You are on page 1of 6

‫االيزوتيريك ؟؟؟ هل سمعت به ؟؟؟ تعال اخبرك عنه ؟؟؟‬

‫ما هو االيزوتيريك‬
‫اإليزوتيريك او الدرب الى باطن االنسان ‪ ،‬هو الطريق الى معرفة الذات عبر التطبيق العملي ‪...‬‬
‫هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح المقدرات العقلية و القوى الخفية الهاجعة في‬
‫أعماق كل انسان‪ ،‬وذلك بهدف التطور و الوعي على كل صعيد ‪ ،‬و ال نقول بهدف التوصل الى‬
‫الذكاء السامي و سبر أغوار األبعاد الفكرية فحسب ‪ ...‬بل الوعي لمجريات األمور ‪ ،‬والسير‬
‫باالنسان نحو األفضل واألكمل واألشمل ‪ ...‬انطالقا ً من أنّ االنسان هو سيد نفسه و مصيره‪* .‬‬
‫واقع االيزوتيريك‬
‫في القدم ‪ ،‬كان االيزوتيريك ‪ ،‬أو علم الذات الباطنية‪ ،‬الشغل الشاغل لكل من وطأ األرض وعاش‬
‫عليها ‪ .‬اذ أن معرفة االنسان لنفسه هي المعرفة الوحيدة التي كان يتوق اليها الكائن البشري ‪،‬‬
‫ويسعى جاهدا الكتسابها‪.‬‬
‫دب االنسان على األرض ‪ ،‬بدأ هذا الشعور الداخلي يستيقظ ‪ -‬شعور التوق الى معرفة‬ ‫منذ ما ّ‬
‫مر الزمن ‪ ،‬استمر هذا الشعور ينمو حينا ويخبو أحيانا أخرى‪ ،‬تبعا‬ ‫مكنونات نفسه ‪ .‬وعلى ّ‬
‫لثقافات وحضارات الشعوب التي ازدهرت بها األرض ‪ .‬لكن جوهر هذا الشعور لم يتغير‪ ،‬بل بقي‬
‫ذاته في النفس االنسانية ‪.‬‬
‫وكان انسان الماضي السحيق يدرك ضمنيا أن معرفته لنفسه ستشمل معرفة الطبيعة والكون ‪.‬‬
‫لذلك اكتفى انسان تلك االزمنة الغابرة بالسعي الحثيث لمعرفة نفسه ‪ ،‬تلك المعرفة التي ستؤهله‬
‫لدراية و ادراك كل ما حوله ‪.‬‬
‫لكن مسيره على درب المعرفة لم يدم طويال ‪ ...‬فقد حاد االنسان عن المسار السليم الذي كان‬
‫ينتهجه في غابر األزمان ‪ ،‬لذا استحالت عليه معرفة نفسه ‪ ،‬تلك المعرفة األسمى قداسة واألرقى‬
‫شمولية‪ ،‬اذ أنها المعرفة الروحية ذاتها !‬
‫وبعدما أدرك االنسان عجزه عن معرفة نفسه ‪ -‬كونه تخلّى عن المنهج االنساني الصحيح ‪ -‬راح‬
‫يبحث عن معرفة ما يقع عليه بصره وما تطاله يداه ‪ ،‬أي معرفة الطبيعة والمادة‪ ،‬معرفة المنظور‬
‫والملموس ‪ .‬وكذلك حاول اإللمام بعلم النجوم والكواكب واألفالك ‪ ...‬وكان ذلك بداية ابتعاده‬
‫الحقيقي عن نهج ذاته ‪ ،‬وبالتالى شروده عن الدرب المستقيم الذي كاد يوصله الى الهدف الذي‬
‫ُو جد ألجله ‪ ،‬لوال انقياده األعمى وراء الرغبات المادية‪ ،‬والشهوات الجسدية‪ ،‬التي لم تكن اال‬
‫لتسجن روحه ‪ ،‬وتقيد انطالقتها نحو األلوهية السامية ‪.‬‬
‫ذلك كان بدء الخروج عن الدرب القدرية التي رسمها المخطط االلهي‪ ،‬والتي كادت توصل االنسان‬
‫الى كنف الخالق ‪.‬‬
‫بالرغم من ذلك ‪ ،‬بقي االنسان يشعر‪ ،‬ضمنيا‪ ،‬بضرورة معرفة نفسه ‪ ،‬والتعمق في أسرار ذاته ‪...‬‬
‫م ّم ا جعل شعوب العالم تبتدع العلوم والمعارف العديدة والمتنوعة التي تدور في فلك االنسان ‪.‬‬
‫لكن ما من علم استطاع أن يسبر غور االنسان ‪ ،‬ويتعرف الى كنهه ‪ .‬فاالنسان نفسه كان بعيدا كل‬
‫البعد عن فهم ذاته ‪ .‬كان يسعى لمعرفة المادة والتعمق في تركيبها فحسب ‪ ،‬وقد انساق فعال وراء‬
‫زيفها‪ ،‬واستسلم لقيودها وحبائلها ‪ ...‬ظ ّنا منه أنها المعرفة الحقة والوحيدة ‪.‬‬
‫تاريخ االيزوتيريك‬
‫ابتدأت هذه العلوم الباطنية باالنتشار‪ ،‬بادىء ذي بدء‪ ،‬من الشرق األقصى‪ ،‬حيث حفظها أسالف‬
‫الحكماء الكبار في أماكن نائية ال تطالها يد البشر ‪ .‬ومن هنالك انطلق ما ُعرف ب‬
‫"األخوية‪ ‬البيضاء"‪ .‬فكان على كل من شاء اكتساب معرفة االنسان بسائر فروعها‪ ،‬ان يتدرج‬
‫بالمعرفة والتجارب والتطور الذاتي ‪ ...‬حتى ينتهي به المطاف في الشرق األقصى‪ ،‬حيث ُيسمح له‬
‫يتخرج " من تلك الجامعة‬‫ّ‬ ‫بالتعر ف ‪ ،‬ومن ثم االطالع على شتى العلوم الباطنية ‪ .‬وبعد أن "‬ ‫ّ‬
‫األم ‪ ،‬يضحي من واجبه أن يحذو حذو معلميه ‪ ...‬أي أن ينطلق في األرض ليوعي أخاه االنسان‬
‫ويرشده الى درب الحق !‬
‫بهذه الوسيلة ابتدأ علم االيزوتيريك يشق طريقه خارج اسوار الشرق األقصى‪ ،‬منذ قديم الزمان ‪.‬‬
‫لكنه ‪ ،‬حيثما تواجد‪ ،‬بقي سريا ال ُيسمح باالطالع عليه اال للطالب الحقيقيين ‪ ،‬أولئك الذين‬
‫يهدفون الى التكامل االنساني والعودة الى كنف الخالق ‪ ،‬بموجب المخطط االلهي الذي حدد مسار‬
‫العودة ‪.‬‬
‫وانتشر علم االيزوتيريك في سائر أقطار العالم ‪ ،‬انما بوسائل خفية أو متنكرة في معظم األحيان‪،‬‬
‫نظرا للظروف السياسية التي كانت تسود بلدانا كثيرة ‪ .‬فقد ظهر علم االيزوتيريك في الشرق‬
‫األوسط عبر العلوم الدينية االلهية ‪ ...‬وفي الشرق األدنى في علم الفراسة‪ ،‬وتوارد األفكار‪،‬‬
‫والقوى العقلية الغامضة ‪ ...‬وظهر في اليونان عبر علم األعداد‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والفلسفة ‪ ...‬وفي‬
‫مصر القديمة من خالل سر الخلود وسر البناء ‪ .‬وأيضا ً بواسطة " السحر " أو السيطرة والتحكم‬
‫بالعوامل الطبيعية ‪ ...‬وفي بالد ما بين النهرين عبر علم الفلك ‪ ،‬والتنجيم ‪ ،‬وأسرار الفضاء ‪...‬‬
‫كذلك في بعض البلدان األوروبية عن طريق علم النفس ‪ ،‬وعلم ال َكلِم ‪ ...‬كما ظهر في القارة‬
‫األميركية من خالل التح ّك م بالعناصر الطبيعية‪ ،‬والسيطرة على الحيوانات ‪ ...‬فما من بلد لم يظهر‬
‫في تاريخها علم االيزوتيريك بشكل أو بآخر ‪.‬‬
‫لكن الحقيقة تقول أن كل ما جاء ذكره ‪ ،‬كان أشبه بأقنعة لعلم االيزوتيريك ‪ ...‬أقنعة متنوعة كانت‬
‫كلها تخفي هذا العلم الواسع ‪ ،‬إن َعلِم االنسان بذلك أم لم يعلم !‬
‫وبالرغم من هذا التوسع و االنتشار أثناء العصور القديمة‪ ،‬بقي العلم الحقيقي‪ ،‬علم باطن االنسان‬
‫‪ ،‬خافيا ‪ ...‬ولم يبارح مقره األصيل اال بسرية تامة‪ ،‬حتى دخول العصر الحالي‬
‫مراجع االيزوتيريك‬
‫منذ منتصف القرن العشرين‪ ،‬قرر كبار الحكماء‪ ،‬أسياد " األخوية‪ ‬البيضاء‪ ‬العالمية " ‪ ،‬ضرورة‪W‬‬
‫نشر االيزوتيريك علنا ‪ ،‬وذلك بواسطة أشخاص كانوا قد كرسوا أنفسهم لهذا العمل المقدس ‪ .‬أما‬
‫أسلوب النشر‪ ،‬فكان يعتمد أساسا على مخطوطات االيزوتيريك القيمة و على التجربة الشخصية ‪.‬‬
‫بمعنى أن المعلم أو الطالب الذي يرغب في تقديم االيزوتيريك الى اآلخرين ‪ ،‬وجب عليه أن يسير‬
‫على الدرب الباطنية‪ ،‬درب الوعي والتطور بنفسه ‪ ،‬ومن ثم ينقل معرفته وخبرته الى اخوانه‬
‫ابناء البشر‪ .‬اذ أن مجرد االطالع على علم االيزوتيريك ومن ثم نقله الى العامة‪ ،‬كان أمراً‬
‫محظوراً ‪ .‬ألن االيزوتيريك علم يعتمد اعتماداً كليا ً على التطبيق العملي‪ ،‬وكذلك على الخبرات‬
‫الشخصية التي يكتسبها السائرون على درب معرفة الذات ‪ ،‬أو درب قدر البشر !‬
‫وهكذا بدأت المنشورات ‪ ،‬والكتب ‪ ،‬والمقاالت بالظهور بشكل وافر ُب َع ْيد منتصف القرن العشرين ‪.‬‬
‫وجميعها تتحدث عن علم االيزوتيريك الخالص ‪ ،‬أي العلوم الخافية التي لم يكن يسمح بنشرها أو‬
‫حتى االطالع عليها ‪ .‬وذلك بعدما قرر القيمون على هذه العلوم أن الوقت قد حان لنشرها علنا ً ‪...‬‬
‫فالبشرية‪ ،‬بوجه عام ‪ ،‬ما زالت تتخبط بالجهل ‪ ...‬خصوصا وأن حرية االختيار قد ُت ِركتْ لها في‬
‫انتقاء المصير الذي تريد‪ ،‬في الوقت الذي تشاء !‬
‫و هكذا بدأ االيزوتيريك يرى طريقه الى النور معتمدا ليس فقط على ما جاء قديما في المخطوطات‬
‫المقدسة‪ ،‬بل أيضا على خالصة ما اختبره وط ّبقه وعاشه أولئك الحكماء‪ ،‬كبار أسياد المعارف‬
‫الروحية‪ ،‬وكل من سار على ذات الدرب المقدسة ‪.‬‬
‫هدف االيزوتيريك‬
‫بناء على ما تقدم ‪ ،‬يتب ّي ن هدف االيزوتيريك السامي ‪ ،‬أال وهو توعية و تطوير االنسان ‪ ...‬وما‬
‫من سبب أو هدف آخر سوى توعية االنسان فقط ‪ ،‬انطالقا ً من محبة االنسان ألخيه االنسان ‪،‬‬
‫وتنفيذاً للمشيئة االلهية ‪.‬‬
‫يخبرنا االيزوتيريك أن عمر األرض محدد‪ ،‬كذلك عمر االنسان عليها ‪ ...‬بعد ذلك تنتهي مهمة‬
‫األرض ‪ ،‬فتفنى‪ ...‬وينتقل االنسان الذي رفض الوعي الى أرض جديدة حيث يتلقى هناك علوما ً‬
‫مكثفة في معرفة الذات ‪ .‬لكن اسلوب تلقي تلك العلوم هناك ‪ ،‬سيختلف عن األسلوب المتبع حالياً‪.‬‬
‫فاألسلوب الجديد سيكون صارما ً حيث أن انسان تلك األرض‪ ‬الجديدة‪ ‬سيفتقر الى حرية االختيار‬
‫التي يتمتع بها على هذا الكوكب األرضي !!! اذ أن انسان األرض‪ ‬الجديدة‪ ،‬لن يكون مخ ّيراً في‬
‫اكتساب علوم االيزوتيريك ‪ ،‬بل ستفرض عليه فرضاً‪ ،‬ولن تكون طريقه خالية من اآلالم‬
‫والعذاب ‪ ...‬حيث أنه ينعم اآلن بحرية اختيار درب المعرفة والوعي ‪ ،‬لكنه يسيء استعمال هذه‬
‫الحرية !‬
‫هدف االيزوتيريك هو ايصال كل انسان الى وعي ذاته ‪ ،‬ومعرفة حقيقتها ‪ .‬ولهذا األمر وحده‬
‫استمر هذا العلم على وجه األرض منذ أن استوى الوعي البشري ‪ ...‬بل استمر االيزوتيريك‬
‫بالتطور واالنتشار حتى كاد يعم شتى المجاالت العامة ‪ .‬وها هو اليوم يدخل كل نطاق ابتداء من‬
‫علوم الذرة وانتهاء بعلوم األكوان ‪ .‬ألنه العلم الوحيد الذي ابتدأ باكتسابه االنسان منذ وجوده‬
‫على األرض‪ ،‬والوحيد الذي استمر بالتطور والتوسع حتى الزمن الحاضر ‪ ...‬وهو لن يتوقف عن‬
‫التقدم اال متى وصل االنسان الى كامل معرفة ذاته ‪ .‬بذلك يكون االيزوتيريك قد خدم هدفه ‪ ،‬وأدّ ى‬
‫الرسالة التى وجد من أجلها ‪ ...‬أال وهي وعي التطور‪ ،‬والتطور في الوعي !‬
‫منهج االيزوتيريك‬
‫" ان العلم األفضل واألهم هو ذلك الذي يمكن تطبيقه عمليا ً ‪ ...‬ذلك الذي يؤدي باالنسان الى‬
‫التطور من خالل هذا التطبيق ‪ ...‬وال فائدة ترجى من علم يقوم على النظريات ‪ ،‬وال يقدم سوى‬
‫النظريات!! "‬
‫والواقع أن هذا القول الصائب يختصر منهج االيزوتيريك ‪ ،‬فعلم االيزوتيريك ال يرتكز إال على‬
‫التطبيق العملي ‪ ...‬بل هو التطبيق العملي لمجمل العلوم و المعارف و المبادىء التي تسير‬
‫باالنسان نحو التطور الذاتي ‪.‬‬
‫منهج االيزوتيريك اختياري ‪ ،‬غير محدد‪ ،‬بالرغم من أنه يرتكز على عدة بنود ومبادىء ‪...‬‬
‫اختياري‪ ،‬ألن باستطاعة أي انسان أن يرسم النهج الذي يريد‪ ،‬ويسلك الطريق التي يشاء ‪...‬‬
‫طالما هو يقوم بتطبيق تلك المبادىء والبنود األساسية‪ ،‬والمبادىء األساسية لهذا المنهج الكامل‬
‫والمتكامل ُتختصر في كلمات ثالث ‪ :‬محبة ‪ -‬وعي – تطبيق‬
‫واذا ما قمنا بتحليل أو تشريح هذه المبادىء الثالثة‪ ،‬نجدها تتفرع وتتكامل حتى تشمل كل شيء‬
‫في الحياة االنسانية‪ ،‬فيكتمل االنسان بها ‪.‬‬
‫وبقدر ما يقوم بتطبيق هذه المبادىء ‪ ،‬بقدر ما يعي ويتفتح ويتوسع بالوعي ‪ ...‬اذ أن منهج‬
‫االيزوتيريك هو طريقة حياة عملية تطبيقية‪ ،‬كاملة متكاملة ‪.‬‬
‫االفادة من االيزوتيريك‬
‫ذكرنا أن علم االيزوتيريك ليس علما ً نظرياً‪ ،‬ليس معلومات االطالع عليها أمر اختياري ‪ ،‬ليس‬
‫ثقافة عامة يستطيع من يشاء أن يطالعها‪ ،‬ثم يهملها !‬
‫علم االيزوتيريك طريقة حياة يحياها االنسان يوما بعد يوم ‪ ...‬وطريقة الحياة هذه سوف تؤدي‬
‫بسالكها الى الوعي والتطور ‪ -‬وال نقل الى الذكاء السامي وال ُبعد الفكري فقط ‪.‬‬
‫فالتطبيق الحياتي يعني انفتاحا على الجديد‪ ،‬ويعني كذلك تمرين وعي الطالب على احتواء‬
‫المزيد ‪ ...‬تمرين فكره على التحليل‪ ،‬وبالتالي على التمييز واالستنتاج ‪ ...‬تمرين طاقاته الباطنية‬
‫على التف ّت ح والعمل بعدما كانت هاجعة ‪ ...‬تمرين نفسه على العمل بنظام وانتظام ‪ ،‬بذلك يحيا‬
‫بروية وتف ّهم ‪ ،‬ومن ثم ايجاد الحل‬ ‫الزمن مضاعفا ‪ ...‬تمرين ذاته على تق ّبل المصاعب الحياتية ِّ‬
‫المناسب لكل منها بسهولة و موضوعية ‪ ...‬الى ما هنالك من انجازات سوف يتحقق منها كل من‬
‫اتبع االيزوتيريك كنهج حياتي‬
‫االيزوتيريك و الباراسيكولوجيا‬
‫ان أول ما يتبادر الى ذهن األشخاص العاديين الذين لم يتعرفوا الى االيزوتيريك عن كثب ‪ ،‬هو أن‬
‫االيزوتيريك مجرد تسمية أخرى للباراسيكولوجيا ‪ ...‬والواقع أن هذا الظن خاطىء ! فااليزوتيريك‬
‫قد يلتقي مع الباراسيكولوجيا في عدة نواحي ‪ ،‬لكنه يختلف معها من نواح اخرى ‪ ...‬علما أن‬
‫والتعرف‬
‫ّ‬ ‫الباراسيكولوجيا ليس اال محاولة علماء النفس للخروج من نطاق مادة الجسد الكثيفة‪،‬‬
‫الى الواقع الباطني في االنسان !‬
‫ونعود لنذ ّك ر أن هدف انسان االيزوتيريك هو التطور في الوعي ‪ ،‬لتصبح حياته أكثر تطوراً !‬
‫ون ّت جه ثانية لنقارن بين هدف االيزوتيريك وهدف الباراسيكولوجيا‪ ،‬فنجد أن األول ينطلق من‬
‫ال ُبعد االنساني ليصل الى ال ُب عد االلهي ‪ ...‬فيما الثاني يتوقف عند قسم محدود من ال ُبعد االنساني‪،‬‬
‫فحتى هذا القسم ال تشمله الباراسيكولوجيا ب ُر ّمته !‬
‫واالنسان الواعي سيتحقق بنفسه من هذه الفوارق بين االيزوتيريك والباراسيكولوجيا ‪ ،‬وسيم ّيز‬
‫بين هدف كل منهما أثناء مسيرته على الدرب الباطنية‪ ،‬درب االيزوتيريك‬
‫االيزوتيريك و الميتافيزيقيا‬
‫في غابر األزمان ‪ ،‬لم تكن المعرفة مقسمة أو مجزأة الى مواضيع واختصاصات شأن العلوم‬
‫الحالية ‪ .‬فنحن اليوم نسمع باسماء علوم كثيرة منها علم الفيزياء‪ ،‬وعلم الكيمياء‪ ،‬كذلك علم‬
‫النفس ‪ ،‬والطب ‪ ،‬وعلم الذرة وعلم الفلك ألخ ‪ ...‬أما في الماضي السحيق فكانت المعرفة علما ً‬
‫واحداً‪ ،‬هو علم االنسان ‪ ...‬الذي كان يشمل سائر العلوم ‪.‬‬
‫فالمعاهد القديمة لم تكن برامجها تسمح للطالب بدراسة علم الطب لوحده دون علم الهندسة ‪...‬‬
‫تدرس علم االنسان ككل ‪،‬‬ ‫أو علم الفلك دون علم الذبذبات الصحية مثال‪ ...‬بل كانت المعاهد ّ‬
‫فيكتسب الطالب سائر العلوم التي ُتعتبر أجزاءاً من علم االنسان !‬
‫ومع مرور الزمن ‪ ،‬وبعدما تكثفت العلوم المادية حتى باتت تشكل عائقا ً أمام تطور االنسان‬
‫وانطالق وعيه ‪ ...‬وبعد أن شرد االنسان عن الدرب القويم ‪ ،‬وأغلقت منافذ الوعي فيه ‪ ...‬وبعدما‬
‫غاصت معظم خاليا دماغه في ال وعي مطبق ‪ ،‬لم يعد باستطاعة االنسان أن يل ّم بما كان يل ّم به‬
‫قديما ً من علوم ‪...‬ألن وعيه المتضائل لم يعد باستطاعته استيعاب سائر العلوم ‪ .‬آنذاك ‪ ،‬نظام‬
‫جديد ُو جد ‪ ...‬وكأن الحكمة االلهية قررت أن يقوم االنسان بدراسة علم واحد أو عِ ْلم ْين ‪ ،‬دون‬
‫سائر العلوم ‪ ...‬على أن يطرق باب علم مختلف في كل دورة حياتية الحقة ! بذلك يكتسب سائر‬
‫العلوم عبر مراحل حياتية عديدة‪ ،‬فيتفتح وعيه تدريجياً‪ ،‬ويصل رويداً رويداً الى علم االنسان‬
‫الكامل ‪ .‬عندها تتفتح جميع خاليا دماغه ‪ ،‬ويصبح كتلة وعي واحدة ‪.‬‬
‫االيزوتيريك و الجمعيات أو معاهد معرفة الباطن األخرى‬
‫منذ البدء ‪ -‬بدء حياة االنسان على األرض ‪ -‬رسمت الطريق التي يجب على االنسان سلوكها من‬
‫أجل العودة الى الخالق ‪ .‬ووضعت األنظمة و القوانين التي يجب اتباعها لتسهيل تلك المسيرة‬
‫سجل في الوعي الباطني االنساني ‪.‬‬ ‫المقدسة‪ ،‬وكل ذلك قد ّ‬
‫سار البعض على تلك الطريق ‪ ،‬وشرد البعض اآلخر عن اتباع تلك األنظمة‪ ،‬وعن انتهاج الدرب‬
‫المقدسة ‪ .‬ولما وجد القيمون أن االنسان قد تاه عن وعيه الباطني ‪ ...‬ارتأوا تجميع تلك األنظمة‬
‫والقوانين فى مخطوطات خاصة ‪ ،‬وتأسيس معهد خاص لتعليم االنسان ‪ ،‬بل لتذكيره بما يجب‬
‫انتهاجه للعودة الى األصل ‪ .‬وكان هذا المعهد هو المعهد الباطني األول من نوعه على وجه‬
‫األرض‪ ،‬وقد سمي ب " األخوية‪ ‬البيضاء‪" ! ‬‬
‫رواداً‬
‫متفوقين و ّ‬
‫ّ‬ ‫خرجت معلمين‬ ‫ومضت عهود و أزمان على تأسيس هذه األخوية األولى التي ّ‬
‫على درب الوعي ‪ ،‬وقادة ادراك قل ّ نظيرهم ‪ ...‬انطلقوا من هذه األخوية‪ ،‬وانتشروا في أنحاء‬
‫العالم أجمع ‪ ،‬يؤسسون معاهد أخرى ذات درجات وأسماء مختلفة ‪ ...‬لكنها جميعا ً كانت تتبع ذات‬
‫األنظمة التي تأسست عليها األخوية األم ‪ -‬األخوية‪ ‬البيضاء‪ . ‬وذلك سعيا ً منهم لتثقيف الشعوب‬
‫وتوعية باطن كل انسان ‪ ،‬حسب مستوى وعيه ‪.‬‬
‫وأظهرت هذه المعاهد الباطنية نتائج متفوقة فى بادىء األمر ‪ .‬لكن الشرود عن طريق الحق بدأ‬
‫مع غياب المؤسسين ‪ ...‬واستمر مع التغييرات التي طرأت على كل معهد‪ ،‬حتى بات العدد األكبر‬
‫من تلك المعاهد الباطنية صورة معاكسة أو مزيفة عن األصل ‪ ...‬شأن معظم المعاهد الباطنية‬
‫المتواجدة حاليا ً على األرض ‪ ...‬وبالتالي انقطع اتصالها مع األخوية األم ‪.‬‬
‫وبعدما تدّ رك الوعى البشري الى الحضيض ‪ ،‬وبعد أن كثر التهافت على المصالح الفردية‪ ،‬السيما‬
‫داخل المعاهد التي ما زالت تدعي انتسابها الى األخوية‪ ‬البيضاء‪ ،‬ارتأى القيمون أن الوقت قد حان‬
‫العادة االنسان الضال الى الدرب القويم ‪ .‬فباشر البعض من الق ّيمين تصميم المخطط الذي سيعيد‬
‫كافة المعاهد الباطنية الى األصل ‪ ،‬ويجعل من كل مريد عضواً في " األخوية‪ ‬البيضاء‪ " ‬عبر درب‬
‫االيزوتيريك ‪ ،‬أو عبر النهج األساسي الذي كان متبعا في " األخوية‪ ‬البيضاء‪. " ‬‬
‫هذا مع العلم أن االيزوتيريك لن يعمل على دخول الجمعيات أو المعاهد الباطنية ‪ ...‬فهدفه ليس‬
‫محتويا ً من قبل أي كان ‪ ...‬ألن األصل‬ ‫َ‬ ‫التوسع في هذا المضمار‪ ،‬بل أن يحوي الجميع ‪ ،‬وأال يكون‬‫ّ‬
‫حتويا ً في شيء !‬
‫يحوي الكل ‪ ...‬وال يكون ُم َ‬
‫االيزوتيريك و معرفة الذات‬
‫االيزوتيريك ليس معرفة الذات فحسب ‪ ،‬بل تطبيق معرفة الذات عمليا ً في الحياة !‬
‫" ان معرفة الذات هي أ ّم كل معرفة ! " عبارة قالها األقدمون ‪ .‬وبعدها كانت انطالقة الفكر‬
‫الفلسفي اليوناني ‪ .‬فمعرفة الذات هي الهدف األول من علم االيزوتيريك ‪ ،‬لكنه ليس الهدف األخير‬
‫‪ .‬ألن معرفة الذات تعتبر اكتمال وعي االنسان ‪ ،‬أو وصوله الى العرش االنساني ‪ .‬يليها مرحلة‬
‫اخرى ارقى حكمة و معرفة و تطوراً ‪ ...‬وهذا ما سترتقي اليه روح االنسان الذي انطلق من‬
‫معرفة الذات ‪ ،‬الى تطبيق هذه المعرفة‪ ،‬ومن ثم تجاوزها الى معرفة الكون ‪.‬‬
‫فمعرفة االنسان لنفسه أمر واجب ‪ ،‬اذ أن االنسان هو المحور والمنطلق ‪ .‬لكن معرفة الكون كذلك‬
‫أمر ضروري ‪ ،‬ألن االنسان نفسه هو جزء من هذا الكون ! والشيء المهم والملفت للنظر هو أن‬
‫معرفة الكون سوف تنطلق من معرفة الذات ‪ ...‬فالذات االنسانية هي المحور ‪ ،‬وهي أساس كل‬
‫شيء !‬
‫معرفة االنسان لذاته هي ذلك الحلم الذي لطالما راود الفالسفة والعلماء‪ ،‬والذي سعى اليه العظماء‬
‫واألعيان ‪ ...‬واعتقد الجسم الطبي يوما ً أنه وصل اليه ! لكن الواقع يؤكد أن ما من أحد استطاع‬
‫الوصول الى معرفة االنسان سوى من امتلك علم االيزوتيريك ‪ ،‬وسلك درب الوعي والتطور!‬
‫علما ً ان معرفة الذات في مفهوم االيزوتيريك ‪ ،‬تشمل التطبيق العملي لهذه المعرفة ‪.‬‬
‫ما نقصده بكلمة " الذات " هو ذلك الجزء االلهي السامي في االنسان ‪ ،‬ذلك الجزء الخفي الذي‬
‫تتجاهل او تجهل العامة وجوده ‪ ...‬أنه المس ّير الحقيقي للكائن البشري ‪ ،‬بل هو االنسان الحق‬
‫االيزوتيريك في الكون‬
‫كان وما زال علم االيزوتيريك العلم األشمل واألوسع ‪ .‬نقول ‪ :‬كان و ما زال ‪ ...‬ألنه كان قبالً‪،‬‬
‫كان هو علم االنسان منذ أن استوى االنسان واعيا ً على األرض ‪ ...‬وما زال ‪ ،‬ألنه ها هو يشرق‬
‫من جديد على الوعي االنساني ‪ ،‬ليرتقي به الى األسمى ! وسيبقى االيزوتيريك ‪ ،‬ألنه األبقى‪،‬‬
‫وألنه األكمل !‬
‫درس في سائر طبقات‬ ‫حقيقة واقعية تأكد منها الطالب المتفوقون وهي أن علم االيزوتيريك ُي ّ‬
‫الكون ‪ ...‬وليس على األرض فقط ! ألنه استمرارية‪ ،‬وألنه الطريق الى الحق !!!‬
‫حيثما يوجد االنسان ‪ ،‬على األرض أو في عالم الماوراء‪ ،‬متجسداً أو من دون جسد ‪ ...‬يعتبر علم‬
‫االيزوتيريك هو األشمل واألسمى ‪ ،‬ألنه علم الروح ال المادة‪ ،‬والجوهر ال الجسد !‬
‫في جميع طبقات الوعي الماورائية‪ُ ،‬يل َّقن علم االيزوتيريك ‪ ،‬ألنه الوحيد الذي يصلح فى تلك‬
‫الطبقات كافة ‪ .‬فهو علم الذات وتطوير الوعي ‪.‬‬
‫الدرب القدر ّي ة تمتد عبر األزمان واألكوان ‪ ،‬تنطلق من صميم االنسان ‪ ،‬وتمتد وتتمدد‪ ،‬ترتفع‬
‫وتسمو حتى طبقات الفضاء األعلى ‪ ...‬فالعوالم الماورائية التي تحوي روح االنسان ‪ ،‬ليست‬
‫محدودة‪ ،‬وال معدودة ‪ .‬وأينما تواجد االنسان ‪ ،‬امتدت الدرب القدرية ‪ ...‬وعلى تلك الدرب يتلقى‬
‫االنسان علم االيزوتيريك ‪ ...‬ليتابع ‪ ،‬ويتابع ‪ ...‬فالهدف هو أن يصل الى حيث المعرفة الكاملة‬
‫التي ال معرفة بعدها !‬
‫يوعون االنسان و‬‫والمعلمون الحكماء ينتشرون في كل مكان ‪ ،‬على األرض وفيما وراء األرض ‪ّ ،‬‬
‫يقدمون اليه المعرفة التي من شأنها أن تقربه أكثر فأكثر من نفسه ‪ ،‬ومن الدرب التي يجب أن‬
‫يسلكها نحو الهدف ‪.‬‬
‫مستقبل االيزوتيريك‬
‫ال نبالغ اذا ما أ ّكدنا أن االيزوتيريك سوف يشمل كل علم وجد على سطح األرض ‪ .‬وهذا الواقع‬
‫ليس بعيد التحقيق ‪ ،‬ألن المستقبل قد بدأت معالمه تظهر رويداً رويداً ‪.‬‬
‫الطب ‪ ،‬وعلم النفس ‪ ،‬وأيضا ً علم الهندسة واألرقام ‪ ،‬والعلوم‬ ‫ّ‬ ‫ها هو االيزوتيريك ‪ -‬قد بدأ يجتاح‬
‫التاريخية والجغرافية ‪ .‬وتدريجا ً ‪ ،‬سوف يغزو كل علم على وجه األرض ‪ ...‬ال ليجعل من شتى‬
‫العلوم علوما ً ايزوتيريكية‪ ،‬فذلك ليس الهدف ‪ ،‬بل ليصبح االيزوتيريك هو العلم الوحيد على‬
‫األرض الذي يشتمل على شتى العلوم ‪ ،‬ألنه بكل بساطة علم االنسان الشامل !‬
‫المستقبل القريب ‪ ،‬وليس البعيد‪ ،‬سيشهد انطالقة االيزوتيريك في سائر الحقول والمجاالت العلمية‬
‫لينظ م شتى العلوم ويعرفها الى الحقيقة‪ ،‬ويكشف الجانب الخفي‪ ،‬الجانب الحقيقي منها‪.‬‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫أما المستقبل البعيد‪ ،‬فسيشهد احتواء االيزوتيريك للعلوم جمعاء‪ ،‬وبالتالي سوف يصبح‬
‫يدرس في مناهج المعاهد والجامعات ‪ ...‬ليس ألنه علم االنسان‬ ‫االيزوتيريك العلم الوحيد الذي ّ‬
‫فحسب ‪ ،‬بل ألنه علم الكون من خالل االنسان !‬
‫نرى انسان اليوم يسعى الى البحث عن خفايا األمور أكثر من انسان األمس ‪ ،‬وكأن انسان‬
‫الحاضر قد ضاق ذرعا بالجهل يراه من حوله ‪ ،‬وبقيود المادة التي تك ّبله ‪ ،‬وتمنعه من التحليق في‬
‫فضاء الذات ! وهذا ما جعل االيزوتيريك يتحرك ‪ ...‬وها هي تباشيره تلوح في األفق ‪ ...‬فاالنسان‬
‫الذي يطلب ‪ ،‬ال بد أن ُيعطى ‪ ...‬وحين يسعى ال بدّ أن ينال ‪ .‬وها ان االيزوتيريك يكشف كل ما‬
‫كان خافيا ً ‪ ...‬وكل ما كان حكراً على األعيان والملوك ‪ ...‬ألن الملك الحقيقي هو االنسان !‬
‫وهذا ما سيتحقق مستقبالً ‪ ،‬ليس في المستقبل البعيد‪ ،‬بل القريب ‪ ،‬والقريب جداً !‬
‫والعناية االلهية تبارك وتأخذ بيد كل من سعى واعيا ً نحو الحقيقة و الحق !!‬

You might also like