You are on page 1of 7

‫تعريف المدرج لغة واصطالحا‬

‫المدرج لغة‬
‫اسم مفعول من "أدرجت"‬
‫ّ الشيء فى‬
‫قال ابن منظور‪ :‬اإلدراج لف‬
‫الشيء‪ ،‬وأدرجت المرأة صبيها فى معاوزها‪،‬‬
‫والدرج لف الشيء‪ ،‬يقال درجته وأدرجته‪،‬‬
‫والرباعي أفصحها‪ ،‬ودرج الشيء في اشيء يدرجه‬
‫درجا‪ ،‬وأدرجه طواه وأدخله‪ ،‬يقال لما طويته‪:‬‬
‫أدرجته ألنه يطوى على وجهه‪ ،‬وأدرجت الكتاب‬
‫طويته‪ .....‬وأدرج الكتاب فى الكتاب أدخله‪،‬‬
‫وجعله فى درجه أى فى طيه‪ ،‬وأدرج الكتاب طيه‬
‫وداخله‪.‬‬
‫ومنه قول الصرفيين‪ :‬اإلدغام إدراج أول‬
‫المثلين فى اآلخر‪.‬‬
‫فاإلدراج لغة‪ :‬اإلدخال‪ ،‬والمدراج‪ :‬ما أدخل‪،‬‬
‫والحديث المدرج‪ :‬ما وقع فيه اإلدراج‪.‬‬

‫المدراج اصطالحا‬
‫لم نقف على تعريف جامع للمدرج فيما‬
‫راجعنا من المصادر األولى فى علوم الحديث‬
‫البن الصالح والموقظة للذهبي‪ ،‬واختصار علوم‬
‫الحديث البن كثير‪ ،‬والنكت على ابن الصالح‬
‫والنخبة وشرحها البن حجر‪ ،‬وتدريب الراوي‬
‫للسيوطي‪،‬وغيرها‪ ،‬فإنها لم تذكر له تعريفا‬
‫شامال لقسميه – مدرج اإلسناد ومدرج المتن –‬
‫وإنما اقتصر بعضها على تعريف مدرج متن‪،‬‬
‫وعرف بعضها اآلخر كل قسم على وحدة‪.‬‬
‫فاإلدراج اصطالحا‪ :‬هو الحديث الذي يتضمن على‬
‫زيادة ليست منه‪1.‬‬

‫________________‬
‫األرخرى‬ ‫المصطلح‬ ‫بمباحث‬ ‫عالقته‬ ‫المدرج‬ ‫‪.1‬‬
‫(ص‪)4:‬‬

‫اقسام المدرج‪:‬‬
‫ينقسم المدرج إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ‪-‬إدراج في المتن‬
‫ب ‪-‬إدراج في اإلسناد‬
‫أوال‪ :‬اإلدراج في المتن‪:‬‬
‫وهو إدخال شيء من كالم بعض الرواة في‬
‫الحديث بال فصل‪ ،‬فيتوّ‬
‫هم أنه من كالم الرسول‬
‫(ص) وهذا النوع من اإلدراج على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫الصورة األول‪ :‬أن يكون اإلدراج في أول‬
‫المتن{وهو قليل الوقوع}‪،‬‬
‫مثله‪ :‬ما رواه أبو قطن وشبابة عن‬
‫شعبة‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن‬
‫النبي (ص) قال‪[ :‬أسبغوا الوضوء‪ ،‬ويل لألعقاب‬
‫من النار]‪.‬‬
‫فقوله‪ " :‬أسبغوا الوضوء " من كالم أبي‬
‫هريرة‪ ،‬فوهم أبو قطن وشبابة فجعاله مسندا‪،‬‬
‫كما تدل عليه رواية آدم عن شعبة‪ ،‬عن محمد‬
‫بن زياد‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬أسبغوا الوضوء‪،‬‬
‫فإن أبا القاسم قال‪ [:‬ويل لألعقاب من‬
‫النار]‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬ما يكون في‬
‫أثنائه‪{،‬وهو أقل من األول}‬
‫مثله‪ :‬ما روي في حديث فضالة(ر) عن‬
‫النبي (ص) قال‪[ :‬أنا زعيم‪ ،‬والزعيم الحميل‪،‬‬
‫لمن آمن بي وأسلم وهاجر‪ ،‬ببيت في روض‬
‫الجنة‪ .].....‬قال السيوطي‪" :‬فقوله‪ :‬والزعيم‬
‫الحميل" مدرج من تفسير ابن وهب‪2 .‬‬

‫____________________‬
‫‪.2‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬أن يكون في آخره‪{،‬وهو‬
‫الغالب}‬
‫ومثاله‪ :‬حديث أبي هريرة رضي هللا عنه‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪(( :‬‬
‫ّلين من‬ ‫ً محج‬
‫ّا‬‫إن أمتي يدعون يوم القيامة غر‬
‫ّته‬
‫آثار الوضوء‪ ،‬فمن استطاع منكم أن يطيل غر‬
‫فليفعل ))‪ .‬فقوله‪ (( :‬فمن استطاع منكم أن‬
‫ّته فليفعل )) مدرج من كالم أبي هريرة‬
‫يطيل غر‬
‫رضي هللا عنه‪.‬‬

‫َ هذه الجملة في‬‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬لم أر‬


‫رواية أحد ممن يروي هذا الحديث من الصحابة‬
‫وهم عشرة وال ممن عن أبي هريرة غير رواية‬
‫نعيم هذه‪ ،‬كذا قال‪ .‬وهو مسند اإلمام أحمد‬
‫رحمه هللا وفيه‪ :‬هذه الزيادة من رواية ليث عن‬
‫كعب عن أبي هريرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلدراج في اإلسناد‬


‫ّ سياق سنده‪.‬‬
‫وهو ما غير‬
‫وهذا النوع له ثالث صور هي‪:‬‬
‫الصورة األول‪ :‬أن يكون الروي سمع الحديث‬
‫بأسانيد مختلفة فيرويه عنه راو آخر فيجمع‬
‫الكل على إسناد واحد من غير أن يبين الخالف‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬ما رواه الترمزي من طريق ابن مهدي‬
‫عن الثوري عن واصل األحدب ومنصور واألعمش عن‬
‫أبي وائل عن عورو بن شرحبيل عن ابن مسعود‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أي الذنب‬
‫أعظم؟‪....‬الحديث‪.‬‬
‫فراوية واصل هذه مدرجة على رواية منصور‬
‫واألعمش‪ ،‬مع أن واصال يروية عن أبي وائل عن‬
‫ابن مسعود مباشرة وال يذكر فيه (عمرو ابن‬
‫شرحبيل)وهكذا رواه شعبة‪ ،‬وغيره عن واصل‪،‬‬
‫وقد رواه يحيى القطان عن الثوري باإلسنادين‬
‫مفصال وروايته أخرجها البخري‪3 .‬‬

‫__________________‬
‫المصطلح الوجيز في علم الحديث(ص‪)196:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬أن يكون متن حديث عند راو‪:‬‬


‫طرف منه بإسناد‪ ،‬وطرف منه بإسناد آخر‪،‬فيأتي‬
‫شخص فيروي ذلك الحديث عنه كامال باإلسناد‬
‫األول‪.‬‬
‫مثاله ما رواه أبو داود من طريق زائدة‬
‫َُ‬
‫ليب‪ ،‬عن وائل بن حجر في‬ ‫وشريك‪ ،‬عن عاصم بن ك‬
‫صفة صالة رسول هللا (ص) قال فيه‪" :‬ثم جئتهم بعد‬
‫ذلك في زمان فيه برد شديد‪ ،‬فرأيت الناس‬
‫عليهم جل الثياب‪ ،‬تحرك أيديهم تحت الثياب"‪.‬‬
‫فقوله‪" :‬ثم جئتهم ذ‪"....‬إلى آخر الحديث ليس‬
‫بهذا اإلسناد‪ ،‬وإنما أدرج عليه‪ ،‬ويرويه عاصم‬
‫عن عبد الجبار بن وائل‪ ،‬عن بعض أهله عن‬
‫وائل‪2.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬أن يكون عند الراوي متنان‬


‫مختلفان بإسنادين مختلفين‪ ،‬فيرويهما راو‬
‫عنه مقتصرا على أحد اإلسنادين‪ ،‬أو يروي‬
‫أحدهما بإسناده الخاص به‪ ،‬ويزيد فيه من‬
‫المتن اآلخر ما ليس في األول‪.‬‬
‫مثاله ما رواه أبو يعلى في مسنده من طريق‬
‫مالك عن الزهري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن رسول هللا (ص)‬
‫قال‪[ :‬ال تباغضوا‪ ،‬وال تحاسدوا‪ ،‬وال تدابروا‪،‬‬
‫وال تنافسوا]‪.‬‬
‫ّ‬
‫فقوله‪" :‬ال تنافسوا" مدرج من حديث آخر مروي‬
‫ٍّ‬
‫بإسناد آخر من طريق أبي الزناد عن األعراج‬
‫عن أبي هريرة‪.‬‬
‫الصورة الرابعة‪ :‬أن يحدث الشيخ فيسوق‬
‫اإلسناد ثم يعرض له عارض فيقول كالما من عنده‬
‫فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكالم هو متن ذلك‬
‫اإلسناد فيرويه عنه كذلك‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬ما رواه ابن ماجة عن إسماعيل‬
‫الطليحي عن ثابت بن موسى العابد الزاهد عن‬
‫شريك عن األعمش عن أبي سفيان عن جابر‬
‫مرفوعا‪[:‬من كثرت صالته بالليل حسن وجهه‬
‫بالنهار]‪.‬‬
‫قال الحاكم‪ :‬دخل ثابت على شريك وهو يملي‬
‫ويقول‪ :‬حدثنا األعمش عن أبي سفيان عن جابر‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا(ص)‪ ،‬وسكت ليكتب المستملي‪،‬‬
‫فلما إلى ثابت قال ‪[:‬من كثرت صالته بالليل‬
‫حسن وجهه في النهار] وقصد بذلك ثابتا لزهده‬
‫وورعه‪ .‬فظن ثابت أنه من ذلك اإلسناد فكان‬
‫يحدث فيه‪3 .‬‬

‫__________________‬
‫‪.2‬‬
‫المصطلح الوجيز في علم الحديث(ص‪)197:‬‬ ‫‪.3‬‬

You might also like