You are on page 1of 184

‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة املجمعة‬

‫مجلة‬
‫العلوم اإلنسانية واإلدارية‬
‫جملة علمية حمكَّمة نصف سنوية‬
‫تصدر عن مركز النرش والرتمجة – جامعة املجمعة‬

‫ردمد‪1658-6204 :‬‬ ‫يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ ‬ ‫العدد (‪ )11‬‬

‫مركز النشر والترجمة ‪ -‬جامعة المجمعة‬


‫التعريف بالمجلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬
‫جملة(علمية‪-‬حمكَّمة‪-‬نصف سنوية) ُت ْعنَى بالنرش يف جماالت العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬تصدر‬
‫نصف سنوية ( يونيو ‪ -‬ديسمري) عن مركز النرش والرتمجة بجامعة املجمعة‪ .‬صدر العدد األول‬
‫منها يف يونيو ‪2012‬م ‪ -‬رجب ‪1433‬هـ‪.‬‬

‫الرؤية‪:‬‬
‫أن تكون إحدى املجالت العلمية املتميزة وفق معايري قواعد البيانات الدولية‪.‬‬

‫الرسالة‪:‬‬
‫َّ‬
‫املحكمة يف جماالت العلوم اإلنسانية واإلدارية وفق القواعد واألخالقيات األكاديمية‬ ‫دعم النرش العلمي للبحوث‬
‫والبحثية املتعارف عليها‪.‬‬

‫األهداف‪:‬‬
‫‪ -1‬تعزيز التنوع والتكامل والرتاكم املعريف بني الباحثني يف جماالت العلوم اإلنسانية واإلدارية عىل مستوى العامل‬
‫العريب‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلسهام يف نرش املعرفة وتبادهلا حول تطور النظريات العلمية يف العلوم اإلنسانية واإلدارية‪.‬‬
‫وإقليميا لنرش أبحاثهم وفق معايري التحكيم‬
‫ًّ‬ ‫حمليا‬
‫‪ -3‬تلبية حاجة الباحثني يف ميادين العلوم اإلنسانية واإلدارية ًّ‬
‫العلمي التي ُي ْس َتنَد إليها يف الرتقيات األكاديمية‪.‬‬

‫للمراسلة واالشتراك‬
‫‪Almajmaah 66 :Kingdom of Saudi Arabia – P.O.Box‬‬ ‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬جملة العلوم اإلنسانية واإلدارية – ص‪.‬ب‪ 66 :‬املجمعة‬
‫‪Tel: 0164041109 / 0164043561 - Fax: 016 4323156‬‬ ‫هاتف‪ – 0164043609/0164041109 :‬فاكس‪0164323156 :‬‬
‫‪E.Mail: jhas@mu.edu.sa‬‬ ‫‪www.mu.edu.sa‬‬

‫‪2017 C‬م (‪1438‬هـ) جامعة املجمعة‪.‬‬


‫مجيع حقوق الطبع حمفوظة‪ .‬ال يسمح بإعادة طبع أي جزء من املجلة أو نسخه بأي شكل وبأية وسيلة سواء‬
‫كانت إلكرتونية أم آلية بام يف ذلك التصوير والتسجيل أو اإلدخال يف أي نظام حفظ معلومات أو استعادهتا‬
‫بدون احلصول عىل موافقة كتابية من رئيس حترير املجلة‪.‬‬

‫األفكار الواردة في هذه المجلة تعبر عن آراء أصحابها والتعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

‫الهيئة االستشارية‬ ‫هيئة التحرير‬


‫______________________________________________________‬ ‫______________________________________________________‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أمحد حممد كشك‬ ‫رئيس التحرير‬
‫جامعة القاهرة – مرص‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬حممد عبد اهلل الشايع‬
‫أ‪.‬د‪ .‬راميش شان شارما‬
‫جامعة دهلي – اهلند‬ ‫مدير التحرير‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أمحـد حمـمـد سـالـم‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عيل أسعد وطفة‬
‫جامعة الكويت – الكويت‬ ‫أعضاء هيئة التحرير‬
‫أ‪.‬د‪ .‬مارك ليتورنو‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مسلم حممد الدوسـري‬
‫جامعة والية ويرب – أمريكا‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سعود عبد العزيز احلمد‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حممد قيوم‬
‫د‪ .‬حممد صـالــح الـدهيـامن‬
‫اجلامعة اإلسالمية العاملية – ماليزيا‬

‫أ‪.‬د‪ .‬نارص سبري‬


‫جامعة ملبورن – أسرتاليا‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬
‫مجلة علمية محكمة نصف سنوية تصدر عن مركز النشر والترجمة‬
‫بالجامعة تحت إشراف وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‬
‫قواعد النشر في المجلة‬
‫القواعد الفنية‪:‬‬ ‫القواعد العامة‪:‬‬
‫‪ -1‬ينبغ�ي أن يرف�ق بالعم�ل املراد نرشه خط�اب من صاحبه‬ ‫‪ -1‬تنشر املجل�ة األبح�اث والدراس�ات األكاديمي�ة يف العلوم‬
‫يطل�ب فيه نرش العمل‪ ،‬وأن يش�تمل عىل تعريف خمترص‬ ‫اإلنس�انية واإلدارية باللغتني العربية واإلنجليزية‪ ،‬كام تنرش‬
‫بالباح�ث م�ن حي�ث‪ :‬املؤه�ل‪ ،‬التخص�ص‪ ،‬العم�ل‪،‬‬ ‫مراجعات وعروض الكتب‪ ،‬وملخصات الرسائل العلمية‪،‬‬
‫العنوان الربيدي واإللكرتوين‪.‬‬ ‫وتقاري�ر املؤمت�رات واملنتديات العلمية‪ ،‬والنش�اطات ذات‬
‫‪ -2‬ينبغي أن تكون اجلداول والرسومات واألشكال مناسبة‬ ‫العالقة‪.‬‬
‫للمساحة املتاحة يف صفحات املجلة (‪18 ×12‬سم)‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنشر املجلة البح�وث التي تتوافر فيها األصال�ة واالبتكار‪،‬‬
‫‪ -3‬تق�دم األعمال املطل�وب نرشه�ا على وس�ائط رقمي�ة‬ ‫واتب�اع املنهجي�ة الس�ليمة‪ ،‬والتوثي�ق العلمي‪ ،‬مع سلامة‬
‫باستخدام برامج ويندوز‪.‬‬ ‫الفك�ر واللغة واألس�لوب‪ ،‬وأال يكون البحث مس�تلاًّ من‬
‫‪ -4‬يش�ار إىل املراجع يف املتن بذكر االس�م األخري للمؤلف‪،‬‬ ‫رسالة أو كتاب‪.‬‬
‫ث�م س�نة النرش بين قوسين مث�ل‪ ( ...... :‬أب�و حطب‪،‬‬ ‫‪ -3‬يق�دم الباحث بحثه من ثالث نس�خ مطبوعة مع ملخص ال‬
‫‪1412‬ه�ـ) أو‪ :‬وي�رى (أب�و حط�ب‪1412 ،‬ه�ـ) أن‬ ‫تزي�د كلامت�ه عن ( ‪ )200‬كلمة‪ ،‬ويشترط يف البحث املقدم‬
‫‪ ،......‬ويف حالة االقتباس يذكر رقم الصفحة بعد س�نة‬ ‫باللغة اإلنجليزية أن يدرج فيه ملخص باللغة العربية‪.‬‬
‫النشر هك�ذا‪( :‬أبو حطب‪1412 ،‬ه�ـ‪ ،) 79 :‬وإذا كان‬ ‫‪ُ -4‬يراع�ى أال يزي�د عدد صفحات البحث ع�ن ( ‪ ) 30‬صفحة‬
‫هناك أكثر من مؤلفني للمصدر فيشار إليهم هكذا‪ ( :‬أبو‬ ‫م�ن القطع(‪)28×21‬س�م‪ ،‬للمت�ن الع�ريب يس�تخدم اخلط‬
‫حطب وآخرون‪1412 ،‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪ )Lotus Linotype‬مق�اس (‪ ،)14‬والعن�وان الرئيسي‬
‫‪ -5‬ترت�ب املراج�ع يف هناي�ة البح�ث ترتي ًب�ا هجائيا حس�ب‬ ‫للعريب مقاس (‪ )15‬عريض‪ ،‬وللمتن اإلنجليزي يس�تخدم‬
‫االس�م األخير‪ ،‬وتكتب كافة املراجع التي اس�تند عليها‬ ‫اخل�ط (‪ )Times New Roman‬مق�اس (‪ ،)12‬والعن�وان‬
‫البحث‪ ،‬وإذا كان املرجع كتا ًبا ف ُيتبع يف كتابته اآليت‪:‬‬ ‫الرئيسي لإلنجليزي مقاس (‪ )13‬عريض‪ ،‬وكذلك اهلامش‬
‫اس�م العائل�ة للمؤل�ف‪ ،‬االس�م األول‪( .‬س�نة النشر)‬ ‫الع�ريب خ�ط (‪)Lotus Linotype‬مق�اس (‪ ،)12‬واهلام�ش‬
‫عن�وان الكتاب‪ ،‬الطبعة‪ ،‬مكان النرش‪ ،‬دار النرش‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫االنجلي�زي خ�ط (‪)Times New Roman‬مق�اس (‪،)10‬‬
‫القايض‪ ،‬يوس�ف‪1401( .‬هـ ) سياس�ة التعليم والتنمية‬ ‫وأن تكون مراجعات الكتب والتقارير والرسائل العلمية يف‬
‫يف اململكة‪ ،‬ط‪ ،2‬الرياض‪ ،‬دار املريخ‪.‬‬ ‫حدود ( ‪ ) 5‬صفحات‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان املرجع بح ًثا ف ُيتبع يف كتابته اآليت‪:‬‬ ‫‪ -5‬يل�زم إقرار الباح�ث اخلطي عند تقديم بحث�ه للمجلة بأنه مل‬
‫اس�م العائلة للمؤلف‪ ،‬االسم األول‪( ،‬سنة النرش)‪،‬‬ ‫يسبق له النرش‪ ،‬وال جيوز له عند قبول بحثه للنرش أن ينرشه‬
‫عنوان البحث‪ ،‬اسم املجلة‪ ،‬العدد‪ ،‬صفحات النرش‪.‬‬ ‫يف وعاء أخر‪.‬‬
‫مث�ل‪ :‬العبدالق�ادر‪ ،‬علي‪1413( ،‬ه�ـ )‪ ،‬التعلي�م‬ ‫‪ -6‬ترس�ل البحوث املقدمة ملحكمني متخصصني ختتارهم هيئة‬
‫األهيل استثامر وإسهام يف تنمية املوارد البرشية‪ ،‬جملة‬ ‫التحرير بش�كل رسي‪ ،‬وللمجلة أن تطلب إجراء تعديالت‬
‫االقتصاد‪ ،‬العدد ‪ 234‬من ص ‪.20– 7‬‬ ‫عىل البحث حسب رأي املحكمني قبل اعتامد البحث للنرش‪.‬‬
‫‪ -6‬يستحس�ن اختص�ار اهلوام�ش إىل أقىص ح�دٍّ ممكن‪ ،‬ويف‬ ‫‪ -7‬يب َّل�غ الباح�ث بقبول النرش أو رفض�ه‪ ،‬وال تُرد أصول املواد‬
‫حال�ة اس�تخدامها تك�ون لتزوي�د الق�ارئ بمعلوم�ات‬ ‫إىل أصحاهبا سواء ُقبلت أم مل تقبل‪.‬‬
‫توضيحية‪ ،‬ويش�ار إليها بأرقام متسلسلة ضمن البحث‪،‬‬ ‫‪ -8‬ال جي�وز إعادة نرش أبحاث املجل�ة يف أي مطبوعة أخرى إال‬
‫ومن ثم تكون مرقمة حسب التسلسل يف هنايته‪.‬‬ ‫بإذن كتايب من رئيس التحرير‪.‬‬
‫‪ -7‬تكون املالحق يف هناية البحث بعد املراجع‪.‬‬ ‫‪ -9‬يف حالة نرش البحث ُيمنح الباحث ( ‪ُ ) 5‬مستلاَّ ت جمانية من‬
‫بحثه‪ ،‬باإلضافة إىل العدد الذي نُرش فيه بحثه‪.‬‬
‫افتتاحية العدد‬

‫احلمد اهلل الذي علم بالقلم‪ ،‬والصالة والسالم عىل خاتم األنبياء واملرسلني‪ ،‬وخمرج البرشية من الظلامت إيل‬
‫النور ‪ ............‬وبعد ‪:‬‬
‫يسعدين أن أضع بني يدي القراء األعزاء العدد احلادى عرش من «جملة العلوم اإلنسانية واإلدارية» والتي‬
‫تصدرها جامعة املجمعة من خالل مركز النرش والرتمجة بوكالة اجلامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‪.‬‬
‫وحيمل هذا العدد بني طياته ستة بحوث متنوعة املجاالت‪ ،‬ثرية املضمون‪ ،‬وحمكمة الصياغة ‪ .‬وقد جاء أول‬
‫بحثني منها يف ختصيص الرتبية اخلاصة والقانون‪ ،‬وبحث يف اللغة العربية‪ ،‬ورابع يف الدراسات اإلسالمية ‪ ،‬أما‬
‫البحث اخلامس فكان من نصيب ختصص العلوم الرتبوية‪ ،‬ليأيت البحث السادس واألخري يف ختصص إدارة‬
‫األعامل ‪ .‬كام تنوعت كذلك اجلهات التي ينتمي إليها أصحاب البحوث املنشورة يف هذا العدد بني جامعة امللك‬
‫عبد العزيز بجدة‪ ،‬وجامعة اإلمام حممد بن سعود‪ ،‬وجامعة املجمعة ‪.‬‬
‫وبصدور هذا العدد تواصل املجلة مسريهتا املباركة ‪ -‬بعون اهلل وتوفيقه – ليبلغ عدد البحوث التي تم نرشها‬
‫يف أعدادها املتعاقبة ستة ومخسون بحث ًا علمي ًا حمك ًام يف العديد من املجاالت اإلنسانية واإلدارية‪ .‬واستقبلت هيئة‬
‫التحرير ما يزيد عىل مخسني بحث ًا علمي ًا يف األونة األخرية؛ لتحكيمه ونرشه وفق الضوابط والرشوط‪ .‬وهذا يدل‬
‫عىل املكانة العلمية التي وصلت إليها املجلة‪ ،‬وإىل ثقة الباحثني واألكاديمني هبا‪ .‬وذلك بفضل الدعم الذي تتلقاه‬
‫املجلة من إدارة اجلامعة‪ ،‬بتوجيهات كريمة ملعايل مدير اجلامعة‪.‬‬
‫وهيئة حترير املجلة إذ يسعدها هذا النجاح ‪ ،‬فإهنا ترجو اهلل العيل القدير أن يوفقها يف اكامل هذه املسرية بالشكل‬
‫الذي يرضيه سبحانه وتعايل‪ ،‬ثم يرىض طالب العلم والدارسني والباحثني يف خمتلف أرجاء العامل العريب‪.‬‬
‫وأخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫ ‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد عبد اهلل الشايع‬ ‫ ‬
‫محتويات العدد‬
‫افتتاحية العدد‪.........................................................................................‬ز‬

‫األبحاث‬

‫فعالية برنامج قائم على التدريب على المحاولة المنفصلة ‪،‬واالستجابة الجوهرية في تنمية بعض‬
‫مهارات الفهم القرائي لدى األطفال ذوي اضطراب التوحد‬
‫د‪ .‬إبراهيم بن عبداهلل العثامن ‪1....................................................................‬‬

‫حقوق حائز العقار المرهون في مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنين المرتهنين في ظل نظام‬
‫الرهن العقاري المسجل السعودي‬
‫د‪.‬هاشم أمحد سامل بني خلف ‪38..................................................................‬‬

‫ِس ْيم َياء ال ِّلباس في ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‪.‬‬


‫د‪.‬عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم ‪63......................................................‬‬

‫مقومات اإلبداع في شخصية ذي ال َقر َن ْي ِن قراءة تحليلية على ضوء قصته في القرآن الكريم‪.‬‬
‫د‪.‬عقيل بن سامل الشمري ‪82................................................................‬‬

‫دور المقررات التربوية في إشباع الحاجات النفسية واالجتماعية لطالب كليتي التربية‬
‫بجامعة المجمعة‪.‬‬
‫د‪ .‬حممود جابر حسن أمحد ود ‪ .‬إبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪99................................‬‬

‫دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية الخاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫دراسة مقارنة بين المدارس األهلية والمدارس العالمية للبنين في محافظة جدة‪.‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي ‪137..................................‬‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

‫واالستجابة الجوهرية‬، ‫فعالية برنامج قائم على التدريب على المحاولة المنفصلة‬
‫في تنمية بعض مهارات الفهم القرائي لدى األطفال ذوي اضطراب التوحد‬

‫ إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬.‫د‬


‫أستاذ الرتبية اخلاصة املشارك‬
.‫ جامعة امللك سعود‬- ‫كلية الرتبية‬

Abstract ‫املستخلص‬
This research aimed to verify the effectiveness of a ‫ه�دف ه�ذا البح�ث إىل التحق�ق م�ن فعالي�ة برنام�ج قائم عىل‬
program based on training on separate experience and
‫ واالستجابة اجلوهرية يف تنمية‬،‫التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
to respond substantively to the development of some
reading comprehension skills in children with autism
‫بع�ض مه�ارات الفهم القرائ�ي لدى األطف�ال ذوي اضطراب‬
disorder. The current research sample consisted of 10 ‫ م�ن التالميذ‬10 ‫ تكون�ت عين�ة البح�ث احل�ايل م�ن‬.‫التوح�د‬
students Males with autism disorder at the Institute of ‫ رشق‬،‫الذك�ور ذوي اضط�راب التوحد بمعهد الرتبي�ة الفكرية‬
Intellectual Education. East of Riyadh. Their ages ranged ‫ بمتوس�ط‬،‫عام� ًا‬12 -11 ‫ تراوح�ت أعامره�م بين‬.‫الري�اض‬
from (11 – 12) years, with an average age of (11.20) years
0.422 ‫ وانحراف معياري قدره‬،‫ عام ًا‬20 -11 ‫عمري قدره‬
and a standard deviation of 0.422 years. Their scores on
the Stanford-Bient Intelligence Scale ranged from (73- -‫ وتراوح�ت درج�ات ذكائه�م على مقياس س�تانفورد‬،‫عام� ًا‬
75) degrees, with an average of (73.30) degrees, and a ،‫ درجة‬73.30 ‫ بمتوس�ط ق�دره‬،‫ درج�ة‬75 - 73 ‫بيني�ه بين‬
standard deviation of (.949 )degrees. The sample of the ‫ وتم توزيع عينة الدراسة‬.‫ درجة‬.949 ‫وانحراف معياري قدره‬
study was divided into two groups, one experimental, (5) ‫ واألخرى‬،‫ تالميذ‬5 ‫ وعددها‬،‫ إحدامها جتريبية‬،‫عىل جمموعتني‬
students, and the control group (5) students. The sample
‫ كام ت�م حتديد أف�راد العينة بأهنم‬،‫ تالمي�ذ‬5 ‫ وعدده�ا‬،‫ضابط�ة‬
was also classified as a simple or average autistic child,
according to the Childhood Autism Assessment Scale. ‫ أو املتوس�ط عىل مقياس‬،‫يصنفون ضمن ذوي التوحد البس�يط‬
The study reached a number of results: .‫تقدير التوحد الطفويل‬
1- There are statistically significant differences at :‫توصلت الدراسة إىل جمموعة من النتائج هي‬
level (.01) between the mean grade levels of the
‫) بني‬.01) ‫ عند مس�توى‬-‫إحصائي� ًا‬- ‫ وج�ود فروق دال�ة‬-1
experimental and control groups on the reading
comprehension scale and its sub-dimensions after
‫متوسطات رتب درجات املجموعتني التجريبية والضابطة‬
the application of the program, for the benefit of ‫على مقي�اس الفه�م القرائ�ي وأبع�اده الفرعية بع�د تطبيق‬
the experimental group. .‫ وذلك لصالح املجموعة التجريبية‬،‫الربنامج‬
2- There are statistically significant differences at the level ‫) بني‬.01) ‫ عند مس�توى‬-‫ وج�ود ف�روق دالة –إحصائي� ًا‬-2
of (.01.) between the mean scores of the experimental
‫متوس�طات رتب درج�ات املجموع�ة التجريبية يف القياس‬
group grades in the pre and post measurements on the
reading comprehension scale and its sub-dimensions ،‫القبيل والبعدي عىل مقياس الفهم القرائي وأبعاده الفرعية‬
for the benefit of the post measurements. .‫وذلك لصالح القياس البعدي‬
3- There are no statistically significant differences at ).01) ‫ عند مس�توى‬-‫ ع�دم وج�ود فروق دال�ة –إحصائي ًا‬-3
the level of (.01) between the mean scores of the ‫بين متوس�طات رت�ب درج�ات املجموع�ة التجريبي�ة يف‬
experimental group grades in the post and sequential
،‫ عىل مقياس الفه�م القرائي‬،‫القياس�يني البعدي والتتبع�ي‬
measurements on the reading comprehension scale
and its sub-dimensions. .‫وأبعاده الفرعية‬
Keywords: Autism disorder, Discrete Trial, Pivotal ،‫ املحاول�ة املنفصل�ة‬،‫ اضط�راب التوح�د‬:‫الكلمات املفتاحي�ة‬
Response, Reading Comprehension. .‫ الفهم القرائي‬،‫االستجابة اجلوهرية‬

1 ‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫واللغ�ة غير املرن�ة‪ ،‬والطقس�ية‪ ،‬واالضط�راب احلاد يف‬ ‫املقدمة‬


‫اللغة االستقبالية‪ ،‬وفهم اللغة‪ .‬وكل هذا يؤكد أن األداء‬ ‫تعد صعوبة الفهم القرائي لدى األطفال ذوي اضطراب‬
‫اللغ�وي غري املأل�وف يعد ملمح� ًا أساس�ي ًا الضطراب‬ ‫التوحد أحد العوامل الرئيس�ة التي حتول دون التواصل‬
‫التوح�د‪ ،‬كما أن القدرة عىل الفهم اللفظ�ي تكون معاق ًة‬ ‫الفعال بني ه�ؤالء األطفال وحميطهم االجتامعي‪ ،‬حيث‬
‫لدهيم أكثر من القدرة عىل التعبري اللفظي ‪.‬‬ ‫إهنا حتول دون إدراك الطف�ل للعديد من متغريات البيئة‬
‫وأش�ار دراج�ر‪ ،‬وآخ�رون (‪Drager, Postal,‬‬ ‫الت�ي يعيش فيه�ا‪ ،‬مما يؤدي ب�دوره إىل قصور فهمه هلذه‬
‫‪Carrolus, Castellano, Gagliano, and Glynn,‬‬ ‫البيئ�ة‪ .‬وأوض�ح ي�ل‪ ،‬وآخ�رون (& ‪Yell, Drasgow,‬‬
‫‪ )2006‬إىل أن ‪- %50‬تقريب ًا‪ -‬من األطفال ذوي اضطراب‬ ‫‪ )Lowrey, 2005‬أن الكونج�رس األمريك�ي يؤك�د أن‬
‫التوح�د ال تنمو لدهي�م مه�ارات اللغة الوظيفي�ة‪ ،‬وهناك‬ ‫األطفال ذوي اإلعاقات‪ ،‬واالضطرابات جيب أن يتلقوا‬
‫دلي�ل عىل أن هؤالء األطفال لدهيم صعوبة يف االس�تجابة‬ ‫تعلي ً‬
‫ما يتعل�ق بامله�ارات األكاديمي�ة‪ ،‬وأن قان�ون (‪No‬‬
‫بص�ورة صحيح�ة للمثيرات الت�ي تتك�ون م�ن الكلامت‬ ‫‪ )Child Left Behind, 2001‬يؤك�د رضورة تضمين‬
‫املنطوقة وحدها‪ ،‬فقدرات اإلبصار الفراغي لدى األطفال‬ ‫التالمي�ذ ذوي اإلعاق�ات يف تقاري�ر التق�دم الس�نوي‬
‫ذوي اضط�راب التوحد جتعلهم أكثر قدرة عىل اس�تخدام‬ ‫ال�كايف يف الق�راءة‪ ،‬والرياضي�ات‪ ،‬والعل�وم‪ ،‬وبالنس�بة‬
‫رم�وز اإلبصار الفراغي (مثل‪ :‬الصور‪ ،‬والرس�وم اخلطية‪،‬‬ ‫للتالمي�ذ ذوي اضطراب التوح�د فإن األداء األكاديمي‬
‫والص�ور الفوتوغرافي�ة)‪ ،‬والعدي�د م�ن نظ�م التواص�ل‬ ‫يتأثر بالصعوبات املرتبطة بفهم النص (الفهم القرائي)‪،‬‬
‫البدي�ل‪ ،‬أو املع�زز تتي�ح اخلي�ارات التعليمي�ة البرصي�ة‬ ‫حي�ث إن الصعوب�ات يف الفه�م القرائي ل�دى األطفال‬
‫لألطفال ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬وتش�مل لغة اإلش�ارة‪،‬‬ ‫ذوي اضطراب التوحد تعزى إىل اإلعاقات يف التواصل‪،‬‬
‫ونظام التواصل بتبادل الصورة‪ ،‬وبرامج الكمبيوتر‪.‬‬ ‫والنامذج املعرفي�ة الفريدة هلؤالء األطفال (مثل‪ :‬ضعف‬
‫ويف املستويات املبكرة من تعلم القراءة فإن األطفال‬ ‫التامسك املركزي)‪.‬‬
‫جيب أن تنمو لدهيم مه�ارات التعرف عىل الكلمة‪ ،‬التي‬ ‫ويف ه�ذا الس�ياق أوضح ش�ان‪ ،‬وآخ�رون (‪Chan,‬‬
‫جتعله�م قادرين عىل ق�راءة الكلامت‪ ،‬ورب�ط النصوص‬ ‫‪)Cheung, Leung, Cheung and Cheung, 2005‬‬
‫بصورة واضحة‪ ،‬وبطالقة‪ ،‬كام أن القراءة املاهرة تش�مل‬ ‫أن املش�كلة يف التواص�ل تع�د عام ً‬
‫لا أساس�يا يف فهمنا‬
‫– أيض� ًا ‪ -‬فه�م املعن�ى النابع م�ن النص�وص املقروءة‪،‬‬ ‫الضطراب التوحد؛ ألن معظم األطفال ذوي اضطراب‬
‫وأن مهارات اللغة الش�فهية يرتك�ز عليها الفهم القرائي‬ ‫كيل يف نمو اللغة‬
‫نقص ٌ‬
‫التوحد لدهيم صعوبة شديدة‪ ،‬أو ٌ‬
‫الناج�ح‪ .‬والبحوث التي تناولت الق�راءة لدى األطفال‬ ‫التواصلي�ة‪ ،‬كما أن األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د ركزت عىل اس�تيضاح املعرفة‬ ‫‪-‬مم�ن لدهيم بعض الق�درات اللفظية‪ -‬تتمي�ز مهاراهتم‬
‫املبك�رة بالكلم�ة (& ‪Ricketts, Jones, Happe‬‬ ‫التواصلي�ة ببعض اخلصائ�ص‪ ،‬مثل الببغائي�ة‪ ،‬والكالم‬
‫‪.)Charman, 2013‬‬ ‫التلغ�رايف ‪ ،telegraphic speech‬وصعوب�ة الوص�ول‬
‫وتع�د معرف�ة مع�اين الكلمات‪ ،‬وقدرة الق�ارئ عىل‬ ‫إىل اس�تنتاجات‪ ،‬والفش�ل يف معرف�ة دالالت األلفاظ‪،‬‬
‫الوصول إىل معنى الكلمة ‪-‬كام يوجد يف السياق‪ -‬أساس ًا‬ ‫واالس�تخدام النادر لألفعال الدالة عىل احلالة النفس�ية‪،‬‬
‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪2‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫خل�ل يف عملية التعلم‪ ،‬فالطلاب ذوو صعوبات الفهم‬ ‫لتحقي�ق الفه�م‪ .‬وعىل املس�توى النظ�ري تتقي�د معرفة‬
‫القرائ�ي يعان�ون م�ن صعوبة يف فه�م األفكار الرئيس�ة‬ ‫املعن�ى لدى ذوي الفهم الضعيف م�ن ناحيتني‪ :‬األوىل‪:‬‬
‫يف فق�رات القراءة‪ ،‬كما يعانون من صعوب�ة يف مهارات‬ ‫اتس�اع معرفتهم بالكلمة ‪ ،‬حيث إن لدهيم مفردات أقل‬
‫الق�راءة األساس�ية‪ ،‬مثل مه�ارة التعرف على الكلامت‪.‬‬ ‫من أقراهنم؛ الثاني�ة‪ :‬حمدودية عمق تصورهم‪ ،‬حيث إن‬
‫وأحيان� ًا يقوم ه�ؤالء الطالب بالق�راءة بصوت مرتفع‪،‬‬ ‫متثيالهت�م الداللي�ة تعد ضحل� ًة‪ ،‬وتفتق�ر إىل التفاصيل‪.‬‬
‫ولكنهم ال يس�تطيعون فهم أو تذكر ما يقولون‪ ،‬لذا فإن‬ ‫واألطف�ال ذوو اضط�راب التوحد لدهي�م صعوبات يف‬
‫الطلاب ذوي صعوب�ات الفه�م القرائ�ي حيتاجون إىل‬ ‫فهم الداللة‪ ،‬لكن هذه الصعوبات ليس�ت شاملة‪ ،‬فعىل‬
‫اسرتاتيجيات فعالة لفهم ما يقرؤون‪ ،‬وتذكر تفاصيله‪.‬‬ ‫س�بيل املثال يعاين بع�ض هؤالء األطفال مش�كالت يف‬
‫وأوض�ح بريفت�ي وآخ�رون (‪Perfetti, Landi,‬‬ ‫اللغة االستقبالية‪ ،‬والتعبريية‪ ،‬بالرغم من أن ‪ %25‬منهم‬
‫‪ )Oakhill, 2005‬أن عملي�ات الفه�م القرائ�ي حت�دث‬ ‫لديه مه�ارات لغوية طبيعي�ة بصورة أساس�ية‪ ،‬و معرفة‬
‫يف مس�تويات متع�ددة عرب وح�دات اللغ�ة‪ ،‬فالعمليات‬ ‫الدالل�ة تس�تخدم للتنب�ؤ بالفهم القرائي ل�دى األطفال‬
‫املعجمي�ة ‪ Lexical processes‬حت�دث على مس�توى‬ ‫ذوي اضطراب التوحد بصورة عامة ‪.‬‬
‫الكلمة‪ ،‬والعمليات النحوية حتدث عىل مس�توى اجلملة‬ ‫وأشار هوفر‪ ،‬وجوغ (‪)Hoover & Gough, 1990‬‬
‫والن�ص‪ ،‬ومن خالل هذه املس�تويات ف�إن التعرف عىل‬ ‫إىل أن ك ً‬
‫ال من معرفة الكلمة‪ ،‬وفهم اللغة الش�فهية (عىل‬
‫الكلم�ة‪ ،‬والعديد من عمليات االس�تدالل ‪ ،‬تتفاعل مع‬ ‫س�بيل املث�ال‪ :‬املف�ردات اللغوي�ة االس�تقبالية‪ ،‬وقواعد‬
‫املعرفة املفاهيمية للقارئ إلجياد نموذج عقيل للنص‪.‬‬ ‫اللغ�ة االس�تقبالية) تق�دم إس�هامات مس�تقلة للق�راءة‬
‫والعدي�د من األطفال ذوي اضطراب التوحد الذين‬ ‫املاه�رة (الفه�م القرائ�ي)‪ ،‬وم�ن ثم ف�إن مه�ارة معرفة‬
‫لدهيم مس�تويات قراءة الكلمة يف املس�توى الطبيعي‪ ،‬أو‬ ‫الكلمة‪ ،‬وفهم اللغة الش�فهية يع�دان رضورتني للقراءة‬
‫أعىل من الطبيعي‪ ،‬لدهيم إعاقة يف الفهم القرائي(‪Nation,‬‬ ‫املاه�رة‪ ،‬والفه�م القرائ�ي الفقير يع�د نتيج�ة للمعرفة‬
‫‪ ،)Clarke, Wright & Williams, 2006‬كما أن قراءة‬ ‫الضعيفة بالكلمة‪ ،‬أو الفهم الضعيف للغة الش�فهية‪ ،‬أو‬
‫الكلم�ة املف�ردة تعد قدرة نس�بية لدهي�م‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫نتيجة لكليهام‪.‬‬
‫لدهيم قدرة برصية قوية‪ ،‬ومهارات حفظ عن ظهر قلب‬ ‫وتع�د الق�درة على فه�م الكلمات الفردي�ة‪ ،‬وف�ك‬
‫تس�هم يف تنمية مه�ارات معرفة الكلم�ة املنظورة لدهيم‬ ‫ترميزه�ا خط�وة أولي�ة يف فه�م م�ا تت�م قراءت�ه‪ ،‬وهناك‬
‫(‪.)O›Connor & Klein, 2004‬‬ ‫العديد من األسباب التي توضح سبب فشل العديد من‬
‫وبالرغ�م من أن العديد من األطفال ذوي اضطراب‬ ‫األطفال ذوي اضطراب التوحد يف فهم ما يقرؤونه‪.‬‬
‫التوحد ذوي الوظيفية العالية قادرون عىل قراءة الكلامت‬ ‫وأش�ار لوجس�دون (‪ )Logsdon, 2010‬إىل أن‬
‫بطالق�ة‪ ،‬إال أهن�م ال هيتمون بفهم م�ا يقرؤونه‪ ،‬كام أهنم‬ ‫صعوب�ات الفه�م القرائ�ي تش�مل وج�ود صعوبات يف‬
‫خيتلف�ون ع�ن األطف�ال العاديين يف قدرهتم على قراءة‬ ‫معاجل�ة اللغ�ة‪ ،‬ويف مراكز االس�تدالل البصري داخل‬
‫النص املتواصل‪ ،‬ويس�تمرون يف ق�راءة النص املتواصل‬ ‫امل�خ‪ ،‬يف حين ال ترجع ه�ذه الصعوبات إىل مش�كالت‬
‫بعد فرتة طويلة من توقفهم عن فهم ما يقرؤونه‪.‬‬ ‫يف البصر‪ ،‬أو صعوب�ة يف الس�مع وال�كالم‪ ،‬أو وج�ود‬

‫‪3‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الوظيفي الع�ايل لدهيم جوانب قصور ش�ديدة يف الفهم‬ ‫وأشار والربج‪ ،‬وماجليانو (‪Walberg & Magliano,‬‬
‫القرائي‪.‬‬ ‫‪ )2004‬إىل أن األف�راد ذوي اضطراب التوحد يكافحون‬
‫ومن أس�باب قص�ور الفه�م القرائي ل�دى األطفال‬ ‫م�ن أجل فه�م اجلمل الطويلة التي تتطل�ب الوصول إىل‬
‫ذوي اضط�راب التوحد القصور يف نظرية العقل‪ ،‬حيث‬ ‫اس�تدالالت‪ ،‬وحتتاج إىل املعلومات‪ ،‬فاجلمل البس�يطة‪،‬‬
‫أوضح ويس�تباي (‪ )Westby, 2004‬أن هؤالء األطفال‬ ‫والكالم القصري يعد أسهل فه ًام بالنسبة هلم‪ ،‬كام أن لدهيم‬
‫يظه�رون –عادةً‪ -‬صعوب�ات يف مهام نظري�ة العقل‪ ،‬مما‬ ‫صعوب�ة يف التعامل مع أوجه الغم�وض يف الفهم‪ ،‬وفهم‬
‫ينتج عنه�ا صعوبات يف العديد من املهام املتعلقة بالفهم‬ ‫الكلمات املج�ردة أكثر م�ن الكلمات امللموس�ة‪ ،‬وعند‬
‫القرائي‪ ،‬ويشمل ذلك‪:‬‬ ‫ق�راءة الن�ص الغام�ض‪ ،‬ف�إن القارئين ذوي اضطراب‬
‫أ) التعرف عىل االنفعاالت‪ ،‬وفهمها‪.‬‬ ‫التوح�د ‪-‬عادة ‪-‬يكونون تفسيرات جدي�دة ‪،‬ينتج عنها‬
‫ب) تضمني مهارات اللغة العملية‪.‬‬ ‫توضيحات شاذة‪ ،‬وغري صحيحة للنص‪.‬‬
‫ج) حتديد أهداف األشخاص يف القصص‪.‬‬ ‫وأوضح أوكون�ور‪ ،‬وكلني (‪O›Connor & Klein,‬‬
‫د) التعرف عىل االعتقادات اخلاطئة‪.‬‬ ‫‪ )2004‬أن األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د ن�ادر ًا م�ا‬
‫هـ) فهم اخلداع‪.‬‬ ‫يدجم�ون املعرف�ة املس�بقة عندم�ا يق�رؤون النص�وص‪،‬‬
‫وأوض�ح جاتيلي (‪ )Gately, 2008‬أنه من الصعب‬ ‫وبالرغ�م م�ن أن بعضه�م ق�ادر على االس�تفادة م�ن‬
‫بالنس�بة لألطفال ذوي اضط�راب التوحد حتقيق تكامل‬ ‫اإلش�ارات م�ن أج�ل اس�تعادة املعرف�ة لرب�ط ح�دث‬
‫اللغ�ة‪ ،‬والفه�م االجتامع�ي‪ ،‬وفه�م القص�د االنفع�ايل‬ ‫مرجع�ي عىل املس�توى الع�ام‪ ،‬إال أهنم غير قادرين عىل‬
‫للرس�ائل مم�ا يس�اعدهم يف فه�م عامله�م االجتامع�ي‪،‬‬ ‫اس�تخدام هذه املعرفة لتفسري أو تذكر معلومات حمددة؛‬
‫فه�م –ع�ادةً‪ -‬لدهي�م صعوب�ات يف اللغ�ة‪ ،‬واملعرف�ة‬ ‫وذل�ك ألهن�م ال حيصلون عىل املعنى م�ن خربات احلياة‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬وصعوب�ة يف تفسير‪ ،‬وفه�م االنفع�االت‪،‬‬ ‫اليومية‪ ،‬فليس هناك أس�اس لدهيم الكتس�اب الكلامت‬
‫ودم�ج كل أبع�اد التواص�ل ه�ذه للحصول على املعنى‬ ‫الستعراض اخلربات بصورة رمزية‪ ،‬وهذه املشكلة تؤثر‬
‫يف املواقف االجتامعية‪ .‬و األمر نفس�ه بالنسبة للمواقف‬ ‫بص�ورة كبرية على قدرهتم عىل ق�راءة‪ ،‬وفه�م موضوع‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬فإن مهمة وأمهية فهم وتفسير اإلش�ارات‬ ‫النص‪.‬‬
‫املتعددة يعد رضوري� ًا من أجل الفهم الفعال للنصوص‬ ‫وأك�د ريكت�س‪ ،‬وآخ�رون (‪Ricketts, Jones,‬‬
‫القصصي�ة‪ .‬ولتحقي�ق الفه�م القرائ�ي‪ ،‬جي�ب أن يفه�م‬ ‫‪ )Happe & Charman, 2013‬أن األف�راد ذوي‬
‫التالمي�ذ مف�ردات املؤل�ف‪ ،‬وأس�لوب الكتاب�ة‪ ،‬وبن�اء‬ ‫اضط�راب التوحد يظه�رون صعوب�ات يف التعرف عىل‬
‫القص�ة‪ ،‬وكذل�ك اخلبرات االجتامعي�ة للش�خصيات‪،‬‬ ‫الكلمة‪ ،‬وكذلك الفهم القرائي بالرغم من أن صعوبات‬
‫وكي�ف يس�هم ذل�ك يف نم�و الدواف�ع‪ ،‬واأله�داف‪،‬‬ ‫الفهم القرائي أكثر ش�يوع ًا لدهيم‪ ،‬كام أن اللغة الش�فهية‬
‫واألفع�ال داخ�ل القص�ة‪ ،‬كام حيت�اج التالمي�ذ إىل تنمية‬ ‫حت�دد أس�اس نمو الق�راءة ل�دى ه�ؤالء األطف�ال‪ ،‬كام‬
‫احلساس�ية النفعاالت الش�خصيات‪ ،‬وكيف تلعب هذه‬ ‫أوض�ح فنرت‪ ،‬وآخرون (‪Venter, Lord, & Schopler,‬‬
‫االنفعاالت دور ًا يف اختيار الشخصيات‪ ،‬وحتديد دوافع‬ ‫‪ )1992‬أن األطف�ال ذوي اضطراب التوحد ذوي األداء‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪4‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الضعف يف نمو اللغة‪ ،‬ونظرية العقل‪ ،‬والذاكرة العاملة‪،‬‬ ‫الش�خصيات‪ ،‬وتقدير مقاصدهم‪ ،‬وكله�ا تعد مهارات‬
‫والتص�ور العقيل‪ ،‬والرتابط املرك�زي‪ ،‬واخللفية املعرفية‪،‬‬ ‫عالية للفهم القرائي ش�ديدة الصعوبة بالنس�بة لألطفال‬
‫واملفردات اللغوية‪ ،‬واألداء الوظيفي املستقل‪.‬‬ ‫ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫كما ح�دد والبرج‪ ،‬وماجليان�و (& ‪Walberg‬‬ ‫وأوض�ح أوكونور‪ ،‬وكلين (‪O›connor & Klein,‬‬
‫‪ )Magliano, 2004‬جمموع�ة م�ن األس�باب املحتمل�ة‬ ‫‪ )2004‬أن معظ�م األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د‬
‫للتناق�ض بين ق�راءة الكلم�ة‪ ،‬ومه�ارات الفه�م ل�دى‬ ‫ذوي األداء الوظيف�ي العايل يظه�رون صعوبات متاميزة‬
‫األطفال ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫يف الق�راءة‪ ،‬وانفصاالً بني الرتمي�ز‪ ،‬والفهم‪ .‬وفيام يتعلق‬
‫أ) عدم القدرة عىل اس�تخدام املعرفة السابقة لتفسري‬ ‫بالرتمي�ز فإن هؤالء األطف�ال يظهرون مه�ارات كافية‪،‬‬
‫املعلومات‪ ،‬والغموض املوجود يف النص‪.‬‬ ‫ولكن من املمكن أن تكون مس�اوية أو أقل من‪ ،‬أو أعىل‬
‫ب) الصعوبات األساسية يف القدرات اللغوية‪.‬‬ ‫من معايري العمر الزمني‪ .‬فهؤالء األطفال‪ ،‬مثل القارئني‬
‫ج) الصعوب�ات يف املعاجل�ة اللغوي�ة على مس�توى‬ ‫اآلخري�ن‪ ،‬يس�تطيعون ف�ك ترمي�ز الكلمات الزائف�ة‬
‫اجلملة‪.‬‬ ‫اجلدي�دة‪ ،‬وق�راءة الكلمات االعتيادي�ة بصورة س�هلة‪،‬‬
‫د‪-‬عدم القدرة عىل حل الغموض يف النص‪.‬‬ ‫أكثر من الكلامت غري االعتيادية‪ ،‬ويستطيعون استخدام‬
‫وأوض�ح هويم�ر‪ ،‬وم�ان (‪Huemer & Mann,‬‬ ‫االستراتيجيات الصوتي�ة لف�ك ترمي�ز الكلمات غير‬
‫‪ )2010‬أن األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د يظه�رون‬ ‫االعتيادي�ة من الناحية الصوتي�ة‪ ،‬والتعامل مع الكلامت‬
‫مفارق� ًة بني الرتمي�ز والفهم‪ :‬فبينام تع�د مهارات الرتميز‬ ‫الشائعة مثل “ال” كوحدات مفردة‪ ،‬مما يوضح أن لدهيم‬
‫ل�دى األطفال املصابني باضط�راب التوحد ذوي األداء‬ ‫مهارات قرائية مرتبطة باملفردات‪.‬‬
‫الوظيفي املرتفع‪ ،‬وذوي متالزمة أسبرجر س�ليم ًة‪ ،‬فإن‬ ‫كام أن األطفال ذوي اضطراب التوحد لدهيم صعوبة‬
‫الفه�م القرائي لدهي�م أقل من املتوقع بالنس�بة ملس�توى‬ ‫يف دمج املعلومات‪ ،‬ويشمل ذلك صعوبة حتويل االنتباه‬
‫الفه�م القرائي لدهيم‪ .‬ومش�كالت الفه�م القرائي لدى‬ ‫بني أجزاء املهمة‪ ،‬وحتويل االنتباه من املستوى املحيل إىل‬
‫األطف�ال ذوي اضطراب التوحد تنتج عن صعوبة دمج‬ ‫املس�توى العاملي‪ ،‬واالهتامم بجميع أجزاء املهمة‪ ،‬ودمج‬
‫املعلومات يف السياق‪ ،‬والصعوبات يف املهارات اللفظية‪،‬‬ ‫املعلوم�ات م�ن الس�ياق الس�ابق لفه�م جوه�ر الفقرة‪،‬‬
‫والق�درة اللغوي�ة الش�فهية‪ ،‬واإلعاق�ات يف التواص�ل‪،‬‬ ‫واس�تخدام املعرفة القبلية لتفسير النص‪ ،‬والتي تتطلب‬
‫واإلعاقة يف اللغ�ة العامة‪ ،‬وصعوبة فهم النص املكتوب‬ ‫طرح نوعني من األس�ئلة‪ :‬أس�ئلة االس�تدعاء الواقعي‪،‬‬
‫؛ألهن�م غري قادرين عىل فهم املعلومات األساس�ية ذات‬ ‫الت�ي تعتمد ‪-‬فقط‪ -‬عىل املعلومات املقدمة يف الس�ياق‪،‬‬
‫الصل�ة لتفسير الغم�وض يف احلدي�ث‪ .‬وإح�دى مهام‬ ‫وأس�ئلة املعرفة العامة‪ ،‬التي حتت�اج إىل أن يقوم التالميذ‬
‫الفه�م األخ�رى ترتب�ط بفه�م تسلس�ل الكلمات‪ ،‬مثل‬ ‫بتطبي�ق املعرف�ة الس�ابقة يف الس�ياق (& ‪O›connor‬‬
‫التعليامت الشفهية املعقدة‪.‬‬ ‫‪.)Klein, 2004‬‬
‫ونتيج�ة القص�ور ال�ذي يعاني�ه األطف�ال م�ن ذوي‬ ‫ومن املشكالت املعرفية التي تسبب مشكالت الفهم‬
‫اضط�راب التوح�د يف مه�ارات الفه�م القرائي وجدت‬ ‫القرائ�ي لدى التالميذ ذوي اضط�راب التوحد جوانب‬

‫‪5‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ثالث عرشة طريقة تعليمية لتدريس الفهم القرائي منها‬ ‫العديد من االسرتاتيجيات‪ ،‬والفنيات التي تسهم يف تنمية‬
‫مخس طرق لتدريس املفردات وهي‪:‬‬ ‫تل�ك املهارات ملس�اعدة ه�ؤالء األطفال على التواصل‬
‫أ) التعلي�م الرصي�ح (يعط�ى التالمي�ذ تعريف�ات‬ ‫الفعال‪ ،‬والتغلب عىل كثري من الس�لوكيات املشكلة التي‬
‫الكلامت املستهدفة)‪.‬‬ ‫يعان�ون منها‪ .‬ويف هذا الس�ياق أوضح ناي�ت‪ ،‬وآخرون‬
‫ب) التعليم الضمني (يتعرض التالميذ ملعدل واسع‬ ‫(‪Knight, Spooner, Browder, Smith, and Wood,‬‬
‫من الكلامت)‪.‬‬ ‫‪ )2013‬أن التأخير الثاب�ت للوق�ت ‪constant time‬‬
‫ج) ط�رق الوس�ائط املتع�ددة (تضمين الوس�ائط‬ ‫‪ delay‬من املامرس�ات القائمة عىل األدلة لتعليم القراءة‪،‬‬
‫األخ�رى إىل جان�ب الن�ص‪ ،‬مث�ل الرس�ومات‪،‬‬ ‫والكتابة‪ ،‬خاص ًة املصطلحات التعليمية العامة‪ ،‬وحمتوى‬
‫والنص التشعبي‪ ،‬أو لغة اإلشارة األمريكية)‪.‬‬ ‫العل�وم (مثل‪ :‬مصطلح�ات العل�وم‪ ،‬والوصف اللفظي‬
‫د) ط�رق الق�درات (التدريب جلعل الق�راءة حتدث‬ ‫لألش�ياء املحيطة)‪ ،‬والرياضيات (األعداد‪ ،‬وأساس�يات‬
‫بصورة تلقائية)‪.‬‬ ‫احلساب‪ ،‬والقياس) للتالميذ ذوي اإلعاقات الشديدة‪.‬‬
‫ه�ـ) طرق العالق�ة (يقوم التالميذ بعم�ل ارتباطات‬ ‫وأش�ار دراج�ر‪ ،‬وآخ�رون (‪Drager, Postal,‬‬
‫بين الكلامت الت�ي يعرفوهنا‪ ،‬والكلمات التي ال‬ ‫‪Carrolus, Castellano, Gagliano, and Glynn,‬‬
‫يعرفوهنا)‪.‬‬ ‫‪ )2006‬إىل أن استراتيجيات التواصل البديل أو املعزز‪،‬‬
‫وثامين طرق لتدريس فهم النص وهي‪:‬‬ ‫من االستراتيجيات الفعالة يف تنمية مهارات اللغة لدى‬
‫أ) متابعة الفهم‪.‬‬ ‫األطفال ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬وهذه االسرتاتيجيات‬
‫ب) التعلم التعاوين‪.‬‬ ‫ق�د تس�تخدم دون مس�اعدة خارجي�ة‪ ،‬مث�ل النظ�م‬
‫ج) املخططات الرسومية والداللية‪.‬‬ ‫اإلش�ارية‪ ،‬أو تك�ون بمس�اعدة خارجية‪ ،‬مث�ل لوحات‬
‫د) بناء القصة‪.‬‬ ‫التواصل‪ ،‬والكتب منخفض�ة التكنولوجيا‪ ،‬أو األجهزة‬
‫هـ) اإلجابة عن األسئلة‪.‬‬ ‫عالي�ة التكنولوجي�ا القائمة على اس�تخدام الكمبيوتر‪،‬‬
‫و) إنشاء األسئلة‪.‬‬ ‫وذات خمرج�ات ال�كالم‪ .‬كما أن هذه االستراتيجيات‬
‫ز) التلخيص‪.‬‬ ‫تس�هل التواصل التعبريي لدى ه�ؤالء األطفال‪ ،‬وتزيد‬
‫ح) التدريس متعدد االسرتاتيجيات‪.‬‬ ‫لدهيم فه�م الرس�ائل‪ .‬وه�ذه االستراتيجيات تتضمن‬
‫وأوض�ح مايرين�دا (‪ )Mirenda, 2003‬أن معظ�م‬ ‫مكونين أساس�يني‪ :‬زي�ادة وتعزي�ز املدخلات للطفل‪،‬‬
‫األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د يس�تفيدون م�ن تعل�م‬ ‫وإتاحة نموذج لتوسيع نطاق املفردات‪ ،‬واملصطلحات‪.‬‬
‫القراءة‪ ،‬والكتابة عندما يدرج ضمن اس�تخدام العديد من‬ ‫وأساس املكون األول هو زيادة فهم الطفل‪ ،‬ومساعدته‬
‫االستراتيجيات التعليمية‪ ،‬التي تالئم بحرص مس�تويات‬ ‫عىل استيضاح‪ ،‬وفهم الرسالة‪ ،‬بينام يركز األساس الثاين‬
‫النم�و القرائي والكت�ايب لدهيم م�ن البداية‪ ،‬حت�ى القراءة‬ ‫بصورة أكرب عىل املكون التعبريي للتواصل‪.‬‬
‫املاه�رة (مثل‪ :‬استراتيجية املطابقة بين الكلمة والصورة‪،‬‬ ‫وق�د ح�ددت اللجن�ة القومي�ة للق�راءة (‪National‬‬
‫واأللع�اب‪ ،‬واس�تخدام برام�ج الكمبيوت�ر متع�ددة‬ ‫‪ )Reading Panel, 2000‬بالواليات املتحدة األمريكية‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪6‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ب) املس�ارات املص�ورة‪ :‬إلج�راء مس�ار مص�ور‬ ‫الوس�ائط)‪ ،‬كما أكد كوي�ل (‪ )Quill, 1997‬أن اس�تخدام‬
‫تقلي�دي‪ ،‬فإن الرس�وم التوضيحي�ة للقصة تتيح‬ ‫النماذج املص�ورة يس�هل فه�م اللغة ل�دى األطف�ال ذوي‬
‫تنبؤات حول القصة‪ ،‬وتؤكد تنبؤات‪ ،‬وانش�غال‬ ‫اضط�راب التوح�د‪ ،‬فالتعلي�م البصري يعك�س قدراهتم‬
‫األطف�ال يف املس�ارات املص�ورة يعد فني�ة فعالة‬ ‫التعليمية‪ ،‬وذكر موري‪ ،‬وكالفريت (‪Moore & Calvert,‬‬
‫للق�راء الذي�ن يعان�ون أثن�اء الق�راءة‪ ،‬ويس�اعد‬ ‫‪ )2000‬أن التعلي�م القائم عىل الكمبيوتر مع الرس�ومات‪،‬‬
‫األطف�ال على تنمي�ة توقع�ات إجيابي�ة ح�ول ما‬ ‫واألص�وات‪ ،‬والرس�وم املتحرك�ة‪ ،‬جيذب انتب�اه األطفال‬
‫س�يحدث يف القص�ة‪ ،‬وقب�ل ق�راءة القصة جيب‬ ‫ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬وينمي تعلمهم مفردات اللغة‪.‬‬
‫اس�تعراض صفح�ات الكت�اب م�ع التالمي�ذ‪،‬‬ ‫وأش�ار ي�ل‪ ،‬وآخ�رون (‪Yell, Drasgow, and‬‬
‫بينما هم يفك�رون حول القصة‪ ،‬وتس�هيل تفكري‬ ‫‪ )Lowrey, 2005‬إىل جمموع�ة م�ن الط�رق التعليمي�ة‬
‫التالمي�ذ م�ن خلال توجيههم نحو اس�تعراض‬ ‫التي تس�اعد يف تنمية الفه�م القرائي لدى األطفال ذوي‬
‫واض�ح للقص�ة‪ ،‬كما أن تركي�ز األطف�ال ذوي‬ ‫اضط�راب التوح�د‪ ،‬وه�ي‪ :‬بطاقات الفلاش‪ ،‬وإجراء‬
‫اضط�راب التوح�د عىل الصور ي�ريض توجههم‬ ‫تأخري الوق�ت التقدمي‪ ،‬وبرنامج التدريب عىل املحاولة‬
‫للتعلم بص�ورة برصية‪ ،‬وأكثر فعالية من الكالم‪،‬‬ ‫املنفصلة للق�راءة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬وإجراء التدريس العريض‪،‬‬
‫أو قراءة ملخص الكتاب‪.‬‬ ‫والتعلي�م متعدد الوس�ائط‪ ،‬وتعليم الفيدي�و القائم عىل‬
‫ج) اخلرائط البرصية‪ :‬وأح�د أنواع اخلرائط البرصية‬ ‫الكمبيوت�ر‪ ،‬والتكنولوجي�ا الصفي�ة املثيرة‪ ،‬والتعل�م‬
‫ه�و اخلريط�ة البس�يطة للقص�ة‪ ،‬والت�ي تس�اعد‬ ‫باملالحظة‪ ،‬والتعلم القائم على الكتاب‪ ،‬والتعلم القائم‬
‫التالمي�ذ يف احلص�ول على م�ا س�يقرؤونه م�ن‬ ‫عىل الكمبيوت�ر‪ ،‬وتدريس األق�ران‪ ،‬وجمموعات التعلم‬
‫خالل إعطائه�م معلومات حول الش�خصيات‪،‬‬ ‫التعاوين‪ ،‬وتس�هيل اإلجراء‪ ،‬كام أوضحوا أن العمل مع‬
‫واألوض�اع‪ ،‬واملش�كالت الت�ي س�تواجهها‬ ‫األقران‪ ،‬والبناء عىل املعرفة السابقة يعدان اسرتاتيجيتني‬
‫الشخصيات‪.‬‬ ‫فعالتين لتدري�س الفه�م القرائ�ي لدى األطف�ال ذوي‬
‫د) التفكري بصوت عال‪ ،‬والتدريس التباديل‪ :‬يس�اعد‬ ‫اضطراب التوحد ذوي الوظيفية العالية‪.‬‬
‫التفكير بص�وت ع�ال املس�تخدم يف التدري�س‬ ‫وع�رض جاتيلي (‪ )Gately, 2008‬العدي�د م�ن‬
‫التب�اديل التالميذ ذوي اضطراب التوحد يف تعلم‬ ‫االستراتيجيات الت�ي من املمك�ن أن تس�اعد األطفال‬
‫أربع استراتيجيات‪ ،‬وه�ي‪ :‬التنبؤ‪ ،‬االس�تفهام‪،‬‬ ‫ذوي اضط�راب التوحد عىل تنمية مه�ارات فهم قرائي‬
‫االستيضاح‪ ،‬والتلخيص‪.‬‬ ‫عالية‪ ،‬وهي مصممة لتناسب اخلصائص املعرفية هلؤالء‬
‫هـ) فهم بناء النص القصيص‪ :‬ويعني الفهم األسايس‬ ‫األطفال‪ .‬وتشمل هذه االسرتاتيجيات‪:‬‬
‫للبدايات القصصية‪ ،‬مع استكش�اف الش�خصية‬ ‫أ) اخللفية املعرفية األولية‪ :‬وتركز هذه االستراتيجية‬
‫األساس�ية يف النص‪ ،‬وماذا تفعل‪ ،‬ويساعد ذلك‬ ‫على كون القراءة نش�اط ًا تفكريي� ًا‪ ،‬تنمي اجلانب‬
‫يف حتسين مهارات الفهم القرائي لدى التالميذ‪،‬‬ ‫املعريف لنش�اط معني‪ ،‬ومن ثم يس�تطيع التالميذ‬
‫وتنظيم النص القصيص يف كل مرتابط‪ .‬ويس�اعد‬ ‫ربط ما يعرفونه بمعلومات‪ ،‬ومهارات جديدة‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪-4‬حمتوى منهج متخصص‪.‬‬ ‫تدريس الكلامت األساس�ية للشخصيات (مثل‪:‬‬


‫‪-5‬النموذج الوظيفي للسلوكات املشكلة‪.‬‬ ‫رج�ل‪ ،‬امرأة‪ ،‬األق�ارب)‪ ،‬والكلامت األساس�ية‬
‫‪-6‬مشاركة األرسة‪.‬‬ ‫لألح�داث (مث�ل‪ :‬ي�أكل‪ ،‬يقف�ز‪ ،‬يبك�ي‪ ،‬ينام)‪،‬‬
‫وم�ن أكث�ر االجتاه�ات احلالية الت�ي تؤث�ر يف تعليم‬ ‫وتركيب كلمتني لعم�ل فكرة كاملة يف تنمية بناء‬
‫التالمي�ذ ذوي اضط�راب التوح�د داخ�ل الفص�ول‬ ‫النص‬
‫الدراس�ية اس�تخدام كل م�ن‪ :‬التدري�ب على املحاول�ة‬ ‫و) التخطي�ط لبن�اء اهل�دف‪ :‬حي�ث يت�م اس�تخدام‬
‫املنفصلة‪ ،‬وأس�لوب ‪ ،TEACCH‬والتدريس العريض‪،‬‬ ‫األش�كال‪ ،‬واخلط�وط‪ ،‬واألس�هم لتنظي�م‬
‫والتدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة‪ ،‬والتدريب عىل‬ ‫القص�ص‪ ،‬وم�ن ث�م يفه�م التالميذ كي�ف تؤثر‬
‫السلوك اللفظي (‪.)Birkman & Stephens, 2009‬‬ ‫أحداث شخصية معينة يف أفعال شخصية أخرى؛‬
‫واملحاول�ة املنفصل�ة ‪ A discrete Trial‬ه�ي دورة‬ ‫ز) الرتمومتر االنفعايل‪ :‬ويس�اعد التالميذ عىل فهم‬
‫واحدة من الروتني التعليمي القائم عىل الس�لوك‪ ،‬حيث‬ ‫مش�اعر‪ ،‬وانفع�االت الش�خصيات‪ ،‬مما يس�اعد‬
‫يت�م تك�رار املحاول�ة الواح�دة ع�دة م�رات يف سلس�لة‬ ‫يف زي�ادة تقديره�م أس�باب قي�ام الش�خصيات‬
‫متتالية‪ ،‬العديد م�ن املرات خالل اليوم‪ ،‬وخالل العديد‬ ‫باختي�ارات حم�ددة‪ ،‬واس�تخدام الرتمومترات‬
‫من األيام‪ ،‬حتى يتم إتقان املهارة‪ .‬وهناك مخسة مكونات‬ ‫االنفعالية مع األلوان‪ ،‬واملفردات املتنوعة يساعد‬
‫أساسية للتدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫األطفال يف حتقيق الش�عور باملس�تويات املختلفة‬
‫‪-1‬احلوافز التمييزية‪ :‬اإلش�ارة التعليمي�ة‪ ،‬أو البيئية‬ ‫من شدة االنفعاالت‪.‬‬
‫املتعلق�ة برغبة املعلم يف أن يس�تجيب الطفل عىل‬ ‫خ) القص�ص االجتامعي�ة‪ :‬وتس�اعد القص�ص‬
‫نحو معني‪.‬‬ ‫االجتامعية يف مس�اعدة األطفال ذوي اضطراب‬
‫‪-2‬احلوافز التحفيزية‪ :‬التوجيه أو اإلشارة من املعلم‬ ‫التوح�د عىل فهم التص�ورات املختلفة لآلخرين‬
‫ملساعدة الطفل عىل االستجابة بصورة صحيحة‪.‬‬ ‫يف املواق�ف االجتامعي�ة‪ ،‬كما تس�اعد التالمي�ذ‬
‫‪-3‬االس�تجابة‪ :‬املهارة أو الس�لوك ال�ذي يعد هدف ًا‬ ‫على فهم اللغة‪ ،‬والت�ي تبدو متناقض� ًة مع أفعال‬
‫للتعلم أو جزء ًا منه‪.‬‬ ‫الشخصية‪.‬‬
‫‪-4‬احلواف�ز التعزيزية‪ :‬املكافأة املصممة لدفع الطفل‬ ‫وطبق� ًا مل�ا ي�راه يوفان�ون‪ ،‬وآخ�رون (‪Iovannone,‬‬
‫لالستجابة بصورة صحيحة‪.‬‬ ‫‪ )Dunlap, Huber & Kinkaid, 2003‬ف�إن هن�اك‬
‫‪-5‬الفاصل الزمني داخل املحاولة‪ :‬التوقف القصري‬ ‫س�تة مكونات أساس�ية جيب أن يتم تضمينها يف الربامج‬
‫بني املحاوالت املتعددة (‪.)Smith, 2001‬‬ ‫التعليمي�ة الفعال�ة للتالمي�ذ ذوي اضط�راب التوح�د‪،‬‬
‫والتدريب عىل املحاول�ة املنفصلة هو وحدة تعليمية‬ ‫وهي‪:‬‬
‫صغيرة تطب�ق بواس�طة املعل�م‪ ،‬وحياول امل�درب ضبط‬ ‫‪ -1‬الدعم واخلدمات الفردية للتالميذ واألرس‪.‬‬
‫مجي�ع جوان�ب التدخل‪ ،‬ويس�تخدم إج�راءات التقليد‪،‬‬ ‫‪ -2‬التعليم النظامي‪.‬‬
‫والتحفي�ز‪ ،‬والتش�كيل‪ ،‬والتعزي�ز‪ .‬وم�ع م�رور الوقت‬ ‫‪ -3‬البيئات املفهومة واملنظمة‪.‬‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪8‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪-2‬يف كل حماولة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬ ‫يتم تاليش املحفزات‪ ،‬واإلش�ارات لزيادة االستقاللية‪.‬‬


‫أ)إدارة األمور الس�ابقة‪ ،‬مث�ل التحقق من صحة‬ ‫ويوفر التدريب عىل املحاولة املنفصلة بيئة تعليمية بنائية‬
‫البيان�ات لرتتيب املواد‪ ،‬وضامن انتباه الطفل‪،‬‬ ‫مهم�ة يف املس�تويات املبك�رة م�ن تعلي�م التالميذ ذوي‬
‫وتقدي�م امل�واد التعليمي�ة‪ ،‬وتقدي�م التعلي�م‬ ‫اضطراب التوحد‪.‬‬
‫الصحي�ح‪ ،‬وتقديم املحف�زات (احلد األدنى‬ ‫ومن مميزات التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ :‬إمكانية‬
‫الالزم)‪.‬‬ ‫التنب�ؤ به‪ ،‬والتعلي�م املج�دول الذي يطاب�ق احتياجات‬
‫ب) إدارة نتائ�ج االس�تجابة الصحيح�ة‪ ،‬مث�ل‬ ‫التالميذ م�ن أجل بيئة روتينية يمك�ن التنبؤ هبا‪ ،‬وجتنب‬
‫تقدي�ر وتقيي�م املع�زز اإلض�ايف‪ ،‬وتس�جيل‬ ‫صعوبة نظرية العقل للتالمي�ذ ذوي اضطراب التوحد‪،‬‬
‫اإلجابة الصحيحة عىل الفور وبدقة‪.‬‬ ‫حيث يت�م تدريس املهارة بص�ورة واضحة دون احلاجة‬
‫ج) إدارة نتائج االس�تجابة غير الصحيحة‪ ،‬مثل‬ ‫لإلش�ارات البيئي�ة‪ ،‬كما أن�ه يب�دأ بالتعليمات البس�يطة‬
‫املنع بلطف‪ ،‬وإزالة املواد‪ ،‬والنظر إىل أس�فل‪،‬‬ ‫امللموس�ة‪ ،‬الت�ي تس�اعد التالمي�ذ ذوي الصعوب�ات يف‬
‫وتس�جيل االس�تجابة غير الصحيح�ة على‬ ‫اللغة االس�تقبالية والتعبريية‪ ،‬ويس�هم يف زيادة املهارات‬
‫الف�ور وبدقة‪ ،‬وضمان انتباه الطف�ل‪ ،‬وإعادة‬ ‫يف اجلانب األكاديمي‪ ،‬والتواصل‪ ،‬واالس�تعداد للتعلم‪،‬‬
‫امل�واد املوج�ودة‪ ،‬وإع�ادة التعلي�م‪ ،‬واملحفز‬ ‫واملس�ئولية‪ ،‬واللع�ب‪ ،‬وتنظي�م ال�ذات‪ ،‬والتفاع�ل‬
‫عىل الف�ور (ضمان االس�تجابة الصحيحة)‪،‬‬ ‫البين ش�خيص‪ ،‬والتقلي�ل م�ن الس�لوكيات املش�كلة‪،‬‬
‫والثن�اء فق�ط‪ ،‬وتس�جيل التصحي�ح اخلاطئ‬ ‫والس�لوكيات غير الوظيفي�ة التكراري�ة واملقي�دة‪،‬‬
‫على الف�ور وبدق�ة‪ ،‬السماح بفترة وجي�زة‬ ‫وس�لوكيات اإلثارة احلس�ية‪/‬االنفعالية (& ‪Birkman‬‬
‫بين املح�اوالت‪ ،‬وتلايش املحف�زات عبر‬ ‫‪.)Stephens, National Autism Center, 2009‬‬
‫املح�اوالت(‪Thiessen, Fazzio, Arnal,‬‬ ‫وأوض�ح ثيزي�ن‪ ،‬وآخ�رون (‪Thiessen, Fazzio,‬‬
‫‪.)Martin, Yu & Keilback, 2009‬‬ ‫‪ )Arnal, Martin, Yu & Keilback, 2009‬أن‬
‫ويوض�ح روكس�بريغ‪ ،‬وكاب�وين (& ‪Roxburgh‬‬ ‫التدري�ب على املحاول�ة املنفصل�ة يع�د أح�د الفني�ات‬
‫‪ )Karbone, 2012‬أن التدريب عىل املحاولة املنفصلة أحد‬ ‫املستخدمة يف برامج حتليل السلوك التطبيقي مع األطفال‬
‫األدوات التعليمية الفعال�ة لتعليم اللغة املهمة‪ ،‬واملهارات‬ ‫ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬وهو طريقة تعليمية يعطي فيها‬
‫االجتامعي�ة واملعرفي�ة لألطف�ال ذوي اضط�راب التوحد‪،‬‬ ‫املعلم تعليامت‪ ،‬وحمفزات كي يستجيب الطفل‪ ،‬ثم يقوم‬
‫وتش�مل هذه االسرتاتيجية ترتيب ًا ثالثي ًا‪ ،‬حيث يقوم املعلم‬ ‫املعلم بنتائج مالئمة‪.‬‬
‫بتقديم املحفز‪ ،‬مما يس�تحرض االستجابة لدى الطفل‪ ،‬ومن‬ ‫وتشمل مكونات التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪:‬‬
‫ث�م تتبع النتيج�ة االس�تجابة لتقوية‪ ،‬أو إضع�اف احتاملية‬ ‫‪-1‬قبل بدء الدورة التعليمية‪ ،‬ويشمل‪ :‬حتديد املهمة‬
‫حدوثها مر ًة أخرى حتت نفس الظروف‪.‬‬ ‫التعليمي�ة‪ ،‬ومج�ع امل�واد‪ ،‬واختي�ار التعزي�زات‬
‫ويتأل�ف التدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة م�ن‬ ‫الفعالة‪ ،‬حتدي�د إجراء تلايش التعزيز‪ ،‬واخلطوة‬
‫فنيات التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬وحتليل الس�لوك‬ ‫األوىل‪ ،‬بناء جو من األلفة واإلجيابية‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪-2‬اتباع املعلم لقيادة الطفل كي يس�مح له أن يصبح‬ ‫التطبيقي‪ ،‬حيث يتم إعطاء التعليامت الواضحة املناس�بة‬
‫مهت ًام بمحفز معني‪.‬‬ ‫للمهم�ة‪ ،‬ويت�م تضمين املهام مه�ام أخ�رى للمحافظة‬
‫‪-3‬حتفي�ز املعل�م للتلمي�ذ أو لقري�ن آخر كي يس�أل‬ ‫عليه�ا‪ ،‬أو مهام يس�تطيع الطفل القيام هبا مس�بق ًا‪ ،‬ويتم‬
‫الطفل ذا اضطراب التوحد حول املحفزات التي‬ ‫اختيار املهام التي متثل أشياء حيب الطفل القيام هبا‪ ،‬ويتبع‬
‫يرغبها‪.‬‬ ‫ذل�ك النتيجة‪ ،‬والتي تعتمد عىل االس�تجابة‪ .‬ومن أمثلة‬
‫‪-4‬عن�د حماول�ة الطف�ل ذي اضط�راب التوح�د‬ ‫ذل�ك إعطاء تعليامت للطفل كي يرتدي معطفه‪ ،‬وتكون‬
‫االس�تجابة بص�ورة لفظي�ة يت�م إعط�اؤه ش�يئ ًا‬ ‫نتيج�ة القيام بذلك اس�تمرار الطل يف اللعب‪ .‬وتس�مى‬
‫مفض ً‬
‫ال لديه عىل الفور‪.‬‬ ‫املامرسة السابقة استهداف اجلوانب السلوكية اجلوهرية‪،‬‬
‫وتتن�اول استراتيجية التدري�ب على االس�تجابة‬ ‫مثل الدافعية لالنشغال يف التواصل االجتامعي‪ ،‬واملبادأة‬
‫اجلوهري�ة مخس�ة جوان�ب هب�ا قص�ور ل�دى األطف�ال‬ ‫الذاتية‪ ،‬وإدارة الذات‪ ،‬واالس�تجابة لإلشارات املتنوعة‬
‫ذوي اضط�راب التوحد‪ ،‬وهي‪ :‬الدافعية‪ ،‬واالس�تجابة‬ ‫(‪.)National Autism Center, 2009‬‬
‫لإلش�ارات املتنوعة‪ ،‬وإدارة الذات‪ ،‬واملب�ادآت الذاتية‪،‬‬ ‫ويع�د التدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة واحد ًا‬
‫والتعاطف (‪.)Stochall & Dennis, 2013‬‬ ‫م�ن النامذج الس�لوكية الطبيعية املس�تخدمة مع األطفال‬
‫وأوض�ح كوجي�ل‪ ،‬وكوجي�ل (‪Koegel & Koegel,‬‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬وه�و نم�وذج نظام�ي يرك�ز‬
‫‪ )2006‬أن فنيات التدريب عىل االستجابة اجلوهرية تشمل‪:‬‬ ‫على اجلوان�ب اجلوهرية (مث�ل‪ :‬جمموعة االس�تجابات‬
‫‪-1‬وض�وح الفرص�ة‪ :‬وه�ي أن يك�ون الس�ؤال‪/‬‬ ‫الت�ي ه�ي م�ن جان�ب واح�د)‪ ،‬والت�ي عندم�ا يت�م‬
‫التعليامت‪/‬الفرصة (املثيرات التمييزية) املعطاة‬ ‫اس�تهدافها ينت�ج حتس�ينات مالزم�ة يف امله�ارات غير‬
‫للطفل كي يستجيب واضح ًة‪ ،‬ومالئمة للمهمة‪.‬‬ ‫املس�تهدفة‪ ،‬وت�ؤدي إىل حتس�ينات يف ج�ودة التفاعالت‬
‫‪-2‬اهتمام الطف�ل‪ :‬وهو أن حيظي الش�خص الذي تتم‬ ‫االجتامعية‪-‬التواصلي�ة بصورة عام�ة‪ .‬وحيقق التدريب‬
‫مالحظت�ه باهتمام الطف�ل (جي�ب أن ينظ�ر الطفل‬ ‫على االس�تجابة اجلوهرية ه�ذه اإلنج�ازات من خالل‬
‫للشخص الذي تتم مالحظته) قبل تقديم الفرصة‪.‬‬ ‫اس�تخدام جمموعة م�ن فني�ات التدري�س الفعالية‪ ،‬مثل‬
‫‪-3‬التعزيز الفوري املرشوط‪ :‬جيب أن يكون التعزيز‬ ‫اختيار الطفل (تضمني االهتاممات‪ ،‬والضبط املشرتك)‪،‬‬
‫فوري ًا بنا ًء عىل سلوك الطفل‪ ،‬فاستجابة الشخص‬ ‫وتوضيح الفرص للطفل لالستجابة باستخدام السلوك‬
‫املالحظ (مثل إعطاء الطفل لعب ًة) جيب أن تعتمد‬
‫َ‬ ‫املس�تهدف‪ ،‬والتعزيز الطبيعي‪ ،‬واجلامعي (‪Roxburgh‬‬
‫عىل استجابة الطفل (مثل قوله كلمة‪ :‬لعبة)‬ ‫‪.)& Karbone, 2012‬‬
‫‪-4‬التعزيز الطبيع�ي‪ :‬جيب أن يكون التعزيز طبيعي ًا‪،‬‬ ‫وحي�دد كوجي�ل‪ ،‬وكوجي�ل (‪Koegel & Koegel,‬‬
‫أو يرتبط بصورة مبارشة بالسلوك املرغوب‪.‬‬ ‫‪ )2006‬مبادئ التدريب عىل االستجابة اجلوهرية يف اآليت‪:‬‬
‫‪-5‬التعزيزات الفوري�ة للمحاوالت‪ :‬إن أية حماولة‬ ‫‪-1‬إش�غال األطف�ال داخ�ل الص�ف ال�درايس م�ن‬
‫موجهة باهلدف لالستجابة لألسئلة‪ ،‬أو الفرص‬ ‫خلال ترتيب�ه باس�تخدام األش�ياء املفضلة هلم‪،‬‬
‫جي�ب تعزيزه�ا‪ ،‬وبالرغ�م م�ن أن حماول�ة ما ال‬ ‫واألنشطة التي تنصب عىل اهتاممهم‪.‬‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪10‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املختلفة م�ن القصص الغريبة‪ ،‬وتم االس�تفادة من هذه‬ ‫حتت�اج بص�ورة رضوري�ة للتصحيح ف�إن حتتاج‬
‫القص�ص داخل إطار تفكري العينة حول احلالة النفس�ية‬ ‫ألن تكون معقول‪.‬‬
‫لش�خصيات القصة‪ .‬ثالث�ة من موضوع�ات القصص‪،‬‬ ‫‪ -6‬التعزيز االجتامعي‪ :‬وهو أي تعزيز لفظي أو غري‬
‫أطل�ق عليه�ا قص�ص احلالة النفس�ية‪ ،‬وتتطل�ب تفكري ًا‬ ‫لفظي يعطيه الشخص املالحظ للطفل‪.‬‬
‫رصحي� ًا‪ ،‬ودم�ج املعلومات خلال النص لبن�اء نموذج‬ ‫‪-7‬حتسين امله�ام‪ :‬جيب أن يقوم الش�خص املالحظ‬
‫مع�ريف واضح للقصة‪ .‬وعلى العكس تم تصميم القصة‬ ‫بإدخ�ال امله�ام اجلدي�دة إىل املهام التي يس�تطيع‬
‫الرابعة بحيث حيتاج فهمها دمج املعلومات عرب الس�ياق‬ ‫الطفل القيام هبا بالفعل‪.‬‬
‫فحس�ب‪ .‬أوضح�ت نتائ�ج الدراس�ة أن األطفال ذوي‬ ‫‪-8‬الضبط املشرتك‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫اضط�راب التوح�د مم�ن لدهيم إعاق�ة ش�ديدة يف نظرية‬ ‫أ) اتب�اع قي�ادة الطف�ل‪ :‬جيب أن يقوم الش�خص‬
‫العقل لدهيم مشكالت شديدة يف الفهم مقارن ًة بأقراهنم‬ ‫املالح�ظ باتب�اع قي�ادة الطف�ل يف امله�ام أو‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د ممن لدهيم إعاق�ة أقل يف نظرية‬ ‫األنشطة التي ينشغل فيها الطفل‪.‬‬
‫العقل عندما يتضمن النص تفكري ًا رصحي ًا‪ ،‬خاص ًة حول‬ ‫ب) اخت�اذ ال�دور‪ :‬جي�ب أن يت�وىل الش�خص‬
‫األشخاص‪ ،‬لكنهم يؤدون بصورة أفضل عندما يتطلب‬ ‫املالحظ السيطرة إذا انشغل الطفل يف أنشطة‬
‫النص دمج املعلومات خالل السياق فقط‪.‬‬ ‫خطرة‪ ،‬مثل سلوكات إيذاء الذات‪ ،‬أو أنشطة‬
‫وهدفت دراسة شان‪ ،‬وآخرين (‪Chan, Cheung,‬‬ ‫غري مالئمة‪ ،‬مثل إثارة الذات‪.‬‬
‫‪ )Leung, Cheung and Cheung, 2005‬فح�ص‬ ‫ج) اختي�ار الطف�ل‪ :‬جي�ب اس�تخدام األش�ياء‬
‫قدرات الفهم التعبريي اللفظي ملجموعة من األطفال‬ ‫املرغوب�ة بص�ورة كبيرة م�ن جان�ب الطفل‬
‫ذوي اضطراب التوح�د (‪ 46‬طفالً) ترتاوح أعامرهم‬ ‫إلش�غاله يف املهم�ة أو النش�اط‪ ،‬وإذا مل يظهر‬
‫بني ‪ 6-5‬س�نوات‪ ،‬تم تصنيفه�م إىل جمموعتني‪ :‬ذوي‬ ‫الطف�ل اهتامم� ًا باملهمة احلالية فإن الش�خص‬
‫الوظيفي�ة املرتفع�ة‪ ،‬وذوي الوظيفي�ة املنخفض�ة‪ ،‬بناء‬ ‫املالحظ جيب أن حياول تغيري النشاط‪.‬‬
‫على ذكائه�م غري اللفظ�ي‪ .‬أوضحت نتائج الدراس�ة‬ ‫وق�د ق�ام العديد م�ن الباحثني باستكش�اف قدرات‬
‫أن ‪ %63‬م�ن األطفال ذوي اضطراب التوحد أظهروا‬ ‫الفهم القرائي‪ ،‬وعالقتها ببعض املتغريات لدى األطفال‬
‫صعوب�ات يف اللغ�ة‪ ،‬وبالتحديد ‪ %42‬منه�م أظهروا‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬واتض�ح ذل�ك يف العديد من‬
‫صعوبات يف كل من التعبري اللفظي‪ ،‬وقدرات الفهم‪،‬‬ ‫الدراسات‪ ،‬ومن هذه الدراسات دراسة وايت وآخرين‬
‫و‪ %21‬منهم أظهروا صعوبات يف املهارات التعبريية‪،‬‬ ‫(‪ )White, Hill, Happe & Frith, 2009‬الت�ي هدفت‬
‫واتض�ح أن ال�ذكاء الع�ام ال يس�تطيع رشح ع�دم‬ ‫توضي�ح م�ا إذا كان األطف�ال ذوو اضط�راب التوح�د‬
‫التجان�س هذا‪ ،‬وأيض� ًا التباين املالح�ظ بني األطفال‬ ‫لدهي�م مش�كالت يف الفه�م القرائ�ي بص�ورة عامة‪ ،‬أو‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د ذوي الوظيفي�ة العالي�ة‪ ،‬كام‬ ‫أن مش�كالت الفه�م القرائ�ي لدهي�م ناجتة ع�ن املعرفة‬
‫أوضح�ت نتائ�ج الدراس�ة أن اختبار اللغ�ة التعبريية‬ ‫االجتامعي�ة املحدودة‪ .‬وقاموا بإعطاء عينة الدراس�ة من‬
‫أكثر حساسية من اختبار الفهم يف التمييز بني األطفال‬ ‫األطف�ال ذوي اضط�راب التوحد العدي�د من املواضيع‬

‫‪11‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وركزت دراسة هويمر‪ ،‬ومان (‪Huemer & Mann,‬‬ ‫ذوي اضط�راب التوحد‪ ،‬وأقراهن�م يف نفس العمر يف‬
‫‪ )2010‬على فح�ص الرتمي�ز‪ ،‬والفه�م القرائ�ي ل�دى‬ ‫مرحلة الطفولة املبكرة‪.‬‬
‫(‪ )384‬من األطف�ال ذوي اضطراب�ات طيف التوحد‪،‬‬ ‫وحاولت دراس�ة كرونني (‪ )Cronin, 2008‬فحص‬
‫وجمموع�ة مقارنة مكونة م�ن (‪ )100‬من األطفال ذوي‬ ‫العالق�ة بين مكون�ات اللغ�ة الش�فهية (األص�وات‪،‬‬
‫عسر القراءة‪ ،‬باس�تخدام ثامنية مقايي�س مقننة للرتميز‪،‬‬ ‫واملع�اين‪ ،‬وتركيب اجلملة)‪ ،‬ومه�ارات الرتميز‪ ،‬والفهم‬
‫والفهم القرائي‪ ،‬وأوضحت نتائج الدراس�ة أن مهارات‬ ‫القرائ�ي ل�دى جمموع�ة م�ن األطف�ال ذوي اضط�راب‬
‫ف�ك الرتمي�ز الس�ليم مقرتن�ة مع قل�ة الفه�م وجد لدى‬ ‫التوح�د تتراوح أعامره�م بين ‪ 13-7‬عام� ًا‪ ،‬ونس�بة‬
‫األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬وذوي متالزم�ة‬ ‫ذكائه�م أكبر م�ن‪ ،‬أو يس�اوي ‪( 70‬ذوو أداء وظيف�ي‬
‫أسبرجر‪ ،‬وذوي االضطراب النامئي غري املحدد‪ ،‬وعىل‬ ‫مرتف�ع)‪ .‬أوضح�ت نتائج الدراس�ة عدم وج�ود عالقة‬
‫العكس فإن األطفال ذوي عرس القراءة أظهروا النموذج‬ ‫دال�ة بني أص�وات اللغ�ة‪ ،‬والرتميز ل�دى األطفال ذوي‬
‫العكيس للفهم القوي‪ ،‬والرتميز الضعيف‪.‬‬ ‫اضط�راب التوح�د‪ ،‬ووج�ود عالق�ة دال�ة بين الداللة‬
‫واستكش�فت دراس�ة كرونين (‪)Cronin, 2008‬‬ ‫والرتمي�ز‪ ،‬والفه�م‪ ،‬وبين تركي�ب اجلمل�ة والفهم‪ ،‬كام‬
‫العالق�ة بين مكون�ات اللغ�ة الش�فهية (األص�وات‪،‬‬ ‫أوضح�ت أن األطفال ذوي اضط�راب التوحد يعانون‬
‫الدالل�ة‪ ،‬بناء اجلمل�ة)‪ ،‬ومهارات فه�م الرموز‪ ،‬والفهم‬ ‫صعوبة واضحة يف الفهم القرائي‪.‬‬
‫القرائ�ي لدى األطفال ذوي اضطراب التوحد‪ .‬تكونت‬ ‫وتناول�ت دراس�ة ريكت�س‪ ،‬وآخري�ن (‪Ricketts,‬‬
‫عينة الدراس�ة من جمموعة م�ن األطفال ذوي اضطراب‬ ‫‪ )Jones, Happe & Charman, 2013‬فح�ص م�ا إذا‬
‫التوح�د تتراوح أعامرهم بين ‪ 13-7‬عام� ًا‪ ،‬تم دجمهم‬ ‫كان الفه�م القرائ�ي يتأث�ر بالف�روق الفردي�ة يف الس�لوك‬
‫يف أح�د الفص�ول م�ع أقراهن�م ذوي النم�و الطبيع�ي‪،‬‬ ‫االجتامعي‪ ،‬واملعرف�ة واإلدراك االجتامعي لدى األطفال‬
‫وكانت نسبة ذكائهم أكرب من‪ ،‬أو يساوي ‪( 70‬من ذوي‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د ‪ ،‬وتكون�ت عين�ة الدراس�ة من‬
‫الوظيفية العالية)‪ .‬أوضحت نتائج الدراس�ة أن األطفال‬ ‫جمموع�ة م�ن املراهقين ذوي اضط�راب التوح�د ترتاوح‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د األصغ�ر س�ن ًا حصل�وا على‬ ‫أعامرهم بين ‪ 16-14‬عام ًا أكملوا قائم�ة تقييامت معرفة‬
‫درج�ات منخفضة بص�ورة واضحة على مقياس الفهم‬ ‫الكلم�ة‪ ،‬واللغ�ة الش�فهية‪ ،‬والفه�م القرائ�ي‪ ،‬والس�لوك‬
‫القرائي مقارنة بأقراهنم ذوي النمو الطبيعي‪ ،‬بينام حصل‬ ‫االجتامعي‪ ،‬واملعرفة االجتامعية‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة‬
‫األطفال ذوو اضطراب التوحد األكرب سن ًا عىل درجات‬ ‫أن ك ً‬
‫ال م�ن معرف�ة وإدراك الكلم�ة‪ ،‬واللغ�ة الش�فهية‬
‫مرتفع�ة عىل مقياس الفهم القرائي مقارنة بأقراهنم ذوي‬ ‫يرشح�ان التباي�ن الفري�د يف الفهم القرائي‪ ،‬وأن الس�لوك‬
‫النمو الطبيعي‪.‬‬ ‫االجتامعي‪ ،‬واملعرفة االجتامعية يتنبآن بالفهم القرائي بعد‬
‫كما تناول�ت بع�ض الدراس�ات االستراتيجيات‬ ‫ضب�ط التباين يف معرفة وإدراك الكلمة‪ ،‬واللغة الش�فهية‪،‬‬
‫والفنيات الفعالة التي يمكن اس�تخدامها يف تنمية بعض‬ ‫ويوض�ح ذل�ك أن الصعوبات يف معرف�ة وإدراك الكلمة‪،‬‬
‫مه�ارات الفه�م القرائي لدى األطف�ال ذوي اضطراب‬ ‫واللغ�ة الش�فهية‪ ،‬والصعوب�ات االجتامعي�ة تقي�د الفهم‬
‫التوحد‪ ،‬ومن هذه الدراس�ات دراس�ة ناي�ت‪ ،‬وآخرين‬ ‫القرائي لدى األفراد ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪12‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اللغوية املس�اعدة يف زي�ادة فهم وإنتاج الرم�وز اللغوية‬ ‫(‪Knight, Spooner, Browder, Smith, and‬‬
‫لدى عينة الدراسة‪.‬‬ ‫‪ )Wood, 2013‬التي هدفت إىل تقييم فعالية املخططات‬
‫وهدف�ت دراس�ة أوكونور‪ ،‬وكلين (& ‪O›connor‬‬ ‫الرسومية‪ ،‬والتعليم املنظم يف تنمية فهم مصطلحات مادة‬
‫‪ )Klein, 2004‬إىل استكش�اف االستراتيجيات الت�ي‬ ‫العلوم لدى التالميذ ذوي اضطراب التوحد ممن يعانون‬
‫تس�هم يف حتسين الفه�م القرائ�ي ل�دى التالمي�ذ ذوي‬ ‫من إعاقة فكرية‪ .‬أوضحت نتائج الدراسة وجود عالقة‬
‫اضطراب التوحد‪ ،‬ذوي األداء الوظيفي املرتفع‪ .‬تكونت‬ ‫وظيفي�ة بني اس�تخدام املخططات الرس�ومية‪ ،‬والتعليم‬
‫عين�ة الدراس�ة من (‪ )20‬م�ن التالمي�ذ ذوي اضطراب‬ ‫املنظم‪ ،‬وعدد اخلطوات الصحيحة التي متت تكملتها يف‬
‫التوحد‪ .‬ويف إطار تصميم عينة الدراس�ة‪ ،‬طلب من كل‬ ‫حتليل املهمة لتوضيح مفاهيم العلوم‪ ،‬كام أن مجيع التالميذ‬
‫تلمي�ذ ق�راءة جمموعة من املقاطع يف إط�ار أربعة رشوط‬ ‫عينة الدراس�ة أحرزوا تفوق ًا يف خطوات حتليل املهمة يف‬
‫هي‪ :‬اإلجابة عن األس�ئلة قبل الق�راءة‪ ،‬وتكملة اجلمل‬ ‫ثماين جلس�ات‪ ،‬أو أقل‪ ،‬كما أوضحت نتائج الدراس�ة‬
‫املضمنة يف النص‪ ،‬والتلقني خالل حتديد السياق السابق‬ ‫أن إعط�اء التالميذ ذوي اضط�راب التوحد املخططات‬
‫ذي الصل�ة‪ ،‬والضب�ط (القراءة فق�ط)‪ .‬أوضحت نتائج‬ ‫الرسومية‪ ،‬أو تعليمهم تصميم هذه املخططات يعد أداة‬
‫الدراسة أن تأثريات التلقني كانت دالة إحصائي ًا‪ ،‬بصورة‬ ‫فعال�ة لتعليمهم العالقات بين املفاهيم‪ ،‬وزيادة حصيلة‬
‫متوس�طة‪ ،‬وتأثريات أس�ئلة قبل القراءة‪ ،‬وتكملة اجلمل‬ ‫مصطلحاهتم‪ ،‬وفهمهم هل�ذه املصطلحات‪ .‬ويعد الفهم‬
‫كانت حمدودة‪ ،‬وغري دالة إحصائي ًا‪.‬‬ ‫مكون ًا هام ًا لإلدراك‪ ،‬واالستيعاب‪ ،‬وبالنسبة ألي تلميذ‬
‫وهدف�ت دراس�ة ش�ميدت‪ ،‬وآخري�ن (‪Schmidt,‬‬ ‫ف�إن فهم أي مفه�وم يعتمد عىل التعري�ف الواضح هلذا‬
‫‪)Drasgow, Halle, Christian & Bliss, 2013‬‬ ‫املفه�وم‪ ،‬ويف الدراس�ة احلالي�ة فإن التالميذ ب�دءوا أوالً‬
‫إىل استكش�اف فعالي�ة التحلي�ل الوظيف�ي للمحاول�ة‬ ‫بفهم تعريفات الكلامت املرتبط�ة بمصطلحات العلوم‪،‬‬
‫املنفصل�ة‪ ،‬والتدري�ب على التواصل الوظيف�ي يف احلد‬ ‫وبع�د فهمه�م للتعريفات اس�تطاعوا التعل�م من خالل‬
‫من الس�لوكيات املش�كلة احلادة لدى ثالثة من األطفال‬ ‫األمثلة‪ ،‬وباستخدام التدريب عىل التمييز‪.‬‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ .‬أوضحت نتائج الدراس�ة أن‬ ‫وتناولت دراسة دراجر‪ ،‬وآخرين (‪Drager, Postal,‬‬
‫التحليل الوظيف�ي للمحاولة املنفصل�ة حتقق من صدق‬ ‫‪Carrolus, Castellano, Gagliano, and Glynn,‬‬
‫وظيفة الس�لوك املشكل لدى كل طفل من عينة الدراسة‬ ‫‪ )2006‬فح�ص فعالي�ة إج�راء تعليم�ي ه�و النمذج�ة‬
‫بعد إكمال التقييم الوظيفي باس�تخدام الطرق الوصفية‬ ‫اللغوي�ة املس�اعدة عىل فه�م الرموز‪ ،‬والتعبير بالرموز‪،‬‬
‫وغري الرسمية‪ ،‬كام أوضحت نتائج الدراسة أن التدريب‬ ‫ل�دى اثنني من األطفال ذوي اضطراب التوحد بمرحلة‬
‫على التواصل الوظيفي‪ ،‬والتحلي�ل الوظيفي للمحاولة‬ ‫م�ا قب�ل املدرس�ة‪ ،‬والذي�ن يس�تخدمون كلمات قليل�ة‬
‫املنفصلة يعدان ناجحني يف استبدال السلوكيات املشكلة‬ ‫بص�ورة وظيفي�ة‪ .‬وتكون�ت النمذجة اللغوية املس�اعدة‬
‫بسلوك تواصيل بديل خيدم ذات الوظيفة‪.‬‬ ‫من إرشاك الطفل يف أنش�طة لعب تفاعلية‪ ،‬وتوفري نامذج‬
‫ورك�زت دراس�ة زالس�كي (‪ )Zaleski, 2008‬على‬ ‫اس�تخدام الرموز التواصلي�ة املع�ززة‪ ،‬أو البديلة خالل‬
‫التأك�د م�ن فعالي�ة اس�تخدام التدري�ب على املحاول�ة‬ ‫فرتة اللع�ب‪ .‬أوضحت نتائج الدراس�ة فعالية النمذجة‬

‫‪13‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الكلامت يف إطار س�ياقها‪ ،‬والرب�ط بني الكلمة وما قبلها‬ ‫املنفصلة باإلضافة إىل التعزيز اإلجيايب‪ ،‬وتصحيح تكرار‬
‫م�ن كلامت أخرى‪ ،‬يس�هم يف مس�اعدة الطف�ل عىل فهم‬ ‫االس�تجابة يف تنمي�ة الفهم القرائي ل�دى األطفال ذوي‬
‫املعن�ى احلقيق�ي للكلم�ة‪ ،‬باعتبارها ج�زء ًا ال يتجزأ من‬ ‫اضط�راب التوح�د‪ ،‬وت�م مجع نس�بة الكلمات املفهومة‬
‫السياق الذي تنتمي إليه‪ .‬ويعاين األطفال ذوو اضطراب‬ ‫م�ن جانب األطفال بواس�طة الباحث أثن�اء كل حماولة‪.‬‬
‫التوحد من القصور الش�ديد يف مه�ارات الفهم القرائي‬ ‫أوضح�ت نتائ�ج الدراس�ة حتس�ن الفه�م القرائي لدى‬
‫األمر الذي حيول دون تواصلهم بفعالية يف إطار حميطهم‬ ‫عينة الدراس�ة بصورة كبرية بعد استخدام التدريب عىل‬
‫االجتامعي‪ ،‬وكذلك عدم اكتساهبم العديد من املهارات‬ ‫املحاولة املنفصلة‪.‬‬
‫األكاديمي�ة التي تس�هم يف نموهم املع�ريف‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫وهدفت دراس�ة جوفوسيس (‪)Gouvousis, 2011‬‬
‫تنمي�ة ه�ذه امله�ارات يع�د رضورة تعليمي�ة‪ ،‬وحياتي�ة‬ ‫إىل الكش�ف عن مدى إمكانية تدري�ب معلمي التالميذ‬
‫تضم�ن توافق� ًا نس�بي ًا هل�ؤالء األطف�ال على املس�توى‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د على اس�تخدام التدري�ب عىل‬
‫االجتامع�ي‪ ،‬واالنفعايل‪ ،‬واملع�ريف‪ .‬مما تقدم تتضح أمهية‬ ‫االس�تجابة اجلوهري�ة يف الفص�ول الدراس�ية‪ ،‬وكذلك‬
‫الدراسة احلالية عىل املستويني‪ :‬النظري‪ ،‬والتطبيقي‪.‬‬ ‫قي�اس التغيرات يف اللغ�ة التلقائي�ة‪ ،‬والتحفيزي�ة‪،‬‬
‫والتعبريية لدى هؤالء التالميذ بعد تطبيق التدريب عىل‬
‫األمهية النظرية‪:‬‬ ‫االس�تجابة اجلوهرية‪ .‬أوضحت نتائج الدراس�ة العديد‬
‫تتض�ح األمهي�ة النظري�ة للبح�ث احل�ايل يف النق�اط‬ ‫م�ن التحس�نات على مس�توى أداء املعلم‪ ،‬وس�لوكات‬
‫اآلتية‪:‬‬ ‫الطفل‪ .‬بالنس�بة لس�لوك املعلم فقد تعل�م معلم الفصل‬
‫‪ -1‬إلقاء الضوء عىل بعض االسرتاتيجيات الفعالة‬ ‫بص�ورة فعال�ة كيفي�ة تطبيق مجي�ع فني�ات التدريب عىل‬
‫يف جم�ال تنمي�ة بعض مه�ارات الفه�م القرائي‪،‬‬ ‫االس�تجابة اجلوهري�ة بص�ورة مالئم�ة خلال أنش�طة‬
‫وكذل�ك مه�ارات التواص�ل ل�دى األطف�ال‬ ‫ال�دروس‪ ،‬وه�ذه الفنيات ه�ي‪ :‬جذب اهتمام الطفل‪،‬‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬ومنه�ا استراتيجيتا‬ ‫وإعطاء فرص حقيقية‪ ،‬وتوفري التعزيز‪ ،‬وحتسين املهام‪،‬‬
‫التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل‬ ‫واتباع قيادة الطفل‪ ،‬واختاذ األدوار‪ ،‬واختيار الطفل‪ .‬كام‬
‫االستجابة اجلوهرية‪.‬‬ ‫أوضحت نتائج الدراسة فعالية التدريب عىل االستجابة‬
‫‪ -2‬توجي�ه االهتمام نح�و جع�ل عملي�ة تعلي�م‬ ‫اجلوهرية يف حتسين اللغة التعبريية‪ ،‬والكلامت التلقائية‪،‬‬
‫األطفال ذوي اضطراب التوحد داخل الفصول‬ ‫والكلمات التحفيزي�ة ل�دى األطف�ال ذوي اضط�راب‬
‫الدراسية عملية تفاعلية تنطلق من خصائصهم‪،‬‬ ‫التوحد‪.‬‬
‫وتس�تفيد من دمج العديد من االستراتيجيات‬
‫التي أثبتت الدراس�ات فعاليتها داخل الدروس‬ ‫أمهية البحث‪:‬‬
‫الصفية‪ ،‬واألنشطة التعليمية‪ ،‬باعتبارها جزء ًا ال‬ ‫تعد مهارات الفهم القرائ�ي من املهارات الرضورية‬
‫يتجزأ من األس�اليب التدريس�ية املستخدمة مع‬ ‫الالزمة لتنمية الفه�م املعريف واالجتامعي لدى األطفال‬
‫هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬فالق�درة على فه�م مع�اين‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪14‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وأش�ار كوي�ل (‪ )Quill, 2000‬إىل أن األطفال ذوي‬ ‫األمهية التطبيقية‪:‬‬


‫اضط�راب التوح�د يميل�ون للرتكي�ز على التفاصي�ل‪،‬‬ ‫تتض�ح األمهي�ة التطبيقي�ة يف إلق�اء الض�وء على‬
‫ويفسرون املعلوم�ات بطريق�ة جم�زأة‪ ،‬وخيطئ�ون يف‬ ‫اس�تخدام التدريب على املحاولة املنفصل�ة‪ ،‬والتدريب‬
‫إدراك مقاص�د اآلخري�ن‪ ،‬ويقولب�ون أنفس�هم يف إط�ار‬ ‫عىل االس�تجابة اجلوهرية يف تنمية بعض مهارات الفهم‬
‫حم�دد من التفكير‪ ،‬والترصف‪ ،‬وه�ذه اخلصائص جتعل‬ ‫القرائ�ي ل�دى التالمي�ذ ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬مم�ا‬
‫م�ن الصع�ب عليه�م فهم الن�ص القصصي املوجود يف‬ ‫يمه�د لط�رح هاتني االستراتيجيتني كأس�لوبني فعالني‬
‫القصص‪ ،‬كام أن مش�كلة الفهم الرسدي هلؤالء األطفال‬ ‫يمك�ن تدري�ب معلمي هؤالء التالمي�ذ عليهام من أجل‬
‫ينت�ج عن القصور يف قدرات نظرية العقل‪ ،‬والتي تشير‬ ‫االس�تعانة هبما يف تدري�س امل�واد األكاديمي�ة‪ ،‬ومنه�ج‬
‫إىل الق�درة على اس�تنتاج احل�االت النفس�ية لآلخرين‪،‬‬ ‫املهارات االجتامعية هلؤالء األطفال‪.‬‬
‫م�ن أجل الترصف بنا ًء عىل فهم الطف�ل ألفعاله وأفعال‬
‫اآلخري�ن‪ ،‬حيث يواجه األطفال ذوو اضطراب التوحد‬ ‫هدف البحث‪:‬‬
‫صعوب�ة ش�ديدة يف مه�ارات نظرية العق�ل‪ ،‬حيث رأى‬ ‫ه�دف البحث احلايل إىل التأكد من فعالية اس�تخدام‬
‫ب�ارون كوهين (‪ )Baron-Cohen, 2001‬أن األطف�ال‬ ‫التدري�ب على املحاول�ة املنفصل�ة‪ ،‬والتدري�ب على‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د لدهيم صعوب�ة يف فهم ما يفكر‬ ‫االس�تجابة اجلوهري�ة يف تنمي�ة بع�ض مه�ارات الفهم‬
‫فيه اآلخ�رون‪ ،‬وفهم اخل�دع‪ ،‬واملجازات‪ ،‬والس�خرية‪،‬‬ ‫القرائي لدى التالميذ ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫والنكات‪ ،‬والتخيل‪ ،‬مما يس�هم يف صعوبة الفهم الواعي‬
‫لدهيم للقصص‪.‬‬ ‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫وينت�ج ضعف مه�ارات الفهم القرائ�ي لدى العديد‬ ‫يعاين األطفال من ذوي اضطراب التوحد من ضعف‬
‫من األطف�ال ذوي اضطراب التوحد عن القصور الذي‬ ‫يف الفهم القرائي؛ حيث إن ‪ %10-5‬منهم يصنفون عىل‬
‫يعانونه يف فهم املعاين احلقيقية للكلامت يف إطار سياقها‪،‬‬ ‫أهن�م يعان�ون من “عرس الفه�م القرائ�ي”‪ ،‬وبالرغم من‬
‫والربط بني الكلمة‪ ،‬واجلملة والكلامت واجلمل السابقة‬ ‫أن بعضه�م قد يس�تطيع ق�راءة الكلمة بدق�ة‪ ،‬والرتميز‪،‬‬
‫الت�ي توجد يف إطاره�ا‪ ،‬وكذلك فهم الكلامت التي تعرب‬ ‫وق�راءة الكلمات الفردي�ة‪ ،‬إال أن قدرت�ه على فهم هذه‬
‫ع�ن معن�ى انفعايل‪ ،‬مث�ل الف�رح‪ ،‬واحل�زن‪ ،‬والغضب‪،‬‬ ‫الكلمات تكون منخفض ًة (& ‪Brown, Oram-Cardy,‬‬
‫والدهش�ة‪ ،‬وغريه�ا مم�ا جيعل الطف�ل غير واع بحقيقة‬ ‫‪.)Johnson, 2013‬‬
‫املعنى الرسدي للكالم يف إطار نص قرائي معني‪.‬‬ ‫وأح�د أه�م أس�باب فش�ل الفه�م القرائ�ي لدى‬
‫وم�ن ث�م ف�إن اس�تخدام بع�ض الفني�ات‬ ‫ه�ؤالء األطف�ال ه�و صعوبة ف�ك ترمي�ز‪ ،‬ومعرفة‪،‬‬
‫واالستراتيجيات الت�ي تس�هم يف تنمية الفه�م القرائي‬ ‫وإدراك الكلمات‪ ،‬وضعف مهارات اللغة الش�فهية‪،‬‬
‫ل�دى ه�ؤالء األطفال يع�د أم�ر ًا رضوري� ًا للتغلب عىل‬ ‫وبخاص�ة الضعف غري املرتبط بأص�وات اللغة‪ ،‬مثل‬
‫ه�ذه الصعوبة‪ ،‬س�يام أن حتس�ن مهارات الفه�م القرائي‬ ‫الدالل�ة‪ ،‬وتركي�ب اجلمل�ة (‪Nation & Norbury,‬‬
‫ل�دى األطف�ال ذوي اضطراب التوحد ي�ؤيت ثامره ليس‬ ‫‪.)2005‬‬

‫‪15‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫حيت�اج الطف�ل إليها لدعم نم�وه‪ ،‬واحلد من املش�كالت‬ ‫على املس�توى األكاديم�ي فحس�ب‪ ،‬ب�ل عىل املس�توى‬
‫السلوكية التي ترتبط هبذا االضطراب لديه‪.‬‬ ‫االجتامع�ي واالنفعايل أيض ًا‪ ،‬مما ينت�ج عنه دعم تواصل‬
‫ويع�رف اضطراب التوحد ‪-‬إجرائي ًا‪ -‬بالدرجة التي‬ ‫هؤالء األطفال‪.‬‬
‫حيص�ل عليه�ا الطف�ل ذو اضطراب التوح�د يف مقياس‬ ‫مما س�بق تتضح مش�كلة الدراس�ة احلالية يف اإلجابة‬
‫تقدي�ر التوح�د الطف�ويل‪ ،‬تعري�ب‪ ،‬وتقنين الش�مري‪،‬‬ ‫عن التساؤل الرئيس اآليت‪:‬‬
‫والرسطاوي (‪.)2003‬‬ ‫م�ا فعالي�ة اس�تخدام استراتيجيتي التدري�ب على‬
‫املحاولة املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل االس�تجابة اجلوهرية‬
‫الفهم القرائي‪:‬‬ ‫يف تنمي�ة بع�ض مهارات الفه�م القرائي ل�دى األطفال‬
‫القدرة عىل فهم الكلمات‪ ،‬والنص املكتوب‪ ،‬وذلك‬ ‫ذوي اضطراب التوحد؟‬
‫م�ن خالل فهم الكلمات املفردة‪ ،‬وفهم اللغة الش�فهية‪،‬‬ ‫وينبثق من هذا التساؤل التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫ورب�ط الكلم�ة بما تعني�ه‪ ،‬واس�تنباط معن�ى الكلمة كام‬ ‫‪ -1‬ه�ل يوج�د اختلاف بين درج�ات املجموع�ة‬
‫يوجد يف الس�ياق‪ ،‬والفكرة األساس�ية التي يدور حوهلا‬ ‫التجريبي�ة‪ ،‬ودرج�ات املجموع�ة الضابط�ة عىل‬
‫ن�ص معين‪ ،‬واإلجاب�ة عن بعض األس�ئلة الت�ي يمكن‬ ‫مقياس الفهم القرائي بعد تطبيق الربنامج؟‬
‫اس�تخراجها من هذا النص‪ .‬ويشمل الفهم القرائي ك ً‬
‫ال‬ ‫‪ -2‬ه�ل يوج�د اختلاف بين درج�ات املجموع�ة‬
‫م�ن الفهم النيص‪ ،‬وهو قدرة الطفل عىل ذكر معلومة تم‬ ‫التجريبي�ة يف القياسين‪ :‬القبلي‪ ،‬والبع�دي على‬
‫التنوي�ه عنها مب�ارشة يف النص‪ ،‬والفه�م الضمني‪ ،‬وهو‬ ‫مقياس الفهم القرائي؟‬
‫ق�درة الطفل عىل اس�تنتاج معلومة من معلومات أخرى‬ ‫‪ -3‬ه�ل يوج�د اختلاف بين درج�ات املجموع�ة‬
‫بالنص‪ ،‬والفهم السياقي‪ ،‬وهو قدرة الطفل عىل استنتاج‬ ‫التجريبي�ة يف القياسين‪ :‬البع�دي‪ ،‬والتتبعي عىل‬
‫معنى الكلمة وفق ًا لس�ياق ال�كالم‪ ،‬وفهم الضامئر‪ ،‬وهو‬ ‫مقياس الفهم القرائي؟‬
‫قدرة الطفل عىل حتديد االس�م الذي يعود إليه الضمري‪،‬‬
‫وفه�م الراب�ط‪ ،‬وه�و ق�درة الطفل على حتدي�د الكلمة‬ ‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫املناسبة لتكملة معنى اجلملة طبق ًا لسياق الكالم‪.‬‬ ‫اضطراب التوحد‪:‬‬
‫ويع�رف الفه�م القرائ�ي ‪-‬إجرائي� ًا‪ -‬بالدرجة التي‬ ‫أح�د االضطراب�ات النامئية التي تصي�ب الطفل قبل‬
‫حيص�ل عليه�ا الطفل ذو اضط�راب التوح�د يف مقياس‬ ‫وصول�ه س�ن ثالث س�نوات‪ ،‬وتؤث�ر ‪-‬س�لب ًا‪ -‬يف نموه‬
‫الفهم القرائي‪ ،‬إعداد‪/‬الباحث‪.‬‬ ‫املع�ريف‪ ،‬واالجتامع�ي‪ ،‬واالنفع�ايل‪ ،‬وتتض�ح مالحمه يف‬
‫القص�ور ال�ذي يعاني�ه الطف�ل يف مه�ارات التواص�ل‪،‬‬
‫التدري�ب عىل املحاول�ة املنفصل�ة ‪Discrete Trail‬‬ ‫واللغ�ة والكالم‪ ،‬والس�لوكيات االجرتاري�ة التكرارية‪،‬‬
‫‪:Training‬‬ ‫واالهتاممات املقيدة‪ ،‬مما ينتج عنه حاجة الطفل خلدمات‬
‫استراتيجية تعليمي�ة تق�وم على تك�رار الطف�ل ذي‬ ‫الرتبي�ة اخلاص�ة الت�ي حت�دد مالم�ح أهليته لتلق�ي تلك‬
‫اضط�راب التوح�د للمحاول�ة الواحدة ع�دة مرات‪ ،‬يف‬ ‫اخلدم�ات‪ ،‬وكذلك الربام�ج التدريبي�ة والعالجية التي‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪16‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جلس�ات الربنام�ج إىل (‪ )32‬اثنتين وثالثين جلس� ًة‪،‬‬ ‫سلس�لة متتالية خالل اليوم‪ ،‬وخلال العديد من األيام‪،‬‬
‫مقسمة عىل ثامنية أسابيع‪ ،‬بواقع أربع جلسات أسبوعيا‪،‬‬ ‫حت�ى يت�م إتق�ان امله�ارة‪ ،‬وذلك باس�تخدام إج�راءات‬
‫وتراوحت مدة كل جلسة بني (‪ )120–90‬دقيق ًة‪.‬‬ ‫التقلي�د‪ ،‬والتحفي�ز‪ ،‬والتش�كيل‪ ،‬والتعزي�ز‪ ،‬وتلايش‬
‫املحفزات مع مرور الوقت لزيادة االستقاللية‪.‬‬
‫فروض البحث‪:‬‬ ‫ويعرف التدريب عىل املحاول�ة املنفصلة ‪-‬إجرائي ًا‪-‬‬
‫مت�ت صياغ�ة الف�روض اآلتي�ة كإجاب�ات حمتمل�ة‬ ‫بالربنام�ج املس�تخدم يف البح�ث احل�ايل‪ ،‬والقائ�م على‬
‫للتساؤالت التي أثريت يف مشكلة البحث‪:‬‬ ‫اس�تخدام التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬واالستجابة‬
‫‪ -1‬توجد فروق دالة إحصائي ًا بني متوس�طات رتب‬ ‫اجلوهرية‪ ،‬وفنياهتام‪.‬‬
‫درج�ات املجموعتني التجريبي�ة‪ ،‬والضابطة عىل‬
‫مقي�اس الفه�م القرائ�ي بع�د تطبي�ق الربنام�ج‪،‬‬ ‫التدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة ‪Pivotal‬‬
‫وذلك لصالح املجموعة التجريبية‪.‬‬ ‫‪:Response Training‬‬
‫‪ -2‬توجد ف�روق دال�ة ‪-‬إحصائي ًا‪-‬بني متوس�طات‬ ‫أح�د النماذج الس�لوكية املس�تخدمة م�ع األطف�ال‬
‫رتب درج�ات املجموعة التجريبي�ة عىل مقياس‬ ‫ذوي اضط�راب التوحد‪ ،‬وهو نم�وذج نظامي يركز عىل‬
‫الفه�م القرائ�ي يف القياسين القبلي‪ ،‬والبع�دي‪،‬‬ ‫الس�لوكيات اجلوهري�ة التي يؤدي حتس�ينها إىل حتسين‬
‫وذلك لصالح القياس البعدي‪.‬‬ ‫بع�ض امله�ارات غير املس�تهدفة‪ ،‬وذل�ك م�ن خلال‬
‫‪ -3‬ال توجد فروق دالة ‪-‬إحصائي ًا‪ -‬بني متوسطات‬ ‫اس�تخدام بعض الفنيات الفعالة‪ ،‬مثل وضوح الفرصة‪،‬‬
‫رتب درج�ات املجموعة التجريبي�ة عىل مقياس‬ ‫والرتكيز عىل اهتامم الطفل‪ ،‬والتعزيز الفوري املرشوط‪،‬‬
‫الفهم القرائي يف القياسني البعدي‪ ،‬والتتبعي‪.‬‬ ‫والتعزي�ز الطبيعي‪ ،‬والتعزي�زات الفورية للمحاوالت‪،‬‬
‫والتعزيز االجتامعي‪ ،‬وحتسين املهام‪ ،‬والضبط املشرتك‪،‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬ ‫واتباع قيادة الطفل‪ ،‬واختاذ الدور‪ ،‬واختيار الطفل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬منهج البحث‪:‬‬ ‫ويع�رف التدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة‬
‫اس�تخدم الباح�ث يف بحث�ه احل�ايل املنه�ج ش�به‬ ‫‪-‬إجرائي� ًا‪ -‬بالربنام�ج املس�تخدم يف البح�ث احل�ايل‪،‬‬
‫التجريبي‪ ،‬تصمي�م املجموعة الواحدة‪ ،‬وقام بالتقييم‬ ‫والقائم عىل اس�تخدام التدريب على املحاولة املنفصلة‪،‬‬
‫القبلي‪ ،‬والبع�دي‪ ،‬والتتبع�ي لدرجات عين�ة البحث‬ ‫واالستجابة اجلوهرية‪ ،‬وفنياهتام‪.‬‬
‫على مقياس الفه�م القرائي‪ ،‬ويعد ه�ذا املنهج مالئ ًام‬
‫لطبيع�ة البح�ث احل�ايل‪ ،‬من حي�ث حماولته الكش�ف‬ ‫الربنام�ج القائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪،‬‬
‫ع�ن فعالية برنام�ج قائم عىل اس�تخدام التدريب عىل‬ ‫واالستجابة اجلوهرية‪:‬‬
‫املحاول�ة املنفصل�ة‪ ،‬واالس�تجابة اجلوهري�ة يف تنمية‬ ‫جمموعة م�ن اإلجراءات املنظم�ة‪ ،‬املخططة‪ ،‬املتبعة‪،‬‬
‫بع�ض مه�ارات الفهم القرائ�ي لدى األطف�ال ذوي‬ ‫القائمة عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬واالستجابة‬
‫اضطراب التوحد‪.‬‬ ‫اجلوهري�ة‪ ،‬والفني�ات املرتبط�ة هبما‪ ،‬حي�ث تم تقس�يم‬

‫‪17‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫كما تم حتديد أفراد العين�ة بأهنم يصنفون ضمن ذوي‬ ‫ثاني ًا‪ :‬عينة البحث‪:‬‬
‫التوحد البس�يط‪ ،‬أو املتوس�ط‪ ،‬وذل�ك بعد حصوهلم‬ ‫تكون�ت عين�ة البح�ث احل�ايل م�ن (‪ )10‬م�ن‬
‫على درج�ات تتراوح بين (‪ )36.5-30‬درج�ة‪،‬‬ ‫التالمي�ذ ذوي اضط�راب التوح�د الذك�ور بمعه�د‬
‫بمتوسط قدره (‪ )33.70‬درجة‪ ،‬وانحراف معياري‬ ‫الرتبي�ة الفكري�ة‪ ،‬رشق الري�اض‪ ،‬حصل�وا على‬
‫ق�دره (‪ )2.889‬درج�ة عىل مقياس تقدي�ر التوحد‬ ‫درج�ات منخفض�ة على مقي�اس مه�ارات الفه�م‬
‫الطف�ويل ‪،Childhood Autism Rating Scale‬‬ ‫القرائ�ي‪ ،‬تراوح�ت بين (‪ ،)12-9‬بمتوس�ط قدره‬
‫تعريب‪ ،‬وتقنني الش�مري‪ ،‬والرسط�اوي (‪.)2003‬‬ ‫(‪ ،)10.20‬وانح�راف معي�اري ق�دره (‪،)1.229‬‬
‫ت�م التحقق م�ن التكافؤ بني جمموعتي عينة الدراس�ة‬ ‫وتراوح�ت أعامرهم بني (‪ )12-11‬عام ًا‪ ،‬بمتوس�ط‬
‫التجريبي�ة‪ ،‬والضابط�ة من التالمي�ذ ذوي اضطراب‬ ‫عم�ري ق�دره (‪ )11.20‬عام ًا‪ ،‬وانح�راف معياري‬
‫التوحد يف متغريات العمر الزمني‪ ،‬ومستوى الذكاء‪،‬‬ ‫ق�دره (‪ )0.422‬عام ًا‪ ،‬وتراوح�ت درجات ذكائهم‬
‫والذي ت�م حتديده داخ�ل املعهد‪ ،‬باس�تخدام اختبار‬ ‫عىل مقياس س�تانفورد‪-‬بينيه بين (‪ )75-73‬درجة‪،‬‬
‫س�انفورد‪-‬بينيه‪ ،‬ودرجة التوحد (باستخدام مقياس‬ ‫بمتوسط قدره (‪ )73.30‬درجة‪ ،‬وانحراف معياري‬
‫تقدير التوحد الطفويل)‪ ،‬والفهم القرائي (باستخدام‬ ‫ق�دره (‪ ).949‬درج�ة‪ .‬وت�م توزي�ع عين�ة الدراس�ة‬
‫مقياس الفه�م القرائي)‪ .‬ويوضح اجل�دول (‪ )1‬هذا‬ ‫على جمموعتين‪ ،‬إحدامه�ا جتريبي�ة‪ ،‬وعدده�ا (‪)5‬‬
‫التكافؤ‪:‬‬ ‫تالمي�ذ‪ ،‬واألخ�رى ضابط�ة‪ ،‬وعدده�ا (‪ )5‬تالميذ‪،‬‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫نتائج اختبار مان‪-‬ويتني ‪ )Mann-Whitney (U‬للكشف عن التكافؤ بني‬
‫جمموعتي عينة الدراسة التجريبية‪ ،‬والضابطة‬

‫الداللة‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪U‬‬ ‫متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫ن‬ ‫املجموعة‬ ‫املتغريات‬

‫‪27.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جتريبية‬


‫غري دالة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪27.5‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫العمر بالشهور‬
‫‪27.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ضابطة‬
‫‪29.5‬‬ ‫‪5.90‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جتريبية‬
‫غري دالة‬ ‫‪.516-‬‬ ‫‪25.5‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫درجة الذكاء‬
‫‪25.5‬‬ ‫‪5.10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ضابطة‬
‫‪28‬‬ ‫‪5.60‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جتريبية‬
‫غري دالة‬ ‫‪.108-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪12‬‬ ‫درجة التوحد‬
‫‪27‬‬ ‫‪5.40‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ضابطة‬
‫‪27.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جتريبية‬
‫غري دالة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪27.5‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫الفهم القرائي‬
‫‪27.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ضابطة‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪18‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وبن�اء عىل نتائ�ج الدراس�ة االس�تطالعية‪ ،‬ومطالعة‬ ‫يتض�ح م�ن اجلدول (‪ )1‬ع�دم وجود ف�روق دالة –‬
‫اإلطار النظري‪ ،‬والدراس�ات السابقة‪ ،‬وبعض املقاييس‬ ‫إحصائي� ًا‪ -‬بني متوس�طات رتب درج�ات املجموعتني‬
‫الت�ي تناول�ت الفه�م القرائ�ي‪ ،‬اس�تطاع الباحث حتديد‬ ‫التجريبي�ة‪ ،‬والضابطة يف العمر‪ ،‬ودرجة الذكاء‪ ،‬ودرجة‬
‫عدد من أبعاد الفهم القرائي‪ ،‬والبنود املتعلقة هبا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫التوحد‪ ،‬والفهم القرائي‪.‬‬
‫الفه�م النصي (‪ 6‬بن�ود)‪ ،‬والفه�م الضمن�ي (‪ 7‬بنود)‪،‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬أدوات البحث‪:‬‬
‫والفه�م الس�ياقي (‪ 6‬بنود)‪ ،‬وفه�م الضامئ�ر (‪ 6‬بنود)‪،‬‬ ‫لتحقي�ق أه�داف البحث احل�ايل‪ ،‬اس�تخدم الباحث‬
‫وفهم الرابط (‪ 5‬بنود)‪.‬‬ ‫األدوات اآلتية‪:‬‬
‫وللوصول إىل الصورة النهائية للمقياس قام الباحث‬ ‫‪ -1‬مقياس الفهم القرائ�ي للتالميذ ذوي اضطراب‬
‫بتحديد بالتحقق من اخلصائص السيكومرتية للمقياس‪،‬‬ ‫التوحد‪ ،‬إعداد‪ /‬الباحث‪:‬‬
‫وذلك عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫وللوص�ول إىل الص�ورة النهائي�ة للمقي�اس اتب�ع‬
‫صدق املقياس‪:‬‬ ‫الباحث اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫قام الباحث بالتحقق من صدق املقياس بعدة طرق‪:‬‬ ‫أ) مراجع�ة اإلط�ار النظري‪ ،‬والدراس�ات الس�ابقة‬
‫‪ -1‬ص�دق املحكمين‪ :‬ق�ام الباح�ث بع�رض‬ ‫اخلاص�ة بالفه�م القرائ�ي ل�دى األطف�ال ذوي‬
‫الص�ورة األولي�ة للمقي�اس على جمموعة من‬ ‫اضطراب التوحد‪ ،‬واالطالع عىل بعض املقاييس‬
‫الس�ادة املحكمين األس�اتذة يف جم�ال الرتبي�ة‬ ‫الت�ي تناول�ت أبع�اد‪ ،‬ومه�ارات الفه�م القرائي‬
‫اخلاص�ة‪ ،‬للحك�م على املقي�اس‪ ،‬م�ن حي�ث‬ ‫بص�ورة عامة‪ ،‬ول�دى األطف�ال ذوي اضطراب‬
‫وض�وح األبع�اد والبنود‪ ،‬وسلامة صياغتها‪،‬‬ ‫التوح�د بصورة خاصة‪ ،‬وذل�ك إلعداد الصورة‬
‫وانتماء كل بن�د للبع�د اخل�اص ب�ه‪ ،‬وتعدي�ل‬ ‫األولية للمقياس‪.‬‬
‫أي�ة بن�ود حتت�اج إىل تعدي�ل‪ ،‬وإضافة أي�ة بنود‬ ‫ب) إج�راء دراس�ة اس�تطالعية ىف ش�كل تس�اؤل‬
‫مقرتحة‪ .‬وتم اختي�ار البنود التي حصلت عىل‬ ‫لبعض معلمي التالميذ ذوي اضطراب التوحد‪،‬‬
‫‪- %90‬على األق�ل– من إمج�اع املحكمني‪ ،‬مما‬ ‫لالس�تفادة منه�ا يف حتديد بعض مه�ارات الفهم‬
‫أس�فر عن حذف الباح�ث ملجموعة من البنود‬ ‫القرائي الالزمة هلؤالء التالميذ‪ ،‬وكان التس�اؤل‬
‫بلغ�ت (‪ )6‬بنود‪ ،‬ليصبح الع�دد النهائي لبنود‬ ‫عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫املقياس (‪ )25‬بن�د ًا‪ ،‬مندرجة حتت (‪ )5‬أبعاد‪،‬‬ ‫م�ا امله�ارات القرائي�ة الت�ي يفتقده�ا التالمي�ذ ذوو‬
‫وذل�ك على النح�و اآليت‪ :‬الفه�م النصي (‪5‬‬ ‫اضطراب التوحد؟‬
‫بن�ود)‪ ،‬والفه�م الضمن�ي (‪ 5‬بن�ود)‪ ،‬والفهم‬ ‫ومتخض�ت إجاب�ات املعلمني ع�ن بع�ض اجلوانب‬
‫الس�ياقي (‪ 5‬بن�ود)‪ ،‬وفهم الضامئ�ر (‪ 5‬بنود)‪،‬‬ ‫األساس�ية الت�ي يعاين التالمي�ذ ذوو اضط�راب التوحد‬
‫وفه�م الرابط (‪ 5‬بنود)‪ .‬ويوضح اجلدول (‪)2‬‬ ‫قص�ور ًا فيها‪ ،‬واملتعلقة بفهمه�م القرائي‪ ،‬وتركزت هذه‬
‫أبع�اد‪ ،‬وبنود مقي�اس الفهم القرائي‪ ،‬ونس�ب‬ ‫اجلوانب يف الفهم احلريف‪ ،‬والضمني‪ ،‬والس�ياقي‪ ،‬وفهم‬
‫اتفاق املحكمني عليها‪:‬‬ ‫الضامئر‪ ،‬وفهم الرابط داخل السياق‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫نسب اتفاق املحكمني عىل البنود الواردة بمقياس الفهم القرائي‬
‫األبعاد‬
‫االتفاق‬ ‫الفهم الضمني‬ ‫م‬ ‫االتفاق‬ ‫الفهم النيص‬ ‫م‬
‫يتوقع التلميذ حدوث يشء بناء عىل حمتوى‬ ‫يذكر التلميذ بعض املعلومات الواردة بالنص‬
‫‪%100‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪1‬‬
‫داخل النص‬ ‫بصورة مبارشة‬
‫يذكر التلميذ معلومة غري مذكورة عن يشء‬ ‫يذكر التلميذ كلمتني متشاهبتني يف املعنى داخل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬
‫داخل النص‬ ‫النص‬
‫يصحح التلميذ معلومة خاطئة عن يشء ورد بالنص ‪%100‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫حيدد التلميذ عنوان النص‬ ‫‪3‬‬
‫‪%70‬‬ ‫يكون التلميذ مج ً‬
‫ال مفيدة عن مفهوم ورد بالنص‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫حيدد التلميذ الفكرة األساسية يف النص‬ ‫‪4‬‬
‫يربط التلميذ بني جمموعة من األفكار داخل‬ ‫يسرتجع التلميذ بعض املعلومات الواردة‬
‫‪%60‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪5‬‬
‫النص‬ ‫داخل النص‬
‫‪%100‬‬ ‫يستنبط التلميذ خاصية يشء ورد بالنص‬ ‫‪6‬‬
‫‪%100‬‬ ‫يشري التلميذ إىل كلمة حمددة داخل النص‬ ‫‪6‬‬
‫‪%100‬‬ ‫حيدد التلميذ نوع النبات الوارد بالنص‬ ‫‪7‬‬
‫األبعاد‬
‫االتفاق‬ ‫فهم الضمري‬ ‫م‬ ‫االتفاق‬ ‫الفهم السياقي‬ ‫م‬
‫‪%100‬‬ ‫يشري التلميذ إىل االسم الذي يقصده الضمري‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫حيدد التلميذ معنى الكلمة يف السياق‬ ‫‪1‬‬
‫يفرق التلميذ بني معنى ثالثة ضامئر وردت‬ ‫يميز التلميذ بني معنى الكلمة يف مجلتني‬
‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬
‫بثالث مجل‬ ‫خمتلفتني‬
‫يذكر التلميذ الضمري املناسب العائد عىل كلمة حمددة ‪%100‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫يذكر التلميذ الكلمة املناسبة لسياق معني‬ ‫‪3‬‬
‫‪%100‬‬ ‫يستبدل التلميذ الضمري بضمري آخر صحيح‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫يضع التلميذ الكلمة يف مجلتني خمتلفتني‬ ‫‪4‬‬
‫خيتار التلميذ الضمري الصحيح من بني ثالثة‬ ‫يفرق التلميذ بني معنى الكلمة بمفردها‬
‫‪%100‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪5‬‬
‫ضامئر‬ ‫ومعناها يف سياق معني‬
‫يذكر التلميذ الكلمة مفرد ًة ومثناة وجمموعة‬
‫‪%60‬‬ ‫يفرق التلميذ بني ضمري متكلم وضمري غائب‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪6‬‬
‫داخل ثالث مجل خمتلفة‬
‫األبعاد‬
‫‪%100‬‬ ‫فهم الرابط‬ ‫م‬
‫يذكر التلميذ الكلمة املناسبة لتكملة معنى اجلملة ‪%100‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪%100‬‬ ‫يستخرج التلميذ الكلمة غري املوافقة للسياق‬ ‫‪2‬‬
‫خيتار التلميذ الكلمة املوافقة للسياق من بني‬
‫‪%100‬‬ ‫‪3‬‬
‫عدة كلامت‬
‫يذكر التلميذ مثاالً لوضع كلمة معينة يف سياق معني ‪%100‬‬ ‫‪4‬‬
‫حيدد التلميذ اجلمل ذات املعنى الصحيح‬
‫‪%100‬‬ ‫‪5‬‬
‫واملعنى اخلاطئ‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪20‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اخـتـبار مـ�ان ‪ -‬ويتـن�ي (‪،Mann-Whitney(U‬‬ ‫وبع�د حتدي�د الص�ورة األولي�ة لبن�ود املقي�اس‪ ،‬قام‬
‫للكش�ف عن داللة الف�روق بني متوس�طات رتب‬ ‫الباح�ث بتحديد نظام االس�تجابة عىل ه�ذه البنود‪ ،‬من‬
‫درج�ات املجموع�ات الصغيرة املس�تقلة‪ ،‬حي�ث‬ ‫جانب مقدمي الرعاي�ة‪ ،‬وكذلك مفتاح التصحيح‪ ،‬عىل‬
‫أوضح�ت النتائ�ج وج�ود ف�رق دال إحصائي� ًا بني‬ ‫النحو اآليت‪ :‬كل بند تتمثل االستجابة عليه يف ثالثة بدائل‬
‫متوس�طي رت�ب الدرج�ات التقديري�ة للتالميذ يف‬ ‫اختيارية (غالب ًا‪-‬أحيان ًا‪-‬نادر ًا)‪ ،‬حيث تأخذ االس�تجابة‬
‫املس�توى املرتفع‪ ،‬والدرجات التقديرية للتالميذ يف‬ ‫«غالب ًا» ثالث درجات‪ ،‬واالس�تجابة «أحيان ًا» درجتني‪،‬‬
‫املستوى املنخفض‪ ،‬وذلك يف اجتاه املستوى املرتفع‪،‬‬ ‫واالس�تجابة «ن�ادر ًا» درج� ًة واح�دةً‪ .‬وم�ن ث�م تكون‬
‫مما يوضح أن املقياس يتمتع بصدق متييزي قوي‪.‬‬ ‫الدرج�ة الكلي�ة يف البع�د األول (‪ ،)15‬والث�اين (‪،)15‬‬
‫ثبات املقياس‪:‬‬ ‫والثال�ث (‪ ،)15‬والراب�ع (‪ ،)15‬واخلام�س (‪،)15‬‬
‫قام الباحث بالتحقق من ثبات املقياس بعدة طرق‪:‬‬ ‫وتكون الدرجة الكلية للمقياس (‪ .)75‬وبذلك ترتاوح‬
‫‪ -1‬إع�ادة تطبي�ق املقياس‪ :‬ت�م تطبي�ق املقياس عىل‬ ‫الدرجة الكلية للطفل عىل املقياس بني (‪ )25‬و (‪.)75‬‬
‫أفراد عينة التقنين‪ ،‬وهي (‪ 15‬من التالميذ ذوي‬ ‫وص�اغ الباح�ث بعد ذل�ك تعليامت تطبي�ق املقياس‪،‬‬
‫اضط�راب التوح�د)‪ ،‬ث�م أعي�د تطبيق�ه بفاصل‬ ‫حي�ث طل�ب فيها م�ن القائ�م بالرعاي�ة اختيار اس�تجابة‬
‫زمن�ي ق�دره أس�بوعان بين التطبيقين األول‬ ‫واحدة من االستجابات الثالث املحددة لكل بند‪ ،‬بوضع‬
‫والث�اين‪ ،‬وكان معام�ل ثبات املقي�اس (‪)86.0‬‬ ‫عالمة (√) أمام االس�تجابة التي تنطبق عىل الطفل‪ ،‬وأال‬
‫وهو دال –إحصائيا‪ -‬عند مستوى (‪.).01‬‬ ‫يضع أكثر من عالمة عىل استجابات البند الواحد‪.‬‬
‫‪ -2‬ثبات االتس�اق الداخيل للمقي�اس‪ :‬قام الباحث‬ ‫‪ -2‬ص�دق املقارن�ة الطرفي�ة‪ :‬ق�ام الباح�ث بحس�اب‬
‫بحساب االتساق الداخيل للمقياس عن طريق‪:‬‬ ‫ص�دق املقي�اس بطريق�ة املقارن�ة الطرفي�ة (صدق‬
‫أ) حس�اب معاملات االرتب�اط بين درج�ة كل‬ ‫التامي�ز)‪ ،‬وذلك برتتيب درج�ات عينة التقنني (‪15‬‬
‫مفردة من مف�ردات املقياس‪ ،‬والدرجة الكلية‬ ‫من التالميذ ذوي اضطراب التوحد) ترتيب ًا تنازلي ًا‪،‬‬
‫للمقي�اس‪ ،‬ويوض�ح اجل�دول (‪ )3‬نتائج هذا‬ ‫وحساب داللة الفروق بني متوسطي رتب درجات‬
‫اإلجراء‪:‬‬ ‫(‪ )%27‬األعىل‪ ،‬و (‪ )%27‬األقل‪ ،‬وذلك باستخدام‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫معامالت االرتباط بني درجة كل مفردة من مفردات مقياس الفهم القرائي‪ ،‬والدرجة الكلية للمقياس‬
‫فهم الرابط‬ ‫فهم الضامئر‬ ‫الفهم السياقي‬ ‫الفهم الضمني‬ ‫الفهم النيص‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫‪**,845‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**,620‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**,601‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**,630‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**,752‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪**,751‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**,865‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**,562‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**,761‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**,654‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪**,752‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**,785‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**,785‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**,698‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**,698‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪**,569‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**,710‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**,589‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**,650‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**,714‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪**,620‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**,695‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**,780‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**,588‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**,599‬‬ ‫‪5‬‬

‫** مستوى الداللة ‪01,0‬‬


‫‪21‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫لدهي�م إعاق�ات نامئي�ة ب�دون اضط�راب توحد‪.‬‬ ‫يتض�ح من اجل�دول (‪ )3‬أن معامالت االرتباط(ر)‬
‫وعىل وجه اخلصوص‪ ،‬يسهم هذا املقياس بفعالية‬ ‫بني درجة كل مفردة من مفردات مقياس الفهم القرائي‪،‬‬
‫يف التفري�ق بني األطفال ذوي اضطراب التوحد‪،‬‬ ‫والدرجة الكلية للمقياس دالة عند مس�توى (‪ ،),01‬مما‬
‫واألطف�ال ذوي اإلعاق�ة الفكري�ة املتوس�طة‪،‬‬ ‫يدل عىل ثبات مفردات املقياس‪.‬‬
‫كما أنه يف�رق بين األطف�ال الذين تك�ون درجة‬ ‫ب) حس�اب معامالت االرتباط بين درجة كل بعد‬
‫اضطراب التوحد لدهيم بني البس�يط‪ ،‬واملتوسط‪،‬‬ ‫م�ن أبعاد املقي�اس‪ ،‬والدرجة الكلي�ة للمقياس‪،‬‬
‫وأولئ�ك األطف�ال الذي�ن تقع درج�ة اضطراب‬ ‫ويوضح اجلدول (‪ )4‬نتائج هذا اإلجراء‪:‬‬
‫التوحد لدهيم بني املتوس�ط‪ ،‬والشديد (الشمري؛‬
‫الرسطاوي؛ قراقيش‪.)2010 ،‬‬ ‫جدول (‪)4‬‬
‫ويعتم�د التصني�ف النهائ�ي للطف�ل على‬ ‫معامالت االرتباط بني درجة كل بعد من أبعاد‬
‫املعلوم�ات املتوف�رة م�ن مجي�ع بن�ود املقي�اس‬ ‫مقياس الفهم القرائي‪ ،‬والدرجة الكلية للمقياس‬
‫اخلمس�ة عشر‪ ،‬ولي�س فق�ط على بع�ض البنود‬ ‫ر‬ ‫البعد‬
‫املخت�ارة‪ ،‬فاملجم�وع ال�كيل للدرج�ات عىل هذا‬ ‫‪**,710‬‬ ‫الفهم النيص‬
‫املقياس يرتاوح بني (‪ )15‬درجة‪ ،‬و(‪ )60‬درجة‪،‬‬ ‫‪**,682‬‬ ‫الفهم الضمني‬
‫واألطفال الذين تقع درجاهتم حتت الدرجة (‪)30‬‬ ‫‪**,685‬‬ ‫الفهم السياقي‬
‫ال يصنف�ون ضمن فئ�ة اضطراب التوح�د‪ ،‬بينام‬ ‫‪**,734‬‬ ‫فهم الضامئر‬
‫يصن�ف أولئك الذين تق�ع درجاهتم عند (‪،)30‬‬ ‫‪**,726‬‬ ‫فهم الرابط‬
‫أو أكثر بأهنم ذوو اضطراب توحد‪ ،‬وعالوة عىل‬
‫** مستوى الداللة ‪01,0‬‬
‫ذلك يمكن تقس�يم األطفال الذين تقع درجاهتم‬
‫بين (‪ )60-30‬درج�ة إىل ثلاث جمموع�ات‪،‬‬
‫يتض�ح من اجلدول (‪ )4‬أن معاملات االرتباط (ر)‬
‫فالدرجات التي ترتاوح بني (‪ )36.5-30‬تشري‬
‫بين درج�ة كل بع�د من أبع�اد مقي�اس الفه�م القرائي‪،‬‬
‫إىل أن مستوى اضطراب التوحد بني البسيط‪ ،‬إىل‬
‫والدرجة الكلية للمقياس دالة عند مس�توى (‪ ،),01‬مما‬
‫املتوس�ط‪ ،‬بينام الدرجات التي ترتاوح بني (‪-37‬‬
‫يدل عىل ثبات جماالت املقياس‪.‬‬
‫‪ )45‬تشير إىل اضطراب التوحد بدرجة شديدة‪،‬‬
‫‪ -2‬مقي�اس تقدير التوحد الطفويل‪ :‬تعريب‪ ،‬وتقنني‬
‫أم�ا الدرج�ات التي تزي�د ع�ن (‪ ، )45‬ومتتد إىل‬
‫الشمري‪ ،‬والرسطاوي (‪:)2003‬‬
‫(‪ )60‬فتشري إىل اضطراب التوحد بدرجة شديدة‬
‫طور مقياس تقدير التوحد الطفويل‪ ،‬واملشتمل‬
‫جد ًا (الشمري؛ الرسطاوي؛ قراقيش‪.)2010 ،‬‬
‫عىل مخس�ة عرش جماالً‪ ،‬للتقدير الس�لوكي‪ ،‬هبدف‬
‫‪ -3‬برنام�ج التدري�ب على املحاول�ة املنفصل�ة‪،‬‬
‫التع�رف على األطف�ال الذي�ن لدهي�م اضطراب‬
‫والتدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة‪ ،‬إع�داد‬
‫التوح�د‪ ،‬والتفري�ق بينهم‪ ،‬وبني األطف�ال الذين‬
‫الباحث‪:‬‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪22‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫هدف الربنامج‪:‬‬ ‫ق�ام الباح�ث بمجموع�ة من اخلطوات يف س�بيل‬


‫هي�دف الربنام�ج إىل تنمي�ة بع�ض مه�ارات الفه�م‬ ‫إع�داده لربنامج الدراس�ة احلالي�ة‪ ،‬وذلك عىل النحو‬
‫القرائي لدى عينة من األطفال ذوي اضطراب التوحد‪،‬‬ ‫اآليت‪:‬‬
‫وذل�ك م�ن خلال اس�تخدام التدري�ب على املحاول�ة‬ ‫‪ -1‬االطلاع عىل بع�ض الربام�ج التدريبية التي‬
‫املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل االستجابة اجلوهرية‪.‬‬ ‫تناول�ت اس�تخدام التدري�ب على املحاول�ة‬
‫املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل االستجابة اجلوهرية‬
‫جلسات الربنامج‪:‬‬ ‫يف تنمي�ة امله�ارات‪ ،‬أو احل�د من الس�لوكيات‬
‫قام الباحث بتصميم جلس�ات الربنامج بنا ًء عىل‬ ‫املش�كلة ل�دى األطف�ال ذوي اضط�راب‬
‫األس�س التطبيقية للتدريب على املحاولة املنفصلة‪،‬‬ ‫التوحد‪.‬‬
‫والتدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة‪ ،‬والفني�ات‬ ‫‪ -2‬وضع تصور مقترح لربنامج قائم عىل التدريب‬
‫املس�تخدمة معهما‪ ،‬وقام الباحث بتقس�يم جلس�ات‬ ‫عىل املحاولة املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل االستجابة‬
‫ً‬
‫جلس�ة‪ ،‬مقس�مة‬ ‫الربنام�ج إىل (‪ )32‬اثنتين وثالثني‬ ‫اجلوهرية‪ ،‬والفنيات املستخدمة معهام‪.‬‬
‫على ثامنية أس�ابيع‪ ،‬بواقع أربع جلس�ات أس�بوعيا‪،‬‬ ‫‪ -3‬عرض الربنامج على جمموعة من املختصني‬
‫حي�ث تراوح�ت م�دة كل جلس�ة بين (‪)90–60‬‬ ‫يف مي�دان الرتبية اخلاص�ة‪ ،‬ومعلمي التالميذ‬
‫ً‬
‫دقيقة‪.‬‬ ‫ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬لألخ�ذ بآرائه�م‬
‫يف إط�ار تطوير جلس�ات الربنام�ج‪ ،‬وحتقيق‬
‫حمتوى جلسات الربنامج ‪:‬‬ ‫االس�تفادة احلقيقي�ة للطف�ل ذي اضط�راب‬
‫يوضح اجلدول (‪ )5‬حمتوى جلسات الربنامج‪:‬‬ ‫التوحد‪.‬‬

‫جدول (‪)5‬‬
‫حمتوى جلسات الربنامج‬
‫الفنيات‪ ،‬واإلجراءات املتبعة‬ ‫موضوع اجللسة‬ ‫رقم اجللسة‬
‫التعزيز‪ ،‬التحفيز اللفظي‪ ،‬التلقني‪ ،‬حتديد املهمة التعليمية‪ ،‬مجع املواد‪ ،‬اختيار‬
‫التمهيد والتعارف‬ ‫‪1‬‬
‫التعزيزات الفعالة‪ ،‬حتديد إجراء تاليش التعزيز‪ ،‬بناء جو من األلفة واإلجيابية‬
‫املالحظة‪ ،‬والتسجيل‪ ،‬والتعزيز‬ ‫بناء الثقة‬ ‫‪2‬‬
‫التعزيز التمييزي‪ ،‬مبادأة التواصل‪ ،‬التعليق‪ ،‬إدارة نتائج االستجابة‬ ‫جذب انتباه الطفل‬ ‫‪3‬‬
‫التلقني‪ ،‬التعزيز‪ ،‬توسيع املجال‬ ‫اتباع قيادة الطفل‬ ‫‪4‬‬
‫التعزيز‪ ،‬التحفيز اللفظي‪ ،‬التلقني‬ ‫تكوين مجلة مفيدة‬ ‫‪5‬‬
‫التعزيز‪ ،‬التحفيز اللفظي‪ ،‬التلقني‬ ‫اختيار الكلامت‬ ‫‪6‬‬
‫التعزيز‪ ،‬التحفيز اللفظي‪ ،‬التلقني‬ ‫اختيار صور وجمسامت الكلامت‬ ‫‪7‬‬

‫‪23‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪8‬‬
‫التقليد‪ ،‬التحفيز‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التعزيز‪ ،‬تاليش املحفزات‪ ،‬توضيح الفرصة‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬التعزيز الفوري املرشوط‪ ،‬التعزيز الطبيعي‪ ،‬التعزيز الفوري‬
‫تنمية الفهم النيص‬ ‫‪10‬‬
‫للمحاوالت‪ ،‬التعزيز االجتامعي‪ ،‬حتسني املهام‪ ،‬اتباع قيادة الطفل‪ ،‬اختاذ الدور‪،‬‬
‫اختيار الطفل‬ ‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫التقليد‪ ،‬التحفيز‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التعزيز‪ ،‬تاليش املحفزات‪ ،‬توضيح الفرصة‪،‬‬ ‫‪14‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬التعزيز الفوري املرشوط‪ ،‬التعزيز الطبيعي‪ ،‬التعزيز الفوري‬
‫تنمية الفهم الضمني‬ ‫‪15‬‬
‫للمحاوالت‪ ،‬التعزيز االجتامعي‪ ،‬حتسني املهام‪ ،‬اتباع قيادة الطفل‪ ،‬اختاذ الدور‪،‬‬
‫اختيار الطفل‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫التقليد‪ ،‬التحفيز‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التعزيز‪ ،‬تاليش املحفزات‪ ،‬توضيح الفرصة‪،‬‬ ‫‪19‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬التعزيز الفوري املرشوط‪ ،‬التعزيز الطبيعي‪ ،‬التعزيز الفوري‬
‫تنمية الفهم السياقي‬ ‫‪20‬‬
‫للمحاوالت‪ ،‬التعزيز االجتامعي‪ ،‬حتسني املهام‪ ،‬اتباع قيادة الطفل‪ ،‬اختاذ الدور‪،‬‬
‫اختيار الطفل‬ ‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫التقليد‪ ،‬التحفيز‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التعزيز‪ ،‬تاليش املحفزات‪ ،‬توضيح الفرصة‪،‬‬ ‫‪24‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬التعزيز الفوري املرشوط‪ ،‬التعزيز الطبيعي‪ ،‬التعزيز الفوري‬
‫تنمية فهم الضامئر‬ ‫‪25‬‬
‫للمحاوالت‪ ،‬التعزيز االجتامعي‪ ،‬حتسني املهام‪ ،‬اتباع قيادة الطفل‪ ،‬اختاذ الدور‪،‬‬
‫اختيار الطفل‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫التقليد‪ ،‬التحفيز‪ ،‬التشكيل‪ ،‬التعزيز‪ ،‬تاليش املحفزات‪ ،‬توضيح الفرصة‪،‬‬ ‫‪29‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬التعزيز الفوري املرشوط‪ ،‬التعزيز الطبيعي‪ ،‬التعزيز الفوري‬
‫تنمية فهم الرابط‬ ‫‪30‬‬
‫للمحاوالت‪ ،‬التعزيز االجتامعي‪ ،‬حتسني املهام‪ ،‬اتباع قيادة الطفل‪ ،‬اختاذ الدور‪،‬‬
‫اختيار الطفل‬ ‫‪31‬‬
‫‪32‬‬

‫أمهيته‪ ،‬ووضوح أهدافه‪ ،‬وطبيعة جلساته‪ ،‬وعددها‪ ،‬وحمتوى‬ ‫حتكيم الربنامج‪:‬‬


‫اجللسات‪ ،‬واألنش�طة‪ ،‬والوسائل املستخدمة‪ ،‬وقام الباحث‬ ‫ق�ام الباح�ث بع�رض الربنام�ج ىف صورت�ه األولية عىل‬
‫بإجراء بعض التعديالت التي أشار إليها املحكمون‪.‬‬ ‫جمموع�ة م�ن أس�اتذة الرتبية اخلاص�ة لتحكيم�ه‪ ،‬من حيث‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪24‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫بعد تطبيق الربنامج‪.‬‬ ‫تطبيق الربنامج‪:‬‬


‫‪ -‬قي�اس الفهم القرائي لدى عين�ة البحث التجريبية‬ ‫ت�م تطبي�ق الربنام�ج علي (‪ )5‬م�ن األطف�ال ذوى‬
‫بعد انتهاء فرتة املتابعة‪.‬‬ ‫اضط�راب التوح�د (العين�ة التجريبية)‪ ،‬بمعه�د الرتبية‬
‫‪ -‬رصد درجات عينة البحث وجدولتها‪ ،‬ومعاجلتها‬ ‫الفكرية‪ ،‬برشق الرياض‪.‬‬
‫إحصائي ًا‪ ،‬الستخالص النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير نتائ�ج البح�ث يف ض�وء اإلط�ار النظري‪،‬‬ ‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫والدراسات السابقة‪ ،‬واقرتاح التوصيات‪.‬‬ ‫‪ -‬الزي�ارة امليدانية ملعاه�د الرتبية الفكرية التي يوجد‬
‫هب�ا برامج ملحق�ة للتوحد‪ ،‬للتع�رف عىل أعداد‬
‫عرض نتائج البحث‪ ،‬ومناقشتها‪:‬‬ ‫التالمي�ذ ذوي اضط�راب التوح�د‪ ،‬واختي�ار‬
‫أوال‪ :‬عرض النتائج‪:‬‬ ‫املكان‪ ،‬والربنامج املناسب للتطبيق‪.‬‬
‫نتائج الفرض األول‪:‬‬ ‫‪ -‬إعداد‪ ،‬وتقنني مقياس الفهم القرائي لدى األطفال‬
‫ن�ص الفرض األول للبحث على أنه‪“ :‬توجد فروق‬ ‫ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫دالة إحصائي ًا بني متوسطات رتب درجات املجموعتني‬ ‫‪ -‬إع�داد برنام�ج البح�ث القائ�م على اس�تخدام‬
‫التجريبي�ة‪ ،‬والضابط�ة عىل مقي�اس الفه�م القرائي بعد‬ ‫التدريب عىل املحاول�ة املنفصلة‪ ،‬والتدريب عىل‬
‫تطبي�ق الربنامج‪ ،‬وذلك لصالح املجموع�ة التجريبية”‪.‬‬ ‫االستجابة اجلوهرية‪.‬‬
‫وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث باستخدام‬ ‫‪ -‬حتديد عينة البحث‪.‬‬
‫اختبار مان‪-‬ويتني (‪ Mann-Whitney (U‬للكشف عن‬ ‫‪ -‬القي�اس القبيل للفه�م القرائي لدى األطفال ذوي‬
‫داللة الفروق بني متوسطات رتب درجات املجموعات‬ ‫اضطراب التوحد عينة البحث‪.‬‬
‫الصغيرة املس�تقلة‪ .‬ويوض�ح اجل�دول (‪ )6‬نتائ�ج هذا‬ ‫‪ -‬تطبيق الربنامج عىل العينة التجريبية‪.‬‬
‫اإلجراء‪:‬‬ ‫‪ -‬قي�اس الفهم القرائي لدى عين�ة البحث التجريبية‬

‫جدول (‪)6‬‬
‫نتائج اختبار مان‪-‬ويتني ‪ Mann-Whitney‬للكشف عن داللة الفروق بني متوسطات‬
‫رتب درجات املجموعتني التجريبية‪ ،‬والضابطة عىل مقياس الفهم القرائي بعد تطبيق الربنامج‬
‫املجموعة الضابطة ن=‪5‬‬ ‫املجموعة التجريبية ن=‪5‬‬
‫مقياس الفهم القرائي‬
‫الداللة‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪U‬‬
‫متوسط الرتب جمموع الرتب متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫الكلية)‬ ‫(األبعاد والدرجة‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.887-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفهم النيص‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.730-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفهم الضمني‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.887-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفهم السياقي‬

‫‪25‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املجموعة الضابطة ن=‪5‬‬ ‫املجموعة التجريبية ن=‪5‬‬


‫مقياس الفهم القرائي‬
‫الداللة‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪w‬‬ ‫‪U‬‬
‫متوسط الرتب جمموع الرتب متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫الكلية)‬ ‫(األبعاد والدرجة‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.677-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫فهم الضامئر‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.785-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫فهم الرابط‬

‫‪.01‬‬ ‫‪2.660-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫ف�روق دال�ة ‪-‬إحصائي� ًا‪ -‬بين متوس�طات رت�ب‬ ‫يتض�ح م�ن اجل�دول (‪ )6‬وج�ود ف�روق دال�ة‬
‫درج�ات املجموع�ة التجريبية عىل مقي�اس الفهم‬ ‫‪-‬إحصائي ًا‪ -‬عند مس�توى (‪ ).01‬بني متوس�طات رتب‬
‫القرائ�ي ىف القياسين ‪ :‬القبلي‪ ،‬والبع�دي‪ ،‬وذلك‬ ‫درجات املجموعتني التجريبي�ة‪ ،‬والضابطة عىل مقياس‬
‫لصال�ح القي�اس البع�دي»‪ .‬وللتحق�ق من صحة‬ ‫الفه�م القرائ�ي‪ ،‬وأبع�اده الفرعية بعد تطبي�ق الربنامج‪،‬‬
‫ه�ذا الف�رض ق�ام الباح�ث باس�تخدام اختب�ار‬ ‫وذل�ك لصال�ح املجموع�ة التجريبي�ة‪ ،‬وبذل�ك تتضح‬
‫ويلكوكسون (‪ Wicoxon (W‬للكشف عن داللة‬ ‫صحة الفرض األول‪.‬‬
‫الفروق بني متوسطات رتب درجات املجموعات‬
‫الصغرية املرتبطة‪ .‬ويوضح اجلدول (‪ )7‬نتائج هذا‬ ‫نتائج الفرض الثاين‪:‬‬
‫اإلجراء‪:‬‬ ‫ن�ص الف�رض الثاين للبح�ث عىل أن�ه‪« :‬توجد‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫نتائج اختبار ويلكوكسون (‪ Wilcoxon (W‬للكشف عن داللة الفروق بني متوسطات‬
‫رتب درجات املجموعة التجريبية يف القياسني‪ ،‬القبيل‪ ،‬والبعدي‪ ،‬عىل مقياس الفهم القرائي‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ‪Z‬‬ ‫متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫العدد‬ ‫القياس (قبيل‪/‬بعدي)‬ ‫مقياس الفهم القرائي‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫الفهم النيص‬
‫‪.01‬‬ ‫‪2.121-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬
‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫‪2.070-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬ ‫الفهم الضمني‬
‫‪.01‬‬
‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪26‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الداللة‬ ‫قيمة ‪Z‬‬ ‫متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫العدد‬ ‫القياس (قبيل‪/‬بعدي)‬ ‫مقياس الفهم القرائي‬

‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬


‫‪.01‬‬ ‫‪2.121-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬ ‫الفهم السياقي‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬


‫‪.01‬‬ ‫‪2.060-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬ ‫فهم الضامئر‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬


‫‪.01‬‬ ‫‪2.070-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬ ‫فهم الرابط‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرتب السالبة‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬


‫‪.01‬‬ ‫‪2.032-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العالقات‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫املجموع�ة التجريبي�ة على مقي�اس الفه�م القرائ�ي‬ ‫يتضح من اجلدول (‪ )7‬وجود فروق دالة –إحصائي ًا‪-‬‬
‫ىف القياسين‪ :‬البع�دي‪ ،‬والتتبع�ي»‪ .‬وللتحق�ق م�ن‬ ‫عن�د مس�توى (‪ ).01‬بين متوس�طات رت�ب درج�ات‬
‫صحة ه�ذا الف�رض ق�ام الباح�ث باس�تخدام اختبار‬ ‫املجموع�ة التجريبية يف القياسين‪ :‬القبيل‪ ،‬والبعدي‪ ،‬عىل‬
‫ويلكوكس�ون (‪ Wicoxon (W‬للكش�ف ع�ن دالل�ة‬ ‫مقياس الفه�م القرائي‪ ،‬وأبعاده الفرعي�ة‪ ،‬وذلك لصالح‬
‫الف�روق بني متوس�طات رت�ب درج�ات املجموعات‬ ‫القياس البعدي‪ ،‬وبذلك تتضح صحة الفرض الثاين‪.‬‬
‫الصغيرة املرتبط�ة‪ .‬ويوض�ح اجل�دول (‪ )8‬نتائج هذا‬
‫اإلجراء‪:‬‬ ‫نتائج الفرض الثالث‪:‬‬
‫نص الف�رض الثال�ث للبحث عىل أن�ه‪« :‬ال توجد‬
‫فروق دالة ‪-‬إحصائي ًا‪ -‬بني متوس�طات رتب درجات‬

‫‪27‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول (‪)8‬‬
‫نتائج اختبار ويلكوكسون ‪ )W( Wilcoxon‬للكشف عن داللة الفروق بني متوسطات‬
‫رتب درجات املجموعة التجريبية يف القياسني‪ ،‬البعدي‪ ،‬والتتبعي‪ ،‬عىل مقياس الفهم القرائي‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ‪Z‬‬ ‫متوسط الرتب جمموع الرتب‬ ‫العدد‬ ‫القياس (بعدي‪/‬تتبعي)‬ ‫مقياس الفهم القرائي‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫الفهم النيص‬
‫غري دالة‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العالقات‬
‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫غري دالة‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العالقات‬ ‫الفهم الضمني‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫غري دالة‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العالقات‬ ‫الفهم السياقي‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫غري دالة‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العالقات‬ ‫فهم الضامئر‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫غري دالة‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العالقات‬ ‫فهم الرابط‬

‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرتب السالبة‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرتب املوجبة‬
‫غري دالة‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العالقات‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫‪5‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪28‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ ،)2013‬وباك�ر وآخرين (‪Baker-Ericzén, Stahmer,‬‬ ‫يتض�ح من اجل�دول (‪ )8‬ع�دم وجود ف�روق دالة –‬
‫‪ ،)& Burns, 2007‬وي�ل‪ ،‬وآخري�ن(‪Yell, Drasgow,‬‬ ‫إحصائي� ًا‪ -‬عند مس�توى (‪ ،).01‬بني متوس�طات رتب‬
‫‪.)and Lowrey, 2005‬‬ ‫درج�ات املجموع�ة التجريبي�ة يف القياسين‪ :‬البع�دي‪،‬‬
‫ويع�د التدري�ب عىل االس�تجابة اجلوهري�ة نموذج ًا‬ ‫والتتبعي‪ ،‬عىل مقياس الفهم القرائي‪ ،‬وجماالته الفرعية‪،‬‬
‫فع�االً ؛النطالق�ه من إتاح�ة الفرص احلقيقي�ة للتالميذ‬ ‫وبذلك تتضح صحة الفرض الثالث‪.‬‬
‫ذوي اضط�راب التوح�د يف بيئاهت�م الطبيعي�ة ك�ي‬
‫يكتس�بوا النامذج السلوكية اإلجيابية التي تعزز تفاعلهم‪،‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬مناقشة نتائج البحث‪:‬‬
‫وتواصلهم االجتامعي‪ ،‬كام ينطلق من تعزيزهم الفوري‬
‫توص�ل البح�ث إىل جمموع�ة م�ن النتائ�ج‪ ،‬ه�ي‪:‬‬
‫عند قيامهم بالسلوك املستهدف‪ ،‬ويف هذا اإلطار أوضح‬
‫وج�ود ف�روق دال�ة ‪-‬إحصائي� ًا‪ -‬بني متوس�طات رتب‬
‫س�تامر (‪ )Stahmer, 1999‬أن التدريب عىل االستجابة‬
‫درجات املجموعتني التجريبي�ة‪ ،‬والضابطة عىل مقياس‬
‫اجلوهرية يس�مح لألطف�ال بأن خيتاروا األنش�طة‪ ،‬ويتم‬
‫الفه�م القرائ�ي‪ ،‬بع�د تطبي�ق الربنامج‪ ،‬وذل�ك لصالح‬
‫إمداده�م بالعديد من النامذج الس�لوكية كي يكتس�بوها‬
‫املجموع�ة التجريبي�ة‪ ،‬ووجود فروق دال�ة ‪-‬إحصائي ًا‪-‬‬
‫م�ن خلال نش�اطهم املخت�ار‪ ،‬وتت�م مكافأهت�م بانتظام‬
‫بين متوس�طات رت�ب درج�ات املجموع�ة التجريبي�ة‬
‫باس�تخدام املع�ززات الطبيعية‪ ،‬حيث يت�م إدخال املهام‬
‫يف القياسين القبلي‪ ،‬والبع�دي‪ ،‬على مقي�اس الفه�م‬
‫س�هلة التحقيق إىل املهام التي تتضمن التعلم اجلديد من‬
‫القرائ�ي‪ ،‬وذلك لصالح القي�اس البعدي‪ ،‬وعدم وجود‬
‫أج�ل حتقيق خربة الطفل بالنجاح‪ .‬ويس�تخدم التدريب‬
‫ف�روق دال�ة إحصائي� ًا بين متوس�طات رت�ب درجات‬
‫على االس�تجابة اجلوهرية بص�ورة كبرية لزي�ادة دافعية‬
‫املجموع�ة التجريبي�ة يف القياسين البع�دي‪ ،‬والتتبعي‪.‬‬
‫األطف�ال ذوي اضط�راب التوح�د الكتس�اب مهارات‬
‫وتؤك�د ه�ذه النتائ�ج فعالي�ة برنام�ج الدراس�ة احلالي�ة‬
‫اللغ�ة بصف�ة خاصة‪ ،‬وزي�ادة اللعب الرم�زي‪ ،‬واللعب‬
‫القائ�م عىل التدريب عىل املحاول�ة املنفصلة‪ ،‬والتدريب‬
‫االجتامع�ي الدرام�ي لدى ه�ؤالء األطف�ال‪ ،‬حيث يتم‬
‫عىل االس�تجابة اجلوهري�ة يف تنمية الفه�م القرائي لدى‬
‫اس�تخدام العدي�د م�ن األمثل�ة‪ ،‬واملع�ززات الطبيعي�ة‬
‫األطفال ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫لتس�هيل تعميم‪ ،‬وحتقي�ق املهارة‪ ،‬كام يع�د التدريب عىل‬
‫وتتف�ق نتائ�ج الدراس�ة احلالي�ة م�ع نتائ�ج بع�ض‬
‫االس�تجابة اجلوهري�ة مرن� ًا بص�ورة كبيرة‪ ،‬مم�ا يس�هل‬
‫الدراس�ات الت�ي أكدت فعالي�ة التدريب على املحاولة‬
‫اس�تخدامه مع األطفال يف العديد من املستويات النامئية‬
‫املنفصل�ة‪ ،‬والتدريب عىل االس�تجابة اجلوهرية يف تنمية‬
‫املتعددة‪.‬‬
‫املهارات‪ ،‬واحلد من الس�لوكيات املشكلة لدى التالميذ‬
‫ويع�د التدريب عىل املحاولة املنفصل�ة نموذج ًا آخر‬
‫ذوي اضطراب التوحد‪ ،‬ومن هذه الدراس�ات دراسات‬
‫لدع�م تعل�م األطفال ذوي اضط�راب التوح�د للعديد‬
‫كل م�ن داونز‪ ،‬وداون�ز (‪،)Downs & Downs, 2012‬‬
‫من املهارات‪ ،‬وهو يف حقيقة األمر أحد االسرتاتيجيات‬
‫وت�وران وآخري�ن (‪Turan, Moroz & Croteau,‬‬
‫الفعال�ة املس�تخدمة يف إطار حتلي�ل الس�لوك التطبيقي‪،‬‬
‫‪ ،)2012‬وس�توكال‪ ،‬وديني�س (‪Stockall & Dennis,‬‬
‫وال�ذي يعد أحد النامذج الش�هرية يف جمال حتسين حالة‬

‫‪29‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪-‬ع�ادةً‪ -‬بتدري�س امله�ارات األساس�ية (مث�ل التقليد‪،‬‬ ‫ه�ؤالء األطفال‪ ،‬حي�ث تزي�د إج�راءات التدريب عىل‬
‫واحلقائق البس�يطة‪ ،‬واملعلومات الشخصية‪ ،‬واأللوان)‪،‬‬ ‫املحاولة املنفصلة تعلم األطفال‪ ،‬ودافعيتهم للتعلم‪ ،‬ألن‬
‫مع االنتقال التدرجيي ملهارات أكثر تعقيد ًا (مثل اإلجابة‬ ‫كل حماول منفصلة تعد قصرية‪ ،‬وتتاح للطفل العديد من‬
‫عن األسئلة‪ ،‬واالنفعاالت)‪.‬‬ ‫ف�رص التعل�م (أكثر م�ن ‪ 12‬فرص ًة كل دقيق�ة)‪ ،‬كام أن‬
‫ويمكن للباحث توضيح أهم العوامل التي ساعدت‬ ‫القائ�م بتنفيذ هذه االستراتيجية يعمل مع الطفل وجه ًا‬
‫يف نج�اح اس�تخدام التدريب عىل االس�تجابة املنفصلة‪،‬‬ ‫لوج�ه‪ ،‬وجيعل التعليامت مناس�بة الحتياج�ات الطفل‪،‬‬
‫والتدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة يف تنمي�ة بعض‬ ‫كام أن هذا التدريب يش�مل تنس�يق ًا دقيق ًا يوضح موقف‬
‫مه�ارات الفهم القرائي لدى عينة الدراس�ة التجريبية يف‬ ‫التعل�م للطفل‪ ،‬خاص� ًة أن كل حماول�ة منفصلة تتضمن‬
‫جمموعة من النقاط‪ ،‬وذلك عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫بداي� ًة‪ ،‬ونقط�ة توق�ف حم�ددةً‪ ،‬ومكوناهت�ا تظل بس�يط ًة‬
‫‪ -1‬اختي�ار ن�ص قرائ�ي مالئ�م‪ :‬ح�رص الباح�ث‬ ‫(عىل سبيل املثال‪ :‬تعليامت قصريةً‪ ،‬وحمفزات واضح ًة)‪.‬‬
‫يف اختي�اره للن�ص القرائ�ي ال�ذي ت�م تدريس�ه‬ ‫ومن ثم تكرس االتباع املستمر للتفاعالت االعتيادية بني‬
‫لعين�ة الدراس�ة التجريبي�ة أن يكون نص� ًا موافق ًا‬ ‫الطفل والكبري خالل األحداث املنفصلة املتاميزة بشدة‪،‬‬
‫خلصائ�ص هؤالء التالميذ‪ ،‬س�يام فهمهم املرئي‪،‬‬ ‫والتي تم متييزها بس�هولة من جان�ب الطفل‪ .‬والتدريب‬
‫املحس�وس‪ ،‬بعيد ًا عن املفاهي�م املعنوية املجردة‪،‬‬ ‫على املحاولة املنفصلة يس�اعد األطفال ذوي اضطراب‬
‫وقصر الن�ص‪ ،‬وقلة كلامت�ه‪ ،‬وحتقيق�ه ألهداف‬ ‫التوح�د عىل اكتس�اب العديد من امله�ارات املهمة‪ ،‬مثل‬
‫القي�اس داخل الربنامج‪ ،‬م�ن حيث قياس الفهم‬ ‫مه�ارات التواص�ل والتفاع�ل االجتامع�ي‪ ،‬والعناي�ة‬
‫النصي‪ ،‬والضمني‪ ،‬والس�ياقي‪ ،‬وفه�م الضامئر‪،‬‬ ‫بالذات (‪.)Smith, 2001‬‬
‫وفهم الرابط بني اجلمل‪ ،‬وقد ساعد الباحث عىل‬ ‫ويف السياق ذاته يشري جونجوال‪ ،‬وسويني (‪Gongola‬‬
‫ذل�ك حتضريه ملجموعة من الص�ور التوضيحية‪،‬‬ ‫‪ )& Sweeney, 2012‬إىل أن تدري�س املحاولة املنفصلة‬
‫والنماذج املص�ورة ألش�ياء يتضمنه�ا النص‪ ،‬مما‬ ‫يعد ممارس�ة تعليمي ًة تتمي�ز باإليقاع الرسيع‪ ،‬والتس�ليم‬
‫س�اعد الطف�ل على الرب�ط بين الشيء املرئ�ي‪،‬‬ ‫املتكرر‪ ،‬والذي يتاح م�ن أجل التعليامت املكثفة يف فرتة‬
‫ومقابل�ه يف الن�ص‪ ،‬حي�ث إن أه�م اخلصائ�ص‬ ‫زمني�ة وجي�زة‪ .‬وباملقارن�ة بالرياضيني الذين ينش�غلون‬
‫التعليمية لألطف�ال ذوي اضطراب التوحد أهنم‬ ‫يف ممارس�ة متك�ررة للمهارات من أج�ل اإلعداد لألداء‬
‫متعلمون برصيون‪ ،‬حيتاجون إىل الدعم البرصي‬ ‫يف اللعب�ة‪ ،‬ف�إن التدري�ب على املحاول�ة املنفصلة جيعل‬
‫الدائ�م حت�ى يتم تعليمهم فهم كثري من األش�ياء‬ ‫التالميذ ذوي اضطراب التوحد ينش�غلون يف حماوالت‬
‫حوهلم‪.‬‬ ‫تعل�م كافي�ة قب�ل إظه�ار امله�ارة يف البيئ�ة الطبيعية‪ .‬كام‬
‫‪ -2‬ح�رص الباح�ث أن تك�ون عين�ة البحث احلايل‬ ‫أن تدري�س املحاولة املنفصلة يس�تخدم لنق�ل املهارات‬
‫م�ن التالميذ ذوي اضط�راب التوحد ممن لدهيم‬ ‫املس�تهدفة من االكتساب إىل املداومة عليها‪ ،‬وتعميمها‪.‬‬
‫بع�ض الفه�م اللفظ�ي للكلمات الت�ي يروهن�ا‪،‬‬ ‫وعند استخدام هذه االستراتيجية يتم ممارسة املهارات‬
‫أو يس�معوهنا‪ ،‬وكذل�ك بع�ض ق�درات اللغ�ة‬ ‫بص�ورة متك�ررة حتى يتم إتقاهن�ا‪ ،‬وتبدأ عملي�ة التعلم‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪30‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫إحدى البيئ�ات الطبيعية التي تعد جزء ًا من حياة‬ ‫االس�تقبالية والتعبريي�ة‪ ،‬وقراءة بع�ض الكلامت‬
‫الطفل اليومية‪ ،‬كاملنزل‪ ،‬واملدرسة‪ ،‬وبذلك تدعم‬ ‫البس�يطة‪ ،‬كما ح�رص أن تك�ون عينة الدراس�ة‬
‫هاتان االسرتاتيجيتان ين قدرة الطفل عىل تعميم‬ ‫احلالي�ة م�ن املصابين باضط�راب التوح�د يف‬
‫املهارات التي اكتس�بها يف إط�ار البيئة االجتامعية‬ ‫صورته البس�يطة‪ ،‬وكذلك ممن لدهيم نس�بة ذكاء‬
‫التي يعيش فيها‪.‬‬ ‫أعلى من ‪ ،70‬وذلك رغب ًة يف حتقيق نتائج إجيابية‬
‫‪ -6‬التطوي�ر املس�تمر للمهم�ة‪ ،‬مم�ا يس�اعد الطف�ل‬ ‫واضحة بعد تطبيق برنامج الدراسة‪.‬‬
‫ذا اضط�راب التوح�د على اكتس�اب العديد من‬ ‫‪ -3‬الرتكي�ز على تعلي�م الس�لوكيات‪ ،‬وامله�ارات‬
‫امله�ارات اجلدي�دة الت�ي يت�م تضمينه�ا خلال‬ ‫اجلوهري�ة األساس�ية‪ ،‬والت�ي إن تعلمه�ا الطفل‬
‫امله�ارات الت�ي تعلمه�ا بالفعل‪ ،‬وهو م�ا يعطي‬ ‫ذو اضط�راب التوح�د أدت إىل حتس�ن لدي�ه يف‬
‫هاتني االسرتاتيجيتن صفة املنطقية يف بنائهام عىل‬ ‫س�لوكيات‪ ،‬ومهارات أخرى‪ .‬فعىل سبيل املثال‪:‬‬
‫قدرة الطفل‪ ،‬دون االنفصال عن مس�توى الطفل‬ ‫ق�درة الطفل على هتجي كلمة “تفاح�ة” املكونة‬
‫الواقعي‪ ،‬أو اختيار املهارات بصورة مستقلة دون‬ ‫من مخس�ة أحرف تع�د قدرة أولي�ة لقراءته لتلك‬
‫حتديد مستوى الطفل واملهارات التي اكتسبها‪.‬‬ ‫الكلم�ة‪ ،‬فب�دون معرفت�ه ملس�ميات احل�روف‬
‫‪ -7‬دع�م اختي�ار الطف�ل ذي اضط�راب التوح�د‬ ‫املكون�ة للكلمة لن يس�تطيع نطقه�ا‪ ،‬ومن ثم لن‬
‫للمحف�زات‪ ،‬والتعزيزات‪ ،‬واألنش�طة التي يريد‬ ‫يفهمها يف س�ياقها النيص‪ .‬وقد ح�رص الباحث‬
‫الب�دء هبا‪ ،‬وه�و ما يس�هم يف حتقيق نتائ�ج فعالة‬ ‫عىل التأك�د من إتقان عينة البحث ملعرفة حروف‬
‫يف سبيل حتسين حالة الطفل‪ ،‬فاملحفز‪ ،‬أو املعزز‬ ‫الكلمات قب�ل نطقها‪ ،‬ألن ذل�ك ممه�د ًا لقراءهتا‬
‫ال�ذي حيب�ه الطفل يك�ون دافع� ًا أساس�ي ًا لقيامه‬ ‫قراء ًة صحيح ًة‪ ،‬وفهمها‪.‬‬
‫بنشاط معني‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدافعي�ة‪ ،‬وإدارة ال�ذات‪ ،‬واملب�ادأة الذاتي�ة تعد‬
‫‪ -8‬التعزي�ز الف�وري للطفل ذي اضط�راب التوحد‬ ‫من األهداف األساسية للتدريب عىل االستجابة‬
‫نتيجة قيامه بس�لوك إجيايب‪ ،‬أو إتقانه ملهارة معينة‬ ‫اجلوهري�ة‪ ،‬ألن ه�ذه املتغريات تعد س�لوكيات‪،‬‬
‫يعد أمر ًا جوهري ًا يف س�بيل اكتس�اب الطفل هلذه‬ ‫ومهارات أساس�ية ال يمكن االستغناء عنها عند‬
‫املهارة‪ ،‬وكذل�ك املداومة عليه�ا‪ ،‬وإتقاهنا‪ ،‬ومن‬ ‫حماول�ة تعلي�م الطفل س�لوك‪ ،‬أو مه�ارة حمددة‪،‬‬
‫ثم تعميمها‪.‬‬ ‫فب�دون زي�ادة دافعية الطفل للقي�ام بعمل معني‪،‬‬
‫‪ -9‬اس�تخدام احلواف�ز التمييزي�ة‪ ،‬والتعزيزي�ة‪،‬‬ ‫ومس�اعدته عىل ضبط وإدارة س�لوكياته الذاتية‪،‬‬
‫والتحفيزي�ة الت�ي تس�اعد الطف�ل على القي�ام‬ ‫وحثه عىل املب�ادأة من جانبه لن يكتس�ب العديد‬
‫باالس�تجابة الصحيح�ة‪ ،‬وجتن�ب االس�تجابة‬ ‫من املهارات األساسية الالزمة للتواصل الفعال‪،‬‬
‫اخلاطئ�ة‪ ،‬وتدف�ع الطف�ل لالس�تجابة بص�ورة‬ ‫والتعلم اإلجيايب‪.‬‬
‫صحيح�ة بن�اء على التوجي�ه‪ ،‬أو اإلش�ارة‬ ‫‪ -5‬تطبيق إجراءات التدريب عىل املحاولة املنفصلة‪،‬‬
‫لالس�تجابة الصحيح�ة‪ ،‬مم�ا يس�هم يف حتقي�ق‬ ‫والتدري�ب على االس�تجابة اجلوهري�ة يف إط�ار‬

‫‪31‬‬ ‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫االس�تجابة الصحيح�ة‪ ،‬س�واء كان�ت س�لوك ًا‬


‫إجيابي ًا‪ ،‬أم مهار ًة فعالة‪.‬‬
‫‪ -10‬اس�تخدام بع�ض الفني�ات الفعالة واملس�اعدة‬
‫الت�ي تدع�م هاتين االستراتيجيتني يف حتقي�ق‬
‫أهدافهام‪ ،‬ومن هذه الفني�ات التقليد‪ ،‬والتحفيز‪،‬‬
‫والتش�كيل‪ ،‬والتعزيز‪ ،‬وهي تعد فنيات س�لوكية‬
‫فعالة أثبتت فعاليتها عند استخدامها مع األطفال‬
‫ذوي اضطراب التوحد‪.‬‬
‫‪ -11‬استخدام فنية تاليش التعزيز‪ ،‬مما يسهم يف دعم‬
‫تعل�م الطفل ذي اضطراب التوح�د للمهارة‪ ،‬أو‬
‫الس�لوك عرب الس�ياقات املختلف�ة‪ ،‬وجعله جزء ًا‬
‫مه ًام يف حياته‪ ،‬وتفاعالته اليومية بغض النظر عن‬
‫تعزيزه‪ ،‬أو عدم تعزيزه‪ ،‬فتاليش التعزيز إجراء ال‬
‫غنى عنه يف سبيل تقليل اعتامد الطفل عىل التعزيز‬
‫عندما يقوم بس�لوك معني‪ ،‬فاعتماده عىل التعزيز‬
‫يعني فقدانه للسلوك‪ ،‬أو املهارة التي تعلمها عرب‬
‫الوقت ألنه لن يظل يعزز عليه مدى احلياة‪.‬‬
‫‪ -12‬اتب�اع قي�ادة الطفل‪ ،‬حيث إن ذل�ك يعد إجرا ًء‬
‫رضوري ًا لنجاح الطفل يف اكتس�اب مهارة معني‪،‬‬
‫فك�ون الطفل هو القائ�د يف عملية التفاعل جتعله‬
‫دائ ً‬
‫ما عىل تواص�ل مع م�ن يتفاعل مع�ه ألنه يتم‬
‫الب�دء بما لدى الطفل م�ن قدرة أو مه�ارة‪ ،‬ومن‬
‫ث�م العمل عىل إتاح�ة الفرص‪ ،‬وتوس�يع املجال‬
‫للطف�ل حت�ى ينمي ه�ذه امله�ارة ليس بن�اء عىل‬
‫مس�تويات حمددة له س�لف ًا‪ ،‬ولكن بنا ًء عىل قدرته‬
‫هو يف الواقع‪.‬‬

‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‪ :‬فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬ ‫‪32‬‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

in young children with autism. Focus ‫قائمة املراجع‬


on Autism and Other Developmental ‫املراجع االنجليزية‬
Disabilities, 20 (2), 117124-. - Baker-Ericzén, M., Stahmer, A., &
- Cronin, K. (2008). Reading Skills of Burns, A. (2007). Child Demographics
Children With Autism: What Role Does Associated With Outcomes in a
Oral Language Play in Decoding Skills Community-Based Pivotal Response
and Reading Comprehension?. Ph.D, Training program. Journal of Positive
University of California. Behavior Interventions, 9 (1), 5260-.
- Cronin, K. (2008). Reading Skills of - Baron-Cohen, S. (2001). Theory of mind
Children With Autism: What Role Does and autism: A review. Special issue of
Oral Language Play in Decoding Skills the International Review of Mental
and Reading Comprehension?. PHD, Retardation, 23, 169176-.
University of California. - Bernad-Ripoll, S ( 2007 ). Using a self-
- Crozier, S. and Tincani, M ( 2007 ). as-model video combined with social
Effects of Social Stories on Prosocial stories™ to help a child with asperger
Behavior of Preschool Children syndrome understand emotions. Focus
with Autism Spectrum Disorders. on Autism and Other Developmental
Journal of Autism and Developmental Disabilities, 22 (2), 100106-.
Disorders,37, 18031814-. - Birkman, K. & Stephens, M. (2009).
- Downs, A., & Downs, R. (2012). Training Current best practices for students with
New Instructors to Implement Discrete Autism spectrum disorders. Center for
Trial Teaching Strategies With Children Autism and Related Disabilities Louis
With Autism in a Community- Based de la Parte Florida Mental Health
Intervention Program. Focus on Autism Institute, University of South Florida:
and Other Developmental Disabilities, Tampa.
28 (4), 212–221. - Brown, H., Oram-Cardy, J., & Johnson,
- Drager, K., Postal, V., Carrolus, L., A. (2013). A Meta-Analysis of the
Castellano, M., Gagliano, C and Reading Comprehension Skills of
Glynn, J. (2006). The effect of Individuals on the Autism Spectrum.
aided language modeling on symbol Journal of Autism and Developmental
comprehension and production in 2 Disorders, 43, 932955-.
prescholers with autism. American - Chan, A., Cheung, J., Leung, W., Cheung,
Journal of Speech - Language R., and Cheung, M. (2005). Verbal
Pathology, 15 (2), 112125-. expression and comprehension deficits

33 ‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

systematic instruction and graphic - Gately, S. (2008). Facilitating Reading


organizers to teach science concepts to Comprehension for Students on the
students with autism spectrum disorders Autism Spectrum. Teaching Exceptional
and intellectual disability. Focus on Children, 30 (3), 4045-.
Autism and Other Developmental - Gongola, L., & Sweeney, J. (2012).
Disabilities, 28 (2), 115–126. Discrete Trial Teaching: Getting Started.
- Koegel, R. L., & Koegel, L. K. (2006). Intervention in School and Clinic, 47
Pivotal response treatments for autism: (3), 183–190.
Communication, social and academic - Gouvousis, A. (2011). Teacher
development. Baltimore, MD: Brookes. Implemented Pivotal Response Training
- Logsdon, A. (2010). Improving reading To Improve Communication In Children
comprehension – strategy improves With Autism Spectrum Disorders. PHD,
reading comprehension.@http:// East Carolina University.
learningdisabilities.about.com/od/ - Hanley-Hochdorfer, K., Bray, M., Kehle, T
instructionalmaterials/a/pq4strategy. and Elinoff, M ( 2010 ). Social Stories to
htm Increase Verbal Initiation in Children With
- Mirenda, P. (2003). «He›s not really a Autism and Asperger’s Disorder. School
reader…»: Perspectives on supporting Psychology Review, 39 (3), 484–492.
literacy development in individuals with - Hoover, W., & Gough, P. (1990). The
autism. Topics in Language Disorders, simple view of reading. Reading and
23, 271282-. Writing, 2(2), 127–160.
- Moore, M., & Calvert, S. (2000). Brief - Huemer, S., & Mann, V. (2010).
report: Vocabulary acquisition for Comprehensive Profile of Decoding and
children with autism: Teacher or Comprehension in Autism Spectrum
computer instruction. Journal of Autism Disorders. Journal of Autism and
and Developmental Disorders, 30, 359- Developmental Disorders, 40, 485493-.
362. Iovannone, R., Dunlap, G., Huber,
- Nation, K., & Norbury, C. (2005). Why H., & Kinkaid, D. (2003). Effective
reading comprehension fails: Insights educational practices for students with
from developmental disorders. Topics Autism spectrum disorders. Focus
in Language Disorders, 25(1), 2132-. on Autism and other developmental
- Nation, K., Clarke, P., Wright, B., disabilities, 75 (150), 152165-.
& Williams, C. (2006). Patterns of - Knight, V., Spooner, F., Browder, D.,
reading ability in children with autism Smith, B., and Wood, C. (2013). Using

‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬ 34
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

instruction. Journal of Autism and spectrum disorder. Journal of Autism


Developmental Disorders, 27, 697714-. and Developmental Disorders, 36(7),
- Quill, K. (2000). Do-Watch-Listen-say. 911919-.
Baltimore: PHB. - National Autism Center (2009). National
- Quirmbach, L., Lincoln, A., Feinberg- Standards Report: The national standards
Gizzo, M., Ingersoll, B and Andrews, project-addressing the need for evidence
S (2009 ). Social Stories: Mechanisms based practice guidelines for Autism
of Effectiveness in Increasing Game spectrum disorders. Retrieved from:
Play Skills in Children Diagnosed http://www.nationalautismcenter.org/
with Autism Spectrum Disorder Using pdf/NAC%20Standards%20Report.pdf
a Pretest Posttest Repeated Measures - National Reading Panel. (2000).
Randomized Control Group Design. Teaching children to read: An evidence-
Journal of Autism and Developmental based assessment of the scientific
Disorders, 39 (2), 299321-. research literature on reading and its
- Ricketts, J., Jones, C., Happe, F., & Charman, implications for reading instruction.
T. (2013). Reading Comprehension in (NIH Publication NO. 004754-).
Autism Spectrum Disorders: The Role of Washington DC: U.S. Department of
Oral Language and Social Functioning. Health and Human Services.
Journal of Autism and Developmental - O›Connor, I.M., & Klein, P.D. (2004).
Disorders, 43, 807816-. Exploration of strategies for facilitating
- Robinson, S. (2011). Teaching the reading comprehension of high-
Paraprofessionals of Students With functioning students with autism
Autism to Implement Pivotal Response spectrum disorders. Journal of Autism
Treatment in Inclusive School Settings and Developmental Disorders, 34(2),
Using a Brief Video Feedback Training 115127-.
Package. Focus on Autism and Other - Perfetti, C., Landi, N., & Oakhill, J.
Developmental Disabilities, 26 (2), (2005). The acquisition of reading
105118-. comprehension skill. In M.J. Snowling
- Roxburgh, C., & Karbone, V. (2012). The & C. Hulme (Eds.), The science of
Effect of Varying Teacher Presentation reading (pp. 227247-). Maiden, MA:
Rates on Responding During Discrete Blackwell Publishing.
Trial Training for Two Children With - Quill, K. (1997). Instructional
Autism. Behavior Modification, 37 (3), considerations for young children with
298323-. autism: The rationale for visually cued

35 ‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

syndrome. MD, Faculty of the College - Sansosti, F ( 2005 ). Using video


of Education, Ohio University. modeled social stories to increase the
- Smith, T. (2001). Discrete Trial Training social communication skills of children
in the Treatment of Autism. Focus with high functioning autism/asperger’s
on Autism and Other Developmental syndrome. PHD, College of Education,
Disabilities, 16 (2), 8692-. University of South Florida.
- Stahmer, A. (1999). Using pivotal response - Sansosti, F and Powell-Smith, K ( 2008).
training to facilitate appropriate play Using Computer-Presented Social
in children with autistic spectrum Stories and Video Models to Increase
disorders. Child Language Teaching the Social Communication Skills of
and Therapy, 15, 2940-. Children With High -Functioning
- Stockall, N & Dennis, L. (2013). Autism Spectrum Disorders. Journal of
Using Pivotal Response Training and Positive Behavior Interventions, 10 (3),
Technology to Engage Preschoolers With 162178-.
Autism in Conversations. Intervention - Sansosti, F and Powell-Smith, K ( 2008).
in School and Clinic, 49 (4), 195–202. Using Social Stories to Improve the
- Thiessen, C., Fazzio, D., Arnal, L., Social Behavior of Children With
Martin, G., Yu, C & Keilback, L. (2009). Asperger Syndrome. Journal of Positive
Evaluation of a Self-Instructional Behavior Interventions, 8 (1), 4357-.
Manual for Conducting Discrete-Trials - Scattone, D ( 2008 ). Enhancing the
Teaching With Children With Autism. Conversation Skills of a Boy with
Behavior Modification, 33 (3), 360373-. Asperger’s Disorder through Social
- Turan, M., Moroz, L., & Croteau, N. Stories and Video Modeling. Journal of
(2012). Comparing the Effectiveness of Autism and Developmental Disorders,
Error- Correction Strategies in Discrete 38, 395400-.
Trial Training. Behavior Modification, - Schmidt, J., Drasgow, A., Halle, J.,
36 (2) 218–234. Christian, C., & Bliss, S. (2013). Discrete-
- Venter, A., Lord, C., & Schopler, E. Trial Functional Analysis and Functional
(1992). A follow-up study of high Communication Training With Three
functioning autistic children. Journal of Individuals With Autism and Severe
Child Psychology and Psychiatry, and Problem Behavior. Journal of Positive
Allied Disciplines, 33, 489507-. Behavior Interventions, 16 (1), 44–55.
- Wahlberg, T., & Magliano, J.P. (2004). - Scurlock, M ( 2008 ). Using social
The ability of high function individuals stories with children with asperger

‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬ 36
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

with autism to comprehend written


discourse. Discourse Processes, 35(1),
119144-.
- Washburn, K ( 2006 ). The effects of
a social story intervention on social
skills acquisition in adolescents with
asperger›s syndrome. PHD, University
of Florida.
- Westby, C. (2004, April). Reading
between the lines for social and
academic success. Paper Presented at
9th Annual Autism Spectrum Disorders
Symposium, “Social and Academic
Success for Students With ASD”,
Providence, RI.
- White, S., Hill, E., Happe´, F., & Frith, U.
(2009). Revisiting the Strange Stories:
Revealing mentalizing impairments in
autism. Child Development, 80, 1097–
1117.
- Yell, M., Drasgow, E., and Lowrey,
K. (2005). No Child Left Behind
and students with autism spectrum
disorders. Focus on Autism and Other
Developmental Disabilities, 20, 130-
139.
Zaleski, G. (2008). Teaching Reading
Comprehension using Match-to-Sample
Discrete Trial Teachings, Sight Word
Identification, Positive Reinforcement
and Response Repetition Correction.
MD, Caldwell College.

37 ‫ فعالية برنامج قائم عىل التدريب عىل املحاولة املنفصلة‬:‫إبراهيم بن عبداهلل العثامن‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫حقوق حائز العقار المرهون في مواجهة إجراءات التتبع من قبل‬


‫الدائنين المرتهنين في ظل نظام الرهن العقاري المسجل السعودي‬
‫د‪.‬هاشم أمحد سامل بني خلف‬
‫كلية إدارة األعامل ‪ -‬جامعة املجمعة‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪The Saudi real estate mortgage law doesn’t deprive‬‬ ‫نظ�ام الره�ن العق�اري ال جي�رد املدي�ن الراه�ن م�ن ملكيت�ه‬
‫‪the mortgaged debtor from the ownership of the‬‬
‫للعق�ار املرهون‪ ،‬بل يبق�ى الراهن مالك ًا للعق�ار املرهون ملكية‬
‫‪mortgaging property. He has the right of owning,‬‬
‫تام�ة‪ ،‬بحي�ث يكون له احل�ق يف الترصف فيه بكاف�ة الترصفات‬
‫‪mortgaging, or selling the mortgaging property. If he‬‬
‫‪sells his own mortgaging property to another person‬‬ ‫القانوني�ة‪ ،‬م�ن بيع�ه أو رهن�ه‪ ،‬ف�إذا باع املدي�ن الراه�ن العقار‬
‫‪and he doesn’t pay the debt on time, the mortgagee‬‬ ‫املره�ون وانتقل�ت ملكيته إىل الغري‪ ،‬وحل أج�ل الدين‪ ،‬ومل يقم‬
‫‪can track and sell the mortgaging property in an‬‬ ‫املدين بالوف�اء‪ ،‬كان للدائن املرهتن حق تتب�ع العقار املرهون يف‬
‫‪auction so that he can get his own debt. ‬‬
‫ي�د الغري‪ ،‬والتنفي�ذ عليه وبيعه يف امل�زاد العلني وذلك بموجب‬
‫‪The owner of mortgaging property isn’t personally‬‬
‫السند التنفيذي‪ ،‬واستيفاء دينه من ثمنه‪.‬‬
‫‪responsible for the debt. As a result, the Saudi law‬‬
‫‪grants the owner of mortgaging property the right of‬‬ ‫وحيث أن حائز العقار املرهون ليس مسؤوالً مسؤولية شخصية‬
‫‪selling it in order to pay the debt. He also can take‬‬ ‫ع�ن الدين‪ ،‬فام هي حقوقه قبل املدي�ن الراهن‪ ،‬وماهي خياراته‬
‫‪part in an auction to pay for the debtor. ‬‬ ‫ودفوعه ملواجهة إجراءات التتبع يف مواجهة الدائن املرهتن‪.‬‬
‫‪Key words: mortgaged debtor, tracking, the owner‬‬
‫الكلامت املفتاحية‪ :‬دائن مرهتن‪ ،‬تتبع‪ ،‬حائز العقار املرهون‪ ،‬بيع‬
‫‪of mortgaging property, selling the property in the‬‬
‫العقار يف املزاد العلني‪.‬‬
‫‪auction‬‬

‫املضم�ون بالره�ن‪ ،‬وه�ذه احلق�وق و اخلي�ارات الت�ي‬ ‫موضوع البحث‬


‫منحها املنظم حلائ�ز العقار املرهون‪ ،‬هي ‪ :‬حقه يف قضاء‬ ‫للمدي�ن الراه�ن الترصف يف العق�ار املره�ون‪ ،‬بجميع‬
‫دي�ن املدين‪ ،‬وكذلك حقه يف تطهير العقار املرهون‪ ،‬أو‬ ‫أن�واع الترصفات القانونية ومن ضمنها نقل ملكية املبيع‬
‫االشتراك يف املزايدة عىل العقار املرهون‪ ،‬بحيث خيلص‬ ‫للغير‪ ،‬فإذا ح�ل أجل الدين‪ ،‬ومل يقم املدي�ن بالوفاء به‪،‬‬
‫العق�ار له مطهر ًا من الرهن‪ ،‬عىل أن يرجع عىل املدين بام‬ ‫فإن�ه ال يك�ون للدائن املرهتن س�وى التنفيذ على العقار‬
‫أداه‪.‬‬ ‫املره�ون يف يد الغري‪ ،‬بام له من ميزة يف حق التتبع‪ ،‬وبيعه‬
‫يف املزاد العلني واستيفاء دينه من ثمنه‪.‬‬
‫مشكلة البحث و أمهيته‪:‬‬ ‫وحي�ث أن حائ�ز العق�ار املره�ون لي�س مس�ؤوالً‬
‫عق�د الره�ن العق�اري ال جي�رد املدي�ن الراه�ن من‬ ‫مس�ؤولية ش�خصية عن الدي�ن املضم�ون بالرهن‪ .‬كان‬
‫ملكيت�ه أو من حيازته للعقار املرهون‪ ،‬وال يقيده أي قيد‬ ‫ل�ه احل�ق يف مواجهة ه�ذه اإلج�راءات بام منح�ه املنظم‬
‫بحيث تبق�ى له حرية الترصف يف العقار املرهون‪ ،‬ونقل‬ ‫الس�عودي م�ن خي�ارات يف مواجه�ة إج�راءات التتبع‪،‬‬
‫ملكيته إىل الغري‪.‬‬ ‫باعتباره ليس مس�ؤوالً مس�ؤولية ش�خصية ع�ن الدين‬

‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪38‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اململكة العربية الس�عودية‪ .‬إضاف�ة إىل حتليل النصوص‬ ‫و الش�ك أن الدائ�ن املرهت�ن بمج�رد حل�ول أجل‬
‫القانونية والتعليق عليها‪.‬‬ ‫الدين يكون له احلق يف التنفيذ عىل العقار املرهون يف يد‬
‫الغري وهو احلائز‪ ،‬والذي يكون غري مس�ؤول مس�ؤولية‬
‫منهجية البحث‪:‬‬ ‫ش�خصية ع�ن الدي�ن‪ ،‬فكيف يمك�ن التوفي�ق بني حق‬
‫اتب�اع املنه�ج الوصف�ي التحليلي وذل�ك من خالل‬ ‫الدائ�ن املرهتن يف التنفيذ عىل العقار املرهون يف يد الغري‬
‫رشح النص�وص القانوني�ة والتعلي�ق عليه�ا مس�تعين ًا‬ ‫وه�و احلائ�ز‪ ،‬وحق حائ�ز العق�ار املره�ون يف مواجهة‬
‫باملص�ادر القانوني�ة املتخصصة يف جمال احلق�وق العينية‬ ‫إج�راءات التتب�ع وص�والً إىل دف�ع ادع�اءات الدائ�ن‬
‫التبعية‪.‬‬ ‫املرهتن‪ ،‬من حيث عدم أحقيته بالتنفيذ عىل العقار الذي‬
‫وسيقس�م ه�ذا البحث إىل ثالث�ة مباحث‪ ،‬نخصص‬ ‫هو بحيازته ‪.‬‬
‫املبح�ث األول حل�ق الدائن يف تتبع العق�ار املرهون‪.‬ويف‬ ‫أو ح�ق حائز العقار املره�ون يف الرجوع عىل املدين‬
‫املبحث الثاين ماه�ي خيارات حائز العقار املرهون‪ ،‬ويف‬ ‫الراه�ن إذا ت�م التنفي�ذ على امل�ال املرهون وت�م بيعه يف‬
‫املبح�ث الثالث‪ :‬ماهي عالقة حائ�ز العقار املرهون بعد‬ ‫امل�زاد العلني‪ ،‬س�واء رس�ا امل�زاد عليه أم عىل غيره‪ ،‬أو‬
‫قضاء الدين مع غريه‪.‬‬ ‫بادر بالوفاء بدين الرهن قبل السير بإجراءات املزاد‪ ،‬أو‬
‫بعدها وقبل قرار رسو املزاد ‪.‬‬
‫املبحث األول‬
‫حق الدائن يف تتبع العقار املرهون‪.‬‬ ‫أهداف البحث‪:‬‬
‫إذا ح�ل أج�ل الدي�ن ومل يق�م املدين الراهن بس�داد‬ ‫هدف البحث إىل بيان حقوق حائز العقار املرهون يف‬
‫دي�ن الرهن‪ ،‬كان للدائن املرهتن ح�ق التنفيذ عىل العقار‬ ‫مواجه�ة إجراءات تتبع العقار املرهون‪ ،‬إذا مل يقم املدين‬
‫املره�ون يف ي�د املدي�ن الراه�ن وبيع�ه يف امل�زاد العلني‪،‬‬ ‫الراه�ن يف الوف�اء بالدين‪ ،‬بع�د إنذاره وحس�ب أحكام‬
‫واس�تيفاء حقه من ثمنه باألولوي�ة عىل الدائنني العاديني‬ ‫نظام التنفيذ ‪.‬‬
‫والدائنني التاليني له يف املرتبة ‪.‬‬
‫ولكن إذا ترصف املدين الراهن أو الكفيل الراهن‬ ‫أدبيات البحث‪:‬‬
‫بالعقار املره�ون إىل الغري وهو احلائ�ز‪ ،‬والذي يكون‬ ‫يعتبر نظ�ام الره�ن العقاري املس�جل م�ن أحدث‬
‫غري مس�ؤول ش�خصي ًا عن الدي�ن املضم�ون ((( كان‬ ‫األنظم�ة يف اململكة العربية‪ ،‬ونظر ًا حلداثة هذا املوضوع‬
‫للدائ�ن املرهت�ن احل�ق يف تتب�ع العقار املره�ون يف يد‬ ‫فإن�ه يوجد قص�ور واض�ح يف الكتاب�ات القانونية التي‬
‫الغير‪ ،‬والتنفيذ عليه‪ ،‬واس�تيفاء دينه م�ن ثمن العقار‬ ‫تعال�ج املوض�وع‪ .‬إال أن هن�اك العديد من الدراس�ات‬
‫التي تتناول موضوع الرهن بش�كل عام‪ .‬لذا سوف يتم‬
‫(‪ )1‬امل�ادة (الس�ابعة والعشرون ) م�ن نظ�ام الره�ن العق�اري‬
‫الس�عودي ( يعد حائزا للعقار املره�ون كل من انتقلت إليه‬ ‫البح�ث من خالل م�ا يتوفر من مراجع قانونية ملناقش�ة‬
‫بعد الرهن – بأي س�بب من األسباب – ملكية هذا العقار‪،‬‬ ‫موض�وع حق�وق حائ�ز العق�ار املره�ون يف مواجه�ة‬
‫أو أي ح�ق عين�ي آخ�ر علي�ه قاب�ل للره�ن دون أن يك�ون‬
‫مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين املضمون بالرهن )‬ ‫إجراءات التتبع يف ظل نظام الرهن العقاري املسجل يف‬

‫‪39‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أج�ل الدي�ن املضم�ون بالرهن(((‪،‬أم�ا قبل ذل�ك فليس‬ ‫املره�ون‪ ،‬بع�د بيع�ه يف امل�زاد العلني‪،‬وهو ما يس�مى‬
‫للدائ�ن املرهت�ن أن ينفذ على العقار املرهون س�واء كان‬ ‫بحق التتبع (((‪.‬‬
‫العق�ار حت�ت ي�د احلائ�ز‪ ،‬أو حتت ي�د الراه�ن‪ ،‬وهذا ما‬ ‫لذل�ك كان ال ب�د لن�ا من بي�ان ما ه�و املقصود بحق‬
‫نصت عليه املادة (السادسة والعرشون) من نظام الرهن‬ ‫التتبع يف املطلب األول‪ ،‬ويف املطلب الثاين إجراءات حق‬
‫العق�اري الس�عودي عىل أنه « للمرهتن ح�ق تتبع العقار‬ ‫التتب�ع‪ ،‬ويف املطلب الثالث املركز القان�وين حلائز العقار‬
‫املره�ون يف ي�د أي حائز الس�تيفاء حقه من�ه عند حلول‬ ‫املرهون‪.‬‬
‫الوفاء به وفقا ملرتبته»‪.‬‬
‫الشرط الث�اين ‪ :‬جي�ب أن يك�ون الره�ن مقي�دً ا قبل‬ ‫املطلب األول ‪:‬املقصود بحق التتبع ‪:‬‬
‫اكتس�اب احلائ�ز حقه عىل العق�ار املره�ون ‪.‬وذلك ألن‬ ‫بين�ت املادة (السادس�ة والعرشون) م�ن نظام الرهن‬
‫الرهن ال يرسي يف مواجهة الغري إال من تاريخ تسجيله‪،‬‬ ‫العقاري الس�عودي ما هو املقصود بحق التتبع وهو أن‬
‫وهذا ما نصت عليه املادة (احلادية والعرشون) من نظام‬ ‫يكون « للمرهتن حق تتبع العقار املرهون يف يد أي حائز‬
‫الرهن العقاري الس�عودي « يرسي أثر الرهن املس�جل‬ ‫ل�ه الس�تيفاء حقه من�ه عند حل�ول أجل الوف�اء به وفقا‬
‫يف مواجهة الغري من تاريخ تس�جيله‪ ،‬مامل يكن هذا الغري‬ ‫ملرتبته» ‪.‬‬
‫قد اكتس�ب حقا عيني�ا عىل العقار املرهون قبل تس�جيل‬ ‫ويقصد بذلك أن يكون بإمكان الدائن املرهتن‪ ،‬اختاذ‬
‫الرهن»‬ ‫إجراءات نزع امللكية للامل املرهون وبيعه يف املزاد العلني‬
‫وعلى ذل�ك ال يس�تطيع الدائ�ن املرهتن تتب�ع العقار‬ ‫إذا مل يؤد املدين الدين يف ميعاده (((‪ ،‬وحتى يتمكن الدائن‬
‫املرهون يف مواجهة احلائز إال إذا كان رهنه قبل تس�جيل‬ ‫املرهت�ن من تتبع العقار املرهون جي�ب أن يتوافر رشطان‬
‫هذا احلائز سند ملكيته للعقار أو احلق العيني عليه((( فإذا‬ ‫ومه�ا ‪ :‬أن يكون أجل دينه قد حل وأن يكون دينه مقيد ًا‬
‫أب�رم عقد رهن قبل إب�رام الترصف يف العق�ار املرهون‪،‬‬ ‫قبل اكتساب احلائز حقه عىل العقار املرهون ‪.‬‬
‫ومل يت�م قيد الرهن إال بعد تس�جيل احلائز س�ند ملكيته‪،‬‬ ‫الشرط األول ‪ :‬حل�ول أج�ل الدين ‪:‬يشترط لكي‬
‫ف�إن الرهن ال ينفذ يف مواجهة احلائز املترصف إليه‪ ،‬وال‬ ‫يق�وم الدائن املرهتن بالتنفيذ عىل العقار املرهون‪ ،‬حلول‬
‫يستطيع الدائن املرهتن أن يتتبع العقار حتت يده‪.‬‬
‫(‪ )2‬منصور‪ ،‬حممد حسين (‪ ،)2005‬النظري�ة العامة لالئتامن –‬
‫النارش دار املعارف باإلسكندرية ‪ .‬ص ‪334‬‬
‫انظر ايضا ‪ :‬سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم(‪ ،)2010‬التأمينات العينية‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إجراءات التتبع‬
‫والش�خصية‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪ ،‬منش�ورات احللبي احلقوقية‪.‬‬
‫وه�ي إج�راءات التنفيذ على العقار املره�ون والتي‬ ‫ص ‪ ،133‬زهران‪،‬مه�ام حمم�د‪ )2001(،‬التأمينات العينية‬
‫والشخصية‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪.‬‬
‫يتخذه�ا الدائ�ن املرهت�ن يف تتب�ع العق�ار املره�ون يف يد‬ ‫ص ‪ 486‬وم�ا بعده�ا‪ ،‬ناي�ل‪ ،‬الس�يد عي�د ( ‪ )1419‬ه�ـ‪،‬‬
‫حائ�زه‪ ،‬حي�ث يتم التنفيذ على العقار املره�ون بناء عىل‬ ‫احكام الضامن العيني والش�خيص – النرش العلمي واملطابع‬
‫– جامعة امللك سعود ‪.‬ص ‪205‬‬
‫(‪)4‬عبي�دات‪ ،‬بكر‪ ،‬س�نة الطبع ‪ ،2011‬احلق�وق العينية االصلية‬ ‫(‪ )3‬أنظ�ر‪ :‬بن�ي خل�ف‪ ،‬هاش�م أمح�د‪،)2015( ،‬دور الرهن يف‬
‫والتبعية‪،‬دار املسرية للنرش‪ ،‬عامن ص ‪274‬‬ ‫املحافظ�ة على حق�وق الدائنين املرهتنين يف نظ�ام الره�ن‬
‫سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪134‬‬ ‫العقاري السعودي‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪،‬جامعة‬
‫(‪ )5‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪236-235‬‬ ‫املجمعة‪ ،‬العدد(‪ ،)7‬ص ‪ 115‬وما بعدها‪.‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪40‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫مخس�ة أيام من تاريخ إبالغه ((( فإذا مل يقم بالوفاء بالدين‬ ‫طل�ب يقدم�ه الدائ�ن املرهت�ن إىل ق�ايض التنفي�ذ وفق� ًا‬
‫ذيل أصل السند التنفيذي بام ينفذ فعلي ًا‪،‬وتسجل بيانات‬ ‫للنم�وذج املعد لذل�ك‪ ،‬حيث يتحقق ق�ايض التنفيذ من‬
‫(‪((1‬‬
‫السند يف سجل سندات التنفيذ لدى املحكمة‬ ‫استيفاء السند التنفيذي للرشوط النظامية‪ ،‬ويضع خاتم‬
‫ف�إذا مل يب�ادر املدي�ن بالوف�اء بالدي�ن خلال مهل�ة‬ ‫التنفيذ عليها متضمن ًا عبارة (س�ند للتنفيذ) مقرون ًا باسم‬
‫اإلخط�ار ب�أداء الدين م�ع النفق�ات‪ ،‬خالل مخس�ة أيام‬ ‫القايض وحمكمته وتوقيعه (((‪.‬‬
‫من تاريخ إبالغه وحس�ب أحكام نظام التنفيذ‪ ،‬فإنه يتم‬ ‫ثم يصدر ق�ايض التنفيذ فور ًا أمر ًا بالتنفيذ إليه مرفق ًا‬
‫احلج�ز عىل العقار املرهون من قبل قايض التنفيذ‪ ،‬متهيد ًا‬ ‫له نس�خة من الس�ند التنفي�ذي خمتومة بخات�م املحكمة‬
‫لبيعه يف املزاد العلني واس�تيفاء دينه من ثمنه طبق ًا ملرتبته‬ ‫بمطابقتها لألصل‪ ،‬ويبلغ املدين خالل عرشين يوما من‬
‫وفق ًا لنظام التنفيذ (‪.((1‬‬ ‫تاريخ صدور أمر التنفيذ (((‪.‬‬
‫ويتم احلجز بموجب حمرض حجز يتضمن اسم طالب‬ ‫ف�إذا تعذر إبالغه خالل الفرتة الس�ابقة‪ ،‬أمر القايض‬
‫التنفي�ذ‪ ،‬واملنف�ذ ضده‪ ،‬والس�ند التنفي�ذي‪ ،‬وموضوعه‬ ‫بنرش اإلبالغ فور ًا يف الصحيفة اليومية األوس�ع انتش�ار ًا‬
‫ورق�م صك ملكية العقار املره�ون‪ ،‬ومواصفات العقار‬ ‫يف منطقة مقر املحكمة‪ ،‬وتستوىف من املدين نفقة اإلعالن‬
‫املرهون‪ ،‬وموقعه (‪.((1‬‬ ‫م�ع اس�تيفاء احلق ((( وعلى املدين الوف�اء بالدين خالل‬

‫(‪ )9‬امل�ادة (السادس�ة واألربع�ون) من نظ�ام التنفي�ذ (إذا مل ينفذ‬ ‫(‪ )6‬املادة (الرابعة والثالثون) من نظام التنفيذ‬
‫املدي�ن أو مل يفصح عن أم�وال تكفي للوف�اء بالدين خالل‬ ‫أ) يت�م التنفي�ذ بناء عىل طل�ب يقدمه طالب التنفيذ إىل قايض‬
‫مخس�ة أيام من تاريخ إبالغه بأمر التنفيذ‪ ،‬أو من تاريخ نرشه‬ ‫التنفيذ وفقا للنموذج الذي حتدده الالئحة‬
‫بإحدى الصحف إذا تعذر إبالغه ؛ عدً مماطالً‪،‬‬ ‫ب) ‪ -2‬يتحقق قايض التنفيذ من السندات التنفيذية املذكورة‬
‫(‪ )10‬املادة (الثامنة واألربعون) من نظام التنفيذ السعودي‬ ‫يف الفق�رات ‪ .....‬من توافر الشروط النظامية فيها‪ ،‬ويضع‬
‫(‪ )11‬امل�ادة (احلادي�ه و الثالث�ون) م�ن نظ�ام الره�ن العق�اري‬ ‫خات�م التنفي�ذ عليها متضمنا عبارة (س�ند للتنفي�ذ) مقرونا‬
‫الس�عودي (تت�م إج�راءات الن�زع اجلبري مللكي�ة العق�ار‬ ‫باسم القايض وحمكمته وتوقيعه‬
‫املرهون وبيعه عند عدم الوفاء بالدين وفقا لنظام التنفيذ)‬ ‫(‪ )7‬امل�ادة الثالث�ة عرشة م�ن نظام املرافعات الرشعية الس�عودي‬
‫(‪ )12‬املادة (االربعون) من نظام التنفيذ السعودي ( حيرر حمرض‬ ‫رقم (م‪ )1/‬تاريخ ‪: 1435 /1 /22‬‬
‫احلجز وفقا ملا حتدده الالئحة‪ ،‬ويتضمن البيانات اآلتية ‪:‬‬ ‫جي�ب أن يك�ون التبلي�غ من نس�ختني متطابقتين‪ ،‬إحدامها‬
‫‪ -1‬حتديد هوية احلاجز واملحجوز عليه واملحجوز لديه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أص�ل‪ ،‬واألخ�رى ص�ورة‪ ،‬وإذا تعدد من وج�ه إليهم ت ّعني‬
‫‪ -2‬حتدي�د منف�ذ التنفي�ذ‪ ،‬ورق�م أم�ر التنفي�ذ‪ ،‬وتارخي�ه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫تعدد الصور بقدر عددهم‪ .‬‬
‫وصدره‪.‬‬ ‫(‪ )8‬امل�ادة (الرابعة والثالثون) من نظ�ام التنفيذ ( ‪ -1‬يتم التنفيذ‬
‫‪ -3‬تعيني املال املحجوز‪ ،‬ووصفه ومقداره‪ ،‬ووزنه ونوعه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫بن�ا ًء عىل طلب يقدمه طال�ب التنفيذ إىل قايض التنفيذ‪ ،‬وفق ًا‬
‫وع�دده وصفات�ه الت�ي ختتلف هب�ا قيمت�ه‪ ،‬ومس�تند متلكه‪،‬‬ ‫للنموذج الذى حتدده الالئحة‪.‬‬
‫بيانات تسجيله بحسب األحوال‬ ‫‪ -3‬يص�در ق�ايض التنفي�ذ ف�ور ًا أم�ر ًا بالتنفي�ذ إىل املدي�ن‪،‬‬
‫‪ -4‬ن�وع صك ملكية العقار‪ ،‬ورقم�ه‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬ومصدره‪،‬‬ ‫ ‬ ‫مرفق له نس�خة من الس�ند التنفيذي خمتوم�ة بخاتم املحكمة‬
‫وموقع العقار‪ ،‬وحدوده‪ ،‬وأطواله‪ ،‬ومساحته)‬ ‫بمطابقته�ا لألص�ل‪ ،‬ويبلغ املدي�ن وفق أح�كام التبليغ التي‬
‫‪ -5‬قيمة املال املحجوز‪ ،‬وفقا لتقدير املقوم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫حتدده�ا الالئحة‪ ،‬فإن تعذر إبلاغ املدين خالل عرشين يوم ًا‬
‫‪ -6‬مكان احلجز‪.‬‬ ‫ ‬ ‫من تاريخ صدور أمر التنفيذ‪ ،‬أمر قايض التنفيذ بنرش اإلبالغ‬
‫‪ -7‬اسم احلارس الذي عهد إليه بحفظه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ف�ور ًا يف الصحيف�ة اليومي�ة األوس�ع انتش�ار ًا يف منطق�ة مقر‬
‫‪ -8‬اسم وكيل البيع‪ ،‬وموعد البيع‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬ومكانه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫املحكمة‪ ،‬وتستوىف من املدين نفقة اإلعالن مع استيفاء احلق‪.‬‬
‫ويتضم�ن حمضر احلج�ز توقيع مأم�ور التنفيذ واملدين‪ -‬إن‬ ‫‪ -4‬يتم التنس�يق بني وزارة العدل‪ ،‬واجلهات ذات العالقة‪،‬‬
‫كان ح�ارض ًا – واحل�ارس‪ ،‬وكل م�ن نس�ب إليه ترصف يف‬ ‫لإلفصاح عن عناوين األش�خاص الذين ال يعرف هلم حمل‬
‫املحرض‪ ،‬وفق ما حتدده الالئحة»‬ ‫إقامة‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الكتاب�ة للجه�ة املص�درة‪ ،‬إلكمال اللازم دون حضور‬ ‫وجي�ب تزويد اجلهة الت�ي صدرت فيه�ا وثيقة متلك‬
‫صاحب الصك(‪.((1‬‬ ‫العقار بنس�خة من املحرض للتأشير عىل س�جل الوثيقة‬
‫وإذا تعذر من استالم صك العقار للتأكد من رسيانه‬ ‫(‪.((1‬ولق�ايض التنفيذ وعن�د االقتضاء وخش�ية من قيام‬
‫وصالحيت�ه لإلعتماد علي�ه‪ ،‬أو التهمي�ش علي�ه‪ ،‬فيأمر‬ ‫املدين بالترصف بالعقار املرهون‪ ،‬املبادرة بإجراء احلجز‬
‫قايض التنفيذ بإصدار نس�خة من س�جل ص�ك العقار‪،‬‬ ‫علي�ه‪ ،‬وذلك بمخاطبة اجلهة التي أصدرت وثيقة س�ند‬
‫إلمتام إجراءات التنفيذ وتصبح تلك النسخة هي الصك‬ ‫امللكية قبل إعداد حمرض احلجز(‪.((1‬‬
‫املعتمد(‪.((1‬‬ ‫وعلى جه�ة التوثيق تبليغ قايض التنفي�ذ بام تم حيال‬
‫واحلج�ز على العقار يش�مل احلج�ز عىل غلت�ه (‪،((1‬‬ ‫التأشير عىل س�جل العق�ار(‪ ((1‬وإذا اقتضى التنفيذ عىل‬
‫فإذا كان العقار مؤجر ًا‪ ،‬فيجب تبليغ املس�تأجر باحلجز‪،‬‬ ‫العق�ار إكمال نواق�ص ص�ك العق�ار‪ ،‬فلق�ايض التنفيذ‬
‫وال�ذي يتوجب عليه م�ن تاريخ تبليغه‪ ،‬تس�ليم األجرة‬
‫(‪ )13‬امل�ادة (اخلامس�ة واالربع�ون) من نظام التنفيذ الس�عودي‬
‫للمحكم�ة‪ ،‬أم�ا إذا مل يك�ن العق�ار مؤجر ًا‪ ،‬وت�م تعيني‬ ‫« جي�ري احلج�ز التنفيذي عىل العق�ار بموجب حمرض حجز‬
‫ح�ارس عليه غير املدي�ن‪ ،‬فيجب على احل�ارس إدارة‬ ‫وجي�ب تزوي�د اجلهة التي ص�درت فيها وثيق�ة متلك العقار‬
‫بنسخة من املحرض للتأشري عىل سجل الوثيقة «‬
‫العق�ار وتس�ليم الري�ع إىل املحكمة‪ ،‬أم�ا إذا مل يتم تعيني‬ ‫(‪ )14‬املادة (اخلامس�ة واالربعون(‪ )2‬من الالئحة التنفيذية لنظام‬
‫حارس‪ ،‬أو كان املدين يس�كن العقار بنفس�ه‪ ،‬أو يسكنه‬ ‫التنفيذ الس�عودي «لق�ايض التنفي�ذ عند االقتض�اء املبادرة‬
‫ٍ‬ ‫بأج�راء احلجز على العق�ار بمخاطبة اجلهة الت�ي اصدرت‬
‫عندئذ حتى يتم‬ ‫من يعوهلم املدين‪ ،‬فال يوجد ريع للعقار‬ ‫الوثيقة مبارشة قبل اعداد حمرض احلجز «‬
‫احلجز عليها (‪.((1‬‬ ‫كذل�ك بين�ت امل�ادة ( األربع�ون ) م�ن نظ�ام الس�جل‬
‫العين�ي للعق�ار والئحت�ه التنفيذي�ة ‪ :‬على أن�ه «الدعاوى‬
‫بعد ذلك‪ ،‬يتم بيع العقار من خالل املزايدة العلنية‬ ‫املتعلق�ة بح�ق عين�ي عق�اري أو بترصف م�ن الترصفات‬
‫يف صال�ة املزاد‪ ،‬حي�ث يوضع املال يف املزاي�دة ويعلنه‬ ‫الواج�ب قيدها جيب التأشير هبا يف الس�جل العقاري بناء‬
‫على طلب املحاكم املختصة بعد قيدها لدهيا‪ ,‬متى تضمنت‬
‫ٍ‬
‫بمدة ال تزي�د عن ثالثني‬ ‫قب�ل اليوم املح�دد إلجرائ�ه‬ ‫ه�ذه الدعاوى طلب إج�راء تغيري يف بيانات الس�جل‪ ,‬وال‬
‫يوم� ًا وال تقل عن مخس�ة عرشة يوم� ًا يف موقع بيانات‬ ‫يتم سماع الدعوى إال بعد تقديم ما يثبت حصول التأشري‬
‫بمضمون هذه الدعاوى‪.‬‬
‫التنفي�ذ وباإللصاق عىل باب املكان الذي فيه األموال‬ ‫(‪)1/40‬من الالئحة التنفيذية لنظام السجل العيني للعقار‬
‫«على املحكم�ة املختص�ة فور قيد ه�ذه الدع�اوى لدهيا أن‬
‫املحجوزة‪ ،‬مبين� ًا فيه يوم البيع وس�اعته ومكانه ونوع‬
‫تبعث إىل إدارة التسجيل العقاري والتوثيق التي تقع الوحدة‬
‫(‪ )16‬املادة (اخلامسة واالربعون(‪ )5‬من الالئحة التنفيذية لنظام‬ ‫العقاري�ة حمل الدعوى يف دائرة اختصاصها بطلب التأشير‬
‫التنفيذ السعودي‪.‬‬ ‫بحصوهلا‪ ,‬تبني فيه رقم الوحدة العقارية حمل الدعوى‪ ,‬واسم‬
‫(‪ )17‬املادة (اخلامسة واالربعون(‪ )6‬من الالئحة التنفيذية لنظام‬ ‫املدع�ي واملدعى عليه‪ ,‬وملخص احلق املدعى به‪ ,‬ويرفق هبذا‬
‫التنفيذ السعودي‪.‬‬ ‫اخلطاب صورة من صحيفة الدعوى»‪.‬‬
‫(‪ )18‬امل�ادة (اخلامس�ة واالربع�ون(‪ )4‬م�ن الالئح�ة التنفيذي�ة‬ ‫(‪) 2/40‬من الالئحة التنفيذية نظام الس�جل العيني للعقار‬
‫لنظ�ام التنفي�ذ الس�عودي( احلج�ز على العق�ار حجز عىل‬ ‫على إدارة التس�جيل العق�اري والتوثي�ق أن جتري التأشير‬
‫غلت�ه‪ ،‬ويبل�غ املس�تأجر باحلج�ز التنفي�ذي‪ ،‬وعليه تس�ليم‬ ‫املطلوب من تاريخ ورود خطاب املحكمة املختصة‪ ,‬وتبعث‬
‫األج�رة للمحكم�ة‪ ،‬أو احلارس ‪ -‬حس�ب األحوال لتودع‬ ‫هلا بام يفيد حصول التأشري‪.‬‬
‫يف حساب التنفيذ)‬ ‫(‪ )15‬املادة (اخلامسة واالربعون(‪ )3‬من الالئحة التنفيذية لنظام‬
‫(‪ )19‬انظ�ر ‪ :‬وايف‪ ،‬حمم�ود علي عب�د السلام‪ ،‬أص�ول التنفي�ذ‬ ‫التنفي�ذ الس�عودي ( تبل�غ اجلهة الت�ي صدرت منه�ا وثيقة‬
‫القضائ�ي يف النظ�ام الس�عودي‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪،2014 ،‬‬ ‫متل�ك العقار قايض التنفيذ بام تم حيال التأشير باحلجز عىل‬
‫مكتبة ابن رشد‪ ،‬ص ‪268‬‬ ‫سجل العقار )‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪42‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫تنق�ص عن مخس�ة عرش يوم� ًا « ميعاد كام�ل» من تاريخ‬ ‫األم�وال املحج�وزة‪ ،‬ووصفه�ا باإلمج�ال ‪ ،‬وجي�وز‬
‫امليعاد األول (‪.((2‬‬ ‫ٍ‬
‫صحيفة‬ ‫لق�ايض التنفي�ذ أن يأمر بنرش هذ االعلان يف‬
‫غير أنه ال جيوز إع�ادة التقدي�ر واملزاي�دة أكثر من‬ ‫أو أكثر من الصحف اليومية وختصم هذه النفقات من‬
‫ثلاث م�رات‪ ،‬إذا مل يتق�دم أح�د للرشاء‪ .‬حي�ث يباع‬ ‫(‪((2‬‬
‫حصيلة البيع‬
‫العق�ار يف امل�رة الثالث�ة إذا تق�دم أحد للشراء بام يقف‬ ‫حي�ث يبدأ املزاد بحض�ور مأمور التنفي�ذ وينادي‬
‫عليه املزاد‪ ،‬برشط أن ال يقل عن أكرب ثمن تم التوصل‬ ‫الوكي�ل بالقيمة التي يفتتح فيها املزاد للامل املحجوز‪،‬‬
‫إلي�ه يف املرة الثاني�ة‪ ،‬إال إذا كان النقصان مما يتغابن فيه‬ ‫وال جي�وز البي�ع بأقل من القيمة املق�درة‪ ،‬فإن مل يتقدم‬
‫الناس(‪.((2‬‬ ‫أح�د لشراء العق�ار‪ ،‬فينه�ي مأم�ور التنفي�ذ امل�زاد‪،‬‬
‫وتتم ترس�ية امل�زاد عن طريق وكي�ل البيع القضائي‪،‬‬ ‫وحي�رر حمضر ًا بذلك موقع� ًا من�ه‪ ،‬ومن وكي�ل البيع‬
‫إذا مض�ت مخ�س عرشة دقيق�ة بعد أكرب ع�رض ومل يزد‬ ‫القضائي(‪.((2‬‬
‫علي�ه أحد‪ ،‬وملأم�ور التنفي�ذ متديد املزاي�دة مخس عرشة‬ ‫ثم يقوم مأمور التنفيذ القضائي بتحديد ميعاد جللسة‬
‫دقيقة أخرى وملرة واحدة(‪.((2‬‬ ‫أخ�رى‪ ،‬على أن تقع خالل يومين من اجللس�ة األوىل‪،‬‬
‫وجيب عىل من رس�ا عليه املزاد س�داد الثمن فور ًا‬
‫(‪((2‬‬
‫ويع�رض األمر عىل قايض التنفي�ذ ليأمر بإعادة التقويم‪،‬‬
‫فإذا تعذر السداد الفوري‪ ،‬فيمهل مدة ال تزيد عن مخسة‬ ‫ويفتت�ح املزاد يف اجللس�ة الثانية بالتقوي�م اجلديد خالل‬
‫أيام عمل(‪.((2‬‬ ‫مدة ال تنقص عن مخسة عرشة يوم ًا ‪.‬‬
‫وإذا مل يس�دد م�ن رس�ا عليه امل�زاد الثم�ن يف املوعد‬ ‫ف�إذا مل يتقدم أح�د للشراء يف املرة الثاني�ة‪ ،‬أو تقدم‬
‫املحدد‪ ،‬يعاد البيع عىل مس�ؤوليته بمزايده جديده وذلك‬ ‫ولك�ن بأقل م�ن القيمة املقدرة‪ ،‬تكرر اإلجراء الس�ابق‪،‬‬
‫حي�ث ينهي مأم�ور التنفي�ذ املزاد‪ ،‬وحيرر حمضر ًا بذلك‬
‫(‪)22‬املادة (اخلمس�ون‪ )6/‬م�ن الالئحة التنفيذية لنظ�ام التنفيذ‬
‫الس�عودي( ال يعاد التقدير واملزايدة عىل العقار‪ ،‬أو املعادن‬ ‫موقع� ًا منه‪ ،‬وم�ن وكيل البيع القضائ�ي‪ ،‬ثم يقوم مأمور‬
‫الثمين�ة‪ ،‬أو املجوه�رات‪ ،‬أو م�ا يف حكمها أكث�ر من ثالث‬ ‫التنفيذ القضائي بتحديد ميعاد جللس�ة أخرى‪ ،‬ويعرض‬
‫م�رات ويف املرة الثالثة يباع بأكرب ع�رض يف املزايدة‪ ،‬برشط‬
‫أن يكون الثم�ن ال ينقص عن القيمة املقدرة يف املرة الثانية‪،‬‬ ‫األم�ر عىل قايض التنفي�ذ ليأمر بإع�ادة التقويم‪ ،‬ويفتتح‬
‫إال بام يتغابن فيه الناس‪ ،‬وحيدد املوعد الثاين والثالث للمزاد‬
‫امل�زاد يف اجللس�ة الثالث�ة بالتقويم اجلديد خلال مدة ال‬
‫خالل مدة ال تنقص عن مخسة عرش يوم ًا)‬
‫(‪)23‬املادة (اخلمس�ون‪ )6/‬م�ن الالئحة التنفيذية لنظ�ام التنفيذ‬ ‫(‪)20‬املادة (اخلمس�ون‪ )1/‬من نظام التنفيذ السعودي(‪-1‬يعلن‬
‫السعودي ‪.‬‬ ‫عن املزاد قبل اليوم املحدد إلجرائه بمدة ال تزيد عىل ثالثني‬
‫(‪)24‬امل�ادة (اخلمس�ون‪ )7/‬م�ن الالئح�ة التنفيذي�ة لنظ�ام التنفي�ذ‬ ‫يوم� ًا وال تقل عن مخس�ة عرش يوم ًا يف موق�ع بيانات التنفيذ‪,‬‬
‫السعودي( إذا مىض مخس عرشة دقيقه بعد أكرب عرض‪ ،‬ومل يزد‬ ‫وباإللصاق على باب املكان الذى في�ه األموال املحجوزة‪،‬‬
‫عليه أحد‪ ،‬يعلن وكيل البيع القضائي الرتسية‪ ،‬وتنتهي املزايدة‪،‬‬ ‫مبين ًا فيه يوم البيع وس�اعته ومكانه ونوع األموال املحجوزة‬
‫ويلزم البيع‪ ،‬وملأمور التنفيذ متديد مخس عرشة دقيقة أخرى ) ‪.‬‬ ‫ووصفه�ا باإلمجال‪ ,‬وجيوز لقايض التنفي�ذ أن يأمر بنرش هذا‬
‫(‪)25‬املادة (اخلمس�ون‪ )2/‬من نظام التنفيذ الس�عودي (‪-2‬يبدأ‬ ‫اإلعلان يف صحيفة أو أكثر من الصحف اليومية خص ًام من‬
‫امل�زاد بحضور مأمور التنفيذ‪ ،‬وين�ادي الوكيل بالقيمة التي‬ ‫حصيلة البيع‪.‬‬
‫يفتت�ح فيها املزاد للامل املحج�وز‪.......... ،‬وجيب عىل من‬ ‫(‪)21‬املادة (اخلمس�ون‪ )5/‬م�ن الالئحة التنفيذية لنظ�ام التنفيذ‬
‫رسا عليه املزاد سداد الثمن فور ًا وفق ما حتدده الالئحة‬ ‫الس�عودي( إذا مل يتق�دم مشتر‪ ،‬أو مل يص�ل امل�زاد القيم�ة‬
‫(‪)26‬املادة (اخلمس�ون‪ )8/‬م�ن الالئحة التنفيذية لنظ�ام التنفيذ‬ ‫املقدرة س�ابق ًا‪ ،‬فينه�ي مأم�ور التنفيذ امل�زاد‪ ،‬وحيرر حمرض ًا‬
‫السعودي ‪.‬‬ ‫بذلك موقع ًا منه ومن وكيل البيع القضائي ‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫يكون مس�ؤوالً مسؤولية ش�خصية عن الدين املضمون‬ ‫حس�ب أحكام الفقرة (‪ )2-1‬من املادة (اخلمسين) من‬
‫بالرهن»‪.‬‬ ‫نظ�ام التنفيذ ويلزم املتخلف عن الس�داد بدفع ما نقص‬
‫كذل�ك بين�ت امل�ادة (احلادي�ة والعشرون) م�ن نظام‬ ‫من الثمن الذي رسا به املزاد وبمرصوفات املزايدة ويرد‬
‫الرهن العقاري الس�عودي» يرسي أثر الرهن املس�جل يف‬ ‫إليه ما زاد عن ذلك (‪.((2‬‬
‫مواجهة الغري من تاريخ تس�جيله‪ ،‬م�امل يكن هذا الغري قد‬
‫اكتسب حق ًا عيني ًا عىل العقار املرهون قبل تسجيل الرهن»‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬املركز القانوين حلائز العقار املرهون‬
‫يتبني لنا من خالل نصوص هذه املواد ماهي الرشوط‬ ‫الش�ك أن املركز القانوين للحائ�ز يتحدد من خالل‬
‫الواجب توافرها يف الشخص لكي يعترب حائزا‪ ،‬وبالتايل‬ ‫بيان س�لطاته عىل العقار املرهون والدفوع التي يستطيع‬
‫رسيان أثر الرهن العقاري يف مواجهته وهي‪:‬‬ ‫التمسك هبا ملواجهة إجراءات التنفيذ‪ ،‬وما هي اخليارات‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يك�ون احلائ�ز قد اكتس�ب ملكية‬ ‫الت�ي خوهلا املنظم ل�ه لتفادي اختاذ تل�ك اإلجراءات يف‬
‫العقار أو حق عيني عليه قابل للرهن‪.‬‬ ‫مواجهته ‪.‬‬
‫أي أن تنتق�ل ملكي�ة العق�ار املره�ون إىل احلائ�ز أو‬ ‫لك�ن قب�ل البح�ث يف ذل�ك‪ ،‬ال ب�د لنا من بي�ان من‬
‫ج�زء منه‪ ،‬أو أن يكس�ب عىل ه�ذا العقار املره�ون حق ًا‬ ‫ه�و حائز العق�ار املره�ون‪ ،‬وذلك يف الف�رع األول‪ ،‬ثم‬
‫ال للبيع يف املزاد العلني‬ ‫عيني� ًا أصلي ًا قاب ً‬
‫ال للرهن‪ ،‬أي قاب ً‬ ‫نبحث يف الفرع الثاين ما هي س�لطات احلائز عىل العقار‬
‫استقالالً عن العقار املقرر عليه الرهن ‪.‬‬ ‫املره�ون‪ ،‬وماه�ي الدفوع التي يمكن أن يتمس�ك هبا يف‬
‫وه�ذا ما نص�ت عليه امل�ادة ( الرابع�ة‪ )2/‬من نظام‬ ‫مواجهة إجراءات التتبع يف الفرع الثالث ‪.‬‬
‫الره�ن العق�اري الس�عودي بأنه جيب أن يك�ون العقار‬
‫املرهون قاب ً‬
‫ال للبيع يف املزاد العلني‪ ،‬واحلقوق التي تقبل‬ ‫الفرع األول ‪ :‬من يعترب حائز ًا للعقار املرهون‬
‫البي�ع يف املزاد العلن�ي هي حق امللكي�ة‪ ،‬أو ملكية الرقبة‬ ‫حائ�ز العق�ار املره�ون‪ ،‬لي�س هو م�ن حي�وز العقار‬
‫في�ه أو ح�ق انتفاع علي�ه (‪ ((2‬أما تلك الت�ي ال تقبل البيع‬ ‫املره�ون حي�ازة قانوني�ة أو عرضية(‪ ((2‬وإنام هو حس�ب‬
‫يف املزاد العلني اس�تقالال‪ ،‬فهي حق�وق االرتفاق وحق‬ ‫امل�ادة ( الس�ابعة والعرشين) م�ن نظام الره�ن العقاري‬
‫االس�تعامل وح�ق الس�كنى‪ ،‬وكذل�ك احلق�وق العيني�ة‬ ‫حائ�زا للعقار املره�ون كل من انتقلت‬
‫ً‬ ‫الس�عودي «يعد‬
‫التبعية‪ ،‬وهي الرهن وحقوق االمتياز (‪.((3‬‬ ‫إلي�ه بع�د الره�ن – بأي س�بب م�ن األس�باب‪ -‬ملكية‬
‫وعىل ذلك ال يعترب حائز ًا من مل يكس�ب س�وى حق ًا‬ ‫ه�ذا العقار أو حق عيني آخر علي�ه قابل للرهن دون أن‬
‫ش�خصي ًا على العق�ار املرهون‪ ،‬كاملس�تأجر أو املشتري‬ ‫(‪)27‬املادة (اخلمس�ون‪ )3/‬من نظام التنفيذ الس�عودي (‪-3‬إذا مل‬
‫يسدد من رسا عليه املزاد الثمن يف املوعد املحدد‪ ،‬يعاد البيع‬
‫بعقد غري مسجل‪ ،‬ألنه ال ينقل إليه ملكية املال املرهون‪،‬‬
‫عىل مسؤوليته بمزايدة جديدة‪ ،‬وفق ًا ملا ورد يف الفقرتني (‪)1‬‬
‫كذل�ك ال يعترب حائز ًا كل من انتقل إليه حق ًا عيني ًا أصلي ًا‬ ‫و (‪ )2‬م�ن هذه امل�ادة‪ ،‬ويلزم املتخلف بام نق�ص من الثمن‬
‫وبمرصوفات املزايدة‪ ،‬ويرد إليه ما زاد عىل ذلك)‬
‫(‪ )29‬منصور‪،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق ص ‪337‬‬ ‫وأرى تعدي�ل ن�ص ه�ذه امل�ادة بحيث حي�رم من ختلف عن‬
‫(‪ .)30‬عل�م الدي�ن‪ ،‬حمي الدين اسماعيل‪ ،‬بال س�نة طبع‪،‬اصول‬ ‫الوفاء بالثمن الذي رسا به املزاد من احلصول عىل الزيادة يف‬
‫القان�ون امل�دين‪ ،‬اجل�زء الثالث‪ ،‬احلق�وق العيني�ه واالصلية‬ ‫قيمة العقار يف حال حتققها ‪.‬‬
‫والتبعية ‪ .‬ص‪533‬‬ ‫(‪)28‬سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪134‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪44‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وعلى ذل�ك ل�و انتقل�ت ملكي�ة العق�ار املره�ون‬ ‫ال جي�وز بيع�ه يف امل�زاد العلن�ي‪ ،‬كح�ق االرتف�اق وحق‬
‫احلائ�ز بعقد بي�ع‪ ،‬وجب ان يكون هذا العقد مس�ج ً‬
‫ال‬ ‫السكنى وحق االستعامل‪ ،‬وال يعترب حائز ًا من تلقى عىل‬
‫حائزا وتتم إج�راءات التنفيذ يف‬
‫حت�ى يمكن إعتب�اره ً‬ ‫العقارحق� ًا تبعي ًا‪ ،‬كالره�ن‪ ،‬أو حقوق االمتياز‪ ،‬ذلك أن‬
‫مواجهته (‪.((3‬‬ ‫الدائ�ن املرهتن يبارش إجراءات التنفيذ يف مواجهة املدين‬
‫أما إذا انتقلت ملكية العقار املرهون إىل احلائز بسبب‬ ‫الراهن‪ ،‬سواء كان العقار املرهون موجود ًا حتت يده‪ ،‬أو‬
‫قانوين غري قابل للتس�جيل‪ ،‬فال يتصور التسجيل يف هذه‬ ‫حتت يد شخص آخر له عليه حق شخيص‪ ،‬أو حق عيني‬
‫احلال�ة‪ ،‬كما لو انتقلت ملكي�ة العقار املره�ون إىل احلائز‬ ‫عليه‪ ،‬غري قابل للبيع يف املزاد العلني(‪.((3‬‬
‫بالتقادم (‪.((3‬‬ ‫الرشط الثاين ‪ :‬اكتساب احلق بعد تسجيل الرهن‪.‬‬
‫الشرط الراب�ع ‪ :‬أال يكون احلائز مسؤوالًمس�ؤولية‬ ‫تن�ص امل�ادة (احلادي�ه والعشرون ) م�ن نظ�ام الرهن‬
‫شخصية عن الدين ‪.‬‬ ‫العقاري الس�عودي عىل أنه “ يرسي أثر الرهن املس�جل يف‬
‫جي�ب أال يكون احلائز مس�ؤوال مس�ؤولية ش�خصية‬ ‫مواجه�ة الغري من تاريخ تس�جيله‪ ،‬مامل يكن ه�ذا الغري قد‬
‫ع�ن الدين املضم�ون بالرهن‪ ،‬ألنه لو اعتبر كذلك فإن‬ ‫اكتسب حقا عينيا عىل العقار املرهون قبل تسجيل الرهن “‬
‫الدائن يس�تطيع أن ُين ّفذ عىل العقار املرهون يف يده‪ ،‬بامله‬ ‫وعىل ذلك فإن�ه ملبارشة الدائن إجراءات التنفيذ عىل‬
‫من حق الضامن العام عىل أمواله ‪.‬‬ ‫العق�ار املرهون يف مواجهة احلائ�ز‪ ،‬أن يكون هذا احلائز‬
‫وعلي�ه فاملدي�ن الراه�ن ال يعتبر حائ�زا ألنه هو‬ ‫قد اكتسب ملكية العقار أو أي حق عيني آخر عليه قاب ً‬
‫ال‬
‫مال�ك العق�ار املره�ون‪ ،‬ومل تنتق�ل إليه ملكي�ة املال‬ ‫للره�ن بعد تس�جيل عق�د الرهن‪ ،‬أما إذا كان اكتس�اب‬
‫املره�ون إليه‪ ،‬كام أنه مس�ؤول ع�ن الدين‪ ،‬كذلك ال‬ ‫احلق يرجع إىل وقت س�ابق عىل تس�جيل الرهن‪ ،‬فليس‬
‫يعتبر حائ�ز ًا من اشترى م�ن الراهن امل�ال املرهون‬ ‫للمرهتن احلق يف التتبع يف مواجهة صاحب احلق‪.‬‬
‫إذا كان رشي�ك ًا يف الدين س�واء كان متضامن ًا أو غري‬ ‫الرشط الثالث ‪ :‬تسجيل سند احلائز ‪.‬‬
‫لا ش�خصي ًا كف�ل الدي�ن‬ ‫متضام�ن‪ ،‬أو إذا كان كفي ً‬ ‫جي�ب أن يكون الترصف ال�ذي تلقى به احلائز ملكية‬
‫املضمون بالرهن ‪.‬‬ ‫العق�ار املره�ون أو احل�ق العين�ي مس�جالً‪ ،‬وذلك ألن‬
‫كذل�ك ال يعتبر الكفي�ل العين�ي حائ�ز ًا للعق�ار‬ ‫احلقوق العينية األصلية أو التبعية ال تنش�أ وال تنتقل إال‬
‫املره�ون وذل�ك ألن�ه مل تنتقل ملكي�ة العق�ار املرهون‬ ‫بالتسجيل يف إدارة السجل العيني للعقار (‪.((3‬‬
‫إلي�ه‪ ،‬وإنام هو مال�ك له اص ً‬
‫ال قام بتقري�ر الرهن عليه‬
‫(‪ )31‬الزق�رد‪ ،‬امحد الس�عيد‪ ،‬بال س�نة طب�ع‪ ،‬التأمينات الش�خصية‪،‬‬
‫لضامن دين املدين‪ ،‬كام أنه مس�ؤول مسؤولية شخصية‬ ‫دراس�ة يف قان�ون التمويل العق�اري ‪ 2001/148‬ص ‪،251‬‬
‫أنظ�ر أيض� ًا ‪ :‬مبارك‪،‬س�عيد (‪ )1996-1995‬موج�ز احكام‬
‫(‪ )33‬منصور‪ ،‬حممد حسين‪ ،‬املرجع الس�ابق‪ ،‬ص ‪.337‬تناغو‪،‬‬ ‫القان�ون امل�دين االردين – احلقوق العيني�ة– الطبعة األوىل ص‬
‫س�مري‪ ،)2008( ،‬التأمين�ات العينية والش�خصية‪ ،‬منش�أة‬ ‫‪،257‬وايضا‪ :‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪337‬‬
‫املعارف‪ ،‬االسكندرية ص ‪2008 - 149‬‬ ‫(‪ )32‬امل�ادة السادس�ة والثالث�ون‪ :‬م�ن (الالئح�ة التنفيذيةلنظام‬
‫(‪ )34‬الس�نهوري‪ ،‬عب�د ال�رزاق‪ ،)1994 (،‬الوس�يط يف رشح‬ ‫التس�جياللعيني للعقار)(جيب أن تقيد يف الس�جل العقاري‬
‫القانون املدين‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية ج ‪ ،.10‬تنقيح‬ ‫مجي�ع الترصف�ات الت�ي من ش�أهنا إنش�اء حق م�ن احلقوق‬
‫املستش�ار‪ ،‬مصطفى حممد الفقي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬النارش‪ ،‬دار‬ ‫العيني�ة العقارية األصلية أو التبعي�ة ‪ ,......‬وال يرسي أثرها‬
‫النهضة العربية ‪.‬فقرة ‪ ،262‬ص ‪607‬‬ ‫عىل الغري إال من تاريخ قيدها‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الفرع الثاين‪ :‬سلطات احلائز عىل العقار املرهون‬ ‫يف مواجهة الدائن وان كانت مس�ؤوليته حمدده بالعقار‬
‫الش�ك أن س�لطات احلائز عىل العق�ار املرهون هي‬ ‫املرهون (‪.((3‬‬
‫نفس�ها الس�لطات املخولة للمدين الراهن‪ ،‬حيث يتمتع‬ ‫كذل�ك ال يعترب حائ�ز ًا للعقار املرهون م�ن انتقلت إليه‬
‫احلائز قبل مبارشة الدائن املرهتن حلق التتبع‪ ،‬بالسلطات‬ ‫ملكي�ة املال املرهون بطريق املزاد العلني‪ ،‬ألن ملكية العقار‬
‫الت�ي خيوهل�ا إياه ح�ق امللكي�ة من اس�تعامل واس�تغالل‬ ‫املره�ون تنتق�ل إليه خالية م�ن الرهن الذي يثقل�ه‪ ،‬وينتقل‬
‫وتصرف‪ ،‬وال يقي�ده أي قي�د إال بالق�در ال�ذي يكف�ل‬ ‫ح�ق الره�ن إىل الثمن املدف�وع‪ ،‬وكذلك احل�ال إذا نزعت‬
‫سلامة الرهن‪ ،‬وعدم االنتقاص منه أو تعريضه للهالك‬ ‫ملكي�ة العق�ار املره�ون للمنفع�ة العام�ة‪ ،‬وذل�ك ألن حق‬
‫أو التلف‪ ،‬عل ًام بأنه يكون للدائن املرهتن حتى ولو مل حيل‬ ‫وأخيرا فإن وارث‬
‫ً‬
‫(‪((3‬‬
‫الره�ن ينتق�ل إىل بدل االس�تمالك‬
‫أج�ل دينه أن يتخذ ضد احلائز كافة اإلجراءات النظامية‬ ‫الراهن ال يعترب حائز ًا وذلك ألن أموال الرتكة بام فيها املال‬
‫والتحفظية يف س�بيل املحافظة عىل العق�ار املرهون وهو‬ ‫املرهون ال تنتقل إليه‪ ،‬إالبعد سداد الدين املضمون بالرهن‬
‫يف يد احلائز‪.‬‬ ‫العقاري تطبيقا ملبدأ‪ (.‬ال تركةإال بعد سداد الديون ) (‪.((3‬‬
‫وعليه وحس�ب الس�لطات املخولة له بموجب حق‬ ‫الرشط اخلامس‪ :‬عدم ترتب زوال س�لطة التتبع عىل‬
‫امللكية‪ ،‬فإن للحائ�ز احلق يف الترصف يف العقار املرهون‬ ‫سند احلائز‪.‬‬
‫ال وفق ًا لنظ�ام التس�جيل العيني‬
‫طامل�ا أن العق�ار مس�ج ً‬ ‫إذا انتقل�ت ملكية العقار املرهون إىل ش�خص مطهر‬
‫للعق�ار‪ ،‬أما إذا مل يكن العقار مس�ج ً‬
‫ال فلا جيوز للحائز‬ ‫للعق�ار من كل رهن‪ ،‬مل يكن هذا الش�خص حائز ًا‪ ،‬ألن‬
‫أن يتصرف يف العقار املرهون ما مل يتفق عىل ذلك ووثق‬ ‫الره�ن ق�د زال‪ ،‬مث�ال ذل�ك‪ ،‬إذا نزع�ت ملكي�ة العقار‬
‫ذلك يف صكه وسجله (‪.((4‬‬ ‫املرهون للمنفعة العامة‪ ،‬فال جيوز للدائن املرهتن أن يتتبع‬
‫وعلي�ه يكون للحائز بيع العقار املرهون إىل ش�خص‬ ‫العقار املرهون يف يد اجلهة احلكومية نازعة امللكية‪ ،‬وإنام‬
‫آخر مثق ً‬
‫ال بح�ق الرهن‪ ،‬كذلك حقه بأن يرتب عليه أي‬ ‫ينصب حقه عىل التعويض املستحق (‪ ،((3‬وإذا بيع العقار‬
‫حق من احلقوق العينية األصلية أو التبعية‪ ،‬وال ش�ك أن‬ ‫املره�ون بيع� ًا جربي ًا‪ ،‬فإن تس�جيل مريس امل�زاد‪ ،‬يرتتب‬
‫حق احلائز يف الترصف يف العقار املرهون‪ ،‬أو برتتيب أي‬ ‫علي�ه تطهير العق�ار املره�ون‪ ،‬وينس�حب ح�ق الدائن‬
‫ح�ق من احلق�وق العينية األصلي�ة أو التبعي�ة‪ ،‬يتقيد من‬ ‫املرهتن عىل الثمن الذي رسا به املزاد (‪. ((3‬‬
‫تاريخ احلجز عىل العقار املرهون‪ ،‬ذلك أنه إذا باع احلائز‬ ‫(‪ )35‬د‪ .‬نبيل ابراهيم سعد‪ ،‬املرجع السابق ص ‪136‬انظر ايضا ‪:‬‬
‫مبارك‪ ،‬سعيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪257‬‬
‫العق�ار املرهون‪،‬أو رتب عليه أي حق من احلقوق العينة‬
‫وايضا ‪ :‬تناغو‪ ،‬سمري‪ ،‬املرجع السابق ص ‪: 2008 – 148‬‬
‫مال�كا للعقار بمقتضى وثيقة ملكيته األصلي‪ ،‬ويتطهر العقار‬ ‫منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪339‬‬
‫املرهون من كل حق مس�جل عليه‪ ،‬اذا دفع احلائز الثمن الذي‬ ‫(‪ )36‬مبارك‪ ،‬سعيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪257‬‬
‫رست عليه املزايدة به واودعه يف حساب بنكي )‬ ‫(‪ )37‬املرج�ع الس�ابق‪ ،‬ص ‪ ،257‬انظ�ر ايض�ا ‪ :‬منص�ور‪ ،‬حممد‬
‫(‪ )40‬تن�ص امل�ادة (احلادي�ة عرش)م�ن نظ�ام الره�ن العق�اري‬ ‫حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪339‬‬
‫السعودي عىل انه (‪ – 1‬اذا كان العقار مسجال وفقا ألحكام‬ ‫(‪ )38‬املرج�ع الس�ابق‪ ،‬ص ‪ ،257‬د‪ .‬عب�د ال�رزاق الس�نهوري‪،‬‬
‫نظ�ام التس�جيل العيني للعق�ار جاز الترصف في�ه ‪ -2‬اذا مل‬ ‫الوسيط‪ ،‬ج‪ ،10‬فقرة ‪ ،262‬ص ‪608‬‬
‫يك�ن العقار مس�جال وفقا ألح�كام نظام التس�جيل العيني‬ ‫(‪ )39‬وهذا ما نصت عليه املادة ( الثانية والثالثون ) من نظام الرهن‬
‫للعقار فال جي�وز للراهن ان يترصف يف عقاره املرهون‪ ،‬مامل‬ ‫العقاري الس�عودي ( جيوز حلائز العق�ار املرهون ان يدخل يف‬
‫يتفق عىل خالف ذلك ووثق ذلك يف صكه وسجله‪.‬‬ ‫إجراءات بيعه يف املزاد‪ ،‬فإذا رس�ا املزاد عليه‪ ،‬وأدى الثمن عد‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪46‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫كذل�ك يك�ون للحائ�ز حق�ه يف اس�تغالل العق�ار‬ ‫األصلي�ة‪ ،‬أو التبعي�ة‪ ،‬وقيده�ا يف إدارة الس�جل العيني‬
‫املرهون دون االرضار بالدائن املرهتن‪ ،‬فإذا حدث هذا‪،‬‬ ‫للعقار قبل تس�جيل ق�رار احلجز عليه‪ ،‬نف�ذ يف مواجهة‬
‫كان للدائ�ن املرهت�ن أن يع�ارض يف ذل�ك مطالب ًا بوقف‬ ‫الدائنني املرهتنني‪.‬‬
‫األعامل الض�ارة بحقه وله أن يتخذ الوس�ائل التحفظية‬ ‫أم�ا اذا تم الترصف بعد احلجز على العقار املرهون‪،‬‬
‫كتعيني حارس على العقار‬ ‫(‪((4‬‬
‫الكفيل�ة بحامي�ة ضامن�ه‬ ‫ف�إن ه�ذا التصرف الحيت�ج ب�ه ض�د الدائ�ن املرهت�ن‪،‬‬
‫املره�ون ويرجع بام أنفق يف ذلك عليه‪ ،‬كام أن له احلق يف‬ ‫ويس�تطيع الدائ�ن املرهت�ن أن ينف�ذ عىل العق�ار املرهون‬
‫الرجوع عىل الراهن بالضامن (‪.((4‬‬ ‫يف مواجه�ة البائع احلائز‪ ،‬خالي� ًا من أي حق من احلقوق‬
‫كذل�ك إذا نقصت قيمة العق�ار املرهون أو طرأ عليه‬ ‫العينية األصلية أو التبعية(‪.((4‬‬
‫مان�ع يمنع املرهتن من اس�تيفاء حقه من�ه هلالك أو عيب‬ ‫كذل�ك فإن�ه يك�ون للحائز احل�ق يف اس�تعامل عقار‬
‫أو اس�تحقاق‪ ،‬وكان ذلك بتع�د أو تفريط أو تدليس من‬ ‫املرهون عىل أن س�لطة املدين الراهن يف اس�تعامل العقار‬
‫حائز العقار املرهون‪ ،‬فللدائن احلق يف أن يطلب استيفاء‬ ‫املرهون ليس�ت مطلق�ة‪ ،‬بل مقيدة بمب�دأ عدم اإلرضار‬
‫حقه فور ًا ويتمسك بسقوط األجل‪ ،‬أو أن يطالب بزيادة‬ ‫بالدائ�ن املرهتن‪ ،‬بحيث ال جيوز له عند اس�تعامل العقار‬
‫الره�ن بق�در ما نق�ص من�ه أو أن يق�وم املدي�ن الراهن‬ ‫املره�ون‪ ،‬أن يأيت بأعامل من ش�أهنا االنتق�اص من املال‬
‫بتقديم مرهون مماثل مكان املرهون الفائت(‪.((4‬‬ ‫املره�ون‪ ،‬فليس له أن يق�وم هبدم العقار املرهون أو نزع‬
‫كذل�ك يك�ون للحائ�ز احل�ق يف قب�ض ثمار العق�ار‬ ‫بعض ملحقاته والترصف هبا (‪.((4‬‬
‫املرهون وجنيه�ا‪ ،‬ويف الترصف فيها دون االرضار بحق‬ ‫كما ليس ل�ه أن يترك البن�اء بعد اس�تعامله دون‬
‫الدائ�ن املرهتن‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ( الثانية عرش)‬ ‫عناي�ة حتى يتهدم ويتخرب(‪ ،((4‬حيث يكون للدائن‬
‫« غلة العقار املرهون ملالكه ونفقته عليه‪ ،‬و إدارته حق له‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ أن يعرتض عىل كل ذلك وله أن يتخذ‬ ‫املرهتن‬
‫بام ال خيل بحق املرهتن «‬ ‫من اإلجراءات النظامية التحفظية ما يضمن سلامة‬
‫حقه(‪.((4‬‬
‫(‪ )45‬املادة (السادسة عرشة ) من نظام الرهن العقاري السعودي(اذا‬
‫وقعت اعامل من ش�أهنا ان تعرض العق�ار املرهون للهالك او‬ ‫(‪ )41‬سوار‪ ،‬وحيد الدين‪ )1995(،‬رشح القانون املدين االردين‪،‬‬
‫العي�ب او جتعل�ه غير كاف للضامن‪ ،‬فللمرهت�ن ان يطلب من‬ ‫احلقوق العينية والتبعية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫املحكم�ة وقف هذه األعامل‪ ،‬واختاذ الوس�ائل التي متنع وقوع‬ ‫(‪ )42‬العبي�دي‪ ،‬عيل هادي‪ ،) 2011 (،‬الوجيز يف رشح القانون‬
‫الرضر وفقأ ألحكام القضاء املستعجل )‬ ‫امل�دين‪ ،‬احلق�وق العينية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عامن ‪,‬‬
‫(‪)46‬عبد الدايم ‪،‬حسني( ‪ )2007‬االئتامن العقاري بني الرشيعة‬ ‫ص ‪273‬‬
‫االسالمية والقانون املدين‪ ،‬دار الفكر اجلامعي ص ‪203‬‬ ‫(‪)43‬علي‪ ،‬منق�ذ عب�د الرض�ا‪ ،‬س�نة النشر ‪ 2010‬أث�ر الره�ن‬
‫(‪)47‬وه�ذا ما نصت عليه املادة ( الرابعة عرشة)من نظام الرهن‬ ‫التأمين�ي يف حق�وق مالك العقار املره�ون‪ ،‬جملة جامعة ذي‬
‫العقار الس�عودي ( إذا نقصت قيمة العقار املرهون أو طرأ‬ ‫قار‪ ،‬العدد ‪ 2010 5‬ص ‪105‬‬
‫عليه مانع يمنع املرهتن من اس�تيفاء حقه منه هلالك او عيب‬ ‫(‪)44‬وهذا ما أش�ارت إليه امل�ادة( الثالثة عرش) م�ن نظام الرهن‬
‫او استحقاق‪ ،‬وكان ذلك بتعد او تفريط او تدليس ممن بيده‬ ‫العق�اري الس�عودي (يلت�زم الراهن باملحافظة عىل سلامة‬
‫املره�ون (راهن�ا كان ام حائ�زا ) فللمرهت�ن حينئ�ذ مطالبته‬ ‫العق�ار املره�ون حت�ى تاري�خ وف�اء الدي�ن‪ ،‬وللمرهت�ن‬
‫بزي�ادة الره�ن بقدر م�ا نقص من�ه او بتقديم مره�ون مماثل‬ ‫االعتراض على مجي�ع ما م�ن ش�انه انق�اص قيم�ة العقار‬
‫م�كان املره�ون الفائت ما مل حي�ل حمله مثل�ه‪ ،‬و إال الزم من‬ ‫املره�ون‪ ،‬أو تعريضه للهلاك‪ ،‬أو العيب ول�ه ان يتخذ من‬
‫بيده العقار املرهون بس�داد الدين وفقا ملعايري السداد املبكر‬ ‫اإلج�راءات النظامية التحفظية ما يضمن سلامة حقه‪ ،‬وله‬
‫املنصوص عليها يف نظام مراقبة رشكات التمويل)‪.‬‬ ‫الرجوع بالنفقات عىل الراهن )‬

‫‪47‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫نفس العقار املرهون (‪ ((5‬أو انقضائه أو عدم نفاذه يف‬ ‫ويبق�ى احل�ق للحائز يف قب�ض الثمار طبيعي�ة كانت أو‬
‫حقه (‪.((5‬‬ ‫مستحدثة أو مدنية ويف الترصف فيها إىل الوقت الذي تلحق‬
‫كذلك يكون حلائز العقار املرهون احلق يف التمس�ك يف‬ ‫في�ه ه�ذه الثامر بالعق�ار (‪ ((4‬حيث تلحق هذه الثمار بالعقار‬
‫مواجهة الدائن املرهتن بجميع الدفوع اخلاصة به أو اخلاصة‬ ‫م�ن تاريخ احلجز عىل العق�ار املرهون وذلك لتعلق هبا حق‬
‫باملدين الراهن كالدفع بانقضاء الدين س�واء كان بالوفاء أو‬ ‫الدائ�ن املرهتن ويمت�د اليها الرهن‪ ،‬وه�ذا القيد ليس نتيجة‬
‫املقاص�ة أو اإلب�راء أو التقادم أو الدف�ع ببطالن دين الرهن‬ ‫حلق الرهن‪ ،‬بل هو نتيجة للحجز عىل العقار املرهون (‪.((4‬‬
‫وذلك النعدام الرضا أو عدم املرشوعية أو التمسك بنقص‬
‫أهلية املدين أو أن إرادته شاهبا عيب من عيوب اإلرادة(‪.((5‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دفوع احلائز يف مواجهة إجراءات التتبع‬
‫ملا كان للدائ�ن املرهتن احلق يف تتبع العقار املرهون بيد‬
‫املبحث الثاين‬ ‫احلائ�ز والتنفيذ عليه واس�تيفاء دينه من ثم�ن ذلك العقار‬
‫خيارات حائز العقار املرهون‬ ‫املره�ون‪ ،‬فإن�ه يكون للحائ�ز وضامنا حلقوق�ه يف مواجهة‬
‫اذا حل أجل الدين كان للدائن املرهتن وقبل التنفيذ عىل‬ ‫الدائ�ن املرهت�ن أن يتمس�ك يف مواجه�ة الدائ�ن املرهت�ن‬
‫العق�ار املرهون إنذار املدين وحائز العقار املرهون برضورة‬ ‫بجمي�ع الدف�وع الت�ي من ش�أهنا إن�كار حق التتب�ع ومنع‬
‫الوف�اء بالدي�ن‪ ،‬و إال فإنه‪ ،‬س�وف يت�م التنفيذ على العقار‬ ‫التنفي�ذ على العق�ار املرهون‪ ،‬وه�ذا ما نصت علي�ه املادة‬
‫املره�ون (‪ ((5‬وقد خيتار حائز العق�ار املرهون‪ ،‬الوفاءبالدين‬ ‫(اخلامسة والثالثون ) من نظام الرهن العقاري السعودي‬
‫أو أن يطه�ر العق�ار املره�ون م�ن الدي�ن‪ ،‬أو االشتراك يف‬ ‫« حلائ�ز العق�ار املره�ون أن يعرتض عىل الدي�ن الذي بيع‬
‫مزاي�دة العق�ار املره�ون‪ ،‬وه�ذا م�ا س�وف نبحث�ه ضم�ن‬ ‫العقار بس�ببه بجميع ما كان جي�وز للمدين ان يعرتض به‪،‬‬
‫املطالب التالية‪:‬‬ ‫إذا كان الدين مسجال بعد وثيقة ملكية احلائز»(‪.((5‬‬
‫والدف�وع الت�ي يمك�ن للحائ�ز التمس�ك هب�ا‪،‬‬
‫املطلب األول‪ :‬قضاء الديون‬ ‫وبالتايل تفادي نزع ملكية العقار املرهون‪ ،‬الطعن يف‬
‫حلائ�ز العقار املرهون إذا م�ا تم إنذاره بالوفاء بالدين‬ ‫صحة الرشوط الش�كلية واملوضوعية لنفاذ الرهن‪،‬‬
‫املثقل به العقار املرهون وحسب أحكام نظام التنفيذ‪ ،‬أن‬ ‫حي�ث يمكنه الطعن ببطالن تس�جيل عق�د الرهن‪،‬‬
‫(‪ )52‬امل�ادة ( اخلامس�ة والعشرون ) م�ن نظام الره�ن العقاري‬ ‫ذلك أن الرهن ال يكون نافذ ًا إال من تاريخ تسجيله‬
‫املس�جل( جي�وز للدائ�ن املرهتن ان يتن�ازل ع�ن مرتبة رهنه‬
‫(‪ ((5‬أو بالطعن بانقضاء مرتبة الرهن للدائن املرهتن‪،‬‬
‫بمق�دار دين�ه لدائن مرهت�ن اخر على العقار املره�ون وفقا‬
‫لألحكام املقررة يف حوالة احلق )‬ ‫وذلك بتنازل الدائن املرهتن إىل دائن آخر مرهتن عىل‬
‫(‪ )53‬العبي�دي‪ ،‬عيل ه�ادي‪ )2014(،‬الوجيز يف رشح احلقوق‬
‫العينية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عامن ص ‪285‬‬ ‫(‪)48‬سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪110‬‬
‫(‪ )54‬أنظ�ر مب�ارك‪ .‬س�عيد ‪ ،‬املرجع الس�ابق‪ ،‬ص ‪ ، 257‬انظر‬ ‫(‪ )49‬املادة (العرشون) من نظام التنفيذ الس�عودي‪( :‬مجيع أموال‬
‫ايض�ا ‪ :‬البشير‪ ،‬حمم�د طه البشير وط�ه‪ ،‬غني حس�ون طه‬ ‫املدي�ن ضامنة لديونه‪ ،‬ويرتتب عىل احلجز عىل أموال املدين‬
‫(‪ )1982‬احلقوق العينية‪ ،‬ص ‪451‬‬ ‫عدم نفاذ ما يقوم به من ترصف يف أمواله املحجوزة‪.‬‬
‫(‪ )55‬املادة ( الثامنة عرشة ) من نظام الرهن العقاري املسجل(تتم‬ ‫(‪ )50‬منصور‪ ،‬حممد حسني ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪348‬‬
‫إج�راءات الن�زع اجلربي مللكي�ة العقار املره�ون وبيعه عند‬ ‫(‪ ( )51‬امل�ادة األوىل ‪ )3/‬ال يرسي اثر الرهن العقاري عىل الغري‬
‫عدم الوفاء بالدين وفقا لنظام التنفيذ )‪.‬‬ ‫اال بتسجيله ‪.............‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪48‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وعلي�ه فإن�ه ق�د يكون م�ن مصلح�ة احلائ�ز وحتى‬ ‫يب�ادر إىل الوفاء بالدي�ن والنفقات‪ ،‬عىل أن يرجع بام أداه‬
‫يتجن�ب احلجز عىل العقار ووضع�ه يف املزاد العلني وما‬ ‫على املدين‪ ،‬ول�ه أن حيل حمل الدائن الذي اس�توىف دينه‬
‫يرتت�ب عىل ذلك م�ن مصاريف ونفق�ات (‪ ،((5‬أن يقوم‬ ‫فيام له من حقوق‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ( التاسعة و‬
‫بقضاء الدين الذي ره�ن العقار من أجله‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫العرشون ) من نظام الرهن العقاري السعودي عىل أنه «‬
‫نفقات الرهن‪ ،‬وال يقبل من احلائز أن يقوم بالوفاء بجزء‬ ‫حلائز العقار املرهون ان يؤدي دين الرهن والنفقات بعد‬
‫من الدين املثقل به العقار املرهون‪ ،‬وذلك حتى ال تتفرق‬ ‫ان�ذاره عىل ان يرجع بام أداه على املدين وله ان حيل حمل‬
‫الصفقة عىل الدائن املرهتن(‪.((6‬‬ ‫الدائن الذي استوىف دينه فيام له من حقوق «‬
‫وم�ن مصلحته أيض ًا يف قض�اء دين الرهن‪ ،‬أن يكون‬ ‫ذلك انه إذا مل يبادر احلائز يف الوفاء وضمن املدة املقررة‬
‫الدي�ن أق�ل بكثري من ثم�ن العقار‪ ،‬أو م�ن اجلزء الباقي‬ ‫يف نظام التنفيذ‪ .((5( ،‬فإن قايض التنفيذ يصدر قرار ًا باحلجز‬
‫من الثم�ن يف ذمة احلائز‪ ،‬حيث يق�وم بدفع الدين وحيل‬ ‫عىل العقار املرهون‪ ،‬متهيد ًا لبيعه يف املزاد العلني (‪.((5‬‬
‫حم�ل الدائن يف مرتبة رهنه‪ ،‬وبذل�ك يضمن عدم رجوع‬ ‫ويكون له أيض ًا وعن�د االقتضاء املبادرة باحلجز عىل‬
‫الدائنين املتأخرين يف املرتبة‪،‬الذين جي�دون عدم الفائدة‬ ‫العق�ار وذلك بمخاطبة اجلهة التي أصدرت الوثيقة قبل‬
‫بالرج�وع‪ ،‬وذل�ك إذا تبين هل�م أن قيمة العق�ار ال تزيد‬ ‫إعداد حمرض احلجز‪. ،‬وكذلك فإنه جيب إبالغ اجلهة التي‬
‫عن قيمة الدين‪ ،‬وال س�يام بعد حلول احلائز حمل الدائن‬ ‫ص�درت منها وثيق�ة متلك العق�ار بصورة م�ن املحرض‬
‫املرهتن يف املرتب�ة األوىل بحق التقدم عىل حقوقهم األمر‬ ‫للتأشير عىل سجل الوثيقة بأن العقار حمجوز لوفاء دين‬
‫الذي جيعل إجراءاهتم ال فائدة منها (‪.((6‬‬ ‫حمكوم به (‪.((5‬‬
‫ويرتت�ب على وف�اء احلائز بكاف�ة الدي�ون املضمونة‬ ‫(‪ )56‬املادة (السادسة واألربعون) من نظام التنفيذ السعودي‪.‬‬
‫(‪ )57‬على انه يك�ون للحائز ورغم عدم دخول�ه يف املزاد العلني‬
‫بالعق�ار املره�ون‪ ،‬أن يصب�ح العقار خالص ًا م�ن الرهن‬ ‫‪ ،‬احل�ق يف الوفاء بالدي�ن‪ ،‬باإلضاف�ة إىل مرصوفات احلجز‬
‫والتنفي�ذ‪ ،‬ولك�ن يشترط يف ذل�ك قبل ق�رار رس�و املزاد‪،‬‬
‫النقضائ�ه بالدي�ن املضم�ون‪ ،‬ويك�ون للحائ�ز املطالبة‬
‫ويرتت�ب عىل ذلك رفع احلجز عن العقار املرهون‪ ،‬وهذا ما‬
‫بمح�و ما عىل العقار من قي�ود (‪ .((6‬إال أن احلائز ال يلزم‬ ‫نص�ت عليه املادة الثانية من الالئحة التنفيذية لنظام التنفيذ‬
‫السعودي ( جيوز يف أي حال كانت عليها اإلجراءات وقبل‬
‫بدف�ع كل الدي�ن املضم�ون بالرهن‪ ،‬بل يكف�ي أن يدفع‬ ‫رسو املزاد‪ ،‬ايداع مبلغ نقدي يف حساب دائرة التنفيذ مساو‬
‫للدي�ن املحج�وز من اجل�ه‪ ،‬مضافا إلي�ه مرصوفات احلجز‬
‫(‪ )59‬وعلي�ه فإنه من مصلحة احلائز ان يبادر إىل قضاء دين الرهن‪،‬‬ ‫والتنفيذ‪ ،‬ويرتتب عىل ذلك رفع احلجز )‬
‫ألن�ه كلام تأخر ع�ن الوف�اء بالدي�ن‪ ،‬زادت ملحقاته‪ ،‬خاصه‬ ‫كذل�ك فإن�ه اذا احضر املدي�ن قب�ل رس�و امل�زاد مشتريا للعين‬
‫مرصوفات احلجز والتنفيذ والتي انفقها الدائنون بعد االنذار‬ ‫املحجوزة‪ ،‬ودفع مبلغ ًا ال يقل عن الدين املحجوز من اجله العقار‬
‫‪ ،.‬انظر ‪ :‬الزقرد‪ ،‬امحد سعيد ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪261‬‬ ‫املرهون‪ ،‬اجاز قايض التنفيذ هذا البيع‪ ،‬واستلم الثمن مضافا إليه‬
‫(‪ ( )60‬املادة العارشة) من نظام الرهن العقاري الس�عودي( كل‬ ‫مرصوف�ات احلج�ز والتنفيذ وه�ذا ما نصت عليه امل�ادة (الثانية‬
‫ج�زء من العقار املرهون ضام�ن لكل الدين‪ ،‬وكل جزء من‬ ‫واخلمس�ون ‪ )2/‬من الالئحة التنفيذية لنظام التنفيذ السعودي (‬
‫الدين مضمون بالعقار الرهون‪ ،‬مامل يتفق عىل غري ذلك )‬ ‫اذا احرض املدين قبل رس�و املزاد مشتريا للعني املحجوزة بمبلغ‬
‫(‪ )61‬انظ�ر س�عد‪ .،‬نبي�ل ابراهي�م‪ ،‬املرج�ع الس�ابق ص ‪،148‬‬ ‫ال يق�ل ع�ن الدين املحجوز م�ن اجله‪ ،‬اجاز ق�ايض التنفيذ هذا‬
‫حسين‪ ،‬حمم�د عب�د الظاه�ر‪ ،‬املرج�ع الس�ابق ص‪،‬‬ ‫البيع‪ ،‬وأثبته بقرار واستلم من الثمن املتفق عليه ما يساوي الدين‬
‫‪138‬الزقرد‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،259-258‬العمرويس‪،‬‬ ‫املحج�وز ألجله مضافا إلي�ه مجيع مرصوفات احلج�ز والتنفيذ‪،‬‬
‫انور (‪ ،)2003‬احلقوق العينية التبعية ص ‪232‬‬ ‫ويرتتب عىل ذلك رفع احلجز عن األعيان املحجوزة )‬
‫سوار‪ ،‬وحيد الدين سوار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪118‬‬ ‫(‪ )58‬املادة ( اخلامسة واالربعون فقره ‪ ) 3‬من الالئحة التنفيذية‬
‫(‪ )62‬العمرويس‪ ،‬انور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪232‬‬ ‫لنظام التنفيذ السعودي‬

‫‪49‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫والتطهير رخص�ة منحه�ا املنظ�م الس�عودي حلائ�ز‬ ‫دي�ن من كان من الدائنني املرهتنين متقدم ًا يف املرتبة‪ ،‬إذا‬
‫العق�ار املره�ون‪ ،‬وذلك تالفي� ًا إلجراءات تتب�ع العقار‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ سيحل‬ ‫كانت قيمة العقار ال تتجاوز ما دفعه‪ ،‬ألنه‬
‫املرهون من قب�ل الدائنني املرهتنني‪ ،‬وذلك بعرض قيمته‬ ‫حمل من دفع دينه من هؤالء الدائنني‪ ،‬مما يؤدي عم ً‬
‫ال إىل‬
‫على أرب�اب الدي�ون املقي�دة عىل العق�ار املره�ون‪ ،‬فإذا‬ ‫إحج�ام الدائنين املتأخرين ع�ن اختاذ إج�راءات التنفيذ‬
‫قبل ه�ؤالء الدائنني العرض دفع احلائ�ز هلم هذه القيمة‬ ‫عىل العقار املرهون (‪.((6‬‬
‫حس�ب ترتيب اس�تحقاقهم‪ ،‬ويرتتب عىل ذلك ختليص‬ ‫ولكن هل يمكن إجبار احلائز عىل الوفاء بدين الرهن‬
‫العقار املرهون من مجيع الرهون حتى تلك التي مل حيصل‬ ‫إىل الدائن املرهتن؟‬
‫اصحاهبا عىل يشء من قيمة العقار املرهون (‪.((6‬‬ ‫َبينَّ َ املنظم الس�عودي يف املادة (التاس�عة والعرشون)‬
‫وإذا رف�ض الدائنون كلهم أو بعضهم هذا العرض‪،‬‬ ‫م�ن نظام الرهن العقاري أنه يك�ون للحائز احلرية يف أن‬
‫كان هلم احلق يف تتبع العقار املرهون واحلجز عليه وبيعه‬ ‫ي�ؤدي الدين مع النفقات بعد إنذاره اذا رأى مصلحة له‬
‫يف امل�زاد العلن�ي آملين يف احلص�ول على ثم�ن أكثر مما‬ ‫يف ذلك وبرصف النظر عام إذا كان ثمن العقار املرهون‪،‬‬
‫عرض عليهم (‪.((6‬‬ ‫هو دين يف ذمته ملصلحة املدين الراهن أم ال‪.‬‬
‫وعلي�ه فالتطهري ال ي�ؤدي بطريقة مبارشه إىل انقضاء‬ ‫ونحن نرى بضرورة إجبار احلائز عىل الوفاء بالدين‬
‫الره�ون املقي�دة عىل العق�ار‪ ،‬بل إىل ختلي�ص الرهن من‬ ‫إذا كان يف ذمت�ه بس�بب امتالك�ه العق�ار املره�ون مبلغ ًا‬
‫ميزة التتبع للعقار املره�ون‪ ،‬ليقع حق الدائن عىل الثمن‬ ‫مس�تحق األداء‪ ،‬حاالً يكفي لوفاء حقوق مجيع الدائنني‬
‫الذي قدر به العقار ‪.‬‬ ‫املقيدة حقوقهم عىل العقار املرهون(‪.((6‬‬
‫واحلائز الذي يرغب يف تطهري عقاره ال جيب عليه يف‬
‫أي ح�ال من األح�وال أن يعرض مبلغ� ًا يقل عن الثمن‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬تطهري العقار املرهون‬
‫ال�ذي يقدر به العقار ويتخذ كأس�اس لبدء املزاد العلني‬ ‫َبينَّ َ املنظم الس�عودي بأن�ه حلائز العقار املرهون احلق‬
‫عليه‪ ،‬كذل�ك ال يتقيد احلائز يف تقدير ه�ذه القيمة بثمن‬ ‫يف تطهير عقاره من كل رهن مس�جل‪ ،‬وه�ذا ما نصت‬
‫العق�ار ولو انتقلت إلي�ه ملكيته بالبيع‪ ،‬فق�د يقدر قيمته‬ ‫علي�ه املادة (الثالثون فقره ‪ )1‬م�ن نظام الرهن العقاري‬
‫املس�جل « وحلائ�ز العق�ار املرهون حق تطهيره من كل‬
‫(‪ )65‬وعلى ذلك فالتحرير أعم و أش�مل من دف�ع الدين‪ ،‬ذلك‬
‫ان دف�ع الدين ال حي�رر العقار املرهون م�ن كل الدين‪ ،‬وانام‬ ‫رهن مسجل «‬
‫كل مال�ه م�ن اثر‪ ،‬هو أن�ه حيول دون اس�تمرار الدائن الذي‬
‫دفع ل�ه دينه يف تتبع العقار والتنفي�ذ عليه‪ ،‬وحيل احلائز حمل‬ ‫(‪ )63‬املرجع السابق ص ‪212‬‬
‫الدائن يف حقوق�ه والتي منها حق الرهن عىل العقار‪ ،‬لذلك‬ ‫(‪ )64‬يف حين أن املشرع املصري أجبر احلائ�ز على الوف�اء‬
‫جي�وز للدائنين املرهتنني إن وج�دوا تتبع العق�ار املرهون يف‬ ‫بالدي�ن متى طل�ب الدائن املرهتن املقي�دة حقه عىل العقار‬
‫يد احلائز‪ ،‬انظر ‪ :‬البشير حممد طه‪ ،‬و طه‪،‬غني حس�ون طه‪،‬‬ ‫املره�ون‪،‬اذا كان يف ذم�ة احلائ�ز بس�بب امتالك�ه العق�ار‬
‫املرجع السابق ص ‪456‬‬ ‫املره�ون مبل�غ مس�تحق االداء ح�اال وذل�ك يف امل�ادة‬
‫(‪ )66‬مريس باش�ا‪ ،‬حممد كام�ل‪ ،)2005( ،‬رشح القانون املدين‪،‬‬ ‫(‪ )1063‬م�دين مصري ( اذا كان يف ذم�ة احلائ�ز بس�بب‬
‫التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬تنقيح املستشار عىل سكيكر‪،‬‬ ‫امتالكه العق�ار املرهون مبلغ مس�تحق االداء حاال يكفي‬
‫واملستش�ار معتز كامل مريس‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‬ ‫بوفاء مجي�ع الدائنني املقيدة حقوقهم عىل العقار‪ ،‬فكل من‬
‫ص ‪ ،217‬س�عد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪،154‬‬ ‫هؤالء الدائنني ان جيبره عىل الوفاء بحقه برشط ان يكون‬
‫انظر‪ :‬الزقرد‪ ،‬امحد سعيد‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.267‬‬ ‫سند ملكيته قد سجل )‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪50‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫بش�كل مؤقت‪ ،‬ويع�رض على الدائنني قيم�ة معينة من‬ ‫أقل من الثمن أو أكرب منه ولكنه يتقيد بأن ال تقل القيمة‬
‫العق�ار ال تكفي للوفاء بحقوقهم مما يضطرهم إىل طلب‬ ‫عن الس�عر الذي ُيتخذ أساسا ًلتقدير الثمن يف حالة بيعه‬
‫بيع العقار يف وقت غري مناس�ب بسبب انخفاض أسعار‬ ‫جرب ًا عن طريق املزاد العلني (‪.((6‬‬
‫العقارات املامثلة (‪.((7‬‬ ‫‪ -‬مزايا التطهري وعيوبه‬
‫كما أن التطهير يمس حق�وق الدائ�ن املرهتن حيث‬ ‫ال ش�ك أن التطهير مق�رر ملصلح�ة احلائ�ز‪ ،‬وذلك‬
‫جيرده من حق الرهن دون أن يس�تويف كامل حقه‪ ،‬حيث‬ ‫بتخلي�ص عق�اره املره�ون من الره�ن الذي ه�و عليه‪،‬‬
‫ق�د جيد نفس�ه مضط�ر ًا إىل قبول وف�اءا جزئي� ًا حلقه قبل‬ ‫خاص�ةإذا كانت الديون املقيدةأكرب م�ن القيمة احلقيقية‬
‫حل�ول أجله خروج ًا عىل املبدأ ال�ذي يقيض بعدم جواز‬ ‫للعق�ار املره�ون‪،‬إذ أن�ه غير مل�زم بدف�ع كل الدي�ن‬
‫ذلك‪ ،‬أو يؤدي إىل اخلروج عىل مبدأ جتزئة الرهن‪ ،‬حيث‬ ‫املضم�ون بالرهن (‪ ((6‬كذلك يس�هل التطهري عىل احلائز‬
‫جيوز للحائز الذي اكتس�ب ج�زء ًا من العقار املرهون أن‬ ‫بأن جيد مشتري ًا لعق�اره املرهون‪ ،‬حيث يس�تطيع احلائز‬
‫يطهر اجلزء الذي اكتسبه (‪.((7‬‬ ‫أن يعرض قيمته عىل الدائنني بعد أن جيد مشتري ًا لعقاره‬
‫أما مزايا التطهري بالنس�بة إىل املدي�ن الراهن‪ ،‬أو بائع‬ ‫ويدفع ل�ه ثمنه‪ ،‬والغال�ب أن يقبل الدائن�ون ما يعرضه‬
‫العق�ار املره�ون‪ ،‬فتتحق�ق بدورها بتطهير العقار‪ ،‬ألنه‬ ‫احلائ�ز إذا كان مس�اوي ًا لقيم�ة العق�ار الفعلي�ة‪ ،‬وبالتايل‬
‫حي�ول دون قي�ام حائ�ز العق�ار املره�ون بالرج�وع عليه‬ ‫تفادي إج�راءات ن�زع امللكية والتي تتطل�ب الكثري من‬
‫بضامن االستحقاق (‪.((7‬‬ ‫الوقت والنفقات (‪.((6‬‬
‫‪ -‬من له حق التطهري‬ ‫وعىل ذلك فإن التطهري يعترب وسيلة قانونية من شأهنا‬
‫بين�ت امل�ادة ( الثالثون ) من نظ�ام الرهن العقاري‬ ‫تسهيل تداول امللكية العقارية‪ ،‬آخذين بعني اإلعتبار بأن‬
‫الس�عودي‪ ،‬على أن ه�ذا احل�ق يثب�ت حلائ�ز العق�ار‬ ‫الش�خص حيج�م عادة ع�ن رشاء عقار مثق�ل بالرهون‪،‬‬
‫املرهون‪ ،‬وحائز العقار املرهون هو كل من انتقلت إليه‬ ‫فإن وجدت وس�يلة لتخليصه من الره�ن كالتطهري فإنه‬
‫بع�د الرهن – بأي س�بب م�ن األس�باب – ملكية هذا‬ ‫لن يرتدد عن الرشاء (‪.((7‬‬
‫العق�ار او أي حق عيني آخر عليه قابل للرهن دون أن‬ ‫إال أن التطهير ق�د يضر بالدائن املرهت�ن‪ ،‬والدائنني‬
‫يكون مسؤوالً مسؤولية شخصية عن الدين املضمون‬ ‫أصح�اب احلقوق املمتازة‪ ،‬ذلك أن التطهري جيردهم من‬
‫بالرهن (‪.((7‬‬ ‫حقهم عىل الرغم منهم‪ ،‬أو جيربهم عىل اس�تعامل حقهم‬
‫وعىل هذا األس�اس فإن التطهري يثبت للحائز املالك‬ ‫يف وق�ت مل يكن هلم ارادة يف اختي�اره‪ ،‬إذ قد يلجأ احلائز‬
‫للعق�ار املرهون‪ ،‬وهو وح�ده يقرر فيام إذا كان يرغب يف‬ ‫إىل الب�دء بإج�راءات التطهير دون انتظ�ار حللول آجال‬
‫اللجوء إىل تطهري العقار املرهون أم ال ‪.‬‬ ‫الدي�ن يف توقيت وظروف معينه تنخفض فيها األس�عار‬

‫(‪ )71‬منصور‪ ،‬حممد حسين‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪ ،358‬س�عد‪،‬‬ ‫(‪ )67‬حسين‪ ،‬حمم�د عب�د الظاه�ر(‪ ،)2002‬التأمين�ات العينية‬
‫نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪155‬‬ ‫والشخصية ‪ .‬ص ‪147‬‬
‫(‪ )72‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق ص ‪358‬‬ ‫(‪ )68‬حممد كامل مريس تنقيح املستشار ص ‪217‬‬
‫(‪ )73‬سوار‪ ،‬وحيد الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،،‬ص ‪120‬‬ ‫(‪ )69‬العمرويس‪ ،‬انور ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪237‬‬
‫(‪ )74‬املادة ( السابعة والعرشون ) من نظام الرهن العقاري السعودي‬ ‫(‪ )70‬السنهوري‪ ،‬الوسيط املرجع السابق‪ ،‬فقره ‪ ، 238‬ص ‪634‬‬

‫‪51‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫كذل�ك يكون للحائز احلق يف تطهري العقار حتى ولو‬ ‫كذل�ك فإن صاح�ب حق الرقبة أو ح�ق االنتفاع أن‬
‫اكتسب حقه عىل العقار بالتقادم وليس بمقتىض ترصف‬ ‫يطهر حقه من الرهن‪ ،‬ويستوي أن يكون احلائز قد تلقى‬
‫قان�وين (‪ .((8‬أو حت�ى ل�و كان مالك ًا للعق�ار حتت رشط‬ ‫حق�ه بمقابل بمقتىض عق�د بيع أو مقايض�ة أو حصة يف‬
‫فاس�خ‪ ،‬فإذا م�ا قام بذل�ك‪ ،‬ثم زال�ت ملكيت�ه للعقار‪،‬‬ ‫رشكة أو بدون مقابل كهبة أو وصية(‪.((7‬‬
‫نتيج�ة لتحقيق الرشط الفاس�خ‪ ،‬فإن هذا الزوال ال يؤثر‬ ‫واذا كان التطهير ح�ق للحائ�ز فق�ط‪ ،‬ف�إن ه�ذا احلق‬
‫على التطهير الذي ت�م‪ ،‬أم�ا إذا كان احلائز مال�ك ًا حتت‬ ‫اليمك�ن ممارس�ته من قبل كل م�ن املدين الراهن نفس�ه أو‬
‫رشط واق�ف فإن�ه ال يعتبر حائ�ز ًا‪ ،‬وبالت�ايل ال جيوز له‬ ‫املدين املتضام�ن أو الكفيل الش�خيص‪ ،‬إذا آلت إليه ملكية‬
‫تطهري العقار‪ ،‬مادام الرشط الواقف مل يتحقق بعد (‪.((8‬‬ ‫العقار املرهون‪ ،‬ألن كل منهم مس�ؤول عن الدين مسؤولية‬
‫شخصية‪ ،‬ويمتنع عليه التطهري‪ ،‬كذلك الكفيل العيني‪ ،‬ألنه‬
‫متى يتم التطهري‬ ‫مسؤول عن الدين وإن كانت مسؤوليته حمددة بقيمة العقار‬
‫بين�ت امل�ادة ( ثالثون \‪ )2‬من نظ�ام الرهن العقاري‬ ‫املرهون (‪ ((7‬وال يمكن ممارس�ته أيض� ًا من قبل حائز العقار‬
‫السعودي‪ ،‬بأن حق احلائز يف تطهري العقار املرهون يبقى‬ ‫املره�ون إذا كان ملتزم ًا ش�خصي ًا بالوف�اء بالدين املضمون‬
‫قائ ًام حتى إجراء بيع العقار املرهون ‪.‬‬ ‫بالره�ن‪ ،‬وكذل�ك احلكم بالنس�بة ملشتري العق�ار والذي‬
‫وعلى ذل�ك فإنه يك�ون حلائ�ز العقار املره�ون احلق‬ ‫يتعه�د ش�خصي ًا بالوفاء بالدين‪ ،‬وبالت�ايل ال حيق ألي منهام‬
‫يف تطهير العقار املرهون بمجرد اكتس�اب صفة احلائز‪،‬‬ ‫طلب التطهري ألهنام ملتزمان شخصي ًا بالوفاء بالدين (‪.((7‬‬
‫وبرصف النظ�ر عن حلول أجل الدي�ن أو عدم حلوله‪،‬‬ ‫كذل�ك ال جي�وز ممارس�ة التطهير من قب�ل صاحب‬
‫وحتى قبل انذاره بدفع الدين والنفقات ‪.‬‬ ‫حق الس�كنى أو االرتفاق او االستعامل وذلك ألن هذه‬
‫ويبق�ى ه�ذا احل�ق للحائز حت�ى تاري�خ احلجز عىل‬ ‫احلق�وق ال تقب�ل البيع يف امل�زاد العلني وه�ي غري قابلة‬
‫العق�ار املره�ون متهيد ًا لبيع�ه يف املزاد العلن�ي‪ ،‬حيث ال‬ ‫للره�ن‪ ،‬ولي�س هناك ما يمن�ع أن يق�وم بالتطهري‪ ،‬دائن‬
‫يك�ون له بعد ذل�ك احلق يف التطهري‪ ،‬و إنما يكون له إذا‬ ‫مرهتن‪ ،‬اذا كان قد اشرتى العقار املرهون (‪.((7‬‬
‫رغ�ب يف االحتفاظ يف العق�ار املرهون الدخ�ول باملزاد‬ ‫وحتى يتمك�ن احلائز من مبارشة إج�راءات التطهري‬
‫والتقدم بعرضه مزايد ًا (‪ ((8‬أو الوفاء بالدين مع النفقات‬ ‫جيب أن يكون سند ملكية العقار املرهون مسجالً‪ ،‬ذلك‬
‫وقبل صدور قايض التنفيذ برسو املزاد (‪.((8‬‬ ‫أن احلائ�ز ال يعتبر مال�ك ًا للعق�ار املرهون إال بتس�جيل‬
‫سنده‪ ،‬سواء كان هذا السند بيع ًا أو مقايضةأو وصية(‪.((7‬‬
‫(‪ )80‬عبد السالم‪ ،‬سعيد ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪415‬‬
‫(‪ )81‬املرج�ع الس�ابق‪ ،416 ،‬م�ريس‪ ،‬حمم�د كام�ل ‪ ،‬املرج�ع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪221‬‬ ‫(‪ )75‬منصور‪ ،‬حممد حسين ‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪ ،358‬مريس‪،‬‬
‫(‪ )82‬الزقرد‪،‬امح�د س�عيد‪ ،‬املرجع الس�ابق‪ ،‬ص ‪ ،269‬البشير‪،‬‬ ‫حممد كامل‪ ،‬املرجع السابق ص ‪221‬‬
‫حممد طه ‪ ،‬طه غني حسون ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪461‬‬ ‫(‪ )76‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق ص ‪360‬‬
‫(‪ )83‬وهذا ما نصت عليه املادة الثانية من الالئحة التنفيذية لنظام‬ ‫(‪ )77‬مريس‪ ،‬حممد كامل ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪222‬‬
‫التنفيذ السعودي ( جيوز يف أي حال كانت عليها اإلجراءات‬ ‫(‪ )78‬عب�د السالم‪،‬س�عيد عب�د السلام‪ ،‬ا(‪ )1997‬الوجي�ز يف‬
‫وقبل رس�و املزاد‪ ،‬ايداع مبلغ نقدي يف حساب دائرة التنفيذ‬ ‫التأمين�ات الش�خصية والعيني�ة‪ ،‬مطبع�ة احلق�وق‪ ،‬جامع�ة‬
‫مس�او للدي�ن املحجوز م�ن اجل�ه‪ ،‬مضافا إلي�ه مرصوفات‬ ‫املنوفية‪ ،‬ص ‪415‬‬
‫احلجز والتنفيذ‪ ،‬ويرتتب عىل ذلك رفع احلجز )‬ ‫(‪ )79‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬املرجع السابق ص ‪305‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪52‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الدائنني باملبلغ الذي عرضه‪ ،‬وهذا االلتزام يمكن تنفيذه‬ ‫إجراءات التطهري‬
‫عىل مجيع أمواله‪ ،‬وليس عىل العقار املرهون فقط‪ ،‬كام أن‬ ‫مل يبني املنظم الس�عودي ماه�ي اإلجراءات الواجب‬
‫العق�ار ال يتطه�ر مما عليه م�ن حقوق مقي�دة إال إذا دفع‬ ‫اتباعه�ا من قبل حائ�ز العقار املرهون‪ ،‬حت�ى يتم تطهري‬
‫احلائ�ز املبل�غ الذي عرض�ه للدائنين أو أودعه صندوق‬ ‫العق�ار (‪،((8‬وم�ا هي امل�دة الزمنية التي جي�ب عىل احلائز‬
‫املحكمة (‪.((8‬‬ ‫البقاء عىل عرضه فيها(‪ ،((8‬والشك أهنا تبدأ بعرض قيمة‬
‫أما إذا رفض مجاعة الدائنني فانه يرتتب عىل الرفض‪،‬‬ ‫احلائ�ز للدائنني املرهتنين املقيدة حقوقهم قبل اكتس�اب‬
‫طلب بي�ع العقار املطلوب تطهريه م�ن خالل إجراءات‬ ‫صف�ة احلائ�ز‪ ،‬حيث يبدي اس�تعداده يف الوف�اء بالديون‬
‫بيعه يف املزاد العلني (‪.((8‬‬ ‫املقي�دة‪ ،‬إىل القدر الذي ُق ِّو َم به العق�ار يف احلال‪ ،‬أي ًا كان‬
‫وحق الرف�ض يثبت ل�كل دائن من الدائنين املقيدة‬ ‫ميعاد اس�تحقاق الديون‪ ،‬حيث يت�م توجيه العرض من‬
‫حقوقهم ونافذة يف مواجهة احلائز أي ًا كانت مرتبة رهنه‪،‬‬ ‫خالل إعالن رسمي إىل كل دائن له حق مقيد عىل العقار‬
‫حت�ى ولو كان م�ن غري املحتمل أن حيصل عىل حقه عند‬ ‫قبل اكتساب صفة احلائز (‪.((8‬‬
‫بيع العقار املرهون (‪.((8‬‬ ‫ف�إذا قبل مجاع�ة الدائنين العرض‪ ،‬فإن�ه يرتتب عىل‬
‫ذلك أن احلائز يصبح ملتزم ًا التزام ًا ش�خصي ًا يف مواجهة‬
‫املطلب الثالث‪ :‬االشرتاك يف املزايدة‪.‬‬
‫(‪ )84‬لذل�ك نرى رضورة حتديد اإلج�راءات الواجب عىل احلائز‬
‫إذا فش�لت وس�ائل احلائ�ز يف دفع التتب�ع‪ ،‬كأن تعذر‬ ‫اتباعه�ا حتى يت�م تطهري العق�ار املرهون وهي حس�ب نص‬
‫علي�ه إن�كار نف�اذ الرهن أو إن�كار الدي�ن أو دفعه‪ ،‬أو مل‬ ‫امل�ادة ( ‪ )1065‬م�دين مرصي (اذا أراد احلائ�ز تطهري العقار‬
‫وجب عليه أن يوجه إىل الدائنني املقيدة حقوقهم يف مواطنهم‬
‫يب�ادر احلائ�ز إىل أداء الدي�ن م�ع النفق�ات بع�د انذاره‪،‬‬ ‫املخت�ارة املذك�ورة يف القي�د اعالنات تش�تمل على البيانات‬
‫خالل مخس�ة أيام من تاريخ إبالغه وحسب أحكام نظام‬ ‫اآلتي�ة‪( :‬أ) خالصة من س�ند‪ ‬ملكية احلائ�ز تقترص عىل بيان‬
‫نوع الترصف وتارخيه وأس�م املالك السابق للعقار مع تعيني‬
‫التنفي�ذ أو إىل تطهري العقار املره�ون‪ ،‬كان ال مناص من‬ ‫هذا املالك تعيينا دقيقا وحمل العقار مع تعيينه وحتديده بالدقة‬
‫حتمل إجراءات نزع امللكية‪ ،‬حيث يتم احلجز عىل العقار‬ ‫‪ ,‬واذا كان الترصف بيعا يذكر أيضا الثمن وما عسى أن يوجد‬
‫من تكا ليف تعترب جزء ًا من هذا الثمن‪( .‬ب) تاريخ تس�جيل‬
‫املره�ون م�ن قبل ق�ايض التنفي�ذ‪ ،‬متهيد ًا لبيع�ه يف املزاد‬ ‫ملكي�ة احلائ�ز ورقم هذا التس�جيل‪( .‬ج) املبل�غ الذى يقدره‬
‫احلائ�ز قيمة للعقار ولو كان الترصف بيعا وجيب أال يقل هذا‬
‫العلني واس�تيفاء حقه م�ن ثمنه طبق ًا ملرتبت�ه وفق ًا لنظام‬
‫املبلغ عن السعر الذى يتخذ أساسا لتقدير الثمن يف حالة نزع‬
‫التنفيذ (‪.((9‬‬ ‫امللكي�ة ‪ ,‬وال أن يق�ل يف أي حال ع�ن الباقي يف ذمة احلائز من‬
‫ثم�ن العق�ار اذا كان الترصف بيع�ا‪ .‬واذا كانت أجزاء العقار‬
‫وحي�ق لكل ش�خص االشتراك يف املزاي�دة‪ ،‬بام فيهم‬
‫مثقلة برهون خمتلفة وجب تقدير قيمة كل جزء عىل حدة (د)‬
‫احلائز‪ ،‬ألنه غري مسؤول شخصي ًا عن الدين‪ ،‬وقد يرسو‬ ‫قائم�ة باحلقوق التي تم قيدها عىل العقار قبل تس�جيل س�ند‬
‫احلائز تتشمل عىل بيان تاريخ هذه احلقوق وأسامء الدائنني‬
‫العقار يف املزاد العلني إما عىل حائزه أو عىل غري حائزه ‪.‬‬ ‫(‪ )85‬ن�رى رضورة الن�ص عىل املدة الزمنية الواجب عىل احلائز البقاء‬
‫(‪ )87‬سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪166‬‬ ‫علي�ه وهي حس�ب ن�ص امل�ادة ( ‪ )1067‬مدين مصري (جيوز‬
‫(‪ )88‬الزقرد‪،‬امحد سعيد‪ ،‬املرجع السابق ص ‪271‬‬ ‫ل�كل دائن قيد حقه ولكل كفيل حلق مقيد أن يطلب لبيع العقار‬
‫(‪ )89‬سعد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،‬املرجع السابق ص ‪166‬‬ ‫املطل�وب تطهيره ويكون ذل�ك يف م�دى ثالثني يوم�ا من أخر‬
‫(‪)90‬امل�ادة (احلادي�ه و الثالث�ون) م�ن نظ�ام الره�ن العق�اري‬ ‫اعالن رسمي يضاف اليها مواعيد املسافة ما بني املوطن األصيل‬
‫الس�عودي (تت�م إج�راءات الن�زع اجلبري مللكي�ة العق�ار‬ ‫للدائن وموطنه املختار عىل أال تزيد املسافة عىل ثالثني يوما أخر‬
‫املرهون وبيعه عند عدم الوفاء بالدين وفقا لنظام التنفيذ)‬ ‫(‪ )86‬الزقرد‪ .‬امحد سعيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪271‬‬

‫‪53‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وهي�دف القرار ال�ذي يصدره ق�ايض التنفيذ برس�و‬ ‫وعلي�ه ال بد لنا من دراس�ة كل ف�رض من الفروض‬
‫املزاد إىل تأكيد تلك امللكية‪ ،‬وال رضورة لتس�جيله لعدم‬ ‫السابقة‪ ،‬وعىل النحو التايل ‪:‬‬
‫الفائدة(‪ ((9‬ويكتفى بالتأشير بالقرار يف هامش تس�جيل‬
‫(‪((9‬‬
‫الس�ند األصلي الذي متلك احلائ�ز بمقتض�اه العقار‬ ‫الفرع األول ‪ :‬رسو املزاد عىل حائزه‬
‫وذلك حتى يعلم الغري برسو املزاد عىل حائزه ‪.‬‬ ‫ال شك أن احلائز إذا مل يبادر إىل أداء الدين مع النفقات‪،‬‬
‫ف�إذا تبني ب�أن الثمن الذي رس�ا به املزاد يزي�د عن قيمة‬ ‫أو إىل تطهري العقار املرهون‪ ،‬كان له احلق يف االشتراك يف‬
‫الدي�ون املثقل هبا العق�ار املره�ون‪ ،‬كانت الزي�ادة للحائز‪،‬‬ ‫مزاي�دة العقار املرهون‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة (الثانية‬
‫باعتباره مالك ًا للعقار املرهون‪ ،‬وال يثبت للمدين الراهن أي‬ ‫والثالث�ون ) من نظام الرهن العقاري الس�عودي “ جيوز‬
‫حق يف الزيادة‪،‬وهذا ما نصت عليه املادة ( الرابعة و الثالثون‬ ‫حلائ�ز العق�ار املره�ون أن يدخ�ل يف إج�راءات بيع�ه يف‬
‫) من نظ�ام الرهن العقاري الس�عودي « اذا زاد ثمن العقار‬ ‫املزاد‪ ،‬فإذا رس�ا املزاد عليه‪ ،‬وأدى الثمن عد مالكا للعقار‬
‫املرهون عىل قيمة الديون املسجلة كانت الزيادة للاملك»‪.‬‬ ‫بمقتضى وثيقة ملكيت�ه األصيل‪ ،‬ويتطه�ر العقار املرهون‬
‫أما إذا رس�ا املزاد بمبلغ أقل من املبلغ الذي اشرتى به‬ ‫م�ن كل حق مس�جل علي�ه‪ ،‬إذا دف�ع احلائز الثم�ن الذي‬
‫احلائ�ز العق�ار‪ ،‬فإن احلائز له احلق يف الرج�وع عىل البائع(‬ ‫رست عليه املزايدة به و أودعه يف حساب بنكي “‬
‫املدي�ن الراهن) بالفرق بين الثمنني اذا ت�م تطبيق احكام‬ ‫وعلي�ه فإن�ه إذا بي�ع العق�ار املره�ون يف امل�زاد العلني‪،‬‬
‫ضامن االستحقاق(‪ ((9‬وهذا ما نصت عليه املادة (السادسة‬ ‫بموجب قرار رسو املزاد‪ ،‬ورسا املزاد عىل حائزه‪ ،‬فإنه يعترب‬
‫والثالث�ون ‪ )2/‬من نظام الره�ن العقار « للحائز الرجوع‬ ‫حائز ًا للعقار املرهون من وقت س�ند متلكه األول‪ ،‬و يكون‬
‫على املدي�ن بام دفع�ه زيادة على ما ه�و مس�تحق يف ذمته‬ ‫قرار رسو املزاد مطهر ًا للعقار من كل احلقوق العينة التبعية‬
‫بمقتىض سند حقه أيا كان السبب يف دفع هذه الزيادة»‪.‬‬ ‫التي كانت تثقل العقار املرهون‪ ،‬بعد دفع الثمن الذي رس�ا‬
‫أما إذا أبرأ الدائ�ن املرهتن‪ ،‬املدين الراهن من الدين‪،‬‬ ‫به املزاد‪ ،‬أو إذا أودعه يف حساب بنكي للمحكمة (‪.((9‬‬
‫أو اصطل�ح مع�ه على تأجيل الدي�ن‪ ،‬قبل ص�دور قرار‬ ‫وذل�ك ألن هذه احلقوق تبقى يف األصل قائمة حتى‬
‫قايض التنفيذ برسو املزاد‪ ،‬فيتوقف املزاد بعد دفع املدين‬ ‫وف�اء الديون املضمونة هب�ا أو إيداعها صندوق املحكمة‬
‫مرصوفات احلجز (‪.((9‬‬ ‫لتت�وىل توزيعها على املس�تحقني‪،‬وليس بمجرد صدور‬
‫(‪ )93‬سوار‪ ،‬حممد وحيد الدين‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪127‬‬ ‫قرار مريس املزاد أو تسجيله (‪.((9‬‬
‫(‪ )94‬وه�ذا م�ا نص�ت عليه امل�ادة (الثالثة واخلمس�ون ‪ )5/‬من‬
‫الالئح�ة التنفيذية لنظام التنفيذ الس�عودي ( عند بيع العقار‬ ‫(‪ )91‬ذل�ك ان قايض التنفيذ ال يصدر قراره برس�و املزاد اال بعد‬
‫يص�در ق�ايض التنفي�ذ ق�رار الرتس�ية او قرار البيع حس�ب‬ ‫اس�تالم ثمن املبيع كامال وه�ذا ما نصت عليه املادة ( الثالثة‬
‫احلال ويرس�له إىل كاتب العدل لتت�وىل االفراغ او التهميش‬ ‫واخلمس�ون‪ ) 2/‬من نظام التنفيذ السعودي ( يصدر قايض‬
‫عىل السجل ‪).....‬‬ ‫التنفيذ قرارا برتس�ية املزاد بعد حتصيل املبلغ حلساب حمكمة‬
‫(‪ )95‬منصور‪ ،‬حممد حسين ‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪ ،376‬كامل‪،‬‬ ‫التنفي�ذ متضمنا ملخ�ص حمرضي احلجز والبي�ع ويتضمن‬
‫مريس باشا‪ ،‬املرجع السابق ص ‪243‬‬ ‫القرار تسليم املشرتي املال ويكون قرار البيع سندا تنفيذيا‬
‫(‪ )96‬وه�ذا م�ا نص�ت عليه امل�ادة (الثانية واخلمس�ون ‪ )2/‬من‬ ‫(‪ )92‬الس�نهوري‪ ،‬عب�د ال�رزاق‪ ،‬املرج�ع الس�ابق‪ ،‬ج ‪ 10‬ص‬
‫الالئحة التنفيذية لنظام التنفيذ الس�عودي ‪ (.‬إذا أبرأ الدائن‬ ‫‪ ،598‬حمس�ن‪ ،‬منصور حات�م‪)2013( ،‬االتفاقيات املعدلة‬
‫املدي�ن أو اصطلح معه على تأجيل الدين قبل رس�و املزاد‪،‬‬ ‫حلق الدائن املرهتن يف التنفيذ عىل املال املرهون‪ ،‬جملة جامعة‬
‫فيتوقف املزاد بعد دفع املدين مرصوفات احلجز)‬ ‫بابل العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد‪ 1‬جملد ‪ ،21‬ص ‪18‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪54‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املطلب األول‪ :‬عالقة احلائز باملدين الراهن‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬رسو املزاد عىل غري حائزه‬
‫تن�ص امل�ادة ( السادس�ة والثالث�ون ‪ )2/‬م�ن نظام‬ ‫إذا رسا املزاد عىل غري حائزه سواء كان أحد الدائنني‪،‬‬
‫الرهن العقاري الس�عودي» للحائ�ز الرجوع عىل املدين‬ ‫أو ش�خص ًاأجنبي ًا‪ ،‬فإن هذا األخري يتلقى حقه من احلائز‬
‫بام دفعه زيادة عىل ما هو مس�تحق يف ذمته بمقتىض س�ند‬ ‫بمقتىض قرار رسو املزاد عليه سواء دخل احلائز يف املزاد‬
‫حق�ه أي�ا كان الس�بب يف دف�ع ه�ذه الزي�ادة وحي�ل حمل‬ ‫أم مل يدخ�ل يف املزاد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ( الثالثة‬
‫الدائنين الذين وفاهم حقوقهم فيما هلم من حقوق قبل‬ ‫والثالث�ون) من نظام الرهن العقاري «إذا رس�ا مزاد بيع‬
‫املدين‪ ،‬بام يف ذل�ك ماهلم من تأمينات قدمها املدين دون‬ ‫العق�ار املره�ون عىل غير حائ�زه‪ ،‬فإنه يكس�ب ملكيته‬
‫التأمينات التي قدمها شخص أخر‪.‬‬ ‫بمقتضى قرار رس�و امل�زاد عليه ويتلقى حق�ه من احلائز‬
‫وعليه وحسب أحكام املادة السابقة فإن من مصلحة‬ ‫سواء دخل احلائز يف املزاد أم مل يدخل «‬
‫احلائز أن حيل حمل املويف له وهو الدائن يف الدين الذي قام‬ ‫وبق�رار رس�و املزاد يتطه�ر العقار من مجي�ع احلقوق‬
‫بوفائ�ه فيام له من حق�وق‪ ،‬وما هلذا احلق من خصائص‪،‬‬ ‫العيني�ة التبعي�ة املقررة على العقار املرهون‪ ،‬س�واء تلك‬
‫وما يلحقه من توابع وما يكفله من تأمينات وما يرد عليه‬ ‫الت�ي رتبها املالك أو احلائز‪ ،‬وتنتقل امللكية من احلائز إىل‬
‫(‪((9‬‬
‫من دفوع يف حدود ما أداه اليه‬ ‫ال�رايس عليه املزاد من وقت صدور القرار برس�و املزاد‪،‬‬
‫حي�ث يك�ون للحائز بحلول�ه حمل الدائ�ن‪ ،‬الرجوع‬ ‫أي قب�ل تس�جيله يف إدارة الس�جل العين�ي العق�اري‪،‬‬
‫على املدي�ن إم�ا بدع�وى تس�مى بدع�وى احلل�ول‪ ،‬أو‬ ‫ويرتتب عىل ذلك أنه يكون للمشرتي الرايس عليه املزاد‬
‫الدعوى الشخصية ‪:‬‬ ‫وخللفائ�ه املداعاة إىل تس�جيل ه�ذا احلق اس�تناد ًا إىل أن‬
‫‪ -1‬دع�وى احلل�ول ‪ :‬ه�ي الدع�وى التي حي�ل فيها‬ ‫(‪((9‬‬
‫قرار رسو املزاد يعد سند ًا للملكية‬
‫الغري حمل الدائن يف املطالبة بحقه‪ ،‬أي أنه يطالب‬ ‫ثم بعد ذلك يرس�ل قايض التنفيذ قرار رسو املزاد إىل‬
‫بام كان الدائن سيطالب به ‪.‬‬ ‫كتاب�ة العدل لتتوىل اإلفراغ‪ ،‬أو بعثه إىل مصدره وإصدار‬
‫وعلي�ه فإن�ه إذا كان الدين الذي وف�اه احلائز‬ ‫الصكوك عند االقتضاء(‪.((9‬‬
‫مضمون� ًا برهن عىل عقار آخر م�ازال عىل ملكية‬
‫املدين‪ ،‬فإن احلائز يس�تفيد من هذا التأمني وينفذ‬ ‫املبح�ث الثالث‪:‬عالق�ة حائ�ز العق�ار املره�ون بع�د‬
‫علي�ه‪ ،‬حاالً يف ذلك حمل الدائ�ن فيام له من رهن‬ ‫قضاء الدين مع غريه ‪.‬‬
‫عىل هذا العقار (‪.((10‬‬ ‫يرتت�ب عىل قض�اء دين الره�ن من قبل حائ�ز العقار‬
‫كذل�ك إذا كان العقار مرهون ًا إىل عدة دائنني‬ ‫املره�ون‪ ،‬حقوق ًال�ه قب�ل املدي�ن الراهن‪،‬أو قب�ل املالك‬
‫مرهتنني‪ ،‬وكانت رهوهن�م متأخرة يف املرتبة‪ ،‬فإنه‬ ‫السابق‪ ،‬والذي تلقى منه امللكية سواء معاوضة أو تربع ًا‪،‬‬
‫حي�ل حم�ل الدائ�ن ال�ذي وف�اه‪ ،‬فيام له م�ن رهن‬ ‫أو قب�ل احلائزين اآلخرين‪ ،‬أو قب�ل الكفالء الذين كفلوا‬
‫(‪ )99‬املس�اعده‪ ،‬نائ�ل عيل‪ ،‬احللول بس�بب الوفاء‪،‬جملة الرشيعة‬ ‫املدين الراهن‪ ،‬هذا ما سوف نبحثه وعىل النحو التايل‪:‬‬
‫والقانون‪ ،‬املجلد ‪ 32‬العدد (‪2005 )2‬ص ‪3‬‬
‫(‪ )100‬س�عد‪ ،‬نبي�ل ابراهي�م س�عد املرجع الس�ابق ص ‪،152‬‬ ‫(‪ )97‬سوار‪ ،‬وحيد الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪122‬‬
‫الزقرد‪ ،‬أمحد سعيد املرجع السابق‪،‬ص ‪265‬‬ ‫(‪ )98‬املادة (‪ )3/53‬من الالئحة التنفيذية لنظام التنفيذ‬

‫‪55‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أم�ا إذا كان يف ذم�ة احلائ�ز ج�زء ًا م�ن ثم�ن العق�ار‬ ‫ق�رره املدي�ن الراهن على العقار ال�ذي آلت إليه‬
‫املرهون وقام بالوفاء زيادة عام هو مستحق يف ذمته‪ ،‬فإنه‬ ‫ملكيت�ه(‪ ((10‬وبالت�ايل حيجم الدائن�ون املتأخرون‬
‫يكون له احلق يف الرجوع عىل املدين بالفرق فقط‪ ،‬وهذا‬ ‫يف املرتب�ة عن التنفيذ‪ ،‬بعد أن صار احلائز بحلوله‬
‫ما نصت عليه املادة ( السادس�ة والثالثون ‪ )2/‬من نظام‬ ‫س�ابقا هل�م يف املرتب�ة‪ِ ،‬‬
‫والس� َّيماَ إذا كان�ت قيم�ة‬
‫الرهن العقاري الس�عودي» للحائ�ز الرجوع عىل املدين‬ ‫العقار املرهون أقل من قيمة الدين (‪.((10‬‬
‫بام دفعه زيادة عىل ما هو مس�تحق يف ذمته بمقتىض س�ند‬ ‫‪ -2‬الدعوى الش�خصية‪:‬وهي الدعوى التي يرفعها‬
‫حقه أيا كان السبب يف دفع هذه الزيادة‪.»...‬‬ ‫الغري باسمه ليطالب بام وفاه عن املدين‪ ،‬ويرفعها‬
‫على املدين وه�ذه الدعوى قد تقوم عىل أس�اس‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عالقة احلائز باملالك السابق‪.‬‬ ‫الفضالة أو عىل أساس اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫اذا م�ارس الدائ�ن املرهتن حقه يف مب�ارشة إجراءات‬ ‫حيث يكون للحائز احلق يف الرجوع عىل املدين‬
‫ن�زع امللكية يف مواجه�ة احلائز‪ ،‬وبيع العق�ار املرهون يف‬ ‫بالدعوى الشخصية‪ ،‬ذلك أن احلائز إذا قام بالوفاء‬
‫املزاد العلني‪ ،‬فيكون لألخري الرجوع عىل املالك السابق‬ ‫بدي�ن املدين‪ ،‬يكون قد وىف بدين غري مس�تحق يف‬
‫ال�ذي تلق�ى من�ه امللكية بدع�وى الضامن‪،‬إذا كان س�ند‬ ‫ذمته‪ ،‬وبالتايل يكون له احلق يف الرجوع عىل املدين‬
‫ملكيته خيوله الرج�وع عليه بالضامن‪ ،‬ومن ذلك اذا كان‬ ‫عىل أس�اس اإلثراء بال س�بب‪ ،‬ذل�ك أن املدين قد‬
‫ق�د تلقاها من الدائن املرهتن بموج�ب عقد بيع‪ ،‬فيكون‬ ‫ُأ َ‬
‫ث�ري عىل حس�اب احلائز بأن برئ�ت ذمته دون أن‬
‫للحائز املشرتي الرجوع بالضامن عىل البائع طبقا لقواعد‬ ‫يدفع ش�يئ ًا‪ ،‬وبالت�ايل يعترب احلائز دائن� ًا للمدين بام‬
‫الضمان يف عق�د البيع‪ ،‬باعتبار أن قض�اء الدين املثقل به‬ ‫وف�اه‪ ،‬ويكون له احلق يف أن ينف�ذ عىل مجيع أموال‬
‫(‪((10‬‬
‫العقار املرهون من قبل االستحقاق الكيل أو اجلزئي‬ ‫املدين بمقتىض ما له من حق يف الضامن العام (‪.((10‬‬
‫وه�ذا م�ا نصت عليه امل�ادة ( السادس�ة والثالثون ) من‬ ‫أم�ا إذا كان يف ذم�ة احلائ�ز بس�بب امتالك�ه العق�ار‬
‫نظ�ام الره�ن العق�اري الس�عودي « للحائ�ز الرج�وع‬ ‫املرهون مبلغ ًا مستحق األداء حاالً‪ ،‬أو كان غري مستحق‬
‫بدعوى الضامن عىل املالك السابق يف احلدود التي يرجع‬ ‫األداء يف ذمته مساو لقيمة الدين‪ ،‬وقام بالوفاء به للدائن‬
‫هبا اخللف عىل من تلقى منه امللكية معاوضة أو تربع ًا»‬ ‫الراه�ن‪ ،‬فإنه يكون ق�د برئت ذمته اجت�اه املدين الراهن‬
‫أم�ا إذا كان احلائ�ز ق�د تلق�ى العق�ار املره�ون م�ن‬ ‫وال يكون له احلق يف الرجوع عليه (‪.((10‬‬
‫املالك الس�ابق عن طري�ق اهلبة بال ع�وض‪ ،‬فال جيوز له‬
‫(‪ )101‬سعد ‪ .‬نبيل ابراهيم املرجع السابق ص ‪152‬‬
‫‪ ،‬إال إذا كان الواهب قد تعمد‬ ‫(‪((10‬‬
‫الرج�وع عىل الواهب‬ ‫(‪ )102‬علم الدين‪ .‬حمي الدين‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪ ،541‬سعد‬
‫‪ .‬نبيل ابراهيم املرجع السابق ص ‪151‬‬
‫س�بب االس�تحقاق (‪ ((10‬ولك�ن إذا كان�ت اهلبة بعوض‬ ‫(‪ )103‬عل�م الدي�ن‪ ،‬حمي الدين‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪ ،541‬س�عد‬
‫(‪ )105‬حسين‪ ،‬حمم�د عبد الظاهر ‪ ،‬املرجع الس�ابق ص ‪،142‬‬ ‫‪ .‬نبي�ل ابراهي�م املرج�ع الس�ابق املرج�ع الس�ابق ص ‪،151‬‬
‫سعد ‪ .‬نبيل ابراهيم املرجع السابق ص ‪265‬‬ ‫منصور‪ ،‬حممد حسني ‪ ،‬النظرية العامة لالئتامن املرجع الساق‪،‬‬
‫(‪ )106‬املادة ( السادسة والثالثون ) من نظام الرهن العقاري السعودي‪.‬‬ ‫ص ‪ ،353‬س�عد ‪ .‬نبي�ل ابراهيم ‪،‬املرجع الس�ابق ص ‪262‬‬
‫(‪ )107‬منصور‪ ،‬حممد حسين ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،379‬سعد‬ ‫د‪ .‬زه�ران‪ ،‬مه�ام حمم�د حممود ‪ ،‬املرج�ع الس�ابق‪ ،‬ص ‪،513‬‬
‫‪ .‬نبي�ل ابراهيم املرجع الس�ابق ص ‪ ،184‬مبارك‪ ،‬س�عيد ‪،‬‬ ‫البشري‪ ،‬حممد طه‪ ،‬طه غني حسون ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪455‬‬
‫املرجع السابق ص ‪ 261‬‬ ‫(‪ )104‬حسني‪ ،‬حممد عبد الظاهر‪ ،‬املرجع السابق ص ‪14‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪56‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫م�ا حازه من عق�ار‪ ،‬أي أن احلائز املويف يرجع عىل احلائز‬ ‫فلا يضمن املدين الراهن االس�تحقاق إال بق�در ما أداه‬
‫االخر بنسبة قيمة العقار املرهون الذي اكتسبه‪ ،‬إىل مبلغ‬ ‫املوهوب له ( احلائز ) من عوض (‪.((10‬‬
‫الدين يف جمموعه‬
‫(‪((11‬‬

‫وعلي�ه فإن�ه اذا كانت قيم�ة الدي�ن (‪ )6‬آالاف ريال‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬عالقة احلائز بغريه من احلائزين‪.‬‬
‫سعودي‪ ،‬وكان مضمون برهنني أحدمها عىل عقار قيمته‬ ‫إذا كان العق�ار املرهون تم التصرف فيه إىل أكثر من‬
‫(‪ )6‬االف ريال س�عودي واالخر قيمته (‪ )3‬االف ريال‬ ‫شخص بحيث يصبح كل واحد منه حائز ًا وقام أحدهم‬
‫س�عودي فإنه ال يتحمل من هذا الدي�ن اال بقدر حصته‬ ‫بالوف�اء ب�كل الدين‪ ،‬فه�ل حيق ل�ه الرجوع على احلائز‬
‫بحس�ب قيم�ة ما حازه م�ن عقار‪ ،‬أي بنس�بة (‪ )6‬قيمة‬ ‫اآلخر والتنفيذ عىل العقار بأكمله ؟‬
‫عق�اره إىل (‪ )9‬أي قيم�ة الرهن كل�ه أي الثلثني‪ ،‬فإن ما‬ ‫ال ش�ك أنه يف هذه احلالة يكون للحائز الرجوع عىل‬
‫جي�ب عليه دفع�ه هو ثلث�ي الدين‪ ،‬أي مبل�غ ( ‪ )4‬آالف‬ ‫احلائ�ز اآلخر الرشي�ك يف العقار ب�كل الدين وينفذ عىل‬
‫ريال سعودي ‪.‬‬ ‫العق�ار املرهون بأكمله‪ ،‬عىل أس�اس أنه حيل حمل الدائن‬
‫واحلائ�ز الث�اين ال يتحمل إال بقدر حصته وبحس�ب‬ ‫ال�ذي وىف له بكل الدين (‪ ((10‬وكذل�ك انطالق ًا من مبدأ‬
‫قيمة ما حازه من عقار أي بنس�بة قيمة عقاره إىل ‪ 9‬قيمة‬ ‫عدم جتزئة الدين (‪.((11‬‬
‫التأمني العيني كله أي الثلث ‪.‬‬ ‫أم�ا إذا كانت هناك أكثر من عق�ارات مرهونة لدائن‬
‫أي أن م�ا جيب دفعه من الدين هو ألفا ريال وهذا ما‬ ‫واحد وقام احلائز ألحد ه�ذه العقارات بقضاء الديون‪،‬‬
‫يرجع به احلائز األول عىل احلائز الثاين ‪.‬‬ ‫فهل حيق له الرجوع عىل احلائزين اآلخرين بام وفاه ؟‬
‫مل ينظ�م املنظ�م الس�عودي ه�ذه احلال�ة‪ ،‬يف حني أن‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬عالقة احلائز بالكفيل‪.‬‬ ‫املشرع املرصي (‪َ ((11‬بينََّ أنه يك�ون للحائز الرجوع عىل‬
‫إذا كان العق�ار املضمون بالرهن العق�اري مضمون ًا‬ ‫احلائز لعقار آخر مرهون ولكن بنس�بة معينة‪ ،‬هي حصة‬
‫ايض� ًا بكفال�ة ش�خصية‪ ،‬أو عيني�ة‪ ،‬وقام احلائ�ز بالوفاء‬ ‫هذا احلائز بحسب ما حازه من عقار‪ ،‬لذلك نرى رضورة‬
‫بالدي�ن إىل الدائ�ن املرهت�ن‪ ،‬أو نزع�ت ملكي�ة العق�ار‬ ‫األخذ بام أخذ به املرشع املرصي‪ ،‬بحيث ال يكون للحائز‬
‫املرهون جرب ًا عنه‪ ،‬فال يس�تفيد من ه�ذه الكفالة‪ ،‬حيث‬ ‫املويف بالدي�ن اال الرجوع عىل احلائز اآلخر املالك لعقار‬
‫ال حي�ل حم�ل الدائن يف الرجوع عىل كفيل ش�خيص كفل‬ ‫آخ�ر مرهون يف ح�دود حصته من الدين بحس�ب قيمة‬
‫املدي�ن‪ ،‬وال عىل كفيل عيني قدم رهنا عقاري ًا‪ ،‬أو منقوالً‬
‫(‪ )108‬العبيدي‪ ،‬عيل هادي‪،،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،292‬سوار‪.‬‬
‫ضامن ًا للدين ‪.‬‬ ‫حممد وحيد الدين‪ ،‬املرجع السابق ص ‪117‬‬
‫(‪ )109‬حسني‪ ،‬حممد عبد الظاهر‪ ،‬املرجع السابق ص ‪142‬‬
‫وه�ذا ما نص�ت عليه املادة ( السادس�ة والثالثون )‬ ‫(‪( )110‬امل�ادة العارشة )م�ن نظام الرهن العقاري الس�عودي (‬
‫من نظام الرهن العقاري املس�جل «للحائز الرجوع عىل‬ ‫كل ج�زء م�ن العقار املرهون ضامن ل�كل الدين وكل جزء‬
‫من الدين مضمون بالعقار املرهون مامل يتفق عىل غري ذلك )‬
‫املدين بام دفعه زيادة عىل ما هو مستحق يف ذمته بمقتىض‬ ‫(‪ )111‬املادة (‪ )331‬من القانون املدين املرصي ‪(0‬إذا وىف حائز العقار‬
‫س�ند حقه أي ًا كان السبب يف دفع هذه الزيادة‪ ،‬وحيل حمل‬ ‫املره�ون كل الدين‪ ،‬وح�ل حمل الدائنني‪ ،‬فال يك�ون له بمقتىض‬
‫هذا احللول أن يرجع عىل حائز لعقار آخر مرهون يف ذات الدين‬
‫(‪ )112‬زهران‪ ،‬مهام حممد حممود‪ ،‬املرجع السابق ص ‪515‬‬ ‫إال بقدر حصة هذا احلائز بحسب قيمة ما حازه من عقار‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الدائنين املرهتنين متقدما يف املرتب�ة‪ ،‬إذا كانت‬ ‫الدائنين الذين وفاهم حقوقهم فيما هلم من حقوق قبل‬
‫ٍ‬
‫عندئذ‬ ‫قيم�ة العق�ار ال تتجاوز م�ا دفعه‪ ،‬ألن�ه‬ ‫املدين‪ ،‬بام يف ذلك ماهلم من تأمينات قدمها املدين‪ ،‬دون‬
‫س�يحل حمل من دفع دينه من ه�ؤالء الدائنني‪،‬‬ ‫التأمينات التي قدمها شخص آخر»‬
‫مما يؤدي عم ً‬
‫لا إىل إحجام الدائنين املتأخرين‬ ‫كذلك عدم رجوع احلائز عىل الكفيل راجع إىل مبدأ‬
‫عن اختاذ إجراءات التنفيذ عىل العقار املرهون‬ ‫مقرر يف عقد الكفالة‪ ،‬أنه ال جيوز للمدين أن يسوء مركز‬
‫‪ -5‬ويرتت�ب على وف�اء احلائ�ز بكاف�ة الدي�ون‬ ‫الكفي�ل‪ ،‬ألن املدين لو مل يتصرف يف العقار املرهون إىل‬
‫املضمون�ة بالعقار املره�ون‪ ،‬أن يصب�ح العقار‬ ‫ش�خص آخر‪ ،‬الستطاع الدائن أن ينفذ عىل العقار حتت‬
‫خالصا م�ن الرهن النقضائه بالدين املضمون‪،‬‬ ‫يديه‪ ،‬دون الرجوع عىل الكفيل (‪.((11‬‬
‫ويكون للحائز املطالبة بمحو ما عىل العقار من‬
‫قيود‬ ‫اخلامتة مع أهم التوصيات‬
‫‪ -6‬أن احلائ�ز إذا قام بالوفاء بدين املدين يكون قد‬ ‫‪ -1‬للمرهت�ن ح�ق تتب�ع العقار املره�ون يف يد أي‬
‫وىف بدين غري مس�تحق يف ذمته‪ ،‬وبالتايل يكون‬ ‫حائ�ز له الس�تيفاء حق�ه منه عند حل�ول أجل‬
‫ل�ه احل�ق يف الرج�وع على املدي�ن عىل أس�اس‬ ‫الوفاء به وفق ًا ملرتبته ‪.‬‬
‫اإلث�راء بلا س�بب‪ ،‬ذل�ك أن املدين ق�د أثري‬ ‫‪ -2‬يك�ون للحائ�ز وضامن� ًا حلقوق�ه يف مواجه�ة‬
‫على حس�اب احلائز ب�أن برئ�ت ذمت�ه دون أن‬ ‫الدائ�ن املرهتن أن يتمس�ك يف مواجه�ة الدائن‬
‫يدفع ش�يئا‪ ،‬وبالتايل يعترب احلائ�ز دائنا للمدين‬ ‫املرهت�ن بجمي�ع الدف�وع التي من ش�أهنا انكار‬
‫بما وف�اه‪ ،‬ويكون له احل�ق يف أن ينفذ عىل مجيع‬ ‫ح�ق التتب�ع ومنع التنفي�ذ عىل العق�ار املرهون‬
‫أموال املدي�ن بمقتىض ما له من حق يف الضامن‬ ‫وهو يف يده‬
‫العام‬ ‫‪ -3‬حلائ�ز العق�ار املرهون إذا ما تم إن�ذاره بالوفاء‬
‫‪ -7‬كذل�ك للحائ�ز الرجوع على املدين بما دفعه‬ ‫بالدي�ن املثق�ل ب�ه العق�ار املره�ون وحس�ب‬
‫زي�ادة على م�ا ه�و مس�تحق يف ذمت�ه بمقتىض‬ ‫أحكام نظام التنفيذ ‪ ،‬أن يبادر إىل الوفاء بالدين‬
‫س�ند حقه أي ًا كان الس�بب يف دفع ه�ذه الزيادة‬ ‫والنفقات‪ ،‬عىل أن يرجع بام أداه عىل املدين وله‬
‫وحي�ل حمل الدائنني الذي�ن وفاهم حقوقهم فيام‬ ‫ان حي�ل حمل الدائن الذي اس�توىف دين�ه فيام له‬
‫هل�م م�ن حقوق قب�ل املدين‪ ،‬بما يف ذلك ماهلم‬ ‫من حقوق‪.‬‬
‫من تأمينات قدمها املدي�ن دون التأمينات التي‬ ‫‪ -4‬إال أن احلائ�ز ال يلزم بدفع كل الدين املضمون‬
‫قدمها شخص آخر‪.‬‬ ‫بالره�ن ب�ل يكف�ي أن يدف�ع دين م�ن كان من‬
‫‪ -8‬كذلك حلائ�ز العقار املرهون تالفي ًا إلجراءات‬
‫(‪ )113‬علم الدين‪ .‬حمي الدين ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ ،541‬سعد‬
‫تتبع العق�ار املرهون من قبل الدائنني املرهتنني‪،‬‬ ‫‪ .‬نبيل ابراهيم املرجع السابق ص ‪151‬‬
‫تطهير العق�ار املره�ون‪ ،‬وذلك بع�رض قيمته‬ ‫على العك�س ف�إن الكفي�ل الش�خيص او العيني الذي يويف‬
‫بالدي�ن حيق ل�ه احللول حمل الدائن يف الرج�وع عىل احلائز ‪.‬‬
‫عىل ارب�اب الديون املقيدة عىل العقار املرهون‪،‬‬ ‫انظر‪ :‬زهران‪ ،‬مهام حممد حممود‪ ،‬املرجع السابق ص ‪514‬‬
‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪58‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫التوصيات‪:‬‬ ‫ف�إذا قبل ه�ؤالء الدائنين العرض دف�ع احلائز‬


‫‪ -1‬مل ُيبّي�نّ املنظ�م الس�عودي ماه�ي اإلج�راءات‬ ‫هل�م ه�ذه القيمة حس�ب ترتيب اس�تحقاقهم‪،‬‬
‫الواج�ب اتباعها من قبل حائز العقار املرهون‪،‬‬ ‫ويرتت�ب عىل ذلك ختليص العق�ار املرهون من‬
‫حت�ى يتم تطهير العق�ار بحيث يك�ون النص‬ ‫مجيع الرهون حتى تلك التي مل حيصل أصحاهبا‬
‫على ان�ه ((اذا أراد احلائز تطهير العقار وجب‬ ‫على يشء من قيمة العقار املرهون‪ ،‬و إذا رفض‬
‫علي�ه أن يوجه إىل الدائنني املقي�دة حقوقهم يف‬ ‫الدائن�ون كله�م أو بعضهم ه�ذا العرض‪ ،‬كان‬
‫مواطنهم املخت�ارة املذكورة يف القيد‪ ،‬إعالنات‬ ‫هل�م احلق يف تتبع العقار املره�ون واحلجز عليه‬
‫تش�تمل على البيان�ات اآلتي�ة‪( :‬أ) خالص�ة‬ ‫وبيع�ه يف امل�زاد العلني آملين يف احلصول عىل‬
‫م�ن س�ند‪ ‬ملكية احلائ�ز تقترص عىل بي�ان نوع‬ ‫ثمن أكثر مما عرض عليهم‬
‫الترصف وتارخيه وأس�م املالك الس�ابق للعقار‬ ‫‪ -9‬ال ش�ك أن احلائز إذا مل يبادر إىل أداء الدين مع‬
‫مع تعيين هذا املالك تعيين�ا دقيقا وحمل العقار‬ ‫النفقات‪ ،‬أو إىل تطهير العقار املرهون‪ ،‬كان له‬
‫م�ع تعيين�ه وحتديده بالدق�ة ‪ ,‬واذا كان الترصف‬ ‫احل�ق يف االشتراك يف مزايدة العق�ار املرهون‪،‬‬
‫بيع�ا يذكر أيضا الثمن وما عس�ى أن يوجد من‬ ‫فإذا رس�ا امل�زاد علي�ه‪ ،‬وأدى الثمن ع�د مالكا‬
‫تكاليف تعترب جز ًءا من هذا الثمن‪( .‬ب) تاريخ‬ ‫للعق�ار بمقتىض وثيقة ملكيته األصيل‪ ،‬ويتطهر‬
‫تسجيل ملكية احلائز ورقم هذا التسجيل‪( .‬ج)‬ ‫العق�ار املره�ون من كل حق مس�جل عليه‪ ،‬إذا‬
‫املبل�غ الذى يقدره احلائ�ز قيمة للعقار ولو كان‬ ‫دف�ع احلائز الثمن الذي رس�ت عليه املزايدة به‬
‫التصرف بيع�ا وجي�ب أال يق�ل ه�ذا املبلغ عن‬ ‫واودعه يف حس�اب بنك كذلك فإنه إذا أحرض‬
‫السعر الذى يتخذ أساسا لتقدير الثمن يف حالة‬ ‫املدين قبل رسو املزاد مشرتيا للعني املحجوزة‪،‬‬
‫نزع امللكي�ة ‪ ,‬وال أن يقل يف أي حال عن الباقي‬ ‫ودفع مبلغ ال يقل عن الدين املحجوز من أجله‬
‫يف ذمة احلائز م�ن ثمن العقار إذا كان الترصف‬ ‫العقار املره�ون‪ ،‬أجاز قايض التنفيذ هذا البيع‪،‬‬
‫بيع�ا‪ .‬وإذا كان�ت أج�زاء العقار مثقل�ة برهون‬ ‫واس�تلم الثم�ن مضافا إلي�ه مرصوفات احلجز‬
‫خمتلف�ة وج�ب تقدي�ر قيمة كل ج�زء عىل حدة‬ ‫والتنفيذ‬
‫(د) قائم�ة باحلق�وق التي تم قيده�ا عىل العقار‬ ‫‪ -10‬أما إذا رس�ا املزاد عىل غري حائزه س�واء كان‬
‫قبل تس�جيل سند احلائز تشمل عىل بيان تاريخ‬ ‫أح�د الدائنين‪ ،‬أو ش�خصا أجنبي� ًا‪ ،‬ف�إن ه�ذا‬
‫هذه احلقوق وأسامء الدائنني‪.‬‬ ‫األخير يتلق�ى حق�ه م�ن احلائز بمقتضى قرار‬
‫‪ -2‬مل ُيبّي�نّ املنظ�م الس�عودي ما هي امل�دة الزمنية‬ ‫رس�و امل�زاد عليه س�واء دخ�ل احلائ�ز يف املزاد‬
‫التي جيب على احلائز البقاء عىل عرضه‪ ،‬لذلك‬ ‫أم مل يدخ�ل ‪.‬ويك�ون للحائ�ز الرجوع بدعوى‬
‫ن�رى رضورة الن�ص على ذلك‪ ،‬بحي�ث يبقى‬ ‫الضمان على املال�ك الس�ابق يف احل�دود التي‬
‫احلائ�ز ملز ًما بعرض�ه إذا م�ا أراد تطهري عقاره‬ ‫يرج�ع هب�ا اخلل�ف عىل م�ن تلق�ى من�ه امللكية‬
‫من الرهن‬ ‫معاوضة أو تربع ًا‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -3‬مل ُيبّي�نّ املنظم الس�عودي ما هو ح�ق احلائز يف‬


‫حال�ة اذا كانت هن�اك عق�ارات مرهونة لدائن‬
‫واحد وق�ام احلائز ألحد هذه العقارات بقضاء‬
‫الدي�ون‪ ،‬فه�ل حي�ق له الرج�وع على احلائزين‬
‫اآلخري�ن بما وف�اه الوف�اء بدي�ن الره�ن هذه‬
‫احلالة‪ ،‬وعليه نرى رضورة النص عىل انه يكون‬
‫للحائ�ز الرجوع عىل احلائ�ز لعقار آخر مرهون‬
‫ولك�ن بنس�به معين�ه‪ ،‬ه�ي حص�ة ه�ذا احلائز‬
‫بحسب ما حازه من عقار‪.‬‬
‫‪َ -4‬بَّي�نَّ َ املنظ�م الس�عودي يف امل�ادة (التاس�عة‬
‫والعرشون) من نظام الرهن العقاري أنه يكون‬
‫للحائ�ز احلرية يف ان يؤدي الدي�ن مع النفقات‬
‫بعد إنذاره إذا رأى مصلحة له يف ذلك وبرصف‬
‫النظ�ر عام اذا كان ثم�ن العقار املرهون هو دين‬
‫يف ذمت�ه ملصلح�ة املدي�ن الراه�ن أم ال‪ ،‬ونحن‬
‫نرى بضرورة إجبار احلائز على الوفاء بالدين‬
‫إذا كان يف ذمت�ه بس�بب امتالكه العقار املرهون‬
‫مبل�غ مس�تحق األداء ح�اال يكفي لوف�اء مجيع‬
‫الدائنني املقيدة حقوقهم عىل العقار املرهون‬

‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪60‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -11‬س�وار ‪ ،‬حمم�د وحي�د الدين‪،1995،‬احلق�وق‬ ‫قائمة املراجع‬


‫العينية والتبعية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‪ ،‬عامن ‪.‬‬ ‫املراجع العامة‬
‫‪ -12‬عبد الدايم ‪ ،2007،‬حس�ني اإلئتامن العقاري‬ ‫‪ -1‬البشير‪ ،‬حممد طه البشير وطه‪ ،‬غني حسون طه‬
‫بين الرشيع�ة االسلامية والقان�ون امل�دين‪ ،‬دار‬ ‫(‪ )1982‬احلقوق العينية ‪.‬‬
‫الفكر اجلامعي ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزقرد‪ ،‬أمحد الس�عيد‪ ،‬بال س�نة طب�ع‪ ،‬التأمينات‬
‫‪ -13‬عبد السالم‪ ،‬سعيد سعد‪،‬الوجيز يف التأمينات‬ ‫الش�خصية‪ ،‬دراس�ة يف قانون التموي�ل العقاري‬
‫الش�خصية والعيني�ة‪ ،‬مطبع�ة احلق�وق‪ ،‬جامع�ة‬ ‫‪2001/148‬‬
‫املنوفية ‪.1997‬‬ ‫‪ -3‬الس�نهوري‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،)1994 (،‬الوس�يط‬
‫‪ -14‬عبي�دات‪ ،‬بك�ر‪ ،2011 ،‬احلق�وق العيني�ة‬ ‫يف رشح القان�ون امل�دين‪ ،‬التأمينات الش�خصية‬
‫االصلية والتبعية‪،‬دار املسرية للنرش‪ ،‬عامن‪.‬‬ ‫والعيني�ة ج ‪ ،.10‬تنقي�ح املستش�ار‪ ،‬مصطف�ى‬
‫‪ -15‬علم الدين‪ ،‬بال سنة طبع‪ ،‬حمي الدين اسامعيل‪،‬‬ ‫حممد الفقي‪ ،‬الطبع�ة الثانية‪،‬النارش‪ ،‬دار النهضة‬
‫اص�ول القان�ون املدين‪ ،‬اجل�زء الثال�ث‪ ،‬احلقوق‬ ‫العربية ‪.‬‬
‫العينية االصلية والتبعية‬ ‫‪ -4‬العبي�دي‪ ،‬علي ه�ادي‪ ،) 2011 (،‬الوجي�ز يف‬
‫‪ -16‬مب�ارك‪. ،‬س�عيد م‪ ،1996-1995‬موج�ز‬ ‫رشح القانون امل�دين‪ ،‬احلقوق العينية‪ ،‬دار الثقافة‬
‫اح�كام القانون امل�دين االردين – احلقوق العينيه‬ ‫للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‬
‫– الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫‪ -5‬العبيدي‪ ،‬عيل هادي‪ )2014(،‬الوجيز يف رشح‬
‫‪ -17‬م�ريس باش�ا‪ ،‬حمم�د كام�ل‪ ،2005 ،‬رشح‬ ‫احلقوق العينية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عامن‬
‫القانون امل�دين‪ ،‬التأمين�ات الش�خصية والعينية‪،‬‬ ‫‪ -6‬العم�رويس‪ ،‬ان�ور (‪ ،)2003‬احلق�وق العيني�ة‬
‫تنقي�ح املستش�ار عىل س�كيكر‪ ،‬واملستش�ار معتز‬ ‫التبعية‪ ،‬بدون دار نرش‬
‫كامل مريس‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪ -7‬تناغ�و‪ ،‬س�مري‪ ،2008 ،‬التأمين�ات العيني�ة‬
‫‪ -18‬منصور‪ ،‬حممد حسني –‪ ،2005‬النظرية العامة‬ ‫والشخصية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‬
‫لالئتامن – النارش دار املعارف باإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪ -8‬حسين‪ ،‬حممد عب�د الظاه�ر‪ ،‬التأمين�ات العينية‬
‫‪ -19‬نايل‪ ،‬السيد عيد – ‪ 1419‬هـ‪ ،‬احكام الضامن‬ ‫والشخصية‪2002 ،‬‬
‫العين�ي والش�خيص – النرش العلم�ي واملطابع –‬ ‫‪ -9‬زهران‪،‬مه�ام حمم�د‪ ،2001،‬التأمين�ات العيني�ة‬
‫جامعة امللك سعود‬ ‫والشخصية‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -20‬وايف‪ ،‬حمم�ود علي عب�د السلام ( ‪)2014‬‬ ‫‪ -10‬س�عد‪ ،‬نبيل ابراهيم‪ ،2010‬التأمينات العينية‬
‫أص�ول التنفي�ذ القضائ�ي يف النظام الس�عودي‪،‬‬ ‫والش�خصية – منش�ورات احللب�ي احلقوقي�ة –‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة ابن رشد‬ ‫الطبعة األوىل ‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -4‬نظ�ام التس�جيل العين�ي للعق�ار رق�م م‪6/‬‬ ‫املجالت ‪:‬‬


‫تاري�خ ‪ 1423‬نشر يف اجلري�دة الرس�مية‬ ‫‪ -1‬املس�اعدة‪ .،‬نائل عيل (‪ ،)2005‬احللول بس�بب‬
‫تاري�خ‬ ‫(‪)3891‬‬ ‫‪1423/11/2‬الع�دد‬ ‫الوفاء‪،‬جمل�ة الرشيعة والقانون‪ ،‬املجلد ‪ 32‬العدد‬
‫‪1423/3/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ -5‬الالئح�ة التنفيذيةلنظام التس�جياللعيني للعقار‬ ‫‪ -2‬علي‪ ،‬منق�ذ عب�د الرض�ا‪ )2010(،‬أث�ر الرهن‬
‫الص�ادرة بقرار جمل�س الوزراء رق�م‪ / 7 /‬ب‪/‬‬ ‫التأمين�ي يف حق�وق مالك العق�ار املرهون‪ ،‬جملة‬
‫‪ 3887‬وتاري�خ ‪ 1423 / 2 / 14‬ه�ـ وبق�رار‬ ‫جامعة ذي قار‪ ،‬العدد ‪ 5‬جملد ‪.5‬‬
‫مع�ايل وزير العدل رق�م ‪ 4493‬وتاريخ ‪6 / 14‬‬ ‫‪ -3‬حمس�ن‪ ،‬منص�ور حات�م‪ )2013(،‬االتفاقي�ات‬
‫‪1425 /‬هـ وبتعميم معايل وزير العدل رقم ‪13‬‬ ‫املعدل�ة حل�ق الدائن املرهت�ن يف التنفي�ذ عىل املال‬
‫‪ /‬ت ‪ 2476 /‬يف ‪1425 / 6 / 23‬هـ‬ ‫املره�ون‪ ،‬جمل�ة جامع�ة باب�ل العلوم اإلنس�انية‪،‬‬
‫‪ -6‬القان�ون امل�دين ‪ :‬مجهوري�ة مصر العربي�ة قانون‬ ‫جملد ‪ 21‬عدد‪. 1‬‬
‫رقــ�م ‪ 131‬لس�نة ‪ 1948‬بتاري�خ ‪/ 7 / 29‬‬ ‫‪ -4‬بني خلف‪ ،‬هاش�م أمح�د‪،)2015( ،‬دور الرهن‬
‫‪.1948‬‬ ‫يف املحافظة عىل حقوق الدائنني املرهتنني يف نظام‬
‫الرهن العقاري السعودي‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‬
‫واإلدارية‪،‬جامعة املجمعة‪ ،‬العدد(‪.)7‬‬

‫الترشيعات‬
‫‪ -1‬نظ�ام الرهن العقاري الس�عودي رقم ‪49‬تاريخ‬
‫‪1433/8/133‬هـ‪ ،‬ونرش يف اجلريدة الرس�مية‬
‫يف ‪ 6‬شوال عام ‪ 1433‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظ�ام التنفي�ذ الس�عودي رق�م ‪/53‬تاري�خ‬
‫‪ 1433 /8/13‬هـ‪ ،‬ونرش باجلريدة الرس�مية يف‬
‫‪1433/10/13‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الالئحة التنفيذية لنظام التنفيذ الصادرة باملوافقة‬
‫بق�رار معايل وزير العدل رق�م ‪9892‬تاريخ ‪/ 7‬‬
‫‪1434 / 4‬ه�ـ وبتعميم مع�ايل وزير العدل رقم‬
‫‪ / 13‬ت ‪ 4892 /‬يف ‪1434 / 4 / 17‬ه�ـ‬
‫واملعم�ول هب�ا اعتب�ار ًا م�ن ‪1434 / 4 / 18‬ه‬
‫ونشر باجلري�دة الرس�مية رق�م (‪ )4425‬تاريخ‬
‫‪1433 / 10 / 13‬ه‬

‫هاشم أمحد سامل بني خلف‪ :‬حقوق حائز العقار املرهون يف مواجهة إجراءات التتبع من قبل الدائنني املرهتنني‬ ‫‪62‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ِس ْيم َياء ال ِّلباس في ُم َد َّو َنات َ‬


‫األدب َ‬
‫الق ِديمة‬
‫د‪.‬عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‬
‫األستاذ املشارك يف قسم األدب‬
‫كلية اللغة العربية‪-‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪This research is trying to touch the most prominent‬‬ ‫ح�اول هذا البحث أن يتلمس أبرز دالالت األلبس�ة يف املدونات‬
‫‪dresses› indications in the old blogs of literature‬‬ ‫األدبية القديمة‪ ،‬ويس�لط الضوء على العالمات الدالة للباس من‬
‫‪and also highlights the marks that are indicating‬‬ ‫رب أغوار النصوص بعيد ًا عن‬ ‫خالل مقاربة سيميائية‪ ،‬حتاول أن ت َْس َ‬
‫‪to the dress by semiotic comparison, trying to‬‬ ‫الدالالت املبارشة‪ ،‬مع اس�تجالب املؤثرات املحاذية للنصوص‪،‬‬
‫‪probe the depth of the texts away from the direct‬‬ ‫وم�دى تأثريها يف اختيار األلبس�ة‪ ،‬وأنواعه�ا‪ ،‬وألواهنا‪ ،‬وتوقيت‬
‫‪connotation, and bringing the effects that are‬‬
‫لبسها‪.‬‬
‫إن اللب�اس بأنواع�ه املتفرق�ة‪ ،‬وألوان�ه املختلف�ة م َّثل م�اد ًة ثريةً‬
‫َّ‬
‫‪adjacent with texts and how it effect in choosing‬‬
‫وخصص مؤلفوه�ا أبواب ًا وفصوالً هلذا‬ ‫َّ‬ ‫ملدون�ات األدب القديم‪،‬‬
‫‪the dresses and its types and colors and the time of‬‬
‫املوض�وع ‪ ،‬وعَب�رَ َ بطرائ�ق متع�ددة‪ ،‬غير أن الالف�ت لنظري من‬
‫‪wearing them.‬‬
‫أن اللب�اس يطوي عالم�ات رامزة‬ ‫خلال الفح�ص واالس�تقراء َّ‬
‫‪The dress and its sporadic types and different‬‬
‫تشي بدالالت ثقافية واجتامعية وسياس�ية‪ ،‬واس�تطاع العرب أن‬
‫‪colors like rich material for the codes of the old‬‬
‫يوظفوه�ا توظيف ًا غري مبارش‪ ،‬وأن جيعلوا من لونه‪ ،‬أو ش�كله‪ ،‬أو‬
‫‪literature and its authors have allocated units and‬‬
‫لِ ْبس�تِه عالم ًة دالة‪ ،‬وهذه املقالة العلمية س�تفتح ش�هية الدارسني‬
‫‪chapters for this subject, and blogs by various‬‬ ‫مزي�د م�ن البحث واالس�تنتاج ل�دالالت اللب�اس يف األدب‬ ‫ٍ‬ ‫إىل‬
‫‪methods, however strikingly by the examination‬‬ ‫العريب القديم‪ ،‬واحلديث‪ ،‬وبخاصة يف ظل تطور األلبس�ة‪ ،‬وكثرة‬
‫‪and indication that the dress replicate marks‬‬ ‫وتنوعها‪ ،‬وحس�بي أنني حاولت أن أتلمس طريق ًا طريف ًا للدرس‬
‫‪indicating to various cultural and social and‬‬ ‫والتحليل‪ ،‬وأن أكش�ف ع�ن ملمح من مالمح التط�ور الفكري‪،‬‬
‫‪political aspects, the research tried to highlight‬‬ ‫واملظه�ري عند العرب‪ ،‬وقدرهتم يف توظيف هذا املظهر يف مآرب‬
‫‪them.‬‬ ‫فكرية أخرى‪ ،‬تتجاوز الظاهر‪ ،‬والبسيط إىل دالالت عميقة‪.‬‬

‫منهج يعتني بقراءة العالمات‪ ،‬والعالمة‬


‫والسيميائية ٌ‬ ‫املقدمة‬
‫حي�ل حم�ل ٍ‬
‫يشء آخر‪ُّ ،‬‬ ‫«ه�ي كل ٍ‬
‫يشء ُّ‬
‫ويدل عليه‪ ،‬س�واء‬ ‫أض َح�ى ال ِّلباس َم ْع َلماَ ً من معامل ال َّتماَ ُيز‪ ،‬و َم ْي َسَم�اَ ً داالً عىل‬
‫ْ‬
‫أكانت عالم ًة لفظية‪ ،‬أم عالم ًة غري لفظية‪ ،‬طبيعية‪ ،‬أو غري‬ ‫هوي�ة األش�خاص‪ ،‬وم�ؤرش ًا على احلال�ة التي يعيش�ها‬
‫طبيعية »(((‪.‬وهذا املنهج ‪-‬يف تقديري‪ -‬هو املنهج األقدر‬ ‫كل قط�ا ٍع‬ ‫�ه‪ ،‬ويف ِّ‬ ‫اس ِ‬‫اإلنس�ان؛ فالعس�كري يتَمي ُ�ز ِبلب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫وتلمس التفسريات األنسب‬
‫عىل كش�ف النُّظم الثقافية‪ُّ ،‬‬ ‫ومظه�ر خيتلف عن اآلخ�ر‪ ،‬والطبيب له‬ ‫ٌ‬ ‫عس�كري ٌ‬
‫لون‬
‫ملدل�والت اللب�اس‪ ،‬ويؤيد ذلك انفتاح ه�ذا املنهج عىل‬ ‫لباس�ه ال�ذي ُي ْفصح ع�ن مهنته‪ ،‬وامل�رأة املس�لمة تتم َّي ُز‬
‫ٍ‬
‫معرفية عديدة‪ ،‬كاللسانيات‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬واملنطق‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫حقول‬ ‫�متِ َها‪ ،‬وهكذا أصبح اللباس‬ ‫ِ‬
‫عن غريها بحجاهبا‪ ،‬وح ْش َ‬
‫والتحلي�ل النفسي‪ ،‬واألنثروبوجلي�ا‪ ،‬كام أهن�ا هتتم بكل‬ ‫عالم� ًة من العالم�ات املهمة يف الثقاف�ات العاملية‪ ،‬وربام‬
‫اس�تطاع القارئ َف ْهم حالة الالبس‪ ،‬وش�عوره‪ ،‬وتوجهه‬
‫(‪ )1‬مباح�ث يف الس�يميائيات‪ ،‬عب�د املجي�د العاب�د‪ ،‬مطبع�ة دار‬
‫القرويني‪ ،‬ط‪2008 ،1:‬م‪.11:‬‬ ‫من اللباس‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ف السيميائية بأهنا‪« :‬العلم العام الذي‬


‫عر َ‬
‫التواصل‪ -‬أن ُي ِّ‬ ‫جم�االت الفعل اإلنس�اين»‪ .‬إنهَّ�ا أداة لق�راءة كل مظاهر‬
‫ي�درس كل أنس�اق العالم�ات أو الرم�وز الت�ي بفضلها‬ ‫السلوك اإلنساين بدء ًا من االنفعاالت البسيطة‪ ،‬ومرور ًا‬
‫يتح َّقق التواصل بني الناس»(((‪.‬‬ ‫بالطق�وس االجتامعية‪ ،‬وانتهاء باألنس�اق اإليديولوجية‬
‫لقد اع َتنَت الس�يميائية يف بعض توجهاهتا باملس�توى‬ ‫الكربى»(((‪.‬‬
‫الت�داويل‪ ،‬ووجه�ت جهدها إىل دراس�ة فاعلي�ة حضور‬ ‫وقد تع�ددت اجتاهات املنهج الس�يميائي(((مابني ٍ‬
‫اجتاه‬
‫العالمة داخل احلي�اة االجتامعية‪ ،‬ومتثل تداولية موريس‬ ‫حيرصه�ا يف دراس�ة األنظم�ة الدال�ة م�ن خلال الظواهر‬
‫أنموذج ًا للبحث يف دائرة الدرس السيميائي العام‪ ،‬الذي‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬والثقاف�ة املالبس�ة للنص�وص‪ ،‬وه�ي هب�ذا‬
‫تغطي حيثياته كل مظاهر احلياة العامة خارج إطار اللغة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫واجتاه يرى أن السيميائية‬ ‫املنظور معدودة من اللس�انيات‪،‬‬
‫وهو ينحو إىل ٍ‬
‫نزعة تداولية يف الدرس السيميائي(((‪.‬‬ ‫ه�ي دراس� ٌة ألنظمة االتصال على وجه العموم‪ ،‬فتش�مل‬
‫وإذا أمعنَّ�ا النظ�ر إىل األلبس�ة الرجالي�ة والنس�وية‬ ‫ٍ‬
‫واجتاه ثالث حاول أن يو ِّف َق‬ ‫بذلك اللغوي‪ ،‬وغري اللغوي‪،‬‬
‫والطفولية‪ ،‬وأنظمتها املتفاوتة عاملي ًا‪ ،‬وما ُي ْب َذ ُل يف س�بيلها‬ ‫بني االجتاهني الس�ابقني‪ ،‬فهو ُي ْعنَى بالرموز اللغوية‪ ،‬وغري‬
‫أم�وال يف رشائه�ا‪ ،‬و َتن ِْس� ْيقها‪ ،‬ومتابع�ة اجلديد منها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫اللغوية‪ ،‬ويس�تمد مرجعيت�ه من ٍ‬
‫عدد من النظم اللس�انية‪،‬‬
‫وإشهارها بطرائق إعالمية عديدة‪ ،‬وبروز عالمات جتارية‬ ‫والفلسفية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬واالجتامعية‪.‬‬
‫كبرى يف اللب�اس‪ ،‬وغير ذل�ك من األط�ر الت�ي جعلت‬ ‫«إن النص ليس نظام ًا لغوي ًا كام يزعم‬
‫تقول جوليا كرستيفا‪َّ :‬‬
‫دراستها تدخل ضمن علم العالمات‪ ،‬وجعلت ناقد ًا مثل‬ ‫البنيوي�ون‪ ،‬أو كام يرغب الش�كالنيون ال�روس‪ ،‬وإنام هي‬
‫روالن بارت يوجه بعض دراساته السيميائية إىل األلبسة‪،‬‬ ‫عدس� ٌة مقعر ٌة ٍ‬
‫ملعان‪ ،‬ودالالت متغايرة‪ ،‬ومتباينة‪ ،‬ومعقدة‬ ‫ُ َّ‬
‫أن اللباس «بوصفه ن ََس� َق ًا‬
‫و(املوض�ات) يف عامله�ا‪ ،‬ويرى َّ‬ ‫ٍ‬
‫أنظمة اجتامعية ودينية وسياسية سائدة»(((‪.‬‬ ‫يف إطار‬
‫سيميائي ًا ال يتمظهر إال يف صورة أزياء‪ ،‬أو بدالت تتجاوز‬ ‫َ�ح ُأفق� ًا واس�ع ًا‬
‫وه�ذه التعددي�ة يف االجتاه�ات َت ْفت ُ‬
‫ضمنه�ا مجلة من القط�ع امللبس�ية املختلفة‪...‬حيث يرتبط‬ ‫للبحث عن تفسريات عديدة لأللبسة الواردة يف مدونات‬
‫ٍ‬
‫اختيار من االختيارات بمجموع القطع امللبس�ية التي‬ ‫كل‬ ‫التراث الع�ريب بصفتها عالم� ًة من العالم�ات املهمة يف‬
‫تتناسب معه يف موضع اللبس‪ ،‬ويف الوظيفة ‪.(((»...‬‬ ‫املجتمعات‪ ،‬ومؤرش ًا ديني ًا‪ ،‬وثقافي ًا‪ ،‬ونفس�ي ًا‪،‬واجتامعي ًا‪،‬‬
‫َي ْستَدْ عي مزيد ًا من البحث يف أشكاهلا وألواهنا‪ ،‬وظهورها‬
‫(‪ )5‬أنظم�ة العالم�ات يف اللغ�ة واألدب والثقافة»مدخ�ل إىل‬ ‫ٍ‬
‫الس�يميوطيقيا» مقاالت مرتمجة ودراس�ات‪ ،‬س�يزا قاس�م‪،‬‬ ‫مناس�بة دون ُأخ�رى‪ ،‬وتأثريه�ا يف املتلقي‪ ،‬وغري ذلك‬ ‫يف‬
‫ونرص حامد أبو زي�د‪ ،‬دار إلياس العرصية‪-‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1:‬‬ ‫م�ن املناطات‪ ،‬وه�ذا االنفت�اح يف ق�راءة العالمات حدا‬
‫‪1986‬م‪.19:‬‬
‫ٍ‬
‫بباح�ث مثل ج�ورج مونان‪-‬وه�و من أنصار س�يميائية‬
‫(‪ )6‬انظر‪:‬مدخ�ل إىل الس�يميائيات التداولي�ة إس�هامات بيرس‬
‫وموريس‪ ،‬هواري بلقندور‪ ،‬جامعة مس�تغانم‪ ،‬منش�ورات‬
‫امللتقى الثالث بعنوان‪:‬الس�يمياء والنص األديب‪ ،‬تنظيم كلية‬ ‫(‪ )2‬السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاهتا‪ ،‬سعيد بنكراد‪ ،‬منشورات‬
‫اآلداب والعلوم االجتامعية‪ ،‬جامعة حممد حيرض‪ ،‬بس�كره‪،‬‬ ‫الزمن‪2003 ،‬م‪.16:‬‬
‫إبريل ‪2004‬م‪.‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬املنهج السيميائي وحتليل البنية العميقة للنص (مقالة)‪،‬‬
‫(‪ )7‬الس�يميائيات العام�ة ورهانات األنموذج اللس�اين‪ :‬النس�ق‪،‬‬ ‫د‪.‬حالَّم اجليالين‪ ،‬جملة املوقف األديب‪ ،‬احتاد الكتاب العرب‬
‫الدالل�ة‪ ،‬والتواص�ل‪ ،‬عب�د الق�ادر فهي�م –جامع�ة وهران‬ ‫بدمشق‪ ،‬العدد ‪ ،365‬أيلول ‪2001‬م‪.‬‬
‫على الراب�ط اآليت‪www.mohamedrabeea.com/:‬‬ ‫(‪ )4‬حوار مع جوليا كرس�تيفا‪ ،‬فؤاد منصور‪ ،‬جملة الفكر العريب‪-‬‬
‫‪books/book1_336.doc‬‬ ‫بريوت‪ ،‬العدد ‪ ،18‬عام ‪1982‬م‪.‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪64‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫فأه�ل اجلنة يلبس�ون الس�ندس‪ ،‬وهو‪ :‬احلري�ر الرقيق‪،‬‬ ‫وس�عيد بنكراد ‪-‬أح�د املتخصصني يف الس�يميائية‪-‬‬
‫واإلس�تربق‪ ،‬وه�و‪ :‬احلري�ر الغليظ؛»وذل�ك َّ‬
‫أن اهلل‬ ‫جي�د يف اللباس س�انحة ملعاجل�ات س�يميائية يبحث من‬
‫‪-‬تع�اىل‪ -‬إذا َّ‬
‫ح�ث عباده عىل الطاع�ة بالوعد والوعيد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وفكري�ة‪ ،‬واجتامعي�ة(((‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ديني�ة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫دالالت‬ ‫خالهل�ا ع�ن‬
‫منحصر يف‬
‫ٌ‬ ‫والوع�د بما يرغ�ب في�ه العقلاء‪ ،‬وذل�ك‬ ‫ويقول يف بعض اس�تنتاجاته التي ال ُيس َّل ُم هبا متام ًا‪« :‬ومل‬
‫األماكن‪ ،‬واملآكل‪ ،‬واملش�ارب‪ ،‬واملالب�س‪ ،‬ونحوها مما‬ ‫ُيصب�ح اللب�اس ُهوية خمصوص�ة إال عندما اس�تحوذت‬
‫تتحد فيه الطباع‪ ،‬أو ختتلف فيه‪ .‬وأرفع املالبس يف الدنيا‬ ‫اإليديولوجيات املختلفة‪ ،‬وعىل رأسها اإليديولوجيات‬
‫احلرير‪.((1( « ‬‬ ‫ٍ‬
‫حامل‬ ‫وحولت اجلسد إىل‬
‫الدينية عىل الفضاء العمومي‪َّ ،‬‬
‫واللباس يف قصة يوس�ف ‪-‬عليه السلام‪َ -‬ي ْستَحيل‬ ‫لداللة برصي�ة تتجاوز الفرد‪ ،‬وملكوته املحدود؛ لتحيل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إىل ٍ‬ ‫يتم وفقها التمييز والفصل‬
‫وإمارة من إمارات التربئة‪،‬‬ ‫وبرهان عىل الصدق‪،‬‬ ‫بينة‬ ‫عىل انتامءات عقدية وعرقي�ة ُّ‬
‫فالقمي�ص إن كان ُقدَّ من ُق ُبل فصدق�ت امرأة العزيز يف‬ ‫والتصني�ف‪ ،‬واحلك�م عىل منتجات�ه وس�لوكه‪ .‬فام حيدِّ د‬
‫ألن ذلك ٌ‬
‫دال عىل إقباله‬ ‫دعواها إرادة الس�وء وال ُف ْحش؛ َّ‬ ‫قيمة اجلسد وجوهره يف هذه اإليديولوجيات هو انتامؤه‬
‫فشق‪ ،‬وإن كان قميصه ُقدَّ من ُد ُبر‬
‫عليها‪ ،‬ومدافعتها إياه‪َّ ،‬‬ ‫إىل جمموعة بعينها‪.(((»...‬‬
‫َ‬
‫فكذ َبت وهو من الصادقني؛ ذلك أنه َه َر َب منها‪ ،‬فطلبته‪،‬‬ ‫وبع�ض الباحثني تتب�ع تتبع ًا عاج ً‬
‫ال بعض األلبس�ة‪،‬‬
‫فش� َّقت قميصه من ُد ُب�ر ﵛﭐﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ‬ ‫�ها بوصفه�ا عالمة م�ن العالم�ات الدَّ الة‪ ،‬كام يف‬
‫و َد َر َس َ‬
‫ف العزي�ز‬
‫ﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﵚﱠ(‪َ ((1‬ع َ�ر َ‬ ‫وزي األطب�اء‪ ،‬ولبس‬
‫ال�زي امل�دريس املوح�د‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫دراس�ة‬
‫ص�دق يوس�ف ‪ -‬علي�ه السلام ‪ -‬وبراءت�ه‪ ،‬وك�ذب‬ ‫العروس‪ ،‬وغري ذلك(‪.((1‬‬
‫امرأته(‪.((1‬‬ ‫وعندم�ا نتأم�ل الق�رآن‪ ،‬والس�نة النبوي�ة املطه�رة‪،‬‬
‫وه�ذا القمي�ص يف الس�ورة نفس�ها يك�ون أدا ًة‬ ‫أن أيقونة اللباس حترض حضور ًا بازغ ًا يف املش�هد‬
‫نلحظ َّ‬
‫لتمري�ر احليل�ة من إخوة يوس�ف ‪-‬عليه السلام‪ -‬حني‬ ‫الديني‪ ،‬ففي القرآن حترض لفظة اللباس بمعناها احلقيقي‬
‫أن الذئ�ب‬‫ج�اؤوا على قميص�ه ب�د ٍم ك�ذب‪ ،‬زاعمين َّ‬ ‫واملج�ازي‪ ،‬فف�ي مع�رض النعي�م‪ ،‬واحلدي�ث عن أهل‬
‫أن والد‬ ‫أك َل�ه‪ ،‬فاس�ت ِ‬
‫ُخد َم اللب�اس وع�ا ًء للحيل�ة‪ ،‬غير َّ‬ ‫اجلنة‪ ،‬والتش�ويق إليها حيرض احلرير‪،‬وهو لباس الرتف‪،‬‬
‫يوس�ف (يعق�وب) ‪-‬علي�ه السلام‪ -‬رأى وع�اء احليلة‬ ‫والنعيمﭐﳐ ﳑ ﳒ ﱠ(‪.((1‬‬
‫ﱡ‬ ‫واجلامل‪،‬‬
‫(القمي�ص)‪ ،‬واس�تمع إىل الدع�وى (أكل الذئ�ب‬ ‫ويتج�ه اخلط�اب الق�رآين إىل التفصي�ل يف احلري�ر‪-‬‬
‫أخاه�م يوس�ف)‪ ،‬فوج�د عالم ًة يس�تحيل م�ن خالهلا‬ ‫أحيان� ًا‪ -‬إمعان� ًا يف تفصي�ل النعي�م‪ ،‬وحس�ن امللب�س‪،‬‬
‫أن يك�ون القمي�ص برهان ًا على أكل الذئ�ب ابنه؛ ذلك‬ ‫(‪ )8‬انظ�ر‪ :‬مقاالت�ه (احلجاب‪:‬حاج�ة ديني�ة أم إك�راه ذكوري؟)‬
‫ٍ‬
‫خم�روق‪ ،‬وال أث�ر إال لل�دم‪ ،‬فق�ال يف‬ ‫قمي�ص غير‬
‫ٌ‬ ‫أن�ه‬ ‫و(اليقين واللب�اس الطائف�ي) يف كتاب�ه‪ :‬وه�ج املع�اين‬
‫س�يميائيات األنس�اق الثقافية‪ ،‬املركز الثق�ايف العريب‪-‬الدار‬
‫(‪ )12‬التحري�ر والتنوي�ر‪ ،‬للطاه�ر ب�ن عاش�ور‪ ،‬الدار التونس�ية‬ ‫البيضاء‪ ،‬ط‪2013 ،1:‬م‪.‬‬
‫للنرش‪-‬تونس‪1984 ،‬م‪.313/15:‬‬ ‫(‪ )9‬السابق‪.38-37:‬‬
‫(‪ )13‬سورة يوسف‪.28:‬‬ ‫(‪ )10‬انظر عىل س�بيل املثال‪ :‬تأمالت س�يميائية يف الزي املدريس‬
‫(‪ )14‬انظ�ر‪ :‬تيسير الكري�م الرمحن يف تفسير كالم املن�ان‪ ،‬لعبد‬ ‫املوح�د‪ ،‬لفاضل حبي�ب‪ ،‬صحيفة الوس�ط‪ ،‬العدد ‪،3263‬‬
‫الرمح�ن الس�عدي‪ ،‬اعتناء‪:‬عب�د الرمح�ن اللوحيق‪ ،‬مؤسس�ة‬ ‫‪1432/9/14‬هـ‪.‬‬
‫الرسالة‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪2002 /‬م‪.396:‬‬ ‫(‪ )11‬وردت يف سوريت احلج‪ ،23:‬وفاطر‪.33:‬‬

‫‪65‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫لباس�ه تف�اؤالً بتغري احلال من اجل�دب إىل الرخاء‪ ،‬وغري‬ ‫ٍ‬


‫نبرة غير مصدق�ة ﵛﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺ‬
‫ذل�ك م�ن مناط�ات األلبس�ة املتوات�رة يف الس�نة‪ ،‬وم�ا‬ ‫(‪((1‬‬
‫ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﵚ‬
‫تستدعيه من قراءة سيميائية عميقة‪.‬‬ ‫ويف هناي�ة قص�ة يوس�ف‪-‬عليه السلام‪ -‬حيضر‬
‫ويف السرية النبوية مواقف كثرية ُت ْثبِ ُت َّ‬
‫أن للباس أثر ًا‬ ‫القمي�ص رم�ز ًا للف�رج‪ ،‬والبش�ارة‪ ،‬وع�ودة االب�ن إىل‬
‫أح�وال عدي�دة منه�ا‪ :‬حالة احلرب‪ ،‬فف�ي غزوة أحد‬ ‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫أبي�ه‪ ،‬وانته�اء مرحل�ة ش�اقة م�ن االنتظ�ار‪ ،‬والرتقب‪،‬‬
‫َلبِ َس أبو دجانة األنصاري‪-‬ريض اهلل عنه‪-‬عصاب ًة محراء‪،‬‬ ‫فيتح�ول القمي�ص م�ن أداة خ�داع وتزوي�ر إىل بش�ارة‬
‫فقال األنصار من قومه‪َ « :‬لبِس أبو دجانة عصابة املوت»‪.‬‬ ‫وف�رجﭐ ﵛﭐﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬
‫�م بعصابة‬ ‫يقول اب�ن األثري ت ‪630‬ه�ـ‪« :‬وكان إذا أ ْع َل َ‬ ‫ﲴﲵﲶﲷﵚﱠ(‪.((1‬‬
‫محراء َع ِلم النَّاس أنَّه ُيقاتِل»(‪ .((2‬فالعصابة استحالت إىل‬ ‫ويف الس�نة النبوية نامذج وافرة حلضور اللباس حتتاج‬
‫عالمة ٍ‬
‫دالة عىل القتال‪ ،‬ويف إخراج العصابة ول ِّفها داللة‬ ‫ٍ‬
‫إىل اس�تقراء دالالهتا‪ ،‬واس�تنتاج مآالهتا‪ ،‬وربام تكش�ف‬
‫عىل العزم‪ ،‬واحلزم‪ ،‬واالس�تعداد‪ ،‬ويف لوهنا األمحر إحيا ٌء‬ ‫ع�ن بع�ض مالمح الت َّْس�نِينْ ‪ ،‬أو تأس�يس مفهوم س�نني‬
‫وإش�عار باملهابة‪ ،‬وإذكا ٌء للقوة‪ ،‬وهتديدٌ للخصم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بالدم‪،‬‬ ‫يف اللب�اس‪ ،‬وهذا املفهوم من املفاهي�م التي تُراهن عليه‬
‫فالعرب تقول‪« :‬امل�وت األمحر»(‪((2‬؛ ولذلك فهي ‪-‬عند‬ ‫الس�ميائيات العامة(‪ ،((1‬فعىل مس�توى اللون يأيت اللون‬
‫قوم�ه‪ -‬عصابة امل�وت‪ ،‬وعالم ٌة عىل بل�وغ األمر منتهى‬ ‫األبيض عىل رأس األلوان املر َّغب فيها‪ ،‬ففي حديث ابن‬
‫اجلدِّ ‪ ،‬وقد تو َّقف املؤرخون وكتَّاب السري عند عاممة أيب‬ ‫عباس‪-‬ريض اهلل عنهام‪ « -‬ال َب ُس�وا م�ن ثيابكم البياض؛‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دجانة‪ ،‬وعند ِمش�يته يف‬
‫مهمة إىل عالمة اللباس‪،‬‬ ‫إش�ارة‬ ‫فإنهَّ ا من ِخ َيار ثيابكم‪ ،‬وك ِّفنوا فيها موتاكم»(‪.((1‬‬
‫وداللته املتناهية‪ ،‬وتأثريه الن ِ‬
‫َّاجع‪.‬‬ ‫منهي عنه يف اللباس؛ فهو عالم ٌة عىل الكرب‪،‬‬
‫واإلسبال ٌّ‬
‫والش�واهد يف كت�ب الفق�ه على عالم�ات اللب�اس‬ ‫هني ش�ديد‪ ،‬ففي حديث‬
‫واخليلاء‪ ،‬والتبخرت‪َ ،‬و َو َر َد فيه ٌ‬
‫ال حصر هل�ا‪ ،‬وس�يجد الباح�ث وراءها ص�ور ًا عديدة‬ ‫أيب هري�رة ‪-‬ريض اهلل عنه‪« -‬ما أس�فل م�ن الكعبني من‬
‫الرتب�اط احلك�م الرشع�ي بش�كل اللب�اس‪ ،‬ونوع�ه‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫أحاديث تفصيلية‬ ‫اإلزار ففي النار»(‪ .((1‬وتتواىل يف السنة‬
‫ومكان�ه‪ ،‬فاحلري�ر‪ ،‬ولب�اس الش�هرة‪ ،‬ولبس الس�واد يف‬ ‫ع�ن حمددات اللب�اس‪ ،‬ومواطن االس�تحباب‪ ،‬والنهي‪،‬‬
‫حاالت‬
‫ٌ‬ ‫الع�زاء‪ ،‬ولب�اس اإلحرام‪ ،‬وأحكام لب�اس املرأة‬ ‫من مثل لباس الش�هرة‪ ،‬والوعي�د املرتتب عليه‪ ،‬وحتريم‬
‫يط�ول احلدي�ث عنها‪ ،‬وس�أقف وقف ًة عاجل�ة عند قول‬ ‫لبس احلرير‪ ،‬والتشبه بالنساء‪ ،‬ولباس األعياد‪ ،‬واجلُمع‪،‬‬
‫أح�د الفقه�اء‪ « :‬ويك�ره أن َي ُل َّ‬
‫�ف العاممة حول رأس�ه‪،‬‬ ‫ب ا ُمل َصيل‬ ‫ِ‬
‫والس�نَّة الواردة يف صالة االستسقاء‪ ،‬حني َي ْقل ُ‬
‫و َيدَ َع وسطها‪ ،‬كام تفعله الدَّ َع َرة‪ ،‬أي‪ :‬الفجرة»(‪ .((2‬إنَّك‬
‫(‪ )15‬سورة يوسف‪.18 :‬‬
‫تلم�س ارتباط ًا وثيق ًا بني اس�تخدام اللباس يف املجتمع‪،‬‬ ‫(‪ )16‬سورة يوسف‪.93:‬‬
‫(‪ )20‬الكام�ل يف التاري�خ‪ ،‬البن األثري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أيب الفداء عبد اهلل‬ ‫(‪ )17‬انظ�ر ‪:‬الس�يميائيات العامة ورهانات األنموذج اللس�اين‪:‬‬
‫الق�ايض‪ ،‬دار الكت�ب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪1407 :1:‬ه�ـ‬ ‫النسق‪ ،‬الداللة‪ ،‬والتواصل‪.7 :‬‬
‫‪1987/‬م‪.47/2:‬‬ ‫(‪ )18‬س�نن أيب داود‪ ،‬كت�اب اللب�اس‪ ،‬ب�اب يف البي�اض‪ ،‬رق�م‬
‫(‪ )21‬جمم�ع األمثال‪ ،‬للميداين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬ ‫احلديث‪.4061 :‬‬
‫دار اجليل‪-‬بريوت‪1416 ،‬هـ‪1996 /‬م‪.316/3:‬‬ ‫(‪ )19‬صحي�ح البخاري‪ ،‬باب ما أس�فل من الكعبين ففي النار‪،‬‬
‫(‪ )22‬فتح القدير‪ ،‬البن اهلامم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ت‪.412/1 :‬‬ ‫رقم احلديث‪.5450 :‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪66‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫م�ن دقة االس�تعارات‪ ،‬وابتداعها‪ ،‬فوصفه�ا بـ»الديباج‬ ‫وبني احلكم الفقهي‪ ،‬إنه (اجلربوت الرمزي) الذي يم ِّثل‬
‫ووشيْ اليمن منشور ًا عىل‬
‫اخلُسرْ واين يف مرامي األبصار‪َ ،‬‬ ‫ضمري ًا جمَ ْع َّي ًا‪ ،‬ويقوم هذا اجلربوت بدور املحرك الفاعل‬
‫أذرع التجار»(‪.((2‬‬ ‫يف الذهن الثقايف لألمة‪ ،‬واملجتمع(‪ ،((2‬وإذا ارتبط شكل‬
‫�ح أمام الباح�ث انفتاح ًا غري‬‫ِ‬
‫إن أيقون�ة اللب�اس تَن َفت ُ‬
‫َّ‬ ‫اللب�اس بام يفعله ال َف َج َرة ‪-‬كام يف النص الس�ابق‪-‬أصبح‬
‫متن�اه يف املدون�ات العلمي�ة القديمة بفروعه�ا املختلفة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مكروه� ًا‪ ،‬فالتَّس�نني ج�اء من الفع�ل املتك�رر‪ ،‬واهليمنة‬
‫وتغري الدارسين بالبحث‪ ،‬واالس�تقصاء‪ ،‬والتأويل يف‬ ‫الفكري�ة املتوات�رة‪ ،‬وحينئ�ذ ارتب�ط احلك�م الرشع�ي‬
‫دائرة الدراس�ات البينية‪ ،‬التي ن ََمت يف العصور احلديثة؛‬ ‫بدالالته‪.‬‬
‫يقرب املعارف من بعضها‬
‫حيث أصبح اخلطاب العلمي ِّ‬ ‫وعثرت عىل تعليل عميق لش�يخ اإلسلام ابن تيمية‬
‫« ويعمل عىل إنش�اء صالت اقتراض‪ ،‬وتعاون‪ ،‬وتبادل‬ ‫ت ‪726‬ه�ـ ح�ول النهي عن تش�به الرجال بالنس�اء يف‬
‫بني مناهج البحث العلمي يف عامة احلقول»(‪.((2‬‬ ‫ٍ‬
‫واس�تجالء‬ ‫دال عىل ٍ‬
‫تأمل عميق‪،‬‬ ‫تعلي�ل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اللب�اس‪ ،‬وهو‬
‫وألن حج�م هذه املقالة العلمية ال يتس�ع إىل ٍ‬
‫مزيد من‬ ‫َّ‬ ‫دقي�ق ل�دالالت النص�وص‪ ،‬وهن�ج س�يميائي قدي�م‪،‬‬
‫التفصيل فس�أوليِّ وجه�ي نحو املدون�ات األدبية القديمة‬ ‫إن اهلل ‪-‬تع�اىل‪َ -‬ج َب َ�ل بن�ي آدم‪ ،‬بل س�ائر‬
‫ومم�ا قال�ه‪َّ « :‬‬
‫ٍ‬
‫بمناط�ات خمتلف�ة‪ ،‬و َعبرَ َ يف‬ ‫الت�ي ج�اء فيه�ا ذكر اللب�اس‬ ‫املخلوق�ات عىل التفاعل بني الش�يئني املتش�اهبني‪ ،‬وك َّلام‬
‫َحق النَّ َظر فيها وفاق‬ ‫ٍ‬
‫عديدة ت َْس�ت ُّ‬ ‫نص�وص األدباء بغايات‬ ‫كانت املش�اهبة أكثر كان التفاعل يف األخالق والصفات‬
‫عدد كبري من النصوص‬ ‫النهج السيميائي‪ ،‬وقد وقفت عىل ٍ‬ ‫أتم‪...‬وألج�ل ه�ذا األص�ل وق�ع التأث�ر والتأثير يف‬
‫الشعرية والنثرية بأجناسها املختلفة‪ ،‬وحمَ َ َلت بعض الكتب‬ ‫بن�ي آدم‪ ،‬واكتس�اب بعضه�م أخلاق بع�ض باملعارشة‬
‫فصوالً كامل� ًة حول اللباس‪ ،‬ففي (عي�ون األخبار) البن‬ ‫واملش�اكلة‪ ،‬وكذلك اآلدمي إذا ع�اشرَ َ نوع ًا من احليوان‬
‫خاص باللباس(‪ ،((2‬ويف (املوش�ى)‬
‫باب ٌ‬
‫قتيبة ت ‪276‬هـ ٌ‬ ‫اكتس�ب بعض أخالق�ه؛ وهلذا صار اخليلاء والفخر يف‬
‫لزي‬‫باب ِّ‬‫أليب الطيب حممد بن إسحاق الوشاء ت‪325‬هـ ٌ‬ ‫أه�ل اإلب�ل‪ ،‬وص�ارت الس�كينة يف أهل الغن�م‪ ،‬وصار‬
‫الظرف�اء(‪ ،((2‬و َي ْع ِقدُ الرسي ب�ن أمحد الر َّفاء ت ‪326‬هـ يف‬ ‫احلماَّ ل�ون والبغال�ون فيه�م أخالق مذموم�ة من أخالق‬
‫كتاب�ه (املح�ب واملحب�وب واملش�موم واملشروب) باب� ًا‬ ‫اجلامل والبغال‪.((2(»...‬‬
‫وبع�ض النُّ َّق�اد اس�تعان باللب�اس يف تصوي�ر دق�ة‬
‫(‪ )25‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬لعبد القاهر اجلرجاين‪،‬تعليق‪ :‬حممود‬ ‫أحكام�ه النقدي�ة‪ ،‬وتقريبه�ا إىل املتلق�ي‪ ،‬كما يف حديث‬
‫شاكر‪،‬دار املدين‪-‬جدة‪،‬ط‪1412 ،1:‬هـ‪1991/‬م‪.21:‬‬
‫عبدالقاه�ر اجلرج�اين ت‪471‬ه�ـ أو ‪474‬ه�ـ ع�ن‬
‫(‪ )26‬التفكري البيني أسس�ه النظرية وأثره يف دراس�ة اللغة العربية‬
‫وآداهب�ا‪ ،‬د‪.‬صال�ح بن اهل�ادي رمض�ان‪ ،‬مطبوع�ات مركز‬ ‫االس�تعارات املفي�دة‪ ،‬وتقدي�م بع�ض القصائد مل�ا فيها‬
‫دراس�ات اللغ�ة العربية وآداهب�ا يف جامعة اإلم�ام حممد بن‬
‫سعود اإلسالمية‪1436 ،‬هـ‪.55:‬‬ ‫(‪ )23‬انظر‪ :‬النقد الثقايف‪ :‬قراءة يف األنساق الثقافية العربية‪ ،‬لعبد‬
‫(‪ )27‬عيون األخبار‪ ،‬البن قتيبة‪ ،‬رشح وضبط‪:‬د‪.‬يوسف بن عيل‬ ‫الغذام�ي‪ ،‬املركز الثق�ايف العريب‪-‬ال�دار البيضاء‪ ،‬ط‪،2:‬‬‫اهلل ّ‬
‫طوي�ل‪ ،‬دار الكت�ب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪1406 ،1:‬هـ ‪/‬‬ ‫‪2005‬م ‪.80:‬‬
‫‪1986‬م‪.413/1:‬‬ ‫(‪ )24‬اقتضاء الرصاط املس�تقيم ملخالف�ة أصحاب اجلحيم‪ ،‬البن‬
‫(‪ )28‬املوشى أو الظرف والظرفاء‪ ،‬أليب الطيب حممد بن إسحاق‬ ‫تيمي�ة‪ ،‬حتقيق‪:‬ن�ارص العق�ل‪ ،‬مطبوع�ات وزارة الش�ؤون‬
‫الوش�اء‪ ،‬حتقيق‪ :‬كمال مصطف�ى‪ ،‬مكتبة اخلانج�ي‪ ،‬ط‪،2 :‬‬ ‫اإلسلامية يف اململكة العربية الس�عودية‪ ،‬ط‪1419 ،7 :‬هـ‬
‫‪1372‬هـ‪1953/‬م‪.160 :‬‬ ‫‪1999/‬م‪.548-547/1:‬‬

‫‪67‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫تِ ْي َج�ان العرب»(‪ .((3‬وقي�ل ألعرايب‪« :‬إنَّ�ك لتُكثِ ُر ُلبس‬ ‫للمالب�س وألواهن�ا(‪ ،((2‬والزخمشري ت ‪538‬هـ يف كتابه‬
‫جلدير أن‬ ‫إن ش�يئ ًا فيه َّ‬
‫العامم�ة؟! ق�ال‪َّ :‬‬ ‫(ربيع األب�رار ونصوص األخبار) ُي ِ‬
‫�ور ُد نصوص ًا متنوعة‬
‫ٌ‬ ‫�مع وال َبَص�رَ ُ‬
‫الس ُ‬
‫احلر وال ُق ّ�ر»(‪ .((3‬وأبو األس�ود ال�دؤيل يعدِّ د‬
‫يو َّقى م�ن ِّ‬ ‫لأللبسة يف الباب اخلامس والسبعني حتت عنوان‪»:‬اللباس‬
‫«جنَّة يف احلرب‪ ،‬و َم َكنَّة من ِّ‬
‫احلر‪،‬‬ ‫منافع العاممة فيق�ول‪ُ :‬‬ ‫واحليل من القالئد واألسورة واخلالخيل واخلواتم‪ ،‬وذكر‬
‫وو َقار يف الندى‪ ،‬وواقية من األحداث‪،‬‬ ‫القر‪َ ،‬‬
‫و َمدفأة من ِّ‬ ‫البسط واملفارش والوسائد وما جانس ذلك»(‪.((3‬‬
‫وزيادة يف ال َقا َمة‪ ،‬وهي بعدُ عاد ٌة من عادات العرب»(‪.((3‬‬ ‫وس�نَ ْع ُث ُر عىل عرشات الفص�ول واألبواب يف ط َّيات‬
‫ورمزي�ة العامم�ة الفخرية ومكانتها العل َّي�ة جعلت منها‬ ‫املدونات األدبية التي ُخ ِّص َصت لأللبس�ة‪ ،‬ويف ختصيص‬
‫أيقون� ًة م�ن أيقون�ات الدافعي�ة يف احل�رب‪ ،‬واحلامس�ة يف‬ ‫احلدي�ث عنه�ا دالل�ة على أمهيته�ا يف تكوي�ن الرمزي�ة‬
‫القتال‪ ،‬فكان س�يد القوم ينـزع عاممت�ه‪ ،‬ويعقدها عىل لواء‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬والتأثري الثق�ايف‪ ،‬واس�تخدامها يف مواضع‬
‫فإن ذلك م ِ‬
‫شع ٌر باهلزيمة‪،‬‬ ‫احلرب‪ ،‬فإذا َس َق َطت عاممة السيد َّ‬ ‫حمددة‪ ،‬وعناية العرب بدالالهتا‪ ،‬واختيارها‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومشجع ًة عىل بذل اجلهد يف‬
‫ّ‬ ‫فتس�تحيل العاممة عالم ًة حم ّفز ًة‬ ‫ومواط�ن احلدي�ث عن اللب�اس يف املعاج�م اللغوية‬
‫القتال‪ ،‬واحليلولة دون سقوط العاممة التي تشكل من طرف‬ ‫وكت�ب التاريخ والطبقات متم�د ٌد‪ ،‬وطويل‪ .‬يقول حييى‬
‫آخر انتامء املقاتل‪ .‬تأمل س�ؤال غيالن بن خرش�ة األحنف‪:‬‬ ‫اجلب�وري‪« :‬وكان القدم�اء م�ن علامء اللغ�ة واألدب قد‬
‫«ما بقاء ما فيه العرب؟! قال‪ :‬إذا تق َّلدُ وا الس�يوف‪َ ،‬‬
‫وشدُّ وا‬ ‫تعرضوا لذكر املالبس‪ ،‬فذكروا أسامءها‪ ،‬وبعض صفاهتا‬
‫َّ‬
‫األو َغاد‪.((3(»...‬‬
‫العامئم‪ ،‬وركبوا اخليل‪ ،‬ومل تأخذهم مح َّية ْ‬ ‫وأجزائه�ا‪ ،‬وكان اب�ن س�يدة ت‪458‬هـ أكث�ر اللغويني‬
‫وحني تتحول العاممة عن موضعها (الرأس) ويش�دُّ‬ ‫احتف�االً هبا‪ ،‬أ َّم�ا املعاجم فق�د ذكرت املالب�س يف املادة‬
‫هبا وس�ط اجلس�م‪ ،‬فإهن�ا تأيت يف س�ياق ال�ذم‪ ،‬واهلجاء‪،‬‬ ‫ال هلا‪ ،‬أو وصف ًا ش�افي ًا‪...‬أ َّما‬
‫اللغوية دون أن تذكر تفصي ً‬
‫فالعاممة ت ُْصبح أدا ًة لش�دِّ أوس�اطهم عند جماهدة اجلوع‪،‬‬ ‫كت�ب التاريخ والطبقات فقد ذك�رت يف بعض احلاالت‬
‫وت ُْس�ت ْ‬
‫َخدَ ُم يف غري موضعها األس�اس يف اجلس�د‪ ،‬وهذه‬ ‫ثي�اب َم ْن ت َْرجمَ َت هل�م‪ ،‬وخاصة األتقي�اء والورعني من‬
‫املجاهدة توظف يف قول مصعب بن عمري الليثي لصالح‬ ‫الصحابة‪ ،‬وأهل األمصار»(‪.((3‬‬
‫اهلجاء‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬ ‫وتأيت العاممة من ضمن األلبس�ة املتواترة يف مدونات‬
‫عليكم‬ ‫ج�ن الظلام‬ ‫ِ‬ ‫األدب القديم�ة‪ ،‬وه�ي « َف ْخ ُر الع�رب‪ ،‬وعالمة عزهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فسيروا فقد َّ‬
‫امرئ يرجو ِ‬
‫القرى عند عاصم‬ ‫ِ‬
‫فباست ٍ‬ ‫وأحس�ن َم ْل َبس يضعونه عىل رؤوس�هم»(‪ .((3‬وقد روي‬
‫دفعنَ�ا إلي�ه وه�و كالذي�خ خاظي ًا‬ ‫«العامئم‬
‫ُ‬ ‫عن عمر بن اخلط�اب‪-‬ريض اهلل عنه‪ -‬أنه قال‪:‬‬
‫(‪((3‬‬
‫َنـش�ـدُّ علـ�ى أكـبـادن�ا بالعامئ�م‬ ‫(‪ )29‬املح�ب واملحبوب واملش�موم واملرشوب‪ ،‬للسري الرفاء‪،‬‬
‫حتقي�ق‪ :‬مصباح غال ونجي‪ ،‬مطبوع�ات جممع اللغة العربية‬
‫(‪ )33‬البيان والتبيني‪ ،‬للجاحظ‪ ،‬حتقيق‪:‬عبد السلام هارون‪ ،‬دار‬ ‫يف دمشق‪1407 ،‬هـ‪1986/‬م‪.296:‬‬
‫اجليل‪-‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.100/3:‬‬ ‫(‪ )30‬ربي�ع األبرار ونصوص األخبار‪ ،‬للزخمشري‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد‬
‫(‪ )34‬السابق‪.‬‬ ‫األمري مهن�ا‪ ،‬منش�ورات األعلم�ي للمطبوعات‪-‬بريوت‪،‬‬
‫(‪ )35‬السابق‪.‬‬ ‫ط‪1412 ،1:‬هـ‪1992/‬م‪.429 /4 :‬‬
‫(‪ )36‬السابق‪.88/2 :‬‬ ‫(‪ )31‬املالب�س العربية يف الش�عر اجلاهيل‪ ،‬د‪.‬حيي�ى اجلبوري‪ ،‬دار‬
‫االصل�ب‪ .‬انظ�ر‪:‬‬
‫(‪ )37‬الس�ابق‪ .106/3:‬واخلاظ�ي‪ :‬الغلي�ظ َّ‬ ‫الغرب اإلسالمي‪-‬بريوت‪1989 ،‬م‪.8 :‬‬
‫(اللسان‪ ،‬مادة ‪ :‬خظا )‪.‬‬ ‫(‪ )32‬السابق‪.197:‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪68‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫قائ�م عىل برهنة فك�رة الزهد يف لبس‬


‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫إن ه�ذا النص‬ ‫ويف مدون�ات األدب القديم�ة َي ْقترَ ن اللب�اس بالزهد‬
‫قائم عىل ربط ه�ذا النوع‬
‫الص�وف‪ ،‬وم�ر ُّد هذه الربهن�ة ٌ‬
‫ُّ‬ ‫وال�ورع‪ ،‬وترتبط هبذا املعنى نامذج كثرية َّ‬
‫لعل من أنصعها‬
‫م�ن اللب�اس بالتَّفكُّ�ر‪ ،‬وعملي�ة التَّفكُّ�ر حتت�اج إىل قدر‬ ‫اقتران لبس الص�وف بالزه�اد‪ ،‬واألتقياء‪َّ ،‬‬
‫ولعل ش�يوع‬
‫م�ن الوقت‪ ،‬ومن ثم تص�ل با ُمل َت َفكِّ�ر إىل احلكمة‪ ،‬وهذه‬ ‫ه�ذا املعن�ى يف كتب األدب ج�اء من دع�وى بعضهم َّ‬
‫أن‬
‫العملية حتجب اإلنس�ان ع�ن األكل‪ ،‬وكث�رة الكالم‪...‬‬ ‫هذا اللبس ُيعينْ ُ عىل الورع‪ ،‬والزهد؛ خلش�ونته‪ ،‬وصعوبة‬
‫ويف الن�ص حجاجية ال ختفى‪ ،‬فه�و قائم عىل املقابلة بني‬ ‫لبسه‪ ،‬وقد حتدث عن هذا املعنى ابن اجلوزي ت ‪597‬هـ‬
‫ا ُملتفكر‪ ،‬وغري املتفكر‪ ،‬فالثاين كثري األكل‪ ،‬قايس القلب‪،‬‬ ‫حين ق�ال يف مع�رض تفني�د تل�ك الدع�وى‪...« :‬وم�ن‬
‫قريب‬
‫ٌ‬ ‫والنتيج�ة ه�ي ُبعده عن اهلل‪ ،‬فهو بعيدٌ ع�ن اجلنة‪،‬‬ ‫بأن النبي ‪-‬صىل اهلل‬ ‫الصوفية من َي ْل َب�س ُّ‬
‫الصوف‪ ،‬وحيتج َّ‬ ‫ُّ‬
‫م�ن الن�ار‪ ،‬وكأن ه�ذا اللون م�ن اللباس أصب�ح أيقون ًة‬ ‫الص�وف‪ ،‬وبما روي يف فضيلة لبس‬
‫علي�ه وس�لم‪-‬لبس ُّ‬
‫تقر ُب اإلنس�ان من ر ِّبه‪ ،‬و ُت ْق ِصيه عن النَّار يف تس�وي ٍغ ال‬
‫ِّ‬ ‫الص�وف‪ ،‬فأ َّما لبس رس�ول اهلل ‪-‬صىل اهلل عليه وس�لم‪-‬‬
‫ُّ‬
‫خيلو من تكلف‪.‬‬ ‫الص�وف فق�د كان يلبس�ه يف بع�ض األوقات‪...‬وأ ّم�ا ما‬
‫ُّ‬
‫وبع�ض النصوص ت�أيت يف قالب رسدي قصري يؤكد‬ ‫يروى يف فضل لبس�ه فمن املوضوعات التي ال يثبت منها‬
‫ٍ‬
‫رسوخ اقرتان لباس الصوف بالزهد‪ ،‬فمحمد بن واسع‬ ‫متعود عىل‬ ‫يشء»(‪ .((3‬ثم َج َع َل البس ُّ‬
‫الصوف ال خيلو من‬
‫يدخ�ل على قتيبة ب�ن مس�لم يف ِمدْ َرعة ص�وف‪ ،‬فيقول‬ ‫لبس�ه‪ ،‬أو غري متعود عليه‪ ،‬ف�األول ال غضاضة عليه‪ ،‬أ ّما‬
‫َت‪،‬‬
‫فس�ك َ‬ ‫َ‬
‫يدع�وك إىل لبس هذه؟! َ‬ ‫قتيب�ة متس�ائالً‪ « :‬ما‬ ‫محل نفس�ه م�ا ال تطيق‪ ،‬ودخل يف حمذور لباس‬‫الثاين فقد َّ‬
‫فقال ل�ه قتيبة‪ُ :‬أك ِّل ُم َ‬
‫�ك فال تجُ يبني! ق�ال‪ :‬أكره أن أقول‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة ال ختلو من رياء(‪.((3‬‬ ‫الشهرة‪ ،‬وأظهر الزهد‬
‫ُزه�د ًا؛ فأزكي نفسي‪ ،‬أو أقول‪َ :‬ف ْق َر ًا؛ فأش�كو ريب»(‪.((4‬‬ ‫وعىل كل ح�ال فقد توالت نماذج عديدة يف رمزية‬
‫ٌ‬
‫حمتمل‬ ‫الف�ت للمتلقي‪ ،‬وهو يف نظ�ر الالبس‬ ‫ٌ‬ ‫فالص�وف‬ ‫الص�وف الزهدي�ة‪ ،‬واحل�ث عليه�ا‪ ،‬كق�ول أيب أمام�ة‬
‫الزهد‪ ،‬أو الفقر‪ ،‬لكنه خيشى من تزكية النفس يف األوىل‪،‬‬ ‫الصوف جتدوا حالوة اإليامن‬
‫الباهلي‪« :‬عليكم بلباس ُّ‬
‫وشكوى الفقر يف الثانية‪ ،‬فتبقى رمزية الصوف يف الزهد‬ ‫الصوف جتدوا قلة األكل‪،‬‬ ‫يف قلوبكم‪ ،‬وعليكم بلباس ُّ‬
‫حمتمل�ة‪ ،‬و ُم َقدَّ مة‪ ،‬وإذا كان املنظور الس�يميائي ياميز بني‬ ‫ُعر ُف�وا به يف اآلخ�رة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫الص�وف ت َ‬‫وعليك�م بلب�اس ُّ‬
‫ال َع�امل َ املحق�ق الذي يشترك في�ه الس�يميائي‪ ،‬والرجل‬ ‫ث يف القل�ب التفكري‪ ،‬والتفكري‬ ‫الصوف ُي ْو ِر ُ‬ ‫النَّ َظ َ‬
‫�ر يف ُّ‬
‫الع�ادي‪ ،‬وبين ال َع�امل َ ا ُمل�درك ال�ذي حتيل إلي�ه التجربة‬ ‫ي�ورث احلكمة‪ ،‬واحلكمة جتري جم�رى الدم‪ ،‬فمن كثر‬
‫اإلدراكي�ة‪ ،‬وهو ما جيعل الفعل الس�يميائي وارد ًا وقائ ًام‬ ‫وكل لس�انه‪ ،‬ومن َّ‬
‫ق�ل تفكره كثر‬ ‫قل طعام�ه‪َّ ،‬‬
‫تفكُّ�ره َّ‬
‫فإن لبس الصوف قد يكون عالم ًة‬ ‫عىل إعادة البن�اء(‪َّ ،((4‬‬ ‫طعام�ه و َق َس�ا قلب�ه‪ ،‬والقلب الق�ايس بعيدٌ م�ن اجلنة‪،‬‬
‫م�ن عالمات الش�هرة‪ ،‬وملاذ ًا م�ن ملاذات املخادعة‬ ‫قريب من النار»(‪.((4‬‬
‫ٌ‬
‫واملراوغ�ة‪ ،‬كما يف فعل بعض املتس�ولني يف عرصنا حني‬
‫(‪ )38‬تلبي�س إبلي�س‪ ،‬الب�ن اجل�وزي‪ ،‬حتقيق‪:‬د‪.‬الس�يد‬
‫يرتدي لبس ًا رث ًا‪ ،‬و ُي َغيرِّ ُ يف مالمح مالبسه‪ ،‬وربام أطرافه؛‬ ‫اجلميلي‪ ،‬دار الكت�اب العريب‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1414‬هـ‪1994/‬م‪.240-239:‬‬
‫(‪ )41‬عيون األخبار‪.419/1 :‬‬ ‫(‪ )39‬انظر‪:‬السابق‪.240 :‬‬
‫(‪ )42‬انظر‪ :‬مباحث يف السيميائيات‪.25-23:‬‬ ‫(‪ )40‬ربيع األبرار ونصوص األخبار‪.451/4:‬‬

‫‪69‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫تعزيز ل ِّلباس املعنوي‪/‬القلبي‪ ،‬وستقابلنا بعض‬ ‫ٌ‬ ‫فإنام هي‬ ‫رغب� ًة يف املخادع�ة‪ ،‬واس�تجالب املال‪ ،‬وه�ذه الظاهرة‬
‫النص�وص األكثر رصاح� ًة جتاه هذا املعي�ار‪ ،‬كام يف قول‬ ‫بدأت تتش�كل يف ذه�ن أغلب الناس حين رأوا يف هذه‬
‫منص�ور بن ع ر‪« :‬من تَعرى من لباس التَّقوى مل َيس� َتترِ‬ ‫الص�ورة املتك�ررة يف املس�اجد واألماكن العام�ة صور ًة‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ماّ‬
‫بيشء من لباس الدنيا»(‪. ((4‬‬ ‫م�ن ص�ور اخل�داع‪ ،‬واملك�ر‪ ،‬وإىل ه�ذا املعنى أمل�ح ابن‬
‫وربام نعود إىل اللباس وهو عالمة حمسوس�ة‪ ،‬تدرك‬ ‫اجل�وزي ت ‪597‬هـ يف حديثه عن لب�س الصوف‪ ،‬وأنه‬
‫بالعين‪ ،‬وربام س�لكناها ضم�ن الس�يميائيات البرصية‪،‬‬ ‫لبس ش�هرة‪ ،‬وفيه لون من الرياء‪ ،‬وأورد يف هذا السياق‬
‫وه�ي داخل�ة ‪-‬كما يق�ول عب�د املجي�د العاب�د‪ -‬ضمن‬ ‫أحادي�ث ومروي�ات ِّ‬
‫حت�ذر م�ن ذرائ�ع الري�اء‪ ،‬وابتغاء‬
‫اللغ�ة البرصي�ة‪ ،‬وهي لغ� ٌة بالغ�ة التعقيد‪ ،‬تتطل�ب دائ ًام‬ ‫الشهرة بالزهد(‪.((4‬‬
‫املق�ام التواصيل الذي ُولِدَ ت في�ه(‪َّ ،((4‬‬
‫ولعل من املالمح‬ ‫ويف السياق ذاته تأيت األلبسة لتمثل اقرتان ًا بني حسن‬
‫الرئيس�ة يف اس�تقراء اللباس يف مدونات األدب القديمة‬ ‫مظهره�ا‪ ،‬وجدَّ تهِ�ا‪ ،‬وبني م�ا ترتكه يف قلب البس�ها من‬
‫تصوي�ره يف صورة املخاتل املخادع‪ ،‬فهو ال يكش�ف عن‬ ‫أثر س�لبي‪ ،‬يقول طاووس‪« :‬من َز َعم َّ‬
‫أن الثياب ال تغيرِّ ُ‬
‫احلقيقة الكامنة‪ ،‬وال يعطي مؤرش ًا ملخرب اإلنسان‪ ،‬ويذود‬ ‫فأنك ُر نفيس‬‫القلوب فقد ك ََذب؛ ألين أغسل ثويب هذين‪ِ ،‬‬
‫َّ‬
‫الالب�س ع�ن رثاثة لبس�ه بجمال روحه‪ ،‬وه�ذه الرمزية‬ ‫أن علي ًا ‪-‬ريض اهلل عنه‪َ -‬خ َ‬
‫رج‬ ‫ماداما نَق َّيينْ »(‪ .((4‬ويروى َّ‬
‫توات�رت توات�ر ًا الفت ًا يف تلك املدون�ات‪ ،‬ومن ذلك عىل‬ ‫�ق َم ْرقوع‪ ،‬فقيل له‪ ،‬فقال‪« :‬خيش�ع له القلب‪،‬‬ ‫إزار َخ ِل ٍ‬
‫يف ٍ‬
‫النخار العذري ملن ازدراه يف لبسه‪َّ :‬‬
‫«إن‬ ‫سبيل املثال قول َّ‬ ‫ُّ‬
‫وتذل به النفس»(‪.((4‬‬
‫العباءة ال تُك ِّل ُم َك‪ ،‬وإنَّام ُيك ِّل ُم َك من فيها»(‪ .((4‬وس�حيم‬ ‫َّ‬
‫ولعل املعيار الديني حيرض ‪-‬هنا‪ -‬فحني يؤ ِّث ُر اللباس‬
‫بن وثيل يقول‪:‬‬ ‫(الظاه�ر) يف القلب (الباط�ن) َّ‬
‫فإن املعي�ار الديني ُيقدِّ م‬
‫الرح�ل ِق ْط َع ًا ُيمز َُّق‬
‫أال لي�س َز ْي ُن َّ‬ ‫إصلاح الباط�ن؛ ألن�ه أكث�ر تأثير ًا يف أعامل اإلنس�ان؛‬
‫(‪((4‬‬
‫يامي راكبه‬
‫الرحل ُّ‬
‫ولكن زين َّ‬
‫َّ‬ ‫ح�ث النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وس�لم‪ -‬عىل إصالح‬ ‫َّ‬ ‫ولذا‬
‫أن يف اجلس�د مضغ�ة إذا ص ُل َحت َص ُل َح‬
‫القل�وب‪ ،‬وأكَّد َّ‬
‫وعمرو بن معد يكرب يقول‪:‬‬ ‫اجلس�د كله‪ ،‬وإذا كان اللباس مؤثر ًا يف القلب من حيث‬
‫ٍ‬ ‫اجلـــمـــ�ال ِ‬ ‫فإن اللباس يس�تحيل إىل ٍ‬
‫ـئـــزر‬ ‫بـم‬ ‫لــيـس َ َ‬ ‫أداة‬ ‫رسي�ان ال ُعجب والفخ�ر‪ِّ ،‬‬
‫ـــــ�ر َدا‬‫فـا ْعـ َلـ�م وإن ُر ِّديــــ�ت ُب‬ ‫ف ديانة اإلنس�ان‪ ،‬وربما دفعه ذلك إىل لبس اخلَ ِلق‬ ‫ت ِ‬
‫ُضع ُ‬
‫ْ‬
‫مـــعـــ�ادن‬
‫ٌ‬ ‫إن اجلــــمــــ�ال‬
‫َّ‬ ‫الب�ايل يف بع�ض أوقاته م�ن أجل كرس اهنامك�ه الدنيوي‪،‬‬
‫(‪((5‬‬
‫أورثـــن مجَ ـــــــدَ ا‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ومـــوارث‬ ‫وإذكاء جذوة الزهد بالدنيا‪ ،‬وإدراك حقيقتها‪.‬‬
‫وه�ذا يقودن�ا إىل َّ‬
‫أن املرجع الديني يؤك�د عىل أمهية‬
‫(‪ )46‬السابق‪.431/4 :‬‬
‫(‪ )47‬الس�يميائيات‪ :‬اجل�ذور واالمت�دادات‪ ،‬لعب�د املجيد العابد‬ ‫اللب�اس املعن�وي‪ ،‬وال يهُ م�ل زين�ة اللب�اس الظاه�ر‪،‬‬
‫(مقالة) جملة أنفاس نت‪ 13 ،‬أغسطس ‪2010‬م عىل الرابط‬
‫اآليت‪/http://www.anfasse.org:‬‬
‫نص�وص من أمثال ما س�بق‬
‫ٌ‬ ‫واالعتن�اء ب�ه‪ ،‬وإذا وردت‬
‫(‪ )48‬عيون األخبار‪.414/1 :‬‬ ‫(‪ )43‬انظر‪ :‬تلبيس إبليس‪.241-240:‬‬
‫(‪ )49‬السابق‪.‬‬ ‫(‪ )44‬ربيع األبرار‪.430/4 :‬‬
‫(‪ )50‬السابق‪.418/1:‬‬ ‫(‪ )45‬السابق‪.430/4:‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪70‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ثوب�ه يش�تهر بني الن�اس؛ ملخالف�ة لونه ألل�وان ثياهبم‪،‬‬ ‫َّ‬


‫ولع�ل ه�ذه الفك�رة تب�دو فك�رة دفاعي�ة‪ ،‬حترض يف‬
‫فريفع الن�اس إليه أبصاره�م‪ ،‬وخيتال عليه�م بالعجب‬ ‫موطن م�ن مواطن االس�تصغار‪ ،‬واالس�تضعاف جراء‬ ‫ٍ‬
‫والتكبر»(‪ .((5‬فلب�اس الش�هرة مالزم للكبر واخليالء‪،‬‬ ‫رمزية اللب�اس ِّ‬
‫الرث‪ ،‬فينربي الالبس؛ إلش�هار خمادعة‬
‫ٍ‬
‫معان هنى الش�ارع احلكيم عنها‪،‬‬ ‫وحب الظه�ور‪ ،‬وهي‬ ‫اللباس‪ ،‬وعدم كش�فه عن احلقيق�ة الناصعة‪ ،‬وأنه يعطي‬
‫ِّ‬
‫وحث عىل خالفه�ا من إظهار التواضع‪ ،‬واالس�تكانة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫صورة زائفة ملعادن الرجال‪ ،‬فاملعدن احلقيقي هو الكرم‪،‬‬
‫عز ّ‬
‫وجل‪.‬‬ ‫واخلضوع هلل‪ّ -‬‬ ‫واخللق‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬والنبل‪ ،‬يف داللة عىل تفضيل العريب‬
‫َّ‬
‫إن ه�ذه املروي�ات متث�ل عال ًمة من عالم�ات التدين‬ ‫املناق�ب املعنوية‪ ،‬واس�تجالهبا يف مواط�ن فخره‪ ،‬ويبدو‬
‫عند بع�ض مصنفي تلك املدون�ات‪ ،‬وانعكاس ذلك يف‬ ‫اللباس رمز ًا بسيط ًا‪ ،‬ال يعطي تصور ًا دقيق ًا عن الالبس‪،‬‬
‫اختياراهتم‪ ،‬فبعضهم تتلمذ عىل علامء أجالء‪ ،‬وأخذ عىل‬ ‫بل يكون اللبس مته ًام باخلداع‪ ،‬والتزوير‪ ،‬ووضع الناس‬
‫نفس�ه أن يبدأ أبوابه األدبية ببعض اآليات واألحاديث‪،‬‬ ‫يف غري منازهلم احلقيقية‪.‬‬
‫كصني�ع اب�ن قتيب�ة ت ‪276‬ه�ـ يف (عي�ون األخب�ار)‪،‬‬ ‫وح�دود الدي�ن يف اللب�اس تب�زغ بزوغ� ًا واضح� ًا‬
‫والزخمشري ت ‪538‬ه�ـ يف (ربيع األب�رار)‪ ،‬فرسى أثر‬ ‫يف مدون�ات األدب‪ ،‬وتتردد نماذج عدي�دة يف س�ياق‬
‫تعلمه�م الرشع�ي إىل مدوناهتم األدبية‪ ،‬وه�ذه العالمة‬ ‫تل�ك احلدود الديني�ة التي هيمنت عىل ذهنية املس�لم‪،‬‬
‫‪-‬أعن�ي عالم�ة التدي�ن عند األدب�اء‪ -‬من املظاه�ر التي‬ ‫واقرتن�ت بمصطل�ح (اجلبروت الرم�زي)(‪ ،((5‬وه�و‬
‫تستحق االعتناء والدرس‪.‬‬ ‫مصطل�ح س�يميائي حيي�ل إىل الضمير اجلمع�ي‪،‬‬
‫وإذا كان النه�ج الس�يميائي يعتم�د على املامرس�ة‬ ‫الق�ار يف ذهني�ة املس�لم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫واملك�ون‬
‫ِّ‬ ‫والص�ورة الكلي�ة‪،‬‬
‫يع�زز من أمهي�ة الذات‬
‫االس�تقرائية االس�تنتاجية‪ ،‬فهو ِّ‬ ‫ومن إطاره تبدو املقايسة اجلاملية‪ ،‬والقبول‪ ،‬والرفض‪،‬‬
‫ا ُملدركة‪ ،‬أو الواعية ضمن دائرة السياقات التواصلية(‪،((5‬‬ ‫واإلعج�اب‪ ،‬واالنتق�اد‪ ،‬فلباس الش�هرة من األلبس�ة‬
‫وهن�ا حتضر بع�ض النص�وص يف مدون�ات األدب‬ ‫الت�ي هنى عنها الرشع‪َّ ،‬‬
‫وحذر منها‪ ،‬وكذا لباس الفخر‬
‫لتمث�ل عالمة من عالمات الفكاه�ة‪ ،‬والتندر‪ ،‬وإن كان‬ ‫واخليلاء‪ ،‬وهذه األلبس�ة ت�رد يف مدون�ات األدب يف‬
‫مصدره�ا ووقائعه�ا مل تكن كذل�ك‪ ،‬لك�ن إيرادها يأيت‬ ‫س�ياق س�لبي‪ ،‬وحتذيري‪ ،‬كرواية اب�ن عمر‪-‬ريض اهلل‬
‫ٍ‬
‫س�ياق يحُ ي�ل املتلق�ي إىل ال َّت َفك�ر‪ ،‬والت ََّم ُّع�ن‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يف‬ ‫عنهما‪َ « :-‬من لبس مش�هور الثياب ألبس�ه اهلل ذلة يوم‬
‫الضح�ك‪ ،‬وأوضح مثال عىل هذا ما ُر ِو َي عن األعمش‬ ‫القيامة»(‪ .((5‬وقول ابن عباس‪-‬ريض اهلل عنهام‪« :-‬كل‬
‫أنَّ�ه لب�س قميص� ًا مقلوب ًا‪ ،‬فعوت�ب‪ ،‬فرد قائلاً‪« :‬الناس‬ ‫ف‪،‬‬‫ما ش�ئت‪ ،‬والبس ما شئت إذا أخطأتك اثنتان‪ :‬سرَ َ ٌ‬
‫جمانني‪ ،‬جيعلون اخلش�ن إىل نفوس�هم‪ ،‬واللين إىل عيون‬ ‫أو مخَ ْ َي َلة»(‪.((5‬‬

‫(‪ )54‬ني�ل األوط�ار رشح منتق�ى األخب�ار م�ن أحادي�ث س�يد‬


‫وهذه النصوص تمَ ْتَح من أحكام اللباس يف اإلسالم؛‬
‫األخيار‪ ،‬للش�وكاين‪ ،‬إصدارات وزارة الش�ؤون اإلسالمية‬ ‫حي�ث هن�ى الشرع ع�ن لب�اس الش�هرة يف أحادي�ث‬
‫واألوقاف والدعوة واإلرشاد يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.111/2:‬‬
‫كثيرة منها‪ .‬يق�ول ابن األثير ت ‪630‬ه�ـ‪« :‬واملراد َّ‬
‫أن‬
‫(‪ )55‬انظ�ر‪ :‬دلي�ل الناق�د األديب‪ ،‬د‪.‬ميج�ان الرويلي‪ ،‬ود‪.‬س�عد‬ ‫(‪ )51‬انظر‪ :‬النقد الثقايف‪.32:‬‬
‫البازع�ي‪ ،‬املرك�ز الثق�ايف العريب‪-‬ال�دار البيض�اء‪ ،‬ط‪،3:‬‬ ‫(‪ )52‬ربيع األبرار‪.435/4:‬‬
‫‪2002‬م‪.179 :‬‬ ‫(‪ )53‬السابق‪.432/4:‬‬

‫‪71‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ُ�ر َك به‪ ،‬ق�ال‪ :‬اذكريني بأين مل ُأ ْعطِ�ك»(‪ .((6‬فاللباس‬


‫أذك ُ‬ ‫الن�اس»(‪ .((5‬وكقول أحدهم‪« :‬لو عل�م اهلل َّ‬
‫أن الصوف‬
‫وزينة‪ ،‬وجاءت إجابة أش�عب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كمال‪،‬‬ ‫‪-‬هن�ا‪ -‬هو لباس‬ ‫إىل داخل أجود جعل الصوف إىل داخل»(‪.((5‬‬
‫دال�ة عىل حضور بدهية‪ ،‬ورسعة جواب‪ ،‬وخالفت توقع‬ ‫إن ه�ذه النماذج متثل عالم� ًة من عالم�ات الفكاهة‬‫َّ‬
‫املتلقي‪ ،‬واس�تطاع أن يستجلب تعليل زوجه‪ ،‬فجاء الر ُّد‬ ‫ٌ‬
‫مكون أس�اس لتشكُّل‬ ‫التي متتاز هبا النوادر األدبية‪ ،‬فهي‬
‫ٍ‬
‫ماتعة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فكاهية‬ ‫ٍ‬
‫برمزي�ة‬ ‫ذكي ًا مفح ً‬
‫ما‪ ،‬فاخلاتم ‪-‬هنا‪ -‬يأيت‬ ‫الن�ادرة بوصفه�ا جنس� ًا أدبي ًا قائ ً‬
‫ما بذاته؛ ذل�ك ألهنا ال‬
‫ح َّققت غاية املؤلف من استقطاب َّ‬
‫القراء‪ ،‬وإمتاعهم‪.‬‬ ‫تس�تغني عن الفكاهة‪ ،‬وتفجري الضح�ك(‪ ،((5‬واللباس‬
‫وتعتم�د بع�ض الرواي�ات األدبي�ة على إستراتيجية‬ ‫‪-‬هنا‪ -‬يم ِّثل أيقونة للضح�ك‪ ،‬فاملتلقي يتصور الالبس‬
‫اإلعامل الذهني‪ ،‬واالس�تنتاج العقيل الدقيق‪ ،‬واستش�عار‬ ‫يف صورة خمالفة للمألوف‪ ،‬الصوف إىل اخلارج‪ ،‬والشكل‬
‫املتلق�ي الفطن�ة والذكاء يكم�ن وراء الفكاه�ة‪ ،‬والتندر‪،‬‬ ‫أدنى إىل صورة بعض احليوانات‪ ،‬وال يقف األمر إىل هذا‬
‫ولعلن�ا نتأمل هذا املثال الذي رواه الزخمرشي ت ‪538‬هـ‬ ‫احل�دِّ ‪ ،‬وإنام تكم�ن بؤرة النص يف التعليل‪ ،‬وتفسير هذا‬
‫يف (ربيع األبرار) ‪ « :‬دخل الوليد عىل هشام‪ ،‬وعليه عامم ٌة‪،‬‬ ‫العدول‪ ،‬وهو ملمح من مالمح إعامل الذهن‪ ،‬والتأمل‪،‬‬
‫فس�أله عن ثمنها‪ ،‬فقال‪ :‬ألف‪ ،‬فاستكثره‪ ،‬فقال الوليد‪ :‬يا‬ ‫اهلل علي�م بخلقه حني جعل الصوف يف بعض احليوانات‬
‫أمير املؤمنين‪ ،‬إنهَّ ا ألك�رم أعضائي‪ ،‬وقد اشتريت أنت‬ ‫ظاهر ًا‪ ،‬كام َّ‬
‫أن اإلنس�ان ال بد أن يبحث عن لني اللباس‪،‬‬
‫جارية بعرشة آالف‪ ،‬وهي ألخس أطرافك»(‪.((6‬‬ ‫والراح�ة‪ ،‬وعدم االكرتاث برغب�ات الناس‪ ،‬وال يتحقق‬
‫فالرواية اعتمدت عىل املقايسة والربهنة‪ ،‬والرغبة يف‬ ‫هذا إال بقلب اللباس‪.‬‬
‫ورس الرواي�ة يف تلك املقارنة بين ثمن اللبس‪،‬‬
‫اإلقن�اع‪ُّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫إن مدون�ات األدب القديمة اكتظت بنامذج الفكاهة‬
‫وثمن اجلارية من طرف‪ ،‬وبني أعضاء اجلس�د املس�تفيدة‬ ‫والضح�ك‪ ،‬ورواي�ة نوادره�ا‪ ،‬ومت�ى ما أث�ارت النكتة‬
‫ٍ‬
‫طرف آخ�ر‪ ،‬وهذه الرواية ‪-‬م�ع ما فيها‬ ‫م�ن اللب�س من‬ ‫املتلق�ي‪ ،‬وبلغ�ت ب�ه ح�د ًا مثير ًا للضح�ك‪ ،‬وخالف�ت‬
‫من فكاهة‪َ -‬تشيِ برسعة البدهية‪ ،‬واس�تحضار اجلواب‪،‬‬ ‫التوق�ع‪ ،‬وانتهك�ت املأل�وف‪ ،‬فإهن�ا س�تكون أوق�ع يف‬
‫ودهاء العرب‪ ،‬وقدرهتم عىل االستنتاج املنطقي الرسيع‪،‬‬ ‫التأثير(‪ ،((5‬وحتقيق غاية املؤلف‪ ،‬وه�ذه العالمة (أعني‬
‫وربام انس�لك ه�ذا اجلواب يف جن�س األجوبة املفحمة‪،‬‬ ‫الفكاه�ة) أضحت عالم ًة من عالم�ات تلك املدونات‪،‬‬
‫أو املس�كتة‪ ،‬الت�ي تعتمد عىل املفاج�أة‪ ،‬واملباغتة‪ ،‬وعدم‬ ‫وجمَ َ َع أرباهبا نامذج من اس�تخدام اللباس يف هذه املهمة‪،‬‬
‫التوقع‪ ،‬وتوات�رت روايتها يف مدونات العرب‪ ،‬وأفردوا‬ ‫وحترض‪-‬هن�ا‪ -‬بعض الش�خصيات التي اس�تحالت مع‬
‫هلا كتب ًا مستقلة(‪.((6‬‬ ‫رمز من رموز الضحك‪ ،‬كش�خصية أش�عب‪،‬‬ ‫الزمن إىل ٍ‬
‫وبع�ض األح�داث والقص�ص تصب�ح أيقون�ة يف‬ ‫ال�ذي ابتغت منه زوجته هدي ًة‪ ،‬فقال�ت‪ِ « :‬‬
‫هات خامتك‬
‫األدب‪ ،‬وت�دور حوهل�ا روايات أدبية‪ ،‬ترتدد يف الش�عر‪،‬‬ ‫(‪ )56‬ربيع األبرار‪.432/4:‬‬
‫(‪ )57‬السابق‪.‬‬
‫(‪ )60‬ربيع األبرار‪.440/4:‬‬ ‫(‪ )58‬انظ�ر‪ :‬بالغة النادرة‪ ،‬ملحمد مش�بال‪ ،‬أفريقيا الرشق‪-‬الدار‬
‫(‪ )61‬السابق‪.431/4 :‬‬ ‫البيضاء‪2007 ،‬م‪.44:‬‬
‫(‪ )62‬انظ�ر عىل س�بيل املثال‪ :‬األجوبة املس�كتة‪ ،‬الب�ن أيب عون‪،‬‬ ‫(‪ )59‬انظ�ر‪ :‬الفكاه�ة والضح�ك (رؤي�ة جدي�دة) د‪.‬ش�اكر‬
‫حتقيق‪:‬د‪.‬مي يوسف‪ ،‬عني للدراسات اإلنسانية االجتامعية‪،‬‬ ‫عب�د احلمي�د‪ ،‬سلس�لة ع�امل املعرف�ة‪ ،‬رق�م ‪،289‬يناي�ر‬
‫ط‪1996 ،1:‬م ‪.‬‬ ‫‪2003‬م‪.395:‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪72‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫مقطوعات�ه يف احلدي�ث عن هذا الطيلس�ان «حتى ذهب‬ ‫ويف مدون�ات األدب‪ ،‬وخت�رج من إطاره�ا الذي قيلت‬
‫لا إىل اليوم»(‪.((6‬وأصبح عالم ًة‬
‫طيلس�ان ابن ح�رب مث ً‬ ‫فيه إىل إطار أوس�ع يرتدد يف مناس�بات مماثلة‪ ،‬ومن ذلك‬
‫من عالمات التندر والفكاهة‪ ،‬واس�تحال الطيلس�ان إىل‬ ‫حادث�ة إه�داء حممد بن حرب إىل إسماعيل ب�ن إبراهيم‬
‫ه�ذه الرمزي�ة التي يمكن إع�ادة اس�تخدامها يف مواطن‬ ‫احلمدوين طيلسان ًا َخ ِلق ًا‪ ،‬فقال احلمدوين فيه مقطوعات‬
‫ٍ‬
‫إهداء مشاهبة‪.‬‬ ‫ش�عرية عدي�دة‪ ،‬تناقله�ا الرواة‪ ،‬ونس�جوا على منواهلا‪،‬‬
‫ودائ�رة اللب�اس داخل�ة ضمن دائ�رة املظه�ر‪ ،‬وهذا‬ ‫لا مش�هور ًا(‪ ،((6‬ومن‬
‫فأضحى طيلس�ان اب�ن حرب مث ً‬
‫املظه�ر ت�دور حول�ه قضاي�ا كثيرة‪ ،‬ويم ِّث�ل عالم�ات‬ ‫ذلك مث ً‬
‫ال قول احلمدوين‪:‬‬
‫متعددة‪ ،‬فلباس الرجال خيتلف عن لباس النس�اء‪ ،‬ومر ُّد‬ ‫ٍ‬
‫ح�رب كس�وتني ط ْي َل َس�ان ًا‬ ‫ي�ا ابن‬
‫هذا االختلاف ‪-‬يف الغالب‪ -‬إىل الدين‪ ،‬ثم إىل أعراف‬ ‫م�ل م�ن صحـبــ�ة الزَّمــ�ان وص�دَّ ا‬ ‫َّ‬
‫الن�اس‪ ،‬وجمتمعاهت�م‪ ،‬وأذواقه�م‪ ،‬ويف مدونات األدب‬ ‫الر ْفــــ�و حتَّ�ى‬
‫ط�ال ت�ردا ُده إىل َّ‬
‫رصدت ع�دد ًا من النصوص الت�ي تعتمد عىل‬
‫ُ‬ ‫القديم�ة‬ ‫ل�و بعـثـنــ�اه وحـــ�ده َلتـَهــ�دَّ ى‬
‫ترس�يخ املفارقة بني زي الرج�ل‪ ،‬وزي املرأة‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫فح َس� ْبنَا ن َْس�ج العناكب ق�د ِج َ‬
‫ئن‬ ‫َ‬
‫قول الوشاء ت ‪325‬هـ ‪« :‬وليس ُيستحسن لبس الثياب‬ ‫(‪((6‬‬
‫إىل ضع�ف طيلــس�ــانك ش�دَّ ا‬
‫الش ِ‬
‫�معة األل�وان‪ ،‬املصبوغة بالطي�ب والزعفران‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ا ُمللح�م األصفر‪ ،‬والدَّ بيق�ي املعنَب�رَ ؛ َّ‬
‫ألن ذلك من لبس‬ ‫وقول ابن الرومي‪:‬‬
‫النساء‪ ،‬ولبس القينات واإلماء»(‪.((6‬‬ ‫ٌ‬
‫نـاجـــ�ل غير أنَّ�ه‬ ‫طيلس�ان‬
‫ٌ‬ ‫ويل‬
‫إن ه�ذا الن�ص يمثل ذائق� ًة لعرص م�ن العصور كان‬ ‫َّ‬ ‫َثـبــ�وت هلمـ�ات الري�اح الزَّع�از ِع‬
‫اللون الش�اهر والث�وب ا ُملزعفر‪...‬عالم� ًة حتيل إىل لبس‬ ‫ومـــ�اذاك إال أنَّــ�ه ُمتـهـت ٌ‬
‫ِّــ�ك‬
‫النس�اء والقين�ات واإلم�اء‪ ،‬وعندم�ا تنتق�ل إىل الرجال‬ ‫خيلي س�بـيـــل الـريــح غير ُمنَا َز ِع‬
‫ٍ‬
‫ونقصان يف الرجولة‪ ،‬لك َّن‬ ‫تك�ون عالمة نقص‪ ،‬وتأنُّث‪،‬‬ ‫أراه لضوء الش�مس بالعين رؤي ًة‬
‫هذا العرف قد ُيكرس ‪-‬أحيان ًا‪ -‬وكرسه يصبح رمز ًا لقوة‬ ‫ويمـنـعـن�ي م�ن ملـس�ــه باألصاب� ِع‬
‫ال�رأي‪ ،‬وإعمال العقل‪ ،‬وحت�دي الع�ادات التي يرسف‬ ‫ش�كا ثقل اسم الطيلس�ان لضعفه‬
‫الناس‪-‬أحيان� ًا‪ -‬يف تقديس�ها‪ ،‬فس�ليامن ب�ن عبداملل�ك‬ ‫(‪((6‬‬
‫فس�ميته س�اجا فهل ذاك نافعي؟!‬
‫يلبس املصبغات‪ ،‬ويقول متحدي ًا‪« :‬ما ُج ِع َل النساء ُّ‬
‫أحق‬
‫بالصبغ من الرجال‪ ،‬وكان خيطب فيها»(‪.((6‬‬ ‫ٍ‬
‫فري�د يف اهلجاء‪ ،‬ومس�لك‬ ‫َّ‬
‫إن البح�ث ع�ن مذه�ب‬
‫ويقودين هذا إىل ما صنعه أصحاب املدونات األدبية‬ ‫غري�ب يف التن�در والفكاه�ة جع�ل احلم�دوين يسِّي�رِّ‬
‫م�ن حديث ع�ن تصنيف اللب�اس‪ ،‬ونس�بة كل لبس إىل‬
‫(‪ )63‬انظ�ر‪ :‬رشح مقام�ات احلري�ري‪ ،‬للرشيشي‪ ،‬حتقي�ق‪:‬‬
‫(‪ )66‬تاري�خ آداب الع�رب‪ ،‬للرافعي‪ ،‬مراجعة‪:‬عبد اهلل املنش�اوي‪،‬‬ ‫حمم�د أب�و الفض�ل إبراهي�م‪ ،‬املكتب�ة العرصية‪-‬صي�دا‪،‬‬
‫ومهدي البحقريي‪ ،‬مكتبة اإليامن‪-‬املنصورة‪ ،‬د‪.‬ت‪.127/2:‬‬ ‫‪1413‬هـ‪1992/‬م‪.318/1:‬‬
‫(‪ )67‬املوشى‪.161:‬‬ ‫(‪ )64‬السابق‪.319/1:‬‬
‫(‪ )68‬ربيع األبرار‪.446/4 :‬‬ ‫(‪ )65‬السابق‪.320/1:‬‬

‫‪73‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫من أهل النع�م‪ ،‬وأبناء اخللفاء»(‪ .((7‬والالفت ‪-‬هنا‪َّ -‬‬


‫أن‬ ‫أصح�اب صنع�ة م�ن الصناعات حت�ى َّ‬
‫إن الوش�اء ت‬
‫ٌ‬
‫مربوط بالبس�ه‪ ،‬فربام‬ ‫احلكم عىل اللباس ُح ْس�نَ ًا أو ُق ْب َح ًا‬ ‫‪325‬هـ عقد باب ًا لذك�ر زي الظرفاء يف اللباس‪ ،‬وحاول‬
‫واس� ُت ْقبِح عىل آخر‪ ،‬واملفاضلة يف‬ ‫البس‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫است ُْح ِس َن عىل‬ ‫يس�مي بعض األلبس�ة‪ ،‬ويفي�ض يف تعدادها‪ ،‬بل بلغ‬
‫ِّ‬ ‫أن‬
‫طبقة من طبقات املجتمع كان‪.‬‬ ‫حقيقة البسه‪ ،‬ومن أي ٍ‬ ‫األم�ر به أن حيرتز م�ن بعضها بقوله‪« :‬ولي�س جييز أهل‬
‫كام تكش�ف من ٍ‬
‫وجه آخر عن ث�راء املجتمع‪ ،‬وتنوع‬ ‫الظ�رف واألدب لب�س يشء م�ن الثي�اب الدنس�ة م�ع‬
‫األلبسة بأش�كاهلا‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وخاماهتا‪ ،‬واستريادها من‬ ‫ال مع جديد‪ ،‬وال الكتَّان مع ا َمل ْروي‪،...‬‬
‫غسيل‪ ،‬وال غسي ً‬
‫ٍ‬
‫بح�راك اقتصادي كبير يف جتارة‬ ‫بل�دان ُأخ�رى‪ ،‬وتشي‬ ‫الزي ما تشاكل وانطبق‪ ،‬وتقارب واتَّفق»(‪.((6‬‬
‫وأحسن ِّ‬
‫األلبسة‪ ،‬وهذا ُت َفسرِّ ُ ه نس�بة األلبسة إىل البلدان (اخلزوز‬ ‫وه�ذا الن�ص حيي�ل إىل رمزي�ة األع�راف‪ ،‬وأمهي�ة‬
‫السوسية)‪ ،‬و(األكسية الفارسية)‪،‬‬ ‫الكوفية)‪،‬و(املطارف ُ‬ ‫مراعاهتا‪ ،‬ويكش�ف عن كون اللباس داالًّ عىل مس�توى‬
‫و(الطيالسة التُّومسية)‪ ،‬و(اجلباب النَّيسابورية)‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫الش�خص‪ ،‬ومنـزلت�ه بني الن�اس‪ ،‬فهو يف موط�ن تعداد‬
‫�ذ اللب�اس يف مدون�ات األدب القديمة عالم ًة‬
‫َّخ ُ‬
‫و ُيت َ‬ ‫قبيح بالس�وقة‬
‫بع�ض األلبس�ة ق�ال‪... « :‬والظهور فيها ٌ‬
‫فحب ش�خص م�ا يدعو‬
‫ُّ‬ ‫م�ن عالم�ات احلب وامل�ودة‪،‬‬ ‫والظرفاء‪ ،‬مستحس ٌن من أهل النعم‪ ،‬وأبناء اخللفاء»(‪.((7‬‬
‫إىل االحتف�اظ بشيء م�ن لبس�ه‪ ،‬واالحتف�اظ ب�ه يعني‬ ‫وإذا كان ق�ارئ الن�ص ليس مس�تهلك ًا له فحس�ب‪،‬‬
‫االستذكار الدائم‪ ،‬واالرتباط الذهني الدائر مع النظر يف‬ ‫منتج ل�ه أيض ًا كما يق�ول روالن ب�ارت(‪ ،((7‬بمعنى‬
‫ب�ل ٌ‬
‫اللباس‪ ،‬وه�ذا ُي َذك ُِّر بصنيع بع�ض املعارصين يف طلب‬ ‫أن الناق�د يعيد تفسير العم�ل األديب حس�ب املكونات‬ ‫َّ‬
‫األلبسة من مشاهري الرياضة‪ ،‬والفن‪ ،‬ومن ذلك ما رواه‬ ‫اللغوي�ة والثقافي�ة واالجتامعي�ة حتى حي ِّق�ق ما يصطلح‬
‫الزخمشري ت ‪538‬ه�ـ يف (ربيع األب�رار)(‪ ((7‬من طلب‬ ‫علي�ه بع�ض الس�يميائيني م�ن الوص�ول إىل (البني�ة‬
‫أيب نخيلة ( وهو يعمر بن حزن بن زائدة بن هدم) كساء‬ ‫ف�إن النص�وص الس�الفة ح�ول تصنيف‬ ‫العميق�ة)(‪َّ ،((7‬‬
‫من اخلليفة هش�ام بن عبدامللك‪ ،‬وكان أبو نخيلة منقطع ًا‬ ‫اللباس ومراعاة مس�تواه تكشف عن معاناة أهل العرص‬
‫لبني العباس‪ ،‬ولقب بشاعر بني هاشم‪ ،‬وكان يفخر هبذه‬ ‫م�ن التزييف‪ ،‬واملخادعة‪ ،‬واالدعاء‪ ،‬فهذه الرس�الة تأيت‬
‫األكسية‪ ،‬ويطلبها من اخلليفة‪ ،‬وغالب ًا ما يجُ اب إىل طلبه‪.‬‬ ‫يف س�ياق اخلط�اب التوجيه�ي‪ ،‬وحتي�ل إىل أمهي�ة لب�س‬
‫وقد يس�تحيل اللباس إىل عالمة للتسول‪ ،‬والطلب‪،‬‬ ‫اإلنس�ان ما يناسب مس�تواه املعييش‪ ،‬فاللباس يف ذاته ال‬
‫وإذالل النف�س‪ ،‬وهن�ا يتفنَّ�ن األدباء يف طلبه�م‪ ،‬كقول‬ ‫َ�م عليه باالستحس�ان والقبح‪ ،‬وإنام يحُ ْ كَ�م عليه إذا‬
‫يحُ ْ ك ُ‬
‫الزخمرشي‪:‬‬ ‫قبيح بالسوقة والظرفاء‪ ،‬مستحس ٌن‬ ‫ُلبِس «والظهور فيها ٌ‬
‫كـس�ــوت فجـبــ� ٌة وعاممة‬
‫َ‬ ‫وإذا‬
‫(‪ )69‬املوشى‪.161:‬‬
‫م�ا واحــ�د الـثـــوبـين باحلـس�ـن‬ ‫(‪ )70‬السابق‪.‬‬
‫مل َي ْس�ـت َِقـم يف حـكـمـ�ه َب�دَ ٌن بال‬ ‫ٍ‬
‫حتليل س�يميائي لألدب‪ ،‬د‪.‬حممد‬ ‫(‪ )71‬انظر‪ :‬النقد والداللة‪:‬نحو‬
‫عزام‪ ،‬منش�ورات وزارة الثقافة السورية‪-‬دمشق‪1996 ،‬م‪:‬‬
‫(‪((7‬‬
‫رأس وال رأس بـلا بــــ�دن‬ ‫ٍ‬
‫‪.143‬‬
‫(‪ )73‬املوشى‪.161:‬‬ ‫(‪ )72‬انظر‪ :‬املنهج السيميائي وحتليل البنية العميقة للنص (مقالة)‬
‫(‪ )74‬انظر‪ :‬ربيع األبرار‪.447-446/4:‬‬ ‫د‪.‬حالَّم اجليالين‪ ،‬جملة املوقف األديب‪ ،‬احتاد الكتاب العرب‬
‫(‪ )75‬انظر‪:‬السابق‪.448/4:‬‬ ‫بدمشق‪ ،‬العدد رقم ‪ ،365‬أيلول ‪2001‬م‪.‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪74‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫الالش�عور اجلمع�ي والف�ردي والش�عائر والطقوس‬ ‫فالبيت�ان قائمان على احلج�اج العقلي‪ ،‬والربهن�ة‬
‫والدي�ن‪.((7(»...‬‬ ‫القياس�ية‪ ،‬والنتيجة هي طلب كس�وة كاملة‪ .‬وش�اعر‬
‫وارتك�زت مروي�ات األدب�اء يف املدون�ات‬ ‫آخر يس�تثمر عطاء اب�ن الزبري بني أس�د ُحلالً‪ ،‬فيقول‬
‫القديمة على قدرة األديب يف خلخل�ة رمزية اللون‪،‬‬ ‫نربة من االنكس�ار‪ ،‬وإظهار الضعف‪ ،‬واستجالب‬ ‫يف ٍ‬
‫وداللته‪ ،‬فاألس�ود لون قاتم‪ ،‬حزي�ن‪ ،‬وهو رمز األمل‬ ‫الشفقة‪:‬‬
‫واملوت‪»،‬كما أنه رمز اخلوف من املجهول‪ ،‬وامليل إىل‬ ‫كس�ت أس�دٌ إخواهن�ا ول�و أنن�ي‬
‫التكتّم»(‪.((7‬وهذه الداللة َّ‬
‫القارة يف ثقافة العريب تتبدَّ د‬ ‫�ــيت‬
‫ُ‬ ‫ببـلـــ�دة إخــ�واين إذ ًا لـك ِ‬
‫ُـس‬
‫يف قدرة األديب عىل التوظيف والتصوير‪ ،‬كام يف قول‬
‫الشاعر‪:‬‬ ‫فأم�ر عب�د اهلل بن الزبري بكس�وته « ُفأعط�ي أربعامئة‬
‫ب�در‬ ‫ِ‬
‫�واد فقل�ت‪ٌ :‬‬ ‫الس َ‬
‫رأيت�ك يف َّ‬ ‫قميص سوى اجلباب واألردية»(‪.((7‬‬
‫(‪((8‬‬
‫َب�دَ ا يف ُظلم�ة اللي�ل البهي� ِم‬ ‫ٍ‬
‫ش�طر من‬ ‫وأل�وان املالب�س ودالالهتا تس�يطر عىل‬
‫مرويات املدونات القديمة‪ ،‬وتسترعي انتب�اه القدماء‪،‬‬
‫فالص�ورة املهيمن�ة ‪-‬هن�ا‪ -‬ه�ي ص�ورة املحبوبة يف‬ ‫وحتي�ل إىل عنايته�م بل�ون لباس�هم‪ ،‬وأث�ره يف نف�وس‬
‫ِ‬
‫اقرتان البياض بالس�واد‪،‬‬ ‫مخارها األس�ود‪ ،‬وهي ص�ور ُة‬ ‫املتلقين‪ ،‬ومش�اعرهم‪ ،‬واس�تجابتهم حت�ى َّ‬
‫إن الرسي‬
‫قائ�م على املامي�زة والكش�ف‪ ،‬فالل�ون‬
‫ٌ‬ ‫وه�ذا االقتران‬ ‫ب�ن أمحد الرفاء ت ‪366‬ه�ـ يف كتابه (املحب واملحبوب‬
‫األس�ود أسهم يف تعميق اجلامل‪ ،‬وجتليته‪ ،‬وكان حضوره‬ ‫واملش�موم واملشروب) عق�د باب� ًا سَّم�اَّ ه (يف املالب�س‬
‫يف البي�ت حضور ًا إجيابي ًا عىل غري الع�ادة‪ ،‬وكأن املفارقة‬ ‫وألواهنا)(‪.((7‬‬
‫الت�ي ابتغاه�ا الش�اعر يف التصوير قادت�ه إىل البحث عن‬ ‫والس�يميائيون ُيعن�ون بالل�ون عناي�ة كبيرة‪،‬‬
‫البع�د ع�ن املأل�وف‪ ،‬واملس�تقر يف النف�وس‪ ،‬فعم�د إىل‬ ‫ووجه�وا جهده�م إىل الكش�ف ع�ن رمزي�ة اللون‪،‬‬
‫السواد‪ ،‬وأحرضه برمزية خمتلفة‪.‬‬ ‫وأث�ره‪ ،‬وتفاوت دالالت�ه من بيئة إىل ُأخ�رى‪ ،‬فاللغة‬
‫ويبق�ى لون اللباس جزء ًا مه ًام من الزينة‪ ،‬واختياره ٌ‬
‫دال‬ ‫‪-‬عنده�م‪« -‬نظا ٌم من العالمات االعتباطية‪ ،‬أو نظام‬
‫عىل ذوق البس�ه‪ ،‬وقد أورد أرب�اب املدونات األدبية نامذج‬ ‫جم�ر ٌد م�ن الرموز‪ ،‬والل�ون جزء من عل�م العالمات‬
‫دال�ة عىل اس�تثارة األديب م�ن خالل لون اللبس‪ ،‬وملس�وا‬ ‫ال�ذي حتدث عنه دي سوسير يف حمارضاته األلس�نية‬
‫ٍ‬
‫برف�ق واض�ح دالالت اللون‪ ،‬ومدى اجلمال يف مدلوالته‪،‬‬ ‫الش�هرية‪ ،‬وتتضمن اللغة الكثري من املفردات اللونية‬
‫الفت‪ ،‬ومبه�ج‪ ،‬وإذا كان فاحت� ًا فهو مرتبط‬
‫لون ٌ‬‫ف�األزرق ٌ‬ ‫التي تثير لدى املتلقي خميل ًة برصي�ة‪ ،‬وهذه املفردات‬
‫دال عىل النضارة‬‫بلون السماء‪ ،‬ومتددها‪ ،‬وش�موخها‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫يف أوض�ح جتلياهت�ا ه�ي عالم�ات رمزي�ة‪ ،‬تنبن�ي‬
‫(‪ )78‬سيمياء العالمـة اللونيــة‪ :‬دراسة يف توظيف اللون وداللته‬ ‫مرجعيته�ا الداللية على عمليات معقدة يس�هم فيها‬
‫يف تشكيل املشهد الشعري يف شعر مظفر النواب عىل الرابط‬
‫اآليت‪/http://www.diwanalarab.com :‬‬ ‫(‪ )76‬انظر‪ :‬السابق‪.446/4:‬‬
‫(‪ )79‬اللغ�ة والل�ون‪ ،‬د‪.‬أمحد خمت�ار عمر‪ ،‬ع�امل الكتب‪-‬القاهرة‪،‬‬ ‫(‪ )77‬انظ�ر‪ :‬املح�ب واملحبوب واملش�موم واملشروب‪ ،‬للرسي‬
‫ط‪1997 ،2:‬م‪.186 :‬‬ ‫الرفاء‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬مصباح غالونجي‪ ،‬مطبوع�ات جممع اللغة‬
‫(‪ )80‬املحب واملحبوب واملشموم واملرشوب‪.296/1:‬‬ ‫العربية بدمشق‪1407،‬هـ‪1986/‬م‪.296/1 :‬‬

‫‪75‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫فقلن�ا هل�ا‪ :‬ما اس�م ه�ذا اللباس؟‬ ‫والش�باب واحليوية(‪ ،((8‬وحني رأى أحد الش�عراء معشوق ًا‬
‫فـ�ردت جــوابــ� ًا ظـريـ�ف ِ‬
‫الع َبارة‬ ‫لبس األزرق قال‪:‬‬
‫َّ‬
‫َش�ـ َقـ ْقــنا مــرائــ�ر قــــ�و ٍم به‬ ‫الب�در حيــــــــــــ‬
‫َ‬ ‫اآلن صرِ ْ َت‬
‫(‪((8‬‬
‫امل�ر َارة‬ ‫ُـس�ميه َش َّ‬
‫�ـــق َ‬ ‫فنحــ�ن ن ِّ‬
‫(‪((8‬‬
‫لون سمائه‬
‫لبس�ت َ‬
‫َ‬ ‫ــــــــــــ�ن‬
‫َ‬

‫وأ ْمل ُح من هذا البيت وغريه اس�تجالب الشاعر لون‬ ‫وكُشاجم يقول‪:‬‬
‫اللباس من أجل التفنُّن يف التصوير‪ ،‬وإظهار الرباعة فيه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫غـاللـ�ة زرقـــاء‬ ‫ـل�ت فـ�ي‬
‫أقـ َب ْ‬
‫فبؤرة النص يف األبيات السالفة تكمن يف تشبيه املحبوبة‬ ‫زرقـ� ًة ُلـقـ َبــ�ت بجـــ�ري املـــ�اء‬
‫يف لباسها األخرض باحتواء أوراق الشجر لورد اجل ّلنارة‪،‬‬ ‫فـتــوهـمــ�ت يف الـغـالل�ة منها‬
‫ُ‬
‫وه�ذه الصورة اجلميل�ة أثارت فضول�ه‪ ،‬وأفضت به إىل‬ ‫جــس�ــد الـنـ�ور يف أديـ�م اهل�واء‬
‫الس�ؤال ع�ن ه�ذا اللبس‪ ،‬ف�كان اجلواب ُمكم ً‬
‫لا مجال‬ ‫ٍ‬
‫ل�ون‬ ‫وإن أحس�ن‬
‫بـ�در َّ‬
‫ٌ‬ ‫تل�ك‬
‫املرأة‪ ،‬ومالحتها‪ ،‬وكان غاي ًة عند الشاعر يف إبراز قدرته‬ ‫(‪((8‬‬
‫الـبـ�در في�ه ل�ون السماء‬
‫ُ‬ ‫َط َل�ع‬
‫عىل توصيف احلسن‪ ،‬واملالحة‪ ،‬والظرافة‪ ،‬فاسم اللباس‬
‫ارتب�ط بأثره يف املتلق�ي‪ ،‬وإثارته املبصر‪ ،‬وهذه الصورة‬ ‫ُخ ِد َم أدا ًة لتعمي�ق‬
‫فاللب�اس فض�اء لالبِس�ه‪ ،‬واس�ت ْ‬
‫تؤكد انبهار العرب بجامل اللبس‪ ،‬وأنه جانب مهم جد ًا‬ ‫اجلامل‪ ،‬وأس�هم يف حتسني صورة احلُ ْسن‪ ،‬وتكثيف مجال‬
‫يف إكمال الزين�ة‪ ،‬وإث�ارة املتلقي‪ ،‬وهو عالم� ٌة عىل تفنن‬ ‫اجلميل‪ ،‬واقرتان السماء باللبس‪ ،‬والب�در بالوجه‪-‬وهو‬
‫العرب بلباس�هم‪ ،‬وعنايتهم بلونه‪ ،‬وشكله‪ ،‬وتفصيالته‬ ‫م�كان احلس�ن واملالحة‪-‬يكش�ف ع�ن أث�ر اللب�اس يف‬
‫الدقيقة‪.‬‬ ‫الزين�ة‪ ،‬واالس�تثارة‪ ،‬ولف�ت االنتباه‪ ،‬وهو عالم� ٌة أيض ًا‬
‫وأصح�اب املدونات األدبية القديمة يس�وقون هذه‬ ‫عىل ذائقة العرب‪ ،‬وعنايتهم باختيار األلوان أللبستهم‪.‬‬
‫النماذج ‪-‬التي يبدو فيها لون اللب�اس أيقونة واضحة‪-‬‬ ‫واللباس األخرض يبهج الناظر‪ ،‬ويرتبط بلباس أهل‬
‫وس� ْبقهم‬
‫ليامي�زوا بين األدباء يف قدرهتم عىل التصوير‪َ ،‬‬ ‫اجلن�ةﵛ ﭐﲞﲟﲠﲡﲢﲣﵚ (‪.((8‬‬
‫إىل بع�ض املع�اين‪ ،‬وقدرهت�م على املباعدة بين أطراف‬ ‫وق�د أورد أرب�اب املدون�ات األدبي�ة نامذج حلس�ن هذا‬
‫الص�ورة‪ ،‬واإلغ�راب فيه�ا‪ ،‬وهذا املنهج مع�روف عند‬ ‫اللباس‪ ،‬وافتتان الشعراء باملعشوق إذا اكتساه‪ ،‬من ذلك‬
‫الع�رب‪ ،‬فمعيار الص�ورة من املعايير املهمة يف تفاضل‬ ‫قول الصنوبري‪:‬‬
‫األدب�اء‪ ،‬وتصنيفه�م‪ ،‬وإقب�ال اجلمهور على إنتاجهم؛‬ ‫ٍ‬
‫لــبـــ�اس هل�ا أخرض‬ ‫َبــ�دَ ت يف‬
‫ول�ذا ف�إن عبدالقاهر اجلرجاين ت‪471‬ه�ـ أو ‪474‬هـ‬ ‫الــ�و َر ُق ُ‬
‫اجل َّلن�ارة‬ ‫َ‬ ‫كمــ�ا تَلـْ َبـ�س‬
‫ي�ر ُّد جي�د األش�عار إىل ق�درة الش�اعر على التفنُّ�ن‬
‫(‪ )81‬انظر‪ :‬اللغة واللون‪.183:‬‬
‫باالس�تعارات‪،‬حيث يق�ول‪« :‬فانظ�ر إىل األش�عار التي‬ ‫(‪ )82‬انظ�ر‪ :‬التذك�رة احلمدوني�ة‪ ،‬البن محدون‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحس�ان‬
‫أثن�وا عليها م�ن جهة األلف�اظ‪ ،‬ووصفوها بالسلامة‪،‬‬ ‫عباس‪ ،‬دار صادر‪-‬بريوت‪ ،‬ط‪1996 ،1:‬م‪.316/5:‬‬
‫(‪ )83‬املحب واملحبوب واملشموم واملرشوب‪.296/1:‬‬
‫(‪ )85‬املحب واملحبوب واملشموم واملرشوب‪.299/1:‬‬ ‫(‪ )84‬سورة الكهف‪.31:‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪76‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫فقال‪ :‬الش�مس أه�دت يل قميص ًا‬ ‫ونس�بوها إىل الدَّ ماثة‪ ،‬وقالوا‪ :‬كأهنا املاء َجر َيان ًا‪ ،‬واهلواء‬
‫بدي�ع الل�ون م�ن َش� َف ِق الغُ�روب‬‫َ‬ ‫لطف ًا‪ ،‬والرياض ُح ْس�ن ًا‪ ،‬وكأهنا النس�يم‪ ،‬وكأهنا الرحيق‬
‫ول�ون خ�دِّ ي‬
‫ُ‬ ‫فـثــ�ويب وامل�دا ُم‬ ‫ِمزاجها التسنيم»(‪.((8‬‬
‫ِ (‪((9‬‬ ‫ٍ‬
‫قري�ب م�ن قري�ب‬ ‫قري�ب م�ن‬
‫ٌ‬ ‫ولذا احتف�ى النقاد باالنزي�اح والعدول ومفاجأة‬
‫املتلقي بام مل ينتظر‪ ،‬أو َيأ َلف من العنارص الداللية‪ ،‬أو‬
‫َّ‬
‫إن ه�ذه العالم�ة بازغ�ة الداللة على احتف�اء النقاد‬ ‫حينما يكون خرق املألوف يف الصورة عالي ًا(‪ ،((8‬وهنا‬
‫القدام�ى بالتصوي�رات البديع�ة‪ ،‬واألخيل�ة الطريف�ة‪،‬‬ ‫يتب�ارى األدب�اء‪ ،‬ويكون الس�بق إىل املع�اين‪ ،‬فتلقف‬
‫وتفاوت�ت مدوناهتم بحس�ن اختياره�م‪ ،‬وعلو ذوقهم‪،‬‬ ‫األدب�اء تل�ك املع�اين‪ ،‬ودونوه�ا يف كتبه�م‪ ،‬وم َّثلت‬
‫ف�كان اجلاحظ ت ‪255‬هـ يف اختياراته الش�عرية متفوق ًا‬ ‫ذائقته�م يف االنتق�اء‪ ،‬واالختي�ار‪ ،‬وكان م�ن ذل�ك‬
‫على ابن مح�دون ت ‪562‬هـ يف تذكرته م�ن هذا الباب‪،‬‬ ‫تفنُّ�ن األدباء يف تصوير أل�وان اللباس‪ ،‬وقدرهتم عىل‬
‫وهن�ا أقب�ل مجه�ور األدباء على مدون�ات دون أخرى‪،‬‬ ‫تفتيق املعاين حوله كام أسلفت؛ولذلك نجد اجلاحظ‬
‫وأضح�ت بعضه�ا س�امقة يف فض�اء األدب‪ ،‬صام�دة‬ ‫ت ‪255‬ه�ـ يف ( البي�ان والتبيني) يعقد باب� ًا يقول يف‬
‫عرب العصور؛ ألس�باب عديدة منها حس�ن االختيارات‬ ‫مطلع�ه‪« :‬ووصفوا كالمهم يف أش�عارهم‪ ،‬فجعلوها‬
‫الشعرية‪.‬‬ ‫حلل�ل واملعاط�ف‪ ،‬والديب�اج‬
‫كُب�رُ ود ال َع ْص�ب‪ ،‬وكا ُ‬
‫ويم ِّث�ل اللباس ‪-‬أحيان ًا‪ -‬عالم ًة عىل التخفي‪ ،‬وعدم‬ ‫وال�ويش‪ ،‬وأش�باه ذلك»(‪.((8‬وي�ورد ق�ول بش�ار يف‬
‫اإلفص�اح عن احلقيقة‪ ،‬تأمل ما قاله ابن املعتز يف اللباس‬ ‫اللباس األمحر‪:‬‬
‫اخلَ ِلق‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫زيـنـــ�ة‬ ‫مـالبــــ�س‬ ‫وخــ�ذي‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ابني باب الوزير واملسجد اجلامع‬
‫َم َ‬ ‫ـــــ�ر‬ ‫ومــصــب ٍ‬
‫غ�ات فـهـ�ي أ ْفــخَ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ظـبـ�ي كالـظــبـ�ي يف غَــ َيــــ�د ْه‬
‫ٌ‬ ‫وإذا دخــلــتــ�ي تـقــَنــَّعــ�ي‬
‫أثـــوابــ�ه ر َّثــ� ٌة فـقـ�د َض َ‬
‫اع ال‬ ‫(‪((8‬‬
‫أمح�ر‬
‫ْ‬ ‫احلـس�ــن‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫ـمــ�ر َّ‬ ‫ُ‬
‫باحل ْ‬
‫�اع التـمــيي� ُز يف َبل�ده‬
‫وض َ‬ ‫ـــ�اع َ‬
‫َ‬ ‫َض‬
‫لــيــ�س لــــ�ه نــاقــ�دٌ ِ‬
‫فيعر ُفه‬ ‫ومن ذلك قول املهلبي‪:‬‬
‫ِ ِ (‪((9‬‬
‫وآفــ�ة التِّـــْب�رْ ِ َضــ ْع ُ‬
‫�ف ُمنتَقده‬ ‫تَب�دَّ ي يف قمي�ص اللا َِّذ يمشي‬
‫ِ‬
‫باحلبي�ب‬ ‫عـــ�دو يل ُيــ َلـــ َّق ُ‬
‫ــ�ب‬ ‫ٌ‬
‫لق�د كان اللب�اس ِ‬ ‫�نت ه�ذا‬ ‫ب�م ْاست َْح َس َ‬
‫اخلل�ق أدا ًة إلخف�اء مج�ال الفتاة‪،‬‬ ‫فقل�ت ل�ه‪َ :‬‬
‫و َي ْق ِ‬
‫�ر ُن ابن املعتز هذا اخلفاء بخفاء الذهب اخلالص عىل‬ ‫زي عجي�ب؟!‬‫�ت يف ٍّ‬ ‫لـقــ�د أقـ َبـ ْل َ‬
‫عامة الناس‪ ،‬وكأنه يوجه دعو ًة إىل االكتش�اف‪ ،‬والتأمل‬ ‫(‪ )86‬دالئل اإلعجاز‪.21 :‬‬
‫(‪ )87‬انظ�ر‪ :‬اللغ�ة العلي�ا‪ :‬دراس�ة نقدي�ة يف لغة الش�عر‪ ،‬د‪.‬أمحد‬
‫يف ع�امل اجلمال اخلف�ي‪ ،‬الذي يتدث�ر بالرثاث�ة‪ ،‬واألطامر‬ ‫املعت�وق‪ ،‬املرك�ز الثق�ايف العريب‪-‬ال�دار البيض�اء‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪2006‬م‪.99-98 :‬‬
‫(‪ )90‬انظر‪ :‬املحب واملحبوب واملشموم واملرشوب‪.297/1 :‬‬ ‫(‪ )88‬البيان والتبيني‪.222/1:‬‬
‫(‪ )91‬نظر‪ :‬املحب واملحبوب واملشموم واملرشوب‪.304/1 :‬‬ ‫(‪ )89‬انظر‪ :‬السابق‪.225/1:‬‬

‫‪77‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫واس�تعملت خامت ًا من ورق فضة‪ ،‬ونقش�ت عليه‪ :‬رحم‬ ‫ٌ‬


‫مج�ال حيت�اج إىل اس�تخراج‪ ،‬كما‬ ‫البالي�ة‪ ،‬ويف مكنون�ه‬
‫اهلل امر ًأ عرف نفسه»(‪.((9‬‬ ‫الذهب اخلالص الذي حيتاج إىل خبري‪.‬‬
‫دال عىل أن لبس اخلاتم من الزينة الكاملية؛‬ ‫ٌ‬
‫سلوك ٌ‬ ‫إنَّه‬ ‫وس�نجد يف مدون�ات األدب القديمة اعتناء واضح ًا‬
‫ول�ذا كان اإلرساف يف قيمت�ه‪ ،‬واملبالغ�ة يف ارتف�اع ثمنه‬ ‫بمراع�اة املقامات يف اللباس‪ ،‬فام يصلح للقاء الس�لطان‬
‫مظن�ة للَّس�رَّ َ ف‪ ،‬وميس ً‬
‫ما للرتف؛ ول�ذا ج�اءت املعاجلة‬ ‫ال يصل�ح لغيره‪ ،‬يف دالل�ة واضح�ة عىل عناي�ة العرب‬
‫يف أمري�ن‪ :‬الصدق�ة بقيمتها‪ ،‬والنق�ش املحيل إىل معرفة‬ ‫ٍ‬
‫صورة ذهنية‬ ‫بمقامات الناس‪ ،‬وأمهي�ة اللبس يف تكوين‬
‫حقيقة اإلنسان‪ ،‬فإذا ما غفل عن تلك احلقيقة أدركها يف‬ ‫«أدركت‬
‫ُ‬ ‫أوىل للمتلق�ي‪ ،‬يظه�ر ذلك يف ق�ول أحده�م‪:‬‬
‫النقش املالزم له‪.‬‬ ‫وج�و َه أهل البرصة ش�قيق ب�ن ثور فمن دون�ه‪ ،‬وآنيتهم‬
‫�ش ‪-‬أحيان ًا‪ -‬للداللة على ارتباك الرواة‬
‫ويورد النَّ ْق ُ‬ ‫والعس َس�ة‪ ،‬ف�إذا قع�دوا بأفنيته�م‬
‫َ‬ ‫يف بيوهت�م اجلف�ان‪،‬‬
‫يف احلك�م عىل ش�خص م�ا‪ ،‬واالختلاف يف مذهبه‪ ،‬كام‬ ‫َلبس�وا األكس�ية‪ ،‬وإذا أت�وا الس�لطان ركب�وا‪ ،‬ولبس�وا‬
‫فتأوله‬ ‫ِ‬ ‫ا َمل َطارف»(‪.((9‬‬
‫يف نق�ش أيب العتاهي�ة ت ‪213‬ه�ـ «أب�ا زيد ث�ق‪ّ ،‬‬
‫الناس‪:‬أنا زنديق»(‪.((9‬فهذه الرواية تكش�ف عن اعتالل‬ ‫وإش�ارات عدي�د ٌة اجته�ت يف تل�ك املدون�ات إىل‬
‫ٌ‬
‫بعض الروايات‪ ،‬أو االشتباه يف رواياهتا‪ ،‬أو االستعجال‬ ‫كاملي�ات اللب�اس من النع�ال‪ ،‬واخلوات�م‪ ،‬واحليل‪ ،‬وهي‬
‫يف احلك�م على أصحاهب�ا‪ ،‬أو غير ذلك م�ن الدالالت‬ ‫ألبسة دالة عىل كامل الزينة‪ ،‬والرتف‪ ،‬ويف طيات احلديث‬
‫الت�ي تقع يف ح ِّي�ز التصحيف الروائ�ي اجلاين عىل بعض‬ ‫عنه�ا عالمات دال�ة‪ ،‬ولعل الروايات ال�واردة يف اخلاتم‬
‫الشخصيات الشهرية‪ ،‬وإحلاقها ما ليس فيها‪.‬‬ ‫�ش عليه وقيمت�ه وجوهره من ضم�ن ماتواترت‬ ‫وم�ا ن ُِق َ‬
‫خ�اص ع�ن اخلواتي�م‬
‫ٌ‬ ‫ويف (املوش�ى) حدي�ث‬ ‫حول�ه الرواي�ات‪ ،‬واألحادي�ث‪ ،‬فيب�دأ احلدي�ث حوله‬
‫والفص�وص‪ ،‬وتفصيل دقيق يف أنواعه�ا يدل عىل عناية‬ ‫ٍ‬
‫إش�ارة إىل‬ ‫بتختّ�م الرس�ول ‪-‬صىل اهلل عليه وس�لم‪ -‬يف‬
‫الع�رب بالزينة‪ ،‬واهتاممهم بكامهل�ا‪ ،‬ثم يقف مع خواتيم‬ ‫س�ن َّية هذا الفعل‪ ،‬ثم تأيت املرويات اخلاصة بفعل اخللفاء‬
‫الذه�ب‪ ،‬فيق�ول‪« :‬وال يتختَّم�ون بالذه�ب‪ ،‬وليس من‬ ‫الراشدين(‪ ،((9‬يف إش�ارة جديدة إىل سن ّية الفعل من هذا‬
‫زي ذوي األدب‪ ،‬وإنَّما ه�و م�ن لب�س النس�اء‪ ،‬ولب�س‬
‫ّ‬ ‫اجليل املالص�ق للنبي ‪-‬صىل اهلل عليه وس�لم‪ -‬والرغبة‬
‫الصبيان»(‪.((9‬‬ ‫يف ترس�يخ عالقة ه�ذا الفعل بالدين‪ ،‬ويب�دو أن النقش‬
‫وه�ذا امل�ؤرش عالم� ٌة على الت�زام املجتم�ع بتعاليم‬ ‫على اخلاتم كان م�ن ضمن دائ�رة االهتامم الت�ي تناقلها‬
‫وخص‬
‫َّ‬ ‫الدي�ن‪ ،‬الذي هن�ى عن لب�س الرجال الذه�ب‪،‬‬ ‫أصح�اب املدون�ات‪ ،‬وكان النق�ش م�ن ضم�ن الرموز‬
‫النس�اء بلبسه‪ ،‬وهذا انعكاسه واضح يف كتب األدب كام‬ ‫توج�ه اخلليفة‪ ،‬أو األمير‪ ،‬وإبراز‬
‫املهم�ة؛ للكش�ف عن ُّ‬
‫أسلفت ذلك يف موضع سابق‪.‬‬ ‫الفكرة املهيمنة عىل ذهنه‪ ،‬فعمر بن عبدالعزيز ملا بلغه َّ‬
‫أن‬
‫ٍ‬
‫عالمة من‬ ‫وبع�ض األقاويل يف اللباس تس�تحيل إىل‬ ‫مت عليك‬ ‫«عز ُ‬ ‫ابنه اشترى خامت ًا بألف درهم َكت َ‬
‫َب إليه‪َ :‬‬
‫عالمات التداول القويل بني الناس‪ ،‬وتقرتب من األمثال‬ ‫ٍ‬
‫بط�ن جائع‪،‬‬ ‫مل�ا بعت خامتك بأل�ف‪ ،‬وجعلته�ا يف ألف‬
‫(‪ )94‬السابق‪.440/4:‬‬
‫(‪ )95‬السابق‪.‬‬ ‫(‪ )92‬عيون األخبار‪.415/1 :‬‬
‫(‪ )96‬املوشى‪.162:‬‬ ‫(‪ )93‬انظر‪ :‬ربيع األبرار ونصوص األخبار‪.439/4:‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪78‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫واحلك�م‪ ،‬وتب�دو يف عب�ارة مكتنـزة‪ ،‬موج�زة‪ ،‬كقوهلم‪:‬‬


‫ٌ‬
‫«فالن يتبخرت يف إستربق بعد اشتامله بكساء أبرق»(‪.((9‬‬
‫التحول‬
‫ّ‬ ‫فاللب�اس ‪-‬هنا‪ -‬اس�تخدم أدا ًة لتمرير فكرة‬
‫والتغ م�ن ٍ‬
‫حال إىل حال‪ ،‬فاس�تخدم احلري�ر يف مقابل‬ ‫ُّي�رُّ‬
‫أن اس�تخدام الفع�ل‬ ‫الكس�اء املتواض�ع املل�ون‪ ،‬كما ّ‬
‫(يتبخرت) يف مقابل الفعل (اش�تمل) أس�هم يف الكش�ف‬
‫والتحول من ح�ال الضعف والفقر إىل‬
‫ّ‬ ‫ع�ن عمق التغيرّ‬
‫ح�ال الق�وة والغنى‪ ،‬مع اس�تجالب فك�رة التباهي عند‬
‫أه�ل النع�م‪ ،‬التي تع�دّ من السمات املالزمة هل�م؛ ذلك‬
‫أن للنعم�ة طغيان ًا وس�كر ًة تُعم�ي صاحبها‪،‬وصدق اهلل‬
‫‪-‬تعاىل‪ -‬حني قال‪:‬ﵛﳂﳃﳄﳅﵚ (‪.((9‬‬
‫غير أن الالف�ت لنظ�ري م�ن خلال الفح�ص‬
‫واالس�تقراء َّ‬
‫أن اللب�اس يط�وي عالم�ات رام�زة تشي‬
‫بدالالت ثقافية واجتامعية وسياس�ية‪ ،‬واستطاع العرب‬
‫أن يوظفوه�ا توظيف� ًا غري مبارش‪ ،‬وأن جيعل�وا من لونه‪،‬‬
‫أو ش�كله‪ ،‬أو لِ ْبس�ه عالم� ًة دالة‪ .‬وه�ذه املقال�ة العلمية‬
‫س�تفتح‪-‬بإذن اهلل تعاىل‪ -‬ش�هية الدارسين إىل ٍ‬
‫مزيد من‬
‫البحث واالس�تنتاج ل�دالالت اللباس يف األدب العريب‬
‫القديم واحلديث‪ ،‬وبخاصة يف ظل تطور األلبسة‪ ،‬وكثرة‬
‫تنوعها‪ ،‬وحس�بي أنني حاول�ت أن أتلمس طريق ًا طريف ًا‬
‫ّ‬
‫للدرس والتحليل‪ ،‬وأن أكش�ف ع�ن ملمح من مالمح‬
‫التط�ور الفك�ري واملظهري عند الع�رب‪ ،‬وقدرهتم عىل‬
‫توظي�ف ه�ذا املظهر يف مآرب فكرية ُأخ�رى‪ ،‬ربام َي ْمت َُح‬
‫منه�ا الناق�د دالالت عدي�دة‪ ،‬وعالم�ات بعي�دة الغور‬
‫والسرب‪...‬أسأل اهلل العون والتوفيق والسداد‪.‬‬
‫ّ‬
‫وصلىّ اهلل وس� ّلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه‬
‫أمجعني‪.‬‬

‫(‪ )97‬ربيع األبرار‪.443/4:‬‬


‫(‪ )98‬سورة سبأ‪.13:‬‬

‫‪79‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬تيسير الكري�م الرمح�ن يف تفسير كالم املن�ان‪،‬‬ ‫املصادر واملراجع‬


‫لعبدالرمحن السعدي‪ ،‬اعتناء‪ :‬عبدالرمحن اللوحيق‪،‬‬ ‫‪ -‬األجوب�ة املس�كتة‪ ،‬الب�ن أيب ع�ون‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬م�ي‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪2002 /‬م‪.‬‬ ‫يوس�ف‪ ،‬عني للدراسات اإلنس�انية االجتامعية‪،‬‬
‫‪ -‬ح�وار م�ع جولي�ا كرس�تيفا‪ ،‬لفؤاد منص�ور‪ ،‬جملة‬ ‫ط ‪1996 ،1:‬م‪.‬‬
‫الفكر العريب‪-‬بريوت ‪ ،‬العدد ‪ ،18‬عام ‪1982‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬اقتض�اء الصراط املس�تقيم ملخالف�ة أصح�اب‬
‫‪ -‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬لعبدالقاهر اجلرجاين‪ ،‬تعليق‪ :‬حممود‬ ‫اجلحي�م‪ ،‬الب�ن تيمي�ة‪ ،‬حتقيق‪:‬ن�ارص العق�ل‪،‬‬
‫شاكر‪،‬دار املدين‪-‬جدة‪ ،‬ط‪1،1412:‬هـ‪1991/‬م‪.‬‬ ‫مطبوعات وزارة الش�ؤون اإلسالمية يف اململكة‬
‫‪ -‬دلي�ل الناق�د األديب‪ ،‬ميج�ان الرويلي‪ ،‬وس�عد‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬ط‪1419 ،7 :‬هـ ‪1999/‬م‪.‬‬
‫البازع�ي‪ ،‬املرك�ز الثقايف العريب‪-‬ال�دار البيضاء‪،‬‬ ‫‪ -‬أنظمة العالمات يف اللغة واألدب والثقافة”مدخل‬
‫ط‪2002 ،3:‬م‪.‬‬ ‫إىل الس�يميوطيقيا” مقاالت مرتمجة ودراس�ات‪،‬‬
‫‪ -‬ربي�ع األب�رار ونص�وص األخب�ار‪ ،‬للزخمشري‪،‬‬ ‫س�يزا قاس�م‪ ،‬ونرص حامد أب�و زي�د‪ ،‬دار إلياس‬
‫حتقي�ق‪ :‬عب�د األمير مهن�ا‪ ،‬منش�ورات‬ ‫العرصية‪-‬القاهرة‪ ،‬ط‪1986 ،1:‬م‪.‬‬
‫ط‪،1:‬‬ ‫للمطبوعات‪-‬بيروت‪،‬‬ ‫األعلم�ي‬ ‫‪ -‬بالغ�ة الن�ادرة‪ ،‬ملحمد مش�بال‪ ،‬أفريقي�ا الرشق‪-‬‬
‫‪1412‬هـ‪1992/‬م‪.‬‬ ‫الدار البيضاء‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬س�يمياء العالمـ�ة اللونيــ�ة‪ :‬دراس�ة يف توظي�ف‬ ‫‪ -‬البي�ان والتبيين‪ ،‬للجاح�ظ‪ ،‬حتقيق‪:‬عب�د السلام‬
‫اللون وداللته يف تشكيل املشهد الشعري يف شعر‬ ‫هارون‪ ،‬دار اجليل‪-‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫مظفر النواب (مقالة) عىل الرابط اآليت‪:‬‬ ‫‪ -‬تاري�خ آداب الع�رب‪ ،‬للرافع�ي‪ ،‬مراجع�ة عبداهلل‬
‫‪http://www.diwanalarab.com‬‬ ‫املنش�اوي‪ ،‬ومه�دي البحقريي‪ ،‬مكتب�ة اإليامن‪-‬‬
‫‪ -‬الس�يميائيات‪ :‬اجلذور واالمت�دادات‪ ،‬لعبداملجيد‬ ‫املنصورة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫العاب�د (مقالة)‪ ،‬جملة أنفاس نت‪ 13 ،‬أغس�طس‬ ‫‪ -‬التحري�ر والتنوي�ر‪ ،‬للطاه�ر ب�ن عاش�ور‪ ،‬ال�دار‬
‫‪2010‬م عىل الرابط اآليت‪:‬‬ ‫التونسية للنرش‪-‬تونس‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪/ http://www.anfasse.org‬‬ ‫‪ -‬التذكرة احلمدونية‪ ،‬البن محدون‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحس�ان‬
‫‪ -‬السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاهتا‪ ،‬لسعيد بنكراد‪،‬‬ ‫عباس‪ ،‬دار صادر‪-‬بريوت‪ ،‬ط‪1996 ،1:‬م‪.‬‬
‫منشورات الزمن‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬التفكير البين�ي أسس�ه النظري�ة وأث�ره يف دراس�ة‬
‫‪ -‬رشح مقامات احلري�ري‪ ،‬للرشييش‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد‬ ‫اللغ�ة العربية وآداهبا‪ ،‬صالح بن اهلادي رمضان‪،‬‬
‫أب�و الفض�ل إبراهي�م‪ ،‬املكتب�ة العرصية‪-‬صيدا‪،‬‬ ‫مطبوعات مركز دراس�ات اللغ�ة العربية وآداهبا‬
‫‪1413‬هـ ‪1992/‬م‪.‬‬ ‫يف جامعة اإلمام‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬عيون األخبار‪ ،‬البن قتيبة‪ ،‬رشح وضبط‪:‬يوس�ف‬ ‫‪ -‬تلبي�س إبلي�س‪ ،‬الب�ن اجل�وزي‪ ،‬حتقيق‪:‬الس�يد‬
‫ب�ن عيل طويل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بريوت‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫اجلميلي‪ ،‬دار الكت�اب العريب‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1406 ،1‬هـ ‪1986 /‬م‪.‬‬ ‫‪1414‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬
‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬ ‫‪80‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬املوشى أو الظرف والظرفاء‪ ،‬أليب الطيب حممد بن‬ ‫‪ -‬الفكاهة والضحك (رؤية جديدة) شاكر عبداحلميد‪،‬‬
‫إس�حاق الوش�اء‪ ،‬حتقيق‪ :‬كامل مصطفى‪ ،‬مكتبة‬ ‫سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬رقم ‪ ،289‬يناير ‪2003‬م‪.‬‬
‫اخلانجي‪ ،‬ط‪1372 ،2 :‬هـ‪1953/‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الكامل يف التاريخ‪ ،‬البن األثري‪ ،‬حتقيق‪ :‬أيب الفداء‬
‫‪ -‬النق�د الثقايف‪:‬قراءة يف األنس�اق الثقافي�ة العربية‪،‬‬ ‫عب�داهلل الق�ايض‪ ،‬دار الكت�ب العلمية‪-‬بريوت‪،‬‬
‫لعب�داهلل ّ‬
‫الغذام�ي‪ ،‬املرك�ز الثق�ايف العريب‪-‬الدار‬ ‫ط‪1407 :1:‬هـ ‪1987/‬م‪.‬‬
‫البيضاء‪ ،‬ط‪2005 ،2:‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬اللغ�ة العلي�ا‪ :‬دراس�ة نقدي�ة يف لغة الش�عر‪ ،‬أمحد‬
‫ٍ‬
‫حتليل سيميائي لألدب‪ ،‬حممد‬ ‫‪ -‬النقد والداللة‪:‬نحو‬ ‫املعت�وق‪ ،‬املركز الثق�ايف العريب‪-‬ال�دار البيضاء‪،‬‬
‫عزام‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة السورية‪-‬دمشق‪،‬‬ ‫ط‪2006 ،1:‬م‪.‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬اللغ�ة والل�ون‪ ،‬أمح�د خمت�ار عم�ر‪ ،‬ع�امل الكتب‪-‬‬
‫‪ -‬نيل األوطار رشح منتقى األخبار من أحاديث سيد‬ ‫القاهرة‪ ،‬ط‪1997 ،2:‬م‪.‬‬
‫األخيار‪ ،‬للش�وكاين‪ ،‬إصدارات وزارة الش�ؤون‬ ‫‪ -‬مباح�ث يف الس�يميائيات‪ ،‬لعبداملجي�د العاب�د‪،‬‬
‫اإلسلامية واألوق�اف والدع�وة واإلرش�اد يف‬ ‫مطبعة دار القرويني‪ ،‬ط‪2008 ،1:‬م‪.‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬د‪.‬ت‪.111/2:‬‬ ‫‪ -‬جمم�ع األمث�ال‪ ،‬للميداين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حمم�د أبو الفضل‬
‫‪ -‬وهج املعاين س�يميائيات األنس�اق الثقافية‪ ،‬سعيد‬ ‫إبراهيم‪ ،‬دار اجليل‪-‬بريوت‪1416 ،‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬
‫بنك�راد‪ ،‬املرك�ز الثق�ايف العريب‪-‬ال�دار البيضاء‪،‬‬ ‫‪ -‬املح�ب واملحب�وب واملش�موم واملشروب‪،‬‬
‫ط‪2013 ،1:‬م‪.‬‬ ‫للسري الرف�اء‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬مصب�اح غلا ونج�ي‪،‬‬
‫مطبوع�ات جمم�ع اللغ�ة العربي�ة يف دمش�ق‪،‬‬
‫‪1407‬هـ‪1986/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مدخل إىل السيميائيات التداولية إسهامات بريس‬
‫وموري�س‪ ،‬ه�واري بلقندور‪ ،‬جامعة مس�تغانم‪،‬‬
‫منش�ورات امللتق�ى الثال�ث بعنوان‪:‬الس�يمياء‬
‫والن�ص األديب‪ ،‬تنظي�م‪ :‬كلي�ة اآلداب والعل�وم‬
‫االجتامعية‪ ،‬جامعة حممد حيرض‪ ،‬بس�كره‪ ،‬إبريل‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املالبس العربية يف الشعر اجلاهيل‪ ،‬حييى اجلبوري‪،‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪-‬بريوت‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املنه�ج الس�يميائي وحتلي�ل البنية العميق�ة للنص‬
‫(مقال�ة) حلاَّم اجليلاين‪ ،‬جمل�ة املوق�ف األديب‪،‬‬
‫احت�اد الكت�اب الع�رب بدمش�ق‪ ،‬الع�دد ‪،365‬‬
‫أيلول ‪2001‬م‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫عبدالكريم بن عبداهلل العبدالكريم‪ِ :‬س ْيم َياء ال ِّلباس يف ُمدَ َّونَات األ َدب ال َق ِديمة‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫القر َن ْي ِن‬
‫مقومات اإلبداع في شخصية ذي َ‬
‫قراءة تحليلية على ضوء قصته في القرآن الكريم‬

‫د‪.‬عقيل بن سامل الشمري‬


‫أستاذ مساعد للقرآن وعلومه‬
‫كلية الرتبية بالزلفي ‪ -‬جامعة املجمعة‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪This research is rooting the meaning of creativity  in‬‬ ‫البحث يؤصل نظري ًا ملعنى اإلبداع يف اللغة وترصيفات اللفظ‬
‫‪the language and declension in the Holy Quran .It also‬‬
‫يف القرآن الكريم ‪ ،‬ويوسع دائرة اإلبداع ليدخل فيه جانب‬
‫‪extends the meaning of creativity  till it contains the‬‬
‫املبادرات ‪ ،‬والتخصص يف ٍ‬
‫أمر من األمور كالعلم والرشف‬
‫‪meaning of initiation And specializing in one matter‬‬
‫‪like Knowledge , honor and courage calls a creator in‬‬ ‫والشجاعة‪ ،‬يسمى ِ‬
‫مبد ًعا يف جماله ‪.‬‬
‫‪his field.  ‬‬ ‫واجتهد الباحث يف الكشف عن معامل شخصية ذي القرنني‬
‫‪The researcher  tries to discover  the personality‬‬
‫وإثبات عروبته ونفي تعلقه باإلسكندر املقدوين الوثني املرشك‬
‫‪of the thee alkarnyeen,to prove his Arabism and to‬‬
‫‪deny his relation to Alexander the Great who is a‬‬ ‫‪ ،‬إذ أن العالمة الفارقة لذي القرنني كونه جماهد ًا يف سبيل اهلل‬
‫‪polytheist  and an idolatrous  . The difference between‬‬ ‫يفتح البلدان ليدخلوا يف دين اهلل أفواج ًا ‪.‬‬
‫‪them is that Thee Alkarnyeen is a fighter in Allah›s‬‬
‫ثم يكتشف البحث املقومات التي استعملها ذي القرنني‬
‫‪sake who opens the countries to let them converted‬‬
‫‪to Islam .‬‬
‫ألداء مهمته األصعب عىل اإلطالق إذ أنه يريد جوالن‬
‫‪Then , the research discovers the ingredients that‬‬ ‫األرض كلها وإدخال الناس مجيع ًا يف دين اهلل ‪ ،‬كام يكشف‬
‫‪Thee Alkarnyeen uses it to do his most difficult‬‬ ‫يؤت معجزة كاألنبياء عليهم‬
‫َ‬ ‫البحث أن ذي القرنني مل‬
‫‪job  which is to tour the world and to convert  the‬‬
‫السالم إال أنه أبدع يف أساليبه وطرقه للوصول هلدفه ‪ ،‬فكان‬
‫‪whole people to Islam . The research shows also that‬‬
‫(‪he does not given a miracle like the other  prophets  ‬‬ ‫من مقوماته ‪:‬‬
‫‪peace be upon them ) but he magnifies in his methods‬‬ ‫‪1‬ـ حسن استغالل اإلمكانات ‪.‬‬
‫‪to achieve his goal. Some of His ingredients are : ‬‬ ‫‪2‬ـ العدل مع نفسه ومع غريه ‪.‬‬
‫‪1- The good use of  capabilities .‬‬
‫‪3‬ـ حفظ الوقت ومسابقة فوته ‪.‬‬
‫‪2- The justice with himself and with others .‬‬
‫‪3- Save the time .‬‬ ‫‪4‬ـ تطوير مهارة اللغة ‪.‬‬
‫‪4- Improve the languages› skills.‬‬ ‫‪5‬ـ عدم الذوبان يف جمريات احلياة بحيث تذوب أهدافه ‪ ،‬وغري‬
‫‪5- Failure to dissolve in the course of life so that its‬‬ ‫ذلك من املقومات ‪.‬‬
‫‪objectives are dissolved, and other ingredients.‬‬
‫الكلامت املفتاحية‪ :‬مقومات‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬شخصية‬
‫‪Keyword: ingredients, creativity, Personality‬‬

‫وعفو حيب املس�امح‬


‫ٌّ‬ ‫كريم حي�ب الكريم من عباده‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫املقدمة‬
‫الع�ايف‪ ،‬ورفي�ق حي�ب الرفي�ق ال�ذي يرف�ق بأهل�ه‬ ‫إن من أسماء اهلل «ال َب ِديع‪ ،‬املبدع» الذي يدل عىل أنه‬
‫وجمتمع�ه‪ ،‬ورؤوف حي�ب واس�ع اإلع�ذار للخلق‪،‬‬ ‫ينش�ئ ما يريد عىل غري مثال سابق‪ ،‬ولئن كان أحب‬
‫فاقتضى ذل�ك أن اهلل بدي�ع م ِ‬
‫ب�دع‪ ،‬حي�ب اإلب�داع‪،‬‬ ‫اخلل�ق إىل اهلل م�ن اتصف بمقتضي�ات صفاته‪ ،‬فاهلل‬
‫ُ‬

‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪82‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬قص�ة صاح�ب اجلنتين يف اآلي�ات م�ا بين ‪-32‬‬ ‫مبدع‬


‫ٌ‬ ‫ويعط�ي عليه م�ا ال يعطي على التقليد؛ ألن�ه‬
‫‪ :44‬لبي�ان ح�ال رجلين متجاورين يف املس�كن‬ ‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫والعم�ل‪ ،‬خمتلفني يف امل�ال والع�دد‪ ،‬وفيها أظهر‬ ‫و«يعتبر اإلب�داع من اجلوان�ب الرتبوي�ة املهمة التي‬
‫اهلل اغرتار اإلنس�ان بام لديه وقياس�ه اآلخرة عىل‬ ‫تس�تحق العناية بالبحث والدراس�ة والتطبيق‪ ،‬وذلك ملا‬
‫الدني�ا‪ ،‬ودخول�ه لظلام اإلحل�اد بنا ًء على نعيم‬ ‫يرتتب عىل اإلبداع من التطور العلمي‪ ،‬والتقني واملهني‬
‫زائ�ل‪ ،‬ف�كان عذاب�ه بليل�ة واح�دة حت�ى أصبح‬ ‫والثقايف واالقتصادي‪ ،‬ويف مجيع املجاالت‪.‬‬
‫يقلب كفيه ويتقطع قلبه حرسات‪.‬‬ ‫وم�ن ناحية أخرى فإن األمة حتتاج إىل قوة تتقوى هبا‬
‫‪ -‬قصة موس�ى والعبد الصالح يف اآليات ‪:82-60‬‬ ‫على محاية معتقداهتا‪ ،‬ونرش احل�ق‪ ،‬ومتكني أصحاهبا من‬
‫الت�ي جتلى لنا هب�ا عل�م اهلل العظي�م املحيط بكل‬ ‫األخ�ذ بزمام القي�ادة واملبادرة‪ ،‬وه�ذا يتطلب أن تكون‬
‫يشء‪ ،‬وفيها بيان السياس�ة الرشعية التي ترصف‬ ‫األم�ة قوية يف اقتصاده�ا وجتارهتا وصناعته�ا وزراعتها‬
‫عىل مقتضاها العبد الصالح‪.‬‬ ‫وطبه�ا وإدارهت�ا‪ ،‬وه�ذا ال يمكن إال برتبية اإلنس�ان يف‬
‫‪ -‬قص�ة ذي القرنني يف اآلي�ات ‪ :98-83‬وفيها‬ ‫ ‬ ‫مجي�ع جوانب�ه العقدي�ة والتعبدي�ة واخللقي�ة واجلس�مية‬
‫قص�ة ه�ذا الرج�ل العظي�م ال�ذي نشر دين اهلل‬ ‫واإلبداعية‪.‬‬
‫بما آت�اه اهلل م�ن أس�باب ومقوم�ات قد أحس�ن‬ ‫وبالرغم من أمهية اإلبداع إال أن له خطورة إذا س�ار‬
‫اس�تغالهلا‪ ،‬ودار األرض كله�ا م�ن مغرهب�ا إىل‬ ‫املبد ِعني إىل وجهة غري‬
‫يف ظ�ل منهج منحرف‪ ،‬فيح�رف ِ‬
‫ّ‬
‫رشقها‪ ،‬ثم اس�تحال حتى بلغ جممع بني البحرين‬ ‫صحيح�ة قد تكون مدمرة للمجتمع‪ ،‬كاإلبداع يف بعض‬
‫مصلح�ا مب�اركًا على م�ن اس�توىل على‬
‫ً‬ ‫جماه�دً ا‬ ‫َّ‬
‫تتمخ�ض عنها بعض الوس�ائل‬ ‫املج�االت التقني�ة التي‬
‫دياره�م‪ .‬وتعترب قصة ذي القرنين من القصص‬ ‫املدم�رة‪ ،‬وهذا يؤك�د أمهية االهتمام بالتوجيه اإلبداعي‬
‫التي أبرزت جانب اإلبداع يف ش�خصية إسالمية‬ ‫نح�و الصلاح‪ ،‬كام يؤك�د أمهي�ة العناية بعقل اإلنس�ان‬
‫متكاملة خ َّل�د اهلل ذكرها للتدبر واالقتداء‪ ،‬فكان‬ ‫واملحافظ�ة عليه‪ ،‬فكلام كان العقل مصانًا من االنحراف‬
‫من املناسب إفرادها بالدراسة من خالل ما ييل‪:‬‬ ‫صحيح�ا ازداد ق�وة ونش�ا ًطا وإدراكًا‬
‫ً‬ ‫توجيه�ا‬
‫ً‬ ‫موجه�ا‬
‫ً‬
‫وسالمة»(((‪.‬‬
‫موضوع البحث‪:‬‬ ‫وكان مم�ا أنزله اهلل س�ورة الكهف الت�ي احتوت عىل‬
‫اس�تنباط مقوم�ات اإلبداع يف ش�خصية ذي القرنني‬ ‫قصص أربع‪:‬‬
‫عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ -‬قصة أصحاب الكهف يف اآليات ‪ :26-10‬والتي‬
‫متي�زت تفاصيل أحداثها بتجيل قدرة اهلل العظيمة‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬ ‫عىل إثبات البعث والنشور‪ ،‬والفرقان بني الظلمة‬
‫والنور‪ ،‬وانتصار احلق ولو طال أمد الباطل‪.‬‬
‫جاء هذا البحث لبيان املسائل التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ م�ا معنى اإلبداع يف لغة العرب؟ وما هي األوجه‬ ‫(‪ )1‬خال�د حامد احلازمي (‪1422‬هـ) الرتبية اإلبداعية يف منظور‬
‫الرتبي�ة اإلسلامية‪ ،‬جملة اجلامع�ة اإلسلامية‪ ،‬العدد ‪116‬‬
‫التي أضافها ابن منظور لذلك؟‬ ‫(ص‪.)417‬‬

‫‪83‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪2‬ـ م�ا هي معامل اإلبداع على ضوء ترصيفات الفعل‬


‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫يف القرآن الكريم؟‬
‫عث�ر الباحث عىل عدد من الكت�ب التي تكلمت عن‬ ‫‪3‬ـ ما هي مقومات اإلبداع يف ش�خصية ذي القرنني‬
‫شخصية ذي القرنني وقصته مثل‪:‬‬ ‫من خالل قصته يف القرآن الكريم؟‬
‫‪ -‬ذو القرنني وسد الصني‪ ،‬من هو؟ وأين هو؟ تأليف‬
‫حممد راغب الطباخ‪ ،‬حتقيق أبو عبيدة مشهور بن‬ ‫حدود البحث‪:‬‬
‫حس�ن آل س�لامن‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪ ،‬الكويت‪ :‬دار‬ ‫تن�اول البحث يف قص�ة ذي القرنني وم�ا تناولته من‬
‫غراس‪1424 ،‬هـ‪.‬‬ ‫إبداع‪ ،‬وذلك بالتفسري التحلييل الستخراج معامل اإلبداع‬
‫‪ -‬ذو القرنين القائ�د الفات�ح واحلاك�م الصال�ح‪،‬‬ ‫عند ذي القرنني‪.‬‬
‫دراس�ة حتليلية مقارنة عىل ضوء القرآن والس�نة‬
‫والتاري�خ‪ ،‬تألي�ف حممد خري رمضان يوس�ف‪،‬‬ ‫أهداف البحث‪:‬‬
‫الطبع�ة األوىل‪ ،‬بيروت‪ :‬ال�دار الش�امية‪،‬‬ ‫هدف البحث إىل الوصول لألمور التالية‪:‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ اخل�روج برؤية واضحة عن ح�دود معامل اإلبداع‬
‫لك�ن الباحث مل يعثر حس�ب اجته�اده عىل كتاب أو‬ ‫يف اللغة‪.‬‬
‫بحث يف اجلانب اإلبداعي عند ذي القرنني‪.‬‬ ‫‪2‬ـ استكش�اف روح اإلب�داع يف قص�ص الق�رآن‬
‫وأخيرا‪ :‬أس�أل اهلل أن يعصمن�ا م�ن الزلل‪ ،‬وأن‬
‫ً‬ ‫الكريم‪.‬‬
‫يفتح عىل قلوبنا لفقه كتابه‪ ،‬وأن جيعلنا س�ائرين عىل‬
‫‪3‬ـ بيان مقومات اإلبداع عند ذي القرنني‪.‬‬
‫طري�ق اهل�داة املهتدي�ن‪ ،‬وصىل اهلل وس�لم على نبينا‬
‫حممد‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫استخدم املنهج النقدي التحلييل للوصول إىل النتائج‬
‫املبحث األول‬
‫املذكورة يف األهداف‪.‬‬
‫معنى اإلبداع عند أهل اللغة‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫وتصاربف الكلمة يف القرآن‬
‫يقع البحث يف أربعة مباحث وخامتة‪ ،‬وبياهنا كام ييل‪:‬‬
‫هيمن�ا تأصيل معن�ى اإلب�داع يف لغة الع�رب لندرك‬
‫‪ -‬املبحث األول‪ :‬معنى اإلبداع عند أهل اللغة‪.‬‬
‫حدود اإلبداع عند اللغويني‪ ،‬وهلذا سأنقل متفرقات من‬
‫‪ -‬املبح�ث الثاين‪ :‬لفظ «ب�دع» وتصاريفها يف القرآن‬
‫حتصل يل مما‬ ‫كالم ابن منظور‪ ،‬رمحه اهلل‪ ،‬ومن َث َّم ِّ‬
‫أدون ما َّ‬ ‫الكريم‪.‬‬
‫يتعلق باإلبداع‪.‬‬ ‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬حقيقة شخصية ذي القرنني‪.‬‬
‫ق�ال رمحه اهلل‪« :‬ب�دَ ع الشي َء َي ْبدَ ُعه َبدْ ًع�ا وا ْبتَدَ َعه‪:‬‬ ‫‪ -‬املبحث الراب�ع‪ :‬مقومات اإلبداع عند ذي القرنني‬
‫نش�أه وب�د َأه‪ ...‬والبِدْ ُع‪ :‬الشيء الذي يك�ون َأ ّولاً ‪...‬‬ ‫َأ َ‬ ‫عىل ضوء قصته يف القرآن‪.‬‬

‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪84‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ذل�ك إبداع�ه يف االختراع‪ ،‬إما عىل غري مثال س�ابق‪،‬‬ ‫وفلان بِدْ ٌع يف ه�ذا األَم�ر‪َ :‬أي َأ ّول‪ ،‬مل َي ْس�بِ ْقه َأحد‪...‬‬
‫ٌ‬
‫أو يف طريق�ة معين�ة يبتدعه�ا يف ختصص�ه‪ ،‬ومن تأمل‬ ‫ي�ع َف ِع ٌيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخترَ َ ْعته ال على مثال‪َ ...‬بد ٌ‬ ‫�ت الشيء‪ْ :‬‬ ‫َأبد ْع ُ‬
‫ح�ال املتخصصني الذين اش�تهروا بني الناس بأمر من‬ ‫بمعن�ى فاع�ل‪ ،‬مث�ل قدي�ر بمعنى ق�ادر‪ ...‬رج�ل بِدْ ٌع‬
‫األم�ور وجده�م ق�د اخرتع�وا اخرتاع�ات جديدة مل‬ ‫وام�ر َأة بدْ ع�ة‪ ،‬إِذا كان غاي�ة يف كل يشء كان عا ًمل�ا َأو‬
‫يس�بقوا إليها‪ ،‬أو أهنم اخرتعوا طر ًقا ووسائل يف إتقان‬ ‫شرَ ِ ي ًفا َأو ُشجا ًعا»(((‪.‬‬
‫ختصصهم‪.‬‬ ‫فتحصل من كالم علامء اللغة عن اإلبداع ما ييل‪:‬‬
‫ّ‬
‫وق�د اقترص اب�ن فارس‪ ،‬رمحه اهلل‪ ،‬على وجه واحد‪،‬‬ ‫‪1‬ـ أن األصل يف اإلبداع أن يكون ساب ًقا لغريه‪.‬‬
‫وهو األش�هر من الوجهني السابقني‪ ،‬حيث قال‪« :‬ابتداء‬ ‫‪2‬ـ م�ن أبرز معاين اإلب�داع أنه يكون على غري مثال‬
‫اليشء وصن ُعه ال َع ْن ِمثال»(((‪.‬‬ ‫سابق يحُ َ اكَى و ُي َشا َب ُه‪.‬‬
‫‪3‬ـ املب�ادرة من معاين اإلب�داع يف اللغة ألن صاحبها‬
‫تصاريف لفظ «بدع» يف القرآن الكريم‬ ‫يأيت أولاً ‪.‬‬
‫ورد لف�ظ اإلب�داع يف ترصفات�ه يف الق�رآن الكريم يف‬ ‫‪4‬ـ يص�ح أن نطل�ق عىل المُْ ِ‬
‫بدع أن�ه «بديع» ألن فعيل‬
‫املواضع التالية‪:‬‬ ‫تأيت عىل معنى فاعل‪.‬‬
‫املوضع األول والثاين‪:‬ﵛﭐﲥﵚ‪.‬‬ ‫أمر‪ ،‬كالعلم والرشف والشجاعة‪،‬‬ ‫‪5‬ـ كل متخصص يف ٍ‬
‫وقد ورد يف آيتني من كتاب اهلل مها‪:‬‬ ‫يس�مى ِ‬
‫مبد ًع�ا يف جمال�ه‪ ،‬ويف ه�ذا توس�يع ملع�اين‬
‫‪ -‬قول�ه‪ :‬ﵛﭐﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ‬ ‫اإلبداع فيشمل حالتني‪:‬‬
‫ﲭﲮﲯﲰﵚ[البقرة‪.]١١٧ :‬‬ ‫احلال�ة األوىل‪ :‬من خيترع ً‬
‫أمرا عىل غري مثال س�ابق‪،‬‬
‫‪ -‬وقول�ه‪ :‬ﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ‬ ‫وهل�ذا قال األزه�ري عن مادة اإلبداع‪ :‬س�قا ٌء بديع أي‪:‬‬
‫ﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙ‬ ‫جديد(((‪.‬‬
‫ﳚﳛﵚ[األنعام‪.]١٠١ :‬‬ ‫احلال�ة الثانية‪ :‬من يتخص�ص يف ٍ‬
‫أمر فيعرف به‪ ،‬وهو‬
‫ومعن�ى بديع‪ :‬ق�ال الطبري‪ :‬أي‪ :‬مبدعه�ا‪ ،‬ومعنى‬ ‫ما قصده ابن منظور يف قوله‪« :‬إذا كان غاية يف كل يشء»‪.‬‬
‫املب�دع‪ :‬املنش�ئ واملح�دث م�ا مل يس�بقه إىل إنش�اء مثل�ه‬ ‫مبدعا ألنه أحاط هبذا األمر الذي‬
‫ً‬ ‫ولعل وجه كونه‬
‫وإحداث�ه أحد‪ .‬وكل ِ‬
‫محُ�دث فعلاً أو ق�ولاً مل يتقدمه فيه‬ ‫ُع�رف ب�ه‪ ،‬وكونه قد ُعرف به واش�تهر ب�ه‪ ،‬فمن الزم‬
‫متقدِّ م فإن العرب تسميه مبتد ًعا(((‪.‬‬ ‫(‪ )2‬اب�ن منظ�ور‪ ،‬حمم�د ب�ن مك�رم ب�ن على (‪1414‬هـ) لس�ان‬
‫الع�رب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬الطبع�ة الثالث�ة (‪ 6/8‬مادة‪:‬‬
‫(‪ )4‬اب�ن ف�ارس‪ ،‬أمحد بن ف�ارس ب�ن زكريا ال�رازي (‪1399‬هـ‬ ‫أيض�ا‪ :‬اجلوه�ري‪ ،‬إسماعيل ب�ن مح�اد‬ ‫ب د ع)‪ .‬وانظ�ر ً‬
‫‪1979‬م) معج�م مقايي�س اللغ�ة‪ ،‬دار الفك�ر‪ ،‬ع�امل النشر‬ ‫(‪1407‬ه�ـ) الصحاح تاج اللغة وصح�اح العربية‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫(‪.)203/1‬‬ ‫أمح�د عب�د الغف�ور عط�ار‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار املاليين‪ ،‬الطبع�ة‬
‫(‪ )5‬الطبري‪ ،‬حمم�د ب�ن جري�ر ب�ن يزي�د ب�ن كثير (‪1422‬ه�ـ‬ ‫الرابعة‪ 318/3( ،‬مادة بدع) ‪.‬‬
‫‪2001‬م) تفسير الطربي‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل ابن عبد‬ ‫(‪ )3‬األزه�ري‪ ،‬حمم�د ب�ن أمح�د أب�و منص�ور (‪2001‬م) هتذيب‬
‫املحسن الرتكي‪ ،‬النارش‪ :‬دار هجر للطباعة والنرش والتوزيع‬ ‫اللغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد ع�وض مرعب‪ ،‬بريوت‪ ،‬إحياء الرتاث‬
‫واإلعالن‪ ،‬الطبعة األوىل (‪.)540/2‬‬ ‫العريب‪ ،‬الطبعة األوىل (‪ 243/1‬مادة‪ :‬بدع) ‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫العلماء عطف�وا قول�ه‪ :‬ﮋ ﮓ ﮊ ﵛﭐﲅﵚ على‬ ‫وعىل هذا يكون معنى اآلية‪ :‬س�بحان اهلل! أنَّى يكون‬
‫قول�ه‪ :‬ﵛ ﭐ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﵚ‬ ‫له ولد وهو مالك ما يف الس�موات واألرض‪ ،‬تش�هد له‬
‫فعليه تكون الرهبانية مما ُجعل يف قلوهبم(((‪.‬‬ ‫مجي ًع�ا بداللتها عليه بالوحداني�ة‪ ،‬وتقر له بالطاعة‪ ،‬وهو‬
‫مطروح ألمرين‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وهذا القول‬ ‫بارئه�ا وخالقه�ا‪ ،‬وموجده�ا م�ن غري أص�ل‪ ،‬وال مثال‬
‫أحدمها‪ :‬قوله‪ :‬ﵛﭐﲇﲈﲉﵚ‪.‬‬ ‫احتذاها عليه(((‪.‬‬
‫الث�اين‪ :‬أن الرهباني�ة م�ن أعامل اجل�وارح‪ ،‬فال جتعل‬ ‫وم�ن تأم�ل اآلية التي تس�بقها عل�م أن املراد من‬
‫يف القلب كالرأف�ة والرمحة‪ ،‬ن َّبه عىل ذلك ابن عطية رمحه‬ ‫إي�راد اس�م البدي�ع حتدي�دً ا ال�ر ُّد على النص�ارى يف‬
‫اهلل(‪.((1‬‬ ‫نس�بتهم الول�د هلل‪ ،‬فم�ن َق�دَ َر عىل خلق الس�موات‬
‫وق�د اختل�ف املفسرون يف االس�تثناء يف قول�ه‪:‬‬ ‫قادر سبحانه عىل خلق‬ ‫واألرض عىل غري مثال سابق ٌ‬
‫ﵛﭐﲊﲋﲌﲍﵚ هل هو منقط�ع فيكون املعنى‪:‬‬ ‫عيس�ى من غير ٍ‬
‫أب‪ ،‬فكيف يك�ون ابنً�ا هلل وإنام هو‬
‫م�ا كتبنا الرهبانية عليه�م‪ ،‬لكن ابتغ�وا برهبانيتهم رضا‬ ‫خلق من خلق اهلل!‬
‫ٌ‬
‫اهلل تعاىل؟ أم أن االستثناء متصل ويكون املعنى‪ :‬ما كتبنا‬
‫عليه�م رهباني�ة‪ ،‬وإنام كتبنا عليهم طل�ب ابتغاء رضوان‬ ‫املوضع الثالث‪ :‬ﵛﭐﱻﵚ‪.‬‬
‫(‪((1‬‬
‫اهلل باتباع رسله‪ ،‬هذا الذي كتبنا عليهم؟‬ ‫وقد ورد مرة واحدة يف قوله تعاىل‪:‬ﵛﭐﱸﱹﱺﱻﱼ‬

‫وعلى الق�ول األول أهن�م ابتدعوها ابتغ�اء رضا اهلل‬ ‫ﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄ ﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬

‫وطل ًب�ا لألجر تدل اآلية عىل أن اهلل أعطى الذين صدقوا‬ ‫ﲎﲏﲐﵚ [األحقاف‪.]٩ :‬‬
‫أمرا مل‬
‫وصحت نيته�م أجرهم‪ ،‬مع أهنم ابتدع�وا ً‬
‫ّ‬ ‫منه�م‬ ‫ومعنى البِدْ ع‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬لس�ت بأول الرس�ل‪،‬‬
‫يكت�ب عليهم‪ ،‬لقول�ه‪ :‬ﵛﭐﲓﲔﲕﲖﲗﵚ‬ ‫وقال قتادة‪ :‬قد كانت ٌ‬
‫رسل قبيل(((‪.‬‬
‫ومدار هذا عىل ما قام يف قلوهبم من النية الصادقة‪.‬‬
‫ويفي�د قول�ه‪:‬ﵛﭐﲙﲚﲛﵚ أن أكث�ر م�ن‬ ‫املوضع الرابع‪ :‬ﵛﭐﲆﵚ‪.‬‬
‫ابتدعه�ا مل َي ُقم اإلخالص يف قلبه‪ ،‬وإنما أراد خمالفة نبي‬ ‫ورد يف قوله تعاىل‪:‬ﵛﭐﱱﱲﱳﱴﱵﱶ‬
‫ﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁ‬
‫القرطب�ي‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد البردوين وإبراهيم أطفيش‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكت�ب املرصية (‪ )223/17‬الرازي‪،‬‬ ‫ﲂﲃﲅﲆﲇﲈﲉ‬
‫حمم�د بن عمر بن احلس�ن بن احلسين التيم�ي (‪1420‬هـ)‬
‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔ‬
‫تفسير الرازي‪ ،‬الطبع�ة الثالثة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء الرتاث‬
‫العريب (‪.)474/29‬‬ ‫ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﵚ[احلديد‪.]٢٧ :‬‬
‫(‪ )9‬اب�ن عطي�ة‪ ،‬عب�د احل�ق ب�ن غالب ب�ن عب�د الرمحن ب�ن متام‬
‫(‪1422‬ه�ـ) املح�رر الوجي�ز‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عب�د السلام عب�د‬
‫اتفق�ت كلم�ة أكث�ر املفرسي�ن على أن معن�ى‬
‫الش�ايف حممد‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‬ ‫ﵛﭐﲆﵚ أي‪ :‬أحدثوه�ا(((‪ .‬إال طائف�ة يسيرة م�ن‬
‫(‪. )293/5‬‬
‫(‪ )10‬املصدر السابق ‪.‬‬ ‫(‪ )6‬املرجع السابق‪ ،‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ )11‬اب�ن كثري إسماعيل بن عمرو أبو الفداء‪1320( ،‬ه) تفسير‬ ‫(‪ )7‬املرجع السابق (‪.)99-98/22‬‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬حتقيق ‪ :‬س�امي السالمة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬ ‫(‪ )8‬املرجع الس�ابق ‪ )202/23‬وانظ�ر‪ :‬القرطبي‪ ،‬حممد بن أمحد‬
‫طيبة بالرياض‪. 29/8 ،‬‬ ‫بن أيب بكر بن فرح األنصاري (‪1384‬هـ ‪1963‬م) تفسير‬
‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪86‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪1‬ـ أن هذا اإلسكندر كان وثن ًّيا مرشكًا باهلل‪ ،‬وكان‬ ‫اهلل عيسى‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬وهلذا كان فاس ًقا‪ ،‬وهذا من متام‬
‫وزيره أرسطو(‪ ((1‬أفضل حالاً منه‪ ،‬عىل ضالل‬ ‫عدل اهلل سبحانه وتعاىل يف التفريق بني الفئتني‪.‬‬
‫فيهما مجي ًع�ا‪ ،‬بينما ذو القرنين رج�ل مؤم�ن‬ ‫فتلخ�ص لن�ا يف ه�ذا املبح�ث أن املعن�ى الرشع�ي‬
‫صال�ح جماه�د «يؤم�ن ب�اهلل تع�اىل ومالئكت�ه‬ ‫لإلب�داع مل خيتلف عن املعنى اللغوي؛ إذ يفيد اتفاقهام يف‬
‫وكتبه ورس�له واليوم اآلخر‪ ،‬وكان يغزو عباد‬ ‫اإلنشاء واالخرتاع واألولية‪.‬‬
‫األصنام»(‪.((1‬‬
‫‪2‬ـ «ال يعرف أن مملكة إسكندر كانت تبلغ يف الغرب‬ ‫املبحث الثاين‬
‫عين محئة‪ ،‬ويف الرشق إىل ق�وم جمهولني عراة‪ ،‬أو‬ ‫حقيقة شخصية ذي القرنني‬
‫عديمي املساكن»(‪.((1‬‬ ‫اختل�ف أهل االختصاص م�ن املؤرخني واملفرسين‬
‫‪3‬ـ لق�ب «ذو القرنين» ع�ريب‪ ،‬فلا يعق�ل أن ق�وم‬ ‫يف حتديد ش�خصية ذي القرنني وبعض معامل ش�خصيته‪،‬‬
‫اإلس�كندر لقب�وه هب�ذا‪ ،‬وأم�ا تلقي�ب مؤرخ�ي‬ ‫وس�أتناول أش�هر معامل حتديد الش�خصية وهي‪ :‬اسمه‪،‬‬
‫املسلمني له بذلك فبناء عىل ظن ظنُّوه‪ ،‬فال يكون‬ ‫وسبب التسمية‪ ،‬وزمانه‪ ،‬ونبوته‪ ،‬فإىل بياهنا‪.‬‬
‫معتمدً ا قاط ًعا‪.‬‬
‫‪4‬ـ االنتص�ارات الت�ي حققه�ا ذو القرنين تدل عىل‬ ‫أوال‪ :‬اسمه‬
‫أنه ُيؤ َّي�د من ِق َب ِل اهلل‪ ،‬يس�عى لتعبيد الناس لرب‬ ‫اختل�ف املفسرون واملؤرخ�ون يف اس�مه‪ ،‬عىل عدة‬
‫العاملين‪ ،‬وإقام�ة رشيع�ة اهلل يف األرض‪ ،‬فتأب�ى‬ ‫أقوال‪ ،‬أشهرها ما ييل‪:‬‬
‫حكمة اهلل وعدله أن ُي َم ِّل َك أرضه ملرشك مفس�د‪،‬‬ ‫‪1‬ـ أنه اإلسكندر بن فيلوس اليوناين(‪.((1‬‬
‫وإنما ج�رت س�نة اهلل أن يبتلي عب�اده املؤمنين‬ ‫ودليله�م يرج�ع إىل احل�س والنظ�ر يف التاريخ‪ ،‬فإن‬
‫باالستضعاف‪.‬‬ ‫اآلي�ات أثبت�ت أن ذا القرنين مل�ك مش�ارق األرض‬
‫وأخت�م بنق�ل لش�يخ اإلسلام اب�ن تيمي�ة رمح�ه اهلل‬ ‫ومغارهب�ا‪ ،‬وال يعل�م يف التاريخ من بل�غ ملكه ذلك إال‬
‫يوضح الفرق بينهام‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫اإلسكندر اليوناين(‪.((1‬‬
‫وهناك أقوال كثرية جدًّ ا خالية من األدلة‪ ،‬وال هيمني‬
‫(‪ )14‬وهو أرس�طاطاليس احلكيم‪ .‬وقيل فيه‪ :‬أرسطو طاليس بن‬
‫احلكي�م الفيثاغوري‪ ،‬وكان تلمي�ذ أفالطون احلكيم‪ ،‬وكان‬ ‫إبطاهل�ا بق�در ما هيمني إبط�ال هذا القول لش�دة خمالفته‬
‫أفالط�ون يقدمه عىل غريه من تالمي�ذه‪ ،‬وبه ختمت حكمة‬ ‫للصواب من عدة أوجه‪:‬‬
‫اليونانيين‪ ،‬وكان قد صحب اإلس�كندر‪ ،‬وقدم حلب‪ ،‬فلام‬
‫رأى حل�ب وصح�ة هوائها وتربتها اس�تأذن اإلس�كندر يف‬
‫اإلقام�ة هبا مل�داواة مرض كان ب�ه‪ ،‬فأذن له يف ذل�ك‪ ،‬فأقام‬ ‫(‪ )12‬ويس�مى اإلس�كندر الكبري‪ ،‬أش�هر فاتح يف العه�د القديم‪،‬‬
‫هب�ا إىل أن زال ذلك‪ .‬انظ�ر‪ :‬كامل الدين عمر بن أمحد بن أيب‬ ‫ع�اش يف الفترة ‪ 323 - 356‬ق‪.‬م ‪ .‬انظ�ر‪ :‬الدكتور مايكل‬
‫جرادة‪ ،‬بغية الطلب يف تاريخ حلب‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور سهيل‬ ‫هارت‪ ،‬املائة األوائل (‪1427‬هه) ترمجة‪ :‬خالد أسعد عيسى‪،‬‬
‫زكار‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر (‪.)134/3‬‬ ‫وأمحد غس�ان س�بانو‪ ،‬الطبعة الثالثة عرشة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار قتيبة‬
‫(‪ )15‬ابن القيم‪ ،‬حممد بن أيب بكر أيوب الزرعي (‪1395‬هـ ‪1975‬م)‬ ‫(ص ‪.)108‬‬
‫إغاثة اللهفان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة (‪.)264/2‬‬ ‫(‪ )13‬حممد راغب الطباخ (‪1424‬هـ) ذو القرنني وس�د الصني‪،‬‬
‫(‪ )16‬ابن عاش�ور‪ ،‬حمم�د الطاه�ر (‪1997‬م) التحرير والتنوير‪،‬‬ ‫م�ن هو؟ وأين هو؟ حتقيق أبو عبيدة مش�هور بن حس�ن آل‬
‫تونس‪ ،‬دار سحنون (‪.)21/16‬‬ ‫سلامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار غراس (ص ‪.)28‬‬

‫‪87‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ومل يرتج�ح للباح�ث يشء يف اس�مه إذ ال دلي�ل عىل‬ ‫«وأم�ا أئمتك�م البارعون‪ ،‬كأرس�طو وذوي�ه‪ ،‬فغايته‬
‫حتديد ذلك ‪.‬‬ ‫وزي�را مللك مرشك س�حار‪،‬‬
‫ً‬ ‫س�حارا‪،‬‬
‫ً‬ ‫أن يك�ون مرشكًا‬
‫كاإلس�كندر بن فيلبس وأمثاله م�ن ملوك اليونان الذين‬
‫ثانيا‪ :‬سبب التسمية‬ ‫كان�وا أه�ل رشك يعبدون األوث�ان‪ ،‬وإنام ص�ار فيهم ما‬
‫وقد جاء فيها أقوال خمتلفة منها‪:‬‬ ‫ص�ار من اهلدى والفالح ملا دخل�ت فيهم النرصانية بعد‬
‫قي�ل‪ :‬ألن ل�ه ذؤابتين من ش�عر‪ .‬وقي�ل‪ :‬كان يلبس‬ ‫أرس�طو‪ ،‬بنحو ثالثامئة س�نة وتسع عرشة س�نة‪ ،‬أو أكثر‬
‫خ�وذة يف احلرب هب�ا قرن�ان‪ .‬وقيل‪ :‬ألنه ملك مش�ارق‬ ‫منه�ا‪ ،‬وق�د قي�ل إن ذل�ك كان على عهد آخ�ر ملوكهم‬
‫األرض ومغارهبا‪.‬‬ ‫(املج ْس�طِي)(‪ ((1‬فناهيك ممن تكون‬
‫بطليموس صاحب َ‬
‫وه�ذه مجيعا أقوال حمتملة(‪ ((2‬ألن عادة إطالة الش�عر‬ ‫النصارى أعقل منهم‪ ،‬وأعلم وأهدى إىل الدين األقوم‪،‬‬
‫متبع�ة عن�د األم�م املاضي�ة‪ ،‬حتى ق�ال ه�ارون ألخيه‪:‬‬ ‫ومن الضلال أن من يظن ذا القرنين املذكور يف القرآن‬
‫ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﵚ [طه‪.]٩٤ :‬‬ ‫العزيز هو اإلس�كندر بن فيلبس‪ ،‬الذي يقال إن أرسطو‬
‫واختاذ اخلوذة يف احلروب عادة بني آدم‪ ،‬وكلام كانت‬ ‫كان وزيره‪ ،‬وهذا جهل‪ ،‬فإن ذا القرنني قديم متقدم عىل‬
‫اخلوذة أغرب ش�كلاً كانت أرهب للعدو‪ ،‬فال يمتنع أن‬ ‫هذا بكثري‪ ،‬وكان مسلماً موحدً ا حني ًفا‪ ،‬وقد قيل إن اسمه‬
‫تكون خوذته هلا قرنان‪.‬‬ ‫اإلس�كندر بن دارا‪ ،‬وأما اليوناين فه�و ابن فيلبس الذي‬
‫وملك�ه ملشرق األرض ومغرهب�ا قرن�ان جمازي�ان‪،‬‬ ‫يؤرخ الروم به‪ ،‬وكان قبل املس�يح بنحو ثالثامئة س�نة أو‬
‫وكثيرا ما يلقب الناس احلاكم وامللك بألقاب مل يتخذها‬
‫ً‬ ‫ما يقارب ذلك»(‪.((1‬‬
‫لنفسه‪ ،‬وإنام نتيجة ألفعاله‪.‬‬ ‫وقيل اس�مه ‪ :‬الصعب بن ذي يزن احلمريي من ولد‬
‫وال يوج�د ل�دى الباح�ث ترجيح بني ه�ذه األقوال‬ ‫وائل بن احلمري(‪. ((1‬‬
‫لعدم الدليل الفاصل يف ذلك ‪.‬‬ ‫(‪ )17‬كتاب لبطليموس يف اجلغرافيا وعلم النجوم واحلركات‪،‬‬
‫إال أن هناك أقواالً أخرى تبعد عن الصواب‪ ،‬كالقول‬ ‫قسمه إىل ثالث عرشة مقالة‪ ،‬ابتدأها بالشمس‪ ،‬وهي لفظة‬
‫يوناني�ة‪ ،‬معناها بالعريب (الرتتي�ب) ُع ِّرب يف زمن املأمون‪،‬‬
‫القائل بأن له قرنني من نحاس يف رأسه(‪.((2‬‬ ‫ورشح�ه الف�ارايب‪ ،‬واخترصه ابن س�ينا‪ .‬انظ�ر‪ :‬ابن كثري‪،‬‬
‫إسماعيل بن عمر (بدون س�نة) البداي�ة والنهاية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫مكتبة املعارف (‪ .)25/1‬اليعقويب‪ ،‬أمحد بن أيب يعقوب بن‬
‫ثالثا‪ :‬زمانه‬ ‫جعفر‪ ،‬تاري�خ اليعقويب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار ص�ادر (‪.)133/1‬‬
‫أما زمنه ففيه خالف‪:‬‬ ‫الكتبي‪ ،‬حممد بن شاكر بن أمحد (‪2000‬م) فوات الوفيات‪،‬‬
‫حتقيق عيل حممد بن عوض اهلل‪ ،‬وعادل أمحد عبد املوجود‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬إنه يف زمن إبراهيم عليه السلام‪ .‬وقد وردت‬ ‫الطبع�ة األوىل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمي�ة (‪.)254/2‬‬
‫اخلزرجي‪ ،‬أمحد بن القاس�م بن خليفة بن يونس السعدي‪،‬‬
‫آث�ار يف لقياه إبراهيم عليه السلام ق�ال عنها احلافظ ابن‬
‫عيون األنباء يف طبقات األطباء‪ ،‬حتقيق الدكتور نزار رضا‪،‬‬
‫حتقي�ق‪ :‬أمح�د البردوين وإبراهي�م أطفي�ش‪ ،‬الطبع�ة الثانية‪،‬‬ ‫بريوت‪ ،‬دار مكتبة احلياة (ص‪.)440‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار الكتب املرصية‪ ،‬مصدر سابق‪. 47/11 ،‬‬ ‫(‪ )18‬اب�ن تيمي�ة‪ ،‬أمحد بن عبد احللي�م (‪1417‬هـ) درء تعارض‬
‫(‪ )20‬انظ�ر األق�وال يف‪ :‬حمم�د الطاه�ر ب�ن عاش�ور (‪1997‬م)‬ ‫العق�ل والنق�ل‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عب�د اللطي�ف ب�ن عب�د الرمح�ن‪،‬‬
‫التحرير والتنوير‪ ،‬مرجع سابق (‪ 19/16‬بترصف يسري)‪.‬‬ ‫بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية (‪.)69/5‬‬
‫(‪ )21‬حممد راغب الطباخ (‪1424‬هـ) ذو القرنني وس�د الصني‪،‬‬ ‫(‪ )19‬حمم�د ب�ن أمح�د ب�ن أيب بكر بن ف�رح األنص�اري اخلزرجي‬
‫من هو؟ وأين هو؟ مرجع سبق ذكره (ص ‪.)133‬‬ ‫شمس الدين القرطبي (‪1384‬هـ ‪1963‬م) تفسري القرطبي‪،‬‬
‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪88‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫إذا اس�تبعدنا اإلمكانات الرشعية‪ ،‬يعود حلسن استغالل‬ ‫بعض�ا»(‪ ،((2‬وقال ‪:‬‬
‫حج�ر(‪ ((2‬رمحه اهلل‪« :‬يش�د بعضه�ا ً‬
‫ذي القرنني ملا أعط�اه اهلل من إمكانات يف األرض‪ ،‬وهو‬ ‫«ويف إيراد املصنف ترمجة ذي القرنني قبل إبراهيم إشارة‬
‫ما قال اهلل عنه‪:‬ﵛﭐﱌﱍﵚ [الكهف‪ ]٨٥ :‬فلم يتكاسل‪،‬‬ ‫إىل توهين ق�ول م�ن زعم أن�ه اإلس�كندر اليون�اين ألن‬
‫ومل هي�در نعمة التمكين‪ ،‬بل أتبع س�ب ًبا‪ ،‬أي «عمل بكل‬ ‫اإلس�كندر كان قريبا من زمن عيس�ى عليه السالم وبني‬
‫األسباب التي أعطاه اهلل إياها»(‪.((2‬‬ ‫زمن إبراهيم وعيسى أكثر من ألفي سنة»(‪. ((2‬‬
‫فعىل مس�توى الدول‪ ،‬فالدولة اإلسلامية التي يمكِّن‬ ‫وقيل‪ :‬إن�ه التقى ببلقيس(‪ .((2‬وهي زمن س�ليامن بن‬
‫اهلل هل�ا بموق�ع مهم‪ ،‬أو خيرات واف�رة‪ ،‬أو تاريخ حافل‪،‬‬ ‫داود عليه السالم‪.‬‬
‫أو رجال فكر وعلم‪ ،‬تقتيض سيرة ذي القرنني العطرة أن‬ ‫وال ش�ك يف تق�ادم عه�ده‪ ،‬وال أدل م�ن اختلاف‬
‫تَست ِ‬
‫َثم َر تلك اإلمكانات‪ ،‬وتوظفها لنفسها‪ ،‬وكذلك األمر‬ ‫املؤرخين يف ذل�ك‪ ،‬ومجيع األدلة التي ُذ ِك�ر فيها له زمن‬
‫ينطب�ق عىل األفراد‪ ،‬فليفتش اإلنس�ان يف نفس�ه‪ ،‬عن طاقة‬ ‫معني ال ختلو م�ن مقال‪ ،‬ويرتجح يل أن عهده يقرب من‬
‫معطلة‪ ،‬وإمكانية متناها غريه؛ فليستثمرها يف طريق حياته‪.‬‬ ‫أحد األنبياء‪ ،‬سواء قلنا باملعارصة أو القرب النسبي‪ ،‬فإن‬
‫مثل هذه الفتوحات مؤيدة بشدة اتباعه لدين ساموي‪.‬‬
‫املق�وم الثاين لإلبداع عن�د ذي القرنني‪ :‬حتصيله مجيع‬
‫األسباب‬ ‫راب ًعا‪ :‬نبوته‬
‫سرية ذي القرنني والتمكني الذي حصل عليه توجب‬ ‫أم�ا نبوته‪ ،‬فاخلالف فيها ضعي�ف(‪ ((2‬ودليل من قال‬
‫عىل املقتدي أن يأخذ بجميع األس�باب وعدم االقتصار‬ ‫بنبوته مستنبط من قوله تعاىل‪:‬ﵛﱝ ﱞﱟﱠ ﱡ ﱢ‬
‫ٍ‬
‫س�بب دون س�بب‪ ،‬فه�ذه س�نة اهلل يف األرض التي‬ ‫عىل‬ ‫ﱣﱤﱥﱦﱧﵚ الف�ارق بينهم وبين ذي القرنني‪،‬‬
‫ل�ن جتد هل�ا تبديلاً ‪ ،‬وه�ذا ما دل�ت عليه اآلي�ة الكريمة‬
‫(‪ )22‬اإلم�ام احلاف�ظ أبو الفض�ل أمحد بن عيل ب�ن حممد بن عيل‬
‫ﵛ ﭐﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﵚ‬ ‫الكن�اين العس�قالين املصري الش�افعي‪ ،‬ول�د بمصر‪ ،‬من‬
‫[الكهف‪.]٨٥ – ٨٤ :‬‬ ‫شيوخه احلافظ العراقي‪ ،‬وأبو احلسن اهليثمي‪ ،‬وابن امللقن‪،‬‬
‫وق�د تتلمذ عليه بره�ان الدين البقاعي وابن قايض ش�هبة‪،‬‬
‫ولئ�ن كان اهلل ق�د أعط�ى ذا القرنين األس�باب‪،‬‬ ‫ل�ه مؤلفات جليل�ة‪ ،‬أعظمها فت�ح الباري‪ ،‬وتبصير املنتبه‪،‬‬
‫واإلصاب�ة يف متييز الصحابة‪ ،‬وغريها كثري‪ .‬تويف س�نة اثنتني‬
‫وه�ذا فضل�ه يؤتيه من يش�اء‪ ،‬لكننا نج�د يف املقابل أن‬
‫ومخسين وثامنامئة للهجرة‪ .‬انظر‪ :‬السخاوي‪ ،‬شمس الدين‬
‫ذا القرنين مل ُي َقصرِّ يف األخ�ذ هبا وحتصيلها‪ ،‬ومل يقترص‬ ‫حممد بن عب�د الرمحن (‪1419‬هـ) اجلواهر والدرر يف ترمجة‬
‫ش�يخ اإلسلام اب�ن حج�ر‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬إبراهي�م باج�س عبد‬
‫عىل بعضها حس�ب هواه وم�ا يريد‪ ،‬وإنام كافح وأعمل‬
‫املجيد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫كثريا‬
‫فحصل مجيعها‪ ،‬وهب�ذا ندرك أن ً‬
‫َّ‬ ‫فك�ره وإمكاناته‬ ‫(‪ )23‬اب�ن حجر‪ ،‬أمحد بن عيل العس�قالين‪ ،‬فت�ح الباري‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حمب الدين اخلطيب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة (‪.)382/6‬‬
‫من أس�باب اخللل لدينا عىل مستوى األفراد واألمة إنام‬ ‫(‪ )24‬املصدر السابق‪. 382/6 ،‬‬
‫مرجعه التقصري احلاصل يف االستفادة من كل ما أعطى‬ ‫(‪ )25‬الس�يوطي‪ ،‬عبد الرمحن ب�ن أيب بكر‪ ،‬الدر املنثور‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫دار الفك�ر (‪ )448/5‬وقال أبو عبيدة مش�هور بن حس�ن‪:‬‬
‫اهلل عبده‪.‬‬ ‫وهي أش�به م�ا تك�ون باخلراف�ة‪ .‬ذو القرنني وس�د الصني‪،‬‬
‫(‪ )27‬الس�عدي‪ ،‬عب�د الرمح�ن بن ن�ارص بن عب�د اهلل (‪1420‬هـ‬ ‫ص‪. 119‬‬
‫‪2000‬م) تفسير الس�عدي‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عبد الرمح�ن بن معال‬ ‫(‪ )26‬ابن عطية‪ ،‬عبد احلق بن غالب بن عبد الرمحن (‪1422‬هـ)‬
‫اللوحيق‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مؤسسة الرسالة (ص ‪.)485‬‬ ‫املحرر الوجيز‪ ،‬مرجع سابق (‪.)538/3‬‬

‫‪89‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫يرسم لنا صفة هامة عند املبدع‪ ،‬وهي عدله مع متكنه‬ ‫وقد اجتمعت كلمة املفرسين عىل أن األس�باب التي‬
‫وقوت�ه‪ ،‬وأول ما ينبغ�ي أن يكون عادلاً معه هو نفس�ه‪،‬‬ ‫أعطاه�ا اهلل ل�ذي القرنني ترجع إىل العل�م‪ ،‬وهلذا خصه‬
‫فيهذهب�ا بأعمال القلوب التي رشعه�ا اهلل غذاء للقلوب‬ ‫بعض السلف يف تفسيره لقوله‪ :‬ﵛﭐﱆﱇﱈﱉﱊﵚ‬
‫وزكاة ونماء هلا‪ ،‬ويمت�د عدل املبدع إىل غيره‪ ،‬فال جتده‬ ‫بأنه العلم(‪ .((2‬ويف هذا إشارة واضحة منهم إىل أن العلم‬
‫مبغضا معاد ًيا‪ ،‬بل يرى أن مش�اريع اإلبداع تتسع‬
‫حاقدً ا ً‬ ‫ترج�ع إليه وس�ائل التمكني‪ ،‬فالعل�م والتعليم‪ ،‬وافتتاح‬
‫لآلفاق كلها‪ ،‬وهبذا يستش�عر أن إبداعه حلقة من ضمن‬ ‫اجلامعات‪ ،‬ومراك�ز البحوث‪ ،‬وإنش�اء املصانع‪ ،‬والقوة‬
‫حلقات االستخالف يف األرض الذي بينه اهلل‪.‬‬ ‫املادي�ة‪ ،‬والربام�ج اهلادف�ة‪ ،‬واإلعلام الناف�ع‪ ،‬والوعي‬
‫ولنعل�م أن بيئة الع�دل بيئة خصبة إلنت�اج املبدعني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫س�تلزم وج�وده لألم�ة‬ ‫الثق�ايف‪ ،‬كل ذل�ك وغيره مم�ا َي‬
‫وه�ذا م�ا أدرك�ه ذو القرنين‪ ،‬فلما كان عادلاً م�ع أهل‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وهي من األسباب التي يؤخذ هبا‪.‬‬
‫مغرب األرض‪ ،‬ورأوا عدله وأمنوا غائلته‪ ،‬س�اروا معه‬ ‫ويف هذا اجلانب جيب التنبه إىل قضيتني مهمتني ‪:‬‬
‫إىل مشرق األرض‪ ،‬وال حيفظ لنا التاريخ أن يسير أهل‬ ‫‪ -‬األوىل‪ :‬أن حقيق�ة التوكل عىل اهلل ال تلغي األس�باب‪،‬‬
‫البلاد املحتلة مع م�ن اغتصب ديارهم إىل حيث يش�اء‬ ‫وقد قرر أهل الس�نة واجلامعة العالقة بني األس�باب‬
‫اختيارا منهم إال مع العادلني منهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫والتوكل بقاعدة ‪ « :‬األس�باب حمل حكمة اهلل وأمره‬
‫ودين�ه‪ ،‬والتوكل متعلق بربوبيته وقضائه وقدره‪ ،‬فال‬
‫املقوم الرابع لإلبداع عند ذي القرنني‪ :‬مسابقة الوقت‬ ‫تقوم عبودية األسباب إال عىل ساق التوكل وال يقوم‬
‫وحفظه‬ ‫ساق التوكل إال عىل قدم العبودية واهلل سبحانه)(‪. ((2‬‬
‫يف طري�ق ذي القرنين الطويل‪ ،‬وه�و جيوب مغرب‬ ‫‪ -‬الثاني�ة ‪ :‬األخ�ذ بكام�ل األس�باب فيما جعله اهلل‬
‫م�ر على خمتل�ف البل�دان‪ ،‬فبعضها‬
‫األرض ومرشقه�ا‪َّ ،‬‬ ‫سبب ًا‪ ،‬وعدم التقصري يف ذلك‪ ،‬إذ أن السنة اإلهلية‬
‫يف�وق بلده خضرة ونضارة‪ ،‬وم�ع هذا التوس�ع يف بناء‬ ‫اقتضت ربط األشياء بأسباهبا(‪. ((3‬‬
‫ِ‬
‫يكتف‬ ‫دولت�ه اإلسلامية مل يركن وي�رض بالقع�ود‪ ،‬ومل‬
‫بما حصل عليه‪ ،‬وإنام نجده يس�ابق الزم�ن‪ ،‬فبمجرد أن‬ ‫املق�وم الثال�ث لإلبداع عن�د ذي القرنين‪ :‬العدل مع‬
‫فت�ح ووص�ل ملغ�رب األرض حتى ع�اد أدراجه ملرشق‬ ‫نفسه وغريه‬
‫األرض‪ ،‬ثم اجته ملجمع البحرين‪ ،‬وهكذا نجد املبدع إنام‬ ‫نلحظ أن ق�ول ذي القرنني‪:‬ﵛﭐﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬
‫يس�ابق الزمن‪ ،‬فليس لديه وقت ضائع‪ ،‬وهذا يس�تدعي‬ ‫ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼ‬
‫اإلملام باألمور اآلتية‪:‬‬ ‫ﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﵚ [الكهف‪.]٨8 – ٨7 :‬‬
‫‪ -1‬معرفة حجم الوسائل املطلوبة لتحقيق اإلبداع‪.‬‬ ‫(‪ )28‬الطربي‪ ،‬حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب (‪1422‬هـ‬
‫‪ -2‬معرفة أمهية كل وسيلة يف وصوهلا لإلبداع‪.‬‬ ‫‪2001‬م) تفسري الطربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره (‪.)9/16‬‬
‫(‪ )29‬ابن القيم اجلوزية‪ ،‬حممد بن أيب بكر الزرعي (‪1393‬م) مدارج‬
‫‪ -3‬ضبط الوقت الذي حيتاج فيه إىل كل وسيلة لإلبداع‪.‬‬ ‫الس�الكني بين منازل إياك نعب�د وإياك نس�تعني‪ ،‬حتقيق ‪:‬حممد‬
‫وقب�ل ذل�ك كله صياغ�ة األه�داف بعناي�ة‪ ،‬وليكن‬ ‫حامد الفقي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬ص‪. 120/2‬‬
‫(‪ )30‬الشيخ نارص بن عيل بن عايض بن حسن‪1415( ،‬ه)‪ ،‬مباحث‬
‫مجيع ذلك من خلال خطة واضحة املعامل‪ ،‬ويفيدنا كلري‬ ‫العقيدة يف سورة الزمر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الرشد‪ ،‬ص‪. 287‬‬
‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪90‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وسير املبدعين اليوم ت�كاد تتف�ق عىل إتق�ان املبدع‬ ‫أوس�تني يف كتابه الرائع (مه�ارات تفعيل تنظيم الوقت)‬
‫ألكث�ر م�ن لغ�ة‪ ،‬وقد تيسر تعل�م اللغات‪ ،‬بحم�د اهلل‪،‬‬ ‫فيقول‪:‬‬
‫ويلزم صاحبه نية صاحلة وعمل دؤوب‪.‬‬ ‫إن فوائد تنظيم الوقت السليم فورية وكبرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ حتقيق نتائج أفضل يف العمل‪.‬‬
‫املق�وم الس�ادس لإلبداع عن�د ذي القرنني‪ :‬تس�خري‬ ‫‪2‬ـ حتسني نوعية العمل‪.‬‬
‫الغري(‪ ((3‬خلدمة اإلبداع الشخيص‬ ‫‪3‬ـ زيادة رسعة إنجاز العمل‪.‬‬
‫ليس بالرضورة أن يكون املبدع منش ًئا لكل جديد من‬ ‫‪4‬ـ التخفيف من ضغط العمل‪.‬‬
‫تلقاء نفس�ه‪ ،‬وإنام من درجات اإلبداع أن يس�خره غريه‬ ‫‪5‬ـ تقليل عدد األخطاء املمكن ارتكاهبا‪.‬‬
‫خلدم�ة إبداعه‪ ،‬خاصة حينام يتهاونون يف االس�تفادة من‬ ‫‪6‬ـ زيادة املرتب‪.‬‬
‫إمكاناهتم التي منحهم اهلل إياها‪ ،‬وهذا ما فعله ذو القرنني‬ ‫‪7‬ـ تعزيز الراحة يف العمل‪.‬‬
‫م�ع الق�وم الذين طلبوا من�ه أن حيميهم م�ن رش يأجوج‬ ‫‪8‬ـ حتسني نوعية احلياة غري العملية(‪.((3‬‬
‫ومأجوج‪ ،‬فقال‪:‬ﵛﭐﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐ‬
‫ﳑﳒﳓﵚ [الكه�ف‪ ]٩٥ :‬فأحس�ن اس�تغالل‬ ‫املق�وم اخلام�س لإلب�داع عن�د ذي القرنين‪ :‬تطوي�ر‬
‫إمكاناهت�م خلدم�ة مرشوع�ه اإلبداع�ي يف بن�اء ال�ردم‪،‬‬ ‫مهارة اللغة‬
‫فطل�ب منه�م العمل واجل�د في�ه‪ ،‬وطلبه منه�م قيامهم‬ ‫ٍ‬
‫منعزل‬ ‫كان قو ٌم ال يفقهون أقوال الناس يعيش�ون يف‬
‫بالعم�ل له أكرب األثر عىل إنجاح العمل ورسعة إنجازه‪،‬‬ ‫م�ن األرض‪ ،‬ولمََّ�ا وص�ل إليه�م ذو القرنين مل يعج�زه‬
‫كام أن له أثرا نفس� ًّيا عىل أولئك القوم‪ ،‬فريون فيه صدق‬ ‫التفاهم معهم‪ ،‬بل وصل التفاهم بينهم وبينه عىل إنش�اء‬
‫الوع�د وبذل النص�ح‪ .‬واختي�ار ذي القرنين أن يعينوه‬ ‫مشروع لبالدهم‪ ،‬وهذا ال يكون إال م�ع درجة متقدمة‬
‫بقوة دون س�ائر األمور يدل عىل أن املبدع يأخذ أحس�ن‬ ‫من التفاهم اللغوي‪.‬‬
‫م�ا لدى الطرف اآلخر من وس�ائل اإلب�داع مما أمهله ومل‬ ‫وهنا يثار س�ؤال يثريه علامء التفسير‪ :‬كيف استطاع‬
‫حيسن استغالله‪.‬‬ ‫ذو القرنني التفاهم مع هؤالء القوم؟‬
‫وبغ�ض النظ�ر ع�ن الطريق�ة الت�ي اس�تعملها ذو‬
‫املقوم الس�ابع لإلبداع عند ذي القرنني‪ :‬عدم الذوبان‬ ‫القرنين معه�م‪ ،‬ألنن�ا ال نملك عليه�ا دليًل�اً حتم ًّيا‪،‬‬
‫يف جمريات احلياة‬ ‫إال أن املؤك�د ه�و تطوي�ر ذي القرنني مله�ارة اللغة يف‬
‫مسيرة ذي القرنني الطويلة التي جاب فيها األرض‬ ‫(‪((3‬‬
‫إمكاناته‪ ،‬س�واء بالرتمجة عىل قول بعض املفرسين‬
‫تش�د االنتباه فيها أنه مل ينشغل بمجريات احلياة التي من‬ ‫أو بغريها‪.‬‬
‫دخلها مل خيرج منها بسلام‪ ،‬وكثري من مش�اريع اإلبداع‬ ‫(‪ )31‬انظر‪ :‬مهارات تنظيم وتفعيل الوقت‪ ،‬كلري أوستني‪ ،‬تلخيص‪:‬‬
‫عب�د اهلل املهريي‪ ،‬النارش األصلي‪hodder nad Stoughton :‬‬
‫إنما أجهز عليه�ا انغماس صاحبه�ا يف جمري�ات احلياة‪،‬‬ ‫باالشتراك م�ع اجلمعي�ة الربيطاني�ة إلدارة األعمال‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫مركز التعريب والرتمجة‪ ،‬النارش‪ :‬الدار العربية للعلوم‪.‬‬
‫(‪ )33‬أج�از جمم�ع اللغة العربي�ة يف مرص دخ�ول (أل) عىل غري‪.‬‬ ‫(‪ )32‬اب�ن عطي�ة‪ ،‬عب�د احل�ق بن غالب ب�ن عبد الرمح�ن بن متام‬
‫انظر ‪ :‬جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬ع‪،111‬ص‪9‬‬ ‫(‪1422‬هـ) املحرر الوجيز‪ ،‬مرجع سابق (‪.)141/3‬‬

‫‪91‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املجتمع�ات وأح�وال الش�خصيات التي حول�ه ليمكنه‬ ‫ويتح�ول مرشوع�ه األمم�ي إىل عم�ل ف�ردي‪ ،‬وكلام زاد‬
‫ذل�ك من إيصال إبداعه‪ ،‬وغال ًب�ا ما يكون اإلبداع نتيجة‬ ‫ب�ه العمر زاد ت�ركًا له وإمهالاً ‪ ،‬فذو القرنين يزداد تقد ًما‬
‫تأم�ل يف موق�ف ش�خيص جعل املب�دع يتأم�ل ويراجع‬ ‫ٍ‬
‫دراية‬ ‫وتكس�به األيام خربةً‪ ،‬ويس�تفيد من خمالطته زيادة‬
‫نفس�ه‪ ،‬أو نتيجة ش�كوى يف جمتمعه من أمر تواتر الناس‬ ‫ٍ‬
‫وسرب للسنن الكونية(‪.((3‬‬
‫عىل الش�كاية منه‪ ،‬إال أهنم مل يبادروا يف إجياد ٍّ‬
‫حل‪ ،‬وكثري‬
‫م�ن هؤالء جعل من طول زمن الش�كوى عل ًة عىل عدم‬ ‫املق�وم الثام�ن لإلب�داع عن�د ذي القرنين‪ :‬االعتزاز‬
‫فرج هل�ا‪ ،‬فع َّط�ل فكره ع�ن التفكري‪،‬‬
‫الق�درة عىل إجي�اد ٍ‬ ‫النفيس‬
‫وهذا ما حدث مع ذي القرنني والقوم الذين ال يكادون‬ ‫يعرض عىل ذي القرنني مبلغ لبناء السد‪ ،‬فيقول بكل‬
‫يفقه�ون قولاً ‪ ،‬فطول ش�كواهم من يأج�وج ومأجوج‪،‬‬ ‫فخ�ر واعت�زاز‪ :‬ﵛﭐﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐ‬
‫وإطباقه�م عىل التس�خط‪ ،‬ونظرهتم التي يش�وهبا خوف‬ ‫ﳑﳒﳓﵚ [الكه�ف‪ ]٩٥ :‬وإين أرى يف مقولت�ه‬
‫وهل�ع منهم‪ ،‬جعلته�م ال يفكرون يف خمرج مم�ا هم فيه‪،‬‬ ‫تل�ك العزة اإليامنية س�مة ظاهرة عليها‪ ،‬فلم يس�اوم فيام‬
‫وإال ف�إن ذا القرنين مل يعال�ج مش�كلتهم إال من خالل‬ ‫لديه من عل�م ومتكني من اهلل له‪ ،‬ورأى أنه ال ُيقا َبل بامل‬
‫بالدهم وحسن توظيف بيئتهم‪.‬‬ ‫�م من ذلك العرض أنه كان‬ ‫فه ُ‬‫مهما كان ذلك اخلرج‪ ،‬و َأ َ‬
‫عرض�ا مغر ًّي�ا‪ ،‬ويدلني عىل ه�ذا الفهم أهن�م طلبوا بناء‬
‫ً‬
‫املق�وم العارش لإلبداع عن�د ذي القرنني‪ :‬إرشافه عىل‬ ‫س�د‪ ،‬ومعرفته اجلي�دة بيأج�وج ومأجوج الت�ي جتعلهم‬
‫عمله بنفسه‬ ‫يبذلون كل ما يملكون مقابل السالمة من إفسادهم‪.‬‬
‫اختلاف الضمير بين قول�ه‪ :‬ﵛﭐﳘﳟﳠﵚ وقول�ه‪:‬‬ ‫وامتن�اع ذي القرنين ألنه مصلح‪ ،‬يصل�ح املجتمعات‬
‫ﵛﭐﳕﳖﳗﳘﳟﳠﵚ أخذ منها بع�ض املفرسين(‪ ((3‬أنه‬ ‫ويدعوه�ا لرهب�ا‪ ،‬وه�و عىل ع�ادة األنبياء يف االحتس�اب‪،‬‬
‫نس�ب الفعل لنفس�ه يف اإلف�راغ ألنه العم�د ُة يف العمل‪،‬‬ ‫وعلى هذا فاملبدع لديه العزة التي يسير هبا يف حياته لكامل‬
‫باعتب�ار أنه ش�اركهم وأرشف بنفس�ه عىل سير العمل‪،‬‬ ‫ثقت�ه برب�ه‪ ،‬وأن ما أعطاه اهلل هو اخلري كل�ه‪ ،‬وحاجة املبدع‬
‫وه�ذا ي�ريب املبدع عىل أن يش�ارك غريه يف س�ائر أعامله‪،‬‬ ‫الستغالل ما أعطاه اهلل ومكَّنه أعظم من حاجته ألن يزيده‬
‫وحينما ت�أيت الفق�رة الت�ي تعترب ه�ي العم�دة يف إبداعه‬ ‫اهلل صف�ات أخرى‪ ،‬فاهلل قد أودع يف النفس البرشية القدرة‬
‫فعليه أن يتوالها بنفسه وال يأخذه العجز والكسل‪ ،‬فلن‬
‫واإلرادة والعزيمة‪ ،‬وهي أعز ما ُي ْم َل ُك لتحقيق اإلبداع‪.‬‬
‫جيمع أحدٌ بني إتق�ان الفكرة واحلامس هلا مثل صاحبها‪،‬‬
‫وال يتع�ارض ه�ذا مع حس�ن التفوي�ض يف العمل‪،‬ألن‬
‫املقوم التاسع لإلبداع عند ذي القرنني‪ :‬الدراسة والسرب‬
‫التفويض «إس�ناد بعض العم�ل إىل غريك حتت إرشافك‬
‫تنوع البيئ�ات التي وصل إليها ذو القرنني واختالف‬
‫إنام الكالم يف عمدة الفكرة وأساسها‪.‬‬ ‫(‪((3‬‬
‫ومسئوليتك»‬ ‫طبائعه�ا‪ ،‬جيع�ل املب�دع يضع م�ن مهامته دراس�ة بيئات‬
‫(‪ )35‬أب�و الس�عود‪ ،‬حمم�د ب�ن حمم�د ب�ن مصطف�ى‪ ،‬تفسير أيب‬
‫السعود‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب (‪.)246/5‬‬ ‫(‪ )34‬يمكن االس�تزادة واالس�تفادة من كت�اب الكاتب‪ :‬إبراهيم‬
‫(‪ )36‬الق�رين‪ ،‬الدكت�ور ع�وض بن حمم�د (‪1418‬ه�ـ) حتى ال‬ ‫الس�كران بعن�وان (املاجري�ات) وإن كان كالم�ه على‬
‫تك�ون َكلاًّ ‪ ،‬طريق�ك إىل التفوق والنج�اح‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫املاجريات السياسية ألهنا األغلب‪.‬‬
‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪92‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫عط�اء من ال خيش�ى الفاق�ة»(‪ ((3‬وكان يف قضائه دينه‬ ‫املقوم احلادي عرش لإلبداع عند ذي القرنني‪ :‬التوازن‬
‫يقول‪« :‬خياركم أحسنكم قضاء»(‪.((3‬‬ ‫يف املشاريع اإلبداعية‬
‫كثريا ما تتزاحم األفكار اإلبداعية واملشاريع الكربى‬
‫ً‬
‫املق�وم الثال�ث عشر لإلب�داع عن�د ذي القرنين‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫بعض‪،‬‬ ‫يف ذهن صاحب اهلمة مما جيعل بعضها حيول دون‬
‫التخطيط للنجاح‬ ‫إال أن املتأمل لسرية ذي القرنني جيد أن مرشوعه األعظم‬
‫«التخطي�ط رشط للسير يف احلي�اة بنظ�ام‪ ،‬وجتن�ب‬ ‫ه�و فت�ح األرض بكاملها وإيصال رس�الة اإلسلام هلا‬
‫الفوىض واالضطراب يف احلياة»(‪.((3‬‬ ‫وتعبيد الناس لرهبم‪ ،‬ومع هذا املرشوع العمالق مل يرتك‬
‫مسيرة ذي القرنني للمغ�رب أولاً ثم للمرشق ثم لمِا‬ ‫مشاريع إبداعية أخرى كبناء السد‪ ،‬فهو يسري يف خطوط‬
‫الس�دَّ ين‪ ،‬وإن مل يس�تطع املفرسون أن حيددوا سبب‬
‫بني َّ‬ ‫متوازية بحركة دؤوبة‪.‬‬
‫لدي م�ن القناعة اليشء‬
‫ترتيبه�ا عىل وج�ه الدقة‪ ،‬إال أن َّ‬ ‫وم�ن الت�وازن عن�د املب�دع توازنه بين إبداعه يف‬
‫الكبري أهنا مل تكن عب ًثا وبدون دراسة خلطة السري‪ ،‬خاصة‬ ‫أم�ور دينه ودني�اه‪ ،‬ويكون اخلطأ مرك ًب�ا حينام يتعمد‬
‫أن األم�ر يتعل�ق بافتتاح البلدان‪ ،‬فم�ن الدروس يف هذا‬ ‫املب�دع إمه�ال دنيا الن�اس وما ُيصلح معيش�تهم‪ ،‬مع‬
‫اجلان�ب أن املبدع خيطط إلبداعه‪ ،‬وس�أذكر أهم املبادئ‬ ‫قدرت�ه على وضع احلل�ول املثلى لذلك‪ ،‬فق�د دلت‬
‫يف التخطيط حتى تكتمل الفائدة‪:‬‬ ‫قصة ذي القرنني عىل أن من مش�اريع املبدع إصالح‬
‫‪1‬ـ ال تبارش التخطيط إال بعد احلصول عىل قدر كاف‬ ‫دني�ا الناس‪ ،‬وال يع�ارض ذلك هدفه األكرب إصالح‬
‫من الراحة‪ ،‬واهلدوء‪ ،‬واعتدال املزاج‪ ،‬والش�عور‬ ‫دي�ن الناس‪ ،‬فإن اهلدف يس�عى للوص�ول إليه بكل‬
‫رشعا‪ ،‬ف�ذو القرنني أصل�ح ألولئك‬ ‫ً‬ ‫وس�يلة جائ�زة‬
‫بالثقة‪ ،‬وعدم القلق والتوتر واإلحباط‪.‬‬
‫القوم دنياهم حني بنى هلم الس�د بينهم وبني يأجوج‬
‫‪2‬ـ توف�ر املعلومات عن الواق�ع القائم‪ ،‬وعن العمل‬
‫ومأجوج‪.‬‬
‫الذي تسعى إلقامته‪ ،‬وإجياده‪.‬‬
‫‪3‬ـ حتديد األهداف املرادة من العمل الذي ختطط له‪.‬‬
‫املق�وم الثاين عرش لإلب�داع عند ذي القرنني‪ :‬س�خاء‬
‫‪4‬ـ معرفة وحرص ما حتتاج إليه من وسائل‪ ،‬وإمكانيات‬
‫النفس اإلبداعية‬
‫برشية‪ ،‬ومادية لتنفيذ اخلطة‪.‬‬
‫كلما كان�ت النف�س أكث�ر س�خاء وب�ذلاً وعطاء‬
‫(‪ )37‬رواه مس�لم يف كت�اب الفضائ�ل‪ ،‬ب�اب ما س�ئل النبي ﷺ‬
‫شيئا فقال‪ :‬ال‪ ،‬برقم (‪ .)2313‬انظر‪ :‬مسلم بن احلجاج أبو‬ ‫كانت فرص�ة اإلبداع أق�رب‪ ،‬فاإلبداع ال يتسلس�ل‬
‫احلسن القشريي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد‬ ‫م�ع النف�س اجلاحم�ة أو املن�وع‪ ،‬ونالح�ظ أن ذا‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫(‪ )38‬متف�ق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬كت�اب الوكالة‪ ،‬باب وكالة‬ ‫القرنين أعط�ى الن�اس أفض�ل مم�ا يتوقع�ون وأكثر‬
‫الشاهد والغائب‪ ،‬برقم (‪ ،)2182‬ومسلم‪ ،‬كتاب املساقاة‪،‬‬ ‫مم�ا يطلب�ون‪ ،‬فقد طلب الق�وم منه بناء س�د‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ب�اب من اس�تلف ش�يئا فقىض خيرا منه‪ ،‬برق�م (‪.)1600‬‬
‫انظ�ر‪ :‬البخ�اري‪ ،‬حممد بن إسماعيل (‪1422‬ه�ـ) صحيح‬ ‫ﵛﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﵚ‬
‫البخاري‪ ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫[الكه�ف‪ ]٩٤ :‬فهذا غاية ما يطلب�ون‪ ،‬لكنه بنى هلم‬
‫(‪ )39‬الق�رين‪ ،‬الدكت�ور ع�وض بن حمم�د (‪1418‬ه�ـ) حتى ال‬
‫تكون َكلاًّ ‪ ،‬طريقك إىل التفوق والنجاح‪ ،‬مرجع س�بق ذكره‬ ‫رد ًما‪ ،‬وهو أشدُّ من السد‪ ،‬وقد كان النبي ﷺ «يعطي‬
‫(ص‪.)37‬‬ ‫جدة‪ ،‬دار األندلس اخلرضاء (ص ‪.)161‬‬

‫‪93‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫واألذن‪ ،‬فال�ذي م� ّن علي�ه بذل�ك ه�و الذي م� ّن عليه‬ ‫‪5‬ـ حتديد زمان‪ ،‬ومكان تنفيذ العمل‪ ،‬وإنجازه(‪.((4‬‬
‫بالق�ول والفعل‪ ،‬فإذا مل يغب ذل�ك عن مالحظته ونظر‬ ‫‪6‬ـ رس إدارة الوق�ت الناجح�ة أن تتذك�ر أن هناك‬
‫قلبه‪ ،‬مل حيرضه العجب الذي أصله رؤية نفس�ه‪ ،‬وغيبته‬ ‫وقتً�ا كاف ًي�ا لتفع�ل م�ا ه�و مه�م فق�ط‪ ،‬وم�ن‬
‫عن ش�هود منّة ربه وتوفيقه وإعانته‪ ،‬فإذا غاب عن تلك‬ ‫ث�م تصب�ح املش�كلة يف حتدي�د امله�م‪ ،‬وترتيب‬
‫�ت النف�س‪ ،‬وقام�ت يف مق�ام الدعوى‪،‬‬‫املالحظ�ة‪َ ،‬و َث َب ْ‬ ‫األولويات(‪.((4‬‬
‫فوقع العجب‪ ،‬ففس�د عليه القول والعم�ل‪ ،‬فتارة حيال‬
‫بين�ه وبني متامه ويقطع عليه‪ ،‬ويكون ذلك رمحة به حتى‬ ‫املقوم الرابع عرش لإلبداع عند ذي القرنني‪ :‬التواضع‬
‫ال يغي�ب ع�ن مش�اهدة املنّ�ة والتوفي�ق‪ ،‬وت�ارة يتم له‪،‬‬ ‫وطرد ال ُع ْجب‬
‫ولك�ن ال يك�ون له ثم�رة‪ ،‬وإن أثمر أثمر ثم�رة ضعيفة‬ ‫ال تزال ُأذن ِ‬
‫املبدع تسمع ألفاظ الثناء واإلعجاب‪ ،‬وهي‬
‫حمصلة للمقصود‪ ،‬وتارة يك�ون رضره عليه أعظم‬
‫غير ِّ‬ ‫أثر إجيايب عىل العطاء ومسرية اإلبداع‪ ،‬إال أن املبدع‬
‫كلامت هلا ٌ‬
‫من انتفاعه‪ ،‬ويتولد له منه مفاس�د ش�تى بحس�ب غيبته‬ ‫مهه وغايته‪ ،‬وقول ذي القرنني‪:‬‬
‫ال يقف عندها‪ ،‬وال تكون َّ‬
‫ع�ن مالحظ�ة التوفيق‪ ،‬واملن�ة‪ ،‬ورؤية نفس�ه»(‪ ((4‬وهذا‬ ‫ﵛ ﭐﱁﱂﱃﱄ ﱅ ﱆﱇﱈﱉﱊﱋ ﱌ ﱍﱎﱏﱐﱑﵚ‬
‫ال يك�ون إال بالرتبي�ة اإليامني�ة التي ه�ي رس اإلبداع يف‬ ‫[الكهف‪ ]٩٨ :‬حيمل الكثري من التواضع وهضم النفس‪،‬‬
‫األرض‪.‬‬ ‫مع عزة واستعالء بربه س�بحانه‪ ،‬فلم ينسب هذا اإلنجاز‬
‫العظي�م لنفس�ه دون ح�ول اهلل وقوته‪ ،‬بل إن مسيرته يف‬
‫املقوم اخلامس عرش لإلب�داع عند ذي القرنني‪ :‬عمق‬ ‫األرض تدل عىل أنه بعد كل إنجاز كان يعرف أن ذلك ما‬
‫التفكري‬ ‫كان ليتم لوال فضل اهلل عليه‪ ،‬وليختربه يف باقي مسيرته‪،‬‬
‫الفك�رة الت�ي أت�ى هب�ا ذو القرنين يف بن�اء ال�ردم‪،‬‬ ‫ناجحا يف أعني الن�اس ومؤيدً ا من عند‬
‫ً‬ ‫ف�كان ذو القرنني‬
‫وه�ي جعل الفحم واحلط�ب يف خالل زب�ر احلديد‪ ،‬ثم‬ ‫ربه‪.‬‬
‫ق�ال‪:‬ﵛﭐﳟﵚ يعني يف النارﵛﳡﳢﳣﳤﵚ أي‪ :‬صار‬ ‫فاملبدع وهو يس�مع عبارات الثن�اء يتجاذبه طرفان‪:‬‬
‫نحاسا أصبه عليه‪ ،‬فجعلت النار‬
‫ً‬ ‫ناراﵛﳥﳦﵚ‬
‫احلديد ً‬ ‫أحدمه�ا من اهلل‪ ،‬واآلخ�ر من الش�يطان‪ ،‬فالذي من اهلل‬
‫تأكل احلطب‪ ،‬ويصري النح�اس مكان احلطب حتى لزم‬ ‫ه�و عاج�ل بشرى املؤم�ن‪ ،‬والذي م�ن الش�يطان هو‬
‫احلديد النحاس(‪.((4‬‬ ‫ال ُعج�ب ورؤي�ة النف�س ال�ذي ال يشء أفس�د لألعامل‬
‫ه�ذه الطريق�ة املبتكرة تريب يف نف�س الداعية اإلبداع‬ ‫منهما‪ ،‬والفرق بينهام يعرف من خالل ما يرتتب عليهام‪،‬‬
‫واالبت�كار الناش�ئ ع�ن التفكير العمي�ق والوع�ي‬ ‫ف�إن كان «مطال ًع�ا يف عمله منّة اهلل عليه ب�ه‪ ،‬وتوفيقه له‬
‫«وعرصن�ا عصر انفج�ار املعلوم�ات‪ ،‬وال�ذي أدى إىل‬ ‫في�ه‪ ،‬وأن�ه ب�اهلل ال بنفس�ه‪ ،‬وال بمعرفته وفك�ره وحوله‬
‫وقوت�ه‪ ،‬بل هو بالذي أنش�أ له اللس�ان والقلب والعني‬
‫(‪ )42‬اب�ن القيم‪ ،‬حممد بن أيب بكر (‪1393‬هـ) الفوائد‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية (ص‪.)152‬‬ ‫(‪ )40‬املرجع السابق (ص ‪ 37‬باختصار)‪.‬‬
‫(‪ )43‬البغوي‪ ،‬حميي السنة أبو حممد احلسني بن مسعود (‪1417‬هـ‬ ‫(‪ )41‬الب�ويص‪ ،‬الدكتور عبد اهلل بن مبارك (‪1425‬هـ) فن إدارة‬
‫‪1997‬م) تفسري البغوي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد اهلل النمر وآخرين‪،‬‬ ‫الوق�ت‪ ،‬ويليه الربنامج التفصييل لطال�ب العلم‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،‬دار طيبة للنرش والتوزيع (‪.)182/3‬‬ ‫دار طيبة‪ ،‬الطبعة الثانية (ص ‪.)61‬‬
‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪94‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اخلامتة‬ ‫ذلك هو اس�تخدام اإلمكان�ات العقلية الت�ي وهبها اهلل‬


‫بحم�د اهلل وح�ده أق�ف عند خامت�ة املط�اف يف هذا‬ ‫لبن�ي اإلنس�ان بمه�ارة عالي�ة‪ ،‬وم�ن اآلن فصاع�دً ا لن‬
‫البحث الذي أظهرت فيه‪:‬‬ ‫يكون احلصول عىل املعلومات يف معظم األحيان يشكل‬
‫‪1‬ـ ح�دود البحث يف اللغة‪ ،‬وم�ا ينبني عىل ما أورده‬ ‫أي مش�كلة للن�اس‪ ،‬ولن يش�كل امتلاك املعلومات يف‬
‫اللغوي�ون يف تعريفه�م لكلم�ة اإلب�داع‪ ،‬والذي‬ ‫املس�تقبل فر ًق�ا جوهر ًّيا بني األم�م واألف�راد‪ ،‬وإنام تأيت‬
‫كان من أمهه‪:‬‬ ‫الف�وارق اجلوهرية والكربى من خلال مهارات الناس‬
‫أن األصل يف اإلبداع أن يكون س�اب ًقا لغريه‪،‬‬ ‫يف اس�تخدام املعلوم�ات وحتليله�ا وتوظيفه�ا‪ ،‬وهل�ذا‬
‫وأن املب�ادرة م�ن مع�اين اإلبداع لغ ًة‪ ،‬كما أن كل‬ ‫ف�إن تنمي�ة امله�ارات العقلي�ة ستكس�ب كل ي�وم أمهية‬
‫أم�ر كالعلم والرشف والش�جاعة‬ ‫متخص�ص يف ٍ‬ ‫إضافية»(‪.((4‬‬
‫يس�مى ِ‬
‫مبد ًع�ا يف جمال�ه‪ ،‬ويف ه�ذا توس�يع ملعاين‬
‫اإلبداع‪.‬‬ ‫املق�وم الس�ادس عشر لإلب�داع عن�د ذي القرنين‪:‬‬
‫‪2‬ـ ث�م ل�زم األمر لبيان حدود اإلب�داع يف لغة الرشع‬ ‫اإلتقان واإلحسان‬
‫فتناول�ت كلم�ة (ب�دع) وترصيفاهت�ا حس�ب‬ ‫مل�ا بن�ى ذو القرنني الس�د أتقن�ه أيام إتق�ان‪ ،‬وهذا‬
‫وروده�ا يف كت�اب اهلل وبينت ما دل�ت عليه هذه‬ ‫ي�زرع يف نف�س املب�دع إحس�انه لعمل�ه والعناي�ة ب�ه‪،‬‬
‫الكلمة‪ ،‬وقد جتىل املعنى اللغوي يف ترصيفاهتا يف‬ ‫ف�إن اإلتقان ن�وع من اإلحس�ان‪ ،‬وقد ق�ال ﷺ‪« :‬إن‬
‫الكتاب العزيز‪.‬‬ ‫اهلل كت�ب اإلحس�ان على كل يشء»(‪ ((4‬واإلحس�ان‬
‫‪3‬ـ وق�د اختصرت ما أطال فيه بع�ض املفرسين من‬ ‫امل�راد يف احلدي�ث «من احلس�ن واإلج�ادة يف األعامل‬
‫التعري�ف بذي القرنين‪ ،‬وأبطلت قول َمن جعله‬ ‫املرشوعة»(‪.((4‬‬
‫اإلس�كندر املق�دوين الوثني؛ إذ اآلي�ات القرآنية‬
‫قاضي�ة عىل هذا الزع�م البارد‪ ،‬فمن يس�وي بني‬
‫املجاهد وعابد وثن!‬
‫واس�تظهرت يف البحث ب�أن زمانه يقرب من‬
‫ُ‬
‫زم�ن نب�وة قبله‪ ،‬فسيرته يف جه�اده وطريقته مع‬
‫البلاد املحتل�ة تدل عىل أنه تابع لزمن نبوة يسير‬ ‫(‪ )44‬عب�د الكري�م ب�كار (‪1424‬ه�ـ) ‪ 203‬بصيرة يف العق�ل‬
‫عىل هداه‪.‬‬ ‫والوعي والتفكري ومس�ائل أخ�رى ذات صلة‪ ،‬األردن‪ ،‬دار‬
‫األعالم‪ ،‬الطبعة األوىل (ص ‪.)15‬‬
‫وأما ما ذكر من س�بب التس�مية بذي القرنني‬ ‫(‪ )45‬أخرج�ه مس�لم يف كت�اب الصي�د‪ ،‬ب�اب‪ :‬إحس�ان الذب�ح‬
‫فكل ما ذكره املفرسون هي احتامالت معتربة من‬ ‫والقت�ل وحتديد الش�فرة‪ ،‬برقم (‪ .)1955‬انظر‪ :‬مس�لم بن‬
‫احلجاج أبو احلسن القشيري النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪،‬‬
‫حي�ث احلال‪ ،‬فم�ن فتح املشرق واملغرب يصح‬ ‫مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫أن يطل�ق علي�ه ذو القرنني‪ ،‬وم�ن كان ذا ذوائب‬ ‫(‪ )46‬األيب‪ ،‬حممد بن خليفة (‪1415‬هـ) إكامل إكامل املعلم رشح‬
‫صحيح مس�لم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد س�امل هاش�م‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ش�عر يسير هبا عىل عادة امللوك يف التجمل صح‬ ‫بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية (‪.)41/7‬‬

‫‪95‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أن يلقب بذي القرنني‪ ،‬واختاذ خوذة هبا قرنان قد‬


‫يكون هو األقل ح ًّظا يف االحتامالت‪ ،‬إال أن عادة‬
‫امللك القائد للحروب أن يلبس ما يرهب عدوه‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪4‬ـ بين�ت مقومات اإلبداع عند ذي القرنني مما جعله‬
‫حيقق هدفه يف اجلهاد يف س�بيل اهلل وسري األرض‬
‫رش ًقا وغر ًبا‪ ،‬وكان من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬حسن استغالل اإلمكانات‪.‬‬
‫‪ -‬ب�ذل مجي�ع األس�باب املمكن�ة للوص�ول إىل‬
‫املطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬العدل مع نفسه وأعدائه‪.‬‬
‫‪ -‬مسابقة الوقت واستعجاله‪.‬‬
‫‪ -‬تسخري الغري يف خدمة املرشوع اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ -‬االستمرار وعدم الذوبان يف جمريات احلياة‪.‬‬
‫وغري ذلك من املقومات التي سامهت بشكل كبري يف‬
‫حتقيق اإلبداع عند ذي القرنني‪.‬‬

‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪96‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬الدكتور مايكل هارت‪ ،‬املائة األوائل (‪1427‬هه)‬ ‫املراجع واملصادر‬


‫ترمجة‪ :‬خالد أس�عد عيسى‪ ،‬وأمحد غسان سبانو‪،‬‬ ‫‪ -‬ابن فارس‪ ،‬أبو احلسني أمحد بن زكريا (‪1420‬هـ‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة عرشة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار قتيبة‪.‬‬ ‫‪1999‬م) معج�م مقايي�س اللغ�ة‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عب�د‬
‫‪ -‬ال�رازي‪ ،‬فخ�ر الدي�ن حمم�د ب�ن عم�ر التميم�ي‬ ‫السالم حممد هارون‪ ،‬ط‪ ،2‬بريوت‪ ،‬دار اجلبل‪.‬‬
‫الش�افعي (‪1421‬هـ‪2000 ،‬م) التفسري الكبري أو‬ ‫‪ -‬أب�و الفداء إسماعيل بن عمر بن كثري الدمش�قي‬
‫مفاتيح الغيب‪ ،‬ط ‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫(ب�دون س�نة) البداي�ة والنهاية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة‬
‫‪ -‬ش�مس الدي�ن حممد ب�ن عبد الرمحن الس�خاوي‬ ‫املعارف‪.‬‬
‫(‪1419‬ه�ـ) اجلواه�ر وال�درر يف ترمج�ة ش�يخ‬ ‫‪ -‬أب�و الف�داء إسماعيل ب�ن عم�رو أب�و الف�داء‪،‬‬
‫اإلسلام ابن حجر‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬إبراهيم باجس عبد‬ ‫(‪1320‬هـ) تفسري القرآن العظيم‪ ،‬حتقيق ‪ :‬سامي‬
‫املجيد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار ابن حزم‪.‬‬ ‫السالمة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار طيبة بالرياض ‪.‬‬
‫‪ -‬الش�يخ‪ ،‬ن�ارص ب�ن علي ب�ن عايض بن حس�ن‪،‬‬ ‫‪ -‬أمحد بن أيب يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح‬
‫(‪1415‬ه)‪ ،‬مباح�ث العقي�دة يف س�ورة الزم�ر‪،‬‬ ‫اليعقويب‪ ،‬تاريخ اليعقويب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار صادر)‪.‬‬
‫الطبع�ة األوىل‪ ،‬دار الرش�د باململك�ة العربي�ة‬ ‫‪ -‬أمح�د بن تيمي�ة (‪1417‬هـ) درء تع�ارض العقل‬
‫السعودية ‪.‬‬ ‫والنق�ل‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬عب�د اللطيف بن عب�د الرمحن‪،‬‬
‫‪ -‬عب�د احلق بن غالب ب�ن عبد الرمحن ب�ن متام بن‬ ‫بريوت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫عطي�ة (‪1422‬ه�ـ) املحرر الوجي�ز‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد‬ ‫‪ -‬أمحد ب�ن عيل بن حجر العس�قالين‪ ،‬فتح الباري‪،‬‬
‫السالم عبد الشايف حممد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫حتقيق‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪ -‬إسامعيل بن محاد اجلواهري‪ ،‬أبو نرص (‪1407‬هـ)‬
‫‪ -‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين الس�يوطي‪،‬‬ ‫الصح�اح ت�اج اللغة وصح�اح العربي�ة‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫الدر املنثور‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫أمح�د عبد الغفور عطار‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪ -‬عب�د الرمح�ن بن ن�ارص بن عب�د اهلل الس�عدي‬ ‫ ‬ ‫دار املاليني‪.‬‬
‫(‪1420‬ه�ـ ‪2000‬م) تفسير الس�عدي‪ ،‬حتقيق‪:‬‬ ‫‪ -‬خال�د حام�د احلازم�ي (‪1422‬ه�ـ) الرتبي�ة‬
‫عب�د الرمحن ب�ن معلا اللوحيق‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪،‬‬ ‫اإلبداعي�ة يف منظ�ور الرتبي�ة اإلسلامية‪ ،‬جمل�ة‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬ ‫اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬العدد ‪.116‬‬
‫‪ -‬عب�د الكريم ب�كار (‪1424‬ه�ـ) ‪ 203‬بصرية يف‬ ‫‪ -‬الدكتور عبد اهلل ب�ن مبارك البويص (‪1425‬هـ)‬
‫العق�ل والوع�ي والتفكري ومس�ائل أخرى ذات‬ ‫فن إدارة الوقت‪ ،‬ويليه الربنامج التفصييل لطالب‬
‫صلة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األردن‪ ،‬دار األعالم‪.‬‬ ‫العلم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫‪ -‬العامدي حممد بن حممد بن مصطفى أبو الس�عود‪،‬‬ ‫‪ -‬الدكت�ور ع�وض ب�ن حمم�د الق�رين (‪1418‬هـ)‬
‫تفسير أيب الس�عود‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار إحي�اء الرتاث‬ ‫حتى ال تكون كال‪ ،‬طريقك إىل التفوق والنجاح‪،‬‬
‫العريب‪.‬‬ ‫الطبعة األوىل‪ ،‬جدة‪ ،‬دار األندلس اخلرضاء‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أمحد عب�د املوجود‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار‬ ‫‪ -‬حمم�د الطاه�ر ب�ن عاش�ور (‪1997‬م) التحري�ر‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬ ‫والتنوير‪ ،‬تونس‪ ،‬دار سحنون‪.‬‬
‫‪ -‬حمم�د بن مك�رم بن عىل أب�و الفضل اب�ن منظور‬ ‫‪ -‬حمم�د ب�ن أيب بك�ر أي�وب اب�ن قي�م اجلوزي�ة‬
‫(‪1414‬هـ) لس�ان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫(‪1395‬ه�ـ ‪1975‬م) إغاث�ة اللهف�ان‪ ،‬الطبع�ة‬
‫الطبعة الثالثة‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬حمم�د راغ�ب الطب�اخ (‪1424‬ه�ـ) ذو القرنين‬ ‫‪ -‬حممد ب�ن أيب بكر اب�ن قيم اجلوزي�ة (‪1393‬هـ)‬
‫وس�د الصين‪ ،‬م�ن ه�و؟ وأين ه�و؟ حتقي�ق أبو‬ ‫الفوائ�د‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبع�ة الثاني�ة‪ ،‬دار الكت�ب‬
‫عبي�دة مش�هور ب�ن حس�ن آل س�لامن‪ ،‬الطبع�ة‬ ‫العلمية‪.‬‬
‫األوىل‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار غراس‪.‬‬ ‫‪ -‬حممد ب�ن أمحد األزهري أبو منص�ور (‪2001‬م)‬
‫‪ -‬حميي الس�نة أبو حممد احلسني بن مسعود البغوي‬ ‫هتذي�ب اللغ�ة‪ ،‬حتقي�ق‪ :‬حمم�د ع�وض مرع�ب‪،‬‬
‫(‪1417‬ه�ـ ‪1997‬م) تفسير البغ�وي‪ ،‬حتقي�ق‪:‬‬ ‫الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫حممد عبد اهلل النمر وآخرين‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬ ‫‪ -‬حمم�د ب�ن أمحد ب�ن أيب بك�ر بن ف�رح األنصاري‬
‫طيبة للنرش والتوزيع‪.‬‬ ‫اخلزرج�ي ش�مس الدي�ن القرطب�ي (‪1384‬هـ‬
‫‪ -‬موف�ق الدي�ن أيب العب�اس أمح�د بن القاس�م بن‬ ‫‪1963‬م) تفسري القرطبي‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد الربدوين‬
‫خليف�ة ب�ن يون�س الس�عدي اخلزرج�ي‪ ،‬عي�ون‬ ‫وإبراهي�م أطفي�ش‪ ،‬الطبعة الثاني�ة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫األنب�اء يف طبق�ات األطباء‪ ،‬حتقي�ق الدكتور نزار‬ ‫الكتب املرصية‪.‬‬
‫رضا‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار مكتبة احلياة‪.‬‬ ‫‪ -‬حمم�د ب�ن إسماعيل أب�و عب�داهلل البخ�اري‬
‫‪ -‬النيس�ابوري‪ ،‬مس�لم ب�ن احلج�اج أب�و احلس�ن‬ ‫(‪1422‬هـ) صحيح البخاري‪ ،‬دار طوق النجاة‪،‬‬
‫القشيري‪ ،‬املسند الصحيح املخترص بنقل العدل‬ ‫الطبعة األوىل‪.‬‬
‫عن العدل إىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ -‬حمم�د بن جري�ر بن يزيد ب�ن كثري ب�ن غالب أبو‬
‫‪ -‬كلري أوستني‪ ،‬مهارات تنظيم وتفعيل الوقت‪ ،‬كلري‬ ‫جعف�ر الطبري (‪1422‬ه�ـ ‪2001‬م) تفسير‬
‫أوستني‪ ،‬تلخيص‪ :‬عبد اهلل املهريي‪ ،‬النارش األصيل‪:‬‬ ‫الطربي‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن‬
‫‪ hodder nad Stoughton‬باالشتراك م�ع‬ ‫الرتكي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬النارش‪ :‬دار هجر للطباعة‬
‫اجلمعي�ة الربيطاني�ة إلدارة األعمال‪ ،‬ترمج�ة‪ :‬مركز‬ ‫والنرش والتوزيع واإلعالن‪.‬‬
‫التعريب والرتمجة‪ ،‬النارش‪ :‬الدار العربية للعلوم‪.‬‬ ‫‪ -‬حممد ب�ن خليف�ة األيب (‪1415‬هـ) إكمال إكامل‬
‫املعل�م رشح صحيح مس�لم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد س�امل‬
‫هاش�م‪ ،‬الطبع�ة األوىل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكت�ب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬حممد بن شاكر بن أمحد الكتبي (‪2000‬م) فوات‬
‫الوفيات‪ ،‬حتقيق عيل حممد بن عوض اهلل‪ ،‬وعادل‬

‫عقيل بن سامل الشمري‪ :‬مقومات اإلبداع يف شخصية ذي ال َقر َنينْ ِ قراءة حتليلية عىل ضوء قصته يف القرآن الكريم‬ ‫‪98‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫دور المقررات التربوية في إشباع الحاجات النفسية واالجتماعية‬


‫لطالب كليتي التربية بجامعة المجمعة‬
‫د ‪ .‬إبراهيم بن عبد اهلل احلسينان‬ ‫ ‬
‫د‪ .‬حممود جابر حسن أمحد‬ ‫ ‬
‫أستاذ مساعد علم النفس الرتبوي‬ ‫ ‬
‫أستاذ مشارك املناهج وطرق التدريس‬ ‫ ‬
‫كلية الرتبية ‪ -‬جامعة املجمعة‬ ‫ ‬
‫كلية الرتبية ‪ -‬جامعة املجمعة وجامعة دمياط‬ ‫ ‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪The study aimed at analyzing the role of educational‬‬ ‫هدف�ت الدراس�ة إىل حتلي�ل دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع‬
‫‪courses in satisfying the psychological and social‬‬
‫احلاجات النفس�ية واالجتامعي�ة لطالب كليت�ي الرتبية بجامعة‬
‫‪needs of the students of the two faculties of Education‬‬
‫‪at Majmaah University, and providing a vision for‬‬ ‫املجمع�ة‪ ،‬وتقدي�م رؤي�ة لتطوي�ر املق�ررات الرتبوي�ة إلش�باع‬
‫‪the development of educational courses to satisfy the‬‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية للطالب‪.‬‬
‫‪psychological and social needs of students.‬‬
‫ولإلجابة عن تساؤالت الدراسة‪ ،‬تم إعداد قائمة باحلاجات النفسية‬
‫‪To answer the questions of the study, a list of the‬‬
‫‪psychosocial needs of the students of the two faculties‬‬ ‫واالجتامعية ل�دى طالب وطالبات كليتي الرتبية بجامعة املجمعة؛‬
‫;‪of Education at Majmaah University was prepared‬‬ ‫وإع�داد أداتني لقي�اس دور املق�ررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬
‫‪and two tools were developed to measure the role of‬‬
‫النفس�ية واالجتامعي�ة‪ ،‬م�ن وجه�ة نظ�ر الطلاب وأعض�اء هيئ�ة‬
‫‪educational courses in satisfying the psychological and‬‬
‫‪social needs. The sample of students (215 students),‬‬ ‫التدري�س‪ .‬وبلغت عينة الطالب (‪ 215‬طالب ًا وطالبة) ‪ ،‬بينام بلغت‬
‫‪while the sample of the faculty members is 32 members,‬‬ ‫عين�ة أعضاء هيئة التدريس ‪ 32‬عضو ًا‪ ،‬وتوصلت الدراس�ة إىل ّ‬
‫أن‬
‫‪and the study found that the level of saturation of‬‬ ‫مس�توى إشباع املقررات الرتبوية للحاجات النفسية واالجتامعية ‪-‬‬
‫‪educational decisions for psychological and social‬‬
‫‪needs - from the students’ view - was of a medium‬‬
‫من وجهة نظر الطالب ‪ -‬كان ذا درجة متوس�طة‪ .‬بينام كان مستوى‬
‫‪degree. While the level of saturation of educational‬‬ ‫إش�باع املق�ررات الرتبوي�ة للحاج�ات النفس�ية واالجتامعية ‪ -‬من‬
‫‪decisions for psychological and social needs - from the‬‬ ‫وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس ‪ -‬بوجه عام عايل الدرجة‪.‬‬
‫‪faculty members’ view - in general is very high.‬‬
‫ويف ض�وء نتائ�ج الدراس�ة ت�م وضع جمموع�ة م�ن التوصيات‬
‫‪In the light of the results of the study, a set of‬‬
‫‪recommendations and proposals were put forward‬‬ ‫واملقرتح�ات‪ ،‬م�ن أمهه�ا‪ :‬تدريب أعض�اء هيئ�ة التدريس عىل‬
‫‪Methods of satisfying the psychological and social‬‬ ‫أساليب إش�باع احلاجات النفس�ية واالجتامعية لطالب كليات‬
‫‪needs for the students of the faculties of Education,‬‬
‫ين�وع القائمون عىل وض�ع توصيف‬ ‫الرتبي�ة‪ ،‬والتأكي�د على أن ّ‬
‫‪and emphasizing that the educators who develop‬‬
‫‪the classification of Educational courses for their‬‬ ‫تنوع‬
‫املق�ررات الرتبوي�ة إلستراتيجيتهم التدريس�ية ‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫‪teaching strategies, as well as a variety of activities and‬‬ ‫األنشطة وأدوات التقويم؛ لتناسب حاجات الطالب‪.‬‬
‫‪assessment tools to suit students› needs.‬‬ ‫الكلمات املفتاحي�ة ‪ :‬املق�ررات الرتبوي�ة‪ ،‬احلاج�ات النفس�ية‬
‫‪Keywords: Educational Courses, Psychological and‬‬
‫‪Social Needs, Faculty of Education‬‬
‫واالجتامعية‪ ،‬كلية الرتبية‬

‫تعك�س ظ�روف املجتمع‪ ،‬وتعبرّ عن نظم�ه االجتامعية‪،‬‬ ‫املقدمة‬


‫واجتاهات�ه السياس�ية‪ ،‬وأحوال�ه االقتصادي�ة التي تعمل‬ ‫تُع�د املناه�ج الدراس�ية جوه�ر النظ�ام التعليم�ي‪،‬‬
‫علي إعداد الطلاب يف ضوئه�ا‪ ،‬و تُصب�ح املناهج هبذا‬ ‫واألداة الت�ي تس�تخدمها الرتبي�ة؛ لتحقي�ق األه�داف‬
‫الوض�ع وظيفية يف طبيعتها من حيث إنهّ ا الوس�يلة التي‬ ‫الرتبوي�ة املرس�ومة‪ ،‬وم�ا دام�ت ه�ذه األهداف تش�تق‬
‫تس�تعني هبا الدولة؛ لبلوغ أه�داف املجتمع الذي ختدمه‬ ‫م�ن أه�داف املجتمع ؛ ّ‬
‫ف�إن املناهج الدراس�ية ينبغي أن‬

‫‪99‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫توجه املنهج والعملية التدريسية إىل التصميامت التي تركز‬ ‫وحتق�ق أغراضه‪( .‬أبو غري�ب‪ ،)1998 ،‬فاملنهج ظاهرة‬
‫بش�كل رئيس عىل حاجة الطالب واهتامماهتم(شحاته‪،‬‬ ‫اجتامعي�ة‪ ،‬وحمصلة مل�ا قد يعرتي املجتم�ع من تغريات‪،‬‬
‫‪ .)2012‬فالتعلم القائم عىل أساس حاجات واهتاممات‬ ‫وجودت�ه ترتب�ط بق�در اس�تجابته لتلك التغيرات‪ ،‬وما‬
‫األف�راد يكون أكثر صلة هبم‪ ،‬وبالت�ايل يكون عىل درجة‬ ‫جيعل�ه أق�در عىل حتقي�ق النف�ع االجتامع�ي‪ ،‬وذلك عن‬
‫عالي�ة من الدافعية‪ ،‬مما ي�ؤدي إىل نتائج جيدة‪ ،‬كام يعمل‬ ‫طري�ق صياغة أهداف التعليم وفق منهجية علمية‪ ،‬تزيد‬
‫على تنمية الكف�اءات واملهارات األساس�ية والرضورية‬ ‫م�ن واقعيته�ا وإمكاني�ة حتقيقها؛م�ن أج�ل القضاء عىل‬
‫للعيش يف املجتمع (شحاته‪.)1998 ،‬‬ ‫املش�كالت التي تواج�ه الش�باب‪ ،‬وإعداده�م ملواجهة‬
‫ويظه�ر تأثير احلاجات على املتعلمين يف ناحيتني‪:‬‬ ‫حياة عرصية‪ ،‬تتنام�ى فيها احلاجة إىل الكفاءات العلمية‬
‫األوىل‪ :‬تدفع�ه إىل االس�تمرار يف النش�اط‪ ،‬واألخ�رى‬ ‫والتكنولوجية واملعلوماتية‪( .‬شحاته‪)2002 ،‬‬
‫توجه�ه إىل النش�اطات واملوضوع�ات الت�ي تتص�ل‬ ‫ّ‬
‫إن ج�ودة املناه�ج تتوقف على توفير املواقف التي‬
‫بحاجت�ه‪ ،‬وحتقق ل�ه إش�باعها‪ .‬وهناك ع�دة عوامل من‬ ‫وتفهم‬
‫تتي�ح الفرصة للطالب كي يكتش�ف حقيقة ذاته‪ّ ،‬‬
‫ش�أهنا أن تؤث�ر على الداف�ع إىل التعل�م ل�دى الطالب‪،‬‬ ‫حاجات�ه‪ ،‬وتع ُّل�م كيفي�ة إش�باعها بالطرق الس�و ّية‪ ،‬كام‬
‫وأح�د العوام�ل األساس�ية هو إش�باع حاج�ات هؤالء‬ ‫تو ّف�ر علي�ه ف�رص حتقي�ق ذات�ه‪ ،‬والتعبير عنه�ا بحرية‬
‫املتعلمين‪ .‬وأضافوا ّ‬
‫أن احلاج�ات لدى املتعلمني أغلبها‬ ‫وص�دق‪ ،‬وأن يمتل�ك الق�درة على أن يس�مع صوت�ه‬
‫نفس�ية واجتامعي�ة وتعليمي�ة‪ ،‬فكان�ت مرتبط�ة هبوي�ة‬ ‫الداخلي ويفهمه‪ .‬وتكتس�ب احلاج�ات خواصه�ا َعبرْ َ‬
‫الطال�ب‪ ،‬واجتاهاته‪ ،‬ومش�اعره‪ ،‬واإلحس�اس بالتحكم‬ ‫اإلط�ار الثق�ايف واالجتامع�ي ال�ذي يعي�ش في�ه الفرد‪،‬‬
‫الذايت داخل البيئة التعليمية‪.‬‬ ‫فاختلاف املس�تويات الثقافية من جمتم�ع إىل آخر جيعل‬
‫ّ‬
‫ومما‪ ‬ال‪ ‬شك‪ ‬فيه‪ ‬أن‪ ‬حتديد‪ ‬خمططي املناهج‪ ‬للحاجات‬ ‫مستويات احلاجات لدى األفراد ختتلف طبق ًا الختالف‬
‫النفس�ية واالجتامعية للمتعلمني؛ يسهم‪ ‬يف‪ ‬رسم صورة‬ ‫املس�تويات‪ .‬لذلك ختتلف احلاجات م�ن جمتمع إىل آخر‬
‫ذهنيةواقعيةعنهمباميتضمن‪ ‬خصائصهم‪،‬واحتياجاهتم‪، ‬‬ ‫بس�بب بعض العوام�ل الفردي�ة واالجتامعي�ة والثقافية‬
‫وقدراهتم‪ ‬وإمكاناهتم‪ ، ‬وظروف‪ ‬معيشتهم‪ ‬التي‪ ‬يعملون‬ ‫والسياس�ية والفكرية‪ ،‬ويظه�ر االختالف يف جانبني مها‬
‫يف‪ ‬إع�داد‬ ‫يس�اعد‬ ‫يف‪ ‬إطارها؛‪ ‬بما‬ ‫ويتعلم�ون‬ ‫درج�ة أمهية احلاجة‪ ،‬وطرق تلبية إش�باعها‪( .‬ش�وكت‪،‬‬
‫مناهج‪ ‬أكثر‪ ‬مالءمة هلم‪ ،‬من حيث استعداداهتم وقدرات‬ ‫‪)2000‬‬
‫طرقتعليمهموتعلمهم‪،‬وبذلك‪ ‬يكون‪ ‬أكثر‪ ‬فاعلية‪ ‬يف‪ ‬ت‬ ‫وقد ظهرت املدرس�ة اإلنس�انية يف سبعينيات القرن‬
‫حقيق‪ ‬األهداف‪ ‬الرتبوية‪ ‬املنشودة‪(.‬الش�افعي‪،‬الكثريي‬ ‫العرشي�ن الت�ي كان يقوده�ا ‪and Others Rogers‬‬
‫وعيل‪1996 ،‬؛‪.)Anne, Kisilu and Marcella, 2013‬‬ ‫‪ and Maslow and Klebatrick‬حي�ث أك�دوا عىل ّ‬
‫أن‬
‫حاج�ات املتعل�م وش�عوره ورغباته وآماله هي أس�اس‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫تصميم املنهج ( الزند‪ ،‬عبيدات‪ .)2010 ،‬كام أس�همت‬
‫تُعد احلاجات رضورات بيولوجية ونفسية واجتامعية‬ ‫نظري�ات التعل�م املع�ارصة‪ ،‬وكذلك ع�دم رضا كل من‬
‫وقيمي�ة‪ ،‬ويرتتب عىل حتقيقها وإش�باعها حتقيق التوازن‬ ‫اآلب�اء والطالب عن املامرس�ات التعليمية التقليدية عىل‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪100‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫واالجتامعية‪ ،‬ولكن ما ينقصها هو يف توضيحها لوسائل‬ ‫الداخيل للفرد والتكيف النفيس واالجتامعي‪ ،‬ويثري عدم‬
‫إشباعها‪ .‬وقد الحظ الباحثان بوجه عام‪ ،‬قلة الدراسات‬ ‫إش�باعها التوتر والقلق ؛ مما يدفع اإلنسان إىل أن يسلك‬
‫واألبح�اث العربي�ة –على ح�د علمهام‪ -‬الت�ي اهتمت‬ ‫سلوك ًا معين ًا؛ لتحقيق تلك احلاجات( مجيل‪.)2005 ،‬‬
‫بتحلي�ل دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع احلاج�ات‬ ‫وأك�دت بع�ض الدراس�ات والبح�وث يف جم�ال‬
‫النفس�ية واالجتامعية لطالب كلية الرتبية ‪ .‬ووضع رؤية‬ ‫عل�م النف�س‪ّ ،‬‬
‫أن هن�اك جمموعة م�ن احلاجات النفس�ية‬
‫لتطوير املقررات الرتبوية يف ضوء نتائج التحليل‪.‬‬ ‫واالجتامعي�ة يشترك فيه�ا مجي�ع الطلاب يف املرحل�ة‬
‫و عليه يمكن حتديد مش�كلة الدراسة يف مدى إشباع‬ ‫وأن هناك اختالف ًا بينهم يف عدد احلاجات‪ ،‬أو يف‬
‫اجلامعية‪ّ ،‬‬
‫املق�ررات الرتبوي�ة للحاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‬ ‫نوعها‪. ،‬وتأكيده�ا عىل رضورة توجيه الربامج التعليمية‬
‫لطلاب كليت�ي الرتبي�ة جامع�ة املجمع�ة‪ ،‬والت�ي يت�م‬ ‫واألنش�طة الطالبية املختلفة‪ ،‬عىل النحو الذي يس�هم يف‬
‫صياغتها يف التساؤالت التالية‪:‬‬ ‫إشباع حاجات املتعلمني‪ ،‬بام يضمن زيادة دافعيتهم نحو‬
‫‪ -1‬م�ا احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة لطلاب‬ ‫التعلم‪ ،‬من تلك الدراسات‪ ،‬دراسة (جليدان‪)2008 ،‬؛‬
‫كليتي الرتبي�ة بجامعة وفق ًا للرتاث النفيس وآراء‬ ‫ودراسة (أبو زيد‪)2008 ،‬؛ ودراسة (البيطار‪)2009 ،‬؛‬
‫اخلرباء؟‬ ‫ودراس�ة (ن�وري و حيي�ى‪)2008 ،‬؛ و دراس�ة (مج�ال‪،‬‬
‫‪ -2‬م�ا م�دى إش�باع املق�ررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫‪) 2001‬؛ ودراسة (شوكت‪.)2000 ،‬‬
‫النفس�ة م�ن وجه�ة نظ�ر طلاب كليت�ي الرتبية‬ ‫ويؤك�د املف�دى (‪ )1993‬على دور الرتبي�ة يف‬
‫بجامعة املجمعة؟‬ ‫إش�باع احلاجات النفس�ية واالجتامعية بوس�ائل خمتلفة‪،‬‬
‫‪ -3‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط‬ ‫كاملعلمني واملناهج‪ ،‬واألنش�طة وغريها‪ ،‬وهو حمور هذه‬
‫درجات استجابة طالب وطالبات كليتي الرتبية‬ ‫الدراس�ة‪ ،‬والت�ي ترك�ز على دور املق�ررات الرتبوية يف‬
‫على دور املق�ررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫تنمية احلاجات النفس�ية‪ .‬كام تؤكد الس�مريي (‪)2004‬‬
‫النفسية؟‬ ‫ّ‬
‫أن املق�ررات وس�يلة مهمة من وس�ائل تعريف الطالب‬
‫‪ -4‬م�ا م�دى إش�باع املق�ررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫بحاجاهتم وتقديم طريقة إشباعها‪.‬‬
‫االجتامعي�ة من وجهة نظر طلاب كليتي الرتبية‬ ‫رئيس‬ ‫ٌ‬
‫مكون ٌ‬ ‫وانطالق ًا من كون ّ‬
‫أن املقررات الرتبوية‬
‫بجامعة املجمعة؟‬ ‫م�ن مكونات إعداد طالب كلي�ات الرتبية ‪ -‬حيث يبلغ‬
‫‪ -5‬هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط‬ ‫ع�دد الس�اعات املعتم�دة هلا (‪ )32‬س�اعة بما يمثل ‪30‬‬
‫درجات استجابة طالب وطالبات كليتي الرتبية‬ ‫‪ %‬م�ن ع�دد الس�اعات املعتم�دة يف برامج كلي�ة الرتبية‬
‫على دور املق�ررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫بجامع�ة املجمع�ة‪ ،-‬فه�ي مت ّث�ل فرص�ة؛ إلع�داده ملهنة‬
‫االجتامعية؟‬ ‫املعلم‪ ،‬ويتطلب ذلك التعرف إىل مدى قدرهتا عىل تنمية‬
‫‪ -6‬م�ا م�دى إش�باع املق�ررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية للطالب‪.‬‬
‫النفس�ة من وجهة نظر أعضاء هيئ�ة التدريس يف‬ ‫وتشري الس�مريي (‪ )2004‬إىل ّ‬
‫أن مقرراتنا الدراسية‬
‫كليتي الرتبية بجامعة املجمعة؟‬ ‫ال ختل�و م�ن االهتمام بحاج�ات الطلاب النفس�ية‬

‫‪101‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬اس�تفادة القائمين على األنش�طة الطالبي�ة يف‬ ‫‪ -7‬م�ا م�دى إش�باع املق�ررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫الكلي�ات م�ن نتائج هذا الدراس�ة يف إب�راز أهم‬ ‫االجتامعية م�ن وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة لطلاب كليتي‬ ‫يف كليتي الرتبية بجامعة املجمعة؟‬
‫الرتبي�ة باملجمعة والزلفي‪ ،‬واالس�تفادة من ذلك‬ ‫‪ -8‬م�ا الرؤي�ة املقرتح�ة لتطوي�ر املق�ررات الرتبوية‬
‫يف تنوي�ع األنش�طة املناسبة‪،‬إلش�باع حاج�ات‬ ‫إلش�باع احلاجات النفس�ية واالجتامعية لطالب‬
‫الطالب‪.‬‬ ‫كلية الرتبية جامعة املجمعة؟‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬تتحدد أهداف الدراسة فيام ييل‪:‬‬ ‫أمهية الدراسة‪ :‬تنبع أمهية الدراسة بناء عىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف عىل احلاجات النفسية واالجتامعية لطالب‬ ‫األمهية النظرية‪:‬‬
‫وطالبات كليات الرتبية بجامعة املجمعة‪.‬‬ ‫تتمثل أمهية الدراس�ة النظرية يف حتديد طبيعة احلاجات‬
‫‪ -‬التع�رف عىل الفروق بين وجهات النظر لكل من‬ ‫النفس�ية واالجتامعية لطلاب وطالبات جامع�ة املجمعة‪،‬‬
‫الطلاب والطالبات يف دور املقررات الرتبوية يف‬ ‫وحرص ه�ذه االحتياج�ات وترتي�ب أمهيتها‪ ،‬واالس�تفادة‬
‫إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية لدهيم‪.‬‬ ‫منها يف احلكم عىل درجة إش�باع املقررات الرتبوية هلا‪ ،‬ويف‬
‫‪ -‬حتدي�د دور املقررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫وضع رؤية لتطوير املقررات الرتبوية‪ ،‬ومن خالل ذلك فإن‬
‫النفس�ية واالجتامعية لدى طلاب كليتي الرتبية‬ ‫الدراس�ة احلالية تقدم إضافة علمية‪ ،‬من خالل تقديم رؤية‬
‫بجامع�ة املجمع�ة ‪ -‬من وجهة نظ�ر أعضاء هيئة‬ ‫لتطوير املقررات الرتبوية من خالل حتليل دورها يف إشباع‬
‫التدري�س‪ ،‬وطالهبم ‪ -‬يف كليتي الرتبية باملجمعة‬ ‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة ‪ -‬من وجهة نظ�ر أعضاء‬
‫والزلفي‪.‬‬ ‫هيئة التدريس‪ ،‬وطالهبم‪ -‬حيث مل يسبق دراسة ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وض�ع الرؤية املقرتحة لتطوي�ر املقررات الرتبوية؛‬
‫إلش�باع احلاجات النفس�ية واالجتامعية لطالب‬ ‫األمهية التطبيقية‪:‬‬
‫كلية الرتبية بجامعة املجمعة‪.‬‬ ‫تتمثل األمهية التطبيقية للدراسة يف‪:‬‬
‫‪ -‬إس�هام الدراس�ة احلالي�ة يف وض�ع رؤي�ة لتطوي�ر‬
‫أدوات الدراسة ‪:‬‬ ‫املقررات الرتبوية يف كلية الرتبية بجامعة املجمعة‪.‬‬
‫متثلت أدوات الدراسة احلالية يف ‪:‬‬ ‫‪ -‬إس�هام الدراس�ة احلالي�ة يف تقديم رؤي�ة لكل من‬
‫‪ -‬اس�تبانة حتدي�د احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‬ ‫أعض�اء هيئة التدريس واملعنيني بإعداد املقررات‬
‫لطالب كلية الرتبية ‪.‬‬ ‫الرتبوي�ة‪ ،‬حول واق�ع حمتوى املق�ررات الرتبوية‬
‫‪ -‬مقياس دور املقررات الرتبوية يف اش�باع احلاجات‬ ‫يف ض�وء دوره�ا يف إش�باع احلاج�ات النفس�ية‬
‫النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‪.‬‬ ‫واالجتامعية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس دور املقررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫‪ -‬توجيه أعضاء هيئة التدريس نحو تنويع إسرتاتيجيات‬
‫النفس�ية واالجتامعية من وجهة نظر أعضاء هيئة‬ ‫التدريس يف املقررات؛ لتناس�ب احلاجات النفسية‬
‫التدريس‪.‬‬ ‫واالجتامعية لطالب جامعة املجمعة‪.‬‬
‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪102‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ويقصد بإش�باع احلاجات يف الدراسة احلالية‪:‬ارتفاع‬ ‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬


‫مس�توى حتقي�ق احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة ل�دى‬ ‫املقررات الرتبوية‪ Educational Courses :‬‬
‫طلاب كلي�ة الرتبي�ة‪ ،‬والتي يمك�ن قياس�ها من خالل‬ ‫ع�رف الباحثان املقررات الرتبوية‪ :‬بأهنا جمموعة من‬
‫ُي ّ‬
‫استجابات الطالب وأعضاء هيئة التدريس عىل املقياس‬ ‫املوضوع�ات الدراس�ية الرتبوية النظري�ة والعملية التي‬
‫املعد هلذا الغرض‪.‬‬ ‫يدرس�ها‪  ‬طلاب كلي�ة الرتبي�ة يف جامع�ة املجمعة وفق‬
‫نظام الس�اعات املعتمدة‪ ،‬وتمُ ّثل ه�ذه املقررات اإلعداد‬
‫حدود الدراسة‪ :‬تتحدد بام ييل‪:‬‬ ‫املهني للطلاب‪ ،‬ومتدهم باملعارف الرتبوية املتخصصة‪،‬‬
‫‪ -‬احلدود املوضوعية‪ :‬تتحدد الدراسة يف ضوء احلاجات‬ ‫و ُتكْس�بهم امله�ارات التي تس�اعدهم عىل القي�ام بمهنة‬
‫تم قياس�ها يف الدراس�ة‬
‫النفس�ية واالجتامعية‪ ،‬التي ّ‬ ‫املعلم يف املس�تقبل‪ ،‬وتنم�ي لدهيم االجتاه�ات اإلجيابية‬
‫باس�تخدام مقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬ ‫نحو املهنة‪.‬‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية من إعداد الباحثني‪.‬‬
‫كام تتحدد بعينة من طالب وطالبات وأعضاء هيئة‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية‪Psychological and :‬‬
‫التدريس بكلية الرتبية يف جامعة املجمعة‪.‬‬ ‫‪Social Needs‬‬
‫‪ -‬احل�دود املكانية‪ :‬كليتي الرتبي�ة باملجمعة والزلفي‬ ‫ُعرف احلاجات من الناحية اللغوية بأنهّ ا مجع حاجة‪،‬‬
‫ت ّ‬
‫جامعة املجمعة يف اململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫واحلاج�ة يف اللغ�ة جاءت من م�ادة (احل�وج) ويقال يف‬
‫‪ -‬احلدود الزمانية‪ :‬الفصل الدرايس األول من العام‬ ‫حتوج أي طلب‬‫اللغ�ة‪ :‬العربية ح�اج – حوج ًا أي افتقر‪ّ ،‬‬
‫الدرايس ‪1436/1435‬هـ‪.‬‬ ‫احلاج�ة بع�د احلاج�ة‪ ،‬احلائجة م�ا يفتق�ر إليه اإلنس�ان‬
‫ويطلبه (جممع اللغة العربية‪)176 ،2005 ،‬‬
‫خطوات الدراسة‪:‬‬ ‫ُع�رف بأنهّ�ا «حال�ة داخلية م�ن التوت�ر تتولد عن‬
‫وت ّ‬
‫سارت الدراسة احلالية وفق اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫رغبة غير مش�بعة‪ ،‬أو حالة عضوية م�ن احلرمان‪ ،‬ومن‬
‫أوالً‪:‬بن�اء قائم�ة احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‬ ‫أمثلته�ا‪ :‬احلاجة للح�ب‪ ،‬والتواد‪ ،‬والرعاي�ة‪ ،‬والطعام»‬
‫لطالب وطالبات كليتي الرتبية بجامعة املجمعة‬ ‫(سليامن‪.)91،2004،‬‬
‫ثاني ًا‪:‬بن�اء مقي�اس دور املق�ررات الرتبوية يف اش�باع‬ ‫‪-‬أيضا‪« -‬رغب�ة طبيعية هيدف الكائن احلي إىل‬
‫وهي ً‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‪.‬‬ ‫حتقيقها بام ي�ؤدي إىل التوازن النفيس؛ النتظام يف احلياة»‬
‫ثالث� ًا‪ :‬بناء مقي�اس دور املقررات الرتبوية يف إش�باع‬ ‫(أبو عالم‪.)249 ،2004 ،‬‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية من وجه�ة نظر أعضاء‬ ‫ويعرف الباحثان احلاجات بأنهّ ا حالة داخلية تنشأ نتيجة‬
‫هيئة التدريس‪.‬‬ ‫حرم�ان عض�وي‪ ،‬أو نفسي‪ ،‬أو اجتامع�ي‪ ،‬وعندما تش�بع‬
‫رابع ًا‪:‬اختي�ار عينة عش�وائية من طلاب وطالبات‪،‬‬ ‫حاج�ات الف�رد حيدث الت�وازن لديه‪ ،‬ومن أمهه�ا‪ :‬احلاجة‬
‫وأعضاء هيئة التدريس بكليتي الرتبية باملجمعة والزلفي‬ ‫إىل احل�ب‪ ،‬واألم�ن‪ ،‬واالنتماء‪ ،‬وتقب�ل ال�ذات‪ ،‬واللعب‪،‬‬
‫جامعة املجمعة‪.‬‬ ‫والتقدير‪ ،‬والسيطرة‪ ،‬واالستقالل‪ ،‬وحب االستطالع‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫احلاج�ة إال وختفت أمهيتها‪ ،‬وتبرز بالتايل حاجة‬ ‫خامس� ًا‪ :‬تطبي�ق مقي�اس دور املق�ررات الرتبوية يف‬
‫أخرى‪ ،‬وهذه العملية مستمرة‪.‬‬ ‫إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية عىل عينة الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تتوقف احلاجة بعد إش�باعها عن دفع الس�لوك؛‬ ‫سادس� ًا‪ :‬رص�د نتائ�ج التطبي�ق و القبلي‪ ،‬واملعاجل�ة‬
‫ويتح�رك س�لوك الف�رد عندئ�ذ بتأثير حاجات‬ ‫االحصائية هلا‪ ،‬وتفسري النتائج ‪.‬‬
‫أخرى مل تشبع‪.‬‬ ‫س�ابع ًا‪:‬وضع الرؤي�ة املقرتح�ة لتطوي�ر املق�ررات‬
‫‪ -4‬تتداخ�ل احلاجات فيام بينها‪ ،‬فام دامت احلاجة ال‬ ‫الرتبوية إلش�باع احلاجات النفسية واالجتامعية لطالب‬
‫ختتف�ي عندما تربز حاجه أخرى ّ‬
‫فإن احلاجات ال‬ ‫كليةالرتبية بجامعة املجمعة‪.‬‬
‫تشبع إال جزئي ًا‪ ( .‬اليوسف‪)2010 ،‬‬ ‫ثامن ًا‪ :‬تقديم التوصيات واملقرتحات‪.‬‬
‫وخلّ�ص «ماس�لو» الف�روق بين احلاج�ات العلي�ا‬
‫واحلاجات الدنيا فيام ييل‪:‬‬ ‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬كلما ارتفع�ت احلاج�ة كان ظهوره�ا متأخ�ر ًا يف‬ ‫نظريات احلاجات وبناء املناهج‪:‬‬
‫عملية التطوير‪.‬‬ ‫احتل�ت احلاج�ات أمهي�ة واضحة يف نظري�ات علم‬
‫‪ -‬احلاج�ة العلي�ا حتدث متأخرة نس�بي ًا يف نمو الفرد‪،‬‬ ‫النفس ؛إذ ُيعد العلم الذي هيتم بدراس�ة السلوك والذي‬
‫وعالقته�ا بالبق�اء أق�ل م�ن تل�ك الت�ي حت�دث‬ ‫ب�دوره يك�ون حت�ت تأثير حاج�ات معين�ة‪ ،‬وم�ن أهم‬
‫للحاجات الدنيا‪.‬‬ ‫النظريات يف تفسير احلاجات اإلنسانية نظرية «ماسلو»‬
‫أن احلاجة العلي�ا ال تتصل اتصاالً‬
‫‪ -‬على الرغم من ّ‬ ‫التي تنظر نظ�ره ديناميكية كلية للحاجات‪ ،‬وقد افرتض‬
‫أن إشباعها مرغوب فيه بدرجة‬ ‫مبارش ًا بالبقاء إال ّ‬ ‫«ماس�لو» ّ‬
‫أن احلاج�ات األساس�ية تنم�و بش�كل هرمي‬
‫أكرب من احلاجة الدنيا‪( .‬أمحد‪) 2003 ،‬‬ ‫منظ�م‪ ،‬مبتدئ ًا بمجموع�ة احلاجات الفس�يولوجية التي‬
‫وفيام ييل توضيح هلرم احلاجات لــــ «ماسلو»‪:‬‬ ‫متث�ل قاعدة هذا النظام‪ ،‬قبل حماولة إش�باع أي مس�توى‬
‫‪ -‬احلاجات الفسيولوجية‪:‬‬ ‫آخر يتلو هذه املرحلة‪ ،‬وعندما تشبع احلاجات الدنيا ّ‬
‫فإن‬
‫تمُ ّثل ‪-‬احلاجات الفس�يولوجية ‪ -‬قاعدة اهلرم يف نظرية‬ ‫دافعية األفراد تنخف�ض‪ ،‬أما احلاجات العليا ّ‬
‫فإن دافعية‬
‫«ماس�لو» الس�دايس؛ إذ إنهّ�ا حاج�ات أساس�ية للف�رد‪،‬‬ ‫الف�رد نح�و حتقيقها ال يتوقف عند حد اإلش�باع اجلزئي‬
‫يشترك فيه�ا األف�راد عىل اختلاف مراح�ل عمرهم‪ ،‬كام‬ ‫فقط‪ ،‬بل يس�عى الفرد إىل حتقيق املزيد من اإلش�باع ملثل‬
‫إحلاحا؛ فاألف�راد حيتاجون إىل إش�باع حاجاهتم‬
‫ً‬ ‫أنهّ�ا أكثر‬ ‫ه�ذه احلاجات ؛ ألنهّ ا دائمة اإلحلاح‪ ،‬وال تش�بع بصورة‬
‫الفسيولوجية األساسية‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬احلاجة إىل التنفس‪،‬‬ ‫دائمة أو كلية ( اهلنداوي و الزغول‪ .)2011 ،‬واستندت‬
‫والشراب‪ ،‬والطع�ام‪ ،‬واحلاج�ة إىل الراحة‪ ،‬وبعد إش�باع‬ ‫نظرية «ماسلو» عىل عدة مبادئ منها‪:‬‬
‫ه�ذه احلاج�ات األولية بنس�بة معين�ه‪ ،‬يمك�ن للحاجات‬ ‫‪ -1‬تنتظم حاجات اإلنسان يف شكل هرمي متدرج‪،‬‬
‫األخ�رى الت�ي يف املس�تويات التالي�ة أن تظهر يف س�لوك‬ ‫وهذا التدرج هو تدرج اإلحلاح يف اإلشباع‪.‬‬
‫الفرد‪ .‬وتس�مى هذه احلاجات بحاجات البقاء‪ .‬نظر ًا ألنّه‬ ‫‪ -2‬يتطل�ع الف�رد دائ ًام للحصول عىل أش�ياء خمتلفة‪،‬‬
‫يصعب عىل الفرد جتاهلها‪( .‬النوايسة‪)2013 ،‬‬ ‫وم�ن ثم ال تش�بع احلاج�ات كاملة فام أن تش�بع‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪104‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫م�ع اآلخرين‪ ،‬والعي�ش مرتبط�ا ًبجامعه متفاع ً‬


‫لا معها‬ ‫وجي�ب عىل خمطط�ي املناهج واملعلمين مراعاة تلك‬
‫بعالق�ات‪ ،‬والبح�ث ع�ن مش�اعر احل�ب واالحترام‬ ‫احلاجات أثن�اء التعلم‪ ،‬وذلك بمراعاة تغذيتهم بش�كل‬
‫والتقدي�ر واالنتماء ال�ذي يب�دأ م�ن األرسة الصغيرة‪،‬‬ ‫صح�ي‪ ،‬ومتتعهم بقدر ٍ‬
‫كاف من الن�وم‪ ،‬واملحافظة عىل‬
‫وص�والً إىل املنطق�ة واإلقلي�م والدول�ة ‪( .‬اليوس�ف ‪،‬‬ ‫حيويتهم‪)Anne, Kisilu and Marcella, 2013( .‬‬
‫‪)2010‬‬
‫‪ -‬حاجات التقدير واالحرتام الذايت‪:‬‬ ‫‪ -‬حاجات الشعور باألمن‪:‬‬
‫هل�ذه احلاجات ش�قان‪ :‬يتعلق األول منه�ا باالعتداد‬ ‫ال تق�ل ه�ذه احلاج�ة أمهي�ة ع�ن احلاج�ة الس�ابقة‪،‬‬
‫بالنف�س‪ ،‬ويش�مل ذل�ك الثق�ة بالنف�س واحرتامه�ا‬ ‫وتتمثل يف متطلبات اإلنسان وتطلعه إىل عامل منظم ثابت‬
‫واالس�تقالل‪ .‬ويقود إش�باع ه�ذه احلاجات إىل ش�عور‬ ‫ومستقر‪ ،‬يس�هل التنبؤ بام فيه من متغريات أو تطورات‪،‬‬
‫الف�رد باملق�درة والق�وة‪ ،‬وبأنّ�ه مفي�د ورضوري يف هذا‬ ‫حي�ث يكفل ذلك للفرد الش�عور باألم�ان واالطمئنان‪،‬‬
‫العامل‪ .‬ويتعلق الشق اآلخر بحاجاته إىل الشعور باعرتاف‬ ‫ومعظ�م الراش�دين م�ن الن�اس العاديين يكون�ون ق�د‬
‫اآلخرين به‪ .‬وليس من شك ّ‬
‫أن احلاجات املرتبطة بالشق‬ ‫أشبعوا هذه احلاجات‪( .‬انجلر‪)2012 ،‬‬
‫األول ليس�ت كافي�ة إذا مل يتم تدعيمها بحاجات الش�ق‬ ‫وتظه�ر لدى األطف�ال بوضوح يف جتنبه�م التعرض‬
‫اآلخر‪ .‬فاعتداد الفرد بنفسه ليس كافي ًا إذا مل يتم تدعيمه‬ ‫إىل مواق�ف اخلط�ر املدرك�ة على اختلاف أش�كاهلا‪،‬‬
‫بإظه�ار اآلخري�ن ل�ه أنّه مهم فعلاً‪ .‬ويمك�ن أن تتمثل‬ ‫وكذل�ك ابتعاده�م ع�ن املواقف غير املألوف�ة والغريبة‬
‫حاج�ات التقدير واالحرتام يف‪ :‬الدافع إىل احلصول عىل‬ ‫بالنس�بة هل�م‪ ،‬والت�ي ينش�أ عنه�ا اس�تجابات الش�عور‬
‫تقدي�ر اآلخرين وثقتهم‪ ،‬والدافع إىل املش�اركة يف وضع‬ ‫باخلط�ر واالضط�راب‪ .‬وتالح�ظ ه�ذه احلاج�ات يف‬
‫وتطوير نظم وأساليب العمل‪ ،‬والدافع إىل احلصول عىل‬ ‫مواقف الشعور باخلطر مثل‪ :‬احلروب‪ ،‬أو األمراض‪ ،‬أو‬
‫مكانة مناسبة بني اآلخرين‪( .‬احللو‪)2012 ،‬‬ ‫االضطرابات الطبيعي�ة وغريها‪( .‬الرشقاوي‪.)2012 ،‬‬
‫ووفق ًا هلنسون (‪ )Henson, 2001‬جيب عىل املعلمني‬ ‫وينبغ�ي مراع�اة تلك احلاج�ات أثناء التعل�م من خالل‬
‫أن يعمل�وا عىل بناء الثقة بالنف�س لدى املتعلمني؛ والتي‬ ‫من�ح الطلاب الش�عور باحلري�ة يف التعل�م واملش�اركة‪،‬‬
‫سوف يوظفوهنا يف مواجهة ضغوط املستقبل‪ ،‬فالطالب‬ ‫وتقبل إجاباهتم اخلاطئة‪ ،‬مع تفسري تلك االخطاء يف جو‬
‫بحاج�ة ألن يتعلم�وا كيفي�ة التعام�ل مع ح�االت عدم‬ ‫آمن‪)Anne and et, al., 2013( .‬‬
‫اليقين والغموض‪ .‬ويشير جابل�ر‪ ،‬رشودر وكورتيس‬
‫(‪ )Gabler, Schroeder and Curtis, 2003‬أيض� ًا‬ ‫‪ -‬احلاجات االجتامعية‪:‬‬
‫إىل أن�ه جي�ب على املعلمين أن يش�جعوا املتعلمني عىل‬ ‫عندما يش�بع الفرد احلاجات الفس�يولوجية واألمن؛‬
‫أن يكونوا متعلمني مس�تقلني ذاتي� ًا‪ ،‬كام جيب حثهم عىل‬ ‫تصبح احلاجات االجتامعية هي املس�يطرة‪ .‬وتتعلق هذه‬
‫املبادرة الذاتية واس�تخدام إستراتيجيات التعلم الفعال‬ ‫احلاج�ات برغبة الفرد يف أن يش�عر باالنتماء لآلخرين‪،‬‬
‫وحل املش�كالت‪ .‬وأن يتعلم الطالب أن األخطاء جزء‬ ‫وبقب�ول اآلخري�ن ل�ه‪ ،‬وأن يبادل�وه احل�ب واالحرتام‪،‬‬
‫أسايس من التعلم‪.‬‬ ‫فاإلنس�ان اجتامعي بفطرت�ه‪ ،‬مزود باس�تعداد للتواصل‬

‫‪105‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وجه�ة نظره ماه�ي إال مفهوم افرتايض تثار بواس�طة حالة‬ ‫‪ -‬حاجات حتقيق الذات‪.‬‬
‫داخلي�ة‪ ،‬مث�ل‪ :‬اجل�وع‪ ،‬أو بواس�طة مثير خارج�ي مث�ل‪:‬‬ ‫بعد أن يش�بع اإلنسان احلاجات السابقة‪ ،‬تصبح أهم‬
‫الطع�ام ‪ .‬وليس�ت كل احلاج�ات موج�ودة ل�دى كل فرد‪،‬‬ ‫حاجات يسعى إىل إشباعها هي جمموعة حاجات حتقيق‬
‫ولكنّه�ا ختتلف يف القوة واالكتفاء‪،‬حيث ّ‬
‫إن هناك هرما من‬ ‫الذات‪ .‬ويعني حتقيق الذات رغبة الفرد يف حتقيق أهدافه‬
‫احلاج�ات بعضها أقوى م�ن بعض‪ ،‬وتتص�ارع احلاجات‪،‬‬ ‫وطموحات�ه‪ ،‬وأن يصبح أكثر متيز ًا عن غريه من األفراد‪،‬‬
‫واحلاجة األكثر سوف يتم حتقيقها أوالً‪( .‬انجلر‪)2012 ،‬‬ ‫وأن يصب�ح قادر ًا على فعل أي يشء يرغب فيه‪ ،‬وبالتايل‬
‫ويشير «موراي» إىل ّ‬
‫أن اإلنس�ان يف كل حلظة تدفعه‬ ‫يمك�ن التعبري ع�ن هذه احلاج�ات باحلاج�ات اخللاّ قة‪،‬‬
‫حاجات ش�تى داخلية وخارجية‪ .‬ومنشأ هذه احلاجات‬ ‫وتتمث�ل يف احلاج�ة إىل اس�تغالل املواه�ب والق�درات‬
‫بقوهت�ا وأنامطها تؤث�ر يف إدراكنا للعامل م�ن حولنا ‪.‬وفيام‬ ‫اخلاص�ة‪ ،‬واإلب�داع والتعبري عن ال�ذات يف أداء العمل‪،‬‬
‫نفكر فيه من األشياء ‪.‬واحلاجات تتذبذب وترتب نفسها‬ ‫واحترام ذواهت�م واحترام الرف�اق هل�م واالعتراف‬
‫يف أنماط خمتلف�ة يف األوقات املختلف�ة‪ ،‬وهناك حاجات‬ ‫بقدراهتم ومواهبهم وصفاهتم ‪(.‬اليوسف‪.)2010 ،‬‬
‫واقع‬
‫أن الشخص ٌ‬ ‫تؤدي عملها عىل الدوام‪ ،‬بحيث نرى ّ‬
‫حتت تأثريها (عباس‪)2012 ،‬‬ ‫‪ -‬حاجات الفهم واملعرفة‪:‬‬
‫وصن�ف “م�واري” احلاج�ات طبق� ًا لطريق�ة تعبري‬ ‫تُعد احلاج�ة للمعرفة أقوى من احلاج�ة للفهم‪ ،‬وتظهر‬
‫الفرد عنها إىل جمموعتني‪:‬‬ ‫ه�ذه احلاج�ات يف الرغب�ة إىل الكش�ف‪ ،‬ومعرف�ة حقائ�ق‬
‫‪ -1‬احلاجات الظاهرة‪ :‬وهى احلاجات التي تُعرب عن‬ ‫األم�ور‪ ،‬وح�ب االس�تطالع‪ .‬ويذك�ر «ماس�لو» ّ‬
‫أن ه�ذه‬
‫نفس�ها‪ ،‬أو يس�مح هلا بالتعبري عن نفسها بطريقة‬ ‫احلاج�ات ق�د تكون واضح�ة عند بع�ض األف�راد أكثر مما‬
‫مبارشة بواسطة األفعال واألنشطة احلركية‪.‬‬ ‫تكون لدى اآلخرين‪ ،‬وقد تأخذ هذه احلاجة صورة أعمق يف‬
‫‪ -2‬احلاج�ات الكامنة‪ :‬وهي احلاج�ات املكبوتة‪ ،‬أو‬ ‫بعض مظاهر السلوك لدى بعض األفراد‪ ،‬وتبدو يف الرغبة‬
‫املثبطة وال تس�تطيع أن تعرب عن نفسها يف صورة‬ ‫إىل التحليل والتنظيم والربط وإجياد العالقات بني األشياء‪.‬‬
‫رصحي�ة‪ ،‬أو مب�ارشة‪ ،‬وتفص�ح ع�ن نفس�ها عن‬ ‫(الرشق�اوي‪ ،)2012 ،‬ووفق�ا لبارك�ي وه�اس(‪Parkay‬‬
‫طريق التخيل واألحالم والتفكري‪.‬‬ ‫‪ )and Hass, 2000‬جيب أن يزود املنهج الطالب باملعارف‬
‫كما صن�ف «م�واري» احلاج�ات طبق ًا ألساس�ها أو‬ ‫وامله�ارات والقيم التي حيتاجوهنا‪ ،‬ويمكن أن يتحقق ذلك‬
‫منبعها إىل‪:‬‬ ‫م�ن خالل اختيار خربات التعلم الت�ي تكون مثرية الهتامم‬
‫‪ -1‬حاجات فسيولوجية‪ :‬وهى احلاجات التي ختتص‬ ‫الطلاب؛ والتي تدفعهم للمش�اركة يف العملي�ة التعليمية‪،‬‬
‫بالنواح�ي العضوي�ة مث�ل‪ :‬الطع�ام‪ ،‬والشراب‪،‬‬ ‫وإىل زيادة محاسهم أثناء التعلم‪.‬‬
‫وتتطلب إشباع ًا فوري ًا وال يمكن تأجيل إشباعها‬ ‫ويف تصنيف موراي للحاجات النفسية‪ ،‬يرى “موراي”‬
‫لفرتات طويلة ؛ حيث تؤثر عىل حياة اإلنسان‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أن احلاج�ة متثل األس�اس الوظيفي العام للش�خصية‪ ،‬حلل‬
‫‪ -2‬حاجات نفس�ية‪ :‬وه�ى حاجات تتص�ل بعملية‬ ‫الرصاع�ات القائمة بين مطالب اإلش�باع‪ ،‬وجمموعة القيم‬
‫االتزان النفيس‪.‬‬ ‫الت�ي حت�ول دون ذل�ك إال بالط�رق املقبول�ة؛ فاحلاجة من‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪106‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫هب�ا‪ ،‬وبذلك ّ‬
‫فإن إمكانية حدوث س�لوك ما أو جمموعة‬ ‫‪ -3‬حاج�ات اجتامعي�ة‪ :‬وه�ى تتصل بعالق�ة الفرد‬
‫م�ن أنواع الس�لوك يف موقف معني تعتم�د عىل توقعات‬ ‫باملجتم�ع والرف�اق‪ ،‬منه�ا‪ :‬احلاج�ة إىل املرك�ز‬
‫الفرد ّ‬
‫بأن هذا الس�لوك يؤدي إىل هدف أو إش�باع حاجة‬ ‫االجتامعي‪ ( .‬اجلناعي‪)2012 ،‬‬
‫معينة‪ ،‬وتتمثل الفئات الس�ت للحاجات حس�ب نظرية‬ ‫وم�ن النظريات األخ�رى املفرسة للحاج�ات نظرية‬
‫روت�ر يف‪ :‬احلاج�ة إىل االعتراف واملكان�ة‪ ،‬احلاج�ة إىل‬ ‫حم�ددات ال�ذات التي تعتم�د عىل ّ‬
‫أن احلاجات النفس�ية‬
‫الس�يطرة‪ ،‬احلاج�ة إىل االس�تقالل‪ ،‬احلاج�ة إىل االعتامد‬ ‫رضوري�ة للحصول عىل نم�و صحي وفاعلي�ة وظيفية‪،‬‬
‫على اآلخرين‪ ،‬احلاج�ة إىل احلب والعط�ف‪ ،‬احلاجة إىل‬ ‫فإن الشخص‬‫وإذا تم إش�باع هذه احلاجات بشكل دائم ّ‬
‫الراحة اجلسمية ‪(.‬اجلناعي‪)2012 ،‬‬ ‫س�وف ينمو ويعمل بش�كل فاعل‪ ،‬وبصح�ة ورفاهية ؛‬
‫وحتى نس�تطيع فهم الدوافع اإلنس�انية الب�د من معرفة‬
‫املناهج وحتقيق احلاجات النفسية واالجتامعية‪:‬‬ ‫وفه�م احلاج�ات الس�يكولوجية الت�ي حت�دد الشروط‬
‫تتطل�ب عملية بن�اء املنهج مراعاة ق�درات الطالب‪،‬‬ ‫األساس�ية للنمو النفيس والتكامل والسعادة‪ ،‬وتفرتض‬
‫وم�دى نضج�ه وط�رق تعلم�ه؛ إذ ي�ؤدي العك�س إىل‬ ‫نظري�ة حمددات الذات (‪SDT) Self Determination‬‬
‫تضييع وقت�ه ووقت معلمه لتعلم مفاهيم ومهارات غري‬ ‫‪ Theory‬أن هن�اك ثلاث حاج�ات نفس�ية أساس�ية‬
‫مناسبة له‪ ،‬أو ال تساعده عىل حل مشكالته وعىل العيش‬ ‫وش�املة‪ ،‬ه�ي‪ :‬احلاج�ة إىل االس�تقالل‪ ،‬واحلاج�ة إىل‬
‫بسعادة؛ لذلك من الرضوري الكشف عن مدى ارتباط‬ ‫االنتامء‪ ،‬واحلاجة إىل الكفاءة‪.‬‬
‫املقررات‪ ‬باحلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة ؛ للتأكد من‬ ‫ومن مبادئ نظرية حمددات الذات (‪:)SDT‬‬
‫درجة متثلها هلذه احلاجات‪ ،‬ويتطلب ذلك دراسة ‪ ‬نفسية‬ ‫‪ -1‬حت�دد احلاج�ات النفس�ية املتطلب�ات التنموي�ة‬
‫املتعل�م‪ ،‬وحتليل ما يتم تقديمه م�ن معلومات ومعارف‬ ‫والثقافي�ة الرضوري�ة م�ن أجل الصح�ة واألداء‬
‫وأنش�طة حترتم آراءه‪ ،‬وأفكاره‪ ،‬وحتث�ه عىل االعتامد عىل‬ ‫األفضل‪.‬‬
‫نفس�ه‪ ،‬يف حل املش�اكل‪ ،‬واكتس�اب امله�ارات‪ ،‬والقيام‬ ‫‪ -2‬يمك�ن تقيي�م الدواف�ع واملتطلب�ات واألهداف‬
‫بالنش�اطات الرتبوية‪ ،‬واالبتعاد ع�ن فرض الرأي عليه‪،‬‬ ‫املختلف�ة بن�اء على قدرهتا على تلبي�ة أو إحباط‬
‫وإجب�اره على انتهاج خط�ة بعينها؛ حتى ال تس�لب منه‬ ‫احلاجات؛ وبالتايل تأثريها عىل الصحة النفسية ‪.‬‬
‫ش�خصيته‪ ،‬بحيث يس�تطيع التعبري عماّ يف نفسه بكل ثقة‬ ‫‪ -3‬التوت�ر أو فقدان الت�وازن الذي يتعرض له الفرد‬
‫أن احلاج�ات تمُ ّث�ل القاعدة األساس�ية الت�ي ينطلق‬
‫كما ّ‬ ‫ُيعد وظيفة هتدف إىل إش�باع احلاجة أو احلاجات‬
‫منه�ا كل نش�اط أو عمل ‪ .‬لذلك ينبغ�ي أن يزود املنهج‬ ‫الثالث األساسية‪( .‬القطاين‪)18 -16 ،2011 ،‬‬
‫الطلاب باملع�ارف وامله�ارات والقيم الت�ي حيتاجوهنا‪،‬‬ ‫وم�ن النظري�ات املفسرة للحاج�ات نظري�ة روتر‪،‬‬
‫ويمك�ن أن يتحق�ق ذل�ك م�ن خلال اختي�ار خبرات‬ ‫ال�ذي قس�م احلاج�ات بش�كل خمتل�ف‪ -‬قلي ً‬
‫لا ‪ -‬ع�ن‬
‫التعلم التي تكون مثرية الهتامم الطالب؛ والتي تدفعهم‬ ‫النظري�ات الس�ابقة‪ ،‬حيث ّ‬
‫إن هناك س�ت فئات تُعد من‬
‫للمش�اركة يف العملية التعليمية وإىل زيادة محاسهم أثناء‬ ‫احلاجات العريضة التي تتضمن معظم الس�لوك النفيس‬
‫التعلم ‪)Anne, et al., 2013( .‬‬ ‫للمتعلم‪ ،‬وهى متعددة ومتس�عة بش�كل يصع�ب التنبؤ‬

‫‪107‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫عىل التكيف م�ع املجتمع ؛ لتاليف ظهور بعض‬ ‫ويمك�ن حتقي�ق ذلك َعْب�رْ َ تقديم معلوم�ات وافيه‪،‬‬
‫املش�كالت املتصل�ة بعدم القدرة على التكيف‬ ‫تش�بع حاجات الطالب املتنوعة‪ ،‬واألس�اليب الس�ليمة‬
‫م�ع املجتمع‪ ،‬انطالقا من أن ش�خصية الطالب‬ ‫املقبولة هلذا اإلش�باع الفردية منها واجلامعية ؛ ملس�اعدته‬
‫ه�ي نت�اج التفاع�ل بين العوام�ل البيولوجية‬ ‫عىل الش�عور باألمن والنجاح واإلنجاز واملكانة‪ ،‬ويو ّفر‬
‫واالجتامعية ‪.‬‬ ‫له فرص تنمية مهاراته يف العالقات اإلنسانية كالصداقة‬
‫‪ -‬تنمي�ة قدرات حل املش�كالت ومه�ارات التفكري‬ ‫والتعاون والتضحية‪ ،‬ولبناء اجتاهات نفسية سليمة نحو‬
‫العلم�ي ع�ن طريق االهتمام بمه�ارات التفكري‬ ‫املفاهي�م املختلف�ة هل�ذه العالق�ات‪( .‬بح�ري‪)2012 ،‬‬
‫التي تستخدم يف حل املشكالت ‪.‬‬ ‫ويمك�ن للمناهج حتقيق احلاجات النفس�ية واالجتامعية‬
‫‪ -‬توفري املواقف املناس�بة إلش�باع حاجات الطالب‬ ‫عن طريق‪:‬‬
‫بص�ورة ت�ؤدي الكتس�اب الف�رد لبع�ض امليول‬ ‫‪ -‬تنظي�م التدري�س بأقصى درج�ة م�ن الوض�وح‬
‫النافع�ة ع�ن طري�ق تفاعل�ه م�ع البيئة؛ إلش�باع‬ ‫والكمال ؛ خلفض القلق لدى الطالب من وضع‬
‫حاجاته مثل‪ :‬إش�باع احلاجة إىل الغذاء والرشاب‬ ‫اختي�ار األه�داف املح�ددة‪ ،‬وحتدي�د إج�راءات‬
‫ي�ؤدي إيل تنمي�ة املي�ول املرتبط�ة باملحافظ�ة عىل‬ ‫التقويم‪ ،‬وتطبيقها بشكل عادل‪.‬‬
‫امل�وارد البيئي�ة‪ ،‬وتنمي�ة املي�ول املرتبط�ة بالعمل‬ ‫‪ -‬التأكيد عىل التعلم املوجه ذات ًيا‪ ،‬وتشجيع الطالب‬
‫اخلريي للمس�امهة يف إطع�ام الفقراء واملحتاجني‬ ‫عىل استطالع جماالت جديدة يف التعلم‪ ،‬وتطوير‬
‫‪ (.‬نجي�ب‪)2013 ،‬؛ ( اليوس�ف‪)2010 ،‬؛‬ ‫املهارات بام يساعدهم عىل حتقيق الذات ‪.‬‬
‫(‪)Chow, 2007,485‬؛ (شحاته‪)1998 ،‬‬ ‫‪ -‬تكليف الطالب بمشاريع مجاعية جتعلهم خيتلطون‬
‫مع بعضهم وتشجع التفاعل االجتامعي‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يتضمن املنهج أنشطة وتدريبات تو ّفر للطالب‬
‫اهتم�ت الكثري م�ن الدراس�ات بتحدي�د ووصف‬ ‫ف�رص التمي�ز األكاديمي واحلصول على الثناء‪،‬‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة للطلاب يف املرحل�ة‬ ‫وتفادي االنتقاد والفشل‪.‬‬
‫اجلامعي�ة‪ ،‬وم�ن ه�ذه الدراس�ات‪ :‬دراس�ة الصقي�ه‬ ‫‪ -‬تش�جيع الطلاب على القي�ام بأعمال مشتركة‬
‫(‪ )2014‬الت�ي اهتم�ت بالكش�ف ع�ن احلاج�ات‬ ‫كاجلمعيات العلمية‪ ،‬واملعسكرات‪ ،‬والرحالت‪،‬‬
‫اإلرش�ادية لطالبات كلية الرتبية يف جامعة األمرية نورة‬ ‫والكش�افة؛ إلش�باع احلاجات املكتسبة كاحلاجة‬
‫بن�ت عبدالرمح�ن يف املج�االت األكاديمي�ة والنفس�ية‬ ‫لالنتامء واحلب والعطف‪.‬‬
‫واالجتامعي�ة‪ ،‬وعالقتها باملس�توى ال�درايس‪ ،‬وأكدت‬ ‫‪ -‬االهتمام عن�د بن�اء املق�ررات بالتنظيمات الت�ي‬
‫نتائ�ج الدراس�ة ّ‬
‫أن احلاج�ات األكاديمي�ة ج�اءت يف‬ ‫تراعي حاج�ات الطالب‪ ،‬مثل‪ :‬منهج النش�اط‪،‬‬
‫الرتتي�ب األول‪ ،‬تالها احلاجات النفس�ية واالجتامعية‬ ‫واحلاجات‪ ،‬واملش�كالت املشتركة بني الطالب‬
‫‪ .‬وي�دل ذل�ك على حاجته�ن لتحسين حتصيله�ن‪،‬‬ ‫واملجتمع مثل‪ :‬املنهج املحوري‪.‬‬
‫والتخفيف من األعباء والواجبات‪.‬‬ ‫‪ -‬توفري املواقف التدريسية التي تنمي قدرة الطالب‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪108‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫وهدف�ت دراس�ة جيمس وج�ان (‪Jaime & Juan‬‬ ‫واهتم�ت دراس�ة ب�ركات واحلاكم�ي (‪)2014‬‬
‫‪ )L, 2013‬إىل دراس�ة العالق�ة بين الصح�ة النفس�ية‬ ‫بالكش�ف عن احلاجات اإلرشادية األكاديمية والنفسية‬
‫واحلاجات النفس�ية واالجتامعية ل�دى طالب اجلامعة‪،‬‬ ‫واالجتامعي�ة واملهني�ة لطلاب اجلامع�ات اخلاص�ة يف‬
‫وترتيب هذه احلاجات‪ ،‬وتم التحقق من ثالثة مؤرشات‬ ‫س�لطنة عمان‪ ،‬وأك�دت نتائ�ج الدراس�ة ّ‬
‫أن احلاج�ات‬
‫الرفاه النفس�ية (ذاتية الرف�اه‪ ،‬احرتام الذات والرضا عن‬ ‫النفس�ية ج�اءت يف الرتتي�ب الثاين‪ ،‬وج�اءت احلاجات‬
‫احلياة)‪ ،‬يف دراسة طولية‪ .‬وأكدت الدراسة وجود عالقة‬ ‫االجتامعي�ة يف الرتتيب األخري‪ ،‬ووجود فروق يف ترتيب‬
‫بني املؤرشات الثالثة وحتقيق الصحة النفسية للطالب‪.‬‬ ‫احلاجات حسب اجلنس‪ ،‬واملعدل األكاديمي‪.‬‬
‫كما هدف�ت دراس�ة البيط�ار (‪ )2009‬إىل التعرف إىل‬ ‫وح�ددت دراس�ة باق�دار و وردات ( ‪)2014‬‬
‫م�دى حتقيق جامعة النجاح حلاجاهتم النفس�ية االجتامعية‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية لطالب السنة التحضريية‬
‫يف املرحل�ة اجلامعي�ة األوىل ( البكالوري�وس)‪ .‬وأوص�ت‬ ‫بجامع�ة أم الق�رى‪ ،‬والتي تتطلب بناء برامج إرش�ادية‪،‬‬
‫هذه الدراس�ة بتطوير التخصص�ات املوجودة يف اجلامعة‪،‬‬ ‫وأك�دت نتائج الدراس�ة على وجود فروق بين الذكور‬
‫وباالهتمام باإلرش�اد الرتب�وي واملهن�ي لطلب�ة اجلامع�ة‪،‬‬ ‫واإلن�اث‪ ،‬والتخصص�ات األدبي�ة والعلمي�ة يف ترتيب‬
‫وإجراء دراسات قبل طرح أي برنامج درايس للتعرف عىل‬ ‫احلاجات واملشكالت النفسية واالجتامعية ‪.‬‬
‫حاجة املجتمع وربطه بتنمية قدرات الطلبة وإمكانياهتم‪.‬‬ ‫واهتم�ت دراس�ة صبح�ي (‪ )2013‬بتع�رف أه�م‬
‫ووصف�ت دراس�ة جلي�دان (‪ )2008‬احلاج�ات‬ ‫االحتياجات النفس�ية ومتطلبات الطالبة اجلامعية بكلية‬
‫التعليمي�ة‪ ،‬وم�دى الرض�ا عنها ل�دى الطالب�ة اجلامعية‬ ‫الرتبية جامعة طيبة من وجهة نظرهم‪ ،‬وجاءت احلاجات‬
‫باملدين�ة املنورة‪ ،‬وقد أس�فرت ه�ذه العملي�ة عن ظهور‬ ‫على النحو الت�ايل احلاج�ة للثقاف�ة واملعرفة‪ ،‬واإلش�باع‬
‫ثالثة من العوامل األساسية ذات تأثري عىل درجة الرضا‬ ‫االقتص�ادي‪ ،‬وحتقي�ق ال�ذات والتفاع�ل واالحت�كاك‪،‬‬
‫ل�دى املتعلم�ة واملرتب�ط بتحقيق احلاج�ات املتضمنة يف‬ ‫وحتقي�ق املكانة االجتامعي�ة‪ .‬وقد أكدت الدراس�ة تباين‬
‫عبارات املقي�اس‪ ،‬وهي‪ :‬احلاجة إىل األنش�طة اجلامعية‪،‬‬ ‫أمهي�ة احلاجات لدى الطالبات من حيث األمهية‪ ،‬حيث‬
‫والش�عور باالنتماء‪ ،‬واحلاج�ة إىل تنمي�ة ال�ذات يف ظل‬ ‫أوصت الدراس�ة بتتب�ع مدى حتقيقه�ا‪ ،‬وتصميم برامج‬
‫حري�ة فكري�ة‪ ،‬واحلاج�ة إىل املس�اندة احلاني�ة‪ ،‬كما متت‬ ‫إرشادية لتحقيق‪.‬‬
‫مناقشة النتائج وإدراج توصيات الدراسة ‪.‬‬ ‫كما هدفت دراس�ة بك�ر (‪ )2013‬إىل الكش�ف عن‬
‫وهدف�ت دراس�ة أب�و زي�د (‪ )2008‬إىل التعرف إىل‬ ‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية لدى طلاب وطالبات‬
‫احلاجات النفس�ية ل�دى عينة م�ن طالبات كلي�ة الرتبية‬ ‫كلي�ة العل�وم واآلداب واملجتم�ع بطربجل(املنطق�ة‬
‫يف املجتم�ع العماين واملجتم�ع املصري‪ ،‬وم�دى تأثير‬ ‫الشمالية باململك�ة العربي�ة الس�عودية) وبين�ت نتائ�ج‬
‫املتغريات املجتمعية عىل تلك احلاجات‪ .‬وأشارت نتائج‬ ‫أن هناك فروق ًا يف درجات متوسطات احلاجات‬ ‫الدراسة ّ‬
‫الدراسة لوجود فروق ذات داللة إحصائية بني العينتني‬ ‫النفس�ية‪ ،‬ووجود فروق دالة لصالح الذكور يف حاجات‬
‫السعودية والعامنية يف احلاجات النفسية ويف ترتيب أمهية‬ ‫االس�تقالل‪ ،‬بينما كانت حاج�ات االنتامء أكث�ر ظهورا‬
‫احلاجات يف املجتمعني‪.‬‬ ‫لدى اإلناث‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫عبارة‪ ،‬وتكونت عينة الدراس�ة من ‪ 70‬معلمة و‪ 13‬مرشفة‬ ‫واستهدفت دراس�ة نوري و حييى (‪ )2008‬التعرف‬
‫تربوية‪ .‬وكان من بني نتائج الدراسة عدم وجود فروق دالة‬ ‫إىل احلاجات اإلرشادية النفسية واالجتامعية‪ ،‬والدراسية‬
‫إحصائيا بني آراء عينة الدراس�ة (معلامت مقرر علم النفس‬ ‫لطلبة جامعة املوصل‪ ،‬والتعرف إىل الفروق ذات الداللة‬
‫واملرشف�ات الرتبوي�ات علي�ه) ح�ول م�دى اهتمام املقرر‬ ‫املعنوي�ة يف احلاجات اإلرش�ادية تب ًع�ا‪ :‬ملتغريي اجلنس‪،‬‬
‫بحاجات الطالبات ومشكالهتن‪ ،‬حيث مل يتفقن عىل حتققه‪.‬‬ ‫واملرحل�ة الدراس�ية‪ ،‬وأظه�رت نتائ�ج الدراس�ة وجود‬
‫كما اهتم�ت دراس�ة مج�ال (‪ ) 2001‬بتحدي�د أه�م‬ ‫ف�روق ح�ادة يف احلاج�ات منه�ا س�تة دراس�ية‪ ،‬واثنتان‬
‫احلاج�ات النفس�ية للطلب�ة اجلامعيين‪ ،‬وترتيبه�ا حس�ب‬ ‫نفسية‪ ،‬وواحدة اجتامعية‪.‬‬
‫األمهية‪ ،‬وقد أس�فر البحث عن النتائ�ج اآلتية‪( :‬املعاضدة‬ ‫وهدفت دراس�ة كاثي وشارب (‪Cathy & Sharpe‬‬
‫– االس�تمتاع احلسي – االنتامء – جتنب اللوم – املس�اعدة‬ ‫‪ ), 2008‬إىل فحص العالقة بني حتقيق احلاجات النفسية‬
‫– جتنب الدونية – االنجاز – االستعراض – االستقالل –‬ ‫والنم�و اجلس�مي والدافع األكاديم�ي والتحصييل لدى‬
‫الدونية – الدفاعية – النرجس�ية – التعويض – السيطرة –‬ ‫أن كفاءة وهوية‬ ‫طالب اجلامعة‪ ،‬وأكدت الدراس�ة على ّ‬
‫العدوان – جتنب األذى – اجلنس – االنعزال – اللعب)‪.‬‬ ‫ال�ذات م�ن احلاجات النفس�ية األكث�ر ارتباط� ًا بالدافع‬
‫أما دراسة شوكت (‪ )2000‬فقد بحثت عن احلاجات‬ ‫األكاديمي لدى العينة من طالب اجلامعة‪.‬‬
‫النفسية ومصادر إشباعها لدى طالب وطالبات اجلامعة‪،‬‬ ‫واستهدفت دراسة صديق (‪ )2007‬حتديد الصعوبات‬
‫وتوصلت يف نتائجها إىل وجود فرق بني الذكور واإلناث‪،‬‬ ‫الدراسية التي تواجهها طالبات كلية الرتبية يف مرص وعامن‪،‬‬
‫فاحلاجات الرضورية لإلناث هي الرتفيه ورضا الوالدين‪،‬‬ ‫وم�دى االرتباط بينها وبني احلاجات النفس�ية واالجتامعية‬
‫أم�ا احلاج�ات الرضوري�ة للذك�ور فهى حاج�ات القيادة‬ ‫هل�م‪ ،‬وتأثير ال ُبع�د احلض�اري والنامئ�ي على الصعوب�ات‬
‫وتنمية الغرض بطريقة غري مبارشة‪ .‬وأن الذكور يس�عون‬ ‫واحلاج�ات‪ .‬وأك�دت نتائ�ج الدراس�ة علي وج�ود عالقة‬
‫لتحقيقها ألمهيتها بالنسبة هلم‪ .‬كام يالحظ يف هذه الدراسة‬ ‫إجيابية بين ال ُبعد الثقايف والنامئي‪ ،‬ونوع احلاجات النفس�ية‬
‫أهنا فصلت القيادة عن الذات والغرض‪.‬‬ ‫واالجتامعية والصعوبات الدراسية لدى الطالبات يف مرص‬
‫وعامن‪ ،‬ووجود عالقة إجيابية بني املش�كالت والصعوبات‬
‫ويتبني من الدراسات السابقة ما ييل‪:‬‬ ‫الدراسية واحلاجات النفسية واالجتامعية للطالبات‪.‬‬
‫‪ -1‬اهتمام بعض الدراس�ات بتوضي�ح الفروق بني‬ ‫وهدفت دراس�ة الس�مريي(‪ )2004‬إىل تقويم حمتوى‬
‫احلاج�ات لدى الذكور واإلن�اث‪ ،‬وترتيبها وفق‬ ‫مقرر علم النفس وإستراتيجياته التدريس�ية للصف الثاين‬
‫أمهيته�ا ل�كل منه�م كدراس�ة (مج�ال‪)2001 ،‬‬ ‫الثان�وي يف م�دارس تعليم البنات يف مدين�ة الرياض ‪ -‬من‬
‫(شوكت‪.)2000 ،‬‬ ‫وجهة نظ�ر املعلامت واملرشفات‪ -‬يف ض�وء ثالثة اجتاهات‬
‫‪ -2‬كما اهتمت بعض الدراس�ات بتوضيح الفروق‬ ‫تربوي�ة مع�ارصة هي‪ :‬عم�ق املعرفة‪ ،‬وحاج�ات الطالبات‬
‫بين احلاج�ات يف املجتمعين املصري والعماين‬ ‫ومش�كالهتن‪ ،‬والتدري�س األصي�ل‪ .‬ويف ض�وء ه�دف‬
‫كدراسة (أبو زيد‪)2008 ،‬‬ ‫الدراسة تم حتديد أسئلة الدراسة ومصطلحاهتا‪ ،‬وحدودها؛‬
‫‪ -3‬اهتامم بعض الدراسات بتوضيح دور اجلامعات‬ ‫ولإلجاب�ة عن أس�ئلة الدراس�ة اس�تخدمت الباحثة املنهج‬
‫يف إش�باع احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‪،‬‬ ‫الوصفي‪ ،‬وأعدت اس�تبانة من ثالثة حم�اور‪ ،‬تضمنت ‪80‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪110‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫عينة الدراسة‪:‬‬ ‫وقي�اس رضا الطالب عنها (جليدان‪ )2008 ،‬؛‬


‫‪ -1‬ت�م اختيار عينة عش�وائية من طلاب وطالبات‬ ‫(البيطار‪.)2009 ،‬‬
‫كليتي الرتبية باملجمع�ة والزلفي جامعة املجمعة‬ ‫‪ -4‬تلتقي الدراسة احلالية مع دراسة السمريي(‪)2004‬‬
‫بل�غ جمموعه�ا (‪ )215‬طالب� ًا وطالب�ة‪ ،‬ويوضح‬ ‫يف أحد حماورها‪ ،‬وهو دور املنهج( مادة علم النفس)‬
‫اجلدول التايل توزيع عينة الدراسة‪.‬‬ ‫يف إشباع حاجات الطالب‪ ،‬ولكن الدراسة احلالية‬
‫تناولت الكش�ف عن م�دى دور املقررات الرتبوية‬
‫جدول (‪)1‬‬ ‫يف تنمية احلاجات النفسية واالجتامعية‪.‬‬
‫عينة الدراسة من طالب وطالبات كليتي الرتبية‬ ‫‪ -5‬اس�تفاد الباحثان من الدراس�ات السابقة يف بناء‬
‫باملجمعة والزلفي (جامعة املجمعة)‬ ‫قائم�ة احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة وإعداد‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫اجلنس‬ ‫الكلية‬ ‫املقياس‪ ،‬وتفسري النتائج‪.‬‬
‫‪% 9.49‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪ -6‬الح�ظ الباحث�ان ‪ -‬بصف�ة عامة‪ -‬قلة الدراس�ات‬
‫املجمعة‬
‫‪% 3.121‬‬ ‫‪74‬‬ ‫أنثى‬ ‫واألبحاث العربية –عىل حد علمهام‪ -‬التي اهتمت‬
‫‪%2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ذكور‬ ‫بتحلي�ل دور املق�ررات الرتبوية يف حتقيق وإش�باع‬
‫الزلفي‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية لطالب كلية الرتبية‪.‬‬
‫‪% 4.48‬‬ ‫‪55‬‬ ‫إناث‬
‫‪% 3.429‬‬ ‫‪215‬‬ ‫املجموع‬
‫منهج الدراسة وإجراءاهتا‪:‬‬
‫يس�تخدم الباحث�ان املنهج الوصف�ي يف تقديم األطر‬
‫‪ -2‬ت�م اختي�ار عين�ة عش�وائية م�ن أعض�اء هيئ�ة‬
‫النظري�ة اخلاص�ة باحلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‪.‬‬
‫التدري�س يف كليت�ي الرتبي�ة باملجمع�ة والزلفي‬
‫ويف بن�اء أدوات الدراس�ة‪ ،‬وحتلي�ل نتائ�ج تطبي�ق أدايت‬
‫(جامع�ة املجمعة) بلغ جمموعه�ا (‪ )32‬ويوضح‬
‫الدراس�ة‪ ،‬وتفسيرها‪ ،‬وتقدي�م الرؤية املقرتح�ة لتطوير‬
‫اجلدول التايل توزيع عينة الدراسة‪.‬‬
‫املقررات الرتبوية‪.‬‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫جمتمع الدراسة‪:‬‬
‫عينة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس بكليتي الرتبية‬
‫‪ -1‬مجي�ع طلاب وطالبات كليت�ي الرتبي�ة باملجمعة‬
‫باملجمعة والزلفي (جامعة املجمعة)‬
‫وعددهم (‪)3024‬؛ وبالزلفي وعددهم (‪)3245‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫الكلية‬
‫بإمجايل (‪ )6269‬طالب ًا وطالبة يف الكليتني‪.‬‬
‫‪% 43.24‬‬ ‫‪16‬‬ ‫املجمعة‬
‫‪ -2‬مجيع أعضاء هيئة التدريس من رتبة حمارض فأعىل‬
‫‪%72.72‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الزلفي‬
‫من اجلنسني يف كليتي الرتبية باملجمعة‪ ،‬وعددهم‬
‫‪% 54.23‬‬ ‫‪32‬‬ ‫املجموع‬
‫(‪ ،)37‬وبالزلف�ي وعدده�م (‪ )22‬بإمجايل (‪)59‬‬
‫عضو هيئة تدريس يف الكليتني‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫(صحيح‪ -‬وغري صحيح)‪ ،‬والعمود الثالث خصص‬ ‫إجراءات الدراسة‪:‬‬


‫للصياغ�ة اللغوي�ة وحيتوي على (واضح�ة – وغري‬ ‫أوالً ‪ -‬بناء قائمة احلاجات النفسية واالجتامعية‪:‬‬
‫واضح�ة)‪ ،‬أم�ا العم�ود الرابع فقد خصص ملناس�بة‬ ‫يتن�اول الباحثان يف هذا اجلزء توصيف ًا ش�ام ً‬
‫ال خلطوات‬
‫احلاج�ة لطالب كلية الرتبية‪ ،‬وحيت�وي عىل خيارات‬ ‫بناء قائمة احلاجات النفسية واالجتامعية‪ ،‬والتي يرتكز إليها‬
‫وهي (مناس�بة وغري مناس�بة) وذلك حلساب الوزن‬ ‫عند إعداد مقياس دور املقررات الرتبوية يف تنمية احلاجات‬
‫املئ�وي لفقرات املعي�ار‪ ،‬ويف هناية كل حمور خصص‬ ‫النفس�ية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب وأعضاء هيئة‬
‫عمود أفقي القرتاحات املحكمني‪.‬‬ ‫التدريس وفيام ييل عرض خلطوات إعداد القائمة ‪.‬‬
‫• تم عرض القائمة عىل جمموعة من اخلرباء املختصني‬ ‫• مصادر بناء قائمة احلاجات النفسية واالجتامعية‪:‬‬
‫ذوي اخلربة يف جمال (علم النفس‪ ،‬املناهج) ‪ .‬وبلغ‬ ‫أعد الباحثان قائمة للحاجات النفسية واالجتامعية‬
‫عدد املحكمني (‪ )5‬ويف ضوء نتائج حتكيم القائمة‬ ‫عن طريق الرجوع للمصادر التالية‪:‬‬
‫ت�م إج�راء التعديلات الت�ي اقرتحه�ا املحكمون‬ ‫‪ -‬املراجع والدراسات السابقة يف علم النفس‪.‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬املراجع والدراسات يف جمال ختطيط وبناء املناهج‪.‬‬
‫‪ -‬دم�ج (احلاجة إىل املعرفة اجلديدة مع احلاجة إىل‬ ‫• بن�اء املعي�ار ومفردات�ه يف صورت�ه األولي�ة‪ :‬يف‬
‫تنمية املهارات والقدرات)‪.‬‬ ‫ضوء املصادر الس�ابقة لبناء القائم�ة‪ ،‬تم التوصل‬
‫‪ -‬دمج (احلاجة إىل مس�اعدة اآلخرين مع احلاجة‬ ‫ألهم احلاجات النفس�ية واالجتامعي�ة‪ ،‬وصياغتها‬
‫إىل املبادرة يف مساعدة اآلخرين)‬ ‫بحيث يتوافر فيها رشوط أساسية مثل‪( :‬الوضوح‬
‫‪ -‬تعدي�ل تعري�ف احلاج�ات التالي�ة‪( :‬القي�ادة‬ ‫تكونت القائمة يف‬‫والدقة‪ ،‬والقابلية للقياس) وقد َّ‬
‫والزعام�ة‪ ،‬املعامل�ة املناس�بة‪ ،‬االس�تفادة م�ن‬ ‫صورهتا األولية م�ن (‪ )31‬حاجة موزعة إىل (‪15‬‬
‫خربات اآلخرين)‬ ‫حاجة نفسية‪ ،‬و (‪ )16‬حاجة اجتامعية) وتم وضع‬
‫‪ -‬نق�ل احلاج�ة لالس�تقالل واحلاج�ة للقي�ادة‬ ‫تعريف لكل حاجه‪.‬‬
‫والزعامة من حاجة نفسية إىل حاجة اجتامعية‪.‬‬ ‫• ح�دد لكل فقرة من الفق�رات أربعة أعمدة‪ :‬العمود‬
‫وبن�اء على ه�ذه التعديلات أصبح�ت القائم�ة يف‬ ‫األول خص�ص الرتب�اط احلاجة باملج�ال‪ ،‬وحيتوي‬
‫صورهتا النهائية تتضمن (‪ 26‬حاجة نفس�ية واجتامعية)‬ ‫عىل خيارين (مرتبط‪ -‬وغري مرتبط)‪ ،‬والعمود الثاين‬
‫ويوضح اجلدول (‪ )3‬توزيع العبارات ‪.‬‬ ‫خصص لصحة تعريف احلاجة وحيتوي عىل خيارين‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية لطالب كلية الرتبية جامعة املجمعة‬
‫احلاجات االجتامعية‬ ‫م‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫م‬
‫توسعة دائرة العالقات االجتامعية‬ ‫‪13‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬ ‫‪1‬‬
‫املبادرة يف مساعدة اآلخرين وتقديم املعونة‬ ‫‪14‬‬ ‫اإلحساس باألمن واألمان‬ ‫‪2‬‬
‫التفاعل االجتامعي‬ ‫‪15‬‬ ‫الشعور بالثقة يف النفس‬ ‫‪3‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪112‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫احلاجات االجتامعية‬ ‫م‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫م‬


‫إدارة احلوار االجتامعي‬ ‫‪16‬‬ ‫فهم الذات‬ ‫‪4‬‬
‫العمل بروح الفريق‬ ‫‪17‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬ ‫‪5‬‬
‫تبادل اآلراء مع اآلخرين‬ ‫‪18‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬ ‫‪6‬‬
‫احرتام أفكار وآراء اآلخرين‬ ‫‪19‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬ ‫‪7‬‬
‫التأثري يف اآلخرين‬ ‫‪20‬‬ ‫تنمية املعرفة‬ ‫‪8‬‬
‫تبادل املنافع مع اآلخرين‬ ‫‪21‬‬ ‫التعامل مع املستحدثات اجلديدة‬ ‫‪9‬‬
‫الشعور بالقبول االجتامعي‬ ‫‪22‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬ ‫‪10‬‬
‫االستفادة من خربات االخرين‬ ‫‪23‬‬ ‫حتمل املسئولية‬ ‫‪11‬‬
‫القيادة والزعامة‬ ‫‪24‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬ ‫‪12‬‬
‫فهم القضايا االجتامعية‬ ‫‪25‬‬
‫احلصول عىل مكانه اجتامعية عالية‬ ‫‪26‬‬

‫الرتبي�ة بجامعة املجمعة وجامعة امللك س�عود‪ ،‬للحكم‬ ‫وبذل�ك مت�ت اإلجاب�ة ع�ن التس�اؤل األول «م�ا‬
‫عىل مدى مالءمة العبارة لطالب اجلامعة‪ ،‬وانتامئها لل ُبعد‬ ‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة لطالب كليت�ي الرتبية‬
‫ال�ذي تنتم�ي له‪ ،‬وم�دى ج�ودة الصياغ�ة ووضوحها‪،‬‬ ‫بجامعة املجمعة وفق ًا للرتاث النفيس وآراء اخلرباء؟»‬
‫وتك�ون املقي�اس يف صورت�ه املبدئية م�ن( ‪ ) 30‬عبارة ‪.‬‬
‫وبعد إج�راء التعديالت املقرتحة من الس�ادة املحكمني‬ ‫ثاني� ًا ‪ -‬بناء مقياس دور املقررات الرتبوية يف اش�باع‬
‫أصب�ح يف صورته اجلديدة يتكون من (‪ )26‬فقرة‪ ،‬حيث‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‪:‬‬
‫تم حذف ( ‪ ) 4‬فقرة مل تصل نسبة اتفاق املحكمني عليها‬ ‫يف ض�وء اإلط�ار النظ�ري والدراس�ات الس�ابقة‬
‫لـ ‪ % 85‬حيث تم احلكم عليها بأنهّ ا غري مناس�بة‪ ،‬أو أنهّ ا‬ ‫للحاجات النفس�ية واالجتامعي�ة‪ ،‬وبعد االطالع عىل عدد‬
‫ذات فكرة مكررة يف عب�ارات أخرى‪ .‬ومحلت الفقرات‬ ‫م�ن املقاييس النفس�ية تم صياغ�ة عدد م�ن الفقرات (‪30‬‬
‫املستبعدة الفقرات التالية‪. 28،23،14،8:‬‬ ‫موزع�ة على (بعدي�ن)؛ ال ُبع�د األول‪ :‬احلاج�ات‬
‫فق�رة) ّ‬
‫وتم صياغة عبارات املقياس بصورة يطلب فيها من‬ ‫النفس�ية وعدده�ا (‪ )15‬عب�ارة‪ ،‬وال ُبعد الث�اين‪ :‬احلاجات‬
‫الطالب حتديد مدى الشعور هبا وفق أسلوب متدرج من‬ ‫االجتامعي�ة وعدده�ا (‪ )15‬عب�ارة‪ ،‬وت�م التحق�ق م�ن‬
‫أربعة اختيارات هي‪(:‬كبري جدا‪ ،‬كبري‪ ،‬متوس�ط‪ ،‬قليل)‬ ‫اخلصائ�ص الس�يكومرتية للمقي�اس ع�ن طري�ق تطبي�ق‬
‫تقابله�ا األوزان (‪ )1، 2 ،3 ،4‬وت�م توزي�ع العب�ارات‬ ‫املقياس عىل عينة استطالعية بلغت (‪ )75‬طالب ًا وطالبة من‬
‫عىل البعدين‪ :‬احلاجات النفس�ية وعدد العبارات (‪)12‬‬ ‫كلية الرتبية باملجمعة‪ ،‬ويوضح ذلك اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫عب�ارة‪ ،‬وع�دد عب�ارات احلاج�ات االجتامعي�ة (‪)14‬‬ ‫‪ – 1‬الصدق الظاهري‪:‬‬
‫عبارة‪ ،‬ويشير اجلدول التايل إىل توزيع عبارات املقياس‬ ‫تم عرض املقي�اس يف صورته األولية عىل (‪ )10‬من‬
‫عىل البعدين ‪.‬‬ ‫أعض�اء هيئة التدريس يف قس�م العل�وم الرتبوية يف كلية‬

‫‪113‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫توزيع عبارات مقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‬
‫الفقرة‬ ‫احلاجات االجتامعية‬ ‫الفقرة‬ ‫احلاجات النفسية‬
‫‪1‬‬ ‫توسعة دائرة العالقات االجتامعية‬ ‫‪14‬‬ ‫التعامل مع املستحدثات اجلديدة‬
‫‪2‬‬ ‫تبادل املنافع مع اآلخرين‬ ‫‪16‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬
‫‪3‬‬ ‫مساعدة اآلخرين وتقديم املعونة‬ ‫‪17‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬
‫‪4‬‬ ‫التفاعل االجتامعي‬ ‫‪18‬‬ ‫اإلحساس باألمن واألمان‬
‫‪5‬‬ ‫إدارة احلوار االجتامعي‬ ‫‪19‬‬ ‫الشعور بالثقة يف النفس‬
‫‪6‬‬ ‫العمل بروح الفريق‬ ‫‪20‬‬ ‫تنمية املعرفة‬
‫‪7‬‬ ‫احلصول عىل مكانة اجتامعية عالية‬ ‫‪21‬‬ ‫فهم الذات‬
‫‪8‬‬ ‫تبادل اآلراء مع اآلخرين‬ ‫‪22‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬
‫‪9‬‬ ‫احرتام أفكار وآراء اآلخرين‬ ‫‪23‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬
‫‪10‬‬ ‫التأثري يف اآلخرين‬ ‫‪24‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬
‫‪11‬‬ ‫الشعور بالقبول االجتامعي‬ ‫‪25‬‬ ‫حتمل املسئولية‬
‫‪12‬‬ ‫االستفادة من خربات اآلخرين‬ ‫‪26‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬
‫‪13‬‬ ‫فهم القضايا االجتامعية‬
‫‪15‬‬ ‫القيادة والزعامة‬

‫‪ -2‬معاملات االرتب�اط بين أبع�اد مقياس إش�باع‬ ‫‪ -2‬حساب االتساق الداخيل‪:‬‬


‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية م�ن وجهة نظر‬ ‫‪ -1‬معاملات االرتب�اط بني فقرات مقياس إش�باع‬
‫الطلاب‪ ،‬ويوضح اجل�دول (‪ )6‬النتائج املتعلقة‬ ‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة يف صورت�ه‬
‫بذلك ‪.‬‬ ‫النهائي�ة‪ ،‬ودرج�ة ال ُبع�د املنتمي�ة ل�ه‪ ،‬ويوض�ح‬
‫اجلدول (‪ )5‬النتائج املتعلقة بذلك‪.‬‬

‫جدول(‪)5‬‬
‫معامالت االرتباط بني فقرات املقياس يف صورته النهائية ودرجة ال ُبعد املنتمية إليه (مستوى الداللة ‪)0.01‬‬
‫احلاجات النفسية‬ ‫احلاجات االجتامعية‬
‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬
‫‪**0.78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪**0.77‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪**0.78‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪**0.74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪**0.79‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪**0.73‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪**0.72‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪**0.68‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪**0.77‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪**0.20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫‪**0.78‬‬ ‫‪4‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪114‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫احلاجات النفسية‬ ‫احلاجات االجتامعية‬


‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬
‫‪**0.78‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪**0.50‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪**0.76‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪**0.63‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪**0.79‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪**0.72‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪**0.72‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪**0.73‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪**0.69‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪**0.65‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪**0.69‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪**0.82‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪**0.67‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪**0.73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪**0.78‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -3‬الصدق العاميل للمقياس‪:‬‬ ‫ويتضح من اجلدول (‪ّ )5‬‬


‫أن مجيع معامالت‬
‫ق�ام الباحث�ان بإج�راء التحلي�ل العاملي ملصفوف�ة‬ ‫االرتباط دالة إحصائي ًا عند مستوى داللة (‪. )0.01‬‬
‫معاملات االرتب�اط بين جمم�وع درج�ات مف�ردات‬
‫مقي�اس تنمية احلاجات النفس�ية واالجتامعية من وجهة‬ ‫جدول(‪)6‬‬
‫نظ�ر الطلاب‪ ،‬باس�تخدام طريق�ة املكون�ات الرئيس�ية‬ ‫معامالت االرتباط بني أبعاد مقياس إشباع‬
‫‪ ،Principal Components‬وتدوي�ر املح�اور بطريق�ة‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر‬
‫الفاريامكس ‪ . Varimax‬وقد حدد الباحثان حمك تقدير‬ ‫الطالب والدرجة الكلية (مستوى الداللة ‪)0.01‬‬
‫العوام�ل التي يمكن اس�تخالصها من تباي�ن املصفوفة‬
‫الدرجة‬ ‫احلاجات‬ ‫احلاجات‬
‫أبعاد املقياس‬
‫للمقي�اس يف تل�ك العوامل الت�ي هلا ج�ذر كامن واحد‬ ‫الكلية‬ ‫النفسية‬ ‫االجتامعية‬
‫صحي�ح فأكث�ر‪ ،‬كما ت�م حتدي�د درج�ة التش�بع املقبولة‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احلاجات االجتامعية‬
‫(‪ 0.30‬فأكثر)‪ ،‬و َأ ْنتَج هذا التحليل عاملني دالني‪.‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احلاجات النفسية‬

‫‪1‬‬ ‫الدرجة الكلية‬


‫جدول (‪)7‬‬
‫نتائج حتليل املكونات الرئيسة ألبعاد مقياس إشباع‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‬ ‫ويتضح م�ن اجلدول (‪ّ )6‬‬
‫أن املقياس يتمتع باتس�اق‬
‫النسبة الرتاكمية‬ ‫نسبة التباين‬ ‫(اجلذر‬ ‫داخلي مناس�ب على مس�توى أبع�اده‪ ،‬حي�ث كان�ت‬
‫املكونات‬
‫للتباين الكيل‪%‬‬ ‫املفرس‪%‬‬ ‫الكامن)‬
‫معامالت االرتباط مرتفعة ودالة إحصائي ًا عند مس�توى‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪6.30‬‬ ‫‪1‬‬ ‫دالل�ة (‪ )0.01‬بين أبعاد املقياس‪ ،‬وكذل�ك بني أبعاده‬
‫‪40.439‬‬ ‫‪19.439‬‬ ‫‪5.83‬‬ ‫‪2‬‬ ‫والدرجة الكلية‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫التشبعات‬ ‫وم�ن جدول (‪ )7‬يتض�ح ّ‬


‫أن العامل األول يبلغ جذره‬
‫االشرتاكات‬ ‫الفقرات‬
‫العامل الثاين‬ ‫العامل األول‬ ‫الكامن (‪ )6.30‬ويفرس (‪ )%21‬من التباين الكيل ‪ .‬والعامل‬
‫‪0.70‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الث�اين يبلغ جذره الكامن (‪ )5.83‬ويفرس (‪)%19.439‬‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪20‬‬ ‫م�ن التباي�ن ال�كيل‪ ،‬وفّس�رّ العاملان(‪ )%40.439‬م�ن‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫التباي�ن ال�كيل ‪.‬ويوضح اجل�دول (‪ )8‬تش�بعات العوامل‬
‫‪0.69‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪22‬‬ ‫بع�د التدوير على أبعاد مقياس إش�باع احلاجات النفس�ية‬
‫‪0.69‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪23‬‬
‫واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‪.‬‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪25‬‬
‫جدول(‪)8‬‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪26‬‬
‫تشبعات العوامل بعد التدوير عىل أبعاد مقياس إشباع‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر الطالب‬
‫وكما هو مالحظ من جدول (‪ّ )8‬‬
‫فإن العامل األول قد‬
‫التشبعات‬
‫تش� ّبع عليه (‪ )12‬فقرة تشبع ًا داالً (‪ 0.30‬فأكثر )‪ ،‬وهذه‬ ‫االشرتاكات‬ ‫الفقرات‬
‫العامل الثاين‬ ‫العامل األول‬
‫الفقرات تتعلق باحلاجات النفس�ية ؛ لذا يمكن تسمية هذا‬
‫‪0.27‬‬ ‫‪0.657‬‬ ‫‪1‬‬
‫العامل باحلاجات النفس�ية ‪ .‬وتضم الفق�رات التالية‪،15:‬‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26 ،25 ،24 ،23 ،22 ،21 ،20 ،19 ،18 ،17 ،16‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ .‬أما العامل الثاين فقد تش� ّبع عليه أيض ًا (‪ )14‬فقرة تش�بع ًا‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪4‬‬
‫داالً‪ ،‬ومجي�ع ه�ذه الفق�رات تتعلق باحلاج�ات االجتامعية‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪5‬‬
‫؛ ل�ذا يمكن تس�مية ه�ذا العام�ل باحلاج�ات االجتامعية‪،‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪6‬‬
‫وتضم الفقرات التالية‪،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،1 :‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.20‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ ،14 ،13 ،12 ،11‬وم�ن ه�ذه النتيجة الت�ي َخ ُل َ‬
‫ص إليها‬
‫‪0.23‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪9‬‬
‫الباحثان يتضح ّ‬
‫أن التحليل العاميل حيقق صدق املقياس‪.‬‬
‫‪0.20‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.30‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪ - 4‬ثبات املقياس‬
‫‪0.17‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪12‬‬
‫تم حس�اب الثبات باس�تخدام معامل الفاكرونباخ‪،‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪13‬‬
‫وبل�غ الثبات (‪ )0.96‬وهو يشير إىل ّ‬
‫أن املقياس يتمتع‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪14‬‬
‫بدرجة عالية من الثبات‪.‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪15‬‬
‫وبذلك يكون مقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪16‬‬
‫احلاجات النفسية واالجتامعية ‪ -‬من وجهة نظر الطالب‬ ‫‪0.74‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ -‬قد وضع يف صورته النهائية وهو صالح للتطبيق‪.‬‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪18‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪116‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫مدى مالءمة الفقرات‪ ،‬وانتامئها لل ُبعد الذي تنتمي إليه‪،‬‬ ‫ثالث� ًا ‪ -‬بناء مقياس دور املقررات الرتبوية يف إش�باع‬
‫ومدى جودة الصياغ�ة ووضوحها‪ ،‬ويتكون املقياس يف‬ ‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة من وجهة نظ�ر أعضاء‬
‫صورت�ه من (‪ 26‬فق�رة)‪ ،‬هي ذاهتا التي ت�م صياغتها يف‬ ‫هيئة التدريس‪:‬‬
‫مقي�اس الطلاب‪ ،‬وأفاد املحكم�ون بمناس�بة الفقرات‬ ‫يف ض�وء اإلج�راءات الس�ابقة يف إع�داد مقي�اس‬
‫لالس�تخدام مع مراع�اة تعديل بعض الفق�رات‪ ،‬وهذه‬ ‫دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع احلاج�ات النفس�ية‬
‫الفقرات هي‪.)26 ،21 ،3( :‬‬ ‫واالجتامعي�ة م�ن وجهة نظر الطلاب‪ُ ،‬أعيدت صياغة‬
‫حساب االتساق الداخيل‪:‬‬ ‫الفق�رات (‪)26‬؛ ك�ي تك�ون مناس�بة ألعض�اء هيئ�ة‬
‫أ) معاملات االرتب�اط بين فق�رات مقياس إش�باع‬ ‫التدري�س‪ .‬وت�م التحقق م�ن اخلصائص الس�يكومرتية‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية م�ن وجهة نظر‬ ‫للمقي�اس عن طري�ق تطبيق املقياس عىل عينة الدراس�ة‬
‫أعض�اء هيئة التدريس يف صورته النهائية ودرجة‬ ‫األساس�ية (‪ )32‬عض�و هيئ�ة تدري�س‪ ،‬ويوض�ح ذلك‬
‫ال ُبعد املنتمية إلي�ه‪ ،‬ويوضح اجلدول (‪ )9‬النتائج‬ ‫اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫املتعلقة بذلك‪.‬‬ ‫‪ -1‬مؤرش صدق مقياس‪:‬‬
‫ب) معاملات االرتب�اط بين أبع�اد مقياس إش�باع‬ ‫للتحق�ق من الصدق الظاه�ري للمقياس تم عرض‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية م�ن وجهة نظر‬ ‫املقي�اس يف صورت�ه األولي�ة على (‪ )8‬من أعض�اء هيئة‬
‫أعض�اء هيئة التدريس‪ ،‬ويوض�ح اجلدول (‪)10‬‬ ‫التدريس يف قس�م العلوم الرتبوية يف كلية الرتبية بجامعة‬
‫النتائج املتعلقة بذلك‪.‬‬ ‫املجمعة وجامعة امللك س�عود‪ ،‬وطلب منهم احلكم عىل‬

‫جدول(‪)9‬‬
‫معامالت االرتباط بني فقرات املقياس يف صورته النهائية ودرجة البعد املنتمية له(ن=‪)32‬‬
‫احلاجات النفسية‬ ‫احلاجات االجتامعية‬
‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬ ‫االرتباط‬ ‫الفقرة‬
‫‪**0.47‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪**0.54‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.64‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪**0.46‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪*0.36‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪*0.42‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪**0.43‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪**0.51‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪**0.59‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪*0.40‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪*0.41‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪**0.58‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪**0.50‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪**0.55‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪**0.50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪**0.65‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪**0.52‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪**0.55‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪**0.56‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪**0.54‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪**0.64‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪**0.60‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪**0.58‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪**0.67‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪**0.47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪*0.40‬‬ ‫‪18‬‬

‫** وتعني مستوى الداللة(‪ * ،)0.01‬وتعني مستوى الداللة(‪)0.05‬‬

‫‪117‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول (‪)11‬‬ ‫ويتضح م�ن اجلدول (‪ّ )9‬‬


‫أن مجيع معامالت ارتباط‬
‫توزيع فقرات مقياس دور املقررات الرتبوية‬ ‫دال�ة إحصائي� ًا عن�د مس�توى دالل�ة ‪ 0.01‬و ‪،0.05‬‬
‫يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة‬ ‫وهذا يدل عىل أن املقياس يتمتع باتس�اق داخيل مناسب‬
‫نظر أعضاء هيئة التدريس بكليتي الرتبية جامعة املجمعة‬ ‫عىل مستوى فقراته‪.‬‬
‫الفقرة احلاجات االجتامعية الفقرة‬ ‫احلاجات النفسية‬
‫تبادل املنافع‬ ‫جدول(‪)10‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حتمل املسئولية‬
‫مع اآلخرين‬ ‫معامالت االرتباط بني أبعاد مقياس إشباع‬
‫إدارة احلوار‬ ‫التعامل مع‬ ‫احلاجات النفسية واالجتامعية من وجهة نظر أعضاء‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫االجتامعي‬ ‫املستحدثات اجلديدة‬
‫هيئة التدريس والدرجة الكلية (مستوى الداللة‪)0.01‬‬
‫‪3‬‬ ‫التفاعل االجتامعي‬ ‫‪7‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬
‫الدرجة‬ ‫احلاجات‬ ‫احلاجات‬
‫احرتام أفكار‬ ‫أبعاد املقياس‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬ ‫الكلية‬ ‫النفسية‬ ‫االجتامعية‬
‫وآراء اآلخرين‬
‫‪0.95‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احلاجات االجتامعية‬
‫اإلحساس‬
‫‪16‬‬ ‫العمل بروح الفريق‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪1‬‬ ‫احلاجات النفسية‬
‫باألمن واألمان‬
‫الشعور بالثقة‬ ‫‪1‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫‪17‬‬ ‫التأثري يف اآلخرين‬ ‫‪10‬‬
‫يف النفس‬
‫توسعة دائرة‬ ‫ويتض�ح م�ن اجل�دول (‪ )10‬أن املقياس يتمتع باتس�اق‬
‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تنمية املعرفة‬
‫العالقات االجتامعية‬
‫داخيل مناس�ب عىل مس�توى أبعاده‪ ،‬حيث كانت معامالت‬
‫فهم‬
‫‪19‬‬ ‫‪12‬‬ ‫فهم الذات‬
‫القضايا االجتامعية‬ ‫االرتباط مرتفعة ودالة إحصائي ًا عند مستوى داللة (‪)0.01‬‬
‫‪20‬‬ ‫القيادة والزعامة‬ ‫‪13‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬ ‫بني أبعاد املقياس‪ ،‬وكذلك بني أبعاده والدرجة الكلية‪.‬‬
‫االستفادة من‬
‫‪22‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬
‫خربات اآلخرين‬ ‫‪ -2‬ثبات املقياس‬
‫مساعدة اآلخرين‬
‫‪23‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬ ‫تم حس�اب الثبات باس�تخدام معام�ل الفاكرونباخ عىل‬
‫وتقديم املعونة‬
‫الشعور‬
‫عينة اعضاء هيئة التدريس (ن= ‪ ،)32‬وبلغ الثبات (‪)0.89‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬
‫بالقبول االجتامعي‬ ‫وهو يشري اىل أن املقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات‪.‬‬
‫تبادل اآلراء‬
‫‪25‬‬
‫مع اآلخرين‬
‫‪-3‬صياغة فقرات املقياس‪:‬‬
‫احلصول عىل‬
‫‪26‬‬
‫مكانه اجتامعية عالية‬ ‫ِصيغ�ت عب�ارات املقي�اس بص�ورة ُيطل�ب فيها من‬
‫عضو هيئة التدريس حتديد مدى الشعور هبا وفق أسلوب‬
‫مت�درج م�ن ثالث�ة اختيارات ه�ي‪( :‬مواف�ق‪ ،‬ال أدري‪،‬‬
‫وهب�ذا يكون مقي�اس دور املقررات الرتبوية يف إش�باع‬
‫أرف�ض ) تقابله�ا األوزان ( ‪ ،)1 ،2 ،3‬واجل�دول(‪)11‬‬
‫احلاجات النفس�ية واالجتامعية من وجهة نظر أعضاء هيئة‬
‫يوضح فقرات املقياس حسب أبعاده ‪.‬‬
‫التدريس قد وضع يف صورته النهائية وهو صالح للتطبيق‪.‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪118‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ل�دى طلاب كليت�ي الرتبي�ة من وجه�ة نظره�م؟ “ تم‬ ‫عرض النتائج ومناقشتها‪:‬‬
‫استخدام املتوسط احلسايب واالنحراف املعياري وحتديد‬ ‫أوالً‪ -‬لإلجابة عن التس�اؤل الثاين للدراس�ة ونصه‪:‬‬
‫املستوى‪ ،‬واجلدول (‪ )12‬يعرض نتائج التحليل‪.‬‬ ‫“ما مدى إش�باع املق�ررات الرتبوية للحاجات النفس�ية‬

‫جدول (‪)12‬‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات الطالب والطالبات ملقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬
‫احلاجات النفسية‬
‫املستوى‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الرتبة‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫الفقرة‬
‫متوسط‬ ‫‪1.130‬‬ ‫‪2.379‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التعامل مع املستحدثات اجلديدة‬ ‫‪14‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.147‬‬ ‫‪2.223‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬ ‫‪16‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.161‬‬ ‫‪2.264‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬ ‫‪17‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.087‬‬ ‫‪2.370‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اإلحساس باألمن واألمان‬ ‫‪18‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.068‬‬ ‫‪2.351‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الشعور بالثقة يف النفس‬ ‫‪19‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.095‬‬ ‫‪2.481‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تنمية املعرفة‬ ‫‪20‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.190‬‬ ‫‪2.347‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فهم الذات‬ ‫‪21‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.149‬‬ ‫‪2.263‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬ ‫‪22‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.273‬‬ ‫‪1.986‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬ ‫‪23‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.048‬‬ ‫‪2.416‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬ ‫‪24‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.108‬‬ ‫‪2.486‬‬ ‫‪12‬‬ ‫حتمل املسئولية‬ ‫‪25‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.197‬‬ ‫‪2.365‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬ ‫‪26‬‬

‫املق�ررات الرتبوي�ة للحاج�ة لتحمل املس�ؤولية‬ ‫يتبين من البيانات الواردة يف اجل�دول رقم (‪ )12‬ما‬
‫جاءت يف املرتبة األول بأعىل متوسط‪ ،‬ويف املرتبة‬ ‫ييل‪:‬‬
‫الثاني�ة احلاجة لتنمي�ة املعرفة‪ ،‬ويف املرتب�ة الثالثة‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫احلاجة للمعاملة املناسبة‪.‬‬ ‫النفس�ية من وجهة نظر الطالب ج�اء بوجه عام‬
‫‪ -‬ح�ازت احلاج�ة للرغب�ة يف االس�تقالل على أقل‬ ‫بدرج�ة متوس�طة‪ ،‬حي�ث تراوحت متوس�طات‬
‫متوس�ط‪ ،‬حي�ث ي�رى الطلاب ّ‬
‫أن املق�ررات‬ ‫درجات استجاباهتم عىل عبارات املقياس ما بني‬
‫الرتبوي�ة ال حتق�ق هل�م ه�ذه احلاج�ه‪ .‬يليه�ا‬ ‫(‪)2.481( :)1.986‬‬
‫احلاجة للش�عور بالتف�وق‪ ،‬يليه�ا احلاجة لضبط‬ ‫‪ -‬وجود اختالف يف ترتيب احلاجات حسب وجهة‬
‫االنفعاالت‪.‬‬ ‫نظ�ر الطلاب‪ ،‬حي�ث رأي الطلاب ّ‬
‫أن إش�باع‬

‫‪119‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫كام أن أس�اتذة تلك املق�ررات قد ال هيتمون كثري ًا بتنويع‬ ‫ويمكن تفسري هذه النتائج كالتايل‪:‬‬
‫النشاطات الدراسية حس�ب إمكانات كل طالب؛ حتى‬ ‫إن بروز احلاجة لتحمل املس�ؤولية يعكس متطلبات‬
‫حيقق النجاح ويشعر باإلنجاز‪ ،‬مهام كانت قدرته الفعلية‬ ‫املرحل�ة اجلامعي�ة الت�ي تتمي�ز بالش�عور بالتح�دي‬
‫واس�تعداداته العقلية‪ .‬وقد يكون السبب يف ذلك راجع ًا‬ ‫واملس�ؤولية م�ن أج�ل حتقيق ال�ذات‪ ،‬ويع�زو الباحثان‬
‫إىل زيادة عدد الطالب يف املجموعة الواحدة – خصوصا‬ ‫تفوق هذه احلاجة لكون التعليم اجلامعي يعتمد بش�كل‬
‫يف أقس�ام الطالبات‪-‬حيث يزيد العدد أحيان ًا عن مخسني‬ ‫كبري عىل التعلم الذايت للطالب‪.‬‬
‫طالب�ة يف املجموعة الواحدة؛ مما يش�كل عقب�ة يف تنويع‬ ‫وألن احلاج�ة لالس�تقالل هي أح�د مطالب مرحلة‬
‫األنشطة ومتابعة الطالب ‪.‬‬ ‫النمو يف سن املراهقة‪ ،‬لذا فإن احلاجة لتنميتها يعد مطلب ًا‬
‫ولقد ج�اءت نظرة الطالب لتنمية املقررات الرتبوية‬ ‫تربوي� ًا مه ً‬
‫ما‪ ،‬وق�د عكس�ت النتائج إحس�اس الطالب‬
‫حلاج�ة ضب�ط االنفع�االت يف املرتب�ة األخيرة‪ ،‬وه�ذا‬ ‫بع�دم قدرة املق�ررات الرتبوية يف كلي�ة الرتبية عىل تنمية‬
‫ربما يكون بس�بب إعط�اء اجلانب املعريف وزن� ًا أكرب من‬ ‫ه�ذه احلاج�ة‪ ،‬مم�ا يس�تدعي إع�ادة النظر يف ذل�ك‪ .‬كام‬
‫اجلوانب االنفعالية يف املقررات الرتبوية‪.‬‬ ‫أن رغب�ة الطلاب يف التف�وق والنج�اح يف اجلامعة يعد‬
‫ثانيا ً ‪ -‬لإلجابة عن التساؤل الثالث للدراسة ونصه‪:‬‬ ‫هاجس� ًا للكثير منهم‪ ،‬ومع ذل�ك دلت نتائج الدراس�ة‬
‫ه�ل توج�د ف�روق ذات دالل�ة إحصائي�ة بني متوس�ط‬ ‫على أن املق�ررات الرتبوي�ة ال تدعم تنمية ه�ذه احلاجة‬
‫درجات اس�تجابة طلاب وطالبات كليت�ي الرتبية عىل‬ ‫م�ن وجه�ة نظر الطلاب‪ ،‬وه�ذا ربام يعود لك�ون تلك‬
‫دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع احلاجات النفس�ية ؟‬ ‫املق�ررات‪ ،‬ال تراع�ي الف�روق الفردية يف مظاه�ر النمو‬
‫استخدم الباحثان اختبار ت «‪ »T- test‬ويوضح اجلدول‬ ‫لكل طالب؛ حيث يفرتض أن يتم تنويع األنشطة داخل‬
‫(‪ )13‬نتائج تطبيق اختبار ت «‪.»T- test‬‬ ‫تلك املق�ررات حتى جيد كل طالب النش�اط املالئم له‪،‬‬

‫جدول(‪)13‬‬
‫نتائج تطبيق «‪ »T- test‬حلساب الفروق وداللتها اإلحصائية‬
‫ملتوسط درجات الطالب يف مقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية‬
‫مستوى الداللة‬ ‫اختبار ت‬ ‫املتوسط احلسايب االنحراف املعيار‬ ‫اجلنس‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫الفقرة‬
‫‪1.165‬‬ ‫‪2.488‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.150‬‬ ‫التعامل مع املستحدثات اجلديدة‬ ‫‪14‬‬
‫‪1.105‬‬ ‫‪2.307‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.201‬‬ ‫‪2.407‬‬ ‫طالب‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪1.936‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬ ‫‪16‬‬
‫‪1.098‬‬ ‫‪2.100‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.127‬‬ ‫‪2.372‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.125‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬ ‫‪17‬‬
‫‪1.181‬‬ ‫‪2.192‬‬ ‫طالبة‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪120‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫مستوى الداللة‬ ‫اختبار ت‬ ‫املتوسط احلسايب االنحراف املعيار‬ ‫اجلنس‬ ‫احلاجات النفسية‬ ‫الفقرة‬
‫‪1.124‬‬ ‫‪2.500‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.428‬‬ ‫اإلحساس باألمن واألمان‬ ‫‪18‬‬
‫‪1.058‬‬ ‫‪2.284‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.132‬‬ ‫‪2.430‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.877‬‬ ‫الشعور بالثقة يف النفس‬ ‫‪19‬‬
‫‪1.024‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.113‬‬ ‫‪2.546‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.709‬‬ ‫تنمية املعرفة‬ ‫‪20‬‬
‫‪1.085‬‬ ‫‪2.438‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.222‬‬ ‫‪2.418‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.710‬‬ ‫فهم الذات‬ ‫‪21‬‬
‫‪1.172‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.160‬‬ ‫‪2.395‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.370‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬ ‫‪22‬‬
‫‪1.137‬‬ ‫‪2.176‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.329‬‬ ‫‪2.139‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.443‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬ ‫‪23‬‬
‫‪1.230‬‬ ‫‪1.884‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.043‬‬ ‫‪2.395‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.243-‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬ ‫‪24‬‬
‫‪1.056‬‬ ‫‪2.430‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.136‬‬ ‫‪2.639‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.645‬‬ ‫حتمل املسئولية‬ ‫‪25‬‬
‫‪1.081‬‬ ‫‪2.384‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.235‬‬ ‫‪2.639‬‬ ‫طالب‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.731‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬ ‫‪26‬‬
‫‪1.139‬‬ ‫‪2.540‬‬ ‫طالبة‬

‫(‪ )26‬الت�ي تقي�س احلاج�ة ملواجه�ة الضغ�وط‬ ‫يتبني من نتائج تطبيق اختبار «ت» ما ييل‪:‬‬
‫لصالح الطالب‪.‬‬ ‫‪ -‬بوج�ه ع�ام ال توجد ف�روق ذات دالل�ة إحصائية‬
‫‪ -‬تتف�ق نتائج الدراس�ة احلالية مع نتائج دراس�ة كل‬ ‫بني متوس�طات درجات الطلاب والطالبات يف‬
‫من باق�دار وردات (‪)2014‬؛ ودراس�ة صبحي‬ ‫اس�تجاباهتم عن دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬
‫(‪ )2014‬؛ ودراس�ة بك�ر (‪ ،) 2013‬ودراس�ة‬ ‫احلاج�ات النفس�ية‪ ،‬حيث أك�دت نتائ�ج تطبيق‬
‫مجال (‪،)2001‬ودراسة شوكت (‪. )2000‬‬ ‫االختب�ار» ت» ع�دم وج�ود فروق لع�دد (‪)10‬‬
‫ويعزو الباحثان عدم وجود فروق ذات داللة احصائية‬ ‫عبارة من عبارات املقياس‪.‬‬
‫بين الطلاب والطالب�ات لتش�ابه املق�ررات الرتبوية يف‬ ‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية ملتوسطات درجات‬
‫أقس�ام الطالب‪ ،‬وأقس�ام الطالبات‪ ،‬حيث تعتمد الكلية‬ ‫الطالب والطالبات عند مستوى(‪ )0.05‬للعبارة‬
‫عىل وضع مقررات متش�اهبة من حي�ث املحتوى وطرق‬ ‫(‪ )16‬والت�ي تقي�س الش�عور بالتف�وق‪ ،‬والعبارة‬

‫‪121‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫االس�تفادة من حمتوى املقررات الرتبوية‪ ،‬فكانوا ش�عورا‬ ‫التدري�س وفق نموذج (توصي�ف املق�رر)‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫بأمهيتها يف تنمية تلك احلاجات‪ ،‬يف حني أن ش�عور الفتاة‬ ‫الف�روق أصبحت ضئيلة وغير جوهرية‪.‬كام يمكن عزو‬
‫باملس�تقبل املهني أقل ضغط ًا منه عن�د الطالب؛ وهذا ما‬ ‫الف�روق بين الطلاب والطالب�ات يف تنمي�ة املق�ررات‬
‫جع�ل نظ�ر الطالبات ل�دور املق�ررات الرتبوي�ة أقل من‬ ‫الرتبوي�ة ل�كل من احلاج�ة للش�عور بالتف�وق‪ ،‬واحلاجة‬
‫الطالب يف إشباع بعض احلاجات النفسية‪.‬‬ ‫ملواجه�ة الضغ�وط إىل ش�دة حاج�ة الطلاب للتف�وق‬
‫وملواجه�ة الضغوط؛ وذلك م�ن أجل حاجاهتم لالنجاز‬
‫ثالث ًا ‪ -‬لإلجابة عن التس�اؤل الرابع للدراسة ونصه‪:‬‬ ‫وحتقيق الذات‪ ،‬وذلك بسبب أن الذكور يفرتض منهم –‬
‫“ما مدى إشباع املقررات الرتبوية للحاجات االجتامعية‬ ‫وفق ًا لألدوار االجتامعية‪ -‬القيام بالعديد من املسؤوليات‬
‫لطالب كليتي الرتبية من وجهة نظرهم؟ “ تم استخدام‬ ‫ك�ي يتج�اوزا املوق�ف احل�ايل‪ ،‬وليصبح�وا ج�زء ًا م�ن‬
‫املتوسط احلسايب واالنحراف املعياري وحتديد املستوى‪،‬‬ ‫املس�تقبل‪ ،‬وإال فإهنم سيكونون جزء ًا من طابور البطالة‪،‬‬
‫واجلدول (‪ )14‬يعرض نتائج التحليل‪.‬‬ ‫وه�ذا يشء ال يرغبه الطالب‪ ،‬وبالتايل فإهنم ربام حاولوا‬

‫جدول ( ‪)14‬‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات‬
‫الطالب والطالبات ملقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات االجتامعية‬
‫املستوى‬ ‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫الرتبة‬ ‫احلاجات االجتامعية‬ ‫الفقرة‬
‫متوسط‬ ‫‪1.103‬‬ ‫‪2.152‬‬ ‫‪1‬‬ ‫توسعة دائرة العالقات االجتامعية‬ ‫‪1‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.027‬‬ ‫‪2.296‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تبادل املنافع مع اآلخرين‬ ‫‪2‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.070‬‬ ‫‪2.370‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مساعدة اآلخرين وتقديم املعونة‬ ‫‪3‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.151‬‬ ‫‪2.189‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التفاعل االجتامعي‬ ‫‪4‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.066‬‬ ‫‪2.371‬‬ ‫‪6‬‬ ‫إدارة احلوار االجتامعي‬ ‫‪5‬‬
‫كبري‬ ‫‪1.157‬‬ ‫‪2.518‬‬ ‫‪13‬‬ ‫العمل بروح الفريق‬ ‫‪6‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.070‬‬ ‫‪2.213‬‬ ‫‪3‬‬ ‫احلصول عىل مكانه اجتامعية عالية‬ ‫‪7‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.041‬‬ ‫‪2.388‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تبادل اآلراء مع اآلخرين‬ ‫‪8‬‬
‫كبري‬ ‫‪1.037‬‬ ‫‪2.555‬‬ ‫‪14‬‬ ‫احرتام أفكار وآراء اآلخرين‬ ‫‪9‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.119‬‬ ‫‪2.393‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التأثري يف اآلخرين‬ ‫‪10‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.005‬‬ ‫‪2.449‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الشعور بالقبول االجتامعي‬ ‫‪11‬‬
‫متوسط‬ ‫‪0.969‬‬ ‫‪2.504‬‬ ‫‪12‬‬ ‫االستفادة من خربات اآلخرين‬ ‫‪12‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.036‬‬ ‫‪2.430‬‬ ‫‪10‬‬ ‫فهم القضايا االجتامعية‬ ‫‪13‬‬
‫متوسط‬ ‫‪1.032‬‬ ‫‪2.384‬‬ ‫‪7‬‬ ‫القيادة والزعامة‬ ‫‪15‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪122‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ذل�ك إىل بعض طرق التدريس التي يس�تخدمها أعضاء‬ ‫يتبني من اجلدول (‪ )14‬ما ييل‪:‬‬
‫هيئ�ة التدريس ‪ -‬كما وردت يف توصي�ف املقرر‪ -‬مثل‪:‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫إستراتيجية العص�ف الذهن�ي‪ ،‬والتعل�م التع�اوين‪،‬‬ ‫االجتامعي�ة م�ن وجه�ة نظ�ر الطلاب ج�اء ‪-‬‬
‫والتدريس التباديل‪ ،‬ونقد األفكار املقدمة‪ ،‬والتي تشجع‬ ‫بوج�ه ع�ام ‪ -‬درجته متوس�طة حي�ث تراوحت‬
‫الطلاب على املش�اركة إىل لوص�ول حلل�ول‪ .‬ويمك�ن‬ ‫متوس�طات درج�ات اس�تجاباهتم على عبارات‬
‫–أيض� ًا‪ -‬أن تك�ون الطبيعي�ة اجلغرافي�ة ملدين�ة املجمعة‬ ‫املقياس ما بني (‪)2.555 :2.152‬‬
‫والزلفي وصلة القرابة بني الطالب‪ ،‬س�اعدت يف تعاون‬ ‫‪ -‬جاءت استجابة الطالب بدرجة كبرية للعبارتني (‪7‬‬
‫الطلاب وعمله�م يف جمموعات ‪ .‬وم�ن املالحظ أنّه ال‬ ‫– ‪ )10‬والت�ي تعبرّ ع�ن احلاجة عن احرتام أفكار‬
‫تزال أعداد الطلاب يف كليتي الرتبية باملجمعة والزلفي‬ ‫وآراء اآلخرين واحلاجة للعمل بروح الفريق‪.‬‬
‫صغيرة‪ ،‬وه�ذا ما دع�ا الطلاب إىل االس�تجابة عن أن‬ ‫‪ -‬ح�ازت احلاجة لتوس�عة العالق�ات االجتامعية إىل‬
‫املق�ررات الرتبوي�ة ال تش�جع على توس�يع العالق�ات‬ ‫أق�ل متوس�ط‪ ،‬حيث ي�رى الطلاب ّ‬
‫أن املقررات‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬حي�ث مل يتض�ح هل�م دور ب�ارز للمقررات‬ ‫الرتبوية ال حتقق هلم فرص توسعة العالقات‪،‬يليها‬
‫الرتبوية يف ذلك‪.‬‬ ‫يف املرتبة احلاجة للتفاعل االجتامعي‪ ،‬يليها احلاجة‬
‫رابع� ًا ً ‪ -‬لإلجاب�ة ع�ن التس�اؤل اخلامس للدراس�ة‬ ‫احلصول عىل مكانة اجتامعية عالية‪.‬‬
‫ونص�ه‪ :‬ه�ل توج�د ف�روق ذات دالل�ة إحصائي�ة بين‬ ‫تف�وق احلاج�ة إىل احترام أف�كار وآراء‬
‫و َيرج�ع ّ‬
‫متوس�ط درج�ات اس�تجابة طلاب وطالب�ات كليت�ي‬ ‫اآلخرين‪ ،‬واحلاجة إىل العمل ب�روح الفريق‪ ،‬إىل طبيعية‬
‫الرتبي�ة عىل دور املق�ررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫املق�ررات الرتبوي�ة الت�ي تثير يف ذه�ن الطلاب قضايا‬
‫االجتامعي�ة ؟ اس�تخدم الباحث�ان اختب�ار ت «‪،»T test‬‬ ‫وأف�كارا‪ ،‬وتش�جعهم على ع�رض وجه�ات نظره�م‬
‫ويوضح اجلدول (‪ )15‬نتائج تطبيق اختبار “ ت”‬ ‫واالس�تامع إىل وجهات النظ�ر األخرى ‪ .‬كام يمكن عزو‬

‫جدول( ‪)15‬‬
‫نتائج تطبيق «‪ »T test‬حلساب الفروق وداللتها اإلحصائية ملتوسط درجات‬
‫الطالب يف مقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات االجتامعية‬
‫مستوى الداللة‬ ‫اختبار ت‬ ‫اجلنس املتوسط احلسايب االنحراف املعيار‬ ‫احلاجات االجتامعية‬ ‫الفقرة‬
‫‪1.169‬‬ ‫‪2.383‬‬ ‫طالب‬ ‫توسعة دائرة العالقات‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1.034‬‬ ‫‪2.000‬‬ ‫طالبة‬ ‫االجتامعية‬

‫‪1.080‬‬ ‫‪2.441‬‬ ‫طالب‬


‫غري دالة‬ ‫‪1.66‬‬ ‫تبادل املنافع مع اآلخرين‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.983‬‬ ‫‪2.200‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.103‬‬ ‫‪2.523‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.715‬‬ ‫مساعدة اآلخرين وتقديم املعونة‬ ‫‪3‬‬
‫‪1.040‬‬ ‫‪2.269‬‬ ‫طالبة‬

‫‪123‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫مستوى الداللة‬ ‫اختبار ت‬ ‫اجلنس املتوسط احلسايب االنحراف املعيار‬ ‫احلاجات االجتامعية‬ ‫الفقرة‬
‫‪1.206‬‬ ‫‪2.290‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.030‬‬ ‫التفاعل االجتامعي‬ ‫‪4‬‬
‫‪1.113‬‬ ‫‪2.123‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.134‬‬ ‫‪2.534‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.811‬‬ ‫إدارة احلوار االجتامعي‬ ‫‪5‬‬
‫‪1.008‬‬ ‫‪2.261‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.184‬‬ ‫‪2.662‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.481‬‬ ‫العمل بروح الفريق‬ ‫‪6‬‬
‫‪1.133‬‬ ‫‪2.423‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.104‬‬ ‫‪2.290‬‬ ‫طالب‬ ‫احلصول عىل مكانه اجتامعية‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.858‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪1.047‬‬ ‫‪2.161‬‬ ‫طالبة‬ ‫عالية‬

‫‪1.037‬‬ ‫‪2.476‬‬ ‫طالب‬


‫غري دالة‬ ‫‪1.010‬‬ ‫تبادل اآلراء مع االخرين‬ ‫‪8‬‬
‫‪1.044‬‬ ‫‪2.330‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪2.569‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.160‬‬ ‫احرتام أفكار وآراء اآلخرين‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.989‬‬ ‫‪2.546‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.119‬‬ ‫‪2.604‬‬ ‫طالب‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.276‬‬ ‫التأثري يف اآلخرين‬ ‫‪10‬‬
‫‪1.101‬‬ ‫‪2.253‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.053‬‬ ‫‪2.616‬‬ ‫طالب‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.001‬‬ ‫الشعور بالقبول االجتامعي‬ ‫‪11‬‬
‫‪0.960‬‬ ‫‪2.338‬‬ ‫طالبة‬
‫‪0.985‬‬ ‫‪2.686‬‬ ‫طالب‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪2.259‬‬ ‫االستفادة من خربات اآلخرين‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.943‬‬ ‫‪2.384‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.048‬‬ ‫‪2.476‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪0.530‬‬ ‫فهم القضايا االجتامعية‬ ‫‪13‬‬
‫‪1.031‬‬ ‫‪2.400‬‬ ‫طالبة‬
‫‪1.070‬‬ ‫‪2.488‬‬ ‫طالب‬
‫غري دالة‬ ‫‪1.207‬‬ ‫القيادة والزعامة‬ ‫‪15‬‬
‫‪1.004‬‬ ‫‪2.315‬‬ ‫طالبة‬

‫نتائج تطبيق االختب�ار» ت» عدم وجود فروق‬ ‫يتبني من نتائج تطبيق اختبار “ت” ما ييل‪:‬‬
‫لعدد (‪ )10‬عبارات‪.‬‬ ‫‪ -‬بوج�ه عام ال توجد ف�روق ذات داللة إحصائية‬
‫‪ -‬توجد فروق ذات داللة إحصائية ملتوسطات درجات‬ ‫ملتوس�طات درج�ات الطلاب والطالب�ات يف‬
‫الطالب والطالبات عند مستوى(‪ )0.05‬للعبارة‬ ‫اس�تجاباهتم ع�ن دور املق�ررات الرتبوي�ة يف‬
‫(‪ )1‬والتي تعبرّ عن احلاجة لتوسعة دائرة العالقات‬ ‫إش�باع احلاج�ات االجتامعي�ة‪ ،‬حي�ث أك�دت‬
‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪124‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اجتامع�ي أعىل‪ ،‬فغالب ًا ما حياول الذكور البحث عن مكانة‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬والعب�ارات (‪ )12 – 11 -10‬والتي‬
‫اجتامعي�ة أفضل‪ ،‬وقدرات أعلى يف التأثري عىل اآلخرين‪،‬‬ ‫تعّب�رّ ع�ن احلاج�ة للتأثير يف اآلخري�ن‪ ،‬واحلاجة‬
‫وربام دفعهم ذلك إىل االس�تفادة من املقررات الرتبوية يف‬ ‫للش�عور بالقبول االجتامعي‪ ،‬واحلاجة لالس�تفادة‬
‫حتقي�ق تلك احلاجات‪.‬أما الطالبات ف�إن تركيزهن يكون‬ ‫من خربات اآلخرين‪ ،‬لصالح الذكور‪.‬‬
‫بش�كل أكرب عىل احلاجات النفس�ية‪ ،‬والت�ي تتعلق بحب‬ ‫ويعزو الباحثان عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية‬
‫الظه�ور واحلاجة لالس�تعراض(عيل وعويضه‪)1994،‬؛‬ ‫بين الطلاب والطالب�ات لتش�ابه املق�ررات الرتبوي�ة يف‬
‫وهذا ما جعلهن يقللن من دور املقررات الرتبوية يف تنمية‬ ‫أقس�ام الطالب‪ ،‬وأقس�ام الطالبات‪ ،‬حيث تعتمد الكلية‬
‫تلك احلاجات االجتامعية هلن‪.‬‬ ‫على وضع مقررات متش�اهبة من حي�ث املحتوى وطرق‬
‫خامس� ًا‪ -‬لإلجابة عن التس�اؤل الس�ادس للدراسة‬ ‫التدري�س وفق نم�وذج (توصي�ف املق�رر)‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫ونصه‪“ :‬م�ا مدى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫الف�روق أصبحت ضئيلة وغري جوهرية‪ .‬بينام يمكن عزو‬
‫النفس�ية لطلاب كليتي الرتبي�ة من وجهة نظ�ر أعضاء‬ ‫الفروق بني الطالب والطالبات يف كل من احلاجة لتوسعة‬
‫هيئ�ة التدريس بكليت�ي الرتبية بجامع�ة املجمعة ؟ “ تم‬ ‫دائرة العالقات االجتامعية‪ ،‬واحلاجة للتأثري يف اآلخرين‪،‬‬
‫استخدام املتوسط احلسايب واالنحراف املعياري وحتديد‬ ‫واحلاجة للشعور بالقبول االجتامعي‪ ،‬واحلاجة لالستفادة‬
‫املستوى‪ ،‬واجلدول (‪ )16‬يعرض نتائج التحليل‪.‬‬ ‫من خربات اآلخرين‪ ،‬إىل رغبة الطالب يف حتقيق مستوى‬

‫جدول (‪)16‬‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات أعضاء هيئة التدريس‬
‫بكليتي الرتبية جامعة املجمعة ملقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية‬
‫املستوى‬ ‫املتوسط احلسايب االنحراف املعياري‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬ ‫احلاجات‬
‫موافق‬ ‫‪0.7593‬‬ ‫‪2.56‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حتمل املسئولية‬
‫موافق‬ ‫‪0.4709‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫التعامل مع املستحدثات اجلديدة‬
‫موافق‬ ‫‪0.7560‬‬ ‫‪2.59‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الشعور بالتفوق‬
‫موافق‬ ‫‪0.9720‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الرتفيه عن النفس‬
‫أرفض‬ ‫‪0.8590‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اإلحساس باألمن واألمان‬
‫موافق‬ ‫‪0.8400‬‬ ‫‪2.44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الشعور بالثقة يف النفس‬
‫موافق‬ ‫‪0.7177‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تنمية املعرفة‬
‫موافق‬ ‫‪0.5149‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫فهم الذات‬
‫موافق‬ ‫‪0.5350‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ضبط االنفعاالت‬
‫موافق‬ ‫‪0.5526‬‬ ‫‪2.78‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الرغبة يف االستقالل‬
‫موافق‬ ‫‪0.7071‬‬ ‫‪2.63‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مواجهة الضغوط‬
‫موافق‬ ‫‪0.8418‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫املعاملة املناسبة‬

‫‪125‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫لإلحس�اس باألم�ن واألم�ان ل�دى طالهب�م؛ وهذا‬ ‫يتبين م�ن البيانات الواردة يف اجل�دول رقم (‪)16‬‬
‫يس�تدعي أن يق�وم املعلم بدوره املتوق�ع منه يف تنمية‬ ‫ما ييل‪:‬‬
‫إحس�اس الطالب باألم�ان‪ ،‬حيث ال تقترص إش�باع‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫احلاجات النفس�ية على حمت�وى املقررات الدراس�ية‬ ‫النفس�ية ‪ -‬من وجهة نظر أعض�اء هيئة التدريس‬
‫فقط‪ ،‬وإنام عىل إسهام املعلم يف ذلك من خالل القيام‬ ‫‪ -‬جاءت بوجه عام كبري ًا عدا احلاجة لإلحساس‬
‫بواجبه جتاه طالبه‪.‬‬ ‫باألمن واألمان‪ ،‬حيث جاءت بمستوى ضعيف‪،‬‬
‫ويعتق�د الباحث�ان أن وجه�ة نظ�ر أعض�اء هيئ�ة‬ ‫وتراوح�ت متوس�طات درج�ات اس�تجاباهتم‬
‫التدري�س يف دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع‬ ‫على عبارات املقياس ما بين (‪.)2.84 :2.19‬‬
‫احلاج�ات النفس�ية تعرب ع�ن قناعاهتهم الش�خصية‪،‬‬ ‫وختتل�ف ه�ذه النتيج�ة ‪ -‬نوع�ا م�ا ‪ -‬م�ع نتائج‬
‫وهذا ق�د يفرس اختالف مس�توى التنمي�ة من وجهة‬ ‫دراسة السمريي(‪)2004‬‬
‫نظ�ر أعض�اء هيئة التدري�س‪ ،‬ونظرة طالهب�م؛ وهذا‬ ‫‪ -‬وجود اختالف يف ترتيب احلاجات النفسية‪ ،‬حيث‬
‫ق�د يكون عائد ًا إىل ّ‬
‫أن الطالب يعربون عن حاجاهتم‬ ‫رأي أعض�اء هيئ�ة التدري�س ّ‬
‫أن تنمي�ة املقررات‬
‫الفعلي�ة كما يدركوهن�ا‪ ،‬بينام أعض�اء هيئ�ة التدريس‬ ‫الرتبوي�ة للحاج�ة لضبط االنفع�االت جاءت يف‬
‫فه�م يق�درون تلك التنمي�ة يف ظل م�ا يعتقدونه عن‬ ‫املرتب�ة األوىل بأعلى متوس�ط‪ ،‬وج�اءت احلاجة‬
‫املق�ررات الت�ي يقوم�ون بتدريس�ها‪ ،‬فحينما يعتق�د‬ ‫للتعام�ل م�ع املس�تحدثات اجلدي�دة يف املرتب�ة‬
‫أعض�اء هيئ�ة التدري�س أن املق�ررات الرتبوية تنمي‬ ‫الثاني�ة‪ ،‬ويف املرتب�ة الثالث�ة احلاج�ة إىل الش�عور‬
‫احلاجات النفسية بشكل كبري‪ ،‬كان طالهبم يعتقدون‬ ‫بالثقة يف النفس‪.‬‬
‫بأهن�ا تنمي تل�ك احلاج�ات بدرجة متوس�طة‪ ،‬وهذا‬ ‫‪ -‬حازت احلاجة لإلحس�اس باألمن واألمان عىل‬
‫يشير إىل اختلاف بين رأي الطلاب ورأي أعضاء‬ ‫أقل متوس�ط‪ ،‬يليه�ا يف املرتبة احلاجة للش�عور‬
‫هيئة التدريس؛ مما يستدعي تدخلاً ملراجعة املقررات‬ ‫بالثق�ة يف النف�س‪ ،‬يليه�ا احلاج�ة للمعامل�ة‬
‫الرتبوية من حيث دورها يف إش�باع احلاجات النفسية‬ ‫املناسبة‪.‬‬
‫لدى الطالب ‪.‬‬ ‫ويعتق�د الباحثان أن إجابة أعض�اء هيئة التدريس‬
‫ع�ن دور املق�ررات الرتبوي�ة يف إش�باع احلاج�ات‬
‫سادس� ًا ‪ -‬لإلجابة عن التس�اؤل الس�ابع للدراس�ة‬ ‫النفس�ية‪ ،‬ق�د يعك�س إحساس�هم بدوره�م يف بن�اء‬
‫ونص�ه‪“ :‬ما مدى إش�باع املق�ررات الرتبوية للحاجات‬ ‫مقرراهتم الدراسية‪ ،‬وثقتهم يف تلك املقررات‪ ،‬فواقع‬
‫االجتامعي�ة لطلاب كليت�ي الرتبي�ة م�ن وجه�ة نظ�ر‬ ‫احلال أن معظم أعضاء هيئة التدريس ش�اركوا يف بناء‬
‫أعضاء هيئة التدريس؟» تم اس�تخدام املتوسط احلسايب‬ ‫تل�ك املق�ررات الدراس�ية؛ ولذلك كان�ت إجاباهتم‬
‫واالنح�راف املعي�اري وحتدي�د املس�توى‪ ،‬ويوض�ح‬ ‫بوجه عام كبرية‪.‬‬
‫اجلدول (‪ )17‬نتائج التحليل اإلحصائي‪.‬‬ ‫كش�فت النتائ�ج ع�ن إحس�اس أعض�اء هيئ�ة‬
‫التدريس بضعف املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجة‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪126‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول ( ‪)17‬‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات أعضاء هيئة التدريس‬
‫بكليتي الرتبية جامعة املجمعة ملقياس دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات االجتامعية‬
‫املستوى‬ ‫املتوسط احلسايب االنحراف املعياري‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬ ‫احلاجات االجتامعية‬
‫موافق‬ ‫‪0.8007‬‬ ‫‪2.44‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تبادل املنافع مع اآلخرين‬
‫موافق‬ ‫‪0.5350‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إدارة احلوار االجتامعي‬
‫موافق‬ ‫‪0.7156‬‬ ‫‪2.56‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التفاعل االجتامعي‬
‫موافق‬ ‫‪0.7593‬‬ ‫‪2.57‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫احرتام أفكار وآراء اآلخرين‬
‫موافق‬ ‫‪0.7613‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العمل بروح الفريق‬
‫موافق‬ ‫‪0.8370‬‬ ‫‪2.41‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫التأثري يف اآلخرين‬
‫موافق‬ ‫‪0.7613‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫توسعة دائرة العالقات االجتامعية‬
‫موافق‬ ‫‪0.4212‬‬ ‫‪2.88‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪19‬‬ ‫فهم القضايا االجتامعية‬
‫موافق‬ ‫‪0.3901‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫القيادة والزعامة‬
‫موافق‬ ‫‪0.7513‬‬ ‫‪2.63‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫االستفادة من خربات اآلخرين‬
‫موافق‬ ‫‪0.622‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪23‬‬ ‫مساعدة اآلخرين وتقديم املعونة‬
‫موافق‬ ‫‪0.6831‬‬ ‫‪2.72‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الشعور بالقبول االجتامعي‬
‫موافق‬ ‫‪0.6221‬‬ ‫‪2.76‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪25‬‬ ‫تبادل اآلراء مع اآلخرين‬
‫موافق‬ ‫‪0.5526‬‬ ‫‪2.78‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪26‬‬ ‫احلصول عىل مكانه اجتامعية عالية‬

‫يف املرتبة األوىل بأعىل متوس�ط‪ ،‬وجاءت يف املرتبة‬ ‫يتبين من البيانات الواردة يف اجل�دول رقم (‪ )17‬ما‬
‫الثانية احلاجة لفهم القضايا االجتامعية‪ ،‬ويف املرتبة‬ ‫ييل‪:‬‬
‫الثالثة احلاجة إلدارة احلوار االجتامعي‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫‪ -‬حازت احلاجة للتأثري يف اآلخرين عىل أقل متوسط‪،‬‬ ‫االجتامعية م�ن وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس‬
‫يليه�ا يف املرتب�ة تبادل املنافع م�ع اآلخرين‪ ،‬يليها‬ ‫ج�اء ‪-‬بش�كل ع�ام ‪ -‬بدرج�ة كبيرة‪ ،‬حي�ث‬
‫احلاجة للعمل بروح الفريق ‪.‬‬ ‫تراوحت متوس�طات درجات اس�تجاباهتم عىل‬
‫‪ -‬تتف�ق نتائ�ج الدراس�ة م�ع نتائ�ج دراس�ة كل من‬ ‫عبارات املقياس ما بني (‪)2.41 :2.91‬‬
‫بركات (‪)2014‬؛ ودراس�ة جليدان (‪)2008‬؛‬ ‫‪ -‬وج�ود اختلاف يف ترتي�ب احلاج�ات االجتامعية‪،‬‬
‫ودراس�ة (‪ )Jaime & juari, 2013‬ودراس�ة أبو‬ ‫حي�ث رأى أعض�اء هيئ�ة التدري�س ّ‬
‫أن إش�باع‬
‫زيد (‪.)2010‬‬ ‫املقررات الرتبوية للحاجة القيادة والزعامة جاءت‬
‫‪127‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫لتنمي�ة املعرف�ة ج�اءت يف املرتب�ة األويل بأعلى‬ ‫ويعتق�د الباحثان أن اجابة أعضاء هيئة التدريس عن‬
‫متوسط‪ ،‬ويف املرتبة الثانية احلاجة لتنمية املعرفة‪،‬‬ ‫دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات االجتامعية قد‬
‫ويف املرتبة الثالثة احلاجة إىل ملعاملة املناسبة ‪.‬‬ ‫تعكس إحساس�هم بدورهم يف بناء مقرراهتم الدراسية‪،‬‬
‫‪ -‬ح�ازت احلاج�ة للرغب�ة يف االس�تقالل على أقل‬ ‫وثقتهم يف تلك املقررات‪ ،‬فواقع احلال أن معظم أعضاء‬
‫متوس�ط‪ ،‬حي�ث ي�رى الطلاب ّ‬
‫أن املق�ررات‬ ‫هيئة التدريس ش�اركوا يف بناء تلك املقررات الدراسية؛‬
‫الرتبوي�ة ال حتق�ق هلم هذه احلاج�ه‪ ،‬يليها احلاجة‬ ‫ولذلك كانت إجاباهتم ‪ -‬بوجه عام ‪ -‬كبرية‪.‬‬
‫إىل الش�عور بالتف�وق‪ ،‬يليه�ا احلاج�ة إىل ضب�ط‬ ‫ويعتقد الباحثان أن وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس يف‬
‫االنفعاالت‪.‬‬ ‫دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات االجتامعية‪ ،‬تعرب‬
‫‪ -‬بوج�ه ع�ام ال توجد ف�روق ذات دالل�ة إحصائية‬ ‫عن قناعاهتهم الشخصية‪ ،‬وهذا قد يفرس اختالف مستوى‬
‫ملتوس�طات درج�ات الطلاب والطالب�ات يف‬ ‫اإلش�باع م�ن وجهة نظ�ر أعضاء هيئ�ة التدري�س‪ ،‬ونظرة‬
‫اس�تجاباهتم عن دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬ ‫أن الطالب يعربون عن‬‫طالهب�م؛ وهذا قد يكون عائد ًا إىل ّ‬
‫احلاج�ات النفس�ية‪ ،‬حيث أك�دت نتائ�ج تطبيق‬ ‫حاجاهت�م الفعلية كام يدركوهنا‪ ،‬بينام أعضاء هيئة التدريس‬
‫االختب�ار” ت” ع�دم وجود ف�روق لعدد (‪)10‬‬ ‫يقدرون تلك التنمية يف ظل ما يعتقدونه عن املقررات التي‬
‫عبارة من عبارات املقياس‪.‬‬ ‫يقومون بتدريس�ها‪ ،‬فحينام يعتقد أعضاء هيئة التدريس أن‬
‫‪ -‬توج�د ف�روق ذات دالل�ة إحصائي�ة ملتوس�طات‬ ‫املقررات الرتبوية تنمي احلاجات االجتامعية بش�كل كبري‪،‬‬
‫درج�ات الطلاب والطالب�ات عن�د مس�توى‬ ‫كان طالهب�م يعتقدون بأهن�ا تنمي تلك احلاج�ات بدرجة‬
‫(‪ )0.05‬للعب�ارة (‪ )16‬والت�ي تقي�س الش�عور‬ ‫متوس�طة‪ ،‬وه�ذا يشير إىل اختلاف بين رأي الطلاب‪،‬‬
‫بالتف�وق‪ ،‬والعب�ارة (‪ )26‬الت�ي تقي�س احلاج�ة‬ ‫ورأي أعضاء هيئة التدريس؛ مما يس�تدعي تدخلاً ملراجعة‬
‫مواجهة الضغوط‪.‬‬ ‫املق�ررات الرتبوي�ة م�ن حي�ث دوره�ا الفعلي يف تنمي�ة‬
‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫احلاجات النفسية لدى الطالب ‪.‬‬
‫االجتامعي�ة م�ن وجه�ة نظ�ر الطلاب ج�اء ‪-‬‬
‫بوج�ه ع�ام ‪ -‬درجته متوس�طة حي�ث تراوحت‬ ‫ملخص استجابات الطالب وأعضاء هيئة التدريس‪:‬‬
‫متوس�طات درج�ات اس�تجاباهتم على عبارات‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫املقياس ما بني (‪)2.555 :2.152‬‬ ‫النفسية من وجهة نظر الطالب جاء ‪ -‬بوجه عام‬
‫‪ -‬جاءت استجابة الطالب درجتها كبرية للعبارتني (‪7‬‬ ‫‪ -‬درجته متوس�طة‪ ،‬حيث تراوحت متوس�طات‬
‫– ‪ )10‬والت�ي تعبر عن احلاج�ة إىل احرتام أفكار‬ ‫درجات استجاباهتم عىل عبارات املقياس ما بني‬
‫وآراء اآلخرين‪ ،‬واحلاجة للعمل بروح الفريق ‪.‬‬ ‫(‪)2.481( :)1.986‬‬
‫‪ -‬حازت احلاجة لتوس�عة العالقات االجتامعية عىل‬ ‫‪ -‬وجود اختالف يف ترتيب احلاجات حس�ب وجهة‬
‫أقل متوس�ط‪ ،‬حي�ث يرى الطلاب ّ‬
‫أن املقررات‬ ‫نظ�ر الطلاب‪ ،‬حي�ث رأي الطلاب ّ‬
‫أن إش�باع‬
‫الرتبوي�ة ال حتقق هل�م فرص توس�عة العالقات‪،‬‬ ‫املق�ررات الرتبوي�ة للحاج�ة لتحمل املس�ؤولية‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪128‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أق�ل متوس�ط‪ ،‬يليه�ا يف املرتبة احلاجة الش�عور‬ ‫يليه�ا يف املرتبة احلاجة للتفاعل االجتامعي‪ ،‬يليها‬
‫بالثقة يف النفس‪ ،‬يليها احلاجة للمعاملة املناسبة‪.‬‬ ‫احلاجة احلصول عىل مكانه اجتامعية عالية‪.‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫‪ -‬بوج�ه ع�ام ال توج�د ف�روق ذات الل�ة إحصائية‬
‫االجتامعي�ة ‪ -‬م�ن وجه�ة نظ�ر أعض�اء هيئ�ة‬ ‫ملتوس�طات درج�ات الطلاب والطالب�ات يف‬
‫التدري�س ‪ -‬ج�اء ‪ -‬بوجه ع�ام – درجته كبرية‪،‬‬ ‫اس�تجاباهتم عن دور املقررات الرتبوية يف إشباع‬
‫حيث تراوحت متوسطات درجات استجاباهتم‬ ‫احلاجات االجتامعي�ة‪ .‬حيث أكدت نتائج تطبيق‬
‫عىل عبارات املقياس ما بني (‪)2.41 :2.91‬‬ ‫االختب�ار” ت” ع�دم وجود ف�روق لعدد (‪)10‬‬
‫‪ -‬وج�ود اختلاف يف ترتي�ب احلاج�ات االجتامعية‪،‬‬ ‫عبارات‪.‬‬
‫حي�ث رأي أعض�اء هيئ�ة التدري�س ّ‬
‫أن إش�باع‬ ‫‪ -‬توج�د ف�روق ذات دالل�ة إحصائي�ة ملتوس�طات‬
‫املق�ررات الرتبوي�ة للحاج�ة إىل القي�ادة والزعامة‬ ‫درج�ات الطلاب والطالب�ات عن�د مس�توى‬
‫جاءت يف املرتبة األوىل بأعىل متوسط‪ ،‬وجاءت يف‬ ‫(‪ )0.05‬للعب�ارة (‪ )1‬والت�ي تعبر ع�ن احلاجة‬
‫املرتبة الثانية احلاجة لفهم القضايا االجتامعية‪ ،‬ويف‬ ‫لتوس�عة دائرة العالقات االجتامعية‪ ،‬والعبارات‬
‫املرتبة الثالثة احلاجة إىل إدارة احلوار االجتامعي‪.‬‬ ‫(‪ )12 – 11 -10‬والت�ي تعبر ع�ن احلاج�ة‬
‫‪ -‬ح�ازت احلاج�ة إىل التأثير يف اآلخري�ن على‬ ‫للتأثير يف اآلخري�ن‪ ،‬واحلاجة للش�عور بالقبول‬
‫أق�ل متوس�ط‪ ،‬يليه�ا يف املرتب�ة تب�ادل املنافع مع‬ ‫االجتامع�ي‪ ،‬واحلاج�ة لالس�تفادة م�ن خبرات‬
‫اآلخرين‪ ،‬يليها احلاجة للعمل بروح الفريق ‪.‬‬ ‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫أن مس�توى إش�باع املقررات الرتبوي�ة للحاجات‬
‫س�ابع ًا ‪ -‬لإلجاب�ة ع�ن التس�اؤل الثام�ن للدراس�ة‬ ‫النفسية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس جاء‬
‫ونصه‪“ :‬م�ا الرؤية املقرتح�ة لتطوير املق�ررات الرتبوية‬ ‫‪ -‬بوج�ه عام ‪ -‬درجته كبرية‪ ،‬عدا احلاجة لألمن‬
‫إلش�باع احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة لطلاب كلية‬ ‫واألم�ان جاءت بمس�توى ضعي�ف‪ ،‬وتراوحت‬
‫الرتبية جامعة املجمعة؟‬ ‫متوس�طات درج�ات اس�تجاباهتم على عبارات‬
‫تأيت الرؤية املقرتحة لتطوير املقررات الرتبوية إلشباع‬ ‫املقياس ما بني (‪)2.84 :219‬‬
‫احلاجات النفس�ية واالجتامعية لطلاب كلية الرتبية من‬ ‫‪ -‬وج�ود اختلاف يف ترتي�ب احلاج�ات النفس�ية‪،‬‬
‫خالل االطالع واالستفادة من‪:‬‬ ‫حي�ث رأي أعض�اء هيئ�ة التدري�س ّ‬
‫أن إش�باع‬
‫‪ -‬نتائج اس�تجابات أعضاء هيئة التدريس والطالب‬ ‫املق�ررات الرتبوي�ة للحاجة لضب�ط االنفعاالت‬
‫حول دور املقررات الرتبوية يف إش�باع احلاجات‬ ‫جاءت يف املرتبة األوىل بأعىل متوس�ط‪ ،‬وجاءت‬
‫النفسية واالجتامعية ‪.‬‬ ‫احلاج�ة للتعام�ل م�ع املس�تحدثات اجلدي�دة يف‬
‫‪ -‬اإلط�ار الوطن�ي للمؤهلات الص�ادر ع�ن اهليئة‬ ‫املرتبة الثاني�ة‪ ،‬ويف املرتبة الثالثة احلاجة الش�عور‬
‫الوطنية للتقويم واالعتامد األكاديمي‪.‬‬ ‫بالثقة يف النفس‪.‬‬
‫‪ -‬برامج إعداد املعلم بكليات الرتبية يف بعض الدول‬ ‫‪ -‬حازت احلاجة إىل اإلحساس باألمن واألمان عىل‬

‫‪129‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫يف الرتبية‪ ،‬ومواكبة االجتاهات العاملية احلديثة ‪.‬‬ ‫العربية واألجنبية ‪.‬‬
‫وبن�اء على نتائ�ج حتلي�ل اس�تجابات الطلاب الت�ي‬ ‫‪ -‬االجتاه�ات احلديث�ة يف جم�ال ختطي�ط املناه�ج‬
‫أش�ارت إىل حاجاهتم إىل الرغبة يف االس�تقالل‪ ،‬والشعور‬ ‫الدراسية ‪.‬‬
‫بالتفوق‪ ،‬وضبط االنفعاالت‪ ،‬واحلاجة لتوسعة العالقات‬ ‫‪ -‬توصي�ات املؤمت�رات والن�دوات وورش العم�ل‬
‫االجتامعية‪،‬واحلاج�ة للتفاع�ل االجتامع�ي‪ ،‬وكذا احلاجة‬ ‫املهتمة بتطوير منظومة كليات الرتبية ‪.‬‬
‫للحص�ول على مكان�ة اجتامعي�ة عالي�ة‪ .‬ولتحقي�ق ه�ذه‬ ‫تم وضع اإلطار العام للرؤية يف ضوء املحاور التالية‪:‬‬
‫احلاجات تقرتح الرؤية خمرجات التعلم التالية‪:‬‬ ‫(خمرجات التعلم املس�تهدفة للمقررات الرتبوية‪ ،‬اخلطة‬
‫خمرجات التعلم يف جمال املعارف ‪:‬‬ ‫الدراسية للمقررات الرتبوية‪ ،‬إسرتاتيجيات التدريس‪،‬‬
‫‪ -‬يتعرف عىل النظري�ات احلديثة يف التعليم والتعلم‬ ‫التقنيات التعليمية‪ ،‬أساليب التقويم وأدواته)‬
‫واإلدارة ‪.‬‬ ‫كما تم عرض التص�ور املقرتح على (‪ )5‬من اخلرباء‬
‫‪ -‬حيدد أسس بناء املناهج الدراسية‪.‬‬ ‫بكلي�ات الرتبية‪ .‬إلب�داء آرائهم حول املحاور الرئيس�ية‬
‫‪ -‬يتعرف عىل النظريات املختلفة للمناهج ونامذجها‪.‬‬ ‫للرؤي�ة ؛ وذل�ك بوض�ع عالمة ( √) أم�ام كل حمور من‬
‫‪ -‬حي�دد إجراءات وخطوات ط�رق التدريس العامة‬ ‫حماور الرؤية بام يمثل وجهة نظرهم وهى ( موافق – غري‬
‫أو اخلاصة تبع ًا للتخصص‪.‬‬ ‫موافق)‪.‬‬
‫‪ -‬يتعرف عىل أس�اليب وأدوات التقويم املس�تخدمة‬ ‫ت�م وضع الصورة النهائية للتصور املقرتح للرؤية بعد‬
‫يف منظومة املنهج‪.‬‬ ‫إجراء تعديالت اخلرباء‪ ،‬والتي ركزت حول إعادة صياغة‬
‫ٍ‬
‫معرفة باألنظمة واللوائح التنظيمية للمهنة‬ ‫‪ -‬يمتلك‬ ‫بع�ض خمرج�ات التعلم املس�تهدفة للمق�ررات الرتبوية‪،‬‬
‫وفقا للتغريات املتالحقة‪.‬‬ ‫والرتكي�ز عىل التدريب امليداين بام يمثل�ه من تطبيق عميل‬
‫‪ -‬حيدد األس�اليب اإلحصائية املس�تخدمة يف املجال‬ ‫مل�ا درس�ه الطال�ب‪ ،‬وإضافة مق�رر التدري�س املصغر يف‬
‫الرتبوي‪.‬‬ ‫املس�توى الثال�ث‪ ،‬والتأكيد على تنويع أس�اليب التقويم‬
‫‪ -‬يتع�رف عىل مناه�ج البح�ث املختلفة وأس�اليبها‬ ‫وربطها بمخرجات التعلم وإسرتاتيجيات التدريس‪.‬‬
‫وأدواهتا يف املجال الرتبوي‪.‬‬ ‫وفيما يلي ع�رض ملح�اور الرؤي�ة املقرتح�ة لتطوير‬
‫املقررات الرتبوية إلشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫خمرجات التعلم يف جمال املهارات اإلدراكية ‪:‬‬ ‫لطالب كلية الرتبية‪:‬‬
‫‪ -‬يوظ�ف املعرف�ة الرتبوي�ة يف اقتراح احلل�ول‬ ‫أوالً‪ -‬خمرجات التعلم املستهدفة للمقررات الرتبوية‪:‬‬
‫للمشكالت الصفية والتدريسية التي تواجهه ‪.‬‬ ‫ينبغ�ي عن�د وض�ع خمرج�ات التعل�م املس�تهدفة‬
‫‪ -‬يقارن بني النظريات احلديثة يف التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫للمق�ررات الرتبوي�ة املواءم�ة م�ع اإلط�ار الوطن�ي‬
‫‪ً -‬يق�وم املعلوم�ات واملفاهي�م واألدل�ة اجلديدة من‬ ‫للمؤهلات الصادرعن اهليئة الوطنية للتقويم واالعتامد‬
‫مصادر متنوعة‪.‬‬ ‫األكاديم�ي‪ ،‬وحتقي�ق متطلب�ات الس�وق (جه�ات‬
‫‪ً -‬يصم�م املواق�ف التدريس�ية بناء عىل الدراس�ات‬ ‫التوظيف)‪ ،‬واالستفادة من نتائج البحوث والدراسات‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪130‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املعلومات‪ ،‬والعددية‪:‬‬ ‫النظرية واخلربات العملية ‪.‬‬


‫‪ -‬يتواص�ل بفعالي�ة ش�فهي ًا وكتابي� ًا م�ع الطلاب‬ ‫‪ -‬يربط بني املعارف واملهارات املكتسبة والسياقات‬
‫باختالف أنامط تعلمهم ‪.‬‬ ‫األكاديمي�ة واملهني�ة املتصل�ة بتدري�س جم�ال‬
‫‪ -‬يس�تخدم تقني�ات املعلومات واالتصال املناس�بة‬ ‫التخصص‪.‬‬
‫يف مج�ع املعلوم�ات وتفسيرها‪ ،‬وتنفي�ذ املواقف‬
‫التدريسية‪.‬‬ ‫خمرج�ات التعل�م يف جم�ال مه�ارات العالق�ات م�ع‬
‫‪ -‬يس�تخدم األس�اليب اإلحصائي ِ‬
‫�ة األساس�ية يف‬ ‫اآلخرين واملسؤولية ‪:‬‬
‫ّ‬
‫مناهج البحث وإجراء البحوث ‪.‬‬ ‫‪ -‬يتع�اون م�ع جمموع�ة العم�ل ويمارس مه�ارات‬
‫القي�ادة عن�د البح�ث والتقصي حل�ل بع�ض‬
‫خمرجات التعلم يف جمال املهارات النفس‪ -‬حركية‪:‬‬ ‫املشكالت الرتبوية‪.‬‬
‫‪ -‬يصمم وسائل وتقنيات التعليم املناسبة والربجميات‬ ‫‪ -‬يلت�زم بالقيم األخالقية املهني�ة العالية عىل النطاق‬
‫التعليمية للتدريس ‪.‬‬ ‫الشخيص واالجتامعي‪.‬‬
‫‪ -‬يوظف مهارات التدريس يف املواقف التدريسية‪.‬‬ ‫‪ -‬يتقب�ل ال�رأي اآلخ�ر املبن�ي على أس�س علمي�ة‬
‫‪ -‬يدي�ر بيئة الص�ف بام يتواف�ق املب�ادئ والنظريات‬ ‫موضوعية‪.‬‬
‫الرتبوية والنفسية‪.‬‬ ‫‪ -‬يمتلك مهارات التعامل مع اآلخرين والقدرة عىل‬
‫‪ -‬يستخدم مهارات تقنيات التعليم يف الصف ‪.‬‬ ‫حتمل املسؤولية ‪.‬‬
‫‪ -‬يمتل�ك مه�ارات العم�ل ب�روح الفري�ق بإجيابية‪،‬‬
‫ثاني ًا‪ -‬اخلطة الدراسية للمقررات الرتبوية‪:‬‬ ‫وقيادة جمموعته بنجاح وفاعلية ‪.‬‬
‫تنطل�ق الرؤي�ة املقرتح�ة م�ن ّ‬
‫أن املق�ررات الرتبوية‬ ‫‪ -‬يتصرف بمس�ؤولية وخل�ق كري�م يف العالق�ات‬
‫مكونًا رئيس� ًا من مكونات برنامج إعداد طالب كليات‬ ‫الش�خصية واملهنية جتاه اآلخرين‪ ،‬وجتاه القضايا‬
‫الرتبية حيث تمً ثل ‪ ،% 30‬ويف ظل الدعوات التي تطالب‬ ‫األخالقية واملهنية ذات الصلة وفق قيم اإلسلام‬
‫بتطوي�ر برنام�ج اإلعداد بام يتالءم م�ع متطلبات العرص‬ ‫احلنيف واألخالق املهنية ‪.‬‬
‫واحتياجات السوق ‪.‬‬ ‫‪ -‬يتحمل مس�ؤولية تعلمه الذايت مس�تخدما وسائل‬
‫ينبغ�ي أن يغطي حمت�وى املقررات الرتبوي�ة املجاالت‬ ‫إجي�اد املعلوم�ات اجلدي�دة أو أس�اليب التحليل‬
‫الرئيس�ية للمج�ال الرتب�وي (املناه�ج وط�رق التدريس‪،‬‬ ‫الالزمة إلنجاز املهام املسندة إليه‪.‬‬
‫تقني�ات التعليم‪،‬عل�م النف�س‪ ،‬اصول الرتبي�ة ) وتتضمن‬ ‫‪ -‬يتعام�ل مع القضايا األخالقية واملهنية بام يتفق مع‬
‫الرؤية املقررات التالية‪ :‬اجتامعيات الرتبية‪ ،‬نظام وسياسة‬ ‫طبيعة املجتمع‪.‬‬
‫التعلي�م يف اململك�ة العربي�ة الس�عودية‪ ،‬أص�ول الرتبي�ة‬ ‫‪ -‬يكون اجتاهات إجيابية نحو مهنة التدريس مكتشفا‬
‫اإلسلامية‪ ،‬التدري�س املصغر‪ ،‬علم نف�س النمو‪ ،‬الصحة‬ ‫قدراته التدريسية‪ ،‬ومقوم ًا ذاته بموضوعية‪.‬‬
‫نفسية‪ ،‬مناهج البحث الرتبوي‪ ،‬نظريات التعليم والتعلم‪،‬‬ ‫خمرج�ات التعلم يف جم�ال مهارات االتص�ال‪ ،‬وتقنية‬

‫‪131‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املواد التعليمية الرقمية‪ .‬الويب ‪).2‬‬ ‫اإلدارة والتخطي�ط الرتب�وي‪ ،‬تط�ور الفك�ر الرتب�وي‪،‬‬
‫إنت�اج مص�ادر التعل�م اإللكرتوني�ة‪ ،‬املناه�ج التعليمي�ة‪،‬‬
‫خامس ًا ‪ -‬أساليب التقويم وأدواته‪:‬‬ ‫إستراتيجيات التدري�س‪ ،‬التقوي�م الرتب�وي‪ ،‬أخالقيات‬
‫هناك العديد من أساليب التقويم التي يمكن توظيفها‬ ‫مهنة التدريس‪ ،‬مهارات التفكري‪ ،‬الرتبية امليدانية ‪.‬‬
‫لقياس نواتج التعلم املستهدفة للمقررات الرتبوية منها‪:‬‬ ‫وينبغ�ي الرتكيز على اجلوان�ب التطبيقي�ة التي توفر‬
‫االختبارات الشفوية‪ ،‬والعملية واالختبارات التحريرية‪،‬‬ ‫للطالب فرص إش�باع حاجاهت�م النفس�ية واالجتامعية‬
‫وإسرتاتيجيات التقويم املعتمد عىل األداء ويندرج حتت‬ ‫من خالل مقرر التدري�س املصغر‪ ،‬ومقرر إنتاج مصادر‬
‫ه�ذه اإلستراتيجية‪ :‬األداء العميل‪ ،‬املع�رض‪ ،‬املحاكاة‪،‬‬ ‫التعلم اإللكرتونية‪ ،‬ومقرر التدريب امليداين الذي يمثل‬
‫لعب األدوار‪ ،‬املناقش�ة‪ ،‬املناظ�رة ‪ ،‬إعداد تقارير‪ ،‬أوراق‬ ‫ما من مكونات إع�داد طالب كلي�ات الرتبية‬ ‫مكون� ًا مه ً‬
‫العمل‪ ،‬مرشوعات التخرج‪ ،‬ملف اإلنجاز اإللكرتوين‪،‬‬ ‫لذلك خصصت له الرؤية املقرتحة (‪ )12‬ساعة معتمدة‬
‫االختب�ارات اإللكرتونية‪ ،‬الواجبات اإللكرتونية‪ ،‬بنوك‬ ‫خالل فصل درايس كامل ‪.‬‬
‫األسئلة‪ ،‬املستودعات الرقمية‪ ،‬العروض التقديمية‪.‬‬
‫ثالث ًا ‪ -‬إسرتاتيجيات التدريس‪:‬‬
‫توصيات الدراسة‪:‬‬ ‫تؤك�د الرؤية على أمهي�ة الرتابط بني إستراتيجيات‬
‫اتس�ا ًقا مع املنطلقات النظرية للدراس�ة‪ ،‬وانطال ًقا‬ ‫التدري�س وخمرج�ات التعل�م املس�تهدفة للمق�ررات‬
‫من نتائجها‪ ،‬يويص الباحثان بام ييل‪:‬‬ ‫الرتبوي�ة‪ ،‬وأن ترك�ز على نش�اط الطال�ب‪ ،‬وحتمل�ه‬
‫‪ -‬تدريب أعضاء هيئة التدريس عىل أس�اليب إشباع‬ ‫مس�ؤولية تعلم�ه ال�ذايت‪ ،‬وتوظي�ف أس�اليب التعلي�م‬
‫احلاج�ات النفس�ية واالجتامعية لطلاب كليات‬ ‫اإللكتروين‪ ،‬وإدارة التعليم اإللكتروين‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫الرتبية‪.‬‬ ‫(إستراتيجيات التعل�م اإللكتروين – إستراتيجات‬
‫‪ -‬التأكي�د على واضعي توصيف املق�ررات الرتبوية‬ ‫التعل�م املتنق�ل‪ ،‬ح�ل املش�كالت‪ ،‬التعل�م التع�اوين‪،‬‬
‫على تنوي�ع إستراتيجيات وأس�اليب التقوي�م؛‬ ‫الزي�ارات امليداني�ة‪ ،‬العص�ف الذهن�ي‪ ،‬التعل�م الذايت‪،‬‬
‫لتناسب احلاجات النفسية واالجتامعية للطالب‪.‬‬ ‫التدريس التأميل‪ ،‬التدريس التباديل‪ ،‬الذكاءات املتعددة‪،‬‬
‫‪ -‬تدري�ب أعضاء هيئة التدري�س عىل تطبيق أدوات‬ ‫القبعات الس�ت‪ ،‬اسرتاتيجية البيان العميل‪ ،‬اسرتاتيجية‬
‫تقويم‪ ،‬تتيح للطالب إش�باع احلاجات النفس�ية‪:‬‬ ‫املرشوع‪ ،‬إستراتيجية األحداث املتناقضة ‪ ،‬إسرتاتيجية‬
‫كالثق�ة بالنف�س‪ ،‬وتأكي�د ال�ذات‪ ،‬والش�عور‬ ‫دورة التعلم‪ ،‬التدريس املتاميز)‬
‫بالتفوق‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب أعضاء هيئة التدريس عىل تصميم األنشطة‬ ‫رابع ًا ‪ -‬التقنيات التعليمية ‪:‬‬
‫الت�ي تتي�ح للطالب العمل يف فرق؛ لتش�جيعهم‬ ‫يمك�ن توظي�ف العدي�د من تقني�ات التعلي�م منها‪:‬‬
‫عىل طرق التأثري يف اآلخري�ن‪ ،‬وتبادل اخلربات‪،‬‬ ‫(مس�توع كائن�ات التعل�م الرقمي�ة ‪ -‬املنص�ة الذكي�ة ‪-‬‬
‫و ممارسة احلاجة للقيادة‪ ،‬والزعامة‪.‬‬ ‫الربام�ج الكمبيوتري�ة احلديث�ة ‪ -‬الس�بورات الذكي�ة –‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪132‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬االهتامم باملحتوى املعريف الذي يمكّن الطالب من‬


‫امتالك املهارات وتعلم املعرفة املفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تش�كيل جلنة مراجعة داخلي�ة يف الكليات؛ لتقييم‬
‫املق�ررات الرتبوي�ة يف ض�وء احلاج�ات النفس�ية‬
‫واالجتامعية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور األنش�طة الطالبية‪ ،‬وتش�جيع الطالب‬
‫على املش�اركة فيه�ا وف�ق م�ا يناس�ب حاجاهتم‬
‫وقدراهتم ومهاراهتم‪.‬‬

‫البحوث املقرتحة‪:‬‬
‫يقرتح الباحثان بناء عىل ضوء نتائج الدراس�ة إجراء‬
‫البحوث التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دراس�ة تتبعي�ه للحاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة‬
‫لطالب كليات الرتبية يف اجلامعات السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬دور األنش�طة الطالبية يف تنمية احلاجات النفس�ية‬
‫واالجتامعية لطلاب كليات الرتبي�ة باجلامعات‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬أث�ر توظي�ف نظ�ام إدارة التعلي�م اإللكرتوين عىل‬
‫إش�باع احلاج�ات النفس�ية واالجتامعي�ة لطالب‬
‫كليات الرتبية يف اجلامعات السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬حتلي�ل حمتوى مناهج العلوم االجتامعية يف مراحل‬
‫التعلي�م م�ا قب�ل اجلامع�ي يف ض�وء احلاج�ات‬
‫النفسية واالجتامعية للطالب‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬اب�ن منظ�ور (د‪-‬ت )‪ :‬لس�ان الع�رب‪ ،‬ج‪،13‬‬ ‫قائمة املراجع‬


‫القاهرة‪ ،‬دار املعارف ‪.‬‬ ‫املراجع العربية‬
‫‪ -‬البيط�ار‪ ،‬ليىل(‪.)2009‬م�دى حتقي�ق جامع�ات‬ ‫‪ -‬أب�و زي�د‪ ،‬أمح�د حمم�د عب�د اهل�ادي (‪.)2008‬‬
‫الضف�ة الغربي�ة حلاج�ات الطلب�ة النفس�ية‬ ‫احلاجات النفس�ية لدى طالب�ات كليات الرتبية‪،‬‬
‫االجتامعية‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ .‬جامعة‬ ‫دراس�ة عبر ثقافي�ة‪ .‬جمل�ة كلي�ة الرتبي�ة جامع�ة‬
‫النجاح الوطنية‪ /‬نابلس‪.‬‬ ‫الزقازيق‪. 582 -549 ،39 )2( ،‬‬
‫‪ -‬جلي�دان‪ ،‬تغريد مالك (‪ .)2010‬دراس�ة وصفية‬ ‫‪ -‬أب�و عالم‪ ،‬رج�اء حممود (‪ .)2004‬التعلم أس�س‬
‫للحاج�ات التعليمي�ة وقياس م�دى الرضا عنها‬ ‫وتطبيقات�ه‪ .‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬دار املسيرة للنشر‬
‫لدى الطالبة اجلامعية باملدينة املنورة‪ ،‬بحث مقدم‬ ‫والتوزيع‪.‬‬
‫لن�دوة التعليم العايل للفتاة االبع�اد والتطلعات‪،‬‬ ‫‪ -‬أب�و غري�ب‪ ،‬عاي�دة (‪ . )1998‬تطوي�ر مناه�ج‬
‫جامعة طيبة باملدينة املنورة ‪.‬‬ ‫املرحل�ة الثانوي�ة العام�ة يف ض�وء املس�تجدات‬
‫‪ -‬مجيل‪ ،‬س�مية (‪ )2005‬اإلرشاد النفيس‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫املحلية والعاملية‪ ،‬املركز القومي للبحوث الرتبوية‬
‫مرص‪ ،‬عامل الكتب‬ ‫والتنمية‪ ،‬شعبة بحوث تطوير املناهج ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلناع�ي‪ ،‬من�ى ب�در (‪ .)2012‬عل�م النف�س بني‬ ‫‪ -‬أمحد‪ ،‬س�هري (‪ .)2003‬س�يكولوجية الشخصية‪.‬‬
‫النظرية والتطبيق‪ .‬الكويت‪ ،‬مكتبة إنجاز العاملية‬ ‫مرص‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب ‪.‬‬
‫للنرش والتوزيع ‪.‬‬ ‫‪ -‬باق�دار‪ ،‬عب�د اهلل عب�د الق�ادر ؛ وردات‪ ،‬عب�د اهلل‬
‫‪ -‬زايد‪ ،‬عالء إبراهيم (‪ .)2006‬علم املناهج (أسسه‬ ‫حممد (‪ .)2014‬احلاجات اإلرش�ادية لدى طلبة‬
‫مكوناته تنظيامته)‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة الرشد‪.‬‬ ‫الس�نة التحضريية يف جامع�ة أم القرى‪.‬جملة عامل‬
‫‪ -‬الزن�د‪ ،‬وليد ؛ عبي�دات‪ ،‬ه�اين (‪ .)2010‬املناهج‬ ‫الرتبية‪. 141-120 ،45)15( ،‬‬
‫التعليمي�ة تصميمه�ا – تنفيذه�ا – تقويمه�ا‬ ‫‪ -‬بح�ري‪ ،‬منى يون�س (‪ .)2012‬املنهج الرتبوي –‬
‫وتطويرها‪ ،‬األردن‪ ،‬عامل الكتب احلديثة ‪.‬‬ ‫أسسه وحتليله‪ .‬عامن‪ ،‬دار صفاء للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬زه�ران‪ ،‬حام�د عب�د السلام (‪ .)1995‬الصح�ة‬ ‫‪ -‬البركات‪ ،‬على أمح�د ؛ احلكماين‪ ،‬ن�ارص علي‬
‫النفسية والعالج النفيس‪ .‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب ‪.‬‬ ‫(‪ .)2014‬احلاج�ات االرش�ادية ل�دى طلب�ة‬
‫‪ -‬سليامن‪ ،‬عبد الرمحن سيد(‪ .)2004‬معجم التفوق‬ ‫اجلامع�ات اخلاص�ة بس�لطنة عمان‪ .‬جمل�ة احت�اد‬
‫العقيل‪ .‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب ‪.‬‬ ‫اجلامعات العربية للرتبية وعلم النفس‪،3)12( ،‬‬
‫‪ -‬الس�مريي‪ ،‬لطيفة صال�ح(‪ .)2004‬تقويم مقرر‬ ‫‪. 108 - 81‬‬
‫عل�م النف�س للص�ف الث�اين الثان�وي لتعلي�م‬ ‫‪ -‬بك�ر‪ ،‬حمم�د الس�يد حسين (‪ .)2013‬احلاج�ات‬
‫البنات بمدين�ة الرياض من وجهة نظر املعلامت‬ ‫النفسية واالجتامعية لدى عينة من طلبة وطالبات‬
‫املرشف�ات يف ض�وء االجتاه�ات املع�ارصة يف‬ ‫كليتي العلوم واآلداب واملجتمع بطربجل(املنطقة‬
‫املناه�ج‪ .‬رس�الة الرتبي�ة وعلم النف�س‪،)24( ،‬‬ ‫الشمالية باململك�ة العربي�ة الس�عودية)‪ .‬جمل�ة‬
‫‪.167-96‬‬ ‫دراسات الطفولة‪.8 – 1 ،)58(16 ،‬‬

‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬ ‫‪134‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫التحصيلي‪ .‬جمل�ة العل�وم الرتبوي�ة والنفس�ية‪،‬‬ ‫‪ -‬الش�افعي‪ ،‬ابراهي�م؛ الكثيري‪ ،‬راش�د؛ علي‪ ،‬رس‬
‫(‪.461-435 ،1)14‬‬ ‫اخلت�م(‪ .)1996‬املنه�ج امل�دريس م�ن منظ�ور‬
‫‪ -‬عباس‪ ،‬إهلام (‪ .)2012‬الوحدة النفسية وعالقتها‬ ‫جديد‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫باحلاجات النفس�ية لدى موظف�ي جامعة بغداد‪.‬‬ ‫‪ -‬ش�حاته‪ ،‬حس�ن (‪ .)2012‬تصمي�م املناهج وقيم‬
‫جمل�ة البحوث الرتبوية والنفس�ية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫التق�دم يف العامل العربية‪ ،‬القاه�رة ‪ ،‬الدار املرصية‬
‫‪ ،32‬ص ص ‪355 – 310‬‬ ‫اللبنانية ‪.‬‬
‫‪ -‬عب�د اهلادي‪ ،‬نبي�ل(‪ .)2002‬املدخ�ل إىل القياس‬ ‫‪. )1998( _______ -‬املناه�ج الدراس�ية بين‬
‫والتقويم الرتبوي واس�تخدامه يف جمال التدريس‬ ‫النظري�ة والتطبيق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتب�ة الدار العربية‬
‫الصفي‪ .‬ط ‪ ،2‬عامن‪ ،‬دار وائل للنرش‪.‬‬ ‫للكتاب ‪.‬‬
‫‪ -‬علي‪ ،‬س�امي عب�د الق�وي؛ عويض�ه‪ ،‬حمم�د امحد‬ ‫‪ -‬ش�حاته‪ ،‬ف�وزي رزق (‪ :)2002‬أه�داف املرحلة‬
‫(‪ .)1994‬احلاج�ات النفس�ية ل�دى طلاب‬ ‫الثانوي�ة يف مصر يف ض�وء االجت�اه إىل العومل�ة‪،‬‬
‫اجلامعة(دراس�ة نفس�ية مقارن�ة)‪ .‬عل�م النفس‪،‬‬ ‫جمل�ة البحث الرتب�وي‪ ،‬املركز القوم�ي للبحوث‬
‫مرص‪.118-96 ،)32(8 ،‬‬ ‫الرتبوية والتنمية‪. 281-245 ،)2(1 ،‬‬
‫‪ -‬القطناين‪ ،‬عالء سمري موسى (‪ .)2011‬احلاجات‬ ‫‪ -‬الرشق�اوي‪ ،‬أنور حممد (‪ .)2012‬التعلم نظريات‬
‫النفس�ية ومفه�وم ال�ذات وعالقتهما بمس�توى‬ ‫وتطبيقات‪ .‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪.‬‬
‫الطم�وح لدى طلبة جامعة األزهر بغزة‪ .‬رس�الة‬ ‫‪ -‬ش�وكت‪ ،‬عواطف إبراهي�م‪ .)2000(.‬احلاجات‬
‫ماجس�تري غير منش�ورة‪ ،‬كلي�ة الرتبي�ة جامع�ة‬ ‫النفسية ومصادر إشباعها لدى طالب وطالبات‬
‫األزهر بغزة ‪.‬‬ ‫اجلامع�ة ( دراس�ة مقارن�ة)‪ .‬دراس�ات نفس�ية‪،‬‬
‫‪ -‬نجيب‪ ،‬حممد (‪ .)2013‬املناهج الدراسية النظرية‬ ‫‪.573-533 ،)4(10‬‬
‫والتطبيق‪ .‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب ‪.‬‬ ‫‪ -‬الصبحي‪ ،‬فوزية سعد (‪ )2014‬احلاجات النفسية‬
‫‪ -‬النوايسة‪ ،‬فاطمة عبد الرحيم (‪ .)2013‬أساسيات‬ ‫واالجتامعي�ة بني متطلبات الواقع واملأمول‪ .‬جملة‬
‫علم النفس‪ ،‬عامن‪ ،‬دار املناهج للنرش والتوزيع ‪.‬‬ ‫دراسات عربية يف الرتبية وعلم النفس‪،1)34( ،‬‬
‫‪ -‬ن�وري‪ ،‬أمحد حمم�د ؛ حييى‪ ،‬أياد حمم�د (‪.)2008‬‬ ‫‪. 151-135‬‬
‫احلاجات اإلرش�ادية (نفس�ية واجتامعي�ة)‪ .‬جملة‬ ‫‪ -‬صدي�ق‪ ،‬حمم�د الس�يد (‪ .)2007‬الصعوب�ات‬
‫الرتبية والعلم‪ ،‬جامعة املوصل‪-294 ،3)15( ،‬‬ ‫الدراس�ية واحلاجات النفس�ية ل�دى طالبات‬
‫‪.321‬‬ ‫كلي�ة الرتبي�ة – دراس�ة ارتقائية مقارن�ة‪ .‬جملة‬
‫‪ -‬جمم�ع اللغ�ة العربي�ة (‪.)2005‬املعج�م الوجي�ز‪.‬‬ ‫كلي�ة الرتبي�ة جامع�ة عين ش�مس‪،)2(31 ،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية ‪.‬‬ ‫‪. 429 – 385‬‬
‫‪ -‬املف�دى‪ ،‬عم�ر عبدالرمح�ن(‪ .)1993‬احلاج�ات‬ ‫‪ -‬الصقي�ة‪ ،‬اجلوه�رة إبراهي�م (‪ .)2013‬احلاجات‬
‫النفس�ية للش�باب ودور الرتبي�ة يف تلبيته�ا‪.‬‬ ‫االرش�ادية لطالب�ات كلي�ة الرتبي�ة يف جامع�ة‬
‫الرياض‪ ،‬مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج‪.‬‬ ‫األمرية نورة بنت عبد الرمحن وعالقتها باملستوى‬

‫‪135‬‬ ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان ‪ :‬دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

:‫املراجع اإلنجليزية‬ ‫ عامد عبد الرمحن‬،‫ عيل فالح ؛ الزغ�ول‬،‫ اهلن�داوي‬-


-Anne S., Kisilu K & Marcella M.(2013) ،‫ مب�ادئ أساس�ية يف عل�م النف�س‬.)2011(
Psychological Influences in the ‫ مكتب�ة الفالح للنرش‬،‫اململكة العربية الس�عودية‬
Curriculum Decision Making Process. . ‫والتوزيع‬
Journal of Education and Practice, (4)8, ‫ عل�م النفس‬.)2010( ‫ رام�ي حمم�ود‬،‫ اليوس�ف‬-
173180-. ‫ اململكة‬،‫الرتبوي بني النظرية والتطبيقات الصفية‬
- Chow, H. P. H. (2007). Psychological
.‫ دار األندلس للنرش والتوزيع‬،‫العربية السعودية‬
well-being and scholastic achievement
among university students in Canadian
Praitie City. Social Psychology of
Education, 10(4), 483–493.
- Faye .C. & Sharpe .D. (2008).Academic
Maturation in university : The Role
of Basic psychology – ical Needs and
Identity formation . Canadian journal of
Behavioral Science,(40)4, 189199-.
- Gabler, IC, Schroeder, M., & Curtis, DH
(2003). Constructivist methods for the
secondary classroom: Engaged minds.
Boston: Pearson Education, Inc.
- Henson T K. (2001). Curriculum planning
. Illinois: Waveland Press, Inc
- Jaime Leo´n • Juan L. Nu´n˜ez ( 2013 )
Causal Ordering of Basic Psychological
Needs and Well-Being. September
2012/ Published online: 13 September
2012 _ Springer Science Business
Media B.V. 2012.

‫ دور املقررات الرتبوية يف إشباع احلاجات النفسية واالجتامعية‬: ‫حممود جابر حسن أمحد وإبراهيم بن عبد اهلل احلسينان‬ 136
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫دوافع اختيار أولياء األمور‬


‫للمدارس االبتدائية الخاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫«دراسة مقارنة بين المدارس األهلية والمدارس العالمية للبنين في محافظة جدة»‬
‫أمحد بن عيل الغامدي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬يارس بن عبد احلميد اخلطيب ‬
‫باحث‬ ‫ ‬
‫أستاذ التسويق‬ ‫ ‬
‫كلية االقتصاد واإلدارة ‪ -‬جامعة امللك عبد العزيز‬ ‫ ‬‫كلية االقتصاد واإلدارة ‪ -‬جامعة امللك عبد العزيز‬ ‫ ‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪This study aimed to determine the motives why are‬‬ ‫هدف�ت ه�ذه الدراس�ة إىل التع�رف على دواف�ع اختي�ار أولياء‬
‫‪particular schools rather than others were chosen by‬‬
‫األمور للمدرسة األهلية والعاملية ألبنائهم دون غريها‪ ،‬وكذلك‬
‫‪parents, measure the extent of parents satisfaction‬‬
‫التعرف عىل مدى رضا أولياء األمور عن خمتلف عنارص اخلدمة‬
‫‪regarding the various elements of the educational‬‬
‫‪service provided by private\ international schools.‬‬ ‫التعليمية املقدمة ألبنائهم من املدرسة األهلية أو العاملية‪.‬‬
‫‪The study came up with a set of findings, Parents who‬‬ ‫وخلصت الدراسة إىل جمموعة من النتائج أمهها أن أولياء األمور‬
‫‪choose international schools are attracted by careful‬‬ ‫الذين خيتارون املدارس العاملية يدفعهم إىل ذلك اهتامم املدرس�ة‬
‫‪adoption of modern teaching methods for English, and‬‬
‫العاملي�ة بتدري�س اللغ�ة اإلنجليزي�ة بأس�اليب حديث�ة ووجود‬
‫‪the availability of school provided means of transport‬‬
‫‪for students from home to school and back. In terms of‬‬
‫وس�ائل نق�ل للطالب م�ن املنزل إىل املدرس�ة والعك�س‪ ،‬وفيام‬
‫‪the extent of parents satisfaction regarding educational‬‬ ‫يتعلق بدرجة رضا أولياء األمور عن اخلدمات التعليمية املقدمة‬
‫‪services provided by private \international schools or,‬‬ ‫ألبنائهم من قبل املدارس األهلية أو العاملية‪ ،‬فقد بينت الدراسة‬
‫‪the study showed that the most important elements of‬‬ ‫أن أهم عنارص اخلدمات التعليمية التي حازت عىل مستوى عال‬
‫‪educational services which have earned a high level of‬‬
‫من رضا أولياء األمور متثلت يف التزام املدرس�ة بتس�ليم الكتب‬
‫‪satisfaction of parents was the school’s commitment‬‬
‫‪to deliver textbooks to students in a timely manner,‬‬
‫الدراس�ية للطالب يف الوقت املحدد‪ ،‬وييل ذلك موقع املدرسة‪.‬‬
‫‪followed by the location of the school, In the end, the‬‬ ‫ويف النهاي�ة قدم�ت الدراس�ة جمموع�ة م�ن التوصي�ات أمهه�ا‬
‫‪study made a series of recommendations, including the‬‬ ‫رضورة اهتامم مالكي ومسئويل املدارس األهلية والعاملية بإعداد‬
‫‪owners and officials of private and international schools‬‬ ‫برنامج الستقبال أولياء األمور الراغبني يف زيارة املدرسة هبدف‬
‫‪must design program to reception Parents who wish to‬‬
‫االطالع عىل خدماهتا وأنشطتها‪ ،‬وإظهار نقاط قوة املدرسة من‬
‫‪visit the school their goal of the visit to identify the school‬‬
‫‪services and activities. also promote the students and‬‬ ‫قدرات أكاديمية وقدرات تش�غيلية وكذلك تعظيم درجة رضا‬
‫‪parents satisfaction degree with the services provided in‬‬ ‫الطلاب وأولي�اء أمورهم ع�ن اخلدمات املقدمة يف مدارس�هم‬
‫‪schools in all respects, the most important of which is the‬‬ ‫م�ن مجيع النواحي وأمهها االلتزام بتس�ليم الكتب الدراس�ية يف‬
‫‪commitment to deliver textbooks in time and discipline‬‬ ‫موعدها واالنضب�اط يف مواعيد النقل املدريس وكذلك مالئمة‬
‫‪in the school transportation punctuality as well as the‬‬
‫الفصل الدرايس مع عدد الطالب‪.‬‬
‫‪optimizing the number of students per classroom size.‬‬
‫‪Keywords: private schools, international schools, services,‬‬ ‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬م�دارس أهلية‪ ،‬م�دارس عاملية‪ ،‬خدمات‪،‬‬
‫‪education, motivation, satisfaction, student’s parents.‬‬ ‫تعليم‪ ،‬دوافع‪ ،‬رضا‪ ،‬أولياء أمور الطالب‪.‬‬

‫والس�ؤال والدراس�ة‪ ،‬كما أن املس�تثمرين يف قط�اع‬ ‫املقدمة‬


‫التعلي�م األهلي يرغب�ون يف تطوي�ع تل�ك الق�رارات‬ ‫إن ق�رار اختيار أولي�اء األمور مل�دارس أبنائهم يعترب‬
‫لصاحله�م وذل�ك ب�إدراج أبنائه�م يف امل�دارس التي‬ ‫من القرارات املصريية التي تسهم يف تشكيل مستقبل‬
‫يملكوهنا‪.‬‬ ‫األبناء‪ ،‬وحتتاج تل�ك القرارات إىل الكثري من البحث‬

‫‪137‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ ‬وم�ن هنا ت�زداد أمهي�ة التعرف على دواف�ع اختيار‬ ‫وم�ن الطبيعي أن�ه إذا أراد املس�تثمر يف قطاع التعليم‬
‫أولي�اء األم�ور للم�دارس االبتدائي�ة األهلي�ة اخلاص�ة‬ ‫األهلي احلصول على عدد أكرب م�ن العملاء‪ ،‬أن يقوم‬
‫بأبنائه�م‪ ،‬وهذا ما حياول فريق البحث الوصول إليه من‬ ‫بدراس�ة توجهات ه�ؤالء العمالء ودوافعه�م‪ ،‬ومعرفة‬
‫خلال بحثه ومقارنة تلك الدوافع بدوافع اختيار أولياء‬ ‫األس�اليب التي من خالهلا يس�تطيع احلص�ول عىل عدد‬
‫األمور للمدارس االبتدائي�ة العاملية اخلاصة بأبنائهم مع‬ ‫أكبر م�ن العمالء ويف نف�س الوقت يعمل عىل ترس�يخ‬
‫حماول�ة التع�رف عىل م�دى رضا أولي�اء األم�ور عن ما‬ ‫والء ه�ؤالء العمالء مل�ا يقدمه من خدم�ات وذلك من‬
‫تقدمة كل من املدرسة األهلية أو العاملية ألبنائهم‪.‬‬ ‫خالل قياس�ه ملدى رضائهم عن اخلدم�ات التي يقدمها‬
‫هلم‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬اإلطار العام للدراسة‪.‬‬ ‫كما أن هناك بع�ض الش�واهد التي تؤكد ب�أن قطاع‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬ ‫التعلي�م األهيل آخ�ذ يف النم�و الرسيع س�واء كان ذلك‬
‫قام فريق البحث بإجراء دراس�ة اس�تطالعية أجرى‬ ‫عىل مس�توى ع�دد امل�دارس أو الطلاب والطالبات أو‬
‫م�ن خالهلا مقابالت ش�خصية مع بع�ض أولياء األمور‬ ‫املعلمني خالل السنوات القادمة منها‪:‬‬
‫الذي�ن قام�وا باختيار املدارس االبتدائية ألبنائهم س�واء‬ ‫‪ -‬ارتف�اع مع�دل الدخ�ل للف�رد وتناف�س الطل�ب‬
‫كان�ت مدارس أهلية أو عاملي�ة (((()‪ ،‬وقد تبني من خالل‬ ‫االجتامعي عىل التعليم األهيل‪.‬‬
‫الدراس�ة أن دوافع اختيار أولي�اء األمور لتلك املدارس‬ ‫‪ -‬وج�ود أعداد كبرية من املقيمين الذين يرغبون يف‬
‫ليست متامثلة وخاصة فيام يتعلق باآليت‪:‬‬ ‫إحل�اق أبنائه�م يف امل�دارس األهلي�ة أو املدارس‬
‫‪ -‬سمعة املدرسة وشهرهتا‪.‬‬ ‫العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬كفاءات املدرسني‪.‬‬ ‫‪ -‬إقب�ال رؤوس األم�وال على االس�تثامر يف جم�ال‬
‫‪ -‬النشاطات الال صفية التي ترعاها املدرسة‪.‬‬ ‫التعليم األهيل ‪.‬‬
‫كذلك كانت هناك فروق ًا ملموسة لدى أولياء األمور‬ ‫وهذا م�ا يؤكد ب�أن املرحلة املقبلة ستش�هد بإذن اهلل‬
‫عن اخلدمات املقدمة يف تلك املدارس أمهها‪:‬‬ ‫حركة اس�تثامرية عالية من املؤسسات املحلية واألجنبية‬
‫‪ -‬الرضا عن وسيلة النقل (الباص) باملواعيد املحددة‬ ‫يف قط�اع التعلي�م األهيل‪ ،‬مم�ا يتطلب إجي�اد قاعدة حملية‬
‫يف رحلتي الذهاب والعودة من املدرسة‪.‬‬ ‫قوية من القطاع اخلاص قادرة عىل املنافسة‪ ،‬واالستعداد‬
‫‪ -‬الرضا عن النظافة العامة للمباين املدرسية‪.‬‬ ‫للمؤسسات والرشكات املنافس�ة‪ ،‬من خالل االستفادة‬
‫‪ -‬الرضا عن انضباط الطالب يف املدرسة‪.‬‬ ‫من الدراس�ات العلمية لتحديد االس�تثامرات املستقبلية‬
‫ومن هنا فقد استش�عر فريق البح�ث رضورة اجراء‬ ‫يف العدي�د من املج�االت ومنها التعلي�م األهيل‪ ،‬والذي‬
‫الدراس�ة امليدانية التي ينبغي أن تتمحور مشكلتها حول‬ ‫يع�د م�ن املج�االت اهلام�ة الس�تقطاب االس�تثامر في�ه‬
‫حماولة التعرف عىل دوافع اختيار أولياء األمور للمدرسة‬ ‫وحتقيق عوائد ربحية جمزية ألصحاب رؤوس األموال‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن التنافس يف االستثامر يف هذا املجال‬
‫(‪ )1‬حيتفظ فريق البحث بتسجيل خاص لبعض املقابالت التي‬
‫تم إجرائها خالل الدارسة االستطالعية‪.‬‬ ‫حيقق درجة عالية من الكفاءة‪ ،‬واألداء املتميز‪.‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪138‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اهتامم� ًا بالغ� ًا م�ن قب�ل وزارة التعلي�م من حيث‬ ‫األهلية أو العاملي�ة ومدى رضاهم عن اخلدمات املقدمة‬
‫التنظيم ووضع سياس�ات وترشيعات مهمة هلذا‬ ‫يف تلك املدارس‪.‬‬
‫الن�وع م�ن التعليم يف ظ�ل النهضة التي تعيش�ها‬
‫اململك�ة حالي� ًا يف ش�تى اجلوان�ب‪ ،‬مم�ا يتطل�ب‬ ‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫اإلس�هام يف رس�م خطوط تل�ك السياس�ة‪ ،‬ويف‬ ‫تعترب هذه الدراس�ة عىل جانب كبري من األمهية ألهنا‬
‫ختطيط عملية التعليم واجتاهاته‪.‬‬ ‫متث�ل جتس�يد ًا للمفه�وم احلدي�ث للتس�ويق القائ�م عىل‬
‫‪ -2‬تعترب املرحلة االبتدائية مرحلة األساس التعليمي‬ ‫التوجه باملستهلك الذي يمثل الركيزة األساسية يف رسم‬
‫جلمي�ع مراح�ل التعلي�م التالي�ة هل�ا حي�ث أهن�ا‬ ‫السياس�ات التسويقية عىل أسس علمية سليمة‪ .‬والواقع‬
‫مرحلة بداية القراءة والكتابة ومها أس�اس العلم‬ ‫أنه عىل الرغم من كثرة الدراسات العربية واألجنبية التي‬
‫والتعل�م‪ ،‬وهي مرحلة تكوين ش�خصية الطالب‬ ‫تناولت دوافع املس�تهلكني والعمالء ودرجة رضاهم يف‬
‫وفك�ره ومهاراته ومعلوماته‪ ،‬وهي من مس�لامت‬ ‫القطاعات املرصفية والصحية والفندقية والس�ياحية‪...‬‬
‫املجتمع فه�ي املرحلة التي يلتحق هب�ا مجيع أبناء‬ ‫إلخ‪ ،‬إال أن هناك قدر حمدود نس�بي ًا من الدراس�ات التي‬
‫املجتم�ع وم�ن مجيع فئات�ه‪ .‬كام أهنا تعتبر مرحلة‬ ‫تناولت س�لوك أولياء أمور الطالب يف القطاع التعليمي‬
‫التكوي�ن العاطف�ي والعالق�ات االجتامعية‪ ،‬كام‬ ‫وبخاص�ة التعلي�م األهيل ال�ذي يمكن إب�راز أمهيته من‬
‫تس�اعد هذه املرحلة يف تكوي�ن البيئة التي يعيش‬ ‫خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫فيه�ا الطفل وجعله�ا ميدان للمصالح املشتركة‬ ‫‪ -1‬إن املدارس اخلاصة يف اململكة العربية السعودية‬
‫واملواطنة الصاحلة‪.‬‬ ‫– تض�م (‪ )669.642‬طالب� ًا وطالبة يش�كلون‬
‫‪ -3‬تظه�ر اإلحصائي�ات ب�أن حج�م االس�تثامرات‬ ‫‪ %14.65‬م�ن إمج�ايل ع�دد طلاب وطالب�ات‬
‫بقطاع التعليم األهيل واألجنبي متيل إىل االرتفاع‬ ‫التعلي�م يف اململك�ة البال�غ (‪)4.569.949‬‬
‫بش�كل ملحوظ وخاصة يف ظ�ل توجه القيادة يف‬ ‫طالب� ًا وطالب�ة يف مراح�ل التعلي�م املختلف�ة‬
‫اململكة العربية السعودية إىل دعم كل القطاعات‬ ‫حس�ب‪  ‬اإلحصائي�ات الرس�مية ل�وزارة الرتبية‬
‫التعليمي�ة‪ .‬وم�ا متي�زت ب�ه امل�دارس األهلية أو‬ ‫والتعلي�م للع�ام ال�درايس ‪1434/1433‬ه�ـ‪،‬‬
‫العاملي�ة م�ن انضب�اط واهتمام بطالهب�ا وتوفير‬ ‫ويش�كل طلاب وطالب�ات املرحل�ة االبتدائي�ة‬
‫املعلمني األكفاء برواتب عالية خاصة يف املدارس‬ ‫يف امل�دارس اخلاص�ة ‪ %11.43‬م�ن جمم�وع‬
‫الكبيرة‪ ،‬مما أوجد طالب�ا متفوقني معتمدين عىل‬ ‫طالهب�ا((( لذلك‪ ،‬فم�ن الضروري التعرف عىل‬
‫أنفس�هم ولدهيم مه�ارات ولغات متع�ددة طبقا‬ ‫العوام�ل واالعتبارات التي تدف�ع أولياء األمور‬
‫(((‬
‫للمنهج املعد هلم من قبل تلك املدارس‪.‬‬ ‫إىل اختيار امل�دارس اخلاصة برغم كلفتها‪  .‬وتأيت‬
‫هذه الدراسة يف فرتة يشهد خالهلا التعليم األهيل‬
‫(‪ )3‬تقرير مويض املطريي‪ ،‬بعنوان رؤوس األموال النسائية املستثمرة‬
‫يفقطاعالتعليمتصطدمبواقعاملعوقاتاحلكومية(تقاريرحملية)‪،‬‬ ‫املوقع اإللكرتوين لوزارة التعليم ‪https://www.moe.gov.sa‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صحيفة االقتصادية‪( ،‬العدد ‪ 6 ،)6082‬يونيو ‪2010‬م‪.‬‬ ‫تاريخ طباعة التقرير‪ .2015/01/11 :‬‬

‫‪139‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -3‬التع�رف على دواف�ع اختي�ار أولي�اء األم�ور‬ ‫‪ -4‬تزاي�د اإلقبال عىل املدارس األهلي�ة والعاملية يف‬
‫للمدرسة األهلية و العاملية ألبنائهم دون غريها‪.‬‬ ‫الفرتة األخرية الذي قد يعزى إىل الزيادة السكانية‬
‫‪ -4‬التعرف عىل مدى رضا أولياء األمور عن خمتلف‬ ‫وارتفاع مس�توى الدخ�ل‪ ،‬وهذا يعتبر ذو أمهية‬
‫عن�ارص اخلدم�ة التعليمي�ة املقدم�ة ألبنائهم من‬ ‫بالغة للمس�تثمر يف قطاع التعليم للتعرف عىل ما‬
‫املدرسة األهلية أو العاملية‪.‬‬ ‫جيب عليه كمس�تثمر الرتكيز عليه للحصول عىل‬
‫رضا العمالء احلاليني وتوسيع قاعدة العمالء يف‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫(((‬

‫امل�دارس األهليــ�ة‪ :‬بتاري�خ ‪1395/09/11‬ه�ـ‬ ‫واس�تناد ًا إىل م�ا س�بق يعتق�د فري�ق البح�ث أن م�ا‬
‫أصدرت الدولة الئحة تنظيم املدارس األهلية يف اململكة‬ ‫تتمخض عنه نتائج هذه الدراسة من توصيات يمكن أن‬
‫العربية الس�عودية وقد عرفت يف مادهتا األوىل املدرس�ة‬ ‫تساهم يف ترشيد القرارات اإلدارية والتسويقية للقائمني‬
‫األهلي�ة بأهنا‪« :‬كل منش�أة غري حكومي�ة‪ ،‬تقوم بأي نوع‬ ‫على ش�ئون التعلي�م األهيل واألجنب�ي وبالتايل توس�يع‬
‫من أن�واع التعليم العام أو اخلاص‪ ،‬قب�ل مرحلة التعليم‬ ‫قاعدة الدارسين يف تلك املؤسس�ات التعليمية وتعظيم‬
‫الع�ايل وبموج�ب هذه الالئحة اس�تثنت الدول�ة املراكز‬ ‫درجة رضاهم ورضا أولياء أمورهم عن خدماهتا‪.‬‬
‫أو املعاه�د الثقافي�ة الت�ي تنش�ئها الدولة أو املؤسس�ات‬ ‫فض ً‬
‫لا ع�ن ذلك فإن�ه من املأم�ول ان متثل الدراس�ة‬
‫األجنبي�ة بموجب اتفاق بينها وبين احلكومة واملدارس‬ ‫احلالي�ة مدخ ً‬
‫لا للباحثين إلج�راء املزيد م�ن البحوث‬
‫التي تنش�ئها هيئات التمثيل الس�يايس والقنصيل لتعليم‬ ‫والدراس�ات مس�تقب ً‬
‫ال يف قطاع�ات تعليمي�ة أخ�رى‬
‫أبن�اء العاملين هبا دون غريه�م ال تعترب م�دارس أهلية‬ ‫ومناطق جغرافية خمتلفة‪.‬‬
‫بموج�ب الالئح�ة»‪ (((.‬وه�ي امل�دارس املعروف�ة أيضا‬
‫باسم املدارس املستقلة غري احلكومية‪ ،‬وهي التي ال تدار‬ ‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫من قب�ل احلكومات املحلية‪ ،‬وبالت�ايل فإهنا حتتفظ باحلق‬ ‫هتدف هذه الدراسة إىل‪:‬‬
‫يف اختيار الطالب‪ ،‬ويتم متويلها كليا أو جزئيا عن طريق‬ ‫‪ -‬التع�رف على اخلصائ�ص الديموغرافي�ة ألولياء‬
‫فرض رسوم عىل الطالب‪.‬‬ ‫أم�ور طالب املدارس األهلية والعاملية من حيث‬
‫امل�دارس العاملي�ة‪ :‬ق�د ال يوجد هن�اك تعريف دارج‬ ‫(اجلن�س‪ ،‬اجلنس�ية‪ ،‬التعلي�م‪ ،‬والدخ�ل) ون�وع‬
‫للمدارس العاملية‪ .‬إال أنه من املمكن القول بأن املدرسة‬ ‫السكن‪.‬‬
‫العاملي�ة ه�ي أحد تلك األن�واع من امل�دارس التي جتمع‬ ‫‪ -2‬التع�رف عىل أس�باب تعرف أولي�اء األمور عىل‬
‫ع�دد من الطلاب واملوظفني واملعلمين الذين يمثلون‬ ‫امل�دارس األهلي�ة أو العاملي�ة املفضل�ة لتعلي�م‬
‫ع�د ًدا م�ن األص�ول الثقافي�ة والعرقية املختلف�ة‪ ،‬حيث‬ ‫أبنائهم‪.‬‬
‫يتم من خالل تلك امل�دارس تقديم منهج مقبول دوليا‪،‬‬ ‫(‪ )4‬تقري�ر عب�د املحس�ن بالطي�ور‪ ،‬بعن�وان م�دارس‬
‫االنرتناش�يونال تفوق�ت على األهلية واحلكومي�ة (حتقيقات‬
‫(‪ )5‬محد إبراهيم السلوم‪ ،‬التعليم العام يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫وتقاري�ر)‪ ،‬صحيف�ة الرياض‪(،‬الع�دد ‪،)16736‬‬
‫ط‪( ،1‬الرياض‪ ،‬د‪ .‬ن‪ ،)1988 ،.‬ص ‪. 224 – 223‬‬ ‫‪ 20‬أبريل ‪2014‬م‪ .‬‬
‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪140‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫ثاني� ًا ‪ :‬ال توجد فروق جوهرية ذات داللة إحصائية‬ ‫حي�ث يتم تكوي�ن ثوابت ال�روح األممية الواح�دة التي‬
‫بني أس�باب تع�رف أولياء األمور عىل امل�دارس األهلية‬ ‫تتمي�ز ع�ن النزعة القومي�ة‪ .‬وهي املدارس التي تش�جع‬
‫وأسباب تعرفهم عىل املدارس العاملية‪.‬‬ ‫التعلي�م الدويل‪ ،‬يف بيئة دولي�ة‪ ،‬إما من خالل تبني منهج‬
‫ثالث� ًا‪ :‬ال توجد فروق جوهري�ة ذات داللة إحصائية‬ ‫دويل‪ ،‬أو باتب�اع منهج وطني خيتل�ف عن املناهج املطبقة‬
‫بين دواف�ع اختيار أولي�اء األمور للم�دارس األهلية أو‬ ‫يف دول�ة إقامة تلك املدرس�ة‪ ،‬كام ختضع أنظم�ة التقويم‬
‫املدارس العاملية‪.‬‬ ‫واالختب�ارات والتقدي�رات واملع�ادالت موافق�ة اهليئة‬
‫رابع� ًا‪ :‬ال توجد فروق جوهرية ذات داللة إحصائية‬ ‫املعتمدة للربنامج التعليمي الدويل املطبق بام ال يتعارض‬
‫بني رضا أولياء األمور عن اخلدمات املقدمة ألبنائهم يف‬ ‫م�ع األنظمة املطبقة لالختب�ارات يف التعليم العام‪ ،‬ويتم‬
‫املدارس األهلية عن تلك املقدمة يف املدارس العاملية‪.‬‬ ‫متويله�ا كلي�ا أو جزئي�ا ع�ن طري�ق ف�رض رس�وم عىل‬
‫(((‬
‫الطالب‪.‬‬
‫أسلوب الدراسة ‪:‬‬ ‫املرحل�ة االبتدائي�ة ‪ :‬املرحل�ة االبتدائي�ة يف اململك�ة‬
‫يعتبر هذا البحث بحث ًا اس�تنتاجي ًا وصفي� ًا إحصائي ًا‬ ‫العربية الس�عودية هي القاعدة الت�ي يرتكز عليها إعداد‬
‫يستند إىل نوعني من مصادر البيانات املطلوبة كام ييل ‪:‬‬ ‫الناش�ئني للمراحل التالية من حياهتم وهي مرحلة عامة‬
‫أوالً ‪ :‬املص�ادر الثانوي�ة ‪ :‬واملتمثل�ة يف املص�ادر‬ ‫تش�كل أبناء األمة مجيعهم‪ ،‬وتزودهم باألساس�يات من‬
‫اإلحصائي�ة احلكومي�ة واخلاص�ة مث�ل وزارة الرتبي�ة‬ ‫العقي�دة الصحيح�ة واالجتاه�ات الس�ليمة‪ ،‬واخلربات‬
‫والتعلي�م و الغرف�ة التجاري�ة الصناعي�ة ومصلح�ة‬ ‫واملعلومات واملهارات ومدة الدراسة فيها ست سنوات‬
‫اإلحصاءات العامة واملدارس األهلية والعاملية‪ ،‬وذلك‬ ‫والتعليم فيها متاح لكل من بلغ س�ن التعليم وهو إكامل‬
‫للحص�ول على البيانات اخلاص�ة بعدد تل�ك املدارس‬ ‫(((‬
‫ست سنوات‪.‬‬
‫وع�دد الطلاب الدارسين فيه�ا إضاف�ة إىل االطلاع‬
‫على الدراس�ات الس�ابقة ذات العالقة بطبيع�ة البحث‬ ‫فروض الدراسة ‪:‬‬
‫وأهدافه‪.‬‬ ‫سعى فريق البحث إىل التحقق من الفروض التالية ‪:‬‬
‫ثاني� ًا ‪ :‬املص�ادر األولي�ة ‪ :‬وقد اعتمد فري�ق البحث‬ ‫أوالً ‪ :‬ال توج�د فروق جوهرية ذات داللة إحصائية‬
‫يف مج�ع البيانات األولية على قائمة اس�تقصاء تضمنت‬ ‫بين خصائص أولياء أمور طالب املدارس األهلية وبني‬
‫أرب�ع حماور رئيس�ية كان املح�ور األول يعن�ى بالبيانات‬ ‫خصائص أولياء أمور طالب املدارس العاملية من حيث‬
‫الش�خصية ل�ويل األم�ر وم�ا يتضمن�ه م�ن خصائ�ص‬ ‫اجلنس‪ ،‬اجلنسية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الدخل‪ ،‬ونوع السكن‪.‬‬
‫اجتامعي�ة‪ ،‬بينما تضمن املح�ور الثاين عىل األس�لوب أو‬
‫(‪Virachai Techavijit / The International Schools )6‬‬
‫الكيفية التي من خالهلا تم التعرف عىل املدرس�ة اخلاصة‬ ‫‪Phenomenon in Thailand and the Implementation‬‬
‫‪of the International Baccalaureate/ Presented at the‬‬
‫باألب�ن‪ ،‬وبعد ذلك يتم التعرف عىل دوافع اختيار أولياء‬ ‫‪4-University of Oxford / 1st March 2007 / p. 3‬‬
‫األم�ور للمدرس�ة اخلاص�ة بأبنائه�م من خلال املحور‬ ‫(‪ )7‬عب�د اهلل حمم�د الزيد‪ ،‬التعلي�م يف اململكة العربية الس�عودية‬
‫أنموذج خمتلف‪ ،‬ط‪( ،4‬جدة ‪ :‬الدار السعودية‪ ،)1990 ،‬ص‬
‫الثال�ث‪ ،‬كام اهتم املح�ور الرابع واألخير بمعرفة مدى‬ ‫‪.94 – 93‬‬

‫‪141‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫حجم ونوع العينة‪:‬‬ ‫رض�ا أولي�اء األمور ع�ن اخلدمات املقدمة من املدرس�ة‬
‫نظ�ر ًا لكبر حجم جمتم�ع البحث ال�ذي بلغ حجمه‬ ‫ألبنائه�م‪ .‬وقد تم توجيه تلك القائم�ة ومجع بياناهتا من‬
‫‪ 36.886‬مفردة فإنه بتطبيق معادلة اخلطأ املعياري عند‬ ‫جمتمع البحث‪.‬‬
‫درجة ثقة ‪ %95‬وحدود خطأ ‪ %5+‬تبني أن حجم العينة‬
‫الواجب اختيارها هو ‪ 381‬مفردة‪ ،‬وقد تم توجيه قوائم‬ ‫منهج الدراسة ‪:‬‬
‫االس�تقصاء ومجعه�ا من أولي�اء األمور((( املس�جلني يف‬ ‫لق�د اعتمدت الدراس�ة احلالية على املنهج الوصفي‬
‫املدارس األهلية والعاملية بمدينة جدة‪ ،‬وذلك اعتامد ًا عىل‬ ‫االس�تنتاجي‪ ،‬حيث أنه األنس�ب لدراس�ة و تش�خيص‬
‫العينة املساحية املنتظمة‪ ،‬وعند استالم قوائم االستقصاء‬ ‫الظاه�رة على أرض الواق�ع ومج�ع املعلوم�ات عنه�ا‬
‫املرجتعة تبني من مراجعتها أن جمموع املفردات الس�ليمة‬ ‫وتفسيرها واس�تخالص أبرز نتائجها‪ .‬ويبرر العزاوي‬
‫املس�توفاة بياناهتا بل�غ ‪ 182‬مفردة متثل ‪ % 48‬من إمجايل‬ ‫اس�تخدام املنه�ج الوصف�ي بأن�ه لي�س هن�اك منهج ًا يف‬
‫القوائم التي تم توزيعها لعينة الدراسة‪.‬‬ ‫البحث أكثر انتشار ًا من املنهج الوصفي‪ ،‬ذلك أن املنهج‬
‫الوصف�ي يش�مل البح�وث الت�ي تركز عىل م�ا هو كائن‬
‫‪.10‬أدوات الدراسة‬ ‫اآلن يف حياة اإلنس�ان واملجتم�ع ‪ .‬واملنهج الوصفي هو‬
‫اعتم�د فري�ق البحث يف مج�ع البيان�ات األولية عىل‬ ‫اس�تقصاء ينصب عىل ظاهرة من الظواهر كام هي قائمة‬
‫قائم�ة االس�تقصاء الت�ي ت�م توجيهها إىل أولي�اء أمور‬ ‫يف احل�ارض بقصد تش�خيصها وكش�ف جوانبها وحتديد‬
‫الطلاب الذين يدرس�ون باملدارس األهلي�ة واملدارس‬ ‫العالق�ات بني عنارصه�ا أو بينها وبين ظواهر أخرى‪.‬‬
‫العاملي�ة بمدينة جدة‪ ،‬حيث تضمنت قائمة االس�تقصاء‬ ‫أي أن املنهج الوصفي حيلل ويفرس ويقارن ويقيم بقصد‬
‫أربعة حماور رئيس�ة كان املح�ور األول‪ :‬يعنى بالبيانات‬ ‫الوص�ول إيل تقييمات ذات معن�ى بقص�د التبرص بتلك‬
‫الش�خصية ل�ويل األم�ر وم�ا يتضمن�ه م�ن خصائ�ص‬ ‫(((‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫اجتامعي�ة‪ ،‬بينما تضم�ن املح�ور الث�اين‪ :‬األس�لوب أو‬
‫الكيفية التي من خالهلا تم التعرف عىل املدرسة اخلاصة‬ ‫جمتمع الدراسة‪:‬‬
‫باألب�ن‪ ،‬وبعد ذلك تم التعرف عىل دوافع اختيار أولياء‬ ‫يتك�ون جمتم�ع البح�ث م�ن أولي�اء أم�ور الطلاب‬
‫ّ‬
‫األم�ور للمدرس�ة اخلاص�ة بأبنائهم من خلال املحور‬ ‫الدارسين واملس�جلني بامل�دارس األهلي�ة وامل�دارس‬
‫الثال�ث‪ ،‬ثم اهت�م املحور الرابع واألخير بمعرفة مدى‬ ‫العاملي�ة بمدينة جدة‪ ،‬حيث بلغ�ت املدارس األهلية ‪70‬‬
‫رض�ا أولياء األمور ع�ن اخلدمات املقدمة من املدرس�ة‬ ‫مدرس�ة‪ ،‬بينام بلغت املدارس العاملية ‪ 86‬مدرسة‪ .‬وطبق ًا‬

‫(‪ )9‬ت�م حتدي�د أولياء أم�ور الطالب عىل أهن�م املمثلني ملجتمع‬
‫لإلحصاءات الرس�مية م�ن وزارة الرتبي�ة والتعليم فإن‬
‫البح�ث وكذلك اعتبار وحدة املعاينة هو (ويل أمر الطالب)‬ ‫عدد الطالب املس�جلني باملدارس األهلية والعاملية يبلغ‬
‫يرجع لقناعة فريق البحث بأن ويل أمر الطالب هو الشخص‬
‫الق�ادر على التعبري ع�ن حقيق�ة دواف�ع اختياره للمدرس�ة‬ ‫‪ 36.886‬طالب‪.‬‬
‫املناس�بة ألبنه يف املرحلة االبتدائية‪ ،‬كام أن�ه أيضا القادر عىل‬
‫حتدي�د درجة رض�اه عن خمتل�ف اخلدمات املقدم�ة البنه يف‬ ‫(‪ )8‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ ،‬مقدمة يف منهج البحث العلمي‪،‬‬
‫املدرسة‪.‬‬ ‫ط‪( ،1‬عامن ‪ :‬دار دجلة‪ ،)2008 ،‬ص ‪.97‬‬
‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪142‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫بريس�ون‪ ،‬ومن ثم تصحيحه عن طريق معامل س�بريمان‬ ‫ألبنائه�م‪ .‬وقد تم توجيه تل�ك القائمة ومجع بياناهتا من‬
‫براون لالرتب�اط‪ ،‬حيث اتضح أن قيم�ة معامل االرتباط‬ ‫عينة البحث‪.‬‬
‫بريس�ون بين البن�ود الفردي�ة والبن�ود الزوجي�ة بلغ�ت‬
‫(‪ )0.96‬ودالة إحصائيا عند مس�توى الداللة (‪،)0.01‬‬ ‫إجراءات الصدق والثبات ألداة الدراسة‬
‫كام بلغت قيمة معامل سبريمان براون (‪ )0.94‬وهي دالة‬ ‫أوالً‪ :‬ص�دق أداة الدراس�ة‪ :‬ق�ام فري�ق البح�ث يف‬
‫إحصائي ًا عند مستوى الداللة (‪ .)0.01‬و بالتايل نستنتج‬ ‫املرحل�ة االس�تطالعية بالتحق�ق م�ن ص�دق االتس�اق‬
‫م�ن ذلك أن أداة الدراس�ة حتقق ثبات ًا مرتفع�ا‪ ،‬مما يطمئن‬ ‫الداخلي وذل�ك للتحقق من مدى مالئم�ة العبارات يف‬
‫فريق البحث إىل سالمة إجراءات بناء أداة الدراسة‪.‬‬ ‫كل حمور‪ ،‬كام يتضح من خالل ما ييل ‪:‬‬
‫كما ق�ام فري�ق البح�ث باختبار ثب�ات أداة الدراس�ة‬ ‫صدق االتس�اق الداخيل ‪ :‬قام فريق البحث بالتحقق‬
‫وحماورها من خالل حساب معامالت ألفا كرونباخ لكل‬ ‫من صدق أداة الدراس�ة يف املرحلة االستطالعية باختيار‬
‫حمور من حماور أداة الدراس�ة وللأداة ككل‪ ،‬حيث بينت‬ ‫عين�ة حجمه�ا (‪ )32‬م�ن أولي�اء األم�ور املس�تهدفني‬
‫نتائج�ه أن أداة الدراس�ة حتق�ق ثبات ًا مرتفع�ا حيث بلغت‬ ‫بالدراس�ة‪ ،‬وذل�ك لقي�اس ص�دق االتس�اق الداخلي‬
‫قيمته (‪ )0.96‬وبالتايل نستنتج من ذلك أن أداة الدراسة‬ ‫لفق�رات (عبارات) قائمة االس�تقصاء وذلك من خالل‬
‫حقق�ت ثبات�ا عالي�ا يفوق احل�د املس�موح به لثب�ات أداة‬ ‫إجي�اد درجة ارتباط كل فقرة مع الدرجة الكلية للمحور‬
‫القياس‪ ،‬مما يعزز الثقة يف النتائج التي تم التوصل إليها‪.‬‬ ‫ال�ذي تنتمي إلي�ه‪ ،‬حيث بينت نتائج�ه أن غالبية فقرات‬
‫اس�تبانة أولياء األمور ترتبط مع الدرجة الكلية للمحور‬
‫املعاجلات اإلحصائية املستخدمة‬ ‫ال�ذي تنتم�ي إليه‪ .‬كام ق�ام فري�ق البح�ث بالتحقق من‬
‫لا إحصائي� ًا علمي� ًا‬
‫لتحلي�ل بيان�ات الدراس�ة حتلي ً‬ ‫ص�دق األداة من خالل حس�اب درجة ارتباط كل حمور‬
‫حيق�ق أهدافها‪ ،‬فقد اعتمد فريق البحث عىل األس�اليب‬ ‫م�ن حماور أداة الدراس�ة مع الدرجة الكلي�ة لألداة‪ .‬وقد‬
‫اإلحصائية الوصفية والتي متثلت يف التكرارات والنسب‬ ‫تبني أن مجيع حماور أداة الدراس�ة ترتب�ط بدرجة مرتفعة‬
‫املئوية وذلك لتوصيف عينة الدراسة بحسب اخلصائص‬ ‫م�ع الدرج�ة الكلي�ة ألداة الدراس�ة وهذا يبين أن مجيع‬
‫الديمغرافي�ة ونوع الس�كن‪ ،‬كام اس�تخدام املتوس�طات‬ ‫حم�اور الدراس�ة حتق�ق أه�داف القي�اس املرج�وة منها‪،‬‬
‫احلس�ابية واالنحراف�ات املعياري�ة وذلك لقي�اس درجة‬ ‫حي�ث تراوحت قيم معامالت االرتب�اط من (‪-0.41‬‬
‫اس�تجابة أفراد العينة من أولياء أمور الطالب املشاركني‬ ‫‪.)0.98‬‬
‫يف الدراس�ة حول فقرات حماور أداة الدراسة‪ .‬باإلضافة‬ ‫ثاني ًا‪ :‬ثبات استبانة أولياء األمور ‪ :‬ثبات أداة الدراسة‬
‫إىل ذلك فقد تم اس�تخدام معامالت االرتباط بريس�ون‬ ‫عن طريق التجزئة النصفية ‪:‬‬
‫ومعامل س�بريمان براوان ومعامل ألف�ا كرونباخ وذلك‬ ‫ق�ام فري�ق البحث بحس�اب ثب�ات أداة الدراس�ة عن‬
‫للتحق�ق من صدق وثبات أداة الدراس�ة‪ .‬كذلك فقد تم‬ ‫طري�ق التجزئة النصفية وذلك من خالل حس�اب عالقة‬
‫اس�تخدام اختبار مربع كاي ( ‪ ) χ‬وذل�ك لقياس داللة‬ ‫االرتب�اط بين الدرج�ة الكلية للبن�ود الفردي�ة والدرجة‬
‫‪2‬‬

‫الف�روق بين خصائ�ص أولياء أم�ور امل�دارس األهلية‬ ‫الكلي�ة للبن�ود الزوجي�ة ع�ن طري�ق معام�ل االرتب�اط‬

‫‪143‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫بالكف�اءة واخلبرة حي�ث تم تس�ليمهم االس�تبيانات يف‬ ‫وأولي�اء أم�ور طالب امل�دارس العاملية تبع� ًا الختالف‬
‫امل�دارس ‪-‬حمل الدراس�ة – ليقوم�وا بتوزيعها عىل أولياء‬ ‫اجلنس‪ ،‬اجلنسية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الدخل‪ ،‬ونوع السكن‪.‬‬
‫األمور وحثهم عىل التعاون والتجاوب يف ملئها مع رشح‬
‫أي غموض أو عبارات قد تلتبس عىل ويل األمر‪.‬‬ ‫معيار احلكم يف تفسري نتائج الدراسة‬
‫يتباين معيار احلكم يف تفسير نتائج الدراس�ة احلالية‪،‬‬
‫حتليل البيانات وتفسري النتائج‬ ‫وذلك ألن أداة االستبيان التي استخدمت جلمع البيانات‬
‫بع�د مج�ع البيانات مت�ت مراجعتها ومن ث�م تفريغها‬ ‫األولية حتتوى عىل ثالثة حماور رئيس�ة‪ ،‬حيث أن القياس‬
‫باس�تخدام اس�تامرات تفري�غ خاص�ة‪ ،‬ليت�م بع�د ذلك‬ ‫بالنسبة لفقرات املحور األول والتي هدفت لقياس درجة‬
‫حتليلها باس�تخدام احلاسب اآليل وباستخدام األساليب‬ ‫أمهية األس�باب التي سامهت يف تعرف أولياء األمور عن‬
‫اإلحصائي�ة املتاح�ة يف برنام�ج ‪ SPSS‬ولبي�ان األمهي�ة‬ ‫املدرس�ة التي تم إحل�اق اإلبن هبا‪ ،‬حي�ث توفرت ثالث‬
‫اإلحصائي�ة للنتائ�ج واختب�ار معنوي�ة الف�روق بين‬ ‫خي�ارات لإلجابة ع�ن فقرات املح�ور األول‪ ،‬وأعطيت‬
‫اإلجاب�ات املتعلق�ة باملبحوثني فقد تم اس�تخدام بعض‬ ‫الدرجات كام ييل ‪ =3( :‬الس�بب مهم للغاية‪ =2 ،‬السبب‬
‫أس�اليب التحلي�ل اإلحصائ�ي املناس�بة مث�ل اختب�ار‬ ‫مهم إىل حد ما‪ =1 ،‬الس�بب غري مهم عىل اإلطالق)‪ .‬أما‬
‫(‪ )T.TEST‬وذل�ك الختب�ار معنوي�ة الف�روق بين‬ ‫فق�رات املحور الث�اين والتي هدفت لقي�اس درجة أمهية‬
‫املتوس�طات للمتغريات حمل الدراسة‪ ،‬وأخري ًا تم تفسري‬ ‫كل داف�ع م�ن الدوافع التي س�امهت يف اختيار املدرس�ة‬
‫النتائج وفق ًا لألسس العلمية‪.‬‬ ‫وإحل�اق اإلب�ن هبا‪ ،‬حي�ث تم اس�تخدام مقي�اس يتكون‬
‫م�ن ‪ 11‬نقط�ة‪ ،‬وق�د أعطيت الدرجة بش�كل متسلس�ل‬
‫حدود الدراسة‬ ‫من (صفر‪ )10-‬حيث أن الصفر تعني أن الس�بب عديم‬
‫احل�دود املكاني�ة ‪ :‬تم اقتصار الدارس�ة عىل املدارس‬ ‫األمهي�ة‪ ،‬بينام الرقم (‪ )10‬يعني أن الس�بب بالغ األمهية‪.‬‬
‫األهلي�ة والعاملي�ة يف مدين�ة ج�دة باململك�ة العربي�ة‬ ‫أم�ا املحور الثالث حيث هدف لقياس درجة رضا أولياء‬
‫الس�عودية‪ ،‬ألهنا من أكرب حمافظات اململكة‪ ،‬ولقرهبا من‬ ‫األمور ع�ن اخلدمات التعليمية املقدم�ة ألبنائهم‪ ،‬حيث‬
‫سكن فريق البحث حيث يسهل عليه مجع البيانات فيها‪.‬‬ ‫تدرج�ت وفق مقي�اس ليكرت اخلمايس‪ ،‬حيث أعطيت‬
‫احلدود الزمانية ‪ :‬سعى فريق البحث عىل إمتام الدراسة‬ ‫الدرج�ات وف�ق ت�درج ليك�رت اخلاميس كام يلي ‪=5( :‬‬
‫يف الفصل الثاين م�ن العام الدرايس ‪1436/1435‬هـ‪،‬‬ ‫رايض متام� ًا‪ =4 ،‬رايض‪ =3 ،‬متوس�ط الرض�ا‪ =2 ،‬غير‬
‫للحص�ول عىل إجاب�ات دقيق�ة وواقعية م�ن اآلباء بعد‬ ‫ِ‬
‫راض عىل اإلطالق)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫راض‪ =1 ،‬غري‬
‫استكامل سنة دراسية كاملة ألبنائهم يف املدارس‪.‬‬
‫احل�دود البرشية ‪ :‬تم اقتصار الدراس�ة عىل أولياء أمور‬ ‫طريقة مجع البيانات‬
‫الطالب الدارسين بامل�دارس األهلية وامل�دارس العاملية‪،‬‬ ‫قام فريق البحث بجمع بيانات قائمة االس�تقصاء عن‬
‫باعتباره�م العمالء املبارشين هلذه املدارس‪ ،‬لذا مل تش�مل‬ ‫طريق املقابلة الشخصية مستعينا ببعض املتعاونني (املعلمني‬
‫الدراسة املستثمرين أو املوظفني العاملني يف هذه املدارس‪.‬‬ ‫أو اإلداريين أو األخصائيين االجتامعيني) املش�هود هلم‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪144‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫حاول�ت ه�ذه الدراس�ة الكش�ف ع�ن‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬


‫الص�ورة الرتبوية للم�دارس األجنبية اخلاصة‬ ‫ الدراسات العربية‪:‬‬
‫يف منظور عينة من اآلباء واألمهات يف املرحلة‬ ‫‪ -‬دراس�ة صالح بن عبد اهلل امللحم (‪ )2011‬بعنوان‬
‫االبتدائية يف دولة الكويت‪ .‬وقد خرجت هذه‬ ‫“ دور عنارص املزيج التس�ويقي اخلدمي يف زيادة‬
‫الدراسة بعدد من النتائج حول الصورة املميزة‬ ‫(‪((1‬‬
‫اإلقبال عىل املدارس األهلية”‪.‬‬
‫هلذه امل�دارس م�ن منظ�ور اآلب�اء واألمهات‬ ‫خلص�ت ه�ذه الدراس�ة إىل جمموع�ة م�ن‬
‫وأولي�اء األم�ور الذي�ن بينوا السمات واملزايا‬ ‫النتائج كان من أبرزه�ا‪ :‬عدم وجود فروقات‬
‫واخلصائ�ص الرتبوية اإلجيابية هل�ذه املدارس‬ ‫ذات دالل�ة إحصائي�ة بين دواف�ع أولي�اء‬
‫باملقارن�ة مع صورة س�لبية للأداء الرتبوي يف‬ ‫األم�ور يف حمافظة اإلحس�اء يف إحل�اق أبنائهم‬
‫امل�دارس احلكومي�ة الت�ي وضع�ت يف قفص‬ ‫وبناهت�م بامل�دارس األهلي�ة‪ ،‬وف�ق عن�ارص‬
‫االهتام‪.‬‬ ‫املزيج التس�ويقي اخلدمي‪ ،‬وذلك عىل أساس‬
‫‪ -‬دراس�ة عيس�ى ب�ن حس�ن األنص�اري (‪)2004‬‬ ‫اختلاف اجلنس�ية‪ ،‬وصل�ة القراب�ة‪ ،‬واملؤهل‬
‫بعنوان «دراس�ة مس�حية للكش�ف عن أس�باب‬ ‫العلم�ي ألولي�اء األم�ور‪ ،‬وكذل�ك م�كان‬
‫إحلاق األبناء باملدارس األهلية وآراء اآلباء حول‬ ‫السكن‪ .‬بينام أظهرت الدراسة وجود فروقات‬
‫(‪((1‬‬
‫هذه املدارس»‪.‬‬ ‫ذات داللة إحصائية بين دوافع أولياء األمور‬

‫وقد بينت تلك الدراس�ة أن�ه عىل الرغم من‬ ‫يف حمافظة اإلحس�اء يف إحل�اق أبنائهم وبناهتم‬
‫بامل�دارس األهلي�ة‪ ،‬وف�ق عن�ارص املزي�ج‬
‫زي�ادة إقبال اآلباء عىل إحل�اق أبنائهم باملدارس‬
‫التسويقي اخلدمي‪ ،‬باختالف العمر بني أولياء‬
‫األهلي�ة إال أن ذلك ال يعن�ي أن اآلباء راضون‬
‫األم�ور‪ ،‬والدخ�ل الش�هري للأرسة‪ ،‬ون�وع‬
‫ع�ن أداء ه�ذه امل�دارس وعن مس�توى أبنائهم‬
‫الوظيفة احلالية ألولياء األمور‪.‬‬
‫ال�درايس‪ .‬ب�ل العك�س كان هن�اك الكثير من‬
‫‪ -‬دراس�ة عيل أسعد وطفة وفرح املطوع (‪2008‬م)‬
‫اآلب�اء الذي�ن أبدوا عدم رضاهم ع�ن أداء هذه‬
‫بعن�وان “امل�دارس اخلاص�ة األجنبي�ة يف دول�ة‬
‫امل�دارس وال يرون اهنم جيدون م�ردود ًا يعادل‬
‫الكوي�ت كما يراها أولي�اء أمور تالمي�ذ املرحلة‬
‫ما يدفعونه من رس�وم ولكن هناك أس�باب هي‬
‫(‪((1‬‬
‫االبتدائية”‪.‬‬
‫التي تدفعهم لذلك وهذا ما قامت هذه الدراسة‬
‫بكشفه‪.‬‬ ‫(‪ )10‬صال�ح بن عب�د اهلل بن صالح امللح�م «دور عنارص املزيج‬
‫التس�ويقي اخلدمي يف زي�ادة االقبال عىل امل�دارس األهلية»‪.‬‬
‫(‪ )12‬عيس�ى بن حسن األنصاري «دراسة مسحية للكشف‬ ‫املجلة األردني�ة يف إدارة األعامل‪ ،‬مج ‪ ،7‬ع ‪2011 ،3‬م‪ ،‬ص‬
‫عن أس�باب إحلاق األبناء باملدارس األهلي�ة وآراء اآلباء‬ ‫‪.375 - 341‬‬
‫ح�ول ه�ذه امل�دارس «‪ .‬اللق�اء التاس�ع للتعلي�م األهيل‬ ‫(‪ )11‬عيل أسعد وطفة‪ ،‬وفرح املطوع «املدارس اخلاصة األجنبية‬
‫(التعليم األهيل وحتديات العرص)‪ ،‬إدارة الرتبية والتعليم‬ ‫يف دول�ة الكوي�ت كما يراه�ا أولي�اء أم�ور تالمي�ذ املرحل�ة‬
‫بمحافظة األحس�اء ‪ / 8-7‬أبري�ل ‪2004‬م‪ ،‬ص ‪- 31‬‬ ‫االبتدائية»‪ .‬رس�الة اخلليج العريب‪ ،‬س ‪ ،29‬ع ‪ ،109‬سبتمرب‬
‫‪.46‬‬ ‫‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.70 - 13‬‬

‫‪145‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫أس�اليب تدريس جيدة فيها‪ ،‬واحرتام املدرس�ة‬ ‫‪ -‬دراس�ة حمم�د صدي�ق حس�ن (‪ )2003‬بعن�وان‬
‫للطالب واهتاممها به فرد ًا‪ ،‬واالهتامم بإكس�اب‬ ‫«التعليم يف املدارس األجنبية واخلاصة اإلجيابيات‬
‫الطال�ب قي ًام واجتاه�ات مرغوب ًا فيه�ا‪ ،‬ووجود‬ ‫والسلبيات»‪.‬‬
‫(‪((1‬‬

‫نظ�رة إجيابي�ة نح�و الطلب�ة وقدراهت�م‪ ،‬وتوفري‬ ‫أرجعت هذه الدراس�ة أسباب زيادة اإلقبال‬
‫بيئ�ة أكثر أمن ًا مـ�ن املدارس احلكومة‪ ،‬وتنش�ئة‬ ‫عىل امل�دارس األجنبي�ة واخلاصة‪ ،‬على أنه نوع‬
‫الطال�ب تنش�ئة دينية‪ ،‬وتوفير الرعاية الصحية‬ ‫م�ن املفاخ�رة واملباه�اة بين األرس‪ ،‬خاصة وأن‬
‫واالجتامعيـ�ة للطالب‪ ،‬ووج�ود عالقة تبادلية‬ ‫ع�دد ًا كبري ًا من أبناء املس�ئولني وصفوة املجتمع‬
‫متينة بني املدرسة والبيت‪.‬‬ ‫يلحقون أبناءهم يف املدارس احلكومية واخلاصة‪،‬‬
‫‪ -‬دراسة خدجية عبد اهلل اليوسف (‪ 1997‬م) بعنوان‬ ‫كذلك رغبة أولياء األمور يف تعليم أبنائهم اللغة‬
‫“ دواف�ع اختيار التعليم االبتدائي األهيل للبنات‬ ‫اإلنجليزي�ة بأصوهلا الصحيحة إع�داد ًا إلحلاق‬
‫(‪((1‬‬
‫من قبل أولياء األمور بمدينة مكة املكرمة”‪.‬‬ ‫ه�ؤالء األبن�اء باجلامعات األجنبي�ة‪ ،‬أضف إىل‬
‫وق�د توصل�ت الدراس�ة إىل ع�دة نتائ�ج‬ ‫ذلك االعتقاد الس�ائد ل�دى الكثريين من أولياء‬
‫متعلق�ة بالدواف�ع الختي�ار التعلي�م االبتدائي‬ ‫األم�ور ب�أن امل�دارس األجنبية واخلاص�ة تقدم‬
‫األهلي للبن�ات من قب�ل أولياء األم�ور مدينة‬ ‫خدم�ة تعليمي�ة أفضل م�ن امل�دارس احلكومية‬
‫مك�ة املكرمة خلصت إىل أن امل�دارس األهلية‬ ‫الرسمية‪.‬‬
‫تتمي�ز بكوهنا هتت�م بتحفيظ الطالب�ة أجزا ًء من‬ ‫‪ -‬دراسة عابدين (‪« )2000‬أسباب إحلاق الوالدين‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وتدريبها عىل تالوته وجتويده‪.‬‬ ‫أبنائه�م بامل�دارس اخلاص�ة وعالقته�ا ببع�ض‬
‫وتعليم الطالبة مبادئ اللغة اإلنجليزية‪ ،‬بعض‬ ‫(‪((1‬‬
‫التغريات»‪.‬‬
‫مب�ادئ احلاس�ب اآليل‪ .‬وكذل�ك قل�ة أع�داد‬ ‫أظه�رت نتائ�ج ه�ذه الدراس�ة أن أهـ�م‬
‫الطالب�ات يف الفص�ل ال�درايس الواح�د يف‬ ‫العوامـ�ل الت�ي يراعيها الوال�دان يف اختيارهم‬
‫امل�دارس األهلية مما يس�اعد على حصول كل‬ ‫للم�دارس اخلاص�ة ه�و التعام�ل م�ع الطالب‬
‫طالب�ة عىل ق�در معقول م�ن االهتمام‪ .‬إضافة‬ ‫بش�كل تربوي جيد‪ ،‬ووج�ود نظام ضبط ثابت‬
‫إىل االهتمام بالنظافة والسلامة يف مجيع مرافق‬ ‫يف املدرس�ة‪ ،‬وش�ـهرة املدرس�ة‪ ،‬واس�تخدام‬
‫املدرسة‪.‬‬
‫(‪ )13‬حمم�د صدي�ق حممد حس�ن «التعليم يف امل�دارس األجنبية‬
‫‪ -‬دراس�ة من�ى راش�د الغي�ص وثابت عب�د الرمحن‬ ‫واخلاص�ة اإلجيابيات والس�لبيات»‪ .‬جملة الرتبي�ة ‪ -‬قطر‪ ،‬س‬
‫إدري�س (‪ )1996‬بعن�وان « س�لوك اختي�ار‬ ‫‪ ،32‬ع ‪ ،146‬سبتمرب ‪2003‬م‪ ،‬ص ‪.75 - 64‬‬
‫(‪ )14‬حممد عبد القادر عابدين «أس�باب إحلاق الوالدين أبنائهم‬
‫(‪ )15‬خدجي�ة عب�د اهلل س�ند اليوس�ف «دواف�ع اختي�ار التعلي�م‬ ‫باملدارس اخلاصـة وعالقتها ببعض التغريات»‪ .‬جملة البحوث‬
‫االبتدائ�ي األهيل للبن�ات من قبل أولياء األم�ور بمدينة مكة‬ ‫والدراس�ات الرتبوي�ة الفلـس�طينية‪ ،‬العـ�دد الثال�ث‪ ،‬مجعية‬
‫املكرمة «‪ .‬رس�الة ماجس�تري‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة املكرمة‪،‬‬ ‫البحوث والدراسات الرتبوية الفلس�طينية‪ ،‬مارس‪2000‬م‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ببليوجرافيا ص ‪.113 - 108‬‬ ‫ص ‪.87 - 53‬‬
‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪146‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫العين�ة وهي عدم وجود مناه�ج إضافية كاللغات‬ ‫امل�دارس والتقس�يم الديموغ�رايف لقطاع�ات‬
‫األجنبية والكمبيوتر واكتظاظ الفصول الدراسية‬ ‫املس�تخدمني للم�دارس احلكومي�ة واخلاصة يف‬
‫بالطالبات‪ ،‬وعدم العناية بإنامء شخصية الطالبة‪.‬‬ ‫(‪((1‬‬
‫الكويت ‪ :‬حتليل املتغريات»‪.‬‬
‫اهتم�ت ه�ذه الدراس�ة املوجه�ة باملفه�وم‬
‫ الدراسات األجنبية‪:‬‬ ‫التس�ويقي بس�لوك اختي�ار امل�دارس م�ن جان�ب‬
‫‪ -‬دراس�ة ي�ي هس�و و تش�ن ي�وان فان�غ ( ‪)2013‬‬ ‫أولي�اء األم�ور الكويتيين‪ .‬وق�د أظه�رت نتائ�ج‬
‫بعن�وان « حتليل العوامل املؤث�رة يف اختيار اآلباء‬ ‫الدراس�ة أن قرار االختيار بني املدارس احلكومية‪،‬‬
‫(‪((1‬‬
‫مدارس أبنائهم املتوسطة»‪.‬‬ ‫أو اخلاص�ة العربية‪ ،‬أو اخلاصة األجنبية يتأثر بعدة‬
‫وجد الباحثان من خالل هذه الدراسة عالقة‬ ‫عوامل أمهها املعاملة‪ ،‬وكفاءة املدرسين‪ ،‬ورس�وم‬
‫إجيابي�ة عالي�ة م�ن ناحية اختي�ار اآلب�اء مدارس‬ ‫الدراسة‪ ،‬واألنشطة املدرسية‪ ،‬واملوقع‪ ،‬واالنطباع‬
‫أبنائه�م مع عوام�ل أخرى مثل البيئ�ة التعليمية‪،‬‬ ‫الذهن�ي ع�ن املدرس�ة‪ ،‬واالتصاالت الش�خصية‬
‫والفلس�فة التعليمي�ة‪ ،‬واحلرم اجلامع�ي واملرافق‬ ‫املعتمدة عىل احلديث املتداول بني أولياء األمور‪.‬‬
‫واألنش�طة الالصفية‪ ،‬واملناهج وموقع املدرس�ة‬ ‫‪ -‬دراس�ة فوزية البك�ر(‪ )1995‬بعنوان «االجتاهات‬
‫والنق�ل امل�دريس‪ .‬كما ذك�ر الباحث�ان يف خت�ام‬ ‫الوالدي�ة نحو إحلاق الفتيات باملدارس االبتدائية‬
‫هذه الدراس�ة أمهية االختصاص�ات اإلدارية فيام‬ ‫(‪((1‬‬
‫األهلية للبنات بمدينة الرياض»‪.‬‬
‫يتعلق بالرتكيز على أن القيم األخالقية للطالب‬ ‫توصلت هذه الدراسة إىل عدة نتائج أمهها‪ :‬أن‬
‫واالنضب�اط اليوم�ي‪ ،‬والس�معة اجلي�دة‪ ،‬والبيئة‬ ‫الكفاءة العلمية واملهنية للمعلامت واس�تخدامهن‬
‫التعليمي�ة اآلمن�ة والفعال�ة‪ ،‬واملناه�ج ه�ي أهم‬ ‫ألس�اليب تربوي�ة جي�دة يف التدري�س كانت أهم‬
‫العوامل التي من ش�أهنا حتفيز الطالب لالنضامم‬ ‫األس�باب الت�ي دفع�ت األه�ايل إىل إحل�اق بناهتم‬
‫إىل بعض املدارس ضمن منطقتهم‪.‬‬ ‫باملدارس األهلية‪ .‬كام كشفت الدراسة أن من أهم‬
‫‪ -‬دراس�ة فاطم�ة بي�ك (‪ )2011‬بعن�وان « تقصي‬ ‫عي�وب املدارس األهلية الت�ي أحلق األهايل بناهتم‬
‫دواف�ع اآلباء عن�د اختيار تعلي�م أبنائهم اللغات‬ ‫هب�ا حمدودي�ة الربام�ج الرتفيهية وغالء األقس�اط‬
‫(‪((1‬‬
‫بطريقة الغمر»‬ ‫املدرس�ية‪ .‬كام كشفت أيض ًا عن أهم العيوب التي‬
‫(‪Yi Hsu and Chen Yuan-fang , An Analysis of)18‬‬ ‫يعاين منها التعلي�م احلكومي من وجهة نظر أفراد‬
‫‪Factors Affecting Parents’ Choice of a Junior‬‬
‫‪High School , International Journal of Business,‬‬ ‫(‪ )16‬من�ى راش�د الغي�ص‪ ،‬وثاب�ت عب�د الرمح�ن إدري�س «‬
‫‪Humanities and Technology Vol. 3 No. 2; February‬‬ ‫س�لوك اختيار امل�دارس والتقس�يم الديموغ�رايف لقطاعات‬
‫‪2013 , p. 39-49‬‬ ‫املس�تخدمني للم�دارس احلكومي�ة واخلاص�ة يف الكوي�ت ‪:‬‬
‫(‪Fatima Baig , Investigating the motivations of )19‬‬ ‫حتلي�ل املتغيرات «‪ .‬املجل�ة العربية للعل�وم اإلدارية‪ ،‬مج ‪،4‬‬
‫‪parents choosing language immersion education‬‬ ‫ع‪ ،1‬نوفمرب ‪1996‬م‪ ،‬ص ‪.36 - 1‬‬
‫‪for their child , thesis submitted in partial fulfill-‬‬ ‫(‪ )17‬فوزية بكر البكر «دراس�ة مسحية لالجتاهات الوالدية نحو‬
‫‪ment of the requirements for the Doctor of Philoso-‬‬
‫‪phy degree in Teaching and Learning , Graduate‬‬ ‫إحل�اق الفتيات بامل�دارس االبتدائي�ة األهلية للبن�ات بمدينة‬
‫‪College of The University of Iowa , Iowa , May‬‬ ‫الري�اض»‪ .‬رس�الة اخللي�ج الع�ريب‪ ،‬س ‪ ،16‬ع‪ ،56‬نوفمبر‬
‫‪2011, , p. 133-139‬‬ ‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪.48 - 15‬‬

‫‪147‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫(‪((2‬‬
‫املدارس ألبنائهم؟»‪.‬‬ ‫لقد كشفت هذه الدراس�ة أن اآلباء يشكلون‬
‫لق�د ش�كلت إمكاني�ة أن خيتار اآلب�اء أفضل‬ ‫أمهي�ة بالغة لربامج التعليم بالغمر– وهي طريقة‬
‫امل�دارس ألبنائه�م إح�دى اهتامم�ات لوي�س‬ ‫التعلي�م التي يتم من خالهل�ا االنخراط يف بيئة أو‬
‫س�املون‪ .‬وتوضح هذه الدراس�ة كي�ف تتنبأ عن‬ ‫ثقاف�ة أخرى مغاي�رة متام� ًا لبيئة وثقاف�ة الطالب‬
‫طريق األس�س االقتصادي�ة لآلباء بأن�ه يمكنهم‬ ‫– حي�ث كان املش�اركون يؤيدون بش�دة التعليم‬
‫اختي�ار مدارس أبنائهم بصورة أفضل من خرباء‬ ‫بتل�ك الطريق�ة وجيدوهن�ا فاعل�ة ج�د ًا يف تعليم‬
‫األجه�زة احلكومي�ة‪ .‬وق�د مت�ت مراجع�ة ه�ذه‬ ‫أبنائه�م لتعلي�م لغة أخرى‪ ،‬وقد أبدت الدراس�ة‬
‫الدراسة عىل أس�اس البحث القائم وعىل أساس‬ ‫أن اآلب�اء لدهي�م معرفة جيدة بتل�ك الطريقة من‬
‫املالحظ�ة والتجرب�ة والبحث املتعل�ق بالفرضية‬ ‫التعلي�م‪ ،‬وأثره�ا يف تربية األبن�اء وتعليمهم‪ ،‬كام‬
‫كالتايل ‪:‬‬ ‫كان�ت لدهيم توقعات عالية ج�د ًا‪ ،‬وهم ينظرون‬
‫وضحت املسوحات أن أولياء األمور يقيمون‬ ‫إىل أنفس�هم كشركاء للم�دارس يف توفري أفضل‬
‫املدارس بنفس طريقة التقييم لدى خرباء الرتبية‪،‬‬ ‫تعلي�م ممك�ن ألبنائه�م‪ ،‬كما أن الباحث�ة ترى أن‬
‫وه�ذا م�ا يوض�ح أن لدهي�م معلوم�ات كافي�ة‬ ‫نتائج دراس�تها مهم�ة بالنس�بة لإلداريني يف مثل‬
‫متكنهم من اختاذ الق�رار الصحيح‪ .‬كام وضحت‬ ‫هذا النوع من املدارس واملعلمني واآلباء‪.‬‬
‫املس�وحات أن معظ�م اآلب�اء يقوم�ون باختي�ار‬ ‫‪ -‬دراس�ة أف�ا ديفي�س (‪ )2011‬بعنوان « مل�اذا خيتار‬
‫املدارس عىل أس�اس اجلودة األكاديمية املتوقعة‪،‬‬ ‫(‪((2‬‬
‫اآلباء إرسال أبناءهم إىل املدارس اخلاصة»‬
‫مما يظهر أهنم يبنون خياراهتم عىل أفضل مصلحة‬ ‫كان غرض هذه الدراسة هو تقيص األسباب‬
‫طويل�ة األمد للطف�ل‪ .‬كام وضح�ت البيانات أن‬ ‫الت�ي يديل هب�ا اآلب�اء لكيفي�ة اختياره�م التعليم‬
‫التحصيل األكاديمي للطلبة هي أعىل يف املدارس‬ ‫املدريس ألبنائه�م‪ ،‬وكان هناك ثالث جمموعات‬
‫املختارة منه�ا يف املدارس احلكومي�ة‪ .‬ومن ذلك‬ ‫م�ن ه�ؤالء املش�اركني ه�م ‪ :‬اآلب�اء‪ ،‬والطلب�ة‪،‬‬
‫كش�فت الدراس�ة أن اعتق�اد لويس س�املون بأن‬ ‫والعامل�ون يف اإلدارة‪ .‬وكان هن�اك عدة مناحي‬
‫اآلباء هم الذين يقومون باختيار أفضل املدارس‬ ‫نتج�ت عن املقابالت مع املش�اركني تدور حوهلا‬
‫ألبنائهم‪ ،‬تؤيده هذه الدراسة‪.‬‬ ‫أس�باب اختيار امل�دارس اخلاصة لألبن�اء وهي‪:‬‬
‫وخل�ص فري�ق البح�ث م�ن اس�تعراض‬ ‫اخلصائص املتوقعة يف املدرس�ة‪ ،‬وجودة التعليم‪،‬‬
‫الدراس�ات الس�ابقة إىل وج�ود ع�دد وفير م�ن‬ ‫والبيئة الفعلية‪ ،‬واألنشطة الال منهجية‪.‬‬
‫الدراس�ات الت�ي تناول�ت موض�وع أس�باب أو‬ ‫‪ -‬دراس�ة جوزيف باستا و هربرت والربغ (‪)2004‬‬
‫دواف�ع اختي�ار امل�دارس األهلية‪ ،‬كما أن معظم‬ ‫بعن�وان « ه�ل يمك�ن للوالدي�ن اختي�ار أفض�ل‬

‫(‪Bast, Joseph L. and Walberg, Herbert J , Can )21‬‬ ‫(‪Davis, Ava M. , “Why Do Parents Choose to )20‬‬
‫‪Parents Choose the Best Schools for Their‬‬ ‫‪Send Their Children To Private Schools?” , Georgia‬‬
‫‪Children? , Economics of Education Review, v23‬‬ ‫‪Southern University , Georgia Southern , (2011).‬‬
‫‪. n4 , Aug 2004 , p431-440‬‬ ‫‪.Electronic Theses & Dissertations. Paper 382‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪148‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫العدد النسبة املئوية ‪%‬‬ ‫املتغريات‬


‫تلك الدراسات تناولت أسباب أو دوافع اختيار‬

‫‪ -5‬املستوى التعليمي‬
‫امل�دارس األهلي�ة‪ ،‬وه�ي ال ش�ك ختتل�ف ع�ن‬
‫املج�ال الرئييس هلذه الدراس�ة التي ستركز عىل‬
‫‪17.0‬‬ ‫‪31‬‬ ‫متوسطة فام دون‬
‫دوافع اختي�ار أولياء األمور للمدارس االبتدائية‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ثانوي أو ما يعادهلا‬
‫اخلاص�ة بأبنائهم ومدى رضاهم عنها بحكم أهنا‬
‫‪69.8‬‬ ‫‪127‬‬ ‫جامعي فأعىل‬
‫دراس�ة مقارن�ة بني امل�دارس األهلي�ة واملدارس‬
‫‪ -6‬الدخل الشهري لألرسة من الوظيفة واملوارد األخرى‬
‫العاملية‪.‬‬
‫‪15.4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫أقل من ‪ 5000‬ريال‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ -5.000‬ألقل من ‪ 10000‬ريال‬
‫ثالثا‪ :‬نتائج الدراسة امليدانية واختبار صحة الفروض‪:‬‬
‫‪21.4‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪ -10000‬ألقل من ‪ 15000‬ريال‬
‫توصيف عينة الدراس�ة تبع�ا للمتغريات الديمغرافية‬
‫‪14.8‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ -15000‬ألقل من ‪ 20000‬ريال‬
‫ونوع السكن‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -20000‬ألقل من ‪ 25000‬ريال‬
‫‪15.4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ 25000‬ريال فأكثر‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫‪ -7‬نوع السكن‬
‫توصيف عينة أولياء األمور بحسب‬
‫‪33.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫فيال‬
‫املتغريات الديمغرافية ونوع السكن‬
‫‪67.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫شقة‬
‫العدد النسبة املئوية ‪%‬‬ ‫املتغريات‬
‫‪ -1‬املدرسة‬
‫تم تصنيف أولياء أمور الطالب يف عينة الدراسة تبع ًا‬
‫‪67.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫املدارس األهلية‬
‫لنوع املدرسة التي يدرس فيها أبناؤهم وتبع ًا جلنسية ويل‬
‫‪33.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫املدارس العاملية‬
‫األمر وجنسه وعمره ومستواه التعليمي ودخله الشهري‬
‫‪ -2‬اجلنسية‬
‫ونوعية سكنه‪ ،‬ويالحظ من اجلدول ما ييل ‪:‬‬
‫‪59.9‬‬ ‫‪109‬‬ ‫سعودي‬
‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%67‬‬
‫‪40.1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫غري سعودي‬
‫ي�درس ابناؤهم يف مدارس أهلي�ة بينام يدرس ما‬
‫‪ -3‬اجلنس‬
‫نسبته (‪ )%33‬يف املدارس العاملية‪.‬‬
‫‪91.2‬‬ ‫‪166‬‬ ‫ذكر‬
‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%60‬‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫أنثى‬
‫تقريب ًا من الس�عوديني‪ ،‬بينام يمثل غري السعوديني‬
‫‪ -4‬العمر‬
‫ما نسبته (‪.)%40‬‬
‫‪12.6‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أقل من ‪ 30‬سنة‬
‫‪ -‬أن الغالبي�ة العظم�ى م�ن أولياء األم�ور يف العينة‬
‫‪35.2‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ -30‬ألقل من ‪40‬‬
‫ونس�بتهم (‪ )%91‬من الذكور‪ ،‬بينام يمثل اإلناث‬
‫‪52.2‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪ 40‬سنة فأكثر‬
‫ما نسبته (‪ )%9‬تقريب ًا‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫حتلي�ل اس�تجابات عينة أولي�اء األمور نح�و فقرات‬ ‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%87‬‬
‫حماور الدراسة‪.‬‬ ‫تقريب ًا تتجاوز أعامرهم ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫يتن�اول فري�ق البح�ث يف ه�ذا اجل�زء حتلي�ل‬ ‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%70‬‬
‫استجابات عينة الدراسة نحو فقرات حماور الدراسة‬ ‫تقريب ًا حاصلني عىل مؤهل جامعي أو أعىل‪.‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%85‬‬
‫‪ -‬أوالً ‪ :‬األمهية النسبية ألسباب تعرف أولياء األمور‬ ‫ال تقل دخوهلم الش�هرية ع�ن ‪ 5.000‬ريال كام‬
‫عىل املدرسة التي يلتحق هبا أبناؤهم‪.‬‬ ‫أن النس�بة األكرب يف العينة ونس�بتهم (‪ )%62‬من‬
‫‪ -‬ثاني ًا ‪ :‬األمهية النسبية لدوافع اختيار أولياء األمور‬ ‫العين�ة تتجاوز دخوهل�م ‪ 10.000‬ري�ال ولعل‬
‫للمدرسة التي يلتحق هبا أبناؤهم‪.‬‬ ‫هذا ما يتفق مع التوقع�ات النظرية ويفرس ويربر‬
‫‪ -‬ثالث� ًا ‪ :‬درج�ة رض�ا أولي�اء األم�ور عن مس�توى‬ ‫قدرة أولياء األمور عىل إحل�اق أبنائهم باملدارس‬
‫اخلدمات املقدمة ألبنائهم‪.‬‬ ‫اخلاصة ذات املصاريف الدراسية املرتفعة نسبي ًا‪.‬‬
‫‪ -‬أن غالبية أولياء األمور يف العينة ونسبتهم (‪)%67‬‬
‫أوالً ‪ :‬األمهية النس�بية ألس�باب تعرف أولياء األمور‬ ‫يس�كنون يف ش�قق بينام تبلغ نسبة س�اكني الفلل‬
‫عىل املدرسة التي يلتحق هبا أبناؤهم‬ ‫(‪.)%33‬‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫درجة أمهية األسباب التي يتعرف من خالهلا أولياء األمور عىل املدرسة‬
‫خيارات اإلجابة‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫الرتتيب‬ ‫غري مهم‬ ‫مهم إىل‬ ‫السبب مهم للغاية‬ ‫رقم العبارة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫حد ما عىل اإلطالق‬
‫‪4‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪120‬‬ ‫ت‬ ‫زيارتكم للمدرسة وإطالعكم‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫‪65.9‬‬ ‫ن‪%‬‬ ‫عىل مرافقها وأنشطتها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ت‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪2.45‬‬ ‫املدرسة هلا سمعة وشهرة كبرية‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪43.4‬‬ ‫‪50.5‬‬ ‫ن‪%‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ت‬ ‫موقع املدرسة وقرهبا من املنزل‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪2.36‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪12.6‬‬ ‫‪39.0‬‬ ‫‪48.4‬‬ ‫ن‪%‬‬ ‫أو العمل‬
‫‪23‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ت‬ ‫تزكية املدرسة من األقارب‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪2.31‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪12.6‬‬ ‫‪43.4‬‬ ‫‪44.0‬‬ ‫ن‪%‬‬ ‫واألصدقاء‬
‫‪32‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ت‬ ‫استعراض أنشطة وخدمات‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪17.6‬‬ ‫‪46.7‬‬ ‫‪35.7‬‬ ‫ن‪%‬‬ ‫املدرسة عن طريق اإلنرتنت‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪150‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫خيارات اإلجابة‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫الرتتيب‬ ‫غري مهم‬ ‫مهم إىل‬ ‫السبب مهم للغاية‬ ‫رقم العبارة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫حد ما عىل اإلطالق‬
‫‪66‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ت‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪1.79‬‬ ‫اإلعالنات املختلفة عن املدرسة‬ ‫‪3‬‬
‫‪36.3‬‬ ‫‪48.9‬‬ ‫‪14.8‬‬ ‫ن‪%‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ت‬ ‫معرفة سابقة بأحد املعلمني أو‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪1.68‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪51.1‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫ن‪%‬‬ ‫العاملني باملدرسة‬
‫‪0.35‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫املتوسط احلسايب املرجح العام‬

‫تدرجيي� ًا أمهي�ة باقي األس�باب حيث تأيت معرف�ة أولياء‬ ‫تشري النتائج املستخلصة من اجلدول رقم (‪ )2‬إىل أن‬
‫األم�ور الس�ابقة بأحد املعلمني أو العاملني باملدرس�ة يف‬ ‫زيارة أولياء األمور للمدرس�ة وإطالعه�م عىل مرافقها‬
‫مؤخرة تلك األسباب بمتوسط (‪.)1.68‬‬ ‫وأنش�طتها ي�أيت يف مقدمة أس�باب تعرف أولي�اء األمور‬
‫على املدرس�ة بمتوس�ط ق�دره (‪ )2.64‬ويلي�ه س�معة‬
‫ثاني� ًا ‪ :‬األمهية النس�بية لدوافع اختي�ار أولياء األمور‬ ‫املدرس�ة وشهرهتا بمتوس�ط (‪ )2.45‬ثم موقع املدرسة‬
‫للمدرسة التي يلتحق هبا أبناؤهم‪:‬‬ ‫وقرهبا من املنزل أو العمل بمتوس�ط (‪ )2.36‬وترتاجع‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬


‫درجة أمهية الدوافع التي سامهت يف اختيار أولياء األمور للمدرسة األهلية أو العاملية التي يلتحق هبا أبناؤهم مرتبة تنازلي ًا‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫الرتتيب‬ ‫الدوافع‬ ‫رقم العبارة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬

‫‪1‬‬ ‫‪2.17‬‬ ‫‪8.78‬‬ ‫حرص املدرسة عىل غرس القيم واألخالقيات يف طالهبا‬ ‫‪6‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪8.68‬‬ ‫حرص املدرسة عىل التنشئة اإلسالمية لطالهبا وحتفيظهم أجزاء من القرآن الكريم‬ ‫‪8‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2.17‬‬ ‫‪8.59‬‬ ‫حرص املدرسة عىل انضباط الطالب علمي ًا وسلوكي ًا‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪8.58‬‬ ‫حسن تعامل املدرسة مع الطالب واهتاممها بتنمية قدراهتم وشخصياهتم‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪8.55‬‬ ‫البنية التحتية آمنة وفعالة‬ ‫‪7‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪8.55‬‬ ‫الكفاءة العلمية واملهنية ملعلمي املدرسة‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪2.17‬‬ ‫‪8.51‬‬ ‫استخدام املدرسة للمناهج واألساليب الرتبوية احلديثة‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫‪8.20‬‬ ‫قلة عدد الطالب يف الفصل الواحد‬ ‫‪14‬‬

‫‪151‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫الرتتيب‬ ‫الدوافع‬ ‫رقم العبارة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬

‫‪9‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪8.17‬‬ ‫اهتامم املدرسة بنظافة كافة مرافقها‬ ‫‪15‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪2.48‬‬ ‫‪8.13‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتعليم اللغة العربية وعلومها‬ ‫‪20‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪8.08‬‬ ‫اهتامم املدرسة باستخدام طالهبا للحاسب اآليل وتطبيقاته وبراجمه‬ ‫‪16‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪8.05‬‬ ‫املستوى التحصييل العلمي لطالب املدرسة عايل‬ ‫‪21‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪8.03‬‬ ‫اهتامم املدرسة بالربامج الرتفيهية واألنشطة الالصفية والرياضية‬ ‫‪11‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪7.99‬‬ ‫توفر املباين والتجهيزات والوسائل التقنية لتسهيل العملية التعليمية‬ ‫‪17‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪2.69‬‬ ‫‪7.91‬‬ ‫حرص املدرسة عىل متانة العالقة التبادلية بينها وبني أولياء األمور‬ ‫‪10‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫‪7.68‬‬ ‫توفري املدرسة للرعاية الصحية واالجتامعية لطالهبا‬ ‫‪9‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪7.61‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتدريس اللغة اإلنجليزية بأساليب حديثة‬ ‫‪13‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪2.82‬‬ ‫‪7.51‬‬ ‫توفري املعامل واملختربات احلديثة‬ ‫‪18‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪7.51‬‬ ‫شهرة املدرسة وسمعتها‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫‪7.27‬‬ ‫موقع املدرسة قريب نسبي ًا من املنزل أو العمل‬ ‫‪22‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪3.52‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫وجود وسائل نقل الطالب من املنزل إىل املدرسة والعكس‬ ‫‪23‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪3.08‬‬ ‫‪6.87‬‬ ‫الرسوم الدراسية للمدرسة مناسبة مقابل ما تقدمه لطالهبا من خدمات‬ ‫‪12‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫‪6.71‬‬ ‫طالب املدرسة غالب ًا ما ينتمون إىل طبقة مميزة يف املجتمع‬ ‫‪19‬‬

‫‪1.67‬‬ ‫‪7.59‬‬ ‫املتوسط احلسايب املرجع العام‬

‫بمتوس�ط (‪ )8.68‬ويأيت يف املرتبة الثالثة حرص املدرس�ة‬ ‫تشري النتائج املستخلصة من اجلدول رقم (‪ )3‬إىل أن‬
‫عىل انضباط الطالب علمي ًا وس�لوكي ًا بمتوس�ط (‪)8.59‬‬ ‫كاف�ة الدوافع املش�ار إليها يف اجلدول تعتبر هامة حيث‬
‫ويلي ذلك حس�ن تعامل املدرس�ة مع الطلاب واهتاممها‬ ‫حصلت يف جمملها عىل متوس�ط عام قدره (‪ )7.59‬عىل‬
‫بتنمية قدراهتم بمتوس�ط (‪ )8.58‬وترتاجع تدرجيي ًا أمهية‬ ‫مدرج القياس الذي يرتاوح من (صفر ‪. )10-‬‬
‫باقي الدوافع حيث يأيت يف مؤخرهتا انتامء طالب املدرس�ة‬ ‫أم�ا فيما يتعل�ق باألمهية النس�بية ل�كل دافع م�ن تلك‬
‫إىل طبقة مميزة يف املجتمع بمتوسط قدره (‪.)6.71‬‬ ‫الدواف�ع فق�د تبني أن ح�رص املدرس�ة عىل غ�رس القيم‬
‫واألخالقي�ات يف طالهب�ا ي�أيت يف مقدم�ة تل�ك الدواف�ع‬
‫ثالث ًا ‪ :‬درجة رضا أولياء األمور عن مستوى اخلدمات‬ ‫بمتوسط قدره (‪ )8.78‬ويليه حرص املدرسة عىل التنشئة‬
‫املقدمة ألبنائهم‪:‬‬ ‫اإلسلامية لطالهب�ا وحتفيظهم أج�زاء من الق�رآن الكريم‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪152‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫جدول رقم (‪)4‬‬


‫درجة رضا أولياء األمور عن اخلدمات التعليمية املقدمة لألبناء‬
‫من جانب املدارس األهلية أو العاملية التي يلتحق هبا أبناؤهم مرتبة تنازلي ًا‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫الرتتيب‬ ‫عنارص اخلدمات التعليمية املقدمة لألبناء من املدرسة‬ ‫رقم العبارة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪4.38‬‬ ‫االلتزام بتسليم الكتب الدراسية للطالب يف الوقت املحدد‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪4.18‬‬ ‫متيز موقع املدرسة‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪4.16‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتدريس املقررات العربية بشكل جيد‬ ‫‪17‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪4.13‬‬ ‫التكييف يف كافة مرافق املدرسة‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪4.11‬‬ ‫سعة الفصول الدراسية ومالئمتها لعدد الطالب‬ ‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫اهتامم املدرسة بالتنشئة الدينية للطالب وتعليمهم القرآن الكريم‬ ‫‪14‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪4.03‬‬ ‫توفر املباين والتجهيزات ومالئمتها‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫توفر املالعب والقاعات واألفنية ملامرسة األنشطة الالصفية‬ ‫‪16‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪3.99‬‬ ‫تعامل املدرسة مع الطالب وحماولة حل مشكالهتم‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1.05‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫انضباط نقل الطالب من املدرسة إىل املنزل والعكس‬ ‫‪5‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪3.84‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتدريس مناهج احلاسب اآليل‬ ‫‪12‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪3.80‬‬ ‫انضباط الطالب يف املدرسة علمي ًا وسلوكي ًا‬ ‫‪11‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتدريس اللغة اإلنجليزية باألساليب احلديثة‬ ‫‪8‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪3.75‬‬ ‫توفر الوسائل التقنية واملعامل واملختربات احلديثة‬ ‫‪10‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫نظافة الفصول الدراسة والساحات ودورات املياه‬ ‫‪15‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫الرسوم املالية مقابل ما حيصل عليه الطالب من خدمات‬ ‫‪9‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫توفر مواقف سيارات كافية وتنظيم دخول وخروج الطالب من املدرسة‬ ‫‪13‬‬
‫‪0.65‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫املتوسط احلسايب املرجع العام‬

‫أما فيام يتعلق بعنارص اخلدمة التي اس�تحوذت عىل أعىل‬ ‫تشير النتائ�ج املس�تخلصة م�ن اجل�دول رق�م (‪ )4‬أن‬
‫درج�ات الرض�ا من قب�ل أولياء األم�ور فقد تبين أن التزام‬ ‫أولي�اء أم�ور الطالب يميل�ون – بصفة عام�ة – إىل الرضا‬
‫املدرس�ة بتسليم الكتب الدراسية للطالب يف الوقت املحدد‬ ‫عن اخلدمات املقدمة ألبنائهم يف املدارس األهلية والعاملية‬
‫يأيت يف مقدمة تلك العنارص بمتوس�ط قدره (‪ )4.38‬ويليه‬ ‫عىل السواء ويدعم ذلك استحواذ كافة اخلدمات يف جمملها‬
‫موقع املدرس�ة املتميز بمتوس�ط (‪ )4.18‬ثم اهتامم املدرسة‬ ‫عىل متوسط قدره (‪ )3.92‬عىل مدرج ليكرت اخلاميس‪.‬‬

‫‪153‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫اختبار صحة فروض الدراسة‬ ‫بتدريس املقررات العربية بش�كل جي�د (‪ )4.16‬ويأيت بعد‬
‫نتائج اختبار صحة الفرض األول وينص عىل‪:‬‬ ‫ذلك التكييف يف كافة مرافق املدرسة بمتوسط (‪ )4.13‬ثم‬
‫«ال توج�د ف�روق جوهري�ة ذات دالل�ة إحصائية‬ ‫س�عة الفصول ومالئمتها لعدد الطالب بمتوسط (‪)4.11‬‬
‫بين خصائ�ص أولياء أم�ور طالب امل�دارس األهلية‬ ‫ويرتاجع تدرجيي ًا رضا أولياء األمور عن باقي العنارص حيث‬
‫وبين خصائص أولي�اء أمور طالب امل�دارس العاملية‬ ‫تأيت الرس�وم الدراس�ية مقاب�ل ما حيصل علي�ه الطالب من‬
‫من حي�ث اجلنس‪ ،‬اجلنس�ية‪ ،‬التعلي�م‪ ،‬الدخل‪ ،‬ونوع‬ ‫خدمات‪ ،‬وتوفر املواقف الكافية للس�يارات يف مؤخرة تلك‬
‫السكن»‪.‬‬ ‫العنارص بمتوسط رضا قدره (‪ )3.34 ،3.46‬عىل التوايل‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)5‬‬


‫نتائج اختبار « ‪ » χ‬لداللة تصنيف أولياء األمور حسب اختالف اجلنس واجلنسية والتعليم والدخل الشهري ونوع السكن‬
‫‪2‬‬

‫مستوى‬ ‫قيمة اختبار‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املدرسة األهلية‬ ‫املدرسة العاملية‬


‫التصنيف‬
‫الداللة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬
‫‪χ‬‬
‫‪2‬‬

‫‪91.2‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪93.4‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪86.7‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ذكر‬


‫‪0.13‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أنثى‬ ‫اجلنس‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪59.9‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪73.0‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪33.3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫سعودي‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪26.28‬‬ ‫‪40.1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪27.0‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪66.7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غري سعودي‬ ‫اجلنسية‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪17.0‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪18.0‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫متوسطة فام دون‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪13.1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ثانوي أو ما يعادهلا‬ ‫املستوى‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪0.264‬‬
‫‪69.8‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪68.9‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪71.7‬‬ ‫‪43‬‬ ‫جامعي فأعىل‬ ‫التعليمي‬

‫‪100.0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اإلمجايل‬


‫‪37.9‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46.7‬‬ ‫‪28‬‬ ‫دون ‪ 10.000‬ريال‬
‫‪36.3‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪36.1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20.000 -10.000‬‬ ‫الدخل‬
‫‪0.094‬‬ ‫‪4.72‬‬
‫‪25.8‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪30.3‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫من ‪ 20.000‬فأكثر‬ ‫الشهري‬

‫‪100.0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اإلمجايل‬


‫‪33.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫فيال‬ ‫نوع السكن‬
‫‪0.79‬‬ ‫‪0.068‬‬ ‫‪67.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪66.4‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪68.3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫شقة‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪100.0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪154‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬ال توج�د هناك ف�روق جوهرية أو عالق�ة ارتباط‬ ‫الختبار صحة هذا الفرض والتأكد من وجود فروق‬
‫بين املس�توى التعليمي لويل األم�ر وبني اختياره‬ ‫ذات دالل�ة احصائي�ة بين أولياء أمور طلاب املدارس‬
‫للمدرسة التي يتعلم فيها أبناؤه‪.‬‬ ‫األهلي�ة وامل�دارس العاملية من حيث اخلصائص املش�ار‬
‫‪ -‬ال توج�د هناك ف�روق جوهرية أو عالق�ة ارتباط‬ ‫إليه�ا يف الفرض األول أعاله فقد تم اس�تخدام حتليل “‬
‫‪ ” χ‬وتشري البيانات املستخلصة من اجلدول رقم (‪)5‬‬
‫‪2‬‬

‫بين الدخل الش�هري ل�ويل األمر وبين اختياره‬


‫للمدرسة التي يتعلم فيها أبناؤه‪.‬‬ ‫إىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ -‬ال توجد هناك فروق جوهرية أو عالقة ارتباط بني‬ ‫‪ -‬ال توج�د هناك ف�روق جوهرية أو عالق�ة ارتباط‬
‫نوع سكن ويل األمر (فيال أو شقة) وبني اختياره‬ ‫بين جنس ويل األمر (ذكر‪/‬أنث�ى ) وبني اختياره‬
‫للمدرسة التي يتعلم فيها أبناؤه‪.‬‬ ‫للمدرسة (عاملية‪ /‬أهلية) التي يتعلم فيها أبناؤه‪.‬‬
‫وبالتايل فإنه اس�تناد ًا إىل ما س�بق فإن�ه يمكن قبول‬ ‫‪ -‬يالحظ من اجلدول رقم (‪ )5‬أن ما نس�بته (‪)%67‬‬
‫الفرض األول باس�تثناء تأثري عنصر واحد فقط وهو‬ ‫تقريب� ًا من أولياء أم�ور طالب امل�دارس العاملية‬
‫اجلنس�ية الت�ي تبني أهن�ا ذات تأثير قوي على اختيار‬ ‫من غري الس�عوديني يف حني أن ما نس�بته (‪)%73‬‬
‫ويل األمر للمدرس�ة التي يتعلم فيها أبن�اؤه (عاملية أو‬ ‫م�ن أولي�اء أم�ور طلاب امل�دارس األهلية من‬
‫الس�عوديني‪ ،‬وق�د أظه�رت نتائ�ج “ ‪ ” χ‬أن‬
‫‪2‬‬

‫أهلية)‪.‬‬
‫قيم�ة “ ‪ ” χ‬املحس�وبة ه�ي (‪ )26.28‬وه�ي‬
‫‪2‬‬

‫نتائج اختبار صحة الفرض الثاين وينص عىل‪:‬‬ ‫تعتبر قيمة معنوية عند درجة حرية واحدة وعند‬
‫ال توج�د ف�روق جوهري�ة ذات دالل�ة إحصائية بني‬ ‫مس�توى ألف�ا أق�ل م�ن ‪ 0.001‬مما يمك�ن معه‬
‫أس�باب تع�رف أولي�اء األم�ور على امل�دارس األهلي�ة‬ ‫القول بوجود عالقة معنوية بني جنسية ويل األمر‬
‫وأسباب تعرفهم عىل املدارس العاملية‪.‬‬ ‫وبني اختياره للمدرسة التي يتعلم فيه أبناؤه‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)6‬‬


‫نتائج اختبار «ت» لداللة الفروق بني أسباب تعرف أولياء األمور عىل املدرسة باختالف نوع املدرسة‬
‫املدرسة األهلية (‪)122‬‬ ‫املدرسة العاملية (‪)60‬‬
‫قيمة «ت» الداللة‬
‫األسباب‬
‫املتوسط االنحراف الرتتيب املتوسط االنحراف الرتتيب املحسوبة اإلحصائية‬
‫احلسايب املعياري‬ ‫احلسايب املعياري‬
‫‪0.39‬‬ ‫‪0.854‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫املدرسة هلا سمعة وشهرة كبرية‬
‫زيارتكم للمدرسة واطالعكم عىل‬
‫‪0.02‬‬ ‫*‪2.36‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪2.57‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪2.77‬‬
‫مرافقها وأنشطتها‬
‫‪0.24‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪1.83‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫اإلعالنات املختلفة عن املدرسة‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪-0.549‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪2.38‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫موقع املدرسة وقرهبا من املنزل أو العمل ‪2.32‬‬
‫معرفة سابقة بأحد املعلمني أو العاملني‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪1.53‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪1.80‬‬
‫باملدرسة‬

‫‪155‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املدرسة األهلية (‪)122‬‬ ‫املدرسة العاملية (‪)60‬‬


‫قيمة «ت» الداللة‬
‫األسباب‬
‫املتوسط االنحراف الرتتيب املتوسط االنحراف الرتتيب املحسوبة اإلحصائية‬
‫احلسايب املعياري‬ ‫احلسايب املعياري‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪-0.641‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪2.27‬‬ ‫تزكية املدرسة من األقارب واألصدقاء‬
‫استعراض أنشطة وخدمات املدرسة عن‬
‫‪0.26‬‬ ‫‪1.14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪2.27‬‬
‫طريق االنرتنت‬

‫(‪ )0.05‬تعود لصالح أولياء األمور املتعاملني مع املدرسة‬ ‫الختب�ار صحة هذا الف�رض فقد تم اس�تخدام حتليل‬
‫العاملية‪ ،‬مما يمكن معه قبول الفرض الثاين للدراسة‪.‬‬ ‫التباين ‪ T-Test‬وتشري البيانات املستخلصة من اجلدول‬
‫رقم (‪ )6‬إىل أنه ليس�ت هناك ف�روق ذات داللة إحصائية‬
‫نتائج اختبار صحة الفرض الثالث وينص عىل‪:‬‬ ‫بني أس�باب تع�رف أولياء األمور عىل املدرس�ة األهلية أو‬
‫«ال توج�د ف�روق جوهري�ة ذات دالل�ة إحصائي�ة‬ ‫العاملي�ة ما عدا الس�بب الثاين املتعلق بزي�ارة أولياء األمور‬
‫بين دواف�ع اختيار أولي�اء األمور للم�دارس األهلية أو‬ ‫إىل املدرسة وإطالعهم عىل مرافقها وأنشطتها‪ ،‬حيث تبني‬
‫املدارس العاملية»‪.‬‬ ‫أن هن�اك فروق ذات داللة إحصائية عند مس�توى معنوية‬

‫جدول رقم (‪)7‬‬


‫نتائج اختبار «ت» لداللة الفروق بني دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس األهلية واملدارس العاملية‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات تبعا للمدرسة‬
‫مستوى‬
‫قيمة ت‬
‫الداللة‬ ‫األهلية (ن=‪)122‬‬ ‫العاملية (ن=‪)60‬‬ ‫الدوافع‬ ‫رقم العبارة‬
‫املحسوبة‬
‫الفعلية‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬
‫حرص املدرس�ة عىل انضب�اط الطالب علميا‬
‫‪0.70‬‬ ‫‪0.392‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪8.55‬‬ ‫‪2.10‬‬ ‫‪8.68‬‬ ‫‪1‬‬
‫وسلوكيا‬
‫‪0.75 -0.317‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪7.55‬‬ ‫‪2.67‬‬ ‫‪7.42‬‬ ‫شهرة املدرسة وسمعتها‬ ‫‪2‬‬
‫اس�تخدام املدرس�ة للمناه�ج واألس�اليب‬
‫‪0.12‬‬ ‫‪1.58‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪8.33‬‬ ‫‪1.70‬‬ ‫‪8.87‬‬ ‫‪3‬‬
‫الرتبوية احلديثة‬
‫حس�ن تعامل املدرس�ة مع الطالب واهتاممها‬
‫‪0.95‬‬ ‫‪-0.07‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪8.59‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪8.57‬‬ ‫‪4‬‬
‫بتنمية قدراهتم وشخصياهتم‬
‫‪0.65‬‬ ‫‪0.452‬‬ ‫‪2.41‬‬ ‫‪8.50‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫‪8.67‬‬ ‫الكفاءة العلمية واملهنية ملعلمي املدرسة‬ ‫‪5‬‬
‫حرص املدرسة عىل غرس القيم واألخالقيات‬
‫‪0.51‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫‪8.70‬‬ ‫‪2.06‬‬ ‫‪8.93‬‬ ‫‪6‬‬
‫يف طالهبا‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪8.50‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫‪8.67‬‬ ‫البيئة املدرسة آمنة وفعالة‬ ‫‪7‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪156‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات تبعا للمدرسة‬


‫مستوى‬
‫قيمة ت‬
‫الداللة‬ ‫األهلية (ن=‪)122‬‬ ‫العاملية (ن=‪)60‬‬ ‫الدوافع‬ ‫رقم العبارة‬
‫املحسوبة‬
‫الفعلية‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬
‫حرص املدرسة عىل التنشئة اإلسالمية لطالهبا‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪-0.78‬‬ ‫‪2.41‬‬ ‫‪8.69‬‬ ‫‪2.22‬‬ ‫‪8.40‬‬ ‫‪8‬‬
‫وحتفيظهم أجزاء من القران الكريم‬
‫توفري املدرس�ة للرعاية الصحي�ة واالجتامعية‬
‫‪0.81‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪2.87‬‬ ‫‪7.64‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪7.75‬‬ ‫‪9‬‬
‫لطالهبا‬
‫حرص املدرس�ة على متان�ة العالق�ة التبادلية‬
‫‪0.54‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪7.99‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪7.73‬‬ ‫‪10‬‬
‫بينها وبني أولياء األمور‬
‫اهتامم املدرس�ة بالربامج الرتفيهية واألنش�طة‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪-0.11‬‬ ‫‪2.520‬‬ ‫‪8.04‬‬ ‫‪1.99‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫‪11‬‬
‫الالصفية والرياضية‬
‫الرس�وم الدراسية للمدرس�ة مناسبة مقابل ما‬
‫‪0.61‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪6.95‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪6.70‬‬ ‫‪12‬‬
‫تقدمه لطالهبا من خدمات‬
‫اهتمام املدرس�ة بتدري�س اللغ�ة االنجليزي�ة‬
‫**‪0.003 3.04‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫‪7.14‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪8.57‬‬ ‫‪13‬‬
‫بأساليب حديثة‬
‫‪0.20‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪8.05‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪8.52‬‬ ‫قلة عدد الطالب يف الفصل الواحد‬ ‫‪14‬‬

‫‪0.12‬‬ ‫‪1.57‬‬ ‫‪2.68‬‬ ‫‪7.97‬‬ ‫‪2.07‬‬ ‫‪8.58‬‬ ‫اهتامم املدرسة بنظافة كافة مرافقها‬ ‫‪15‬‬
‫اهتامم املدرس�ة باس�تخدام طالهبا للحاس�ب‬
‫‪0.10‬‬ ‫‪1.66‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪7.88‬‬ ‫‪2.04‬‬ ‫‪8.50‬‬ ‫‪16‬‬
‫اآليل وتطبيقاته وبراجمه‬
‫توف�ر املب�اين والتجهي�زات والوس�ائل التقنية‬
‫‪0.73‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪2.59‬‬ ‫‪7.94‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪8.08‬‬ ‫‪17‬‬
‫لتسهيل العملية التعليمية‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪-1.03‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫‪7.20‬‬ ‫توفري املعامل واملختربات احلديثة‬ ‫‪18‬‬
‫طالب املدرس�ة غالبا ما ينتمون إىل طبقة مميزة‬
‫‪0.98‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪2.73‬‬ ‫‪6.71‬‬ ‫‪2.79‬‬ ‫‪6.70‬‬ ‫‪19‬‬
‫يف املجتمع‬
‫‪0.78‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪2.63‬‬ ‫‪8.09‬‬ ‫‪2.16‬‬ ‫‪8.20‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتعليم اللغة العربية وعلومها‬ ‫‪20‬‬

‫‪0.95‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫‪8.04‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫املستوى التحصييل العلمي لطالب املدرسة عايل ‪8.07‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪0.74‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫‪7.21‬‬ ‫‪2.29‬‬ ‫موقع املدرسة قريب نسبيا من املنزل او العمل ‪7.38‬‬ ‫‪22‬‬
‫وج�ود وس�ائل نق�ل للطلاب من املن�زل إىل‬
‫**‪0.006 2.76‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫‪6.66‬‬ ‫‪2.71‬‬ ‫‪8.17‬‬ ‫‪23‬‬
‫املدرسة والعكس‬
‫‪0.43‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪7.52‬‬ ‫‪1.64‬‬ ‫‪7.73‬‬ ‫عىل املستوى الكيل‬

‫تم احتساب قيمة «ت» اجلدولية عند مستوى داللة (‪ )0.05‬ودرجات حرية (‪ )180‬حيث بلغت (‪)1.645‬‬

‫‪157‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫فق�د تبني أن هناك ف�روق ذات دالل�ة إحصائية عند‬ ‫الختب�ار صحة هذا الفرض فقد تم اس�تخدام حتليل‬
‫مس�توى معنوي�ة (‪ )0.05‬تعود لصالح أولي�اء األمور‬ ‫التباين ‪ T-Test‬وتشري البيانات املستخلصة من اجلدول‬
‫املتعاملين م�ع املدرس�ة العاملي�ة مم�ا يمك�ن مع�ه قب�ول‬ ‫رقم (‪ )7‬إىل أنه ليس�ت هناك فروق ذات داللة إحصائية‬
‫الفرض الثالث للدراسة‪.‬‬ ‫بين دوافع اختي�ار أولياء األم�ور للمدرس�ة األهلية أو‬
‫العاملية باستثناء دافعني ومها‪:‬‬
‫نتائج اختبار صحة الفرض الرابع وينص عىل‪:‬‬ ‫‪ -‬اهتامم املدرسة بتدريس اللغة اإلنجليزية بأساليب‬
‫« ال توج�د فروق جوهري�ة ذات داللة إحصائية بني‬ ‫حديثة‪.‬‬
‫رض�ا أولياء األم�ور عن اخلدم�ات املقدم�ة ألبنائهم يف‬ ‫‪ -‬وجود وس�ائل نقل للطالب من املنزل إىل املدرسة‬
‫املدارس األهلية عن تلك املقدمة يف املدارس العاملية»‪.‬‬ ‫والعكس‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)8‬‬


‫نتائج اختبار «ت» لداللة الفروق بني رضا أولياء األمور عن‬
‫اخلدمات التعليمية املقدمة ألبنائهم يف املدارس األهلية أو العاملية‬
‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات تبعا للمدرسة‬
‫مستوى‬
‫قيمة ت‬ ‫اخلدمات التعليمية املقدمة لألبناء يف املدارس‬ ‫رقم‬
‫الداللة‬ ‫األهلية (ن=‪)122‬‬ ‫العاملية (ن=‪)60‬‬
‫املحسوبة‬ ‫األهلية والعاملية‬ ‫العبارة‬
‫الفعلية‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬
‫االلتزام بتسليم الكتب الدراسة للطالب يف‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪-3.56‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪4.56‬‬ ‫‪1.14‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪1‬‬
‫الوقت املحدد‬
‫‪0.94‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪4.13‬‬ ‫التكييف يف كافة مرافق املدرسة‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪-1.61‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪4.25‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪4.03‬‬ ‫متيز موقع املدرسة‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.36‬‬ ‫‪-0.91‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪4.03‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫تعامل املدرسة مع الطالب وحماولة حل مشاكلهم ‪3.90‬‬ ‫‪4‬‬
‫انضباط نقل الطالب من املدرسة إىل املنزل‬
‫‪0.05‬‬ ‫*‪2.001‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪3.79‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫‪5‬‬
‫والعكس‬
‫**‪0.002 -3.10‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪4.25‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫سعة الفصول الدراسية ومالئمتها لعدد الطالب ‪3.82‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.18‬‬ ‫‪-1.33‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪4.09‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪3.90‬‬ ‫توفر املباين والتجهيزات ومالئمتها‬ ‫‪7‬‬
‫اهتامم املدرسة بتدريس اللغة االنجليزية باألساليب‬
‫‪0.00‬‬ ‫**‪4.95‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪3.52‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫‪8‬‬
‫احلديثة‬
‫الرسوم املالية مقابل ما حيصل عليه الطالب من‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪1.10‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫‪9‬‬
‫خدمات‬
‫‪0.28‬‬ ‫‪-1.09‬‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫‪1.09‬‬ ‫توفر الوسائل التقنية واملعامل واملختربات احلديثة ‪3.63‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.77‬‬ ‫‪-0.29‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪3.81‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫انضباط الطالب يف املدرسة علميا وسلوكيا‬ ‫‪11‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪158‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫املتوسطات احلسابية واالنحرافات تبعا للمدرسة‬


‫مستوى‬
‫قيمة ت‬ ‫اخلدمات التعليمية املقدمة لألبناء يف املدارس‬ ‫رقم‬
‫الداللة‬ ‫األهلية (ن=‪)122‬‬ ‫العاملية (ن=‪)60‬‬
‫املحسوبة‬ ‫األهلية والعاملية‬ ‫العبارة‬
‫الفعلية‬
‫املتوسط االنحراف املتوسط االنحراف‬
‫‪0.80‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪3.83‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪3.87‬‬ ‫اهتامم املدرسة بتدريس مناهج احلاسب اآليل‬ ‫‪12‬‬
‫توفر مواقف سيارات كافية وتنظيم دخول وخروج‬
‫‪0.91‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪3.33‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫‪13‬‬
‫الطالب من املدرسة‬
‫اهتامم املدرسة بالتنشئة الدينية للطالب وتعليمهم‬
‫‪0.37‬‬ ‫‪-0.90‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫‪4.15‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪14‬‬
‫القران الكريم‬
‫‪0.63‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪3.68‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫نظافة الفصول الدراسية والساحات ودورات املياه ‪3.77‬‬ ‫‪15‬‬
‫توفر املالعب والقاعات واألفنية ملامرسة األنشطة‬
‫‪0.02‬‬ ‫*‪-2.30‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪4.14‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫‪16‬‬
‫الالصفية‬
‫اهتامم املدرسة بتدريس املقررات العربية بشكل‬
‫‪0.18‬‬ ‫‪-1.29‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪4.22‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪4.05‬‬ ‫‪17‬‬
‫جيد‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪-0.54‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪3.94‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫عىل املستوى الكيل‬
‫تم احتساب قيمة «ت» اجلدولية عند مستوى داللة (‪ )0.05‬ودرجات حرية (‪ )180‬حيث بلغت (‪)1.645‬‬

‫‪ -‬انضب�اط نق�ل الطلاب م�ن املدرس�ة إىل املن�زل‬ ‫الختب�ار صحة هذا الفرض فقد تم اس�تخدام حتليل‬
‫والعكس‪.‬‬ ‫التباين ‪ T-Test‬وتشير البيانات املستخلصة من اجلدول‬
‫‪ -‬اهتمام املدرس�ة بتدري�س اللغ�ة اإلنجليزي�ة‬ ‫رقم (‪ )8‬إىل أنه ليس�ت هناك فروق ذات داللة إحصائية‬
‫باألساليب احلديثة‪.‬‬ ‫بين رضا أولياء األم�ور عن اخلدمات املقدم�ة ألبنائهم‬
‫وبالت�ايل فإنه اس�تناد ًا ملا س�بق يمكن قب�ول الفرض‬ ‫يف امل�دارس األهلية عن تلك املقدمة يف املدارس العاملية‬
‫الراب�ع للدراس�ة باس�تثناء الف�روق اجلوهري�ة اخلاص�ة‬ ‫باستثناء عنارص اخلدمات التالية‪:‬‬
‫بالعنارص املشار إليها أعاله‪.‬‬ ‫‪ -‬االلتزام بتسليم الكتب الدراسية للطالب يف الوقت‬
‫املحدد‪.‬‬
‫رابع ًا ‪ :‬نتائج وتوصيات الدراسة‬ ‫‪ -‬سعة الفصول الدراسية ومالئمتها لعدد الطالب‪.‬‬
‫ نتائج الدراسة‬ ‫‪ -‬توفر املالعب والقاعات ملامرسة األنشطة الالصفية‪.‬‬
‫اس�تناد ًا للتحلي�ل الس�ابق ويف ض�وء نتائ�ج اختب�ار‬ ‫حيث تبني أن هناك فروق ذات داللة إحصائية تعود‬
‫فروض الدراسة يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬ ‫لصالح املدارس األهلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن ‪ %91‬م�ن أولياء أمور الطالب يف عينة الدراس�ة‬ ‫كذل�ك ف�إن بيان�ات اجلدول رق�م (‪ )8‬تشير إىل أن‬
‫م�ن الذكور وغالبيتهم ‪ %87‬تتجاوز أعامرهم ‪30‬‬ ‫هناك ف�روق ذات داللة إحصائية تعود لصالح املدارس‬
‫س�نة‪ ،‬كام أن ‪ %70‬م�ن العينة حاصلني عىل مؤهل‬ ‫العاملية فيام يتعلق بعنرصي اخلدمة التاليني‪:‬‬

‫‪159‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫‪ -‬أن من أهم دوافع اختيار أولياء األمور للمدرس�ة‬ ‫جامعي أو أعىل‪ ،‬وتقدر نسبة من تتجاوز دخوهلم‬
‫الت�ي يلتح�ق هب�ا أبناؤه�م ه�و حرص املدرس�ة‬ ‫الش�هرية ‪ 10,000‬ري�ال ‪ %62‬من العين�ة ويمثل‬
‫عىل غ�رس القيم واألخالقي�ات يف طالهبا ويليه‬ ‫الس�عوديون النس�بة األكبر ‪ %60‬م�ن العينة بينام‬
‫حرصه�ا على التنش�ئة اإلسلامية للطلاب ثم‬ ‫يمثل غري السعوديني ‪ %40‬من إمجايل أفراد العينة‪.‬‬
‫ي�أيت بع�د ذل�ك ح�رص املدرس�ة على انضباط‬ ‫‪ -‬تبلغ نس�بة س�اكني الش�قق يف عينة الدراسة ‪%67‬‬
‫الطلاب علمي� ًا وس�لوكي ًا ويلي�ه حس�ن تعامل‬ ‫بينام تبلغ نسبة ساكني الفلل ‪.%33‬‬
‫املدرس�ة مع الطلاب واهتاممها بتنمي�ة قدراهتم‬ ‫‪ -‬أن ‪ %67‬م�ن العين�ة ي�درس أبناؤه�م يف املدارس‬
‫وترتاج�ع تدرجيي ًا أمهية باق�ي الدوافع حيث يأيت‬ ‫األهلية بينام يدرس ‪ %33‬يف املدارس العاملية‪.‬‬
‫يف مؤخرهتا انتامء طالب املدرسة إىل طبقة متميزة‬ ‫‪ -‬أكدت الدراسة أنه ليس للمتغريات التالية (اجلنس‬
‫يف املجتمع‪.‬‬ ‫والتعليم والدخل الش�هري ونوع الس�كن) تأثري‬
‫‪ -‬أن العنرص األول من عنارص اخلدمة الذي استحوذ‬ ‫جوهري على أولياء األم�ور يف اختيار املدرس�ة‬
‫عىل أعلى درجات الرضا من قب�ل أولياء األمور‬ ‫الت�ي يتعلم فيه�ا أبناؤهم‪ ،‬بينام تبني أن للجنس�ية‬
‫ه�و التزام املدرس�ة بتس�ليم الكتب الدراس�ية يف‬ ‫تأثير جوهري عليه�م يف اختيار املدرس�ة حيث‬
‫الوق�ت املح�دد ويليه موق�ع املدرس�ة املتميز ثم‬ ‫يمي�ل غالبية أولي�اء األمور الس�عوديني (‪)%73‬‬
‫االهتامم بتدري�س املقررات العربية بش�كل جيد‬ ‫لتعلي�م أبنائه�م يف امل�دارس األهلي�ة بينما يميل‬
‫ويليه التكييف ثم سعة الفصول ومالئمتها لعدد‬ ‫غالبي�ة غير الس�عوديني (‪ )%76‬لتعلي�م أبنائهم‬
‫الطلاب ويرتاج�ع رض�ا أولياء األم�ور تدرجيي ًا‬ ‫يف امل�دارس العاملية وربام يع�زى ذلك إىل ارتباط‬
‫ع�ن باق�ي العن�ارص حيث اس�تحوذت الرس�وم‬ ‫أولي�اء األمور غري الس�عوديني بعقود عمل جتدد‬
‫الدراس�ية ومواقف السيارات عىل أدنى درجات‬ ‫س�نوي ًا وبالت�ايل ف�إن خش�يتهم م�ن ع�دم جتديد‬
‫رضا أولياء األمور يف عينة الدراسة‪.‬‬ ‫عقوده�م جتعلهم حيرصون على اختيار املدارس‬
‫‪ -‬أن أولي�اء أمور طالب امل�دارس العاملية أكثر تأثر ًا‬ ‫العاملية وذلك إلمكانية مواصلة أبنائهم للدراسة‬
‫من أولي�اء أمور طالب املدارس األهلية بالزيارة‬ ‫يف أوطاهن�م أو يف أي دول�ة أخ�رى دون تأثرهم‬
‫الت�ي يقومون هبا إىل املدرس�ة العاملي�ة واالطالع‬ ‫بتغيري املناهج الدراسية‪.‬‬
‫عىل مرافقها وأنشطتها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن م�ن أه�م أس�باب تع�رف أولي�اء األم�ور عىل‬
‫‪ -‬أن اهتامم املدرسة العاملية بتدريس اللغة اإلنجليزية‬ ‫املدرس�ة الت�ي يعتزم�ون تعلي�م أبنائه�م فيها هو‬
‫بأس�اليب حديثة وتوفر وس�ائل نقل لطالهبا من‬ ‫زيارة املدرسة واالطالع عىل مرافقها ويليه سمعة‬
‫املنزل للمدرس�ة يعتربان من الدوافع ذات التأثري‬ ‫املدرس�ة وشهرهتا ثم موقعها وقرهبا من املنزل أو‬
‫األق�وى عىل أولي�اء أمور الطلاب يف اختيارهم‬ ‫العم�ل وترتاج�ع تدرجيي� ًا أمهية باقي األس�باب‬
‫للمدرس�ة العاملية‪ ،‬مقارنة بتأثير هذين العاملني‬ ‫حي�ث ي�أيت يف مؤخرهت�ا معرف�ة أولي�اء األم�ور‬
‫عىل أولياء أمور طالب املدارس األهلية‪.‬‬ ‫املسبقة بأحد املعلمني أو العاملني باملدرسة‪.‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪160‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫معلميها والعم�ل عىل تطويره�ا والرقابة عليها‬ ‫‪ -‬أن أولي�اء أم�ور طلاب امل�دارس العاملية أكثر‬
‫من قبل الوزارة‪.‬‬ ‫رضا من أولي�اء أمور طالب املدارس األهلية‬
‫‪ -‬إل�زام امل�دارس األهلي�ة والعاملية بتطبي�ق املعايري‬ ‫فيام يتعل�ق بتدري�س اللغة اإلنجليزي�ة وتوفر‬
‫العاملي�ة يف ط�رق التدري�س‪ ،‬خاص�ة وأن أنماط‬ ‫وس�ائل نق�ل الطلاب م�ن املنزل للمدرس�ة‬
‫التدريس ق�د تغريت فام ع�ادت تعتمد عىل جمرد‬ ‫والعكس‪.‬‬
‫التلقني‪ ،‬بل أصبح التعليم مش�اركة بني االس�تاذ‬ ‫‪ -‬أن أولي�اء أمور طالب املدارس األهلية أكثر رضا‬
‫والطالب‪.‬‬ ‫من أولياء أمور طالب املدارس العاملية فيام يتعلق‬
‫‪ -‬وضع برامج تدريب للقيادات الرتبوية والتنفيذية‬ ‫بالعنارص التالية‪:‬‬
‫تش�مل القيادات يف امل�دارس األهلي�ة والعاملية‪،‬‬ ‫* االلتزام بتس�ليم الكتب الدراس�ية للطالب يف‬
‫عىل أن يتم تنفيذ تلك الربامج بأحدث األساليب‬ ‫الوقت املحدد‪.‬‬
‫التدريبي�ة وح�ول املوضوع�ات احلديث�ة الت�ي‬ ‫* س�عة الفص�ول الدراس�ية ومالئمته�ا لع�دد‬
‫تواكب طبيعة عمل هؤالء القادة‪.‬‬ ‫الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬إرشاك أكث�ر م�ن وزارة إىل جان�ب وزارة التعلي�م‬ ‫* توف�ر املالع�ب والقاع�ات ملامرس�ة األنش�طة‬
‫يف التخطيط واإلع�داد للعملية الرتبوية بأبعادها‬ ‫الالصفية‪.‬‬
‫املختلف�ة بما فيها الرتخي�ص للم�دارس األهلية‬
‫والعاملي�ة وانخ�راط تل�ك امل�دارس يف املجتم�ع‬ ‫توصيات الدراسة‬
‫واالس�تفادة منه‪ .‬مث�ل وزارة الداخلي�ة‪ ،‬ووزارة‬ ‫التوصيات اخلاصة بإدارة التعليم األهيل واألجنبي‪.‬‬
‫الش�ؤون البلدي�ة والقروي�ة‪ ،‬ووزارة اإلس�كان‪،‬‬ ‫اس�تناد ًا ألدبيات الدراس�ة ويف ضوء حتليل وتفسير‬
‫ووزارة الصح�ة‪ ،‬ووزارة الثقاف�ة واإلعلام‪،‬‬ ‫البيانات اخلاصة بالدراس�ة امليدانية يويص فريق البحث‬
‫والرئاس�ة العام�ة لرعاي�ة الش�باب‪ ،‬واجلمعيات‬ ‫بام ييل‪:‬‬
‫اخلريية وغريها‪.‬‬ ‫‪ -‬توجيه املدارس األهلي�ة والعاملية للعناية باختيار‬
‫‪ -‬إل�زام امل�دارس األهلي�ة والعاملية بح�د أعىل لعدد‬ ‫املعل�م الكف�ؤ وإع�داده وتأهليه وتطوي�ره ألنه‬
‫الطلاب يف الفص�ل الواح�د‪ ،‬م�ا يس�اعد املعلم‬ ‫يعتبر حم�ور ارتكاز العملي�ة التعليمي�ة والعمل‬
‫عىل التفاعل مع تالميذه ويمكنه أيض ًا من مراعاة‬ ‫كذل�ك عىل وضع املعايري التي ينبغي أن يتم عىل‬
‫الفروق الفردية بينهم‪.‬‬ ‫ضوئه�ا تقييم أداء املعل�م وإظهار جوانب القوة‬
‫‪ -‬عق�د ورش عم�ل م�ع ملاك امل�دارس األهلي�ة‬ ‫والضع�ف يف أداءه‪ ،‬بحي�ث ترتكز ه�ذه املعايري‬
‫والعاملي�ة يت�م إطالعهم من خلال تلك الورش‬ ‫على جوانب رئيس�ية مث�ل اإلع�داد والتخطيط‬
‫عىل خطط الوزارة املس�تقبلية وتوجيههم للعمل‬ ‫للمادة العلمي�ة‪ ،‬واملوق�ف التعليم�ي‪ ،‬وإدارة‬
‫عىل االس�تعداد املبك�ر ألي عملي�ة تطوير تنوي‬ ‫الص�ف‪ ،‬واملظهر العام‪ .‬وإلزام املدارس األهلية‬
‫الوزارة القيام هبا‪.‬‬ ‫والعاملي�ة بتطبي�ق تل�ك املعايير عند تقيي�م أداء‬

‫‪161‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫التوصيات اخلاصة باملكي ومسئويل املدارس العاملية‪.‬‬ ‫التوصيات اخلاصة باملكي ومسئويل املدارس األهلية‪.‬‬
‫إضاف�ة إىل ما تم ذك�ره يف التوصيات اخلاصة باملكي‬ ‫اس�تناد ًا مل�ا حوت�ه نتائ�ج الدراس�ة وما تبين لفريق‬
‫ومس�ئويل امل�دارس األهلي�ة جي�در باملك�ي ومس�ئويل‬ ‫البح�ث م�ن خلال أدبي�ات الدراس�ة فإن�ه ينبغي عىل‬
‫املدارس العاملية االهتامم بام ييل‪:‬‬ ‫مالكي ومسئويل املدارس األهلية اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬تركيز اجلهود التس�ويقية على الفئات األكثر رغبة‬ ‫‪ -‬العمل عىل تكوين برنامج الستقبال أولياء األمور‬
‫يف إحل�اق أبنائها يف املدارس العاملي�ة واملتمثلة يف‬ ‫الراغبين يف زيارة املدرس�ة هب�دف االطالع عىل‬
‫أولياء األم�ور غري الس�عوديني‪ ،‬والرتكيز األكثر‬ ‫خدماهت�ا وأنش�طتها‪ ،‬يتضم�ن الربنام�ج إظه�ار‬
‫على ذوي الدخل الع�ايل العاملين يف الرشكات‬ ‫نقاط قوة املدرس�ة من قدرات أكاديمية وقدرات‬
‫الكربى‪ ،‬ويعود ذلك إىل رغبة أولئك يف تس�هيل‬ ‫تش�غيلية‪ ،‬كما جي�ب أن ي�وكل تصمي�م ومتابعة‬
‫اكامل دارسة أبنائهم بعد اخلروج من اململكة‪.‬‬ ‫وإدارة ذل�ك الربنام�ج إىل اجلهة املعنية بتس�ويق‬
‫‪ -‬اس�تخدام األس�اليب احلديث�ة واألكث�ر تط�ور ًا يف‬ ‫خدمات املدرسة‪.‬‬
‫تدري�س اللغ�ة اإلنجليزية‪ ،‬حي�ث أن ذلك يعترب‬ ‫‪ -‬نظ�ر ًا إىل أن ح�رص املدرس�ة على غ�رس القي�م‬
‫من أهم دواف�ع اختيار أولياء األم�ور للمدارس‬ ‫واألخالقي�ات يف طالهبا من أه�م دوافع اختيار‬
‫العاملية‪.‬‬ ‫أولياء األمور للمدرسة التي يلتحق هبا أبناؤهم‪،‬‬
‫يقترح فري�ق البح�ث انش�اء برام�ج اجتامعي�ة‬
‫وتطوعي�ة اهل�دف منه�ا تقوي�م س�لوك الطال�ب‬
‫وغ�رس بع�ض القي�م البن�اءة في�ه ويف املجتمع‪،‬‬
‫وتوضي�ح أه�داف مث�ل تل�ك الربام�ج ألولياء‬
‫األمور والعمل عىل تنميتها وتطويرها باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬الس�عي إىل كس�ب رضا أولياء أم�ور الطالب عن‬
‫طريق متهيد س�بل املعرف�ة‪ ،‬واجلدية يف رفع كفاءة‬
‫الطالب الذهنية نظر ًا ألن االلتزام بتسليم الكتب‬
‫الدراس�ية يف الوقت املحدد يعترب من أهم عوامل‬
‫الرضا لدى أولياء األمور حسب ما كشفته نتائج‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬االلت�زام بح�د أعلى لع�دد الطلاب يف الفص�ل‬
‫الواح�د بحيث يتالءم عدد الطالب مع مس�احة‬
‫الفص�ل‪ ،‬وال�ذي بدوره يؤدي إىل حتسين كفاءة‬
‫املعلم يف إيص�ال املعلومات إىل مجيع الطالب يف‬
‫الفصل‪.‬‬

‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬ ‫‪162‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬يونيو ‪2017‬م ‪ -‬رمضان ‪1438‬هـ‬

‫التاس�ع للتعليم األهيل (التعليم األهيل وحتديات‬ ‫قائمة املراجع‬


‫العرص)‪ ،‬إدارة الرتبية والتعليم بمحافظة األحساء‬ ‫أوالً ‪ :‬املراجع العربية‬
‫‪ / 8-7‬أبريل ‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.46 - 31‬‬ ‫‪ -‬مح�د إبراهي�م الس�لوم‪ ،‬التعلي�م الع�ام يف اململكة‬
‫‪ -‬فوزي�ة بك�ر البك�ر “دراس�ة مس�حية لالجتاه�ات‬ ‫العربي�ة الس�عودية‪ ،‬ط‪( ،1‬الري�اض‪ ،‬د‪ .‬ن‪،.‬‬
‫الوالدي�ة نحو إحلاق الفتيات باملدارس االبتدائية‬ ‫‪ .)1988‬‬
‫األهلية للبنات بمدينة الرياض”‪ .‬رس�الة اخلليج‬ ‫‪ -‬عب�د اهلل حمم�د الزيد‪ ،‬التعلي�م يف اململك�ة العربية‬
‫الع�ريب‪ ،‬س ‪ ،16‬ع‪ ،56‬نوفمبر ‪1995‬م‪ ،‬ص‬ ‫الس�عودية أنم�وذج خمتلف‪ ،‬ط‪( ،4‬ج�دة ‪ :‬الدار‬
‫‪.48 - 15‬‬ ‫السعودية‪.)1990 ،‬‬
‫‪ -‬حمم�د صدي�ق حممد حس�ن “التعلي�م يف املدارس‬ ‫‪ -‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ ،‬مقدمة يف منهج البحث‬
‫األجنبي�ة واخلاص�ة اإلجيابي�ات والس�لبيات”‪.‬‬ ‫العلمي‪ ،‬ط‪( ،1‬عامن ‪ :‬دار دجلة‪.)2008 ،‬‬
‫جمل�ة الرتبي�ة ‪ -‬قط�ر‪ ،‬س ‪ ،32‬ع ‪ ،146‬س�بتمرب‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص ‪.75 - 64‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬الدراسات والبحوث العربية ‪.‬‬
‫‪ -‬حمم�د عب�د الق�ادر عابدي�ن “أس�باب إحل�اق‬ ‫‪ -‬خدجي�ة عب�د اهلل س�ند اليوس�ف «دواف�ع اختي�ار‬
‫الوالدي�ن أبنائه�م باملدارس اخلاصـ�ة وعالقتها‬ ‫التعلي�م االبتدائي األهيل للبنات م�ن قبل أولياء‬
‫ببع�ض التغيرات”‪ .‬جملة البحوث والدراس�ات‬ ‫األمور بمدينة مكة املكرمة «‪ .‬رس�الة ماجس�تري‪،‬‬
‫الرتبوي�ة الفلـس�طينية‪ ،‬العـ�دد الثال�ث‪ ،‬مجعي�ة‬ ‫جامع�ة أم الق�رى‪ ،‬مك�ة املكرم�ة‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫البح�وث والدراس�ات الرتبوي�ة الفلس�طينية‪،‬‬ ‫ببليوجرافيا ص ‪.113 - 108‬‬
‫مارس‪2000‬م‪ ،‬ص ‪.87 - 53‬‬ ‫‪ -‬صال�ح بن عبد اهلل بن صالح امللحم “دور عنارص‬
‫‪ -‬منى راش�د الغي�ص‪ ،‬وثابت عبد الرمحن إدريس “‬ ‫املزي�ج التس�ويقي اخلدمي يف زي�ادة االقبال عىل‬
‫س�لوك اختيار امل�دارس والتقس�يم الديموغرايف‬ ‫امل�دارس األهلي�ة”‪ .‬املجل�ة األردني�ة يف إدارة‬
‫لقطاع�ات املس�تخدمني للم�دارس احلكومي�ة‬ ‫األعمال‪ ،‬م�ج ‪ ،7‬ع ‪2011 ،3‬م‪ ،‬ص ‪- 341‬‬
‫واخلاصة يف الكويت ‪ :‬حتليل املتغريات “‪ .‬املجلة‬ ‫‪.375‬‬
‫العربي�ة للعل�وم اإلداري�ة‪ ،‬م�ج ‪ ،4‬ع‪ ،1‬نوفمبر‬ ‫‪ -‬عيل أسعد وطفة‪ ،‬وفرح املطوع “املدارس اخلاصة‬
‫‪1996‬م‪ ،‬ص ‪.36 - 1‬‬ ‫األجنبي�ة يف دولة الكويت كام يراه�ا أولياء أمور‬
‫تالمي�ذ املرحل�ة االبتدائي�ة”‪ .‬رس�الة اخللي�ج‬
‫ثالث ًا‪ :‬املواقع اإللكرتونية‬ ‫العريب‪ ،‬س ‪ ،29‬ع ‪ ،109‬س�بتمرب ‪2008‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ -‬املوقع اإلليكرتوين لوزارة التعليم‬ ‫‪.70 - 13‬‬
‫‪.https://www.moe.gov.sa‬‬ ‫‪ -‬عيس�ى ب�ن حس�ن األنص�اري “دراس�ة مس�حية‬
‫‪ -‬املوق�ع اإلليكتروين ملصلحة اإلحص�اءات العامة‬ ‫للكش�ف ع�ن أس�باب إحل�اق األبن�اء باملدارس‬
‫واملعلومات ‪.http://www.cdsi.gov.sa‬‬ ‫األهلي�ة وآراء اآلباء حول هذه املدارس “‪ .‬اللقاء‬

‫‪163‬‬ ‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‪ :‬دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬
‫هـ‬1438 ‫ رمضان‬- ‫م‬2017 ‫ يونيو‬،)11( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

‫ املراجع األجنبية‬: ‫رابع ًا‬


- Bast, Joseph L. and Walberg, Herbert J ,
Can Parents Choose the Best Schools for
Their Children? , Economics of Education
Review, v23 n4 , Aug 2004, p431440-.
- Davies, Brent and Linda Ellison. School
Leadership for the 21st Century: A
Competency and Knowledge Approach,
London : Routledge, Conger, J. A. and
Benjamin. 2001, Paper 382.
- Fatima Baig , Investigating the motivations
of parents choosing language immersion
education for their child , thesis submitted
in partial fulfillment of the requirements
for the Doctor of Philosophy degree in
Teaching and Learning , Graduate College
of The University of Iowa , Iowa , May
2011, p. 133139-.
- Virachai Techavijit / The International
Schools Phenomenon in Thailand and
the Implementation of the International
Baccalaureate/ Presented at the University
of Oxford / 1st March 2007.
- Yi Hsu and Chen Yuan-fang , An Analysis
of Factors Affecting Parents’ Choice of a
Junior High School , International Journal
of Business, Humanities and Technology
Vol. 3 No. 2; February 2013 p. 3949-.

‫ دوافع اختيار أولياء األمور للمدارس االبتدائية اخلاصة بأبنائهم ودرجة رضاهم عنها‬:‫يارس بن عبد احلميد اخلطيب وأمحد بن عيل الغامدي‬ 164
Contents

Editorial................................................................................................. G

Research Service

The Effectiveness of a Program Based on the Discrete Trial Training and the
Pivotal Response Training in the Development of Some Reading Comprehension
Skills among Children with Autism Disorder.
Dr. Ibrahim Abdullah AlOthman ..................................................................................... 1

Rights of Mortgaging Property owner in Confrontation of Tracking Procedures


of the Mortgagees through the Saudi Real Estate Mortgage Law.
Dr. Hashem Ahmed Salem ................................................................................................ 38

Semiotic Dress in the Old Literature Blogs.


Dr. AbdulKareem Abdullah AlAbdulKareem .......................................................... 63

Ingredients of Creativity in the personality of the thee alkarnyeen


“Analytical Reading in the light of his Story in the Holy Quran”.
Dr. Ageel Salem AlShammari .......................................................................................... 82

The Role of Educational Courses in Satisfying Psychological and Social Needs


of the Students at the two Faculties of Education, Majmaah University.
Dr. Mahmoud Gabr & Dr. Ibrahim Al Husseinan ................................................. 99

The Parents’ Motives to Choose Private Primary Schools for their Children and
their Satisfaction’s Degree. “Comparative Study between Private schools and
International Schools for Boys in Jeddah”
Prof. Yasser AlKhateeb & Ahmed AlGhamdi ......................................................... 137
Editorial

Praise be to God who taught the pen, prayers and peace on the seal of prophets and messen-
gers, the exit of humanity from darkness to light After:
I am pleased to present to my dear readers the 11th issue of “Human and Administrative
Sciences Journal”, which is published by the University of Majmaah through the Center for
Publishing and Translation of the University’s Vice- Presidency for Graduate Studies and Sci-
entific Research.
This issue includes six various fields of research, rich in content, and refereed. The first and
second research were specialized in the fields of Special Education and Law. A research was in
the Arabic language field, the fourth one was in Islamic studies, The fifth research was the share
of the specialization of Educational Sciences, followed by the sixth and final research in the
specialization of Business Administration. As well as the various parties to which the owners of
research published in this issue between King Abdul Aziz University in Jeddah, Imam Muham-
mad Bin Saud University, and Majmaah University.
With the publication of this issue, the Journal continues its blessed journey with the help
of God and its success to reach the number of researches published in its Sequential editions
fifty-six scientific research in many fields of human and administrative. The editorial board
has received more than fifty scientific researches in recent times to be judged and published in
accordance with the terms and conditions. This indicates to the scientific rank of the Journal
that reached and the confidence of researchers and academics. Thanks to the support that the
Journal receives from the university administration, under the kind directives of His Excellency
the Manager of the University.
The editorial board of the Journal is pleased with this success. It hopes that God Almighty
will be able to complete this process in a manner that pleases God and satisfy the students,
scholars and researchers throughout the Arab world.

And Praise be to Allah, the Lord of the World.

Editor-in-Chief
Professor Mohammed Al-Shayea
Journal of Human and Administrative Sciences
A biannual peer review journal of the Publishing and Translation Center at Majmaah University,
under the supervision of the Vice Rectorship for Graduate Studies and Scientific Research.

Publishing Guidelines
I. General Guidelines 9. The author of accepted articles will receive a
1. The journal publishes academic studies in the era complimentary author package of a hard copy
of humanities and administrative in Arabic and of the journal issue as well as (5) re-prints of the
English languages, books review, summaries of article.
thesis, conference proceedings, forums as well
as related scientific activities. II. Technical Guidelines
2. The journal publishes original, innovative 1. A cover letter should be attached to the
work; which follows a sound methodology, submitted article requesting an opportunity
referencing and have a proper thought and for possible publications. Details of each of
maintain language and style. Articles must not the contributing authors should be supplied;
be a part of thesis or books. as full name, title, the affiliation, postal
3. The author(s) must provide three printed copies address and correct email address.
with a summary not exceeding (200) words.
2. Tables and figures should fit the space
Articles submitted in English should provide a
provided on the journal’ pages (12X18 cm).
summary in Arabic language.
3. Article files should be provided in Microsoft
4. Research submitted for possible publication
should not exceed 30 pages; size 2128/ cm. In Word format.
Arabic text, please use Lotus Linotype, with 4. You should cite publications in the text using
font size 14 for the main text and 15 for the title. the last named author’s name, followed
In English texts, please use Times New Roman, by the year (Smith, 2015). Page No. to be
with font size 12 for the main text and bold type added in case of quotation (Smith, 2015: 66).
13 for the title. Also, use Lotus Linotype, size (Smith et al., 2015), to be used when there
12 for Arabic footnotes and Times New Roman are two or more authors.
size 10 for English footnotes. Books reviews, 5. At the end of the paper a reference list in
reports and theses should not exceed five pages. alphabetical order should be supplied using
5. The author should declare that the article the surname. All references related to the
submitted to the journal should not have been article to be included.
published before in their current or substantially - For books Surname, Initials (year), Title
similar form, or be under consideration for of Book, Publisher, Place of publication.
publication with another journal. Once the e.g. Harrow, R. (2005), No Place to Hide,
article is to be accepted, it is not permitted to be Simon & Schuster, New York, NY.
published in another journal. - For journals Surname, Initials (year), “Title of
6. All submissions are refereed and judged on
article”, Journal Name, volume, number, pages.
academic rigor and originality. Initial comments
e.g. Capizzi, M.T. and Ferguson, R. (2005),
are sent back to authors to carry out corrections
“Loyalty trends for the twenty-first century”,
before the final acceptance of the articles.
7. The author will be notified of the decision Journal of Consumer Marketing, Vol. 22 No.
of accepting or rejecting of the article. The 2, pp. 7280-.
submitted articles are the sole property of the 6. Footnotes should be consisted and used only
journal whether the article is to be accepted/ if absolutely necessary and must be identified
rejected. in the text by consecutive numbers, enclosed
8. It is not allowed to republish the journal’ articles in square brackets.
in other sources without a written permission 7. Appendices go after the reference list.
from the editor-in-chief.
Journal of
Human and Administrative Sciences

Editorial Board Advisory Board


______________________________________________________ ______________________________________________________
Editor-in-Chief Prof. Ahmad Mohammad Kishk
Prof. Muhamed Abdullah Alshayea Cairo University, Egypt

Prof. Ramesh Chand Sharma


Managing Editor Delhi University, India
Prof. Ahmed Mohamed Salem
Prof. Ali Asaad Watfa
Kuwait University, Kuwait
Editorial Board Members
Prof. Mark Letourneau
Prof. Muslim Mohammad Al-Dosary
Weber State University, USA
Prof. Saud Abdul Aziz Al-Hamd

Dr. Mohammed S. Aldohaiman


Prof. Mohammad Quayum
International Islamic University, Malaysia

Prof. Nasser Spear


Melbourne University, Australia
About the Journal

Journal of Human and Administrative Sciences


The Journal of Human and Administrative Sciences is a biannual, refereed and scientific
periodical that publishes research in human and administrative sciences. It is published by
the Publication and Translation Center at Majma’ah University in June and December. The
first issue of the Journal was released in 1432 H/2012.

Vision
To be a distinguished journal that is recognized by world databases.

Mission
Publishes refereed scientific research in human and administrative sciences according
to research ethical standards and academic rules.

Objectives
1- To reinforce multi-, inter-, and trans-disciplinary research in human and
administrative sciences in the Arab world.
2- To contributes in spreading and sharing knowledge pertaining to the development
of scientific theories in human and administrative sciences.
3- To meet local and regional researchers’ need to publish their research in human and
administrative sciences in conformity with reviewing standards for promotion purposes.

Correspondence and Subscription


Kingdom of Saudi Arabia – P.O.Box: 66 Almajmaah
Tel: 0164041109 / 0164043609 - Fax : 016 4323156
E.Mail: jhas@mu.edu.sa www.mu.edu.sa

C Copyrights 2017 (1438 H) Majmaah University


All rights reserved. No part of this Journal may be reproduced in any form or
any electronic or mechanical means including photocopying or recording or
uploading to any retrieval system without prior written permission from the
Editor-in-Chief.
All ideas herein this Journal are of authors and do not necessarily express about the Journal view
Kingdom of Saudi Arabia
Ministry of Education
Majmaah University

Journal of
Human and Administrative Sciences
A Refereed Academic Journal Published Biannually by the
Publishing and Translation Center at Majmaah Universtiy

No. (11) June 2017 - Ramadan 1438H ISSN: 1658 - 6204

Publishing & Translation Center - MU


IN THE NAME OF ALLAH,
THE MOST GRACIOUS,
THE MOST MERCIFUL

You might also like