Professional Documents
Culture Documents
مثاني القرآن الكريم هي إشارة إلى شفرة الحاسب المثاني، د. خالد بكرو
مثاني القرآن الكريم هي إشارة إلى شفرة الحاسب المثاني، د. خالد بكرو
اخلالصة
الرقمي
الرقميّة ،العصر ّ
وتوسعها ،حيث نعيش عصر احلاسب واالتصاالت واألنظمة والتّقنيات ّ وتنوعها ّمع تطّور علوم العصر التّقنية ّ
تسمى أيضاً ِ
وترسل ابستخدام شفرة املثاين األصفار والواحدات ،واليت ّ
وثورة املعلومات ،هذه املعلومات مُتثّل وتمكتب وتمعاجل وختمّزن وتموثّق وتمنشر م
اليت تعمل عليها معظم التّقنيّات واألنظمة احلديثة.لغة عمل احلاسب املثاين ،و ّ
كررها يف مثاين من اآلايت ،وألن تكرار الكلمة يف القرآن
ألمهيّة هذه الشفرة ،نعتقد أن القرآن الكرمي أشار إليها بكلمة {املثاين} و ّ
سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة ،وابملعىن العلمي احملمول هبا ،نسعى يف هذا البحث لنظهر أن كلمة الكرمي ٌّ
{املثاين} القرآنية هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة ِ
وشفرة عمل احلاسب املثاين ،األصفار والواحدات ،اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة. ّ
كل آية من آي القرآن املنري تنشر مثاين من األنوار ،نور هدايتها ونور إعجازها ،وكل طائفة من النّاس حسب درجاهتا ،أتخذ حظّها
أي إشارة أو مشهد من مشاهد القرآن الكرمي ،يف هذا البحث حظّنا أننا مهدينا من نور كلمة {املثاين} القرآنية ،وحناول إظهار إعجاز من ّ
الصحيحة هلذه ِ
الصرحية إىل الشفرة املثاين ،األصفار والواحدات ،وحناول كمختصني إظهار البيّنة العلميّة ّ نورها وأهنا اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ
اإلشارة القرآنية حسب الطّاقة البشريّة ،ونسعى لتوضيح املعىن العلمي واللغوي للمثاين ،وملاذا املثاين يف اخللق والوجود.
علمي ،فهذه الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد ِ
إن اإلشارة القرآنيّة للغة وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة ،هو سبق قرآين وإعجاز ّ
لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين ،لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته ،لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته.
الكلمات املفتاحية :الشفرة املثاين يف القرآن الكرمي ،اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي ،القرآن الكرمي يشري إىل الشفرة
املثاين ،إعجاز الشفرات العددية ،احلاسوب والقرآن الكرمي.
2
-1مشكلة البحث
كررها يف مثاين من اآلايت ،وال يوجد تفسري دقيق هلا يف
لقد ذكر القرآن الكرمي كلمة {املثاين} و ّ
كتب التفسري عرب العصور ،وألن كلمة املثاين يف هذا العصر تعرب عن لغة ِ
وشفرة عمل األنظمة الرقمية
كاحلاسب وأنظمة االتصاالت ،وهي اللغة والشفرة املثاين ،األصفار والواحدات ،اليت تدعى أيضاً لغة عمل
اللدين ،وألمهيتها
اآللة ،اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة ،واليت نعتربها إحدى معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ
وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة ،وأساس الثورة الرقمية ابلكامل ،حياول البحث دراسة احدى لكوهنا لغة ِ
اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي ،وهي الشفرة املثاين ،وإثبات أن هذه الشفرة ممشار إليها يف
القرآن الكرمي مثاين من املرات يف مثاين من اآلايت ،و أن كلمة {املثاين} القرآنيّة هي اإلشارة العلميّة
القرآنية الصرحية إىل لغة ِ
وشفرة عمل احلاسب املثاين ،األصفار والواحدات. ّ ّ
-2أمهيّة البحث ومربراته
القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة ،وعلومه ختاطب كل جيل ،ومعارفه تصلح
لكل العصور ،وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة ،عصر ثورة املعلومات واألرقام والتّقنيّات
الرقميّة ،أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي ،وهي ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات
ّ
العلميّة احلديثة ،ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي خياطب كل األجيال مبختلف مستوايهتم العلمية
والفكرية .من إعجاز الكتاب اجمليد وإحكامه وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو
وتسمي مسألة حم ّددة ومعلومة يف ظاهرها ،لكنها حتمل حقائق كبرية وختتزل يف تدل عليه ،فقد تصف ّ ّ
ابطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال هللا سبحانه وتعاىل ،وهلا دور علمي يف ال ّداللة على
أشياء وحوادث وظواهر علميّة ،وحىت تكرارها يكون بقدر حمدود ومقصود ،وحلكمة يعلمها هللا عز وجل،
سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة ،وهذا ما وجدانه يف هذا البحث وهذا التّكرار ٌّ
من خالل ارتباط كلمة املثاين وتكرارها ،ابملعىن العلمي احملمول هبا وبكلمات قرآنية تتّصل هبذا املعىن.
الصحيحة على هذا الربط ،حسب الطّاقة البشريّة، حناول كمختصني إظهار اإلشارة والبيّنة العلميّة ّ
وشفرة عمل لنثبت يف النهاية ،أن كلمة {املثاين} القرآنية هي اإلشارة العلمية القرآنية الصرحية إىل لغة ِ
ّ ّ ّ ّ
احلاسب املثاين ،األصفار والواحدات ،اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة ،واليت نعتربها إحدى معجزات
اللدين ،وألمهيتها فالبد أن تكون مذكورًة أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل،
القدرة اإلهلية والعلم ّ
والبد أن حيتوي الكتاب اجمليد إعجازاً يتعلق ِ
ابلشفرات العددية.
3
-3أهداف البحث
يهدف البحث إىل جمموعة من األمور سنذكر أمهّها:
تدل عليه.
-1إثبات وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو ّ
-2إثبات الدور العلمي للكلمة القرآنية يف ال ّداللة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة.
-3إثبات أن تكرار الكلمة القرآنيّة يكون بقدر حمدود ومقصود ،وحلكمة يعلمها هللا سبحانه وتعاىل،
سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة.وهذا التّكرار ٌّ
وشفرة عمل -4إظهار وإثبات أن كلمة {املثاين} القرآنية هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة ِ
ّ
احلاسب املثاين ،األصفار والواحدات ،اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة.
-5املسامهة يف أحباث وأعمال خدمة القرآن ولغة القرآن ،وأمة القرآن ،نبغي فيه رضا منزل القرآن الكرمي
سبحانه وتعاىل.
-6توظيف احلاسب وأدواته وعلومه ،لكشف حقائق وأسرار جديدة معجزة للنّص القرآين ،تفتح
للعلماء أبو ًااب جديدة ،وغري معهودة للتّدبّر يف الكتاب اجمليد.
-7وضع أسس املرحلة القادمة من أحباث اإلعجاز العلمي والع ّددي يف القرآن الكرمي ،وما بعد العددي
الرموز ،لكشف املزيد من املعان والفوائد واللطائف واستخراج اجلديد وهو إعجاز ِّ
الشفرات العددية و ّ
من احلقائق واألسرار واملعجزات من القرآن الكرمي.
-8أتكيد سبق القرآن الكرمي ال ّدائم يف اإلشارة إىل حقائق وعلوم كونيّة.
-9أتكيد السبق الدائم لكتاب هللا سبحانه وتعاىل ،يف الكشف للحقائق العلمية والقوانني الكونية،
ف تأيت هذه احلقائق لتطابق ما جاء فيه ،فيكون القرآن الكرمي كتاب العلم واحلقائق األول ،وأن كل ما
يف كتاب هللا املنظور له تبعية لكتاب هللا املقروء.
-10عرض إعجاز القرآن الكرمي بطرق علمية جديدة ،وبراهني مادية مقنعة.
وح ِفظَه من التّحريف والتّبديل.
-11إثبات أن القرآن الكرمي كتاب هللا سبحانه وتعاىل وكالمه أنزله َ
-12تقدمي دليل على مواكبة القرآن الكرمي للجديد من العلوم واالكتشافات اإلنسانيّة.
-13يهدف البحث إىل فتح ابب جديد يف البحث العلمي املتعلق ابلقرآن الكرمي وعلومه.
-14اعتبار البحث ونتائجه سبيالً جديداً ،وأسلوابً مادايًّ علمياًّ لل ّدعوة إىل هللا سبحانه وتعاىل ،وإىل
دينه احلنيف ،وهي أهم أهداف البحث.
4
-4منهجيّة البحث
العلمي يف البحث من خالل مجع البياانت حول املوضوع ومالحظةّ مت اتباع املنهج االستقرائي
ٍ
جمموعة من االستنتاجات القائمة على املالحظات ،والتقديرات ،والتجارب. الظواهر املرتبطة به ،لنصل إىل
السور وفقالرسم العثماين ،وبرتتيب اآلايت و ّ للرسم األول أو ّ
مت انتهاج طريقة الع ّد واإلحصاء وفقاً ّ
الشريعة ،وعدم اإلخالل مبا الشريف ،ومت مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة ،ومقاصد ّ ترتيبها يف املصحف ّ
جاء فيهما ،وااللتزام بقواعد اللغة العربيّة ،وااللتزام ثوابت علوم القرآن الكرمي ،وأصول التّأويل والتّفسري ،وما
السنة النّبويّة ومت احلرص على التّدقيق والتحقيق ،وااللتزام املوضوعية العلميّة ،واملنهجيّة السويّة،صح من ّ
ومراعاة األسس والنَّظْم الرايضيّة العلميّة ،وذكر احلقائق كما هي وبكل أمانة ،بعيداً عن التّكلف واملبالغة
الرتكيز ما أمكن على اهلدف من البحث ،دون ال ّدخول يف تفسري اآلايت إال
والتّكرار ،وحماولة االختصار و ّ
الضرورة.
عند ّ
-5مق ّدمة
عطي ِ ليس للقرآن الكرمي وفهمه ٌّ
حد ينتهى إليه ،حيث نمق َل عن التّسرتي ( 283هـ) ،قوله" :لو أم َ
حرف من القرآن ألف فه ٍم مل يبلغ هناية ما أودع هللا سبحانه وتعاىل يف ٍ
آية من كتابه ،ألنّه كالم العبد بكل ٍ
فهم كلٌّ
هللا سبحانه وتعاىل ،وكالمه صفته ،وكما أنّه ليس هلل هناية فكذلك ال هناية لفهم كالمه ،وإّنا يَ م
حرف من كتاب هللا سبحانه يفتح هللا سبحانه وتعاىل على قلبه"( " .)1قال العلماء :إن حتت كل ٍ مبقدار ما ِ
وتعاىل كثرياً من الفهم مدخوراً ألهله على مقدار ما قم ِس َم هلم ،وهذا ما أشار إليه العليم سبحانه وتعاىل يف
اب ِمن َش ْي ٍء} ،ومثل قوله{ :تِبيََٰنًا لِّ مك ِّل َشي ٍء} .قال ابن مسعود رضي هللا
{ما َّفرطْنَا ِيف الْ ِكتَ ِ
مثل قولهَّ :
لكل ذي عل ٍم
عنه " :من أراد العلم ف ْليَـتَ َّبوأْ من القرآن ،فإن فيه علم األولني واآلخرين " .من املمكن ّ
()2
ختصصه من النّظرّايت والقوانني اليت هنة أن يكتشف يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل ما هو ممتعلق مبجال وم ٍ
ِ
ّ
بعض من رموز قد تكون مذكورةً بصورٍة مباشرٍة ،أو غري مباشرة ،وسعى كثري من الباحثني والعارفني تفسري ٍ
أقر السيوطي ما يمعرف بـ(التّفسري اإلشاري) ،وهو تفسري القرآن الكرمي بغري ظاهرِه القرآن العظيم ،وقد َّ
()3
ختصصه وعلمه.كل حسب ّ السلوك هم ٌ السلوك والتّصوف .وأرابب ّ إلشارة خفيّة تظهر ألرابب ّ
تشغيليا :حالة عدم العمل (إيقاف التّشغيل) يعرب عنها اب ّلرقم ( ،)0وحالة العمل (التّشغيل) ّ
يعرب عنها
(.)1 اب ّلرقم
روحيّا :اإلرادة املعدومة ،والطاقة السلبية ّ
يعرب عنها اب ّلرقم ( ،)0اإلرادة القويّة والطاقة اإلجيابيةّ،
والبداايت ،ورمز الطهارة يرمز له اب ّلرقم (.)1
إميانيّا :ميكن أن ّ
نعرب عن الباطل (وما يدعون من دون هللا) اب ّلرقم ( ،)0وأن هللا سبحانه وتعاىل هو
لرقم (.)1
يعرب عنه اب ّ
احلق وال ّدعوة إليه هي احلق ّ
()0 دينيا :أساس التّوحيد يف الكون هو نفي وإثبات ،نفي األلوهيّة عن غري هللا سبحانه وتعاىل أي
{ وما من إله إال هللا }{ ال إله إالّ هللا } ،وإثبات الوحدانية هلل سبحانه وتعاىل أي ( { )1هللا إله
واحد }{ وإهلكم إله واحد }.
6
ثىن
2-6املعىن اللغوي لكلمة َمثَاينَ ،م َ
آخَر، ِ
ض َّم إليه َ
َمثَاين مجع َم َثىن َم ْف َعل ،من التّثنية والتّكرار أو املضاعفات ،وثَ ّىن تَـثْنيَةً :إذا فَـ َع َل ْأمراً مُثَّ َ
وتستخدم لل ّداللة على التّثنية أو االثنان أو الثّنائية وثنَّاه أي جعله اثنني ،وجاؤوا مثىن :أي اثنني اثنني،
ومجع مم َّثىن بضم امليم مفعل من أثىن رابعياًّ (.)4
السبئية وهي األقرب إىل الفصحى(:ث ن ي) (ث ت ي) ،ويف التّطورات حلّت اثنان – اثنتان :يف ّ
الياء حمل اهلاء ،ومن ُث أضيفت األلف إىل بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ُث النّون إىل العدد ليصبح
(اثنان) أو (اثنني).
ختزن اخلانية الثنائية إحدى القيمتني ،األوىل حالة وجود شحنة ( ،)1والثانية حالة عدم وجود
ّ
شحنة ( ،)0لتشكل بياانت مصفوفة من هذه األصفار والواحدات ،تتم معاجلتها ضمن األنظمة الرقمية،
ومن ُث يتم حتويل انتج املعاجلة للشكل الذي نستوعبه ،ويتم إظهاره .وجمموعة 8بتات تشكل البايت
Byteكما يظهر يف الشكل (.)1
إذاً :يتم ُتثيل البياانت يف أنظمة املعلومات كاحلواسيب يف صورة سالسل من الشفرات الثنائية
تتكون كل شفرة من عدد nمن البتات ،أي شفرة تتكون من nمن البتات ميكن أن نثل هبا حىت عدد
يساوي 2nمن العناصر املختلفة أو الشفرات املختلفة ،حيث كل شفرة ستمثل أحد هذه العناصر (.)5
-5د .خالد بكرو ،أساسيات احلوسبة ( ،حلب ،سوراي ،دار شعاع للنشر والعلوم ،)2017 ،ص.303 :
8
ال ِّ
شفرات العددية يف القرآن الكرمي هي منظومات عددية غاية يف الدقة والتنظيم هلا خصائص
وقواعد ،ختفي معلومات ما ،تمستنبط من خالل ترميز حروف وكلمات القرآن الكرمي برتميزات حمددة ،هذه
املعلومات تؤّكد عدداً من احلقائق اإلميانية والعلمية واألحداث التارخيية ،وهي إظهار قرآين رابين لروعة
وعظمة نظم القرآن الكرمي ،وأحد وجوه إعجازه البياين ،وإن ما تظهره الشفرات العددية من عظمة النظم
ابعتبارها نظم نتاج نظم ،ومبا حتمله من املعاين واحلقائق واللطائف والفوائد ومبا ختفي من معلومات وأسرار
وعجائب وإعجاز ،وبرتكيزها على مقاصد القرآن الكرمي وأركان اإلميان ،وبتناغمها املنطقي مع النظام الكلي
لآلية والسورة والنص القرآين كامالً ،فهي ليست أرقام صماء تتساوى أو ختتلف ،بل هي وجه من وجوه
اإلعجاز البياين يف القرآن الكرمي ،وأحد معجزات نظمه (.)6
).)8( (DSQV
تعترب الشفرة املثاين للقرآن الكرمي آخر ما توصل إليه البحث يف علوم القرآن الكرمي ،وجديد التدبر
يف كلماته ،وحلقة تربط إعجازه البياين إبعجازه العددي ،فبعد حماوالت عديدة َعمد فيها الباحثون على
الرقمني ( ،)0،1إذ استخدموها ِ
ربط القرآن الكرمي وشفرة املثاين األصفار والواحدات ،اليت تقوم على ّ
شىت إلظهار ّشفرٍة لكلمات وآايت القرآن الكرمي.
بتشكيالت رمزيّة ُمتلفة ،وبطرق ّ
ك َسْبعاً ّم َن الْ َمثَ ِاين َوالْ مق ْرآ َن الْ َع ِظ َيم ﴾[احلِجر.]87/15 :
﴿ َولَ َق ْد آتينَ َ
ِ يث كِ َٰتبا ُّمت َٰشبِها َّمث ِاين ت ْقشعُِّر ِمْنه جلم َّ ِ اّلل َّنزَل أَحسن ْ ِ
ود مه ْم َوقلموهبمْم
ني مجلم م
ين َخيْ َش ْو َن َرهبمْم مُثَّ تَل م
ود الذ َ
م م م احلَد ِ ًَ َ َ ً َ َ َ ْ ََ ﴿ َّم
[الزمر.]23/39 : ِ ٍ
اّللم فَ َما لَهم م ْن َهاد ﴾ ّ ضلِ ِل َّ
اّلل ْيه ِدي بِِه َمن يَ َشاءم َوَمن يم ْ اّلل ََٰذلِك ه َدى َِّ
ِ ِ
إِ َ َٰىل ذ ْك ِر َّ َ م
أهم ما جاء عن املثاين مثاين من األحاديث:
11
األول« :عن أيب سعيد بن املعلى قال :قال يل رسول يل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :أال أعلّمك
السْب مع الْ َمثَ ِاين َوالْ مق ْرآ من الْ َع ِظ ميم الَّ ِذي أموتِيتمهم» (.)9
ني ِه َي َّ ِ ِِ
أعظم سورة يف القرآن ،ا ْحلَ ْم مد َّّلل َر ِّ
ب الْ َعالَم َ
الثّاين حديث أبو هريرة عن اإلسراء " :أنه فيما أخرب هللا سبحانه وتعاىل رسوله صلى هللا عليه وسلم:
وأعطيتك سبعاً من املثاين مل يعطها نيب قبلك.)10(...،
-9ابن كثري .تفسري القرآن العظيم ،ابب ،87ج ،4ص .547ويف صحيح البخاري برقم(.)4703
-10ابن كثري .تفسري القرآن العظيم ،ابب ،1ج ،5ص .37
-11أبو حيان .تفسري البحر احمليط ابب ،85ج ،7ص .207
-12البقاعي .نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور ،ابب ،20ج ،7ص .245
-13حقي .روح البيان يف تفسري القرآن ،تفسري حقي ،ابب ،12ج ،23ص .266-267
-14ابن كثري .تفسري القرآن العظيم ،ابب ،23ج ،7ص .94
12
الرتمذي .سنن الرتمذي ،حديث رقم ،3050ابب :ومن سورة احلجر ،ج ،10ص .397
ّ -15
13
تتفرع ملثاين
إلايك نعبد مثاين من املراتب العلميّة ،األوىل العلم ابهلل ،والثّانية العلم بدينه ،كل منها ّّ
من املراتب العمليّة:
مرتبة ألصحاب اليمني.
املقربني.
للسابقني ّ
مرتبة ّ
-9املبحث الثالث :مثاين القرآن الكرمي هي إشارة إىل ِشفرة املثاين األصفار والواحدات
تساعد املعطيات العلميّة احلديثة وتقنيّاهتا ،واملعارف اجلديدة وأدواهتا على فهم بعض اآلايت
القرآنيّة اليت كانت بال تفسري صحيح حىت اآلن ،فمع الفتح البشري الذي وصل إليه اإلنسان ابستخدام
اللدين ،حيث ميكن ِشفرة املثاين ،األصفار والواحدات ،هذه ِّ
الشفرة إحدى معجزات القدرة اإلهليّة والعلم ّ
ألي أن يعمل فكره يف كل شيء حوله يسأله ،كيف حيمل هذا اهلواء والفضاء املعلومات من مكتوابت ٍ
وحمكيات ،صور اثبتة ومتحركات ،وينقلها ملسافات هائلة ،أيتيه اجلواب ِ
بشفرة املثاين ،األصفار
والواحدات ،والواحد الذي حيمل املعلومة فيها ،توحيد للباري سبحانه وتعاىل بكلمات فيقول {:ال إله إال
أنت سبحانك } ،أحطت بكل شيء علما ،فلهذه الكلمات مثاين من الطّاقات ،فلها قوة وقدرة على
الريبة أو املرض ،وهي برها ٌن جديد أنه كتاب هللا سبحانه
نشر عني اليقني يف كل من يف عقله أو قلبه بعض ّ
وتعاىل ،ورسالته إىل البشر مجيعاً.
سبق القرآن الكرمي العلم احلديث ومكتشفاته ،ابإلشارات القرآنيّة العلميّة ال ّدقيقة إىل بعض العلوم
الكونيّة ،فالتّعابري القرآنيّة دقيقة جداً بكلماهتا اليت أتيت دائماً مناسبة ومتالئمة مع احلقائق العلمية
والنظرايت احلديثة ،وال تعارض بينهما ،بل توافق ُتاماً ما يكتشفه العلم حديثاً ،وقد أشار القرآن الكرمي إىل
هذه النّاحية من نواحي اإلعجاز القرآين بقوله سبحانه وتعاىل:
ِ ِ ﴿ سنم ِري ِهم ِ
آايتنَا ِيف اآلفَاق َوِيف أَن مفس ِه ْم َح َّىت َّ َ
يتبني َهلمْم أَنَّهم ا ْحلَ ُّق ﴾ [فصلت.]53/41 : َ ْ َ
بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علمياًّ من املعىن الذي حتمله كلمة{املثاين}،
وجدان مثاين من الكلمات وكل منهما ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين ،ومها:
❖ كلمة {معلومت}.
❖ كلمة {مرقوم}.
ونعتقد أيضاً أهنا إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة ابملعىن احلامل هلا
وابحلقيقة العلميّة الكونيّة.
15
إذاً :ألمهيّة ِشفرة املثاين كلغة عمل للحاسب ومرادفاته من األنظمة واآلالت احلديثة ،البد أن
تكون مذكورةً أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل ،فبعد أن عرضنا معىن كلمة{املثاين} ،وما جاء
يف تفسريها ،نالحظ أهنا ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين ،وجاء ذلك يف مثاين من اآلايت ،لذلك اعتربانها
الصرحية إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين ،األصفار والواحدات ،وسنطلق عليها نفس
اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ
التّسمية القرآنيّةِ ،شفرة املثاين.
-19سعيد النّورسي .كليّات رسائل النّور ،إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز ،ص .78
16
ومها مثاين رموز ِشفرة املثاين ،ولغة عمل احلاسب ،لغة اإلميان وأجبدية التّوحيد لكل أشياء العوامل،
عامي يقول :ال شريك له ،وما يف الكون ولكل أدوات وتقنيات العلوم .لذلك التّوحيد هو مثاين " :توحيد ّ
ليس لغريه ،وتوحيد حقيقي يقول " :هو هللا وحده ،له امللك ،وله الكون ،وله كل شيء ،ال إله إال هو ".
لتكتمل حقيقة اإلميان اخلالص والتّوحيد املطلقّ :ل إله إّل هللا وّل نعبد إّل ّإايه.
-13أُن ِزل مع ّ
الرسل مثاين األشياء
أنزل احلق سبحانه وتعاىل مع رسله مثاين من األشياء ّتوضحها لنا مثاين اآلايت ،قال سبحانه
وتعاىل:
ب َوال ِْم َيزا َن ﴾[احلديد.]25/57 : ِ ِ
﴿ لَ َق ْد أ َْر َس ْلنَا مر مسلَنَا ِابلْبَـيَِّٰنَت َوأ َ
َنزلْنَا َم َع مه مم الْك َٰتَ َ
ِ ﴿ َّ ِ
ب ِاب ْحلَِّق َوال ِْم َيزا َن ﴾ ّ
[الشورى.]17/42 : اّللم الَّذى أ َ
َنزَل الْك َٰتَ َ
الضابط للمقادير ابلعدل ،فمن فزع إىل الكتاب يف املعاين وإىل امليزان الكتاب اآلمر ابلعدل وامليزان ّ
يف األعيان فبىن أمره على حتقق العدل فيهما فاز هبما.
الصدق والعدل ،كما تشري اآلية الكرمية ،قال ُ -8تام كلمة هللا سبحانه وتعاىل يف مثاين من األشياء مها ّ
يع الْ َعلِ ميم ﴾ ص ْدقا و َع ْدّل َّال مب ِّد َل لِ َكلِ َٰمتِ ِه و هو َّ ِ
السم م َ َ مَ مَ َ
ك ِ
ت َربِّ َ
سبحانه وتعاىل ﴿ :و َُتَّ ِ
ت َكل َم م
َ ْ
[األنعام.]115/6 :
-9للقرآن الكرمي يف اللوح احملفوظ مثاين من الصفات ،كما تشري اآلية الكرمية ،قال سبحانه وتعاىل:
ب لَ َدينَا لَ َعلِى َح ِكيم ﴾ [الزخرف ،]4/43 :ويف األرض تتشابه صفاته مع من ﴿ وإِنَّهم ِِف أِّمم الْ ِك َٰتَ ِ
َ
ِ ِ
الصفات{بَشريا َو نَذيرا}. نزل عليه ،يف مثاين من ّ
-10طلب هللا سبحانه وتعاىل تدبّر القرآن الكرمي يف مثاين من اآلايت وهي قوله سبحانه وتعاىل ﴿:أَفَ َال
اختِ َٰلَ ًفا َكثِ ًريا ﴾ [النساء ﴿ ،]82/4 :أَفَ َال ِِ ِ ِِ
ند َغ ِري َِّ
اّلل لََو َج مدوا فيه ْ يتَ َد مبرو َن الْ مق ْرءَا َن َولَ ْو َكا َن م ْن ع ْ
َقفا مهلَا﴾ [حممد.]24/7 : يتَ َدبرو َن الْ مقرءا َن أ َْم َعلَ َٰى قلم ٍ
وب أ َ َْ م
-11عملية اخللق مثاين ،تسوية ونفخ ،كما تشري اآلية الكرمية ،قال سبحانه وتعاىل ﴿ :فَِإ َذا َس َويتُهُ َو
ِِ ن َف ْخ ُ ِ ِ ِ ِ
ين ﴾[ص.]72 /38 : ت فيه م ْن مروحي ف َقعموا لَهم َساجد َ
-12ال ّسور يف القرآن الكرمي اليت عدد آايهتا سبعة هي مثاين(الفاحتة ،املاعون).
السور يف القرآن الكرمي اليت عدد آايهتا من مضاعفات السبعة 14سورة ،أي سبعة مثنّاة. ّ -13
السور يف القرآن الكرمي اليت افتتحت ابحلروف املميزة عدا املكرر 14سورة ،أي سبعة مثنّاة. ّ -14
السور يف القرآن الكرمي اليت بدأت ابلثّناء على هللا سبحانه وتعاىل 14 ،سورة ،أي سبعة مثنّاة، ّ -15
ات الْ َم ْد ِح(تبارك ،احلمد هلل ،)...،وسبعة نَـ ْف ٌي َوتَـْن ِزيهٌ ِم ْن صفات ص َف ِ ات لِ ِ سبعة إِثْـبَ ٌ
النقص(سبحان ،سبح ،يسبح.)...
املكرر 14 ،حرف ،أي سبعة مثنّاة.
-16عدد حروف االفتتاحيات املميزة عدا ّ
للصعق واملوت ،والثّاين من أجل اإلحياءالصور ثنائي األمر ،لغرض ثنائي ،األول ّ -17النّفخ يف ّ
والبعث.
-18ظهور هذا اإلعجاز يف القرآن الكرمي بعد 14قرانً من نزول القرآن الكرمي ،أي سبعة مثناة.
-19كما ورد عن النّيب ،لكل آية :ظهر وبطن ،ولكل حرف حد ومطلع (.)21
مالحظة :
الرسم وليس
-1عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي ،نلتزم طريقة الع ّد واإلحصاء اعتماداً على ّ
الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم ،وابعتبار حرف الواوللرسم األول أو ّ
اللفظ ،وذلك وفقاً ّ
كلمة ،ابستخدام برانمج ِّ
()22
جملمع
الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ،الذي يعتمد املصحف اإللكرتوين ّ
املنورة ،www.qurancomplex.org ،والذي الشريف ابملدينة ّ امللك فهد لطباعة املصحف ّ
يستخدم نفس معطيات برانمج إحصاء القرآن الكرمي (.)23
إن من عظمة القرآن الكرمي ،أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم -2
املصحف الشريف ،ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان،
واعجازه هو مع مثاين رمسيه ،ومها الرسم األول (العثماين) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار
خص هللا سبحانه وتعاىل هبا كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية ،والرسم اإلمالئي احلديث.
ّ
لكن يؤكد العلماء على عدم اخلروج على الرسم العثماين ،إذ نقل السيوطي يف االتقان عن
اإلمام أمحد أنه قال :حيرم ُمالفة مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو ألف أو غري ذلك (.)24
-15النتائج واخلالصة
القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة ،وعلومه ختاطب كل جيل ،ومعارفه تصلح
لكل العصور ،وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة ،عصر ثورة املعلومات واألرقام والتّقنيّات
الرقميّة ،أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي ،وهي ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات
ّ
العلميّة احلديثة ،ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي خياطب كل األجيال مبختلف مستوايهتم العلمية
علمي ،فهذه وشفرة نقل املعلومة الكونيّة ،هو سبق قرآين وإعجازوالفكرية ،وإن اإلشارة القرآنية للغة ِ
ّ ّ
الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين ،لغة نظام عمل
أنظمته وتقنيّاته ،لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته.
من خالل ما سبق وجدان جمموعة من النتائج أمجلناها فيما يلي:
ألمهيّة ِشفرة ولغة عمل احلاسب املثاين ،اليت تعتمد على نظام العد الثّنائي ،واليت نعتربها إحدى
اللدين ،فالبد أن تكون مذكورةً أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه
معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ
وتعاىل ،والبد أن حيتوي كتاب هللا سبحانه وتعاىل إعجازاً يتعلق ِ
ابلشفرات العددية.
الصرحية إىل ال ِشفرة املثاين ،األصفار والواحدات،
مت اعتبار كلمة{املثاين} اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ
اليت تعد شفرة ولغة عمل احلاسب.
وردت كلمة{املثاين} يف القرآن الكرمي مثاين ،وذلك يف مثاين من اآلايت.
بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علمياًّ من املعىن الذي حتمله كلمة{املثاين} ،وجدان
أن كلمة{معلومت} ،وكلمة{مرقوم} كل منهما ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين ،وهي إشارة قرآنية
علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة ابملعىن احلامل هلا وابحلقيقة العلميّة الكونيّة.
علمي يضاف ِ
اإلشارة القرآنيّة لشفرة ولغة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة ،هو سبق قرآين وإعجاز ّ
للرصيد اإلعجازي هلذا الكتاب اجمليد. ّ
مبا أن العليم احلكيم سبحانه وتعاىل نظّم كتابه مع نظام الع ّد العشري ،وكان هناك عدد ال حيصى
من اإلعجاز فيه ،نعتقد أنه أيضاً نظّم حروف كتابه مبا يتوافق علمياً وإميانياً وإعجازايً مع نظام العد
الثّنائي ،وستظهر الكثري من احلقائق ،وسنجد كبريا من اإلعجاز فيها.
نعتقد أن لغة وشفرة املثاين ستكون لغة اإلعجاز اجلديد يف كتاب هللا ،إعجاز الشفرات العددية،
اإلعجاز ما بعد العددي يف كتاب هللا.
اخلاصة، ِ
وتدل عليه بطريقتها ّ تعرف اخلالق ّ نعتقد أن شفرة احلاسب املثاين هذه ،ورموز هذه اللغةّ ،
توحد خالقها وتسبّح ابرئها.
فهي لغة توحيد وتسبيح لألشياء واألدوات واآلالت يف هذا الكونّ ،
الشفرة إال إشارة إىل وحدانيّة اخلالق سبحانه وتعاىل ،وواحداً من الرمز ( )1الذي حتتويه هذه ِّ ما ّ
يسخرها إلثبات وحدانيته ،وما رموزها ( )0،1إال إشارة ّ جنده الكثرية واليت ال يعلمها إال هو ،اليت
إىل النّفي واإلثبات ،أي حقيقة {ال إله إال هللا} ،وأتكيد على حقيقة مثاين اخللق والوجود.
قد يثبت العلم قريباً أ ّن هذه اللغة هي لغة كتب احلياة ،إذ قد تكون ِشفرة اجلينوم البشري مكتوبة
هبا ،وقد أوجدان أن لكلمات وآايت القرآن الكرمي ِشفرات هبذه اللغة ،تؤّكد حفظه ،وتثبت مصدره،
وتص ّدق مبلّغه صلى هللا عليه وسلم ،وتنشر أنوارها على العامل ،وقد يثبت الحقاً أهنا ِشفرة أوامر
السماءِ ،
وشفرة الكتاب املرقوم. ّ
22
-16اخلامتة
ويعرف اخلالق الكرمي " إن كل علم من العلوم اليت تقرؤوهنا يبحث عن سبحانه وتعاىل هللا ً
دوماّ ،
املدرسني " (.)25
بلغته اخلاصة ،فاصغوا إىل تلك العلوم دون ّ
بعد هذا القول لإلمام النّورسي ،وبعد كل ما سردان أعتقد أن البداهة والبالدة ستجرب على اإلقرار
بواحدنية هللا سبحانه وتعاىل ،وإعجاز كالمه يف كتابه ،فهذا هو شأن كتابه ،املعجزة اخلالدة يف كل ٍ
مكان
موسوعة رابنية جامعة سابقة ملدارك البشر وجتارهبم ،وإن ما يلهث البشر وراء معرفته عرب ٍ
عقود ً وزمان،
ٍ
كلمات من آايته ،ال ات طويلة ومتواصلة من التّجارب واألحباث ،جيدون حقيقته مجمملةً يف بضعة وسنو ٍ
ميكن أن ينسجها سوى خالق األكوان سبحانه وتعاىل.
علمي ،فهذه ِ
إن اإلشارة القرآنيّة للغة وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة ،هو سبق قرآين وإعجاز ّ
الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين ،لغة نظام عمل
أنظمته وتقنيّاته ،لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته.
-17املراجع
الرسم العثماين. )1القرآن الكرمي ،مصحف املدينة النّبويّة ،حسب ّ
الشفرة املثاين للقرآن الكرمي .موقع ِّ
الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ،الدكتور املهندس خالد بكرو. )2برانمج ِّ
/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr
)3برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول ،اإلصدار ،2017 ،3.5موقع أسرار اإلعجاز العلمي ،املهندس
الدائم الكحيل/http://www.kaheel7.com/ar . عبد ّ
)4أبو حيان ،حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثري الدين األندلسي ،البحر احمليط يف التفسري ،حتقيق:
صدقي حممد مجيل ،دار الفكر ،بريوت ،لبنان 1420 ،هـ.
)5ابن عبّاد ،الصاحب إمساعيل بن عباد ،احمليط يف اللغة ،حتقيق :الشيخ حممد حسن آل ايسني ،مطبعة املعارف
بغداد ،العراق.
)6ابن قيّم اجلوزيّة ،حممد بن أيب بكر ال ّدمشقي ،مدارج السالكني بني منازل إايك نعبد وإايك نستعني ،حتقيق :رضوان
رضوان ،مؤسسة املختار ،القاهرة ،مصر2001 ،م.
)7ابن كثري ،إمساعيل بن عمر ال ّدمشقي ،تفسري القرآن العظيم ،دار الفكر ،بريوت ،لبنان1401 ،هـ.
)8إمساعيل حقي بن مصطفى اإلستانبويل ،روح البيان يف تفسري القرآن .دار الفكر ،بريوت ،لبنان.
)9البقاعي ،برهان الدين إبراهيم البقاعي ،نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور ،حتقيق :عبد الرزاق غالب املهدي ،دار
الكتب العلمية ،بريوت ،لبنان1995 ،م.
)10التجييب ،حممد بن صمادحُ ،متصر من تفسري الطربي ،مراجعة مروان سوار ،دار الفجر اإلسالمي ،دمشق ،سوراي،
ط 1413 ،6هـ1993 /م.
السيوطي ،أسرار ترتيب القرآن الكرمي ،دار الفضيلة للنشر
السيوطي ،عبد الرمحن بن أيب بكر ،جالل الدين ّ ّ )11
والتوزيع ،القاهرة ،مصر2002 ،م.
الرتمذي ،حممد بن عيسى الرتمذي السلمي ،سنن الرتمذي ،دار الفكر بريوت ،لبنان1995 ،م.ّ )12
الزركشي ،الربهان يف علوم القرآن ،تصحيح وتعليق :حممد رشيد
الزركشي ،بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر ّ
ّ )13
رضا ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،لبنان1988 ،م.
)14بكرو ،خالد ،أساسيات احلوسبة ،دار شعاع للنشر والعلوم ،الرقم الدويل 978-9933-13-286- :ISBN
،6ط ،1حلب سوراي.2017 ،
)15بكرو ،خالد ،البنية الرقمية للكلمة القرآنية ،اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات ،جملد ،4عدد
،1رقم مرجعي ع .ت ،03 .ديسمرب .2017
)16بكرو ،خالد ،الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ،قيد النشر.
)17بكرو ،خالد ،إعجاز الشفرات العددية يف القرآن الكرمي ،قيد النشر.
)18سعيد النّورسي ،كلياّت رسائل النّور ،إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز ،حتقيق :إحسان قاسم الصاحلي ،مطبعة
اخللود ،بغداد ،العراق1409،هـ 1989م.
)19سعيد النّورسي ،كلياّت رسائل النّور ،املكتوابت ،سعيد ،ترمجة :إحسان قاسم الصاحلي ،دار سوزلر للنشر ،مصر،
القاهرة ،ط 1960 ،2م.
طور تفسري حقي ،جامعة بغداد ،بيت احلكمة ،العراق1989 ،م.
)20حمسن عبد احلميد ،ت ّ
24
ABSTRACT
Our age is called digital age, and information revolution age. These
information are represented, written, stored, documented, published and
send using Binary code, zeros and ones. Binary code is also called the
binary work language to computer, and most of the modern techniques and
systems use it in their works, Because of the importance of this code, the
Holy Quran refers to it by using the word of { Mathani: Binary، } مثانيand
repeated it twice in tow Verses.
In this research as a specialist I am trying to show that Qur'anic word
{ Mathani: Binary، } مثانيis a Qur'anic scientific sign refers to the
computer language code, binary code, zeros and ones, which is also called
the machine language work. I will try to clarify the scientific and linguistic
meaning for it, and why there are binary in the creation and existence.
This Qur'anic sign to "information transfer code and language" in
cosmic, is new miracles in the Holy Quran, and we think that new miracles
in the Holy Quran will be in it.
Key words: Miracles of the Quran Sciences, Binary code in the Holy
Quran, the Holy Quran refers to Binary code, Computer and the Holy
Quran.
25