You are on page 1of 6

‫محطات تاريخية‬

‫محطات من تاريخ زغوان‬


‫من خلل أرشيف البلدية والعدول وجمعية الحباس‬
‫والدفاتر الخاصة لبعض العائلت من ‪1884‬إلى ‪1915‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫تعتبر فترة ‪1915 / 1884‬مرحلة حرجة في حياة أهالي زغوان وفي مسيرة المدينة‬
‫عموما لنها كانت مرحلة تغلغل النظسام السستعماري الفرنسسي علسى مسستوى الدارة سياسسيا‬
‫وعسكريا وكذلك من ناحية الحضور الجنبي تمّثسسل فسسي قسسدوم المعمريسسن واسسستغلل الّثسسروات‬
‫المحلية لفائدتهم وتجدر الشارة إلى حرص الدارة الفرنسسسية بزغسسوان علسسى اسسستغلل مجسسال‬
‫ساحة الرحبة و محيطها المباشر لحسسداث المؤسسسسات الجديسسدة الفرنسسسية وإدخسسال تجديسسدا فسسي‬
‫تسسسمية النهسسج أو هسسدم بعسسض السسدكاكين وانسستزاع بعسسض المسسساحات لبسسراز واجهسسات هسسذه‬
‫المؤسسات الجنبية بحث لحظنا في فترة ‪ 1900/1915‬مثسسال تهيئة محلسسي معمسساري لسسساحة‬
‫الرحبة مع تسسدخلت فرنسسسية وبدايسسة ظهسور نسواة حسي أوروبسي عصسري ينطلسسق مسن الجسسزء‬
‫الشسسمالي الشسسرقي للسسساحة شسسمل أهسسم المؤسسسسات الفرنسسسية وهسسي الكنيسسسة الكاثوليكيسسة ومقسسر‬
‫المراقب المدني و حدائق القديسة العذراء" المعبودة" فمركز البريد والبرق والهاتف‪.‬‬
‫أما من ناحية المؤسسات المحلية فقد احتفظت ساحة الرحبة – السستي تغيسسر اسسسمها فسسي‬
‫*‬
‫الدفاتر البلدية الجديسسدة إلسسى بطحسساء البوسسسطة منسسذ ‪ 1904‬بنمسسط الحيسساة التقليديسسة مسسع إحسسداث‬
‫مؤسسة دينية جديدة وهي جامع الرحبة ومؤسسة صحية تمثلت في نسسواة مستوصسسف عمسسومي‬
‫مسسع وجسود فنسسادق ومقسساهي وحمسسام عمسومي وهسسي مرافسسق ضسسرورية لحيسساة السسسكان الحضسسر‬
‫وتواصلت بعض النشطة القتصادية هنا وهناك في أنحاء الرحبسسة تضسسيف الحيويسسة فسسي هسسذا‬
‫المركز الرئيسي لمدينة متواضسسعة المكانسسات القتصسادية اعتمسسد سسسكانها أساسسا علسى إنتساج‬
‫الرض وعلى استغلل مياه عين عياد وعلى بعض الحرف التي توارثوها عسسن أجسسدادهم مسسن‬
‫الندلسيين خصوصا‪.‬‬
‫‪ /1‬وتجدر الشارة إلى وضع التطور المعماري لساحة الرحبة في إطسسار مدينسسة زغسسوان‬
‫والزحف الوروبي لنفهم دوافع إحداث جامع الرحبسسة بيسسن ‪ 1911‬و ‪ 1913‬مسسن طسسرف‬
‫الهالي رغم أن في المدينة مسجدين جامعي خطبة وخمسسس مسسساجد خمسسس إلسسى جسسانب‬
‫المساجد الموجودة داخل الزوايا ‪ :‬فهل مدينة زغسسوان فسسي تلسسك الفسسترة السستي تضسسم ألفسسي‬
‫مسلم وأربعمائة مسكن تحتاج إلى إحداث مسجد جديد في الرحبة ؟‬
‫نلحظ أن الهدف من هذه المؤسسة الدينية في هذا الجزء من المدينسسة هسسو سياسسسي وهسسو‬
‫نوع من المقاومة الصامتة للحضور الستعماري في مجال تقليدي‪ ،‬يرمسسي فسسي الحقيقسسة‬
‫إلى تعزيز الشعاع الديني والحضاري العربي السلمي بفضل إشعاع الجسسامع وكتابسسة‬
‫الذي كان مركز تعليسسم للصسبيان والقسساء دروس للكبسسار فسسي الفقسسه واللغسسة وحفسسظ القسسرآن‬
‫والسنة بفضل إمسسامين مسسؤديين جليليسسن همسسا الشسسيخ زيسسد بسسن امبسسارك فسسي بدايسسة إحسسداث‬
‫المؤسسة ‪ ،‬ثم أخذ عنه ابنه الشيخ محمد زيد الذي ظل منسسارة إشسسعاع فسسي كامسسل أرجسساء‬
‫‪43‬‬
‫محطات تاريخية‬

‫المدينة بفضل دروس الكتاب والمحاضرات وحلقات " الملة" إلى الثمانينات من القسسرن‬
‫العشرين ومن الناحية المعمارية يمثل جامع الرحبة مبنى بسيطا قامت عدة عائلت مسسن‬
‫العيان بالمشاركة في بنسسائه مثسسل عائلسسة بسن تمسسسك والعروسسسي وخصوصسسا عائلسسة بسن‬
‫حمزة التي وهبت الرض لبناء الجامع وساهمت في البناء والتزمت بالنفاق عليسسه إلسسي‬
‫الستقلل وضم هذه المؤسسات إلى الدولة ‪ .‬ويذكر بعض الذين درسوا في هذا الكتسساب‬
‫ن المبنسسى يمثسسل مسسدخل مسسن جهسسة الرحبسسة يربسسط السسساحة بنهسسج‬
‫مثل الشيخ أحمد خليسسل أ ّ‬
‫التستوري "نهج الفندق حاليا" ونهج الكنداوي " نهج التستوري حاليا" بنهج الكنيسسسة "‪.‬‬
‫الذي أصبح الن جزءا من المسجد"‪ .‬يؤدي ذلك المدخل إلى فنسساء مكشسسوف ينتهسسي إلسسى‬
‫قاعة الصلة وهي فسيحة وكان ركن منها يمثل الكتسساب‪ .‬وفسسي زاويسسة مسسن الفنسساء هنسساك‬
‫مدارج تؤدي إلى السطح لقامة آذان الصلوات‪ ،‬مع العلم أن المسسسجد حسسرم مسسن المئذنسسة‬
‫ويظن البعض أن الدارة الفرنسية منعت الهالي من بنسساء المئذنسسة السستي سسسوف تحجسسب‬
‫صومعة الكنيسة الكاثوليكية الموجودة في مجال الجامع عن النظار وهسذه الكنيسسة قسد‬
‫بنيست ‪ 1890‬و ‪ 1897‬ولتهسدئة الهسالي سسمحت السسلطات ببنسساء المسسسجد ولكسسن بسدون‬
‫المئذنة‪ .‬إذ أن سنوات ‪ 1905‬و ‪ 1910‬إلي ‪ 1911‬كسسانت سسسنوات تملمسسل الهسسالي تجسساه‬
‫الدارة الفرنسسية والهليسة لعسدة قضسسايا أهمهسسا قضسية انسستزاع مسساء عيسن عيسساد وانهيسار‬
‫القتصاد المحلي‪.‬‬
‫ويعرف هذا الجامع اليوم بجامع الرحمة قد أعيد بناؤه في الثمانينات مسسن القسسرن‬
‫العشرين بجمالية وأناقة واتسعت قاعة الصلة في الفضاءات التي كان وهبهسسا أولد بسسن‬
‫حمزة للجامع منذ بنائه من جهة الخلسسف وقسسد رفضسسوا أن تنسستزعه الدارة الفرنسسسية فسسي‬
‫‪ 1917‬بل أجبروا على التفريط في مساحة ‪ 25‬م ‪ 2‬فحسب مسسن السسساحة كمسسا شسسيدت لسسه‬
‫مئذنة بشكل جميل سنة ‪.1985‬‬
‫‪ /2‬ومن أهم المؤسسات المحلية التي احتضنتها ساحة الرحبة أيضا نجد فتح أولسسى نسسواة‬
‫مستوصف عمومي للعلج بفضل مجهودات القايد الطاهر العجيمي آنسسذاك ‪ .‬وتطسسورت‬
‫هذه القاعة بين ‪ 1898‬و ‪ 1899‬وتحولت إلى نواة مستوصف بعد أن كانت مجرد قاعسسة‬
‫علج‪ .‬وكانت بناية دار السوسي بالرحبة هي مكان أول مستوصسسف إلسسى ‪ .1904‬وهسسي‬
‫عبارة عن طابق علوي وكان المبنى السفلي ينشط به المقهى‪ .‬ويحتوي المبنسسى غرفسستين‬
‫ومدخل ضيقا وبيت راحة وذلك يبدو محدودا لستيعاب المرضى والعلج كمسسا لحظسسه‬
‫الدكتور هنري ثم الدكتور بارون‪ ،‬فنقل المستوصسسف إلسسى دار أكسسثر سسسعة فسسي نهسسج بسسن‬
‫حمزة " نهج الشواشية حاليا" وهي ممتدة إلسسى نهسسج بسسن دالسسي " نهسسج الجيلنسسي الملف‬
‫حاليا" من ممتلكات ورثة مصطفى الزريسسبي الن‪ .‬وكسسانت فسسي بدايسسة القسسرن العشسسرين‬
‫ملكا لعائلة بن حمزة‪.‬‬
‫وظل المستوصسسف بتلسسك البنايسسة‪ ,‬إلسسى أن بنسسى المستوصسسف الجديسسد ودشسسن بيسسن‬
‫‪1911‬و ‪ 1912‬علسسى أنقسساض جسسزء مسسن دار الصسسباغ السستي تسسم شسسراؤها مسسن صسسندوق‬
‫الشواشية بتونس‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫محطات تاريخية‬

‫ومازال هذا المستوصف قائما يعمل إلى الن" بنهج الشواشية قرب المدرسسسة البتدائيسسة‬
‫الشواشية‪".‬‬
‫‪ /3‬ورغم بساطة النشطة القتصادية فسسي زغسسوان فقسسد تعسسددت المرافسسق العموميسسة فسسي‬
‫ساحة الرحبة بوجود فندقين وأربعة مقاهي وحمام عمومي وسبيل ‪.‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬فأما الفنادق فقسسد ظهسسرت فسسي المسسدن التونسسسية منسسذ العهسسد الحفصسسي واعتسسبرت هسسذه‬
‫المؤسسات القتصادية والخدماتيسسة كجسسزء مسسن نسسسيج المسسدن للنشسساط والسسسكن للوافسسدين‬
‫الجانب ‪.‬‬
‫وقد ارتبط فندقان بعمسسارة سسساحة الرحبسسة مسسن ناحيسسة نهسسج بسساب والسسي وصسسدارة‬
‫الرحبة منذ نهاية القرن الثامن عشر وهما‬
‫‪ -‬فندق بن حمزة ‪ :‬بنته عائلة بن حمزة في الزاوية اليمني من دار القايد ينفتح بابه الرئيسي‬
‫على الرحبة ويمتد على طول نهج باب والي إلى نهج السسسجن حسستى يلتصسسق ببنايسسة عائلسسة بسسن‬
‫تمسك‪.‬‬
‫وقد تمكن أحد العمال الذي مازال على قيد الحياة من وضسع رسسم لسذلك الفنسدق السذي‬
‫هدم بقرار بلدي في الستينيات من القرن العشرين‪.‬‬
‫فهو مبنى شاسع يحتوي فناء مكشوفا ينطلق بمدخل الى سقيفة بها غرفة المشرف على الفنسدق‬
‫ثم تحيط بالفناء غرف بعدد عشرة مسن ناحيسة نهسج بساب والسي ومسن ناحيسة نهسج السسجن نجسد‬
‫اسطبلت خيول الصبايحية ومن الجسسوانب الخسسرى نجسسد اسسسطبلت عموميسسة وغرفسسة أخسسرى‬
‫وسببل وبيت راحة بحيث يمكن رسم ذلك بالشسسكل المسسوالي ‪):‬أنظسسر رسسسم تصسسميم الفنسسدق بسسن‬
‫حمزة( ص ‪.52‬‬
‫أما فندق البرقاوي فهسو الفنسسدق الثساني السذي يتصسل بسسساحة الرحبسسة عسبر نهسسج بساب‬
‫والي ‪ .‬وهو ملك لورثة علي البرقاوي أحد أعيان المدينة في القسسرن التاسسسع عشسسر‪ .‬والملحسسظ‬
‫أن هذا المبنسى أقسدم مسن فنسدق بسن حمسزة لن جسسدرانه الخارجيسسة كسسانت متداعيسسة منسذ ‪1905‬‬
‫خصوصا الجدار الممتد في نهج الهنشير‪ .‬وقد طالبت سلطات البلدية أصحاب الفندق بصسسيانته‬
‫حتى ل يسقط على المارة ويضر بالمباني المجاورة ل سيما مباني السلطة السياسية المحلية‪.‬‬
‫ويبدو من خلل بعض الوثائق اهتمام المجلس البلدي بسير نشسساط هسسذه المؤسسسسات وبنظافتهسسا‬
‫باعتبارها تقدم خدمات عمومية ل بد أن يحترم فيها المظهر الخارجي والداخلي وتراعى فيهسسا‬
‫أسس النظافة والصسسحة وتكسسون لئقسسة لسسستقبال الوافسسدين عليهسسا أو القسساطنين بهسسا‪ .‬ومسسن أجسسل‬
‫احترام حفظ الصحة والنظافسة فسي المدينسة عمومسا وفسي الفنسادق والمساكن العامسة خصوصسا‬
‫صدرت عدة قرارات وقسسوانين تنظسسم حيسساة الفنسسادق منسسذ ‪ 6‬جويليسسة ‪ 1906‬ثسسم فسسي ‪ 14‬جسسانفي‬
‫‪ 1914‬وكذلك في ‪ 27‬أفريل ‪ 1918‬وفي ‪ . 1921‬وقد حثت كل هذه القرارات وأكسسدت علسسى‬
‫ضرورة احترام نظافة المحلت من الداخل وخارجها ومنع خزن الفضسسلت الحيوانيسسة لبيعهسسا‬
‫إلى أصحاب الجنة لما يحدث من تلوث داخل الفنسسادق واجسسبر أصسسحاب الفنسسادق علسسى القيسسام‬
‫بعمليات تنظيف شاملة ومعمقسسة للسسسطبلت مرتيسسن فسسي السسسبوع يسسومي الثنيسسن والخميسسس‬
‫بصفة منتظمة تجعل المحلت لئقسسة لسسستقبال الوافسسدين ودوابهسسم صسسبيحة الجمعسسة وهسسو يسسوم‬
‫الكتضاظ بمناسبة التجمع في السوق السبوعية والصلة الجمعة ومقابلة القايد خصوصا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫محطات تاريخية‬

‫وكان الطبيب البلدي ورئيس الشرطة البلدية يسسزوران الفنسسادق بصسسفة فجئيسسة للمعاينسسة‬
‫ومعاقبة كل مخالف لقوانين النظافة مثلما هو الشأن بالنسبة للمقاهي‪.‬‬
‫ن المقاهي هي فضاءات عمومية تكونت في العهد العثماني خصوصسسا ‪ ،‬وانتشسسرت فسسي‬ ‫ب‪ -‬إ ّ‬
‫المدن السلمية حيث يتمكن الرجال من مقابلسة أصسسدقاءهم خسسارج السسبيت فسسي وقسست لسم تكسن‬
‫هناك وسائل ترفيه أو شرب أو تدخين في غير هذه الماكن العمومية‪.‬‬
‫ولذلك كانت تسمى "بالمقهى المغربي" أو "المقهى التركي" وأنتشسسرت المقسساهي فسسي زغسسوان‬
‫وبلغ عددها في ‪ 1915‬إحسسدى عشسسرة مقهسسى منهسسا أربعسسة مقسساهي ارتبطسست محلتهسسا بالرحبسسة‬
‫)حسب دفتر تجديد رخص المقاهي لسنة ‪ (1915‬وزعت حسب هذا الجدول ‪:‬‬

‫الداء‬ ‫المكان‬ ‫صاحب رخصة النشاط‬ ‫صاحب البناية‬ ‫اسم المقهى‬


‫البلدي‬
‫الجلسسسسسسسسسسسسسسولي محمد بسن حسسين بسن عبسد ملصسسسقة لسسسدار ‪ 250‬فرنك‬ ‫مقهى السوسي‬
‫سنويا‬ ‫السسسسس القسسسسسارة الحنفسسسسسي القايد بالرحبة‬ ‫السوسي‬ ‫مقهى الرحبة‬
‫الوسلتي‬
‫مقهى بن حمزة ملسسسك أولد بسسسن محمسسد بالحسساج أحمسسد بسسن ملصسسقة لفنسسدق ‪ 150‬فرنك‬
‫بن حمزة هدمت سنويا‬ ‫رحومة من القبيل‬ ‫حمزة‬
‫مع الفندق‬
‫مقهى الجامع هو حبسسسسسس لفسسسسسائدة حميدة بن عثمان بن خلسسف زاويسسة الرحبسسة ‪ 200‬ف‬
‫التي تربط نهسسج سنويا‬ ‫ال الغرياني الطرابلسي‬ ‫الن مكتسسسسسسسسسسب الجامع الكبير‬
‫البريد بالرحبة‬ ‫عمسسومي للشسسسيخ‬
‫محمد بوعلق‬
‫مقهسسسى الغربسسسي ملسسسسك لرملسسسسة محمسسسد بسسسن عبسسسد السسسسلم يربسسسط الرحبسسسة ‪ 100‬ف‬
‫بنهج التسسستوري سنويا‬ ‫الريفي الفاسي شهر‬ ‫حاليسسسسسا دكسسسسسان فليكس سيليا‬
‫" الرولسسسسسسي" مغربسسسسسسي ونهج الكنسية‬ ‫مستودع خاص‬
‫الصل‬

‫المصادر ‪ /1 :‬دفتر شرطة بلدية زغوان لتجديسسد رخسسص المقسساهي المغربسسي ‪Cafés" 1915‬‬
‫‪."Maures‬‬
‫‪ /2‬كراس الداء البلدي على البناءات ‪1910/1912‬‬
‫‪ /4‬مظاهر النشطة التجاريسسة فسسي سسساحة الرحبسسة متنوعسة اذ ترتبسسط سسساحة الرحبسسة مباشسسرة‬
‫بالسوق المحلي لمدينة زغوان الذي يتمثل في نهجي السوق من ناحية ونهج بسساب القسسوس مسسن‬
‫ناحية أخري‪ .‬وحسب وثيقة دفع أجور حسسارس السسسوق لسسسنوات ‪ 1910‬و ‪ 1915‬نجسسد نشسساطا‬
‫تجاريا ينطلق من ساحة الرحبة والنهج المرتبطة بهسسا ‪ .‬ويمكسسن ذكسسر البعسسض منهسسا المتصسسل‬
‫مباشرة بالرحبة حسب هذا الجدول ‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫محطات تاريخية‬

‫المكان الخاص بالنشاط ونوعيته نصسسيب المحسسل فسسي أجسسر‬ ‫السم واللقب لصاحب النشاط‬
‫الحارس‬ ‫الصل وجنسيته‬
‫ساحة الرحبة نحو نهج الكنيسية‬ ‫إيلي بلعسسايش يهسسودي تونسسسي‬
‫‪ 1‬فرنك ‪ /‬الشهر‬ ‫‪ -‬مزود تجاري للسوق‬ ‫فرنسي ‪Elie Bellaiche‬‬
‫‪ -‬صاحب أسطول نقل بضائع‬
‫‪ 8‬عربات بخيولها )في ‪(1909‬‬
‫صيدلي مرخص له بزغوان منذ ‪5‬ر ‪ 0‬فرنك ‪ /‬ش‬ ‫إيلسسي أزان الكسسسندر يهسسودي‬
‫‪ : 1892‬دكانه بنهج البريد‬ ‫جزائري فرنسي الجنسية‬
‫تاجر مسسواد غذائيسسة عامسسة دكسسان ‪5‬ر ‪ 0‬فرنك‪ /‬ش‬ ‫علي بن مليح تونسي‬
‫بساحة الرحبة‬
‫بائعسسة تبسسغ بسسساحة الرحبسسة ‪5 * :‬ر ‪ 0‬فرنك ‪ /‬ش‬ ‫السيدة كنافاجيو ايطالية‬
‫كشك ثابت‬
‫تاجر مسسواد غذائيسسة عامسسة دكسسان ‪5‬ر ‪ 0‬فرنك ‪ /‬ش‬ ‫محمسسسد الهسسسذيلي مسسسن أهسسسالي‬
‫بنهج البريد قرب منزله‬ ‫زغوان تونس‬

‫صالح الجبالي ‪ :‬دراسة عن مائة سنة لبلدية زغوان‬


‫المصادر ‪ /1‬وثيقة دفع اجر الحارس الليلي لسوق زغوان ‪1915-1909‬‬
‫‪ /2‬كراس الداءات على المباني وكراس تسجيل الخيول لسنة ‪1909/1912‬‬
‫‪ /3‬رسائل خاصة بين التجار الجانب والسيد دي كروكي نائب رئيس بلدية زغوان‬
‫ولتنظيم النشاط التجاري والفلحي وضعت نظسسم محليسسة تقليديسسة إسسسلمية وجسسدنا السسسير علسسى‬
‫منوالها في مدينة زغوان وتمثل ذلك بوجود المناء بحيث كسسان هنسساك أميسسن يسسسير كسسل نشسساط‬
‫ويقّيمه من حيث الجسسودة والسسسعر وحسسسن السسسير فسسي السسسوق وطسسرق المعسساملت القتصسسادية‬
‫اليومية بين الناس‪.‬‬
‫فقد كان هناك خمس أمناء في القرن التاسسسع عشسسر سسسهروا علسسى ضسسمان حسسسن سسسير‬
‫الحركة القتصادية وهم أمين لصباغة الشاشية يقال له أمين دار الصباغ ‪ :‬وأمين الدباغة يقال‬
‫له أمين دار الجلد ‪ :‬ولتنظيم توزيع مياه عين عياد كان هناك أمين يقال له أمين مياه عين عياد‬
‫يوزع المياه على السسسكان والجنسسة حسسسب دفسستر خسساص يعسسود السسى ‪ ،17/8/1794‬وآخسسر مسسن‬
‫مارس مهنة أمين مياه عين عياد بزغوان كان محمد كحيل الجرادي لسسه مكتسسب نشسسط إلسسى ‪23‬‬
‫جوان ‪ 1888‬وهو تاريخ صدور قرار انتزاع مياه عين عياد من الهالي لفسسائدة شسسركة الميسساه‬
‫الفرنسية ‪ :‬بذلك تقلص نشاط هذا المين إلى وفاته فحذفت هذه المهمة تماما مثلما حذفت قبلهسا‬
‫مهمة أمين دار الصباغ وأمين دار الجلد بتدهور هسسذه النشسسطة مسسع تحسسول وجهتهسسا إلسسى مسسدن‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫وبانتزاع مياه عيسن عيساد مسن أيسادي السسكان بسدأ تقهقسر النشساط المحلسي القتصسادي‬
‫وضعف‪ .‬فلم يبق في ساحة الرحبة سوى أمين المعاش وكان في الن نفسه شيخ المدينة وهو‬

‫‪47‬‬
‫محطات تاريخية‬

‫الشيخ قاسم فاضل الندلسي وأمين الفلحة وكان في تلك الفترة الشاذلي بن حمودة الطرابلسي‬
‫الذي أقترب مكتبه بداره في نهج البريد‪.‬‬
‫ن الحمامات العامة هي عبسسارة عسسن‬ ‫‪ /5‬وظل" سبيل الرحبة" والحمام نقطة اللقاء مع السوق ا ّ‬
‫أماكن أساسية في المدن العربية السلمية لهمية النظافة في العقيدة السلمية للهالي تمامسسا‬
‫مثل توزيع شبكة المياه الصالحة للشراب والنظافة )للبسسدان والمحلت( فسسي السسدور والنهسسج‪.‬‬
‫وتمتعت مجموعة الهالي بحمامين عموميين في زغوان أحدها يسمى حمام السسسوق الموجسسود‬
‫إلى الن يقدم خدمة النظافة للسكان ويربط بين نهج السوق وساحة الرحبسسة كسسان حبسسسا لفسسائدة‬
‫الجامع الكبير بالمدينة وهو الن علسى ملسك عائلسة زقسام الستي تنتمسي إلسى الهسالي مسن أصسل‬
‫ساحلي وشكل هذا الحمام الذي يعود إلى القرن السابع عشر مثل الجامع الكبير وحمام الكرمة‬
‫نموذجا يذكرنا بتصاميم الحمامات الرومانيسسة فسسي العصسسور القديمسسة بغرفهسسا الشاسسسعة للبخسسار‬
‫والتسسدليك والسسستحمام وغرفسسة للسسستراحة بعسسد الغسسسيل والنظافسسة مسسسطبات مغطسساة بالحصسسر‬
‫والزرابي بحيث يكسون الحمسام فضسساءا للتصسالت العامسسة والنظافسسة والتسدليك وهسي خسسدمات‬
‫ضرورية في حياة الهالي ‪.‬‬
‫وازدان جدار الحمام الخارجي المواجه لدار القايد بسبيل جميل المظهر أنيق يسسذكرنا‬
‫بالسبل الندلسية ويسدل علسى ذوق مصسّمميه واختيسار الزليسج السذي زخسرف الواجهسة وبركسة‬
‫السبيل والحوض المحيط بها ‪ .‬ويطلق السكان على هذا السسسبيل " سسسبالة الرحبسسة"‪ .‬خصصسست‬
‫بلدية زغوان في مطلع القرن العشرين عامل لنظافة هذا السسببل وسسبل السسوق الخسرى كمسا‬
‫كسسان الطسسبيب البلسسدي يشسسرف علسسى حملت النظافسسة المنتظمسسة مسسع زيسساراته لرقابسسة السسدكاكين‬
‫والحمام والمقاهي والفنسسادق الموجسسودة فسسي السسوق العموميسسة إلسى جسسانب زيسسارته للمؤسسسسات‬
‫والمحلت الوروبية السستي أحسسدثت وتطسسورت إلسسى مطلسسع القسسرن العشسسرين فسسي محيسسط سسساحة‬
‫الرحبة وحولها ‪ .‬ولكثافة المادة الخاصة بها يمكن تقديمها في مقال لحق‪.‬‬

‫شافية السخيري‬
‫أستاذة تاريخ وجغرافيا‬

‫أنظر الرسم المصاحب بالصفحة الموالية‬

‫‪48‬‬

You might also like