Professional Documents
Culture Documents
مذكرة في التربية
مذكرة في التربية
مذكرة في التربية
1
المحتويات
.1الولد يتعلمون حسبما يعاملون 3............................................
.2خمسين فكرة لزرع الثقة في طفلك4...........................................
.3أساليب التربية 6..............................................................
.4عقاب البناء ..مهارة وفن 14.................................................
.5التربية بالمكافئة 27............................................................
.6التربية بالقصة 32..............................................................
2
خمسين فكرة لزرع الثقة في طفلك
.1امدح طفلك أمام الغير
.2ل تجعله ينتقد نفسه.
.3قل له(لو سمحت) و(شكرا)
.4عامله كطفل واجعله يعيش طفولته.
.5ساعده في اتخاذ القرار بنفسه.
.6علمه السباحة.
.7اجعله ضيف الشرف في إحدى المناسبات.
.8اسأله عن رأيه ,وخذ رأيه في أمر من المور.
.9اجعل له ركنا في المنزل لعماله واكتب اسمه على إنجازاته.
.10ساعده في كسب الصداقات ,فان الطفال هذه اليام ل يعرفون كيف يختارون
أصدقائهم
.11اجعله يشعر بأهميته ومكانته وأن له قدرات وهبها ال له .
.12علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ اليمان بال.
.13علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس.
.14علمه كيف يقراء التعليمات ويتبعها.
.15علمه كيف يضع لنفسه مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها.
.16علمه مهارة السعافات الولية.
.17أجب عن جميع أسئلته
.18أوف بوعدك له.
.19علمه مهارة الطبخ البسيط كسلق البيض وقلي البطاطا وتسخين الخبز وغيرها.
.20عرفه بقوة البركة وأهمية الدعاء.
.21علمه كيف يعمل ضمن فريقه.
.22شجعه على توجيه السئلة.
.23أجعله يشعر أن له مكانة بين أصدقائه.
.24أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه.
.25كن في أول يوم من أيام المدرسة معه.
.26ارو له قصصا من أيام طفولتك.
.27اجعل طفلك يلعب دور المدرس وأنت تلعب دور التلميذ.
.28علم طفلك كيف يمكن العثور عليه عندما يضيع.
.29علمه كيف يرفض ويقول (ل) للخطأ.
.30علمه كيف يمنح ويعطي.
.31أعطه مال يكفي ليتصرف به عند الحاجة.
3
.32شجعه على الحفظ والستذكار.
.33علمه كيف يدافع عن نفسه وجسده.
.34اشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه.
.35ل تهدده على الطلق.
.36أعطه تحذيرات مسبقة.
.37علمه كيف يواجه الفشل.
.38علمه كيف يستثمر ماله.
.39جرب شيئا جديدا له ولك في آن معا مع معرفة النتائج مسبقا.
.40علمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها.
.41شاطره في أحلمه وطموحاته وشجعه على ان يتمنى.
.42علمه عن اختلف الجنسين بين الذكر والنثى من وحي آيات القرآن الكريم.
.43علمه القيم والمبادئ السليمة والكريمة.
.44علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته.
.45امدح أعماله وإنجازاته وعلمه كتابتها.
.46علمه كيف يتعامل مع الحيوان الليف.
.47اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك.
..48اجعل له يوما فيه مفاجآت.
.49عوده على قراءة القرآن كل يوم.
.50أخبره انك تحبه وضمه إلى صدرك ,فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه
4
أساليب
التربية
5
أساليب التربية
للتربية أساليب متعددة ،منها:
ويجب الحذر من أن تتحول الملحظة إلى تجسس ،فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز
ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لنه لن يثق بعد ذلك بالمربي ،وسيشعر أنه شخص غير موثوق به،
وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الشياء عند أصدقائه أو معارفه ،ولم يكن هذا هدي النبي _صلى ال
عليه وسلم_ في تربيته لبنائه وأصحابه.
كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لن الطفل وبخاصة
المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه ،ويحب أن يكون رقيبا على نفسه ،ومسؤولً عن
تصرفاته ،بعيدا عن رقابة المربي ،فتتاح له تلك الفرصة باعتدال.
وعند التربية بالملحظة يجد المربي الخطاء والتقصير ،وعندها ل بد من المداراة التي تحقق
المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل ،والمداراة هي الرفق في التعليم وفي المر والنهي ،بل
إن التجاهل أحيانا يعد السلوب المثل في مواجهة تصرفات الطفل التي يستفز بها المربي،
وبخاصة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة ،حيث يميل الطفل إلى جذب
النتباه واستفزاز الوالدين والخوة ،فل بد عندها من التجاهل؛ لن إثارة الضجة قد تؤدي إلى
تشبثه بذلك الخطأ ،كما أنه ل بد من التسامح أحيانا؛ لن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربوية
والنفسية.
6
ثانيا :التربية بالعادة:
يبدأ تكوين العادات في سن مبكرة جدا ،فالطفل في شهره السادس يبتهج بتكرار العمال التي تسعد
من حوله ،وهذا التكرار يكون العادة ،ويظل هذا التكوين حتى السابعة ،وعلى الم أن تبتعد عن
الدلل منذ ولدة الطفل ،ففي اليوم الول يحس الطفل بأنه محمول فيسكت ،فإذا حمل دائما صارت
عادته ،وكذلك إذا كانت الم تسارع إلى حمله كلما بكى ،ولتحذر الم كذلك من إيقاظ الرضيع
ليرضع؛ لنها بذلك تنغص عليه نومه وتعوده على طلب الطعام في الليل والستيقاظ له وإن لم
يكن الجوع شديدا ،وقد تستمر هذه العادة حتى سن متأخرة ،فيصعب عليه تركها ،ويخطئ بعض
المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها ،وقد تكون كلمة
نابية ،وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يحصل من الطفل الصغير ،وهذا العجاب يكون
العادة من حيث ل يشعرون.
وترجع أهمية التربية بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع يتحقق من وجهين ،الول :الطبع
ل على الدين والخلق الفاضل كان
والفطرة ،والثاني :التعود والمجاهدة ،ولما كان النسان مجبو ً
تعويده عليه يرسخه ويزيده.
ولكي نعوّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار
العمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية.
7
ثالثا :التربية بالشارة:
تستخدم التربية بالشارة في بعض المواقف كأن يخطئ الطفل خطأ أمام بعض الضيوف أو في
جمَع كبير ،أو أن يكون أول مرة يصدر منه ذلك ،فعندها تصبح نظرة الغضب كافية أو الشارة َم ْ
خفية باليد؛ لن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معاندا؛ لن الناس ينظرون إليه ،ولن بعض الطفال
يخجل من الناس فتكفيه الشارة ،ويستخدم كذلك مع الطفل الديب المرهف الحس.
ل صنع كذا وكذا وعمله عمل ذميم ،ولو كرر ذلك ويدخل ضمنه التعريض بالكلم ،فيقال :إن طف ً
لعاقبته ،وهذا السلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدب بقية أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم
المربي.
-2الموعظة بالحوار :تشد النتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيويا ،وتتيح للمربي أن يعرف
الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.
-4الموعظة بالحدث :فكلما حدث شيء معين وجب على المربي أن يستغله تربويا ،كالتعليق على
مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليذكر الطفل بنعم ال ،ويؤثر هذا في النفس؛ لنه في
لحظة انفعال و ِرقّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.
8
وهدي السلف في الموعظة :الخلص والمتابعة ،فإن لم يكن المربي عاملً بموعظته أو غير
مخلص فيها فلن تفتح له القلوب ،ومن هديهم مخاطبة الطفل على قدر عقله والتلطف في مخاطبته
ليكون أدعى للقبول والرسوخ في نفسه ،كما أنه يحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل
النفسية ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس ،وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لنه في تلك
الحال يجمع بين رقة القلب وصفاء الفطرة ،وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الباعد فل يحقق الفائدة.
حذَر المربي من كثرة الوعظ فيتخوّل بالموعظة ويراعي الطفل حتى ل يملّ ،ولن
ويجب أن َي ْ
تأثير الموعظة مؤقت فيحسن تكرارها مع تباعد الوقات.
9
المبحث الثاني :الترهيب:
أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب ،وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في
إزعاجهما ،والعقاب يصحح السلوك والخلق ،والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة
الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي
والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر المكان ،وإن كان ل بد منه ففي السن التي يميز فيها
ويعرف مغزى العقاب وسببه.
• يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإفهام الطفل خطأ سلوكه؛ لنه ربما ينسى
ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
• إذا كان خطأ الطفل ظاهرا أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ لن ذلك سيحقق
وظيفة تربوية للسرة كلها.
• إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد ،وأن يتجنب الضرب على
الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن ،وأن تكون العصا غير غليظة ،ومعتدلة الرطوبة ،وأن يكون
الضرب من واحدة إلى ثلث إذا كان دون البلوغ ،ويفرقها فل تكون في محل واحد ،وإن ذكر
الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب؛ لنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم ال.
• ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى ل يحقد بعضهم على بعض.
• أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك.
وعلى المربي أل يكثر من التهديد دون العقاب؛ لن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد ،فإذا أحس
المربي بذلك فعليه أن ينفذ العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيبا.
والخروج عن العتدال في الثابة يعوّد على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إل بمقدار أكثر
من السابق.
كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ لن ذلك يفسده
ويشعره بالذلة والمهانة ،وقد يولد الكراهية ،كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب
لمصلحته ل حقدا عليه.
وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفا يطغى على
الخوف من الخالق _سبحانه_ ،فيخوّف الطفل من ال قبل كل شيء ،ومن عقابه في الدنيا والخرة،
وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم دون مراقبة الخالق والخوف من
غضبه ،وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظلم أو غيرها؛ لنه يحتاج إلى
هؤلء ،ولن خوفه منهم يجعله جبانا.
وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن ال سيعذبه ويدخله النار ،ول يذكر أن ال يرزق
ويشفي
ويدخل الجنة فيكون التخويف أكثر مما يجعل الطفل ل يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد الهل
"ستدخل النار" أو "سيعذبك ال؛ لنك فعلت كذا" ،ولذا يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار ،ول
نحكم على أحد بجنة أو نار ،بل نقول :إن الذي ل يصلي ل يدخل الجنة ويعذب بالنار.
11
تتجلى حكمة المربي في اختياره للسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة ،منها:
• أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل ،ففي السنة الولى والثانية يكون تقطيب الوجه
كافيا عادة أو حرمانه من شيء يحبه ،وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من
الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ ،فإذا أفسد لعبته أو أهملها يُحرم منها ،وإذا عبث في المنزل عبثا يصلُح
بالترتيب كُلّف بذلك ،ويختلف عن العبث الذي ل مجال لصلحه.
• أن يتناسب مع شخصية الطفل ،فمن الطفال من يكون حساسا لينا ذا حياء يكفيه العتاب ،ومنهم
من يكون عنيدا فل ينفع معه إل العقاب ،ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه ،ومنهم من
حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف ،فأحيانا يكون الطفل مستخفيا بالخطأ فيكون التجاهل والعلج غير
المباشر هو الحل المثل ،وإن عاد إليه عوقب سرا؛ لنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما
كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء ،فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ لن
عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس بالنقص ،وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ لنه أصبح
كبيرا ،ويجب أن يحترمه إخوانه الصغار ،ويعاتَب أمامهم عتابا إذا كان الخطأ معلنا؛ لن تأنيبه
ل في العلقة بين المراهق والمربي ،ويكون ذلك أوجب في حق والقسوة عليه في الكلم يحدثان خل ً
الولد البكر من الذكور؛ لنه قدوة ،وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو مات.
• ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما ل يكفي الذكر عادة؛ لن جسدها
ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد بسهولة.
12
عقاب البناء ..
مهارة وفن
ول يصح بحال أن يكـون العقـاب سخرية وتشهيرا أو تنابزا باللـقـاب ،كما قال تعالى (( :يَا
عسَى أَن
عسَى أَن َيكُونُوا خـيْرا ّم ْنهُمْ ول ِنسَا ٌء مّن ّنسَاءٍ َ
سخَ ْر قَ ْومٌ مّن قَ ْومٍ َ ن آ َمنُوا ل َي ْ
َأ ّيهَا اَلذِي َ
سكُمْ ول َتنَا َبزُوا بِالَلْـقَـابِ)) [ الحجرات ]11:أين هذا التأديب خيْرا ّم ْنهُنّ ول تَ ْل ِمزُوا أَن ُف َن َ َيكُ ّ
الرباني ممن ينادون أبناءهم :يا أعور ،يا أعرج ،فيمتهنون كرامتهم ..أو يعيرونهم فيجرئونهم
على الباطل بندائهم :يا كذاب ...يا لص .
.1الجهل التربوي:
العديد من الهل ل يدركون الثار السلبية لسلوب التسلط على شخصية الطفل ومستقبله.
.2أسلوب التسلط:
قد ينعكس هذا السلوب على الهل من التربية التي عاشوها في صغرهم.
.3العتقاد:
14
بأن أسلوب العنف هو فقط المجدي من أجل ضبط النظام والهدوء في البيت وهو أسهل
الساليب للوصول إلى الهدف.
قد يدرك بعض الهل الثار السلبية لضرب البناء فيمتنعون عن استخدامه ويلجأون لسلوب
التهكم والسخرية ،العقوبة المعنوية والتي ل تقل تأثيرا على نفسية أبنائهم.
.4الظروف الجتماعية:
التي يمر بها الهل في العمل والبيت قد يفرغها أحد الوالدين في إطار السرة مما ينعكس
سلبا على نمو ونفسية أطفالهم.
ويؤكد الخصائي النفسي سامي محاجنة المحاضر في جامعة حيفا أن تأثيرات العقاب على الفرد
قد تتراوح من تأثيرات بسيطة الى تأثيرات مرضية،
•فمن الناحية الولى البسيطة قد ل يتعلم الطفل شيئا بواسطة العقاب ونحن أصل أردنا
بالعقاب تعليمه أشياء مرغوبة ومنعه عن أمور غير مرغوب بها ،وذلك لن العقاب
أصل معروف على أنه وسيلة لقمع سلوك غير مرغوب به .من خلل هذا التعريف ل
يمكن للطفل أن يتعلم أشياء جديدة أو ما هي الشياء المرغوب بها ،بالتالي استعمال
العقاب يؤدي الى تقليل احتمالت السلوك بما أنه ل يتم تعليم الطفل أشياء جديدة وإنما
فقط قمع سلوكيات غير مرغوب بها.
•من الناحية الكثر شدة ،استعمال العقاب القاسي والمتكرر قد يؤدي الى نمو نماذج
سلوك مرضية أولها سلوك خنوع بمعنى أنه تنعدم اليه المبادرة والستقللية والتي قد
تترجم بالحياة اليومية الى ما نسميه الخجل لكن بشكل مبالغ فيه حيث ينعدم استعداد
الطفل التعبير عن قدراته كذلك قد ينشأ لديه شعور بالشك بقدراته وذلك لنه عوقب
15
على سلوكيات قام بها وذلك بالنسبة له يعني انه غير قادر على تنسيق سلوكيات
ترضي والديه.
•من الناحية الخرى قد يتكون داخله تراكم لغضب وخيبات أمل كثيرة التي قد تترجم
بحالت معينة الى انفجارات عنف وغضب شديدة مستقبل هذه السلوكيات قد تصبح
أشد ،مما يؤدي الى رؤية شخصية سلبية تجاه الذات والصعب كما تشدد البحاث أنه
غالبا ما يتحول هذا الطفل المعاقب الى أم أو أب معاقب.
وقد صدرت مؤخرا من جامعة نيو هامشبر البريطانية دراسة علمية تؤكد أن التلميذ الذين
تعرضوا للضرب كثيرا في المنزل تدهورت قدراتهم في التفكير والقراءة والحساب.
ويؤكد العامل الجتماعي أحمد سليمان أن هناك تأثيرا آخر للعقاب البدني على الطفل يتمثل في
تكوين ميول واتجاهات سلبية نحو الشخص المعاقب مثل كراهية الب والم أو المعلم وتظل هذه
الكراهية سببا يعوق تقدمه دائما في الحياة العملية وتحول دون أن يكون عضوا مؤثرا في مجتمعه،
كما وأكد على ظاهرة وراثة العنف من الباء الى البناء وأشار الى دراسة علمية تبين أن ٪96
من الباء الذين يضربون أبناءهم قد تعرضوا للضرب في صغرهم.
كذلك فائدة أخرى للعقاب هي مفعوليته السريعة أي أننا نصل الى النتائج بسرعة لكن من الناحية
الخرى بواسطة العقاب ونتيجة مفعوليته السريعة هذه ل تتاح أمام الفرد ( الطفل المعاقب في هذه
الحالة) أن يتعلم ما هو العمل الصحيح بدل ذلك الذي عوقب من أجله.
خلصة القول :إن الفائدة من العقاب محدودة جدا هذا إذا أخذنا بعين العتبار هذين المرين.
16
معنى ذلك ،أنه من الواجب نهج سبل أخرى تتيح لنا بنفس الوقت أن تكون مفعولية الوسيلة دائمة
قدر المكان وكذلك يستطيع الفرد (الطفل المعاقب ) أن يتعلم ما هو السلوك الصحيح ،هذه السبل
أصعب ما تتطلب هي صبر طويل وال ننتظر النتائج الفورية مثلما ننتظر ذلك عندما نستعمل
العقاب.
ل نحتاج الى وضع قوانين وحدود واضحة وثابتة ل نسمح للطفل بتعديها حتى لو
في هذه السبل أو ً
كلف ذلك احتجاج كبير من قبل الطفل،كل ذلك بدون حاجة للعقاب .خلل ذلك قد تتاح فرص وقد
يسلك الطفل سلوكيات مرغوبة بطريق الصدفة فمن واجب الوالدين أن ينتبها لذلك وأن يشجعا
الطفل على ذلك.
أخيرا :اذا أردنا أن نعلم الطفل المر الصحيح فيجب أن ننتبه أننا نملك فرصة من الزمن طويلة
نسبيا ( الطفولة كلها) وأننا خلل كل هذه الفترة يجب أن ننتبه أن النتائج الفورية قد تؤدي الى
أمور سلبية.
يقول الستاذ محمد قطب :التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة ،فل
ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ول من باب التظاهر بالعلم ،فالتجربة
العلمية ذاتها تقول ( :إن الجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة ل
تصلح لجديات الحياة ومهامها والتجربة أولى بالتباع من النظريات اللمعة).
والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها ل الذي يدمر كيانها ويفسد
مستقبلها.
لنفرض أن طفل رمى ورقة على الرض .ل نقول إن هذا الطفل لم يخطئ ولم يحرم ل بل ننظر
إليه ونوجهه قائلين :المسلم يا بني نظيف ،أو هكذا تفعل المسلمة النظيفة ..فيخجل الصغير.
ن رفع الورقة عن الرض يشجع ويقال له :بارك ال فيك ..أنت مسلم نظيف.
وإ ْ
17
يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الخطاء ولتقويم سلوكهم فما هي
أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب.
لكن الحرمان يجب أن يكون لفترة محدودة فقط لساعة أو ليوم والعقاب يجب أن يتم بعد تكرار
الخطأ عدة مرات والتوجيه له عدة مرات أيضا ،فالحرمان الطويل يجلب الضرر النفسي للطفل.
مثال على الحرمان :الحرمان من مصروف أو نزهة ،أو أي شيء يحبه الطفل كالدراجة ،أو
التاري ،أو التليفزيون.
18
.1تطلب من الطفل أن ينتقل إلى زاوية العقاب حيث يجلس على كرسي محدد في جانب
الغرفة أو أن يقف في ركن من الغرفة.
.2يتم إهماله لفترة محدودة من الوقت وتوضع ساعة منبهة مضبوطة على مدة انتهاء
العقوبة وهي من خمس دقائق إلى عشر دقائق كافية إن شاء ال ،يطلب من الطفل
التنفيذ فورا بهدوء وحزم ،وإذا رفض يأخذ بيده إلى هناك مع بيان السبب لهذه العقوبة
باختصار ،ول يتحدث مع الطفل أثناءها أو ينظر إليه .وتأخذ أشكال الهمال صورا
أقسى حينما يدخل الب أو الم فيسلمون ول يخصون ذلك البن بتحية خاصة أو ل
يسألون عن برامجه في ذلك اليوم أو مدح غيره من أبناء جيله أمامه على أن ل يكون
ذلك إل للعقاب عند الخطاء الكبيرة وينصح عدم الكثار من هذا السلوب إل للحاجة
الملحة.
.3وإذا انتهت العقوبة اطلب من طفلك المعاقب أن يشرح لك أسباب العقوبة حتى تتأكد
من فهمه لسبب العقوبة.
.4إذا كرر الهرب من مكان العقوبة يتحمل عندها الحجز في غرفة تغلق عليه مع مراعاة
أن الحجز في غرفة ل يستخدم إل بقدر الضرورة الملحة ولمدة محدودة ،والصل
الحجز في زاوية أو على كرسي في غرفة مفتوحة.
.6التهديد :
بعد أن تستنفد كل الوسائل التربوية الخرى تضطر تخويف أبنائك وتهديدهم بالضرب وإذا أصر
البعض على الخطأ الشديد ولم يأبهوا بتهديدك تضطر أخيرا لتنفيذ تهديداتك بالضرب غير المؤذي
ول المبرح.
19
.7شد الذن:
وقد فعله النبى (صلى ال عليه وسلم) ) كما أخرجه ابن السني ،فعن عبد ال بن بسر المازنى
الصحابى (رضى ال عنه) قال« :بعثتنى أمى إلى رسول ال (صلى ال عليه وسلم) بقطف من
عنب ،فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه ،فلما جئت أخذ بأذنى وقال« :يا غدر».
الضرب آخر الوسائل وليس أولها وللضرب شروط وآداب ول يكون إل في المور الكبيرة كترك
الصلة ولكن يجب إن يسبقه الخطوات التأديبية السابقة وفي مشاركة د .أحمد قعدان المحاضر في
أكاديمية القاسمي ما يغنينا في هذا الجانب:
•قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع ،
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" (.رواه أبو داود وحسنه).
•عن انس -رضي ال عنه -قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :مروهم
بالصلة لسبع سنين ،واضربوهم عليها لثلث عشرة" (.رواه الدار قطني) .
•أقصى الضرب للتأديب ثلثة وللقصاص عشرة :عن أبي هريرة -رضي ال عنه-
قال :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ":ل يجلد فوق عشر جلدات إل في
حد من حدود" (.أخرجه البخاري).
•كان عمر بن عبد العزيز -رحمه ال تعالى -يكتب إلى المصار :ل يقرن المعلم
فوق ثلث ،فإنها مخافة للغلم.
• عن الضحاك قال :ما ضرب المعلم غلما فوق ثلث فهو قصاص.
-ل تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئل يفقد الثقة فيك.
20
-ل يضرب أمام من يحب.
-المتناع عن الضرب فورًا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب.
-ل ترغم الطفل على العتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ ؛ لن ذلك فيه إذلل ومهانة ،وأشعره
أنك عاقبته لمصلحته ،وابتسم في وجهه ،وحاول أن تنسيه الضرب.
طريقة الضرب
•أن يكون مفرقا ل مجموعا في محل واحد.
• أن يكون بين الضربتين زمن يخف به اللم الول.
•أل يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط لعضده حتى يرى بياض إبطه فل يرفعه لئل
يعظم ألمه.
•وقد كان ابن عمر -رضي ال عنهما -يقول للضارب :ل ترفع إبطك إي ل تضرب
بكل قوة يدك.
21
مكان الضرب
ل ضرب مع الغضب
•قال أبو بكر الصديق -رضي ال عنه": -ل يقضين بين اثنين وهو غضبان)( رواه
الجماعة).
•إذا ذكر الطفل اسم ال تعالى :يجب وقف الضرب إذا ذكر الطفل ال تعالى :عن أبي
سعيد الخدري -رضي ال عنه -قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ":إذا
ضرب أحدكم خادمه فذكر ال فارفعوا أيديكم" (رواه الترمذي)) ..وفي هذا تعظيم ل
في نفس الطفل).
تحذير
22
التأديب:
ال ترى الى ما روي عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال ":مروا صبيانكم بالصلة اذا بلغوا
سبعا ،واضربوهم عليها اذا بلغوا عشرا" .ويكون ذلك بطريق التأديب والتهذيب ل بطريق
العقاب..
ل شك ان الطفل كأي كائن حي يجهل أكثر مما يعلم ،فإذا علم فعل الصواب وسار سيرا محمودا.
لذلك تكون مرحلة تعلمه من الصغر اولى الخطوات في تقويمه ،وقد ورد ان النبي صلى ال عليه
وسلم كان يصحح البنى الفكرية للطفل مستعمل شتى الوسائل والساليب التي تمتاز بالرفق واللين
ومنها ما ذكره ابو هريرة -رضي ال عنه -قال ":اخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة
فجعلها في فيه ،فقال الرسول صلى ال عليه وسلم ":كخ كخ ،ارم بها اما علمت انّا ل نأكل
الصدقات".
تحدثنا بصراحة أن جيل اليوم ل ينفع معه غير أسلوب الضرب لن ما يفعلونه يخرج الهل عن
شعورهم من شدة عنادهم فيتجه الهل للضرب لنه أسهل الساليب للوصول الى غايتهم
ولضغوطات الحياة الكثيرة.
ربة بيت وأم لربعة أبناء في مختلف الجيال فتقول :لم أجد أصعب من تربية البناء فإنها
مسئولية كبيرة بحاجة الى اهتمام ورعاية من الوالدين وبالنسبة لتعاملنا فإننا نحاول أن نربي أبناءنا
بل ضرب ونقيم علقتنا على التفاهم والحوار ولكن أفقد صوابي في فترة المتحانات ويكون البيت
في حالة استنفار وتتحول حالتي النفسية الى عصبية للغاية مع أنني أحاول ضبط أعصابي ول
أخفي عليكم أنني ل أضربهم ال إذا قصروا في دروسهم.
إذا علمت الم أبناءها المحافظة على مبادئهم وقيمهم وحبهم بالحوار فإنها حتما ل تحتاج الى
الضرب فأنا وزوجي ل نلجأ لضرب أولدنا كما يفعل بعض الهالي ،وأشد عقاب نتبعه هو
توبيخهم بالكلم والحرمان من شيء يحبونه.
23
أم أحمد ممرضة :تقول:
بعد تجربتي مع ابني البكر استنتجت أن الضرب أسلوب غير ناجح للتربية وأحاول تجنب ضرب
أولدي قدر المكان واستعمال أسلوب القناع والتفاهم .فضربي لبنتي أفقدها شخصيتها وكان ذلك
نتيجة ضغط اجتماعي وخاصة من مربية صفها في المرحلة الولى فدائما تضجر من قوة
شخصيتها عندها اضطر لمعاقبتها بالضرب المبرح حتى أفقدتها شخصيتها وأصبحت تخاف من
كل شيء وأنا أندم أشد الندم على ما ارتكبته بحق ابنتي التي لم تتجاوز العشر سنوات.
يتعامل والداي معي حسب الموقف فإذا تيقنا أنني أخطات ينبهانني وإذا أعدت الكرة فإنهما
يضربانني ،أما أمي فتثور عندما ينخفض مستواي الدراسي وتنخفض درجاتي لذا أشعر أن بابا
أقرب الي فإنه دائما يمازحني ويشتري لي كل ما أطلبه ،وفي المستقبل سوف أعاقب أبنائي كما
يعاقبني والداي لننا فعل مشاغبون وعنيدون.
أنا أحب بابا وماما كثيرا لنهما يلبيان لي كل حاجاتي ،مع أنني أغضب كثيرا عندما يحرمانني من
المصروف أو من شراء لعبة وعدت بها ،وأغضب أكثر عندما تضربني أمي مع أنها تنبهني دائما
قبل الضرب أما عندما تواجهني مشكلة فإنني الجأ الى أبي لنه سيحل لي المشكلة بهدوء ودون
ضرب أو صراخ .وأنا شخصيا ل أؤيد العقاب بتاتا بل على الهل التصرف بهدوء وتفاهم وهكذا
سأتعامل مع أبنائي في المستقبل.
بابا وماما أغلى ما في الكون لنهما دائما يشتريان لي أشياء جميلة أحب بابا كثيرا وكذلك أحب
ماما أيضا لنها ترعاني وتخاف علي وعندما أطلب شيئا تناقشني في شرائه وإذا كنت حقا بحاجة
له ،وتناقشني أيضا إذا أخطأت مع أحد إخوتي أما إذا تكرر الخطأ فإنها تهددني فقط.
24
يغضبني من بابا وماما أنهما يتأثران جدا عندما أحصل على درجة منخفضة في المتحان لنهما
تعودا على درجات عالية ،عندها تقوم أمي بضربي وفي فترة المتحانات تحرمني من الخروج
الى بيت عمي للعب مع أبنائه الذين أحبهم ومع هذا أحب بابا وماما كثيرا لنهما يحضران لي كل
شيء أطلبه ويعاملنني بحنان ولطف ويساعدانني في دروسي.
بابا وماما أحلى الناس لنني أشعر بحبهما لي ويشتريان لي اللعاب والحلويات ولكنهما يعاقبانني
عندما أضرب أخي الصغر والوحيد وهذا يؤلمني كثيرا لنني ل أحبذ الضرب للصغار.
لم استوعب لماذا تعود أمي من العمل غاضبة وتمل البيت صراخا إذا لعبنا داخل البيت
وعندما يعود أبي يطلب عدم الزعاج لنه متعب فأنا ل أشعر بهما مثل خليل ابن عمي الذي
أراه دائما يركب على ظهر أبيه ويداعبه وأمه تتكلم بهدوء دون صراخ أو ضرب.
25
التربية
بالمكافئة
التربية بالمكافئة
26
لقد اهتم السلم بقضية المكافئة على العمل الصالح والعمل المثمر وفي ذلك يقول ال تعالى ":مَن
شرُ َأ ْمثَالِهَا" فهذه مكافئة على عمل واحد إيجابي يكافئ بعشر أمثاله ،وهذا تعزيز
عْسنَ ِة فَلَهُ َ
جَاء بِا ْلحَ َ
ودعم معنوي ،ودافع مستمر في عمل الصالحات ؛ بل إن المر يتجاوز المكافئة على العمل إلى
المكافئة على النية الصالحة ففي حديث ابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فيما
يروي عن ربه تبارك وتعالى قال" :إن ال كتب الحسنات والسيئات ،ثم بين ذلك ،فمن هم بحسنة
فلم يعملها ،كتبها ال عنده حسنة كاملة .وإن هم بها ،فعملها ،كتبها ال عز وجل عنده عشر
حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .وإن هم بسيئة فلم يعملها ،كتبها ال عنده حسنة
كاملة .وإن هم بها فعملها ،كتبها ال سيئة واحدة [ "]1وحديث عمر بن الخطاب رضي ال عنه
الخر المشهور ":إنما العمال بالنيات "..فالنتائج والمكافئات التي ينالها النسان عند إنجازه أمرا
ما تحفزه على عمل أشياء أخرى إيجابية ،فالتعزيز اليجابي يقوي السلوك ويزيد من احتمالية
تكرار السلوك اليجابي مرة أخرى.
التعزيز اليجابي:
في التعزيز اليجابي تشكل المكافئة حافز فعال إذ تُعطى مباشرة بعد السلوك المرغوب فيه كي
يزيد من احتمالية حدوث ذلك السلوك مرة أخرى .فتعزيز السلوك اليجابي يحفز البن في
مواصلة الداء اليجابي .مثال ذلك :قد يُعطى الطفل مكافئة من الوقت ليعمل على الحاسوب بعد
إتمام جزء من واجباته المنزلية .فإذا كان الطفل يحب العمل على الحاسوب ،فمن المحتمل أن
يستمر في إتمام الجزء الباقي من الواجب لينال مكافئة أخرى .والتعزيز اليجابي وسيلة جيدة
لغرس النضباط واستمراره ،فل شك أن بعض من النضباط الذاتي أمر ضروري للطفل خلل
مرحلة تعلمه.
إل إنه عند ممارسة التعزيز ،فإننا نحتاج لنسأل :ما الشيء الذي أعززه في الطفل؟ فأحيانا من غير
قصد قد نعزز سلوك خاطئ .مثال ذلك :عندما يرفض الطفل أن يعمل أو يسمع الوامر ،فقد تتجه
وتعده بشيء إذا فعل ذلك المر لكي يستجيب لمرك .فإن ما تحفزه الن هو الستمرار في
الرفض والعناد واستجداء المكافئة .ففي المرة القادمة ،سوف يعيد الكرة مرة أخرى رغبة في
الحصول على مكافئة جديدة.
التعزيز السلبي:
وهو مناسب لزالة سلوك سلبي أو خاطئ وذلك عن طريق حافز غير محبوب للطفل .مثال ذلك،
27
تستخدم كثير من المهات لكي تفطم رضيعها وضع شيء مر أو فلفل حار على مصاصة الطفل،
وعندما يتناول الطفل الرضاعة يجد أن طعمها مر ،ومع التكرار ووجود الطعم المر فإنه يترك
الرضاعة.
وكثير من الناس يخلط بين العقاب والتعزيز السلبي ،فالتعزيز السلبي عكس العقاب تماما .فالتحفيز
السلبي يقوي السلوك اليجابي بسبب اجتناب أو منع حالة سلبية كنتيجة لسلوك ما .أما العقاب فهو
يضعف السلوك بسبب حالة سلبية أُدخلت أو جُربت كنتيجة لسلوك ما .مثال على التحفيز السلبي،
أنت تتضايق كثيرا من زحمة المرور ،فتخرج يوما مبكرا ،فل تجد تلك الزحمة التي تضايقك ،ثم
تخرج مرة أخرى مبكرا فتجد الطريق خاليا ،فسلوكك لمغادرة البيت مبكرا تقوّى عن طريق نتيجة
.اجتناب زحمة السيارات
والفرق بين المكافئة والعقاب ،أن المكافئة هي أي شيء يزيد السلوك ،والعقاب هو أي شيء يقلل
.السلوك
وبطريقة ملخصة :أي حدث يزيد استجابة يُسمى تحفيز ،وأي حدث يقلل الستجابة يُسمى عقاب،
.وأي حدث يُوجد يُسمى إيجابي ،وأي حدث يُزال يُسمى سلبي
وفي هذا الموقف ينبغي توسيع وتصحيح مفهوم العبودية لدى الطفال فليست العبودية محصورة
فقط في الصلة أو الصيام ،بل كل عمل خير يعمله يعتبر عباده إذا صلحت النية فالبتسامة
والحترام والتقدير ومعاونة المحتاج ،كلها عبادة محبوبة ل .فليس هناك عدد محصور لعمل الخير
فكل سرور تدخل في قلوب الخرين هو عبادة.
28
فمن أقوى وسائل التعزيز الثناء الصادق ،والمديح المتزن ،والكلم الجميل الممتلئ بالتقدير
والشكر .فبالضافة ليسر هذا المر إل إنه ينقل التعزيز من التركيز على الشياء المادية إلى
العواطف البوية ،فالطفل بحاجة لظهار الشكر والمديح على إنجازاته وسلوكياته المقبولة الجيدة؛
فإن هذا السلوب يعزز شعور الحب بين الطفل ووالديه ،فالتعزيز اللفظي من المحفزات القوية في
تنمية السلوك وتقويمه.
وقد علمنا السلم أن ل نبالغ ونتجاوز الحد في الثناء فقد جاء في الحديث عندما سمع رسول ال
ل يبالغ في ثناء آخر فقال ":ويلك قطعت عنق صاحبك ،قطعت عنق صلى ال عليه وآله وسلم رج ً
صاحبك" مرارا .ثم قال" :من كان منكم مادحا أخاه ل محالة ،فليقل :أحسب فلنا وال حسيبه ول
أزكي على ال أحدا ،أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه ")]2[(.فالمكافئة إذا لم تكن متوافقة مع
السلوك وغير مبالغ فيها وإل سيكون لها تأير سلبي ،فالمكافئة تكون أحيانا عقابا للطفل .فهي قد
تكون مسكن مؤقت للسلوك السلبي.
29
فلكي تكون المكافئة فعّالة بحق ،أعط المكافئة مباشرة عند حدوث السلوك المرغوب وذلك لترتبط
المكافئة بالسلوك .ومن المهم كذلك أن يفهم الطفل السبب وراء حصوله على المكافئة .فمثلً تقول
له :بسبب طريقة تعاملك الرائع والممتاز مع أخوك حصلت على هذه المكافئة .فاستخدام المكافئة
بطريقة صحيحة ومعتدلة يمكن أن تقود الطفل بعد توفيق ال عز وجل إلى التجاه الصحيح.وإذا لم
يكن بالمكان مكافئة الطفل مباشرة ،فيمكن استخدام المعزز المشروط ،وذلك باستخدام الجدول
ووضع العلمات أو النجمات .فعندما يحرز الطفل على قدر معين من العلمات أو النجوم
لسلوكيات معينة ،فإنه يحصل على المكافئة ،فالعلمات هي المعزز المشروط.
ومن الخطأ أن تكون المكافئة دائما عن طريق التعزيز المشروط؛ بل ل بد من استخدام التعزيز
المتغير ،أي المكافئة على أساس عشوائي أو غير متوقع .فعندما يصبح السلوك السليم عادة للطفل
أو عندما يعمل الطفل سلوكا جديدا إيجابيا فإنه يكافئ عليه .فمثلً ،إذا فاجأت طفلك بمكافئة بسبب
ممارسته للقراءة فإن الطفل سيقرأ أكثر ،إذ يأمل أن تعيد له المفاجأة .فالتعزيز المتغير يساعد في
استمرار السلوك القويم والمحافظة على السلوك الممارس.
والتعزيز المتغير قد يأتي بنتائج عكسية إذا استخدم في إزالة السلوك غير المرغوب فيه .مثال
ذلك ،إذا بكاء الطفل لمر ما ،ثم أعطيته حلوى أو لعبة لكي يسكت عن الصراخ؛ فإنك بذلك تشكل
لديه عادة وهو :البكاء طريق للحصول على مكافئة .والفضل لزالة السلوك السيئ أن يعالج
بالتجاهل أو بأي طريقة تربوية أخرى .فمن الخطأ استخدام المكافئة لجعل الطفل ينصاع للوامر،
وإنما يجب أن تستخدم المكافئة لتتحكم في السلوك وتوجه.
30
التربية
بالقصة
31
التربية بالقصة
قصص مناسبة للطفال
من خلل النظر إلى الواقع المؤلم يتبين لنا مدى أهمية التربية كعامل أساسيّ في تنشئة جيل يعمل
لخدمة المة ،ويدفعها نحو العزة والرفعة ،ويسمو بها نحو القمة ،وعندما نتأمل الواقع جيدا ،وننظر
بشفافية أكثر؛ يتضح لنا أن البذور إذا عُني بها خرج الزرع طيبا ،فكذلك الطفولة إذا عُني بها
خرج لنا جيلً صالحا.
وهنا وعند تأمل القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبادر لنا سؤال مهم وهو:
هل من الممكن أن يتربى هؤلء الطفال من خلل القرآن والسنة وهل يمكن استثمار قصص
القرآن أو السنة في هذا المشروع الضخم؟؟؟
• وفي ظل البيئة السيئة التي ولدّها التأثر بالغرب وسيطرت وسائله العلمية المختلفة على بيوت
المسلمين وانهماك الوالدين في العمال المختلفة كاضطرار بعض السر لخروج الم للعمل وقد
ل إضافيا أصبح الباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوايعمل الب عم ً
معكري المزاج فل يجد الولد سوى الصراخ والعويل دون كلمة حانية أو بسمة رفيقة أو مداعبة
رقيقة ويظن الب أو الم أن التوبيخ والنهر هو الطريقة المثلى للتربية بل قد يكون أصلً ل
يعرف سوى هذه الطريقة.
• يجب أن تكون أساليب التربية مستفادة من الوحي العظيم الكتاب والسنة فهذه الشريعة جاءت بكل
ما يصلح به البشر شؤونهم ،ومن تلك الساليب المستقاة منها تربية البناء بل المجتمع بالقصة
فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الساليب وأكثرها
نجاحا وأنجعها نتيجة إن شاء ال.
32
فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل ،وكلما كان القاصْ ذا أسلوب
متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو
سامعها ،ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والحداث رغبة في معرفة النهاية
التي تختم بها أي قصة ،وذلك في شوق ولهفة.
ن القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف ،وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة فممّا ل شكّ فيه أ ّ
ويسر ...ولذا كان السلوب القصصي أجدى نفعا وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس ،وتترك
ل الطفل إلى سماع الحكاية ،ويصغي إلى أثرها في النفوس والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يمي َ
رواية القصة...
هذه الظاهرة الفطرية ينبغي للمربّين أن يفيدوا مِنها في مجالت التعليم خاصة وأن إعلمنا أجرم
عندما جعل من العاهرة بطلة ومن العاهر بطل ،وإعلمنا أجرم كثيرا في حق أبنائنا فلم يترك
عاهرة إل وصورها وعقد معها لقاء.
لذلك لبد أن يربط الولد بأنبياء ال عز وجل( :أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َهدَى اللّهُ َف ِب ُهدَا ُهمُ اقْ َتدِهْ )(النعام :من
سنَةٌ)(الحزاب:
حَل اللّ ِه ُأسْوَ ٌة َ الية )90وبرسول ال صَلّى اللّهُ عََل ْيهِ َوسَّلمَ ( :لَ َق ْد كَانَ َل ُكمْ فِي َرسُو ِ
من الية )21
وتربيتهم على ما كان عليه صحابة رسول ال صَلّى اللّهُ عََليْهِ َوسَّلمَ:
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلح
والقصة خير وسيلة للوصول إلى ذلك ولهذا كان النبي صَلّى الّلهُ عَلَ ْي ِه َوسَّلمَ كثيرا ما يقص على
أصحابه قصص السابقين للعظة والعتبار وقد كان ما يحكيه مقدّما بقوله " :كان فيمن قبلكم " ثم
يقص صَلّى اللّهُ عََل ْيهِ َوسَّلمَ على مسامعهم القصة وما انتهت إليه.
ص الْ َقصَصَ َلعَّل ُهمْ
لقد كان النبي صَلّى اللّهُ عََليْهِ َوسَّل َم يتمثل منهجا ربانيا (فَاقْصُ ِ
َيتَ َف ّكرُونَ)(لعراف :من الية .)176
وتلك القصص كانت قصصا تتميز بالواقعية والصدق ،لنها تهدف إلى تربية النفوس وتهذيبها،
وليس لمجرد التسلية والمتاع حيث كان الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين يأخذون من كل قصة
العظة والعبرة ،كما يخرجون منها بدرس تربوي سلوكي مستفاد ينفعه وينفع من بعدهم في
الدارين :في دار الدنيا والخرة.
• ولكن هل العلم الموجه للطفل عموما استفاد من هذا السلوب " التربية بالقصة " لتحصيل
أسباب
تربوية أم أنه إعلم هدّام أو سلبي على أقل وصف ؟ للسف كثي ٌر منه سلبي فالقصص التي
تعرض في أفلم الكرتون فيها محاذير ومنكرات عديدة منها :
33
-1قصص تثير الفزع والرعب والرهبة:
القصص التي يغلب عليها طيف الفزع والرهبة ،تترك في الذائقة اشتياقا ممزوجا بالجزع ،وفي
النفس جبنا وعقدا ،وأمثال ذلك :قصص (أمنا الغولة ،وقصص المردة ،والعفاريت) هذه القصص
تهدم الشخصية ،وتقتل الحس الفكري لدى الطفل ،ول تؤسس الطفل الشجاع ،ولكنها تؤسس الطفل
الجبان المتخاذل ،الذي يتملك الخوف من فرائسه.
فالطفل يظل معايش الفكرة حتى بعد النصراف ،من لحظة المعايشة الفكرية للقصة ،يتخيل بالفعل
أن هناك عفاريت تحاصره بالظلم ،وأن هناك (أمنا الغولة عند البئر) إلخ ،...ولو نظر كل منا
لنفسه ،لوجد أنه ل يزال يعيش بوجدانه قصصا قرأها في صباه ،فيجب أن نؤسس الطفل على
الشجاعة ،لكي نبني أمة شجاعة ،ل أن نؤسس الطفل على الجبن فنبني أمة ضعيفة.
مثال :طرح شخصية (طرزان) ،الذي تربى بين الحيوانات ،ول يعرف وسيلة لحل مشاكله إل
بالقوة البدنية ،هذه الفكرة تسقط سلوك الطفل العقلني ،إلى السلوك العدواني ،دون استخدام العقل،
فيجب طرح قصص تدرب الناشئة على حل المشاكل بإحلل العقل محل القوة.
ويطرحونها بحجة أنهم يكشفون السلوك الخاطئ للطفل كمن يكذب على أولده ثم يقول هذا كذب
أبيض وفي الحقيقة الولد يتربى على الكذب فليس هناك كذب أبيض ول أسود ،أما عن إثارة
العطف على قوى الشر والنتصار له في النهاية قد تجعل الولد يسلك السلوك الخاطئ ،ليبقى
ضمن طائفة القوياء المنتصرين.
مثال ذلك( :قصص الرجل الخارق ،وسوبر مان ،الرجل الحديدي ،جلندايزر )
34
-4قصص تعيب الخرين وتسخر منهم:
القصص القائمة على السخرية من الخرين وتدبير المقالب لهم وإيقاع الذى بهم ،منها السخرية
من علة المعاق أو عيب خلقي في نطق البعض وتدبير المقالب للكبير مثلً وإيقاع الذى بالعمى،
بإيقاعه في فخ ما أو غيرها ،دون تعظيم الثر الواقع على المخطئ أو مدبر المقلب ،ومن المثلة
الشهيرة لهذا الفكر الخاطئ تربويا :الفلم المتحركة في قصة " توم وجيري " ،وهذه القصة رغم
ما بلغته من شهرة جماهيرية لدى الجيال إل أنها فاسدة تربويا ،ترسّب هذه الفلم في وعي
الطفل نمطا سلوكيا خاطئا ،يقلده الطفل ويتمثل به ليحقق ذات المتعة والشقاوة الفكرية على من
حوله ،ويحس بالتفوق على الخرين ،وكذلك تلك الفلم التي تسخر من السود وتؤدي إلى نبذ
الجنس الخر السود فهذا يرسب الضغينة والحقد في نفوس الطفال ،ويؤسس التفرقة والتشرذم ل
الوحدة والتآلف.
فتلك مقتطفات من واقع القصص المقدمة للطفال والتي كان يفترض أن تكون تربوية.
ربما يقول البعض إن القصص المناسب طرحها للطفال قليلة وغير مفيدة وهذا كلم غير صحيح
ففي الكتاب والسنة الكثير من القصص المفيد وكل قصص الكتاب والسنة مفيد.
35
وإليك بعضا منها مع بيان لكيفية الستفادة منها وتطبيقها على
الواقع ؟
س ِمعْتُ َرسُولَ اللّهِ صَلّى ع ْن ُهمَا قَالَ َ ع َمرَ َرضِيَ اللّهُ َ ع ْبدَ اللّ ِه بْنَ ُ روى البخاري في صحيحه عن َ
حتّى َأوَوْا ا ْل َمبِيتَ إِلَى غَارٍ فَ َدخَلُوهُ ن َقبَْلكُمْ َ ط ِممّنْ كَا َ اللّهُ عََليْهِ َوسَّلمَ يَقُولُ :ا ْنطَلَقَ ثَلَاثَ ُة رَهْ ٍ
ن َتدْعُوا خرَةِ إل أَ ْ صْ
ن َهذِهِ ال ّ سدّتْ عََل ْيهِمْ ا ْلغَارَ فَقَالُوا ِإنّ ُه ل ُي ْنجِي ُكمْ مِ ْجبَلِ َف َخرَةٌ ِمنْ ا ْل َ صْ فَا ْنحَ َدرَتْ َ
شرْب غ ِبقُ ُ - ش ْيخَانِ َكبِيرَانِ َو ُكنْتُ ل أَ ْ ن َعمَاِل ُكمْ ،فَقَالَ َرجُلٌ ِم ْن ُهمْ الّل ُهمّ كَانَ لِي َأبَوَا ِ اللّهَ ِبصَالِحِ َأ ْ
حتّى نَامَا َفحََلبْتُ َل ُهمَا شيْ ٍء يَ ْومًا فََلمْ ُأرِحْ عََل ْي ِهمَا َشيّ َ -قبَْلهُمَا أَهل ول مَال َف َنأَى بِي فِي طَلَبِ َ ا ْل َع ِ
غ ِبقَ َقبَْل ُهمَا أَهْل َأوْ مَال فََل ِبثْتُ وَالْ َقدَحُ عَلَى َي َديّ َأ ْن َتظِرُ ن أَ ْ جدْ ُت ُهمَا نَا ِئ َميْنِ َو َكرِهْتُ أَ ْ
غبُو َق ُهمَا فَ َو َ
َ
ع ْندَ ِرجَْليّ صيَاح ِب ُبكَاء بسبب الجوع ِ - ص ْبيَ ُة َيتَضَاغَ ْونَ -ال ّ ظ ُهمَا وَال ّ ظهُمَا ُ [َ َف َكرِهْتُ َأنْ أُوقِ َ ستِيقَا َ اْ
غبُوقَ ُهمَا الّل ُهمّ ِإنْ
ش ِربَا َس َتيْ َقظَا فَ َ
حتّى َب َرقَ الْ َفجْر فَا ْ حتّى طَلَعَ ا ْل َفجْ ُر ] َ فََلمْ َيزَلْ ذَِلكَ دَ ْأبِي َودَ ْأبَ ُهمَا َ
س َتطِيعُونَ ش ْيئًا ل َي ْ خرَةِ فَانْ َف َرجَتْ َ صْ ن َهذِهِ ال ّ عنّا مَا َنحْنُ فِي ِه مِ ْ ج ِهكَ فَفَرّجْ َ ت ذَِلكَ ا ْب ِتغَاءَ َو ْ ت فَعَلْ ُ ُكنْ ُ
خرُوج. ا ْل ُ
36
سبِيلِ ِه َلعَّل ُكمْ تُفِْلحُونَ)
قال ال تعالى ( :يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَا ْب َتغُوا إَِليْهِ ا ْل َوسِيلَةَ َوجَا ِهدُوا فِي َ
،قال قتادة :تقربوا إليه بطاعته ،والعمل بما يرضيه .
-1العمال الصالحة وقت الرخاء يستفيد منها النسان وقت الشدة ،قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ( أحفظ ال يحفظك ،أحفظ ال تجده تجاهك ،تعرف إلى ال في الرخاء ،يعرفك في الشدة)
.
-2يجب على المسلم أن يلجأ إلى ال وحده دائما بالدعاء وخاصة حين نزول الشدائد ،ومن
ن اللّ ِه مَا لَ يَن َف ُعكَ َولَ
ل َت ْدعُ مِن دُو ِ
الشرك الكبر دعاء الموات الغائبين ،قال ال تعالى َ ( :و َ
ن الظّالِمِينَ) -الظالمين :المشركين . ك ِإذًا مّ َ
ك فَإِن َفعَلْتَ َفِإنّ َ
ضرّ َ
َي ُ
-3مشروعية التوسل إلى ال بالعمال الصالحة ،وهي نافعة ومفيدة ،ول سيما عند الشدة ،
وعدم مشروعية التوسل بالذوات والجاه .
-6من حفظ حقوق العمال حفظه ال وقت الشدة ،ونجاه من المحنة .
-9حق الجير يحفظ له ،ول يجوز تأخيره ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( أعطوا
الجير حقه قبل أن يجف عرقه) .
-10استحباب تنمية مال الجير الذي ترك حقه ،وهو عمل جليل ،وهو من حق الجير .
-11شرع من قبلنا هو شرع لنا إذا أخبر به ال تعالى أو رسوله صلى ال عليه وسلم على طريق
المدح ،ولم يثبت نسخه ،وهذه القصة قصها علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم في مدح هؤلء
النفر الثلثة لنقتدي بهم في عملهم .
-12طلب الخلص في العمل حيث قال كل واحد ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج
عنا ما نحن فيه) .
37
سمِيعُ
شيْءٌ وَهُ َو ال ّ -13إثبات الوجه ل سبحانه من غير تشبيه ،قال ال تعالى َ( :ليْ َ
س َك ِمثْلِهِ َ
ال َبصِيرُ)
ص َدقْتَ
شهِيدًا قَالَ َف ْأ ِتنِي بِا ْلكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللّ ِه كَفِيلًا قَالَ َ
ل كَفَى بِاللّ ِه َ
ش ِهدُهُمْ فَقَا َ
ش َهدَاءِ ُأ ْ
فَقَالَ ا ْئ ِتنِي بِال ّ
س ْبحَان اللّه َنعَ ْم " ] .رضي بكفالة ال ,مما يدل على إيمان صاحب الدين ,وثقته بال عز [ فَقَالَ " ُ
وجل .
ل ُمسَمّى .
َفدَ َف َعهَا إَِليْ ِه [ َأيْ ا ْلأَلْف دِينَار ] إِلَى َأجَ ٍ
جتَهُ
خرَجَ فِي ا ْل َبحْرِ فَ َقضَى حَا َ َف َ
ي َدخَلَتْ فِي ا ْل َبحْر ] ت فِيهِ [َأ ْ حتّى وََلجَ ْ حرِ َ َف َرمَى ِبهَا فِي ا ْل َب ْ
رماها وهو واثق بال ,متوكل عليه ,مطمئن أنه استودعها من ل تضيع عنده الودائع .
ن َأسْلَفَ ُه َي ْنظُرُ َلعَلّخرَجَ ال ّرجُلُ اّلذِي كَا َ خرُجُ إِلَى بََلدِهِ َف َ صرَفَ وَهُ َو فِي ذَِلكَ يَ ْل َتمِسُ َم ْر َكبًا َي ْ ُثمّ ا ْن َ
ط َعهَا بِا ْل ِمنْشَارِ ]
شرَهَا [قَ َ حطَبًا فََلمّا َن َ
خذَهَا لهله َ شبَةِ اّلتِي فِيهَا ا ْلمَالُ َفَأ َ خََم ْر َكبًا قَ ْد جَاءَ ِبمَالِ ِه فَِإذَا بِا ْل َ
عرَفَ " . جدَ ا ْلمَال ) فَ َقرَأَهَا َو َ صحِي َفةَ ( َو َ جدَ ا ْلمَالَ وَال ّ َو َ
قال صلى ال عليه وسلم ُ :ثمّ َقدِ َم اّلذِي كَانَ َأسْلَ َفهُ َفَأتَى بِا ْلأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللّ ِه مَا زِلْتُ جَا ِهدًا فِي
شيْءٍ قَالَ ت إَِليّ ِب َ ل ُكنْتَ َب َعثْ َ ت فِيهِ قَالَ هَ ْ
جدْتُ َم ْر َكبًا َقبْلَ اّلذِي َأ َتيْ ُ ب ل ِتيَكَ ِبمَاِلكَ َفمَا َو َ ب مَ ْركَ ٍ طَلَ ِ
38
خشَبَةِ
ك اّلذِي َب َعثْتَ فِي ا ْل َ
ع ْن َ
جئْتُ فِي ِه قَالَ َفإِنّ اللّهَ َقدْ َأدّى َ
جدْ َم ْر َكبًا َقبْلَ اّلذِي ِ
خ ِب ُركَ َأنّي َلمْ َأ ِ
ُأ ْ
شدًا .ص ِرفْ بِا ْلأَلْفِ الدّينَارِ رَا ِ فَانْ َ
يعني لما تيسرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة إلى صاحب الدين ,ومعه ألف دينار أخرى ,
خوفا منه أن تكون اللف الولى لم تصل إليه ,فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد ,
فأخبره الدائن بأن ال عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله ,قد أدى عنه دينه في موعده
المحدد .
عنْد َرسُول اللّه صَلّى اللّه عََليْ ِه َوسَلّمَ َي ْكثُر ِمرَا ُؤنَا وََلغَطنَا َ ,أيّهمَا آمَن
ل َأبُو ُه َر ْيرَة وَلَ َقدْ رََأيْتنَا ِ
قَا َ
"؟
إن هذه القصة تدل على عظيم لطف ال وحفظه ,وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض المر إليه •
,وأثر التوكل على ال في قضاء الحاجات ,فالذي يجب على النسان أن يحسن الظن بربه على
الدوام ,وفي جميع الحوال ,وال عز وجل عند ظن العبد به ,فإن ظن به الخير كان ال له بكل
.خير أسرع ,وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء
39
قصة جرة الذهب
كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم :اشترى رجل من رجل عقارا
!! له (أرضا) فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب
!! المشتري (للبائع) :خذ ذهبك مني ،إنما اشتريت منك الرض ،ولم أشتر منك الذهب
- .البائع (ممتنعا) :إنما بعتك الرض وما فيها – .يحتكمان إلى رجل
الحكم :ألكما ولد ؟
.أحدهما :لي غلم
.الخر :لي جارية
.الحكم :أنحكوا (زوجوا) الغلم للجارية وأنفقوا عن أنفسكما منه ،وتصدقا
40
:قصة ابن عمر والراعي
) ذكر هذه القصة ابن الجوزي رحمه ال في صفة الصفوة ( 188 / 2
قال نافع :خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له فوضعوا سفرة فمر
بهم راع
.فقال له عبد ال :هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة
فقال :إني صائم
فقال له عبد ال :في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وبين
الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم
فقال الراعي :أبادر أيامي الخالية فعجب ابن عمر
وقال :هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها ما تقطر عليه وتعطيك ثمنها
قال :إنها ليست لي إنها لمولي
! قال :فما عسيت أن يقول لك مولك إن قلت أكلها الذئب ...؟
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين ال ؟؟؟
قال :فلم يزل ابن عمر يقول :قال :الراعي فأين ال
فما عدا أن قدم المدينة فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم
رحمه ال
41
وفي القصة العاقبة الحميدة لمن نال هذه الصفات فالراعي الذي سمعنا عنه في هذه القصة كان
ل يأكل من تعب يده برعي الغنم وكان مع ذلك عابدا يصوم في النهار حتى في اليام الحارة عام ً
وكان أمينا في عمله يراقب ال عز وجل في نفسه وأن مطلع عليه فصلته بال قوية ولذلك رفض
المكسب الحرام مع أنه قادر عليه ومتمكن منه ولم يستغل عمله وأمانته ولم يسرق منها فأعقبه ال
الحسنى فعندما رأى عبد ال بن عمر تلك الصفات أعتقه واشترى له الغنم ووهبه له
فمن عبد يرعى غنم صاحبه إلى حر يملك حللً كثيرا
)) وإنه سنة عظمية يجب تربية البناء عليها (( من ترك شيئا ل عوضه ال خيرا منه
إنها قاعدة لو شربها أطفالنا منذ الصغر لجنبتهم الكثير من الحرام والمنكرات في الكبر
تربية البناء على تجنب الغش وتحريمه ؟
لما نهى عمر رضي ال عنه في خلفته عن خلط اللبن بالماء وخرج ذات ليلة في حواشي المدينة
وأسند ظهره إلى جدار ليرتاح فإذا بامرأة تقول لبنتها إل تمذقين اللبن بالماء فقالت الجارية كيف
أمذق وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق فقالت الم فما يدري أمير المؤمنين ,فقالت الجارية إن
.كان عمر ل يعلمه فإله عمر يعلم ما كنت لفعله وقد نهى عنه
فوقعت مقالتها من عمر فما أصبح دعا عاصما ابنه فوصفها له ومكانها وقال اذهب يا بني
فتزوجها فتزوجها عاصم بن عمر فولدت له بنتا فتزوجها عبد العزيز بن مروان بن الحكم فأتت
.بعمر بن عبد العزيز
:ومن فوائد تلك القصة
-1أن ما أثبته القرآن والسنة من الكتب السابقة نثبته أما خلفه فل نصدقه ول نكذبه إذا لم عرض
النصوص .
-2اجتهاد السلف في تربية أبنائهم .
-3استشعار مراقبة ال في السر والعلن .
-4عدم التحرج من تقديم النصيحة للوالدين .
-5اختيار الزوج والزوجة الصالحة للبنت والبن .
فلما أكثرت قالت لها عائشة :وما يوم الوشاح؟! قالت :خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح
من أدم ،فسقط منها ،فانحطت عليه الحديّا وهي تحسبه لحما ،فأخذته .فاتهموني به - ،أي بسرقة
42
الوشاح -فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قتلي ،وبينما هم حولي وأنا في كربي إذ
أقبلت الحديّا حتى وازت ( )2برؤوسنا ،ثم ألقته فأخذوه ،فقلت لهم :هذا الذي اتهمتموني به وأنا
منه بريئة ] (.)3
43
وفي رواية انه كان على تمر الصدقة أبو هريرة فوجد أثر كف كأنه أخذ منه وقوله من الطعام
المراد منه البر ونحوه مما يزكى به.
قوله ( :لرفعنك ) أي لذهبن بك أشكوك لرسول ال صلى ال عليه وسلم ليقطع يدك لنك سارق.
وقوله( :أني محتاج ولي عيال) يعني فقير في نفسي ولي عيال أظهر حاجة أخرى ثم قال مؤكدا
حاجته ولي حاجة شديدة يعني زائدة صعبة كدين أو جوع مهلك ونحو ذلك هذا تأكيد بعد تأكيد.
وقوله( :ل يزال عليك من ال حافظ ) يعني ل يزال من عند ال أو أمر ال حافظ من قدرته
سبحانه أو من الملئكة ل يقربك شيطان ل إنسي ول جني ل يقربك شيطان في أمر ديني ول
دنيوي ودليله صلى ال عليه وسلم عندما قال له صدقك أي في تعليمه لك وهو كذوب أي في سائر
أقواله لن هذه عادة الشيطان.
وهكذا وجدنا أيها الخوة والخوات حلقة من حلقات الصراع بين المسلم والشيطان وقد حصل لعدد
من الصحابة مواقف مثل موقف أبي هريرة رضي ال عنه وهذه الوقائع والقصص لها مدلولت
كثيرة منها:
44
ينزل بها الداء كما أخبر بها النبي صلى ال عليه وسلم فهذا شي غيبي فإذا غطيت الناء لم ينزل
:الداء إذا الفائدة من تغطية الناء
منع نزول الداء •
منع الشيطان أن يشركك في مطعومك ومشروبك •
فاسم ال أيضا يمنع الشيطان من النظر إليك فإذا أراد النسان أن يخلع ثيابه أو أن يأتي 10-
الرجل أهله فما هو الحل أفنبقى نحن نهبا لعين الجن يرون عوراتنا؟؟ ل لن النبي صلى ال
عليه وسلم أخبر بأن الرجل إذا أراد أن يخلع ثيابه فسم ال فان الشيطان ل يستطيع أن ينظر إلى
عورته.وكذلك بسم ال تمنع الشيطان من مشاركه في الولد فانه ورد في تفسير قوله ( َوشَا ِر ْكهُمْ
فِي ا ْلَأمْوَالِ وَا ْلَأوْلدِ )..أن الشيطان يشارك النسان في وطئ زوجته فإذا قلت بسم ال قبل الجماع
.منعت الشيطان من المشاركة
أن الجن يسرقون و يتكلمون بكلم النس كلم تسمعه وباللغة التي عليها الرجل حدثوا أن أبا 11-
علقم النحوي وكان رجل متقعرا في الكلم أنه كان مرة يمشي في الطريق فأصابه شي فسقط
فتجمع عليه أهل السوق واحد يعصر إبهامه وواحد يقرأ في أذنه وواحد يؤذن في الذن الخرى
فقال :ما لكم تكأكأتم علي كتكأكؤكم على ذو جنة افرنقعوا عني فقالوا :شيطانه يتكلم بالفارسية أو
الهندية فقوله تكأكأتم علي كتكأكؤكم أي تجمعتم علي كتجمعكم على ذو جنة أي كمن دخل عليه
جني و افرنقعو
.ا عني أي انفضوا من حولي;
أن الجن يسرقون ويخدعون كما في قوله ل أعود فعاد 12-
فضل آية الكرسي ومن الروايات الخرى يؤخذ فضل آخر سورة البقرة 13-
أن السارق ل يقطع في المجاعة 14-
قبول العذر والستر على من يظن به الصدق 15-
إطلع النبي صلى ال عليه وسلم على المغيبات 16-
جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر لتفريقها بعد ذلك 17-
أن زكاة الفطر تخرج طعاما 18-
يقين الصحابة بكلم النبي صلى ال عليه وسلم وتصديقهم به 19-
قراءة آية الكرسي قبل النوم 20-
أن التشريع على كلم الشيطان أتى من الرسول صلى ال عليه وسلم عندما قال :صدقك 21-
.وليس التشريع من كلم الشيطان
أن آية الكرسي تمنع شياطين الجن والنس سواء أكان في المور الدينية أو الدنيوية (ل 22-
يقربنك شيطان حتى تصبح ) والشيطان هنا نكرة
كرامة ال لبي هريرة عندما استطاع أن يلقي القبض على الشيطان أي لم يستطع الشيطان 23-
أن يفلت منه ففيه إن المؤمن قوي اليمان يستطيع أن يمسك الشيطان ول يمكنه من الهروب وذكر
ابن القيم في فوائد الذكر انه ربما من كثرة ذكر المؤمن ل عز وجل ربما أن يقرب منه الشيطان
ليمسه
.بسوء فيصرع الشيطان فتجتمع عليه الشياطين فيقولون ما به فيقولون صرعه النسي
أن ذكر ال تعالى هو الذي يحمي المؤمن من الشيطان وعلى رأس الذكر القرآن وأفضل آية 24-
في القران هي آية الكرسي
45
أن النسان إذا كان صاحب حاجة يجب أن يبين حاجته حتى يعرف عذره ول يرتاب في 25-
أمره
رفع الشأن المهم إلى العلماء (وكانوا أبو هريرة رضي ال عنه لرفعنك إلى رسول ال عليه 26-
وسلم
حرص أبي هريرة على العلم (وكانوا احرص شي إلى العلم) فأطلق سراحه لجل الفائدة فهم 27-
يحرصون على العلم
يمكن أن يثور اعتراض وهو كيف استطاع أبو هريرة أن يمسك الشيطان لن الرسول صلى 28-
حدٍ ِمنْ ال عليه وسلم امتنع عن إمساكه لدعوة سلمان (قَالَ رَبّ اغْ ِف ْر لِي وَ َهبْ لِي مُلْكا ل َي ْن َبغِي ِلَأ َ
شيَاطِينَ حيْثُ َأصَابَ) (صّ( )36:وَال ّ جرِي ِبَأ ْمرِهِ ُرخَا ًء َح َت ْ
خرْنَا َلهُ الرّي َ
سَّب ْعدِي ( )..صَّ ( )35:ف َ
ل َبنّاءٍ وَغَوّاصٍ) (صّ )37:فكيف امسك أبو هريرة بالشيطان الذي رآه وأراد حمله للنبي عليه كُ ّ
السلم ؟؟
أجاب الحافظ بن حجر على هذا الشكال بأن النبي صلى ال عليه وسلم هم أن يمسك بالشيطان
الكبر رأس الشياطين فعند ذلك يكون فيه مضاهاه لما حدث لسليمان أما الشيطان الذي في حديث
الباب إما أن يكون الشيطان الذي مع الصحابي (لكل إنسان شيطان ) أو أن يكون شيطان من
الشياطين وليس رأس الشياطين.فإن قال قائل ما هي الميزة التي موجودة في آية الكرسي حتى
تمنع الشياطين من إيذائنا ؟؟
آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن كما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لذلك الصحابي وأن
هذه الية إذا قرأها المؤمن في دبر كل صلة لم يمنعه من الدخول إلى الجنة إل أن يموت كما قال
الرسول صلى ال عليه وسلم في الصحيح الذي رواه النسائي رحمه ال وغيره فآية الكرسي تقرأ
:قبل النوم وفي أدبار الصلوات من أسباب فضلها
اشتمالها على السم العظم (ال ل اله إل هو الحي القيوم ) في البقرة وال عمران وطه وعلت •
في وجوه الحي القيوم على بعض القوال على احتمال أنها السم العظم
ي الْ َقيّومُ) الحي في نفسه • حّ هذه الية هي عشر جمل مستقلة(اللّهُ ل إِلَ َه إِلّا ُهوَ) متفرد اللوهية ( ا ْل َ
ل يموت أبدا القيوم :القيم لغيره ومن آياته أن تقوم السماء بأمره كل الموجودات ل قوام لها بدون
سنَةٌ وَل نَوْم) ل خذُ ُه ِ
ال عز وجل ول غنى لها من ال وكل الموجودات مفتقرة إلى ال (ل َت ْأ ُ
يعتريه سبحانه ل غفلة ول ذهون ول نعاس ول استيقاظ من النوم ول فقدان الوعي ( َلهُ مَا فِي
ع ْندَهُ إِلّا ِبِإذْنِهِ)
ن ذَا اّلذِي َيشْفَعُ ِ سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلَأرْض) الجميع عبيده وتحت قهره وفي ملكه ( مَ ْ ال ّ
ل يتجافى احد أن يشفع احد لحد عند ال إل إذا أذن ال لذلك فالنبي صلى ال عليه وسلم لكي
يشفع لبد له من أن يستأذن وإذا أراد أن يستأذن يوم القيامة يأتي تحت العرش فيخر ساجدا ما شاء
ال له أن يسجد فيعلمه من المحامد ما يفتح عليه من الثناء بعد ذلك يقول ال يا محمد ارفع رأسك
وسل تعطى واشفع تشفع فسيد القوم ل يشفع حتى يؤذن له( َيعَْلمُ مَا َبيْنَ َأ ْيدِي ِهمْ َومَا خَ ْل َف ُهمْ) احاطته
شيْءٍ مِنْ عِ ْل ِمهِ إِلّا ِبمَا شَاءَ ) ل يطلع على علم سبحانه وتعالى بجميع المخلوقات ( وَل ُيحِيطُونَ ِب َ
سمَاوَاتِ وَا ْلَأرْضَ) والكرسي موضع قدمي الرب سبحانه سيّهُ ال ّ
ال احد إل أحد أطلعه ال ( َوسِعَ ُك ْر ِ
وتعالى والعرش ل يقدر قدره إل ال والكرسي عظيم جدا في غاية التساع فالسماوات والرض
ليست إل كحلقة في صحراء فهذا هو الكرسي فكيف العرش وما الكرسي في العرش إل كحلقة في
صحراء وال أكبر من الكرسي ومن السماوات والرض فاستوى على العرش استواء يليق بعظمته
ظ ُهمَا ) ل يثقله ول يشق عليه حفظ السماوات والرض وما فيها من الجن وجلله ( وَل َيؤُودُ ُه حِ ْف ُ
46
والنس والملئكة وهو يسير على ال سبحانه وتعالى (وَ ُهوَ ا ْلعَِليّ ا ْل َعظِيمُ) (البقرة )255:كقوله
.تعالى وهو الكبير المتعال وتبين آية الكرسي عظم ال تعالى
__________________
( )1انظر فتح الباري ( )7/186ط :دار الريان للتراث .والنهاية في غريب الحديث والثر لبن
الثير ( )1/407ط :دار الفكر.
( )2وازت :أي قابلت.
( )3أخرجه البخاري -الفتح -رقم (.)3835
( )4النساء.100 :
47