Professional Documents
Culture Documents
Psalms
Psalms
الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم الرقم
مز 758 مز 727 مز 00 -778 مز 701 مز 98 مز 17 مز 35 مز 53 مز 71 تأمالث
مز 750 مز 722 مز 01 -778 مز 709 مز 80 مز 12 مز 35 مز 50 مز 79 مقذمت
مز 757 مز 725 مز 09 -778 مز 708 مز 87 مز 15 مز 33 مز 51 مز 78 مز 7
مز 752 مز 725 مز 08 -778 مز 770 مز 82 مز 15 مز 30 مز 59 مز 20 مز 2
مز 755 مز 723 مز 70 -778 مز 777 مز 85 مز 13 مز 31 مز 58 مز 27 مز 5
مز 755 مز 720 مز 77 -778 مز 772 مز 85 مز 10 مز 39 مز 50 مز 22 مز 5
مز 753 مز 721 مز 72 -778 مز 775 مز 83 مز 11 مز 38 مز 57 مز 25 مز 3
مز 750 مز 729 مز 75 -778 مز 775 مز 80 مز 19 مز 00 مز 52 مز 25 مز 0
مز A 751 مز 728 مز 75 -778 مز 773 مز 81 مز 18 مز 07 مز 55 مز 23 مز 1
مز B 751 مز 750 مز 73 -778 مز A 770 مز 89 مز 90 مز 02 مز 55 مز 20 مز 9
مز 759 مز 757 مز 70 -778 مز B 770 مز 88 مز 97 مز 05 مز 53 مز 21 مز 8
مز 758 مز 752 مز 71 -778 مز 771 مز 700 مز 92 مز 05 مز 50 مز 29 مز 70
مز 730 مز 755 مز 79 -778 مز 779 مز 707 مز 95 مز 03 مز 51 مز 28 مز 77
مز 737 مز 755 مز 78 -778 مز 07 -778 مز 702 مز 95 مز 00 مز 59 مز 50 مز 72
مز 753 مز 20 -778 مز 02 -778 مز 705 مز 93 مز 01 مز 58 مز 57 مز 75
مز 750 مز 27 -778 مز 05 -778 مز 705 مز 90 مز 09 مز 30 مز 52 مز 75
مز 751 مز 22 -778 مز 05 -778 مز 703 مز 91 مز 08 مز 37 مز 55 مز 73
مز 759 مز 720 مز 03 -778 مز 700 مز 99 مز 10 مز 32 مز 55 مز 70
1
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
2
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
3
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
إذاً جماؿ صموات المزامير أنيا صموات توافؽ مشيئة اهلل .كاف داود يعزؼ عمى العود وكاف الروح القدس يعزؼ
عمى داود وبيذا خرجت ىذه المزامير الجميمة .ولذلؾ قاؿ داود "لساني قمـ كاتب ماىر" ألف الروح كاف يممي
وداود كاف يكتب عمى المزمار والقيثار والعشرة األوتار .ولذلؾ سمى داود مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ)ٔ2
والمزامير بدأ كصموات وتأمبلت بالنسبة لداود كفرد ثـ تطورت وأصبحت صموات عامة لمناس .وكوف داود فرقة
خورس (كوراؿ) مف موسيقييف ومغنيف بكؿ اآلالت ليصموا بيا في الييكؿ فصارت صموات عامة .وىذه المزامير
ىي أعمؽ صموات وانتقمت مف جيؿ إلى جيؿ.
4
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
ضع خط أسود عمى كممات الضيقة في األجبية وضع خط أحمر عمى كممات المعونة فتجد أف داود ال يسمح
لمضيقة بأف تنفرد بو بؿ يمسؾ دائماً برجائو باهلل.
المزامير فييا تعميم. .2
المزامير تعطي تعاليماً كثيرة لمف يصمييا فمثبلً2
يا رب بالغداة تسمع صوتي (أي في الصباح الباكر) ..يا اهلل إليي إليؾ أبكر ىذا التعميـ يعطي أ-
روح التبكير في الصبلة ويوبخ مف يصمي متأخ اًر.
ب -أف يقوؿ داود أنو يسبح اهلل سبع مرات يومياً وأف يقوؿ كنت أذكرؾ عمى فراشي فيذا التعميـ
يعممنا أف نذكر اهلل دائماً حتى عمى فراش نومنا .مثاؿ آخر محبوب يا رب ىو إسمؾ فيو طوؿ
النيار تبلوتي .فيذا يعطي فكرة عف إلتصاؽ القمب باهلل طوؿ النيار .ىذه مثؿ صموا ببل
إنقطاع ..ىذا تعميـ العيد الجديد.
ت -عطشت نفسي إليؾ كما يشتاؽ األيؿ إلى جداوؿ المياه تعطي تعميماً عف وجوب اشتياؽ القمب
لمصبلة وتبكيت لمقمب إذا كاف ىناؾ تراخي.
ث -داود الممؾ الذي يممؾ كؿ شئ ولو قصره يتكمـ عف بيت اهلل باشتياؽ ويقوؿ واحدة سألت مف
الرب واياىا ألتمس أف أسكف في بيت الرب واتفرس في ىيكمو المقدس ويقوؿ مساكنؾ محبوبة
أييا الرب إلو القوات تشتاؽ وتذوب نفسي لمدخوؿ إلى ديار الرب .ىذا يعطينا تعميماً كيؼ يجب
أف نشتاؽ ونحب الذىاب لبيت الرب ولؤلديرة .بؿ نسمع عف االحتراـ والخوؼ حيف يدخؿ
مساكف الرب فيقوؿ "بكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ ..أي أنا غير مستحؽ لمدخوؿ لوال رحمتؾ .ويقوؿ
أماـ المبلئكة أرتؿ لؾ وأسجد قداـ ىيكؿ قدسؾ ..ويقصد أنو يرى أف بيت اهلل ممموءاً بالمبلئكة
وىو يدخؿ ليسجد في وسطيـ .ىو شاعر أف البيت ممموء مبلئكة .فيناؾ مبلئكة لمبيت
والمبلئكة الحالة حوؿ خائفي اهلل والمبلؾ الحارس لكؿ واحد وىذا يعطي ىيبة وخشوع .فيؿ
نقؼ بتراخي أماـ مف تخشع لو المبلئكة.
ج -حيف يقوؿ ل يكف رفع يدي كذبيحة مسائية أمامؾ يعممنا أف نرفع أيدينا في الصبلة .ويكوف ذلؾ
عمى شكؿ الصميب ..في الميالي إرفعوا أيديكـ أييا القديسوف وباركوا الرب.
ح -أغسؿ يدي بالنقاوة وأطوؼ بمذبحؾ .تعممنا ضرورة التوبة والنقاوة قبؿ أف نأتي لمعبادة في بيت
الرب.
خ -حيف يقوؿ ىوذا ما أحسف وما أحمى أف يسكف اإلخوة معاً يعممنا أف نجتمع في حب لنقدـ عبادة
جماعية.
المزامير تعممنا كيف نطمب اهلل. .3
حيف يقوؿ مف األعماؽ صرخت إليؾ يا رب ..نرى أنو يجب أف نطمب اهلل في عمؽ الضيقة ،عمؽ الخطية.
والمزامير تعممنا كيؼ نطمب وماذا نطمب .وكيؼ نيتـ بالطمبات الروحية .وكيؼ نطمب مجد اهلل.
5
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
6
ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )
بالذىب والقوة والسمطة والسيؼ والدرع أما أماـ اهلل فيجمس عمى التراب والرماد وعيناه تقطراف دمعاً باستمرار..
دموعي في زؽ محفوظة عندؾ ..فالدموع ىي سبلح العاجز الذي ال يجد شيئاً يقولو هلل ،فأماـ اهلل يستد كؿ فـ..
في المساء يحؿ البكاء ..ىذا أماـ اهلل .وحيف يقوؿ "يا رب ال تبكتني بغضبؾ وال تؤدبني بسخطؾ تكوف عيناه
عمى غضب اهلل يوـ الدينونة ،فينا عمى األرض ىناؾ مجاؿ لمرحمة لذلؾ يصرخ إرحمني يا رب .أدبني ىنا
عمى األرض حتى ال أضيع في يوـ الدينونة .ىؿ نصدؽ مف يقوؿ لنا إضحكوا وىمموا ،ىؿ نصدؽ ىذا الغش،
ىؿ نفرح والشيطاف مازاؿ ينتصر عمينا وعمى إخوتنا .حقاً "أمينة ىي جراحات المحب وغاشة ىي قببلت العدو"
عمينا أف نجاىد في حياة الروح بانسحاؽ حتى نكوف مف الفرحيف في اليوـ األخير .ال مانع مف مجاممة الناس
في أفراحيـ "فرحاً مع الفرحيف" ولكف إذا خمونا مع أنفسنا نتذكر خطايانا ونبكي عمييا بؿ نتذكر خطايا أخوتنا
وسقوطيـ وخطايا الجيؿ الذي نعيش فيو ونبكي طالبيف رحمة اهلل .بؿ داود ال يذكر الخطايا الكبيرة فقط بؿ يقوؿ
اليفوات مف يشعر بيا والخطايا المستترة طيرني يا رب منيا .ومعنى قوؿ الكتاب بكآبة الوجو يصمح القمب أف
نبكي في خموتنا ولكف أماـ الناس نبتسـ ونفرح ولكف ال نكوف ميذاريف.
إذا جمسنا مثؿ داود اآلف في الرماد نسمع أف اهلل ىو الذي يقيـ المسكيف مف التراب ويرفع البائس مف المزبمة.
فمننسحؽ ألف داود يقوؿ قريب ىو الرب مف المنسحقي القمب ..إليؾ يا رب رفعت عيني يا ساكف السماء فيا
ىما مثؿ عيوف العبيد .ىذا ىو اإلنسحاؽ عند داود الذي يقؼ أماـ اهلل يطمب المغفرة حتى ال يدخؿ اهلل في
المحاكمة مع عبده..أف كنت يا رب لؤلثاـ راصداً فمف يثبت.
7
ضفر المسامير ( المقذمت )
عودة لمجدول
مقدمة المزامير
.1سفر المزامير ىو سفر الصبلة ،مف يريد أف يتعمـ الصبلة فميتتممذ عمى داود أستاذ الصبلة .ومف يصمي
بالمزامير يكوف داود معمماً لو كيؼ يصمي كأب يمسؾ يد إبنو ليعممو كيؼ يكتب .وفي سفر المزامير نعرؼ
أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في ىذا السفر السقوط والنيوض وصموات التوبة والشكر
والتسبيح.
.2ىو سفر النبوات .فالمزامير ممموءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وآالمو وقيامتو ،ىي أكبر شاىد
لحياة الرب يسوع لذلؾ قاؿ بطرس أف داود نبي (أعٕ.)ٖٓ2
.3ىو سفر التسبيح .ويقوؿ القديس ذىبي الفـ ،إف اهلل لما عرؼ أف عدو الخير سينشر األغاني الخميعة أرسؿ
لنا عف طريؽ داود ىذه التسبيحات الجممية في المزامير.
.4المزامير في الصبلة تحتاج إلى التأمؿ ومف الخطأ الذي نسقط فيو أننا نصمييا بسرعة.
.5أرقاـ المزامير2
عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس ٓ٘ٔ مزمو اًر .واالختبلؼ نِشأ مف الطبعة البيروتية عف جميع
الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية األخذة عف الطبعة السبعينية .أما الطبعة البيروتية فيي قد أخذت مف
النص العبري.
8
ضفر المسامير ( المقذمت )
.8االسـ العبري لكتاب المزامير ىو سفر تيميـ أي كتاب التيميبلت والتسابيح .فسواء كاف اإلنساف فرحاً أو
حزيناً متحي اًر أو واثقاً عميو أف يسبح اهلل دائماً .ىذا السفر يعممنا كيؼ نعبد اهلل في عالـ شرير ،وكيؼ نقترب
إلى اهلل ونتعرؼ عميو ونمتصؽ بو.
.9الكممات التي تتكرر مئات المرات في ىذا السفر ىي (ثقة -تسبيح -فرح -رحمة) فالمزامير تعممنا كيؼ
نفرح واثقيف في اهلل وكيؼ نسبحو بكممات أوحى بيا الروح القدس .وفي تسبيحنا هلل نشترؾ مع السمائييف
والمبلئكة.
.11يقوؿ القديس إمبروسيوس "أي كائف لو الخزي إف لـ يبدأ نياره بمزمور ،فأنو حتى أصغر الطيور تبدأ يوميا
وتنييو بتراتيؿ عذبة .وكؿ مف اختبر المزامير شعر بالراحة وىو يصمييا ويسبح بيا.
.11تنسب المزامير كميا لداود حتى لو لـ يكف كاتب بعضيا فيو نموذج لمممؾ المثالي وىو المسيح الممسوح
رمز المسيح الذي أتى لمعالـ ،ىو نموذج الممؾ الذي يحقؽ رجاء إسرائيؿ ،ىو مف جمع إسرائيؿ في مممكة
واحدة وجعؿ أورشميـ مركز العبادة.
.12نجد التوازف الروحي المطموب في المزامير فبينما نجد صموات التسبيح والتيميؿ والشكر نجد الدموع ،وطمب
المراحـ .ىذا ما طبقتو الكنيسة ففي كؿ صبلة نبدأ بصبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف فبل ننجرؼ ال إلى
الثقة الخادعة بخبلص قد تـ وال ننجرؼ إلى اليأس أيضاً .وىذا ما نراه واضحاً خبلؿ سفر المزامير.
.13كانوا في العيد القديـ يستخدموف اآلالت الموسيقية (القيثارة والدفوؼ )..ولكف كنيستنا القبطية اقتصرت عمى
استعماؿ الدؼ لضبط النغمات ألنيا ترى أف حنجرة اإلنساف ىي أعظـ آلة موسيقية .فاهلل يطمب اآلالت
الموسيقية التي لمقمب والعقؿ يعزؼ عمييا بروحو القدس .فالقيثارة تعزؼ لحناً جميبلً إذا عزؼ عمييا عازؼ.
ىكذا عمينا أف نترؾ عقولنا وقموبنا لمروح القدس ليعزؼ عمييا .وبنفس المفيوـ نجد أنيـ في العيد القديـ كاف
ليـ خورس يسبح في الييكؿ والشعب يرد بقولو آميف .أما في كنيستنا فالشعب كمو يرتؿ ويسبح( .يقؼ
الشعب قسميف ،قسـ عف شماؿ الييكؿ ويسمى (بحري أي جية الشماؿ) والقسـ اآلخر يسمى قبمي ويقؼ
عف يميف الييكؿ وىذا القسـ يقوؿ جزء مف التسبحة ويرد عميو القسـ اآلخر وىكذا.
.14يرد في سفر المزامير بعض الكممات الغامضة مثبلً سبله .وىي تشير2
توجييات لمموسيقييف أف يرفعوا صوت الموسيقي أو لمشعب ليقؼ وأصحاب ىذا الرأي يقولوف أف أ-
أصميا العبري SELAHمعناه "الذي يرفع".
ة -ىي وقفة تأمؿ فييا فاصؿ موسيقي صامت .ويقولوف إف معناىا كمف يقوؿ في العربية "يا سبلـ"
عبلمة عمى إعجابو بما قيؿ .فيي تأمؿ فيما قيؿ ألف المزامير ال تعتمد عمى المقاطع المغوية
والسجع إنما عمى أفكار معينة.
.15المزامير المسيانية اليامة 2التي تتنبأ عف المسيح
الممؾ المرفوض يقيـ مممكتو ويممؾ (مزٕ)2
اإلنساف سيد الخميقة بالمسيح ابف اإلنساف (مز2)ٛ
9
ضفر المسامير ( المقذمت )
10
ضفر المسامير ( المقذمت )
الرب .أما حينما يباركنا الرب فيذا يعني أنو ليس فقط يتكمـ عنا حسناً بؿ يفيض عمينا مف إحساناتو الروحية
والمادية.
.19مزامير المصاعد
ىي مجموعة مف المزامير (ٕٓٔ .)ٖٔٗ-كؿ مزمور منيـ يدعي ترنيمة المصاعد .ويبدو أنيا كانت تطبع في
كتيب صغير يستخدمو الزائروف القادموف إلى أورشميـ في األعياد العظمي ،ليرتموىا وىـ صاعدوف درجات
الييكؿ.
.21أسماء اهلل في المزامير
أل أو إلوىيم 2قادر وقوي وسائد فوؽ الكؿ وخالؽ ،قوتو ال نيائية. أ-
ة -ييوه 2الكائف القائـ بنفسو ،الواجب الوجود .ويقاؿ إلوىيـ حيف يشير ألف اهلل إلو كؿ الخميقة .ويقاؿ
ييوه حيف يشير لعبلقة اهلل بشعبو الخاص الذي يخمصيـ ويقدسيـ والبد أف يكونوا قديسيف.
ث -إل شاداي 2إؿ تشير لمقدرة وال قوة فيو اسـ مرتبط بالخمؽ وشاداي تشير لمصدر ،أي هلل الذي يغذي
ويعوؿ ويشبع .ىو القادر الذي فيو كؿ الكفاية.
ث -أدوناي 2الممؾ الذي لو السيادة عمى كؿ الشعوب أرادوا أو لـ يريدوا.
د -ونبلحظ في المزامير قوؿ داود الميـ بإسمؾ خمصني ..وتتكرر عبارة اسـ الرب ٓٓٔمرة في ٙٚ
مزمور مختمؼ .فقديماً كاف االعتقاد بأف كياف اإلنساف يتمركز في اسمو .فاالسـ يعطي معنى
ويضفي وجوداً كامبلً عمى حاممو.
.21المعنات في المزامير
ىناؾ مزامير كثيرة تستنزؿ المعنات عمى األشرار ونبلحظ2
أف داود لـ يطمب أف ينتقـ لنفسو بؿ لشعبو كمو ،فيو يطمب عقاب الذيف يحطموف شعب اهلل أ-
وممكوت اهلل ،فيـ إذاً أعداء اهلل .فداود كاف يتسامح في حقوقو لكنو ال يتسامح في حقوؽ اهلل .وىو
ىنا يطمب العدالة اإلليية ضد الظالميف.
ة -لـ يكف في الفكر العبراني فصؿ بيف الخطية والخاطئ (فبابؿ ترمز لمكبرياء ومصر ترمز لمظمـ
وأدوـ إلى سفؾ الدماء )..واآلف نفيـ أف اهلل يكره الخطية ولكنو يحب الخاطئ ويشفؽ عميو ويسعى
وراءه ليتوب.
ث -داود يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار.
ث -ونحف نصمي اآلف ىذه المزامير فمنفكر بأف أعداءنا ىي خطايانا وشيواتنا وابميس وجنوده .لكف ال
نفكر في أنيـ بشر محيطيف بنا قد يكونوا مسيئيف إلينا.
.22اإلشارات الموسيقية
تفسيرىا ليس سيبلً .فنحف ال نعرؼ سوى النذر اليسير عف الموسيقي اإلسرائيمية القديمة .وتوجد اإلشارات
الموسيقية في رأس المزمور.
11
ضفر المسامير ( المقذمت )
فمثبلً قولو ضرب األوتار /مع آالت النفخ /عمى الجتية (قيثارة مف جت) تشير لنوع اآللة المستخدمة .وقولو عمى
الثمانية ربم ا تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار .وقولو "عمى أيمة الصبح" أو "ال تيمؾ" أو "عمى الحمامة البكماء"
ربما تشير إلى أناشيد مشيورة يرتؿ عمى وزنيا المزمور.
.23ما ينسب صراحة لداود ىو ٖ ٚمزمو اًر .ولكف السفر كمو ينسب لو فيو مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ.)ٔ2
والترتيب الحالي لسفرالمزامير ينسب لعزرا.
( .24مزٗٔ) ىو تقريباً نفس (مزٖ٘) مع فارؽ طفيؼ و(مزٓ )ٚىو جزء مف (مزٓٗ) وبعض المزامير موجودة
في أسفار الكتاب المقدس التاريخية .قابؿ (ٕصـٕٕ مع مزٔ ،ٔٛأي ٖٕ-ٕٖ2ٔٙمع مز،ٜٙ
ٔأي ٕٕ-ٛ2ٔٙمع مز٘ٓٔ.)ٔ٘-ٔ2
.25كممة مذىبة التي ترد في راس بعض المزامير تشير ألف القصيدة المعنونة بيا ثمينة جداً كالذىب وفائقة
القيمة .وكممة شجوية منسوبة لمشجو والحزف أي ترنيمة حزينة( .راجع مز ) ٚوقولو عمى القرار وعمى
الجواب ىي إصطبلحات موسيقية لمف يعزؼ .وقولو عمى الجتية قيؿ أنيا آلة موسيقية مف جت وقولو عمى
السوسف ،قيؿ أف السوس ف ىي آلة موسيقية وقاؿ البعض أنيا كممة تشير لمضموف المزمور .وقولو عمى
موت االبف قيؿ أنو يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمو واألغمب أنو يشير إلى المحف الذي كاف ينشد
عميو (مز .)ٜوقولو لمتذكير (مزٓ )ٖٛ2ٚقيؿ أف داود كاف يتموىما أماـ اهلل لكي يذكره بنفسو ويذكر أمامو
أحزانو وضيقاتو ويذكر اهلل بمواعيده .وقولو عمى أيمة الصبح (مزٕٕ) ىي لقب لممسيح الذي دار المزمور
حولو .وقولو عمى الحمامة البكماء تشير لضعؼ داود وعدـ استطاعتو الدفاع عف نفسو ىو بيف أيدي
الغرباء في جت إذ كاف بأيدي الفمسطينييف كالحمامة المصادة بأيدي الناس.
.26قي ؿ أف سفر المزامير قادر أف يعممنا كؿ أمر روحي معرفتو ضرورية لنا .وفيو عبلج لكؿ حزف أو بموى أو
مرض يعرض لنفس اإلنساف فيو كنز ثميف وعبلج نافع في كؿ األجياؿ.
.27نرى في المزامير أف داود يرمز لممسيح .وأورشميم وصييون وشعب الييود رمز لمكنيسة ،وأعداء الشعب
رمز ألعداء الكنيسة وغمبة الشعب رمز لغمبة أبناء اهلل دائماً.
.28لفيـ المزامير ينبغي دراسة األسفار التاريخية أوالً لنفيـ الظروؼ التي كتبت فييا ومناسبة كؿ مزمور .وىناؾ
مزامير وضعت لئلنشاد في الييكؿ أو لمترنيـ في المناسبات.
.29أوؿ مف ألؼ نشائد وترانيـ كاف موسى (خر٘ٔ) ثـ دبورة (قض٘) وعمى قياسيما ألؼ آخريف ومنيـ داود.
.31أطمؽ عمى سفر المزامير ممخص الكتاب المقدس فنجد فيو ممخص ألحداث العيد القديـ .ونبلحظ أف ىذا
السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كاف أيوب يجادؿ اهلل قائبلً لماذا فعمت بي ىذا؟! ويأتي ىذا السفر فنجد أنو
ال جداؿ مع اهلل ،بؿ يأخذنا ىذا السفر إلى األقداس ،حيث ال حوار مع إنساف وال خصاـ مع اهلل بؿ إلتصاؽ
باهلل وشركة معو حيث نجد راحة لنفوسنا .يرفعنا ىذا السفر إلى جبؿ ٍ
عاؿ إلى السماويات فنقوؿ مع بطرس
"جيد يا رب أف نكوف ىينا" فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ األساسية في قموبنا عف كماؿ قدرة اهلل وعف
12
ضفر المسامير ( المقذمت )
عنايتو اإلليية وفي ىذا السفر نجد أف مف يصمي مستخدماً ىذه المزامير يختبر ما فيمو في سفر أيوب،
تتحوؿ عنده المبادئ اإليمانية إلى خبرات معاشة خبلؿ صمواتو وتسابيحو.
.31يقوؿ ىوشع في (ٗٔ" )ٕ2خذوا معكـ كبلماً وأرجعوا إلى الرب" وما أحمى أف يكوف ما نأخذه ىو مزامير داود
التي قاليا بالروح القدس ،وعمميا لو الروح القدس ليقوليا واذا كاف شعب العيد القديـ شعر بأىمية المزامير
وأتخذىا كممات مقدسة يصموف بيا ،فنحف باألولى في العيد الجديد بعد أف اتضحت معاني نبوات المزامير
في شخص المسيح واتضحت محبة اهلل العجيبة عمى الصميب ،وانكشؼ الحجاب عف كؿ ما كاف مخفي في
العيد القديـ.
.32مزامير داود استخدمت في كؿ كنائس العالـ فيي تدؿ عمى روحانية عميقة فقائميا كاف ينطؽ بالروح القدس.
وكما أف إبراىيـ أبو اإليماف لـ يختمؼ فيو المسيحييف والييود والمسمميف ىكذا مزامير داود أحبتيا كؿ
الكنائس.
.33مزاميره متنوعة.
رنموا هلل قوتنا اىتفوا إللو يعقوب. (ٔ)ٖٙ/ٕٚ/ٔ٘ٓ/ٛ ما قبؿ السقوط
ارحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ (ٔ٘)ٖٛ/ٖٕ/ ما بعد السقوط
( )ٜٔالسموات تحدث بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو تأمبلت
(ٓ٘ٔ) سبحوا اهلل تسبيح
(ٖ )ٖٔ،يا رب ما أكثر مضايقي وسط اآلالـ
( )ٙيا رب ال توبخني بغضبؾ توبة
13
ضفر المسامير ( المقذمت )
.1إذ سبؽ فعيننا لمتبني بيسوع المسيح ..امتمئوا بالروح مكمميف بعضكـ
لمدح مجد نعمتو لنكوف لمدح مجده نحف بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني
الذيف قد سبؽ رجاؤنا في المسيح الذي ىو روحية مترنميف مرتميف في قموبكـ
عربوف ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده لمرب (أؼ)ٔٛ2٘،ٜٔ
(أؼٔ)ٔٗ-ٖ2
.2المزامير كميا ثمرة لبلمتبلء مف الروح ألـ
يقؿ لساني قمـ كاتب ماىر بؿ ىو سبح
قائبلً إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر.
14
ضفر المسامير ( المقذمت )
15
ضفر المسامير ( المقذمت )
الجنود (جيش إسرائيؿ /المبلئكة /األفبلؾ) ىي تناظر ضابط الكؿ كما قاؿ قائد المئة أنا إنساف
تحت سمطاف أقوؿ ليذا أذىب فيذىب.
ة -اهلل قاؿ لشمعي بف جي ار اشتـ داود +لـ يقتؿ شاوؿ.
ث -ولذلؾ أنقذه اهلل حينما حمى غضبو عمى ناباؿ وأرسؿ لو أبيجايؿ حتى ال يخطئ أما لو انتقـ لنفسو
فوخزات ضميره كانت ستحرمو مف الترنيـ فالنفس التي فقدت سبلميا تفقد اتصاليا باهلل أما النفس
الممموءة سبلماً ومغفرة قادرة عمى التسبيح .أما الخطية فتعطي طبعاً وحشياً فداود الزاني قتؿ وداس
موآب بالنوارج ىنا لـ يسبح داود أما داود المتسامح فضربو قمبو عمى قطع جبة شاوؿ.
.8الترانيم
صوت +كممات +لحف ولـ يذكر أف صوت داود كاف حمواً لكف كمماتو بالروح جبارة .والميـ أف يتغني كؿ
إنساف باسـ الرب وليس ميماً صوتو .فاإلنساف يطرب لصوت الموسيقي أو الصوت الحمو ،أما اهلل فيطرب
لمقمب الذي يحبو ويشعر بو .ىذه ىي لغة السماء.
.9سماع صوت اهلل
إليي أنت ممجأي /إليؾ ألتجئ
كممة التجئ في العبرية تستعمؿ لمراعي الجالس يراقب قطيعو
فيؿ ننتظر سماع صوت اهلل أو نرمي كمماتنا ونمشي دوف سماع الرد ،ومف يسمع يرنـ عمينا أف نرقب اهلل
(حبقوؽ) حبقوؽ مثاؿ جميؿ ليذا فيو صمي وجمس ينتظر سماع صوت اهلل إذاً ىذا ىو االلتجاء هلل وانتظاره
بأف نعمـ أف لنا الطمبات التي طمبناىا حتى لو لـ تكف في حوزتنا وىذا ما يحفظنا ثابتيف ىادئيف بؿ نرنـ.
كـ مرة سمعنا "ال تخؼ" ولكننا مازلنا نخاؼ ألننا لـ نسمعيا مف اهلل .ىي مازالت معمومات في العقؿ وليست
مشاعر وضعيا الروح القدس في القمب.
16
ضفر المسامير ( المقذمت )
شفاعة الروح [ٔ] سماع صوت االستجابة فنسمـ األمر لو ]ٕ[ .تسبيح اهلل إذ ندرؾ محبتو وصفاتو.
17
ضفر المسامير ( المقذمت )
ث -ىو في تأمبلتو أياـ نقاوتو تأمؿ في يد اهلل وفي خميقتو وسبح اهلل .واآلف اكتشؼ صفة جديدة في اهلل
أنو غفور طوبى لمف غفرت لو أثامو وسترت خطيتو (مزٕٖ )ٔ2بؿ أف أحمى مزامير داود قيمت
وسط اآلالـ .فباآلالـ نعرؼ اهلل الذي يسندنا ويعزينا ونعرؼ اهلل القدير الذي ينقذنا منيا وىذه ال
نراىا في األوقات العادية.
خبلؿ مدة ترنيمو بكؿ ىذه الترانيـ صار مرنـ إسرائيؿ الحموٕ( .صـٖٕ.)ٔ2
18
ضفر المسامير ( المسمور األول )
عودة لمجدول
المزمور األول
ىذا المزمور يضع أمامنا طريؽ الموت وطريؽ الحياة ،البركة والمعنة ،ويتركنا أح ار اًر أف نختار .فيو يتحدث عف
سعادة الرجؿ الصالح وشقاوة الشرير وتعاستو.
وس ِو َي ْم َي ُج َن َي ًا
ار َولَ ْيبلً" . ب مس َّرتُ ُو ,وِفي َنام ِ
ُ َ الر ٍّ َ َ ام ِ
وس َّ ِٕ ِ
آية (ٕ) " -لك ْن في َن ُ
قارف مع خبأت كبلمؾ في قمبي لكي ال أخطئ إليؾ ،فكممة اهلل تحصف المسيحي مف السقوط (يشٔ .)ٛ2وقولو
ار َولَ ْيبلً = يشير لكؿ فترات الحياة ،الميؿ والنيار أياـ الفرح وأياـ الحزف ،أياـ االنتصار عمى الخطية وأياـ
َن َي ًا
السقوط.
اه ,الَِّتي تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِوَ ,و َو َرقُ َيا الَ َيذُْب ُلَ .و ُكل َما
اري ا ْل ِمي ِ
َ وس ٍة ِع ْن َد َم َج ِ
ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ
ون َك َ
ٖ
آية (ٖ) " -فَ َي ُك ُ
ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح".
َي ْ
اري ا ْل ِمي ِ
وس ٍة عمى َم َج ِ
اه =( راجع مت ٖٔ ٖٔ ) ٖٕ-مجاري المياه ىي الروح القدس (يو-ٖٚ2ٚ َ ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ َك َ
)ٖٜىذه المياه تجري كالعصارة وتصؿ إلى جميع األغصاف واألوراؽ .وقولو مجاري يشير إلى أنيا مياه حية
جارية تحمؿ معيا الحياة .والشجرة المثمرة ىي سبب بيجة لكؿ إنساف وحيواف ،ثمارىا تشبع ويستفاد مف ظميا.
ونبلحظ أف المسيح ىو شجرة الحياة (رؤٕ )ٚ2تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِو = قارف مع ثمار الروح القدس
(غؿ٘ .)ٕٕ2والمسيح لعف التينة غير المثمرةَ .و َو َرقُ َيا الَ ينتثر = ألف غذاءىا يأتييا في حينو .والمتعبيف يأتوف
ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح = قارف مع "أستطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني .فمف يثبت
ليستظموا بيذه الشجرةُ .كل َما َي ْ
في المسيح يكوف لو نجاح في كؿ أموره مادية وروحية (فاهلل بارؾ ليوسؼ في كؿ ما عممو).
19
ضفر المسامير ( المسمور األول )
ىذا المزمور نرنمو في صبلة باكر ونحف نذكر قيامة المسيح مف األموات لنسأؿ اهلل أف يعطينا الحياة المطوبة
كنعمة إليية قبؿ أف نبدأ حياتنا اليومية .ىذا المزمور يذكرنا بأف اهلل خمؽ آدـ أوالً في صورة الكماؿ ولما سقط
أتى المسيح آدـ االخيرالكامؿ ليكممنا.
20
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
عودة لمجدول
المزمور الثاني
مزمور عجيب يتنبأ فيو داود بدقة عف عمؿ المسيح .وكما بدأ المزمور األوؿ بالتطويب ينتيي ىذا المزمور
الثاني بالتطويب .فالطبيعة المطوبة التي يترجاىا المرتؿ في المزمور األوؿ ال يمكف تحقيقيا إال خبلؿ المسيح
الممؾ الذي يتكمـ عنو في المزمور الثاني .وكاف الييود يفيموف ىذا المزمور عمى أنو يتكمـ عف المسيا وبسبب
أف المسيحييف فسروه عف المسيح بدأ الييود مف القرف العاشر تفسير المزمور أنو يتكمـ عف داود .ولكف المزمور
بصورة عامة يظير أف األرض ومموكيا في حالة تكتؿ وىياج ضد اهلل وشعبو وبالتالي مسيحو ووصاياه ونيره.
ورمزياً كاف ىناؾ ىياج ومؤامرات عمى داود فمقد قاـ ضده الفمسطينيوف والموآبيوف وبني عموف واألدوميوف
واألراميوف فيو رمز لممسيح .واهلل لو وقت يتدخؿ فيو ويوقؼ مؤامرات ىؤالء األشرار ويثبت ممكو وتسود مممكة
المسيح أخي اًر .وىنا كممات ال يمكف أف تنطبؽ عمى داود مثؿ ىؿ كانت األمـ ميراثاً لداود ؟ ىذا لـ يتـ سوى
لممسيح (أعٗ + ٖٖ2ٖٔ + ٕٚ2عبٔ.)٘2
21
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
ض ِب ِو = اهلل منزه عف االنفعاالت ،وىذه تعنى سقوطيـ تحت دينونة وعدؿ اهلل وىذا ما حدث لمييود فعبلً فقد ِب َغ َ
تشتتوا في العالـ كمو .وىذا نصيب كؿ مف يبتعد عف اهلل.
ص ْي َي ْو َن َج َب ِل قُ ْد ِسي»".
ت ممِ ِكي عمَى ِ
َ س ْح ُ َ
َما أََنا فَقَ ْد َم َ
ٙ
آية (« " - )ٙأ َّ
ص ْي َي ْو َن = المسيح في ميبلده قيؿ "أيف ممؾ الييود" وفي دخولو إلى أورشميـ قالوا "مبارؾ ت ممِ ِكي عمَى ِ
َ س ْح ُ َ
َم َ
إلى الجميع"
اآلتي باسـ الرب ممؾ إسرائيؿ" وبموتو ممؾ عمى قموب كؿ المؤمنيف بو "وأنا إف ارتفعت أجذب ّ
وأحبو الجميع ألنو أحبنا أوالً وكؿ مف أحبو ممكو عمى قمبو وأطاع وصاياه ،والشيداء ماتوا عمى اسمو وعصوا
أوامر القياصرة والمموؾ الوثنييف .ىو اآلف يممؾ في مجده ويممؾ عمى صييوف كنيستو َج َب ِل قُ ْد ِسي = ىي جبؿ
ثابت سماوي بعد أف قدسيا بدمو.
ب = وفي السبعينية (األجبية) ألكرز بأمر الرب .فالمسيح جاء إلينا ليستعمف لنا الر ٍّ ض ِ
اء َّ ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ
إِ ٍّني أ ْ
اآلب فاآلب اليمكننا اف نراه ونحف ما زلنا في الجسد .االبف تجسد ليعمف لنا مف ىو اهلل .أعمف لنا محبة اآلب
لنا ،راينا في صميبو المحبة والعدؿ وراينا في حياتو التواضع والوداعة ،وعرفنا ارادة اآلب بحياتو وتعاليمو .حينما
اقاـ موتي كاف يعمف عف اف ارادة اآلب لنا ىي الحياة االبدية ،وحيف كاف يشفي االمراض كاف يعمف اف ارادة
اآلب مف نحونا ىى الشفاء الكامؿ نفسا وجسدا وروحا .....ولذلؾ قاؿ المسيح لفيمبس " مف رآني فقد رأي اآلب
ت ْاب ِني ,أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك = ىذه اآلية حيرت الييود في تفسيرىا ،فقد
ال لِي أَ ْن َ
" واآلب كممنا فيو (عبٔ .)ٕ 2قَ َ
أعمنت لنا ميبلد الرب الجسدي .فيناؾ ميبلد أزلي لمرب يسوع مف اآلب ببلىوتو وميبلد زمني أي جسدي .فقولو
ت ْاب ِني ىذه إشارة لبنوتو األزلية مف اآلب ببلىوتو وقولو أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك يتكمـ عف الميبلد الزمني .ولذلؾ أَ ْن َ
استخدـ بولس الرسوؿ ىذه اآلية (عب ٔ )٘ ، ٗ 2ليثبت أف لممسيح اسماً أعظـ مف المبلئكة بكونو ابف اهلل
الوحيد ال بالتبني بؿ لو نفس طبيعة اآلب .وبتجسده حصمنا نحف عمى البنوة.
22
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)
ضاةَ األ َْر ِ اآلن َيا أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا .تَأَد ُ
ٓٔ
ض" . َّبوا َيا قُ َ آية (ٓٔ) " -فَ َ
َّبوا = عمى كؿ متكبر أف يخضع لتأديب اهلل ،وليفيـ كؿ متكبر أف اهلل ال يشمخ عميو. أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا .تَأَد ُ
داود ينيي مزموره بنصيحة لمفيـ والطاعة.
ونصمي ىذا المزمور في باكر ،فنذكر أف المسيح يممؾ عمينا ،وحتى إف قاـ عمينا العالـ كمو فاهلل يضحؾ بيـ.
والمسيح ممؾ بصميبو وقيامتو فنذكر قوة قيامتو وانتصاره عمى الموت ،بؿ نذكر أنو بوالدتو وفدائو صرنا أبناء
نتمتع بقوتو.
23
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
عودة لمجدول
المزمور الثالث
يرتؿ كؿ مف يصمي صبلة باكر ىذا المزمور ويبدأ بقولو "لماذا كثر الذيف يحزنونني" فيذكر مضايقيو مف أىؿ
العالـ ويذكر الخطايا التي تضايقو وربما يسقط فييا ،ولكف سرعاف ما تتحوؿ الصبلة إلى إنشودة خبلص تمؤل
النفس سبلماً خبلؿ التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صموات داود ،ونرى الرب منتص اًر عمى كؿ أعدائنا
حتى أقوى األعداء وىو الموت .يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثـ ينتيي بالبركة عمى كؿ شعوب الرب .ونبلحظ في
عنواف المزمور أف داود وضع المزمور في ضيقتو وىو ىارب مف أماـ إبشالوـ ابنو .وىناؾ ممحوظة ىامة
جداً -2أنو بينما كانت المشكمة موجودة ومازاؿ داود مطروداً مف عرشو وابنو يقود ضده ثورة ويريد قتمو فيو
وضع محزف مبكي ب بلشؾ حتى لمف يسمعو ولكننا نجد داود يسبح اهلل عمى خبلصو والخبلص لـ يتـ بعد ،وىذا
ما يحدث مع كؿ مف يصمي متعمماً مف المزامير ،فيصمي في ضيقتو فيجد المسيح يحمؿ آالمو ويشترؾ معو في
صميبو ويعزيو ومازالت المشكمة ببل حؿ ،لكف حدث تغيير واضح في قمب الذي يصمي فيو بدأ صبلتو حامبلً
ىمومو وأنياىا وىو في حالة سبلـ داخمي .بؿ شعر أنو في أماف طالما ىو تحت الحماية اإلليية.
ون قَ ِائ ُم َ
ون َعمَ َّي". ير َ ِ آية (ٔ) ٔ" -يا رب ,ما أَ ْكثَر م َ ِ ِ
ضايق َّي! َكث ُ َ َ َ َ ُ
ون َعمَ َّي = فداود قاـ عميو ابنو إبشالوـ ومشيره أخيتوفؿ والجيش بؿ ومعظـ الشعب (كاف ىذا نتيجة ون قَ ِائ ُم َ
ير َ ِ
َكث ُ
لخطية داود) .وبالمثؿ قاـ عمى المسيح الروماف ومموكيـ والييود ورؤساء كينتيـ بؿ والشعب وييوذا تمميذه
(كانت نياية ييوذا كنياية أخيتوفؿ) فكبلىما كانا صاحب مشورة شريرة .لقد كتب داود ىذا المزمور لضيقو مما
حدث مف إبشالوـ وبروح النبوة انطبؽ المزمور باألكثر عمى المسيح وكأف المسيح أيضاً يتساءؿ لماذا كثر
مضايقو الكنيسة جسده.
ص ِبِإل ِي ِو»ِ .سبلَ ْه".
س لَ ُو َخبلَ ٌ
ون يقُولُ َ ِ ِ
ون ل َن ْفسي «لَ ْي َ ير َ َ
ٕ ِ
آية (ٕ) َ " -كث ُ
ص ِبِإل ِي ِو = صوت التشكيؾ ىذا كثي اًر ما نسمعو في ضيقاتنا فنتصور أف اهلل س لَ ُو َخبلَ ٌون ..لَ ْي َ
ون َيقُولُ َ
ير َ ِ
َكث ُ
تخمى عنا .ومف اجتمع حوؿ الصميب قاؿ "قد إتكؿ عمى اهلل فمينقذه" (مت .)ٖٗ2ٕٚإف أخطر ضربة يوجييا
إبميس لنا ىي ضربة اليأس وىي إنكار إمكانية عمؿ اهلل الخبلصي .وخبلؿ اليأس تتسمؿ كؿ خطية إلى حياتنا.
ِسبلَ ْه = ىي أضيفت بعد ذلؾ لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنميف وتستمر الموسيقي ليتأمؿ المرنميف
والسامعيف في ىذا الكبلـ الخطر الذي قيؿ "ىؿ ليس خبلص باهلل؟!"
24
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
ليس معنى الصراخ ىو ارتفاع الصوت ولكف معناه الصبلة مف القمب بعمؽَ .ج َب ِل قُ ْد ِس ِو = ىو ممكوت اهلل
السماوي .مف ىناؾ نسمع استجابة اهلل نسمعيا في قوة ،فداود محروـ اآلف مف أورشميـ األرضية لكنو عمى
اتصاؿ بأورشميـ السماوية .والمسيح صرخ عمى صميبو لحسابنا فاستجاب لو اهلل ،ىو صرخ كممثؿ عف البشرية
فاستجاب لو اهلل وخمصنا (عب٘.)ٚ2
اف ِم ْن ِرْبو ِ
ات الش ُعوب ض ُد ِني .الَ أ َ
َخ ُ
ٙ
ب َي ْع ُ
الر َّ
َن َّ
ت أل َّ
ظُاستَ ْيقَ ْ ت َوِن ْم ُ
٘
َ تْ . اضطَ َج ْع ُ
اآليات (٘ " - )ٙ-أََنا ْ
ين َعمَ َّي ِم ْن َح ْولِي".
صطَفٍّ َ
ا ْل ُم ْ
ت = ىي نبوة عف موت المسيح وقيامتو بعد أف أحاط بو األعداء الذيف تكمـ عنيـ
استَ ْيقَ ْظ ُ ت َوِن ْم ُ
تْ . ط َج ْع ُ
اض َ
أََنا ْ
في اآليات (ٔ .)ٕ،وقولو أنا تشير لموت المسيح بإرادتو (يو .)ٔٚ2ٔٓ،ٔٛوعف داود نقوؿ أنو بعد صبلتو زالت
عنو حالة االضطراب مف كثرة األعداء وناـ "فالرب يعطي ألحبائو نوماً" وعجيب أف نرى داود نائماً في ىدوء
وأعدائو محيطيف بو ،ولكف ىذا ىو سبلـ اهلل الذي يفوؽ كؿ عقؿ (فيٗ .)ٚ2ويقوؿ داود في (مزٕٖٔ) ال
أعطى لعيني نوماً ..حتى أجد موضعاً لمرب .فيو حيف صمي وأعطى هلل موضعاً في قمبو ناؿ سبلماً عجيباً
فناـ .ومع كؿ منا يمكف أف يحدث ىذا .بؿ في كؿ مرة نصاب بفتور روحي ونشابو النائميف روحياً عمينا أف
نستيقظ (اؼ٘ٔ + ٔٗ2تس )ٙ2٘،ٚفالنوـ أي الكسؿ يؤدي لمسقوط .فالسقوط موت والتوبة ىي قيامة مع
اف ِم ْن ِرْبو ِ
ات َخ ُ
المسيح الذي انتصر عمى الخطية وعمى الموت .ولو أعطانا اهلل حالة السبلـ نقوؿ مع داود الَ أ َ
َ
ض ُد ِني .وبسبب ىذه اآليات ب َي ْع ُ
الر َّ
َن َّ
الش ُعوب ..ولماذا ال يخاؼ فاهلل أعطاه ثقة بوجوده وحمايتو لو = أل َّ
الواضحة عف المسيح نرتؿ ىذا المزمور في ختاـ صموات يوـ الجمعة العظيمة ولكننا نتوقؼ عند قولو "أنا
اضطجعت ونمت" وال نكمؿ فكممة استيقظت تشير لمقيامة التي حدثت فجر األحد .فيذا المزمور يعتبر.
نبوة عف المسيح. .1
25
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)
ش َر ِ
ار. ان األَ ْ
َس َن َ
تأْ َع َد ِائي َعمَى ا ْلفَ ٍّكَ .ى َّ
ش ْم َ ت ُك َّل أ ْ ص ِني َيا إِل ِيي! أل ََّن َك َ
ض َرْب َ اآليات ( " - )ٛ-ٚقُ ْم َيا َرب! َخمٍّ ْ
ٚ
ىي طمبة داود ومف يصمي مع داود قُ ْم َيا َرب = أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا ،كما أيقظ التبلميذ الرب في
السفينة .ىذه عبلمة القوة في الصبلة والمجاجة .وتؤكد عمؽ إيماف المرتؿ واختباراتو في الرب الذي يعطيو
ش ْع ِب َك = فيو الممؾ ولكنو ال يقوؿ شعبي فيو
الخبلص ويعطي البركة لو ولكؿ شعبو .ونبلحظ قوؿ داود َعمَى َ
يفيـ أف الشعب ىو شعب اهلل بينما ىو كممؾ يرعى شعب اهلل.
ونبلحظ أف المزمور يبدأ بالصراخ وينتيي بالخبلص والبركة وىزيمة األعداء ،ىو صورة رائعة لصبلة اإلنساف
الساقط في ضيقة أو تجربة" ،وكيؼ يخرجو الرب بيذه القوة ىذه ىي نتيجة الصبلة القوية ،ىي تمؤل النفس تعزية
ِ
الخطاة = يشبو المتمردوف ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أف ان
َس َن َ
وال تنتيي سوى بالبركة والخبلص .أ ْ
ص = فبل فضؿ لئلنساف تمتيمو ولكف الرب ينزع أسمحتيـ ،فذراع اهلل ال تقصر عف أف تخمص .لِ َّمر ٍّ
ب ا ْل َخبلَ ُ
نفسو ،إنما الفضؿ لمرب الذي وحده يخمصنا مف موت الخطية ويتمجد فينا.
ونرتؿ ىذا المزمور في باكر كؿ يوـ لنذكر قيامة الرب وانتصاره عمى كؿ مف قاـ ضده .ونذكر بركة الرب
لشعبو ونتسمح في بداية يومنا بيذا اإليماف القوي.
26
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
عودة لمجدول
المزمور الرابع
إلمام المغنين عمى ذوات األوتار= داود كتب المزمور وأعطاه لقائد فريؽ اإلنشاد (الخورس أو الكوراؿ) ليرتموا بو
مستخدميف اآلالت الوترية.يرى بعض المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أيضاً متأث اًر بموقؼ إبشالوـ ابنو ضده
ويروف أف داود كتبو بعد أف أحبطت مشورة أخيتوفؿ وفييا كاف داود يدعو شعبو أف ال يسيروا وراء الباطؿ بؿ
يقدموا توبة .فقد كاف ىناؾ مف يريد إعادة تنظيـ صفوؼ فريؽ إبشالوـ ضد داود .وداود يقوؿ ليـ حتى متى
تيينوا الكرامة الممكية التي أعطاىا اهلل لي وتسيروا وراء الكذب ،فخصومتكـ ضدي ىي خصومة ضد اهلل الذي
اختارني لمممؾ.
صبلَ ِتي".
اس َم ْع َ
ف َعمَ َّي َو ْ
اء ْ َّب َ ِ
ت لي .تََر َ لو ِبٍّريِ .في ٍّ
الضي ِ
ق َرح ْ استَ ِج ْب لِي َيا إِ َ ِ ِٔ
آية (ٔ) " -ع ْن َد ُد َعائ َي ْ
ت لِي = في الشدة فرجت عني (سبعينية) .داود يصرخ إلى اهلل أف ينصره عمى َّب َ استَ ِج ْب لِيِ .في الضٍّي ِ
ق َرح ْ ْ
مضايقيو ويتذكر كؿ الشدائد التي سانده فييا اهلل ولـ يتخؿ عنو (جميات ) ..وعمينا أف نصمي دائماً ونذكر كؿ
أعماؿ اهلل السابقة معنا "نشكر صانع الخيرات ألنو سترنا وأعاننا وحفظناَ "..يا إِ َ
لو ِبٍّري = عبلمة اتضاع داود.
فكؿ البر الذي يظير في حياة داود أو حياتنا ليس ىو استحقاؽ صبلتنا وجيادنا الشخصي لكف بر اهلل فبئس
اإلنساف الذي يكوف بره مف ذاتو .ىذا ىو السر أننا بعد أف نتقدـ روحياً نعثر إذ نظف أننا أبرار .ألف غاية
الناموس ىو المسيح لمبر لكؿ مف يؤمف (روٓٔ )ٗ2فربنا ىو برنا .ونبلحظ أف داود لـ يقؿ رفعت عني الشدة بؿ
في الشدة فرجت عني أو رحبت لي ،فيو مازاؿ في شدتو لكنو شعر براحة (ىذه ىي طريقة اهلل ،وىذا ما حدث
مع الثبلثة فتية فاهلل لـ يرفعيـ مف األتوف بؿ جاء إلييـ وأعطاىـ راحة وسط النيراف) .وبعد أف حصؿ داود عمى
ف َعمَ َّي
اء ْ
ىذه الراحة لـ يكؼ عف الصبلة كما يفعؿ الكثيروف فيدخموا إلى الفتور بؿ استمر في صمواتو قائبلً= تََر َ
صبلَ ِتي (مثاؿ 2بعد التناوؿ عمينا أف نستمر في جيادنا).
اس َم ْع َ
َو ْ
27
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
وأكاذيبو وخداعاتو) حقاً قاؿ سميماف عنو باطؿ األباطيؿ .مف إليو الماؿ يسعى وراء باطؿ .وىؤالء يحولوف مجد
اهلل في حياتيـ إلى عار في حياتيـ.
آية (٘) ِ " -اذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّرَ ,وتََو َّكمُوا َعمَى َّ
٘
ب".الر ٍّ
ِاذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر = بعد تبكيت النفس ،والتوبة ،إذا اتخذت النفس قرار باالمتناع عف الخطية المحببة فكأنيا
قدمت ذبيحة بر "قدموا أنفسكـ ذبائح حية" .ىذه النفس تقدـ نفسيا ذبيحة عمى مذبح اإليماف ،فيي تتوقؼ عف
ممارسة خطية محببة.
28
ضفر المسامير ( المسمور الرابع)
اآلخريف كدليؿ عمى عممو الداخمي فييـ .وحسب الترجمة العبرية وضعت ىذه االية بروح الصبلةْ ..ارفَ ْع َعمَ ْي َنا
ور َو ْج ِي َك َيا َرب = ليرى ىؤالء المتشككيف أي سبلـ نحف فيو ،وبنورؾ ىذا نضئ ليـ ولكؿ متشكؾ.
ُن َ
ونصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنطمب نور اهلل وسبلمو بالرغـ مف المضايقيف.
29
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
عودة لمجدول
المزمور الخامس
ىذا المزمور رتمو داود وىو ممتمئ م اررة مف أخيتوفؿ ومف شابيو ،الذيف كانوا أصدقاء ومخمصيف لو ثـ شعر
بخيانتيـ لو .وىذا ما حدث لممسيح إذ خانو تمميذه ييوذا وقاـ عميو مف شفاىـ وكاف يجوؿ وسطيـ يصنع خي اًر،
طالبيف صمبو ،وكانوا يستيزئوف بو .وىناؾ مف يروف أف الشخص الخائف ىنا القائـ ضد المسيح ىو رمز لضد
المسيح الذي سيأتي في نياية األياـ.
ونجد في ىذا المزمور تضاد بيف الخيرات التي يناليا ابف اهلل الذي يحتمي بييكؿ قدس اهلل وبيف األخطار التي
تحيؽ باألشرار .والمزمور يبدأ أيضاً بصورة المفرد وينتيي بصورة الجمع ،ففي عبادتنا ال يمكف الفصؿ بيف
العبادة الفردية والعبادة الجماعية.
َم ْل صر ِ
اخي". ِٔ ِ ِ
َص ِغ َيا َرب .تَأ َّ ُ َ
آية (ٔ) " -ل َكم َماتي أ ْ
َص ِغ َيا َرب = ىي صرخة داود في ألمو ،وصرخة كؿ إنساف هلل الذي يثؽ في أف اهلل يسمع ويخمص، ِِ ِ
ل َكم َماتي أ ْ
ص َار ِخي = ىو صراخ القمب .فاهلل قاؿ
ىي صرخة الكنيسة عموماً التي تثؽ في عريسيا أنو يستجيب .أسمع ُ
إلى ىكذا" وىـ لـ يصرخ عمى اإلطبلؽ (خرٗٔ .)ٔ٘2ولذلؾ جاءت كممة صراخي بمعنى لموسى مالؾ تصرخ ّ
فكري (الكتاب بشواىد).
ص ْوِتي = أي في الصباح فأوؿ عمؿ يعممو ىو الصبلة (لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة ِ
س َمعُ َِبا ْل َغ َداة تَ ْ
باكر) .والغد يشير لعيد النعمة المشرؽ الممموء فرحاً بخبلص الرب يسوع وأحضانو المفتوحة لنا .أما البارحة
فتشير لمعيد القديـ .والغد يشير لمحياة األبدية حياة التسبيح الدائـ .ونصمي دائماً كؿ صباح متوقعيف مراحـ الرب
الجديدة كؿ صباح .والصباح يشير لمقيامة سبب كؿ بركة لنا .ويشير لمتبكير في الصبلة لتكريس اليوـ كمو هلل
وىذا يعطي سبلـ لنا وبركة لميوـ كمو.
30
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
ف ا ْل ُم ْفتَ ِخ ُر َ
ير .الَ َي ِق ُ اك ُن َك ٍّ الشٍّر ,الَ يس ِ
سر ِب َّ ت إِ ً اآليات (ٗ " - )ٙ-أل ََّن َك أَ ْن َ
٘ ٗ
َّام َع ْي َن ْي َك.
ون قُد َ الشٍّر ُ َُ ليا ُي َ سَ ت لَ ْ
الرب". ش َي ْك َرُى ُو َّ اء َوا ْل ِغ ٍّ
ين ِبا ْل َك ِذ ِب .رج ُل الدٍّم ِ
َ َُ اإل ثِْم .تُ ْيمِ ُك ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ
ٙ
اعمِي ِ
ت ُك َّل فَ ِ
ضَأ َْب َغ ْ
لنحرص قبؿ أف نقؼ أماـ اهلل أف نكوف في حالة استعداد وندـ عمى خطايانا ،وفي حالة توبة مف كؿ إثـ وشر
ومخالفة لمناموس وكذب وسفؾ دـ وغش .ىكذا قاؿ المسيح "إذا قدمت قربانؾ( ....متٕٗ .)ٕٖ2٘،ورجؿ
الدماء والغش ىنا قد يشير لمشعب الييودي الذي صمب المسيح .وقد يشير لضد المسيح وأتباعو األشرار .ىنا
َّ
إسود العالـ .وكأف داود في ىذا الوصؼ يصور نرى ليؿ وسواد الخطية ولذلؾ أتى المسيح نور العالـ بعدما
نفسو يقؼ كؿ صباح ينتظر أف يشرؽ نور المسيح.
31
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)
س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ
ٍّيق َيا َربَ .كأ ََّن ُو ِبتُْر ٍ أل ََّن َك أَ ْن َ
ت تَُب ِ ٕٔ
ضا".الر َ الصد َ
ار ُك ٍّ
ىي صورة عكسية لآليات ( )ٔٓ-ٜفينا نجد نصيب أوالد اهلل وفرحيـ وبركتيـ ونتيجة جيادىـ وسيرىـ يأخذوف
بركتيـ ونصيبيـ السماوي ميراثيـ .لذلؾ ففي الترجمة السبعينية نجد اسـ المزمور لمتماـ مف أجؿ الوراثةَ .كأ ََّن ُو
ضا = رضا اهلل عمى المؤمف البار ىو ترس لو ،فكأف ترسنا ىو مسرة اهلل ورضاه عمينا. س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ
الر َ ِبتُْر ٍ
نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر مقاومي الرب ونمتمئ رجاء في أف اهلل يسندنا وسط ضيقات وخيانات
األشرار في وسط ىذا العالـ.
32
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)
عودة لمجدول
المزمور السادس
ىذا المزمور مف أروع مزامير التوبة ويجب عمى المؤمف أف يردده باستمرار .وداود كاف نبياً باكياً مثؿ أرمياء.
وعمى كؿ متألـ أف يفعؿ مثمو .والمزامير الثبلثة السابقة كانت تتحدث عف أالـ األبرار بسبب مضايقيف خارجييف،
وفي ىذا المزمور وباقي مزامير التوبة نجد أف داود البار يعاني بسبب خطيتو ىو (مزامير التوبة ،ٖٛ ،ٖٕ ،ٙ
ٔ٘ .)ٖٔٗ ،ٖٔٓ ،ٕٔٓ ،وغالباً قاليا داود بسبب خطاياه وأشيرىا خطيتو مع امرأة أوريا.
وليجة المزمور تناسب اإلنساف التائب فيي تعبر عف شدة الحزف عمى إرتكاب الخطية ،وفييا بكاء وفييا كراىية
لمخطية وفييا أيضاً رجاء في مراحـ اهلل .ونرى ىنا داود يرى أثار الخطية وكيؼ أنيا أثرت عمى نفسو (حزف
شديد) وعمى جسده (عظامي قد رجفت).
ش ِف ِني َيا ض ِع ٌ
يف .ا ْ ض ِب َكَ ,والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َكْ .ار َح ْم ِني َيا َرب أل ٍَّني َ
ٕ
اآليات (َٔ " - )ٖ-يا َرب ,الَ تَُوٍّب ْخ ِني ِب َغ َ
ٔ
اوَي ِة
س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َكِ .في ا ْل َي ِ ِ ص ِني ِم ْن أ ْ
َج ِل َر ْح َمت َك .أل ََّن ُو لَ ْي َ
٘ ِ
اآليات (ُٗ " - )٘-ع ْد َيا َربَ .ن ٍّج َن ْفسيَ .خمٍّ ْ
ٗ
33
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)
اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم
س َ
ٚ وعي .أُ َذ ٍّو ِ ِ
ب ف َراشيَ . ُ يري ِب ُدم ِ
ُ س ِر ِ ٍ ِ
ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَْيمَة َ
ِ
ت في تََنيدي .أ َ
اآليات (ٙ" - )ٚ-ٙتَِع ْب ُ ِ
ضا ِي ِق َّي".
اخ ْت ِم ْن ُك ٍّل ُم َ
ش ََع ْي ِنيَ .
اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني = تعكرت مف
س َىي آيات تظير أف المزمور مزمور توبة .ىنا يحقؽ ما قالو في (مزَٗ .)ٗ2
الغضب عيناي (سبعينية) .وغضبو ىنا موجو إلى أعدائو الروحييف الذيف أسقطوه في الخطية وىـ محبة العالـ
واغراءاتو وشيوات الجسد والشيطاف وحيمو (فحربنا ليست مع لحـ ودـ بؿ مع قوات شر روحية) .والحظ أنو يبكي
في الميؿ ،حيث ال يراه إنساف فعبلقتنا مع اهلل عبلقة خاصة في المخدع وىو في الميؿ يبكي يشير لمخطية فالميؿ
س ِر ِ ٍ ِ
يري = التوبة ىي ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَ ْيمَة َ
يشير لظممة الخطية (في المساء يحؿ البكاء وفي الصباح السرور) .أ َ
معمودية ثانية .كؿ ىذا اإلنسحاؽ وىو الممؾ العظيـ ،لكف مركزه لـ يمنعو مف اإلنسحاؽ أماـ اهلل .ومف ال يخاؼ
ويبكي إذا تذكر دينونة اهلل الرىيبة.
34
ضفر المسامير ( المسمور الطببع)
العنواف شجوية= ال يمكف تحديد المعنى تماماً ،وربما تعني مرثاة أو صراخ عالي حينما كاف المرنـ في حالة
ارتباؾ مف االضطياد الواقع عميو .وقيؿ أنيا مشتقة مف كممة عبرية معناىا يتجوؿ تائياً بسبب ىروبو مف شاوؿ
وارتباكو بسبب ىذا.
كوش البنياميني= لـ يذكر الكتاب أف ىناؾ شخصاً بيذا االسـ قد تكمـ عمى داود ،لذلؾ وجدت عدة أراء لتفسير
ىذا االسـ .فالبابا أثناسيوس الرسوؿ والقديس باسيميوس الكبير قاال أنو حوشاي األركي الذي أبطؿ بحكمتو
مشورة أخيتوفؿ وأسماه البنياميني أي ابف اليميف ألنو كاف أميناً مع داود .وقاؿ آخروف أف كوش ىو شمعي الذي
شتـ داود .وربما ىو صديؽ لشاوؿ كاف يوقع بينو وبيف داود كمما ىدأ شاوؿ مف جية داود .أو ىو شاوؿ نفسو
ب ىذا المزمور أثناء اضطياد شاوؿ لداود ،أو أثناء خيانة ِ
واسماه كوش أي أسود بسبب أعمالو .وسواء ُكت َ
إبشالوـ لو فاهلل أنقذه مف مؤامرات أعدائو .وفي ىذا ىو يرمز لممسيح المتألـ الذي استجاب لو اآلب.
35
ضفر المسامير ( المسمور الطببع)
وىناؾ مف يعترض عمى داود أنو يذكر بره وقداستو .ولكف األغمب أف ىذا لـ يكف في فكر داود فكؿ مزاميره
تنطؽ باالنسحاؽ .ولكنو يذكر أنو برئ مف التيـ المزورة التي الصقيا بيا أعداؤه .وبالنسبة لنا حيف نق أر ىذا
ونصمي بو فعمينا أف نبكت أنفسنا .واف كانت نبوة عف المسيح فيو البار وحده.
ٚ
تَ .و َم ْج َمعُ ص ْي َ
ق أ َْو َ ضا ِي ِق َّي َوا ْنتَِب ْو لِيِ .با ْل َح ٍّ
س َخ ِط ُم َ ِ
ض ِب َكْ .ارتَف ْع َعمَى َاآليات ( " - )ٔٓ-ٙقُ ْم َيا َرب ِب َغ َ
ٙ
ْض لِي َيا َرب َك َحقٍّي َو ِم ْث َل َك َمالِي الَِّذي ِف َّي. وب .اق ِ ين الش ُع َالرب َي ِد ُ ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك ,فَ ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَىَّ .
ٛ
36
ضفر المسامير ( المسمور الطببع)
37
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)
عودة لمجدول
المزمور الثامن
ىو مزمور تسبيح هلل عمى كؿ أعمالو التي تنطؽ بمجده .ويمخص داود أعماؿ اهلل في-2
مجد اهلل ظاىر في السموات فيي عمؿ يديو ..القمر والنجوـ وكؿ ما فوقنا. .1
التسبيح الذي يخرج مف فـ األطفاؿ .فالطفؿ بصعوبة يتعمـ ولكنو بسيولة يسبح اهلل ويحبو. .2
اهلل الدياف بعدؿ يظير في دينونتو قداستو وفي دينونتو يسكت العدو والمنتقـ. .3
خمقة اهلل لئلنساف ،وكوف اإلنساف ينقص قميبلً عف المبلئكة ،وأف اهلل يعطي سمطاناً لئلنساف. .4
قد ينشأ في داخؿ اإلنساف شعور بتفاىتو وأنو ال يساوي شئ (ىذا شعور ىاـ مف الناحية الروحية .5
الكتساب فضيمة التواضع) ..ولكننا نرى الجانب اآلخر ليكوف مفيوـ التواضع صحيحاً أف اهلل يحب
اإلنساف وأعطاه سمطاناً ومف أجمو تجسد وافتدى اإلنساف .إذاً فاإلنساف ميـ جداً عند اهلل .وأف اهلل أعد
مجداً لئلنساف.
وىذا المزمور إتخذ رم اًز ونبوة صريحة عف المسيح في العيد الجديد ولنراجع-2
(متٕٔ )ٔٙ2فتسبيح األطفاؿ حدث فعبلً في دخوؿ المسيح إلى أورشميـ .وكمما عدنا لمرحمة الطفولة .1
وبساطتيا يسيؿ أف نسبح اهلل "إف لـ ترجعوا وتصيروا مثؿ ىؤالء األطفاؿ( " ..مت.)ٖ2ٔٛ
(عبٕ )ٛ-ٙ2ونقارنو مع اآليات (ٗ )ٙ-مف المزمور .فبولس الرسوؿ رأى في ىذا نبوة عف المسيح .2
الذي أنقص عف المبلئكة بكونو صار إنساناً ومات .ولكنو تكمؿ بالمجد والكرامة في قيامتو وصعوده
وجموسو عف يميف اآلب.
(ٔكو٘ٔ )ٕٚ2ونقارنيا مع آية ( )ٙتسمطو عمى أعماؿ يديؾ ،جعمت كؿ شئ تحت قدميو ونرى ىنا .3
خضوع الخميقة كميا لممسيح .فاهلل خمؽ آدـ وأعطاه سمطاناً عمى جميع المخموقات وفقده بالخطية،
وخسر كؿ المجد الذي كاف فيو .ولكف المسيح جاء ليعيد لئلنساف المجد الذي خسره "بمجد وبياء تكممو"،
فأي مجد صار لنا بالخبلص الذي قدمو المسيح .لقد صار لنا مجد أوالد اهلل ألننا سنصير مثمو تماماً.
(ٔيوٕ + ٔ2ٖ،فيٖ)ٕٔ2
فيذا المزمور الذي يتحدث عف مجد اهلل عف خمقتو لمطبيعة ولئلنساف يتحدث أيضاً عف عمؿ المسيح ليعيد
المجد لئلنساف بعد أف فقده بخطيتو .فنرى في ىذا المزمور محبة اهلل لئلنساف وعنايتو بو ،والمجد الذي أعد لنا
وشركة الحياة األبدية مع الرب يسوع.
عمى الجتية = ربما ىي آلة موسيقية ،أو لحف موسيقي مشيور في جت (مدينة فمسطينية وكاف لداود عبلقة
وثيقة بيا ،وكاف حرسو الخاص مف جت .وفي العبرية كممة جت تعني معصرة لذلؾ ترجمتيا السبعينية عمى
المعاصر .ولنقارف مع عنواف المزمور التاسع "عمى موت االبف" لنرى االرتباط ،فاالبف يسوع حيف مات داس
المعصرة وحده بصميبو (أشٖ)ٖ2ٙ
38
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)
السماو ِ
ات". اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ ٔ
ق َّ َ َ ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ ث َج َع ْم َ ض! َح ْي ُ س ٍّي ُد َناَ ,ما أ َْم َج َد ْ
الرب َ
آية (ٔ) " -أَي َيا َّ
اس َم َك = فاسمو يدعي عجيباً (اش ،)ٙ2ٜباسـ يسوع الناصري قـ وامش (أعٖ + ٙ2أعٗ( .)ٕٔ2تدريب= أ َْم َج َد ْ
ات = فالمبلئكة فيالسماو ِ
ق َّ َ َ ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ االلتزاـ بصبلة يسوع ) "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" َج َع ْم َ
السموات عمميا تسبيح اهلل .والنفس التي تسبح اهلل تكوف في السموات وتشترؾ مع المبلئكة في تسابيحيا.
وم الَِّتي َك َّوْنتَ َيا", آية (ٖ) ٖ" -إِ َذا أَرى سماو ِات َك عم َل أ ِ ِ
َصابع َك ,ا ْلقَ َم َر َوالن ُج َ
َ ََ َ ََ َ
َصا ِب ِعك.
وم يشيروف لمقديسيف .ما جعميـ نو اًر ىكذا ىو عمؿ الروح القدس = أ َ ا ْلقَ َمر يشير لمكنيسة َوالن ُج َ
39
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)
نصمي ىذا المزمور في باكر ،فبعد ما صمينا (مز )ٙمزمور التوبة نرى ىنا أمجاد التوبة .ونرى المسيح الذي
توج بالمجد والكرامة بعد أف قاـ وصعد لمسموات.
40
ضفر المسامير ( المسمور التبضع)
عودة لمجدول
المزمور التاسع
في النسخة السبعينية نجد المزموراف ( )ٔٓ،ٜكبلىما عبارة عف مزمور واحد ىو رقـ ( )ٜوىناؾ أسباب كثيرة
تؤكد وحدة المزموريف2
ثمة نسؽ ىجائي عبراني ،أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزموريف. .1
ال يوجد عنواف لممزمور العاشر ،وىذا يؤكد أنو امتداد لممزمور التاسع. .2
استم اررية األفكار فمزمور ( )ٜيتكمـ عف األعداء الخارجيف ومزمور (ٓٔ) يتكمـ عف األعداء .3
الداخمييف الذيف يظمموف المساكيف .ولكف كبلىما يتكمـ عف أزمنة الضيؽ.
غالباً فداود رنـ ىذا المزمور بعد انتصاره في إحدى معاركو ضد أعداء شعبو.
عمى موت االبن = قد تعني أف نغمة المزمور عمى لحف مشيور بيذا االسـ .وىناؾ مف قاؿ أنو قاليا بعد
انتصاره عمى قوات إبشالوـ وموت إبشالوـ ابنو .إال أنو مف الناحية النبوية يشير لموت المسيح االبف الوحيد
بالجسد ليعطينا الخبلص وىذا ىو سبب الفرح والتيميؿ والتسبيح في المزمور.
ون ِم ْن قُد ِ
ون َوَي ْيمِ ُك َ ٍ آية (ٖ) ِ ٖ" -ع ْن َد رجوِع أ ْ ِ
َّام َو ْج ِي َك", َع َدائي إِلَى َخ ْمفَ ,ي ْ
سقُطُ َ ُُ
رجوع األعداء لخمؼ حدث مع داود حينما سقط عدوه جميات .وحدثت حينما أتى الييود لمقبض عمى المسيح
وقاؿ ليـ أنا ىو فسقطوا ،وحدثت في اندحار إبميس حينما حاوؿ أف يجرب المسيح عمى الجبؿ وحدثت في
معركة الصميب .وتحدث في حياة كؿ منا حيف يغمب المسيح إبميس فينا (رؤ .)ٕ2ٙفالمسيح ىو قائد مسيرتنا
(راجع.)ٙ-ٖ2ٔٛ
41
ضفر المسامير ( المسمور التبضع)
ام ِةَ .وَي ُك ُ ين الشعوب ِب ِس ُكوَن ِة ِبا ْل َع ْد ِلَ .ي ِد ُ ِ ِ اء ُك ْر ِسي ُ
ض َِّت لِ ْمقَ َ ِ
َّى ِر َي ْجم ُ فَِإلَى الد ْ
ٜ ٛ
ون االستقَ َ
ْ ُ َ َّوَ ,و ُى َو َي ْقضي ل ْم َم ْ س .ثَب َ
ق". قَ .م ْم َجأً ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ
الضي ِ س ِح ِ ِ
الرب َم ْم َجأً ل ْم ُم ْن َ
َّ
ُعط َى لو الدينونةاضيا ع ِادالً = بعد صعود المسيح جمس عف يميف اآلب واالبف أ ِ ِ ِ
ت َعمَى ا ْل ُك ْرس ٍّي قَ ً َ سَ
َجمَ ْ
(يو٘ .)ٕٕ2وحيف يأتي عمى السحاب سيديف األحياء واألموات .بؿ ىو يجمس أيضاً كممؾ في قموب محبيو
ويديف الخطية فييـ أي ينزعيا مف داخميـ إذ ممكوه عمييـ فينزع الكرسي الذي امتمكو إبميس في قموبيـ ويجمس
ُم َم = بالنسبة لداود فاألمـ ىي األمـ الوثنية التي حاربتو .ونفيـ األمـ بالنسبة لنا أنيا ت األ َ
ىو عميو .ا ْنتَ َي ْر َ
ير ت ٍّ
الشٍّر َ َىمَ ْك َ
الخطايا والشرور ،فحينما يممؾ المسيح ينتير خطايانا ويبكتنا عمييا فبل شركة لمنور مع الظممة .أ ْ
األبد = بعد الصميب لـ يعد لمشيطاف قوة وال ت اسميم إِلَى ِ
= طالما بصيغة المفرد فيذا يشير إلبميس َم َح ْو َ ْ َ ُ ْ
ت ُم ُد ًنيم= المدف عادة محصنة ،وىكذا كاف إبميس ولكف المسيح ىدـ كؿ قوتو سمطاف لمف يتبع المسيحَ .ى َد ْم َ
وم َن َعتَوَ .فصار يسيؿ عمى كؿ المؤمنيف ىزيمتو باسـ المسيح واشارة الصميب .وصار اهلل ممجأ لناَ .م ْم َجأً َ
ق = كؿ متواضع يعرؼ ضعفو ويمجأ لممسيح يحتمي فيو ،يغمب إبميس. ِ
سح ِ ِ
ل ْم ُم ْن َ
مف يعرؼ أعماؿ الرب عميو أف يسبحو عمى محبتو ،وبتسبحتو يخبر اآلخريف ويكرز بيا.
اخ ا ْلمس ِ
اك ِ
ين. اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٕٓ-أل ََّن ُو مطَالِب ِبالد ِ
ص َر َ َ َ س ُ ٍّماءَ .ذ َك َرُى ْم .لَ ْم َي ْن َ َ ُ ٌ
ابيح َك ِفي أ َْب َو ٍِّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ
ُحد َ ِ ٗٔ ِ ض َّيَ ,يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ ِٖٔارحم ِني يا رب .ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ
َ اب ا ْل َم ْوت ,ل َك ْي أ َ َ ُ ْ َ َْْ َ َ
ص َك. صييو َن ,م ْبتَ ِيجا ِب َخبلَ ِ ِ ِ
ُ ً ْاب َنة ْ َ ْ
الش َب َك ِة الَِّتي أ ْوىاِ .في َّ ُم ُم ِفي ا ْل ُح ْف َرِة الَِّتي َع ِممُ َ ِ
ٔٙ ٘ٔ
اء
ض ً الرب .قَ َ وف ُى َو َّ ش َب ْت أ َْر ُجمُ ُي ْمَ .م ْع ُر ٌَخفَ ْو َىا ا ْنتَ َ تََوَّرطَت األ َ
ين اهللَ. الن ِ
اس َ اوَي ِةُ ,كل األُمِم َّ ون إِلَى ا ْل َي ِ ارِ .سبلَ ْه .اَألَ ْ
ش َرُار َي ْر ِج ُع َ
ٔٚ
ب األ َْوتَ ِ ق ِب َع َم ِل َي َد ْي ِوَ . ضىٍّ .
َ ض ْر ُ ير َي ْعمَ ُ
الشٍّر ُ أ َْم َ
ان .لِتُ َحا َكِم
س ُ َّى ِرٜٔ .قُ ْم َيا َرب .الَ َي ْعتََّز ِ
اإل ْن َ يب إِلَى الد ْ ِ
ين الَ َيخ ُ اء ا ْل َب ِائ ِس َ ِ
ين إِلَى األ ََبدَ .ر َج ُ س ِك ُ ِ
سى ا ْلم ْ أل ََّن ُو الَ ُي ْن َ
ٔٛ
42
ضفر المسامير ( المسمور التبضع)
ب األ َْوتَ ِ
ار .وأصؿ الكممة ىيجايَّوف وقد تترجـ بوقفة موسيقية أو وقفة ض ْر ُ
لعقاب اهلل لمشرير يقوؿ ممحوظةَ ..
خشوعية لمتأمؿ فيما قيؿ.
43
ضفر المسامير ( المسمور العبشر)
عودة لمجدول
المزمور العاشر
سؤاؿ يتساءلو األبرار دائماً .لماذا يترؾ اهلل الشرير دوف عقاب( .مزٖ + ٚأرٕٔ )ٔ2بؿ ىذا السؤاؿ ىو محور
سفر أيوب .بؿ الشرير ينمو ويزداد شره .لكف اهلل طويؿ األناة.
44
ضفر المسامير ( المسمور العبشر)
وابميس كاف يختفي وراء لساف اليراطقة .وىو يكمن في اليراطقة = المختفى ليخدع بيم البسطاء .وىو يحارب
يس ِو = عرينو .لقد قيؿ عف ضد المسيح أنو مرتفع عمى كؿ ما يدعي إلياً (ٕتسٕ.)ٗ2 بقوة َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ
َ
فإبميس أعطاه كؿ قوتو وشره (رؤٖٔ.)ٕ2
45
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)
عودة لمجدول
المزمور الحادي عشر
كتب داود المزمور غالباً عندما بدأ شاوؿ يطارده ورماه بحربتو ،فنصحو مف حولو باليروب لحياتو مف وطنو
فرفض .ونحف نعمـ أنو ىرب بعد ذلؾ .واليروب مف الشر في حد ذاتو ليس خطية بؿ ىو حكمة فالمسيح نفسو
ىرب مف الييودية وأتى إلى مصر .ولكف المشكمة ىي في األفكار التي تدور في القمب .ىؿ نيرب ألننا غير
واثقيف في قدرة اهلل عمى حمايتنا أو ىؿ نيرب لعدـ تبديد الوقت في مقاومة الشر .ويبدو أف ىذا الصراع دار
داخؿ قمب داود ،وتعرض لمغواية بأف ييرب ألف اهلل لف يحميو ونجده بروح الصبلة وقد تغمب عمى ىذا الفكر
فوأده داخؿ قمبو ،ولما ىرب بعد ذلؾ كاف في ذلؾ ال يخطئ إذ كانت أفكاره مقدسة وكاف ييرب شاع اًر أف اهلل
يحميو في ىربو.
يمكف تفسير المزمور بطريقتيف [ٔ] ما حدث لداود فعبلً ]ٕ[ .بطريقة نبوية عف الكنيسة المضطيدة.
شاوؿ .فإذا فعؿ شاوؿ ىذا فكيؼ يثبت أمامو صديؽ مسكيف مثؿ داود .وبعد صبلتو رفع داود رأسو ووجد اهللُ
اء ُك ْر ِسي ُو (ٗ ) أي ىو فوؽ كؿ الظالميف وىو ىناؾ ليديف شرىـ ويحفظ أوالده فمماذا الخوؼ ،إذا كانت السم ِ
في َّ َ
ِ
ان المسكيف= فيو يرى ظممو وسيتدخؿ إلنقاذه في الوقت المناسب .وفي (٘) نرى لماذا يتأخر في َع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ
إنقاذ الصديؽ ....فيو َي ْمتَ ِح ُنو = بمعنى ينقيو ،ويكشفو لنفسو ثـ حيف ترى يد الرب التي تنقذه يزداد إيمانو.
46
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)
فالتجارب ىي لفائدة وخير المؤمنيف واهلل يعطي فرصة وراء فرصة لؤلشرار فيو يطيؿ بالو عمييـ لعميـ يتوبوف،
صيب َكأ ِ
ْس ِي ْم. ِ فإف لـ يتوبوا يمطر عمييـ َن ا ِ
ار َوك ْب ِريتًا .ويكوف نصيبيـ عذابات ال ينطؽ بيا= َن َ
ً
ومن الناحية النبوية فإبميس وجنوده مف أعداء الكنيسة واليراطقة يحاولوف خداع أوالد اهلل بكمماتيـ التي ىي
كالسياـ ،أو كما حدث أياـ االضطياد فعبلً فقد قتموا أجساد أوالد اهللِ .في د َجى الميل = الميؿ تصوير لفترة
االضطيادات في الكنيسة أو فترة سيادة ىرطقات معينة كيرطقة آريوس .وىؿ نترؾ جبؿ الرب أي كنيستو ونمجأ
ألي جبؿ آخر .والكنيسة تشبو بالقمر فيي تعكس نور شمس البر عريسيا .ولكف إذا سادت اليرطقات كاف
َع ِم َدةُ ،فكثير مف
المؤمنيف وكأنيـ في دجى الميؿ معرضيف لسياـ األعداء وفي فترة اليرطقات ا ْن َقمَ َب ِت بعض األ ْ
اليراطقة كانوا بطاركة وأساقفة ،فإذا انقمب ىؤالء وانفصموا عف الكنيسة فالصديؽ أي المؤمف البسيط ماذا يفعؿ.
س .واهلل يسكف في ىيكمو أي النفس ولكف عمينا أف ال نترؾ كنيستنا ألف الرب فييا = اَ َّلرب ِفي َى ْي َكِمو المقُ ْد ِ
البشرية (ٔكوٖ )ٔٚ2وفي الكنيسة التي ىي جسده (أؼٔ )ٖٓ2٘ + ٕٕ2واذا ثبتنا في جسده وكنيستو كيؼ
َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ
آد َم = أي يعطييـ نخاؼ ،ىو سيعطينا ىذا اإليماف أف عيناه تنظراف إلى المساكيف .وأ ْ
المعرفة الحقيقية اإلليية فبل يضموا بسب اليرطقات ،أو يتشتتوا بسبب االضطيادات .وسيرى الصديؽ أف اهلل
عادؿ .وأنقياء القمب سيعاينوف اهلل= ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ
ص ُر َو ْج َي ُو. ُ ْ ُ ُ
47
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
عودة لمجدول
المزمور الثاني عشر
يقوؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في أثناء فترة حكـ شاوؿ وانتشار األكاذيب ضده في القصر الممكي،
داى ْف الممؾ شاوؿ وينشر إشاعات مغرضة ضد داود إلرضاء شاوؿ ،وداود يصرخ هلل واثقاً في كبلـ اهللفالكؿ ي ِ
ُ
ووعوده .ونحف ىنا أماـ ثبلث أنواع مف الكبلـ.
كبلم األشرار 2كذب ورياء وكبرياء ينطقوف بفـ أبييـ إبميس الكذاب وأبو الكذاب. .1
كبلم األبرار 2تنيدات المساكيف بسبب ما يعانوه مف ضيؽ ومتاعب ،واهلل يسمع ليـ. .2
كبلم اهلل 2كبلـ نقي ،محؿ ثقة ،مصدر الخبلص .كفضة مصفاة ببل شوائب. .3
واف قيؿ ىذا المزمور في أياـ شاوؿ أو غيره ،فيذه حقيقة واقعة أف كبلـ األشرار المتكبريف وأكاذيبيـ تنتشر لفترة،
وربما يتعالوف وينتصروف لفترة ما بسماح مف اهلل وخبلؿ ىذه الفترة يكوف األبرار المساكيف يتنيدوف ويصرخوف هلل
واضعيف وعوده بأنو يخمص نصب عيونيـ ،وتكوف فترة انتظار الرب ىي فترة طوؿ أناة عمى األشرار لعؿ طوؿ
أناتو تقتادىـ لمتوبة ،وتكوف فترة االنتظار ىذه لؤلبرار فرصة تنقية فيي فترة ص ارخ هلل وصبلة والتصاؽ باهلل،
وفي ىذا يتنقوف كما تتنقى الفضة مف الشوائب في البوطة (فرف الصير) .ثـ يتدخؿ اهلل وينصؼ األبرار ويقطع
شفاه األشرار.
اء ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ
ش ِر". َّ ِ آية (ٔ) َ ٔ" -خمٍّص يا رب ,أل ََّن ُو قَِد ا ْنقَر َ ِ
ض التَّقي ,ألَن ُو قَد ا ْنقَطَ َع األ َ
ُم َن ُ َ ْ َ َ
قد إنقرض التقى = البار قد فني (سبعينية) = داود رأي أف الكذب قد انتشر ،والخيانة انتشرت ،لـ يرى واحد
بار ،فشاوؿ يخونو ومعو رجالو وكذلؾ أىؿ زيؼ وقعيمة ،ورأى مذبحة الكينة بسببو فصرخ َخمٍّ ْ
ص َيا َرب ،فمـ
يبؽ وال بار .فمف كثرة االضطياد فنى األبرار .وألف الشر ساد العالـ كمو احتاج العالـ لمخمص ،وكأف صرخة
داود خمص يا رب ىي بروح النبوة صرخة نداء هلل ليتجسد المسيح إذ زاغ الجميع وفسدوا .داود ىنا شابو إيميا
تصور أف األبرار انتيوا مف األرض ولـ يبؽ سواه (ٔمؿ.)ٔٓ2ٜٔ
حيف َّ
48
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
أمناء وال يقولوف الحؽ واهلل سيقطع ىذه الشفاه ،كما قطع لساف فرعوف الذي قاؿ في تجبر "إني لست أعرؼ
الرب" وقطع شعب الييود ورؤسائيـ الذيف تجبروا عمى المسيح ،وقطع لساف كؿ مف تجبر عمى الكنيسة الذيف
س ٍّي ٌد َعمَ ْي َنا.
قالوا َم ْن ُى َو َ
ون = جاءت في اإلنجميزية اآلية ىكذا "يتكمموف بشفاه غاشة وقمب مزدوج" ويعني ىذا أف ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ
القمب زائغ منقسـ بيف الحؽ والباطؿ ،مرائي.
اح َي ٍة
شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ
ش َرُار َيتَ َم َّ ْ
َّى ِر .األَ ْ
ٛ
س ُيم ِم ْن ى َذا ا ْل ِج ِ
يل إِلَى الد ْ ت َيا َرب تَ ْحفَظُ ُي ْم .تَ ْح ُر ُ ْ
ٚ
اآليات ( " - )ٛ-ٚأَ ْن َ
الن ِ
اس". ِع ْن َد ْارِتفَ ِ
اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ
نرى ىنا خبلص الرب لعبيده وأنو سينجييـ في ىذا الجيؿ وكؿ جيؿ والى نياية الدىر رغـ أف األشرار ينجحوف=
اح َي ٍة ويرتفعون = والمعنى أف األشرار منتشريف في كؿ مكاف عمى األرض بؿ شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ
ش َرُار َيتَ َم َّ ْ
إن األَ ْ
الن ِ
اس = تعني أقوياء مرتفعيف وبالرغـ مف أنيـ محيطيف بنا ،إالّ أنؾ تحفظ كؿ أوالدؾِ .ع ْن َد ْارِتفَ ِ
اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ
اف ىؤالء االشرار بالرغـ مف شرىـ تجدىـ مرتفعيف وسط الناس ،واهلل يحمي اوالده منيـ.
49
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)
نصمي ىذا المزمور في باكر فنبدأ يومنا بالثقة في حماية اهلل رغماً عف كؿ المؤامرات حولنا .ونرى فيو أنو بالرغـ
مف مؤامرات الييود عمى المسيح وصمبو إال أنو سيقوـ ويصنع الخبلص عبلنية فنذكر القيامة في بدء يومنا=
الرب= السيد المسيح قاـ ليعطينا حياة وخبلص.
وم َيقُو ُل َّ
اآلن أَقُ ُ
َ
50
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)
عودة لمجدول
المزمور الثالث عشر
يرى البعض أف ىذا المزمور قالو داود وىو ىارب مف وجو إبشالوـ ،وىذا سبب إحساسو بغضب اهلل وأف اهلل
نساه ،ىذا الحزف الواضح في بداية المزمور تعبير عف الحزف الداخمي إذ تذكر خطيتو وىا ىو يعاني مف
نتائجيا .ولكننا نرى في ىذا المزمور الطريؽ الصحيح الذي يجب أف يتبعو كؿ مف يشعر بخطيتو فيقدـ عنيا
توبة ويصرخ إلى اهلل وال يكؼ عف الصراخ إلى أف يشعر باالستجابة ،وىنا نرى داود يصرخ ٗ مرات إلى متى
طالباً العوف ثـ وكأنو يعاتب اهلل ،ىؿ تقبؿ يا رب أف يفرح أعدائي بحالتي ىذه .وال يتوقؼ في صبلتو عند ىذا
الحد ،بؿ نجد إيمانو يتشدد ويقوؿ أما أنا فعمي رحمتؾ توكمت بؿ يتقدـ أكثر ويسبح بفرح" .الذيف يزرعوف
بالدموع يحصدوف باالبتياج" (مز )٘2ٕٔٙوىذا األسموب نجده دائماً في مزامير داود ،فيو يبدأ بالصراخ والدموع
وينتيي مسبحاً اهلل بفرح ونرى في ىذا المزمور صورتيف.
تعبير عف حالة نفس في فتورىا الروحي وشعورىا بأالـ نسياف اهلل. .1
ربما يعبر ىذا المزمور عف قوؿ المسيح عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" ولكنو ينتيي بتسبيح اهلل .2
عمى خبلصو أي قيامة المسيح وانتصاره لذلؾ نصمي ىذا المزمور في باكر.
ويقاؿ المزمور مف أي مظموـ ومتألـ مف أي ضيقة. .3
وما ِفي َن ْف ِسي َو ُح ْزًنا ِفي َق ْم ِبي ُك َّل َي ْوٍم؟ إِلَى َمتَى َي ْرتَ ِفعُ َع ُد ٍّوي َعمَ َّي؟"
ُى ُم ً
ىي صراخ الخاطئ في حالة فتوره محاوالً الرجوع هلل ،ولكنو يحس أف األمر ليس سيبلً وربما ظف أف اهلل سيتركو
إلى اإلنقضاء ،وربما أخذ يردد ىذه المشاعر الحزينة في قمبو كؿ يوـ ،وحزنو راجع إلى انتصار عدوه (الشيطاف
والجسد) عميو = َع ُد ٍّوي قد أ ْرتَ ِفعُ َعمَ َّي .وفي (نش٘ )ٙ2نرى ىنا أف الحبيب َّ
تحوؿ وعبر ،ىذه ىي الفترة التي
تشعر فييا النفس بنسياف اهلل ليا .ولماذا يتركيا اهلل فترة في ىذا الشعور؟ حتى حينما تجده ال تعود لمتراخي بؿ
تمسؾ بو وال ترِخ ِو (نشٖ .) ٗ2ونبلحظ ىنا أف داود لـ يشتكي مف مؤامرة ابنو وخيانة الناس ،بؿ ما يزعجو ىنا
ىو نسياف اهلل لو ،فإف تمتعنا بحب اهلل وعدـ رضا العالـ فنحف لـ َن ْخ َس ْر شيئاً .أما لو كسبنا العالـ كمو وخسرنا
اهلل فقد خسرنا كؿ شئ .وليس مف شئ يجعمنا نشعر بأف اهلل يحجب وجيو عنا سوى الخطية ويعزينا قوؿ أشعياء
لحيظة تركتؾ وبمراحـ عظيمة سأجمعؾ (أشٗ٘.)ٚ2
ام َن ْوَم ا ْل َم ْو ِت", ِ َّ ِ ِ آية (ٖ) ٖ" -ا ْنظُر و ِ ِ
استَج ْب لي َيا َرب إل ِيي .أَن ْر َع ْي َن َّي ل َئبل أََن َ
ْ َ ْ
51
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)
صراخ داود حتى ال يموت في خطيتو ،يموت دوف أف يشعر أف اهلل قد غفر .أو أف يستمر اإلنساف في حالة
موت الخطية ،فالخاطئ يصرخ إلى اهلل ىؿ تتركني ىكذا كميت بسبب خطيتي .ويصمي أ َِن ْر َع ْي َن َّي = فنناؿ فيماً
جديداً لمحبة اهلل ونعايف أمجاده السماوية فبل نعود نفرح بتفاىة العالـ وخطاياه .بيذه االستنارة ال يبقي لمظبلـ
موضعاً في اإلنساف .أو يعطينا اهلل تعزية وسط األلـ والشعور بوجوده معنا .وىذا ما أشار بو رب المجد عمي
مبلؾ كنيسة الودكية " أشير عميؾ أف تشتري مني ...وكحؿ عينيؾ بكحؿ لكي تبصر " ( رؤ ٖ .) ٔٛ 2اما
مف ال تزاؿ عينو الداخمية مغمقة تائيا وراء ممذات الخطية ،فيو ما زاؿ في غيبوبة الموت ،غافبل أو نائما غير
فاىـ انو في طريقو لمموت.
ضا ِي ِق َّي ِبأ ٍَّني تََز ْع َز ْع ُ يت َعمَ ْي ِو» .لِ َئبلَّ َي ْي ِت َ آية (ٗ) " -لِ َئبلَّ َيقُ َ
ول َع ُد ٍّوي «قَ ْد قَ ِو ُ
ٗ
ت". ُم َ ف
ويشمت فيو ( مز ٕ٘ ) ٕ 2 العدو ىو إبميس (أو الخطية) وىو يفرح بسقوط اإلنساف قطعاً،
52
ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)
عودة لمجدول
المزمور الرابع عشر
ىو نفس كممات المزمور ٖ٘ والفرؽ اف اسـ ييوه ىنا تكرر ٗ مرات ،وقيؿ في مزمور ٖ٘ مرة واحدة فقط .
قاؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في فترة اضطياد شاوؿ لو وقاؿ البعض في فترة ثورة إبشالوـ .ولكف
ب بصورة عامة ليظير فكرة معينة .فالقديس بولس الرسوؿ اقتبس ِ
الكتاب لـ يوضح .ولكف غالباً فيذا المزمور ُكت َ
مف ىذا المزمور في (روٖ) ليث بت أف الييود واألمـ كبلىما سقطا تحت الخطية ،وأف كؿ العالـ مذنب أماـ اهلل.
وبيذا نفيـ أف العالـ كمو ناقص وغير كامؿ وكؿ بني آدـ مولوديف في الخطية "بالخطايا ولدتني أمي" فنحف نرث
خطية أبينا آدـ "الخطية الجدية أو األصمية" .ىنا نرى صورة لفساد الجنس البشري (ٔيو٘ .)ٜٔ2ولـ يكف ىناؾ
عبلج سوى بالمسيح .فالخطية جرحت البشر وقتمتيـ وجاء المسيح ليجرحو الخطاة ويقتموه فيداوي جروحنا
صور نفسو عمى أنو البار الذي تعرض ليجمات وظمـ األشرار فيو رمز لممسيح البار في
ويحيينا .وداود إذا َّ
آالمو .وكؿ اآلالـ التى تعرض ليا داود سواء في الكممات الظالمة واإلشاعات الرديئة أو كؿ اآلالـ التي وقعت
عميو مف األشرار .أو اآلالـ التي وقعت عمى المسيح وتقع عمى كنيستو راجعة إلى فساد الجنس البشري كمو.
لذلؾ يقسـ المرنـ البشر لقسميف [ٔ] الجيبلء وىـ عديمي القيـ ،الذيف يرفضوف اهلل ويرفضوف شريعتو [ٕ] األبرار
أو شعب اهلل المتألـ.
[ٔ] ا ْل َج ِي ُل = أي أف ّ
تصور اإلنساف أف ال إلو
[ٕ] الفَساَ ُد 2وجود شيوة في القمب .وفي معظـ األحياف تكوف الشيوة الفاسدة في القمب سبباً في إنكار وجود اهلل
حتى ال يزعجوا ضمائرىـ ويتمادوف في شيواتيـ ،وبالتالي فيـ غير ممتزميف بوصايا اهلل ،وىذا ما قالو
اى ُل ِفي َق ْم ِب ِو = فمف القمب تخرج الدوافع الشريرة (أر .)ٜ2ٔٚونرى أف ىذا الفساد قد َّ
عـ ال ا ْلج ِ
أغسطينوس .قَ َ َ
ف = تشير ألف اهلل مطمع عمى كؿ شئ ش َر َ السم ِ
اء أَ ْ ِ
وسط كؿ بني آدـ .واحتاج البشر إلى تجديد .اَ َّلرب م َن َّ َ
اىٍم = حكيماً ومتعقؿ وقد وردت بعد ىذا في الترجمة السبعينية بعض آيات لـ ترد في ويعرؼ خفايا القموب .فَ ِ
الترجمة العبرية وىي" 2حنجرتيـ قبر مفتوح ،مكروا بمسانيـ .سـ األفاعي تحت شفاىيـ ،أفواىيـ ممموءة لعنة
وم اررة ،أرجميـ سريعة إلى سفؾ الدماء .واإلنكسار والشقاء في سبميـ ،وطريؽ السبلمة لـ يعرفوىا .ليس خوؼ
اهلل أماـ أعينيـ ،أليس يعمـ جميع عاممي اإلثـ" وىذا ما اقتبسو بولس الرسوؿ في (روٖ) .فالعيد الجديد كاف
يقتبس مف النسخة السبعينية.
53
ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)
ب لَ ْم َي ْد ُعوا".
الر َّ ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ
ون ا ْل ُخ ْب َزَ ,و َّ ون َ اإل ثِْم ,الَِّذ َ
ين َيأْ ُكمُ َ اعمِي ِ
آية (ٗ) ٗ" -أَلَم يعمَم ُكل فَ ِ
ْ َْ ْ
نرى ىنا نتيجة مف نتائج ترؾ اهلل باإلضافة لفساد طبعو وىي ظمـ المساكيف .فمقد امتؤلت قموبيـ فساداً وظمماً
وقسوة .فكانوا يأكموف المساكيف َك َما َيأْ ُكمُ َ
ون ا ْل ُخ ْب َز .ونتيجة أخرى كانت االعتزاز بالنفس وعدـ االلتجاء هلل=
ب لَ ْم َي ْد ُعوا .وىذا ناتج عف الكبرياء.
الر َّ
َو َّ
ب َم ْم َجأُهُ".
الر َّ
َن َّ
ضتُ ْم ,أل َّ س ِك ِ
ين َناقَ ْ ِ
ْي ا ْلم ْ
ٙ
آية (َ " - )ٙأر َ
س ِكين ىـ أوالد اهلل الذيف يقوـ ضدىـ األشرار ثائريف عمى أقواليـ ،فإبميس يحرؾ ىؤالء األشرار .وابميس ال ِ
ا ْلم ْ
يحتمؿ أوالد اهلل الذيف ليـ الرب ممجأ يحتموف بو .ولكف قد يضحؾ األشرار عمى األبرار إلى حيف .فاهلل ممجأىـ
لف يتخمى عنيـ.
س َرِائي ُل".
وبَ ,وَي ْف َر ُح إِ ْ ش ْع ِب ِوَ ,ي ْي ِت ُ
ف َي ْعقُ ُ س ْب َي َ
ب َ يلِ .ع ْن َد َرٍّد َّ
الر ٍّ س َرِائ َ
ص إِ ْ
آية (ٚ" - )ٚلَ ْي َ ِ ِ
ت م ْن ص ْي َي ْو َن َخبلَ َ
تسبحة رجاء مف العيد القديـ أف المخمص سيأتي مف صييوف ليخمص إسرائيؿ .ولقد تجسد المسيح مف وسط
الييود ليخمص كنيستو .ويحررىا مف سبي إبميس والخطية .فالنفس البعيدة عف اهلل تعتبر في سبي إبميس.
54
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)
عودة لمجدول
المزمور الخامس عشر
ىذا المزمور يرسـ لنا ويظير لنا طريؽ السماء .ولكي نحيا في فرح يجب أف نكوف في قداسة وأمانة
(مت .)ٔٚ2ٜٔفينا نرى شروط السكنى مع اهلل (يوٗٔ .)ٕٖ2فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أف نعايف اهلل
(عبٕٔ .)ٔٗ2وبيت الرب يميؽ بو القداسة .وىنا نرى خصائص اإلنساف التقي الذي يسكف في مسكف الرب.
وعمى كؿ مف يدخؿ بيت الرب ليصمي أف يسأؿ نفسو ويفحص ضميره بالمقارنة مع ىذا المزمور .وربما كاف
داود وىو يكتب ىذا المزمور متأث اًر بموت ُعزة عندما لمس التابوت وىـ ينقمونو ثـ بركة اهلل لبيت عوبيد أدوـ.
وكاف ىذا المزمور مف مزامير االحتفاؿ عند باب الييكؿ لتذكير كؿ مف يدخؿ بضرورة نقاوتو .ىذه مثؿ صراخ
الكاىف اآلف "القدسات لمقديسيف" قبؿ التناوؿ
واذ يشعر الشعب كمو بالحاجة إلى عمؿ اهلل القدوس لتقديسيـ يجيبوف "واحد ىو اآلب القدوس" ..
س ُك ُن ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس َك؟ " آية (ٔ) ٔ" -يا رب ,م ْن ي ْن ِز ُل ِفي م ِ
س َكن َك؟ َم ْن َي ْ
َ ْ َ َ َ َ
س َك ِن َك = جاءت في أصميا خيمتؾ ،فالييكؿ لـ يكف قد تـ بناؤه أياـ داود .و َج َب ِل صييون = يشير لمكنيسة َم ْ
ويشير لمسماء حيث نسكف أبدياً مع اهلل .ومف ال يوجد مستحقاً أف يسكف في الكنيسة اآلف عمى األرض
(الخيمة) ،لف يكوف مستحقاً أف يكوف في السماء لؤلبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا عمى األرض .ومف يعيش في
العالـ بحسب المواصفات اآلتية .في اآليات (ٕ )٘-يكوف لو مسكف اهلل (الكنيسة) مكاف راحة وحماية مف
تجارب العالـ .ثـ يكوف لو نصيب في الحياة األبدية .ومسكننا المؤقت ىو جسدنا ىيكؿ اهلل ومف يحيا في قداسة
ىنا فحينما تنتيي حياة غربتو ىنا عمى األرض يكوف لو مسكف أبدي في السماء (ٕكو٘)ٔ2
بَ .ي ْحمِ ُ الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِوَ ,وُي ْك ِرُم َخ ِائ ِفي َّير َعمَى قَ ِري ِب ِوَ .و َّ اح ِب ِوَ ,والَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا
ش ًّار ِبص ِ
ٗ
ف الر ٍّ َ ص َنعُ َ
َي ْ
ِ ِ ِ ِ٘ ِ
ش َوةَ َعمَى ا ْل َب ِريء .الَّذي َي ْ
ص َنعُ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الر ْالرَباَ ,والَ َيأْ ُخ ُذ ٍّ ييا ِب ٍَّّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر .فضَّتُ ُو الَ ُي ْعط َ
لمض َ
َّى ِر".
الد ْ
نصمي ىذا المزمور في باكر لنقارف تصرفاتنا مع ىذه المثاليات .ولكف مف يستطيع أف يحيا في ىذه المثاليات
دوف عمؿ الرب يسوع فيو ،فكأف مف يصمي ىذا المزمور في صبلة باكر يقوؿ هلل "ىبني يا رب أف أحيا ىكذا
كما يرضيؾ فيكوف لي نصيباً معؾ"
55
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)
السم ِو ُك ببلعيب = أعمالو أماـ الناس كاممةَ .وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم بالحق ِفي َق ْم ِب ِو = ىنا يدخؿ لمعمؽ ويطمب اف يكوف َّ
س ِان ِو = ال كذب وال رياء وال وشاية الَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا
ير َعمَى ِ
القمب ممموء حقاً ،تسكف فيو كممة اهلل .الَ يغش ِبم َ
الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو = فاعؿ الشر مرذوؿ أمامو أي ال يشتييقَ ِري ِب ِو= ال يقبل عا ارً عمى جيرانو (سبعينية)َّ .
الشر الذي يصنعو الشرير بؿ يرفض ويكرىو يحمؼ لمضرر وال يغير= الذي يحمؼ لقريبو وال يغدر بو
(سبعينية) .ىو ذو قمب ممموء بالمحبة لكؿ إنساف كالسامري الصالح .مثؿ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ
َّى ِر = يصمد
كالجبؿ ىنا عمى األرض ولو حياة في السماء.
َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر = يحمؼ لقريبو أنو سيفعؿ كذا وكذا واذا إكتشؼ بعد ذلؾ أف ىذا يضره ال وفي آية (ٗ) ي ْحمِ ُ ِ
ف لمض َ َ
يغير كبلمو بؿ ينفذ ألنو حمؼ .وىكذا جاءت في اإلنجميزية who swears to his own hurt and does
.not changeالمقصود انو يعطي وعدا ويحمؼ انو ينفذ ،فإذا وجد بعد ذلؾ اف التنفيذ سيعود بالضرر عميو،
حمؼ. ألنو وعده ينفذ
56
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
عودة لمجدول
المزمور السادس عشر
ىذا المزمور ىو نبوة رائعة عف السيد المسيح الذي داس الموت بموتو وقاـ دوف أف يرى جسده فساداً .ففي
المزمور (ٕ) رأينا والدة المسيح األزلية ووالدتو بالجسد وفي مزمور ( )ٛرأينا المسيح بتأنسو يعيد المجد لئلنساف،
وىنا نرى كيؼ أعاد المسيح المجد لئلنساف .وقد يحتوي المزمور شيئاً عف داود ولكنو مكتوب بروح النبوة عف
المسيح فداود مات وفسد جسده ،أما المسيح فيو وحده الذي قاـ ولـ يرى جسده فساداً .وىكذا شرح معممنا بطرس
المزمور في (أعٕ .)ٕٚ-ٕٗ2وىكذا شرح بولس الرسوؿ المزمور (أع )ٖٙ2ٖٔ،ٖٚولذلؾ أكمؿ داود تعرفني
سبؿ الحياة ،أمامؾ شبع سرور ،فنحف بقيامة المسيح صار لنا فرح أبدي .وكأف داود حيف يقوؿ "احفظني يا رب
فإني عميؾ توكمت يتحدث بمساف الكنيسة التي تطمب أف يحفظيا اهلل مف ىذا الموت الذي أصابيا .فكاف أف
المسيح تجسد وأخمى ذاتو وشاركنا في طبعنا ليرفعنا معو لمجده .ومازالت الكنيسة جسد المسيح تصمي احفظني
يا رب فإني عميؾ توكمت حتى تحصؿ عمى الحياة األبدية .ىذا المزمور ىو مزمور القيامة لذلؾ تصميو الكنيسة
في صبلة باكر .مزمور يعطينا رجاء في ميراثنا األبدي ،لذلؾ نجده معنوناً بالقوؿ مذىبة فيو كبلـ مف ذىب،
ىو جوىرة مف جواىر الكتاب المقدس.
57
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
اء ُى ْم ِب َ
شفَتَ َّي". ِ ٍ ِ اع ُي ُم الَِّذ َ
ٗ
َس َم َ
س َكائ َب ُي ْم م ْن َدمَ ,والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْب ََس ُك ُ
آخ َر .الَ أ ْ
اء َ
َس َر ُعوا َو َر َ
ين أ ْ آية (ٗ) " -تَ ْكثُُر أ َْو َج ُ
مف ساروا وراء آلية أخرى (شيوة /ماؿ /كرامة زمنية )..تكثر أمراضيـ وأوجاعيـ فالمسيح وحده ىو الشافي
س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = فقد كاف مف عادة الوثنييف أف يشربوا كأساً مف الدـ ب َ َس ُك ُ
ألرواحنا وأجسادنا ونفوسنا .الَ أ ْ
اء ُى ْم = أي أسماء اآللية الوثنية (خرٖٕ .)ٖٔ2فالقديسيف الذيف عرفوا َس َم َكتقدمة وكنوع مف العبادة َوالَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ
س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = جاءت في السبعينية "ال أجتمع ب َ َس ُك ُ
الرب يقطعوف كؿ عبلقة ليـ بالخطية والخطاة .الَ أ ْ
اء ُى ْم = ال أريد أف أعرفيـ. َس َم َ
بمجامعيـ مف الدماء" أي ال أوجد في وسط ىؤالء الذيف يفعموف ىذاَ .والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ
اث
ير ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِٙ ت قَا ِب ُ صيب ِقسم ِتي و َكأ ِ
ِ ٘
ض قُ ْر َعتي .ح َبا ٌل َوقَ َع ْت لي في الن َع َماء ,فَا ْلم َ ْسي .أَ ْن َ الرب َن ُ ْ َ َآيات (َّ٘ " - )ٙ-
س ٌن ِع ْن ِدي".
َح َ
ىذا ىو صوت الكنيسة ،اهلل ىو نصيبنا وميراثنا وكأسنا الذي نشربو مف األلـ والمجد ،والمسيح أعاد لنا ميراثنا.
ض قُ ْر َع ِتو = ىي وكاف تقسيـ األرض في الميراث يقاس بالحباؿ وبالقرعة (يشٖٔ .)ٙ2وداود يشعر أف اهلل قَا ِب ُ
ليست في يد إنساف أو بالحظ أو بالصدفة ،اهلل ىو الذي يحددىا لو ،وطالما أف اهلل يحددىا لو فقرعتو و ِح َبا ٌل
اء .وكاف البلوييف ال نصيب ليـ في األرض وكاف اهلل نصيبيـ ليشرح اهلل أف مف يكوف التقسيم وقَع ْت ِفي النعم ِ
ََ َ َ
اهلل نصيبو فقد فاز بالنعماء .وقد فيـ داود ىذا ولـ يفرح بممكو ولكنو فرح بأف الرب نصيبو (مزٖ .)ٕٙ2ٚىذه
ىي فرحة التمتع بالشركة مع اهلل .ومف يرفض أف يقبؿ كأس لذات العالـ مف يد الشيطاف يصير الرب كأسو
وقسمتو ويكوف ميراثو ثابت (ٔبطٔ .)ٗ2ومف يكوف نصيبو اهلل يكوف ميراثو السماء والمجد في األبدية ،ويضاؼ
ليذا بركات أرضية.
النعماء = مترجمة في السبعينية "ارض خصبة" وفي االنجميزية " مكاف مفرح" واهلل خمقنا ووضعنا في فردوس
النعيـ.
58
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
ادا".
سً ع تَ ِقي َ
َّك َي َرى فَ َ اوَي ِة .لَ ْن تَ َد َ
آية (ٓٔ) ٔٓ" -أل ََّن َك لَ ْن تَتُْر َك َن ْف ِسي ِفي ا ْل َي ِ
ىي نبوة واضحة عف قيامة المسيح ،إذ لـ يكف الموت قاد اًر أف يمسكو لؤلبد.
59
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)
لـ يتركنا بعد ذلؾ حتي ال نضؿ ويضيع منا الطريؽ ،فارسؿ لنا الروح القدس ،الذي سكف فينا في سر الميروف
(سر التثبيت) .والروح القدس يثبتنا في المسيح ،والمسيح ىو الطريؽ.
60
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
عودة لمجدول
المزمور السابع عشر
رنـ داود بيذه الصبلة الرائعة في فترة مف حياتو كاف فييا مضطيداً وىو برئ فكاف رم اًز لممسيح البرئ وقد أحاط
بو أعداؤه مف كؿ جانب .وحينما يتكمـ داود عف براءتو فالموضوع نسبي فيو برئ مف التيـ التي لفقيا لو أعداؤه،
أما في خطايا أخرى فيو بالتأكيد قد سقط .أما المسيح فيو برئ براءة مطمقة مف كؿ خطية.
مف ىذا المزمور يتعمـ كؿ منا كيؼ يصمي وىو في ضيقة أو وىو شاعر بظمـ اآلخريف لو فنخرج مف الصبلة
شاعريف بأننا في حماية اهلل فنطمئف ،بؿ نتحوؿ إلى صورة اهلل ،نتشبو بالمسيح ،ونتحوؿ إلى صورتو ،فنحتمؿ
في تسميـ والقمب ممموء سبلماً.
ان ا ْلمستَ ِقيم ِ ض ِائيَ .ع ْي َن َ آية (ٕ) ِ ٕ" -م ْن قُد ِ
ات". اك تَ ْنظُ َر ِ ُ ْ َ َّام َك َي ْخ ُر ُج قَ َ
ىو ال يريد أف الحكـ عميو يأتي مف ظالميف ،ويترؾ الحكـ النيائي هلل العادؿ.
وما .الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي". ِ ِ ت َق ْم ِبي .تَع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً .مح ِ
َّصتَني .الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً
َ ْ َ
ٖ
آية (ٖ) َ " -ج َّرْب َ
ِ ِ
وما = ربما قصد المرتؿ أف يقدـ قمبو أماـ اهلل ليكتشؼ اهلل نقاوتو وأنو ت َق ْم ِبي .تَ َع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً ..الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً
َج َّرْب َ
ال يحمؿ حقداً وال غشاً .والميؿ وقت اليدوء ،بعيداً عف االنشغاؿ بكبلـ الناس وعف االنشغاؿ بالعالـ ،ىناؾ يرى
ت تشير المتحاف الذىب بالنار فيتنقى .وىذا ما يسمح بو اهلل ألوالده فيو اهلل اشتياقاتو المقدسة لو .ولكف َج َّرْب َ
يجربيـ ببعض التجارب لتنكشؼ أماـ أعينيـ حقيقة ما يدور في قموبيـ فيندموف ويبدأوا طريؽ التوبة .والميؿ ىنا
يشير لوقت التجارب وحينما يتنقى اإلنساف ال يجد اهلل فيو ذموماً .وىذه فائدة التجارب .ونرى نتيجة التمحيص
أي التنقية = الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي .ىو يقتؿ كممات الشر فيتنقى قمبو بالتالي.
61
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
اس َم ْع َكبلَ ِمي". ِ آية (ٙ" - )ٙأََنا َدعوتُ َك ألَنَّ َك تَستَ ِج ِ
يب لي َيا اَهللُ .أَم ْل أُ ُذ َن ْي َك إِلَ َّيْ .
ْ ُ َْ
نرى ىنا ثقة المرنـ في استجابة اهلل .وىذا شرط لمصبلة المستجابة ..الثقة في اهلل.
مراحـ اهلل مميزة وخاصة لئلنساف المتكؿ عميو .ويسيؿ تمييز أعماؿ رحمة اهلل.
س = أي الذيف يدفعونني لمخطية وألف أبتعد عف اهلل .وكممة أعدائي بالنفس تترجـ أعدائي القتمة َع َد ِائي ِب َّ
الن ْف ِ أْ
فيناؾ قتؿ روحي.
يس ِو".
ام ِن ِفي ِعٍّر ِ
الش ْب ِل ا ْل َك ِ َس ِد ا ْلقَ ِرِم إِلَى االف ِْت َر ِ
اسَ ,و َك ٍّ األ َ
راجع (ٔبط٘.)ٛ2
س ْي ِف َك", ص َر ْع ُوَ .ن ٍّج َن ْف ِسي ِم َن ٍّ آية (ٖٔ) ٖٔ" -قُم يا رب .تَقَد ِ
ير ِب َ
الشٍّر ِ َّم ُو .ا ْ
ْ ْ َ َ
اهلل لو سيوؼ كثيرة يستخدميا ضد أعدائو وأعداء كنيستو ،تبدأ بسيؼ كممتو لعميـ يتوبوف وتنتيي بالسيؼ
الحقيقي أي نياية حياتيـ بالجسد عمى األرض لمف ال يتوب .وىنا المرنـ يمجأ إلى اهلل ليعينو إذ أدرؾ بطبلف كؿ
معونة بشرية.
62
ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)
ون يب ُي ْم ِفي َح َي ِات ِي ْمِ .ب َذ َخ ِائ ِر َك تَ ْمؤلُ ُبطُوَن ُي ْمَ .ي ْ
ش َب ُع َ ِ اس ِب َي ِد َك َيا َربِ ,م ْن أ ْ
َى ِل الد ْن َياَ .نص ُ الن ِآية (ٗٔ) ِ ٔٗ" -م َن َّ
طفَالِ ِي ْم".ضالَتَ ُي ْم ألَ ْ
ون فُ َ
أ َْوالَ ًدا َوَيتُْرُك َ
عداوة األشرار وعنفيـ ليس عف احتياج ،فاهلل لـ يحرميـ مف عطاياه األرضية "فيو يشرؽ بشمسو عمى األبرار
واألشرار" .وى ـ يعيشوف في ترؼ وبطونيـ ممموءة مف خيرات اهلل ويتركوف فضبلتيـ ألطفاليـ .وقد تعني يتركوف
فضبلتيـ ألطفاليـ أف شرورىـ تبقى ميراثاً ألطفاليـ "دمو عمينا وعمى أوالدنا".
ت ِب َ
ش َب ِي َك". ش َبعُ إِ َذا ْ
َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك .أَ ْ
٘ٔ
استَ ْيقَ ْظ ُ آية (٘ٔ) " -أ َّ
اإلنساف المتكؿ عمى اهلل ينجو مف بطش الشرير ،فاألشرار ينتيوف ،ولكف البار يستيقظ أي يقوـ بعد موتو ويعايف
وجو الرب (فئٖ + ٕٔ2يوٖ .)ٕ2بؿ كؿ مف يصمي بإيماف لف يحرـ مف التمتع برؤية اهلل ،إف كاف قمبو نقياً
خبرنا عف اآلب وبو ندخؿ َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك = وجو اآلب ىو اإلبف الذي َّ
كما جاء في أوؿ المزمور .أ َّ
لؤلحضاف األبوية .واألبرار أنقياء القمب يعاينوف اهلل .فكؿ مف يحيا بالبر يرى اإلبف الذي ىو وجو اآلب .ويرى
ش َبعُ إِ َذا
ىنا ليست الرؤية السطحية بؿ معناىا يراه بقمبو رؤية المعرفة ،وىذه المعرفة ىي التي تشبع = أَ ْ
ت ِب َ
ش َب ِي َك وىذه األخيرة ليا ترجمتيف باإلنجميزية. استَ ْيقَ ْظ ُ
ْ
)When I awake I shall be satisfied with beholding thy form. (Revised
63
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
عودة لمجدول
المزمور الثامن عشر
ىذا المزمور ىو مطابؽ تقريباً مع (ٕصـٕٕ) .ىي قصيدة انتصار ،فييا يسبح داود الرب عمى كؿ أعماؿ
مراحمو معو كؿ حياتو بعد أف استراح مف كؿ أعدائو .والفروؽ بيف ىذا المزمور وبيف (ٕصـٕٕ) ىي في بعض
كممات ليصير المزمور نشيداً يستخدـ في تسبيح الشعب هلل ويكوف مف ضمف تسابيح الييكؿ.
يمكف رؤية المزمور عمى أنو نبوة عف خبلص المسيح وىبلؾ إبميس (ورمزه شاوؿ وجنوده) فالمسيح أتي وحارب
وغمب ،وىو يقيـ ممكوتو خبلؿ عالـ متمرد بأسمحة الحب واإليماف ويحوؿ مؤمنيو إلى مموؾ روحييف (رؤٔ.)ٙ2
ونرى في المزمور مقاومة وىيجاف األعداء ثـ االستعانة باهلل ونزوؿ المسيح ليخمصنا ثـ صعوده .ونرى اهلل ينقذ
اإلنساف ويقبؿ األمـ.
حيف نسبح بكممات ىذا المزمور نسبح اهلل الذي خمصنا بصميبو ويعيننا في حروبنا الروحية في رحمة حياتنا
ويخمصنا مف كؿ ضيقة في ىذا العالـ ،ىو مزمور القوة والرجاء الذي ال يخزى ونسمع في عنواف المزمور أف
داود كمـ الرب بكبلـ ىذا النشيد .ففي يوـ خبلصنا وفرحنا ال نذىب سوى هلل نقدـ لو الشكر والتسبيح.
َحتَ ِمي .تُْر ِسي ص ْخ َرِتي ِب ِو أ ْ ِِ ُحب َك يا رب ,يا قَُّوِتيٕ .ا َّلرب ص ْخرِتي و ِح ِ
صني َو ُم ْنقذي .إِل ِيي َ َ َ َ ْ َ َ َ
اآليات (ٔٔ" - )ٙ-أ ِ
س ُيو ُل ا ْل َيبلَ ِك ِ ِ ِ يد ,فَأَتَ َخمَّص ِم ْن أ ِ ِٗ ب ا ْل َح ِم َ صي َو َم ْم َجِإي .أ َْد ُعو َّ
ٖ وقَر ُن َخبلَ ِ
َع َدائي .ا ْكتََنفَتْني ح َبا ُل ا ْل َم ْوتَ ,و ُ
ْ ُ الر َّ َ ْ
ضِ شب ْت ِبيِ .في ِ ِ اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي .أَ ْ
أَف َْز َعتْ ِنيِ .ح َبا ُل ا ْل َي ِ
بَ ,وِالَى إِل ِيي َ
ٙ ٘
ت,ص َر ْخ ُ الر َّ
ت َّ يقي َد َع ْو ُ ش َار ُك ا ْل َم ْوت ا ْنتَ َ َ
َّام ُو َد َخ َل أُ ُذ َن ْي ِو". فَس ِمع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو صوِتي ,و ِ
ص َراخي قُد ََ ُ َْ َ َ
ب اهلل ألنو قُ َّوِتو وأف اهلل ىو الذي يسنده .لذلؾ ىو في ضيقتو ال يمجأ سوى هلل. ِ
المرنـ يبدأ بأف يذكر بأنو يح ّ
ولذلؾ نبلحظ تغير صفة األفعاؿ المستخدمة بيف الماضي والحاضر ،فاهلل الذي خمَّص ىو الذي يخمص وسوؼ
يخمص "يسوع المسيح ىو ىو أمساً واليوـ والى األبد"ِ .ا ْكتََنفَتْ ِني ِح َبا ُل ا ْل َم ْو ِت = جميع مف ماتوا قبؿ مجيء
اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي .وبيذا نجد أف أعدائنا ىـ
المسيح ذىبوا لمجحيـ ،فالموت كاف نصيب كؿ بني آدـ= ِح َبا ُل ا ْل َي ِ
صي = فالقرف عبلمة القوة .والحظ أنو يقوؿ اهلل إبميس والموت والجحيـ .ولكف إلينا قوي وقد خمصنا = قَر ُن َخبلَ ِ
ْ
خبلصي ولـ يقؿ خمصني ،فاهلل خبلصو دائـ وفي كؿ وقت .وكاف نزوؿ المسيح وصمبو وقيامتو وصعوده ىو
س ِم َع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو = الييكؿ قد يكوف خيمة
خبلصنا مف الموت والشيطاف والخطية فنحف أعضاء جسده .فَ َ
االجتماع أو السماء نفسيا فالييكؿ األرضي رمز لمييكؿ السماوي .وقد يشير الييكؿ لتجسد المسيح (يوٕ.)ٕٔ2
وقد تأتي االستجابة مف ىيكؿ اهلل أي مف مسكنو داخؿ قمبي .فنحف ىياكؿ هلل والروح القدس يسكف فينا.
64
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
داود صرخ بسبب مشكمة البشر واف نيايتيـ ىي الموت .واهلل الذي يتضايؽ في كؿ ضيقتنا ،وبكي عمي قبر
لعازر تألـ بسبب االمنا .وبسبب االمنا كانت االمو في تجسده وصميبو .ويوـ الصميب كانت استجابة الرب
لصراخ داود ،وكؿ األبرار الذيف صرخوا مثمو فكاف الموت يحجز كؿ مف يموت قبؿ المسيح ،وبعد الصمب
تزلزلت األرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد بعض الموتي عبلمة عمى االنتصار النيائي وقيامة الموتى في
نياية األياـ .وكؿ مف دخؿ في شركة مع اهلل تتزلزؿ أرضو (جسده) ويقوـ مف موت الخطية .ونبلحظ فصراخ
داود كاف مف ظمـ أعدائو ،واألرض ترتج مف غضب اهلل عمى الظمـ الذي يقع عمى أوالده ،ولكف اهلل يغضب
أيضاً مف الخطية ومف إبميس ومف يتبعو ومف أفعاليـ .وكـ ىو مخيؼ الوقوع في يد اهلل الحي حينما يغضب.
ت ِر ْجمَ ْي ِو".
اب تَ ْح َ
ض َب ٌ
السماو ِ
ات َوَن َز َلَ ,و َ
ٜ
آية ( " - )ٜطَأْطَأَ َّ َ َ
ىذه عف التجسد ،فالمسيح تواضع .وطأطأ السموات ليمصقيا باألرض (أؼٕ )ٔٙ2وكاف نزولو مخفياً في تجسده
كالضباب .طَأْطَأَ = أحنى .فالمسيح اتي بالسماء عمي األرض .وكيؼ قارب بينيما؟ كاف ذلؾ بأف نزؿ المسيح
السماوي إلى األرض ،وىو ايضا بعد تجسده ظؿ بيننا والي انقضاء االياـ ( مت )ٕٓ 2 ٕٛبؿ حياتو صارت
فينا ،واينما يوجد المسيح ،فالمكاف الذي فيو يتحوؿ الي سماء .والضباب يشير ألنو أخفى بياء الىوتو .وقد
حدث شئ مف ىذا في ظيوره لموسى عمى الجبؿ ليخمص شعبو.
65
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
ضباب ا ْل ِمي ِ
اه َوظَبلَ َم ا ْل َغ َم ِام". ِ ِ
آية (ٔٔ) َ " -ج َع َل الظ ْم َم َة ستْ َرهَُ .ح ْولَ ُو مظَمَّتَ ُو َ َ َ َ
ٔٔ
ال نراه اآلف بالعياف ،فمقد حجبتو سحابة عف أعيف تبلميذه بعد صعوده لمسماءَ .ح ْولَ ُو ِمظَمَّتَ ُو = أي كنيستو تحيط
بو ،وكما كاف تابوت العيد وسط شعبو في خيمة االجتماع او في الييكؿ ىكذا فالمسيح االف في وسط كنيستو (
رؤ ٕ )ٔ 2يسكف فييا ولكنو غير مرئي بالنسبة لمعالـ .وكؿ مف يقترب مف المسيح يرتفع بأفكاره واشتياقاتو
لمسماء ويكوف ىذا غير مرئياً لمف ىـ في العالـ .ىذا الغموض يشير ألننا مازلنا نحيا في عربوف السماويات،
فيناؾ سنراه كما ىو (ٔيوٖ)ٕ2
يح أَ ْن ِف َك".
س َم ِة ِر ِ ِ ِ ِ
س ُكوَنة م ْن َز ْج ِر َك َيا َرب ,م ْن َن ْ
س ا ْل َم ْ
ُس ُ
شفَ ْت أ ُ
اق ا ْل ِمي ِ
اهَ ,وا ْن َك َ َع َم ُ َ ظ َي َر ْت أ ْ
٘ٔ
آية (٘ٔ) " -فَ َ
اه = ظيرت قوة الوالدة الثانية مف الماء والروح في المعمودية بعد حموؿ الروح عمى الكنيسة اق ا ْل ِمي ِ
َع َم ُ َ ظ َي َر ْت أ ْ
َ
يوـ الخمسيف .وتشير اآلية لما حدث مع موسى عند شؽ البحر فمقد ظيرت األرض اليابسة بعد أف إنشؽ
البحر .وىكذا في كؿ ضيقة ،اهلل قادر أف يشقيا كما فعؿ مع موسى فعبلً بشؽ البحر أو مع داود حيف شؽ
تجاربو وأنياىا .واكبر ضيقة تواجو البشر ىي الموت ،والبحار بمياىيا تشير لمموت ،فنحف غير قادرىف اف نحيا
وسط المياه ،فاهلل لكي ينقذ أوالده مستعد أف يشؽ المياه واألرض لتنكشؼ أساسات المسكونة ،ويشؽ بحر
الموت ليخرج حياة مف الموت .واذا فيمنا أف الكنيسة مبنية عمى أساس الك ارزة بواسطة الرسؿ ،فنفيـ أف
66
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
خبلصنا كاف بك ارزة الرسؿ وكانت كمماتيـ ىي األساسات التي بنيت عمييا الكنيسة .فيـ أعمنوا لنا أسس وأسرار
المسيح (اؼٕ ،)ٕٓ2ومف االسرار التي اعمنيا المسيح ثـ الرسؿ اف اهلل لـ يخمقنا لنموت بؿ لنحيا حياة ابدية .
اهلل كشؼ اف االساس الذي تأسست عميو المسكونة ىو عمؽ محبتو لمبشر الذيف مف اجميـ خمؽ المسكونة .
المياه كادت أف تبتمعو (أعداؤه ومؤامراتيـ) .ولكف اهلل جاء وانتشمو ىذا ما قالو يوناف وىو في بطف الحوت.
ومياه العالـ التي ينتشمنا منيا اهلل ىي ضبلالتو وأثامو وأفكاره .والعدو القوى ىو إبميس الذي (يوفٕ.) ٙ-ٖ2
َبمِي َِّتنا (.)ٔٛويوـ بميتنا ىو يوـ سقطنا بسبب خداع ابميس فمتنا . أصابنا ِفي َي ْوِم
ط َي َارِة ب ِبٍّريَ .ح َ اف ُئ ِني ََّخرج ِني إِلَى الر ْح ِبَ .خمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبيٕٓ .ي َك ِ ٜٔ
ب َ سَ سَ الرب َح َ ُ ُ َ اآليات ( " - )ٕٗ-ٜٔأ ْ َ َ
ض ُو لَ ْم أ ُْب ِع ْد َىااميَ ,وفَ َرِائ َ ام ِو أَم ِ
َ
َح َك ِ
يع أ ْ ص إِل ِييٕٕ .أل َّ ِ
َن َجم َ َع ِ بَ ,ولَ ْم أ ْ الر ٍّ
ق َّ ت طُُر َ ظُ ي َي ُرد لِي .أل ٍَّني َح ِف ْ
ٕٔ
َي َد َّ
ام َع ْي َن ْي ِو".
َ َم
َ أ ي
َّ د
َ ي
َ الرب لِي َك ِبٍّريَ ,و َكطَ َيارِ
ة َ َّ د رُ ي
َ ف
َ
ٕٗ
ي. امبلً مع ُو وأَتَحفَّظُ ِم ْن إِثْ ِ
م َ َ َ َ
ون َك ِ
ُ ك
ُ َ
أوَ
ٖٕ
َع ْن َن ْف ِسي.
اف ُئ ِنيَخمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي = قالوا ىذا عف المسيح ،ولـ ينزلو اهلل عف الصميب ليخمصنا فيو س َّر بنا وأحبنا .ي َك ِ
ُ ُ ُ َ
ب ِبٍّري = برنا الحقيقي ىو المسيح .ولكف عمينا نحف أف نسمؾ بحسب وصاياه فيكافئنا .ومف ناحية سَالرب َح َ َّ
داود خمصو اهلل فعبلً ونجاه ،ذلؾ ألف داود سمؾ بحسب وصايا اهلل .وبالنسبة لداود كاف كمالو وبره نسبياً ،أما
الكامؿ حقاً فيو المسيح وحده وفيو نوجد نحف كامميف إف ثبتنا فيو.
ون طَ ِ
اى ًرا, امبلًٕٙ .مع الطَّ ِ
اى ِر تَ ُك ُ ون َك ِ الرج ِل ا ْل َك ِ
ام ِل تَ ُك ُ الر ِح ِيم تَ ُك ُ ِ ٕ٘
ََ يماَ .معَ َّ ُ
ون َرح ً اآليات (َٕ٘ " - )ٕٙ-م َع َّ
ون ُم ْمتَ ِوًيا".
َع َو ِج تَ ُك ُ
َو َم َع األ ْ
الر ِح ِيم ينعـ برحمة اهلل ،أما القاسي فيترؾ لتصرفاتو ويحرـ نفسو مف لطؼ اهلل (مثاؿ لذلؾ ...فرعوف) .وعوبديا َّ
النبي لخص ىذه االية بقولو "ما فعمتو يفعؿ بؾ" ( عو ٘ٔ).
67
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
لو الَِّذي اإل ُ ص ْخ َرةٌ ِس َوى إِل ِي َنا؟ ٕٖ ِ ب؟ َو َم ْن ُى َو َ الر ٍّ
لو َغ ْي ُر َّين ِب ِو .أل ََّن ُو َم ْن ُى َو إِ ٌ
ٖٔ
يع ا ْل ُم ْحتَ ِم َس ُى َو لِ َج ِم ِ تُْر ٌ
يم ِني .الَِّذي ُي َعمٍّ ُم َي َد َّ ِ ِ ِ امبلًٖٖ .الَِّذي َي ْج َع ُل ِر ْجمَ َّي َك ِ ِ يقي َك ِ يم ْن ِطقُِني ِبا ْلقُ َّوِة ويص ٍّير طَ ِر ِ
ٖٗ
ي اإليَّلَ ,و َعمَى ُم ْرتَف َعاتي ُيق ُ َُ َ ُ َُ
ض ُد ِنيَ ,ولُ ْطفُ َك ُي َعظٍّ ُم ِني. ص َك َوَي ِمي ُن َك تَ ْع ُاس .وتَ ْجع ُل لِي تُرس َخبلَ ِ
ْ َ َ َ
ٖ٘
س ِم ْن ُن َح ٍ اع َّي قَ ْو ٌ
ِ
ال ,فَتُ ْح َنى ِبذ َر َ ا ْل ِقتَ َ
ِ سع ُخطُو ِاتي تَ ْح ِتيَ ,فمَم تَتَ َق ْم َق ْل ع ِقبايٖٚ .أَتْبع أ ْ ِ
َع َدائي فَأ ُْد ِرُك ُي ْمَ ,والَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم .أ ْ
ٖٛ ٖٙ
َس َحقُ ُي ْم فَبلَ َُ َ َ َ ْ َ تَُو ٍّ ُ
يني ين عمَ َّيٗٓ .وتُع ِط ِ ِِ ِ ت ِر ْجمَ َّيٖٜ .تُم ْن ِطقُِني ِبقُ َّوٍة لِ ْم ِقتَ ِ يستَ ِطيع َ ِ
َ ْ ص َرعُ تَ ْحتي ا ْلقَائم َ َ ال .تَ ْ َ ون تَ ْح َ سقُطُ َ امَ .ي ْ ون ا ْلق َي َ َْ ُ
ض َّي أُف ِْني ِي ْم".َع َد ِائي ,وم ْب ِغ ِ
َُ أَق ِْف َي َة أ ْ
المؤمف ضعيؼ بذاتو ،ولكف بقوة اهلل ومعونتو يقدر أف يثب عمى أي أسوار يضعيا إبميس في طريقو إلى أورشميـ
السماوية ،ىو يرفعنا فنتخطى ىذه األسوارٕ( .كوٓٔ .)٘-ٖ2وحينما يذكر المرنـ القوة التي يعطييا اهلل ألوالده
يحوؿ العاجز غير القادر عمى الحرب إلى إِي ِ
َّل= سريع الحركة ييرب مف يسبحو" مف ىو إلو غير الرب .فاهلل ِّ
َّل يستخدـ قدميو في دوس الحيات المعادية.اإلي ِ
أعدائو في الوقت المناسب ومقاتؿ مدىش في أوقات أخرى ،فَ ِ
واليداف المرتعشتاف يعمميا اهلل القتاؿ .ىذه ىي األيادي التي ترتفع في الصبلة .وفي حرب المؤمف ضد إبميس
سعُ ُخطُ َو ِاتي وىو ال يحارب وينتصر ضد خطية واحدة ،بؿ يريد أف ييزـ كؿ الخطايا = يعطيو اهلل شجاعة= تَُو ٍّ
س ِم ْن ِ ِ
الَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم وىذا لـ يتحقؽ بداود بؿ في المسيح .ونبلحظ قوة األسمحة = تُ ْح َنى ِبذ َر َ
اع َّي قَ ْو ٌ
اس= والمعنى المباشر أنو يستطيع أف يحني ذراعو ليحمؿ قوس نحاس في الحرب .واهلل أعطانا أسمحة ُن َح ٍ
روحية في أيدينا قوية جداً (أؼ .)ٔٛ-ٔٔ2ٙالحظ ىنا اف داود يفتخر بالرب " مف افتخر فميفتخر بالرب "(اكو
ٔ ) ٖٔ 2فاهلل ىو الذي اعطاه ىذه القوة ،مثبل اف يحني بيديو قوس مف نحاس او يكوف سريع الحركة كاأليؿ
.وعمينا نحف اف نفتخر بالرب الذي اعطانا اي موىبة ،الاف ندخؿ في كبرياء بسببيا ،عالميف اف كؿ ما عندنا
مف مواىب ىو وزنات سنحاسب عمييا اف لـ نأتي منيا بثمار تفرح وتمجد اهلل ،وتكوف وسيمة لبنياف جسده .
ستَ ِج ُ ص .إِلَى َّ
ون َوالَ ُم َخمٍّ َ
ٔٗ
يب لَ ُي ْم". ب فَبلَ َي ْ
الر ٍّ ص ُر ُخ َ
آية (ٔٗ) َ " -ي ْ
وىؿ يستجيب اهلل لصراخ أعداء شعبو؟! وىذه اآلية اتخذت نبوة عف رفض الييود بعد صمبيـ لممسيح واضطياد
كنيستو ورفضيـ لممسيح حتى اآلف.
َس َوا ِ
ق أَ ْط َر ُح ُي ْم". يحِ .م ْث َل ِط ِ
ين األ ْ الر ِ
َّام ٍّ َس َحقُ ُي ْم َكا ْل ُغ َب ِ
ار قُد َ
ٕٗ
آية (ٕٗ) " -فَأ ْ
كؿ مف يقؼ في وجو المسيح وكنيستو يتحوؿ ليباء تذريو الريح (دا ٕٕ + ٖ٘2تسٕ.)ٛ2
68
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)
صوِن ِي ْم = يخرجوف مف حصونيـ في خوؼ .وىذه تشير اء ي ْبمَو َن = أي يذبموف ويتبلشوف .وي ْزحفُ َ ِ
ِ
ون م ْن ُح ُ ََ َ ا ْل ُغ َرَب َ ْ
لمييود الذيف طردوا مف ببلدىـ التي ظنوىا حصناً منيعاً ليـ .وسماىـ المرنـ ىنا الغرباء إذ أصبحوا برفضيـ
المسيح غرباء عف رعوية اهلل .وجاءت اآلية في الترجمة السبعينية "تعرجوا في سبميـ" واألعرج يسير عمى قدـ
واحدة ،وىـ قبموا العيد القديـ فقط.
69
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
عودة لمجدول
المزمور التاسع عشر
بدأ داود ىذا المزمور بالتأمؿ في عظمة اهلل التي ظيرت في خميقتو ،الشمس والنجوـ والفمؾ وخميقة اهلل تظير
عظمة اهلل كخالؽ ،فييا نرى يد اهلل (رؤ .)ٕٓ2ثـ رأي داود الشمس تنير العالـ كمو وح اررتيا تصؿ لكؿ شئ،
فامتد بصره إلى ناموس الرب فوجد الخصائص متشابية ،فناموس الرب عجيب وىو كامؿ وينير لنا الطريؽ
ويشيد هلل وقادر أف ينشر المعرفة والدؼء في قموب البشر مف أقصى السموات إلى أقصائيا ،وبعد أف وصؿ
داود إلى ىذا الحد نظر إلى نفسو ليقارف ما قالو مع حياتو .فوجد أف ناموس الرب بالنسبة لو كنور شديد يكشؼ
في ثنايا قمبو عف الخطايا المستترة التي ربما ال يراىا اإلنساف العادي الذي لـ يتمتع بإشراؽ نور الشمس داخؿ
نفسو ،فصمى ليب أر منيا .إال أف ىذا المزمور أيضاً يفيـ بطريقة نبوية عف المسيح شمس البر ورسمو الذيف نشروا
اإليماف في كؿ العالـ = ،في كؿ األرض خرج منطقيـ (وىكذا فيميا بولس الرسوؿ (روٓٔ.))ٔٛ2
اهللَ ,وا ْل َفمَ ُك ُي ْخ ِب ُر ِب َع َم ِل َي َد ْي ِوَ ٕ .ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ُي ِذيعُ َكبلَ ًماَ ,ولَ ْي ٌل إِ َلى
ٍّث ِبم ْج ِد ِ
ات تُ َحد ُ َ لس َم َاو ُ
ٔ
اآليات (ٔ " - )ٙ-اَ َّ
س ُكوَن ِة
ْصى ا ْل َم ْ
ِ
ض َخ َر َج َم ْنطقُ ُي ْمَ ,وِالَى أَق َ ص ْوتُ ُي ْمِ ٗ .في ُك ٍّل األ َْر ِ س َمعُ َ
ٖ ِ ِ
لَ ْيل ُي ْبدي ع ْم ًما .الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم .الَ ُي ْ
ق ِفي مس َبا َِّار لِ ٍّ
ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِوَ .ي ْبتَ ِي ُج ِم ْث َل ا ْل َجب ِوس ا ْل َخ ِ يياَ ٘ ,و ِىي ِم ْث ُل ا ْل َع ُر ِ
َ
ِ
س َك ًنا ف َ س َم ْ مش ْم َِكمِ َماتُ ُي ْمَ .ج َع َل لِ َّ
ش ْي َء َي ْختَ ِفي ِم ْن َحٍّرَىا". يياَ ,والَ َ ِ
وج َياَ ,و َم َد ُارَىا إِلَى أَقَاص َ
قِ ٙ .م ْن أَقْصى َّ ِ
الس َم َاوات ُخ ُر ُ َ الطَّ ِري ِ
خميقة اهلل ىي إعبلف عف قدرة اهلل ومجده ،وداود يسبح اهلل ىنا عمى قدرتو والخميقة كتاب نق أر فيو عف قدرة
الخالؽ والىوتو ،كما أف الناموس كتاب يعرفنا إرادة اهلل .ىناؾ كممة لمبابا أثناسيوس الرسولي "أف الفناف نعرفو
ص ْوتُ ُي ْم = فالنجوـ ال تتكمـ لتشيد أو تكرز باسـ
س َمعُ َ
مف خبلؿ لوحاتو حتى وأف لـ نراه الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم الَ ُي ْ
اهلل ،ولكف التطمع إلييا يصدر صوتاً أعمى مف صوت البوؽ (فـ الذىب) .وقديسي اهلل ليـ نفس الخاصية
فالتطم ع فييـ يكفي ألف نرى يد اهلل التي عممت فييـ ،أجاب أحد تبلميذ األنبا أنطونيوس عميو حيف سألو لماذا ال
تسألني فأجيبؾ وقاؿ لو "يكفيني أف أتطمع إلى وجيؾ يا أبي" .والطبيعة فييا شيادة لكؿ إنساف لذلؾ ىذه اآليات
اهلل ،فيو الخالؽ القدير .أما الناموس حيث يعمف اهلل ذاتو لشعبو ٍّث ِبم ْج ِد ِ
ات تُ َحد ُ َ
لس َم َاو ُ
استخدمت اسـ اهلل= اَ َّ
الخاص ومف خبلؿ الخبرات اليومية (اآليات )ٔٗ-ٚىذه اآليات تستخدـ اسـ الرب ييوه (الخاص بشعب اهلل
فقط) .وجماؿ السموات وخمقتيا تدفعنا لمتأمؿ أف جماؿ خالقيا ىو أروع بما ال يقاسَ .ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ( ُي ِذيعُ) َكبلَ ًما
َولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل ( ُي ْب ِدي) ِع ْم ًما = توالي الميؿ والنيار أيضاً يكشفاف التناسؽ والنظاـ الدقيؽ الذي يتبعانو ،بؿ ال يعبر
ييا = أي في السموات .والشمس في ِ يوـ إال ونرى إعبلف جديد عف عظمة اهلل في خمقتوَ .ج َع َل لِ َّ
مش ْم ِ
س َك ًنا ف َ
س َم ْ
العبرية واآلرامية مذكر لذلؾ تشبو بالعريس (والمسيح دعي شمس البر مبلٗ .)ٕ2وتبدو أنيا تشير ِم ْث َل
70
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
ق الذي يسرع في طريقو (سبعينية) أي ىي تشؽ السماء في حركتيا مف الشروؽ ق ِفي الطَّ ِري ِ َّار لِ ٍّ
مس َبا ِ ممكْ َجب ِ
ار ِج ِم ْن
لمغروب بسرعة لتؤدي عمميا الذي حدده ليا الرب فتنير لمبشر وتوزع ح اررتيا عمييا وتعطي حياة .ا ْل َخ ِ
خدره = (حجمتو) .جعؿ في الشمس مظمتو (سبعينية) التصوير ىنا أف الشمس كممؾ يضرب خيمتو (السماء ىي
خيمة الشمس لفترة ظيورىا) وسرعاف ما يخمع ىذه الخيمة ويرسؿ إلى موضع آخر بعد أف بعث الدؼء وحددت
النيار والميؿ والصيؼ والشتاء ..الخ .أي عممت عمميا بدقة شديدة .وكؿ ىذا يتـ ببل قوؿ وال كبلـَ .و ِى َي ِم ْث ُل
ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو = ىو يمثؿ الشمس بعريس كاف نائماً في خدره في الميؿ ،وحينما إستيقظ ظير= ا ْل َع ُر ِ
وس ا ْل َخ ِ
ظيرت الشمس صباحاً .وبدأ العريس يشؽ السماء ويعمؿ عممو ثـ يعود لخدره في المساء.
ومن الناحية النبوية = فالشمس ىي المسيح العريس الذي أتى وحؿ في جسد (خيمة) أشرؽ فييا وأشرؽ عمى
العالـ لفترة وجوده بالجسد عمى األرض ،ليتخذ لو عروساً بعممو الفدائي ويعطي حياة ودؼء ونور لمعالـ ،المسيح
الذي جعؿ مف جسده مظمتو (مقدسو) وخيـ بيننا (حؿ بيننا) (يؤ .)ٔٗ2وصارت الكنيسة ىي السموات الحقيقية
يسكنيا المخمص السماوي ،فيي تشترؾ في التسابيح مع السمائييف وليا حياة سمائية .وكؿ مف سكف المسيح فيو
سماء تحدث بمجد اهلل وَي ْوٌم إِلَى َي ْوٍمَ ..ولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل أي دائماً يظير اهلل ينابيع محبتو تجاه كنيستو
ً صار
ويعطييا عمماً ومعرفة فينطقوف شيادة هلل سواء بكمماتيـ أو بحياتيـ التي قدسيا اهلل وحوليـ أنوا اًر لمعالـ.
واليوـ يشير لمنيار حيث العمؿ والخدمة ،والميؿ يشير لممساء حيث التأمؿ واهلل يظير لنا ذاتو خبلليما ،نراه
يعمؿ معنا ونراه يظير نفسو لنا في تأمبلتنا .ليس أقَواْ َل َوالَ َكبلَ َم = فالكنيسة تشيد هلل بحياتيا أكثر مف كمماتيا.
والرسؿ بمغ منطقيـ وك ارزتيـ إلى كؿ العالـ وآمف العالـ بالمسيح .وظير نور المسيح لمعالـ كمو وتمتع العالـ
بحب اهلل مف أقصى األرض ألقصاىا .وألف المسيح خطبنا عروساً لو قيؿ في المزمور عف الشمس كعريس
خارج من خدره .ومسيحنا ىو الشمس التي ترسؿ ح اررتيا فتذيب الثموج التي صنعتيا خطايانا ويرسؿ نوره يبدد
الظممة .والحظ قولو َي ْبتَ ِي ُج = فالمسيح ابتيج بعروسو ،وباتحادنا بعريسنا نحمؿ روح البيجة والحظ قولو أيضاً
س َجبَّار= فيو قوي وكنيستو كجيش مرىب بألوية (نش.)ٗ2ٙ أف ىذا ا ا ْل َع ُري ِ
71
ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)
نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أف يشرؽ فينا فنكوف لو رسبلً ننشر منطقو
في كؿ مكاف نذىب إليو .ونكوف كواكب منيرة كما كاف الرسؿ.
72
ضفر المسامير ( المسمور العشرون)
عودة لمجدول
المزمور العشرون
المزمور العشرون (التاسع عشر في األجبية)
نظـ داود ىذا المزمور عند حربو مع بني عموف وأراـ الذيف جاءوا بعدد عظيـ مف الخيؿ والمركبات لمحاربتو
(ٕصـٔ + ٙ2ٔٓ،ٛأي .)ٚ2ٜٔولقد نصر اهلل داود ،ودائماً ينصر اهلل عبيده األمناء فيذا حدث مع حزقيا عند
حصار أشور ألورشميـ .فمف يتكؿ عمى اهلل ال يكوف لفرساف األعداء وقوتيـ أي قدرة عمى إلحاؽ األذى بو.
ويرى عدد مف آباء الييود أف ىذا المزمور خاص بالمسيا .وىكذا رأى عدد مف أباء الكنيسة (أثناسيوس
وأغسطينوس) أنو نبوة عف آالـ المسيح وانتصاره وانتصار الكنيسة فيو.
بؿ كؿ مؤمف يرتؿ ىذا المزمور عمى أنو الممؾ الذي سينصره اهلل "جعمنا مموكاً وكينة" (رؤٔ )ٙ2فمف
يختار المسيح يختار الطريؽ الضيؽ ،طريؽ الشدة ولكف اهلل ينصره ويستجيب لو.
ِ الضي ِ ِ
الرب ِفي َي ْوِم ٍّ
ستَ ِج ْب لَ َك َّ ِٔ
اس ُم إِلو َي ْعقُ َ
وب". ق .ل َي ْرفَ ْع َك ْ آية (ٔ) " -ل َي ْ
اهلل استجاب لداود في يوـ شدتو ،وىكذا يستجيب لكؿ مف يصرخ إليو .ولنفيـ أف حياتنا عمى األرض ىي حرب
متصمة ،أعدائنا محيطيف بنا (الشياطيف) ولكف اهلل معنا .وَي ْوِم ٍّ
الضي ِ
ق بالنسبة لنا ىو حياتنا في ىذا العالـ ،في
ق بالنسبة لممسيح كاف يوـ الصميب .ونحف في حياتنا اآلف نشترؾ مع المسيح كؿ تجربة وكؿ شدة .وَي ْوِم ٍّ
الضي ِ
في صميبو .وذكره ليعقوب فيو أبو الشعب كمو والذي صارع مع اهلل .واهلل استجاب ليعقوب يوـ شدتو .وبذلؾ
نذكر أىمية الجياد مع اهلل.
ص ْي َي ْو َن لِ َي ْع ُ
ض ْد َك". آية (ٕ) ٕ" -لِير ِس ْل لَ َك عوًنا ِم ْن قُ ْد ِس ِو ,و ِم ْن ِ
َ َْ ُْ
ِم ْن قُ ْد ِس ِو = تابوت العيد أو الخيمة في العيد القديـ .واآلف فالمسيح جالس عف يميف اآلب ليعيف كنيستو ،بؿ
ىو ساكف فينا ونحف ىيكمو يستجيب كؿ مف يدعوه .وىو ساكف في كنيستو = ِ
ص ْي َي ْو َن = وىنا نرى أىمية صبلة
الكنيسة عف الفرد ،الكنيسة صبلتيا فعالة (أعٕٔ.)٘2
73
ضفر المسامير ( المسمور العشرون)
وكؿ ما يقدمو يبارؾ اهلل فيو ويقبمو .فإف صمَّى يبارؾ اهلل في صبلتو ويعممو كيؼ تكوف صبلتو مقبولة ثـ يقبؿ
ما سيقدمو وتكوف صبلتو محرقة ذات رائحة لذيذة .ويعطيو اهلل قمباً نقياً يطمب طمبات نقية ثـ يستجيب اهلل
ويعطيو حسب قمبو النقي.
س ْؤلِ َك". اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا .لِ ُي َك ٍّم ِل َّ
الرب ُك َّل ُ
ِ
آية (٘) َ " -نتََرَّن ُم ِب َخبلَص َكَ ,وِب ْ
٘
ىنا اعتراؼ بخبلص اهلل ألنو خمَّص مسيحو داود وأقاـ المسيح ليقيمنا ويستجيب دائماً لطمباتنا .فمف يسير وراء
المسيح دائماً يسبحو إذ يرى أعماؿ خبلصو ،حقاً الطريؽ ضيؽ لكنو مفرح لذلؾ فعبيد اهلل يسبحونو عمى كؿ
الفرح الذي يعطيو ليـ .ومف يثبت نظره عمى اهلل لف ينشغؿ بعطاياه بؿ ينشغؿ بو ىو فيسبحو ويعترؼ بعممو
اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا (ننمو سبعينية) .الرايات ىي رايات النصرة بالمسيح الغالب .وألف القيامة يتبعيا
العجيبِ .ب ْ
نمو مستمر ،فالمسيحي في طريؽ خبلصو يمارس التوبة وينمو كؿ يوـ ،نموا في محبة اهلل ومحبة اآلخريف
والقداسة والصبلة ..كؿ ىذا باسـ اهلل .ورفع الراية ىو عبلمة النصرة عمي عدو الخير .
ين ِو".
ص ي ِم ِ ِ ِ ِِ
س َماء قُ ْدسوِ ,ب َج َب ُروت َخبلَ ِ َ
يح ِو ,يستَ ِج ِ
يب ُو م ْن َ
َْ ُ
ب م َخمٍّص م ِس ِ
الر َّ ُ ُ َ َن َّ
ْت أ َّ
آلن َع َرف ُ
ٙ
آية ( " - )ٙاَ َ
خبلص المسيح كاف بقيامتو وخبلصنا ىو بقيامتو وتوبتنا المستمرة لنثبت فيو.
ب إِل ِي َنا َن ْذ ُك ُرُ .ى ْم َجثَْوا َو َ ىؤالَ ِء ِبا ْل َخ ْي ِل ,أ َّ ىؤالَ ِء ِبا ْلمرَكب ِ
ٛ ٚ
َما
سقَطُوا ,أ َّ الر ٍّ
اس َم َّ َما َن ْح ُن فَ ْ ات َو ُ َْ َ اآليات (ُ " - )ٜ-ٚ
ستَ ِج ْب لَ َنا ا ْل َمِم ُك ِفي َي ْوِم ُد َع ِائ َنا!" ِ
ص! ل َي ْص ْب َناَ .يا َرب َخمٍّ ْ
ٜ
َن ْح ُن فَقُ ْم َنا َوا ْنتَ َ
سبلح األعداء قوي ولكف اهلل ىو سبلحنا بو نغمب وال نسقط أبداً .وىنا نرى خبلص الكنيسة كميا ونصرتيا في
مسيحيا المنتصر.
وىذا المزمور نصميو في الساعة الثالثة فالمسيح كاف في ضيقتو قد تخمى عنو الجميع ولكنو انتصر.
74
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والعشرون
ىذا المزمور تسبحة لداود عمى الخبلص الذي أعطاه لو اهلل ،وأنو جعمو ممكاً عمى أعدائو.
ىو نبوة عف المسيح ممؾ المموؾ .وبعض اآليات في ىذا المزمور ال تنطبؽ سوى عميو مثؿ آية (ٗ) فداود لـ
يحيا إلى الدىر والى األبد .بؿ المسيح ممؾ بعد صعوده لؤلبد.
كؿ مف يممؾ الرب عمى قمبو فيممؾ عمى أىوائو ويضبط جسده بمعونة اهلل يرنـ بيذا المزمور .فقد صار
المؤمنيف مموكاً محاربيف منتصريف يتمقوف المعونة مف ممؾ المموؾ.
ف الَ َي ْبتَ ِي ُج ِجدًّا!" آية (ٔ) ٔ" -يا ربِ ,بقَُّوِت َك ي ْفرح ا ْلمِم ُك ,وِب َخبلَ ِ
ص َك َك ْي َ َ َ َُ َ َ َ
داود لـ يفرح بعرشو بؿ بقوة اهلل .والمسيح الممؾ يفرح بخبلص شعبو وأف اآلب استجاب لشفاعتو الكفارية بعد
قيامتو .ونحف نفرح بقوة اهلل التي تجعمنا غالبيف (ٕكوٕ.)ٔٗ2
اجا ِم ْن إِ ْب ِر ٍ
يز". ِِ
ت َعمَى َأرْسو تَ ً
ض ْع َ آية (ٖ) ٖ" -أل ََّن َك تَتَقَدَّم ُو ِببرَك ِ
ات َخ ْي ٍرَ .و َ ُ ََ
اهلل يعطي أكثر مما نطمب .واهلل أعطى داود الراعي الصغير ممكاً عمى كؿ إسرائيؿ .وعمينا أف نطمب ممكوت
اهلل وبره والباقي يعطي لنا ويزاد (مت .)ٖٖ2ٙواهلل وضع عمى رأس داود إكميؿ الممؾ .ولكف المسيح و ِ
ض َع عمى ُ
رأسو إكميؿ شوؾ مرئي لمناس ليفوز بإكميؿ إبريز أي إكميؿ سماوي (الذىب يرمز لمسماويات) بعد صعوده
وجموسو عف يميف اآلب .وكؿ مؤمف مجاىد يحصؿ عمى إكميؿ بر (ٕتيٗ .)ٚ2وىناؾ إكميؿ االستشياد واكميؿ
الرسولية والبركات التي حصؿ عمييا داود كثيرة .والتي يحصؿ عمييا المؤمف ال تعد خبلؿ حياتو.
75
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)
بَ ,وِب ِن ْع َم ِة ا ْل َعمِ ٍّي الَ َيتََز ْع َزعُ". َن ا ْل َممِ َك َيتََو َّك ُل َعمَى َّ
الر ٍّ آية (ٚ" - )ٚأل َّ
اإلنساف الذي يتوكؿ عمى اهلل يضبط شيواتو ويممؾ عمييا ،وىذا سيعظـ مجده جداً بخبلص الرب ،وبعد جياده
سيضع عميو الرب إكميؿ مجد وجبلؿ (متٖٔ .)ٖٗ2بؿ يصير جياد اإلنساف بركة لمف حولو (كما كاف يوسؼ
العفيؼ) .الميـ أف ننسب نصرتنا هلل ال ألنفسنا.
ض َوُذٍّريَّتَ ُي ْم ِم ْن َب ْي ِن َب ِني َ
آد َمٔٔ .أل ََّن ُي ْم يد ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ الن ُار .تُِب ُ س َخ ِط ِو َي ْبتَمِ ُع ُيم َوتَأْ ُكمُ ُيم َّ ور َك .ا َّلرب ِب َ ض ِ
ٓٔ
ُ ْ ُح ُ
السيام عمَى أَوتَ ِ ِ وىا .أل ََّن َك تَ ْج َعمُ ُي ْم َيتََولَّ ْو َن .تُفَ ٍّو ُ يد ٍة .لَم ي ِ ِ
ش ًّرا .تَفَ َّك ُروا ِب َمك َ ْ َ ْ
ٕٔ
اء
ار َك ت ْمقَ َ ْ ق ٍّ َ َ َ يع َ ستَط ُ ص ُبوا َعمَ ْي َك َ َن َ
ُو ُجو ِى ِي ْمْ ٖٔ .ارتَ ِف ْع َيا َرب ِبقَُّوِت َكُ .ن َرٍّن ْم َوُن َن ٍّغ ْم ِب َج َب ُروِت َك".
ىنا نرى عقوبة اهلل لؤلشرار عند مجيئو الثاني .فبالصميب مزؽ الرب صؾ خطايانا وشيَّر بعدو الخير .وعند
ور َك = يوـ الدينونة .تُِب ُ
يد ض ِ ان ُح ُ مجيئو الثاني سيمقيو ومف تبعو في البحيرة المتقدة بالنار (رؤِ .)ٕٓ2ٜٔفي َزَم ِ
ض = الثمر ىو أوالدىـ وأعماليـ الشريرة المظممة .والمسيح ىو الذي سيديف .ويد الرب رمز ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ
لبلبف قوة اهلل ،الذي سيديف وبقوة = َي ِمي ُن َك = تشير لقوة اهلل .وسيكوف ىبلكيـ تاماً وخرابيـ تاماً ،وىذا معنى
كممة تُِبيد ،فبل يعود ليـ سمطاف أو غواية أو قدرة عمى ظمـ أوالد اهلل .وفي (ٔٔ) ىذه ىي أعماؿ إبميس وأتباعو
ام = أي يضع السيـ عمى القوس ويشد وتره ضد أعدائو الس َي َ
ق ٍّضد المسيح وكنيستو لذلؾ يعاقبيـ .تُفٍَّو ُ
ليعاقبيـ .وينيي المزمور بصبلة ليخمص بقوة حينئذ سيكوف تسبيحنا أبدياً عمى أعمالو.
76
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والعشرون
ىذا المزمور مف أشير المزامير التي تكممت بوضوح عف آالـ وصمب السيد المسيح .والسيد استخدـ افتتاحية
المزمور وىو عمى الصميب ليشير أنو ىو المقصود بكممات المزمور .وكاف الييود يستعمموف أوؿ عبارة في
المزمور كاسـ لممزمور ،وىذا ما نفعمو اآلف .لذلؾ فحيف قاؿ السيد عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" تذكر
الواقفوف حوؿ الصميب كؿ كممات المزمور ف أروا أماميـ صورة ناطقة حية وتحقيقاً لنبوات المزمور .والعيد الجديد
اقتبس مف ىذا المزمور ٖٔ مرة منيا ٜمرات في قصة اآلالـ وحدىا .وقد اتخذ منو تبلميذ المسيح مادة لمك ارزة
بصمب المسيح وموتو وقيامتو.
المزمور يحدثنا عف آالـ المسيح ثـ قيامتو ثـ الك ارزة باإلنجيؿ وايماف األمـ .فالروح القدس الذي عمؿ في األنبياء
ىو الذي شيد عمى لساف داود بكؿ عمؿ المسيح (ٔبطٔٔ )ٔٓ2ٔ،فواضح أف داود ىنا ال يتكمـ عف نفسو .واف
إنطبقت بعض الصور عمى داود فيو كاف أبو المسيح بالجسد ،وكاف رم اًز لممسيح .ولكف في كثير مف اآليات
نجد أنيا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح فقط .وداود نطؽ بيذا ألف الروح حممو بعيداً عف آالمو ىو ،فنطؽ بآالـ
المسيح .ىو بدأ يشكو مف أالمو ولكننا نجد الروح ينطؽ عمى لسانو بآالـ المسيح.
عنواف المزمور عمى أيمة الصبح = في تفسير ىذا وضعت عدة احتماالت2
أف نغمة المزمور عمى نفس نغمة لحف مشيور بيذا االسـ. .1
المسيح كاف في آالمو يتألـ كأيؿ جريح برئ حتى يأتي عميو وقت الصبح بالفرج ،ونبلحظ أف قيامة .2
المسيح كانت في الصبح( .نش.)ٔٗ2ٛ
التقميد الييودي يقوؿ أف ىذا المفظ يعني الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظير وسط شعب .3
اهلل.
يدا ع ْن َخبلَ ِ
صيَ ,ع ْن َكبلَِم َزِف ِ ِ ِ ِ
آية (ٔ) " -إِل ِيي ,إِل ِيي ,ل َما َذا تََرْكتَنيَ ,بع ً َ
ٔ
يري؟"
ب ربنا كممثؿ لمبشرية ،كأنو متروؾ مف اآلب إلى حيف ،فيو صار لعنة ألجمنا ِ
ىنا نرى تكمفة فدائنا ،فمقد ُحس َ
(غؿٖٕ + ٖٔ2كو٘ .)ٕٔ2فيو في خضوع ترؾ نفسو تحت غضب اآلب .حيف نسمع " إِل ِيي إِل ِيي لِ َما َذا
تََرْكتَِني " نفيـ أف ا لمسيح يسأؿ ىذا السؤاؿ لماذا تركتني أييا اآلب ليذه اآلالـ ..لنجيب نحف " ألجؿ خطايانا..
ولمحبتو لنا كاف ىذا" واذا فيمنا أف المسيح ىو رأس جسد الكنيسة نفيـ أف اهلل ترؾ العالـ آلالمو بسبب الخطية.
فيو القدوس (آيةٖ) وكأف سبب ترؾ اإلنساف في األلـ وسبب أالـ المسيح ىو قداسة اهلل التي ال تقبؿ الخطية،
ويجب أف يسدد بالكامؿ ثمف الخطية .لذلؾ حمؿ ىو خطايانا .وقولو إليي إليي يشير أنو يتكمـ نيابة عف
البشرية التي يعاقب بسببيا .وىذا القوؿ يمكف أف يصرخ بو داود أو أي إنساف متألـ حيف يشعر بأف اهلل قد تخمى
77
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
ْس قَ ِائمِ َ
ين «ٛاتَّ َك َل َعمَى الشفَاهََ ,وُي ْن ِغ ُ ون ِبيَ .ي ْف َغ ُر َ
ون ٍّ ستَ ْي ِزُئ َ ِ اآليات (ُ " - )ٛ-ٚكل الَِّذ َ
ٚ
الر َ
ون َّأ
ض َ ين َي َر ْوَنني َي ْ
س َّر ِب ِو»". ِ ِ ِ
ب َف ْم ُي َن ٍّجو ,ل ُي ْنقذْهُ ألَنَّ ُو ُ
الر ٍّ
َّ
ىذا ما حدث فعبلً مع المسيح عمى الصميب (مت + ٖٗ-ٖٜ2ٕٚمر٘ٔ.)ٖٕ-ٕٜ2
78
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
إشارة ألنو ُولِ َد بغير زرع بشر .فالروح القدس ىو الذي جذبو مف بطف العذراء أما بقية البشر فيجذبيـ البشر مف
بطوف أمياتيـ .وكذلؾ فالمسيح اجتذب مف بطف أمة الييود ىذه البطف المظممة التي عاشت في شرىا وكبريائيا.
ُمي = المسيح صار مثمنا تماماً ،إنساناً يرضع لبف أمو العذراء .واآلية تشير ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ
َج َع ْمتَِني ُم ْ
لممعمودية فالروح القدس يجتذبنا مف الماء (رحـ الكنيسة) ونستريح عمى ثدي أمنا (تعاليـ الكنيسة).
سَس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ ان ا ْكتََنفَتْ ِني .فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ
اى ُي ْم َكأ َ
ٖٔ
ش َ اء َبا َ يرةٌ .أَق ِ
ْوَي ُ
اآليات (ٕٕٔٔ" - )ٔٛ-أَحاطَ ْت ِبي ِثير ٌ ِ
ان َكث َ َ َ
س ْت ِمثْ َل ٘ٔ ِ
سط أ َْم َعائيَ .ي ِب َ
الشم ِع .قَ ْد َذاب ِفي و ِ
َ َ َ ص َار َق ْم ِبي َك َّ ْ
ِ ِ
صمَ ْت ُكل عظَاميَ . ت .ا ْنفَ َ س َك ْب ُ ِ
ُم َزْم ِج ٍرَ .كا ْل َماء ا ْن َ
ٗٔ
79
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
س ِط أ َْم َع ِائي صورة غضب اهلل ضد الخطية .وكمما نتأمؿ ىذه الصورة يجب أف تختفي قساوة قموبنا .قَ ْد َذ ِ
اب في َو َ
َ
ش ْقفَ ٍة قُ َّوِتي = لـ يكف لو أي قوة س ْت ِمثْ َل َ
= أي قمبو صار كالشمع المذاب في داخمو مف شدة الحزفَ .ي ِب َ
س ِاني ِب َح َن ِكي = مف ناحية لصمتو فيو لـ يدافع عف نفسو حتى بالكبلـ .ومف صَ ِ
قلَ
لممقاومة كالدودة الضعيفة .لَ ِ
ض ُع ِني= إشارة لنزولو القبر .وباقي اآليات ( )ٔٚ،ٔٙىي نبوة واضحة
اب ا ْل َم ْو ِت تَ َ
ناحية أخرى بعطشو .إِلَى تُر ِ
َ
ظامي = نبوة عف الصميب فالمصموب تصير عظامو بارزة مف الشد ِ ِ
ُحصوا ُك َّل ع َ ِ عما حدث عمى الصميب .أ ْ
الذي يتعرض لو جسده نتيجة تعميقو عمى الصميب.
ُس ٍّب ُح َكَ .يا َخ ِائ ِفي َّ ُخ ِبر ِباس ِم َك إِ ْخوِتيِ .في وس ِط ا ْلجم ِ
ٖٕ ٕٕ
س ٍّب ُحوهُ! َم ٍّج ُدوهُ َيا
ب َ الر ٍّ اعة أ َ ََ َ َ َ َ اآليات (ٕٕ " - )ٖٔ-أ ْ ْ ْ
ينَ ,ولَ ْم َي ْح ُج ْب س ِك ِ
س َك َن َة ا ْل َم ْ
ِ
يعا! أل ََّن ُو لَ ْم َي ْحتَق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل َم ْ
ٕٗ ع إِسرِائ َ ِ
يل َجم ً ش ْوهُ َيا َزْر َ ْ َ اخ َ وبَ ,و ْ ِ
ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ
َم ْع َ
َّام
وري قُد َ يم ِة .أُوِفي ِب ُن ُذ ِ ِ
اعة ا ْل َعظ َ
يحي ِفي ا ْلجم ِ
ََ َ
اخ ِو إِلَ ْي ِو استَمعِ ٕ٘ .م ْن ِقبمِ َك تَس ِب ِ
ْ َ ْ ََ
و ْجي ُو ع ْن ُو ,ب ْل ِع ْن َد صر ِ
َُ َ َ َ َ
ِ ٕٚ الر َّ ِ ِِ ِ
وب ُك ْم إِلَى األ ََبد .تَ ْذ ُك ُر َوتَْرجعُ إِلَى َّ
ٕٙ
ب ُكل الر ٍّ ب طَال ُبوهُ .تَ ْح َيا ُقمُ ُ س ٍّب ُح َّونُ .ي َ
ش َب ُع َ
اء َوَي ْ َخائفيوَ .يأْ ُك ُل ا ْل ُوَد َع ُ
ِ ٕٜ
ب ا ْلم ْم َكَ ,و ُى َو ا ْلمتَ َ ٍّ ض .وتَسج ُد قُدَّام َك ُكل قَب ِائ ِل األُمِمٕٛ .أل َّ ِ ِ
س َج َد ُكل ُمم .أَ َك َل َو َ سمطُ َعمَى األ َ ُ َن ل َّمر ٍّ ُ َ َ َ أَقَاصي األ َْر ِ َ ْ ُ
ب َّد لَ ُوُ .ي َخب َُّر َع ِن َّ
الر ٍّ
ٖٓ
س ُو .الذٍّريَّ ُة تَتَ َعب ُ اب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ ض .قُدَّام ُو َي ْجثُو ُكل م ْن َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ يني األ َْر ِس ِم ِ
َ
َ ُ َ َ
س ُيولَ ُد ِبأَنَّ ُو قَ ْد فَ َع َل". ون ِب ِبرِه َ
ون َوُي ْخ ِب ُر َ
ٖٔ ا ْل ِجي ُل ِ
ش ْع ًبا َ اآلتيَ .يأْتُ َ
80
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)
في الجزء األوؿ مف المزمور يتحدث المرنـ عف آالـ المسيح .وفي ىذه اآليات يتحدث عف ميبلد الكنيسة =
اع ِة ،إِ ْخ َوِتي فمقد صار بك اًر بيف إخوة كثيريف (عبٕٔ + ٔٔ2ٕ،رو .)ٕٜ2ٛوالحظ اف كممة الجماعة ا ْل َج َم َ
مترجمة في اليونانية الكنيسة ،فالمسيح وسط كنيستو .وىذه الجماعة ُولِ َد ْ
ت بقيامة المسيح مف األموات وحموؿ
س ُيولَ ُد (أيةٖٔ) .وىذه الكنيسة ستكوف كنيسة ش ْع ًبا َ
الروح القدس عمى الكنيسة يوـ الخمسيف ثـ بالمعمودية = َ
قدـ الخبلص والتبرير ون ِب ِبرِه = ستخبر كؿ مف يولد ِبأ ََّن ُو قَ ْد فَ َع َل = أي َّ ون َوُي ْخ ِب ُر َ
كارزة ببر المسيح = َيأْتُ َ
وب. ِ
ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ
س ٍّب ُحوهُ والكنيسة تتكوف مف الييود َم ْع َ ألوالده .وعمؿ الكنيسة أف تسبحو وتشكره عمى ما فعؿ= َ
ُمِم واهلل يسمع لشعبو ولكف بشروط أف مف يصرخ يكوف متواضعاً= يسمع ِِ
َّام َك ُكل قَ َبائل األ َ
س ُج ُد قُد َ
ومف األمـ= تَ ْ
صراخ المسكين= أي المنسحؽ الذي يشعر بخطاياه ويتواضع بيف يدي اهلل .وفي كنيستو يعطى الشبع ألوالده
فيو أوالً يعطييـ جسده ودمو .ويشبعيـ بتعاليمو وطوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف .ويزيد إيمانيـ.
َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن
ب ا ْل ُم ْم َك .ونرى مثاالً آخر لشرط االنسحاؽ أماـ اهلل= قُد َ َن لِ َّمر ٍّ
ويممؾ اهلل عمى قموبيـ= أل َّ
س ُو = أي مف لـ يطمب ممذات العالـ= مف أراد أف اب = كميـ قابميف الصميب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ
َ ُ
يخمص نفسو ييمكيا .ونبلحظ أف المسيح استخدـ اآلية (ٔ) مف المزمور عمى الصميب .وبولس الرسوؿ نسب
اآلية(ٕٕ) لممسيح في (عبٕ ( + )ٕٔ2مت ) ٖٓ 2 ٕٙلقد رأينا المسيح وحيداً عمى الصميب ولكف بعد القيامة
وب ُك ْم إِلَى
نراه يظير وسط إخوتو ليؤمنوا بقيامتو (يوٕٓ .)ٔٛ2ومف آمف وعرؼ المسيح تكوف لو حياة= تَ ْح َيا ُقمُ ُ
األ ََب ِد (يو .)ٖ2ٔٚونرى ىنا أنو حتى األغنياء واألقوياء ليـ نصيب في ىذا الشبع الروحي والخبلص= أَ َك َل
َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى
ض = ولكف الشرط ليذا القبوؿ نجده في بقية اآلية ..قُد َ
وسج َد ُكل س ِم ِ
يني األ َْر ِ َ َ ََ
اب = أي المتواضعيف المنسحقيف وىناؾ شرط آخر أف يتمـ ىذا الشخص العظيـ غنياً كاف أو قوياً ،خبلصو التر ِ
َ
س ٍّب ُحوهُ .واهلل ال يرفض أبداً مف يأتي إليو بيذه الشروط = لَ ْم َي ْحتَ ِق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل
ب َ بخوؼ ورعدة = َيا َخ ِائ ِفي َّ
الر ٍّ
ين (مت٘)ٖ2 س ِك ِ
س َك َن َة ا ْل َم ْ
َم ْ
81
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والعشرون
كثير مف مزامير داود ممموءة بالشكوى ،أما ىذا المزمور الرائع فممموء بالتعزيات وبكممات الفرح عف اهلل الراعي
الذي يقوده فبل يخاؼ .وىذا المزمور مف أروع تأمبلت داود عف رعاية اهلل .والمسيح ىو الراعي الصالح (يوٓٔ)
ىو يبذؿ نفسو عف الخراؼ وفي المزمور السابؽ مباشرة (مزٕٕ) رأينا كيؼ يبذؿ المسيح نفسو عف كنيستو ،وىنا
اع خضراء باستحقاقات صميبو ،ىو تسبحة ثقة في اهلل وداود كاف راعي غنـنرى الراعي ُيدخؿ قطيعو إلى مر ٍ
وغالباً قاؿ ىذا المزمور وىو يتأمؿ في عبلقتو بقطيعو وفي نفس الوقت يتأمؿ في عناية اهلل بو في كؿ مراحؿ
حياتو ،فوجد أف اهلل ىو الراعي الحقيقي لو.
ورُد ِني".
اح ِة ُي ِ
الر َ
ض ِني .إِلَى ِمي ِ
اه َّ َ ض ٍر ُي ْرِب ُ ش ْي ٌءِ .في َم َر ٍ
اع ُخ ْ
ٕ الرب ر ِ
اع َّي فَبلَ ُي ْع ِوُزِني َ
ٔ
اآليات (َٔ َّ " - )ٕ-
ىنا نرى الرب الراعي .ونبلحظ أف الراعي يمتصؽ اليوـ كمو برعيتو ويعيش معيا ،يقوتيا ويغذييا ويقودىا
ويحمييا .فحينما نسمع أف اهلل ربنا وممكنا نشعر بقوتو ومجده .لكف حينما نسمع أنو راعينا نشعر بحبلوتو ورقتو
اعى فمف أعتاز شئ ،بؿ ىو يرعى حتى شعور رؤوسنا ،يسد احتياجاتنا الروحية وعنايتو .واذا كاف الرب ر ّ
والمادية ويحمي القطيع مف الذئاب (األعداء الروحييف والجسدييف) .واهلل دبر لكنيستو رعاة يخدموف شعبو
ويتشبيوف بالراعي األعظـ ولكنو ىو وحده الراعي الكامؿ الصبلح .الذي يعرؼ خرافو بأسمائيا .وميما كانت
ض ِني = ىذه المراعي ىي كممة اهلل (الكتاب ض ٍر ُي ْرِب ُ شدة الضيقة التي أجتازىا لف يعوزني شئِ .في َم َر ٍ
اع ُخ ْ
المقدس) .وىي الكنيسة نتعمـ فييا ونسكف فييا ونأخذ مف خيراتيا .ونبلحظ أف أرميا وحزقياؿ ويوحنا الرائي أكموا
كممة اهلل فيي مشبعة ،واألكؿ معناه أف نيضـ الكممة ونختبرىا ،اي ننفذىا .والتعاليـ التي نحصؿ عمييا في
الكنيسة ىي طعاـ نقي ،أما ما ىو خارج الكنيسة فطعاـ غير نقي والكنيسة نجد فييا أشيى مائدة (جسد الرب
ورُد ِني = الراعي ىو الذي يقود القطيع ليشرب ويرتوي مف ينابيع الروح القدس .وىذا ما
اح ِة ُي ِ
الر َ
ودمو) .إِلَى ِمي ِ
اه َّ َ
قدـ الراعي نفسو عنا عمى الصميب (مزٕٕ) (يو .)ٖٚ2ٚ،ٖٛىذا الماء يروي كنا نحصؿ عميو إال بعد أف َّ
الشجرة المغروسة عمى مجاري المياه .والروح القدس ىو معطي النعمة لكؿ مؤمف خبلؿ األسرار بدءاً بماء
المعمودية.
82
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
ىنا نجد المسيح ىو الطريؽ والقائد في ىذا الطريؽ .ليرد النفوس التائية إلى الكنيسة (بيت اآلب) ،كما عاد
االبف الضاؿ لبيت أبيو ،وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود .وىذه العطايا ليست مف أجؿ استحقاقنا لكف مف
أجؿ اسمو والرب رسـ لنا طريقاً ضيقاً ،لكنو ىو الذي يقودنا .بؿ يستخدـ اهلل بعض التجارب واآلالـ ليردنا
لمطريؽ أف لـ نسمع لصوت التعزيات .وما ىي سبؿ البر إال بر المسيح فيو يقودني إلى ذاتو بكونو الطريؽ
اآلم ْف الذي يحممنا بروحو القدوس إلى حضف اآلب .بؿ مف يثبت في المسيح الطريؽ ال يخاؼ الموت فيو ذاقو ِ
ألجمنا مف قبؿ ويعرؼ طريؽ الخروج منو بالقيامة .ولف نخاؼ ماداـ معنا ،ألنو سيأخذنا معو في طريؽ القيامة،
ت ِفي َو ِادي
بؿ لف نخاؼ مف أي ألـ فيو قد إجتاز أصعب آالـ وىي آالـ الصميب وخرج منيا منتص اًر .إِ َذا ِس ْر ُ
ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = وادي ظؿ الموت ىو ىذه الحياة بحروبيا وضيقاتيا ،وآخر عدو لنا وأصعب ضيقة ىي الموت،
ولكنو يسميو ىنا ظؿ الموت ،فمـ َي ُع ْد لمموت سمطاف عمينا لـ َي ُع ْد الموت موت أبدى ،بؿ ىو انتقاؿ "مف آمف بي
ِِ
اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَيانني = الراعي يستخدـ ال َع َ
صا في طرد الحيوانات المفترسة بعيداً ص َولو مات فسيحيا"َ .ع َ
عف قطيعوَ ،وال ُع َّك ُاز ليستند عميو وبو يضرب الخروؼ الجامح الذي يحاوؿ اليروب وىذا يشير لتأديب األبوة
الحانية الحازمة .وىذا ما يعزينا أنو ال يتركنا نبتعد فنتوه .فعصاتو ىذه تحمينا مف الذئاب الخارجية والذئاب
الداخمية (ميولنا المنحرفة وراء شيوات الجسد).
ْسيَ .كأ ِ
ْسي َريَّاٙ .إِ َّن َما َخ ْيٌر َو َر ْح َم ٌة ت ِبالد ْى ِن أر ِ َّامي م ِائ َدةً تُجاه م َ ِ اآليات (٘٘" - )ٙ-تُرتٍّب قُد ِ
َ ضا ِيق َّيَ .م َ
س ْح َ َ َ ُ َ َ ُ
ب إِلَى م َدى األَي ِ
َّام". َ َس ُك ُن ِفي َب ْي ِت َّ
الر ٍّ ِ ِ ِِ
َيتْ َب َعانني ُك َّل أَيَّام َح َياتيَ ,وأ ْ
ىنا نجد المسيح الصديؽ المضيؼ ،الذي أعد وليمة بذبيحة نفسو ليشبعني وييبني فرحاً .لقد وجد راعينا أف
عدونا قائـ ض دنا فأعد ىو بنفسو المائدة لنجمس ونأكؿ دوف أف نخاؼ العدو الذي يطرؽ أبوابنا .وكما أعد اهلل
المف لشعبو طعاماً في رحمة غربتيـ أعد لنا مائدة التناوؿ في رحمة غربتنا .فاألعداء حاولوا إعاقة رحمتنا إلى
السماء مسكننا اإلليي ،فأعطانا راعينا جسده نثبت فيو حتى نصؿ إلى مسكننا .ونبلحظ أف اهلل أعطى المف
ْسي =ت ِبالد ْى ِن أر ِ
س ْح َ
َ لشعبو بعد الخروج ،والمسيح أعطانا جسده بعد أف حررنا بصميبو مف عبودية إبميس َم َ
إشارة لسر الميروف وبو نصير مسكنا لمروح؟ ومف ثماره الفرح الذي مؤل كأسي فإرتويت مف محبة الرب (الخمر
رمز لمفرح) .فقديماً كانوا في الحزف يمبسوف المسوح ويجمسوف في الرماد .وفي الفرح يدىنوف بالزيت .وكاف مسح
الضيؼ بالزيت عبلمة تكريـ وكأف المسيح يستضيفنا عمى مائدة ويدىنا بزيت ليفرحنا ويخزي أعدائنا بمحبتو لنا.
ونبلحظ أف الراعي يحمؿ معو زيتاً لترطيب جراحات قطيعو .وأما الكأس لمرعية فيي كتمة حجرية منحوتة
ومجوفة يمؤلىا الراعي بالمياه العذبة كؿ اليوـ ليشرب القطيع والراعي يمؤلىا دائماً حتى تفيض ،فيبرد الماء
المنسكب جدرانيا ،فيو كراعي صالح كمو حناف ،ال يرضي اف يجد قطيعو ىذا الكاس الذي يشرب منو القطيع
وقد جعمتو ح اررة الشمس ساخنا ،فيمتيب فـ الخروؼ الذي يأتي ليشرب فيذا الماء المنسكب عمي الحواؼ يبردىا
ْسي َريَّا = أي مروية وفي ىذا إشارة لمبركات والتعزيات الدائمة .وىذه التعزيات والبركات نأخذىا مف داخؿ = َكأ ِ
َّام .ونجد في مثؿ ناثاف النبي لداود أف الحمؿ ىنا سكف في بيت ب م َدى األَي ِ س ُك ُني ِفي َب ْي ِت َّ
الر ٍّ َ الكنيسة= م ْ
الراعي (ٕصـٖٔ .)ٖ-ٔ2وقولو مدى األياـ يشير لسكنانا ىنا وفي األبدية في بيت الرب.
83
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)
ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة ،التي نذكر فييا صدور الحكـ عمى مخمصنا الراعي الصالح في وادي
الموت ،ويعطينا الروح القدس بمسحتو في مثؿ ىذه الساعة.
84
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والعشرون
يرى بعض المفسريف أف داود رتؿ ىذا المزمور عند إصعاد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى جبؿ صييوف
(ٕصـ .)ٔٚ-ٕٔ2ٙوالتابوت يمثؿ الحضرة اإلليية في موكب يرتفع إلى مدينة اهلل المقدسة عمى قمـ الجباؿ
العالية .ويقوؿ يوسيفوس أف ٚفرؽ مرتميف وموسيقييف كانوا يتقدموف التابوت مرتميف ىذا المزمور في ىذه
المناسبة.
وبروح النبوة رأي داود السيد المسيح صاعداً إلى مقدسو السماوي.
والمسيح في صعوده أعطى لئلنساف أف يصعد معو إلى السماء التي فتحيا ىو ،ولكف المرتؿ ىنا يذكر أف مف
سيصعد مع المسيح لو مواصفات معينة ،أي مف لو أعماؿ صالحة.
(مزٕٕ) حدثنا عف المسيح المصموب و(مزٖٕ) حدثنا عف الراعي الصالح الذي بصميبو يقودنا إلى مراعي
خضراء و(مزٕٗ) نرى فيو موكب مقدس غالب خبلؿ أبواب السماء المفتوحة ،والممؾ الممجد وسط شعبو يصعد
بيـ إلى أمجاده السماوية .ولذلؾ تنشد الكنيسة ىذا المزمور في عيدي القيامة والصعود .فيذا المزمور نقولو في
تمثيمية القيامة .فالسيد المسيح نزؿ إلى عالمنا ليممؾ عمينا بصميبو ،وىو يقدس حياتنا لييبنا االستحقاؽ لندخؿ
لموضع قدسو .ونسمع ىنا عف ألقاب المسيح "ممؾ المجد -الرب الجبار في الحروب -رب الجنود" ألف دخولنا
إلى السماء احتاج أف ييزـ ىو الشيطاف أوالً ومازاؿ يحاربو ويغمب فينا حتى اآلف ،فالمعركة لـ تنتيي.
ونرتؿ ىذا المزمور في الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود .والصعود أعقبو حموؿ الروح القدس.
اك ِن َ ِ
الس ِ اآليات (ٔ " - )ٕ-لِ َّمر ٍّ
ييإ .ألَنَّ ُو َعمَى ا ْل ِب َح ِ ض َو ِم ْم ُؤ َىا .ا ْل َم ْ
ٔ
س َياَ ,و َعمَى
َس َ
ار أ َّ ين ف َ س ُكوَن ُةَ ,و ُكل َّ ب األ َْر ُ
األَ ْن َي ِ
ار ثَبَّتَ َيا".
الرب خمؽ األرض كميا .ونرى في خمقة األرض قدرة اهلل .ولكف قبؿ المسيح لـ يعرؼ الرب سوى الييود .وبعد
المسيح عرفتو المسكونة كميا وآمنت بو ،إذ ممؾ بالحب عمى كؿ المسكونة .في فرح داود بصعود التابوت
والشعب يسبح ،رأى بروح النبوة المسكونة كميا ممثمة في كنيسة العيد الجديد مسبحة لممكيا المسيح وىو في
وسطيا ،بؿ رأى ىذه الكنيسة صاعدة لمسموات مع عريسيا.
ويبدع مف أجؿ اإلنساف
س َيا = في بداية الخميقة كاف روح اهلل يرؼ عمى وجو المياه ليخمؽ ُ َس َ َعمَى ا ْل ِب َح ِ
ار أ َّ
محبوبو ،فيتمتع اإلنساف باألرض .العالـ الذي نعيش فيو يشار لو با ْل ِب َح ِر لتقمباتو .واالرض وكؿ إمكانياتيا
85
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)
ار تشير لمعالـ المتقمب ولكف المسيح ثبت كنيستو وسط ىذا العالـ عمى ار .وروحياً فا ْل ِب َح ِ
وخيراتيا= األَ ْن َي ِ
األنيارواألَ ْن َيارتشير لمروح القدس الذي يقود المؤمنيف وسط آالـ ىذا العالـ المتقمب ويعزييـ.
تأمل 2فقموبنا مغمقة بسبب شيوات ىذا العالـ ،والمسيح واقؼ عمى أبواب قموبنا يقرع ليدخؿ (رؤٖ )ٕٓ2فيؿ
نفتح ونتخمى عف الخطايا المحبوبة.
86
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والعشرون
ىذا المزمور ىو صبلة جميمة ،نموذج نتعمـ منو الصبلة ،فيو عناصر الصبلة المطموبة.
لو َخبلَ ِ
صي. سُبمَ َك َعمٍّ ْم ِنيَ .دٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك َو َعمٍّ ْم ِني ,أل ََّن َك أَ ْن َ
ت إِ ُ
٘ ِ ٗ
اآليات (ٗ " - )٘-طُُرقَ َك َيا َرب َعٍّرفْنيُ .
ت ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو". إِي َ
َّاك ا ْنتَظَ ْر ُ
ىنا يطمب داود اإلرشاد اإلليي ،ىو يقؼ كتمميذ أماـ معممو ليتعمـ ،يتعمـ كيؼ يصمي وكيؼ يتضع ،وكيؼ
يحمؿ الصميب وكيؼ يخدـ ،عممني يا رب كيؼ أسمؾ في طريقؾ ىنا نتعمـ مف داود أف الصبلة ليست كبلماً
فقط بؿ نسمع صوت الروح القدس يعممنا .وداود ال يتعجؿ أي شئ ،بؿ ىو ي ْنتَظَ ْر الرب النيار ُكمَّ ُو = فاهلل
يعطي التعميـ في الوقت المناسب .ونبلحظ أف أىـ مصادر التعميـ ىو التأمؿ في الكتاب المقدس بروح الصبلة.
َدٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك = فاهلل المعمـ يدربنا ويروض أجسادنا لنخضع لو ويصير لنا طريقو ونتقدس .والتعميـ ىو اعطاء
87
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
الوصية ،اما التدريب لبلنساف فيو ترويض لبلنساف الذي يحمؿ طبيعة متمردة ورثيا مف ابيو آدـ .وكوف داود
ينتظر الرب النيار كمو فيذا يعني أنو يظؿ عمره كمو يتعمـ ويقبؿ التدريب وال يظف أنو صار كامبلً ال يحتاج
لتعميـ (فيٖ.)ٔٛ-ٕٔ2
سا َن ِات َك ,أل ََّن َيا ُم ْن ُذ األ ََز ِل ِى َي". ِ ٙ
آية ( " - )ٙا ْذ ُك ْر َم َراح َم َك َيا َرب َوِا ْح َ
اح َم َك = اهلل ُيسَّر بأف يطالبو االبف بحقو في المراحـ والرأفات" ،بكونو منبع الحب األزلي ،ىذه ا ْذ ُكر يارب مر ِ
ََ ْ
الطمبة تؤكد إيماف مف يصمي بيا وثقتو في وعود اهلل بمراحمو ألوالده.
ت ِم ْن أ ْ
َج ِل ُجوِد َك َيا َرب". اص َّيَ .ك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني أَ ْن َ
صباي والَ مع ِ
ِ ٚ
آية ( " - )ٚالَ تَ ْذ ُك ْر َخطَ َايا َ َ َ َ َ
مف شروط الصبلة المستجابة ،االعتراؼ بالخطية (أش ،)٘2ٙوىكذا قاؿ بطرس لمسيد المسيح أخرج يا رب مف
سفينتي ألنني رجؿ خاطئ (لو٘ .)ٛ2وداود ىنا يذكر خطايا صباه وال يتناساىا ولذلؾ عمينا أف نقؼ أماـ اهلل
ونذكر خطايانا شاكريف اهلل الذي غفرىا ،لكف ال نقؼ كمبرريف ونظف في أنفسنا أننا أبرار .وىو يعتمد فقط عمى
رحمة اهلل= َك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني.
88
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)
الش َب َك ِة".
ب ,أل ََّن ُو ُى َو ُي ْخ ِر ُج ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ اي َد ِائ ًما إِلَى َّ
الر ٍّ
٘ٔ
آية (٘ٔ) َ " -ع ْي َن َ
الذيف يثبتوف عيونيـ عمى الرب دائماً ينجوا مف الشباؾ المنصوبة ليـ .فمنثبت عيوننا عمى اهلل وال ننشغؿ
باألرضيات فننجذب لخداعاتيا وممذاتيا فتكوف لنا شركاً.
ش َد ِائ ِدي
ات َق ْم ِبيِ .م ْن َ
ضيقَ ِ
ٔٚاُفْر ْج ِ س ِك ٌ ِ ِ ِٔٙ
ُ ين أََنا. اآليات ( " - )ٔٚ-ٔٙا ْلتَف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْمني ,أل ٍَّني َو ْح ٌد َو ِم ْ
أَ ْخ ِر ْج ِني".
ىنا شرط آخر لمصبلة المقبولة وىو االنسحاؽ "القمب المنكسر والمتواضع ال يرذلو اهلل" .فداود يقوؿ ىا أنا ابن
َو ْح ٌد َوفقير = أي منفرد ومعزوؿ أي ليس لي مف ألجأ إليو سواؾ لتخرجني مف ضيقتي ،فأنا ضعيؼ جداً (يقوؿ
ىذا وىو ممؾ لو جيوش) .ولو مف االمواؿ الك ثير جدا وقادر اف يمتمؾ االكثر ،ولكنو شاعر بانو بدوف اهلل فيو
ال شئ .وكؿ مف لـ يشعر بأف اهلل يمؤل حياتو يشعر بعزلة ميما كاف عدد الناس المحيطيف بو .وبيذا فداود
كاف فاىما لمرسالة التى وجييا المسيح لمبلؾ كنيسة الودكية " انا مزمع اف اتقيأؾ....النؾ تقوؿ انى غني("....
رؤ ٖ .)ٔٚ، ٔٙ 2
ممحوظة 2مف يأس ألنو سقط في خطية ليس لو فكر مسيحي .فنحف نعمـ أننا قابميف لمخطية بسبب ضعؼ
طبيعتنا والخطية الساكنة فينا .ولكف فمنسرع كما فعؿ داود ونعترؼ بخطيتنا واثقيف في قوة دـ السيد المسيح الذي
يبررنا .وأما اليأس فيترجـ أنو كبرياء.
س َرِائ َ
يل = وىذاتـ ِ
ىنا نصؿ لشرط آخر لمصبلة المقبولة وىو الصبلة مف أجؿ اآلخريف وكؿ الكنيسة .افْد إِ ْ
بالصميب.
ونصمي ىذا المزمور في باكر فنذكر المضايقيف الذيف اجتمعوا حوؿ المسيح والخبلص الذي صنعو المسيح.
االبف الوحيد الفقير ،الذي افتقر ليغنينا.
89
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والعشرون
ب تََو َّك ْم ُ
ت ِببلَ تَ َق ْم ُقل " ِ آية (ٔ) ِٔ" -اق ِ ِ
الر ٍّ
تَ ,و َعمَى َّ ْض لي َيا َرب أل ٍَّني ِب َك َمالي َ
سمَ ْك ُ
لـ يكف أماـ داود ،وقد وجو لو أعداءه اتيامات ظالمة ،إال أف يمجأ هلل ليشيد لو أنو لـ يفعؿ كؿ ما قيؿ عنو.
واضعاً كؿ إتكالو عمى الرب وليس عمى إنساف.
90
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
ت ِب َحقٍّ َك".
سمَ ْك ُ ِ آية (ٖ) ٖ" -أل َّ
ام َع ْينيَ .وقَ ْد َ
َم َ
َن َر ْح َمتَ َك أ َ
األساس الذي نقبؿ بو أي تجربة ىو أف كؿ ما يمر بحياتنا مبنى عمى أساس رحمة اهلل ،وأف كؿ شئ لمخير
ت ِب َحقٍّ َك .فيو برئ مف التيـ التي وجيت إليو ،وىو يحب اهلل لذلؾ يثؽ في استمرارسمَ ْك ُ
لمذيف يحبوف اهلل= َوقَ ْد َ
مراحـ اهلل كما أختبرىا مف قبؿ.
النقَ َاوِة ،ال بماء المرحضة مع الكينة يعمف أنو ولو أنو ىارب مف أورشميـ إال أنو ىو معيـ ،وكأنو ي ْغ ِس ُل َي َد َّيو ب َّ
ولكف بنقاوة القمب الداخمي ،ويطوؼ حوؿ المذبح ال بجسده وانما بشوقو الداخمي ،يسمع التسبيح السماوي بأذنيو
الروحيتيف .وغسؿ يديو يشير ألنو لـ يشترؾ في عبادة األوثاف كما اتيموه ظمماً .ونحف نغسؿ أيادينا ونتطير مف
الماء والدـ المذيف فاضا مف جنب المسيح (معمودية +توبة) .والطواف حول المذبح= كاف الكينة يفعموف ذلؾ
بعد تقديـ الذبيحة .وكاف الشعب يتابعيـ مسبحاً .وىنا داود يشعر أنو بقمبو يتابع تقديـ الذبائح ويسبح اهلل مخب اًر
بجميع عجائبو ومراحمو.
91
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)
َن ْف ِسي....ألنني ال أسمؾ في طريقيـ .ىنا نرى أعمالو ولكنيا بدوف الفداء لف تجدي نفعاًِ .في ا ْلجماع ِ
ات أ َُب ِ
ار ُك ََ َ
ب = نرى ىنا أىمية العبادة الجماعية في الكنيسة والقداسات واالجتماعات.الر َّ
َّ
92
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والعشرون
ما أحمى أف نبدأ يومنا في صبلة باكر بيذا المزمور ،فنشعر بثقة واطمئناف في حماية اهلل لنا وفيو أيضاً نرى
شيود الزور محيطيف بالمسيح (آيةٕٔ) والرجاء في القيامة (آيةٖٔ) وقيؿ عف مناسبة كتابة داود بيذا المزمور
عدة أسباب ،فقيؿ أنو كتبو في أثناء فترة اضطياد شاوؿ لو ،وقيؿ أنو كتب في آخر معركة دخميا داود وىو شيخ
وكاد أف يقتؿ فييا لوال أف أنقذه أبيشاي (ٕصـ( )ٔٙ2ٕٔ،ٔٚىذا الرأى يقولو الييود) .ولكف كممات ىذا المزمور
الرائع ىي تسبحة حب وثقة وايماف في اهلل ربما قاليا داود وىو في قمة مجده شاع اًر بحماية اهلل لو الدائمة (ٔ-
.)ٙأما في باقي المزمور فنراه ال يكؼ عف الصبلة والتضرع فأف نكتشؼ معونة اهلل فيذا ليس مبر اًر لنا أف
نكؼ عف الصبلة والتضرع.
مسحو .وداود ُم ِس َح ثبلث مرات (في بيتو عمى يد صموئيؿ ثـ عندما ممؾ عمى
ِ وعنواف المزمور أنو لداود قبؿ
ييوذا ثـ عندما ممؾ عمى كؿ إسرائيؿ)( .قبؿ ِ
مسحو وردت في السبعينية).
93
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
أَ ْنظُ َر َّام َح َي ِاتي ,لِ َك ْي ب ُك َّل أَي ِ َس ُك َن ِفي َب ْي ِت َّ
الر ٍّ َن أ ْس أْ ب وِاي َ ِ
َّاىا أَْلتَم ُ الر ٍّ َ ت ِم َن َّ سأَْل ُ ٗ ِ
اآليات (َٗ " - )٘-واح َدةً َ
َعمَى ستُُرِني ِب ِستْ ِر َخ ْي َم ِت ِو. س ِفي َى ْي َكمِ ِو٘ .أل ََّن ُو ُي َخ ٍّب ُئ ِني ِفي َمظَمَِّت ِو ِفي َي ْوِم َّ
الشٍّرَ .ي ْ بَ ,وأَتَفََّر َ
الر ٍّ
ال َّ إِلَى َجم ِ
َ
ص ْخ َرٍة َي ْرفَ ُع ِني".
َ
داود لـ ينشغؿ ف ي ضيقتو بالجيوش المحيطة بو ،بؿ ارتفع فكره ونظره إلى بيت الرب ،إلى صموات الكنيسة
والشركة في التناوؿ ،وشركة األمجاد األبدية عمينا أف ننظر وميما أحاطنا العدو بتجارب فعمينا أف نرفع أفكارنا
إلى بيت اهلل مشتاقيف لمسكنى معو كؿ أياـ حياتنا ،فيو مصدر حمايتنا ،ىو يرفعنا عمى صخرة ،ىو يعطينا غمبة
عمى أعدائنا .وىناؾ نفرح بتسبيح اهلل ونقدـ ذبائح الحمد .ىنا نرى العبادة الجماعية بجانب العبلقة الفردية .وىنا
ب إشارة لسكنى اهلل وسط شعبو وسكنى المؤمف مع اهلل. يطمؽ المرتؿ عمى الكنيسة أسماء متعددة فيي َب ْي ِت َّ
الر ٍّ
وىي َى ْي َكمِو المقدس إشارة لمقداسة التي تكوف لمييكؿ حيف يحؿ اهلل فيو وىي َخ ْي َم ِت ِو إشارة أف اهلل يشترؾ معنا في
ظمَِّت ِو حيث يستر عمينا مف حر التجارب وىي صخرة ترفعنا فوؽ الضيقات .طمبة غربتنا في ىذا العالـ وىي َم َ
داود ىنا ويجب أف تكوف طمبة كؿ منا أف نكوف دائماً في ىيكؿ اهلل ،دائماً مع الرب .وجسدنا ىو ىيكؿ اهلل
س ِفي َى ْي َكمِ ِو = ىذا يعني
والروح القدس ساكف فينا وطمبة المؤمف أف ال يفارقو اهلل بؿ يسكف فيو دائماً .أَتَفََّر َ
الصبلة والتأمؿ في كؿ ما أعطاه اهلل لنا ونشكره .وخيمة الرب ىي جسد المسيح الذي اختبأنا فيو ،كما اختبأ
موسى في نقرة الصخرة (خرٖٖ) وبذلؾ استطاع أف يرى مجد اهلل فيممع وجيو .فنحف أف كنا ثابتيف في المسيح
نستطيع أف نتفرس ونتطمع إلى األمجاد السماوية .والذي يعيش شاع اًر بستر اهلل يكوف ثابتاً عمى صخرة والصخرة
ىي المسيح (ٔكوٓٔ )ٗ2وبيذا يرفع رأسو عمى أعدائو الشياطيف.
س ِبيل ضم ِنئٔ .عمٍّم ِني يا رب طَ ِريقَ َك ,و ْ ِ ِ ِ ُمي قَ ْد تََرَك ِاني َو َّصي .إِ َّن أَِبي َوأ ٍّ
ٓٔ لو َخبلَ ِ تَتُْرْك ِني َيا إِ َ
اىدني في َ َ َ ْ َ َ الرب َي ُ
ث ظُ ْمٍم". ور وَن ِ َّ َع َد ِائئٕ .الَ تُسمٍّم ِني إِلَى مرِام م َ ِ ِ س َب ِب أ ْ م ٍِ
اف ُ ود ُز ٍ َ ش ُي ُ
ام َعمَ َّي ُ ضايق َّي ,ألَن ُو قَ ْد قَ َ ََ ُ َ ْ ستَقيم ِب َ ُ ْ
ت ا ْطمُ ُبوا َو ْج ِيي = لؾ قاؿ قمبي طمبت وجيؾ (سبعينية) .ىنا داود ال يكؼ عف الصبلة ومف ال َق ْم ِبي ُق ْم َ
لَ َك قَ َ
قمبو ،ليس مف شفتيو فقط ،وىو ال يطمب وال يمتمس سوى اهلل .لو فقدت كؿ شئ في الدنيا فمف أخسر شيئاً،
ُمي فأنت يا رب ال تتركني ،و َعمٍّ ْم ِني
ولكني إذا ْح ُج ْبت َو ْج َي َك َع ٍّني ،فيذه ال أحتمميا حتى إِ ّن تركني أَِبي َوأ ٍّ
َع َد ِائي = حتى ال يشمتوا بسقوطي .ميما أحاط بي أعدائي وشيدوا زو اًر فبل تتركني يا س َب ِب أ ْ الطريق الم ِ ٍ
ستَقيمِ .ب َ ُ ْ
ال َق ْم ِبي أي أصمي لؾ بقمبي ولكف بماذا يصمي؟ بما قالو اهلل سابقاً في وعوده أطمبوا وجيي .ىو
رب .وقولو لَ َك قَ َ
94
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)
يتذكر وعود اهلل ويتمسؾ بيا في ضيقتو حيف أحاط بو األعداء ،فيو يطمب مف اهلل أف ال يحجب وجيو عنو حيف
طمبو .فيو عوض االنشغاؿ باألعداء وتيديداتيـ ،ىا ىو ينشغؿ بوعود اهلل .ونبلحظ أف اهلل ال يحجب وجيو إال
بسبب الخطية ولكف مع ذلؾ فاهلل ال ييممنا بؿ يدبر أمورنا حتى لو أخطأنا .ربما الناس يرفضوننا بسبب خطايانا
لكف اهلل ال يترؾ داود وىو ايضا ال يتركنا ،حتى "أف نسيت األـ رضيعيا أنا ال أنساكـ" .ولـ نسمع أف أبو داود
أو أمو قد تركاه ولكف المعنى أنو في ضيقتو لف يستطيع أحد أف يدركو بالخبلص حتى أباه وأمو ،ليس سوى اهلل
لقد جعؿ اهلل أبوه وأمو وكؿ شئ لو.
95
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والعشرون
ىذا المزمور ىو صرخة صادرة مف عمؽ الضغطة ،تعكس خط ار ىائبلً محيقاً بداود جعمو يقترب مف الموت،
وكثرة األحزاف في حياة داود جعمتو يصرخ إلى اهلل كثي اًر ويتحوؿ إلى مرتؿ عذب ،مرنـ إسرائيؿ الحمو ،يصرخ في
ضيقتو ثـ يشعر بثقة أف اهلل سيستجيب فيسبح اهلل عمى استجابتو .والصبلة والتسبيح لـ تجعؿ األحزاف تدفع داود
لمكآبة ،بؿ صارت سبباً في تعزيتو وفي اتساع قمبو ،بؿ في انفتاح عينيو ،إذ رأي بروح النبوة ما سيحدث لممسيح
مف آالـ ،لقد حولت الصبلة داود إلى رمز لمسيد المسيح ونبي يتنبأ عف ما حدث لممسيح.
ين ِفي
ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ
ت َع ٍّني فَأُ ْ
س ُك َ ِ ِ ِ
ام ْم م ْن ِج َيتي ,ل َئبلَّ تَ ْ
َ صَ ت
َ ت
َ ال
َ ي, ص ْخرِ
ت َ َ ايَ .خُ ر
ُ َص
ْ أ برَ ايَ ك
َ ي
ْ ل
َ آية (ٔ) ٔ" -إِ
ب".
ا ْل ُج ٍّ
أحباء الرب يصرخوف هلل في ضيقاتيـ بح اررة مف قموبيـ .أما البعيديف عف الرب فممف يصرخوف؟ لذلؾ فيـ
ام ْم ِم ْن ِج َي ِتي = ىو يصرخ ليحقؽ اهلل طمبتو
صَ ص ْخ َرِتي الَ تَتَ َ
يكتئبوف ويكونوف ببل تعزية في ضيقاتيـَ .يا َ
ويخمصو مف أعدائو ،واف لـ يخمصو فميسمعو صوتو المعزي ،ويشعره بوجوده وقبولو فيفرح كما فرح الثبلثة فتية
في أتوف النار ومعيـ المسيح .إف أقصى ما يؤلـ اإلنساف في ضيقتو عدـ سماعو لصوت تعزية الرب لو ،بؿ أف
ب .والجب ىو إشارة ين ِفي ا ْل ُج ٍّ
ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ
اإلنساف إذا شعر بأف اهلل ال يستجيب لو يحسب نفسو ميتاً = فَأُ ْ
لمجحيـ الذي كاف ينزؿ إليو كؿ مف يموت ،ثـ نزؿ إليو المسيح ليخمص مف ماتوا عمى الرجاء مف قديسي العيد ا
لقديـ .وكؿ مف داخمو ىذا الشعور أف اهلل تركو ولـ يعد يستمع إليو وأنو صار كمف في جب ،عميو أف ال يكؼ
عف الصبلة حتى يشعر باستجابة اهلل لو وأف اهلل أعاد لو تعزيتو ،كمف يعيد لو حياتو ويصعده مف الجب.
فصمت اهلل ىو موت لنا ،وحديثو معنا ىو متعة بالحياة الجديدة المقامة في كممة اهلل القائـ مف األموات .وتؤخذ
ام ْم = ىو تصور أنو صَىذه اآلية كنبوة عف أف المسيح ،آالمو قد وصمت بو إلى الجب أي الجحيـ .الَ تَتَ َ
طالما طمب مف اهلل ،فاهلل البد وأف يستجيب فو اًر ..لكف اهلل حقاً البد وأف يستجيب لكؿ صبلة ،ولكف اهلل لو ثبلث
طرؽ لئلستجابة2
.1يستجيب فو اًر.
.2يستجيب في الوقت المناسب الذي يراه ىو.
.3ال يستجيب إطبلقاً لو كانت الطمبة ضد خبلص النفس.
فبولس طمب مف اهلل ثبلث مرات أف يرفع الشوكة واهلل قاؿ ال ،لصالح خبلص نفسو .ومف يفيـ ىذا ،ومف يدرؾ
محبة اهلل يطمب مف اهلل ويثؽ أف اهلل قد إستمع وأنو سيستجيب بحسب مشيئتو (ٔيو٘ )ٔٗ2التي ىي خبلص
النفوس (ٔتيٕ.)ٗ2
96
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)
اب قُ ْد ِس َك".
ي إِلَى ِم ْحر ِ
َ يث ِب َك َوأ َْرفَعُ َي َد ََّستَِغ ُ
ضرِعي إِ ْذ أ ْ
ت تَ َ
ص ْو َ آية (ٕ) ِ ٕ" -
استَم ْع َ
ْ
اب قُ ْد ِس َك [ٕ] رفع اليديف مثؿ موسى .وىذه اآلية تعبر عف حاؿ نموذج لمصبلة [ٔ] توجيو القمب لمسماء= ِم ْحر ِ
َ
المسيح في القبر ،فالييود بعد أف صمبوه ظنوا أنو انتيي إلى الجحيـ.
ال مرنـ يصرخ إلى اهلل حتى يعينو فبل ينجذب إلى طريؽ األشرار فيكوف نصيبو كنصيبيـ .والمسيح بعد نزولو
لمجحيـ لـ يستمر فيو مع األشرار بؿ أخذ األبرار معو وصعد إلى الفردوس.
ار ْك ِم َا
يرثَ َكَ ,و ْار َع ُيم ش ْع َب َك َ ,وَب ِ
ص َ الرب ِعٌّز لَيم ,و ِحص ُن َخبلَ ِ ِ ِ ِ
ص َمسيحو ُى َوَ .خمٍّ ْ
ٜ
ُْ َ ْ
ٛ
اآليات (َّ " - )ٜ-ٛ
اح ِم ْم ُيم إِلَى األ ََب ِد".
َو ْ
ش ْع َب َك .ينسى المؤمف ضيقتو وينشغؿ بكؿ النبي او كؿ منا يجب أف يصمي مف أجؿ الكنيسة كميا= َخمٍّ ْ
ص َ
الكنيسة .ونرى ىنا صورة لشفاعة المسيح الكفارية بعد قيامتو عف كنيستو.
97
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والعشرون
العواصؼ الرعدية شئ مرعب يراىا كؿ إنساف فيخاؼ ،ولكف داود المرتؿ الذي اعتاد التسبيح َح َّوؿ
منظر عاصفة مرعبة إلى مصدر تسبيح هلل ،إذ رأى فييا عبلمة مجد وعظمة اهلل ،فإف كاف الرعد
والعاصفة مرىبيف ىكذا فكـ أنت رىيب وعظيـ يا اهلل.
داود كاف رقيؽ المشاعر ممموء حباً هلل ،ويعزؼ أنشودة حب هلل تحت أي ظرؼ ،إذا رأى السموات
صافية قاؿ "السموات تحدث بمجد اهلل" واف رآىا عاصفة قاؿ ىذا عبلمة مجد وعظمة وقوة اهلل .في
الضيؽ يسبح وفي انفراج الضيؽ يسبح.
ىنا نراه يصؼ عاصفة رعدية وأثارىا ،وىذه العاصفة بدأت مف البحر الغربي قاطعة تبلؿ فمسطيف
المكسوة بالغابات حتى براري قادش في أقصى حدود آدوـ وىنا داود يدعو أبناء اهلل (المبلئكة في السماء
والمؤمنيف في األرض) أف يسبحوا اهلل عمى قوتو ،فيذه الطبيعة الثائرة التي يقؼ أماميا اإلنساف عاج اًز
ىي تحت سيطرة اهلل .بؿ ىذا الرعد ىو صدى لصوت اهلل الذي كؿ األمور بيده وفي نياية المزمور
يعمف عدـ خوفو مف ىذه الظواىر الطبيعية إذ ىي في يد اهلل واهلل يعطي عزة لشعبو وقوة ،وىو يسبحو
اآلف ليس فقط لقدرتو وقوتو بؿ محبتو وأنو قادر أف يحوؿ كؿ شئ لعز شعبو.
ولقد بدأت العاصفة تتكوف عمى البحر= صوت الرب عمى المياه .وكانت ىناؾ سيوؿ كثيرة عمى التبلؿ
الساحمية .والعواصؼ كسرت أغصاف األشجار العظيمة وتترؾ الجذوع عارية وذروة العاصفة موصوفة
في صورة واضحة ،أف جذوع األشجار التي أقتمعت فتقاوميا الرياح فتقفز كما يفعؿ العجؿ أو الثور
البري حيف يتمرغ بشدة حمقاء .ومظير آخر ربما نتيجة البروؽ تخرج نيراف في وسط ىذه الغابات.
وبسبب الخوؼ تمد الوعوؿ قبؿ أوانيا .ونتيجة كؿ ىذا تعرت الغابات مف أشجارىا .ىنا نجد عمى
األرض ىذه القوة الصاخبة ،وداود امتد بصره لمسماء فوجد ىناؾ المبلئكة تسبح .وعمى األرض رأى اهلل
يريد البركة لشعبو.
جاء في الترجمة السبعينية أف ىذا المزمور كاف يرتؿ في عيد المظاؿ ،وفي عيد المظاؿ كانوا يبتيجوف
فيو بنياية الحصاد.
تكرر في ىذا المزمور كممة صوت الرب ٚمرات وكممة الرب ٔٛمرة.
صوت الرب ىو الروح القدس الذي يتكمـ في قموبنا ،ويذكرنا ويعممنا ،يأخذ مما لممسيح ويعطينا ،يرشدنا
ويقودنا ويبكتنا لو أخطأنا .وعمى كؿ منا أف يدرب نفسو أف يجمس في خموة ىادئة وبروح الصبلة يتسمع
لصوت اهلل اليادئ داخؿ النفس ،فالصبلة حوار مع اهلل ،ونسمع صوت اهلل في جمسات االعتراؼ .وما
98
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
ي عطمنا عف سماع صوت اهلل ىو إنشغاؿ اإلنساف بأىداؼ أخرى غير خبلص نفسو ،أما مف كاف قمبو
نقياً غير منقسـ االتجاه يكوف جياز استقبالو الداخمي مستعداً لسماع صوت الروح القدس .ونبلحظ أف
حموؿ الروح القدس يوـ الخمسيف عمى التبلميذ صاحبتو أصوات كأنيا ىبوب ريح عاصفة ،ثـ ظيرت
ألسنة نار .ثـ تعمد بالمياه ٖٓٓٓ نفس .ىنا نرى الروح القدس صوت الرب الذي نخس قموبيـ فآمنوا،
ونرى صوت الرب الروح القدس عمى المياه التي ولدوا منيا ثانية بالمعمودية ،وصوت الرب كنار يحؿ
عمى التبلميذ ،وصوت الرب كعاصفة تزلزؿ قموب غير المؤمنيف فيؤمنوا .لذلؾ نصمي ىذا المزمور في
صبلة الساعة الثالثة.
99
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
فتتحطـ أصناميا ،يتجمي أماـ تبلميذه ،يصمبونو فتظمـ الشمس ويقوـ األموات ،ومف يقبؿ صوت اهلل يكوف لو
جبلؿ ،فتبلميذ المسيح أحاطيـ ىذا الجبلؿ وصنعوا المعجزات ،وىكذا كؿ القديسيف.
ون ِم ْث َل فَ ِر ِ
ير ان = أشجار األرز الضخمة تتطاير أمامو كما يجري عجؿ لبنافَ .و ِس ْرُي َ ُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل لُ ْب َن َ
ون جبؿ في لبناف ..ال شئ يثبت أماـ صوت اهلل ميما كانت قوتو .أيف كانت قوة موسى ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي = ِس ْرُي َ
ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي
األسود وكبريائو في مشيد استشياده النيائيُ .ي ْم ِر ُح َيا ِم ْث َل ِع ْجل= يجعميا تتقافز في مرح .فَ ِر ِ
= جاءت في اإلنجميزية "مثؿ صغير العجؿ الوحشي حينما يقفز" وفي السبعينية "إبف وحيد القرف المحبوب"
والمعنى "العجؿ الصغير الوحشي" الذي يقفز في مرح أماـ والديو ،ىكذا تتقافز أشجار األرز الضخمة.
ب َن ٍ
ار". ب َي ْق َد ُح لُ ُي َ
الر ٍّ
ت َّص ْو ُ
ٚ
آية (َ " - )ٚ
ىذه ىي ألسنة النار التي حمَّت عمى التبلميذ فإلتيبوا حباً في اهلل ،وغيرة عمى مجده ،فتركوا كؿ شئ وجالوا
ب َن ٍ
ار = ىنا نرى الروح القدس مبشريف غير خائفيف .وفي بعض الترجمات جاءت عوضاً عف َي ْق َد ُح يقطع لُ ُيي َ
يطفئ لييب الشيوة.
100
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)
والعقارب ،ويولد في نفس المؤمف الفرح والسبلـ واالشتياؽ إلى ينابيع المياه أي االمتبلء مف الروح القدس .وىكذا
فرح وتيمؿ الوزير الحبشي بعد معموديتو وسجاف فيمبي .يكشؼ الوعور أي الغابات الكثيفة .وىذه الغابات بسبب
كثافة أشجارىا يحجز عنيا نور الشمس فتكوف مظممة ،وأرضيا موحمة تحيا فييا الثعابيف والزواحؼ السامة،
وداود رأى أف صوت اهلل يكشؼ ىذه الغابات فيشرؽ فييا نور الشمس والمسيح ىو شمس برنا .فيربت الحيات
والعقارب وجفت المياه المتعفنة ،وتحولت الطرؽ إلى طرؽ مستقيمة .خبلؿ جمسات فحص النفس واالعتراؼ ،
يستطيع صوت الرب أف يكشؼ الوعور ليصبح الداخؿ نقياًَ .وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل َم ْج ٌد = ىذه ىي ثمار عمؿ
النعمة في الشعوب وفي األفراد حيف يشرؽ نور المسيح فييـ .فنرى اآلف األرز قد تكسَّر= الكبرياء .وفي القديـ
نرى نتيجة الكبرياء بمبمة األلسف وفي يوـ الخمسيف حدث العكس إذ فيـ الكؿ ما قالو بطرس ،لقد اجتمعت
الكنيسة كميا في لساف واحد يسبح اهلل وكؿ مف َّ
قدـ توبة ينطمؽ لسانو مسبحاً.
السبلَِم".
ش ْع َب ُو ِب َّ ش ْع ِب ِوَّ .
الرب ُي َب ِ الرب ُي ْع ِطي ِع ًّاز لِ َ
ٔٔ
ار ُك َ آية (ٔٔ) َّ " -
صوت الرب جاء ليعمف فاعميتو في حياة البشر ويحوؿ قفر العالـ إلى فردوس ويعطي شعبو قوة ويمنحيـ سبلـ
"سبلمي أنا أعطيكـ سبلمي أترؾ لكـ".
101
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الثبلثون
وىو مزمور شكر لداود ،ويقوؿ البابا أثناسيوس الرسولي أنو قالو لما عرؼ أف الرب قد غفر إثمو،
وتجددت بالتوبة نفسو الكائنة في بيت الرب والتي ىي ذاتيا بيت اهلل وبعد أف كاف نتيجة الخطية (امرأة
أوريا) مستوجباً الموت والجب ،شفاه اهلل بتوبتو وقَبِمو ثانية .وقد يكوف عنواف المزمور "تدشيف البيت" قد
أضيؼ الحقاً بعد أف انتيى سميماف مف بناء الييكؿ.
ىذا المزمور مناسب جداً وضعو ىنا بعد المزمور السابؽ ،الذي يحدثنا عف عمؿ الروح القدس في تجديد
اإلنساف وبناء إنساناً جديداً كييكؿ هلل ،يممؾ اهلل عميو فاإلنساف عموماً كاف بسبب خطيتو ىالكاً ،وبعمؿ
المسيح وتجديد الروح القدس صار لو خبلص .فداود بسقوطو يرمز لسقوط اإلنساف وفي توبتو وقبوؿ اهلل
لو ثانية يرمز لعدـ ىبلؾ اإلنساف نيائياً بؿ ىناؾ رجاء في شفاء اإلنساف مف مرض الموت.
وترن ـ الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة لتذكر األعداء الذيف كانوا محيطيف بالمسيح وحكموا
عميو بالموت واهلل لـ يجعميـ يشمتوا فيو بؿ أقامو وأصعد نفسو مف الياوية ،وأصعد معو نفوس البشر
الذيف فداىـ وأقاـ منيـ الروح القدس كنيسة مسبحة مرتمة تحيا في سبلـ ،لقد شفاىا اهلل .لقد فقدنا
صورتنا األولى ،صورة اهلل ،ولكف كاف عمؿ المخمص أف يقيـ منا مسكناً لو دشنو الروح القدس.
شفَ ْيتَِني".
ت ِب َك فَ َ
استَ َغثْ ُ
ٕ ش ِم ْت ِبي أ ْ ِ
َع َدائيَ .يا َرب إِل ِييْ , ش ْمتَِني َولَ ْم تُ ْ
ُعظٍّ ُم َك َيا َرب أل ََّن َك َن َ
ٔ
اآليات (ٔ " - )ٕ-أ َ
ىذه صبلة شكر مف داود هلل الذي قبؿ توبتو .وصبلة شكر ترفعيا الكنيسة والطبيعة البشرية التي خمصت مف
الموت ولـ تعد الشياطيف تشمت فييا .والشفاء ىنا ىو شفاء مف وباء يصعب وقفو (ٕصـٕٗ ..)ٔٙ2إني أنا
الرب شافيؾ (خر٘ٔ )ٕٙ2وكـ مف أمراض جسدية ونفسية بؿ الموت نفسو قد لحقت البشرية بسبب الخطية.
الشفاء المقصود ىو شفاء كامؿ لمنفس والجسد والروح ،فيكوف لو حياة ابدية بجسد نوراني ممجد .
102
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
ىنا يسأؿ المرتؿ كؿ مف آمف بخبلص اهلل أف يسبح اهلل معو ،ودعاىـ داود قديسيف أو أتقياء ،فاهلل قدسيـ ،ومف
تقدس يسبح اهلل فبل انفصاؿ بيف حياة القداسة وحياة التسبيح ،فالروح القدس الذي حؿ عمينا ىو يقدس (اي
يكرس قموبنا هلل) وىو ايضا مف ثماره الفرح (غؿ ٘ ،)ٕٕ 2ونتيجة الفرح الطبيعية ىي اف نسبح (وىذا ما حدث
ظ ٍة َغ َ
ض َب ُو = فاهلل يغضب َن لِمَ ْح َ
مع زكريا واليصابات لو ٔ) .ونرى ىنا مراحـ اهلل ،فغضبو ال يمتد طويبلً= أل َّ
ليؤدب ال لينتقـ .أما السبعينية فترجمتيا ألف سخطاً في غضبو وىما متكامبلف .فاهلل في غضبو ،سخط عمى
اإلنساف فمات ولكف في رحمتو لـ يتركو طويبلً بؿ دبر فداءه سريعاً .وىذا ىو ما قالو اهلل (اش ٗ٘ )ٚ 2و َح َياةٌ
ضاهُ = أعطانا قيامة مع المسيح .فبموت المسيح عنا جمب عمينا رضا اهلل ووىبنا حياة أبدية برضاه وليس ِفي ِر َ
باستحقاقنا.
وىذا المزمور ىو تسبحة البشرية التي كاف محكوما عمييا بالموت ،واحياىا المسيح بفدائو ،وتسبحة كؿ خاطئ
حتى اآلف فبخطيتنا نستحؽ اليبلؾ في الجب وبتوبتنا يرضى اهلل عمينا فننجو مف الجب ،ونسبح اهلل عمى تائب
لنا .والتسبيح ىو عمؿ الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح كما عمَّـ داود المرتؿ لغة التسبيحِ .ع ْن َد ا ْلمس ِ
اء قبولو
َ َ َ
اح التََرن ٌم = ففي المساء دفف المسيح وبكي أحباءه وفي باكر األحد قاـ فرنموا .وفي مساء اء َوِفي َّ
الص َب َِي ِب ُ
يت ا ْل ُب َك ُ
ىذا العالـ يكوف لنا ضيؽ وحزف وفي فجر الحياة األبدية يحؿ السرور والترنـ .فالعالـ مساء واألبدية صباح ألف
شمس البر ضياؤىا .وفي مساء المسيحي (سقوطو في الخطية) بكاء وحزف وفي صباح توبتو سرور وفرح.
َّت لِ َج َبمِي ِع ًّزاَ .ح َج ْب َ ت ِفي طُ َمأ ِْني َن ِتي «الَ أَتََز ْع َزعُ إِلَى األ ََب ِد»َ .يا َربِ ,ب ِر َ
ٚ ٙ
ت اك ثَب َّ
ض َ اآليات (َ " - )ٚ-ٙوأََنا ُق ْم ُ
اعا". و ْجي َك فَ ِ
ت ُم ْرتَ ً
ص ْر ُ َ َ
ىنا يحدثنا المرتؿ عف حالتو قبؿ الخطية إذ ظف نفسو انو لن يتََز ْع َزعُ وكاف مطمئناً لذلؾ ،واذ إتكؿ عمى ذاتو
أخطأ ف َح َج ْب اهلل َو ْج َيو عنو ،فصار محروماً مف نعمة اهلل ورحمتو .ولقد حدث مع داود ىذا فعبلً إذ في كبرياء
قمبو أراد إحصاء الشعب فسقط سقطة عظيمة .وىنا يعترؼ أف كؿ ما كاف جميبلً وعظيماً فيو إنما ىو برضاء
َّت لِ َج َبمِي ( لبيائي) ِع ًّاز والعكس حيف صرؼ اهلل وجيو عنو َّ
تحوؿ الجماؿ اك ثَب َّ
ض َاهلل وليس لبر فيو= َيا َربِ ,ب ِر َ
والقوة إلى قمؽ واضطراب .وىذا ما حدث لمبشرية إذ بسقوطيا فقدت سبلميا وقوتيا وسمطانياَ .ج َبمِي = في
المسيح صرنا جباال اي نحيا في السماويات وثابتيف في ايماننا وراسخيف فيو كالجباؿ الثابتة ،والمسيح جبؿ في
رأس الجباؿ (اش ٕ )ٕ2والروح القدس ىو يثبتنا في المسيح فنستمر جباال ( ٕكو ٔ )ٕٕ-ٕٔ2وىذا الثبات
في المسيح ىو ما يعطينا العز والمجد فالمسيح مجدنا ( زؾ ٕ )٘ 2والمسيح وسط كنيستو لبلبد يعطييا مجدا
وع از وبياء .واالية مترجمة وبنفس المفيوـ في السبعينية " يا رب بمسرتؾ اعطيت جمالي قوة " فجمالنا راجع
لثباتنا في المسيح.
103
ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)
إذ شعر داود بحالة فقداف السبلـ والقمؽ لـ يكف أمامو سوى أف يصرخ إلى اهلل .ىذا صراخ مف كاف قبؿ مجئ
المسيح محكوما عميو بالموت ويتضرع هلل ،وىو صراخنا اآلف حتي يحفظنا اهلل ثابتيف في المسيح فتكوف لنا
حياة .ونجد داود
في صراحة الحب يصرخ هلل ،ما المنفعة في ىبلكي وفي أف تفقد يا رب أحد محبيؾ .ىنا نجد عتاب الحب ،فيو
يستجدي بدالة مراحـ اهلل ويطمب تحقيؽ مواعيده اإلليية.
استَ ِم ْع َيا َرب َو ْار َح ْم ِنيَ .يا َربُ ,ك ْن ُم ِعي ًنا لِي". ٓٔ
آية (ٓٔ) ْ " -
جاءت في السبعينية بمغة (صيغة) الماضي .أي اهلل استجاب لتضرعاتو.
104
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الحادى والثبلثون
رنـ داود ىذا المزمور وىو في ضيقة ،ربما أثناء ىروبو مف شاوؿ .ويصمي كؿ مؤمف في ضيقتو بكممات ليطمب
الحماية مف اهلل مف أعدائو المتشامخيف.
َن َح َي ِاتي قَ ْد سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِنيَ .ن ْف ِسي َوَب ْط ِنئٓ .أل َّ ِ ِ ِ ِٜ
اآليات ( " - )ٔٛ-ٜا ْر َح ْمني َيا َرب أل ٍَّني في ض ْيقَ .خ َ
ت َع ًاراَ ,و ِع ْن َد َع َد ِائي ِ
ص ْر ُ اميِ .ع ْن َد ُك ٍّل أ ْ
ٔٔ ظِ شقَ َاوِتي قَُّوِتيَ ,وَبمِ َي ْت ِع َض ُعفَ ْت ِب َيني ِبالتََّني ِدَ . فَ ِني ْت ِبا ْلح ْز ِن ,و ِس ِن ِ
َ ُ َ
ت ِم ْث َل ص ْر ُيت ِم َن ا ْل َق ْم ِب ِم ْث َل ا ْلم ْي ِتِ .
َ ار ًجا َى َرُبوا َع ٍّنيُ .ن ِس ُ
ٕٔ
ين َأر َْوِني َخ ِ ارِفي .الَِّذ َ َّةَ ,وُر ْع ًبا لِ َم َع ِ
ِجيرِاني ِبا ْل ُكمٍّي ِ
َ
َخ ِذ َن ْف ِسي. ام َرِت ِي ْم َم ًعا َعمَ َّي .تَفَ َّك ُروا ِفي أ ْ
ير ِبي ِب ُم َؤ َ
ستَد ٌ
فم ِ
ين .ا ْل َخ ْو ُ ُ ْ
ير َت َم َذ َّم ًة ِم ْن َك ِث ِ س ِم ْع ُ ٍ
إِ َناء ُم ْتمَف .أل ٍَّني َ
ٖٔ ٍ
105
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)
َع َد ِائي َو ِم َن الَِّذ َ آجالِيَ .ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد أ ْ ت «إِل ِيي أَ ْن َ ٘ٔ ِ ِ َما أََنا فَ َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ
ٗٔ
ين ت» .في َيد َك َ ت َيا َربُ .ق ْم ُ أ َّ
َخ َزى أل ٍَّني َد َع ْوتُ َك .لِ َي ْخ َز ص ِني ِب َر ْح َم ِت َكَ .يا َرب ,الَ تَ َد ْع ِني أ ْ
ٔٚ ِ
ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْبد َكَ .خمٍّ ْ
ِ ِ ٔٙ
َي ْط ُرُدوَنني .أَض ْ
اس ِت َيا َن ٍة". ق ِبوقَ ٍ ِ
احةِ ,بك ْب ِرَي َ
اء َو ْ الصدٍّي ِ َ َ اوَي ِة .لِتُْب َك ْم ِشفَاهُ ا ْل َك ِذ ِب ,ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ُة َعمَى ٍّ
ٔٛ
س ُكتُوا ِفي ا ْل َي ِ ِ
ش َرُار .ل َي ْاألَ ْ
اآليات (ٔ )ٛ-رأينا فييا مراحـ الرب السابقة .وفي ىذه اآليات نجده يصرخ إلى اهلل لينعـ عميو بالرحمة ،فيو في
ضيؽ ،وطالما نحف في العالـ سيكوف لنا ضيؽ مف حروب داخمية وحروب خارجية ،ومف يستسمـ لمحزف والضيؽ
سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني ،وفي نفسو وجسده .وال أمؿ في االصبلح بدوف تدخؿ
يصيبو الضرر في بصيرتو = َخ َ
الخالؽ نفسو .والحظ في آية (ٓٔ) ميؿ اإلنساف المتألـ أف يتصور أف عمره كمو كاف أحزاف ،لـ يكف ىناؾ يوـ
حمو وىذا االندفاع في الغـ يزيد الم اررة داخؿ النفس ،ولكف ميزة داود والتي يجب أف نتعمميا منو أنو يحوؿ ىذه
المشاعر إلى صبلة فيتعزى ،وعندما يتعزى يسبح ،فنجد تضرعاتو ممزوجة بتسابيحو .وفي (ٔٔ) نراه مرفوضاً
بؿ عا اًر (ىو رمز لممسيح أشٖ٘ )ٖ2إذ حسبو معارفو مرفوضاً مف اهلل بسبب خطاياه .ولقد تخمى عنو أصدقاؤه
رعباً مف شاوؿ ،وحتى ال ينتقـ منيـ شاوؿ ألنيـ أعانوه حاسباً إياىـ خونة (ألـ يترؾ المسيح كؿ مف كانوا حولو
اء م ْتمَ ٍ
صر ُ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ حتى تبلميذه) ُن ِس ُ ِ
ف = (أشٕ٘ٔٗ2 ت مثْ َل إ َن ُ يت م َن ا ْل َق ْم ِب م ْث َل ا ْل َم ْيت = ىو في عزلتو صار كميتْ .
كاف منظره كذا مفسداً( + )..أشٖ٘ ٕ2ال صورة لو وال جماؿ )..وفي (ٖٔ) نجد صراحةً مؤامرة األعداء ليقتموه
واثارة اإلشاعات الرديئة ضده (الـ يحدث ىذا مع المسيح تماماً) ثـ نجد صراخو هلل .ميما اشتدت العزلة
ومؤامرات األعداء المحيقة فنحف نجد في اهلل المعونة والعزاء ،ميما اشتد ظبلـ اآلالـ وينعكس ىذا عمى النفس
ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك .وىي صرخة العيد القديـ ليأتي ِ
بأحزاف مرة ،فاهلل يضئ بوجيو عمينا فنتعزى= أَض ْ
المسيح.
106
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)
107
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والثبلثون
ىذا المزمور يحدثنا عف غفراف الخطية .وقاؿ بعضيـ أنو وضع ليصموا بو يوـ الكفارة والمزمور يحدثنا عف أف
كتـ الخطية ال يفيد صاحبيا وأف االعتراؼ بيا يعطي راحة .وفي ىذا يتفؽ مع (أـ" )ٖٔ2ٕٛمف يكتـ خطاياه ال
(يقِّ ْر
ينجح ومف يقر بيا ويتركيا يرحـ" " .ىنا نرى شرطيف لغفراف الخطية [ٔ] التوبة (يتركيا) [ٕ] االعتراؼ ُ
بيا) .ولكف نبلحظ في اآلية األولى طوبى لمذي ُغ ِفر اثمو وسترت (تغطت) خطيتو .وىذه اآلية استخدميا بولس
الرسوؿ في (روٗ )ٛ-ٙ2ليشرح كيؼ أف اهلل يبرر الفاجر الذي يؤمف وبإيمانو يحسب لو اهلل ب اًر بدوف أعماؿ.
وبولس ىنا يحدثنا في ىذا اإلصحاح عف عمؿ المسيح بنعمتو أي بعممو الخبلصي .فالتوبة واالعتراؼ ما كاف
ليما أف يغف ار أي خطية بدوف دـ المسيح الذي يكفِّر أي يستر ويغطي الخاطئ( .رؤ .)ٔٗ2ٚونبلحظ أىمية
اإلقرار بالخطية في قصة سقوط أبوينا آدـ وحواء ،فبعد سقوطيـ نجد اهلل يسأليـ وكاف اهلل ينتظر منيـ أف
أصر يشوع أف يعترؼ لو عاخاف ()ٜٔ2ٚ يعترفوا بالخطية ولكنيـ لـ يفعموا بؿ برروا أنفسيـ فمـ ينجحوا وليذا ّ
ويخبره عمناً بخطيتو ويعترؼ أماـ اهلل .وكنيستنا تمتزـ بيذا فتعمـ أوالدىا أف [ٔ] يؤمنوا بأف دـ المسيح ىو الذي
يكفر عف خطايانا [ٕ] نعترؼ بخطيتنا لمكاىف (سر االعتراؼ) [ٖ] نقدـ توبة (ال نعود لمخطية).
بالنسبة لداود فقد سقط في خطية أوريا ولـ يشعر بأنو أخطأ .ولكف ىو الحظ أنو بعد الخطية فقد سبلمو ،بؿ فقد
جاء ْه ناثاف ،واعترؼ أمامو بخطيتو
ترانيمو ولـ يعد يصمي ،بؿ تألمت عظامو وتألـ ألماً شديداً وكؿ ذلؾ حتى َ
وبدأ التحوؿ والرجوع لمحالة القديمة.
108
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
س أ َْو َب ْغلص ُح َكَ .ع ْي ِني َعمَ ْي َكٜ .الَ تَ ُكوُنوا َكفَ َر ٍسمُ ُك َيا .أَ ْن َ
اآليات («ٛ" - )ٔٔ-ٛأُعمٍّم َك وأُر ِش ُد َك الطَّ ِر َ ِ
يق الَّتي تَ ْ َ ُ َْ
َما ا ْل ُمتََوٍّك ُل َعمَى َّ الشٍّر ِ يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ
ات ٍّ ِ ِ ِ َّ ٍ ِِ ٍ ِ ٍ
ِببلَ فَ ْيمِ .بم َجام َو ِزَمام ِزي َنتو ُي َكم ل َئبل َي ْد ُن َو إلَ ْي َك»َ .كث َ
ٓٔ
الر ْح َم ُة
ب فَ َّ
الر ٍّ ير ,أ َّ
وب". يمي ا ْل ُقمُ ِ اى ِتفُوا يا ج ِميع ا ْلمستَ ِق ِ ونَ ,و ْ ب َو ْابتَ ِي ُجوا َيا أَي َيا ٍّ
الصدٍّيقُ َ تُ ِحيطُ ِب ِو .اف َْر ُحوا ِب َّ
الر ٍّ
ٔٔ
َ َ َ ُ ْ
109
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)
نرى اهلل كمرشد ومعمـ ألوالده في الطريؽ المموكي .وىو يعطي أوالده حكمة وفيماً فبل يكونوا كفرس ..ببل فيـ.
ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع اهلل في أفواىيا لجاماً يقيدىا بو ليضبطيا= ِبمِ َج ٍام َو ِزَم ٍام ِزي َن ِت ِو = ىذه
المجـ لمزينة ألنيا تقود النفس لمتوبة .ىذه المجـ تشير لتأديب اهلل وبعض التجارب التي يسمح بيا ،كما عوقب
شمشوف بالعمى لتستنير بصيرتو الداخميةُ .ي َكم ِل َئبلَّ َي ْد ُن َو إِلَ ْي َك = اهلل بتأديباتو كأنو يضع لجاماً في أفواىنا فبل
يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ
ات ٍّ
الشٍّرير. ِ
نجمح وراء شيواتنا فيدنو إلينا غضبو ف َكث َ
110
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والثبلثون
ب كتكممة لمزمور السابؽ .فالمزمور (ٕٖ) حدثنا عف بركات الغفراف وىنا نرى مف شعر بيذه ِ
ىذا المزمور ُكت َ
البركات وبقبوؿ اهلل لو يسبح اهلل بفرح عمى عطاياه اإلليية .ولقد انتيى (مزٕٖ) نبدأ لمتائبيف الذيف غفر ليـ اهلل
بأف يسبحوا ونجد ىنا االستجابة.
ىنا يذكر المرنـ أعماؿ اهلل العجيبة مع شعبو (شؽ البحر وىبلؾ فرعوف وجنوده) كسبب لمتسبيح .فاهلل الذي أنقذ
شعبو يوماً ىو ىو ال يتغير ومحبتو لنا دائماً كؿ يوـ.
ض ِم ْن َت األ َْر ُ ب مستَ ِقيم ٌة ,و ُك َّل ص ْن ِع ِو ِباألَما َن ِة٘ .ي ِحب ا ْل ِب َّر وا ْلع ْد َل .امتَؤل ِ
ْ َ َ ُ َ ُ الر ٍّ ُ ْ َ َ َن َكمِ َم َة َّ
اآليات (ٗٗ" - )ٔٛ-أل َّ
يو ُكل ُج ُنوِد َىاَ ٚ .ي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ ا ْل َي ٍّمَ .ي ْج َع ُل الم َج َج ِفي ات ,وِب َنسم ِة ِف ِ
الس َم َاو ُ َ َ َ ص ِن َع ِت َّ ب ُ بِ .ب َكمِ َم ِة َّ
الر ٍّ
ٙ
َر ْح َم ِة َّ
الر ٍّ
س ُكوَن ِة .ألَنَّ ُو قَ َ ضَ ,و ِم ْن ُو لِ َي َخ ْ اء .لِتَ ْخ َ
ٍ ٛ
الرب َّ
ٓٔ
ص َار. َم َر فَ َ انُ .ى َو أ َ ال فَ َك َ
ٜ
ان ا ْل َم ْس َّك ِ
ف ُكل ُ ب ُكل األ َْر ِ الر َّ
ش َّ َى َر
أْ
ت .أَ ْف َك ُار َق ْم ِب ِو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر.
ب فَِإلَى األ ََب ِد تَثْ ُب ُ الر ٍّ
ام َرةُ ََّما ُم َؤ َ
ٔٔ
وب .أ َّ شى أَ ْف َكار الش ُع ِ
َ ُمِم .الَ َام َرةَ األ َط َل ُم َؤ َ
أ َْب َ
الربَ .أرَى َج ِميعَ َب ِني ات َنظَ َر َّ السماو ِ اختَاره ِم ا ِ ِ ِ ٖٔ ِ
يرثًا ل َن ْفسو .م َن َّ َ َ الش ْعب الذي ْ َ ُ َ
الرب إِليياَِّ ِ َّ ,
َُ ُم ِة الَِّتي َّ وبى لِؤل َّ طُ َ
ٕٔ
ين َر ْح َمتَوُ",
اج َ الر ِ ب عمَى َخ ِائ ِف ِ
يو َّ
ٔٛ
الر ٍّ َ الَ ُي َن ٍّجيُ .ى َوَذا َع ْي ُن َّ
لماذا نسبح الرب؟
يم ٌة = وصاياه صالحة أعطاىا لنا لكي نحيا في فرح .ولما خالفناىا أرسؿ كممتو المتجسد بم ِ [ٔ] َكمِ َم َة َّ
ستَق َالر ٍّ ُ ْ
ليصمح إنحرافنا.
ب = مراحـ الرب ال تنتيي وأقصى ما وصمت إليو ىو صميب المسيح الذي بو َت ِم ْن َر ْح َم ِة َّ
الر ٍّ ض امتَؤل ِ
[ٕ] األ َْر ُ ْ
ستر عمى خطايانا فاهلل ي ِحب ا ْل ِب َّر َوا ْل َع ْد َل = فيو بعدلو قَبِؿ الصميب ليبررنا.
111
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)
112
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والثبلثون
كتب داود ىذا المزمور عندما تظاىر بالجنوف أماـ أبيمالؾ فطرده فإنطمؽ ونجا .ويقاؿ ىنا أبيمالؾ ،وفي أصؿ
القصة يقاؿ أخيش ممؾ جت (ٔصـٕٔ )ٔ٘-ٔٓ2ألف أبيمالؾ ىو اسـ عاـ لمموؾ الفمسطينييف مثمما نقوؿ
فرعوف في مصر.
وكاف ىروب داود إلى جت مف أماـ وجو شاوؿ ىو خطأ غير مبرر ،خطأ إيماني ،فإف كاف اهلل يحميو في
ييوذا ،وقد رأي عنايتو وحمايتو م ار اًر فمماذا اليرب وىذا أدى بو أف يتظاىر بالجنوف وىذا ضد الصراحة والحؽ
وىذا كمو ال يميؽ برجؿ اهلل .وليس معنى أف داود أخطأ أف اهلل يتخمى عنو ،أبداً فاهلل يعرؼ ضعؼ البشر
وينجييـ مف المؤامرات التي تحاؾ ضدىـ مف أشرار ىذا العالـ ،وينجييـ أيضاً مف نتائج أخطائيـ الشخصية.
وداود حيف نجا لـ ينسب نجاتو لمقدرتو في التظاىر بالجنوف أو لذكائو ،إنما نسب نجاتو ليد اهلل التي أنقذتو حيف
أخطأ بذىابو إلى ىناؾ .وىذا المزمور تسبحة هلل الذي أنقذه.
ون".
اء فَ َي ْف َر ُح َ ِ ِ آية (ٕ) ِ " -ب َّ
ٕ
س َمعُ ا ْل ُوَد َع ُ
ب تَ ْفتَخ ُر َن ْفسيَ .ي ْ
الر ٍّ
مف الذي يقدر أف يسبح الرب كؿ حيف إال الوديع المتواضع القمب ،ومف ىو المتواضع إال الذي ال يفتخر وال
يمدح نفسو بؿ يفتخر بالرب (ىذا ىو لساف حاؿ داود اآلف).
الر َّ ِ
آية (ٖ) َ " -عظٍّ ُموا َّ
ب َمعيَ ,وْل ُن َع ٍّل ْ
ٖ
اس َم ُو َم ًعا".
اهلل غير محتاج لتسبيح البشر ،بؿ نحف المحتاجيف أف نعظمو ونسبحو بألسنتنا وقموبنا فاهلل أعطانا كؿ ما لنا،
فمنسبحو بما أعطاه لنا ،وبكؿ ما لو عندنا .وقولو َم ًعا إشارة إلى وحدانية الكنيسة ،وحدانية الروح في الكنيسة.
113
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)
ٍّيس ِ
يو ,ألَنَّ ُو ب يا ِقد ِ وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتََوٍّك ِل َعمَ ْي ِو .اتَّقُوا َّ
ٜ َخ ِائ ِف ِ
يوَ ,وُي َن ٍّجي ِي ْم. ٛ
الر َّ َ ب! طُ َ الر َّ
ب َُّذوقُوا َوا ْنظُُروا َما أَ ْط َي َ
ش ْي ٌء ِم َن ا ْل َخ ْي ِر".
ب فَبلَ ُي ْع ِوُزُى ْم َ َما طَالِ ُبو َّ
الر ٍّ لَ ْيس عوٌز لِمتَّ ِق ِ
اع ْتَ ,وأ َّ
اج ْت َو َج َ
يو. احتَ َ
َ ََ ُ ش َبا ُل ْاألَ ْ
ٓٔ
114
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)
الشٍّر لِ َي ْق َ
اممِي َّ ضد ع ِ ب ِ اخ ِي ْمَ .و ْج ُو َّ ين ,وأُ ُذ َناه إِلَى صر ِ ب َن ْحو ٍّ ِ
ٔٙ ٘ٔ
طعَ َ الر ٍّ َُ الصدٍّيق َ َ ُ الر ٍّ َ اآليات (َ٘ٔ " - )ٕٕ-ع ْي َنا َّ
الرب ِم َن ا ْل ُم ْن َك ِس ِري
يب ُى َو َّ
ٔٛ الرب س ِمع ,و ِم ْن ُك ٍّل َ ِ ِ ِ
ش َدائدى ْم أَ ْنقَ َذ ُى ْم .قَ ِر ٌ ص َر ُخواَ ,و َّ َ َ َ
ِ ٔٚ
ض ذ ْك َرُى ْم .أُولئ َك َ
ِم َن األَر ِ ِ
ْ
ِ يعيا ي َن ٍّج ِِ ِ يرةٌ ِى َي َببلَ َيا ٍّ ِ س ِح ِقي الر ِ
قَ ,و ِم ْن َجم َ ُ الصدٍّي ِ وبَ ,وُي َخمٍّ ُ ا ْل ُقمُ ِ
ٕٓ ٜٔ
الربَ .ي ْحفَظُ َجميعَ يو َّ وحَ .كث َ ص ا ْل ُم ْن َ
يد ِه,
وس ع ِب ِ ِ
الرب فَادي ُنفُ ِ َ َّ
ٕٕ
ون. الصدٍّي ِ
ق ُي َعاقَ ُب َ ضو ٍّ يرَ ,و ُم ْب ِغ ُ يت ٍّ
الشٍّر َ الشر ُي ِم ُ
اح ٌد ِم ْن َيا الَ َي ْن َك ِس ُرَّ ٕٔ . ام ِو .و ِ
َ
ِعظَ ِ
ِ
ب". َو ُكل َم ِن اتَّ َك َل َعمَ ْيو الَ ُي َعاقَ ُ
ين = فكيؼ نخاؼ واهلل يسمع لتضرعاتنا .واف لـ ينقذنا مف الصد ِ
ٍّيق َ ب عمى ٍّ الر ٍّ
ىنا نرى األماف اإلليي= َع ْي َنا َّ
الضيقة المادية التي في العالـ ،فيو سينقذنا روحياً ويخمص نفوسنا ،وسماحو بالضيقة المادية سيكوف كسماح
وب ومنكسر القمب ال الصائغ الذي يسمح بنار الفرف ليخرج الذىب نقياً .فمنتضع فالرب قريب مف م ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ
ُ
يرةٌ ِى َي َببلَ َيا ِ
يخاصـ اهلل قائبلً لماذا سمحت بيذه الضيقة ،بؿ يقوؿ أنا ال استحؽ سوى ىذا بسبب خطايايَ .كث َ
ام ِو،ق = فمف يحبو الرب يؤدبو بعصاه ،ولكنو كأب ال يضرب حتى تنكسر عظامو= ي ْحفَظُ ج ِميع ِعظَ ِ
َ َ الصدٍّي ِ
ٍّ
واحد م نيا ال ينكسر .المقصود أف اهلل لف يطيؿ التأديب حتى تنكسر عظاـ اإلنساف الروحية ويفشؿ
(مزٕ٘ٔ .)ٖ2ولكف ليس المقصود العظاـ الجسدية ،فالمص اليميف كسروا عظامو وكاف في الفردوس مع المسيح
في نفس اليوـ .والشيداء كسروا عظاميـ وىـ اآلف في الفردوس .ولكف ىذه اآلية نبوة عف عدـ كسر عظاـ
المسيح (يو ) ٖٖ2ٜٔفالمسيح ىو البار الحقيقي والكامؿ وحده الذي يعنيو ىذا المزمور .وما ىي نياية األشرار=
ير = وىذه كانت عقوبة مف صمب الرب .وعدـ كسر عظاـ المسيح كاف إشارة لعدـ إنكسار الشر ُي ِم ُ
يت ٍّ
الشٍّر َ َّ
كنيستو أبداً ،فنحف مف لحمو ومف عظامو أعضاء جسمو (أؼ٘.)ٖٓ2
ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة فنذكر وقت محاكمة المسيح ،ونياية األشرار الذيف أحاطوا بو بؿ أصدروا
وصعد. قاـ بؿ عظـ، منو ينكسر فمـ ىو ونيايتو عميو الصمب حكـ
115
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والثبلثون
نرى ىنا داود المتألـ مف اضطياد أعدائو ،صارخاً إلى اهلل لينقذه .وما نطؽ بو مف لعنات ضدىـ كاف نبوة عما
حدث ليـ .وداود يرمز لممسيح البار المتألِّـ ببل خطية الذي ىاج الكؿ ضده .ولذلؾ اقتبس السيد المسيح
(آية )ٜٔأبغضوني ببل سبب وطبقيا عمى نفسو (يو٘ٔ .)ٕ٘2وكما تألـ المسيح مف اضطياد األعداء لو تتألـ
كنيستو ،جسده .لذلؾ يصمح تطبيؽ ىذا المزمور كنبوة عف آالـ المسيح وكنبوة عف آالـ كنيستو.
ب طَ ِ اح ُرُى ْم .لِ َي ُك ْن طَ ِريقُ ُي ْم ظَبلَ ًما َو َزلَقًاَ ,و َمبلَ ُك َّ
ب َد ِ ِم ْث َل ا ْلع ِ
ٙ
ارُد ُى ْم". الر ٍّ الر ٍّ
يحَ ,و َمبلَ ُك َّ الر ِ َّام ٍّ
صافَة قُد َ
ُ َ
نرى فييا ما يصيب المضطيديف .وكما سقطوا قداـ المسيح حيف قاؿ "أنا ىو" في البستاف ،ىكذا سيسقطوف دائماً
ويسقطوف دائماً أماـ قوتو غير المحدودة.
س ِ ِ ِ امي تَقُو ُل «يا رب ,م ْن ِم ْثمُ َك ا ْلم ْن ِق ُذ ا ْل ِمس ِك َ ِ
ظِآية (ٓٔ) َ " -ج ِميعُ ِع َ
ٓٔ
ير َوا ْل َبائ َ
ين م َّم ْن ُى َو أَق َْوى م ْن ُوَ ,وا ْلفَق َ ْ ُ َ َ َ
سالِ ِب ِو؟ »". ِ
م ْن َ
حيف ترى النفس عمؿ المخمص تصرخ مف ىيكؿ كياف اإلنساف الداخمي َيا َرب َم ْن ِم ْثمُ َك.
116
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
ظ ْم ِعي فَ ِر ُحوا َو ْ
اجتَ َم ُعوا. لكنَّ ُي ْم ِفي َ ت ح ِزي ًنأ٘ .و ِ
َ ُمو ا ْن َح َن ْي ُ َ
شىَ .كم ْن ي ُنوح عمَى أ ٍّ ِ
َ َ ُ َ ت أَتَ َم َّ َخي ُك ْن ُ قَ ِريبَ ,كأ ََّن ُو أ ِ
ٌ
ٍ ش ِات ِم َ
َج ِل َك ْع َكة َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ َعمَ ْمَ .م َّزقُوا َولَ ْم َي ُكفواَ .ب ْي َن ا ْلفُج ِ
َّار ا ْل ُمج ِ ٔٙ
َس َنا َن ُي ْم". َّان أل ْ ين َولَ ْم أ ْ اجتَ َم ُعوا َعمَ َّي َ
ْ
نرى ىنا وصفاً آلالـ المرنـ (أو المسيح أو كنيستو) .فاألعداء يقيموف شيود ظمـ ضده يشيدوف بأشياء خاطئة لـ
سأَلُوَن ِني .فيـ قالوا عف المسيح أنو ببعمزبوؿ يخرج الشياطيف .وىـ ردوا عمى حبو
َعمَ ْم َي ْ
يرتكبياَ .ع َّما لَ ْم أ ْ
بالكراىية فيو كاف يصمي ألجميـ ويصوـ ويذلؿ نفسو في مرضيـ ليشفييـ اهلل ،وأما ىـ في آالمو فرحوا .وىذا ما
حدث مع المسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر وقالوا أصمبو .وعف داود فمقد قاؿ لو شاوؿ "ألنؾ جازيتني خي اًر
صبلَ ِتي إِلَى
وأنا أجازيؾ ش اًر" (ٔصـٕٗ .)ٔٚ2ولقد بكي داود فعبلً عندما سمع خبر موت شاوؿ وابشالوـَ .و َ
ض ِني تَْرجعُ = كاف يصمي ليـ بالخير ليشفوا ولكنيـ بسبب شرورىـ لـ يستفيدوا منيا ،وعادت صبلتو إلى ِح ْ
حضنو أي أنو ىو تمتع ببركة صبلتو عف اآلخريف ،إذ طمب الخير ليـ .والحظ أف مشاعره نحوىـ كانت صادقة
ُم ِو .وىـ ردوا محبتو شرو اًر لكي يدمروا نفسو= ثَ َكبلً لِ َن ْف ِسي .وفي
وح َعمَى أ ٍّ
فيو حزف عمييـ في ضيقتيـ َك َم ْن َي ُن ُ
(٘ٔ ) نرى صورة لما حدث عمى المسيح نفسو إذ شتموه وى أزوا بو وىو عمى الصميب "ىو جاء إلى خاصتو
َج ِل َّار ا ْل ُمج ِ
َّان = مف ىـ يحتفموف احتفاالت وثنية في خبلعة ومجوف أل ْ وخاصتو لـ تقبمو" وفي (َ )ٔٙب ْي َن ا ْلفُج ِ
َس َنا َن ُي ْم = يصروف عمى أسنانيـ في غيظ وحقد يودوف لو افترسوا ىذا ٍ
َك ْع َكة = ألجؿ ثمف بخس= َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ
البرئ.
117
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)
ُح ْك ِمي = أي ال تتركني طويبلً في ىذه التجربة التي سمحت بيا حتى ال يشمتوا بي (ٕٗ) قائمين َى ْو َ
ش ْي َوتَُنا
أي ىذه ىي شيواتنا ىبلكو.
118
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والثبلثون
غير واضح زمف ومناسبة كتابة ىذا المزمور .ولكنو ىو مزمور يتأمؿ فيو داود في سبب أف األشرار (ربما الذيف
اضطيدوه ،أو األشرار عموماً) يرتكبوف شرورىـ وأنيـ بيذا يتغربوف عف الرب ونرى صورة لفساد األشرار ،وفي
المقابؿ نرى صورة لكماؿ اهلل المتعدد الجوانب.
ام َع ْي َن ْي ِو".
َم َ
َن لَ ْيس َخو ُ ِ
ف اهلل أ َ
ِ
يرِفي َداخ ِل َق ْم ِبي أ ْ َ ْ ص َي ِة ٍّ
الشٍّر ِ آية (ٔ) َ ٔ" -نأْم ُة مع ِ
َ َْ
اخ ِل َق ْم ِبي = قمبي يحدثني أف سبب معصية الشرير .أف ليس خوؼ اهلل أماـ عينيو يرِفي َد ِ ص َي ِة ٍّ
الشٍّر ِ َنأْم ُة مع ِ
َ َْ
والنصؼ األوؿ مف اآلية مترجـ ىكذا في اإلنجميزية THE TRANSGRESSION OF THE WICKED
SAITH WITHIN MY HEARTلذلؾ يقوؿ الحكيـ مخافة الرب رأس المعرفة (أـٔ.)ٚ2
ض ِو".
ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ
َُ س ُو لِ َن ْف ِس ِو ِم ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ آية (ٕ) " -ألَنَّ ُو َممَّ َ
ق َن ْف َ
ٕ
س ُو = ىو خدع ذاتو وغشيا ليرضي ذاتو ،او خدع نفسو ليرضي نفسو ويعمؿ ما تشتييو نفسو مف أل ََّن ُو َممَّ َ
ق َن ْف َ
اثاـ وخداع انساف شرير النساف اخر يتـ والضحية البرئ اليدري اما ىنا فنجد اف ىذا االنساف يخدع نفسو اماـ
عيني نفسو .فيو حيف يكتشؼ خطيتو يتعمؿ بعمؿ كقولو "أنا ال أعمـ أف ىذا الفعؿ خطية" أو "كؿ الناس يعمموف
ىذا الشئ" أو "إف اهلل ىو الذي أوجدىا أمامي" أو "أنا ضعيؼ وظروفي كده" .ىذا شئ يشبو مف يستعمؿ نوع
مف المسكنات ليسكف الـ جسدي ،وىنا ىو يجد مبررات ليسكف االـ ضميره .ومف يخاؼ الرب ال يقؿ مثؿ ىذا
دمر نفسو حقيقة .ولنبلحظ أف الشيطاف ال الكبلـ بؿ يعترؼ بخطيتو طالباً الرحمة .ولكف مف يخدع نفسو ُي ِّ
ض ِو = حيف يكتشؼ خطيتو او يكتشفيا ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ
َُ يستطيع أف يخدعنا إف كنا ال نخدع أنفسناِ .م ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ
الناس ،وىنا وحتي ال يكرىو احد او يمومو بؿ حتي ال يمومو ضميره يخترع المبررات.
فض َج ِع ِوَ .ي ِق ُ
اإل ثِْم َعمَى َم ْ
ف َع ِن التَّ َعق ِلَ ,ع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِرَ ٗ .يتَفَ َّك ُر ِب ِ شَ .ك َّاآليات (َٖ ٖ" - )ٗ-كبلَ ُم فَ ِم ِو إِثْ ٌم َو ِغ ٌّ
ض َّ
الش َّر". صالِ ٍح .الَ َي ْرفُ ُ في طَ ِريق َغ ْي ِر َ
ِ
صالِ ٍح = أما العاقؿ فيعرؼ أنو ضعيؼ ويمكف ليذا الطريؽ أف يجذبو ،ليذا ييرب ط ِريق َغ ْي ِر َ ف ِفي َ الشرير َي ِق ُ
مف طريؽ الشر ويرفضيا.اما ىذا الشرير فكؿ كبلمو فاسد وافكاره فاسدة حتي وىو عمي مضجعو .نيايتو رىيبة.
ف َع ِن التَّ َعق ِل َع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر.
واص ارره عمي ىذا الطريؽ ىو الجنوف بعينو = َك َّ
َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام". آية (٘) ٘" -يا ربِ ,في َّ ِ
الس َم َاوات َر ْح َمتُ َك .أ َ َ َ
ات َر ْح َمتُ َك = اهلل لو مراحـ أرضية مادية .فيو يشرؽ شمسو عمى األبرار واألشرار وىناؾ بركات السماو ِ ِ
في َّ َ َ
َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام = رحمة اهلل تنزؿ عمينا كما ينزؿ المطر مف السحاب .والسحاب سماوية روحية يتذوقيا أوالده .أ َ
يشير لمقديسيف وبشفاعتيـ لنا بركات .وتشير لؤلنبياء الذيف بنبواتيـ نشبع مف كممات الكتاب المقدس ويشير
119
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)
السحاب ألف مراحـ اهلل عالية جداً ،فائقة ومرتفعة وعظيمة لمغاية ،وميما كانت متاعبنا فمراحـ اهلل أعمى وأعظـ،
وىو ييب رجاء ألوالده ،بؿ يحوليـ إلى سماء ولسحاب مرتفع عف األرض.وتشير االية اف ارتفاع امانة اهلل تعني
انيا في حكمتيا غير مدركة لعقولنا ،ألف اهلل في محبتو يدبر لنا اعمى نصيب في السماويات ،اما نحف فكؿ
تفكيرنا محصور في اف محبة اهلل لنا برىانيا ىو في حصولنا عمي اكبر قدر مف االرضيات واقؿ قدر مف االالـ
.فيؿ فكر احد يوما اف الموت واالـ ىذا العالـ ىي الطريؽ لمسماء .واليس ىذا ما نصميو في القداس " حولت
لي العقوبة خبلصا "
يمي ا ْل َق ْمبٔٔ .الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ ين يع ِرفُوَن َك ,وع ْدلَ َك لِ ْممستَ ِق ِ
اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٕٔ-أ َِد ْم ِِ
اءَ ,وَي ُد َ ُ ْ ََ َر ْح َمتَ َك لمَّذ َ َ ْ
ام". ِ اإل ثِْمُ .د ِحروا َفمَم ي ِ
ار الَ تَُز ْح ِز ْح ِنيُ .ى َن َ
ٕٔ
اعمُو ِسقَطَ فَ ِ
ش َر ِ
يعوا ا ْلق َي َستَط ُاك
ْ َْ ُ األَ ْ َ
كؿ نفس تذوقت عطايا اهلل ،تصمي مع المرنـ ليديـ ليا اهلل ىذه المراحـ فبل تفقد سبلميا .ويبعد عنيا الكبرياء
فيبتعد عنيا اهلل بسبب كبريائيا .ويبعد عنيا األشرار حتى ال تغوى النفس وراء شرورىـ فيفقدوا طيارتيـ وبالتالي
ام = واألشرار الذيف يدبروف الشر ألوالد اهلل ِ سبلميـ ففي الكبرياء والشر سقط فاعمو اإلثـ َفمَم ي ِ
يعوا ا ْلق َي َ
ستَط ُ
ْ َْ
يسقطوف في شرورىـ ىذه ويسقطوا تحت لعنتيا .أما عدؿ اهلل فيستمتع بو المستقيمي القموب الذيف ال يخدعوا
اء = إبعد عني شر المتكبريف. أنفسيـ ويتممقونيا .الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ
َ
120
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والثبلثون
يقاؿ أف داود كتب ىذا المزمور قبؿ نياحتو بثبلث سنوات وفيو يضع حصيمة خبراتو ،وتتمخص في أنو ميما
نجح األشرار فنجاحيـ وقتي ،أما األبرار فبل يناليـ سوى الخيرات ،واف لـ ينالوىا عمى األرض فيـ سينالونيا في
السماء ويكفييـ عمى األرض أف اهلل يشعرىـ بعدـ التخمي عنيـ .ومما يؤكد أف داود كتبو بعد أف شاخ اآلية
(ٕ٘ ) .ونبلحظ أف داود حيف يقوؿ أف البار يرث األرض فيذا بمفيوـ العيد القديـ وفي العيد الجديد فاألرض
ىي رمز لمميراث السماوي.
121
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)
ين الصد ِ
ٍّيق َ اض ُد ٍّ ار تَْن َك ِسر ,وع ِ ش َر ِ
اع َد األَ ْ َن سو ِ ٔٚ
ار َك ِث ِ ق َخ ْيٌر ِم ْن ثَْرَوِة أَ ْ
ش َر ٍ اَْل َقمِي ُل الَِّذي لِ ٍّ
مصدٍّي ِ ٔٙ
ُ ََ ين .أل َّ َ َ ير َ
ونٜٔ .الَ ي ْخ َزو َن ِفي َزم ِن السو ِء ,وِفي أَي ِ
َّام ا ْل ُجوِع يرثُ ُي ْم إِلَى األ ََب ِد َي ُك ُ َّام ا ْل َك َممَ ِةَ ,و ِم َا الرب َع ِ ٔٛ
َ َ ُ ْ ف أَي َ ار ٌ َّ الرب. َّ
ض َوالَ ستَ ْق ِر ُ ان فَ ُنواٍّ ٕٔ . اعي .فَ ُنواَ .كالد َخ ِ اء ا ْلمر ِ ب َكبي ِ ش َرَار َي ْيمِ ُك َ ونٕٓ .أل َّ
ير َي ْ الشٍّر ُ ََ الر ٍّ َ َ اء َّ َع َد ُ
ونَ ,وأ ْ َن األَ ْ ش َب ُع ََي ْ
ون. ط ُع َ ين ِم ْن ُو ُي ْق َ ضَ ,وا ْل َم ْم ُعوِن َ ين ِم ْن ُو َي ِرثُ َ
ون األ َْر َ َن ا ْل ُم َب َارِك َ
ف َوُي ْع ِطيٕٕ .أل َّ ٍّيق فَ َيتََأرَّ ُ
الصد ُ َما ٍّ َي ِفي ,أ َّ
س ِن ٌد َي َدهُ".
ب ُم ْ الر َّ
َن َّ ط ِر ُح ,أل َّ ط الَ َي ْن َ
سقَ َ سر .إِ َذا َ
ٕٗ ان وِفي َ ِ ِ
ط ِريقو ُي َ سِ َ ات ِ
اإل ْن َ ط َو ُ
َّت َخ َ بَ تَثَب ُ ِم ْن ِق َب ِل َّ
الر ٍّ
ٖٕ
ق.الصدٍّي ِ إبميس ومف يتبعو مف األشرار يظنوف أنيـ أقوياء ،قادريف عمى إلحاؽ األذى بشعب اهلل= يتَفَ َّكر ِ
ض َّد ٍّ َ ُ
ض َح ُك ِب ِو = لماذا؟
الرب َي ْ
و َّ
آت = يرى الرب يوـ دينونتيـَن يوم ُو ٍ
[ٔ] َأرَى أ َّ َ ْ َ
[ٕ ] السيؼ الذي اعدوه ضد المسكيف يرتد ويدخؿ في قموبيـ .وسيؼ األشرار ال يمتد سوى ألجساد القديسيف وال
ينالوف مف أرواحيـ
[ٖ] اآلالـ تتحوؿ لخير القديسيف فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل .واهلل يستخدـ ىذه اآلالـ لتكميؿ
َّام ا ْل َك َممَ ِة
ف أَي َ الرب َع ِ
ار ٌ القديسيف= َّ
َّام ا ْل َك َممَ ِة =
ف أَي َ [ٗ] فشؿ خطط األشرار= ِق ِسي ُي ْم تَ ْن َك ِس ُر ،كما قاؿ يوسؼ الخوتو (تؾٓ٘ )ٕٓ2وقولو َّ
الرب َع ِ
ار ٌ
أف اهلل يعرؼ متى سيكمموف بيذه اآلالـ ليكوف ليـ نصيب في المجد السماوي ،حينئذ يسمح بموتيـ بعد أف
يكمموا .فاألشرار ليسوا أح ار اًر في أف يقتموا أوالد اهلل .لـ يكف لؾ سمطاف البتة إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ
(يو .)ٔٔ2ٜٔالَ ُي ْخ َز ْو َن ِفي َزَم ِن السو ِء = ال يخزى إال مف ال يثؽ في اهلل وال رجاء لو ،أما أوالده اهلل فيفتخروف
اء ا ْلمر ِ
اعي = أي الخراؼ السماف مف غناىـ وخيراتيـ ولكنيم َكالد َخ ِ
ان في الضيقات (روٗ .)ٖ2٘،واألشرار َكبي ِ
ََ ََ
فَ ُنوا = الخروؼ حينما يصير سميناً يقترب ذبحو ،والشرير كمما صار في بياء يقترب موعد دينونتو ،وىو
كالدخاف كمما ارتفع إلى فوؽ كبر حجمو ولكنو يبدأ ينتشر ويكبر حجمو ولكنو يتبلشى رويداً رويداً .أما البار
فيثبت الرب طريقو (ٖٕ) واف لـ يثبت الرب طريقنا سنسمؾ في طرؽ ممتوية .ونبلحظ أف الرب يسوع ىو
الطريؽ.
122
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)
123
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والثبلثون
ىذا المزمور ىو أحد مزامير التوبة لداود ،ممموء أحزاناً وشكوى ،فالخطية تأتي معيا بثمارىا مف اآلالـ واألحزاف،
بؿ يبدو أيضاً أف بعض األمراض قد أصابتو .واهلل يسمح بيذه اآلالـ لمخاطئ ليتواضع وينسحؽ أمامو .ومف
اآلالـ التي أوجعتو جداً ىجر أصحابو لو واضطياد أعداؤه لو .لقد تمذذ بالخطية لحظات وجنى ثمارىا المرة
سنوات .كؿ ىذه اآلالـ مع إحساسو بالندـ عمى خطيتو كاف ممكناً أف يدفعو لميأس ،ولكننا نراه يمجأ إلى اهلل
بالصبلة ليناؿ عوناً.
عنواف المزمور لمتذكير = ليذكر خطيتو وتكوف أمامو كؿ حيف ،ويذكر تأديب الرب فبل يعود ليا .وفي السبعينية
تذكر ألجؿ السبت= والسبب ىو الراحة .وفي اعترافنا وتوبتنا نجد راحة.
ىي نفسيا (مز .)ٔ2ٙىو ال يرفض التوبيخ ،لكنو يرفض غضب اهلل عميو.
ت أ َِئن ِم ْن َزِف ِ
ير َق ْم ِبي". ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِةُ .ك ْن ُ س َح ْق ُ
ت َوا ْن َ ص َّح ٌةَ .خ ِد ْر ُ
ٛ جس ِدي ِ
َ َ
داود الذي لـ ينحني أماـ جميات وال األسد والدب ،داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً ،مريضاً منحنياً تحت
اح ْت جراحاتي = ىذه لمتعبير عف نتانة الخطية ورائحتيا النتنة .والمرنـ يعتبر الخاطئ ثقؿ الخطية .أَ ْنتََن ْت ,قَ َ
جاىبلً أحمؽ= ِم ْن ِج َي ِة َح َماقَ ِتي والعكس نسمع رأس الحكمة مخافة الرب (أـٔ .)ٚ2والعجيب أف المسيح ليشفينا
قَبِؿ أف يحمؿ ىو ثفؿ خطايانا وينحني تحت الصميب ليرفع رأسي المنحني .وعمى كؿ منا أف ينسحؽ أماـ اهلل،
ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة.
س َح ْق ُ
خافضاً رأسو معترفاً بخطاياه ليحمميا ىو عنو = ا ْن َ
124
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)
َن
وش ٌك أ ْشمتُوا ِبي»ِ .ع ْن َدما َزلَّ ْت قَ َد ِمي تَعظَّموا عمَ َّئٚ .أل ٍَّني م ِ اآليات (ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙأل ٍَّني ُق ْم ُ ِ َّ
ُ َ ُ َ َ ت «ل َئبل َي ْ َ
اءَ .عظُ ُمواَ .والَِّذ َ َع َد ِائي فَأ ْ ُخ ِب ُر ِبِإثْ ِميَ ,وأَ ْغتَم ِم ْن َخ ِطي َِّتيَ .وأ َّ
أَ ْظمَ َعَ ,و َو َج ِعي ُمقَا ِبمِي َد ِائ ًما .أل ََّن ِني أ ْ
ٜٔ ٔٛ
ين َح َي ٌ َما أ ْ
الصبلَ َحٕٔ .الَ تَتُْرْك ِني َيا َرب.
اعي َّ َج ِل اتٍّب ِ شر ,يقَ ِ ِ
او ُموَنني أل ْ َ ون َع ِن ا ْل َخ ْي ِر ِب َ ّ ُضوَن ِني ظُ ْم ًما َكثُُرواَ .وا ْل ُم َج ُاز َ
ٕٓ
ُي ْب ِغ ُ
ع إِلَى معوَن ِتي يا رب يا َخبلَ ِ
َيا إِل ِيي ,الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني .أ ْ
َس ِر ْ
ٕٕ
صي". َ َ َ َُ
ىو سكت أماـ أعدائو ،لكنو لـ يسكت أماـ اهلل ،بؿ كاف يصرخ إليو في ثقة أنو سيستجيب .فبل يشمت بو أعدائو
َن أَ ْظمَ َع = أي أعرج .وترجمت في السبعينية "أما أنا لمسياط فمستعد" أي ( )ٔٙويتيمموف لسقوطو .أل ٍَّني م ِ
وش ٌك أ ْ ُ
المرنـ مستعد لآلالـ التي يسمح بيا الرب حتى إف وصمت ألف يعرج .ولكف جاءت السبعينية لتتنبأ في روعة عف
آالـ المسيح .وفي ( )ٔٛنرى ضرورة االعتراؼ بالخطية .وفي ( )ٜٔنرى قوة األعداء ولذلؾ ال نمجأ سوى هلل
األقوى منيـ .وفي (ٕٓ) نرى صورة لتخمي الجميع عف الرب يسوع وصورة لما يحدث لكؿ خاطئ ،والمسيح
صار خطية ألجمنا وتحمؿ كؿ ىذه اآلالـ كحامؿ خطية .وىو الذي عظموا عميو اتياماتيـ= َعظَّ ُموا .ومف الذي
فعؿ ىذا أصدقاؤه وأقاربو بالجسد وىو لـ يفتح فاه .وينيي المزمور بصراخو هلل لكي ال يبعد عنو ،ويعينو .وتفيـ
عظموا أف الذيف ظمموه إنتفخوا وكبروا وىـ المخطئيف.
125
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والثبلثون
يقوؿ القديس أثناسيوس وغريغوريوس الناطؽ باإللييات أف داود ألؼ ىذا المزمور بإلياـ الروح القدس وأعطاه
ليدوثوف الذي انتخبو داود لمتسبيح.
قرر أف يضبط عواطفو ويبقييا داخمو ،ال يتذمر وال
غالباً كاف داود في ألـ عظيـ وىو يكتب ىذا المزمور ،ولكنو َّ
يشتكي أماـ أعدائو ،ولكف يتكمـ ويفضي بما في داخمو أماـ اهلل فقط .ونجد داود ىنا يشعر أف اإلنساف كبخار
يظير قميبلً ثـ يضمحؿ ،فتساءؿ ،ولماذا كؿ ىذا الصراع عمى الدنيا والكؿ سينتيي سريعاً .وفي ألمو يردد ما
قالو أيوب مف قبؿ ..إذا كانت أيامي ستنتيي سريعاً فيؿ أحيا ىذه الحياة القصيرة وأنا متألـ بكؿ ىذه التأديبات.
126
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)
127
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
عودة لمجدول
المزمور األربعون
كتب داود ىذا المزمور بعد خبلصو مف شدة عظيمة ،وىو يسبح اهلل عمى النجاة .ونجد أنو يقؼ أماـ اهلل شاع اًر
بأنو أخطأ إليو ،وربما شعر أف أالمو كا نت نتيجة لغضب اهلل عميو بسبب أثامو .وبروح النبوة تحولت تسبحتو
ىذه لتصبح نبوة عف المسيح وخبلص المسيح لمبشرية بعد أف تألَّـ ألجميا ثـ قاـ .فكممات داود عف أالمو
وخبلصو ىنا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح .ولقد طبؽ بولس كممات ىذا المزمور عمى
المسيح (عبٓٔ.)ٔ٘-٘2
ب ا ْل َيبلَ ِكِ ,م ْن ِط ِ َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ ِ ب ,فَما َل إِلَ َّي و ِ اآليات (ِٔ " - )٘-ا ْن ِت َ
ٕ ٔ
ين ص َراخيَ ,وأ ْ سم َع ُ
َ َ الر َّ َ ت َّ ظ ْر ُ
ار ا ْنتَ َ
ظ ًا
ِ يم ًة َج ِد َ ِ ِ ِ ِ ص ْخ َرٍة ِر ْجمَ َّي .ثَب َ ِ
يح ًة ِإل ل ِي َناَ .كث ُ
س ِب َ
ٖ
ون َي َر ْو َن
ير َ يدةً ,تَ ْ َّت ُخطُ َواتيَ ,و َج َع َل في فَمي تَْرن َ ام َعمَى َ
ا ْل َح ْمأَةَ ,وأَقَ َ
ب.
الر ٍّ ون َوَيتََو َّكمُ َ
ون َعمَى َّ َوَي َخافُ َ
ت
ت أَ ْن َ ير َما َج َع ْم َ ين إِلَى ا ْل َك ِذبَ ٘ .ك ِث ًا يس َوا ْل ُم ْن َح ِرِف َ ار ِ طِب ُمتَّ َكمَ ُوَ ,ولَ ْم َي ْمتَ ِف ْت إِلَى ا ْل َغ َ وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي َج َع َل َّ
الر َّ طُ َ
ٗ
َن تُ َعدَّ".اد ْت َع ْن أ ْ الرب إِل ِيي َع َج ِائ َب َك َوأَ ْف َك َار َك ِم ْن ِج َي ِت َنا .الَ تُقَ َّوُم لَ َد ْي َك .أل ْ
ُخ ِب َر َّن َوأَتَ َكمَّ َم َّن ِب َياَ .ز َ أَي َيا َّ
ىنا نرى تسبيح داود هلل الذي أنقذه مف ضيقتو .فيو كاف في ضيقتو قريباً جداً مف الموت (حدث ىذا أياـ شاوؿ
ين ا ْل َح ْمأ َِة إشارة إلى أنو لو مات لكاف قد ب ا ْل َيبلَ ِك ,و ِط ِ وأياـ إبشالوـ) وأنقذه اهلل مف موت محقؽ ،أسماه ىنا ُج ٍّ
دفف في قبر وىمؾ .ولكف إذا فيمنا أف المزمور نبوة عف المسيح فالمسيح فعبلً قد مات ودفف وذىب إلى الجحيـ
ب= الر َّ
ت َّ ظ ْر ُ
ار ا ْنتَ َ
ظ ًا لينقذ مف مات عمى الرجاء .ويكوف خبلص اهلل لممسيح ىو قيامتو وقيامة كنيستو معوِ .ا ْن ِت َ
ب ا ْل َيبلَ ِك= الجب بئر َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ
دليؿ المثابرة والصبر في الضيقة .ىكذا صمت المسيح أثناء محاكمتو أ ْ
عميؽ موحؿ (أر .) ٖٛونحف بخطيتنا سقطنا في جب الموت واليبلؾ واحتجنا ليد الرب (المسيح) ليخمصنا .بؿ
ىو أخرجنا وأقامنا عمى صخرة ىي الرب يسوع نفسو ،وما عادت أقدامنا تغوص في وحؿ الجب (شيواتنا
وخطايانا) بؿ ثبت المسيح أقدامنا في طريؽ النصرة عمى الخطية ،طريؽ اإليماف .ومف شعر بخبلص المسيح
ون = يروف خبلص الرب ويتمموا خبلصيـ بخوؼ ورعدة ،حيف يدركوا سر ون َي َر ْو َن َوَي َخافُ َ
ير َ ِ
يسبح (ٖ) َكث ُ
الصميب ،فإف كاف اهلل لـ يشفؽ عمى ابنو ،فإنو لف يشفؽ عمى كؿ خاطئ ال يريد أف يتوب .وكؿ مف يفعؿ
ار ِ
يس = المتكبريف طِوبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذيَ ..ولَ ْم ينظر إِلَى ا ْل َغ َ
ويتوب يثبت في المسيح فيقوـ معو ،وىذا طوبى لو= طُ َ
وىـ الشياطيف الذيف يغووف أوالد اهلل باألباطيؿ ،لذلؾ ترجمت اآلية في السبعينية ولـ ينظر إلى األباطيؿ وفي
(٘) نرى أف أفكار اهلل عجيبة ال يتصورىا العقؿ البشري ،فمف كاف يفيـ سر الصميب قبؿ حدوثو ،وىؿ كاف
ب = تفيـ أيضاً أنيا دليؿ
الر َّ
ت َّظ ْر ُ
ار ا ْنتَ َ يتصور إنساف أف يكوف ىذا سبباً لخبلص البشر وحبلً لمشكبلتيـِ .ا ْن ِت َ
ظ ًا
المثابرة والصبر والثقة في مواعيد اهلل .الَ تُقَ َّوُم = عطايا اهلل لنا عجيبة وتتضاعؼ دائماً .ومف يعرؼ ىذه المحبة
ينتظر الرب بثقة.
128
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
129
ضفر المسامير ( المسمور األربعون)
ٖ) اهلل كممنا فيو ( عب ٔ ) ٕ 2وىذا ما قالو اهلل لموسي عف المسيح (تث ) ٜٔ – ٔ٘ 2 ٔٛ
وفي (ٕٔ) نرى الشرور التي أحاطت بالمسيح كؿ حياتو ،بؿ مف لحظة والدتو واضطياد ىيرودس لو حتى
آثامي = ىذه يقوليا داود أو أي إنساف ،أما المسيح فاألثاـ التي صنعيا البشر حمميا ىو الصميب .حاقَ ْت ِبي ِ
َ
َن أ ُْب ِ
ص َر = فأنقياء القمب َستَ ِطيعُ أ ْ
ولكنو لـ يصنع إثماً .ويستمر داود في شرح موقؼ اإلنساف الخاطئ فيقوؿ َوالَ أ ْ
ىـ الذيف يعاينوف اهلل .وىذه بفـ داود فييا يعترؼ بمساف اإلنساف عموماً بأف خطاياه الكثيرة حرمتو مف أف يرى
اهلل بؿ دفعتو لميأس مف الخبلص ،فيو لـ يعد قاد اًر أف يرى طريؽ لمنجاة مف الموت ومف الجحيـ .وفي يأسو
قاؿ= َوَق ْم ِبي قَ ْد تََرَك ِني = فقمبو الجريح صار غير قاد اًر أف يرفع هلل .وربما تشبو مز(ٕٕ) قمبي صار كالشمع
ذاب وسط أحشائي.
130
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي واألربعون
ىو مزمور نبوي يتحدث فيو داود عف مقاومة األشرار لمسيد المسيح وأالمو ونصرتو ولقد أشار لو السيد المسيح
بكونو نبوة عف خيانة ييوذا لو (يؤٖ + ٔٛ2أعٔ )ٔٙ2ولذلؾ تصمي الكنيسة ىذا المزمور في صموات الساعة
الثالثة.
نفيـ المزمور بطريقتيف
تعميمية فنرى فيو مكافأة مف ييتـ بأخوة الرب. .1
نبوية. .2
131
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)
وىنا نجد المسيح المعيف الذي ينتشمنا مف ىذا الفتور .ومف سرير الشيوة الزمنية ويعطينا حرية مف العدو
الشرير.
َيتَ َكمَّ ُمُ ٚ .كل اآليات (َ ٙ" - )ٜ-ٙوِا ْن َد َخ َل لِ َي َرِاني َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِبَ .ق ْم ُب ُو َي ْج َمعُ لِ َن ْف ِس ِو إِثْ ًماَ .ي ْخ ُر ُجِ .في ا ْل َخ ِ
ار ِج
ب َعمَ ْي ِوَ .ح ْي ُ ِ
ون «أ َْمٌر َرِد ٌ اج ْو َن َم ًعا َعمَ َّيَ .عمَ َّي تَفَ َّك ُروا ِبأ َِذي َِّتيَ .يقُولُ َ ِ ِ
ٛ
ط َج َع الَ
اض َْ ث س َك َ
يء قَد ا ْن َ ُم ْبغض َّي َيتََن َ
آك ُل ُخ ْب ِزيَ ,رفَ َع َعمَ َّي َع ِق َب ُو!" ت ِب ِوِ , سبلَ َم ِتي ,الَِّذي َوِث ْق ُ ضا َر ُج ُل َ
ٜ
وم» .أ َْي ً ود َيقُ ُ
َي ُع ُ
ىذا ما حدث مف أخيتوفؿ ضد داود الذي صار رم اًز لييوذا .وىنا نرى مؤامرات تحاؾ ضد المسيح مف األشرار.
ومف الشيطاف ضد الكنيسة .ىذه اآليات تنطؽ بما حدث لممسيح حيف إجتمع الييود برؤساء كينتيـ ،وكينتيـ
والفريسييف والناموسييف بؿ وبيبلطس وىيرودس بؿ الشعب كمو ضده ،وتشاوروا عميو ليصمبوه ظناً منيـ أنو إف
وم.
ود َيقُ ُ
ط َج َع الَ َي ُع ُ
اض َ
ث ْمات ال يعود يقوـ = َح ْي ُ
سبلَ َم ِتي = ييوذا الذي كاف تمميذا لمرب مف رجالو الذيف وثؽ بيـ ،وأكؿ معو (يؤٖ.)ٙ2 إنسان َ
132
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني واألربعون
يتفؽ كثير مف الدارسيف أف داود ىو كاتب المزمور حيف كاف منفياً عف الييكؿ في فترة شاوؿ أو إبشالوـ ،وكاف
يعبر في المزمور عف اشتياقاتو لمعودة .وبعد عودتو سمَّـ المزمور إلى بني قورح لتمحينو وانشاده .وأصحاب ىذا
الرأي يدلموف بأف المتكمـ ىنا بصيغة المفرد ولو كاف بنو قورح ىـ الذيف الفوه الستخدموا صيغة الجمع .والمزمور
أتخذ كنبوة عف حاؿ المسبييف في بابؿ واشتياقيـ لمرجوع .واألىـ ىو نبوة عف اشتياؽ البشرية المسبية تحت
عبودية إبميس لمخبلص والرجوع لموطف الجديد (الكنيسة) مجتازة مياه المعمودية= جداول المياه .مشتاقة أيضاً
لئلمتبلء مف الروح القدس المعزي (يو )ٖٛ2ٚ،ٖٜوأيضاً المزمور ىو صرخة مف شعب العيد القديـ فييا تعبير
في" فإف
عف عطشيـ لرؤية المخمص .عموماً كؿ نفس مازالت مستعبدة لمخطية تقوؿ مع المرنـ "نفسي منحنية ّ
قدمت توبة بدموع صارت لي دموعي خب ازً= يعود ليا االشتياؽ إلى اهلل .وتقوؿ عطشت نفسي إلى اهلل .والمسيح
إلى ويشرب" (يو )ٖٚ2ٚويقوؿ طوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف
يجيب "إف عطش أحد فميقبؿ ّ
(مت٘)ٙ2
رجاء ونجد فيو مخاوؼ ،نجد فيو نغمةً ىذا المزمور بكمماتو الرقيقة يشعؿ اشتياقات المؤمف إلى اهلل ،نجد فيو
فرح ونغمة حزف وأسى .ىنا صراع بيف نوعيف مف المشاعر ،مشاعر اإليماف والرجاء واالشتياؽ إلى اهلل،
والمشاعر اإلنسانية المتألمة مف واقعيا الخاطئ الذي دنستو شيواتيا وتقصيراتيا .وكأف كممات المزمور نجد فييا
حوا اًر بيف النوعيف مف المشاعر.
ش ْت َن ْف ِسي إِلَى
اق َن ْف ِسي إِلَ ْي َك َيا اهللَُ .ع ِط َ
ٕ
شتَ ُ او ِل ا ْل ِمي ِ
اه ,ى َك َذا تَ ْ َ اإلَّي ُل إِلَى َج َد ِ
اق ِ
شتَ ُ
ٔ
اآليات (َٔ " - )ٕ-ك َما َي ْ
َجيء وأَتَراءى قُدَّام ِ اهلل ,إِلَى ِ ِ
ِ
اهلل ؟" َ اإل لو ا ْل َح ٍّيَ .متَى أ ِ ُ َ َ َ
ىنا صوت الرجاء واإليماف واالشتياؽ هلل .فكما تشتاؽ األيؿ في براري فمسطيف الجافة الحارة لموسـ امتبلء
الجداوؿ بالماء في فصوؿ المطر ،ىكذا يشتاؽ المؤمف في برية ىذا العالـ لعطايا وتعزيات الروح القدس (كممة
اهلل واألسرار المقدسة) .والحظ أف األيؿ سريعة العدو وىكذا ينبغي أف يسرع المؤمف في طريؽ اهلل .ومف طبيعة
األيؿ أنيا تجتذب الحيات لتخرج مف جحورىا عف طريؽ أنفاسيا الخارجة مف منخارىا ،واذا خرجت تقتميا
وتمزقيا إرباً ومع ذلؾ فإذا ما سرى السـ الخارج مف الحيات في األيائؿ يميب جوفيا فإنو وأف لـ يقتميا لكنو
يجعميا في حالة ظمأ محرؽ فتشتاؽ إلى جداوؿ مياه صافية لتطفئ نيراف السـ الذي سبب ليا عطشاً( .الحيات
رمز لمشياطيف) وعمينا أف ندمر وندوس خطايانا لنرتوي مف أبار مياه الروح القدس بعد أف نشعر بالعطش
(أرٕ .)ٖٔ2عطشت نفسي إلى اهلل .النفس التائبة تدرؾ أنو ال حياة ليا وال تعزية إال باف تتقابؿ مع اهلل الحي
فتشتاؽ ليذا المقاء .وىو اشتياؽ النفوس اآلف لمجيء المسيح الثاني لنراه وجياً لوجو.
133
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
ىذ ِه أَ ْذ ُك ُرَىا
إِلي َك؟ »ِ ٗ .
يل لِي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن
ُ ار َولَ ْيبلً إِ ْذ ِق َ وعي ُخ ْب ًاز َن َي ًا صار ْت لِي ُدم ِ
ُ
ٖ
اآليات (َٖ َ " - )ٗ-
ٍ
ص ْو ِت تََرنٍم ِ ِ ب َن ْف ِسي َعمَ َّي أل ٍَّني ُك ْن ُ
ور ُم َع ٍّي ٌد". اع ,أَتَ َد َّر ُج َم َع ُي ْم إِلَى َب ْيت اهلل ِب َ
َو َح ْمدُ ,ج ْم ُي ٌ َمر َم َع ا ْل ُج َّم ِ
ت أُ َس ُك ُ
فَأ ْ
ىنا صوت األلـ مف الوضع الحالي ،وبالذات حيف تقارف النفس حالتيا وىي في العبودية وحالتيا السابقة حينما
كانت تتمتع مع اهلل ،تقؼ أمامو في الييكؿ .فاآلف بسبب خطاياىا صارت دموعيا خبز النيار والميؿ .ولماذا قاؿ
ص َار ْت لِي ُخ ْب ًاز ولـ يقؿ صارت لي شراب .ألف الخبز بدوف شراب يزيد مف حالة العطش .ونجد المرنـ وعي َ ُدم ِ
ُ
يبكي الميؿ والنيار ليعود إلى اهلل .والنيار يشير ألياـ الفرج والميؿ يشير ألياـ التجارب .وما زاد مف أالـ المرنـ
ىذ ِه
سخرية األعداء منو قائميف " أ َْي َن ىو إِلي َك " فيـ يحاولوف تحطيـ رجاؤه في اهلل كأف اهلل تركو وتخمي عنو ِ .
ُ
ب َن ْف ِسي َعمَ َّي = ما ىذا الذي يذكره؟ بقية اآلية تشرح أنو يتذكر أياـ ظيوره وسط الجماعة في َس ُك ُ
أَ ْذ ُك ُرَىا فَأ ْ
العبادة واحسانات اهلل عميو فينسكب أماـ اهلل طالباً أف يعيد عميو ىذه اإلحسانات ،ىو ال يشغؿ نفسو بإىانات
ور ُم َع ٍّي ٌد = فما
العدو ،بؿ ينشغؿ بذكريات وخبرات اهلل معو في أيامو السابقة ليجدد رجاؤه .والحظ قولو ُج ْم ُي ٌ
يجدد الرجاء أياـ األفراح (األعياد) السابقة .أياـ الفرح السابقة ىي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلـ.
َج ِل َخبلَ ِ ين ِف َّي؟ ْارتَ ِجي اهللَ ,أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ آية (٘) " -لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ
٘
ص َح َم ُدهُ ,أل ْ
َو ْج ِي ِو".
حيف ذكر إحسانات اهلل ،عادت نغمة الرجاء واإليماف فتساءؿ لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة
َيا َن ْف ِسي ؟
َّارِات َك َولُ َج ِج َك َ ص ْو ِت َم َي ِ
ازي ِب َكُ .كل تَي َ
ِ ِ ِ
ٚ
ط َم ْت َعمَ َّي". ص َع َرَ .غ ْمٌر ُي َنادي َغ ْم ًار ع ْن َد َ
م ْ
يعود ىنا لمشكوى مف آالمو الحاضرة والتجارب المحيطة بو .فيو قد طرد مف أورشميـ واضطيدوه فيرب إلى
ِ ال حرم َ ِ
ص َع َر = وىذه تعني التؿ المنخفض. ون= م ْن َج َب ِل م ْ ِ ِ
األردن األ ُْرُد ٍّن (وادي األردف المنخفض) ومنطقة ج َب َ ْ ُ
ض األ ُْرُد ٍّن .ونحف يمكننا مف أي ومف أماكف تغربو كانت عينيو دائماً تنظراف ألورشميـ العالية = أَ ْذ ُك ُر َك ِم ْن أ َْر ِ
مكاف وفي كؿ زماف أف تتجو عيوننا إلى اهلل ،إلى أورشميـ السماوية .في كؿ ذلنا وتواضعنا وانخفاض مستوانا
(وادي األردف وجبؿ مصعر) يمكننا أف ننظر لمسماء (أورشميـ السماوية) وشكواه ىنا مف اف نفسو منحنية راجع
تعرض آلالـ وتجارب فاضت عميو َغ ْمٌر ُي َن ِادي َغ ْم ًار = أي تجربة
لتغربو بعيداً عف اهلل .وفي بعده عف اهلل َّ
عمى لتغرقني وراءىا تجربة أخرى وىكذا .وعموماً فمف حكمة اهلل يسمح لنا بأف نجتاز ىذه التجارب تفيض ّ
فتنخفض كبرياؤنا ونصير كمف ىـ في وادي منخفض (األردف) أو تؿ منخفض (يصعر) .واذا تواضعنا نرفع
ِ ون جبؿ ٍ
ص َع َر جبؿ منخفض. عاؿ جداً و َج َب ِل م ْ عيوننا ألورشميـ السماوية إلى اهلل فنجد االستجابةِ .ج َب ِل َح ْرُم َ
عاؿ ،فيو في آالمو تنخفض كبرياؤه ،ولكف ما يعزيو أنو يعود ويذكر عبلقتو الحموة السابقة فجبؿ حرموف جبؿ ٍ
مع اهلل التي جعمتو يتذوؽ السماويات التي يشير ليا عمو جبؿ حرموف ،وقمة ىذا الجبؿ ثمجية تشير لبره السابؽ.
134
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)
وىذا ىو مفيوـ التواضع الصحيح إنسحاؽ مع رجاء في مراحـ اهلل أف يعيده ليذه العشرة السماوية .ولكف الحظ
أنو يذكر جبؿ حرموف أوالً ويعود ويذكر جبؿ مصعر المنخفض في تواضع والمعنى أنو يقوؿ لقد إنخفض
مستواي.
لو َح َي ِاتي".
الرب ر ْحمتَ ُو ,وِبالمَّْي ِل تَس ِبيح ُو ِع ْن ِدي صبلَةٌ ِإل ِ
َ ْ ُ ار ُيوصي َّ َ َ َ
الني ِ ِ
آية (ِ " - )ٛب َّ َ
ٛ
صوت اإليماف والرجاء نتيجة رفع القمب هلل .فنجد ىنا رجاء ينير قمبو بأف نيار الخبلص البد وسيشرؽ ويأتي
معو ليؿ الراحة والتسبيح
ص َو ْج ِيي
َح َم ُدهَُ ,خبلَ َ ين ِف َّي؟ تََرج ِ
َّي اهللَ ,أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ آية (ٔٔ) " -لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ
ٔٔ
َوِال ِيي".
المزمور ينتيي بالرجاء ونغمة الرجاء تعود ثانية.
ممحوظة 2مز(ٖٗ) يعتبر تكممة ليذا المزمور لذلؾ ينتيي بنفس الشكوى "لماذا أنت منحنية يا نفسي".
135
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث واألربعون
يعتقد البعض أف (مزٕٗ ،مزٖٗ) يمثبلف وحدة واحدة .فييما يصرخ المرتؿ وغالباً ىو داود في حزنو هلل مشتاقاً
لمرجوع لمعبادة في ىيكؿ اهلل لينعـ بالحضرة اإلليية .ولذلؾ اقترح البعض أف يكوف داود قد كتب ىذا المزمور
(ٕٗ )ٖٗ،في فترات ىروبو مف أماـ شاوؿ أو أبشالوـ يعبر عف إشتياقو لمعودة إلى الييكؿ .وفي (مزٕٗ) نراه
بعنواف قصيدة لبني قورح ،ويغمب أف داود كتبو وأعطاه لبني قورح لترنيمو.
جاء المزمور نبوة عف كؿ مف أرغمتو الظروؼ أف يبتعد عف أورشميـ وعف الييكؿ لذلؾ قيؿ أنو نبوة عف
السبي( .المقصود ٕٗ ٖٗ،كبلىما كوحدة واحدة) .ولذلؾ وبنفس المفيوـ فكؿ مف استعبد لمخطية تحت
يد العدو القاسي يمكنو أف يرنـ بيذه الكممات تعبي اًر عف إشتياقو لمعودة مف السبي ،والسبي ىنا يشير إلى
الخطية الداخمية والى األعداء الخارجييف (إبميس ومف يتبعو).
يتخذ المزمور كنبوة عف المسيح المتألـ مف األمة الييودية غير الراحمة ومف ييوذا رجؿ الغش (آيةٔ)
لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة.
الترجمة السبعينية تشير صراحة أف كاتب المزمور ىو داود.
ض َايقَ ِة ا ْل َع ُد ٍّو؟"
شى َح ِزي ًنا ِم ْن ُم َ
ضتَِني؟ لِ َما َذا أَتَ َم َّ
ص ِني .لِ َما َذا َرفَ ْ ت إِ ُ ِ
لو ح ْ آية (ٕ) " -أل ََّن َك أَ ْن َ
ٕ
المرتؿ يصرخ هلل فيو وحده قوتو .وقد يشعر الخاطئ أف اهلل رفضو إذ يفقد التعزيات وقد يشعر المريض أو
ضتَِني .وكاف ىذا ىو ما قالو المسيح إليي إليي لماذا تركتني .فيي المتألـ أو المضطيد أف اهلل تركو = لِ َما َذا َرفَ ْ
شى .فالضيقة لـ تصبو بالشمؿ ولـ يتوقؼ ولـ يتراخ عف صرخة المتألـ في ألمو .ولكف يحسب لممرتؿ قولو أَتَ َم َّ
جياده بالرغـ مف حزنو .والمسيح استمر في طريؽ الصميب ولـ يتراجع بالرغـ مف أنو قاؿ "نفسي حزينة جداً
في أو ىو إبميس بمؤامراتو فالخطية تسبب الحزف بينما
حتى الموت" .ومضايقة العدو ىنا ىي الخطية الساكنة ّ
البر سبب فرح.
اك ِن َك".
ان ِبي إِلَى جب ِل قُ ْد ِس َك وِالَى مس ِ
َ َ َ ََ ور َك َو َحقَّ َكُ ,ى َما َي ْي ِد َي ِان ِني َوَيأ ِْت َي ِ ٖ ِ
آية (ٖ) " -أ َْرس ْل نُ َ
136
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)
س اهلل أي ألورشميـ أو لعودة المرتؿ يطمب عوف اهلل لكي يرجع مف سبيو "(الخطية أو مف بابؿ) إِلَى َج َب ِل قُ ْد ِ
الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخبلص .الكنيسة ىي الجبؿ الذي رآه دانياؿ حج اًر صغي اًر ثـ
ور َك َو َحقَّ َك ُى َما ِ
نما وكبر وصار جببلً كبي اًر مؤل وجو األرض وطمبة ىذه الكنيسة لرأسيا الرب يسوع ىي أ َْرس ْل ُن َ
َي ْي ِد َي ِان ِني = ىي طمبة كؿ نفس حتى ال تخسر الشركة في جبؿ قدس اهلل .فالرب يسوع ىو نور اآلب وحقو فيو
الذي قاؿ أنا ىو نور العالـ .والطريؽ الوحيد لمخبلص ىو الطمب والمجاجة.
َحم ُد َك ِبا ْل ُع ِ
ود َيا اَهللُ إِل ِيي". ِ ِ ِ ِ ِ ٗ ِ ِ
آية (ٗ) " -فَآتي إلَى َمذ َْب ِح اهلل ,إلَى اهلل َب ْي َجة فَ َرحيَ ,وأ ْ َ
يقوؿ ىذا المسبييف ليرجعوا إلى مذبح اهلل في أورشميـ .وتقوليا كؿ نفس إنفصمت عف شركة التناوؿ بسبب
خطاياىا ،تعود لمشركة فتعود ليا أفراحيا وتسابيحيا فيي في فترة سبييا تركت التسبيح والقيثارة (مز.)ٖٔٚ
وذبيحة التناوؿ تعطي لمغفرة الخطايا ،وفييا حياة أبدية لمف يتناوؿ منيا .إف الفرح ىو سمة مبلزمة لممسيحي
الذي يتذوؽ دائماً بركات المذبح والغفراف.
َوِال ِيي".
س = لكؿ مف يحمؿ اثقاؿ الخطية او اليموـ أف يترجوا اهلل ،يطمبوه ويثقوا ىنا نصيحة المرتؿ لكؿ ُم ْن َح ِني ال َن ْف ِ
َ
في استجابتو .والمسيح يستجيب ويعطي راحة .وبعد أف يستجيب يتحوؿ ىذا لتسبيح وحمد وشكر = أل ٍَّني َب ْع ُد
َح َم ُدهُ.
أْ
والقيثارة والعود يرمزاف لحواس المؤمف وقواه العقمية التي يحركيا الروح القدس فتعطي أنغاـ التسبيح مف قمب
محب هلل طاىر وىذا يتـ بطاعة الوصية.
ين؟ فبل معني لميأس بعد أف عرفت طريؽ فرحؾ وسبلمؾ فقدميواآلف لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ
توبة وارجعي إلى اهلل فيرجع إليؾ فتتحرؾ أوتار قيثاراتؾ بالتسبيح.
137
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع واألربعون
غير مؤكد مف ىو كاتب ىذا المزمور ،واف كاف داود فيو قد كتبو بروح النبوة ليعبر عف حاؿ الشعب في السبي.
ولكنو ىو تعبير عف حاؿ شعب اهلل المتألِّـ دائماً في برية ىذا العالـ .واف كاف ىناؾ مزامير كثيرة تترنـ
بالخبلص فبلبد أف تكوف ىناؾ مزامير تتكمـ عف حاؿ الكنيسة المتألمة في ىذا العالـ ،لذلؾ استخدـ بولس
الرسوؿ اآلية (ٕٕ) في (رو )ٖٙ2ٛليعبر عف حالو وحاؿ كؿ الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور
االستشياد .لقد بدأت الكنيسة عصر االستشياد بقتؿ ىابيؿ واستمر مسمسؿ اضطياد الكنيسة وسيستمر ليصؿ
إلى ذروتو عند مجيء ضد المسيح .ونسمع صدى ىذه اآلالـ في السماء (رؤ .)ٔٔ-ٜ2ٙفالكنيسة دخمت في
شركة الصميب مع مسيحيا.
َخج ْمتََنا ,والَ تَ ْخرج مع ج ُنوِد َنأٓ .تُرجع َنا إِلَى ا ْلور ِ
اء َع ِن ا ْل َع ُد ٍّو, اآليات (ِ ٜ " - )ٔٙ-ٜ
لك َّن َك قَ ْد َرفَ ْ
ََ ْ ُ ُُ ََ ُ َ ضتََنا َوأ ْ َ
ش ْع َب َك ِب َغ ْي ِر َمالَ ,و َما َرِب ْح َ
ت ت َُمِمِ .ب ْع َ
ٕٔ
ضوَنا َن َي ُبوا ألَ ْنفُ ِس ِي ْمَ ٔٔ .ج َع ْمتََنا َك َّ
الضأ ِ
ْن أُ ْكبلًَ .ذ َّرْيتََنا َب ْي َن األ َ َو ُم ْب ِغ ُ
138
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
الر ِ
ْس َب ْي َن وبِ .إل ْن َغ ِ
اض َّأ َ ار ِع ْن َد س ْخ َرةً لِمَِّذ َ
ِبثَ َم ِن ِي ْمٖٔ .تَ ْج َعمُ َنا َع ًا
ين َح ْولَ َنأٗ .تَ ْج َعمُ َنا مثَبلً َب ْي َن الش ُع ِ ِج ِ
يران َناُ ,ى ْأزَةً َو ُ
َ
الش ِاتِمِ .م ْن َو ْج ِو َع ُد ٍّو
ص ْو ِت ا ْل ُم َع ٍّي ِر َو َّ ِ َّ ِ ِ
ُمِمٔ٘ .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َخ َجمِي
ي َو ْج ِيي قَ ْد َغطاني .م ْن َ
ٔٙ
َماميَ ,وخ ْز ُ
األ َ
أ ِ
َ
َو ُم ْنتَ ِقٍم".
ىنا وصؼ لمحالة المؤلمة الحالية ،فاهلل حيف رفض شعبو بسبب خطاياىـ صاروا عا اًر وىزءاً بيف أعدائيـ .وىذا
تعبير عف حاؿ الشعب في السبي ،وحاؿ بنى آدـ حيف استعبدىـ إبميس وحاؿ كؿ خاطئ يتخمى اهلل عنو.
ولنبلحظ أف ما َّ
حؿ بالشعب أو ببني آدـ ليس بسبب قوة العدو بؿ بسبب تخمي اهلل عنيـ لخطاياىـ ،واهلل سمح
بيذا لمتأديب .فمثبلً مف ظف نفسو قوى حيف يرى نفسو مثؿ شاة تساؽ لمذبح يعرؼ ضعفو ويتضع فيخمص.
ش ْع َب َك ِب ِبل ثمنَ ,و َما َرِب ْح َ
ت ِبثَ َم ِن ِي ْم = حيف سمميـ اهلل لمعار وسط أعدائيـ ونجد المرنـ ىنا يعاتب اهلل= ِب ْع َ
ت َ
الذيف ييينونيـ وييينوف اسـ اهلل .ىو عتاب ودي ليرفع اهلل الضيقة عف شعبو ،وىو تعميـ لمشعب فاهلل ال يطمب
نفعاً لنفسو مف وراء ضيقتيـ فيو لـ يبعيـ منتظ اًر ربحاً .بؿ سمميـ وباعيـ ليؤدبيـ فيخمصوا .بؿ صار تأديبنا
صورة آلالـ المسيح فاآليات (ٗٔ )ٔٙ-تتمكـ عف أالـ المسيح فنحف نشترؾ معو في صميبو لنشترؾ معو في
قيامتو( .وىذه السخرية ىي سخرية االدومييف ضد شعب اهلل و حدثت عند سبي بابؿ)
اءَ ,والَ اك والَ ُخ َّنا ِفي عي ِد َكٔٛ .لَم يرتَ َّد َق ْمب َنا إِلَى ور ٍ ِ ٔٚ
ََ ُ ْ َْ َْ اء َعمَ ْي َناَ ,و َما َنسي َن َ َ اآليات ( " - )ٕٕ-ٔٚى َذا ُكم ُو َج َ
ِ ِ ٕٓ ِ ان التََّن ِان ِ
س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ مالَ ْت َخ ْطوتَُنا ع ْن َ ِ
ينَ ,و َغطَّ ْيتََنا ِبظ ٍّل ا ْل َم ْوت .إِ ْن َنسي َنا ْ
اس َم إِل ِي َنا أ َْو ط ِريق َكَ ,حتَّى َ
ٜٔ
َ َ َ
ِ
َجم َك ِ ِ ِ
ف َخفيَّات ا ْل َق ْم ِب .أل ََّن َنا م ْن أ ْ
ٕٕ
ص اهللُ َع ْن ى َذا؟ أل ََّن ُو ُى َو َي ْع ِر ُ
ٕٔ ٍ ِ
س ْط َنا أ َْيد َي َنا إِلَى إِلو َغ ِر ٍ
يب ,أَفَبلَ َي ْف َح ُ َب َ
ات ا ْليوم ُكمَّ ُو .قَ ْد ح ِس ْب َنا ِم ْث َل َغ َنٍم لِ َّ
مذ ْب ِح". ُ ُن َم ُ َ ْ َ
ىنا المرنـ ما ازؿ يعاتب اهلل الذي تركو بالرغـ مف أنو متمسؾ باإليماف بو .ىذا مثؿ صوت بطرس "يا رب أنت
تعمـ أني أحبؾ" لذلؾ اقتبس بولس اآلية (ٕٕ) لئلعبلف عف حبو لممسيح ،ىنا إعبلف عف حب اهلل رغماً عف
العقاب الصادر ضد اإلنساف بالموت= َغطَّ ْيتََنا ِب ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = فموتنا اآلف ىو ظؿ الموت ،أما الموت الحقيقي
فيو االنفصاؿ عف اهلل .وتعني أف حياتنا قصيرة نسير فييا نحو ىدؼ واحد ىو الموت .بؿ نحف معرضيف
لمموت كؿ حيف ،وأوالد اهلل يسيروف في ىذا الطريؽ الضيؽ ببل تذمر كما فعؿ الشيداء فيـ يعرفوف أنيـ في
طريؽ المسيح وكما احتمؿ ىو األلـ والموت ثـ قاـ وصعد ،سيقوموف معو إف كانوا ثابتيف فيو فيو الطريؽ.
ان التََّن ِان ِ
ين = التنانيف ىي مخموقات جبارة تشير لممتكبريف والعتاة س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ
ويكمؿ عتابو الرقيؽ هلل= َحتَّى َ
مف البشر الذيف سحقيـ اهلل ،والعتاب معناه لقد قبمنا منؾ يا رب أف تحكـ عمينا بالموت مثميـ ،مع أننا نحبؾ
ولـ نترؾ طريؽ اإليماف بؾ .ثـ يترؾ األمر كمو بيف يدي اهلل الذي يعرؼ خفايا القموب ويعمـ إيمانو ومحبتو.
ِ ِٕٗ ستَ ْي ِق ْظ! لِ َما َذا تَتَ َغافَى َيا َرب؟ ا ْنتَِب ْو! الَ تَْرفُ ْ ِٖٕ
ب َو ْج َي َك ض إِلَى األ ََبد .ل َما َذا تَ ْح ُج ُ اآليات (ٖٕ " - )ٕٙ-ا ْ
ض ُبطُونُ َنإٙ .قُ ْم َع ْوًنا لَ َنا َواف ِْد َنا ِم ْن
صقَ ْت ِفي األ َْر ِ اب .لَ ِ
س َنا م ْن َح ِن َي ٌة إِلَى التر ِ
َ َن أَ ْنفُ َ ُ
وتَ ْنسى م َذلَّتََنا و ِ
ضيقَ َنا؟ ٕ٘أل َّ َ َ َ َ
َج ِل َر ْح َم ِت َك".
أْ
139
ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)
ستَْي ِق ْظ َيا َرب لِ َما َذا تنام = تَتَ َغافَى ..ا ْنتَِب ْو = ِ
ىي صرخة مف أجؿ الخبلص ،مبنية عمى القيامة مع المسيح= ا ْ
قـ فنحف نقبؿ أف نموت ألف لنا رجاء في القيامة والصراخ لممسيح ليستيقظ ىو صراخنا نحف بالتوبة والصبر
واالحتماؿ.
ا ْنتَِب ْو = المعني انظر الي حالنا البائس وال تتركنا ىكذا.
140
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس واألربعون
141
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
المرتؿ وقد رأى خبلص المسيح وحبو كعريس لعروسو ،فاض قمبو بالحب لو ،بؿ فاض لسانو بكممات حب،
أعطاىا لو الروح القدس وكاف ىو مجرد كاتب لما أمبله عميو الروح القدس= لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ
اىر .وىو وجد َ ُ َ
أف كمماتو كفيض ،يريد أف يعبر بو عف محبتو وحينما لـ يسعفو لسانو ،أعطاه الروح القدس أف يفيض
(يو .) ٖٚ2ٚ،ٖٛوىو كاتب ماىر ال يحتاج لمتفكير وال يتوقؼ فالروح يممي ما يقولو .وفي السبعينية= إني أخبر
الممؾ بأفعالي= فالحب لـ يجعؿ لسانو فقط يتكمـ بؿ كؿ أفعالو صارت تنطؽ بيذا الحب ،لقد صارت أعضاؤه
آالت بر .وعموماً فيذه طريقة كتابة المزامير وىناؾ مف قاؿ عف المزامير ..ىؿ كاف الروح القدس يعزؼ عمى
صالِ ٍح = ٍ
اض َق ْم ِبي ِب َكبلَم َ
قيثارة داود أـ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس .ويرى بعض اآلباء أف عبارة فَ َ
ىي تعبير عف والدة المسيح (كممة اهلل) مف اآلب .فيو الكممة الذي يفيض مف قمب اآلب.
ِ
آية (ٖ) " -تَ َقمَّ ْد َ
ٖ
اء َك".
َّارَ ,جبلَ َل َك َوَب َي َ
س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخذ َك أَي َيا ا ْل َجب ُ
ف ىو صميبو الذي حممو ليحارب بو أعداء س ْي َ
الفَ ْخذ إشارة إلى جسد الرب يسوع (تؾٕٗ .)ٔٓ2ٜٗ ،ٕ2وال َ
س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخ ِذ َك فالسيؼ يعمؽ عمى الفخذ فعبلً ويشيره المحارب لمقتاؿ .والمسيح عروستو (الشياطيف) ..تَ َقمَّ ْد َ
حمؿ صميبو عمى ظيره وكاف ىذا كسيؼ لمقتاؿ ،بؿ ُس ِّم َر عميو وكأنو متمسؾ بو وىذه تساوي "أوثقوا الذبيحة
بربط إلى قروف المذبح" (مز .)ٕٚ2ٔٔٛوبنفس ىذا المعنى وجدنا الكبش الذي قدمو إبراىيـ عوضاً عف إسحؽ
إبنو "ممسكاً في الغابة بقرنيو" (تؾٕٕ .)ٖٔ2والقروف إشارة لمقوة ،فالمسيح كاف مرتبطاً بالصميب بقوة لييزـ
إبميس ويحررنا .وك ٌؿ منا حيف يحمؿ صميبو تابعاً المسيح دوف تذمر فيو يحارب إبميس بنفس طريقة المسيح
فيصير تمميذاً لممسيح .ومعركة الصميب أثبتت أنو جبار فقد سحؽ الشيطاف وكسر شوكة الموت وفتح الجحيـ
(ٔكؤ ،)ٔٛ2بؿ الك ارزة بالصميب صارت كسيؼ (متٓٔ .)ٖٗ2وكممة اهلل صارت سيؼ ذو حديف (عبٕٗٔ2
+أؼ )ٔٚ2ٙفيي سيؼ يقطع حركات الشيوة وأىواء النفس التي يثيرىا فينا عدو الخير حتى اآلف .والمسيح في
142
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
معركتو كاف يبدو أماـ الناس كضعيؼ ولكنو كاف جبا اًر وفي جبلؿ ،فمقد إظممت الشمس والقبور تفتحت فآمف
الجندي الوثني مف جبلؿ المصموب.
َّع ِة والعدؿ= ا ْل ِبٍّر .وىذا عكس مممكة إبميس القائمة عمى ق َوالد َ بعد معركتو أقاـ الرب مممكتو المؤسسة عمى ا ْل َح ٍّ
الباطؿ وشيوة ىذا العالـ الزائفة .وحينما نقبمو فينا بكونو الحؽ ال يجد الباطؿ مكاناً فينا .وحينما نقتنيو وىو
الوديع ييرب منا الكبرياء .وحيف نتقمد ىذه األسمحة الحؽ والدعة والعدؿ نصير أقوياء كما تقمدىا فصنع أعماالً
عجيبة ب َي ِمينُو = قوتو .أعماالً عجيبة أخافت الشياطيف ،وسقطت ممالؾ .اقْتَ ِحِم = مممكة الموت مممكة إبميس،
ليؤسس الرب مممكتو .
143
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
مسكف لمروح القدس ولكف نحف نأخذ منو ما نحتاج إليو فقط .وحينما حؿ الروح القدس عمى شكؿ حمامة فؤلف
الحماـ يرجع دائماً إلى بيتو (مثؿ حمامة نوح والحماـ الزاجؿ) .والروح حؿ عمى جسد المسيح الذي ىو كنيستو
ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح ،فعممو ىو أف يثبتنا في المسيح.
س َم ِعي َيا ِب ْن ُ
ت أُوِف ٍ ِٓٔ ي ِم ِ
ين َك ِب َذ َى ِب َّات َكُ .ج ِعمَ ِت ا ْل َممِ َك ُة َع ْن
وك ب ْي َن ح ِظي ِ ٍ ٜ
ير .ا ْ َ َ ات ُممُ َ اآليات (َ " - )ٔٚ-ٜب َن ُ
اس ُج ِدي لَ ُو. ِ
س ٍّي ُدك فَ ْ
ُى َو َ س َن ِك ,أل ََّن ُو
ُح ْ شتَ ِي َي ا ْل َممِ ُك ٔٔ
يك ,فَ َي ْ ت أَِب ِ ش ْع َب ِك َوَب ْي َ
س ْي َ ِ ِِ
َوا ْنظُ ِريَ ,وأَميمي أُ ُذ َنكَ ,وا ْن َ
وب تَتَرضَّى و ْجي ِك ِبي ِدي ٍ
َّة. ور أَ ْغ َنى الش ُع ِص ٍ َوِب ْن ُ
ٕٔ
َ َ َ َ ت ُ
ض ُر إِلَى ا ْل َممِ ِك .في إِثْ ِرَىا
س ُمطََّرَزٍة تُ ْح َ س َياِ .ب َمبلَ ِب َ
ٗٔ
وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُس َ
ِِ ِ ِ
ُكم َيا َم ْج ٌد ْاب َن ُة ا ْل َممك في خ ْد ِرَىاَ .م ْن ُ
ٖٔ
144
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)
اس ُج ِدي لَ ُو .ونرى ىنا أف كما ترؾ الرسؿ شباكيـ وتركت السامرية جرتيا .وعمييا كعروس أف تقدـ العبادة هلل= فَ ْ
ور ىي نموذج لموثنييف وكانت أغنى أمـ العالـ وأكثرىا خطية .سيقدموف ىدية لمعريس ،وما ص ٍ
األمـ الوثنييف= ُ
َميمِي أُ ُذ َن ِك= أي
ىي اليدية المقبولة عنده سوى إيمانيـ بو .والحظ نصيحة المرتؿ أو العريس لعروسو الجديدة= أ ِ
تنفذي الوصايا .وتسمعي كؿ كبلمو وتؤمني بقدرتو( .مت٘ٔ )ٕٛ-ٕٔ2لقد خرجت المرأة الكنعانية إلى المسيح
وقدمت لو ىدية ىي إيمانيا والحظ أنيا مف نواحي صور وصيدا) .والعروس كؿ مجدىا مف داخؿ= ىذا يذكرنا
بخيمة االجتماع مف داخؿ ذىب وشقؽ موشاة ومف خارج كباش محمرة وتخس .والكنيسة مجدىا في مسيحيا
داخميا ومف خارج يوجد أالـ واضطياد .وكؿ نفس مسيحي مجده مف داخؿ ،في قمبو الذي تقدس وفرح بعريسو.
فعبلقة العروس بعريسيا ىي في صبلة سرية في المخدع (نشٗ.)ٕٔ2
س َيا = مشتممة بأطراؼ موشاة بالذىب (سبعينية) األطراؼ كانت رمانات وأجراس تعمؽ وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ
س ََم ْن ُ
بأىداب رئيس الكينة إشارة لتعميـ العروس السماوي وك ارزتيا .في إِثْ ِرَىا َع َذ َارى = تجذب النفس المؤمنة غيرىا
لممسيح .والكؿ في فرح بسبب وجودىـ في قصر العريس السماوي .وىي كنيسة ولود ،فعوض اآلباء يكوف دائماً
ىناؾ أبناء .المؤمف الحقيقي ال ييتـ بالخارج ولكنو ييتـ بالداخؿ ،فالعروس ال تكشؼ جماليا إال لعريسيا الذي
أحبتو ،أما كشؼ فضائمنا لمف ىـ في الخارج فيوقعنا في الكبرياء .ولقد قدمت كنيستنا رؤساء كثيريف ولدتيـ في
معمودية (اثناسيوس /كيرلس /أوريجانوس )..وأنطونيوس مؤسس الرىبنة.
145
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور السادس واألربعون
وِ
ض َع ىذا المزمور بسبب الخبلص الذي أعطاه اهلل لشعبو إثر أزمة عسكرية مع عدو .ربما خبلص أورشميـ مف ُ
حصار أشور أو خبلصيا مف أي عدو آخر ،وربما كتبو داود إثر انتصاره في معركة مف المعارؾ إذ شاىد عمؿ
اهلل العجيب معو.
المزمور يعمف عف سكنى اهلل وسط شعبو ،سر قوتيـ واحساسيـ باألماف وممجأىـ.
والروح القدس ح ّؿ عمى الكنيسة ،وىو اآلف ساكف فييا وفي أفرادىا ،يقودىا ويعطييا روح القوة .ولذلؾ تصمي
الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عف الروح القدس ".نير سواقيو تفرح مدينة اهلل مقدس
مساكف العمي".
ش ِد ً
يدا". الض ْيقَ ِ
ات ُو ِج َد َ آية (ٔ) ٔ" -اَهللُ لَ َنا َم ْم َجأٌ َوقُ َّوةٌَ .ع ْوًنا ِفي ٍّ
حيف تشتد اآلالـ ،نجد في اهلل ممجأ لنا وقوة ومعيناً ،إف كنا مقدسيف لو ،ننعـ بالشركة معو 2أستطيع كؿ شئ في
المسيح الذي يقويني" .واألعداء محيطيف دائماً بالكنيسة ولكف وجود اهلل فييا يعطييا قوة وىو حصف ليا .وعمينا
أف ال نمجأ لسواه.
146
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
ىذه نبوة عف عمؿ الروح القدس المعزي (يو )ٖٜ-ٖٚ2ٚالذي يعطي سبلماً لكنيستو = م ِدي َن َة ِ
اهلل .تروى ىذه َ
المياه مدينة اهلل فتعطييا ثمار ...محبة فرح سبلـ( + ..يؤٖ )ٔٛ2ىذا الروح القدس يعممو باإلضافة ليدـ إنساننا
العتيؽ واقامة الجديد .ولنبلحظ أف العالـ مشبو ببحار صاخبة متقمبة مياىيا مالحة ال تروي ،أما الروح القدس
فمشبو بالنير الذي مياىو مروية وىادئ (يعطي سبلماً ال قمؽ واضطراب) .لقد قدس الروح القدس الكنيسة
فصارت مقدس مساكف العمي .والروح القدس عامؿ في أسرار الكنيسة.
ض".ص ْوتَ ُوَ ,ذ َاب ِت األ َْر ُ ُم ُم .تََز ْع َز َع ِت ا ْل َم َمالِ ُك .أ ْ
َعطَى َ
ِ ٙ
آية (َ " - )ٙعجَّت األ َ
ميما اشتد صوت المقاوميف ،اهلل قادر أف يسكتيـ ،ولقد ىاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية ،ولكف صوت اهلل
(الك ارزة) أسكتيا حتى ذابت في المسيحية.
147
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)
148
ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور السابع واألربعون
ب بمناسبة صعود التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى أورشميـ ،والبعض يقوؿ ِ
يقوؿ بعض الدارسيف أف المزمور ُكت َ
ب بمناسبة عمؿ إليي فائؽ مع الشعب. ِ
أنو ُكت َ
ىذا المزمور دعوة لكؿ إنساف أف يسبح اهلل كممؾ يممؾ عميو شخصياً وعمى الكؿ.
ىذا المزمور فيو نبوة عف أف المسيح ىو الممؾ عمى األرض كميا ( )ٚبعد أف صعد إلى السموات (أية٘) وقد
ممؾ عمى كؿ األمـ ( .)ٜ،ٛوكاف الييود ىـ الوسطاء لذلؾ العمؿ العجيب (ٗ) فالمسيح أتى مف الييود بحسب
الجسد وصالح الشعوب كميا مع اهلل.
نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود.
انتيى المزمور السابؽ بقولو "أنا اهلل أتعالى بيف األمـ" وىنا نرى كيؼ تـ ىذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أف ظير
في الجسد ليخ مص شعبو صعد بيذا الجسد وجمس عف يميف اآلب .والقوؿ جمس عف يميف اآلب ىو الرد عمى
أخمى ذاتو .والسبب أف المسيح أراد أف ىذا الجسد يتمجد ليتمجد إبف اإلنساف ونحصؿ نحف عمى المجد .مجدني
أنت أييا اآلب ( بالجسد) بالمجد الذي كاف لي عندؾ قبؿ كوف العالـ (الذي ىو مجد الىوت اإلبف األزلي)
(يو .)٘2ٔٚوأنا قد أعطيتيـ المجد الذي أعطيتني (يو .)ٕٕ2ٔٚوحينما نرى ما عممو المسيح لنا والمجد الذي
أعده لنا نفيـ "أف اهلل يتعالى بيف األمـ" ليس ألنو يستحؽ كؿ المجد فقط ولكف ألنو أعطانا نحف أيضاً المجد.
االب ِت َي ِ
اج". ص ْو ِت ْ ِ آية (ٔ) ٔ" -يا ج ِميع األُمِم صفٍّقُوا ِباألَي ِاديِ ْ .
اىتفُواِ هلل ِب َ َ َ َ َ َ َ
ىي دعوة لكؿ الشعوب أف يسبحوا اهلل لعممو العجيب الفدائي .والتصوير ىنا أف المسيح ممؾ عظيـ أتى وىزـ
المموؾ اآلخريف (الشيطاف /الخطية /الموت )..ليقيـ مممكتو ىو .واالبتياج والتسبيح يكوف باليتاؼ والتسبيح.
وتصفيق األ ََي ِادي = األيادي رمز لؤلعماؿ الصالحة .اهلل ال يفرح باأليادي المسترخية ،وال باأليادي التي تشترؾ
في اآلثاـ.
ير َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ ب عمِ ٌّي م ُخ ٌ ِ
ض". وفَ ,مم ٌك َك ِب ٌ الر َّ َ َ آية (ٕ) ٕ" -أل َّ
َن َّ
مف الذي ممؾ عمى كافة األرض سوى المسيح وبصميب محبتو.
ت أَق َْد ِ
ام َنا". ُم َم تَ ْح َ ٖ ِ
وب تَ ْحتََناَ ,واأل َ
آية (ٖ) ُ " -ي ْخضعُ الش ُع َ
وب الوثنية لئليماف بالمسيح ،فتركوا خطاياىـ وكبريائيـ وانحنوا لمصميب .وايضا فاهلل اعطي ِ
أ ْخضعُ اهلل الش ُع َ
149
ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)
لممؤمنيف سمطانا اف يدوسوا الحيات والعقارب (...لو ٓٔ )ٜٔ 2اي الشيطاف الذي كاف متسمطا عمي االمـ قبؿ
المسيح .
ص ْو ِت الص ِ
ور". الرب ِب َ
آية (٘) ٘" -ص ِع َد اهلل ِبيتَ ٍ
افَّ , ُ ُ َ
الصور = بوؽ القرف .ونجد أف التبلميذ بعد صعود المخمص عادوا ألورشميـ بفرح عظيـ .وكانوا كؿ حيف
يسبحوف (لوٕٗ .)ٖ٘-٘ٔ2فيـ أروا في صعود المخمص صعوداً ليـ .ألـ يقؿ ليـ "حيث أكوف أنا تكونوف أنتـ
أيضاَ" .لذلؾ فعمينا أف ال نكؼ عف التسبيح.
ض ُكمٍّيا ,رٍّنموا قَ ِ ِ هللَ ,رٍّن ُمواَ .رٍّن ُموا لِ َممِ ِك َناَ ,رٍّن ُمواٚ .أل َّ
اآليات (ٙ" - )ٛ-ٙرٍّنمواِ ِ
َن اهللَ َمم ُك األ َْر ِ َ َ ُ
ٛ
يدةًَ .ممَ َك اهللُ
صَ َ ُ
ِ ِ ِ
س َعمَى ُك ْرس ٍّي قُ ْدسو". عمَى األ ِ
ُمم .اهللُ َجمَ َ
َ َ
150
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن واألربعون
قد يكوف كاتب المزمور ىو داود المبتيج بعمؿ اهلل وحمايتو لمدينتو المقدسة أورشميـ .وقد يكوف كاتب المزمور
ىو شخص عاش في أياـ ييوشافاط أو حزقيا مسبحاً اهلل عمى خبلص ونجاة أورشميـ فيو يتأمؿ الكاتب المرنـ،
كـ مف أعداء دحرىـ الرب عمى أبواب أورشميـ وبقيت ىي سالمة .وباألحرى ىو صوت تسبيح شعب اهلل عمى
حمايتو لمكنيسة عبر عصور االستشياد وفي كؿ العالـ .فمف يقؼ ليتأمؿ التاريخ سيرى كـ مف عصور
االستشياد قد مرت عمى الكنيسة ،كانت كفيمة بتدميرىا ،ولكف اهلل كاف معيا ،بؿ فييا سر مجدىا وقوتيا.
يسمى المزمور بأنو أحد مزامير صييوف أو الكنيسة ،يسبح بو لتمجيد اهلل الممجد في كنيستو التي يسمييا المرنـ
مدينة الممؾ العظيـ .والمسيح أشار ليذا االسـ في (مت٘ )ٖ٘2فحضور المسيح فييا ىو سر مجدىا (ٔ)ٕ،
وأمانيا (ٖ )ٛ-وفرحيا وتسبيحيا وبرىا (.)ٔٗ-ٜ
االرِتفَ ِ ِ ِِ ٕ ِ الرب وح ِم ٌ ِ ِ ِ ِ ٔ ِ
ض, اع ,فََر ُح ُك ٍّل األ َْر ِ يد جدًّا في َمدي َنة إِل ِي َناَ ,ج َبل قُ ْدسوَ .جمي ُل ْ يم ُى َو َّ َ َاآليات (َٔ " - )ٕ-عظ ٌ
الَ ,م ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم" .
الشم ِ ِ ِ
َج َب ُل ص ْي َي ْو َن .فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ
اهلل وسط كنيستو سر مجدىا .والحظ تسميات الكنيسة ىنا فيي م ِدي َن ِة إِل ِي َنا وىي جب ِل قُ ْد ِس ِو وىي جب ُل ِ
ص ْي َي ْو َن ََ ََ َ
وىي َم ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم .وقولو َج َب ِل إشارة ألنيا سماوية وأنيا ثابتة راسخة .وىي مدينة اهلل فييا نمتقي مع اهلل
في حب وفي عيد وفي عبلقة شخصية وىي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو فيي تشيد لقداستو خبلؿ ممارستيا الحياة المقدسة
وشركتيا معو .وىي ثابتة كالجبؿ رغماً عف التجارب التي تحيط بيا .وصييوف تعني حصناً فييا نحتمي باهلل
كسور لنا .وفييا يممؾ الممؾ العظيـ عمى قموب شعبو .ويشعر شعبو بعظمتو فيعظموه ويحمدوه .ىي جبؿ ٍ
عاؿ
في معتقداتيا وايمانيا المسمَّـ مرة لمقديسيف واحتفظت ىي بو سميماً .ودعيت َم ِدي َن ُة فيي تضـ كثيريف مف كؿ
مسورة بأسوار واهلل
أنحاء العالـ ،اهلل حوؿ قفرىا إلى عمار وخرابيا إلى مكاف يسكف فيو شعبو في أماف والمدف َّ
اع = االرِتفَ ِ ِ
ىو سور مدينتو .وىي جبؿ مؤل األرض كميا (حمـ الممؾ نبوخذ نصَّر ..راجع سفر دانياؿ)َ .جمي ُل ْ
المرنـ يعمف عف جماؿ الكنيسة وبيائيا وعف دورىا كبيجة كؿ األرض ،ىي متعالية عمى األرضيات ولكف في
تواضع ومحبة لمف ال يزاؿ يعيش في األرضيات ،ىي تعمف حبيا لكؿ العالـ وتخدـ الجميع وكمسيحيا تبذؿ
نفسيا عف الجميع وتكرز بمسيحيا في كؿ مكاف .وألف ك ارزتيا وصمت لكؿ األرض صارت فرح كؿ األرض .بؿ
الشم ِ ِ
ال = فالك ارزة وصمت لكؿ المسكونة .والحظ أف الشماؿ بالنسبة لمييود كاف يعني أشور وبابؿ فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ
واليوناف والروماف الذيف كانوا أعداءىـ الذيف أذلوىـ .واآلف حتى األعداء صرنا معيـ واحداً في الكنيسة .في
المسيح صار األمـ والييود شعباً واحداً.
151
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)
يعا٘ .لَ َّما َأر َْوا ُب ِيتُوا, ِ ف َم ْم َجأً .أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُممُو ُك ْ
ٗ
ص ِ ٖ ِ
ض ْوا َجم ًاجتَ َم ُعواَ .م َ ورَىا ُي ْع َر ُ اآليات (ٖ " - )ٛ-اَهللُ في قُ ُ
س ِم ْع َنا ى َك َذا ٛ
يشَ .ك َما َ سفُ َن تَْر ِش َ يح َ ٍ ِ
ش ْرِقيَّة تَ ْكس ُر ُ اض َك َوالِ َد ٍةِ .ب ِر ٍ
ٚ
اكَ ,وا ْل َم َخ ُ الر ْع َدةُ ُى َن َ
َخ َذتْ ُي ُم ٍّ
ٙ
اعوا ,فَروا .أ َ ْارتَ ُ
ودِ ,في َم ِدي َن ِة إِل ِي َنا .اهللُ ُيثٍَّبتُ َيا إِلَى األ ََب ِدِ .سبلَهْ". َأر َْي َنا في َم ِدي َن ِة َر ٍّ
ب ا ْل ُج ُن ِ
ض.اصي األ َْر ِ اآليات (َ ٜ" - )ٔٗ-ٜذ َكرَنا يا اَهلل ر ْحمتَ َك ِفي وس ِط َى ْي َكمِ َكَ ٔٓ .ن ِظير اس ِم َك يا اَهلل تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ
ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َُ َ
َح َك ِ
ام َك. ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ
َج ِل أ ْ ي ِمي ُن َك مآل َن ٌة ِب ًّرأٔ .ي ْفرح جب ُل ِ
ص ْي َي ْو َن ,تَْبتَ ِي ُج َب َن ُ َ َ ُ ََ َ َ
ورَىا لِ َك ْي تُ َح ٍّدثُوا
ص َ ار ِس َيا .تَأ َّ
َممُوا قُ ُ وب ُك ْم َعمَى َمتَ ِ ض ُعوا ُقمُ َ
َ
ٖٔ
اج َيا.
وروا َح ْولَ َياُ .عدوا أ َْب َر َ
ِ
طُوفُوا ِبص ْي َي ْو َنَ ,وُد ُ
ٕٔ
َّى ِر َواأل ََب ِدُ .ى َو َي ْي ِدي َنا َحتَّى إِلَى ا ْل َم ْو ِت".
لي َنا إِلَى الد ْ َن اهللَ ى َذا ُى َو إِ ُ
آخ َرٔٗ .أل َِّب َيا ِجيبلً َ
ىنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسيا تسبحو وتعظمو وتذكر أعمالو بالتيميؿ ألنو حفظيا وحماىا .ونبلحظ أف الضيؽ
ال يفقدىا سبلمياَ .ن ِظير ِ
يح َك .االسـ يشير لجوىر اإلنساف وطبعو .واسـ اهلل يشير لقوتو س ِب ُ
اسم َك َيا اَهللُ تَ ْ
ُ ْ
وجبروتو وعظمتو ومحبتو وحمايتو لكنيستو .فصبلحؾ يا رب ىو مف جوىرؾ .وأعمالؾ يا رب وكميا صبلح ىي
اس ِم َك =
ير ْ
ِ
طبيعتؾ .فأنت يا رب صانع خيرات وىذا طبعؾ وليذا نسبحؾ" ..فمنشكر صانع الخيرات" اذاً نظ ُ
ض في مقابؿ كؿ اعماؿ مراحمؾ لكؿ الشعوب وبقوة وقدرة تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ
اصي األ َْر ِ ْ ُ
اج َيا = األبراج العالية التي يقيميا روح اهلل لكي يختفي فييا المؤمنوف ويتحصنوف مف ضربات العدو. ُعدوا أ َْب َر َ
أي إحصوا معامبلت اهلل العجيبة في حماية أوالده وخبروا بيا.
152
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع واألربعون
ىذا المزمور والمزمور التالي ليسا مف مزامير التسابيح والصموات ،ولكنيما عبارة عف عظة فالمرنـ ىنا ال يرنـ
وي َّعمِ ْـ ،أف الخطية ومحبة العالـ ال تفيد ،بؿ عمى
وال يسبح وال يصمي بؿ يرد عمى تساؤالت تجوؿ بأفكار الناس ُ
كؿ واحد أف يبحث عف العالـ اآلخر وىو األفضؿ .وبكمماتو في ىذا المزمور يعزي شعب اهلل المتألـ مف
اضطياد األشرار .ىو عظة بميغة في فمسفة الحياة والموت يرد بيا المرنـ عمى كؿ ما يجوؿ بخاطر اإلنساف مف
ناحية وجوده وحياتو وموتو2
اإلنساف حياتو ميددة باليوـ الشرير الذي يتعقبو. .1
لميروب مف ضيؽ العالـ ومفاجاتو ،يتكؿ اإلنساف عمى أموالو ولكف خبلص اإلنساف ال يتـ إال .2
باإلتكاؿ عمى اهلل.
س َّك ِ
ان الد ْن َيا", ِ يع الش ُع ِ ِ ِٔ
يع ُ
َص ُغوا َيا َجم َ
وب .أ ْ س َم ُعوا ى َذا َيا َجم َ
آية (ٔ) " -ا ْ
ىي دعوة لكؿ سكاف األرض ليسمعوا كممة اهلل "ومف لو أذناف لسمع فميسمع".
آية (ٖ) ٖ" -فَ ِمي َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل ِح َكِمَ ,ولَ َي ُج َق ْم ِبي فَ ْي ٌم".
ىو سمع صوت اهلل (الحكمة) ويردده ليسمعو كؿ واحد فيحيا .فحكمة المرنـ ىنا ليست خبرة إنسانية مجردة وانما
ىبة اهلل اآلب القادر أف يمؤل العقؿ والقمب بالحكمة.
الشٍّر ِع ْن َد َما ُي ِحيطُ ِبي إِثْ ُم ُمتَ َعقٍّ ِب َّي؟" اف ِفي أَي ِ
َّام َّ آية (٘) " -لِ َما َذا أ َ
َخ ُ
٘
النفس البشرية تميؿ إلى الخوؼ مف يوـ الشر الذي فيو تحؿ كارثة مف تدبير األشرار ،األقوياء المتكميف عمى
قوتيـ وثروتيـ .ولكف المرنـ يريد أف يعطي نصيحة ،أف ال نخاؼ مف تدبير إنساف ،ولكف نخاؼ مف وجود
خطية في حياتنا (روٕ.)٘2
153
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
اى ْم َي ْفتَ ِخ ُر َ
ون َعمَى ثَْرَوِت ِي ْمَ ,وِب َكثَْرِة ِغ َن ُ
ين َيتَّ ِكمُ َ
آية ( " - )ٙالَِّذ َ
ٙ
ون".
ان ِف َداء ,والَ يع ِطي اهلل َكفَّارةً ع ْن ُوٛ .و َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ
وس ِي ْم, س َ ي ِ ِ ٚ
َ َ َ َ ً َ ُْ َ َ َ َ اإل ْن َ اآليات ( " - )ٛ-ٚاألَ ُخ لَ ْن َي ْفد َ
فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ
َّى ِر".
المرنـ يرى عبث األتكاؿ عمى الماؿ والثروة في الحياة اليومية ،وىنا نراه يقوؿ وباألولى فإف الماؿ وغيره مف
األمور الزمنية ال يمكف أف يفدينا مف الموت أو يبررنا أماـ اهلل ،أو يدخؿ بنا لشركة الميراث األبدي .أما مف
فدانا فيو حمؿ اهلل .وبدمو وليس بذىب وال فضة .والتوبة فقط ىي ما تجعمنا نستفيد مف ىذا الدـ ،وبأعمالنا
الصالحة نكوف كالعذارى الحكيمات ،فمف يممؾ ماالً ال يظف أف مالو سيخمصو بؿ يستخدمو في عمؿ الصبلح.
ف َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ
وس ِي ْم = نفس اإلنساف عزيزة جداً وكريمة وال يساوييا اي امواؿ وىي باالكثر عزيزة عند اهلل َ َ َ
الذى يحبو و كؿ إنساف يتمني أف يجد مف يفدي نفسو إذا أتت ساعة الموت حتى ال يموت فمف يموت ال يرجع
َّى ِر = أي مف يموت يغمؽ عمى نفسو لؤلبد .ولكف كؿ أمواؿ األصحاب لف يفدي نفس مف ثانية = فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ
الموت .لف يفدي نفس أحد سوى دـ المسيح الذي كانت عيوف أنبياء العيد القديـ عميو كفادي لمنفوس.
فداء أبدياً لمنفوس (عب ،)ٕٔ2ٔٓ + ٕ٘2ٜ،ٕٙفكانت فدية نفوس
وكاف الحؿ في المسيح الذي مات مرة ليقدـ ً
البشر ىي نفسو وىي كريمة جداً .وىذا الفداء عمؿ مرة واحدة ولف يتكرر وبو انتيت مشكمة موت اإلنساف
وانفصالو عف اهلل ،لقد أغمؽ المسيح بفدائو ىذه المشكمة لؤلبد.
آية (َ ٜ" - )ٜحتَّى َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِد فَبلَ َي َرى ا ْلقَ ْب َر".
المسيح الفادي سيحيا إلى األبد ،وىو جالس اآلف بعد أف تمـ فدائو لمبشر عف يميف اهلل .ولذلؾ فكؿ مف يثبت
ولكف ما الذي يراه االنساف االف ويعانى منو ؟ فيو لف يرى الموت.....
آلخ ِر َ
ين". ان ثَْرَوتَ ُي َما َ يد َي ْيمِ َك ِ
انَ ,وَيتُْرَك ِ اى ُل َوا ْل َبمِ ُ
ونَ .كذلِ َك ا ْلج ِ
َ اء َي ُموتُ َ
ٓٔ
آية (ٓٔ) َ " -ب ْل َي َراهُ! ا ْل ُح َك َم ُ
ىذا ما يراه االنساف االف ...الكؿ يموت .وىذا ما يسبب الما لمجميع
يد = المتكاسؿ في عبادتو ىنا نرى أف الحكماء والجيبلء ..الخ الكؿ يموت ،ال تنفع أحد ثروتو أو حكمتو .ا ْل َبِم ُ
اى ُل = الذي ال يفيـ ما ىو لمنفعتو. وفي فعؿ الخير .ا ْلج ِ
َ
154
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
ورتُ ُي ْم تَْبمَى. ود ُىم ا ْلم ِ آية (ٗٔ) ِ ٔٗ" -م ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ
ص َونَ .غ َداةً َو ُ
يم َ
ستَق ُ
س ُ ُ ُ ْ اى ْمَ ,وَي ُ
ت َي ْر َع ُ
ون .ا ْل َم ْو ُ
ساقُ َ اوَية ُي َ َ
س َك ٌن لَ ُي ْم".
اوَي ُة َم ْا ْل َي ِ
ون = ىـ يكنزوف أمواالً ومقتنيات وفي النياية يموتوف وبيذا ىـ يشبيوف الغنـ التي ساقُ َ ِم ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ
اوَية ُي َ َ
اى ْم .ىذه مترجمة في االنجميزية الموت يتغذي عمييـ اي يمتيميـ . ت َي ْر َع ُ يطعمونيا لتسمف ثـ يذبحونيا= ا ْل َم ْو ُ
ون َغ َداةً = في فجر يوـ القيامة يظير المستقيموف في مجد وىـ يسودوف االشرار .بينما يم َ ود ُىم ا ْلم ِ
ستَق ُ س ُ ُ ُ ْ َوَي ُ
س َك ٌن لَ ُي ْم = ولف ينفعو مجده أو ثروتو األرضية. اوَي ُة َم ْ الشرير تكوف ا ْل َي ِ
اد َم ْج ُد َب ْي ِت ِؤٚ .أل ََّن ُو ِع ْن َد َم ْوِت ِو ُكمَّ ُو الَ َيأْ ُخ ُذ .الَ َي ْن ِز ُل ان ,إِ َذا َز َ سٌ استَ ْغ َنى إِ ْن َ
ش إِ َذا ْ
ٔٙ
اآليات ( " - )ٕٓ-ٔٙالَ تَ ْخ َ
آب ِائ ِو ,الَِّذ َ
ين يل َ ت إِلَى َن ْف ِس َكٜٔ .تَ ْد ُخ ُل إِلَى ِج ِ س ْن َ
َح َس ُوَ ,وَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ اءهُ َم ْج ُدهُٔٛ .أل ََّن ُو ِفي َح َي ِات ِو ُي َب ِ
ار ُك َن ْف َ َو َر َ
ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ
اد". ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ
ان في َك َر َ
ون النور إِلَى األَب ِدٕٓ .إِ ْنس ٌ ِ
َ َ َ الَ ُي َعا ِي ُن َ
ان
سٌ استَ ْغ َنى إِ ْن َش إِ َذا ْ يعود النبي ويذكر المتكميف عمى أمواليـ بحقائؽ النياية .ويعطي نصيحة ألوالد اهلل= الَ تَ ْخ َ
اءهُ َم ْج ُدهُ .أل ََّن ُو ِفي = ال تخؼ مف أصحاب السمطة والغنى وال تتممقيـ .فعند موت ىذا الغني= الَ َي ْن ِز ُل َو َر َ
س ُو .ىذا الغني مثؿ كؿ أوالد العالـ يفرح ويمجد نفسو إذا امتمؾ كثي اًر مف حطاـ ىذه الدنيا بؿ ىو َح َي ِات ِو ُي َب ِ
ار ُك َن ْف َ
ت إِلَى َن ْف ِس َك بأف تمتمؾ كثي اًر.
س ْن َ ينصح اآلخريف بأف يتممكوا ليكونوا أقوياء ،ويمدح مف يفعؿ= َوَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ
َح َ
ولكف مف يفعؿ مثمو سيموت ويفني مثؿ مف سبقو .ونكرر ليس عيباً أف نكوف أغنياء في الماؿ وفي الكرامة
155
ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)
الزمنية وفي العمـ ..الخ .ولكف عمى كؿ إنساف أف يسأؿ نفسو وماذا امتمكت وماذا كنزت لمعالـ اآلخر .فمف ال
احد بحسب ما أكتنزاد .وكؿ و ٍ ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ
ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ يكنز في السماء يقاؿ عنو= إ ْنس ٌ ِ
ان في َك َر َ َ
يدخؿ إلى جيؿ أبائو .فمف كانت كؿ كنوزه أرضية ال يعاينوف النور إلى األبد .الَ َي ْف َي ُم = انو لف يأخذ معو سوي
اعمالو التي تتبعو ( رؤ ٗٔ .)ٖٔ 2
156
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الخمسون
157
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)
اط ِع َ
اجمعوا إِلَ َّي أَتْ ِقي ِائي ,ا ْلقَ ِ ِ ٘
ش ْع ِبو « ْ َ ُض إِلَى ُم َد َاي َن ِة َ ات ِم ْن فَ ْو ُ السماو ِ ٗ
ين َ قَ ,واأل َْر َ اآليات (َٗ " - )ٙ-ي ْد ُعو َّ َ َ
َّانِ .سبلَ ْه". َن اهللَ ُى َو الدَّي ُات ِب َع ْدلِ ِو ,أل َّ يح ٍة»َ .وتُ ْخ ِب ُر َّ
الس َم َاو ُ
ٙ ِ
َع ْيدي َعمَى َذ ِب َ
ض = القديسين والرسل (مت .)ٕٛ2ٜٔإِلَى ات = المبلئكة َواأل َْر َ السماو ِ
نرى ىنا صورة المحاكمة حيف َي ْد ُعو اهلل َّ َ َ
ش ْع ِب ِو = محاكمتيـ .وسيجمع اهلل مختاريو األبرار الذيف كانوا في عيد معو بتقديـ ذبائح [ٔ] قدموا ُم َد َاي َن ِة َ
أجسادىـ ذبيحة حية (رؤٕ ]ٕ[ )ٔ2قدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب ]ٖ[ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙقدموا ذبائح
االنسحاؽ (مز .)ٔٙ2٘ٔ،ٔٚفكؿ مف دخؿ مع اهلل في عيد يقدـ ذبائح كيذه .في ىذا اليوـ يظير عدؿ اهلل
الدياف.
لي َك أََناٛ .الَ َعمَى َذ َب ِائ ِح َك س َرِائي ُل فَأَ ْ ِ ٚ
ش َي َد َعمَ ْي َك اَهللُ إِ ُ ش ْع ِبي فَأَتَ َكمَّ َمَ .يا إِ ْ
س َم ْع َيا َ اآليات (« " - )ٔ٘-ٚا ْ
َن لِي َح َي َو َ َع ِت َدةًٔٓ .أل َّ
ظ ِائ ِر َك أ ْ
َّامي .الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًراَ ,والَ ِم ْن َح َ أُوٍّب ُخ َك ,فَِإ َّن م ْحرقَ ِات َك ِىي َد ِائما قُد ِ
ٜ
ان ً َ ُ َ َ
َّة ِع ْن ِدي .إِ ْن ُج ْع ُ وش ا ْلبٍّري ِ ور ا ْل ِج َب ِ
ت ُك َّل طُ ُي ِ وف .قَ ْد َعمِ ْم ُ ال األُلُ ِ ا ْل َو ْع ِر َوا ْل َب َي ِائم َعمَى ا ْل ِج َب ِ
ٕٔ ٔٔ
ت فَبلَ الَ ,وُو ُح ُ َ َ
فهلل حم ًدا ,وأَو ِ وس؟ ِاذْب ْح ِ
ٗٔ
ب َدم الت ُي ِ ير ِ ٍّ ٖٔ
س ُكوَن َة َو ِمؤل َ أَقُو ُل لَ َك ,أل َّ ِ
َْ َْ َ ش َر ُ َ ان ,أ َْو أَ ْ َىاَ .ى ْل آ ُك ُل لَ ْح َم الث َ َن لي ا ْل َم ْ
ْك فَتُ َم ٍّج َد ِني»".ق أُْن ِقذ َ ور َكَ ٔ٘ ,و ْاد ُع ِني ِفي َي ْوِم ٍّ
الضي ِ ِ
ا ْل َعم َّي ُن ُذ َ
نرى ىنا صورة لدينونة الشكمييف في العبادة .اَهللُ إِ ُ
لي َك أََنا = يكفي ىذا فخ اًر ألي إنساف أف يكوف اهلل إليو .وقد
اختار اهلل إسرائيؿ شعباً لو في العيد القديـ .وكانت الكنيسة عروسو في العيد الجديد ،أعطاىا جسده ودمو حياةً
ليا وأعطاىا روحو القدوس يسكف فييا .لقد أعطانا اهلل الكثير وسنحاسب عمى ما أخذناه .ونرى اهلل ىنا ال يطمب
ذبائح ولكف يطمب القمب .والحظ عتاب اهلل الرقيؽ= الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًار = فنحف يجب أف نفيـ أف األرض وما
عمييا كميا هلل .وما لدينا فيو عطية منو ،وما نقدمو لو فيو سبؽ وأعطاه لنا ،ومف يده نعطيو .فنحف ال نتفضؿ
س ُكوَن َة = اهلل ال يجوع ولكنو ىنا يعاتب الييود ت فَبلَ أَقُو ُل لَ َك أل َّ ِ
عميو بشئ (ٔأي .)ٔٗ2ٕٜإِ ْن ُج ْع ُ
َن لي ا ْل َم ْ
الذيف كانوا يشعروف أنيـ يتفضموف عمى اهلل بذبائحيـ .واهلل ال يحتاج لشئ بؿ ىو يريد أف نقدـ لمفقراء في محبة
لو ىو.
ضي َوتَ ْح ِم ُل َع ْي ِدي َعمَى فَ ِم َك؟ َوأَ ْن َ ٍّث ِبفَرِائ ِ اآليات (َ ٔٙ" - )ٕٖ-ٔٙولِ ٍّ
مشٍّر ِ
ٔٚ
ت قَ ْد ال اهللُ « َما لَ َك تُ َحد ُ َ ير قَ َ
ت فَ َم َك ِب َّ ِ ِ سِ ت َكبلَ ِمي َخ ْمفَ َك .إِ َذا َأر َْي َ ِ
ت التَّأْد َ
ٜٔ ٔٛ
الشٍّر, يب َك .أَ ْطمَ ْق َ ارقًا َوافَ ْقتَ ُوَ ,و َم َع الزَناة َنص ُ ت َ يب َوأَْلقَ ْي َ ضَأ َْب َغ ْ
ٕٔ ِ ِ شإٓ .تَ ْجمِس تَتَ َكمَّم عمَى أ ِ سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ ِغ ًّ
ت أَنٍّي ظ َن ْن َ
س َكتَ .ت َو َ ص َن ْع َ
ضعُ َم ْعثََرةً .ىذه َ ُم َك تَ َالب ِن أ ٍّ
يكْ . َخ َ ُ َ ُ َولِ َ
ِ ِ َّ ْيموا ى َذا َيا أَي َيا َّ ِ
ون اهللَ ,ل َئبل أَفْتَ ِر َ
ٖٕ ٕٕ
ابح
س ُك ْم َوالَ ُم ْنق َذَ .ذ ُ اس َ
الن ُ ام َع ْي َن ْي َك .اف َ ُ َم َاك أ َط َاي ََصف َخ َ م ْثمُ َك .أ َُوٍّب ُخ َكَ ,وأ ُ
اهلل»". يو َخبلَص ِ ا ْلحم ِد يم ٍّج ُد ِني ,وا ْلمقٍَّوم طَ ِريقَ ُو أ ُِر ِ
َ َ ُ ُ َ ْ َُ
نرى ىنا محاكمة األشرار المرائيف .ففي ( )ٔٙنرى ىذا المرائي يتكمـ بفمو بكبلـ اهلل .وفي ( )ٔٚنجده رافضاً
ابح ا ْل َح ْم ِد = مف يشكر اهلل فكمف يقدـ
تأديب اهلل (عبٕٔ )ٚ2أما أوالد اهلل فيشكرونو عمى كؿ حاؿ (ٖٕ) َذ ُ
ِِ
ت ذبيحة مقبولة .ا ْل ُمقَ ٍّوُم طَ ِريقَ ُو = مف يتوب ويتضع كالعشار (لو .)ٖٔ2ٔٛونرى طوؿ أناة اهلل (ٕ) ىذه َ
ص َن ْع َ
158
ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)
159
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والخمسون
ىو أشير مزامير التوبة .وىو مبلزـ في الكنيسة القبطية لصبلة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة .ففي صبلة
الشكر نسبح ونشكر اهلل عمى عطاياه ثـ نصمي ىذا المزمور فنذكر كؿ خطايانا ونطمب الرحمة .وبذلؾ ال نندفع
في اتجاه دوف اآلخر.
وقد رتؿ داود ىذا المزمور بعد إف اكتشؼ عمى يد ناثاف النبي بشاعة خطيتو مع بثشبع .وحقاً فاهلل رحيـ لكنو
يرحـ مف ىو مستعد لقبوؿ الرحمة بأعمالو وتوبتو مثمماً فعؿ داود .إف داود حيف اقتنع بأنو أخطأ لـ يقدـ تبريرات
لما صدر منو ولكنو انسحؽ وتاب .ومف يندـ عمى خطيتو ندامة حقيقية ال يخجؿ مف أف يعترؼ بيا .وصبلة
ىذا المزمور تشبو صبلة العشار الخاطئ التي عمميا لنا السيد المسيح "الميـ ارحمني أنا الخاطئ" (لو)ٖٔ2ٔٛ
ىذا المزمور نصميو في بداية كؿ صبلة باألجبية.
مع صبلة الشكر نصمي ىذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية .وال يمكف لمف يصمي أف .1
يبدأ صبلتو دوف أف يشكر اهلل عمى عطاياه ويعترؼ بحاجتو لممراحـ اإلليية.
بيذا المزمور تقدـ لنا الكنيسة منيجاً صادقاً لمتوبة. .2
حينما نصمي بو م ار اًر نتحذر لئبل نتياوف مع الخطية .فداود لـ يسقط في خطيتو وىو يحارب بؿ وىو .3
متياوف ،جالساً فوؽ سطح قصره متأمبلً في العالـ ناسياً مزاميره .بينما حيف كاف ىارباً مف شاوؿ ،أو بينما
ىو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنو لـ نسمع عف أي خطية في حياتو.
ونرى في ىذا المزمور توبة وانسحاؽ ثـ تسبيح وتمتع بأورشميـ العميا حيث يشتـ اهلل حياتنا كرائحة بخور زكية
وكمحرقا ت مبيجة تكوف موضع سروره ،ىنا يشعر الخاطئ بأف اهلل قبؿ توبتو فيتعزى .فاهلل ال يترؾ الخاطئ
حتى ييأس ،فاليأس يعني موت أكيد.
ير ِم ْن إِثْ ِمي, اآليات (ِٔٔ" - )ٕ-ارحم ِني يا اَهلل حسب ر ْحم ِت َك .حسب َكثْرِة أْرفَ ِت َك امح مع ِ
اص َّيٕ .ا ْغ ِس ْم ِني َك ِث ًا ْ ُ ََ َ ََ َ َ َْْ َ ُ َ َ َ َ َ
َو ِم ْن َخ ِطي َِّتي طَ ٍّي ْرِني".
ِا ْر َح ْم ِني = ال توجد كممة نرددىا بكثرة في صمواتنا في الكنيسة قدر ىذه الكممة .فطمب مراحـ اهلل ىو المدخؿ
الوحيد الذي ندخؿ بو في صمواتنا أماـ اهلل .وتعني ىذه الكممة أنني خاطئ ومعترؼ بخطيتي وليس لي يا رب
سوى باب واحد أدخؿ بو إليؾ وىو مراحمؾ .وىو قبؿ أف يذكر خطاياه يطمب المراحـ "كرحمتؾ يا رب وليس
كخطايانا" ويذكر اهلل بعظيـ رحمتو .التي تقبؿ أف تغفر كؿ الخطايا لكؿ الناس في كؿ العصور .ويطمب أف
يمحو اهلل إثمو مثؿ كثرة رأفتو وتحننو وعطفو وطيبة قمبو .فإف لـ يمح الرب إثـ إنساف سيمحي اسمو مف سفر
160
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
الحياة .ولنبلحظ أف ىناؾ عقوبتاف فاهلل سامح داود عمى خطيتو وبذلؾ لف تكوف ىناؾ عقوبة أبدية وىبلؾ .ولكف
ىناؾ عقوبة أرضية "ال يفارؽ السيؼ بيتؾ"
ا ْغ ِس ْم ِني = فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيؿ (رؤ )ٔٗ2ٚوتطيير .وحتى ابسط خطية نرتكبيا بالمساف تنجس
اإلنساف (مت٘ٔ .)ٔٔ2ونبلحظ أف البار يشعر بثقؿ خطيتو أما الشيطاف فيقمؿ مف قدر الخطية .وكانت ىناؾ
غسبلت وتطييرات في العيد القديـ مبنية عمى دـ الذبائح لكؿ خطية وكؿ نجاسة.أما في العيد الجديد فنحف
نتطير بدـ المسيح عف طريؽ غسؿ المعمودية والتوبة واالعتراؼ ونبلحظ أنو حيف طمب الرحمة لـ يشير
ألعمالو العظيمة ألجؿ اهلل سابقاً بؿ إلى رحمة اهلل العظيمة.
ض ِائ َك".
ت ,لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َكَ ,وتَْزُك َو ِفي قَ َ
ص َن ْع ُ
َّام َع ْي َن ْي َك َ ْتَ ,و َّ
الش َّر قُد َ آية (ٗ) " -إِلَ ْي َك َو ْح َد َك أ ْ
َخطَأ ُ
ٗ
كؿ خطية ىي موجية ضد اهلل .فجسدنا ىو ممؾ لمرب وىكذا جسد مف أخطأنا إليو .بؿ كؿ منا عمى صورة اهلل
فكيؼ نييف صورة اهلل .واهلل وىبنا الكثير فنذكر ىنا أننا أخطأنا ضد مف أحبنا ووىبنا الكثير .لقد وىبنا اهلل كؿ
وسائط النعمة التي بيا نغمب ومع ىذا سقطنا وخالفنا شريعة اهلل .وأخطأنا إليو ،ربما لـ يعرؼ أحد خطيتنا ولكف
اهلل رآىا فيو فاحص القموب والكمي .وحيف رأي اهلل ِحزف وىذا ما أحزف داود .وقولو متى حوكمت أي متى
ناقشتؾ مف جية أحكامؾ (أرٕٔ ،)ٔ2وكيؼ أتبرر وأنت فاحص القموب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي.
ض ِائ َك = كؿ أحكاـ اهلل ىي بر ،وقد نرفض تنفيذ وصاياه ولكف سيتبيف لنا بعد
لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك َوتَْزُك َو ِفي قَ َ
ذلؾ أف كؿ أقواؿ اهلل صادقة وحؽ وىي لصالحنا ،ومف ينفذىا يستريح ويحيا في سبلـ ىنا عمى األرض ولو
راحة أيضاً ومجد في األبدية ،أما مف يرفض في كبرياء سماع وصايا اهلل فمف يجد راحة عمى األرض ولف يقدر
ض ِائ َك جاءت في اإلنجميزية blameless in thy judgmentوفي عمى مواجية اهلل في الدينونة .تَْزُك َو ِفي قَ َ
ترجمة أخرى جاءت .blameless when you judgeفمف يقدر أحد أف يوجو لوـ إلى اهلل في أي حكـ مف
أحكامو .فعقوباتو عمى األرض كانت لمتنقية وإلعدادنا لمسماء ،وفي الدينونة سنجد أف اهلل قد عمؿ معنا كؿ شئ
يقودنا لمخبلص ،ونحف الذيف رفضنا مشيئاتو وتذمرنا عميو ،ولف يستطيع أحد أف يمومو عمى أحكامو سواء ىنا
عمى األرض وما حدث لحياتنا عمى األرض أو يمومو عمى دينونتنا وأننا لـ نأخذ فرصتنا ،فمسوؼ نكتشؼ أف اهلل
قد عمؿ كؿ شئ ممكف لخبلصنا ونحف بحريتنا قد رفضنا.
161
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
س َح ْقتَ َيا".
ام َ
ظٌور َوفَ َر ًحا ,فَتَْبتَ ِي َج ِع َ
س ُر ًا آية (ٛ" - )ٛأ ِ ِ
َسم ْعني ُ
ْ
الخطية عقوبتيا فييا بمعني اف اي خطية ليا اثارىا المدمرة لبلنساف نفسا وجسدا وروحا .واهلل حيف منعنا عف
اي خطية فيو منعنا ليحمينا مف ىذه االثار المدمرة .واهلل اليحمينا مف اثار الخطية ىذه ،حتي نشعر بيا
وننسحؽ فبل نعود لمخطية ثانية .ويصاحب ىذه االثار عدـ رضا اهلل ،وعدـ الرضا ىذا ينعكس عمي الخاطئ
فيفقد سبلمو وفرحو .وداود خبلؿ إنسحاقو واالمو ارتجفت عظامو ،وفقد سروره وفرحو .وىو ىنا يطمب مف اهلل
اف يغفر ويرضي عميو فيعود لو السرور والبيجة ،وبقدر اإلنسحاؽ يكوف السرور .فاهلل يسكف عند المتواضع
س َح ْقتَ َيا =
ام َ
ظٌالقمب والمنسحؽ ( اش )ٔ٘ 2 ٘ٚفالخطية تبمي العظاـ والتوبة تقيـ اإلنساف الجديد .فَتَ ْبتَ ِي َج ِع َ
أما الترجمة "فتبتيج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة .وفي العظاـ المنسحقة نرى توبة وحزف عمى الخطية
وانسحاؽ .وقد ال يعطي اهلل ىذا الشعور بسرعة ألف ما ننالو سريعاً نفقده سريعاً .وذلؾ ألننا لـ نتعب فيو .ولذلؾ
فقد يترؾ اهلل الخاطئ التائب في أحزانو فترة .وقولو عظامي المنسحقة ،ال يقصد عظاـ الجسد بؿ إنسحاؽ
النفس.وبقدر ما تكوف التوبة صادقة ،فسريعا ما يعود السرور والفرح لبلنساف .
162
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
اخمِي".
ٍّد ِفي َد ِ
يما َجد ْ ق ِف َّي يا اَهلل ,وروحا م ِ
ستَق ً
َ ُ َُ ً ُ ْ آية (ٓٔ) َ " -ق ْم ًبا َن ِقيًّا ْ
اخمُ ْ
ٓٔ
َق ْم ًبا َن ِقيًّا = ىي طمبة لكي يطيره اهلل مف كؿ فكر نجس .ونحف بدوف معونة مف اهلل لف نقدر أف نحيا في نقاوة.
وبدوف نقاوة ستظؿ خطايانا أماـ اهلل .وقولو اخمؽ ىذا يعني أنو يطمب قمب جديد ال عبلقة لو بالماضي ويطمب
ٍّد =
يم = أي إصبلح كؿ الداخؿ وليس مجرد التصرفات الخارجية ،ىو يطمب عمؿ روح اهلل فيوَ .جد ْ روح م ِ
ستَق ً
ُ ً ُ ْ
الييود كانوا يسموف المياه اما
ٔ ) مياىا حية=وىي المياه الجارية كالنير ،وىذه تأخذ معيا في جريانيا اي قاذورات في مجري الماء .
ٕ) مياه ميتة= وىي المياه الراكدة والممموءة قاذورات ،وىذه مف يشرب منيا فبالتاكيد سوؼ يموت .
والمياه الحية التي نشرب منيا ،كما فيمنا مف حديث السيد المسيح مع السامرية (يوٗ ) ( +يو ٖٜ – ٖٚ 2 ٚ
) ىي الروح القدس الي ارسمو السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا ،ويثبتنا في المسيح فنصير خميقة جديدة
فنحيا (ٕكو٘ )ٔٚ2
ىو يعترؼ أنو بخطيتو قاوـ روح اهلل الذي يدعو لمتوبة ولكنو يصمي حتى ال ينزع اهلل الروح القدس منو ،فالروح
القدس ىو الذي ينقي القمب .ونزع الروح معناه قطع الصمة مع اهلل (ربما يذكر ما حدث لشاوؿ الممؾ).
163
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)
164
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والخمسون
قصة دواغ األدومي وقتمو لكينة نوب موجودة في (ٔصـٕٔ .)ٕٕ-وحينما سمع داود بشرور دواغ وقتمو لمكينة
عزى نفسو في ضيقتيا بترتيمو بكممات ىذا المزمور.
َّام أَتْ ِق َي ِائ َك". ت ,وأَ ْنتَ ِظر اسم َك فَِإ َّن ُو ِ
صال ٌح قُد َ
َ َحم ُد َك إِلَى الد ْ َّ
َّى ِر ألَن َك فَ َع ْم َ َ ُ ْ َ
ٜ
آية ( " - )ٜأ ْ َ
ىنا المرنـ يسبح اهلل ويحمده عمى ىذه النعمة التي أعطاىا لو فاهلل صانع خيرات.
165
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والخمسون
س َرِائي ُل".
وبَ ,وَي ْف َر ُح إِ ْ ش ْع ِب ِوَ ,ي ْي ِت ُ
ف َي ْعقُ ُ س ْب َي َ ِ صييو َن َخبلَص إِسرِائ َ ِ
يل .ع ْن َد َرٍّد اهلل َ َ َْ
آية (ٙ" - )ٙلَ ْي َ ِ ِ
ت م ْن ْ َ ْ
166
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والخمسون
المزمور الرابع والخمسون (الثالث والخمسون في األجبية)
مف عنواف المزمور نفيـ أف داود كتبو عندما ىرب مف شاوؿ ،فتآمر عميو الزيفيوف ووشوا بو إلى شاوؿ
(ٔصـٖٕ .)ٜٔ2فكانوا مثاالً لييوذا الخائف .بؿ كاف الزيفيوف مف سبط ييوذا.
نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر السيد المسيح محاطاً بأعدائو وىو عمى الصميب ،وما لحقو مف
الخزي والعار ،ولكف كاف انتصاره محققاً "يرد الشرور عمى أعدائي".
اح ُك ْم لِي".
ص ِنيَ ,وِبقَُّوِت َك ْ آية (ٔ) ٔ" -اَلمَّي َّمِ ,ب ِ
اسم َك َخمٍّ ْ
ْ ُ
اسـ اهلل (تعبير عف قدرات اهلل وقوتو وشخصيتو) يكوف لممؤمنيف نصرة ولممضاديف إبادة( .أىمية صبلة يسوع،
وتسبيح اسـ يسوع دائماً) .وباسمو أقاـ بطرس المقعد.
َع َد ِائيِ .ب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم". اض ِدي َن ْف ِسيَ ٘ .ي ْرجعُ َّ
الشر َعمَى أ ْ الرب ب ْي َن ع ِ
ين ليَ َ َّ .
اآليات (ُٗ ٗ" - )٘-ىوَذا اهلل م ِع ٌ ِ
ُ ُ َ
ىنا يصؿ المرتؿ في صبل تو لدرجة الثقة في معونة اهلل ،وىذه ظاىرة في مزامير داود أنو يبدأ بالسؤاؿ والشكوى
اض ِدي َن ْف ِسي = داود ىنا ال يضع اهلل في نفس مستوى مؤيديو الرب ب ْي َن ع ِ
وينتيي بالثقة والتسبيح والشكر هللَ َ َّ .
ولكنو يفتخر بأف الرب معو واذا كاف الرب في جانبو فيو لف ييتـ بمف ىـ ضده ميما كانت قوتيـ .وىؤالء الذيف
ىـ بجانبي ،ىـ ال شئ إذا لـ يكف اهلل معيـ ،بؿ ىو الذي جعميـ يعضدونني .ثـ يتنبأ عمى أعدائو بأنيـ
سيتعرضوف لعقوبة اهلل وسوؼ يرجع الشر عمييـ .ولنبلحظ أنو في العيد القديـ لـ يكف ىناؾ تمييز بيف الخاطئ
والخطية ،فاهلل القدوس البار العادؿ البد أف يجازي الخاطئ ليعمف قداستو وحقو = ِب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم = إظير عدلؾ
وأنؾ تحكـ بالحؽ في فنائيـ.
صالِ ٌح".
اس َم َك َيا َرب ألَنَّ ُو َ آية ( " - )ٙأَذ َْب ُح لَ َك ُم ْنتَِد ًبا .أ ْ
َح َم ُد ْ
ٙ
167
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)
ُم ْنتَِد ًبا = طائعاً (سبعينية) أي بإرادتي ومف قمبي وبسرور وليس كفرض.
َت َع ْي ِني".
َع َد ِائي َأر ْ ض ْيق َنج ِ
َّانيَ ,وِبأ ْ آية (ٚ" - )ٚأل ََّن ُو ِم ْن ُك ٍّل ِ
َت َع ْي ِني = ىو يقدـ ذبائحو بسرور حيف رأى عمؿ اهلل ضد أعدائو .ونحف حيف نصمي ىذا الكبلـ َع َد ِائي َأر ْ
َوِبأ ْ
نضع في قموبنا أف أعدائنا ىـ الشياطيف والخطية والذات.
168
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والخمسون
يتفؽ معظـ المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أثناء ثورة إبشالوـ .وىنا نراه في غاية االسي مف خيانة
أخيتوفؿ .ونرى ىنا داود رم اًز لممسيح المتألِّـ مف ثورة شعبو ضده ،وخيانة أخيتوفؿ صورة لخيانة ييوذا وكبلىما
مضى وخنؽ نفسو .واآلية (ٕٔ) مف ىذا المزمور ترتميا الكنيسة في مزمور يوـ الخميس الكبير (خميس العيد)
مف أياـ البصخة وكذلؾ يوـ الثبلثاء وتذكر بيا خيانة ييوذا وقبمتو الغاشة لسيده.
استَ ِج ْب لِي .أَتَ َحي َُّر ِفي ضرِعيِ ِ ٕ . صبلَ ِتيَ ,والَ تَتَ َغ َ ِٔ
استَم ْع لي َو ْ ْ اض َع ْن تَ َ صغَ َيا اَهللُ إِلَى َ اآليات (ٔ " - )ٛ-ا ْ
ط ِي ُدوَن ِني.ضَ ض ٍب َي ْون َعمَ َّي إِثْ ًماَ ,وِب َغ َ ير .ألَنَّ ُي ْم ُي ِحيمُ َ ص ْو ِت ا ْل َع ُد ٍّوِ ,م ْن ِق َب ِل ظُ ْمِم ٍّ
الشٍّر ِ ب م ْن َ
ط ِر ٖ ِ
َض َ ُُك ْرَب ِتي َوأ ْ
تت «لَ ْي َ
ٙ
ب .فَ ُق ْم ُ ِ ِ ٘ ِ اخمِيَ ,وأ ْ ض َق ْم ِبي ِفي َد ِ ٗ
ف َو َر ْع َدةٌ أَتََيا َعمَ َّيَ ,و َغش َيني ُر ْع ٌ سقَطَ ْت َعمَ َّيَ .خ ْو ٌ َى َوا ُل ا ْل َم ْوت َ َي ْم َخ ُ
ُس ِرعُ ِفي َن َج ِاتي تأْ َّةِ .سبلَ ْهُ .ك ْن ُ
ٛ يت ِفي ا ْلبٍّري ِ
َ ارًباَ ,وأَِب ُ ت أ َْب ُع ُد َى ِ ٚ
َستَ ِر َ
يح! ىأََن َذا ُك ْن ُ ير َوأ ْ
لِي ج َناحا َكا ْلحم ِ ِ
امة ,فَأَط َ ََ َ َ ً
اصفَ ِةَ ,و ِم َن َّ
الن ْو ِء»". يح ا ْلع ِ
الر ِ َ ِم َن ٍّ
ىي صبلة داود في كربتو التي حيرتو ،ولـ يجد طريقاً لميرب بعد أف حاصره أعداؤه تماماً ،وقارب الموت فإرتعب
عمى ِ ِ
ب= أي التؼ ّ وتمنى لو أف لو جناحيف فييرب بيما مف ىذا الحصار وىذه الضيقة .وفي قولو َغش َيني ُر ْع ٌ
ام ِة تشير لمروح القدس ،والقديسوف ليـ جناحي ىذه الحمامة ،ىو لـ يقؿ جناحي نسر وال مف كؿ جانب .وا ْل َح َم َ
صقر فيي طيور نجسة ،ولكف جناحي الحمامة يشيراف لطيارتيا .ومف يقبؿ أف يحيا في طيارة يمتمئ مف
ام ِة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتيا
احا َكا ْل َح َم َ
تعزيات الروح القدس ويحمؽ في السماويات بجناحيو .لَ ْي َ ِ
ت لي َج َن ً
ىي (فمؾ نوح /الحماـ الزاجؿ) .والروح القدس (الذي أخذ شكؿ الحمامة يوجينا دائماً لممسيح الذي لو إلتجأنا
ِ ِ
ير .ثـ نجده يشتاؽ لمخموة
يح.اذاً ىو يشير الشتياقو لبيت اهلل ،ليمتقي بو سريعا = أَط َ َستَ ِر َ
ير َوأ ْ
إليو نستريح= فَأَط َ
َّة= ىكذا إختمى الرىباف في بريتيـ بعيداً عف العالـ ،إذ شعروا بمذة يت ِفي ا ْلبٍّري ِ
مع اهلل بعيدا عف الناس= أَِب ُ
َ
عشرة اهلل وتعزياتو وبعيداً عف خيانة البشر وشرورىـ .وىكذا كاف المسيح ينفرد في الجبؿ ليصمي .اف أرواح
القديسيف تشتاؽ لميروب مف ىذا العالـ
169
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
ىنا نجد الصورة العكسية ،فالخموة مع اهلل فرح وسبلـ ....لكف ماذا في العالـ غير خيانة وغدر وكراىية
األشرار.لذا نجد ىنا صبلة فييا رجاء أف يتدخؿ اهلل ضد األشرار ويعاقبيـ ،فاهلل القدوس ال يقبؿ الشر وال يقبؿ
صور داود حاؿ المدينة والشر الذي يسودىا .وما يؤلمو ظمـ أوالده .وىذه الصبلة قاليا داود بروح النبوة .وىنا ُي ِّ
ان ع ِديمِي إِ ْل ِفي وص ِد ِ
يقي .ىنا داود يوجو عتاب مباشر لمف َ َ سٌ َ ت إِ ْن َ
باألكثر خيانة صديقو ومشيره أخيتوفؿ= َب ْل أَ ْن َ
ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم = ابطؿ يا رب مشورة ىؤالء االشرار ،كما بمبمت يا اهلل كاف يوما صديقا لو .وماذا يطمب داود ؟ فٍَّر ْ
ألسنة األشرار في بابؿ فمـ يستطيعوا االتفاؽ في الشر ،وبطؿ عمميـ (وقد حدث اختبلؼ في أقواؿ الشيود ضد
المسيح يو + ٔٙ2ٜمرٗٔ .)٘ٙ2وفي (ٓٔ) نجد جواسيس إبشالوـ يترصدوف خطواتو لييمكوه .ومع المسيح فقد
ان َع ِديمِي
سٌ أمسكوا بو ليبلً وحاكموه ليبلً وأسمموه لبيبلطس ثـ ليصمب نيا اًر .وفي (ٖٔ) نرى خيانة ييوذا .إِ ْن َ
يقي = انساف مثمي ،زميؿ وصديؽ عاشرتني ،اكمنا وشربنا معا ،ولـ تري مني سوي الحب .ولكف إِ ْل ِفي وص ِد ِ
َ َ
الخيانة لـ تصدر عف ييوذا فقط ،بؿ مف شعب الييود الذي أخذ المسيح جسده منيـ وصار إنساناً وجاؿ يصنع
وسطيـ خي اًر ثـ قاموا عميو وصمبوه .وفي (ٗٔ) نرى صورة الصداقة والحب التي أظيرىا المسيح لتبلميذه
ولييوذا ،فكاف يذىب معيـ لمييكؿ ولكؿ مكاف .ونرى في (٘ٔ) عقوبة ىذه الخيانة ،فنصيب مف رفض رب
الحياة ،اليبلؾ في الجحيـ .وىبلؾ ييوذا المنتحر أوصمو لمجحيـ .وىكذا كؿ مف في مساكنيـ في وسطيـ
شرو اًر.
ض َع ْي َدهُٕٔ .أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة فَ ُم ُوَ ,وَق ْم ُب ُو ِقتَا ٌل .أَْل َي ُن ِم َن اآليات (ٕٕٓٓ" - )ٕٔ-أَْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ
يوَ .نقَ َ َ ُ َ َ
َّ ِ ِ
سمُولَ ٌة". وف َم ْ الزْيت َكم َماتُ ُوَ ,و ِى َي ُ
س ُي ٌ
170
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)
يعود المرنـ لوصؼ الخائف الشرير ،فبعد أف ذكر شرور الييود ،عاد بم اررة ليذكر خيانة ييوذا فيو كاف لو وضع
يو = فالمسيح لـ يقدـ لو سوى الخير لكنو نقض عيده وألقي يديو عميو .وكمماتوخاص= أ ْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ
َ ُ َ َ
وقبمتو كانت غاشة أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة ببل قسوة ظاىرة (ٕصـ٘ٔ.)ٙ-ٕ2
171
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والخمسون
داود لـ يترؾ قيثارتو أبداً ،بؿ ظؿ وىو في شدة ضيقو مسبحاً اهلل صارخاً لو .وىو ىنا يصرخ هلل بينما كاف ىارباً
إلى ممؾ جت .وىو ذىب إلى جت مرتيف .في األولى تظاىر بالجنوف (ٔصـٕٔ .)ٔٗ2وفي الثانية إلتجأ إلى
ممؾ جت ومعو ٓٓٙرجؿ فقبمو وىذا المزمور غالباً كاف في الزيارة األولى أو اليروب األوؿ لجت.
عنواف المزمور عمى الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكوف إشارة إلى لحف حزيف يرتؿ عمى نفس لحف ىذا
المزمور .وقد يكوف المعني فيو إشارة لداود نفسو اليادئ الوديع الذي مثؿ الحمامة وقد طردوه وىو لـ يؤذي
ٍ
كشاة أحداً ،ولـ يرد عمى أحد بشر ،بؿ أقصوه بعيداً عف الييكؿ .وقطعاً في كؿ ىذا ىو رمز لممسيح الذي كاف
أماـ جازييا ال يفتح فاه.
آية (ٖ) ِ ٖ" -في َي ْوِم َخ ْوِفي ,أََنا َعمَ ْي َك أَتَّ ِك ُل".
ميما كاف مضايقي بشر (زائموف) أو شياطيف ،فأنت اهلل الذي فوؽ الكؿ لذلؾ ألجأ إليؾ.
ص َن ُع ُو ِبي ا ْل َب َ
ش ُر؟" آية (ٗ) ٗ" -اَهلل أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو .عمَى ِ
اهلل تََو َّك ْم ُ
افَ .ما َذا َي ْ
َخ ُ
ت فَبلَ أ َ َ ُ ُ
أَفْتَ ِخ ُر = أسبح بكبلـ اهلل .ىنا يرى المرنـ اهلل كضابط الكؿ فبل يخاؼ مؤامرات البشر.
رجاؿ شاوؿ حرفوا كبلـ داود ليثيروا شاوؿ ضده ،وىكذا فعؿ الييود مع المسيح.
ص ُدوا َن ْف ِسي".
ون ُخطُو ِاتي ِع ْن َد َما تََر َّ
ونُ ,يبلَ ِحظُ َ آية (َ " - )ٙي ْجتَ ِم ُع َ
ونَ ,ي ْختَفُ َ
ٙ
172
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
ت = ىو يشعر أنو حتى في توىانو في جت ،وفي ىروبو مف شاوؿ ،أف عيف اهلل عميو ويحفظو .وىو تََي َي ِاني َارقَ ْب َ
يشعر أف اهلل في كؿ ضيقتو تضايؽ وأف اهلل رأي دموعو وىو يذكر كؿ اآلالـ التي وقعت عميو ،وسيعوضو خي اًر
وعي ِفي ِزقٍّ َك .اهلل كتب آالمو في ِس ْفر ال يصؿ إليو أحد أي أف اهلل لف ينسى لو كؿ
ت ُدم ِ
اج َع ْل أَ ْن َ ُ
لذلؾ يقوؿ= ْ
ىذه اآلالـ .ومتى يحفظ اهلل دموعنا في زؽ عنده؟ حينما نبكي أمامو في صمواتنا ،وال نبكي أماـ الناس ونشتكي
ليـ ،أو نبكي عمى ضياع شئ جسداني تافو في روح تذمر عمى اهلل .ولقد كاف لممصرييف والروماف آنية صغيرة
يحفظوف فييا دموعيـ كتذكار محبة لمف بكوا مف أجمو .وداود لـ يمجأ لحفظ دموعو في إناء ينكسر بؿ أراد أف
يحفظيا عند اهلل .والزؽ إناء جمدي يحفظوف فيو الخمور .وداود ربما أراد في تسابيحو وصراخو هلل أف يفرح قمبو
بأنو لو وىو ال يمجأ إلى سواه .لقد حفظ اهلل في زؽ عنده دموع المرأة الخاطئة ،وكانت أمامو أثمف مف أي طيب.
والدموع تغمب اهلل (نش.)٘2ٙ
يتمكف أعداؤه منو. طالما أف عينا اهلل تراقبو وعنايتو تحيطو فمف
َحي ِ
اء". اهلل ِفي ُن ِ
َسير قُدَّام ِ ق ,لِ َكي أ ِ
ِ ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِتَ .ن َع ْمَ ,و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ آية (ٖٔ) ٖٔ" -أل َّ
ور األ ْ َ َ َ ْ ل
َالز َ َّي
ْ ج ن
َ ك
َ َن
ِ
َح َياء = ِ ِ
َّام اهلل في ُن ِ
ور األ ْ ِ الزلَ ِاهلل نجاه مف الموت .وأنقذَ ِر ْجمَ َّيو ِم َن َّ
ير قُد َق = انحرافو لعبادة آلية جت .أَس َ
المرنـ يقصد المعنى المباشر أنو سيعود حياً إلى أورشميـ .ولكف اآلية تشير لما ىو أبعد مف ىذا .فيي تشير
لمخبلص الذي قدمو لنا المسيح الذي نجى نفوسنا مف الموت فيو بموتو داس الموت .وىو أعطانا أف نغمب
173
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)
الخطية وال ننزلؽ فييا وفي طرقيا .وأعطانا حياة أبدية في نور األحياء حيث يكوف المسيح ىو نور أورشميـ
السماوية.
174
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والخمسون
المزمور السابع والخمسون(السادس والخمسون في األجبية)
في أشد أوقات داود لـ يترؾ قيثارتو وال صمواتو ،وىا ىو ىارب مف شاوؿ ولكنو ال يكؼ عف التسبيح والتضرع
إلى اهلل بثقة (قارف ىذا المزمور مع ٕكوٗ.)ٔٔ-ٚ2
عمى ال تيمك= نشيد معروؼ يشير إليو ،ربما ليرتمونو بنفس النغمة .ومعنى ال تيمؾ أف ال تقابؿ الشر بالشر.
كما عفا داود عف شاوؿ في المغارة ولـ يقتمو.
نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة ،فداود كاف في اضطياد األقوياء لو رم اًز لممسيح .حفروا قدامي حفرة=
ىذه مؤامرة الييود .سقطوا في وسطيا= ىذه نيايتيـ استيقظ يا مجدي= استيقظي يا نفسي (سبعينية) ىذه نصرة
المسيح بالقيامة.
َن تَعبر ا ْلم ِ احتَم ْت َن ْف ِسي ,وِب ِظ ٍّل ج َناح ْي َك أ ْ ِ ِ ِٔ ِ
ب". َحتَمي إِلَى أ ْ ْ ُ َ َ َ
صائ ُ َ َ َ َّ
آية (ٔ) " -ا ْر َح ْمني َيا اَهللُ ْار َح ْمني ,ألَن ُو ِب َك ْ َ
تكرار ْار َح ْم ِني = يدؿ عمى أننا محتاجوف إلى رحمة اهلل في الدىر الحاضر وفي الدىر اآلتي .والى المجاجة في
اح ْي َك = إشارة لعناية اهلل بنا الطمب .ا ْلم ِ
ب = اإلثـ في السبعينية إشارة لمتجارب التي يثيرىا الشيطافَ .ج َن َ صائ ُ َ َ
(متٖٕ )ٖٚ2والدجاجة إذا ىاجميا صقر ترفرؼ بجناحييا وتضـ فراخيا تحتيا.
اهلل ا ْلمح ِ
امي َع ٍّني". اهلل ا ْلعمِ ٍّي ,إِلَى ِ
آية (ٕ) ٕ" -أَصر ُخ إِلَى ِ
َُ َ ُْ
الصراخ ال يعني الصوت العالي بؿ ح اررة القمب واإلرادة األكيدة في الطمب.
ص ِنيَ .عي ََّر الَِّذي َيتَ َي َّم ُم ِنيِ .سبلَ ْهُ .ي ْر ِس ُل اهللُ َر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو". آية (ٖ) ٖ" -ير ِس ُل ِم َن َّ ِ
الس َماء َوُي َخمٍّ ُ ُْ
ص ِني = ألـ يرسؿ اآلب ابنو الوحيد مف السماء ليخمصنا (يوَٖ )ٖٔ2يتَ َي َّم ُم ِني = ير ِس ُل ِم َن َّ ِ
الس َماء َوُي َخمٍّ ُ ُْ
يطأونني أو يضطيدونني (سبعينية) .وىـ الشياطيفَ .ر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو = فعمي الصميب ظيرت رحمة اهلل وحقو
(عدلو) ،ىذه ىي طريقة الخبلص ،فالذي استوفى مطاليب الحؽ اإلليي ىو المسيح المصموب برحمتو .فداس لنا
أعدائنا.
175
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
ت َق ْم ِبي = قمبي لـ يتزعزع أثناء مقاومة األعداء لي ،بؿ كنت أغني وأرنـ .والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر ثَا ِب ٌ
ثابت قمبي (مستعد حسب السبعينية) أف قمبو مستعد لحموؿ الروح القدس الذي يعممو الترنيـ والتسبيح .والروح
القدس ح ّؿ عمينا بعد أف تـ عمؿ المسيح الفدائي.
176
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)
177
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والخمسون
ين َك ِذ ًبا".
ضموا ِم َن ا ْل َب ْط ِنُ ,متَ َكمٍّ ِم َ الر ِحِمَ .
ش َرُار ِم َن َّ
غ األَ ْ
ٖ
آية (ٖ) َ " -از َ
سبؽ داود وقاؿ" بالخطية حبمت بي أمي" وىذا عف أف كؿ مولود يرث خطية آدـ ولكف المقصود ىنا بقولو َازغَ
الر ِحِم = أف ىؤالء القضاة الظالميف ولدوا مف أباء عمى شكميـ ،فالخطية تفشت وسط المجتمع. ش َرُار ِم َن َّ
األَ ْ
فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد ىي الرحـ الذي نشأوا فيو.
الص ٍّل األَص ٍّم يسد أُ ُذ َن ُو٘ ,الَِّذي الَ يستَ ِمع إِلَى صو ِت ا ْلحو ِ
اة َّةِ .مثْ ُل ٍّ اآليات (ٗٗ" - )٘-لَيم حم ٌة ِم ْث ُل حم ِة ا ْلحي ِ
َُ َْ َْ ُ َ َُ َُ َ ُْ ُ َ
ين ُرقَى َح ِك ٍيم".
الر ِاق َ
َّ
داود ىنا يشبو ىؤالء األشرار بالحية التي تسد أذنييا حتى ال تسمع صوت المزمار الذي يطمقو الراقي ليخرجيا
ويمنعيا أف تطمؽ سموميا عمى الناس( .ىذه قد تكوف أسطورة أو فكرة عند الناس أف الحيات تستجيب لمزمار
الحواة الراقيف) والميـ المعنى أف ىؤالء األشرار يطمقوف سموميـ وكبلميـ الردئ المسموـ ضد الناس غير
سامعيف لمشورات األب ارر بأف يكفوا عف ىذا.
178
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)
ش َب ِ
ال َيا َرب". اس األَ ْ اى ِش ْم أ ْ
َض َر َ
سر أَس َنا َنيم ِفي أَفْو ِ
اى ِيِمْ . َ َّ ٙ
آية ( " - )ٙاَلم ُي َّمَ ,ك ٍّ ْ ْ ُ ْ
طالما ال أمؿ في إصبلحيـ فالمرنـ يطمب عقابيـ حتى ال يستمروا في أذيتيـ لؤلبرياء وأسنانيـ وأضراسيـ إشارة
لفميـ الذي يطمؽ األكاذيب ويأكموا بيا سمعة األبرياء فيحطمونيـ ،فاألشباؿ تطحف الفريسة بأضراسيا.
179
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والخمسون
نرى في ىذا المزمور رجاؿ شاوؿ يحاصروف داود وزوجتو ميكاؿ تخدعيـ وتنزلو مف الكوة وداود كاف في ىذا
رم اًز لممسيح ا لذي نجاه اهلل بقيامتو .وما نالو أعداء داود مف عقاب مثاؿ لما حدث لمييود وسيحدث ليـ في يوـ
القضاء .ونحف حيف نرتؿ ىذه المزامير نذكر إبميس عدونا ونيايتو المنتظرة .ومف أعدائنا األقوياء الشيوة
والخطية.
ال اعمِي ِ
اإل ثِْمَ ,و ِم ْن ِر َج ِ اح ِم ِنيَ ٕ .ن ٍّج ِني ِم ْن فَ ِ َع َد ِائي َيا إِل ِييِ .م ْن ُمقَ ِ
او ِم َّي ْ اآليات (ٔ " - )٘-أَ ْن ِقذ ِْني ِم ْن أ ْ
ٔ
ون َعمَ َّي ,الَ ِإل ثْ ِمي َوالَ لِ َخ ِطي َِّتي َيا َربِ ٗ .ببلَ إِثٍْم ِم ٍّني
اء َي ْجتَ ِم ُع َ اء َخمٍّص ِنيٖ ,أل ََّنيم ي ْك ِم ُن َ ِ ِ
ون ل َن ْفسي .األَق ِْوَي ُ ُْ َ ْ
الدٍّم ِ
َ
ِ ِ ِ لو ا ْل ُج ُن ِ ِ ِ ِ ِ
ب ُك َّل يل ا ْنتَِب ْو لتُ َ لو إِ ْ
ود ,إِ َ ت َيا َرب إِ َ استَ ْيق ْظ إِلَى لقَائي َوا ْنظُ ْر! َوأَ ْن َ
٘
طال َ س َرائ َ س ُي ُمْ . ون أَ ْنفُ َون َوُيعد َ َي ْج ُر َ
ُمِمُ .ك َّل َغ ِاد ٍر أ َِث ٍيم الَ تَْر َح ْمِ .سبلَ ْه".
األ َ
صبلة لمخبلص مف األعداء األقوياء .وىذا ما فعمو ويفعمو المسيح لنا ،فيو يحمينا مف األعداء األقوياء=
(شاوؿ /إبميس ) ..وقولو الَ ِإل ثْ ِمي = يشير إلى أنو لـ يخطئ إلييـ ،لكنيـ يياجمونو ببل سبب .ويعدوف أنفسيـ
ُمِم = ِ
استَ ْيق ْظ = ىذا ما قالو التبلميذ لممسيح إذ ظنوه نائماً في السفينة ال ييمو أمر غرقيـ .األ َ
لمفتؾ بيْ .
المقصود ب يـ األمـ الوثنية أي مف يعبدوف الشياطيف .وىو ضـ شاوؿ ورجالو ليؤالء فإبميس ىو أبوىـ وقائدىـ.
ا ْنتَِب ْو = أي دع اإلمياؿ وطوؿ األناة.
ون ِبأَفْو ِ ِ ِ ٚ ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب ,وي ُدور َ ِ ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ
اى ِي ْم. ون في ا ْل َمدي َنةُ .ى َوَذا ُي ِبق َ َ اءَ ,ي ِير َ
ٙ
ََ ُ َ َ ود َ اآليات (َ " - )ٚ-ٙي ُع ُ
ون «م ْن س ِ سي ٌ ِ ِ ِ
امعٌ؟ »". وف في شفَاى ِي ْم .أل ََّن ُي ْم َيقُولُ َ َ َ ُُ
ون أي ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب = التشبيو ىنا بصياد يرسؿ كبلبو وراء الفريسة .والصياد ىو شاوؿ الممؾ .وقولو َي ِير َ َي ِير َ
يصدروف أصوات خافتة كما ينبح الكمب بصوت خافت ،وذلؾ ألنيـ يخافوف أف ييرب منيـ داود .وتشبيو
ون ِبأَفْو ِ ون ِع ْن َد ا ْلم ِ
اى ِي ْم ساء= الميؿ يشير لمخطية التي ىـ فيياُ .ى َوَذا ُي ِبق َ َ َ َ ود َاألعداء بالكبلب (راجع مزٕٕ) ي ُع ُ
ون = يممئوف فميـ ىواء ويفرغونو بقوة) .والمعنى أنيـ يخرجوف مف أفواىيـ فيض = أي يتجشأوف بأفواىيـ ( ُي ِبق َ
امعٌ = ىـ في جبروتيـ يقولوف لف يسمع أحد صراخ المظموـ. مف الشر الذي كالسيوؼ ألنيـ يقولوف م ْن س ِ
َ َ
آية (ِ ٜ" - )ٜم ْن قَُّوِت ِو ,إِلَ ْي َك أَْلتَ ِجئُ ,أل َّ
َن اهللَ َم ْم َجِإي".
180
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
َع َد ِائي. آية (ٓٔ) ٔٓ" -إِل ِيي ر ْحمتُ ُو تَتَقَدَّم ِني .اهلل ي ِر ِ
يني ِبأ ْ ُُ ُ َ َ
ىذه خبرات داود السابقة التي تسنده في ضيقتو الحالية (األسد -الدب -جميات).
اى ِي ْمَ .وْل ُي ْؤ َخ ُذوا ِب ِك ْب ِرَي ِائ ِي ْمَ ,و ِم َن المَّ ْع َن ِة َو ِم َن ا ْل َك ِذبِ الَِّذي ُي َح ٍّدثُ َ
ون اى ِيم ِىي َكبلَم ِشفَ ِ
ِ ٕٔ ِ
آية (ٕٔ) َ " -خط َّي ُة أَف َْو ْ َ ُ
ِب ِو".
مازالت خطية الييود ىي رفضيـ واىاناتيـ لممسيح وكذبيـ وتحريفيـ لآليات والنبوات التي بيف أيدييـ والتي
تنطؽ بما حدث لممسيح.
ضِ .سبلَ ْه". َن اهلل متَسمٍّطٌ ِفي يعقُوب إِلَى أَقَ ِ
اصي األ َْر ِ َْ َ ْنِ ,ب َح َنق أَف ِ
ْنَ ,والَ َي ُكوُنواَ ,وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ َ ُ َ آية (ٖٔ) ٖٔ" -أَف ِ
ىنا يزداد المرنـ غيظاً عمى ىؤالء الكذابيف ويطمب فنائيـ ،وىذا ما حدث لمييود عمى يد تيطس سنة ٓٚـ.
والحظ تكرار كممة أَف ِ
ْن لمتأكيد .لعدـ إيمانيـ أف المسيح ممؾ متسمط عمى يعقوب وعمى كنيستو إلى أقاصي
األرض( .يعقوب ىو أبو الكنيسة بالجسد).
ون
يي َ ِ ِ ِ ٘ٔ ون ِم ْث َل ا ْل َك ْم ِب ,وي ُدور َ ِ ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ
اءَ .ي ِير َ
ٗٔ
ون في ا ْل َمدي َنةُ .ى ْم َيت ُ ََ ُ َ َ ود َ
اآليات (َٗٔ " - )ٔ٘-وَي ُع ُ
لِؤلَ ْك ِل .إِ ْن لَ ْم َي ْ
ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا".
اآلية (ٗٔ) ىي تكرار لآلية ( )ٙولكف آية (٘ٔ) تختمؼ عف آية ( .)ٚوالفارؽ بيف الحالتيف ،ىو الفارؽ بيف
الييود وىـ يدبروف مؤامرتيـ ضد المسيح وىـ في قوتيـ شاعريف أنيـ قادريف أف يفعموا بو ما يريدوف ،وبيف
الييود حيف تشتتوا وفارقيـ اهلل ففارقتيـ قوتيـ و أروا الكنيسة التي يشبعيا اهلل وىـ في حالة جوع .في األوؿ كاف
ون ِلؤلَ ْك ِل إِ ْن لَ ْم َي ْ
ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا = تترجـ ويحسدوف يي َ ِ
ليـ سيوؼ ويبقوف بأفواىيـ .وفي الثاني مشتتيف= ُى ْم َيت ُ
ويتذمروف إذ ال يجدوف شبعيـ.
181
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)
وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ
اة = أي في الصباح وقارف مع األعداء الذيف يعودوف عند المساء (آية .)ٙونصيب أوالد اهلل ىو ََ ُ
المسيح شمس البر نورىـ .ونصيب األشرار سمطاف الظممة أي إبميس .ومف ىـ في نور المسيح ال يكفوا عف
التسبيح.
182
ضفر المسامير ( المسمور الطتون)
عودة لمجدول
المزمور الستون
ىناؾ مزامير كثيرة تتكمـ عف داود المتألـ الذي يصرخ إلى اهلل ليخمصو .ولكف ىذا المزمور كتبو داود في يوـ
انتصاره ،يوـ استقر عمى عرشو ،بعد أف أعطاه اهلل نصرة عمى األرامييف ثـ األدومييف (يبدو أف األدومييف
استغموا حرب داود مع أراـ وضربوا إسرائيؿ مف الجنوب ،فعاد يوآب وضرب أدوـ) .ورنـ داود ىذا المزمور
ص ِّو اًر أف اهلل تخمى عنيـ فوقع الشعب في ضيؽ ،ثـ نظر إلييـ معطياً قوة فصار أعدائيـ في خزي .وكاف ىذا
ُم َ
مثاالً لما حدث مع المسيح ،إذ ظف كؿ واحد أف اهلل قد تخمى عنو وىو معمؽ عمى الصميب ،ثـ بعد القيامة صار
أعداؤه في خزي تحت قدميو.
اد َوِلي َم َن َّ وت .لِي ِج ْم َع ُ ِ ِ ْسم َ ِ ِ َّ ِ ِ ِ
اآليات ( " - )ٕٔ-ٙاَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج ,أَق ُ
ٚ ٙ
سى, سك َ ي ُيس َواد َ يمَ ,وأَق ُ شك َ
اى ِت ِفي َعمَ َّي». ين ْس ِط ُ ِ
وم أَ ْط َر ُح َن ْعميَ .يا َفمَ ْ
َ َد
ُ أ ى م
َ ع
َ ي. تضِ
َ حَ رْ
ْسي ,ييوَذا صولَج ِانيٛ .موآب ِ
م ُ ُ َْ َ َُ
ْرِيم ُخوَذةُ أر ِ
َ َوأَف َا ُ
ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ ِ ِ ِ ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ
ٓٔ ٜ
ضتََناَ ,والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ س أَ ْن َ وم؟ أَلَ ْي َ ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ َُ َ َم ْن َيقُ ُ
ص َنعُ ِب َبأ ٍ اإل ْنس ِ ٕٔ ِ ِ َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ مع ج ي ِ
انِ .باهلل َن ْ ص ِ َ الضي ِ ٔٔ
وس
ْسَ ,و ُى َو َي ُد ُ ق ,فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ وش َنا؟ أ ْ َ َ ُُ
اء َنا".
َع َد َ
أْ
183
ضفر المسامير ( المسمور الطتون)
ىنا داود يتكمـ عف النصرة التي أعطاىا اهلل .فاَهللُ قَ ْد تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = أي أعطانا وعده المقدس .وطالما أنو وعد
فؤلَ ْبتَ ِي ُج .واهلل وعد داود بأف يممؾ عمى كؿ إسرائيؿ وطالما أف اهلل وعد فيو سيعطي داود أف تكوف لو إسرائيؿ
ص ْولَ َج ِاني = األسباط كميا صارت وت .لِي ِج ْم َع ُ
ادَ ....ي ُيوَذا َ سك َ ي ُ
ِ
يس َواد َ
ِ
يم َوأَق ُ
ْسم َ ِ
شك َ
ِ
كميا نصيباً وممكاً لو .أَق ُ
لو ولف يغتصب أراـ أو أدوـ شيئاً .لف يقتسـ أراـ وأدوـ األرض ،ولكف كميا لداود وأما أعدائو فمقد أخضعيـ اهلل
تحت قدميو (موآب وأدوـ) فمؤاب تصير ميانة كمرحضة وأدوـ موطئاً لرجميو .وأنت يا فمسطيف أف كاف لؾ جرأة
إىتفي عمى وسيكوف مصيرؾ كيؤالء .ثـ يترنـ المرنـ ويسبح اهلل الذي أعاده إلى أورشميـ المدينة المحصنة بؿ
أعطاه أف ييزـ أدوـ ويدوسيا ويضرب منيا ٓٓٓ ٕٔ.في وادي الممح (العنواف) .نجد داود ىنا يسبح اهلل وحده
سِ
ان .ومف الناحية الرمزية .اَهللُ قَ ْد ص ِ ِ
اإل ْن َ الذي يخمص ،أما اإلنساف فبل يستطيع أن يخمص= َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ
تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = اهلل قد تجسد بالروح القدس مف مريـ العذراء (عبٕ .)ٔ2ٔ،وبفدائو اشترى كؿ عبيده وشعبو
واقتسميـ أي صاروا نصيبو (أشٖ٘ .)ٕٔ2وصار الشيطاف تحت أقدامو وأقداـ كنيستو (لوٓٔ .)ٜٔ2وفي ()ٜ
وم .الكنيسة نرى صورة لوحدة الكنيسة بيف الييود واألمـ .الييود ىي ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ
ص َنة أورشميـ ،واألمـ ىي أ َُد َ َُ َ
ص ِ ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ
ضتََنا وىو الذي يخمص= فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ س أَ ْن َ
التي كانت قبؿ المسيح مرفوضة= أَلَ ْي َ
سِ
ان. ِ
اإل ْن َ
184
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والستون
نجد ىنا مثؿ كثير مف مزامير داود ،نجده يبدأ بقمب حزيف يشتكي باكياً أعدائو المتربصيف بو ،ولكنو ينتيي
بأغاني التسبيح ،ألف اهلل رفع نفسو وأعطاه الثقة في حمايتو بالرغـ مف قوة األعداء حولو ،وحيف شعر باستجابة
اهلل لو فرح وشكر إذ رأى نصرتو قادمة.
ربما كاف داود حيف رنـ ىذا المزمور ىارباً مف شاوؿ أو إبشالوـ واألغمب إبشالوـ فيو يسمى نفسو ممكاً .ولكف
ىذا المزمور بشكؿ نبوي يحدثنا عف المسيح.
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أف في ىذا المزمور شكر هلل عمى عودة المسبييف.
نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وىو عمى الصميب وأف اآلب استجاب لو وأقامو=
تزيد الممك أياماً .واهلل استجاب لو بأف أعطى ميراثاً لخائفي إسمو= كؿ مف آمف بالمسيح صار لو نصيباً في
ميراثو.
ىنا نسمع أف اهلل َم ْم َجأً وُب ْر َج حصين = برج قوة لمف يمجأ إليو.
185
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)
ظ ِان ِو".
اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ آية (ٚ" )ٚي ْجمِس قُدَّام ِ
اهلل إِلَى الد ْ
َّى ِرْ . َ َ ُ
َّى ِر = عف داود تفيـ ىذه أف يعود إلى كرسيو كممؾ .ولكف كيؼ نفسر أف داود سيجمس ي ْجمِس قُدَّام ِ
اهلل إِلَى الد ْ َ َ ُ
إلى األبد عمى كرسيو؟ قاؿ البعض دواـ مزاميره كصموات لمكنيسة حتى نياية األياـ .ولكف ىذه تفيـ أيضاً عف
جموس المسيح بعد قيامتو عف يميف اآلب.
ظ ِان ِو = مف أجؿ طاعة المسيح حتى الموت (وفييا رحمة +عدؿ) رفعو اهلل وجعؿ لو اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ
ْ
ظ ِان ِو = حاوؿ الييود قتؿ المسيح مرات عديدة ،واهلل حفظو حتى يتـ
اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيَٕ .)ٔٔ-ٛ2ي ْحفَ َ
رسالتو وتعاليمو ثـ سمح بصمبو (ليستوفي رحمة وحؽ اهلل) .ولكنو لـ يرى فساداً فيو قد قاـ.
آية (ٛ" - )ٛى َك َذا أُرٍّنم الس ِم َك إِلَى األَب ِد ,لِوفَ ِ
اء ُن ُذ ِ
وري َي ْو ًما فَ َي ْو ًما". َ َ َ ُ ْ
إذ رأي المرتؿ خبلص اهلل سبح ورتؿ .ونفيـ أف التسبيح القمبي ىو مف ثمار عمؿ الروح القدس في النفس.
والروح القدس حؿ عمى الكنيسة بعد صعود المسيح ،فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دىر الدىور .ونذر
الكنيسة ىي أف تعبد اهلل دائماً.
186
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والستون
ال يتضح مف عنواف المزمور وال مف كمماتو ،في أي مناسبة قد كتبو داود ،إنما ىو لمتعبير عف الثقة في اهلل،
فالمرنـ يقوؿ أنو يثؽ فيو وينتظره .ويدعو كؿ مف يسمعو أف يفعؿ مثمو.
صيَ ,م ْم َجِإي ,الَ أَتََز ْع َزعُ صيٕ .إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ
هلل ا ْنتَظَر ْت َن ْف ِسيِ .م ْن ِقبمِ ِو َخبلَ ِ
اآليات (ٔٔ" - )ٕ-إِ َّنماِ ِ
َ َ َ َ َ َ َ َ
يرا". ِ
َكث ً
ير = مف غير ص ْخ َرِتي = ىي أسماء لممسيح المخمص (لؤٕ + ٖٓ2كوٓٔ .)ٗ2الَ أَتََز ْع َزعُ َك ِث ًا ِ
َخبلَصيَ ..
الممكف أف ال يتزعزع اإلنساف .لكف كمما أقترب اإلنساف مف اهلل وقمت خطاياه .قؿ تزعزعو .وحتى القديس إف
تزعزع فيو سريعاً ما يعود لسبلمو وثقتو في اهلل.
ض واألعداء مجتمعيف عميو ليسقطوه .وىذا ىو حاؿ الطبيعة البشرية الساقطة ،ىي ىنا يشبو اإلنساف ب َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ
مثاؿ حائط ىزتو صدمة الخطية فماؿ إلى السقوط ،وال يمكف إعادة بنائو وقيامو إال باليدـ ثـ إعادة البناء (ىذا
يتـ بالمعمودية اآلف فنحف نموت وندفف مع المسيح لنقوـ ثانية معو في جدة الحياة (رو )ٙوفيما بعد الموت نقوـ
بجسد نوراني.
ونِ .سبلَ ْه". ون َوِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َعنُ َ ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِبِ .بأَفْو ِ
اى ِي ْم ُي َب ِ
ارُك َ َ
ون لِي ْدفَعوه ع ْن َ ِ
ش َرِفوَ .ي ْر َ ْ آم ُر َ َ ُ ُ َ ِٗ َّ
آية (ٗ) " -إن َما َيتَ َ
ش َرِف ِو = أي يدفعوه ليسقط ون لِ َي ْدفَ ُعوهُ َع ْن َ
آم ُر َ
نرى ىنا صورة لمحاوالت األعداء ضد ىذا الجدار ليوقعوه .فيم َيتَ َ
ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب = ىـ يغشوف ويكذبوف كما خدعت الحية حواء بخمطيا الكذب بالحقيقةِ .بأَفْو ِ
اى ِي ْم َ في الخطيةَ .ي ْر َ ْ
ون = ون = يظيروف لئلنساف أنيـ أصدقاء محبيف ويدعونو لمخطية كأنيا لمترفيو عنوَ .وِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َع ُن َ ُي َب ِ
ارُك َ
قموبيـ ممموءة كراىية لو.
صيَ ,م ْم َجِإي فَبلَ َن ِم ْن ِقبمِ ِو رج ِائيٙ .إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ هلل ا ْنتَ ِظ ِري َيا َن ْف ِسي ,أل َّ اآليات (٘٘" - )ٔٓ-إِ َّنماِ ِ
َ َ َ َ َ َ ََ َ
اس ُك ُبوا
ين َيا قَ ْوُمْ .اهلل .تََو َّكمُوا َعمَ ْي ِو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ
ٛ صي وم ْج ِدي ,ص ْخرةُ قُ َّوِتي م ْحتَماي ِفي ِ
ُ َ َ َ َ ََ
اهلل َخبلَ ِأَتََز ْع َزعُٚ .عمَى ِ
َ
وب ُك ْم .اَهللُ َم ْم َجأٌ لَ َناِ .سبلَ ْه.
َّام ُو ُقمُ َ
قُد َ
ونٔٓ .الَ تَتَّ ِكمُوا َعمَى قُ .ىم ِم ْن ب ِ
اطل أَ ْج َم ُع َ َ ين ُى ْم إلَى فَ ْو ُ ْ
ِ از ِش ِرِ .في ا ْل َم َو ِ ب َب ُنو ا ْل َب َ ِ
آد َمَ .كذ ٌ اط ٌل َب ُنو َ ٜإِ َّنما ب ِ
َ َ
ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا".
اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ
ف .إِ ْن َز َ اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ صيروا ب ِ ِ
الظ ْمم َوالَ تَ ُ َ
ِ
187
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)
آد َم =
اط ٌل َب ُنو َأوالد اهلل ال يضعوا ثقتيـ ورجائيـ سوى في اهلل وحده .أما اإلنساف في نظرىـ فيو باطؿ= ب ِ
َ
وباطؿ ىنا كما في سفر الجامعة أنو شئ مثؿ السراب ال يمكف أف تثؽ فيو ،فيو اليوـ موجود ،وغداً ال تجده،
ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا .فكؿ
اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ
ووعود اإلنساف باطمة فكيؼ نثؽ في إنساف ميما زاد غناه ومركزه = إِ ْن َز َ
فاف زائؿ .ثـ يوجو المرنـ نصيحة لمف يسمع أف ال يظف ما يفتخر بو اإلنساف مف غنى وكرامة ومجد وقوة ..كمو ٍ
ف. اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ
صيروا ب ِ
ِ
أف في الغنى قوة فيسعى لمماؿ بطريؽ الظمـ= الَ تَ ُ َ
ِ ٕٔ
الر ْح َم ُة,
هللَ ,ولَ َك َيا َرب َّ َن ا ْل ِع َّزةَِ
ت أ َّ س ِم ْع ُ
الربَ ,و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ
اآليات (ٔٔٔٔ" - )ٕٔ-م َّرةً و ِ
اح َدةً تَ َكمَّ َم َّ َ َ
ان َك َع َممِ ِو".
س َ ازي ِ
اإل ْن َ ت تُ َج ِ أل ََّن َك أَ ْن َ
ت = سبؽ س ِم ْع ُ
َم َّرةً َواح َدةً تَ َكمَّ َم = أي أف اهلل كبلمو كبلـ واحد ،ال يزيد عميو وال ينقص منوَ .و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ
ِ
وقاؿ أف اهلل قد تكمـ وقضاءه واحد ،والمرنـ سمع ما قضى بو اهلل وىو أمريف
هلل = ىو وحده لو القوة وىو وحده يؤدب الخاطئ َن ا ْل ِع َّزةَِ ِ[ٔ] أ َّ
الر ْح َم ُة وقوتو تتكامؿ مع رحمتو ،وعدلو ومحبتو ظي ار معاً عمى الصميب.
[ٕ] َولَ َك َيا َرب َّ
188
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والستون
رتؿ داود ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ الممؾ في برية ييوذا بجانب نير األردف .ويعبر فيو عف اشتياقو هلل
الذي ىو اآلف محروـ مف ىيكمو وعبادتو أثناء ىروبو.
ِببلَ م ٍ
اء" , َ
َيا اَهللُ إِل ِيي = التكرار يعبر عف االشتياؽ وقولو إليي تعبر عف الحب (نش ..)ٖ2ٙاَهللُ =ىو الو الكوف كمو ..
إِل ِيي = ىذه عف العبلقة الخاصة بيف داود واهلل .إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر = اشتياقو هلل يجعمو يبكر ليصميَ .ع ِط َ
ش ْت إِلَ ْي َك
س ِدي داود ىنا أمامو برية قاحمة ال ماء فييا ،فتأمؿ في ىذا المنظر ورآىا برية بدوف ثمار اق إِلَ ْي َك َج َ َن ْف ِسيَ .ي ْ
شتَ ُ
وال حياة .فقاؿ وأنا ىكذا بدونؾ يا رب ببل حياة وببل ثمار .وىكذا كؿ إنساف بدوف الروح القدس الماء المحيي
يكوف ببل ثمار (يوٗ + ٔٗ2غؿ٘ + ٕٕ2يو )ٖٜ-ٖٚ2ٚوىنا داود يشعر بيذا العطش فيصمي ليرويو اهلل .ىو
شعر أنو بدوف اهلل مثؿ ىذه البرية.وراجع (لؤٔ .)ٕٙ-ٕٗ2فالروح النجس يسكف في أماكف ليس فييا ماء .وىذا
ما حدث مع شاوؿ الممؾ فحينما فارقو روح الرب دخؿ فيو روح رديء (ٔصـ .)ٔٗ2ٔٙونصمي ىذا المزمور في
باكر ،ألننا في باكر نبكر لمصبلة طالبيف اهلل مشتاقيف وعطشانيف.
189
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
ي".اس ِم َك أ َْرفَعُ َي َد َّ ِ آية (ٗ) ٗ" -ى َك َذا أُب ِ ِ
ارُك َك في َح َياتيِ .ب ْ َ
حينما تأمؿ في مراحـ اهلل سبح اهلل وباركو ورفع يديو (كما رفع موسى يديو فغمبوا).
الحظ أنو يشكر اهلل عمى معونتو ،وبأنو يستظؿ بستر جناحي الرب أي رحمتو وعنايتو بينما ىو ىارب في البرية
مف وجو شاوؿ .مف الواضح أف اهلل لـ يتركو بؿ أظير لو قوتو وعزاه في ضيقتو ،كما ظير مع الثبلث فتية في
أتوف النار وكما ظيرت الرؤيا ليوحنا وىو منفي في بطمس (متٖٕ.)ٖٚ2
ض ُد ِني". ِٛ
صقَ ْت َن ْف ِسي ِب َكَ .ي ِمي ُن َك تَ ْع ُ
آية ( " - )ٛا ْلتَ َ
ىو ال يصمي ببل انقطاع فقط بؿ يمتصؽ باهلل ،فيو ال يجد سبلماً إال في ذلؾ.
190
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)
191
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والستون
ىذا المزمور ىو تعبير عف العداوة المستمرة بيف نسؿ المرأة ونسؿ الحية .فيناؾ قتاؿ ثائر دائماً ضد القديسيف
مف إبميس وجنوده.
ام َرِة استُْرِني ِم ْن ِ ش ْكوايِ .م ْن َخو ِ ِ اآليات (ِٔٔ" - )ٙ-ا ِ
ص ْوِتي في َ َ َ
ٕ
ُم َؤ َ احفَ ْظ َح َياتيْ . ف ا ْل َع ُد ٍّو ْ ْ ستَم ْع َيا اَهللُ َ ْ
ا ْل َك ِس ْي َم ُي ْم َكبلَ ًما ُم ًّرا ,لِ َي ْرُموا ين ص َقمُوا أَْل ِس َنتَيم َك َّ ِ ِ اعمِي ِ ِ ور فَ ِ ارِ ,م ْن ُج ْم ُي ِ
اإل ثْم ,الَّذ َ َ ش َر ِ
ٗ ٖ
ام َل الس ْيف .فَ َّوقُوا َ ُْ األَ ْ
ون ِبطَ ْم ِر ِف َخ ٍ ون أَ ْنفُسيم ألَم ٍر رِد ٍ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى َب ْغتَ ًةَ .ي ْرُموَن ُو َوالَ َي ْخ َ
٘
اخ .قَالُوا « َم ْن ادثُ َ يءَ .يتَ َح َ َ ُْ ْ َ ٍّد َ
شد ُ ش ْو َنُ .ي َ
ان َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌسِ اخ ِتراعا م ْح َكما .وَد ِ
اخ ُل ِ ون إِثْ ًما ,تَ َّم ُموا ْ َ ً ُ ً َ اى ْم؟»َ .ي ْختَ ِر ُع َ
ٙ
يق". اإل ْن َ َي َر ُ
ىي صرخة المرنـ يشكو هلل ليحفظ حياتو ببل عثرة ،فيو خائؼ مف مؤامرات األعداء األشرار .الذيف يشتكوف
ف .ويرموف سياميـ عمى اإلنساف الكامؿ وىو ال يراىـ إذ ىـ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى الس ْي ِص َقمُوا أَْل ِس َنتَ ُي ْم َك َّ
عميو ظمماً = َ
اى ْم = فيـ ال يشعروف أف اهلل يرى = أي يكمنوف لمنفس البريئة .وال يخشوف إنتقاـ عدؿ اهلل منيـ .وقَالُوا َم ْن َي َر ُ
يق = شرورىـ عميقة في قموبيـ وتدبيراتيـ في الخفاء داخؿ قموبيـ. كؿ شئ وسيعاقب .داخؿ اإلنساف َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ
ونبلحظ أنو كمما أزدادت الخطية يزداد عمي اإلنساف داخؿ قمبو فبل يعود يرى أف اهلل غاضب وأنو سينتقـ مف
الشر والشرير.
192
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والستون
ىذا المزمور فيو يعطي المرنـ مجداً هلل عمى أعمالو ،و قوتو ومحبتو ويدعونا لنفعؿ نفس الشيء.
ش ٍر".
َب َ
في المزمور السابؽ رأينا اهلل ينتقـ مف األعداء (الشياطيف) .وىنا النفس التي فرحت بيذا الخبلص تسبح مسيحيا
عمى عممو .وتسبحو في الكنيسة= صييوف التي فداىا واشتراىا بدمو .ومازاؿ يستجيب لصمواتيا= يا ِ
سامعََ َ
الصبلَ ِة .بؿ ىو يفرح بصوتيا (نشٕ .)ٔٗ2فالمسيح يفرح بصوت كنيستو .وىي تسبحو عمى استجابتو لصمواتيا. َّ
يد ِة".
ض َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ يع أَقَ ِ
اصي األ َْر ِ ص َناَ ,يا ُمتَّ َك َل َج ِم ِ
لو َخبلَ ِ
ستَ ِج ُ
يب َنا َيا إِ َ ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ
او َ ِآية (٘) ِ ٘" -ب َم َخ ِ
او َ ِ
يب َنا = اهلل في عدلو يضرب أعداء كنيستو ضربات مخيفة .وىو أيضاً في قداستو ال ستَ ِج ُ
ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ ِب َم َخ ِ
يقبؿ أف شعبو يخطئ لذلؾ يضرب شعبو ويؤدبيـ بضربات مخيفة لتأديبيـ حتى ال ييمكوا أبدياً ،لذلؾ يكمؿ بقولو
ض يع أَقَ ِ
اصي األ َْر ِ ص َنا = فكؿ تأديباتو ىي لمخبلص واهلل يستجيب لشعبو في كؿ مكاف وىو ُمتَّ َك َل َج ِم ِ لو َخبلَ ِ َيا إِ َ
يد ِة = تفيـ أيضاً أف اهلل ييتـ بمف ىـ مازالوا بعيداً عنو ،فالبحر بمموحتو يشير لمعالـ المضطرب. َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ
او َ ِ
يب َنا في اإلنجميزية بأعماؿ مخيفة تستجيبنا لخبلصنا ،ونفيـ منيا أف اهلل ستَ ِج ُ
ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ وجاءت عبارة ِب َم َخ ِ
في بعض األحياف يسمح بأحداث مخيفة في حياتنا لنعرؼ يده كما سمح لشعبو عند خروجيـ مف مصر بتجارب
أروا فييا أعماؿ عنايتو ولكف ألعدا ئيـ كانت يده ثقيمة عمى المصرييف لينقذ أوالده .وىذه طرؽ اهلل لكي يجعؿ
إيماننا يزداد ،فبدوف إيماف ال يمكف إرضاءه (عبٔٔ .)ٙ2ولكف حتى يزداد إيماننا وينمو عمينا إذا واجينا ىذه
المخاوؼ أف ال نتذمر بؿ نشكر اهلل ،فالشكر يجعؿ اإليماف يزداد (كوٕ.)ٚ2
193
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
اح وا ْلمس ِ
اء تَ ْبتَ ِي ُج". آي ِات َك .تَ ْج َع ُل َمطَالِ َع َّ ِ ِ س َّك ُ
ٛ
الص َب ِ َ َ َ ان األَقَاصي م ْن َ اف ُ
آية (َ " - )ٛوتَ َخ ُ
توالي الميؿ والنيار ،إشراؽ الشمس بنورىا صباحاً ،وقدوـ الميؿ بيدوئو ىي أسباب نسبح اهلل عمييا ونفرح بيا
كعبلمات عنايتو بالبشر وعبلمات لقوتو ونبلحظ أف اهلل جعؿ الشمس والقمر آليات وأوقات وأياـ وسنيف
(تؾٔ .)ٔٗ2وىذه في انتظاـ دوراتيا تعطينا أف نرى يد اهلل ونسبحو .ولكف اهلل بقدرتو يجعميا تخرج مف القوانيف
العادية ليا وىذا يجعؿ اإلنساف في خوؼ (كما وقفت الشمس أياـ يشوع ورجعت أياـ حزقيا واختفت يوـ صمب
المسيح) .ومعنى اآلية أف اهلل جعؿ سكاف أقاصي األرض يخافوف مف آياتؾ (اآلية ىي عمؿ قوي يدؿ عمى
قدرات الشخص) .وىكذا خاؼ البابميوف الذيف يعبدوف الشمس إذ رجعت إلى خمؼ أياـ حزقيا فأتوا لحزقيا،
وكانت فرصة ألف يشيد حزقيا هلل ،ولكنو فضؿ عمى ذلؾ أف يظير قوتو ليحميو البابميوف يوماً ما .فحزف اهلل مف
تصرفو .وأيضاً تفيـ اآلية بأف سكاف األرض كميا يفرحوف بأعماؿ اهلل التي تدؿ عمى قدراتو والتي تظير في
شروؽ الشمس فيذىبوف ألعماليـ وفي غروبيا يذىبوف ليستريحوا.
194
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)
ام ُي ْم = في أصميا العبري تعد ليـ القمح .وفي اآلية (ٖٔ) األ َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ
ف ُب ًّار = وىذه في اآلية ( )ٜتُ َي ٍّيئُ طَ َع َ
أصميا أف األودية قد تغطت بالقمحُ .ب ًّر= قمح ولكف في آية ( ،)ٜآية (ٖٔ) كممتي القمح مختمفتاف فبينما تعني
في آية ( )ٜالقمح فعبلً تشير الكممة في آية (ٖٔ) إلى إبيضاض الحقوؿ وأنيا قد ابيضت مف نضوج الثمر.
(يوٗ .)ٖ٘2والترجمة العربية تشير ألف المسيح برر شعبو .ألف كممة قمح المستخدمة في آية (ٖٔ) ليا معاني
أخرى تشمؿ "االختيارُ ،يمَّ ِم ْع الشئ ،ينقيو ،يطيره."..
195
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والستون
مزمور شكر وتسبيح ،وىكذا تعممنا الكنيسة أف نشكر دائماً وفي كؿ المناسبات.
َّداٖ .قُولُواِ ِ اس ِم ِوْ . ِ هلل َيا ُك َّل األ َْر ِ اآليات (ِٔٔ" - )ٚ-ا ْى ِت ِفيِ ِ
س ِب َ ض! َرٍّن ُموا ِب َم ْجد ْ
ٕ
هلل « َما يح ُو ُم َمج ً اج َعمُوا تَ ْ
الس ِم َك»ِ .سبلَ ْه. س ُج ُد لَ َك َوتَُرٍّن ُم لَ َك .تَُرٍّن ُم ْ
ض تَ ْ اؤ َكُ ٗ .كل األ َْر ِ َع َد ُ
ق لَ َك أ ْ َع َمالَ َك! ِم ْن ِعظَِم قُ َّوِت َك تَتَ َممَّ ُ
بأْ َى َي َ أْ
الر ْج ِلُ .ى َنا َك سَ ,وِفي َّ ِ َعم َ ِ ِ
الن ْي ِر َع َب ُروا ِب ٍّ آدم! َ ٙح َّو َل ا ْل َب ْح َر إِلَى َي َب ٍ ال اهلل .ف ْعمَ ُو ا ْل ُم ْرِى َ
٘
ب َن ْح َو َبني َ َ َىمُ َّم ا ْنظُُروا أ ْ َ
س ُي ْمِ .سبلَهْ".. ون أَ ْنفُ َ
ون الَ َي ْرفَ ُع َُم َم .ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ َّى ِرَ .ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ
ان األ َ سمٍّطٌ ِبقَُّوِت ِو إِلَى الد ْ
ِ ٚ
فَ ِر ْح َنا ِبوُ .متَ َ
ب المرنـ يسبح اهلل بسبب أعمالو العجيبة وسمطانو عمى كؿ الطبيعةِ .ا ْى ِت ِفي = ىو صوت فرح الغمبةَ .ما أ ْ
َى َي َ
َع َمالَ َك = أعماؿ اهلل في خمقتو عجيبة ،ولكف أعجب أعمالو التي نمجده ونسبحو عمييا ،تجسده وفداؤه لمبشر. أْ
اؤ َك = فاليراطقة مثؿ األريوسييف وخبلفيـ أنكروا الىوت المسيح ومثميـ اآلف شيود ييوه وخبلفيـ َع َد ُ تَتَ َممَّ ُ
ق لَ َك أ ْ
لكنيـ مازالوا يتممقوف اهلل ويدعوف اسميـ مسيحييف .بؿ الشياطيف صرخوا أمامو "أنا أعرفؾ مف أنت ،قدوس اهلل"
ُم َم = (لوٗ .)ٖٗ2وفي ( )ٙيشير لشؽ البحر األحمر أماـ موسى ونير األردف أماـ يشوعَ .ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ
ان األ َ
يشتيي خبلصيـ ودخوليـ إلى االيماف.ولو فيمنا قولو االمـ عمي انيا اشارة ألعداء شعب اهلل ،فاهلل يراقبيـ
ويمنعيـ مف اف يمحقوا ش ار بشعبو .ولو فعموا فيو بسماح منو لتأديب شعبو .ثـ يضرب ىؤالء الذيف كانوا اداة
س ُي ْم .كما حدث في سبي بابؿ وتأديب أشور إلسرائيؿ اوال ثـ لييوذا .ولما اتمت
تأديب لشعبو = فبلَ َي ْرفَ ُع َن أَْنفُ َ
اشور تأديب شعب ييوذا ،ضرب المبلؾ منيـ ٓٓٓ٘ ٔٛرجؿ في ليمة واحدة .وماعادت اشور ترفع نفسيا
عمي اهلل ( راجع اقواؿ ربشاقي ضد اهلل )
اع َل أَ ْنفُس َنا ِفي ا ْلحي ِ يح ِوٜ .ا ْلج ِ ت تَس ِب ِ
اةَ ,ولَ ْم ََ َ َ ص ْو َ ْ س ٍّم ُعوا َ
وبَ ,و َ
لي َنا َيا أَي َيا الش ُع ُ ارُكوا إِ َ اآليات (َ ٛ" - )ٕٔ-ٛب ِ
الش َب َك ِةَ .ج َع ْم َ
َّةٔٔ .أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّص ا ْل ِفض ِ
الزلَ ِل .أل ََّن َك َج َّرْبتََنا َيا اَهللَُ .م َح ْ
صتََنا َك َم ْح ِ سمٍّ ْم أ َْر ُجمَ َنا إِلَى َّ
ٓٔ
طاض ْغ ًت َ ُي َ
ص ِب". ِ ار وا ْلم ِ ِ َّ ِ َعمَى ُمتُوِن َناَ .رَّك ْب َ
َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ اسا َعمَى ُر ُؤوس َناَ .د َخ ْم َنا في الن ِ َ َ
ٕٔ
اء ,ثُ َّم أ ْ ت أَُن ً
سمٍّ ْم أ َْر ُجمَو من ال َّزلَ ِل .وفي ِ ِ ِ
س َنا في ا ْل َح َياة = فيو بموتو أعطانا حياة .ومف يثبت فيو ُي َ نسبح الرب ا ْل َجاع َل أَ ْنفُ َ
(ٓٔ ) نجد اهلل يسمح بالتجارب لينقي أوالده .وىكذا كاف اهلل مع شعبو إسرائيؿ ،فمقد سمح بأف يذليـ بعض األمـ
طا
ض ْغو ً
ت َ الش َب َك ِة = سمحت لمعدو أف يسبينا .بؿ كانت يد العدو ثقيمة = َج َع ْم َ
ليتركوا وثنيتيـ = أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّ
ت أَُناسا عمَى ر ُؤ ِ
وس َنا َعمَى ُمتُوِن َنا .فالعدو وضع عمييـ أثقاؿ حيف سخروىـ ،والضغوط تشير أيضاً ألحزانيـ َرَّك ْب َ
ً َ ُ
= أي سمطتيـ عمينا .لقد كنا في أيدييـ كمف دخؿ لمنار وكاد يحترؽ ،أو دخؿ لمماء وكاد يغرؽ .ولكنؾ يا رب
ار لتنقيتو مف الشوائب . ص ِب .وكاف ىذا لتأديبيـ مثؿ دخوؿ الذىب ِفي َّ
الن ِ ِ
َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ
أدركتنا وخمصتنا= أ ْ
ص ِب ِ
َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ
والماء يستخدـ ايضا في التطيير .وبعد تنقيتيـ وتطييرىـ اصبحت ليـ حياة واثمروا = أ ْ
196
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)
ايَ ,وتَ َكمَّ َم ِب َيا فَ ِمي ِفي وري الَِّتي َنطَقَ ْت ِب َيا َ
شفَتَ َ
ٗٔ
يك ُن ُذ ِ اآليات (ٖٖٔٔ" - )ٔ٘-أ َْد ُخ ُل إِلَى ب ْي ِت َك ِبم ْحرقَ ٍ
ات ,أُوِف َ ُ َ َ
وسِ .سبلَ ْه". ور ِك َب ٍ
اش .أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ
ُ س ِمي َن ًة َم َع ْب ُخ ِ ٍ يقئ٘ .أ ِ
ُصع ُد لَ َك ُم ْح َرقَات َ
ْ
ضِ ِ
وىو في سبيو نذر أف يقدـ نذو اًر لمرب ،وىا ىو يوفي ،ولكف بمفيوـ العيد الجديد فالذبائح التي يطمبيا اهلل ىي
اإلنسحاؽ والتسبيح واالىتماـ بالفقراء وأف نقدـ اجسادنا ذبيحة حية بطاعة الوصية ال الشيوة (عبٔ٘2ٖٔ،ٔٙ
اش = ىذه تعنى أماور ِك َب ٍ
س ِمي َن ًة = أي نقدـ مف أفخر ما عندناَ .م َع ْب ُخ ِ ٍ
+رؤٕ + ٔ2مزُٔ٘ )ٔٚ2م ْح َرقَات َ
[ٔ] شحوـ ىذه الذبائح حيف يحترؽ يكوف كرائحة بخور ويتنسـ اهلل رائحة الرضا (الٖٔ ..ٜ2ٔ،أو
[ٕ ] البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية التي بدونيا ال تقبؿ كؿ ذبائحنا وعطايانا .أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ
وس = يقدـ ُ
أغمى شئ .ىو مستعد ألي تكمفة.وىذه الذبائح والتسابيح ىي ما أشار اليو سابقا بقولو اخرجتنا الي الخصب .
ىذه ىي ثمار التطيير .
197
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والستون
قاؿ بعض المفسريف أف ىذا المزمور كانوا يستخدمونو في وقت الحصاد بسبب آية (" )ٙاألرض أعطت غمتيا"
وكأنيـ يرتموف ىذا المزمور ليسبحوا اهلل الذي أعطاىـ ىذا الحصاد .ولكننا نرى أف المزمور يستخدـ كممات
البركة التي أمر اهلل ىاروف وبنيو أف يستخدموىا في بركتيـ لمشعب (عدٕ٘ .)ٕٗ2ٙ،نجد الكاىف القبطي
يستخدـ نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكؿ قداس وكؿ عشية .لذلؾ ننظر لممزمور نظرة عامة فاهلل ىو
سبب ومعطي كؿ بركة لك نيستو في العيد القديـ والعيد الجديد ( بركات مادية وبركات روحية ) ولذلؾ تسبحو
الكنيسة دائماً عمى كؿ عطاياه .ونرى أف األرض أعطت غمتيا أنيا نبوة عف دخوؿ األمـ لئليماف (يؤٕ+ٕٗ2
يوٗ .)ٖ٘2وىذه اآلية األخيرة قاليا السيد في أعقاب إيماف أىؿ السامرة.
ص َك".
ُمم َخبلَ ُ
َ َ ف ِفي األ َْر ِ
ض طَ ِريقُ َك ,وِفي ُك ٍّل األ ِ آية (ٕ) " -لِ َك ْي ُي ْع َر َ
ٕ
حيف يظير المسيح تؤمف بو األمـ كميا ،ويعرفوه ىو الطريؽ ويعرفوا وصاياه .والمسيحيوف الذيف ىـ نور العالـ
حيف يرى الناس النور في وجوىيـ يؤمنوف بالمسيح.
ٖ
وب ُكم ُي ْم".
وب َيا اَهللَُ .ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ
آية (ٖ) َ " -ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ
198
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)
وب ىو نبوة
يكرر المرتؿ كممة َي ْح َم ُد َك ليذكرنا بأف نشكر اهلل عمى إحساناتو دائماً (صبلة الشكر) وقولو الش ُع ُ
بإيماف كؿ األمـ وايضا الييود .
ىنا نرى عدة صور لممسيح اآلتي فيو سيأتي في المجيء األوؿ لييدي األمـ فيفرحوا ويبتيجوا بخبلصو ويأتي
وب .وسر االبتياج ىو اف الكنيسة ستبدأ طريؽ الفرح الدائـ
في مجيئو الثاني ليديف غير المؤمنيف األشرار= الش ُع َ
والمجد االبدي في اورشميـ السماوية .وعدلو في دينونة ابميس وتابعيو ،ورحمتو مع كنيستو سيكوناف أيضاً سبب
فرح وابتياج لممؤمنيف.
٘
وب ُكم ُي ْم".
وب َيا اَهللَُ .ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ
آية (٘) َ " -ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ
ىي تكرار آلية (ٖ) .وربما تكوف آية(ٖ) تشير لتيميؿ األمـ بعد المجيء األوؿ .وىذه اآلية ىي عف التسبيح
األبدي بعد المجيء الثاني في األرض الجديدة والسماء الجديدة.
199
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والستون
غالباً كتب داود ىذا المزمور حيف أعطاه اهلل راحة مف كؿ أعدائو فأصعد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى
الخيمة .وكاف التابوت رم اًز لحضور اهلل ،وأيضاً فالتابوت رمز لمكفارة التي قدميا المسيح .وما يؤكد أف داود كتب
ىذا المزمور بمناسبة نقؿ تابوت العيد أف اآلية األولى مف المزمور ،ىي نفسيا الصبلة التي كاف يرددىا موسى
عند نقؿ التابوت (عدٓٔ )ٖ٘2وما أف بدأ داود في تسبيحو ىنا قاده الروح فقاؿ أشياء مجيدة عف عمؿ المسيح
خصوصاً صعوده إلى السموات وتأسيس كنيستو.
اه ,و ْ ِ ار ِب ِ ِ ِ ِ ِ ِ هلل .رٍّنموا الس ِم ِو .أ ِ آية (ٗ) َ ٗ" -غنواِ ِ
ام ُو".
َم َ
اىتفُوا أ َ ط ِريقًا ل َّمراك ِب في ا ْلقفَ ِ ْ
اسمو َي ْ َ َعدوا َ ْ َ ُ
ار = بالنسبة لتابوت العيد ،فالتصوير ىنا ،أف الرب راكب تابوت العيد ،والمرنـ اك ِب ِفي ا ْل ِقفَ ِ
َعدوا طَ ِريقًا لِ َّمر ِ
أِ
يطمب إعداد طريقاً لو وسط األمـ حتى يأتي ويدخؿ أورشميـ .وتابوت العيد عموماً يرمز لممسيح الذي تجسد،
اه = ىي اختصار ييوه ومعناه "أنا ىو" كما كاف المسيح يقوؿ أنا ىو الطريؽ و ..وىو أتي بالجسد اس ِم ِو َي ْ
و ْ
وعاش في قفار العالـ وعاش وسط الشعوب الخاطئة وذلؾ ليأتي بيا لآلب .وىو لآلف راكب عمى القفار .لقد رأي
يوحنا المسيح راكباً عمى فرس أبيض (رؤ .)ٕ2ٙوالفرس يشير لكؿ فرد مف المؤمنيف ترؾ قيادة حياتو لممسيح
الممؾ ،يقوده في قفار وبرية ىذا العالـ.
َس َرى إِلَى فَبلَ ٍح .إِ َّن َما ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ ٍ آية (ٙ" - )ٙاَهلل مس ِك ُن ا ْلمتَو ٍّح ِد َ ِ
اء".
ض َالرْم َ
ون َّ
س ُك ُن َ
ون َي ْ ين في َب ْيتُ .م ْخ ِر ُج األ ْ َُ ُ ُ ْ
200
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ا ْل ُمتََو ٍّح ِد َ
ين = ا لذيف اعتزلوا خطايا العالـ .وتشير لمييود الذيف كانوا منعزليف عف العالـ ىؤالء أسكنيـ اهلل في بيتو
أي كنيستو .وحرر أسرى عبودية إبميس ومف يسكف الكنيسة اآلف فمو نصيب في أورشميـ السماوية .ومف يتمرد
اء.
ض َالرْم َ
ون َّ
س ُك ُن َ
عمى اهلل فنصيبو جينـ= َي ْ
ض ْارتَ َع َد ِت. ود َك ِفي ا ْلقَ ْف ِرِ .سبلَ ْه .األ َْر ُ
ٛ
ص ُع ِ ِ
ش ْع ِب َك ,ع ْن َد ُ ام َ ََ َمأ ك
َ مي َّمِ ,ع ْن َد ُخر ِ
وج ُ ُ اآليات (ٚ" - )ٔٗ-ٚاَلَّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يلَ .مطَ ًار َغ ِز ًا س ُو م ْن َو ْجو اهلل إِلو إِ ْ
ٜ
يرثُ َكت َيا اَهللُ .م َا ض ْح َ
ير َن َ س َرائ َ ام َو ْجو اهلل .سي َنا َن ْف ُ َم َضا قَطَ َر ْت أ َ
ات أ َْي ً
الس َم َاو ُ
َّ
ات
ش َر ُ الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة .ا ْل ُم َب ٍَّّ
ٔٔ
ين َيا اَهللُ.اك ِ ود َك لِ ْممس ِ
َ َ ْت ِب ُج ِ يوَ .ى َّيأ َ ت أَصمَ ْحتَ ُؤٓ .قَ ِطيع َك س َك َن ِف ِ
ُ َ َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ ْ
اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِرت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم .إِ َذا ْ
ٖٔ
ون ,ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ ون َي ْي ُرُب َ ير ٕٔ« ُممُو ُك ُج ُي ٍ
وش َي ْي ُرُب َ ِ
ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ
ِ ِ شتَّ َ ِ الذ َى ِب»ِ .ع ْن َد َما َ شيا ِبص ْفرِة َّ َج ِنح ُة حمام ٍة م َغ َّ ِ ٍ
شاةٌ ِبفضَّة َو ِري ُ َ ُ َ
ٗٔ
ون". ص ْم ُم َ ييا ,أَ ْثمَ َج ْت في َ ير ُممُو ًكا ف َ ت ا ْلقَد ُ فَأ ْ َ َ َ َ ُ
المرنـ ىنا يسبح اهلل عمى إحساناتو لشعبو عند خروجيـ مف مصر ودخوليـ كنعاف وىو يذكر هلل أنو ىو الذي
قاد شعبو لذلؾ لـ ييمكوا في البرية الواسعة القفر ،ولـ يتمكف منيـ فرعوف وجيوشو ،وىزـ مموؾ أماميـ سواء
عماليؽ أو كؿ مموؾ كنعاف عند دخوليـ بقيادة يشوع .وكانت غنائميـ كثيرة حتى أف السيدات في البيوت كاف
ليف نصيبيف .وكاف أعظـ ما نالو شعب إسرائيؿ في ىذه المرحمة ظيور مجد اهلل ليـ مف عمى جبؿ سيناء ،فمـ
يحدث ىذا ألي شعب أف رأي مجد اهلل أو سمع صوتو كما حدث ليـ( .تثٖٖ .)ٖٕ2ٗ،وأعطاىـ اهلل ناموسو.
س ُو ِ
وتزلزلت األرض وارتعبت الشعوب منيـ( .قض٘ )ٗ2٘،بؿ تزلزلت االرض والجبؿ نفسو إىتز= سي َنا َن ْف ُ
بسبب حضور اهلل .وربما ىذه الزالزؿ والصواعؽ امتد تأثيرىا لمشعوب المجاورة فكانت سبباً ايضاً لرعبيـ مف
ات قَطَ َر ْت = ربما أمطار رعدية صاحبت ىذه الظيورات وربما ىي إشارة لموصايا اإلليية الس َم َاو ُ
شعب اهللَّ .
اك ِ
ين ود َك لِ ْممس ِ ْت ِب ُج ِ (تثٕٖ )ٕ2أو يكوف ىذا إشارة لممف الذي كاف ينزؿ مف السماء يومياً وىذا أيضاً معنى َى َّيأ َ
َ َ
َيا اَهللُ .واحسانات اهلل عمى شعبو المرىؽ= ُم ْع ٍي مف عبودية فرعوف واليروب مف وجيو ظيرت في أنو ىيأ ليـ
َصمَ ْحتَ ُو .وأعطاىـ أرضاً تفيض لبناً وعسبلً .وحينما عطشوا تأ ْ إقامة ىادئة وسط البرية = ِم َا
يرثُ َك َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ
ات ِب َيا الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة .ا ْل ُم َب ٍّ
ش َر ُ أرسؿ ليـ مط اًر غزي اًر .ولـ يتركيـ اهلل بؿ أرسؿ ليـ أنبياء يحمموف كممتو = َّ
ير .وربما يشير ىذا لتسميـ الناموس بيد مبلئكة .فالوصايا والشريعة كانت بيد مبلئكة (عبٕ+ ٕ2 ِ
ُج ْن ٌد َكث ٌ
ون بعد أف شتت القدير ص ْم ُم َ ِ
أع )ٖ٘2ٚواهلل جعؿ مف شعبو شعباً نقياً مثؿ ثموج جباؿ صمموف= أَ ْثمَ َج ْت في َ
مموؾ كنعاف أماميـ .وبعد أف كاف الشعب في عبودية في مصر غارقيف في الطيف ،صاروا شعباً لو جماؿ
ويعيشوف في حرية .واتخذ المرنـ صورة لحمامة تعيش في سوريا ترمز لمجماؿ لوف جناحيو كالذىب ،والحماـ
ام ٍة يشير لمطيارة وىو مف الطيور الطاىرة ،فالتصوير ىنا يشير ألف اهلل طير شعبو وقدسو بكممتو = أ ْ ِ
َجن َح ُة َح َم َ
شيا ِبص ْفرِة َّ
الذ َى ِب. م َغ َّ ِ ٍ
شاةٌ ِبفضَّة .وجعمو سماوياً = ِري ُ َ ُ َ ُ
وكؿ ما سبؽ يشير لعمؿ المس يح الذي خرج بتجسده وصميبو أماـ شعبو وجاء إلى قفر ىذا العالـ وفي صمبو
ير ليصمح ِم َا
يرثُو ال ُم ْع ٍي = وميراثو ىو ارتعدت األرض وتزلزلت .وبعد صعوده أرسؿ الروح القدس= َمطَ ًار َغ ِز ًا
ير.والشياطيف انسحقوا= ُممُو ُك ُج ُي ٍ ِ
وش ات ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ كنيستو .الرب يعطي كممة اإلنجيؿ بواسطة رسمو= ا ْل ُم َب ٍّ
ش َر ُ
201
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ين لِ َّ
مس َك ِن أَي َيا َّ ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ ت َعطَ َايا َب ْي َن َّ
الن ِ س ْب ًيا .قَ ِب ْم َ ِ ص ِع ْد َ
ت إِلَى ا ْل َعبلَءَ .
ٔٛ
الرب اسَ ,وأ َْي ً ت َ
س َب ْي َ آية (َ " - )ٔٛ
لو". ِ
اإل ُ
202
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
ىي نبوة عف الصعود ونرتميا في مزمور إنجيؿ قداس عيد الصعود .ولقد سبؽ المرتؿ وقاؿ في بداية المزمور
يقوـ اهلل كنبوة عف قيامة الرب وىا ىو يتنبأ عف صعوده ولقد استخدـ بولس الرسوؿ اآلية في (أؼٗ( )ٛ2راجع
س ْب ًيا = بعد أف كنا مسبييف في يد إبميس ،أمسؾ بنا مف يد العدو ،وجعمنا مسبييف لو ت َس َب ْي َ
أؼَٗ .)ٕٔ-ٜ2
اس = لقد حؿ الروح القدس يوـ العماد عمى المسيح لحساب ط َايا َب ْي َن َّ
الن ِ بغمبتو صرنا سبايا حبو .قَ ِب ْم َ
ت َع َ
الكنيسة .وقيؿ أنو صار وارثاً لكؿ شيء وكاف ىذا لحساب الكنيسة ومف ىي الكنيسة التي صارت وارثة أو
ين لِ َّ
مس َك ِن .قَ ِب ْم َ
ت َعطَ َايا َب ْي َن ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ
باألحرى ماذا كاف حاليا قبؿ خبلص المسيح ،كانت شعباً متمرداً= َوأ َْي ً
اس = تعني أف إبف اهلل صار بش اًر بيف الناس وقَبِ َؿ حموؿ الروح القدس عميو. َّ
الن ِ
الس ٍّي ِد لِ ْم َم ْو ِت َم َخ ِ
ار ُج". ب َّ صَ ,و ِع ْن َد َّ
الر ٍّ آية (ٕٓ) " -اَهللُ لَ َنا إِ ُ
لو َخبلَ ٍ ٕٓ
بركات القيامة والصعود نجدىا ىنا في حؿ مشكمة الموت التي يعاني منيا البشر.
صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم. ٖٕ ِ ان أ ُْرجعُ .أ ُْرجعُ ِم ْن أ ْ الرب « ِم ْن َبا َ
ق ا ْل َب ْح ِر ,ل َك ْي تَ ْ َع َما ِ ٕٕ
ش َ ال َّ اآليات (ٕٕ " - )ٖٔ-قَ َ
ون.
َّام ا ْل ُم َغن َسِ ٕ٘ .م ْن قُد ٍ ق إِل ِيي َممِ ِكي ِفي ا ْلقُ ْد ِ ٕٗ
يب ُي ْم»َ .أر َْوا طُُرقَ َك َيا اَهللُ ,طُُر َ أَْلس ُن ِكبلَ ِب َك ِم َن األ ْ ِ ِ
َع َداء َنص ُ ُ
ون
ار ُج َ ب ,أَي َيا ا ْل َخ ِ الر َّ
ارُكوا اهللَ َّ ِ
اعات َب ِ ِ ِ ٕٙ
ضِ ِ ِ ارُبو األ َْوتَ ِ
ضِ ِم ْن َو َراء َ
ٍ
ات الدفُوف .في ا ْل َج َم َ ارَب ُ ات َ سط فَتََي ٌ ار .في ا ْل َو َ
اء َن ْفتَالِي. س ُ ونُ ,ر َؤ َ اء َزُبولُ َ
س ُ اء َي ُيوَذا ُجم ُي ْمُ ,ر َؤ َ
س ُسمٍّطُ ُي ْمُ ,ر َؤ َ
ير ُمتَ َ
ين َّ ِ
الصغ ُ ام ُاك ِب ْني ِ ٕٚ
يلُ .ى َن َ َ س َرِائ َ
م ْن َع ْي ِن إِ ْ
ِ
ق أُور َ ِ ِ ِ ٕٜ َِّ ِ
لي َك ِبعٍّز َك .أ ٍَّي ْد َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا .م ْن َى ْي َكم َك فَ ْو َ ُ َم َر إِ ُ
ٕٛ
ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا. يم ,لَ َك تُقَد ُشم َ قَ ْد أ َ
203
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
204
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)
السماو ِ ِ ٖٖ ِ ِ مو .رٍّنموا لِ َّ ِ ِ ِِ اآليات (َٕٖ ٖٕ " - )ٖ٘-يا َم َمالِ َك األ َْر ِ
ات س َماء َّ َ َمس ٍّيد .سبلَ ْه .ل َّمراك ِب َعمَى َ ض َغنوا ل َ ُ
يل َجبلَ لُ ُوَ ,وقُ َّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِامَ .م ُخ ٌس َرِائ َ ِ ِ
َعطُوا ع ًّازِ هللَ .عمَى إِ ْ ت قُ َّوٍة .أ ْ ِ ا ْلقَِد ِ
ٖ٘ ٖٗ
وف ص ْو َص ْوتَ ُو َ
يمةُ .ى َوَذا ُي ْعطي َ َ
مش ْع ِبُ .م َب َار ٌك اهللُ!" ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يل ُى َو ا ْل ُم ْعطي قُ َّوةً َوش َّدةً ل َّ لو إِ ْ
س َرائ َ ت َيا اَهللُ م ْن َمقَادس َك .إِ ُ
أَ ْن َ
يم ِة = إشارة لسمطاف اهلل الذي منذ اء َّ ِ ِ
الس َم َاوات ا ْلقَد َ
اك ِب عمَى سم ِ
ََ َ
دعوة لكؿ األمـ ليؤمنوا ويسبحوا اهلل القدير ا َّلر ِ
ص ْوتَ ُو = صوت اهلل يشير لمرعد الذي ِ
األزؿ عمى السموات واألرض وممالكيا والسموات بأفبلكياُ .ى َوَذا ُي ْعطي َ
يمقي رعباً في النفوس .وأيضاً لصوت الك ارزة ،ونبلحظ ارتعاب فيمكس الوالي مف كبلـ بولس الرسوؿ
يل َجبلَ لُ ُو = جبلؿ اهلل ظير في حمايتو إلسرائيؿ وعقوباتو ضدىا حيف تخطئ فيو إلو س َرِائ َ
(أعَٕٗ )ٕ٘2عمَى إِ ْ
قدوس .وىكذا مع كنيستو .قَُّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام= الغماـ يشير لمقديسيف (عبٕٔ )ٔ2واهلل أعطى لمتبلميذ قوات
عجيبة وصمت إلقامة األموات ،كما تظير قوة اهلل في إعطائو المطر لؤلرض وحرمانيا منو إف أخطأ الشعب.
وتظير عظمة اهلل في أنو يعطي قوة وشدة لشعبو فيدوسوا الحيات والعقارب وينتصروا عمى الخطايا والموت
والعالـ.
205
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والستون
كتب داود ىذا المزمور وىو في ضيقة عظيمة ،فكاف كمف يصرخ مف األلـ ،بؿ كاف يشعر أنو في طريقو لمموت
المؤكد ،ويصرخ هلل ليخمصو.
وكاف داود في ىذا رم اًز لممسيح ،وىناؾ آيات كثيرة مف ىذا المزمور طبقيا العيد الجديد عمى المسيح(.االية ٗ
وردت في يو ٘ٔ ()ٕ٘ 2االية ٜوردت في يو ٕ + ٔٚ 2رو ٘ٔ ()ٖ 2االية ٕٔ وردت في مت ٖٗ 2 ٕٚ
وااليات ٕٕ ٕٖ-وردوا في رو ٔٔ )ٔٓ-ٜ 2وىو رفيؽ لممزمور ٕٕ .وكبلىما يبدأ بآالـ المسيح وينتيي
بمجده .ويضاؼ ليذا النبوات الخاصة بخراب إسرائيؿ لصمبيا المسيح.
ونرى في ىذا المزمور أيضاً صورة آلالـ الكنيسة جسد المسيح ،التي أوصميا مضطيدوىا إلى حافة الموت لكف
اهلل خمصيا وأنقذىا وخرب أعداؤىا .والمجد الذي صار ليا.
وتستخدـ الكنيسة في صموات التجنيز لممنتقميف مف أبنائيا آيات كثيرة مف ىذا المزمور وكأنيا ترى أنيـ ماتوا مع
المسيح ليكوف ليـ قيامة مع المسيح في مجده.
س َمقٌَّر. ٍ ِ ٍ َن ا ْل ِمياه قَ ْد َد َخمَ ْت إِلَى َن ْف ِسيَ ٕ .غ ِرق ُ ِ اآليات (َٔ ٔ" - )ٖ-خمٍّ ِ
ْت في َح ْمأَة َعميقَةَ ,ولَ ْي َ صني َيا اَهللُ ,أل َّ َ َ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ق ا ْل ِمي ِ
ار إِل ِيي".ظِ س َح ْمقيَ .كمَّ ْت َع ْي َن َ
اي م ِن ا ْنت َ ص َراخيَ .ي ِب َ الس ْي ُل َغ َم َرِني .تَع ْب ُ َع َما ِ َ ت إِلَى أ ْ
ٖ
ت م ْن ُ اهَ ,و َّ َد َخ ْم ُ
ْت ِفي َح ْمأ ٍَة َع ِميقَ ٍة = داود ميما األحزاف والببليا يصورىا داود بمياه أحاطت بو وستغرقو (يوفٕ )٘2فيموت َغ ِرق ُ
زادت آالمو فمـ يحدث لو أف غرؽ فعبلً .ولكنو بروح النبوة يتكمـ عف المسيح الذي مات فعبلً .وصراخ المسيح
تكمـ عنو الرسوؿ في (عب٘ .)ٚ2أما بالنسبة لداود فنفيـ أف األحزاف والحيرة أغرقتو في ىمومو .ولنبلحظ أف
سَ ..مقٌَّر = كأنو في مياه عميقة ال يجد أرضاً يستقر عمييا = أي ىو ببل أي األحزاف دخمت لمعالـ بالخطية .لَ ْي َ
شئ يسنده ولقد قاؿ المسيح في آالمو "اآلف نفسي قد اضطربت".
َع َد ِائي ظُ ْم ًماِ .حي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ
ستَ ْيمِ ِك َّي أ ْ س َب ٍبْ .
اعتََّز ُم ْ
ين ي ْب ِغ ُ ِ
ضوَنني ِببلَ َ
ِ ِ آية (ٗ) " -أَ ْكثَُر ِم ْن َ
ش ْع ِر َأرْسي الَّذ َ ُ
ٗ
ت
الَِّذي لَ ْم أ ْ
َخطَ ْف ُو".
طبقيا المسيح عمى نفسو "(يو٘ٔ .)ٕ٘2وأعداء المسيح كانوا مف الييود والروماف والشياطيف .وىكذا أعداء
ستَ ْيمِ ِك َّي = مف يريدوف تدميري
اعتََّز ُم ْ
ْسي .وأقوياء= ْشع ِر أر ِ ِ
الكنيسة جسد المسيح .واألعداء كثيريف = أَ ْكثَُر م ْن َ ْ َ
س َب ٍب وظُ ْم ًما = وىذا ما فعمو إبميس بآدـ وحواء ،ثـ بداود وبالمسيح وبالتالي ىـ أقوياء معتزوف .وىـ يظممونو ِببلَ َ
ط ْف ُو = فيو لـ يخطؼ مف أعدائو شئ ،وىو لـ ت الَِّذي لَ ْم أ ْ
َخ َ كنيستو .ومف قوة األعداء يقوؿ داود ِحي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ
يظمميـ ،ولكنيـ جعموه يعاني كؿ ىذه المعاناة ببل سبب جناه ،وربما ىو أعطاىـ ما ييدئ مف غيظيـ لييدأوا.
وىكذا المسيح تحمؿ عقوبة كاف يجب أف أتحمميا أنا ،ىو دفع ديوننا ،عانى بسبب تعدياتنا .وتعني ايضا اف
ف مني سبلمنا وفرحنا ومجدنا فمقد ضاع مف اإلنساف سبلمو ومجده وفرحو ،ولـ يكف المسيح ىو
المسيح لَ ْم ي ْخطَ ْ
206
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
الذي أخذىـ ،بؿ كاف ذلؾ نتيجة الخطية .ولـ يحجب اهلل نفسو عف آدـ بعد اف اخطأ ،بؿ آدـ ىو الذي اختبأ
مف اهلل ...والمسيح رد آلدـ ولنا اكثر مما فقدناه.
س َرِائ َ
لو إِ ْ
وك َيا إِ َ ِ ب ا ْل ُج ُن ِ
ود .الَ َي ْخ َج ْل ِبي ُم ْمتَم ُ آية ( " - )ٙالَ َي ْخ َز ِبي ُم ْنتَ ِظ ُر َ
ٙ
يل". س َ س ٍّي ُد َر َّ
وك َيا َ
داود يطمب أف يخمصو اهلل حتى ال يرى اصدقاؤه مف القديسيف أف اهلل لـ يتدخؿ لينقذه ويكوف ىذا سبباً في يأسيـ
واحباطيـ ،ويكوف ىذا سبباً في أف أعداء القديسيف يشمخوف عمى اهلل وعمييـ .وكؿ مف كاف ينتظر المسيح ،لو
لـ يقـ المسيح لكانوا في خزي وخجؿ.
ت ا ْل َع َارَ .غطَّى ا ْل َخ َج ُل َو ْج ِيي". َجمِ َك ْ
آية ( " - )ٚأل ٍَّني ِم ْن أ ْ
ٚ
احتَ َم ْم ُ
ت ا ْل َع َار (عار الصميب) .وىذه االية تفيـ ايضا َجمِ َك ْ
احتَ َم ْم ُ ىذه بمساف المسيح ويوجو كبلمو آلدـ= أل ٍَّني ِم ْن أ ْ
انيا موجية لآلب ،فالمسيح االبف لمحبتو لآلب قبؿ كؿ ىذه االالـ واالحتقار.
207
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
عف اآلب ال ترضى الييود وييينونو بسببيا فغيرة المسيح عمى مجد اآلب أكمت ما تبقي مف حب ىؤالء الييود
لو.
عيره ىؤالء األشرار لثقتو في اهلل وأنو مازاؿ مؤمناً بو .وىو لبس المسوح ليرييـ كيؼ أنو
وداود حيف صاـ وصمى ّ
يمجأ هلل فزادوا مف سخريتيـ .لقد أخمى داود ذاتو بيذا ليصير رم اًز لممسيح الذي أخمى ذاتو فعبلً وصار إنساناً
ت لَ ُي ْم َمثَبلً= صار داود رم اًز لممسيح .وتفيـ انو فسخر منو الجميع ،وحيف صاـ جربو إبميس (روِ .)ٖ2ٛ
ص ْر ُ
صار لشعبو مثبل في انسحاقو اماـ اهلل وفي طيارتو لكي يتمثموا بو فيرضي اهلل عنيـ .
اب = القضاة والحكاـ ورؤساء الكينة ىؤالء سخروا منو = َيتَ َكمَّ ُم ِف َّي بؿ حتى السكيريف ون ِفي ْاألب َو ِ س َ ِ
ا ْل َجال ُ
س ِك ِر = فرحوا بآالمو وجعموىا أغنيتيـ (مت-ٗٓ2ٕٚ وأسافؿ الناس صرت سخرية ليـ = َوأَ َغ ِاني َ
ش َّارِبي ا ْل ُم ْ
ٖٗ).ىنا نفيـ كيؼ صار داود مثبل لممسيح 2فالييود كما سخروا مف داود حينما لبس المسوح سخروا مف
المسيح ابف اهلل المتجسد
ق َخبلَ ِ
استَ ِج ْب لِيِ ,ب َح ٍّ ِ َما أََنا َفمَ َك صبلَ ِتي يا رب ِفي وق ِ
ضىَ .يا اَهللُِ ,ب َكثَْرِة َر ْح َمت َك ْ
ْت ِر ً
ٖٔ
ص َك". َ َ َ َ آية (ٖٔ) " -أ َّ
ضى = ىو وقت الصميب الذي قبؿ فيو اآلب شفاعة المسيح الكفارية عنا. ِفي وق ِ
ْت ِر ً َ
اآليات (ٗٔ )ٔ٘-يصمييا داود لينقذه اهلل مف آالمو .وبمساف المسيح ليقيمو اهلل مف األموات ،وبالتالي يخمص
كنيستو .وبالنسبة لداود فقد كاف عاره بسبب خطيتو (زنا وقتؿ في بيتو) ،أما بالنسبة لممسيح فقبؿ العار عنا.
208
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
209
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)
اآليات (ِٕٚ" - )ٕٛ-ٕٚا ْجع ْل إِثْما عمَى إِثْ ِم ِيم ,والَ ي ْد ُخمُوا ِفي ِبٍّر َكٕٛ .لِيمحوا ِم ْن ِس ْف ِر األ ْ ِ
َح َياءَ ,و َمعَ ُْ َْ ْ َ َ ً َ َ
ين الَ ُي ْكتَُبوا". الصد ِ
ٍّيق َ ٍّ
كانت خطاياىـ كثيرة وزادت بؿ كممت بصمبيـ لممسيح= ِا ْج َع ْل إِثْ ًما َعمَى إِثْ ِم ِي ْم وزادت باضطياد شعبو .وىذا
ايضا االـ يضعونيا عمي جسد المسيح (كو ٔ .)ٕٗ 2ومف يرفض المسيح اإللو يعدـ الحياة التي ىي ىبة
لممؤمنيف .وقطعاً لف يتبرروا= الَ َي ْد ُخمُوا ِبٍّر َك .
طالِ ِبي ِ
اهلل". وب ُك ْم َيا َ ِ ٕٖ
ونَ ,وتَ ْح َيا ُقمُ ُ
اء فَ َي ْف َر ُح َ
آية (ٕٖ) َ " -ي َرى ذل َك ا ْل ُوَد َع ُ
كؿ مف صار وديعاً عمى صورة مسيحو يفرح بالخبلص أكثر مف كؿ كنوز الدنيا .االلـ يكمؿ المسيح (عب ٕ 2
ٓٔ) وذلؾ ليشابينا في كؿ شئ ،ونحف نكمؿ بااللـ لنشبو المسيح حينما نتنقي.
ي َخمٍّص ِ
ص ْي َي ْو َن يياٖ٘ .أل َّ ِ ِ ض ,ا ْل ِب َح ُار َو ُكل َما ٖٗ
ُ ُ َن اهللَ َيدب ف َ ات
الس َما َو ُ
س ٍّب ُح ُو َّ َواأل َْر ُ
اآليات (ٖٗ " - )ٖٙ-تُ َ
ييا". ِ وم ِحبو ِ ِ يد ِه َي ْممِ ُكوَن َيا,
ٖٙوَنس ُل ع ِب ِ
اك َوَي ِرثُوَن َيا. ِ
ف َ ون
س ُك ُن َاسمو َي ْ
ْ َُ ون ُى َن َ
َ ْ َ س ُك ُن َ
َوَي ْبني ُم ُد َن َي ُيوَذا ,فَ َي ْ
ص ْي َي ْو َن ىي جماعة المؤمنيفَ .وَي ْب ِني ُم ُد َن َي ُيوَذا = كثرة الكنائس في أقطار األرض كعربوف لسكنى المؤمنيف ِ
الدائـ في أورشميـ السماوية.
210
ضفر المسامير ( المسمور الطبعون)
عودة لمجدول
المزمور السبعون
ىذه األعداد الخمسة في ىذا المزمور ىي اآليات الختامية لمزمور (ٓٗ .)ٔٚ-ٖٔ2وأخذت ىنا الستعماليا
لمتسبيح في خدمات الييكؿ تذكا اًر لخبلص الرب لداود .ونجد فيو إلحاح عمى دينونة أعداء اهلل .وااللتجاء هلل
واالحتماء بو في الضيقات .وربما قولو لمتذكير في بداية المزمور أنو يذكر ما صمي بو قببلً .ونحف نصمي بيذا
المزمور في صبلة باكر طالبيف معونة اهلل ومساندتو لنا في كؿ ضيقة تواجينا .ويا حبذا لو نردده دائماً فيناؾ
أعداء غير منظوريف باإلضافة إلى المنظوريف منيـ (ونفيـ بقولنا األعداء الشياطيف والخطايا).
ِ ِ
مي َّم ,إِلَى تَ ْن ِج َيتيَ .يا َرب ,إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ
َس ِر ْ آية (ٔ) " -اَلَّ ُ
ٔ
ع".
وىؿ لنا أف نمجأ لسواه في كؿ ضيقة فيعطينا عزاء وثبات عمى احتماليا عوضاً عف أف نرتعب .بؿ يتحوؿ
اإلتكاؿ عمى اهلل إلى رجاء يحيي النفس.
يني َو ُم ْن ِق ِذي أَ ْن َ
ع إِلَ َّي .م ِع ِ
ير .اَلمَّ ُي َّم ,أ ْ
َس ِر ْ َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ ٘
تَ .يا َرب ,الَ تَ ْبطُ ْؤ". ُ ين َوفَق ٌ ْ آية (٘) " -أ َّ
مف يقوؿ ىذا؟ داود الممؾ العظيـ!! ولكنو يتضع أماـ اهلل .فماذا يجب أف نفعؿ نحف؟
211
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والسبعون
كثيريف ينسبوف المزمور لداود ويقولوف أنو قالو في أواخر أيامو في فترة آالـ مثؿ فترة أالمو بسبب إبشالوـ
(آية .)ٔٛوفي ىذا المزمور اقتباسات مف مزامير كثيرة سابقة.
الشٍّري ِرِ ,م ْن ص ِنيَ ٗ .يا إِل ِييَ ,ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد ٍّ ِ ِ ِ ٍ ٖ ِ
ص ْخ َرِتي َوح ْ ت ِب َخبلَصي أل ََّن َك َ َم ْر َ
ص ْخ َرةَ َم ْم َجأ أ َْد ُخمُ ُو َدائ ًما .أ َ ُك ْن لي َ
ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن, استََن ْد ُ
ٙ
ايَ .عمَ ْي َك ْ
ِ ِ
بُ ,متَّ َكمي ُم ْن ُذ ص َب َ س ٍّي ِدي َّ
الر َّ ِ
ت َر َجائي َيا َ الشٍّر َوالظَّالِِم .أل ََّن َك أَ ْن َ
٘
اع ِل َّ ف فَ ِ َك ٍّ
ت فَ َم ْم َجِإي ا ْلقَ ِويَ ٛ .ي ْمتَِمئُ فَ ِمي َما أَ ْن َ
ين .أ َّ
ير َآي ٍة لِ َك ِث ِ
ت َك َ
يحي َد ِائماِ ٚ .
ص ْر ُ ً
ُميِ .ب َك تَس ِب ِ
ْ
ش ِ
اء أ ٍّ ت ُم ْخ ِر ِجي ِم ْن أ ْ
َح َ َوأَ ْن َ
يح َك ,ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِم ْن َم ْج ِد َك". ِم ْن تَس ِب ِ
ْ
ىي صرخة لمرب لينقذه مف أعدائو ،فيو يتكؿ عمى اهلل ،والكتاب يمعف مف يتكؿ عمى ذراع بشر (أر.)ٚ-٘2ٔٚ
ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن = الطفؿ ال يعرؼ أف يمقي استناده عمى اهلل وىو بعد في بطف أمو ،إنما المعنى أف استََن ْد ُ
و َعمَ ْي َك ْ
أنت يا رب حافظ األطفاؿ الصغار وأنت الذي حفظتني حتى خرجت إلى ىذه الدنيا .ثـ حفظتني حتى اآلف.
ين = ير َ آي ٍة ِل َك ِث ِ
ت َك َ
واكماالً ليذا المعنى ،أنني منذ بدأت أفيـ معنى اإلتكاؿ عميؾ يا رب فمـ ألجأ لسواؾِ .
ص ْر ُ
كثيريف صاروا ينظروف لي وينتظروا أف يروا ماذا سوؼ تكوف نياية ىذه اآلالـ العجيبة التي أصابت ىذا
الشخص ،وما ىي نياية ثقتو في اهلل ،ىؿ سينصره اهلل عمييا أـ يتخمى عنو فييمؾ .أو تعنى أنني صرت في
نظر الكثيريف عجباً مف شدة وىوؿ ما حدث لي .وبيذا المعنى قاؿ بولس الرسوؿ صرنا منظ اًر لمناس والمبلئكة
(ٔكوٗ .)ٖٔ-ٜ2ومع كؿ آالمو ففمو ممموء تسابيح هلل عف احساناتو القديمة وعما ينتظره مف أحسانات جديدة.
َع َد ِائي تَقَ َاولُوا َعمَ َّي, َن أ ْاء قَُّوِتئٓ .أل َّ الش ْي ُخو َخ ِة .الَ تَتْرْك ِني ِع ْن َد فَ َن ِ
ُ ض ِني ِفي َزَم ِن َّ ٜ
اآليات ( " - )ٔٙ-ٜالَ تَْرفُ ْ
ين «إِ َّن اهللَ قَ ْد تََرَك ُو .ا ْل َحقُوهُ َوأ َْم ِس ُكوهُ أل ََّن ُو الَ ُم ْن ِق َذ لَ ُو»َ ٕٔ .يا اَهللُ, آم ُروا َم ًعا .قَ ِائمِ َ
ٔٔ ين يرص ُد َ ِ
ون َن ْفسي تَ َ
ِ
َوالَّذ َ َ ْ ُ
ِ اص ُمو َن ْف ِسي .لِ َي ْم َب ِ عٖٔ .لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ ِ
ون
س َ س ا ْل َع َار َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ َ ََ ُ الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّنيَ .يا إِل ِيي ,إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ
َس ِر ْ
ص َك ,أل ٍَّني الَ ٍّث ِبع ْدلِ َك ,ا ْليوم ُكمَّ ُو ِب َخبلَ ِ يد عمَى ُك ٍّل تَ ِ ٘ٔ ِ ِ لِي َ
س ِبيح َك .فَمي ُي َحد ُ َ َما أََنا فَأ َْر ُجو َدائ ًماَ ,وأ َِز ُ َ
ٗٔ
َْ َ ْ ش ًّرا .أ َّ
ب .أَ ْذ ُك ُر ِب َّر َك َو ْح َد َك". الس ٍّي ِد َّ
الر ٍّ وت َّ آتي ِبجبر ِ
َ َُ
اداِ ٔٙ . َع َد ً
ف لَ َيا أ َْع ِر ُ
أْ
آية ( )ٜتشير أف المرنـ كتب ىذا المزمور وىو كبير سناً .ونبلحظ في (ٓٔ )ٔٔ،فييا نبوة عما حدث لممسيح
اص ُمو َن ْف ِسي = إذا رأى أعدائي أنؾ لـ حيف ظف صالبوه أف اهلل تخمى عنو .يا اهلل ال تبعد عني .لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ
َ ََ ُ
تتركني وأنؾ كذبت قوليـ حينئذ سيخجموف .وفي تأمؿ روحي في ىذه اآليات ،نرى أف الشيخوخة تشير لمشيخوخة
اء قَُّوِتي يشير لفترات الفتور الروحي .وعمينا فييما أف نمجأ إلى اهلل فبل يتركنا ،بؿ أف اهلل الروحية والضعؼ= فَ َن ِ
يعيد مثؿ النسر شبابنا فيخزى أعدائنا الشياطيف.
212
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)
213
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والسبعون
ىو مزمور لسميماف يرتؿ فيو سميماف بروح النبوة عف عمؿ المسيح ابف داود الحقيقي وسميماف الممؾ ابف داود
كاف رم اًز لممسيح فيو [ٔ] ابف داود [ٕ] عيده عيد سبلـ ،ومعني اسـ سميماف السبلـ .والمسيح ممؾ السبلـ [ٖ]
باني الييكؿ (يوٕ ]ٗ[ )ٕٔ2رمز الحكمة والمسيح حكمة اهلل (ٔكؤ ]٘[ )ٕٗ2مموؾ األمـ أتوا لسميماف وأحبوه
وقدموا لو ىدايا .واألمـ آمنوا بالمسيح ،وكانت أعظـ ىدايا قدمت لممسيح ىي إيماف الوثنييف بو.
وبعض آيات المزمور تشير لسميماف فعبلً ولكف بعضيا ال يمكف أف يشير لسميماف فمثبلً سميماف لـ يممؾ إلى
أقاصي األرض ( .)ٛولـ يسجد لو كؿ المموؾ ولـ تتعبد لو كؿ األمـ (ٔٔ) .ولـ يكف اسـ سميماف إلى الدىر
( .) ٔٚبؿ سميماف في نياية أيامو بخر لؤلوثاف لذلؾ ال يمكف أف ينطبؽ كبلـ ىذا المزمور سوى عمى المسيح
وحده .وبالذات المسيح كممؾ ،فيذا المزمور يتحدث عف الممؾ المثالي ،وليس ىذا سوى المسيح.
المزمور السابؽ حدثنا فيو داود عف أياـ شيخوختو ،وىذا المزمور ربما كتبو داود البنو سميماف في بداية حياتو
كنبوة عف المسيح الذي سيأتي مف نسمو ،ويكوف سميماف رم اًز لو ،وفي نياية عمر داود كاف سميماف يقؼ مستعداً
لمتاج .ولذلؾ نجد في نياية المزمور القوؿ "تمت صموات داود بف يسي" مع أننا سنجد بعد ىذا مزامير لداود مثؿ
( .... ٔٓٔ،ٛٙالخ) .كأف داود أوحى لو الروح القدس بكممات ىذا المزمور أف مف نسمو سيأتي المسيح ،كاف
ىذا ختاماً لكؿ ما يتمناه وختاماً لنب واتو .ويكوف عنواف المزمور لسميماف أي كممات كتبيا داود لسميماف ابنو ليفيـ
منيا كيؼ يكوف الممؾ ممكاً مثالياً ،وكيؼ يقضي بالحؽ لشعبو .ويكوف المعنى الرمزي أف المزمور كتب لممسيح
الذي مف نسؿ داود.
ام َك تعني إعطو حكمة ليقود شعبؾَ .وِب َّر َك = ليحكـ بالعدؿ. َع ِط أ ْ
َح َك َ سميماف ىو الممؾ وىو ابف الممؾ .وقولو أ ْ
ام َك لِ ْم َممِ ِك = ىذه تفيـ عف المسيح بأنيا صبلة داود َع ِط أ ْ
َح َك َ وىذه تقاؿ لممسيح ممؾ السبلـ وابف داود الممؾ .أ ْ
حيف كشؼ اهلل لو أف مف نسمو سيأتي المسيح ،فقاؿ ىذا بمعنى أرسمو يا رب سريعاً ليخمص ويممؾ عمى الكنيسة
وبنفس المفيوـ قاؿ يوحنا في رؤياه "أميف تعاؿ أييا الرب يسوع" ىو اشتياؽ كؿ نفس في العيد القديـ أو الجديد
ألف يممؾ المسيح بالعدؿ والبر في كنيستو "ليأت ممكوتؾ" ىي صبلة تعبر عف الثقة في أنو متى خضع الكؿ
لممسيح الذي أخذ كؿ السمطاف مف اآلب (مت )ٔٛ2ٕٛسيعطينا حياة (يو .)ٕ2ٔٚوىو سيممؾ عمينا بسمطانو
فيسود البر مممكتو.
214
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
المسيح العادؿ الحقيقي .وتفيـ اآلية أف المسيح يحكـ شعبو المساكيف بالروح وىؤالء ليـ الطوبى .وممكنا ييزـ
أعدائنا الحقيقييف (الشياطيف).
ق الظَّالِ َم".
س َح ُ ص َب ِني ا ْل َب ِائ ِس َ
ينَ ,وَي ْ الش ْع ِبُ .ي َخمٍّ ُ
ين َّ ضي لِمس ِ
اك ِ َ َ
آية (ٗ) ٗ" -ي ْق ِ
َ
ين = ىـ أوالد اهلل الذيف سحقيـ الظالـ (الشيطاف). الش ْع ِب ..ا ْل َب ِائ ِس َ
ين َّ مس ِ
اك ِ َ َ
أحكاـ المسيح وعممو في كنيستو سيكوف معزياً ليـ ومرطباً آلالميـ ،فنعمتو وتعزياتو ستكوف كالمطر الذي ينزؿ
عمى العشب المجزوز حتى ينمو وال يحترؽ مف الشمس.
215
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
س ِك َ ِ ستَِغ َ ِ ٕٔ َّ ُمِم تَتَ َعب ُ ِ ٔٔ
ين يثَ ,وا ْلم ْ ير ا ْل ُم ْ
َّد لَ ُو .ألَن ُو ُي َن ٍّجي ا ْلفَق َ س ُج ُد لَ ُو ُكل ا ْل ُممُوكُ .كل األ َ
اآليات (َٔٔ " - )ٖٔ-وَي ْ
س ,وي َخمٍّص أَ ْنفُس ا ْلفُقَر ِ ِ س ِك ِ ِ ش ِف ُ إِ ْذ الَ ُم ِع َ
ين َوا ْل َبائ ِ َ ُ ُ
ٖٔ
اء". َ َ ق َعمَى ا ْلم ْ ين لَ ُوُ .ي ْ
اء = ىـ الذيف افتقروا إلى معرفة اهلل لماذا يسجد لو األمـ؟ ىو نجاىـ كمساكيف مف يد إبميس الذي ظمميـ .ا ْلفُقَر ِ
َ
إذ أعمى إبميس الظالـ عيونيـ عف معرفتو.
يو ِم ْن
يش ويع ِط ِ ِ ٘ٔ ِ ِ
س ُي ْمَ ,وُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم في َع ْي َن ْيوَ .وَيع ُ َ ُ ْ
ِ ِ ِ ٗٔ ِ
اآليات (ٗٔ " - )ٔ٘-م َن الظ ْمم َوا ْل َخ ْطف َي ْفدي أَ ْنفُ َ
َجمِ ِو َد ِائ ًما .ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َب ِ
ارُك ُو". صمٍّي أل ْ َذ َى ِب َ
ش َباَ .وُي َ
ىنا نجد صورة كاممة لعمؿ المسيح الفدائي .فيو مات ليفدي اإلنساف مف ظمـ إبميس الذي خطفو ،وينقذنا مف يده
القوية .وىو عمؿ ىذا ألف اإلنساف عزيز لديو = َوُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم ِفي َع ْي َن ْي ِو .فيو لـ يقبؿ أف يسفؾ دـ اإلنساف
يش .ليعطي حياة لشعبو .ولذلؾ حيف شعر وييمؾ أبدياً لذلؾ مات عنا .ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ قاـ= َوَي ِع ُ
اإلنساف أف المسيح فداه أكرـ اإلنساف المسيح بعطاياىـ ،ولـ يبخموا عميو بأغمى ما عندىـ وىو َذ َى ِب َ
ش َبا =
ولكف ىؿ المسيح ينقصو الماؿ ليفرح بالذىب .ىذا الذىب يرمز لمحياة السمائية التي يحياىا المؤمنوف وىذه ىي
َجمِ ِو َد ِائ ًما = يتشفعوف بدمو كؿ حياتيـ.
صمٍّون أل ْ
العطايا التي تفرح قمب المسيح .وىؤالء المؤمنيف السماوييف ُي َ
أما ىذه بالنسبة لسميماف فتفيـ أف شعبو كاف يصمي ألجمو ليعطيو اهلل حكمة .وبالنسبة لممسيح فصمواتنا لآلب ال
تقبؿ سوى باسـ المسيح "تختـ الصبلة الربية بيذا بالمسيح يسوع ربنا".
216
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)
ُمِم األ َْر ِ س يمتَد اسم ُو ,ويتَبارُك َ ِ اس ُم ُو إِلَى الد ْ
ون ِبوُ .كل أ َ الش ْم ِ َ ْ
َّام َّ
َّى ِر .قُد َ
ٔٚ
ض ُيطَ ٍّوُبوَن ُو". ُْ ََ َ َ ون ْ
آية (َ " - )ٔٚي ُك ُ
كنيستو ستستمر لؤلبد طالما كانت الشمس موجودة ،وفي كنيستو يتمجد اسمو.
217
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والسبعون
في (ٕأي ) ٖٓ2ٕٜنسمع عف أنيـ يسبحوف بكبلـ داود وأساؼ الرائي .وأساؼ ىو واضع كممات ىذا المزمور
والعشرة مزامير التالية.
موضوع المزمور ىو المشكمة أو السؤاؿ الذي يواجو كثيريف (ار ٕٔ + ٖ-ٔ 2سفر ايوب كمو) مف أوالد اهلل
"لماذا تنجح وتزدىر حياة األشرار" والمقصود طبعاً نجاحيـ المادي بينما ىـ متكبروف .وعمى الصعيد اآلخر نجد
أف أوالد اهلل يتألموف .والمزمور يضع النقاط التالية كحؿ2
نجاح األشرار ىو نجاح وقتي .فالشرير المتكبر البد وسيدركو سخط اهلل. .1
قد يكوف نجاحيـ مستم اًر حتى موتيـ ولكف ىناؾ دينونة أبدية تنتظرىـ. .2
اإلنساف البار سيكتشؼ أف فرحو الحقيقي ليس في النجاح الزمني ،بؿ في أف لو شركة شخصية مع اهلل. .3
لذلؾ ال ينبغي أف يغار أحد مف نجاح األشرار.
ش ِر الَ
اسَ ,و َمعَ ا ْل َب َ سوا ِفي تَ َع ِب َّ
الن ِ ٘
س ِم ٌ
ين .لَ ْي ُ س ُم ُي ْم َ
اآليات (ٗٗ" - )٘-ألَنَّ ُو لَ ْيس ْت ِفي موِت ِيم َ ِ
ش َدائ ُدَ ,و ِج ْ َْ ْ َ
ون".
ص ُاب َ
ُي َ
ما جعؿ المرنـ يغار مف األشرار أنيـ غارقوف في الخيرات حتى ساعة موتيـ.
218
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
السم ِ
اء, َّ ي اىيم ِ
ف َ ْو فَأ ا
و م
ُ ع ج ٜ
.ون
َ م الشٍّر ظُ ْمماِ .م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ َّ ِ
ب ون
َ م ون َوَيتَ َكمَّ
َ ئ
ُزِ ي ت
َ س ي ٛ
اآليات (" - )ٜ-ٛ
َ ْ ُ َ َ َ ُ ً ُ ْ ْ َ
ض".شى ِفي األ َْر ِ َوأَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ
ون = كأنيـ في تعاليميـ يتكمموف مف العبلء، في كبريائيـ استيزئوا بكؿ شئ ،وظمموا األبرياءِ .م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ ُم َ
اء = بؿ ىـ تكمموا السم ِ أو ىـ تصوروا أف ليـ سمطاف سمائي ،بؿ ىـ أعمى مف اآلخريف .جعمُوا أَفْو َ ِ
اى ُي ْم في َّ َ َ ََ
ض= كبلميـ الظالـ عف الناس واشاعاتيـ المغرضة وافتراءاتيـ انتشرت شى ِفي األ َْر ِ عمى اهلل نفسو .أَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ
فموثوا سمعة األبرياء.
ون ِم ْن ُي ْم".
اه ُم ْر ِوَي ٍة ُي ْمتَص َ
شعب ُو إِلَى ُى َنا ,و َك ِمي ٍ
َ َ
ٓٔ ِ ِ
آية (ٓٔ) " -لذل َك َي ْرجعُ َ ْ ُ
ىو ال حظ نجاح األشرار بالرغـ مف كبريائيـ ،وقارف ىذا مع حالتو التعيسة ،بؿ حالة كثير مف األبرار فيـ
ش ْع ُب ُو إِلَى ُى َنا = بسبب ىذه المقارنة يرجع األبرار إلى طريؽ الشر، ذل َك َي ْرجعُ َ متألموف بالرغـ مف قداستيـِ .ل ِ
يغوييـ إبميس أف طريؽ االشرار ىو طريؽ النجاح .أو تفيـ اآلية أنيـ يرجعوف إلى نفس ما وصمت إليو وىو
الخصومة مع أحكاـ اهلل والشكوى مف أنيا غير عادلة .والسبب اآلالـ التي تصيبيـ وكانت ليـ مثؿ كأس مروية
ون ِم ْن ُي ْم = منيـ عائدة عمى األبرار المتألميف الذي عمييـ أف يمتصوا عمييـ أف يتجرعوىا إلى نيايتيا وُي ْمتَص َ
اه ُم ْر ِوَي ٍة ،وفي
مياه اآلالـ حتى آخرىا ،حتى آخر نقطة .او اف االبرار الذيف انخدعوا سيمتصوف الشرور َك ِمي ٍ
َ
ون عائدة عمي المياه و ِم ْن ُي ْم عائدة عمي االبرار الذيف انخدعوا وتصوروا اف الشرور
ىذا التفسير تصير ُي ْمتَص َ
سوؼ تروييـ .
اطبلً = إف كاف األمر ىكذا واألشرار في راحة فباطبلً كاف تعبيت َق ْم ِبي ب ِىو رأى راحة األشرار فقاؿ َحقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ
َ
ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = حيف فكرت في ىذا ،كاف ضميري يجمدني اليوـ كموَ .وتَأَد َّْب ُ
ت ت ُم َ في طاعة وصية اهللَ .و ُك ْن ُ
219
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
اح = الصباح يعني شروؽ الشمس ،فاهلل لـ يكف يتركو ألفكاره السوداء حتى ال ييمؾ ،بؿ كاف يشرؽ ُك َّل َ
ص َب ٍ
عميو بإجابات عف تساؤالتو ،وىذه اإلجابات كانت تؤدبو كؿ صباح .أو أف اآلية (ٗٔ) تفيـ ىكذا " لقَ ْد َزَّك ْي ُ
ت
النقَ َاوِة َي َد َّ
ت ِب َّ ِ
ي ومع ىذا لـ يتركني اهلل بؿ ظؿ يؤدبني كؿ صباح وظؿ اهلل سامحاً باآلالـ تقع َق ْم ِبي َباطبلً َو َغ َ
س ْم ُ
ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .وبالرغـ مف ىذه األفكار السوداوية عف حكمة اهلل وأنو سمح لو بأف ت ُم َ عمى اليوـ كمو= َو ُك ْن ُ ّ
ت ِب ِج ِ
يل ٍّث ى َك َذا لَ َغ َد ْر ُ
ُحد ُ
ت أَ
ُيظمـ ،لـ يفتح فاه أماـ أحد بما كاف يجوؿ في خاطره حتى ال يشكؾ أحد= لَ ْو ُق ْم ُ
َب ِن َ
يك = وىذه نقطة إيجابية تحسب لممرنـ ،أنو ال يريد أف يكوف سبب عثرة ألحد.
ت إِلَى ِ
آخ َرِت ِي ْم". ت مقَ ِادس ِ
آية (َ " - )ٔٚحتَّى َد َخ ْم ُ َ َ
ٔٚ
اهللَ ,وا ْنتََب ْي ُ
نتصور أنو
َّ اهلل = يمكف فيميا أنيا السماء ،فيناؾ سنرى نياية األشرار وأنيـ لـ يستفيدوا مف كؿ ما كنا مقَ ِادس ِ
َ َ
سبب سعادة ليـ .وقد تكوف ىيكؿ اهلل عمي االرض وقد يكوف المقاء مع اهلل في اي مكاف بؿ االقرب اف ىذا
المكاف ىو قمبي وفي ىذا المقاء سنممس محبة اهلل العجيبة لنا و سنفيـ أف آالمنا التي سمح بيا اهلل ىي التي
أدبتنا كؿ صباح حتى تكوف نيايتنا ىنا في السماء .ولنسأؿ أيوب اآلف ،ىؿ لو عادت األياـ لموراء ،أكنت ترفض
ىذه اآلالـ التي أتت بؾ لمسماء؟! ومقادس اهلل ال تعني فقط السماء بؿ عمى كؿ متسائؿ عف الحكمة اإلليية
عميو أف يطمع عمى الكتاب المقدس ،عميو أف يصمي ويدخؿ إلى العمؽ وسيكتشؼ أف ممكوت اهلل ليس بعيداً
عنو ،بؿ ىو في داخمو والكتاب المقدس سيؤكد لو نياية األشرار األليمة والروح القدس في داخمو سيؤكد لو نفس
الشئ فبدالً مف غيرتو مف األشرار سيشفؽ عمييـ.
اض َم َحموا,
اب َب ْغتَ ًة! ْصاروا لِ ْم َخر ِ ٜٔ
َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ اآليات (َ " - )ٕٓ-ٔٛحقًّا ِفي َم َزالِ َ
ٔٛ
َ ف َُارَ .ك ْي َ ق َج َع ْمتَ ُي ْم .أ ْ
اىيَ ٕٓ .ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ َيا َربِ ,ع ْن َد التََّيق ِظ تَ ْحتَ ِق ُر َخ َيالَ ُي ْم".
فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ
َ
ق ل ُي ْم = لقد انزلقوا فييا إلى دمارىـ (مثاؿ 2الشواذ جنسياً كانوا يظنوف أنيـ يرضوف طرقيـ الشريرة كانت َم َزالِ َ
ار = قد يحدث ىذا ىنا عمى األرض َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ
شيواتيـ ولكنيـ إنزلقوا إلى مرض خطير وىو اإليدز) .أ ْ
اىي = وتكوف نياية الشرير رىيبة (أعٕٔ )ٔٔ2ٖٔ + ٕٖ-ٕٔ2وتكوف سريعة بغتة (أعٓٔ )٘2٘،فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ
َ
لقد سمح اهلل لشعب بابؿ أف ينقض عمى إسرائيؿ الخاطئة كالدواىي وسمح ألىؿ فارس أف ينقضوا عمى بابؿ أياـ
220
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
بيمشاصر المستبيح آلنية ىيكؿ الرب وكانوا كالدواىي أي المصائبَ .ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ = حيف تنياؿ المصائب
عمى الشرير تكوف خيراتو السابقة كأنيا حمـ استيقظ منو ،لقد مرت أيامو السعيدة سريعاً.
نرى ال مرنـ بعد أف أقنعو الروح القدس ببطبلف طريؽ الشر يعترؼ بغبائو حيف خاصـ اهلل بسبب نجاح األشرار.
يد ..وَب ِي ٍيم .ألنو لـ يستطع أف يفيـ أف أحكاـ اهلل ىي لخير أوالده وتذمر عمى اهلل= بؿ قاؿ عف نفسو أنو َبمِ ٌ
تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي = تمرد عمى أحكاـ اهلل وتذمر عمييا .وما أجمؿ ىذه الصورة أف نفيـ أننا لف نفيـ أحكاـ اهلل ونترؾ
لو قيادة أمور حياتنا كما تترؾ البييمة نفسيا لقيادة قائد العربة وىي واثقة في حسف قيادتو .بؿ انو في تمردنا
عمي اهلل نكوف كبييمة تعاند صاحبيا الذي يريد اف ياخذىا الي مرعي خصيب.
آية (ٕٙ" - )ٕٙقَ ْد فَ ِني لَ ْح ِمي وَق ْم ِبي .ص ْخرةُ َق ْم ِبي وَن ِ
صي ِبي اهللُ إِلَى الد ْ
َّى ِر". َ َ َ َ َ
ىنا يتكمـ المرنـ كمف ال ييتـ حتى بنفسو ،سبؽ ىو وقاؿ ال أريد شيئاً ما مما في السماء أو ما في األرض .ال
أريد شيئاً سوى اهلل وحده .واآلف نراه ال ييتـ بصحتو فيو واثؽ أنو حتى لو فَِن َي لَ ْح ِمو (جسده) َوَق ْم ِبو (مشاعره
ص ْخ َرةُ َق ْم ِبو ،وىو يسنده ميما كانت اآلالـ الجسدية أو النفسية. وحالتو النفسية وعواطفو) فاهلل سيشدده .اهلل َ
221
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)
إف كاف اهلل ىو صخرة تسند مف يقترب منو ،فماذا يكوف حاؿ البعداء .بالتأكيد ىـ يبيدوف إذ ال أحد يسندىـ حيف
تياجميـ الضيقات الجسدية أو النفسية بؿ أف اهلل يكوف ضدىـ= تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك = الزنا ىنا ىو
االلتصاؽ بآخر واالنفصاؿ عف اهلل .وىذا سوؼ ييمكو اهلل فيو إلو غيور .لذلؾ كاف قرار المرنـ النيائي=
س ٌن ِلي= لقد بدأ مزموره بالتساؤؿ واآلف وصؿ لمقرار الصحيح .بؿ في ثقة يقوؿ أل ْ
ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل ِ
اب إِلَى اهلل َح َ
ِ
االقْت َر ُ
ص َن ِائ ِع َك = سيكوف شاىداً هلل عمى إحساناتو.َ
222
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والسبعون
ىو صرخة المرنـ يستنجد باهلل مف عدو دنس مقادس اهلل وىدـ معابده .وىذا قد حدث حرفياً حيف دمرت بابؿ
دمر الشيطاف جسد اإلنساف.
ىيكؿ الرب في أورشميـ ،ومعنوياً حيف َّ
عنواف المزمور قصيدة ألساؼ ،قد تعني [ٔ] أف أساؼ كتبو أياـ داود بروح النبوة عما سيحدث في سبي بابؿ
[ٕ] أف أحد أوالد أساؼ مف فرقتو قد كتبو بعد سبي بابؿ ]ٖ[ .أف أحد األنبياء مثؿ أرمياء قد كتبو وسممو إلى
فرقة أساؼ إلنشاده.
ونحف نصمي بكممات ىذا المزمور نذكر كؿ كنيسة في محنة وكؿ نفس بشرية دمرىا إبميس.
ضتََنا َيا اَهللُ إِلَى األ ََب ِد؟ لِ َما َذا ُي َد ٍّخ ُن َغ َ
ض ُب َك َعمَى َغ َنِم َم ْر َع َ آية (ٔ) " -لِ َما َذا َرفَ ْ
ٔ
اك؟"
ض
اهلل ال يرفض إال لو كانت ىناؾ خطية ،ولكف حيف نرجع إليو يرجع إلينا بإحساناتو .وقد يظير أف اهلل ي َرفَ ْ
لؤل ََب ِد = ولكف اهلل يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمو.
223
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
آي ِات َنا الَ َن َرى .الَ َن ِب َّي َب ْع ُدَ ,والَ َب ْي َن َنا َم ْن َي ْع ِر ُ
ف َحتَّى َمتَى". ٜ
آية (َ " - )ٜ
كانوا في ضيقاتيـ في القديـ يرسؿ اهلل ليـ نبياً يعزييـ ،أما اآلف فبسبب خطاياىـ تركيـ اهلل ببل نبي وال رؤية وال
كممة تعزية.
اآليات السابقة أيضاً تشير لما فعمو الروماف بالييكؿ وبشعب الييود ،وىـ اآلف ببل رؤية وال نبي ،أي ىـ ال
يستطيعوف فيـ أف نبواتيـ وكتابيـ يشير لممسيح ،ىـ في ظممة.
اس َم َك إِلَى ا ْل َغ َاي ِة؟ ٔٔلِ َما َذا تَُرد َي َد َك ين ا ْل َع ُدو ْ اوُم؟ َوُي ِي ُ اآليات (َٓٔ ٔٓ" - )ٕٖ-حتَّى َمتَى َيا اَهللُ ُي َع ٍّي ُر ا ْل ُمقَ ِ
ت ٖٔ
ض .أَ ْن َ س ِط األ َْر ِ ص في َو َ
اع ُل ا ْل َخبلَ ِ ِ ْنٕٔ .واهلل ممِ ِكي م ْن ُذ ا ْل ِق َدِم ,فَ ِ
ُ َ ُ َ ض ِن َك .أَف ِس ِط ِح ْ ِ
َخ ِر ْج َيا م ْن َو َ َوَي ِمي َن َك؟ أ ْ
وس ِل ِوَياثَ َ
ِ ِ ٗٔ
اما
ط َع ًانَ .ج َع ْمتَ ُو َ ت ُر ُؤ َ ضَ ض ْ ت َر َ اه .أَ ْن َ ين َعمَى ا ْلم َي وس التََّن ِان ِ ت ُر ُؤ َ س ْر َت ا ْل َب ْح َر ِبقَُّوِت َكَ .ك َ شقَ ْق َ َ
ضاالن َي ُارَ ,ولَ َك أ َْي ً ان .لَ َك َّٔٙ
ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ
ت أَْن َي ًاَّس َ
ت َيب ْ س ْيبلً .أَ ْن َ ت َع ْي ًنا َو َ َّر َ
ت فَج ْ
٘ٔ
َّة .أَ ْن َ َى ِل ا ْلبٍّري ِ
مش ْع ِب ,أل ْ َ لِ َّ
ت َخمَ ْقتَ ُي َمأٛ .اُ ْذ ُك ْر ى َذا ف َو ٍّ وم األ َْر ِ ت ُك َّل تُ ُخ ِ ور َو َّ المَّْي ُل .أَ ْن َ
ٔٚ
اء أَ ْن َ
الشتَ َ الص ْي َ
ضَّ . ص ْب َ ت َن َ س .أَ ْن َ الش ْم َ ْت الن َ ت َى َّيأ َ
س يك الَ تَ ْن َيع َب ِائ ِس َ ِ
امت َك .قَط َ
ش َن ْفس يم ِ
سم ْم ل ْم َو ْح ِ َ َ َ َ
ان اسم َكٜٔ .الَ تُ ٍّ ِ
َ َى َ ْ َ اىبلً قَ ْد أ َشعبا ج ِ
بَ ,و َ ْ ً َ الر َّ
َن ا ْل َع ُد َّو قَ ْد َعي ََّر َّ أ َّ
س ِح ُ َت ِم ْن م ِ َن م ْظمِم ِ ِ
ِ ٕٔ ِ ٕٓ
ازًيا.ق َخ ِ ساك ِن الظ ْمم .الَ َي ْر ِج َع َّن ا ْل ُم ْن َ َ َ امتَؤل ْ ض ْ ات األ َْر ِ ِ
إلَى األ ََبد .ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد ,أل َّ ُ َ
ِ
اس َم َك. ا ْلفَ ِقير وا ْلب ِائ ِ
س ٍّب َحا ْ س ل ُي َ ُ َ َ ُ
او ِم َيج ُمقَ ِ ض ِج َ َض َد ِاد َكَ , َّاك ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو .الَ تَ ْن َ اى ِل إِي َ اك .ا ْذ ُكر تَع ِيير ا ْلج ِ قُ ْم َيا اَهللُ .أ َِق ْم َد ْع َو َ
ٖٕ ٕٕ
يك ت أ ْ ص ْو َ س َ ْ ْ َ َ
اع َد َد ِائ ًما".الص ِ
َّ
ىي صرخة المرنـ حتى يقوـ اهلل ويخمص شعبو .لِ َما َذا تَُرد َي َد َك و ِعي َن َك = لماذا ال تظير قوتؾ ضد أعدائؾ.
ض ِن َك = ىي صرخة العيد القديـ لتجسد المسيح يد اهلل وقوتو ليفني أعداء اإلنساف أي س ِط ِح ْ ِ
َخ ِر ْج َو م ْن َو َ أْ
الشيطاف .وىذا ما قالو القديس يوحنا " االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر " ولقد انفتحت عينا
224
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)
ت ا ْل َب ْح َر =شقَ ْق َ
ض َ س ِط األ َْر ِ ِ
المرنـ ليرى خبلص المسيح .فيو الممؾ منذ القدـ ،ولكنو أتى ليفعؿ الخبلص في َو َ
ين عمَى ا ْل ِمي ِ ِ
اه = تشير ليبلؾ جيش فرعوف .ولكف المسيح َ وس التََّنان ِ َ ت ُر ُؤ َ س ْر َ
تشير لشؽ البحر األحمرَ .ك َ
مش ْع ِب = اما لِ َّ بتجسده شؽ بحر الموت لنعبره آمنيف وكسر رؤوس إبميس لِ ِوَياثَ َ
ان = الحية المتحويةَ .ج َع ْمتَ ُو طَ َع ً
س ْيبلً = يمكف فيميا عف خروج الماء مف الصخرة ،أو عف حموؿ ت َع ْي ًنا َو َ
َّر َأي ىزمتو فصار طعاماً سيبلً فَج ْ
ان = إشارة لشؽ األردف واشارة النتياء سطوة أعداء أوالد اهلل واصعب ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ
ت أَ ْن َي ًا
َّس َ
الروح القدسَ .يب ْ
اء = فاهلل ىو إلو الطبيعة ،الكوف كمو تحت أمره ،ىو ف َو ٍّ
الشتَ َ الن َي ُار ..والمَّْي ُلَّ ..
الص ْي َ االعداء ىو الموت .لَ َك َّ
خمقو وأعطاه دورتو ،وىو يحكـ تعاقب الميؿ والنيار والصيؼ والشتاء ،والمقصود أنت يا رب قوتؾ ظاىرة دائماً،
كؿ شئ تحت سمطانؾ فإسمح وتدخؿ وال تتركنا ،وكما أنؾ أميف في وعودؾ في تتالي الميؿ والنيار ،وطموع
وشتاء
ً الشمس عمينا كؿ يوـ ،فبل تتركنا في يد أعدائنا .إال أف ىذه ليا تفسير رمزي فما قبؿ المسيح كاف ليبلً
س ،وتحولت البرودة الروحية إلى ح اررة ور َو َّ
الش ْم َ ْت الن َ
ت َى َّيأ َ
بارداً .وبعد المسيح أشرؽ نور شمس البر= أَ ْن َ
يك =يع َب ِائ ِس َ ِ صيؼ روحي .وفي ( )ٔٛا ْلع ُدو= إبميس وىو نفسو الوحش في (َ )ٜٔن ْفس يم ِ
امت َك = الكنيسة قَط َ
َ ََ َ َ ّ
َن م ْظمِم ِ
ات ِ ِ
فيـ قطيع يساؽ لمذبح دائماً ،مساكيف بالروح ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد = الذي تعيدت بو ألبائنا وأنقذ شعبؾ أل َّ ُ َ
ض = األماكف المظممة في األرض ،أماكف الشر وىي كثيرة قد امتؤلت مف مساكف الظمـ أي الظالميف األ َْر ِ
المتوحشيف إبميس ومف يتبعو واهلل ال يترؾ المنسحؽ أبداً.
225
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والسبعون
ىو مزمور تسبحة هلل العادؿ القدوس ،ونجد فيو إيماناً بالحياة األبدية لمصديؽ ( )ٔٓ-ٜونرى فيو عقوبة األشرار
وأنيـ لـ يستفيدوا مف شرورىـ (.)ٛ
يقوؿ بعض المفسريف أف مرتؿ المزمور ىو داود حيف اعتمى العرش بعد موت شاوؿ.
ات أَق ِ
ادا .أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ ِ
آية (ٕ) « " -أل ٍَّني أ َ
ٕ
ْضي". ُ ْ َ يع ً
ُع ٍّي ُن م َ
ِ
ادا = ىنا اهلل ىو المتكمـ وىو الذي حدد ميعاد لنياية آالـ داود ثـ ارتقائو العرش ،وحدد ميعاداً يع ً أل ٍَّني أ َ
ُع ٍّي ُن م َ
ْضي = اهلل المتكمـ أيضاً فميس غيره يقضي ات أَق ِ
لدينونة شاوؿ وحدد ميعاد الدينونة األبدية .أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ
ُ ْ َ
بالعدؿ .ولكف أحكامو تأتي في مؿء الزماف.
س َّك ِان َيا = فاألرض حينما يقوؿ اهلل أنا أقضي بالمستقيمات .يذوب األشرار في األرض خوفاً= َذ َاب ِت األ َْر ُ
ض َو ُكل ُ
َع ِم َدتَ َيا = في السبعينية شددت أعمدتيا .فاهلل تأْ ستزوؿ ىي ومف عمييا في ىذا اليوـ (رؤ .)ٔٚ-ٔٗ2ٙأََنا َو َزْن ُ
ضابط الكؿ يثبت األرض حينما يشاء ويجعميا تذوب أماـ جبروتو حينما يشاء.
ار ,الَ تَْرفَ ُعوا قَ ْرًنا .الَ تَْرفَ ُعوا إِلَى ا ْل ُعمَى قَ ْرَن ُك ْم .الَ ين الَ تَ ْفتَ ِخ ُرواَ .ولِؤلَ ْ
ش َر ِ ت لِ ْم ُم ْفتَ ِخ ِر َ
٘ ٗ
اآليات (ُٗ " - )٘-ق ْم ُ
صمٍّ ٍب»".تَتَ َكمَّ ُموا ِب ُع ُنق ُمتَ َ
صمٍّ ٍب .فتصمب الرقبة
نصيحة مف اهلل عمى فـ داود لكؿ متكبر حتى ال يفتخر بقوتو= قَ ْرًنو وال يعاند= ُعنُق ُمتَ َ
دليؿ عمى الجبروت .ورفع القرف عند الحيواف إشارة لمقتاؿ.
لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِالٚ .و ِ ِ ِ ِ اآليات ( " - )ٚ-ٙأل ََّن ُو الَ ِم َن ا ْل َم ْ
ق َوالَ م َن ا ْل َم ْغ ِر ِب َوالَ م ْن َبٍّريَّة ا ْل ِج َب ِ َ
ش ِر ِ ٙ
اضي .ى َذا َ َ
ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو".
َي َ
لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ
ق والَ ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب ..و ِ القضاء ومصير اإلنساف ال يحدده أحد في األرض الَ ِم َن ا ْل َم ْ
اضي .ى َذا َ َ َ َ ش ِر ِ َ
ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو (لؤ .)ٖ٘-٘ٔ2واهلل ألنو عادؿ فيو يضع الظالـ ويرفع المظموـ (مز.)ٚ2ٖٔٔ،ٛ َي َ
226
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)
227
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والسبعون
ىذا المزمور استمرار لنفس الفكر في المزمور السابؽ وىو دينونة اهلل لكؿ األرض والترجمة السبعينية تعنوف
المزمور بأنو قيؿ بعد االنتصار عمى أشور يوـ ضرب مبلؾ الرب ٓٓٓ ٔٛ٘.مف جيش أشور .وعموماً في
ترتيؿ ىذا المزمور نذكر أعماؿ اهلل المجيدة مع كنيستو دائماً .وأىـ عمؿ ىو الفداء واالنتصار عمى الشيطاف،
الذي كانت كؿ االنتصارات في العيد القديـ رم اًز لئلنتصار عميو.
س َو َخ ْي ٌل". س َّب ُخ فَ ِ
ار ٌ وب ُي َ
لو َي ْعقُ َ آية (ِ ٙ" - )ٙم ِن ا ْن ِت َي ِ
ار َك َيا إِ َ
228
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)
سبَّ ُخ = ُيصرع.
حيف انتيرىـ اهلل صار موت فرسانيـ وخيوليـ .كما حدث مع فرعوف مف قبؿُ .ي َ
ض
ت ُح ْك ًما .األ َْر ُ
َس َم ْع َ ض ِب َك؟ ِ ٛم َن َّ ِ ت .فَ َم ْن َي ِق ُ
ٚ
الس َماء أ ْ ال َغ َ
َّام َك َح َ
ف قُد َ وب أَ ْن َ
ت َم ُي ٌ اآليات ( " - )ٜ-ٚأَ ْن َ
ضِ .سبلَ ْه". يص ُك ٍّل وَدع ِ
اء األ َْر ِ ُ َ اء ,لِتَ ْخمِ ِ
ض ِ اهلل لِ ْمقَ َ
فَ ِزع ْت وس َكتَ ْت ِ ٜع ْن َد ِقي ِام ِ
َ َ َ َ
أحكاـ اهلل ضد األشرار معروفة منذ القديـ ،وأحكامو مخيفة ،تصدر مف السماء فبل يقؼ أحد في وجو أحكامو
(الطوفاف ،حريؽ سدوـ ،ضربات مصر ) ..وكانت كؿ ضربات األشرار في العيد القديـ رم اًز لضربة الشيطاف
بالصميب ليخمص اهلل شعبو.
ق ِب َيا".
طُ ان َي ْح َم ُد َكَ .ب ِقيَّ ُة ا ْل َغ َ
ض ِب تَتَ َم ْن َ سِ ب ِ
اإل ْن َ ضَ آية (ٓٔ) ٔٓ" -أل َّ
َن َغ َ
ان َي ْح َم ُد َك = غضب اإلنساف يسبب مجداً لمرب .فجيش أشور غضب عمى شعب اهلل فتحوؿ سِ ب ِ
اإل ْن َ ضَ
َن َغ َ
أل َّ
غضبيـ إلى مجد اسـ اهلل حيف تمجد بيـ (وتفيـ أف غضب اإلنساف المقدس ضد الخطية يسبب حمداً وتسبيحاً
لمرب عد .)ٚ2ٕ٘،ٛوغضب اإلنساف ضد اهلل ىو غضب عاجز ،فمف يستطيع إنساف أف يناؿ مف اهلل شيئاً ،بؿ
اهلل يطيؿ أناتو عمى ىذا الغضوب ثـ يتمجد فيوَ .ب ِق َّي ُة ا ْل َغ َ
ض ِب تَتَ َم ْنطَ ُ
ق ِب َيا = وفي اإلنجميزية "بقية الغضب
سوؼ تكبح بيا" ما لـ يتحوؿ لمجده وتسبيحو مف غضب الشرير حيف يتمجد اهلل فيو سوؼ يتمنطؽ اهلل بو ،أي
يقوـ ليعمؿ ،ويستعد لكبح جماح الشرير ،وىذا قد فعمو مع بقية جيش أشور الذيف ىربوا وصاروا سخرية لمجميع.
والمسيح بصميبو تمجد وسط كنيستو ،ولكف مازالت بقية لمغضب ىو يتمنطؽ بيا حتى يمقيو نيائياً في البحيرة
المتقدة بالنار ولؤلبد .واآلف ىو يكبح جماحو ويبعده عف كنيستو.
وبَ .ي ْق ِط ُ
ين َح ْولَ ُو .لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ
يع الَِّذ َ ِ
ب إِل ِي ُك ْم َيا َجم َاآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-اُْن ُذ ُروا َوأ َْوفُوا لِ َّمر ٍّ
ٕٔ ٔٔ
وح
ف ُر َ َ ُ
ض".وك األ َْر ِ اءُ .ىو ميوب لِممُ ِ
الر َؤس ِ
َ َُ ٌ ُ َ
اء = أي ينزع شجاعتيـ وكبريائيـ .وفي اليوـ األخير يوـ ف روح الر َؤس ِ ِ
َ دعوة لنوفي نذورنا فيو قد نجاناَ .ي ْقط ُ ُ َ
وب = الرب يفرح بيدايا مثؿ التوبة والصبلة الدينونة يمقييـ في عذاب أبدي (رؤ )ٔٛ2ٔٗ،ٜٔلِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ
َ ُ
والتسبيح واإليماف.
229
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والسبعون
ىنا يشكو المرنـ مف آالـ محيطة بو ،قد تكوف آالمو شخصياً أو آالـ عامة لكؿ الشعب وال يرى ليا حبلً في
المستقبؿ القريب ،لذلؾ يصرخ لمرب حتى ال يرفض إلى النياية .وىو يعزي نفسو بأعماؿ اهلل السابقة مع شعبو،
وأعماؿ اهلل السابقة دائماً مصدر عزاء.
ىناؾ مف يرى أف ىذا المزمور كتب إباف فترة السبي ،وىناؾ مف يرى أنو كتب في فترة ما قبؿ يوشيا .والمرنـ
رأي اآلالـ التي ستحدث لمشعب بسبب خطاياىـ فتوجع.
اجي ,ور ِ
وحي َّةٙ .أَ ْذ ُكر تَرن ِمي ِفي المَّْي ِل .م َع َق ْم ِبي أَُن ِ
َّى ِري ِ
ين الد ْ الس ِن َ
ت ِفي أَيَّاِم ا ْل ِق َدِمٍّ , اآليات (٘ " - )ٚ-تَفَ َّك ْر ُ
٘
َُ َ ُ َ
ود لِ ٍّمر َ
ضا َب ْع ُد؟" الربَ ,والَ َي ُع ُض َّ ث َ «ٚى ْل إِلَى الد ُى ِ
ور َي ْرفُ ُ تَ ْب َح ُ
ىو يقارف بيف الحالة الحاضرة وعمؿ اهلل العجيب مع شعبو في القديـ .أَ ْذ ُك ُر تََرن ِمي ِفي المَّْي ِل = لقد جعؿ
معامبلت اهلل مع شعبو السابقة محو اًر لترنيمو في ضيقتو ليبلً وظؿ يناجي نفسو ويعزي نفسو بأف اهلل قادر أف
ث .ىو يتساءؿ مع نفسو "حقاً فاهلل قادر أف يخرجني مف ضيقتي ويخرج وحي تَ ْب َح ُيخرج مف الجافي حبلوة .ور ِ
َُ
الرب. ض َّ شعبنا مف ضيقتو ولكنو حتى اآلف لـ يفعؿ ..فماذاَ ..ى ْل إِلَى الد ُى ِ
ور َي ْرفُ ُ
230
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)
231
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)
232
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والسبعون
ىذا المزمور يحكي قصة تاريخ شعب إسرائيؿ منذ أياـ موسى إلى أياـ داود .والعجائب واآليات التي صنعيا
معيـ .وخطايا الشعب خبلؿ ىذه الرحمة التي أغاظت اهلل ،وتأديب اهلل ليـ خبلؿ ىذه الرحمة .لقد انتيى المزمور
السابؽ بأف موسى وىروف يقوداف الشعب وىنا استفاضة لرحمة الشعب تحت قيادتيما ..ثـ يسترسؿ إلى فترة
داود .واليدؼ مف ترتيؿ ىذا المزمور أف تتحذر األجياؿ الحديثة مف إغاظة الرب كما فعؿ اآلباء.
از ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم".
آية (ٕ) ٕ" -أَفْتَ ُح ِب َمثَل فَ ِمي .أ ُِذيعُ أَْل َغ ًا
َمثَل ..أَْل َغاز= أي ليفكروا فيما سيسمعوه ويفكروا بعمؽ ليفيموا ويستوعبوا.
ون ٛ
ص َاياهَُ .والَ َي ُكوُن َ ال ِ اع ِت َم َ ون عمَى ِ ٚ
ون َو َ
اهللَ ,ب ْل َي ْحفَظُ َ َع َم َ
س ْو َن أ ْ
اد ُى ْمَ ,والَ َي ْن َ اهلل ْ اآليات ( " - )ٛ-ٚفَ َي ْج َعمُ َ َ
َمي َن ًة لِ ِ
مو". ارًداِ ,جيبلً لَم يثٍَّب ْت َق ْمب ُو ولَم تَ ُك ْن روح ُو أ ِ
آب ِائ ِي ْمِ ,جيبلً َزِائ ًغا َو َم ِ ِ
ُ ُ َ َ ْ ْ ُ م ْث َل َ
ىدؼ التعميـ أف نستفيد مما حدث لآلباء فبل نخطئ مثميـ فيسخط اهلل عمينا.
233
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
اط ِل و ِس ِني ِيم ِبالر ْع ِبٖٗ .إِ ْذ قَتَمَيم طَمَبوه ,ورجعوا وب َّكروا إِلَى ِ
اهلل, ِبا ْلب ِ َّام ُي ْم ٖٖ
ُْ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ اآليات (ٖٖ " - )ٗٔ-فَأَ ْف َنى أَي َ
اى ِي ْمَ ,و َك َذ ُبوا َعمَ ْي ِو ِبأَْل ِس َن ِت ِي ْم .أ َّ
ادعوه ِبأَفْو ِ
َولِي ُي ْم .فَ َخ َ ُ ُ َ ص ْخ َرتُ ُي ْمَ ,واهللَ ا ْل َعمِ َّي
ٖٚ ٖٙ
وب ُي ْم َفمَ ْم
َما ُقمُ ُ َن اهللَ َ ٖ٘ َوَذ َك ُروا أ َّ
اء ِفي َع ْي ِد ِه. ُم َن َ
َّت َم َع ُوَ ,ولَ ْم َي ُكوُنوا أ َتُثَب ْ
س َخ ِط ِوَ .ذ َك َر أ ََّن ُي ْم َب َ
شٌرِ .ر ٌ
ضب ُو ,ولَم ي ْ ِ
شع ْل ُك َّل َ اإل ثْ َم َوالَ ُي ْيمِ ُكَ .و َك ِث ًا
وفَ ,ي ْغ ِف ُر ِ
ٖٜ ٖٛ
يح ير َما َرَّد َغ َ َ َ ْ ُ َما ُى َو فَ َر ُؤ ٌ أ َّ
س َرِائ َ وس إِ ْ
ِ
َح َزُنوهُ في ا ْلقَ ْف ِر! َر َج ُعوا َو َج َّرُبوا اهللَ َو َع َّن ْوا قُد َ
ودَ ٗٓ .كم عصوه ِفي ا ْلبٍّري ِ
ٔٗ
يل". َّة َوأ ْ َ ْ َ َْ ُ ب َوالَ تَ ُع ُ ْى ُتَذ َ
حينما ضربيـ اهلل قدموا توبة ،ولكنيا لؤلسؼ لـ تكف مف القمب بؿ مف الفـ كانت ناتجة عف الخوؼ وليس عف
اقتناع وتوبة قمبية .لذلؾ تكرر سقوطيـ .ولكف اهلل لـ يكف يعاقبيـ في كؿ مرة فيو يعرؼ أنيـ بشر سريعي
الزيغافَ .ع َّن ْوا= جعموا اهلل يعاني منيـ ويغتاظ منيـ.
234
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
وم قُ ْد ِس ِو ,ى َذا ا ْلجب ِل الَِّذي اقْتََنتْ ُو ي ِمينُ ُو٘٘ .وطَرَد األُمم ِم ْن قُد ِ
َّام ِي ْم اآليات (َٗ٘ ٘ٗ" - )٘٘-وأ َْد َخمَ ُي ْم ِفي تُ ُخ ِ
ََ َ َ َ ََ
س َرِائ َ
يل". ط إِ ْ
ِ ِ ِ
َس َك َن في خ َيام ِي ْم أ ْ
َس َبا َ س َم ُي ْم ِبا ْل َح ْب ِل ِم َا
يرثًاَ ,وأ ْ َوقَ َ
ا ْل َج َب ِل = إشارة ألرض إسرائيؿ التي دخميا يشوع مع الشعب وقسميا ليـ.
235
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)
ظ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم.
َخ َذهُ ِم ْن َح َ س َيا إِلَى األ ََب ِدَ .و ْ
اختَ َار َد ُاوَد َع ْب َدهَُ ,وأ َ
ٓٚ
ض الَِّتي أ َّ
َس َ س ُوَ ,كاأل َْر ِ ٍ ِ ِ
َوَب َنى مثْ َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ
ٜٙ
َي َد ْي ِو َى َد ُ
اى ْم".
ظ َك َن ِائٍم= ونومو ىنا كناية عف أنو ترؾ شعبو لمتأديب وضرب أعداؤه استَْيقَ َ
لـ يستمر غضب اهلل عمى شعبو بؿ ْ
َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن ا ْل َخ ْم ِر .رأت كنيستنا في ىذه االية نبوة عف الرب َك َن ِائٍم َك َجب ٍ
ظ َّ استَ ْيقَ َ
الذيف أذلوا شعبو واستعبدوىـ .فَ ْ
قيامة المسيح ووضعتيا في تسابيح عيد القيامة ُ .م َع ٍّي ٍط = ثمؿ .فالمسيح لـ يكف موتو كموت االنساف العادي ،
فنحف حيف نموت تنفصؿ الروح عف الجسد فيموت الجسد ويتحمؿ ويتعفف ،اما جسد المسيح المتحد ببلىوتو فمـ
يفقد حيويتو ،لذلؾ ما كاف ممكنا اف يتحمؿ او يتعفف (مز .)ٔٓ 2 ٔٙورفض كؿ شعب إسرائيؿ (يوسؼ وافرايـ)
سو = الييكؿ في ِ ٍ ِ ِ
س ُو = َم ْقد َ
وأختار سبط ييوذا ليخرج منو داود الممؾ الذي اختاره اهللَ .وَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ
أورشميـ ،ولكف ىذه اآليات تشير لممسيح الذي إذ وجد شعبو مستعبداً لمشيطاف ،جاء وتجسد مف سبط ييوذا ومف
نسؿ داود .ومات .ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ كاف في موتو كجبار معيط مف الخمر .وكاف كنائـ ثـ استيقظ
بقيامتو .وضرب أعدائو إلى الوراء وىـ الشياطيف وجعميـ عا اًر أبدياً .وألف الييود ىـ الذيف صمبوه ثـ رفضوا
اختَار ِس ْبطَ ييوَذا ,جب َل ِ
ص ْي َي ْو َن ََ َُ ف واختار كنيستو عروساً لو= ْ َ سَ
ض َخ ْي َم َة ُيو ُ
اإليماف بو ،رفضيـ ىو= َرفَ َ
ٍ ِ ِ ِ
س ُو = أي بنى كنيستو مثؿ مرتفعات مقدسة َّو .وأسس كنيستو السماوية = َوَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ الَّذي أ َ
َحب ُ
ب َكم ِ
ال سَ َ اى ْم َح َ
وثبتيا لؤلبد كاألرض التي أسسيا إلى األبد .وكاف المسيح وسط كنيستو الراعي الصالح= فَ َر َع ُ
َخ َذهُ ِم ْن َحظَ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم = أي تجسد المسيح ابف داود مف البشر َق ْم ِب ِو .وبقوتو قاد كنيستو= ِب َم َي َارِة َي َد ْي ِو َى َد ُ
اى ْم .أ َ
وىـ الغنـ الذيف رعاىـ بعد ىذا.اما داود فاهلل اخذه ليممؾ فعبل وىو راع لمغنـ.
236
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والسبعون
ىو نفس موضوع مزمور (ٗ )ٚعف تدنيس وخراب الييكؿ بواسطة بابؿ أو تدمير اإلنساف بإبميس وعبودية
اإلنساف لو بعد أف سقط في الخطية .والمرنـ يصرخ هلل لكي يخمص شعبو.
ُمِم الَِّذ َ
ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ ار َغ ْي َرتُ َك؟ أ َِف ْ ض ِبَ ,وتَتَّ ِق ُد َك َّ
الن ِ ب ُك َّل ا ْل َغ َ اآليات (٘٘" - )ٜ-إِلَى َمتَى
ٙ
ين الَ ضَُيا َرب تَ ْغ َ
لَم تَ ْدعُ ِب ِ َي ْع ِرفُوَن َكَ ,و َعمَى ا ْل َم َمالِ ِك الَِّتي
اسم َك ,ألَنَّ ُي ْم قَ ْد أَ َكمُوا َي ْعقُ َ
ٚ
س َك َن ُو.
َخ َرُبوا َم ْ
وب َوأ ْ ْ ْ
َج ِل َم ْج ِد
ص َنا ِم ْن أ ْ
لو َخبلَ ِ احم َك س ِريعا ,أل ََّن َنا قَ ْد تَ َذلَّ ْم َنا ِجدًّاٜ .أ ِ
َع َّنا َيا إِ َ ِ
َّم َنا َم َر ُ َ ً
ٛالَ تَ ْذ ُكر عمَ ْي َنا ُذ ُنوب األ ََّولِ َ ِ
ين .لتَتَقَد ْ َ ْ َ
اس ِم َك". ط َايا َنا ِم ْن أ ْ
َج ِل ْ اس ِم َكَ ,وَن ٍّج َنا َوا ْغ ِف ْر َخ َ
ْ
ىي صرخة هلل لكي يخمص شعبو .وليؤدب األمـ (إبميس) الذي خربوا الييكؿ وقتموا الشعب .واهلل ال يذكر ذنوب
ين الَ َي ْع ِرفُوَن َك = أي يا رب أنت تؤدبنا ُمِم الَِّذ َ ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ األوليف إف لـ نكف نحف أيضاً مذنبيف .أ َِف ْ
بواسطتيـ ونحف نستحؽ كؿ تأديب ولكف بالحؽ ىـ أسوأ حاالً فيـ متوحشيف وال يعرفونؾ فأدبيـ ىـ أيضاً .واهلل
استخدميـ فعبلً كأداة لمتأديب ،وبعد أف أنيوا ميمتيـ ضربيـ اهلل ضربة شديدة.
ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت".
استَ ْب ِ ِ ِ ِ ين األ ِ
َس ِ
يرَ .ك َعظَ َمة ذ َراع َك ْ َّام َك أ َِن ُ
َ د ق
ُ ل
ْ خ
ُ د
ْ ي
َ
آية (ٔٔ) ٔٔ" -لِ
237
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)
238
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الثمانون
ىذا المزمور ىو استمرار لممزمور السابؽ وفيو المرنـ يشكو لراعي إسرائيؿ مف سوء حالة القطيع والمشقات التي
يتحمميا ويطمب العطؼ والشفقة عمى الرعية .والكرمة ىنا ىي شعب إسرائيؿ (اش٘ )ٚ-ٔ2أو ىي الكنيسة أو
ىي النفس البشري ة التي كانت مثؿ كرمة في فردوس اهلل وحينما أخطأت قطعيا اهلل بفأس عدالتو وطرحيا خارج
الفردوس فيبست وصارت كرمة كاذبة .واسرائيؿ كانت كرمة غرسيا اهلل في أرض الميعاد ثـ أخطأت وصارت
تعطى عنباً م اًر .والمرنـ يستغيث إلى سيد الكرـ لكي ينزؿ ىو ويصير كرمة حقيقية ،ويطعـ نفسو في الكرمة
التي فسدت بأنياب خنزير بري أو وحش بري (إبميس) لتنبت أغصاناً تجدد الكرمة.
صبلَ ِة َ
ش ْع ِب َك؟" لو ا ْل ُج ُن ِ
ود ,إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ آية (ٗ) َ " -يا َرب إِ َ
ٗ
ش ْع ِب َك = إلى متى تظؿ غاضباً عمى صبلة شعبؾ وال تقبميا. صبلَ ِة َ إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ
239
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
بسبب غضبؾ صار جيراننا يتنازعوف عمينا ،مف يأكؿ منا نصيب أكبر مف اآلخر.
ِ
ود أ َْر ِج ْع َناَ ,وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ
لو ا ْل ُج ُن ِ
آية (َ " - )ٚيا إِ َ
ٚ
ص".
ير ِم َن ا ْل َو ْع ِر, ِ ت ج ْد ار َنيا فَي ْق ِطفَيا ُكل عا ِب ِري الطَّ ِري ِ ٖٔ ِ
ق؟ ُي ْفس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ َ
ٕٔ ِ
اآليات (َٕٔ " - )ٖٔ-فم َما َذا َى َد ْم َ ُ َ َ َ َ
ش ا ْلبٍّري ِ
َّة". اىا َو ْح ُ َ
َوَي ْر َع َ
ِ ِ
ير = إشارة لمشيطاف النجس فالخنزير حيواف نجس .والشيطاف عمـ الشعب ان ىـ الشعب .أفْس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ ال ُج ْد َر َ
ق .وكرمز لذلؾ كانت األمـ النجاسة .وبسبب الخطية صار اإلنساف مأكبلً إلبميس= َي ْق ِطفَ َيا ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ
الوثنية المحيطة بالشعب تذليـ إف أخطأوا وكؿ مؤمف يغرسو اهلل ككرمة ،تمتد مف البحر (العالـ) لمنير (عمؿ
الروح القدس) ولكف أف عاد وسقط يصير مأكبلً لكؿ عابري الطرؽ أي ألعوبة في يد الشياطيف.
ىي صبلة المرنـ ليرعي اهلل كؿ كرمة (كؿ نفس) حتى ال تصير ألعوبة في يد الشيطاف.
اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك".
ستْ ُو َي ِمي ُن َكَ ,واال ْب َن الَِّذي ْ ِ
س الَّذي َغ َر َ
٘ٔ
آية (٘ٔ) َ " -وا ْل َغ ْر َ
ستْ ُو َي ِمي ُن َك .ومف ىو يميف اهلل سوى المسيح االبف الذي اخترتو لنفسؾ. ِ
س الَّذي َغ َر َ
ا ْل َغ ْر َ
ون".
يد َ وع ٌةِ .م ِن ا ْن ِت َي ِ
ار َو ْج ِي َك َي ِب ُ آية (ِ ٔٙ" - )ٔٙىي َم ْح ُروقَ ٌة ِب َن ٍ
ارَ ,م ْقطُ َ َ
الكرمة اآلف محروقة بنار كما أحرؽ نبوخذ نصر الييكؿ .ولكف اهلل سينتير أعدائو.
اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك",
آد َم الَِّذي ْ آية (ٔٚ" - )ٔٚلِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ
ين َكَ ,و َعمَى ْاب ِن َ َ َ َُ َ
ين َك = لتكف معونتؾ لنا بواسطة ابنؾ الذي ىو يمينؾ .والمسيح سماه المرنـ ىنا رجؿ لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ
َ َ َُ َ
يمينؾ2
[ٔ] ىو قوة اهلل وذراع اهلل الذي تجسد وأعطاه اآلب كؿ قوة وكؿ سمطاف ثـ رفعو وجمس عف يمينو
240
ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)
[ٕ] اهلل أعطاه ىذه القوة ليمجد اسـ اهلل وينتصر بقوة عمى أعدائو "أنا مجدتؾ عمى األرض" (يو٘ )ٗ2ٔٚ،وعمؿ
المسيح كاف نشر ممكوت اهلل بقوة عمى األرض
[ٖ] يد اهلل اآلب كانت عميو أي كانت تحفظو ليتـ عممو أوالً ثـ يصمب ويقوـ ،فبل يقتمونو قبؿ الميعاد ،لذلؾ في
مرات كثيرة إذ أرادوا قتمو كاف يمر مف وسطيـ دوف أف يشعروا (يو .)ٜ٘2ٛثـ كانت يد اهلل عميو ليقوـ مف
األموات بقوة (رؤ)ٗ2
[ٗ] قوة وثبات الكنيسة والمؤمنيف راجع لنعمة المسيح أو النعمة التي تحصؿ عمييا الكنيسة في المسيح.
ود ,أ َْر ِج ْع َنا .أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك اس ِم َكَ .يا َرب إِ َ
لو ا ْل ُج ُن ِ ٜٔ
َح ِي َنا فَ َن ْد ُع َو ِب ْ
ٔٛ
اآليات ( " - )ٜٔ-ٔٛفَبلَ َن ْرتَ َّد َع ْن َك .أ ْ
ص".فَ َن ْخمُ َ
241
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والثمانون
كتب ىذا المزمور ليس بمناسبة انتصار عمى عدو ما بؿ بمناسبة عيد ،ليرتموا بو في الييكؿ .إما لعيد ظيور
القمر أي في بدء الشير أو عيد األبواؽ في الشير السابع (الٖٕ + ٕٗ2عد .)ٔ2ٕٜأو لعيد الفصح = اليبلؿ
(أيةٖ).
يب َةِ .سبلَ ْه". ِ َّيتُ َك .استَج ْبتُ َك ِفي ِستْ ِر َّ ِ
الر ْعدَ .ج َّرْبتُ َك َعمَى َماء َم ِر َ ْ َ ت فَ َنج ْ آية (ِ ٚ" - )ٚفي الضٍّي ِ
ق َد َع ْو َ
ىنا اهلل يعاتب شعبو فيو استجاب ليـ حينما دعوه .واستجاب ليـ في الرياح القوية التي شقت البحر ،بؿ تكمـ
معيـ مستت اًر في أصوات الرعد مف عمى جبؿ سيناء .لقد أظير ليـ قوتو م ار اًر ولكنيـ خانوه وشككوا فيو عند م ِ
اء َ
َم ِر َ
يب َة.
ت لِي! الَ َي ُك ْن ِف َ
يك إِ ٌ س ِم ْع َ شع ِبي فَأُح ٍّذر َك .يا إِ ِ ِ ٛ
لو َغ ِر ٌ س َرائي ُل ,إِ ْن َ
ٜ
س ُج ْد
يبَ ,والَ تَ ْ َ َ َ ْ س َم ْع َيا َ ْ
اآليات (« " - )ٜ-ٛا ْ
َج َن ِب ٍّي". ِإل ٍ
لو أ ْ
242
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)
ىنا اهلل يقوؿ ليـ ال تخونونني كأبائكـ .ويعمميـ حتى ال ينحرفوا مف ورائو.
ص َر .أَف ِْغ ْر فَ َ الرب إِلي َك ,الَِّذي أَصع َد َك ِم ْن أَر ِ ِ ٓٔ
اك فَأ َْمؤلَهُ". ضم ْ ْ َْ ُ آية (ٓٔ) " -أََنا َّ
الرب يعمـ الشعب ،أنو ليس مثمو إلياً يخمص شعبو ،بؿ يجيبيـ في كؿ ما يطمبونو .أَف ِْغ ْر فَ َ
اك فَأ َْمؤلَهُ = أطمب
ما شئت فأعطيؾ ويمتمئ فاؾ بالتسبيح والشكر.
243
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والثمانون
ىو مزمور لمقضاة والحكاـ ليذكروا أنيـ يجب أف يحكموا بالعدؿ .وحينما نرنـ بو نذكر إلينا العادؿ الذي يقتص
مف األشرار الظالميف ،ونشتاؽ لؤلبدية حيث نرى العدؿ دائماً.
حتى نتأكد أف اآللية في أية (ٔ) ىـ القضاة نسمع ىنا اهلل يوبخيـ عمى قضائيـ الظالـ وتـ ىذا حرفياً مع
المسيح حيف حاكموه بتيـ ممفقة.
ِ ِٖ
س". س ِك َ
ين َوا ْل َبائ َ
ِ ِ ِِ مذلِ ِ
يل َولِ ْم َيتيم .أَ ْنصفُوا ا ْلم ْ
ْضوا لِ َّ
آية (ٖ) " -اق ُ
اهلل يطمب مف القضاة أف ينصفوا الضعفاء والبائسيف.
244
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)
= بسبب حكميـ الظالـ .وىذا ما حدث يوـ الصميب ،يوـ حكميـ الظالـ ،فمقد إظممت الدنيا وتزلزلت األرض وىـ
في عماىـ ما عمموا وما فيموا أنيـ صمبوا رب المجد.
ون»".
سقُطُ َ ون و َكأَح ِد الر َؤ ِ لك ْن ِم ْث َل َّ
الن ِ آية (ِ ٚ" - )ٚ
ساء تَ ْ
َ اس تَ ُموتُ َ َ َ
حتى ال ينتفخ اإلنساف بما أخذه بؿ يتضع أماـ اهلل يذكره اهلل بحقيقة موتو.
ىي طمب هلل أف يقوـ المسيح ليديف الخطية ويديف إبميس ويديف الشر ويخمص البشر مف حكـ الموت إذ يمتمؾ
اهلل الجميع.
245
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والثمانون
ىذا المزمور يتكمـ عف قياـ بعض األمـ ضد شعب اهلل ،ربما في أياـ داود أو غيره .ومف ناحية رمزية يشير لقياـ
الشياطيف بحرب ضد أوالد اهلل القديسيف.
وآب
ينُ ,م ُ اعيمِ ٍّي َ
اإلسم ِ
وم َو ِ ْ َ ام أ َُد َ
ِٙ
خ َي ُ آم ُروا ِبا ْل َق ْم ِب َم ًعاَ .عمَ ْي َك تَ َع َ
اى ُدوا َع ْي ًدا. تَ َ اآليات (٘٘" - )ٛ-أل ََّن ُي ْم
اعا لِ َب ِني ِ
ص ُاروا ذ َر ًق َم َع ُي ْمَ .ضا اتَّفَ َ أ َْي ً ور
ور .أَش ُ
ٛ
ص ٍ ان ُ س َّك ِ
ين َم َع ُس ِط ُ
يقَ ,فمَ ْ َو َع َمالِ ُ ونِ .ج َبا ُل َو َعم ُ
ون ٚ
اج ِري َ َوا ْل َي َ
وطِ .سبلَ ْه".لُ ٍ
نرى ىنا تعدد األمـ التي تحارب إسرائيؿ .وكؿ منيا ليا سمة مميزة في شرورىا ،وىذه السمات تشير لشرور
الشيطاف .ونبلحظ أف عدد األمـ المقاومة ىنا (ٔٔ) ورقـ (ٔٔ) رقـ لمخطية فيو لـ يكمؿ ليصير (ٕٔ) رقـ
شعب اهلل.
246
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)
سمع شاوؿ حكـ اهلل ضده وانو سوؼ يموت في اليوـ التالي ىو وبنوه (ٔ صـ .)ٜٔ ، ٔٛ 2 ٕٛوكما أىمؾ
اك َن ِ
اهلل. غراب وذئب وغيرىـ ،فمييمؾ أعداء شعبو اآلف .ألنيـ يتآمروف ليستعبدوا شعب اهلل لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ
َ َ ْ
يا رب إجعميـ يتشتتوا مثؿ القش أماـ الريح حتى ال تنجح مؤامراتيـ ضد شعبؾ .ا ْل ُج ٍّل = الزىرة التي تكوف في
رأس الشوؾ وعندما ينضج الشوؾ يرفعيا الريح وال يتركيا في مكاف .وىؤالء نيايتيـ الحريؽ وفي ( )ٔٙنتعمـ
كيؼ تكوف الصبلة ألعداء الكنيسة ،فالكنيسة ال تطمب ىبلكيـ إنتقاماً منيـ ،بؿ لعميـ يتوبوا فيطمبوا اسـ الرب.
اعوا = ىـ بذلؾ اختاروا نصيبيـ .وسيعرفوا أنيـ تركوا عبادة اإللو الحقيقي ييوه. ِ
وأما لو رفضوا فم َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ
247
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الرابع والثمانون
ب أثناء فترة السبي أو بعدىا تعبي اًر عف اشتياؽ المسبييف لمعودة ،أو فرحتيـ ِ
تقوؿ بعض اآلراء أف ىذا المزمور ُكت َ
بالعودة إلى بيت الرب .ولكف رأى آخريف أف ىذا المزمور ىو بمساف داود إذ يحمؿ أنفاسو واشتياقاتو لبيت الرب
وقيؿ في ىذا أنو كتبو وىو ىارب مف إبشالوـ وقيؿ أيضاً أنو كتبو حيف رفض الرب أف يبني ىو الييكؿ تاركاً
ىذا العمؿ إلبنو سميماف.
روحياً نرتؿ ىذا المزمور ونتعمـ منو االشتياؽ لبيت الرب والسعادة بالسكنى فيو .وأف في العبادة شبع لمروح كما
يشبع الجسد بالغذاء.
ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أالـ الرب يسوع وأنو انتصر بأالمو عمى أعدائو "طوبى لمرجؿ
الذي نصرتو مف عندؾ يا رب" .ونرتؿ نحف ىذا المزمور ألننا صرنا كالعصفور الذي وجد لو بيتاً ،مساكيف
بالروح ولكننا وجدنا في الكنيسة جسد المسيح حماية وسبلـ دبرىـ لنا بصميبو .ولكف عمى شعبو أف يعمـ أنو
خبلؿ فترة غربتو عمى األرض فيو يعبر في وادي البكاء .ولكف مف قوة إلى قوة.
ب ا ْل ُج ُن ِ
اخ َياَ ,م َذا ِب َح َك َيا َر َّ شا لِ َن ْف ِس َيا َح ْي ُ
ضا َو َج َد َب ْيتًاَ ,والس ُنوَن ُة ُع ًّ ٖ
ود, ضعُ أَف َْر َ
ث تَ َ ور أ َْي ً
صفُ ُ
آية (ٖ) " -ا ْل ُع ْ
َممِ ِكي َوِال ِيي".
األممي (الوثني) كاف ضاالً مثؿ عصفور ببل عش ،وبإيمانو صار بيت اهلل مسكناً لو .بؿ صار لممؤمنيف أوالداً
ود = ىي لي مثؿ عش العصفور والسنونة ب ا ْل ُج ُن ِ
ْر َخ َيا (غؿَٗ .)ٜٔ2م َذا ِب َح َك َيا َر َّ
ضعُ أَف َا
ث تَ َ
روحييف= َح ْي ُ
(اليمامة في السبعينية) والمؤمنيف وأوالدىـ الروحييف يجدوف غذاءىـ مف عمى مذابح رب الجنود (التناوؿ) .وفي
اإلشارة لمطيور ،ربما وجد داود أف في طيرانيا فوؽ وحوؿ مسكف اهلل ميزة ليا عنو ،وىو اآلف بعيداً عف مسكف
248
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
اهلل .وربما رأى فييا ضعفاً متناىياً مثؿ ضعفو وىو عاجز عف الدفاع عف نفسو ،وبالرغـ مف ضعفيا فاهلل
رجاء لو أف يكوف لو ىو أيضاً مسكف اهلل ممجأ وحصناً لو .وربما رأى المرتؿ أف
ً أعطاىا مسكناً ،ورأى في ىذا
العصفورة واليمامة وىي طيور طاىرة إشارة إلى أف مف يسكف بيت اهلل الطاىريف.
اهلل ِفي ِ
ص ْي َي ْو َن". ون ِم ْن قَُّوٍة إِلَى قُ َّوٍة .يرو َن قُدَّام ِ
ْى ُب َ
ٚ
آية (َ " - )ٚيذ َ
َ َُ ْ
249
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)
ون ِم ْن قُ َّوٍة إِلَى قُ َّوٍة .أي مف فضيمة إلى فضيمة ،ومف خطية
ْى ُب َ
ىؤالء الذيف ينموف سائريف في طريؽ أورشميـ َيذ َ
إلى بر .ومف ىذا العالـ إلى الحياة األبدية.
آية (ٜ" - )ٜيا ِمج َّن َنا ا ْنظُر يا اَهلل ,وا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ
يح َك". َ َ ْ َ ُ َ َ َ
ِمج َّن َنا = اهلل لنا كمجف أي ترس حماية .ا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ
يح َك = نحف بدوف شفاعة المسيح عنا نكوف غير َ َ َ
مقبوليف أماـ اآلب ،وال يستجاب لنا إال إف طمبنا باسمو ويصير معنى اآلية استجب لنا مف أجؿ مسيحؾ.
250
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والثمانون
ىذا المزمور يكممنا عف عودة الشعب مف السبي .وألف عودة الشعب مف سبي بابؿ ىي رمز لعودة اإلنساف مف
سبي إبميس بعد أف حرره المسيح بصميبو نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة السادسة وفي الساعة السادسة
صمِب المسيح عمى الصميب .وعمى الصميب تحققت ىذه اآلية "الرحمة والحق إلتقيا" وبالصميب رضى اهلل عف ُ
شعبو وغفر إثميـ ،وتكمـ عنيـ بالسبلـ.
251
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
الييود الذي اكتمؿ في الصميب فصرخ إلى اهلل أف يقبؿ الييود وال يرذليـ لؤلبد فيـ شعبو .أي يطمب إيمانيـ
بالمسيح.
أتي بالسبلـ بيف اهلل واإلنساف وبيف اإلنساف واإلنساف ىكذا قاؿ المسيح "سبلمي أترؾ لكـ " ..فيو ممؾ السبلـ.
وبيف اإلنساف ونفسو .وىذا السبلـ مشروط بأف ال يرجع اإلنساف إلى الحماقة (الخطية) .إِ ٍّني أ ْ
َس َمعُ = اهلل أخبره
بخطتو لمخبلص .بؿ كؿ إنساف عمى عبلقة وثيقة باهلل يعرؼ إرادتو وخططو مع األبرار واألشرار .ويعرؼ أف اهلل
يؤدب الشرير ليقود ه لمتوبة (اإلبف الضاؿ) .فمف يدرس الكتاب المقدس بعمؽ يستطيع أف يعرؼ خطة اهلل
ويسمعيا.
اء َيطَّمِعُ".
السم ِ ِ
تَ ,وا ْل ِبر م َن َّ َ آية (ٔٔ) ٔٔ" -ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ
ض َي ْن ُب ُ
ت = ىذا ىو جسد المسيح الذي أخذ جسدنا مف العذراء مريـ .ويسميو ىنا الحؽ ،فكؿ نسؿ ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ
ض َي ْن ُب ُ
اء َيطَّمِعُ= فيو
السم ِ ِ
المرأة كاف باطبلً فنحف بالخطية نولد ،إال المسيح فيو لـ يكف مف زرع بشر بؿ ىو ا ْل ِبر م َن َّ َ
البر والعدؿ الذي طأطأ السموات ونزؿ ليأخذ جسداً بشرياً" .أما النعمة والحؽ فبيسوع المسيح صارا" (يؤ.)ٔٚ2
252
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)
253
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والثمانون
ىو صبلة لداود ،وىي صبلة نموذجية نتعمـ منيا االتضاع ،فيو يقوؿ أنو مسكيف وبائس بينما ىو الممؾ العظيـ.
نشعر في صبلتو بأنو في ضيقة ،وعمى كؿ مف في ضيقة أف يمجأ هلل ىكذا وبتواضع .وداود ىنا في ضيقتو ىو
رمز لممسيح الذي في أياـ جسده صرخ (عب٘ )ٚ2فاستجابو الرب .وىنا نرى استجابة الرب "وقد نجيت نفسي
ظافر عمى الشيطاف والموت.
اً مف الجحيـ السفمي .فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ مف قبؿ الصميب .وبعد ىذا قاـ
ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر آالـ المسيح ونصرتو.
َن ْف ِسي".
َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = ىذه مثؿ صموا ببل انقطاع (ٔتس٘ .)ٔٚ2فاألعداء لف يكفوا عف الحرب ليبلً أو نيا اًر. إِلَ ْي َك أ ْ
س َع ْب ِد َك أل ََّن ِني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = كؿ مف يرفع نفسو عف ممذات الدنيا يحصؿ عمى فرح روحي.
فٍَّر ْح َن ْف َ
ص َغ َيا َرب إِلَى ِٙ الر ْحم ِة ِل ُك ٍّل الد ِ ِ ِ
ين إِلَ ْي َك .ا ْ اآليات (٘ " - )ٚ-أل ََّن َك أَْن َ
٘
َّاع َ ير َّ َ َو َكث ُ ور,صال ٌح َو َغفُ ٌ
ت َيا َرب َ
يب لِي".
ستَ ِج ُ وك ,أل ََّن َك تَ ْ
أ َْد ُع َ ضِ
يق ْي ضرع ِاتيِ ٚ .في يوِم ِ
َْ
ِ
ص ْوت تَ َ َ
ِ ِ
صبلَ تيَ ,وأَ ْنص ْت إِلَى َ
َ
جدؼ ربشاقي عمى اهلل قائبلً "آلية األمـ لـ تقدر أف تخمص شعوبيا فكيؼ يقدر إليكـ أف يخمصكـ مف ممؾ
أشور" وفي ىذه الميمة أىمؾ مبلؾ الرب ٓٓٓ ٔٛ٘.مف جيش أشور وظير أف الرب ليس لو مثيل في العالـ
254
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)
وآليتو .داود ىنا ال يعترؼ بأف ىناؾ آلية أخرى ولكنو يستعمؿ اسـ آلية كما تسمييا شعوبيا .واآلف ىناؾ آلية
كثيرة يعبدىا الناس ،ويظنوف أف فييا شبعيـ (الماؿ /الجنس )..ولكف ال مثيؿ لمشبع مف شخص المسيح الذي
يعطي الماء الحي ،أما ىذه اآللية فيي كالماء المالح ال تشبع ،بؿ مف يشرب منو يعطش.
َعمٍّ ْم ِني َيا َرب طَ ِريقَ َك = طريؽ اهلل ىو ترؾ وتجنب كؿ المعاصي ومبلزمة الفضائؿ ولف نستطيع السموؾ في
ىذا الطريؽ بدوف معونة اهلل "بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئاً" (راجع أيضاً يوَٗٔ .)ٙ2و ٍّح ْد َق ْم ِبي = ليصير قمبي
بسيطاً غير منقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ .ورأس الحكمة مخافة اهلل .فبداية أي طريؽ يكوف بخوؼ اهلل.
255
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والثمانون
ىذا المزمور ىو مديح لصييوف كرمز لمكنيسة .بؿ ما ُذ ِك َر في ىذا المزمور ال ينطبؽ بالكامؿ إال عمى كنيسة
المسيح .ونجد في المزمور أف صييوف مفضمة عف باقي أرض إسرائيؿ .ألف الييكؿ مؤسس ىناؾ ،وىناؾ
العبادة هلل.
ب ِ ِ
ب في فترة إزدىار أورشميـ ،أياـ داود أو سميماف ويقوؿ أصحاب ىذا الرأي أنو ُكت َ
يرى البعض أف المزمور ُكت َ
ب بعد ِ
أثناء نقؿ التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى صييوف ،أو أثناء تدشيف ىيكؿ سميماف .وىناؾ مف قاؿ أنو ُكت َ
ناء عمى الوعود التي قيمت عنيا
السبي أثناء خراب أورشميـ لتشجيع المسبييف عمى العودة إلى أورشميـ لتعميرىا ،ب ً
ومحبة اهلل ليا .فبالرغـ مف أف أورشميـ خربة وال أحد ييتـ بيا ،لكف اهلل قاؿ عنيا أشياء مجيدة .وىذا ينطبؽ عمى
كنيسة المسيح التي صار ليا األمجاد تحت راية المسيح( .سواء الكنيسة عمى األرض أو في السماء).
256
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
األبواب يدخؿ المؤمنيف ليعبدوا في الييكؿ .وبالنسبة لمكنيسة فأبوابيا اآلف ىي اإليماف المسمـ مرة لمقديسيف
(يوٖ) والمعمودية والتوبة.
ان ِف ِ
يك»". ازِف َ
ين « ُكل الس َّك ِ ون َك َع ِ ٚ
آية (َ " - )ٚو ُم َغن َ
ىذا حاؿ المؤمنيف في الكنيسة ،التسبيح والفرح بسبب ما ىـ فيو مف سبلـ.
257
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)
والكنيسة تصمي ىذا المزمور طواؿ الصوـ األربعيني المقدس بعد أف يفرغ الكاىف مف انتقاء الحمؿ ووضعو
في الصينية وبعد أف يصب الخمر في الكأس ،إشارة لمكنيسة التي تأسست بذبيحة المسيح (التي يقدميا عمى
المذبح) ،والكنيسة التي صار يسوع المسيح ساكناً فييا ،وىو معنا عمى المذبح ،فبعد أف سكف في بطف
العذراء ،ىو اآلف ساكف وسط كنيستو يثبتيا .كنيستو المولودة في المعمودية .ونصمي بالمزمور في أثناء فترة
صمِب رب المجد ومات وقاـ ،ىذه األمور التي قامت األربعيف المقدسة ألنيا تنتيي بأسبوع اآلالـ الذي فيو ُ
عمييا الكنيسة الجديدة.
صمِب رب المجد ليجمع كؿ الشعوب المتفرقة إلى ونصمي بيذا المزمور في الساعة السادسة ،ففي ىذه الساعة ُ
واحد .ولف يكتب في سفر الحياة إال الذيف ُولِدوا في الكنيسة المقدسة ،ىؤالء ىـ الفرحوف الذيف يسكنوف فييا إلى
األبد.
258
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والثمانون
ىذا المزمور ىو شكوى هلل مف آالـ وضيقات أحاطت بالمرنـ .ولـ ينتيي كالعادة باف يتعزى باستجابة اهلل لو،
ولكف المرنـ لـ يكؼ عف الصبلة وااللتجاء إلى اهلل بالرغـ مف أنو ال يشعر بأي تعزية .وىذا درس لكؿ متألِّـ أف
ال يكؼ عف الصبلة حتى ولو لـ يشعر بتعزية .فكثيريف نسمع منيـ أنيـ كفوا عف الصبلة ألنيـ صموا واهلل لـ
يستجب.
ت ِم ْث َل ا ْل ُم ْن َح ِد ِر َ
اوَي ِة َد َن ْتُ .ح ِس ْب ُ
ص ِائ ِب َن ْف ِسيَ ,و َح َي ِاتي إِلَى ا ْل َي ِ ِ اآليات (ٖ " - )ٗ-ألَنَّ ُو قَ ْد َ
ش ِب َع ْت م َن ا ْل َم َ
ٗ ٖ
ين
ت َك َر ُجل الَ قَُّوةَ لَ ُو". بِ .
ص ْر ُ إِلَى ا ْل ُج ٍّ
ىو وصؿ إلى غاية األحزاف والى درجة الشبع .بؿ مثؿ ميت ببل قوة.
259
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)
ِ
شعور مؤلـ أف يتخمى األصدقاء عف صديقيـ وىو في ضيقتو ،وىذا ما حدث مع أيوب= َج َع ْمتَني ِر ْج ً
سا لَ ُي ْم =
إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأف اهلل ينتقـ منو وبالنسبة لممسيح فقد تخمى عنو الجميع .ولكف يحسب لممرنـ
ي.
ت َي َد َّ
س ْط ُ
أنو لـ يكؼ عف الصبلة = َب َ
ىو صور نفسو كميت ،وفي يأسو يقوؿ ،كيؼ يتدخؿ اهلل اآلف ليغير مف حالي ىؿ يقيـ اهلل أموات ،ىؿ يصنع
معجزة مع ميت ،أنا حالتي ميئوس منيا .األ ِ
َخيمَ ُة ىي نفوس الموتى في الياوية .ىؿ تصنع مع الموتى عجائب
فيسبحونؾ عمييا ،اـ ىؿ ليـ لساف ليسبحونؾ .قطعاً في ذىف مرنـ العيد القديـ أف بركات اهلل ىي بركات مادية
وىذه يسبح البشر عمييا اهلل الذي أعطاىا ليـ وىو كميت ماذا سيعطيو اهلل ليسبحو عميو .وروحياً نفيـ ىذا أف
مف انغمس في الخطية لدرجة الموت ال يعود يشعر بعمؿ اهلل وبالتالي ال يعود يسبح اهلل عمى إحساناتو.
ِ ِ
تَ ,وِفي ا ْل َغ َداة َ َما أََنا فَِإلَ ْي َك َيا َرب َ
ٖٔ
َّم َك".
صبلَ تي تَتَقَد ُ ص َر ْخ ُ آية (ٖٔ) " -أ َّ
َّم َك = كأنو يجري أماـ موكب اهلل الممؾ صارخاً أف يرحمو. ِ
صبلَ تي تَتَقَد ُ
َ
الظ ْم َم ِة = ىي ضيقتو التي ىو فييا .وضيقتو كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت بو اليوـ كمو .بؿ ىي أىواؿ
اراىـ. عدت وما اختفوا اي = الظ ْم َم ِة ِفي ارِفي
َم َع ِ ميمكة.
260
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
عادة تبدأ المزامير بالشكوى ،وتنتيي بالتسبيح عمى التعزيات واالستجابة اإلليية ولكف ىذا المزمور لو إتجاه
عكسي ،فيو يبدأ بتسبيح اهلل عمى إحساناتو القديمة ومعامبلتو مع شعبو واختياره ووعوده لداود بتثبيت مممكتو.
ثـ يبدأ الشكوى أف حاؿ شعب اهلل اآلف مؤلِّـ بعد أف اختفى كرسي داود .لذلؾ نحدد ميعاد كتابة المزمور بأنو
بعد السبي .ثـ يصرخ المرنـ هلل باف يذكر وعوده لداود ويعيد أمجاده لشعبو.
والكنيسة في أي محنة عمييا أف تصمي بنفس األسموب ،لقد أعطى اهلل لكنيستو أمجاداً كثيرة ولكف حاؿ الكنيسة
ا آلف يختمؼ عف حاؿ كنيسة اآلباء بسبب خطايانا لذلؾ فمنصرخ ونصمي هلل ببل يأس ليعيد مراحمو لنا ،ولنؤسس
صمواتنا عمى عيد المسيح وعمى استحقاقات دـ المسيح ،كما اسس المرنـ صراخو عمى وعود اهلل لداود أبو
المسيح بالجسد.
261
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
ورت َخمَ ْقتَ ُي َما .تَ ُاب ُ وب أَ ْن َ ستَ ُي َماٍّ ٕٔ .
الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ َس ْ س ُكوَن ُة َو ِم ْم ُؤ َىا أَ ْن َ
ت أ َّ ض .ا ْل َم ْ ضا األ َْر ُ ات .لَ َك أ َْي ً الس َم َاو ُ
َّ
اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي َكَّ .
اع ا ْلقُ ْدرِة .قَ ِوَّي ٌة ي ُد َك .مرتَ ِفع ٌة ي ِمي ُن َكٔٗ .ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ
ان .لَ َك ِذ َر ُ اس ِم َك َي ْي ِتفَ ِ
ون ِب ْ
ٖٔ
الر ْح َم ُة َ َ َ ُْ َ َ َ َ َو َح ْرُم ُ
ام َو ْج ِي َك".
َم َ َّم ِ
ان أ َ َما َن ُة تَتَقَد َ
َواأل َ
ت
س َح ْق َ
ت َ
المرنـ يسبح اهلل عمى قدرتو وأعمالو .فيو قادر أف يسكف أمواج البحر اليائج وىذا صنعو المسيح .أَ ْن َ
ب = رىب تعني متكبر ،وىي تشير إلى مصر .واهلل سحؽ مصر بضربات عشر وسحؽ جيشيا تحت مياه َرَى َ
اء َك .واهلل خمؽ َع َد َ
تأَّْد َ البحر األحمر .وكاف ىذا رم اًز لسحؽ الشيطاف المتكبر بواسطة المسيح = ِب ِذ َر ِ
اع قُ َّوِت َك َبد ْ
كؿ ما في السماء واألرض ،الكؿ لو .وأعمى ما في األرض مف جباؿ يعجز أماميا اإلنساف فيي صنعة يدي
ون .وأحد الجبميف يقع في الشرؽ والجبؿ اآلخر ور َو َح ْرُم ُ
اهلل ،وذكر المرنـ قمتيف مف أعمى قمـ كنعاف وىما تَ ُاب ُ
وب .أي الكؿ هلل .وجبؿ تابور ىو جبؿ التجمي .وىنا نرى الجبؿ في الغرب .والحظ قولو مف قبؿ ٍّ
الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ
ييتؼ ألنو سمع صوت اآلب يشيد لبلبف.
اس ِم َك َي ْبتَ ِي ُج َ
ونِ .ب ْ افَ .يا َربِ ,ب ُن ِ
ور َو ْج ِي َك َي ْ ارِف َ وبى لِ َّ
مش ْع ِب ا ْل َع ِ
ٔٙ ٘ٔ
ون سمُ ُك َ ين ا ْل ُيتَ َ اآليات (٘ٔ " - )ٔٛ-طُ َ
وس الر َّ ِ ب قَ ْرنُ َنأٛ .أل َّ ِ ت فَ ْخ ُر قُ َّوِت ِي ْمَ ,وِب ِر َ ون .أل ََّن َك أَ ْن َ
ٔٚ
ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُوَ ,وِب َع ْدلِ َك َي ْرتَ ِف ُع َ
ب م َجن َناَ ,وقُد َ َن َّ اك َي ْنتَص ُ
ض َ
يل َممِ ُك َنا".
س َرِائ َ
إِ ْ
الم رنـ يطوب الشعب الذي عرؼ الرب وفيـ مراحمو وصار يسبحو ،ألنيـ أروا أف اهلل بقوتو ىذه غير المتناىية
ىو سندىـ وقوتيـ وحمايتيـ ألنو ممكيـ وىـ رعيتو.
ار ِم ْن َب ْي ِن ت ُم ْختَ ًا يَ .رفَ ْع ُ ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ ت « َج َع ْم ُ ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ
َّك َوُق ْم َ اآليات (ِ " - )ٖٚ-ٜٔحي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ
ٜٔ
ٍّدهُ .الَ ُي ْرِغ ُموُ ضا ِذر ِ ت َداوَد ع ْب ِديِ .ب ُد ْى ِن قُ ْد ِسي مس ْحتُ ُؤٕ .الَِّذي تَثْب ُ ِ
الش ْع ِبَ .و َج ْد ُ ُ َ َّ
ٕٕ ٕٓ
شد ُاعي تُ َ ت َيدي َم َع ُو .أ َْي ً َ ُ َ َ
َما َن ِتي َو َر ْح َم ِتي فَ َم َعوُ, َما أ َ
ِ ِ ِ ٕٗ
يو .أ َّ ب ُم ْبغض ام َو ْج ِي ِوَ ,وأ ْ
َض ِر ُ َم َ
اءهُ أ ََع َد َ
ق أْ َس َح ُ اإل ثْم الَ ُي َذلٍّمُ ُوَ .وأ ْ
ٖٕ ع ُد ٌّو ,و ْاب ُن ِ ِ
َ َ
ت ,إِل ِيي َو َ ار َي ِمي َن ُوُ .ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي أَ ْن َ َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر َي َدهَُ ,و َعمَى األَ ْن َي ِ ِ وِب ِ
ٕٙ ٕ٘
ص ْخ َرةُ ب قَ ْرُن ُوَ .وأ ْ اسمي َي ْنتَص ُ َ ْ
َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتيَ .و َع ْي ِدي ُيثَب ُ َّى ِر أ ْ ض .إِلَى الد ْ وك األ َْر ِ َعمَى ِم ْن ممُ ِ َج َعمُ ُو ِب ْك ًرا ,أ ْ َخبلَ ِ
ٕٛ ٕٚ
َّت لَ ُو. ُ ضا أ ْ صي .أََنا أ َْي ً
امئٖ ,إِ ْن َح َك ِ ش ِر ِ َّام َّ ِ َّو ِم ْث َل أَي ِ
سمَ ُوَ ,و ُك ْر ِسي ُ ِ
سمُ ُكوا ِبأ ْ الس َم َاوات .إِ ْن تََر َك َب ُنوهُ َ َ َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ
ٖٓ ٕٜ
يعتي َولَ ْم َي ْ َوأ ْ
َما َر ْح َم ِتي فَبلَ أَ ْن ِز ُع َيا ات إِثْ َم ُي ْم .أ َّ
ٖٖ ضرب ٍ ِ
صا َم ْعص َيتَ ُي ْمَ ,وِب َ َ َ
ٕٖ ِ
اي ,أَفْتَق ُد ِب َع ً ص َاي َ ضوا فَ َرائضي َولَ ْم َي ْحفَظُوا َو َ
ِِ َنقَ ُ
ت ِبقُ ْد ِسي ,أ ٍَّني ٖ٘
شفَتَ َّيَ .م َّرةً َحمَ ْف ُ ض َع ْي ِديَ ,والَ أُ َغ ٍّي ُر َما َخ َر َج ِم ْن َ َما َن ِتي .الَ أَ ْنقُ ُ
ٖٗ ع ْن ُو ,والَ أَ ْك ِذ ِ ِ ِ
ب م ْن ج َية أ َ ُ َ َ
اى ُد ِفي الش ِ
َّى ِرَ .و َّ َّت إِلَى الد ْ اميِ .م ْث َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ
ٖٚ س أَم ِ
الش ْم ِ َ ونَ ,و ُك ْر ِسي ُو َك َّ سمُ ُو إِ َلى الد ْ
َّى ِر َي ُك ُ
ٖٙ
ب ل َد ُاوَد َن ْ
الَ أَ ْك ِذ ِ
ُ
ين»ِ .سبلَ ْه". اء أ ِ
َم ٌ السم ِ
َّ َ
المرنـ ىنا يشي ر لمرؤيا التي رآىا ناثاف النبي بخصوص داود ووالدتو لسميماف وذكرت كمماتيا في (ٕصـ-ٕٔ2ٚ
.) ٔٚولكف ىذه الكممات المذكورة ىنا مخصصة لممسيح ففييا كثير ال يمكف أف يقاؿ عف داود أو سميماف بؿ
ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ
ي = اختار اهلل داود الذي رآه ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ
َّك = يشير لرؤيا ناثاف َج َع ْم ُ عف المسيح فقطِ .حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ
قوياً ودعمو ليصير ممكاً عمى شعبو وىذه تقاؿ عف المسيح اإللو القدير القوي .وبعد تجسده خضع لضعؼ
262
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
بشريتنا فجاع وعطش وتألـ ،بؿ جاءتو مبلئكة تقويو (لوٕٕ .)ٖٗ2فاهلل أعانو ليتـ عمؿ الخبلص .والمسيح كاف
الش ْع ِب .وفي (ٕٓ) داود ُم ِس َح والمسيح ُم ِس َح بحموؿ الروح القدس عميوَ .ع ْب ِدي
ار ِم ْن َب ْي ِن َّ
إنساناً كامبلً = ُم ْختَ ًا
ٍّدهُ = اهلل أعطى لداود قوة ضد أعدائو .وقيؿ ىذا عف شد ُ = أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيِٕ .)ٚ2ذر ِ
اعي تُ ََ
َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر
المسيح (يوٗٔ .)ٔٓ2ولـ يوجد عدو أذؿ داود (ٕٕ) والشيطاف َج َّرب المسيح وغمبو المسيح .أ ْ
ار َي ِمي َن ُو = ىـ الرسؿ الذيف نشروا الك ارزة بقوةُ .ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي
َي َدهُ = سمطاف المسيح عمى العالـَ .و َعمَى األَ ْن َي ِ
= ىذه عف المسيح االبف بالطبيعة .إِل ِيي = بحسب الجسد يدعو اآلب إليو (يوٕٓ .)ٔٚ2أ ْ
َج َعمُ ُو ِب ْك ًار = ىذه ال
تقاؿ عف داود وىو الصغير بيف أخوتو ،إنما عف المسيح (رو .)ٕٜ2ٛوصارت كنيستو أخوة لو بؿ جعميـ
َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي = رحمة اهلل لكنيسة المسيح ىي إلى ض (رؤ .)٘2ٔ،ٙإِلَى الد ْ
َّى ِر أ ْ وك األ َْر ِ َعمَى ِم ْن ممُ ِ
ُ مموكاً= أ ْ
َّى ِر فيو إشارة لمكنيسة وليس لمممكة داود التي الدىر ،وىي تعطي لمكنيسة كعطية باسـ المسيح .وقولو إِلَى الد ْ
ِ
سمَ ُو = نسؿ داود انتيى بموت صدقيا آخر مموؾ ييوذا .ونسؿ المسيح َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ
انتيت سنة ٘ٛٙؽ.ـَ .وأ ْ
ىـ المؤمنيف نسمو الروحي (عبٕ .)ٖٔ2وعرش المسيح في قموبيـ فيحوليا إلى سماء وعرشو وسط كنيستو ال
نياية لو ألف كنيستو تنتقؿ مف األرض إلى السموات .وابتداء مف آية (ٖٓ) نسمع عف اآلب الذي يؤدب أبناءه
س = داود بدأ إف أخطأوا وتعوجوا .وىذا ما حدث مع نسؿ داود وما يحدث مع المؤمنيف اآلفُ .ك ْر ِسي ُو َك َّ
الش ْم ِ
حكمو بحوالي ٓٔ قروف قبؿ الميبلد تقريباً ،والشمس كانت قبمو بآالؼ مبلييف السنيف ،أما كرسي المسيح
النوراني فيو أزلى وقبؿ الشمس نفسيا .والمسيح مشبو بشمس البر (مبلخي) وكنيستو التي تستمد ضوءىا منو
مشبية بالقمر= ِمثْ َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ
َّت إِلَى الد ْ
َّى ِر = وكنيسة المسيح ىي أيضاً ثابتة طالما األرض والقمر موجوداف.
ف أََنا ٗٚ
ض ُب َك؟ ا ْذ ُك ْر َك ْي َ ار َغ َ الن ِاء؟ َحتَّى متَى َيتَّ ِق ُد َك َّ االخ ِتب ِ
اآليات (َ " - )ٕ٘-ٗٙحتَّى َمتَى َيا َرب تَ ْختَِبئُ ُك َّل ْ َ
ٗٙ
َ
اوَي ِة؟
س ُو ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ
َي ُي َن ٍّجي َن ْف َت؟ أ ٌّ سٍ
ان َي ْح َيا َوالَ َي َرى ا ْل َم ْو َ آد َم! أَي إِ ْن َ
ٗٛ
ت َج ِميعَ َب ِني َ اطل َخمَ ْق َ َي ب ِ ِ
َزائ ٌل ,إِلَى أ ٍّ َ
َحتَ ِممُ ُو ِفي
يد َك الَِّذي أ ْ ت ِبيا لِ َداوَد ِبأَما َن ِت َك؟ ٓ٘ا ْذ ُكر يا رب عار ع ِب ِ
ْ َ َ ََ َ
َِّ ِ
سبلَ ْه .أ َْي َن َم َراح ُم َك األ َُو ُل َيا َرب ,التي َحمَ ْف َ َ ُ َ
ٜٗ ِ
الرب إِلَى ٕ٘
يح َكُ .م َب َار ٌك َّ ين عيَّروا آثَار م ِس ِ َِّ ُمِم ُكمٍّ َيا ,الَِّذي ِب ِو َعي ََّر أ ْ
ٔ٘
ِ ِح ْ ِ ِ
َ َ اؤ َك َيا َرب ,الذ َ َ ُ َع َد ُ ضني م ْن َكثَْرة األ َ
ين".
آم َ ين فَ ِ َّى ِرِ .
آم َ الد ْ
263
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)
اطل َخمَ ْق َ ِ
َي ب ِ ِ
يع
ت َجم َ ىي صرخة المرنـ ليعيد اهلل مراحمو لشعبو ،ويوقؼ غضبو عمييـ .وقولو أََنا َزائ ٌل .إِلَى أ ٍّ َ
آد َم = أي عمرنا قصير يا رب ،فإذا لـ تعؼ عف ذنوبنا في فترة حياتنا فسنيمؾ وتكوف يا رب قد خمقتنا َب ِني َ
باطبلً .فمو خمؽ البشر لكي يكوف مصيرىـ الجحيـ فباطؿ كانت خمقتيـ .وفي ( )ٗٛامتدت نظرة النبي مف
عقوبة اهلل لبيت داود إلى عقوبة اهلل لئلنساف ككؿ .ولقد رأى أف البشر كميـ ليـ نفس المصير وىو الموت .وال
ض ِني
َحتَ ِممُ ُو ِفي ِح ْ
يستطيع أحد أف ينجي نفسو مف الياوية .والمرنـ يصرخ لمرب ليرفع عار البشر عنيـ .الَِّذي أ ْ
= العار الذي لحقو ولحؽ كؿ البشر ىو مؤلـ لمغاية ،فيو ليس ضد البشر فقط ،بؿ ضد اهلل وىذا ما يؤلـ المرنـ.
كأف اهلل ال يجد طريقة ينقذ بيا عبيده .ىذا العار يحممو المرنـ في حضنو كمف يحمؿ ثقبلً رىيباً وىؤالء األعداء
يح َك = أي المؤمنيف بكبلمؾ (آثارؾ) وىـ يسيروف عمى أثارؾ .واألعداء مازالوا يعيروننا أيف عيَّروا آثَار م ِس ِ
َ َ َُ
الرب.
مسيحكـ فيخمصكـ .ويختـ بقولو ُم َب َار ٌك َّ
264
ضفر المسامير ( المسمور التطعون)
عودة لمجدول
المزمور التسعون
كاتب المزمور ىو موسى ،وكتبو غالباً بعد الخروج مف مصر .وىو صبلة لموسى غالباً قد كتبيا بعد أف عاقب
اهلل الشعب عمى تذمرىـ وعدـ إيمانيـ وتمردىـ عميو .واهلل عاقب الشعب بأف ماتوا كميـ في البرية ما عدا يشوع
وكالب فقد دخموا أرض الميعاد .ولقد رأى موسى ضربات اهلل ضد الشعب بسبب التذمر ورأى كيؼ أف غضبو
رىيب.
س َن ٍة ِفي َع ْي َن ْي َك ِم ْث ُل
ف َ آد َم»ٗ .أل َّ
َن أَْل َ ار َوتَقُو ُل « ْار ِج ُعوا َيا َب ِني َ ان إِلَى ا ْل ُغ َب ِ
س َ اآليات (ٖٖ" - )ٙ-تُْرجعُ ِ
اإل ْن َ
ش ٍب ي ُزو ُلِ ٙ .با ْل َغ َد ِ
اة ُي ْزِى ُر ِ يع ِم َن المَّْي ِلَ .ج َرفْتَ ُي ْمَ .ك ِس َن ٍة َي ُكونُ َ َي ْوِم أ َْم ِ
ونِ .با ْل َغ َداة َك ُع ْ َ س َب ْع َد َما َع َب َرَ ,و َك َي ِز ٍ
٘
265
ضفر المسامير ( المسمور التطعون)
النبي ىنا يعترؼ اماـ اهلل بخطايا الشعب وأنيـ يستحقوف اآلالـ التي وضعت عمييـ .وأف أياميـ انقضت في
َّات َنا ِفي َ
ض ْو ِء َو ْج ِي َك = عمى كؿ إنساف أف يعمـ أنو أحزاف بسبب خطاياىـ ،ولتعرضيـ لغضب وسخط اهلل َخ ِفي ِ
ص ٍة = أي تنتيي سريعاً .ولؤلسؼ فيي قصة في كؿ ما يعممو ويفكر فيو ،ىو مكشوؼ أماـ اهلل .أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ
محزنة مؤلمة.
ب ِح ْك َم ٍة. ِ
اء أَيَّام َنا ى َك َذا َعمٍّ ْم َنا فَنُ ْؤتَى َق ْم َ ص َاآليات (ٕٔ " - )ٔٚ-إِ ْح َ
ٕٔ
اة ِم ْن ر ْحم ِت َك ,فَ َن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ ش ِبع َنا ِبا ْل َغ َد ِ ِ
ف َعمَى َع ِبيد َك .أَ ْ ْ جع َيا َربَ ,حتَّى َمتَى؟ َوتََأرَّ ْ ِٖٔ
ٗٔ
َّام َنا. َ َ ََ َ َ ا ْر ْ
يد َكَ ,و َجبلَ لُ َك لِ َب ِني ِي ْم.
ش ًّرأٙ .لِي ْظير ِفعمُ َك لِع ِب ِ
َ َ َْ ْ ييا َ ِ ِ
السني ِن الَّتي َأر َْي َنا ف َ
َّام الَِّتي ِفييا أَ ْذلَ ْمتََناَ ,ك ٍّ ِ
َ
٘ٔفٍَّر ْح َنا َكاألَي ِ
ب إِل ِي َنا َعمَ ْي َناَ ,و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َناَ ,و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو". َوْلتَ ُك ْن ِن ْع َم ُة َّ
الر ٍّ
ٔٚ
صبلة موسى في الختاـ ليتراءؼ الرب ويرفع غضبو عف شعبو .ومعنى آية (ٕٔ) إعطنا يا رب أف نفيـ أف
حياتنا قصيرة فنكؼ عف عمؿ الشر .والقمب الذي يكؼ عف الشر ىو قمب حكمة ،القمب المستعد دائماً ليذا اليوـ
َّام َنا = مف يحيا في التوبة ال يضمف حياتو األبدية فقط بؿ يحيا الذي يقابؿ فيو اهلل ىو َق ْمب ِح ْكم ٍة وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ
َ َ َ ََ
ِ ِ ِ
فرحاً كؿ أيامو .بؿ أفراحو بعد التوبة ستجعمو ينسى أياـ أحزانو بسبب الخطية = فٍَّر ْح َنا َكاألَيَّام الَّتي ف َ
ييا أَ ْذلَ ْمتََنا
يد َك = اهلل يتوبنا ويغير صورتنا = حيف نخطئ فاهلل يؤدب لنعود بالتوبة ،واذا عدنا يعطينا فرحاًِ .لي ْظير ِفعمُ َك ِلع ِب ِ
َ َ َْ ْ
فنصبح عمى صورة المسيح ،وىذه الصورة تظير قوة عممو في التغيير والتجديد وليس ىذا فقط ،بؿ ىو يبارؾ
فيما نعممو بأيدينا= َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا .ولكف عمينا أف نصمي ليبارؾ اهلل في أعمالنا وجيادنا .فاهلل يعمؿ فينا
لنتوب ونتغير إلى صورتو ولكف ىو يطمب الجياد= َع َم َل أ َْي ِدي َنا = عمينا أف نعمؿ مف أجؿ خبلص نفوسنا
فتنسكب عمينا نعمة اهلل ،فبل نعمة بدوف جياد .ونحف نجاىد ونصمي لينجح العمؿ .والنبي يكرر ىذه الصبلة
عمؿ أيدينا يثبت عمينا َو َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو = ألننا ال نستحؽ لذلؾ نطمب بمجاجة أف ينظر اهلل إلينا نحف الغير
مستحقيف لمراحمو.
266
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور الحادي والتسعون
المزمور السابؽ ليذا المزمور مكتوب عنو أنو لموسى النبي ،لذلؾ قاؿ كثير مف الدارسيف أف ىذا المزمور أيضاً
لموسى النبي .وقاؿ اآلخريف بؿ ىو لداود.
ىذا المزمور نرى فيو عناية اهلل وحمايتو ألوالده المؤمنيف بو .وقيؿ أف كممات ىذا المزمور موجية لمسيد المسيح
نفسو في آالمو ،خصوصاً أف إبميس في تجربتو لمسيد استخدـ آية مف ىذا المزمور "ألنو يوصي مبلئكتو بك"..
وابميس لـ يكمؿ المزمور ألف فيو نبوة ضده وىذا ما صنعو السيد المسيح إذ داسو فعبلً بقدميو "تطأ األفعى وممؾ
الحيات ،وتسحؽ األسد والتنيف" .ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنو مع أف السيد معمقاً عمى
الصميب إال أنو سينتصر ويدوس إبميس الحية القديمة.
عموماً نرى في ىذا المزمور انتصار المسيح عمى إبميس ومؤامراتو ،وابميس ُكِّن َي عنو ىنا بعدة أسماء ،فيو
الصياد الذي يضع فخاً في طريؽ المؤمنيف ،ويأتي بالوبأ الخطر بؿ ىو نفسو الوبأ الخطر (ىو نوع مف الموت
المبيد) وىو سيـ يطير في النيار وىو خوؼ الميؿ وىبلؾ يفسد في الظييرة وىو األسد والصؿ والشبؿ والثعباف
ولكنو مع كؿ ىذا قد داسو السيد لحساب شعبو فقيؿ ىنا يسقط عف جانبؾ ألوؼ وربوات (لوٓٔ .)ٜٔ2ىو
مزمور يعطي لكؿ منا إطمئناف وينزع كؿ خوؼ مف أي مؤامرة شيطانية ،أف اهلل سيعطي نصرة لنا ولكنيستو..
كثيريف يصموف ىذا المزمور دائماً وليس في الساعة السادسة فقط.
اهلل لنا سور مف نار (زؾٕ .)٘2ىو لنا مدينة ممجأ .فبل نثؽ في قوتنا بؿ فيو.
َّاد َو ِم َن ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر".
الصي ِ
يك ِم ْن فَ ٍّخ َّ
آية (ٖ) " -ألَنَّ ُو ُي َن ٍّج َ
ٖ
ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر = مترجمة كبلـ باطؿ .فإبميس أوقع أبائنا آدـ وحواء بكبلمو المميت فأالعيب إبميس وكبلمو المضؿ
صي ِ
َّاد ونوع مف الموت المبيد. يسقطنا في االنفصاؿ عف اهلل وىذا ىو الموت .وىكذا كؿ تعاليـ اليراطقة ،ىي فَ ٍّخ َّ
الفخ عادة يوضع بحيث يكوف مخفياً عف عيف الفريسة ولكف لنثؽ فاهلل ال يخفي عميو شئ .ولكف لنثبت في اهلل
واهلل فينا فيكشؼ لنا عف الفخاخ المنصوبة (ىرطقات ،تشويو لتعميـ اهلل /خطايا وشيوات /شكوؾ).
267
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
س َو ِم َج ٌّن َحق ُو". ِ ت أ ِْ ِِ آية (ٗ) ِ ٗ" -ب َخو ِاف ِ
يو ُيظَمٍّمُ َكَ ,وتَ ْح َ
َجن َحتو تَ ْحتَمي .تُْر ٌ َ
س َو ِم َج ٌّن َحق ُو = عدلو يحيط بؾ ِ ِ
ىذا ما قالو موسى النبي في (تثَٕٖ .)ٔٔ2خ َوافيو= ريش األجنحة .تُْر ٌ
كالسبلح (سبعينية) .ىذا ىو الصميب الذي يحمينا .وىذه تعني ايضا انو اف التزمنا باف نسمؾ في وصاياه فيو
س َو ِم َج ٌّن = وىو يعطي المعونة لكي نسمؾ في طريؽ الحؽ ،لذلؾ قاؿ السيد المسيح في صبلتو
يحمينا= كتُْر ٌ
الشفاعية لآلب ( يو " )ٔٚ 2ٔٚقدسيـ في حقؾ كبلمؾ ىو حؽ" وقدسيـ اي خصصيـ ليسمكوا في الحؽ ،
واحميـ مف حرب ابميس فبل يضموا.
ش َر ِ
ار". ازةَ األَ ْ
تَ ْنظُُر َوتََرى ُم َج َا
ىنا نرى المناعة ضد األخطار المذكورة .وىنا يذكر المرتؿ عناية اهلل بشعبو في مصر ونجاتيـ مف كؿ مؤامرات
ف المَّْي ِل = الخيانة واضطيادات فرعوف (رمز إلبميس) ونجاتيـ مف الضربات التي لحقت بالمصرييفَ .خو ِ
ْ
سمُ ُك ِفي الد َجى = القوات الشريرة المضادةَ .ىبلَ ٍك ار = المقاومة الظاىرةَ .وَبٍإ َي ْ س ْيٍم َي ِطير ِفي َّ
الن َي ِ ُ المجيولةَ .
يرِة = تراخي اإلنساف واستبلمو لمشبع والمذات وشيوة الجسد .ومف يحتمي باهلل يسقط كؿ مقاوميو َّ ِ ِ
ُي ْفس ُد في الظ ِي َ
عف يساره وعف يمينو ،فيناؾ ضربات يسارية (شيوات وخطايا) وىناؾ ضربات يمينية (بر ذاتي).
وك ِفي ُك ٍّل طُرِق َكَ ٕٔ .عمَى األ َْي ِدي َي ْح ِممُوَن َك لِ َئبلَّ
وصي َمبلَ ِئ َكتَ ُو ِب َك لِ َك ْي َي ْحفَظُ َ
اآليات (ٔٔٔٔ" - )ٕٔ-أل ََّن ُو ي ِ
ُ
ُ
ص ِد َم ِب َح َج ٍر ِر ْجمَ َك".
تَ ْ
نرى ىنا حراسة المبلئكة لنا (عبٔ .)ٔٗ2وحاوؿ إبميس بيذه اآلية أف يستدرج مخمصنا لفخ الكبرياء فيطرح ذاتو
مف جناح الييكؿ إلى أسفؿ .ورد عميو المخمص "ال تجرب الرب إليؾ" .وعموماً فالمسيح ال يحتاج لمعونة
المبلئكة فيو ربيـ ،ولكف ىذه اآلية مفيدة لمقديسيف ،ىؤالء يحتاجوف لحماية المبلئكة.
َس ِد َو ٍّ
الص ٍّل تَطَأٍُّ . ٖٔ
وس".
ان تَ ُد ُ
الش ْب َل َوالث ْع َب َ آية (ٖٔ) َ " -عمَى األ َ
268
ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)
ان ىو الشيطاف في مكره وخبثو .وراجع (أؼ.)ٕٔ2ٙ َس ِد ىو الشيطاف في قوتو َوالث ْع َب َ
ىي (لوٓٔ .)ٜٔ2فاأل َ
وكيؼ ندوسو [ٔ] بالتواضع [ٕ] ضبط النفس [ٖ] التعفؼ ..ىذا ىو جيادنا .ولكننا ندوسو بقوة المسيح ونعمتو
حينما يكوف لنا جياد (عبٕٔ.)ٗ2
صي»". يو َخبلَ ِ ش ِبع ُو ,وأ ُِر ِ ِ يق ,أُْن ِق ُذهُ َوأُم ٍّج ُدهُِ ٔٙ .م ْن طُ ِ
ول األَيَّام أُ ْ ُ َ َ الض ْ
ٍّ
269
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور الثاني والتسعون
عنواف المزمور انو تسبحة ليوـ السبت ،جعؿ بعض الدارسيف يقولوف اف داود ىو الذي كتبو ليستعمؿ في أياـ
السبوت في التسابيح في الييكؿ.
يوـ السبت ىو راحة مف العمؿ وتزداد فيو الصموات والذبائح والتسابيح ولنبلحظ2
أياـ العمر عمى األرض ىي أياـ عمؿ (ستة أياـ) يعقبيا الراحة في الفردوس .ويوـ السبت ىو إشارة .1
ليذه الراحة مف أتعاب األرض (عبٗ.)ٔٓ2
تزداد التسابيح يوـ السبت إشارة ألبديتنا التي ستكوف كميا أفراح وتسابيح. .2
السبت رمز لؤلحد الذي حصمنا فيو عمى الراحة الحقيقية مف عبودية إبميس والخطية. .3
270
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
مف يعطي حياتو لمماديات الفانية يصير فانياً مثميا ،أما مف يتحد باهلل المتعالى األبدي فيرفعو لمسماويات ويحيا
معو في الراحة إلى األبد.
ب اعِمي ِ ِ ٓٔ ِ ُكل فَ ِ اؤ َك َي ِب ُ اؤ َك َيا َرب ,أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ اآليات ( " - )ٔٔ-ٜأل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ
ٜ
اإل ثْمَ .وتَ ْنص ُ َّد
ونَ .يتََبد ُ يد َ َع َد ُ َع َد ُ
اي".
س َمعُ أُ ُذ َن َ َعمَ َّي ِب َّ
الشٍّر تَ ْ ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّيَ ,وِبا ْلقَ ِائ ِم َ
ين ئٔ .وتُْب ِ
َ ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ
ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي قَ ْرِني .تَ َد َّى ْن ُ
مرة ثانية ال مرنـ يكرر وبعبارات أخرى أف مف يختار طريؽ الرب ينجح ،أما مف يختار طريؽ الشر البد
ون = ألنيـ اختاروا العالـ البائد .أما أوالد اهلل فسيعطييـ قوة = ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي. يد َ َع َداء اهلل َي ِب ُوسينكسر .فأ ْ
ي .نجد ىنا أف أوالد اهلل الذيف اختاروا اهلل نصيباً ليـ ،ليـ قوة ونشاط عمى ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ وشباب وحيوية = تَ َد َّى ْن ُ
ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = يعطيو اهلل عيناف تبصراف كؿ مف يراقبو ليؤذيو .ويعطيو مقاومة أعدائيـ وغمبتيـ .وتُْب ِ
َ
أذناف ليسمع ويعرؼ القائميف عميو بالشر .أي أف ىناؾ مف األشرار مف يقاوـ الصديقيف ،ولكف ىذا ال يزعجيـ،
فيـ ليـ قوة ضدىـ ،وىـ سوؼ يعطييـ اهلل الحواس التي يدركوف بيا كؿ مؤامرات األشرار ضدىـ ،بؿ سيدخموف
في معارؾ ضد األشرار يخرجوف منيا وقد تجددت حيويتيـ ونشاطيـ ،حيف يروف كيؼ أف اهلل سيتمجد في ىؤالء
ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = سوؼ أرى كيؼ أف اهلل سوؼ يعاقبيـ وسوؼ أسمع بأعمالو العجيبة وذراعو
األعداء وتُْب ِ
َ
القوية ضدىـ وىذا يجدد حيويتي.
بِ ,في ِد َي ِ
ار ين ِفي َب ْي ِت َّ
الر ٍّ ان ي ْنمؤٖ .م ْغر ِ
وس َ َ ُ
ِ لصد ُ َّ ِ
ٍّيق َكالن ْخمَة َي ْزُىوَ ,كاأل َْر ِز في لُ ْب َن َ َ ُ
ٕٔ
اآليات (ٕٔ " - )ٔ٘-اَ ٍّ
ص ْخ َرِتي ُى َو بم ِ ض ًرأ٘ ,لِ ُي ْخ ِب ُروا ِبأ َّ الش ْيب ِة .ي ُكوُن َ ِ ضا يثْ ِمر َ ِ ِ ِ
ون في َّ َ َ إل ِي َنا ُي ْزى ُرو َن .أ َْي ً ُ ُ
ٗٔ
يمَ . ستَق ٌ
الر َّ ُ ْ
َن َّ اما َو ُخ ْ
سً ون د َ
والَ ظُ ْمم ِف ِ
يو". َ َ
الن ْخمَ ِة َي ْزُىو = النخمة أطوؿ ٍّيق َك َّلصد ُ نرى ىنا كيؼ أف أوالد اهلل يكونوف مثمريف فرحيف مزدىريف ،ناميف اَ ٍّ
األشجار .إشارة لمحياة السمائية التي يحيا فييا أوالد اهلل ،وحيف قاؿ كالنخمة إمتد بصره لما ىو أطوؿ مف النخمة
ان َي ْن ُمو = فأوالد اهلل في نمو دائـ وفي ارتفاع مستمر في اتجاه السماويات .يرفعوف أفكارىـ وقاؿ َكاأل َْر ِز ِفي لُ ْب َن َ
عف األرضيات .واأل َْر ِز ىو أطوؿ األشجار وأكثرىا عم اًر .وحياة األبرار ىي حياة ممتدة إلى األبدية .واألرز
الن ْخمَ ِة شجرة مثمرة وخضراء دائماً وىكذا أوالد اهلل ،وثمار النخمة ثمار حموة
شجر قوي جداً إشارة لقوة األبرار .و َّ
الطعـ .ونقارف مع األشرار الذيف يزىروف كالعشب (آية )ٚسريعاً ما يقطع ويجؼ .أما النخؿ فيعيش طويبلً
والشتاء ال يجعمو يفقد خضرتو .والنخؿ ينمو ببطء وىكذا أوالد اهلل ينموف تدريجياً بؿ قيؿ عف المسيح أنو كاف
ينمو .وألف ثمار النخيؿ عالية يصعب عمى الوحوش أف يصموا ليا ويصعب عمى إبميس أف يصؿ إلى أوالد اهلل.
ولكف المسيح يحب أف يطمع عمى نخيؿ أوالده ليفرخ بثمارىـ (نش .)ٚ2ٚ،ٛويقاؿ أف نواة البمح صمبة إشارة
لصبلبة إيماف المؤمف .والبمح لو ألواف كثيرة إشارة لتعدد ثمار ومواىب المؤمنيف ،لكف داخؿ البمحة دائماً أبيض
إشارة لنقاوتيـ .وأغصاف النخيؿ تستعمؿ كعمـ لمذيف يغمبوف في جيادىـ (يؤٕ + ٖٔ2رؤ .)ٜ2ٚواألبرار
271
ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)
272
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور الثالث والتسعون
ِ الرب ا ْلقُ ْد َرةَ ,ا ْئتََزَر ِب َيا .أ َْي ً س ا ْل َجبلَ َل .لَ ِب َ
آية (ٔ) " -اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك .لَ ِب َ
ٔ
س ُكوَن ُة .الَ تَتََز ْع َزعُ".
ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ س َّ
اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = قبؿ الصميب كاف الشيطاف قد استعبد البشر ،وبعد الصميب استرد المسيح شعبو واشتراه بدمو
الرب ا ْلقُ ْد َرةَ =
س َّس ا ْل َجبلَ َل .لَ ِب َ
ليحررىـ مف إبميس ويممؾ ىو عمييـ .وىذا غير ممكو األزلى عمى كؿ العالـ .لَ ِب َ
حيف أظير قوتو في خبلص أتباعو ،تحقؽ الكؿ أنو ممؾ .والجبلؿ الذؿ لبسو ىو جسده الممجد الذي قاـ بو مف
األموات ثـ صعد بو إلى السموات ليجمس بو عف يميف اآلب .لقد ظير اآلف قوة الىوتو في جسده بعد أف كاف
س ُكوَن ُة = بعد أف انتشرت الكنيسة في ِ
قد أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد .وثبت كنيستو حتى ال تتزعزع= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ
كؿ المسكونة .وكاف المسكونة أي كؿ بنى آدـ مضطربيف كالعمياف يتخبطوف في الضبلؿ الذي زرعو إبميس
فثبت المسيح كنيستو عمى صخرة اإليماف بو ،ولف تقدر أبواب الجحيـ أف تزعزعيا .اهلل أعطى آدـ جسدًا لو
جبلؿ وبياء ،ولكنو بالخطية تعرى وفقد جبللو ،فجاء المسيح وأخذ جسده مف آدـ ليتعرى ىو ثـ يمبس الجبلؿ،
ليمبسنا نحف إياه بعد أف فقدناه .ولـ يمبس فقط جسداً ممجداً بؿ قدير قاد اًر عمى أف يرعب أعدائو.
آية (ٕ) ُ " -ك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِمُ .م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ
ٕ
ت".
ُك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِمُ .م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ
ٕ
ت =.ىذا الكبلـ موجو لمف قيؿ لو في آية (ٔ) أنو صار ممكاً ،فمع أنو
تنازؿ وأخمى ذاتو أخذاً صورة عبد ،لكنو ىو ييوه ،اهلل الذي ُك ْر ِسيو = عرشو ثابت مف قبؿ تجسده وىو أزلي ال
بداية لو ،وأيضاً أبدي .وىذه اآلية نفسيا تقريباً في (مز٘ٗ + ٙ2عبٔ ٛ2وبنفس المفيوـ ٔيوٕ )ٔ2ٔ،ونصمي
273
ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)
بيذه اآلية في الساعة الث انية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة ،ساعة دفف المسيح لنذكر أنو ىو اهلل األزلي األبدي
الجالس عمى عرشو.
ِ ٖ ِ
ص ْوتَ َيا .تَْرفَعُ األَ ْن َي ُار َع ِج َ
يج َيا". آية (ٖ) َ " -رفَ َعت األَ ْن َي ُار َيا َربَ ,رفَ َعت األَ ْن َي ُار َ
ِ
األَ ْن َيار= تشير لمروح القدس (يو .)ٖٜ-ٖٚ2ٚالذي َعم َؿ في الرسؿ فارتفعت أصواتيـ في كؿ المسكونة= تَْرفَعُ
يج َيا .لتنتشر مممكة المسيح لقد انتشر تبلميذ المسيح في كؿ المسكونة ،وكؿ منيـ يفيض مف بطنو األَ ْن َي ُار َع ِج َ
نير ماء ليحيي المائتيف مف غير المؤمنيف الوثنييف.
ول األَي ِ
اس ُة َيا رب إِلَى طُ ِ اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّاِ .ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ
٘
َّام". َ يق ا ْلقَ َد َ ش َي َ
آية (٘) َ " -
اس ُة = لقد حررنا اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا = كؿ النبوات التي قيمت عف المسيح تحققت تماماًِ .ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ
يق ا ْلقَ َد َ ش َي َ
َ
المسيح واشترانا وممؾ عمينا وصرنا شعبو فما ىو واجبنا؟ أف نسمؾ بقداسة وطيارة كؿ أيامنا .حتى يستمر عمينا
ذلؾ الثوب الذي أخذناه في المعمودية وال نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثؿ عرس ابف الممؾ) فمف لـ يوجد
عميو ثوب العرس طردوه (متٕٕ.)ٔٗ-ٔ2
ونصمي بيذا المزمور أثناء ارتداء المبلبس البيضاء (مبلبس الخدمة في الييكؿ) لنذكر أف المسيح بفدائو سترنا
وألبسنا ثوب بره.
274
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
ىذا المزمور تنسبو الترجمة السبعينية لداود .ومرنـ المزمور يعبر عف حالة مف األسى واأللـ ألف األشرار قد
تعالوا بوقاحة عمى األبرار ،ويطمب مف اهلل أف ينتقـ وسريعاً.
ىو صوت شعب العيد القديـ يصرخ لممسيح ليأتي وينتقـ مف إبميس الذي أذؿ بنى آدـ.
ىو صوت الكنيسة المتألمة في العالـ تصرخ لممسيح ليتدخؿ وينقذىا وينتقـ ليا (رؤ )ٔٓ2ٙونفيـ أف اهلل يسمح
بيذه الضيقات ولكنو ال يترؾ أوالده ببل تعزيات ( )ٜٔوحيف يأتي مؿء الزماف سيأتي ليخمص عبيده خبلصاً
أبدياً ،كما جاء في مجيئو األوؿ في مؿء الزماف ليخمص عبيده بفدائو ..كؿ شئ تحت السموات لو وقت
(جاٖ.)ٔ2
ش ِر ِ
ق". النقَم ِ
ات ,أَ ْ لو َّ النقَم ِ
ات َيا َربَ ,يا إِ َ لو َّ
آية (ٔ) َ " -يا إِ َ
ٔ
َ َ
ق = ىو شمس البر الذي اشتيى شعب العيد القديـ أف يتجسد ليخمصو ،ونشتيى اآلف ش ِر ِ النقَم ِ
ات أَ ْ لو َّ
َيا إِ َ
َ
ظيوره الثاني لنحيا في األبدية (رؤٕٕ .)ٕٓ2وىو إلو النقمات والحظ تكرارىا .فمجيئو األوؿ داف فيو إبميس
وضربو وقيده .وفي مجيئو الثاني يمقيو في البحيرة المتقدة بالنار ىو ومف يتبعو (رؤٕٓ )ٔٓ2لينتقـ لكؿ
المظموميف.
ون = يتكمموف بوقاحة كبلماً كثي اًر. وصؼ لشر األشرار وكبريائيـُ .ي ِبق َ
ِٛ
س َمعُ؟ س األُ ُذ َن أَالَ َي ْ ون؟ ٜا ْل َغ ِ
ار ُ الش ْع ِبَ ,وَيا ُج َيبلَ ُء َمتَى تَ ْع ِقمُ َ اء ِفي َّ ْي ُموا أَي َيا ا ْلُبمَ َد ُاآليات ( " - )ٔٔ-ٛاف َ
ان أ ََّن َيا
سِ ف أَ ْف َك َار ِالرب َي ْع ِر ُ
ٔٔ
ان َم ْع ِرفَ ًة. ت؟ ا ْل ُم َعمٍّم ُِم َم أَالَ ُي َب ٍّك ُ
ٓٔ ِ َّ ِ
اإل ْن َ َّ س َاإل ْن َ ُ ٍّب األ َ الصانعُ ا ْل َع ْي َن أَالَ ُي ْبص ُر؟ ا ْل ُم َؤد ُ
ب ِ
اطمَ ٌة". َ
المرنـ يعطي نصيحة لؤلشرار أف يفيموا أف اهلل يعمـ بكؿ ما يفعموه .ولكنو يطيؿ أناتو عمييـ لعميـ يتوبوف وىو
يتركيـ كعصا تأديب لينقي أوالده.
275
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
ب م ِع ِ
يني, ض َّد فَ َعمَ ِة ِ
اإل ثِْم؟ ٔٚلَ ْوالَ أ َّ ف لِي ِ
ين؟ َم ْن َي ِق ُ اآليات (ٔٙ" - )ٔٚ-ٔٙم ْن يقُوم لِي عمَى ا ْلم ِس ِ
الر َّ ُ
َن َّ يئ َ ُ َ َ َ ُ
ض الس ُك ِ ِ
وت". س ِر ً
يعا أ َْر َ س َك َن ْت َن ْفسي َ
لَ َ
ىنا تصوير لقوة األعداء ،ولكف اهلل معنا ينصرنا .ولذلؾ تجسد المسيح ليخمصنا فنحف كنا أضعؼ جداً جداً بؿ
كنا في حالة عجز كامؿ عف أف نخمص أنفسنا.
ض ُد ِني".
ت «قَ ْد َزلَّ ْت قَ َد ِمي» فََر ْح َمتُ َك َيا َرب تَ ْع ُ
آية ( " - )ٔٛإِ ْذ ُق ْم ُ
ٔٛ
َزلَّ ْت قَ َد ِمي = بالخطايا والميوؿ المنحرفة .ولكف كؿ مف يتوب ويعترؼ تدركو مراحـ اهلل.
276
ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)
277
ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور الخامس والتسعون
المزامير ٘ ٔٓٓ-ٜىي مزامير تسبيح هلل ألنو قد ممؾ .وتستخدـ ىذه المزامير في العبادة.
اقتبس بولس الرسوؿ في (عبٖ )ٗ،مف ىذا المزمور ،لذلؾ نفيـ أف الراحة المشار إلييا ىنا ،المراد بيا ىو
الخبلص الذي قدمو المسيح لمكنيسة وفي (عبٗ )ٚ2ينسب بولس الرسوؿ المزمور لداود وىكذا فعمت الترجمة
السبعينية في عنواف المزمور.
ات َن ْي ِت ُ
ص َناَ ٕ .نتَقَدَّم أَمام ُو ِبحم ٍد ,وِبتَرِنيم ٍ
ف لِص ْخرِة َخبلَ ِ ِ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمُ َّم ُن َرٍّن ُم لِ َّمر ٍّ
ٔ
ف لَ ُو". ُ َ َ َْ َ ْ َ بَ ,ن ْيت ُ َ َ
دعوة لنا جميعاً لنرنـ ونسبح اهلل عمى الخبلص الذي صنعو والراحة التي أعدىا لنا.
الر ٍّ ِ ِ
ب َخالق َنا ,أل ََّن ُو ُى َو إِ ُ
ٚ ٙ
ب َم ْر َعاهُ َو َغ َن ُم ش ْع ُ
لي َناَ ,وَن ْح ُن َ ام َّ َم َ
س ُج ُد َوَن ْرَكعُ َوَن ْجثُو أ َ
اآليات (َ " - )ٔٔ-ٙىمُ َّم َن ْ
ث َج َّرَب ِني ِ ٜ
َّةَ ,ح ْي ُ س َة ِفي ا ْل َبٍّرييب َةِ ,م ْث َل َي ْوِم َم َّ ِ
وب ُك ْمَ ,ك َما في َم ِر َ
ٛ
ص ْوتَ ُو ,فَبلَ تُقَسوا ُقمُ َ سم ْعتُ ْم َ
ي ِد ِه .ا ْليوم إِ ْن ِ
َ َْ َ َ
ض ٌّ س َن ًة َمقَت ذلِ َك ا ْل ِج َ ضا ِف ْعمِي .أ َْرَب ِع َ اختََب ُروِني .أ َْب َ
ٓٔ
ال َق ْم ُب ُي ْمَ ,و ُى ْم ب َ ش ْع ٌ ت « ُى ْم َ يلَ ,وُق ْم ُ ين َ ص ُروا أ َْي ً اؤ ُك ُمْ .
آب ُ
َ
اح ِتي»". ض ِبي «الَ َي ْد ُخمُ َ
ون َر َ ت ِفي َغ َ ْس ْم ُ
ٔٔ
سُبمي» .فَأَق َ
لَم يع ِرفُوا ِ
ُ ْ َْ
ىي دعوة لمف بحث عنيـ اهلل وىيأ ليـ راحة أف يأتوا ويسجدوا لو وال يقسوا قموبيـ كما فعؿ الشعب في البرية
س ِم ْعتُ ْم = ىو الزماف الحاضر. فيمكوا ولـ يدخموا أرض الميعاد ،أرض راحتيـ .ا ْل َي ْوَم إِ ْن َ
278
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور السادس والتسعون
كممات ىذا المزمور تتشابو جداً مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشميـ (ٔأي .)ٖٙ-ٚ2ٔٙوربما
كانت تسبحة داود ىذه ىي األساس وبعد ذلؾ تـ بعض التعديبلت فييا .فنجد أف (أشٕٗ )ٔٓ2ىي نفس اآلية
األولى مف ىذا المزمور .واآليات في (ٔأي )ٖٖ-ٕٖ2ٔٙىي نفسيا تقريباً كممات ىذا المزمور ،لذلؾ نقوؿ أف
كاتب ىذا المزمور ىو داود ،ثـ أحدثوا بعض تعديبلت طفيفة عميو مأخوذة أيضاً مف أقواؿ أنبياء مثؿ إشعياء
ليرنموا بو.
أماـ عمؿ المسيح الخبلصي عمينا أف نشكر ونسبح .فالمسيح حيف شفى العشرة البرص وعاد واحد منيـ ليشكره
سأؿ عف التسعة الباقيف .والييود سبحوا اهلل بسبب كؿ العجائب التي صنعيا معيـ .ونحف نسبحو بسبب
ا لخبلص الذي أكممو لنا عمى الصميب .ويود كؿ مرنـ أف يصؿ تسبيحو لكؿ األرض وكؿ الشعوب ليعرؼ الكؿ
ص ِو ،وحدثوا بيف األمـ
شروا ِم ْن يوٍم إِلَى يوٍم ِب َخبلَ ِ
َْ َْ عمؿ اهلل معو .وىذا ما صنعو الرسؿ والكنيسة بعدىـ أنيـ َب ٍّ ُ
ب ثبلث مرات ،نبوة واشارة عف الثالوث الذي لـ يعرؼ عنو إال في العيد الجديد. ِ
بمجده .ونبلحظ تكرار اسـ ا َّلر ّ
يدةً = ترنيمة جديدة أيضاً ألنيا تخص العيد الجديد ،الذي فيو آمنت األرض كميا باهلل ولـ يعد وىي تسبحة َج ِد َ
اإليماف قاص اًر عمى الشعب الييودي فقط.
279
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)
خبلص البشر صار موضوع تسبيح المبلئكة (سفر الرؤيا) .وبو صارت السماء واألرض مممكة واحدة .وجاءت
المبلئكة عمى األرض (يؤ .)٘ٔ2والبحر يشير لمعالـ وبعد أف آمف العالـ سبحوا هلل = لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ.
280
ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)
ب = االمسيح الذي جاء فاثمروا وىو فرح بنتيجة عممو ،وكؿ مف ياتي بثمار الر ٍّ
ام َّ
َم َ
ثمار وصاروا في فرح = أ َ
ينقيو لياتي بثمر اكثر ،
س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل ( يو ٘ٔ.)٘ –ٔ 2 وكؿ مف ىو ببل ثمر يقطعو في المجئ الثاني = َي ِد ُ
ين ا ْل َم ْ
281
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور السابع والتسعون
بحسب السبعينية ،عنواف المزمور "لداود لما ارتدت لو األرض" أي بعد أف ارتاح مف الحروب ومقاومة األعداء،
وصارت لو المممكة.
والمسيح بصميبو إمتمؾ أرضنا أي جسدنا ،فبعد أف كنا متمرديف عمى اهلل ،خضعنا لو ،وصارت أرضنا ممكو،
وأرسؿ روح قدسو عمى أرضنا فأثمرت (ثمار الروح) ولذلؾ نجد ىذا المزمور ينقسـ إلى قسميف-2
األوؿ 2اآليات (ٔ )ٙ-يصور ىياج العالـ الطبيعي ولكنو تحت سيطرة اهلل. o
الثاني 2اآليات ( )ٕٔ-ٚيصور النتائج الروحية لمجيء المسيح وعممو الخبلصي وخضوع الكؿ لو. o
يرةُ". ِ ِ آية (ٔ) " -اَ َّلرب قَ ْد َممَ َكَ ,ف ْمتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ
ٔ
ضَ ,وْلتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزائ ُر ا ْل َكث َ
اهلل ىو خالؽ وممؾ األرض كميا .فقولو اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = يشير لممكو الجديد بصميبو .وكؿ خاطئ يتوب ويرجع
ض= أي اإلنساف الذي حرره الرب والفرح مف ثمار الروحَ .وتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزِائ ُر = إلى اهلل يممؾ عميوْ .لتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ
إشارة لؤلمـ (تؾٓٔ )٘2الساكنيف في الجزائر البعيدة .وروحياً فالجزيرة تشير لممؤمف الثابت الذي تحيط بو
األمواج مف كؿ ناحية.
ب َن ٌار َوتُ ْح ِر ُ
ٖ
اءهُ َح ْولَ ُو".
َع َد َ
قأْ ْى ُ
َّام ُو تَذ َ
آية (ٖ) " -قُد َ
اهلل في عدلو ىو نار آكمة تحرؽ أعداءه المتمردوف عميو (الٕ+ ٔ2ٔٓ،عد + ٖ٘2ٔٙتؾ .)ٕٗ2ٜٔوقُ َّد َ
ام ُو
ب َن ٌار = فإلينا نار آكمة .والروح القدس حؿ عمى التبلميذ عمى ىيئة ألسنة نار .والينا سور مف نار حولنا ْى ُ
تَذ َ
يحفظنا (زؾٕ .)٘2والروح القدس يشعؿ نار المحبة في قموبنا هلل (رؤٔ + ٕٔ2رو٘ + ٘2متٕٗ+ ٔٗ2
لوٕٗ + ٖٕ2تثٗ + ٕٗ2عبٕٔ .)ٕٜ2وىي نار إحراؽ وروح إحراؽ (أشٗ )ٗ2يحرؽ خطايانا.
282
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)
س ُكوَن َة = تفيـ بمعنييف مثؿ النار 2فتفيـ أوالً بأف اهلل يخيؼ أعداؤه بالبروؽ التي تحرؽاء ْت ُب ُروقُ ُو ا ْل َم ْ
َض َ
أ َ
وتدمر .وتفيـ أف نور الك ارزة شمؿ العالـ كمو وأناره .وتفيـ البروؽ أيضاً عمى أنيا وعود اهلل التي يأتي بعدىا
تحقيؽ ىذه الوعود ،كما يأتي المطر بعد البروؽ.
ت ِجدًّا َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة". ت َيا َرب َعمِ ٌّي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ
ضَ .عمَ ْو َ آية ( " - )ٜأل ََّن َك أَ ْن َ
ٜ
ت ِجدًّا = اهلل عالي دائماً .ولكنو حينما ارتفع عمى الصميب مجدتو كؿ األرض .والمسيح الذي جاء الينا َعمَ ْو َ
متواضعا ظير انو ىو ييوه العظيـ ،وصعد المسيح وجمس عف يميف اآلب.
283
ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)
284
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور الثامن والتسعون
ىذا المزمور يفتتح ويختـ بنفس العبارات التي يفتتح بيا ويختـ (مز .)ٜٙويشابيو مشابية كبرى عمى طوؿ
الخط .ولو نفس ىدؼ المزموريف السابقيف ،فيو نبوة عف مممكة المسيح وأنيا أقيمت في العالـ ودخوؿ األمـ
فييا .ودعوة الجميع لتسبيح الرب عمى عممو واقامة مممكتو .فإف كاف مف لـ يعرفوا المسيح وعاشوا في العيد
القديـ مدعويف لمتسبيح فنحف باألولى عمينا أف نسبح بعد أف خمصنا المسيح بصميبو فعبلً.
ف ِب َّرهُ".
شَُمِم َك َ ص ُو .لِ ُع ُي ِ
ون األ َ الرب َخبلَ َ
َعمَ َن َّ
ٕ
آية (ٕ) " -أ ْ
ف ِب َّرهُ = لقد ظير عمى الصميب أف
شَُمِم َك َ ص ُو = خبلص لكؿ البشرية مف يد إبميس .لِ ُع ُي ِ
ون األ َ الرب َخبلَ َ
َعمَ َن َّ
أْ
صمِب بسبب عدؿ اهلل الذي استوجب أف يموت ىو عوضاً المسيح لـ يصمب لخطية فعميا ،بؿ كاف با اًر .لكنو ُ
عف اإلنساف الخاطئ.
ود وصو ِت َن ِش ٍ
ودِ .ب ُع ٍ َ َ ْ ب ِب ُع ٍ اى ِتفُوا َو َرٍّن ُموا َو َغنواَ .رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ ب َيا ُك َّل األ َْر ِاآليات (ِٗ " - )ٜ-ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ
٘ ٗ
يد. ضْ .
اك ُن َ ِ الس ِ الر ٍّ ِ ِ ٚ
َّام ا ْل َممِ ِك َّ ور ْ ِص ْو ِت الص ِ
يياٛ .األَ ْن َي ُار
ون ف َ س ُكوَن ُة َو َّ ب! ل َيع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ ,ا ْل َم ْ اىتفُوا قُد َ ق َو َ ِ ٙباأل َْب َوا ِ
285
ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)
بعد الخبلص الذي رأيناه ،ماذا نقدـ هلل سوى الشكر والتسبيح .وكانوا في العيد القديـ يستخدموف آالت كثيرة
موسيقية ،ولكف كنيستنا تفضؿ الحنجرة البشرية عمى كؿ اآلالت الموسيقية .ومع التأمؿ في ىذه اآلالت نفيـ
ق= إشارة لمك ارزة بالكتاب المقدس ونحف نرتؿ مستخدميف كممات الكتاب المقدس( .أش.)ٔ2٘ٛ كيؼ نرتؿ .األ َْب َوا ِ
ود= لو أوتار مشدودة .إشارة ألف مف يسبح عميو أف يكوف مستعداً ،فالوتر المرتخي ال يعطي صوتاً .الص ِ
ور وال ُع ٍ
= ىو نوع مف األبواؽ أشبو ما يمكف بالمزمار .ثـ ينتقؿ لمخميقة المادية ،فيو يطمب مف ا ْل َب ْح ُر واألَ ْن َيار وا ْل ِج َبا ُل
أف تسبح= فيذه بعظمتيا وروعة خمقتيا تشيد لمف خمقيا ،ولو استطاعت لتكممت وسبحت .وروحياً ا ْل َب ْح ُر =
يشير لشعوب العالـ الذيف كانوا متقمقميف بسبب شرورىـ فكانوا يعجوف ويصدروف أصوات الخبلعة ،واآلف بعد
ييا = كؿ الشعوب المؤمنة .األَ ْن َيار= ىـ اك ُن َ ِ
الس ِ
ون ف َ س ُكوَن ُة َو َّ
إيمانيـ ليعجوا بأصوات التسبيح لمف خمصيـ .ا ْل َم ْ
ق األ ََي ِادي= ىو عبلمة صفٍّي ْ
الممموئيف بالروح القدس ويفيضوا بتعاليميـ عمى كؿ المسكونة كالرسؿ والمبشريف وتُ َ
فرح ىؤالء بإيماف تبلميذىـ .اا ْل ِج َبا ُل= المؤمنيف ذوي اإليماف العالي ،القديسيف .وقد تشير لممبلئكة.
286
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)
عودة لمجدول
المزمور التاسع والتسعون
ىذا المزمور مثؿ ما سبقو ،تسبيح هلل الذي أقاـ مممكتو بصميبو عمى األرض .وىذا المزمور يشير ألف عمؿ اهلل
الذي كمؿ عمى الصميب بدأ منذ زماف طويؿ في العيد القديـ .وأف اهلل الذي أظير مراحمو عمى الصميب أظيرىا
بصور أخرى مع شعب العيد القديـ ،فاهلل لـ يترؾ شعبو بؿ تعيدىـ بأنبيائو وأخي اًر أرسؿ ابنو "يسوع المسيح ىو
ىو أمس واليوـ والى األبد" (عبٖٔ )ٛ2مراحـ اهلل ثابتة ال تتغير ولكنيا تجمت بصورة عجيبة عمى الصميب.
ىذا المزمور ىو واحد مف ٖ مزامير تبدأ بأف الرب قد ممؾ ،والمرنـ يتيمؿ كنبوة بالمسيح الذي سيممؾ بصميبو.
ولكف المسيح منذ األزؿ ىو ممؾ بدليؿ أنو جالس عمى الكروبيـ وأنو يثبت االستقامة والحؽ ومنو ترتعد الشعوب.
287
ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)
وس". ب إِ َ
لي َنا قُد ٌ الر َّ اس ُج ُدوا ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو ,أل َّ
َن َّ ب إِ َ
لي َناَ ,و ْ الر َّ ٜ
آية (َ " - )ٜعموا َّ
288
ضفر المسامير ( المسمور المئت)
عودة لمجدول
المزمور المئة
ىو مزمور حمد وشكر عمى مراحـ اهلل المستمرة منذ البدء وحتى اآلف والى األبد .فيو صنعنا ،وجعمنا قطيعو،
اع صالح .لذلؾ نجد نغمة الفرح في ىذا المزمور فنحف عبيد اهلل الواحد القدير وحده ،وىو يعتبرنا
واىتـ بنا كر ٍ
خاصتو لذلؾ نفرح ونشكر.
289
ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)
عودة لمجدول
المزمور المئة والواحد
نسمع ىنا مف داود عف المبادئ التي كاف مزمعاً أف يتمميا في مممكتو ،لتكوف مممكة طاىرة.
وداود الممؾ كرمز لممسيح الممؾ ،والمسيح بعد أف أسس مممكتو وكنيستو يريدىا طاىرة ببل عيب وال غضف وال
دنس ،ىو طيرىا (اؼ٘ )ٕٚ-ٕ٘2ويريدىا أف تجاىد لتستمر طاىرة .وىذه الفكرة ِ
شرحت في العيد القديـ ،إذ
كانوا بعد الفصح يأكموف الفطير أسبوعاً كامبلً ،والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا ببل خطية
(األسبوع يرمز لكؿ حياتنا عمى األرض) (والخمير رمز لمشر) (ٔكو)ٚ2٘،ٛ
نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيؿ الصميب في تنقية الكنيسة ولنعرؼ واجبنا.
َسمُ ُك ِفي ِ ِ اآليات (َٔ " - )ٕ-ر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني .لَ َك َيا َرب أ َُرٍّن ُم .أَتَ َع َّق ُل ِفي َ
ط ِريق َكاملَ .متَى تَأْتي إِلَ َّي؟ أ ْ
ٕ ٔ
290
ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)
يئا = أي قد أخطئ سيواً أو ضعفاً ولكنني ال أخطط لمشر ،وال أصنعو بتعمد .وكاف َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً
َضعُ قُد َ
الَ أ َ
ال يريد أف يعرؼ ويمتصؽ باألشرار (مز ٔ) فبل شركة لمنور مع الظممة .وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشيد
ض .ونجد أف صديؽ بيذا فيو كاف يرفض األشرار ،بؿ كاف يحب أف يحيط نفسو باألمناء مع اهلل= أُم َن ِ
اء األ َْر ِ َ
ض = أي سريعاً وعاجبلً .وعمى كؿ منا أف يفعؿ ىذا ار األ َْر ِ
ش َر ِ
يع أَ ْ اك ار أُِب ُ ِ
ِ
يد َجم َ داود كاف يوناثاف القديس الحموَ .ب ً
في أرضو أي جسده فنبيد كؿ أفكار الشر وكؿ خطايانا وشيواتنا وأعمالنا الشريرة.
291
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني
يرى بعض الدارسيف أف داود كتب ىذا المزمور عند ىروبو أماـ إبشالوـ .والمرنـ يعبر فيو عف حالة محزنة
وصؿ إلييا ،ثـ نجد نغمة تعزية وكممات إيماف وثقة باهلل الذي لف يترؾ شعبو في محنتيـ .واآليات (ٕ٘)ٕٙ-
مف المزمور طبقيا بولس الرسوؿ عمى المسيح (عبٔ )ٕٔ-ٔ2ولذلؾ نفيـ أف المزمور يتنبأ عف آالـ المسيح،
أو آالـ كنيسة المسيح ألجؿ اسمو .وألف المزمور يتكمـ عف آالـ المؤمف في العالـ بصورة عامة نجد المزمور
معنوف باسـ صبلة المسكيف ،يصمي بو كؿ مسكيف بالروح ،وأيضاً نبوة عف المسيح الذي صار مسكيناً وأخمى
ذاتو أخذاً صورة عبد ألجمنا .وىكذا صمى المسيح ليمة القبض عميو.
ضِ
يقي. اخيٕ .الَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ٍّني ِفي يوِم ِ
اآليات (ٔٔ" - )ٕ-يا رب ,استَ ِمع صبلَ ِتي ,وْلي ْد ُخ ْل إِلَ ْي َك صر ِ
َْ ُ َ َ َ َُ َ َ ْ ْ َ َ َ
ِ َم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك ِفي َي ْوِم أ َْد ُع َ
أِ
يعا". استَ ِج ْب لي َ
س ِر ً وكْ .
ىي صرخة هلل ،ولمف غيره نصرخ في ضيقتنا .قارف الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني بقوؿ السيد المسيح إليي إليي لماذا
تركتني .أ ِ
َم ْل أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب واسمعنى أنا الذليؿ.
ت".
سُش ِب َي ِب ْ َّامي َك ِظ ّل َم ِائلَ ,وأََنا ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ طر ْحتَِنئٔ .أَي ِ
َو َ َ
ان = فنيت سريعاً كما يفنى َّامي قَ ْد فَِن َي ْت ِفي ُد َخ ٍ وصؼ مؤلـ لمحالة التي وصؿ ليا المرنـ وبكائو المستمر .أَي ِ
ٍ الدخاف ويتبلشى سريعاً في الجو .وعف ضعفو العاـ يقوؿ ِع َ ِ ِ
س ْت= فالعظاـ ىي التي تشدد ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ
الجسد وصارت كحطب محروؽ .وصار كعشب ممفوح بريح ساخنة جففتو ففقد خضرتو وحيويتو .وصار دائـ
وم .وكيؼ تكوف ىذه نبوة عف المسيح والقوؽ والبوـ مف الطيور النجسة؟! المسيح الذي ببل
وق وال ُب َ
البكاء مثؿ القُ َ
ت خطية صار خطية ألجمنا .وكاف يبكي عمى حالنا ،فيو بكى عمى أورشميـ وبكي عمى قبر لعازرِ .
ص ْر ُ
ور ُم ْنفَ ِرٍد = حيف يعتدي أحد عمى عش العصفور ويقتموا صغاره يطير وحده باكياً ومصد اًر أصوات صفُ ٍ
َك ُع ْ
مؤلمة .وىكذا قاؿ المسيح "تأتي ساعة تتركوني وحدي" وقد تركو الكؿ وقت الصميب ،وكاف ىو يبكي عمى ىبلؾ
اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز = ىذه يقوليا داود في محنتو ،إذ يقدـ توبة عف خطية أوريا الحثي فيو يشعر الرَم َ
ت َّصالبيو .أَ َك ْم ُ
أف كؿ مصائبو سببيا خطيتو .لذلؾ يكمؿ أل ََّن َك َح َم ْمتَِني َوطَ َر ْحتَِني = فاهلل بعد أف حممو إلى كرسي المممكة ،عاد
292
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
َّامي َك ِظ ّل َم ِائل ىنا نرى المسيح الذي مات عنا وكانت حياتو بالجسد
وطرحو مف عمى كرسيو بسبب الخطية .أَي ِ
عمى األرض قصيرة ثـ يكمؿ في (ٕٔ).
ص ْي َي ْو َن ُي َرى ِب َم ْج ِد ِه".
الرب ِ
آية ( " - )ٔٙإِ َذا َب َنى َّ
ٔٙ
صبلَ ِة ا ْل ُم ْ
ت إِلَى َ
ٔٚ
اء ُى ْم".
طٍّرَ ,ولَ ْم َي ْرُذ ْل ُد َع َ
ضَ آية ( " - )ٔٚا ْلتَفَ َ
طٍّر = المسكيف المتواضع الذي يمجأ هلل .واهلل ال يرذؿ مف يمتجئ إليو. ضَ
ا ْل ُم ْ
293
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)
ض َنظَ َر = قد تعني أف اهلل نظر لصبلة المساكيف ،وقد تشير لتجسد ف ِم ْن ُع ْم ِو قُ ْد ِس ِو ..إِلَى األ َْر ِ أل ََّن ُو أَ ْ
ش َر َ
المسيح الذي مف السماء ونزولو إلى األرض .وجاء المسيح ليحيي مف كانوا قد ماتوا وصاروا أسرى إبميس،
اد ِة
وليعيدىـ لمحيا ة= يسبحوا الرب في الكنيسة= أورشميـ والكنيسة ستكوف اجتماع كؿ الشعوب َوا ْل َم َم ِال ِك ِل ِع َب َ
ب.
الر ٍّ
َّ
ات ِى َي َع َم ُل َي َد ْي َكِ .ى َي تَِب ُ اآليات (ِٕ٘ " - )ٕٛ-م ْن ِق َدٍم أ َّ
ٕٙ ٕ٘
ت تَ ْبقَىَ ,و ُكم َيا يد َوأَ ْن َ الس َم َاو ُ
ضَ ,و َّ ت األ َْر َ سََس ْ
ِ ت ُى َو َو ِس ُن َ َكثَو ٍب تَْبمَىَ ,ك ِرَد ٍ
اء َع ِبيد َك َي ْ
وك لَ ْن تَ ْنتَ ِي َي .أ َْب َن ُ
ٕٛ ٕٚ
َّت
ونَ ,وُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ س ُك ُن َ اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّرَ .وأَ ْن َ ْ
ام َك»".
َم َ
أَ
اهلل األزلى األبدي ،في مقارنة مع العالـ البالي ،الذي ستنتيي صورتو الحالية .السماء واألرض تزوالف ،ليأتي
مكانيما سماء جديدة وأرض جديدة .وصورة جسدنا الحالي ستزوؿ ونأخذ عوضاً عنيا الجسد الممجد ،بعد أف
يؤدي الجسد وظيفتو الحالية يصير َكثَو ٍب ي ْبمَى ويدفف ونأخذ أو نمبس ثوباً جديداً = َك ِرَد ٍ
اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر. ْ
فاألرض الحالية والسماء الحالية أيضاً ليا دور كثوب مؤقت حينما يبمى نطويو ونرميو لنمبس ثوباً جديداً .وصورة
الحياة الجديدة .أجسادنا النورانية التي سنحصؿ عمييا ونعيش بيا في األرض الجديدة والسماء الجديدة ىذه
ِ
ام َك .راجع اآليات (رؤٕٔٔ + ٔ2يوٖ+ ٕ2َم َ
َّت أ َ
ون َوُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ اء َع ِبيد َك َي ْ
س ُكنُ َ الصورة ستكوف أبدية = أ َْب َن ُ
فئٖ + ٕٔ2كو٘ٔ.)٘ٛ-ٖ٘2
294
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث
ىذا المزمور والمزمور الذي يميو يكوناف ترنيمة مزدوجة لمحمد والتسبيح .ويبدأ كؿ منيما وينتيي بعبارة "باركي يا
نفسي الرب" واذا كاف ىذا المزمور قد نسب لداود فاألغمب أف المزمور التالي أيضاً قد كتبو داود .ولكف ىناؾ
فرؽ بيف المزموريف .فمزمور(ٖٓٔ) فيو يسبح المرنـ اهلل عمى إحساناتو الخاصة لممرنـ وبالتالي ىو مزمور
يتحدث عف خبرات شخصية أما المزمور (ٗٓٔ) فيسبح المرنـ اهلل عمى أعمالو في الخميقة عموماً .في مزمور
(ٖٓٔ) نسمع عف إلو النعمة وفي مزمور (ٗٓٔ) عف إلو الطبيعة خالؽ الكؿ.
اض ِكٗ .الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك .الَِّذيش ِفي ُك َّل أَمر ِ
َْ اآليات (ٖ " - )٘-الَِّذي َي ْغ ِف ُر َج ِميعَ ُذ ُنوِب ِك .الَِّذي َي ْ
ٖ
ش َب ُاب ِك".
س ِر َ َّد ِم ْث َل َّ
الن ْ شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك ,فَ َيتَ َجد ُ
الرفَ ِة .الَِّذي ُي ْ
٘
الر ْح َم ِة َو َّأْ
ُي َكمٍّمُ ِك ِب َّ
نجد ىنا بعض األسباب التي نشكر عمييا الرب ونباركو .فاهلل أعطانا بفدائو قوة لممعمودية بيا نولد جديداً وتغفر
كؿ خطايانا السابقة .وأعطى قوة لسر االعت ارؼ وبو يمسح اهلل كؿ ذنوبنا .دمو أعطى القوة والسمطاف لؤلسرار
اض ِك فاألمراض التي كانت بسبب الخطية تشفي حيف يتوب اإلنساف وتغفر ش ِفي ُك َّل أَمر ِ
َْ يع ُذ ُنوِب ِكَ ..ي ْ ِ ِ
ل َي ْغف ُر َجم َ
خطاياه (يع٘ .)ٔ٘2الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك = ىذا ما قدمو المسيح لنا ،أعطانا حياة عوضاً عف الموت
شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك = ولذلؾ نحف نشكر اهلل دائماً فيو صانع خيرات .والخطية تسبب الشيخوخة الروحية بؿ ىو ُي ْ
اب النفس= وتطير وتحمؽ في السماويات مثؿ النسر .واآلالـ س ِر َ
ش َب ُ َّد ِم ْث َل َّ
الن ْ لئلنساف ،وحيف يغفر اهلل َيتَ َجد ُ
وىم وـ العالـ تحنى ظير اإلنساف فيصير كالشيخ ،والمسيح يقوؿ "تعالوا يا جميع المتعبيف والثقيمي األحماؿ وأنا
أريحكـ ،ىو يحمؿ عنا فنعود بأكتاؼ غير منحنية كالشيوخ ،نعود بأكتاؼ مرفوعة كالشباب.
295
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)
َّى ِرَ ٔٓ .ل ْم اك ُم إِلَى األ ََب ِدَ ,والَ َي ْح ِق ُد إِلَى الد ْ الر ْحم ِةٜ .الَ يح ِ ط ِوي ُل الر ِ ِ ِ ٛ
َُ ير َّ َ وح َو َكث ُ وفَ , يم َو َر ُؤ ٌ الرب َرح ٌ ْعالَ ُوَّ . أَف َ
ض قَ ِوَي ْت َر ْح َمتُ ُو ق األ َْر ِ السماو ِ آثام َنا .أل ََّن ُو ِم ْث ُل ْارِتفَ ِ
ازَنا حسب ِ
ط َايا َناَ ,ولَ ْم ُي َج ِ َ َ َ
ٔٔ
ات فَ ْو َ اع َّ َ َ ب َخ َ سَ ص َن ْع َم َع َنا َح َ َي ْ
َب َعمَى ا ْل َب ِن َ ق ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب أ َْبع َد ع َّنا مع ِ ِ ِ يوَ ٕٔ .كبع ِ عمَى َخ ِائ ِف ِ
ٖٔ
الرب َعمَى َف َّ ين َيتََأر ُ َف األ ُ اص َي َناَ .ك َما َيتََأر ُ َ َ ََ َ ر شْ م ل
ْ ا
ُْ َ د َ
َّام ُوَ .ك َزَى ِر ا ْل َح ْق ِل َكذلِ َك ُي ْزِى ُر.
شب أَي ُ
ان ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ ِ
س ُ اب َن ْح ُنِ .
اإل ْن َ
٘ٔ
ف ِج ْبمَتََناَ .ي ْذ ُك ُر أ ََّن َنا تَُر ٌ يو .ألَنَّ ُو َي ْع ِر ُ
ٗٔ َخ ِائ ِف ِ
َّى ِر واألَب ِد عمَى َخ ِائ ِف ِ ون ,والَ يع ِرفُ ُو مو ِ ِ
ب فَِإلَى الد ْ َ َ َ َن ِر ً
ٔٚ
يو, الر ٍّ
ض ُع ُو َب ْع ُد .أَ َّما َر ْح َم ُة َّ َْ يحا تَ ْع ُب ُر َعمَ ْيو فَبلَ َي ُك ُ َ َ ْ ٔٙأل َّ
ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ
وىا". ِِ ِ وع ْدلُ ُو عمَى ب ِني ا ْلب ِن َ ِ ِ ِ ٔٛ
ين ,ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ َ َ َ ََ
نرى صورة لعمؿ المسيح الكفاري الذي بو رفع ذنوبنا "فدـ يسوع المسيح ابنو يطيرنا مف كؿ خطية (ٔيؤ.)ٚ2
وسى طُُرقَ ُو = كما أرسؿ موسى اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل = لقد نفذ القضاء والعدؿ في المسيح نفسو بدالً مناَ .ع َّر َ
ف ُم َ
ليخمص الشعب ىكذا جاء المسيح ليحررنا مف إبميس ومف الموت .وكما تعمد الشعب مع موسى في البحر،
ىكذا نموت مع المسيح ونقوـ في المعمودية (قصة الخروج مف مصر ودخوؿ كنعاف ىي نفسيا قصة الخبلص)
وآية ( )ٛىي نفسيا ما سمعو موسى في (خر .)ٙ2ٖٗ،ٚواهلل أعمف عف نفسو لموسى بأنو كثير الرحمة ،ورحمتو
تجمت في أنو لـ يذكر لئلنساف خطأه لؤلبد وتركو يموت وييمؾ ،فيو يعرؼ ضعؼ طبيعتنا ،وضعفنا .ولذلؾ
ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ
وىا. ِِ ِ ِ ِِ
أتى وفدى اإلنساف .ولكف مف الذي سيستفيد مف ىذا الدـ المسفوؾ= ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ
296
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع
سبؽ موسى وقاؿ في خمقة العالـ أف اهلل وجد كؿ شئ أنو حسف جداً .وداود ىنا يترنـ ويسبح اهلل عمى خميقتو
التي أبدعيا وكانت حسنة جداً.
ت".
سَت ِجدًّاَ .م ْج ًدا َو َجبلَالً لَ ِب ْ
بَ .يا َرب إِل ِيي ,قَ ْد َعظُ ْم َ ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ
الر َّ آية (ٔ) َ ٔ" -ب ِ
ت ِجدًّا = ليس معناىا أف اهلل قد زادت عظمتو ،بؿ معناىا أف المرنـ شعر بعظمتو إذ استنارت عينيو قَ ْد َعظُ ْم َ
ورأى عظمة اهلل فنطؽ بيا .واهلل يتعظـ بإيماف وتوبة الناس ،فمف يتوب يتنقي قمبو فيعايف الرب ،وحينئذ تنكشؼ
لو عظمتو.
َج ِن َح ِة ٍّ السحاب مرَكبتَ ُو ,ا ْلم ِ اه .ا ْلج ِ
ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ
سقٍّ ُ َ َ
ٖ
يح".
الر ِ اشي َعمَى أ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ اع ُل َ َ آية (ٖ) " -ا ْل ُم َ
اب َم ْرَك َبتَ ُو = كما يحجب السحاب لخدمة البشر؟ ا ْلج ِ
الس َح َ
اع ُل َّ َ ىنا نرى أف اهلل يدبر السحاب والمطر والرياح
نور الشمس ،نفيـ أف نور اهلل ومجده محتجبيف عنا .فاهلل قاؿ لموسى ال يراني اإلنساف ويعيش ،إذ ال يحتمؿ
اإلنساف بجسده الحالي أف يرى اهلل .لذلؾ كاف السحاب يظير دائماً مع ظيورات اهلل "سواء في خيمة االجتماع
ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ
اه = إشارة لوجود مياه المطر في َ سقٍّ ُ َ َ أو في الييكؿ ،وقد حجبت سحابة المسيح عند صعوده .ا ْل ُم َ
السحاب .فالجمد يفصؿ بيف مياه ومياه.
297
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر. تَير ِ
ف ا ْل ِم َياهُِ ٚ .م ِن ا ْن ِت َي ِ
ب ,م ْن َ
ار َك ُْ ُ ال تَ ِق ُ
ق ا ْل ِج َب ِ
س ْوتَ َيا ا ْل َغ ْم َر َكثَْو ٍب .فَ ْو َ
ٙ
اآليات (َ " - )ٜ-ٙك َ
ض ِع الَِّذي أ َّ اع ,إِلَى ا ْلمو ِ ال .تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِص َع ُد إِلَى ا ْل ِج َب ِ
ٜ ٛ
لَ َيا تَ ْخ ًما الَ تَتَ َعدَّاهُ .الَ تَْرجعُ
تض ْع َ
ستَ ُو لَ َياَ .و َ َس ْ َْ تَ ْ
ض". لِتُ َغطٍّ َي األ َْر َ
في بداية الخميقة كانت المياه تغمر كؿ األرض بؿ تغمر الجباؿ حتى حدد اهلل مكاناً لممياه ومكاناً لميابسة في
اليوـ الثالث (تؾٔ .) ٜ2ولـ تتعدى المياه الموضع الذي حدده اهلل إال مرة واحدة حيف غضب اهلل عمى العالـ
ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر = مف صوت غضب اهلل غيرت المياه أماكنيا مف ار َك تَير ِ ِ ِ
فأغرقو بالطوفاف .م ِن ا ْنت َي ِ ْ ُ ُ
ب م ْن َ
ال = تصعد إلى الجباؿ لتفنى النسؿ الخاطئ ثـ تعود إلى المكاف الذي حدده اهلل ص َع ُدت لتغطي ا ْل ِج َب ِ قاع البحار و ْ
اع .وبحسب وعدؾ يا رب انؾ ال تعود تغرؽ العالـ بالطوفاف = الَ تَْرجعُ المياه لِتُ َغطٍّ َي ليا= تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ
ض. األ َْر َ
ِ ِ س ِقي ُك َّل َح َي َو ِ اآليات (ٓٔٔٓ" - )ٕٔ-اَْلمفَ ٍّجر ُع ُيوًنا ِفي األ َْوِد َي ِةَ .ب ْي َن ا ْل ِج َب ِ
ال تَ ْج ِري .تَ ْ
ٔٔ
اء
ان ا ْل َبٍّر .تَ ْكس ُر ا ْلف َر ُ ُ ُ
صِ ِ َىإٔ .فَوقَيا طُيور َّ ِ
ص ْوتًا".
س ٍّمعُ َان تُ َ س ُك ُن .م ْن َب ْي ِن األَ ْغ َ
الس َماء تَ ْ ْ َ ُ ُ ظَ ْمأ َ
نرى اهلل الميتـ بكؿ خميقتو ،فاهلل يفجر المياه في كؿ مكاف ليروي كؿ خميقتو.
َع َم ِال َك تَ ْ
يوِ .م ْن ثَ َم ِر أ ْ
ال ِم ْن عبلَ لِ ِ الس ِ
اقي ا ْل ِج َب َ
ٖٔ
ض".
ش َبعُ األ َْر ُ َ َّ آية (ٖٔ) " -
الجباؿ العالية تستقي مف عبللي اهلل أي مف مطر الغيـ .ونفيـ أف الجباؿ تشير إلى القديسيف وىؤالء يروييـ اهلل
ويمؤلىـ مف الروح القدس.
ىنا نجد اهلل يعطي العشب لمحيواف .والخبز لئلنساف .واإلنساف ال يحيا فقط بالخبز بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ
اهلل .والكممة صار جسداً وصار خب اًز ليعطي لمف يأكمو حياة.
ب ,أَرُز لُ ْب َن َ ِ
ان الَّذي َن َ
ٔٙ
ص َب ُو". الر ٍّ ْ
ش َج ُار َّ
ش َبعُ أَ ْ
آية ( " - )ٔٙتَ ْ
أشجار الرب واألرز إشارة لشعب اهلل المثمر الذي كالنخمة يزىو وكاألرز (مزٕ.)ٕٔ2ٜ
298
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
المؤمنيف الذيف صاروا كاألرز في قامتيـ الروحية تأتي ليـ العصافير أي صغار المؤمنيف (المؤمنيف حديثاً)
َما المَّ ْقمَ ُ
ق ويتتممذوف عندىـ ،ويسمعوف منيـ كممة اهلل لتعزييـ كما يستظؿ إنساف بظؿ شجرة مف ح اررة الشمس .أ َّ
الس ْرُو َب ْيتُ ُو = اهلل يعوؿ كؿ الطيور والحيوانات ويجد ليا مأوى .والمقمؽ طائر نجس رائحتو كريية ويشير
فَ َّ
لئلنساف قبؿ المسيح ،ولكف حتى اإلنساف النجس وجد لو مكاناً في المسيح ليستريح .والسرو يشير لممسيح
بالجسد فيو مف نبت األرض ،طيب الرائحة ،ال يأكمو السوس.
ف َم ْغ ِرَب َيا".
س تَ ْع ِر ُ آية (ٜٔ" - )ٜٔص َنع ا ْلقَمر لِ ْممو ِاق ِ
يتَّ .
الش ْم ُ َ َ ََ ََ
اهلل خمؽ الكواكب ويضبطيا ويحكـ مواعيدىا.
299
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)
ييا فَتَ ْمتَ ِقطُ .تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتَ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ٕٛ ِ ِ ِ ٕٚ ِ
ش َبعُ َخ ْي ًرا. يوُ .كم َيا إِي َ
َّاك تَتََرجَّى لتَْرُزقَ َيا قُوتَ َيا في حينو .تُ ْعط َ ب ف َخمَ ْقتَ ُو ل َي ْم َع َ
ٍّد َو ْج َو األ َْر ِ وت ,وِالَى تُ ارِبيا تَع ُ ٖٓ ِ
ب َو ْج َي َك فَتَْرتَاعُ .تَ ْن ِزعُ أ َْرَو َ
ٕٜ
ض". قَ ,وتُ َجد ُ وح َك فَتُ ْخمَ ُ
ود .تُْرس ُل ُر َ َ َ ُ اح َيا فَتَ ُم ُ َ تَ ْح ُج ُ
اك تَ ْج ِري السفُ ُن = مراكب التجار
ات تشير لئلنساف الغارؽ في خطايا العالـ ُى َن َ َّاب ٌ ا ْل َب ْح ُر ا ْل َك ِب ُ
ير يشير لمعالـ .وال َدب َ
ان = قد يشير لممخموقات البحرية الضخمة السالكيف في البحر إشارة لحياة الناس في العالـ .لكف ىناؾ لِ ِوَياثَ ُ
كالتمساح والحوت .ولكنو ىو مف اسمو ،ومعناه الحية إشارة لمشيطاف الذي ىو في العالـ ويسبب بمعبو أي
بخداعاتو سقوط الناس في الشر .وكاف لوياثاف قبؿ المسيح طميقاً يمعب كما يشاء وبعد المسيح قيدت حركتو.
والمخموقات كميا تترجي اهلل ويرزقيا أب ار اًر وأشرار .وحيف تخطئ يحجب وجيو فترتاع .في يد اهلل أرواح كؿ
الخميقة ينزعيا حيف يريد .وكما كاف روح اهلل قديماً يرؼ عمى المياه فخرجت الخميقة .ىكذا مازاؿ روح اهلل يعمؿ
في المعمودية ليعطي خميقة جديدة ليجدد وجو األرض .ويخرج مف الفساد عدـ فساد.
300
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس
ىو مزمور تسبيح هلل .ولكف الموضوع ىنا حوؿ العجائب التي صنعيا اهلل مع شعبو في دخوليـ مصر وخروجيـ
منيا ،وكيؼ كاف في كؿ ىذا أميناً في وعوده آلبائيـ إبراىيـ واسحؽ ويعقوب.
َع َمالِ ِوَ ٕ .غنوا لَ ُوَ .رٍّن ُموا لَ ُو .أَ ْن ِش ُدوا ِب ُك ٍّل
ُمِم ِبأ ْ ِب ِ ِ اآليات (ِٔ " - )ٚ-ا ْح َم ُدوا َّ
ٔ
اسموَ .عٍّرفُوا َب ْي َن األ َ
بْ .اد ُعوا
ْ الر َّ
ُقمُوب الَِّذ َ ِ
وس .لِتَ ْف َر ْح
اس ِم ِو ا ْلقُد ِ ِ ِ ٖ ِ
ب. الر َّ
ون َّ س َ ين َي ْمتَم ُ ُ َع َجائ ِبو .افْتَخ ُروا ِب ْ
يم يوٙ ,يا ُذٍّريَّ َة إِ ْبر ِ
اى َح َكام ِف ِ
ْ أ
و ب وقُ ْدرتَ ُو .ا ْلتَ ِمسوا و ْجي ُو َد ِائما٘ .ا ْذ ُكروا عج ِائب ُو الَِّتي ص َنع ,آي ِات ِ
و َّ الر
َّ ا
و ب م
ُ ط
ْ ا
ُ
ٗ
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ً َ َ ُ َ َ ُ
ام ُو".
َح َك ُ لي َنا ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ
ض أْ الرب إِ ُ يوُ .ى َو َّ
ِ ٚ
وب ُم ْختَ ِ
ار ِ ِِ
َع ْبدهَ ,يا َبني َي ْعقُ َ
دعوة لمتسبيح والشكر .ودعوة لنشيد لعمؿ اهلل وسط كؿ الناس .ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح بو .وأف نطمبو
وحده ففيو كؿ الكفاية .فقط نذكر عجائبو السابقة وكيؼ أنو كاف أميناً في وعوده لشعبو ،ونطمب منو دائماً واثقيف
أنو لف يخذؿ عبيده .أوالده اهلل ال يفتخروف بذىب أو مجد أرضي ،بؿ يفتخروف بأف اهلل إلييـ ،إذا طمبوه
يو = فاهلل ترؾ نسؿ عيسو والسيد المسيحار ِ
وب ُم ْختَ ِ ِ
يستجيب .وىذا ما قالو بطرس لممقعد (أعَٖ .)ٙ2بني َي ْعقُ َ
يقوؿ لتبلميذه "أنا اخترتكـ مف العالـ" (يو٘ٔ.)ٜٔ2
ِ
ام ُي ْم َر ُجبلًِ .ب َ ام ا ْل ُخ ْب ِز ُكمَّ ُو .أ َْر َ اآليات (َ ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙد َعا ِبا ْل ُجوِع َعمَى األ َْر ِ
ٔٚ
فوس ُ
يع ُي ُ َم َ
س َل أ َ س َر ق َو َ
ضَ .ك َ
يء َكمِ َم ِت ِو .قَ ْو ُل َّ
ْت م ِج ِ ِ ع ْب ًدأٛ .آ َذوا ِبا ْلقَ ْي ِد ِر ْجمَ ْي ِوِ .في ا ْلح ِد ِ
يد َد َخمَ ْت َن ْف ُ ِٜٔ
ٕٓ
س َل
امتَ َح َن ُو .أ َْر َ
ب ْ الر ٍّ س ُو ,إلَى َوق َ َ ْ َ
301
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)
بالرغـ مف بغضة المصرييف جعؿ اهلل شعبو ينمو .حوؿ قموبيـ ليبغضوا شعبو كانت كراىية المصرييف لمييود
سبباً في عزلة الشعب فمـ يندمجوا في العبادة الوثنية.
السم ِ
اء َّ زَ ب
ْ خ
ُ و ى, و م
ْ الس
َّ بِ م اى
ُ َت
َ أف
َ ا
و ل
ُ َ
أ س ٓٗ
.لَ ي
ْ يء المَّ ضار لِتُ ِا ن
َو ا,ًف ج
ْ س ااب ح س ط
َ س ب ٖٜ
اآليات (" - )ٗ٘-ٖٜ
َ َ َ ْ َ َ ً َ َ ً َ َ َ َ
يم َع ْب ِد ِه, ِ ِ ِِ ِ ٕٗ َّ
سة َن ْي ًرا .ألَن ُو َذ َك َر َكم َم َة قُ ْدسو َم َع إ ْبراى َ
الص ْخرةَ فَا ْنفَجر ِت ا ْل ِمياه .جر ْت ِفي ا ْليا ِب ِ
َ َ َ ُ ََ ََ ق َّ َ ش َّ ٔٗ
ش َب َع ُي ْمَ . أَ ْ
وب َو ِرثُوهُٗ٘ ,لِ َك ْي َي ْحفَظُوا ب الش ُع ِ ُممَ ,وتَ َع َ
اضي األ ِ ِ
اى ْم أ ََر َ َ َعطَ ُيو ِبتََرنٍمَ .وأ ْ
ٗٗ ار ِ
اجَ ,و ُم ْختَ ِ ش ْع َب ُو ِب ْاب ِت َي ٍ
َخ َر َج َ
فَأ ْ
ٖٗ
ض ُو وي ِطيعوا َ ِ ِ
ش َرائ َع ُوَ .ىمٍّمُ َ
ويا". فَ َرائ َ َ ُ ُ
نرى ىنا قيادة اهلل لشعبو في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيؼ أطعميـ المف والسموى ،وكيؼ حفظيـ حتى
ممكيـ أرضيـ ولـ يطمب في مقابؿ ىذا كمو سوى شيئاً واحداً .أف يحفظوا فرائضو ويطيعوا شرائعو .وكاف ىذا
أيضاً لمصمحتيـ حتى ال يستعبدىـ إبميس بعد أف خمصيـ اهلل مف فرعوف.
302
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس
في المزامير السابقة تعممنا تسبيح اهلل بسبب الفداء الذي قدمو والغفراف الذي حصمنا عميو ثـ تسبيحو مف أجؿ
أعمالو في الطبيعة والخميقة .ثـ تسبيحو ألجؿ أعمالو العجيبة في خروج شعبو مف مصر .وىنا نجد تسبيح مف
نوع آخر فالمرنـ يعترؼ بخطايا شعبو وتمردىـ وتذمرىـ .ىو يعطي المجد هلل ليس فقط بسب صبلحو ولكف
أيضاً باالعتراؼ بسوء حالة الشعب واالعتراؼ بفسادنا يجعؿ قداسة اهلل تزداد ظيو اًر واشراقاً .والعكس فنحف حيف
نتأمؿ في قداسة اهلل تظير بشاعة خطايانا .ومع أف ىذا المزمور فيو اعتراؼ بخطايا الشعب إال أنو يبدأ وينتيي
بكممة ىممويا .فالخطية يجب أال تمنعنا عف تسبيح اهلل .ومف المعتقد أنو كتب في فترة السبي بسبب آية ()ٗٚ
إجمعنا مف بيف األمـ .ولكف ىناؾ مف ينسبو أيضاً لداود فاآلية األولى واآليتيف األخيرتيف نجدىما في المزمور
الذي كتبو داود وسممو إلى أساؼ (ٔأي .)ٖٙ-ٖٗ2ٔٙوبالتالي يكوف قولو اجمعنا مف بيف األمـ إشارة لفترة
ىروب داود لجت .وبالطبع كاف ىناؾ كثير مف األتقياء قد ىربوا إلى األمـ أيضاً ونتعمـ مف ىذا المزمور كيؼ
نقؼ أماـ اهلل معترفيف بخطايانا الشخصية وخطايا األقرباء ..نقؼ لنعترؼ بخطايانا دوف أف نمقي الموـ عمى أحد
بؿ نعطي المجد والقداسة هلل.
ُم ِت َك.
يك .ألَف َْر َح ِبفَ َر ِح أ َّ شع ِب َك .تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ
ص َك٘ ,أل ََرى َخ ْي َر ُم ْختَ ِ
ار َ َ اآليات (ٗ " - )٘-ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ
ضا َ ْ
ٗ
303
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
لتجسد المسيح ليأتي بالخبلص ،وكأف المرنـ يشتيي أف يرى ىذه األياـ ويرى خير مختاري اهلل المؤمنيف بالمسيح
ويفتخر مع ميراث اهلل أي المؤمنيف.
ص َر لَ ْم َي ْف َي ُموا َع َج ِائ َب َك .لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َكثَْرةَ طأْ َنا مع آب ِائ َنا .أَسأْ َنا وأَ ْذ َن ْب َناٚ .آب ُ ِ ِ ٙ
اؤَنا في م ْ َ َ َ َخ َ َ َ َ اآليات ( " - )ٖٛ-ٙأ ْ
ف ِبجبروِت ِوٜ .وا ْنتَير ب ْحر س ٍ َج ِل ِ ِ ِ ِ ٍ ٛ ِ ِ ِِ
وف َ ََ َ َ ُ اسمو ,ل ُي َعٍّر َ َ َ ُ ص ُي ْم م ْن أ ْ ْ سوف .فَ َخمَّ َ َم َراحم َك ,فَتَ َم َّرُدوا ع ْن َد ا ْل َب ْح ِر ,ع ْن َد َب ْح ِر ُ
ِ ِ ض ,وفَ َد ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٓٔ ِ
اى ْم م ْن َيد ا ْل َع ُد ٍّوَ .و َغطَّت ا ْلم َياهُ ص ُي ْم م ْن َيد ا ْل ُم ْبغ ِ َ سي ََّرُى ْم في الم َج ِج َكا ْل َبٍّريَّةَ .و َخمَّ َ فَ َي ِب َ
ٔٔ
سَ ,و َ
َع َمالَ ُو .لَ ْم َي ْنتَ ِظ ُروا
سوا أ ْ
ِ ِ ٖٔ
س ِبيحو .أ ْ
َس َر ُعوا فَ َن ُ
ِِ
آم ُنوا ِب َكبلَموَ .غ َّن ْوا ِبتَ ْ
ٕٔ
ق .فَ َ اح ٌد ِم ْن ُي ْم لَ ْم َي ْب َ
ضا ِي ِقي ِيم .و ِ
ْ َ ُم َ
س َل ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم. س ْؤلَ ُي ْمَ ,وأ َْر َ
اى ْم ُ َعطَ َُّةَ ,و َج َّرُبوا اهللَ ِفي ا ْلقَ ْف ِر .فَأ ْ
٘ٔ شيوةً ِفي ا ْلبٍّري ِ
َ شتَ َي ْوا َ ْ َورتَ ُوَ .ب ِل ا ْ
ٗٔ
ش َ َم ُ
اع ِة
ط َبقَ ْت َعمَى َج َم َ انَ ,و َ ض َو ْابتَمَ َع ْت َداثَ َ ب .فَتَ َح ِت األ َْر ُ
ٔٚ
الر ٍّ
وس َّ ون قُد َ ىار َ َّ ِ
وسى في ا ْل َم َحمةَ ,و ُ
ِ
س ُدوا ُم َ َو َح َ
ٔٙ
304
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)
الشياطيف (ٔكوٓٔ ،)ٕٕ-ٔ٘2ومف يفعؿ ىذا فيو يتحد بالشياطيف الميتة ويحكـ عمى نفسو بالموت ،أما مف
اس يشترؾ في مائدة الرب فتكوف لو حياة .وأية (ٖٓ) بسبب الخطية ضرب اهلل الشعب بالوبأ .حتىَ وقَ َ ِ
ف في َن َح ُ َ
ان ِف ْع ْؿ وليس اسـ شخص ومعناه قضى وحكـ عمى المذنب .ال عف اس وىو مف سبط الويَ .وَد َ وَد َ ِ
ان = في َن َح ُ َ
كراىية لو بؿ غيرة عمى مقدس الرب قتؿ المذنب فامتنع الوبأ.وجاءت الكممة دان في االنجميزية بمعني يتدخؿ
بالقوة لتسوية نزاع.
305
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع
ىذا المزمور يشير لمعامبلت اهلل مع البشر عموماً .وممخص المزمور أف اهلل قد يسمح بالضيقات تحيط بالبشر
في حالة عصيانيـ وتمردىـ عمى اهلل مثؿ (توىانيـ في برية وجوعيـ وعطشيـ ،الجموس في الظممة وظبلؿ
الموت في ذؿ القيود /المرض وكراىية الطعاـ /في ركوب البحر يييج البحر عمييـ كما حدث مع يوناف /األنيار
تجؼ وتصبح قفا اًر وبالتالي ال يجدوف أكبلً وال شرباً وال رزقاً) .ونغمة المزمور التي يرددىا دائماً أف الذي يقع
تحت تأديب الرب حيف يصرخ إلى الرب يرفع عنو ضيقتو فمثبلً مف تاه في البرية يرده ويشبعو ويرويو ..الخ.
وطالما كانت اآلالـ ىي طريقة لمتأديب لنرجع لمرب ،وطالما كانت الخيرات عبلمة عمى بركات الرب فمنسبح
الرب دائماً وليسبحو شعبو في كؿ حيف .فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير .وىناؾ معنى رمزي يمكف مبلحظتو في
المزمور .فاآلالـ التي نقع تحتيا مف سبي وذؿ تشير لمحالة قبؿ المسيح والخبلص يشير لما بعد المسيح.
اى ْم ِم ْن َي ِد ب ,الَِّذ َ اآليات (ِٔ " - )ٖ-ا ْح َم ُدوا َّ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .لِ َي ُق ْل َم ْف ِديو َّ
صالِ ٌح ,أل َّ
أل ََّن ُو َ
ٕ ٔ
ين فَ َد ُ الر ٍّ بالر َّ
ال َو ِم َن ا ْل َب ْح ِر". ِ ِ
ان َج َم َع ُي ْمِ ,م َن
الشم ِ ش ِر ِ ِ
ا ْل َع ُد ٍّوَ ٖ ,و ِم َن ا ْلُب ْم َد ِ
ق َوم َن ا ْل َم ْغ ِرب ,م َن ٍّ َ ا ْل َم ْ
يبدأ بط مب أف نسبح الرب الذي أنقذنا مف ضيقاتنا السابقة ،كما أرجع الشعب مف مصر أو مف سبي بابؿ ،أو
بالمسيح تحررنا مف سبي إبميس حيف فدانا.
ْى ُبوا إِلَىيما لِ َيذ َ اىم طَ ِريقًا م ِ يق ِيم ,فَأَ ْنقَ َذ ُىم ِم ْن َ ِ ِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ ص َر ُخوا إِلَى َّ
ٚ ٙ
ستَق ً ُ ْ ش َدائدى ْمَ ,و َى َد ُ ْ ْ ب في ض ْ اآليات ( " - )ٜ-ٙفَ َ
سا َج ِائ َع ًةشتَ ِي َي ًة َو َمؤلَ َن ْف ً
سا ُم ْ ش َب َع َن ْف ً
ٜ
ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ
آد َم .ألَنَّ ُو أَ ْ س َك ٍنَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ
الر َّ ٛ ِ ِ
َمدي َنة َ
ُخ ْب ًزا",
طريؽ العودة مف آالميـ كاف عندما صرخوا هلل فأنقذىـ .ىذه ىي نفس نغمة وطريقة سفر القضاة .ثـ يدعوىـ
المرنـ لتسبيح اهلل الذي خمصيـ وشكره عمى خيراتو" .كؿ عطية ببل شكر ىي ببل زيادة" .بؿ التسبيح والصبلة
يعطياننا أف نمتصؽ باهلل فبل نعود نرتد لمخطية فنتعرض لمزيد مف التأديبات والضربات.
306
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)
ط َع ٍام,
س ُي ْم ُك َّل َ صي ِت ِيم ,و ِم ْن ِ ِ اآليات (َ " - )ٕٕ-ٔٚوا ْل ُج َّيا ُل ِم ْن َ
ونَ .ك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ آثام ِي ْم ُي َذل َ ط ِري ِ
ٔٛ ٔٚ
ق َم ْع َ ْ َ
س َل َكمِ َمتَ ُو فَ َ يق ِيم ,فَ َخمَّصيم ِم ْن َ ِ ِ ِ الر ٍّ ِ ِ ِ ِ ٜٔ
ص َر ُخوا إِلَى َّ َواقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ
ٕٓ
اى ْم,
شفَ ُ ش َدائدى ْم .أ َْر َ َ ُْ ب في ض ْ اب ا ْل َم ْوت .فَ َ َ
آد َمَ .وْل َيذ َْب ُحوا لَ ُو َذ َب ِائ َح ا ْل َح ْم ِدَ ,وْل َي ُعدوا
ٕٕ
ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ َّاى ْم ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْمَ .ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ
الر َّ ٕٔ
َوَنج ُ
َع َمالَ ُو ِبتََرنٍم".
أْ
ا ْل ُج َّيا ُل = الذيف ال يدركوف أف طريؽ المعصية نتيجتو مؤلمة فيؤالء يخطئوف فيذلوف .وتصيبيـ األمراض=
اب ا ْل َم ْو ِت .وحيف يصرخوف هلل يشفييـ .والمرنـ يدعوىـ ليسبحوا اهلل ط َع ٍامَ ..واقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ
َ س ُي ْم ُك َّل َ َك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ
وقتيا.
307
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)
308
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن
رتؿ داود بيذا المزمور عندما قامت أدوـ وموآب بغزو جنوب ييوذا ،حينما كاف يحارب ىو أراـ ،فأرسؿ ليـ
يوآب وىزميـ .فسبح داود بيذه الكممات .وكممات المزمور مأخوذة مف (مز + ٔٔ-ٚ2٘ٚمزٓ.)ٕٔ-٘2ٙ
والمزمور يبدأ بالتسبيح وينتيي بالصبلة عمى النصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو.
309
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
عودة لمجدول
المزمور المئة والتاسع
ربما كتب داود ىذا المزمور وىو متألـ مف خيانة شاوؿ أو أحد رجاؿ شاوؿ (دواغ) أو بسبب خيانة أخيتوفؿ،
ىذا غير واضح ،إنما الواضح أنو بروح النبوة كتبو وعينو عمى خيانة ييوذا واألمة الييودية كميا لممسيح ،ونبوتو
عف الخراب الذي سيمحقيـ بعد ىذه الخيانة .ونفيـ أف المزمور عف المسيح ،فيكذا طبؽ بطرس آية ( )ٛمف
المزمور في (أعٔ )ٕٓ2وكؿ المصير الصعب الذي قيؿ عف الخائف كاف نبوة ضد ييوذا والييود كشعب.
ِ ِ ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ س ُك ْتٕ ,ألَنَّ ُو قَِد ا ْنفَتَ َح َعمَ َّي فَ ُم ٍّ لو تَ ِ
سِ ش .تَ َكمَّ ُموا َمعي ِبم َ الشٍّر ِ س ِبيحي الَ تَ ْاآليات (َٔ " - )٘-يا إِ َ ْ
ٔ
ان
اص ُموَن ِني .أ َّ
ض أَحاطُوا ِبي ,وقَاتَمُوِني ِببلَ سب ٍبٗ .ب َد َل محب َِّتي ي َخ ِ ِكذ ٍ ٖ ِ
ْبِ ,ب َكبلَم ُب ْغ ٍ َ
٘
ض ُعوا َعمَ َّي
صبلَةٌَ .و َ َما أََنا فَ َ ُ َ ََ ََ َ
ش ًّار َب َد َل َخ ْي ٍرَ ,وُب ْغ ً
ضا َب َد َل ُح ٍّبي". َ
يظير ىنا داود المحب كرمز لممسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر .وأعداء داود تأمروا عميو ولفقوا ضده التيـ،
ش = إبميس الذي تكمـ عمى فـ ييوذا وعمى فـ الفريسييف والكينة.. ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ
الشٍّر ِ
وىكذا حدث مع المسيح .فَ ُم ٍّ
صبلَةٌ = ماذا يفعؿ اإلنساف أماـ مؤامرات األعداء الغاشة ،كيؼ يتعزىَما أََنا فَ َ أو كرمز لذلؾ دواغ أو أخيتوفؿ .أ َّ
أو يشعر بإطمئناف إف لـ يمتصؽ باهلل في صبلة ببل انقطاع .واذا استجاب اهلل وأنقذه ماذا يفعؿ إال أف يسبحو
ويشكره ويستمر في صبلتو حتى ال ينجح األشرار في إيذائو .وىكذا نبلحظ فالتبلميذ كانوا ال يكفوف عف الصبلة
(أع ) ٗ2ٙوكانوا حيف يصموف بنفس واحدة يمتمئوا مف الروح القدس .وصموئيؿ النبي اعتبر أنو لو كؼ عف
الصبلة ألجؿ الشعب فيذه خطية (ٔصـٕٔ .)ٕٖ2أما أنا فصبلة ،تشير ألف الفكر والقمب في صمة مع اهلل ببل
انقطاع خبلؿ العمؿ وخبلؿ الفراغ ،خبلؿ اليقظة وخبلؿ النوـ.
310
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
ين ِو =
ان ع ْن ي ِم ِ
ش ْيطَ ٌ َ َ يراَ ,وْل َي ِق ْ
ف َ ِ ِ أنفسيـ لمشيطاف (الييود أو ييوذا) فتركيـ اهلل في يده = فَأ َِق ْم أَ ْن َ
ت َعمَ ْيو شٍّر ً
وىذا معناه تسميميـ في يد الشيطاف .فإف كاف أيوب بكؿ محبتو هلل ،حينما أراد اهلل أف يؤدبو سمح لمشيطاف أف
يؤذيو ففعؿ بو ما كاف مضرباً لؤلمثاؿ .فماذا يحدث لشعب الييود ولييوذا الخائف فاقدي القداسة والحب حيف
يسمميـ اهلل ليد إبميس .يقاؿ أف تيطس الروماني في سنة ٓٚـ حيف أحرؽ أورشميـ قتؿ ٘ ٔ.مميوف وصمب
صبلَ تُ ُو ِ ِ
ٓٓٓ ٕٔٓ.وأشعؿ فييـ النيراف .وِا َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا = إذا حوكـ يوـ الدينونة دنو يا اهلل وال تبررهَ .و َ
َف ْمتَ ُك ْن َخ ِط َّي ًة = وىؿ يقبؿ اهلل صبلة مف إنساف إمتؤل قمبو ش اًر وخبثاً .مثؿ ىذا صبلتو تعتبر خطية .واهلل ذكر
ليـ خطايا وتمرد أبائيـ في مصر وفي البرية وفي أرض الميعاد ،فاهلل يذكر خطايا اآلباء في حالة عدـ توبة
األبناء .وعوضاً عف أف يكونوا مثمريف يقرض الرب مف األرض ذكرىـ.
َن َر ْح َمتَ َك طَ ٍّي َب ٌة َن ٍّج ِنيٕٕ .فَِإ ٍّني اس ِم َك .أل َّ َج ِل ْ اص َن ْع َم ِعي ِم ْن أ ْ الس ٍّي ُد فَ ْت َيا َرب َّ َما أَ ْن َ
ٕٔ
اآليات (ٕٔ " - )ٖٔ-أ َّ
شتَا ِم َن اي ْارتَ َع َ
ٍ ٕٗ
ادةُ .رْك َبتَ َ ت َك َج َر َ ضُ ت .ا ْنتَفَ ْ اخمِيَ .ك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ
ٖٕ ين أََنا ,وَق ْم ِبي م ْجروح ِفي َد ِ
َ ُ ٌ َ س ِك ٌ ير َو ِم ْ
ِ
فَق ٌ
وس ُي ْم.
ون ُر ُؤ َ ض َ ون إِلَ َّي َوُي ْن ِغ ُ ار ِع ْن َد ُى ْمَ .ي ْنظُُر َ ت َع ًا ص ْر ُالصوِم ,ولَ ْح ِمي ُى ِز َل ع ْن ِسم ٍنٕ٘ .وأََنا ِ
َ َ َ َّ ْ َ
ىذ ِه ِى َي َي ُد َك .أَ ْن َ َن ِ ب َر ْح َم ِت َكَ ٕٚ .وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ َع ٍّني يا رب إِل ِييَ .خمٍّ ِ ٕٙأ ِ
ٕٛ
َما ُى ْم ت ى َذا .أ َّ ت َيا َرب فَ َع ْم َ سَصني َح َ ْ َ َ
ص َم ِائي َخ َجبلًَ ,وْل َيتَ َعطَّفُوا ِب ِخ ْزِي ِي ْم س ُخ َ
ِ ٕٜ
َما َع ْب ُد َك فَ َي ْف َر ُح .ل َي ْم ِب ْ اموا َو َخ ُزوا ,أ َّ ار ُك .قَ ُ ت فَتَُب ِ َما أَ ْن َ
ونَ ,وأ َّفََي ْم َع ُن َ
ص ُو ِم َن ين ا ْلمس ِك ِ ِ
ين ,ل ُي َخمٍّ َ
ِ
وم َع ْن َيم ِ َ ْ ٖٔ َّ
ُس ٍّب ُح ُو .ألَن ُو َيقُ ُ ين أ َ ير َ س ِط َك ِث ِ ِ
ب ِجدًّا ِبفَميَ ,وِفي َو َ الر َّ
َح َم ُد َّ
ِ ٖٓ
اء .أ ْ الرَد
َك ٍّ
ين َعمَى َن ْف ِس ِو". اض َ ا ْلقَ ِ
311
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)
وح مف الخيانة .وداود اقترب مف الموت ونجاه اهلل ،أما ىنا تعبير عف آالـ داود رمز آلالـ المسيح= َق ْم ِبي َم ْج ُر ٌ
شتَا ِم َن َّ
الص ْوِم اي ْارتَ َع َ ت َكجر َ ٍ
ادة = مف اآلالـ النفسيةُ .رْك َبتَ َ ض ُ ََ ت .ا ْنتَفَ ْ المسيح فمات فعبلً= َك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ
ت = داود صاـ فعبلً في حزنو .أما المسيح فعاش فترة قصيرة عمى األرض ولـ يعشيا ليأكؿ ويشرب .وأََنا ِ
ص ْر ُ َ
ون .فالكتاب يقوؿ ممعوف كؿ مف عمؽ عمى خشبة َما ُى ْم فََي ْم َع ُن َار ِع ْن َد ُى ْم وىذه نبوة عف الصمب +أ َّ َع ًا
ىذ ِه ِى َي َي ُد َك =
َن ِ وس ُي ْم = تحققت في (مت + ٗٓ2ٕٚمرَ٘ٔ .)ٕٜ2وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ ون ُر ُؤ َ ض َ (تثَٕٔ .)ٕٖ2وُي ْن ِغ ُ
ليعمـ الناس يا رب أنؾ أنت دبرت كؿ ىذا ألجؿ خبلصيـ .ىذه تتفؽ مع قوؿ يوسؼ إلخوتو "أنتـ قصدتـ لي
ش اًر .أما اهلل قصد بو خي اًر" (تؾٓ٘ )ٕٓ2ىـ قصدوا أف يمحقوا المعنة بالمسيح ،والرب قصد بيذا بركة لمعالـ كمو
وم َع ْن َي ِم ِ
ين َّ الر َّ ِ ِ ِ
ب جدًّا بفَمي = فـ المسيح ىو المؤمنيف الذي يسبحوف اهلل عمى خبلصو .أَن ُو َيقُ ُ َح َم ُد َّ
(آية .)ٕٛأ ْ
ا ْلمس ِك ِ ِ
ص ُو = واآلب كاف عف يميف المسكيف حتى أقامو مف الموت .والمسيح يكوف عف يميف كؿ مسكيف ين ل ُي َخمٍّ َ َ ْ
في شعبو ليعطيو الخبلص.
312
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والعاشر
ىذا المزمور إنجيمي بحت ،قد يكوف داود كتبو بعد انتصاره عمى بعض األعداء ومف ثـ استتباب األمف والسبلـ
في مممكتو ،ولكف بروح النبوة ،نطؽ الروح القدس عمى لساف داود فأخرج نبوة رائعة عف عمؿ المسيح العجيب،
بؿ ىذا المزمور كمو عف المسيح الذي انتظره اآلباء ووعدىـ اهلل بو .والييود دائماً اعتبروا ىذا المزمور أنو عف
المسيح المنتظر .ولذلؾ حيَّر المسيح الفريسييف في (متٕٕ ،)ٗٙ-ٗٔ2فيـ يعرفوف أف المسيح سيكوف ابف
داود ،والمسيح سأليـ وكيؼ يكوف ابف داود ويدعوه داود رباً فتحيروا فيـ يعمموف أف ىذا المزمور يتكمـ عف
المسيح (مرٕٔ + ٖٚ-ٖ٘2لوٕٓ.)ٗٗ-ٗٔ2
وا لمزمور يتكمـ عف انتصار المسيح النيائي عمى أعدائو حينما يجمس عف يميف العظمة في األعالي (أعٕٖٗ2
ٔ +كو٘ + ٕ٘2عبٔ + ٖٔ2عبٓٔ .)ٖٔ2وقد يقوؿ الييود أف اليميف إشارة لمقوة ،وأف اهلل أقاـ مف داود ممكاً
وأعطاه قوة ،ولكف كيؼ ُيسَّمي داود رباً .لذلؾ فيذا المزمور يتكمـ عف المسيح وليس سواه .الذي صار الشيطاف
تحت قدميو (ٔكو٘ٔ.)ٕٙ-ٕٗ2
ىنا المزمور يتنبأ عف أف المسيح سيكوف ممكاً وكاىناً (عمى رتبة ممكي صادؽ)( .عب٘.)ٔٚ2ٚ،ٕٔ + ٙ2
ونفيـ مف ىذا انتياء الكينوت الييودي ليبدأ الكينوت المسيحي وتبطؿ الذبائح الدموية ليبدأ الكينوت المسيحي
وتقديـ ذبيحة االفخارستيا مف خبز وخمر .وانتياء الكينوت الييودي أعمف عنو في شؽ حجاب الييكؿ .ولكؿ
ىذه المفاىيـ النبوية.
نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة ،ففيو انتصر المسيح عمى الشيطاف نيائياً.
نرى في ىذا المزمور المسيح متجسداً وفي ىيئة متواضعة بالجسد ،ونرى ممكو ونرى امتداد كنيستو وىو يحكـ
فييا كممؾ وىو رئيس كينتيا .ونراه وقد صعد ليجمس عف يميف اآلب.
اء َك َم ْو ِط ًئا لِقَ َد َم ْي َك»".
َع َد َ
َض َع أ ْ اجمِس ع ْن ي ِم ِ
يني َحتَّى أ َ ال َّ ِ
الرب ل َرٍّبي « ْ ْ َ َ
ٔ
آية (ٔ) " -قَ َ
الفكر البشري ال يمكنو أف يعرؼ مساواة اآلب لبلبف إف لـ يعمف الروح القدس لنا ىذه الحقيقة .والسيد المسيح
الرب
ال = تشير لمسرة اآلب بعمؿ االبفَّ .
كشؼ ىذا أف الروح القدس ىو الذي أعمف ذلؾ لداود (متٕٕ .)ٖٗ2قَ َ
لِ َرٍّبي = تشير لمساواة اآلب لبلبف ،فاالبف سيجمس عمى نفس المستوى مع اآلب .واالبف ببلىوتو ُممكو أزلى
أ بدي .ولكننا ىنا نفيـ أف الكبلـ عف الناسوت ،فبعد أف أكمؿ تدبير تجسده الخبلصي وقاـ وصعد لمسموات
ين= تشير لمقوة والكرامة والمجد الذي حصؿ عمييما المسيحجمس عف يميف العظمة (عبٔ .)ٖ2وكممة ال َي ِم ِ
بجسده .فالناسوت المتحد بالبلىوت صار في كرامة فنسجد لو ببلىوتو غير المنفصؿ عف ناسوتو.أما المسيح
ببلىوتو فمجده ازلي ابدي .راجع تفسير( يو )٘ 2 ٔٚ
313
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
َع َد ِائ َك = لقد ممؾ المسيح ابتداء مف صييوف ثـ تسمط عمى العالـ، س ِط أ ْ ِ
سمَّ ْط في َو َ
ض ِ ِ ِ
يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن .تَ َ
ِ
قَ َ
يب يشير لمممؾ ،يعني صولجاف الممؾ .والممؾ ِ
الذيف كانوا أعداء فآمنوا وجعموا المسيح ممكاً عمييـ .والقَض َ
المسيح ممؾ بعز بصميبو (قضيبو) وكاف انتشار ممكوت المسيح بالك ارزة وسط الشعوب وليس بالقوة والسيؼ.
َّس ٍة ِم ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر ,لَ َك طَل َح َداثَِت َك". ٍ ِ شعب َك م ْنتَ َد ِ
ب في َي ْوِم قَُّوِت َك ,في ِزي َنة ُمقَد َ
ٖ
آية (ٖ) ٌ ُ ُ ْ َ " -
ب = شعب المسيح الممؾ سيكونوف لو شعباً ،فيو اشتراىـ بدمو وىو سيخدموه ويسبحوه بإرادتيـ الحرة ش ْع ُب َك ُم ْنتَ َد ٌ
َ
ب) فيـ أحبوه ألنو أحبيـ أوالً .وىـ صاروا لو جنوداً يحاربوف مممكة الشيطاف بقوة ،وستظير واختيارىـ (= ُم ْنتَ َد ٌ
َّس ٍة فالمسيح ىو رأس لكنيستو ٍ ِ
فييـ قوة المسيح= في َي ْوِم قُ َّوِت َك .وسيكوف شعبو مقدساً في فضائؿ= ِزي َنة ُمقَد َ
المقدسة = "معؾ الرياسة في يوـ قوتؾ في بياء القديسيف" بحسب الترجمة السبعينية .ىو رب الجنود ،ىو الذي
غمب ويغمب فيناِ .م ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر لَ َك طَل َح َداثَِت َك = الفجر عبلمة إشراؽ نور الشمس ،والمسيح ىو شمس برنا.
حيف أشرؽ بنوره كاف المؤمنيف في بداية الكنيسة مف الكثرة كأنيـ الطؿ مف السماء .ىذه الكنيسة التي آمنت ىي
ط ّل) ،محاربة بقوة ،تحمؿ صميبيا كما حمؿ كنيسة قوية ( َح َداثَِت َك) كأنيا في عنفواف الشباب ،وىي سماوية ( َ
رأسيا صميبو في يوـ قوتو (يوـ الصميب) يوـ فتح أبواب الجحيـ وأبواب الفردوس .وقوتو ستظير تماماً يوـ
الدينونة .والجزء األخير مف اآلية تترجمو السبعينية "مف البطف قبؿ كوكب الصبح ولدتؾ= ىنا يتكمـ عف ميبلد
المسيح األزلي مف اآلب "نور مف نور" وحينما ننسب هلل أعضاء بشرية فيكوف ذلؾ لشرح معنى ما .فاليد تشير
لقوتو وىكذا .واالبف يولد مف بطف اآلب فيذا يعني مساواتو لو في الجوىر ،وتميي اًز لبلبف الوحيد عف الكنيسة
التي تبناىا اهلل .وقاؿ أحد اآلباء أف قولو مف البطف يشير لوالدتو مف العذراء بالجسد .وقولو قبؿ كوكب الصبح
يشير لوالدتو أزلياً مف اآلب.
314
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)
الرب ع ْن ي ِم ِ
ين َك = لنفيـ أف اليميف ليس مكاف قاؿ في آية (ٔ) أف الرب قاؿ لربي إجمس عف يميني .وىنا يقوؿ َّ َ َ
بؿ يشير لمقوة والكرامة .وفي يوـ الدينونة سيحطـ كؿ القوات المقاومة (تمثاؿ نبوخذ نصر) .والمسيح بصميبو
ث .وىو قد تموثت ثيابو
داف إبميس وجنوده في ىذه المعركة ،وانتصاره كاف كإنتصار ممؾ حوؿ جيش أعدائو ل ُجثَ ً
مف دـ أعدائو (أشٖ .)ٖ2ٙوىذا ما سيتكرر في اليوـ األخير .وبالنسبة لفترة وجود المسيح بجسده عمي االرض
ين َك = اف اهلل حفظ المسيح مف كؿ محاوالت قتمو حتي حانت ساعة الصميب ( يو 2 ٛ الرب ع ْن ي ِم ِ
،فالقوؿ َّ َ َ
.)ٜ٘
315
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي عشر
ىذا المزمور والذي يميو زوجاف يتألؼ كؿ منيما مف ٓٔ أعداد ويحتوي كؿ منيما عمى ٕٕ عبارة رتبت كقصيدة
إذا جمعت أوائؿ حروؼ أبياتيا كونت حروؼ األبجدية العبرية .وتبدأ كؿ عبارة بحرؼ مف األحرؼ العبرية
األبجدية .فضبلً عف ذلؾ ،فكؿ عبارة تتألؼ في صورتيا االصمية عمى األغمب مف ثبلث كممات عبرية وفي كمتا
القصيدتيف يحتوي العدداف األخيراف عمى ثبلث عبارات وليس عمى عبارتيف ،كما في سائر األعداد .والمزموراف
يعالجاف موضوعيف توأميف (مزٔٔٔ) فرح وتسبيح لمرب و(مزٕٔٔ) مدح وثناء الرجؿ التقي (الثابت في المسيح
الذي يأكؿ جسده ويشرب دمو).
تصمي الكنيسة ىذيف المزموريف المتتالييف في صبلة الساعة التاسعة .ففي (مزٔٔٔ) تسبح الرب عمى عممو
فداء لشعبو .وما ىو
الخبلصي العجيب ،وأف جبلؿ عممو قائـ إلى األبد .وأنو أعطى خائفيو طعاماً .وأنو أرسؿ ً
الطعاـ الذي أرسمو لشعبو؟ "خذوا كموا ىذا ىو جسدي ..،ىذا ىو دمي" لذلؾ نصمى إنجيؿ إشباع الجموع في
ىذه الساعة ،فالمسيح جاع وعطش ليشبعنا .وينيي المرتؿ مزموره بدعوة لكؿ إنساف أف يخاؼ الرب .فالمسيح
فداء أبدياً لشعبو ولكف عمينا أف نتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة ،ىو أعطانا سمطاناً أف ندوس عمى الخطية
صنع ً
فعمينا أف نستخدـ ىذا السمطاف ونعيش في بر .ولذلؾ يأتي المزمور (ٕٔٔ) ليثني عمى الرجؿ التقي .مرة أخرى
نرى صورة لضرورة أف يأتي عيد الفطير وراء عيد الفصح.
ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور والمزمور (ٕٔٔ) لداود ،عمى أنو كتبيـ لمتسبيح في الصموات ،ولـ يكف ليما
مناسبة معينة.
316
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)
ص َن َع ِذ ْك ًار لِ َع َج ِائ ِب ِو = رتب اهلل عيد الفصح ليذكر شعبو خروجيـ مف مصر بيد رفيعة .وكؿ أعيادنا نذكر فييا
َ
أعمالو العجيبة معنا (والدتو ،صميبو ،قيامتو )....ففي كؿ مناسبة نذكر عممو ونسبحو .بؿ مع اشراقة كؿ صباح
اما = والسيد المسيح طى َخ ِائ ِف ِ
ط َع ً
يو َ َع َ
نذكر قيامتو فج اًر .ومع كؿ توبة نطمب أف تكوف قموبنا مذوداً يولد فيو .أ ْ
أعطى لشعبو طعاماً في البرية ىو المف وحفظوا قسط ذىب فيو بعض المف في قدس األقداس ليذكروا بو
عجائب الرب في البرية (عب .)ٗ2ٜوالمسيح قدـ لنا جسده ودمو طالباً أف نصنع ىذا لذكره ،فذبيحة الصميب في
كؿ قداس تكوف أمامنا ،ونذكر بيا صميبو وفدائو ونأكؿ جسده ونشرب دمو لنثبت فيو .واهلل ال ييتـ فقط بغذائنا
الروحي بؿ بالغذاء الجسدي ،فالمسيح أشبع الجموع بخمس خبرات وسمكتيف (إنجيؿ التاسعة) واف كاف اهلل ييتـ
بالغذاء المادي فباألولى ييتـ بالغذاء الروحي لنثبت فيو ويمكننا أف نقاوـ محاربات إبميس وننتصر عميو بنعمة
ربنا يسوع لو المجد.
317
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني عشر
ور ِجدًّا ِب َو َ
س ُر ِ وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ
ٔ
ص َاياهُ". ب ,ا ْل َم ْ
الر َّ ويا .طُ َ
ور ِجدًّا ِب َو َ
ص َاياهُ = ال يمكف س ُر ِ
ب يباركو الرب عمى األرض وسيكوف لو نصيباً في السماء .ا ْل َم ْ ا َّلر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ
الر ّ
أف نسر بوصايا الرب إف لـ نحب الرب أوالً الذي أوصى بيا.
آية (ٖ) َ ٖ" -ر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِوَ ,وِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد".
َر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو (ىذه عف البركات في ىذه الحياة) ِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد (نصيبو السماوي).
ورهُ ِبا ْل َحقٍّ .أل ََّن ُو الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ
َّى ِر. ف َوُي ْق ِر ُ الر ُج ُل الَِّذي َيتََأرَّ ُ س ِع ٌ
ٙ ٘
ُم َضُ .ي َد ٍّب ُر أ ُ يد ُى َو َّ اآليات (َ٘ " - )ٔٓ-
اف َحتَّىبَ .ق ْم ُب ُو ُم َم َّك ٌن فَبلَ َي َخ ُ ت ُمتَّ ِكبلً َعمَى َّ سو ٍءَ .ق ْم ُب ُو ثَا ِب ٌ يٚ .الَ ي ْخ َ ِ
شى م ْن َخ َب ِر ُ ون لِ ِذ ْك ٍر أ ََب ِد ٍّ
ٛ
الر ٍّ َ ٍّيق َي ُك ُ
الصد ُ ٍّ
ِ ٓٔ ِ ِ ِ َعطَى ا ْلمس ِ ضا ِي ِق ِ
ٍّ ينِ .برهُ قَائ ٌم إِلَى األ ََبد .قَ ْرُن ُو َي ْنتَص ُ
ب ِبا ْل َم ْجد. َي َرى ِب ُم َ
ٜ
ب.ضُ ير َي َرى فَ َي ْغ َ
الشٍّر ُ اك َ َ َ ق أْ يو .فَ َّر َ
يد". ير تَِب ُ
الشٍّر ِ
ش ْي َوةُ ٍّوبَ . َس َنا َن ُو َوَي ُذ ُقأْ ُي َحٍّر ُ
ق=ورهُ ِبا ْل َح ٍّ
ُم َ
ض مف يحتاج .أ ُ مف صفات الرجؿ الصالح الذي أخذ صورة المسيح أف يكوف رحيماً بأخوتو ُي ْق ِر ُ
ين "(متٕ٘.)ٖٗ2 َعطَى ا ْلمس ِ
اك َ قأْ فبل خبث وال رياء في تصرفاتو .بؿ ىناؾ سخاء في عطائو لممحتاج= فََّر َ
َ َ
والشرير حيف يرى البركة في حياة الصديقيف يغضب ،كما رأى الييود ما لممسيحييف فإىتاجوا.
318
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث عشر
المزامير (ٖٔٔ )ٔٔٛ-تسمى مزامير التيميؿ وكانوا يرنموف بيا في األعياد الثبلثة الكبرى (الفصح /الخمسيف/
المظاؿ) .ثـ ارتبطت بعد ذلؾ بعيد التجديد (نشأ سنة ٘ ٔٙؽ.ـ .قارف مع (يوٓٔ )ٕٕ2وىذا العيد مذكور في
األسفار القانونية الثانية).
ب ُم َب َارًكا ِم َن َ الر ٍّ ٕ ِ
ب .ل َي ُك ِن ْ س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمٍّمُ َ
ٔ
اآلن َوِالَى الر ٍّ
اس ُم َّ اس َم َّ
س ٍّب ُحوا ْ
بَ .
الر ٍّ
يد َّ وياَ .
األ ََب ِد".
ب = كاف الرسؿالر ٍّ عمى كؿ عبيد الرب أف يتقدموا هلل ذبيحة التسبيح (عبٖٔ + ٔ٘2مزَٖٔ .)ٖٓ2ٜٙ،يا َع ِب َ
يد َّ
حتى مف ىو قريب بالجسد لمسيد المسيح يمذ ليـ أف يسموا أنفسيـ عبيد لو (يؤ +يعٔ )ٔ2فيـ يعرفوف أف
العبودية هلل تحرر أما العبودية ألي شئ آخر تستعبد اإلنساف وتذلو .ومف صار عبداً هلل فيو قد تحرر ،ومف
ِ
ب ُم َب َارًكا = اسـ الرب مبارؾ بدوننا ،ولكف بأفواىنا
الر ٍّ تحرر فيذا يمكنو أف يسبح (مز .)ٗ2ٖٔٚل َي ُك ِن ْ
اس ُم َّ
وبنعمتو عمينا يباركو معنا مف يسمع .ىذا يعني أنو لو رأى الناس أعمالنا الصالحة يمجدوا إلينا الذي في
السموات إذا شيدنا هلل .وفي السبعينية يقوؿ سبحو الرب أييا الفتياف= الفتياف إشارة لؤلقوياء (ٔيوٕ )ٔٗ2وليس
الذيف شاخوا روحياً.
319
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)
س ِم َن ا ْل َم ْزَبمَ ِة .بؿ صار لمف يغمب أف يجمس في عرشو ِ اب و َّ ِ
الراف ِع ا ْل َبائ َ التر ِ
َ ين ِم َن
س ِك َ ِِ
بذلؾ صار ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ
اق ارَ أ َُّم أ َْوالٍَد فَ ْر َحا َن ًة .لقد انتشؿ المسيح آدـ وبنيو مف ذليـ
األمـ التي كانت ع ِ
َ (رؤٖ )ٕٔ2وجعؿ األمـ ،كنيسة
ولذلؾ سبحت العذراء مريـ بيذه الكممات (لؤ )٘٘-ٗٙ2إشارة لبركات التجسد ،وعمؿ المتجسد الذي كاف في
بطنيا ،عممو الفدائي والخبلصي .ومازاؿ إلينا بعد صعوده وجموسو عف يميف اآلب ينظر لممتواضعيف
والصديقيف وكؿ شعبو لينجييـ حتى تكمؿ كنيستو وتنتيي صورة ىذا العالـ الحاضر ،فيذا ىو موضوع تسبيحنا
أف اهلل ٍ
عاؿ ال ُيدرؾ وأنو دبَّر لنا الخبلص ومازاؿ يعتني بنا ناظ اًر إلى آالمنا .وفي الترجمة السبعينية يترجـ
ض = الناظر إلى المتواضعيف في السماء وعمى األرض .والحظ الصفة السماو ِ
ات َوِفي األ َْر ِ اظ ِر األ ِ ِ
الن ِ
َّ
َساف َل في َّ َ َ
َ
التي تبيج قمب اهلل فينظر لصاحبيا وىي صفة التواضع التي نسبيا المرتؿ ىنا لمسمائييف ،بؿ المسيح نسبيا
لنفسو إذ قاؿ عف نفسو "وديع ومتواضع القمب" .ولقد رفع المسيح العالـ الوثني مف دنس خطاياه ووثنيتو وجعؿ
لو مكاناً في السماء( .أؼٕ )ٙ2أقامنا معو وأجمسنا معو في السماويات( .راجع مت .)ٕٛ2ٜٔواألمـ الذيف كانوا
بسبب وثنيتيـ عاق اًر بدوف أعماؿ صالحة وال ثمر .صار ليـ ثمار وأوالد روحييف وكؿ نفس كانت ببل ثمر عاق اًر
يقبميا المسيح بالتوبة فتسكف في كنيستو فرحانة.
ونصمي بو في باكر لنذكر بركات القيامة ،فبعد أف كنا بائسيف رفعنا المسيح وصرنا في فرح.
320
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع عشر
كاف خروج شعب إسرائيؿ مف مصر ىو ميبلد لشعب الرب وكنيسة العيد القديـ وكاف ىذا الخروج قد صاحبو
عجائب اهلل .وكانوا يذكرونيا دائماً ليذكروا كـ صنع الرب بيـ .وىذا المزمور فيو يسبحوف اهلل عمى ىذه العجائب
وكانوا يصموف بو في اليوـ الثامف لمفصح الييودي وىو أعظـ أعيادىـ .ونحف نرتؿ ىذا المزمور لنذكر أف
المسيح ىو فصحنا ذبح ألجمنا (ٔكو٘ )ٚ2ليحررنا مف عبودية إبميس ،ويؤسس كنيستو ،جسده الذي ىو نحف،
ونسبحو عمى عممو الفدائي.
آية (ٖ) ٖ" -ا ْلب ْحر رآه فَيرب .األُرُدن رجع إِلَى َخ ْم ٍ
ف". ْ ََ َ َ ُ َ ُ ََ َ
ب = والبحر يشير لمعالـ .ولقد كانت الشياطيف تيرب مف أماـ المسيح (مت )ٖٕ-ٕٜ2ٛوالبحر األحمر ا ْل َب ْح ُر َى َر َ
إنشؽ أماميـ رم اًز ليذا .أما رجوع األردف فيشير لكسر شوكة الموت .لذلؾ صارت المعمودية وىي موت مع
المسيح وقيامة معو مرمو اًز ليا بعبور البحر وعبور األردف.
اآلكام ِم ْث َل ُح ْمبلَ ِن ا ْل َغ َنِمَ .ما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ اآليات (ٗٗ" - )ٛ-ا ْل ِج َبا ُل قَفَ َز ْت ِم ْث َل ا ْل ِك َب ِ
٘
ت ؟ َو َما ُ وَ , اش
ِ
اشَ ,وأَيَّتُ َيا التٍّبلَ ُل مثْ َل ُح ْمبلَ ِن ِ ِ ِ
ف ؟ َ ٙو َما لَ ُك َّن أَيَّتُ َيا ا ْلج َبا ُل قَ ْد قَفَ ْزتُ َّن م ْث َل ا ْلك َب ِ ت إِلَى َخ ْم ٍ لَ َك أَي َيا األ ُْرُدن قَ ْد َر َج ْع َ
ان ِمي ٍ وب! ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ ِ ِ الر ٍّ ِ ض تََزْل َزلِي ِم ْن قُد ِ ا ْل َغ َنِم؟ أَيَّتُ َيا األ َْر ُ
الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ ب ,م ْن قُدَّام إِلو َي ْعقُ َ
ٛ ٚ
ان
الص َّو َ
اهَّ , َّام َّ
يع ِمي ٍ
اه". إِلَى َي َنا ِب ِ َ
ت = يشير أف ما حدث لـ يكف شيئاً طبيعياً بؿ ناتج عف الحضور اإلليي سؤاؿ المرنـ َما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ
الذي تتزعزع امامو قوات الطبيعة .فالبحر ينشؽ .والجباؿ تقفز .ولقد تزلزت األرض فعبلً حينما تكمـ اهلل مع
الشعب لدرجة أف موسى نفسو إرتعب "ارتجؼ كؿ الجبؿ جداً" (خر + ٔٛ2ٜٔعبٕٔ .)ٕٔ-ٔٛ2والمرنـ ىنا
صور الجباؿ الشاىقة بأنيا كحمبلف وكباش تقفز أماـ اهلل.وىذا قد يكوف تصوير شعرى إما اعبلنا عف حالة فرح
ُي َّ
او حالة رعب وفزع مف مجد اهلل .ولكف الـ يحدث ىذا فعبل في نقؿ جبؿ المقطـ ،واألرض تتزلزؿ فعبل بزالزؿ
321
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)
مدمرة ،فماذا يمكف اف يحدث فعبل قداـ مجده وحضوره .وتفيـ بطريقة رمزية فالمموؾ الجبابرة المتكبريف قد
ارتاعوا أماـ شعب اهلل (يشٕ )ٔٔ-ٜ2وتفيـ أنو أماـ الحضور اإلليي فالقديسيف بقاماتيـ العالية كالجباؿ يكونوف
في فرح كمف يقفز .وزلزلة األرض تفيـ بأف مف يسمع كبلـ الرب وىو في خطاياه يتزلزؿ ويرتعب (أعٕٗ)ٕ٘2
بؿ نفيـ أنو أماـ إيماف شعب اهلل تنتقؿ الجباؿ (متٕٔ .)ٕٔ2فميما كانت المشاكؿ أماـ شعب اهلل فيي كبل شئ
يتصور في بداية
َّ (زؾٗ .)ٚ2لذلؾ قاؿ بولس الرسوؿ "استطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني" وىؿ كاف أحد
المسيحية عمى يد ٕٔ تمميذ خائفيف أف تنتشر المسيحية في كؿ العالـ ،وكيؼ اندحرت قوة الشياطيف ومقاومتيـ
لمكنيسة وكانت كبل شئ .وبنفس المفيوـ كيؼ تنيار جباؿ الشكوؾ وتيارات الشيوة في داخؿ نفس اإلنساف بعمؿ
ان ِمي ٍ الروح القدسٕ( .كوٓٔ .)٘2ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ
اه = إشارة لمروح القدس الذي انسكب بعد عمؿ الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ
المسيح.
322
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس عشر
الترجمة السبعينية تض ـ ىذا المزمور عمى المزمور السابؽ .وفيو نتعمـ أف نعطي المجد هلل ال ألنفسنا ،هلل ال
لؤلوثاف .ونعطى المجد هلل بأف نثؽ فيو ونتكؿ عميو وليس عمى مخموؽ سواه ،وبأف نباركو أي نسبحو ونشيد لو
أماـ كؿ إنساف .وعمينا أف نصمي بيذا المزمور دائماً خاصة لو أحاطت بنا الضيقات.
ون ,اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ بُ .ى َو ُم ِعينُ ُي ْم َو ِم َجن ُي ْمَ .يا َب ْي َ س َرِائي ُل ,اتَّ ِك ْل َعمَى َّ
اآليات (َ " - )ٔٔ-ٜيا إِ ْ
ٓٔ ٜ
ب.
الر ٍّ ت َى ُار َ الر ٍّ
بُ .ى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم". ب ,اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ
الر ٍّ ُى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْمَ .يا ُمتَّ ِقي َّ
الر ٍّ
ٔٔ
323
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)
ب ِم َن َ
ِ ٔٛ
َّى ِرَ .ىمٍّمُ َ
ويا". اآلن َوِالَى الد ْ الر َّ
ار ُك ََّما َن ْح ُن فَ ُن َب ِوت .أ َّ ض الس ُك أ َْر ِ
الرب ىو الذي يبارؾ شعبو ،ويزيد بركتو عمييـ ،وعمى أبنائيـ .والرب صنع السموات واألرض .وىو جالس عمى
آد َم = ىو صاحب الكرـ أي األرض اىا ِل َب ِني َط َ َع َ
ض فَأ ْ َما األ َْر ُ
ب .أ َّات ِل َّمر ٍّ
س َم َاو ٌ
ات َ الس َم َاو ُعرشو في السموات= َّ
فيو خالقيا ولكنو استأمف البشر عمييا وينتظر منيـ كصاحب أرض أف يقدموا ثما اًر صالحة .وما ىي الثمار
ون
س ٍّب ُح َ
ات ُي َ
س األ َْم َو ُ
الصالحة التي يطمبيا الرب ويفرح بيا؟ التسبيح .والتسبيح عبلمة أف اإلنساف حي= لَ ْي َ
ب .ومف ىـ األموات؟ ىـ األموات بالخطايا وىؤالء ال يستطيعوف أف يسبحوا اهلل (مز+ ٗ2ٖٔٚرؤٖ.)ٔ2 الر َّ
َّ
َما َن ْح ُن
وبالتوبة نسمع عف االبف الضاؿ "ابني ىذا كاف ميتاً فعاش .ومف بتوبتو يعود لمحياة يعود ليسبح الرب= أ َّ
ب.
الر َّ األحياء فَ ُن َب ِ
ار ُك َّ
324
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )
ضر َع ِاتي".
ص ْوِتي ,تَ َ
س َمعُ َ
ب َي ْ
الر َّ
َن َّ
ت أل َّ
َح َب ْب ُ
ٔ
آية (ٔ) " -أ ْ
ت = I love the LORDفي اإلنجميزية .فيو أحب اهلل ألنو إلو محب حنوف يسمع تضرعاتو ،يشعر َح َب ْب ُ
أْ
بأالمو ،ويستجيب لو حيف يطمب.
اسِم َّ اوي ِةَ .كاب ْد ُ ِ اآليات (ٖٖ" - )٘-ا ْكتََنفَتْ ِني ِحبا ُل ا ْلمو ِت .أَصابتْ ِني َ ِ
ت ضيقًا َو ُح ْزًناَ .وِب ْ ش َدائ ُد ا ْل َي ِ َ
ٗ
ت
ب َد َع ْو ُ
الر ٍّ َ ََ َْ َ
ِ ان و ِ آه َيا َربَ ,ن ٍّج َن ْف ِسي!»َّ .
« ِ
الرب َح َّن ٌ َ
٘
يم".لي َنا َرح ٌ
ٍّيقَ ,وِا ُ
صد ٌ
كانت الضيقات حوؿ داود شديدة وخطيرة ،بؿ اقترب مف الموت .والحباؿ تشير لتقسيـ الميراث ،أي أف ميراثو
ب اسِم َّ
الر ٍّ ونصيبو وما كاف مقر اًر عميو ىو الموت .وبالنسبة لكؿ منا فالخطية تقودنا لمموت .وماذا فعؿ داود؟ ِب ْ
ت = ىذا تعميـ لكؿ منا أف نصرخ هلل إذا اجتذبتنا حباؿ الشيوة لتقودنا في طريؽ الخطية ،طريؽ الموت. َد َع ْو ُ
ِ ان و ِ
يم = .صديؽ بمعنى عادؿ ،ولكف نبلحظ أنو يسبؽ قولو صديؽ أف الرب حناف لي َنا َرح ٌ
ٍّيق َوِا ُ
صد ٌ الرب َح َّن ٌ َ َّ
ويتبعو أنو رحيـ .فعدؿ اهلل مغمؼ بالرحمة .وىذا ما ظير عمى الصميب.
ص ِني".
ت فَ َخمَّ َ
افظُ ا ْلبسطَ ِ
اء .تَ َذلَّ ْم ُ َُ
الرب ح ِ ٙ
آية (َ َّ " - )ٙ
اء = األطفاؿ في السبعينية .الطفؿ حيف يصيبو أذى يصرخ ولكنو ال يفكر في االنتقاـ .ولذلؾ ط ِ
سَ ِ
الرب َحافظُ ا ْل ُب َ
َّ
إذا تركنا األمر هلل دوف تفكير في االنتقاـ يحفظنا .تَ َذلَّ ْم ُ
ت = اتضعت (السبعينية) .فاالتضاع أماـ اهلل ىو مقدمة
لمخبلص.
325
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )
326
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)
س َن ِات ِو لِي؟" ب ِم ْن أ ْ
َج ِل ُك ٍّل َح َ آية (ٕٔ) َ " -ما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ
ٕٔ
س َن ِات ِو لِي = الرب وحده مصدر خبلصي ورب نعمتي .وماذا يطمب الرب منا "يا َج ِل ُك ٍّل َح َ ب ِم ْن أ ْ
َما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ
ابني إعطني قمبؾ" (أـٖٕ .)ٕٙ2أي تعطيني نفسؾ بإرادتؾ.
327
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)
والكأس تشير لمتناوؿ مف دـ المسيح .وكؿ مف يتناوؿ باسـ الرب يدعو ويعترؼ بما قدمو لو المسيح .ونوع آخر
وره لِ َّمر ٍّ
ب = صمواتو بؿ تقديـ حياتو كميا هلل .فيو نذر أف يقدـ حياتو كميا هلل، مف االعتراؼ ىو أنو يوِفي ُن ُذ ِ
وسيفعؿ ىذا أمام ُك ٍّل الناس .ىو ال يخجؿ مف عبلقتو باهلل بؿ يوفي نذوره قداـ الناس ،وىو مستعد حتى لمموت
ليفي نذره هلل،كما فعؿ دانياؿ وصمي ،وتعرض لمموت بسبب ذلؾ ،وال يفعؿ ذلؾ ليمفت نظر الناس بؿ ليعترؼ
بفضؿ اهلل عميو اماـ الكؿ وعمينا أف كؿ مف يتناوؿ يفي نذره هلل بأف يموت عف شيواتو الجسدية .وفي اعترافو
بالرب يكوف مستعداً لمموت تماماً.
مف يموت ويسكب نفسو في اعترافو بالرب يكرمو اهلل "أنا أكرـ الذيف يكرمونني" فاهلل يفرح بموتيـ ويضميـ مع
ت أَتْ ِق َي ِائ ِو ولنرى المعجزات التي تتـ يومياً باسـ الشيداء لنرى كيؼبَ .م ْو ُ يز ِفي َع ْي َن ِي َّ
الر ٍّ قديسيو وشيدائو= َع ِز ٌ
كرميـ اهلل.
وأال نرى في ىذه اآلية تطبيقاً ليا عف موت المسيح وطاعتو لذلؾ رفعو اهلل وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ-ٚ2
ٔٔ) لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة .إال أف ىذه اآلية تفيـ أيضاً أف اهلل يحفظ نفس قديسيو مف
أيدي أعدائيـ ،فنفس اإلنساف ليست ممؾ إنساف آخر ،وحيف يريد اهلل ينقذ نفس عبيده ،فاهلل أرسؿ مبلؾ لينقذ
بطرس ،وأرسؿ زلزلة فتحت أبواب السجف لبولس ،والسيد المسيح أجاب بيبلطس لـ يكف لؾ عمى سمطاف البتة
إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ ،ولكف متي تنجح مؤامرة االعداء ويتمكنوا مف قتؿ اوالد اهلل ؟ ىذا اف كاف اهلل
يريد ذلؾ ،حينئذ تنتيي الحياة بأي اسموب يراه اهلل.
328
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)
329
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع عشر
المزمور المئة والسابع عشر (المئة والسادس عشر في األجبية)
في المزمور السابؽ ( ،)ٔٔٙكاف المرنـ يرنـ هلل عمى عممو معو ،وىنا يدعو كؿ الشعوب أف تؤمف باهلل وتسبحو
عمى أعمالو العجيبة .وىو أقصر المزامير كميا .ونصمي بو في مزامير الساعة الحادية عشر بعد أف أنزلوا جسد
المخمص مف عمى الصميب .ونطمب فيو أف يصمي الجميع لمرب الذي مات عنا مسبحيف شاكريف عممو ،فيو
ذاؽ الموت لكي يبيد إبميس الذي لو سمطاف الموت (عبٕ .)ٔٗ2ونصمي المزمور أيضاً في القداس بعد تقديـ
الحمؿ.
330
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن عشر
331
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
وتصمي الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الحادية عشرة ،أثناء إنزاؿ جسد المسيح مف عمى الصميب ،لتذكر أحداث
ذلؾ اليوـ الرىيب الذي اجتمع الكؿ فيو ضد المسيح وصمبوه (اآليات ٓٔ .)ٔٗ-ولكف الرب عضد المسيح
(ٖٔ )ٔٗ،إذ استمع إلى صراخو أية(٘) .وأقامو منتص اًر عمى الموت ( .)ٔٛ-ٔٙبعد أف كانوا قد صمبوه إذ
أوثقوا الذبيحة بربط إلى قروف المذبح .والمذبح ىو الصميب والذبيحة ىي المسيح .ونرى في ىذا صورة لمكبش
الذي وجده إبراىيـ موثقاً بقرنيو إلى الغابة .والقروف رمز لمقوة ،فالمسيح استسمـ تماماً دوف إبداء أية مقاومة كمف
ىو ببل قوة واذ ترى الكنيسة عمؿ المسيح الخبلصي تطمب مف الجميع أف يسبحوا اهلل عمى عممو .إذا أروا
وأدركوا قوة الخبلص وقوة دـ المسيح .وكوف الذبيحة موثقة بقوة بقروف المذبح فيذا يعني2
قوة الخبلص (القروف رمز القوة في المجتمعات الرعوية).
إشتياؽ المسيح ليذا الخبلص (إش)٘-ٕ2ٕٚ
س َرِائي ُل «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو». ِٕ ِ صالِ ٌح ,أل َّ
َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ل َي ُق ْل إِ ْ ب أل ََّن ُو َ اآليات (ِٔ " - )ٗ-ا ْح َم ُدوا َّ
ٔ
الر َّ
ب «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو»". ون «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو» .لِ َيقُ ْل ُمتَّقُو َّ
الر ٍّ
ٗ
لِ َي ُق ْل َب ْي ُ
ت َى ُار َ
ٖ
َر ْح َمتَ ُو أربع مرات ،ورقـ ٗ يشير لمعالـ وذلؾ ألف رحمة الرب شممت العالـ كمو ،فيوتتكرر عبارة إِ َّن إِلَى األ ََب ِد
ون =
ت َى ُار َ
ورحمتو شممت الجميع ييوداً (فيو خمصيـ مف كؿ ضيقاتيـ) وكينة= َب ْي ُ صالِ ٌح = صانع الخيرات. َ
إذ أعطاىـ أف يكونوا كينة لو فنالوا كرامة أكثر مف باقي الشعب خصوصاً إذ أزىرت عصا ىروف وحينما اقتربوا
ب = الذيف يستجيبوف لو ولعممو ،وأما المعاندوف فيـ لممذبح يشفعوف في الشعب .ورحمة اهلل تشمؿ كؿ ُمتَّقُو َّ
الر ٍّ
يرفضوف رحمتو.
َع َد ِائي".
سأ ََرى ِبأ ْ ِ ِ ان؟ ِ َّ ٚ
الرب لي َب ْي َن ُمعين َّيَ ,وأََنا َ س ُ ص َنعُ ِبي ِ
اإل ْن َ افَ .ما َذا َي ْ الرب لِي فَبلَ أ َ
َخ ُ
ٙ
اآليات (َّ " - )ٚ-ٙ
خافوا ليس مف الذي يقتؿ الجسد ولكف ليس لو سمطاف عمى النفس .قد نضطيد اآلف ولكف لنا نصيباً سماوياً.
ووقتيا سيكوف نصيب إبميس وتابعيو بحيرة النار وكؿ ما يصيبنا فيو بسماح مف اهلل ضابط الكؿ فمماذا نخاؼ
ين َّي = ىناؾ كثيريف حولي يعينونني ولكف ما أفخر بو وأعتمد عميو ليس قوة ىؤالء األبطاؿ(يو .)ٔٔ2ٜٔب ْي َن م ِع ِ
َ ُ
بؿ اهلل الذي لو قوة غير محدودة وأنو يحبني ،بينما ىؤالء األبطاؿ قد يحبونني اليوـ وغداً ال .وقوتيـ محدودة ،بؿ
اهلل ىو الذي ارسميـ لي ليعينوني.
332
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
ض َد ِني".
فَ َع َ
لقد أحاط األعداء بالمسيح ثـ بكنيستو ،وعمى كؿ صديؽ ليسقطوه في خطية .وباسـ الرب دائماً يندحر إبميس
وجنوده وأتباعو ،وكما انتصر داود عمى جميات باسـ الرب ،انتصر المسيح عمى الشيطاف بالصميب ،وانتصر
ب ي ِبيد أعدائو ٖ مرات ،وىذا إشارة لمثالوث لذلؾ اسِم َّ
الر ٍّ ب .والحظ تكرار أنو ِب ْ اسِم َّ
الر ٍّ وينتصر كؿ مؤمف ِب ْ
الش ْو ِك= تنطفئ سريعاً مصدرة أصواتاً عالية ولكف ببل
ار َّ نعمد باسـ اآلب واالبف والروح القدس (متَ .)ٜٔ2ٕٛن ِ
َسقُطَ = دفعت ألسقط (سبعينية) .ويشير المدفوع ليسقط إلى آدـ استم اررية ،وىكذا حرب إبميسَ .د َح ْرتَِني ُد ُح ًا
ور أل ْ
ويشير لكؿ مف يجربو إبميس ليسقطو ولكف الرب يعينو.
َح َيا
وت َب ْل أ ْ
َم ُ
ٔٚ
ْس» .الَ أ ُ ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ
ب َالر ٍّ
ين َّب ُم ْرتَ ِف َع ٌةَ .ي ِم ُ
الر ٍّ ْسَ .ي ِم ُ
ين َّ
ٔٙ
ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ
ب َالر ٍّ
ين َّ ين « َي ِم ُ الصد ِ
ٍّيق َ ٍّ
َعم ِ
ب".الر ٍّ
ال َّ ٍّث ِبأ ْ َ
ُحد َُوأ َ
ب ىو ابف اهلل الذي تجسد لخبلصنا وتكرار القوؿ ٖ مرات إشارة إلى أف عمؿ الخبلص ىو عمؿ الر ٍّ
ين ََّي ِم ُ
الثالوث .وىذا موضوع تسبيح المفدييف.
اآليات (ٕٕ ) ٕٛ-نرى فييا عمؿ المسيح الخبلصي فنرى فييا تجسده وصمبو وكمدخؿ ليذه اآليات نسمع ىنا
اب ا ْل ِبٍّر لتعبر عف اشتياقو ليذا العمؿ الفدائي الذي سيبرره وسيبرر كؿ مؤمف. ِ ِ
طمبة المرتؿ افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ
وبالمعمودية ندخؿ الكنيسة جسد المسيح الذي إف ثبتنا فيو نثبت في البر ،ويأتي الرد عمى المرتؿ كاستجابة لو
ت ِلي. َح َم ُد َك أل ََّن َك ْ
استَ َج ْب َ ب = والباب ىو المسيح فميس بسواه نتبرر .فيسبح أ ْ اب ِل َّمر ٍّ
ى َذا ا ْل َب ُ
333
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)
334
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))
عودة لمجدول
قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصية
اد ِات ِوِ .م ْن ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم َي ْطمُ ُبوَن ُو". اف ِظي َ
ش َي َ (ٕ) ٕ" -طُوبى لِح ِ
َ َ آية
ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم = أي يحفظ الوصية ال بالقوؿ فقط بؿ بتنفيذىا( .يؤٖ .)ٔٚ2وىنا يطمب المرنـ القمب الذي ِم ْن
يطمب اهلل تماماً ،القمب غير المنقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ (متٕٕ.)ٖٚ2
ت ِب َو َ
ٗ
اما".
ظ تَ َم ً
َن تُ ْحفَ َ
اك أ ْ
ص َاي َ ص ْي َ
ت أ َْو َ
آية (ٗ) " -أَ ْن َ
اما = طمب اهلل أف نحفظ الوصايا تماماً ،أي إىماؿ لوصية ميما كانت صغيرة يسبب لئلنساف ألـ، ظ تَ َم ً
تُ ْحفَ َ
وفقداف السبلـ( .تث .)ٜ-ٙ2ٙواإلنساف إما يستجيب لوصايا اهلل أو لصوت قمبو .والقمب أخدع مف كؿ شئ وىو
نجيس (أر .)ٜ2ٔٚوالوصية تحمينا مف أنفسنا.
335
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))
(آيةٗ)( .مت .)ٕٓ2ٕٛونبلحظ أف ال ْخ َزى مصاحب لمخطية (كما حدث مع آدـ وحواء) (دا .)ٛ2ٜومف يتوب
إذا خجؿ فيذا يفرح بو اهلل ،أما مف يتمادى يتقسى قمبو لدرجة أف يخطئ وال يخجؿ.
336
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))
عودة لمجدول
قطعة (ب) نصيحة لمشباب
في القطعة األولى وضع المرنـ القاعدة وىي الطوبى لمف يحفظ الوصية .وىنا كمجرب يعطي المرنـ نصيحة
لمشباب أف يحفظوا الوصية فتكوف ليـ بركة في حياتيـ.
ب َكبلَ ِم َك".
سَ
ِ ِِ
الشاب طَ ِريقَ ُو؟ ِبح ْفظو إِيَّاهُ َح َ
آية (ِ ٜ" - )ٜب َم ُي َزٍّكي َّ
الشاب طَ ِريقَ ُو = بـ يقوـ الشاب طريقو (سبعينية) .أي كيؼ يسيروف في طريؽ مضموف يؤدي لمحياة ِب َم ُي َزٍّكي َّ
األبدية باإلضافة ىنا عمى األرض .ما الذي يزكيو ليحصؿ عمى ىذا ،ىو أمامو طرؽ كثيرة ،فالعالـ يجذبو
ب َكبلَ ِم َك = أي إذا
سَ
ِ ِِ
بمغرياتو ،والمرنـ يشفؽ عمى الشاب فيعطيو نصيحة ثمينةِ .بح ْفظو إِيَّاهُ =(أي نفسو) َح َ
حفظ الوصية يحفظ نفسو والمرنـ يوجو النصيحة لمشباب ،فالشاب بطبيعتو مندفع .أما الشيخ فيو إما نضج أو
ضعؼ .ولذلؾ فالجامعة يقوؿ نفس النصيحة "أذكر خالقؾ أياـ شبابؾ" (جإٔ.)ٔ2
ِ ِ
آية (ٓٔ) ِ " -ب ُك ٍّل َق ْم ِبي طَمَ ْبتُ َك .الَ تُضمَّني َع ْن َو َ
ٓٔ
اك".
ص َاي َ
من ُك ٍّل َق ْم ِبي = اهلل يعمف ذاتو لمف يطمبو بكؿ صدؽ ،وال يطمب سواه .وىنا المرنـ يطمب مف اهلل أف يعينو أف
يستمر طواؿ حياتو يدرس كممة اهلل ويحاوؿ أف ينفذىا وال يضؿ عف ىذا.
مف اختبر عمؿ اهلل ال يطيؽ السكوت ،بؿ يشيد هلل عمى عطاياه وأعمالو العجيبة.وىكذا فعمت السامرية "ىمموا
ت = أظيرت ( سبعينية ) وفي ( االنجميزية ) =اوضحت .
س ْب ُ
انظروا إنساناً قاؿ لي كؿ ما فعمت" (يوَٗ .)ٕٜ2ح َ
337
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))
338
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
عودة لمجدول
قطعة (ج) االشتياق لكممة اهلل في غربتنا
ب ِم ْن ِ
ف َع ْن َع ْي َن َّي فَأ ََرى َع َجائ َ ظ أ َْم َر َك .ا ْك ِش ْ
ٔٛ
َحفَ َ َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك ,فَأ ْ
َح َيا َوأ ْ
ٔٚ
اآليات ( " - )ٔٛ-ٔٚأ ْ
يع ِت َك".
ش ِر َ
َ
َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك = طالما أحسف اهلل إلى داود وأنقذه مف أعدائو ،بؿ أعطاه أف يممؾ .ولكنو يطمب ىنا أف أْ
ٚ
339
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
ين ا ْل َمبلَ ِع َ
ين الضَّالٍّ َ ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ
ٕٔ
اك".
ص َاي َ
ين َع ْن َو َ آية (ٕٔ) " -ا ْنتَ َي ْر َ
المعنة ىي نصيب مف يترؾ وصايا اهلل ويتبع وصايا الناس أو فمسفاتيـ ،فيناؾ مف في كبرياء ينكر وجود اهلل
(الوجودية وغيرىا) .راجع (تث . ) ٙٛ -ٔ٘2ٕٛوىؤالء ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِرو َن ىـ تبلميذ إبميس المتكبر (أشٗٔ.)ٖٔ2ٔٗ،
ين = أي اهلل انتيرىـ ،وداود كممؾ لو اف ينتير االشرار . ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ
ا ْنتَ َي ْر َ
اداتُ َك ِى َي
ش َي َ
ضا َ
ٕٗ َما ع ْب ُد َك فَي َنا ِجي ِبفَرِائ ِ
ض َك .أ َْي ً َ ُ اء ,تَقَ َاولُوا َعمَ َّي .أ َّ َ
س ُضا ُر َؤ َ
س أ َْي ً
ٖٕ
اآليات (َٖٕ " - )ٕٗ-جمَ َ
ورِتي".
ش َ لَ َّذ ِتي ,أ ْ
َى ُل َم ُ
أقوياء األرض والرؤساء اضطيدوا المرتؿ وتقاولوا عميو وكاف ىذا سبب ألـ لو .فكيؼ يتعزى؟ ىو يمجأ لكممة اهلل
يميج فييا ويتمذذ بيا .وقد يعني بالرؤساء الشياطيف الشامتيف فيو اذ اخطأ .لذلؾ يعود ويميج بفرائض اهلل.
340
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
عودة لمجدول
قطعة (د) الوصية حياة لمنفس المتضعة
ب َكمِ َم ِت َك".
سَ
اب َن ْف ِسي ,فَأ ْ ِ
َح ِيني َح َ
آية (ٕ٘) ٕ٘" -لَ ِ
صقَ ْت ِبالتر ِ
َ
ىو سابقا تكمـ عف العار الذي يمحؽ بالخاطئ .وىنا رأي ماذا كانت نتيجة الخطية النيائية ووجد انيا الموت
ووجد اف في تنفيذ الوصية حياة (تث + ٗٙ2ٖٕ،ٗٚتثٓٔ + ٕٓ-ٕٔ2يؤٔ .)ٕ٘2فمف يمتصؽ بالرب يحيا.
ومف يخالؼ الوصية ينفصؿ عف اهلل فيموت "لؾ اسـ أنؾ حي وأنت ميت" (رؤٖ .)ٔ2ومف يقدـ توبة يقاؿ عنو
"ابني ىذا كاف ميتاً فعاش" .ومف أحب الخطية تمتصؽ نفسو بتراب ىذا العالـ وشيواتو الشريرة ،وحتى يقترب مف
اهلل ثانية عميو أف ينسحؽ ويتواضع وتمتصؽ نفسو بالتراب كما فعؿ أىؿ نينوى فيقبمو اهلل ويعود لمحياة ثانية.
(يساعد عمى ىذا المطانيات في خشوع) .وكؿ مف يشعر بالخطية في داخمو ،يشعر أنيا تقوده لمموت فيصرخ
ب َكمِ َم ِت َك" (رو .)ٕٗ2ٚواذ يرى الرب إنسحاؽ ىذا اإلنساف يرفعو مف المزبمة ويأخذ الرب
سَ
إلى اهلل "أ ْ ِ
َح ِيني َح َ
ىذا التراب وينفخ فيو نسمة حياة وتكوف لو ىذه الحياة قيامة أولى .وكبلـ اهلل حي ويحيي النفس (عبٗ.)ٕٔ2
ووعوده محيية لمف يستجيب لعمؿ الكممة فيو فتكوف لو أيضاً قيامة ثانية(.رؤٕٓ .)ٙ2ولذلؾ نصمي ىذه اآلية
في تجنيز الموتي ،فالميت سيوضع في القبر ويمتصؽ بالتراب بؿ ويصير تراباً فينطبؽ عميو "لَ ِ
صقَ ْت ِبالتر ِ
اب َ
َن ْف ِسي " .والكنيسة تصمي برجاء أف يعطيو اهلل حياة .والمسيح أعطانا جسده لتكوف لنا حياة .فمنتب وننسحؽ
ونتناوؿ فيكوف لنا حياة.
ب َكمِ َم ِت َك = ارجع لي الحياة حسب ارادتؾ ،ونجد اشتياؽ بروح النبوة لفداء المسيح الذي اعاد لنا
سَ
أْ ِ
َح ِيني َح َ
الحياة
مف الميـ جداً بؿ وحيوي أف نردد كبلـ اهلل المقدس كؿ اليوـ فيولد فينا ح اررة روحية.
ب َكبلَ ِم َك".
سَ
ِ ِ ِ ِ
ط َر ْت َن ْفسي م َن ا ْل ُح ْز ِن .أَق ْمني َح َ
ٕٛ
آية ( " - )ٕٛقَ َ
أحزاف المرنـ ناتجة عف تقصيره في تنفيذ الوصية .قَطَ َر ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل ُح ْز ِن = صار مثؿ شمعة مشتعمة تقطر
قطرة تمو قطرة إلى أف تذوب .وىذه حقيقة فنحف في خبلؿ فترة حياتنا عمي االرض نذوب يوما وراء يوـ الي اف
رجاء .فالحزف اليائس ىو عمؿ شيطاني ،أما الحزف
ً نموت وىناؾ فرؽ كبير بيف الحزف اليائس والحزف الممموء
341
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))
الذي يصاحبو رجاء في قبوؿ اهلل لمتائب يدفع النفس أف تبتيج بقبوؿ اهلل ليا كنفس تائبة فتسبح اهلل لذلؾ نجد
ب َكبلَ ِم َك = إعطني قيامة مف موت الخطية ،فأسمؾ في كبلمؾ ووصاياؾ .ىنا المرنـ سَ
ِ ِ
المرنـ يضيؼ أَق ْمني َح َ
يشعر أف اهلل لف يقبمو فقط كتائب بؿ سيعينو في طريقو .وايضا بروح النبوة نجد في ىذه االية اشتياؽ لقيامتو
التي ستكوف في المسيح .
المرنـ يشعر بأف الخطية ساكنة فيو ،وأنو غير قادر أف يسمؾ في طريؽ وصايا اهلل مف نفسو ،وأنو يحتاج لمعونة
يق ا ْل َك ِذ ِب = عادة الكذب ىي عادة رديئة ،ىي ضد اهلل ،فاهلل ىو حؽ مطمؽ وال يقبؿ أي كذب أو إليية .طَ ِر َ
يع ِت َك ْار َح ْم ِني= واف كانت شريعتؾ تحكـ عمي غش أو إعوجاج .طريؽ الظمـ (سبعينية) .واف اخطأت يارب ِب َ
ش ِر َ
الخاطئ بالموت ،لكننى يا رب اف االساس في شريعتؾ ىو الرحمة فانت ال تريد موت االنساف وىبلكو .
342
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))
حينما سار وجري في الطريؽ ،خاؼ اف يرتد لضعفو وىنا يطمب مف اهلل اف يثبتو في الطريؽ لمنياية.والطريؽ
الروحي يحتاج أف نتعمـ فيو مف اهلل ،ونكوف كتبلميذ أماـ معمميـ حتى ال يحدث إنحراؼ" .ولكف مف الميـ أيضاً
أف يكوف لنا مرشد وأب اعتراؼ".
ظ َيا ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي". ش ِر َ آية (ٖٗ) " -فَ ٍّي ْم ِني فَأُالَ ِح َ
ٖٗ
َحفَ َ
يعتَ َكَ ,وأ ْ ظ َ
المرنـ يحب أف يفيـ الناموس ،ويصمي ليعطيو اهلل فيماً .وحينما نفيـ فائدة الوصية وأنيا أعطيت ليكوف في
تنفيذىا حياة .نحفظيا مف كؿ القمب ،أي برغبة وحب واصرار.
ِ س ِب ِ ٖ٘ ِ ِ
اك ,أل ٍَّني ِبو ُ
س ِرْر ُ
ت". ص َاي َ
يل َو َ آية (ٖ٘) َ " -دٍّرْبني في َ
َدٍّرْب ِني = إىدني في السبعينية .فاإلنساف متمرد بطبيعتو ويحتاج إلى ترويض وىذا يعممو اهلل مع كؿ نفس تريده.
ِ
وىذا الترويض قد يشمؿ بعض التجارب واالالـ .أل ٍَّني ِبو ُ
س ِرْر ُ
ت = ىنا نرى االختيار بحرية لطريؽ اهلل ونرى
أنو غير قادر وحده أف يسمؾ فيو ويحتاج لتدريب وفيـ مف اهلل حتى ال ينحرؼ.
343
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))
َح ِي ِني".
اكِ .ب َع ْدلِ َك أ ْ
ص َاي َ
ت َو َ آية (ٓٗ) " -ىأََن َذا قَِد ا ْ
شتَ َي ْي ُ
ٓٗ
حينما تذوؽ المرنـ حبلوة الوصية اشتياىا .وعدؿ اهلل المحيي ظير عمى الصميب.
344
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))
عودة لمجدول
قطعة (و) الشيادة لكممة اهلل
ب ُم َع ٍّي ِري َكمِ َم ًة ,أل ٍَّني اتَّ َك ْم ُ ب قَ ْوِل َك ,فَأ َ
ُج ِ ٔٗ ِ ِ ِ
ٕٗ
ت َعمَى او َ سَص َك َح َ
اآليات (ٔٗ " - )ٕٗ-لتَأْتني َر ْح َمتُ َك َيا َربَ ,خبلَ ُ
َكبلَ ِم َك".
ىنا المرنـ يطمب الرحمة والخبلص األبدي وىذاف كانا بالمسيح .فيو ىنا يتمسؾ بوعود اهلل بيذا المخمص الذي
وعد بو اهلل ،وىذا الوعد ال يخمو منو سفر في العيد القديـ ،ابتداء مف (تؾٖ + ٔ٘2تث + ٔ٘2ٔٛتؾٕٕ،ٔٛ2
.)ٔٓ2ٜٗوال ُم َع ٍّي ِرين ىنا ىـ مف يشككوف المرنـ في فائدة انتظاره لمخبلص ويدفعونو لميأس ،وكاف ىذا صوت
إبميس دائماً وال يزاؿ .فالمرنـ يريد أف يعطيو اهلل براىيف واضحة لخبلصو العجيب ليجيب الذيف يعيرونو بأنو
ىالؾ ومرفوض .والرب يسوع نفسو لـ يسمـ مف تعييرات الخطاة.
ش ِر َ
يعتَ َك ظ َ
َحفَ َ
ٗٗ
ام َك .فَأ ْ
َح َك َ
ت أْ ع ِم ْن فَ ِمي َكبلَ َم ا ْل َح ٍّ
ق ُك َّل َّ
الن ْز ِع ,أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ اآليات (َٖٗ " - )ٗٗ-والَ تَ ْن ِز ْ
ٖٗ
اك".
ص َاي َ شى ِفي َر ْح ٍب ,أل ٍَّني طَمَ ْب ُ
ت َو َ آية (٘ٗ) َ ٗ٘" -وأَتَ َم َّ
مف يسمؾ في وصايا اهلل يخرج مف األنانية واإلنغبلقية إلى الرحب والسعة ومف التعصب إلى سعة القمب ،
فيحوي الجميع حباً وبذالً .بؿ إذا اضطيد يفرح (أع٘.)ٗٔ2
345
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))
اك = رفع اليديف يشير إلى تمسكو الشديد بيا واشتيائو أف ينفذىا، ي إِلَى َو َ
ص َاي َ يكرر آية ( )ٗٚلمتثبيتْ .رفَ ُعت َي َد َّ
واليديف أداة التنفيذ ،فكأنو يرفع يديو إلى اهلل ليعطيو القوة أف ينفذ كؿ الوصايا تماماً.
346
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))
عودة لمجدول
قطعة (ز) كبلم اهلل ىو تعزيتنا في وسط الضيقة
َّى ِر َيا َرب ,فَتَ َع َّزْي ُ آية (ٕ٘) " -تَ َذ َّك ْر ُ
ٕ٘
ت". ام َك ُم ْن ُذ الد ْ
َح َك َ
ت أْ
الشييد كاف يذكر "كف أميناً إلى الموت فسأعطيؾ إكميؿ الحياة" (رؤٕ )ٔٓ2فيتشدد ويتعزى .ولنراجع مراحـ اهلل
عبر تاريخ الكتاب المقدس ،وىذا ما يعطي تعزية.
347
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))
ص َار لِي ,أل ٍَّني َح ِف ْظ ُ ش ِر َ اس َم َك َيا َربَ ,و َح ِف ْظ ُ اآليات (َ٘٘ ٘٘" - )٘ٙ-ذ َكر ُ ِ
ت في المَّْي ِل ْ
٘ٙ
ت يعتَ َك .ى َذا َ ت َ ْ
اك".
ص َاي َ
َو َ
كاف المرنـ يستغؿ ىدوء الميؿ في التأمؿ ،ويفرح بيذه الخموة مع اهلل .والميؿ يشير ليذا العالـ ،فنحف اآلف ننتظر
مجيء المسيح الثاني وىو شمس البر .أي أننا في فترة غربتنا ننتظر المسيح ،عمينا أف نذكر إسمو فنتعزى في
ص َار ِلي.
ضيقتنا ونتشدد في ضعفنا .لقد صارت لو ىذه التعزية وسط الميؿ ألنو حفظ الوصايا= ى َذا َ
348
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))
قطعة (ح) النفس تسعى لكي يرضى الرب عمييا ويكون ىو نصيبيا
عودة لمجدول
ش ِر َ ار ا ْلتَفَّ ْت َعمَ َّي .أ َّ آية (ِٔ " - )ٙح َبا ُل األَ ْ
ش َر ِ ٔٙ
س َيا".
يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ َما َ
ار = قد تكوف اضطياداتيـ والضيقات التي يثيرىا األشرار ضد األبرار ،وقد تكوف حيؿ إبميس وغوايتو ِح َبا ُل األَ ْ
ش َر ِ
لمبار ليسقط في ممذات العالـ تاركاً طريؽ اهلل .والمرنـ ىنا يقوؿ أنو وسط ىذه المضايقات لـ ينس شريعة اهلل
فكانت تعزيو وتشدده.
349
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))
رحمة اهلل واحساناتو تغمر العالـ كمو ،األبرار واألشرار يستمتعوف بخيراتو.
350
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))
عودة لمجدول قطعة (ط) النفس الضالة يؤدبيا اهلل كأب حنون ليعيدىا
ب َكبلَ ِم َك".
سَ
ِ
ت َم َع َع ْبد َك َيا َرب َح َ
ص َن ْع َ
٘ٙ
آية (َ٘ " - )ٙخ ْي ًار َ
كؿ األشياء تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل (رو .)ٕٛ2ٛونجد ىنا المرنـ يتأمؿ في معامبلت اهلل معو طوؿ
تعوج أدبو ببعض الضيقات و َّأذلو حتى ال ينتفخ
حياتو ،فوجد أف اهلل أحسف إليو كثي اًر وغمره بمحبتو ولكف حيف َّ
ويتكبر فييمؾ.
351
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))
ىنا توصَّؿ المرنـ إلى أف آالمو كانت لمخير .ىؿ لو سألنا أيوب اآلف في مجده ماذا كنت تفضؿ؟ ىؿ يجيب أنو
كاف يود لو رفع اهلل عنو كأس آالمو!! قطعاً ال فآالمو كانت سبباً في مجده وفرحو أبدياً أما آالمو فكانت لمحظة
(رو.)ٔٚ2ٛ،ٔٛ
وف َذ َى ٍب وِفض ٍ
َّة". ش ِريع ُة فَ ِم َك َخ ْير لِي ِم ْن أُلُ ِ ٕٚ
َ ٌ آية (َٕ َ " - )ٚ
ناموس اهلل ووصايا المسيح تقود لحياة أبدية أما الذىب والفضة فزائبلف.
352
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))
عودة لمجدول
قطعة (ى) استسبلم كامل لمنفس بين يدي اهلل صانعيا
جبمتاني صنعتاني
تشير لخمقة الجسد إذ جبل اهلل تراباً من األرض. - تشير لخمقة النفس بنفخة من اهلل. -
تشير إلى إعادة والدتو بالمعمودية. - تشير لخمقة آدم أوالً -
تشير لخصوصية وضع اإلنسان لدى اهلل فيو جبمو تشير لخمقة اإلنسان كأي خميقة أخرى - -
بيديو من تراب األرض كخميقة عاقمة.
وألف ا إلنساف العاقؿ لو وضع خاص لدى اهلل ،فعميو أف يمتزـ بوصاياه.والوضع المثالي اف عبلمة محبة اهلل آلدـ
اف يفيض عميو اهلل مف عطايا محبتو .وعبلمة محبة آدـ هلل اف يطيع وصاياه .والمرنـ ىنا يصمي لكي يكمؿ
اهلل ما نقص مف فيمو ،فيعقؿ ويفيـ كيؼ يسمؾ في وصايا اهلل.
353
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))
ِ ِ ِ ِ ٚٙ ام َك َع ْد ٌلَ ,وِبا ْل َح ٍّ اآليات (٘ " - )ٚٚ-ٚقَ ْد َعمِ ْم ُ
ق أَ ْذلَ ْمتَنيَ .ف ْمتَص ْر َر ْح َمتُ َك لتَ ْع ِزَيتيَ ,ح َ
٘ٚ
ب
سَ َح َك َ
َن أ ْ
ت َيا َرب أ َّ
يعتَ َك ِى َي لَ َّذ ِتي".
ش ِر َ
َن َ َح َيا ,أل َّ قَولِ َك لِع ْب ِد َكٚٚ .لِتَأ ِْت ِني مر ِ
اح ُم َك فَأ ْ ََ َ ْ
إعادة تشكيؿ اإلنساف ليتجدد بحسب صورة خالقو ،يستمزـ في بعض األحياف أف يؤدب اهلل النفس ببعض
التجارب ،ليذليا وينزع منيا كبريائيا ،والمرنـ المستسمـ لعمؿ اهلل فيو ،ال يقاوـ ىذا بؿ يطمب تعزيتو وسط
التجربة.
354
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))
عودة لمجدول
قطعة (ك) النفس التي اختبرت اهلل تشتاق لخبلصو
ضطَ ِي ِد َّ
ي؟" َّام َع ْب ِد َك؟ َمتَى تُ ْج ِري ُح ْك ًما َعمَى ُم ْ ِٗ ٛ
آية (َٗ " - )ٛك ْم ى َي أَي ُ
إف أيامي قميمة ،فخمصني يا رب مف م ْ ِ
ي = الشياطيف ومف يتبعونيـ حتى ال أقضي بقية عمري في مرار ضطَ ِيد ّ ُ
وآالـ .متى سيأتي اليوـ الذي تمسح فيو كؿ دمعة مف عيني.
يع ِت َك".
ش ِر َ
ب َ
سَس َح َ
ِ ِ ِ
ون قَ ْد َك َر ْوا لي َحفَائ َر .ذل َك لَ ْي َ
٘ٛ
آية (٘ " - )ٛا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ
َك َر ْوا لِي َحفَ ِائ َر = حفروا لي حفرة .وابميس يخدعنا بشراكو المخادعة لنسقط.
355
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))
ضطَ ِي ُدوَن ِني = كراىية الشيطاف ،ومحاوالتو إلسقاطنا بمخالفة الوصية وتصوير الوصية عمي انيا حرماف ور َي ْ
ُز ًا
ص َايا َك
مف الفرح والممذات واف ىذا حرماف لي مف حقوقي .وداود يقوؿ ابدا فكؿ ىذا خداع اما انت يا اهلل ف ُكل َو َ
َما َن ٌة = الف اهلل مف محبتو اعطي الوصية لتكوف فرحا لي ىنا عمي ارض ،وخبلصا ابديا .وابميس ال يكؼ
أَ
عف محاوالت الخداع ابدا.
اك".
ص َاي ََما أََنا َفمَ ْم أَتُْر ْك َو َ آية (ٛٚ" - )ٛٚلَ ْوالَ َقمِي ٌل ألَ ْف َن ْوِني ِم َن األ َْر ِ
ض .أ َّ
لوال معونة اهلل لسقطت في شراكيـ وانشغمت بالعالميات الزائمة فأىمؾ.
ات فَ ِم َك".
اد ِ
ش َي َ
ظ َ َح ِي ِني ,فَأ ْ
َحفَ َ ب َر ْح َم ِت َك أ ْ
سَ
ٛٛ
آية (َ " - )ٛٛح َ
356
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))
عودة لمجدول قطعة (ل) النفس التي اختبرت اهلل تثق في صدق وعوده
357
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))
األشرار بقيادة إبميس يضعوف لي شراكاً لِ ُي ْيمِ ُكوِني ،ووصيتؾ تنير لي الطريؽ .أَ ْفطُ ُن = ادرؾ ايف الشرؾ
واعرؼ كيفية التصرؼ الصحيح فبل اىمؾ .
صيَّتُ َك فَو ِ
اس َع ٌة ِجدًّا". َما و ِ آية ( " - )ٜٙلِ ُك ٍّل َك َمال َأر َْي ُ
ٜٙ
َ ت َحدًّا ,أ َّ َ
اس َع ٌة ِجدًّا = في اآلية السابقة نجد المرنـ قد اكتشؼ أف الوصية تكشؼ لو خداعات الشياطيف فينجو، صيَّتُ َك فَو ِ
وِ
َ َ
لقد اكتشؼ في كبلـ اهلل كن اًز ثميناً ،فيو يعزيو ويشدده ويكشؼ لو خداعات إبميس .وىذه طبيعة كممة اهلل ،فكؿ
يوـ نجد فييا غذاء جديد وشفاء جديد .ربما نفس اآلية نقرأىا عمى فترات وفي كؿ مرة نجد فييا معنى جديد
مشبع ومعزي ،ونجد أنيا تكشؼ لنا معنى جديد لحب اهلل بؿ تكشؼ لنا عف المسيح نفسو ويكوف ىذا سر تعزيتنا
وفرحنا الحقيقي أننا نعرفو .أما أي كماؿ آخر في العالـ فميما كاف فيو محدود.وىذا ما عمـ بو المسيح اف نبني
بيتنا عمي الصخر وليس عمي الرماؿ ( مت .)ٕٚ – ٕٗ 2 ٚ
358
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))
عودة لمجدول
قطعة (م) الوصية لذيذة وتعطي لئلنسان حكمة
َّى ِر ِى َي لِي".
َع َد ِائي ,ألَنَّ َيا إِلَى الد ْ
َح َك َم ِم ْن أ ْ
صيَّتُ َك َج َعمَتْ ِني أ ْ
آية (ٜٛ" - )ٜٛو ِ
َ
ِ
َع َدائي = أي أعداء اهلل الذيف
كؿ مف يحفظ الوصية يصير حكيماً .يعطيو اهلل حكمة في كؿ تصرفاتو .وقولو أ ْ
يرفضونو ويرفضوف وصاياه ويعادوف أوالده.
ىنا يقارف المرنـ بيف مف تعمَّـ عمى يد معمـ ،ومف يتعمـ عمى يد اهلل .فشاوؿ الطرسوسي تعمَّـ عمى يد غماالئيؿ
وكاف أصغر منو ،ولكف حيف ظير اهلل لو وتعمـ مف اهلل ،صار بولس معمماً لكؿ العالـ.
ام َك لَم أ ِ
َم ْل ,أل ََّن َك َح َك ِ
َع ْن أ ْ
ٕٓٔ
ظ َكبلَ َم َك. ت ِر ْجمَ َّي ,لِ َك ْي أ ْ
َحفَ َ ش ّر َم َن ْع ُ اآليات (ِٔٓٔ ٔٓٔ" - )ٕٔٓ-م ْن ُك ٍّل طَ ِري ِ
ق َ
ْ
ت َعمَّ ْمتَِني".
أَ ْن َ
ىنا نرى المرنـ يختبر حبلوة الوصية بأنو ينفذىا عممياً" ،اإلنجيؿ المعاش".
359
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))
مف تتحوؿ الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حبلوتيا وىكذا قاؿ كثيريف (رؤٓٔ + ٜ2ٔٓ،حزٖ+ ٖ2
أر٘ٔ .)ٔٙ2ومعنى األكؿ ،أف الوصية ال تكوف لمكبلـ والمناقشات والتعميـ ،بؿ لمحياة بيا كما يتحوؿ الطعاـ
اك أَتَفَطَّ ُن = بيا ندرؾ مقاصد اهلل مف نحونا ومحبتو لنا ،وأنو حيف يمنع
ص َاي َ ِ
لطاقة نحيا بيا ونسير بيا .م ْن َو َ
خطية ما عنا قائبلً ال تفعؿ ىذا أو ذاؾ ،فإف ىذا يكوف لفائدتنا ،وحينما انفتحت عينا المرنـ وعرؼ مقاصد اهلل
ق َك ِذ ٍب.
ت ُك َّل طَ ِري ِ
ضُقاؿ= لِذلِ َك أ َْب َغ ْ
360
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))
عودة لمجدول
قطعة (ن) النفس التي تمذذت بالوصية تتعيد بحفظيا
ب َكبلَ ِم َك".
سَ
ت إِ َلى ا ْل َغاي ِة .يا رب ,أ ْ ِ
َح ِيني َح َ َ َ َ آية ( " - )ٔٓٚتَ َذلَّ ْم ُ
ٔٓٚ
ت = تشير لآلالـ المحيطة باألبرار ف ي ىذا العالـ ،وربما تشير ألنو لـ يستطع أف يحفظ الوصية بالكامؿ إذ تَ َذلَّ ْم ُ
ىو بعد في الجسد ،وربما تشير ألنو يتواضع وينسحؽ أماـ اهلل في توبة حقيقية .وعموماً فاهلل يسمح لنا ببعض
اآلالـ حتى نتضع ونطمبو بانسحاؽ ونقدـ توبة عف خطايانا .ومف يفعؿ ىذا ،أي مف يتوب يحييو اهلل.
ات فَ ِمي = تعيدات فمي باركيا يا رب (سبعينية) .والمعنى أف المرنـ تعيد أماـ اهلل أف يسمؾ ض ِبم ْن ُدوب ِ
ْارتَ ِ َ َ
ات = ىي الشئ الذي اتبرع بو عف طيب خاطر بحسب الوصية ويصمي ليبارؾ اهلل ىذا الوعد ويعينو .م ْن ُدوب ِ
َ َ
ش ِر َ آية (َ " - )ٜٔٓن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي ,أ َّ
ٜٔٓ
س َيا".
يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ َما َ
كانت المخاطر التي تعرض ليا داود كافية ألف يموت عدة مرات ،وبالرغـ مف ىذا فيو لـ يترؾ وصية اهلل ،إذ
فيـ أف اهلل ىو الذي كاف يحميوَ .ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي = أي أنني ألجؿ محبتؾ يا رب وضعت حياتي في
كفي ،أي أنا مستعد أف أموت في كؿ وقت ،وىذا نفس ما قالو بولس الرسوؿ (أعٕٓ + ٕٗ2أعٕٔ+ ٖٔ2
رو .)ٖ٘2ٛ،ٖٙلذلؾ حسناً ترجمتيا السبعينية "نفسي في يديؾ كؿ حيف".
361
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))
اك َفمَم أ ِ
َض َّل َع ْن َيا". ض ُعوا لِي فَ ًّخا ,أ َّ
ٓٔٔ
ص َاي َ َْما َو َ ش َرُار َو َ
آية (ٓٔٔ) " -األَ ْ
مف كؿ كبلـ اهلل سراجاً لو ييدي خطوات رجمو لف يعثر في شراؾ إبميس.
ت َق ْم ِبي أل ْ
َص َنعَ َعطَ ْف ُ
ٕٔٔ
َّى ِر ,ألَنَّ َيا ِى َي َب ْي َج ُة َق ْم ِبي.
اد ِات َك إِلَى الد ْ
ش َي َ اآليات (َٔٔٔ " - )ٕٔٔ-و ِرثْ ُ
ت َ
ٔٔٔ
362
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ش))
عودة لمجدول
قطعة (س) طمب السند اإلليي
ار ت ُك َّل أَ ْ
ش َر ِ َك َزَغل َع َزْل َ
ٜٔٔ َن م ْكرُىم ب ِ
اط ٌل. ِِ ت ُك َّل الضَّالٍّ َ
ٔٔٛ
ين َع ْن فَ َرائض َك ,أل َّ َ َ ْ َ احتَقَ ْر َ
ْ اآليات (" - )ٜٔٔ-ٔٔٛ
اد ِات َك".
ش َي َ
ت َ ض ,لِذلِ َك أ ْ
َح َب ْب ُ األ َْر ِ
المعاشرات الردية تفسد األخبلؽ الحسنة ،فالمرنـ يرفض صحبة األشرار حتى ال يتأثر بأفكارىـ الباطمة ،وعوضاً
عف الصحبة الرديئة إلتصؽ بشيادات اهلل .وحسب األشرار كزغل= ىو الناشئ عف صير المعادف ،والزغؿ ىو
الصدأ والخبث والشوائب التي ترمى كشئ ال قيمة لو ،بعد أف يتـ تصفية المعدف نفسو.وألنو ابتعد عف األشرار
اد ِات َك.
ش َي َ
ت َ وانفصؿ عنيـ اكتشؼ لذة الوصية = لِذلِ َك أ ْ
َح َب ْب ُ
ت". َح َك ِ
ام َك َج ِز ْع ُ ش َع َّر لَ ْح ِمي ِم ْن ُر ْع ِب َكَ ,و ِم ْن أ ْ
آية (ٕٓٔ) " -قَِد ا ْق َ
ٕٓٔ
في السبعينية " سمر خوفؾ في لحمي" فما يساعد عمى حفظ الوصايا أف نذكر يوـ الدينونة وعقاب األشرار.
363
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ع))
عودة لمجدول
قطعة (ع) صبلة لمثبات في طريق اهلل وحفظ الوصية
ظالِ ِم َّي".
سمِ ْم ِني إِلَى َ
ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً .الَ تُ ْ
َج َرْي ُ
ٕٔٔ
آية (ٕٔٔ) " -أ ْ
ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً = داود ىنا كممؾ يقوؿ أنو قد حكـ بالعدؿ ولـ يظمـ أحد ويصمي أف ينظر اهلل لجياده فبل َج َرْي ُ
أْ
يسممو لظالميو .وبينما نصمي بيذا فمنذكر تعدياتنا وأخطائنا فنطمب مراحـ اهلل إذ لـ نكف أمناء.
َج ِل ذلِ َك َح ِس ْب ُ
ت ُك َّل اك أَ ْكثَر ِم َن َّ
الذ َى ِب َو ِ
اإل ْب ِر ِ َج ِل ذلِ َك أ ْ
ٕٔٛ ٕٔٚ
يز .أل ْ ص َاي َ َ ت َو َ َح َب ْب ُ اآليات ( " - )ٕٔٛ-ٕٔٚأل ْ
ت".
ضُق َك ِذ ٍب أ َْب َغ ْ يم ًةُ .ك َّل َ
ط ِري ِ شي ٍء م ِ وصاي َ ِ
اك في ُك ٍّل َ ْ ُ ْ
ستَق َ َ ََ
المرنـ يعبر عف حبو لوصايا اهلل فيي مستقيمة وأغمى مف الذىب واإلبريز .واالخبلؽ الفاسدة اضاعت ثروات
كثيرة.
364
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))
عودة لمجدول
قطعة (ف) مفاعيل كممة اهلل في النفس
كممة اهلل الواسعة جداً تكشؼ لنا كؿ يوـ عف محبة اهلل وأعمالو العجيبة .ففي كؿ مرة نتأمؿ فييا نكتشؼ شيئاً
جديداً عف المسيح كممة اهلل .ونكتشؼ أف كممة اهلل تتوافؽ وتتكامؿ عبر الكتاب المقدس بعيديو في تناغـ
عجيب.
اك".
ص َاي َ
ظ َو َ
َحفَ َ سِ
ان ,فَأ ْ آية (ٖٗٔ) ٖٔٗ " -اف ِْد ِني ِم ْن ظُ ْمِم ِ
اإل ْن َ
إفدنى من ظمم اإلنسان = إنقذني من ظمم أعدائي (سبعينية)= واألعداء الحقيقييف ىـ إبميس والبشر الذيف
يحركيـ إبميس .ومف يسقط في خطية يستعبده إبميس ،أما المسيح فاشترانا بدمو .وكأف المرنـ يشتاؽ لفداء
اك.
ص َاي َ
ظ َو َ
َحفَ َ
المسيح فيتحرر ،وحينئذ ال يكوف إلبميس سمطاف عميو فَأ ْ
365
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))
366
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ص))
عودة لمجدول
قطعة (ص) غيرة حسنة عمى كممة اهلل
سوا َكبلَ َم َك". َن أ ْ َِىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي ,أل َّ ٖٜٔ
َع َدائي َن ُ آية ( " - )ٖٜٔأ ْ
َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي = غيرة بيتك أكمتني (سبعينية) وىكذا اقتبس العيد الجديد النص مف السبعينية (يوٕ .)ٔٚ2ىذه أْ
غيرة مقدسة لكبلـ اهلل الذي يحتقره األشرار.
367
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ق))
عودة لمجدول
قطعة (ق) صراخ إلى اهلل
ص ِني,
َد َع ْوتُ َكَ .خمٍّ ْ
ٔٗٙ
َحفَظُ. استَ ِج ْب لِي َيا َرب .فَ َرِائ َ
ض َك أ ْ اآليات (٘ٗٔٔٗ٘" - )ٔٗٙ-صر ْخ ُ ِ
ت م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبيْ . ََ
اد ِات َك".
ش َي َ
ظ َ
َحفَ َ
فَأ ْ
النفس التي عرفت اهلل ال تكؼ عف أف تصرخ إليو مف أجؿ الخبلص والصراخ ال يعني الصوت المرتفع ولكف
مف عمؽ القمب يمجأ اإلنساف هلل وربما دوف أف يتكمـ (خرٗٔ ٔ٘2موسى لـ يتكمـ واهلل يقوؿ لو لماذا تصرخ) ودـ
ىابيؿ صرخ.
ش ِر ِ
الرِذيمَ َةَ .ع ْن َ َ
يعت َك َب ُع ُدوا .قَ ِر ٌ ب التَّا ِب ُع َ
ٔ٘ٔ ٓ٘ٔ
ص َايا َك
ت َيا َربَ ,و ُكل َو َ
يب أَ ْن َ ون َّ اآليات (ٓ٘ٔ " - )ٔ٘ٔ-اقْتََر َ
َحقٌّ"..
الحظ أف األشرار يقتربوف إلى الرذيمة ،ولكف بقدر ما يقتربوا منيا بقدر ما يبتعدوا عف ناموس اهلل وبالتالي فيـ
يبتعدوف عف اهلل .أما األبرار فيـ قريبوف مف اهلل وىو قريب منيـ يعرفيـ ويحمييـ مف مضايقات األشرار.
ستَ َيا".
َس ْ اد ِات َك أ ََّن َك إِلَى الد ْ
َّى ِر أ َّ ْت ِم ْن َ
ش َي َ آية (ٕ٘ٔ) ُ ٕٔ٘ " -م ْن ُذ َزَم ٍ
ان َع َرف ُ
"السماء واألرض تزوالف ولكف كبلمي ال يزوؿ" ىذا بنفس المعنى تماماً .فكبلـ اهلل ال يتغير ومقاصده ال تتغير،
أما الناس فمف طبيعتيـ أنيـ يتغيروف دائماً.
368
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ر))
عودة لمجدول
قطعة (ر) رثاء عمى األشرار فيم لن يخمصوا
ِ ِ
ش ِر َ آية (ٖ٘ٔ) " -اُْنظُ ْر إِلَى ُذلٍّي َوأَ ْنقذْني ,أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ
ٖ٘ٔ
يعتَ َك". س َ
الطريؽ الوحيد لنحصؿ عمى مراحـ اهلل ىو اإلنسحاؽ والتذلؿ والمسكنة.
َح ِي ِني".
ب َكمِ َم ِت َك أ ْ
سَ
ِ
اي َوفُ َّكنيَ .ح َ
آية (ٗ٘ٔ) ٔ٘ٗ " -أ ْ ِ
َحس ْن َد ْع َو َ
اي َوفُ َّك ِني = أحكـ لي في دعواي ونجني (سبعينية) .ىي صبلة لمخبلص. أْ ِ
َحس ْن َد ْع َو َ
ضطَ ِي ِد َّ
ي ون ُم ْ
ير َ َح ِي ِنيِ ٔ٘ٚ .
َكث ُ
َح َك ِ
ام َك أ ْ ب أْ
سَ
ِ ِ
يرةٌ ى َي َم َراح ُم َك َيا َربَ .ح َ
ِ ٔ٘ٙ
اآليات (َ " - )ٔ٘ٚ-ٔ٘ٙكث َ
اداتُ َك َفمَم أ ِ
َم ْل َع ْن َيا". ش َي َ ضا ِي ِق َّي .أ َّ
َما َ َو ُم َ
ْ
المرنـ قد اختبر مراحـ الرب بالرغـ مف اضطياد األشرار لو .وكاف في شدة ضيقتو ال يترؾ وصايا اهلل فيو يجد
فييا تعزيتو وسبلمو ويجد فييا قوة تعينو.
ين َو َمقَت ,ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َكمِ َمتَ َك .ا ْنظُ ْر أ ٍَّني أ ْ
ت ا ْل َغ ِاد ِر َ
ٜٔ٘ ٔ٘ٛ
اكَ .يا
ص َاي َ
ت َو َ
َح َب ْب ُ اآليات (َ " - )ٔٙٓ-ٔ٘ٛأر َْي ُ
َح َك ِام َع ْدلِ َك". ْس َكبلَ ِم َك َحقٌَّ ,وِالَى الد ْ
َّى ِر ُكل أ ْ
ٓٔٙ رب ,حسب ر ْحم ِت َك أ ْ ِ
َح ِينيَ .أر ُ َ ََ َ َ َ
لقد رأي األشرار يخطئوف فمـ يشتيي أف يصنع مثميـ بؿ ىو كره طرقيـ فيو يعرؼ أف الحياة األبدية وبركة
ْس َكبلَ ِم َك َح ٌّ
ق = بدء الحياة الزمنية ىي في حفظ وصايا الرب .والمرنـ يثؽ في وعود اهلل لمف يحفظ وصاياهَ .أر ُ
كبلمؾ حؽ (سبعينية) أو أف كبلمؾ منذ األزؿ ىو حؽ ،فأنت يا رب ىو أنت ال تتغير أو أف مف البدء تعني،
منذ أعمنت ذاتؾ وشرائعؾ لآلباء فيي لـ تتغير.
369
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ظ))
عودة لمجدول
قطعة (ش) سبلم القمب في حفظ الوصية
ىنا نفيـ أف المرنـ لـ يجزع مف كبلـ اهلل بمعنى الخوؼ مف ضربات اهلل بؿ نجده يفرح ويبتيج بكبلـ اهلل وأنو
يعتبره مثؿ كنز .وكونو يترؾ وصايا اهلل خوفاً مف اضطياد الرؤساء سيجد نفسو وقد خسر ىذا الكنز وفقد سبلمو
وابتياجو.
ضُ ِ
ش ِر َ ب َو َك ِرْىتُ ُو ,أ َّ
ٖٔٙ
َح َب ْبتُ َيا".
يعتُ َك فَأ ْ َما َ ت ا ْل َكذ َ آية (ٖ " - )ٔٙأ َْب َغ ْ
نرى ىنا أنو يحب لشريعة اهلل ويبغض أكاذيب إبميس وخداعاتو.
ش ِر ِ ِ ِ
سبلَ َم ٌة َج ِزيمَ ٌة ل ُمح ٍّبي َ َ
٘ٔٙ
س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ". يعت َكَ ,ولَ ْي َ َ آية (٘" - )ٔٙ
س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ = ليس
المرنـ اختبر أف في حفظو وصايا اهلل وفي تأممو في كبلـ اهلل يكوف لو سبلـ يمؤل قمبوَ .ولَ ْي َ
ليـ شؾ (سبعينية) .فكمما قمت العثرات زاد السبلـ.
اد ِات َك ,وأ ِ
ُحب َيا َح ِفظَ ْت َن ْف ِسي َ
ش َي َ
ٔٙٚ
اك َع ِم ْم ُ
ت. ص َاي َ
ٔٙٙ
َ ص َك َيا َربَ ,و َو َ ت َخبلَ َ اآليات (َ " - )ٔٙٛ-ٔٙٙر َج ْو ُ
ام َك".
َم َ
ِ اد ِات َك ,أل َّ
َن ُك َّل طُُرقي أ َ ش َي َ
اك َو َ
ص َاي َ َح ِف ْظ ُ
ت َو َ
ٔٙٛ
ِجدًّا.
حينما اختبر المرنـ أف حفظ الوصية يعطيو سبلماً لذيذاً في قمبو وأف طريؽ العثرات والخطايا يبعد عنو سبلمو،
قرر أف ال يحيد عف وصايا اهلل .بؿ ىو ينتظر خبلصو النيائي ،أي أف يترؾ كؿ عثرة فيكوف سبلمو وفرحو ببل
حدود ،وىذا لف يحدث إال في السماء بعد أف نحصؿ عمى الجسد الممجد.
370
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ث))
عودة لمجدول
قطعة (ت) التوسل لنوال الخبلص
ت إِلَى َخبلَ ِ
ص َك َيا َرب, شتَ ْق ُ
اْ
ٗٔٚ
اك.
ص َاي َ اآليات (ٖ " - )ٔٚٗ-ٔٚلِتَ ُك ْن َي ُد َك لِ َم ُعوَن ِتي ,ألَنَّ ِني ْ
ٖٔٚ
ت َو َ
اختَْر ُ
يعتُ َك ِى َي لَ َّذ ِتي".
ش ِر َ
َو َ
طمب المعونة اإلليية ،وىكذا ينبغي أف ال نكؼ عف الطمب حتى يعيننا اهلل عمى أف نحفظ الوصايا .ونرى شيوة
المرنـ لمخبلص األبدي.
371
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والعشرون
اب لِي".
استَ َج َ
ت فَ ْ
ص َر ْخ ُ الر ٍّ ِ ِ ِ
ب في ض ْيقي َ آية (ٔ) " -إِلَى َّ
ٔ
ىذه اآلية نبوة عف آالـ المسيح (عب٘ .)ٚ2ىذه اآلية ىي بمساف المسيح في محنتو وأف اآلب استجاب لو
فأقامو ،إذ لـ يكف مف الممكف أف يحجزه الموت .وىذه اآلية ىي صرخة إنساف شعر بأنو في خطيتو ىو في ألـ
وفي لعنة ،فيصرخ هلل برجاء.
الرتَِم".
س ُنوَن ًة َم َع َج ْم ِر َّ ام َجب ٍ ِٗ
َّار َم ْ آية (ٗ) " -س َي َ
الرتَِم = نوع مف شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكؿ
س ُنوَن ًة = ىي سياـ إبميس ضدناَّ . ام َجب ٍ ِ
َّار َم ْ س َي َ
جذوره ،ويصنع منو أحياناً الفحـ .فحروب إبميس ضدنا ىي كسياـ جبار مسنونة محماة .ولكف اهلل لـ يتركنا ببل
أسمحة (أؼٕ + ٔٛ-ٔٔ2ٙكو٘ + ٗ2ٔٓ،مز٘ٗ.)٘2
372
ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)
السبلَِم".
ض َّس َك ُن َيا َم َع ُم ْب ِغ ِ ِ
ال َعمَى َن ْفسي َ
ٙ
أية ( " - )ٙطَ َ
ىنا يشعر بالغربة في العالـ (عبٖٔ + ٔٗ2فئ.)ٕٖ2
373
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي والعشرون
المزمور المئة والحادي والعشرون (المئة والعشرون في األجبية)
في المزمور السابؽ شعر المرنـ أنو بعيد عف اهلل ،فما ىي الخطوة األولى التي سيتبعيا؟
ض". السماو ِ
ات َواأل َْر ِ بِ , آية (ٕ) َ " -م ُعوَن ِتي ِم ْن ِع ْن ِد َّ
ٕ
صان ِع َّ َ َ
الر ٍّ َ
العالـ بكؿ قوتو ال يستطيع أف يعيف إنساف ،اهلل وحده يستطيع .فمماذا نخاؼ؟
س َرِائ َ ِ
ام َحافظُ إِ ْ آية (ٗ) " -إِ َّن ُو الَ َي ْن َع ُ
ٗ
يل". س َوالَ َي َن ُ
يل = ىي الكنيسة أو النفس البشرية. س َرِائ َ
س كناية عف الترؾ واإلىماؿ .إِ ْ ال ْن َعا ُ
374
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)
ونحيا في بر وىو قادر أف يحفظنا في ىذه القوة ،اهلل أعطانا قوة أف ندوس الحيات والعقارب ولكننا نحتاج ظمو
ليحفظ ىذه القوة.
375
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني والعشرون
المزمور المئة والثاني والعشرون (المئة والحادي والعشرون في األجبية)
ب".
الر ٍّ
اس َم َّ ادةً ِإلسرِائ َ ِ ث ِ ِ ٗ
يل ,ل َي ْح َم ُدوا ْ َْ ش َي َ
بَ ,
الر ٍّ
َس َباطُ َّ
َس َباطُ ,أ ْ
صع َدت األ ْ
آية (ٗ) َ " -ح ْي ُ َ
كاف الييود يصعدوف ألورشميـ ٖ مرات في السنة في أعيادىـ الكبيرة الثبلث (المظاؿ والفطير واألسابيع) وكاف
ىذا ليشيدوا إللييـ في ىيكمو وال يذبحوف إللو غريب بعيداً عف أورشميـ .وىكذا نذىب ونصمي في الكنيسة
ونشيد لمرب وفدائو في كؿ قداس نصنعو لنذكر عممو ونحمده بتقديـ ذبيحة الشكر (االفخارستيا).
اسي َب ْي ِت َد ُاوَد".
اءَ ,كر ِ
َ
ض ِاسي لِ ْمقَ َ
اك استَو ِت ا ْل َكر ِ
َ آية (٘) " -ألَنَّ ُو ُى َن َ ْ َ
٘
أورشميـ كانت مقر الممؾ والقضاء ،وكاف الشعب يأتي ليقضي الممؾ في مظالميـ ففي أورشميـ يحكـ الممؾ
اسي = نصبت الكراسي .والمسيح الممؾ بالعدؿ .ولكف ىناؾ معنى آخر لمكراسي ،فالكتاب يقوؿ استَو ِت ا ْل َكر ِ
َ ْ َ
الحقيقي لمكنيسة يجمس في كنيستو ليحكـ بالعدؿ .والجموس ىو وضع الراحة فاهلل يرتاح في كنيستو لو ساد
فييا المحبة والعدؿ ،فكما يجمس عمى الشاروبيـ يجمس في قموب القديسيف ويرتاح .فالعذراء والرسؿ والقديسيف
وكؿ متواضع القمب يسكف فييـ اهلل (أش + ٔ٘2٘ٚيوٗٔ.)ٕٖ2
376
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)
ورِك»".
ص ِ اج ِك ,ر ِ ِ
سبلَ ٌم في أ َْب َر ِ َ َ
اح ٌة في قُ ُ
ِٚ
آية ( " - )ٚل َي ُك ْن َ
صور ىـ المؤمنيف القديسيف ،فحيثما يسكف الممؾ،
اج ىـ الرسؿ وخمفائيـ ومعممو المعتقدات المستقيمة .والقُ ُ األَ ْب َر ِ
يكوف ىذا المكاف قص اًر.
س لَ ِك َخ ْي ًرا". ِ
ب إِل ِي َنا أَْلتَم ُ َج ِل َب ْي ِت َّ
الر ٍّ آية (ِ " - )ٜم ْن أ ْ
ٜ
ب = بيت الرب إشارة لممسيح ،الذي بو يستجيب اآلب طمباتنا. َج ِل َب ْي ِت َّ
الر ٍّ ِم ْن أ ْ
377
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث والعشرون
المزمور المئة والثالث والعشرون (المئة والثاني والعشرون في األجبية)
السماو ِ ت ع ْي َن َّي يا ِ ِ
آية (ٔ) " -إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ َ
ٔ
ات". ساك ًنا في َّ َ َ
َ َ
كؿ مف اقترب مف اهلل وعرفو يتواضع أماـ عظمتو ومحبتو وقداستو ،ويشعر أنو ال شئ ،وىنا نرى المرتؿ يرفع
عينيو ولكف في انسحاؽ فيو عمى األرض حيث الخطية واهلل في السماوات ساكناً في النور والقداسة والمجد .اهلل
في السموات ىو اهلل القدير الذي ال يستحيؿ عميو شئ فممف يمجأ المؤمف إالّ إلى ىذا اإللو القوي طالباً المعونة.
حقاً اهلل قدير لكف اهلل يعطي حيف يشاء (آيةٕ) ،وفي الوقت المناسب بحسب مراحمو وليس إلستحقاقنا.
س َنا ِم ْن ُى ْزِء
ش ِب َع ْت أَ ْنفُ ُ امتَؤلْ َنا َى َوا ًناَ ٗ .ك ِث ًا
ير َما َ اآليات (ْٖ ٖ" - )ٗ-ار َح ْم َنا َيا َرب ْار َح ْم َنا ,أل ََّن َنا َك ِث ًا
ير َما ْ
ستَ ْك ِب ِر َ
ين". ِ ا ْلمستَ ِر ِ
ين َوِا َىا َنة ا ْل ُم ْ
يح َ ُ ْ
ىذه يقوليا المسبييف العائديف الذيف شبعوا ىواناً مف البابمييف ويقوليا كؿ خاطئ تائب شبع سخرية مف إبميس
أثناء فترة خطيتو.
وىذه اآلية نبوة عما حدث لممسيح وىو عمى الصميب مف ىزء وسخرية.
378
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرايع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع والعشرون
المزمور المئة والرابع والعشرون(المئة والثالث والعشرون في األجبية)
نحف أماـ نفس تتقدـ في الروحيات ووصمت لدرجة اإلنسحاؽ والتواضع والتذلؿ أماـ اهلل فيؿ تتركيا الشياطيف؟
قطعاً ال فنحف في حرب روحية مستمرة ،ولوال معونة اهلل ليمكنا.
الس ْي ُل عمَى أَ ْنفُ ِس َنا٘ .إِ ًذا لَعبر ْت عمَى أَ ْنفُ ِس َنا ا ْل ِمياه الطَّ ِ ِ
اآليات (ٗ " - )٘-إِ ًذا لَ َج َرفَتْ َنا ا ْلم َياهُ ,لَ َع َب َر َّ َ
ٗ
ام َي ُة»". َ ُ َ ََ َ
ىنا تصوير لؤلعداء بأنيـ كالسيؿ الطامي ،الذي يجرؼ أمامو كؿ شئ .ولقد أنقذ اهلل شعبو عند الخروج مف
مصر مف جيش فرعوف الذي كاف كالسيؿ ومف مياه البحر األحمر .وأنقذ نوح وبنيو مف مياه الطوفاف ،ويوناف
مف بطف الحوت.
َس َن ِان ِي ْم".
يس ًة أل ْ
الرب الَِّذي لَم ي ِ
سم ْم َنا فَ ِر َ
ْ ُْ
ٙ
آية (ُ " - )ٙم َب َار ٌك َّ
الرب = نحف نبارؾ الرب بأف نظير بركتو لنا وذلؾ بالشكر والتسبيح. ُم َب َار ٌك َّ
379
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس والعشرون
المزمور المئة والخامس والعشرون(المئة والرابع والعشرون في األجبية)
َّى ِر". ش ْع ِب ِو ِم َن ا َ
آلن َوِالَى الد ْ يم ا ْل ِج َبا ُل َح ْولَ َياَ ,و َّ
الرب َح ْو َل َ آية (ٕ) ٕ" -أُور َ ِ
شم ُ ُ
ما أروع ىذا المشيد فالكنيسة حوليا جباؿ تحيطيا (مبلئكة وقديسيف )....والرب يحيط شعبو كمو.
(عبٕٔ.)ٔ2الرب يحيط بالكنيستيف المنتصرة في السماء ،والمجاىدة التي ما زالت عمي االرض .وكانت
أورشميـ فعبلً محاطة بالجباؿ مف كؿ ناحية.
380
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس والعشرون
المزمور المئة والسادس والعشرون (المئة والخامس والعشرون في األجبية)
ىي ترنيمة المسبييف العائديف إلى أورشميـ في فرح بعودتيـ ،أو عودة الخاطئ المستعبد لممسيح.
ص ْرَنا ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ
صييو َنِ , ِ آية (ٔ) ِ " -ع ْن َد َما َرَّد َّ
ٔ
ين". س ْب َي ْ َ ْ
الرب َ
ين = صرنا في ذىوؿ غير مصدقيف أنفسنا مف الفرح ،وكأننا في حمـ .وقوليـ ىذا يعني بالضرورة ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ
أنيـ كانوا في حزف وىـ في خطيتيـ فالتعزية ال تكوف إال لمحزاني.
امبلً ِم ْب َذ َر َّ
الزْر ِع, اء ح ِ
ِ
ب َذ َى ًابا ِبا ْل ُب َك َ
االب ِتي ِ ِ َّ ٙ
اج .الذاى ُ ون ِب ْ َ ون ِبالد ُموِع َي ْح ُ
ص ُد َ ين َي ْزَر ُع َ اآليات (٘ " - )ٙ-الَِّذ َ
٘
381
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع والعشرون
المزمور المئة والسابع والعشرون(المئة والسادس والعشرون في األجبية)
كاتب المزمور ىو سميماف باني الييكؿ .والييكؿ يرمز لجسد المسيح (كنيستو) (يوٕ .)ٕٔ2واهلل ىو الذي كوف
جسد المسيح في بطف العذراء ،وىو الذي يعطينا ميبلداً ثانياً مف المعمودية اآلف لنكوف حجارة حية في بيت
الرب .ونبلحظ أنو في بناء الييكؿ الثاني بعد السبي كانت ىناؾ مقاومة شديدة مف األعداء المحيطيف ،وىكذا
في بناء الكنيسة جسد المسيح حالياً يقاوـ عدو الخير كؿ عمؿ ،والمزمور يقوؿ لكؿ مف يعمؿ عمؿ الرب ،اف
اهلل ىو الذي يعمؿ فبل تخؼ
س َي ُر ِ ِ ون .إِ ْن لَ ْم َي ْحفَ ِظ َّ ب ا ْل َب َّن ُ ِ آية (ٔ) " -إِ ْن لَ ْم َي ْب ِن َّ
ٔ
الرب ا ْل َمدي َن َة ,فَ َباطبلً َي ْ اؤ َ ت ,فَ َباطبلً َيتْ َع ُ
الرب ا ْل َب ْي َ
س". ا ْل َح ِ
ار ُ
ال نخاؼ مف أي مقاومة وال نخاؼ الفشؿ ،فاهلل ىو الذي يبني البيت ويحرس المدينة .وكما فعؿ نحميا ،عمينا أف
نجاىد ونبني واهلل يقود العمؿ ويحرسو .وعمينا أف نعرؼ أف جيادنا كمو ىو كبل شئ بدوف المعونة اإلليية .ومف
يعتمد عمى ذاتو إلكتساب أي فضيمة تفشؿ.
382
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)
وتفيـ اآلية عمى كؿ أبناء الكنيسة التي تمدىـ في المعمودية .ىـ ولدوا هلل بالمعمودية وليس مف زرع بشر .وىـ
أجرة المسيح وميراثو ألجؿ تعبو في الخبلص (أشٖ٘.)ٔٔ2
يب ِة".
الش ِب َ
اء َّ آية (ٗ) َ ٗ" -ك ِس َي ٍام ِب َي ِد َجب ٍ
َّار ,ى َك َذا أ َْب َن ُ
اء َجب ٍ
َّار .أ َْب َن ُ في َي ِد
اذا اعطي اهلل انساف ابناء اقوياء يشعر بالقوة اذ ىو محاط بشباب قوي .يكونوف َك ِس َي ٍام ِ
االنساف مف يب ِة = ىـ الذيف ينجبوف في فترة الصبا ،أياـ القوة .فاف كاف شعور االطمئناف ىذا يشعر بو الش ِب َ
َّ
وجود اوالد اقوياء ،فكـ وكـ عمينا اف نشعر بإطمناف حيف يكوف اهلل معنا .
إلى أقاصي َّارىو اهلل .فاهلل أرسؿ تبلميذه وبشروا بكممتو فكانوا كسياـ وصمت في َي ِد َجب ٍ
والمؤمنوف ىـ ِس َي ٍام ِ
األرض (روٓٔ .)ٔٛ2والمسيح ولدنا حينما عمؿ عممو الخبلصي بقوة.
383
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن والعشرون
المزمور المئة والثامن والعشرون(المئة والسابع والعشرون في األجبية)
ويص ِ
َّوْر البركة التي تشمؿ اإلنساف ،بأف ىذا اإلنساف التقي ىنا نرى البركة تشمؿ حياة كؿ مف يتقي الربُ .
يعيش في بيتو سعيداً وسط امرأتو وأوالده .وسبب البركة مخافة الرب.ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في صموات
االكاليؿ .
384
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)
ب .ويريو خيراتو وبركاتو كؿ أياـ حياتو عمى األرض ،بؿ وفي السماء ،وفي السماء الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ
الر َّ اهلل ُي َب َار ُك َّ
سيرى بني بنيو وأبناء أبنائيـ ،فبل موت لمف يذىب لمسماء .بؿ سنرى السابقيف والبلحقيف .ونعيش في سبلـ
لؤلبد.
385
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والتاسع والعشرون
المزمور المئة والتاسع والعشرون(المئة والثامن والعشرون في األجبية)
في المزمور السابؽ سمعنا أف الرب يبارؾ المتقي اهلل ،ىؿ معنى ىذا أنو يحيا ببل ألـ؟ ىنا يكمؿ المرتؿ الصورة،
فطالما نحف عمى األرض سنضطيد مف إبميس ومف األشرار.
شبا ِبيِ , س َرِائي ُل ٕ« َك ِث ًا ِ اآليات (َٔ «ٔ" - )ٕ-ك ِث ًا
لك ْن لَ ْم ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ َ
ير َما َ ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ
ش َبا ِبي» .ل َي ُق ْل إِ ْ ير َما َ
َي ْق ِد ُروا َعمَ َّي".
ش َبا ِبي .بؿ يقاؿ ىذا أيضاً عف شعب إسرائيؿ الذي ىنا صورة لمكنيسة التي اضطيدىا األشرار منذ بدايتيا= ُم ْن ُذ َ
اضطيده المصريوف في مصر وعماليؽ في سيناء .فعموماً شعب اهلل يثير ضده الشيطاف زوابع االضطياد دائماً
لك ْن لَ ْم َي ْق ِد ُروا عمييا .فالكنيسة صعب أف ييزميا أحد فيي عروس المسيح (ٕتيٖ+ ٕٔ2
وألف اهلل وسطيا= ِ
أع.)٘2ٜ
ش َر ِ
ار". ط األَ ْ
ٍّيق .قَطَ َع ُرُب َ
صد ٌ الرب ِ ٗ
آية (ٗ) َّ " -
ش َر ِ
ار إشارة إلى حيميـ ومكائدىـ واضطياداتيـ ار = يقطع أعناؽ الخطاة (سبعينية) .وُرُبطَ األَ ْ ش َر ِ
قَطَ َع ُرُبطَ األَ ْ
التي يشدونيا عمى أعناؽ المؤمنيف لكف الرب يقطعيا وقطع أعناؽ الخطاة يشير لكسر كبريائيـ وعقوبتيـ بسيؼ
العدؿ اإلليي.
ضي ِ
ص ْي َي ْو َن". اء ُكل م ْب ِغ ِ
آية (٘) َ ٘" -ف ْمي ْخ َز وْليرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ
ُ ََ َ َ َْ
ىي صبلة تشبو (رؤ .)ٔٓ2ٙونحف نصمي ليبعد عنا اهلل تجارب إبميس الشريرة.
386
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)
ش ِب السطُو ِح ،إذ ليس لو جذور فييبس سريعاً ،فبل شركة ليـ مع الرب ،بؿ خطاياىـ وشيواتيـ شبو األشرار ب ُع ْ
اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو = إذ ليس ليـ ثمرَ .والَ
تحرقيـ ،إذ ال تعزية مف اهلل ليـ .بؿ عدلو أيضاً يحرقيـ .الَِّذي الَ يمؤلُ ا ْلح ِ
َ َْ
ض َن ُو = ىؤالء ال يحتضنيـ الرب أبداً.وعمميا فعشب السطوح يخرج بكميات قميمة وببل فائدة فبل يجمعو ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ
احد .
اسِم َّ
ب َعمَ ْي ُك ْمَ .ب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ آية (َ " - )ٛوالَ َيقُو ُل ا ْل َعا ِب ُر َ
ٛ
ب»". الر ٍّ الر ٍّ
ون « َب َرَك ُة َّ
ب = البركة ىي ألوالد اسِم َّ
الر ٍّ كؿ مف يراىـ يدرؾ أف ال بركة ليم من الرب .اما اوالد اهلل فميـ بركة= َب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ
اهلل وشعبو فقط ،ولذلؾ عمييـ أف ال يخافوا مف األعداء األشرار.
387
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثبلثون
المزمور المئة والثبلثون(المئة والتاسع والعشرون في األجبية)
في ىذه الساعة نذكر دفف الرب يسوع ونزولو إلى الجحيـ ليخمص قديسيو مف ىناؾ .والنوـ يسميو البعض
الموت الصغير ،فالمسيح قاؿ عف لعازر حيف مات "حبيبنا لعازر قد ناـ" ونحف في صبلة النوـ نذكر أننا سنناـ
أي سنموت يوماً ما ،فنقدـ توبة قبؿ أف تأتي تمؾ الساعة ،وكما نرجو أف نقوـ في الصباح التالي بعد نومنا،
نرجو أف تكوف لنا أبدية سعيدة مع اهلل في القيامة حيف نقوـ في اليوـ األخير.
وىذا المزمور ىو مف ضمف ترانيـ المصاعد .وكنا قد توقفنا في المزمور السابؽ مباشرة عند االضطيادات
واآلالـ التي تعاني منيا الكنيسة في ىذا العالـ ،أو اآلالـ ومكائد إبميس ضد النفس طالما كنا متغربيف عف
السماء ،وماذا تفعؿ النفس المتألمة؟
ضر َع ِاتي".
ص ْو ِت تَ َ اك م ِ ِ
ص ْوِتي .لتَ ُك ْن أُ ُذ َن َ ُ ْ
صغ َيتَ ْي ِن إِلَى َ اس َم ْع َ
ٕ
آية (ٕ) َ " -يا َربْ ,
يجب أف يكوف لنا إيماف بأف اهلل يستجيب إف طمبنا بإيماف( .عبٗ.)ٔٙ2
ف؟" س ٍّي ُد ,فَ َم ْن َي ِق ُ
ام َي َاربَ ,يا َ
ب اآلثَ َ
آية (ٖ) ٖ" -إِ ْن ُك ْن َ ِ
ت تَُراق ُ
لو عاممنا ا هلل بعدلو كما نستحؽ ليمكنا ،وال أمؿ لنا سوى مراحمو لذلؾ ال تكؼ الكنيسة عف ترديد صبلة "يا رب
إرحـ"
اف ِم ْن َك".
َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ .لِ َك ْي ُي َخ َ
آية (ٗ) ٗ" -أل َّ
اف ِم ْن َك = ليس معنى
َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ = المسيح الذي صار بو غفراف خطايانا جاء مف عند اآلب .لِ َك ْي ُي َخ َ أل َّ
مراحـ اهلل وغفرانو أف نقوؿ ،قد ضمنا الخبلص فمنفعؿ كما نريد ،بؿ لنتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة ،فاهلل في عدلو
سمح أف إبنو يصمب ،فإف أىممنا خبلصاً ىذا مقداره ،ولـ نقدـ توبة ونمتنع عف خطايانا فكـ تكوف عقوبتنا
(عبٕ.)ٖ2
388
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)
آية (٘) " -ا ْنتَظَ ْرتُ َك َيا َرب .ا ْنتَظَ َر ْت َن ْف ِسيَ ,وِب َكبلَ ِم ِو َر َج ْو ُ
٘
ت".
عمينا أف ننتظر الرب بثقة في وعوده فيو يحققيا في الوقت الذي يراه مناسباً .فيو في أالمو ،ونحف في أالـ ىذا
العالـ عمينا أف نثؽ في الخبلص وفي وعود الرب لنا.
ام ِو".
يل ِم ْن ُك ٍّل آثَ ِ
س َرِائ َ ِ
آية (َ " - )ٛو ُى َو َي ْفدي إِ ْ
ٛ
389
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي والثبلثون
المزمور المئة والحادي والثبلثون(المئة والثبلثون في األجبية)
مزمور يشير لتواضع داود النبي والممؾ ،رم اًز لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثـ مات .ويقوؿ معظـ
المفسريف أف داود قاؿ ىذا المزمور رداً عمى إفتراءات شاوؿ وعبيده إذ أتيموه بأنو في كبرياء يفكر في اغتصاب
الممؾ .ومف ناحية أخرى فيذا المزمور يأتي بعد المزمور السابؽ فيو يشير لدرجة أعمى في المصاعد .فكمما
نرتفع روحياً نتضع وكمما نتضع نرتفع.
َّى ِر". ب ِم َن َ
اآلن َوِالَى الد ْ س َرِائي ُل َّ
الر َّ ِٖ
آية (ٖ) " -ل َي ْر ُج إِ ْ
إذا كاف اهلل يعاممنا كما تعامؿ األـ ابنيا فمف نرجو سواه في كؿ ضيقاتنا.
390
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني والثبلثون
المزمور المئة والثاني والثبلثون(المئة والحادي والثبلثون في األجبية)
ىذا المزمور يتكمـ عف إقامة المسيح ممكاً ،فبعد أف رأيناه في المزمور السابؽ متضعاً نراه يجمس ممكاً عمى
كرسي داود (آية ٔٔ) وأعداؤه يمبسوف الخزي (آية .)ٔٛ
مف ناحية المصاعد ،فيذا المزمور يرتفع درجة عف المزمور السابؽ ،الذي إتضعت فيو النفس تماماً فسكف الرب
فييا وعندىا (أش )ٔ٘2٘ٚالرب اختار صييوف ،اشتياىا مسكناً لو.
ونصمي ىذا المزمور في النوـ لنذكر أننا يجب أف نجد مكاناً لمرب في قموبنا قبؿ أف نناـ.
يقاؿ أف داود ىو الذي كتب المزمور معب اًر عف اشتيائو أف يبني بيتا لمرب .أو حيف نقؿ تابوت العيد في حفؿ
ورقص .ويقاؿ أيضاً أف الذي أنشده سميماف حيف نقؿ التابوت إلى الييكؿ ،وربما ىذا ىو األدؽ ،إذ نجد بعض
آيات ىذا المزمور في صبلة سميماف (ٕأيٕٗ.)ٗٔ2ٙ،
س َك ًنا لِ َع ِز ِ
يز بَ ,م ْ اما لِ َّمر ٍّ ِ ٘
َجفَاني ,أ َْو أَج َد َمقَ ً
ُع ِطي وس ًنا لِع ْي َن َّي ,والَ َنوما أل ْ ِ
َ ًْ َ َ َ
ٗ
اشي .الَ أ ْ ير ِفر ِ
س ِر ِ َ َص َع ُد َعمَى َ
الَ أ ْ
وب»". َي ْعقُ َ
لـ يجد المرتؿ فضيمة في داود أثمف مف ذلو ووداعتو وتواضعو .فحيثما يوجد التواضع نجد اهلل ساكناً .وكؿ نفس
مؤمنة ال تستريح وال تيدأ ،إال إذا صارت ىيكبلً هلل ،واهلل يرتاح فييا كمسكف لو .والمرتؿ يذكر أف داود حينما
ب = أي أنو لف يستطيع أف اما لِ َّمر ٍّ ِ
بنى بيتو لـ ييدأ ألنو لـ يكف قد بنى بيتاً لمرب يستريح فيو الرب .أ َْو أَج َد َمقَ ً
يناـ في قصره إف لـ يجد مسكناً يقيـ فيو إلو يعقوب ،ىكذا نذر داود لمرب ولكف الرب طمب مف داود أف يبني
سميماف البيت ،فابف داود أي سميماف الممؾ يرمز لممسيح ابف داود الذي سيبني الييكؿ أي جسده (يوٕ.)ٕٔ2
وسميماف ىنا لو كاف ىو مرتؿ ىذا المزمور ،نجده بعد أف أتـ بناء الييكؿ يرتؿ بيذه الكممات بمعنى أنو وفى
نذر أبيو.
391
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
ربنا يسوع المسيح مف القديسة العذراء حيث ولدتو في بيت لحـ .ونبلحظ معاني الكممات .بيت لحـ= بيت
الخبز ،أَف َْراتَ َة = مثمر .فالمسيح قدـ جسده لنا خب اًز نأكمو ،وبعد أف كنا غير مثمريف كشجر الوعر صرنا
مثمريف.
ىذه قيمت غالباً عند نقؿ التابوت إلى الييكؿ ،عوضاً عف التنقؿ مع الخيمة ،فصار الييكؿ مكاف راحة واستقرار.
ولقد وجد السيد المسيح راحتو في بطف العذراء مريـ لذلؾ شبيت الكنيسة في تسابيحيا العذراء مريـ بالتابوت.
وتعتبر اآلية نبوة عف قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كاف التابوت مف خشب مغشى بذىب رمز التحاد
البلىوت بالناسوت) ثـ صعوده بيذا الجسد إلى السموات وجموسو وراحتو عف يميف أبيو .والكنيسة المقدسة ىي
مكاف راحتو .وبيذا نصمي قـ واظير أف الكنيسة ىي مكاف راحتؾ واظير مجدؾ فييا.
اؤ َك َي ْي ِتفُ َ
ون ا ْل ِب َّرَ ,وأَتْ ِق َي ُ
ٜ
ون". س َآية (َ " - )ٜك َي َنتُ َك َي ْم َب ُ
ىنا المرنـ يتطمع إلى وا جب الكينة إذ حؿ اهلل بمجده وسط ىيكمو بدخوؿ تابوت عيد اهلل ،ويوصي الكينة بأف
يمبسوا البر .والشعب األتقياء ييتفوف ويسبحوف لوجود اهلل وسطيـ .وىذه الصورة يجب أف تكوف في الكنيسة،
ون ا ْل ِب َّر = البر الذي بالمسيح ،وليس البر الشخصي .فنحف تبررنا بدمو.
س َولكن َي ْم َب ُ
كينة قديسيف وشعب مسبح َ
والكنيسة كميا تبررت بدـ المسيح ،وعمييا أف تحيا حياة الشكر والتسبيح.
َج َع ُل َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َكٕٔ .إِ ْن « ِم ْن ثَ َم َرِة َب ْط ِن َك أ ْ ق الَ َي ْرجعُ َع ْن ُو الرب لِ َد ُاوَد ِبا ْل َح ٍّ
ْس َم َّ
ٔٔ
اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-أَق َ
ون َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك»". س َ ِ ِ
األ ََبد َي ْجم ُ ضا إِلَى وى ْم أ َْي ً ُعمٍّ ُم ُي ْم إِي َ
َّاىا ,فَ َب ُن ُ شي َ ِ ِ
اداتي الَّتي أ َ
ظ ب ُن َ ِ
وك َع ْيدي َو َ َ
ِ
َحف َ َ
392
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
راجع وعد اهلل لداود في (ٕصـ .)ٔٙ-ٕٔ2ٚوتحقؽ وعد اهلل جزئياً في ممؾ سميماف وابف سميماف ونسمو لفترة
طويمة حتى سبي بابؿ .وتحققت ىذه النبوة في المسيح فعبلً الذي سيممؾ عمى كنيستو إلى األبد.
صا = ىذا رد عمى آية ( )ٜلمتأكيد .فاهلل سينفذ وعده ويخمص ويبرر. َك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ
س َخبلَ ً
393
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)
وكمما تأممنا في عمؿ المسيح وتجسده وفداءه وعظـ محبتو يزداد اكميمو لمعانا واشراقا وبياءاً ،اكميمو الذي عمي
راسو الذي ىو عبلمة ممكو عمينا .ونحف نممكو عمينا ليس باالجبار ولكف بيذا الحب الذي مؤل قموبنا.
394
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثالث والثبلثون
المزمور المئة والثالث والثبلثون(المئة والثاني والثبلثون في األجبية)
في المزمور السابؽ رأينا عمؿ المسيح الخبلصي لكنيستو ،وىنا نرى الكنيسة كشعب يحيا في حب فينسكب
الروح القدس عمى ىذه الكنيسة .رأينا في المزمور السابؽ المسيح يرتاح في كنيستو لذلؾ فالروح القدس الذي
إنسكب عميو وىو رأس الكنيسة ،ينسكب عمى كؿ الكنيسة .ولكف الروح القدس ينسكب إذا توافر شرط المحبة،
فيذا المزمور دعوة لممحبة بيننا جميعاً.
ىناؾ رأياف في المناسبة التي كتب فييا ىذا المزمور2
األوؿ 2أنو ُكتب ليصموا بو في األعياد السنوية التي يجتمع فييا كؿ الشعب (ٖ مرات سنوياً) في األعياد
الكبيرة في أورشميـ.
الثاني 2أنو كتب لتشجيع العائديف مف السبي .ليسكنوا في أورشميـ.
مسح بسكب زيت المسحة عمى رأسو وكاف ىذا كاف رئيس الكينة ُي َ
الزيث المنسكب الزيت مف زيت الزيتوف (رمز لمروح القدس) مخموطاً ببعض العطور.
قنينة
الدهن
وكؿ ىذه العطور تشير لشخص السيد المسيح .وحيف ينسكب الزيت
عمى رأس ىروف رئيس الكينة (رمز لممسيح رئيس كينتنا) ينسكب
عمى لحيتو (المحية ترمز بشعرىا الكثيؼ حوؿ الرأس لمكنيسة الممتفة
حوؿ المسيح رأسيا) فيفيح مف المحية (الكنيسة) رائحة المسيح الزكية.
فالكنيسة رائحة المسيح الزكية (ٕكوٕ .)ٔ٘2والروح القدس حيف يمؤل
شخص مؤمف يحولو إلى صورة المسيح (غؿٗ .)ٜٔ2وبشرط أف نسكف
في محبة.
الرائحة
س ُك َن ِ
اإل ْخ َوةُ َم ًعا!" َن َي ْ
س َن َو َما أَ ْج َم َل أ ْ
َح َ
ٔ
آية (ٔ) ُ " -ى َوَذا َما أ ْ
اإلخوة حيف يسكنوف في محبة يشبيوف بثمرة التيف .ففييا بذور كثيرة تسكف متآلفة بجانب بعضيا داخؿ غبلؼ
واحد .وطعميا حمو .فاهلل يحب أف نسكف في محبة في الكنيسة.
ف ِث َيا ِب ِو".
طر ِ الن ِ ِ ِ
ازل إلَى َ َ از ِل َع َمى المٍّ ْح َي ِة ,لِ ْح َي ِة َى ُار َ
ونَّ , ْسَّ ,
الن ِ آية (ٕ) ِ ٕ" -م ْث ُل الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب َعمَى َّأ
الر ِ
إنسكاب الدىف رمز لمروح القدس (ٔصـ .)ٖٔ2ٔٙوقد حؿ الروح القدس عمى المسيح يوـ عماده ،وكاف ذلؾ
لحساب الكنيسة (المٍّ ْح َية= الشعر الكثير يشير لممؤمنيف) الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب = الزيت +العطور .وىذه المحية نازلة
395
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)
ف ِث َيا ِب ِو .وثياب المسيح ىي كنيستو .فبل انفصاؿ بيف جماعة المؤمنيف والكنيسة .وال معنى لوجود
عمى طَر ِ
َ
جماعة منشقة عمى الكنيسة.
396
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع والثبلثون
المزمور المئة والرابع والثبلثون(المئة والثالث والثبلثون في األجبية)
ىذا المزمور ىو آخر مزامير المصاعد .وما ىي آخر درجة إلنساف إمتؤل في محبة مع إخوتو مف الروح القدس؟
ال يوجد سوى أف ىذا اإلنساف يحيا مسبحاً مباركاً الرب كؿ أياـ حياتو .ونصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ
ونقوؿ باركوا الرب ..بالميالي .فنذكر أف ىذا ىو عممنا الروحي .فبالنيار نعمؿ لحاجة الجسد والميالي ىي هلل
لنسبحو ونخمو معو في ىدوء الميؿ .المزمور السابؽ حدثنا عف إمتبلء شعب اهلل مف الروح القدس .وعبلمة
اإلمتبلء مف الروح ىو التسبيح وىذا ما نراه في ىذا المزمور الذي يأتي بعد (مزٖٖٔ) مباشرة .وىذا رأيناه مع
زكريا وأليصابات فيما سبحا اهلل حينما إمتؤل كبلىما مف الروح (لؤ) .والتسبيح ناشئ عف الفرح الداخمي .والفرح
الداخمي مف ثمار الروح (غؿ٘ )ٕٕ2ومف ىـ في حالة فرح روحي باهلل نجده يسبح اهلل العمر كمو.
ب".
الر َّ
ارُكوا َّ آية (ٕ) ْ ٕ" -ارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم َن ْح َو ا ْلقُ ْد ِ
سَ ,وَب ِ
ْارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم = كما فعؿ موسى في أثناء حرب يشوع مع عماليؽ ،ورفع أيدينا يجعمنا في ىيئة الصميب فترتاع
الشياطيف مف عبلمة الصميب التي كسرت شوكتيـ.
ض". السماو ِ
ات َواأل َْر َ صييو َنِ َّ , ارُك َك َّ ِ ِ
آية (ٖ) ُ ٖ" -ي َب ِ
الصانعُ َّ َ َ الرب م ْن ْ َ ْ
ص ْي َي ْو َن = ىي السماء حيث صعد المسيح ،وىي الكنيسة بيت المسيح عمى األرض. ِ
397
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس والثبلثون
ىو مزمور تسبيح هلل .يبدأ وينتيي بيممويا .فذبيحة التسبيح ىي التي يسر بيا الرب (يع٘.)ٖٔ2
س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ آية (ٔ) َ " -ىمٍّمُ َ
ٔ
ب",
الر ٍّ
يد َّ بَ .
الر ٍّ
اس َم َّ
س ٍّب ُحوا ْ
وياَ .
ين = ا لمنتصبيف ،المستقيمي اإليماف ،المعترفيف هلل بأعماؿ رحمتو .في بيت الرب في العيد القديـ كاف اهلل ا ْل َو ِاق ِف َ
يطمب أف تكوف الصموات في الييكؿ في أورشميـ ،حتى ال يقدموا ذبائح في أي مكاف فينحرفوا إلى العبادة
الوثنية ،وحتى يجتمعوا في وحدة ومحبة وعبادة أمامو،
اص ِت ِو".
س َرِائي َل لِ َخ َّ اختَار يعقُ ِ ِ ِ
وب ل َذاتوَ ,وِا ْ
الر َّ ِ
ب قَد ْ َ َ ْ َ آية (ٗ) ٗ" -أل َّ
َن َّ
فمنسبح الرب الذي جعمنا نعرؼ اإليماف المسيحي ،ونفيـ أسرار الخبلص.
ب َي ِد ُ َّى ِرَ .يا َربِ ,ذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍرٔٗ .أل َّ اس ُم َك إِلَى الد ْ
ٖٔ
ش ْع َب ُو,
ين َ الر َّ
َن َّ اآليات (َٖٔ " - )ٕٔ-يا َربْ ,
َع ُي ٌن َوالَاس .لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم .لَ َيا أ ْ
ٔٙ
الن ِ بَ ,عم ُل أ َْي ِدي َّ ض ٌة َوَذ َى ٌُمِم ِف َّ ٘ٔ
ش ِف ُ يد ِه ُي ْ
وعمَى ع ِب ِ
َ ام األ َ
َص َن ُ
ق .أ ْ َ ََ
وىاَ ,و ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا. ص ِان ُع َ ون َ س! ِم ْثمَ َيا َي ُك ُ
ٔٛ ِ ان والَ تَسمعَ .كذلِ َك لَ ْي ِ
س في أَف َْواى َيا َنفَ ٌ َ َْ ُ
ٔٚ
تُْبص ُر .لَ َيا آ َذ ٌ َ
ِ
بَ .يا َخ ِائ ِفي َّ ت الَ ِويَ ,ب ِ ونَ ,ب ِ يلَ ,ب ِ س َرِائ َ
ت إِ ْ
ٕٓ ٜٔ
ب, الر ٍّ الر َّ
ارُكوا َّ بَ .يا َب ْي َ الر َّ
ارُكوا َّ ت َى ُار َ بَ .يا َب ْي َالر َّ
ارُكوا َّ َيا َب ْي َ
اك ُن ِفي أُور َ ِ الس ِ الرب ِم ْن ِ
يمَ .ىمٍّمُ َ َب ِ
ٕٔ
ويا". شم َ ُ ص ْي َي ْو َنَّ , بُ .م َب َار ٌك َّ الر َّ
ارُكوا َّ
آلية األمـ ىي ال شئ ،أما إلينا فيو إلو قادر فميسبحو كؿ واحد.
398
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس والثبلثون
ىو مزمور حمد تتكرر فيو عبارة ألن إلى األبد رحمتو ( )ٕٙمرة .بحسب عدد آياتو .فكؿ آية تذكر سبباً لمحمد
ثـ نقوؿ المقطع المتكرر "ألف إلى األبد رحمتو" وىو مف مزامير التسبحة اليومية .وتكرار ىذا المقطع يشير ألف
اهلل يكرر لنا أعماؿ رحمتو لؤلبد .ومف أعماؿ رحمتو التي يذكرىا المرنـ أف إلينا عظيـ (ٔ )ٖ-وصالح .وىو
خالؽ العالـ (ٗ .)ٜ-وألنو مخمص إسرائيؿ (ٓٔ .)ٕٕ-وىو فادينا كمنا (ٖٕ .)ٕٗ-وىو الميتـ بكؿ إنساف،
المحسف لكؿ البشر (ٕ٘.)ٕٙ-
َن إِلَى األ ََب ِد لو اآللِ َي ِة ,أل َّ اح َم ُدوا إِ ََن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوْ . صالِ ٌح ,أل َّ ب أل ََّن ُو َ اآليات (ِٔ " - )ٕٙ-ا ْح َم ُدوا َّ
ٕ ٔ
الر َّ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو. ام َو ْح َدهُ ,أل َّ
ظَ ب ا ْل ِع َ ِ َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُوِ َّ ٗ .
الصان َع ا ْل َع َجائ َ َ َ َ اب ,أل َّ ب األ َْرَب ِ اح َم ُدوا َر َّ ٖ
َر ْحمتَ ُوْ .
الص ِان َعَّ
ٚ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو.اه ,أل َّ ض عمَى ا ْل ِمي ِ
َ
ِ ٙ ِ
َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ا ْل َباسطَ األ َْر َ َ ات ِبفَ ْيٍم ,أل َّ السماو ِ
الصان َع َّ َ َ
٘ َّ ِ
ب لِ ُح ْكِم المَّْي ِل, ِ ٜ ِ
َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .ا ْلقَ َم َر َوا ْل َك َواك َ ار ,أل َّ س لِ ُح ْكِم َّ
الن َي ِ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَّ ٛ .
الش ْم َ يم ًة ,أل َّ أَ ْنو ا ِ
ار َعظ َ ًَ
س ِط ِي ْم, َخرج إِسرِائ َ ِ
يل م ْن َو َ
ٔٔ ِ
َن إلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .وأ ْ َ َ ْ َ
ارَىا ,أل َّ ِ ص َر َم َع أ َْب َك ِ بم ْ
ضر ِ ِ ٓٔ ِ
َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .الَّذي َ َ َ أل َّ
وف إِلَى ُ ق ب ْحر س ٍ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي َ
ٖٔ
ود ٍة ,أل َّ يد ٍة َوِذ َر ٍ
ش ِد َ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوِ .ب َي ٍد َ
ٕٔ
شقَق, ش َّ َ َ ُ اع َم ْم ُد َ أل َّ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ ٔ٘ .وَدفَ َع ِف ْر َع ْو َن َوقَُّوتَ ُو ِفي َب ْح ِر س ِط ِو ,أل َّ َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُؤٗ .وعبَّر إِ ِ ِ
س َرائي َل في َو َ َََ ْ َ َ َ أل َّ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي َ شع ِب ِو ِفي ا ْلبٍّري ِ
س َار ِب َ ْ
ِ ٔٙ ِ
َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو .الَّذي َ
س ٍ
ٔٚ
ب ُممُو ًكا ض َر َ َّة ,أل َّ َ وف ,أل َّ ُ
َن إِلَى َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُوِ .سيح َ ِ ِ ِ
َم ِ اء ,ألَ َّن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .وقَتَ َل ُممُو ًكا أَع َّز َ
ٜٔ ٔٛ
ين ,أل َّ ورٍّي َ ون َمم َك األ ُ ُ َ َ َ اء ,أل َّ ُعظَ َم َ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو. ض ُي ْم ِم َا
يرثًا ,أل َّ َعطَى أ َْر َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ .وأ ْ
ٕٔ
ان ,أل َّ ش َوج َممِ َك َبا َ
ٕٓ
األ ََبد َر ْح َمتَ ُوَ .و ُع َ
ِ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوَ ٕٗ .وَنجَّا َنا ِم ْن َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوٕٖ .الَِّذي ِفي َم َذلَِّت َنا َذ َك َرَنا ,أل َّ يل َع ْب ِد ِه ,أل َّ س َرِائ َ
يرثًا ِإل ْ ٕٕ ِم َا
ات, السماو ِ اح َم ُدوا إِ َ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُوْ .
ٕٙ
ش ٍر ,أل َّ َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو .الَِّذي ُي ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ُك ٍّل َب َ
ٕ٘
َع َد ِائ َنا ,أل َّ
لو َّ َ َ أْ
َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو". أل َّ
399
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع والثبلثون
المزمور المئة والسابع والثبلثون(المئة والسادس والثبلثون في األجبية)
ىذا المزمور كتب في بابؿ أثناء فترة السبي ،والشعب في ذؿ ،والبابمييف ييزأوف بيـ في صمؼ وكبرياء السادة
الذيف يذلوف عبيدىـ .وربما قيؿ ىذا المزمور بعد سقوط بابؿ بيد كورش ،ألف المرنـ ىنا يقوؿ يا بنت بابؿ
المخربة (آية ،)ٛأو ربما دعاىا كذلؾ بسبب خطاياىا ونجاساتيا ،فتوقع خرابيا كما خربت أورشميـ بسبب
خطاياىا والسبعينية تنسب ىذا المزمور ألرمياء.
وىذا المزمور يعبر عف حاؿ كؿ خاطئ مستعبد لخطيتو ،فيو غير قادر عمى التسبيح طالما ىو مستعبد .ومف
تحرر مف خطيتو يسبح ،فالشعب حيف خرجوا مف عبودية فرعوف ،كاف أوؿ ما عمموه ىو أنيـ سبحوا (خروج
٘ٔ) .ويعبر ىذا أيضاً عف أننا في السماء سيكوف فرحنا فرحاً حقيقياً كامبلً ،حيف نخرج مف ىذا العالـ ونخمع
ىذا الجسد .لذلؾ نجد في السماء الػٓٓٓٗٗٔ (الذيف خمصوا مف العيد القديـ والعيد الجديد) يرنموف
(رؤٗٔ .)٘-ٔ2ولذلؾ في ترنيمنا ليذا المزمور نذكر كؿ إخوتنا الذيف مازالوا مستعبديف لمخطية ونطمب ألجميـ
أف يتحرروا .ونذكر أنفسنا وأننا مازلنا في أالـ ىذا العالـ معرضيف لتجارب وخداعات إبميس ومعرضيف
إلضطياد أتباعو ونشتاؽ لمجيء المسيح الثاني لنسبح لؤلبد.
لذلؾ نرنـ ىذا المزمور في صبلة النوـ لمتعبير عف أننا نشتاؽ لمسماء بعد نياية عمرنا .قمة الحياة الروحية
ظيرت في المزمور السابؽ ،وىو اإلمتبلء مف الروح والتسبيح .وىنا العكس تماماً فمف ىو مازاؿ في عبودية
الخطية نجده عاج اًز عف التسبيح.
400
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
ممحوظة 2بابؿ في الكتاب المقدس ترمز لمممكة الشر مف بداية الكتاب المقدس حتى نيايتو ففييا تمرد الناس
عمى اهلل فبمبؿ ألسنتيـ (تؾٔٔ .)ٜ2ومنيا خرج نمرود الذي تجبر أماـ اهلل (تؾٓٔ .)ٜ2ٔٓ،وىي الزانية العظيمة
في (رؤ.)ٙ-ٔ2ٔٚ
ين «رٍّنموا لَ َنا ِم ْن تَرِنيم ِِِ ٍّ ين سبوَنا َكبلَم تَرِن ٍ ِ
سأَلَ َنا الَّذ َ َ َ ْ آية (ٖ) " -أل ََّن ُو ُى َن َ
ٖ
ات ْ َ سأَلُوَنا فَ َر ًحا قَائم َ َ ُ
يمةَ ,و ُم َعذ ُبوَنا َ
َ ْ َ اك َ
ِ
ص ْي َي ْو َن»".
حيف رأوىـ البابمييف عمى األنيار سألوىـ في سخرية أف يغنوا ليـ أغنية عمى أعوادىـ ،وىؿ يمكف أف يشيد أحد
نتصور أف خاطئ في وسط مجمس مستيزئيف يستطيع او يقدر اف
َّ هلل أو يسبحو وىو في أرض عبوديتو؟! ىؿ
يفتح فمو بالشيادة هلل أو تسبيح اهلل؟!
401
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)
وفي ( ) ٚيذكر المرنـ أف أدوـ يوـ كانت بابؿ تمزؽ أورشميـ ،أف أدوـ ىذه كانت تشجع في شماتة البابمييف عمى
أفعاليـ ،بؿ كانوا يطمبوف ىدـ أورشميـ حتى األساس .وىنا المرتؿ يطمب اإلنتقاـ مف أدوـ عمى ما فعمتو ،فشريعة
العيد القديـ عيف بعيف وسف بسف وأما في العيد الجديد فنفيـ ىذا عف إبميس عدونا الذي يريد ىبلكنا .والمرتؿ
يسمى أدوـ ىنا بنت بابؿ ألنيا شابيت بابؿ في تخريبيا وشرىا .وفي ( )ٜيشير لحادثتيف سابقتيف ،قتؿ فييما
المموؾ المنتصروف شباف أدوـ وأبطاليا بأف يمقييـ المموؾ مف فوؽ الصخور العالية فينزلوف ميشميف
(ٔأي ) ٕٔ2ٔٛويقوؿ المفسروف أف أبيشاي قائد الجيش كاف يسوؽ بني أدوـ إلى صخرة عالية في وادي الممح،
ومف ىناؾ يطرحيـ إلى أسفؿ .وىناؾ حادثة أخرى أياـ أمصيا الممؾ ،إذ ذىب إلى وادي الممح وضرب مف أدوـ
وأتى بيـ إلى رأس سالع وطرحيـ مف عمييا فتكسروا (ٕأئٕ )ٔٔ2ٕ٘،والمعنى ٓٓٓ ،ٔٓ.وسبا ٓٓٓٔٓ.
ب ِب ِي ُم َّ
الص ْخ َرةَ = ممكف أف نفيمو إذ فيمنا أف الصخرة ىي المسيح أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ
ض ِر ُ وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك
الروحي لطُ َ
يضرب بنات بابؿ (الزانية العظيمة) وىف الخطايا والشيوات(*) في ىذه الصخرة (ٔكوٓٔ .)ٗ2فطوبى لمف
األبدية (رؤ .) ٘2ٔٚطوبى لمف يدفف شيواتو أي أطفاؿ بابؿ تحت الصخرة الثابتة أي يسوع المسيح ،وذلؾ
بالتوبة الدائمة واالعتراؼ والتناوؿ .وحيف تدفف النفس ىذه البنات سيكوف ليا بنوف صالحيف ىـ الفضائؿ
المكتسبة .ومف لو ىؤالء األوالد (الفضائؿ) ال يخزى إذا كمّـ أعداءه في األبواب).
وقد تكوف بنات بابؿ ىي الخطايا الصغيرة = الثعالب الصغيرة (نش ٕ .)ٔ٘ 2
402
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن والثبلثون
المزمور المئة والثامن والثبلثون(المئة والسابع والثبلثون في األجبية)
داود شعر بعمؿ اهلل معو خبلؿ حياتو إذ اختاره ولداً صغي اًر وراعياً فقي اًر لؤلغناـ وأجمسو عمى كرسي مممكة
إسرائيؿ ونصره عمى كؿ أعدائو ،وربما رتؿ داود ىذا المزمور في أواخر حياتو إذ كاف يتأمؿ في عطايا اهلل معو
خبلؿ رحمة عمره ،فمـ يجد ما يقولو سوى كممات الحمد والشكر .وعبر ىنا عف اشتياقو الدائـ لمسجود واالعتراؼ
هلل في ىيكؿ قدسو.
وما أجمؿ أف نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ ،إذ نتأمؿ في عطايا اهلل وأحساناتو عمينا طوؿ اليوـ بؿ فيما
مضى مف عمرنا ونحمده ونشكره ،مشتاقيف أف يخرج عمينا الصبح بنوره لنذىب إلى بيت اهلل ونسجد أماـ
المبلئكة ،عربوناً لذلؾ اليوـ الذي سيأتي فيو المسيح عمى السحاب ليأخذنا إلى السماء مع المبلئكة ،وىناؾ
نعترؼ لو ونسبحو لؤلبد في صحبة المبلئكة.
ت َكِم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل اس َم َك َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك ,أل ََّن َك قَ ْد َعظَّ ْم َ َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َكَ ,وأ ْ
َح َم ُد ْ
ٕ
آية (ٕ) " -أ ْ
اس ِم َك".
ْ
َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك = أنا
اس َم َك َعمَى َر ْح َمت َك = أنا مستحؽ كؿ عقوبة ،ولكنؾ رحمتني ولذلؾ أشكرؾ .أ ْ
ِ
َح َم ُد ْأْ
َح َم ُدك
مستحؽ أف ال تقبمني في بيتؾ ،ولكنؾ بمراحمؾ سمحت لي أف أدخؿ وأسجد أنا الغير المستحؽ لذلؾ أ ْ
َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك = قد يقصد بالحؽ أف اهلل نصره عمى أعدائو فأظير الحؽ .ولكننا نرى الرحمة والحؽ قد
اس ِم َك = االسـ يشير لمشخص بصفاتو وامكانياتو ،واهلل أعمف لنا ظي ار عمى الصميب .عظَّم َ ِ
ت َكم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل ْ َ ْ
عف نفسو بأشياء متعددة ،مثبلً بالخميقة ،وبتدبيراتو ،ثـ بكممتو وناموسو .وداود يرى أف كممة اهلل وناموسو
وشريعتو أعظـ مف كؿ ما استخدمو اهلل سابقاً في اإلعبلف عف نفسو .واذا فيمنا أف كممة اهلل ىو المسيح ،فيذه
نبوة عف المسيح الذي عظمو اآلب ،وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ .)ٜ2فمقد صار المسيح بعممو الفدائي ىو
403
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)
أعظـ ما عرفناه مف اهلل في كؿ أعماؿ عنايتو السابقة ومراحمو السابقة .فميس حب أعظـ مف ىذا الذي صنعو
المسيح عمى الصميب .والسبعينية ترجمت ىذه اآلية عظمت اسمؾ عمى الكؿ.
َن
ب ,أل َّ
الر ٍّ
ق َّون ِفي طُُر ِ
ات فَ ِم َكَ .وُي َرٍّن ُم َ
٘ ض ,إِ َذا س ِمعوا َكمِم ِ
َ َ ُ
اآليات (ٗٗ" - )٘-ي ْحم ُد َك يا رب ُكل ممُ ِ
وك األ َْر ِ ُ َ َ َ َ
يم". الر ٍّ ِ
ب َعظ ٌ َم ْج َد َّ
نبوة عف إيماف مموؾ األمـ الوثنية.
404
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والتاسع والثبلثون
داود ىنا يحدثنا مرنماً عف اهلل البلمتناىي في المعرفة ،الذي ال يحده زماف وال مكاف .فيو موجود في كؿ زماف،
موجود ف ي كؿ مكاف ،يعرؼ كؿ شئ ،ىو الذي خمقني ،فيو يعرؼ أعماقي .كؿ شئ مكشوؼ أمامو .داود أماـ
اكتشافو ىذا يقؼ مبيو اًر ( )ٔٛ،ٔٚويجد نفسو غير مستطيع أف يحصي أعماؿ اهلل العجيبة واحساناتو التي ال
نياية ليا .وفي دىشة بجماؿ وجبلؿ اهلل يتعجب مف الذيف ال يخضعوف لو بؿ يتمردوف عميو ،فيتكمـ عنيـ
باحتقار شاع اًر أنو ال يستطيع أف يتعامؿ مع ىؤالء .وينطؽ بروح النبوة بحكـ عمييـ ،فالموت ينتظر مثؿ ىؤالء.
ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ
يد. امي .فَ ِي ْم َوسي وِقي ِ ْت جمُ ِ اختََب ْرتَِني َو َع َرفْتَِني .أَ ْن َ
ٕ
اآليات (َٔ " - )ٖ-يا َرب ,قَِد ْ
ٔ
َ َ َ ت َع َرف َ ُ
تَ ,و ُك َّل طُُرِقي َع َرف َ
ْت". ضي َذ َّرْي َٖمسمَ ِكي ومرب ِ
َ َْ َ َ ْ
يد = معرفة اهلل ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍاهلل فاحص القموب والكمى كؿ شئ مكشوؼ أمامو ،حتى أعماؽ فكر اإلنساف فَ ِي ْم َ
َ
ليست كالبشر مبنية عمى االختبار والمعاشرة .وألف اهلل يعرؼ كؿ شئ فيو سيديف بالعدؿ .واهلل يعرؼ كؿ
امي بؿ تعرؼ ما أنوي فعمو قبؿ أف أقوـ وأعممو ،فأنت تعرؼ فكري مف وسي وِقي ِ ْت جمُ ِ
َ َ حركاتنا وسكناتنا = َع َرف َ ُ
سمَ ِكي = أنت تعرؼ تماماً وتحيط بكؿ شئ ميما كاف صغي اًر في مسمكي وفي مكاف ِ
ت َم ْرَبضي و َم ْ بعيدَ .ذ َّرْي َ
نومي.
يع َيا". ىذ ِه ا ْلمع ِرفَ ُة ,فَوِقي ارتَفَع ْت ,الَ أ ِت عمَ َّي ي َد َكٙ .ع ِجيب ٌة ِ
َستَط ُ
ْ ْ َ ْ َْ َ َ َو َج َع ْم َ َ َ
معرفة اهلل كأف اهلل يحاصر اإلنساف مف كؿ جية ،ويعرؼ عنو كؿ شئ ،وكؿ كممة ومعرفة اهلل ىذه عجيبة ،ال
ف و ِم ْن قُد ٍ ٍ ِ
َّام = إف ذىبت لموراء أو تقدمت لؤلماـ فأنت ىناؾ يستطيع إنساف أف يدركيا= فَ ْوِقي ْارتَفَ َع ْت .م ْن َخ ْم َ
ت َي َد َك َعمَ َّي = لتمنعني مف قرار خاطئ يضرني، عمى= َج َع ْم َ
ّ عمى بؿ ويدؾ ّ تعرؼ كؿ إتجاىاتي ،عينؾ
ولتؤدبني إف تعوجت.
السماو ِ ص ِع ْد ُ ْىب ِم ْن ر ِ
وح َك؟ َو ِم ْن َو ْج ِي َك أ َْي َن أ ْ
ت إِلَى َّ َ َ ب؟ إِ ْن َ
ٛ ٚ
اكَ ,وِا ْن
ت ُى َن َات فَأَ ْن َ َى ُر ُ ُ اآليات ( " - )ٛ-ٚأ َْي َن أَذ َ ُ
اوَي ِة فَ َيا أَ ْن َ
ت". ت ِفي ا ْل َي ِ
شُفَ َر ْ
وح َك =اهلل موجود في كؿ مكاف وبالتالي فيو يعرؼ كؿ شئ ،ال يخفي عنو شئ .وفي آية ( )ٚنرى الثالوث .ر ِ
ُ
ىو الروح القدسَ .و ْج ِي َك = المسيح بياء مجد اهلل ورسـ جوىره .وألف اهلل غير محدود فيو موجود في السماء ،بؿ
اوَي ِة = رقدت في الياوية .فيي إشارة لنوـ القبر األبدي وكانوا يذىبوف ت ِفي ا ْل َي ِ
شُ وموجود في الياوية .فََر ْ
لمياوية .فإف قمنا أنو ال يوجد في الياوية (الجحيـ مكاف الموتي) فيو محدود .ىو في السماء حيث عرش مجده،
405
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
حيث األفراح الدائمة والمجد المستعمف .وىو في الياوية حيث قداسة اهلل وعدلو قد استعمنا في دينونة األشرار .إِ ْن
ت إِلَى َّ
الس َماء = ىذا فعمو المرنـ عقمياً وليس جسدياً ،فيو فكر في السماء وكيؼ أف اهلل ىناؾ مسبح مف ص ِع ْد ُ
َ
المبلئكة .ولعمو اشتياؽ المرنـ لذلؾ .ولكنو بروح النبوة رأي نصيب المؤمنيف بعد فداء المسيح ونصيبنا السماوي.
ضا تَي ِد ِ
يني َي ُد َك ت ِفي أَقَ ِ
اصي ا ْل َب ْح ِر ,فَ ُي َن َ
ٓٔ
اآليات ( " - )ٔٓ-ٜإِ ْن أ َ
ٜ
اك أ َْي ً ْ س َك ْن ُ
اح ِي الص ْب ِحَ ,و َ
ْت َج َن َ
َخذ ُ
َوتُ ْم ِس ُك ِني َي ِمي ُن َك"..
اح ِي الص ْب ِح (المذاف يفرشاف نور الصبح عمى كؿ األرض) إلى أقاصي
إف توجيت وبأقصى سرعة عمى َج َن َ
األرض ،فمف أىرب منؾ .بؿ سأجدؾ ىناؾ راعياً لي تمسؾ بيدي لتردني .ونبلحظ في قولو السماء واألرض أي
الياوية العميقة ( ) ٛ،ٚأنو نظر لمبعد الرأسي .وبقولو ىنا أقاصي األرض فيو نظر لمبعد الطولي .والمسيح جمع
بصميبو (خشبة طولية وخشبة عرضية) الكؿ سمائييف وأرضييف .جعؿ الكؿ واحداً .لقد حدث ىذا مع يوناف ،فيو
ظف أنو ىرب مف اهلل ،ولكف اهلل رده بيمينو وىداه.
ضا الَ تُ ْظمِ ُم لَ َد ْي َك, ٕٔ ِ ت «إِ َّنما الظ ْمم ُة تَ ْغ َ ِ
شاني» .فَالمَّْي ُل ُيض ُ
يء َح ْولِي! الظ ْم َم ُة أ َْي ً َ َ
ٔٔ
اآليات (ٔٔ " - )ٕٔ-فَ ُق ْم ُ
ِ الني ِ ِ ِ
ور".يءَ .كالظ ْم َمة ى َك َذا الن ُ ار ُيض ُ َوالمَّْي ُل م ْث َل َّ َ
واذا فكرت أف الظممة ىي ساتر لي ،يمكنني أف أختبأ بالظممة منؾ .فيذا أيضاً غير ممكف فالظممة بالنسبة لؾ
نور ،فأنت يمكنؾ يا رب أف ترى كؿ شئ في الظممة.
وفي تأمؿ في ىذه اآلية ،إف أحاطت بي التجارب واآلالـ كظممة ،فتعزياتؾ تضئ لي طريقي.
ِ َحم ُد َك ِم ْن أ ْ ِ س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ اآليات (ٖٔ " - )ٔٗ-أل ََّن َك أَ ْن َ
َجل أ ٍَّني قَد ْ
ٗٔ ٖٔ
تامتَْز ُ ُمي .أ ْ َ ت ُك ْم َيتَ َّيَ .ن َ
ت اقْتََن ْي َ
ف ذلِ َك َي ِقي ًنا". َع َمالُ َكَ ,وَن ْف ِسي تَ ْع ِر ُ
يب ٌة ِى َي أ ْ
َع َج ًباَ .ع ِج َ
ُمي .وحينما تأمؿ في خمقة اهلل س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ ت ُك ْم َيتَ َّي = أي تعرؼ أعماقي ،فأنت خمقتني بالكامؿ= َن َ اقْتََن ْي َ
لئلنساف ،رأي أف اإلنساف إمتاز بخمقتو عجباً .فاإلنساف بروحو ،نفخة اهلل ،وعقمو ،وامكانياتو يفوؽ أي خميقة وىو
تاج المخموقات ،بؿ أف اهلل خمؽ العالـ ألجؿ اإلنساف "السبت جعؿ لئلنساف وليس اإلنساف ألجؿ السبت".
406
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)
في وصوره فيو يعرؼ دقائؽ أموري ،وىو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء .ىو يعرؼ كؿ شئ
جزء ّ
عني.
ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك".
استَ ْيقَ ْظ ُ
ْ
ىنا يقؼ المرنـ مبيو اًر بأحسانات اهلل عميو .يقدـ لو الشكر عمى أىتمامو بو في خمقتو وتصويره ،ثـ عنايتو بو في
بطف أمو ،وحمايتو لو .فكؿ أفكار اهلل تجاىو ىي أفكار حب ،وأحساف ،بؿ حتى ما نظنو ش اًر فاهلل يسمح بو
لخيرناَ .ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك كـ ىي عميقة ال أستطيع فيميا ،ولكف كميا محبة ،لذلؾ نقؼ أماـ تدبيرؾ بمنتيى الحمد
ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك = حينما استيقظ فأنا تحت بصرؾ ورعايتؾ مف أوؿ
ظُاستَ ْيقَ ْ
والوقار والتسبيح حتى أف لـ نفيموْ .
لحظة في النيار ،فأنا في أماف في نومي ألني مسمـ كؿ األمر لؾ .ولكف متى أستيقظ يكوف قراري في يدي ومع
عمى وستنقذني حتى مف ق ارراتي الخاطئة .ولذلؾ ينصح كثير مف األباء أنو بمجردعمى ويدؾ ّىذا فأنت عينؾ ّ
أف نفتح عيوننا صباحاً أف نصمي مزمور أو اثنيف ،لنبدأ مف أوؿ لحظات النيار االعتماد عمى اهلل ،وىكذا نحيا
اليوـ كمو في خوؼ اهلل ،نضعو دائماً أماـ أعيننا.
ان ِف َّي طَ ِر ٌ
اريَ .وا ْنظُ ْر إِ ْن َك َ
ف أَ ْف َك ِ امتَ ِح ٍّني َو ْ
اع ِر ْ ف َق ْم ِبيْ . اختَِب ْرِني َيا اَهللُ َو ْ
اع ِر ْ
ٕٗ ٖٕ
يق اآليات (ْٖٕ " - )ٕٗ-
اى ِد ِني طَ ِريقًا أ ََب ِديًّا". ب ِ
اط ٌلَ ,و ْ َ
المرنـ ىنا يمجأ هلل فيو اكتشؼ أف اهلل يعرؼ كؿ شئ عنو ،وىو ال يعرؼ شئ عف نفسو ،فيناؾ خطايا دفينة
وميوؿ رديئة فيو ال يراىا وال يعرفيا سوى اهلل .وىو يمجأ هلل ليؤدبو بالتجارب والتأديبات المتعددة ،لييديو ويرده
مف كؿ طريؽ باطؿ ،فبل ييمؾ .وبنفس المفيوـ عمينا أف نسمـ هلل في كؿ ما يسمح بو فيو الطبيب الذي عرؼ
دواء وعبلج نفوسنا وأرواحنا ،ىو وحده الذي يعرؼ ويداوي بمحبة عجيبة.
407
ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة واألربعون
ىو مزمور إستغاثة لداود مف األعداء الذيف يشبيوف الحيات في مكرىـ ولدغاتيـ السامة .ىو فيو كاف في حالة
مؤلمة ربما مف اضطياد شاوؿ.
ال".ا ْل ِقتَ ِ
المرنـ يمجأ هلل لينقذه مف األشرار المحيطيف بو ،وليحفظو مف مؤامراتيـ .وىو يذكر هلل إحساناتو السابقة ،فاهلل
ال ،فإذا كاف قد حفظو مف قبؿ فسوؼ يحفظو اليوـ .ونبلحظ أف أعداؤه غير واضحيف ْسو ِفي َي ْوِم ا ْل ِقتَ ِ ظمَّ ْل أر ِ
َ َ
فيـ يتفكروف بشرور في قموبيـ وداود ال يرى ما في قموبيـ .وىـ كالحيات مخادعيف ويحمموف سماً تحت
شفاىيـ .وىـ أعدوا فخاخاً ليسقط فييا وشراكاً وشبكة .ولذلؾ ىو يمجأ هلل كمي المعرفة والرؤية لينقذه مف
مؤامراتيـ التي ال يراىا وال يعرفيا.
408
ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)
نار مف السماء عمى سدوـ عمورة .وقولو وفي غمرات يشير لميبلؾ بالطوفاف .وكبلىما كاف بسبب غضب اهلل.
ض = أي رجؿ يغش ويدبر مؤامرات بمسانو ،ىذا قد ينجح إلى حيف ولكف اهلل ال ت ِفي األ َْر ِ سٍ
ان الَ َيثْ ُب ُ ِ
َر ُج ُل ل َ
يدعو يثبت ،بؿ يفسد اهلل مؤامراتو وال يدعيا تنجح.
409
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والحادي واألربعون
المزمور المئة والحادي واألربعون(المئة واألربعون في األجبية)
كتب داود ىذا المزمور في أثناء فترة ضيقو وأالمو ،ربما حيف كاف شاوؿ يريد قتمو فنجده ىنا يصمي ويتوسؿ إلى
اهلل ليعطيو عزاء ويرفع عنو ضيقتو.
نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ ،ليقبؿ اهلل صمواتنا كذبيحة مسائية مقبولة وتكوف صمواتنا كرفع بخور أماـ
اهلل ،ليا رائحة مقبولة .باإلضافة إلى أننا نذكر المسيح الذي قُ ِّد َـ ذبيحة مسائية عنا ورفع يديو عمى الصميب
لنصير نحف مقبوليف لدى اآلب.
ِ
ص ْوِتي ع ْن َد َما أ ْ
َص ُر ُخ إِلَ ْي َك". َص ِغ إِلَى َ
ع إِلَ َّي .أ ْ
َس ِر ْ آية (ٔ) َ " -يا َرب ,إِلَ ْي َك َ
ٔ
ت .أ ْ
ص َر ْخ ُ
الصراخ في الصبلة ىو الصبلة مف القمب بحماس ،ولكف ليس بصوت ٍ
عاؿ.
ي َك َذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ
َّة". َّام َك .لِ َي ُك ْن َرفْعُ َي َد َّ صبلَ ِتي َكا ْل َب ُخ ِ آية (ٕ) ٕ" -لِتَ ِ
َ َ َ ور قُد َ ستَق ْم َ
ْ
المؤمنيف كميـ كينة بمفيوـ الكينوت العاـ ،فالمؤمف يقدـ ذبائح التسبيح وذبائح العطاء والتوزيع
(عب )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙويقدـ نفسو ذبيحة حية (رؤٕ )ٔ2والروح المنكسرة (مزٔ٘ ...... )ٔٚ2أما الكينوت
الخاص في الكنيسة فيو سر مف األسرار السبعة ،والكاىف ُيساـ ليخدـ خدمة األسرار( ،عب٘ .)ٗ2فخدمة
األسرار يقوـ بيا كاىف شرعي وليست لكؿ مؤمف .وفي ىذه اآلية نرى صورة ليذا الكينوت العاـ .ونرى داود ىنا
يرفع يديو ،وىكذا نرى أف رفع اليديف ميـ في الصبلة لنشبو وضع الصميب .واهلل يشتـ صمواتنا كرائحة بخور لو
َّة= فكانت الشريعة تحتـ تقديـ ذبيحةكانت مف قمب نقي وبإيماف قوي (ىذا معنى الصراخ)َ .ذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ
َ َ َ
صباحية وذبيحة مسائية .والمسيح قٌ ِّدـ عمى الصميب كذبيحة مسائية (فيو مات عمى الصميب وقت تقديـ الذبيحة
المسائية) .والعجيب في ىذه النبوة اإلشارة لرفع اليد فيكذا صمب المسيح فالنبوة إذاً قدمت لنا الطريقة التي سيقدـ
بيا المسيح ذبيحة ووقت تقديميا في المساء.
وفي رفع يدينا عند الصبلة نذكر ىذه النبوة وكأننا نذكر أنو حتى تكوف صمواتنا مقبولة كما قبمت ذبيحة المسيح
عمينا أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية فنصمب أىوائنا مع شيواتنا حينئذ تكوف صمواتنا كرائحة بخور صاعدة إلى فوؽ،
أما صموات الخطاة فيي ال تصعد إلى فوؽ.
410
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
ىنا داود يصمي ليحفظ اهلل شفتيو ،وفي ىذا يتفؽ مع (يعٖ) أف المساف يقود الجسـ كمو ،فمو تقدس المساف يقود
الحياة كميا لمقداسة ،ويصمي حتى ال يميؿ إلى األشرار ويشترؾ في والئميـ الممموءة فساداً ،وحينما يتنقى يقبؿ
يء = فالقمب أخدع مف كؿ شئ (أر .)ٜ2ٔٚوىو منبع اهلل صمواتو كرائحة بخور .الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ
ْ َ
الشر .فيا رب ال تجعؿ قمبي يميؿ وراء نداء األشرار .ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل َّ
الشٍّر = الشرير دائماً يعطي لنفسو أعذا اًر في
شروره .وىكذا فعؿ آدـ وحواء ولـ يعترفا مباشرة بخطيتيما.
ص ِائ ِب ِي ْم".
َم َ
القمب دائماً معرض لمخداع .ومف خداعات إبميس أنو يجعمنا نرفض نصائح األصدقاء المخمصيف ،ونفرح برياء
األشرار .وداود ىنا يصمي حتى يحفظو اهلل مف ىذا الخداع فيستمع لمشورات األصدقاء المخمصيف ،إف أخطأ
يرجع وأف أصاب يتشجع .أما المنافقيف األشرار الذيف ريائيـ مثؿ الزيت فعميو أف ال يقبؿ ريائيـ (وكاف القدماء
ٍّيق فََر ْح َم ٌة = المرتؿ ال يقبؿ التأديب مف يد اهلل فقط ،بؿ ىو
الصد ُ يدىنوف بزيت معطَّر في أفراحيـ) .لِ َي ْ
ض ِرْب ِني ٍّ
يقبؿ التأديب مف يد كؿ صديؽ مخمص تقي ،ويعتبر توبيخو لو رحمة .وسفر األمثاؿ ممموء مف اآليات التي
تشرح ىذه الفكرة وما ينطبؽ عمي ىذه اآلية تماماً (أـ .)ٙ2ٕٚولقد طبؽ داود ىذه الفكرة تماماً حيف قاؿ "اهلل قاؿ
ل شمعي بف جي ار اشتـ داود" فيو قبؿ التأديب عمى أنو مف اهلل ،واعتبر أف اهلل يؤدبو بواسطة شمعي الشرير ،فإف
ْس .الَ يأْبى أر ِ
ْسي = أي أنو اعتبر أف توبيخات ت لِ َّأ
مر ِ كاف قد قبؿ توبيخ الشرير ،أفبل يقبؿ توبيخ الصديؽ .فََزْي ٌ
ََ َ
الصديؽ ىي كزيت يشفي جروحو الناشئة عف خطاياه ،وأنو سيقبؿ ىذه التوبيخات ولف يرفضيا رأسو ،بؿ
ستصير لو كزيت لمرأس .أما السبعينية فترجمت اآلية أما زيت الخاطئ فبل يدىف رأسي .وىذا تـ شرحو بأف داود
يرفض الكممات المينة مف األشرار المخادعيف الذيف يشجعونو عمى ممارسة الخطأ .والترجمة السبعينية أقرب
ص ِائ ِب ِي ْم = ألف صبلتي أيضاً ضد رغباتيـ الشريرة= ِ ِ
صبلَ تي َب ْع ُد في َم َ
َن َ
لمصحة فيي متمشية مع باقي اآلية أل َّ
أي ىو يصمي حتى يعينو اهلل في مكائد وخداعات المرائيف األشرار ورغبتيـ أف يسقطوه في الشر ويسمى ىذا
مصائبيـ .وبصبلتو يحفظو اهلل مف ىذه المصائب.
س ِم ُعوا َكمِ َم ِاتي أل ََّن َيا لَِذي َذةٌ". ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ
الص ْخ َرِةَ ,و َ آية ( " - )ٙقَِد ا ْن َ
ط َر َح قُ َ
ٙ
ىذه قد تنطبؽ عمى شاوؿ الذي اضطيد داود جداً .وحيف أتت الفرصة لداود أف ينتقـ لـ يمد يده إلى مسيح الرب
بؿ عفا عنو وعاتبو عتاباً رقيقاً (كمماتي لذيذة) جعمتو يبكي .وقد انتيت حياة شاوؿ بمأساة ىو وكؿ قادتو=
ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ
الص ْخ َرِة = وىذه نياية كؿ مف يقؼ موقؼ عداء مع اهلل صخرتنا ،أو مع شعب اهلل. ا ْنطَ َر َح قُ َ
وقد تشير اآلية لعدو الكنيسة ،إبميس ،الذي إنطرح أماـ المسيح صخرتنا (لو )ٔٛ2ٔٓ،ٜٔوكؿ الييود والوثنييف
الذيف أ قاموا مف أنفسيـ قضاة لمكنيسة إنطرحوا مف عمى الصخرة بينما استمرت الكنيسة تردد كمماتيا المذيذة
(ك ارزة وتسابيح وايماف).
411
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)
اوَي ِة".
ام َنا ِع ْن َد فَِم ا ْل َي ِ ض ,تَبد َ ِ
َّد ْت عظَ ُ شق األ َْر َ َ
ٚ
آية (َ " - )ٚك َم ْن َي ْفمَ ُح َوَي ُ
قد تشير اآلية إلى التجارب األليمة التي وقعت لداود ورجالو أثناء ىروبيـ وأف بعضاً منيـ مات وتناثرت
عظاميـ ،وكانت الضربة شديدة .كمثؿ الفبلح حيف يحرث األرض ىكذا إنشقوا ،فمنيـ مف مات فعبلً ومنيـ مف
كاف قاب قوسيف أو أدنى مف فـ الياوية أو القبر .وقد تشير إلى أف النياية المؤكدة لكؿ منا أف سيدفف وتتناثر
عظامو كنتيجة لنجاح مؤامرة إبميس ضد آدـ أبينا والحكـ الصادر ضده بالموت (ونجد الرجاء في آية )ٛعمى أف
الترجمة السبعينية ترجمت ىذه اآلية تبددت عظاميـ عند الجحيـ= أي عظاـ األشرار والترجمة السبعينية ىي
األكثر إتساقاً مع بقية كممات المزمور .وىذه ىي نفس كممات الترجمة اإلنجميزية التي ترجمت اآلية ىكذا "مثؿ
مف يتسمؽ صخرة فيقع وتنتثر عظامو عمى األرض ،فإف ىؤالء األشرار تتبدد عظاميـ عند الجحيـ".
َّة".اك ِيم حتَّى أَ ْنجو أََنا ِبا ْل ُكمٍّي ِ ٓٔلِيسقُ ِط األَ ْ ِ ِ ِ اعمِي ِ
اإل ثِْم. اك فَ ِ شر ِ ِ ِ
َُ ش َرُار في ش َب ْ َ َْ ص ُبوهُ ليَ ,وم ْن أَ ْ َ
قَ ْد َن َ
مف يرفع عينيو إلى اهلل يحفظو مف األشراؾ المنصوبة لو ،بؿ يقع األشرار فييا.
412
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثاني واألربعون
المزمور المئة والثاني واألربعون(المئة والحادي واألربعون في األجبية)
صمى داود ىذا المزمور وىو مختبئ في مغارة ىارباً مف وجو شاوؿ .ىو مزمور صبلة لنفس متألمة ،لـ تجد
معونة مف البشر وكاف ممجأىا الوحيد ىو اهلل فصرخت إليو لينقذىا.
في الساعة الثانية عشرة (وقت صبلة النوـ) كاف المسيح قد ِ
دف َف .ونزؿ إلى الجحيـ ليخرج كؿ أسرى الرجاء.
وكأنو وىو رأس الذيف خرجوا مف الجحيـ إلى الفردوس يقوؿ "إخرج مف الحبس نفسي" .ولذلؾ نصمى ىذا
المزمور في صبلة النوـ ،لنذكر أننا بعد موتنا تخرج أرواحنا مف حبس الجسد وحبس العالـ إلى الراحة إذ فتح لنا
المسيح الباب (رو.)ٕٗ2ٚ
َخفَ ْوا لِي فَ ًّخا. ْت مسمَ ِكيِ .في الطَّ ِري ِ ِ
ق الَّتي أ ْ
َسمُ ُك أ ْ ت َع َرف َ َ ْ َوأَ ْن َ وحي ِف َّي,َعي ْت ر ِ ِٖ
اآليات (ٖ " - )ٗ-ع ْن َد َما أ ْ َ ُ
سأَ ُل َع ْن َن ْف ِسي".
س َم ْن َي ْ َع ٍّني ا ْل َم َن ُ
اص .لَ ْي َ اد
فَ .ب َ س لِي َع ِ
ار ٌ ِ ٗا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َي ِم ِ
ين َوأ َْبص ْرَ ,فمَ ْي َ
في بعض األحياف مف شدة الضيؽ وكثرة المؤامرات الشريرة ضد اإلنساف يشعر أنو غير قادر عمى االحتماؿ=
إلى يا جميع المتعبيف ِ ِ
َع َي ْت ُروحي ف َّي = أصبح الحمؿ أعظـ مف أف يبقى عمى كتفي .ولذلؾ قاؿ المسيح تعالوا ّ أْ
ين وأ َْب ِ ِ
ص ْر = إشارة لمقوة البشرية ،فاإلنساف يمسؾ سبلحو بيده والثقيمي األحماؿ وأنا أريحكـ" .ا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َيم ِ َ
اليميف ،وقد تعني أي قوة بشرية مثؿ األصدقاء األقوياء .وىذا حدث مع المسيح في ىذا الموقؼ إذ تخمى عنو
الجميع .لكف عموما فكؿ مف وضع رجاءه في البشر لينقذوه فيو يجري وراء سراب ،ويقبض عمي ىواء .
413
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المائة والثالث واألربعون
المزمور المائة والثالث واألربعون(المائة والثاني واألربعون في األجبية)
ص ِّور المرتؿ نفسو وقد جمس في الظممات وكاد يفنى ويموت مف كثرة الضيقات
ىنا صبلة استغاثة بالرب .فينا ُي َ
حولو ،واألعداء المحيطيف بو ،ال قدرة لو عمى المقاومة أو حتى العمؿ ،ولقد أوشؾ أف يدخؿ إلى القبر ،ولقد
ٍ
كأرض ناشفة .وىو يمجأ هلل لكي ينقذه .ونبلحظ أننا نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر فيو ُيعبِّر عف صار
األحداث التي حدثت ليمة القبض عمى المسيح والمحيطيف بو مف األعداء وأنو قريب جداً مف الموت
( ولكننا نجد في اية ٔٔ صورة واضحة عف القيامة ) وأنو يصرخ ويصمي لنجاتو أي خبلص كنيستو وشعبو.
أما داود فغالباً صمى ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ ،ولكنو بروح النبوة أشار لممسيح .ونحف نصمي بكممات
ىذا المزمور الرائعة ننظر في طمباتنا إلى عطايا اهلل الروحية لخبلصنا حتى ال نيمؾ في خطايانا.
استَ ِج ْب لِيِ ,ب َع ْدلِ َكَ ٕ .والَ تَ ْد ُخ ْل ِفي ضرع ِاتيِ .بأ ِ
َما َنت َك ْ
َ َص ِغ إِلَى تَ َ َ
ِ
صبلَ تيَ ,وأ ْ اس َم ْع َ
ٔ
اآليات (َٔ " - )ٕ-يا َربْ ,
َّام َك َح ٌّي". ِ َّ ِ ِ
ا ْل ُم َحا َك َمة َم َع َع ْبد َك ,فَإن ُو لَ ْن َيتََب َّرَر قُد َ
المرتؿ ىنا يعترؼ بأنو ال يمكف أف يتبرر أماـ اهلل ،لذلؾ يطمب أف ال يدخؿ اهلل معو في المحاكمة .والعجيب
استَ ِج ْب لِي ِب َع ْدلِ َك فإذا استجاب اهلل بعدلو فسوؼ ييمؾ داود ألنو يعترؼ بأنو لف بعد ىذا أننا نجده يقوؿ ِبأ ِ
َما َنت َك ْ َ
يتبرر .ولكف حؿ ىذا السؤاؿ كامف في الصميب الذي ظير فيو عدؿ اهلل ورحمتو .عدؿ اهلل الذي ظير في عقوبة
الخطية التي تحمميا المسيح ،ورحمتو التي ظيرت في غفراف خطايانا بموتو عنا .وكأف المرتؿ ىنا بروح النبوة
يطمب رحمة الصميب.
اخمِي َق ْم ِبي".
وحي .تَحيَّر ِفي َد ِ
َ َ
َعي ْت ِف َّي ر ِ
ُ
ٗ
آية (ٗ) " -أ ْ َ
وحي = كنا ببل أمؿ ،وكنا في حيرة قمب ال ندري طريؽ الخبلص. َعي ْت ِف َّي ر ِ
ُ أ َْ
414
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)
ىنا يتذكر كيؼ أخرج اهلل شعبو مف أرض مصر وكانوا في حالة مماثمة .إذاً ىو قادر أف يجد حؿ .وفي كؿ
ضيقة تعصؼ بحياتنا عمينا أف نذكر خبلص اهلل السابؽ فيكوف لنا رجاء.
ِ ت .عٍّرف ِْني الطَّ ِر َ ِ ِ ِ اآليات (ٛ" - )ٕٔ-ٛأ ِ ِ
ييا ,أل ٍَّني
َسمُ ُك ف َ يق الَّتي أ ْ َسم ْعني َر ْح َمتَ َك في ا ْل َغ َداة ,أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ َ ْ
ت إِل ِيي. اك ,أل ََّن َك أَ ْن َ
ض َ َع َم َل ِر َ
َن أ ْ ِ
ْتَ .عمٍّ ْمني أ ْ
ٓٔ ِ
َع َدائي َيا َرب .إِلَ ْي َك ا ْلتَ َجأ ُ ت َن ْف ِسي .أَ ْن ِقذْني م ْن أ ْ
ِ ِ ٜ
إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ
يق َن ْف ِسي,الض ْ ينيِ .ب َع ْدلِ َك تُ ْخ ِر ُج ِم َن ٍّ َج ِل اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ
ْ َ َ ستَ ِوَي ٍةِ .م ْن أ ْ
ٔٔ
ض ُم ْ يني ِفي أ َْر ٍ الصالِح يي ِد ِ
وح َك َّ ُ َ ْ ُر ُ
ضا ِي ِقي َن ْف ِسي ,أل ٍَّني أََنا َع ْب ُد َك".يد ُك َّل ُم ََع َد ِائيَ ,وتُِب ُ ٕٔوِبر ْحم ِت َك تَستَأ ِ
ْص ُل أ ْ ْ َ َ َ
يق = ىو المسيح اة = ىو ينتظر مراحـ جديدة هلل في كؿ صباح ولينقذه اهلل مف أعدائو َعٍّرف ِْني الطَّ ِر َ با ْل َغ َد ِ
ستَ ِوَي ٍة =
ض ُم ْ يني ِفي أ َْر ٍ الصالِح .ليرشدنا فبل نيمؾ= يي ِد ِ
َْ وح َك َّ ُ (يوٗٔ .)ٙ2والمسيح أرسؿ الروح القدس= ُر ُ
يبكت عمى خطية فنتوب وال نفقد نصيبنا األبدي .وىنا المرتؿ ال ينظر إلى بره الذاتي بؿ لمراحـ اهلل= ِم ْن أ ْ
َج ِل
َع َد ِائي= أي بمجيء المسيح الثاني سيمقي إبميس في بحيرة النار ينيِ .بر ْحم ِت َك تَستَأ ِ
ْص ُل أ ْ ْ َ َ
اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ
ْ َ َ
(رؤٕٓ.)ٔٓ2
415
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والرابع واألربعون
المزامير األربعة السابقة كانت لداود حيف كاف ىارباً مف شاوؿ .أما ىذا المزمور فيبدو أف داود كتبو بعد أف
ممؾ .ولكننا نسمع فيو أنو مازاؿ يحارب وأف ىناؾ أعداء .فمتى كاف ىناؾ سبلـ نيائي ببل حروب في ىذا
العالـ .فمقد قاـ عميو الفمسطينييف والعمونييف ..الخ .وداود ىنا يقدـ الشكر هلل الذي أجمسو عمى العرش .ويصمي
هلل حتى ينصره عمى أعدائو وىو واثؽ أنو سينتصر فيو اختبر ىذا م ار اًر مف قبؿ ،أف اهلل ال يتركو .ويصمي
ألجؿ إزدىار مممكتو وشعبو .وروحياً فنحف نمر كؿ يوـ في حروب روحية جديدة ولكننا نجتاز مف نصرة إلى
نصرة بمعونة اهلل .وحقاً لقد أقامنا اهلل مموكاً (رؤٔ )ٙ2ولكف مازاؿ ىناؾ قتاؿ كثير وحروب كثيرة .واهلل يعيننا
فيو خرج غالباً ولكي يغمب (رؤ )ٕ2ٙوكما فعؿ داود وصمى لشعبو ،ىكذا فمنصمي لكؿ الكنيسة ليعطيا الرب
بركة ونعمة وانتصا اًر ضد أعدائنا الحقيقييف أي الشيطاف وجنوده( .راجع اؼ.)ٙ
ان
س ُ ان َحتَّى تَ ْفتَ ِك َر ِب ِو؟ ٗ ِ
اإل ْن َ سِ ان َحتَّى تَ ْع ِرفَ ُو ,أ َِو ْاب ُن ِ
اإل ْن َ س ُ شي ٍء ُى َو ِ
اإل ْن َ
ٖ
" َيا َرب ,أَي َ ْ اآليات (ٖ- )ٗ-
ِم ْث ُل ِظ ّل َعا ِب ٍر". َّام ُو
ش َب َو َن ْف َخ ًة .أَي ُ
أَ ْ
يقؼ داود مندىشاً مف محبة اهلل وعممو مف أجؿ اإلنساف الترابي الحقير.
ام َك ِ ِ س ا ْل ِج َب َ
ال فَتُ َد ٍّخ َن .أ َْب ِر ْ
ٙ
س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل .ا ْل ِم ِ ِ ٘
ٍّد ُى ْم .أ َْرس ْل س َي َ ق ُب ُروقًا َوَبد ْ ئ َ
اآليات (َ٘ " - )ٛ-يا َرب ,طَأْط ْ
اء الَِّذ َ
ِ ٛ
ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ
اى ُي ْم يرِةِ ,م ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغ َرَب ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٚ
َوأ َْزع ْج ُي ْم .أ َْرس ْل َي َد َك م َن ا ْل َعبلَء .أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ
ِ
ين َك ِذ ٍب".
اط ِلَ ,وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ
ِبا ْلب ِ
َ
المرنـ يصرخ هلل لكي يعينو وينصره ضد أعدائو ،ويظير قوتو فيرعبيـ يرسؿ بروقاً وسياماً فيزعجيـ .ولكف النبي
ام نشرت الك ارزة فأزعجت ِ ِ
بروح النبوة كاف يتكمـ عف المسيح الذي طأطأ السموات ونزؿ وتجسد وأ َْرس ْل رسمو كس َي َ
ين َك ِذ ٍب = اليميف إشارة لمقوة ،والشيطاف يوىمنا بقوتو ولكف الشياطيف الذيف تكممت أفواىيـ بالباطؿَ .وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ
س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل.ئ َ
ِ
قوتو باطمة مخادعة ،وأي مؤمف بعبلمة الصميب بإيماف وباسـ يسوع يغمبيـ وقوؿ النبي طَأْط ْ
ال تعني أف اهلل سيترؾ السماء وينزؿ عمى األرض فيو في كؿ مكاف حتى في الياوية ( )ٛ2ٖٜٔولكف معناىا
416
ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)
أظير قوتؾ فتدخف الجباؿ فيرتعب األعداء .وىذا حدث فعبلً عمى جبؿ سيناء .ولكف المعنى النبوي لآلية ىو
تجسد المسيح ونزولو عمى األرض .والنبي كاف يتكمـ عف القتاؿ .والمسيح جاء لمقتاؿ فعبلً ضد إبميس الذي في
يرِة = أي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
كبريائو كالجبؿ وبصميبو لمسو فدخف .وبصميبو أنقذنا مف الموت= أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ
اء = الشياطيف .أ َْر ِس ْل َي َد َك ِم َن ا ْل َعبلَ ِء = ىي مرة أخرى نبوة عف تجسد المسيح قوة اهلل ويد اهلل
الموتِ .م ْن ا ْل ُغرب ِ
ََ
التي ىزمت أعدائنا.
س َم َاو ِات َك = طأطئ = = bow downإحني .والحظ الدقة في النبوة ،فالمسيح لـ يترؾ السماء حيف
ئ َ
ِ
طَأْط ْ
تجسد (يو ٖ )ٖٔ 2بؿ ىو اتي بالحياة السماوية الينا عمي االرض لنحيا في السماء (اؼ ٕ .)ٙ 2
417
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخامس واألربعون
اشتعؿ قمب داود حباً هلل فبدأ يسبحو ،عينيو انفتحتا فرأى كؿ أعماؿ محبة اهلل فمـ تستطع شفتيو أف تسكتا .وىذا
المزمور وكؿ ما يميو ىي مزامير تسبيح .وىذا المزمور معنوف باسـ داود .ولكف يرى معظـ الدارسيف أف بقية
المزامير ( )ٔ٘ٓ-ٔٗٙىي لو أيضاً.
كانت المزامير السابقة (الخمسة السابقيف) ىي مزامير صبلة وصراخ إلى اهلل ليستجيب ويرفع الضيقة .وكاف
داود قد وعد أنو يسبح (ٗٗٔ )ٜ2وىا ىو يفعؿ .ونحف عمينا أف نتعمـ لغة التسبيح ،فيذه ىي المغة التي سوؼ
نستخدميا في األبدية ،فيؿ نذىب إلى ىناؾ ونحف نجيؿ لغتيـ السمائية.
اس َم َكُس ٍّب ُح ْ َّى ِر َواأل ََب ِدِ ٕ .في ُك ٍّل َي ْوٍم أ َُب ِ
ارُك َكَ ,وأ َ اس َم َك إِلَى الد ْ ار ُك ْ اآليات (ٔٔ" - )ٕٔ-أ َْرفَ ُع َك َيا إِل ِيي ا ْل َممِ َكَ ,وأَُب ِ
يد ِجدًّا ,ولَ ْيس لِعظَم ِت ِو ِ الرب َو َح ِم ٌ ِ ٖ ِ
اءَ .د ْوٌر إِلَى َد ْو ٍر ُي َ َّى ِر َواأل ََبدَ .عظ ٌ إِلَى الد ْ
ٗ
َع َمالَ َك,
س ٍّب ُح أ ْ ص ٌ است ْق َ ْ َ َ َ َ يم ُى َو َّ
ٍّثِ ٚ .ذ ْك َر
ُحد ُ ِ
ونَ ,وِب َعظَ َمت َك أ َ اوِف َك َي ْن ِطقُ َ
ور َع َج ِائ ِب َك أَْل َي ُجِ ٙ .بقُ َّوِة َم َخ ِ ُم ِ وِبجبروِت َك ي ْخ ِبر َ ٘ ِ ِ ِ
ونِ .ب َجبلَ ل َم ْجد َح ْمد َك َوأ ُ ُ ُ َ َ َُ
ونَ ,وِب َع ْدلِ َك ُي َرٍّن ُم َ
ون. صبلَ ِح َك ُي ْب ُد ََكثَْرِة َ
َع َمالِ ِوَ ٔٓ .ي ْح َم ُد َك َيا الرب صالِح لِ ْم ُك ٍّل ,ومر ِ
اح ُم ُو َعمَى ُك ٍّل أ ْ َ ََ الر ْح َمةٌ َ َّ .
ِ ٜ
ير َّ ِ
يم ,طَ ِوي ُل الرو ِح َو َكث ُ
ٛاَ َّلرب ح َّن ٌ ِ
ان َو َرح ٌ َ
ون ,لِ ُي َعٍّرفُوا َب ِني َ
ونَ ,وِب َج َب ُروِت َك َيتَ َكمَّ ُم َ اؤ َكِ .ب َم ْج ِد ُم ْم ِك َك َي ْن ِطقُ َ ارُك َك أَتْ ِق َي ُ
َع َمالِ َكَ ,وُي َب ِ
ٕٔ ٔٔ
آد َم قُ ْد َرتَ َك َو َم ْج َد َرب ُكل أ ْ
س ْمطَا ُن َك ِفي ُك ٍّل َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر. ورَ ,و ُ َجبلَ ِل ُم ْم ِك َكُ ٖٔ .م ْم ُك َك ُم ْم ُك ُك ٍّل الد ُى ِ
ين ِو.
ت تُع ِطي ِيم طَعاميم ِفي ِح ِ
َّاك تَتََرجَّىَ ,وأَ ْن َ ْ ْ َ َ ُ ْ َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ
٘ٔ
ين .أ ْ ينَ ,و ُمقٍَّوٌم ُك َّل ا ْل ُم ْن َح ِن َ
اق ِط َ
الس ِ
اض ٌد ُك َّل َّ ٗٔاَ َّلرب ع ِ
َ
يب لِ ُك ٍّل الَِّذ َ
الرب قَ ِر ٌ َع َمالِ ِو.
يم ِفي ُك ٍّل أ ْ ِ ِِ ِ
الرب َب ٌّار في ُك ٍّل طُُرقوَ ,و َرح ٌ شبعُ ُك َّل َح ٍّي ِر ً
ٔٛ ٔٚ ٔٙ
ين َّ َّ ضى. تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ
الرب ُك َّل م ِح ٍّب ِ ِِ ِ َي ْد ُعوَن ُو ,الَِّذ َ
ضر َع ُي ْم ,فَ ُي َخمٍّ ُ ين َي ْد ُعوَن ُو ِبا ْل َحقٍَّ .ي ْع َم ُل ِر َ
ٕٓ ٜٔ
يو, ُ ص ُي ْمَ .ي ْحفَظُ َّ س َمعُ تَ َ ضى َخائفيوَ ,وَي ْ
َّى ِر َواأل ََب ِد".
وس إِلَى الد ْ اس َم ُو ا ْلقُد َ ش ٍر ْ ار ْك ُكل َب َ ق فَ ِميَ ,وْل ُي َب ِ ب َي ْن ِط ُ الر ٍّ
يح َّ س ِب ِ
ارِ .بتَ ْ
ٕٔ
ش َر ِ
يع األَ ْ ِ ِ
َوُي ْيم ُك َجم َ
المرنـ يرى أف عظمة اهلل طبيعية ،وأعمالو عجيبة ،ومراحمو كثيرة ،فيو ينبغي لو التسبيح دائماً .فكؿ الطبيعة
التي خمقيا تنطؽ بمجده وتسبيحو فكـ بالحرى اإلنساف الذي يستطيع التعبير .وقولو نبارك الرب كل حين= أي
إلى األبد .في حزننا وفي أفراحنا فنحف نثؽ في أف كؿ مايعممو اهلل ىو لخيرنا .دور إلى دور= مف جيؿ إلى
شبعُ ُك َّل َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ
َّاك تَتََرجَّى = أنت مصدر كؿ خير .تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ جيؿ .فعممو العجيب دائـ عبر العصور .أ ْ
ضى = أي تعطيو طعاماً وتعطيو معو رضى وسرور فأنت تعطي بسخاء وال تعير. َح ٍّي ِر ً
418
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والسادس واألربعون
المزمور المئة والسادس واألربعون(المئة والخامس واألربعون في األجبية)
المزامير الثبلثة األخيرة في صبلة النوـ ىي مزامير تسبيح ،نسبح فييا اهلل عمى خبلصو العجيب.
ب ِفي َح َي ِاتيَ ,وأ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ س ٍّب ِحي َيا َن ْف ِسي َّ اآليات (َٔ " - )ٕ-ىمٍّمُ َ
ٕ ٔ
ودا".
ت َم ْو ُج ً الر َّ
ُس ٍّب ُح َّ
ب .أ َ
الر َّ وياَ .
كؿ مؤمف ممتمئ بالروح القدس المحيي يكوف حياً ،وعبلمة حياتو ىو أف يسبح اهلل .لذلؾ لف نكؼ عف التسبيح
بعد الموت ،فالنفس تظؿ حية ،واإلنساف الممموء بالروح عند موتو بالجسد ينتقؿ مف حياة إلى حياة .أما مف يرتد
لمخطية يموت ،ومف يتوب يحيا "إبني ىذا كاف ميتاً فعاش".
ود إِلَى
وح ُو فَ َي ُع ُ
ٗ ِ اآليات (ٖٖ" - )ٗ-الَ تَتَّ ِكمُوا عمَى الر َؤس ِ
اءَ ,والَ َعمَى ْاب ِن َ
ص ع ْن َدهُ .تَ ْخ ُر ُج ُر ُ
ث الَ َخبلَ َ
آد َم َح ْي ُ َ َ
تَُارِب ِوِ .في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َن ْف ِس ِو تَ ْيمِ ُك أَ ْف َك ُارهُ".
قارف مع (أر + ٘2ٔٚأشٖٔ + ٖ-ٔ2أشٕٓ.)ٙ-ٔ2
419
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)
بؿ ىو احتضف كؿ غريب أممي وثني عاد باإليماف هلل ،وبعد أف كنا يتامى صار اهلل أباً لنا .وصار عريساً لنا
ش َرار .يعوج ترجمت يبيد في السبعينية. نحف كنيستو ،فيو يسند المؤمنيف ،أما األشرار فيبيدىـ= ُي َع ٍّو ُج طَ ِر ُ
يق األَ ْ
لكف نفيـ كممة يعوج أف كؿ طرؽ األشرار ال بركة فييا.
420
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)
المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)(المئة والسادس واألربعون في األجبية)
ىذا المزمور في النسخة العبرية ينقسـ إلى مزموريف في النسخة السبعينية (األجبية).
والمزمور بشقيو أي اآليات (ٔ )ٕٓ-يدور حوؿ تسبيح اهلل عمى عودة الشعب مف السبي واعادة بناء أورشميـ.
ونحف نفيـ أورشميـ عمى أنيا رمز لمكنيسة ،والمسيح بعممو الخبلصي أعادنا مف سبي إبميس وأعاد بناء كنيستو
حوؿ الخراب الذي فييا مسكناً لو.
أي ىيكمو .وكؿ نفس تجددت بالتوبة عمييا أف تسبح الرب الذي َّ
(ٔكوٖ.)ٔٓ2
الرب ي ْب ِني أُور َ ِ يح الَ ِئ ٌ ِ ٌّ َن التَّرنم ِإل ل ِي َنا ِ
صال ٌح .أل ََّن ُو ُممذ .التَّ ْ
س ِب ُ
ٕ ٔ
يم.
شم َ ُ قَ َّ . َ ب ,أل َّ َ َ الر َّ
س ٍّب ُحوا َّ
اآليات (َٔ " - )ٖ-
س َرُى ْم". ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ
وبَ ,وَي ْج ُب ُر َك ْ
ٖ
يلَ .ي ْ س َرِائ َ ِ
َي ْج َمعُ َم ْنف ٍّيي إِ ْ
ُ
اهلل جمع المنفييف والمسبييف في بابؿ وأعادىـ إلى أورشميـ .والمسيح بعممو الخبلصي شفى المنكسري القموب
وجبر كسرىـ ،فقد كنا مذلوليف إلبميس في حزف دائـ.
421
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))
بحكمتو العجيبة أسراباً مف الحشرات الصغيرة تأتي عمى رائحة فميا المفتوح فتبتمعيا تمؾ األفراخ وتتغذى بيا.
وتظؿ ىكذا إلى أف تكبر ويتغير لوف ريشيا إلى السواد فيأنس بيا أبوىا ويرعاىا .ولكف نبلحظ أيضاً أف الغراب
كاف طائ اًر نجساً في العيد القديـ .والسحاب الذي يكسي السماء إشارة لمقديسيف .واهلل قادر أف يحوؿ النجس إلى
قديس (عبٕٔ + ٔ2أش.)ٔ2ٜٔ
422
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))
عودة لمجدول
المزمور المئة والسابع واألربعون(ب)
المزمور المئة والسابع واألربعون(ب) (المئة والسابع واألربعون في األجبية)
423
ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))
"الشتاء قد مضى" (نشٕ .)ٔٔ2وتحولت برودة العالـ الروحية إلى ح اررة روحية .فالثمج يشير لشدة البرودة
الروحية (متٕٗ .)ٕٔ2وبعد عمؿ المسيح تحوؿ ىذا إلى صوؼ إشارة لمح اررة الروحية .والضباب (الصقيع)
عبلمة عمى إنعداـ الرؤية (لؤٔ + ٜٚ2بطٕ )ٜ2ومف كانوا في ظممة بعد المسيح قدموا توبة ،فالرماد يرمز
لمتوبة ،بؿ حينما حؿ الروح عمى المؤمنيف أحرؽ فييـ كؿ شيوة وخطية وحوليا إلى رماد .والجميد يشير لمقسوة،
وكاف شاوؿ الطرسوسي ىكذا ،وكاف الروماف في اضطيادىـ لممسيحييف ىكذا ،بؿ في حياتيـ اليومية أيضاً ،فيـ
كانوا يفرحوف ويتسموف بيبلؾ وموت البشر مف العبيد .وىؤالء فتت المسيح قموبيـ الحجرية بؿ صاروا فتاتاً أي
خب اًز (ٔكوٓٔ .) ٔٚ2أي أعضاء في جسد المسيح .وتحوؿ غضب اهلل (البرد) النازؿ مف السماء ،إلى مياه نازلة
يب َيا. ِ ِ ِ
مف السماء (الروح القدس) .فقد أذاب كممة اهلل العداوة بيف اآلب والبشر= ُي ْرس ُل َكم َمتَ ُو فَ ُيذ ُ
ِ ِ ٕٓ ضِيل ِبفَرِائ ِ اآليات (ٜٔ" - )ٕٓ-ٜٔي ْخ ِبر يعقُوب ِب َكمِم ِت ِو ,وِاسرِ
ُمِم,
َ أل ا ىدَ ح
ْ ص َن ْع ى َك َذا ِبِ
إ ْ ي
َ م
ْ ل
َ .و امكَ َح
ْ أ
و َ و َ َ ائَ َْ َ ُ ُ َْ َ
ويا".وىاَ .ىمٍّمُ َ
ام ُو لَ ْم َي ْع ِرفُ َ
َح َك ُ
َوأ ْ
ىذه اآليات تشير ألف اهلل أرسؿ األنبياء ولشعبو إسرائيؿ حامميف كممتو وشرائعو بينما كاف العالـ غارقاً في
وثنيتو .واآلف أسرار اهلل لدى الكنيسة عوضاً عف الشعب الييودي .وكؿ مف أنعـ عميو بأف يفيـ أسرار ممكوت
اهلل فميسبح اهلل بيذه اآلية.
424
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والثامن واألربعون
ود ِه".
س ٍّب ُحوهُ َيا ُك َّل ُجنُ ِ
َ
دعوة لممبلئكة وكؿ السماوييف أف يسبحوا اهلل .وليس معنى ىذا أنيـ ال يفعموف ولكف المرنـ يقصد أنت يا رب
تستحؽ كؿ ىذا الحب وىذا التسبيح منيـ.
ورِ ِ ٗ . اك ِب الن ِ يا ج ِميع َكو ِ الشمس وا ْلقَمر .س ٍّب ِح ِ اآليات (ِٖ ِ ٖ" - )ٙ-
اء
س َم َ س ٍّبحيو َيا َ َ َ َ َ َ يو س ٍّبحيو َيا أَيَّتُ َيا َّ ْ ُ َ َ ُ َ َ
َم َر فَ ُخمِقَ ْتَ ,وثَبَّتَ َيا إِلَى الد ْ
َّى ِر الر ٍّ َّ ق َّ ِ ِ اتَ ,وَيا أَيَّتُ َيا ا ْل ِم َياهُ الَِّتي فَ ْو َ السماو ِ
ٙ ٘
ب ألَن ُو أ َ َّ اس َم
س ٍّب ِح ْالس َم َاوات .لتُ َ َّ َ َ
َواأل ََب ِدَ ,و َ
ض َع لَ َيا َحدًّا َفمَ ْن تَتَ َعدَّاهُ".
المرنـ يطمب أف يسبح اهلل خميقتو السماوية الجامدة كاألفبلؾ والشمس ..وىذا يعني أنيا في انتظاميا وجماليا
تشيد هلل العظيـ الذي خمقيا ويضبطيا في حدود.
425
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)
ضا,
اث َوا ْل َع َذ َارى أ َْي ً
َح َد ُ
ٕٔ
ض ,األ ْ اة األ َْر ِ ضِ اء َو ُكل قُ َ ض َو ُكل الش ُع ِ اآليات (ُٔٔ ٔٔ" - )ٔٗ-ممُو ُك األ َْر ِ
س ُ وب ,الر َؤ َ
السماو ِ الشيو ُخ مع ا ْل ِفتْي ِ ٖٔ ِ
ات. ض َو َّ َ َ ق األ َْر ِ ب ,أل ََّن ُو قَ ْد تَ َعالَى ْ
اس ُم ُو َو ْح َدهَُ .م ْج ُدهُ فَ ْو َ الر ٍّ
اس َم َّس ٍّب ُحوا ْ
ان ,ل ُي َ َ ََ ُ
الشع ِب ا ْلقَ ِر ِ ِ س َرِائ َ شع ِب ِو ,فَ ْخ ار لِج ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٗٔ ِ
يب إِلَ ْيوَ .ىمٍّمُ َ
ويا". يل َّ ْ يع أَتْق َيائو ,ل َبني إِ ْ ً َ ب قَ ْرًنا ل َ ْ
َوَي ْنص ُ
ىنا يطمب المرنـ مف الخميقة الناطقة أف تسبح اهلل ،مموؾ وعامة الشعب.
426
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والتاسع واألربعون
المزمور السابؽ تسبيح لمخالؽ وىنا نجد تسبيح هلل كفادي .ىو مزمور تسبيح لمنصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو عمى
أعدائيـ .ربما كتبو داود بعد انتصاره عمى بعض أعدائو .ولكنو كاف ينظر بعيف النبوة عمى انتصار المسيح عمى
إبميس ونصرة الكنيسة عمى أعدائيا.
اء ِب َم ْج ٍد .لِ ُي َرٍّن ُموا َع َمى ِ شع ِب ِو .يج ٍّم ُل ا ْلوَدعاء ِبا ْل َخبلَ ِ ٘ ِ
ص .ل َي ْبتَ ِي ِج األَتْق َي ُ ُ َ َ اض َع ْن َ ْ ُ َ ب َر ٍ الر َّ اآليات (ٗٗ" - )ٚ-أل َّ
َن َّ
ات ِفي ف ُذو حد َّْي ِن ِفي ي ِد ِىمٚ .لِيص َنعوا َن ْقم ًة ِفي األُمِم ,وتَأ ِْديب ٍ
َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ س ْي ٌ ِ اج ِع ِيمٙ .تَ ْن ِويي ُ ِ ِ
ات اهلل في أَف َْواى ِي ْمَ ,و َ َ ْ
ض َِم َ
وب". الش ُع ِ
اض عف شعبو .وكؿ مف يطيع وصاياه ويتشبو بو ،ىؤالء يصيروف ُي َج ٍّم ُل بعد خبلص المسيح أصبح الرب ر ٍ
اج ِع ِي ْم = لقد صارت حياتيـ تسبيحة دائمة الميؿ
ض ِص .ويجعميـ يبتيجوف بمجد .لِ ُي َرٍّن ُموا َعمَى َم َ
اء ِبا ْل َخبلَ ِ
ا ْل ُوَد َع َ
والنيار .بؿ قد ولى ليؿ التكاسؿ والنوـ والخطية .وىـ يستمروف في تسبيحيـ بعد أف يضطجعوا في قبورىـ ألف
اهلل ِفي أَفْو ِ
ات ِ
اى ِي ْم = تنوييات مف َن َوهَ التي تعنى رفع ذكر انساف ويصير َ أرواحيـ أنطمقت لمسماء مسبحة تَ ْن ِو َ
يي ُ
المعني ىو اعطاء المجد هلل الذي يستحقو عف طريؽ تسابيح النصر والتيميؿ فيو الذي اعطاىـ النصر عمى
ِ ِ ِِ
ف ُذو َحد َّْي ِن في َيدى ْم بو يغمبوف (اؼ )ٙل َي ْ
ص َن ُعوا َن ْق َم ًة = انتقموا س ْي ٌ
أعدائيـ الذيف حاربوىـ ولكف اهلل أعطاىـ َ
مف إبميس .فإبميس يغتاظ ويندحر حيف يجد المؤمنيف فرحيف يسبحوف اهلل و يختاروف طريؽ اهلل ويتركوه في
احتقار.
427
ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)
الممؾ المأسور ىو الممؾ السابؽ ،إبميس الذي قيده اهلل بسمسمة لمدة ٓٓٓٔسنة أي حتى مجيئو الثاني.
(رؤٕٓ .)ٖ-ٔ2ولقد أعطى اهلل كنيستو سمطاناً أف تدوس الحيات والعقارب وكؿ قوة العدو إبميس (لوٓٔ=)ٜٔ2
ِ ِ
ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ
وب .وكما داسوا إبميس داسوا أعمالو ورفضوا شيواتو ،وىزموا أفكاره الميرطقة .وكانت
تعاليـ أثناسيوس كقيود مف حديد عمى ىرطقات آريوس.
428
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)
عودة لمجدول
المزمور المئة والخمسون
كؿ المزامير السابقة ىي مزامير تسبيح ألجؿ خبلص صنعو اهلل ،ومازاؿ يصنعو ألجؿ أتقيائو مدة حياتيـ عمى
األرض .أما ىذا المزمور فيو مزمور ترتيؿ وتسبيح لنفس أحبت اهلل ألجؿ نفسو ،ال لخبلص قدمو ،وال لبركة
حصمت عمييا ،بؿ ىي تسبح اهلل الذي اكتشفت محبتو وروعتو ،والمرنـ يطمب أف نسبح اهلل بكؿ آلة يمكف أف
نصؿ إلييا رم اًز لكؿ عضو في جسدنا ،بؿ كؿ خمجة في مشاعرنا .وىكذا سيكوف حالنا في السماء إذ نرى اهلل
في مجده(ٔكؤٖٕ+ ٕٔ2كوٖ .)ٔٛ2وحيف نرى مجده وما أعده لنا لف نكؼ عف التسابيح .وأحمى اآلالت التي
يحبيا اهلل ىي حناجرنا ،وىناؾ ما ىو أحمى ،حتى إف لـ ننطؽ بحناجرنا فيو يشعر بخفقات قموبنا وخمجات
مشاعرنا التي تنطؽ بالتسبيح لو في حب .وىذا المزمور تسبح بو الكنيسة في التوزيع (التناوؿ) لتسبح اهلل عمى
نعمتو العظيمة التي أعطانا بيا حياة.
س ٍّب ُحوا اهللَ ِفي قُ ْد ِس ِو = وفي ترجمات كثيرة ومنيا القبطية في جميع قديسيو .أي سبحوا اهلل الذي جعؿ ىؤالء َ
القديسيف ليـ نفس صورتو وانعكست عمييـ أنوار بيائو ىنا نرى أنفسنا ونحف نسبح ،وقد وقفنا في صفوؼ
المبلئكة والقديسي ف أماـ عرش اهلل أي قدسو ،والكؿ يسبحو .لذلؾ نرتؿ ىذا المزمور أثناء التوزيع .والمسيح
س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قَُّوِت ِو = أو في جمد قوتو= الجمد ىو السماء وىناؾ نوعيف مف الجمد جمد السماء أي
وسطناَ .
الطبقة التي تحمؿ السحاب .وجمد الكواكب والمقصود بيا قبة السماء المرصعة بالنجوـ .ونرى في كمييما قدرة
اهلل عمى الخميقة .وجمد الكواكب يشير لمكنيسة السماوية والنجوـ يشيروا لمقديسيف فييا.
ظ َم ِت ِو".
ب َكثَْرِة َع َ
سَس ٍّب ُحوهُ َح َ
ِِ
س ٍّب ُحوهُ َعمَى قَُّواتوَ .
ٕ
آية (ٕ) َ " -
ب َكثَْرِة َعظَ َم ِت ِو = عظمتو التي ظيرت في
سَس ٍّب ُحوهُ َح َ
ِِ
س ٍّب ُحوهُ َعمَى قُ َّواتو = ومقدرتو في الخمؽ وضبط الكوفَ . َ
الخمقة وفي تجديدىا بالتجسد والفداء.
429
ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)
ْص = الدؼ ىو (الرؽ) .والرقص ىو كنارة بحسب الترجمة السبعينية وترجمت في القبطية ف َو َرق ٍ
س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ
َ
صفوؼ .وما أحمى أف تفيـ صفوؼ المسبحيف المنشديف هلل.
430
ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخمطون)
اآليات(ٔ ٔ" - )ٛ-أنا صغير كنت في إخوتي ,وحدثاً في بيت أبي .راعياً غنم أبي ٕ .يداي صنعتا األرغن وأصابعي
ألفت المزمار ٖ من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو ٗ ىو أرسل مبلكو وأخذني
من غنم أبي ومسحني بدىن مسحتو ٘ أخوتي حسان وىم أكبر مني والرب لم يسر بيم ٙخرجت لمقاء الفمسطيني
فمعنني بأوثانو ٚولكن أنا سممت سيفو الذي كان بيده وقطعت رأسو ٛونزعت العار عن إسرائيل ىممويا" .
ىذا المزمور كتبو داود عف نفسو .وبروح النبوة تنبأ عف المسيح الراعي الصالح .وكما احتقر يسي وأوالده الكبار داود
لصغره ،ىكذا احتقر رؤساء الييود وكينتيـ المسيح .فيسى لـ يدع ابنو الصغير إلى وليمة صموئيؿ .والمسيح أخذ مف
وسط البشر= أخذني من غنم أبي ومسح يوـ عماده .واألخوة الكبار يرمزوف لمييود الذيف لـ يسر الرب بيـ وقبؿ بدالً
منيـ األمـ في شخص المسيح .وقصة انتصار داود عمى جميات ىي رمز النتصار المسيح عمى الشيطاف لنزع عار
البشر إذ كاف قد استعبدىـ .ولذلؾ تق أر الكنيسة ىذا المزمور ليمة أبو غممسيس أي ليمة سبت النور بعد أف كاف المسيح
قد ىزـ إبميس بالصميب أي سيفو الذي كاف قد أعده إبميس لضرب المسيح فضرب المسيح بو إبميس.
آية (ٖ) " -من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو".
تعنى اهلل يعرؼ ما في قمبي ويستجيب.
431