Professional Documents
Culture Documents
2
وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربي نجاحه ،ومنها:
• أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند اهلل من ثواب دنيوي وأخروي ،فمثالً يرغب الطفل
في حسن الخلق بالمكافأة ثم يقال له :أحسن خلقك ألجل أن يحبك والدك وأمك ،ثم يقال ليحبك اهلل ويرضى عنك ،وهذا التدرج
يناسب عقلية الطفل.
• أال تتحول المكافأة إلى شرط للعمل ،ويتحقق ذلك بأال يثاب الطفل على عمل واجب كأكله وطعامه أو ترتيبه غرفته ،بل تقتصر
المكافأة على السلوك الجديد الصحيح ،وأن تكون المكافأة دون وعد مسبق؛ ألن الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل.
• أن تكون بعد العمل مباشرة ،في مرحلة الطفولة المبكرة ،وإ نجاز الوعد حتى ال يتعلم الكذب وإ خالف الوعد ،وفي المرحلة
المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل لآلخرة ،وألنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة.
المبحث الثاني :الترهيب:
أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب ،وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما ،والعقاب يصحح
السلوك واألخالق ،والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس
والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها.
ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر اإلمكان i،وإ ن كان ال بد منه ففي السن التي يميز فيها ويعرف مغزى العقاب وسببه.
وللترهيب ضوابط ،منها:
• أن الخطأ إذا حدث أول مرة فال يعاقب الطفل ،بل يعلم ويوجه.
• يجب إيقاع العقوبة بعد الخطأ مباشرة مع بيان سببها وإ فهام الطفل خطأ سلوكه؛ ألنه ربما ينسى ما فعل إذا تأخرت العقوبة.
• إذا كان خطأ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البيت فتكون معاقبته أمامهم؛ ألن ذلك سيحقق وظيفة تربوية لألسرة كلها.
• إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها التحذير والوعيد ،وأن يتجنب الضرب على الرأس أو الصدر أو الوجه أو
البطن ،وأن تكون العصا غير غليظة ،ومعتدلة الرطوبة ،وأن يكون الضرب من واحدة إلى ثالث إذا كان دون البلوغ ،ويفرقها
فال تكون في محل واحد ،وإ ن ذكر الطفل ربه واستغاث به فيجب إيقاف الضرب؛ ألنه بذلك يغرس في نفس الطفل تعظيم اهلل.
• ويجب أن يتولى المربي الضرب بنفسه حتى ال يحقد بعضهم على بعض.
• أال يعاقبه حال الغضب؛ ألنه قد يزيد في العقاب.
• أن يترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطأ ويكفي بيان ذلك.
المبحث الثالث :ضوابط التربية بالترغيب والترهيب:
وهذه الضوابط _بإذن اهلل_ تحمي الطفل من األمراض النفسية ،واالنحرافات األخالقية ،واالختالالت االجتماعية ،وأهم هذه
الضوابط:
-1االعتدال في الترغيب والترهيب:
لعل أكثر ما تعانيه األجيال كثرة الترهيب والتركيز على العقاب البدني ،وهذا يجعل الطفل قاسياً في حياته فيما بعد أو ذليالً ينقاد
لكل أحد ،ولذا ينبغي أن يتدرج في العقوبة؛ ألن أمد التربية طويل وسلم العقاب قد ينتهي بسرعة إذا بدأ المربي بآخره وهو
الضرب ،وينبغي للمربي أن يتيح للشفعاء فرصة الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل ،ويسمح له بالتوبة ويقبل منه ،كما أن اإلكثار
من الترهيب قد يكون سبباً في تهوين األخطاء واالعتياد على الضرب ،ولذا ينبغي الحذر من تكرار عقاب واحد بشكل مستمر،
وكذلك إذا كان أقل من الالزم،
وعلى المربي أال يكثر من التهديد دون العقاب؛ ألن ذلك سيؤدي إلى استهتاره بالتهديد ،فإذا أحس المربي بذلك فعليه أن ينفذ
العقوبة ولو مرة واحدة ليكون مهيباً.
3
يعود على الطمع ويؤدي إلى عدم قناعة الطفل إال بمقدار أكثر من السابق.
والخروج عن االعتدال في اإلثابة ِّ
كما يجب على المربي أن يبتعد عن السب والشتم والتوبيخ أثناء معاقبته للطفل؛ ألن ذلك يفسده ويشعره بالذلة والمهانة ،وقد يولد
الكراهية ،كما أن على المربي أن يبين للطفل أن العقاب لمصلحته ال حقداً عليه.
وليحذر المربي من أن يترتب على الترهيب والترغيب الخوف من المخلوقين خوفاً يطغى على الخوف من الخالق _سبحانه_،
فيخوف الطفل من اهلل قبل كل شيء ،ومن عقابه في الدنيا واآلخرة ،وليحذر أن يغرس في نفسه مراعاة نظر الخلق والخوف منهم
ّ
دون مراقبة الخالق والخوف من غضبه ،وليحذر كذلك من تخويف الطفل بالشرطي أو الطبيب أو الظالم أو غيرها؛ ألنه يحتاج
إلى هؤالء ،وألن خوفه منهم يجعله جباناً.
وبعض المربين يكثر من تخويف الطفل بأن اهلل سيعذبه ويدخله النار ،وال يذكر أن اهلل يرزق ويشفي ويدخل الجنة فيكون
التخويف أكثر مما يجعل الطفل ال يبالي بذكره النار؛ لكثرة ترديد األهل "ستدخل النار" أو "سيعذبك اهلل؛ ألنك فعلت كذا" ،ولذا
يحسن أن نوازن بين ذكر الجنة والنار ،وال نحكم على أحد بجنة أو نار ،بل نقول :إن الذي ال يصلي ال يدخل الجنة ويعذب
بالنار.
-2مراعاة الفروق الفردية:
تتجلى حكمة المربي في اختياره لألسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة ،منها:
• أن يتناسب الترهيب والترغيب مع عمر الطفل ،ففي السنة األولى والثانية يكون تقطيب الوجه كافياً عادة أو حرمانه من شيء
يحبه ،وفي السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التي يحبها أو من الخروج إلى الملعب.
• أن يتناسب مع الخطأ ،فإذا أفسد لعبته أو أهملها ُيحرم منها ،وإ ذا عبث في المنزل عبثاً يصلُح بالترتيب ُكلِّف بذلك ،ويختلف عن
العبث الذي ال مجال إلصالحه.
• أن يتناسب مع شخصية الطفل ،فمن األطفال من يكون حساساً ليناً ذا حياء يكفيه العتاب ،ومنهم من يكون عنيداً فال ينفع معه إال
العقاب ،ومنهم من حرمانه من لعبه أشد من ضربه ،ومنهم من حرمانه من أصدقائه أشد من حرمانه من النقود أو الحلوى.
• أن يتناسب مع المواقف ،فأحياناً يكون الطفل مستخفياً بالخطأ فيكون التجاهل والعالج غير المباشر هو الحل األمثل ،وإ ن عاد
إليه عوقب سراً؛ ألنه إن هتك ستره نزع عنه الحياء فأعلن ما كان يسر.
وقد يخطئ الطفل أمام أقاربه أو الغرباء ،فينبغي أن يكون العقاب بعد انفراد الطفل عنهم؛ ألن عقابه أمامهم يكسر نفسه فيحس
بالنقص ،وقد يعاند ويزول حياؤه من الناس.
• المراوحة بين أنواع الثواب والعقاب؛ ألن التكرار يفقد الوسيلة أثرها.
• مراعاة الفروق الفردية في التربية فالولد البالغ أو المراهق يكون عقابه على انفراد؛ ألنه أصبح كبيراً ،ويجب أن يحترمه
إخوانه الصغار ،ويعاتَب أمامهم عتاباً إذا كان الخطأ معلناً؛ ألن تأنيبه والقسوة عليه في الكالم يحدثان خلالً في العالقة بين
المراهق والمربي ،ويكون ذلك أوجب في حق الولد البكر من الذكور؛ ألنه قدوة ،وهو رجل البيت إذا غاب والده أو مرض أو
مات.
• ومن الفروق الفردية جنس الطفل فالبنت يكفيها من العقاب ما ال يكفي الذكر عادة؛ ألن جسدها ضعيف وهي تخاف أكثر وتنقاد
بسهولة.
4
تسليماً كثيراً .
كانت الحلقةُ األولى بعنوان :أربعون ٍ
وتوجيهات ،وقد َ وسائل وهي سلسلةُ ٍ
سبق أن بدأنا بها َ ،
سلسلة َ
َ هذا الموضوعُ هو ضمن
الستغالل اإلجاز ِة الصيفي ِ
َّة ،ثَُّم هذه هي ِ ِ
الستغالل موسم ِّ
الحج ،ثم أربعون وسيلة ِ
الستغالل رمضان ،ثَُّم أربعون وسيلة وسيلة
الحلقةُ الرابعةُ ،وهي أيضاً :أربعون وسيلة .
درس قب َل ٍ جمعت شيئاً منها في
ُ كنت قد
ِّغار ُ ِ
تربية الص ِ ووسائل في
َ ٍ
وأفكار ٍ
توجيهات األفكار هي مجموعةُ وجيهات وهذه
ُ وهذه التَّ
ُ
واالنشغال و ِقلَّ ِة
ِ ِ
سويف ِ
والتوجيهات ،وكان للتَّ ِ
الوسائل ِ
بعض لحاق
رس وإ ُ الد ِ
تجديد هذا َّ
ُ يراودني
ُ ٍ
سنوات تقريباً ،وكان ِ
خمس
دور في التَّ ِ
أخير . ِ
البضاعة ٌ
ُّ
والحق ِ
الطفولة ، ِ
مرحلة الولد فيتربية ِ
ِ ِ
المسلم في مسؤوليةُ ِ
األب َّ ِ
بعنوان : ِ
درجة الماجستير تكميلي ِ
لنيل بحث
يدي ٌ وقع بين َّ َّ
ٌّ حتى َ
ِ ِ واألم ِ
صاحبه األستا ُذ :عدنان حسن
ُ ظ ِر واالستفادة منه ،فقد َ
جمع بالقراءة فيه َّ
والن َ هات َّ اآلباء
َ أنصح
ُ فريد
كتاب جامعٌ ٌُيقَا ُل فهو ٌ
خير والمتخصصين في هذا َّ
الش ِ لعلماء التَّ ِ
ِ ِ
وجيهات والتَّ ِ وارد والتَّ
الش ِ ِ
الفوائد و َّ
كاتبه َ
أن ،جزى اهلل َ ِّ ربية جارب باحارث ،كثيراً من
ونفع اهللُ به ورعاه . ِ
الجزاء َ
بهاء وجماالً ،ولقد ص في هذا ِّ متخص ٍ ِ ِ ِ
العقد ً لزاد َ
الفن َ ِّ والحكم عليها من واآلثار فيه األحاديث بتخريج
ِ الكتاب
ُ ولو ُك ِّم َل هذا
كثير منهم عن هذه ٍ َّ ُّ ِ
واألمهات في وقت تخلى ٌ اآلباء
َ ينفع به
الموضوع الذي أسأ ُل اهلل عز وجل أن َ ِ استفدت منه كثيراً في هذا
ُ
ِ ِ ِ
المسؤوليَّة العظيمة ،تربية األبناء .
الجهَّ ِ
ال من ِ
لألعاجم و ُ وربَّما تُِر ُكوا
األوالد ُ ،
ُ َّ
والضحيةُ هم األم في وظيفتِها وزياراتِها ،
وربَّما ُّ ِ
فاألب في وظيفته وتجارتِه ُ ،
ُ
ِ
والخادمات ! السَّائقين
عند الس ِ
ُّؤال الموقف َ وتذكرا جيِّداً هذا ِ
األمانة َّ ، أمام اهلل عن هذه األب ،واتَّقي اهلل أيَّتُها ُّ
األم َّ ، أال فاتَّ ِ
َ فإنكما مسؤوالن َ ق اهلل أيُّها ُ
ِ
والحساب :
راع ومسؤو ٌل عن رعيَّتِه ، فاإلمام ٍ
ُ راع وكلُّكم مسؤو ٌل عن رعيَّتِه ، المشهور " كلُّ ُكم ٍ ِ ِ
الحديث قال صلى اهلل عليه وسلم في
زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها(."..متفق عليه ) بيت ِ أهله ومسؤو ٌل عن رعيَّتِه ،والمرأةُ راعيةٌ في ِ راع في ِ والر ُج ُل ٍ َّ
الجن ِة "(متفق عليه ). بنصحه إال لم ي ِجد رائحةَ َّ ِ رعيةً فلم ُي ِحطها
عبد يسترعيه اهلل َّ وقال صلى اهلل عليه وسلم " ما ِمن ٍ
ون اللَّهَ َما
ص َ اس َواْل ِح َج َارةُ َعلَ ْيهَا َماَل ِئ َكةٌ ِغاَل ظٌ ِش َد ٌ
اد اَل َي ْع ُ الن ُ َأهِلي ُك ْم َن ًارا َوقُ ُ
ود َها َّ آمُنوا قُوا َأنفُ َس ُك ْم َو ْ
ين َ
َِّ
وقال تعالى { َيا َأيُّهَا الذ َ
ون } [التحريم . ]6: ون َما يُْؤ َم ُر َ
َأم َر ُه ْم َوَي ْف َعلُ َ
َ
أن مرحلةَ الطفولة مرحلةٌ ُم ِه َّمةٌ َّ ِ ِ
جداً فاه َم ،واعلما أيضاً َّ عاون والتَّ ُ
مسؤوليةَ تربية األوالد بينكما مشتركةٌ تقتضي التَّ َ َّ إذاً فاعلما َّ
أن
ولده بمبادئ لألب فهو أن يأخ َذ َ التأديب الالزم ِ
ُ ُ فأما
مؤكداً على هذا المعنى َّ : الماوردي ِّ
ُّ اإلمام
ُ الولَِد وتأديبِه ،قال ِ
في توجيه َ
شيء تجعلُه َّغير على ٍ ألن نشأةَ الص ِ ِّغ ِر َّ ، الستئناسه بمبادئها في الص َ ِ عند ِ
الكبر ليأنس بها وينشَأ عليها فيسه َل عليه قبولُها َ ِ
اآلداب َ
ِّغ ِر كان تأديبه في ِ
الكَب ِر عسيراً . متطبِّعاً به ،ومن ِ
ُأغف َل في الص َ
ُ
الوسائل والتوجيهات
6
فوائد كثيرةٌ منها : البيوت ُ ِ الن ِ
افلة في ِ
صالة َّ وفي
والدهم وهو ُيصلِّي ،وهذا ما مشاهدة الص ِ
ِّغار َ ِ الشياطين ،وكثرةُ وطرد َّ
ُ العبادة ،وإ حياء ِ
البيت ِ واألهل علىِ الز ِ
وجة تشجيعُ َّ
ُ
ِ
وأفضلها . ِ
األساليب ِ
أسهل ِ
بالعادة وهو من بأسلوب التَّ ِ
ربية ِ علماء التَّ ِ
ربية ِ عند
سمى َ ُي َّ
ين، ِِ قال صلى اهلل عليه وسلم " مروا َأواَل َد ُكم بِ َّ ِ النبوي في ِ
اء َس ْب ِع سن َالصاَل ة َو ُه ْم َْأبَن ُ ْ ُُ ْ أمر الصَّالة ،فقد َ ِّ المنهج
ِ وكم نغف ُل عن هذا
ِ ِ ض ِ ِ
مراحل :
َ بثالث َّغير
مر الص ُ الحديث َي ُّ اج ِع "[ ، ]3وفي هذا اء َع ْش ٍرَ ،وفَِّرقُوا َب ْيَنهُ ْم في اْل َم َ اض ِرُب ُ
وه ْم َعلَ ْيهَا َو ُه ْم َْأبَن ُ َو ْ
عريض في الص ِ
َّالة . ِ لميح والتَّ
َّغير بالتَّ َِّع الص ُ مندوب إليه أن ُي َشج َ ٌ أمر
َّبع ،وهذا ٌ · قب َل الس ِ
َّالة وأركانِها وما يقو ُل فيها . األم أن يعلِّما صغيرهما على الص ِ
َ األب وعلى ِّ يجب على ِ َّبع ،وهنا ُ بعد الس ِ · وما َ
اض ِرُب ُ
وه ْم َعلَ ْيهَا النبي صلى اهلل عليه وسلمَ " و ْ َّغير فكما قال ُّ ِ ِ
بعدها ،فإن لم يستجب الص ُ العشر وما َ عند
· ثَُّم المرحلةُ الثالثةُ َ
والعقوبات األخرى من ِ ِ ِ بعد فَ َش ِل
وعظه الوسائل جميع
ِ البدني _ أي الضَّرب _ إال َ ُّ العقاب
ُ اء َع ْش ٍر " ،وال ُي َ
ستعم ُل َو ُه ْم َْأبَن ُ
يحب . - بعض ما ُّ وهجره -أي ال يكلِّ ُمه وال ِ ِ
يمازحه ويحرمه َ ُ وتعنيفه
واالهتمام ِ
للمدرسة ديد على ِ
إيقاظه الش ُ الحرص َّ نشعر ،ومن هذا ِ جسيمة في ِ ٍ وكم نقع في أخطاء تربوي ٍ
ُ ُ أمر الصَّالة بدون أن َ َّة ُ
ولدها لها ،فال يصلِّيها إال بإيقاظ ِ
ِ والرحمةُ األم َّ
الشفَقَةُ َّ الفجر فتأخ ُذ َّ ِ أما صالةُ عقابه لو َّ
تأخ َر َّ ، وربَّما ُ
ٍ
يتأخ َر لحظات ُ بذلك ،وأالَّ َّ
جماعة المسلمين !ِ بلغ العاشرةَ ،يندب له أن يصليها لوقتِها مع الولد َأن َ للمدرسة ،مع َِّ عند ذهابِه َ
الحق عز ُّ إيقاظه وصالتِه مع المسلمين ،ولذلك قال والرحمةَ تكون في ِ الشفقةَ َّ وأن َّ الفعل َّ ، مثل هذا ِ األم آثمةٌ في ِ أن َّ َّ
والشك َّ
وتأكيد أهمي ِ
َّة ِ ِ
بتعليمهم يكون ِ َأهِلي ُكم َنارا{[التحريم ،]6:فإذا أردنا َّ َِّ
الشفَقَةَ ووقايةَ أوالدنا فذلك ُ آمُنوا قُوا َأنفُ َس ُك ْم َو ْ ْ ً
ين َوجل } َيا َأيُّهَا الذ َ
مع المسلمين في وقتِها . الفجر َِ ِ
صالة
شاء اهلل أن ُيصلِّي ،ثَُّم إذا َّأذ َن ِّ
الماء فيصلي ما َ
فتسخ ُن له َ ِّ ِ
األخير كانت توقظُه في ثُلُ ِث الَّ ِ
ليل أمه َ أحمد َّ
أن َّ ِ
اإلمام َ ُيروى في سير ِة
المسجد تنتظر صغيرها حتى ينتهي من الص ِ
َّالة ِ عند عتَ ِ
بة وسارت معه حتَّى أدخلَته ِ ِ ِ
َ ُ قبعت َ َ المسجد ثَُّم َ
َ الفجر أخ َذت بيده َ لصالة
وأرجعته إلى بيتِها .
َ
،فإذا انتهى أخ َذت ِ
بيده
أحمد مناإلمام َ ِ خلف ِ
واالهتمام به ،ولذلك كان َ ِ
الصغير ِ
تربية ِ
الحرص على رضوان اهلل تعالى علي ِه َّن في هات
األم ُهكذا كانت َّ
ُ
َّغير تربيةً َّ
ربانيةً . تربية هذا الص ِ ِ تحرص على ٍ
صالحة َخْلفَهُ من ٍّأم
ُ
الوسيلةُ الثَّالثةُ :
نتصو ُره ،
َّ أكثر ِم َّما َ ِ
والمشاه َدة َ بقليل ،وهم يتعلَّ ُمون بالقدو ِة قليد من السََّن ِة الثَّ ِ
انية أو قبلَها ٍ ِّغار يبدؤون التَّ َ القدوةُ الصَّالحةُ َّ
،فإن الص َ
عدةً ،منها : أمها ،وهذا ِّ
يؤك ُد أموراً َّ أفعال ِّ
َ والده ،والطِّفلةُ تحاكي
أفعال ِ
َ فالطِّف ُل يحاكي
ٍ
حسنة . أمامه إال بصور ٍة نظهر َ َ -أال
ينبت في ِ
فالة بت ُ الن ِ
كمثل َّجنان ِ ينبت في ٍ بت ُ وليس َّ
الن ُ َ
ِ
اقصات ؟! ي َّ ٍ
الن َ ارتضعوا ثُُد َّ
ُ ألطفال كما ٌل إذا وهل ُيرجى
صغار ِك .
ِ أمام
خاصةً َ َّ وأقوال ِك
ِ ألفعال ِك
ِ األم
فانتبهي أيَّتُها ُّ
وخذ أمثلةً على ذلك : ق نفسيَّتَه ُ ، فل ِّ
وتمز ُ ك الطِّ َفإنها تهل ُ ِ
الحياة َّ ، اإلبتعاد عن المتناقضات في ُ -ثَُّم
رجع الطِّف ُل إلى بيتِه َ
وجد َ يغضب اهلل عز وجل ،ثَُّم إذا
ُ محر ٌم
وأنه َّ وخطرهَّ ،
ِ دخين مثالً خان والتَّ ِ الد ِ فل من ُّ يحذ ُر الطِّ َ
المدرس ِّ
· ِّ ُ
يدخن ،وأخاه أيضاً فما رأي ُكم وما هو تأثير ذلك على هذه النفسي ِ
َّة ؟ ُ أباه ِّ ُ
يحرصون عليها.
ُ والده أو أخاه اليصلُّون أو ال
فر ،ثَُّم يرى َ وأن تر َكها جريمةٌ و ُك ٌ َّالة وأهميَّتِها َّ ، وأيضاً الطف ُل يسمع عن الص ِ
ُ
ِ
العبادة .. هذا في ِ
أمور
األمور االجتماعي ِ
َّة : ِ وخذ أمثلةً في ُ
7
علقماً ،وانظُر إلى ِ
تأثير ِ
لصغيرها َّ عند إعطائه عالجاً م َّراً مثالً ِّ ،
مراً َ
وجدهُ َّ
َّغير َ
شربه الص ُ
حلو ،فإذا َ
العالج ٌ
َ أن هذا األم
تؤك ُد ُّ ُ · َ
ذلك في نفسي ِ
َّة الص ِ
َّغير .
بضر ُعندما ُي َ َّغيرَّ :إنها ال تؤِل ُم ،فإذا بالص ِ
َّغير َ أن أباه قال للص ِ
فربَّما َّ كتب ُحقنةً و إبرةً لذلك الص ِ
َّغير ُ الطبيب مثالً ََ · أو لو َّ
أن
نفسيةُ هذا الص ِ
َّغير . تكون َّ يجد ألَمها في ِ
تتصو َر كيف ُ َّ نفسه !!ولك أن هذه الحقنةَ ُ َ
المدرسة فإذا بأبيه غداً يأخ ُذ َبي ِد
ِ اليوم عن
َّغير هذا َفغاب الص ُ
َ نوم والديه ، بسبب نو ِمه أو ِ ِ ِ
المدرسة عند غيابِه عن
· أو ُربَّما أيضاً َ
ث هذه حد ُالكلمات ! فماذا ستُ ِ
ِ َّغير هذه ِ
المدرسة فيقو ُل له مثالً َّ : َّغير فيدخ ُل على ِ الص ِ
إن فالناً كان مريضاً ،ويسمعُ الص ُ مدير
يعلم َّأنه لم ي ُكن مريضاً ؟! نفس الص ِ الكلمات في ِ
َّغير وهو ُ ُ
المدرسين َّ
فإنهُم سمعوا من ِّ نشعر ؟! َّإنك مهما حق هؤالء الص ِ نرتكبها في ِّ ٍ
وعظت ،ومهما ُ َ ونحن ال ُُ ِّغار ُ جريمة فأي
هذه أمثلةٌ ُّ ..
فشر .
شراً ٌّ
فخير وإ ْن َّ ِ ِ
إن خيراً ٌأمامهم ْ ، لن يحملُوا في داخل نفوسهم سوى الصُّور التي يرونها َ
األمر فيقو ُل :ولده لهذا ِ األمر وأهميَّتِه ،فهذا عمرو بن عتبةَ ينبِّه معلِّم ِ
رضوان اهلل تعالى عليهم إلى هذا ِ َّالح
ُ َ ُ َّلف الص ُ وقد تنبَّهَ الس ُ
تركت . عندهم ما
والقبيح َ صنعت ، عندهم مافالح َس ُن َ ِ إصالحك لولدي إصالحك ِ
لنفسك َّ ، ِ
َ ُ َ عيونهم معقودةٌ بعينك َ ،
فإن َ ُ َلي ُكن َّأو َل
فأوالدكم وطالَُّبكم يفعلُون ما فعلتُم ،
ُ سات َّ ،إن ُكم مهما قلتُم
المدر ُ
ولتسم ِع ِّ
َ المدر ُسون
وليسمع ِّ
َ هات ،
األم ُ
ولتسمع َّ
َ اآلباء
ُ
ِ
فليسمع إذن
ٍ األم ِة َّ ِ
قدوات . أجمع هي أزمةَُ اليوم في َّ فاهلل اهلل في القُدوة ،وإ َّن األزمةَ التي يعي ُشها الت ُ
عليم َ
الرابعةُ : الوسيلةُ َّ
األوالد واستقامتِهم ،ولقد كان ِ ِ الدعاء ُّ ِ ُّ ،
وسالمه
ُ صلوات اهلل
ُ األنبياء
ُ صالح
ِ عجيب في
ٌ للدعاء واللجو ِء إلى اهلل عز وجل ٌ
أثر ُّ ُ
اجُن ْبنِي َوَبنِ َّي ْ
اَأْلصَن َام َأن َن ْعُب َد يخبر اهلل عنه } َو ْ بإصالح ِ الن ِ
أكثر َّ
ْ إبراهيم عز وجل يقو ُل كما ُ ُ أوالدهم ،فهذا ِ دعاء هلل
ً اس عليهم َ
الدع ِ طيِّبةً ِإَّن َ ِ ب ِلي ِم ْن لَ ُد ْن َ
اء { [ آل ك َسميعُ ُّ َ ك ُذ ِّرَّيةً َ َ ب َه ْ يخبر اهلل عنه أيضاً } قَا َل َر ِّ
{[إبراهيم ،]35:وهذا زكريَّا يقو ُل كما ُ
الصاَل ِة َو ِم ْن ُذِّريَّتِي َربََّنا َوتَقَب ْ
َّل يم َّ ب ْ ِ ِ
اج َعْلني ُمق َ إبراهيم عز وجل } َر ِّ ِ عمران، ]38 :ويقو ُل اهلل عز وجل على ِ
لسان
اجَنا َو ُذِّريَّاتَِنا قَُّرةَ ْ
َأعُي ٍن ب لََنا ِم ْن َْأزو ِ
َ ون َربََّنا َه ْ ين َيقُولُ َ
َِّ
لسان المؤمنين الصَّالحين } َوالذ َ ويخبر اهلل Iعلى ُِ اء{ [ إبراهيم]40: ُدع ِ
َ
اما {[ الفرقان.]74: اج َعْلَنا ِلْلمتَِّق َ ِإ
ين َم ً ُ َو ْ
األم للسانِها
فربَّما أطلقَت ُّ ضب ُ ،
الغ َ ِعند َاألم َ أنت أيَّتُها ُّ خاصةً َِّ ِ
األوالد ، الد ِ
عاء على األم من ُّ
واح َذر أيها األب ،واحذري أيَّتُها ُّ
ِ
واللعن ! ِّ
السب العنان في
َ
ك ِفي ِه َّنَ :د ْع َوةُ اْل َو ِالِد،
ات اَل َش َّ ث َدعو ٍ
ات ُم ْستَ َج َاب ٌ النبي صلى اهلل عليه وسلم قال " ثَاَل ُ َ َ
أن َّ وعن أبي هريرةَ رضي اهلل عنه َّ
وم " [. ]4 َو َد ْع َوةُ اْل ُم َس ِاف ِر َ ،و َد ْع َوةُ اْل َم ْ
ظلُ ِ
اعةً ِ ِ َّ ِ وقال صلى اهلل عليه وسلم " اَل تَ ْدعوا علَى َْأنفُ ِس ُكم ،واَل تَ ْدعوا علَى َأواَل ِد ُكم ،واَل تَ ْدعوا علَى ِ
َأم َوال ُك ْم ،اَل تَُوافقُوا م ْن الله َس َ
ُ َ ْ ْ َ ُ َ ْ ْ َ ُ َ
الد ِ ِ ِ ُي ْسَأ ُل ِفيهَا َع َ
عاء هات من ُّ واألم ُ
َّ اآلباء
ُ فأكثروا أيُّها
صريح عن الدعاء على األوالد ُ ، ٌ نهي
يب لَ ُك ْم " [ ،]5وهذا ٌ اء فََي ْستَ ِج ُ
طٌ
استعنت فاستَ ِعن باهلل.
َ معين ،وإ ذا خير ٍ فإنه ُتربيتِهم َّ
واستعينوا باهلل في َ
ُ ِ
وسجود ُكم ِ
بركوع ُكم وألحُّوا عليه ألوالدكم ِ ،ِ
الوسيلةُ الخامسةُ :
يعو ُذ
النبي صلى اهلل عليه وسلمِّ َّاس رضي اهلل عنه قال :كان ُّ األذكار ،فعن ابن عب ٍ ِ
وتعليمهم ِ
األوالد ِ
تعويذ الحرص على
َ ُ
وهام ٍة ،ومن ِّ
كل شيطان ٍَّ ام ِة ،من ِّ
كل ِ
بكلمات اهلل التَّ َّ سحق ،أعو ُذ
َ يعو ُذ بها إسماعي َل وإإن أباكما كان ِّ والحسين ويقو ُل " َّ
َ الح َس َن
َ
ِ
بكلمات اهلل وح َسيناً يقو ُل " أعي ُذكما ِ الم ٍة " [ .]6وعن ٍ
يعو ُذ َح َسناً ُاآلداب بلفظ :كان صلى اهلل عليه وسلمِّ البيهقي في
ِّ عين َّ
إبراهيم عز
َ أوالدكم َّ ،
فإن َ عو ُذوا بها الم ٍة " ،ويقو ُل صلى اهلل عليه وسلمِّ " كل ٍ
عين َّ وهام ٍة ،ومن ِّ شيطان َّ ٍ التام ِة ،من ِّ
كل َّ
إسماعيل وإ سحق عز وجل "[. ]7 َ يعو ُذ بها
وجل كان ِّ
ذلك ما يلي :الوسائل في ِ ِ ِ
أفضل وحفظها ،ومن ِ ِ
األذكار صغارهم على تعلُِّمِ تشجيع
ِ وليحرص الوالدان على ِ
8
كر . وأمهاتِهم على ِّ
الذ ِ حرص آبائهم َّ غار
َ الص ُ
· القدوةُ ،وأن يرى ِّ
َّغير ِّ
يرد ُد تجد َّ ِ بلسان ِ
ِ الصغار كثرةَ ِّ
الذ ِ ِ
أن الص َ األم ُ
بلسان ِّ األب أو كر سمع ِّ ُِّغار ،فإذا َ
األم صوتَه ُليسمع الص َ
األب أو ُّ
يرفع ُ · أن َ
يشعر .
األذكار بدون أن َ
َ هذه
الصغار قولَه صلى اهلل عليه األم على ِّ وم مثالً ِّ
رددي أيَّتُها ُّ الن ِ
فعند َّ
وأيسرها لفظاً َ ،ِ األذكار القصيرةِ الحرص على اختيارُ ·
اس ِم َ
ك َْأرفَ ُعهُ ت َج ْنبِيَ ،وبِ ْ
ض ْع ُ رددي قولَه صلى اهلل عليه وسلم" بِاس ِم َ َّ
ك اللهُ َّم َو َ ْ عبادك " أو ِّ تبعث َ يوم ُ عذابك َ
رب قني َ وسلمِّ "
".
ِ للن ِ ِ ِ ِ
دعاء
َ وتعليمهم ق، البر أو في الحدائ ِزهة في ِّ كالخروج ُّ
ِ ِ
األذكار ، السار ِة لتلقينهم َ
بعض المناسبات َّ األوقات وبعض · استغال ُل
خلق " .
شر ما َ التام ِة من ِّ ِ
بكلمات اهلل َّ ِ
نزول المكان " أعو ُذ
ِ
األذكار . َّغير شيئاً من هذه
ظ الص ُ َّة والهدايا ُكلَّما حف َوالحوافز التشجيعي ِ
ِ ِ
المسابقات · وضعُ
أمه و أباه ِ
بهذه األذكار ،بل أقو ُل :ربَّما َّ
ذك َر هو َّ ِ ِ
بترديد هذه يعتمد على ِ
نفسه َّغير بعد فتر ٍة قصير ٍة َّ
ُ ُ أن الص َ وسيرى الوالدان َ
ِ
األذكار .
الوسيلةُ السَّادسةُ :
خاصةً ،وهذا موضوعٌ يطو ُل ؛ ولكن اسمع لهذه
َّ المتحر َك ِة
ِّ ُّو ِر ِ
عامةً ومن أفالم الكرتون أو الص َ الح َذ ُر من ِ
جهاز التلفاز َّ
التوجيهات :
خيالي ٍ
بعيد ٍّ بطابع
ٍ ويطبعه وتفكيره عقليةَ الطِّ ِ
فل يفسد َّ ِ
الخرافة ُ وثنيةً ،وهذا َّ
النوعُ من عقائد َّ
َ أفالم الكرتون َّ
خياليةٌ تحم ُل · أكثر ِ
ُ َ ُ
الواقع .
ِ عن
أثر ِ ِ سب ِة ِ
والغرام كما هو الحا ُل ِّ ِّ ِ بعض ِ
تتصو َر َ
َّ الكبار ،ولك أن لمسلسالت بالن َ الحب حول
قصصها َ ُ تدور
الكرتون ُ أفالم · أيضاً ُ
الب َش ِر أو من سواء كان ذلك بين ٍ
ذكر وأنثى من َ
َّات والقُب ِ
الت ، ُ
ساعات تلك الغرامي ِ
ٍ ولعد ِة
يوم َّ فل وهو يرى َّ
كل ٍ ذلك على الطِّ ِ
ً
ِ
والغرام . ِّ
الحب ِ
عالقات ِ
تكوين وتحريض على
ٌ ِ
بالفاحشة تعريض
ٌ ِ
الحشرات ، ِ
الحيوانات أو
ِ المتحر ِ ِ
قصةً واحدةً : عالمات العنصريَّة وتشويهُ الصُّور ِة ،مثا ُل ذلك ُ
أذكر َّ ُ تظهر فيها
ُ كة ِّ ُّو ِر
بعض األفالم من الص َ
· وأيضاً ُ
المستمر مع
َّ وصراعه
َ ِ
صاحب الغليون ، الغربي
ِّ بالرج ِل
ُ ولونه ِ
األبيض الموحي شكلُه ُ قصةَ البح ِ
َّار قصة ( بوباي ) وهي تحكي َّ
يكون ولونه بالرج ِل العربِ ِّي ،ثَُّم في ِ عر األسو ِد واللحي ِة الس ِ ير ذي َّ
الش ِ الشر ِ ِ ِ
ِّراع ُ
نهاية الص ِ ُ ََ َّوداء ،الموحي شكلُه ُ َ َ األسمر ِّ خصمه
آخر القص ِ
َّة . الباطل ..إلى ِ ِ ِ
صاحب ِ
األسمر الحق على صاحب ِّ ِ ِ
لألبيض َّ
المؤز ُر االنتصار
ُ
والعنف . التفكير ،واإلثارةُ ِ فساد ِ
المتحركةُ في الولد ُ ُّور وأقل ٍ· ُّ
ُ ِّ أثر تحدثُه هذه الص ُ
نحن ِ
فل وذوبانها مع هذه اإلعالنات ،فلم َي ُعد لنا ُ
ِ َّة الطِّ ِ
وضياع شخصي ِ ِ غار عليها الص ِ قبال ِّ َّة وإ ِ اإلعالنات التجاري ِ
ِ · هذا فضالً عن
فكيف بالص ِ
ِّغار ؟! والكلمات القصير ِة ، ِ األلوان والموسيقى ِ الجذاب ِة ِ
ذات رات َّ بالرأي أمام المؤثِّ ِ
َ َ ِ َ اختيار واستقال ٌل ٌ الكبار
الفنانين والرياضيِّين ،وقد ِ
ُأجرَيت دراسةٌ ألوالدنا من َّ ِ ٍ
زائفة ٍ
وبطوالت ٍ
فاسدة ، ٍ
قدوات التلفاز من ِ
رسم ِ جهاز
· وأيضاً كم يفع ُل ُ
ِ
قدوات أكثر
أن َ النتائج عن َُّ فأسفرتَ عند الطُالَّ ِب ، المثل األعلى والقُدو ِة َ حول ِ بالرياض َ ِ جامعة الملك سعود ِ ِ
التربية في في كلي ِ
َّة
ِ جة الثَّ ِ
بالدر ِ ِ الرياضي َّ ِ ِ راسة َّ الد ِ باب من عيَِّن ِة ِّ الش َِّ
المجال انية ،ثَُّم في بالد َرجة األولى ،ثَُّم في مجال اُألسر ِة َّ َ ِّ المجال ترك َزت في
سول صلى اهلل الر ِ حب َّ ِ
وضعف ِّ اختيار القدو ِة ،ِ ِ
بحسن المفاهيم المتعلِّقَ ِة
ِ ِ
وضعف اُألسري ،
ِّ يدل على سو ِء التَّ ِ
وجيه الديني ِ ،م َّما ُّ
ِّ
ِ
للكبار ذوي بالن ِ
سبة ِ
االستبيان ،وهذا ِّ ِ
إجابة عند
األقل َ الكريم على ِّ ِ ِ
شخصه ِ
استحضار ِ
وعدم باب بعض َّ
الش ِ ِ ِ
نفوس عليه وسلم في
ِ
اإلعالم عليهم ؟! غار وأثَِر بالص ِول الممي َِّز ِة المتعلِّ َم ِة ،فكيف ِّ العقُ ِ
يمكن أن
بأخطاره ال ُ ِ غم من قناعاتِهم الر ِاس على َّ الن َأن َّ والعجيب َّ
ُ أسلفت – يطو ُل ، ُ وأخطاره – كماِ ِ
التلفاز والحديث عن
ُ
بدون ٍ
تلفاز عيشةً َّة وعا ُشوا ِ الشيطاني ِوالحَي ِل َّاألوهام ِ ِ اس من هذه الن ِ أعداد كبيرةٌ من َّ ص َّ
ٌ يتصوروا كيف يعي ُشون بدونه ،وقد تخل َ َّ
9
والمتفوقين ،هذا من ِّ ِ
األوائل أوالدهم من
ُ ،وأصبح
َ جرُبوا هذا النفسي لَ َّما َّ
َّ واالستقرار وجدوا راحةَ ِ
القلب هنيةً سعيدةً ،بل واهلل ُ َّ
َ
الناحي ِة االجتماعي ِ
َّة . َّ َ
المفزعُ الذي قا َل فيه صلى اهلل عليه وسلم": ما ِم ْن ع ْب ٍد يستَر ِع ِ
يه الحديث ِ ُ الوقت -هذا ِ ق أما من الناحي ِة الشرعي ِ
َّة فيكفي -لضي ِ َّ
َ َْْ َ َ
األب وأسألُ ِك باهلل أيَّتُها ِ َّ وت و ُهو َغ ٌّ ِ ِ ِ
اش ل َر ِعيَّته ِإاَّل َح َّر َم اللهُ َعلَ ْيه اْل َجَّنةَ " (متفق عليه) ،فأسألُك باهلل أيُّها ُ اللَّهُ َر ِعَّيةً َي ُم ُ
وت َي ْو َم َي ُم ُ َ َ
ِ
ألوالدك أم نصح غش لها ؟ هل هو نصح للرعي ِ
َّة أم ٌّ نهار هو وف الص ِ للبيت وع ُك ِ الوسائل ِ
ِ األم هل إدخا ُل ِ
ٌ ٌ ِّغار عليها لي َل َ مثل هذه ُّ
وجل عن هذا ِ
األمر . عز َّ نفسك قب َل أن يسألَك اهلل َّ ٌّ
غش لهم ؟! اسأل َ
ِ
للتلفاز ؟ هات سيقو ُل :طيب ما هو البدي ُل إذناألم ِ ِ
اآلباء ومن َّ أن كثيراً من أعلم َّ ِ
للبديل عن التلفاز َّ ، ومن المقترح ِ
ألنني ُ ات َ
فإنما عليه أن يقو َل :محر ٌم َّ
األمر َّ علم َّ يطلب دائماً البدي َل َّ ، قبل أن أذكر المقترح ِ
أن هذا َ المسلم إذا َ
َ فإن ُ المسلم ال
ُ ات : َ َ أقو ُل َ
اس بقوِله :ما هو البدي ُل ؟!الن ِ
كثير من َّ
طالبنا ٌ
محرماً َ المسلم ،فلماذا ُكلَّما ذ َكرنا أمراً َّ
ِ وأطعت ،هذا هو األص ُل في
ُ سمعت
ُ
ِ
للتلفاز: ِ
البدائل بعض
أذكر َ بأس أن َ يجب أن يتربَّى المسلمون عليه ،وال َ هذا أص ٌل ُ
الوسيلةُ الثَّامنةُ :
وتفيده .
ُ تنمي عق َل الص ِ
َّغير األلعاب العقلي ِ
َّة التي ِّ ِ ِ
اختيار والحرص على اآللي ِ
الحاسب ِّ شراء مثالً
ُ ُ
الوسيلةُ التَّاسعةُ :
ٍ
مناسبة لهم، رآن ٍ
تالوات للقُ ِ للص ِ
غار من َّة ِّأشرطة خاص ٍ
ٍ خاصةً بهم،تحتوي علىَّ غار مكتبةًالص ِ ِ
ألوالدك ِّ ِ
البدائل أيضاً اجعل ومن
ِ
باألطفال، َّة والقصص والمجالَّ ِت اإلسالمي ِ
َّة الخاص ِ ِ بعض الكتي ِ
ِّبات ِ وأناشيد ،وتحتوي أيضاً على َ ٍ
وأذكار ومواقف
َ ٍ
وقصص
انتباههم . َّ
وتشد غار ألوان ممي ََّز ٍة ٍ
جميل ذي ٍ جذ ٍبشكل َّ
ٍ
َ الص ُ
ليحرص عليها ِّ
َ اب ولت ُكن
ممنوع فإن َّ
كل أكبر َّ ، ٍ ٍ ٍ ٍ ِ َّ ٍ ٍ
ٍ وضعها في غرفة مستقلة لوحدها وال تُفتَ ُح لهم إال بأوقات خاصَّة وساعات معيَّنة لكانت الفائدةُ َ ُ ولو تَ َّم أيضاً
مرغوب كما يقا ُل .
ٌ
ِ
القصص ِ
لبعض ِ
األحيان ،بل والقراءة ِ
بعض ِ
والجلوس معهم في بأس من مشاركتِهم ِ ِ
وعودهم على تنظيمها والمحافظة عليها،وال َ ِّ
َّات وعقلي ِ
َّة الص ِ
ِّغار . فإن لهذا أثراً كبيراً على سلوكي ِ
اب َّ ، مناسب َّ
جذ ٍ ٍ ٍ
بأسلوب وروايتِها لهم
ِ ِ
المناسبة لهم ِ
القصص ِ
بعض لرواية ِ
صغارهم بعض األحايين معِ األم في
األب أو ُّ
يجلس ُُ ٍ
برهان ،لماذا ال خير
جرَبةُ ُ وجرب فالتَّ ُ
ِّ
؟!
الوسيلةُ العاشرةُ :
ِ
حركة غار أص ٌل في خلقتِهم وتكوينِهم ،فال َ
يجزع الوالدان من كثر ِة الص ِ كبديل :اللعب ،واللعب في ِ
حياة ِّ ٍ اتومن المقترح ِ
ُ ُ َ
أوالدهما ولعبِهم فهو ضرورةٌ ِّ
لنموهم . ِ
ِّغار ،ولي ُكن ذلك باستشارتِهم ِ
فاهِم مع الص ِ ِ وقت ِومن ذلك تخصيص ٍ
وأخذ آرائهم َّ
فإن لذلك أثراً كبيراً على وضبطه بالتَّ ُ للعب ُ
نفسيَّاتِهم .
الوسيلةُ الحاديةُ عشرة :
ومواهب تنمي قُ ُد ِ
رات ِ
األلعاب التي ِّ ِ
شراء هم،والحرص على ِ
األوالد وألعابِ المنزل ِللَ ِ
عب ِ خاص في
ٍّ توفير ٍ
مكان أيضاً محاولةُ ِ
َ ُ
ركيب كألعاب ِّ
الفك والتَّ ِ ِ اآللي أو ِ
كالحاسب ِّ أسلفت
ُ تتلف ،وذلك كما
سرعان ما ُ بأشياء ال معنى لها إضاعة ِ
المال ِ الص ِ
غار بدالً من ِّ
َ َ
نمو ِ
عقله . تكون معينةً للص ِ
َّغير في ِّ ُّ
،وهذه كلها ُ
األخالقي ِ
بالفساد اآللي مليئةٌ ِ
للحاسب ِّ أفالم َّ ِ ِ
ِّ األسواق ٌ
َ (الكمبيوتر)،ألنه بدَأت تغزو اآللي
للحاسب ِّ شراء أفالم عند
واحرص َ
األفالم خفيةً بينهم ،فهل يتنبَّهُ الوالدان لذلك !
َ الص ِ
غار هذه بعض ِّ
تباد َل ُ
والعقدي ،بل ُربَّما َ
ِّ
الوسيلةُ الثَّانيةُ عشرة :
10
وع أن هذا َّ
الن َ ِ
تعريف الص ِ
َّغير َّ ُّو ِر ومحاولةُ األلعاب المجس ِ
ِ وجيهات في اللَّ ِ
ِ ثَُّم أيضاً في التَّ
َّمة والص َ
َ ستطاع عنِ الم
قدر ُاالبتعاد َ
ُ عب ،
البيت الذي فيه
َ ق عليه الذي قال فيه صلى اهلل عليه وسلمَّ "
إن ِ
بالحديث المتَّفَ ِ يغضب اهلل عز وجل ِّ ،
وأذك ُر هنا ِ
األلعاب من
ُ
صورةٌ ال تدخلُه المالئكةُ " .
ِ ِ
الحديث . شاء اهلل حول هذا مزيد من التَّفصيل إن َ وسيأتي ٌ
َّغير . العطاء أثرا كبيرا في نفسي ِ
َّة الص ِ ِ فإن ِ
لمثل هذا ِ
واإلرشاد لألنفَ ِع َّ ، اختيار اللُّعب ِة مع التَّ ِ
وجيه ِ َّغير َّ
حق إعطاء الص ِ أيضاً
َ ُ
الوسيلةُ الثَّالثةُ عشرة :
ات والدوري ِ
َّات اآلباء بالجلس ِ
ِ بعض ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
َ األلعاب ،وقد ينشغ ُل ُ بعض لممارسة المدينة خارج
َ نزهة األحيان في بعض اصطحابهم في
ُ
ِ
والجلوس معهم . عن ِ
أوالدهم
ِ
أوقات بعض الوسائل عن ِ
البيت ال ُب َّد أن ِ تريد أن تُ ِ
األوالد وأن تقضي َ
َ تجالس
َ تحرص على أن
َ مثل هذه
خر َج َ دمت ُوأقو ُل :ما َ
الفراغ معهم .
ِ
رسول اهلل
َ أن ِ
حديث فاطمةَ رضي اهلل تعالى عنها " َّ ف ،فقد روي عنه صلى اهلل عليه وسلم منالسلَ ِ وهذا كان أيضاً من ِ
عهد َّ
علي ،فتوجَّه رسو ُل اهلل
الحسن والحسين -فقالت :ذهب بهما ُّ
َ يقصد
ُ صلى اهلل عليه وسلم أتاها يوماً فقال :أين ابناي ؟-
الحر ؟ "[.]9
ابني قب َل ِّ
تقلب َّ
علي أال ُ مشرب ٍة [ ]8وبين أيديهما فض ٌل من ٍ
تمر فقال " يا ُّ َ فوجدهما يلعبان في
َ صلى اهلل عليه وسلم
زهة . والحسين ُّ
للن َ َ الحسن
َ أخرج
َ أن َّ
علياً رضي اهلل عنه اهد َّ و َّ
الش ُ
الرابعةُ عشرة : الوسيلةُ َّ
ِ
وسائل اللعب ،وهذا أفض ُل ِ ِ
خالل ِ
األخطاء من ِ ِ
األطفال في لعبهم ولو في بعض األحايين ،وتوجيهُ مشاركة الحرص على
ُ
ط.ط وال تفري َ األمر فال إفرا َ ويتوسطُ في هذا ِ َّ التَّوجيه مداعبةُ الص ِ
ِّغار ومالطفتُهم ،
ك. فيضح ُ ِ
الحسن البارد ويمجُّه في ِ
وجه ِ فمه قليالً من ِ
الماء · فقد كان صلى اهلل عليه وسلم يضع في ِ
َ ُ
ِ
النبِ ِّي صلى اهلل عليه وسلمَ م َّجةً َمجَّهَا في َو ْج ِهي َو ََأنا ْاب ُن ِ
ت م ْن َّال َ :ع َقْل ُ الربِ ِ
يع قَ َ · وفي صحيح البخاري وغيره َع ْن م ْحم ِ
ود ْب ِن َّ َ ُ
ين ِم ْن َدْل ٍو ". َخم ِ ِ ِ
س سن َ ْ
ِ
ويركُبهما على ِ
ظهره ]10[. ويجلس معهما ُ ُ والحسين
َ الحسن
َ يمازح
ُ · وكان صلى اهلل عليه وسلم
· عن أبي هريرة أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسين بن علي ،فإذا رأى الصبي حمرة لسانه بهش إليه "[
]11
الناس ويتعثَّر في ثوبِه الطَّ ِ َّ
ويل فينز ُل صلى اهلل عليه ُ بالحسن يتخطى َّ َ
ِ مرةً الجمعةَ فإذا
يخطب َّ
ُ · وكان صلى اهلل عليه وسلم
الحسن معه [.]12 َ منبره فيرفعُوسلم من ِ
ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم فَ َما َي ْن ِزعُ َي َدهُ ِم ْن َي ِد َهاَ ،حتَّى
ْأخ ُذ بَِي ِد رس ِ
َ ُ َأه ِل اْل َم ِد َين ِة لَتَ ُ
اَأْلمةُ ِم ْن ْ
ت َ س ْب ِن َم ِال ٍك قَ َ
ال ِ :إ ْن َك َان ْ · َع ْن ََأن ِ
اجتِهَا]13[ . ِ ِِ
ت م ْن اْل َمد َينة في َح َ
ث َشاء ْ ِ
ب بِه َح ْي ُ َ
تَ ْذ َه ِ
َ
هات من األم ِ بعض َّ ِ منهجه مع الص ِ
بعض اآلباء أو ُ ِّغار ،فلماذا يتكب َُّر ُ ُ وأمي صلى اهلل عليه وسلم ، هكذا كان هكذا كان بأبي هو ِّ
واللعب معهم ؟! ِ الص ِ
غار للجلوس مع ِّ ِ تخصيص ٍ
وقت ِ
الن ِ
اس فيقولُون له : بعض َّ ِ
كالحصان ،فيراه ُ يسير بهم
يلعبون وهو ُ وأوالده على ِ
ظهره ُ ُ عمر يمشي على يديه ورجليه وقد كان ُ
اُألنس وس ِ
ُّهولة الخلق ،هكذا ِ كالصبي -أي في
ِّ أتفع ُل ذلك وأنت أمير المؤمنين ؟ فيقول :نعم ،ينبغي للرج ِل أن يكون في ِ
أهله َ ُ ُ
البيت -فإذا كان في ِ
القوم كان َر ُجالً . نكون معهم في ِ
ُ
ِ
لالنحراف أكثر عرضةً بعضهم معقَّداً ، ِ ِ وعندما تخلَّى
وبعضهم منطوياً وكان َ
ُ ومالعبتهم نشَأ ُ
َ أطفالهم هات عن
واألم ُ
َّ اآلباء
ُ َ
كثير من الص ِ
ِّغار . َّياع كما نرى على ٍ والض ِ
11
ان فََي ْد ُعو لَهُ ْم ، صلَّى اللَّهُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يُْؤ تَى بِ ِّ
الص ْبَي ِ النبِ ُّي َ
ان َّالبخاري من حديث عائشةَ قالت َ :ك َ
ِ ُّ العجيب في هذا ما أخرجهِ ومن
اء فََأتَْب َعهُ ِإيَّاهُ َولَ ْم َي ْغ ِسْلهُ".
ال علَى ثَوبِ ِه فَ َدعا بِم ٍ
َ َ
فَُأتِي بِ َ ِ
صب ٍّي فََب َ َ ْ َ
ت ِ
طنه اْل َح َس ُن َْأو اْل ُح َس ْي ُن قَا َل فَ َر َْأي ُِ ِ
ص ْد ِره َْأو َب ْ َّ ِ َّ َّ ِ َّ ِ ِ
صلى اللهُ َعلَ ْيه َو َسل َم َو َعلَى َ ت ع ْن َد َر ُسول الله َ وفي المسند عن أبي ليلى قال ُ :ك ْن ُ
ِ ِ ِ
اء .]14[ i"...وهذا طرائق يمشي -فَقُ ْمَنا ِإلَ ْيه فَقَا َل َد ُعوا ْابني اَل تُ ْف ِز ُعوهُ َحتَّى َي ْقض َي َب ْولَهُ ثَُّم َأتَْب َعهُ اْل َم َ َ َأس ِار َ
يع -يعني َب ْولَهُ َ
فريد منه صلى اهلل عليه وسلم.
تربوي ٌ
ٌّ أنموذج
ٌ
الوسيلةُ الخامسةُ عشرة :
الشماغ
ِ كلبس الثِّ ِ
ياب أو ِ الرجولي
ِّ عود الطِّف ُل على المظهَ ِر
عر ونحوهما ِّ ، فل من ٍ
لباس و َش ٍ الخارجي للطِّ ِ
ِّ الحرص على المظهَ ِرُ ·
ِ
الميوعة . ِ
مالبس عد عن والب ِ
ُ
لي المسلمون به ِ ِ ِّ لتلتزمه في ِ ِّتر والحجاب من الص ِ ِّ
وعود الطفلةُ على الس ِ
القصير ،وهذا م َّما ُابت َ
َ باس
َّاك والل َالكبر ،وإ ي َ َ ِّغر · ِّ
يطلبون سألناهم أو وجَّهناهم قالوا لنا َّ : ِ ِ فنجد َّ ِ
اس ُ الن ُ ُ المالبس القصيرةَ ،وإ ذا
َ يبيعون
المعارض ُ أصحاب أن كثيراً من ولألسف ُ ،
الح َج ِر ،
قش على َ كالن ِ
ِّغ ِر َّ العلم في الص َ نحرص َّ ، ذلك ! ومن هؤالء َّ
فإنهُ كما ُيقا ُل ُ : َ اس ؟ ُهم المسلمون ! ولذلك علينا أن الن ُ
تشعر . ِ ِ
َّخ مث ُل هذه المفاهيم في نفسه من حيث ال ُ َّغير يتربَّى وتترس ُ والص ُ
لمجر ِد ِ ِ ِ لباس ُّ
لباسهم ! إناث َّ ذكور أم ٌ بعض األطفال ال نمي ُِّز بينهم هل هم ٌ كور واإلناث ،حتَّى رأينا َ الذ ِ التمييز بين ُِ · أيضاً
ِ
المكان الذي فيه صورةٌ ،قال صلى اهلل عليه وسلمَّ "
إن ور ؛ َّ
ألن المالئكةَ ال تدخ ُل في ص ٌ ِ
المالبس التي فيها ُ االبتعاد أيضاً عن
ُ
البيت الذي فيه صورةٌ ال تدخلُه المالئكةُ "(متفق عليه) .
َ
ِّر لنا َّ َّ فالمكان الذي ال تدخ ُل فيه المالئكةُ ُّ
يحل فيه َّ الشياطين ِ ط َّ
ياطين وال شك ،ولعل ذلك يفس ُ
الش ُ ُ بطفلك ؟ ُ فهل ترضى أن يحي َ
لمثل هذا ِ
األمر. أن لباسه فيه صورةٌ ،فلننتبِه ِ وتعك ِر نفسيَّاتِهم ُ ،
فتجد ُربَّما َّ َ
ِ
وصراخهم ُّ ِ
األطفال ِ
بعض هيج ِ
ان َّ
قضيةَ َ
الوسيلةُ السَّادسةُ عشرة :
بالن ِ
سبة عندهم -هذا ِّ ون َ َّالم عليه ،ومنه احترام الضُّي ِ رأسه والس ِ بتقبيل ِ ِ ِ ِ ِ
والس ُك ُ
وف ُّ ُ ُ وتقديره ،وذلك الكبير احترام تعويده على ُ
ِ
الرابعة . بعد ِّ
سن خاصةً َ ِ
المجالس ِ
الرجال في خول على بالد ِ لإلناث ُّ ِ اح
َّم ِ ُّ
َّ وعدم الس َ
ُ للذ ُكور -
الوسيلةُ السَّابعةُ عشرة :
وأنه يستطيعُ أن يفع َل أفعاالً بأنه ُم ِه ٌّم َّ
وأشعره َِّ بالعكس ارفَع من معنويَّاتِ ِه ِ فل ،بل عند الطِّ ِ ِ
العالية َ تحطيم المعنوي ِ
َّات ِ الحذر من ُ
َّة متمي َِّز ٍة للص ِ
َّغير . َّة قوي ٍ
لبناء شخصي ٍ س ِ فإن هذا من ِ
اُألس ِ عظيمةً َّ ،
اآلباء َّأنه دلي ٌل على ِ
فساده ِ بعض فإن هذا دلي ٌل على فطنتِه وذكائه ،ال كما ُ شدةٌ وشراسةٌ َّ الحركة وفيه َّ ِ ِّ
يعتقده ُ كثير
وإ ذا كان الطف ُل َ
ِ
والعقل . ِ
الحركة تنفص ُم بينأن هناك رابطةً ال ِ الن ِ
فس َّ ِ
علماء َّ بعض ! فقد َّ
قام به ُ الحديث الذي َ ُ البحث
ُ أك َد
وتشجيعه على هذا . ُ وينفعه ،
ُ نشاطه وحركتِه فيما ُ
يفيده الستغالل ِ
ِ فعلى الوالدين توجيهُ الص ِ
َّغير
فمن الخطِأ هنا كثرةُ وتفو ِقه ،إذن ِ تدل على ذكائه ُّ َّغير التي ُّ العجيبة من الص ِ ِ ِ
والكلمات التصر ِ
فات ُّ بعض
ظ األبوان َ وربَّما الح َ ُ
المهام
ِّ ِ
ببعض تنمية ذكائه ومن ذلك تكليفُه َّغير ،وإ َّنما األسلم هو التَّوجيه ،بل ال ب َّد من ِ والكبت لهذا الص ِ ِ ُّراخ
عنيف والص ِ التَّ ِ
ُ ُ ُ
واالهتمام به. والحديث ،واإلجابةُ على أسئلته ِ ِ
للكالم ناسبة وإ عطاؤه الفرصةَ الم ِ
ُ ُ
ومعاند لهما ؟
ٌ مزعج لوالديهٌ غار أنه الص ِ بعض ِّ لماذا نالحظُ َ
والمود ِة له ،
َّ إظهار المحب ِ
َّة ِ ،وعدم
ُ أحدهمابشد ٍة من ِقب ِل أبويه أو ِ
َ وضربه َّ ُ ب هو القسوةُ على الص ِ
َّغير أن لذلك سبباً ،والسََّب ُ شك َّ ال َّ
لولده أنه يحبُّه ُّ
ويعزه . الوالد ِ وعالج ذلك أن ُيظ ِه َر واالنتقام منه ، يعاند قاصداً إزعاج ِ
والده َّغير ُ ولذلك َّ
ُ ُ َ َ فإن الص َ
ِ
نفوس ِ
للحسد في ِ
العوامل إثارةً أن َّ
أشد فق الباحثون على َّ بتفضيل إخوانِه عليه ،وقد اتَّ َ ِ المعاندة هو شعوره ِ سبب
وربَّما كان ُ ُ
مسمع منه . أمام عينيه وعلى ِ ِ ٍ ِ
ٍ واآلخر َ العكس ،والموازنةُ بين الواحد ُ أخ أو أخت ،أو أخ على ٍ األطفال هو تفضي ُل ٍ
12
برد ِه إلى ِّ
الحق طوعاً العناد ِّ أكبر منه ،وأن ُيعالَ َج فيه ومع ذلك ال ب َّد أن يع َّو َد الصَّغير على الطَّ ِ
ُ أحد أبويه أو من هو ُ اعة إذا أمره ُ ُ َُ ُ
والمكابر ِة ،ولئال ينشأ على ذلك ِ الحق خير من ِ أمكن ،وإ ال فال َّ
فيذيق أهلَه
َ َ العناد بقاء الص ِ
َّغير على أن اإلكراهَ على ِّ ٌ شك َّ إن َ
دعت الحاجةُ لذلك .
المبِّر ِح إذا َ
غير َ والبأس بالض ِ
َّرب ِ َ األمرين ،
َّ
الوسيلةُ التَّاسعةُ عشرة :
ِ
وآداب والخروج
ِ الد ِ
خول عند ُّ واالستئذان والس ِ
َّالم َ ِ راب آداب الطَّ ِ
عام َّ
والش ِ َّة واإلجتماعي ِ
َّة ،مثل ِ اآلداب اإلسالمي ِ
ِ تعويده على
ُ
ِ
وغير ذلك . ِ
العطاس
ِ
األطفال - َّهر على وم ِّ
المبك ِر ،فللس ِ الن ِ
وتعويده على َّ
ُ ِ
وغيرها ، ِ
ومالبسه وكتبِه وألعابِه نظيم غرفتِه
تعويده على تَ ِ
ُ ومنه أيضاً
آثار سيِّئةٌ في استيعابِه وسلوكه وصحَّتِه . ِ
يذهبون إلى المدرسةٌ - خاصَّة الذين ُ
ِ
التصاقه بها . خاصةً من ِقَب ِل ِّ
أمه لكثر ِة َّ وتكرارها عليه وتشجيعه عليها اآلداب كلِّها
ِ تعويده على هذه
ُ فيجب إذن
ُ ُ ُ
ِ
اآلداب ِ
وغيرها من ِ
العاطس يتقُنون حتى السَّالم أو حتَّى تشميت ولألسف َّأنهم ربَّما ال ِ
ِ كثير من ِ
أبناء المسلمين لحظُ على ٍ
ُ ُ والذي ُي َ
!
الوسيلةُ العشرون :
فيعتاد
َ العَب ِث أو الص ِ
ُّراخ ، ف عن َ قود و ُك َّ قال له ُ :خذ هذه الحلوى وافعل كذا ،أو ُخذ هذه ُّ
الن َ مثل أن ُي َ
ِّغار َ ، الحذر من رشو ِة الص ِ ُ
ٍ
بمقابل . على هذا فال يعم ُل شيئاً إال
شجيع للص ِ
َّغير . ِ
المكافأة أو التَّ ِ بأس من ِ فعند ِ ِ
المكافأة والتَّ ِ
الحسن ال َ الفعل شجيع َ ، يخالف مبدَأ
ُ وهذا ال
الوسيلةُ الحاديةُ والعشرون :
يسمع كلمةَ ( ال ) غير ذلك َّ ،
لعب أو ِ يطلبه من ٍ
أكل أو ٍ مخالفة هواه أحياناً فال ُيعطى َّ ِ ال ُب َّد من
اعتاد على ذلك ولم َ َ فإنه إن كل ما ُ
يقال له ( ال ) !
بباله أن َ وتصرفاتِه فال يخطر ِ ُّ ِ
سلوكه فسوف يؤثُِّر ذلك على
َ أو ( غير موجود ) في منزِله ،
ُ
فيصيبه
َ المتنو َع ِة
ِّ ِ
الحياة ِ
بمشكالت فيصطدم
َ ق رغباتِه
عدم تحقُّ ِ
يحتمل َ
َ أصبح من الص ِ
َّعب مستقبالً أن َ
تعو َد على هذا الس ِ
ُّلوك وإ ذا َّ
االنحراف .
ُ وربَّما
اليأس ُ
ُ
َّ
الوسيلةُ الثانيةُ والعشرون :
ِ
بالملعقة مثالً األكل مشكلة كمحاولتِ ِه
ٍ وقع في ِ ِّ ِ ِ
وجيهات ،تشجيعُ الص ِ أهم التَّ
َ َّغير على اإلقدام وإ عطاؤه الثقةَ بنفسه ،فإذا َ وهي من ِّ
تحت عيني ِ ِ ِ ِ
أحد أبويه . خلع مالبسه ،فال ُب َّد من إعطائه الفرصةَ للمحاولة بل وتشجيعه ،بشرط أن َ
يكون َ لبس نعليه أو ِأو ِ
ُّعوبات والتغلُّ ِب عليها .
ِ هة الص يعتاد على مواج ِ ِ
بالعمل عنه ،بل ال ُب َّد أن َ القيام ِأ
َ فمن الخط إذن المبادرةُ بمساعدته أو ُ
يتحم ُل ِ
إلصالحها ،فاجعله َّ ٍ
جديدة له مثالً وأتى إليك أفسد تركيب ٍ
لعبة َّة ،فإذا َتحم ِل المسؤولي ِ
ومث ُل ذلك أيضاً في تدريبِه على ُّ
َ
رأيت منه
َ يستطع ،وشجِّعه إنِ ِ
بتنظيفه وإ ن لم خطأه ويحاو ُل هو إصالحها ،وال بأس لو سكب شيئاً مثالً على السج ِ
َّاد فطالبه َ َ َ
ِ
مستقبله . كبير في ِ ِ عمل في ِ
مثل التَّنظيف مثالً وحسن ٍ
َ أثر ٌ ليزداد ثقةً بنفسه ،ولهذا ٌ
َ َ إقباالً
الوسيلةُ الثَّالثةُ والعشرون :
االهتمام باألجهز ِة والمخترع ِ
ات ، ِ والخطاب ِة أو ِ
كاإللقاء مثالً ِ
وتشجيعه ، الن ِ
افعة َّغير وهواياتِه َّ ِ
مواهب الص ِ تنمي ِة
َ َ الحرص على َ
ُ
ِ
َّغيرات ،وال ُب َّد ِ
الفتيات الص ِ
بعض عند ِ
وتجميله َ تنظيم ِ
البيت ِ ِ
األمور ،أو الميول ِ
لمثل هذه ِ بعض الص ِ َّ
غار لديهم ُ بعض ِّ فإننا نرى َ
تشجيعه ومكافأتُه. ِ
والمحاوالت بل وعليهم ِ
األخطاء يتحم َل األبوان كثرةَ
أن َّ
ُ
الرابعةُ والعشرون : الوسيلةُ َّ
صغير ال يعق ُل أو َّ
أن ٌ ظناً َّ
بأنه ِ
اإلجابة عليها َّ وعدم
ُ وبعضها تافهٌ ،ومن الخطِأ إهمالُها
ُ مهم
وبعضها ٌّ
ُ ِّغار كثيرةٌ َّ
جداً ، أسئلةُ الص ِ
األب مشغول عنه . األم أو َ َّ
13
كسر ِ
لنفس ِ ِ كثرت أسئلتُه ،وهذا من ِ َّ ِ ِ بل َّ
أكبر األخطاء التربويَّة وفيها ٌ ويغضب عليه إذا َ
ُ َّغير
ينهر الص َواألمهات ُ اآلباء بعض
إن َ
عكسي على الص ِ
َّغير . أثر ِّ ِ
ٌّ وربَّما كان له ٌ الطفل ُ
ِ
سماعها . والده أو والدتِه ُمقبِالً على
ألجوبة ِ
ِ يكون متطلِّعاً ِ
لتوجيه الص ِ أفضل ٍ بل َّ
عندما ُ ِّغار هو َ وقت َ إن
ِ
توجيه يحرص على والتوبيخ ،وهذا خطٌأ ! بل عليه أن ب
َ َ التهر َ
الكبير إجابةً إال ُُّ ك له
َّغير أسئلةً غريبةً ال يمل ُ
سأل الص ُ بل ُربَّما َ
عقله وإ ِ
دراكه . بحسب ِ ِ الص ِ
َّغير
الصغير ف اإلجابةَ َّ ،
ألن كب َر ِ
سيعر ُ َّغير ،فنقو ُل :وجِّهه َّ
أسئلة الص ِ ِ ِ
َ صغير وإ ذا َ
ٌ بأنه أجد إجابةً على
اآلباء :ال ُ بعض
وربَّما يقول ُ ُ
آخر فأعطاه إجابةً منحرفةً ! أحد ٌ أجابه ٌ
فربَّما َ عندك ُإن لم َي ِجد اإلجابةَ َ
وسعة ِ
عقله . ِ ِ
إدراكه األسئلة دلي ٌل على ِ
سعة ِ كثير ِّ
والطف ُل ُ
الوسيلةُ الخامسةُ والعشرون :
أكثر ِ فإن ِّ
الط َ َّ األم َّ - ِ تعليمه في سنواتِه الحرص على ِ
فل يتعل ُم في سنواته األولى َ األب وانتبهي أيَّتُها ُّالخمس األولى ،وانتبه أيُّها ُ ُ
اآلباء .
ُ يتصو ُر
َّ بكثير ِم َّما
ٍ
ِ
الخمس األولى. َّة تتِ ُّم في الس ِ
َّنوات َّة التربوي ِ
فإن % 90من العملي ِ ٍ
بسهولة أكثرَّ ، إن الطفل كلما كانت سنه أصغر يكتسب العادات َّ
َّ
يستغل البديهي أن
ِّ ِ
واإلعجاب ،فمن عبارات الثَّ ِ
ناء ِ خرج منه ِ ِ أن الطِّ َ
فل في هذه الفتر ِة يمي ُل إلى إرضاء والده ويحاو ُل أن ُي َ كما َّ
الحسَنةَ . الهامةَ في ِ
تعليمه وتوجي ِهه ِ
الوجهةَ َ الوالد هذه الفترةَ َّ
ُ
وم ِرن فأما إذا تُِر َ
ِّغ ِر َّ ، المجال َ :أ ْقوم التَّ ِ
ِ
الولد وطبعه فنشأ عليه ُ
ك ُ قويم ما كان في الص َ َُ الجوزي رحمه اهلل تعالى في هذا
ِّ ابن
يقو ُل ُ
،كان ُّ
رده صعباً .
الوسيلةُ السَّادسةُ والعشرون :
ارتكاب الخطِأ
ِ وجرَأه على
عو َده َّ إظهار ذلك ُربَّما َّ ستر خطئه وإ خفائه َّ ،
فإن ِ التغا ُف ُل عن الطِّ ِ
َ وعدم فضحه إذا أخطَأ وحاو َل هو َ ُ فل
ِ
بظهور أخطائه . وأصبح ال يبالي
َ مرةً أخرى َّ
تفضح الطِّف َل ،وإ َّنما ِأ ِ ِّ ٍ ِّ ولذلك نقو ُل ِ
حرص الطف ُل على إخفاء ذلك الخط فال َ َ مقصود أو غير
األم :إذا أخطَأ الطف ُل خطًأ َ
لألب أو ِّ
ِ
األخطاء ِ
غير كثير ِ األمر َّ
انتباهك لمثل هذا ِِ حاول التغا ُف َل عنه وإ ظهار ِ ِ
َّغير ُخاصةً والص ُ َّ المعاتبة تعو َد كثرةَ
،ألنه إذا َّ عدم َ
ات.وكر ٍ
ات َّ مر ٍ ِ
األعمال أيضاً َّ جوع لهذه
الر ِ تعو َد على ُّ ِ
المعاتبة َّ وتعو َد على كثر ِة
مرةً أخرى َّ عاد للخطِأ َّ
فإنه إذا َ ِ
المقصودة َّ
العقاب َّ
والز ْج َر . َ ب كل خطٍأ أو زلَّ ٍة ِ
توج ُ سراً وليس ُّ
ب َّ ِأ
وإ ن عاد للخط الذي أخفاه ثانيةً فأقو ُل :ينبغي أن يعاقَ َ
الوسيلةُ السَّابعةُ والعشرون :
وقوةً .
نفسه عزيمةً َّ والسلَ ِ ألبناء الص ِ
ِ بمواقف بطولي ٍ ٍ تذكير الص ِ
َّالح yليتأسَّى بهم وتمتلَئ ُ
ف الص ِ َّحابة َّ َّة َ مستمر
ٍّ بوجه َّغير ُ
النومِ ِ
ألوالده قب َل َّ قصةً من هذه القصصِ
األب َّ ِ َّ َّ
بإلحاح ،فلماذا ال يروي ُ
ٍ يطلبونها من آبائهم
ِّغار يتعلقُون بالقصص ،بل ُ
فإن الص َ
يناسبهم ؟!
ُ ٍ
بأسلوب ويبسطُها لهم
ص الخيالي ِ
َّة القص ِ ِ ِ ٍ ٍ ونمو عقوِلهم األمر سعةَ ِ
ثقافة الص ِ االستمرار على هذا ِ
ِ
،بعكس رواية َ عجيبة بسرعة ِّغار َّ عند
وسيلحظُ األبوان َ
ِ
اآلباء. بعض
كما يفع ُل ُ
الوسيلةُ الثَّامنةُ والعشرون :
ِّغار وإ فادتِهم
توجيه الص ِِ ص في ِ
تحرص وتُخل ُ
ُ ِ
المدارس من ومدرسيها َّ
،فإن هناك من المدرسة الجي ِ
ِّدة بإدارتِها ِّ ِ ِ
انتقاء الحرص على
ُ
َّ
فلما سألتُه :من عل َمك هذا ؟ قال : ِ
واألذكار َّ ِ فل الذي ِّ
يرد ُد ويحفظُ كثيراً من األدعية ِّ ِ
الخير في نفوسهم ،وال أنسى ذلك الط َ وزرع ِ ِ
األستا ُذ فالن .
ص ِال ًحا
وه َما َ
ان َُأب ُ
]و َك َ
قال َ
وصدق اهللُ عز وجل إذ َ
َ وبر ،وسيرون َأثَر ذلك على ِ
أوالدهم ، َ كل ٍ
خير ٍّ ِ
المخلصين َّ وجزى اهلل
14
هر . آخر َّ
الش ِ الحص ِ
ص وانتظار ِ هم لهم سوى ضياع
المدر ُسون الذين ال َّ
[ [الكهف،]82:وليحذر أولئك ِّ
َ
الوسيلةُ التَّاسعةُ والعشرون :
ِ
أخالقهم الحرام أثراً كبيراً على ِ
فسادهم وسو ِء ِ ،وأن ِ
ألكل ِ
األوالد َّ صالح ِ
وواضحاً على ِ
الحالل أثَراً كبيراً أن ِ
ألكل األب َّ
ِ اعلم أيُّها ُ
والجزاء ِ
وأوالدك ، وأموالهم يحفظك اهلل ِ
بمالك ِ شاه ٌد واللَّبيب باإلشار ِة يفهم ،فاحفَظ اهلل في ِ
أبناء المسلمين
ُ ُ ُ محسوس ُم َ
ٌ أمر
،وهذا ٌ
دان .
تدين تُ ُ ِ
العمل ،وكما ُ من ِ
جنس
الوسيلةُ الثالثون :
أوالدهم بالتساوي ،وقبوِلهم جميعاً على عالَّتِهم وال ِّ
يفر ْق جميع ِ ِ ِ
والعواطف على ِّ
الحب توزيع
ِ االجتهاد في
ُ واألم ِ
هات َّ ِ
اآلباء على
َّغائن .
األحقاد والض َ
َ فإن هذا كلَّه يولِّ ُد فيهم ِ
المقارنات بينهم َّ بعض ،وال تعقُ ْدٍ بعضهم أفض َل من
بينهم حتى وإ ن كان ُ
فيلجُأ إلى نحو أخيه الص ِ َّ يجد َّ الكبير ألخيه الص ِ ِ ومثا ُل هذا :بغض ِ
َّغير َ ، االهتمام من الوالدين قد ات َجه َ َ أن عندما ُ َّغير َ الولد ُ
نظر والديه إليه ،فهذه األحوا ُل ال ِ الالإرادي ،أو ُربَّما َّادعى التبو ِل ِ الن ِ ِ
اإلنطواء على َّ
ب َ المرض واأللَ َم ليجذ َ َ ِّ البكاء أو ُّ فس أو
ِ
الجديد َّ
وأنه محاسن الطِّ ِ
فل ِ
الحمل أثناء ِ ِ ِ
ُ فيذ َك ُر له َ لمنع حدوث هذا ُ ، الالزمة ِ االحتياطات ساق الولَ ُد إليها ،بل ينبغي أخ ُذ ينبغي أن ُي َ
بحب الص ِ
َّغير له . الكبير ِّ يشعر ِ وأنه يحبُّه ..إلى ِ كبر َّ
َ آخر ذلك م َّما ُ ليلعب معه إذا َ َ قادم
ٌ
الوسيلةُ الحاديةُ والثالثون :
ك الطِّف ُل ِ
بإهمالها أن ُيتر َ وأقصد
ُ ِ
إهمالها ، وعدم
ُ
ِ
الفرصة الحفظ ،فعلى الوالدين استغال ُل هذه ِ ٍ
عجيبة على ِّغار بقدر ٍةيمتاز الص ُ
ُ
يسمعونها من ِ
القصص واألغاني التي بعض ِ الد ِ غار يحفظُ عبارةَ ِّ الص ِ ٍ
ُ واإلعالن أو يحفظُ َ عاية بعض ِّ أي شيء ،ولذلك نرى َ يحفظُ َّ
لفاز أو من زمالئهم . التِّ ِ
الحرص اقتراح وفكرةٌ :
ٌ الخاص إن استطاعوا ،وهذا ِّ ِ
وجود المربِّي والحرص على اآلباء استغال ُل هذه الفرصة ِ ولذلك على
ُ ُ
ِّغ ِر . ِ
للقرآن من ُذ الص َ بتلقين الص ِ
ِّغار ِ استطعت ذلك -يبدُأَ ِ
ألوالدك -إن خاص
ٍّ مرب ومؤدب وجود ٍّ ِ على
ِ
لتربية إحضار ٍ
واحد ِ يغف ُل عنويعجز أو َ ِ
أومتجره َّستِه ِ ِ
اآلباء َّ ِ وإ ِّني
ُ فإن لديه عدداً كبيراً من العمالة في مؤس َ بعض أعجب من
ُ
بعمله وتجارتِه . خاصةً إذا كان األب مشغوالً ِ َّ ِ
واالهتمام بهم ِ
أوالده
ُ
القرآن . قرؤهم وي ِ خاص ِّ ٍّ وقد كان هذا هو منهج َّ ِ
َ يؤدُبهم ُ ٍّ لمرب يدفعون أوالدهم السلَف ، حيث كانوا ُ
دفع إليك
أمير المؤمنين قد َإن َ للمؤد ِب قال له :يا أحمر َّ : ِّ ولده األمين دفع َ شيد لَ َّما َ
الر َ
أن هارون َّ مقد َمتِه َّ ،
ذكر ابن خلدون في َّ فقد َ
أمير المؤمنين ،أقرئه نفسه ،وثمرةَ قلبِه ،فصي ََّر َ مهجةَ ِ
وضعك ُ َ واجبةٌ ،فكن له بحيث يدك عليه مبسوطةً ،وطاعتُك له َ ُ
ِ ِ ِئ ِ
بمواقع الكالم وبد ه ،وامنعه من الضَّحك إال في أوقاته ،وال ِ وبصره ِّ
األشعار ،وعلمه السَُّن َنِّ ، وروه
األخبارِّ ، ،وعرفه
القرآن ِّ
َ َ َ
معن في مسامحتِه فيستحلي الفرا َ
غ ويألفه ، ذهنه ،وال تُ ِفتميت َ
َ تحزنه
َ غير أن تَ ُم َّر َّن بك ساعةٌ إال وأنت مغتَنِ ٌم فائدةً ُ
تفيده إيَّاها من ِ
آخر ِ
كالمه . ظ ِة ..إلى ِ بالشد ِة ِ
والغل َ َّ والمالين ِة،فإن أبى فعليك
َ ِ
بالقرب استطعت
َ وقومه ما
ِّ
صالح ِ
أوالدك أمام ٍ ِّ ِ ٍّ ِ
ِ لصغارك ،وال يكلفُك ذلك شيئاً،كم يكلفك ؟ ألف لاير ؟! ليس بشيء َ خاص
ٍّ بمرب اإلتيان إذن فاحرص على
ِ
اآلباء . ِ
لقلوب يجد طريقَه َّ
وأتمنى أن َ االقتراح
ِ للقرآن ،وإ ِّني ِّ
ُأؤك ُد على هذا ِ ِ
وحفظهم
يكون ثقةً عدالً حافظاً للقُ ِ
رآن أو ِ مرب ٍ ِ
بإحضار ٍّ ِ
المهم أن َ
ُّ ألوالدهم جميعاً ، واحد اآلباء ك ثالثةٌ أو أربعةٌ منبأس أن يشتر َ وال َ
غار . التعام ِل مع ِّ
الص ِ ُ ومجيداً ِّ
لفن ُمجيداً له ُ
ِ
ويسمعوا منه. ِ
األوالد َّ
ليتقبلُوا منه أمام ِ وال ُب َّد من ِ
ُ خاصةً َ
َّ واحترامه ، المدرس
تقدير هذا المربِّي و ِّ
الوسيلةُ الثَّانيةُ والثَّالثون:
برامج ِ
األشرطة فيها ٍ
بأعداد من هذه سجيالت ِ
بحمد اهلل مليئةٌ ُ ِ
باألطفال ،والتَّ المفيدة الخاص ِ
َّة ِ ِ
األشرطة بعض ِ الحرص على
ُ ُ
ِ ُِّ ِ ِ
ركيز واالنتباه وسرعة التعلم والحفظ . َّ
َّغير على الت ِ ٍ ٍ
تعليميةٌ بأسلوب ُممي ٍَّز جميل
َّ
يساعد الص َ
ُ
15
خلف القارئ
غار َ الص ِ
ترديد من ِّ
ٌ ات كثير ٍة ،وفي ِ
بعضها مر ٍ
اآليات َّ
ُ رد ُد َّ
المركزةُ فيها تُ َّ رآن ،هناك القراءةُ البطيئةُ ِ
أشرطة القُ ِ ففي
لقين . ِ
بطريقة التَّ ِ سمى الص ِ
غار وهي ما تُ َّ كثير من ِّ نتائج طيِّبةٌ على ٍ
،وكان لهذا ُ
الشهداء أو حديقةُ الحيوان أو األصابعُ الخمسة أو غيرها ِم َّما تُمتلئ
شريط أم سلمةَ أو أسرةُ ُّ ِ وهناك أشرطةٌ قصصيةٌ جميلةٌ مث ُل
َّ
اإلسالميةُ . سجيالت
ُ به التَّ
األناشيد
ُ أناشيد وإ َّنما تلك
َ ليست َّأيةَ َّغير إيماناً َّ
وحباً باهلل َ . غار جميلةٌ بكلماتِها التي ُ
تزيد الص َ بالص ِ
َّة ِّ أناشيد خاص ٍ
ٍ وهناك أشرطةُ
َّغير إيماناً َّ
وحباً باهلل. تزيد الص َ
التي ُ
17
َّحيح ِ
المناسب والص ِ للعالج تصل ِ
الكذب ،حتَّى َّغير إلى ِ ِ ِ
ِ َ تبحث عن السََّبب ،لماذا لجأ الص ُ
َ األسباب ،فحاول دائماً أن وغيرها من
ميم . الخلُ ُ َّ ق والتَّ ِوالرف ِ رغيب واللِّ ِ
أسلوب التَّ ِ
ِ ِ
ق الذ ُ عنده هذا ُيتأص ُل َ
َّ شجيع ،فال ين ِّ استخدام مع
ِ
بالواجب عند اهلل عظيم إن حرصتُما على ِ
القيام أجركما َ ِّغار ،فأقو ُل :أيُّها الوالدان َّ ، ِ
لتربية الص ِ
ٌ إن َ هذه أربعون وسيلة وتوجيها
واب من اهلل.األجر والثَّ ِ
ِ ِ
واحتساب غار وتربيتِهم
الص ِ ِ
متابعة ِّ وعدم ِ
الملل في ِ َّبر عليكما تجاه ِ
أوالدكما ،فال ُب َّد من الص ِ َ
التغيير لبطلَت تقب ُل الغزالي بقوِله :ولو كانت َّ ِ ِ ٍ
كل شيء بالتَّ ِ أن َّ
وثقا َّ
َ األخالق ال َ
ُ ُّ ممكن ،وهذا ما أك َده
ٌ دريب والمتابعة والمجاهدة
اآلدمي
ِّ ِّنوا أخالقَكم " وكيف ُين َك ُر هذا في ِّ
حق أديبات ،ولما قال رسو ُل اهلل صلى اهلل عليه وسلم " حسُ
ُ الوصايا والمواعظُ والتَّ
أديب ِ
األكل إلى التَّ ِ والكلب من شر ِه ِ
االستيحاش إلى اُألنس ، َّقر -من ِ وتغيير ُخلُ ِ
ُ البازي -أي :الص ُ
ُّ ممكن ،إذ ُي َنق ُل
ٌ البهيمة ق ُ
ُّ ِ ِ ِ ِ
ِ
الحيوان ق ،فإذا كان هذا ممكناً في ِّ
حق تغيير لألخال ِ
السالسة واالنقياد ،وكل ذلك ٌ
َ الجماح إلى
ِ واإلمساك والتَّخلية َ ،
والفر ُس من
ِ
البهيمة أولى . وأقدر على ِ
الفهم من األعجم ففي ِّ ِ ِ
حق الولد الذي هو أعق ُل َ ُ
يكون ذلك إالَّ بالتَّ ِ
دريب عند اهلل عز وجل ولن َاألجر َ ونحتسب
َ
تربية ِ
أوالدنا ِ نصبر على نحرص وأن َ لذلك أقو ُل :علينا أن
َ َ
ِ
والمتابعة .
ق ل ُك ِّل أبوين حريصين على والد ِ
عاء بالتَّوفي ِ بالحب والتَّ ِ
قدير ُّ ِّ هات معطَّ َرةًواألم ِ
َّ ِ
اآلباء ِ
وجيهات إلى ِ
الكلمات وهذه التَّ وأهدي هذه
قص والتَّ ِ
قصير . الن ِ
ذر في َّ الع َ
والتمس لي ُ
َ
والهن ِ
ات َّ تجاوز عن الزالَّت
َ وغفر اهلل لمن
َ
ِ
وصالحهم ، أوالدهماتربية ِ
ِ
أعي ٍن أزواجنا وذريَّاتِنا َّ
قرةَ ُ ِ وأمهاتِهم ،ربَّنا َهب لنا من أعين آلبائهم َّ قرةَ ٍ اجعلهُم َّ ِ
أوالد المسلمين وبناتهم ،اللهُ َّم َ َ الله َّم ِ
أصلح ُ
ِ حسَنةً وفي اآلخر ِة َح َسَنةً و ِقنا ِ
واجعلنا للمتَّقين إماماً ،ربَّنا آتنا في ُّ
أبناء المسلمين والمسلمات ، الن ِار ،اللهُ َّم أصلح َ
عذاب َّ
َ الدنيا َ َ
لإلسالم والمسلمين . ِ تكون ِع َّزاً
الذريةَ الصَّالحةَ التي ُ َّ اللهُ َّم نسألُك
الراشدين
والعصيان واجعلهُم من َّ سوق
فر والفُ َ اإليمان وزيِّنه في قلوبِهم ِّ ِ
َ وكره إليهم ال ُك َ َ أبناء المسلمين وحبِّب إليهم اللهُ َّم أصلح َ
ونتوب إليك . نستغفرك أن ال إلهَ إال أنت نشهد َُّ ِ
وبحمدك سبحانك اللهُ َّم
ُ ُ
محم ٍد وعلى ِآله وصحبِه وسلَّ َم تسليماً كثيراً . وبارك على نبيِّنا َّ َ وصلَّى اهلل وسلَّ َم
األطفال تلك الزهرات الندية ,والبراعم الطرية ،التي خلقها اهلل من رحم الحياة الزوجية التي تكون سكناً ورحمة بين األبوين،
وليتمم لهما هذه السعادة ,فيخلفهما من بعدهما ،ويبر بهما إذا كبرا ،وهم زينة الدنيا وبرائتها التي يهفو لها كل حي ،وهم النواة
الحقيقة للمجتمع الناشئ الذي يكفل استمرار األمة المسلمة .وتصحيح بناء هذا المجتمع الناشئ وتشكيله بشكل قويم هو مساهمة
حملها اهلل تعالى لألبوين ,ورتب أحكاماً كثيرة
كبيرة نحو تصحيح الكتلة الكبرى والرقي بها ..إن مسئولية األطفال عظيمة ،وقد َ
متعلقة بهم ترعى وتضمن لهم حقوقهم كالرضاعة والحضانة وحسن التربية ،وقد شددت الشريعة الغرى على التربية والنشأة..
ولعل ما جاءت به السنة المطهرة من هديه صلى اهلل عليه وسلم مع األطفال منذ والدتهم إشارة لبداية ربطهم بالدين والتنشئة
عليه ،فأمرنا باألذان في أذنه وتحنيكه ،كذلك حض صلى اهلل عليه وسلم على تربية االبن تربية على الصدق؛ فال يمد أحدنا يده
لطفله كأن بها شيئاً وهو كاذب كما جاء النهي عن ذلك في حديث عبد اهلل بن عامر.
ولعل من أهم الطرق التي يمكن بها إيصال األخالق والتصرفات الحميدة إلى أطفالنا "القدوة" ،فال ينبغي أن يرى الطفل إال ما
يحسن من أبويه؛ فالطفل يفتح عينيه وأذنيه وقلبه على ما يشاهده ويسمعه منهما ،ولذا تنعكس على شخصيته كل األشياء التي
خيرة نشأ الطفل على
يستقبلها منهما بوله وشغف في هذا السن ،وقد تعود عليه سلباً وإ يجاباً بحسب طبيعتها فإن كانت األسرة ّ
18
حب الخير وإ ن كانت عكس ذلك بدا ذلك على الطفل وسلوكه ،ولذا فقد ينشأ الطفل بعيداً عن طاعة اهلل إذا كان والداه أو أحدهما
كذلك ،وقد يتعلم كل صفة وخلق ذميم وقد ينزلق في لجج الدخان والمخدرات ورفقة السوء كذلك ..فشخصية الطفل كما أسلفنا
انعكاس لنوع التربية التي تلقاها في صغره ،ويكفي أن نعرف أن أغلب سمات الشخصية لدى األطفال تتكون خالل الخمس
سنوات األولى والتي قد يهملها الكثير من اآلباء ..وليس من الحسن أبداً أن يستمع الطفل إلى نقاش األبوين الحاد؛ ألن هذا قد
يؤثر عليه ويسبب له شخصية مضطربة وغير هادئة..
وعلى اآلباء أن يراعوا النمو العقلي لدى الطفل خاصة في سن السابعة حيث يكون أكثر إدراكاً لما يرى ويسمع .ولعل لغة
الحوار هي من أنجح الوسائل إليصال المفاهيم السليمة إلى عقل األطفال .ومن المهم أن يجد االبن مع والديه فرصة ليتجاوب
فكرياً معهما ،ويتعلم الحديث منهما والقدرة على المشاركة في الموضوعات والحوارات ،ومن الخطأ الشائع أن بعض اآلباء يظن
أن األطفال ال يدركون األمور وال يعقلونها؛ فيكبر االبن في ظل هذه القيود وال يجد الحوار إال مع رفقته الصغار وهم عندما
يتحاورون يتشاجرون فال يكبر عقله ,ولذا كان على األبوين تعويد أنفسهم على الحوار مع أبنائهم دائماً وخصوصاً عند وقوع
األبناء أو أحدهم في الخطأ.
نبين أن االرتكازات التي تقوم عليها عملية التربية السليمة قد ال تتوفر لدى بعض اآلباء ،ومن هنا ربما يرى
ومن الحسن أن ّ
بعض المختصين من األفضل ألولئك اآلباء توصية من يعلمون فيه الخير واكتمال صفات المربين ،ليكفل لهم تربية أنبائهم
وتوجيههم ،وهذا ال ينزع عن األبوين مهمتهما األولى بالتمام ،إذ يبقى بعد ذلك شيء يقدر عليه كل أحد من البشر وال يصح إال
أن يكون من األبوين ..وفي العموم أعتقد أن الصفات المطلوبة في المربي هي صفات يسيرة غير معجزة للمتوسطين من الناس.
المرحلة اإلبتدائية
الشك أن سنوات الطفل األولى هي من أخصب أوقات التلقي والتأثير لديه ،وهي المرحلة المثالية لغرس الخصال الجميلة فيه،
ولسنا بذلك نوهن بقية المراحل ونغض من طرفها ،بل ربما كانت تلك المرحلة يتسم بها الطفل بالقدرة المذهلة على التلقي
واالكتساب ،ولكن حين نتأمل المرحلة االبتدائية تبرز سمات مميزة وأساسية لتكوين تلك الشخصية الطرية وأهم ما يميزها ما
تحمله من جوانب حسنة وسيئة ,تؤثر في صياغة شخصية الطفل ،ومن أهم الجوانب الحسنة اختيار المعلم الجاد في تعامله مع
الطالب المتحبب إليهم ،الذي يغرس في نفوسهم المبادئ العالية ،ويصنع فيهم الشخصية الجادة ،ويرسم لهم الطريق رسماً
واضحاً ،ويدلهم عليها ويسوقهم إليها بخطى ثابتة ,فيعلمهم فن التخاطب وفن الكلمة وفن القراءة وقوة الطموح ،ويكون قدوة
حسنةً لهم.
ومن الجوانب الحسنة أيضاً االهتمام بالمناهج للمرحلة االبتدائية ،وتكثيف الحوار والمناقشة والقراءة واإلطالع ،ومن الجوانب
الحسنة وجود مكتبة علمية في المدرسة ووضع درس لذلك .ومن الجوانب الحسنة االهتمام بالنشاط الالصفي الذي يفتح للطالب
باب المواهب واالبتكار .هذا جزء من الجوانب اإليجابية التي يمكن استغاللها.
وأما الجوانب السيئة فيمكن التطرق لها عبر هذه النقاط:
ـ الضعف عند بعض المدرسين وعدم استشعاره للمسؤولية.
ـ عدم متابعة الطالب بعد المدرسة وربما يتلقفه أحد وهو خارج إلى بيته.
ـ اإلهمال من جانب األبوين وعدم مصارحة الطفل ومجالسته وسؤاله عن دراسته وزمالئه.
ـ عدم وجود ما يحبب الطفل للمدرسة من برامج حية وأنشطة متنوعة.
ـ الدراسة النظرية المملة دون التطبيق العلمي كالوضوء مثالً ,الصالة ,آداب الزيارة ..وغيرها من الوسائل.
ـ انعدام التوعية االجتماعية ،وكذلك فقد الطالب للرؤية المستقبلية لحياته ،وعدم معرفته لألمور التي البد من أن يعرفها في
مستقبله.
19
ـ عدم اإليضاح للطالب باألخطار المحدقة به كالغزو الفكري ,خطر اليهود ,المخدرات ,وسائل اإلعالم ,العفن الفني ,العته
الرياضي وغيرها من األخطار.
لعب األطفال
ساحات لعب األطفال أماكن يرسم فيها خطوط عريضة من شخصياتهم وأبعاد طويلة من تفكيرهم قد يصل إلى ترسيخ نواح
عقدية في نفوسهم ،وهو ضرورة من ضروريات مرحلة الطفولة ،وهي حقيقة علمية ثابتة حتى في أطفال الحيوانات .أما عن
أبرز ضوابطه فهي أن يكون بأدوات مباحة ،وكذا أن يكون مأمون الخطر والضرر ،وأن يمارس باعتدال بحيث ال يستهلك جل
وقت الطفل ويكون شغله الشاغل ،وأن يكون تحت إشراف الوالدين وتحت مراقبتهما حتى يتم التوجيه والتصويب للخطأ إن وقع
منهم.
وسائل تربية األطفال
هم جديد قديم الجذور يشغل ذهن كثير من الدعاة والمصلحين والمربين الغيورين على مستقبل هذه األمة ،فما هي
دعوة األطفال ّ
الوسائل الممكنة لذلك والتي من خاللها يمكن للمربي والمربية استنتاج جدول وبرنامج قومي متضمن ومناسب لمن تحت أيديهم
من األطفال ويتمشى مع جميع الظروف واألحوال؟
لعل من أهم الوسائل التي يحسن بالمربي أن يلم بها غرس العقيدة في النفوس والفهم الحقيقي لمعنى العقيدة وأنها ليست شعارات
تردد أو طقوس ينادى لها بدون روح وحياة في القلب ،فيغرس في قلبه (من ربك؟) بمعنى من إلهك الذي تعبده ،ويبين له شيئاً
من صفات اهلل ،وأن اهلل يسمعك ويراك ال يخفى عليه شيء ،وأن اهلل هو القوي وهو القادر على كل شيء ،وأنه هو الرزاق وأن
حياتنا وموتنا بيده ،ويشرح لهم بوضوح حديث ابن عباس رضي اهلل عنه "يا غالم إني معلمك كلمات ،احفظ اهلل يحفظك i"...ثم
يغرس في نفوسهم العبادة هلل وحده مثل الصالة والصيام والصدقة ،وأن الصالة تقرب العبد لربه ،وأن اهلل هو الذي أمرنا بها ،ثم
نبين له أحكام الصالة وكيف يصلي؟ ثم نبين لهم حب النبي صلى اهلل عليه وسلم ومن هو الرسول؟ وماحقه علينا وما واجبنا نحوه
صلى اهلل عليه وسلم ،ثم حقوق اآلخرين كحق الوالدين والجار والصديق القريب والمعلم وغير ذلك.
ومن الوسائل النافعة وضع مكتبة في البيت ،وتكون مكتبة مصغرة يستطيع الطفل أن يتعامل مع هذه المكتبة وأن يقرأ الكتب
الموجودة بين يديه ،وهذه الكتب ينبغي أن تكون مختارة مناسبة للطفل.
ومن الوسائل وضع البرامج الهادفة من وسائل اإلعالم وأشرطة الفيديو أو بعض األشياء الهادفة ،ويا ليت األخوة في كلية الدعوة
واإلعالم يركزون على جانب اإلخراج الطيب ألشرطة مرئية للطفل ويتبنون ذلك ،وعلى أقل األحوال يخرج لنا في السنة شريط
أو شريطان تجمع بين الترويح والجد.
ومن الوسائل النافعة والجيدة التعاقد مع مربي فاضل يجتمع أبناء الحي أو الشارع الواحد عنده فيربيهم على األخالق الطيبة
والصراحة وتنمية مواهبهم وأفكارهم.
ومن الوسائل التشجيع للطفل إذا رأى منه أحد أبواه خيراً ,فإذا صلى الفجر مثالً ال مانع أن يسبقه األب إلى البيت ,وإ ذا وصل إلى
راض عنه ،كما كان صلى اهلل عليه وسلم يشجع ٍ البيت قادماً من المسجد شكره ودعا له وأعطاه هدية يفرح بها ويشعره أنه
صغار الصحابة في طرح المسائل العلمية ويشجعهم على الرمي بل يرمي معهم.
ومن الوسائل إبعادهم عن المعوقات التي يمكن أن تقف في طريق دعوتهم .وكذلك من الوسائل القدوة الحسنة فال ينهى المربي
الولد عن الكذب وهو يكذب.
ومن الوسائل إذكاء اإليمان في قلب الطفل ،وربطه باليوم اآلخر وغرس حب الجنة ورؤية اهلل فيه حتى يزهد في الدنيا وال يلتفت
إليها ،فاإليمان باليوم اآلخر قضية البد من ذكرها .وال تذكر من جانب الخوف وهو الخوف من الموت وإ نما تذكر على أنها حياة
عظيمة وحياة جزاء وحساب.
20
المعوقـــــات
أما عن المعوقات فالمعوقات كثيرة ومنها ،تشاغل األبوين عن أداء دورهم ومهمتهم ،أو عدم اهتمامهما بذلك ،فتجد االهتمام في
المأكل والمشرب واللباس دون االهتمام بروح الطفل وتوجيهه الوجهة السليمة ،ولعل بعض البيوت ترمي بأطفالها على الخادمة
أو المربية فيكون لها تأثير سلبي على الطفل ،وربما غرست في نفسه أمراً من جوانب العقيدة يصعب عليه التخلص منها بعد
ذلك.
ومن المعوقات الكبيرة وسائل اإلعالم التي ينسى بعض اآلباء أطفالهم عندها بال رقابة أو أدنى اهتمام ،خاصة تلك األفالم التي
تنخر في جانب العقيدة ،والحرب اليوم مركزة على الطفل واإلحصائيات في حقائق األفالم أو األلعاب التي تعرض مخيفة جدا.
ومن المعوقات األلعاب اإللكترونية التي يظهر كثير منها بشكل مركز ومستهدف لهدم العقيدة واألخالق ،وهي ذات أثر في
صرف الطفل عن الجوانب المهمة في التربية ،مما تكون سبباً في سلب عقله وأسر فؤاده وتعلقه بها حتى تكون شغله الشاغل.
ومن المعوقات المدرسة إذا كان المدرس ال يدرك مستوى المسؤولية التي أنيطت بعاتقه و األمانة التي يحملها ,ودوره في
المدارس التي ينبغي أن تكون محاضن إيمانية لألطفال.
الوسائل اإلعالمية
وسائل اإلعالم اليوم بأنواعها وقنواتها المتعددة لها تأثير كبير في تشكيل فكر الطفل وتوجيه سلوكه نظراً لما تبثه من مواد
إعالمية فيها من التشويق واإلثارة والجذب الشيء الكثير ،وإ ذا تساءلنا عن ماهية هذه الوسائل التي تسهم بإعداد الطفل المسلم،
فإننا يمكن أن نتحدث عن المستوى الذي ينبغي أن تصله الوسائل اإلعالمية لتحقيق هذا الهدف ،ويتشكل المستوى في أمور منها:
• أن تكون البرامج المقدمة للطفل منبثقة أساساً من العقيدة اإلسالمية أو على األقل ال تتعارض معها.
• أن تهدف البرامج الموجهة للطفل أو تثير اهتمامه إلى غرس محبة اهلل ورسوله في نفس الطفل وتربي في نفسه تقوى اهلل
وخشيته في نفس الوقت.
• أن تقدم للطفل البرامج التي تغرس في نفسه االعتزاز بدينه وتاريخه وحضارته ,وكل ما جاء به الدين.
• أن تشجع هذه البرامج حاجات الطفولة وتكون على درجة عالية من الجودة واإلخراج ,والتنافس مع البرامج المستوردة.
• أن تسهم هذه البرامج في تنمية قدرات الطفل وتوجيهها السليم وتنمي مواهبه واستعداداته اإليجابية.
• أن تغرس وسائل اإلعالم في نفس الطفل األخالقيات الفاضلة والسلوك القويم من خالل القصص المقدمة والبرامج المختلفة
والمنوعة.
تتفق اآلراء التربوية على أهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية اإلنسان المستقبلية ،فإذا ما اعترى تربية الطفل أي خلل فإن
ذلك سيؤدي حتما إلى نتائج غير مرضية تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع معا ،ومشكلة الخجل التي يعاني منها بعض األطفال
يجب على الوالدين والمربين مواجهتها وتداركها .فكثير من األطفال يشبون منطوين على أنفسهم ،خجولين يعتمدون اعتمادا
كامال على والديهم ،ويلتصقون بهم ،ال يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين ،ويظهر ذلك بوضوح عند بداية احتكاكهم بالعالم
الخارجي كالمدرسة والنادي والشارع ،الطفل الخجول يقول عنه األطباء أنه طفل لديه حالة عاطفية وانفعالية معقدة تنطوي علي
الشعور بالنقص ,وهو طفل متردد في قراراته منعزال ,وسلوكه يتسم بالجمود والخمول ,وينمو محدود الخبرة ال يستطيع التكيف
مع اآلخرين .
وتعد الوراثة أحد األسباب الرئيسية لوالدة طفل خجول ..ومن األسباب الرئيسية أيضا :
• األطفال الذين يعانون من حرمان الحتياجاتهم األساسية مثل المأكل والمشرب ،مكان النوم المالئم ( المسكن ) سوء التغذية
21
وسوء العالج الصحي أو الطبي.
• الحرمان العاطفي :كغياب الحنان والدفء والتعامل الرحيم مع الطفل ووضعه في أولويتنا ( عدم الرضاعة ,أم تتكلم في
الهاتف وتطعم ابنها بالقنينة من بعيد .إطعام األم لطفلها وفي يدها سيجارة ) فمن الضروري مخاطبة الطفل وإ شعاره باالرتباط
النفسي والمعنوي ,خاصة في حالة إعطائه وجبة غذائية أو تبديل مالبسه ،فالطفل لديه القدرة على تخزين هذه المضامين
فيعكسها في مرحلة يكون فيها قادرا على الحديث والتكلم.
• الحرمان التربوي :ونقصد هنا ضرورة تحضير الجو المناسب والمستلزمات المناسبة للطفل لتنميته فكريا وعقليا مثل األلعاب
,وضرورة تواجد الوالدين فترة معينة خالل اليوم مع الطفل إلكسابه معايير تربوية جديدة .
• مخاوف األم الزائدة في حماية أطفالها ,فهذه المخاوف تساعد في نمو صفة الخجل في نفسية أبنائها ,حيث ينشأ األبناء ولديهم
خوف من كل ما يحيط بهم سواء في الشارع أو مع األقران ,ويتولد لديهم شعور أن المكان اآلمن الوحيد لهم هو وجودهم بجوار
األم
• عيوب الطفل الجسمية أو المادية مثل قصر القامة أو هزال الجسد أو ضعف السمع أو السمنة المفرطة ,أو قلة المصروف كلها
أمور تؤدي إلي إصابة الصغار بالخجل في مواجهة اآلخرين
• التدليل المفروط من جانب الوالدين للطفل :كعدم سماح األم لطفلها بأن يقوم باألعمال التي أصبح قادرا عليها؛ اعتقادا منها أن
هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للطفل ،وعدم محاسبتها له حينما يفسد أساس المنزل .وهذه المعاملة المتميزة والدالل
المفرط للطفل من جانب والديه بالطبع لن يجدها خارج المنزل ،سواء في الشارع أو الحي أو النادي أو المدرسة؛ فغالبا ما يؤدي
ذلك إلى شعور الطفل بالخجل الشديد ،خاصة إذا قوبلت رغبته بالصد وإ ذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ.
• أكثر فئة من االنطوائيين ,األطفال الذين يعانون حاالت التنكيل الجسدي والنفسي والجنسي وحاالت اإلهمال ،هذه الفئة أكثر
تعرضا لهذه الظاهرة وخاصة األوالد المعنفين جنسيا.
ويمكننا أن نقي أطفالنا من مشاعر الخجل واالنطواء على الذات من خالل إتباع التعاليم اآلتية:
* توفير جو هاديء في المنزل بعيدا عن التوتر وعدم تعريضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم
االطمئنان .ويتحقق ذلك بتجنب القسوة في معامالتهم ،وبتجنب المشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين
* يتحتم على اآلباء أن يوفروا ألوالدهم الصغار قدرا معقوال من الحب والعطف والحنان ،وعدم نقدهم وتعريضهم لإلهانة أو
التحقير ،وخصوصا أمام أصدقائهم أو أقرانهم؛ ألن النقد الشديد واإلهانة أو التحقير –وخصوصا أمام أصدقائهم -يشعر الطفل
بأنه غير مرغوب فيه ،ويزيد من خجله وانطوائه.
* ابتعاد اآلباء عن إظهار قلقهما الزائد علي أبنائهما ,وإ تاحة الفرصة أمامهم لالعتماد علي أنفسهم ,ومواجهة بعض المواقف
التي قد تؤذيه بهدوء وثقة ،فكل إنسان -كما يؤكد علماء النفس -لديه غزيرة طبيعية يولد بها تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب
المخاطر ,وبالتالي فهو يستطيع أن يحافظ على نفسه أمام الخطر الذي قد يواجهه بغزيرته الطبيعية.
* تعويد الطفل علي الحياة االجتماعية سواء باستضافة األقارب في المنزل ,أو إشراكه في ألعاب جماعية.أو مصاحبتهم آلبائهم
وأمهاتهم في زيارة األصدقاء واألقارب ،أو الطلب منهم برفق أن يتحدثوا أمام غيرهم ،سواء كان المتحدث إليهم كبيرا أو
صغيرا ،وهذا التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل ويكسبهم الثقة بأنفسهم.
وإ ليك عزيزتي األم خاصة :
* امتدحي كل إيجابياته االجتماعية كمساعدته ألحد أخوته ،أو اللعب معهم ،أو حين يبدأ في الحديث مع اآلخرين
تدربيه كيف يثق بنفسه من خالل التحدث عنه أمام اآلخرين بفخر وإ عزاز ،واتركيه يتصرف في شؤونه بطريقته
* حاولي أن ِّ
دون أن تُ ْملي عليه ما يجب أن يفعل
22
تعرض إلى الضرب،
* ال تتدخلي لتدافعي عنه في المواقف الخالفية بينه وبين أخوته ،بل دعيه يتصرف من تلقاء نفسه ،حتى لو َّ
يتعرض له أحد المتشاجرين
والحالة الوحيدة التي يمكنك التدخل فيها إذا كان هناك خطر ما َّ
* ِّ
شجعيه على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة ،فهذا يمنحه لياقة بدنية ،فيزداد ثقة بنفسه.
شجعيه – في بعض األحيان -على اللعب مع بعض أقاربه أو جيرانه أو زمالئه بالمدرسة األصغر ًّ
سنا (أصغر بسنة أو * ِّ
سنتين فقط بحد أقصى) ،حتى يتعلم القيادية ال التبعية.
كل له دور ،ومن خالل هذه اللعبة يمكنك أن تعلِّمي ابنك كيف يحسن التصرف
* حاولي أن تمثلي مع أوالدك لعبة الضيوفٌّ ،
سواء كان ضيفًا أو مضيفًا.
* عليك أن تتركي للطفل الحرية في اختيار أصدقائه وطريقة لبسه حتى في حالة عدم موافقتك علي هذه الطريقة
إن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جداً في بناء شخصية االبن ،ورغم أن اآلباء يهتمون بتكوين األسرة واختيار الزوجة إال أنهم ال
يهتمون بأسلوب تربية األبناء ،وإ نما يستخدمون ما تيسر من أساليب التربية وما بقي في ذاكرتهم من أساليب اآلباء ،رغم أنها قد
ال تكون مناسبة ،بل إن بعض اآلباء يهمل تربية ابنه بحجة أنه صغير وأنه مشغول بكسب المادة واألنس مع األصدقاء أو القيام
ببعض األعمال المهمة ،فإذا أفاق أحدهم إلى أبنائه وعاد إلى أسرته ..إذا األبناء قد تعودوا عادات سيئة وألفوا سلوكاً ال يليق،
وهنا يصعب توجيههم وتعديل سلوكهم.
إن مسؤولية تربية األبناء مسؤولية عظيمة ،يقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم في الحديث" :الرجل راع ومسؤول عن رعيته،
والمرأة راعية ومسؤولة في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"( ،رواه البخاري ومسلم) .إن اآلباء الذين أهملوا تربية أبنائهم في
الصغر واستخدموا أساليب غير مناسبة فرطوا في أغلى ثروة يملكونها ،وماذا تنفع المادة بعد ضياع األبناء؟! وما يفيد السهر مع
األصدقاء واألب سوف يتجرع األلم حينما ُيصدم بعقوق ابنه وانحراف سلوكه؟!
وتعود اإلهمال وممارسة ألوان السلوك السيئ.
وأخيراً يتحرك اآلباء إلصالح سلوك أبنائهم ،ولكن هيهات ..لقد قسا عوده ّ
أما اآلباء الذين أحسنوا تربية أبنائهم فسوف يجنون ثماراً يانعة من صالح أبنائهم واستقامتهم مما يسعدهم في الدنيا واآلخرة ،
يقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم" :إذا مات العبد انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو
له"( ،رواه مسلم).
وسوف نستعرض في هذه المقالة ما يأتي:
1ـ توجيهات من الكتاب والسنة حول تربية األبناء.
2ـ خصائص النمو لدى األبناء في مرحلة الطفولة وفنيات التعامل معها.
3ـ توجيهات التعامل مع األبناء.
أسأل اهلل أن يصلح أبناءنا جميعاً وأن يهدي شباب المسلمين ،وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح ،وأن يرزقنا اإلخالص في
القول والعمل.
توجيهات من الكتاب والسنة حول تربية األبناء:
اس َواْل ِح َج َارةُ َعلَ ْيهَا َماَل ِئ َكةٌ ِغاَل ظٌ ِش َد ٌاد اَل
الن ُ َأهِلي ُك ْم َن ًارا َوقُ ُ
ود َها َّ آمُنوا قُوا َأنفُ َس ُك ْم َو ْ
ين َ
َِّ
{يا َأيُّهَا الذ َ
يقول اهلل سبحانه وتعالىَ :
ون} [التحريم.]6 : َّ
ون َما يُْؤ َم ُر َ
َأم َر ُه ْم َوَي ْف َعلُ َ
ون اللهَ َما َ
ص ََي ْع ُ
يقول ابن كثير :أي تأمر نفسك وأهلك من زوجة وولد وإ خوان وقرابة وإ ماء وعبيد بطاعة اهلل ،وتنهى نفسك وجميع من تعول
عن معصية اهلل تعالى ،وتعلمهم وتؤدبهم ،وأن تقوم عليهم بأمر اهلل ،وتأمرهم به وتساعدهم عليه.
23
وفي معنى هذه اآلية الكريمة الحديث الذي رواه اإلمام أحمد وأبو داود عن سبرة قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :مروا
الصبي بالصالة إذا بلغ سبع سنين ،فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها".
قال الفقهاء :وهكذا الصوم ليكون ذلك تمريناً له على العبادات؛ لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية
وترك المنكر ،واهلل الموفق.
في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :ما من مولود يولد إال على الفطرة،
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ."..قال العلماء :هذا نص على مسؤولية األسرة في المحافظة على فطرة األبناء وصيانتها
عن االنحراف.
خصائص النمو لدى األبناء في مرحلة الطفولة وفنيات التعامل معها:
سوف سنتعرض أبرز خصائص النمو لدى األبناء وأساليب التعامل معها.
أ ـ الخصائص الجسمانية:
يصبح النمو الجسمي لألطفال في هذه المرحلة سريعاً ،خاصة من ناحية الطول ،وتصل عضالته إلى مستوى مناسب من
النضج ،مما يعينه على ممارسة الحركات الكلية ،مثل :الجري والقفز والتسلق ،أما عضالته الصغيرة والدقيقة فإنها تنمو بشكل
أقل في هذه المرحلة المبكرة ،لذا فإنه ينبغي مالحظة ما يأتي:
1ـ أنه قد يبدو من األبناء في هذه المرحلة :التململ ،وعدم االستقرار ،والضوضاء في أثناء جلوسهم فترة طويلة على وتيرة
واحدة في البيت أو الفصل ،وهذا يالحظ بشكل واضح لدى طالب الصف األول االبتدائي.
2ـ ال يزال التآزر الحركي الدقيق في بدايته؛ لذا فإنه يحسن التدرج في تعليمهم الكتابة ،حتى ال ينمو لديهم اتجاه سلبي تجاه الكتابة
والمدرسة بشكل عام.
3ـ يجد بعض الطالب صعوبة في تركيز النظر على الحروف الصغيرة واألشياء الدقيق.
4ـ البد من االعتناء بأمر الطفل بأداء الصالة ،نظراً لقدرته الجسمية على ذلك ،وللتوجيه النبوي الشريف ،ولما لذلك من أثر على
سلوكه مستقبالً.
ب ـ الخصائص العقلية:
يطّرد النمو العقلي ،ويستطيع الطفل في هذه المرحلة إدراك العالقة عقلياً بعيداً عن التجريد ،وتزداد قدرته على الفهم والتعلم
وتركيز االنتباه ،وتكثر لدى األبناء األسئلة؛ لذا يالحظ ما يأتي:
1ـ أن األبناء في هذه المرحلة شغوفون بالسؤال ،ومعرفة األشياء التي تثير انتباههم؛ لذا فاستغالل هذه الفترة وتقديم المعلومات
بأسلوب شيق وسهل يساعدهم على تحقيق الفائدة المرجوة.
2ـ يحرص األبناء على التسميع واإلجابة أمام األب واألم والمعلم ،سواء كان الجواب صحيحاً أو خاطئاً ،وهنا يبرز دورنا في
ضبط النقاش وإ دارته بحيث يتحدث كل ابن في دوره ،مع تشجيع األبناء على اإلجابة الصحيحة وعلى النقاش والتفكير والتأمل.
ج ـ الخصائص االنفعالية:
ينمو السلوك االنفعالي ،ويتميز بالتنوع ،مثل :الغضب والخوف والحنان والغيرة ،ولكنه غالباً ال يدوم على وتيرة واحدة لفترة
طويلة ،وهنا ينبغي التنبه إلى أن األبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى الثناء والتشجيع ،سواء باأللفاظ أو من خالل الجوائز العينية
الرمزية التي لها أثر كبير في نفوس األبناء.
د ـ الخصائص االجتماعية:
تبرز الحياة االجتماعية لدى األطفال في هذه المرحلة من خالل جماعة األصدقاء ،حيث يميل الطفل إلى اللعب مع أقرانه في
المنزل والمدرسة ،ويسودها التعاون والمنافسة وممارسة األدوار القيادية ،ومن ثم فإنه ينبغي أن نعمل على أن تكون المنافسة
24
بين األطفال بريئة بعيدة عن الغيرة والحسد ،وأن ُيشجع الطفل على تكوين شخصية قوية من خالل األلعاب المفيدة وممارسة
األدوار االجتماعية الناجحة.
ويتأرجح الطفل في هذه المرحلة بين الميل لالستقالل االجتماعي وبقايا االعتماد على اآلخرين ،وبشكل عام فإنه يزداد وعي
الطفل بالبيئة االجتماعية ونمو األلفة والمشاركة االجتماعية؛ لذا ينبغي مراعاة ما يأتي:
1ـ يهتم األطفال باأللعاب الجماعية المنظمة؛ لذا يحسن توفير األلعاب المفيدة ،وإ عطاء الطفل الفرصة للعب؛ لتحقيق الثقة بالنفس
والنجاح.
2ـ تكثر المشاحنات بين أبناء هذه المرحلة ،وهنا يأتي دور المربي في حسن حلها ،ومعرفة من تكثر لديه المخاصمات وأسبابها؛
إلعارته االهتمام المناسب.
3ـ يستعمل بعض األطفال كلمات غير الئقة ،كما يميل بعض األطفال إلى النميمة ،ويصدر ذلك ألسباب ،منها لفت النظر إليهم؛
لذا يبرز دور المربي في تعليم األطفال أحسن األلفاظ واآلداب.
4ـ إن هذه المرحلة تتصف بالتنافس بين األطفال ،ودور المربي هو استثمار هذا التنافس ليكون حافزاً لحفظ كتاب اهلل تعالى
وللتعليم دون أن يترك آثاراً سالبة.
5ـ في هذه المرحلة تبرز فطرة التدين ،فيحاكي الطفل والديه في الصالة وتالوة القرآن وحفظ بعض اآليات واألذكار ،وتبرز
جوانب الخير في نفس الطفل؛ لذا ينبغي للمربي أن يرعى هذه الفطرة وينميها بالمعلومات الصحيحة المناسبة والقدوة الحسنة.
توجيهات للتعامل مع األبناء:
هذه بعض التوجيهات التربوية حول تربية األبناء األطفال ،انتقيتها من كتب التربية وعلم النفس ومن تجارب الحياة ،وهي ما
يأتي:
أوالً :تبدأ تتحدد شخصية االبن أو البنت من السنة الثانية؛ لذا البد أن نبدأ معه بترسيخ العقيدة ،وحب اهلل ،واآلداب اإلسالمية،
والصدق ،والتقدير ،بالرفق واألسلوب الحسن ،عن عائشة رضي اهلل عنها قالت :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :إن اهلل
رفيق يحب الرفق ،ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف ،وما ال يعطي على ما سواه"( ،رواه مسلم) .وعنها رضي اهلل
عنها قالت :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :إن الرفق ال يكون في شيء إال زانه ،وال ينزع من شيء إال شانه" (رواه
مسلم).
وقد أثبتت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال أن ألساليب التربية الخاطئة ـ مثل القوة والتدليل ـ آثارا سلبية على
تربية األبناء وسلوكهم.
ثانياً :زرع المحبة والعطف:
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل محبة اآلخرين وعطفهم ،ويتغذى عاطفياً من خالل ما يجد من أمه وأبيه وذويه ،كما يتغذى
جسدياً بالطعام الذي ينمي جسده ويبعث فيه دفء الحياة ،وقد وجه شرعنا المطهر إلى ذلك ،عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال:
ّقبل النبي صلى اهلل عليه وسلم الحسن بن علي رضي اهلل عنهما وعنده األقرع بن حابس فقال :إن لي عشرة من الولد ما قبلت
منهم أحداً .فنظر إليه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال" :من ال يرحم ال ُيرحم"( ،متفق عليه).
هكذا يوصي الرسول صلى اهلل عليه وسلم إلى تكوين العالقة العاطفية مع األنباء ،وألنهم حينما يحرمونها من اآلباء واإلخوان
سوف تتأثر صحتهم النفسية ،وقد يلجؤون إلى أصدقاء السوء الذين يحاولون أن يصطادونهم بالعبارات المنمقة ثم يوقعونهم في
االنحرافات.
ثالثاً :الحاجة إلى اللعب والمغامرة والمخاطرة:
يحتاج األطفال للعب والمغامرة من خالل لون النشاط واأللعاب التي يقومون بها؛ وذلك لتجريب قدراتهم والكتساب مزيد من
25
القدرات والتغلب على الصعوبات ويبالغ بعض اآلباء واألمهات في منعهم ،إال أن شيئا من المغامرة والتجريب مهم لنمو شخصية
الطفل وقدراته.
رابعاً :مالحظة المواهب والقدرات لدى األبناء:
واالهتمام بجوانب اإلبداع لدى االبن ورعايتها بما يناسبها ويتوفر لدى األب ،فتقديم تلك الرعاية سوف يفيد االبن كثيراً ،ورغم
أهمية رعاية األبناء الموهوبين من المؤسسات التربوية إال أنه ينبغي أال يهمل األب ابنه وينتظر المؤسسات األخرى.
خامساً :الحاجة إلى األمن:
يدرك األطفال ما هم عليه من ضعف ،ويشعرون بحاجتهم إلى من يحميهم ويرعاهم ،وهم يحتاجون إلى حضن دافئ ممن هم
أكبر منهم سناً وأعظم قدرة ،ويلجأ اإلنسان كلما انتابه ما يهدده أو يفزعه إلى تلك القوة التي تمده باألمن واالستقرار؛ ولذا ينبغي
أن تستثمر في تعليقهم باهلل واالعتماد عليه؛ ألنه هو سبحانه مصدر قوة المسلم وأمنه وسعادته.
وفق اهلل الجميع إلى كل خير ،وسدد خطانا ،وصلى اهلل على نبينا محمد..
تتبع األسرة عدة أنماط في تربية الطفل والتي تؤثر على تكوين شخصيته وهى :
النمط األول :اإلسراف في تدليل الطفل واإلذعان لمطالبة مهما كانت .
أضرار هذا النمط :
-1عدم تحمل الطفل المسئولية
-2االعتماد على الغير
-3عدم تحمل الطفل مواقف الفشل واإلحباط في الحياة الخارجية حيث تعود على أن تلبى كافة مطالبه
-4توقع هذا اإلشباع المطلق من المجتمع فيما بعد
-5نمو نزعات األنانية وحب التملك للطفل
النمط الثاني :اإلسراف في القسوة والصرامة والشدة مع الطفل وإ نزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن
يعبر عن نفسه
أضرار هذا النمط :
-1قد يؤدى بالطفل إلى االنطواء أو االنزواء أو انسحاب فى معترك الحياة االجتماعية
-2يؤدى لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه
-3صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه
-4شعوره الحاد بالذنب
-5كره السلطة الوالية وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع
-6قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو
كالهما
النمط الثالث :النمط المتذبذب بين الشدة واللين ،حيث يعاقب الطفل مرة في موقف ويثاب مرة أخرى من نفس الموقف مثال
أضرار هذا النمط :
-1يجد صعوبة في معرفة الصواب والخطاء
-2ينشأ على التردد وعدم الحسم في األمور
26
-3ممكن أن يكف عن التعبير الصريح عن التعبير عن أرائه ومشاعره
النمط الرابع :اإلعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر اآلباء واألمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه
به
أضرار هذا النمط :
-1شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس
-2كثرة مطالب الطفل
-3تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك باإلحباط والفشل عندما يصطدم مع غيرة من الناس الذين
ال يمنحونه نفس القدر من اإلعجاب
النمط الخامس :
فرض الحماية الزائدة على الطفل وإ خضاعه لكثير من القيود ومن أساليب الرعاية الزائدة الخوف الزائد على الطفل وتوقع
تعرضه لألخطار من أي نشاط .
أضرار هذا النمط :
-1يخلق مثل هذا النمط من التربية شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديدة
-2عدم االعتماد على الذات
النمط السادس :اختالف وجهات النظر في تربية الطفل بين األم واألب كأن يؤمن األب بالصرامة والشدة بينما تؤمن األم باللين
وتدليل الطفل أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة واألخر بالطريقة التقليدية
أضرار هذا النمط :
-1قد يكره الطفل والده ويميل إلى األم وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والدة
-2ويجد مثل هذا الطفل صعوبة في التميز بين الصح والخطاء أو الحالل والحرام كما يعانى من ضعف الوالء ألحدهما أو
كالهما .
-3وقد يؤدى ميله وارتباطه بأمه إلى تقمص صفات األنثوية
األسرة هي المؤسسة التربوية األولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع االعتماد على نفسه
بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خالل الخمس السنوات األولى
أي في األسرة لذا كان م الضروري ان تلم األسرة باألساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا
من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع .....
وتتكون األساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او ألتباع أسلوب اآلباء واألمهات
والجدات او لحرمان األب او األم من اتجاه معين فاألب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او
العكس بعض اآلباء يريد ان يطبق نفس األسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة لألم
وسأتطرق هنا لتلك االتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او احدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلبا
على شخصية األبناء
سنتحدث في حلقات متواصلة ان شاء اهلل عن تلك األساليب واالتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي :
27
-1التسلط
-2الحماية الزائدة
-3اإلهمال
-4التدليل
-5القسوة
-6التذبذب في معاملة الطفل
-7إثارة األلم النفسي في الطفل
-8التفرقة بين األبناء وغيرها i...فكونوا معناi.....
التسلط أو السيطرة
ويعني تحكم األب او األم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي
يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإ مكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او
الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات كأن تفرض األم على الطفل ارتداء مالبس معينة
او طعام معين او أصدقاء معينين ايضا عندما يفرض الوالدين على االبن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في
الثانوية قسم العلمي او األدبي...او i.... iاو ......الخ
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك االسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته
مستقبال ونتيجة لذلك األسلوب المتبع في التربية i...ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع اآلخرين ال يستطيع ان يبدع او
ان يفكر ...وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة i...كما يساعد اتباع هذا األسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من
السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير
وعدم االنجاز ..وقد ينتج عن اتباع هذا األسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء اآلخرين ألن الطفل في صغره لم يشبع
حاجته للحرية واالستمتاع بها.
الحماية الزائدة
يعني قيام احد الوالدين او كالهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها
الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فال يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه
وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :
كحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد األطفال وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على
الطفل السيما اذا كان الطفل األول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .....الخi
وهذا األسلوب بال شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في
أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل اإلحباط
كذلك نجد هذا النوع من األطفال الذي تربي على هذا األسلوب اليثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات اآلخرين
ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة
متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبال بسبب ان هذا الفرد حرم
من اشباع حاجته لالستقالل في طفولته ولذلك يظل معتمدا على اآلخرين دائما .
28
اإلهمــــــال
يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او االستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير
مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا األسلوب بسبب االنشغال الدائم عن األبناء وإ همالهم المستمر لهم ،فاألب يكون معظم
وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج وال يأتي اال بعد ان ينام األوالد واألم تنشغل بكثرة الزيارات والحفالت او في الهاتف او
على االنترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها او عندما تهمل األم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور
واألبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية واإلهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي ويصاحب ذلك أحيانا
السخرية والتحقير للطفل فمثال عندما يقدم الطفل لألم عمال قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك
وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك األمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية ال
يكافأ ماديا وال معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ،وهذا بالشك يحرم الطفل من حاجته الى
اإلحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في األسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم وعندما يكبر هذا
الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه وهذا يفسر
بالشك هروب بعض األبناء من المنزل الى شلة األصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل وتكون خطورة ذلك
األسلوب المتبع وهو اإلهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته األولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية
لحاجة الطفل لآلخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات ومن نتائج إتباع هذا األسلوب في التربية ظهور بعض
االضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او االعتداء على اآلخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد
االنفعالي وعدم االكتراث باألوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
التدليل
ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير
مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك..
عندما تصطحب األم الطفل معها مثال الى منزل الجيران او األقارب ويخرب الطفل أشياء اآلخرين ويكسرها ال توبخه او تزجره
بل تضحك له وتحميه من ضرر اآلخرين ،كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد األطفال تحميه وال توبخه على ذلك
السلوك بل توافقه عليه وهكذا .......
وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا األسلوب مع الطفل اما إلنه طفلهما الوحيد او ألنه ولد بين اكثر من بنت او العكس او
إلن األب قاسي فتشعر األم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدهلل وتحاول ان تعوضه عما فقده او ألن األم او األب تربيا بنفس
الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما ..
والشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته ودائما خير األمور الوسط ال افراط وال تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد
عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ ال يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة
لمساندة اآلخرين ومعونتهم كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما وال يعطي وان على اآلخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك
يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية (
المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته
وانه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب
دون توجيه .
29
إثارة األلم النفسي
ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة ايضا تحقير الطفل والتقليل من
شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا
الكبار وحبهم وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور
باألمان يتوقع األنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا ال يحب ذاته ويمتدح اآلخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو
فيحطم نفسه ويزدريها.
التذبذب في المعاملة
ويعني عدم استقرار األب او األم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على
نفس السلوك مرة أخرى وذلك نالحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض اآلباء واألمهات مع أبناءهم مثال :عندما يسب الطفل
أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ،بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب
النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره ال يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه
على نفس السلوك وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك األسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع اآلخرين ،وعندما يكبر هذا
الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك
التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم
متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا اهلل اهلل ومن جوا يعلم اهلل ) ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في
سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا
يفضل احد أبناءه على اآلخر فيميل مع جنس البنات او األوالد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي
عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية
مزدوجة في التعامل مع اآلخرين .
التفرقة
ويعني عدم المساواة بين األبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض األسر
تفضل األبناء الذكور على اإلناث او تفضيل األصغر على األكبر او تفضيل ابن من األبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي
وغيرها من أساليب خاطئة وهذا بالشك يؤثر على نفسيات األبناء اآلخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا
المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على
حساب اآلخرين ويصبح ال يرى اال ذاته فقط واآلخرين ال يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها وال تعرف ما عليها تعرف
حقوقها وال تعرف واجباتها .
الحمد هلل ،والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد:
30
فإن مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أوالدهم ،ولمعرفة ح ّل هذه المشكلة البد من
ّ
الرجولة في شخصيات أطفالنا؟ إن موضوع هذا السؤال هو من المشكالت
السؤال التالي :كيف ننمي عوامل ّ
اإلجابة على ّ
الرجولة في شخصية الطّفل ،ومن ذلك ما
عدة حلول إسالمية وعوامل شرعية لتنمية ّ
التّربوية الكبيرة في هذا العصر ،وهناك ّ
يلي:
الـتـكـنـيـة
ان اْلحب ِشي ِ ِ ٍِ ِِ وفي رواية للبخاري أيضاً { :فَجع َل ي ْنظُر ِإلَى علَِم اْل َخ ِم ِ ِ
َّة يصة َوُيش ُير بَِيده ِإلَ َّي َوَيقُو ُلَ :يا َُّأم َخالدَ ،ه َذا َسَناَ ،والسََّنا بِل َس ِ َ َ
َ َ ََ َ ُ
اْل َح َس ُن } [رواه البخاري.]5397 :
وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله ،ويحمله على محاكاة الكبار ،ويرفعه عن االستغراق في اللهو واللعب ،وكذا كان الصحابة
ِ
يصحبون أوالدهم إلى مجلس النبي صلى اهلل عليه وسلم ومن القصص في ذلك :ما جاء عن ُم َع ِاوَيةَ بن قَُّرة َع ْن َأبِيه قَا َلَ { :ك َ
ان
ظ ْه ِر ِه فَُي ْق ِع ُدهُ َب ْي َن يه ِم ْن َخْل ِ
ف َ َنبِ ُّي اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم ِإ َذا جلَس ي ْجِلس ِإلَ ْي ِه َنفَر ِم ْن َأصحابِ ِه و ِفي ِهم رج ٌل لَه ْاب ٌن ص ِغير يْأتِ ِ
َ ٌ َ َْ َ َْ ُ ُ ٌ َ َ َ ُ
َي َد ْي ِه ..الحديث } [رواه النسائي وصححه األلباني في أحكام الجنائز].
بعضلتعظم الشجاعة في نفوسهم ،وهي من أهم صفات الرجولة ،وكان للزبير بن العوام رضي اهلل عنه طفالن أشهد أحدهما َ
ولاب رس ِ المعارك ،وكان اآلخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير { َّ
َأص َح َ َ ُ َأن ْ
ت َك َذ ْبتُ ْم .فَقَالُوا :ال َن ْف َع ُل ،فَ َح َم َل َعلَ ْي ِه ْم
ك؟ فَقَا َلِ :إِّني ِإ ْن َش َد ْد ُ اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم قَالُوا ِل ُّلزب ْي ِر يوم اْليرم ِ
وكَ :أال تَ ُش ُّد فََن ُش َّد َم َع َ َ َْ َ َْ ُ
ام ِه ( أي لجام الفرس ) َأخ ُذوا ( أي الروم ) بِِلج ِ
َ َأح ٌد ،ثَُّم َر َج َع ُم ْقبِالً فَ َصفُوفَهُ ْم فَ َج َاو َز ُه ْم َو َما َم َعهُ َ ق ُ ( أي على الروم ) َحتَّى َش َّ
ك الض ِ َأصابِ ِعي ِفي تِْل َ ال عروةُُ :ك ْن ُ ِ ِِ ِ
ب َو ََأناَّرَبات َأْل َع ُ َ ت ُْأدخ ُل َ ض ِرَبهَا َي ْو َم َب ْدر ،قَ َ ُ ْ َ ض ْرَبةٌ ُ ض ْرَبتَْي ِن َعلَى َعاتقه َب ْيَنهُ َما َ ض َرُبوهُ َفَ َ
س َو َو َّك َل بِ ِه َر ُجالً } [رواه ين فَ َح َملَهُ َعلَى فَ َر ٍ ِِ ِئٍ
الزَب ْي ِر َي ْو َم ذ َو ُه َو ْاب ُن َع ْش ِر سن َ ان َم َعهُ َع ْب ُد اللَّ ِه ْاب ُن ُّ
ال ُع ْر َوةَُ :و َك َ
ير .قَ َ
صغ ٌ
ِ
َ
البخاري.]3678 :
31
قال ابن حجر رحمه اهلل في شرح الحديث :وكأن الزبير آنس من ولده عبد اهلل شجاعة وفروسية فأركبه الفرس وخشي عليه أن
يهجم بتلك الفرس على ما ال يطيقه ،فجعل معه رجالً ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال .وروى ابن المبارك في
الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اهلل بن الزبير "أنه كان مع أبيه يوم اليرموك ,فلما انهزم المشركون حمل فجعل
يجهز على جرحاهم" وقولهُ " :يجهز " أي ُيكمل قتل من وجده مجروحاً ,وهذا مما يدل على قوة قلبه وشجاعته من صغره.
سنه وقدراته.
( )3توليته مسئوليات تناسب ّ
32
ان قَا َل :فَ َسلَّ َم َعلَ ْيَنا
ب َم َع اْل ِغْل َم ِ َّ ِ
الَ { :أتَى َعلَ َّي َر ُسو ُل الله صلى اهلل عليه وسلم َو ََأنا َأْل َع ُس قَ َويصلح مثاالً لهذا والذي قبله حديث ََأن ٍ
تَ :ما اج ٍة .قَالَ ْ ِ َّ ِ
تَ :ب َعثَني َر ُسو ُل الله صلى اهلل عليه وسلم ل َح َ
ِ ك؟ ُقْل ُ
تَ :ما َحَب َس َ ُأميَ ،فلَ َّما ِجْئ ُ
ت قَالَ ْ ْأت َعلَى ِّ
ط ُاج ٍة فَ َْأب َ ِ
فََب َعثَني ِإلَى َح َ
َأح ًدا } [رواه مسلم.]4533 : ت :ال تُح ِّدثَ َّن بِ ِسِّر رس ِ َّ ِ تِ :إَّنهَا ِسٌّر .قَالَ ْ
ول الله صلى اهلل عليه وسلم َ َ ُ َ اجتُهُ؟ ُقْل َُح َ
فإن ِّ
الن َعم ال تدوم. والراحة والبطالة،وقد قال عمر :اخشوشنوا ّ
الدعة والكسل ّ
( )3إبعاده عن التّرف وحياة ّ
هناك سبل معينة على تربية األوالد ،وأمور يجدر بنا مراعاتها ،وينبغي لنا سلوكها مع فلذات األكباد ،فمن ذلك ما يلي :
-1العناية باختيار الزوجة الصالحة :فال يليق باإلنسان أن يقدم على الزواج إال بعد استخارة اهلل -عز وجل -واستشارة أهل
الخبرة والمعرفة؛ فالزوجة هي أم األوالد ،وسينشئون على أخالقها وطباعها ،ثم إن لها -في الغالب -تأثيرا على الزوج نفسه؛
لذلك قيل " :المرء على دين زوجته؛ لما يستنزله الميل إليها من المتابعة ،ويجتذبه الحب لها من الموافقة ،فال يجد إلى المخالفة
سبيال ،وال إلى المباينة والمشاقة طريقا".
قال أكثم بن صيفي لولده " :يا بني ال يحملنكم جمال النساء عن صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف".
وقال أبو األسود الدؤلي لبنيه " :قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا ،وقبل أن تولدوا ،قالوا :وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال :
اخترت لكم من األمهات من ال تسبون بها" .وأنشد الرياشي :
فأول إحساني إليكم تخيري *** لماجدة األعراق باب عفافها
-2سؤال اهلل الذرية الصالحة :فهذا العمل دأب األنبياء والمرسلين ،وعباد اهلل الصالحين كما قال -تعالى -في زكريا -عليه
33
الدع ِ طيِّبةً ِإَّن َ ِ ب ِلي ِم ْن لَ ُد ْن َ
اء} [آل عمران .]38 : ك َسميعُ ُّ َ ك ُذِّرَّيةً َ َ {ر ِّ
ب َه ْ السالمَ -
ين ِإ َماماً} َأعي ٍن و ْ ِ ِ ِ ِ وكما حكى عن الصالحين أن من صفاتهم أنهم يقولون { :ربََّنا َه ْ ِ
اج َعْلَنا لْل ُمتَّق َ ب لََنا م ْن َْأز َواجَنا َو ُذِّريَّاتَنا قَُّرةَ ْ ُ َ َ
[الفرقان .]74 :
-3الفرح بمقدم األوالد ،والحذر من تسخطهم :فاألوالد هبة من اهلل -عر وجل -والالئق بالمسلم أن يفرح بما وهبه اهلل ،سواء
كان ذلك ذكرا أم أنثى ،وال ينبغي للمسلم أن يتسخط بمقدمهم ،أو أن يضيق بهم ذرعاً ،أو أن يخاف أن يثقلوا كاهله بالنفقات؛
{ن ْح ُن َن ْر ُزقُهُ ْم َوِإ يَّا ُك ْم} [اإلسراء .]31 :
فاهلل -عز وجل -هو الذي تكفل برزقهم كما قال -سبحانه وتعالىَ -
كما يحرم على المسلم أن يتسخط بالبنات ،ويحزن لمقدمهن ،فما أجدره بالبعد عن ذلك؛ حتى يسلم من التشبه بأخالق الجاهلية،
وينجو من االعتراض على قدر اهلل ،ومن رد هبته – عز وجل –.
ففضل البنات ال يخفى ،فهن البنات ،وهن األخوات ،وهن الزوجات ،وهن األمهات ،وهن – كما قيل – نصف المجتمع ،ويلدن
النصف اآلخر ،فهن المجتمع بأكمله.
ومما يدل على فضلهن – أن اهلل – عز وجل – سمى إتيانهن هبة ،وقدمهن على الذكور ،فقال – عز وجل – {ِ :للَّ ِه ُمْل ُ
ك
ور} [ الشورى .]49 : ق ما ي َشاء يهب ِلم ْن ي َشاء ِإَناثاً ويهب ِلم ْن ي َش ُّ اَأْلر ِ ِ
اء الذ ُك َ
َََ ُ َ َ ُ ض َي ْخلُ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ َّم َاوات َو ْ
الس َ
وقال – عليه الصالة والسالم – " :من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن ستراً له من النار".
وقال صلى اهلل عليه وسلم " :ال يكون ألحد ثالث بنات ،أو ثالث أخوات ،أو بنتان أو أختان ،فيتقي اهلل فيهن ،ويحسن إليهن إال
دخل الجنة".
-4االستعانة باهلل على تربيتهم :فإذا أعان اهلل العبد على أوالده ،وسدده ووفقه -أفلح وأنجح ،وإ ن خذل ووكل إلى نفسه -فإنه
سيخسر ويكون عمله وباال عليه ،كما قيل :
إذا صح عون الخالق المرء لم يجد *** عسيرا من اآلمال إال ميسرا
وكما قيل :
إذا لم يكن عون من اهلل للفتى *** فأول ما يجني على اجتهاده
-5الدعاء لألوالد ،وتجنب الدعاء عليهم :فإن كانوا صالحين دعي لهم بالثبات والمزيد ،وإ ن كانوا طالحين دعي لهم بالهداية
والتسديد.
والحذر كل الحذر من الدعاء عليهم؛ فإنهم إذا فسدوا وانحرفوا -فإن الوالدين أول من يكتوي بذلك.
-6تسميتهم بأسماء حسنة :فالذي يجدر بالوالدين أن يسموا أوالدهم أسماء إسالمية عربية حسنة ،وأن يحذروا من تسميتهم
باألسماء الممنوعة ،أو األسماء المكروهة ،أو المشعرة بالقبح ،فاألسماء تستمر مع األبناء طيلة العمر ،وتؤثر بهم ،وبأخالقهم.
قال ابن القيم -رحمه اهلل" : -فقل أن ترى اسماً قبيحاً إال وهو على مسمى قبيح كما قيل :
وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب *** إال ومعناه لو فكرت في لقبه
واهلل -سبحانه -بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع األسماء على حسب مسمياتها؛ لتناسب حكمته -تعالى -بين
اللفظ ومعناه كما تناسبت بين األسباب ومسبباتها.
قال أبو الفتح ابن جني :ولقد مر بي دهر وأنا أسمع االسم ال أدري معناه ،فآخذ معناه من لفظه ،ثم أكتشفه ،فإذا هو ذلك بعينه ،أو
قريب منه.
فذكرت ذلك لشيخ اإلسالم ابن تيمية -رحمه اهلل -فقال :وأنا يقع لي كثيرا".
وقال ابن القيم -رحمه اهلل" : -وبالجملة فاألخالق واألعمال ،واألفعال القبيحة -تستدعي أسماء تناسبها ،وأضدادها تستدعي
أسماء تناسبها ،وكما أن ذلك ثابت في أسماء األوصاف فهو كذلك في أسماء األعالم ،وما سمي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
34
محمداً وأحمد إال لكثرة خصال الحمد فيه؛ ولهذا كان لواء الحمد بيده ،وأمته الحمادون ،وهو أعظم الخلق حمدا لربه -تعالى-
لهذا أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بتحسين األسماء فقال " :حسنوا أسماءكم "؟ فإن صاحب االسم الحسن قد يستحي من
اسمه ،وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه ،وترك ما يضاده؛ ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم ،وأكثر العلية أسماؤهم
تناسبهم ،وباهلل التوفيق".
قال الشيخ العالمة بكر أبو زيد -حفظه اهلل" : -فعلى المسلمين عامة ،وعلى أهل هذه الجزيرة العربية خاصة -العناية في تسمية
مواليدهم بما ال ينابذ الشريعة بوجه ،وال يخرج عن سنن لغة العرب؛ حتى إذا أتى إلى بالدهم الوافد ،أو خرج منها القاطن -فال
يسمع اآلخرون إال :عبد اهلل ،وعبد الرحمن ،ومحمد ،وأحمد ،وعائشة ،وفاطمة ،وهكذا من األسماء الشرعية في قائمة يطول
ذكرها زخرت بها كتب السير والتراجم.
أما تلك األسماء األعجمية المولدة ألمم الكفر المرفوضة لغة وشرعا ،والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها التكني بأسماء
اإلناث منها ،وهذه معصية المجاهرة مضافة إلى معصية التسمية بها -فاللهم ال شماتة.
ومنها :إنديرا ،جاكلين ،ديانا ،سوزان -ومعناها اإلبرة ،أو المحرقة -فالي ،فكتوريا ،كلوريا ،الرا ،لندا ،مايا ،منوليا ،هايدي،
يارا.
وتلك األسماء األعجمية فارسية أو تركية ،أو بربرية :مرفت ،جودت ،حقي ،فوزي ،شيرهان ،شيرين ،نيفين.
وتلك التافهة الهمل :زوزو ،فيفي ،ميمي.
وتلك األسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة :أحالم ،أريج ،تغريد ،غادة ،فاتن ،هيام".
وما أجمل قول البيحاني في منظومته :
سم الذي جئت به محمدا *** أو طاهرا أو مصطفى أو أحمدا
نعم وإ ن شئت فعبد اهلل *** لكي يعيش تحت لطف اهلل
والبنت سميها بأم هاني *** ال باسم فيروز وال اسمهان
-7تكنيتهم بكنى طيبة في الصغر :كأن يكنى الولد بأبي عبد اهلل ،أو أبي أحمد أو غير ذلك؛ حتى ال تسبق إليهم األلقاب السيئة،
فتستمر معهم طيلة العمر؛ فقد كان السلف الصالح يكنون أوالدهم وهم صغار ،فتبقى معهم هذه الكنى حتى فراق الدنيا ،وكتب
التراجم والسير زاخرة بذلك.
-8غرس اإليمان والعقيدة الصحيحة في نفوس األوالد :فمما يجب -بل هو أوجب شيء على الوالدين -أن يحرصوا كل
الحرص ،على هذا األمر ،وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية ،كأن يعلم الوالد أوالده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين ،وأن
يستظهروها ،وينمي في قلوبهم محبة اهلل -عز وجل -وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده ،ويعلمهم -أيضا -أن اهلل في السماء ،وأنه
سميع بصير ،ليس كمثله شيء ،إلى غير ذلك من أمور العقيدة ،وهكذا يوجههم إذا كبروا إلى قراءة كتب العقيدة المناسبة لهم.
-9غرس القيم الحميدة والخالل الكريمة في نفوسهم :يحرص الوالد على تربيتهم على التقوى ،والحلم ،والصدق ،واألمانة،
والعفة ،والصبر ،والبر ،والصلة ،والجهاد ،والعلم؛ حتى يشبوا متعشقين للبطولة ،محبين لمعالي األمور ،ومكارم األخالق.
-10تجنيبهم األخالق الرذيلة ،وتقبيحها في نفوسهم :فيكره الوالد لهم الكذب ،والخيانة ،والحسد ،والحقد ،والغيبة ،والنميمة،
واألخذ من اآلخرين ،وعقوق الوالدين ،وقطيعة األرحام ،والجبن ،واألثرة ،وغيرها من سفاسف األخالق ومرذولها؛ حتى ينشأوا
مبغضين لها ،نافرين منها.
-11تعليمهم األمور المستحسنة ،وتدريبهم عليها :كتشميت العاطس ،وكتمان التثاؤب ،واألكل باليمين ،وآداب قضاء الحاجة،
وآداب السالم ورده ،وآداب الرد على الهاتف ،واستقبال الضيوف ،والتكلم بالعربية وغير ذلك.
فإذا تدرب الولد على هذه اآلداب واألخالق ،واألمور المستحسنة منذ الصغر -ألفها وأصبحت سجية له؛ فما دام أنه في الصبا
35
فإنه يقبل التعليم والتوجيه ،ويشب على ما عود عليه كما قيل :
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
وكما قيل :
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** وال يلين إذا قومته الخشب
وكما قال صالح بن عبد القدوس :
وإ ن من أدبته في الصبا *** كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه ناضرا مورقاً *** بعد الذي قد كان من يبسه
-12الحرص على استعمال العبارات المقبولة الطيبة مع األوالد ،والبعد عن العبارات المرذولة السيئة :فمما ينبغي للوالدين
مراعاته أن يحرصا على انتقاء العبارات الحسنة المقبولة الطيبة ،البعيدة عن اإلسفاف في مخاطبة األوالد ،وأن يربأوا بأنفسهم
عن السب ،والشتم ،واللجاج وغير ذلك من العبارات البذيئة المقذعة.
فإذا أعجب الوالدين شيء من عمل األوالد -على سبيل المثال -قاال :ما شاء اهلل ،وإ ذا رأيا ما يثير االهتمام قاال :سبحان اهلل،
اهلل اكبر ،وإ ذا أحسن األوالد قاال لهم :بارك اهلل فيكم ،أحسنتم ،وإ ذا أخطأوا قاال :ال يا بني ،ما هكذا ،إلى غير ذلك من العبارات
المقبولة الحسنة؛ حتى يألف األوالد ذلك ،فتعف ألسنتهم عن السباب والتفحش.
-13الحرص على تحفيظ األوالد كتاب اهلل :فهذا العمل من أجل األعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان؛ فاالشتغال بحفظه،
والعمل به اشتغال بأعلى المطالب ،وأشرف المواهب ،ثم إن فيه حفظاً ألوقاتهم ،وحماية لهم من الضياع واالنحراف ،فإذا حفظوا
القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخالقهم ،وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.
-14تحصينهم باألذكار الشرعية :وذلك بإلقائها إليهم إن كانوا صغارا ،وتحفيظهم إياها إن كانوا مميزين ،وتبيين فضلها،
وتعويدهم على االستمرار عليها.
-15الحرص على مسألة التربية بالقدوة :فهذه مسألة مهمة ،فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة لألوالد في الصدق ،واالستقامة،
وغير ذلك ،وأن يتمثال ما يقوالنه.
ومن األمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصالة أمام األوالد؛ حتى يتعلم األوالد الصالة عملياً من الوالدين ،وهذا من
والحكم التي شرعت ألجلها صالة النافلة في البيت.
ومن ذلك كظم الغيظ ،وحسن استقبال الضيوف ،وبر الوالدين ،وصلة األرحام ،وغير ذلك.
-16الحذر من التناقض :فال يليق بالوالدين أن يأمرا األوالد بأمر ثم يعمال بخالفه ،فالتناقض -كما مر -يفقد النصائح أثرها.
-17الوفاء بالوعد :وهو داخل فيما مضى إال أنه أفرد ألهميته ،ولكثرة وقوع الناس في الخلف فيه ،فكثير من الوالدين إذا أراد
التخلص من إحراج أحد األوالد -وعده بالوعود الكثيرة ،فيعده بشراء الحلوى ،أو بالذهاب إلى الحديقة ،أو بشراء دراجة ،أو
غير ذلك ،وربما ال يقوم الوالد بذلك أبدا ،مما يجعل الولد ينشأ على إلف ذلك الخلق الرذيل.
فالذي يليق بالوالد ،بل ويجب عليه إذا وعد أحدا من أبنائه وعدا -أن يتمه ويفي به ،وإ ن حال بينه وبين إتمامه حائل اعتذر من
الولد ،وبين له مسوغات ذلك.
-18إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن األوالد :فمما يجب على الوالد تجاه أوالده أن يحميهم من المنكرات ،وأن يطهر بيته
منها ،حتى يحافظ على سالمة فطر األوالد ،وعقائدهم ،وأخالقهم.
-19إيجاد البدائل المناسبة لألوالد :فكما أنه يجب على الوالدين إبعاد المنكرات فكذلك يجدر بهم أن يوجدوا البدائل المناسبة
المباحة ،سواء من األلعاب ،أو األجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة ،حتى يجد األوالد ما يشغلون به وقت فراغهم.
-20تجنيبهم أسباب االنحراف الجنسي :وذلك بإبعاد أجهزة الفساد عنهم ،وتجنيبهم مطالعة القصص الغرامية ،والمجالت
36
الخليعة ،التي يروج لها تجار الغرائز واألعراض ،وعدم السماح لهم بسماع األغاني ،أو اإلطالع على الكتب الجنسية التي تبحث
في التناسليات صراحة ،وتشعل مخازن البارود الكامنة فيهم.
-21تجنيبهم الزينة الفارهة والميوعة القاتلة :فينبغي للوالد أن يمنع أوالده من اإلفراط في التجمل ،والمبالغة في التأنق
والتطيب ،وأن ينهاهم عن التعري والتكشف ،والتشبه بأعداء اهلل الكافرين؛ ألن هذه األعمال تتسبب في قتل مروءتهم ،وإ فساد
طباعهم ،وتقود إلى إغواء اآلخرين وفتنتهم ،وتدعو إلى جر األوالد إلى الفاحشة والرذيلة ،خصوصاً إذا كانوا صغارا ،أو ذوي
منظر حسن.
-22تعويدهم على الخشونة والرجولة ،والجد واالجتهاد ،وتجنيبهم الكسل والبطالة والراحة والدعة :فال يليق باألب أن يعود
أوالده على الكسل والراحة والبطالة والدعة ،بل عليه أن يأخذهم بأضدادها ،وال يريحهم إال بما يجم أنفسهم للشغل ،فإن للكسل
والبطالة عواقب سوء ،ومغبة ندم ،وللجد والتعب عواقب حميدة إما في الدنيا ،وإ ما في العقبى ،وإ ما فيهما؛ فأروح الناس أتعب
الناس ،وأتعب الناس أروح الناس ،فالسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى -ال يوصل إليها إال على جسر من التعب.
فالراحة تعقبها الحسرة ،والتعب يعقب الراحة ،وصدق من قال :
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها *** تنال إال على جسر من التعب
-23ومما ينبغي في ذلك تعويدهم االنتباه آخر الليل :فإنه وقت الغنائم ،وتفريق الجوائز ،فمستقل ،ومستكثر ،ومحروم ،فمن
اعتاده صغيرا سهل عليه كبيرا.
-24تجنيبهم فضول الطعام ،والكالم ،والمنام ،ومخالطة األنام :فإن الخسارة في هذه الفضالت ،وهي تفوت على العبد خير
دنياه وآخرته ،ولهذا قيل :من أكل كثيرا شرب كثيرا؛ فنام كثيرا ،فخسر كثيرا.
-25تشويقهم للذهاب إلى المسجد صغارا وحملهم على الصالة فيه كبارا :كأن يعمد الوالد إلى تشويق أوالده للذهاب للمسجد
قبل تمام السابعة من أعمارهم ،فيشوقهم قبل ذلك بأسبوع بأنه سيذهب بالولد إلى المسجد ،ثم يذهب به ،ويحرص على ضبطه
فيه ،وال يسمح له بأن يكثر الحركة ويشغل المصلين ،أما إذا كبروا فإنه يجب عليه أن يقوم عليهم ،وأن يأمرهم بالصالة في
المسجد مع جماعة المسلمين ،وأن يحرص على هذا األمر ،ويصطبر عليه.
ك َواْل َع ِاقَبةُ ِللتَّ ْق َوى} [طه .]132 : طبِ ْر َعلَ ْيهَا ال َن ْسَألُ َ
ك ِر ْزقاً َن ْح ُن َن ْر ُزقُ َ اص َ ِ
ك بِالصَّالة َو ْ
َأهلَ َ
ْأم ْر ْ
{و ُقال اهلل -تعالىَ : -
-26مراقبة ميول الولد ،وتنمية مواهبه ،وتوجيهه لما يناسبه :بحيث يجد في المنزل ما ينمي مواهبه ويصقلها ،ويعدها للبناء
واإلفادة ،ويجد من يوجهه إلى ما يناسبه ويالئمه.
قال ابن القيم -رحمه اهلل تعالى" : -ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي ،وما هو مستعد له من األعمال ،ومهيأ له منها ،فيعلم أنه
مخلوق له ،فال يحمله على غيره ما كان مأذونا فيه شرعا؛ فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له -لم يفلح فيه ،وفاته ما هو
مهيأ له ،فإذا رآه حسن الفهم ،صحيح اإلدراك ،جيد الحفظ ،واعياً -فهذه عالمات قبوله ،وتهيئه للعلم؛ لينقشه في لوح قلبه ما دام
خالياً ،وإ ن رآه مياالً للتجارة والبيع والشراء أو ألي صنعة مباحة -فليمكنه منها؛ فكل ميسر لما خلق له ".
-27تنمية الجرأة األدبية في نفس الولد :وذلك بإشعاره بقيمته ،وزرع الثقة في نفسه؛ حتى يعيش كريما شجاعا صريحا جريئا
في آرائه ،في حدود األدب واللياقة ،بعيدا عن اإلسفاف والصفاقة؛ فهذا مما يشعره بالطمأنينة ،ويكسبه القوة واالعتبار ،بدال من
التردد ،والخوف ،والهوان ،والذلة ،والصغار.
-28استشارة األوالد :كاستشارتهم ببعض األمور المتعلقة بالمنزل أو غير ذلك ،واستخراج ما لديهم من أفكار ،كأخذ رأيهم في
أثاث المنزل ،أو لون السيارة التي سيشتريها األب ،أو أخذ رأيهم في مكان الرحلة أو موعدها ،ثم يوازن الوالد بين آرائهم،
ويطلب من كل واحد منهم أن يبدي مسوغاته ،وأسباب اختياره لهذا الرأي ،وهكذا.
ومن ذلك إعطاؤهم الحرية في اختيار حقائبهم ،أو دفاترهم ،أو ما شاكل ذلك؛ فإن كان ثم محذور شرعي فيما يختارونه بينه لهم.
37
فكم في هذا العمل من زرع للثقة في نفوس األوالد ،وكم فيه من إشعار لهم بقيمتهم ،وكم فيه من تدريب لهم على تحريك أذهانهم،
وشحذ قرائحهم ،وكم فيه من تعويد لهم على التعبير عن آرائهم.
-29تعويد الولد على القيام ببعض المسؤوليات :كاإلشراف على األسرة في حالة غياب ولي األمر ،وكتعويده على الصرف،
واالستقاللية المالية ،وذلك بمنحه مصروفا ماليا كل شهر أو أسبوع؛ ليقوم بالصرف منه على نفسه وبيته.
-30تعويد األوالد على المشاركة االجتماعية :وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم ،وإ خوانهم المسلمين ،إما بالجهاد في
سبيل اهلل ،أو بالدعوة إلى اهلل ،أو إغاثة الملهوفين ،أو مساعدة الفقراء والمحتاجين ،أو التعاون مع جمعيات البر ،وغيرها.
-31التدريب على اتخاذ القرار :كأن يعمد األب إلى وضع االبن في مواضع التنفيذ ،وفي المواقف المحرجة ،التي تحتاج إلى
حسم األمر ،والمبادرة في اتخاذ القرار ،وتحفل ما يترتب عليه ،فإن أصاب شجعه وشد على يده ،وإ ن أخطأ قومه وسدده بلطف؛
فهذا مما يعوده على مواجهة الحياة ،والتعامل مع المواقف المحرجة.
-32فهم طبائع األوالد ونفسياتهم :وهذه المسألة تحتاج إلى شيء من الذوق ،وسبر الحال ،ودقة النظر.
وإ ذا وفق المربي لتلك األمور ،وعامل أوالده بذلك المقتضى -كان حريا بأن يحسن تربيتهم ،وأن يسير بهم على الطريقة المثلى.
-33تقدير مراحل العمر لألوالد :فالولد يكبر ،وينمو تفكيره ،فال بد أن تكون معاملته مالئمة لسنه وتفكيره واستعداده ،وأال
يعامل على أنه صغير دائما ،وال يعامل -أيضا -وهو صغير على أنه كبير؛ فيطالب بما يطالب به الكبار ،ويعاتب كما يعاتبون،
ويعاقب كما يعاقبون.
-34تالفي مواجهة األوالد مباشرة :وذلك قدر المستطاع خصوصا في مرحلة المراهقة ،بل ينبغي أن يقادوا عبر اإلقناع،
والمناقشة الحرة ،والحوار الهادئ البناء ،الذي جمع بين العقل والعاطفة.
-35الجلوس مع األوالد :فمما ينبغي لألب -مهما كان له من شغل -أن يخصص وقتا يجلس فيه مع األوالد ،يؤنسهم فيه،
ويسليهم ،ويعلمهم ما يحتاجون إليه ،ويقص عليهم القصص الهادفة؛ ألن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا؛ وله آثاره
الواضحة ،فهذا أمر مجرب؛ فاآلباء الذين يقتربون من أوالدهم؛ ويجلسون معهم ،ويمازحونهم -يجدون ثمار ذلك على أوالدهم،
حيث تستقر أحوال األوالد ،وتهدأ نفوسهم ،وتستقيم طباعهم.
أما اآلباء الذين تشغلهم الدنيا عن أوالدهم -فإنهم يجدون غب ذلك على األوالد ،فينشأ األوالد وقد اسودت الدنيا أمامهم ،ال
يعرفون مواجهة الحياة ،فيتنكبون الصراط ،ويحيدون عن جادة الصواب ،وربما تسبب ذلك في كراهية األوالد للوالدين ،وربما
قادهم ذلك إلى الهروب من المنزل ،واالنحدار في هاوية الفساد.
-36العدل بين األوالد :فما قامت السماوات واألرض إال بالعدل ،وال يمكن أن تستقيم أحوال الناس إال بالعدل؛ فمما يجب على
الوالدين تجاه أوالدهم أن يعدلوا سنهم ،وأن يتجنبوا تفضيل بعضهم على بعض ،سواء في األمور المادية كالعطايا والهدايا
والهبات ،أو األمور المعنوية ،كالعطف ،والحنان ،وغير ذلك.
-37إشباع عواطفهم :فمما ينبغي مراعاته مع األوالد إشباع عواطفهم ،وإ شعارهم بالعطف ،والرحمة ،والحنان؛ حتى ال
يعيشوا محرومين من ذلك ،فيبحثوا عنه خارج المنزل؛ فالكلمة الطيبة ،واللمسة الحانية ،والكلمة الصادقة ،وما جرى مجرى ذلك
له أثره البالغ في نفوس األوالد.
-38النفقة عليهم بالمعروف :وذلك بكفايتهم ،والقيام على حوائجهم؛ حتى ال يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.
-39إشاعة اإليثار بينهم :وذلك بتقوية روح التعاون بينهم ،وتثبيت أواصر المحبة فيهم ،وتعويدهم على السخاء ،والشعور
باآلخرين ،حتى ال ينشأ الواحد منهم فرديا ال هم له إال نفسه.
ثم إن تربيتهم على تلك الخالل تقضي على كثير من المشكالت التي تحدث داخل البيوت.
-40اإلصغاء إليهم إذا تحدثوا وإ شعارهم بأهمية كالمهم :بدالً من االنشغال عنهم ،واإلشاحة بالوجه وترك اإلنصات لهم.
38
فالذي يجدر بالوالد إذا تحدث ولده -خصوصا الصغير -أن يصغي له تماما ،وأن يبدي اهتمامه بحديثه ،كأن تظهر عالمات
التعجب على وجهه ،أو يبدي بعض األصوات أو الحركات التي تدل على اإلصغاء واالهتمام واإلعجاب ،كأن يقول :رائع،
حسن ،صحيح ،أو أن يقوم بالهمهمة ،وتحريك الرأس وتصويبه ،وتصعيده ،أو أن يجيب على أسئلته أو غير ذلك ،فمثل هذا
العمل له آثار إيجابية كثيرة منها :
أ -أن هذا العمل يعلم الولد الطالقة في الكالم.
ب -يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها.
ج -يدربه على اإلصغاء ،وفهم ما يسمعه من اآلخرين.
د -أنه ينمي شخصية الولد ،ويصقلها.
هـ -يقوي ذاكرته ،ويعينه على استرجاع ما مضى.
و -يزيده قرباً من والده.
-41تفقد أحوال األوالد ،ومراقبتهم من بعد :ومن ذلك ما يلي :
أ -مالحظتهم في أداء الشعائر التعبدية من صالة ،ووضوء ،ونحوها.
ب -مراقبة الهاتف المنزلي.
ج -النظر في جيوبهم وأدراجهم من حيث ال يشعرون ،كأن ينظر في أدراجهم إذا ذهبوا للمدرسة ،أو ينظر في جيوبهم إذا ناموا،
ثم يتصرف بعد ذلك بما يراه مناسبا.
د -السؤال عن أصحابهم.
هـ -مراقبة ما يقرؤونه ،وتحذيرهم من الكتب التي تفسد أديانهم ،وأخالقهم ،وإ رشادهم إلى الكتب النافعة.
-42إكرام الصحبة الصالحة للولد :وذلك بتشجيع الولد على صحبتهم ،وحثه على االستمرار معهم ،وبحسن استقبالهم إذا
زاروا الولد ،بل والمبادرة إلى استزارتهم ،وتهيئة ما يلزم لهم من تيسيرات مادية ومعنوية ،كأن يكرمهم بما يالئمهم ،ويحرص
على استقبالهم بالبشر والترحاب ،ويشعرهم بقيمتهم ،ويبادلهم أطراف الحديث ،ويسألهم عن أحوالهم وأحوال ذويهم وأهليهم.
فهذه الصنيع يشعر األصحاب بمنزلتهم ،ويشعر الولد بقيمته واعتباره ،كما أنه حافز للولد على طاعة والديه واحترامهما ،كما أنه
حافز له على التمسك بهؤالء ،والبعد عن رفقة السوء.
أما النفور من الصحبة الصالحة للولد والجفاء في معاملتهم -فال يليق ،وال ينبغي؛ ألنه يشعر الولد بعدم قبولهم والرضا عنهم،
فيسعى لمقاطعتهم ،أو يتخفى في عالقته بهم ،أو يتركهم ،فيقع فريسة ألصحاب السوء.
-43مراعاة الحكمة في إنقاذ الولد من رفقة السوء :فال ينبغي للوالد أن يبادر إلى العنف واستعمال الشدة منذ البداية ،فال يسارع
إلى إهانتهم أمام ولده ،أو طردهم إذا زاروه ألول مرة ،ألن الولد متعلق بهم ،ومقتنع بصحبته لهم.
بل ينبغي لألب أن يتدرج في ذلك ،فيبدأ بإقناع ولده بسوء صحبته ،وضررهم عليه ،ثم يقوم بعد ذلك بتهديده وتخويفه وإ شعاره
بأنه ساع لتخليصه منهم ،وأنه سيذهب إلى أولياء أمورهم كي يبعدوا أبناءهم عنه ،فإذا حذر ابنه وسلك معه ما يستطيع ،وأعيته
الحيلة في ذلك ،ورأى أن بقاءه معهم ضرر محقق -فهناك يسعى لتخليصه منهم بما يراه مناسبا.
-44التغافل -ال الغفلة -عن بعض ما يصدر من األوالد من عبث أو طيش :فذلك نمط من أنماط التربية ،وهو مبدأ يأخذ به
العقالء في تعاملهم مع أوالدهم ومع الناس عموما؛ iفالعاقل ال يستقصي ،وال يشعر من تحت يده أو من يتعامل معهم بأنه يعلم
عنهم كل صغيرة وكبيرة؛ ألنه إذا استقصى ،وأشعرهم بأنه يعلم عنهم كل شيء ذهبت هيبته من قلوبهم.
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
ثم إن تغافله يعينه على تقديم النصح بقالب غير مباشر ،من باب :إياك أعني واسمعي يا جاره ،ومن باب :ما بال أقوام .وربما
39
كان ذلك أبلغ وأوقع.
-45البعد عن تضخيم األخطاء :فمما يجدر بالوالدين أن يأخذوا به؛ وأال يضخموا األخطاء ،ويحطوها أكبر من حجمها ،بل
عليهم أن ينزلوها منازلها ،وأن يدركوا أنه ال يخلو أحد من األخطاء ،فجميع البيوت تقع فيها األخطاء فمقل ومستكثر؛ فكسر
الزجاج ،أو بعض األواني ،أو العبث ببعض مرافق المنزل ،ونحو ذلك -ال يترتب عليه كبير فساد؛ فكل الناس يعانون من ذلك.
-46اصطناع المرونة في التربية :فإذا اشتدت األم على الولد الن األب ،وإ ذا عنف األب النت األم؛ فقد يقع الوالد -على سبيل
المثال -في خطأ فيؤنبه والده تأنيباً يجعله يتوارى؛ خوفاً من العقاب الصارم ،فتأتي األم ،وتطيب خاطره ،وتوضح له خطأه
برفق ،عندئذ يشعر الولد بأنهما على صواب ،فيقبل من األب تأنبيه ،ويحفظ لألم معروفها ،والنتيجة أنه سيتجنب الخطأ مرة
أخرى.
-47التربية بالعقوبة :فاألصل في تربيه األوالد لزوم الرفق واللين إال أن العقوبة قد يحتاج إليها المربي ،بشرط أال تكون ناشئة
عن سورة جهل ،أو ثورة غضب ،وأال يلجأ إليها إال في أضيق الحدود ،وأال يؤدب الولد على خطأ ارتكبه للمرة األولى ،وأال
يؤدبه على خطأ أحدث له ألماً ،وأال يكون أمام اآلخرين.
ومن أنواع العقوبة -العقاب النفسي ،كقطع المديح ،أو إشعار الولد بعدم الرضا ،أو توبيخه أو غير ذلك.
ومنها العقاب البدني الذي يؤلمه وال يضره.
-48إعطاء األوالد فرصة للتصحيح :فمما ينبغي للوالد مراعاته في التربية -أن يعطي أوالده فرصة للتصحيح إذا أخطأوا،
حتى ينهضوا لألمثل ،ويرتقوا لألفضل ،ويتخذوا من الخطأ سبيالً للصواب؛ فالصغير يسهل قياده ،ويهون انقياده كما قال زهير
بن أبي سلمى :
وإ ن سفاه الشيخ ال حلم بعده *** وإ ن الفتى بعد السفاهة يحلم
وكما قيل :
إن الغالم مطيع من يؤدبه *** وال يطيعك ذو سن لتأديب
فال ينبغي للوالد أن يأخذ موقفا واحدا من أحد أوالده ،فيجعله ذريعة لوصمه وعيبه ،كأن يسرق مرة فيناديه باسم السارق دائما،
دون أن يعطيه فرصة للتصحيح وهكذا...
-49الحرص على أن يكون التفاهم قائما بين الوالدين :فعلى الوالدين أن يحرصا كل الحرص عليه ،وأن يسلكا كافة السبل
الموصلة إليه ،وعليهما أن يجتنبا الوسائل المفضية للشقاق ،ويبتعدا عن عتاب بعضهما لبعض أمام األوالد؛ حتى يتوفر الهدوء
في البيت ،وتسود األلفة فيه ،فيجد األوالد فيه الراحة والسكن ،واألنس والسرور ،فيتعلقوا بالبيت أكثر من الشارع.
-50تقوى اهلل في حالة الطالق :فإذا لم يحصل بين الوالدين وفاق ،وقدر اهلل بينهما الطالق -فعليهما بتقوى اهلل ،وأال يجعال
األوالد ضحية لعنادهما وشقاقهما ،وأال يغري كل واحد منهما باآلخر ،بل عليهما أن يعينا األبناء على كل خير ،ويوصي كل
واحد منهما األوالد ببر اآلخر ،بدال من التحريش ،وإ يغار الصدور ،وتبادل التهم ،وتأليب األوالد ،وإ ال فإن النتيجة الحتمية -في
الغالب -أن األوالد يتمردون على الجميع ،والوالدان هما السبب في ذلك؛ فال يلوما إال أنفسهما ،كما قال أبو ذؤيب الهذلي :
فال تقضبن من سيرة أنت سرتها *** وأول راض سنة من يسيرها
-51العناية باختيار المدارس المناسبة لألوالد ،والحرص على متابعتهم في المدارس :فعلى الوالد أن يحرص كل الحرص
على اختيار المدارس المناسبة ألوالده من حيث طالبها ،وإ دارتها ،ومدرسوها ،ومناهجها ،والتي تعنى باستقامة طالبها ،وتهتم
بأخالقهم ،وشمائلهم ،قوال وعمال؛ ألن األغلب أن الولد إنما يختار أصدقاءه من المدرسة من أبناء صفه الذين يشاكلونه في
المزاج والطبيعة.
وعلى الوالد أن يقوم بمتابعة األوالد في المدارس باستمرار ،حتى يتأكد بنفسه من صالح الولد واستقامته ،ولئال يفاجأ في يوم من
40
األيام بأن ولده على خالف ما كان يتوقعه ويؤمله ،وألجل أن يدرك الولد بأن والده وراءه يسأل عنه ويتابعه.
-52إقامة الحلقات العلمية داخل البيوت :بحيث تعقد تلك الحلقات في مواعيد محددة ،ويقرأ فيها بعض الكتب المالئمة لألوالد،
فيتعلمون بذلك القراءة ،وحسن االستماع ،وأدب الحوار.
-53إقامة المسابقات الثقافية بين األوالد ،ووضع الجوائز والحوافز لها :فذلك العمل مما يشحذ هممهم ،ويحرك أذهانهم،
ويدربهم على البحث والنظر في كتب أهل العلم ،ويعدهم للرقي في مستوياتهم.
-54تكوين مكتبة منزلية ميسرة :تحتوي على كتب وأشرطة مالئمة لسنهم ومداركهم ،فالمكتبة من أعظم روافد الثقافة.
-55اصطحاب األوالد لمجالس الذكر :كالمحاضرات ،والندوات التي تعقد في المساجد وغيرها؛ فهي مما يثري الولد
بالمعلومات ،ويمده بالخير ،ويعده لمواجهة الحياة ،ويجيب على أسئلته التي تتردد في ذهنه.
كما أنها تغذيه باإليمان ،وتربط على قلبه ،وتربيه على أدب االستماع.
-56الرحلة مع األوالد :إما إلى مكة المكرمة ،أو المدينة النبوية ،أو غيرها من األماكن المباحة ،حتى يتعرف الوالد على
األوالد أكثر وأكثر ،وألجل أن يجمهم ،ويشرح صدورهم ،ويكسبهم خبرات جديدة ،إلى غير ذلك من فوائد السفر التي ال تخفى.
-57ربطهم بالسلف الصالح في اإلقتداء واالهتداء :حتى يسيروا على خطاهم ،ويترسموا منهجهم ،ولكي يجدوا فيهم القدوة
الصالحة التي يجدر بهم أن يقتدوا بها ،فإن كان لدى الولد ميول إلى العلم وجد من يقتدي به ،وإ ن كان شجاعا مقداما وجد من
يترسم خطاه ،وإ ن كان كسوال وجد في سيرة السلف ما يبعث فيه الروح ،وعلو الهمة ،وهكذا.
فسير السلف الصالح حافلة بكل خير ،فما أروع أن يرتبط المسلم بهم ،وأن يحذو حذوهم ،بدال من اإلقتداء بالهابطين والهازلين
من الالعبين ،والمطربين ،والمنحرفين ،وغيرهم.
-58العناية بتعليم البنات ما يحتجن إليه من أمور دينهن ودنياهن :فكم من الناس من فرط في هذا الحق ،وكم من النساء من
يجهلن -على سبيل المثال -أحكام الحيض والنفاس ومسائل الدماء عموما ،بالرغم من أنه يتعلق بها ركنان من أركان اإلسالم
وهما الصالة ،والصيام ،بل والحج ،وكم من النساء من تجهل إقامة الصالة على الوجه المطلوب .فينبغي أن يعنى كل والد بتعليم
بناته أمور دينهن ،كما ينبغي أن يعلمن أمور حياتهن الخاصة من كي ،وغسيل ،وطبخ ،وخياطة ،وتدبير للمنزل ،وغير ذلك.
وبذلك يكن على أتم استعداد الستقبال الحياة الزوجية.
-59منع البنات من الخروج وحدهن :سواء للسوق ،أو للطبيب ،أو غير ذلك ،بل ال بد من وجود المحرم معهن ،وأال يخرجن
إال للحاجة الملحة.
-60منع البنات من التشبه بالرجال ،ومنع البنين من التشبه بالنساء.
-61منع األوالد بنين وبنات من التشبه بالكفار.
-62منع البنين من االختالط بالنساء ،ومنع البنات من االختالط بالرجال :بل ينبغي أن يعيش االبن في محيط الذكور ،والبنت
في محيط اإلناث ،خصوصا إذا بدأ االبن أو البنت بالتمييز.
-63العناية بصحة األوالد :فكم من الناس من قد فرط بهذا األمر ،ولم يرعه حق رعايته؛ فاألوالد أمانة ،ومن األمانة أن يعتني
الوالد بصحتهم ،خصوصاً وهم صغار؛ ألن كثيراً من العاهات واألمراض تبدأ مع األوالد وهم صغار ،فإذا أهمل عالجها الزمت
األوالد طيلة أعمارهم ،وربما قضت عليهم.
ومما يحسن بالوالدين في هذا الصدد أن يقوموا على شؤون األوالد إذا أصيبوا بعاهات مزمنة ،أو إذا ولدوا وهم معاقون ،أو
مصابون ببعض التشوهات الخلقية ،أو ما شاكل ذلك؛ فحري بالوالدين أن يقوموا على رعاية األوالد ،وأن يحسنوا تربيتهم ،وأن
يشعروهم بمكانتهم ،كما يحسن بالوالدين أن يحتسبوا األجر عند اهلل ،وأن يحذروا كل الحذر من التسخط واالعتراض على قضاء
اهلل.
41
بل عليهم أن يحمدوا اهلل على ما آتاهم ،وأن يتحروا الخيرة فيما قضاه اهلل ،فربما كانت الخيرة خفية ،وربما أن اهلل يرحم األسرة
جميعها ،ويدر عليها األرزاق ،ويدفع عنها صنوف الباليا بسبب هؤالء المساكين.
-64عدم استعجال النتائج في التربية :فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده ،وبين له وحذره ونصح له واستنفذ كل طاقته -أال
يستعجل النتائج ،بل عليه أن يصبر ،ويصابر ،ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين ،وادكر بعد
أمة.
-65الحذر من اليأس :فإذا ما رأى الوالد من أوالده إعراضا أو نفورا أو تماديا -فعليه أال ييأس من صالحهم واستقامتهم؛
فاليأس من روح اهلل ليس من صفات المؤمنين ،بل عليه أن ينتظر الفرج من اهلل -عز وجل -فلعل نفحة من نفحات الرحيم
الكريم ترد الولد إلى رشده ،وتقصره عن غيه.
-66اليقين بأن التربية الصالحة ال تذهب سدى :فلو لم يأب اإلنسان من نصحه ألوالده وحرصه على هدايتهم وصالحهم -إال
أن يكون أعذر إلى اهلل بذلك.
فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال؛ فإما أن يستقيم األوالد في الحال ،وإ ما أن يفكروا في ذلك ،وإ ما أن يقصروا بسببه عن التمادي
في الباطل ،أو أن يعذر اإلنسان إلى اهلل -كما مر.-
بل كثيراً ما يصلح األوالد بعد وفاة والدهم الذي رباهم على الفضائل؛ حيث لم يدكروا إال بعد أمة.
-67إعانة األوالد على البر :فبر الوالدين وإ ن كان واجبا على األبناء -إال أنه يجدر باآلباء أن يعينوا أبناءهم على البر ،وأن
يشجعوهم ،وأال يقفوا حجر عثرة أمامهم.
-68حفظ الجميل لألبناء :فمما يحسن بالوالدين أن يحفظوا الجميل لألبناء ،وأن يشكروهم عليه ،ويذكروهم به؛ حتى ينبعث
األوالد للبر واإلحسان ،ويستمروا عليه.
-69التغاضي عن بعض الحقوق :فيحسن بالوالدين أن يتغاضوا عن بعض حقوقهم ،وأال يطالبوا أوالدهم بكل شيء ،بل يحسن
بهم أن يوفروا لهم ما يعدهم للكمال ،والعلم ،وسائر الفضائل خصوصاً إذا كان الوالد في نشاطه ،واألوالد في حال إقبال على
العلم ،والقرآن ،وسائر الفضائل ،وهم في مقتبل أعمارهم .فإذا أخذ الوالدان بهذه السيرة كان األوالد على مقربة من الكمال،
والفضل ،والعلم ،والصالح.
وال ريب أن الوالد في هذه الحالة سيجني تلك الثمار في حياته وبعد مماته.
-70استشارة من لديه خبرة بالتربية :من العلماء ،والدعاة ،والمعلمين ،والمربين ،ممن لديهم خبرة في التربية ،وسبر ألحوال
الشباب ،وتفهم ألوضاعهم ،وما يحيط بهم ،وما يدور في أذهانهم ،فحبذا استشارتهم ،واالستنارة برأيهم في هذا الصدد ،فهذا
األمر يعين على تربية األوالد.
-71قراءة الكتب المفيدة في التربية :فهي مما يعين على تربية األوالد؛ ألنها ناتجة عن تجربة ،وممارسة ،وخبرة ،وعصارة
فكر ،ونتاج تمحيص وبحث.
ومن تلك التي يجدر بالمسلم اقتناؤها واإلفادة منها ما يلي :
أ -العيال البن أبي الدنيا.
ب -تحفة المودود في أحكام المولود البن القيم.
ج -المسؤولية في اإلسالم د .عبد اهلل قادري.
د -أثر التربية اإلسالمية في أمن المجتمع د .عبد اهلل قادري.
ح -تذكير العباد بحقوق األوالد للشيخ عبد اهلل الجار اهلل.
ط -األوالد وتربيتهم في اإلسالم لمحمد المقبل.
42
ك -نظرات في األسرة المسلمة للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.
ي -تربية األوالد في اإلسالم للشيخ عبد اهلل ناصح علوان.
-72استحضار فضائل التربية في الدنيا واآلخرة :فهذا مما يعين الوالد على الصبر والتحمل ،فإذا صلح األوالد كانوا قرة عين
له في الدنيا ،وسببا إليصال األجر له بعد موته ،ولو لم يأته من ذلك إال أن يكفى شرهم ،ويسلم من تبعتهم.
-73استحضار عواقب اإلهمال والتفريط في تربية األوالد :فاألوالد أوالده ،ولن ينفك عنهم بحال من األحوال ،والعرب تقول
" :أنفك منك وإ ن ذن" ،وتقول " :عيصك منك وإ ن كان أشبا" .فإذا أهملهم وقصر في تربيتهم كانوا شجى في حلقه في هذه الدنيا،
وكانوا سببا لتعرضه للعقاب في العقبى.
-74وخالصة القول في تربية األوالد :أن يسعى الوالد في جلب ما ينفعهم ،ودفع ما يضرهم عاجالً وآجالً.
44
المعتبرة شرعا ،وهي معلومة أو بحكم المعلومة.
فمن األخطاء التي تقع في تسمية المولود ما يلي :
أ -تسميتهم باألسماء الممنوعة المحرمة .جورج ،وديفيد ،ومايكل ،وجوزيف ،وديانا ،وجاكلين.
ب -تسميتهم باألسماء التي ينبغي تجنبها والتي قد تكون محرمة :كتسميتهم بأسماء الجبابرة والطواغيت؛ أمثال :فرعون،
وهامان ،وقارون ،ومن كان في قافلتهم وعلى شاكلتهم مثل ماركس ،ولينين.
ج -تسميتهم باألسماء التي يظن أنها من أسماء اهلل -تعالى : -فهذه من األسماء المكروهة شرعا كالتسمية ب :عبد
المقصود ،وعبد الستار ،وعبد الموجود.
د -تسميتهم باألسماء المكروهة أدبا وذوقا :وهي التي تحمل في ألفاظها تشاؤما ،أو معاني تكرهها النفوس ،كحرب ،وحمار،
وكلب ،ومرة.
هـ -تسمية األوالد باألسماء التي تسبب الضحك وتثير السخرية :مثل :شحات ،وفلفل ،وخيشة ،وجحش ،وبغل ،وفجل.
و -التسمية باألسماء التي توحي بالتميع والغرام وخدش الحياء :مثل :هيام ،ومعناه :الجنون في العشق ،وكذلك وصال،
وفاتن ،وفتنة ،وشادية.
ز -التسمية بأسماء المالئكة :خاصة للنساء؛ إذ يخشى أن يكون تشبهاً بالمشركين.
ح -تسميتهم باألسماء التي تتضمن تزكية دينية ،مثل :برة.
-16مكث الوالد طويالً خارج المنزل :فبعض اآلباء يهمل منزله ،ويمكث طويالً خارجه ،مما يعرض األوالد للفتن،
والمصائب ،والضياع واالنحراف ،ومن مظاهر ذلك ما يلي :
أ -االشتغال عن األوالد بالبيع والشراء والتجارة ،ولو عوتب األب على ذلك لقال :إنما أعمل ألجلهم.
ب -السفر الطويل خارج البلد للعمل أو النزهة.
ج -العكوف الساعات الطوال مع األصحاب في االستراحات والمتنزهات.
د -إهمال البيت األول إذا بنى األب بزوجة جديدة ،وسكن معها بمسكن جديد؛ فكم من الناس من يهمل بيته األول إذا بنى بزوجة
جديدة ،فيضيع األوالد ،ويتشردون ،بسبب انشغال والدهم ،وبعده عنهم.
هـ -كثرة خروج األم من المنزل إما لألسواق أو للزيارات.
هذه بعض مظاهر المكث خارج المنزل ،فكم في هذا الصنيع من إهمال لألوالد ،وكم فيه من تعريض لهم للفتنة ،وكم فيه من
حرمان لهم من الشفقة والرعاية والعناية.
-17الدعاء على األوالد :فكم من الوالدين -وخصوصا األمهات -من يدعو على أوالده ،فتجد األم -ألدنى سبب -تدعو على
ولدها البريء بالحمى ،أو أن يقتل بالرصاص ،أو أن تدهسه سيارة ،أو أن يصاب بالعمى أو الصمم ،وتجد من اآلباء من يدعو
على أبنائه بمجرد أن يرى منهم عقوقا أو تمردا ربما كان هو السبب فيه.
وما علم الوالدان أن هذا الدعاء ربما وافق ساعة إجابة ،فتقع الدعوة موقعها ،فيندمان والت ساعة مندم.
ولهذا قال -عليه الصالة والسالم" : -ال تدعوا على أنفسكم ،وال تدعوا على أوالدكم ،وال تدعوا على أموالكم ،ال توافقوا من اهلل
ساعة تسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
-18التربية على سفاسف األمور ،وسيئ العبارات ،ومرذول األخالق :كتشجيع األندية ،وتقليد الكفار ،وتعويد البنات على لبس
القصير من الثياب ،ومن ذلك تعويدهم على إطالق العبارات النابية ،والكلمات المقذعة ،وذلك من خالل كثرة ترديد الوالدين لتلك
العبارات ،أو من خالل نبز األوالد باأللقاب عند مناداتهم ،مما يجعل األوالد يألفون هذه العبارات ،وال يراعون آداب الكالم.
-19فعل المنكرات أمام األوالد ،أو إقرارهم عليها :كشرب الدخان ،أو حلق اللحية ،أو سماع األغاني ،أو مشاهدة األفالم
45
الساقطة ،أو متابعة المسلسالت التليفزيونية ،وكتبرج المرأة أمام بناتها ،وكثرة خروجها من المنزل لغير حاجة ،إلى غير ذلك،
فهذا كله يجعل من الوالدين قدوة سيئة لألوالد.
وكذلك قد يرى الوالد على أوالده بعض المنكرات ،فال تراه يحرك ساكناً تجاههم؛ مما يجعلهم يستمرؤون المنكر.
-20جلب المنكرات للمنزل :سواء كانت من المجالت الخليعة ،أو من أجهزة الفساد المدمرة ،أو الكتب التي تتحدث عن الجنس
صراحة ،أو غيرها من المنكرات ،فهذه وسائل تخريب ،ومعاول هدم ،وأدوات فساد وانحالل ،ومدارس لهدم العقيدة وتمييع
األخالق ،والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش؛ فهذه الوسائل لها قدرة كبيرة على اإلقناع ،ولها تأثير بالغ في تنحية دور
األسرة في التربية.
-21كثرة المشكالت بين الوالدين :فهذا العمل له دوره السيئ على األوالد ،فما موقف الولد الذي يرى والده وهو يضرب
والدته؟ ويغلظ عليها بالقول؟ وما موقفه إذا رأى أمه تسيء معاملة والده؟
ال شك أن نوازع الشر ستتحرك في نفسه ،ومراجل الحقد ستغلي في جوفه ،فتزول الرحمة من قلبه ،وينزع إلى الشرة
والعدوانية.
-22التناقض :كأن يأمر الوالد أوالده بالصدق وهو يكذب ،ويأمرهم بالوفاء بالوعد وهو يخلف ،ويأمرهم بالبر والصلة وهو
عاق قاطع ،أو ينهاهم عن شرب الدخان وهو يشرب ،وهكذا i...وليس معنى ذلك أن يترك الوالد نصح أوالده إذا كان مقصراً أو
مفرطاً في بعض األمور ،بل ينبغي أن ينصح لهم ،ولو لم يكن عامال بما يقول ،وإ نما المقصود بيان أن التناقض بين القول
والفعل -يفقد النصائح أثرها.
-23العهد للخادمات والمربيات بتربية األوالد :فهذا األمر جد خطير ،خصوصا إذا كانت الخادمة أو المربية كافرة؛ فذلك
مدعاة النحراف األوالد ،وفساد عقائدهم وأخالقهم.
-25إهمال الهاتف وترك مراقبته في المنزل.
-26الغفلة عما يقرؤه األوالد :فالقراءة -وال شك -تصوغ الفكر ،وتؤثر في القارئ سلبا أو إيجابا.
-27احتقار األوالد وقلة تشجيعهم :ومن مظاهر ذلك :
أ -إسكاتهم إذا تكلموا ،والسخرية بهم وبحديثهم؛ مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه ،قليل الجرأة في الكالم والتعبير عن رأيه.
ب -التشنيع عليهم إذا أخطأوا ولمزهم إذا أخفقوا في موقف ،أو تعثروا في مناسبة ،مما يولد لديهم الخجل والهزيمة ،ويشعر
الوالد بالعجب والكبرياء ،فيتكون بذلك الحاجز النفسي بين الطرفين؛ فال يمكن بعده للوالد أن يؤثر في أوالده.
ج -ازدراؤهم إذا استقاموا :وهذا أشد االحتقار وأعظم صوره ،فتجد من اآلباء من يحتقر أوالده إذا رأى منهم تقى وصالحا
واستقامة وهداية ،مما يجعلهم يضلون ،وعلى أعقابهم ينكصون ،فيصبحون بعد ذلك عالة عليه ،وسببا لجر الباليا إليه.
-28قلة العناية بتربيتهم على تحمل المسؤولية :فبعض اآلباء ال يربي أوالده على تحمل المسؤولية؛ إما إلراحتهم ،أو لعدم ثقته
بهم ،أو لعدم مباالته في تربيتهم.
-29عدم إعطائهم فرصة للتصحيح والتغيير لألفضل :فبمجرد أدنى خطأ أو زلة -تجد بعض اآلباء يزري بولده ،وال يكاد
ينسى هذا الخطأ له ،فإذا سرق الولد ناداه باسم السارق ،وإ ذا كذب ناداه باسم الكذاب ،وكأن هذه األخطاء ضربة الزب ال تزول،
أو وصمة عار ال تنمحي ،ومن هنا ينشأ الولد وفي نفسه أنه سارق أو كذاب ،فال يحاول التخلص من عيبه ،وال يجد من يعينه
على ذلك.
-30سوء الفهم لنفسية األوالد وطبائعهم :فكثير من اآلباء ال يفهم نفسية أوالده ،وال يعرف طبائعهم وأمزجتهم؛ فاألوالد تختلف
أمزجتهم وطبائعهم؛ فمنهم من يغضب بسرعة ،ومنهم من يتسم بالبرود ،ومنهم من هو معتدل المزاج ،فمعاملتهم بنمط واحد-
بالرغم من تباين نفسياتهم -قد يتسبب في انحرافهم وميلهم.
46
-31قلة المراعاة لتقدير مراحل العمر التي يمر بها الولد :فتجد من الوالدين من يعامل الولد على أنه طفل صغير ،بالرغم من
أنه قد كبر ،فهذه المعاملة تؤثر في نفس الولد وتشعره بالنقص ،فلكل مرحلة من مراحل العمر معاملتها الخاصة التي يجدر بالوالد
مراعاتها ،واألخذ بها.
-32الشماتة بالمبتلين :فبعض اآلباء إذا رأى مبتلى بدأ يشمت به ،ويتهم أهله بالتقصير في تربيته ،بدالً من أن يسأل اهلل
السالمة لنفسه ،والعافية لهذا المبتلى؛ فكم من الناس من انحرف أبناؤه وضلوا؛ بسبب شماتته ،وذرابة لسانه ،وجرأته على الناس.
-36الدفاع عن الولد بحضرته خصوصا في المدرسة :فقد يحدث أن يقوم أحد المدرسين أو المسؤولين في المدرسة بتأنيب
طالب من الطالب أو عقابه ،ثم يأتي والده وقد غضب غضبة مضرية ،وبدالً من الحوار الهادئ مع صاحب الشأن ،وبدال من أن
يكون ذلك بعيداً عن ناظري الولد -تجد ذلك الوالد يطلق العبارات النابية على األستاذ أو المسؤول ،ويصب جام غضبه عليه،
وينزله في الحضيض بحضور ولده ،ومن هنا تقل قيمة المدرسة في نفس الولد ،ويشعر بالزهو والتيه واإلعجاب بالنفس ،فال
يكاد بعد ذلك يصيخ السمع للمعلمين والمربين.
-37ترك المبادرة في تزويج األبناء مع الحاجة والمقدرة :فمن اآلباء من ال يحفل بهذا األمر؛ فتراه ال يبادر إلى تزويج أبنائه
مع حاجاتهم إلى الزواج ،ومع غنى األب ،واستطاعته أن يزوجهم.
وهذا خطأ فادح؛ حيث يترتب عليه مفاسد عظيمة تعود على الفرد واألمة؛ فبسببه تتعطل الشباب عن الزواج إلى سن متأخرة،
وبسببه تضيع أعراض ،وأخالق.
السبل المعينة على تربية األوالد
-1العناية باختيار الزوجة الصالحة.
-2سؤال اهلل الذرية الصالحة.
-3الفرح بمقدم األوالد ،والحذر من تسخطهم.
-4االستعانة باهلل على تربيتهم.
-5الدعاء لألوالد ،وتجنب الدعاء عليهم.
-6تسميتهم بأسماء حسنة.
-7تكنيتهم بكنى طيبة في الصغر :كأن يكنى الولد بأبي عبد اهلل ،أو أبي أحمد أو غير ذلك؛ حتى ال تسبق إليهم األلقاب
السيئة ،فتستمر معهم طيلة العمر؛ فقد كان السلف الصالح يكنون أوالدهم وهم صغار ،فتبقى معهم هذه الكنى حتى فراق الدنيا،
وكتب التراجم والسير زاخرة بذلك.
-8غرس اإليمان والعقيدة الصحيحة في نفوس األوالد.
-9غرس القيم الحميدة والخالل الكريمة في نفوسهم :يحرص الوالد على تربيتهم على التقوى ،والحلم ،والصدق ،واألمانة،
والعفة ،والصبر ،والبر ،والصلة ،والجهاد ،والعلم؛ حتى يشبوا متعشقين للبطولة ،محبين لمعالي األمور ،ومكارم األخالق.
-10تجنيبهم األخالق الرذيلة ،وتقبيحها في نفوسهم :فيكره الوالد لهم الكذب ،والخيانة ،والحسد ،والحقد ،والغيبة ،والنميمة،
واألخذ من اآلخرين ،وعقوق الوالدين ،وقطيعة األرحام ،والجبن ،واألثرة ،وغيرها من سفاسف األخالق ومرذولها؛ حتى ينشأوا
مبغضين لها ،نافرين منها.
-11تعليمهم األمور المستحسنة ،وتدريبهم عليها :كتشميت العاطس ،وكتمان التثاؤب ،واألكل باليمين ،وآداب قضاء الحاجة،
وآداب السالم ورده ،وآداب الرد على الهاتف ،واستقبال الضيوف ،والتكلم بالعربية وغير ذلك.
فإذا تدرب الولد على هذه اآلداب واألخالق ،واألمور المستحسنة منذ الصغر -ألفها وأصبحت سجية له؛ فما دام أنه في الصبا
فإنه يقبل التعليم والتوجيه ،ويشب على ما عود عليه كما قيل :
47
على ما كان عوده أبوه وينشأ ناشئ الفتيان منا
-12الحرص على استعمال العبارات المقبولة الطيبة مع األوالد ،والبعد عن العبارات المرذولة السيئة :فمما ينبغي للوالدين
مراعاته أن يحرصا على انتقاء العبارات الحسنة المقبولة الطيبة ،البعيدة عن اإلسفاف في مخاطبة األوالد ،وأن يربأوا بأنفسهم
عن السب ،والشتم ،واللجاج وغير ذلك من العبارات البذيئة المقذعة.
فإذا أعجب الوالدين شيء من عمل األوالد -على سبيل المثال -قاال :ما شاء اهلل ،وإ ذا رأيا ما يثير االهتمام قاال :سبحان اهلل،
اهلل اكبر ،وإ ذا أحسن األوالد قاال لهم :بارك اهلل فيكم ،أحسنتم ،وإ ذا أخطأوا قاال :ال يا بني ،ما هكذا ،إلى غير ذلك من
العبارات المقبولة الحسنة؛ حتى يألف األوالد ذلك ،فتعف ألسنتهم عن السباب والتفحش.
-13الحرص على تحفيظ األوالد كتاب اهلل :فهذا العمل من أجل األعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان؛ فاالشتغال بحفظه،
والعمل به اشتغال بأعلى المطالب ،وأشرف المواهب ،ثم إن فيه حفظاً ألوقاتهم ،وحماية لهم من الضياع واالنحراف ،فإذا حفظوا
القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخالقهم ،وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.
-14تحصينهم باألذكار الشرعية :وذلك بإلقائها إليهم إن كانوا صغارا ،وتحفيظهم إياها إن كانوا مميزين ،وتبيين فضلها،
وتعويدهم على االستمرار عليها.
-15الحرص على مسألة التربية بالقدوة :فهذه مسألة مهمة ،فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة لألوالد في الصدق ،واالستقامة،
وغير ذلك ،وأن يتمثال ما يقوالنه.
ومن األمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصالة أمام األوالد؛ حتى يتعلم األوالد الصالة عملياً من الوالدين ،وهذا من
والحكم التي شرعت ألجلها صالة النافلة في البيت ،ومن ذلك كظم الغيظ ،وحسن استقبال الضيوف ،وبر الوالدين ،وصلة
األرحام ،وغير ذلك.
-16الحذر من التناقض :فال يليق بالوالدين أن يأمرا األوالد بأمر ثم يعمال بخالفه ،فالتناقض -كما مر -يفقد النصائح أثرها.
-17الوفاء بالوعد :وهو داخل فيما مضى إال أنه أفرد ألهميته ،ولكثرة وقوع الناس في الخلف فيه ،فكثير من الوالدين إذا أراد
التخلص من إحراج أحد األوالد -وعده بالوعود الكثيرة ،فيعده بشراء الحلوى ،أو بالذهاب إلى الحديقة ،أو بشراء دراجة ،وربما
ال يقوم الوالد بذلك أبدا ،مما يجعل الولد ينشأ على إلف ذلك الخلق الرذيل.
فالذي يليق بالوالد ،بل ويجب عليه إذا وعد أحدا من أبنائه وعدا -أن يتمه ويفي به ،وإ ن حال بينه وبين إتمامه حائل اعتذر من
الولد ،وبين له مسوغات ذلك.
-18إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن األوالد :فمما يجب على الوالد تجاه أوالده أن يحميهم من المنكرات ،وأن يطهر بيته
منها ،حتى يحافظ على سالمة فطر األوالد ،وعقائدهم ،وأخالقهم.
-19إيجاد البدائل المناسبة لألوالد :فكما أنه يجب على الوالدين إبعاد المنكرات فكذلك يجدر بهم أن يوجدوا البدائل المناسبة
المباحة ،سواء من األلعاب ،أو األجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة ،حتى يجد األوالد ما يشغلون به وقت فراغهم.
-20تجنيبهم أسباب االنحراف الجنسي :وذلك بإبعاد أجهزة الفساد عنهم ،وتجنيبهم مطالعة القصص الغرامية ،والمجالت
الخليعة ،التي يروج لها تجار الغرائز واألعراض ،وعدم السماح لهم بسماع األغاني ،أو اإلطالع على الكتب الجنسية.
-21تجنيبهم الزينة الفارهة والميوعة القاتلة :فينبغي للوالد أن يمنع أوالده من اإلفراط في التجمل ،والمبالغة في التأنق
والتطيب ،وأن ينهاهم عن التعري والتكشف ،والتشبه بأعداء اهلل الكافرين؛ ألن هذه األعمال تتسبب في قتل مروءتهم ،وإ فساد
طباعهم.
-22تعويدهم على الخشونة والرجولة ،والجد واالجتهاد ،وتجنيبهم الكسل والبطالة والراحة والدعة :فال يليق باألب أن يعود
أوالده على الكسل والبطالة ،فالسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى -ال يوصل إليها إال على جسر من التعب.
48
-23ومما ينبغي في ذلك تعويدهم االنتباه آخر الليل :فإنه وقت الغنائم ،وتفريق الجوائز ،فمستقل ،ومستكثر ،ومحروم ،فمن
اعتاده صغيرا سهل عليه كبيرا.
-24تجنيبهم فضول الطعام ،والكالم ،والمنام ،ومخالطة األنام :فإن الخسارة في هذه الفضالت ،وهي تفوت على العبد خير
دنياه وآخرته ،ولهذا قيل :من أكل كثيرا شرب كثيرا؛ فنام كثيرا ،فخسر كثيرا.
-25تشويقهم للذهاب إلى المسجد صغارا وحملهم على الصالة فيه كبارا :كأن يعمد الوالد إلى تشويق أوالده للذهاب للمسجد
قبل تمام السابعة من أعمارهم.
-27تنمية الجرأة األدبية في نفس الولد :وذلك بإشعاره بقيمته ،وزرع الثقة في نفسه؛ حتى يعيش كريما شجاعا.
-28استشارة األوالد :كاستشارتهم ببعض األمور المتعلقة بالمنزل واستخراج ما لديهم من أفكار ،كأخذ رأيهم في لون
السيارة التي سيشتريها األب ،أو أخذ رأيهم في مكان الرحلة أو موعدها.
-29تعويد الولد على القيام ببعض المسؤوليات :كاإلشراف على األسرة في حالة غياب ولي األمر.
-30تعويد األوالد على المشاركة االجتماعية :وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم ،وإ خوانهم المسلمين.
-31التدريب على اتخاذ القرار :كأن يعمد األب إلى وضع االبن في مواضع التنفيذ ،وفي المواقف المحرجة ،التي تحتاج إلى
حسم األمر ،والمبادرة في اتخاذ القرار ،وتحفل ما يترتب عليه ،فإن أصاب شجعه وشد على يده ،وإ ن أخطأ قومه وسدده بلطف؛
فهذا مما يعوده على مواجهة الحياة ،والتعامل مع المواقف المحرجة.
-32فهم طبائع األوالد ونفسياتهم :وهذه المسألة تحتاج إلى شيء من الذوق ،وسبر الحال ،ودقة النظر.
-33تقدير مراحل العمر لألوالد :فالولد يكبر ،وينمو تفكيره ،فال بد أن تكون معاملته مالئمة لسنه وتفكيره واستعداده ،وأال
يعامل على أنه صغير دائما ،وال يعامل -أيضا -وهو صغير على أنه كبير؛ فيطالب بما يطالب به الكبار ،ويعاتب كما يعاتبون،
ويعاقب كما يعاقبون.
-34تالفي مواجهة األوالد مباشرة :وذلك قدر المستطاع خصوصا في مرحلة المراهقة ،بل ينبغي أن يقادوا عبر اإلقناع،
والمناقشة الحرة ،والحوار الهادئ البناء ،الذي جمع بين العقل والعاطفة.
-35الجلوس مع األوالد :فمما ينبغي لألب -مهما كان له من شغل -أن يخصص وقتا يجلس فيه مع األوالد ،يؤنسهم فيه،
ويسليهم ،ويعلمهم ما يحتاجون إليه ،ويقص عليهم القصص الهادفة؛ ألن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا؛ وله آثاره
الواضحة ،فهذا أمر مجرب؛ فاآلباء الذين يقتربون من أوالدهم؛ ويجلسون معهم ،ويمازحونهم -يجدون ثمار ذلك على أوالدهم،
حيث تستقر أحوال األوالد ،وتهدأ نفوسهم ،وتستقيم طباعهم.
-37إشباع عواطفهم :فمما ينبغي مراعاته مع األوالد إشباع عواطفهم ،وإ شعارهم بالعطف ،والرحمة ،والحنان؛ حتى ال
يعيشوا محرومين من ذلك ،فيبحثوا عنه خارج المنزل؛ فالكلمة الطيبة ،واللمسة الحانية ،والكلمة الصادقة ،وما جرى مجرى ذلك
له أثره البالغ في نفوس األوالد.
-38النفقة عليهم بالمعروف :وذلك بكفايتهم ،والقيام على حوائجهم؛ حتى ال يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.
-39إشاعة اإليثار بينهم :وذلك بتقوية روح التعاون بينهم ،وتثبيت أواصر المحبة فيهم ،وتعويدهم على السخاء ،والشعور
باآلخرين ،حتى ال ينشأ الواحد منهم فرديا ال هم له إال نفسه.
-40اإلصغاء إليهم إذا تحدثوا وإ شعارهم بأهمية كالمهم :بدالً من االنشغال عنهم ،واإلشاحة بالوجه وترك اإلنصات لهم.
فالذي يجدر بالوالد إذا تحدث ولده -خصوصا الصغير -أن يصغي له تماما ،وأن يبدي اهتمامه بحديثه ،كأن تظهر عالمات
التعجب على وجهه ،أو يبدي بعض األصوات أو الحركات التي تدل على اإلصغاء واالهتمام واإلعجاب ،كأن يقول :رائع،
حسن ،صحيح ،أو أن يقوم بالهمهمة ،وتحريك الرأس وتصويبه ،وتصعيده ،أو أن يجيب على أسئلته أو غير ذلك ،فمثل هذا
49
العمل له آثار إيجابية كثيرة منها :
أ -أن هذا العمل يعلم الولد الطالقة في الكالم.
ب -يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها.
ج -يدربه على اإلصغاء ،وفهم ما يسمعه من اآلخرين.
د -أنه ينمي شخصية الولد ،ويصقلها.
هـ -يقوي ذاكرته ،ويعينه على استرجاع ما مضى.
و -يزيده قرباً من والده.
-41تفقد أحوال األوالد ،ومراقبتهم من بعد :ومن ذلك ما يلي :
أ -مالحظتهم في أداء الشعائر التعبدية من صالة ،ووضوء ،ونحوها.
ب -مراقبة الهاتف المنزلي.
ج -النظر في جيوبهم وأدراجهم من حيث ال يشعرون ،كأن ينظر في أدراجهم إذا ذهبوا للمدرسة ،أو ينظر في جيوبهم إذا ناموا،
ثم يتصرف بعد ذلك بما يراه مناسبا.
د -السؤال عن أصحابهم.
هـ -مراقبة ما يقرؤونه ،وتحذيرهم من الكتب التي تفسد أديانهم ،وأخالقهم ،وإ رشادهم إلى الكتب النافعة.
-42إكرام الصحبة الصالحة للولد :وذلك بتشجيع الولد على صحبتهم ،وحثه على االستمرار معهم ،وبحسن استقبالهم إذا
زاروا الولد.
-44التغافل -ال الغفلة -عن بعض ما يصدر من األوالد من عبث أو طيش :فذلك نمط من أنماط التربية ،وهو مبدأ يأخذ به
العقالء في تعاملهم مع أوالدهم ومع الناس عموما؛ iفالعاقل ال يستقصي ،وال يشعر من تحت يده أو من يتعامل معهم بأنه يعلم
عنهم كل صغيرة وكبيرة؛ ألنه إذا استقصى ،وأشعرهم بأنه يعلم عنهم كل شيء ذهبت هيبته من قلوبهم.
ثم إن تغافله يعينه على تقديم النصح بقالب غير مباشر ،من باب :إياك أعني واسمعي يا جاره ،ومن باب :ما بال أقوام.
وربما كان ذلك أبلغ وأوقع.
-45البعد عن تضخيم األخطاء :فمما يجدر بالوالدين أن يأخذوا به؛ وأال يضخموا األخطاء ،ويحطوها أكبر من حجمها ،بل
عليهم أن ينزلوها منازلها ،وأن يدركوا أنه ال يخلو أحد من األخطاء ،فجميع البيوت تقع فيها األخطاء فمقل ومستكثر؛ فكسر
الزجاج ،أو بعض األواني ،أو العبث ببعض مرافق المنزل ،ونحو ذلك -ال يترتب عليه كبير فساد.
-46اصطناع المرونة في التربية :فإذا اشتدت األم على الولد الن األب ،وإ ذا عنف األب النت األم؛ فقد يقع الوالد -على
سبيل المثال -في خطأ فيؤنبه والده تأنيباً يجعله يتوارى؛ خوفاً من العقاب الصارم ،فتأتي األم ،وتطيب خاطره ،وتوضح له خطأه
برفق ،عندئذ يشعر الولد بأنهما على صواب ،فيقبل من األب تأنبيه ،ويحفظ لألم معروفها ،والنتيجة أنه سيتجنب الخطأ مرة
أخرى.
-47التربية بالعقوبة :فاألصل في تربيه األوالد لزوم الرفق واللين إال أن العقوبة قد يحتاج إليها المربي ،بشرط أال تكون
ناشئة عن سورة جهل ،أو ثورة غضب ،وأال يلجأ إليها إال في أضيق الحدود ،وأال يؤدب الولد على خطأ ارتكبه للمرة األولى،
وأال يؤدبه على خطأ أحدث له ألماً ،وأال يكون أمام اآلخرين.
ومن أنواع العقوبة -العقاب النفسي ،كقطع المديح ،أو إشعار الولد بعدم الرضا ،أو توبيخه أو غير ذلك.
ومنها العقاب البدني الذي يؤلمه وال يضره.
-8إعطاء األوالد فرصة للتصحيح :فمما ينبغي للوالد مراعاته في التربية -أن يعطي أوالده فرصة للتصحيح إذا أخطأوا،
50
حتى ينهضوا لألمثل ،ويرتقوا لألفضل ،ويتخذوا من الخطأ سبيالً للصواب.فال ينبغي للوالد أن يأخذ موقفا واحدا من أحد أوالده،
فيجعله ذريعة لوصمه وعيبه ،كأن يسرق مرة فيناديه باسم السارق دائما ،دون أن يعطيه فرصة للتصحيح وهكذا...
-49الحرص على أن يكون التفاهم قائما بين الوالدين :فعلى الوالدين أن يحرصا كل الحرص عليه ،وأن يسلكا كافة السبل
الموصلة إليه ،وعليهما أن يجتنبا الوسائل المفضية للشقاق ،ويبتعدا عن عتاب بعضهما لبعض أمام األوالد؛ حتى يتوفر الهدوء
في البيت ،وتسود األلفة فيه ،فيجد األوالد فيه الراحة والسكن ،واألنس والسرور ،فيتعلقوا بالبيت أكثر من الشارع.
-53إقامة المسابقات الثقافية بين األوالد ،ووضع الجوائز والحوافز لها :فذلك العمل مما يشحذ هممهم ،ويحرك أذهانهم،
ويدربهم على البحث والنظر في كتب أهل العلم ،ويعدهم للرقي في مستوياتهم.
-54تكوين مكتبة منزلية ميسرة :تحتوي على كتب وأشرطة مالئمة لسنهم ومداركهم ،فالمكتبة من أعظم روافد الثقافة.
-55اصطحاب األوالد لمجالس الذكر :كالمحاضرات ،والندوات التي تعقد في المساجد وغيرها؛ فهي مما يثري الولد
بالمعلومات ،ويمده بالخير ،ويعده لمواجهة الحياة ،ويجيب على أسئلته التي تتردد في ذهنه ،كما أنها تغذيه باإليمان ،وتربط على
قلبه ،وتربيه على أدب االستماع.
-61منع األوالد بنين وبنات من التشبه بالكفار.
-62منع البنين من االختالط بالنساء ،ومنع البنات من االختالط بالرجال.
-64عدم استعجال النتائج في التربية :فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده ،وبين له وحذره ونصح له واستنفذ كل طاقته -أال
يستعجل النتائج ،بل عليه أن يصبر ،ويصابر ،ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين ،وادكر بعد
أمة.
-65الحذر من اليأس :فإذا ما رأى الوالد من أوالده إعراضا أو نفورا أو تماديا -فعليه أال ييأس من صالحهم واستقامتهم؛
فاليأس من روح اهلل ليس من صفات المؤمنين ،بل عليه أن ينتظر الفرج من اهلل -عز وجل -فلعل نفحة من نفحات الرحيم
الكريم ترد الولد إلى رشده ،وتقصره عن غيه.
-66اليقين بأن التربية الصالحة ال تذهب سدى :فلو لم يأب اإلنسان من نصحه ألوالده وحرصه على هدايتهم وصالحهم -إال
أن يكون أعذر إلى اهلل بذلك ،فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال؛ فإما أن يستقيم األوالد في الحال ،وإ ما أن يفكروا في ذلك ،وإ ما
أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل ،أو أن يعذر اإلنسان إلى اهلل -كما مر.-
بل كثيراً ما يصلح األوالد بعد وفاة والدهم الذي رباهم على الفضائل؛ حيث لم يدكروا إال بعد أمة.
-67إعانة األوالد على البر :فبر الوالدين وإ ن كان واجبا على األبناء -إال أنه يجدر باآلباء أن يعينوا أبناءهم على البر ،وأن
يشجعوهم ،وأال يقفوا حجر عثرة أمامهم.
-68حفظ الجميل لألبناء :فمما يحسن بالوالدين أن يحفظوا الجميل لألبناء ،وأن يشكروهم عليه ،ويذكروهم به؛ حتى ينبعث
األوالد للبر واإلحسان ،ويستمروا عليه.
-71قراءة الكتب المفيدة في التربية :فهي مما يعين على تربية األوالد؛ ألنها ناتجة عن تجربة ،وممارسة ،وخبرة ،وعصارة
فكر ،ونتاج تمحيص وبحث.
-72استحضار فضائل التربية في الدنيا واآلخرة :فهذا مما يعين الوالد على الصبر والتحمل ،فإذا صلح األوالد كانوا قرة
عين له في الدنيا ،وسببا إليصال األجر له بعد موته ،ولو لم يأته من ذلك إال أن يكفى شرهم ،ويسلم من تبعتهم.
-73استحضار عواقب اإلهمال والتفريط في تربية األوالد :فاألوالد أوالده ،ولن ينفك عنهم بحال من األحوال ،والعرب تقول
" :أنفك منك وإ ن ذن" ،وتقول " :عيصك منك وإ ن كان أشبا" .فإذا أهملهم وقصر في تربيتهم كانوا شجى في حلقه في هذه الدنيا،
وكانوا سببا لتعرضه للعقاب في العقبى.
51
-74وخالصة القول في تربية األوالد :أن يسعى الوالد في جلب ما ينفعهم ،ودفع ما يضرهم عاجالً وآجالً.
52
.1التصرف بعضوية :عند حدوث سلوك السرقة يجب على األهل البحث عن الخطأ واألسباب التي دعت إلى ذلك السلوك
سواء كان ذلك من داخل البيت أو من خارجه والتصرف بأقصى سرعة.
.2السلوك الصحيح :يجب أن يفعل األهل ما يرونه في صالح أطفالهم وذلك بمعالجة األمر بروية وتأني ،وذلك بأن يعيد ما
سرقه إلى الشخص الذي أخذه منه مع االعتذار منه ودفع ثمنه إذا كان الطفل قد صرف واستهلك ما سرقه.
.3مواجهة المشكلة :معالجة األمر ومجابهته بجدية سيؤدي إلى الحل الصحيح وذلك لخطورة الموقف أو السلوك وذلك
يتطلب معرفة السبب وراء سلوك الطفل هذا المسلك الغير مناسب ووضعه في مكان الشخص الذي سرقه وسؤاله عن
ردة فعله وشعوره إذا تعرض هو لذلك.
.4الفهم:يجب علينا أن نفهم لماذا قام الطفل بذلك وما هي دوافعه وذلك قد يكون مرجعه إلى الحرمان االقتصادي بسبب
نقص مادي يشعر به الطفل أو لمنافسه زمالؤه ممن يملكون النقود ،وقد يكون السبب الحرمان العاطفي وذلك لشعور
الطفل بالحرمان من الحنان واالهتمام ممن هم حوله ،وقد يكون لعدم إدراك الطفل لمفهوم السرقة وما الفرق بينها وبين
االستعارة ،وبالتالي الفهم الصحيح للسبب يترتب عليه استنتاج الحل المناسب ،فإذا كان الدافع اقتصادي يتم تزويد الطفل
بما يحتاجه من نقود وإ فهامه بأن يطلب ما يحتاجه ،أما إن كان الحرمان عاطفياً فيجب إظهار االهتمام به وبحاجاته
وقضاء الوقت الكافي معه وقد يكون لعدم اإلدراك وهنا يجب التوضيح للطفل ما تعني السرقة وما الفرق بينها وبين
االستعارة ،وشرح القواعد التي تحكم الملكية له بأسلوب بسيط وتجنب العقاب حتى ال يترتب عليه الكذب.
.5عند حدوث السرقة يجب عدم التصرف بعصبية ويجب أن ال تعتبر السرقة فشل لدى الطفل ،وال يجب أن تعتبر أنها
مصيبة حلت باألسرة ،بل يجب اعتبارها حالة خاصة يجب التعامل معها ومعرفة أسبابها ،وحلها وإ حسان طريقة
عالجها ،ولكن دون المبالغة في العالج ،وأن ال تكون هناك مبالغة في وصف السرقة ،والمهم في هذه الحالة أن نخفف
من الشعور السيئ لدى الطفل بحيث نجعله يشعر بأننا متفهمون لوضعه تماماً ،وأن ال توجه تهمة السرقة للطفل
مباشرة.
.6المراقبة :على األهل مراقبة سلوكيات أطفالهم كالسرقة والغش ،ومراقبة أنفسهم ألنهم النموذج ألبنائهم وعليهم مراقبة
سلوكياتهم وألفاظهم وخصوصاً األلفاظ التي يلقبون بها الطفل حين يسرق كما يجب أن يشرح له أهمية التعبير ،ومعرفة
األهل أن األطفال حين يقعون في مشكلة فإنهم بحاجة إلى مساعدة وتفهم الكبار ومناقشتهم بهدوء.
يجب أن ال يصاب اآلباء بصدمة نتيجة سرقة ابنهم وأن ال يأخذوا في الدفاع عنه حتى ال يتطور األمر ويبدأ الطفل بالكذاب توافقاً
مع دفاع أهله عنه بل الواجب أن يتعاونوا من أجل حل هذه المشكلة.
الغيـرة
هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية عند األطفال ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للطفل والتي قد
تكون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية .والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند اإلنسان كالحب...
ويجب أن تقبلها األسرة كحقيقة واقعة وال تسمع في نفس الوقت بنموها ...فالقليل من الغيرة يفيد اإلنسان ،فهي حافز على
التفوق ،ولكن الكثير منها يفسد الحياة ،ويصيب الشخصية بضرر بالغ ،وما السلوك العدائى واألنانية واالرتباك واالنزواء إال
أثراً من آثار الغيرة على سلوك األطفال .وال يخلو تصرف طفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين i....وهذا ال يسبب إشكاال
إذا فهمنا الموقف وعالجناه عالجاً سليماً .أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستلألسرة،ا تصبح
مشكلة ،والسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه ،أو إلى
نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.
53
والغيرة شعور مؤلم يظهر في حاالت كثيرة مثل ميالد طفل جديد لألسرة ،أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على
رغباته ،ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات ،أو الشعور بالنقص الناتج عن اإلخفاق والفشل .والواقع أن انفعال
الغيرة انفعال مركب ،يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب ،وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من
نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها .وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة
أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان ،وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة
كبته ،كالالمباالة أو الشعور بالخجل ،أو شدة الحساسية أو اإلحساس بالعجز ،أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكالم.
الغيرة والحسد :فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص األخر ،بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب
عدم حصوله على شيء ما ...فإذا كان ذلك الطفل يغار من صديقه الذي يملك الدراجة ،فذلك ال يعود فقط إلى كونه يريد دراجة
كتلك لنفسه بل وإ لى شعوره بأن تلك الدراجة توفر الحب ...رمزاً لنوع من الحب والطمأنينة اللذين يتمتع بهما الطفل األخر بينما
هو محروم منهما ،وإ ذا كانت تلك الفتاة تغار من صديقتها تلك ذات الطلعة البهية فيعود ذلك إلى أن قوام هذه الصديقة يمثل
الشعور بالسعادة والقبول الذاتي اللذين يتمتع بهما المراهق والتي حرمت منه تلك الفتاة .فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على
أن نمنح اآلخرين حبنا ويحبنا اآلخرون بما فيه الكفاية ،وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العالقة
القائمة مع األشخاص الذين يهمنا أمرهم.
تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على اإلنسان أن يحترم حقوق اآلخرين.
تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه اآلخرين.
بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.
توفير العالقات القائمة على أساس المساواة والعدل ،دون تميز أو تفضيل على آخر ،مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته،
تعويد الطفل على تقبل التفوق ،وتقبل الهزيمة ،بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب ،دون غيرة من
تعويد الطفل األناني على احترام وتقدير الجماعة ،ومشاطرتها الوجدانية ،ومشاركة األطفال في اللعب وفيما يملكه من
أدوات.
يجب على اآلباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل ،فال يجوز إظهار القلق واالهتمام الزائد بتلك المشاعر،
كما أنه ال ينبغي إغفال الطفل الذي ال ينفعل ،وال تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً.
54
في حالة والدة طفل جديد ال يجوز إهمال الطفل الكبير وإ عطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه ،فال يعط المولود من
العناية إال بقدر حاجته ،وهو ال يحتاج إلى الكثير ،والذي يضايق الطفل األكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة االلتصاق
الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده .وواجب اآلباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلى حادث الوالدة مع مراعاة فطامه
وجدانياً تدريجياً بقدر اإلمكان ،فال يحرم حرماناً مفاجئاً من االمتياز الذي كان يتمتع به.
يجب على اآلباء واألمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها
الخاصة بها.
تنمية الهوايات المختلفة بين األخوة كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك.....
المساواة في المعاملة بين االبن واالالمريض ،التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور األوالد بالغرور وتنمو عند البنات
غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من
المظاهر الضارة لحياتهن.
عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ،فأن هذا يثير الغيرة بين األخوة األصحاء ،وتبدو مظاهرها في تمنى
الكذب
مفهومه:
يمكن تعريف الكذب بأنه قول شيء غير حقيقي وقد يعود إلى الغش لكسب شيء ما أو للتخلص من أشياء غير سارة.
األطفال يكذبون عند الحاجة وفي العادة اآلباء يشجعون الصدق كشيء جوهري وضروري في السلوك ،ويغضبون عندما يكذب
الطفل ،واألطفال يجدون صعوبة في التميز بين الوهم والحقيقة ،وذلك خالل المرحلة االبتدائية ،ولذا يميلون إلى المبالغة ،وفي
سن المدرسة يختلق األطفال الكذب أحياناً لكي يتجنبوا العقاب ،أو لكي تفوقوا على اآلخرين أو لكي يتصرفوا مثل اآلخرين،
حيث يختلف األطفال في مستوى فهم الصدق.
ولقد ميز باجيه مراحل اعتقاد الطفل للكذب إلى ثالثة مراحل:
المرحلة األولى :يعتقد الشيء أن الكذب خطأ ألنه شيء سيعاقب عليه.
المرحلة الثانية :يبدو الكذب كشيء خطأ في حد ذاته وسوف يبقى ولو بعد زوال العقاب
المرحلة الثالثة :الكذب خطأ ينعكس على االحترام المتبادل والمحبة المتبادلة.د
الكذب عند األطفال يأخذ عدة أشكال مضاف إليها:
القلب البسيط للحقيقة أو التغيير البسيط. .1
المبالغة:يبالغ أو يغالط الطفل والده بشدة .2
التلفيق :كأن يتحدث بشيء لم يقم به . .3
المحادثة :يتكلم بشيء جزء منه صحيح وجزء غير صحيح. .4
شكاية خاطئة :بأن يوقع اللوم على غيره فيما فعله هو. .5
أسباب الكذب :
55
.1الدفاع الشخصي :الهروب من النتائج غير السارة في السلوك ،كعدم الموافقة مع اآلباء أو العقاب.
.2اإلنكار أو الرفض :للذكريات المؤلمة أو المشاعر خاصة التي ال يعرف كيف يتصرف أو يتعامل معها.
.3التقليد:أي تقليد الكبار واتخاذهم كنماذج.
.4التفاخر :وذلك لكي يحصل على اإلعجاب واالهتمام .
.5فحص الحقيقة :لكي يتعرف على الفرق بين الحقيقة والخيال.
.6الحصول على األمن :والحماية من األطفال اآلخرين.
.7العداوة :تصرف بعداوة تامة تجاه اآلخرين.
.8االكتساب :للحصول على شيء للذات.
.9التخيل النفسي :عندما نكرر ونردد على مسامع الطفل أنه كاذب فسوف يصدق ذلك من كثرة الترديد.
.10عدم الثقة :اآلباء قد يظهرون أحياناً عدم الثقة بما ينطق به أبناءهم وإ ن كان صدقاً ،لذا يفضل الطفل أن يكذب أحياناً
ليكسب الثقة.
الوقاية من الكذب:
.1أن ال يطلب من األطفال أن يشهدوا ضد أنفسهم ،أو أن يطلب منهم االعتراف بأخطائهم ،وبدالً من ذلك يجب جمع
بناء على هذه الحقائق ،وفي حال إذناب الطفل تجنب العقاب ،ويجب مد
الحقائق من مصادر أخرى ،ووضع القرارات ً
يد العون للطفل.
.2تأسيس مستوى للصدق وتشكيل قدوة للطفل.
.3مناقشة الحكمة والمغزى من الصدق يتم التبيين فيها أن الكذب شيء غير محبب وكذلك السرقة والخداع.
.4االبتعاد عن استعمال العقاب الذي يبدو أن الطفل يعفى منه لو دافع عن نفسه بأسلوب الكذب ،ألن األطفال سوف يكذبون
حتى يوفروا على أنفسهم إهانات الكبار.
طرق العالج:
.1العقاب :مساعدة األطفال على التعلم بواسطة التجربة بتوضيح أن الكذب غير ناجح ويعمل اإلضرار به ،كما يجب أن
يبين له أن الصدق أفضل ويقلل من العقاب ،سامحه إذا قال الحقيقة وعاقبه عقاباً مناسباً إذا غير الحقيقة.
.2تعليم األطفال قيمة الصدق :ال يجب التغاضي عن كذب األطفال ويجب حثهم على الصدق بقراءة قصص توضح لهم
قيمة الصدق.
.3البحث عن أسباب الكذب :يجب العمل على إيجاد األمور التي جعلت الطفل يكذب ليتم تفادي ذلك في المستقبل ،وفيما
يلي األسباب الرئيسية لكذب األطفال:
.1لكي يحصلوا على الثناء ،والحل إعطاء الطفل الثناء واالهتمام لألشياء الجيدة التي يفعلها وحينها يشعر الطفل
بإشباع هذه الحاجة.
.2تفادي العقاب :الحل وضع عقاب مناسب للكذب وتقديم حوافز للصدق واألمانة.
.3التقليد :يقلد األطفال اآلباء في سلوكياتهم ،إن كانوا ال يصدقون فبالتالي لن يصدق الطفل ،والحل :أن يكون
األبوان مثاالً للصدق واألمانة وعدم الكذب.
.4الخوف :يكذب األطفال كثيراً لتفادي العقاب المترتب على الضعف الدراسي وعلى اآلباء معرفة قدرة أبنائهم
وتعليمهم الصدق في ذلك.
56
.5لكي يحصل على أشياء يمتلكها لنفسه ،والحل أن تساعده في اكتشاف طرق أخرى تساعده على الحصول على
ما يريد.
.6الشعور بعدم أهمية أعماله أمام األعمال الباهرة التي يقوم بها اآلخرون ،والحل يكمن في مناقشة خوفه
وضعفه ،ورفع ثقته بنفسه.
.7ضعف الوازع الديني لدى الطفل :والحل يمكن في تقوية هذا الوازع الديني لديه وتبيين نظرة اإلسالم للكذب.
مشكلة االنزواء واالنطواء عند الطفل
إن جذور هذه المشكلة هي البيت ،من حيث نوعية العالقة بين الوالدين ببعضهما البعض ،ونوعية العالقة بين الوالدين واألبناء،
كما أن نوعية عالقة األسرة باألقرباء والجيران من الناحية العاطفية تؤثر تأثيراً كبيراً سلباً وإ يجاباً في عملية االنطواء أو
االنبساط ،وللفروق الفردية من حيث التكوين الجسدي والنفسي والعقلي وما رافق حياة الطفل من ظروف محيطة خاصة ،كل
ذلك يحدد أيضاً مالمح شخصية الطفل المنبسطة أو المنطوية فكلما كان الطفل ذو تكوين جسمي سليم وقوي ونمو عقلي سليم و
صحيح وكلما كانت حياة الطفل خالية من ظروف غير طبيعية وكانت عالقة األبوين ببعضها ببعض وبأفراد األسرة جيدة وكانت
عالقة األسرة بالجوار واألقرباء طبيعية و منتظمة كان الطفل أقرب إلى االنبساط منه إلى االنطواء ،ومثل هذا الطفل غالباً ما
يكون طبيعياً في المدرسة ،فالطفل االجتماعي في األسرة والجريء ال يمكن أن يكون انطوائياً في المدرسة ،أما الطفل الذي تربى
تربية منعزلة فهو مهيأ أكثر من غيره لالنطواء ،حيث أن وجود مدرسة أو مدرس شديد أو مخيف الشكل أو التصرفات يجعل
الطفل ينكمش ويبتعد عن إقامة عالقات اجتماعية مع زمالؤه وخاصة إذا كانت الظروف المحيطة بالطفل ظروف متوترة وقد
يكون السبب في االنطواء سفر الوالد وبقاء البيت دون عالقات اجتماعية كما أن وقوع أحداث مخيفة جداً يجعل الطفل يصاب
بردة فعل قد تصل إلى درجة االنكماش عن كل شيء واالنسحاب إلى الذات.
عالج مشكلة االنزواء:
إدخال الطفل في مجموعات متعددة النشاطات ومتعددة الفعاليات.
تشجيع الطفل إلنشاء صداقات وبذل الجهود لتوفير جو من المرح ودمج الطفل وتشجيعه على النقاش.
الخوف
مفهومه:
الخوف عاطفة قوية غير محببة سببها إدراك خطر ما،إن المخاوف مكتسبة أو تعليمية ،لكن هناك مخاوف غريزية مثل الخوف
من األصوات العالية أو فقدان التوازن أو الحركة المفاجئة ،إن الخوف الشديد يكون على شكل ذعر شديد ،بينما الكراهية
واالشمئزاز تسمى خوفاً ،أما المخاوف غير المعقولة تسمى بالمخاوف المرضية،إن المخاوف المرضية عند األطفال تتضمن
الظالم والعزلة واألصوات العالية ،المرض و الوحوش ،الحيوانات وهناك ثالث عوامل معروفة في مخاوف األطفال:
.1الجروح الجسدية ،الحروب ،الخطف.
.2الحوادث الطبيعية ،العواصف واالضطرابات ،الظالم والموت ،وهذه المخاوف تقل تدريجياً مع تقدم العمر.
.3مخاوف نفسية ،مثل الضيق واالمتحانات واألخطاء والحوادث االجتماعية والمدرسة والنقد.
األسباب:
.1الخبرات المؤلمة :يحدث القلق عندما يكون هناك ضيق نفسي ،أو جرح جسدي ناتج عن خوف يشعر به األطفال
بالعجز ،وبعدم القدرة على التكيف مع الحوادث والنتيجة هي بقاء الخوف الذي يكون شديداً ويدوم فترة طويلة من
الوقت ،هناك مواقف تستشير هذا النوع من المخاوف ،بعضها واضحة ومعروفة ،بينما المواقف األخرى غامضة
ومجهولة.
57
.2إسقاط الغضب :يغضب األطفال من سوء معاملة األهل ،ومن الشعور بالغضب يصبح لديهم رغبة في إيذاء الكبار ،إن
هذه الرغبة غير مرغوبة ومحرمة ،لذلك يسقطها على الكبار ،إن إسقاط الغضب أم طبيعي ولكن اإلزعاج والمضايقة
أو اإلسقاط المبالغ فيه أو طويل األمد ليس طبيعياً ،بعض األطفال والمراهقون لم يتعلموا تقبل غضبهم أو التعامل معه.
.3السيطرة على اآلخرين :إن المخاوف يمكن أن تستعمل كوسائل للتأثير أو السيطرة على اآلخرين ،أحياناً أن تكون خائفاً
الوسيلة الوحيدة واألقوى لجلب االنتباه وهذا النمط يعزز مباشرة الطفل لتكون له مخاوف ،وهو يجعل اآلخرين يتقبلون
الطفل وهو يحصل على اإلشباع عن طريق الخوف ،مثاله الخوف من المدرسة ،فالطفل يظهر خوفه من المدرسة حتى
ال يذهب إلى المدرسة ،والبقاء في البيت ،وإ ذا كان الوالدان يكافئان الطفل على الجلوس في البيت األمر الذي سيجعل
الطفل يشعر أن الجلوس في البيت تجربة مستمرة وممتعة بالنسبة له وبالتالي يجعل الخوف مطيه له للسيطرة على
اآلخرين وقد يتحول هذا الخوف إلى عادة.
.4الضعف الجسمي أو النفسي :عندما يكون األطفال متعبين أو مرضى فإنهم سيميلون غالباً للجوء إلى الخوف خاصة إذا
كانوا في حالة جسمية مرهقة وإ ذا كان فترة هذا المرض طويلة ،إن هذه الحالة من المرض تقود إلى مشاعر مؤلمة
وتكون المكيانزمات النفسية الوقائية عند الطفل ال تعمل بشكل مناسب ،وبالتالي فإن األطفال ذوي المفاهيم السالبة عن
الذات والذين يعانون من ضعف جسدي يشعرون بأنهم غير قادرين على التكيف مع الخطر الحقيقي أو المتخيل.
.5النقد والتوبيخ :إن النقد المتزايد ربما يقود األطفال إلى الشعور بالخوف ،يشعر األطفال بأنهم ال يمكن أن يعملوا شيئاً
بشكل صحيح ،ويبررون ذلك بأنهم يتوقعون النقد ولذلك فإنهم يخافون ،ولذا فإن التوبيخ المستمر على األخطاء يقود إلى
الخوف والقلق ،وسوف يعم الطفل شعوراً عاماً بالخوف ،وبالتالي فإن األطفال الذين ينتقدون على نشاطاتهم وعلى
تطفلهم ربما يصبحون خائفين أو خجولين.
.6اإلعتمادية والقوة :إن الصراحة والقسوة تنتج أطفاالً خائفين أو يخافون من السلطة ،إنهم يخافون من المعلمين أو
الشرطة ،وإ ن توقعات اآلباء الخيالية هي أيضاً من األسباب القوية والمسئولة عن الخوف عند األطفال ،وعن فشلهم،
حيث أن اآلباء الذين يتوقعون من أطفالهم التمام في جميع األعمال غالباً يتكون عن أطفالهم الخوف ،وال يستطيعون أن
سلبوا حاجات اآلباء ،ويصبحون خائفين من القيام بأي تجربة أو محاولة خوفاً من الفشل.
.7صراعات األسرة :إن المعارك الطويلة األمد بين الوالدين أو بين األخوة أو بين اآلباء واألطفال تخلق جواً متوتراً
وتحفز مشاعر عدم األمان ،وبالتالي يشعر األطفال بعدم المقدرة على التعامل مع مخاوف الطفولة حتى مجرد مناقشة
المشاكل االجتماعية أو المادية التي تخيف األطفال.
طرق الوقاية:
.1اإلعداد للتكيف مع المشكلة :فمرحلة الطفولة هي أنسب المراحل إلعداد األطفال للتكيف مع أي نوع من المشاكل
الخاصة ،ويجب أن يكون هناك من طرف الوالدين كم كبير من التفسيرات والتطمينات ألطفالهم.
.2التعريض المبكر والتدريجي لمواقف مخيفة :وذلك حتى يعتاد الطفل على مواجهة مواقف مشابهة بعد ذلك تقع فجأة
وسيساعد ذلك في منع حدوث مخاوف عميقة لدى األطفال.
.3التعبير والمشاركة في االهتمامات :عندما يعيش األطفال في جو هاديء حيث تناقش فيه المشاعر ويشارك فيها األطفال
يتعلم األطفال بأن االهتمامات والمخاوف شيء مقبول ،ومن المناسب أن يتحدث في اهتمامات حقيقية أو مخاوف يخاف
منها األطفال ويعترف الكبار أن عندهم مخاوف من أشياء معينة وأن كل إنسان يخاف في وقت معين.
.4الهدوء واللياقة والتفاؤل :إن عدم شعور اآلباء بالراحة وشعورهم بالخوف يفزع األطفال مباشرة ويعلمهم الخوف مثال
ذلك الموت ،فإن لم يستطع اآلباء حل خوفهم الخاص بهم فإن األطفال يتعلمون وبسرعة الخوف من الموت ويكون من
58
الجيد أن يسمع الطفل عبارات تهدأ من روعه وتحثه أن يتمتع بوقته وأن يكون جاهزاً عندما يأتي الموت ،وإ فهامه أن
الموت سيتعرض له الكل وهو شبيه بالوالدة ومناقشة مفاهيم دينية بسيطة كوسائل لشرح الموت.
العالج:
.1إزالة الحساسية والحالة المعاكسة :إن الهدف هو مساعدة األطفال الحساسين جداً واألطفال الخائفين ،حتى يكونوا أقل
حساسية وبطيئوا االستجابة لمجاالت حساسيتهم ،والقاعدة تقول أن األطفال تقل حساسيتهم للخوف عندما يرتبط هذا
الشيء المخيف مع أي شيء سار.
.2مشاهدة النموذج :يمكن استعمال األفالم للتقليل من مخاوف الطفل وتعويده على مشاهدة مواقف أكثر إخافة ويمكن أن
يرى الطفل مواقف تحفزه على الشيء.
.3التدريب :إن التدريب يمكن األطفال أن يشعروا بالراحة عندما يكررون أو يعيدون مواقف مخيفة نوعاً ما.
.4مكافأة الشجاعة :وذلك بامتداح كل خطوة شجاعة يقدم عليها الطفل وتقديم الجوائز له ،وكون الطفل يتمكن من تحمل
جزء من موقف يخيفه فيجب مكافأته عليه.
.5التفكير بإيجابية والتحدث مع النفس :بأن يقال للطفل أن التفكير في أشياء مخيفة يجعلهم أكثر خوفاً وأما التفكير بإيجابية
تعود إلى مشاعر أهدأ وإ لى سلوكيات أشجع.
* إن معظم مخاوف األطفال مكتسبة وفقاً لنظرية التعلم الشرطي أو التعلم باالقتران والتقليد ،فالخوف استجابة مشتقة من
األلم ،فطفل هذه المرحلة يتمتع بقدرة عجيبة على التوحد بين الوالدين في استجاباتهم االنفعالية المتصلة بالخوف وعليه يجب
مراعاة اآلباء لمخاوف أبنائهم ليساعدهم ذلك في تخطي العديد من مخاوفهم.
القلق
أسباب القلق الرئيسية:
.1االفتقار إلى األمن :وهو انعدام الشعور الداخلي باألمن عند الطفل وكذلك فإن الشكوك تعتبر مصدر خطر.
.2عدم الثبات :إن عدم الثبات في معاملة الطفل سواء أكان المعلم في المدرسة أم األب في البيت واللذان يتصفان بعدم
الثبات في المعاملة يكونان سبباًَ أخر في القلق عنده.
.3الكمال /المثالية :وهي توقعات اآلباء لإلنجازات الكاملة ألطفالهم وغير الناقصة تشكل مصدر من مصادر القلق عندهم،
وذلك بسبب عدم استطاعتهم القيام بالعمل المطلوب منهم بشكل تام.
.4اإلهمال :يشعر األطفال بأنهم غير آمنين عندما ال تكون هناك حدود واضحة ومحدودة فهم يفتقرون إلى توجيه
سلوكياتهم.
.5النقد :إن النقد الموجه من الكبار والراشدين لألطفال يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر ،وإ ن التحدث عنهم وعن سيرتهم
يقودهم إلى القلق الشديد ،خاصة إذا عرف األطفال أن اآلخرين يقومون بعملية نقد لهم أو محاكمتهم بطريقة ما.
.6ثقة الكبار الزائدة :بعض الكبار يثقون باألطفال كما لو كانوا كباراً ،غير حاسبين أن نضج األطفال قبل األوان يكون
سبباً في زيادة القلق عندهم.
.7الذنب :يشعر األطفال أنهم قد أخطئوا عندما يعتقدون أنهم قد ارتكبوا أخطاء أو تصرفوا تصرفاً غير الئق.
.8تقليد اآلباء:غالباً ما يكون األطفال قلقين كآبائهم ،ألنهم يراقبون آبائهم وهم يتعاملون مع المواقف بكل توتر واهتمام.
.9اإلحباط المتزايد :إن اإلحباط الكثير يسبب الغضب والقلق ،إذ أن األطفال ال يستطيعون التعبير عن الغضب بسبب
اعتمادهم على الراشدين ،ولذلك فإنهم يعانون من قلق مرتفع ،وينبع اإلحباط كذلك من شعورهم بأنهم غير قادرين على
59
الوصول إلى أهدافهم أو أنهم لم يعملوا جيداً في المدرسة ،باإلضافة إلى لوم األطفال وانتقادهم على تصرفاتهم الغبية قد
يزيد من اإلحباط لديهم.
طرق الوقاية:
.1تعليم األطفال االسترخاء :ال يمكن أن يكون األطفال قلقين ومسترخين في آن واحد ،فيجب أن يتعلم األطفال االسترخاء
وأخذ نفس عميق وإ رخاء عضالته.
.2استخدام استراتيجيات عديدة لقمع القلق :و ذلك بأن يفكر الطفل بمشاهد هادئة ومفرحة ،وهذا يساعده على إرخاء
عضالته المتوترة ،وهذا يجب أن يكون ضمن التدريب على االسترخاء ،باإلضافة إلى التركيز على مشكلة واحدة بأن
يختار الطفل ناحية من نواحي اهتماماته ويحاول حلها ،إذا كان ذلك ممكناً ومواجهة مشكالته كل واحدة في وقت معين.
.3تشجيع الطفل للتعبير عن مشاعره :وذلك يمكن بإشراك الطفل في مناقشات األسرة ،وتكون المشاركة حرة بحيث يتاح
لهم أن يعبروا عن أي مشاعر لديهم مثل الغضب أو اإلحباط.
.4الطرق المتخصصة :في حال أن يكون القلق طويالً فإن المساعدة المتخصصة يجب البحث عنها إذا لم تنفع طرق
اآلباء في القضاء على القلق ومن هذه الطرق الذي يستخدمها المعالجون التنويم المغناطيسي لتقليل الحساسية المتزايدة.
األنانية
األطفال األنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون االهتمام بمصالح اآلخرين ،حيث أن نظرة األنانيين تقتصر على
حاجاتهم الخاصة واهتمام الطفل األناني مركز على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية األطفال العاديين.
إن مفهوم األطفال األنانيون عن أنفسهم مفهوم غير وضح ،ونظراتهم لآلخرين هي نظرة سالبة ،حيث ينقصهم االنتماء للجماعة
ويجدون صعوبة في عالقاتهم مع األطفال اآلخرين ومع األقران.
أسباب األنانية:
.1الخوف :المخاوف العديدة عند األطفال تسبب األنانية عندهم مثل مخاوف البخل ،الرفض ،االبتذال ،وهم عادة يجدون
يشعرون بالغضب والفزع ،وبالتالي يميلون إلى األنانية،ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسالمتهم الشخصية ،ولذلك
يحاولون دائماً تجنب األذى من اآلخرين ،ولذلك ال يعرضون أنفسهم ولو نسبياً إلى االهتمام باآلخرين ،وال يظهرون أي
نوع من أنواع التغيير في حياتهم ،ودائماًَ يسودهم شعور بالقلق والتهيج وهم يرون األشياء من خالل أعينهم فقط
ويفسرون وجهات نظر اآلخرين بأنها مخجلة ،هم متمركزين حول النفس ونكدين ومتقلبي األطوار.
.2الدالل أو الدلع :بعض األطفال يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة ،ويقدمون ألطفالهم الحماية الزائدة،
ويحرصون على على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم ،لذا ينشأ أطفالهم وهن غير قادرين على تنمية قوة االحتمال أو
تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى األنانية.
.3عدم النضج :عدم الوعي االجتماعي المناسب ( ،عدم التقيد باالتفاقات وعدم تحمل المسئولية ) إن األطفال الذين ال
يستطيعون تحمل اإلحباط ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه ،هؤالء األطفال ال يستطيعون المحافظة على
كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسئولية وهناك أسباب تمنع األطفال من الوصول إلى النضج منها :اإلعاقة،
صعوبات اللغة ،اضطرابات في النمو.
طرق الوقاية:
.1تشجيع تقبل النفس :وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب و توفير األمان لهم ،فإن توافرت للطفل القيمة
والمحبة واألمان يصبح عنده استعداد لإلهتمام بمصالح اآلخرين.
60
.2تعليم األطفال االهتمام باآلخرين " :حقق سعادة اآلخرين تحقق سعادتك " إن إظهار االهتمام بأطفالك وباآلخرين يمثل
نموذجاً رئيساً يعتبرها الطفل قدوة ،بعكس أن يكون األبوان أنانيان.
.3تربيتهم على بغض التسلط :فتسلط األطفال على األطفال الضعفاء يشعر اآلخرين باألسى والفشل والحزن ،لذا على
الوالدين تربية األطفال على عدم التسلط وحثهم على احترام الجميع.
.4تعويد الطفل على تحمل المسئولية :وهي طريقة طبيعية لتعليم األطفال االهتمام باآلخرين مثال تعليمهم االهتمام وعناية
بعض الحيوانات األليفة ،فإن قيام األطفال باألعمال الخفيفة هي داللة على تحملهم المسئولية.
طرق العالج:
.1تعليم االحترام بواسطة لعب الدور :حيث أن لألباء دور كبير في ذلك ،بسردهم قصص فيها قيم واضحة تحث على
عدم األنانية ،وتظهر سلوك االهتمام باآلخرين على أنه السلوك الصحيح.
.2شرح ومناقشة وتعزيز النتائج اإليجابية لالهتمام باآلخرين :وذلك بشكر األطفال على أي سلوك يظهر فيه احتراماً نحو
اآلخرين ،وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.
.3شرح ومناقشة التأثيرات السلبية لألنانية :فلو كان الطفل أنانياً ،يجب على األب أن يناقشه بطريقة لطيفة ،ومناقشة
المواقف األنانية وسلبيتها ،مما يحفز الطفل أن يبتعد عن سلوك األنانية.
.4مناقشة وعي األطفال وخبراتهم السابقة :فيجب تعليم األطفال أن يكون متفتحي العقول وقابلين للنقاش ،وأن يكونوا أقل
خشونة في التعامل مع القضايا والمشاكل ،واظهار االهتمام بهم وبغيرهم.
الخجل
مفهوم الخجل :إن األطفال الخجولين دائما يتجنبون اآلخرين وهم دائماً في خوف وعدم ثقة ومهزومين ،مترددين يتجنبون
المواقف وينكمشون من األلفة أو اإلتصال بغيرهم ،وهم يجدون صعوبة في اإلشتراك مع اآلخرين ،وشعورهم المسيطر عليهم
عدم الراحة والقلق ،وهم دائماً متملمون ويتهربون من المواقف االجتماعية.
والخفوف من التقييم السالب عندهم غالباً ما يكون مصحوباً بالسلوك االجتماعي غير المتكيف ،وهم ال يشاركون في المدرسة ،أو
في المجتمع ،ولكنهم ليسوا كذلك في البيت ،والمشكلة تكون أخطر إن كان هؤالء األطفال خجولين في البيت أيضاً .
أسباب الخجل:
.1الشعور بعدم األمن :والذين يشعرون بقلة األمن من األطفال ال يستطيعون المغامرة ،ألن الثقة تنقصهم ،وكذلك
اإلعتماد على النفس ،وهم مغمورون مسبقاً بعد الشعور باألمن وباإلبتعاد عن المربكات ،فال يعرفون ما يدور حولهم
بسبب موقفهم الخائف ،وال يمارسون المهارات االجتماعية ويزداد خجلهم بسبب قلة التدريب والحاجة إلى التغذية
الراجعة من اآلخرين.
.2الحماية الزائدة :حيث أن األطفال الذين تغمرهم الحماية الزائدة من الوالدين يصبحون غير نشيطين وال يعتمدون على
أنفسهم وذلك بسبب الفرص المحدودة لديهم للمغامرة كونهم قليلو الثقة بأنفسهم ،ال يتعاملون مع بيئتهم أو مع اآلخرين،
ولذلك يتولد الشعور بالخجل والخوف من اآلخرين.
.3عدم االهتمام واإلهمال :يظهر بعض اآلباء قلة اهتمام بأطفالهم فيشعر هذا النقص العام األطفال بالدونية والنقص،
ويشجع على وجود اإلعتمادية عندهم ،إن عدم االهتمام باألطفال يولد شخصية خائفة خجولة ،ويشعرون حينئذ أنهم غير
جديرين باالهتمام.
61
.4النقد :فإن انتقد اآلباء عالنية أطفالهم يساعد على تولد الخوف في نفوسهم ,ألنهم يتلقون إشارات سالبة من الراشدين،
فيصبحوا غير متأكدين وخجولين ،وبعض اآلباء يعتقد أن النقد هو األسلوب األمثل لتربية األبناء ،لكن النتيجة للنقد
المتزايد هي طفل خجول.
.5المضايقة :فاألطفال الذين يتعرضون للمضايقة والسخرية ينطوون على أنفسهم خجولين ،وأصحاب الحساسية المفرطة
تجاه النقد يرتبكون ويخجلون لو تعرضوا لسوء معاملة من إخوانهم األكبر سناً ،والشيء األكبر خطورة هو نقد الطفل
لمحاولتهم االتصال بالعالم الخارجي.
.6عدم الثبات :فأسلوب التناقض وعدم الثبات في معاملة الطفل وتربيته يساعد على الخجل ،فقد يكون الوالدان حازمين
جداً أحياناً ،وقد يكونا متساهلين في أوقات أخرى والنتيجة يصبح األطفال غير آمنين وفي هذه اللحظة يصيبهم الخجل
في البيت والمدرسة.
.7التهديد :وقت أن يهدد اآلباء األطفال ،وينفذون تهديداتهم أحياناً ،وال ينفذونها آحياناً أخرى ،يصبح لدى األطفال رد
فعل على التهديدات المستمرة بالخجل كوسيلة لتجنب إمكانية حدوث هذه التهديدات.
.8أن يلقب بالخجل :حتى ال يتقبلها الطفل كصفة الزمة له ويحاول أن يبرهن أنه كذلك ،بحيث يصير التحدث السلبي مع
النفس شيئاً مألوفاً .
.9المزاج واإلعاقة الجسدية :هناك أطفال يبدون خجولين منذ والدتهم ،وبذلك يكون الخجل وراثياً ،كما أن بعض األطفال
يكونون مزعجين واآلخرين هادئين ،وهذا النمط قد يستمر سنين من حياته ،واإلعاقات الجسدية غالباً تسبب الخجل
ومنها ماله عالقة بصعوبات التعلم أو مشاكل اللغة التي تؤدي إلى إنسحاب الطفل اجتماعياً .
.10النموذج األبوي :واآلباء الخجولون غالباً يكون لديهم أطفال خجولين ،فيرغب الطفل أن يعيش أسلوب حياة الخجل كما
يرى والديه ،واتصاالتهم بالمجتمع قليلة جداً.
طرق الوقاية:
.1التشجيع والمكافأة :إن زيارة الناس الذين عندهم أطفال في نفس العمر شيء مفيد ونافع ،وإ ن كان الطفل خجوالً فمن
المفيد أن يذهب رحالت مع أطفال متفتحين ،ويجب على األبوين أن يشجعا طفليها أن يكون اجتماعياً.
.2تشجيع الثقة بالنفس :يجب أن نشجع األطفال وأن نمدحهم إن كانوا واثقين بأنفسهم ،وذلك عندما يتصرفون بطريقة
طبيعية ومع ذلك يجب أن يتعلموا انه ليس من الضروري أن ينسجموا مع كل شخص ،كما أنه ال يجب أن تقدم حماية
زائدة للطفل.
.3تشجيع السيادة ومهارات النمو :يحب أن يقدم التدريب المبكر بشكل فردي لألطفال وعلى شكل مجموعات يستطيعون
من خاللها إشباع ميولهم وتجعلهم يتفاعلون مع اآلخرين.
.4قدم جواً دافئاً ومتقبالً :فالحب واالنتباه ال يفسدان األطفال كما يجب أن نستمع إليهم ،وأن نسمح لهم بقول:ال ،وأن نحترم
استقالليتهم.
طرق العالج:
.1إضعاف الحساسية للخجل :فباستطاعة األطفال أن يتعلموا أن المواقف االجتماعية ال يلزم بالضرورة أن تكون مخيفة،
يمكن أن يهدأهم الوالدان عند المواقف فبذلك يصبحون أكثر اجتماعياً تدريجياً ،ولهم أن يتخيلوا كيف يقومون بسلوك
اجتماعي كانوا يخافونه في السابق ثم دمجهم في مواقف حقيقة ،وبالتالي سيقل خجلهم.
.2تشجيع توكيد الذات :فيجب أن يسألوا بصراحة عما يريدون وكيف يمكن لهم التغلب على خوفهم وارتباكهم من اجل
التعبير عن أنفسهم.
62
.3تدريب الطفل على المهارات االجتماعية :وذلك عندما يشترك األطفال في تدريبات جماعية ،فإن بعض المحادثات
والتفاعالت تحدث بالطبع ،وال بد من وجود قائد للمجموعة ،وبهذا يمكن للطفل أن يعبر عن رأيه أمام اآلخرين ،ويمكن
أن تقسيم التدريب االجتماعي إلى الخطوات التالية:
د_ التمثيل ولعب الدور جـ _ التدريب السلوكي أ .التعليم ب_ التغذية الراجعة
.4تشجيع التحدث اإليجابي مع النفس :فإن أحد المظاهر المدمرة للطفل أن يعتقد في ذاته وشخصيته الخجل ،ويأكد لنفسه
أنه خجول وال يستطيع االتصال باآلخرين ،لذا يجب أن نعلم األطفال بأن الخجل هو سلوك يقوم به األطفال والناس وهو
ليس مالزماً فيهم ،وأنه يمكن مقاومته بالتدرب على سلوكيات جديدة ،تؤدي إلى إمكانية زيادة االتجاهات اإليجابية وتحسين
االتصال مع اآلخرين
التلعثم و التأتأة
مفهومه:
التأتأة هي الكالم بشكل متقطع غير اختياري،أو عملية عدم خروج الكالم من الفم وهي اضطراب في اإليقاع الصوتي ويتكلم
األطفال المتلعثمون بشكل منطلق أمام أصدقائهم ،أو عندما يكونون لوحدهم ،إال أنهم يتلعثمون عندما يكونون مع اآلخرين و
خاصة األشخاص ذوي السلطة.
وعلى الرغم أن %80من المتلعثمين في الصغر ال يستمرون في ذلك عند الكبر ،إال أن كثيراً منهم تتطور لديه مشاكل
متعلقة بالشخصية مثل الخجل أو عدم الثقة بالنفس ،وينتج ذلك عن خبراتهم السابقة.
األسباب:
.1أسباب نفسية :هناك أسباب طبيعية ممكنة ،هي أسباب ناتجة عن الجسد والنفس معاً ،وذلك بسبب تأثير النفسية على
ميكاثيلية إنتاج الصوت.
.2ضغط األهل :فكثير من اآلباء واألمهات ال يدركون تطور الطفل وتطور النطق ليده ،فيجبرون أطفالهم على النطق
والتكلم قبل اآلن فينتج عن ذلك توتر الطفل مما يؤدي إلى التلعثم ،وعند نعت الطفل بالتلعثم من قبل الوالدين ،تصبح
هذه الصفة مالزمة له.
.3ردة الفعل على الضغط :إن مواقف الضغط المختلفة كالشجارات العائلية المتواصلة تكون مجهدة للطفل ،وقد يتلعثم
األطفال أصحاب النطق السليم إن اكتئبوا أو حزنوا ،والمصادر األخرى للضغط هي اإلجهاد وعدم االستعداد
والشعور بالتعب الجسدي الشديد.
.4التعبير عن الصراع :يفترض الكثير أن لدى األشخاص الذين يعانون من التلعثم مشاعر قوية ال يستطيعون التعبير
عنها بسبب بعض العوامل االجتماعية ،أو ردة فعل المحيطين السلبية تجاههم ،ورغم وجود األبحاث العلمية القليلة
والتي تدعم هذه الفرضيات إال أن الكثير من المتخصصين يرون أن هذه هي األسباب الحقيقية ،وأن التخلص من
الصراع يؤدي إلى التخلص من التلعثم.
طرق الوقاية:
.1تعليم وتقوية عملية النطق عن األطفال :بشرط أن ال نجبر الطفل على أن ينطق عنوة ،بل يجب أن نشجع األطفال على
إصدار األصوات وتطوير الكلمات بطريقة مريحة.
.2تشجيع المالئمة وتقليل التوتر :بطريقة مرحة يساعد الطفل على الشعور بالثقة بين اآلخرين وأن يتعلم كيف يتصرف
مع اآلخرين.
.3االستماع للطفل بشكل جيد بشكل يوحي بأنه مصدراً الهتمام االسرة.
63
العالج:
.1نبني طريقة متخصصة :وذلك بتشجيع األطفال على تخفيض صوتهم ونطق األحرف بطريقة بطيئة نوعاً ما باإلضافة
إلى الشهيق والزفير قبل كل كلمة.
.2التخفيف من التوتر :وذلك بأن نجعل الطفل أقل قلقاً فإن ذلك يساعدهم على البدء بالكالم في مواقف ال يتعرضون فيها
للتوتر.
.3تخفيف الضغط :فعند تعليمهم الكالم يجب أن نضيف أي نشاط مجهد ،وأن يطمئن الوالدان وال يتوتران حال فشل الطفل
بالنطق ،حتى ال ينتقل التوتر من الوالدين للطفل.
.4المكافأة على النطق السليم :وبالمقابل أن ال تكون هناك مكافأة على النطق المتلعثم وبالتالي يحرص الطفل على تحصيل
المكافأة بالنطق الصحيح.
.5التقييم المتخصص :وذلك في حالة ازدياد حالة الطفل سوءاً عند الطفل ،فإنه يجب مراجعة أهل االختصاص ومعالجي
النطق من األطباء.
ممنوع عمل هذه االشياء لتربية االبناء هناك بعض النقاط فى التربية يجب علينا ان نعلمها ونلتزم بها فى تربية االطفال دون
سن السادسة i...وهى
.1عدم لطم وجه الطفل فى هذه المرحلة بتاتا ،فهذا يسبب له جبن وشخصية ضعيفة فى المستقبل ..وينشأ أنسان جبانا ..يخاف
من أى انسان يلوح بيده فى وجهه.
.2عدم الصياح أى التحدث بصوت مرتفع جدا فى وجوههم ..بمجرد فعل اى شىء خاطىء من وجهة نظر الوالدين i...
فهذا االسلوب يجعل الطفل ..يتبع نفس االسلوب فى التعبير عن آرائه.
.3عدم التعصب أمام االطفال ...فى أى موقف ..وعدم تكسير اى شىء بعصبيه بحجة االنفعال ..فهذا السلوك أيضا ينتقل الى
الطفل ..ويشعر ان تكسير االشياء فى االنفعال ..هو السبيل لهدوء االعصاب.
.4عدم تدخين االب او االم ...أمام االطفال i...وهذا بصرف النظر عن البيئة غير الصحية ..فان الطفل يبدأ فى وضع اى شىء
بفمه ..لتقليد الوالدين فى التدخين i...
.5عدم الظهور بدون مالبس امام االطفال عرايا ،حيث يعتقد كثير من االباء واالمهات ان االطفال فى هذا السن ال ينتبهون الى
مثل هذه االمور ..ولكنى أوكد ان االطفال من عمر سنه ونصف ينتبهون لكل شىء ويحفر بذاكرتهم ...
.6حذارى جدا من ان يرى الطفل والديه فى اوضاع جماع ....فان هذا الوضع لن يذهب من ذهن االطفال ..وهذا يحدث
لالطفال فى عمر الرضاعة حيث يكون الطفل فى غرفة الوالدين i...ويعتقد الوالدين ان الطفل نائم.
وفى بعض االوقات يكون الطفل مستيقظ ويعتقد االباء ان الطفل ال ينتبه لهم ...لكنه عندما يكبر بعض الشىء يبدأ فى تقليد هذه
الحركات ...ويسبب مواقف محرجة جدا لوالديه ...امام الناس i...
.7ال يرى االطفال فى هذه المرحلة الوالدين وهم يتشاجرون فهذا يؤدى الى أنكسار االحساس االمنى لديه ..حيث يرى ان
احب الناس الى قلبه ..وهو يعانى ويبكى ..فيشعر بالكره لوالده مما سببه لوالدته i...
.8يجب ان تعهد بطفلك فى عمر السنتين ونصف الى من يحفظه القرآن i....فهو قادر على حفظ كميه كبيرة جدا فى هذا
السن..وبدال من توجيه هذه الذاكرة الى حفظ االغانى ..نوجهها لحفظ القرأن ...ففى سن السادسة والخامسة يستطيع الطفل
حفظ اكثر من صفحة من القران بعد قرائتها لمرتين او ثالثة ...
.9عدم إستخدام اسلوب التحقيق في التعامل مع الطفل حيث ان هذا االسلوب يوحي للطفل بأنه مصدر شك دائماً.
.10عدم تكرار طرح االسئلة على الطفل مما يزرع في الطفل عدم األهلية.
64
.11الطفل فى هذه المرحلة يجب االهتمام بتنمية الذاكرة عنده ...وهذا بالطلب منه ان يحكى قصة قد سبق واستمع لها ....
.12ال يجب اجهاد عضلة الكتابة فى اليد قبل 5سنوات وهذا هو السن الذى تكتمل فيه نموها ..أى ال يستعجل الوالدين الطفل
فى الكتابة قبل اكتمال هذه العضالت ..حتى ال تجهد ولكن يسمح للطفل بالتلوين والشخبطة والرسم ...ولكن ال يمكنه التحكم فى
الخطوط واظهارها بمظهر المبدعين حيث انه لن يستطيع التحكم بعدi...
.13البد من اعطاء الطفل فرصه ليجرب ان يأكل بنفسه حتى لو احدث مشاكل فى المرات االولى ولكن بتوجيهات بسيطة بدون
انفعال وبتوفير االدوات التى ال تكسر وعوامل االمان له ...
.14ال ننسى العادات الصحية السليمة منها غسيل االسنان ..االكل باليد اليمنى ...االهتمام بشعرها والعناية به ...االفطار
ضرورى جدا ان يعتاد عليه االطفال ....غسيل اليدين قبل االكل ...وهذا الى جانب عادات النظام مثل االهتمام بالمالبس
وتنظيمها ..المكتب وتنظيمه ..السرير وتنظيمه i...الخ
. .15اكساب االطفال طرق التعامل مع اقرانهم سواء فى االسرة او الحضانه i...وهذا موضوع كبير بعض اشىء ....المهم به
هو تعويد الطفل على الكرم مع اقرانه وعدم استعمال اسلوب الضرب كاسلوب للتفاهم بينهم i...
.16الحرص على الحكايات قبل النوم i...وتختار بعناية باللغة ويستبعد القصص التى تعتمد على الثعلب المكار ..ومايفعله
..الن هذا يسبب خوف لالطفال من البيئة المحيطة ..بل يجب ان تكون القصص مغزاها حب الناس للناس ومساعدتهم ..والرفق
بالحيوان ..والطاعة هلل ..والتعريف باالنبياء والصحابة ...الخ
.17يعطى الطفل ..فرصة لتكوين شخصيته ...فى iبعض االمور ...مثل شراء بعض ما يختار من احتياجاته من المالبس ..او
الحلوى ...وهذا تحت أشراف الوالدين ....
كما يكون شخصيته ايضا عند اصطحاب والديه له فى زياراتهم لالقارب i....واعطاءه فرصه للتحدث وعدم الحجر على
تصرفاته ..بل توجيهه بمفرده بدون تعنيفه
تأثير األم أقوى :وتؤكد "غادة الشامان" أخصائية اجتماعية على العالقة الوطيدة بين عصبية األم وتأثيرها السلبي على األبناء،
ففي دراسة أمريكية أثبتت أن هناك عالقة قطعية بين الطفل المشاغب وكثير الحركة ،وبين األم العصبية دائمة الصراخ والتهديد
والغضب ،وأكدت الدراسة أن تأثير غضب األم أقوى من تأثير غضب األب على تكوين شخصية الطفل ،وأن الصغير ال يعرف
كيف يوجه طاقته للوصول لهدف معين سوى اللعب والعراك الدائم مع إخوته ومن حوله ،فالطفل أكبر مقلد لوالدته سواء
بالعصبية أو باأللفاظ ،فلديه قدرة عجيبة على سرعة التقاط الكلمات وتخزينها وقت الضرورة ،ناصحةً كل أم أن ال تتوقع الكمال
في تصرفات أبنائها ،ألنها إن توقعت ذلك فستكون تصرفاتهم مصدر إزعاج لها ،وعليها أن تتذكر جيداً أن غضبها سيزيد من
عنادهم ،ولن ينفع أو يفلح في تصحيح أخطائهم أو توجيههم ،بل على العكس سيزيدهم إصراراً على ما هم عليه من خطأ ،لذا
حاولي إن لم تتمالكي أعصابك ،أن تؤجلي أو تشغلي نفسك بأي عمل آخر ،وأنت تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه ،فهذا التأجيل
يمنحك فرصة إلطفاء ثورة الغضب في نفسك.
كوني مرنة :وتضيف "غادة الشامان" أن ضغوطات الحياة المتراكمة لها تأثير كبير على سلوكيات األم واألب ،من حيث التوتر
والعصبية بما ينعكس في النهاية على العالقة بين الوالدين واألبناء ،حيث ينعدم التواصل السليم والحوار البناء بينهم ،خاصةً لمن
هم في فترة المراهقة ،لذلك تعلمي فن االسترخاء ،وعدم الضغط على النفس ،بحيث تكوني مرنة أكثر في الحديث مع أبنائك
وبناتك خاصة المراهقات ،ويمكنك أيضاً تعلم فن الحوار الناجح ،فمع التكرار يمكنك إيجاد بيئة هادئة لنقاش مثمر" ،إنما العلم
بالتعلم وإ نما الحلم بالتحلم" ،واألهم من ذلك كله االستعاذة باهلل من الشيطان الرجيم دائماً ،وأنت تشاهدين من أبنائك ما يثير
غضبك ،ويستحسن لو تتوضئين مع أهمية المحافظة على الورد اليومي من أذكار الصباح والمساء ،فهي تبث الراحة النفسية،
الفتةً إلى ضرورة أخذ األمور ببساطة ،وأعلمي أن من يعقد المسائل ويعطيها أكبر من حجمها هو الخاسر دائماً ،كما أن العصبية
65
والقلق الدائمين يؤديان إلى أمراض القلق والضغط ،ويؤثران على الحيوية والنشاط واإلقبال على الحياة ،ويجعالن منك وحشاً ال
يستطيع التفكير وال النجاح.
لإلعالم دور كبير في تكوين شخصية الطفل والتأثير عليه سلباً أو إيجابا ًفي عصر المعلومات وانتشار األطباق الفضائية وذيوع
ثقافة الصورة ,والشك أن الطفل أسبق من غيره في التعرف وحب االستطالع كما أثبتت ذلك كثير من الدراسات العلمية وذلك
لرغبته في أن يكون له صورة مختلفة عن البيئة التي يعيش بداخلها والعالم الذي هو في محيطه.
ولهذه القوة الجامحة المسلّطة من اإلعالم على الطفل ولرغبة الطفل للتعرف واالطالع تكونت عالقة وثيقة بين أطفالنا وشاشة
التلفاز والتي تعد من أهم وأبرز مخرجات اإلعالم الخطيرة ,وهذه العالقة وان كان في تكوينها فائدة كبيرة بالنسبة لإلعالم من
جهة المورد المالي ,ونشر األفكار والرؤى والتي يتأثر بها فكر المشاهد ,وفائدة هي األقل واألقل جداً للطفل وتكمن في نضوج
فكرة وتنوع ثقافته وتعريفه على عالمه الخارجي .
إال أن الضرر الناتج منها على الطفل كبير جداً وتزداد مساحة ذلك الضرر بازدياد التوسع اإلعالمي الرهيب وتنوع البرامج
الخاصة لألطفال ,وقدرة أصحاب تلك البرامج في الخروج بأعمال إبداعية تسحر الباب األطفال ,وتجذب أفئدتهم وتشدهم
للمشاهدة ساعات طويلة بدون ملل أو انقطاع ,وتتنوع أضرار شاشة التلفاز وتبعاته السلبية وآثاره الهدامة على أطفالنا بتنوع
اهتمامات األطفال ووضعهم األسري واالجتماعي والصحي وسأذكر منها ما يلي:
أوال :ضياع الوقت وإ هداره فيما ال ينفع :إنما يعرض عل شاشة التلفاز من برامج األطفال وما يصاحبها من إغراءات
ومغامرات وقصص الخيال وغيرها من ما يسحر عقل الطفل ونظره قد نجحت في سلب كثير من أوقات األطفال خاصة في تلك
السنين األولى التي ينضج فيها عقل الطفل وينمو ,دراسة امريكيه تقول إن الطفل يشاهد التلفاز بمعدل 23ساعة في األسبوع
الواحد ,وفي دراسة مصرية وجدت إن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفاز بمعدل 28ساعة في األسبوع الواحد ,وسواء
صدقت تلك اإلحصائيات أم كان فيها نوعاً من المبالغة إال إن المهم هو إن شاشة التلفاز فعالً أخذت من أوقات أطفالنا الشيء
الكثير وأصبحوا اسري لما يبث من مشاهد وبرامج على تلك الشاشة الجذابة ,وصار ذلك الوقت مما يحسب سلباً على صحتهم
وفكرهم وحياتهم بشكل عام ,ونحن بذلك الوضع نشارك في إيقاع الظلم على أطفالنا وأوقاتهم الثمينة خاصة ونحن نعلم عن قيمة
الوقت ,وحرص شريعتنا الغراء على االهتمام به ,وأن المؤمن مسئول أمام اهلل عنه ومجازاً به ,فكيف اذاً نربي أطفالنا على
هذه القيمة الهدامة وهي " ضياع األوقات فيما ال ينفع" ونحن نعلم إن أمامهم مستقبل يريد منهم جل أوقاتهم ,وأمة ترقب من
يتواصل مع منجزاتها ومشاريعها البناءة وقد قيل " :إن األفضل بناء الطفل بدالً من إصالح إنسان".
ثانياً :نشوء األمراض النفسية والجسدية :إن مواجهة الطفل لشاشة التلفاز ألوقات طويلة يعرضه ألمراض نفسية وجسدية
متعددة ,وتختلف هذه األمراض باختالف مدة مكوث الطفل أمام الشاشة وقربه وبعده منها ,وتأثره لما يعرض فيها من عدمه
ومن تلك األمراض حصول القلق واالكتئاب والشيخوخة الكبيرة والتي تنتج من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من
شاشة التلفاز إضافة إلى ما يحصل من أضرار جسمية كزيادة الوزن وترهل العضالت وآالم المفاصل والظهر واني أعجب من
إهمال كثير من اآلباء واألمهات ألبنائهم بجعلهم أسرى لذلك الوحش الذي يأكل من أجسامهم ليل نهار وذلك بجلوسهم الطويل
والممل أمام تلك الشاشة الجذابة .
ثالثا ً :زيادة معدل الخوف :وذلك نظراً لزيادة المشاهد المرعبة على شاشة التلفاز(دماء -جرحى – قتلى – أسلحة -حيوانات
مفترسة – أشباح ....الخ) وكل ذلك يولد لدى الطفل شعور بالخوف المتكرر والدائم أحيانا وينزع منه األمان الذي يستحق أن
يتمتع به ,بل هو حق واضح على الوالدين خاصة والمجتمع بشكل عام أن يمنحوه أطفالهم ,ومكوث الطفل أمام هذه الشاشة
66
باستمرار يجعله ُيؤمن بطبيعتها وإ نها حتمية الحصول فتؤثر على مسيرته المستقبلية وشخصيته القادمة األمر الذي يصاب من
خالل ذلك الشعور باالزدواجية في الشخصية والعقد النفسية المتكررة وهي تنمي فيهم أيضا الصفات السلبية كالحقد والكراهية
وحب االنتقام.
تكون له
رابعاً :فقدان الثقة لدى الطفل :إن الطفل وهو يشاهد تلك األفالم التي أخذت طابع العنف واالستبداد والقتل والخيانة ّ
نظرة سلبية تجاه أسرته ومجتمعه مما يؤدي إلى نزع كل أواصرالثقة وحبال الظن الحسن مع الجميع ويبدأ يتلبس بلباس الشك
معهم وهذا يعني أيضا أن كراهيته لكل ما حوله قد تتكون من خالل ذلك الشك والظن السيئ بأفراد مجتمعه ,وقد يتسبب الوالدين
في حصول ذلك الشعور السيئ وهما بذلك يناقضان أهم أعمالهم الموكولة إليهم تجاه التربية أال وهو بناء الثقة في نفوس أطفالهم
وإ شعارهم بأهميتهم ,وإ بعادهم عن أجواء الشك وإ ساءة الظن .
خامسا ً :من اآلثار السلبية لشاشة التلفاز على أطفالنا تبلد مشاعر الطفل وعدم مباالته لكل من حوله وعدم االكتراث بكل ما يقدم
له من أهله أو اقرأنه ودوام إحساسه بعدم أهمية ما ُيفعل ألجله أو ما يواجهه في حياته.
إن ما يراه الطفل من صور ومشاهد على شاشة التلفاز تساعد على جذب كل حواسه وآلياته ساعات طويلة وعلى فترات مختلفة
ومن صور ذلك التبلد وعدم المباالة عدم سماعه لمناداة والديه له وعدم أحساسة بكل ما يقع حوله أو يتحرك ,إضافة إلى عدم
اهتمامه بأدواته وأغراضه الشخصية وعدم ترتيبه لها ,وفوضويته في حياته.
سادسا ً :اإلقدام على تناول التدخين أو المخدرات أو السموم :في كثير من المشاهد التي تعرض ولألسف الشديد تظهر التدخين
على انه حل سريع ومهم للقضاء على المشاكل النفسية والهموم االجتماعية وهناك أيضا من المشاهد ما يعرض المخدرات
أن من يتناولها يعيش في عالم آخر سعيد وكل
بأنواعها وكيفية بيعها وشراءها وترويجها ,وأيضا كيفية تعاطيها وما يصور من ّ
تلك المشاهد يتقبلها عقل ذلك الطفل بدون وعي مسبق أو حصانة قبلية أو حتى تحذير أو تعليم من الوالدين يوازي ما يراه الطفل
من تلك المشاهد فيحصل ما ال ُيحمد عقباه وقد يصبح ذلك الطفل أسيراً للمخدرات والسموم ,وقد أثبتت الدراسات أن من أهم
طرق االنحراف لدى الفتين والفتيات في طريق المخدرات هو شاشة التلفاز وما يعرض فيها.
سابعاً :التسبب في إيجاد فجوة كبيرة بين الوالدين والطفل :إذ أن تأثير شاشة التلفاز على وقت الطفل المشاهد يكمن في بقائه
لفترات طويلة أمامها األمر الذي يجعل مشاكسات الطفل وعبثه في حياته وأثاث المنزل تقل بنسبة كبيرة وهذا مما يريح الوالدين
وخاصة األم في مسألة المتابعة في المنزل والتنظيف إال إن هذا يسبب الكثير من المشاكل بين الوالدين وطفليهما كعدم اهتمام كال
الطرفين باآلخر وعدم فهم نفسية الوالدين لطفلهما وقلة الوعي والحصانة التربوية من الوالدين للطفل وهذا كله يزيد من مساحة
البعد بينهما.
ثامناً :ومن آثار شاشة التلفاز السلبية على الطفل إثارة الغرائز لديه مبكراً :وهذا سببه مما يعرض في أفالم الرسوم المتحركة
من قصص العشق والغرام ودفاع البطل عن حبيبته في أفالم االكشن واللباس الفاضح وصور الضم والقبالت بين عناصر الفلم
ذكوراً وإ ناثا وكل تلك الصور والمشاهد يتشبع بها عقل الطفل ويبدأ في تقليد ما يرى مع إخوانه وأخواته في المنزل أو في لباسه
وتصرفاته ومعامالته وهذا ينشئ خطراً عظيماً على ناشئة األمة وذلك بعنايتهم بكل هم سافل أو أمر منحط حتى ال تجد من بينهم
(إال من رحم ربي) من يسمو بنظرته أو يرقى باهتمامه.
تاسعاً :ومن االثار أيضا إفساد اللغة العربية لدى األطفال :إن ما يعرض من صور ومشاهد على شاشة التلفاز يصحب دائماً
بلغة هشة إما أن تكون لهجة بلد معين ليست حتى بلهجة بلد ذلك الطفل ,أو عربية مكسورة في األداء والقول ,ومن المؤسف أن
تجد اهتمامات منتجي تلك األقالم باللغات المحلية والدارجة على ألسن الناس وتغافلهم عن اللغة العربية الفصحى ,وهذا مما
يؤدي أيضا إلى انحراف لسان الطفل إضافة إلى انحراف فكرة وتوجهه واهتماماته .
عاشراً :ومن اآلثار أيضا أن يتربى الطفل على العادات السيئة ,واألنماط المشينة واألخالق المنحطة :من خالل متابعته الدائمة
67
لشاشة التلفاز ومن تلك العادات واألنماط السهر على المعاصي واآلثام ,وعشق الفنانين والفنانات ,والتعلق السيئ باألفكار
الهدامة ,وتتبع العناوين المغرضة والتي يدعو أكثرها إلى التفسخ من الدين وضرورة االنحالل من تعاليمه وعقائده فينشأ الطفل
على تربية مهزوزة ومزدوجة تكون آثارها وخيمة على الطفل وعلى أسرته ومجتمعه.
الحادي عشر :حب الطفل ألدوار الخطر وعشقه لروح المغامرة :وتنتج تلك المشاعر مما يراه من مشاهد متعددة تحكي
قصص الجواسيس ورجال المخابرات والشرطة واألفالم البوليسية المختلفة ,فيبدأ الطفل بتكرار ما يشاهده وفعله على ارض
سواء كان ذلك الخطر موتاً أو
ً الواقع بدون تفكر في التبعات وعواقب األمور مما يؤدي ذلك كله إلى خطر عظيم قد يؤدي بالطفل
إصابة بليغة أو أضراراً باآلخرين وممتلكاتهم وهذا ما نعانيه اآلن من شباب األمة وواقعهم المتمثل في قصص التفحيط والغرام
المتبادل وسرقة المنازل وحوادث القتل...الخ iتلك المناظر المؤثرة.
الثاني عشر :ومن اآلثار أيضا تجميد عقل الطفل عن التفكير واإلبداع ,وتعطيل خياله عن االختالط وحب االستطالع .
ذلك أن من المعلوم لدى أهل التربية هو أن عقل الطفل باستطاعته أن يبدع ويفكر وينتج أيضا لصفائه من المدخالت السلبية
واألفكار المنحرفة ,وما يعرض على شاشة التلفاز وخاصة للطفل بكل األفالم الكرتونية التي ترسل رسائل سلبية لعقل الطفل
المتمكنة في أن الخيال له حدود ,وان االختراع ال يستطيعه إال القليل ,وان العمل صعب ومكلف ,وان نتاجه قليل ,وكذلك تلك
المشاهد التي تبرز الغباء وتحسنه لهم بصور طريفة ومضحكة فيتربى عقل ذلك الطفل على ما يستقبل من رسائل غاية في
الخطورة ,وهو بذلك يصبح طفالً غير منتج وليس له القدر ة في أن يفكر أو يبدع .
الثالث عشر :حرمان الطفل من اللعب :وذلك نتيجة ضياع وقته كله أمام شاشة التلفاز ,وهذا يؤدي إلى ضيق صدر الطفل
وكرهه ألصدقائه ورفضه لهم المشاركة في اللعب معهم ,وحب االنطواء والعزلة ,وسعيه وراء كل ما يبعث للراحة والدعة ,
وحبه للكسل والخمول ونبذه للعمل والسعي والحركة .
الرابع عشر :صعوبة تعامله مع التجارب واألحداث التي تواجهه في حياته :وينتج عن ذلك عدم قدرته للمواجهة مع اآلخرين
وانعدام قدرته على حل المشاكل الحياتية التي تواجهه بين الفينة واألخرى وذلك كله بسبب ركونه إلى المشاهدات التلفزيونية
والتي بعثت فيه األمراض المتعددة والمختلفة الصحية منها والنفسية واالجتماعية وغيرها.
68