‫إن سيدنا ومولنا الحسين الشهيد سلللم الللله عليلله‬
‫أجل وأعظم من أن يقال بحقه مثل هللذا الكلم‪ ،‬وهللو‬
‫أجل وأعظم من أن تكره أمه حمله ووضعه‪ .‬إن نساء‬
‫الدنيا يتمنين أن تلد كل واحدة منهللن عشللرات الولد‬
‫مثل المام الحسين سلللم ربللي عليلله‪ ،‬فكيللف يمكللن‬
‫‪37‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللين‬
‫الئمةللل الحس‬
‫للزهللراء الطللاهرة العفيفللة أن تكللره حم‬
‫وتكره وضعه وتمتنع عن إرضاعه؟؟‬
‫في جلسة ضمت عددا ً مللن السللادة وطلب الحللوزة‬
‫العلمية تحدث المام الخوئي فيها عن موضوعات شتى‬
‫ثم ختم كلمه بقوله‪ :‬قاتل الله الكفرة‪ .‬قلنا‪ :‬مللن هللم؟‬
‫قال‪ :‬النواصب ‪-‬أهل السنة‪ -‬يسللبون الحسللين صلللوات‬
‫الله عليه بل يسبون أهل البيت!!‪.‬‬
‫ماذا أقول للمام الخوئي؟!‬
‫لما زوج أمير المؤمنين ‪ ‬ابنته أم كلثوم مللن عمللر‬
‫بن الخطاب‪ ،‬نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبد الللله‬
‫‪ ‬أنللله قلللال فلللي ذللللك اللللزواج‪) :‬إن ذللللك فلللرج‬
‫غصبناه!!!( )فروع الكافي ‪.(2/141‬‬
‫ونسأل قائل هذا الكلم‪ :‬هلل تلزوج عمللر أم كلثللوم‬
‫زواجا ً شرعيا ً أم اغتصبها غصللبًا؟ إن الكلم المنسللوب‬
‫إلى الصادق ‪ ‬واضح المعنللى‪ ،‬فهللل يقللول أبللو عبللد‬
‫الله مثل هذا الكلم الباطل عن ابنة المرتضى ‪‬؟‬
‫ثم لللو كللان عمللر اغتصللب أم كلثللوم فكيللف رضللي‬
‫أبوها أسد الله وذو الفقار وفتى قريش بذلك؟!‪.‬‬
‫عندما نقرأ في الروضة من الكللافي )‪ ،(8/101‬فللي‬
‫حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبللي عبللد‬
‫الله تسأل عن )أبي بكر وعمللر( فقللال لهللا‪ :‬توليهمللا‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فأقول لربي إذا لقيتلله أنللك أمرتنللي بوليتهمللا؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخالللذي يللأمر بتللولي عمللر نتهملله بللأنه اغتصللب‬
‫فهللل‬
‫امرأة من أهل البيت؟؟‬
‫لما سألت المام الخوئي عللن قللول أبللي عبللد الللله‬
‫للمرأة بتولي أبي بكر وعمر‪ ،‬قال‪ :‬إنما قال لهللا ذلللك‬
‫تقية!!‪.‬‬
‫وأقول للمام الخوئي‪ :‬إن المرأة كللانت مللن شلليعة‬
‫أهل البيت‪ ،‬وأبو بصير مللن أصللحاب الصللادق ‪ ‬فمللا‬
‫كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلللك صللحيحًا‪،‬‬
‫فللالحق إن هللذا التللبرير الللذي قللال بلله أبللو القاسللم‬
‫الخوئي غير صحيح‪.‬‬
‫وأما الحسن ‪ ‬فقلد روى المفيلد فلي الرشلاد علن‬
‫أهل الكوفة أنلهم‪ :‬شدوا على فسطاطه وانتهبوه حللتى‬
‫أخذوا مصله من تحته فبقى جالسا ً متقلدا ً السيف بغير‬
‫رداء( )ص ‪ (190‬أيبقى الحسن ‪ ‬بغير رداء مكشللوف‬
‫العورة أمام الناس؟ أهذه محبة؟‪.‬‬
‫ودخل سفيان بن أبلي ليللى عللى الحسلن ‪ ‬وهلو‬
‫في داره فقال للمام الحسن‪) :‬السلم عليك يا مللذل‬
‫المؤمنين! قال وما علمللك بلذلك؟ قلال‪ :‬عملدت إللى‬
‫أمر المة فخلعتلله مللن عنقللك‪ ،‬وقلللدته هللذه الطاغيللة‬
‫يحكم بغير ما أنزل الله؟( )رجال الكشي ‪.(103‬‬

‫‪39‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللان‬
‫الئمةأم أنلله ك‬
‫هل كللان الحسللن ‪ ‬مللذل ً للمللؤمنين؟‬
‫معزا ً لهم لنه حقن دملائهم ووحللد صلفوفهم بتصلرفه‬
‫الحكيم ونظره الثاقب؟‬
‫فلللو أن الحسللن ‪ ‬حللارب معاويللة وقللاتله علللى‬
‫الخلفة لريق بحر من دماء المسلمين‪ ،‬ولقتللل منهللم‬
‫عدد ل يحصيه إل الله تبارك وتعللالى‪ ،‬ولمزقللت المللة‬
‫تمزيقا ً ولما قامت لها قائمة من ذلك الوقت‪.‬‬
‫وللسف فإن هذا القول ينسب إلللى أبللي عبللد الللله‬
‫‪ ‬ووالله إنه لبريء من هذا الكلم وأمثاله‪.‬‬
‫وأما المام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الذى‬
‫ونسبوا إليه كل قبيح‪ ،‬اقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عللن زرارة قللال‪) :‬سللألت أبللا عبللد الللله ‪ ‬عللن‬
‫التشللهد ‪ ..‬قلللت التحيللات والصلللوات ‪ ..‬فسللألته عللن‬
‫التشهد فقال كمثله‪ ،‬قال‪ :‬التحيللات والصلللوات‪ ،‬فلمللا‬
‫خرجت ضرطت في لحيته وقلت‪ :‬ل يفلح أبدًا( )رجال‬
‫الكشي ‪.(142‬‬
‫حللق لنللا أن نبكللي دمللا ً علللى المللام الصللادق ‪‬‬
‫نعم ‪..‬كلمة قذرة كهذه تقال في حق المام أبللي عبللد‬
‫الللله؟ أيضللرط زرارة فللي لحيللة أبللي عبللد الللله ‪‬؟!‬
‫أيقول عن الصادق ‪ ‬ل يفلح أبدًا؟؟‬
‫لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قللرون‪،‬‬
‫وتللداولته أيللدي علمللاء الشلليعة كلهللم علللى اختلف‬

‫‪40‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫فرقهم‪ ،‬فما رأيت أحدا ً منهم اعترض على هللذا الكلم‬
‫أو أنكره أو نبه عليه‪ ،‬وحتى المام الخوئي‪ ،‬لملا شللرع‬
‫في تأليف كتابه الضخم )معجم رجال الحللديث( فللإني‬
‫كنت أحد الذين ساعدوه في تأليف هللذا السللفر وفللي‬
‫جمللع الروايللات مللن بطللون الكتللب‪ ،‬لمللا قرأنللا هللذه‬
‫ل‪ ،‬ثم قال‪ :‬لكل جللواد‬ ‫الرواية على مسمعه أطرق قلي ً‬
‫كبوة ولكل عالم هفوة‪ ،‬ما زاد على ذلللك‪ ،‬ولكللن أيهللا‬
‫المام الجليل إن الهفوة تكللون بسللبب غفلللة أو خطللأ‬
‫غير مقصود‪ ،‬إن قوة العلقة بك إذا كنت لللك بمنلللزلة‬
‫الولد للوالد‪ ،‬وكنت منللي بمنلللزلة الوالللد لوللده تحتلم‬
‫علللي أن أحمللل كلمللك علللى حسللن النيللة وسلللمة‬
‫الطوية وإل لما كنت أرضى منك السكوت علللى هللذه‬
‫الهانة على المام الصادق أبي عبد الله ‪.‬‬
‫وقال ثقة السلم الكليني )حدثني هشام بن الحكم‬
‫وحماد عن زرارة قال‪ :‬قلت في نفسي‪ :‬شلليخ ل علللم‬
‫له بالخصومة ‪-‬والمراد إمامه‪(-‬‬
‫وقد كتبوا في شرح هذا الحديث‪:‬‬
‫إن هذا الشيخ عجللوز ل عقللل للله ول يحسللن الكلم‬
‫مع الخصم‪.‬‬
‫فهل المام الصادق )ل عقل له(؟‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫وهذه‬ ‫إن قلبي ليعتصر ألما ً وحزنًا‪ ،‬فإن هذا‬
‫الئمة‬
‫السباب‬
‫الشتائم وهذه الجرأة ل يستحقها أهل الللبيت الكللرام‪،‬‬
‫فينبغي التأدب معهم‪.‬‬
‫وأما العباس وابنه عبد الله‪ ،‬وابنه الخر عبيللد الللله‪،‬‬
‫وعقيل عليهم السلم جميعا ً فلم يسلموا مللن الطعللن‬
‫والغمز واللمز‪ ،‬اقرأ معي هذه النصوص‪.‬‬
‫ملللوَْلى‬
‫س ال ْ َ‬
‫روى الكشلللي أن قلللوله تعلللالى‪ :‬ل َب ِئ ْ َ‬
‫شيُر‪ ‬نزلت فيه ‪-‬أي في العبللاس‪) -‬رجللال‬ ‫س ال ْعَ ِ‬ ‫وَل َب ِئ ْ َ‬
‫الكشي ‪.(54‬‬
‫مى فَهُوَ ِفللي‬ ‫َ‬ ‫من َ‬
‫هلذ ِهِ أع ْ َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫سلِبيل ً‪ ‬وقللوله تعللالى‪ :‬وَل َ‬ ‫ضل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َ‬ ‫مللى وَأ َ‬‫خلَرةِ أع ْ َ‬ ‫ال ِ‬
‫حي إن أ َردت أ َ َ‬
‫م‪ ‬نزلنللا فيلله )‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬
‫ص َ‬
‫ن أن َ‬‫ِ ْ َ ْ ّ ْ‬ ‫ص ِ‬‫م نُ ْ‬‫فعُك ُ ْ‬‫َين َ‬
‫‪ (53-52‬وروى الكشللي أيضللا ً أن أميللر المللؤمنين ‪‬‬
‫دعا على عبد الله بن العباس وأخيلله عبيللدالله فقللال‪:‬‬
‫)اللهللم العللن ابنللي فلن ‪-‬يعنللي عبللد الللله وعبيللدالله‪-‬‬
‫واعللم أبصللارهما كمللا عميللت قلوبلللهما الجليللن فللي‬
‫رقبللتي‪ ،‬واجعللل عمللى أبصللارهما دليل ً علللى عمللى‬
‫قلوبلهما( )‪.(52‬‬
‫وروى ثقة السلم أبو جعفر الكليني فللي الفللروع‬
‫عن المام الباقر قال فللي أميللر المللؤمنين‪) :‬وبقللي‬
‫معلله رجلن ضللعيفان ذليلن حللديثا عهللد بالسلللم‪،‬‬
‫عباس وعقيل(‬
‫‪42‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫اليات الثلث التي زعم الكشي أنلها نزلللت فللي‬ ‫إن‬
‫العباس معناها الحكم عليه بالكفر والخلللود فللي النللار‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وإل قل لي بالله عليللك ملا معنللى قللوله‪:‬‬
‫سِبيل ً‪‬؟‪.‬‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬فَهُوَ ِفي ال ِ‬
‫ل َ‬ ‫مى وَأ َ‬‫خَرةِ أع ْ َ‬
‫وأما أن أمير المؤمنين ‪ ‬دعا على ولللدي العبللاس‬
‫عبد الله وعبيدالله باللعن وعمى البصر وعمى القلللب‬
‫فهذا تكفير لهما‪.‬‬
‫إن عبد الله بن العباس تلقبه العامللة ‪-‬أهللل السللنة‪-‬‬
‫بترجمان القرآن وحبر المة‪ ،‬فكيف نلعنه نحن وندعي‬
‫محبة أهل البيت عليهم السلم؟‬
‫وأما عقيل ‪ ‬فهو أخو أمير المؤمنين فهل هو ذليل‬
‫وحديث عهد بالسلم؟!‬
‫وأما المام زيللن العابللدين علللي بللن الحسللين فقللد‬
‫روى الكليني‪ :‬أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبدا ً‬
‫له‪ ،‬فرضي ‪ ‬أن يكون عبللدا ً ليزيللد إذ قللال للله‪) :‬قللد‬
‫أقللررت لللك بمللا سللألت‪ ،‬أنللا عبللد مكللره فللإن شللئت‬
‫فأمسللك وإن شللئت فبللع( )الروضللة مللن الكللافي‬
‫‪.(8/235‬‬
‫فانظر قوله وانظر معناه‪:‬‬
‫)قد أقررت بأني عبد لك‪ ،‬وأنا عبد مكره فإن شئت‬
‫فأبقني عبدا ً لللك وإن شللئت أن تللبيعني فبعنللي( فهللل‬

‫‪43‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫ويبقللي‬ ‫يكون المام ‪ ‬عبدا ً ليزيللد يللبيعه مللتى‬
‫الئمة‬
‫شللاء‪،‬‬
‫عليه متى شاء؟‬
‫إذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعا ً‬
‫فإن الكلم يطول بنا إذ لم يسلم واحد منهم من كلمة‬
‫نابية أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسللبت إليهللم‬
‫أعمال شنيعة كثيرة وفللي أمهللات مصللادرنا وسلليأتيك‬
‫شيء من ذلك في فصل قادم‪.‬‬
‫إقرأ معي هذه الرواية‪:‬‬
‫عن أبي عبد الله ‪) :‬كان رسول الللله صلللى الللله‬
‫عليه وآله ل ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة( )بحار‬
‫النوار ‪.(43/42‬‬
‫)وكان يضع وجهه الكريم بيللن ثللديي فاطمللة عليهللا‬
‫السلم( )بحار النوار ‪.(43/78‬‬
‫إن فاطمة سلم الله عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن‬
‫يضع رسول الله وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب‬
‫رسلول اللله صللوات اللله عليله ونصليب فاطملة فملا‬
‫مد القللانع هللل‬
‫نصيب غيرهما؟ لقد شكوا في المام مح ّ‬
‫هو ابن الرضا أم أنه ابن )‪.(..‬‬
‫إقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا ‪:‬‬
‫)ما كان فينا إمام قط حائل اللون ‪-‬أي تغير واسود‪-‬‬
‫فقال لهم الرضا ‪ :‬هل ابني‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة ‪-‬مفردهللا قللائف‬
‫‪44‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫الذي يعرف الثار والشباه ويحكم بالنسب‪ -‬فبيننا‬ ‫وهو‬
‫وبينك القافة‪ ،‬قال‪ :‬ابعثللوا أنتللم إليلله فأمللا أنللا فل‪ ،‬ول‬
‫تعلموهم لما دعوتلهم ولتكونوا في بيوتكم‪.‬‬
‫فلما جاءوا أقعدونا في البستان واصللطف عمللومته‬
‫واخللوته وأخللواته‪ ،‬وأخللذوا الرضللا ‪ ،‬وألبسللوه جبللة‬
‫صوف وقلنسللوة منهللا‪ ،‬ووضللعوا علللى عنقلله مسللحاة‬
‫وقالوا له‪ :‬ادخل البستان كأنك تعمللل فيلله‪ ،‬ثللم جللاءوا‬
‫بأبي جعفر ‪ ‬فقالوا‪ :‬الحقوا هذا الغلم بأبيه‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ليس له ههنا أب ولكن هذا عم أبيه‪ ،‬وهذا عمه وهللذه‬
‫عمته‪ ،‬وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان‪ ،‬فإن‬
‫قدميه وقدميه واحدة‪ ،‬فلمللا رجللع أبللو الحسللن قللالوا‪:‬‬
‫هذا أبوه( )أصللول الكللافي ‪ ،(1/322‬أي أنلللهم شللكوا‬
‫مد القانع سلم الله عليه ابللن الرضللا ‪،‬‬ ‫في كون مح ّ‬
‫بينما يؤكلد الرضلا ‪ ‬أنله ابنله‪ ،‬وأملا البلاقون فإنللهم‬
‫أنكروا ذلك ولهذا قالوا‪) :‬ما كان فينا إمام قللط حللائل‬
‫اللون( ول شلك أن هلذا طعلن فلي علرض الرضلا ‪‬‬
‫واتلهام لمرأته وشك فللي عفتهللا‪ ،‬ولهللذا ذهبللوا فللأتوا‬
‫بالقافة‪ ،‬وحكم القافة بأن محمدا ً القانع هو ابن الرضا‬
‫‪ ‬لصلبه‪ ،‬عند ذلك رضوا وسكتوا‪.‬‬
‫من الممكن اتلهام الخرين بمثل هذه التهمللة‪ ،‬وقللد‬
‫يصدق الناس ذلك‪ ،‬أما اتلهام أهل البيت صلوات الللله‬
‫عليهم فهذا من أشنع ما يكون‪ ،‬وللسف فإن مصادرنا‬
‫‪45‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارهللذا‬ ‫الئمة‬
‫مليئة بمثل‬ ‫التي نزعم أنلها نقلت علم أهل البيت‬
‫الباطل ول حللول ول قللوة إل بللالله‪ .‬عنللدما قرأنللا هللذا‬
‫النللص أيللام دراسللتنا فللي الحللوزة مللر عليلله علماؤنللا‬
‫ومراجعنا مرور الكرام‪ ،‬وما زلللت أذكلر تعليلل الخلوئي‬
‫عندما عرضت عليه هذا النص إذ قال نللاقل ً عللن السلليد‬
‫آل كاشف الغطاء‪ :‬إنما فعلوا ذلك لحرصهم علللى بقللاء‬
‫نسلهم نقيًا!!‪.‬‬
‫بل اتلهموا الرضا سلم الله عليه بللأنه كللان يعشللق‬
‫بنت عم المأمون وهللي تعشللقه‪) ،‬انظللر عيللون أخبللار‬
‫الرضا ‪.(153‬‬
‫ولقبوا جعفرا ً بجعفر الكللذاب فسللبوه وشللتموه مللع‬
‫أنه أخو الحسن العسكري فقال الكلينللي‪) :‬هللو معلللن‬
‫الفسق فاجر‪ ،‬ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته مللن‬
‫الرجللال وأهتكهللم لنفسلله‪ ،‬خفيللف قليللل فللي نفسلله(‬
‫)أصول الكافي ‪.(1/504‬‬
‫فهللل فللي أهللل الللبيت سلللم الللله عليهللم شللريب‬
‫خمر؟! أو فاسق؟ أو فاجر؟‬
‫إذا أردنللا أن نعللرف تفاصلليل أكللثر فعلينللا أن نقللرأ‬
‫المصادر المعتبرة عنللدنا لنعللرف مللاذا قيللل فللي حللق‬
‫البللاقين منهللم عليهللم السلللم‪ ،‬ولنعللرف كيللف قتلللت‬
‫ذرياتلهم الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين قتلهم؟‬

‫‪46‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫لقد قتل عدد كللبير منهللم فللي ضللواحي بلد فللارس‬
‫بأيللدي أنللاس مللن تلللك المنللاطق‪ ،‬ولللول أنللي أخشللى‬
‫الطالة أكثر مما ذكرت‪ ،‬لذكرت أسللماء مللن أحصلليته‬
‫منهم وأسماء من قتلهم‪ ،‬ولكن أحيللل القللارئ الكريللم‬
‫إلى كتاب مقاتل الطالبين للصفهاني فإنه كفيل ببيان‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وأعلم أن أكثر من تعللرض للطعللن والغمللز واللمللز‬
‫مللد البللاقر وابنلله جعفللر الصللادق عليهمللا‬
‫المامان مح ّ‬
‫السلللم وعلللى آبائهمللا‪ ،‬فقللد نسللبت إليهللم أغلللب‬
‫المسائل كللالقول بالتقيللة والمتعللة واللواطللة بالنسللاء‬
‫وإعارة الفرج و‪ ..‬و‪ ..‬إلخ‬
‫وهما سلم الله عليهما بريئان من هذا كله‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫المتعة وما يتعلق بها‬
‫كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصللل )المللرأة عنللد‬
‫الشيعة( لكنللي عللدلت عللن ذلللك لنللي رأيللت أن كللل‬
‫الروايات التي روتلها كتبنا تنسب إلى النبي صلى الله‬
‫عليلله وآللله وإلللى أميللر المللؤمنين وأبللي عبللد الللله ‪‬‬
‫وغيرهما من الئمة‪.‬‬
‫فما أردت أن يصيب الئمة عليهم السلم أي طعللن‬
‫لن في تلك الروايللات مللن قبيللح الكلم مللا ل يرضللاه‬
‫أحدنا لنفسه فكيلف يرضلاه لرسلول اللله صللى اللله‬
‫عليه وآله وللئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫لقد استغلت المتعة أبشع استغلل‪ ،‬وأهينت المللرأة‬
‫شر إهانة‪ ،‬وصار الكثيرون يشبعون رغباتلهم الجنسللية‬
‫تحت ستار المتعة وباسللم الللدين‪ ،‬عمل ً بقللوله تعللالى‪:‬‬
‫‪‬فَما استمتعتم به منهن َفآتوهُ ُ‬
‫ة‪‬‬ ‫ضل ً‬ ‫ن فَ ِ‬
‫ري َ‬ ‫جللوَرهُ ّ‬
‫نأ ُ‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َْ ُ ْ ِ ِ ِ ُْ ّ‬ ‫َ‬
‫]النسلللاء‪ ،[24:‬لقلللد أوردوا روايلللات فلللي اللللترغيب‬
‫بالمتعة‪ ،‬وحددوا أو رتبوا عليهللا الثللواب وعلللى تاركهللا‬
‫العقللاب‪ ،‬بللل اعتللبروا كللل مللن لللم يعمللل بلللها ليللس‬
‫مسلمًا‪ .‬اقرأ معي هذه النصوص‪:‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وآللله‪) :‬مللن تمتللع بللامرأة‬
‫مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة( فهل الذي يتمتللع‬
‫كمن زار الكعبة سبعين مرة؟ وبمن؟ بللامرأة مؤمنللة؟‬
‫وروى الصدوق عن الصادق ‪ ‬قال‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫المتعة ديني ودين آبائي فمن عمللل بلللها عمللل‬ ‫)إن‬
‫بديننا‪ ،‬ومن أنكرها أنكر ديننا‪ ،‬واعتقد بغير ديننا( )مللن‬
‫ل يحضره الفقيه ‪ (3/366‬وهذا تكفير لمللن لللم يقبللل‬
‫بالمتعة‪.‬‬
‫وقيل لبي عبد الله ‪ :‬هللل للمتمتللع ثللواب؟ قللال‪:‬‬
‫)إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إل كتللب‬
‫الله له بلها حسنة‪ ،‬فإذا دنللا منهللا غفللر الللله للله بللذلك‬
‫ذنبًا‪ ،‬فإذا اغتسل غفر الله له بقدر مللا مللر مللن المللاء‬
‫على شعره( )من ل يحضره الفقيه ‪.(3/366‬‬
‫وقال النبي صلى الله عليلله وآللله‪) :‬مللن تمتللع مللرة‬
‫أمن سخط الجبار‪ ،‬ومن تمتع مرتين حشر مع البرار‪،‬‬
‫ومن تمتع ثلث مللرات زاحمنللي فللي الجنللان( )مللن ل‬
‫يحضره الفقيه ‪ ،(3/366‬قلللت‪ :‬ورغبللة فللي نيللل هللذا‬
‫الثللواب فللإن علمللاء الحللوزة فللي النجللف وجميللع‬
‫الحسينيات ومشللاهد الئمللة يتمتعللون بكللثرة‪ ،‬وأخللص‬
‫بالذكر منهم السيد الصدر والللبروجرودي والشلليرازي‬
‫والقزويني والطباطبائي‪ ،‬والسيد المدني إضللافة إلللى‬
‫الشاب الصاعد أبو الحارث الياسري وغيرهم‪ ،‬فإنلللهم‬
‫يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبللة فللي نيللل هللذا الثللواب‬
‫ومزاحمة النبي صلوات الله عليه في الجنان‪.‬‬
‫وروى السيد فتح الله الكاشللاني فللي تفسللير منهللج‬
‫الصادقين عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال‪ :‬من‬
‫تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين ‪ ،‬ومن تمتللع‬
‫مرتين فللدرجته كدرجللة الحسللن ‪ ،‬ومللن تمتللع ثلث‬
‫‪49‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار ‪‬‬ ‫الئمة‬
‫أبلي طلالب‬ ‫مرات كانت درجتله كدرجلة عللي بلن‬
‫ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي(‪.‬‬
‫لو فرضنا أن رجل ً قللذرا ً تمتللع مللرة أفتكللون درجتلله‬
‫كدرجة الحسين ‪‬؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلثا ً أو أربعللا ً‬
‫كانت درجللة الحسللن وعلللي والنللبي عليهللم السلللم؟‬
‫أمنلزلة النبي صلوات الله عليه ومنلللزلة الئمللة هينللة‬
‫إلى هذا الحد؟؟‬
‫وحتى وللو كلان المتمتلع هلذا قلد بللغ فلي اليملان‬
‫مرتبة عالية أيكون كدرجة الحسين؟ أو أخيه؟ أو أبيلله‬
‫أو جده؟‬
‫إن مقام الحسين أسمى وأعلللى مللن أن يبلغلله أحللد‬
‫مهما كان قوي اليمان‪ ،‬ودرجة الحسللن وعلللي والنللبي‬
‫عليهللم السلللم جميع لا ً ل يبلغهللا أحللد مهمللا سللما وعل‬
‫إيمانه‪.‬‬
‫لقد أجازوا التمتللع حللتى بالهاشللمية كمللا روى ذلللك‬
‫الطوسي في )التهذيب ‪.(2/193‬‬
‫أقول‪ :‬إن الهاشللميات أرفللع مللن أن يتمتللع بلللهن‪،‬‬
‫فهن سليلت النبوة ومللن أهللل الللبيت فحاشللا لهللن‬
‫ذلك‪ ،‬وسيأتي السبب إن شاء الله‪ ،‬وقد بين الكليني‬
‫أن المتعللة تجللوز ولللو لضللجعة واحللدة بيللن الرجللل‬
‫والمرأة‪ ،‬وهذا منصللوص عليلله فللي فللروع )الكللافي‬
‫‪.(5/460‬‬

‫‪50‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫ول يشترط أن تكون المتمتع بلها بالغة راشللدة‪ ،‬بللل‬
‫قالوا يمكن التمتع بمن في العاشرة من العمللر ولهللذا‬
‫روى الكليني فللي )الفللروع ‪ ،(5/463‬والطوسللي فللي‬
‫)التهذيب ‪ ،(7/255‬أنه قيل لبي عبد الله ‪:‬‬
‫)الجارية الصغيرة هل يتمتع بلها الرجل؟ فقال‪ :‬نعم‬
‫إل أن تكون صبية تخدع‪ .‬قيل‪ :‬وما الحد الذي إذا بلغته‬
‫لم تخدع؟ قال‪ :‬عشر سنين(‪.‬‬
‫وهذه النصوص كلها سيأتي الرد عليها إن شاء الله‪،‬‬
‫ولكني أقول‪ :‬إن ما نسب إلى أبللي عبللد الللله ‪ ‬فللي‬
‫جللواز التمتللع بمللن كللانت فللي العاشللرة مللن عمرهللا‪،‬‬
‫أقول‪ :‬قد ذهب بعضهم إلى جواز التمتع بمن هي دون‬
‫هذا السن‪.‬‬
‫لما كان المام الخميني مقيما ً في العراق كنا نتردد‬
‫إليه ونطلب منه العلم حتى صارت علقتنا معه وثيقللة‬
‫جدًا‪ ،‬وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعللوة مللن مدينللة‬
‫تلعفر وهي مدينة تقللع غللرب الموصللل علللى مسلليرة‬
‫ساعة ونصف تقريبا ً بالسلليارة‪ ،‬فطلبنللي للسللفر معلله‬
‫فسافرت معه‪ ،‬فاستقبلونا وأكرمونا غاية الكللرم مللدة‬
‫بقائنا عند إحدى العوائل الشيعية المقيمة هنلاك‪ ،‬وقللد‬
‫قطعوا عهدا ً بنشر التشيع في تلك الرجللاء ومللا زالللوا‬
‫يحتفظون بصورة تذكارية لنا تم تصويرها في دارهم‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫عودتنللا‬ ‫الئمة‬
‫طريللق‬ ‫ولما انتهت مدة السفر رجعنا‪ ،‬وفي‬
‫ومرورنللا فللي بغللداد أراد المللام أن نرتللاح مللن عنللاء‬
‫السللفر‪ ،‬فللأمر بللالتوجه إلللى منطقللة العطيفيللة حيللث‬
‫يسكن هناك رجل إيراني الصل يقال له سيد صاحب‪،‬‬
‫كانت بينه وبين المام معرفة قوية‪.‬‬
‫فرح سيد صاحب بمجيئنا‪ ،‬وكللان وصللولنا إليلله عنللد‬
‫الظهر‪ ،‬فصنع لنللا غللداء فللاخرا ً واتصللل ببعللض أقللاربه‬
‫فحضللروا وازدحللم منلللزله احتفللاء بنللا‪ ،‬وطلللب سلليد‬
‫صاحب إلينا المبيت عنده تلك الليلة فوافق المام‪ ،‬ثم‬
‫لمللا كللان العشللاء أتونللا بالعشللاء‪ ،‬وكللان الحاضللرون‬
‫يقبلون يد المام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم‪ ،‬ولمللا‬
‫حان وقت النوم وكان الحاضرون قد انصرفوا إل أهل‬
‫الدار‪ ،‬أبصر المام الخميني صبية بعمللر أربللع سللنوات‬
‫أو خمس ولكنها جميلة جدًا‪ ،‬فطلب المللام مللن أبيهللا‬
‫سيد صاحب إحضارها للتمتع بلها فوافللق أبوهللا بفللرح‬
‫بالغ‪ ،‬فبات المام الخميني والصبية في حضللنه ونحللن‬
‫نسمع بكاءها وصريخها‪.‬‬
‫المهم أنلله أمضللى تلللك الليلللة فلمللا أصللبح الصللباح‬
‫وجلسنا لتناول الفطار نظر إلي فوجد علمات النكار‬
‫واضللحة فللي وجهللي؛ إذ كيللف يتمتللع بلللهذه الطفلللة‬
‫الصللغيرة وفللي الللدار شللابات بالغللات راشللدات كللان‬
‫بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟‬
‫فقال لي‪ :‬سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟‬
‫‪52‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫قلت له‪ :‬سيد القول قولللك‪ ،‬والصللواب فعلللك‪ ،‬وأنللت‬
‫إمام مجتهد‪ ،‬ول يمكللن لمثلللي أن يللرى أو يقللول إل مللا‬
‫تراه أنت أو تقوله‪- ،‬ومعلللوم أنللي ل يمكننللي العللتراض‬
‫وقتذاك‪.-‬‬
‫فقللال‪ :‬سلليد حسللين؛ إن التمتللع بلللها جللائز ولكللن‬
‫بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ‪.‬‬
‫أما الجماع فإنلها ل تقوى عليه‪.‬‬
‫وكللان المللام الخمينللي يللرى جللواز التمتللع حللتى‬
‫بالرضلليعة فقللال‪) :‬ل بللأس بللالتمتع بالرضلليعة ضللما ً‬
‫ل( انظللر‬ ‫وتفخيذا ً ‪-‬أي يضع ذكللره بيللن فخللذيها‪ -‬وتقللبي ً‬
‫كتابه )تحرير الوسيلة ‪ 2/241‬مسألة رقم ‪.(12‬‬
‫جلست مرة عند المام الخوئي فلي مكتبله‪ ،‬فلدخل‬
‫علينا شلابان يبلدوا أنلللهما اختلفلا فللي مسلألة فاتفقلا‬
‫على سؤال المام الخوئي ليدلهما على الجواب‪.‬‬
‫ل‪ :‬سلليد مللا تقللول فللي المتعللة‬ ‫فسللأله أحللدهما قللائ ً‬
‫أحلل هي أم حرام؟‬
‫نظر إليه المام الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمرا ً‬
‫ثم قال له‪ :‬أين تسكن؟ قال الشللاب السللائل‪ :‬أسللكن‬
‫الموصل وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريبًا‪.‬‬
‫قال له المام‪ :‬أنت سني إذن؟‬
‫قال الشاب‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال المام‪ :‬المتعة عندنا حلل وعندكم حرام‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫تقريب لا ً غري‬
‫الطهارللب‬ ‫الئمة‬
‫فقال له الشاب‪ :‬أنا هنا منذ شللهرين‬
‫في هذه الديار فهل زوجتنللي ابنتللك لتمتللع بلللها ريثمللا‬
‫أعود إلى أهلي؟‬
‫فحملق فيه المام هنيهة ثم قال له‪ :‬أنللا سلليد وهللذا‬
‫حرام على السادة وحلل عند عوام الشيعة‪.‬‬
‫ونظللر الشللاب إلللى السلليد الخللوئي وهللو مبتسللم‬
‫ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية‪.‬‬
‫ثم قامللا فانصللرفا‪ ،‬فاسللتأذنت المللام الخللوئي فللي‬
‫الخروج فلحقت بالشللابين فعلمللت أن السللائل سللني‬
‫وصللاحبه شلليعي اختلفللا فللي المتعللة أحلل أم حللرام‬
‫فاتفقا علللى سللؤال المرجللع الللديني المللام الخللوئي‪،‬‬
‫فلما حادثت الشابين انفجر الشاب الشلليعي قللائ ً‬
‫ل‪ :‬يللا‬
‫مجرمين تبيحون لنفسكم التمتع ببناتنا وتخبروننا بللأنه‬
‫حلل وأنكم تتقربون بذلك إلى الللله‪ ،‬وتحرمللون علينللا‬
‫التمتع ببناتكم؟‬
‫وراح يسللب ويشللتم‪ ،‬وأقسللم أنلله سلليتحول إلللى‬
‫مذهب أهل السنة‪ ،‬فأخذت أهدئ به ثللم أقسللمت للله‬
‫أن المتعة حرام وبينت له الدلة على ذلك‪.‬‬
‫إن المتعة كانت مباحة فللي العصللر الجللاهلي‪ ،‬ولمللا‬
‫جاء السلم أبقى عليهللا مللدة ثللم حرمللت يللوم خيللبر‪،‬‬
‫لكن المتعارف عليه عند الشيعة عند جمللاهير فقهائنللا‬

‫‪54‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫أن عمر بن الخطاب هو الذي حرمها‪ ،‬وهذا مللا يرويلله‬
‫بعض فقهائنا‪.‬‬
‫والصواب في المسألة أنلها حرمت يوم خيبر‪.‬‬
‫قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه‪:‬‬
‫)حرم رسول الله صلى الللله عليلله وآللله يللوم خيللبر‬
‫لحوم الحملر الهليللة ونكلاح المتعلة( انظلر )التهلذيب‬
‫‪) ،(2/186‬الستبصلللار ‪) ،(2/142‬وسلللائل الشللليعة‬
‫‪.(14/441‬‬
‫وسئل أبو عبد الله ‪:‬‬
‫)كان المسلمون على عهد رسللول الللله صلللى الللله‬
‫عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال‪ :‬ل( )انظر التهذيب‬
‫‪.(2/189‬‬
‫وعلق الطوسي على ذلك بقللوله‪ :‬إنلله لللم يللرد مللن‬
‫ذلك النكاح الدائم بل أراد منه المتعة ولهللذا أورد هللذا‬
‫النص من باب المتعة‪.‬‬
‫ل شللك أن هللذين النصللين حجللة قاطعللة فللي نسللخ‬
‫حكم المتعة وإبطاله‪.‬‬
‫وأمير المؤمنين صلوات الله عليه نقل تحريمها عن‬
‫النللبي صلللى الللله عليلله وآللله وهللذا يعنللي أن أميللر‬
‫المؤمنين قد قال بحرمتها من يوم خيللبر‪ ،‬ول شللك أن‬
‫الئمة من بعده قد عرفللوا حكللم المتعللة بعللد علمهللم‬
‫بتحريمها‪ ،‬وهنا نقف بين أخبللار منقوللة وصلريحة فلي‬

‫‪55‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارفللي‬
‫الئمة الئمللة‬
‫تحريم المتعللة وبيللن أخبللار منسللوبة إلللى‬
‫الحث عليها وعلى العمل بلها‪.‬‬
‫وهذه مشكلة يحتار المسلم إزاءها أيتمتع أم ل؟‬
‫إن الصواب هو ترك المتعللة لنلللها حللرام كمللا ثبللت‬
‫نقله عن أمير المؤمنين ‪ ،‬وأما الخبار الللتي نسللبت‬
‫إلى الئمة؛ فل شك أن نسبتها إليهم غير صللحيحة بللل‬
‫هي أخبللار مفللتراة عليهللم‪ ،‬إذ مللا كللان للئمللة عليهللم‬
‫السلم أن يخالفوا أمرا ً حرمه رسول الله صلللى الللله‬
‫عليه وآله وسار عليه أمير المؤمنين مللن بعللده‪ ،‬وهللم‬
‫‪-‬أي الئملة‪ -‬الللذين تلقلوا هلذا العللم كلابرا ً عللن كللابر‬
‫لنلهم ذرية بعضها من بعض‪.‬‬
‫لما سئل أبو عبللد الللله ‪) :‬كللان المسلللمون علللى‬
‫عهد رسول الله صلى الله عليله وآلله يللتزوجون بغيلر‬
‫بينة؟ قال‪ :‬ل( فلول علمه بتحريم المتعة لما قللال‪ :‬ل‪،‬‬
‫خصوصا ً وإن الخبر صحيح فللي أن السللؤال كللان عللن‬
‫المتعة وأن أبا جعفر الطوسي راوي الخبر أورده فللي‬
‫باب المتعة كما أسلفنا‪.‬‬
‫وما كان لبي عبد الله والئمة من قبله ومللن بعللده‬
‫أن يخالفوا أمر رسول الللله صلللوات الللله عليلله أو أن‬
‫يحلوا أمرا ً حرمه أو أن يتبدعوا شيئا ً ما كللان معروفللا ً‬
‫في عهده ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ يتبين أن الخبار التي تحللث علللى التمتللع مللا‬
‫وبذلك‬
‫قللال الئمللة منهللا حرف لا ً واحللدًا‪ ،‬بللل افتراهللا وتقولهللا‬
‫عليهم أناس زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت الكللرام‬
‫والسلللاءة إليهلللم‪ ،‬وإل بلللم تفسلللر إبلللاحتهم التمتلللع‬
‫بالهاشمية وتكفيرهم لمن ل يتمتع؟‬
‫مع أن الئمة عليهم السلم لم ينقل عن واحد منهم‬
‫نقل ً ثابتا ً أنه تمتع مرة أو قال بحلية المتعللة‪ ،‬أيكونللون‬
‫قد دانوا بغير دين السلم؟‬
‫فللإذا توضللح لنللا هللذا نللدرك أن الللذين وضللعوا تلللك‬
‫الخبللار هللم قللوم زنادقللة أرادوا الطعللن بأهللل الللبيت‬
‫والئمة عليهم السلللم‪ ،‬لن العمللل بتلللك الخبللار فيلله‬
‫تكفير للئمة ‪ ..‬فتنبه‪.‬‬
‫روى الكليني عن أبي عبد الله ‪ ‬أن امللرأة جللاءت‬
‫إلى عمر بن الخطاب فقللالت‪) :‬إنللي زنيللت‪ ،‬فللأمر أن‬
‫ترجم‪ ،‬فأخبر أمير المؤمنين ‪ ‬فقال‪ :‬كيف زنيت؟‬
‫فقللالت‪ :‬مللررت بالباديللة فأصللابني عطللش شللديد‬
‫فاستسقيت أعرابي لا ً فللأبى إل إن مكنتلله مللن نفسللي‪،‬‬
‫فلما أجهللدني العطللش وخفللت علللى نفسللي سللقاني‬
‫فأمكنته من نفسي‪ ،‬فقال أميللر المللؤمنين ‪ :‬تزويللج‬
‫ورب الكعبة( )الفروع ‪.(2/198‬‬
‫إن المتعة كما هو معللروف تكللون عللن تللراض بيللن‬
‫الطرفين وعن رغبة منهما‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫المذكورةالطهار‬
‫مضللطرة‬ ‫أما في هذه الرواية فإن المرأة الئمة‬

‫ومجبورة فسللاومها علللى نفسللها مقابللل شللربة مللاء‪،‬‬


‫وليست هي في حكم الزانية حتى تطلب من عمر أن‬
‫يطهرها وفوق ذلك ‪-‬وهذا مهم‪ -‬إن أمير المللؤمنين ‪‬‬
‫هو الذي روى تحريم المتعة في نقله عن النبي صلللى‬
‫الله عليه وآله يوم خيبر فكيف يفتي هنا بأن هذا نكاح‬
‫متعة؟! وفتواه على سبيل الحل والقرار والرضا منلله‬
‫بفعل الرجل والمرأة!!؟‬
‫إن هذه الفتللوى لللو قالهللا أحللد طلب العلللم لعللدت‬
‫سقطة بل غلطة يعللاب عليلله بسللببها‪ ،‬فكيللف تنسللب‬
‫إلى أمير المؤمنين ‪ ‬وهو من هو في العلم والفتيا؟‬
‫إن الللذي نسللب هللذه الفتللوى لميللر المللؤمنين إمللا‬
‫حاقد أراد الطعن به‪ ،‬وإما ذو غرض وهللو اخللترع هللذه‬
‫القصة فنسبها لمير المؤمنين ليضفي الشرعية علللى‬
‫المتعة كي يسللوغ لنفسلله ولمثللاله اسللتباحة الفللروج‬
‫باسللم الللدين حللتى وإن أدى ذلللك إلللى الكللذب علللى‬
‫الئمة عليهم السلم بل على النللبي صلللى الللله عليلله‬
‫وآله‪.‬‬
‫وإن المفاسد المترتبة على المتعة كللبيرة ومتعللددة‬
‫الجوانب‪:‬‬
‫‪ -1‬فهي مخالفة للنصوص الشللرعية لنلللها تحليللل‬
‫لما حرم الله‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫‪ -2‬لقد ترتب علللى هللذا اختلق الروايللات الكاذبللة‬
‫ونسبتها إلى الئمللة عليهللم السلللم مللع مللا فللي تلللك‬
‫الروايات من مطاعن قاسية ل يرضاها لهللم ملن كلان‬
‫في قلبه مثقال ذرة من إيمان‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن مفاسدها إباحة التمتللع بللالمرأة المحصللنة‬
‫‪-‬أي المتزوجة‪ -‬رغم أنلها في عصللمة رجللل دون علللم‬
‫زوجهلللا‪ ،‬وفلللي هلللذه الحاللللة ل يلللأمن الزواج عللللى‬
‫زوجاتلهم فقد تللتزوج المللرأة متعللة دون علللم زوجهللا‬
‫الشللرعي ودون رضللاه‪ ،‬وهللذه مفسللدة مللا بعللدها‬
‫مفسللدة‪ ،‬انظللر )فللروع الكللافي ‪) ،(5/463‬تلللهذيب‬
‫الحكام ‪) ،(7/554‬الستبصار ‪ ،(3/145‬وليت شللعري‬
‫ما رأي الرجل وما شعوره إذا اكتشف أن امرأته التي‬
‫في عصمته متزوجة من رجل آخر غيره زواج متعة؟!‬
‫‪ -4‬والباء أيضا ً ل يأمنون على بناتلهم الباكرات إذ‬
‫قد يتزوجن متعة دون علم آبائهن‪ ،‬وقد يفاجللأ الب أن‬
‫ابنته الباكر قد حملت‪ .. ،‬لم؟ كيف؟ ل يدري ‪ ..‬ممن؟‬
‫ل يدري أيضا ً فقد تزوجت من واحد فمن هللو؟ ل أحللد‬
‫يدري لنه تركها وذهب‪.‬‬
‫‪ -5‬إن أغلللب الللذين يتمتعللون‪ ،‬يللبيحون لنفسللهم‬
‫التمتع ببنات الناس‪ ،‬ولكن لو تقدم أحد لخطبة بناتلهم‬
‫أو قريباتلهم فأراد أن يتزوجها متعللة‪ ،‬لمللا وافللق ولمللا‬
‫رضي‪ ،‬لنه يرى هذا الزواج أشبه بالزنا وإن هللذا عللار‬
‫‪59‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫لاس‬‫الطهار‬ ‫الئمة‬
‫ببنللات النل‬ ‫عليه‪ ،‬وهو يشعر بلهذا من خلل تمتعلله‬
‫فل شك أنه يمتنع عن تزويج بنللاته للخريللن متعللة‪ ،‬أي‬
‫أنه يبيللح لنفسلله التمتللع ببنللات النللاس وفللي المقابللل‬
‫يحرم على الناس أن يتمتعوا ببناته‪.‬‬
‫إذا كانت المتعة مشروعة أو أمرا ً مباح لًا‪ ،‬فلللم هللذا‬
‫التحرج في إباحة تمتع الغرباء ببناته وقريباته؟‬
‫‪ -6‬إن المتعة ليس فيها إشهاد ول إعلن ول رضللى‬
‫ولي أمر المخطوبة‪ ،‬ول يقع شيء من ميراث المتمتع‬
‫للمتمتع بلها‪ ،‬إنما هي مستأجرة كما نسب ذلك القول‬
‫إلى أبي عبد الله ‪ ‬فكيللف يمكللن إباحتهللا وإشللاعتها‬
‫بين الناس؟‬
‫‪ -7‬إن المتعللة فتحللت المجللال أمللام السللاقطين‬
‫والسللاقطات مللن الشللباب والشللابات فللي لصللق مللا‬
‫عندهم من فجور بالدين‪ ،‬وأدى ذلك إلى تشويه صورة‬
‫الدين والمتدينين‪.‬‬
‫وبللذلك يتللبين لنللا أضللرار المتعللة ديني لا ً واجتماعي لا ً‬
‫وخلقيًا‪ ،‬ولهذا حرمت المتعة ولو كان فيها مصالح لمللا‬
‫حرمت‪ ،‬ولكن لما كانت كثيرة المفاسد حرمها رسول‬
‫الله صلى الله عليه وآله‪ ،‬وحرمها أمير المؤمنين ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫سألت المام الخوئي عن قول أميللر المللؤمنين فللي‬
‫تحريم المتعة يوم خيبر‪ ،‬وعن قول أبي عبد الللله فللي‬
‫‪60‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫السائل عن الزواج بغير بينة أكان معروفا ً علللى‬ ‫إجابة‬
‫عهد النبي ‪‬؟ فقال‪ :‬إن قول أمير المللؤمنين ‪ ‬فللي‬
‫تحريم المتعة يوم خيبر إنما يشمل تحريمها فللي ذلللك‬
‫اليوم فقط ل يتعدى التحريم إلى ما بعده‪.‬‬
‫وأمللا قللول أبللي عبللد الللله للسللائل‪ ،‬فقللال المللام‬
‫الخوئي‪ :‬إنما قال أبو عبد الله ذلك تقيللة وهللذا متفللق‬
‫عليه بين فقهائنا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬والحق إن قول فقهائنا لللم يكللن صللائبًا‪ ،‬ذلللك‬
‫أن تحريم المتعة يوم خيبر صاحبه تحريم لحوم الحمر‬
‫الهلية وتحريم لحوم الحمر الهلية جرى العمل عليلله‬
‫ملن يلوم خيلبر وإللى يومنلا هلذا وسلليبقى إللى قيللام‬
‫الساعة‪.‬‬
‫فدعوى تخصلليص تحريللم المتعللة بيللوم خيللبر فقللط‬
‫دعوى مجردة لم يقم عليها دليل‪ ،‬خصوصا ً وأن حرمة‬
‫لحللوم الحمللر الهليللة والللتي هللي قرينللة المتعللة فللي‬
‫التحريم بقي العمل عليها إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫وفوق ذلك لو كان تحريم المتعلة خاصلا ً بيلوم خيلبر‬
‫فقط‪ ،‬لورد التصريح من النلبي صللى اللله عليله وآلله‬
‫بنسخ تلك الحرمة‪ ،‬على أنه يجب أن ل يغيب عن بالنللا‬
‫أن علة إباحة المتعة هي السفر والحرب‪ ،‬فكيف تحرم‬
‫في تلك الحرب والمقاتل أحوج ما يكون إليها خصوصا ً‬
‫وأنه في غربة من أهله وما ملكت يمينه‪ ،‬ثم تبللاح فللي‬
‫السلم؟‬
‫‪61‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار أن‬
‫الئمةخيللبر أي‬
‫إن معنللى قللوله ‪ ‬إنلللها حرمللت يللوم‬
‫بداية تحريمها كان يوم خيبر وأما أقللوال فقهائنللا إنمللا‬
‫هو تلعب في النصوص ل أكثر‪.‬‬
‫فللالحق إن تحريللم المتعللة ولحللوم الحمللر الهليللة‬
‫ق إلللى‬‫متلزمان‪ ،‬نزل الحكم بحرمتها يوم خيبر وهو با ٍ‬
‫قيام الساعة‪ ،‬وليس هناك مللن داٍع لتأويللل كلم أميللر‬
‫المؤمنين ‪ ‬من أجل إشباع رغبات النفس وشهواتلها‬
‫في البحث الدائم عن الجميلت والفاتنات من النسللاء‬
‫للتمتع بلهن والتلذذ باسم الدين وعلى حسابه‪.‬‬
‫وأما أن قول أبي عبللد الللله ‪ ‬فللي جللوابه للسللائل‬
‫كان تقية‪ ،‬أقول‪ :‬إن السائل كان من شلليعة أبللي عبللد‬
‫الله فليس هناك ما يبرر القول بالتقية خصوصللا ً وانلله‬
‫يوافق الخبر المنقول عن المير ‪ ‬في تحريم المتعة‬
‫يوم خيبر‪.‬‬
‫إن المتعة التي أباحها فقهاؤنا تعطي الحللق للرجللل‬
‫في أن يتمتع بعدد ل حصر له من النسللوة‪ ،‬ولللو بللألف‬
‫امرأة وفي وقت واحد‪.‬‬
‫وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها‪ ،‬وبين المللرأة‬
‫وأختها‪ ،‬وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو ل يدري‪.‬‬
‫جلاءتني املرأة تستفسلر منلي علن حادثلة حصللت‬
‫معها‪ ،‬إذ أخبرتني أن أحد السادة وهللو السلليد حسللين‬
‫الصدر كان قد تمتع بلها قبل أكلثر ملن عشلرين سللنة‬

‫‪62‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخمنه‪ ،‬فلما أشبع رغبته منها فارقها‪ ،‬وبعد مللدة‬
‫فحملت‬
‫رزقت ببنللت‪ ،‬وأقسللمت أنلللها حملللت منلله هللو إذ لللم‬
‫يتمتع بلها وقتذاك أحد غيره‪.‬‬
‫وبعد أن كبرت البنت وصارت شللابة جميلللة متأهلللة‬
‫للزواج‪ ،‬اكتشللفت الم أن ابنتهللا حبلللى‪ ،‬فلمللا سللألتها‬
‫عن سبب حملها‪ ،‬أخبرتلللها البنللت أن السلليد المللذكور‬
‫اسللتمتع بلللها فحملللت منلله‪ ،‬فدهشللت الم وفقللدت‬
‫صوابلللها‪ ،‬إذ أخللبرت ابنتهللا أن هللذا السلليد هللو أبوهللا‬
‫وأخبرتلللها القصللة‪ ،‬فكيللف يتمتللع بللالم واليللوم يللأتي‬
‫ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو؟‬
‫ثم جاءتني مستفسرة عن موقف السيد المذكور منها‬
‫ومن ابنتها التي ولدتلها منه‪.‬‬
‫إن الحوادث من هذا النللوع كللثيرة جللدًا‪ ،‬فقللد تمتللع‬
‫أحدهم بفتاة تبين له فيما بعد أنلها أختلله مللن المتعللة‪،‬‬
‫ومنهم من تمتع بامرأة أبيه‪.‬‬
‫وفي إيراد الحوادث من هذا القبيل ل يسللتطيع أحللد‬
‫حصلللرها‪ ،‬وقلللد رأينلللا ذللللك بقلللول اللللله تعلللالى‪:‬‬
‫م الّلل ُ‬
‫ه‬ ‫كاحا ً َ‬
‫حّتى ي ُغْن ِي َُهل ُ‬ ‫ن نِ َ‬
‫دو َ‬ ‫ن ل َ يَ ِ‬
‫ج ُ‬ ‫ف ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ست َعْفِ ِ‬‫‪‬وَل ْي َ ْ‬
‫ضل ِهِ‪] ‬النور‪ ،[23:‬فمن لم يتمكن مللن الللزواج‬ ‫من فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫الشرعي بسبب قلة ذات اليد فعليه بالستعفاف ريثما‬
‫يرزقه الله من فضله كي يستطيع الزواج‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫بالسللتعفاف‬ ‫فلللو كللانت المتعللة حلل ً لمللا أمللره‬
‫والنتظار ريثما تتيسر أمللور الللزواج بللل لرشللده إلللى‬
‫المتعة كي يقضي وطره بللدل ً مللن المكللوث والتحللرق‬
‫بنار الشهوة‪.‬‬
‫م ط َلوْل ً َأن‬ ‫منك ُ ْ‬‫ست َط ِعْ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫من ل ّ ْ‬ ‫وقال الله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫َ‬
‫كم‬ ‫مللان ُ ُ‬‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َل ْ‬ ‫مللا َ‬ ‫ن ّ‬ ‫مل ْ‬‫ت فَ ِ‬ ‫من َللا ِ‬ ‫ت ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫َينك ِ َ‬
‫ن‬‫مل ْ‬‫ك لِ َ‬ ‫ت‪- ‬إلللى قللوله‪ -‬ذ َل ِل َ‬ ‫من َللا ِ‬‫مؤ ْ ِ‬‫م ال ْ ُ‬‫مللن فَت َي َللات ِك ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫فللوٌر‬ ‫ه غَ ُ‬ ‫م َوالل ّل ُ‬ ‫خي ٌْر ل ّك ُ ْ‬‫صب ُِروا ْ َ‬‫م وَأن ت َ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ت ِ‬ ‫ي ال ْعَن َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫م‪] ‬النساء‪.[25:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ّر ِ‬
‫فأرشد الذين ل يسلتطيعون اللزواج لقللة ذات اليلد‬
‫أن يتزوجوا مما ملكت أيمانلهم‪ ،‬ومن عجز حللتى عللن‬
‫ملك اليميللن؛ أمللره بالصللبر‪ ،‬ولللو كللانت المتعللة حلل ً‬
‫لرشده إليها‪.‬‬
‫ول بد لنا أن ننقل نصوصا ً أخرى علن الئملة عليهلم‬
‫السلم في إثبات تحريم المتعة‪:‬‬
‫عن عبد الله بن سنان قال سألت أبللا عبللد الللله ‪‬‬
‫عن المتعة فقال‪) :‬ل تدنس نفسك بلها( )بحار النللوار‬
‫‪.(100/318‬‬
‫وهذا صريح في قللول أبللي عبللد الللله ‪ ‬إن المتعللة‬
‫تدنس النفللس ولللو كللانت حلل ً لمللا صللارت فللي هللذا‬
‫الحكللم‪ ،‬ولللم يكتللف الصللادق ‪ ‬بللذلك بللل صللرح‬
‫بتحريمها‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫عن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد الله ‪ ‬لللي ولسللليمان‬
‫بن خالد‪) :‬قد حرمت عليكما المتعللة( )فللروع الكللافي‬
‫‪) ،(2/48‬وسائل الشيعة ‪.(14/450‬‬
‫وكان ‪ ‬يوبخ أصحابه ويحذرهم من المتعللة فقللال‪:‬‬
‫أما يستحي أحدكم أن يرى موضع فيحمللل ذلللك علللى‬
‫صالحي إخللوانه وأصللحابه؟ )الفللروع ‪) ،(2/44‬وسللائل‬
‫الشيعة ‪.(1/450‬‬
‫ولمللا سللأل علللي بللن يقطيللن أبللا الحسللن ‪ ‬عللن‬
‫المتعة أجابه‪) :‬مللا أنللت وذاك؟ قللد أغنللاك الللله عنهللا(‬
‫)الفروع ‪ ،(2/43‬الوسائل )‪.(14/449‬‬
‫نعم إن الله تعالى أغنى الناس عن المتعللة بللالزواج‬
‫الشرعي الدائم‪.‬‬
‫ولهذا لم ينقل أن أحدا ً تمتع بامرأة من أهللل الللبيت‬
‫عليهم السلم‪ ،‬فلو كللان حلل ً لفعلللن‪ ،‬ويؤيللد ذلللك أن‬
‫عبد الله بللن عميللر قللال لبللي جعفللر ‪) :‬يسللرك أن‬
‫نسللاءك وبناتللك وأخواتللك وبنللات عمللك يفعلللن؟ ‪-‬أي‬
‫يتمتعن‪ -‬فأعرض عنه أبو جعفللر ‪ ‬حيللن ذكللر نسللاءه‬
‫وبنللات عملله( )الفللروع ‪) ،(2/42‬التهللذيب ‪،(2/186‬‬
‫وبلللهذا يتأكللد لكللل مسلللم عاقللل أن المتعللة حللرام‪،‬‬
‫لمخالفتها لنصللوص القللرآن الكريللم وللسللنة ولقللوال‬
‫الئمة عليهم السلم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫والنصلللوص‬ ‫والنلللاظر لليلللات القرآنيلللة الكريملللة‬
‫المتقدمة في تحريم المتعة ‪-‬إن كان طالبا ً للحق محبا ً‬
‫له‪ -‬ل يملك إل أن يحكللم ببطلن تلللك الروايللات الللتي‬
‫تحث على المتعة لمعارضتها لصللريح القللرآن وصللريح‬
‫السنة المنقولة عن أهللل الللبيت عليهللم السلللم ولمللا‬
‫يترتب عليها من مفاسللد ل حصلر لهلا بينلا شليئا ً منهلا‬
‫فيما مضى‪.‬‬
‫إن من المعلوم أن ديللن السلللم جللاء ليحللث علللى‬
‫الفضللائل وينهللى عللن الللرذائل‪ ،‬وجللاء ليحقللق للعبللاد‬
‫المصللالح الللتي تسللتقيم بلللها حياتلللهم‪ ،‬ول شللك أن‬
‫المتعة ممللا ل تسللتقيم بلللها الحيللاة إن حققللت للفللرد‬
‫مصلحة واحدة ‪-‬افتراضًا‪ -‬فإنلها تسللبب مفاسللد جمللة‬
‫أجملناها في النقاط الماضية‪.‬‬
‫إن انتشار العمللل بالمتعللة جللر إلللى إعللارة الفللرج‪،‬‬
‫وإعارة الفرج معناها أن يعطي الرجل امرأته أو أمتلله‬
‫إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بلها أو أن يصلنع بللها‬
‫ما يريد‪ ،‬فإذا ما أراد رجل مللا أن يسللافر أودع امرأتلله‬
‫عند جاره أو صديقه أو أي شخص كان يختللاره‪ ،‬فيبيللح‬
‫له أن يصنع بلها ما يشاء طيلة مللدة سللفره‪ .‬والسللبب‬
‫معلوم حتى يطمئن الزوج على امرأته لئل تزنللي فللي‬
‫غيابه )!!( وهناك طريقة ثانية لعللارة الفللرج إذا نللزل‬
‫أحد ضيفا ً عند قوم‪ ،‬وأرادوا إكرامه فإن صاحب الللدار‬
‫يعير امرأته للضيف طيلة مدة إقللامته عنللدهم‪ ،‬فيحللل‬
‫‪66‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫له منها كل شيء‪ ،‬وللسف يروون فللي ذلللك روايللات‬
‫ينسبونلها إلى المام الصادق ‪ ‬وإلى أبيه أبي جعفللر‬
‫سلم الله عليه‪.‬‬
‫مللد عللن أبللي جعفللر عليلله‬‫روى الطوسللي عللن مح ّ‬
‫السلم قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫)الرجل يحل لخيه فرج جاريته؟ قال‪ :‬نعللم ل بللأس‬
‫به له ما أحل له منها( )الستبصار ‪.(3/136‬‬
‫مللد بللن مضللارب‬ ‫وروى الكليني والطوسي عللن مح ّ‬
‫قال‪ :‬قال لي أبللو عبللد الللله ‪) :‬يللا مح ّ‬
‫مللد خللذ هللذه‬
‫الجارية تخدمك وتصلليب منهللا‪ ،‬فللإذا خرجللت فارددهللا‬
‫إلينلللا( )الكلللافي؟(‪) ،‬الفلللروع ‪) ،(2/200‬الستبصلللار‬
‫‪.(3/136‬‬
‫قلت‪ :‬لللو اجتمعللت البشللرية بأسللرها فأقسللمت أن‬
‫المللامين الصللادق والبللاقر عليهمللا السلللم قللال هللذا‬
‫الكلم ما أنا بمصدق؟‬
‫إن المامين سلم الله عليهما أجل وأعظللم مللن أن‬
‫يقول مثللل هللذا الكلم الباطللل‪ ،‬فل يبيحللا هللذا العمللل‬
‫المقزز الذي يتنافى مع الخلق السلللمي الرفيللع‪ ،‬بللل‬
‫هذه هي الدياثة‪ ،‬ل شك أن الئمللة سلللم الللله عليهللم‬
‫ورثوا هذا العلم كابرا ً عن كابر فنسبة هذا القول وهذا‬
‫العمل إليهما إنما هو نسبة إلى رسول الله صلى الللله‬
‫عليه وآله فهو إذن تشريع إلهي‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫كالسلليد‬ ‫الئمة‬
‫هناك‬ ‫في زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة‬
‫النقوي وغيللره مررنللا بجماعللة مللن الهنللدوس وعبللدة‬
‫البقللر والسلليخ وغيرهللم مللن أتبللاع الللديانات الوثنيللة‪،‬‬
‫وقرأنا كثيرا ً فما وجدنا دينا ً مللن تلللك الديللان الباطلللة‬
‫يبيح هذا العمل ويحله لتباعه‪.‬‬
‫فكيف يمكن لدين السلم أن يبيح مثل هللذا العمللل‬
‫الخسيس الذي يتنافى مع أبسط مقومات الخلق؟‬
‫زرنللا الحللوزة القائميللة فللي إيللران فوجللدنا السللادة‬
‫هناك يبيحون إعارة الفروج‪ ،‬وممن أفتى بإباحللة ذلللك‬
‫السيد لطف الله الصللافي وغيللره ولللذا فللإن موضللوع‬
‫إعارة الفرج منتشر في عموم إيران‪ ،‬واستمر العمللل‬
‫مللد رضللا بلللهلوي‬ ‫بلله حللتى بعللد الطاحللة بالشللاه مح ّ‬
‫ومجيء آية الله العظمى المام الخمينللي الموسللوي‪،‬‬
‫وبعد رحيل المام الخميني أيضا ً استمر العمللل عليلله‪،‬‬
‫وكان هذا أحللد السللباب‪ ((1‬الللتي أدت إلللى فشللل أول‬
‫دولة شيعية فللي العصللر الحللديث‪ ،‬كللان الشلليعة فللي‬
‫عموم بلد العللالم يتطلعللون إليهللا‪ ،‬ممللا حللدا بمعظللم‬
‫السادة إلى التللبرء منهللا‪ ،‬بللل ومهاجمتهللا أيضلًا‪ ،‬فهللذا‬
‫صللديقنا العلمللة السلليد موسللى الموسللوي سللماها‬

‫‪ - (1‬لقد خاب ظني وظن كثير من السادة بحكومة المام الخمينللي‪،‬‬ ‫)‬

‫فكنا نتوقع أن تكون إيران معقل السلم‪ ،‬ولكن للسللف فقللد بللدأت‬
‫تصفية المعارضين وإراقة دمائهم مع عوائلهم‪ ،‬وصارت أنللهار الللدماء‬
‫تجللري بل رحمللة‪ ،‬وكللان يفلترض أن يتلم القضلاء عللى مللا أحلدثه آل‬
‫بلللهلوي مللن فسللاد‪ ،‬ولكللن الفسللاد اسللتمر حللتى بعللد مجيللء المللام‬
‫الخميني‪ ،‬فالحمامات مختلطة رجال ً ونسلاًء‪ ،‬والزنلا كلان علنلا ً وأصلبح‬
‫سرا ً ولكن بصورة أوسع‪ ،‬والتبرج بقلي كملا هلو بحيلث تخلرج الملرأة‬
‫بالبنطال وبكامل زينتها وقد وضعت فقط غطاء الللرأس عللدا الرشللوة‬
‫والسرقة وغيرها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخالبائسة( وألف كتبا ً وبحوثا ً ونشر مقالت فللي‬
‫)الثورة‬
‫مهاجمتها وبيان أخطائها‪.‬‬
‫وقال السيد جواد الموسللوي‪ :‬إن الثللورة السلللمية‬
‫في إيران ليس لها من السلم إل السم‪.‬‬
‫مللد كللاظم‬ ‫وكللان آيللة الللله العظمللى السلليد مح ّ‬
‫شريعتمداري ملن أشللد المعارضللين لهلا لملا رآه مللن‬
‫انحراف واضح عن جادة السلم‪.‬‬
‫وهنللاك كللثير مللن السللادة ممللن أعرفهللم معرفللة‬
‫شخصية انتقدوا حكومة المام الخميني ونفروا منها‪.‬‬
‫ومما يؤسف له أن السادة هنللا أفتللوا بجللواز إعللارة‬
‫الفرج‪ ،‬وهناك كللثير ملن العللوائل فللي جنللوب العللراق‬
‫وفي بغداد في منطقة الثورة ممن يمارس هذا الفعل‬
‫بناء على فتاوى كللثير مللن السللادة منهللم السيسللتاني‬
‫والصلللدر والشللليرازي والطباطبلللائي واللللبروجردي‬
‫وغيرهم‪ ،‬وكثير منهم إذا حل ضلليفا ً عنللد أحللد اسللتعار‬
‫منه امرأتلله إذا رآهللا جميلللة‪ ،‬وتبقللى مسللتعارة عنللده‬
‫حتى مغادرته‪.‬‬
‫إن الواجب أن نحذر العوام من هذا الفعل الشللنيع‪،‬‬
‫وأن ل يقبلوا فتاوى السادة بإباحة هذا العملل المقلزز‬
‫الللذي كللان للصللابع الخفيللة الللتي تعمللل مللن وراء‬
‫الكواليس الدور الكبير فللي دسلله فللي الللدين ونشللره‬
‫بين الناس‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫اللواطللة‬ ‫الئمة‬
‫لاحوا‬
‫ولللم يقتصللر المللر علللى هللذا‪ ،‬بللل أبل‬
‫بالنساء ورووا أيضا ً روايات نسبوها إلللى الئمللة سلللم‬
‫الله عليهم‪ ،‬فقد روى الطوسي عن عبد الله بللن أبللي‬
‫اليعفور قال‪) :‬سألت أبا عبد الله ‪ ‬عن الرجل يللأتي‬
‫المرأة من دبرها قال‪ :‬ل بأس إذا رضيت‪ ،‬قلت‪ :‬فللأين‬
‫قول الله تعالى‪ :‬فَأ ْتوهُن م لن حي ل ُ َ‬
‫ه‪‬‬ ‫م الل ّل ُ‬ ‫مَرك ُل ُ‬ ‫ثأ َ‬ ‫ّ ِ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫فقال‪ :‬هذا في طلب الولد‪ ،‬فللاطلبوا الولللد مللن حيللث‬
‫ث‬ ‫حلْر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫سللاؤ ُك ُ ْ‬
‫أمركم الله‪ ،‬إن الللله تعللالى يقللول‪ :‬ن ِ َ‬
‫ل ّك ُم فَأ ْتوا ْ حرث َك ُ َ‬
‫م‪) (‬الستبصار ‪.(3/243‬‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬
‫م أّنى ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وروى الطوسي أيضا ً عن موسى بن عبد الملك عن‬
‫رجل قال‪) :‬سللألت أبللا الحسللن الرضللا ‪ ‬عللن إتيللان‬
‫الرجل المرأة من خلفها في دبرها فقللال‪ :‬أحلتهللا آيللة‬
‫ن أ َط ْهَُر‬ ‫ؤلِء ب ََناِتي هُ ّ‬ ‫هل ُ‬ ‫من كتاب الله قول لوط ‪َ : ‬‬
‫م‪ ‬فقد علم أنلهم ل يريللدون الفللرج( )الستبصللار‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫‪.(3/243‬‬
‫وروى الطوسي عن علي بن الحكللم قللال‪ :‬سللمعت‬
‫صفوان يقول‪ :‬قلت للرضا ‪) :‬إن رجل ً مللن مواليللك‬
‫أمرني أن أسألك عن مسللألة فهابللك واسللتحيى منللك‬
‫أن يسألك‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬للرجل أن يأتي امرأته‬
‫في دبرها؟ قال‪ :‬نعم ذلك له( المصدر السابق‪.‬‬
‫ل شك أن هللذه الخبللار معارضللة لنللص القللرآن‪ ،‬إذ‬
‫و‬
‫ل هُ ل َ‬ ‫ض قُ ل ْ‬ ‫حي ل ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫ك ع َل ِ‬‫سلأ َُلون َ َ‬‫يقول الله تعالى‪ :‬ي َ ْ‬
‫حت ّللى‬ ‫ن َ‬ ‫قَرب ُللوهُ ّ‬ ‫ض وَل َ ت َ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫م ِ‬‫ساَء ِفي ال ْ َ‬ ‫ذى َفاع ْت َزُِلوا ْ الن ّ َ‬ ‫أَ ً‬
‫ن‪] ‬البقرة‪ ،[222:‬فلو كان إتيان الللدبر مباحللا ً‬ ‫ي َط ْهُْر َ‬
‫‪70‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخلتزال الفللرج فقللط ولقللال )فللاعتزلوا فللروج‬
‫لمللر اعل‬
‫النساء في المحيض(‪.‬‬
‫ولكللن لمللا كللان الللدبر محرملا ً إتيللانه أمللر بللاعتزال‬
‫الفللروج والدبللار فللي محيللض النسللاء بقللوله‪ :‬وَل َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫قَرُبوهُ ّ‬ ‫تَ ْ‬
‫ثم بين الله تعالى بعللد ذلللك مللن أيللن يللأتي الرجللل‬
‫ْ‬
‫ث‬‫حي ْل ُ‬ ‫ن َ‬‫مل ْ‬ ‫ن فَأُتوهُ ّ‬
‫ن ِ‬ ‫ذا ت َط َهّْر َ‬
‫امرأته فقال تعالى‪ :‬فَإ ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‪] ‬البقرة‪.[222:‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مَرك ُ ُ‬
‫أ َ‬
‫سللاؤ ُك ُ ْ‬
‫م‬ ‫والله تعالى أمللر بإتيللان الفللروج فقللال‪ :‬ن ِ َ‬
‫ث ل ّك ُم فَأ ْتوا ْ حرث َك ُ َ‬
‫م‪] ‬البقلرة‪،[223:‬‬ ‫شلئ ْت ُ ْ‬
‫م أّنلى ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫َ‬
‫والحرث هو موضع طلب الولد‪.‬‬
‫إن رواية أبي اليعفور عن أبي عبد الله مفهومها أن‬
‫طلب الولد يكون في الفروج لقوله في قللوله تعللالى‪:‬‬
‫م‪ ‬هذا في طلب الولد‪ ،‬فمفهوم‬ ‫ث ل ّك ُ ْ‬
‫حْر ٌ‬‫م َ‬ ‫ساؤ ُك ُ ْ‬‫‪‬ن ِ َ‬
‫الروايللة تخصلليص الفللروج لطلللب الولللد‪ ،‬وأمللا قضللاء‬
‫الوطر والشهوة فهو في الدبار‪ ،‬وسياق الرواية واضح‬
‫في إعطاء هذا المفهوم‪.‬‬
‫وهذا غلط لن الفروج ليست مخصصة لطلب الولد‬
‫فقط بلل لقضلاء اللوطر والشلهوة أيضلًا‪ ،‬وهلذا واقلع‬
‫العشرة بين الزواج من لدن آدم ‪ ‬وحتى يللرث الللله‬
‫الرض ومن عليها‪ ،‬وأبو عبد الله أجللل وأرفللع مللن أن‬
‫يقول هللذا القللول الباطللل‪ .‬ولللو افترضللنا جللواز إتيللان‬
‫ذا‬ ‫الللدبر لمللا كللان هنللاك معنللى لليللة الكريمللة ‪‬فَ لإ ِ َ‬
‫‪71‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫تط َهرن فَأ ْتوهُن من حي ُ َ‬
‫الطهار‬
‫علللم‬ ‫لنه قللد‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫الئمة‬
‫ه‪‬‬ ‫مَرك ُ ُ‬
‫ثأ َ‬ ‫ّ ِ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ ْ َ‬
‫‪-‬على الفتراض المذكور‪ -‬أن التيان يكون فللي القبللل‬
‫والدبر وليس هناك موضع ثالث يمكن إتيانه‪.‬‬
‫فلم يبق أي معنى للية ول للمر الوارد فيها‪.‬‬
‫ولكن لما كان أحد الموضعين محرما ً ل يجوز إتيانه‪،‬‬
‫والخر حلل ً احتيج إلى بيللان الموضللع الللذي يجللب أن‬
‫يؤتى‪ ،‬فكان أمر الله تعللالى بإتيللان الحللرث‪ ،‬والحللرث‬
‫هو موضع طلب الولد وهذا الموضع يؤتى لطلب الولد‬
‫ولقضاء الوطر أيضًا‪.‬‬
‫أمللا الروايللة المنسللوبة إلللى الرضللا ‪ ‬فللي إباحللة‬
‫اللواطة بالنساء واستدلله بقولة لوط ‪.‬‬
‫ؤلِء‬ ‫هلل ُ‬ ‫أقول‪ :‬إن تفسير اليللة قللول الللله تعللالى‪َ  :‬‬
‫بناِتي هُ َ‬
‫م‪] ‬هللود‪ ،[78:‬قللد ورد فللي آيللة‬ ‫ن أط ْهَلُر ل َك ُل ْ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬
‫م‬‫مهِ إ ِن ّك ُل ْ‬‫ق لو ْ ِ‬
‫ل لِ َ‬‫أخرى في قوله تعالى‪ :‬وَُلوطا ً إ ِذ ْ قَللا َ‬
‫قك ُم بها م َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫ن ال ْعَللال َ ِ‬‫مل َ‬ ‫حد ٍ ّ‬
‫نأ َ‬ ‫سب َ َ ْ ِ َ ِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ة َ‬ ‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫فا ِ‬ ‫ل َت َأُتو َ‬
‫ْ‬ ‫* أ َئ ِن ّ ُ‬
‫ل‪‬‬ ‫سلللِبي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قط َُعلللو َ‬ ‫جلللا َ‬
‫ل وَت َ ْ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م ل ََتلللأُتو َ‬‫كللل ْ‬
‫]العنكبللوت‪ ،[28:‬وقطللع السللبيل ل يعنللي مللا يفعللله‬
‫قطاع الطللرق وحللدهم ‪ ..‬ل‪ ،‬وإنملا معنللاه أيضلا ً قطللع‬
‫النسل بالتيان فللي غيللر موضللع طلللب الولللد أي فللي‬
‫الدبلار‪ ،‬فللو اسلتمر النلاس فلي إتيلان الدبلار ‪-‬أدبلار‬
‫الرجال والنساء‪ -‬وتركوا أيضا ً طلللب الولللد لنقرضللت‬
‫البشرية وانقطع النسل‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخالكريمة تعطي هذا المعنى أيضا ً وبخاصللة إذا‬
‫فالية‬
‫لحظنللا سللياق اليللة ممللا قبلهللا‪ .‬ول مريللة أن هللذا ل‬
‫يخفى على المام الرضا ‪ ‬فثبت بللذلك كللذب نسللبة‬
‫تلك الرواية إليه‪.‬‬
‫إن إتيان النساء في أدبارهن لم يقل بلله إل الشلليعة‬
‫وبالذات المامية الثنا عشرية‪.‬‬
‫اعلم أن جميع السادة في حوزة النجف والحللوزات‬
‫الخرى بل وفي كل مكان يمارسون هذا الفعل‪.‬‬
‫وكان صديقنا الحجة السيد أحمد الوائلي يقول بللأنه‬
‫منذ أن اطلع علللى هللذه الروايللات بللدأ ممارسللة هللذا‬
‫الفعل وقليل ً ما يأتي امرأة في قبلها‪.‬‬
‫وكلما التقيت واحللدا ً مللن السللادة وفللي كللل مكللان‬
‫فإني أسأله في حرمة إتيان النساء في الدبار أو حللله‬
‫فيقول لي بأنه حلل ويذكر الروايات في حليتهللا منهللا‬
‫الروايات التي تقدمت الشارة إليها‪.‬‬
‫ولم يكتفوا بإباحية اللواطللة بالنسللاء بللل أبللاح كللثير‬
‫منهم حتى اللواطة بالذكور وبالذات المردان‪ .‬كنللا أحللد‬
‫اليام في الحلوزة فلوردت الخبلار بلأن سلماحة السليد‬
‫عبدالحسين شرف الللدين الموسللوي قللد وصللل بغللداد‪،‬‬
‫وسيصل إلى الحوزة ليلتقي سللماحة المللام آل كاشللف‬
‫الغطاء‪ .‬وكان السيد شرف الدين قد سللطع نجملله عنللد‬
‫عللوام الشلليعة وخواصللهم‪ ،‬خاصللة بعللد أن صللدر بعللض‬
‫مؤلفاته كالمراجعات‪ ،‬والنص والجتهاد‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار بلله‬
‫الئمةالحتفللاء‬
‫ولما وصللل النجللف زار الحللوزة فكللان‬
‫عظيما ً من قبل الكللادر الحللوزي علمللاء وطلب لا ً وفللي‬
‫جلسة له في مكتب السيد آل كاشف الغطللاء ضللمت‬
‫عددا ً من السللادة وبعللض طلب الحللوزة‪ ،‬وكنللت أحللد‬
‫الحاضرين‪ ،‬وفي أثناء هللذه الجلسللة دخللل شللاب فللي‬
‫عنفوان شبابه فسلم فرد الحاضللرون السلللم‪ ،‬فقللال‬
‫للسيد آل كاشف الغطاء‪:‬‬
‫سيد عندي سؤال‪ ،‬فقللال للله السلليد‪ :‬وجلله سللؤالك‬
‫إللللللللللللى السللللللللللليد شلللللللللللرف اللللللللللللدين‬
‫‪-‬فأحاله إلى ضيفه السيد شرف الدين تقديرا ً وإكراما ً‬
‫له‪-‬‬
‫قال السللائل‪ :‬سلليد أنللا أدرس فللي لنللدن للحصللول‬
‫على الدكتوراه‪ ،‬وأنا ما زلت أعزب غير متزوج‪ ،‬وأريللد‬
‫امرأة تعينني هناك ‪-‬لم يفصح عللن قصللده أول المللر‪-‬‬
‫فقال له السلليد شللرف الللدين‪:‬تللزوج ثللم خللذ زوجتللك‬
‫معك‪.‬‬
‫فقللال الرجللل‪ :‬صللعب علللي أن تسللكن امللرأة مللن‬
‫بلدي معي هناك‪.‬‬
‫فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له‪ :‬تريد أن‬
‫تتزوج امرأة بريطانية إذن؟‬
‫قال الرجلل‪ :‬نعلم‪ ،‬فقلال لله شلرف اللدين‪ :‬هلذا ل‬
‫يجوز‪ ،‬فالزواج باليهودية أو النصرانية حرام‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬كيف أصنع إذن؟‬
‫‪74‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخله السيد شللرف الللدين‪ :‬ابحللث عللن مسلللمة‬
‫فقال‬
‫مقيمللة هنللاك عربيللة أو هنديللة أو أي جنسللية أخللرى‬
‫بشرط أن تكون مسلمة‪.‬‬
‫فقللال الرجللل‪ :‬بحثللت كللثيرا ً فلللم أجللد مسلللمات‬
‫مقيمات هناك تصلح إحداهن زوجة لللي‪ ،‬وحللتى أردت‬
‫أن أتمتع فلم أجد‪ ،‬وليس أمامي خيللار إمللا الزنلا وإمللا‬
‫الزواج وكلهما متعذر علي‪.‬‬
‫أما الزنا فإني مبتعد عنلله لنلله حللرام‪ ،‬وأمللا الللزواج‬
‫فمتعذر علي كما ترى وأنا أبقى هنللاك سللنة كاملللة أو‬
‫أكثر ثم أعود إجازة لمدة شهر‪ ،‬وهذا كما تعلللم سللفر‬
‫طويل فماذا أفعل؟‬
‫سللكت‪ ((1‬السلليد شللرف الللدين قليل ً ثللم قللال‪ :‬إن‬
‫وضعك هللذا محللرج فعل ً ‪ ..‬علللى أيللة حللال أذكللر أنللي‬
‫قرأت رواية للمام جعفر الصللادق ‪ ،‬إذ جللاءه رجللل‬
‫يسافر كثيرا ً ويتعذر عليه اصللطحاب امرأتلله أو التمتللع‬
‫في البلد الللذي يسللافر إليلله بحيللث أنلله يعللاني مثلمللا‬
‫تعاني أنت‪ ،‬فقال له أبللو عبللد الللله ‪) :‬إذا طللال بللك‬
‫السفر فعليك بنكح الذكر(‪ ((2‬هذا جواب سؤالك‪.‬‬

‫‪ - (1‬يبدو أنه احتار في جواب السللائل‪ ،‬ولمللا سللنحت لللي فرصللة‬ ‫)‬

‫النفراد بالسيد آل كاشف الغطاء سألته عللن هللذه الروايللة الللتي‬


‫ذكرها السيد شرف الدين فقال لي‪ :‬لم أقف عليهللا فيمللا قللرأت‪،‬‬
‫ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أجد مصدر تلك الروايللة فللي كللل‬
‫ما قرأت‪ ،‬وكل ما وقع بيللدي مللن كتللب الخبللار؛ فلللم أعللثر علللى‬
‫مصدر لها‪ ،‬وأظن أنه ارتجلها لئل يحرج بالجواب أمام الحاضرين‪.‬‬
‫‪ - (2‬أخبرني بعض تلميذ السيد شرف الدين أنه فللي زيللارته لوروبللا‬ ‫)‬

‫كان يتمتع بالوربيات كثيرا ً وبخاصة الجميلت منهللن‪ ،‬فكللان يسللتأجر‬


‫كل يوم واحدة‪ ،‬وكان متزوج لا ً مللن شللابة مسلليحية مارونيللة‪ ،‬فلمللاذا‬
‫‪75‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫هللذا‬ ‫خللرج الرجللل وعليلله علمللات الئمة‬
‫الرتيللاب مللن‬
‫الجواب‪ ،‬وأما الحاضرون ومنهم السيد زعيللم الحللوزة‬
‫فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة‪.‬‬
‫ضبط أحد السللادة فللي الحللوزة وهللو يلللوط بصللبي‬
‫أمرد مللن الدارسللين فللي الحللوزة‪ .‬وصللل الخللبر إلللى‬
‫أسماع الكثيرين‪ ،‬وفي اليوم التالي بينمللا كللان السلليد‬
‫المشار إليه يتمشى في الرواق‪ ،‬اقترب منه سيد آخر‬
‫من علماء الحوزة أيضًا‪ -‬وكان قد بلغه الخبر ‪-‬فخاطبه‬
‫بالفصحى مازحًا‪ :‬سيد ما تقول في ضرب الحلق‪((2‬؟‬
‫فأجابه السيد الول بمزاح أشد قائل ً له وبالفصللحى‬
‫أيضًا‪ :‬يستحسن إدخال الحشفة فقط‪ ،‬وقهقلله الثنللان‬
‫بقوة!!؟؟‬
‫وهناك سيد ملن علملاء الحلوزة مشلهور باللواطلة‪،‬‬
‫رأى صبيا ً يمشللي مللع سلليد آخللر مللن علمللاء الحللوزة‬
‫أيضًا‪ ،‬فسأله‪ :‬من هذا الصبي الذي معك؟‬
‫فأجابه‪ :‬هذا ابني فلن‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬لم ل ترسله إلينا لنقوم بتدريسه وتعليملله‬
‫كي يصبح عالما ً مثلك؟‬
‫فأجابه ساخرًا‪ :‬أيها السافل الحقير أتريد أن آتيك به‬
‫لتفعل به )كذا وكذا(!؟‬

‫يحل لنفسه ما يحرمه على غيره؟‪.‬‬


‫‪ - (1‬يريد بذلك حلقة الدبر‪.‬‬ ‫)‬

‫‪76‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وهذه الحادثة حدثني بلها أحللد الثقللات مللن أسللاتذة‬
‫الحوزة‪.((3‬‬
‫لقد رأينا الكللثير مللن هللذه الحللوادث‪ ،‬ومللا سللمعناه‬
‫أكثر بكثير حللتى إن صللديقنا المفضللال السلليد عبللاس‬
‫جمع حوادث كثيرة جدا ً ودونلللها بتفاصلليلها وتواريخهللا‬
‫وأسماء أصحابلها‪ ،‬وهو ينوي إصدارها فللي كتللاب أراد‬
‫أن يسميه )فضائح الحللوزة العلميللة فللي النجللف( لن‬
‫الللواجب كشللف الحقللائق للعللوام مللن الشلليعة أولئك‬
‫المساكين الذين ل يعلمون ما يجري وراء الكللواليس‪،‬‬
‫ول يعلمون ما يفعله السادة‪ ،‬فيرسللل أحللدهم امرأتلله‬
‫أو بنتلله أو أختلله لغللرض الزيللارة أو لطلللب الولللد أو‬
‫لتقديم )مراد للحسين( فيستلمها السللادة وخاصللة إذا‬
‫كانت جميلة ليفجروا بلها ويفعلللوا بلللها كللل منكللر ول‬
‫حول ول قوة إل بالله‪.‬‬

‫‪ - (2‬وليس بغريب ول عجيب‪ ،‬فإن بعض المنظومات التي كنا نقرؤها‬ ‫)‬

‫تنص على ذلك نصا ً ل شبهة له‪ ،‬ألم يقل الناظر "وجللائز نكللاح الغلم‬
‫المرد‪."..‬‬
‫‪77‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫الخمس‬
‫إن الخمس استغل هو الخر استغلل ً بشعا ً من قبل‬
‫الفقهاء والمجتهدين‪ ،‬وصار مللوردا ً يللدر علللى السللادة‬
‫والمجتهدين أموال ً طائلة جدًا‪ ،‬مع أن نصللوص الشللرع‬
‫تدل على أن عوام الشيعة في حل من دفع الخمللس‪،‬‬
‫بللل هللو مبللاح لهللم ل يجللب عليهللم إخراجلله‪ ،‬وإنمللا‬
‫يتصللرفون فيلله كمللا يتصللرفون فللي سللائر أمللوالهم‬
‫ومكاسللبهم‪ ،‬بللل إن الللذي يللدفع الخمللس للسللادة‬
‫والمجتهللدين يعتللبر آثم لا ً لنلله خللالف النصللوص الللتي‬
‫وردت عن أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت سلم الللله‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وحتى يقف القارئ اللبيب على حقيقة هذا الخملس‬
‫وكيفية التصللرف فيلله سنسللتعرض موضللوع الخمللس‬
‫وتطوره تاريخيًا‪ ،‬وندعم بذلك نصوص الشرع وأقللوال‬
‫الئمة وفتاوى المجتهدين الذين يعتد بلهم ويعول على‬
‫كلمهم‪.‬‬
‫‪ -1‬عن ضريس الكناني قلال أبلو عبلد اللله ‪ :‬ملن‬
‫أين دخل على الناس الزنا؟‬
‫قلت ل أدري جعلت فللداك‪ ،‬قللال مللن قبللل خمسللنا‬
‫أهللل الللبيت إل شلليعتنا الطيللبين فللإنه محلللل لهللم‬
‫لميلدهلللم )أصلللول الكلللافي ‪ (2/502‬شلللرح الشللليخ‬
‫مصطفى‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫‪ -2‬عن حكيم مؤذن بن عيسى قال‪ :‬سألت أبا عبد‬
‫الللللللللللله ‪ ‬عللللللللللن قللللللللللوله تعللللللللللالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫سل ُ‬
‫م َ‬ ‫ن لّللهِ ُ‬
‫خ ُ‬ ‫يٍء فَلأ ّ‬
‫شل ْ‬‫ملن َ‬
‫م ّ‬ ‫ملا غ َن ِ ْ‬
‫مت ُل ْ‬ ‫مللوا أن ّ َ‬‫‪َ‬واع ْل َ ُ‬
‫قْرب َللى‪] ‬النفللال‪ ،[41:‬فقللال أبللو‬ ‫ذي ال ْ ُ‬ ‫ل وَل ِل ِ‬
‫سو ِ‬ ‫وَِللّر ُ‬
‫عبد الله ‪ ‬بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده فقللال‪:‬‬
‫)هي والله الفادة يوما ً بيلوم إل أن أبلي جعللل شليعته‬
‫في حل ليزكوا( )الكافي ‪.(2/499‬‬
‫‪ -3‬عن عمر بن يزيد قال‪ :‬رأيللت مسلمعا ً بالمدينللة‬
‫وقد كان حمل إلى أبي عبد الله تلك السنة مال فرده‬
‫أبو عبد الله ‪ ..‬إلى أن قال‪ :‬يا أبا سيار قد طيبناه لك‪،‬‬
‫وأحللناك منله فضللم إليللك مالللك وكللل مللا فللي أيللدي‬
‫شيعتنا من الرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا(‬
‫)أصول الكافي ‪.(2/268‬‬
‫مد بن مسلم عللن أحللدهما ‪ ‬قللال‪ :‬إن‬ ‫‪ -4‬عن مح ّ‬
‫أشللد مللا فيلله النللاس يللوم القيامللة أن يقللوم صللاحب‬
‫الخمللس فيقللول‪ :‬يللا رب خمسللي‪ ،‬وقللد طيبنللا ذلللك‬
‫لشيعتنا لتطيب ولداتلللهم ولللتزكوا ولداتلللهم )أصللول‬
‫الكافي ‪.(2/502‬‬
‫‪ -5‬عن أبللي عبللد الللله ‪ ‬قللال‪) :‬إن النللاس كلهللم‬
‫يعيشون في فضللل مظلتنللا إل أنللا أحللنللا شلليعتنا ملن‬
‫ذلك( )من ل يحضره الفقيه ‪.(2/243‬‬

‫‪79‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫عبللد‬ ‫الئمة‬
‫عند أبللي‬ ‫‪ -6‬عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬كنت‬
‫الله ‪ ‬فدخل عليه رجل من القناطين فقال‪) :‬جعلت‬
‫فللداك‪ ،‬تقللع فللي أيللدينا الربللاح والمللوال والتجللارات‬
‫ونعرف أن حقكم فيها ثابت وإنا عن ذلللك مقصللرون‪،‬‬
‫فقللال ‪ :‬مللا أنصللفناكم إن كلفنللاكم ذلللك( )مللن ل‬
‫يحضره الفقيه ‪.(2/23‬‬
‫‪ -7‬عن علي بن مهزيار أنه قال‪ :‬قرأت فللي كتللاب‬
‫لبي جعفر ‪ ‬جاءه رجلل يسلأله أن يجعلله فلي حللل‬
‫من مأكله ومشللربه مللن الخمللس‪ ،‬فكتللب ‪ ‬بخطلله‪:‬‬
‫)من أعوزه شلليء مللن حقللي فهللو فللي حللل( )مللن ل‬
‫يحضره الفقيه ‪.(2/23‬‬
‫‪ -8‬جاء رجل إلى أمير المللؤمنين ‪ ،‬قللال‪ :‬أصللبت‬
‫مال ً أرمضت فيه أفلللي توبللة؟ قللال‪) :‬اتنللي بخمسللي‪،‬‬
‫فأتاه بخمسه‪ ،‬فقللال ‪ :‬هللو لللك إن الرجللل إذا تللاب‬
‫تاب ماله معه( )من ل يحضره الفقيه ‪.(2/22‬‬
‫فهللذه الروايللات وغيرهللا كللثير صللريحة فللي إعفللاء‬
‫الشيعة من الخمس وإنلهم في حللل مللن دفعلله فمللن‬
‫أراد أن يستخلصلله لنفسلله أو أن يللأكله ول يللدفع منلله‬
‫لهل البيت شيئا ً فهو في حل مللن دفعلله وللله مللا أراد‬
‫ول إثلم عليلله‪ ،‬بلل ل يجلب عليهللم الللدفع حلتى يقلوم‬
‫القائم كما في الرواية الثالثة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫ولو كان المللام موجلودا ً فل يعطلى لله حلتى يقلوم‬
‫قائم أهل البيت‪ ،‬فكيللف يمكللن إذن إعطللاؤه للفقهللاء‬
‫والمجتهدين؟!‬
‫فتاوى الفقهاء المعتمللدين فللي إعفللاء الشلليعة مللن‬
‫دفع الخمس‪.‬‬
‫بنللاء علللى النصللوص المتقدمللة وعلللى غيرهللا كللثير‬
‫المصرحة بإعفاء الشلليعة مللن دفللع الخمللس صللدرت‬
‫فتاوى من كبار الفقهاء والمجتهدين ممن لهم باع في‬
‫العلم واحتلوا مكانللة رفيعللة بيللن العلمللاء‪ ،‬فللي إباحللة‬
‫الخمس للشيعة وعللدم دفعلله لي شللخص كللان حللتى‬
‫يقوم قائم أهل البيت‪:‬‬
‫‪ -1‬المحقق الحلي نجم الدين جعفللر بللن الحسللن‬
‫المتوفى )‪676‬هل(‪.‬‬
‫أكد ثبوت إباحلة المنلافع والمسلاكن والمتجلر حلال‬
‫الغيبة وقللال‪ :‬ل يجللب إخللراج حصللة الموجللودين مللن‬
‫أرباب الخمس منها )انظر كتاب شرائع السلم ‪-182‬‬
‫‪ 183‬كتاب الخمس (‪.‬‬
‫‪ -2‬يحيى بن سعيد الحلي المتوفى )‪690‬هل(‪.‬‬
‫مال إلى نظرية إباحة الخمس وغيره للشيعة كرم لا ً‬
‫من الئمة وفضل ً كما في )كتابه الجللامع للشللرائع ص‬
‫‪.(151‬‬

‫‪81‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارفللي‬ ‫الئمة‬
‫لذي عللاش‬
‫‪ -3‬الحسن بللن المطهللر الحلللي الل‬
‫القرن الثامن أفتى بإباحة الخمس للشلليعة وإعفللائهم‬
‫من دفعه كما في )كتاب تحرير الحكام ‪.(75‬‬
‫‪ -4‬الشهيد الثللاني المتللوفى )‪966‬هللل( قللال فللي‬
‫)مجمللع الفللائدة والبرهللان ‪ (358-4/355‬ذهللب إلللى‬
‫إباحة الخمس بشكل مطلق وقال‪ :‬إن الصح هو ذللك‬
‫كما في كتاب )مسالك الفهام ‪.(68‬‬
‫‪ -5‬المققدس الردبيلللي المتللوفى )‪993‬هللل( وهللو‬
‫أفقه فقهاء عصره حتى لقبوه بالمقللدس قللال بإباحللة‬
‫مطلق التصرف في أموال الغللائب للشلليعة خصوص لا ً‬
‫مللع الحتيللاج‪ ،‬وقللال‪ :‬إن عمللوم الخبللار تللدل علللى‬
‫السقوط بالكلية فللي زمللان الغيبللة والحضللور بمعنللى‬
‫عدم الوجللوب والحتللم لعلدم وجللود دليلل قللوي علللى‬
‫الرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة‪.‬‬
‫موا‬ ‫قلت‪ :‬وقوله هذا مستنبط من قوله تعالى‪َ :‬واع ْل َ ُ‬
‫َ‬
‫يٍء‪] ‬النفال‪ ،[41:‬ثم بيللن أن هنللاك‬ ‫من َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ما غ َن ِ ْ‬
‫مت ُ ْ‬ ‫أن ّ َ‬
‫روايات عن المهدي تقول أبحنا الخمس للشيعة‪.‬‬
‫‪ -6‬العلمة سلر قال‪ :‬إن الئمة قد أحلوا الخملس‬
‫في زملان الغيبللة فضلل ً وكرملا ً للشلليعة خاصللة انظللر‬
‫كتاب )المراسيم ‪.(633‬‬
‫مللد علللي طباطبللائي المتللوفى أول‬ ‫‪ -7‬السققيد مح ّ‬
‫القللرن الحللادي عشللر قللال‪ :‬إن الصللح هللو الباحللة‬
‫)مدارك الفهام ‪.(344‬‬
‫‪82‬‬
‫لله ثم‬
‫مد باقر السبزواري المتلوفى أواخلر القللرن‬ ‫للتاريخ‬
‫‪ -8‬مح ّ‬
‫الحادي عشر قال‪:‬‬
‫المسللتفاد مللن الخبللار الكللثيرة فللي بحللث الربللاح‬
‫كصللحيحة الحللارث بللن المغيللرة وصللحيحة الفضلللء‬
‫مد بن مسلم ورواية داود بللن كللثير وروايللة‬ ‫ورواية مح ّ‬
‫إسحاق بن يعقوب ورواية عبد الله بن سنان وصحيحة‬
‫زرارة وصللحيحة علللي بللن مهزيللار وصللحيحة كريللب‪:‬‬
‫إباحة الخمس للشيعة‪.‬‬
‫وتصدى للرد على بعض الشللكاليات الللواردة علللى‬
‫هذا الرأي وقللال‪ :‬إن أخبللار الباحللة أصللح وأصللرح فل‬
‫يسوغ العدول عنها بالخبار المذكورة‪.‬‬
‫وبالجملللة فللإن القللول بإباحللة الخمللس فللي زمللان‬
‫الغيبة ل يخلللو مللن قللوة انظللر )كتللاب ذخيللرة المعللاد‬
‫‪.(292‬‬
‫مد حسن الفيض الكاشاني في كتابه مفاتيللح‬ ‫‪ -9‬مح ّ‬
‫الشريعة )‪ (229‬مفتاح )‪ (260‬اختار القول بسقوط ما‬
‫يختص بالمهدي‪ ،‬قال‪ :‬لتحليل الئمة ذلك للشيعة‪.‬‬
‫‪ -10‬جعفر كاشللف الغطللاء المتللوفى )‪1227‬هللل(‬
‫في كشف الغطاء )‪ :(364‬ذكر إباحة الئمللة للخمللس‬
‫وعدم وجوب دفعه إليهم‪.‬‬
‫مد حسن النجفللي المتللوفى )‪ (1266‬فللي‬ ‫‪ -11‬مح ّ‬
‫)جواهر الكلم ‪.(16/141‬‬

‫‪83‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهاربللل‬ ‫الئمة‬
‫لن الغيبللة‬
‫قطع بإباحة الخمس للشلليعة فللي زمل‬
‫والحضور الذي هو كالغيبة‪ ،‬وبين أن الخبار تكاد تكون‬
‫متواترة‪.‬‬
‫‪ -12‬ونختققم بالشلليخ رضللا الهمللداني المتللوفى )‬
‫‪1310‬هللللللل( فللللللي كتللللللابه مصللللللباح الفقيلللللله‬
‫)‪ :(155‬فقللد أبللاح الخمللس حللال الغيبللة‪ ،‬والشلليخ‬
‫الهمداني هذا متأخر جدا ً قبل حوالي قرن من الزمان‬
‫أو أكثر‪.‬‬
‫وهكللذا نللرى أن القللول بإباحللة الخمللس للشلليعة‬
‫وإعفللائهم مللن دفعلله هللو قللول مشللتهر عنللد كللل‬
‫المجتهدين المتقدمين منهللم والمتللأخرين‪ ،‬وقللد جللرى‬
‫العمل عليه إلى أوائل القرن الرابع عشللر فض لل ً عللن‬
‫كللونه ممللا وردت النصللوص بإبللاحته‪ ،‬فكيللف يمكللن‬
‫والحال هذه دفع الخمس إلى الفقهللاء والمجتهللدين؟‪،‬‬
‫مللع أن الئمللة سلللم الللله عليهللم رفضللوا الخمللس‬
‫وأرجعللوه إلللى أصللحابه وأعفللوهم مللن دفعلله‪ ،‬أيكللون‬
‫الفقهللاء والمجتهللدون أفضللل مللن الئمللة سلللم الللله‬
‫عليهم؟‬
‫إن فتللاوى إباحللة الخمللس للشلليعة ل تقتصللر علللى‬
‫هؤلء الذين ذكرنللا مللن الفقهللاء والمجتهللدين ل وإنمللا‬
‫هناك أضعاف هلذا العلدد اللذي ذكرنلا وعللى ملر هلذه‬
‫القرون ولكننا اخترنا من كل قللرن واحللدا ً مللن الفقهللاء‬
‫القائلين بعدم دفع الخمللس لكللي يتضللح لنللا أن القللول‬
‫‪84‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وجوب الخمس قد قال به كثير من الفقهاء وعلى‬ ‫بعدم‬
‫مللر الزمللان لنلله هللو القللول الراجللح فللي المسللألة‪،‬‬
‫ولموافقته للنصوص وعمل الئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫ولنأخذ فتوتيين لعلميلن ملن أعلم المنهلج الشليعي‬
‫هما‪ :‬الشلليخ المفيللد والشلليخ الطوسللي‪ ،‬قللال الشلليخ‬
‫المفيد‪:‬‬
‫قد اختلف قوم من أصحابنا في ذلللك ‪-‬أي الخمللس‪-‬‬
‫عند الغيبة‪ ،‬وقد ذهب كل فريق منهم إلى مقللال )ثللم‬
‫يذكر عدد المقالت( منها قوله‪:‬‬
‫منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة المام‪ ،((1‬وما‬
‫تقدم من الرخص فيه من الخبللار‪ .‬وبعضللهم يللوجب‬
‫كنلزه ‪-‬أي دفنه‪ -‬ويتأول خبرا ً ورد‪) :‬إن الرض تظهر‬
‫كنوزها عند ظهور المام‪ ،‬وأنه ‪ ‬إذا قللام دللله الللله‬
‫على الكنوز فيأخذها من كل مكان(‪.‬‬
‫ثم يختار قول ً منها فيقول‪:‬‬
‫بعزل الخمس لصاحب المللر ‪-‬يعنللي المهللدي‪ -‬فللإن‬
‫خشي إدراك الموت قبل ظهوره وصللى بلله إلللى مللن‬
‫يثق به في عقله وديانته حللتى يسلللم إلللى المللام‪ ،‬إن‬
‫أدرك قيامه‪ ،‬وإل وصى به إلى من يقوم مقامه بالثقلة‬
‫والديانة‪ ،‬ثم على هذا الشللرط إلللى أن يقللوم المللام‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهذا القول عندي أوضح من جميع ما تقدم‪ ،‬لن‬

‫‪ -‬يعني إذا كان المام غائبا ً فلمن يعطيه؟‬ ‫‪(1‬‬ ‫)‬

‫‪85‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللما ً‬
‫الئمةغيبللة رس‬
‫الخمس حق لغائب لم يرسللم فيلله قبللل‬
‫يجب النتهاء إليه‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬ويجري ذلك مجرى الزكاة التي يقللدم عنللد‬
‫حلولها مستحقها فل يجب عند ذلك سللقوطها‪ ،‬وقللال‪:‬‬
‫إذا ذهب ذاهللب إلللى مللا ذكرنللاه ملن شللطر الخمللس‬
‫الذي هو خالص المام‪ ،‬وجعل الشطر الخر ليتللام آل‬
‫مللد وأبنللاء سللبيلهم مسللاكينهم علللى مللا جللاء فللي‬
‫مح ّ‬
‫القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن فعل هذا لم تبعد إصابته الحق فللي ذلللك‬
‫بل كان على صواب‪ ،‬وإنما اختلللف أصللحابنا فللي هللذا‬
‫الباب انظر )المقنعة ‪.(46‬‬
‫وقال الشيخ الطوسي المتللوفى )‪460‬ه_( مؤسللس‬
‫الحوزة النجفية وأول زعيللم لهللا‪ :‬بعللد أن ذكللر أحكللام‬
‫الخمس قال‪ :‬هذا في حال ظهور المام‪.((1‬‬
‫ثم قال‪ :‬فأما في حال الغيبة فقد رخصوا لشلليعتهم‬
‫التصلللرف فلللي حقلللوقهم ملللن المناكلللح والمتجلللر‬
‫والمساكن‪.‬‬
‫فأما ما عدا ذلك فل يجوز التصلرف فيله عللى حلال‪،‬‬
‫وما يستحقونه من الخمللاس فللي الكنللوز وغيرهللا فللي‬
‫حال الغيبة‪ ،‬فقد اختلف قول أصحابنا فيلله وليللس نللص‬

‫‪ - (1‬معنى ذلك أن الخمس في حال ظهور المام له حكم‪ ،‬وفي حال‬ ‫)‬

‫غيبة هذا المام أو عدم تمكنه فله حكم آخر‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخإل أن كل واحد منهم ‪-‬أي فقهاء الشيعة‪ -‬قللال‬
‫معين‪،((2‬‬
‫قول ً يقتضيه الحتياط‪.‬‬
‫ثم حصر الطوسي هذه القوال في أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬قال بعضهم أنه جار في حللال السللتتار مجللرى‬
‫ما أبيح لنا ملن المناكلح والمتلاجر ‪-‬يعنللي طالملا كلان‬
‫المام غائبا ً أو مستترا ً فكل شيء مباح‪ -‬وهذا هو أصح‬
‫القوال لنه موافق للنصوص الواردة عن الئمة‪ ،‬وبلله‬
‫قال كثير من الفقهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال قوم أنه يجب الحتفاظ به أو حفظلله مللا‬
‫دام النسان حيًا‪ ،‬فإذا حضللرته الوفللاة وصللى بلله إلللى‬
‫من يثق به من إخوانه المؤمنين ليسلمه إلللى صللاحب‬
‫المر إذا حضر‪ ،‬أو يوصى به حسبما وصى بلله إلللى أن‬
‫يوصله إلى صاحب المر‪.‬‬
‫‪ -3‬وقققال قللوم‪ :‬يجللب أن يقسللم الخمللس سللتة‬
‫أقسام‪ ،‬ثلثة أقسللام للمللام تللدفن أو تللودع عنللد مللن‬
‫يوثق به‪ ،‬وهذا القول قد اختاره الطوسي‪.‬‬
‫والقسام الثلثة الخرى وتوزع على مستحقيها مللن‬
‫مد صلى الله عليه وآله ومساكنهم وأبنللاء‬ ‫أيتام آل مح ّ‬
‫سبيلهم‪ ،‬وهذا مما ينبغي العمل عليه‪.‬‬
‫وهللذا القللول مطللابق لفتللوى المفيللد فللي قيللاس‬
‫الخمس على الزكاة‪.‬‬

‫‪ - (2‬قوله لعدم وجود نص معين فيه نظر ذلك أن هناك نصوصا ً كثيرة‬ ‫)‬

‫في إباحة الخمس للشيعة في زمن الغيبة وقد أسلفنا بعضها‪.‬‬


‫‪87‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫وعمل‬ ‫الئمة‬
‫الحتياط‬ ‫ثم يقول‪) :‬ولو إن النسان استعمل‬
‫على أحد القوال المقدم ذكرها مللن إجللزاء الللدفن أو‬
‫الوصاة لم يكن مأثومًا( انتهى بتصرف يسير‪.‬‬
‫لقد حصر الشيخ الطوسللي التصللرف فللي الخمللس‬
‫حال الغيبة في هذه القوال الربعة المتقدمللة واختللار‬
‫هو القول الرابع منها‪ ،((1‬وبين أن النسان إذا اختار أي‬
‫قول من هذه القوال وعمل به لم يكن آثمًا‪.‬‬
‫ونحن نلحظ هذه القوال الربعة‪ ،‬فهللي وإن اختلللف‬
‫بينها في بعض التفاصيل لكنها أجمعت على شيء واحد‬
‫نحن بصلدد بيللانه وهلو أن هللذه الملوال ‪-‬أي الخملس‪-‬‬
‫التي هي حللق المللام الغللائب أو حللق غيللره ل تصللرف‬
‫للسادة ول المجتهدين‪.‬‬
‫ورغم أن القوال الربعة المتقدمة اختلفت من جهة‬
‫صرف أموال الخمس‪ ،‬إل أنلها ليس فيها تلميح فض لل ً‬
‫عن التصريح بوجوب أو إباحة إعطاء الخمس أو جللزء‬
‫منه للسادة والمجتهدين‪.‬‬
‫إن القول الرابع والذي اختاره الشيخ الطوسللي هللو‬
‫الذي كان عليه الشيعة‪ ،‬والطوسي كمللا ل يخفللى هللو‬
‫مؤسس الحوزة العلمية وهو شيخ الطائفة‪.‬‬
‫ترى أكان الشيخ وجماهير الشيعة في عصره وقبله‬
‫وبعده مخطئين؟‬
‫فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية‪.‬‬
‫‪ - (1‬وهو قول كثير من الفقهاء‪.‬‬ ‫)‬

‫‪88‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫فتوى آخر زعيم للحوزة نفسللها مولنللا المللام‬ ‫ولنر‬
‫الراحل أبي القاسم الخوئي ليتضح لنا أن الفتوى بيللن‬
‫أول زعيم للحوزة‪ ،‬وفتوى آخر زعيم لها‪.‬‬
‫قللال المللام الخللوئي فللي بيللان مسللتحق الخمللس‬
‫ومصرفه‪:‬‬
‫يقسم الخمس في زماننا زمان الغيبة نصفين‪:‬‬
‫نصف لمام العصر الحجة المنتظر )عللج(‪ ،((1‬وجعللل‬
‫أرواحنا فداه‪.‬‬
‫ونصللف لبنللي هاشللم أيتللامهم ومسللاكينهم وأبنللاء‬
‫السبيل ‪ ..‬إلى أن قال‪:‬‬
‫النصف الذي يرجع للمام عليه وعلللى آبللائه أفضللل‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬يرجع فيه في زمان الغيبة إلللى نللائبه‬
‫وهو الفقيه المأمون العارف بمصارفه‪ ،‬إما بالدفع إليه‬
‫أو الستئذان منه ‪ ..‬الخ انظر كتاب )ضللياء الصللالحين‬
‫مسللألة ‪ 1259‬ص ‪ ،(347‬إن فتللوى المللام الخللوئي‬
‫تختلف عن فتوى الشيخ الطوسي‪ ،‬فالشيخ الطوسللي‬
‫ل يقللول بإعطللاء الخمللس أو شلليء منلله إلللى الفقيلله‬
‫المجتهللد وقللد عمللل بنللص فتللواه جمللاهير الشلليعة‬
‫المعاصرون له‪.‬‬
‫بينما نرى فتوى مولنا الراحل المام الخللوئي تنللص‬
‫على إعطاء الخمس أو جزء منه للفقيه والمجتهد‪.‬‬

‫‪ - (1‬هذه عند الشيعة معناها عجل الله فرجه‪.‬‬ ‫)‬

‫‪89‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫ملخص تطور نظرية الخمس‬

‫القول الول‪:‬‬
‫بعد انقطاع سلسلة المامللة وغيبللة المللام المهللدي‬
‫هو أن الخمس من حق المام الغللائب‪ ،‬وليللس لفقيلله‬
‫ول سيد ول مجتهد حللق فيلله‪ ،‬ولهللذا ادعللى أكللثر مللن‬
‫عشرين شخصا ً النيابة عن المام الغائب‪ ،‬من أجل أن‬
‫يأخذوا الخمللس فقللالوا‪ :‬نحللن نلتقللي المللام الغللائب‪،‬‬
‫ويمكننا إعطاؤه أخماس المكاسب التي ترد‪.‬‬
‫وكان هذا في زمللن الغيبللة الصللغرى‪ ،‬وبقللي بعللدها‬
‫مدة قرن أو قرنيللن ملن الزملان‪ ،‬ولللم يكلن الخملس‬
‫يعطى للمجتهد أو السلليد‪ ،‬وفللي هللذه الفللترة ظهللرت‬
‫الكتللب الربعللة المعروفللة بالصللحاح الربعللة الولللى‪،‬‬
‫وكلهللا تنقللل عللن الئمللة إباحللة الخمللس للشلليعة‬
‫وإعفاءهم منه‪.‬‬
‫ولللم تكللن هنللاك أيللة فتللوى فللي إعطللاء الخمللاس‬
‫للسادة والمجتهدين‪.‬‬

‫القول الثاني‪:‬‬
‫ثم تطور المر‪ ،‬بعد أن كللان الشلليعة فللي حللل مللن‬
‫دفع الخمس في زمن الغيبة كمللا سللبق بيللانه؛ تطللور‬
‫المر فقالوا بوجوب إخراج الخمس‪ ،‬إذا أراد أصللحاب‬
‫الغللراض التخلللص مللن القللول الول‪ ،‬فقللالوا يجللب‬
‫‪90‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫الخمس على أن يدفن في الرض حللتى يخللرج‬ ‫إخراج‬
‫المام المهدي‪.‬‬

‫القول الثالث‪:‬‬
‫ثم تطور المر فقللالوا يجللب أن يللودع عنللد شللخص‬
‫أمين‪ ،‬وأفضل من يقع عليه الختيار لهللذه المانلة هللم‬
‫فقهاء المذهب‪ ،‬مللع التنللبيه علللى أن هللذا للسللتحباب‬
‫وليس على سبيل الحتم واللزام‪ ،‬ول يجوز للفقيلله أن‬
‫يتصرف به بل يحتفظ به حتى يوصله إلى المهدي‪.‬‬
‫وهنا ترد ملحظة مهمة وهي‪:‬‬
‫من الفقهاء من حفظ المللوال المودعللة عنللده‪ ،‬ثللم‬
‫بعد موته قال ذووه عنها لنا أموال مودعة عنده يجللب‬
‫أن تودع عند من يأتي بعده؟‬
‫ل شك أن الجواب الصحيح هللو‪ :‬ل يوجللد مثللل هللذا‬
‫الشخص‪ ،‬ولم نسمع أو نقرأ عن شخص كهذا ثبت أن‬
‫أموال الناس ‪-‬أعني الخمس‪ -‬كانت مودعللة عنللده ثللم‬
‫انتقلت إلى من يأتي بعده‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬إن كل من أودعت عندهم الموال جاء‬
‫ورثتهم فاقتسموا تلك الموال بينهللم علللى أنلللها مللال‬
‫موروث من آبائهم‪ ،‬فللذهب خمللس المللام إلللى ورثللة‬
‫الفقيه المين‪ ،‬هذا إذا كان الفقيه أمينا ً ولم يسللتخلص‬
‫ذلك المال لنفسه!!‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن القاضي ابن بللهراج أو بلراج‬
‫طور هذا المر مللن السللتحباب إلللى الوجلوب‪ ،‬فكللان‬
‫‪91‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫يوثق‬ ‫الئمة‬
‫عند من‬ ‫أول من قال بضرورة إيداع سهم المام‬
‫به من الفقهاء والمجتهدين حللتى يسلللمه إلللى المللام‬
‫الغائب إن أدركه‪ ،‬أو يوصي به إلى من يثللق بلله ممللن‬
‫يأتي بعده ليسلمه للمللام‪ .‬وهللذا منصللوص عليلله فللي‬
‫كتاب )المهذب ‪ (8/80‬وهذه خطوة مهمة جدًا‪.‬‬

‫القول الرابع‪:‬‬
‫ثم جاء العلماء المتأخرون فطللوروا المسللألة شلليئا ً‬
‫فشيئًا‪ ،‬حتى كان التطور قبللل الخيللر فقللالوا بوجللوب‬
‫إعطاء الخمس للفقهاء لكي يقسموه بيللن مسللتحقيه‬
‫من اليتام والمساكين ملن أهلل اللبيت‪ ،‬والمرجلح أن‬
‫الفقيه ابن حمزة هو أول من مال إلى هذا القول في‬
‫القللرن السللادس‪ ،‬كمللا نللص علللى ذلللك فللي كتللاب‬
‫)الوسيلة في نيل الفضلليلة ‪ (182‬واعتللبر هللذا أفضللل‬
‫من قيام صاحب الخمس بتوزيعه بنفسه وبخاصللة‪ ،‬إذا‬
‫لم يكن يحسن القسمة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫القول الخامس‪:‬‬
‫واستمر التطور شيئا ً فشلليئا ً فللي الزمنللة المتللأخرة‬
‫‪-‬وقللد يكللون قبللل قللرن مللن الزمللان‪ -‬حللتى جللاءت‬
‫الخطوة الخيرة فقال بعض الفقهللاء بجللواز التصللرف‬
‫بسهم المام في بعض الوجوه التي يراها الفقيه مثللل‬
‫النفاق على طلبة العلم‪ ،‬وإقامللة دعللائم الللدين وغيللر‬
‫ذلللك‪ ،‬كمللا أفللتى بلله السلليد محسللن الحكيللم فللي‬
‫مستمسك )العروة الوثقى ‪.(9/584‬‬
‫هذا مع قوله‪ :‬بعدم الحاجة في الرجوع إلللى الفقيلله‬
‫في صرف حصة المام‪.‬‬
‫وهللذا يعنللي أن صللرف حصللة الفقيلله هللي قضللية‬
‫ظهرت في هذه الزمان المتأخرة جدًا‪ ،‬فهم ينظللرون‬
‫إلى واقعهم فيرون مدارسهم ومطابعهم ومللا تحتللاجه‬
‫من نفقات‪.‬‬
‫وكذلك ينظللرون فللي حاجاتلللهم الشخصللية‪ ،‬فكيللف‬
‫يمكنهم معالجة هذا كله وتسديد هذه الحاجات؟ علملا ً‬
‫أن هذا يتطلب مبالغ طائلة‪.‬‬
‫فكانت نظرتلهم إلى الخمللس كأفضللل مللورد يسللد‬
‫حاجاتلهم كلها‪ ،‬ويحقق لهللم منللافع شخصللية وثللروات‬
‫ضلللخمة جلللدًا‪ ،‬كملللا نلحظللله اليلللوم عنلللد الفقهلللاء‬
‫والمجتهدين‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللتى‬
‫الئمةكللثيرة‪ ،‬ح‬
‫إن القضية مرت في أدوار وتطللورات‬
‫استقرت أخيرا ً على وجوب إعطاء أخماس المكاسب‬
‫للفقهاء والمجتهدين‪ ،‬وبذلك يتبين لنا أن الخمللس لللم‬
‫ينص عليه كتاب ول سنة ول قول إمام‪ ،‬بللل هللو قللول‬
‫ظهر في الزمن المتأخر‪ ،‬قاله بعض المجتهللدين‪ ،‬وهللو‬
‫مخلالف للكتلاب والسلنة وأئملة أهلل اللبيت ولقلوال‬
‫وفتاوى الفقهاء والمجتهدين والمعتد بلهم‪.‬‬
‫وإني أهيب بإخواني وأبنائي الشيعة أن يمتنعوا عللن‬
‫دفلللع أخملللاس مكاسلللبهم وأربلللاحهم إللللى السلللادة‬
‫المجتهللدين‪ ،‬لنلللها حلل لهللم هللم وليللس للسلليد أو‬
‫الفقيه أي حق فيها‪ ،‬ومن أعطى الخمس إلى المجتهد‬
‫أو الفقيه فإنه يكون قد ارتكب إثما ً لمخللالفته لقللوال‬
‫الئمة إذ أن الخمس ساقط عن الشلليعة حللتى يظهللر‬
‫القائم‪.‬‬
‫وأرى من الضروري أن أذكر قول آية الله العظمللى‬
‫المام الخميني في المسألة‪ ،‬فإنه كان قد تحدث عنها‬
‫فللي محاضللرات ألقاهللا علللى مسللامعنا جميعللا ً فللي‬
‫الحللللللللللللللللللللللللللللوزة عللللللللللللللللللللللللللللام‬
‫)‪1389‬هل(‪ ،‬ثم جمعها في كتاب الحكومة السلمية أو‬
‫ولية الفقيه‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخمما قال‪ :‬يا لقصر النظللر لللو قلنللا إن تشللريع‬
‫فكان‬
‫الخمس جاء لتأمين معايش ذرية الرسول صلللى الللله‬
‫عليه وآله فحسب‪.‬‬
‫أنه يكفيهم ويزيدهم جزء ضليل من آلف ‪-‬كذا قال‪-‬‬
‫جزء من هذه الماليللة الضللخمة‪ ،‬بللل تكفيهللم أخمللاس‬
‫سللوق واحللد كسللوق بغللداد مثل ً مللن تلللك السللواق‬
‫التجارية الضخمة كسوق طهران ودمشق وإسلم بول‬
‫وما أشبه ذلك‪ ،‬فماذا يصبح حال بقية المال؟‪.‬‬
‫ثللم يقللول‪ :‬إننللي أرى الحكللم السلللمي العللادل ل‬
‫يتطلب تكاليف باهظة في شللؤون تافهللة أو فللي غيللر‬
‫المصالح العامة‪.‬‬
‫ثم يقللول‪ :‬لللم تكللن ضللريبة الخمللس جبايللة لتللأمين‬
‫حاجللة السللادة آل الرسللول صلللى الللله عليلله وآللله‬
‫فحسب‪ ،‬أو الزكاة تفريقا ً علللى الفقللراء والمسللاكين‪،‬‬
‫وإنما تزيد على حاجاتلهم بأضعاف‪.‬‬
‫فهل بعد ذلك يترك السلم جباية الخمللس والزكللاة‬
‫وما أشبه نظرا ً إلى تأمين حاجة السللادة والفقللراء‪ ،‬أو‬
‫يكللون مصللير الللزائد طعمللة فللي البحللار أو دفنلا ً فللي‬
‫التراب أو نحو ذلك؟‬
‫كان عدد السادة ممن يجوز لهم الرتزاق بللالخمس‬
‫يوم ذاك ‪-‬يعني في صدر السلم‪ -‬لللم يتجللاوز المللائة‪،‬‬
‫ولو نفرض عددهم نصف مليون‪ ،‬هل من المعقول أن‬
‫‪95‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫الماليللة‬ ‫الئمةهللذه‬
‫نتصور اهتمام السلللم بفللرض الخمللس‬
‫الضللخمة‪ ،‬الللتي تتضللخم وتللزداد فللي تضللخمها كلمللا‬
‫توسعت التجارة والصناعات كما هي اليللوم كللل ذلللك‬
‫لغاية إشباع آل الرسول صلى الله عليه وآله؟‬
‫كل انظللر كتللابه المللذكور )‪ (42-40-1/39‬طبعللة‬
‫مطبعة الداب في النجف‪.‬‬
‫إن المللام الخمينللي يصللرح بللأن أمللوال الخمللس‬
‫ضخمة جللدًا‪ ،‬هللذا فللي ذلللك الللوقت لمللا كللان المللام‬
‫يحاضر في الحوزة‪ ،‬فكم هللي ضللخمة إذن فللي يومنللا‬
‫هذا؟‬
‫ويصرح المام أيضا ً أن جزءا ً واحدا ً من آلف الجللزاء‬
‫من هذه المالية الضخمة يكفي أهلل بيلت النللبي صللى‬
‫اللللله عليللله وآلللله‪ ،‬فملللاذا يفعلللل بلللالجزاء الكلللثيرة‬
‫المتبقية؟؟‪.‬‬
‫ل بللد أن تللوزع علللى الفقهللاء والمجتهللدين حسللب‬
‫مفهوم قول المام الخميني‪.‬‬
‫ولهذا فإن المام الخميني كان ذا ثللروة ضللخمة جللدا ً‬
‫في إقامته في العلراق حلتى أنله لملا أراد السلفر إللى‬
‫فرنسا للقامة فيها فإنه حول رصيده ذلللك مللن الللدينار‬
‫العراقي إلى الللدولر المريكللي وأودعلله فللي مصللارف‬
‫باريس بفوائد مصرفية ضخمة‪.‬‬
‫إن فسللاد النسللان يللأتي مللن طريقيللن‪ :‬الجنللس‬
‫والمال‪ ،‬وكلهما متوافر للسادة‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫فالفروج والدبار عن طريق المتعة وغيرها‪ .‬والمللال‬
‫عن طريق الخمس وما يلقى في العتبات والمشللاهد‪،‬‬
‫فمن منهم يصللمد أمللام هللذه المغريللات‪ ،‬وبخاصللة إذا‬
‫علمنا أن بعضهم ما سللك هلذا الطريلق إل ملن أجلل‬
‫إشباع رغباته في الجنس والمال؟؟!!‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫لقد بدأ التنافس بين السادة والمجتهللدين للحصللول‬
‫على الخمللس‪ ،‬ولهللذا بللدأ كللل منهللم بتخفيللض نسللبة‬
‫الخمس المأخوذة من الناس حتى يتوافد النللاس إليلله‬
‫أكثر من غيره فابتكروا أسللاليب شلليطانية‪ ،‬فقللد جللاء‬
‫رجل إلى السيد علي السيستاني فقال له‪:‬‬
‫إن الحقوق ‪-‬الخمس‪ -‬المترتبة علي خمسة ملييللن‪،‬‬
‫وأنا أريد أن أدفع نصف هللذا المبلللغ أي أريللد أن أدفللع‬
‫مليونين ونصف فقللط‪ ،‬فقللال للله السلليد السيسللتاني‪:‬‬
‫هات المليونين والنصف‪ ،‬فدفعها إليه الرجللل‪ ،‬فأخلذها‬
‫منه السيستاني‪ ،‬ثم قال له‪ :‬قد وهبتها لللك ‪-‬أي ارجللع‬
‫المبلغ إلى الرجل‪ -‬فأخذ الرجللل المبلللغ‪ ،‬ثللم قللال للله‬
‫السيستاني‪ :‬أدفع المبلغ لي مرة ثانية‪ ،‬فدفعه الرجللل‬
‫إليه‪ ،‬فقال له السيستاني‪ :‬صار الن مجموع ما دفعته‬
‫إلي من الخمس خمسة مليين فقد برأت ذمتللك مللن‬
‫الحقوق‪ .‬فلما رأى السادة الخللرون ذلللك‪ ،‬قللاموا هللم‬
‫أيضلا ً بتخفيللض نسللبة الخمللس واسللتخدموا الطريقللة‬
‫‪97‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫لاس‬‫الطهار‬ ‫ذاتلها بللل ابتكللروا طرقلا ً أخللرى حللتى‬
‫الئمة‬
‫يتحللول النل‬
‫إليهللم‪ ،‬وصللارت منافسللة )شللريفة!( بيللن السللادة‬
‫للحصول على الخمس‪ ،‬وصارت نسبة الخمللس أشللبه‬
‫بالمناقصة وكثير من الغنياء قام بللدفع الخمللس لمللن‬
‫يأخذ نسبة أقل‪.‬‬
‫ولما رأى زعيم الحوزة أن المنافسة علللى الخمللس‬
‫صارت شديدة‪ ،‬وأن نسبة مللا يللرده هللو مللن الخمللس‬
‫صارت قليلة‪ ،‬أصدر فتللواه بعللدم جللواز دفللع الخمللس‬
‫لكللل مللن هللب ودب مللن السللادة‪ ،‬بللل ل يللدفع إل‬
‫لشخصيات معدودة وله حصة السد أو لللوكلئه الللذين‬
‫وزعهم في المناطق‪.‬‬
‫وبعد استلمه هذه الموال‪ ،‬يقوم بتحويلها إلى ذهب‬
‫بسبب وضع العملة العراقية الحالية‪ ،‬حيث يملللك الن‬
‫غرفتين مملوءتين بالذهب‪.‬‬
‫وأما ما يسرقه الوكلء دون علم السلليد فحللدث ول‬
‫حرج‪.‬‬
‫قال أمير المؤمنين ‪) :‬طوبى للزاهدين في الللدنيا‬
‫الراغللبين فللي الخللرة‪ ،‬أولئك اتخللذوا الرض بسللاطا ً‬
‫وترابلها فراشًا‪ ،‬وماءها طيبا ً والقرآن شللعارا ً والللدعاء‬
‫دثارًا‪ ،‬ثم قرضوا الدنيا قرضا ً علللى منهللاج المسلليح ‪..‬‬
‫إن داود ‪ ‬قللام فللي مثللل هللذه السللاعة مللن الليللل‬
‫فقال‪ :‬إنلها ساعة ل يدعو فيها عبللدا ً إل اسللتجيب للله‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫إل أن يكون عشارا ً أو عريفا ً أو شرطيًا( )نلهج البلغللة‬
‫‪ (4/24‬قارن بين كلم المير ‪ ‬وبين أحللوال السللادة‬
‫واحكم بنفسك‪ ،‬إن هللذا النللص وغيللره مللن النصللوص‬
‫العظيمة ليس لهللا أي صللدى عنللد السللادة والفقهللاء‪،‬‬
‫وحياة الترف والنعيم والبذخ اللتي يعيشونلللها أنسلتهم‬
‫زهد أمير المؤمنين‪ ،‬وأعمت أبصارهم عن تدبر كلملله‬
‫واللتزام بمضمونه‪.‬‬
‫إن العشللار هللو الللذي يأخللذ ضللريبة العشللر‪ ،‬فل‬
‫يستجاب دعاؤه كما قال ‪ ،‬فكيف بالخمللاس؟ الللذي‬
‫يأخذ الخمس من الناس؟ إن الخماس ل يستجاب للله‬
‫من باب أولى‪ ،‬لن ما يأخذه مللن الخمللس ضللعف مللا‬
‫يأخذه العشار‪ ،‬نسأل الله العافية‪.‬‬

‫تنبيه آخر‪:‬‬
‫عرفنا مما سللبق أن الخملس ل يعطلى للفقهلاء ول‬
‫المجتهللدين‪ ،‬واتضللح لنللا هللذا المللر مللن خلل بحللث‬
‫الموضوع من كل جوانبه‪ ،‬ويحسن بنا أن ننبه إلللى أن‬
‫الفقهللاء والمراجللع الدينيللة يزعمللون أنلللهم مللن أهللل‬
‫الللبيت فللترى أحللدهم يللروي لللك سلسلللة نسللبه إلللى‬
‫الكللاظم ‪ .‬اعلللم أنلله يسللتحيل أن يكللون هللذا الكللم‬
‫الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول‬
‫الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت‪ ،‬ومللن‬
‫أحصى فقهاء العراق وجللد أن مللن المحللال أن يكللون‬
‫‪99‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار مللا‬ ‫الئمة‬
‫فكيللف إذا‬ ‫عددهم الذي ل يحصى من أهل الللبيت‪،‬‬
‫أحصللينا فقهللاء البلد الخللرى ومجتهللديها؟ ل شللك أن‬
‫عددهم يبلغ أضللعافا ً مضللاعفة‪ ،‬فهللل يمكللن أن يكللون‬
‫هؤلء جميعا ً من أهل البيت؟؟‬
‫وفوق ذلك إن شجرة النسللاب تبللاع وتشللترى فللي‬
‫الحوزة‪ ،‬فمن أراد الحصول على شرف النسللبة لهللل‬
‫البيت فما عليه إل أن يأتي بللأخته أو امرأتلله إذا كللانت‬
‫جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بلللها‪ ،‬أو أن يللأتيه بمبلللغ‬
‫من المال وسيحصل بإحدى الطريقللتين علللى شللرف‬
‫النسبة‪.‬‬
‫وهذا أمر معروف في الحوزة‪.‬‬
‫لللذلك أقللول‪ :‬ل يغرنكللم مللا يصللنعه بعللض السللادة‬
‫والمللؤلفين عنللدما يضللع أحللدهم شللجرة نسللبه فللي‬
‫الصفحة الولى من كتابه ليخدع البسطاء والمسللاكين‬
‫كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم‪.‬‬
‫وفي ختام مبحث الخمس ل يفوتني أن أذكللر قللول‬
‫صللديقي المفضللال الشللاعر البللارع المجيللد أحمللد‬
‫الصافي النجفي رحمه الله‪ ،‬والذي تعرفللت عليلله بعللد‬
‫حصولي على درجة الجتهاد فصرنا صديقين حميميللن‬
‫رغم فارق السللن بينللي وبينلله‪ ،‬إذ كللان يكللبرني بنحللو‬
‫ثلثين سنة أو أكثر عنللدما قللال لللي‪ :‬ولللدي حسللين ل‬
‫تدنس نفسللك بللالخمس فللإنه سللحت‪ ،‬وناقشللني فللي‬
‫موضوع الخمس حللتى أقنعنللي بحرمتله‪ ،‬ثلم ذكللر لللي‬
‫‪100‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫كان قد نظمها بلهذا الخصوص احتفظت بلها في‬ ‫أبياتا ً‬
‫محفظة ذكرياتي وأنقلهللا للقللراء الكللرام بنصللها قللال‬
‫رحمه الله‪:‬‬
‫‪((1‬‬
‫وكيللف يسللوغ الشللحذ‬ ‫عجبللت لقللوم شللحذهم‬
‫باسلللللللللللم دينهلللللللللللم للرجلللللللللل الشلللللللللهم‬
‫لئن كللان تحصلليل العلللوم لذاك فإن الجهل خير مللن‬
‫مسللللللللللللللللللللللللللوغا ً العللللللللللللللللللللللللللللللم‬
‫وهل كان فللي عهللد النللبي يعيشللون مللن مللال النللام‬
‫عصللللللللللللللللللللللللللابة بللللللللللللذا السللللللللللللم‬
‫لئن أوجب الله الزكاة فلم لتعطللي بللذل بللل لتؤخللذ‬
‫تكلللللللللللللللللللللللللللللللن بلللللللللللللللللللللللللللالرغم‬
‫ك فللي أبنللاء يعللرب‬ ‫أتانللا بلللها أبنللاء ساسللان ولم ت ل ُ‬
‫حرفلللللللللللللللللللللللللللللة ملللللللللللللن قِلللللللللللللدم‬

‫‪ -‬الشحذ‪ :‬الستجداء أو التسول‪.‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫)‬

‫‪101‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫الكتب السماوية‬
‫ل شللك عنللد المسلللمين جميعهللم أن القللرآن هللو‬
‫الكتلاب السلماوي المنللزل ملن عنلد اللله عللى نلبي‬
‫مد بن عبد الله صلوات الله عليه‪.‬‬
‫السلم مح ّ‬
‫ولكللن كللثرة قراءتللي ومطللالعتي فللي مصللادرنا‬
‫المعتلبرة‪ ،‬أوقفتنللي عللى أسلماء كتلب أخلرى يلدعي‬
‫فقهاؤها أنلها نزلت على النبي صلوات الله عليه‪ ،‬وأنه‬
‫اختص بلها أمير المؤمنين ‪ ،‬وهذه الكتب هي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجامعة‪:‬‬
‫عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال‪ :‬أنا محمد‪ ،‬وإن‬
‫عندنا الجامعة‪ ،‬وما يدريهم ما الجامعة؟!‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الجامعة؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬صحيفة طولهللا سللبعون ذارع لا ً بللذراع رسللول‬
‫الله صلى الله عليه وآله وإملئه من فلللق فيلله وخللط‬
‫علي ‪ ،‬فيهللا كللل حلل وحللرام‪ ،‬وكللل شلليء يحتللاج‬
‫الناس إليه حتى الرش في الخدش‪..‬‬
‫إلخ انظر )الكافي ‪) ،(1/239‬بحار النوار ‪.(26/22‬‬
‫وهنللاك روايللات أخللرى كللثيرة تجللدها فللي الكللافي‬
‫والبحللار وبصللائر الللدرجات ووسللائل الشلليعة إنمللا‬
‫اقتصرنا على رواية واحدة روما ً للختصار‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫لست أدري إذا كللانت الجامعللة حقيقللة أم ل‪ ،‬وفيهللا‬
‫كل ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة؟ فلماذا أخفيللت‬
‫إذن؟ وحرمنا منها ومما فيها مما يحتللاجه النللاس إلللى‬
‫يللوم القيامللة مللن حلل وحللرام وأحكللام؟ أليللس هللذا‬
‫كتمانا ً للعلم؟‪.‬‬

‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪:‬‬
‫عللن الرضللا ‪ ‬فللي حللديث علمللات المللام قللال‪:‬‬
‫وتكون صحيفة عنللده فيهللا أسلماء شلليعتهم إلللى يلوم‬
‫القيامللة‪ ،‬وصللحيفة فيهللا أسللماء أعللدائهم إلللى يللوم‬
‫القيامة‪ .‬انظللر )بحللار النللوار ‪) ،(25/117‬ومجلللد ‪26‬‬
‫ففيه روايات أخرى(‪.‬‬
‫وأنا أتساءل‪ :‬أية صللحيفة هللذه الللتي تتسللع لسللماء‬
‫الشيعة إلى يوم القيامة؟!!! لو سللجلنا أسللماء شلليعة‬
‫العراق في يومنا هذا لحتجنا إلى مائة مجلد في أقللل‬
‫تقدير‪ .‬فكيف لللو سللجلنا أسللماء شلليعة إيللران والهنللد‬
‫وباكستان وسورية ولبنان ودول الخليللج وغيرهللا؟ بللل‬
‫كم نحتاج لللو سللجلنا أسللماء جميللع الللذين مللاتوا مللن‬
‫الشيعة وعلى مدى كل القرون التي مضت منذ ظهور‬
‫التشيع وإلى عصرنا!‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫لرون‬ ‫الئمةفللي القل‬
‫وكم نحتللاج لتسللجيل أسللماء الشلليعة‬
‫القادمة إلى يوم القيامة؟‪.‬‬
‫وكم نحتاج لتسجيل أسماء خصللومهم منللذ ظهللور‬
‫صحيفة الناموس وإلى يوم القيامة؟!‬
‫لو أن البحر صار مدادا ً ومن ورائه سبعة أبحللر‪ ،‬لمللا‬
‫كان كافيا ً لتسجيل هذا الكم الهائل من السماء‪.‬‬
‫ولو جمعنا كل الكومللبيوترات والعقللول اللكترونيللة‬
‫بأحدث أنواعها لما استطاعت أن تستوعب هذا الرقم‬
‫الخيالي بل التعجيزي من السماء‪.‬‬
‫إن عقول العامة من الناس ل يمكنها أن تقبل هللذه‬
‫الرواية وأمثالها فكيف يقبلها العقلء؟!‪.‬‬
‫إن من المحال أن يقول الئمة عليهم السلللم مثللل‬
‫هذا الكلم الذي ل يقبله عقللل ول منطللق‪ ،‬ولللو اطلللع‬
‫عليه ‪-‬أي على هذه الرواية‪ -‬أعداؤنا لتكلموا بما يحلللو‬
‫لهم‪ ،‬ولطعنللوا بللدين السلللم‪ ،‬ولتكلمللوا وتنللدروا بمللا‬
‫يشفي غيظ قلوبلهم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله‪.‬‬

‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪:‬‬
‫عن أمير المؤمنين ‪ ‬قال‪ .. :‬وأيللم الللله إن عنللدي‬
‫لصحفا ً كثيرة قطائع رسول الله صلى الله عليه وآللله‪،‬‬
‫وأهل بيته وإن فيها لصلحيفة يقلال لهللا العبيطللة‪ ،‬وملا‬
‫‪104‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫ورد على العرب أشد منها‪ ،‬وإن فيها لستين قبيلة من‬
‫العرب بلهرجة‪ ،‬مالها في دين الله مللن نصلليب )بحللار‬
‫النوار ‪.(26/37‬‬
‫إن هذه الرواية ليست مقبولة ول معقولة‪ ،‬فللإذا كللان‬
‫هذا العدد من القبائل ليللس لهللا نصلليب فللي ديللن الللله‬
‫فمعنى هذا أنه ل يوجد مسلم واحللد للله فللي ديللن الللله‬
‫نصيب‪.‬‬
‫ثم تخصيص القبائل العربيللة بلللهذا الحكللم القاسللي‬
‫يشم منه رائحة الشلعوبية وسليأتي توضليح ذللك فلي‬
‫فصل قادم‪.‬‬

‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪:‬‬


‫عن أبي بصير عن أبللي عبللد الللله ‪ ‬أنلله كللان فللي‬
‫ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآللله صللحيفة‬
‫صغيرة فيها الحرف التي يفتح كللل حللرف منهللا ألللف‬
‫حرف‪.‬‬
‫قال أبو بصير‪ :‬قال أبو عبد الله‪ :‬فما خللرج منهللا إل‬
‫حرفان حتى الساعة )بحار النوار ‪.(26/56‬‬

‫‪105‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارللرج‬ ‫الئمة‬
‫لترض أن تخ‬‫قلت‪ :‬وأين الحرف الخللرى؟ أل يفل‬
‫حتى يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنلللها سللتبقى‬
‫مكتومة حتى يقوم القائم؟‬

‫‪ -5‬صققحيفة علققي وهققي صققحيفة أخققرى‬


‫وجدت في ذؤابة السيف‪:‬‬
‫عن أبي عبد الللله ‪ ‬قللال‪ :‬وجللد فللي ذؤابللة سلليف‬
‫رسول الله صلى الللله عليلله وآللله صللحيفة فللإذا فيهللا‬
‫مكتوب‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيللم‪ ،‬إن أعللتى النللاس‬
‫على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله‪ ،‬ومن ضللرب‬
‫غير ضاربه‪ ،‬ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنللزل‬
‫الله تعالى علللى محملد صلللى اللله عليلله وآلله‪ ،‬وملن‬
‫أحللدث حللدثا ً أو آوى محللدثا ً لللم يقبللل الللله منلله يللوم‬
‫القياملللة صلللرفا ً ول علللدل ً )بحلللار النلللوار ‪،27/65‬‬
‫‪.(104/375‬‬

‫‪ -6‬الجفر‪ :‬وهققو نوعققان‪ :‬الجفققر البيققض‬


‫والجفر الحمر‪:‬‬
‫عن أبي العلء قال‪ :‬سمعت أبا عبد الللله ‪ ‬يقللول‪:‬‬
‫إن عندي الجفر البيض قال‪ :‬فقلت‪ :‬أي شيء فيه؟‬

‫‪106‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫قال‪ :‬زبللور داود‪ ،‬وتللوراة موسللى‪ ،‬وإنجيللل عيسللى‪،‬‬
‫وصللحف إبراهيللم عليهللم السلللم والحلل والحللرام‪،..‬‬
‫وعندي الجفر الحمر‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي شيء في الجفر الحمر؟‬
‫قال‪ :‬السلح‪ ،‬وذلك إنما يفتللح للللدم يفتحلله صللاحب‬
‫السيف للقتل‪.‬‬
‫فقال له عبد الله بللن أبللي اليعفللور‪ :‬أصلللحك الللله‪،‬‬
‫أيعرف هذا بنو الحسن؟‬
‫فقال‪ :‬أي والله كما يعرفون الليل أنلله ليللل والنهللار‬
‫أنه نلهار‪ ،‬ولكنهم يحملهم الحسد وطلللب الللدنيا علللى‬
‫الجحود والنكار‪ ،‬ولو طلبوا الحللق بللالحق لكللان خيللرا ً‬
‫لهم )أصول الكافي ‪.(1/24‬‬
‫وقد سألت مولنا الراحل المام الخوئي عن الجفللر‬
‫الحمر‪ ،‬من الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟‬
‫فقققال‪ :‬يفتحققه صققاحب الزمققان عجققل اللققه‬
‫فرجه‪ ،‬ويريق به دماء العامة النواصققب ‪-‬أهققل‬
‫السنة‪ -‬فيمزقهم شذر مذر‪ ،‬ويجعققل دمققاءهم‬
‫تجري كدجلة والفرات‪ ،‬ولينتقمن من صققنمي‬
‫قريققش ‪-‬يقصققد أبققا بكققر وعمققر‪ -‬وابنتيهمققا‬
‫‪-‬يقصد عائشققة وحفصققة‪ -‬ومققن نعثققل ‪-‬يقصققد‬
‫‪107‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارقش‬ ‫الئمة‬
‫قاس فينبق‬ ‫عثمققان‪ -‬ومققن بنققي أميققة والعبق‬
‫قبورهم نبشًا‪.‬‬
‫قللت‪ :‬إن قلول الملام الخلوئي فيله إسلراف إذ أن‬
‫أهل البيت عليهم السلم‪ ،‬أجل وأعظم من أن ينبشوا‬
‫قبر ميت مضى على موته قرون طويلة‪.‬‬
‫إن الئمة سلللم الللله عليهللم كللانوا يقللابلون إسللاءة‬
‫المسيء بالحسان إليه والعفو والصفح عنه‪ ،‬فل يعقل‬
‫أن ينبشللوا قبللور المللوات لينتقمللوا منهللم‪ ،‬ويقيمللوا‬
‫عليهم الحدود‪ ،‬فالميت ل يقام عليه حد‪ ،‬وأهللل الللبيت‬
‫سلم الله عليهم عرفوا بالوداعة والسماحة والطيب‪.‬‬

‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله ‪ ‬قال‪..) :‬‬
‫وعندنا والله مصحف فاطمللة مللا فيلله آيللة مللن كتللاب‬
‫الله‪ ،‬وإنه لملء رسول الله صلللوات الللله عليلله وآللله‬
‫بخط علي ‪ ‬بيده( )بحار النوار ‪.(26/41‬‬
‫ب‪ -‬وعققن محمللد بللن مسلللم عللن أحللدهما ‪:‬‬
‫)‪..‬وخلفت فاطمة مصحفًا‪ ،‬ما هللو قللرآن‪ ،‬ولكنلله كلم‬
‫من كلم الله أنزل عليها‪ ،‬إملء رسول الله صلى الللله‬
‫عليه وآله وخط علي ‪) (‬البحار ‪.(26/42‬‬

‫‪108‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫ج_عن علي بن أبي حمزة عللن أبللي عبللد الللله ‪:‬‬
‫)‪..‬وعندنا مصحف فاطمة عليها السلم‪ ،‬أما والللله مللا‬
‫فيه حرف من القرآن‪ ،‬ولكنه إملء رسول الللله صلللى‬
‫الله عليه وآله وخط علي( )البحار ‪.(26/48‬‬
‫قلت‪ :‬إذا كان الكتاب مللن إملء رسللول الللله صلللى‬
‫الله عليه وآله وخط علي‪ ،‬فلم كتمه عن المة؟ والللله‬
‫تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يبلغ كللل‬
‫َ‬
‫ل ب َل ّلغْ َ‬
‫مللا‬ ‫سو ُ‬‫ما أنزل إليه قال الله تعالى‪َ :‬يلأي َّها الّر ُ‬
‫ه‪‬‬ ‫سال َت َ ُ‬
‫ت رِ َ‬‫ما ب َل ّغْ َ‬
‫ل فَ َ‬‫فعَ ْ‬ ‫ك وَِإن ل ّ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫من ّرب ّ َ‬‫ك ِ‬ ‫ُأنزِ َ‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫]المائدة‪.[67:‬‬
‫فكيف يمكن لرسول الله صلى الللله عليلله وآللله أن‬
‫يكتم عن المسلمين جميعا ً هذا القرآن‪ ،‬وكيللف يمكللن‬
‫لمير المؤمنين ‪ ‬والئمة مللن بعللده أن يكتمللوه عللن‬
‫شيعتهم؟!‪.‬‬

‫‪ -8‬التوراة والنجيل والزبور‪:‬‬


‫عن أبي عبد الله ‪ ‬أنه كان يقرأ النجيللل والتللوراة‬
‫والزبلللور بالسللليريانية انظلللر )الحجلللة ملللن الكلللافي‬
‫‪ ،(1/207‬باب أن الئمة عليهم السلللم عنللدهم جميللع‬
‫الكتب التي نزلت من الله عز وجل‪ ،‬وأنلهم يعرفونلها‬
‫كلها على اختلف ألسنتها‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬ ‫‪ -9‬القرآن‪:‬‬
‫والقرآن ل يحتاج لثبللاته نللص‪ ،‬ولكللن كتللب فقهائنللا‬
‫وأقوال جميع مجتهدينا تنللص علللى أنلله محللرف‪ ،‬وهللو‬
‫الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب‪.‬‬
‫وقد جمللع المحللدث النللوري الطبرسللي فللي إثبللات‬
‫تحريفه كتابا ً ضخم الحجم سماه‪) :‬فصل الخطاب في‬
‫إثبات تحريف كتاب رب الرباب( جملع فيله أكلثر ملن‬
‫ألفي رواية تنللص علللى التحريللف‪ ،‬وجمللع فيلله أقللوال‬
‫جميع الفقهاء وعلماء الشلليعة فللي التصللريح بتحريللف‬
‫القرآن الموجود بين أيدي المسلللمين حيللث أثبللت أن‬
‫جميللع علمللاء الشلليعة وفقهللائهم المتقللدمين منهللم‬
‫والمتأخرين يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين‬
‫أيدي المسلمين محرف‪.‬‬
‫قال السلليد هاشللم البحرانللي‪ :‬وعنللدي فللي وضللوح‬
‫صحة هذا القول ‪-‬أي القول بتحريف القرآن‪ -‬بعد تتبللع‬
‫الخبار وتفحص الثار بحيث يمكن الحكللم بكللونه مللن‬
‫ضروريات مذهب التشيع‪ ،‬وأنه من أكبر مقاصد غصب‬
‫الخلفة فتدبر )مقدمة البرهان‪ ،‬الفصل الرابع ‪.(49‬‬
‫وقال السيد نعمة الله الجزائري ردا ً على من يقول‬
‫بعدم التحريف‪:‬‬
‫إن تسليم تواتره عن الوحي اللهي‪ ،‬وكون الكل قد‬
‫نللزل بلله الللروح الميللن يفضللي إلللى طللرح الخبللار‬
‫‪110‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫المستفيضة‪ ،‬مع أن أصحابنا قد أطبقللوا علللى صللحتها‬
‫والتصديق بلها‪) ،‬النوار النعمانية ‪ ،(2/357‬ولهذا قللال‬
‫أبو جعفر كمللا نقللل عنلله جللابر‪) :‬مللا ادعللى أحللد مللن‬
‫النللاس أنلله جمللع القللرآن كللله إل كللذاب‪ ،‬ومللا جمعلله‬
‫وحفظه كما نزل إل علي بن أبي طللالب والئمللة مللن‬
‫بعده( )الحجة من الكافي ‪.(1/26‬‬
‫ول شللك أن هللذا النللص صللريح فللي إثبللات تحريللف‬
‫القرآن الموجود اليوم عند المسلمين‪.‬‬
‫والقرآن الحقيقي هو الذي كللان عنللد علللي والئمللة‬
‫من بعده عليهم السلم‪ ،‬حتى صللار عنللد القللائم عليلله‬
‫وعلى آبائه الصلة والسلم‪.‬‬
‫ولهذا قال المام الخوئي في وصيته لنللا وهللو علللى‬
‫فللراش المللوت‪ ،‬عنللدما أوصللانا كللادر التللدريس فللي‬
‫الحوزة‪:‬‬
‫)عليكم بلهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة(‬
‫وقرآن فاطمة الللذي يقصللده المللام هللو المصللحف‬
‫الذي جمعه علي ‪ ‬والذي تقدمت الشارة إليه آنفًا‪.‬‬
‫إن من أغللرب المللور وأنكرهللا أن تكللون كللل هللذه‬
‫الكتللب قللد نزلللت مللن عنللد الللله‪ ،‬واختللص بلللها أميللر‬
‫المؤمنين سلم الله عليه والئمة من بعده‪ ،‬ولكنها تبقى‬
‫مكتومة عن المة وبالذات عن شيعة أهل البيت‪ ،‬سوى‬

‫‪111‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫زادت‪،‬‬ ‫الئمة‬
‫فيه مللا‬ ‫قرآن بسيط قد عبثت به اليادي فزادت‬
‫وأنقصت منه ما أنقصت ‪ -‬على حد قول فقهائنا‪-‬‬
‫إذا كانت هذه الكتب قللد نزلللت مللن عنللد الللله حقلًا‪،‬‬
‫وحازها أمير الملؤمنين صلدقا ً فملا معنلى إخفائهلا علن‬
‫المة وهي من أحوج ما تكللون إليهللا فللي حياتلللها وفللي‬
‫عبادتلها لربلها؟‬
‫علل كثير من فقهائنا ذلك لجل الخللوف عليهللا مللن‬
‫الخصوم!!‬
‫ولنلا أن نسلأل‪ :‬أيكلون أميلر الملؤمنين وأسلد بنلي‬
‫هاشم جبانا ً بحيث ل يستطيع أن يدافع عنها؟!‬
‫أيكتم أمرها ويحرم المة منها خوفا ً من خصومه؟!‬
‫ل والذي رفع السماء بغير عمد‪ ،‬مللا كللان لبللن أبللي‬
‫طالب أن يخاف غير الله وإذا سألنا‪ :‬ماذا يفعللل أميللر‬
‫المؤمنين والئمة من بعده بالزبور والتللوراة والنجيللل‬
‫حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونلها في سرهم؟‬
‫إذا كانت النصوص تدعي أن أميللر المللؤمنين وحللده‬
‫حاز القرآن كللامل ً وحللاز كللل تلللك الكتللب والصللحائف‬
‫الخرى؛ فما حللاجته إلللى الزبللور والتللوراة والنجيللل؟‬
‫وبخاصللة إذا علمنللا أن هللذه الكتللب نسللخت بنلللزول‬
‫القرآن؟‬

‫‪112‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫إني أشم رائحة أيللد خبيثللة فهللي الللتي دسللت هللذه‬
‫الروايات وكذبت على الئمة وسيأتي إثبات ذلللك فللي‬
‫فصل خاص إن شاء الله‪.‬‬
‫نحلن نعللم أن السللم ليلس لله إل كتلاب واحلد هلو‬
‫القرآن الكريلم‪ ،‬وأملا تعلدد الكتلب فهلذا ملن خصلائص‬
‫اليهود والنصارى كمللا هللو واضللح فللي كتبهللم المقدسللة‬
‫المتعددة‪.‬‬
‫فالقول بأن أمير المللؤمنين حللاز كتب لا ً متعللددة‪ ،‬وأن‬
‫هذه الكتب كلها من عند الله‪ ،‬وأنلها كتب حوت قضايا‬
‫شرعية هو قول باطل‪ ،‬أدخله إلينا بعض اليهود الللذين‬
‫تستروا بالتشيع‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫نظرة الشيعة إلى أهل السنة‬
‫عنلللدما نطلللالع كتبنلللا المعتلللبرة وأقلللوال فقهائنلللا‬
‫ومجتهللدينا نجللد أن العللدو الوحيللد للشلليعة هللم أهللل‬
‫السللنة‪ ،‬ولللذا وصللفوهم بأوصللاف وسللموهم بأسللماء‪:‬‬
‫فسللموهم )العامللة( وسللموهم النواصللب‪ ،‬ومللا زال‬
‫العتقاد عند معاشللر الشلليعة أن لكللل فللرد مللن أهللل‬
‫السنة ذيل ً في دبره‪ ،‬وإذا شتم أحدهم الخللر وأراد أن‬
‫يغلظ له في الشتيمة قال له‪) :‬عظللم سللني فللي قللبر‬
‫أبيك( وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لللو‬
‫اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته‪.‬‬
‫ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله التقى رجل ً غريبا ً‬
‫في أحد أسواق المدينة‪ ،‬وكان والدي رحمه الله محبا ً‬
‫للخير إلى حد بعيد‪ ،‬فجللاء بله إللى دارنلا ليحللل ضليفا ً‬
‫عندنا في تلك الليلة فأكرمنللاه بمللا شللاء الللله تعللالى‪،‬‬
‫وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شابا ً فللي أول‬
‫دراسللتي فللي الحللوزة‪ ،‬ومللن خلل حللديثنا تللبين أن‬
‫الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جللاء إلللى‬
‫النجف لحاجة ما‪ ،‬بات الرجل تلك الليلللة‪ ،‬ولمللا أصللبح‬
‫أتيناه بطعام الفطار فتناول طعامه ثم هللم بالرحيللل‪،‬‬
‫‪114‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغا ً من المال فلربما‬
‫يحتاجه في سفره‪ ،‬شكر الرجل حسن ضلليافتنا‪ ،‬فلمللا‬
‫غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه وتطهيللر‬
‫الناء الذي أكللل فيلله تطهيللرا ً جيللدا ً لعتقللاده بنجاسللة‬
‫السللني وهللذا اعتقللاد الشلليعة جميع لًا‪ ،‬إذ أن فقهاءنللا‬
‫قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنلزير وجعلوه من‬
‫العيان النجسة ولهذا‪:‬‬
‫‪ -1‬وجب الختلف معهققم‪ :‬فقللد روى الصللدوق‬
‫عن علللي بللن أسللباط قللال‪ :‬قلللت للرضللا ‪ :‬يحللدث‬
‫المر ل أجد بدا ً من معرفته‪ ،‬وليس في البلد الذي أنللا‬
‫فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال‪ :‬فقللال‪ :‬ائت فقيلله‬
‫البلللد فاسللتفته فللي أمللرك فللإذا أفتللاك بشلليء فخللذ‬
‫بخلفه فللإن الحللق فيلله )عيللون أخبللار الرضللا ‪1/275‬‬
‫ط‪.‬طهران(‪.‬‬
‫وعن الحسين بن خالد عن الرضللا أنلله قللال‪) :‬شلليعتنا‬
‫المسلمون لمرنا‪ ،‬الخذون بقولنللا المخللالفون لعللدائنا‪،‬‬
‫فمن لم يكن كذلك فليس منا( )الفصللول المهمللة ‪225‬‬
‫ط‪.‬قم(‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلذب‬
‫الئمةللال‪) :‬كل‬
‫وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنلله ق‬
‫من زعم أنله ملن شليعتنا وهلو متوثللق بعلروة غيرنلا(‬
‫)الفصول المهمة ‪.(225‬‬

‫‪ -2‬عققدم جققواز العمققل بمققا يوافققق العامققة‬


‫ويوافق طريقتهم‪:‬‬
‫وهذا باب عقللده الحللر العللاملي فللي كتللابه وسللائل‬
‫الشيعة فقال‪:‬‬
‫والحللاديث فللي ذلللك متللواترة ‪ ..‬فمللن ذلللك قللول‬
‫الصادق ‪ ‬في الحديثين المختلفين‪ :‬أعرضوهما علللى‬
‫أخبار العامة‪ ،‬فما وافللق أخبللارهم فللذروه ومللا خللالف‬
‫أخبارهم فخذوه‪.‬‬
‫وقال الصادق ‪ :‬إذا ورد عليكم حللديثان مختلفللان‬
‫فخذوا بما خالف القوم‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬خذ بما فيه خلف العامة‪ ،‬وقال‪ :‬ما خالف‬
‫العامة ففيه الرشاد‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬ما أنتم والله على شيء مما هم فيلله‪ ،‬ول‬
‫هم على شيء مما أنتم فيه فخللالفوهم فمللا هللم مللن‬
‫الحنيفية على شيء‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وقوله ‪ :‬والله ما جعل الله لحد خيللرة فللي أتبللاع‬
‫غيرنا‪ ،‬وإن من وافقنا خالف عدونا‪ ،‬ومن وافق عللدونا‬
‫في قول أو عمل فليس منا ول نحن منه‪.‬‬
‫وقول العبد الصالح ‪ ‬في الحديثين المختلفين‪ :‬خذ‬
‫بما خالف القوم‪ ،‬وما وافق القوم فاجتنبه‪.‬‬
‫وقول الرضا ‪ :‬إذا ورد عليكللم خللبران متعارضللان‬
‫فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه‪ ،‬وانظروا‬
‫بما يوافق أخبارهم فدعوه‪.‬‬
‫وقول الصادق ‪ :‬والله ما بقي فللي أيللديهم شلليء‬
‫من الحق إل استقبال القبلة انظللر )الفصللول المهمللة‬
‫‪.(326-325‬‬
‫وقال الحر عن هذه الخبار بأنلها‪) :‬قد تجللاوزت حللد‬
‫التواتر‪ ،‬فالعجب من بعللض المتللأخرين حيللث ظللن أن‬
‫الدليل هنا خبر واحد(‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪) :‬واعلللم أنلله يظهلر ملن هللذه الحلاديث‬
‫المتواترة بطلن أكثر القواعد الصولية المذكورة فللي‬
‫كتب العامة( )الفصول المهمة ‪.(326‬‬

‫‪ -3‬أنقهم ل يجتمعون مع السنة على شيء‪:‬‬


‫قال السيد نعمة الله الجزائري‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارعلى‬
‫الئمة إله ول‬
‫)إنا ل نجتمع معهم ‪-‬أي مع السنة‪ -‬على‬
‫نبي ول على إمام‪ ،‬وذلك أنلهم يقولون‪ :‬إن ربلللهم هللو‬
‫الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر‪.‬‬
‫ونحن ل نقول بلهذا الرب ول بذلك النبي‪ ،‬بل نقول‪:‬‬
‫إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليللس ربنللا ول ذلللك‬
‫النبي نبينا(‪.((1‬‬
‫)النللوار الجزائريلة ‪ ،(2/278‬بلاب نلور فلي حقيقلة‬
‫دين المامية والعلة التي من أجلها يجب الخلذ بخلف‬
‫ما تقوله العامة‪:‬‬
‫عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال‪:‬‬
‫عن أبي إسحاق الرجائي رفعه قال‪ :‬قللال أبللو عبللد‬
‫الله ‪:‬‬
‫أتدري لم أمرتم بالخذ بخلف ما تقوله العامة؟‬
‫فقلت‪ :‬ل ندري‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن عليا ً لللم يكللن يللدين الللله بلدين إل خلالف‬
‫عليلله المللة إلللى غيللره إرادة لبطللال أمللره‪ .‬وكللانوا‬

‫‪ - (1‬إن الواقع يثبت أن الله تعالى هو رب العللالمين‪ ،‬ومحمللد صلللى‬ ‫)‬

‫الله عليه وآله هو نبيه‪ ،‬وأبو بكر خليفة محمد على المة سواء كللانت‬
‫خلفته شرعية أم ل‪ ،‬فكلم السيد الجزائري خطير للغاية فهو يعنللي‪:‬‬
‫إذا ثبللت أن أبللا بكللر خليفللة محمللد‪ ،‬ومحمللد نللبي الللله فللإن السلليد‬
‫الجزائري ل يعترف بلهذا الله ول نللبيه محمللد‪ ،‬والواقللع يثبللت أن أبللا‬
‫بكر خليفة محمد سواء كانت خلفته شرعية أم ل‪ ،‬وقد عرضت المر‬
‫عللى الملام الخلوئي فسلألته علن الحكلم الشلرعي فلي الموضلوع‬
‫بصورة غيلر مباشلرة فلي قصلة مشلابهة فقلال‪ :‬إن ملن يقلول هلذا‬
‫الكلم فهو كافر بالله ورسوله وأهل البيت عليهم السلم‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫يسللألون أميللر المللؤمنين ‪ ‬عللن الشلليء الللذي ل‬
‫يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا ً من عندهم ليلبسوا‬
‫على الناس( )‪ 531‬طبع إيران(‬
‫ويتبادر إلى الذهان السؤال التي‪:‬‬
‫لو فرضنا أن الحق كان مع العامللة فللي مسللألة مللا‬
‫أيجللب علينللا أن نأخللذ بخلف قللولهم؟ أجللابني السلليد‬
‫محمد باقر الصدر مرة فقال‪ :‬نعم يجب الخللذ بخلف‬
‫قولهم‪ ،‬لن الخلذ بخلف قلولهم وإن كلان خطلأ فهلو‬
‫أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عنللدهم‬
‫في تلك المسألة‪.‬‬
‫إن كراهية الشيعة لهل السنة ليست وليدة اليللوم‪،‬‬
‫ول تختص بالسنة المعاصرين بل هللي كراهيللة عميقللة‬
‫تمتد إلى الجيل الول لهل السنة وأعني الصحابة مللا‬
‫عدا ثلثة منهم وهم أبو ذر والمقللداد وسلللمان‪ ،‬ولهللذا‬
‫روى الكليني عن أبي جعفر قللال‪) :‬كللان النللاس أهللل‬
‫ردة بعد النبي صلى الله عليلله وآللله إل ثلثللة المقللداد‬
‫بللن السللود وسلللمان الفارسللي وأبللو ذر الغفللاري(‬
‫)روضة الكافي ‪.(8/246‬‬
‫لو سألنا اليهود‪ :‬من هم أفضل الناس في ملتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنلهم أصحاب موسى‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارفللي‬
‫الئمة النللاس‬
‫ولللو سللألنا النصللارى‪ :‬مللن هللم أفضللل‬
‫أمتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنلهم حواريو عيسى‪.‬‬
‫ولو سألنا الشيعة‪ :‬من هم أسوأ الناس في نظركللم‬
‫وعقيدتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنلهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله‪.‬‬
‫إن أصحاب محمللد هللم أكللثر النللاس تعرض لا ً لسللب‬
‫الشلليعة ولعنهللم وطعنهللم وبالللذات أبللو بكللر وعمللر‬
‫وعثمان وعائشة وحفصللة زوجتللا النللبي صلللوات الللله‬
‫عليه‪ ،‬ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش‪) :‬اللهم العلن‬
‫صنمي قريش ‪-‬أبو بكر وعمر‪ -‬وجبتيهمللا وطاغوتيهملا‪،‬‬
‫وابنتيهما ‪-‬عائشة وحفصة‪..‬الخ( وهللذا دعللاء منصللوص‬
‫عليه في الكتب المعتبرة‪ .‬وكان المام الخميني يقوله‬
‫بعد صلة الصبح كل يوم‪.‬‬
‫عن حمزة بن محمد الطيار أنه قللال‪ :‬ذكرنللا محمللد‬
‫بن أبي بكر عند أبي عبد اللله ‪ ‬فقلال‪) :‬رحمله اللله‬
‫وصلى عليه‪ ،‬قال محمد بن أبي بكللر لميللر المللؤمنين‬
‫يوم لا ً مللن اليللام‪ :‬أبسللط يللدك أبايعللك‪ ،‬فقللال‪ :‬أو مللا‬
‫فعلت؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬فبسط يده‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫أشهد أنك إمام مفترض طاعته‪ ،‬وإن أبي ‪ -‬يريد أبللا‬
‫بكر أباه ‪ -‬في النار( )رجال الكشي ‪.(61‬‬
‫وعن شعيب عن أبي عبد الله ‪ ‬قال‪) :‬ما من أهل‬
‫بيت إل وفيهم نجيب من أنفسهم‪ ،‬وأنجب النجباء مللن‬
‫أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر( )الكشي ‪.(61‬‬
‫وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري‪:‬‬
‫)إن عمر بن الخطاب كان مصابا ً بللداء فللي دبللره ل‬
‫يهدأ إل بماء الرجال( )النوار النعمانية ‪.(1/63‬‬
‫واعلم أن في مدينللة كاشللان اليرانيللة فللي منطقللة‬
‫تسللمى )بللاغي فيللن( مشللهدا ً علللى غللرار الجنللدي‬
‫المجهول فيه قبر وهمي لبي لؤلللؤة فيللروز الفارسللي‬
‫المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب‪ ،‬حيث‬
‫أطلقلوا عليله ملا معنلاه بالعربيلة )مرقلد بلاب شلجاع‬
‫الدين( وباب شجاع الدين هو لقب أطلقللوه علللى أبللي‬
‫لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب‪ ،‬وقد كتب علللى جللدران‬
‫هذا المشهد بالفارسلي )ملرك بلر أبلو بكلر‪ ،‬ملرك بلر‬
‫عمر‪ ،‬مرك بر عثمان( ومعنللاه بالعربيللة‪ :‬المللوت لبللي‬
‫بكر الموت لعمر الموت لعثمان‪.‬‬
‫وهذا المشهد يزار مللن قبللل اليرانييللن‪ ،‬وتلقللى فيلله‬
‫الموال والتبرعات‪ ،‬وقللد رأيللت هللذا المشللهد بنفسللي‪،‬‬

‫‪121‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارليعه‬ ‫الئمة‬
‫لرت بتوسل‬
‫وكللانت وزارة الرشللاد اليرانيللة قللد باشل‬
‫وتجديده‪ ،‬وفوق ذلك قاموا بطبع صلورة المشلهد عللى‬
‫كارتات تستخدم لرسال الرسائل والمكاتيب‪.‬‬
‫روى الكلينلللي علللن أبلللي جعفلللر ‪ ‬قلللال‪..) :‬إن‬
‫الشيخين ‪-‬أبا بكر وعمر‪ -‬فارقا الللدنيا ولللم يتوبللا ولللم‬
‫يذكرا ما صنعا بأمير المللؤمنين ‪ ‬فعليهمللا لعنللة الللله‬
‫والملئكة والناس أجمعين( )روضة الكافي ‪.(8/246‬‬
‫وأما عثمللان فعللن علللي بللن يللونس البياضللي‪ :‬كللان‬
‫عثمان ممن يلعب به وكان مخنثا ً )الصراط المستقيم‬
‫‪.(2/30‬‬
‫وأمللا عائشللة فقللد قللال ابللن رجللب البرسللي‪) :‬إن‬
‫عائشة جمعت أربعين دينارا ً من خيانة )مشارف أنوار‬
‫اليقين ‪.(86‬‬
‫وإني أتساءل‪ :‬إذا كان الخلفاء الثلثة بلهذه الصفات‬
‫فلللم بللايعهم أميللر المللؤمنين ‪‬؟ ولللم صللار وزيللرا ً‬
‫لثلثتهم طيلة مدة خلفتهم؟‬
‫أكان يخافهم؟ معاذ الله‪.‬‬
‫ثم اذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطللاب مصللابا ً‬
‫بداء في دبره ول يهدأ إل بماء الرجال كما قال السلليد‬
‫الجزائري‪ ،‬فكيف إذن زوجه أميللر المللؤمنين ‪ ‬ابنتلله‬

‫‪122‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫أم كلثوم؟ أكانت إصابته بلهذا الداء‪ ،‬خافية على أميللر‬
‫المللللؤمنين ‪ ‬وعرفهللللا السلللليد الجللللزائري؟!‪ ..‬إن‬
‫الموضللوع ل يحتللاج إلللى أكللثر مللن اسللتعمال العقللل‬
‫للحظات‪.‬‬
‫وروى الكلينللي‪) :‬إن النللاس كلهللم أولد زنلا أو قللال‬
‫بغايا ما خل شيعتنا( )الروضة ‪.(8/135‬‬
‫ولهذا أباحوا دماء أهللل السللنة وأمللوالهم فعللن داود‬
‫بن فرقد قال‪ :‬قلت لبي عبد الللله ‪ :‬مللا تقللول فللي‬
‫قتل الناصب؟‬
‫فقال‪ :‬حلل الدم‪ ،‬ولكني أتقي عليللك‪ ،‬فللإن قللدرت‬
‫أن تقلب عليه حائطلا ً أو تغرقلله فللي مللاء لكيل يشللهد‬
‫عليللك فافعللل( )وسللائل الشلليعة ‪) ،(18/463‬بحللار‬
‫النوار ‪.(27/231‬‬
‫وعلللق المللام الخمينللي علللى هللذا بقللوله‪ :‬فللإن‬
‫استطعت أن تأخذ ماله فخذه‪ ،‬وابعث إلينا بالخمس‪.‬‬
‫وقللال السلليد نعمللة الللله الجللزائري‪) :‬إن علللي بللن‬
‫يقطين وزير الرشلليد اجتمللع فللي حبسلله جماعللة مللن‬
‫المخللالفين‪ ،‬فللأمر غلمللانه وهللدموا أسللقف المحبللس‬
‫على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجللل(‬
‫)النوار النعمانية ‪.(3/308‬‬

‫‪123‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫دخول‬ ‫وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى فيالئمة‬
‫بغداد عند‬
‫هولكو فيها‪ ،‬فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفهللا التاريللخ‪،‬‬
‫بحيث صبغ نلهر دجلة باللون الحملر لكلثرة ملن قتلل‬
‫من أهل السنة‪ ،‬فانلللهار مللن الللدماء جللرت فللي نلللهر‬
‫دجلة‪ ،‬حتى تغير لونه فصار أحمر‪ ،‬وصللبغ مللرة أخللرى‬
‫باللون الزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه‪ ،‬وكل هذا‬
‫بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي‬
‫فقد كانللا وزيريللن للخليفللة العباسللي‪ ،‬وكانللا شلليعيين‪،‬‬
‫وكانت تجللري بينهمللا وبيللن هولكللو مراسلللت سللرية‬
‫حيث تمكنا من إقناع هولكللو بللدخول بغللداد وإسللقاط‬
‫الخلفة العباسية التي كانا وزيرين فيهلا‪ ،‬وكلانت لهملا‬
‫اليللد الطللولى فللي الحكللم‪ ،‬ولكنهمللا لللم يرتضلليا تلللك‬
‫الخلفة لنلها تدين بمذهب أهل السنة‪ ،‬فدخل هولكللو‬
‫بغداد وأسقط الخلفة العباسية‪ ،‬ثم ما لبثا حتى صللارا‬
‫وزيرين لهولكو مع أن هولكو كان وثنيًا‪.‬‬
‫ومع ذلك فللإن المللام الخمينللي يترضللى علللى ابللن‬
‫يقطين والطوسي والعلقمي‪ ،‬ويعتبر ما قاموا بلله يعللد‬
‫من أعظم الخدمات الجليلة لدين السلم‪.‬‬
‫وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعللة‬
‫في هذا الباب قول السلليد نعمللة الللله الجللزائري فللي‬

‫‪124‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫حكم النواصب )أهل السنة( فقال‪ :‬إنلهم كفار أنجاس‬
‫بإجماع علماء الشيعة المامية‪ ،‬وإنلهم شر من اليهللود‬
‫والنصارى‪ ،‬وإن من علمات الناصبي تقديم غير علللي‬
‫عليه في المامة( )النوار النعمانية ‪.(207-2/206‬‬
‫وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص‬
‫بما يأتي‪:‬‬
‫أنلهم كفار‪ ،‬أنجاس‪ ،‬شر من اليهود والنصارى‪ ،‬أولد‬
‫بغايللا‪ ،‬يجللب قتلهللم وأخللذ أمللوالهم‪ ،‬ل يمكللن اللتقللاء‬
‫معهم في شيء ل في رب ول في نللبي ول فللي إمللام‬
‫ول يجوز موافقتهم في قللول أو عمللل‪ ،‬ويجللب لعنهللم‬
‫وشتمهم وبالذات الجيل الول أولئك الذين أثنللى الللله‬
‫تعالى عليهم في القللرآن الكريللم‪ ،‬والللذين وقفللوا مللع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهللاده ‪..‬‬
‫وإل فقل لللي بللالله عليللك مللن الللذي كللان مللع النللبي‬
‫صلوات الله عليه في كل المعللارك الللتي خاضللها مللع‬
‫الكفللار؟‪ ،‬فمشللاركتهم فللي تللك الحللروب كلهلا دليللل‬
‫على صدق إيمانلهم وجهادهم فل يلتفت إلى ما يقوله‬
‫فقهاؤنا‪.‬‬
‫لما انتهى حكم آل بلهلوي في إيران على أثللر قيللام‬
‫الثورة السلمية وتسلم المام الخميني زمللام المللور‬

‫‪125‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫المللام‬ ‫الئمة‬
‫وتللهنئة‬ ‫فيها‪ ،‬توجب على علماء الشيعة زيلارة‬
‫بلهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر‬
‫الحديث يحكمها الفقهاء‪.‬‬
‫وكللان واجللب التهنئة يقللع علللي شخصلليا ً أكللثر مللن‬
‫غيري لعلقتي الوثيقة بالمام الخميني‪ ،‬فللزرت إيللران‬
‫بعللد شللهر ونصللف ‪-‬وربمللا أكللثر‪ -‬مللن دخللول المللام‬
‫طهران إثر عودته من منفاه باريس‪ ،‬فرحب بي كثيرًا‪،‬‬
‫وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفللد علمللاء الشلليعة‬
‫في العراق‪.‬‬
‫وفي جلسة خاصة مع المام قال لي‪ :‬سققيد‬
‫حسين آن الوان لتنفيذ وصايا الئمة صلوات‬
‫الله عليهم‪ ،‬سنسفك دمققاء النواصققب ونقتققل‬
‫أبناءهم ونستحيي نساءهم‪ ،‬ولققن نقترك أحقدا ً‬
‫منهم يفلت من العقققاب‪ ،‬وسققتكون أمققوالهم‬
‫خالصققة لشققيعة أهققل الققبيت‪ ،‬وسققنمحو مكققة‬
‫والمدينققققة مققققن وجققققه الرض لن هققققاتين‬
‫المدينتين صارتا معقل الوهققابيين‪ ،‬ول بققد أن‬
‫تكون كققربلء أرض اللققه المباركققة المقدسققة‪،‬‬
‫قبلة للناس في الصلة وسنحقق بققذلك حلققم‬
‫الئمة عليهم السلم‪ ،‬لقد قامت دولتنا الققتي‬
‫‪126‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتهققا‪ ،‬ومققا‬
‫بقي إل التنفيذ!!‪.‬‬

‫ملحظة‪:‬‬
‫اعلم أن حقد الشيعة على العامة ‪-‬أهل السنة‪ -‬حقد‬
‫ل مثيللل للله‪ ،‬ولهللذا أجللاز فقهاؤنللا الكللذب علللى أهللل‬
‫السنة وإلصللاق التهللم الكاذبللة بلللهم والفللتراء عليهللم‬
‫ووصفهم بالقبائح‪.‬‬
‫والن ينظر الشيعة إلى أهللل السللنة نظللرة حاقللدة‬
‫بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليللا‪ ،‬وصللدرت‬
‫التوجيهات إلللى أفللراد الشلليعة بوجللوب التغلغللل فللي‬
‫أجهللزة الدولللة ومؤسساتلللها وبخاصللة المهمللة منهللا‬
‫كالجيش والمللن والمخللابرات وغيرهللا مللن المسللالك‬
‫المهمة فضل ً عن صفوف الحزب‪.‬‬
‫وينتظر الجميع ‪-‬بفارغ الصبر‪ -‬سللاعة الصللفر لعلن‬
‫الجهللاد والنقضللاض علللى أهللل السللنة‪ ،‬حيللث يتصللور‬
‫عموم الشيعة أنلهم بذلك يقدمون خدمة لهللل الللبيت‬
‫صلوات الله عليهم‪ ،‬ونسوا أن الذي يدفعهم إلللى هللذا‬
‫أناس يعملون وراء الكللواليس سللتأتي الشللارة إليهللم‬
‫في الفصل التي‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫أثر العناصر الجنبية في صنع التشيع‬
‫عرفنللا فللي الفصللل الول مللن هللذا الكتللاب دور‬
‫اليهودي عبللد الللله بللن سللبأ فللي صللنع التشلليع وهللذه‬
‫حقيقللة يتغافللل عنهللا الشلليعة جميعللا ً مللن عللوامهم‬
‫وخواصهم‪.‬‬
‫لقد فكرت كللثيرا ً فللي هللذا الموضللوع وعلللى مللدى‬
‫سنوات طوال‪ ،‬فاكتشفت كما اكتشف غيري أن هناك‬
‫رجال ً لهم دور خطير في إدخال عقلائد باطللة وأفكلار‬
‫فاسدة إلى التشيع‪.‬‬
‫إن مكوثي هذه المللدة الطويلللة فللي حللوزة النجللف‬
‫العلمية التي هي أم الحوزات‪ ،‬واطلعي علللى أمهللات‬
‫المصادر جعلني أقف على حقللائق خطيللرة يجهلهللا أو‬
‫يتجاهلها الكثيرون‪ ،‬واكتشفت شخصلليات مريبللة كللان‬
‫لها دور كبير في انحراف المنهج الشيعي إلللى مللا هللو‬
‫عليه اليوم‪ ،‬فما فعله أهل الكوفة بأهل الللبيت عليهللم‬
‫السلم وخيانتهم لهم كملا تقلدم بيلانه يلدلك عللى أن‬
‫الذين فعلوا ذلك بلهم كللانوا ملن المتسلترين بالتشليع‬
‫والموالة لهل البيت‪.‬‬
‫ولنأخذ نماذج من هؤلء المتسترين بالتشيع‪:‬‬

‫هشام بن الحكم‪:‬‬
‫وهشام هذا حديثه في الصحاح الثمانية وغيرها‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫هشام تسبب في سجن المام الكاظم ومن ثللم‬ ‫إن‬
‫قتله‪ ،‬ففي رجال الكشي )أن هشام بن الحكللم ضللال‬
‫مضل شرك في دم أبي الحسن ‪.( 229‬‬
‫)قال هشام لبي الحسن ‪ :‬أوصني‪ ،‬قللال أوصلليك‬
‫أن تتقي الله في دمي( )رجال الكشي ‪.(226‬‬
‫وقللد طلللب منلله أبللو الحسللن ‪ ‬أن يمسللك عللن‬
‫الكلم‪ ،‬فأمسك شهرا ً ثم عاد فقال له أبو الحسن‪) :‬يا‬
‫هشام أيسرك أن تشرك في دم امرئ مسلم؟‬
‫قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكيف تشرك في دمي؟ فإن سللكت وإل فهللو‬
‫الذبح‪.‬‬
‫فما سكت حتى كان من أمره مللا كللان ‪) (‬رجللال‬
‫الكشي ‪.(231‬‬
‫أيمكن لرجللل مخلللص لهللل الللبيت أن يشللرك فللي‬
‫قتل هذا المام ‪‬؟‪.‬‬
‫اقرأ معي هذه النصوص‪:‬‬
‫عن محمد بن الفرج الرخجي قال‪ :‬كتبللت إلللى أبللي‬
‫الحسللن ‪ ‬أسللأله عمللا قللال هشللام بللن الحكللم فللي‬
‫الجسم‪ ،‬وهشام بن سالم ‪-‬الجواليقي‪ -‬في الصورة‪.‬‬
‫فكتب‪ :‬دع عنك حيللرة الحيللران واسللتعذ بللالله مللن‬
‫الشلليطان ليللس القللول مللا قللال الهشللامان )أصللول‬
‫الكافي ‪ ،1/105‬بحار النوار ‪ ،3/288‬الفصول المهمة‬
‫‪.(51‬‬
‫‪129‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫وزعللم‬ ‫الئمة‬
‫جسللم‪،‬‬ ‫لقد زعم هشام بللن الحكللم أن الللله‬
‫هشام بن سالم أن الله صورة‪.‬‬
‫وعن إبراهيم بن محمد الخزاز‪ ،‬ومحمد بن الحسين‬
‫قال‪ :‬دخلنا على أبي الحسن الرضا ‪ ،‬فحكينا للله مللا‬
‫روي أن محمدا ً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في‬
‫سن أبناء الثلثين سنة‪ ،‬رجله في خضره‪ ،‬وقلنا‪:‬‬
‫)إن هشللام بللن سللالم وصللاحب الطللاق والميثمللي‬
‫يقولون‪ :‬إنه أجوف إلى السرة والبللاقي صللمد‪..‬الللخ(‬
‫)أصول الكافي ‪) ،(1/101‬بحار النوار ‪.(4/40‬‬
‫فهل يعقل أن الله تعالى في هيئة شللاب فللي ثلثيللن‬
‫سنة‪ ،‬وأنه أجوف إلى السرة؟؟‪.‬‬
‫إن هللذا الكلم يوافللق بالضللبط قللول اليهللود فللي‬
‫توراتلهم أن الله عبارة عن إنسان كللبير الحجللم وهللذا‬
‫منصوص عليه في سفر التكوين من توراة اليهود‪.‬‬
‫فهذه آثار يهودية أدخلت إلى التشيع على يد هشللام‬
‫بللن الحكللم المتسللبب والمشللترك فللي مقتللل المللام‬
‫الكلاظم ‪ ،‬ويلد هشلام بلن سلالم وشليطان الطلاق‬
‫والميثمي علي بن إسماعيل صاحب كتاب المامة‪.‬‬
‫ولللو نظرنللا فللي كتبنللا المعتللبرة كالصللحاح الثمانيللة‬
‫وغيرها لوجدنا أحاديث هؤلء في قائمة الصدارة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫زرارة بن أعين‪:‬‬
‫قلللال الشللليخ الطوسلللي‪) :‬إن زرارة ملللن أسلللرة‬
‫نصرانية‪ ،‬وإن جده )سنسن وقيل سبسن( كان راهبللا ً‬
‫نصرانيًا‪ ،‬وكان أبوه عبدا ً روميا ً لرجل من بني شلليبان(‬
‫)الفهرست ‪ ،(104‬وزرارة هو الذي قللال‪) :‬سللألت أبلا‬
‫عبد الله عللن التشللهد ‪ ..‬إلللى أن قللال‪ :‬فلمللا خرجللت‬
‫ضللرطت فللي لحيتلله وقلللت‪ :‬ل يفلللح أبللدًا(‪) ((1‬رجللال‬
‫الكشي ‪.(142‬‬
‫وقال زرارة أيضًا‪) :‬والله لو حدثت بكل مللا سللمعته‬
‫مللن أبللي عبللد الللله لنتفخللت ذكللور الرجللال علللى‬
‫‪((2‬‬
‫)رجال الكشي ‪.(123‬‬ ‫الخشب(‬
‫عن ابن مسكان قال‪ :‬سمعت زرارة يقول‪:‬‬
‫)رحم الله أبا جعفر‪ ،‬وأما جعفر فإن في قلبي عليه‬
‫لفتة‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬وما حمل زرارة على هذا؟‬
‫قال‪ :‬حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخللازيه(‬
‫)الكشي ‪.(131‬‬
‫ولهذا قال أبللو عبللد الللله فيلله‪) :‬لعللن الللله زرارة( )‬
‫‪.(133‬‬

‫‪ - (1‬إن من يضرط في لحية أبي عبد الله ‪ ‬ويقول عنه ل يفلح أبدا ً‬ ‫)‬

‫ل يمكن أن يكون مسلما ً ومخلصا ً لهل البيت عليهم السلم‪.‬‬


‫‪ - (2‬وهذا اتلهام منه لبي عبد الله ومراده أن أبا عبد الله قللد حللدثه‬ ‫)‬

‫بقضايا مخزية كثيرا ً شهوة الرجال بحيث ل يمكنهم ضبط النفس عند‬
‫سماعهم ذلك إل إذا قضى أحدهم شهوته حتى ولو على خشبة‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫جهنللم‬ ‫وقال أبو عبد الله ‪ ‬أيضًا‪ :‬اللهم لو لم‬
‫الئمة تكللن‬
‫إل سكرجة‪ ((3‬لوسعها آل أعين بن سنسن )‪.(133‬‬
‫وقال أبو عبد الله‪ :‬لعن الله بريدًا‪ ،‬لعن الله زرارة )‬
‫‪.(134‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬ل يموت زرارة إل تائها ً عليه لعنة اللله )‬
‫‪ ،(134‬وقال أبو عبد الله أيضًا‪ :‬هللذا زرارة بلن أعيلن‪،‬‬
‫هذا والله مللن الللذين وصللفهم الللله تعللالى فللي كتللابه‬
‫العزيلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللز‬
‫منُثورا ً‬
‫جعَل َْناه ُ هََباًء ّ‬
‫ل فَ َ‬
‫م ٍ‬
‫ن عَ َ‬ ‫مُلوا ْ ِ‬
‫م ْ‬ ‫مَنا إ َِلى َ‬
‫ما ع َ ِ‬ ‫‪‬وَقَد ِ ْ‬
‫‪] ‬الفرقان‪) [23:‬رجال الكشي ‪.(136‬‬
‫وقال‪ :‬إن قوما ً يعارون اليمان عارية‪ ،‬ثم يسلللبونه‪،‬‬
‫فيقال لهم يوم القيامللة المعللارون‪ ،‬أمللا إن زرارة بللن‬
‫أعين لمنهم )‪ (141‬وقللال أيضلًا‪ :‬إن ملرض فل تعللده‪،‬‬
‫وإن مات فل تشهد جنازته‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬زرارة؟ متعجبًا‪ ،‬قال نعللم زرارة شللر مللن‬
‫اليهود والنصارى ومن قال إن الله ثالث ثلثة‪ .‬إن الله‬
‫قد نكس زرارة‪ ،‬وقال‪ :‬إن زرارة قد شك في إمللامتي‬
‫فاستوهبته من ربي‪.(138)((1‬‬
‫‪ - (3‬سكرجة‪ :‬هو إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل‪ ،‬وهللذه الكلمللة‬ ‫)‬

‫فارسية معربة‪.‬‬
‫‪ - (1‬إن عامة مراجعنا وعلمائنا يفسرون قول أبي عبد الله وطعنه فلي‬ ‫)‬

‫زرارة على أنه من باب التقية‪ ،‬وهذا طبعا ً مللردود فللإذا كلان قللول أبللي‬
‫عبد الله من باب التقية‪ ،‬فماذا يكون قول زرارة وطعنله فلي أبلي عبلد‬
‫الله عندما قال لعنه الله بأنه ضرط في لحية أبللي عبللد الللله أهللو تقيللة‬
‫أيضًا؟؟‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية وكللان قللد‬
‫شك في إمامة أبللي عبللد الللله‪ ،‬وهللو الللذي قللال بللأنه‬
‫ضرط في لحية أبي عبد الله وقال عنلله ل يفلللح أبللدا ً‬
‫فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين السلم؟؟‪.‬‬
‫إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة‪ ،‬وهو فللي مركللز‬
‫الصدارة بين الرواة‪ ،‬وهو الذي كذب على أهل الللبيت‬
‫وأدخل في السلم بدعا ً ما أدخل مثلها أحد كمللا قللال‬
‫أبو عبد الله‪ ،‬وملن راجلع صلحاحنا وجلد مصلداق هلذا‬
‫الكلم‪ ،‬ومثله بريد حتى إن أبا عبد الله ‪ ‬لعنهما‪.‬‬

‫أبو بصير ليث بن البختري‪.‬‬


‫أبو بصير هذا تجرأ على أبي الحسن موسى الكاظم‬
‫‪ ‬عندما سئل ‪ ‬عن رجل تزوج امرأة لها زوج ولللم‬
‫يعلم‪.‬‬
‫قللال أبللو الحسللن ‪) :‬ترجللم المللرأة وليللس علللى‬
‫الرجللل شلليء إذا لللم يعلللم( ‪ ..‬فضللرب أبللو بصللير‬
‫المرادي على صدره يحكهللا وقللال‪ :‬أظللن صللاحبنا مللا‬
‫تكامل علمه )رجال الكشي ‪.(154‬‬
‫أي أنه يتهم الكاظم ‪ ‬بقلة العلم!!‪.‬‬
‫ومرة تذاكر ابن أبللي اليعفللور وأبللو بصللير فللي أمللر‬
‫الدنيا‪ ،‬فقال أبو بصير‪:‬‬

‫ل إن هذا يثبت لنا أن قطيعة كانت بين أبي عبللد الللله وزرارة سللببها‬
‫أقوال زرارة وأفعاله الشنيعة وبدعه المنكللرة وإل لمللا قللال فيلله أبللو‬
‫عبد الله ما قال‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫لأغفى‬‫الئمةبلللها‪ ،‬فل‬
‫أما إن صاحبكم لو ظفر بلللها لسللتأثر‬
‫‪-‬أبو بصير‪ -‬فجاء كلللب يريللد أن يشللغر‪ ((1‬عليلله‪ ،‬فقللام‬
‫حماد بن عثمان ليطلرده‪ ،‬فقلال لله ابلن أبلي يعفلور‪:‬‬
‫دعلله‪ ،‬فجللاءه حللتى شللغر فللي أذنيلله )رجللال الكشللي‬
‫‪.(154‬‬
‫أي أنه يتهم أبا عبد الله بللالركون إلللى الللدنيا وحللب‬
‫الستئثار بلها فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلبللا ً فبللال‬
‫بأذنيه جزاء له على ما قال في أبي عبد الله‪.‬‬
‫وعن حماد الناب قال‪ :‬جللس أبلو بصلير عللى بلاب‬
‫أبي عبد الله ‪ ‬ليطلب الذن‪ ،‬فلم يؤذن له فقال‪ :‬لو‬
‫كان معنا طبق لذن‪ ،‬قال فجاء كلب فشغر فللي وجلله‬
‫أبي بصير‪ ،‬فقال ‪-‬أبو بصير‪ -‬أف أف ما هذا‪((2‬؟‪.‬‬
‫فقال له جليسه‪ :‬هذا كلب شغر في وجهللك )رجللال‬
‫الكشي ‪.(155‬‬
‫أي أنه يتهم أبا عبلد اللله ‪ ‬بحللب الثريلد والطعللام‬
‫اللذيذ بحيث ل يلأذن لحللد بالللدخول عليلله إل إذا كللان‬
‫معه طبق طعام‪ ،‬لكن الله تعالى عاقبه أيضلا ً فأرسللل‬
‫كلبا ً فبال في وجهه عقابا ً له على ما قال في أبي عبد‬
‫الله ‪.‬‬

‫‪ - (1‬رفع رجله ليبول‪.‬‬ ‫)‬

‫‪ - (2‬لنه كان أعمى البصر‪.‬‬ ‫)‬

‫‪134‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫يكن أبو بصير موثوقا ً فللي أخلقلله‪ ،‬ولهللذا قللال‬ ‫ولم‬
‫شللاهدا ً علللى نفسلله بللذلك‪ :‬كنللت أقللرئ امللرأة كنللت‬
‫أعلمها القرآن‪ ،‬فمازحتها بشيء!!‬
‫قال‪ :‬فقدمت على أبي جعفر ‪- ‬أي تشتكيه‪ -‬قال‪:‬‬
‫فقللال لللي أبللو جعفللر‪ :‬يللا أبللا بصللير أي شلليء قلللت‬
‫للمرأة؟‬
‫قال‪ :‬قلت بيدي هكذا وغطى وجهه!!‬
‫قللال‪ :‬فقللال أبللو جعفللر‪ :‬ل تعللودن عليهللا )رجللال‬
‫الكشي ‪.(154‬‬
‫أي أن أبا بصير مد يلده ليلمللس شليئا ً ملن جسلدها‬
‫بغرض المداعبة )!!( والممازحة‪ ،‬مع أنلله كللان يقرئهللا‬
‫القرآن!!‪.‬‬
‫وكان أبو بصير مخلطًا‪:‬‬
‫مللد بللن مسللعود قللال‪ :‬سللألت علللي بللن‬ ‫فعللن مح ّ‬
‫الحسن عن أبي بصير فقال‪:‬‬
‫مد وكان مولى لبني أسد‬ ‫أبو بصير كان يكنى أبا مح ّ‬
‫وكان مكفوفًا‪.‬‬
‫فسألته هل يتهم بللالغلو؟ فقللال‪ :‬أمللا الغلللو فل‪ ،‬لللم‬
‫يكن يتهم ولكن كان مخلطًا‪) .‬رجال الكشي ‪.(154‬‬
‫قلت‪ :‬أحاديثه في الصحاح كثيرة جللدا ً وفيهللا عجللب‬
‫عجاب‪ ،‬فإذا كان مخلطا ً فماذا أدخللل فللي الللدين مللن‬
‫تخليط؟‬

‫‪135‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارمللن‬ ‫الئمة‬
‫لت هللي‬‫إن أحللاديثه فيهللا عجللب عجللاب أليسل‬
‫تخليطه؟؟‬

‫علماء طبرستان‪:‬‬
‫لقد ظهر فللي طبرسللتان جماعللة تظللاهروا بللالعلم‪،‬‬
‫وهللم ممللن اندسللوا فللي التشلليع لغللرض الفسللاد‬
‫والفساد‪ .‬من المعلوم أن النسان تشهد عليلله آثللاره‪،‬‬
‫فللإن كللانت آثللاره حسللنة فهللذا دليللل حسللن سلللوكه‬
‫وخلقه واعتقاده وسلمة سريرته‪ ،‬والعكللس بللالعكس‬
‫فإن الثار السيئة تدل على سوء من خلفها سواء فللي‬
‫سلوكه أو خلقه أو اعتقاده وتدل على فساد سريرته‪.‬‬
‫إن بعللض علمللاء طبرسللتان تركللوا مخلفللات تللثير‬
‫الشكوك حول شخصياتللهم‪ ،‬ولنأخللذ ثلثلة ملن أشللهر‬
‫من خرج من طبرستان‪:‬‬
‫‪ -1‬الميقققرزا حسقققين بقققن تققققي النقققوري‬
‫الطبرسي مؤلف كتاب )فصل الخطللاب فللي إثبللات‬
‫تحريف كتاب رب الرباب( جمع فيلله أكللثر مللن ألفللي‬
‫رواية مللن كتللب الشلليعة ليثبللت بلللها تحريللف القللرآن‬
‫الكريللم‪ .‬وجمللع أقللوال الفقهللاء والمجتهللدين‪ ،‬وكتللابه‬
‫وصمة عار في جبين كل شيعي‪.‬‬
‫إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن محرف‪ ،‬فملا‬
‫الفرق بين كلم الطبرسي وبين كلم اليهود والنصارى؟‬
‫وهل هناك مسلم صادق في إسلمه يشهد على الكتاب‬
‫‪136‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫اللذي أنزلله اللله تعلالى وتكفلل بحفظله‪ ،‬يشلهد عليله‬
‫بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟‪.‬‬
‫‪((1‬‬
‫الطبرسلللي‬ ‫‪ -2‬أحمد بن علي بن أبي طالب‬
‫صاحب كتاب )الحتجاج(‪.‬‬
‫أورد في كتللابه روايللات مصللرحة بتحريللف القللرآن‪،‬‬
‫وأورد أيضلا ً روايلات زعلم فيهلا أن العلقلة بيلن أميلر‬
‫المؤمنين والصحابة كانت سيئة جدًا‪ ،‬وهللذه الروايللات‬
‫هي التي تتسبب في تمزيق وحللدة المسلللمين‪ ،‬وكللل‬
‫من يقرأ هذا الكتللاب يجللد أن مللؤلفه لللم يكللن سللليم‬
‫النية‪.‬‬
‫‪ -3‬فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع‬
‫البيان في تفسير القرآن‪ ،‬ذاك التفسللير الللذي شللحنه‬
‫بالمغالطللات والتأويللل المتكلللف والتفسللير الجللاف‬
‫المخالف لبسط قواعد التفسير‪.‬‬
‫إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لهللا مليئة‬
‫باليهود الخزر‪ ،‬وهؤلء الطبرسيون هم من يهود الخزر‬
‫المتسللترين بالسلللم‪ ،‬فمؤلفاتلللهم مللن أكللبر الكتللب‬
‫الطاعنللة بللدين السلللم بحيللث لللو قارنللا بيللن )فصللل‬
‫الخطاب( وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنللة بللدين‬

‫‪ - (1‬أطلق على نفسه هذا السم لقصد التمويه حتى يتسنى لله بلث‬ ‫)‬

‫سمومه‪ ،‬وإل فإن مثله ل يصح أن ينسللب نفسلله للللتراب الللذي كللان‬
‫يدوسه أمير المؤمنين ‪ .‬علما ً أنه ل يعرف للله أصللل ول تعللرف للله‬
‫ترجمة‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫طعنلا ً بالس‬
‫الطهارلللم‬ ‫الئمة‬
‫السلم لرأينا )فصللل الخطللاب( أشللد‬
‫من مؤلفات أولئك المستشرقين‪.‬‬
‫وهكذا مؤلفات الخرين‪.‬‬
‫توفي أحد السادة المدرسين في الحللوزة النجفيللة‪،‬‬
‫فغسلت جثمانه مبتغيا ً بذلك وجه الله‪ ،‬وساعدني فللي‬
‫غسله بعض أولده‪ ،‬فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيلله‬
‫الراحل غير مختون!! ول أستطيع الن أن أذكللر اسللم‬
‫هذا )الفقيد( لن أولده يعرفون من الذي غسل أباهم‬
‫فإذا ذكرته عرفوني وعرفوا بالتللالي أنللي مؤلللف هللذا‬
‫الكتاب واكتشف أمري ويحصل ما ل يحمد عقباه‪.‬‬
‫وهنللاك بعللض السللادة فللي الحللوزة لللي عليهللم‬
‫ملحظات تثير الشكوك حولهم والريب‪ ،‬وأنللا والحمللد‬
‫لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم‪.‬‬
‫ولنر لونا ً آخر من آثار العناصر الجنبية في التشلليع‪،‬‬
‫فقللد عبثللت هللذه العناصللر بكتبنلا المعتللبرة ومراجعنللا‬
‫المهمة‪ ،‬ولنأخذ نماذج يطلع القللارئ مللن خللهللا علللى‬
‫حجم هذا العبث ومداه‪.‬‬
‫إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشلليعية علللى‬
‫الطلق‪ ،‬فهللو موثللق مللن قبللل المللام الثللاني عشللر‬
‫المعصللوم الللذي ل يخطللئ ول يغلللط‪ ،‬إذ لمللا ألللف‬
‫الكليني كتاب الكافي عرضه على المام الثاني عشللر‬
‫في سردابه في سللامراء‪ ،‬فقللال المللام الثللاني عشللر‬
‫‪138‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫سلم الله عليه )الكافي كاف لشيعتنا( )انظر مقدمللة‬
‫الكافي ‪.(25‬‬
‫قال السيد المحقق عباس القمي‪) :‬الكافي هو أجل‬
‫الكتب السلمية وأعظللم المصللنفات الماميللة والللذي‬
‫مللد أميللن‬‫لم يعمل للماميللة مثللله(‪ ،‬قللال المللولى مح ّ‬
‫السترابادي في محكي فوائده‪) :‬سمعنا من مشللايخنا‬
‫وعلمائنا أنه لم يصللنف فللي السلللم كتللاب يللوازيه أو‬
‫يدانيه( )الكنى واللقاب ‪.(3/98‬‬
‫ولكن اقرأ معي هذه القوال‪:‬‬
‫قال الخوانساري‪) :‬اختلفوا في كتاب الروضة الللذي‬
‫يضم مجموعة من البواب هل هو أحللد كتللب الكللافي‬
‫الذي هو من تأليف الكليني أو مزيد عليه فيمللا بعللد؟(‬
‫)روضات الجنات ‪.(6/118‬‬
‫قال الشلليخ الثقللة السلليد حسللين بللن السلليد حيللدر‬
‫الكركللي العللاملي المتللوفى )‪1076‬هللل(‪) :‬إن كتللاب‬
‫الكافي خمسون كتابا ً بالسانيد التي فيه لكللل حللديث‬
‫متصللل بالئمللة عليهللم السلللم( )روضللات الجنللات‬
‫‪.(6/114‬‬
‫بينما يقول السلليد أبللو جعفللر الطوسللي المتللوفى )‬
‫‪460‬هل(‪.‬‬
‫)إن كتللاب الكللافي مشللتمل علللى ثلثيللن كتابللًا(‬
‫)الفهرست ‪.(161‬‬
‫‪139‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫عللى‬ ‫الئمة‬
‫ملا زيلد‬ ‫يتلبين لنلا ملن القلوال المتقدملة أن‬
‫الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشللر‪،‬‬
‫عشرون كتابا ً وكل كتاب يضم الكثير من البللواب‪ ،‬أي‬
‫أن نسبة ما زيد في كتاب الكللافي طيلللة هللذه المللدة‬
‫يبلغ ‪ %40‬عدا تبديل الروايات وتغيير ألفاظهللا وحللذف‬
‫فقللرات وإضللافة أخللرى فمللن الللذي زاد فللي الكللافي‬
‫عشرين كتابًا؟ ‪ ..‬أيمكن أن يكون إنسانا ً نزيهًا؟؟‬
‫وهل هو شخص واحللد أم أشللخاص كللثيرون تتللابعوا‬
‫طيلللة هللذه القللرون علللى الزيللادة والتغييللر والتبللديل‬
‫والعبث به؟؟!!‬
‫ونسأل‪ :‬أما زال الكافي موثقا ً مللن قبللل المعصللوم‬
‫الذي ل يخطئ ول يغلط؟؟!!‬
‫ولنأخذ كتابا ً آخر يأتي بالمرتبللة الثانيللة بعللد الكللافي‬
‫وهللو أيض لا ً أحللد الصللحاح الربعللة الولللى‪ ،‬إنلله كتللاب‬
‫)تلهذيب الحكللام( للشلليخ الطوسللي مؤسللس حللوزة‬
‫النجف‪ ،‬فإن فقهاءنا وعلماءنا يذكرون على أنه الن )‬
‫‪ (13590‬حديثًا‪ ،‬بينمللا يللذكر الطوسللي نفسلله مؤلللف‬
‫الكتاب ‪-‬كما فللي عللدة الصللول‪ -‬أن تلللهذيب الحكللام‬
‫هللذا أكللثر مللن )‪ (5000‬حللديث‪ ،‬أي ل يزيللد فللي كللل‬
‫الحللوال عللن )‪ (6000‬حللديث‪ ،‬فمللن الللذي زاد فللي‬
‫الكتاب هللذا الكللم الهللائل مللن الحللاديث الللذي جللاوز‬
‫عدده العلدد الصللي لحلاديث الكتلاب؟ ملع ملحظلة‬
‫البليللا الللتي رويللت فللي الكللافي وتلللهذيب الحكللام‬
‫‪140‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وغيرهما‪ ،‬فل شك أنلللها إضللافات ليللد خفيللة تسللترت‬
‫بالسلللم‪ ،‬والسلللم منهللا بريللء‪ ،‬فهللذا حللال أعظللم‬
‫كتابين فما بالك لو تابعنا حال المصللادر الخللرى مللاذا‬
‫نجد؟؟ ولهذا قال السيد هاشم معروف الحسني‪:‬‬
‫)وضع قصاص الشيعة مللع مللا وضللعه أعللداء الئمللة‬
‫عددا ً كثيرا ً من هذا النوع للئمة الهداة( وقال أيضًا‪:‬‬
‫)وبعد التتبع فللي الحللاديث المنتشللرة فللي مجللاميع‬
‫الحللديث كالكللافي والللوافي وغيرهمللا نجللد أن الغلة‬
‫والحاقللدين علللى الئمللة الهللداة لللم يللتركوا باب لا ً مللن‬
‫البلللواب إل ودخللللوا منللله لفسلللاد أحلللاديث الئملللة‬
‫والساءة إلللى سللمعتهم( )الموضللوعات ‪،165‬ل ‪(253‬‬
‫وقد اعتذر بذلك الشيخ الطوسي في مقدمة التهللذيب‬
‫فقال‪) :‬ذاكرني بعض الصدقاء بأحاديث أصللحابنا ومللا‬
‫وقع فيهللا مللن الختلف والتبللاين والمنافللاة والتضللاد‪،‬‬
‫حتى ل يكاد يتفق خبر إل وبإزائه ما يضاده‪ ،‬ول يسلللم‬
‫حديث إل وفي مقابله ما ينافيه‪ ،‬حتى جعللل مخالفونللا‬
‫ذلك من أعظم الطعون علللى مللذهبنا( ورغللم حللرص‬
‫الطوسي على صلليانة كتللابه إل أنلله تعللرض للتحريللف‬
‫كما رأيت‪.‬‬
‫في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني‬
‫نسخة من كتابه )أساس الصول( جللاء فللي )ص ‪:(51‬‬
‫)إن الحاديث المأثورة عن الئمة مختلفة جدا ً ل يكللاد‬

‫‪141‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫خللبر‬ ‫الئمة يتفللق‬
‫يوجد حديث إل وفي مقابله ما ينللافيه‪ ،‬ول‬
‫إل وبإزائه ما يضاده( وهذا الذي دفع الجم الغفير إلللى‬
‫ترك مذهب الشيعة‪.‬‬
‫ولننظر في القول بتحريف القرآن‪ ،‬فللإن أول كتللاب‬
‫نص على التحريف هو كتاب سليم بللن قيللس الهللللي‬
‫)ت ‪ 90‬هل( فإنه أورد روايللتين فقللط‪ ،‬وهللو أول كتللاب‬
‫ظهر للشيعة‪ ،‬ول يوجد فيه غير هاتين الروايتين‪.‬‬
‫ولكن إن رجعنا إلى كتبنا المعتبرة والتي كتبت بعللد‬
‫كتاب سليم بن قيس بدهور فإن مللا وصللل إلينللا منهللا‬
‫طافلللح بروايلللات التحريلللف‪ ،‬حلللتى تسلللنى للنلللوري‬
‫الطبرسي جمع أكثر من ألفي رواية في كتابه )فصللل‬
‫الخطاب(‪.‬‬
‫فمن الذي وضع هذه الروايات؟ وبخاصللة إذا رجعنللا‬
‫إلى ما ذكرناه آنفلا ً فللي بيللان مللا أضلليف إلللى الكتللب‬
‫وبالذات الصحاح تبين أن هذه الروايللات وضللعت فللي‬
‫الزمان المتأخرة عن كتاب سليم بن قيس وقد يكون‬
‫فللي القللرن السللادس أو السللابع‪ ،‬حللتى أن الصللدوق‬
‫المتوفى )‪381‬هل( قال‪) :‬إن من نسللب للشلليعة مثللل‬
‫هذا القول ‪-‬أي التحريف‪ -‬فهو كللاذب( لنلله لللم يسللمع‬
‫بمثل هذه الروايات‪ ،‬ولو كانت موجودة فعل ً لعلم بلللها‬
‫أو لسمع‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وكذلك الطوسي أنكر نسبة هذا المر إلللى الشلليعة‬
‫كمللا فللي تفسللير )التبيللان فللي تفسللير القللرآن( ط‪.‬‬
‫النجف )‪1383‬هل( وأمللا كتللاب سللليم بللن قيللس فهللو‬
‫مكذوب على سللليم بللن قيللس وضللعه أبللان بللن أبللي‬
‫عياش ثم نسبه إلى سليم‪.‬‬
‫وأبان هذا قال عنه ابن المطهر الحلللي والردبيلللي‪:‬‬
‫)ضعيف جدا ً وينسب أصللحابنا وضللع كتللاب سللليم بللن‬
‫قيللس إليلله( انظللر )رجللال الحلللي ص ‪) ،(206‬جللامع‬
‫الرواة للردبيلي ‪.(1/9‬‬
‫ولما قامت الدولة الصفوية صار هنللاك مجللال كللبير‬
‫لوضع الروايات وإلصاقها بالمام الصادق وبغيللره مللن‬
‫الئمة سلم الله عليهم‪ .‬بعد هذا الموجز السريع تللبين‬
‫لنا أن مصنفات علمائنا ل يوثق بلها‪ ،‬ول يعتمللد عليهللا‪،‬‬
‫إذ لم يعتن بلها‪ ،‬ولهذا عبثت بلها أيللدي العللدى‪ ،‬فكللان‬
‫من أمرها ما قد عرفت‪.‬‬
‫والن نريد أن نعرج على لون آخر من آثار العناصللر‬
‫الجنبية في التشيع‪.‬‬
‫إنلها قضية المام الثاني عشر وهي قضللية خطيللرة‬
‫جدًا‪.‬‬
‫لقد تنللاول الخ الفاضللل السلليد أحمللد الكللاتب هللذا‬
‫الموضوع فبين أن المام الثللاني عشللر ل حقيقللة للله‪،‬‬
‫ول وجود لشخصه‪ ،‬وقد كفانا الفاضل المللذكور مهمللة‬
‫‪143‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫يكون له‬ ‫الئمة‬
‫كيف‬ ‫البحث في هذا الموضوع‪ ،‬ولكني أقول‪:‬‬
‫وجللود وقللد نصللت كتبنللا المعتللبرة علللى أن الحسللن‬
‫العسكري ‪-‬المام الحادي عشر‪ -‬تللوفي ولللم يكللن للله‬
‫ولد‪ ،‬وقد نظروا في نسللائه وجللواريه عنللد مللوته فلللم‬
‫يجدوا واحللدة منهللن حللامل ً أو ذات ولللد‪ .‬راجللع لللذلك‬
‫كتاب )الغيبة للطوسي ‪) ،(74‬الرشللاد للمفيللد ‪،(345‬‬
‫)أعلم الللورى للفضللل الطبرسللي ‪) (380‬المقللالت‬
‫والفرق للشعري للقمي ‪.(102‬‬
‫وقد حقللق الخ الفاضللل السلليد أحمللد الكللاتب فللي‬
‫مسألة نواب المام الثللاني عشللر‪ ،‬فللأثبت أنلللهم قللوم‬
‫من الدجلة ادعوا النيابة من أجل السللتحواذ علللى مللا‬
‫يراد من أموال الخمس وما يلقى في المرقللد أو عنللد‬
‫السرداب من تبرعات‪.‬‬
‫ولنر ما يصنعه المام الثاني عشر المعروف بالقائم‬
‫أو المنتظر عند خروجه‪:‬‬

‫‪ -1‬يضع السيف في العرب‪:‬‬


‫)روى المجلسي أن المنتظر يسير فللي العللرب بمللا‬
‫فلللي الجفلللر الحملللر وهلللو قتلهلللم( )بحلللار النلللوار‬
‫‪.(52/318‬‬
‫وروى أيضًا‪) :‬ما بقللي بيننللا وبيللن العللرب إل الذبللح(‬
‫)بحارا لنوار ‪.(52/349‬‬

‫‪144‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وروى أيضًا‪) :‬اتق العرب فإن لهم خبر سوء‪ ،‬أما إنه‬
‫لللم يخللرج مللع القللائم منهللم واحللد( )بحللار النللوار‬
‫‪.(52/333‬‬
‫قلت‪ :‬فللإذا كللان كللثير مللن الشلليعة هللم مللن أصللل‬
‫عربي؛ أيشهر القائم السيف عليهم ويذبحهم؟؟‬
‫ل ‪ ..‬ل‪ ..‬إن وراء هللذه النصللوص رجللال ً لعبللوا دورا ً‬
‫خطيللرا ً فللي بللث هللذه السللموم‪ .‬ل تسللتغربن مللا دام‬
‫كسرى قد خلص من النار إذ روى المجلسي عن أمير‬
‫المؤمنين‪) :‬إن الله قد خلصه ‪-‬أي كسللرى‪ -‬مللن النللار‬
‫وإن النار محرمة عليه( )البحار ‪.(41/4‬‬
‫هل يعقل إن أمير المللؤمنين صلللوات الللله وسلللمه‬
‫عليه يقول إن الله قلد خللص كسلرى ملن النلار‪ ،‬وإن‬
‫النار محرمة عليه؟؟‬

‫‪ -2‬يهققدم المسققجد الحققرام‪ ،‬والمسققجد‬


‫النبوي‪.‬‬
‫روى المجلسي‪) :‬أن القائم يهللدم المسللجد الحللرام‬
‫حتى يرده إلى أساسه والمسجد النبوي إلى أساسلله(‬
‫)بحار النوار ‪) ،(52/338‬الغيبة للطوسي ‪.(282‬‬
‫وبين المجلسي‪) :‬أن أول ما يبدأ به ‪-‬القللائم‪ -‬يخللرج‬
‫هذين ‪-‬يعني أبا بكر وعمللر‪ -‬رطللبين غضللين ويللذريهما‬
‫في الريح ويكسر المسجد( )البحار ‪.(52/386‬‬

‫‪145‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫جميللع‬ ‫الئمة‬
‫له عنللد‬
‫إن من المتعارف عليه‪ ،‬بل المسلللم بل‬
‫فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية‪ ،‬وأن كربلء‬
‫خيللر منهللا وأفضللل‪ ،‬فكللربلء حسللب النصللوص الللتي‬
‫أوردها فقهاؤنللا هللي أفضللل بقللاع الرض‪ ،‬وهللي أرض‬
‫الللله المختللارة المقدسللة المباركللة‪ ،‬وهللي حللرم الللله‬
‫ورسوله وقبلة السلم وفي تربتها الشفاء‪ ،‬ول تللدانيها‬
‫أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة‪.‬‬
‫مللد الحسللين آل كاشللف‬ ‫وكللان أسللتاذنا السلليد مح ّ‬
‫الغطاء يتمثل دائما ً بلهذا البيت‪:‬‬
‫و‬
‫ن علللل ّ‬
‫لكلللربل بلللا َ‬ ‫ومن حللديث كللربل‬
‫والكعبللللللللللللللللللة الرتبلللللللللللللللللللللللة‬

‫وقال آخر‪:‬‬
‫فما‬ ‫هي الطفوف فطف سبعا ً بمغناها‬
‫لمكة معنى مثل معناها‬
‫دانت‬ ‫أرض ولكنها السبع الشداد لها‬
‫وطأطأ أعلها لدناها‬
‫ولنا أن نسأل‪ :‬لماذا يكسر القائم المسللجد ويهللدمه‬
‫ويرجعه إلى أساسه؟‬
‫والجللواب‪ :‬لن مللن سلليبقى مللن المسلللمين ل‬
‫يتجاوزون عشر عددهم كما بين الطوسي‪:‬‬
‫)ل يكللون هللذا المللر حللتى يللذهب تسللعة أعشللار‬
‫الناس( )الغيبة ‪.(146‬‬
‫‪146‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ إعمال القائم سيفه عموما ً وفللي المسلللمين‬
‫بسبب‬
‫خصوصًا‪.‬‬

‫‪ -3‬يقيم حكم آل داود‪:‬‬


‫وعقد الكليني بابا في أن الئمللة عليهللم السلللم إذا‬
‫ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود‪ ،‬ول يسألون البينللة‬
‫ثللم روى عللن أبلي عبللد اللله قلال‪) :‬إذا قلام قلائم آل‬
‫مللد حكللم بحكللم داود وسللليمان ول يسللأل بينللة(‬ ‫مح ّ‬
‫)الصول من الكافي ‪.(1/397‬‬
‫وروى المجلسي‪) :‬يقوم القللائم بللأمر جديللد وكتللاب‬
‫جديد وقضاء جديد( )البحار ‪) ،(52/354‬غيبة النعماني‬
‫‪.(154‬‬
‫وقال أبو عبد الله ‪) :‬لكأني انظر إليه بين الركللن‬
‫والمقللام يبللايع النللاس علللى كتللاب جديللد( )البحللار‬
‫‪) ،(52/135‬الغيبة ‪.(176‬‬
‫ونختم هللذه الفقللرة بلللهذه الروايللة المروعللة‪ ،‬فقللد‬
‫روى المجلسي عن أبي عبد الله ‪) :‬لو يعلم النللاس‬
‫ما يصنع القائم إذا خرج لحللب أكللثرهم أل يللروه ممللا‬
‫يقتل من الناس ‪ ..‬حتى يقول كثير من النللاس‪ :‬ليللس‬
‫مللد لرحللم(‬‫هذا مللن آل محمللد‪ ،‬ولللو كللان مللن آل مح ّ‬
‫)البحار ‪) ،(52/353‬الغيبة ‪.(135‬‬
‫واستوضحت السيد الصدر عن هذه الروايللة فقللال‪:‬‬
‫)إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلللمين(‬
‫‪147‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلور(‬ ‫الئمة‬
‫بعللد الظهل‬ ‫ثم أهدى لي نسخة من كتابه )تاريخ مللا‬
‫حيث كللان قللد بيللن ذلللك فللي كتللابه المللذكور‪ ،‬وعلللى‬
‫النسخة الهداء بخط يده‪.‬‬
‫ول بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول‪:‬‬
‫لملاذا يعمللل القلائم سلليفه فللي العلرب؟ ألللم يكلن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وآله عربيًا؟‬
‫ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الطهار من العرب؟‬
‫بل القائم الذي يعمل سيفه في العرب كما يقولون‬
‫أليس هو نفسه مللن ذريللة أميللر المللؤمنين؟ وبالتللالي‬
‫أليس هو عربيًا؟!‬
‫أليللس فللي العللرب الملييللن ممللن يللؤمن بالقللائم‬
‫وبخروجه؟‬
‫فلمللاذا يخصللص العللرب بالقتللل والذبللح؟ وكيللف‬
‫يقال‪ :‬ل يخرج مع القائم منهم واحد؟‬
‫وكيف يمكلن أن يهلدم المسلجد الحللرام والمسلجد‬
‫النبوي؟ مع أن المسجد الحللرام هللو قبلللة المسلللمين‬
‫كما نص عليه القلرآن وبيلن أنله أول بيلت وجلد عللى‬
‫وجه الرض‪ ،‬وكان رسول الله صلوات الللله عليلله قللد‬
‫صلى فيه‪ ،‬وصلى فيه أيضا ً أمير المؤمنين والئمة من‬
‫بعده وخصوصا ً المام الصادق الللذي مكللث فيلله مللدة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫لقد كان ظننا أن القائم سيعيد المسجد الحرام بعد‬
‫هدمه إلى ما كان عليه زمللن النللبي صلللى الللله عليلله‬
‫‪148‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫وآللله وقبللل التوسللعة‪ ،‬ولكللن تللبين لللي فيمللا بعللد أن‬
‫المللراد مللن قللوله )يرجعلله إلللى أساسلله( أي يهللدمه‬
‫ويسللويه بللالرض‪ ،‬لن قبلللة الصلللة سللتتحول إلللى‬
‫الكوفة‪.‬‬
‫روى الفيض الكاشاني‪) :‬يا أهل الكوفة لقللد حبللاكم‬
‫الله عز وجل بما لم يحللب أحللد مللن فضللل‪ ،‬مصلللكم‬
‫بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريللس ومصلللى إبراهيللم ‪..‬‬
‫ول تللذهب اليللام حللتى ينصللب الحجللر السللود فيلله(‬
‫)الوافي ‪.(1/215‬‬
‫إذن نقل الحجر السود من مكة إلى الكوفة وجعللل‬
‫الكوفة مصلى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم دليللل‬
‫على اتخللاذ الكوفللة قبلللة للصلللة بعللد هللدم المسللجد‬
‫الحرام‪ ،‬إذ بعد هذا ل معنى لرجاعه إلى ما كان عليلله‬
‫قبل التوسعة ول تبقى له فائدة‪ ،‬فل بد له من الزالللة‬
‫والهللدم ‪-‬حسللبما ورد فللي الروايللات‪ -‬وتكللون القبلللة‬
‫والحجر السود في الكوفة‪ ،‬وقد علمنا فيمللا سللبق أن‬
‫الكعبة ليست بذات أهيمة عند فقهائنا‪ ،‬فل بد إذن من‬
‫هدمها‪.‬‬
‫ونعود لنسأل مرة أخرى‪ :‬ما هو المر الجديللد الللذي‬
‫يقوم به القائم؟‬
‫وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد؟‬

‫‪149‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار آل‬ ‫الئمة‬
‫للب حكللم‬‫إن كان المللر الللذي يقللوم بلله مللن صل‬
‫مد فليس هو إذن بجديد‪.‬‬ ‫مح ّ‬
‫وإن كان الكتاب من الكتب التي اسللتأثر بلللها أميللر‬
‫المؤمنين حسبما تللدعيه الروايللات الللواردة فللي كتبنللا‬
‫فليس هو بكتاب جديد‪.‬‬
‫مللد وآللله‪ ،‬والكتللاب‬‫وإن كان القضاء في أقضللية مح ّ‬
‫من غير كتبهم والقضللاء مللن غيللر أقضلليتهم فهللو فعل‬
‫أمر جديد وقضاء جديد وكيف ل يكون جديللدا والقللائم‬
‫سيحكم بحكم آل داود كما مر؟‬
‫أنه أمر من حكم آل داود‪ ،‬وكتاب من كتبهم‪ ،‬وقضاء‬
‫من قضاء شريعتهم‪ .‬ولهذا كان جديدا‪ ،‬ولذلك ورد في‬
‫الرواية‪) :‬لكأني أنظر إليله بيلن الركلن والمقلام يبللايع‬
‫الناس على كتاب جديد( كما مر بيانه‪.‬‬
‫بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسللبما جللاء فللي‬
‫الرواية المروعة‪ ،‬فإنه سيثخن في القتل بحيث يتمنى‬
‫الناس أل يروه لكللثرة مللا يقتللل مللن النللاس وبصللورة‬
‫بشعة ل رحمة فيها ولشللفقة‪ ،‬حللتى يقللول كللثير مللن‬
‫مد‬ ‫الناس ليس هذا من آل محمد‪ ،‬ولو كان من آل مح ّ‬
‫لرحم!!‪.‬‬
‫وبدورنا نسأل‪ :‬بمن سيفتك القائم؟ ودماء من هللذه‬
‫التي سيجريها بلهذه الصورة البشعة؟!‪.‬‬
‫إنللها دملاء المسللمين كملا نصلت عليله الروايلات‪،‬‬
‫وكما بين السيد الصدر‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫إذن ظهور القائم سيكون نقمللة علللى المسلللمين ل‬
‫رحمة لهللم‪ ،‬ولهللم الحللق إن قللالوا أنلله ليللس مللن آل‬
‫ملد يرحملون ويشلفقون عللى‬ ‫ملد نعلم لن آل مح ّ‬ ‫مح ّ‬
‫المسلمين‪ ،‬أما القائم فإنه ل يرحم ول يشفق‪ ،‬فليللس‬
‫هو إذن من آل محمد‪ ،‬ثم أليس هو ‪-‬أي القائم‪ -‬سيمل‬
‫الرض عدل ً وقسطا ً بعد أن ملئت جورا ً وظلمًا؟‬
‫فللأين العللدل إذن إذا كللان سلليقتل تسللعة أعشللار‬
‫الناس وخاصة المسلمين؟ وهذا لم يفعللله فللي تاريللخ‬
‫البشللرية أحللد‪ ،‬ول حللتى الشلليوعيون الللذين كللانوا‬
‫حريصين على تطبيق نظريتهم علللى حسللاب النللاس‪.‬‬
‫فتأمل!!‬
‫لقد أسلفنا أن القائم ل حقيقة له‪ ،‬وأنه غير موجود‪،‬‬
‫ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود وسيقضي على‬
‫العللرب والمسلللمين ويقتلهللم قتل ل رحمللة فيلله ول‬
‫شفقة‪ ،‬ويهدم المسجد الحللرام ومسللجد النللبي صلللى‬
‫الله عليه وآله‪ ،‬ويأخذ الحجر السود‪ ،‬ويأتي بأمر جديد‬
‫وكتللاب جديللد‪ ،‬ويقضللي بقضللاء جديللد‪ ،‬فملن هللو هللذا‬
‫القائم؟ وما المقصود به؟‬
‫إن الحقيقلللة اللللتي توصللللت إليهلللا بعلللد دراسلللة‬
‫استغرقت سنوات طوال ً ومراجعللة لمهللات المصللادر‬
‫هي أن القائم كنايللة عللن قيللام دولللة إسللرائيل أو هللو‬
‫المسيح الدجال‪ ،‬لن الحسن العسكري ليلس لله وللد‬
‫‪151‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار ‪‬‬
‫الئمةعبللد الللله‬
‫كما أسلفنا وأثبتنا‪ ،‬ولهلذا روى عللن أبلي‬
‫‪-‬وهو بريللء مللن ذلللك‪) :-‬مللا لمللن خالفنللا فللي دولتنللا‬
‫نصيب‪ ،‬إن الله قد أحل لنا دماءهم عنللد قيللام قائمنللا(‬
‫)البحار ‪.(52/376‬‬
‫ولماذا حكم آل داود؟ أليس هذا إشارة إلى الصول‬
‫اليهودية لهذه الدعوة؟‬
‫وقيام دولة إسرائيل لبد أن يسودها حكللم آل داود‪،‬‬
‫ودولللة إسللرائيل إذا قللامت‪ ،‬فللإن مللن مخططاتلللها‬
‫القضاء على العرب خصوصلا ً المسلللمين والمسلللمين‬
‫عموما ً كما هو مقرر في بروتوكولتلهم‪ ،‬تقضي عليهم‬
‫قضاء مبرما ً وتقتلهم قتل ً ل رحمة فيه ول شفقة‪.‬‬
‫وحلللم دولللة إسللرائيل هللو هللدم قبلللة المسلللمين‬
‫وتسويتها بالرض‪ ،‬ثم هللدم المسللجد النبللوي والعللودة‬
‫إلى يثرب التي أخرجللوا منهللا‪ ،‬وإذا قللامت فسللتفرض‬
‫أمرا ً جديدًا‪ ،‬وتضع بدل القللرآن كتاب لا ً جديللدًا‪ ،‬وتقضللي‬
‫بقضاء جديللد‪ ،‬ول تسللأل بينللة‪ ،‬لن سللؤال البينللة مللن‬
‫خصائص المسلللمين‪ ،‬ولهللذا تسللود الفوضللى والظلللم‬
‫بسبب العنصرية اليهودية‪.‬‬
‫ويحسن بنللا أن ننبلله إلللى أن أصللحابنا اختللاروا لهللم‬
‫اثني عشر إمامًا‪ ،‬وهذا عمل مقصود فهذا العللدد يمثللل‬
‫عدد أسباط بني إسرائيل‪ ،‬ولم يكتفوا بذلك بل أطلقللوا‬
‫على أنفسهم تسمية )الثني عشرية( تيمنا ً بلهذا العللدد‪،‬‬
‫‪152‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخجبريل ‪ ‬والروح المين كما وصفه الله تعللالى‬
‫وكرهوا‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬وقالوا إنله خلان المانلة إذ يفلترض‬
‫أن ينلزل على عللي ‪ ،‬ولكنله حلاد عنله‪ ،‬فنللزل إللى‬
‫مد ‪ ،‬فخان بذلك المانة‪.‬‬ ‫مح ّ‬
‫ولهذا كرهوا جبريل‪ ،‬وهذه هي صللفة بنللي إسللرائيل‬
‫في كراهتهم له‪ ،‬ولهللذا رد الللله عليهللم بقللوله تعلالى‪:‬‬
‫ك‬‫ه ع َل َللى قَل ْب ِل َ‬ ‫ه ن َّزل َل ُ‬
‫ل فَلإ ِن ّ ُ‬ ‫ري ل َ‬‫جب ْ ِ‬‫ن ع َلد ُوّا ً ل ّ ِ‬ ‫كا َ‬‫من َ‬ ‫ل َ‬ ‫‪‬قُ ْ‬
‫شللَرى‬ ‫دى وَب ُ ْ‬ ‫هلل ً‬‫ن َيللد َي ْهِ وَ ُ‬ ‫مللا ب َْيلل َ‬ ‫دقا ً ل ّ َ‬ ‫صلل ّ‬
‫م َ‬ ‫ن الّلللهِ ُ‬ ‫ِبللإ ِذ ْ ِ‬
‫ملئ ِك َِتللهِ وَُر ُ‬
‫سللل ِهِ‬ ‫عللد ُوّا ً لّلللهِ وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كللا َ‬ ‫مللن َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مللؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫ن‪] ‬البقللرة‪:‬‬ ‫ري َ‬ ‫ه ع َ لد ُوّ ل ّل ْك َللافِ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل فَإ ِ ّ‬‫كا َ‬‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬‫ري َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫وَ ِ‬
‫‪ ،[98-97‬فوصف من عادى جبريل بالكفر‪ ،‬وأخللبر أن‬
‫من عاداه فإنه عدو لله تعالى‪.‬‬
‫ومن أعظم آثار العناصر الجنبية في حرف التشلليع‬
‫عن ركب المللة السلللمية هللو القللول بللترك الجمعللة‬
‫وعدم جوازها إل وراء إمام معصوم‪.‬‬
‫لقد صدرت في الونة الخيللرة فتللاوى تجللوز إقامللة‬
‫صلة الجمعة في الحسينيات‪ ،‬وهذا عمل عظيم‪ ،‬ولي‬
‫والحمد لله جهود كبيرة في حث المراجع العليللا علللى‬
‫هذا العمل وإني احتسب أجري عند الله تعالى‪.‬‬
‫ولكني أتساءل‪ :‬من الذي تسللبب فللي حرمللان كللل‬
‫تلك الجيال وعلى مدى ألللف سللنة تقريبلا ً مللن صلللة‬
‫الجمعة؟ فأية يد خبيثة هذه الللتي اسللتطاعت بللدهائها‬
‫‪153‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارمللع‬
‫الئمةالجمعللة‪،‬‬
‫وسيطرتلها أن تحرم الشيعة مللن صلللة‬
‫وجللود النللص القرآنللي الصللريح فللي وجللوب إقامللة‬
‫الجمعة؟؟!‬
‫وما زالت اليادي الخفية تعمل وتبث سمومها‪ ،‬فقللد‬
‫أصدرت زعامة الحوزة في يومنا هذا تعليمات بوجوب‬
‫إكثار الفساد والظلللم ونشللره بيللن النللاس‪ ،‬لن كللثرة‬
‫الفساد تعجل في خروج المام المهللدي ‪-‬القللائم‪ -‬مللن‬
‫سردابه‪ ،‬وقد استجاب كثير من الشيعة لذلك‪ ،‬وطبقوا‬
‫هذه التعليمات ومارسللوا الفسللاد بكللل ألللوانه‪ ،‬وكللان‬
‫السيد البروجردي يشللرف علللى تطبيقهللا فللي مدينللة‬
‫الثورة في بغداد‪ ،‬فإذا ما مشى رجل في أحد شللوارع‬
‫الثللورة فللرأى امللرأة أعجبتلله‪ ،‬فإنلللها تسللتجيب للله‬
‫بابتسللامة منلله أو إشللارة بطللرف عينلله‪ .‬ولللم تكتللف‬
‫زعامة الحوزة بللذلك‪ ،‬بللل أرادت تعميللم هللذا الفسللاد‬
‫ليشللمل كللل أنحللاء العللراق‪ ،‬ولهللذا قللاموا باسللتئجار‬
‫باصات نقل كبيرة لغللرض السللياحة والصللطياف فللي‬
‫شمال العراق‪.‬‬
‫وقاموا بترغيب العوائل الساكنة في مللدن الجنللوب‬
‫بالسفر إلى الشمال‪ ،‬فترى العوائل المسافرة تتكللون‬
‫كل عائلة منها من رجل عجوز وامرأتلله الطاعنللة فللي‬
‫السن بثياب رثللة ل يملللك أحللدهم ثمللن وجبللة عشللاء‬
‫فضل ً عن نفقة السياحة والصطياف‪ ،‬وقللد اصللطحبت‬
‫كل عائلة معها عددا ً مللن الفتيللات الجميلت‪ ،‬فللإذا مللا‬
‫‪154‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫القافلة إلللى محافظللة مللن المحافظللات الللتي‬ ‫وصلت‬
‫تمر بلها وهي‪ ،‬صلح الدين‪-‬تكريللت‪-‬الموصللل‪ ،‬دهللوك‪،‬‬
‫أربيل‪ ،‬كركوك‪ ،‬حط المسلافرون رحلالهم فيهلا أياملًا‪،‬‬
‫ثم تبدأ الفتيات بالنلزول إلى أسواق تلللك المحافظللة‪،‬‬
‫فيعرضللن أنفسللهن علللى الشللباب لتتللم )الصللفقات‬
‫المحرمة( وأما فترة بقاء العوائل في المصايف فللإني‬
‫أعجز عن وصف ما يجري‪.‬‬
‫إن الغايللة مللن إصللدار هللذه التعليمللات هللي نشللر‬
‫الفساد وتدمير البلد‪ ،‬وأما خروج المام الثللاني عشللر‬
‫المعروف بالقائم فأنا واثق بأنلهم يدركون أن ل وجود‬
‫لهذا المام‪.‬‬
‫فانظروا إلى هذه اليدي الخبيثة مللاذا فعلللت ومللاذا‬
‫تفعل!!!‬

‫‪155‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫الخاتمة‬
‫بعد هذه الرحلللة المرهقللة فللي بيللان تلللك الحقللائق‬
‫المؤلمة‪ ،‬ما الذي يجب علي فعله؟‬
‫هللل أبقللى فللي مكللاني ومنصللبي وأجمللع المللوال‬
‫الضللخمة مللن البسللطاء والسللذج باسللم الخمللس‬
‫والتبرعات للمشاهد‪ ،‬وأركب السلليارات الفللاخرة )!!(‬
‫وأتمتع بالجميلت؟ أم أترك عرض الدنيا الزائل وأبتعد‬
‫عن هذه المحرمات‪ ،‬وأصدع بالحق ‪-‬لن الساكت عن‬
‫الحق شيطان أخرس‪-‬؟‬
‫لقد عرفت أن عبد الله بن سبأ اليهللودي هللو الللذي‬
‫أسللس التشلليع‪ ،‬وفللرق المسلللمين وجعللل العللداوة‬
‫والبغضاء بينهللم‪ ،‬بعللد أن كللان الحللب واليمللان يجمللع‬
‫بينهم‪ ،‬ويؤلف قلوبلهم‪ ،‬وعرفت أيضا ً ما صنعه أجدادنا‬
‫‪-‬أهل الكوفة‪ -‬بأهللل الللبيت‪ ،‬ومللا روتلله كتبنللا فللي نبللذ‬
‫الئمة والطعن بلهم‪ ،‬وضجر أهل الللبيت مللن شلليعتهم‬
‫كما سبق القول‪ ،‬ويكفي قول أمير المللؤمنين ‪ ‬فللي‬
‫بيان حقيقتهم‪:‬‬

‫‪156‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫)لللو ميللزت شلليعتي لمللا وجدتلللهم إل واصللفة‪ ،‬ولللو‬
‫امتحنتهم لما وجدتلهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تمحصللتهم لمللا‬
‫خلص من اللف واحد( )الكافي ‪.(8/338‬‬
‫وعرفت أنلهم يكذبون الله تعالى‪ ،‬فللإن الللله تعللالى‬
‫بين أن القرآن الكريم لم تعبث به اليادي‪ ،‬ولللن تقللدر‬
‫لن الللله تكفللل بحفظلله‪ ،‬وأمللا فقهاؤنللا فيقولللون إن‬
‫القرآن محرف‪ ،‬فيردون بذلك قول الله تعللالى‪ ،‬فمللن‬
‫أصدق؟ أأصدقهم؟ أم أصدق الله تعالى؟ وعرفللت أن‬
‫المتعة محرمة‪ ،‬ولكن فقهاؤنا أباحوها‪ ،‬وجرت إباحتهللا‬
‫إلى إباحة غيرها وكللان آخرهللا اللللواط بللالمردان مللن‬
‫الشباب‪.‬‬
‫وعرفت أن الخمس ل يجب على الشلليعة دفعلله ول‬
‫إعطاؤه للفقهاء والمجتهللدين بللل هللو حللل لهللم حللتى‬
‫يقوم القائم‪ ،‬ولكللن فقهاؤنللا هللم الللذين أوجبللوا علللى‬
‫الناس دفعلله وإخراجلله وذلللك لمآربلللهم ‪-‬أي الفقهللاء‪-‬‬
‫الشخصية ومنافعهم الذاتية‪.‬‬
‫وعرفت أن التشيع قد عبثت به أياد خفية هي الللتي‬
‫صنعت فيلله مللا صللنعت ‪ -‬كمللا أوضللحنا فللي الفصللول‬
‫السابقة ‪ -‬فما الذي يبقيني في التشيع بعد ذلك؟‬

‫‪157‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهارلال‪:‬‬ ‫الئمة‬
‫لن أبيلله قل‬
‫مللد بللن سللليمان عل‬
‫ولهذا ورد عن مح ّ‬
‫قلت لبي عبد الله ‪:‬‬
‫)جعلللت فللداك‪ ،‬فإنللا قللد نبزنللا نللبزا ً أثقللل ظهورنللا‬
‫وماتت له أفئدتنللا‪ ،‬واسللتحلت لللله الللولة دماءنللا فللي‬
‫حديث رواه لهم فقهاؤهم‪.‬‬
‫قال أبو عبد الله ‪ :‬الرافضة؟ فقلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل والله ما هم سموكم بلله ولكللن الللله سللماكم‬
‫به( )روضة الكافي ‪.(5/34‬‬
‫فإذا كان أبو عبد الله قد شهد عليهم بأنلهم رافضللة‬
‫‪-‬لرفضهم أهل البيت‪ -‬وأن الله تعالى سماهم بلله فمللا‬
‫الذي يبقينللي معهللم؟ وعللن المفضللل بللن عمللر قللال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد الله يقول‪) :‬لو قام قائمنا بللدأ بكللذابي‬
‫الشلليعة فقتلهللم( )رجللال الكشللي ‪ (253‬ترجمللة ابللن‬
‫الخطاب‪ ،‬لماذا يبدأ بكذابي الشيعة فيقتلهم؟‬
‫يقتلهم قبل غيرهللم لقباحللة ملا افللتروه وجعلللوه دينلا ً‬
‫يتقربون به إلى الللله تعللالى بلله كقللولهم بإباحللة المتعللة‬
‫واللللواط‪ ،‬وقللولهم بوجللوب إخللراج خمللس المللوال‪،‬‬
‫وكقللولهم بتحريللف القللرآن والبللدء لللله تعللالى ورجعللة‬
‫الئمة‪ ،‬وكل السادة والفقهاء والمجتهدين يؤمنون بلللهذه‬

‫‪158‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫العقائد وغيرها‪ ،‬فمللن منهللم سللينجو مللن سلليف القللائم‬
‫‪-‬عجل الله فرجه‪-‬؟؟‬
‫وعن أبي عبد الله ‪ ‬قال‪) :‬ما أنللزل الللله سللبحانه‬
‫آيللة فللي المنللافقين إل وهللي فيمللن ينتحللل التشلليع(‬
‫)رجال الكشي ‪ 254‬أبي الخطاب(‪.‬‬
‫صدق أبو عبد الله بأبي هو وأمي‪ ،‬فإذا كانت اليللات‬
‫التي نزلت في المنللافقين منطبقللة علللى مللن ينتحللل‬
‫التشيع‪ ،‬فكيف يمكنني أن أبقى معهم؟؟‬
‫وهل يصح بعد هذا أن يدعوا أنلهم على مذهب أهل‬
‫البيت؟؟‪ ،‬وهل يصح أن يدعوا محبة أهل البيت؟‬
‫لقللد عرفللت الن أجوبللة تلللك السللئلة الللتي كللانت‬
‫تحيرني وتشغل بالي‪.‬‬
‫بعد وقوفي على هذه الحقائق وعلى غيرها‪ ،‬أخللذت‬
‫أبحث عن سبب كوني ولدت شيعيًا‪ ،‬وعن سبب تشيع‬
‫أهلللي وأقربللائي‪ ،‬فعرفللت أن عشلليرتي كللانت علللى‬
‫مذهب أهل السنة‪ ،‬ولكن قبل حوالي مللائة وخمسللين‬
‫سنة جاء من إيللران بعللض دعللاة التشلليع إلللى جنللوب‬
‫العللراق‪ ،‬فاتصلللوا ببعللض رؤسللاء العشللائر‪ ،‬واسللتغلوا‬
‫طيللب قلوبلللهم وقلللة علمهللم‪ ،‬فخللدعوهم بزخللرف‬
‫القول‪ ،‬فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي‪،‬‬

‫‪159‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الطهار‬
‫لهذه‬‫الئمةلليعت بلل‬
‫فهناك الكللثير مللن العشللائر والبطللون تش‬
‫الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة‪.‬‬
‫ومن الضللروري أن أذكللر بعللض هللذه العشللائر أداء‬
‫لمانة العلم‪:‬‬
‫فمنهم بنو ربيعللة‪ ،‬بنللو تميللم‪ ،‬الخزاعللل‪ ،‬الزبيللدات‪،‬‬
‫العميللر وهللم بطللن مللن تميللم‪ ،‬الخللزرج‪ ،‬شللمرطوكة‬
‫مد وهم من عشائر العمللارة‪،‬‬ ‫الدوار‪ ،‬الدفافعة‪ ،‬آل مح ّ‬
‫عشللائر الديوانيللة وهللم آل أقللرع وآل بللدير وعفللج‬
‫والجبور والجليحة‪ ،‬وعشلليرة كعللب‪ ،‬وبنللو لم وغيرهللا‬
‫كثير‪.‬‬
‫وهؤلء العشائر كلهم من العشائر العراقية الصلليلة‬
‫المعروفللة فللي العللراق‪ ،‬وهللم معروفللون بشللجاعتهم‬
‫وكرمهللم ونخوتلللهم‪ ،‬وهللم عشللائر كللبيرة لهللا وزنلللها‬
‫وثقلها إذ هم من العشائر العربية الصلليلة‪ ،‬ولكللن مللع‬
‫السف تشلليعوا منللذ أكللثر مللن مللائة وخمسللين سللنة‬
‫بسبب موجات دعاة الشيعة الللذين وفللدوا إليهللم مللن‬
‫إيران‪ ،‬فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫ونسلليت هللذه العشللائر الباسلللة ‪-‬رغللم تشلليعها‪ -‬أن‬
‫سيف القائم ينتظر رقابلهم ليفتك بلهم كما مر بيللانه‪،‬‬
‫إذ أن المام الثللاني عشللر المعللروف بالقللائم سلليقتل‬
‫العرب شر قتلة رغللم كونلللهم مللن شلليعته‪ ،‬وهللذا مللا‬

‫‪160‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ بلله كتبنللا ‪-‬معاشللر الشلليعة‪ -‬فلتنتظللر تلللك‬
‫صللرحت‬
‫العشائر سيف القائم ليفتك بلها‪.‬‬
‫لقد أخذ الله تعالى العهد على أهل العلللم أن يللبينوا‬
‫للناس الحق‪ ،‬وها أنللا ذا أبينلله للنللاس‪ ،‬وأوقللظ النيللام‬
‫وأنبه الغافلين‪ ،‬وأدعو هللذه العشللائر العربيللة الصلليلة‬
‫أن ترجع إلللى أصلللها‪ ،‬وأل تبقللى تحللت تللأثير أصللحاب‬
‫العمائم الذين يأخذون منهللم أمللوالهم باسللم الخمللس‬
‫والتبرعات للمشاهد‪ ،‬ويعتللدون علللى شللرف نسللائهم‬
‫باسم المتعة‪ ،‬وكل من الخمللس والمتعللة محللرم كمللا‬
‫سللبق بيللانه‪ ،‬وأدعللو هللذه العشللائر الصلليلة لمراجعللة‬
‫تاريخهللا وتاريللخ أسلللفها ليقفللوا علللى الحقيقللة الللتي‬
‫طمسها الفقهاء والمجتهدون وأصحاب العمائم حرصا ً‬
‫منهم على بقاء منافعهم الشخصية‪.‬‬
‫وبلهذا أكون قد أديت جزءا ً من الواجب‪.‬‬
‫الله أسألك بمحبتي لنبيللك المختللار وبمحبللتي لهللل‬
‫بيته الطهار أن تضع لهللذا الكتللاب القبللول فللي الللدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وأن تجعله خالصا ً لوجهك الكريللم‪ ،‬وأن تنفللع‬
‫به النفع العميم‪ ،‬والحمد لله من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫كشف الستار وتبرئة‬
‫الئمة الطهار‬
‫الفهرست‬
‫المقدمة‪5.................................................‬‬
‫مقدمة الكاتب‪7..........................................‬‬
‫مقدمة‪5...................................................‬‬
‫جمعية صلح الدين الخيرية‪6.............‬‬
‫عبد الله بن سبأ‪16......................................‬‬
‫الحقيقة في انتساب الشيعة لهل البيت‪23.......‬‬
‫لله ثم للتاريخ‪5....................................................‬‬
‫المتعة وما يتعلق بها‪48................................‬‬
‫كشف الستار وتبرئة الئمة الطهار‪6.........................‬‬
‫الخمس‪78................................................‬‬
‫ملخص تطور نظرية الخمس‪90......................‬‬
‫القول الول‪90.................................................. :‬‬
‫القول الثاني‪90................................................. :‬‬
‫القول الثالث‪91................................................. :‬‬
‫القول الرابع‪92...................................................:‬‬
‫القول الخامس‪93...............................................:‬‬
‫تنبيه‪97............................................................. :‬‬
‫الكتب السماوية‪102....................................‬‬
‫‪ -1‬الجامعة‪102..................................................:‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪103.......................................:‬‬
‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪104........................................:‬‬
‫‪162‬‬
‫لله ثم‬
‫للتاريخ‬
‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪105..................................:‬‬
‫‪ -5‬صحيفة علي وهلي صللحيفة أخللرى وجللدت فلي ذؤابللة‬
‫السيف‪106............................................................:‬‬
‫‪ -6‬الجفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الجفر البيض والجفر الحمر‪106 :‬‬
‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪108.........................................:‬‬
‫‪ -8‬التوراة والنجيل والزبور‪109..............................:‬‬
‫‪ -9‬القرآن‪110....................................................:‬‬
‫نظرة الشيعة إلى أهل السنة‪114...................‬‬
‫ملحظة‪127......................................................:‬‬
‫أثر العناصر الجنبية في صنع التشيع‪128..........‬‬
‫الخاتمة‪156..............................................‬‬
‫الفهرست‪162...........................................‬‬

‫‪163‬‬

You might also like