You are on page 1of 163

 

1
 


 

 

 201407

 

2
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ زﻳﺎﺗﻴﻦ‬

 
 
 
‫ﺧﻮ ﻃﺮ‬

3
 


4
‫أوّل ﻟﯿﺎﺳﻤﯿﻦ‬

‫ـﻴﻼ ﻋ ــﲆ َﺑﻴ ــﺎض اﻟ ـ َـﻮرق ُﻣﺘﺄ ّ ًﻘ ــﺎ‪..‬‬


‫ـﺮف ﺣ ــﲔ أ ـ ُـﺴﺠﻪ ﻟ ـ ً‬
‫ـﺸﻖ اﳊ ـ َ‬ ‫أﻋ ـ ُ‬
‫ﻣﻐﺮورﻗـ ـ َـﺔ‬ ‫ﻤﺢ ﻣ ــﺎ ﺗﺒ ّﻘـ ــﻰ ِﻣ ــﻦ ُﺣ ــﺮوف ﺗـ ـ ُ‬
‫ـﺴﱰق اﻟﻨّﻈ ـ َـﺮ ﻧﺤ ــﻮي ُ َ‬ ‫ﻓ ــﺄ َ ُ‬
‫ـﺼﻄﻒ ﺑــﲔ‬ ‫ّ‬ ‫ـﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬــﺎ‪،‬ﻛﻲ أﺿـ َـﻊ ﺑﻌـ ًـﻀﺎ ﻣﻨﻬــﺎ ﻟﺘـ‬ ‫اﻟﻌﻴﻨــﲔ‪ ،‬ﻟﻌـ ّـﲇ أﺷـ ِ ُ‬
‫ـﺎر ﺗـ ــﺴﻘﻲ‬
‫ـﺘﻠﺞ ﰲ ﻓﻜـ ــﺮي ﻣـ ــﻦ أﻓﻜـ ـ َ‬
‫ﻈﻢ ﲠـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ اﺧـ ـ َ‬
‫اﻟـ ــﺴﻄﻮر‪ ،‬ﻓـ ــﺄ ُ‬
‫ـﻤﲔ ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻃﺮي‪.‬‬
‫ﻳﺎ َﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫أرﻣــﻲ ﺑــﺼﻨّﺎرﰐ ﰲ ﺑﺤــﺮ اﳌﻌــﺎﲏ و أ ﺘﻈـ ُـﺮ ﲠُــﺪوء َرﻳــﺜﲈ َﺗﻌ َﻠـ ُـﻖ أﺟـ َ ُ‬
‫ـﻮد‬
‫ـﻴﻬﻤﺲ ﱄ ﻗﻠﻤــﻲ ُﻣﺘـ ً‬
‫ـﺴﺎﺋﻼ‬ ‫ـﺼﺪ‪ ،‬ﻟـ‬ ‫ﻤﻖ ﲠــﺎ ﻣﻼﻣــﺢ اﳌﻘـ ِ‬ ‫اﻟﻜﻠــﲈت ﻓــﺄ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـﺖ ﻗ ــﺪ‬
‫ـﺎﳊﱪ ﻛﻨ ـ ُ‬ ‫أوراق ﳐ ـ ّـﻀﺒﺔ ﺑ ـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ـﺐ‬
‫ـﺴﱰﻳﺢ ﺟﻨ ـ َ‬
‫َ‬ ‫ﻣﺘ ــﻰ أﻋﺘ ُﻘ ــﻪ ﻛ ــﻲ ﻳ ـ‬
‫اﻟﺼﻐﲑ‪.‬‬
‫ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻋﲆ زاوﻳﺔ ﻣﻦ َزواﻳﺎ ﻣﻜﺘﺒﻲ ّ‬
‫ُ‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺪأت ُ‬
‫ﻷﲤ ّــﻪ‪ ،‬أروح ﺑ ــﲔ َﺻ ــﺤﺒﻲ ُﻣﺘﺜﺎﻗ ــﻞ‬ ‫ﺣ ــﲔ ُأﳖ ــﻲ ﻣ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﺑ ـ ُ‬
‫اﳋﻄﻮات أ ُﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺮوﰲ ﻣﺎ ﻳ َﻨـﻊ و آن أوان ﻗﻄﺎﻓـﻪ ‪ ،‬وأﺳ ِ ُ‬
‫ـﺪل‬ ‫ُ‬
‫ﺗﺒﻌﺚ ﻋﲆ اﻻرﺗﻴﺎح‪،‬‬ ‫ووﺷﺎوش ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ﺗﺼﻔﻴﻘﺎ َ‬ ‫وراءه‬
‫ُ‬ ‫ﺘﻈﺮ‬
‫ﺘﺎر أ ُ‬
‫اﻟﺴ َ‬
‫ﱢ‬
‫اﻟﺴﺎﻋﺪ ﻣـﻦ َﲪ ِـﻞ اﻟﻘﻠـﻢ اﻟـﺬي ﻳﺘﻨ ّﻬ ُـﺪ ﺑﻌ َـﺪ ُﻃ ِ‬
‫ـﻮل‬ ‫ﻓﲑﺗﺎح ﺑﺬﻟﻚ ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِﻛﺘﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺼﻄﻔﻰ زﻳﺎﺗﻴﻦ‬

‫‪6‬‬
‫ﻧﺪﻳﺔ‪..‬‬
‫ﺣﺐ ّ‬‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﻘﻴﻨﻲ ﻗﻄﺮة ّ‬
‫ﲡﺮع ﻣﺮارة ّ‬
‫إﱃ ﻣﻦ ّ‬
‫ﻟﻴﻤﻬﺪ ﱄ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺠﺎح‪..‬‬
‫إﱃ ﻣﻦ أزاح ﻋﻨﻲ اﻷﺷﻮاك ّ‬
‫ﻋﻠﻤﻨ ــﻲ اﻟﻌﻄ ــﺎء دون اﻧﺘﻈ ــﺎر ‪،‬وأ ــﺎ أﲪ ــﻞ اﺳ ــﻤﻪ ﺑﻜ ـ ّـﻞ‬
‫إﱃ ﻣ ــﻦ ّ‬
‫اﻓﺘﺨﺎر ‪..‬‬
‫)واﻟﺪي اﻟﻌﺰﻳﺰ(‬

‫***‬
‫ﻏﱪُت ‪..‬‬ ‫ﻛﻠﲈ َﺷِﻌ ُ‬
‫ﺜﺖ و ِ‬ ‫إﱃ ﻣﻦ ُ ّ‬
‫ﲤﺸﻂ ﻗﻮاﻣﻲ ّ‬
‫ﻫﺰﺗﻪ ﻋﺎﺻﻔﺔ دﻧﻴﻮﻳﺔ ﻫﻮﺟﺎء‬ ‫ﺗﺸﺪ ﺑﻨﻴﺎﲏ ّ‬
‫ﻛﻠﲈ ّ‬ ‫إﱃ ﻣﻦ ّ‬
‫ـﲇ إن ﻣ ّـﺴﻨﻲ‬ ‫ﻛﻞ ﻳﻮم‪ُ ّ ،‬‬
‫ﺗﻄﻠﻊ ﻋ ّ‬ ‫إﱃ ﻣﻦ أﺳﻤﻌﻬﺎ ﺟﻨﺐ وﺳﺎدﰐ ّ‬
‫ﴐ‪..‬‬
‫ُ ّ‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫)واﻟﺪﰐ اﳊﺒﻴﺒﺔ(‬

‫***‬
‫ﺿﺤﻮا ﺑﻔﻜﺮﻫﻢ ّ‬
‫ﻟﻴﺸﻘﻮا دروﺑﻨﺎ‬ ‫إﱃ ﻣﻦ وﻗﻔﻮا ﻋﲆ اﳌﻨﺎﺑﺮ و ّ‬
‫ـﺮاﻫﻢ اﻟــﺼﱪ ﻋــﲆ ﲪــﻞ اﻟﻘﻠــﻢ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﻧــﴩ رﺳــﺎﻟﺔ‬
‫إﱃ ﻣــﻦ ﺑـ ُ‬
‫ﺻﺎدﻗﺔ ‪..‬‬
‫ـﻨﺪا ﰲ ﻣ ـ ـ ــﺴﲑﰐ‬ ‫إﱃ ﻛ ـ ـ ـ ّـﻞ ﻣ ـ ـ ــﻦ ّ‬
‫ﻋﻠﻤﻨ ـ ـ ــﻲ ﺣﺮﻓ ـ ـ ــﺎ و ﻛ ـ ـ ــﺎن ﱄ ﺳ ـ ـ ـ ً‬
‫اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ‪..‬‬
‫)أﺳﺎﺗﺬﰐ اﻟﻜﺮام(‬

‫***‬
‫إﱃ ﻣﻦ وﻗﻔﻮا ﺑﺠﻨﺒﻲ ﻋﻨﺪ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﺣﺎﺳﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ‪..‬‬
‫اﻟﻀﻴﻖ "‪..‬‬
‫اﻟﺼﺪﻳﻖ وﻗﺖ ّ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ "‬
‫إﱃ ﻣﻦ ّ ُ‬

‫‪8‬‬
‫إﱃ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺮﻓﺘﻬﻢ ﻋ ـ ــﲆ أرض اﻟﻮا ﻗـ ــﻊ و ﻣ ـ ــﻦ أ ِﻔـ ــﺘﻬﻢ ﰲ ﻋ ـ ــﺎﱂ‬
‫اﻻﻓﱰاض " ﻓﻴﺲ ﺑﻮك "‪..‬‬
‫)أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ اﻟﺮاﺋﻌﲔ(‬

‫***‬
‫اﳌﱰﺑﻌﺔ ﻋﲆ ﳑﻠﻜﺔ اﻷ ّﺎم و ﻣﺎ وراﺋﻬﺎ‪..‬‬
‫إﱃ ّ‬
‫إﱃ ّ‬
‫اﻟﻄﻔﻠ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ّﻤ ـ ـ ـ ــﺮت ﺑﻴﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺎرة اﻹﴏا ر‬
‫واﻟﺼﻤﻮد‪..‬‬
‫اﺳﻤﻬﺎ‪..‬‬ ‫إﱃ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﻌﻔﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻔﻆ ﴍﻓﻬﺎ أ ﻨﲈ َ‬
‫ارﲢﻞ ُ‬
‫)ﺑﻠﺪﰐ ّ‬
‫اﻟﻌﻄﺎف(‬

‫***‬
‫‪9‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫إﱃ ﻛ ـ ّـﻞ ﺷ ــﻌﻮب اﻟﻌ ــﺎﱂ اﳌ ــﻀﻄﻬﺪة اﻟﺘ ــﻲ ﻣﺎزاﻟ ــﺖ ﺻ ــﺎﻣﺪة ﰲ‬
‫وﺟﻪ اﳌﻐﺘﺼﺒﲔ‪..‬‬
‫ﺳــﲑوا ﻋــﲆ اﻟـ ّـﺪرب دون ﻛﻠــﻞ أو وﺟــﻞ ‪ ...‬ﻓﺴﺘﻨﺘــﴫون ﻻ‬
‫ﳏﺎﻟﺔ‪..‬‬

‫***‬
‫ﻳﻮﻣﺎ‪..‬‬ ‫إﱃ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻨﻲ ً‬
‫أ ـﺪي ـﺬا اﻟ ـﻜ ـﺘــﺎب ‪.‬‬

‫ﻣﺼﻄﻔﻰ‬

‫‪10‬‬
‫ﺑﻘﻠﻢ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻜﺒﻴﺮ‪ ،‬ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻤﻘﺎﻣﺎت‬
‫" اﻟﺒﺸﻴﺮ ﺑﻮﻛﺜﻴﺮ "‬

‫إﱃ اﳌﻮﻫﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮا ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة " ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺼﻄﻔﻰ زﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﲔ " ‪..‬‬
‫ـﺎر ﻃﻮﻋ ـ ــﺎ رﺿ ـ ـ َـﻊ اﻟ ـ ــﺸﻬﺎﻣﺔ أﺻ ـ ــﻼ و ﻓﺮﻋ ـ ــﺎ‬
‫اﺻ ـ ــﻄﻔﻰ اﻷﺧﻴ ـ ـ َ‬
‫ُ‬
‫ـﻀﻴﻠﺔ ﺗ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﻌﻰ‬ ‫ﱂ ُﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ْـﺮ ﻟﻠﺨ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻠﲔ ﺳﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎ ﻓﺠﺎءﺗ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺷ ـ ــﲈﺋﻠﻪ ﻣ ـ ــﻦ روﺣ ـ ــﻪ َﺷ ـ ـ ْـﺒﻌﻰ أﺿ ـ ـ ْ‬
‫ـﺤﺖ ﻟ ـ ــﻪ أﻫ ـ ــﻼ و َر ْﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎ‪...‬‬
‫ـﺸﻊ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮرا و ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎء‬
‫ﻻح ﺳﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎه ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ َ‬
‫ﻓﺎزدﻫﺖ ﻫﺬي اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎه‬
‫ْ‬ ‫اﻷﻓﻖ ﺑـ ـ ـ ـ ــﻬﺎه‬
‫ﻏﻤﺮ َ‬
‫َ‬
‫‪...‬‬
‫ـﴬع‬
‫ـﻮزاء و ﱂ ﻳﺘ ـ ـ ّ‬
‫ـﺎول اﳉ ـ ـ َ‬ ‫ـﺖ ﰲ ﺻـ ــﺤﺮاء َ ْﺑﻠ َﻘ ـ ــﻊ ﻃـ ـ َ‬‫ـﺮﻋﻢ أ ـ ـ َ‬
‫ﺑـ ـ ٌ‬
‫ِﺳ ـ ــﻮى ﻟﻠﺨ ـ ــﺎﻟﻖ اﻟ ـ ــﺮازق اﳌﺒ ـ ــﺪع ﰲ أ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎة وﺧ ـ ــﺸﻮع وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎء‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫‪...‬‬
‫إ ّﻧـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ " ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺼﻄﻔﻰ زﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﲔ " ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﻞ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﺻﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫ِ‬ ‫ﺣﺎزوا دﻧﻴﺎ و دﻳ ـ ـ ــﻦ ِ‬
‫ﺑﺨﻼل اﻟﻄﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳﻦ‬
‫‪...‬‬
‫ـﺎت و اﻟ ّﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮادي‬
‫ـﻮاﴐ و اﻟﺒ ـ ـ ــﻮادي و اﳉﺎﻣﻌ ـ ـ ـ ُ‬
‫ُ‬ ‫ﻋﺮﻓ ْﺘ ـ ـ ــﻪ اﳊ ـ ـ ـ‬
‫ـﺎرس اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﻋﺎﻧﻘ ْﺘ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻐـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻓ ـ ـ ـ ــﺼﺎر ﳍ ـ ـ ـ ــﺎ اﳊ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫‪...‬‬
‫ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻞ ﻣﻜﺮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﺔ ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﴬ ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻞ ﻣﻮﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﻒ ﻳﺘﻔ ّﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﻷوﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫ـﻮع ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ و ﻳﺰﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺑﻜﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮز ّ‬
‫ﻳﻨﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫‪...‬‬
‫اﻟﺮﳛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓ ـ ـ ـ ــﺸﺪا ﺑﺄﻋ ـ ـ ـ ــﺬب اﻷﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـﺴﻮﺳﻦ و ّ‬
‫ـﴩ و اﻟﻘﺮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎن َﻓ َﺤ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﺎز اﻟﻔﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺢ اﳌ ُﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬ ‫ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎرب اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ﱠ‬

‫‪12‬‬
‫‪...‬‬
‫ـﺒﻼد ﻃــﻮﻻ و ﻋﺮﺿــﺎ ُﻳــﻮاﳼ اﳌﻜﻠــﻮﻣﲔ و اﳌــﺮﴇ‬
‫ﳚــﻮب اﻟـ َ‬
‫ﻛﻔﺘﻪ إرﺷﺎدا و وﻋﻈﺎ ﰲ دروب اﻟﻮا ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﲔ‬ ‫ً‬
‫أدﻋﻴﺔ ْ ُ‬
‫‪...‬‬
‫اﻫﺘﻔ ـ ـ ـ ــﻮا ﻳ ـ ـ ـ ــﺎ أ ﻨ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼدي "ﻣ ـ ـ ـ ــﺼﻄﻔﻰ" رﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﲈد‬
‫ـﺎرس ﰲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻏﻰ واﻟﻨّﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑاع اﻟﻔﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﲔ‪...‬‬
‫ﻓ ــــــ ٌ‬
‫ـﺐ اﻟﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺜﲑ‬
‫ـﻀﺢ ﺑﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﲢﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ " اﻟﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺸﲑ" ﺗﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ُ‬
‫اﻟﺮﻣﺰ اﻟﻜـ ــﺒﲑ أﺧﻲ " ﻣﺼﻄﻔﻰ زﻳـ ـ ــﺎﺗﲔ "‬
‫أﳞﺎ ّ ُ‬
‫و َ‬
‫ﻗﺎل أ ًﻀﺎ‪:‬‬
‫ﻟﻘــﺪ ﺻــﺪق أﻣــﲑ اﻟـ ّـﺴﻴﻒ و اﻟﻘﻠــﻢ " أ ــﻮ ﻓــﺮاس اﳊﻤــﺪاﲏ "‪:‬‬
‫ﺟﺪﻫﻢ ‪ ...‬و ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﻈﻠـﲈء ﻳﻔﺘﻘـﺪ‬
‫ﺟﺪ ّ‬
‫ﺳﻴﺬﻛﺮﲏ ﻗﻮﻣﻲ إذا ّ‬
‫اﻟﺒﺪر‪..‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺳﻄﻮع ﻧﺠﻤﻚ ّ‬


‫اﻟﺜﻤﲔ‪ ،‬أ ّﳞـﺎ اﻟـﺸﺎﻋﺮ اﻟـﺸﺎب "‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ــﺼﻄﻔﻰ زﻳ ـ ـ ـ ــﺎﺗﲔ "‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ْـﻦ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻵﻓﻠ ـ ـ ـ ــﲔ ‪...‬‬
‫ّأﳞﺎ اﻟـﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌ ّﻄـﺎﰲ‪ ،‬و اﻷدﻳـﺐ اﻟﻠﺒﻴـﺐ اﻟـﻮاﰲ‪ ،‬و اﻟﺴﻠـﺴﺒﻴﻞ‬
‫اﻟﺼﺎﰲ‪ ،‬واﻟﻔﺘﻰ اﻟﺸﺎﻣﺦ ﺷ َ‬
‫ـﻤﻮخ اﻟﻨّﺨـﻞ ﰲ اﻟﻔﻴـﺎﰲ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اﻟﻘﺮاح ّ‬
‫إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬وﺷﺎﻣﺔ‬
‫ّ‬ ‫إﻋﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬و ﻫﺎﻣﺔ‬
‫ّ‬ ‫إﺑﺪاﻋﻴﺔ‪ ،‬و ٌ‬
‫ﻗﺎﻣﺔ‬ ‫ّ‬ ‫أ َﺖ ﺧﺎﻣﺔ‬
‫ـﻴﱰدد ذﻛـ ُـﺮك ﰲ اﻟﻮﺟــﻮد‪ ،‬وﳜــﱰق وﻣﻴـ ُـﻀﻚ ﻛـ ّـﻞ‬
‫ﺟﺰاﺋﺮ ّﻳــﺔ‪ ،‬ﺳـ ّ‬
‫اﳊﺪود‪ ،‬وﻳﻨﻄ ُـﻖ ﺑﺎﺳـﻤﻚ اﳉﻠﻤـﻮد‪ ،‬ﺣـﲔ ﺗﻘـﻮد اﻟﻮﻓـﻮد‪ ،‬ﻧﺤـﻮ‬
‫اﳍﺪف اﳌﻨﺸﻮد‪.‬‬
‫ـﻮري‬
‫ـﺴﻮﺳﻦ واﳉ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻌﺮاﻗﻴـﻞ و اﻟ ّـﺴﺪود‪ ،‬وازرع اﻟ ّ‬
‫ْ‬ ‫ﻻ‬
‫و اﻟ ــﻮرود‪ ،‬ﰲ دروب ﻛ ـ ّـﻞ ﳏ ـ ٍ‬
‫ـﺰون ﻣﻜ ــﺪود‪ ،‬و ﻛ ـ ْـﻦ ﺷ ــﺒﻼ‬
‫ـﺘﺤﻘﻖ اﳌ ُﻨ ــﻰ و ﺗ ــﺴﻮد‪ ،‬ﻳ ــﺎ أﻣ ـ َـﻞ اﳉﺰا ﺋ ــﺮ‬
‫ﻟﻸﺳ ــﻮد‪ ،‬ﻓﺤ ــﺘﲈ ﺳ ـ ّ‬
‫اﳌﻮﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ـﻮﻫﺞ ﻣــﺸﺤﻮﻧﺔ‪ ،‬ﻳــﺎ ﺟــﻮﻫﺮة ﰲ‬
‫ـﻮدة ﻣﻴﻤﻮﻧــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺑــﺪاع و اﻟﺘـ ّ‬
‫ﻋـ ٌ‬
‫ِﺟﻴــﺪ ّ‬
‫اﻟﺰﻣ ــﺎن ﻣﻜﻨﻮﻧــﺔ‪ ،‬و ﻋ ــﲆ اﳍﺎﻣ ــﺎت ُﻣﺮ ّﺻــﻌﺔ َﻣ ــﺼﻮﻧﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻮد و اﻟﻮرد‪ّ ،‬أﳞﺎ َ َ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻔﺮد‪.‬‬ ‫ﳏﺒﻴﻚ ُ ّ‬ ‫و َ‬
‫ﻟﻚ ﻣﻦ ُ ّ‬

‫‪15‬‬
 


16
ّ
‫ء‬
 

 

‫وﺟﻌﺎ‬ ِ ََ
َ َ َ ‫اﻟﻘﻠﻮب‬
ُ ‫ﺗﻠﻮت‬
‫ﱠ‬
‫ﻳﻌﺪم‬ ٍ ‫ﺧﱪ‬
ُ َ ‫ﻗﺎﺗﻞ‬ ٍ ‫ِﻣﻦ‬

َ َ َ ‫اﻟﻌﺰاء‬
‫أﺳﻔﺎ؟‬ ُ ‫ﻛﻴﻒ أ‬
َ َ َ ‫ﺪأ‬ َ
ِ ٍ
ُ َ ‫ﻣﺎض‬
‫ﳛﺘﺪم‬ ‫واﻷﺳﻒ‬
ُ َ َ

‫ﻃﺎﺋﺮة‬
ٌ ‫ﻫﻮت‬
ْ َ َ ‫ﺑﺠﺰاﺋﺮي‬

ُ ّ ‫ﻧﻄﻖ ﻳﺘﻜ‬
‫ﻠﻢ‬ َ َ ‫اﻟﻘﺪر‬
ُ ‫و‬

17
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫داﻣﻴﺎ‬
‫ﺳﻴﻔﻪ َ‬
‫ُ‬ ‫وﺿﻊ‬
‫َ َ‬
‫ﻳﻘﺴﻢ‬
‫ُ‬ ‫ﻓﻮق ّ ِ‬
‫اﻟﺼﺪور‬ ‫َ‬
‫ﺟﻨﻮد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ‬
‫ٌ‬
‫اﻟﺜﺮى ّ ُ ُ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫ﻏﺎدروا ّ‬

‫ﻏﺼﺒﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻋﺎﻧﻘﻮا ِ ّ َ‬
‫اﳌﻨﻴﺔ‬
‫ﳖﺎﻳﺘﻬﻢ‬
‫ُ ُ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﲈ ْ‬
‫ّ‬
‫ﻣﻬﺎﺟﺮة‬
‫ً‬ ‫ﺳﻤﺖ‬
‫اﻟﺮوح َ َ ْ‬
‫ّ ُ‬
‫ﺗﻘﺘﺴﻢ‬
‫ُ‬ ‫اﳉﻨﺔ‬
‫ﻟﻨﻌﻴﻢ ّ‬

‫َﺖ ً‬
‫ﻗﺎﺋﻠﺔ‬ ‫و ّأم ّ‬
‫اﻟﺸﻬﻴﺪ َﺑﻜ ْ‬
‫أﻓﻬﻢ‬
‫ﻋﺪت أﻋﻲ أو ُ‬
‫ﻻ ُ ْ ُ‬

‫‪18‬‬
‫ﺳﺘﺔ ُ ٍ‬
‫أﺷﻬﺮ‬ ‫اﻧﺘﻈﺮﺗﻚ ّ َ‬
‫ُ َ‬
‫اﻟﺴﻘﻢ‬
‫و اﻵن ﻳﻨﺘﻈﺮﲏ ّ ُ‬

‫ﻳﺌﻦ ِ َ‬
‫ﻟﻐﻴﺎﺑﻚ‬ ‫ِ‬
‫اﳉﺪار َ ّ‬
‫ُ‬
‫ﺻﺎﺋﻢ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ﺻﺤﻨﻚ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫و‬

‫ﺟﻒ ْ ُ ُ‬
‫ﺣﻠﻘﻪ‬ ‫ُ َ‬
‫واﻟﺪك َ ّ‬
‫ِ‬
‫ﻫﺎﺋﻢ‬ ‫َ‬
‫اﻷﻛﱪ ُ‬
‫ُ‬ ‫أﺧﻮك‬ ‫و‬

‫ﺑﻌﺪك ّ ٍ‬
‫ﺑﺪﻗﺔ‬ ‫رﺳﻤﺖ ُ َ‬
‫َ‬
‫ﻜﻴﻚ َر ِﲪًﺎ ﻳﺘﺄ ّ ُﻢ‬
‫أ َ‬
‫َ‬
‫أﺧﺘﻚ‬ ‫ﺣﻨﺠﺮة‬
‫َ‬ ‫أ َ‬
‫ﻜﻴﻚ ُ‬
‫ﺗﺴﺄم‬ ‫َ‬
‫ﺗﻨﺎدﻳﻚ ﻻ ُ‬ ‫ﺑﺤﺖ‬
‫َ ّ ْ‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫رﻓﻮﻓﻪ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﺒﻌﺜﺮت‬
‫ْ‬ ‫ﺟﺴﺪي‬
‫ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ‬ ‫ﺧﺎرت‬ ‫و ِ‬
‫ُ‬ ‫ﻗﻮاي َ‬
‫َ‬

‫رﲪﺘﻬﻢ‬
‫رﺑﺎه دﻋﺎﺋﻲ ُ‬
‫ّ ُ‬
‫ﻳﺮﺣﻢ ؟‬ ‫ﻓﻤﻦ ُ َ‬
‫ﻏﲑك َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻜﻮﺛﺮ‬ ‫و ِ‬
‫اﺳﻘﻬﻢ ِ َﺑﲈء‬
‫ْ‬
‫اﲠﻢ‬ ‫َ‬
‫ﻓﺬاك ﴍ ُ ُ‬ ‫ً‬
‫ﺳﺎﺋﻐﺎ‪،‬‬
‫ﻬﻢ ِ ِ َ‬
‫ﺑﻘﺪرﺗﻚ َ َ َ‬
‫ﺟﻠﺪا‬ ‫وأ ِ ْ‬
‫اﻟﺸﻬﺪاء و َ ُ ُ‬
‫ذوﳞﻢ‬ ‫َ‬
‫أﻫﻞ ّ‬
‫رﰊ أ ﺘﻬﻲ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﺎﺳﻤﻚ ّ‬
‫ﻛﻠﻤﻲ و ِ‬
‫أﺧﺘﻢ‬ ‫ِ ِﺑﻪ ُأﳖﻲ َ ِ‬
‫ُ‬

‫‪20‬‬
‫ٌ‬
‫دﻣﻌﺔ‬ ‫‪ ...‬ﻫﻲ‬
‫ِ‬
‫اﳊﻨﲔ‬ ‫ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ أﻋﲈق‬
‫ِ‬
‫اﻟﺪﻓﲔ‬ ‫ﴎﻫﺎ‬
‫وﲣﱪ ﻋﻦ ّ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﺸﻜﻮ ﺻﻤﺘﻬﺎ‬
‫ٌ‬
‫ﺳﺎﺧﻄﺔ ﻫﻲ‬
‫ﻋﲆ ﻋﺮب ﻧﺴﻮﻫﺎ‬
‫و ﺗﻨﺎدي‪ :‬أ ﻦ ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ ؟!‬
‫‪...‬‬
‫ﺗﻔﻘﺪ اﻷﻣﻞ و إن ﻓﻌﻠﺖ !‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫اﻟﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ﺑﺮﻳﻖ أﻣﻞ ﻋﲆ ﺷﻔﺎ‬
‫ﺗﺮاءى ﳍﺎ ٌ‬
‫ُ‬
‫ﻓﺄﺣﱰق ﻣﻌﻬﺎ‬ ‫اﳋﺪ‬ ‫ُ‬
‫ﲢﱰق ﻋﲆ ّ‬
‫ﻓﺘﻮاﺳﻴﻨﻲ و أواﺳﻴﻬﺎ‬
‫ِ‬
‫اﻟﺴﻨﲔ‬ ‫ﻣﺮ‬
‫ﺻﺪﻳﻖ ﻋﺰوﺑﺘﻬﺎ ﻋﲆ ّ‬
‫ُ‬ ‫ﻛﺄﲏ‬
‫ّ‬
‫‪...‬‬
‫ُ‬
‫ﺗﻀﺤﻚ ﺑﻜﱪﻳﺎء‬ ‫ﻣﺮة‬
‫ﳌﺤﺘﻬﺎ ّ‬
‫ُ‬
‫ﻓﺴﺄ ُﺘﻬﺎ ﻣﺎ ِ‬
‫ﺑﻚ ؟ ﺎذا ﺗﻀﺤﻜﲔ ؟!‬
‫ردت ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎف‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّ ً‬
‫ﻣﺘﺼﻠﺒﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﺪة‬
‫ً‬ ‫ﺻﺨﺮة‬
‫ً‬ ‫اﺳﺄل‬
‫ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ اﻟﻌﺮب و اﳌﺴﻠﻤﲔ‬
‫ّ ُ‬
‫ّ َ‬
‫ﺳﲑدون َ‬
‫ﻟﻚ ﻧﻌﻢ‪ ،‬و ﻟﻜﻦ !‬
‫ﺳﺘﺼﺪﻗﻬﻢ اﳌﻼﻳﲔ ؟!‬
‫ّ‬ ‫ﻫﻞ‬

‫‪22‬‬
‫دﻣﻌﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ٍ‬
‫ﻣﻘﻠﺔ‬ ‫ٌ‬ ‫أﺎ‬
‫ُ‬
‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ و ﱂ ﻳﺮأﻓﻮا ﺑﺤﺎﱄ‬
‫ّ‬ ‫ِﻣﻦ ُﺟﺤﺮ‬
‫ﺗﺮﻛﻮﲏ أﻣﴚ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻨﺘﲔ‬
‫ﻳﻮﻣﺎ‬
‫و ﱂ ﻳﻤﺴﺤﻮﲏ َ‬
‫ﻳﻮﻣﺎ‬
‫اﻟﺴﻘﻮط َ‬
‫ﱂ ﻳﻤﻨﻌﻮﲏ ﻣﻦ ّ‬
‫ﱂ أﺟﺪ ﺟﻨﺒﻲ ّإﻻ ﴏﺧﺎت ﲣﺘﻠﻂ ﺑﺎﻷ ﲔ‬
‫‪...‬‬
‫ﺗﻠﻒ ﻟﺴﺎﲏ‪:‬‬
‫ﻓﺮددت و اﻟﻌﻘﺪة ّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ﻋﺬرك ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻲ‬
‫أﺟﻬﻀﻮك ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ‬
‫و ﱂ ﻳﻨﻄﻘﻮا ‪ :‬أ ﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ " ﻓﻠﺴﻄﲔ "‬
‫ِ‬
‫ﻧﺴﻮك وا أﺳﻔﺎه‬ ‫ِ‬
‫ﻳﺬﻛﺮوك‪،‬‬ ‫ﱂ‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ٍ‬
‫ﺑﺪﻳﻨﺎر‬ ‫ِ‬
‫ﺑﺎﻋﻮك‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻋﻮك ِﺑﺮﻏﻴﻒ ٍ‬
‫ﺧﺒﺰ‬
‫ﺑﺎﻋﻮك ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ٍ‬
‫ﺧﺒﺚ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻋﻮك ﺑﻮرﻗﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻌﺔ زرﻗﺎء‬
‫و ﻋﺎدوا إﱃ اﻟﺒﻴﻮت‬
‫ﻛﺄﳖﻢ أ ﺮﻳﺎء‬
‫ﻳﻀﺤﻜﻮن ﻣﻊ أ ﻨﺎﺋﻬﻢ ّ‬
‫ﻳﻜﺒﻠﻮك ﺑﻘﻴﻮد اﳋﻴﺎﻧﺔ‬
‫ﻛﺄﳖﻢ ﱂ ّ‬
‫ّ‬
‫‪...‬‬
‫ﴏﺧﺔ ُ ّ‬
‫أﻛﴩ ﲠﺎ ﻋﲆ وﺟﻮﻫﻜﻢ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻫﻲ‬
‫وﺟﺪﲥﺎ !‬
‫ُ‬ ‫ُأﺣﻴﻲ ﲠﺎ َ‬
‫ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ‪ ،‬إن‬
‫أﻇﻦ ذﻟﻚ‬
‫‪ ...‬و ﻻ ﱡ‬

‫‪24‬‬
‫‪...‬‬

‫ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة ُ ّ ُ‬
‫أﻓﺠﺮ ﲠﺎ ﺿﻠﻮﻋﻜﻢ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻫﻲ‬
‫ُ‬
‫أﺣﺘﻘﺮﻛﻢ ﲠﺎ‬
‫ﻫﻲ‪... :‬‬
‫‪...‬‬
‫ﻗﺎﻃﻌﺘﻨﻲ اﻟﺪﻣﻌﺔ و ﻗﺎﻟﺖ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫دﻣﻌﺔ أ ﺎ‬ ‫‪ ...‬ﻫﻲ‬
‫ﺳﺄ ﻘﻰ وﺻﻤﺔ ﻋﺎر‬
‫ﻳﻤﺮ ﻣﻦ أ ّﺎﻣﻬﻢ‬
‫ﻋﲆ ﻃﺮف ﻛﻞ ﳖﺎر ّ‬
‫ﺳﺄﺧﺘﺒﺊ ﲢﺖ وﺳﺎﺋﺪﻫﻢ و أ ﻌﻨﻬﻢ‬
‫ﺳﺄ ّﺄﻣﻠﻬﻢ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎر ﺳﺎﻋﺔ أراﻫﻢ‬
‫أﻓﻌﻞ و ُ‬
‫أﻓﻌﻞ ﻳﻮم أ ﻘﺎﻫﻢ‬ ‫ﺳﺄﻓﻌﻞ و ُ‬
‫ُ‬
‫ﻓﻮداﻋﺎ‪ ،‬وداﻋﺎ‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫اﳌﻠﺘﻘﻰ‬
‫إﱃ ﻳﻮم ُ‬
‫‪...‬‬
‫ودﻋﺘﻬﺎ ﻋﲆ وﻗﻊ اﳋﻴﺒﺔ‬
‫ّ ُ‬
‫ِﻣﻦ أﻻ أ ﻘﺎﻫﺎ ً‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺗﺬﻛﺮت‬ ‫وﲨﺖ ِ ُﻟﱪﻫﺔ ّ‬
‫ﺣﺘﻰ ّ ُ‬ ‫و ُ‬
‫ﻗﻠﺖ‪:‬‬
‫ّأﳖﺎ ﻗﺎﻃﻌﺘﻨﻲ ﺣﲔ ُ‬
‫أﻓﺠﺮ ﲠﺎ ﺿﻠﻮﻋﻜﻢ‬
‫ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة ّ‬
‫أﺣﺘﻘﺮﻛﻢ ﲠﺎ‬
‫‪ ...‬ﻫﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ‪:‬‬
‫ذرة ِ ّ‬
‫ﻋﺰة‬ ‫ﻟﻸﻣﺔ ّ‬
‫ﻗﺴﲈ ﺑﺎﷲ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ّ‬
‫" ً‬
‫ﻓﻠﻦ و ﻟﻦ ﲡﺪﻫﺎ‬
‫ﻏﺰة "‬ ‫ّإﻻ َ‬
‫ﲢﺖ ُرﻛﺎم ّ‬

‫‪26‬‬
‫‪...‬‬
‫ﺣﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻗﺘﻬﺎ‬
‫ادﻓﻨﻮا أ ﻔﺴﻜﻢ ﺑﺄ ﻔﺴﻜﻢ‬
‫ﻓﻼ داﻋﻲ ﻟﺴﺒﺐ واﺣﺪ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻘﻮا أﺣﻴﺎء‬
‫ﻓﺴﻼم اﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ‪ ...‬و آه ﻣﻨﻜﻢ ﻳﺎ ﻋﺮب‬

‫‪27‬‬
 


28
َ


 

ٍ
‫ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ‬ ُ ّ ‫ﻋﻨﻚ‬
‫اﻟﻄﻐﺎة‬ َ ّ َ
َ ‫ﲢﺪث‬
َ ‫و أﺳﺎؤوا اﻟﻘﻮل‬
‫ﻓﻴﻚ‬
‫ﺣﻨﺖ أ ﺎﻣﲇ‬ ِ
ّ ‫ﻣﺪﻣﻌﻲ و‬
َ ‫ﻓﺎض‬َ
َ
َ ‫اﻟﻘﻮل‬
‫ﻓﻴﻚ‬ ‫ﻋﻤﻦ أﺳﺎؤوا‬ ٍ
ّ ‫ﺗﺮد ﺑﺼﺪق‬
ّ َ ‫أن‬

َ
‫ﺣﻮاﻟﻴﻚ‬ ُ َ ‫ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻻ‬
‫ ُﺗﴤء ﻣﻦ‬..‫ﲣﺒﻮ‬ ٌ ‫ﻧﺴﻮا ﺑﺄ ّﻚ‬

29
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫و َﻣﻀﻮا َﳜﻴﻄﻮن َﺛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ٍ‬


‫ﻛﺬب !‬
‫ﻟﻠﺤﻖ ﲢﺮﻳﻜَﺎ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻜﺬب ِ ُ ٍ‬
‫ﺑﻤﺰﻳﺢ‬ ‫ُ‬ ‫و ﻣﺎ‬

‫ﻏﺮام‬ ‫ُ‬ ‫أﺣﻜﻲ ﻋﻦ ُ ٍ‬


‫ﻣﺎذا ِ‬
‫ﻋﻨﻪ ُ‬ ‫ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ُ‬ ‫ﳏﻤﺪ‬
‫ّ‬
‫ﻫﻴﺎم‬
‫ﻋﺸﻖ و ُ‬ ‫وﺻﻔ ُﻪ ﻓﻜ ُّﲇ ِ ٌ‬
‫ِﻣﻦ أ ﻦ أ ﺪأ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺧﺼﺎل ُ ٍ‬ ‫ﻳﻌﺮﻓﻮن ِ‬
‫اﻷﻗﺪام‬
‫ُ‬ ‫ﻟﺘﻔﺠﺮت ﻣﻦ َ ُ‬
‫ﲢﺘﻬﻢ‬ ‫ﳏﻤﺪ َ ّ‬‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ﻟﻮ‬
‫ﻣﻘﺪام‬ ‫ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﻋﻈﻴﻢ ُﺧﻠﻘﻪ ‪ ،‬ﺷﻬﻢ و ِ‬ ‫ﻫﻮ ُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫إﺟﺮام‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺮﺳﻮل َ ٌ‬
‫ﻗﺘﻞ و‬ ‫اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ّ‬ ‫ﻣﺎ َ‬
‫ﻛﺎن ّ ُ‬
‫ٍ‬
‫اﻗﺘﺤﺎم‬
‫ُ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ أو‬ ‫ﻟﻠﻤﴘء‪ ،‬و ﻻ َ ُ‬
‫ﻛﴪ ُ‬

‫‪30‬‬
‫أﻗﻮام‬ ‫ﺳﺒﺘﻪ‬ ‫أ ﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ُ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ﺣﲔ َ ّ ُ‬
‫ﳏﻤﺪ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اﻹﺳﻼم "‬ ‫ٍ‬
‫ﺑﺴﲈﺣﺔ‪َ " :‬ﻫﺬا ُﻫﻮ‬ ‫رد‬
‫ُ‬ ‫ﺣﲔ ّ‬
‫ﻧﺤﻦ َ‬
‫أﻦ ُ‬

‫إﻣﺎم‬ ‫ﻗﻠﺖ " ّأﻣﺘﻲ‪ّ ،‬أﻣﺘﻲ "‪ ،‬ﻳﺎ َﻣﻦ ﻫﻮ ِ َ َ‬


‫ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ُ‬ ‫ﻳﺎ َﻣﻦ ُ َ‬
‫ﺎم‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ اﷲ ﻣﺎ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫اﻟﺴﺎﻋﺎت و اﻷ ُ‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺮت‬ ‫ّ‬ ‫ﺻﲆ‬
‫اﻟﺒﻌﺾ وراء ُ ّ َ‬
‫ﺣﺒﻚ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓﻌﺬرا إن َﺗﺪارى‬
‫ُ ً‬
‫ﺎم‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻦ ّ ِ‬
‫ِ‬
‫ﺳﻨﺘﻚ ﻧﻴ ُ‬‫ُ‬ ‫و ﻫﻢ َ ّ‬

‫َ‬
‫اﻟﻘﻮل َ‬
‫ﻓﻴﻚ‬ ‫ﻋﻤﻦ أﺳﺎؤوا‬
‫ﻋﺬرا ّ‬
‫و ُ ً‬
‫ﺛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ٍ‬
‫ﻛﺬب !‬ ‫و َﻣﻀﻮا َﳜﻴﻄﻮن ً‬
‫ﻟﻠﺤﻖ ﲢﺮﻳﻜَﺎ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻜﺬب ُ ٍ‬
‫ﺑﻤﺰﻳﺢ‬ ‫ُ‬ ‫و ﻣﺎ‬

‫‪31‬‬
 


32
ٔ


 

ِ ِ ِ ‫ﻧﻮﻓﻤﱪ‬
‫ﻳﺘﺒﺨﱰ‬
ُ ‫ﺑﻔﺎﲢﻪ‬ ُ َ ‫أ ﺎﻧﺎ‬
ٍ ِ
ُ ُ ‫ﺳﻨﲔ ﺟﻬﺎد و‬
‫ﻳﺬﻛﺮ‬ َ ‫ﻟﻠﻮرى‬َ ‫َ ْﻳﺮوي‬
ْ ّ ُ ‫اﻟﺪﻧﺎ‬
‫ﺧﻠﺪت‬ ‫أﻣﺔ ﰲ ﱡ‬ ٍ ‫ﺗﻠﻚ ﻣﻔﺎﺧﺮ‬ َ ِ
ّ ُ
‫ﻟﻘﺪر‬ ٍ ‫ﺑﺒﻄﻮﻻت‬ٍ ِ
ُ ‫ﺳﺎﻗﻪ ﻟﻨﺎ ا‬
ُ ‫ﺟﻴﻞ‬
‫أﻏﺎر ﻣﻨﻬﺎ و ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
ُ ‫ﻫﺬي ﺑﻼدي‬

َ ِ ‫ﻣﻔﺎﺧﺮﻫﺎ وﻣﺎ‬
‫ﰊ َﺳﻜ َُﺮ‬ َ ُ َ ‫ﻓﻜﻢ أ ﻤﻠﺘﻨﻲ‬

33
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫ﻛﴪت‬ ‫ﻗﻴﺪا‬
‫آه رﺻﺎﺻﺘﻲ ً‬
‫اﳌﺴﺘﻌﻤﺮ‬ ‫رﺿﺦ ﻷ ِ‬
‫ﻴﺎﺑﻚ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬
‫ﻔﻪ ﰲ ّ ِ‬
‫اﻟﱰاب‬ ‫ﻣﺮﻏﺖ أ ﻔﻪ رﻏﻢ أ ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اﻟﻘﺪر‬ ‫ﻟﻚ‬‫ﺑﺎرك ِ‬
‫ﺑﻮرﻛﺖ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ‪َ ،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬

‫ﺳﺘﻮن ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺬ أن ِ ِ‬‫ِ‬


‫وﻟﺪت‬ ‫ُ‬ ‫ﱡ َ ً ُ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ‬ ‫ِ‬
‫ﺣﻀﻨﻚ‬ ‫و ارﲤﺖ ﰲ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫أ ﺎ رﺟﺎﻻ ِﻣﻦ ُ ِ‬
‫ﺻﻠﺐ ُ‬
‫اﻟﻔﺤﻮﻟﺔ‬
‫اﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ِ‬
‫ﻛﺘﺒﺖ اﺳﻤﻜُﻢ أﺧﺠﻠﻨﻲ إﻟﻴﻪ ّ ُ‬
‫إن ُ‬
‫ﻣﻌﻠﻘﺔ ِ ِ‬
‫ﺑﺤﺒﻞ ٍ‬
‫ﻫﻴﺎم‬ ‫ُﺣﺮوﰲ ُ ّ ٌ‬

‫اﻟﻨﺰول و إن ﻛﺎﻧﺖ ُ ُ‬
‫ﲢﺘﴬ‬ ‫ﺗﺄ ﻰ ّ َ‬

‫‪34‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زﻏﺮدي ِﺑﻼدي و اﻣﺴﺤﻲ َ‬
‫دﻣﻌﻚ‬
‫ﻧﴫ‬ ‫ﻧﴫ و َ َ‬
‫ﻏﺪا َ ْ ُ‬ ‫اﻟﻴﻮم َ ْ ٌ‬
‫ﻧﴫ و َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻓﺒﺎﻷﻣﺲ َ ْ ٌ‬
‫ﺷﻬﺎدة‬
‫ً‬ ‫ﻋﺎﻧﻖ‬
‫ﻋﻤﻦ َ‬ ‫و ﻻ ﲢﺰﲏ َ ﱠ‬
‫َﻮﺛﺮ‬ ‫ِ‬
‫ﻣﴩﺑﻪ اﻟﻜ ُ‬
‫ُُ‬ ‫اﳋﻠﺪ و‬
‫دار ُ‬‫ﻓﻤﺜﻮاه ُ‬
‫ُ‬

‫‪35‬‬
 


36
‫اﻟﻨﺎس أﺟﻨﺎس و أﺻﻨﺎف‬
‫ُ‬
‫اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻳﻮﺟﺪ اﻻﺧﺘﻼف‬
‫و ﺑﻘﺪر ّ‬
‫ﺳﻨﺔ اﷲ ﰲ اﻷﺳﻼف‬
‫ﻗﻀﺖ ُ ّ‬
‫ْ‬ ‫ﻫﻜﺬا‬
‫‪...‬‬
‫و ﺑﲔ ﻫﺬا و ذاك ﲡﺪ اﻟﻮزﻳﺮ و اﻟﻔﻘﲑ‬
‫اﻟﺘﺒﺬﻳﺮ‬ ‫ﰲ َ‬
‫ﻋﺎﱂ اﻟﻐﻨﻰ و ّ‬
‫ﻓﻬﻼ ﺳﻤﻌﺘﻢ ْ َ‬
‫ﺻﻴﺤﺔ ﻓﻘﲑ ؟‬ ‫ّ‬
‫‪...‬‬
‫ﻫﻮ اﻟﺬي ﱂ ﳚﺪ ﺳﻘﻔﺎ ﻳﺆوﻳﻪ‬
‫ﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﴍﻳﺪ ﻳﺸﻜﻮ ً‬
‫ﺑﺮدا ُﻳﺆذﻳﻪ‬

‫‪37‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫ﳛﻦ إﱃ ﺛﻮب ﳛﻤﻴﻪ‬
‫ﻣﻦ ّ‬
‫ﻫﻮ َ ْ‬
‫ﻫﻮ َﻣﻦ َ َ‬
‫ﻓﻘﺪ أﺣﺪ واﻟﺪﻳﻪ‬
‫ﺟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﺮ َ‬
‫ﺑﻼﺑﻞ ُﺗﻨﺎﺟﻴﻪ‬ ‫و َ‬
‫وﻣﻦ ﻓﻴﻪ‬‫ﻓﻴﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ِ‬

‫‪...‬‬
‫ّإﻧﻪ ﻛﻌﺼﻔﻮر ُ ِ‬
‫ﻛﴪ أﺣﺪ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ‬
‫ﺑﺮﻳﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ‬
‫ﺑﻞ ﻫﻮ أﻋﻤﻰ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ُﻳﻌﻴﺪ ﻟﻪ َ‬
‫ﺎم ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻳﻮم ﻟﻪ و أ ّ ٌ‬
‫ﻣﻌﴪ‪ ،‬ﳏﺘﺎج‪ٌ ،‬‬
‫ّإﻧﻪ ُ ٌ‬
‫ﻓﻬﻞ ﻳﺎ ُﺗﺮى ﺳﻤﻌﺘﻢ أ ﻴﻨﻪ ّ‬
‫ﻓﺘﺬﻛﺮﲤﻮه ؟‬
‫و ِ‬
‫ﺿﺤﻜﺘﻢ ﻟﻪ‪ُ ّ ،‬‬
‫وﻛﻠﻤﺘﻤﻮه ؟‬
‫‪...‬‬
‫ﲣﻴﻠﻮا ﻟﻮ ﻧﺆوي اﻟﺬي ﱂ ﳚﺪ ﺳﻘﻔﺎ ﻳﺆوﻳﻪ‬
‫ّ‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻄﻔﻞ ّ َ‬
‫اﻟﴩﻳﺪ ﺛﻮﺑﺎ ﳛﻤﻴﻪ‬ ‫َ‬ ‫ﳖﺐ‬
‫ﻟﻮ َ ُ‬
‫ﻓﻨﻨﺴﻴﻪ ﻓﻘﺪان واﻟﺪﻳﻪ‬
‫ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ُ‬‫ِ‬
‫ﻟﻮ ّ‬
‫ﻟﻮ ﻧﻌﻴﺪ ﻟﻸﻋﻤﻰ ﺑﺮﻳﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ‬
‫ٍ‬
‫ﺑﻘﻮت ﻳﻜﻔﻴﻪ‬ ‫اﳌﺤﺘﺎج‬ ‫ﻟﻮ ﻧﺮﺣﻢ‬
‫َ‬
‫‪...‬‬
‫رﺳﺎم ﳏﱰف‬ ‫ﺟﺮﺑﺘﻢ ﻳﻮﻣﺎ أن ﺗﺮﺳﻤﻮا ّ‬
‫ﺑﺪﻗﺔ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ أ ﺖ إﻻ أن ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﲆ وﺟﻪ ﻓﻘﲑ ؟‬
‫‪...‬‬
‫أي اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‬
‫آﻣﻞ أ ّﻜﻢ ﻧﻠﺘﻢ ﴍف ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺒﺎﷲ ّإﳖﺎ ﻟﻴﺴﺖ ّ‬
‫ُ‬
‫اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻘﲑ "‬ ‫ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ "‬
‫ﻓﻬﻲ ﺑﻜﻞ ﻋﺮﻓﺎن و ﺗﻘﺪﻳﺮ‪ّ ،‬‬

‫‪39‬‬
 


40
‫دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻳﻐﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‪ ،‬ﻻ ُﺗﺰﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺪى ِﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻨﻪ ﺑﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺎﻧﻪ‬
‫ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺪى ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﻪ و أﻗﺮا ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱰﺟﻞ ﻗﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أواﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ـﻴﺲ رﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﺑﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻞ ﻛﻴﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ؟‬
‫أ ـــــــــــــــــــــ َ‬

‫دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻳﻐﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‪ ،‬ﻻ ُﺗﺰﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲆ ُﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺮب ﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻲ ﺣﻨﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺗﻮ ّﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه وارﲤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﺄﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻀﺎﻧﻪ‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺗﻨﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ و أﺣﺰا ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬


‫و ﻣﺴﺢ دﻣﻌﻪ ﺑﺒﻨﺎﻧـﻪ‬

‫دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻳﻐﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‪ ،‬ﻻ ُﺗﺰﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ـﻨﲈ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ِ ّ‬
‫ﻛﺨﻼﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ـﻮد ﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫داﺑﺔ ُﺑﺴﺘﺎﻧﻪ‬
‫ﳛﻦ ﻋﲆ ّ‬
‫ﱡ‬
‫َﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﻘﻲ ﺑﺄ ﺎﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ِﺟﻨﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﺣ ّﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ُ‬
‫ـﻴﺪ زﻣﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ؟‬

‫دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻳﻐﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ‪ ،‬ﻻ ُﺗﺰﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺠﺮ ﻳﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﴤ و ُوﺟﺪاﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﳛﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻞ دﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء و ِﻛﻨﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬

‫‪42‬‬
‫َﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺼﺒﻮ ﻣﺒﺘﻬ ًﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب إﺧﻮا ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺣﺠٍﻞ " ﻗﺪ زاﻧﻪ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﻴﺾ " ْ‬ ‫و ُ‬

‫دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻳﻐﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‪ ،‬ﻻ ُﺗﺰﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫" ﻃﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻞ ﺑﺎدﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ " ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻋﻨﻮا ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ـﺎﻫﺘﺰ ﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺰ ﻗﻠﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫و راح ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺸﺪو ﺑﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﺎﻧﻪ‬
‫ﺗﺰﺣﻪ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ "‬
‫" دﻋﻪ ﻳﻐﻔﻮ‪ ،‬ﻻ ُ ُ‬

‫‪43‬‬
 


44
‫ّ ُ‬
‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎح ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻟﻴﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄت‪ ،‬ﻟﻴﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰغ‬


‫ﺣﻜﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺔ ٍآه َ ِ‬
‫ﻋﻠﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﰲ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة ﻃﻔﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ـﺮة ذاﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎ أ ﻨﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ‬
‫رﺟﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺔ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ‪ ...‬ﻧﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫‪ ...‬و ﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪت ﻃﺮاوﲥـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫ـﺮف اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰن ‪ ،‬ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ُﺗﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺮد‬


‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﻒ ﺑﺄﻋـ ـ ـ ــﺬب ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﲤﻠـ ـ ـ ـ ُـﻚ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ـ ــﺮوف ﺑﺮﻳﺌـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﲥﺘـ ـ ـ ـ ُ‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺗﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي‪ :‬أ ﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎه ‪ ...‬ﺣﺒﻴﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬


‫ـﺄﺧﺮ‬
‫اﻏﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﲏ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪفء ﺣﻨﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أن ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻫﺐ‬
‫‪ ...‬أرﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺪ ﻗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲈ أﲪ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ُ‬
‫ـﻮن ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وردا رﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺘﻪ‬
‫ـﺒﺎح اﻟﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ـﻴﺾ أ ﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﻪ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫‪ ...‬أرﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﺘﺎﻧﺎ أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫أرﻳﺪ ُﻗﺒﻠﺔ ﻋﲆ ّ‬
‫اﳋﺪ أرﺟﻮك‬ ‫‪ُ ...‬‬
‫‪...‬‬
‫ُ‬
‫اﻟﱪﻳﺌﺔ‬ ‫وﺻﻴﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ّ ُ‬
‫اﻟﻄﻔﻠﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻚ‬ ‫ّ‬ ‫ﻫﻜﺬا أﳖﺖ‬
‫ﺧﺮج اﻷب ﻣﴪﻋﺎ‪ ،‬أﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎب‬
‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ و ﻟﻴﺘﻪ ﱂ ﻳﺮﻛﺐ‬ ‫ِ‬
‫رﻛﺐ ّ‬
‫َ‬
‫اﺑﺘﺴﻢ ﻟﻠﻤﻘﻮد و ﻟﻴﺘﻪ ﱂ ﻳﺒﺘﺴﻢ‬
‫َ‬
‫و ﻋﲆ ﻏﻔﻠﺔ ﴎح ﺑﺨﻴﺎﻟﻪ ‪ ...‬ﻣﻊ ﴎﻋﺔ دون ﺣﺴﺎب‬
‫ﻧﺎداه اﻟﺮﺻﻴﻒ‪ :‬ﺗﻌﺎل ‪ ...‬ﺗﻌﺎل‬

‫‪46‬‬
‫ﻋﺎﻧﻘﻪ اﳌﻮت ﺑﻌﺪﻣﺎ أراده‬
‫ُ‬
‫ارﺗﻄﻢ وﺟﻬﻪ ﺑﺎﳌﻘﻮد ‪ ...‬ﺳﺎﻟﺖ دﻣﺎء ﻫﻨﺎ و ﻫﻨﺎك‬
‫َ‬
‫‪...‬‬
‫ﻗﺼﺔ إﻧﺴﺎن‬
‫ﻗﺼﺔ ُﻋﻤﺮ ‪ّ ...‬‬
‫اﻧﺘﻬﺖ ّ‬
‫أﺻﻢ‬ ‫ﻗﺼﺔ أب َ‬
‫ﺗﺮك ﻃﻔﻠﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺟﻨﺐ ﺣﺎﺋﻂ ّ‬ ‫ّ‬
‫ذاع اﳋﱪ و اﻧﺘﴩ و اﺑﺘﺪأت ﺣﲑة ﻳﺘﻴﻤﺔ‬
‫‪ ...‬ﻣﺎ أﻛﻤﻠﺖ ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻣﻦ‬
‫اﻟﺼﻤﺖ و اﻟﺴﻜﻮن‬
‫ﺳﺎد ّ‬
‫اﻟﺴﻮاد‬
‫ﻟﺒﺴﺖ اﳉﺪران اﻷرﺑﻌﺔ ﺛﻮب ّ‬
‫‪...‬‬
‫ﻗﺼﻴﺪة ﺑﻄﻠﻬﺎ اﻹﳘﺎل‬
‫ٌ‬ ‫ﺗﻔﺠﺮت‬
‫‪ّ ...‬‬
‫ﻣﺘﻬﻮر‬
‫‪ ...‬و ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ ﺳﺎﺋﻖ ّ‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫‪ ...‬ﻋﻨﻮاﳖﺎ ّ‬
‫اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة‬
‫ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ‬
‫ّ‬
‫ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﺗﻨﺎدي‪:‬‬
‫ّ‬
‫ذﻫﺒﺖ ؟‬
‫َ‬ ‫ﻳﺎ أﰊ أ ﻦ أ َﺖ ؟ أ ﻦ‬
‫ﻓﻘﺪﺗﻪ‪...‬‬
‫أ ﻦ ﻋﻄﺮك ؟ ﻓﻠﻘﺪ ّ‬
‫أﰊ أ ﺴﻴﺘﻨﻲ ؟ أ ﻦ ﻗﻠﻤﻲ ؟ أ ﻦ ﻓﺴﺘﺎﲏ ؟‬
‫ﺧﺪي ؟‬
‫ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ ﻋﲆ ّ‬
‫وﻋﺪﺗﻨﻲ أن ُ‬
‫ّ‬ ‫أﻦ ُ‬
‫اﻟﻘﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫‪...‬‬
‫ﻣﺮ ﺑﺪوﻧﻚ‬
‫ﻛﻼﻣﻲ ﺣﺎرق ‪ ...‬ﻛﻼﻣﻲ ّ‬
‫‪ ...‬أ ﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻊ دﻓﱰ ﻧﻘﺎﻃﻲ ؟‬
‫‪ ...‬أ ﻦ ﻣﻦ ﻳﻔﺮح ﺑﻌﻼﻣﺘﻲ ؟‬
‫أﺟﺒﻨﻲ‪ ،‬ﻫﻞ أ ﺎ ﻳﺘﻴﻤﺔ ؟‬

‫‪48‬‬
‫ﻗﺼﺔ ﺣﺎدث أﻓﻘﺪﻫﺎ ﻃﻌﻢ ِ‬
‫ﺣﻴﺎﲥﺎ‬ ‫ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻫﻲ ّ‬
‫ﻏﲑ ﳘﺴﺎﲥﺎ‬
‫ﻏﲑ إﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ‪ّ ...‬‬
‫ﻏﲑ أ ّﺎﻣﻬﺎ ‪ّ ...‬‬
‫‪ّ ...‬‬
‫ﺗﻐﺮف ﻣﻨﻬﺎ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺴﺎء‬ ‫ُ‬ ‫أﺳﻜﻨﻬﺎ ﻛﻮاﺑﻴﺲ‬
‫‪...‬‬
‫ﳛﻦ َ‬
‫ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻌﺪ ؟‬ ‫ﺗﻘﻮد ِﺑﺠﻨﻮن‪ ،‬أ ﻢ ّ‬
‫ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ُ‬
‫أ ﻢ ﻳﺴﺘﻔﻖ ﻛﻴﺎﻧﻚ ﺑﻌﺪ ؟‬
‫أ ﻢ ﻳﺬﺑﻞ ﻏﺮورك ﺑﻌﺪ ؟‬
‫ﻗﺼﺔ‬
‫ﻓﺄﺧﻲ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ‪ ،‬ﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﺑﺘﻬﺎوﻧﻚ ّ‬
‫ُﻋﻨﻮاﳖﺎ " ّ ُ‬
‫ﻗﺼﺔ ﺣﺎدث "‪..‬‬

‫‪49‬‬
 


50
‫ء‬
‫ـﻀﺖ ﰲ أﺣــﺪ اﻷ ــﺎم ﻋــﲆ وﻗــﻊ ﺣﻠــﻢ راودﲏ‪ ،‬ﺑــﺪا ﱄ ﻏﺮﻳﺒــﺎ‬
‫ﳖـ ُ‬
‫ـﺖ ﻃﻔــﻼ ﰲ اﻟ ّﻈــﻼم ﻳﻨــﺎدي ﺑــﺼﻮت‬ ‫ـﺄﲏ رأ ـ ُ‬
‫ﻣــﻦ أول وﻫﻠــﺔ‪ ،‬ﻛـ ّ‬
‫ﺧﺎﻓــﺖ‪ " :‬ﻳــﺎ ﻣــﺼﻄﻔﻰ ﻫــﺬه ﻫــﻲ رﺳــﺎﻟﺘﻲ ﻓﺄﺳـ ِـﻤﻌﻬﺎ ﳍــﻢ " ﱂ‬
‫إﱄ ﻫ ــﺬا اﻟﻄﻔـ ــﻞ‪،‬‬
‫أﻓﻬ ــﻢ اﳌﻌﻨ ــﻰ‪ ،‬ﱂ أﻓﻬـ ــﻢ ﻣ ــﺎ أراد أن ﻳﻮﺻـ ــﻠﻪ ّ‬
‫ﺣﺎوﻟـ ــﺖ أن أ ـ ــﺬّﻛﺮ ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻـ ــﻴﻞ و ﻟﻜـ ــﻦ دون ﺟـ ــﺪوى‪.‬‬
‫اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣـﻦ اﳌﻨـﺰل و أ ـﺎ أ ﻈـﺎﻫﺮ ﺑﺄ ّـﻪ ﺣﻠـﻢ ﻋـﺎدي و أ ـﻪ‬
‫ُ‬
‫ـﺸﻴﺖ‬ ‫ﻟﻴﺲ ّإﻻ ﻧﺴﻴﺠﺎ ﻣﻦ ﲣﺎرﻳﻒ اﳌﻨﺎم‪ ،‬أﻛﻤﻠ ُ‬
‫ـﺖ ﻃﺮﻳﻘـﻲ‪ ،‬ﻣ ُ‬
‫ﳌﺤﺖ ﻋﲆ اﳊﺎﺋﻂ ورﻗﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻳﺒـﺪو ﻋـﲆ‬
‫ُ‬ ‫ﺣﺘﻰ‬
‫ﺑﻀﻊ ﺧﻄﻮات ّ‬
‫ـﺖ ﻣﻨﻬـﺎ و ﻗـﺮأت‪" :‬‬
‫ﻋﺪة أ ّﺎم‪ ،‬اﻗﱰﺑ ُ‬
‫ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ّأﳖﺎ ﻣﻠﺼﻘﺔ ﻣﻨﺬ ّ‬

‫‪51‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺼﺎب ﺑﻤـﺮض ﻋـﻀﺎل ﳛﺘـﺎج ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺟﺮاﺣﻴـﺔ‬ ‫اﻟ ٌ‬


‫ﻄﻔﻞ ﻓـﻼن ﻣ ٌ‬
‫ـﺖ ﻓﺠ ــﺄة وراﺋ ــﻲ و إذا‬
‫ﻋﺎﺟﻠ ــﺔ و ﻟ ــﻴﺲ ﻟﻮاﻟﺪﻳ ــﻪ ﺛﻤﻨﻬ ــﺎ "‪ ،‬اﻟﺘﻔ ـ ﱡ‬
‫رﺳﻤﺖ ﻋﲆ وﺟﻬﻲ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺘﻌ ّﺠـﺐ‬
‫ُ‬ ‫إﱄ ﺑﺼﻤﺖ‪،‬‬
‫ﻳﻨﻈﺮ ّ‬
‫ﺑﻔﺘﻰ ُ‬
‫رد و ﻗــﺎل‪ " :‬ﻫــﺬا اﻟــﺬي ﺗﻘــﺮأ‬
‫و ﺳــﺄ ﺘﻪ‪ " :‬ﻣــﺎ ﺑــﻚ أﺧــﻲ ؟ "‪ّ ،‬‬
‫ﻋﻨـﻪ ﺻــﺪﻳﻘﻲ‪ ،‬ﻟﻘــﺪ ﻣـﺎت ﻣﺘــﺄ ّﺮا ﺑﻤﺮﺿــﻪ‪ ،‬و ﱂ ﻳﺒـﻖ ﻣــﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘــﻪ‬
‫ّإﻻ واﻟــﺪان ﻳﺘﺤ ـ ّﴪا ن ﻋــﲆ ِﻓﺮا ﻗــﻪ ﻛــﻞ ﺻــﺒﺎح‪ ،‬ﻟﻘــﺪ ﻗﺎﻣــﺎ ﺑﻨــﴩ‬
‫ﻣﻠ ــﺼﻘﺎت ﰲ ﻛ ــﻞ اﻷﻣ ــﺎﻛﻦ ﺣ ّﺘ ــﻰ اﳉ ــﺪران ﻗﺎﺳ ــﻤﺘﻬﲈ ﳘ ــﻮم‬
‫ـﺒﻬﲈ ﻣﺒﻠـﻎ‬
‫ـﺸﻖ و ﲥ ُ‬
‫اﺑﻨﻬﲈ اﻟـﺼﻐﲑ وﺣ ّﺘـﻰ ﻛـﺎدت اﻷرض أن ﺗﻨ ّ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ و ّ‬
‫ﻷن اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻳﺪاﳘﻬﲈ و ﻛﺎن ﳚﺐ ﻋﻠـﻴﻬﲈ‬
‫ﻳﺘﻌﺪﻳﺎ ﻇﺮف أﺳﺒﻮع و إﻻ ﻟﻘﻲ اﺑﻨﻬﲈ ﺣﺘﻔﻪ ‪" ...‬‬
‫أن ﻻ ّ‬

‫‪52‬‬
‫ﻳﴪد ﻣـﺎ ﺑﻘـﻲ ﻣـﻦ اﻟﻘ ّـﺼﺔ اﻷﻟﻴﻤـﺔ‬ ‫ُ‬ ‫ﳊﺪ اﻵن ﻣﺎزال اﻟﻔﺘﻰ‬ ‫ّ‬
‫ـﺴﻤﺮ اﻟ ـ ــﺮﺟﻠﲔ ُأﺻ ـ ـ ِـﻐﻲ ـ ــﺎ ﻳﻘﻮﻟ ـ ــﻪ و أرﺑ ـ ــﻂ‬
‫و أ ـ ــﺎ ﻣﺎزﻟ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ّ‬
‫اﻷﺣﺪاث ﺑﺎﳊﻠﻢ اﻟﺬي راودﲏ‪.‬‬
‫أﺧــﲑا ﺗﻮ ّﻗــﻒ اﻟﻔﺘــﻰ ﻋــﻦ اﻟﻜــﻼم و ﻣــﴣ ﳊﺎﻟـ ِـﻪ‪ ،‬أﻣــﺎ أ ــﺎ‬
‫ـﺄت ﻋـﲆ اﳉـﺪار ﻗـﺮب‬
‫ﺄﺳﻒ ﻛﺄن اﻷﺳﻒ ﻳﻨﻔﻊ‪ّ ،‬اﺗﻜ ُ‬
‫ﻓﺒﻘﻴﺖ أ ّ‬
‫اﻟﻮرﻗـ ــﺔ أ ﻠ ّﻤ ـ ــﺴﻬﺎ‪ ،‬أ ﺤ ـ ـ ّـﺪث ﺑ ـ ــﺼﻮت ﻣﺘﻘ ّﻄ ـ ــﻊ ّ‬
‫أردد وﺣ ـ ــﺪي‬
‫ﻛ ــﺎﳌﺠﻨﻮن‪ " :‬أ ــﻦ ﻛﻨـ ــﺘﻢ ﻳ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺳـ ــﻤﻌﺘﻬﻢ ﲠ ــﺬا اﻟﻄﻔـ ــﻞ و ﱂ‬
‫ـﲑ ﻋﻠــﻴﻜﻢ ﻟــﻮ‬
‫ﺗﻨﻘــﺬوه ؟ أ ــﻦ دﻓﻨــﺘﻢ ﻗﻠــﻮﺑﻜﻢ و ﱂ ﺗﺮﲪــﻮه ؟ أﻛﺜـ ٌ‬
‫أﻏﻤ ـ ـ ــﻀﺘﻢ ِﺟﻔ ًﻨ ـ ـ ــﺎ و ﻛﻔﻴﺘﻤ ـ ـ ــﻮه ؟ أﻗﻠﻴ ـ ـ ـ ٌـﻞ ﰲ ﳍ ـ ـ ــﻮ اﻟ ـ ـ ــﺪﻧﻴﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﴏﻓﺘﻤﻮه؟‬
‫ﻧﻌـﻢ‪ ،‬إ ّﻧــﻪ ذﻟــﻚ اﻟﻄﻔــﻞ‪ ،‬ﻫــﻮ ﻣــﻦ أراد أن ﻳﻮﺻــﻞ ﺑﺮﺳــﺎﻟﺘﻪ‬
‫ﺣﲔ راودﲏ ﰲ اﳌﻨـﺎم‪ ،‬أراد أن ﻳﻜـﻮن ﺻـﻔﻌﺔ ﻷو ـﻚ اﻟﻨـﺎس‬
‫ﺗﻜﺪﺳــﻮن أﻣــﻮاﻟﻜﻢ ﲢــﺖ وﺳــﺎﺋﺪﻛﻢ‬ ‫و ّ‬
‫ﻛﻠﻨــﺎ ﻧﻌــﺮﻓﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻴــﺎ ﻣــﻦ ّ‬

‫‪53‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﻦ‬
‫إﱃ ﻣﺘ ـ ــﻰ ؟! إﱃ ﻣﺘ ـ ــﻰ ﻻ ﺗﻠ ـ ــﲔ ﻗﻠ ـ ــﻮﺑﻜﻢ ؟! إﱃ ﻣﺘ ـ ــﻰ ﻻ ﲢ ـ ـ ّ‬
‫ـﺘﻤﺮ أ ّـﺎﻣﻜﻢ‬ ‫ُ‬
‫أﺿﻠﻌﻜﻢ ؟! إﱃ ﻣﺘﻰ ﻻ ﻳـﺴﺘﻔﻴﻖ ﺿـﻤﲑﻛﻢ ؟! ﺳ ّ‬
‫و ﺳﻴﻨﺠﲇ ﺿﺒﺎﺑﻜﻢ و ﺳﺘﺒﻘﻮن أ ﺘﻢ ﻛـﲈ أ ـﺘﻢ‪ ،‬ﻓﺒـﺎﷲ ﻛ َﻔـﻰ ‪...‬‬
‫واﻧﻈﺮوا أﻣﺎﻣﻜﻢ !‬

‫‪54‬‬
‫ٌ‬
‫‪ ‬‬

‫‪...‬‬
‫ﺳﻤﻌﺖ أﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘـﻮل‪ " :‬أ ـﻰ اﻟﻌﻴـﺪ ﺑﻔﺮﺣـﺔ و زﻏﺎرﻳـﺪ‪ ،‬أ ـﻰ‬
‫ُ‬
‫ـﺖ‪ " :‬ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲈ ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻧﺎ ! "‬
‫ﺑﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﺟﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ " ﻗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻗﺎل‪ " :‬ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ اﳊﺒﻴـﺐ ﺑﺎﳊﺒﻴـﺐ و ﺗﻼﻗـﻰ اﻟﻘﺮﻳـﺐ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴـﺪ "‬
‫ـﺖ‪ " :‬ﻟﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻧﺎ ! "‬
‫ﻗﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﻦ‬
‫ﻗﺎل‪ " :‬اﳉـﺪ ﻳﻤـﴚ و ﻋـﲆ ﺟﻨﺒﻴـﻪ اﻻﺑـﻦ و اﳊﻔﻴـﺪ‪ ،‬اﳋـﺎل ﳛ ّ‬
‫ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﲆ اﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﺧﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ و اﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷخ ﻳﺒﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﻢ ﺑﺜﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺪ‬
‫ـﺮددت‪ " :‬ﻫﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ‪ ...‬ﻫﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت "‬
‫ُ‬ ‫ﻓــــــــــــــــــــــ‬

‫‪55‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎذا ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺸﺎؤم ؟‬


‫ُ‬
‫أﻗﻮل ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻴﺪ ﻓﺮﺻـﺔ ﻟﺘﻼﻗـﻲ اﻟﻜﺒـﲑ ﺑﺎﻟـﺼﻐﲑ‬
‫و اﻟﻘﺮﻳ ــﺐ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴ ــﺪ و اﳉ ـ ّـﺪ ﺑﺎﳊﻔﻴـ ــﺪ أﺻ ــﺒﺤﻨﺎ ﻧﻠﻘ ــﻲ اﻟـ ــﺴﻼم‬
‫ﺑﺎﳍﺎﺗﻒ‪ ،‬و ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺼﻞ اﻷﻗﺎرب ﻣﺸﻴﺎ وﻧﻘﻄﻊ اﳌﺴﺎﻓﺎت‬
‫ﳌﻼﻗﺎﲥﻢ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﺑﺎﳍﺎﺗﻒ‪.‬‬

‫‪...‬‬
‫ّ‬
‫ﺗﻐﻠﻔ ـ ــﺖ اﻟﻘﻠ ـ ــﻮب و ﺗﺒﺎﻋ ـ ــﺪت‪ ،‬ﻗﻄﻌﻨ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻠﺔ اﻟ ـ ـ ّـﺮﺣﻢ ﻷ ﻔ ـ ــﻪ‬
‫اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎب ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻀﻴﻖ وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ‪ُ ،‬ﻟﺒﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﺎﻓﺔ‬
‫ﻧ ــﺴﻴﻨﺎ ﺗﻠ ــﻚ اﻟﻠﺤﻈ ــﺎت ﺣﻴ ــﻨﲈ ﻛﺎﻧ ــﺖ اﻟ ـ ّـﺪار ﺗﻌ ـ ّـﺞ ﺑﺎﻷﻗ ــﺎرب‬
‫ﻓﻴﺘﺤﺪﺛﻮن و ﻳﺘﲈزﺣﻮن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ‬

‫‪56‬‬
‫ﻣﺮة‪ " :‬ﺎذا ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻌﻴﺪ ّ‬
‫ﻟﺬﺗﻪ ﻋﺎﻣـﺎ ﺑﻌـﺪ ﻋـﺎم ؟ "‬ ‫ﺳﺄ ﺖ ﻧﻔﴘ ّ‬
‫أﺟﻴﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﲏ‪ ،‬أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺤﺎ ؟‬
‫أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻜﻢ و اﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬروﲏ أرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻛﻢ‪:‬‬
‫ﺑﻌﻴﺪ "‬
‫ﻋﻴﺪ ﻣﻦ ْ‬
‫إﻧﻪ " ٌ‬

‫‪57‬‬
 


58
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـﺪم‬ ‫ِ‬
‫ـﺎﻣﻌﺎ إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ ُﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺼﺤﻲ‪ ،‬ﻛﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﻒ اﻟ ّﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬
‫ـﱰاﻛﻢ ؟‬
‫ُ‬ ‫ـﺪﻗﺎﺋﻖ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـﺎﺣﺒﻪ و اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ُ‬
‫ﻳﻨﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻊ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬

‫ـﺎﻟﻪ اﻷﱂُ‬ ‫إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ دﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻊ ﻳﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬


‫ـﻴﻢ أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫اﻟﺴﻘﻢ‬
‫ﻣﺴﻪ ّ ُ‬ ‫ﻣﻦ ُﻓﻘﺪان أ ﻮﻳﻪ ﻗﺪ ّ ُ‬

‫ـﺎق أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﳌ ُﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ ُ‬


‫ـﺮم‬ ‫ـﻮل‪ :‬أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡ‬
‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﻀﺎﺋﻊ أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّﴪا ُب أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﳊﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬
‫أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ُ‬
‫ـﺴﺤﺖ رأس أﰊ ﻳﻮ َﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ُ‬ ‫‪ ...‬ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـﺖ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺪ أ ّﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳﻮ َﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫‪ ...‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّﻗﺒﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫اﻟﻌﻘﻢ‬
‫ُ‬ ‫أﺻﺎﺑﻪ‬
‫اﻟﻀﻤﲑ إن َ ُ‬
‫أﺎ ّ ُ‬

‫‪59‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺎن أﰊ ﻳﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺼﺤﻨﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ِ‬


‫اﳊ َﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬ ‫ﻛ ــــــــــــــــ َ‬
‫ُ‬
‫ـﺖ أ ﻜ ّﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬ ‫ـﻔﺘﻴﻪ و ُﻛﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ـﺪﻓﻖ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ﺗﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ُ‬
‫ـﺎﺋﻢ‬ ‫ِ‬
‫ـﺴﻤﻊ و اﻟﻔﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺮ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺼﻨﻊ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ َ‬ ‫أ ـــــــــــــــــــ ّ ُ‬
‫ـﺮح ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـﺄن ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ داﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬ ‫أ ﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ و أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫أﻏ ّﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ َوﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻪ أ ّﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ِﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُﴫا ٍخ َﳛﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺪم‬
‫اﻟﻘﺪم‬ ‫و أ ﺴﻰ ﻧﻌﻴﻢ ّ ٍ‬
‫ﺟﻨﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫أردف ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ٍ‬
‫ـﻮم‬ ‫ـﺎﺋﻼ‪ :‬آه َﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ َﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﻮد ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ اﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫و َ َ‬
‫ـﺌﻢ‬
‫ـﺮح ﻳﻠﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ـﺴﺞ ﻃﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًـﺔ ﲠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ا ُ‬
‫ﳉـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﻓﺄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺴﻚ ﻛ ّﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻬﲈ ﺑﺮﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻖ و أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ ُ‬
‫ـﺜﻢ‬ ‫و أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ ُ‬
‫ﻮﻫﻢ‬ ‫ﻓﺄﺳﺘﻔﻴﻖ ّﳑﺎ ﻗﺪ ُ ُ‬
‫ﻛﻨﺖ أ ّ ُ‬ ‫ُ‬

‫‪60‬‬
‫ـﺪم‬ ‫ِ‬
‫ـﺎﻣﻌﺎ إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ ُﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺼﺤﻲ ﻛﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﻒ اﻟ ّﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬
‫ﺗﱰاﻛﻢ ؟‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻪ و ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ﻳﻨﻔﻊ‬
‫ُ‬
‫اﳊ َﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬
‫ـﺴﺎﻧﺎ " ﻗﺎﳍـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َ‬
‫" و ﺑﺎﻟﻮا ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺪﻳﻦ إﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ َ‬
‫ﺳﻴﺴﻠﻢ‬
‫ُ‬ ‫ﺟﺎد ِﲠﺎ ُ ً‬
‫ﺳﻮءا َ‬ ‫و َﻣﻦ َ‬

‫ـﻨﻌﻢ‬
‫ـﺖ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ُ‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻓﻖ ِﲠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲈ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ُدﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫ـﻨﻢ ؟‬ ‫ﺑ ُﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﲠﲈ‪ ،‬أﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ َﺗﻐﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺪك و ُ ّ‬
‫ﻛﻠ ُﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ‬ ‫ﻓﻮا ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـﺪي و واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ َ‬
‫رﺿﺎﻫﻢ "‬ ‫رﺿﺎه ﰲ ِ ُ ُ‬ ‫رﰊ " ِ ُ‬ ‫رﺿﺎ ّ‬
‫ِ‬

‫‪61‬‬
 


62
‫ٌ‬
‫أﺧﻂ ِ‬
‫اﻋﺘﺬاري‬ ‫ﺳﻴﺪﰐ ُ ّ‬ ‫ُ ِ‬
‫ﺟﺌﺘﻚ ّ‬
‫ﺑﲔ أﺷﻌﺎري‬ ‫ِ‬
‫اﺳﻤﻚ َ‬ ‫ّ ُ‬
‫أﺻﻔﻒ َ‬
‫ِ‬
‫ﺻﻔﺤﻚ‬ ‫ﺑﻌﺾ‬ ‫ُ ِ‬
‫ﺟﺌﺘﻚ أ َﺘﻐﻲ َ َ‬
‫اﺧﺘﻨﻖ ﺑﺄﺷﻔﺎري‬
‫َ‬ ‫ﻓﺎﻟﺪﻣﻊ ِ‬
‫ﻗﺪ‬ ‫ّ ُ‬
‫ﻛﺸﻔﺖ ِ َ ِ‬
‫ﻟﺴﺎﻧﻚ " ﻟﻴﲆ "‬ ‫ﻓﻬﻼ َ ِ‬ ‫ّ‬
‫ﻗﺒﻠﺖ ِ‬
‫اﻋﺘﺬاري ؟‬ ‫ِﻟﺘﻘﻮﱄ أ ّ ِﻚ َ ِ‬

‫ً‬
‫واﻗﻔﺔ‬ ‫ﲡﻠﺴﲔ‬ ‫إﻟﻴﻚ أ ِ‬
‫ﺖ َﻣﻦ ِ َ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫اﳉﺪار‬ ‫ﺷﺒﻠﻚ ِﻣﻦ َ ﱢ‬
‫ﺷﻖ‬ ‫ﺗﺮﻗﺒﲔ ِ َ ِ‬
‫َ َ‬

‫‪63‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫ﳊﻈﺔ ّإﻻ َ‬
‫دﻋﻮت‪:‬‬ ‫ﺗﻠﺒﺜﲔ َ ً‬
‫َ‬ ‫ﻻ‬
‫وﻗﻊ ّ ِ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎر "‬ ‫رب َ ُ‬
‫اﺣﻔﻈﻪ إن َ‬ ‫" ﱢ‬

‫ً‬
‫ﺟﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﺗﻘﻔﲔ‬
‫َ‬ ‫إﻟﻴﻚ أ ِ‬
‫ﺖ َﻣﻦ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷﺳﻮار‬ ‫ﰲ ِ ٍ‬
‫زﻧﺰاﻧﺔ ُ ﱢ‬
‫ﻏﻠﻘﺖ‬
‫ﺳﺠﻴﻨﺔ َ ٍ‬
‫ﺣﺮب "‬ ‫ُ‬ ‫اﻛﺘﺒﻲ "‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ُ‬
‫ِ‬
‫اﻻﻧﺘﺼﺎر "‬ ‫َﻓﻜ ِ‬
‫َﺘﺒﺖ " َ َ ُ‬
‫ﺳﺠﻴﻨﺔ‬

‫ﻋﺪت ِ َﻟﻮﻋﻴﻲ‬
‫ﺟﺰاﺋﺮي " أ ﺎ ُ ُ‬
‫ﱞ‬ ‫"‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ِ‬
‫اﳉﺎر "‬ ‫َ‬ ‫ُﻣﺬ ّ ُ‬
‫ﺗﺬﻛﺮت "‬

‫‪64‬‬
‫ِ‬
‫ﻛﺎﺑﻮﺳﻚ " ﻟﻴﲆ " ّ ُ‬
‫ﻳﺆرﻗﻨﻲ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﻠﻴﻞ و ﰲ ّ ِ‬
‫اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫أراه ﰲ ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ﻛﻞ ٍ‬
‫ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫َ ِ ُ‬
‫ﻳﴫف ﻧﻮﻣﻲ ﱠ‬
‫ِ‬
‫اﻷﺷﻔﺎر‬ ‫ﻳﴪق اﻟﻜَﺮى ِﻣﻦ‬‫ُ‬

‫ِ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻚ‬ ‫ﺳﻴﺪﰐ ﻣﻦ‬ ‫أ َﻢ َ َ ِ‬
‫ﺗﻨﺘﻪ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻹﺻﺪار‬ ‫وﻗﺖ‬
‫ﻟﻪ َ ُ‬‫أ ﻢ َﳛﻦ َ ُ‬
‫ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻷﺟﲇ‬‫ﺑﺴﻮاد َ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َﻋﻨﻮﻧﻴﻪ َ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘﺬار "‬ ‫ﺳﻴﺪي‬‫ﻗﺒﻠﺖ ّ‬‫ﻟﻘﺪ ُ‬ ‫" ُ‬

‫‪65‬‬
 


66
‫( ٕ ‪...‬‬ ‫)‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫ـﺼﻴﺢ‪ " :‬ﺑﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة "‬


‫إﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻲ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ِ‬
‫َﻟﻘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‪ " :‬ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـﻠﻔﺎوﻳﺔ أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة "‬
‫ـﺖ أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة‬
‫َﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺴﻮا ﻳﻮ ًﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّأﲏ ﻛﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻋﲆ ﺿﻔﺎف ﻫﺬه اﳉﺰﻳﺮة‬

‫أﻃﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱄ أرﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ‪:‬‬


‫ـﻤﻮد و َﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ـﺴﺎﻟﺔ "‬ ‫ـﺪوء‪ُ ،‬ﻣﻌﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺎة‪ُ ،‬ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫" ُﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬

‫‪67‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﲈء و ِﻏﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ َﻗﻨﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ‬ ‫ِ‬


‫َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻔﻲ َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ﻳﻐﺮد‬ ‫ﺑﺎرد و ُﻟﻌﺒﺘﻲ َ ّ ٌ‬
‫ﺳﲈن ّ ُ‬ ‫ﻧﺴﻴﻢ ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ِ‬
‫ﻗﻮﰐ‬

‫ﺮة‬ ‫ﻫﺬي أ ﺎ ِ ٌ‬
‫ﺣﻜﺎﻳﺔ َﴐﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ُﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺼﺔ ﰲ اﳊ ْﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة‬
‫ـﺖ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ُﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﲏ َﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ‬ ‫ﺑﺤﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻣﻐﻴﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ َﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ٌ‬
‫ـﺴﻴﺔ‬ ‫ﻓﻮﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡ ِ‬
‫ـﺪﺗﻨﻲ ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ﻳﻮﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ِﻓﺘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ‬
‫ـﺎءﲏ َ َ‬‫إﱃ أن َﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬

‫ـﺄﳖﻢ َﻧﺤﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـﺔ‬ ‫ـﺴﻼ‪ ،‬ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻘﻮﲏ ﺑ َﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺜﻬﻢ َﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬


‫ﻃﺮف ُأذﲏ‪ " :‬ﻻ َ ِ‬ ‫ﳘﺴﻮا َ َ َ‬
‫ﲣﺎﰲ‬ ‫و َ ُ‬
‫ـﺎك ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺴﻌﻰ‬ ‫" ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس اﳋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ" ﻧﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ ...‬ﺟﺌﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ُ‬
‫ﻧﻜﻔ ِﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ُﻣﻘﻠﺘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻞ دﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪68‬‬
‫وﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﴤء ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮب ﴎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻌﺔ‬
‫ﻻ ﻧﺮﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺮا‪ ،‬و ﻻ ﻓﺨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮا‬
‫ـﺎك ﻃﻮﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻟﺒﻴﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ّ‬
‫‪...‬‬
‫ﻃﻤﻌﺎ‬
‫رﰊ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫رﺟﻮﻧﺎك ّ‬
‫اﻟﻮﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻊ‬
‫َﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي " ﺑﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة" َﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺸﻜﻮ إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ َ‬
‫ـﺼﺪع‬
‫َﻦ اﻷﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺸ َﺎء ﺣ ّﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ َ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ َ‬
‫دﻣﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ...‬ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ِ‬
‫دﻣﻌﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أﳖـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ﺟﺮﺣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻨّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزف ﻓﻴﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ُ ْ‬
‫ـﺘﻢ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻢ َو ّﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻊ‬
‫ﺑﺎﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ َ‬
‫ـﺎن ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ ارﺗﻔﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬان اﻟﻜ ّﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫ﺗﴬﻋﺎ‬ ‫ً‬
‫اﺑﺘﻬﺎﻻ و ﱡ‬ ‫دﻋﺎء و ﺑﻜﺎء ‪...‬‬
‫ً‬

‫‪69‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠـﻞ ﰲ اﻷﺣﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﻣﻮاﺗﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬


‫أن ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺴﻤﻌﺎ !‬ ‫ـﻚ أو ْ‬ ‫ـﻀﻤﺪ ﺟﺮﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ْ‬
‫أن ُﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ َ ُ‬

‫‪70‬‬
ُ


 

ِ ّ "‫ﻒ‬
‫اﻟﺸﻘﺎء ارﺣﲇ‬ َ ِ ‫أ ﺎ " َأ‬
‫اﻟﻮﺋﺎم‬
ْ ‫رﻣﺰ‬ ُ َ َ ْ َ "‫ﻓ ـ‬
ُ " ‫ﻏﺮداﻳﺔ‬
‫اﻟﺮﻣﲇ‬ َ ِ ‫اﻏﺮﰊ ﻋﻦ‬
‫ﺛﻮﲠﺎ ّ ﱢ‬ ُ
‫اﻟﻌﻈﺎم‬
ْ ِ ِ ّ ‫اﻧﺨﻠﻌﻲ ِﻣﻦ‬
‫ﻧﺨﺮ‬ ِ ‫و‬
ِ ِ
" ‫ " ّﺗﺒﺎ‬:‫أﺣﻴﺎك‬ ‫و ُﻗﻮﱄ ﳌﻦ‬
‫اﻟﺮﻛﺎم‬
ْ ّ ‫ﳛﺐ‬ َ ‫ﻻ‬
ّ ُ ‫ﻋﺎش ﻣﻦ‬

71
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺣﺮﻗﺔ أم ﻷ ِ‬
‫ﻨﺎﺋﻬﺎ‬ ‫اﻛﺘﻔﻴﻨﺎ ُ َ ّ‬
‫َ‬
‫ﺴﻬﺎم‬ ‫ِ‬ ‫ُ ّ‬
‫ﻇﻬﻮرﻧﺎ ﻣﻦ اﻟ ّ ْ‬
‫ُ‬ ‫ﺷﻠﺖ‬
‫ارﺗﻮﻳﻨﺎ ِﻣﻦ ِﺟﺮاح ٍ‬
‫أﻣﺲ‬
‫اﻵﻻم‬
‫ْ‬ ‫ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ِﻣﻦ‬ ‫ِ‬
‫ﺛﻤﻠﺖ ُ ُ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﻛﻨﺖ َ ْأو " َ ﱠ‬
‫ﻣﺎﻟﻜﻴﺎ "‬ ‫إﺑﺎﴈ " ُ َ‬
‫" َ ﱞ‬
‫اﻟﺼﻴﺎم ؟‬
‫ﺷﻬﺮ ّ ْ‬‫ﳚﻤﻌﻨﺎ ُ‬
‫أﻻ ُ‬
‫اﳌﺼﻄﻔﻰ " ُ ُ‬
‫رﺳﻮﻟﻨﺎ ؟‬ ‫ﻴﺲ " ُ ْ َ َ‬
‫أ َ‬
‫اﻟﺴﻼم‬ ‫ِ‬
‫ﺻﻼة اﷲ و ّ ْ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ َ ُ‬

‫ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﻟﻦ ﻧﺮﴇ ُ ً‬


‫ﻓﺮﻗﺔ َ َ َ‬
‫اﻹﺳﻼم‬
‫ْ‬ ‫ﻣﻌﺎ َ‬
‫راﻳﺔ‬ ‫ﺳﻨﺮﻓﻊ ً‬
‫َ ُ‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﻔﺘﻨﺔ ِ َ ُ ِ‬
‫ﻟﻠﺘﻘﺎﻋﺪ‬ ‫ﺳﻨﺤﻴﻞ ْ َ َ‬
‫و َ ُ ُ‬
‫ﺑﺎﻷﻋﻼم‬
‫ْ‬ ‫ﺳﻨﺨﺮج َ ِ ّ‬
‫ﺳﻮﻳﺎ‬ ‫ُ‬ ‫و‬

‫َﻧﺠﻮب " ِ‬
‫ﻣﻠﻴﻜَﺔ " و " َﱢﺑﺮَﻳﺎن "‬
‫ُ َ‬
‫اﻹﺣﺮام‬
‫ْ‬ ‫ﺗﻜﺒﲑة‬
‫ََ‬ ‫ﻧﺮﻓﻊ‬ ‫َ‬
‫ﻫﻨﺎك ُ‬
‫ﻷﻫﻞ " َ ِﺑﻨﻲ َ ْ َ‬
‫ﻳﺰﻗﻦ "‬ ‫ِ‬ ‫ُﻧﻨﺎدي‬
‫اﻟﻌﻄﻒ " ِ‬
‫اﻟﻜﺮام‬ ‫َﻣﻊ ﺑﻨﻲ " َ ْ‬
‫ْ‬
‫‪...‬‬
‫ﻧﺮﻓﻊ ّ َ‬
‫اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ‬ ‫و ِﺑـ" ْ َ َ َ‬
‫اﻟﻘﺮارة " َ ُ‬
‫اﻷﺳﻘﺎم‬
‫ْ‬ ‫ﻧﺪاوي‬
‫َ‬ ‫ﻧﺘﻌﺎﻫﺪ أن‬
‫ُ‬
‫اﳌﺘﺸﻔﲔ ِﻣﻦ َ ِ َ‬
‫ﺣﻮﻟﻨﺎ‬ ‫ﻧﻠﻘﻦ ُ ّ َ‬
‫ُ ّ ُ‬
‫اﳍﻴﺎم "‬
‫ﻓﻦ ُ ْ‬‫ﻋﻨﻮاﻧﻪ " ﱡ‬
‫درﺳﺎ ُ ُ ُ‬
‫ً‬

‫‪73‬‬
 


74
‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫ﳜﺮج ِ ً‬
‫ﻣﺎﺋﻼ‬ ‫ﺣﲔ ُ ُ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻜﻼم َ‬ ‫ٍآه ﻋﲆ‬
‫اﻟﻜﻼم‬ ‫ﻳﺘﲈﻳﻞ‬ ‫ِ‬
‫أﺳﻴﺎدﻫﻢ ُ‬ ‫ﻋﲆ َ ِ‬
‫ﻧﻐﻢ‬
‫ُ‬
‫أﺳﻔﺎ َﻟﻜ ُُﻢ‬ ‫أﻗﻮﳍﺎ َ ُ ِ ُ‬
‫وأﻋﻴﺪﻫﺎ ً‬ ‫ِ ٌ‬
‫آﺳﻒ َ ُ ُ َ‬
‫اﻷﻗﻼم‬ ‫ِ‬
‫ﻟﻮﺻﻔﻪ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ﲣﺠﻞ ْ‬ ‫اﻟﻘﺬف‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻨﺎ و ﻻ ِﻣﻦ ِﺷﻴﻢ أﺟﺪادﻧﺎ‬
‫اﻹﺳﻼم‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻜﺬا ّ‬
‫ﻋﻠﻤﻨﺎ دﻳ ُﻨﻨﺎ‬

‫‪75‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻧﻨﻜﺮ " ُﻧﻘﺺ ٍ‬


‫ﺣﻴﺎء " إن ُ ِ َ‬
‫وﺟﺪ‬ ‫ﻻُ ِ‬
‫َ‬
‫اﻷﺣﻜﺎم ؟‬ ‫ﻛﻴﻒ إن َ ِ‬
‫ﲡﺮدت‬ ‫و ﻟﻜﻦ َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ﻳﺎﺑﺲ‬
‫ﴬا و َ‬
‫ﲢﺼﺪ أﺧ ً‬
‫ُ‬ ‫و ﺻﺎرت‬
‫اﻟﺴﲈء ُ ﱡ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﲠﺎ َ ُ‬
‫ﻏﲈم‬ ‫أو ّ‬
‫ﻛﺄن ّ َ‬

‫ِ‬
‫ﺳﻔﺎﻫﺔ ِ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﻢ‬ ‫دﻋﻚ ِﻣﻦ‬
‫أﺧﺘﺎه ِ‬
‫ُ‬
‫اﳊﲈم‬
‫ُ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻛﲈ ﻳﺮﺗﻘﻲ‬
‫و ارﺗﻘﻲ ً‬
‫ﺧﺠﻞ ﻋﻦ ِ ِ‬
‫ﻧﻔﺴﻚ‬ ‫دﻣﻌﺔ َ َ ٍ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اﻣﺴﺤﻲ‬ ‫و‬
‫ﺎم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َ ّ ُ‬
‫ﳜﺮ ﳍﺎ اﻷ ُ‬
‫ﺣﺠﺎﺑﻚ ﱡ‬ ‫ﻓﻄﻴﺎت‬

‫ﺖ ﻫﻜﺬا َﲨ ً‬
‫ﻴﻠﺔ‬ ‫ُﻛﻮﲏ ﻛﻴﻔﲈ أ ِ‬

‫دوام‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ُ‬ ‫ﲈرك‪ ،‬ﻓﲈ ِ ِ‬
‫ﻟﺒﺬخ ّ‬ ‫ِﺑﺨ ِ ِ‬

‫‪76‬‬
‫ُﻦ‬ ‫ِ‬
‫اﳊﺎﺋﻂ ُ ّ‬
‫ﻳﻤﺜﻠﻜ ﱠ‬ ‫زﺟﺎج ﻋﲆ‬
‫ﻻ ُ َ‬
‫أﻗﻼم‬ ‫و ﻻ ِﺣﱪا ﻋﲆ ٍ‬
‫ورق و ﻻ‬
‫ُ‬ ‫ً‬

‫أ ﻦ ﻫﻢ ِﻣﻦ " َ ٍ‬
‫ﻓﺴﺎد " ﻃﻐﻰ َ َ ً‬
‫ﻋﻠﻨﺎ ؟‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إﺟﺮام‬ ‫ﻃﻌﻤﻪ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻜﻮت ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻓﺮار و ُ‬
‫ﳖﺐ‪ٌ ،‬‬ ‫َ ٌ‬
‫ﻫﻮاري " ﻧﺠﻢ ْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ﻫﻮﻟﻴﻮد‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ﺟﻌﻠﻮا ﻣﻦ " ُ َ ِ ﱟ‬
‫ﺎم‬
‫ﻧﺼﺒﺘﻪ اﻷ ّ ُ‬ ‫ﺗﻨﺎﺳﻮا " ُ ِ ً‬
‫ﳐﺮﺟﺎ " ّ ُ‬ ‫و َ‬

‫ﻣﴪﺣﻴﺘﻜُﻢ ِﻣﻦ َ ِ‬
‫أﻣﺎﻣﻲ‬ ‫ِ‬ ‫اﺳﺪﻟﻮا ِ‬
‫ﺳﺘﺎر‬ ‫ُِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اﻷﺣﻼم‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ﻓﲈ ﻋﺎدت ﺷﻬﻴﺘﻲ ُﺗﻐﺮﳞﺎ‬
‫وﺟﻮه ُ َ ّ‬
‫ﳑﺜﻠﻴﻜ ُْﻢ‬ ‫ﻷرى ُ َ‬
‫ﺗﺮﻓﻌﻮه َ‬
‫ُ‬ ‫وﻻ‬
‫ﺎم‬ ‫رؤﻳﺘﻬﻢ‪ُ َ ،‬‬
‫ﻓﺪﻋﻮﲏ أ ُ‬ ‫ﻋﺪت أﻗﻮى ُ ُ ْ‬
‫ﻻ ُ ُ‬

‫‪77‬‬
 


78
‫ِ ْٔ‬

‫ـﻮم اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ " أﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬


‫ُﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻮ ذا " َﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ْ‬
‫اﻷزل‬ ‫ـﺎم اﻟﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ُﻣﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬ‬
‫إﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﱪاس اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺪرب و ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫ِ‬
‫ﻧــــــــــــــــــــــ ُ‬
‫ﺳﺄل‬ ‫ﲥﻠﻞ‪ ...‬ﺟﻮاﰊ ِﳌﻦ ْ‬ ‫ﻧﺠﻢ ّ َ‬ ‫ٌ‬

‫ﰲ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻋ ّﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬


‫اﻟﺮﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫ِ‬
‫" ﻋﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺪ اﳊﻤﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ " و ﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻢ ّ‬
‫أ ﻜﻔﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﺣﻲ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻚ أم َﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ْ‬
‫ـﺰل‬
‫ـﺬﻛﺮك ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧ ِﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬
‫َﻓﲑا ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ َ‬

‫‪79‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺪاك " ﳏ ّﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺪ اﻟﻌﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ " ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﱂ ﻳﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫أﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﺼﻴﺪة ِﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺮ دون أﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫َ‬ ‫أﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﺪاك ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـﻚ اﻟﻜﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب و َﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ‬
‫ـﺴﺒﻞ‬ ‫ﻧﺎﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺪ ﺧﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ﺧﺬل‬ ‫اﻟﻨﻈﻢ و ْ‬ ‫ﻳﻒ ّ َ‬ ‫إن ﱂ ِ‬
‫ﺣﻘﻚ ّ َ‬

‫ـﻮم اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ " أﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬


‫ُﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻮ ذا " َﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻟﻠﺠﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ َﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ْ‬
‫ـﺪل‬ ‫ِ‬
‫و ﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻢ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻢ َ‬
‫ـﺴﻚ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ َﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ َﺧ َﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬‫ِق ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫و ار ِﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ ُ‬
‫ـﺎﳋﻠﻖ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬاك َﺟ َﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬
‫ٍ‬
‫ـﺎﻣﻮس ُﻛ ّﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻪ َد َﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲈ ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﻊ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻒ ْ‬
‫ﺧﻠﻞ‬ ‫ﺧﺎﻧﺔ ُ ُ ِ‬
‫اﳋﻠﻖ ﲠﺎ أ ُ‬ ‫و ُ‬

‫‪80‬‬
‫اﻫﺘﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ دون َﻛ َﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫ـﺴﻨﻄﻴﻨﺔ " ِ‬‫ُ‬ ‫أ " ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـﻮع اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـﺄن َﺟﻮﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ُﻳﻨﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺴﺖ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲆ َﻋ َﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻞ‬
‫و زﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮدي‪ ،‬ﻓﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫أي ْ‬
‫ﻣﻠﻞ‬ ‫أﻋﻴﺪ دون ّ‬
‫ﺳﺄﺳﺘﻤﻊ و ُ‬
‫ُ‬

‫‪81‬‬
 


82
‫ّ‬

‫ﺿﺎق ﻗﻠﺒﻲ ِﻣﻦ اﳉﻮى ِ ُ‬


‫ﳜﺘﻨﻖ‬ ‫َ‬
‫و ﺷﺎب ﺻﺪري ِﳍﻢ ﻳﺼ ِ‬
‫ﻄﺤﺐ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ﳌﻘﺼﻠﺔ‬‫أﻣﺲ ِ ِ‬
‫ﺟﺮح ِ‬ ‫َ‬
‫ﺳﺎﻗﻨﻲ ُ ُ‬
‫ﻳﻨﺤﺠﺐ‬
‫ُ‬ ‫ﻳﻐﻴﺐ‬
‫ُ‬ ‫ﻓﺼﺎر َ َﻧﻔﴘ‬
‫َ‬

‫ًّ‬
‫ﻏﺠﺮﻳﺔ‬ ‫ﻋﺪت أﻗﻮى ّ ً‬
‫ﻗﺼﺔ‬ ‫ﻻ ُ ُ‬
‫ﺗﺘﻌﺐ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫وردﻳﺔ ُ ُ‬
‫ﺣﺐ ّ‬
‫رﺳﺎﺋﻞ ُ ّ‬ ‫وﻻ‬
‫ﺛﻤﻠﺖ ِﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ و ِ ّ ِ‬
‫اﻟﺮﻗﺔ‬ ‫ِ ُ‬
‫ﻳﺴﺤﺐ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ﻓﺤﺒﻴﺒﻚ‬ ‫آﺳﻒ زﻣﺎﲏ‬
‫ٌ‬

‫‪83‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺪت أﻫﻮى ﻛﲈ ذي ُ‬
‫ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻻ ُﻋ ُ‬
‫ﻧﺎﺋﲈ أ ّ ُ‬
‫ﻘﻠﺐ‬ ‫ﻋﺪت ُ ُ‬
‫أﺣﻠﻢ ً‬ ‫وﻻ ُ ُ‬
‫ﻣﺴﺎء‬
‫ْ‬ ‫ﻛﻞ‬ ‫ﻋﺪت ُ ِ ُ‬
‫أﻏﺎزل ُ ّ‬ ‫وﻻ ُ ُ‬
‫ﺻﻤﺘﺎ َﻻ ُ ْ ِ ُ‬
‫ﻳﻨﺠﺐ‬ ‫أو ُ ُ‬
‫أﻋﺎﴍ َ ْ ً‬
‫اﻛﺘﻔﻴﺖ‬
‫ُ‬ ‫آﺳﻒ َزﻣﺎﲏ ﻓﺄ ﺎ ِ‬
‫ﻗﺪ‬ ‫ٌ‬
‫ﻣﺘﻌﺐ‬
‫ﻣﺮﻫﻖ ُ ٌ‬
‫آﺳﻒ ﻓﻜﻴﺎﲏ ُ ٌ‬
‫ٌ‬

‫ﻳﲔ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ‬
‫اﻏﺮﰊ ﻳﺎ ﴍا َ‬
‫ُ‬
‫ﳞﺐ‬ ‫ﻓﻠﺴﺖ ﻣﻦ ﻛﺎن ِ ِ‬
‫ﻟﻠﻐﲑ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫أﺻﺤﺒﻪ‬
‫ُُ‬ ‫اﻟﻜﱪﻳﺎء‬
‫َ‬ ‫اﻟﻴﻮم و‬
‫أﺎ َ‬
‫ﺗﻄﺒﺐ ؟‬ ‫ﻟﻚ ُ ْ َ ٌ‬
‫ﻋﺸﺒﺔ ُ ﱢ ُ‬ ‫ﻫﻞ َ َ‬
‫أﺳﺄ ُ ُﻪ‪ْ َ " :‬‬

‫‪84‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﺞ دﻓﺎﺗﺮي ؟‬ ‫و ﻫﻞ َ‬
‫ﻟﻚ أن ُ َ‬
‫ﺗﻜﺘﺐ "‬
‫ﻣﻠﺖ ُ ُ‬ ‫ﻓﺤﺘﻰ أﻗﻼﻣﻲ ﻗﺪ َ‬‫ّ‬
‫ِ ِ‬
‫أوﺗﺎرك‬ ‫ﺷﺪي ﻋﲆ‬‫ﺷﻔﺎه ُ ّ‬ ‫أﺎ‬
‫ُ‬
‫و اﻋﺰﰲ ﻟﻨﺎ ِ‬
‫ﺳﻨﻔﻮﻧﻴﺔ ُ ِ ُ‬
‫ﺗﻄﺮب‬ ‫ً‬
‫اﳌﺘﺸﻔﲔ ِﻣﻦ ِ َ‬
‫ﺣﻮﻟﻨﺎ‬ ‫و اﺳﺤﻘﻲ ُ ّ َ‬
‫ﺗﻨﺘﺤﺐ‬‫ﻋﲔ ِ‬ ‫ﻛﺄن ﻻ َ‬‫و اﺑﺘﺴﻤﻲ ّ‬
‫ُ‬
‫ﻋﺮﺳﺎ‬
‫ﻳﻨﻘﻠﺐ ُ ً‬
‫ُ‬ ‫و اﺟﻌﲇ ا ﺄ َﻢ‬
‫ﻳﺴﻜﺐ‬
‫ُ‬ ‫ﺣﻠﻮا ُ‬ ‫و َدﻋﻲ ّ َ‬
‫اﻟﺸﺎي ُ ً‬

‫اﻟﺘﻼﻗﻲ‪ِ َ ،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻄﺮ‬ ‫ﻳﻮم ّ‬
‫ُ‬ ‫ﺟﻨﺒﻴﻨﻲ َ‬
‫َ ّ‬
‫ﻧﻔﺴﺎن َ ِ‬ ‫إن اﺷﺘﻤﻪ َ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻛﻴﻒ َ ُ‬
‫ﳚﺬب ؟‬ ‫ّ ُ‬
‫ﻣﻮدﲥﻦ‬ ‫ِ‬ ‫أ ﺎ ﺑﺎ ِ‬
‫ﻟﻐﺎب‪ ،‬ﻻ ُﺗﻐﻨﻴﻨﻲ َ َ ّ ُ ُ ﱠ‬
‫اﻟﻜﻞ ِ ُ‬
‫ﻳﻘﱰب‬ ‫ﻣﺮة‪ ،‬ﱡ‬ ‫ﺗﻨﻬﺪت ّ ً‬
‫ﻓﺈن ّ ُ‬

‫‪85‬‬
 


86
ْ َ َٔ




َ
‫ﻗﺘﻠﻮك‬ ِ
‫ﺑﺎﻷﻣﺲ‬ ،‫ﺳﻴﺪي‬
ّ ‫ﻧﻢ‬
َْ
‫اﻹﺳﻼم ﻓﻴﻨﺎ ؟‬
َ ‫ﻓﻬﻞ ﻗﺘﻠﻮا‬
‫ﻫﻨﺎ‬ ُ ّ ! ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا‬
َ ُ ‫ﻓﺎﻟﺸﻬﺎدة ﻫﺎ‬
‫ﺎدﻳﻨﺎ‬
َ ‫ﳖﺰ أ‬ ّ ُ َ ‫ ﻫﻜﺬا‬، ‫أﻛﱪ‬ ُ ‫اﷲ‬ ُ
ِ َ ‫ﻋﲆ اﳌ َْﻨﱪ و اﳌ‬
‫َﻼﺋﻜ َُﺔ‬ َ ََُ
َ َ ‫ﻗﺘﻠﻮك‬
َ ََ
َ ِ ‫وﻗﺖ َو‬
‫ﺣﻴﻨﺎ‬ ٍ ْ ‫ﻛﻞ‬
َ ‫ﲢﻔﻚ ُ ﱠ‬ َ ‫َُﱡ‬

87
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺮة‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻜﺘﺎب ﻃﺎﻫ ً‬ ‫ﺣﻠﺖ ﻋﲆ‬ ‫ِ َ‬
‫دﻣﺎك َ ّ‬
‫اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻨﺎ‬ ‫َ ِ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫َ‬ ‫ﻋﻄﺮ ّ‬
‫روﺣﻚ و ُ‬‫ﻓﺴﻤﺖ ُ ُ‬
‫ﺧﺘﻤﺘﻬﺎ ﻋﲆ ِ َ‬
‫ﻓﻴﻚ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﻔﺎﲢﺔ‬ ‫و‬
‫آﻣﻴﻨﺎ "‬ ‫َ‬
‫أﻣﺎﻣﻚ ﻗﺎل " َ‬ ‫اﳉﻤﻊ‬
‫و َ ُ‬
‫أ ﻔﴘ ُ ّ ِ‬
‫أﻋﺰﻳﻚ َ ِ‬
‫أم ّ ُ‬
‫اﻟﺸﺎم‬
‫ﻋﻔﻮك دﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻗﺪ َ ِ ُ‬
‫ﺛﻤﻠﺖ أ َﻴﻨﺎ‬ ‫َ‬

‫ﻳﻮﻣﺎ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫اﳉﺰاﺋﺮ ً‬
‫َ‬ ‫ﻗﺪﻣﺎك‬ ‫وﻃﺌﺖ‬
‫ﻳﻤﻴﻨﺎ‬ ‫ﺗﺮاﲠﺎ ِ ً‬
‫ﺷﲈﻻ و َ‬ ‫ﺟﺒﺖ ُ َ‬
‫ُ َ‬
‫اﻟﺴﻼم ُ َ ﱢ ً‬
‫ﳏﺪﺛﺎ‬ ‫ﻧﻄﻘﺖ ِ ِ‬
‫ﺑﺎﺳﻢ ّ ِ‬ ‫َ‬
‫اﻟﻌﺎﳌﲔ‬ ‫َ ِ‬
‫ﻟﺮب‬
‫َ‬ ‫ﻳﻤﻨﺎك ّ‬
‫رﻓﻌﺖ ُ‬
‫َ‬ ‫و‬

‫‪88‬‬
‫اﻟﻌﺰ و ّ ِ‬
‫اﻟﺸﻬﺎدة‬ ‫ﺑﻼد ِ ّ‬
‫َﻫﺬي ُ‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ "‬ ‫" ﻻ ﺟﻬﺎد ﰲ ِ‬
‫ﺑﻠﺪ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ﻗﺮﻳﺮة‬
‫ٌ‬ ‫ﻧﻢ و ُ َ‬
‫ﻋﻴﻨﻚ‬ ‫أﺷﻴﺨﻲ َ ْ‬
‫ْ‬
‫اﻟﺼﺎﳊﲔ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫اﳋﻠﺪ و ّ‬ ‫دار ُ‬
‫ﻓﻤﺜﻮاك ُ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻜﻮﺛﺮ ً‬
‫ﺳﺎﺋﻐﺎ‬ ‫اﺑﻚ ِﻣﻦ‬‫وﴍ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ﻓﻨﻌﻢ اﻟ ّﴩا ُب و ُﻃﻮﺑﻰ ّ ِ َ‬
‫ﻟﻠﺸﺎرﺑﲔ‬ ‫َ َ‬

‫َ‬
‫ﻗﺘﻠﻮك‬ ‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺲ‬ ‫ﺳﻴﺪي‪،‬‬
‫ﻧﻢ ّ‬
‫َْ‬
‫اﻹﺳﻼم ﻓﻴﻨﺎ ؟‬
‫َ‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻗﺘﻠﻮا‬
‫ﻫﻨﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا ! ّ ُ‬
‫ﻓﺎﻟﺸﻬﺎدة ﻫﺎ ُ َ‬
‫ﺎدﻳﻨﺎ‬
‫ﳖﺰ أ َ‬
‫أﻛﱪ ‪ ،‬ﻫﻜﺬا َ ُ ّ‬
‫اﷲ ُ‬‫ُ‬

‫‪89‬‬
 


90
‫ٌ‬
‫ء‬
‫ً‬
‫ﺳﺎﻛﻨﺔ‬ ‫اﻟﺮوح‬
‫ﺗﻀﻄﺮب ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ﲔ‬ ‫ﺗﻨﺤﺪر ِﻣﻦ ُ ِ‬
‫ﺳﻔﻮح اﻷ ْ‬ ‫ُ‬
‫راﺣﻪ‬ ‫و ِ‬
‫َﻒ َ ُ‬
‫ﳞﻤﺲ اﻟﻜ ﱡ‬
‫ُ‬
‫اﻟﺴﻨﲔ‬ ‫ﻳﻐﺎزﻟﻪ ِ ُ ِ‬
‫ﺑﻌﻤﻖ ّ ْ‬ ‫ُ ُُ‬

‫ﻋﺎﺑﺮة‬
‫ً‬ ‫اﻟﻜﻠﲈت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﺗﻨﺴﺎق‬
‫ﻨﲔ‬
‫ﺛﻮب اﳊ ْ‬
‫ﻟﺘﻨﺴﺞ َ‬
‫ُ َ‬
‫ﺻﺎﻣﺘﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻜﻢ‬ ‫و ُِ‬
‫ﻳﻨﻄﻖ اﻷ ُ‬
‫اﻷذﻧﲔ‬ ‫ﺻﻢ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ﻟﻴﺴﻤﻊ أ ّ‬
‫ُ َ‬

‫‪91‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫اﻟﻌﻮاﺻﻒ ﺑﻌﺪﻣﺎ‬
‫ُ‬ ‫و ُ‬
‫ﲥﺪأ‬
‫اﳌﻐﺮﻣﲔ‬
‫ْ‬ ‫أﴍﻗﺖ َ ُ‬
‫ﺷﻤﺲ ُ‬ ‫ْ‬
‫ﺧﴫ َ ّ ِ‬
‫اﻟﺘﺄﻣﻞ‬ ‫ﻳﺮاﻗﺺ ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وُ ُ‬
‫اﻟﻘﺪﻣﲔ‬
‫ْْ‬ ‫ﻛﺘﻔﻲ ِ ِ‬
‫ﺣﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫َﺗﻨﺜﺮ ﺳﻤﻮﻣﻬﺎ ِ ِ ّ ٍ‬
‫ﺑﺪﻗﺔ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫اﳊﺎﴐﻳﻦ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫أرواح‬ ‫ﻋﲆ‬
‫ﺳﻘﻢ‬ ‫ﺗﺘﲈﻳﻞ ّ‬
‫ﻛﺄن ﲠﺎ ٌ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ‬
‫ْ‬ ‫ٍآه ﻋﲆ ﻛﻴﺪ‬
‫ٌ‬
‫ﻣﺮﻏﻤﺔ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اﳊﺮوف ُ‬
‫و آه ﻋﲆ ُ‬
‫اﳊﺎﺟﺒﲔ‬
‫ْْ‬ ‫ﺑﲔ‬
‫ﲣﺮج َ‬
‫ﺣﲔ ُ ُ‬
‫َ‬

‫‪92‬‬
‫ﻣﺘﺨﻔﻴﺔ ﻋﻦ َ َ ٍ‬
‫ﻛﺜﺐ‬ ‫ِ‬
‫ﺗﺮاﻗﺐ ُ ّ َ ً‬
‫ُ ُ‬
‫اﳋﺪﻳﻦ‬
‫ﺮة ذاﺑﺖ ﻋﲆ ّ ْ‬
‫ُﲪ ً‬
‫ِ‬
‫اﻟﻐﺎدي‬ ‫اﻟﺮاﺋﺢ و‬ ‫و ُﺗ ِ ُ‬
‫ﺴﺎﺋﻞ ّ َ‬
‫ﻋﻨﻮان ِ ّ ْ‬
‫اﳌﻨﺴﻴﲔ‬ ‫ﻋﻦ ُ ِ‬

‫ﺳﻤﺮة‬ ‫ِ‬
‫ﺗﺜﻨﻲ َرﻗﺒﺘﻬﺎ و ُ َ ٌ‬
‫اﳉﺎﻧﺒﲔ‬
‫َ ْ‬ ‫ﻗﺪ َ َ ْ‬
‫ﻃﻐﺖ ﻋﲆ‬
‫و ﺳﻮاد ﻏﺎص ِ ِ ّ ٍ‬
‫ﺑﺨﻔﺔ‬ ‫ٌ َ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﻴﺎض‬ ‫ﺑﲔ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫ﺧﻄﺒﻬﺎ ُ ّ ُ‬
‫ﲢﲑﲏ‬ ‫َﺗﺎ ﻣﺎ َ ُ َ‬
‫ﺑﺎﻟﻴﻤﲔ‬ ‫ﺣﲔ َ ِ ُ‬
‫ﲢﻠﻒ ِ َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪93‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻫﻲ‬
‫ّأﳖﺎ ﻛﻴﻔﲈ ﻛﺎﻧﺖ َ‬
‫اﻟﺒﺎﻗﲔ‬ ‫ﻣﻦ‬‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ﻋﲆ اﻟﻌﻬﺪ َ‬

‫َ ِ ُ‬
‫ﺳﻤﻌﺖ َ َ َ َ‬
‫ﻧﻔﺴﻬﺎ َﻳﺪﻋﻮﲏ‬

‫أﻣﺎم ِ ْ‬
‫اﻟﻌﺮﻳﻦ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ُ ّ ً‬
‫ﻣﱰﺑﻌﺔ َ‬ ‫ْ‬
‫ﳌﺤﺘﻬﺎ‬ ‫دون َ ٍ‬
‫ﻟﻴﺚ ِ ٍ‬ ‫ُ َ‬
‫ﺣﺎرس ُ َ‬
‫ﻛﺎﳌﺠﺎﻧﲔ‬
‫ْ‬ ‫أﲤﺠﻨﻦ‬
‫ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫ﻓﺮﺣﺖ‬
‫ِ‬
‫ﻣﺸﻴﺘﻲ‬
‫ﺜﺎﻗﻞ ﰲ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أزﳎﺮ أ ُ‬
‫اﳌﺘﲔ‬
‫ْ‬ ‫أﻛﺸﻒ ﻋﻦ ِ‬
‫ﺳﺎﻋﺪي‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫ﻋﻤﺪا‬ ‫ِ‬
‫ﻫﻮﻟﻴﻮدﻫﺎ َ ً‬
‫ﺳﺒﺤﺖ ﰲ ُ ُ َ‬
‫ُ‬
‫اﻟﻌﺮﻳﻦ‬ ‫ِ‬
‫ﺣﺎرس َ ْ‬ ‫و َّ ُ‬
‫ﲤﺜﻠﺖ ﰲ‬

‫‪94‬‬
‫ﺗﻼزﻣﻨﻲ‬ ‫ﻗﻠﺖ و ِ َ ٌ‬
‫ﺣﺸﻤﺔ ُ ِ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫اﻷﻣﲔ‬
‫ْ‬ ‫ﺳﺄﻛﻮن أ ﺎ َ ِ‬
‫ﻟﻴﺜﻚ‬ ‫ُ‬

‫ﺻﺎدق ﻛﱪﻳﺎﺋﻲ ِ ُ ُ‬
‫أﻋﺮﻓﻪ‬ ‫ٌ‬
‫اﳌﻼﻳﲔ‬
‫ْ‬ ‫ﺑﲔ‬
‫ﺣﲔ ﻳﻌﻠﻮ َ‬
‫َ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻪ‬
‫ُُ‬ ‫ﻳﺼﺪح‬
‫ﺣﲔ ُ ّ ُ‬
‫و َ‬
‫ﻋﻦ ُﴐ ﻣﺴﻪ ِ‬
‫ﻛﺎﳌﺴﻜﲔ‬
‫ْ‬ ‫ّ َ ّ ُ‬
‫ﻧﻜﺮاء‬ ‫ً‬
‫ﺟﺮﻳﻤﺔ َ َ‬ ‫ﻓﺮاح َﻳﺸﻜُﻮ‬
‫َ َ‬
‫اﻷداة ِﺳﻜ ْ‬
‫ّﲔ‬ ‫ُ‬ ‫ﺴﻨﺎء و‬
‫اﳌﺘﻬﻢ َﺣ ٌ‬
‫ُّ ُ‬

‫اﳊﻴﺎة‬
‫ُ‬ ‫ﻧﺼﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ُ ً‬
‫ﳎﺮﻣﺔ ّ‬
‫ﺣﲔ‬ ‫ﻛﻞ ٍ‬
‫وﻗﺖ و ْ‬ ‫ﺗﺬﺑﺢ ُ ّ‬
‫ُ‬

‫‪95‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وﻗﻌﺖ‬
‫ْ‬ ‫ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ إن‬
‫َ‬ ‫ﺗﺮﺣﻢ‬
‫ﻻَ َ ُ‬
‫اﻟﻮﺟﻨﺘﲔ‬
‫ْ‬ ‫ﺑﲔ‬
‫ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ أو َ‬
‫َ‬ ‫ﺑﲔ‬

‫ِ ُ‬
‫ﺳﺄﻛﺘﺸﻒ ﻋﺎﳌ َُﻪ‬ ‫ِ‬
‫" َﱠ ٌ‬
‫ﻗﺒﺎﲏ "‬
‫َﲔ‬ ‫ﺻﺪﻓﺔ ِ ُ‬
‫أﻋﻴﺶ ﻋﺎ َﳌ ْ‬ ‫ٍَ‬
‫َُ ّ‬
‫ﻓﺮب ُ‬
‫أﺳﻄﻮرة " َ ْ َ ٍ‬
‫ﻋﻨﱰ "‬ ‫َ‬ ‫و ِ ِ‬
‫ﻷﻛﴪ ُ‬
‫َ‬
‫ﻣﺮﺗﲔ‬ ‫أﻣﻮت َ َ َ‬
‫ﺑﺪل اﳌ َّﺮة َ ّ َ ْ‬ ‫و ُ َ‬

‫‪96‬‬
‫ٔ‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬‬

‫ﻣﺴﺎء‬
‫ْ‬ ‫ﺣﺴﻨﺎء ذات‬
‫ٌ‬ ‫أ ﺘﻨﻲ‬
‫ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﺒﻬﺎء ﰲ اﺷﺘﻌﺎﱄ‬
‫اﻟﺴﻤﻊ ُﻣﻄﺮﺑًﺔ‬ ‫ّ‬
‫ﺗﺮق ﻋﲆ ّ‬
‫ﲢﻴﻚ ﺑﺼﻮﲥﺎ راﺣﺔ ِ‬
‫اﻟﺒﺎل‬

‫أ ﺘﻨﻲ و اﻟﻜُﺤﻞ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ‬


‫ِ‬
‫اﻧﺴﺪال‬ ‫و ّ ُ‬
‫اﻟﺸﺎل ﻳﺘﲈﻳﻞ ﰲ‬

‫‪97‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫و اﳊﺠﺎب ﻳﻌﺎﻛﺲ ﰲ ّ ٍ‬
‫رﻗﺔ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷﻏﻼل‬ ‫اﻟﻔﺘﻲ‬ ‫اﻟﻘﻠﺐ‬
‫َ‬ ‫ﻳﺼﻔﺪ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋﲆ اﳉﺒﲔ ْ ُ‬
‫ﻗﺮأت‬ ‫ّ‬
‫ﳌﺤﺘﻬﺎ ُﺗﺮﻳﺪ ﺳﺆاﱄ‬ ‫َ ّ‬
‫ﻛﺄﲏ ُ‬

‫ﺛﻢ أردﻓﺖ ﻧﻈﺮي ﺑﻌﺪﻣﺎ َ‬


‫ﻃﺎل‬ ‫ّ‬
‫ﻓﻘﺪت أﻃﻔﺎﱄ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗﺎﺋﻠﺔ‪ ) :‬أ ﺎ ّأم‬
‫ً‬
‫رﺟﻼ‬ ‫ﻛﻨﺖ‬
‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ُ‬
‫ﺑﺤﺮب ّ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷدﻏﺎل‬ ‫اﻟﻌﺪو‬
‫ّ‬ ‫أﻃﺎرد ﺷﺒﺢ‬
‫ٍ‬
‫ﴎداب‬ ‫ﺣﺠﺰت أ ﻮﺛﺘﻲ ﰲ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اﳉﺒﺎل‬ ‫ارﲤﻴﺖ ﰲ أﺣﻀﺎن‬
‫ُ‬ ‫و‬

‫‪98‬‬
‫أ ﺎ أم ﺷﻬﻴﺪ ﻃﺎﺋﺮة ﻋﺴﻜ ٍ‬
‫َﺮﻳﺔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻫﻮت ﺑﺮوح اﺑﻨﻲ ﻣﻦ اﻷﻋﺎﱄ‬

‫ﻛﻞ ٍ‬
‫ﻳﻮم‬ ‫أ ﺎ رﺑﺔ ٍ‬
‫ﺑﻴﺖ ﰲ ّ‬ ‫ّ‬
‫زﺧﺮف أﻋﲈﱄ‬
‫َ‬ ‫ﺑﻴﺪي ُ‬
‫أﺧﻂ ّ‬‫ّ‬

‫ﻋﻠﻮم أو ٍ‬
‫أدب‬ ‫ٍ‬ ‫أ ﺎ أﺳﺘﺎذة‬
‫ِ‬
‫ﻷﺟﻴﺎل‬‫ﻳﻌﱰف ﺑﺎ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﺟﻴﻼ‬ ‫أ ﺸﺊ‬

‫أﻓﻨﻴﺖ ّ َ‬
‫اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫ُ‬ ‫أ ﺎ ﻃﺒﻴﺒﺔ‬
‫ِ‬
‫اﻷﻣﺼﺎل‬ ‫اﻟﺴﲑوم و‬
‫ﺑﲔ ُﻋﻠﺐ ّ‬

‫‪99‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ٍ‬
‫وﺟﻞ‬ ‫أﻗﻒ ﺑﻼ‬
‫أ ﺎ ُﳏﺎﻣﻴﺔ ُ‬
‫ِ‬
‫اﻻﻏﺘﻴﺎل‬ ‫اﳉﺮم أو‬
‫ﰲ وﺟﻪ ُ‬

‫ﲢﻦ ﻋﲆ أﺧﺘﻬﺎ‬
‫أ ﺎ أﺧﺖ ّ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷوﺣﺎل‬ ‫ﲢﻤﻠﻬﺎ إن وﻗﻌﺖ‬

‫أ ﺎ ﻓﺘﺎة ﻋﺬراء ﰲ ِ‬
‫اﻟﻌﴩﻳﻦ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﴍف أﰊ و أﺧﻮاﱄ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أﺣﻔﻆ‬
‫أﻏﲑ ﻋﲆ دﻳﻨﻲ‬
‫أ ﺎ ﻣﺴﻠﻤﺔ ُ‬
‫ِ‬
‫اﻻﻧﺤﻼل‬ ‫ﻻ أرﴇ ﺑﺎﳌﻴﻮﻋﺔ و‬

‫‪100‬‬
‫ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ‬
‫ْ‬ ‫أ ﺎ ﻓﺘﺎة‬
‫ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ أو ﺑﺎ ِ‬
‫ﺎل‬ ‫ﻻ أﺷﱰى ّ‬
‫أردت‬
‫َ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ إن‬
‫أي ﳾء ُ‬
‫أﺎ ّ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻵﺟﺎل (‬ ‫ﻳﻌﱰف‬
‫ُ‬ ‫ﻣﻮﻋﺪ ﻻ‬
‫ٌ‬ ‫أﺎ‬

‫‪101‬‬
 


102
‫ٔ‬
‫ﻳﺎ ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫اﻟﺴﻌﺎل‬ ‫ٍ‬
‫ﻛﺤﴩﺟﺔ ﰲ ﺻﺪورﻛﻢ ﺗﻘﺬﻓﻜﻢ ﻧﺤﻮ ّ‬
‫اﳌﺰﻳﻔﺔ‬
‫اﻟﺼﺪﺋﺔ ّ‬
‫ﺳﻨﺘﻤﺮد ﻋﲆ ﻗﻮاﻧﻴﻨﻜﻢ ّ‬
‫ّ‬
‫اﳌﻌﺒﺄة ﰲ ُﻋﻠﺐ اﳌﺴﻚ و اﻟﻌﻨﱪ‬
‫ﺳﻨﺘﻤﺮد ﻋﲆ أﺣﺎدﻳﺜﻜﻢ ّ‬
‫ّ‬
‫ﺳﻨﻤﴤ رﻏﻢ أ ﻮﻓﻜﻢ إﱃ ﺳﺎﺣﺎت اﻟﺘﺄ ﻖ و اﻹﺑﺪاع‬
‫" ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم "‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬

‫‪103‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫ﻛﻜﺎﺑﻮس ﻣﺰﻋﺞ ﻳﺄ ﻴﻜﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻜﻢ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ‬
‫اﳌﻠﻮث ﺑﺜﺎﲏ أﻛﺴﻴﺪ اﳊﺴﺪ و اﻟﻐﲑة‬ ‫ﻟﻦ ّ‬
‫ﻧﺘﻨﻔﺲ ﻫﻮاﺋﻜﻢ ّ‬
‫اﳌﺸﺒﻊ ﲠﻴﺪروﺟﲔ اﻟﻔﺸﻞ و اﻟﻜﺴﻞ‬
‫ﻟﻦ ﻧﴩب ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻜﻢ ّ‬
‫ﺳﻨﻤﴤ و ﻟﻮ ﻛﺮﻫﺘﻢ ﻟﻮ ﻣﻀﻴﻨﺎ ّ‬
‫ﺑﻜﻞ ﺧﻄﻮاﺗﻨﺎ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫رب ﳛﻤﻴﻨﺎ و ﻟﻜﻢ ﻛﻮادرﻛﻢ‬
‫ﻟﻨﺎ ّ‬
‫رب ﻧﺨﺎﻓﻪ‪ ،‬ﻟﺴﻨﺎ ﻛﲈ أ ﺘﻢ‬
‫ﻟﻨﺎ ّ‬
‫ﻋﻨﺎ إن وﻗﻌﻨﺎ‬ ‫ﺗﻨﻔﺾ ُ‬
‫اﻟﻐﺒﺎر ّ‬ ‫اﻟﻨﺎدرة ُ‬
‫اﻟﺼﺤﺒﺔ ّ‬
‫ﻟﻨﺎ ﱡ‬

‫‪104‬‬
‫ﻋﲔ اﳍﺪوء و اﻷﻣﺎن‬
‫ﻷﳖﻢ ُ‬
‫ﺳﻨﻤﴤ ﻣﻌﻬﻢ‪ّ ،‬‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫ٌ‬
‫ﳑﺘﻠﺌﺔ‬ ‫ٌ‬
‫ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ و ﻟﻜﻢ ﺟﻴﻮب‬ ‫ﻟﻨﺎ ﻗﻠﻮب‬
‫ﻟﻦ ﲥﺰﻣﻨﺎ ﻧﻘﻮدﻛﻢ ﻓﻠﺴﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺎم ﻣﻦ ﻳﺪﻓﻊ أﻛﺜﺮ‬
‫ﻟﺴﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺎم ُﻣﺰاﻳﺪة أو ُﻣﻨﺎﻗﺼﺔ ﻛﲈ أ ﻔﺘﻢ‬
‫ُّ‬
‫ﻳﺘﺤﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻟﻴﺒﺪع أﻛﺜﺮ‬ ‫ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﰲ ﻣﻘﺎم ﻣﻦ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫آن ﻟﻜﻢ أن ﺗﻜﺘﺒﻮا ﰲ دﻓﺎﺗﺮﻛﻢ "ُﻋﺪﻧﺎ ﺧﺎﺋﺒﲔ "‬


‫ﺗﺮﲡﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻚ اﻟﻘﻠﻢ‪ ،‬ﻣﺎ ﲠﺎ ؟‬
‫ُ‬ ‫أرى أ ﺎﻣﻠﻜﻢ‬
‫ﲡﺮﺑﻮﻫﺎ ؟‬
‫ﻃﻌﻢ اﳋﺴﺎرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬أ ﻢ ّ‬
‫أم ﱂ ﺗﺬوﻗﻮا َ‬
‫آن ﻟﻜﻢ أن ﲣﻠﻌﻮا أ ﻔﺎﺳﻜﻢ ﻋﻦ وﺟﻮﻫﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ّ‬
‫ﻣﻠﺘﻜﻢ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫ﺧﺬوا ﺣﻘﻜﻢ ﻣﻦ اﳊﻴﺎة و دﻋﻮا ﻟﻨﺎ ّ‬
‫ﺣﻘﻨﺎ‬
‫ﻋﻠﻮ َﻛﻌﺒﻨﺎ‬ ‫ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻟﻜﻢ ِ‬
‫ﻣﺴﻄﺮة‪ ،‬ﻗﻴﺴﻮا ﲠﺎ ّ‬
‫ٌ‬
‫ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻠﻦ ﺗﻌﺮﻓﻮا أ ً‬
‫ﺪا أﻋﺪادﻧﺎ‬ ‫أﻋﻴﺪوا ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻜﻢ ّ‬
‫ﺠﺪي‪ ،‬ﻧﺤﻦ أﺳﻄﻮرة ﺣﺮب ﺑﻴﻨﻜﻢ و ﺑﻴﻨﻨﺎ‬
‫ّ‬ ‫ﻟﻐﺰ أ‬
‫ﻧﺤﻦ ٌ‬

‫‪106‬‬
‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫اﻣﺘﺪت أﻣﻴﺎﻻَ‬
‫اﻟﺼﻌﺎب و ﻟﻮ ّ‬ ‫ُ ُِ‬
‫ﻧﺠﺎﺑﻪ ُ َ‬
‫ﻃﻮل ّ‬
‫أي ﳾء ﺑﺄي زﻣﺎن أو ﻣﻜﺎن‬
‫ُﻧﺠﺎري ّ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻷﻣﻞ‬ ‫ﻻ ﻧﺄ ﻪ وإن ﻛﺎن ّ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻚ ٌ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﺮؤﻳﺔ‪ ،‬اﲨﻌﻬﻢ ﺗﺼﲑ ُ ﱠ‬
‫ﻛﻼ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻹرادة‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫ﲢﱰف اﳉﺮأة‬ ‫ﺎﻣﻞ‬ ‫أﺣﻼﻣﻨﺎ ُ ّ ِ‬
‫ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﺑﺄ َ‬
‫ُ‬ ‫ﻧﻤﺸﻂ َ‬
‫ﲢﺴﺒﻨﻬﺎ‬
‫أﺣﻼﻣﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻗﺮة ﻛﲈ ْ‬

‫‪107‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻛﻠﲈ َ َﻓﺮﺷﻨﺎ ﳍﺎ ً‬
‫إﻳﲈﻧﺎ ﺑﻐﺪ أﻓﻀﻞ‬ ‫ﲢﺒﻞ ّ‬
‫أﺣﻼﻣﻨﺎ ُ‬
‫أﺣﻼﻣﻨﺎ ﻛﻮاﺑﻴﺴﻜﻢ‪ ،‬إﺑﺪاﻋﺎﺗﻨﺎ ﻋﻘﺒﺎﺗﻜﻢ‪ ،‬ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻨﺎ ﺧﻴﺒﺎﺗﻜﻢ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫اﺷﱰﻳﺘﻢ اﻷﺳﲈء و اﻷﻟﻘﺎب و ﻧﺤﻦ ﻧﺼﻨﻌﻬﺎ‬
‫ُ‬
‫ﺑﻜﻴﺘﻢ ﰲ ﻣﺂ ﻢ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺘﻢ‪ ،‬ﻋﻔﻮا ﺗﺒﺎﻛﻴﺘﻢ !‬
‫ُ‬
‫ﻛﻔﻰ ﻣﴪﺣﺎ‪ ،‬ﻛﻔﻰ ﺣﺮﻛﺎت زاﺋﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ُﻛﺸﻔﺘﻢ‬
‫رﺿﻴﻊ ﻟﻦ ﻳﻜﱪ أ ﺪا ! "‬
‫ٌ‬ ‫اﺳﻤﻌﻮا و ُﻋﻮا ‪ " :‬إن اﻟﺒﺎﻃﻞ‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‬

‫‪108‬‬
‫َ‬
‫ﺑﺎﻗﻮن ﻫﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻨﺴﺤﺐ‬ ‫ّإﻧﺎ‬
‫وﺳﻨﻘﺒﻊ ﻫﻨﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﺳﻨﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎ ‪...‬‬
‫ﲥﺎﻓﺘﻲ ﻳﺎ أﺣﻼﻣﻲ أﻣﺎﻣﻲ و اﻗﱰﰊ‬
‫ﻻ ﲡﺰﻋﻲ ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬إﳖﻢ ﻳﺘﻘﻨﻮن اﻻﺧﺘﻼس ﻓﻘﻂ‬
‫ِ‬
‫ﲢﻘﻴﻘﻚ‬ ‫ﻋﻨﻲ ِ ُ ِ‬
‫أﻋﺪك‪ ،‬اﻫﺪﺋﻲ وارﺗﻘﺒﻲ ﳊﻈﺔ‬ ‫ِ‬
‫ﻳﺄﺧﺬوك ّ‬ ‫ﻟﻦ‬
‫و ﻳﺎ ﺳﺎرﻗﻲ اﻷﺣﻼم‪ ،‬ﻏﺎدروا اﻧﴫﻓﻮا اﻧﻘﻠﻌﻮا ﻣﻦ وﺟﺪاﻧﻨﺎ‬
‫ذرة ﻓﻴﻨﺎ‪ ،‬ﻻ ﻧﺮﻳﺪﻛﻢ أ ًﺪا ﺑﻴﻨﻨﺎ ‪.‬‬ ‫ﻣﻦ ّ‬
‫ﻛﻞ ّ‬

‫‪109‬‬
 


110
‫ّ‬ ‫َ‬
‫أﴎﻓﺖ ﰲ ذﻧﺒﻲ‬
‫ُ‬ ‫رب و‬
‫أذﻧﺒﺖ ّ‬
‫ُ‬
‫ﻓﺘﻬﺖ ﰲ َدرﰊ‬
‫دﻧﻴﺎي ُ ُ‬
‫ﺳﺎﻗﺘﻨﻲ ُ َ‬
‫َ‬
‫ﻏﲑك‬ ‫أرﻳﺪ‬ ‫َ‬
‫ﻳﺪﻳﻚ‪ ،‬ﻻ ُ‬ ‫ﺑﲔ‬
‫ﺗﺎﺋﺐ َ‬
‫ٌ‬
‫أرﺟﻮ َ َ َ‬
‫ﻋﻔﻮك‪ ،‬ﻗﺪ ّ ُ َ‬
‫ﺳﻠﻤﺘﻚ ﻗﻠﺒﻲ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫ﻛﻞ ٍ‬
‫ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫رب ُ ﱠ‬ ‫ﺘﻌﺪ َ‬
‫ﻋﻨﻚ ّ‬ ‫أ ُ‬
‫ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ُﺑﻘﺮﰊ‬
‫وأ َﺖ ﰲ ُ ّ‬
‫ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻜُﻢ‬
‫ٌ‬ ‫ﺗﻘﻮل ِ ِ َ ِ َ‬
‫ﻟﻌﺒﺎدك‪ :‬أ ﺎ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﺘﻮﺑﻮا ﻷﻏﺴﻠﻜُﻢ ِﻣﻦ ّ ِ‬
‫اﻟﺬﻧﺐ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬

‫‪111‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻳﻨﺼﺤﻨﻲ ﻵﺧﺮﰐ‬
‫ﻃﺮدت ﻣﻦ َ ُ‬
‫ُ‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺠﻨﺒﻲ‬
‫دﻋﺎة ّ‬
‫أﻗﻌﺪت ُ َ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ﻟﻘﺎﺋﻢ‬ ‫ِ‬
‫ﻛﺮة ﻻﻣﺴﺖ ا َ‬‫أ ﻜﺘﻨﻲ ٌ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫وﱂ ُ ِ‬
‫ﺗﺒﻜﻨﻲ ٌ‬
‫آﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫آﺧﺮ ٍ‬
‫أذﻛﺮ ﻣﺘﻰ ّ ُ ِ‬
‫ﻣﺮة‬
‫ﺻﻠﻴﺖ َ ّ‬ ‫ﻻ ُُ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﳌﻐﺮب ؟‬ ‫ذﻟﻚ َ ْ ِ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﴫ أم‬ ‫َ‬
‫أﻛﺎن َ‬
‫ﺣﻠﻘﺔ ِ ِ َ‬
‫ﻟﺬﻛﺮك‬ ‫أﺟﺘﻤﻊ ﻋﲆ َ َ ٍ‬
‫َ‬
‫ﱂ َِ‬

‫ﺑﺼﺤﺒﻲ‬
‫ﺳﻴﺠﺎرة " ّﳌﺘﻨﻲ َ ْ‬
‫ٌ‬ ‫و"‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫ﺧﻠﻘﻚ ﱢ ُ ُ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫َ‬ ‫ﻋﻴﻮب‬
‫أﺣﺼﻴﺖ ُ َ‬
‫َ ُ‬
‫ﺗﺴﱰ ﱄ َﻋﻴﺒﻲ‬
‫ﻣﺎزﻟﺖ ُ‬
‫َ‬ ‫وأ َﺖ‬

‫‪112‬‬
‫ﻋﻨﻘﻲ‬ ‫ﺗﻼﻣﺲ ُ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ُ ُ‬ ‫ﻳﺪاي‬
‫َ‬
‫ﲤﺪ ِﻛﻠﺘﺎ َ َ َ‬
‫ﻳﺪﻳﻚ َﺻﻮﰊ‬ ‫وأ َﺖ ﱡ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫ﻳﺰﻳﻦ ﱄ َرأﳼ‬ ‫اﺷﺘﻬﻴﺖ َ َ ً‬
‫ﻗﺰﻋﺎ ُ ّ َ‬ ‫ُ‬
‫ﻣﺜﻘﻮب َ ِ‬
‫اﳉﻴﺐ‬ ‫َ‬ ‫وﻟﺒﺴﺖ ِ ً‬
‫ﴎواﻻ‬ ‫ُ‬
‫اﻹﺳﻼم‬
‫ُ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎﺟﺎ َ ّ ُ‬
‫ﺧﻄﻪ‬ ‫ً‬ ‫ّ ُ‬
‫ﻃﻠﻘﺖ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻐﺮب‬ ‫وﺗﺰوﺟﺖ ُﻫﺮاء ُ َ ِ‬
‫ﻟﺪول‬ ‫ّ ُ‬
‫ً‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫اﻟﺪوﻣﲔ "‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب ﺑﲔ َ َ ِ‬
‫ﺣﺠﺮ " ُ‬ ‫َ‬ ‫أﻓﻨﻴﺖ‬
‫ُ‬
‫ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ ّ ِ ِ‬
‫اﻟﻠﻌﺐ‬ ‫ﺻﻐﲑ ﱂ َ‬‫ٌ‬ ‫ﻛﺄﲏ‬
‫ّ‬
‫ﻣﻮﺳﻴﻘﺎي‬
‫َ‬ ‫أوﻗﻔﺖ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اﻵذان‬ ‫ﺳﻤﻌﺖ‬
‫ُ‬ ‫إن َ‬
‫ﺗﺸﺘﻌﻞ أﻣﺎﻣﻲ َ َ ِ‬
‫ﻛﺎﳊﻄﺐ‬ ‫ُ‬ ‫أﻋﺪﲥﺎ‬
‫ﺛﻢ ُ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬

‫‪113‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وﺳﺎوﺳﻬﻢ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫اﳌﺠﻮن َ‬ ‫أﺣﻔﻆ ِ َ‬
‫ﻟﺬوي ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اﻷﺻﺤﺎب‬ ‫اﻟﻨﺒﻲ و‬
‫ﺳﲑة ّ‬‫َ‬ ‫أﻓﻘﻪ‬
‫وﻻ ُ‬
‫أﻋﺎﻛﺲ ُﲨﻮع َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻔﺘﻴﺎت‪ ،‬ﱂ َ َ ْ‬
‫ﺗﺴﻠﻢ !‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذات ِ ِ‬
‫اﳊﺠﺎب‬ ‫ﻣﻨﻲ " ﺳﻴﻔﻴﻠﻴﺰي " و ﻻ ُ‬‫ّ‬

‫ُﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫رب‬
‫ﺗﺎﺋﺒﺎ‬
‫رﰊ ً‬ ‫اﻟﻴﻮم ِ َ‬
‫ﺟﺌﺘﻚ ّ‬ ‫ّأﻣﺎ َ‬
‫أﴎﻓﺖ ﰲ ذﻧﺒﻲ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻐﻔﺮ ﱄ ﻣﺎ‬
‫أن َ‬ ‫ْ‬
‫أﳖﻜﺘﻪ اﳌَﻌﺎﴆ‬
‫ُ‬ ‫ﺟﺴﺪي ُ َ ٌ‬
‫ﻣﺒﻌﺜﺮ‬ ‫َ َ‬
‫رب‬ ‫َ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬ ‫ﺌﻦ َ َ ِ َ‬
‫ﳉﱪوﺗﻚ ‪ُ :‬‬ ‫ﻳ ﱡ‬
‫رب‬ ‫َ‬ ‫رﰊ‪ُ ،‬‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬
‫)آﻣـﻴـﻦ(‬

‫‪114‬‬
َُ ُ ٔ َ ّ
َ ِ

 

  

 

‫ﻧﻔﻄﺮ ؟‬
ْ ُ ‫ أﻣﺎ ﺣﺎن أن‬،‫أﻣﺎه‬
ُ ّ
‫ﺳﻴﺰﻫﺮ‬
ْ ُ ‫ﻓﺎﻟﻮرد ﺑﺠﻮﻋﻲ‬
ُ ،‫أﻣﺎه‬
ُ ّ
‫ﻣﻠﺒﺪة‬
ٌ ّ ُ ‫اﻟﺴﲈء ﺑﺒﻄﻨﻲ‬
ُ ّ ،‫أﻣﺎه‬
ُ ّ
‫ﻓﺘﻤﻄﺮ‬
ْ ُ ‫ﺗﺴﻮد‬
ّ َ ‫ أﺧﺎف أن‬،‫أﻣﺎه‬
ُ ّ
‫ﻣﺮة‬ ُ ُّ
ً ّ ‫ زوري اﳌﻄﺒﺦ و ﻟﻮ‬،‫أﻣﺎه‬
‫ﺗﺼﱪ‬
ْ ‫ﻓﺄﻣﻌﺎء ﺑﻄﻨﻲ ﻻ‬
ُ ،‫أﻣﺎه‬
ُ ّ

115
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫دﺟﺎﺟﺎ ِ‬
‫ﻣﺸﻮﻳﺎ‬ ‫ً‬ ‫أﻣﺎه‪ ،‬أﺷﺘﻬﻲ‬
‫ّ ُ‬
‫ﺗﻠﺒﺲ ُﺳﻜ ّْﺮ‬ ‫َ‬
‫ﻗﻄﻌﺔ ﺣﻠﻮى ُ‬ ‫أو‬

‫ـﺮد أ ّﻣ ـ ــﻪ ﺣﺎﻣﻠ ـ ـ ًـﺔ ﰲ ﻳ ـ ــﺪﻫﺎ ﺻ ـ ـ ً‬


‫ـﻮﻓﺎ ﻳﻼزﻣﻬ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ــﺬ وﻓ ـ ــﺎة‬ ‫ﺗـ ـ ّ‬
‫ـﺮد‬ ‫اﻟﻄﻌـﺎم ّإﻻ ُﺧﺒـﺰ أﻣـ َ ْ‬
‫ﺴﲔ‪ ،‬ﺗ ﱡ‬ ‫زوﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﲔ‪ ،‬ﻟـﻴﺲ ﳍـﺎ ﻣـﻦ ّ‬
‫ٍ‬
‫ﺷﻔﻘﺔ‪:‬‬ ‫ﻋﲆ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ً‬
‫ﻗﺎﺋﻠﺔ ﰲ‬

‫ﺑﻌﺾ ُ ٍ‬
‫ﺧﺒﺰ‬ ‫ﻋﻨﻲ َ‬
‫ﺑﻨﻲ‪ ،‬ﺧﺬ ّ‬
‫َُ ّ‬
‫اﺻﱪ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﺑﻄﻨﻚ‪ ،‬و‬ ‫ﺟﻮف‬
‫َ‬ ‫اﻣﻸ ِﺑﻪ‬
‫ﺟﺎﺋﻌﺎ‬
‫ً‬ ‫ﺘﻚ‬ ‫ﺑﻨﻲ‪ ،‬أ ﺄ ّ ﻢ ّ َ‬
‫ﻛﻠﲈ رأ َ‬ ‫َُ ّ‬
‫ٍ‬
‫ﻛﻠﲈ ﺳﺄ ﺘﻨﻲ ﻋﻦ وﺟﺒﺔ ُ ْ‬
‫أﻗﻬﺮ‬ ‫ّ‬

‫‪116‬‬
‫ﺳﻨﲔ‬
‫َ‬ ‫ﻋﻨﺎ ﻣﻨﺬ‬
‫رﺣﻞ ّ‬ ‫َ‬
‫واﻟﺪك َ‬
‫ﻧﺤﺘﴬ‬
‫ْ‬ ‫ﺑﲔ ٍ‬
‫أرﺑﻊ‪ ،‬ﺗﺮﻛﻨﺎ ُ‬ ‫ﺗﺮﻛﻨﺎ َ‬
‫ﺧﺒﺰ َ ِ‬
‫أﻣﺴﲔ‬ ‫ﺻﻮف و ُ‬
‫ٌ‬ ‫ﺑﻨﻲ‪ ،‬ﱄ‬
‫َُ ّ‬
‫أﻗﺪر‬
‫أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻻ ْ‬
‫ُ‬ ‫دون ﻫﺬا‪ ،‬ﻻ‬

‫ـﺬرف اﻷم ﺳـ ـ ً ِ‬
‫اﺑﻨﻬـ ــﺎ‬
‫ـﱰب ﻣﻨﻬـ ــﺎ ُ‬
‫ـﻴﻼ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ـ ّـﺪﻣﻮع‪ ،‬ﻳﻘـ ـ ُ‬ ‫ﺗـ ـ ِ ُ ﱡ‬
‫ـﻮع ﻋ ــﲆ ِﺿ ــﻔﺎف‬‫ـﺴﺢ ﺑﻴﺪﻳ ــﻪ اﻟ ـ ّـﺬاﺑﻠﺘﲔ ﻣ ــﺎ ﺗﺮ ّﺻ ــﻊ ِﻣ ــﻦ دﻣ ـ ٍ‬
‫ﻟﻴﻤ ـ َ‬
‫ُ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ِ ِ‬
‫وﻳﻘﻮل ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‪:‬‬ ‫ﺑﻤﻞء ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ‪،‬‬ ‫َوﺟﻨﺘﻴﻬﺎ‪ُ ُ ،‬‬

‫َ‬
‫أﻃﻌﻤﻚ‬ ‫آﺳﻒ َ َ‬
‫ﻟﻚ ﺑﻄﻨﻲ‪ ،‬ﻟﻦ‬ ‫ٌ‬
‫ﺗﻌﺬر‬
‫أﺣﻖ أن ُ ْ‬ ‫آﺳﻒ‪ّ ُ ،‬‬
‫ﻓﺄﻣﻲ ّ‬ ‫ٌ‬
‫ﻛﻞ ٍ‬
‫ﻳﻮم‬ ‫ﻷﺣﺎدﻳﺜﻚ ّ‬
‫َ‬ ‫اﺳﺘﻤﻌﺖ‬
‫ُ‬
‫ﺳﺄﺻﱪ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﺳﺄﻗﺎوﻣﻚ‪،‬‬ ‫اﻟﻴﻮم‬
‫و َ‬

‫‪117‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﲨﻴﻊ ﻣﻼﻋﻘﻲ‬
‫ﺳﺄدﻓﻦ َ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻴﻮم‬
‫َ‬
‫أﺻﻔﺮ‬
‫ْ‬ ‫ﺻﺎر‬
‫ﺻﺤﻨﺎ َ‬
‫ً‬ ‫ﺳﺄدﻓﻦ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ﻣﴩد‪ُ ،‬ﻗﻞ ﻣﺎ ُ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ‬ ‫ُﻗﻞ ّأﲏ ُ ّ ٌ‬
‫أﻛﺜﺮ‬
‫ﻳﺸﺎء و ْ‬ ‫ﻓﺎﷲ ُ ُ‬
‫ﻳﺮزق ﻣﻦ ُ‬

‫ـﺼﻮف ﺑﻴ ـ ــﺪﻫﺎ‬ ‫اﻷم ﻟﻮﻫﻠ ـ ـ ٍـﺔ ﺛ ـ ـ ّـﻢ ﺗ ـ ـ ُ‬


‫ـﻨﻬﺾ و ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ّ ُ‬ ‫ـﺴﻜﺖ ﱡ‬
‫ُ‬ ‫ﺗ ــ‬
‫ِ‬
‫اﺑﻨﻬ ــﺎ ﺑﻴ ــﺪﻫﺎ اﻟ ُﻴ ــﴪى ُﻣﻨﻄﻠﻘ ـ ًـﺔ ﺑ ــﻪ ﺻ ـ َ‬
‫ـﻮب‬ ‫ـﺴﻚ َ‬ ‫اﻟﻴﻤﻨ ــﻰ‪ ،‬و ﲤ ـ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ﻧﺎﻓـﺬة ُﻣﻬﱰﺋـﺔ ﻣـﻦ أ ـﺮ اﻟﻘ ّـﺮ و اﻟ ّـﺼﻘﻴﻊ ُﻛ ّـﻞ ﻋـﺎم‪ُ ،‬ﺗ ُ‬
‫ـﺸﲑ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬـﺎ‬
‫اﻟﺴﲈء ً‬
‫ﻗﺎﺋﻠﺔ‪:‬‬ ‫ﻧﺤﻮ ّ‬
‫ْ‬

‫َ‬
‫ﻫﻨﺎك ؟‬ ‫ﺑﻨﻲ‪ ،‬أ ﺮى ّ َ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ‬ ‫َُ ّ‬
‫ﲢﴬ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ﻋﻈﻴﻤﺔ‬ ‫ﻫﻲ‬
‫ﻛﻢ َ‬

‫‪118‬‬
‫ﺻﺒﺎح ِﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ‬
‫ٍ‬ ‫َِ‬
‫ﲢﱰق ّ‬
‫ﻛﻞ‬

‫رﲠﺎ‪ ،‬ﻻ ُ ْ‬
‫ﺗﻨﻔﺮ‬ ‫ﺗﻄﻴﻊ ﻣﺎ أﻣﺮﻫﺎ ّ‬
‫ُ ُ‬
‫ﻛﻠﲈ ﻣﻠﻠﻨﺎ ِﻣﻦ ِ ّ‬
‫ﻇﻠﻨﺎ‬ ‫ﺗﺴﻠﻴﻨﺎ ّ‬
‫ُ ّ‬
‫ﺗﺒﻬﺮ‬
‫ﺗﺸﺎء ُ ْ‬
‫ﻟﻜﻨﻬﺎ إن ُ‬ ‫ُ ٌ‬
‫ﳏﺮﻗﺔ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﲠﺎ ً‬
‫وﻋﻈﺎ ؟‬ ‫َ‬
‫ﻧﻌﺘﱪ ؟‬
‫ﺛﻢ ْ‬ ‫ﻧﺘﺄﻣﻠﻬﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ّ‬
‫َ‬

‫ـﺎب ﻣﻨـ ــﺰﳍﲈ إن ﱂ أ ُﻗـ ــﻞ‬ ‫ﻣـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ ّإﻻ ﳊﻈـ ـ ٌ‬
‫ـﺎت ﺣ ّﺘـ ــﻰ ُﻳﻄـ ـ ُ‬
‫ـﺮق ﺑـ ـ ُ‬
‫اﻷم و ﻫ ـ َـﻲ ﻣﺘﻔﺎﺟﺌ ـ ٌـﺔ ﻷ ّﳖ ــﺎ ﱂ ﺗ ــﺴﻤﻊ ﻃ ـ َ‬
‫ـﺮق‬ ‫ـﺬﻫﺐ ﱡ‬
‫ﻏ ــﺮﻓﺘﻬﲈ‪ ،‬ﺗ ـ ُ‬
‫ـﺎب و إذا َﺑﺮ ُﺟـ ـ ٍـﻞ ﻳﺮﺗـ ــﺪي َﺑﺪﻟـ ـ ًـﺔ‬
‫ـﺘﺢ اﻟﺒـ ـ َ‬
‫اﻟﺒـ ــﺎب ُﻣﻨـ ــﺬ زﻣـ ــﻦ‪ ،‬ﺗﻔـ ـ ُ‬
‫ﺳﻮداء أ ﻴﻘﺔ‪ّ ُ ،‬‬
‫ﳛﺪﺛﻬﺎ ﰲ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‪:‬‬ ‫َ‬

‫‪119‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺳﻴﺪﰐ‬
‫ﻣﺴﺎءك ّ َ‬
‫َ‬ ‫أﺳﻌﺪ اﷲ‬
‫َ‬
‫ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺟﺌﺖ أ ّ ِ‬
‫ﴩك ﻳﺎ ّأم ُ َ ْ‬‫ُ‬ ‫ﻟﻘﺪ ُ‬
‫ِ‬
‫اﺧﱰﻧﺎك ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﺘﺴﻜُﻨﻲ‬ ‫ِ‬
‫ﻗﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﻓﱰ‬ ‫ِ‬
‫أﻛﺘﺐ اﺳﻤﻚ ّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫دﻋﻴﻨﻲ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﺎﺑﻨﻚ‬ ‫اﲨﻌﻲ أﻏﺮاﺿﻚ و ُ ّ‬
‫ﻫﻠﻤﻲ‬
‫أﲪﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫إﱃ ٍ‬
‫ﻗﺮﻣﻴﺪه ْ‬
‫ُُ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ‪،‬‬ ‫ﻣﻨﺰل‬
‫ﻓﻠﻚ " َ ْ ِ َ ٌ‬
‫ﺷﻬﺮﻳﺔ "‬ ‫ﺎﻣﻚ ِ‬ ‫ﻗﻮت أ ِ‬
‫ّأﻣﺎ ُ ّ‬
‫ِ‬
‫ﻧﻔﻄﺮ ؟‬ ‫ﺳﺆال أﻣﺎ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ﺣﺎن أن ُ ْ‬ ‫ﺗﻌﻔﻴﻚ‬

‫ِ‬
‫اﻟﺮﺟ ــﻞ ﺑﻌ ــﺪﻣﺎ ﺳ ـ ّـﻠﻤﻬﺎ ﻣﻔﺘ ـ َ‬
‫ـﺎح اﳌﻨ ــﺰل اﳉﺪﻳ ــﺪ و‬ ‫ـﺎدر ّ‬
‫ﻏـ َ‬
‫ـﺖ ﰲ‬‫ـﺖ ﰲ َﺻـ ــﻤﺖ ﺛ ـ ّـﻢ اﺑﺘﻬ َﺠـ ـ ْ‬ ‫ورﻗ ـ ًـﺔ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ُﻋﻨﻮا ﻧـ ــﻪ‪ ،‬اﺑﺘﻬ َﺠ ـ ْ‬
‫وﺟﻬﻬــﺎ و وﺟـ ِـﻪ اﺑﻨﻬــﺎ ُﻋ َﻤـ ْـﺮ‪ ،‬ﱂ‬
‫ﻋﺘﻤ َـﺔ ِ‬ ‫ـﺨﺐ َﺑــﺮيء أزاﻟــﺖ ﺑـ ِـﻪ َ َ‬
‫َﺻ َ ٍ‬

‫‪120‬‬
‫ﲢﺲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ و ﻫﻲ‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ُﲣﻔﻲ ُدﻣﻮﻋﻬﺎ ّ‬
‫ﻣﺮة أﺧﺮى و ﱂ ّ‬ ‫ْ‬
‫ً‬
‫ﳑﺴﻜﺔ ﺑﻴﺪﻳﻪ اﻻﺛﻨﺘﲔ ﻗﺎﺋﻠﺔ‪:‬‬ ‫ﺑﻘﻮة‪،‬‬
‫ﲢﻀﻦ اﺑﻨﻬﺎ ّ‬

‫ﺗﺸﺎء ِ َ‬
‫ﻟﺒﻄﻨﻚ‬ ‫ِ‬
‫اﻵن‪ ،‬اﺷﺘﻪ ﻣﺎ ُ‬
‫ﺗﻠﺒﺲ ُﺳﻜ ّْﺮ‬
‫دﺟﺎﺟﺎ‪ ،‬أو ﺣﻠﻮى ُ‬
‫ً‬
‫وُْ ِ‬
‫ﻟﻨﺨﱪ ّ َ‬
‫اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ‬
‫اﳋﱪ‬
‫ﻋﻠﻤﺖ ﲠﺬا ْ‬
‫ْ‬ ‫ﺳﺘﻔﺮح ﻟﻮ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اﻟﺴﲈء و ُ ْﻗﻞ‬ ‫ارﻓﻊ ْ َ‬
‫ﻳﺪﻳﻚ إﱃ ّ‬ ‫ْ‬
‫أﲪﺪك رّب‪َ ُ ُ ،‬‬
‫أذﻛﺮك و أﺷﻜ ُْﺮ‬ ‫ُ َ‬
‫ﻛﻞ ٍ‬
‫ﻳﻮم‬ ‫ﺑﻨﻲ‪ ،‬ﰲ ّ‬ ‫ِﻣﻦ ّ َ‬
‫ﺣﻘﻚ ُ َ ّ‬
‫ﻋﻤﺮ‬ ‫ِ‬ ‫ِﻣﻦ ّ َ‬
‫ﺗﻔﻄﺮ ﻳﺎ ُ َ ْ‬
‫ﺣﻘﻚ أن ُ َ‬

‫‪121‬‬
 


122
‫ٔ‬
‫‪ ‬‬

‫ـﴩب ﺣﻘﻴﻘ ــﺔ أﻓﻌﺎﻟ ــﻪ‬


‫ﺗﺄ ّﻣــﻞ اﻟﻔﺘ ــﻰ ﺣﺎﻟ ــﻪ اﳌﺮﻳ ــﻀﺔ ﻣﻄـ ّـﻮﻻ و ﺗ ـ ّ‬
‫اﳋﺎﻃﺌـﺔ‪ ،‬ﻋ ّـﺾ ﻋـﲆ ﺷـﻔﺘﻴﻪ‪ ،‬أﻃﺒـﻖ ﻋـﲆ أﺟﻔﺎﻧـﻪ و ﳖـﺾ ﻗـﺎﺋﲈ‬
‫ﺑــﴪﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘــﺔ‪ ،‬ﱂ ﻳﻌ ـﺮف ﻛﻴــﻒ ﱂ ﻳــﺴﺘﻔﻖ ﻣــﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘــﻪ ﺣﻴﻨﻬــﺎ‬
‫وﻛﻴــﻒ ﱂ ﻳ ّﻘــﺪر ﻋﻤــﻖ اﳍﺎوﻳــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻛــﺎن ﺑــﺪاﺧﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻴــﻒ ﻻ ؟‬
‫وﻗــﺪ ﻛــﺎن ﻳﻠﻌ ــﺐ دور ا ــﺄﻣﻮر ﺑﺈﺗﻘ ــﺎن‪ ،‬ﻛﻴــﻒ ﻻ ؟ و ﱂ ﻳﻔ ّﻜ ــﺮ‬
‫وﻟ ــﻮ ﳊﻈ ــﺔ أن ﻳﻘ ــﻮل ﻛﻠﻤﺘ ــﻪ ﺑﻴ ــﻨﻬﻢ و ﻳﺄﺧ ــﺬ ﺑﻨﻔ ــﺴﻪ ﻣ ــﻨﻬﻢ إﱃ‬
‫ﺷﺎﻃﺊ اﻟّﱪ و اﻷﻣﺎن‪.‬‬
‫ﺛــﻮان ﻣﻌــﺪودات ﻛﺎﻧــﺖ ﻛﺎﻓﻴــﺔ ﻷن ﻳﻤــﺴﺢ ﺑﻨﻈــﺮه ﲨﻴــﻊ زواﻳــﺎ‬
‫ﻏﺮﻓﺘــﻪ اﳌﻈﻠﻤــﺔ‪ ،‬ذﻫــﺐ ﻣﻨﻄﻠﻘــﺎ ﺻــﻮب ﺑــﺎب ﻏﺮﻓﺘــﻪ و ﻟﻄﻤــﻪ‬

‫‪123‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺑﻠﻄــﻒ ﺑﻌــﺪﻣﺎ ﺗـ ّ‬
‫ـﺬﻛﺮ أ ــﻪ ﻻ ﻧﻔــﻊ ﻟﻠﻨّــﺪم و اﻟﺘﺤــﴪ اﻵن‪ّ ،‬اﺗﻜــﺄ‬
‫ﻋ ــﲆ اﳉ ــﺪار ﻟﻮﻫﻠ ــﺔ ﺛ ـﻢ اﻧ ــﺴﺎب ﻣﻌ ــﻪ ﻟﻴ ــﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋ ــﲆ اﻷرض‬
‫وﻫ ــﻮ ﻳﻌﻴ ــﺪ ﴍﻳ ــﻂ ذﻛﺮﻳﺎﺗ ــﻪ ﻟﻠ ــﻮراء‪ ،‬ﻳﺘﺤ ـ ّـﺪث ﺑ ــﺼﻮت ذاﺑ ــﻞ‬
‫ـﺖ أ ـﺎ اﻟﻮﺣﻴـﺪ ﰲ ﻋـﺎﺋﻠﺘﻲ ﺑﻌـﺪﻣﺎ‬ ‫و ّ‬
‫ﻣﺘﻘﻄﻊ ﰲ ﻫﺪوء ﺷﺪﻳﺪ‪ :‬ﻛﻨ ُ‬
‫ـﻄﺮت أ ّﻣــﻲ ﻹﺟــﺮاء ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺟﺮاﺣﻴــﺔ ﺣﺮﻣﺘﻬــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﻮﻻدة‬
‫اﺿـ ّ‬
‫ـﺖ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻬــﺎ اﻻﺑـﻦ اﻟـ ّـﺼﻐﲑ اﳌـ ّ‬
‫ـﺪﻟﻞ و اﻻﺑــﻦ‬ ‫ﻣ ّـﺮة أﺧــﺮى‪ ،‬ﻓﻜﻨـ ُ‬
‫اﻟﺪار "‪.‬‬
‫رﺟﻞ ّ‬
‫اﻟﻜﺒﲑ " ُ‬
‫ـﺖ‬
‫ﻣﺮ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﴪﻋﺔ و أﺻﺒﺤﺖ ﰲ اﻟﻌﺎﴍة ﻣﻦ ﻋﻤـﺮي ‪،‬ﻛﻨ ُ‬
‫ّ‬
‫ﺣﻴﻨﻬـﺎ ﰲ اﳌﺮﺣﻠـﺔ اﻹﻋﺪادﻳــﺔ‪ ،‬ﻣﺘﻔ ّ ٌ‬
‫ـﻮق ﰲ دراﺳـﺘﻲ‪ ،‬ﻻ أﻋــﺮف‬
‫ّإﻻ اﻟﺒﻴ ـ ــﺖ و اﳌﺪرﺳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻳﻮﻣﻴ ـ ــﺎﰐ ﺑ ـ ــﺴﻴﻄﺔ ﻣﺘﻮا ﺿ ـ ــﻌﺔ‬
‫ـﲇ ‪ ،‬ﻓﻜ ّﻠـ ــﲈ ﻋﺠـ ــﺖ‬
‫اﻷم ﻋـ ـ ّ‬
‫ﺗﻐﻤﺮﻫـ ــﺎ رﻋﺎﻳـ ــﺔ اﻷب ﱄ و ﺣﻨـ ــﺎن ّ‬
‫ﺻﻮﲠﲈ ﺑﻴﺪ ﻓﺎرﻏﺔ ّإﻻ اﻣﺘﻸت و اﻛﺘﻔﺖ ﺑﲈ ﺳﺄ ﺖ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ﻣﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ُأﺻ ُ‬
‫ـﺒﺖ ﺑﺤ ّﻤـﻰ ﺷـﺪﻳﺪة ﰲ ﻟﻴﻠـﺔ ﺑـﺎردة ﳑﻄـﺮة‬ ‫أ ّ‬
‫ﺬﻛﺮ ّ‬
‫ـﺄوه ﻣــﻦ اﻷﱂ‪ ،‬ﻓــﲈ إن‬
‫ـﺖ أ ـ ّ‬
‫ﻗــﺪ أﺳــﺪل ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟــﺸﺘﺎء ﺳــﺘﺎره‪ ،‬ﻛﻨـ ُ‬
‫أﻏﻤـﻀﺖ ﺟﻔﻨــﻲ و ﻓﺘﺤﺘـﻪ ﺣ ّﺘــﻰ وﺟــﺪت أﻣـﻲ ﻗــﺮب وﺳــﺎدﰐ‬
‫ﺗـﺴﺄ ﻨﻲ دون ﺗﻮﻗــﻒ‪ " :‬إﺑﻨــﻲ أﻫــﺬا أ ــﺖ ؟ ﻣــﺎ ﺑــﻚ ؟ ﻣــﺎ اﻟــﺬي‬
‫ﻳﺆﳌ ــﻚ ؟‪ ،‬ﻻ ﺗﺘﺤ ـ ّـﺮك ﺳ ــﺂﰐ ﰲ اﳊ ــﲔ "‪ ،‬ﺣﻴﻨﻬ ــﺎ ﻗ ــﺪ ذﻫﺒـ ــﺖ‬
‫ﻣ ــﴪﻋﺔ ﻟﺘ ــﻮﻗﻆ واﻟ ــﺪي اﻟﻨ ـ ّـﺎﺋﻢ‪ ،‬أ ــﻰ أﰊ ﻣﻬ ــﺮوﻻ ﺑﺨﻄﻮا ﺗ ــﻪ‬
‫ﻟﻴﺤﻤﻠﻨ ــﻲ ﺑﻴﺪﻳ ــﻪ اﻟﻘ ــﻮﻳﺘﲔ ﻋ ــﲆ ﻛﺘﻔﻴ ــﻪ دون أن ﻳﻨﻄ ــﻖ ﺑﻜﻠﻤ ــﺔ‬
‫واﺣ ـ ـ ــﺪة ‪ ،‬ا ّﺗ ـ ـ ــﺼﻞ ﺑﺠﺎرﻧ ـ ـ ــﺎ اﻟﻜﻬ ـ ـ ــﻞ ﺛ ـ ـ ــﻢ ذﻫﺒﻨ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺴﻴﺎرﺗﻪ إﱃ‬
‫ـﺴﻴﺎرة و أ ّﻣ ــﻲ‬
‫اﳌ ــﺴﺘﻮﺻﻒ اﻟﻘﺮﻳ ــﺐ ﻣ ــﻦ ﻗﺮﻳﺘﻨ ــﺎ‪ ،‬اﻧﻄﻠﻘ ــﺖ اﻟ ـ ّ‬
‫ﺗﺮﻣﻘﻨــﻲ ﻣــﻦ ﻃــﺮف اﻟﺒــﺎب ﺑﻌــﲔ ذاﺑﻠــﺔ ﺑﺎﻛﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﺄ ّﳖــﺎ ﺗﺮﻳ ــﺪ أن‬
‫ُ‬
‫ﺗﻘﻮل ﱄ‪ُ :‬ﻋﺪ ﺑﴪﻋﺔ ﻣﻌﺎﻓﺎ إﱃ ﺣﻀﻦ أﻣﻚ ﻳﺎ وﻟﺪي‪.‬‬
‫ﻣﺮ ﻳﻮﻣﺎن ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﺗﻨﺎوﱄ اﻟﺪواء اﻟﺬي وﺻـﻔﻪ اﻟﻄﺒﻴـﺐ‬
‫ّ‬
‫ﱄ ﺑﻌـ ــﺪ ذﻫ ـ ــﺎﰊ إﱃ اﳌـ ــﺴﺘﻮﺻﻒ‪ ،‬ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ أ ّﻣـ ــﻲ ﺗﻐﺮﻗﻨ ـ ــﻲ ﺑﺄ ـ ـ ّـﺬ‬

‫‪125‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وأﺷﻬﻰ اﻟﻮﺟﺒﺎت‪ ،‬أﺣﺴﺴﺖ ّأﲏ أﻣﲑ ﺻﻐﲑ ﻳﻄﻠﺐ ﻣـﺎ ﻳـﺸﺎء‬


‫ﻳﻠﺒﻲ رﻏﺒﺎﰐ ﰲ اﳊﲔ‪.‬‬
‫أو ﻛﺄﲏ وﺟﺪت ﻓﺎﻧﻮﺳﺎ ﺳﺤﺮﻳﺎ ّ‬
‫ﺗﻌﺎﻓﻴﺖ ﺑﻌـﺪﻫﺎ و ﻋـﺪت إﱃ ﺣـﺎﻟﺘﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ‪ ،‬ﻟﻴﻜ ُـﱪ ﰲ ﻋﻴﻨ ّـﻲ‬
‫ُ‬
‫ﺑﻄــﻼن ﻛﺘﺒــﺎ اﺳ ــﻤﻬﲈ ﺑﺠــﺪارة ﻋ ــﲆ ﺻــﻔﺤﺎت ﻳﻮﻣﻴ ــﺎﰐ‪ّ،‬إﳖﲈ "‬
‫أﻣﻲ " و " أﰊ "‪.‬‬
‫ـﻦ‬
‫ـﺬﻛﺮ ﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﺳ ـ ـ ّ‬ ‫ﳍ ـ ــﺬه ّ‬
‫اﻟﻠﺤﻈ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎزال اﻟﻔﺘ ـ ــﻰ ﻳﺘ ـ ـ ّ‬
‫اﻟﻌـ ـ ــﺎﴍة‪ ،‬ﳖـ ـ ــﺾ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧـ ـ ــﻪ دون أن ﻳﻨﻬـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــﺎذا ﺣـ ـ ــﺪث‬
‫ﻟ ـ ــﻪ‪،‬ﻛﻴﻒ و ـ ــﺎذا أﺻ ـ ــﺒﺢ ﻳ ـ ــﺴﺨﻂ ﻋ ـ ــﲆ ﻧﻔ ـ ــﺴﻪ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺘﺢ ﺑ ـ ــﺎب‬
‫ﻏﺮﻓﺘـ ـ ــﻪ‪،‬ﻧﻈﺮ إﱃ واﻟـ ـ ــﺪه و أ ّﻣـ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ــﺴﺘﻠﻘﻴﺎن ﰲ آﺧـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺮواق‬
‫واﻟ ـ ــﺪﻣﻮع ﲢﺠ ـ ــﺐ ﻋﻴﻨﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬أراد أن ﻳﺘﺤ ـ ـ ّـﺪث ﻣﻌﻬ ـ ــﲈ ﻟﻜ ّﻨ ـ ــﻪ ﱂ‬
‫ﻳﻘ ــﺪر‪ ،‬اﺳ ــﺘﺪار ﺑ ــﺒﻂء‪ ،‬ﺧﻄ ــﻰ ﺑ ــﻀﻊ ﺧﻄ ــﻮات ﻟﻴﺠ ــﺪ ﻧﻔ ــﺴﻪ‬
‫اﻟﺮﺻـﻴﻒ ﻣﻄ ّـﻮﻻ‬
‫ﺗﻨﻬﺪ ﻣـﺮﺗﲔ ﺛ ّـﻢ ﻣـﺸﻰ و ّ‬
‫ﺧﺎرﺟﺎ ﻣﻦ اﳌﻨﺰل‪ّ ،‬‬

‫‪126‬‬
‫ﻣﺘﻨﻘﻼ ﺑﲔ أﺷﻼء ذاﻛﺮﺗﻪ اﳌﻨﻬﺎرة‪ّ ،‬‬
‫ﺗﻮﻗﻒ ﻓﺠﺄة‬ ‫ﻳﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻣﴣ ّ‬
‫ّ‬
‫ﻳﺘﻠﻤﺲ اﳊﺎﺋﻂ و ﻳﻘﻮل ّأﳞﺎ اﳊﺎﺋﻂ اﻷﺻﻢ ﻫﺬه ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ‪ ،‬أ ﺎ‬
‫اﻟﺘﺎﺋﺐ ﻓﻬﻞ ﻟﻚ أن ﺗﺴﻤﻊ ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ !‬
‫ّ‬
‫اﻧﺘﻘﻠﺖ ّ‬
‫ﻟﻠﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺸﺤﻮﻧﺎ ﺑﺎﳊﲈس و اﻹرادة اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺴﺒﺘﻬﲈ‬ ‫ُ‬
‫ـﺪي‪ ،‬ﻛﻨـﺖ اﻷﻓـﻀﻞ ﰲ اﻟﺪراﺳـﺔ‪ ،‬ﻛـﺎن أﺳـﺘﺎذي ﻳﻘـﻮل‬
‫ﻣـﻦ واﻟ ّ‬
‫ﳑﻴﺰ‪ ،‬أ ـﺖ ﰲ اﻟﻄﺮﻳـﻖ اﻟـﺼﺤﻴﺢ ﻓـﻼ ﺗﻨﺜﻨـﻲ‬
‫ﱄ‪ :‬ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ّ‬
‫اﻟﺘﻘﺪم‪.‬‬
‫ﻋﻦ ّ‬
‫ـﺖ إﱃ أن ﺟ ــﺎء ذﻟــﻚ اﻟﻴ ــﻮم اﻷﺳ ــﻮد اﳌﻈﻠ ــﻢ‬
‫ـﺖ و ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ﻧﻌــﻢ‪ ،‬ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ـﺖ ﻛ ّﻠ ــﲈ‬
‫اﻟ ــﺬي ﻗﻠﺒﻨ ــﻲ و ﻗﻠ ــﺐ ﻛﻴ ــﺎﲏ إﱃ وﺟﻬ ــﺔ ﳎﻬﻮﻟ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ـﺎب ﰲ‬
‫أﺧ ـ ـ ــﺮج ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻊ أﺻ ـ ـ ــﺪﻗﺎﺋﻲ ﻳﺮﻣﻘﻨ ـ ـ ــﻲ ﺷ ـ ـ ـ ّ‬
‫اﻟﻌـﴩﻳﻨﺎت ﻳﺮﻛــﺐ ﺳ ّـﻴﺎرة ﻛﺒــﲑة‪ ،‬ﻛــﺎن أ ﻴﻘـﺎ ﻣﻬــﺬﺑﺎ ﰲ ﺗﻌﺎﻣﻠــﻪ‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻳﻮﺻ ـ ـ ــﻠﻨﻲ ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﺘ ـ ـ ــﺄﺧﺮ اﳊﺎﻓﻠ ـ ـ ــﺔ ﻷذﻫ ـ ـ ــﺐ إﱃ‬
‫ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺠـﺎذب أﻃـﺮاف اﳊـﺪﻳﺚ ﻛ ّـﻞ ﻣـﺮة رﻛﺒـﺖ ﻣﻌـﻪ ﰲ‬
‫اﻟﺒﻴﺖ‪ّ ،‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫اﻟــﺴﻴﺎرة‪ ،‬ﻛ ــﺎن ﳛﻜــﻲ ﱄ ﻋ ــﻦ ﻧﻔ ــﺴﻪ‪ ،‬ﻋــﻦ ﺣﻴﺎﺗ ــﻪ اﳌﱰﻓ ــﺔ و ّ‬
‫أن‬
‫ﺳﻴﺎرة ﻛﺒﲑة‪ ،‬ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻤﻞ و ﻻ ﻳﻨﻘـﺼﻪ‬ ‫ﻟﺪﻳﻪ ّ‬
‫ﺷﻘﺘﺎن ﻓﺎﺧﺮﺗﺎن و ّ‬
‫ﺣﺪ ﺗﻌﺒﲑه‪ ،‬ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﱄ ﰲ أ ّﺎﻣﻪ اﻷوﱃ‪.‬‬
‫ﳾء ﻋﲆ ّ‬
‫ـﺎب ﻻ‬
‫ﱂ أﲥ ـ ّـﺮب ﻣﻨـ ــﻪ أو أﻗـ ــﻞ ﰲ ﻧﻔـ ــﴘ ــﺎذا أرﻛـ ــﺐ ﻣـ ــﻊ ﺷـ ـ ّ‬
‫أﻋﺮﻓـﻪ‪ ،‬و ﻟﻜﻨﻨـﻲ ﺑـﴫا ﺣﺔ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻛﻨـﺖ أ ﻨـﺎول وﺟﺒـﺔ اﻟﻌـﺸﺎء‬
‫ﺑﺎﳌﻨﺰل ﻟﻴﻼ و أذﻫـﺐ إﱃ ﻏﺮﻓﺘـﻲ أﺻـﺒﺤﺖ أدﻳـﺮ ﻣـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ ﱄ ﰲ‬
‫ﻃﺎﺣﻮﻧــﺔ ﳐﻴﻠﺘــﻲ و أﲤﻨــﻰ و ﻟــﻮ ﳊﻈــﺔ أن أﻛــﻮن ﻣﺜﻠــﻪ ﻷ ﻔــﺎﺧﺮ‬
‫ﻏﻨﻴﺎ ﻣﺜﻠﻪ‪.‬‬
‫ﺷﺎﺑﺎ ّ‬
‫أﺣﺲ ّأﲏ أﺻﺒﺤﺖ ّ‬
‫ﺑﲔ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ أو ﻛﻲ ّ‬
‫أﺣﺎﺳــﻴﺲ ﻋﺪﻳــﺪة و ﻏﺮﻳﺒــﺔ ﻛﺎﻧــﺖ ﲥـ ّـﺰﲏ و ﻓــﻀﻮل ﻛﺒــﲑ ﻛــﺎن‬
‫ـﺸﺎب ﻋــﻦ ﻣﻔﺘــﺎح رﻓﺎﻫﻴﺘــﻪ ﻫــﺬه أو‬
‫ﻳــﺪﻓﻌﻨﻲ أن أﺳــﺄل ذﻟــﻚ اﻟـ ّ‬
‫ﻋﲆ اﻷﻗ ّـﻞ ﻣﺎﻫﻴـﺔ ﻋﻤﻠـﻪ ﺣﺘـﻰ أﺳـﱰﻳﺢ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﳚـﻮل‬
‫ﰲ ﺧﺎﻃﺮي أو ﻳﺘﺒﺎدر إﱃ ذﻫﻨﻲ ﻛﻠﲈ أرﻛﻦ إﱃ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻣﺴﺎء‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ﺑﻌ ــﺪ ﻣ ــﺮور أﺳ ــﺒﻮع‪ ،‬اﻟﺘﻘﻴﻨ ــﺎ ﻛﺎﻟﻌ ــﺎدة ﻋ ــﲆ اﻟ ــﺴﺎﻋﺔ اﳋﺎﻣ ــﺴﺔ‬
‫ـﺴﻴﺎرة و اﻧﻄﻠﻘﻨـ ــﺎ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺪأ ﺎ‬
‫ﺑﻌـ ــﺪﻣﺎ أﳖﻴـ ــﺖ دراﺳ ـ ــﺘﻲ‪ ،‬رﻛﺒـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ّ‬
‫ﻧﺘﺠـ ــﺎذب أﻃ ـ ـﺮاف اﳊـ ــﺪﻳﺚ ﺣﺘ ـ ــﻰ ﻗـ ــﺎل ﱄ ﻓﺠ ـ ــﺄة‪ :‬أ ﺮﻳ ـ ــﺪ أن‬
‫ﺗ ــﺼﺒﺢ ﻣ ــﺜﲇ ؟ ‪ ،‬اﺑﺘﻠﻌ ــﺖ رﻳﻘ ــﺎ ﻋ ــﲆ ﻃ ــﺮف ﻟ ــﺴﺎﲏ و ﻗﻠ ــﺖ ﰲ‬
‫ﻧﻔﴘ‪ :‬ﻫﻞ ﻗﺮأ أﻓﻜﺎري أم ﻣﺎذا ؟‪ ،‬ﻟﻴﻌﻴﺪ اﻟﺴﺆال ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ‪:‬‬
‫أ ﺮﻳ ــﺪ أن ﺗ ــﺼﺒﺢ ﻣ ــﺜﲇ ﻏﻨ ّﻴ ــﺎ و ﻟ ــﺪﻳﻚ ﺳ ـ ّـﻴﺎرة ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑ ــﻚ ؟‪،‬‬
‫ﺳﻴـﺼﺒﺢ ﻟـﺪﻳﻚ أﺻـﺪﻗﺎء ﻛﺜــﺮ‪ ...‬و ﺑـﺪأ ﻳـﴪد ﱄ ﻗﺎﺋﻤـﺔ ﻃﻮﻳﻠــﺔ‬
‫ﻣــﻦ اﳌﻐﺮﻳــﺎت ﻛــﺬا و ﻛ ــﺬا ‪ ...‬ﺣﺘــﻰ ﻗﺎﻃﻌﺘــﻪ دون أن ﻳﻜﻤ ــﻞ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‪.‬‬
‫ﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﲡ ــﺮأت ﻋ ــﲆ ﻗﻮﻟ ــﻪ ﺣﻴﻨﻬ ــﺎ‪ ،‬اﺑﺘ ــﺴﻤﺖ و اﺑﺘ ــﺴﻢ‬
‫اﻟﺸﺎب ﺛﻢ ﻗﺎل ﱄ‪ :‬ﺣـﺴﻨﺎ‪ ،‬و ﻟﻜـﻦ ﻻ ﺗـﺴﺄ ﻨﻲ ﻋـﻦ ﳾء ﺣﺘـﻰ‬
‫ﺣﺮﻛ ـ ــﺖ رأﳼ ﺛ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻀﻴﻨﺎ ﰲ اﻟﻄﺮﻳ ـ ــﻖ ﺣﺘ ـ ــﻰ‬
‫أﺧ ـ ــﱪك ﺑ ـ ــﻪ "‪ّ ،‬‬
‫ـﺖ ﻣ ــﴪﻋﺎ و اﻟﻐﺒﻄ ــﺔ ﲣ ــﺮج ﻣ ــﻦ ﺑ ــﲔ‬
‫وﺻ ــﻠﻨﺎ إﱃ اﻟﺒﻴ ــﺖ‪ ،‬ﻧﺰﻟ ـ ُ‬

‫‪129‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺴﺘﺤﻖ أن أﻓ ــﺮح‬
‫ّ‬ ‫أﺷــﻔﺎر ﻋﻴﻨ ـ ّـﻲ ﻛ ــﺄﲏ ّ‬
‫ﺣﻘﻘ ــﺖ إﻧﺠ ــﺎزا ﻋﻈ ــﻴﲈ ﻳ ـ‬
‫ﻷﺟﻠﻪ‪.‬‬
‫ﰲ ﻫﺬه اﻷ ﻨﺎء ﻛﺎن ﺟﺎرﻧﺎ اﻟﻜﻬﻞ ﻋﺎﺋﺪا إﱃ ﻣﻨﺰﻟـﻪ و ﻛـﺎن‬
‫ـﺎب ﻏﺮﻳ ــﺐ ﻟ ــﻴﺲ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻗ ــﺪ ﳌﺤﻨ ــﻲ و أ ــﺎ أ ــﺰل ﻣ ــﻦ ﺳ ـ ّـﻴﺎرة ﺷ ـ ّ‬
‫أﺻــﺪﻗﺎﺋﻲ أو ﻟــﻴﺲ ﺣﺘــﻰ ﻣــﻦ أﻗﺮﺑــﺎﺋﻲ اﻟــﺬﻳﻦ اﻋﺘــﺎد أن ﻳــﺮاﻫﻢ‬
‫ﺳﻜﺖ ﺛﻢ دﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ‪ ،‬ﰲ ﻫﺬه اﻷ ﻨﺎء ﻛﺎن واﻟﺪي‬
‫َ‬ ‫ﻳﺰوروﻧﻨﺎ‪،‬‬
‫ـﺖ ﲠــﺪوء‬
‫أ ـﻀﺎ ﻳﻨﻈـﺮ ﻣـﻦ ﻧﺎﻓـﺬة اﻟﺒﻴــﺖ اﳌﻘﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﻄﺮﻳـﻖ‪ ،‬دﺧﻠ ُ‬
‫ﻟﻠﻤﻨــﺰل ﺛــﻢ اﻧﻄﻠﻘــﺖ ﻣﺒــﺎﴍة ﻧﺤــﻮ ﻏﺮﻓﺘــﻲ اﻟــﺼﻐﲑة‪ ،‬ﻣــﺎ ﻫــﻲ‬
‫ّإﻻ ﳊﻈ ــﺎت ﺣ ّﺘ ــﻰ وﺟ ـ ُ‬
‫ـﺪت أﰊ داﺧ ــﻞ ﻏﺮﻓﺘ ــﻲ ﻳ ــﺴﺄ ﻨﻲ‪ :‬ﻣ ــﻦ‬
‫ـﺖ ﻟ ــﻪ ﻣﺒ ــﺎﴍة‬
‫ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺬي ﻛﻨ ــﺖ ﻣﻌ ــﻪ ﺧﺎرﺟ ــﺎ ﺑﺎﻟ ــﺴﻴﺎرة ؟ ﻗﻠ ـ ُ‬
‫دون ﺗﻔﻜــﲑ‪ :‬إ ّﻧــﻪ أخ ﺻــﺪﻳﻘﻲ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳــﺔ‪ ،‬ﻟﻘــﺪ أوﺻــﻠﻨﻲ ﺑﻌــﺪﻣﺎ‬
‫ﺗﺄﺧﺮت اﳊﺎﻓﻠﺔ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ـﻜﺖ أﰊ‬
‫ﻛﺬﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋـﲆ واﻟـﺪي‪ ،‬ﺳ َ‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺮة‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه ّأول ّ‬
‫ﺛ ــﻢ ذﻫ ــﺐ ﻣﻄﻤﺌﻨ ــﺎ‪ ،‬و أ ــﺎ أﻗ ــﻮل ﰲ ﻧﻔ ــﴘ‪ :‬اﳊﻤ ــﺪ ﷲ أ ّـ ــﻪ ﱂ‬
‫ﻳﻜﺸﻒ أﻣﺮي‪.‬‬
‫أﺻ ــﺒﺢ ﺷـ ــﻐﲇ اﻟـ ــﺸﺎﻏﻞ اﻟﻨﻘ ــﻮد و ﻛﻴـ ــﻒ ﺳﺄﺻـ ــﺒﺢ ﻏﻨ ّﻴـ ــﺎ‪،‬‬
‫ـﺸﺎب‬
‫ﲤﻨّﻴــﺖ ﻟــﻮ ﻳﻄﻠــﻊ ﻓﺠــﺮ اﻟﻐــﺪ ﺑــﴪﻋﺔ ﻛــﻲ أ ﺘﻘــﻲ ﺑــﺬﻟﻚ اﻟـ ّ‬
‫ﻓﻨﻜﻤﻞ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺎرﺣﺔ‪ .‬اﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻐﺪ‪ ،‬ﻧﺎداﲏ ﻟﻠﺮﻛـﻮب‬
‫ـﺄﻋﺮﻓﻚ اﻟﻴ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﻀﻴﻒ‬
‫ـﺴﻴﺎرة‪ ،‬ﺳ ـ ـ ّ‬
‫ﺛـ ــﻢ ﻗ ـ ــﺎل ﱄ‪ :‬اﺻ ـ ــﻌﺪ إﱃ اﻟ ـ ـ ّ‬
‫ـﺖ ﺑــﲈ ﻗــﺎل ﱄ ﻷﺟــﺪ رﺟــﻼ ﻛﺒــﲑا ﰲ اﳋﻤــﺴﻴﻨﺎت‪،‬‬
‫ﺟﺪﻳــﺪ‪ ،‬ﻗﻤـ ُ‬
‫ﻟﺪﻳـﻪ ﺧــﺼﻼت ﺷــﻌﺮ ﺑﻴــﻀﺎء ﻣﺘﻔﺮﻗـﺔ ﰲ أ ﺤــﺎء رأﺳــﻪ‪ ،‬ﻳﺮﺗــﺪي‬
‫ﻧﻈ ــﺎرة ﺳ ــﻮداء و ﻟﺪﻳ ــﻪ ﺷ ــﺎرب ﻛﺜﻴ ــﻒ ﻳﻐﻄ ــﻲ ﺷ ـ ّـﻔﺘﻪ اﻟﻌﻠﻴ ــﺎ‪،‬‬
‫أردت أن أ ﺤـ ـ ّـﺪث ﻟﻜ ّﻨـ ــﻪ أﺧـ ــﺬ دوري ﰲ اﻟﻜـ ــﻼم و ﻗـ ــﺎل ﱄ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ـﺄﲏ أ ــﺪو‬
‫ﻣﺮﺣﺒــﺎ ﺑــﻚ ﻣﻌﻨــﺎ‪ ،‬ﺛــﻢ ﺑــﺪأ ﻳﻐــﺎزﻟﻨﻲ ﺑﺄﲨــﻞ اﻟﻜــﻼم ﺑـ ّ‬
‫ذﻛﻴﺎ و ّ‬
‫أن ﺷ ّـﺎﺑﺎ ﻣـﺜﲇ ﻳـﺼﻠﺢ ﻟﻌﻤـﻞ رﻓﻴـﻊ ﺑـﺪل أن ﻳـﻀﻴﻊ وﻗﺘـﻪ‬

‫‪131‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺖ ﻣــﻊ ﺳــﻨﻔﻮﻧﻴﺘﻪ اﻟﺘــﻲ ﻋﺰﻓﻬــﺎ ﻟﻠﺘـ ّـﻮ ﺛــﻢ ﻗﻠــﺖ‬


‫ﺑﺎﻟﺪراﺳــﺔ‪ ،‬ﲤﺎﻳﻠـ ُ‬
‫ـﺪي ﻓﻘ ــﻂ واﻟ ــﺪان‬
‫ﻟ ــﻪ‪ :‬ﻛﻴ ــﻒ ذﻟ ــﻚ ؟ وأ ــﺎ ﻻ أﻣﻠ ــﻚ ﺷ ــﻴﺌﺎ‪ ،‬ﻟ ـ ّ‬
‫ﳛﺒﺎﻧﻨﻲ ﺟﺪا و ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻴﺎ أن أ ﺘﻌـﺪ ﻋـﻦ دراﺳـﺘﻲ‪ ،‬ﺛـﻢ ﺑـﺪأت‬
‫ّ‬
‫ﺤﺪث ﻟﻪ ﰲ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺄﲏ أﺣﻠﻢ أن‬
‫أ ّ‬
‫أﺻ ـ ــﺒﺢ ﻃﺒﻴﺒ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻬﻨﺪﺳ ـ ــﺎ أو ﳏﺎﻣﻴـ ـ ــﺎ ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ أﳖ ـ ــﻲ دراﺳـ ـ ــﺘﻲ‬
‫ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ ‪ ...‬ﻣﺎزﻟﺖ أ ﺤﺪث ﺣﺘﻰ ﻗـﺎﻃﻌﻨﻲ ﺑـﻀﺤﻜﺔ ﺧﻔﻴﻔـﺔ‬
‫ﻗﺎﺋﻼ‪ :‬ﻛـﻢ ﺳـﺘﻨﺘﻈﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ﺣﺘـﻰ ﺗﻨﻬـﻲ دراﺳـﺘﻚ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌـﺔ ؟‬
‫أرﺑــﻊ‪ ،‬ﲬــﺲ أو ﺳ ــﺖ ﺳــﻨﻮات ؟‪ ،‬و ﻟﻨﻔ ــﺮض أ ّــﻚ أﻛﻤﻠ ــﺖ‬
‫دراﺳـﺘﻚ‪ ،‬ﻫــﻞ ﺳـﺘﺠﺪ ﻋﻤــﻼ ؟‪ ،‬ﺳــﻴﻘﺬﻓﻚ اﳌﻠـﻞ ﻋــﲆ اﳊــﺎﺋﻂ‬
‫و ﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬اﺳـﻤﻌﻨﻲ ﻓﺄ ـﺎ أﻛـﱪ ﻣﻨـﻚ‬
‫ـﺸﺎب ﰲ اﻷﻣــﺎم‬
‫ﺑﻜﺜــﲑ و ﻟــﺪي ﺧــﱪة واﺳــﻌﺔ‪ ،‬ﺛــﻢ أﺷــﺎر إﱃ اﻟـ ّ‬
‫ﺗﻌﺮﻓـﺖ ﻋﻠﻴــﻪ أول ﻣـﺮة و ﻛــﺎن ﻳـﺴﻮق اﻟــﺴﻴﺎرة‪ ،‬ﺛـﻢ ﻗــﺎل‬
‫اﻟـﺬي ّ‬

‫‪132‬‬
‫ﱄ‪ :‬ﻟﻘـ ـ ـ ــﺪ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻣﺜﻠـ ـ ـ ــﻚ ﻣﻨـ ـ ـ ــﺬ ﺳـ ـ ـ ــﻨﺘﲔ و اﻵن ﻟﺪﻳـ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ــﻴﺎرة‬
‫ﻛﺒﲑة‪ّ ،‬‬
‫ﺷﻘﺘﺎن ﻓﺎﺧﺮﺗـﺎن و ﻫـﻮ ﺑﺄﺣـﺴﻦ ﺣـﺎل‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻛﻨـﺖ ﻣﻬـﺘﲈ‬
‫ـﺖ ﻟــﻪ دون‬
‫ﺳــﺄﺟﻌﻠﻚ ﺗﻌﻤــﻞ ﻋﻨــﺪي و ﻟــﻦ ﻳﻨﻘــﺼﻚ ﳾء‪ ،‬ﻗﻠـ ُ‬
‫أن أﺷ ـ ــﻌﺮ‪ :‬و ﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺎذا ﻋ ـ ــﻦ ‪ ...‬؟‪ ،‬ﻗ ـ ــﺎﻃﻌﻨﻲ ﻗ ـ ــﺎﺋﻼ‪ :‬ﻋ ـ ــﻦ‬
‫واﻟـ ــﺪﻳﻚ ؟ ﻋـ ــﻦ دراﺳـ ــﺘﻚ ؟‪ ،‬ﻟـ ــﻴﺲ ﺻـ ــﻌﺒﺎ أن ﲣﻔـ ــﻲ ﻋ ـ ــﻨﻬﲈ‬
‫ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﰲ ﻛ ـ ـ ّـﻞ ﻣ ـ ــﺮة ﺗ ـ ــﻨﻬﺾ ﺻ ـ ــﺒﺎﺣﺎ ﺗﻈ ـ ــﺎﻫﺮ ﺑﺄ ّ ـ ــﻚ ذاﻫ ـ ــﺐ‬
‫ﺗﴫف ﺑﺎﻋﺘﻴﺎد ﻛﲈ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ‪ ،‬ﺳـﺘﻌﻤﻞ‬
‫ﻟﻠﺪراﺳﺔ و ّ‬
‫ﻋﻨﺪي و ﻫﻨـﺎك اﻟﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ أﻣﺜﺎﻟـﻚ اﻟـﺬﻳﻦ ّ‬
‫ﻃﻠﻘـﻮا اﻟﺪراﺳـﺔ إﱃ‬
‫اﻟﻌﻤـ ــﻞ ﻣﻌـ ــﻲ‪ ،‬ﺛـ ــﻢ أدﺧـ ــﻞ ﻃـ ــﺮف أﺻـ ــﺎﺑﻌﻪ ﰲ ﺟﻴـ ــﺐ ﺳـ ــﱰﺗﻪ‬
‫وأﺷــﻬﺮ أﻣــﺎﻣﻲ رزﻣــﺔ ﻣــﻦ أوراق اﻟﻨﻘــﻮد‪ ،‬ﺛــﻢ ﻗــﺎل‪ :‬ﺧــﺬ ﻓﺄ ــﺖ‬
‫ﺗ ــﺴﺘﺤﻖ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬا‪ ،‬ﰲ ﻫ ــﺬه ّ‬
‫اﻟﻠﺤﻈ ــﺔ ﱂ ﻳﻜ ــﻦ ﻫﻨ ــﺎك داع‬
‫ﻷﺳ ــﺘﻤﻊ إﱃ ﺑ ــﺎﻗﻲ اﳊ ــﺪﻳﺚ و ﻗ ــﺪ ﺗﺮ ّﺻ ــﻌﺖ ﻓﻜ ــﺮة اﻟﻌﻤ ــﻞ ﰲ‬
‫ـﺼﻨﻊ اﻟـ ّـﺴﻤﻊ أﻣﺎﻣــﻪ و أ ــﺎ أﻓ ّﻜــﺮ‬
‫ـﺒﺤﺖ أ ـ ّ‬
‫ﻛــﻞ زاوﻳــﺔ ﻣﻨّــﻲ‪ ،‬أﺻـ ُ‬

‫‪133‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻛﻴ ـ ــﻒ ﺳﺄﺻ ـ ــﺒﺢ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺎم أو ﻋ ـ ــﺎﻣﲔ إن أﺧ ـ ــﺬت ﺑﻜﻼﻣ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫ﺟﻴﺪا ﻷﻗﻮل ﻟـﻚ‬ ‫ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﻓﺠﺄة ﻗﺎﺋﻼ‪ :‬ﻟﻜﻦ دﻋﻨﻲ ّ‬
‫اﻟﻠﻴﻠﺔ أﻓﻜّﺮ ّ‬
‫ﺟ ــﻮاﰊ‪ ،‬و ﻛ ـ ّـﺄﲏ ﻓﻌ ــﻼ ﻛﻨ ــﺖ أرﻳ ــﺪ اﻟﺘﻔﻜ ــﲑ و أ ــﺎ ﰲ اﳊﻘﻴﻘ ــﺔ‬
‫ـﺸﺎب‬
‫ـﺮت ﻟﻠـ ّ‬
‫ﻛﻨــﺖ ﻣﻮاﻓﻘــﺎ ﻣــﻦ ّأول وﻫﻠــﺔ ﺑــﺪأ ﺎ اﳊــﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻧﻈـ ُ‬
‫ودﻋﺘﻬﲈ ﺛـﻢ ﻣـﻀﻴﺖ‬
‫و اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻜﺒﲑ‪ ،‬أﺧﺬت أوراق اﻟﻨﻘﻮد‪ّ ،‬‬
‫ﳊﺎﱄ‪.‬‬
‫ّأﳞﺎ اﳊﺎﺋﻂ أﻣﺎزﻟﺖ ﺗـﺴﻤﻌﻨﻲ ؟ أرﺟـﻮك ر ّﻛـﺰ ﻣﻌـﻲ ﻓﺄ ـﺎ‬
‫ﻏﲑﺗﻨـﻲ ﻣـﻦ‬
‫ﻛﺄﲏ أﺻﺒﺖ ﺑﻠﻌﻨـﺔ ّ‬
‫ﱂ أ ﺪأ أﺳﻄﻮرة ﺿﻴﺎﻋﻲ ﺑﻌﺪ‪ّ ،‬‬
‫ﻧﴘ ّ‬
‫ﻛﻞ ﺗﺮﺑﻴـﺔ واﻟﺪﻳـﻪ و ﴐﲠـﺎ ﻋـﺮض اﳊـﺎﺋﻂ‬ ‫ﻋﺎﻗﻞ إﱃ أ ﻠﻪ َ‬
‫أو ﻛـ ّـﺄﲏ دﺧﻠــﺖ ﻣﺘﺎﻫــﺔ ﻻ أﻋــﺮف ّأوﳍــﺎ و ﻻ آﺧﺮﻫــﺎ‪ .‬ﻧﻌــﻢ ﻫﻨــﺎ‬
‫ـﺎب أراد أن ﻳﻐ ـ ــﻮص ﺑﺠ ـ ــﺴﺪه‬
‫ﺑ ـ ــﺪأت ﺣﻜ ـ ــﺎﻳﺘﻲ‪ ،‬ﺣﻜﺎﻳ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ّ‬
‫اﻟﻀﻌﻴﻒ ﰲ ﺑﺮﻛﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻻ ﳖﺎﻳﺔ ﳍﺎ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ﺗﻮ ّﻗ ــﻒ اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻋ ــﻦ اﳌ ــﴚ ﺑﺠﺎﻧ ــﺐ اﳊ ــﺎﺋﻂ اﻟ ــﺬي ﻣـ ـ ّـﻞ‬
‫ﻳــﺴﺘﻤﻊ ﳊﻜﺎﻳﺘــﻪ اﻷﻟﻴﻤــﺔ دون أن ﻳﻜﻤــﻞ ﻣــﺎذا ﺣــﺪث ﺑﻌــﺪ أن‬
‫أﺧ ــﺬ أوراق اﻟﻨﻘ ــﻮد ﻣ ــﻦ اﻟﺮﺟ ــﻞ اﻟﻜﺒ ــﲑ‪ ،‬أﺻ ــﺒﺢ ﻳﻠﻘ ــﻲ ﺷ ــﻌﺮ‬
‫أﺣﺪاﺛﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻧﺜـﺮ ﻣﻨﻬـﺎ أ ﻴﺎﺗـﺎ داﺧـﻞ ﻏﺮﻓﺘـﻪ اﻟـﺼﻐﲑة و أ ﻴﺎﺗـﺎ‬
‫أﺻﻢ ﻣﺸﻰ ﺑﺠﻨﺒـﻪ ﻟـﺴﺎﻋﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴـﺔ‪،‬‬
‫أﺧﺮى ﻧﺜﺮﻫﺎ ﻋﲆ ﺣﺎﺋﻂ ّ‬
‫ﻓﻤﻦ ﺳﻴﺴﺘﻤﻊ إﱃ ﺑﻘﻴﺔ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻳﺎ ﺗﺮى ؟‬
‫اﺳـﺘﺪار ﻟﻠﺨﻠـﻒ و ﻋـﺎد أدراﺟــﻪ إﱃ اﳌﻨـﺰل ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ‪ ،‬ﻳﻤــﴚ‬
‫و ﻋﻴﻨﺎه ﰲ ﻃـﺮف ﺣﺬاﺋـﻪ‪ ،‬ﻛـﻮردة ذاﺑﻠـﺔ ﺗ ّـﻢ ﻗﻄﻔﻬـﺎ ﻓﲈﻟـﺖ ﺑﻌـﺪ‬
‫ـﱰﻧﺢ ﻳﻤﻴﻨ ـ ــﺎ و ﺷ ـ ــﲈﻻ ﻛﺘﻠ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ّـﺴﻨﺒﻠﺔ‬
‫ﺳ ـ ــﺎﻋﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻳ ـ ـ ّ‬
‫اﻟﻔﺎرﻏــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺗﺘﻘﺎذﻓﻬــﺎ اﻟﺮﻳــﺎح‪ ،‬ﻳﺮﻓــﻊ ﻳــﺪه اﻟﻴﻤﻨــﻰ اﳌــﻀﻄﺮﺑﺔ‬
‫إﱃ أﻋــﲆ ﺟﺒﻴﻨــﻪ‪ ،‬ﻳﻤــﺴﺢ ﺑــﺒﻂء دﻣﻌــﺔ ﻗــﺪ ﺗﺮ ّﺻــﻌﺖ ﻋــﲆ دﻣﻌــﺔ‬
‫ﺟﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪة ﻓﻮﻗﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺛ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ﻛﻠﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ ﺟﻴﺒ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﴎواﻟ ــﻪ‪ّ ،‬‬
‫ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺛ ــﻢ ﻳﻨﺤﻨ ــﻲ ﺑﺮأ ﺳ ــﻪ ﺣﺘ ــﻰ ﻳﻠﻤ ــﺲ ذﻗﻨ ــﻪ أﻋ ــﲆ‬

‫‪135‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺻــﺪره ‪ ...‬ﺗﻨ ّﻬــﺪ ﻃــﻮﻳﻼ ﺛــﻢ أﻛﻤــﻞ ﻣــﺎ ﺑﻘــﻲ ﻟــﻪ ﻣــﻦ أﻣﺘــﺎر ﻧﺤــﻮ‬
‫ﻣﻨﺰﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺒ ــﻞ أن ﻳ ــﺼﻞ إﱃ ﻋﺘﺒ ــﺔ اﻟﺒ ــﺎب ﺗﻔﺎﺟ ــﺄ ﺑﺠ ــﺎره اﻟﻜﻬ ــﻞ ﺟﺎﻟ ــﺴﺎ‬
‫ـﺪي‬
‫ﻋــﲆ اﻟﺮﺻــﻴﻒ ﻳﻨﺎدﻳــﻪ‪ :‬ﺗﻌــﺎل‪ ،‬ﺗﻌــﺎل و اﺟﻠــﺲ ﺑﺠــﺎﻧﺒﻲ ﻓﻠـ ّ‬
‫ـﻤﻌﺖ ّ‬
‫أن ﻏﺮﺑ ـ ــﺎء دﺧﻠ ـ ــﻮا ﳌﻨ ـ ــﺰﻟﻜﻢ‬ ‫ﺣ ـ ــﺪﻳﺚ ﻣﻌ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ُ‬
‫وﺣﺎوﻟﻮا ﻗﺘﻞ ّأﻣﻚ‪ ،‬و أ ّﻚ أ ﻀﺎ ﻗـﺪ ﺗﻮﻗﻔـﺖ ﻋـﻦ اﻟﺪراﺳـﺔ ؟‬
‫ﻣ ــﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﺗﻜ ــﻮن أ ــﺖ ذﻟ ــﻚ اﻟﻄﻔ ــﻞ اﻟ ــﺼﻐﲑ اﻟ ــﺬي ﻛ ــﺎن‬
‫ُﻳﻌﺮف ﺑﺄدﺑﻪ وﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ ‪...‬‬
‫ﰲ ﻫــﺬه اﻟﻠﺤﻈــﺔ ﺑــﺪأ اﳉــﺎر ﻳﺮﺳــﻞ ﺳــﻴﻼ ﻣــﻦ اﻟﻜﻠــﲈت ﻳﻠــﻮم‬
‫ﻓﻴﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣﻄـ ـ ـ ـ ــﺄﻃﺊ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺮأس ﻻ ﻳﻨﻄ ـ ـ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﲡﻤﻌ ــﺖ أﻃﺮا ﻓ ــﻪ اﻷرﺑﻌ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ّـﺪ ﻳ ــﺪه‬
‫اﲪﺮت وﺟﻨﺘ ــﺎه و ّ‬
‫ﺑﻜﻠﻤــﺔ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻴﻤﻨﻰ إﱃ ﺟﺎره اﻟﻜﻬﻞ ﺛﻢ ﻗﺎل و ﻋﻴﻨﺎه ﻣﻐﺮورﻗﺘﺎن ﺑﺎﻟـﺪﻣﻮع‬

‫‪136‬‬
‫‪ :‬أرﺟ ــﻮك ﺗﻮﻗ ــﻒ‪ ،‬أ ــﺎ ﻫ ــﻮ اﻟ ـ ّـﺴﺒﺐ‪ ،‬أ ــﺎ ﻫ ــﻮ اﻟ ــﺴﺒﺐ ﰲ ﻛ ـ ّـﻞ‬
‫ﳾء‪ ،‬ﺑﺴﺒﺒﻲ دﺧﻞ اﻟﻐﺮﺑـﺎء ﺑﻴﺘﻨـﺎ و ﺣـﺎوﻟﻮا ﻗﺘـﻞ أﻣـﻲ ﻷ ّـﻪ ‪...‬‬
‫ﻣــﺎ ﻫــﻲ إﱃ ﺛــﻮان ﺣ ّﺘــﻰ ﳖــﺾ اﳉــﺎر ﻣﻨﺪﻫــﺸﺎ ﻏﺎﺿــﺒﺎ ﺛــﻢ ﻗــﺎل‪:‬‬
‫ﻣﺎذا ؟ أﻋﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ‪ ،‬ﻛﻴﻒ ﻫﺬا ؟ أﻣﺴﻚ ﻳﺪ اﻟﻔﺘﻰ ﺑﻘﻮة و ﻗﺎل‬
‫ﻫﻴﺎ إﱃ ﻣﻨﺰﱄ و أرﻳﺪك أن ﺗﴪد‬ ‫ﻟﻪ‪ :‬اﳖﺾ ّأﳞﺎ ّ‬
‫اﻟﻌﺎق‪ ،‬أﳞﺎ‪ّ ...‬‬
‫ﱄ ّ‬
‫ﻛﻞ ﳾء ﺣﺪث ﻣﻌﻚ‪.‬‬
‫ﱂ ﻳﺒـ ــﻖ ﻟﻠﻔﺘـ ــﻰ اﻵن إﻻ أن ﻳﻄﻔـ ــﺊ ﺷـ ــﻤﻌﺔ ﻋﺬاﺑـ ــﻪ و أن‬
‫ﻳﻠﻘــﻲ ﻣــﺎ ﺗﺒ ّﻘــﻰ ﻣــﻦ ﻗــﺼﻴﺪﺗﻪ ﻋــﲆ ﺟــﺎره اﻟﻜﻬــﻞ‪ ،‬دﺧــﻼ اﳌﻨــﺰل‬
‫ﺛ ــﻢ اﻧﻄﻠ ــﻖ اﳉ ــﺎر ﻧﺤ ــﻮ ﻏﺮﻓ ــﺔ اﻟ ــﻀﻴﻮف و اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻣ ــﻦ وراﺋ ــﻪ‬
‫ﺑﺒ ــﻀﻊ ﺧﻄ ــﻮات ﻳﻤ ــﴚ و ﻳﻤ ــﺴﺢ دﻣﻮﻋ ــﻪ ﺗ ــﺎرة ﺑﻴ ــﺪه اﻟﻴﻤﻨ ــﻰ‬
‫وﺗـ ــﺎرة ﺑﺎﻟﻴـ ــﴪى‪ .‬ﻋﻨ ـ ــﺪ دﺧـ ــﻮﳍﲈ ﻧﻄـ ــﻖ اﳉ ـ ــﺎر‪ :‬اﺟﻠـ ــﺲ ﻋ ـ ــﲆ‬
‫اﻟ ــﴪﻳﺮ ﻫﻨ ــﺎ‪ ،‬ﺛ ــﻢ ذﻫ ــﺐ و أﺣ ــﴬ ﻛﺮﺳ ــﻴﺎ ﻛ ــﺎن ﻗ ــﺮب اﻟﺒ ــﺎب‬

‫‪137‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وﺟﻠﺲ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﴍة‪ ،‬وﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﲆ رﻛﺒﺘﻲ اﻟﻔﺘـﻰ ﺛـﻢ ﻗـﺎل‬


‫ﻟﻪ‪ّ :‬‬
‫ﺗﻜﻠﻢ‪ ،‬أ ﺎ أﺳﺘﻤﻊ ﻟﻚ‪.‬‬
‫ـﺄﲏ ﱂ أﻛــﻦ ﰲ وﻋﻴــﻲ ﺣﻴﻨﻬــﺎ " ﻛﺎﻧــﺖ ﻫــﺬه أول ﲨﻠــﺔ ﻗﺎﳍــﺎ‬
‫" ﻛـ ّ‬
‫ـﺮج ﻧﻔـﺴﺎ ﲢ ّﺠـﺮت داﺧـﻞ ﺣﻨﺠﺮﺗـﻪ‬
‫ـﻜﺖ ﻟﺜـﻮاﲏ‪ ،‬أﺧ َ‬
‫اﻟﻔﺘـﻰ‪ ،‬ﺳ َ‬
‫ﻣﺬ أن ﺟﻠﺲ ﻋـﲆ اﻟـﴪﻳﺮ‪ ،‬ﺛـﻢ اﻧﻄﻠـﻖ ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ ﳛﻜـﻲ ﻗ ّـﺼﺔ‬
‫ـﺴﻴﺎرة اﻟﻜﺒ ــﲑة و ﻋ ــﻦ ذﻟ ــﻚ‬
‫ـﺸﺎب ﺻ ــﺎﺣﺐ اﻟ ـ ّ‬
‫ﻟﻘﺎﺋ ــﻪ ﺑ ــﺬﻟﻚ اﻟ ـ ّ‬
‫اﻟﺮﺟــﻞ ﺻــﺎﺣﺐ اﻟـ ّـﺸﺎرب اﻟﻜﺜﻴــﻒ و ﻛﻴــﻒ أﺧــﺬ ﻣﻨــﻪ أوراق‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎل‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺗﻮ ّﻗـﻒ ﺗﻔﻜـﲑي ﺣﻴﻨﻬـﺎ و أﺻـﺒﺤﺖ أﻓﻜّـﺮ‬
‫اﻟﻨﻘﻮد ّ‬
‫ـﻠﺖ إﱃ اﳌﻨــﺰل ﺛــﻢ دﺧﻠــﺖ‬
‫ﰲ اﻟﻌﻤــﻞ اﻟــﺬي ﻋﺮﺿــﻪ ﻋــﲇ‪ ،‬وﺻـ ُ‬
‫ﺑﺄي ﳾء‬
‫ﻛﺄﲏ ﱂ أﻗﻢ ّ‬
‫ﳐﱰﻗﺎ أﺟﻮاء اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﻛﺒﲑة ّ‬
‫ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮ‪ ،‬أ ﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﺴﻼم ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲆ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وذﻫﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ إﱃ‬
‫ـﺪي ﺧﻠــﻒ رأﳼ‬
‫ﻏﺮﻓﺘﻲ‪،‬اﺳــﺘﻠﻘﻴﺖ ﻓــﻮق اﻟـ ّـﴪﻳﺮ‪ ،‬ﺷــﺒﻜﺖ ﻳـ ّ‬

‫‪138‬‬
‫وﺑ ــﺪأت أ ــﺴﺞ أﺣ ــﻼم اﻟﻴﻘﻈ ــﺔ‪ ،‬أ ﺨ ّﻴ ــﻞ ﻣﺎﻫﻴ ــﺔ ﻫ ــﺬا اﻟﻌﻤ ــﻞ‪،‬‬
‫ﻮﻗﻒ ﻋـﻦ اﻟﺪراﺳــﺔ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ و ﻛﻴــﻒ ﺳـﺄﺧﻔﻲ ﻛـ ّـﻞ‬
‫ﻛﻴـﻒ ﺳــﺄ ّ‬
‫ـﻤﺖ اﺑﺘ ــﺴﺎﻣﺔ ﺻ ــﻐﲑة ﻋ ــﲆ ﻓﻤ ــﻲ ﺛ ــﻢ‬
‫ـﺪي‪ ،‬رﺳ ـ ُ‬
‫ﻫ ــﺬا ﻋ ــﻦ واﻟ ـ ّ‬
‫أﻃﺒﻘﺖ أﺟﻔﺎﲏ‪.‬‬
‫ـﻀﺖ ﰲ اﻟ ـ ـ ّـﺼﺒﺎح اﻟﺒ ـ ــﺎﻛﺮ‪ ،‬ﺗﻨﺎوﻟ ـ ــﺖ ﻓﻄ ـ ــﻮر اﻟ ـ ــﺼﺒﺎح ﺛ ـ ــﻢ‬
‫ﳖ ــ ُ‬
‫اﻧﻄﻠﻘ ــﺖ ﻧﺤ ــﻮ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــﺎ إن وﺻ ــﻠﺖ ﺣﺘ ــﻰ ﳌﺤ ــﺖ ذﻟ ــﻚ‬
‫ـﺸﺎب‪ ،‬ﻫﺮوﻟــﺖ ﻧﺤــﻮه ﺑــﴪﻋﺔ و رﻛﺒــﺖ ﺑﺠﻨﺒــﻪ ﰲ اﻟــﺴﻴﺎرة‪،‬‬
‫اﻟـ ّ‬
‫ﺗﺒﺎدﻟﻨــﺎ اﻟﺘﺤﻴــﺔ ﺛــﻢ ﻗــﺎل ﱄ‪ :‬ﺗﺒــﺪو ﻧــﺸﻴﻄﺎ ﻫــﺬا اﻟﻴــﻮم‪ ،‬ﻫــﻞ أ ــﺖ‬
‫ﺛﻢ ﻣﺴﺢ ﻋﲆ رأﳼ‬
‫ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻷول ﻋﻤﻞ ﻟﻚ ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ّ ،‬‬
‫و ﻗـ ــﺎل‪ :‬ﺟ ّﻴـ ــﺪ‪ ،‬أ ـ ــﺮى ﺗﻠـ ــﻚ اﳊﻘﻴﺒـ ــﺔ اﻟـ ــﺴﻮداء وراءك أﺳـ ــﻔﻞ‬
‫اﳌﻘﻌﺪ اﳋﻠﻔﻲ ؟ ﻳﻮﺟﺪ ﲠﺎ ﻣﻠﻴﺎران ‪ ،‬ﺳﻮف ﲤﻸ ﳏﻔﻈﺘﻚ ﲠﺎ‬
‫ﺛ ـ ــﻢ ﺗﺮﻛ ـ ــﺐ ﰲ ﻗﻄ ـ ــﺎر اﳉﻨ ـ ــﻮب‪ ،‬و ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗ ـ ــﺼﻞ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻗﺮا ﺑ ـ ــﺔ‬
‫ﺳﺎﻋﺘﲔ ﻣﻦ اﻟـﺰﻣﻦ ﺳـﺘﺠﺪ ﺷ ّـﺎﺑﺎ ﻃـﻮﻳﻼ أﺳـﻤﺮ اﻟﺒـﴩة ﺟﺎﻟـﺴﺎ‬

‫‪139‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﺑﺎﳌﺤ ّﻄ ـ ــﺔ ﳛﻤ ـ ــﻞ ّﻗﺒﻌ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـﲔ ﻳﺪﻳ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗ ـ ــﺮاه اذﻫ ـ ــﺐ إﻟﻴ ـ ــﻪ‬
‫ـﺄول ﻋﻤـﻞ ﻟـﻚ‬
‫واﻟﺒـﺎﻗﻲ ﺳـﻴﺨﱪك ﺑـﻪ‪ ،‬و إن ﻧﺠﺤـﺖ ﰲ ﻫـﺬا ﻛ ّ‬
‫رب ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻛﺜﲑا ‪.‬‬
‫ﺳﻴﻔﺮح ﺑﻚ ّ‬
‫ـﺸﺎب ﻋ ــﻦ ﻗ ــﺼﺔ ﻫ ــﺬﻳﻦ‬
‫ﰲ اﻟﺒﺪاﻳ ــﺔ ﱂ ﳜﻄ ــﺮ ﺑﺒ ــﺎﱄ أن أﺳ ــﺄل اﻟ ـ ّ‬
‫اﳌﻠﻴﺎرﻳﻦ و ـﺎذا آﺧـﺬﳘﺎ ﺑﻤﺤﻔﻈﺘـﻲ أو ﺣ ّﺘـﻰ ﻣـﻦ ﻳﻜـﻮن ﻫـﺬا‬
‫ﳐﺪرا‪،‬‬
‫ﻛﺄﲏ ﻛﻨﺖ ّ‬
‫ﺑﺄي ﻛﻠﻤﺔ ّ‬
‫اﻟﺬي ﺳﺄ ﺘﻘﻴﻪ ﺑﺎﳌﺤﻄﺔ‪ ،‬ﱂ أ ﻄﻖ ّ‬
‫ـﺖ ﺑــﲈ ﻗﺎﻟــﻪ ﱄ ﻣــﻦ ّأول إﱃ آﺧــﺮ ﻛﻠﻤــﺔ‪ ،‬ذﻫﺒــﺖ ﻣﺒــﺎﴍة إﱃ‬
‫ﻗﻤـ ُ‬
‫ﳏ ّﻄ ــﺔ اﻟﻘﻄ ــﺎر اﻟﺘ ــﻲ ﺗﺒﻌ ــﺪ ﻛﻴﻠ ــﻮﻣﱰﻳﻦ ﻋ ــﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻌ ــﺪ أن‬
‫وﺻﻠﺖ رﻛﺒﺖ اﻟﻘﻄﺎر ﺛ ّـﻢ ﺟﻠـﺴﺖ ﺑﺄﺣـﺪ اﳌﻘﺎﻋـﺪ ﰲ اﻟﻘـﺎﻃﺮة‬
‫اﻷﻣﺎﻣﻴ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻌـ ــﺪ رﺑ ــﻊ ﺳـ ــﺎﻋﺔ اﻧﻄﻠـ ــﻖ اﻟﻘﻄ ــﺎر‪ ،‬اﻟﺘـ ــﺼﻖ ﻧﻈـ ــﺮي‬
‫ـﺖ ﻗﻠــﻴﻼ‪ ،‬ﻣ ــﺎ إن ﻓﺘﺤــﺖ ﻋﻴﻨ ـ ّـﻲ ﺣ ّﺘ ــﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺎﻓــﺬة ﻣﻄ ـ ّـﻮﻻ ﺛـ ّـﻢ ﻧﻤ ـ ُ‬
‫ـﺪوي ﻓــﻮق رأﳼ‪ ،‬ﺛـ ّـﻢ ﻗﻠــﺖ ﳏـ ّـﺪﺛﺎ‬
‫ﺳــﻤﻌﺖ ﺻــﺎﻓﺮة اﻟﻘﻄــﺎر ﺗـ ّ‬

‫‪140‬‬
‫ﻧﻔﴘ‪ :‬ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ وﺻﻠﺖ ّإﳖﺎ ﳏﻄﺔ اﻟﻮﺻﻮل‪ ،‬أرﺳـﻠﺖ ﻧﻈـﺮي‬
‫ﺧﺎرﺟ ـ ــﺎ ﻷ ﻔ ّﻘ ـ ــﺪ اﳉﺎﻟ ـ ــﺴﲔ ﺑﺎﳌﺤ ّﻄ ـ ــﺔ ﺣ ّﺘ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﺪت ذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ـﺸﺎب ﻛــﲈ ُوﺻــﻒ ﱄ‪ ،‬ﻃﻮﻳـ ٌـﻞ‪ ،‬أﺳــﻤﺮ اﻟﺒــﴩة و ﳛﻤــﻞ ّﻗﺒﻌــﺔ‬
‫اﻟـ ّ‬
‫إﱄ‪ ،‬ذﻫﺒ ــﺖ‬
‫ﺑ ــﲔ ﻳﺪﻳ ــﻪ‪ ،‬ﻧﻈ ــﺮت إﻟﻴ ــﻪ ﺛ ــﻢ ﺣ ـ ّـﺮك رأﺳ ــﻪ ﻣ ــﺸﲑا ّ‬
‫ﻧﺤﻮه‪ ،‬ﺗﺼﺎﻓﺤﻨﺎ ﺛﻢ ارﺗـﺪى ﻗﺒﻌﺘـﻪ و ﻗـﺎل ﱄ‪ :‬ﻣﺮﺣﺒـﺎ ﺑـﻚ‪ ،‬ﻫ ّﻴـﺎ‬
‫ﻧﺬﻫﺐ إﱃ اﻟـﺴﻴﺎرة ﻟﻨﺘﺤ ّـﺪث‪ ،‬ﻛﺎﻧـﺖ ﺳ ّـﻴﺎرﺗﻪ ﻣﺮﻛﻮﻧـﺔ ﰲ آﺧـﺮ‬
‫اﳌﺤﻄ ــﺔ‪ ،‬رﻛﺒﻨ ــﺎ ﺛ ــﻢ أﺧ ــﺬ ﻣ ّﻨ ــﻲ اﳌﺤﻔﻈ ــﺔ اﻟﺘ ــﻲ ﻛﻨ ــﺖ أﲪﻠﻬ ــﺎ‪،‬‬
‫وﻗﺎل ﱄ‪ :‬ﺷﻜﺮا ﻳﺎ ﻓﺘﻰ ﻟﻘﺪ أﲤﻤﺖ ﻋﻤﻠـﻚ‪ ،‬ﺳـﻴﺄﰐ ﻗﻄـﺎر آﺧـﺮ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻌﻮد ﺑﻪ إﱃ ﻗﺮﻳﺘﻚ‪.‬‬
‫ـﺖ ّأول ﻋﻤ ــﻞ ﱄ‬
‫ﻷﲏ أﳖﻴ ـ ُ‬
‫ـﺖ ﺳ ــﻌﻴﺪا ‪،‬راﺿ ـ ـﻴﺎ ﻋ ــﻦ ﻧﻔ ــﴘ ّ‬
‫ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ﺑﻨﺠ ــﺎح‪ ،‬ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ وﺻ ــﻠﺖ إﱃ اﻟﻘﺮﻳ ــﺔ ﻛﺎﻧ ــﺖ اﻟ ـ ّـﺴﺎﻋﺔ ﺗ ــﺸﲑ إﱃ‬
‫ـﺸﺎب ﺻـ ــﺎﺣﺐ اﻟـ ــﺴﻴﺎرة اﻟﻜﺒـ ــﲑة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﺴﺎء‪ ،‬وﺟـ ــﺪت اﻟـ ـ ّ‬
‫ﻳﻨﺘﻈــﺮﲏ ﺧﻠــﻒ ﺟــﺪار اﻟﺜﺎﻧﻮﻳــﺔ‪ ،‬ﺷــﻜﺮﲏ ﺛــﻢ أدﺧــﻞ ﻣﺒﻠﻐــﺎ ﻣــﻦ‬

‫‪141‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫اﻟﻨﻘـﻮد ﰲ ﺟﻴـﺐ ﴎواﱄ ﺑـﴪﻋﺔ وﻗــﺎل ﱄ‪ :‬ﺧـﺬ‪ ،‬ﻫـﺬا ﻧــﺼﻴﺒﻚ‬


‫ّ‬
‫ﳍــﺬه اﳌــﺮة‪ ،‬أ ــﺎ ذاﻫــﺐ اﻵن و ﻻ ﺗــﻨﺲ أن ﻧﻠﺘﻘــﻲ ﻏــﺪا ﺻــﺒﺎﺣﺎ‬
‫ﻟﺘﻘــﻮم ﺑﻤﻬ ّﻤــﺔ أﺧــﺮى‪ ،‬ﻗﺎﻃﻌﺘ ـﻪ ﰲ ﺣﺪﻳﺜــﻪ ﻗــﺎﺋﻼ‪ :‬أ ﻠﺘﻘــﻲ ﻫﻨ ــﺎ‬
‫ﺑﺠﺎﻧ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ـ ـ ــﺔ ؟ ﻗ ـ ـ ــﺎل‪ :‬ﻻ‪ ،‬أ ـ ـ ــﺖ ﺗﻌﻤ ـ ـ ــﻞ اﻵن‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﲑاك‬
‫أﺻ ــﺪﻗﺎؤك و ﻳﻜﺘ ــﺸﻔﻮن أ ّ ــﻚ ّ‬
‫ﺗﻮﻗﻔ ــﺖ ﻋ ــﻦ اﻟﺪراﺳ ــﺔ و ر ّﺑ ــﲈ‬
‫ﳜ ــﱪون واﻟ ــﺪﻳﻚ ﲠ ــﺬا‪ ،‬ﺳ ــﺘﺠﺪﲏ أ ﺘﻈ ــﺮك ﺑﻤﺤ ّﻄ ــﺔ اﻟﻘﻄ ــﺎر‬
‫ﻗﻄﺎر اﳉﻨﻮب‪ ..‬ﻗﻠﺖ ﻟﻪ‪ :‬ﻻ ﺑﺄس إذا‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ــﺬه اﳌ ـ ـ ـ ـﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺘﺤـ ـ ـ ـ ّـﺪث ﻓﻴﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺧـ ـ ـ ــﺎرج‬
‫اﻟﺴﻴﺎرة‪،‬وﻛﺎن ﻫﺬا ّأول ﻋﻤﻞ ﱄ‪ّ ،‬أول ﻋﻤﻞ أدﺧﻠﻨﻲ ﺑﺠﺪارة‬
‫ّ‬
‫أﺳﻄﻮرة ﻋﻨﻮاﳖﺎ " أﺳﻄﻮرة اﻟﻀﻴﺎع "‪.‬‬
‫ﳊ ـ ّـﺪ اﻵن ﻣ ــﺎزال اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻳﺘﺤ ـ ّـﺪث ﻣﺘﺤ ـ ـ ّﴪا و ﺟ ــﺎره اﻟﻜﻬ ــﻞ‬
‫ﻳﺘﻨﻬﺪ ﺗﺎرة و ﺗﺎرة أﺧﺮى ﻳﻘﻮل ﻟﻪ‪:‬‬
‫ﳏﺪﻗﺎ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ‪ّ ،‬‬
‫ﻳﺴﺘﻤﻊ ّ‬

‫‪142‬‬
‫ﻫﻴــﻪ أﻛﻤــﻞ‪ ،‬ﱂ ﻳﺘﻮ ّﻗــﻒ اﻟﻔﺘــﻰ ﻋــﻦ اﻟـ ّـﴪد ﳊﻈــﺔ واﺣــﺪة ﻛﺄ ّــﻪ‬
‫ﻛﺎﺗﺐ ﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻓﻴﻠﻢ‬
‫ٌ‬ ‫ﳛﻔﻆ اﻷﺣﺪاث ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ أو ﻛﺄ ّﻪ‬
‫ﻳﺮوي ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ّ‬
‫ﺑﺪﻗﺔ‪.‬‬
‫ـﺸﺎب ﰲ اﻟﻴ ــﻮم اﳌ ــﻮاﱄ‬
‫ـﺖ ﺑﺎﻟ ـ ّ‬
‫أﻛﻤ ــﻞ اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻗ ــﺎﺋﻼ‪ :‬اﻟﺘﻘﻴ ـ ُ‬
‫ﺑﻤﺤ ّﻄ ــﺔ ﻗﻄ ــﺎر اﳉﻨ ــﻮب و أﺻ ــﺒﺤﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘ ــﻲ ﻛ ـ ّـﻞ ﻣ ـ ّـﺮة ﺑ ــﻨﻔﺲ‬
‫اﳌﻜ ــﺎن‪ ،‬ﻳﻌﻄﻴﻨـ ــﻲ ﻣﺒﻠﻐ ــﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﻘ ــﻮد و أ ـ ــﺎ آﺧ ــﺬه إﱃ وﺟﻬـ ــﺔ‬
‫ﳏﺪدة‪ ،‬ﻛﻨﺖ أﺳـﺄ ﻪ ﰲ ﺑﻌـﺾ اﻷﺣﻴـﺎن ﻋـﻦ ﻗ ّـﺼﺔ ﻫـﺬه اﻟﻨﻘـﻮد‬
‫ـﺮي ﺟ ــﺪا‬
‫رب اﻟﻌﻤ ــﻞ ﻫ ــﻮ رﺟ ــﻞ أﻋ ــﲈل ﺛ ـ ّ‬
‫و ﻛ ــﺎن ﻳﻘ ــﻮل ﱄ أن ّ‬
‫وﻟﺪﻳـﻪ ﴍﻛــﺎت ﻛﺜـﲑة ﺑﺎﳋــﺎرج‪ ،‬ﻟﻘـﺪ أ ــﻰ ﻟﻠﺒﻠـﺪ و ﻗــﺎم ﺑﺈﻧــﺸﺎء‬
‫ـﺴﻴﺎرات اﻟﻔــﺎﺧﺮة و ﻫــﺬه اﻷﻣــﻮال ﺗــﺪﺧﻞ ﰲ إﻃ ــﺎر‬
‫ﻣــﺼﻨﻊ ﻟﻠـ ّ‬
‫ﻧ ــﺸﺎﻃﺎﺗﻪ و ﺗﻌﺎﻣﻼﺗ ــﻪ ﻣ ــﻊ زﺑﺎﺋﻨ ــﻪ‪ ،‬ﺛ ـ ّـﻢ ﺑ ــﺪأ ﻳﻐ ــﻮص ﰲ اﻷﻣ ــﻮر‬
‫اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ـ ّـﺴﻨﺪات و ﻏﲑﻫ ـ ـ ــﺎ ‪ ...‬ﱂ أﻓﻘ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ــﻴﺌﺎ ﰲ ﻫـ ـ ـ ـﺬه‬
‫اﻛﺘﻔﻴﺖ ﻓﻘﻂ ﺑﻘﻮﱄ ﻟﻪ‪ :‬ﺣﺴﻨﺎ ﺣﺴﻨﺎ ﻟﻘﺪ ﻓﻬﻤﺘﻚ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اﻷﻣﻮر‪،‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺪت ﻋ ـ ــﲆ اﻟﻮﺿ ـ ــﻊ و ﻋ ـ ــﲆ أﺟ ـ ــﻮاء‬


‫ﻣ ـ ـ ّـﺮت ﺛﻼﺛ ـ ــﺔ أﺷ ـ ــﻬﺮ‪ ،‬اﻋﺘ ـ ـ ُ‬
‫اﻟﻌﻤ ــﻞ‪ ،‬ﻛﻴ ــﻒ ﻻ ؟ وﻗ ــﺪ ﻛﻨ ــﺖ أ ﻠ ّﻘ ــﻰ ﻛ ـ ّـﻞ ﻳ ــﻮم ﺣﺰﻣ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﻘـﻮد‪ ،‬ﻛﻴـﻒ ﻻ ؟ وﻗـﺪ ّ‬
‫ﻃﻠﻘـﺖ دراﺳـﺘﻲ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ‪ ،‬اﺣﱰﻓـﺖ‬
‫ـﺪي‪ ،‬أﺻ ــﺒﺤﺖ‬
‫و اﺣﱰﻓ ــﺖ ﻣﻌ ــﻪ اﻟﻜ ــﺬب ﻋ ــﲆ واﻟ ـ ّ‬ ‫اﻟﻌﻤ ــﻞ‬
‫ﻣﺮة ﳚﺪاﻧﻨﻲ ﻗﺪ اﺷـﱰﻳﺖ‬ ‫أﺧﺘﻠﻖ ﳍﲈ ﻋﴩا ت اﻷﻋﺬار ﰲ ّ‬
‫ﻛﻞ ّ‬
‫ـﺪﻋﺖ‬
‫ُ‬ ‫ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺟﺪﻳﺪا أو ّأﲏ وﺻﻠﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮا ﻟﻠﻤﻨـﺰل ‪ ...‬ﻟﻘـﺪ أ‬
‫ﰲ اﻟﻜﺬب و ﻳﺎ ﻟﻴﺖ اﻟﻜﺬب ﻳﺪوم‪.‬‬
‫اﳌﺮات‪ ،‬ﻛﻨـﺖ أ ﻨـﺎول وﺟﺒـﺔ اﻟﻌـﺸﺎء ﻣـﻊ‬ ‫أ ُّ‬
‫ﺬﻛﺮ ﰲ أﺣﺪ ّ‬
‫واﻟﺪي‪ ،‬أﻛﻤﻠﺖ ﺑـﴪﻋﺔ ﺛ ّـﻢ دﺧﻠـﺖ ﻏﺮﻓﺘـﻲ و أﻏﻠﻘـﺖ اﻟﺒـﺎب‬
‫ّ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﻔــﻞ‪ ،‬ﺟﻠــﺴﺖ ﻋــﲆ اﻟـ ّـﴪﻳﺮ ﺛــﻢ ﺑــﺪأت أﻋـ ّـﺪ ﻣــﺎ ﲨﻌﺘــﻪ ﻣ ــﻦ‬
‫أﻣ ــﻮال ﻃﻴﻠ ــﺔ اﻷ ّ ــﺎم ا ﺎﺿ ــﻴﺔ‪ ،‬و ﻓﺠ ــﺄة ﺳ ــﻤﻌﺖ أﻣ ـ ّـﻲ ﺗﻄ ــﺮق‬
‫اﻟﺒﺎب و ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻻﺣﻈﺘﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﻌﺸﺎء أ ﻪ اﻧﺘﺎﲠﺎ ﺷ ّـﻚ‬

‫‪144‬‬
‫ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ أﻛﻤﻠ ـ ــﺖ اﻷﻛ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﴪﻋﺔ و اﻧﻄﻠﻘ ـ ــﺖ ﻣﺒ ـ ــﺎﴍة ﻧﺤ ـ ــﻮ‬
‫اﻟﻐﺮﻓــﺔ‪ ،‬ﺛ ـ ّـﻢ ﻗﺎﻟ ــﺖ ﱄ ﻣــﻦ وراء اﻟﺒ ــﺎب‪ :‬اﻓ ــﺘﺢ اﻟﺒــﺎب ﻳ ــﺎ ﺑﻨ ـ ّـﻲ‪،‬‬
‫ـﺖ اﻟﻨﻘـ ــﻮد ﰲ ﳌـ ــﺢ اﻟﺒـ ــﴫ ﺛـ ـ ّـﻢ‬
‫ـ ــﺎذا أﻏﻠﻘﺘـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻘﻔـ ــﻞ ؟‪ ،‬ﲨﻌـ ـ ُ‬
‫ـﺖ اﻟﺒ ـ ــﺎب‪،‬‬
‫ﺧﺒﺄﲥ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﴪﻋﺔ ﲢ ـ ــﺖ ﻣﻼﺑ ـ ــﴘ ﺑﺎﳋﺰا ﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺤ ـ ـ ُ‬
‫ّ‬
‫ﺛﻢ ﻗﺎﻟـﺖ‪ :‬ﻟﻘـﺪ أﻛﻠـﺖ ﺑـﴪﻋﺔ‪ ،‬ﻣـﺎ ﺑـﻚ ؟ و ـﺎذا‬
‫دﺧﻠﺖ أﻣﻲ ّ‬
‫أﻏﻠﻘﺖ اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﻘﻔﻞ ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﳾء ؟ ﻗﻠـﺖ ﻷﻣـﻲ‪ :‬ﻟـﻴﺲ‬
‫أي ﳾء‪ ،‬رأﳼ ﻓﻘ ــﻂ ﻳ ــﺆﳌﻨﻲ و أرﻳ ــﺪ أن أرﺗ ــﺎح ﻗﻠ ــﻴﻼ‬
‫ﻫﻨ ــﺎك ّ‬
‫ﳍ ــﺬا أ ﻴ ــﺖ إﱃ اﻟﻐﺮﻓ ــﺔ ﻣ ــﴪﻋﺎ‪ ،‬ﻻ ﲣ ــﺎﰲ ﺳ ــﺄﻛﻮن ﰲ أﺣ ــﺴﻦ‬
‫ـﺴﻤﺖ‬
‫ُ‬ ‫ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻏ ـ ـ ـ ـ ــﺪا‪ ،‬اذﻫﺒ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وارﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﻲ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬اﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـﺖ اﻟﺒ ـ ــﺎب‬ ‫واﺑﺘ ـ ــﺴﻤﺖ‪،‬ﺧﺮﺟﺖ أﻣ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻐﺮﻓ ـ ــﺔ ﺛ ـ ــﻢ أﻏﻠﻘ ـ ـ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ـﺖ ﻧﻔــﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘــﺎ ﺛــﻢ ﻗﻠــﺖ‪ :‬ﻟﻘــﺪ ﻧﺠــﻮت ﻫــﺬه‬
‫وراءﻫــﺎ‪ ،‬أﺧﺮﺟـ ُ‬
‫اﳌﺮة‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪145‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﳖﻀﺖ ﺻﺒﺎﺣﺎ‪ّ ،‬ﻗﺒﻠـﺖ رأس أﻣـﻲ و ﺳ ّـﻠﻤﺖ ﻋـﲆ أﰊ أ ﻈـﺎﻫﺮ‬


‫ُ‬
‫ﻛﻜـ ـ ـ ّـﻞ ﻣـ ـ ــﺮة ّأﲏ ذاﻫـ ـ ــﺐ ﻟﻠﺪراﺳـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﱂ أﻋﻠـ ـ ــﻢ ﺣﻴﻨﻬـ ـ ــﺎ ّأﲏ ﻗـ ـ ــﺪ‬
‫ـﻘﻄﺖ اﻟﺒﺎرﺣ ــﺔ ورﻗ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﻘ ــﻮد أﺳ ــﻔﻞ اﻟ ــﴪﻳﺮ ﺑﻐﺮﻓﺘ ــﻲ‬
‫أﺳ ـ ُ‬
‫دون أن أﻻﺣــﻆ ذﻟــﻚ‪ ،‬ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻋــﺪت ﰲ اﳌــﺴﺎء ﻣــﻦ دراﺳــﺘﻲ‬
‫ـﺖ ﻏﺮﻓﺘــﻲ و إذا ﰊ أﺟــﺪ أ ّﻣــﻲ ﺟﺎﻟــﺴﺔ‬
‫)ﻋﻔـﻮا ( ﻣــﻦ ﻋﻤــﲇ دﺧﻠـ ُ‬
‫إﱄ‪ ،‬ﺛـﻢ ﻗﺎﻟـﺖ‪ :‬اﺟﻠـﺲ‬ ‫ﻓﻮق اﻟ ّـﴪﻳﺮ ﺗﻨﺘﻈـﺮﲏ‪ ،‬أﺷـﺎرت ﺑﻴـﺪﻫﺎ ّ‬
‫ـﺖ ﳍــﺎ ﻣــﺎ اﻷﻣــﺮ ﻳــﺎ أﻣــﻲ ؟ أ ـ ِ‬
‫ـﺖ اﻟﻴــﻮم‬ ‫ـﺴﺖ ﺛــﻢ ﻗﻠـ ُ‬
‫ﻳــﺎ ﺑﻨـ ّـﻲ‪ ،‬ﺟﻠـ ُ‬
‫ّ‬
‫ـﻜﺘﺖ ﺛ ــﻢ ﻓﺘﺤ ــﺖ ﻳ ــﺪﻫﺎ ﻟﱰﻳﻨ ــﻲ‬
‫ﺑﻐﺮﻓﺘ ــﻲ ﻋ ــﲆ ﻏ ــﲑ اﻟﻌ ــﺎدة‪ ،‬ﺳ ـ ْ‬
‫ورﻗﺔ اﻟﻨﻘﻮد ﻗﺎﺋﻠﺔ‪ :‬ﻣﻦ أ ـﻦ ﻟـﻚ ﲠـﺬا ؟ ﻓﻮا ﻟـﺪك ﱂ ﻳﻌﻄـﻚ أ ّـﺔ‬
‫ـﺖ ﳍــﺎ‪ :‬أ ــﺎ‬
‫ـﺖ ﻟﺜـﻮان ﺛــﻢ ﻗﻠ ُ‬
‫ﻧﻘـﻮد اﻟﺒﺎرﺣــﺔ ﻋـﲆ ﻣــﺎ أﻋﺘﻘـﺪ‪ ،‬ﺑﻜﻤـ ُ‬
‫ـﱪت‪ ،‬و ورﻗـ ــﺔ اﻟﻨﻘـ ــﻮد ﻫـ ــﺬه‬
‫ﻟ ــﺴﺖ ﺻـ ــﻐﲑا ﻳـ ــﺎ أﻣـ ــﻲ‪ ،‬ﻟﻘـ ــﺪ ﻛـ ـ ُ‬
‫أﻋﻄـﺎﲏ إﻳﺎﻫــﺎ‪ ...‬ﱂ أﻛﻤـﻞ ﻛﻼﻣــﻲ ﺣ ّﺘــﻰ‪ ،‬ﱂ أﻛﻤـﻞ ﻛــﺬﺑﺘﻲ ﺑﻌــﺪ‬

‫‪146‬‬
‫ﺣﺘﻰ دﺧﻞ أﰊ أﻣﺎﻣﻲ ﻣﻜ ّﴩا وﺟﻬﻪ ﻏﺎﺿﺒﺎ‪ ،‬ﻗﻠـﺖ ﰲ ﻧﻔـﴘ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ـﺖ أ ــﻀﺎ ُﻟﺘﻔ ــﺮغ ﻣ ــﺎ‬
‫ـﺖ أ ـ َ‬
‫ﻣ ــﺎ اﻟ ــﺬي أ ــﻰ ﺑ ــﻚ ﻳ ــﺎ أﰊ ؟ ﻫ ــﻞ أ ﻴ ـ َ‬
‫ﻋﲇ ؟‪ ،‬ﺛﻢ ﻗﻠﺖ‪ :‬أ ﺎ اﻟﻴﻮم ﻫﺎﻟﻚ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻧﻄﻖ أﰊ‬
‫ﺑﺠﻌﺒﺘﻚ ّ‬
‫ﺑﻨﻲ ؟ أﻓﻘﺪت ﺻﻮاﺑﻚ ؟‬
‫أﺧﲑا ‪ :‬أ ﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﻳﺎ ّ‬
‫أﺣﺴــﺴﺖ أن ﺻــﺨﺮة ﻛﺒــﲑة ﺳــﻘﻄﺖ ﻓــﻮق رأﳼ‪ ،‬ﱂ أﺟــﺪ ﻣــﺎ‬
‫ـﺖ أﺟﻠ ــﺲ‬ ‫أﻗﻮﻟ ــﻪ ﳊﻈﺘﻬ ــﺎ ﺣ ّﺘ ــﻰ ﺗ ـ ّ‬
‫ـﺬﻛﺮت ﺻ ــﺪﻳﻘﻲ اﻟ ــﺬي ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ‪ :‬ﻛﻴﻒ ﻫﺬا ﻳﺎ أﰊ ؟ ﺣـﺴﻨﺎ‪ ،‬ﺳـﺂﰐ‬
‫ﺑﺠﻨﺒﻪ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪ّ ،‬‬
‫ﻟﻚ ﻏﺪا ﺑﺼﺪﻳﻘﻲ اﻟﺬي ﳚﻠﺲ ﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻓـﻨﺤﻦ ﻧﺒﻘـﻰ ﻣـﻊ ﺑﻌـﺾ‬
‫ﻃﻴﻠ ـ ــﺔ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ‪ ...‬ﱂ أﻛﻤ ـ ــﻞ ﻛﻼﻣ ـ ــﻲ ﺣﺘ ـ ــﻰ ﻧﻄ ـ ــﻖ أﰊ ﳎ ـ ــﺪدا‪:‬‬
‫ـﺄي ﻛﻠﻤــﺔ‪ ،‬ﺛــﻢ‬
‫اﺳــﻜﺖ أﳞــﺎ اﻟﻜــﺎذب !‪ ،‬اﺳــﻜﺖ و ﻻ ﺗﻨﻄــﻖ ﺑـ ّ‬
‫ـﺄت‪ ،‬و ﻛﺄ ّــﻪ ﻧــﺎدى‬
‫ﻧـﺎدى ﺑــﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔـﻊ‪ :‬ﺗﻌــﺎل ﻳـﺎ ﻓﺘــﻰ‪ ،‬ﺗﻔﺎﺟ ُ‬
‫آﺧـ ــﺮ ﻣﻮﺟـ ــﻮدا ﻣﻌﻨـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﳌﻨﺰل ﻏﲑﻧـ ــﺎ ﻧﺤـ ــﻦ اﻟﺜﻼﺛـ ــﺔ‪ ،‬وداﺧـ ــﻞ‬
‫راﺑﻌﻨﺎ اﻟﻐﺮﻓﺔ‪..‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻣﻦ أ ﻦ أ ﻰ ﻳﺎ ﺗﺮى ؟‬
‫إ ّﻧ ــﻪ ﺻ ــﺪﻳﻘﻲ اﻟ ــﺬي ﳚﻠ ــﺲ إﱃ ﺟ ــﺎﻧﺒﻲ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﺟ ــﺎء‬
‫ـﺖ أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺛﻼﺛــﺔ أﺷــﻬﺮ ﺣﻴــﺚ اﻟﺘﻘــﻰ‬
‫ﻳــﺴﺄل ﻋ ّﻨــﻲ ﺑﻌــﺪﻣﺎ ﻏﺒـ ُ‬
‫ﺑـ ــﺄﰊ ﺧﺎرﺟ ـ ــﺎ و ﺳـ ــﺄ ﻪ ﻋ ّﻨ ـ ــﻲ و ﻋـ ــﻦ ﺳ ـ ــﺒﺐ ﻏﻴـ ــﺎﰊ ﻛ ـ ـ ّـﻞ ﻫ ـ ــﺬه‬
‫اﳌ ـ ـ ـ ّـﺪة‪،‬ﻧﻌﻢ ﱂ أﺧﻄـ ـ ـ ـﺊ ﺣ ـ ـ ــﲔ ﻗﻠ ـ ـ ــﺖ أ ّﻨ ـ ـ ــﻲ ﻫﺎﻟ ـ ـ ــﻚ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم ﻻ‬
‫ﳏﺎﻟ ــﺔ‪،‬ﻧﺠﻮت ﺑﺄﻛ ــﺎذﻳﺒﻲ ﻣـ ـ ّـﺮات ﻋ ـ ّـﺪة و اﻟﻴـ ــﻮم ﺳ ــﺄدﻓﻊ ﺛﻤـ ــﻦ‬
‫ذﻟ ــﻚ‪ ،‬اﲪ ـ ّـﺮ وﺟﻬ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪت اﻟﻘ ــﺪرة ﻋ ــﻦ اﻟﻜ ــﻼم‪ ،‬ﱂ أﺣ ـ ّـﺲ‬
‫ﺑﻨﻔـ ــﴘ ّإﻻ و أ ـ ــﺎ أﻏ ـ ــﺎدر اﻟﺒﻴـ ــﺖ ﻣﻬـ ــﺮوﻻ ﻧﺤ ـ ــﻮ اﻟﺒـ ــﺎب و أ ـ ــﺎ‬
‫أﴏخ‪ :‬دﻋـ ـ ــﻮﲏ و ﺷـ ـ ــﺄﲏ‪ ،‬دﻋـ ـ ــﻮﲏ و ﺷـ ـ ــﺄﲏ‪ ،‬ﺳـ ـ ــﺄذﻫﺐ و ﻻ‬
‫ـﺖ و أ ـﺎ أﺳـﻤﻊ وراﺋـﻲ أﺻـﻮاﺗﺎ‬
‫ﻋﻨﻲ ﺑﻌـﺪ اﻟﻴـﻮم‪ ،‬ﺧﺮﺟ ُ‬
‫ﺗﺒﺤﺜﻮا ّ‬
‫ﻋﺪﻳــﺪة ﺗﺘﻼﺷــﻰ ﺷــﻴﺌﺎ ﻓــﺸﻴﺌﺎ‪ ،‬ﱂ أﻓﻬــﻢ ﻣﻨﻬــﺎ إﻻ ﻛﻠﻤــﺔ واﺣــﺪة‪:‬‬
‫ارﺟﻊ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ـﺪي‬ ‫ـﺪي ﺑ ـ ّ‬
‫ـﺄن ﻟ ـ ّ‬ ‫ـﺖ ﺻ ــﺪﻣﺘﲔ ﻣ ـ ّـﺮة واﺣ ــﺪة‪ ،‬اﻛﺘ ــﺸﺎف واﻟ ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ﺗﻠﻘﻴ ـ ُ‬
‫ﺑﺄﲏ ﻗـﺪ ّ‬
‫ﺗﻮﻗﻔـﺖ ﻋـﻦ اﻟﺪراﺳـﺔ ﻣﻨـﺬ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﻧﻘﻮدا ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ و ّ‬
‫ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻬـﺮوﻻ ﻻ أﻋـﺮف اﻟﻮﺟﻬـﺔ اﻟﻘﺎدﻣـﺔ‪ ،‬ﻻ‬
‫ُ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ‪،‬‬
‫ـﺪي‬ ‫أﻋ ــﺮف إﱃ أ ــﻦ ﺳ ــﺄذﻫﺐ ﺑﻌ ــﺪﻣﺎ ّ‬
‫ﻃﻠﻘ ــﺖ اﻟﻜ ــﻼم ﻣ ــﻊ واﻟ ـ ّ‬
‫ـﺖ أرى اﻟﻈــﻼم ﳛ ــﻴﻂ ﰊ‬
‫وﺧﺮﺟــﺖ ﻛﺎﻟـ ّـﺴﻬﻢ ﻣ ــﻦ اﳌﻨــﺰل‪ ،‬ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ﰲ ﻛ ـ ّـﻞ رﻛ ــﻦ ﻣ ــﻦ زواﻳ ــﺎ اﻷز ّﻗ ــﺔ اﻟﺘ ــﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬ ــﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﺗﻮﻗﻔ ــﺖ ﻋ ــﻦ‬
‫اﳌـﴚ أﺧــﲑا ﻷﺟـﺪ ﻧﻔــﴘ ﺑـﺸﺎرع ﻟــﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴـﺪ ﻋــﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳــﺔ‪،‬‬
‫ﺑــﺪأ اﻟﻈ ــﻼم ﻳ ــﺴﺪل ﺳ ــﺘﺎره و ﺗﻨﺎﻗــﺼﺖ وﺗ ــﲑة اﳊﺮﻛ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻜ ـ ّـﻞ‬
‫ﻣـﴣ ﻟﺒﻴﺘـﻪ ّإﻻ أ ـﺎ ﺑﻘﻴـﺖ ﰲ ذﻟـﻚ اﻟ ّﻈـﻼم اﻟ ّـﺪاﻣﺲ ّ‬
‫ﻣﺘﻜﺌـﺎ ﻋــﲆ‬
‫ﺟـﺪار ﻣﻬــﱰئ أ ﺘﻈــﺮ ﰲ ﺻـﻤﺖ رﻳــﺜﲈ ﺗــﺄ ﻴﻨﻲ أﻓﻜـﺎر ﻋــﲆ ﺣــﲔ‬
‫ﻏـ ّـﺮة ﺗﺮﺳــﻢ ﱄ ﻣﻌ ــﺎﱂ اﻟﻐــﺪ‪ ،‬ﻏ ــﺪا أ ﺘﻈــﺮ ﺑﺰوﻏــﻪ ﻋ ــﲆ أﺣـ ّـﺮ ﻣ ــﻦ‬
‫اﳉﻤﺮ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻣﴩد ُﺗﻌﺎﻧﻖ ﺟﺴﺪه‬


‫وﺟﺪت ﻧﻔﴘ ﻧﺎﺋﲈ ﻛﻄﻔﻞ ّ‬
‫ُ‬ ‫أﺣﺲ ﺣﺘﻰ‬
‫ﱂ ّ‬
‫ـﴩد ﺗ ــﺴﺘﺄ ُﺲ‬
‫اﻟ ـ ّـﻀﻌﻴﻔﺔ ﺣ ّﺒ ــﺎت اﳌﻄ ــﺮ ﰲ اﳋ ــﺎرج‪ ،‬ﻛﻄﻔ ــﻞ ﻣ ـ ّ‬
‫ـﴩد ﺗﻐ ــﺮف َﻧ َﻔـ ــﺴﻪ‬
‫اﳌﻬﱰﺋـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻄﻔ ــﻞ ﻣ ـ ّ‬ ‫روﺣ ــﻪ ﺑ ـ ّ‬
‫ـﺪﻗﺎت ﻗﻠﺒ ــﻪ ُ‬

‫ﻣﻠﻌﻘ ــﺔ ﺑ ـ ْـﺮد ﻛ ـ ّـﻞ ﻟﻴﻠ ــﺔ ﻣﻈﻠﻤ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻄﻔ ــﻞ ﻣ ـ ّ‬
‫ـﴩد ذو أ ﺎﻣ ــﻞ ﻓﺘ ّﻴ ــﺔ‬
‫ـﴩد اﻓــﱰش ﺑِــﻼط اﻷرض‬
‫ﺗﺮ ّﺑــﺖ ﻋــﲆ أرض ﻧﺪ ّﻳــﺔ‪ ،‬ﻛﻄﻔــﻞ ﻣـ ّ‬
‫ﺷﻘﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﴩد ّ‬
‫ﻃﻠﻖ اﻟﻜَﺮى ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻋﲔ ّ‬ ‫ﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻄﻔﻞ ّ‬
‫ﻏﺮﻓﺔ أ ّ‬
‫رﻣﻘﺎ ُﺗــﻪ ﺟــﺪارا ﻣﻬﱰﺋــﺎ أﺻــﺒﺢ ﻓــﺮدا ﻣــﻦ‬
‫ـﴩد ُﺗﻐــﺎزل َ َ‬
‫ﻛﻄﻔــﻞ ﻣـ ّ‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ‪.‬‬
‫ﻧﺴﲈت ﺑـﺎردة اﻣﺘﺰﺟـﺖ ﻣـﻊ دﻣـﻮع‬
‫ٌ‬ ‫أ ﻘﻈﺘﻨﻲ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ‬
‫ﻣﺴﺤﺖ وﺟﻬﻲ ﺛـﻢ اﻧﻄﻠﻘـﺖ ﻧﺤـﻮ‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺘﻼﺷﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﻣﺲ‪،‬‬

‫ﳏ ّﻄــﺔ ﻗﻄــﺎر اﳉﻨــﻮب ﺣ ّﺘــﻰ أ ﻘــﻰ ذﻟــﻚ اﻟـ ّ‬


‫ـﺸﺎب و أﺣﻜــﻲ ﻟ ــﻪ‬

‫‪150‬‬
‫ﻣ ــﺎذا ﺟ ـﺮى ﻣﻌ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻠﻘ ــﺪ ﻛﺮﻫ ــﺖ ﻛ ـ ّـﻞ ﳾء‪ ،‬ﻣﻠﻠ ــﺖ ﻣ ــﻦ ﻛ ـ ّـﻞ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﴘ ﺑﻌﺪ ّ‬
‫ﻛﻞ اﻟﺬي ﺣﺪث‪.‬‬ ‫ﳾء ّ‬
‫ـﺸﺎب أﺧـﲑا ﰲ ﺣـﺪود‬
‫ﺣﺘﻰ أ ـﻰ اﻟ ّ‬ ‫ّ‬
‫ﺑﺎﳌﺤﻄﺔ‪ّ ،‬‬ ‫اﻧﺘﻈﺮت ﻣﻄﻮﻻ‬
‫ُ‬
‫اﻟ ـ ّـﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌ ــﺎﴍة ﺻ ــﺒﺎﺣﺎ‪ ،‬ﻣ ــﺎ إن ﺑ ــﺪأ اﻟﻜ ــﻼم ﺣ ــﻮل ﺟﺪﻳ ــﺪ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ و ﻣﺎذا ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ﻛﺎﻟﻌﺎدة ﺣ ّﺘـﻰ ﻗﺎﻃﻌﺘـﻪ ﻗـﺎﺋﻼ‪:‬‬
‫أ ــﺎ آﺳــﻒ ﻟﻜﻨــﻲ ﺳ ـﺄ ّ‬
‫ﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻟــﻦ أﻋﻤــﻞ ﻣﻌﻜــﻢ ﻣــﻦ اﻟﻴــﻮم‪ ،‬ﺛـ ّـﻢ‬
‫ﺑ ـ ــﺪأت أﴎد ﻟ ـ ــﻪ أﺣ ـ ــﺪاث اﻟﻠﻴﻠ ـ ــﺔ ا ﺎﺿ ـ ــﻴﺔ وﻛﻴ ـ ــﻒ اﻛﺘ ـ ــﺸﻒ‬
‫ـﺪي ﺗ ـ ـ ّ‬
‫ـﻮﻗﻔﻲ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ ‪ ...‬ﱂ أﻛﻤ ـ ــﻞ ﺣ ّﺘ ـ ــﻰ ﻓﺎﺟ ـ ــﺄﲏ‬ ‫واﻟ ـ ـ ّ‬
‫ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ‪ :‬ﻣﺎذا ﺗﻈﻦ ؟ أ ّﻨﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻫﻨـﺎ ؟‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺸﺎب‬
‫ّ‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺑ ـ ــﺪأت اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﻣﻌﻨ ـ ــﺎ و ﻻ ﻳﻤﻜ ـ ــﻦ أن ﺗﺘﻮ ّﻗ ـ ــﻒ أ ـ ــﺪا‪ ..‬ﱂ‬
‫أﻫــﻀﻢ ﻫــﺬا اﻟﻐــﻀﺐ و ــﺎذا اﻧﻘﻠــﺐ وﺟﻬــﻪ ﻓﺠــﺄة ﻫﻜــﺬا و ﻣــﺎ‬
‫اﻟـ ّـﺴﺒﺐ اﻟــﺬي ﳛــﻮل دون ﺗـ ّ‬
‫ـﻮﻗﻔﻲ ﻋــﻦ اﻟﻌﻤــﻞ‪ ...‬ﻳــﺎ إ ــﻲ أ ــﺎ‬
‫ﺣـ ــﺎﺋﺮ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎذا ﻫﻨـ ــﺎك ؟ ﻫ ـ ــﻞ ﰲ اﻷﻣـ ــﺮ ﺣﻴﻠ ـ ــﺔ ؟ ﺛـ ــﻢ ﻗﻠ ـ ــﺖ ﻟ ـ ــﻪ‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻋﻨﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﻤﻞ ؟ ﺎذا ﻻ‬


‫أرﺟﻮك أﺧﱪﲏ‪ ،‬أﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﲣﻔﻴﻪ ّ‬
‫إﱄ‬
‫ـﺸﺎب ﻟﻠﺤﻈ ــﺎت‪ ،‬ﺛ ــﻢ ﻧﻈ ــﺮ ّ‬ ‫أﺳ ــﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻮ ّﻗ ــﻒ ؟ ﺳ ـ َ‬
‫ـﻜﺖ اﻟ ـ ّ‬
‫ـﺖ أﻇ ّﻨـﻪ ﲪـﻼ ودﻳﻌـﺎ‬ ‫ﺑﺤﺪة ﻗﺎﺗﻞ ّ‬
‫ﻳﻜﴩ أ ﻴﺎﺑﻪ ﻋـﲆ ﻓﺮﻳـﺴﺘﻪ‪ ،‬ﻛﻨ ُ‬ ‫ّ‬
‫ﺣﺘ ــﻰ ﺑ ـ َ‬
‫ـﺎن ﱄ ﻛﺜﻌﻠ ــﺐ ﻣ ــﺎﻛﺮ ﻟﺪﻳ ــﻪ ﰲ ﺟﻴ ــﺐ ﺳ ــﱰﺗﻪ أﻛﺜ ــﺮ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻗﻨﺎع‪ ،‬ﺛﻢ ﻧﻄﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳـﺪ‪ :‬أ ﺮﻳـﺪ اﳊﻘﻴﻘـﺔ ؟ أ ـﺖ ﺗﻌﻤـﻞ ﻣﻌﻨـﺎ ﰲ‬
‫ﺷﺒﻜﺔ ﻟﺘﺰوﻳﺮ أوراق اﻟﻨﻘﻮد‪ّ ،‬‬
‫ﻛﻞ اﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻮزﻳﻌﻬﺎ‬
‫ـﺰورة‪ ،‬ﻫ ــﻞ ارﲢ ــﺖ ؟ ﻟﻘ ــﺪ ﻋﺮﻓ ــﺖ اﻵن‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻨ ــﻚ أ ــﺪا أن‬
‫ﻣـ ّ‬
‫ﺗﺘﻮ ّﻗــﻒ ﻋــﻦ اﻟﻌﻤـﻞ و إﻻ ﺳـ ّ‬
‫ـﻴﺘﻢ ﺗــﺼﻔﻴﺘﻚ ﻷ ّــﻚ ﺗﻌــﺮف أﴎا ر‬
‫و ﺗﻌـ ــﺮف وﺟـ ــﻮه ﻋﻤﻼﺋﻨـ ــﺎ و ‪ ...‬ﰲ ﻫـ ــﺬه اﻟﻠﺤﻈـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻌﻤـ ــﻞ‬
‫ـﺖ أﺣﺎﺳﻴ ــﴘ‪ ،‬ﱂ‬ ‫أﺻ ــﺒﺖ ﺑ ــﺎﳋﺮس‪ّ ،‬‬
‫ﲤﻠﻜﻨ ــﻲ اﳋ ــﻮف‪ ،‬اﺧﺘﻠﻄ ـ ْ‬
‫أﻋــﺮف ﻣــﺎذا أﻓﻌــﻞ‪ ،‬أأ ــﺪب ﺣ ّﻈــﻲ اﻟﻌــﺎﺛﺮ ﻋــﲆ ﺧﺮوﺟــﻲ اﳌـ ّ‬
‫ـﺬل‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨ ـ ــﺰل أم أ ـ ــﺪب ﺣ ّﻈ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ــﺎﺛﺮ ﻋ ـ ــﲆ ﺗﻮا ﺟ ـ ــﺪي ﰲ ﻫ ـ ـﺬه‬

‫‪152‬‬
‫اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ دون أن أﻋﺮف ّأﲏ ﻛﻨﺖ ﰲ ﻫﺎوﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻻ ﳖﺎﻳﺔ ﳍـﺎ‪،‬‬
‫ـﺖ ﺑــﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﻟﺜــﻮاﲏ‪ ،‬اﺑﺘﻠﻌــﺖ رﻳﻘــﺎ ﺗﺮ ّﺻــﻊ داﺧــﻞ ﺣﻨﺠــﺮﰐ‪،‬‬
‫ﻗﻤـ ُ‬
‫ﲨﻌــﺖ ﺷــﻴﺌﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺸﺠﺎﻋﺔ ﻃــﺮف ﻟــﺴﺎﲏ ﺛـ ّـﻢ ﻗﻠــﺖ ﻟــﻪ‪ :‬اﻟﻠﻌﻨــﺔ‬
‫أي ﺿــﻤﲑ ﻟــﺪﻳﻜﻢ ﺣﺘــﻰ ﺗﻘﻮﻣــﻮا ﲠــﺬا‬
‫ﻋﻠــﻴﻜﻢ و ﻋــﲆ أﻣﺜــﺎﻟﻜﻢ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻌﻤــﻞ ؟ ﺳــﺄ ّ‬
‫ﻮﻗﻒ و اﻓﻌﻠــﻮا ﻣــﺎ ﳛﻠــﻮ ﻟﻜــﻢ‪ ،‬ﻟــﻦ أﺧــﺎﻓﻜﻢ ﻓﻘــﺪ‬
‫ـﺪي‬ ‫ُﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻋﺖ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲈ ﻓﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺪت اﺣ ـ ـ ـ ـ ــﱰام واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﺗﻔﻨﻨﺖ اﻟﻜ ـ ــﺬب ﺑ ـ ــﺴﺒﺒﻜﻢ‪ّ ،‬‬
‫ﺗﻮﻗﻔ ـ ــﺖ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ‬ ‫ﺑ ـ ــﺴﺒﺒﻜﻢ‪ّ ،‬‬
‫أي ﻗﻠـ ـﻮب ﻣﺘﺤ ّﺠ ــﺮ ةﲢﻤﻠﻮﳖـ ـﺎ ؟ ﻛﻴ ــﻒ ﺗﻔﻌﻠ ــﻮن ﰊ‬
‫ﺑ ــﺴﺒﺒﻜﻢ‪ّ ،‬‬
‫ﻫﻜــﺬا و ﺗﻘــﻮل ﰲ اﻷﺧــﲑ ﺑﺒــﺴﺎﻃﺔ ّأﲏ أﻋﻤــﻞ ﰲ ﺷــﺒﻜﺔ ﻟﺘﺰوﻳــﺮ‬
‫أوراق اﻟﻨﻘﻮد !‬
‫ـﺖ ﻋﺎ ــﺎ‬
‫ـﺖ ﻏﺎﺿــﺒﺎ ﺟـ ّـﺪا وﻣﺘﻔﺎﺟﺌــﺎ ﰲ اﻟﻮﻗــﺖ ﻧﻔــﺴﻪ‪ ،‬دﺧﻠـ ُ‬
‫ﻛﻨ ـ ُ‬
‫ﻟﻴﺲ ﻛﻌﺎﳌﻲ اﻟﺬي اﻋﺘﺪت أن أﻋﻴﺸﻪ ﺑـﲔ أﺣـﻀﺎن أ ّﻣـﻲ و أﰊ‪،‬‬
‫ـﺖ ﻋﺎ ــﺎ ﻟــﻴﺲ ﻛﻌــﺎﳌﻲ اﻟــﺬي اﻋﺘــﺪت أن أﻋﻴــﺸﻪ ﰲ ﻣﻨــﺰل‬
‫دﺧﻠـ ُ‬

‫‪153‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﺖ ﻋـ ــﻦ‬ ‫ـﺐ و ﺗـ ــﻀﺤﻴﺔ‪ّ ،‬‬


‫ﺗﻮﻗﻔـ ـ ُ‬ ‫ﻣﻠﺌ ـ ـﻪ اﺣـ ــﱰام و ﺗﺮﺑﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻠﺌـ ــﻪ ﺣـ ـ ّ‬
‫اﻟﺸﺎب ﳞﻢ ﻟﺮﻛـﻮب‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻜﻼم‪ ،‬اﺳﺘﺪرت ﺛﻢ ﻣﻀﻴﺖ ﳊﺎﱄ ﺗﺎرﻛﺎ‬
‫ﺳﻴﺎرﺗﻪ‪ ،‬ﺧﻄﻮت ﺑﻌـﺾ ﺧﻄـﻮات ﺣﺘـﻰ ﻧﻄـﻖ ﻣـﻦ وراﺋـﻲ‪ :‬ﻟﻘـﺪ‬
‫أردت ﻟﻨﻔــﺴﻚ ﻫــﺬا ﻓﺎﺳــﺘﻌﺪ ﻟﺘﺤﻤـ ّـﻞ اﻟﻌﻮا ﻗــﺐ‪ ،‬ﱂ أ ِﻋــﺮ ﻛﻼﻣــﻪ‬
‫َ‬
‫أدﻧــﻰ اﻫــﺘﲈم أﻛﻤﻠــﺖ ﻃﺮﻳﻘــﻲ و أ ــﺎ ﺗﺎﺋــﻪ ﺑﺨﻴــﺎﱄ أﻋﻴــﺪ ﺳــﻴﻨﺎرﻳﻮ‬
‫ّ‬
‫اﻟﻠﺤﻈــﺎت اﳋﺎﻃﺌــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋــﺸﺘﻬﺎ ﻣــﻊ ﻫــﺬه اﻟﻌــﺼﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺳــﻴﻨﺎرﻳﻮ‬
‫اﻟﺘﺴﻌﲔ ﺣﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺪت ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ ﺑﺠﺪارة ّ‬
‫ﻓﻴﻠﻢ ّ‬
‫ـﺖ ﰲ ﻧﻔــﴘ أن أذﻫ ــﺐ إﱃ اﳌﻨــﺰل و أﻃﻠ ــﺐ اﻟ ـ ّ‬
‫ﺼﻔﺢ ﻣ ــﻦ‬ ‫ﻋﺰﻣـ ُ‬
‫واﻟﺪي و أﻋﱰف ﳍﲈ ّ‬
‫ﺑﻜﻞ ﳾء ﺣﺪث ﻣﻌﻲ ﻋﺴﻰ أن ﻳـﺼﻔﺤﺎ‬ ‫ّ‬
‫ﻋ ّﻨـ ــﻲ و ﻳﻘ ـ ــﺒﻼ اﻋﺘ ـ ــﺬاري‪ ،‬ﺛ ـ ـ ّـﻢ ﻗﻠ ـ ــﺖ‪ :‬ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬا ﺳ ـ ــﺄذﻫﺐ إﱃ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻮﻳ ـ ــﺔ ﻷﻟﺘﻘ ـ ــﻲ أﺻ ـ ــﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻠﻘ ـ ــﺪ اﺷ ـ ــﺘﻘﺖ ﳍ ـ ــﻢ و ﻷﺟ ـ ــﻮاء‬
‫ـﻦ ﻟ ــﺬﻟﻚ اﳌﺌ ــﺰر اﻷ ــﻴﺾ اﻟ ــﺬي ﻟﻄﺎ ــﺎ‬
‫اﻟﺪراﺳ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ــﺪأت أﺣ ـ ّ‬

‫‪154‬‬
‫ـﻦ‬ ‫ارﺗﺪﻳﺘــﻪ ﻛـ ّـﻞ ﺻــﺒﺎح‪ ،‬ﺑــﺪأت أﺣـ ّ‬
‫ـﻦ ﻟﻨــﺸﻴﺪ اﻟﻌﻠــﻢ ‪ ،‬ﺑــﺪأت أﺣـ ّ‬
‫ـﺘﺒﺪﻟﺖ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺼﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳـﺔ ﻛ ّـﻞ درس‪ ،‬ﻏﺒ ﱞـﻲ أ ـﺎ ّ‬
‫ﻷﲏ اﺳ‬ ‫ّ‬ ‫ﻟﺼﺎﻓﺮة‬
‫ﻫــﺬه اﻟﻠﺤﻈــﺎت اﳉﻤﻴﻠــﺔ ﺑﺒــﻀﻌﺔ أوراق ﻧﻘﺪﻳــﺔ‪ ،‬آه ﻋــﲆ ﻏﺒــﺎﺋﻲ‬
‫آه‪ ،‬وﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺖ ﻟﻠﺜﺎﻧﻮﻳ ـ ـ ـ ــﺔ و ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ـ ــﺴﺎﻋﺔ ﺗﻘ ـ ـ ـ ــﺎرب اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﴩ‪،‬اﻧﺘﻈﺮت ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﳌﺤﺖ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‪ّ ،‬‬
‫ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ـﻴﻢ و ﺑﻌــﺪ ﻧــﺼﻒ‬ ‫ﺛــﻢ ﲡﺎذﺑﻨــﺎ أﻃــﺮاف اﳊــﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ ﺳـ ٍ‬
‫ـﲔ و ﺟـ ْ‬
‫ودﻋ ــﺘﻬﻢ ﺛ ـ ّـﻢ‬
‫ﺳ ــﺎﻋﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻠﻘ ــﺎء ﻟﻘ ــﺎء اﺷ ــﺘﻘﺘﻪ ﻣﻨ ــﺬ ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺷ ــﻬﺮ ّ‬
‫أﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻧﺤﻮ اﳌﻨﺰل‪.‬‬
‫ﻣﻀﻴﺖ ﳊﺎﱄ ّ‬
‫ـﻠﺖ أﺧــﲑا إﱃ اﳌﻨــﺰل‪ ،‬وﺣــﲔ ﳘﻤــﺖ ﺑﺎﻟـ ّـﺪﺧﻮل ﺳــﻤﻌﺖ‬
‫وﺻـ ُ‬
‫ـﺎدي ‪..‬ﻛﺄ ّ ـﻪ ﺻ ـﻮت ﺑﻜــﺎء ﺧﺎﻓــﺖ ﳑــﺰوج ﺑﻜــﻼم‬
‫ﺻــﻮﺗﺎ ﻏــﲑ ﻋـ ّ‬
‫ّ‬
‫ﻣﺘﻘﻄﻊ ﻏﲑ ﻣﻔﻬـﻮم‪ ،‬ﻓﺘﺤـﺖ اﻟﺒـﺎب و ﻟﻴﺘﻨـﻲ ﱂ أﻓﺘﺤـﻪ‪ ،‬ﺧﻄـﻮت‬
‫أول ﺧﻄ ــﻮة و ﻟﻴﺘﻨ ــﻲ ﱂ أﺧﻄﻬ ــﺎ‪ ،‬أ ﻘﻴ ــﺖ ﻧﻈ ــﺮي داﺧ ــﻞ اﳌﻨ ــﺰل‬
‫وﳌﺤﺖ أﰊ و أﻣﻲ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎن ﰲ آﺧـﺮ اﻟـﺮواق ﻳﺘﻘﺎﺳـﲈن ﻧـﺼﻒ‬

‫‪155‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻣﻨ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻞ ﳑ ـ ـ ـ ـ ّـﺰق ﻳﻤ ـ ـ ـ ــﺴﺤﺎن ﺑ ـ ـ ـ ـ ـﻪ دﻣ ـ ـ ـ ــﻮﻋﻬﲈ اﳌﺘﻨ ـ ـ ـ ــﺎﺛﺮة ﻫﻨ ـ ـ ـ ــﺎ و‬


‫ﻫﻨﺎك‪،‬اﻧﻄﻠﻘــﺖ ﻣــﴪﻋﺎ ﻧﺤﻮﳘــﺎ‪ ،‬ﱂ أ ﻜ ّﻠــﻢ ﺑﻌــﺪ ﺣﺘــﻰ ﻧﻄــﻖ أﰊ‬
‫و ﺣــﺎوﻟﻮا ﻗﺘ ـﻞ‬ ‫ﳜــﱪﲏ ﰲ ﺷــﻬﻘﺔ ﻋــﻦ ﻏﺮﺑــﺎء دﺧﻠــﻮا ﻟﻠﻤﻨــﺰل‬
‫ـﺪﻣﻲ ﺣ ّﺘــﻰ وﺟــﺪت ﻧﻔــﴘ‬
‫أ ّﻣــﻲ ‪ ...‬ﻗﺒــﻞ أن ﻳﻜﻤــﻞ ﱂ أﺣـ ّـﺲ ﺑﻘـ ّ‬
‫داﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻲ ‪...‬‬
‫أﻛﻤ ـ َـﻞ اﻟﻔﺘ ــﻰ ﺣﺪﻳﺜ ــﻪ ﻣ ــﻊ اﳉ ــﺎر‪ ،‬ﻛﻴ ــﻒ ذﻫ ــﺐ إﱃ ﻏﺮﻓﺘ ــﻪ‬
‫ﻳﺘﺤﴪ ﻋﲆ اﳋﱪ اﳌﺆﱂ اﻟـﺬي ﺳـﻤﻌﻪ ﻣـﻦ واﻟـﺪه‬
‫اﻟﺼﻐﲑة و ﻫﻮ ّ‬
‫و ﺑﺄ ّــﻪ ﺧــﺮج ﻣــﻦ اﳌﻨــﺰل ﺑﻌــﺪﻫﺎ دون أن ﻳﻜ ّﻠــﻢ واﻟﺪﻳــﻪ‪ ،‬و ﻛﻴــﻒ‬
‫ﺗﻘﺎﺳــﻢ ﻣــﻊ اﳊــﺎﺋﻂ ﻟــﺴﺎﻋﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴــﺔ ﺑﺪاﻳــﺔ ﻗـ ّـﺼﺘﻪ إﱃ أن ﻟﻘــﻲ‬
‫ﺛﻢ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف أ ﻦ أﺧﱪه ﺑﺎﻟﺒﻘﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺟﺎره ﻗﺮب اﳌﻨﺰل ّ‬
‫ﻗﺎﻃﻊ اﳉﺎر اﻟﻜﻬـﻞ اﻟﻔﺘـﻰ ﻗـﺎﺋﻼ‪ :‬ﻫﻜـﺬا إذن‪ ،‬ﻟﻘـﺪ ﻓﻬﻤـﺖ‬
‫ﻛـ ّـﻞ ﳾء‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌــﺼﺎﺑﺔ اﻟﺘــﻲ ﻛﻨــﺖ ﺗﻌﻤــﻞ ﻣﻌﻬــﺎ ﻫــﻢ ﻣــﻦ أرﺳــﻠﻮا‬

‫‪156‬‬
‫ﻫــﺆﻻء اﻟﻐﺮﺑــﺎء ﻟﻘﺘــﻞ أ ّﻣــﻚ اﻧﺘﻘﺎﻣــﺎ ﻣﻨــﻚ ﺑﻌــﺪﻣﺎ ﻓﺎﺟــﺄﲥﻢ ﺑﺄ ــﻚ‬
‫ّ‬
‫ﺳﺘﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬و ﲪﺪا ﷲ ّأﳖﺎ ﱂ ﲤﺖ ﺑـﻞ ﻓﻘـﺪت اﻟـﻮﻋﻲ‬
‫ﻓﻘﻂ ‪...‬‬
‫ﱂ ﻳﻜﻤﻞ اﳉﺎر ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ اﻟﻔﺘﻰ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗـﺔ‪،‬ﻳﻘﻮل‬
‫ﻷﲏ ﺗﻮﻗﻔـ ــﺖ ﻋـ ــﻦ‬
‫و ﻳﻌﻴ ــﺪ‪ :‬أ ـ ــﺎ ﻧـ ــﺎدم ﻋ ــﲆ ﻣـ ــﺎ ﻓﻌﻠﺘـ ــﻪ أ ــﺎ ﻧـ ــﺎدم ّ‬
‫اﻟﺪراﺳﺔ‪ ،‬أ ﺎ ﻧـﺎدم ﻛ ّـﻞ اﻟﻨـﺪم‪ ،‬أ ـﺎ ﻧـﺎدم ﻋـﲆ ﻛ ّـﻞ ﳾء‪ ،‬ﺳـﺄذﻫﺐ‬
‫ـﺪي اﻵن و أرﲤـ ـﻲ ﲢ ــﺖ ﻗ ــﺪﻣﻴﻬﲈ ﻃﺎﻟﺒ ــﺎ اﻟﻌﻔ ــﻮ‪ ،‬ﻋ ــﺬرا أﰊ‬
‫ﻟﻮا ﻟ ـ ّ‬
‫وأﻣـ ــﻲ إن أﺧﻄـ ــﺄت ﰲ ﺣﻘﻜـ ــﲈ‪ ،‬ﻋـ ـ ّ‬
‫ـﺎق أ ـ ــﺎ إن ﱂ أﻗ ّﺒـ ــﻞ ﺧـ ـ ّـﺪﻳﻜﲈ‬
‫ـﺎق أ ــﺎ إن ﱂ أ ﺤـ ِـﻦ اﺣﱰا ﻣــﺎ ﻟﻜــﲈ ﻛ ّﻠــﲈ‬
‫ورأﺳــﻴﻜﲈ ﻛـ ّـﻞ ﺻــﺒﺎح‪ ،‬ﻋـ ّ‬
‫ﺟﺎﺣﺪ أ ﺎ إن ﻗﻠـﺖ‬
‫ٌ‬ ‫ﻐﻦ ﺑﻜﲈ ّ‬
‫ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺟﺎﺣﺪ أ ﺎ إن ﱂ أ ّ‬
‫ٌ‬ ‫اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ‪،‬‬
‫ﺗﻔﺎﻫــﺔ ﺗﻐــﻀﺒﻜﲈ‪ ،‬ﺳــﺄﺣﺒﻮ ﻣــﻦ اﻟﻴــﻮم ﻃﻤﻌــﺎ ﻹرﺿــﺎﺋﻜﲈ‪ ،‬ﺑﻮﺟــﻪ‬

‫ﻛ ّﻠــﻪ اﺑﺘــﺴﺎﻣﺔ ﺳــﺄﻗﺎﺑﻠﻜﲈ‪ ،‬ﺑﻮﺟــﻪ ﻣﻔﻌــﻢ ﻣــﲇء ﺑﺤـ ّ‬


‫ـﺐ اﻻﺑــﻦ ﻷ ّﻣــﻪ‬

‫‪157‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـﻒ أ ــﺎ ﺑﻘــﺪر اﻟـ ّـﺴﲈ‪ ،‬أ ــﺎ‬


‫اﻟﺘﺎﺋــﺐ و ﻫــﺬه ﺣﻜــﺎﻳﺘﻲ‪ ،‬آﺳـ ٌ‬
‫وأ ﻴــﻪ‪ ،‬أ ــﺎ ّ‬
‫آﺳﻒ‪.‬‬
‫ﺧــﺮج اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻣ ــﻦ ﻣﻨ ــﺰل اﳉ ــﺎر اﻟﻜﻬ ــﻞ ﺛ ـ ّـﻢ ﻋ ــﺎد إﱃ ﻣﻨﺰﻟ ــﻪ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺟﺪﻳ ــﺪ‪ ،‬ارﲤ ــﻰ ﺑ ــﲔ أﺣ ــﻀﺎن واﻟﺪﻳ ــﻪ ﻃﺎﻟﺒ ــﺎ اﻟ ـ ّـﺴﲈح واﻟﻌﻔ ــﻮ‪،‬‬
‫ﻳﺘﺤ ـ ـ ّـﺪث و ﻳﺒﻜ ـ ــﻲ ﺑﻌﻤ ـ ــﻖ‪ ،‬ﺑﻌﻤ ـ ــﻖ ﻧﺪﻣ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﺸﺪﻳﺪ‪ ،‬أدار ﺑﻜ ـ ــﺮة‬
‫اﻷﺣﺪاث و اﻧﻄﻠﻖ ﳛﻜﻲ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻌﻪ‪.‬‬
‫ﺑﻌــﺪ ﻳــﻮم واﺣــﺪ‪ ،‬ذﻫــﺐ اﻟﻔﺘــﻰ ﻣــﻊ واﻟــﺪه إﱃ ﻣﺮﻛــﺰ اﻷﻣــﻦ‬
‫ﻟﻴﻘـﻮم ﺑــﺎﻹﺑﻼغ ﻋـﻦ ﻋــﺼﺎﺑﺔ ﺗﺰوﻳـﺮ اﻟﻨﻘــﻮد‪ ،‬ﺣﻴـﺚ أﻋﻄــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫ـﺘﻢ‬
‫ﲣﺺ أﻓﺮادﻫﺎ و ﻛﻴﻒ ﺣـﺎوﻟﻮا ﻗﺘـﻞ أ ّﻣـﻪ‪ ،‬ﻟﻴ ّ‬
‫اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ّ‬
‫اﻟﻘ ــﺒﺾ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ ﰲ ﻛﻤ ــﲔ ﳏﻜ ــﻢ ﺑﻌ ــﺪ ﺷ ــﻬﺮ ﻣ ــﻦ اﻟﱰ ّﺻ ــﺪ‪ ،‬أ ّﻣ ــﺎ‬
‫ﺑﺨ ــﺼﻮص اﻟﺪراﺳ ــﺔ ﻓﻘ ــﺪ ﻋ ــﺎد اﻟﻔﺘ ــﻰ ﻟﻠﺜﺎﻧﻮﻳ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﺟﺪﻳ ــﺪ و‬
‫ﺗﻔﻬﻤﻮا ﺣﺎﻟﺘﻪ و اﻋﺘﱪوﻫﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫اﺳﺘﺪرك ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ّ‬

‫‪158‬‬
‫ﻫــﺬه ﻫــﻲ ﻗـ ّـﺼﺔ ﻫــﺬا اﻟﻔﺘــﻰ اﻟﺘﺎﺋــﺐ اﻟــﺬي رﻏــﻢ ﻛـ ّـﻞ ﻣــﺎ ﻗــﺎم ﺑــﻪ‬
‫ﻃــﻮال ﺛﻼﺛــﺔ أﺷــﻬﺮ ﻛﺎﻣﻠــﺔ أﻋــﺎده واﻟــﺪاه ﺑﻘﻠــﺐ واﺳــﻊ و ﺣﻨــﻮن‬
‫إﱃ ﺣﻀﻨﻬﲈ اﻟﺪاﻓﺊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳـﺪ‪ ،‬أﻛﻤـﻞ اﻟﻔﺘـﻰ دراﺳـﺘﻪ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ‬
‫ﺛـ ّـﻢ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌــﺔ‪ ،‬ﻟﻴﻌﻤـ َـﻞ ﺑﻌــﺪﻫﺎ ﳏﺎﻣﻴــﺎ ﻳﻘـ ُ‬
‫ـﻒ ﰲ وﺟــﻪ اﳌﺠــﺮﻣﲔ و‬
‫اﻟﻀﻌﻔﺎء‪.‬‬
‫ﺣﻖ اﻷ ﺮﻳﺎء و ّ‬
‫اﻷﺷﻘﻴﺎء و ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ّ‬

‫‪159‬‬
 


160
‫ﻟﻔﻬﺮس‬
‫أّول اﻟﻴﺎﺳﻤﲔ ‪5 ..........................................‬‬
‫ورود ‪7 .................................................‬‬

‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻘﻠﻢ اﻷﺳﺘﺎذ‪ :‬ﺑﺸﲑ ﺑﻮﻛﺜﲑ ‪11 ......................‬‬

‫ﺷﻬﺪاء اﻟﺴﲈ ‪17 ...........................................‬‬

‫دﻣﻌﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ‪21 .......................................‬‬

‫َ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ‪29 ......................................‬‬ ‫ﻋﺬرا‬

‫أ ﺎﻧﺎ ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪33 ...........................................‬‬

‫اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﻘﲑ ‪37 ..........................................‬‬

‫ﻃﻔﻞ ﺑﺎدﻳﺔ ‪41 ............................................‬‬


‫‪161‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ﻗﺼﺔ ﺣﺎدث ‪45 ..........................................‬‬

‫ﺟﺎءﲏ ﰲ اﳌﻨﺎم ‪51 ........................................‬‬

‫ﻋﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪ ‪55 .............................................‬‬

‫رﺿﺎه ﰲ رﺿﺎﻫﻢ ‪59 .....................................‬‬

‫اﻋﺘﺬار ﻟﻠﻴﲆ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪63 ..................................‬‬

‫ﻧﺴﻮا )ﺑﺮﻳﺮة( إﻻ ‪67 .................................. ...‬‬

‫ﻫﻨﺎ ﻏﺮداﻳﺔ ﺗﺒﺘﺴﻢ ‪71 .....................................‬‬

‫اﳖﻴﺎر ﰲ وﺿﺢ اﻟﻨﻬﺎر ‪75 ................................‬‬

‫ﻫﻮ ذا ﻳﻮم ِ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ّ‬
‫أﻃﻞ ‪79 .................................‬‬

‫‪162‬‬
‫ﺟّﻨﺒﻴﻨﻲ ﻳﻮم اﻟﺘﻼﻗﻲ ‪83 ..................................‬‬

‫ﺷﻴﺨﻲ ﻧﻢ‪87 ............................................‬‬


‫َ‬ ‫أ‬

‫ﻧﺒﺾ ﺑﺮيء ‪91 ...........................................‬‬

‫وﺣﻲ اﻣﺮأة ‪97 ...........................................‬‬

‫ﺳﺎرﻗﻮ اﻷﺣﻼم ‪103 .....................................‬‬

‫رب ‪111 .......................................‬‬


‫ﻏﻔﺮاﻧﻚ ّ‬

‫ﻣﻦ ّ‬
‫ﺣﻘﻚ أن ﺗﻔﻄﺮ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ‪115 ...........................‬‬

‫اﻟﺘﺎﺋﺐ ) ﻗﺼﺔ( ‪123 .....................................‬‬

‫اﻟﻔﻬﺮس ‪161 ...........................................‬‬

‫‪163‬‬

You might also like