You are on page 1of 25

‫‪1‬‬

‫مثاين القرآن الكرمي‬


‫إشارة إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‬
‫مجلة بحوث العلوم االسالمية‪ ،‬جامعة أدايامان‪ ،‬تركيا‪ ،‬عدد ‪ ،2‬مجلد ‪2017 ،1‬‬
‫‪Journal of Islamic Sciences Research, Adiyaman University, Turkey, No.2, Vol. 1, 2017‬‬
‫‪http://iif.adiyaman.edu.tr/TR/Sayfalar/Fakulte-Dergisi/Sayilar-23968‬‬

‫الدكتور المهندس خالد بكرو‬


‫عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات ‪ -‬أكاديمية توليب للعلوم والتكنولوجيا‬
‫اسطنبول ‪ -‬تركيا‬
‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬

‫اخلالصة‬
‫الرقمي‬
‫الرقميّة‪ ،‬العصر ّ‬
‫وتوسعها‪ ،‬حيث نعيش عصر احلاسب واالتصاالت واألنظمة والتّقنيات ّ‬ ‫وتنوعها ّ‬‫مع تطّور علوم العصر التّقنية ّ‬
‫تسمى أيضاً‬ ‫ِ‬
‫وترسل ابستخدام شفرة املثاين األصفار والواحدات‪ ،‬واليت ّ‬
‫وثورة املعلومات‪ ،‬هذه املعلومات مُتثّل وتمكتب وتمعاجل وختمّزن وتموثّق وتمنشر م‬
‫اليت تعمل عليها معظم التّقنيّات واألنظمة احلديثة‪.‬‬‫لغة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬و ّ‬
‫كررها يف مثاين من اآلايت‪ ،‬وألن تكرار الكلمة يف القرآن‬
‫ألمهيّة هذه الشفرة‪ ،‬نعتقد أن القرآن الكرمي أشار إليها بكلمة {املثاين} و ّ‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬وابملعىن العلمي احملمول هبا‪ ،‬نسعى يف هذا البحث لنظهر أن كلمة‬ ‫الكرمي ٌّ‬
‫{املثاين} القرآنية هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة ِ‬
‫وشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫كل آية من آي القرآن املنري تنشر مثاين من األنوار‪ ،‬نور هدايتها ونور إعجازها‪ ،‬وكل طائفة من النّاس حسب درجاهتا‪ ،‬أتخذ حظّها‬
‫أي إشارة أو مشهد من مشاهد القرآن الكرمي‪ ،‬يف هذا البحث حظّنا أننا مهدينا من نور كلمة {املثاين} القرآنية‪ ،‬وحناول إظهار إعجاز‬ ‫من ّ‬
‫الصحيحة هلذه‬ ‫ِ‬
‫الصرحية إىل الشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬وحناول كمختصني إظهار البيّنة العلميّة ّ‬ ‫نورها وأهنا اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ‬
‫اإلشارة القرآنية حسب الطّاقة البشريّة‪ ،‬ونسعى لتوضيح املعىن العلمي واللغوي للمثاين‪ ،‬وملاذا املثاين يف اخللق والوجود‪.‬‬
‫علمي‪ ،‬فهذه الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد‬ ‫ِ‬
‫إن اإلشارة القرآنيّة للغة وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز ّ‬
‫لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الشفرة املثاين يف القرآن الكرمي‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‪ ،‬القرآن الكرمي يشري إىل الشفرة‬
‫املثاين‪ ،‬إعجاز الشفرات العددية‪ ،‬احلاسوب والقرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -1‬مشكلة البحث‬
‫كررها يف مثاين من اآلايت‪ ،‬وال يوجد تفسري دقيق هلا يف‬
‫لقد ذكر القرآن الكرمي كلمة {املثاين} و ّ‬
‫كتب التفسري عرب العصور‪ ،‬وألن كلمة املثاين يف هذا العصر تعرب عن لغة ِ‬
‫وشفرة عمل األنظمة الرقمية‬
‫كاحلاسب وأنظمة االتصاالت‪ ،‬وهي اللغة والشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل‬
‫اللدين‪ ،‬وألمهيتها‬
‫اآللة‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪ ،‬واليت نعتربها إحدى معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ‬
‫وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬وأساس الثورة الرقمية ابلكامل‪ ،‬حياول البحث دراسة احدى‬ ‫لكوهنا لغة ِ‬
‫اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهي الشفرة املثاين‪ ،‬وإثبات أن هذه الشفرة ممشار إليها يف‬
‫القرآن الكرمي مثاين من املرات يف مثاين من اآلايت‪ ،‬و أن كلمة {املثاين} القرآنيّة هي اإلشارة العلميّة‬
‫القرآنية الصرحية إىل لغة ِ‬
‫وشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪.‬‬ ‫ّ ّ‬
‫‪ -2‬أمهيّة البحث ومربراته‬
‫القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة‪ ،‬وعلومه ختاطب كل جيل‪ ،‬ومعارفه تصلح‬
‫لكل العصور‪ ،‬وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة‪ ،‬عصر ثورة املعلومات واألرقام والتّقنيّات‬
‫الرقميّة‪ ،‬أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهي ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات‬
‫ّ‬
‫العلميّة احلديثة‪ ،‬ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي خياطب كل األجيال مبختلف مستوايهتم العلمية‬
‫والفكرية‪ .‬من إعجاز الكتاب اجمليد وإحكامه وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو‬
‫وتسمي مسألة حم ّددة ومعلومة يف ظاهرها‪ ،‬لكنها حتمل حقائق كبرية وختتزل يف‬ ‫تدل عليه‪ ،‬فقد تصف ّ‬ ‫ّ‬
‫ابطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وهلا دور علمي يف ال ّداللة على‬
‫أشياء وحوادث وظواهر علميّة‪ ،‬وحىت تكرارها يكون بقدر حمدود ومقصود‪ ،‬وحلكمة يعلمها هللا عز وجل‪،‬‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬وهذا ما وجدانه يف هذا البحث‬ ‫وهذا التّكرار ٌّ‬
‫من خالل ارتباط كلمة املثاين وتكرارها‪ ،‬ابملعىن العلمي احملمول هبا وبكلمات قرآنية تتّصل هبذا املعىن‪.‬‬
‫الصحيحة على هذا الربط‪ ،‬حسب الطّاقة البشريّة‪،‬‬ ‫حناول كمختصني إظهار اإلشارة والبيّنة العلميّة ّ‬
‫وشفرة عمل‬ ‫لنثبت يف النهاية‪ ،‬أن كلمة {املثاين} القرآنية هي اإلشارة العلمية القرآنية الصرحية إىل لغة ِ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪ ،‬واليت نعتربها إحدى معجزات‬
‫اللدين‪ ،‬وألمهيتها فالبد أن تكون مذكورًة أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل‪،‬‬
‫القدرة اإلهلية والعلم ّ‬
‫والبد أن حيتوي الكتاب اجمليد إعجازاً يتعلق ِ‬
‫ابلشفرات العددية‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -3‬أهداف البحث‬
‫يهدف البحث إىل جمموعة من األمور سنذكر أمهّها‪:‬‬
‫تدل عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬إثبات وجود عالقة وترابط بني الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو ّ‬
‫‪ -2‬إثبات الدور العلمي للكلمة القرآنية يف ال ّداللة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة‪.‬‬
‫‪ -3‬إثبات أن تكرار الكلمة القرآنيّة يكون بقدر حمدود ومقصود‪ ،‬وحلكمة يعلمها هللا سبحانه وتعاىل‪،‬‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪.‬‬‫وهذا التّكرار ٌّ‬
‫وشفرة عمل‬‫‪ -4‬إظهار وإثبات أن كلمة {املثاين} القرآنية هي إشارة علمية قرآنية صرحية إىل لغة ِ‬
‫ّ‬
‫احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تدعى أيضاً لغة عمل اآللة‪.‬‬
‫‪ -5‬املسامهة يف أحباث وأعمال خدمة القرآن ولغة القرآن‪ ،‬وأمة القرآن‪ ،‬نبغي فيه رضا منزل القرآن الكرمي‬
‫سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫‪ -6‬توظيف احلاسب وأدواته وعلومه‪ ،‬لكشف حقائق وأسرار جديدة معجزة للنّص القرآين‪ ،‬تفتح‬
‫للعلماء أبو ًااب جديدة‪ ،‬وغري معهودة للتّدبّر يف الكتاب اجمليد‪.‬‬
‫‪ -7‬وضع أسس املرحلة القادمة من أحباث اإلعجاز العلمي والع ّددي يف القرآن الكرمي‪ ،‬وما بعد العددي‬
‫الرموز‪ ،‬لكشف املزيد من املعان والفوائد واللطائف واستخراج اجلديد‬ ‫وهو إعجاز ِّ‬
‫الشفرات العددية و ّ‬
‫من احلقائق واألسرار واملعجزات من القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -8‬أتكيد سبق القرآن الكرمي ال ّدائم يف اإلشارة إىل حقائق وعلوم كونيّة‪.‬‬
‫‪ -9‬أتكيد السبق الدائم لكتاب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬يف الكشف للحقائق العلمية والقوانني الكونية‪،‬‬
‫ف تأيت هذه احلقائق لتطابق ما جاء فيه‪ ،‬فيكون القرآن الكرمي كتاب العلم واحلقائق األول‪ ،‬وأن كل ما‬
‫يف كتاب هللا املنظور له تبعية لكتاب هللا املقروء‪.‬‬
‫‪ -10‬عرض إعجاز القرآن الكرمي بطرق علمية جديدة‪ ،‬وبراهني مادية مقنعة‪.‬‬
‫وح ِفظَه من التّحريف والتّبديل‪.‬‬
‫‪ -11‬إثبات أن القرآن الكرمي كتاب هللا سبحانه وتعاىل وكالمه أنزله َ‬
‫‪ -12‬تقدمي دليل على مواكبة القرآن الكرمي للجديد من العلوم واالكتشافات اإلنسانيّة‪.‬‬
‫‪ -13‬يهدف البحث إىل فتح ابب جديد يف البحث العلمي املتعلق ابلقرآن الكرمي وعلومه‪.‬‬
‫‪ -14‬اعتبار البحث ونتائجه سبيالً جديداً‪ ،‬وأسلوابً مادايًّ علمياًّ لل ّدعوة إىل هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإىل‬
‫دينه احلنيف‪ ،‬وهي أهم أهداف البحث‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -4‬منهجيّة البحث‬
‫العلمي يف البحث من خالل مجع البياانت حول املوضوع ومالحظة‬‫ّ‬ ‫مت اتباع املنهج االستقرائي‬
‫ٍ‬
‫جمموعة من االستنتاجات القائمة على املالحظات‪ ،‬والتقديرات‪ ،‬والتجارب‪.‬‬ ‫الظواهر املرتبطة به‪ ،‬لنصل إىل‬
‫السور وفق‬‫الرسم العثماين‪ ،‬وبرتتيب اآلايت و ّ‬ ‫للرسم األول أو ّ‬
‫مت انتهاج طريقة الع ّد واإلحصاء وفقاً ّ‬
‫الشريعة‪ ،‬وعدم اإلخالل مبا‬ ‫الشريف‪ ،‬ومت مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة‪ ،‬ومقاصد ّ‬ ‫ترتيبها يف املصحف ّ‬
‫جاء فيهما‪ ،‬وااللتزام بقواعد اللغة العربيّة‪ ،‬وااللتزام ثوابت علوم القرآن الكرمي‪ ،‬وأصول التّأويل والتّفسري‪ ،‬وما‬
‫السنة النّبويّة ومت احلرص على التّدقيق والتحقيق‪ ،‬وااللتزام املوضوعية العلميّة‪ ،‬واملنهجيّة السويّة‪،‬‬‫صح من ّ‬
‫ومراعاة األسس والنَّظْم الرايضيّة العلميّة‪ ،‬وذكر احلقائق كما هي وبكل أمانة‪ ،‬بعيداً عن التّكلف واملبالغة‬
‫الرتكيز ما أمكن على اهلدف من البحث‪ ،‬دون ال ّدخول يف تفسري اآلايت إال‬
‫والتّكرار‪ ،‬وحماولة االختصار و ّ‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫عند ّ‬
‫‪ -5‬مق ّدمة‬
‫عطي‬ ‫ِ‬ ‫ليس للقرآن الكرمي وفهمه ٌّ‬
‫حد ينتهى إليه‪ ،‬حيث نمق َل عن التّسرتي (‪ 283‬هـ)‪ ،‬قوله‪" :‬لو أم َ‬
‫حرف من القرآن ألف فه ٍم مل يبلغ هناية ما أودع هللا سبحانه وتعاىل يف ٍ‬
‫آية من كتابه‪ ،‬ألنّه كالم‬ ‫العبد بكل ٍ‬
‫فهم كلٌّ‬
‫هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وكالمه صفته‪ ،‬وكما أنّه ليس هلل هناية فكذلك ال هناية لفهم كالمه‪ ،‬وإّنا يَ م‬
‫حرف من كتاب هللا سبحانه‬ ‫يفتح هللا سبحانه وتعاىل على قلبه"(‪ " .)1‬قال العلماء‪ :‬إن حتت كل ٍ‬ ‫مبقدار ما ِ‬
‫وتعاىل كثرياً من الفهم مدخوراً ألهله على مقدار ما قم ِس َم هلم‪ ،‬وهذا ما أشار إليه العليم سبحانه وتعاىل يف‬
‫اب ِمن َش ْي ٍء}‪ ،‬ومثل قوله‪{ :‬تِبيََٰنًا لِّ مك ِّل َشي ٍء}‪ .‬قال ابن مسعود رضي هللا‬
‫{ما َّفرطْنَا ِيف الْ ِكتَ ِ‬
‫مثل قوله‪َّ :‬‬
‫لكل ذي عل ٍم‬
‫عنه‪ " :‬من أراد العلم ف ْليَـتَ َّبوأْ من القرآن‪ ،‬فإن فيه علم األولني واآلخرين " ‪ .‬من املمكن ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫ختصصه من النّظرّايت والقوانني اليت‬ ‫هنة أن يكتشف يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل ما هو ممتعلق مبجال‬ ‫وم ٍ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫بعض من رموز‬ ‫قد تكون مذكورةً بصورٍة مباشرٍة‪ ،‬أو غري مباشرة‪ ،‬وسعى كثري من الباحثني والعارفني تفسري ٍ‬
‫أقر السيوطي ما يمعرف بـ(التّفسري اإلشاري)‪ ،‬وهو تفسري القرآن الكرمي بغري ظاهرِه‬ ‫القرآن العظيم‪ ،‬وقد َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ختصصه وعلمه‪.‬‬‫كل حسب ّ‬ ‫السلوك هم ٌ‬ ‫السلوك والتّصوف ‪ .‬وأرابب ّ‬ ‫إلشارة خفيّة تظهر ألرابب ّ‬

‫‪ -1‬الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ابب ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬ص ‪.9‬‬


‫‪ -2‬ابن كثري‪ .‬تفسري ابن كثري‪ ،‬ابب مقدمة ابن كثري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬التجييب‪ .‬مقدمة ممصحف مُمتصر تفسري الطربي‪ ،‬مراجعة مروان سوار‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -6‬املبحث األول‪ :‬ما هي املثاين‬


‫‪ 1-6‬املعىن العلمي للثّـنائِيّة (املثاين) {‪}0،1‬‬
‫الرمزان (‪ )0،1‬لل ّداللة على جمموعة ُمتلفة من األمور منها‪:‬‬
‫استخدم ّ‬
‫‪ ‬خواص األعداد‪ :‬الفراغ (الشيء اخلايل) (ال شيء) يدل عليه ا ّلرقم (‪ ،)0‬أصل العدد ومنشأه هو ا ّلرقم‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ ‬معلوماتيا‪ :‬عدم وجود معلومة يرمز له اب ّلرقم (‪ ،)0‬وجود معلومة يرمز له اب ّلرقم (‪.)1‬‬
‫‪ ‬كهرابئيا‪ :‬عدم وجود التّيار يرمز هلذه احلالة اب ّلرقم (‪ ،)0‬مرور التّيار يرمز هلذه احلالة اب ّلرقم (‪.)1‬‬
‫‪ ‬مغناطيسيا‪ :‬عدم وجود شحنة يرمز هلذه احلالة اب ّلرقم (‪ ،)0‬وجود شحنة يرمز هلذه احلالة اب ّلرقم (‪.)1‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫يعرب عنه اب ّلرقم‬ ‫‪ ‬فلسفيا‪ :‬مفهوم "العدم" ّ‬
‫يعرب عنه اب ّلرقم (‪ ،)0‬ومفهوم " الوجود" ّ‬
‫لرقم (‪.)1‬‬ ‫عرب عنه اب ّ‬ ‫‪ ‬منطقيا‪ :‬عدم وجود أي شيء ّ‬
‫يعرب عنه اب ّلرقم (‪ ،)0‬وجود شيء ي ّ‬
‫يعرب عن هذه احلالة اب ّلرقم (‪.)1‬‬ ‫‪ ‬شبكيا‪ :‬غياب اإلشارة ّ‬
‫يعرب عن هذه احلالة اب ّلرقم (‪ ،)0‬وجود اإلشارة ّ‬
‫عرب عنه اب ّلرقم (‪)1‬‬
‫الصحيح ي ّ‬
‫السلوك ّ‬ ‫‪ ‬اجتماعيا‪ :‬ال ّسلوك اخلاطئ ّ‬
‫يعرب عنه اب ّلرقم (‪ّ ،)0‬‬
‫‪ ‬منهجيا‪ :‬احلل (اجلواب) خاطئ(‪ ،)0‬أو احلل (اجلواب) صحيح أي (‪.)1‬‬
‫يعرب عنها اب ّلرقم‬
‫(‪.)1‬‬ ‫صحيحة ّ‬‫‪ ‬رايضيا‪ :‬الفرضيّة اخلاطئة يعرب عنها اب ّلرقم (‪ ،)0‬الفرضيّة ال ّ‬
‫لرقم (‪.)1‬‬ ‫يعرب عنها اب ّ‬
‫صحيحة ّ‬ ‫‪ ‬جرباي‪ :‬القضيّة اخلاطئة ّ‬
‫يعرب عنها اب ّلرقم (‪ ،)0‬القضيّة ال ّ‬
‫‪ ‬احتماليا‪ :‬احتمال احلدث املستحيل يساوي (‪ ،)0‬احتمال وقوع احلدث األكيد يساوي (‪.)1‬‬

‫‪ ‬تشغيليا‪ :‬حالة عدم العمل (إيقاف التّشغيل) يعرب عنها اب ّلرقم (‪ ،)0‬وحالة العمل (التّشغيل) ّ‬
‫يعرب عنها‬
‫(‪.)1‬‬ ‫اب ّلرقم‬
‫‪ ‬روحيّا‪ :‬اإلرادة املعدومة‪ ،‬والطاقة السلبية ّ‬
‫يعرب عنها اب ّلرقم (‪ ،)0‬اإلرادة القويّة والطاقة اإلجيابيةّ‪،‬‬
‫والبداايت‪ ،‬ورمز الطهارة يرمز له اب ّلرقم (‪.)1‬‬
‫‪ ‬إميانيّا‪ :‬ميكن أن ّ‬
‫نعرب عن الباطل (وما يدعون من دون هللا) اب ّلرقم (‪ ،)0‬وأن هللا سبحانه وتعاىل هو‬
‫لرقم (‪.)1‬‬
‫يعرب عنه اب ّ‬
‫احلق وال ّدعوة إليه هي احلق ّ‬
‫(‪)0‬‬ ‫‪ ‬دينيا‪ :‬أساس التّوحيد يف الكون هو نفي وإثبات‪ ،‬نفي األلوهيّة عن غري هللا سبحانه وتعاىل أي‬
‫{ وما من إله إال هللا }{ ال إله إالّ هللا }‪ ،‬وإثبات الوحدانية هلل سبحانه وتعاىل أي (‪ { )1‬هللا إله‬
‫واحد }{ وإهلكم إله واحد }‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ثىن‬
‫‪ 2-6‬املعىن اللغوي لكلمة َمثَاين‪َ ،‬م َ‬
‫آخَر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ض َّم إليه َ‬
‫َمثَاين مجع َم َثىن َم ْف َعل‪ ،‬من التّثنية والتّكرار أو املضاعفات‪ ،‬وثَ ّىن تَـثْنيَةً‪ :‬إذا فَـ َع َل ْأمراً مُثَّ َ‬
‫وتستخدم لل ّداللة على التّثنية أو االثنان أو الثّنائية وثنَّاه أي جعله اثنني‪ ،‬وجاؤوا مثىن‪ :‬أي اثنني اثنني‪،‬‬
‫ومجع مم َّثىن بضم امليم مفعل من أثىن رابعياًّ (‪.)4‬‬
‫السبئية وهي األقرب إىل الفصحى‪(:‬ث ن ي) (ث ت ي)‪ ،‬ويف التّطورات حلّت‬ ‫اثنان – اثنتان‪ :‬يف ّ‬
‫الياء حمل اهلاء‪ ،‬ومن ُث أضيفت األلف إىل بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ُث النّون إىل العدد ليصبح‬
‫(اثنان) أو (اثنني)‪.‬‬

‫‪ 3-6‬نظام الع ّد الثّنائي‬


‫‪(Binary Code‬‬ ‫يع ّد نظام العد الثّنائي )‪( (Binary Number System‬نفسه نظام الرتميز الثنائي‬
‫يتكون من ا ّلرمزين (‪ ،)0،1‬ومها إسقاط مباشر‬
‫الرقم )‪ ،(2‬إذ ّ‬‫‪ ،)System‬أبسط النّظم العدديّة‪ ،‬أساسه ّ‬
‫ملفهومي" العدم " و " الوجود " فالعدم يعرب عنه ابلعنصر" صفر "‪ ،‬والوجود يعرب عنه ابلعنصر" واحد "‪.‬‬
‫يتكرران على‬
‫ابستخدام رموز النظام الثنائي (‪ )0،1‬ميكن ُتثيل أي عدد من أي نظام عددي‪ ،‬إذ ّ‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫شكل سلسلة مبا يتناسب مع العدد املطلوب‪ ،‬وميكن تطبيق قواعد اجلرب البولياين على هذا النظام‬
‫مباشر‪ ،‬وابلتّايل تنفيذ كافة العمليات املنطقية الالزمة من أجل تكوين الدوائر الرقمية‪.‬‬

‫‪ 4-6‬لغة وشفرة عمل احلاسب (اآللة) الثنائية‬


‫تعتمد لغة وشفرة عمل احلاسب (اآللة) الثنائية نظام العد الثّنائي‪ ،‬إذ تستخدمها األجهزة واألنظمة‬
‫الرقميّة )‪،(Digital Electronic Circuits‬‬ ‫الرقميّة كاحلواسيب وأنظمة االتّصاالت يف ال ّدوائر اإللكرتونيّة ّ‬
‫ّ‬
‫إذ أن هذه ال ّدوائر عند معاجلة البياانت‪ ،‬وختزينها‪ ،‬ونقلها‪ ،‬وحىت إرساهلا‪ ،‬ال تستطيع أن تفهم إال البياانت‬
‫الثنائية‪ ،‬أي البياانت اليت تكون على شكل سالسل من األصفار والواحدات‪ ،‬وسنستخدم نفس الكلمة‬
‫القرآنية {املثاين} يف اإلشارة إىل شفرة ولغة عمل احلاسب الثنائية‪ ،‬شفرة املثاين‪.‬‬

‫‪ -4‬ابن عباد‪ .‬احمليط يف اللغة‪ ،‬ابب و‪.‬ا‪.‬ي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.420‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ 5-6‬متثيل البياانت داخل األنظمة الرقمية‬


‫تكتب الربامج احلاسوبية على شكل تعليمات وتراكيب حسابية ومنطقية إبحدى لغات الربجمة‪ ،‬إذ‬
‫جتري ترمجة هذه التعليمات والرتاكيب إىل سالسل من الرموز الرقمية الثنائيّة (‪ )0،1‬اليت ّ‬
‫تعرب عن شيفرة‬
‫يفهمها احلاسب تدعى لغة اآللة ‪.Machine Language‬‬
‫تعد شفرة املثاين أساس الثورة الرقمية ابلكامل‪ ،‬وأتيت أمهيتها من كوهنا نظام التشفري (الرتميز)‬
‫املستخدم لتمثيل املعلومات والبياانت ضمن احلواسيب واألنظمة الرقمية‪ ،‬إذ يع ّد من أبسط أنواع أنظمة‬
‫وترسل‬
‫التّشفري‪ ،‬فالعلوم واملعلومات اليوم أبشكاهلا وأنواعها مُتثّل وتمكتب وتمعاجل وختمّزن وتموثّق وتمنشر م‬
‫ابستخدام الرموز الرقمية الثنائيّة (‪ ،)0،1‬وذلك على شكل ِشفرات (إشارات)‪ ،‬هذه اإلشارات هي سلسلة‬
‫تسمى بت‪:‬‬‫السلسلة ّ‬
‫من شحنات كهرابئيّة متساوية الكميّة‪ ،‬اخلانة الواحدة يف ّ‬
‫(‪)bit=binary digit‬‬ ‫" بت " = ‪ bit‬أو خانة ثنائيّة‬
‫‪8 Bit = 1 Byte‬‬

‫ختزن اخلانية الثنائية إحدى القيمتني‪ ،‬األوىل حالة وجود شحنة (‪ ،)1‬والثانية حالة عدم وجود‬
‫ّ‬
‫شحنة (‪ ،)0‬لتشكل بياانت مصفوفة من هذه األصفار والواحدات‪ ،‬تتم معاجلتها ضمن األنظمة الرقمية‪،‬‬
‫ومن ُث يتم حتويل انتج املعاجلة للشكل الذي نستوعبه‪ ،‬ويتم إظهاره‪ .‬وجمموعة ‪ 8‬بتات تشكل البايت‬
‫‪ Byte‬كما يظهر يف الشكل (‪.)1‬‬

‫الشكل (‪ )1‬البت والبايت‬

‫إذاً‪ :‬يتم ُتثيل البياانت يف أنظمة املعلومات كاحلواسيب يف صورة سالسل من الشفرات الثنائية‬
‫تتكون كل شفرة من عدد ‪ n‬من البتات‪ ،‬أي شفرة تتكون من ‪ n‬من البتات ميكن أن نثل هبا حىت عدد‬
‫يساوي ‪ 2n‬من العناصر املختلفة أو الشفرات املختلفة‪ ،‬حيث كل شفرة ستمثل أحد هذه العناصر (‪.)5‬‬

‫‪ -5‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬أساسيات احلوسبة‪ ( ،‬حلب‪ ،‬سوراي‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،)2017 ،‬ص‪.303 :‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ -7‬املبحث الثاين‪ :‬الشفرة املثاين يف القرآن الكرمي وإعجاز الشفرات العددية‪.‬‬


‫‪ 1-7‬اعجاز الشفرات العددية‬
‫مع التّطور العلمي الكبري وظهور احلاسب كأداة علميّة حسابيّة دقيقة وسريعة‪ ،‬ويف خضم التسارع‬
‫الرقمي وثورة املعلومات واألرقام‪ ،‬عصر الع ّد واإلحصاء‪،‬‬ ‫الرقميّة‪ ،‬العصر ّ‬
‫يف تّقنيّات االتّصاالت واألنظمة ّ‬
‫فك شفرات كتب احلياة‬ ‫وألن األرقام هي لغة أهل هذا العصر‪ ،‬وصنعة أهله‪ ،‬ولسان اجليل وأدواته‪ ،‬وألن ّ‬
‫الشغل الشاغل لباحثيه وعلمائه‪ ،‬فالب ّد أن يظهر حت ّدي القرآن الكرمي وإعجازه ألهل هذا العصر‪ ،‬بلغتهم‬
‫وصنعتهم‪ ،‬عصر فك ِشفرات كتب احلياة للمخلوقات‪ ،‬عصر ثورة املعلومات واالتصاالت الرقمية املش ّفرة‪،‬‬
‫إعجازاً يعجز علمهم وقدراهتم وأدواهتم والكبري من حاسباهتم‪ ،‬وكما أعجز أهل العصر األول‪ ،‬وسجد هلل‬
‫فسيخر ساجدين له يف هذا‬ ‫ّ‬ ‫سبحانه وتعاىل جهابذة أهل البيان وأمراء الفصاحة وسحرة الكالم لبالغته‪،‬‬
‫العصر أيقوانت العلوم‪ ،‬ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء احلواسيب واألرقام إلعجازه وعجبه وعظمته‪ .‬إذ نعتقد‬
‫أن اإلعجاز اجلديد للقرآن الكرمي هو إعجاز ِّ‬
‫الشفرات العددية‪.‬‬
‫الشفرات املستخرجة من املعطيات‬‫اعجاز الشفرات العددية هو البحث العلمي يف الرتميزات و ِّ‬
‫الشفرات من حقائق ومعلومات ولطائف وفوائد‬ ‫الرقمية القرآنية‪ ،‬والسعي إلظهار وكشف ما حتمله هذه ِّ‬
‫وأسرار وعجائب وإعجاز‪ ،‬يؤكد حت ّدي القرآن الكرمي ألهل هذا العصر بلغتهم وصنعتهم‪ ،‬على أن أيتوا مبثل‬
‫ما احتوى‪.‬‬

‫ال ِّ‬
‫شفرات العددية يف القرآن الكرمي هي منظومات عددية غاية يف الدقة والتنظيم هلا خصائص‬
‫وقواعد‪ ،‬ختفي معلومات ما‪ ،‬تمستنبط من خالل ترميز حروف وكلمات القرآن الكرمي برتميزات حمددة‪ ،‬هذه‬
‫املعلومات تؤّكد عدداً من احلقائق اإلميانية والعلمية واألحداث التارخيية‪ ،‬وهي إظهار قرآين رابين لروعة‬
‫وعظمة نظم القرآن الكرمي‪ ،‬وأحد وجوه إعجازه البياين‪ ،‬وإن ما تظهره الشفرات العددية من عظمة النظم‬
‫ابعتبارها نظم نتاج نظم‪ ،‬ومبا حتمله من املعاين واحلقائق واللطائف والفوائد ومبا ختفي من معلومات وأسرار‬
‫وعجائب وإعجاز‪ ،‬وبرتكيزها على مقاصد القرآن الكرمي وأركان اإلميان‪ ،‬وبتناغمها املنطقي مع النظام الكلي‬
‫لآلية والسورة والنص القرآين كامالً‪ ،‬فهي ليست أرقام صماء تتساوى أو ختتلف‪ ،‬بل هي وجه من وجوه‬
‫اإلعجاز البياين يف القرآن الكرمي‪ ،‬وأحد معجزات نظمه (‪.)6‬‬

‫‪ -6‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬اعجاز الشفرات العددية يف القرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫‪ 2-7‬ماهي الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‬


‫كل شيء حوله يسأله‪ ،‬كيف حيمل هذا اهلواء يف الفضاء املعلومات؟ من‬ ‫إن من يعمل فكره يف ّ‬
‫ملسافات هائلة‪ ،‬أيتيه اجلواب ِ‬
‫بشفرة املثاين‪ ،‬األصفار‬ ‫ٍ‬ ‫مكتوابت وحمكيات‪ ،‬صوٍر ٍ‬
‫اثبتة ومتحركات‪ ،‬وينقلها‬ ‫ٍ‬
‫الرمز )‪ )1‬الذي حيمل املعلومة فيها‪ ،‬إال تسبيح وتوحيد بطريقته للباري سبحانه‬‫والواحدات (‪ ،)0،1‬وما ّ‬
‫وتعاىل‪ ،‬الذي قال‪:‬‬
‫ض َوَمن فِي ِه َّن َوإِن ِّمن َش ْى ٍء إَِّال يم َسبِّ مح ِحبَ ْم ِد ِه َوَٰلَ ِكن َّال‬
‫السْب مع َو ْاأل َْر م‬
‫ت َّ‬ ‫﴿ تم َسبِّ مح لَهم َّ‬
‫الس ََٰم ََٰو م‬
‫يح مه ْم ﴾[اإلسراء‪ ،]44/17 :‬وهي أيضاً أتكيد على مثاين اخللق والوجود‪.‬‬ ‫فق مهو َن تَ ْسبِ َ‬
‫تَ َ‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي هي منظومة عددية انجتة عن اتبع تقابل بني البنية الرقمية للنص‬
‫القرآين وبني سلسلة رمزيّة موزونة ذات بنية حم ّددة من األصفار والواحدات (‪ ،)0،1‬قابلة للقراءة والتصنيف‬
‫والتخزين واالسرتجاع واملعاجلة بسهولة (‪.)7‬‬
‫‪Binary Code‬‬ ‫يتم إجياد ِ‬
‫الشفرة املثاين للكلمة القرآنية‪ ،‬إبجياد الرقم العشري املشفر ثنائياً (‬
‫~‬ ‫‪ )Decimal‬للبنية الرقمية للكلمة القرآنية (عدد حروف الكلمة هو رقم عشري حم ّدد بني ‪1‬‬
‫‪.)Digital Structure of Qur'anic Word) )DSQW()10‬‬
‫عندما نقوم بصف البىن الرقمية لكلمات اآلية )‪ ،(DSQWs‬جبانب بعضها البعض‪ ،‬حنصل على‬
‫عدد عشري ندعوه‪ :‬البنية الرقمية لآلية يف القرآن الكرمي ‪Digital Structure of Qur'anic Verse‬‬

‫)‪.)8( (DSQV‬‬
‫تعترب الشفرة املثاين للقرآن الكرمي آخر ما توصل إليه البحث يف علوم القرآن الكرمي‪ ،‬وجديد التدبر‬
‫يف كلماته‪ ،‬وحلقة تربط إعجازه البياين إبعجازه العددي‪ ،‬فبعد حماوالت عديدة َعمد فيها الباحثون على‬
‫الرقمني (‪ ،)0،1‬إذ استخدموها‬ ‫ِ‬
‫ربط القرآن الكرمي وشفرة املثاين األصفار والواحدات‪ ،‬اليت تقوم على ّ‬
‫شىت إلظهار ّشفرٍة لكلمات وآايت القرآن الكرمي‪.‬‬
‫بتشكيالت رمزيّة ُمتلفة‪ ،‬وبطرق ّ‬

‫‪ -7‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪ -8‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪ ،‬جملد ‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬ص ‪.26‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ -8‬املبحث الثالث‪ :‬املثاين يف القرآن الكرمي‬


‫‪ 1-8‬الكلمة القرآنيّة واحلقيقة اليت حتملها‬
‫خياطب هللا سبحانه وتعاىل ُمتلف طبقات البشريّة املصط ّفة خلف العصور خطاابً أزلياً‪ ،‬ويرشدهم‬
‫ات على إرادته‬‫مجيعاً ليهديهم‪ ،‬مدرجاً يف كتاب اهلدى املنري معاين ع ّدة لتالئم ُمتلف األفهام‪ ،‬واضعاً أمار ٍ‬
‫م‬
‫مسمى ما‪ ،‬تعطي كل جيل يف كل زمان ومكان ما يناسب علمه‬ ‫هذه‪ .‬والكلمة القرآنيّة اليت تصف ّ‬
‫املسمى هبذه الكلمة‪ ،‬ومن إعجاز هذا الكتاب وإحكامه أن النّصوص القرآنيّة حتمل‬ ‫وحضارته عن حقيقة ّ‬
‫إشارات ملاهيّات النّواميس اليت تنتظم وفقها املسائل احملمولة هبذه النّصوص‪ ،‬إذ توجد عالقة وترابط بني‬
‫وتسمي مسألة حم ّددة ومعلومة يف‬
‫تدل عليه‪ ،‬فتصف الكلمة القرآنيّة ّ‬ ‫الكلمة القرآنيّة وبني ما تشري إليه أو ّ‬
‫ظاهرها‪ ،‬لكنها حتمل حقائق كبرية وختتزل يف ابطنها قوانني ونواميس هائلة ال يعلم حدودها إال هللا سبحانه‬
‫وتعاىل ‪ ،‬فالقرآن الكرمي هو احمليط ابحلقائق وهو منبعها وهو مرجعها وهو مشسها‪.‬‬
‫السياق لل ّداللة على املعىن‪ ،‬ودور يف إبراز اجلانب اللغوي‬ ‫مبا أن للكلمة القرآنيّة دور وضرورة يف ّ‬
‫البياين املعجز‪ ،‬ودور عددي يالئم املعىن ويرتبط به‪ ،‬فإن هلا دور علمي يف ال ّداللة على أشياء وحوادث‬
‫سر يتعلق حبقيقة املسألة اليت‬‫وظواهر علميّة‪ ،‬وتكرارها كان حبكمة وقدر حمدود ومقصود‪ ،‬وهذا التّكرار ٌّ‬
‫الرقمي للنّص القرآين ابلبناء اللغوي‪ ،‬وببناء املعىن وال ّدالالت‬
‫تصفها وتسميّها هذه الكلمة‪ ،‬إذ يرتبط البناء ّ‬
‫الذي حيمله هذا النّص‪.‬‬

‫‪ 2-8‬املثاين يف القرآن الكرمي وأهم ما جاء يف تفسريها‬


‫تكررت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وجاء ذلك يف مثاين من اآلايت وهي قوله‬
‫كلمة{املثاين} ّ‬
‫سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫ك َسْبعاً ّم َن الْ َمثَ ِاين َوالْ مق ْرآ َن الْ َع ِظ َيم ﴾[احلِجر‪.]87/15 :‬‬
‫﴿ َولَ َق ْد آتينَ َ‬
‫ِ‬ ‫يث كِ َٰتبا ُّمت َٰشبِها َّمث ِاين ت ْقشعُِّر ِمْنه جلم َّ ِ‬ ‫اّلل َّنزَل أَحسن ْ ِ‬
‫ود مه ْم َوقلموهبمْم‬
‫ني مجلم م‬
‫ين َخيْ َش ْو َن َرهبمْم مُثَّ تَل م‬
‫ود الذ َ‬
‫م م م‬ ‫احلَد ِ ًَ َ َ ً َ َ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫﴿ َّم‬
‫[الزمر‪.]23/39 :‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫اّللم فَ َما لَهم م ْن َهاد ﴾ ّ‬ ‫ضلِ ِل َّ‬
‫اّلل ْيه ِدي بِِه َمن يَ َشاءم َوَمن يم ْ‬ ‫اّلل ََٰذلِك ه َدى َِّ‬
‫ِ ِ‬
‫إِ َ َٰىل ذ ْك ِر َّ َ م‬
‫أهم ما جاء عن املثاين مثاين من األحاديث‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ ‬األول‪« :‬عن أيب سعيد بن املعلى قال‪ :‬قال يل رسول يل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أال أعلّمك‬
‫السْب مع الْ َمثَ ِاين َوالْ مق ْرآ من الْ َع ِظ ميم الَّ ِذي أموتِيتمهم» (‪.)9‬‬
‫ني ِه َي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫أعظم سورة يف القرآن‪ ،‬ا ْحلَ ْم مد َّّلل َر ِّ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬
‫‪ ‬الثّاين حديث أبو هريرة عن اإلسراء‪ " :‬أنه فيما أخرب هللا سبحانه وتعاىل رسوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫وأعطيتك سبعاً من املثاين مل يعطها نيب قبلك‪.)10(...،‬‬

‫يثىن ويتجدد حاالً‬


‫اختلف يف تفسري املثّاين ومما جاء فيه أنه يصح أن يقال للقرآن الكرمي مثاين ملا ّ‬
‫فحاال من فوائده‪:‬‬
‫الزُمشري (ت ‪ 538‬هـ)‪ :‬جيوز أن تكون كتب هللا سبحانه وتعاىل كلها مثاين‪ ،‬ألهنا تمثين عليه‪،‬‬ ‫‪ ‬قال ّ‬
‫املكررة‪ ،‬ويكون القرآن الكرمي بعضها (‪.)11‬‬
‫وملا فيها من املواعظ ّ‬
‫مفصالً إىل سور وآايت‬‫‪ ‬قال البقاعي (ت ‪ 885‬هـ)‪ " :‬اعلم أن القرآن الكرمي منزل مثاين‪ ،‬وملّا كان ّ‬
‫تثىن فيه القصص واملواعظ واألحكام‬ ‫ومجل‪ ،‬وصفه ابجلّمع يف قوله‪{ :‬مثاين}‪ ،‬مجع مثىن أي ّ‬
‫واحلِكم‪ُ ،‬متلفة البيان يف وجوه من احلمكم‪ ،‬متفاوتة الطّرق يف وضوح ال ّدالالت (‪.)12‬‬
‫‪ ‬قال حقي (ت ‪ 1127‬هـ) ‪ " :‬القرآن كتاب متشابه يف الّلفظ مثاين يف املعىن من وجهني‪ ،‬أحدمها‬
‫أن لكل لفظ منه معاين ُمتلفة بعضها يتعلق بلغة العرب وبعضها يتعلق إبشارات احلق" (‪.)13‬‬
‫‪ ‬جاء يف كتاب ابن كثري (ت ‪ 774‬هـ)‪ " :‬فهو مثاين من وجه ومتشابه من وجه‪ ،‬قال جماهد‪ :‬يعين‬
‫الضحاك‪:‬‬‫القرآن كله متشابه مثاين‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬اآلية تشبه اآلية‪ ،‬واحلرف يشبه احلرف‪ ،‬وقال ّ‬
‫السورة فيها‬
‫مثاين ترديد القول ليفهموا عن رهبم سبحانه وتعاىل‪ ،‬وزاد احلسن رضي هللا عنه‪ ،‬تكون ّ‬
‫السورة األخرى آية تشبهها‪ ،‬وقال ابن عباس رضي هللا عنه‪ :‬القرآن الكرمي يشبه بعضه‬ ‫آية ويف ّ‬
‫ويرد بعضه على بعض‪ ،‬ويروى عن ابن عيينة قوله‪ :‬سياقات القرآن الكرمي اترةً تكون يف معىن‬ ‫بعضاً ّ‬
‫الشيء وض ّده كذكر املؤمنني ُث الكافرين‪ ،‬وكصفة اجلنّة‬
‫واحد فهذان من املتشابه‪ ،‬واترًة تكون بذكر ّ‬
‫ُث صفة النّار‪ ،‬وما أشبه هذا‪ ،‬فهذا من املثاين‪ ،‬أي الكالم يف شيئني متقابلني"(‪.)14‬‬
‫واختالف التّفسري والتّأويل للقرآن الكرمي ألن له مثاين من األعماق‪:‬‬

‫‪ -9‬ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬ابب ‪ ،87‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .547‬ويف صحيح البخاري برقم(‪.)4703‬‬
‫‪ -10‬ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬ابب ‪ ،1‬ج ‪ ،5‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -11‬أبو حيان‪ .‬تفسري البحر احمليط ابب ‪ ،85‬ج ‪ ،7‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -12‬البقاعي‪ .‬نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور‪ ،‬ابب ‪ ،20‬ج ‪ ،7‬ص ‪.245‬‬
‫‪ -13‬حقي‪ .‬روح البيان يف تفسري القرآن‪ ،‬تفسري حقي‪ ،‬ابب ‪ ،12‬ج ‪ ،23‬ص ‪.266-267‬‬
‫‪ -14‬ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬ابب ‪ ،23‬ج ‪ ،7‬ص ‪.94‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -1‬العمق الظاهر الذي تدركه املخلوقات‪.‬‬


‫‪ -2‬عمق التّأويل الذي ال يعلمه إالّ هللا سبحانه وتعاىل القائل‪َ ﴿ :‬و َما ْيعلَ مم َأتْ ِويلَهم إَِّال َّ‬
‫اّللم ﴾ [آل‬
‫عمران‪.]7/3 :‬‬
‫‪ 3-8‬اآلايت يف القرآن الكرمي مثاين من األنواع‬
‫ت مه َّن أممُّ الْ ِك َٰتَ ِ‬ ‫ك الْ ِك َٰتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫مخ مر‬
‫ب َو أ َ‬ ‫َٰت ُّْحم َك ََٰم ٌ‬
‫ب منْهم ءَايَ ٌ‬
‫َ‬ ‫قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿:‬مه َو الَّذى أ َ‬
‫َنزَل َعلَيْ َ‬
‫ت﴾ [آل عمران‪.]7/3 :‬‬ ‫ممتَ ََٰشبِ ََٰه ٌ‬
‫إن اآلايت يف القرآن الكرمي نوعان كما تشري اآلية السابقة‪ ،‬حمكمات‪ ،‬ومتشاهبات‪ ،‬وهلذه اآلايت‬
‫ت و ُّمبيَِٰنَ ٍ‬
‫ت كم تشري اآلايت الكرمية التالية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫مثاين من الصفات يف القرآن الكرمي‪ ،‬بيَِٰنَ ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اّللَ يَـ ْه ِدى َمن يمِر م‬ ‫َٰت بيَِٰنَ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يد ﴾ [احلج‪.]16/22 :‬‬ ‫ت َو أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫﴿ َو َك ََٰذل َ‬
‫ك أَنَزلَْٰنَهم ءَايَ ّ‬
‫اّللم يَـ ْه ِدى َمن يَ َشاءم إِ َ َٰىل ِص ََٰر ٍط ُّم ْستَ ِقي ٍم ﴾ [النور‪.]46/24 :‬‬ ‫َٰت ُّمبيَِٰنَ ٍ‬
‫ت َو َّ‬ ‫ٍ‬
‫﴿ لََّق ْد أ َ‬
‫َنزلْنَا ءَايَ ّ‬
‫ولقد اختار سبحانه وتعاىل لبنائها مثاين من األوصاف‪ ،‬وله سبحانه وتعاىل مثاين من الصفات عند‬
‫احلديث عنها كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ت ِم ْن لَ مد ْن َح ِك ٍيم َخبِ ٍري ﴾ [هود‪.]1/11 :‬‬ ‫آايتمهم مُثَّ فُ ِّ‬
‫صلَ ْ‬ ‫ت َ‬‫ُح ِك َم ْ‬
‫اب أ ْ‬
‫ِ‬
‫﴿ الر كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫اك َس ْبعا ّم َن ال َْمثَ ِاين َوالْ ُق ْرآ َن ال َْعظ َ‬
‫يم ﴾‬ ‫السبع املثاين ﴿ َولََق ْد آتَـ ْيـنَ َ‬
‫‪ 4-8‬الفاحتة وآية ّ‬
‫السبع املثاين‪،‬‬
‫ّأم الكتاب وفاحتة الكتاب‪ ،‬أعظم سورة يف القرآن العظيم‪ ،‬ومفتاح اإلعجاز فيه‪ ،‬هي ّ‬
‫السورة الوحيدة اليت‬ ‫ِِ‬
‫وض َعها العليم احلكيم سبحانه وتعاىل يف مقدمة كتابه لعظَم شأهنا‪ ،‬فهي ّ‬‫آايهتا سبعة ‪َ ،7‬‬
‫الرقم سبعة‪ ،‬وإشارة إىل أ ّهنا حتتوي‬
‫مسَّاها برقم‪ ،‬وقد تكون إشارة إىل أن إعجاز القرآن الكرمي يقوم على ّ‬
‫السبعة واملثاين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األنظمة العدديّة‪ ،‬ومنها نظام العد الثّنائي‪ ،‬أو شفرة املثاين‪ ،‬وإشارة إىل أن هناك عالقة بني ّ‬
‫كرر وتمثىن يف الصالة وغريها‪،‬‬ ‫مسّيت املثاين ألهنا جتمع بني نعتني مها‪ :‬التّثنية‪ ،‬والثّناء‪ ،‬والتّثنية ألهنا تم ّ‬
‫اّللم ِيف‬
‫َّيب صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬ما أَنْـَزَل َّ‬ ‫والثّناء ملا فيها من احلمد والثّناء على هللا سبحانه وتعاىل‪ " .‬قَ َال النِ ُّ‬
‫ني َعْب ِدي َولِ َعْب ِدي َما َسأ ََل"‬ ‫ِ‬ ‫آن َوِه َي َّ‬
‫السْب مع الْ َمثَ ِاين َوه َي َم ْق مس َ‬
‫ومةٌ بَـْي ِين َوبَ َْ‬ ‫التـ َّْور ِاة وَال ِيف ِْ‬
‫اإل ِْْن ِيل ِمثْل أِمم الْ مقر ِ‬
‫َ ّ ْ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)15‬‬
‫السبع املثاين مقسومة مثاين‪ .‬ومن إعجاز كتاب هللا سبحانه وتعاىل وإحكامه وجود عالقة وترابط‬ ‫‪ .‬أي ّ‬
‫السبع املثاين ْند أن‪:‬‬ ‫بني عدد كلمات اآلية وبني ما تشري إليه أو تدل عليه‪ ،‬وابلعودة إىل آية ّ‬

‫الرتمذي‪ .‬سنن الرتمذي‪ ،‬حديث رقم ‪ ،3050‬ابب‪ :‬ومن سورة احلجر‪ ،‬ج ‪ ،10‬ص ‪.397‬‬
‫‪ّ -15‬‬
‫‪13‬‬

‫عدد حروف كلمة {املثاين} ‪ 7‬سبعة‪:‬‬


‫‪ ‬وعدد كلمات اآلية ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة‪.‬‬
‫‪ ‬وعدد آايت سورة الفاحتة ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬وعدد حروف كلمة{القرءان} ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫السورة سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬وعدد أمساء هللا سبحانه وتعاىل املذكورة يف ّ‬
‫‪ ‬وعدد حروف األلف فيها ‪ 7‬سبعة‪ ،‬فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬وعدد الواحدات يف شفرهتا املثاين ‪ 7‬سبعة فتكون ‪ 7‬سبعة مثناة أخرى (‪.)16‬‬

‫السبع املثاين واملثاين‬


‫‪ 5-8‬سورة ّ‬
‫السبع املثاين على مثاين من األمور وهي (‪:)17‬‬
‫حتتوي ّ‬
‫‪ ‬مثاين أنواع التّوحيد‪ ،‬التّوحيد العلمي (يف العلم واالعتقاد)‪ ،‬التّوحيد القصدي اإلرادي (يف القصد‬
‫واإلرادة‪.‬‬
‫‪ ‬مثاين أركان التّوحيد لإلله الواحد سبحانه وتعاىل‪ ،‬توحيد األلوهيّة‪ ،‬وتوحيد الربوبيّة‪.‬‬
‫‪ ‬مثاين من األحكام للقرآن الكرمي‪ ،‬األحكام النظريّة‪ ،‬واألحكام العمليّة (‪.)18‬‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫الرمحن ّ‬‫‪ ‬مثاين من صفات هللا سبحانه وتعاىل يف اآلية األوىل(البسملة)‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬مثاين أنواع التّوسل إىل هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬التّوسل إليه أبمسائه وصفاته‪ ،‬والتّوسل إليه بعبوديته‪.‬‬
‫وإايك نستعني‪ ،‬التّوكل واالستعانة‪.‬‬
‫‪ ‬مثاين من األصول تقوم عليها حقيقة ّإايك نعبد ّ‬
‫الشفاء‪ ،‬شفاء للقلوب وشفاء لألبدان‪.‬‬
‫‪ ‬مثاين من ّ‬
‫الشفاء للقلب‪ّ ،‬إايك نعبد تدفع الرّايء‪ ،‬وإّايك نستعني تدفع الكرب‪.‬‬
‫‪ ‬مثاين من ّ‬
‫وإايك نستعني‪ ،‬ومها مثاين‬ ‫‪ ‬مثاين أسس وأركان اإلميان‪ ،‬التّوحيد والعبودية‪ ،‬ومدارمها على ّإايك نعبد ّ‬
‫من الكلمات مقسومتان بني العبد وربّه‪.‬‬
‫الصراط املستقيم‪ ،‬صراط الذين أنعمت عليهم‪.‬‬ ‫للصراط‪ّ ،‬‬‫الصفات ّ‬‫‪ ‬مثاين من ّ‬
‫‪ ‬العبوديّة جتمع مثاين من األصول‪ :‬غاية احلب‪ ،‬بغاية ال ّذل واخلضوع‪.‬‬
‫‪ ‬االستعانة جتمع مثاين من األصول‪ :‬الثّقة ابهلل‪ ،‬واالعتماد عليه‪.‬‬

‫‪ -16‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫‪ -17‬ابن قيم اجلوزية‪ .‬مدارج السالكني بني منازل إايك نعبد وإايك نستعني‪ ،‬مقتطفات من اجلزء األول‪.‬‬
‫السيوطي‪ .‬أسرار ترتيب القرآن الكرمي‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ّ -18‬‬
‫‪14‬‬

‫تتفرع ملثاين‬
‫إلايك نعبد مثاين من املراتب العلميّة‪ ،‬األوىل العلم ابهلل‪ ،‬والثّانية العلم بدينه‪ ،‬كل منها ّ‬‫‪ّ ‬‬
‫من املراتب العمليّة‪:‬‬
‫‪ ‬مرتبة ألصحاب اليمني‪.‬‬
‫املقربني‪.‬‬
‫للسابقني ّ‬
‫‪ ‬مرتبة ّ‬
‫‪ -9‬املبحث الثالث‪ :‬مثاين القرآن الكرمي هي إشارة إىل ِشفرة املثاين األصفار والواحدات‬
‫تساعد املعطيات العلميّة احلديثة وتقنيّاهتا‪ ،‬واملعارف اجلديدة وأدواهتا على فهم بعض اآلايت‬
‫القرآنيّة اليت كانت بال تفسري صحيح حىت اآلن‪ ،‬فمع الفتح البشري الذي وصل إليه اإلنسان ابستخدام‬
‫اللدين‪ ،‬حيث ميكن‬ ‫ِشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬هذه ِّ‬
‫الشفرة إحدى معجزات القدرة اإلهليّة والعلم ّ‬
‫ألي أن يعمل فكره يف كل شيء حوله يسأله‪ ،‬كيف حيمل هذا اهلواء والفضاء املعلومات من مكتوابت‬ ‫ٍ‬
‫وحمكيات‪ ،‬صور اثبتة ومتحركات‪ ،‬وينقلها ملسافات هائلة‪ ،‬أيتيه اجلواب ِ‬
‫بشفرة املثاين‪ ،‬األصفار‬
‫والواحدات‪ ،‬والواحد الذي حيمل املعلومة فيها‪ ،‬توحيد للباري سبحانه وتعاىل بكلمات فيقول‪ {:‬ال إله إال‬
‫أنت سبحانك }‪ ،‬أحطت بكل شيء علما‪ ،‬فلهذه الكلمات مثاين من الطّاقات‪ ،‬فلها قوة وقدرة على‬
‫الريبة أو املرض‪ ،‬وهي برها ٌن جديد أنه كتاب هللا سبحانه‬
‫نشر عني اليقني يف كل من يف عقله أو قلبه بعض ّ‬
‫وتعاىل‪ ،‬ورسالته إىل البشر مجيعاً‪.‬‬
‫سبق القرآن الكرمي العلم احلديث ومكتشفاته‪ ،‬ابإلشارات القرآنيّة العلميّة ال ّدقيقة إىل بعض العلوم‬
‫الكونيّة‪ ،‬فالتّعابري القرآنيّة دقيقة جداً بكلماهتا اليت أتيت دائماً مناسبة ومتالئمة مع احلقائق العلمية‬
‫والنظرايت احلديثة‪ ،‬وال تعارض بينهما‪ ،‬بل توافق ُتاماً ما يكتشفه العلم حديثاً‪ ،‬وقد أشار القرآن الكرمي إىل‬
‫هذه النّاحية من نواحي اإلعجاز القرآين بقوله سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ سنم ِري ِهم ِ‬
‫آايتنَا ِيف اآلفَاق َوِيف أَن مفس ِه ْم َح َّىت َّ َ‬
‫يتبني َهلمْم أَنَّهم ا ْحلَ ُّق ﴾ [فصلت‪.]53/41 :‬‬ ‫َ ْ َ‬
‫بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علمياًّ من املعىن الذي حتمله كلمة{املثاين}‪،‬‬
‫وجدان مثاين من الكلمات وكل منهما ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫❖ كلمة {معلومت}‪.‬‬
‫❖ كلمة {مرقوم}‪.‬‬
‫ونعتقد أيضاً أهنا إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة ابملعىن احلامل هلا‬
‫وابحلقيقة العلميّة الكونيّة‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫إذاً‪ :‬ألمهيّة ِشفرة املثاين كلغة عمل للحاسب ومرادفاته من األنظمة واآلالت احلديثة‪ ،‬البد أن‬
‫تكون مذكورةً أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬فبعد أن عرضنا معىن كلمة{املثاين}‪ ،‬وما جاء‬
‫يف تفسريها‪ ،‬نالحظ أهنا ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وجاء ذلك يف مثاين من اآلايت‪ ،‬لذلك اعتربانها‬
‫الصرحية إىل ِشفرة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪ ،‬وسنطلق عليها نفس‬
‫اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ‬
‫التّسمية القرآنيّة‪ِ ،‬شفرة املثاين‪.‬‬

‫‪ -10‬ملاذا املثاين‪ ،‬ولغة املثاين‬


‫قال النّورسي (ت ‪ 1379‬هـ)‪ " ::‬إن لكل شيء جهتني‪:‬‬
‫‪ ‬جهة مملكية هي قد تكون حسنة‪ ،‬وقد تكون قبيحة تتوارد عليها األشكال كظهر املرآة‪.‬‬
‫‪ ‬جهة ملكوتية تنظر إىل اخلالق " (‪.)19‬‬
‫من اجلهة اليت تنظر إىل اخلالق سوف حناول أن نعقل حقيقة املثاين‪ ،‬وملاذا املثاين‪.‬‬
‫قال هللا سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫اإلنْس إَِّال لِيـعب مد ِ‬ ‫﴿ و ما خلَ ْقت ِْ‬
‫ون ﴾[الذاراايت‪.]56/51 :‬‬ ‫اجل َّن َو ِْ َ َ ْ م‬ ‫َ َ َ م‬
‫أي أن املقصود من إجياد اخللق العبادة‪ ،‬وأصل العبادة هو التوحيد‪ ،‬وأساس التّوحيد يف الكون‬
‫يتطلب من العبد مثاين من اإلقرار‪ ،‬النفي واإلثبات‪ ،‬نفي األلوهيّة عن غري هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإثبات‬
‫الوحدانية هلل‪ ،‬وألجل هذا اإلقرار املثاين صاغ حقيقة التوحيد الكربى والشهادة العظمى مثاين‪ ،‬وشهد عليها‬
‫اختصهم‪ ،‬فكان كل شيء يف الوجود مثىن وكان اخللق‬ ‫ّ‬ ‫بنفسه‪ ،‬وأشهد عليها مالئكته وأولوا العلم الذين‬
‫مثاين‪ ،‬فصار كل شيء يذكره مثاين يسبّح حبمده ويق ّدس له(سبّوح ق ّدوس)‪.‬‬
‫إذاً حقيقة العبودية اخلالصة والتوحيد املطلق مؤلفة من مثاين من احلقائق‪ ،‬يبحث عنها العقل‬
‫ليعقلها يف مثاين كتب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬الكتاب املنشور (الكون)‪ ،‬والكتاب املقروء (القرآن الكرمي)‪.‬‬

‫‪ -11‬املثاين من احلقائق اليت تقوم عليها حقيقة مثاين اخللق والوجود‬


‫أصل احلقيقة يف الوجود وأصل العلم يف الكون‪ ،‬هو احلقيقة املطلقة اخلالدة‪ ،‬والعلم ابلواحد‬
‫األحد‪ ،‬حقيقة وجود اإلله الواحد (‪ ،)1‬ومن هذه احلقيقة تتّفرع كل احلقائق والعلوم‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬

‫‪ -19‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪16‬‬

‫اعلَ ْم أَنَّهم َال إَِٰلَ َه إَِّال َّ‬


‫اّللم ﴾[حممد‪.]19/49 :‬‬ ‫﴿ فَ ْ‬
‫يل َهلمْم َال إَِٰلَ َه إَِّال َّ‬‫ِ ِ‬
‫اّللم يَ ْستَ ْكِربمو َن﴾ [ ّ‬
‫الصافّات‪.]19/49 :‬‬ ‫َّ‬
‫﴿ِ إهنمْم َكانموا إ َذا ق َ‬
‫جاء ذكرها يف القرآن الكرمي مثاين لتشري إلينا إىل أن حقيقة مثاين اخللق مبخلوقاته وكائناته‪،‬‬
‫ومكوانته تقوم على مثاين من احلقائق {توحيد اإلله‪ ،‬وإفراده ابلعبوديّة}‪ ،‬ومها مثاين‬‫والوجود مبوجوداته ّ‬
‫أسس أركان اإلميان ابهلل‪ ،‬التّوحيد والعبوديّة‪:‬‬
‫الصم مد‪ ﴿ ،‬وما ِمن إَِٰلٍَه إَِّال إِ َٰلَه وِ‬
‫َٰحد ﴾‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫‪ ‬احلقيقة األوىل‪ :‬حقيقة اإلله الْ َواح مد ْاأل َ‬
‫َح مد األَوح ْد‪ ،‬الْ َف ْرمد َّ َ‬
‫اّلل إَِٰلَه وِ‬ ‫َٰ ِ‬
‫َٰحد ﴾ [النساء‪.]171/4 :‬‬ ‫[املائدة‪﴿ .]73/5 :‬إِ َّنَا مه َو إِلَه َوَٰحد ﴾ [األنعام‪ ﴿ ،]19/6 :‬إَِّنَا َّم ٌ َ‬
‫وهذه احلقيقة مرّكبة من مثاين من احلقائق‪:‬‬
‫‪ ‬األوىل‪ :‬حقيقة التّنزيه ونفي الشريك والصاحبة والولد واملكافئ والند (ال إله) (نفي ورمزه ‪.)0‬‬
‫‪ ‬الثّانية‪ :‬حقيقة التوحيد وإثبات األلوهية والربوبية هلل‪ ،‬أي وجود اإلله الواحد األوحد وهو هللا سبحانه‬
‫وتعاىل‪( ،‬إال هللا)(اثبات ورمزه ‪.)1‬‬
‫أي حقيقة‪ :‬ال إله إال هللا‬

‫(‪ 0‬نفي ‪1‬إثبات)‬


‫يم ﴾[البقرة‪:‬‬ ‫َٰحد َّل إِ َٰلَه إَِّل هو ال َر ْ َٰ ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة الثّانية‪ :‬حقيقة املعبود الواحد‪ ﴿ ،‬وإِ َََٰل ُكم إِ َٰلَه وِ‬
‫حَ ُن ال َرح ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫‪ ،]163/2‬املتفرد ابلعبوديّة‪ ،‬وإن من شيء إىل يسبّح حبمده‪ ،‬حيث أمران ابلعبوديّة له‪ ﴿ :‬ا ْعبُ ُدوا َ‬
‫اّللَ َما‬
‫ون ﴾ [األنبياء‪.]25/21 :‬‬ ‫لَ ُكم ِمن إِ َٰلَ ٍه غَريهُ ﴾‪[ ،‬األعراف‪َ ﴿ ]73/7 :‬ال إَِٰلَه إَِّال أَ َنا فَا ْعب ُد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّْ‬
‫وهذه احلقيقة مرّكبة من مثاين من احلقائق‪:‬‬
‫‪ ‬األوىل‪ :‬حقيقة نفي العبادة عن كل شيء (ال نعبد) (نفي ورمزه ‪.)0‬‬
‫‪ ‬الثانية‪ :‬حقيقة إثبات العبادة وإفرادها هلل (إال إايه) (اثبات ورمزه ‪.)1‬‬
‫أي حقيقة‪ :‬ال نعبد إال إايّه‬

‫(‪ 0‬نفي ‪ 1‬إثبات)‬


‫‪17‬‬

‫ومها مثاين رموز ِشفرة املثاين‪ ،‬ولغة عمل احلاسب‪ ،‬لغة اإلميان وأجبدية التّوحيد لكل أشياء العوامل‪،‬‬
‫عامي يقول‪ :‬ال شريك له‪ ،‬وما يف الكون‬ ‫ولكل أدوات وتقنيات العلوم‪ .‬لذلك التّوحيد هو مثاين‪ " :‬توحيد ّ‬
‫ليس لغريه‪ ،‬وتوحيد حقيقي يقول‪ " :‬هو هللا وحده‪ ،‬له امللك‪ ،‬وله الكون‪ ،‬وله كل شيء‪ ،‬ال إله إال هو "‪.‬‬
‫لتكتمل حقيقة اإلميان اخلالص والتّوحيد املطلق‪ّ :‬ل إله إّل هللا وّل نعبد إّل ّإايه‪.‬‬

‫‪ -12‬خالق كل شيء يف الكون والوجود من خملوقات وموجودات‪ ،‬مثاين‬


‫احلمد هلل رب العلمني على نعمه املثاين‪ ،‬ظاهرةً وابطنة‪ ،‬الذي أنزل الكتاب املثاين بشرياً ونذيراً‬
‫للعاملني‪ ،‬قرآانً وفرقاانً‪ ،‬على البشري النذير صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ومساه رمحة للعاملني‪ ،‬ليكون هدىً ورمحةً‬
‫للمؤمنني‪ ،‬وجعله نوراً وذكراً للعاملني‪ ،‬لريشدهم ويهديهم إىل معرفة العزيز العليم سبحانه وتعاىل‪ ،‬خالق كل‬
‫الزوجية‪ ،‬الذي حيتوي‬
‫شيء على شكل أزواج ومثاين‪ ،‬وكل ما يف الوجود خلقه وعبيده يدخلون يف قانون ّ‬
‫كل ٍ‬
‫شيء يف هذا الكون‪ ،‬فال يفلت منه أي من ُملوقاته على اإلطالق‪.‬‬ ‫َّ‬
‫قال هللا سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫﴿ وِمن مك ِل َشى ٍء َخلَ ْقنَا َزْو َج ْ ِ‬
‫ني لَ َعلَّ مك ْم تَ َذ َّك مرو َن ﴾[الذارايت‪.]49/51 :‬‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ‬
‫﴿ َو َخلَ ْق َٰنَ مك ْم أ َْزََٰو ًجا ﴾[النبأ‪.]8/78 :‬‬
‫ض َوِم ْن أَن مف ِس ِه ْم َوِممَّا َال يَـ ْعلَ ممو َن ﴾[يس‪.]36/36 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ مسْب ََٰح َن الَّذى َخلَ َق ْاأل َْزََٰو َج مكلَّ َها ممَّا تمنبِ م‬
‫ت ْاأل َْر م‬
‫﴿ والَّ ِذى خلَق ْاأل َْزَٰوج مكلَّها وجعل لَ مكم ِمن الْ مفلْ ِ‬
‫ك َو ْاألَنْـ ََٰع ِم َما تـَ ْرَكبمو َن ﴾[الزخرف‪.]12/43 :‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫إن خلالق العوامل سبحانه وتعاىل يف الكون مثاين‪ ،‬عامل اخللق وعامل األمر‪ ،‬مثاين من اآلايت‪ ،‬حيث‬
‫السماوات إقامته ففي األرض‬ ‫وحيضهم آبايته املتل ّوة إىل التّفكر يف آايته املشهودة‪" ،‬وما يف ّ‬
‫يدعو عباده ّ‬
‫صورته‪ ،‬فكان الوجود مثنّياً كما كان القرآن الكرمي مثاين إمجاالً وتفصيالً يف القرآن ومداداً وصوراً يف الكون‬
‫" (‪.)20‬‬
‫رب كل شيء‪َ ،‬خلَ َق من كل شيء يف الكون‬
‫إذاً‪ :‬نصل إىل أتكيد حقيقة مثاين اخللق والوجود‪ ،‬ف ُّ‬
‫املتفرد‬
‫اجملرات مثاين‪ ،‬فهو اإلله الواحد‪ ،‬وهو اإلله ّ‬
‫والوجود‪ ،‬من ُملوقات وموجودات من ال ّذرات إىل ّ‬
‫ابلعبادة املستحق هلا‪ ،‬ال إله إال هو‪.‬‬

‫السور‪ ،‬ابب ‪ ،255‬ج ‪ ،1‬ص ‪.411‬‬


‫‪ -20‬البقاعي‪ .‬نظم ال ّدرر يف تناسب اآلايت و ّ‬
‫‪18‬‬

‫‪ -13‬أُن ِزل مع ّ‬
‫الرسل مثاين األشياء‬
‫أنزل احلق سبحانه وتعاىل مع رسله مثاين من األشياء ّتوضحها لنا مثاين اآلايت‪ ،‬قال سبحانه‬
‫وتعاىل‪:‬‬
‫ب َوال ِْم َيزا َن ﴾[احلديد‪.]25/57 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ لَ َق ْد أ َْر َس ْلنَا مر مسلَنَا ِابلْبَـيَِّٰنَت َوأ َ‬
‫َنزلْنَا َم َع مه مم الْك َٰتَ َ‬
‫ِ‬ ‫﴿ َّ ِ‬
‫ب ِاب ْحلَِّق َوال ِْم َيزا َن ﴾ ّ‬
‫[الشورى‪.]17/42 :‬‬ ‫اّللم الَّذى أ َ‬
‫َنزَل الْك َٰتَ َ‬
‫الضابط للمقادير ابلعدل‪ ،‬فمن فزع إىل الكتاب يف املعاين وإىل امليزان‬ ‫الكتاب اآلمر ابلعدل وامليزان ّ‬
‫يف األعيان فبىن أمره على حتقق العدل فيهما فاز هبما‪.‬‬

‫‪ -14‬جمموعة من اللطائف عن املثاين يف القرآن الكرمي‬


‫‪ -1‬مادة (ثىن)‪ ،‬وهي ال ّدالة على التّثنية وردت يف ‪ 28‬آية‪ ،‬بعدد حروف لغة القرآن الكرمي‪.‬‬
‫مفصل بعلم سبحانه وتعاىل هللا مثاين‪ ،‬هدى ورمحة‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬ولَ َق ْد‬ ‫‪ -2‬القرآن الكرمي ّ‬
‫ص ْل َٰنَهم َعلَ َٰى ِع ْل ٍم ُهدى َو َر ْحَة لَِّق ْوٍم ْيؤِمنمو َن ﴾ [األعراف‪.]52/7 :‬‬ ‫ِج َٰئنَ مهم بِ ِك َٰتَ ٍ‬
‫ب فَ َّ‬
‫‪ -3‬اآلية اليت يتحدث فيها عن وحدانيته سبحانه وتعاىل‪ ،‬أمر فيها مبثاين من األوامر‪ ،‬عبادته وإقامة‬
‫اّللم ال إِلَ َه إِالَّ أ ََان فَا ْعبُ ْدِين َوأَقِ ْم ال َ‬
‫صالةَ‬ ‫الصالة ذكراً له‪ ،‬اآلية قوله سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِن َِّين أ ََان َّ‬
‫لِ ِذ ْك ِري ﴾ [طه‪.]14/20 ،‬‬
‫ض و ا ْختِ ِ‬ ‫‪ -4‬آايت أويل األلباب مثاين‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِ َّن ِيف َخل ِْق ال َ ِ‬
‫الف‬ ‫س َم َوات َواأل َْر ِ َ‬
‫مويل األَلْب ِ‬ ‫اللَي ِل والنـَها ِر ٍ‬
‫اب ﴾ [آل عمران‪.]190/3 ،‬‬ ‫آلايت أل ِ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫يتبني هلم احلق مثاين‪،‬‬ ‫‪ -5‬آايت اإلراءة اليت وعد سبحانه وتعاىل هللا أنه سريي املعجزات للنّاس فيها حىت ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بني َهلمْم أَنَّهم ا ْحلَ ُّق﴾ [فصلت‪:‬‬ ‫قال سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬سنم ِري ِه ْم ءَايََٰتنَا ِِف ْال َءافَاق َوِِف أَن ُفس ِه ْم َح َّ َٰىت يت َّ َ‬
‫‪.]53/41‬‬
‫ِ‬
‫‪ -6‬وصف سبحانه وتعاىل كتابه مبثاين من الصفات بقوله سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬إِ ْن مه َو إَِّال ذ ْكر َو ْ‬
‫قرَءان‬
‫ني ﴾ [يس‪.]69/36 :‬‬ ‫ُّمبِ ٌ‬
‫‪ -7‬القرآن الكرمي للمؤمنني له مثاين من األهداف‪ ،‬ولغري املؤمنني له مثاين من األهداف‪ ،‬قال سبحانه‬
‫ين َال ْيؤِمنمو َن ِِف ءَا َذاهنِِ ْم َوقر َو ُه َو َعلَْي ِه ْم َعمى ﴾‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وتعاىل‪ ﴿ :‬مه َو للَّذ َ‬
‫ين ءَ َامنموا ُهدى َو ش َفاء َو الذ َ‬
‫[فصلت‪.]44/41 :‬‬
‫‪19‬‬

‫الصدق والعدل‪ ،‬كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال‬ ‫‪ُ -8‬تام كلمة هللا سبحانه وتعاىل يف مثاين من األشياء مها ّ‬
‫يع الْ َعلِ ميم ﴾‬ ‫ص ْدقا و َع ْدّل َّال مب ِّد َل لِ َكلِ َٰمتِ ِه و هو َّ ِ‬
‫السم م‬ ‫َ َ مَ‬ ‫مَ‬ ‫َ‬
‫ك ِ‬
‫ت َربِّ َ‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬و َُتَّ ِ‬
‫ت َكل َم م‬
‫َ ْ‬
‫[األنعام‪.]115/6 :‬‬
‫‪ -9‬للقرآن الكرمي يف اللوح احملفوظ مثاين من الصفات‪ ،‬كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ب لَ َدينَا لَ َعلِى َح ِكيم ﴾ [الزخرف‪ ،]4/43 :‬ويف األرض تتشابه صفاته مع من‬ ‫﴿ وإِنَّهم ِِف أِّمم الْ ِك َٰتَ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات{بَشريا َو نَذيرا}‪.‬‬ ‫نزل عليه ‪ ،‬يف مثاين من ّ‬
‫‪ -10‬طلب هللا سبحانه وتعاىل تدبّر القرآن الكرمي يف مثاين من اآلايت وهي قوله سبحانه وتعاىل‪ ﴿:‬أَفَ َال‬
‫اختِ َٰلَ ًفا َكثِ ًريا ﴾ [النساء‪ ﴿ ،]82/4 :‬أَفَ َال‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ند َغ ِري َِّ‬
‫اّلل لََو َج مدوا فيه ْ‬ ‫يتَ َد مبرو َن الْ مق ْرءَا َن َولَ ْو َكا َن م ْن ع ْ‬
‫َقفا مهلَا﴾ [حممد‪.]24/7 :‬‬ ‫يتَ َدبرو َن الْ مقرءا َن أ َْم َعلَ َٰى قلم ٍ‬
‫وب أ َ‬ ‫َْ‬ ‫م‬
‫‪ -11‬عملية اخللق مثاين‪ ،‬تسوية ونفخ‪ ،‬كما تشري اآلية الكرمية‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪ ﴿ :‬فَِإ َذا َس َويتُهُ َو‬
‫ِِ‬ ‫ن َف ْخ ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين ﴾[ص‪.]72 /38 :‬‬ ‫ت فيه م ْن مروحي ف َقعموا لَهم َساجد َ‬
‫‪ -12‬ال ّسور يف القرآن الكرمي اليت عدد آايهتا سبعة هي مثاين(الفاحتة‪ ،‬املاعون)‪.‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت عدد آايهتا من مضاعفات السبعة ‪ 14‬سورة‪ ،‬أي سبعة مثنّاة‪.‬‬ ‫‪ّ -13‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت افتتحت ابحلروف املميزة عدا املكرر ‪ 14‬سورة‪ ،‬أي سبعة مثنّاة‪.‬‬ ‫‪ّ -14‬‬
‫السور يف القرآن الكرمي اليت بدأت ابلثّناء على هللا سبحانه وتعاىل‪ 14 ،‬سورة‪ ،‬أي سبعة مثنّاة‪،‬‬ ‫‪ّ -15‬‬
‫ات الْ َم ْد ِح(تبارك‪ ،‬احلمد هلل‪ ،)...،‬وسبعة نَـ ْف ٌي َوتَـْن ِزيهٌ ِم ْن صفات‬ ‫ص َف ِ‬ ‫ات لِ ِ‬ ‫سبعة إِثْـبَ ٌ‬
‫النقص(سبحان‪ ،‬سبح‪ ،‬يسبح‪.)...‬‬
‫املكرر‪ 14 ،‬حرف‪ ،‬أي سبعة مثنّاة‪.‬‬
‫‪ -16‬عدد حروف االفتتاحيات املميزة عدا ّ‬
‫للصعق واملوت‪ ،‬والثّاين من أجل اإلحياء‬‫الصور ثنائي األمر‪ ،‬لغرض ثنائي‪ ،‬األول ّ‬ ‫‪ -17‬النّفخ يف ّ‬
‫والبعث‪.‬‬
‫‪ -18‬ظهور هذا اإلعجاز يف القرآن الكرمي بعد ‪ 14‬قرانً من نزول القرآن الكرمي‪ ،‬أي سبعة مثناة‪.‬‬
‫‪ -19‬كما ورد عن النّيب ‪ ،‬لكل آية‪ :‬ظهر وبطن‪ ،‬ولكل حرف حد ومطلع (‪.)21‬‬

‫‪ -21‬ا ّلزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ابب ‪ ،2‬ج ‪ ،2‬ص ‪.169‬‬


‫‪20‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬
‫الرسم وليس‬
‫‪ -1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة الع ّد واإلحصاء اعتماداً على ّ‬
‫الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم‪ ،‬وابعتبار حرف الواو‬‫للرسم األول أو ّ‬
‫اللفظ‪ ،‬وذلك وفقاً ّ‬
‫كلمة‪ ،‬ابستخدام برانمج ِّ‬
‫(‪)22‬‬
‫جملمع‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ‪ ،‬الذي يعتمد املصحف اإللكرتوين ّ‬
‫املنورة‪ ،www.qurancomplex.org ،‬والذي‬ ‫الشريف ابملدينة ّ‬ ‫امللك فهد لطباعة املصحف ّ‬
‫يستخدم نفس معطيات برانمج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)23‬‬
‫إن من عظمة القرآن الكرمي‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم‬ ‫‪-2‬‬

‫املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪،‬‬
‫واعجازه هو مع مثاين رمسيه‪ ،‬ومها الرسم األول (العثماين) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار‬
‫خص هللا سبحانه وتعاىل هبا كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي احلديث‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكن يؤكد العلماء على عدم اخلروج على الرسم العثماين‪ ،‬إذ نقل السيوطي يف االتقان عن‬
‫اإلمام أمحد أنه قال‪ :‬حيرم ُمالفة مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو ألف أو غري ذلك (‪.)24‬‬
‫‪ -15‬النتائج واخلالصة‬
‫القرآن الكرمي املعجزة الكربى اخلالدة ال ّدائمة املتج ّددة‪ ،‬وعلومه ختاطب كل جيل‪ ،‬ومعارفه تصلح‬
‫لكل العصور‪ ،‬وآن األوان يف هذا العصر عصر العلم واملعرفة‪ ،‬عصر ثورة املعلومات واألرقام والتّقنيّات‬
‫الرقميّة‪ ،‬أن نفهم كثرياً من اإلشارات العلمية الواردة يف القرآن الكرمي‪ ،‬وهي ال بد أهنا تتوافق مع املعطيات‬
‫ّ‬
‫العلميّة احلديثة‪ ،‬ألن األمر اإلهلي بتدبّر القرآن الكرمي خياطب كل األجيال مبختلف مستوايهتم العلمية‬
‫علمي‪ ،‬فهذه‬ ‫وشفرة نقل املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز‬‫والفكرية‪ ،‬وإن اإلشارة القرآنية للغة ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل‬
‫أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته‪.‬‬
‫من خالل ما سبق وجدان جمموعة من النتائج أمجلناها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -22‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برانمج ال ِّشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪.3.5‬‬
‫‪ -23‬املهندس عبد ال ّدائم كحيل‪ .‬برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب ّ‬
‫‪ -24‬عبد الرمحن السيوطي‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن‪.)443/2( ،‬‬
‫‪21‬‬

‫‪ ‬ألمهيّة ِشفرة ولغة عمل احلاسب املثاين‪ ،‬اليت تعتمد على نظام العد الثّنائي‪ ،‬واليت نعتربها إحدى‬
‫اللدين‪ ،‬فالبد أن تكون مذكورةً أو مشاراً إليها يف كتاب هللا سبحانه‬
‫معجزات القدرة اإلهلية والعلم ّ‬
‫وتعاىل‪ ،‬والبد أن حيتوي كتاب هللا سبحانه وتعاىل إعجازاً يتعلق ِ‬
‫ابلشفرات العددية‪.‬‬
‫الصرحية إىل ال ِشفرة املثاين‪ ،‬األصفار والواحدات‪،‬‬
‫‪ ‬مت اعتبار كلمة{املثاين} اإلشارة العلميّة القرآنيّة ّ‬
‫اليت تعد شفرة ولغة عمل احلاسب‪.‬‬
‫‪ ‬وردت كلمة{املثاين} يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وذلك يف مثاين من اآلايت‪.‬‬
‫‪ ‬بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات املعىن القريب علمياًّ من املعىن الذي حتمله كلمة{املثاين}‪ ،‬وجدان‬
‫أن كلمة{معلومت}‪ ،‬وكلمة{مرقوم} كل منهما ذكرت يف القرآن الكرمي مثاين‪ ،‬وهي إشارة قرآنية‬
‫علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة ابملعىن احلامل هلا وابحلقيقة العلميّة الكونيّة‪.‬‬
‫علمي يضاف‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬اإلشارة القرآنيّة لشفرة ولغة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز ّ‬
‫للرصيد اإلعجازي هلذا الكتاب اجمليد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬مبا أن العليم احلكيم سبحانه وتعاىل نظّم كتابه مع نظام الع ّد العشري‪ ،‬وكان هناك عدد ال حيصى‬
‫من اإلعجاز فيه‪ ،‬نعتقد أنه أيضاً نظّم حروف كتابه مبا يتوافق علمياً وإميانياً وإعجازايً مع نظام العد‬
‫الثّنائي‪ ،‬وستظهر الكثري من احلقائق‪ ،‬وسنجد كبريا من اإلعجاز فيها‪.‬‬
‫‪ ‬نعتقد أن لغة وشفرة املثاين ستكون لغة اإلعجاز اجلديد يف كتاب هللا‪ ،‬إعجاز الشفرات العددية‪،‬‬
‫اإلعجاز ما بعد العددي يف كتاب هللا‪.‬‬
‫اخلاصة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتدل عليه بطريقتها ّ‬ ‫تعرف اخلالق ّ‬ ‫‪ ‬نعتقد أن شفرة احلاسب املثاين هذه‪ ،‬ورموز هذه اللغة‪ّ ،‬‬
‫توحد خالقها وتسبّح ابرئها‪.‬‬
‫فهي لغة توحيد وتسبيح لألشياء واألدوات واآلالت يف هذا الكون‪ّ ،‬‬
‫الشفرة إال إشارة إىل وحدانيّة اخلالق سبحانه وتعاىل‪ ،‬وواحداً من‬ ‫الرمز (‪ )1‬الذي حتتويه هذه ِّ‬ ‫‪ ‬ما ّ‬
‫يسخرها إلثبات وحدانيته‪ ،‬وما رموزها (‪ )0،1‬إال إشارة‬ ‫ّ‬ ‫جنده الكثرية واليت ال يعلمها إال هو‪ ،‬اليت‬
‫إىل النّفي واإلثبات‪ ،‬أي حقيقة {ال إله إال هللا}‪ ،‬وأتكيد على حقيقة مثاين اخللق والوجود‪.‬‬
‫‪ ‬قد يثبت العلم قريباً أ ّن هذه اللغة هي لغة كتب احلياة‪ ،‬إذ قد تكون ِشفرة اجلينوم البشري مكتوبة‬
‫هبا‪ ،‬وقد أوجدان أن لكلمات وآايت القرآن الكرمي ِشفرات هبذه اللغة‪ ،‬تؤّكد حفظه‪ ،‬وتثبت مصدره‪،‬‬
‫وتص ّدق مبلّغه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتنشر أنوارها على العامل‪ ،‬وقد يثبت الحقاً أهنا ِشفرة أوامر‬
‫السماء‪ِ ،‬‬
‫وشفرة الكتاب املرقوم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪22‬‬

‫‪ -16‬اخلامتة‬
‫ويعرف اخلالق الكرمي‬ ‫" إن كل علم من العلوم اليت تقرؤوهنا يبحث عن سبحانه وتعاىل هللا ً‬
‫دوما‪ّ ،‬‬
‫املدرسني " (‪.)25‬‬
‫بلغته اخلاصة‪ ،‬فاصغوا إىل تلك العلوم دون ّ‬
‫بعد هذا القول لإلمام النّورسي‪ ،‬وبعد كل ما سردان أعتقد أن البداهة والبالدة ستجرب على اإلقرار‬
‫بواحدنية هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإعجاز كالمه يف كتابه‪ ،‬فهذا هو شأن كتابه‪ ،‬املعجزة اخلالدة يف كل ٍ‬
‫مكان‬
‫موسوعة رابنية جامعة سابقة ملدارك البشر وجتارهبم‪ ،‬وإن ما يلهث البشر وراء معرفته عرب ٍ‬
‫عقود‬ ‫ً‬ ‫وزمان‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كلمات من آايته‪ ،‬ال‬ ‫ات طويلة ومتواصلة من التّجارب واألحباث‪ ،‬جيدون حقيقته مجمملةً يف بضعة‬ ‫وسنو ٍ‬
‫ميكن أن ينسجها سوى خالق األكوان سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫علمي‪ ،‬فهذه‬ ‫ِ‬
‫إن اإلشارة القرآنيّة للغة وشفرة نقل وحفظ املعلومة الكونيّة‪ ،‬هو سبق قرآين وإعجاز ّ‬
‫الشفرة هي لغة اإلعجاز اجلديد لكتاب هللا سبحانه وتعاىل بلغة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬لغة نظام عمل‬
‫أنظمته وتقنيّاته‪ ،‬لغة وأجبديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته‪.‬‬

‫‪ -17‬املراجع‬
‫الرسم العثماين‪.‬‬‫‪ )1‬القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النّبويّة‪ ،‬حسب ّ‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ .‬موقع ِّ‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬الدكتور املهندس خالد بكرو‪.‬‬ ‫‪ )2‬برانمج ِّ‬
‫‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr‬‬
‫‪ )3‬برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،2017 ،3.5‬موقع أسرار اإلعجاز العلمي‪ ،‬املهندس‬
‫الدائم الكحيل‪/http://www.kaheel7.com/ar .‬‬ ‫عبد ّ‬
‫‪ )4‬أبو حيان‪ ،‬حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثري الدين األندلسي‪ ،‬البحر احمليط يف التفسري‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫صدقي حممد مجيل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ 1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ )5‬ابن عبّاد‪ ،‬الصاحب إمساعيل بن عباد‪ ،‬احمليط يف اللغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬الشيخ حممد حسن آل ايسني‪ ،‬مطبعة املعارف‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ )6‬ابن قيّم اجلوزيّة‪ ،‬حممد بن أيب بكر ال ّدمشقي‪ ،‬مدارج السالكني بني منازل إايك نعبد وإايك نستعني‪ ،‬حتقيق‪ :‬رضوان‬
‫رضوان‪ ،‬مؤسسة املختار‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )7‬ابن كثري‪ ،‬إمساعيل بن عمر ال ّدمشقي‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1401 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ )8‬إمساعيل حقي بن مصطفى اإلستانبويل‪ ،‬روح البيان يف تفسري القرآن‪ .‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫عرفنا خبالقنا‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ -25‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬الكلمات‪ ،‬الكلمة الثالثة عشر‪ّ ،‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ )9‬البقاعي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم البقاعي‪ ،‬نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرزاق غالب املهدي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )10‬التجييب‪ ،‬حممد بن صمادح‪ُ ،‬متصر من تفسري الطربي‪ ،‬مراجعة مروان سوار‪ ،‬دار الفجر اإلسالمي‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪،‬‬
‫ط ‪ 1413 ،6‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬أسرار ترتيب القرآن الكرمي‪ ،‬دار الفضيلة للنشر‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين ّ‬ ‫‪ّ )11‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬حممد بن عيسى الرتمذي السلمي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬دار الفكر بريوت‪ ،‬لبنان‪1995 ،‬م‪.‬‬‫‪ّ )12‬‬
‫الزركشي‪ ،‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬تصحيح وتعليق‪ :‬حممد رشيد‬
‫الزركشي‪ ،‬بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر ّ‬
‫‪ّ )13‬‬
‫رضا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )14‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬أساسيات احلوسبة‪ ،‬دار شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬الرقم الدويل ‪978-9933-13-286- :ISBN‬‬
‫‪ ،6‬ط‪ ،1‬حلب سوراي‪.2017 ،‬‬
‫‪ )15‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪ ،‬جملد ‪ ،4‬عدد‬
‫‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪ )16‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬
‫‪ )17‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬إعجاز الشفرات العددية يف القرآن الكرمي‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬
‫‪ )18‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬مطبعة‬
‫اخللود‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪1409،‬هـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ )19‬سعيد النّورسي‪ ،‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ ،‬سعيد‪ ،‬ترمجة‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬دار سوزلر للنشر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط ‪1960 ،2‬م‪.‬‬
‫طور تفسري حقي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بيت احلكمة‪ ،‬العراق‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )20‬حمسن عبد احلميد‪ ،‬ت ّ‬
24

The Mathani in the Qur'an Refers to Binary


Computer Code, Zeros and Ones
Journal of Islamic Sciences Research, Adiyaman University, Turkey, No.2, Vol. 1, 2017
http://iif.adiyaman.edu.tr/TR/Sayfalar/Fakulte-Dergisi/Sayilar-23968

Dr. Khaled Bakro


Researcher in Scientific Miracles in the Holy Quran
Dr.khaled.Bakro@gmail.com

ABSTRACT

Our age is called digital age, and information revolution age. These
information are represented, written, stored, documented, published and
send using Binary code, zeros and ones. Binary code is also called the
binary work language to computer, and most of the modern techniques and
systems use it in their works, Because of the importance of this code, the
Holy Quran refers to it by using the word of { Mathani: Binary، ‫ } مثاني‬and
repeated it twice in tow Verses.
In this research as a specialist I am trying to show that Qur'anic word
{ Mathani: Binary، ‫ } مثاني‬is a Qur'anic scientific sign refers to the
computer language code, binary code, zeros and ones, which is also called
the machine language work. I will try to clarify the scientific and linguistic
meaning for it, and why there are binary in the creation and existence.
This Qur'anic sign to "information transfer code and language" in
cosmic, is new miracles in the Holy Quran, and we think that new miracles
in the Holy Quran will be in it.

Key words: Miracles of the Quran Sciences, Binary code in the Holy
Quran, the Holy Quran refers to Binary code, Computer and the Holy
Quran.
25

You might also like