Professional Documents
Culture Documents
والحديث الشاذ هو مارواه المقبول مخالفا ً لمن هو أولى منه أو ما رواه الثقة مخالفًا لمن هو أرجح منه حفظًا أو
أكثر منه عددًا.
أو أن يروي الراوي حديثا ً ويكون هذا الراوي ثقةً (عدال ضابطا ً أي حافظا ً للحديث) ولكنه يخالف رواية من هو
أحفظ منه أو يخالف رواة أكثر منه عدداً في ألفاظ الحديث أو سنده .وهو من أنواع الحديث الضعيف
و مضاد الحديث الشاذ الحديث المحفوظ.
قال الحافظ ابن حجر " :الشاذ ما رواه المقبول مخالفًا لمن هو أولى منه"
وقال الشافعي " :ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما ال يرويه غيره ،هذا ليس بشاذ ،إنما الشاذ أن يروي الثقة
حديثًا يخالف فيه الناس هذا الشاذ من الحديث"
و قال الخليلي " :الشاذ ما ليس له إال إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة؛ فما كان من غير ثقة فمتروك
ال يقبل :وما كان عن ثقة يتوقف فيه وال يحتج به"
و قال الحاكم أبو هللا النيسابوري “ :فأما الشاذ :فإنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل بمتابع لذلك
الثقة؛ فجعل الحاكم الشاد مطلق التفرد؛ سواء خالف أم لم يخالف".
ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة -مولى ابن عباس -
عن ابن عباس أن رجالً توفي على عهد رسول هللا ﷺ ولم يدع وارثًا إال مولى هو أعتقه ،فدفع رسول هللا صلّى هللا
عليه وسلّم ميراثه له"
وقد تابع ابن عيينة على وصله ابن جريج وغيره وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم
يذكر ابن عباس بل رواه مرسالً.
ومما تقدم يتضح أن حمادًا انفرد بروايته مرسالً وخالف رواية ابن عيينة وابن جريج وغيرهما وهي الرواية
الموصولة ،فرواية حماد شاذة ،ورواية ابن عيينة هي المحفوظة ،مع أن كالً من حماد وابن عيينة ثقة
المزيد في متصل األسانيد أنجا أننتاتقوى فرستا
إندونيسيا
411019073
هو أن يسمع الراوي الحديث من رجل عن شيخ ،ثم يسمعه من ذلك الشيخ نفسه ،فيرويه تارة عن الشيخ مباشرة ،و
يرويه تارة عن الرجل عن الشيخ.
وروايته عن الشيخ مباشرة في هذه الحالة متصلة ،وروايته عن الرجل عن الشيخ تسمى المزيد في متصل األسانيد،
بمعنى أن ِذ كر الرجل ههنا زيادة على اإلسناد المتصل ،فاإلسناد متصل بدونه .لكن أحيانا يرد إسنادان على هذا
النحو ،وال يكون ِذكر الرجل في اإلسناد األول محفوظا فيكون ِذكره خطأ من بعض الرواة.
أمثلته :
ما أخرجه البخاري وغيره قال :حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة 1. -
رضي هللا عنه -أنه قال :بعثنا رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -في بعث فقال" :إن وجدتم فالنا ً وفالنا ً فأحرقوهما
بالنار ،ثم قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -حين أردنا الخروج " إني أمرتكم أن تحرقوا فالنا ً وفالنا ً ،وإن النار
"ال يعذب بها إال هللا ،فإن وجدتموهما فاقتلوهما
فالحفاظ يروون هذا الحديث من رواية سليمان عن أبي هريرة بال واسطة ،فخالفهم محمد بن إسحاق فرواه في
السيرة عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير ،فأدخل بين سليمان وأبي هريرة رجالً وهو أبو إسحاق الدوسي
وأخرجه الدارمي وابن السكن وابن حبان في صحيحه من طريق ابن إسحاق ،وأشار الترمذي إىل هذه الرواية،
ونقل عن البخاري أن رواية الليث أصح ،وسليمان قد صح سماعه من أبي هريرة ،فتكون رواية ابن إسحاق من
المزيد في متصل األسانيد.
.2قال البخاري -رحمه هللا تعاىل -حدثنا عبد هللا بن يوسف ،قال :حدثنا الليث هو ابن سعد ،عن سعيد هو الم
عن شريك بن عبد هللا بن أبي نصر ،أنه سمع أنس بن مالك يقول رضي هللا عنه ((بينما نحن جلوس مع النبي
هللا عليه وسلم في المسجد ،دخل رجل عىل جمل فأناخه في المسجد ،ثم عقله ،ثم قال لهم :أيكم محمد؟ والن
هللا عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم)) ،هذا حديث طويل حكي فيه قصة ضمام بن ثعلبة رضي هللا عنه ،ووفادته
عىل النبي صىل هللا عليه وسلم ،وأسئلته للنبي صىل هللا عليه وسلم وإيمانه بالنبي صىل هللا عليه وسلم وعود
قبيلته مرة ثانيه ،هذا مضمون الحديث.
قال اإلمام ابن حجر -رحمه هللا -أثناء شرح الحديث :في هذا دليل على أن رواية النسائي من طريق يعقوب بن
إبراهيم بن سعد عن الليث ،نالحظ هنا ،أن البخاري شيخه عبد هللا بن يوسف قال :حدثنا الليث بن سعد ،عن سعيد
المقبري ،عن شريك بن عبد هللا بن أبي نمر ،أنه سمع أنس بن مالك يقول :إسناد النسائي ماذا يقول؟ وابن حجر
يقارن هنا ،شيخ النسائي يعقوب بن إبراهيم ،عن الليث بن سعد ،قال :حدثني محمد بن عجالن وغيره عن سعيد
المقبري أي :بزيادة ابن عجالن بين الليث ،وبين سعيد ،يقول ابن حجر :هذه الزيادة موهومة ،معددوه من
المزيد في متصل األسانيد ،أو يحصل على أن الليث أخذه عن سعيد بواسطة ،ثم لقيه فحدثه به.
.3في كتاب االعتكاف ،باب :ال يدخل بيت إال لحاجه ،قال البخاري -رحمه هللا تعالى -حدثنا قتيبة بن سعيد ،حدثنا
الليث بن سعد ،عن ابن شهاب ،عن عروة ،وعمرة بنت عبد الرحمن ،يعني :ابن شهاب الزهري شيخ البخاري هو
قتيبة ،وشيخ شيخه هو :الليث ،وشيخ الليث :ابن شهاب .وابن شهاب يروي عن شيخين معا عن عروة بن الزب
وعن عمرة بنت عبد الرحمن ،أن عائشة رضي هللا عنها زوج النبي صلى هللا عليه وسلم قالت(( :وإن كان رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله ،وكان ال يدخل البيت إال لحاجة إذا كان معتكفا)) ،هذا
إسناد البخاري ،وهذا يعني :روايتة للحديث ،هنا في هذه الرواية ،جمع الزهري بين عروة وعمرة في رواية الليث
عنه ،رواه يونس عن األوزاعي عن الزهري .يونس ،عن األوزاعي ،عن الزهري ليس فيها ابن شهاب ،الليث
رواد يونس ،عن األوزاعي ،عن الزهري ،عن عروة وحده بدون عمرة.
يعني :هذه رواية يونس عن األوزاعي عن الزهري عن عروة ،بدون ذكر عمرة مع عروة .ورواه مالك ،عن
الزهري أيضا عن عروة عن عمرة ،يعني :بدل أن يكون الليث رواهم ،يعني :الزهري ،عن عروة ،وعصرة معا،
جاءت رواية اإلمام مالك جعلت رواية الزهري عن عروة عن عمرة ،وليس عن عروة وعمرة ،هذا محل
االفتراق ،رواية الليث ،والليث ومالك قرينان ،الليث مات سنة 175واإلمام مالك مات 179وكالهما جبالن
من جبال الحفظ واإلتقان عند أمة اإلسالم.
إذا ،هذه رواية الليث ،كما رأينا في رواية البخاري رواه عن الزهري ،والزهري له شيخان ،وهما :عروة وعمرة
مغا ،تتابع في الرواية عن أمنا عائشة .جاء مالك -رحمه هللا تعالى -ورواه عن الزهري أيضا ،يعني :الليث رواه
عن الزهري ،ومالك رواه عن الزهري ،الليث رواه عن الزهري بالجمع بين عروة وعمرة عن عائشة ،مالك جعل
الحديث من رواية عروة عن عمرة ،قال أبو داوود وغيره :لم يتابع مالك على ذلك أحد ،لكن البخاري ذكر أن عبيد
هللا بن عمر تابع مالكا ،وذكر الدارقطني أن أبا أويس رواه كذلك عن الزهري ،واتفقوا على أن الصواب قول الليث
في أنه جعل الحديث من رواية الزهري عن عروة وعمرة مغا ،وليس عن عروة عن عمرة.
.4ما جاء في كتاب الحدود ،باب :ما جاء في ضرب شارب الخمر ،قال البخاري -رحمه هللا تعاىل -حدثنا حفص
ابن عمر ،حدثنا هشام ،عن قتادة ،عن أنس بن مالك رضي هللا عنه تحويل عند البخاري "ح"،
وحدثنا آدم ،حدثنا شعبة ،حدثنا قتادة ،عن أنس بن مالك رضي هللا عنه ((أن النبي صلى هللا عليه وسلم ضرب في
الخمر بالجريد والنعال ،وجلد أبو بكر أربعين)) ،روى اإلمام مسلم -رحمه هللا تعاىل -هذا الحديث في كتاب الحد
باب :حد الخصر ،فقال :حدثنا يحي بن حبيب الحارثي ،حدثنا خالد ،يعني :ابن الحارث ،حدثنا شعبة ،حدثنا قتا
قال :سمعت أنشا يقول .هذا الحديث عند مسلم .1706 :فهذا التصريح بسماع قتادة من أنس رضي هللا عنه جعل
رواية النسائي منقبيل المزيد في متصل األسانيد.
تقول رواية النسائي :شباب ثوار ،عن شعبة بزيادة الحسن بين قتادة وأنس ،يعني :قتادة يحدث عن أنس بن مالك في
كال اإلسنادين ،أو اللذين ذكرناهما عند البخاري وعند مسلم ،هنا زيادة الحسن بين قتادة وبين أنس .هذه الرواية
من المزيد في متصل األسانيد ،وإن كان في رواية البخاري بالعنعنة ،لكنها في رواية مسلم :حدثنا قتادة ،قال:
سمعت أنسا يقول :هناك من قال :إن قتادة من المدلسين ،لكن ارتفعت تهمة تدليسه بتصريحه بالسماع ،فتكون
الرواية التي فيها زيادة الحسن بين قتادة وبين أنس بن مالك } ،ورحم الجميع -هي من قبيل
المزيد في متصل األسانيد .هذه أمثلة ،وكما قلنا :في كتب السنة أمثلة كثيرة ،واخترنا األمثلة من صنيع البخاري؛
لنقف على دقة العلماء في اختيار الطريق الراجحة ،أو الطريق الراجح لما قامت عليه القرائن من تثبته ،ومن
إتقانه ،ومن تطبيقه للقواعد التي ذكرناها.