Professional Documents
Culture Documents
عبد الفتاح الزين
عبد الفتاح الزين
المعهد الجامعي للبحث العلمي /جامعة محمد الخامس السويسي – الرباط (المغرب)
Email: abdelfattahezzine@hotmail.com
1. تأسست هذه المجموعة في إطار اتفاقية بين المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط واليونسيف (مكتب
المغرب) لتكوين وتحسيس طلبة المدرسة بحقوق الطفل في المجال المعماري وللدفاع عن حقوق الطفل في
مجموعة «األوساط الحضرية بل واعتباره معيارا في صياغة التخطيطات الحضرية .وقد كان اسمها األول هو
الدراسات واألبحاث حول الطفل والمدينة » وتم استبدال المدينة بفضاءات الحياة ليشمل عمل المجموعة المجال
.القروي والبادية عموما
ملخص البحث
تتناول هذه الدراسة أهمية استثمار الوقت الحر في إطار محاربة التسرب المدرسي انطالقا من خبرة تمت حول تجربة أندية
األطفال المنضوية تحت لواء العصبة المغربية لحماية الطفولة بالمغرب لحساب اليونسيف ،كما تتضمن مقترحات عملية
لتعميم هذه التجربة في العالم العربي واالستفادة منها بعد أن تقدم الخالصات واالستنتاجات المرتبطة باالهتمام بتدبير
ميزانية الوقت الحر لدى الطفل والذي يعاني من وضعية تمدرس صعبة.
فبعد أن قمنا باستعراض الخبرة التي تم القيام بها والتعريف بتجربة أندية الطفل ،تطرقنا إلى التعريف بإشكالية الوقت الحر
التي الزالت في نظرنا لم تنل حظها من االهتمام في وسطنا العربي؛ حيث أوضحنا أهمية مساعدة الطفل في التحكم في
ميزانية وقته إلنجاح عملية تمدرسه ودور األسرة في ذلك من خالل بناء نموذجين من السيرورة المدرسية :سيرورة النجاح
الدراسي في مقابل سيرورة الفشل الدراسي .وقد بيننا كيف أن الكسل ليس مسألة شخصية تتعلق بالطفل-التلميذ بقدر ما هو
نتيجة فشل عملية تنشيئية للطفل ال تجعله قادرا على التحكم في ميزانية وقته وفهم التعارضات القائمة بين األزمنة
االجتماعية المختلفة :زمن التمدرس ،زمن الحياة األسرية ،زمن الترويح … والتوفق في عملية المالءمة بين هذه األزمنة
لصالح تمدرسه.
وانتهت الدراسة إلى اقتراح منهجية لتعميم هذه التجربة واالستفادة منها من خالل تقديم بطاقة تقنية حول العمل الواجب القيام
به لمساعدة الطفل على النجاح في مشواره الدراسي ومحاربة الهدر/التسرب المدرسي وذلك من خالل إعمال حقوق الطفل
في التعامل مع األطفال المستفدين من خدمات هذه المؤسسة وتحسيس وتوعية المحيط االجتماعي واالقتصادي للمدرسة
بهذه الحقوق وأهميتها في عملية التنشئة االجتماعية عموما وإنجاح التمدرس خصوصا.
يتعلق األمر في هذه الورقة باالنطالق من دراسة تقييمية لتجربة أندية األطفال بالمغرب[ ]3بهدف « جعل هذه األندية
نموذجا للمؤسسة التي تشتغل ضمن مقاربة حقوقية »[ ]4خدمة لقضايا الطفولة عبر إعمال بنود اتفاقية حقوق الطفل؛ هذه
التجربة التي انطلقت في إطار اهتمام العصبة المغربية لحماية الطفولة بقضايا الطفولة وتطوير خدماتها لفائدة الطفولة
المحروم ة والتي تعيش أوضاعا اجتماعية صعبة أو ذات احتياجات خاصة إلى جانب أندية الطفل التابعة لوزارة الشبيبة
والرياضة؛ غير أننا في هذه الورقة سنقوم بتناول هذه التجربة ضمن إطار أشمل من أجل التنبيه على تطوير وتوسيع أدوار
المدرسة وتأهيلها ضمن محيطها االجتماعي واالقتصادي؛ خاصة وأن الظروف الراهنة التي يعيشها العالم العربي منذ
أحداث 11سبتمبر أصبحت تطرح تحديات أمامه؛ حيث أصبح إصالح التعليم يشكل أحد أوجه هذه التحديات .و في إطار
مناقشة هذه المسألة سنقوم هنا بدراسة إشكالية العالقة التنشيئية بين الوقت الحر والمدرسة من خالل االستفادة من تجربة
أندية األطفال ووظيفتها التربوية التي تتلخص في مساعدة هذه الفئة من األطفال على حسن استثمار وقتها الحر في مواجهة
التسرب أو الهدر المدرسي.
)1 :أهمية الوقت الحر وكيفية استغالله لتنشئة األطفال
من المفيد اإلشارة إلى أن مصير المدرسة مرتبط بالتغيرات المجتمعية وما تفرزه هذه األخيرة من عالقات تآثر بين العمل
والوقت الحر؛ غير أن الوقت الحر يوفر ظروفا أيسر إلمكانية االستمتاع والحميمية وتحقيق الذات بعيدا عن كل أنواع
اإلكراه وأشكاله .والمدرسة في الفضاء العربي (منطقة الشرق األوسط وإفريقيا الشمالية) باستدامتها ألنماط التربية والتعليم
المتقادمة والموروثة عن العصر الطباعي في وقت أصبحت فيه الصورة والمعلوميات تحتل كل ثنايا الحياة اليومية ،ما
زالت تقدم لألطفال والشباب تكوينا غير مؤه ٍل لسوق الشغل ولمتطلبات المقاولة الجديدة ،كما أنها بمضمون برامجها
وبيداغوجيتها ال تساعده على االستفادة الجيدة من األنشطة الترويحية التي بدأت تنافس المدرسة وتدخل في تعارض مع
أهدافها التربوية في غياب تأهيل عام للمؤسسات التنشيئية التي أفرزها المجتمع (األسرة ،الشارع ،دار الشباب ،األندية،
الجمعيات ،الخ.).
وتتمثل أهمية الوقت الحر من هذه الزاوية في أن هذا الوقت أصبح حقا من حقوق اإلنسان االجتماعية والسياسية والثقافية
واالقتصادية:
أ -من حيث أن لكل إنسان (بما فيه الطفل) الحق في وقت يستعمله بحسب رغبته الشخصية في تجديد طاقاته العقلية
والعضلية وتفريغ مختلف التوترات واإلكراهات التي تعترضه أثناء القيام بالواجبات والفروض التي يستوجب عليه القيام
بها خالل وقت عمله .وهذا الحق يختلف باختالف مراحل العمر ونوعية العمل .فاألطفال والشباب مثال خالل مرحلة
تمدرسهم يقدم لهم المجتمع ميزانية وقت حر أكبر تساعدهم على االندماج في الحياة المجتمعية؛ أما الراشدون فيحصلون
على تقاعد بعد فترة عمل تحددها قوانين الشغل الجاري بها العمل في البالد ،تشكل وقتا حرا مستحقا .وما بين مرحلتي
التمدرس والتقاعد هناك أوقات حرة يومية وأسبوعية وسنوية تقننها أنظمة الشغل في كل بلد.
ويختلف هذا الحق باختالف النظام المجتمعي لكل بلد؛ حيث تشكل األعياد والمناسبات الطقوسية في بعض البلدان ب-
إلى جانب المناسبات الوطنية فرصا للتعطل عن العمل .بينما ال تعترف بعض األنظمة إال بالمناسبات الوطنية وأخرى مدنية
… حسب النظام السوسيوسياسي الذي تقوم عليه الدولة.
ج -وعلى مستوى الممارسات الثقافية يشكل الوقت الحر بأنشطته مؤشرا من مؤشرات التنمية الثقافية وممارسة الحقوق
الثقافية؛ حيث ال يقاس مستوى التنمية في المجتمع بمدى تواجد البنيات والتجهيزات األساسية وجودة الخدمات الترويحية
وتنوعها فقط بل أيضا بمدى الولوج إلى هذه الخدمات ودمقرطة استهالكها واستجابتها لرغبات وانتظارات وحاجيات
المواطنين على اختالف أعمارهم وجنسهم وثقافتهم ومستواهم التعليمي والسوسيواقتصادي.
د -وتشكل أنشطة الوقت الحر فرصة لالستهالك والمساهمة في الرواج االقتصادي عبر خلق مناصب شغل (المنشطون،
الفنانون ،العاملون في مجال الخدمات بالمقاهي واألندية والمكتبات وصاالت العرض بمختلف أنواعها والمرافق
السياحية…) إضافة إلى خلق أذواق استهالكية وأنماط عيش وأساليب حياة تشكل مؤشرا من مؤشرات الرفاه االجتماعي
وتساهم في تقوية الروابط االجتماعية وهيكلة البناء االجتماعي.
ولهذا أصبحت كل الدول والمجتمعات مطالبة ببلورة سياسة ترويحية تشكل ركنا من أركان سياسة البالد من جهة ،كما أن
قطاع الوقت الحر أصبح قطاعا وظيفيا سواء من حيث دوره المتعاظم في االقتصاد الوطني أو من حيث توظيفه في تنشئة
مواطنة تشكل الطفولة أهم المعنيين بها من جهة أخرى.
وقد خضع الوقت الحر[ ]5لتطورات مهمة من حيث طبيعته موازاة مع التحوالت المجتمعية؛ ذلك أن الحضارة المعاصرة
أصبحت حضارة تقوم على الترفيه إال أن األنشطة الترفيهية التي عادة ما تعتبر أنشطة ثانوية بدأت تفسح المجال أمام أنشطة
يصعب اعتبارها ترفيها مثل األشغال اليدوية والترميم والتكوين الذاتي والسياحة … وهكذا بدأ المرور من منطق النشاط
إلى المنطق الزمني الذي أخذ صفة الوقت الحر مقابل وقت العمل .إن ظهور الوقت الحر ،والذي ينعت غالبا بوقت فراغ في
فضائنا العربي(ويرد استعماله غالبا بصيغة الجمع :أوقات الفراغ) ،يعتبر مكسبا حضاريا من مكتسبات الثورة الصناعية.
غير أن الخلط الحاصل بين وقت ربحه األجير بفضل بيعه لطاقته العضلية و/أو الفكرية من خالل وضع وقته رهن
المؤسسة حسب قوانين الشغل الجاري بها العمل وبين وقت دون نشاط (حالة البطالة مثال) ينم عن أزمة في تمثل الوقت إذ
أن تمثل الوقت ال ينفصل عن النظام االجتماعي وال عن النظام الذهني (أو ما يسمى بالذهنية) .صحيح أن الثقافة العربية
اإلسالمية تشجع على اإلقبال على متع الحياة لكن باعتدال ،كما أنها متفائلة بالمستقبل .غير أننا نالحظ أن عددا من الحركات
االجتماعية ثقافية كانت أو غيرها تأخذ لبوسا دينيا تدعو إلى العودة إلى الماضي في إطار ردة أمام الحداثة .وهي أزمة يمكن
النظر إليها في إطار صعوبة ت َ َمث ّ ِل زمن مؤسس على الحداثة .إنها ليست فقط أزمة في اآلمال التي يمكن ارتسامها في
المستقبل ولكنها تبدو كأزمة في تصور فكرة المستقبل .ويتجلى ذلك في عدد من التصورات ذات الطبيعة المهدوية.
وقد غير الوقت الحر من طبيعة الممارسات الترفيهية وساعد على تنوعها[ .]6فبغض النظر عن وظائفه النفسية
واالجتماعية واالقتصادية ،فإن الوظيفة الثقافية تعتبر حاسمة بفعل تأثيرها في التشكل االجتماعي .وقد ظهرت في الفضاء
العربي مؤسسات جديدة تعود غالبيتها إلى المؤسسات التي ورثتها المجتمعات العربية عن المرحلة االستعمارية أو أدخلتها
الدولة في إطار لحاقها بركب الحضارة المعاصرة .كما ظهرت أنشطة جديدة مثل الرياضات على سبيل المثال ال الحصر
والتي دخلت إلى المجتمع العربي عن طريق الغرب من حيث أنظمة تدبيرها رغم ما يمكن أن يقال عن أصولها التاريخية
العربية أو المحلية .وقد بدأت الرياضة العربية – على سبيل المثال في مجال األنشطة الترويحية – تنتقل من طور الهواية
إلى طور االحتراف كما أصبح لها حضور مؤثر في المسابقات الدولية محققة إنجازات أدخلت المجتمع العربي إلى العالمية.
وهذا ما سمح ببروز فاعلين اجتماعيين جدد في صياغة الوجدان العربي .وقد أصبح الترفيه في هذا السياق ذا « قيمة
معرفية » ،كما أصبحت األنشطة الترويحية تقوم على المهننة واالختصاص إضافة إلى التحول الموازي الذي شهدته التربية
والتي أصبحت ضمنها أنشطة اللعب والترفيه أنشطة تعليمية أو شبه تعليمية ،وتقوم على تمثالت بيداغوجية مثلها في ذلك
مثل باقي عمليات التعلم األخرى ،وهذا ما جعل الدعاوى ترتفع إلعادة النظر في األدوار التقليدية للمؤسسة التعليمية وفي
ابتكار وسائل جديدة لتداول المعرفة والولوج إليها .يضاف إلى هذا أن أهم تحول فرضته العولمة هو نشوء « مجتمع
المعرفة » .مجتمع تقوم فيه السلطة على المعرفة باعتبار أن هذه السلطة المعرفية هي أرقى أشكال السلطة التي ابتكرها
اإلنسان عبر تاريخه الكوني ألنها سلطة تعيد إنتاج نفسها وتقوم على إعمال الفكر وعلى اإلبداع واالبتكار .فمع الثورة
المعلومياتية والتكنولوجية تسارعت وتيرة تدوال المعلومات وأصبحت الحدود مخترقة؛ حيث أن المشاهد العربي مثال قد
تحرر من صراعات األنظمة بفعل الفضائيات التي خلقت عالما عربيا افتراضيا .كما أن المواطن العربي الذي يعيش في
المهجر أصبح يرتب حياته الثقافية حسب إيقاع الفضائيات العربية التي يلتقطها ،مما سمح له بأنسنة معيشه اليومي وحرره
إلى حد ما من الهيمنة اإلعالمية للغرب .مقابل هذا الوضع نجد المواطن العربي يتملص من سلطة اإلعالم القطري ليختار
بكل حرية برامجه في فضائيات أخرى عربية و/أو أجنبية .هذا التنقل الحر للعيون العربية لم يرافقه تنقل حر للمواطن
العربي في فضائه الجيوثقافي ،فالحدود ما زالت قائمة ،والتبادالت ضعيفة ومتقلبة مقارنة مع العالقات مع الغرب .لقد اطلع
المشاهد العربي على تنوع وثراء الثقافة واإلبداع العربيين كما تقدمهما الفضائيات رغم ما يمكن أن يقال عن القنوات
القطرية الرسمية أو العمومية .غير أن هذا االنفتاح في المجال السمعي البصري الذي وفرته الثورة اإلعالمية والتكنولوجية
يبقى غير مكتمل ما دامت سوق اإلنتاجات العربية تخضع لمنطق الربح وتهيمن عليها إنتاجات تعمل على مناولة أو إشباع
نزوات المشاهد العربي األولية في غياب فضائيات للمعرفة والعلم إلى جانب انتشار األمية.
من خالل هذه األمثلة يمكن القول بأن الطلب على أنشطة الوقت الحر أصبح يشكل جزءا مهما من مؤشرات جودة الحياة.
وهذا يتطلب توسيع مفهوم السياسة الثقافية بعيدا عن هيمنة ثقافة رسمية ،ذلك أن توفير تجهيزات مهما كان مستواها من
مركبات ثقافية أو وسائل نشر المعارف والمعلومات من وسائط مختلفة ليست وحدها كفيلة بضمان ثقافة وتوفير جودة ،البد
من طرح السؤال فيما يتعلق بهذه السياسة الثقافية حول المضمون و »المادة الثقافية »التي تروجها هذه السياسة أو تشجعها
وتدعو لها أو تنشر من خالل هذه المؤسسات والتجهيزات والوسائط ،كما ال ننسى أن نطرح في هذا الصدد سؤال الكلفة-
المنفعة وكذا الكلفة-الجودة .وطرح هذه األسئلة مشروع على اعتبار أن المضمون (أو البضاعة الثقافية) المروج له ليس
محايدا وال جودة المؤسسات والتجهيزات والوسائط ضامنة وحدها لخلق وتكريس جودة ال تضمن أو توفر هذه السياسة
مقومات إنتاجها .فاألمر ال يتعلق ببساطة بتلبية رغبة الجمهور أو حرية التعبير … الخ فقط .هذا النوع من التوجهات في
وضع سياسة ثقافية نعتقد أن مدخله يقوم على توفير ما يمكن أن أسميه « بحالة جاذبية ثقافية » داخل المجتمع حتى ال تبقى
الثقافة أو تصبح تقليعة جوفاء سواء كترف أو كحق للمواطن فقط بل أن ينظر إليها كشرط للحياة على قدم المساواة مع حرية
االستثمار وأيضا الديموقراطية وذلك حتى ال يسقط المجتمع في سيرورة « الالتثقيف » أو التسطيح الثقافي .في هذا الصدد،
يمكن القول أن الديموقراطية الثقافية تقتضي إعادة االعتبار « للمادة الثقافية » بغض النظر عن العالمة وخارج نسق الهيمنة
على الحقل الثقافي بوسائل ليست من طينة الممارسة الثقافية .ويؤكد بورديو[ ]7على السحر الذي يمارسه اإلمضاء (أو
العالمة) والذي يقوم من خالله المتحكمون في الحقل بوضع مواد (أو خلقها) على اعتبار أنها راقية ،ذلك أنها ال تكتسي
قيمتها إال من العالمة أساسا.
فالدور التنشيئي ألنشطة الوقت الحر بالنسبة للطفل ( وللراشد أيضا ) يبرز من خالل خصائص هذه األنشطة الترويحية:
× خاصية التحرر :حيث يمنح الممارس حق اختيار نوع النشاط الذي يرغب فيه بشكل حر .فالممارس متحرر في
اختياراته من كل إكراه أو توجيه.
× خاصية الالنفعية :إذ يختار الممارس النشاط بغض النظر عن نفعيته ،بمعنى أن النفعية المباشرة ليست عامال رئيسيا
وأساسيا في اختيار النشاط الممارس.
خاصية المتعة :فعبرها يتم البحث عن تحقيق متعة من خالل ممارسة النشاط ،متعة مرغوبة و/أو منتظرة في حد ×
ذاتها.
× خاصية الشخصية :وتتمثل في أن الشخص يختار النشاط لتحقيق ذاته ويستمتع به كاختيار شخصي بعيدا عن أي
توجيه أو إكراه.
ومن منظور سوسيولوجيا الوقت الحر ،ال يمكن الحديث عن أنشطة وقت حر إذا لم تتوافر فيها هذه الخصائص مجتمعة وإال
فإن األمر قد يتعلق بشبه وقت حر أو وقت عمل إضافي .ونستنتج من هذا أن هذه األنشطة الترويحية هي جزء من وقت
الالعمل .ومن نافلة القول اإلشارة إلى أنها تحقق الوظائف التالية لدى ممارسها بشكل مندمج أو على شكل أسبقيات مختارة
دون أن تنتفي الوظائف األخرى التي تصبح ثانوية أو عرضية وغير مباشرة بحسب سلم األولويات:
وظائف سوسيونفسية :كاالسترخاء ،والترفيه والترويح ،وتنمية المهارات والقدرات وصقل المواهب … –
– وظائف اجتماعية :التنشئة ،تحقيق الذات وتجاوز الطاقات عبر التنفيس (حاالت الفوز ،محاكاة األبطال ،االنتماء
الرمزي من خالل ممارسة النشاط …).
الوظيفة العالجية :من خالل تفريغ التوترات وتجديد الطاقات النفسية والعضلية. –
وهناك وظيفة خارجية ألنشطة الترويح تتمثل في الوظيفة االقتصادية سواء من حيث كون هذه األنشطة مجال استثمار مهم
أو أيضا من حيث االستهالك عبر اإلقبال عليها؛ حيث أصبح يعبر عن الرياضة مثال بأنها مجال استثمار بامتياز تحولت
معه فرق كرة القدم إلى مقاوالت تتداول أسهمها في البورصة ناهيك عن سوق المعدات واللوازم الرياضية …
من خالل هذا االستعراض العام لطبيعة الوقت الحر وعالقته بوقت العمل[ ،]8وكذلك لدوره في العملية التنشيئية عبر
تحويل الفرد من كائن حي إلى كائن اجتماعي؛ نستطيع أن نقول بأن مسألة تعارض أنشطة الوقت الحر مع األنشطة
المدرسية ليست مسألة مطلقة وإنما هي ناتجة عن سوء توظيف لميزانية الوقت الحر وعن طبيعة األنشطة الترويحية
الممارسة والتي يقترحها المحيط السوسيوثقافي للمدرسة ناهيك عن انعدام آليات توافق وتكامل بين المؤسسات التنشيئية
والمدرسة وأطر كفيلة بابتكار هذه اآلليات وبلورة استراتيجيات تنشيطية تعمل على اندماج المدرسة في محيطها االجتماعي
والثقافي واالقتصادي.
في إطار اإلجابة عن هذه اإلشكالية الكبرى ،ظهرت بالمغرب أندية لألطفال إلى جانب مديرية األنشطة السوسيوتربوية
والثقافية التابعة لوزارة التربية الوطنية .ويوجد بهذه المديرية قسمان :قسم األنشطة السوسيوتربوية الذي يسهر على تسيير
جمعية التعاون المدرسي العاملة بالسلك األول من التعليم األساسي ،وقسم لألنشطة الثقافية ويقوم بتخطيط وبرمجة هذه
األنشطة في كل من السلك الثاني للتعليم األساسي وكذلك في التعليم الثانوي .ترى كيف كانت هذه التجربة الخاصة بأندية
األطفال ؟
كما سبقت اإلشارة في بداية هذه الورقة ،نجد أن أندية األطفال تنقسم إلى نوعين :نوع منها تحت وصاية وزارة الشبيبة
والرياضة ،ونوع ثان أنشأته العصبة المغربية لحماية الطفولة .فما الذي يميزهما ؟
لقد كان هذا النوع من أندية األطفال هو أول مؤسسة ظهرت في الفضاء المغربي ،وذلك في إطار تفعيل التوصيات المنبثقة
عن المناظرة الوطنية األولى لحقوق الطفل والتي انعقدت في بداية التسعينيات من القرن الماضي .وتم خلق هذه األندية
كمؤسسات تقوم بدور االستشارة والتوجيه التربوي وتأطير األطفال المهددين باالنحراف وتوجيههم باإلضافة إلى توفير
تكوين مهني لمن فشل منهم في مساره الدراسي كبديل لألوراش التقليدية وغير المهيكلة التي كانت تستغل فيها الطفولة
بأشكال مختلفة وتحت مسميات متنوعة .غير أن هذه المؤسسات بفعل النقص في التأطير والتجهيزات تحولت إلى صورة
مماثلة لدور الشباب؛ بل إن تواجد بعضها ضمن دور الشباب النعدام بناية مستقلة وخاصة بها جعلها مندمجة في دار الشباب
الشيء الذي أثر بشكل سلبي عليها وجعلها جزءا من دار الشباب .كما أن البعض منها لم يستطع استقطاب األطفال بفعل
تواجده في أحياء تتميز بصعوبة تأطيرها وعلى الخصوص من حيث التفاوت الحاصل بين ما تقدمه األسرة لطفلها وما
يقترحه النادي بالقياس مع واجبات االنخراط.
فالمهام الملقاة على عاتق هذه المؤسسة لم يواكبها توفير لألطر الكفأة وبالعدد الكافي من جهة كما أن عدم تحديد المهام
المنوطة بها بشكل كاف جعلها تعيد إنتاج نفس الخدمات التي تقدمها مؤسسات وبنيات استقبال أخرى (التكوين المهني
بمختلف أسالكه وتخصصاته ،جمعيات الطفولة الوطنية ،الخ ).وغالبا بكفاءة أقل .إضافة إلى أن البنايات التي كانت
تستضيف هذه المؤسسات لم تكن تتوافر فيها مواصفات مؤسسة خاصة بالطفولة سواء من حيث البناية كبناية أو من حيث
محيطها المباشر .ولعل تنوع جمهور المستفيدين منها سواء التالميذ المتمدرسين أو الذين انقطعوا عن الدراسة كان من بين
األسباب األخرى التي ساهمت في إبراز الصورة السلبية التي كونتها األسر عن هذه الفضاءات وفي سوء استجابة هذه
األخيرة النتظارات األطفال الذين أقبلوا عليها .فقد تحولت بسرعة إلى أماكن تجمع لمجموعات األقران دون أن تستطيع
النهوض بما كان منتظرا منها إال ما كان من بعض األنشطة الظرفية التي كانت تبرمج من حين آلخر وفي فترات متباعدة.
غير أنه منذ أن بدأ االهتمام في ظل التوجهات السياسية الجديدة وضمن برنامج « العطلة حق للجميع » والبرامج االجتماعية
األخرى الخاصة بالطفل بدأت هذه الفضاءات تشهد تحوال نوعيا من حيث تدبيرها والمهام المنتظرة منها.
أمام هذا الوضع الذي كان يتطلب تدخال إداريا وقانونيا سريعا لتصحيح األوضاع؛ جاءت ردة الفعل من المجتمع المدني
والذي اتسم بنوع من النجاعة والفعالية؛ حيث افتتحت العصبة المغربية لحماية الطفولة وبتعاون مع الوزارة الوصية أندية
لألطفال لكن ضمن توجه جديد[ ]9كان القصد منه التخفيف من الضغط على األندية الموجودة مع تغطية الفضاءات
الحضرية التي لم تكن تغطيها األندية التابعة للوزارة .كما أن هذه األندية التي استحدثتها العصبة كانت تعمل مع األطفال
المتمدرسين فقط والذين يعيشون باألحياء الهامشية أو ضمن أسر فقيرة ويعانون من صعوبة في التمدرس .وقد تم افتتاح
هذه األندية ضمن المراكز التي كانت تتوفر عليها العصبة وتقدم من خاللها خدماتها لألسر المعوزة .وهو ما جعل هذه
األندية تعرف إقباال بالنظر للعالقات التي كانت تربط األسر بهذه المراكز سواء عبر استفادتها من برامج التوعية األسرية
أو باقي الخدمات االجتماعية التي كانت تقدم للنساء واألمهات.
واجتهدت العصبة من خالل المساعدات التي حصلت عليها في تأثيث هذه الفضاءات بتجهيزات سوسيوثقافية سواء على
شكل أجهزة سمعية بصرية (تلفاز ،فيديو ،مذياع وآلة تسجيل …) أو مكتبة تحتوي على كتب ومجالت لألطفال وألعاب
العشرة المتنوعة … ناهيك عن توفير فضاء للعب وممارسة الرياضات المفضلة لألطفال من كرة قدم وكرة طائرة …
بخالصة كل ما يفتقده أبناء هذه األسر الفقيرة في فضائهم األسري ومحيط حيهم .وقد عملت هذه األندية ضمن استراتيجية
تهدف إلى دعم التمدرس والحد من التسرب المدرسي؛ حيث كان األطفال يقضون أوقات فراغهم باألندية بدل قضائها في
الشارع بعيدا عن مراقبة األسرة والتي كان فيها الوالدان غالبا ما يغادران البيت في الصباح الباكر للعمل طوال النهار في
أعمال مختلفة لضمان القوت اليومي ألطفالهم .ولهذا فإن األندية كانت تفتح أبوابها حوالي التاسعة صباحا إلى السادسة
مساء .ويقضي بها األطفال المسجلون بياض نهارهم .على أن هذه األندية ال تقدم وجبات تغذية إال أنها تقوم بمتابعة تمدرس
األطفال سواء من حيث التعاون مع إدارة المدرسة في تتبع الحياة والمسار الدراسيين للطفل وإخبار اآلباء بما يجعلهم
منخرطين بشكل مسؤول وواعٍ في تدبير تمدرس أطفالهم بشكل فعال .هذا ،باإلضافة إلى تنظيم اليوم الدراسي لألطفال
بحسب مستوياتهم التعليمية سواء من حيث المساندة في أداء الفروض والواجبات المدرسية أو تنظيم دروس للمراجعة
والدعم والتقوية في المواد التي يالحظ أنها تحتاج لذلك .ويتم هذا بحسب برنامج يومي تتخلله فترات أوقات حرة لألطفال
يقضونها في المعامل التربوية أو األناشيد ومختلف األنشطة الترويحية.
إال أنه ال بد من اإلشارة إلى أن هذه المجهودات ظلت تنوء تحت ضغط األعداد المتزايدة للمستفيدين والتي تجاوزت بسرعة
حجم التأطير حيث أن غالبية هذه األندية ال يعمل بها إال مؤطر واحد يقوم بالعمل اإلداري واإلشراف التربوي والتنشيط.
وهو ما دفع بالهيئة المدنية المشرفة عليها أن تقرر القيام بدراسة تقييمية للنهوض بأوضاع هذه األندية بعد تجربة عشر
سنوات من العمل ( أول ناد افتتحته العصبة المغربية لحماية الطفولة كان سنة 1993بمدينة العيون بالصحراء).
وقد تمت هذه الدراسة التقييمية بشراكة بين العصبة ومنظمة اليونسيف[ ،]10وقد جاءت في إطار ظرفية اتسمت بصدور
الميثاق الوطني للتربية والتكوين[ ،]11وانخرطت في سياق التقرير الوطني حول الطفولة 2001الذي تم إعداده للمؤتمر
العالم ي لألطفال .كما أن هذه الدراسة كانت إعماال إلحدى توصيات التقرير األدبي الذي أعدته العصبة سنة 2000
لمؤتمرها الوطني.
وبالعودة للمرجع المذكور (الهامش رقم ،)2نشير إلى أن هذه الدراسة التقييمية اعتمدت منهجية بحث متكاملة قامت أساسا
على ثالث مبادئ أساسية:
توظيف مقاربة حقوقية تتوخى إعمال مضامين اتفاقية حقوق الطفل، Û
Ûاعتماد مقاربة تشاركية تأخذ بعين االعتبار انتظارات ومطالب مختلف أطراف العملية السوسيوتربوية مع إعطاء الطفل
الدور المحوري باعتباره المعني األول بهذه العملية.
Ûتبني مقاربة مقاِرنة تهدف إلى استشراف إمكانيات الشراكة والتشبيك بين مختلف الفاعلين في ميدان الطفولة سواء
كقطاع حكومي أو كمجتمع مدني أو كقطاع خاص.
وقد تمت بلورة هذه المنهجية عبر تقنيات بحث توخت جمع المعطيات الكفيلة بوضع تشخيص متوافق حوله بين مختلف
األطراف ( الطفل ،العصبة ،المدرسة ،األسرة ،الخ ).وموضوعي ،يجعلنا قادرين على تدعيم المكتسبات واقتراح بدائل
عملية لتجاوز السلبيات بحسب اإلمكانيات وفي إطار استراتيجية واضحة تبلور سلم األولويات .وتمثلت هذه التقنيات في:
– البحث الوثائقي :وشمل دراسة كل وثائق المؤسسات التنشيئية التي قمنا بحصرها سواء باإلدارات المركزية أو عند
الزيارة الميدانية لبعض األندية التي تم اختيار عينة تمثيلية منها .وهي على الخصوص :وثائق العصبة المتعلقة بأندية
الطفولة الموجودة تحت وصايتها ،وثائق قسم الطفولة بوزارة الشبيبة والرياضة المتعلقة باألندية الموجودة تحت وصايتها،
وثائق أقسام مديرية األنشطة السوسيوتربوية والثقافية التابعة لوزارة التربية الوطنية.
– االستمارة :والتي تم بناؤها ضمن جلسات تمت مع عينة من األندية خالل الزيارات الميدانية ،وقد وجهناها إلى كل
األندية التابعة للعصبة .وتضمنت جزءين :جزء خاص باإلدارة المسيرة للنادي والذي كان الهدف منه التعرف على وضعية
النادي وطرق تدبيره والجوانب اإليجابية أو السلبية التي يعرفها هذا التدبير … وجزء خاص بلجان األشبال باعتبارها هيئة
منتخبة من طرف األطفال تساهم في تدبير األنشطة والبرامج بالنادي وانصبت أسئلتها على التعرف عن نظرة األطفال
وانتظاراتهم لما يقدمه النادي من خدمات.
– المقابلة :وتوزعت بحسب نوعية المعنيين .حيث كانت هناك مقابالت جماعية شبه موجهة مع األطر المشرفة على
أندية األطفال التابعة للعصبة والتي ضمت المؤطرين وأعضاء المكتب المسير للجمعية؛ والتي كانت فرصة لبناء االستمارة
من جهة واالطالع على الوثائق المتعلقة بالنادي من جهة أخرى ،كما انصبت على تدبير النادي وعالقته بمحيطه التعليمي
والسوسيوتربوي واالجتماعي عموما وتقييم العمل الذي يقوم به النادي واستشراف مستقبل هذا العمل … كما كانت هناك
مقابالت جماعية موجهة وموضوعاتية مع أولياء وآباء وأمهات األطفال المستفيدين من خدمات النادي والتي تم العمل
ضمنها على مرحلتين :األولى همت طبيعة العالقة مع النادي من جهة والعصبة من جهة أخرى وتقييم خدمات النادي
المقدمة ألطفالهم ،أما الثانية فكانت على شكل ورشة استبداع كان الهدف منه اقتراح الحلول الكفيلة بالنهوض بوضع النادي
وتحسين خدماته والرفع من جودتها ال فيما يتعلق بما تطلبه األسر ولكن أيضا بما ينتظر منها كمساهمة فعلية في تنشيط حياة
النادي ودعم أنشطته بما يخدم دور األسرة التربوي ويساعد الطفل على التمتع بحقوقه.
– تقنية المجموعات البؤرية :خالل ورش التقييم النهائي للدراسة والذي انقسم على ثالث فترات :فترة المجموعة البؤرية
الخاصة باألطفال المستفيدين من خدمات النادي ،وفترة المجموعة البؤرية الخاصة بالمنشطين المشرفين على تأطير األندية
المنضوية تحت العصبة ،ثم فترة أخيرة ضمت األطفال إلى جانب المؤطرين .وقد شارك في هذه الورشة أطر الشبيبة
والرياضة وأطر وزارة التربية الوطنية .ولئن انصبت أعمال الفترة األولى والثانية على المصادقة على نتائج الدراسة وبناء
تصور لما يجب أن يكون عليه « ناد جدير بالطفل » فإن الفترة الثالثة هدفت إلى بلورة معايير جودة نموذجية خاصة بنادي
األطفال والتي يجب أن تكون متضمنة ضمن دفتر تحمالت يقوم عليه مشروع المؤسسة كتعاقد بين مختلف األطراف العاملة
في ميدان الطفولة.
لقد تم التوليف بين مختلف هذه التقنيات بحسب المراحل التي مرت منها الدراسة والتي انقسمت إلى ثالث مراحل كبرى:
مرحلة جمع المعطيات والدراسة الوثائقية وفيها تم بناء مدونة البحث وحصر العينة التمثيلية واختيار المؤسسات
.التنشيطية المحيطية
.مرحلة العمل الميداني والتي تم خاللها القيام بالزيارات الميدانية وإنجاز االستمارة والمقابالت
مرحلة المصادقة على الدراسة التقييمية والتي كانت على شكل ورشة عمل دامت يومين تم خاللها تقديم نتائج
الدراسة والمصادقة عليها من خالل اعتماد تقنية المجموعة البؤرية خاصة فيما يتعلق ببناء معايير الجودة الخاصة
بالنادي الجدير بالطفل وكذا البحث مع أطر النادي عن أوجه تطبيق تدبير تشاركي وتعاقدي للنادي سواء من خالل
.االحتضان أو االنفتاح على المحيط السوسيوثقافي للنادي
وقد أفضت الدراسة التقييمية إلى تبيان الدور الذي قامت به هذه األندية رغم قلة اإلمكانيات وضعف التأطير بصفة عامة؛
حيث نجحت في مساعدة عدد كبير من األطفال المنخرطين فيها على تدبير تمدرسهم بشكل مقبول وتذليل العوائق التربوية
والبيداغوجية التي تعترض هذه الفئة من األطفال والتي تتسم وضعيتها األسرية واالجتماعية بالهشاشة .كما أنها ساهمت في
تمتين العالقات التربوية بين المدرسة واألسرة من خالل تتبع تمدرس هؤالء األطفال ومساعدة أوليا وآباء هؤالء األطفال
في توفير مناخ أسري يساعد على التقليل من التسرب الدراسي عبر الحيلولة دون انقطاع األطفال عن متابعة دراستهم
وخروجهم المبكر للعمل وخاصة الفتيات .وش ّكل العمل من أجل االستثمار الجيد للوقت الحر لدى التالميذ من خالل
مساعدتهم على مراجعة دروسهم وإنجاز فروضهم وواجباتهم المدرسية كالحفظ والتمارين والعروض وغيرها محور اهتمام
نادي الطفل .ويشرف على كل هذا المنشط الذي كان ينتظر منه أن يلعب كال من دور المربي والمعلم والمنشط يساعده في
ذلك بحسب اجتهاده وابتكاره في مجال التدبير والتسيير رئيس مجموعة أو فرقة أو اختياره للنجباء من األطفال والذين
يتوسم فيهم قدرة على المسؤولية في مساعدته في مهامه .وكان يتم افتتاح كال من الحصتين الصباحية وما بعد الزوال بإنجاز
الفروض والواجبات المدرسية على أن األوقات المتبقية تخصص ألنشطة ترفيهية أو ترويحية حسب برنامج يضعه المنشط
وبحسب ما يتوافر لديه من وسائل وتجهيزات .ومع تقدم تجربة األندية التي كانت تدعمها منظمة اليونسيف ،تم تطعيم إدارة
النادي بلجنة األشبال :وهي لجنة من األطفال المرشحين التي ينتخبها المنخرطون في النادي ،ويراعى في ترشيحهم
االستقامة والمواظبة والنتائج الدراسية الحسنة .وكانت هذه اللجنة تعمل إلى جانب المنشط المسؤول على تدبير النادي
وأنشطته المبرمجة والسهر على إنجاز المهام داخل المجموعات التي هم مسؤولون عنها.
ورغم ذلك الحظنا من خالل الدراسة التقييمية أن الرفع من جودة الخدمات التي يقدمها النادي وتنويعها وتجديدها بالنظر إلى
المستجدات التربوية واألوراش االجتماعية التي انطلقت مع حكومة التناوب الديمقراطي .فالميثاق الوطني التربية والتكوين
(وخاصة ما تقدمه المواد التالية )131-119-66-65-63-61-41-40-19-13 :يفترض في النادي أن يشكل أداة تنشيئية
في تكامل مع باقي المؤسسات والبنيات .وعليه فإن هذه المواد تمنح الحق للعصبة من خالل أنديتها ببناء شراكة مع وزارة
التربية الوطنية من أجل دعم تعميم التمدرس ودعمه ومحاربة التسرب الدراسي؛ الشيء الذي يفرض على وزارة التربية
الوطنية مدها باألطر التربوية الكفيلة بالقيام بهذه المهام أو تقديم تكوين لألطر المتطوعة أو تلك التي يتم تشغيلها بشكل
عرضي ،كما أنها يمكن أن تساعدها إلى جانب وزارة الشبيبة والرياضة وفق بنود اتفاقية الشراكة أن تغطي كال أو جزءا
من رواتب المؤطرين العرضيين.
هذا على مستوى التأطير والخدمات؛ أما على مستوى منهجية التأطير فإن المنشطين بفعل وضعهم التطوعي ليست لديهم
الكفاءة البيداغوجية البتكار تقنيات تنشيطية في المجال التعليمي باإلضافة إلى الصعوبة التي كانوا يالقونها في تأطير
األشغال المدرسية؛ ذلك أن حصص الدعم المدرسي كانت تستنزف طاقات المنشطين وتأخذ حيزا كبيرا من الوقت الحر
للطفل لكثرة األطفال وتعدد المستويات التعليمية وتنوع المطالب والحاجيات وضعف التأطير؛ حيث أن هذه الحصص كانت
تعيد إنتاج اإلكراهات المدرسية .في حين ،أن األمر يتطلب تفكيك هذه اإلكراهات والعمل على تجاوزها من خالل مرافقة
الطفل في مراجعة دروسه ومساعدته على فهم ما صعب عليه بالفصل ،وذلك ضمن استراتيجية بيداغوجية بديلة للبيداغوجيا
المدرسية .وفي هذا الصدد ،يأتي التنشيط البيداغوجي من خالل تكسير وتيرة الدرس وإعادة بنائها حسب وتيرة
تنشيطية تهتم ضمن مقاربة التعلم التعاوني مثال ( باعتباره تعلما ذاتيا أو تعلما تحت المراقبة ) بتنظيم األطفال ضمن
مجموعات صغيرة ( متجانسة أو العكس) حيث تتمحور مجهوداتهم على تحقيق هدف مشترك ( فهـم الدرس أو إنجاز
جماعي لتمرين أو فرض …) .وتمكن هذه المنهجية من اكتساب مهارات معرفية واجتماعية فطرية على اعتبار أنه ليس
هناك كسول في الطبيعة ولكن الكسل وضعية تنتج عن سيرورة تهميش وإقصاء وعدم توافق وصعوبة اندماج .وتهدف هذه
الطرائق التنشيطية إلى مساعدة التالميذ الذين يعيشون وضعية فشل دراسي من وجود مكان لهم بين أقرانهم في المدرسة،
كما أنها تمكن من هم في وضعية اضطراب سلوكي ألسباب ما من خلق حوافز اندماجية عبر إنجاز مهام ومشاريع تكوينية.
وقد نبهت الدراسة إلى أنه البد من النظر إلى وضعية التلمذة والتمدرس على أنها المهنة والتي يطلب من الطفل وفق معايير
محددة إنجازها ككائن اجتماعي له كينونته المستقلة .وككل المهن ،فإن كون الطفل تلميذا يتطلب النظر إليه ضمن منظور ما
أسميه « بالمواطنة المدرسية » والتي تقوم على:
أ) « مواطنة االنتماء » التي تحدد العالقات بين األفراد والمجموعات المرجعية (المدرسة ،األسرة ،جماعات األقران،
األندية ،الجمعيات ،الخ ).مع الظواهر المتداخلة التي تقتضيها هذه العالقة.
ب) « المواطنة التشاركية » التي يجب أن تمارس في الوسط المدرسي من طرف كل األطراف (التالميذ ،الجهاز
التعليمي ،اإلدارة ،جمعية آباء وأولياء التالميذ ،الخ.).
أي أنه يجب أن ال ينحصر إعمال حقوق الطفل في تدبير النادي فحسب بل من الضروري أن يمتد إشعاع ذلك إلى المحيط
التربوي واالجتماعي واالقتصادي للنادي؛ خاصة إذا عرفنا أن المدرسة المغربية بدورها قد أدمجت ضمن برامجها
« التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان » منذ سنة ،1994تاريخ توقيع اتفاقية بين وزارتي التربية الوطنية وحقوق
اإلنسان بهدف إدخال هذه التربية في التعليم العمومي .هذه االتفاقية التي فتحت أوراش مراجعة مضامين المقررات الدراسية
مابين 1997و ،1998لكي تدمج فيها القيم والثقافة الديمقراطية (حقوق اإلنسان ،المواطنة ،المساواة بين الجنسين ،الشأن
المحلي ،البيئة ،الخ .).وقد شهدت السنة الدراسية 2002-2001انطالق المرحلة التجريبية لهذا التعليم ،وفي السنة التالية
فقط تم تنظيم سلسلة من التكوينات لفائدة المدرسين .وشكلت السنة الدراسية 2004-2003االنطالق الفعلي للتربية على
حقوق اإلنسان.وهو ما فتح الباب أمام مشاريع للتربية على المواطنة بفضل شراكة بين وزارة التربية الوطنية وعدد من
الجمعيات .ولهذا نرى أن على األندية أن تستفيد من كل هذا ،على اعتبار أن « مواطنة الطفل » تتجلى في:
أ -النظر إلى الطفل ككائن اجتماعي ذي كينونة خاصة ومتميزة من حيث حقوقه في عالقة بالواجبات التي عليه إنجازها
كطفل-كائن ال كمنتج إيديوثقافي .إنه يعيش وضعية استقالل من حيث متطلبات السيرورة التنشيئية لكنه في وضعية تبعية من
حيث حصوله على حقوقه خاصة ما يتعلق منها بحقوق البقاء والنماء.
ب -اعتبار تتلمذ الطفل مهنة من نوع خاص تستوجب توفير كل الشروط الكفيلة بإنجاحها مع احترام خصوصيات الطفل.
ويتعلق األمر بإشراكه بحسب كفاءاته ومؤهالته ووضعيته التعليمية في تدبير مرافق المؤسسة التي تقدم له الخدمات مع
احترام حقه في التمتع بوقته الحر أُسوة بسائر المهن.
هذه بصفة عامة المقتضيات المنهجية التي رأينا التنصيص عليها في الدراسة التقييمية وذلك لتبيان اختالف الوضعيات
التنشيطية في عالقة بإعمال حقوق الطفل باعتباره المعني بهذه العملية .والتي نلخصها على الشكل التالي بالنظر لما
أوضحناه سالفا:
وفي المبحث التالي سنحاول االستفادة من الخالصات المدرجة أعاله وهذه الخطاطة المبينة في الجدول السالف لتقديم
مالحظات كفيلة بوضع استراتيجية تساعد على استثمار الوقت الحر في محاربة التسرب المدرسي.
نوعية الوقت الهدف العالقة المؤسسية وضعية المنشط طبيعة النشاط النشاط
وقت عمل مباشر مقننة وفق هدف معلم التعلم التعليم
مؤسسي مسبقا
وقت عمل مباشر ومرغوب فيه مقننة باتفاق بين مؤطر /معلم الدعم المدرسي نشاط شبه
إضافي األطراف حسب طبيعة مدرسي
النشاط
بحسب قصدية النشاط وقت شبه حر مؤسسة بحسب مكون
مربي ِ ّ / أنشطة تثقيفية نشاط موازي
وإطار ممارسته االلتزامات والقوانين وتحسيسية
المتفق عليها
وقت حر المتعة والالمباالة مرنة وغير ملزمة إال منشط أنشطة ترفيهية نشاط حر
من حيث قواعد
الممارسة
فانطالقا من نتائج المبحث األول الذي تطرقنا فيه إلى أهمية الوقت الحر وتوظيفه في تنشئة الطفل والمبحث الثاني الذي
تناولنا فيه نتائج الدراسة التقييمية التي همت تجربة أندية الطفل بالمغرب كنموذج الستثمار الوقت الحر في دعم تمدرس
األطفال؛ سنحاول توسيع اإلشكالية في هذا المبحث قصد تناول عالقة الزمن المدرسي بالوقت الحر وأزمنة األنشطة
الترفيهية والترويحية وذلك بهدف تسليط الضوء على شروط إنجاح تمدرس الطفل المنخرط في سياق أزمنة اجتماعية
مختلفة .وذلك في إطار التوليف بين عناصر اإلجابة المعتمدة على سوسيولوجيا الوقت الحر وسوسيولوجيا التربية
وسوسيولوجيا الشغل من أجل إثارة االنتباه إلى المدرسة الجديدة المنشودة وسيرورة التمدرس الكفيلة بتدبير اإلصالح
التربوي الذي بدأ الحديث عنه ضمن اإلصالحات المنبثقة عن منتدى المستقبل المنعقد مؤخرا بالرباط (المغرب).
لقد أبانت العديد من األبحاث[ ]12على أن التمدرس يتم ضمن تفاوتات اجتماعية مما يحد من الصبغة الديموقراطية للتعليم
وتكافؤ الفرص الذي تجتهد المدرسة على توفيره .كما أن مفهوم التنشئة في التحاليل التي تناولت التربية عموما والمدرسة
على الخصوص عمل على فهم كيف يستوعب الطفل قيم ومعايير المدرسة أو على العكس من ذلك كيف يبتعد عنها مستغال
في ذلك تعارض المنطق االجتماعي الخاص بكل مؤسسة من المؤسسات المحيطية .فالتنشئة باعتبارها كذلك هي أوال
سيرورة تعلم األفراد أنماط التفكير والتعامل مع محيطهم وتمثلها لتصبح جزءا من شخصيتهم .وبنقلنا لهذه المالحظة إلى
المتدرج في العالم الدراسي الموضوعي حيث الوقت يمثل
ّ الفضاء المدرسي ،يمكننا القول بأن التنشئة هي أيضا االندماج
قيمة تهذيبية (استعمال الزمن) وبيداغوجية (النجاح واالرتقاء في التمدرس) .من هذه الزاوية ،يعتبر الزمن المدرسي إلى
جانب الزمن األسري منتجا للقيم وبالتالي للممارسات االجتماعية .من هنا يمكننا التساؤل حول تأثيرات أنشطة الوقت الحر
والممارسات الترفيهية على النتائج الدراسية للطفل ونجاحه في تمدرسه.
فالتنشئة ،بالنظر لما سبق أن أشرنا إليه ،هي في اآلن نفسه مجال وتعامل:
مكون من عدد من المؤسسات تشكل ضمنها المدرسة المؤسسة المحورية واألكثر أهمية بالنظر للرهانات مجال ّ
.االجتماعية المطروحة حول التربية والتعليم فيما يتعلق بالترقية االجتماعية
تعامل اعتبارا للتآثر الحاصل لدى الفرد الطامح إلى تحقيق مشاريع في عالقته بهذه المؤسسات ( وعلى رأسها
.المدرسة ) التي تنتج المعايير وتدافع عن بعض القيم
من هنا تظهر التنشئة كتوليف تبادلي .وهو ما يطرح علينا االنتباه إلى تتبع كيفية انتقال األطفال بين هذه المؤسسات
(المدرسة ،األسرة ،جماعة األقران ،الوقت الحر ،األنشطة الترويحية ،الخ.).
فبين الزمن المدرسي والوقت الحر يتأرجح الطفل /التلميذ بين مبدأ الترابط بين الممارسات المدرسية واالجتماعية والتمييز
فيما بينها .فأن يكون لك وقت حر معناه أن تفعل ما تريد بعيدا عن أي إكراه ،وعلى العكس أن تغرق في فروض وواجبات
فال وقت حر لديك!! والبد من اإلشارة هنا إلى أن العالقة مع الوقت الحر تتغير بتغير المجتمع وتغير مضمون وأنشطة وقت
العمل .فالثورة التكنولوجية والمعلوماتية أثرت في نظام ووقت العمل كما أنها أثرت في الوقت الحر وأنشطته بل أنها امتدت
إلى األزمنة االجتماعية األخرى (ظهور أول جيل تلفزي بالعالم العربي في الثمانينيات من القرن الماضي ،وبداية ظهور
مالمح أول جيل معلوماتي مع مطلع القرن الحالي رغم ما يمكن أن يقال حول الفجوة الرقمية) .ومن ثم فإن وقت العمل بدأ
يتقلص على عكس الزمن المدرسي الذي ظل مركزيا من حيث أهميته وحجمه آخذا في التزايد.
محرر؟ بمعنى أنه ال يمكننا عزل الزمن ّ والسؤال المطروح :هل يمكننا الحديث عن وقت حر بالنسبة للتلميذ أم عن وقت
المحرر مادام الطفل كتلميذ يتحرك ضمن أنماط تنشيئية تقوم على نوع من « تهذيب » السلوكات ّ المدرسي عن هذا الزمن
االجتماعية لهذا الكائن االجتماعي التي تتدخل في بناء تمثله الخاص عن المدرسة والعمل الدراسي .ولهذا يمكننا القول مبدئيا
بأن نجاح الطفل في التمدرس رهين بنوعية العالقة التي يقيمها مع مختلف األزمنة االجتماعية ومختلف المؤسسات التنشيئية
وعلى رأسها المدرسة واألسرة .وفي هذا السياق يمكن معالجة هذه القضية حسب المحاور التالية:
ونالحظ أن الزمن المدرسي ممتد وال يتحدد بالعمل داخل المدرسة فقط حسب استعمال زمن محدد ،بل إنه يتضمن أيضا
الوقت الذي يستغرقه الطفل في التنقل إلى المدرسة ،ينضاف إليه الزمن الذي يستهلكه الطفل كتلميذ إلنجاز واجباته
المدرسية .وهو ما يشكل ميزانية وقت التمدرس .وال بد من اإلشارة في هذا الصدد إلى أن الدراسات واألبحاث حول هذه
الميزانية ومكوناتها تنعدم في فضائنا العربي .غير أنه انطالقا من اهتمامنا بهذه المسألة وإن بشكل غير مباشر نالحظ أن
األطفال يشتكون من كثرة الفروض والواجبات وتكدسها أحيانا في فترات زمنية محددة (فترة االمتحانات) .فالتضخم
الحاصل في زمن العمل اإلضافي (الفروض والواجبات) يرهق الطفل بالنظر إلى أشكال استثمار هذا الزمن داخل الفصل
كما يصرح بذلك عدد من التالميذ وحتى المعلمين واألساتذة بالنظرة لالكتظاظ الذي تعرفه الفصول .على أنه ال ينبغي أن
يحجب عنا تضخم ميزانية وقت التمدرس أهميتها النوعية من حيث طبيعة األنشطة التعليمية والتثقيفية والتربوية التي
توفرها للطفل (وقت التنقل إلى المدرسة غير معني في هذا المستوى) .ومن منظور السوسيولوجيا (وعلى الخصوص
سوسيولوجيا التربية) ،فإن المدرسة أصبحت مؤسسة تدبر وتوجه وتنظم سيولة المراهقة داخل المجتمع .كما أن المدرسة
أصبحت معبرا ال محيد عنه في حياة الفرد .فهي ليست فقط واجبة (إجبارية التعليم) بل ضرورية أيضا :ال أحد يعتبر التخلي
عنها مسألة هينة .فالرهانات التي تقوم حول التعليم تشكل إحدى آليات الترقي واالندماج االجتماعيين .فقيمة الفرد في سوق
الشغل تتحدد بالمستوى التعليمي ونوعية الشواهد المحصل عليها .ولهذا تظل هيمنة الزمن المدرسي أهم سواء من حيث الكم
أو الكيف .وسنحاول توظيف هذين الجانبين لتقديم تفسير جزئي لعالقة المتفوقين وغير المتفوقين بالمدرسة وباألزمنة
االجتماعية األخرى.
المتفوقون: )2.3
من خالل تحليل الوثائق المتعلقة بأنشطة جمعية التعاون المدرسي بالمغرب والتي اعتمدناها في الدراسة التقييمية لتجربة
أندية األطفال ،وفي سياق الطرح المذكور آنفا ،يمكننا أن نقدم الصورة النموذجية التالية :إن التالميذ المتفوقين يقبلون على
المساهمة في األنشطة بشكل أكبر من التالميذ غير المتفوقين .ويتعاطون لألنشطة المرتبطة بالتعليم (المسرح مثال) لما
لمضامين هذه األنشطة من عوائد مفيدة في تمدرسهم وإن بشكل غير مباشر .حيث أنها تساهم في تنمية الرصيد اللغوي
للتلميذ ،كما أنها تتضمن معارف قابلة لالستثمار في مواد دراسية مختلفة خاصة المواد األدبية .وهو ما يجعلها مفضلة لديهم
ضمن برامج التنشيط المدرسي .وهذا يفسر إلى حد ما نفور هؤالء بصفة عامة من الرياضة كمادة دراسية .كما أن هؤالء
يلتحقون بمنازلهم بمجرد مغادرتهم للمدرسة ،وهو ما يجعل زمن تنقلهم أقل حيث يستثمرونه في إنجاز فروضهم سواء
بمفردهم أو باللجوء إلى أحد الوالدين أو اإلخوة .وهو ما يجعل الطفل متحكما في وتيرة تمدرسه وفي ميزانية وقت التمدرس
ومن ثم تمثله لقيمة الوقت وأهميته في النجاح المدرسي .وهكذا تصبح األنشطة الترويحية امتدادا للعمل المدرسي وال
تتناقض معه.
فهؤالء المتفوقون يأوون إلى فراشهم في أوقات منتظمة ،غالبا بعد االنتهاء من إنجاز واجباتهم المدرسية وفي وقت مبكر،
وهذا يساعدهم على االستيقاظ وهم في كامل نشاطهم وحيويتهم .غير أن تمثلهم لهذه القيم والمعايير يكون ناتجا عن تتبع
أسري ومواكب لعملهم المدرسي؛ حيث تشكل األحاديث عن الحياة الدراسية للطفل جزءا من المعيش اليومي لألسرة.
فهؤالء ال يخشون من الحديث عن نقطهم بل ويساهمون في التعرف على نقط ضعفهم .فتمدرسهم يأخذ معايير مهنية .إذ تقوم
األسرة بمساعدة طفلها على التأقلم مع تمدرسه وتجاوز العراقيل التي قد تواجهه .كما تشكل األوقات الحرة والعطل فرصا
ألنشطة تحيل على استمرارية التعلم ( المطالعة ،السينما ،المكتبة …) ،أنشطة تمارس داخل األسرة وبمساعدتها .فالطفل
يعيش المدرسة في حياته اليومية باستمرار ودون إكراه.
)3.3غير المتفوقين:
أما هؤالء ،فيختارون عموما األنشطة الرياضية والتي ال ترتبط بالمواد الدراسية األخرى .وتجرى هذه األنشطة الرياضية
كما لو أن المدرسة إطار لممارسة الرياضة فقط .ومع ذلك فإن الرياضة كمادة دراسية ال تستقطب اهتمامهم بشكل كبير
مثلما هو علي ه الحال في األنشطة الرياضية الممارسة ضمن برامج التنشيط المدرسي .إذ يبدو كما لو أنهم يفضلون
« األنشطة العضلية » على « األنشطة العقلية » .فما ينفر منه هؤالء يقبل عليه اآلخرون والعكس صحيح ،وكأن هناك
عملية تمايز بين الفئتين.
وعند مغادرة المدرسة ،يفضل غير المتفوقين (خاصة الذكور منهم) البقاء في الشارع للعب مقابلة في كرة القدم أو ممارسة
نشاط ما يستهويهم (غالبا غير مدرسي) .وهو ما يجعلهم يتأخرون في وصولهم إلى منازلهم من جهة وبالتالي يدخلون البيت
مرهقين الشيء الذي يجعلهم يؤخرون إنجاز فروضهم والتي تصبح متراكمة فال يستطيعون التحكم في تدبير زمنهم
الدراسي .وإذا كان هذا يفسر ضعف انخراطهم في تمدرسهم فإنه مؤشر كذلك على عدم وجود من يساندهم في تدبير وتيرة
هذا التمدرس والتحكم في ميزانية وقته؛ حيث تضعف إن لم نقل تنعدم المراقبة األسرية أو أنها ال تمارس بالشكل الذي
يجعلهم مستفيدين منها في تمدرسهم متى وجدت .فالزمن األسري لديهم يتميز بهامشية كل ما يمت بعالقة للتمدرس إضافة
إلى عدم تواتر الحياة االجتماعية داخل األسرة وبين أفرادها .فالطفل في هذه الوضعية ال يتوفر على مرجعيات ضابطة،
فمثال وقت نومه متروك لتقديره .ودون اتهام أولياء األمور ،فإن األسرة قد تتبع تمدرس ابنها إال أن سلوك ومواقف الوالدين
غير متوافقة مع ما تنتظره المدرسة وما تشترطه العملية التعليمية .فخوف الطفل من الوالدين يدفعه إلى إخفاء نقطه السيئة
ومثالب حياته الدراسية .وهو ما يجعلنا نقول بأن هذه الفئة تعيش المدرسة كفضاء ال كزمن وكذلك هو أمر الوقت الحر الذي
يفسر بالخروج من المنزل ،كما أن هؤالء األطفال يعتبرون أن النقط الجيدة ليست بالضرورة نتيجة مجهود التلميذ وحده
ولكنها أساسا تعود إلى المدرس الذي يعرف كيف يشجع تالمذته ومن ثم فإنهم ال ينزعجون من النقط السيئة ،فيعيشون
عالقة التمدرس كعالقة عاطفية (يقول أحد التالميذ « :إذا أحبك األستاذ ،ستكون مجتهدا؛ والويل لك إذا وضعك نصب
عينيه!! ».
على أن ما يميز األسر الميسورة في تتبعها ألطفالها عن األسر الشعبية هو أن األولى ترى أن هذه العملية تتم في عالقة مع
استقاللية الطفل بينما نجدها لدى الفئة الثانية تتم في إطار تكيف مع الواقع .فالمتفوقون يوظفون وقتهم الحر في إنجاز
مهامهم الدراسية على عكس اآلخرين الذين يبلورون عالقة تنافر مع المدرسة .إن هذه الفئة األولى تجتهد في تمثل قيم
المدرسة واالستجابة لمعاييرها؛ مما يمكن معه القول بأن الطفل خالل نموه يقيم عالقة مع األزمنة االجتماعية سواء
المدرسي منها أو الموازي للمدرسة أو غير المدرسي .ومن ثم كلما كان تحرك المدرسة قويا كان انخراط الطفل في البنيات
واألنشطة ذات الغاية التمدرسية ممكنا .والعكس صحيح :أي كلما خف تأثير التنشئة المدرسية انخرط الطفل في أنشطة
التمدرسية .في الحالة األولى يمكننا الحديث عن غلبة « أخالقيات العمل المدرسي » أما في الحالة الثانية فالغلبة
« ألخالقيات الترفيه » .فاالنخراط المدرسي يبنى عبر تضافر ثالثة أطراف :األسرة والمدرسة وجماعة األقران ،والتي
تؤطر التنشئة وأنماط التآلف االجتماعي .فالوقت الحر ليس في نهاية المطاف إال نقطة التقاء عدد من التمثالت والممارسات
واألنشطة االجتماعية المركزية المبنينة من طرف الزمن األسري والزمن المدرسي وزمن األصدقاء .وتعتبر بنينة الزمن
العملية األهم في سيرورة تحول شخصية الطفل.
)4 :في الحاجة إلى اإلصالح :أهمية التكامل بين المدرسة والمؤسسات التنشيئية المحيطة في جودة مخرجات التعليم
من خالل التحليالت السابقة ،يمكن القول بأن النجاح المدرسي أو الفشل عملية ال تتعلق بالطفل وحده فقط بقدر ما تهم أيضا
التأطير الذي توفره له مختلف المؤسسات التنشيئية طوال حياته الدراسية .فوضعيات التعلم التي يعرفها الطفل خالل ظروف
تنشئته االجتماعية حتى تلك التي تتم خارج المدرسة قد تساعد في نجاحه المدرسي على اعتبار أن بعض هذه الوضعيات
التعليمية تقوم على التكرار واحترام قواعد متعلقة بتنظيم وضعية التعلم وبوضعية التعلم نفسها وهو ما يفسح المجال أمام
إنتاج خصائص مقننة والتي إذا ما تم استبطانها ستكون في خدمة التعلم المدرسي .كما هو األمر في تعلم بعض الفنون
كالموسيقى والرسم والرقص … فبمجرد أن يتعرف الطفل على أشكال التعلم والوضعية التعليمية ويفقهها فإن ذلك سيعود
عليه بالنفع في تدبير تمدرسه .وهذا ما يجعلنا ننادي بالتكامل بين المدرسة والمؤسسات التنشيئية األخرى.
فالمدرسة ليست وحدها من يعلم لكن المشكل هو كيف نجعل من الوضعية التعليمية شيئا مشتركا بين كل المؤسسات ال بجعل
كل األنشطة خاضعة لتنظيم مدرسي قد يفقر الحياة السوسيوثقافية والتربوية للمجتمع كما فسر ذلك إيفان إيليش[ .]13فاألمر
يختلف حتى في ممارسة الرياضة بين طفل يلعب مع رفاقه مقابلة في كرة القدم داخل الحي وبين طفل يذهب إلى النادي
الرياضي ليتعلم ممارسة كرة القدم تحت إشراف مدرب وحسب برنامج مضبوط .فالممارسة األولى كما قلنا تغلب فيها
« أخالقيات الترفيه » أما الثانية فتنتظم حسب « أخالقيات العمل المدرسي » .فاألمر هنا يتعلق بالدعوة إلى تقوية
« أخالقيات العمل المدرسي » بالتقليص من الوقت الميت ضمن الوقت الحر وتحويله إلى وقت منتج لصالح الطفل ونجاحه
في تمدرسه .غير أن هذه ليست دعوة إلى تحويل كل الوقت الحر لدى الطفل إلى وقت منتج وإنما إلى مساعدة على خلق
تمفصل بينهما بشكل يفيده في النجاح في حياته الدراسية ومحاربة التسرب الدراسي .ونعتقد أن أي سياسة تربوية عقالنية ال
يمكن أن تقدم حلوال ناجعة إذا لم تأخذ بعين االعتبار تعددية الساللم الزمنية .فالعالقة بالمدرسة واألنشطة الترويحية والوقت
الحر قد تعرض الطفل إلى خطر الفصل بين متطلبات النجاح المدرسي من أجل نجاح اجتماعي والبحث عن تفتح شخصي
بفضل االستقالل والمشاركة الفعلية في تآلفات طفلية[ .]14من هنا فإن التكامل المنشود هو منح الطفل فرصة تجعله قادرا
على توقع الوقت وتقديره واعتباره مفتوحا على العفوية.
فغالبا ما تلقن المدرسة الطفل ِحكَما من قبيل « الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك » أو « ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد »؛
الحكَم إلى سلوكات تساعده على التغلب على المشكالت التي تعيق تمدرسه .في حين أن غير أنها ال تعلّمه كيفية تحويل هذه ِ
األمر بسيط حسب الطرح الذي بسطناه في ورقتنا هذه ،إنه ال يعدو أن نساعد الطفل على الموافقة والتالؤم بين الوتيرة
المدرسية والوتيرة االجتماعية الخاصة به .بمعنى آخر اختياره لألنشطة التي تقترحها البنيات والمؤسسات الترويحية والتي
يمكنها أن تستجيب في نفس الوقت لحاجياته الشخصية كطفل وللمقتضيات االجتماعية للمدرسة.
فالطفل كتلميذ ال يجب أن يعيش النجاح والتفوق كواجب يجعل منه ُمنتوجا ً مدرسيا ولكن ككائن اجتماعي يمتلك ثقافة قادرة
على أن تجعل منه مواطنا كامل المواطنة ،يشكل النجاح بالنسبة له مدخال لبناء مشروع حياة يدمجه في مجتمعه.
من هنا نرى أن مدرسة منفتحة على باقي المؤسسات التنشيئية (أندية الطفل على سبيل المثال ال الحصر) وفي توافق معها
ومندمجة في النسيج المجتمعي ال يمكنها أن تكون إال بإعمال حقوق الطفل ومالءمة زمن التمدرس مع الوقت الحر واألزمنة
االجتماعية األخرى.
.1تعريف المؤسسة ونظامها (يمكن اقتراح اسم نادي الطفل أو اسم آخر يالئم البيئة االجتماعية التي يتم فيها االشتغال):
– المؤسسة ال تعمل فقط وفق الميثاق العالمي لحقوق الطفل الذي صادقت عليه دولة المجتمع المعني بالتجربة بل وتعمل
أيضا على إعمال هذه الحقوق في تدبير العالقة داخل النادي بين األطفال المستفيدين من جهة وفي عالقتهم كذلك مع اإلدارة
من جهة أخرى .كما أن على هذه المؤسسة التي تعمل عن طريق االشتغال مع األسر على تنظيم أنشطة إشعاعية لتوعية
المحيط االجتماعي واالقتصادي وتحسيسه بأهمية حقوق الطفل وإعمالها.
– ال بد من تحديد خصائص الفئة المستهدفة من بين األطفال بشكل يجعلنا قادرين على تحقيق األهداف التي تعمل المؤسسة
من أجلها (في هذه التجربة التي تم استعراضها كان االشتغال مع فئة األطفال المتمدرسين [التعليم األساسي] في وضعية
اجتماعية صعبة للحد من التسرب المدرسي ومساعدة األطفال في إتمام مشوار تعليمهم).
– تعمل المؤسسة كحلقة وصل بين المدرسة واألسرة أساسا؛ وذلك من خالل إنابة طوعية من طرف آباء وأولياء األطفال
المنخرطين فيها وبتعاقد مع المؤسسة التعليمية أو المؤسسات التعليمية التي يدرس بها األطفال .فتقوم بمساعدة المدرسة في
توعية األسرة بدورها في إنجاح تمدرس الطفل ومساعدته في تعليمه سواء من خالل بناء عالقة سليمة مع الهيئة التربوية
بالمدرسة (إدارة المؤسسة والمعلمين) أو من خالل توفير الظروف المالئمة للطفل بالبيت (التتبع ،توفير المناخ المالئم
إلنجاز الفروض والواجبات ،الخ.).
– تتجلى مهام متابعة تمدرس الطفل في مساعدة األسرة على تسجيل الطفل بالمدرسة وتكوين ملفه الدراسي ،وتتبع دفتره
المدرسي مع إخبار العائلة بالمستجدات وتأطيرها في القيام بواجباتها تجاه طفلها (انظر ما قبله) واتجاه المؤسسة التعليمية
(إمضاء الوثائق المدرسية :أوراق االمتحانات ،اإلخباريات الواردة من المدرسة ،العالقة مع إدارة المدرسة والمعلمين،
الخ.).
– تقوم أنشطة المؤسسة على استثمار الوقت الحر لدى الطفل في أنشطة تساعده على النجاح في تمدرسه ،وكذلك على فهم
وضبط وتنظيم العالقة بين ميزانية وقته الدراسي واألسري والشخصي من خالل برنامج يؤهله لتولي تدبير حياته اليومية
بشكل يجعله مستوعبا أن حقوقه مرتبطة بإنجازه للواجبات التي عليه القيام بها وذلك تحت إشراف المنشط.
– تنتظم حياة النادي اليومية وفق ميثاق حقوق الطفل الذي ال يجب االكتفاء بتلقينه للطفل بطرق متنوعة من خالل ورشات
المناقشة أو األلعاب … بل أيضا من خالل تطبيقها في تنظيم وتدبير العالقات بين األطفال وبين إدارة النادي …
.2أنشطة النادي:
تشكل عملية إنجاح التمدرس النشاط الرئيسي للنادي (على األقل في التجربة التي استعرضناها) ،وتأخذ أشكاال متعددة
يحددها الطاقم التنشيطي واإلداري للنادي بحسب حاجات األطفال وانتظارات كل من المدرسة واألسرة وفي توافق مع
المحيط االجتماعي للنادي .ويمكن أن يتم وضع برنامج هذه األنشطة بتعاون أو شراكة مع هيئات أو مؤسسات أخرى :
األسرة ،دار الشباب ،مراكز صحية ،البلدية ،القطاع الخاص … على أن تكون بعيدة عن تحويل األطفال إلى وسائل
إشهارية أو عينات تجريبية ألهداف ال تحترم شخصية األطفال وكينونة االجتماعية والمواطنية واألهداف التي تعمل من
أجلها هذه المؤسسة .
.3كيفية استقطاب األطفال:
هناك طريقتان:
أ -إما أن يتم العمل في بداية األمر مع إدارة المدرسة بحصر األطفال ذوي الوضعية المدرسية الصعبة إلى جانب ذوي
الوضعيات االجتماعية الخاصة .وبعد التعرف عليهم من خالل ملئهم لالستمارات المعدّة لهذا الغرض ،يتم استدعاء اآلباء
وأولياء األطفال المستهدفين لتعريفهم بالعمل السوسيوتربوي الذي سيقوم به النادي لمصلحة أطفالهم ،وذلك بالتعاون مع
إدارة المدرسة ،وفي هذه الحالة يكون عمل النادي متمركزا حول أطفال مدرسة أو مجموعة من المدارس بعينها ،وفق طاقته
االستيعابية .ويتم أخذ تفويض من لدن أولياء األمور لتتبع الطفل-التلميذ محدد ضمن األهداف التي يعمل من أجلها النادي
وبتعاقد مع المؤسسة المدرسية.
ب -كما يمكن ،في بداية األمر القيام بزيارة للحي المستهدف بناء على خصائص سوسيواقتصادية مستقاة من مصادر
موثوقة (رسمية أو مدنية) ،والقيام بتحسيس أولياء أمور األطفال بأهمية إنجاح تمدرس هؤالء وتعريفهم بما يرغب النادي
في القيام به لصالح فلذات أكبادهم .وفي هذه الحالة يكون عمل النادي متمحورا حول النهوض بوضع الحي من خالل العمل
مع ساكنيه من األطفال خصوصا ،وقد تكون مجموعة أحياء بحسب طاقته االستيعابية والتأطيرية.
يتمحور عمل النادي على التأطير البيداغوجي والتربوي لألطفال لمساعدتهم على النجاح في مشوارهم الدراسي .والبد من
اختيار طرائق تنشيط مبنية على بيداغوجية ال تعيد إنتاج العالقات المدرسية (مثل مقاربة التعلم التعاوني ،اعتماد
البيداغوجية المؤسساتية ،الخ ).إلى جانب اعتماد طرائق تدبيرية للنادي ولألنشطة تقوم على إعمال حقوق الطفل باعتبار
الطفل شريكا وقطب الرحى في الحياة اليومية للنادي (تشكيل لجان األشبال ،محكمة األطفال ،الخ .).وتعطى األولية
للمراجعة والواجبات المدرسية وتأتي األنشطة المساعدة على إنجاح عملية التمدرس (مثل المطالعة وغيرها من األنشطة
التي تقوم على التعلّم وفهم الوتيرة المدرسية) إلى جانب األنشطة الترويحية األخرى التي تساعده على التمكن من فهم تدبير
وتائر األزمنة األخرى .وال بد من أن يتم بناء األنشطة ضمن منهجية تقوم على إعمال حقوق الطفل …
هذه بصورة مقتضبة الخطوط الكبرى لتعميم هذه التجربة .مع اإلشارة إلى ضرورة القيام بتنظيم هذه األندية ضمن شبكة
تجعلها تستفيد من نجاحات بعضها وتأخذ العبر والدروس من التجاريب الفاشلة إن ُو ِجدت.
الهوامش:
نستعمل مفهوم الطفل بالمعنى الذي توظفه بنود الميثاق العالمي لحقوق الطفل (من الميالد إلى بلوغ 18سنة)1. ،
.باإلضافة إلى أن هذا المفهوم والمصطلحات المتفرعة عنه يغطي الذكور واإلناث معا
تأسست هذه المجموعة في إطار اتفاقية بين المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط واليونسيف (مكتب 2.
المغرب) لتكوين وتحسيس طلبة المدرسة بحقوق الطفل في المجال المعماري وللدفاع عن حقوق الطفل في
مجموعة «األوساط الحضرية بل واعتباره معيارا في صياغة التخطيطات الحضرية .وقد كان اسمها األول هو
الدراسات واألبحاث حول الطفل والمدينة » وتم استبدال المدينة بفضاءات الحياة ليشمل عمل المجموعة المجال
.القروي والبادية عموما
سلسلة الدراسات واألبحاث ،نشر .تجربة أندية األطفال :أندية األطفال ،تقييم وتجربة .-راجع عبد الفتاح الزين 3.
العصبة المغربية لحماية الطفولة (المملكة المغربية) بتعاون مع اليونسيف 54 ،ص ،نشر ( .2003التقرير منشور
).أيضا باللغة الفرنسية
.المرجع السابق ،ص4. 7 .
منشورات قافلة الكتاب. ،1999،قضايا الوقت الحر والتنشيط السوسيوثقافي بالمغرب .-عبد الفتاح الزين 5.
158.ص
دراسة نشرت في ثالث ».التحوالت العالمية والممارسات الثقافية :المعرفة والرهانات « .-عبد الفتاح الزين 6.
.حلقات بشرفات (ملحق الثقافي لجريدة عمان) أعداد 26 / 78 :مايو و 2 / 79يونيو و 9 / 80يونيو سنة 2004
7. P. Bourdieu .- “Haute culture et Haute couture”, In Question de sociologie. Ceres,
Tunis, 1993.
من المفيد التذكير بأن الوقت ينقسم إلى وقت عمل ووقت العمل .ويتضمن هذا األخير األوقات المرتبطة باألنشطة 8.
االجتماعية والثقافية وغيرها .وقد تكون هذه األنشطة مرتبطة بإكراهات ما إما باعتبارها فروضا اجتماعية
كعيادة مريض أو تزاور طقوسي … كما أنها قد تكون جزءا من الوقت الحر متى كانت غير مرتبطة بإكراهات
.ما وأن ممارستها نتيجة اختيار شخصي حر
:تنص البطاقة التقنية لنادي الطفل التابع للعصبة المغربية لحماية الطفولة على األهداف التالية 9.
مساعدة الطفل في تنظيم وقته الثالث واالستفادة منه10. ،
وقايته من الجنوح وأخطار الشارع11. ،
تنمية قدراته الفكرية واإلبداعية في المجال الثقافي والفني12. ،
تحسيس الطفل وأسرته بأهمية التربية واألنشطة الثقافية واالجتماعية التربوية بصفة عامة في بناء صرح مجتمع 13.
.سليم في مختلف المجاالت الصحية والبيئية والرياضية وغيرها
.راجع المرجع المذكور بالهامش رقم 2أعاله 14.
ابتداء من الدخول المدرسي في « 28:وقد تم اعتماده في سنة 1999حيث حدد جدولة لتعميم التعليم وفق المادة 15.
سبتمبر 2002ينبغي أن يجد كل طفل مغربي بالغ من العمر ست سنوات ،مقعدا في السنة األولى من المدرسة
… ».االبتدائية القريبة من مركز إقامة أسرته ،مع مراعاة تكييف المدرسة مع الظروف الخاصة
صفحات ».توجهات البحث والمناهج المستعملة في التربية بالمغرب « .-انظر دراسة د .عبد السالم فراعي 16.
تحت إشراف عبد ( 57-41ضمن المؤلّف الجماعي العلوم اإلنسانية واالجتماعية بالمغرب :طروحات ومقاربات
الفتاح الزين) .نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي بتعاون مع مؤسسة كونراد آديناور ،الرباط ، 1998 ،في
).مجلدين (عربي وفرنسي
17. Ivan Illitch .- Une société sans école. Coll. Point, Ed. le Seuil, Paris,1971
.نستعمل ِط ْف ِليَّة نسبة إلى الطفل على عكس طفولية لما لهذه األخيرة من حمولة قدحية 18.
نحن على استعداد لتقديم خدمات تأطيرية لكل راغب بمجرد اتصاله على العنوان اإللكتروني المذكور أعاله ،بل 19.
.ونقترح على المعهد عقد ورشة تكوينية لفائدة المنشطين السوسيوثقافيين