Professional Documents
Culture Documents
1وجود سبع سموات وسبعة أبواب لجهنم (سورة السراء 46 :17و ) 88
(سورة الحجر )44 :15حكيكاه باب 9فصل 2وكتاب ذوهر الفصل 2
رفع الجبل فوق رؤوس اليهود سورة العراف 170 :7عبوداه زاراه الفصل
الثاني
طرح نمرود لبراهيم في النار وعدم مقدرة النار على إحراقه ورد فى -:
( سورة البقرة ( )260 :2سورة النعام ( )84-74 :6سورة النبياء -52 :21
()72سورة مريم ( )50-42 :19سورة الشعراء ( )79-69 :26سورة
العنكبوت 15 :29و ( )16سورة الصافات ( )95-81 :37سورة الزخرف :43
( )27 -25سورة الممتحنة )40 :60مدراس رباه فصل 14في تفسير تك
7 17 :15
تعلم قايين من الغراب كيفية دفن أخيه سورة المائدة 35-30 :5كتاب
فرقي ربى أليعزر فصل 21
العراف وهو الحجاب الرقيق بين الجنة والنار سورة العراف 44 :7
مدراس تفسير جامعة 10 14 :7
اللوح المحفوظ سورة البروج 21 :85و 22فرقى ابوت باب 5فصل 6
ة مشت َّ ً
ة متفرقه -قصةإنقاذ إبراهيم من نار نمرود :وردت هذه القصة مفَّرق ً
سور كثيرة فيصعب على القارئ أن يتتبع تفاصيلها ،فوردت الجزاء في ُ
فى أكثر من تسع سور( سورة البقرة ) 2:260وفي (سورة النعام -6:74
) 84وفي ( سورة مريم ) 50-19:41وفي ( سورة النبياء ) 72-21:51
وفي ( سورة الشعراء ) 79-26:69؛ وفي ( سورة العنكبوت 29:16؛ ) وفي
( سورة الصافات 112-37:83؛) وفي ( سورة الزخرف 28-43:26؛ ) وفي (
سورة الممتحنة )60:4؛ وفي غيرها .ولكن من يقرأ قصة إبراهيم في
أوائل كتاب «قصص النبياء» أو كتاب «عرائس المجالس» (أو في غيرهما)
يجد أن جميع هذه القصص الواردة في القرآن أو في الحاديث مأخوذة من
أحد كتب اليهود المسمى «مدراش رباه» .ولبرهنة ذلك نورد أول ً هذه القصة
بنصها كما وردت في القرآن و«عرائس المجالس» وغيره ثم نوردها بنصها
من الكتاب اليهودي المذكور أعله ،ثم نقارن هاتين الروايتين الواحدة
بالخرى فينجلي الحق .قال أبو الفداء في كتابه «التواريخ القديمة من
المختصر في أخبار البشر»« :كان آزر أبو إبراهيم يصنع الصنام ويعطيها
لبراهيم ليبيعها ،فكان إبراهيم يقول :من يشتري ما يضره ول ينفعه؟ ثم
لما أمر الله إبراهيم أن يدعو قومه إلى التوحيد ،دعا أباه فلم يُجبه ،ودعا
قومه .فلما فشل أمره واتصل بنمرود بن كوش وهو ملك تلك البلد ..أخذ
نمرود إبراهيم الخليل ورماه في نار عظيمة ،فكانت النار عليه بردا ً وسلماً،
ل من قومه» .وورد في وخرج إبراهيم من النار بعد أيام ،ثم آمن به رجا ٌ
«عرائس المجالس»« :لما خرج إبراهيم قبل ذلك من المغارة في الليل رأى
الكواكب قبل أن رأى القمر ،فقال« :هذا ربي»« .فلما جن عليه الليل رأى
كوكبا ً قال هذا ربي .فلما أفل قال ل أحب الفلين .فلما رأى القمر بازغاً
قال هذا ربي .فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لكونن من القوم الضالين.
فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر (لنه رأى ضوءها أعظم)
فلما أفلت قال يا قوم أني بريء مما تشركون .إني وجهت وجهي للذي
فطر السموات والرض حنيفا ً وما أنا من المشركين» (النعام .)79-6:76
م إبراهيم إلى نفسه جعل يصنع قالوا :وكان أبوه يصنع الصنام ،فلما ض َّ
الصنام ويعطيها لبراهيم ليبيعها ،فيذهب بها إبراهيم ،فينادي :من يشتري
ما يضُّر ول ينفع؟ فل يشتري أحدٌ منه .فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر
سدْتي» استهزاءً بقومه وبما هم عليه فضرب رؤوسها وقال لها« :اشربي .ك َ
من الضللة والجهالة ،حتى فشا عيبه واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته،
جونني في الله وقد هداني؟ ..وتلك جه قومه في دينه ،فقال« :أتحا ّفحا َّ
حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ،نرفع درجات من نشاء .إن ربك حكيم
حجة .ثم أن عليم» (سورة النعام 6:80و )83حتى خصمهم وغلبهم بال ُ
م تعبد ما ل يسمع ول يبصر إبراهيم دعا آباه آزر إلى دينه «فقال يا أبت ل ِ َ
ول يغني عنك شيئاً؟» (سورة مريم )19:42إلى آخر القصة .فأبى أبوه
الجابة إلى ما دعاه إليه ،ثم أن إبراهيم جاهر قومه بالبراءة مما كانوا
يعبدون ،وأظهر دينه «قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم القدمون؟
فإنهم عدو لي إل رب العالمين» (سورة الشعراء )77-26:75قالوا :فمن
تعبد أنت؟ قال :رب العالمين .قالوا :تعني نمرود؟ فقال :ل ،الذي خلقني
فهو يهدين .إلى آخر القصة .ففشا ذلك في الناس حتى بلغ نمرود الجبار،
فدعاه فقال له :يا إبراهيم ،أرأيت إلهك الذي بعثك وتدعو إلى عبادته وتذكر
من قدرته التي تعظمه بها على غيره ما هو؟ قال إبراهيم« :ربي الذي
يحيي ويميت» (سورة البقرة )2:258فقال نمرود :أنا أحيي وأميت .قال
إبراهيم :كيف تحيي وتميت؟ قال :آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي
فأقتل أحدهما فأكون قد أمتُّه ،ثم أعفو عن الخر فأكون قد أحييته .فقال
ت بها من ْ
له إبراهيم عند ذلك« :إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأ ِ
المغرب» (سورة البقرة )2:258فبُهت عند ذلك نمرود ولم يُجبه .وبعد ذلك
لما أزف وقت وليمة قومه السنوية خرجوا جميعهم من المدينة ،فرجع
إبراهيم إلى المدينة لحاجة ،وكسر أصنامهم جذاذاً ،كما ورد في هذه العبارة
التية من هذا الكتاب« :إذا هم قد جعلوا طعاما ً فوضعوه بين يدي اللهة
وقالوا :إذا كان حين رجوعنا فرجعنا وقد باركت اللهة في طعامنا أكلنا.
فلما نظر إبراهيم إلى الصنام وإلى ما بين أيديهم من الطعام ،قال لهم
على طريق الستهزاء« :أل تأكلون؟» فلما لم تجبه .قال« :ما لكم ل
تنطقون؟ فراغ عليهم ضربا ً باليمين» (سورة الصافات 37:91و )92وجعل
يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إل الصنم الكبر ،فعلق الفأس في
عنقه ثم خرج .فذلك قوله« :فجعلهم جذاذا ً إل كبيرا ً لهم لعلهم إليه
يرجعون» (سورة النبياء )21:58فلما جاء القوم من عبيدهم إلى بيت
آلهتهم ورأوها بتلك الحالة« :قالوا من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين.
قالوا :سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم» (سورة النبياء 21:59و)60
هو الذي نظنه صنع هذا .فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه «قالوا:
فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون» (سورة النبياء )21:61عليه أنه
سدي) .وقال هو الذي فعل ذلك .وكرهوا أن يأخذوه بغير بيِّنة (قاله قتادة وال ُّ
الضحاك :لعلهم يشهدون بما نصنع به ونعاقبه .فلما أحضروه قالوا له:
«أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال إبراهيم :بل فعله كبيرهم هذا.
غضب من أن تعبدوا معه هذه الصنام الصغار وهو أكبر منها فكسرهن،
فاسألوهم إن كانوا ينطقون» (سورة النبياء 21:62و )63قال النبي :لم
يكذب إبراهيم عليه السلم إل ثلث كذبات ،كلها في الله تعالى .قوله« :إني
سقيم» (سورة الصافات )37:89وقوله :بل فعله كبيرهم هذا ،وقوله للملك
الذي عرض لسارة :هي أختي .فلما قال لهم إبراهيم ذلك رجعوا إلى
نفوسهم فقالوا« :إنكم أنتم الظالمون» (سورة النبياء )21:64هذا الرجل
في سؤالكم إياه ،وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرة ،فاسألوها.
وذلك قول إبراهيم« :فاسألوهم إن كانوا ينطقون» (سورة النبياء )21:63
فلما اتجهت الحجة عليهم لبراهيم قال لهم« :أفتعبدون من دون الله ما ل
ينفعكم شيئا ً ول يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله ،أفل تعقلون؟»
(سورة النبياء 21:66و )67فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب «قالوا:
رقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين» (النبياء .)21:68قال عبد الله بن ح ِّ
عمر :إن الذي أشار عليهم بتحريق إبراهيم بالنار رجل من الكراد .قال
شعيب الجبائي :اسمه ضينون ،فخسف الله به الرض ،فهو يتجلجل فيها
إلى يوم القيامة .فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم حبسوه في
بيت وبنوا له بنيانا ً كالحظيرة ،فذلك قوله« :قالوا ابنوا له بنيانا ً فألقوه في
الجحيم» (سورة الصافات )37:97ثم جمعوا له من أصلب الحطب وأضاف
الخشب» .ثم ذكر المؤلف كيف أن الله وقى إبراهيم بنعمته من حرارة
النار ،وخرج منها سالما غانماً .ثم قال :وفي الخبر إن إبراهيم إنما نجا
بقوله «حسبي الله ،عليه يتوكل المتوكلون» (سورة الزمر « )39:38حسبنا
الله ونعم الوكيل» (سورة آل عمران .)3:173قال الله« :يا نار كوني برداً
وسلما ً على إبراهيم» (سورة النبياء . )21:69وبما أننا أوردنا هذه القصة
بحذافيرها من القرآن والحاديث علينا أن نوردها من كتب اليهود ،ونقارن
بين هذه القصة المتواترة بين اليهود وبين ما ذكر أعله ،ليظهر الفرق
بينها :ورد في «مدراش رباه» (فصل 17في تفسير تكوين « :)15:7إن
تارح كان يصنع الصنام ،فخرج مرة إلى محل ما وأناب عنه إبراهيم في
بيعها ،فإذا أتى أحد يريد الشراء كان إبراهيم يقول له :كم عمرك؟ فيقول
له :عمري خمسون أو ستون سنة ،فكان إبراهيم يقول له :ويل لمن كان
عمره ستين سنة ويرغب في عبادة الشيء الذي لم يظهر في حيز الوجود
إل منذ أيام قليلة .فكان يعتري الرجل الخجلوينصرف إلى حال سبيله .ومرة
أتت امرأة وفي يدها صحن دقيق قمح ،وقالت له :يا هذا ،ضع هذا أمامهم.
فقام وأخذ عصا في يده وكسرها كلها جذاذا ً ووضع العصا في يد كبيرهم.
فلما أتى أبوه قال له :من فعل بهم كذلك؟ فقال له إبراهيم :ل أخفي عليك
شيئاً .إن امرأة أتت ومعها صحن دقيق قمح وقالت لي :يا هذا ضع هذا
أمامهم .فوضعته أمامهم ،فقال هذا :أريد أن آكل أولً ،وقال ذلك :أريد أنا
أن آكل أولً .فقام كبيرهم وأخذ العصا وكسرهم .فقال له أبوه :لماذا تلفق
ي خرافة؟ فهل هذه الصنام تدرك وتعقل؟ فقال له إبراهيم :أل تسمع عل َّ
َ
أذناك ما تتكلم به شفتاك؟ فألقى والده القبض عليه وسل ّمه إلى نمرود،
فقال له نمرود :فلنعبد النار .فقال له إبراهيم :فلنعبد المياه التي تطفئ
النار .فقال له نمرود :فلنعبد المياه :فقال له إبراهيم :إذا كان المر كذلك
فلنعبد السحاب الذي يجيء بالمياه .فقال له نمرود :فلنعبد السحاب ،فقال
له إبراهيم :إذا كان المر كذلك فلنعبد الرياح التي تسوق السحاب .فقال له
نمرود :فلنعبد الرياح .فقال له إبراهيم :فلنعبد النسان الذي يقاوم الرياح.
فقال له نمرود :إذا كان مرادك المحاولة فأنا ل أعبد إل النار ،وها أنا ألقيك
في وسطها ،وليأت الله الذي تعبده وينقذك منها .ونزل إبراهيم في أتون
النار ونجا» .ما هو إسم والد إبراهيم ؟ فى القرآن أسفار موسى الخمسة
أب أبراهيم حسب قول مؤرخ أب إبراهيم «آزر» (سورة النعام )6:74اسم
أب إبراهيم في «مدراش رباه» وفي خمسة أسفار موسى هو تارح .
( تكوين )27 :11قال يوسابيوس (المؤرخ اليوناني الذي تُرجم تاريخه إلى
اللغة السريانية) إن اسم أب إبراهيم هو «آثر» وهو خطأ مبين .والرجح أن
هذا الخطأ نشأ عن تسمية اليهود له في بعض الحيان «زارح» .من الملحظ
فى الجدول السابق تشابة السم الوارد فى القرآن آزر مع السم الذىأورده
المؤرخ اليونانى آثر فهل إختلط السم على محمد السم عندما سمعه أثناء
تجارته فى الشام ؟ أم أن جامع القرآن إتخذ إسم أبا إبراهيم «آزر» من
اللغة الفارسية .فيكتب الفرس هذا السم «آزر» ويلفظونه كأنه مشتق من
لغة الفرس القديمة .ومعنى آزر بالفارسية القديمة «نار» .وفي اللغة
الكلدانية «النار خطأ فى ترجمة كلمة أور فى القرآن أور فى كتب اليهود
المقدسة أور فى القرآن وكتب جهاله اليهود قال الله لبراهيم« :أنا الرب
الذي أخرجك من أور الكلدانيين» (تكوين .)15:7ومعنى أور بلغة البابليين
القديمة «مدينة» .وجاءت جزءا ً من كلمة «أورشليم» ومعناها «مدينة شليم»
أي «مدينة إله السلم» .واسم أور الكلدانيين الن «المغيَّر» وكان إبراهيم
أول ً ساكنا ً في هذه المدينة .ولكن توجد في اللغة العبرية والرامية
ور» تشبه «أور» في النطق والكتابة ،غير أن َ
والكلدانية لفظة أخرى وهي «أ ْ
معنى «أور» في اللغة العبرية «النور»« : .قالوا ابنوا له بنيانا ً فألقوه في
الجحيم» (سورة الصافات )37:97ثم جمعوا له من أصلب الحطب وأضاف
الخشب».ثم ذكر المؤلف كيف أن الله وقى إبراهيم بنعمته من حرارة النار،
قال الله« :يا نار كوني بردا ً وسلما ً على إبراهيم» (سورة النبياء . )21:69
أما مفسٌر يهودي يوناثان بن عزييل بعد تدوين التوراه بقرون ،الذى تكن له
أدنى معرفة بلغة البابليين القديمة وأخذ يترجم هذه الية إلى اللغة
الكلدانية ،فقال« :أنا الرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين»! وقال هذا
المفسر الجاهل في تفسيره على ( تكوين «) 11:38لما طرح نمرود
إبراهيم في أتون النار لمتناعه عن السجود لصنامه لم يؤذن للنار أن
تضره» .فنمرود الجبار (حسب كلم موسى الوارد في سفر التكوين هو إبن
نوح عليه لسلم ( راجع تكوين )8 : 10لم يكن في أيام إبراهيم ،بل كان
قبل مولد إبراهيم بأجيال عديدة .ومع أن اسم نمرود ورد في الحاديث
والتفاسير السلمية ،إل أنه لم يرد في هذه القصة الواردة في القرآن
ح أن الذي أدخل اسم نمرود في القصة جاهل بالكتابة والتاريخ، ذاته .وواض ٌ
شأنه شأن من يقول إن السكندر ذا القرنين ألقى عثمان أحد سلطين
العثمانيين في النار ،ولم يقل ذلك إل لنه يجهل مقدار الزمان بين
ق في النار مطلقاً.قال ر أن عثمان لم يُل َالسكندر وعثمان ،ولنه لم يد ِ
علماء المسلمين في تفنيد هذا العتراض إن ما ذكرتموه يساعدنا مساعدة
عظمى على تأييد صحة السلم ،لن محمدا ً لم ينتحل هذه القصة من اليهود
ول من النصارى ،بل أنزلها عليه جبريل بالوحي .وبما أن اليهود الذين هم
ذرية إبراهيم خليل الله قبلوها ،فشهادتهم تؤيد وتصدق على عبارة القرآن
في هذه القضية.غيرأنه إذا كان عوام اليهود وجهالهم قد قبلوها ل يعنى
أنها قصة حقيقية وهى لم تكتب فى كتاب الله خاصة أن نمرود الجبار لم
يعيش فى أيام إبراهيم - 3 0حكاية ملكة سبا فى كيفية مجيئها إلى
سليمان :مقارنة بين ما جاء فى القرآن وكتاب الترجوم الثانى اليهودىعن
حشر لسليمان كتاب أستير القرآن كتاب الترجوم الثانى عن كتاب أستير «و ُ
جنوده من الجن والنس والطير فهم يوزعون ..وتفقد الطير ،فقال :مالي
ذّبنه عذابا ً شديدا ً أو لذبحنه أو
ل أرى الهدهد أم كان من الغائبين؟ لع ِ
ليأتيني بسلطان مبين .فمكث غير بعيد فقال :أُحطت بما لم تُحط به،
وجئتك من سبإ بنبأ يقين .إني وجدت امرأة تملكهم ،وأُوتيَت من كل شيء،
ولها عرش عظيم .وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ،وزيَّن
لهم الشيطان أعمالهم فصدَّهم عن السبيل ،فهم ل يهتدون .أل يسجدون
لله الذي يخرج الخبء في السموات والرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون.
الله ل إله إل هو رب العرش العظيم .قال سننظر أصدقت أم كنت من
ل عنهم فانظر ماذا يرجعون. الكاذبين .اذهب بكتابي هذا فأَلقه إليهم ثم تو َّ
ب كريم .إنه من سليمان وإنه بسم الله ي كتا ٌ ي إل َّ قالت يا أيها المل ألق َ
ي وأتوني مسلمين .قالت :يا أيها المل أفتوني ّ عل تعلوا الرحمن الرحيم .أل
ً
في أمري ،ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون .قالوا :نحن أولو قوة وأولو
بأس شديد ،والمر إليك فانظري ماذا تأمرين .قالت :إن الملوك إذا دخلوا
سلة إليهم قرية أفسدوها وجعلوا أعَّزة أهلها أذلة ،وكذلك يفعلون .وإني ُ
مر ِ
بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون .فلما جاء سليمان قال :أتمدونني بمال؟
فما آتاني الله خير مما آتاكم ،بل أنتم بهديتكم تفرحون .ارجع إليهم
قبل لهم بها ،ولنخرجنَّهم منها أذلة وهم صاغرون .قال: فلنأتينهم بجنود ل ِ
يا أيها المل ،أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين؟ قال عفريت من
الجن :أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ،وإني عليه لقوي أمين .قال
الذي عنده علم من الكتاب :أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك .فلما رآه
مستقرا ً عنده قال :هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر .ومن شكر
فإنما يشكر لنفسه ،ومن كفر فإن ربي غني كريم .قال :نكِّروا لها عرشها
ننظر أتهتدي أم تكون من الذين ل يهتدون .فلما جاءت قيل :أهكذا عرشك؟
قالت :كأنه هو .وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين .وصدَّها ما كانت تعبد
من دون الله أنها كانت من قوم كافرين .قيل لها :ادخلي الصرح .فلما رأته
حسبته لجة وكشفت عن ساقيها .قال :إنه صرح ممرد من قوارير .قالت:
ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» (سورة
ه ،أمر بإحضار النمل 27:17و .)44-20لما انشرح قلب سليمان بخمر ِ
حيوانات الصحراء وطيور الهواء وزحافات الرض والجن والرواح والعفاريت
لترقص أمامه ،ليُظهر عظمته لجميع الملوك الذين كانوا خاضعين خاشعين
أمامه .فاستدعى كتبة الملك بأسمائهم ،فأتوا إليه ما عدا المسجونين
وضت له حراستهم .وكان ديك الصحراء في تلك والسرى والرجل الذي ُ
ف ِّ
مالساعة يمرح بين الطيور ولم يوجد ،فأمر الملك أن يحضروه بالقوة ،وه َّ
بإهلكه ،فرجع ديك الصحراء ووقف أمام حضرة الملك سليمان وقال
مل أذنك واسمع أقوالي .ألم تمض ثلثة َ
له«:اسمع يا مولي ،ملك الرض ،وأ ِ
أشهر من حين ما تفكرت في قلبي وصممت تصميما ً أكيدا ً في نفسي أن ل
آكل ول أشرب ماء قبل أن أرى كل العالم وأطير فيه .وقلت :ما هي الجهة
أو ما هي المملكة غير المطيعة لسيدي الملك؟ فشاهدت ورأيت مدينة
حصينة اسمها قيطور في أرض شرقية ،وترابها أثقل من الذهب والفضة
غرست فيها الشجار من البدء ،وهم شاربون كزبالة في السواق ،وقد ُ
الماء من جنة عدن .ويوجد جماهير يحملون أكاليل على رؤوسهم فيها
نباتات من جنة عدن لنها قريبة منها .ويعرفون الرمي بالقوس ،ولكن ل
يمكن أن يقتلوا بها .وتحكمهم جميعهم امرأة اسمها ملكة سبا .فإذا تعلقت
إرادة مولي الملك فليمنطق حقوي هذا الشخص وأرتفع وأصعد إلى حصن
قيطور إلى مدينة سبا ،وأنا أقيِّد ملوكهم بالسلسل وأشرافهم بأغلل ا
لحديد وأحضرهم إلى سيدي الملك» .فوقع هذا الكلم عند الملك موقعاً
حسناً ،فدُعي كتبة الملك وكتبوا كتابا ً ربطوه بجناحي ديك الصحراء ،فقام
وارتفع إلى السماء وربط تاجه وتقوى وطار بين الطيور .فطاروا خلفه
وتوجهوا إلى قلعة قيطور إلى مدينة سبا .واتفق في الفجر أن ملكة سبا
كانت خارجة إلى البحر للعبادة ،فحجبت الطيور الشمس .فوضعت يدها على
ثيابها ومزقتها ودُهشت واضطربت .ولما كانت مضطربة دنا منها ديك
الصحراء ،فرأت كتابا ً مربوطا ً في جناحه ففتحته وقرأته ،وهاك ما كتب فيه:
«مني أنا الملك سليمان ،سلم لمرائك .لنك تعرفين أن القدوس المبارك
جعلني ملكا ً على وحوش الصحراء وعلى طيور الهواء وعلى الجن وعلى
الرواح وعلى العفاريت وكل ملوك الشرق والغرب والجنوب والشمال،
ت للسؤال عن صحتي فحسناً ت وأتي ِ
يأتون للسؤال عن سلمتي .فإذا أرد ِ
جدا ً أمامي .وإذا س َّ
ُ يخرون الذي الملوك تفعلين ،وأنا أجعلك أعظم من جميع
لم تطيعي ولم تأتي للسؤال عن صحتي أرسل عليك ملوكا ً وجنوداً
ت :ما هم الملوك والجنود والفرسان الذين عند الملك وفرساناً .وإذا قل ِ
سليمان؟ إن حيوانات الصحراء هم ملوك وجنود وفرسان .وإذا قلت :ما هي
الفرسان؟ قلت إن طيور الهواء هي فرسان ،وجيوشي الرواح والجن
والعفاريت .هم الجنود الذين يخنقونكم في فرشكم في داخل بيوتكم.
حيوانات الصحراء يقتلونكم في الخلء .طيور السماء تأكل لحمكم
منكم».فلما سمعت ملكة سبا أقوال الكتاب ألقت ثانية يدها على ثيابها
ومزقتها ،وأرسلت واستدعت الرؤساء والمراء وقالت لهم :ألم تعرفوا ما
ي الملك سليمان؟ فأجابوا :ل نعرف الملك سليمان ،ول نعتد أرسله إل َّ
غ إلى أقوالهم بل أرسلت واستدعت تص فلم .ً حسابا له نحسب ول بمملكته،
ِ
كل مراكب البحر وشحنتها هدايا وجواهر وحجارة ثمينة ،وأرسلت إليه ستة
آلف ولدا ً وابنة وكلهم ولدوا في سنة واحدة وشهر واحد ويوم واحد وساعة
واحدة ،وكانوا كلهم لبسين ثيابا ً أرجوانية .ثم كتبت كتابا ً أرسلته إلى الملك
سليمان على أيديهم وهذا نصه« - :من قلعة قيطور إلى أرض إسرائيل،
سفر سبع سنين .إنه بواسطة صلواتك وبواسطة استغاثاتك التي ألتمسها
منك سآتي إليك بعد ثلث سنين» .فحدث بعد ثلث سنين أن أتت ملكة سبا
إلى الملك سليمان .ولما سمع أنها أتت أرسل إليها بنايا بن يهوياداع الذي
كان كالفجر الذي يبزغ في الصباح ،وكان يشبه كوكب الجلل (أي الزهرة)
التي تتلل وهي ثابتة بين الكواكب ،ويشبه السوسن المغروس على مجاري
المياه .ولما رأت ملكة سبا بنايا بن يهوياداع نزلت من العربة ،فقال لها:
لماذا نزلت من عربتك؟ فأجابته :ألست أنت الملك سليمان؟ فأجابها :لست
أنا الملك سليمان بل أحد خدامه الواقفين أمامه .ففي الحال التفتت إلى
خلفها ونطقت بمثل للمراء وهو :إذا لم يظهر أمامك السد فقد رأيتم
ذريته .فإذا لم تروا الملك سليمان فقد شاهدتم جمال شخص واقف أمامه.
فأتى بنايا بن يهوياداع أمام الملك .ولما بلغ الملك أنها أتت أمامه ،قام
وذهب وجلس في بيت بلوري .ولما رأت ملكة سبا أن الملك جالس في بيت
بلوري توهمت في قلبها قائلة :إن الملك جالس في الماء ،فرفعت ثوبها
لتعبر ،فرأى أن لها شعرا ً على الساقين .فقال لها :إن جمالك هو جمال
النساء وشعرك هو شعر الرجل ،فالشعر هو حيلة الرجل ولكنه يعيب المرأة.
سرتها لي فأعرف فقالت :يا مولي الملك ،سأنطق لك بثلثة أمثال .فإذا ف َّ
أنك حكيم ،وإل كنت كسائر الناس( ..ففسر لها الملك سليمان الثلثة
سَّر بك وأجلسك على عرش المثال ،فقالت :يتبارك الرب إلهك الذي ُ
ً
المملكة لتجري قضاءً وعدلً .وأعطت للملك ذهبا وفضة ،وأعطاها الملك كل
ما اشتهت» .الختلفات بين القصتين القرآن الترجوم الثانى عن كتاب
أستير وما ورد في هذه السورة عن العرش العظيم يختلف قليل ً عما ورد
في الترجوم -العفريت من الجن يقوم يحمل العرش وعمل المستحيلت
جه إلى مكان ما كانت واثنا عشر نسرا ً من ذهب .ومتى أراد سليمان التو ُّ
تنزل هذه النسور القوية وتصعد بعرشه وتحمله إلى حيث أراد .فكانت تلك
مي«الهدهد». مي حامل رسالة سليمان يس ّ النسور (حسب قول الترجوم يس ّ
مي حامل رسالة سليمان ديك الصحراء لم يرد لها ذكر في القرآن إل يس ّ
أنها ذكرت في الحاديث طلبت ملكة سبا من سليمان حل بعض المثال التي
وصف ساقي الملكة ،وجب استيفاء وتكملتها من الحاديث السلمية .وهذا
ما جاء في كتاب «عرائس المجالس» (ص ،)438فقد ذكر أنه لما أرادت
ملكة سبا الدخول إلى قصر سليمان وتوهمت أن البلور ماء ،كشفت عن
ساقيها لتخوضه إلى سليمان .فنظر سليمان فإذا هي أحسن الناس ساقاً
وقدماً ،إل أنها كانت شعراء الساقين .فصرف بصره عنها وناداها أنه صرح
ممرد من قوارير .وما ورد في القرآن بخصوص حكم سليمان على الجن
والعفاريت يطابق ما ورد في كتاب «الترجوم» المذكور سابق ولن القرآن
ف الرواية ولم يكمل القصة فقد اتت غير مطابقة لمواصفات لم يستو ِ
التسلسل الواقعى بل بناها على الخيال الذى يمكن الطعن فى صحته إل أنه
لقصة ملكة سبا (وفي العبرية شبا) أساس حقيقي ،فقد جاءت قصة زيارتها
إلى سليمان في الكتاب المقدس فقال« :وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان
لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل .فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم جداً
بجمال حاملة أطيابا ً وذهبا ً كثيرا ً جدا ً وحجارة كريمة ،وأتت إلى سليمان
وكلمته بكل ما كان بقلبها .فأخبرها سليمان بكل كلمها .لم يكن أمراً
مخفيا ً عن الملك لم يخبرها به .فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان
والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملبسهم
ح بعد. سقاته ومحرقاته التي كان يُصعدها في بيت الرب لم يبق فيها رو ٌ و ُ
ً
فقالت للملك :صحيحا كان الخبر الذي سمعتُه في أرضي عن أمورك وعن
حكمتك ،ولم أصدق الخبار حتى جئت وأبصرت عيناي .فهوذا النصف لم
ت حكمة وصلحا ً على الخبر الذي سمعته .طوبى لرجالك وطوبى ُ
أخبَر به .زد َ
لعبيدك هؤلء الواقفين أمامك دائما ً السامعين حكمتك .ليكن مباركا ً الرب
سَّر بك وجعلك على كرسي إسرائيل ،لن الرب أحب إسرائيل إلهك الذي ُ
إلى البد .جعلك ملكا ً لتُجري حكما ً وبراً .وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة
ت بعد مثل ذلك الطيب في ذهب وأطيابا ً كثيرة جدا ً وحجارة كريمة لم يأ ِ
الكثرة الذي أعطته ملكة سبا للملك سليمان» (1ملوك 10-10:1و2أخبار
اليام . )9:5وفي سفري الملوك وأخبار اليام شيء عن عرش سليمان
الرفيع ،ولكن لم يرد شيء عن حمله ونقله .ولكن هذه الرواية وهمية. 0
فقد قال علماء اليهود إن هذا المفسر بنى أوهامه على ما اقترفه من
ت» من سفر الجامعة و ْ
شدّ ْ شدّاه و ِ الخطأ في ترجمة كلمتين عبريتين هما « ِ
.2:8ومعناهما «سيدة وسيدات» لنه لما كان يندر وجود هاتين الكلمتين
في العبرية ،خلط هذا المفسر الجاهل بينهما لعدم معرفته بمعناهما
سرهما بالجن .وكان له إلمام بالكلمتين الصحيح ،فاشتبهتا عليه بكلمتين ف َّ
شديم) .وكل من تحرى قصة ملكة سبا شدو ،و ِ الدالتين على الجن (وهما ِ
التي ترجمناها من كتاب «الترجوم» يظهر له بل شك أن هذه الخرافة تشبه
الحكايات الواردة في كتاب ألف ليلة وليلة شبها ً كثيراً .ولكن لما لم يكن
هم أنهم أخذوها عن محمد عارفا ً بذلك ،وقد سمع هذه الرواية من اليهود ،تو َّ
التوراة وتلوها عليه ،فأوردها في القرآن - 4 .قصة هاروت وماروت :القرآن
تلمود اليهود«مدراش يَلْكوت» (فصل )47قال القرآن« :وما كفر سليمان
ولكن الشياطين كفروا .يعلّمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل
هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقول فتنة فل تكفر» (سورة
البقرة . )2:102وقد ورد في «عرائس المجالس» في تفسير هذه
الية«:قال المفسرون إن الملئكة لما رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال
بني آدم الخبيثة (وذلك في زمن إدريس النبي) عيَّروهم بذلك وأنكروا
عليهم ،وقالوا لله :إن هؤلء الذين جعلتهم خلفاء في الرض واخترتهم
َ
ت فيكم ما ركبت فيهم يعصونك .فقال تعالى :لو أنزلتُكم إلى الرض ورك ّب ُ
لفعلتم مثل ما فعلوا .قالوا :سبحانك ربنا ما كان ينبغي أن نعصيك .قال
ملَكين من خياركم أُهبِطهما إلى الرض .فاختاروا هاروت الله :اختاروا َ
وماروت ،وكانا من أصلح الملئكة وأعبدهم .قال الكلبي :قال الله :اختاروا
ثلثة منكم .فاختاروا عزا وهو هاروت وعزابيا وهو ماروت وعزرائيل .وإنما
غيَّر اسمهما لما اقترفا من الذنب ،كما غيَّر الله اسم إبليس (وكان اسمه
عزازيل) .فركَّب الله فيهم الشهوة التي ركبها في بني آدم وأَهبطهم إلى
شرك والقتل الرض ،وأمرهم أن يحكموا بين الناس بالحق ،ونهاهم عن ال ّ ِ
بغير الحق والزنا وشرب الخمر .فأما عزرائيل فإنه لما وقعت الشهوة في
قلبه استقال ربه ،وسأله أن يرفعه إلى السماء .فأقاله ورفعه .وسجد
أربعين سنة ثم رفع رأسه ولم يزل بعد ذلك مطأطأ رأسه حياءً من الله
تعالى .وأما الخران فإنهما ثبتا على ذلك يقضيان بين الناس يومهما ،فإذا
أمسيا ذكرا اسم الله العظم ،وصعدا إلى السماء .قال قتادة :فما مَّر
عليهما شهر حتى افتتنا ،وذلك أنه اختصمت إليهما ذات يوم «الزهرة»
ي :كانت من أهل فارس ،وكانت ملكة في وكانت من أجمل النساء .قال عل ٌّ
بلدها .فلما رأياها أخذت بقلبيهما ،فراوداها عن نفسها فأبت وانصرفت .ثم
عادت في اليوم الثاني ،ففعل ً مثل ذلك ،فقالت :ل ،إل أن تعبدا ما أعبد
وتصل ِّيا لهذا الصنم وتقتل النفس وتشربا الخمر .فقال :ل سبيل إلى هذه
الشياء ،فإن الله قد نهانا عنها .فانصرفت ثم عادت في اليوم الثالث ومعها
ميل إليهما ما فيها ،فراوداها عن نفسها قدح من خمر ،وفي نفسها من ال َ
فأبت ،وعرضت عليهما ما قالت بالمس ،فقال :الصلة لغير الله أمر عظيم،
وقتل النفس عظيم ،وأهون الثلثة شرب الخمر .فشربا الخمر فانتشيا
ووقعا بالمرأة وزنيا بها ،فرآهما إنسان فقتله ..قال الربيع بن أنس:
ي والسعدي والكلبي إنها وسجدا للصنم فمسخ الله الزهرة كوكباً .وقال عل ٌّ
قالت :ل تدركاني حتى تعلّماني الذي تصعدان به إلى السماء .فقال :نصعد
ي حتى تعلمانيه .قال أحدهما باسم الله الكبر .فقالت :فما أنتما بمدرك َّ
لصاحبه :علِّمها ،فقال :إني أخاف الله .فقال الخر :فأين رحمة الله؟
َ
فعل ّماها ذلك فتكلمت به وصعدت إلى السماء ،فمسخها الله كوكباً» .ذكرت
هذه القصة في موضعين أو في ثلثة مواضع من تلمود اليهود ،ول سيما
في «مدراش يَلْكوت» (فصل )47وهاك نص ترجمتها« . - :استفهم تلميذ
يوسف الربانيمن أستاذهم عن عزائيل ،فقال لهم :لما قام جيل الطوفان
(يعني القوم الذين كانوا موجودين في عصر طوفان نوح) ودانوا بالعبادة
ملَكان «شمحزاي» الباطلة ،سخط عليهم القدوس تبارك اسمه .فقام َ
و«عزائيل» وقال بحضرته :يا رب العالم ،ألم نقل لك بحضرتك لما خلقت
عالمك :من هو النسان حتى تذكره؟ (مزمور .)8:4فقال لهما :وأما العالم
فماذا يحصل له؟ فقال له :يا رب العالم نتسلط عليه .فقال لهما :إنه
مكشوف ومعلوم بأنه إذا تسلطتم على الرض تتسلط عليكم الشهوة
الردية ،وتكونون أكثر من بني آدم عناداً .فقال له :ائذن لنا أن نسكن مع
الخلئق ،وترى كيف نقدس اسمك .فقال لهما :اهبطا واسكنا معهم .فنظر
شمحزاي صبية واسمها إسطهر (أستير) فشخص وقال لها :أطيعيني.
فقالت له :ل أصغي لك ما لم تعلمني السم المختص (بالله) الذي في ساعة
ذكرك إياه أصعد إلى الفلك .فعلمها إياه ،فذكرته وصعدت إلى الفلك أيضاً
ولم تدنِّس عرضها .قال القدوس تبارك اسمه :بما أنها نزهت نفسها عن
التجاوز فاذهبوا واجعلوها بين السبعة الكواكب لتكونوا طاهرين من جهتها
ن جميلت ولم وضعت بين الثريا .وتن َّ
جسا مع بنات آدم اللواتي ك َّ إلى البد .ف ُ
يقدرا على قمع شهوتهما ،فقاما واتخذا زوجات وولدا ولدين (هوآء)
و(هيآء) .فاستعان عزائيل بالحلي المتنوعة وأنواع زخرفات النساء
المبهرجة على إغواء بني آدم وإغرائهم على اقتراف التعدّي( .ومما يجب
التنبيه إليه أن عزرائيل الذي تقدم ذكره في الحاديث المذكورة آنفا ً هو
ذات عزائيل المذكور في التلمود) .الختلف بين القرآن والتلمود فى قصة
هاروت وماروت التلمود القرآن إسمهما فى تلمود «مدارش يلكوت»-:
بشمحزاي وعزائيل .الحديث قال إن الملكين اللذين أخطئا هما هاروت
وماروت ،مع اعترافه بأنهما كانا يسميان في الصل باسمين آخرين .هاروت
وماروت هما اسما إلهين قديمين كاذبين كانا يعبدهما الرمن في الزمنة
القديمة .وقد ذكر مؤرخو الرمن أن الرمن كانوا يعبدون إلهين اسمهما
باللغة الرمنية «هوروت وموروت» وهاك نص عبارة أحد مؤرخي الرمن. -:
«هوروت وموروت كانا بل شك من أعوان اللهة «اسبانداراميت» وهما بطل
جبل «مازيس» و«أمينابيغ» أيضاً .وربما كانت توجد آلهة أخرى ل علم لنا بها
إلى الن ،وكانوا من أعظم المساعدين على تقوية الرض وجعلها مخصبة
كثيرة الكسب» .و تعليم الملئكة للناس المور مذكورة في البقرة ،2:102
حيث قيل« :فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم
بضارين به من أحد إل بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم» .ويقصد
بالملكين المشار إليهما هنا «هاروت وماروت» .غير أن القرآن انتحل ذكر
تعليم الملكين للناس أيضا ً مما ورد في «مدراش يلكوت» حيث ذكر أن
عزازيل استعان بالحلي المتنوعة وأنواع زخرفات النساء المبهجة لغواء
بني آدم على اقتراف الفجور .انت «اسبانداراميت» اللهة التي عبدها
الفرس أيضا ً لن «الزردشتيين» كانوا يعتقدون أنها روح الرض ،وأنها سبب
كل ما نبت على الرض من المحصولت الطيبة والثمار اليانعة .وكان سكان
أرمينيا يسمون إله الكروم «أمينابيغ» وقالوا إن هوروت وموروت هما
اللهان المساعدان للهة الرض إذ توهموا أنهما الروحان المتسلطان على
الرياح ،وهما اللذان يحملن ويسخران الرياح التي كانت تجمع السحاب الذي
يأتي بالمطر ليصدم قمة جبل أراراط الشامخة فتهطل المطار على
الرض ،وحينئذ تقوى الرض على إنبات النباتات وإخراج المحصولت..
فيتضح من هذا أن هوروت وموروت كانا في الصل روحين للرياح ،ومما
يؤيد ذلك أن كثيرا ً ما ذكر في كتب الهنود القديمة كلمة «المرتون» .فإن
قدماء الهند كانوا يعتقدون أنهم آلهة الزوابع القاصفة والرياح العاصفة.
وبناءً على ذلك انتقلت كلمة «مرت» إلى اللغة الرمنية وصارت «موروت».
قة من كلمة «مور» باللغة الرمنية ،وهي هم الرمن أن موروت مشت َّ فتو َّ
مضاف إليه لكلمة معناها «أم» ثم وضعوا لفظة «هور» في مقابلة كلمة
«مور» لحصول المناسبة ،فإن معنى «هور» بلغتهم مضاف إليه لكلمة
معناها «أب» .وبهذه الكيفية صاغوا كلمة هوروت وموروت .وهذا هو أصل
وضعهما ومنشئهما .فيكون المقصود من قوله إن هذين الملكين هبطا من
السماء ومال إلى التناسل أن هذين الروحين اللذين في قبضتهما الرياح
ساعدا الرض على إنبات المحصولت وإخراج الثمار بتسخيرهما الرياح التي
كانت تسوق سحب المطار .أما «اسطهر» وهو اسم الصبية الواردة في
القصة اليهودية فهي ذات «عشتاروت» إحدى اللهة الكاذبة التي كان يعبدها
عبَدة الصنام القدماء ،وهي الزهرة ،أي الكوب السيار التي ورد اسمها في
الحاديث التي ذكرناها آنفاً .وكان أهل بابل في قديم الزمان يعتقدون أن
هذا الكوكب السيار إلهة ،فكان كل سكان بابل وسوريا يعبدونها ،لنهم
زعموا أنها رئيسة التوليد وإنتاج الذرية ،وتوهموا أيضا ً أنها كانت تفرح من
كل أنواع الفسق والفجور .ووجدت كلمة «أشتر» وهو اسمها منقوش في
قوالب أجر قديمة اكتُشفت في بلد ما بين النهرين ،ووجدت كتابة منقوشة
بالحرف الشورية الثرية القديمة على قوالب اللِّبن المشوي ،فإن بعض
وجدت فيها روايات كثيرة هذه القوالب كانت عند القدماء بمنزلة كتبهم ،و ُ
عن «أشتر» أي الزهرة .وهاك ترجمة قصة منها ،تُرجمت من اللغة البابلية
القديمة ،فأفادتنا عن شخص وهمي ل وجود له اسمه «جلجميش» عشقته
«أشتر» ولكنه لم يمل إليها« :لبس جلجميش تاجه .ولما أرادت اللهة أشتر
أن تستميله إليها قالت له :قبِّلني يا جلجميش ،ويا ليتك تكون عريسي.
أعطني ثمرك عطية ،وليتك كنت بعلي وأنا زوجة لك فكنت أركب عربة من
لزورد وذهب وعجلتاها من ذهب وعريشاها من الماس ،وكنا نقطر البغال
العظيمة إليها يوماً .فادخل إلى بيتنا مع عطر السرور .غير أن جلجميش
ض أن يتخذها زوجة له» .ثم ذكر في هذه استهزأ بأشتر وأنَّبها ولم ير َ
القوالب باقي القصة ونصها« :فاغتاظت اللهة أشتر وصعدت إلى السموات
ومثلت أمام الله أنو» .وهو إله السماء الذي كان يعبده البابليون ،وكانوا
يعتقدون أن اشتر هي ابنته .وليس ذلك فقط بل ورد في الكتاب الهندي
المكتوب بلغة سانسكريت القديمة واسمه «المهابهارته» ما يشبه هذه
سند» نال في قديم ُ
سند» و«أب ْ ُالخرافة ،إذ قيل فيه إن روحين اسمهما « ُ
الزمان من الله «برهما» فضل ً واستحقاقا ً بواسطة تقشفهما وزهدهما.
فتسلطا على السماء والرض واستوليا عليها استيلء .فداخل هذا الله
الجزع لئل تخرج جميع أملكه من يده ما لم يقتل خصميه اللذين شاطراه
صل إلى إهلكهما خلف حورية اسمها «تلوتما» ووهبها لهما. الملك .وليتو َّ
ولما شاهدها هذان الخان أخذها «سند» من يدها اليمنى وأخذها «أبسند»
من يدها اليسرى ،ورغب كل منهما أن يتَّخذها قرينة له .فنشأ عن ذلك بين
قتل ،فبارك الله الخين العداوة والبغضاء ،واستفحل الشر حتى اقتتل ف ُ
«برهما» الحورية «تلوتما» وأثنى عليها ثناءً جميلً ،وقال لها :ستحيطين
بجميع الدنيا التي تشرق عليها الشمس ،ول يمكن لحد أن يفتح عينيه فيك
وق جمالك الرائع الباهر( .كتاب لعظم بهائك وسنا أشعة زينتك وتف ُّ
سند وأبسند وباكهيانم» أي قصة سند ُ
«المهابهارته» في باب رواية « ُ
وأبسند) .فنرى أنه ورد في هذه الخرافة ذكر الصعود إلى الفلك ،والحورية
التي كان جمالها رائعا ً وباهراً ،ولو أنها تختلف اختلفا ً قليل ً عن الزهرة
وأشتر ،فالزهرة أشتر (حسب الرواية اليهودية والحاديث السلمية) كانت
على الرض قبل صعودها إلى الفلك .ولكنها حسب الرواية الهندية البابلية
كانت ذات صلة بالسماء من أول المر ،لعتقادهم أن أشتر كانت إلهة،
وكذلك «تلوتما» الحورية .وهنالك اختلف آخر وهو أن الروحين في الرواية
الهندية اللذين عشقاها كان أول ً على الرض ،ولكنهما في الرواية اليهودية
والسلمية هبطا من الفلك .وقال الهنود إن هذين الخين تناسل من إلهة
اسمها «دتي» فيكون أصلهما حسب الرواية الهندية أيضا ً من السماء.
والحاصل أن جميع هذه القصص تشبه بعضها من وجوه كثيرة ،وكانت سائدة
بين الوثنيين في الزمنة القديمة .وقال الباحثون إنه لما كان اليهود يميلون
إلى الخرافات ،أخذوا من عبدة أصنام بابل قصة «أشتر» ولما نسوا أصلها
ونوها في التلمود اعتقدوا في الزمنة الحديثة أنها حكاية صحيحة ،فد َّ
بالصورة التي وجدوها عليها .ولما سمع المسلمون هذه الحكاية من اليهود
ونوها مختصرة في القرآن كأنها صحيحة، ولم يعرفوا أنها خرافة ،د َّ
وأوردوها مفصلة في الحاديث .وقد قبلها اليهود هذد القصة لنهم أخطأوا
فهم معنى فقرة في سفر التكوين .وكل ما كتب في التلمود عن معاشرة
الملئكة للنساء الدميات ناشئ عن تفسير تلك الفقرة ،وهي« :وحدث لما
ولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات ابتدأ الناس يكثرون على الرض و ُ
الناس أنهن حسنات ،فاتخذوا لنفسهم نساء من كل ما اختاروا ..كان في
الرض طغاة (في العبرية :النفيليم) في تلك اليام .وبعد ذلك أيضا ً إذ دخل
بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولداً .هؤلء هم الجبابرة الذين منذ
الدهر ذوو اسم» (تكوين 6:1و 2و .)4والقول «أبناء الله» يصف التقياء
الصالحين الذين تناسلوا من شيث ،ابن آدم الثالث .والرجح أن معنى كلمة
نفيل (وجمعها «نفيليم» في العبرية) هو مثل قولنا في اللغة العربية
«نبيل» وجمعها نبلء .وقال البعض إنها تدل على العتاة الذين يتعدّون على
الضعاف ويظلمونهم .وترجم كتاب «ترجوم أونتلوس» كلمة «نفيليم»
قة َ الواردة في الية المتقدمة بكلمة كلدية معناها بالعربية «الجبابرة» مشت ّ
من أصل هذه الكلمة العبرية ،ول شك أن هذا هو الصواب .ولكن لما كان أحد
مفسري قدماء اليهود (واسمه يوناثان بن عزئيل) يجهل معنى كلمة
هم أن معناها «الملئكة الساقطين» «نفيليم» العبرية النادرة الستعمال تو َّ
سر آية تكوين 4:6بأن شمحزاي وعزئيل هبطا من السماء وكانا على فف َّ
الرض في تلك اليام .فمن هنا نرى أن منشأ هذه الخرافة من أولها إلى
آخرها عن أشتر المذكورة في «مدراش يلكوت» هو الخطأ الذي اقترفه هذا
الرجل وغيره ممن نحا نحوه ،فقبلوا إحدى خرافات عبدة الصنام البابليين
جهلً ،وتوهموا أنها تبين معنى آية في التوراة التبس عليهم معناها فلم
يفهموها .ومع ذلك فل عذر لهم ،فإن أحد علماء اليهود المفسرين ،وهو
سر هذه اللفظة وشرح معناها أقدم منهم عهدا ً وزمنا ً وأرسخ منهم قدماً ،ف َّ
الحقيقي الذي التبس عليهم .ووصل هذه الخرافات نهايتها القصوى حينما
فق المنسوب كذبا ً وزورا ً إلى النبي أخنوخ أن عدد ورد في الكتاب المل َّ
الملئكة الذين هبطوا من السماء بلغ ،200وسبب هبوطهم جميعا ً أنهم
اقترفوا الفسق مع النساء .ونورد هنا الفقرة التية من «كتاب أخنوخ»
المشار إليه ،مترجمة من اللغة الحبشية ،لن الصل اليوناني لهذا الكتاب
وصل إلينا بحالة مهشمة ناقصة .وإليك ترجمة هذه العبارة« :رأت (بنات
الناس) أن الملئكة وهم أبناء السموات قد افتتنوا بهن ،وقالوا بعضهم
لبعض :تعالوا نأخذ لنفسنا زوجات من بنات الناس ونخلف أولدا ً لنفسنا.
َ
فقال لهم سميازا (أي شمحزاي) الذي هو رئيسهم ..وعل ّم إزازيل (أي
عزازيل) بني آدم صناعة السيوف والخناجر والتروس والدروع لصدورهم،
وأراهم وأعقابهم ومصنوعاتهم (يعني الساور والحلي) واستعمال الكحل
لتزجيج أهداب عيونهم ،واستعمل جميع أنواع الصباغة المتنوعة وعملة الدنيا
(أي النقود التي يتعامل بها النسان في هذه الدنيا)»( .كتاب أخنوخ فصل 6
آية 2و 3وفصل 8آية .)1هل الله أمسك الجبل فوق رؤوس بنى إسرائيل
ليوقع الرعب والفزع فى أفئدتهم قصص وفروض اقتبسها المسلمون من
َ
اليهود لم تكن مطابقة لنصوص التوراة ،بل موافقة للخرافات التي أل ّفها
كَتَبة اليهود .أورد القرآن في قصص يوسف وداود وشاول (طالوت) أموراً
شتى لم يرد لها ذكر في العهد القديم ،ولكنها وردت في خرافات اليهود،
منها م الجبل فى القرآن الجبل فى كتب جهال اليهود الجبل فى قصة
هندية ورد في العراف « 7:171وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه
واقع بهم خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون» .وورد مثله
في البقرة 2:63و 93ومعنى ذلك أن الله سبحانه شرع في إعطاء التوراة
لبني إسرائيل ،ولما رأى منهم عدم الرضى بقبولها رفع أو نتق جبل سيناء
فوقهم وأمسكه على رؤوسهم ليوقع الرعب والفزع في أفئدتهم .وردت
هذه القصة في الكتاب اليهودي «عبوداه زاراه» الفصل الثاني ونصها« :قد
سترتكم بالجبل كغطاء» .ول حاجة للقول إن هذه الخرافة ل أثر لها في
سري اليهود .فورد في التوراة ،ولكن منشأها وهم وسوء فهم بعض مف ِّ
سفر الخروج 32:19أنه لما نزل موسى من الجبل ورأى بني إسرائيل
يعبدون العجل الذي صنعوه ،غضب وطرح من يديه اللوحين اللذين كانا
منقوشا ً فيهما العشر الوصايا وكسرهما في أسفل الجبل .فمن قوله «في
أسفل الجبل» يُفهم أن هذين اللوحين كُسرا عند سفح الجبل وليس تحت
الجبل .ولكن لما كان اليهود الذين في العصور المتأخرة مولعين بالغرائب،
لووا معنى الكلمات وصرفوها عن حقيقتها وابتدعوا الخرافة المتقدمة
لتفسير هذه الية تشبه قصة هندية وردت في مجلة «كتب سانسكريت»
بخصوص «كرشنا» أحد آلهتهم ،فقد رووا أنه في ذات يوم لما رغب أن يقي
سكان مدينة «كوكلة» مسقط رأسه من غوائل زوبعة وأمطار رفع جبلً
َ
اسمه «كووردهنة» من قاعدته الحجرية ،وهو أعظم كل الجبال ،وعل ّقه
سبعة أيام وسبع ليال بأطراف أصابعه فوق رؤوسهم كمظلة .ول نعرف
باليقين إذا كان اليهود قد أخذوا هذه القصة من الهنود أم ل ،ولكن من
الواضح أن القصة الواردة في القرآن هي نفس القصة الواردة في كتب
اليهود .ومع ذلك فهذه القصة ويوجد أيضا ً في القرآن غرائب بخصوص ما
حصل في البرية في أيام موسى ،منها قوله إن العجل الذهبي المشار إليه
خوار» وأنه خار لما أُخرج من أتون النار ،فورد في العراف 7:148 «له ُ
وفي سورة طه 20:87و« 88فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجل ً جسداً
له خوار» .وأصل هذه القصة موجود في كتاب «فرقى ربي ألعازار» (فصل
،)45وهاك ترجمة أصل أقواله العبرية« :وهذا العجل خرج خائرا ً فرآه بنو
إسرائيل .وقال «ربي يهوداه» إن سمائيل كان مختفيا ً في داخله وكان
يخور ليغش إسرائيل» .ول شك أن محمدا ً أخذ هذا النبأ من اليهود الذين
(من سوء حظه) خدعوه لنهم اختلقوا هذه الخرافة من عالم أوهامهم .ولم
ماهيلتفت محمد إلى اسم الشخص المذكور في هذه القصة اليهودية ،فس ّ
«السامري» .وكثيرا ً ما وردت كلمة «السامري» في العهد الجديد ،ومرة في
العهد القديم .وكان اليهود يعتبرون السامريين أعداءهم ويعتقدون أنهم
زاغوا عن سواء السبيل بسبب الخطأ والجهالة .ولكن بما أن مدينة السامرة
ن إل بعد وفاة موسى بنحو أربعمائة سنة ،فيتعذر علينا أن نفهم كيف لم تُب َ
ماه .ل بد أن محمدا ً قصد أن يكتب
ّ مس
ُ وجود قبل السم وجود يمكن
ً
«السمائيل» عوضا عن السامري .ولكن بما أنه لم يكن يعلم أن اليهود
يسمون ملك الموت «سمائيل» توهم أن هذا هو اسم الرجل الذي صنع
العجل الذهبي كما هو واضح من منطوق القرآن .فالقرآن إذن مخالف
للتوراة في هذه القضية ،لن التوراة ذكرت أن هارون هو الذي صنع العجل
خوفا ً من اليهود .ثم إن ما ذكر في سورة البقرة 2:51وفي النساء 4:153
من أن بعض السرائيليين رأوا الله فماتوا ،ثم بعثهم وأحياهم ثانية ،فهو
سلت لجلهم مأخوذ من خرافات اليهود ،وقد ورد فيها أن التوراة ذاتها تو َّ
فعادت أرواحهم إلى أجسادهم )1( .في اقتباسات أخرى: