You are on page 1of 431

‫ضفر المسامير ‪ -‬جذول ضفر المسامير‬

‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫مز ‪758‬‬ ‫مز ‪727‬‬ ‫مز ‪00 -778‬‬ ‫مز ‪701‬‬ ‫مز ‪98‬‬ ‫مز ‪17‬‬ ‫مز ‪35‬‬ ‫مز ‪53‬‬ ‫مز ‪71‬‬ ‫تأمالث‬
‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪722‬‬ ‫مز ‪01 -778‬‬ ‫مز ‪709‬‬ ‫مز ‪80‬‬ ‫مز ‪12‬‬ ‫مز ‪35‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪79‬‬ ‫مقذمت‬
‫مز ‪757‬‬ ‫مز ‪725‬‬ ‫مز ‪09 -778‬‬ ‫مز ‪708‬‬ ‫مز ‪87‬‬ ‫مز ‪15‬‬ ‫مز ‪33‬‬ ‫مز ‪51‬‬ ‫مز ‪78‬‬ ‫مز ‪7‬‬
‫مز ‪752‬‬ ‫مز ‪725‬‬ ‫مز ‪08 -778‬‬ ‫مز ‪770‬‬ ‫مز ‪82‬‬ ‫مز ‪15‬‬ ‫مز ‪30‬‬ ‫مز ‪59‬‬ ‫مز ‪20‬‬ ‫مز ‪2‬‬
‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪723‬‬ ‫مز ‪70 -778‬‬ ‫مز ‪777‬‬ ‫مز ‪85‬‬ ‫مز ‪13‬‬ ‫مز ‪31‬‬ ‫مز ‪58‬‬ ‫مز ‪27‬‬ ‫مز ‪5‬‬
‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪720‬‬ ‫مز ‪77 -778‬‬ ‫مز ‪772‬‬ ‫مز ‪85‬‬ ‫مز ‪10‬‬ ‫مز ‪39‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪22‬‬ ‫مز ‪5‬‬
‫مز ‪753‬‬ ‫مز ‪721‬‬ ‫مز ‪72 -778‬‬ ‫مز ‪775‬‬ ‫مز ‪83‬‬ ‫مز ‪11‬‬ ‫مز ‪38‬‬ ‫مز ‪57‬‬ ‫مز ‪25‬‬ ‫مز ‪3‬‬
‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪729‬‬ ‫مز ‪75 -778‬‬ ‫مز ‪775‬‬ ‫مز ‪80‬‬ ‫مز ‪19‬‬ ‫مز ‪00‬‬ ‫مز ‪52‬‬ ‫مز ‪25‬‬ ‫مز ‪0‬‬
‫مز ‪A 751‬‬ ‫مز ‪728‬‬ ‫مز ‪75 -778‬‬ ‫مز ‪773‬‬ ‫مز ‪81‬‬ ‫مز ‪18‬‬ ‫مز ‪07‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪23‬‬ ‫مز ‪1‬‬
‫مز ‪B 751‬‬ ‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪73 -778‬‬ ‫مز ‪A 770‬‬ ‫مز ‪89‬‬ ‫مز ‪90‬‬ ‫مز ‪02‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪20‬‬ ‫مز ‪9‬‬
‫مز ‪759‬‬ ‫مز ‪757‬‬ ‫مز ‪70 -778‬‬ ‫مز ‪B 770‬‬ ‫مز ‪88‬‬ ‫مز ‪97‬‬ ‫مز ‪05‬‬ ‫مز ‪53‬‬ ‫مز ‪21‬‬ ‫مز ‪8‬‬
‫مز ‪758‬‬ ‫مز ‪752‬‬ ‫مز ‪71 -778‬‬ ‫مز ‪771‬‬ ‫مز ‪700‬‬ ‫مز ‪92‬‬ ‫مز ‪05‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪29‬‬ ‫مز ‪70‬‬
‫مز ‪730‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪79 -778‬‬ ‫مز ‪779‬‬ ‫مز ‪707‬‬ ‫مز ‪95‬‬ ‫مز ‪03‬‬ ‫مز ‪51‬‬ ‫مز ‪28‬‬ ‫مز ‪77‬‬
‫مز ‪737‬‬ ‫مز ‪755‬‬ ‫مز ‪78 -778‬‬ ‫مز ‪07 -778‬‬ ‫مز ‪702‬‬ ‫مز ‪95‬‬ ‫مز ‪00‬‬ ‫مز ‪59‬‬ ‫مز ‪50‬‬ ‫مز ‪72‬‬
‫مز ‪753‬‬ ‫مز ‪20 -778‬‬ ‫مز ‪02 -778‬‬ ‫مز ‪705‬‬ ‫مز ‪93‬‬ ‫مز ‪01‬‬ ‫مز ‪58‬‬ ‫مز ‪57‬‬ ‫مز ‪75‬‬
‫مز ‪750‬‬ ‫مز ‪27 -778‬‬ ‫مز ‪05 -778‬‬ ‫مز ‪705‬‬ ‫مز ‪90‬‬ ‫مز ‪09‬‬ ‫مز ‪30‬‬ ‫مز ‪52‬‬ ‫مز ‪75‬‬
‫مز ‪751‬‬ ‫مز ‪22 -778‬‬ ‫مز ‪05 -778‬‬ ‫مز ‪703‬‬ ‫مز ‪91‬‬ ‫مز ‪08‬‬ ‫مز ‪37‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪73‬‬
‫مز ‪759‬‬ ‫مز ‪720‬‬ ‫مز ‪03 -778‬‬ ‫مز ‪700‬‬ ‫مز ‪99‬‬ ‫مز ‪10‬‬ ‫مز ‪32‬‬ ‫مز ‪55‬‬ ‫مز ‪70‬‬

‫‪1‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫عودة لمجدول‬ ‫تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج‬


‫المزامير في الكنيسة القبطية‬
‫المزامير ليا أىمية كبيرة في الكنيسة المقدسة‪ .‬وكتاب المزامير ىو أشير كتب الصبلة‪ .‬ىو شعر وموسيقى‬
‫وعواطؼ وانفعاالت واشتياقات روحية وصموات وابتياالت‪ .‬ىو نماذج حية عممية لمتخاطب مع اهلل‪ .‬ومنذ زمف‬
‫قديـ كانت المزامير تصمى بطريقة الغناء بنغمات موسيقية‪ ،‬كؿ مزمور لو لحف خاص بو‪ .‬ونجد مثؿ ىذا في‬
‫التسبحة‪ ،‬فاليوس الثاني والثالث والرابع تقاؿ باأللحاف‪ ،‬فيي مزامير ممحنة‪.‬‬
‫وكاف ىذا ىو ما يحدث في العيد القديـ أيضاً فنسمع في (ٔأيٖٕ‪ )٘2‬أف ىناؾ ٓٓٓٗ مغني في الييكؿ‬
‫يسبحوف اهلل بآالتيـ الموسيقية منيـ فرقة أساؼ‪ .‬فكاف بيت اهلل ممموء غناء وتسابيح‪ .‬وكثير مف اآلالت‬
‫الموسيقية مذكورة في المزامير مثؿ العود والقيثارة وذوات األوتار والمزمار‪( ...‬مزٓ٘ٔ)‪ .‬وبيت اهلل نجده ممموء‬
‫فرحاً‪.‬‬
‫وىكذا سمعنا بعد الخ روج مريـ أخت موسى وىروف تمسؾ الدؼ وتغني ورائيا فرؽ مف الفتيات‪ .‬وىذا ما كرره‬
‫بولس الرسوؿ "مكمميف بعضكـ بعضاً بمزامير وتسابيح‪( ..‬اؼ٘‪ٔ + ٜٔ2‬كوٗٔ‪ + ٕٙ2‬كوٖ‪ .)ٔٙ2‬فاستعماؿ‬
‫المزامير قديـ جداً منذ العيد القديـ واستعمموىا الرسؿ وواظبت الكنيسة عمى استخداميا‪،‬‬
‫ودائماً يسبؽ قراءة كؿ إنجيؿ قراءة مزمور‪ ،‬بؿ في أسبوع اآلالـ ال نق أر مف العيد القديـ سوى المزامير فقط‪.‬‬
‫وكثير مف األلحاف مأخوذة مف المزامير‪ .‬وكاف المسيحي في ذىابو لمكنيسة يرتؿ مزمور "فرحت بالقائميف لي إلى‬
‫بيت الرب نذىب" بدالً مف أف يفكر في مشاكمو وفي الدنيويات‪ .‬واذا دخؿ الكنيسة يقوؿ مساكنؾ محبوبة‪ ..‬وأماـ‬
‫الييكؿ يقوؿ "أما أنا فبكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ‪ " ..‬ىو يييئ نفسو وذىنو لمصبلة بدالً مف دوامة العالـ حتى ال‬
‫يشرد ذىنو في مشاكؿ العالـ فبل يستطيع الصبلة‪ .‬والكنيسة تصمي في شير كييؾ المزمور الكبير وىو تجميع‬
‫لغالبية اآليات ال تي تشير لمعذراء ولعيد الميبلد‪ .‬وفي عيد الغطاس المزمور الكبير كمو يكوف عف الماء‪ .‬وفي‬
‫صبلة األجبية نستعمؿ ‪ ٚٚ‬مزمور منيـ المزمور الكبير الذي ىو عمى حسب الحروؼ األبجدية العبرية (ٕٕ‬
‫حرفاً) وكؿ مزمور أو قطعة منو عبارة عف ‪ ٛ‬آيات ( وىـ ٘‪ ٚ‬مزمور بحسب طبعة بيروت ) وبعض الطوائؼ‬
‫البروتستانتية ال تصمي المزامير وبعضيـ يصموف بيا‪ .‬وحتى مف ال يصمي بيا يستخدميا في التراتيؿ‪ .‬فبل يوجد‬
‫مف يستغني عف المزامير‪.‬‬
‫وكنيستنا في نياية كؿ قداس تصمي المزمور اؿٓ٘ٔ أثناء التوزيع‪.‬‬
‫وألىمية المزامير وشيرتيا قسـ المسيح العيد القديـ وقاؿ "موسى والمزامير واألنبياء" (لوٕٗ‪ .)ٗٗ2‬وكثي اًر ما‬
‫استعمؿ المسيح والرسؿ آيات مف المزامير‪ .‬بؿ وىو عمى الصميب قاؿ إليي إليي لماذا تركتني وىي اآلية األولى‬
‫مف مزمور ٕٕ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫المزامير تستخدم في إخراج الشياطين‬


‫بدأ داود الشاعر بفطرتو والروحاني في طبيعتو يرتؿ مزاميره وىو راعي صغير وكاف موسيقار يضرب عمى العود‬
‫والمزمار‪ .‬وحيف كاف الممؾ شاوؿ تنتابو نوبات الجنوف بسبب الروح الشرير كانوا يقولوف إبحثوا عف رجؿ يحسف‬
‫الضرب عمى العود فقالوا داود بف يسى‪ ،‬وأتوا بو فكاف يصمي مزاميره بترتيؿ فتخرج الشياطيف؟ ومازالت المزامير‬
‫مستخدمة حتى اآلف في إخراج الشياطيف‪.‬‬
‫فالشياطيف ال تحتمؿ المزامير‪ .‬ونجد في بستاف الرىباف أف أحد الرىباف يقوؿ أنو ال يفيـ المزامير فرد عميو آخر‬
‫وقاؿ لو ولكف الشياطيف تفيميا وتخاؼ منيا‪ .‬وأحد األساقفة كاف يقوؿ لمشيطاف الذي يصعب عميو إخراجو "إذا‬
‫لـ تخرج سأصمي طوباىـ أي المزمور الطويؿ (‪ )ٜٔٔ‬فكاف الشيطاف يخرج‪.‬‬

‫المزامير كميا نبوات‬


‫لذلؾ تقرأىا الكنيسة في أسبوع اآلالـ فقط فيي ممموءة نبوات عف المسيح والكنيسة في أسبوع اآلالـ ال تصمي‬
‫باألجبية‪ ،‬بؿ تصمي مزامير ساعات البصخة فقط ألف كؿ مزمور يوافؽ اإلنجيؿ الذي نقرأه في تمؾ الساعة‪،‬‬
‫ويكوف المزمور كنبوة عما نقرأه في اإلنجيؿ‪ .‬وال نق أر باقي المزامير ألنيا نبوات عف أشياء أخرى‪ .‬ونحف نعيش‬
‫أسبوع اآلالـ بحسب حوادثو‪.‬‬

‫من الذي كتب المزامير؟‬


‫تنسب المزامير لداود دائماً أياً كاف المزمور‪ .‬وىناؾ رأياف في ىذا الموضوع‪2‬‬
‫رأي يقوؿ أف كؿ المزامير لداود ورأي آخر يقوؿ أف داود وضع ٖ‪ ٚ‬مزمور وموسى وضع (ٓ‪ /)ٜٔ،ٜ‬وسميماف‬
‫(‪ /)ٕٚ،ٕٔٚ‬وقورح وبنوه (ٔٔ)مزمور‪ /‬وأساؼ (ٕٔ) مزمور‪ /‬وىيماف (‪ /)ٛٛ‬وايثاف (‪ ./)ٜٛ‬وىناؾ مزامير‬
‫مجيوؿ اسـ واضعيا‪.‬‬
‫ومف يقوؿ أف داود ىو واضع كؿ المزامير يقوؿ أف المزامير المجيولة كميا لداود ( والكتاب المقدس فعؿ ىذا‬
‫وقارف مز ٕ مع اع ٗ ‪ ) ٕ٘ 2‬أما قورح وبنيو وأساؼ وىيماف وايثاف ما ىـ سوى مغنيف فقط وليس واضعوف‪.‬‬
‫ومف يقوؿ العكس يتساءؿ وكيؼ يقوؿ داود "عمى أنيار بابؿ‪ ..‬ثـ كيؼ يقوؿ رضيت يا رب عف أرضؾ‪ ..‬وىما‬
‫يتكمماف عف الذىاب لمسبي والعودة مف السبي‪ .‬ومف يقوؿ أف داود واضع كؿ الم ازمير يرد بأف داود يتنبأ كما في‬
‫(مزٕٕ) عموماً فكؿ المزامير تنسب لداود فيو واضع معظـ المزامير‪ .‬ويسمى إماـ المغنيف‪ .‬قد يكوف إماـ‬
‫المغنيف ىو قائد فرقة اإلنشاد في الييكؿ ومف ضمف مف نسب كؿ المزامير لداود القديس أغسطينوس‪.‬‬
‫ونجد في المزامير مقدمات فييا اسـ كاتبيا والمناسبة التي قيمت فييا واآللة المستعممة‪.‬‬

‫كيف كتبت المزامير؟‬


‫ىؿ المزامير كانت كبلـ داود هلل؟‪ ،‬أو كاف اهلل يكمـ داود؟ "الكتاب كمو موحي بو مف اهلل"‪ .‬لقد كاف داود يكمـ اهلل‬
‫بكبلـ وضعو اهلل عمى فـ داود‪ .‬فيناؾ صموات ال توافؽ مشيئة اهلل "تصموف وال تستجابوف ألنكـ تصموف ردياً"‬

‫‪3‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫إذاً جماؿ صموات المزامير أنيا صموات توافؽ مشيئة اهلل‪ .‬كاف داود يعزؼ عمى العود وكاف الروح القدس يعزؼ‬
‫عمى داود وبيذا خرجت ىذه المزامير الجميمة‪ .‬ولذلؾ قاؿ داود "لساني قمـ كاتب ماىر" ألف الروح كاف يممي‬
‫وداود كاف يكتب عمى المزمار والقيثار والعشرة األوتار‪ .‬ولذلؾ سمى داود مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ‪)ٔ2‬‬
‫والمزامير بدأ كصموات وتأمبلت بالنسبة لداود كفرد ثـ تطورت وأصبحت صموات عامة لمناس‪ .‬وكوف داود فرقة‬
‫خورس (كوراؿ) مف موسيقييف ومغنيف بكؿ اآلالت ليصموا بيا في الييكؿ فصارت صموات عامة‪ .‬وىذه المزامير‬
‫ىي أعمؽ صموات وانتقمت مف جيؿ إلى جيؿ‪.‬‬

‫المزامير تشمل كل عناصر الصبلة‬


‫المجوء إلى اهلل في الضيقة‬ ‫‪.1‬‬
‫داود في كؿ ضيقتو كانت تعزيتو في المزامير‪ .‬وكممات اشتدت عميو الضيقة يحتمي في مزمور "كثي اًر ما‬
‫عمي" ىـ لـ يقدروا عميو ألنو كاف يحتمي باهلل ويصمي مزاميره‪ .‬وىو صمى‬
‫حاربوني منذ صباي ولـ يقدروا ّ‬
‫مزاميره ىذه في عمؽ أالمو‪ .‬ومف ىو في ضيقة ويصمي هلل بنفس طريقة داود وبكممات داود فمف المؤكد سيجد‬
‫تعزية‪.‬‬
‫فالمزامير تعممنا أسموب الحب والشوؽ والعتاب مع اهلل‪ ،‬تعممنا أسموب الكبلـ مع اهلل‪ .‬وىي تعممنا كيؼ نصمي هلل‬
‫بكبلـ اهلل‪ .‬وكيؼ نناؿ فضيمة الرجاء وسط الضيقة‪ .‬فالمؤمف يشعر بوجود اهلل وسط الضيقة وغير المؤمف يشعر‬
‫بتخمي اهلل عنو‪.‬‬
‫ومف يصمي بالمزامير يقوؿ مع داود في ضيقتو "يا رب لماذا كثر الذيف يحزنونني‪( "..‬األعداء قد يكونوا أشخاص‬
‫يضطيدونني أو خطايا وشيوات تحاربني) ثـ يكمؿ مع داود نفس المزمور أنت يا رب ناصري مجدي ورافع‬
‫رأسي‪ .‬فيشعر بوجود اهلل‪ .‬ومف ال يشعر بوجود اهلل في ضيقتو يسقط في التذمر والكآبة واليأس بؿ قد يشعر بأنو‬
‫ال فائدة مف الحياة مع اهلل‪ ،‬بؿ يقود لمتجديؼ وأف اهلل غير متحنف وىو ليس ضابط لمكؿ‪ .‬أما مف يصمي مع‬
‫داود فيشعر أف الضيقة موجودة لكف ربنا موجود والخبلص موجود ولو تأخر‪ .‬بؿ أف داود في ضيقتو كاف يرى‬
‫الخبلص قبؿ أف يأتي فيشكر ألف اهلل استجاب ولـ تكف االستجابة قد حدثت بعد‪ ،‬ولكنو يراىا بعيف اإليماف‬
‫والرجاء وبخبرتو التي رأي فييا خبلص اهلل م ار اًر‪ .‬بؿ في ثقتو في خبلص الرب يقوؿ "أنا أضطجعت ونمت" وىو‬
‫في وسط الضيقة‪ .‬ولغة الرجاء تمؤل المزامير وأف اهلل لف يترؾ البائسيف وال المتضايقيف‪ .‬بؿ نجد نصؼ المزمور‬
‫األوؿ فيو يشكو داود ونجد النصؼ اآلخر ابتياج وتسبيح عمى خبلص اهلل "إلى متى يا رب تنساني‪ ..‬أسبح‬
‫إلى " ىذه ىي لغة الرجاء التي نتعمميا مف المزامير فنتعزى في ضيقاتنا‪ ،‬ومف يصمي مع داود ال‬
‫الرب المحسف ّ‬
‫تسيطر عميو الكآبة في الضيقات‪ .‬ىناؾ مف يضع الضيقة بينو وبيف اهلل فيتزعزع‪ ،‬وىناؾ مف يتعمـ مف داود أف‬
‫يضع اهلل بينو وبيف الضيقة فيكوف لو رجاء وتختفي الضيقة‪.‬‬
‫مزامير داود لو ترجمت ألي لغة تظؿ محتفظة بجماليا‪ ،‬فجماليا ليس في الشعر والقافية بؿ في المعاني والروح‪.‬‬
‫فالمزامير لحف جميؿ يقرأىا اإلنساف فينسى ضيقاتو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫ضع خط أسود عمى كممات الضيقة في األجبية وضع خط أحمر عمى كممات المعونة فتجد أف داود ال يسمح‬
‫لمضيقة بأف تنفرد بو بؿ يمسؾ دائماً برجائو باهلل‪.‬‬
‫المزامير فييا تعميم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المزامير تعطي تعاليماً كثيرة لمف يصمييا فمثبلً‪2‬‬
‫يا رب بالغداة تسمع صوتي (أي في الصباح الباكر)‪ ..‬يا اهلل إليي إليؾ أبكر ىذا التعميـ يعطي‬ ‫أ‪-‬‬
‫روح التبكير في الصبلة ويوبخ مف يصمي متأخ اًر‪.‬‬
‫ب‪ -‬أف يقوؿ داود أنو يسبح اهلل سبع مرات يومياً وأف يقوؿ كنت أذكرؾ عمى فراشي فيذا التعميـ‬
‫يعممنا أف نذكر اهلل دائماً حتى عمى فراش نومنا‪ .‬مثاؿ آخر محبوب يا رب ىو إسمؾ فيو طوؿ‬
‫النيار تبلوتي‪ .‬فيذا يعطي فكرة عف إلتصاؽ القمب باهلل طوؿ النيار‪ .‬ىذه مثؿ صموا ببل‬
‫إنقطاع‪ ..‬ىذا تعميـ العيد الجديد‪.‬‬
‫ت‪ -‬عطشت نفسي إليؾ كما يشتاؽ األيؿ إلى جداوؿ المياه تعطي تعميماً عف وجوب اشتياؽ القمب‬
‫لمصبلة وتبكيت لمقمب إذا كاف ىناؾ تراخي‪.‬‬
‫ث‪ -‬داود الممؾ الذي يممؾ كؿ شئ ولو قصره يتكمـ عف بيت اهلل باشتياؽ ويقوؿ واحدة سألت مف‬
‫الرب واياىا ألتمس أف أسكف في بيت الرب واتفرس في ىيكمو المقدس ويقوؿ مساكنؾ محبوبة‬
‫أييا الرب إلو القوات تشتاؽ وتذوب نفسي لمدخوؿ إلى ديار الرب‪ .‬ىذا يعطينا تعميماً كيؼ يجب‬
‫أف نشتاؽ ونحب الذىاب لبيت الرب ولؤلديرة‪ .‬بؿ نسمع عف االحتراـ والخوؼ حيف يدخؿ‬
‫مساكف الرب فيقوؿ "بكثرة رحمتؾ أدخؿ بيتؾ‪ ..‬أي أنا غير مستحؽ لمدخوؿ لوال رحمتؾ‪ .‬ويقوؿ‬
‫أماـ المبلئكة أرتؿ لؾ وأسجد قداـ ىيكؿ قدسؾ‪ ..‬ويقصد أنو يرى أف بيت اهلل ممموءاً بالمبلئكة‬
‫وىو يدخؿ ليسجد في وسطيـ‪ .‬ىو شاعر أف البيت ممموء مبلئكة‪ .‬فيناؾ مبلئكة لمبيت‬
‫والمبلئكة الحالة حوؿ خائفي اهلل والمبلؾ الحارس لكؿ واحد وىذا يعطي ىيبة وخشوع‪ .‬فيؿ‬
‫نقؼ بتراخي أماـ مف تخشع لو المبلئكة‪.‬‬
‫ج‪ -‬حيف يقوؿ ل يكف رفع يدي كذبيحة مسائية أمامؾ يعممنا أف نرفع أيدينا في الصبلة‪ .‬ويكوف ذلؾ‬
‫عمى شكؿ الصميب‪ ..‬في الميالي إرفعوا أيديكـ أييا القديسوف وباركوا الرب‪.‬‬
‫ح‪ -‬أغسؿ يدي بالنقاوة وأطوؼ بمذبحؾ‪ .‬تعممنا ضرورة التوبة والنقاوة قبؿ أف نأتي لمعبادة في بيت‬
‫الرب‪.‬‬
‫خ‪ -‬حيف يقوؿ ىوذا ما أحسف وما أحمى أف يسكف اإلخوة معاً يعممنا أف نجتمع في حب لنقدـ عبادة‬
‫جماعية‪.‬‬
‫المزامير تعممنا كيف نطمب اهلل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حيف يقوؿ مف األعماؽ صرخت إليؾ يا رب‪ ..‬نرى أنو يجب أف نطمب اهلل في عمؽ الضيقة‪ ،‬عمؽ الخطية‪.‬‬
‫والمزامير تعممنا كيؼ نطمب وماذا نطمب‪ .‬وكيؼ نيتـ بالطمبات الروحية‪ .‬وكيؼ نطمب مجد اهلل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫المزامير تعمم حياة الشكر‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫المزامير تعممنا االعتراؼ بجميؿ اهلل والتغني بإحسانات اهلل وجوده وكرمو‪.‬‬
‫المزامير تعممنا حياة التسبيح‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫فيناؾ مزامير كثيرة كميا تسابيح ببل أي طمب‪ .‬ىو يصمي ال ليطمب بؿ ليسبح‪ .‬اهلل بالنسبة لو ىنا ليس وسيمة‬
‫إن ما غاية‪ .‬ىو يريد اهلل نفسو "أييا الرب ربنا ما أعجب اسمؾ في األرض كميا‪ .‬ىو ال يطمب بؿ يتأمؿ في اهلل‪.‬‬
‫وكأنو يقوؿ "أنت غايتي وأنت كفايتي وكفي‪ .‬ونراه يقوؿ مستعد قمبي يا اهلل مستعد قمبي أسبح وأرتؿ في تمجيدي‬
‫استيقظ يا مجدي استيقظ يا مزمار‪ ..‬ىو يطمب مف كؿ شئ أف يستيقظ لكي يقؼ أماـ اهلل ويعترؼ لو‪ .‬ىو يريد‬
‫أف يصحو باك اًر وتصحو معو كؿ الخميقة لتسبح ويصحو معو المزمار والعشرة األوتار ليعترؼ لمرب بجميمو‬
‫عميو بؿ داود في جماؿ تسابيحو يرى الطبيعة كميا تسبح اهلل‪ ..‬الفمؾ والسموات والشمس والقمر والنجوـ واألياـ‬
‫والجباؿ والزىور‪ ..‬الخميقة كميا ىي سيمفونية رائعة ونراه يقوؿ أف الرياح صانعة كممتو‪ .‬بؿ ىو يطمب مف‬
‫المبلئكة أف يسبحوا اهلل‪( .‬مزٖٓٔ) فيقوؿ باركوا الرب يا جميع مبلئكتو يا جميع جنوده‪ .‬ىو في فرحو بالرب‬
‫يطمب أف يسبح كؿ أحد وكؿ شئ الرب‪ .‬لـ يوجد في البشر مف أحسف تسبيح الرب مثؿ داود‪ .‬بؿ ىو بعد أف‬
‫يشبع تسبيح يقوؿ سبحوا الرب تسبيحاً جديداً‪ ..‬أي كؿ يوـ قولوا تسبحة جديدة‪ .‬بؿ ىو يتغنى بناموس الرب‬
‫وشريعتو وكيؼ ىو كامؿ‪ .‬ىؿ بدوف المزامير ستكوف لنا ىذه اإلمكانية أف نسبح الرب ىكذا مثؿ داود‪.‬‬
‫المزامير تعمم حياة التسميم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫فيو ال يعتمد عمى فيمو وحكمتو بؿ يطمب مف اهلل أف يقوده ويرشده "عممني يا رب طرقؾ" "إىدني في سبيؿ‬
‫مستقيـ" ىو يطمب إرشاد روح اهلل القدوس أف يقوده ليكف طريقو مستقيماً‪ ".‬فيناؾ طريؽ تبدو لئلنساف مستقيمة‬
‫وأخرىا طرؽ الموت" (أـٗٔ‪ .)ٕٔ2‬فالذيف ببل مرشد يسقطوف كورؽ الشجر‪ .‬فالمزامير تعممنا كيؼ نصمي‪.‬‬
‫المزامير تعمم حياة االنسحاق‬ ‫‪.7‬‬
‫وألىمية حياة االنسحاؽ تعممنا الكنيسة أنو في بداية كؿ صبلة نصمى صبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف‬
‫"إرحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ" ىنا يقؼ اإلنساف كمذنب أماـ اهلل يطمب الرحمة كمحكوـ عميو‪ ..‬كثرة رأفاتؾ‬
‫تمحو إثمي‪ ..‬لؾ وحدؾ أخطأت وأحزنت قمبؾ وتجاىمت إحساناتؾ‪ ..‬فالخطية أي خطية ىي موجية هلل لذلؾ‬
‫نخاؼ‪ .‬وألف الخطية قذارة يقوؿ إغسمني فأبيض‪ ..‬فيو يعترؼ بقذارتو وأنو محتاج لمغسيؿ‪ .‬خطيتي أمامي في‬
‫كؿ حيف‪ .‬ىذا ىو حاؿ النفس المنسحقة أما النفس المتكبرة فتنظر لخطايا الناس‪ .‬وداود يقوؿ خطيتي أمامي في‬
‫كؿ حيف بعد أف غفرت خطيتو‪ ،‬فالصبلة بدوف إنسحاؽ ىي صبلة متكبرة "إف نسينا خطايانا يذكرىا اهلل لنا واف‬
‫ذكرنا خطايانا ينساىا اهلل لنا"‪ .‬وىذا التعميـ ضد الفرح الزائؼ الذي يبشر بو البعض بأف اهلل غفر كؿ خطايانا‬
‫وأننا خمصنا فيذا يقودنا لمكبرياء‪ ،‬بؿ عمينا كؿ حيف أف نذكر خطايانا وننسحؽ ونبكي ونشعر بإحتياجنا هلل‪.‬‬
‫نجني مف الدماء يا اهلل‪ ..‬ىذه تجعمني أحاسب نفسي عف كؿ واحد أكوف قد أعثرتو ربما في أياـ جيمي وأنسحؽ‬
‫باألكثر حتى ال يطالبني اهلل بدمو فأنا تبت لكف ىـ ربما لـ يتوبوا بعد‪ .‬أعوـ كؿ ليمة سريري وبدموعي أبؿ‬
‫فراشي ىذه صورة داود أماـ اهلل‪ ،‬أما أماـ شعبو فيو داود القائد المنتصر الجبار الذي لو الحرير والثياب الموشاة‬

‫‪6‬‬
‫ضفر المسامير ( تأمالث لقذاضت البببب شىودة الخبلج )‬

‫بالذىب والقوة والسمطة والسيؼ والدرع أما أماـ اهلل فيجمس عمى التراب والرماد وعيناه تقطراف دمعاً باستمرار‪..‬‬
‫دموعي في زؽ محفوظة عندؾ‪ ..‬فالدموع ىي سبلح العاجز الذي ال يجد شيئاً يقولو هلل‪ ،‬فأماـ اهلل يستد كؿ فـ‪..‬‬
‫في المساء يحؿ البكاء‪ ..‬ىذا أماـ اهلل‪ .‬وحيف يقوؿ "يا رب ال تبكتني بغضبؾ وال تؤدبني بسخطؾ تكوف عيناه‬
‫عمى غضب اهلل يوـ الدينونة‪ ،‬فينا عمى األرض ىناؾ مجاؿ لمرحمة لذلؾ يصرخ إرحمني يا رب‪ .‬أدبني ىنا‬
‫عمى األرض حتى ال أضيع في يوـ الدينونة‪ .‬ىؿ نصدؽ مف يقوؿ لنا إضحكوا وىمموا‪ ،‬ىؿ نصدؽ ىذا الغش‪،‬‬
‫ىؿ نفرح والشيطاف مازاؿ ينتصر عمينا وعمى إخوتنا‪ .‬حقاً "أمينة ىي جراحات المحب وغاشة ىي قببلت العدو"‬
‫عمينا أف نجاىد في حياة الروح بانسحاؽ حتى نكوف مف الفرحيف في اليوـ األخير‪ .‬ال مانع مف مجاممة الناس‬
‫في أفراحيـ "فرحاً مع الفرحيف" ولكف إذا خمونا مع أنفسنا نتذكر خطايانا ونبكي عمييا بؿ نتذكر خطايا أخوتنا‬
‫وسقوطيـ وخطايا الجيؿ الذي نعيش فيو ونبكي طالبيف رحمة اهلل‪ .‬بؿ داود ال يذكر الخطايا الكبيرة فقط بؿ يقوؿ‬
‫اليفوات مف يشعر بيا والخطايا المستترة طيرني يا رب منيا‪ .‬ومعنى قوؿ الكتاب بكآبة الوجو يصمح القمب أف‬
‫نبكي في خموتنا ولكف أماـ الناس نبتسـ ونفرح ولكف ال نكوف ميذاريف‪.‬‬
‫إذا جمسنا مثؿ داود اآلف في الرماد نسمع أف اهلل ىو الذي يقيـ المسكيف مف التراب ويرفع البائس مف المزبمة‪.‬‬
‫فمننسحؽ ألف داود يقوؿ قريب ىو الرب مف المنسحقي القمب‪ ..‬إليؾ يا رب رفعت عيني يا ساكف السماء فيا‬
‫ىما مثؿ عيوف العبيد‪ .‬ىذا ىو اإلنسحاؽ عند داود الذي يقؼ أماـ اهلل يطمب المغفرة حتى ال يدخؿ اهلل في‬
‫المحاكمة مع عبده‪..‬أف كنت يا رب لؤلثاـ راصداً فمف يثبت‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫عودة لمجدول‬
‫مقدمة المزامير‬

‫‪ .1‬سفر المزامير ىو سفر الصبلة‪ ،‬مف يريد أف يتعمـ الصبلة فميتتممذ عمى داود أستاذ الصبلة‪ .‬ومف يصمي‬
‫بالمزامير يكوف داود معمماً لو كيؼ يصمي كأب يمسؾ يد إبنو ليعممو كيؼ يكتب‪ .‬وفي سفر المزامير نعرؼ‬
‫أنفسنا والضعفات والعثرات التي فينا ونجد في ىذا السفر السقوط والنيوض وصموات التوبة والشكر‬
‫والتسبيح‪.‬‬
‫‪ .2‬ىو سفر النبوات‪ .‬فالمزامير ممموءة بالنبوات الكثيرة الخاصة بتجسد الرب وآالمو وقيامتو‪ ،‬ىي أكبر شاىد‬
‫لحياة الرب يسوع لذلؾ قاؿ بطرس أف داود نبي (أعٕ‪.)ٖٓ2‬‬
‫‪ .3‬ىو سفر التسبيح‪ .‬ويقوؿ القديس ذىبي الفـ‪ ،‬إف اهلل لما عرؼ أف عدو الخير سينشر األغاني الخميعة أرسؿ‬
‫لنا عف طريؽ داود ىذه التسبيحات الجممية في المزامير‪.‬‬
‫‪ .4‬المزامير في الصبلة تحتاج إلى التأمؿ ومف الخطأ الذي نسقط فيو أننا نصمييا بسرعة‪.‬‬
‫‪ .5‬أرقاـ المزامير‪2‬‬
‫عدد المزامير في جميع طبعات الكتاب المقدس ٓ٘ٔ مزمو اًر‪ .‬واالختبلؼ نِشأ مف الطبعة البيروتية عف جميع‬
‫الطبعات القبطية واليونانية والكاثوليكية األخذة عف الطبعة السبعينية‪ .‬أما الطبعة البيروتية فيي قد أخذت مف‬
‫النص العبري‪.‬‬

‫في الطبعة البيروتية (العبري)‬ ‫في الطبعة القبطية (األجبية)‬


‫إنقسـ إلى مزموريف ‪ٔٓ ،ٜ‬‬ ‫‪ .1‬رقـ المزمور ‪ٜ‬‬
‫إنقسـ إلى مزموريف ٗٔٔ‪ٔٔ٘ ،‬‬ ‫‪ .2‬المزمور ٖٔٔ‬
‫جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ‪ٔٔٙ‬‬ ‫‪ .3‬المزموريف ٗٔٔ‪ٔٔ٘ ،‬‬
‫جمعوا إلى مزمور واحد رقـ ‪ٔٗٚ‬‬ ‫‪ .4‬المزموريف ‪ٔٗٚ ،ٔٗٙ‬‬
‫‪ .5‬يوجد بيذه النسخة مزمور ٔ٘ٔ ال يوجد ىذا المزمور ىنا‬
‫وسبب ىذا االختبلؼ أف المزامير عبارة عف أناشيد فبعض النسخ تجمع أنشودتيف وتجعميـ نشيداً واحداً والنسخة‬
‫األخرى تفصؿ نشيد لتجعمو أنشودتيف‪.‬‬
‫‪ .6‬ىذا السفر يقع في منتصؼ الكتاب المقدس تماماً‪ .‬وىو يبدأ باهلل يبارؾ اإلنساف (مزمورٔ) وينتيي باإلنساف‬
‫يبارؾ اهلل (مزٓ٘ٔ)‪.‬‬
‫‪ .7‬كممة مزمور عبرية وتعني صوت األصابع وىي تضرب عمى آلة موسيقية وترية وصارت فيما بعد تعني‬
‫صوت القيثارة‪ .‬وأخي اًر استخدمت لتعنى غناء نشيد عمى القيثارة‪ .‬وباليونانية مزمور تعني "إبسالموس"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫‪ .8‬االسـ العبري لكتاب المزامير ىو سفر تيميـ أي كتاب التيميبلت والتسابيح‪ .‬فسواء كاف اإلنساف فرحاً أو‬
‫حزيناً متحي اًر أو واثقاً عميو أف يسبح اهلل دائماً‪ .‬ىذا السفر يعممنا كيؼ نعبد اهلل في عالـ شرير‪ ،‬وكيؼ نقترب‬
‫إلى اهلل ونتعرؼ عميو ونمتصؽ بو‪.‬‬
‫‪ .9‬الكممات التي تتكرر مئات المرات في ىذا السفر ىي (ثقة‪ -‬تسبيح‪ -‬فرح‪ -‬رحمة) فالمزامير تعممنا كيؼ‬
‫نفرح واثقيف في اهلل وكيؼ نسبحو بكممات أوحى بيا الروح القدس‪ .‬وفي تسبيحنا هلل نشترؾ مع السمائييف‬
‫والمبلئكة‪.‬‬
‫‪ .11‬يقوؿ القديس إمبروسيوس "أي كائف لو الخزي إف لـ يبدأ نياره بمزمور‪ ،‬فأنو حتى أصغر الطيور تبدأ يوميا‬
‫وتنييو بتراتيؿ عذبة‪ .‬وكؿ مف اختبر المزامير شعر بالراحة وىو يصمييا ويسبح بيا‪.‬‬
‫‪ .11‬تنسب المزامير كميا لداود حتى لو لـ يكف كاتب بعضيا فيو نموذج لمممؾ المثالي وىو المسيح الممسوح‬
‫رمز المسيح الذي أتى لمعالـ‪ ،‬ىو نموذج الممؾ الذي يحقؽ رجاء إسرائيؿ‪ ،‬ىو مف جمع إسرائيؿ في مممكة‬
‫واحدة وجعؿ أورشميـ مركز العبادة‪.‬‬
‫‪ .12‬نجد التوازف الروحي المطموب في المزامير فبينما نجد صموات التسبيح والتيميؿ والشكر نجد الدموع‪ ،‬وطمب‬
‫المراحـ‪ .‬ىذا ما طبقتو الكنيسة ففي كؿ صبلة نبدأ بصبلة الشكر ثـ المزمور الخمسيف فبل ننجرؼ ال إلى‬
‫الثقة الخادعة بخبلص قد تـ وال ننجرؼ إلى اليأس أيضاً‪ .‬وىذا ما نراه واضحاً خبلؿ سفر المزامير‪.‬‬
‫‪ .13‬كانوا في العيد القديـ يستخدموف اآلالت الموسيقية (القيثارة والدفوؼ‪ )..‬ولكف كنيستنا القبطية اقتصرت عمى‬
‫استعماؿ الدؼ لضبط النغمات ألنيا ترى أف حنجرة اإلنساف ىي أعظـ آلة موسيقية‪ .‬فاهلل يطمب اآلالت‬
‫الموسيقية التي لمقمب والعقؿ يعزؼ عمييا بروحو القدس‪ .‬فالقيثارة تعزؼ لحناً جميبلً إذا عزؼ عمييا عازؼ‪.‬‬
‫ىكذا عمينا أف نترؾ عقولنا وقموبنا لمروح القدس ليعزؼ عمييا‪ .‬وبنفس المفيوـ نجد أنيـ في العيد القديـ كاف‬
‫ليـ خورس يسبح في الييكؿ والشعب يرد بقولو آميف‪ .‬أما في كنيستنا فالشعب كمو يرتؿ ويسبح‪( .‬يقؼ‬
‫الشعب قسميف‪ ،‬قسـ عف شماؿ الييكؿ ويسمى (بحري أي جية الشماؿ) والقسـ اآلخر يسمى قبمي ويقؼ‬
‫عف يميف الييكؿ وىذا القسـ يقوؿ جزء مف التسبحة ويرد عميو القسـ اآلخر وىكذا‪.‬‬
‫‪ .14‬يرد في سفر المزامير بعض الكممات الغامضة مثبلً سبله‪ .‬وىي تشير‪2‬‬
‫توجييات لمموسيقييف أف يرفعوا صوت الموسيقي أو لمشعب ليقؼ وأصحاب ىذا الرأي يقولوف أف‬ ‫أ‪-‬‬
‫أصميا العبري ‪ SELAH‬معناه "الذي يرفع"‪.‬‬
‫ة‪ -‬ىي وقفة تأمؿ فييا فاصؿ موسيقي صامت‪ .‬ويقولوف إف معناىا كمف يقوؿ في العربية "يا سبلـ"‬
‫عبلمة عمى إعجابو بما قيؿ‪ .‬فيي تأمؿ فيما قيؿ ألف المزامير ال تعتمد عمى المقاطع المغوية‬
‫والسجع إنما عمى أفكار معينة‪.‬‬
‫‪ .15‬المزامير المسيانية اليامة ‪ 2‬التي تتنبأ عف المسيح‬
‫الممؾ المرفوض يقيـ مممكتو ويممؾ‬ ‫(مزٕ)‪2‬‬
‫اإلنساف سيد الخميقة بالمسيح ابف اإلنساف‬ ‫(مز‪2)ٛ‬‬

‫‪9‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫قيامة المسيح مف األموات‬ ‫(مز‪2)ٔٙ‬‬


‫(مز‪ 2)ٕٕ،ٜٙ‬أالـ المسيح وصمبو‬
‫المسيح الراعي الصالح‬ ‫(مزٖٕ)‪2‬‬
‫رئيس الرعاة ممؾ المجد‬ ‫(مزٕٗ)‪2‬‬
‫المسيح المطيع‬ ‫(مزٓٗ)‪2‬‬
‫المممكة عروس المسيح وعرشو األبدي‬ ‫(مز٘ٗ)‪2‬‬
‫(مز‪ 2)ٙٛ2ٔٛ‬صعود المسيح‬
‫ممؾ المسيح المجيد واألبدي‬ ‫(مزٕ‪2)ٚ‬‬
‫(مزٓ‪ 2)ٗٙ2ٜٛ،ٜٗ ،ٖ-ٔ2ٛ‬الرجاء العظيـ واشتياء مجيء المسيا‪.‬‬
‫تأكيد ال نيائية أسرة داود الممكية‬ ‫(مز‪2)ٜٛ‬‬
‫الممؾ يممؾ‬ ‫(مز‪2)ٜٚ‬‬
‫المسيح يحكـ بالبر‬ ‫(مزٔٓٔ)‪2‬‬
‫المسيح يممؾ‬ ‫(ٓٔٔ)‪2‬‬
‫تمجيد الحجر المرذوؿ‬ ‫(مز‪2)ٔٔٛ‬‬
‫الوارث األبدي لعرش داود‬ ‫(ٕٖٔ)‪2‬‬
‫‪ .16‬كما أف ىناؾ مزامير شكر وتسبيح وتضرع في الضيؽ ىناؾ مزامير تاريخية‪ ،‬فييا يستعرض داود قصة اهلل‬
‫مع شعبو (مف التكويف إلى يشوع) ويضع ىذا كأساس لنعرؼ ويعرؼ الشعب عمؿ اهلل فيسبحو حيف يرى‬
‫عممو ومحبتو‪.‬‬
‫‪ .17‬من ىو الممك الذي تتحدث عنو المزامير؟‬
‫يشير هلل ممؾ المسكونة وخالقيا‪ .‬الذي يممؾ بالحب عمى شعبو‪ ،‬السماء ىي قصره المموكي ومسكنو‬ ‫أ‪-‬‬
‫في أورشميـ كما في قمب المؤمف وممكو يضـ كؿ المسكونة (‪.)ٛٚ+ٔٔٚ+ٔٓٓ+ٙٚ+ٗٚ‬‬
‫ة‪ -‬يشير لممسيح‪ ،‬الممؾ المحارب واىب النصرة الروحية لممؤمنيف بو‪ ،‬يممؾ بصميبو محطماً مممكة‬
‫الظممة جاذباً البشرية لمسماء‪ .‬وىو كممؾ المموؾ ييب مؤمنيو نعمة المموكية (رؤٔ‪ )ٙ2‬واىباً إياىـ‬
‫بره وقداستو وسماتو (ٕ‪.)ٔٗٗ+ٖٕٔ+ٔٔٓ+ٔٓٔ+ٜٛ+ٕٚ+ٗ٘+ٕٔ+ٕٓ+ٔٛ+‬‬
‫ث‪ -‬داود الممؾ نفسو وكؿ نسمو الذيف جمسوا عمى العرش‪ .‬وىـ يمثموا كؿ الجماعة المقدسة‪.‬‬
‫ث‪ -‬المؤمنوف كأعضاء في جسد المسح ممؾ المموؾ (رؤٔ‪ .)ٙ2‬فاهلل أعطى لممؤمنيف سمطاف في حياتيـ‬
‫الداخمية ضد الخطية وقوات الشر‪ ،‬ىـ مموؾ ليـ سمطاف داخمي‪.‬‬
‫‪ .18‬باركوا‪ 2‬تتكرر ىذه الكممة كثي اًر في سفر المزامير‪ .‬باركوا الرب‪ .‬باركي يا نفسي الرب‪ .‬وكممة بركة ىي كممة‬
‫عبرية تعني نتكمـ حسناً‪ .‬لذلؾ يقوؿ الكتاب باركوا وال تمعنوا أي عوضاً عف أف تشتموا أحد تكمموا عنو‬
‫حسناً‪ .‬باركوا العنيكـ أي تكمموا عنيـ حسناً‪ .‬وبالتالي فقولنا باركوا الرب ىو مرادؼ لقولنا سبحوا واشكروا‬

‫‪10‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫الرب‪ .‬أما حينما يباركنا الرب فيذا يعني أنو ليس فقط يتكمـ عنا حسناً بؿ يفيض عمينا مف إحساناتو الروحية‬
‫والمادية‪.‬‬
‫‪ .19‬مزامير المصاعد‬
‫ىي مجموعة مف المزامير (ٕٓٔ‪ .)ٖٔٗ-‬كؿ مزمور منيـ يدعي ترنيمة المصاعد‪ .‬ويبدو أنيا كانت تطبع في‬
‫كتيب صغير يستخدمو الزائروف القادموف إلى أورشميـ في األعياد العظمي‪ ،‬ليرتموىا وىـ صاعدوف درجات‬
‫الييكؿ‪.‬‬
‫‪ .21‬أسماء اهلل في المزامير‬
‫أل أو إلوىيم‪ 2‬قادر وقوي وسائد فوؽ الكؿ وخالؽ‪ ،‬قوتو ال نيائية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ة‪ -‬ييوه ‪ 2‬الكائف القائـ بنفسو‪ ،‬الواجب الوجود‪ .‬ويقاؿ إلوىيـ حيف يشير ألف اهلل إلو كؿ الخميقة‪ .‬ويقاؿ‬
‫ييوه حيف يشير لعبلقة اهلل بشعبو الخاص الذي يخمصيـ ويقدسيـ والبد أف يكونوا قديسيف‪.‬‬
‫ث‪ -‬إل شاداي‪ 2‬إؿ تشير لمقدرة وال قوة فيو اسـ مرتبط بالخمؽ وشاداي تشير لمصدر‪ ،‬أي هلل الذي يغذي‬
‫ويعوؿ ويشبع‪ .‬ىو القادر الذي فيو كؿ الكفاية‪.‬‬
‫ث‪ -‬أدوناي‪ 2‬الممؾ الذي لو السيادة عمى كؿ الشعوب أرادوا أو لـ يريدوا‪.‬‬
‫د‪ -‬ونبلحظ في المزامير قوؿ داود الميـ بإسمؾ خمصني‪ ..‬وتتكرر عبارة اسـ الرب ٓٓٔمرة في ‪ٙٚ‬‬
‫مزمور مختمؼ‪ .‬فقديماً كاف االعتقاد بأف كياف اإلنساف يتمركز في اسمو‪ .‬فاالسـ يعطي معنى‬
‫ويضفي وجوداً كامبلً عمى حاممو‪.‬‬
‫‪ .21‬المعنات في المزامير‬
‫ىناؾ مزامير كثيرة تستنزؿ المعنات عمى األشرار ونبلحظ‪2‬‬
‫أف داود لـ يطمب أف ينتقـ لنفسو بؿ لشعبو كمو‪ ،‬فيو يطمب عقاب الذيف يحطموف شعب اهلل‬ ‫أ‪-‬‬
‫وممكوت اهلل‪ ،‬فيـ إذاً أعداء اهلل‪ .‬فداود كاف يتسامح في حقوقو لكنو ال يتسامح في حقوؽ اهلل‪ .‬وىو‬
‫ىنا يطمب العدالة اإلليية ضد الظالميف‪.‬‬
‫ة‪ -‬لـ يكف في الفكر العبراني فصؿ بيف الخطية والخاطئ (فبابؿ ترمز لمكبرياء ومصر ترمز لمظمـ‬
‫وأدوـ إلى سفؾ الدماء‪ )..‬واآلف نفيـ أف اهلل يكره الخطية ولكنو يحب الخاطئ ويشفؽ عميو ويسعى‬
‫وراءه ليتوب‪.‬‬
‫ث‪ -‬داود يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار‪.‬‬
‫ث‪ -‬ونحف نصمي اآلف ىذه المزامير فمنفكر بأف أعداءنا ىي خطايانا وشيواتنا وابميس وجنوده‪ .‬لكف ال‬
‫نفكر في أنيـ بشر محيطيف بنا قد يكونوا مسيئيف إلينا‪.‬‬
‫‪ .22‬اإلشارات الموسيقية‬
‫تفسيرىا ليس سيبلً‪ .‬فنحف ال نعرؼ سوى النذر اليسير عف الموسيقي اإلسرائيمية القديمة‪ .‬وتوجد اإلشارات‬
‫الموسيقية في رأس المزمور‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫فمثبلً قولو ضرب األوتار‪ /‬مع آالت النفخ‪ /‬عمى الجتية (قيثارة مف جت) تشير لنوع اآللة المستخدمة‪ .‬وقولو عمى‬
‫الثمانية ربم ا تشير لقيثارة ذات ثمانية أوتار‪ .‬وقولو "عمى أيمة الصبح" أو "ال تيمؾ" أو "عمى الحمامة البكماء"‬
‫ربما تشير إلى أناشيد مشيورة يرتؿ عمى وزنيا المزمور‪.‬‬
‫‪ .23‬ما ينسب صراحة لداود ىو ٖ‪ ٚ‬مزمو اًر‪ .‬ولكف السفر كمو ينسب لو فيو مرنـ إسرائيؿ الحمو (ٕصـٖٕ‪.)ٔ2‬‬
‫والترتيب الحالي لسفرالمزامير ينسب لعزرا‪.‬‬
‫‪( .24‬مزٗٔ) ىو تقريباً نفس (مزٖ٘) مع فارؽ طفيؼ و(مزٓ‪ )ٚ‬ىو جزء مف (مزٓٗ) وبعض المزامير موجودة‬
‫في أسفار الكتاب المقدس التاريخية‪ .‬قابؿ (ٕصـٕٕ مع مز‪ٔ ،ٔٛ‬أي‪ ٖٕ-ٕٖ2ٔٙ‬مع مز‪،ٜٙ‬‬
‫ٔأي‪ ٕٕ-ٛ2ٔٙ‬مع مز٘ٓٔ‪.)ٔ٘-ٔ2‬‬
‫‪ .25‬كممة مذىبة التي ترد في راس بعض المزامير تشير ألف القصيدة المعنونة بيا ثمينة جداً كالذىب وفائقة‬
‫القيمة‪ .‬وكممة شجوية منسوبة لمشجو والحزف أي ترنيمة حزينة‪( .‬راجع مز ‪ ) ٚ‬وقولو عمى القرار وعمى‬
‫الجواب ىي إصطبلحات موسيقية لمف يعزؼ‪ .‬وقولو عمى الجتية قيؿ أنيا آلة موسيقية مف جت وقولو عمى‬
‫السوسف‪ ،‬قيؿ أف السوس ف ىي آلة موسيقية وقاؿ البعض أنيا كممة تشير لمضموف المزمور‪ .‬وقولو عمى‬
‫موت االبف قيؿ أنو يشير لموضوع المزمور أو سبب نظمو واألغمب أنو يشير إلى المحف الذي كاف ينشد‬
‫عميو (مز‪ .)ٜ‬وقولو لمتذكير (مزٓ‪ )ٖٛ2ٚ‬قيؿ أف داود كاف يتموىما أماـ اهلل لكي يذكره بنفسو ويذكر أمامو‬
‫أحزانو وضيقاتو ويذكر اهلل بمواعيده‪ .‬وقولو عمى أيمة الصبح (مزٕٕ) ىي لقب لممسيح الذي دار المزمور‬
‫حولو‪ .‬وقولو عمى الحمامة البكماء تشير لضعؼ داود وعدـ استطاعتو الدفاع عف نفسو ىو بيف أيدي‬
‫الغرباء في جت إذ كاف بأيدي الفمسطينييف كالحمامة المصادة بأيدي الناس‪.‬‬
‫‪ .26‬قي ؿ أف سفر المزامير قادر أف يعممنا كؿ أمر روحي معرفتو ضرورية لنا‪ .‬وفيو عبلج لكؿ حزف أو بموى أو‬
‫مرض يعرض لنفس اإلنساف فيو كنز ثميف وعبلج نافع في كؿ األجياؿ‪.‬‬
‫‪ .27‬نرى في المزامير أف داود يرمز لممسيح‪ .‬وأورشميم وصييون وشعب الييود رمز لمكنيسة‪ ،‬وأعداء الشعب‬
‫رمز ألعداء الكنيسة وغمبة الشعب رمز لغمبة أبناء اهلل دائماً‪.‬‬
‫‪ .28‬لفيـ المزامير ينبغي دراسة األسفار التاريخية أوالً لنفيـ الظروؼ التي كتبت فييا ومناسبة كؿ مزمور‪ .‬وىناؾ‬
‫مزامير وضعت لئلنشاد في الييكؿ أو لمترنيـ في المناسبات‪.‬‬
‫‪ .29‬أوؿ مف ألؼ نشائد وترانيـ كاف موسى (خر٘ٔ) ثـ دبورة (قض٘) وعمى قياسيما ألؼ آخريف ومنيـ داود‪.‬‬
‫‪ .31‬أطمؽ عمى سفر المزامير ممخص الكتاب المقدس فنجد فيو ممخص ألحداث العيد القديـ‪ .‬ونبلحظ أف ىذا‬
‫السفر أتى بعد سفر أيوب حيث كاف أيوب يجادؿ اهلل قائبلً لماذا فعمت بي ىذا؟! ويأتي ىذا السفر فنجد أنو‬
‫ال جداؿ مع اهلل‪ ،‬بؿ يأخذنا ىذا السفر إلى األقداس‪ ،‬حيث ال حوار مع إنساف وال خصاـ مع اهلل بؿ إلتصاؽ‬
‫باهلل وشركة معو حيث نجد راحة لنفوسنا‪ .‬يرفعنا ىذا السفر إلى جبؿ ٍ‬
‫عاؿ إلى السماويات فنقوؿ مع بطرس‬
‫"جيد يا رب أف نكوف ىينا" فسفر أيوب يقودنا لتثبيت المبادئ األساسية في قموبنا عف كماؿ قدرة اهلل وعف‬

‫‪12‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫عنايتو اإلليية وفي ىذا السفر نجد أف مف يصمي مستخدماً ىذه المزامير يختبر ما فيمو في سفر أيوب‪،‬‬
‫تتحوؿ عنده المبادئ اإليمانية إلى خبرات معاشة خبلؿ صمواتو وتسابيحو‪.‬‬
‫‪ .31‬يقوؿ ىوشع في (ٗٔ‪" )ٕ2‬خذوا معكـ كبلماً وأرجعوا إلى الرب" وما أحمى أف يكوف ما نأخذه ىو مزامير داود‬
‫التي قاليا بالروح القدس‪ ،‬وعمميا لو الروح القدس ليقوليا واذا كاف شعب العيد القديـ شعر بأىمية المزامير‬
‫وأتخذىا كممات مقدسة يصموف بيا‪ ،‬فنحف باألولى في العيد الجديد بعد أف اتضحت معاني نبوات المزامير‬
‫في شخص المسيح واتضحت محبة اهلل العجيبة عمى الصميب‪ ،‬وانكشؼ الحجاب عف كؿ ما كاف مخفي في‬
‫العيد القديـ‪.‬‬
‫‪ .32‬مزامير داود استخدمت في كؿ كنائس العالـ فيي تدؿ عمى روحانية عميقة فقائميا كاف ينطؽ بالروح القدس‪.‬‬
‫وكما أف إبراىيـ أبو اإليماف لـ يختمؼ فيو المسيحييف والييود والمسمميف ىكذا مزامير داود أحبتيا كؿ‬
‫الكنائس‪.‬‬
‫‪ .33‬مزاميره متنوعة‪.‬‬
‫رنموا هلل قوتنا اىتفوا إللو يعقوب‪.‬‬ ‫(ٔ‪)ٖٙ/ٕٚ/ٔ٘ٓ/ٛ‬‬ ‫ما قبؿ السقوط‬
‫ارحمني يا اهلل كعظيـ رحمتؾ‬ ‫(ٔ٘‪)ٖٛ/ٖٕ/‬‬ ‫ما بعد السقوط‬
‫(‪ )ٜٔ‬السموات تحدث بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو‬ ‫تأمبلت‬
‫(ٓ٘ٔ) سبحوا اهلل‬ ‫تسبيح‬
‫(ٖ‪ )ٖٔ،‬يا رب ما أكثر مضايقي‬ ‫وسط اآلالـ‬
‫(‪ )ٙ‬يا رب ال توبخني بغضبؾ‬ ‫توبة‬

‫(‪)ٖٔٙ‬‬ ‫ذكر أعماؿ اهلل‬


‫وصف ألعمال اهلل مع الشعب‬
‫تأمؿ في الكتاب المقدس (‪)ٖٔٙ‬‬
‫سمات داود التي جعمتو مرنم إسرائيل الحمو (ٕصـٖٕ‪)ٔ2‬‬
‫‪ .1‬يتكمم بالروح‬
‫يقوؿ لساني قمـ كاتب ماىر (مز٘ٗ‪ )ٕ2‬والكاتب الماىر ىو الروح القدس الذي يقوده ويضع‬ ‫أ‪-‬‬
‫الكممات في فمو وعمى لسانو "الروح يأخذ مما لي ويخبركـ" فالروح رسـ صورة لممسيح أماـ داود‬
‫فسبح وقاؿ إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر (مز٘ٗ‪.)ٕ2‬‬
‫ة‪ -‬والروح يذكر داود بأعماؿ اهلل فيسبح (ىناؾ مزامير كثيرة يذكر فييا داود أعماؿ اهلل مع شعبو)‪.‬‬
‫ث‪ -‬الروح يفتح عينيو عمى أعماؿ اهلل فيقوؿ كنت فتى واآلف شخت ولـ أر صديقاً تخمى عنو وال ذرية لو‬
‫تمتمس خب اًز (مز‪ + )ٕ٘2ٖٚ‬يوـ جمياط قاؿ عبدؾ قتؿ أسد ودب ىذا عمؿ الروح الذي يذكرنا بأف‬
‫يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ‪.)ٛ2‬‬
‫ث‪ -‬مف ينطؽ بالروح ينطؽ بنبوات‬

‫‪13‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫والتسبيح يجعمنا نمتمئ بالروح‬ ‫واالمتبلء من الروح يدفعنا لمتسبيح‬

‫‪ .1‬إذ سبؽ فعيننا لمتبني بيسوع المسيح‪ ..‬امتمئوا بالروح مكمميف بعضكـ‬
‫لمدح مجد نعمتو لنكوف لمدح مجده نحف بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني‬
‫الذيف قد سبؽ رجاؤنا في المسيح الذي ىو روحية مترنميف مرتميف في قموبكـ‬
‫عربوف ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده لمرب (أؼ‪)ٔٛ2٘،ٜٔ‬‬
‫(أؼٔ‪)ٔٗ-ٖ2‬‬
‫‪ .2‬المزامير كميا ثمرة لبلمتبلء مف الروح ألـ‬
‫يقؿ لساني قمـ كاتب ماىر بؿ ىو سبح‬
‫قائبلً إنؾ أبرع جماالً مف بني البشر‪.‬‬

‫وكيف نسبح نحن؟ البداية التغصب ثم نمتمئ بالروح فنسبح بفرح‪.‬‬


‫‪ .2‬الحرية‬
‫قد يكوف اإلنسا ف فيو الروح القدس ولكنو مستعبد لمخطية وىنا ال يستطيع أف يسبح "عمى أنيار بابؿ‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫قالوا لنا سبحوا‪ ..‬كيؼ نسبح الرب في أرض غريبة"‪ .‬فمـ نسمع أف داود نزع منو الروح القدس حيف‬
‫أخطأ واستعبد لمخطية‪ ،‬لكننا لـ نسمع أنو سبح في ىذه الفترة‪.‬‬
‫ولكف الروح كاف منطفئ وحزيف أما لو فرح الروح نفرح فنسبح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سر فرح داود ومزاميره ىو أف اهلل مع داود وروحو القدوس يمؤله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أما الذي يبتعد عف اهلل تصير حياتو رعباً (ىذا معنى الظممة الخارجية) كما لو رفعت الشمس عف‬ ‫‪‬‬
‫المجموعة الشمسية لضمت الكواكب "وخرج ييوذا لموقت وكاف ليبلً" (يؤٖ‪)ٖٓ2‬‬
‫وقارف بيف داود الفرح المسبح وشاوؿ (ٔصـ‪" )٘2ٕٛ‬قد ضاؽ بي األمر جداً ألف الرب فارقني ولـ يعد‬ ‫‪‬‬
‫يجيبني ال باألنبياء وال باألحبلـ" فداود كاف يرى بقمبو النقي اهلل فيسبح بؿ أف مزامير داود كانت تريح‬
‫شاوؿ‪.‬‬
‫والروح القدس حيف يمؤل إنساف يحرره فيو يبكت ويعطي قوة ومف يتحرر يمتمئ فيسبح تسبحة موسى‬ ‫‪‬‬
‫بعد الخروج مف عبودية مصر‪ .‬والبداية التغصب عمى طاعة الوصية‪ .‬ومف يغصب نفسو يمؤله الروح‬
‫فيتحرر فيسبح فيمتمئ ويزداد تحر اًر فيسبح أكثر فرحاً‪ ..‬فالتسبيح ىو طريؽ اإلمتبلء بالروح‪ .‬رقـ ٓ٘ ىو‬
‫رقـ اليوبيؿ الحرية وىو رقـ حموؿ الروح القدس‪ .‬ومف ثمار الروح التعفؼ أي االبتعاد عف الشيوات‬
‫والفرح والشيوة المقدسة وأف يعود اإلنساف عمى صورة اهلل وتكوف لذتو في اهلل كما أف اهلل لذتو في بني‬
‫في يا اهلل"‪ .‬ىنا نسأؿ مف قاؿ المزامير ىؿ داود أـ الروح‬
‫آدـ فالروح يجدد الخميقة "قمباً نقياً إخمؽ ّ‬
‫القدس؟! مف أجمؿ ما قيؿ ىؿ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس أـ الروح القدس يعزؼ عمى‬
‫قيثارة داود‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫‪ .3‬الشعور بحب اهلل‬


‫ىو نقؿ تابوت العيد كاف لو رغبة في بناء الييكؿ‪ .‬نقؿ تابوت العيد أوؿ شئ عممو بعد أف استقر ممكو‬ ‫‪‬‬
‫وحينما‬ ‫وسبح (مزٕٖٔ) أذكر يا رب داود وكؿ ذلو ال أدخؿ خيمة بيتي‪ ..‬إلى أف أجد مقاماً لمرب‬
‫رفض اهلل أف يبنى داود البيت جيز كؿ شئ "وأنا بكؿ قوتي ىيأت" (ٔأي‪ )ٕ2ٕٜ‬ىي محبة عاممة‪.‬‬
‫ىو رنـ مزموريف (ٗٔ‪ )ٖ٘،‬يسبح فييما مرة اسـ اهلل ومرة الرب وىما مزموريف متطابقيف لكنو يحب اسـ‬ ‫‪‬‬
‫اهلل (تدرب عمى صبلة يسوع) والحظ كمية المزامير التي فييا يسبح اسـ اهلل‪.‬‬
‫‪ .4‬ىو لـ يطمب كثي اًر مف الدنيا‪ ،‬نفس تحررت مف محبة الدنيويات حتى الممؾ الذي وعده بو اهلل وربما قاؿ ىذا‬
‫المزمور يا رب لـ يرتفع قمبي ولـ تستعؿ عيناي بعد سكب الزيت‪ .‬ومف تحرر يسبح (تسبحة موسى)‬
‫واالتضاع كاف مف سماتو فيو تعود أف يكوف مرفوضاً في الحقؿ صغي اًر‪ .‬وفي آخر أيامو في عز ممكو حيف‬
‫رفض اهلل أف يبني داود لو بيتاً قاؿ مف أنا يا سيدي الرب (ٕصـ‪ )ٔٛ2ٚ‬وما ىو بيتي حتى أوصمتني إلى‬
‫ىنا واسمعو يقوؿ لشاوؿ "ممؾ إسرائيؿ خرج ليفتش عف برغوت واحد كما يتبع الحجؿ في الجباؿ"‬
‫(ٔصـ‪ )ٕٓ2ٕٙ‬وفي (مزٕٕ) يقوؿ أما أنا فدودة ال إنساف (مزٕٕ‪ )ٙ2‬وبسبب االتضاع يسكف اهلل عندنا‬
‫"في الموضع المرتفع المقدس أسكف ومع المنسحؽ والمتواضع الروح ألحيي روح المتواضعيف وألحيي قمب‬
‫المنسحقيف" (أش‪ )ٔ٘2٘ٚ‬ومف يسكف اهلل عنده يسكف الروح عنده ومف يسكف الروح عنده يرنـ‪.‬‬
‫‪ .5‬طبيعة التأمل والعزلة واليدوء‬
‫بيا رأي أعماؿ اهلل‪ ،‬أعطتو ىذه ىدوء النفس فسمع الصوت الخفيض كما سمعو إيميا‪ .‬فنجد في مزاميره‬
‫تأمبلت في الطبيعة التي عاش وسطيا (الجباؿ‪ /‬الودياف‪ /‬الرعاة‪ /‬الرب يرعاني) فيقوؿ (الفخ انكسر ونحف‬
‫نجونا) ىذه صورة لصياد أسود يسقط في فخ عممو ىو‪ ،‬ىكذا ينقذه اهلل مف أعدائو (الرب صخرتي) يحتمي‬
‫في اهلل كما يحتمي في صخرة عند اشتداد العواصؼ وشمس النيار‪ .‬يتذكر أعماؿ اهلل مع شعبو ويتأمؿ فييا‬
‫فيثؽ أف اهلل لف يتركو "أنا اهلل إليؾ الذي أخرجؾ مف أرض مصر" وىكذا كاف السيد المسيح يعمؿ إذ يتأمؿ‬
‫في الصياديف والفبلحيف‪.‬‬
‫‪ .6‬النقاوة‬
‫فبدونيا لف نرى الرب "طوبى ألنقياء القمب ألنيـ يعاينوف اهلل" وبدونيا لف يفيدنا التأمؿ‪ .‬فيناؾ مف في‬
‫كبريائيـ تأمموا في الطبيعة وقالوا الطبيعة خمقت نفسيا إذاً ال إلو‪ .‬وداود قاؿ "مف يقوـ في موضع قدسو‬
‫الطاىر اليديف والنقي القمب" (مزٕٗ‪)ٙ-ٖ2‬‬
‫لذلؾ نجد داود يسبح قبؿ خطيتو وبعد توبتو (وجدت داود بف يسى رجبلً حسب قمبي) (أعٖٔ‪ )ٕٕ2‬فتوبة‬
‫داود تفرح قمب اهلل وبيا يستعيد نقاوتو فيسبح أما أثناء عبوديتو لمخطية لـ نسمع أنو سبح‪.‬‬
‫‪ .7‬التسامح وتحمل اإلىانات‬
‫في يوـ جمياط أىانو أخوه األكبر قائبلً لمف تركت الغنيمات أنا عممت كبرياءؾ وشر قمبؾ‬ ‫أ‪-‬‬
‫إلي بسيؼ ورمح وأنا أتيؾ بقوة رب‬
‫(ٔصـ‪ )ٕٛ2ٔٚ‬وألنو لـ ييتاج فسبح وقاؿ لجمياط أنت تأتي ّ‬

‫‪15‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫الجنود (جيش إسرائيؿ‪ /‬المبلئكة‪ /‬األفبلؾ) ىي تناظر ضابط الكؿ كما قاؿ قائد المئة أنا إنساف‬
‫تحت سمطاف أقوؿ ليذا أذىب فيذىب‪.‬‬
‫ة‪ -‬اهلل قاؿ لشمعي بف جي ار اشتـ داود ‪ +‬لـ يقتؿ شاوؿ‪.‬‬
‫ث‪ -‬ولذلؾ أنقذه اهلل حينما حمى غضبو عمى ناباؿ وأرسؿ لو أبيجايؿ حتى ال يخطئ أما لو انتقـ لنفسو‬
‫فوخزات ضميره كانت ستحرمو مف الترنيـ فالنفس التي فقدت سبلميا تفقد اتصاليا باهلل أما النفس‬
‫الممموءة سبلماً ومغفرة قادرة عمى التسبيح‪ .‬أما الخطية فتعطي طبعاً وحشياً فداود الزاني قتؿ وداس‬
‫موآب بالنوارج ىنا لـ يسبح داود أما داود المتسامح فضربو قمبو عمى قطع جبة شاوؿ‪.‬‬
‫‪ .8‬الترانيم‬
‫صوت ‪ +‬كممات ‪ +‬لحف ولـ يذكر أف صوت داود كاف حمواً لكف كمماتو بالروح جبارة‪ .‬والميـ أف يتغني كؿ‬
‫إنساف باسـ الرب وليس ميماً صوتو‪ .‬فاإلنساف يطرب لصوت الموسيقي أو الصوت الحمو‪ ،‬أما اهلل فيطرب‬
‫لمقمب الذي يحبو ويشعر بو‪ .‬ىذه ىي لغة السماء‪.‬‬
‫‪ .9‬سماع صوت اهلل‬
‫إليي أنت ممجأي ‪ /‬إليؾ ألتجئ‬
‫كممة التجئ في العبرية تستعمؿ لمراعي الجالس يراقب قطيعو‬
‫فيؿ ننتظر سماع صوت اهلل أو نرمي كمماتنا ونمشي دوف سماع الرد‪ ،‬ومف يسمع يرنـ عمينا أف نرقب اهلل‬
‫(حبقوؽ) حبقوؽ مثاؿ جميؿ ليذا فيو صمي وجمس ينتظر سماع صوت اهلل إذاً ىذا ىو االلتجاء هلل وانتظاره‬
‫بأف نعمـ أف لنا الطمبات التي طمبناىا حتى لو لـ تكف في حوزتنا وىذا ما يحفظنا ثابتيف ىادئيف بؿ نرنـ‪.‬‬
‫كـ مرة سمعنا "ال تخؼ" ولكننا مازلنا نخاؼ ألننا لـ نسمعيا مف اهلل‪ .‬ىي مازالت معمومات في العقؿ وليست‬
‫مشاعر وضعيا الروح القدس في القمب‪.‬‬

‫عبارة انتظرت الرب‬


‫} (ٕ٘ ٘‪)ٖ,ٙ ,ٕٓ ٜٙ( + )ٔ ٗٓ( + )ٚ ٖٜ( + )٘ ٖٔٓ( + )ٕٔ ،‬‬
‫‪)ٔٗ ٕٚ( + )ٙ ٖٔٓ( + )ٕٕ ٖٖ( + )ٚٗ,ٔٔٗ,ٔٗٚ ,ٖٗ ٜٔٔ( +‬‬
‫‪)ٖ ٕ٘( + )ٜٗ ٜٔٔ( + )ٜ ٕ٘( + )ٖ ٘( + )ٖٗ ,ٚ ٖٚ( +‬‬
‫‪{)ٕٗ ٖٔ( +‬‬
‫ىو انتظار بثقة أف اهلل سيستجيب حتى لو تأخرت االستجابة‪ .‬وعود اهلل البد وستنفذ في مؿء الزماف‪.‬‬

‫سمات صبلة داود‬


‫‪ .1‬ألنيا بالروح تبدأ بالشكوى (مزٖ ) يا رب ما أكثر مضايقي‪ /‬يا رب لماذا تنساني وتنتيي بالتسبيح فيو في‬
‫البداية يظف أف اهلل نسيو في آالمو‪ .‬لكف مف ينصت ويسمع صوت الروح القدس‪ .‬يسمعو يقوؿ لو كيؼ‬
‫أنساؾ يا ابف اهلل الروح يشفع فينا فنجد داود يسبح عمى االستجابة حتى لو لـ تتـ‬

‫‪16‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫شفاعة الروح [ٔ] سماع صوت االستجابة فنسمـ األمر لو‪ ]ٕ[ .‬تسبيح اهلل إذ ندرؾ محبتو وصفاتو‪.‬‬

‫‪ .2‬المعنات ضد الخطاة وطمب االنتقام منيم‬


‫ىو ممؾ لو أف يديف بؿ ىذا واجبو‪ ،‬فيو ال يطمب االنتقاـ لنفسو بؿ لشعبو‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ة‪ -‬األعداء ىـ أعداء شعب اهلل أي أعداء اهلل‪ .‬فيو يطمب العدالة اإلليية لمظالميف‪.‬‬
‫ث‪ -‬في العيد القديـ لـ يفرقوا بيف الخاطئ والخطية‪.‬‬
‫ث‪ -‬يتكمـ بروح النبوة عف مصير األشرار‪.‬‬
‫أعداؤنا ىم الشيطان والخطية وشيوة الجسد وليس البشر‪.‬‬
‫‪ .3‬حيف يتكمـ عف براءتو وأنو ببل خطية يقصد أنو برئ فيما اتيمو بو شاوؿ أو أبشالوـ‪.‬‬
‫إلى وسمع صراخي وأصعدني مف جب اليبلؾ وأقاـ‬‫‪ .4‬ينسب نجاتو هلل ال لذكائو إنتظا اًر انتظرت الرب فماؿ ّ‬
‫رجمي‪ .‬ثبت خطواتي (مزٓٗ‪ + ٖ-ٔ2‬مز‪ )ٜ2ٜ٘،ٔٚ‬وىذا عكس ما نفعمو نحف إذ ننسب الشر‬ ‫َّ‬ ‫عمى صخرة‬
‫هلل والخبلص لذكائنا أو لمصدفة‪ .‬وحتى قوتو الشخصية ومميزاتو نسبيا هلل الذي أعطاىا لو وسبحو عمييا‬
‫رجمى كاأليؿ‪ ..‬الذي يعمـ يدي القتاؿ فتحني بذراعو قوس مف نحاس"‬ ‫ّ‬ ‫فيو يفتخر باهلل "الذي يجعؿ‬
‫(مز‪ )ٖٗ2ٔٛ‬فيؿ ننسب مواىبنا (وزناتنا) هلل ونسبحو عمييا أـ نفتخر بيا‪" .‬مف يفتخر فميفتخر بالرب"‬
‫(ٔكؤ‪.)ٖٔ2‬‬
‫‪ .5‬ما أروع ما نتعممو مف داود "تسابيح وسط أفراحو وسبلمو وتسابيح في ضيقاتو أعمى أحد بينكـ مشقات‬
‫فميصؿ‪ .‬أمسرور أحد فميرتؿ" (يع٘‪ )ٖٔ2‬والعكس إما كآبة وتصادـ مع اهلل أو فجر واندفاع طائش خاطئ‬
‫في المرح‪ .‬كما سقط ىو نفسو في أياـ راحتو فالجيش يحارب وىو يتمشى‪ .‬أما في أالمو مثؿ ىروبو مف‬
‫شاوؿ نجده دائـ التسابيح "ارحمني بؾ احتمت نفسي" (مز‪ 2٘ٚ‬مزٕٗٔ) فوجد راحة في أالمو‪ .‬وحيف نسى‬
‫التسابيح سقط واندفع وراء شيواتو فتزوج مف كثيرات ولـ يكتفي فزنى وقتؿ‪ .‬ما أجمؿ ما قيؿ عف األفراح‪.‬‬
‫وكانت أـ يسوع ىناؾ ودعى أيضاً يسوع وتبلميذه إلى العرس (يوٕ‪ )ٔ2ٕ،‬والسؤاؿ لنا االف ‪....‬ىؿ ىكذا‬
‫ىي أفراحنا؟‬
‫‪ .6‬ضعفاتو‬
‫قمة إيمانو وعدـ ثقتو في حماية اهلل وذىابو لمفمسطينييف وىذا ضد اإليماف!! ألـ يعده اهلل بالممؾ‬ ‫أ‪-‬‬
‫فكيؼ يموت‪.‬‬
‫ة‪ -‬خداعو لمفمسطينييف وخداع الكينة بأنو في ميمة رسمية والتجاؤه لمفمسطينييف‪ .‬وخبلؿ ىذه المدة لـ‬
‫نسمع تسابيح وال مزامير‪ .‬لكف اهلل كانت عينو عمى حياتو الماضية وقاده لمتوبة والرجوع بسمسمة مف‬
‫الضيقات فرجع ورنـ‪ ،‬وكانت اآلالـ خير لو ‪ .‬فاهلل يحوؿ كؿ األمور لمخير يخرج مف الجافي حبلوة‬
‫فباآلالـ عاد داود ليمجأ هلل ويرنـ‪ .‬فعندما امتنع عف الترنيـ والحرب أخطأ وحينما أتاه ناثاف رنـ‬
‫بمزامير التوبة‪ ،‬أي أف اهلل أدخمو في طريؽ اآلالـ ليكمؿ وفي آالمو رنـ مزامير اآلالـ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ضفر المسامير ( المقذمت )‬

‫ث‪ -‬ىو في تأمبلتو أياـ نقاوتو تأمؿ في يد اهلل وفي خميقتو وسبح اهلل‪ .‬واآلف اكتشؼ صفة جديدة في اهلل‬
‫أنو غفور طوبى لمف غفرت لو أثامو وسترت خطيتو (مزٕٖ‪ )ٔ2‬بؿ أف أحمى مزامير داود قيمت‬
‫وسط اآلالـ‪ .‬فباآلالـ نعرؼ اهلل الذي يسندنا ويعزينا ونعرؼ اهلل القدير الذي ينقذنا منيا وىذه ال‬
‫نراىا في األوقات العادية‪.‬‬
‫خبلؿ مدة ترنيمو بكؿ ىذه الترانيـ صار مرنـ إسرائيؿ الحمو‪ٕ( .‬صـٖٕ‪.)ٔ2‬‬

‫‪18‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور األول )‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور األول‬

‫ىذا المزمور يضع أمامنا طريؽ الموت وطريؽ الحياة‪ ،‬البركة والمعنة‪ ،‬ويتركنا أح ار اًر أف نختار‪ .‬فيو يتحدث عف‬
‫سعادة الرجؿ الصالح وشقاوة الشرير وتعاستو‪.‬‬

‫ف‪َ ,‬وِفي َم ْجمِ ِ‬


‫س‬ ‫اة لَ ْم َي ِق ْ‬
‫طِ‬ ‫ط ِري ِ‬
‫ق ا ْل ُخ َ‬ ‫ار‪َ ,‬وِفي َ‬ ‫ورِة األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ش َ‬‫سمُ ْك ِفي َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي لَ ْم َي ْ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬طُ َ‬
‫س‪" .‬‬ ‫ِ‬ ‫ستَ ْي ِزِئ َ‬
‫ين لَ ْم َي ْجم ْ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫ار = أي‬ ‫ورِة األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫سمُ ْك ِفي َم ُ‬ ‫وبى ل َّمر ُج ِل = قاليا بالمفرد فميس صالحاُ سوى المسيح وحده‪ .‬ونبلحظ التدرجبل َي ْ‬
‫ِ‬
‫طُ َ‬
‫اة = ىنا حدث استحساف‬ ‫ق ا ْل ُخطَ ِ‬
‫ف ِفي طَ ِري ِ‬‫يفكر في طريقيـ ويستحسنو ويعطي ظيره هلل وىذه مخاطرة‪ .‬وال َي ِق ْ‬
‫لمشر ووجد اإلنساف لذة‪ ،‬فبدأ يجاري األشرار ويخطئ‪ .‬ونبلحظ قولو طريؽ الخطاة‪ ،‬ونقارف ىذا بأف المسيح ىو‬
‫س ِفي‬ ‫ِ‬
‫الطريؽ والحياة فالمسيح طريؽ األبرار وأي طريؽ سواه فيو طريؽ الشيطاف طريؽ الموت والمعنة‪ .‬ال َي ْجم ْ‬
‫ستَ ْي ِزِئ َ‬
‫ين = ىنا نجد االستسبلـ لطريؽ الشر‪ ،‬وصار األشرار رفقاء ليذا اإلنساف‪ ،‬والمستيزئيف ىـ مف‬ ‫َم ْجمِ ِ‬
‫س ا ْل ُم ْ‬
‫يستيزئوف باألمور المقدسة‪ .‬ىنا استمرار إرادي في الشر‪.‬‬

‫وس ِو َي ْم َي ُج َن َي ًا‬
‫ار َولَ ْيبلً‪" .‬‬ ‫ب مس َّرتُ ُو‪ ,‬وِفي َنام ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ َ َ‬ ‫ام ِ‬
‫وس َّ‬ ‫ِٕ ِ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬لك ْن في َن ُ‬
‫قارف مع خبأت كبلمؾ في قمبي لكي ال أخطئ إليؾ‪ ،‬فكممة اهلل تحصف المسيحي مف السقوط (يشٔ‪ .)ٛ2‬وقولو‬
‫ار َولَ ْيبلً = يشير لكؿ فترات الحياة‪ ،‬الميؿ والنيار أياـ الفرح وأياـ الحزف‪ ،‬أياـ االنتصار عمى الخطية وأياـ‬
‫َن َي ًا‬
‫السقوط‪.‬‬

‫اه‪ ,‬الَِّتي تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِو‪َ ,‬و َو َرقُ َيا الَ َيذُْب ُل‪َ .‬و ُكل َما‬
‫اري ا ْل ِمي ِ‬
‫َ‬ ‫وس ٍة ِع ْن َد َم َج ِ‬
‫ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ‬
‫ون َك َ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬فَ َي ُك ُ‬
‫ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح‪".‬‬
‫َي ْ‬
‫اري ا ْل ِمي ِ‬
‫وس ٍة عمى َم َج ِ‬
‫اه =( راجع مت ٖٔ ٖٔ‪ ) ٖٕ-‬مجاري المياه ىي الروح القدس (يو‪-ٖٚ2ٚ‬‬ ‫َ‬ ‫ش َج َرٍة َم ْغ ُر َ‬ ‫َك َ‬
‫‪ )ٖٜ‬ىذه المياه تجري كالعصارة وتصؿ إلى جميع األغصاف واألوراؽ‪ .‬وقولو مجاري يشير إلى أنيا مياه حية‬
‫جارية تحمؿ معيا الحياة‪ .‬والشجرة المثمرة ىي سبب بيجة لكؿ إنساف وحيواف‪ ،‬ثمارىا تشبع ويستفاد مف ظميا‪.‬‬
‫ونبلحظ أف المسيح ىو شجرة الحياة (رؤٕ‪ )ٚ2‬تُ ْع ِطي ثَ َم َرَىا ِفي أ ََو ِان ِو = قارف مع ثمار الروح القدس‬
‫(غؿ٘‪ .)ٕٕ2‬والمسيح لعف التينة غير المثمرة‪َ .‬و َو َرقُ َيا الَ ينتثر = ألف غذاءىا يأتييا في حينو‪ .‬والمتعبيف يأتوف‬
‫ص َن ُع ُو َي ْن َج ُح = قارف مع "أستطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني‪ .‬فمف يثبت‬
‫ليستظموا بيذه الشجرة‪ُ .‬كل َما َي ْ‬
‫في المسيح يكوف لو نجاح في كؿ أموره مادية وروحية (فاهلل بارؾ ليوسؼ في كؿ ما عممو)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور األول )‬

‫لك َّنيم َكا ْلع ِ ِ‬


‫ِ‬ ‫س َكذلِ َك األَ ْ‬
‫صافَة الَّتي تُ َذٍّر َ‬
‫ٗ‬
‫يح‪".‬‬
‫الر ُ‬
‫ييا ٍّ‬ ‫ش َرُار‪َ ُ ْ ُ ,‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬لَ ْي َ‬
‫صافَ ِة = ىذا وصؼ األشرار‪ ،‬فيـ عكس األبرار‪ ،‬ال يستمتعوف بالمياه الجارية فورؽ الشجرة يذبؿ ويصير‬ ‫ا ْل ُع َ‬
‫ِ‬
‫يح ‪ .‬تصير‬
‫الر ُ‬ ‫عصافة تحممو الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساؽ وراءىا الشرير= الَّتي تُ َذٍّر َ‬
‫ييا ٍّ‬
‫حياتيـ ببل معني فيـ كعصافة حممتيا الريح‪.‬‬

‫اع ِة األ َْب َر ِ‬


‫ار‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ش َرُار ِفي الد ِ‬
‫ٍّين‪َ ,‬والَ ا ْل ُخطَاةُ في َج َم َ‬ ‫األَ ْ‬ ‫وم‬ ‫ِ٘ ِ‬
‫آية (٘) ‪ " -‬لذل َك ال تَقُ ُ‬
‫= ال يستطيعوف أف يقوموا لمدفاع عف أنفسيـ‪ ،‬وال يكوف ليـ قياـ الوجود الدائـ في‬ ‫ش َرُار ِفي الد ِ‬
‫ٍّين‬ ‫وم األَ ْ‬
‫ال تَقُ ُ‬
‫حضرة اهلل‪ ،‬إذ يقولوف لمجباؿ غطينا ولؤلكاـ أسقطي عمينا مف وجو الجالس عمى العرش (رؤ‪.)ٔٙ2ٙ،ٔٚ‬‬
‫فالدينونة أكيدة ببل شؾ (يو٘‪.)ٕٜ2‬‬

‫ار فَتَ ْيمِ ُك‪".‬‬


‫ش َر ِ‬ ‫َما طَ ِر ُ‬
‫يق األَ ْ‬ ‫يق األ َْب َر ِ‬
‫ار‪ ,‬أ َّ‬ ‫ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ‬‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أل َّ‬
‫ار = العمـ والمعرفة ىنا ىما معرفة الفرح والسرور والموافقة‪.‬‬ ‫يق األ َْب َر ِ‬
‫ب َي ْعمَ ُم طَ ِر َ‬
‫الر َّ‬
‫َّ‬
‫ار فَتَ ْيمِ ُك = أي يميميـ اهلل ويرذليـ ويطردىـ مف حضرتو‪.‬‬ ‫ش َر ِ‬
‫يق األَ ْ‬‫طَ ِر ُ‬

‫ىذا المزمور نرنمو في صبلة باكر ونحف نذكر قيامة المسيح مف األموات لنسأؿ اهلل أف يعطينا الحياة المطوبة‬
‫كنعمة إليية قبؿ أف نبدأ حياتنا اليومية‪ .‬ىذا المزمور يذكرنا بأف اهلل خمؽ آدـ أوالً في صورة الكماؿ ولما سقط‬
‫أتى المسيح آدـ االخيرالكامؿ ليكممنا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني‬

‫مزمور عجيب يتنبأ فيو داود بدقة عف عمؿ المسيح‪ .‬وكما بدأ المزمور األوؿ بالتطويب ينتيي ىذا المزمور‬
‫الثاني بالتطويب‪ .‬فالطبيعة المطوبة التي يترجاىا المرتؿ في المزمور األوؿ ال يمكف تحقيقيا إال خبلؿ المسيح‬
‫الممؾ الذي يتكمـ عنو في المزمور الثاني‪ .‬وكاف الييود يفيموف ىذا المزمور عمى أنو يتكمـ عف المسيا وبسبب‬
‫أف المسيحييف فسروه عف المسيح بدأ الييود مف القرف العاشر تفسير المزمور أنو يتكمـ عف داود‪ .‬ولكف المزمور‬
‫بصورة عامة يظير أف األرض ومموكيا في حالة تكتؿ وىياج ضد اهلل وشعبو وبالتالي مسيحو ووصاياه ونيره‪.‬‬
‫ورمزياً كاف ىناؾ ىياج ومؤامرات عمى داود فمقد قاـ ضده الفمسطينيوف والموآبيوف وبني عموف واألدوميوف‬
‫واألراميوف فيو رمز لممسيح‪ .‬واهلل لو وقت يتدخؿ فيو ويوقؼ مؤامرات ىؤالء األشرار ويثبت ممكو وتسود مممكة‬
‫المسيح أخي اًر‪ .‬وىنا كممات ال يمكف أف تنطبؽ عمى داود مثؿ ىؿ كانت األمـ ميراثاً لداود ؟ ىذا لـ يتـ سوى‬
‫لممسيح (أعٗ‪ + ٖٖ2ٖٔ + ٕٚ2‬عبٔ‪.)٘2‬‬

‫َّت األُمم‪ ,‬وتَفَ َّكر الشعوب ِفي ا ْلب ِ‬


‫اط ِل؟ "‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬لِما َذا ارتَج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اليياج عمى داود كمسيح لمرب أو اليياج عمى الكنيسة ىو ىياج عمى اهلل نفسو‪ .‬وىذا ما يستغرب منو داود ىنا‪.‬‬
‫وىذا ما حدث فقد تآمر الجميع عمى المسيح‪ .‬األمـ والشعوب ىـ الدولة الرومانية والييود‪ .‬الذيف فَ َّكروا ِفي‬
‫ا ْلب ِ‬
‫اط ِل = فكؿ تدبيراتيـ ضد المسيح ىي باطمة فيؿ ينجح أي تدبير ضد مشورة اهلل‪.‬‬ ‫َ‬

‫يح ِو‪ ,‬قَ ِائمِ َ‬


‫ين "‬ ‫ب وعمَى م ِس ِ‬
‫الر ٍّ َ َ َ‬
‫اء َم ًعا َعمَى َّ‬
‫س ُ‬‫آم َر الر َؤ َ‬ ‫(ٕ) ‪ٕ" -‬قَام ُممُو ُك األ َْر ِ‬
‫ض‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫َ‬ ‫آية‬
‫اء = المموؾ ىـ بيبلطس وىيرودس‪ ،‬بؿ ىـ طاردوه منذ والدتو‪ .‬والرؤساء ىـ رؤساء‬ ‫س ُ‬
‫ام‬
‫قَ َ‬‫آم َر الر َؤ َ‬
‫ُممُو ُك‪ ..‬تَ َ‬
‫الكينة‪ ،‬بؿ حتى الرعاع أيضاً صرخوا أصمبو أصمبو‪ .‬وسؤاؿ داود يعني أنو يستغرب ما حدث فيو ببل سبب‬
‫يح ِو ="أبغضوني أنا وأبي" (يوٕ٘‪.)ٕٗ2ٔ٘،‬‬
‫ب وعمَى م ِس ِ‬
‫الر ٍّ َ َ َ‬
‫(يوٕ٘‪" )ٕٗ2ٔ٘،‬فيـ أبغضوني ببل سبب" َعمَى َّ‬
‫فاألشرار لـ يقبموا نير المسيح وأغبللو أي وصاياه ومبادئو الكاممة بينما ىي ىينة (متٖٓ‪.)ٕٜ2ٔٔ،‬‬

‫ود ُى َما‪َ ,‬وْل َن ْط َر ْح َع َّنا ُرُب َ‬ ‫آية (ٖ) ‪« " -‬لِ َن ْق َ‬


‫ٖ‬
‫ط ُي َما»‪".‬‬ ‫ط ْع قُُي َ‬
‫ود ُى َما = كما قاؿ الييود "ال نريد أف ىذا يممؾ عمينا (لو‪ .)ٔٗ2ٜٔ‬فيـ ىاجوا عمى الرب وعمى مسيحو‬ ‫لِ َن ْق َ‬
‫ط ْع قُ ُي َ‬
‫(اآلب واالبف)‪ .‬مسيحو= سمى مسيحاً ألنو مسيح الرب‪ ،‬الذي حؿ عميو الروح القدس في شكؿ حمامة عند‬
‫عماده‪ ،‬ليس ألجؿ التطيير بؿ ألجؿ اإلعبلف‪ ،‬ىو ُم ِس َح لينوب عني في المعركة ضد إبميس واىباً إياي نصرتو‪.‬‬
‫(مز٘ٗ‪ )ٚ2‬مسحو بزيت االبتياج‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم‪" .‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬اَ َّ ِ ِ‬


‫الرب َي ْ‬
‫ض َح ُك‪َّ .‬‬
‫ات َي ْ‬ ‫لساك ُن في َّ َ َ‬
‫ض َح ُك = اليياج عمى األرض يقابمو سبلـ فائؽ في السماء‪ ،‬اهلل يضحؾ فيؿ يطولو ىؤالء‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َي ْ‬ ‫اَ َّ ِ ِ‬
‫لساك ُن في َّ َ َ‬
‫الرب‬
‫"صعب عميؾ أف ترفس مناخس" فمف يرفس المناخس يصيبو ىو الضرر وأما المناخس فبل يصيبيا شئ‪َّ .‬‬
‫ستَ ْي ِزئُ ِب ِي ْم = بينما يظف العالـ في ثورتو أنو قد انتصر عمى الرب وعمى مسيحو‪ ،‬إذ بيـ يجدوا أنفسيـ أنيـ قد‬
‫َي ْ‬
‫حققوا غرض اهلل‪ ،‬فاهلل لـ يتركيـ ينفذوف ما أرادوا إال ألنو يريد ذلؾ‪ ،‬فاهلل ضابط الكؿ‪ .‬فيـ قاموا عمى المسيح‬
‫وصمبوه ولكف لـ يكف ىذا انتصا اًر ليـ بؿ انتصا اًر لممسيح‪ .‬فيو قد أتـ رسالة الفداء وظيرت ىذه القوة بوضوح‬
‫بعد القيامة فالصياديف الضعفاء نشروا المسيحية في العالـ وتشتت الييود المتكبريف‪.‬‬

‫ض ِب ِو‪َ ,‬وَي ْر ُجفُ ُي ْم ِب َغ ْي ِظ ِو‪" .‬‬


‫آية (٘) ‪ِ " -‬حي َن ِئ ٍذ َيتَ َكمَّ ُم َعمَ ْي ِي ْم ِب َغ َ‬
‫٘‬

‫ض ِب ِو = اهلل منزه عف االنفعاالت‪ ،‬وىذه تعنى سقوطيـ تحت دينونة وعدؿ اهلل وىذا ما حدث لمييود فعبلً فقد‬ ‫ِب َغ َ‬
‫تشتتوا في العالـ كمو‪ .‬وىذا نصيب كؿ مف يبتعد عف اهلل‪.‬‬
‫ص ْي َي ْو َن َج َب ِل قُ ْد ِسي»‪".‬‬
‫ت ممِ ِكي عمَى ِ‬
‫َ‬ ‫س ْح ُ َ‬
‫َما أََنا فَقَ ْد َم َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪« " - )ٙ‬أ َّ‬
‫ص ْي َي ْو َن = المسيح في ميبلده قيؿ "أيف ممؾ الييود" وفي دخولو إلى أورشميـ قالوا "مبارؾ‬ ‫ت ممِ ِكي عمَى ِ‬
‫َ‬ ‫س ْح ُ َ‬
‫َم َ‬
‫إلى الجميع"‬
‫اآلتي باسـ الرب ممؾ إسرائيؿ" وبموتو ممؾ عمى قموب كؿ المؤمنيف بو "وأنا إف ارتفعت أجذب ّ‬
‫وأحبو الجميع ألنو أحبنا أوالً وكؿ مف أحبو ممكو عمى قمبو وأطاع وصاياه‪ ،‬والشيداء ماتوا عمى اسمو وعصوا‬
‫أوامر القياصرة والمموؾ الوثنييف‪ .‬ىو اآلف يممؾ في مجده ويممؾ عمى صييوف كنيستو َج َب ِل قُ ْد ِسي = ىي جبؿ‬
‫ثابت سماوي بعد أف قدسيا بدمو‪.‬‬

‫ت ْاب ِني‪ ,‬أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك‪".‬‬


‫ال لِي «أَ ْن َ‬
‫ب قَ َ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ض ِ‬
‫اء َّ‬ ‫ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬إِ ٍّني أ ْ‬
‫‪ٚ‬‬

‫ب = وفي السبعينية (األجبية) ألكرز بأمر الرب‪ .‬فالمسيح جاء إلينا ليستعمف لنا‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ض ِ‬
‫اء َّ‬ ‫ُخ ِب ُر ِم ْن ِج َي ِة قَ َ‬
‫إِ ٍّني أ ْ‬
‫اآلب فاآلب اليمكننا اف نراه ونحف ما زلنا في الجسد ‪.‬االبف تجسد ليعمف لنا مف ىو اهلل ‪ .‬أعمف لنا محبة اآلب‬
‫لنا‪ ،‬راينا في صميبو المحبة والعدؿ وراينا في حياتو التواضع والوداعة ‪ ،‬وعرفنا ارادة اآلب بحياتو وتعاليمو ‪.‬حينما‬
‫اقاـ موتي كاف يعمف عف اف ارادة اآلب لنا ىي الحياة االبدية‪ ،‬وحيف كاف يشفي االمراض كاف يعمف اف ارادة‬
‫اآلب مف نحونا ىى الشفاء الكامؿ نفسا وجسدا وروحا ‪ .....‬ولذلؾ قاؿ المسيح لفيمبس " مف رآني فقد رأي اآلب‬
‫ت ْاب ِني‪ ,‬أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك = ىذه اآلية حيرت الييود في تفسيرىا‪ ،‬فقد‬
‫ال لِي أَ ْن َ‬
‫" واآلب كممنا فيو (عبٔ‪ .)ٕ 2‬قَ َ‬
‫أعمنت لنا ميبلد الرب الجسدي‪ .‬فيناؾ ميبلد أزلي لمرب يسوع مف اآلب ببلىوتو وميبلد زمني أي جسدي‪ .‬فقولو‬
‫ت ْاب ِني ىذه إشارة لبنوتو األزلية مف اآلب ببلىوتو وقولو أََنا ا ْل َي ْوَم َولَ ْدتُ َك يتكمـ عف الميبلد الزمني‪ .‬ولذلؾ‬ ‫أَ ْن َ‬
‫استخدـ بولس الرسوؿ ىذه اآلية (عب ٔ ‪ )٘ ، ٗ 2‬ليثبت أف لممسيح اسماً أعظـ مف المبلئكة بكونو ابف اهلل‬
‫الوحيد ال بالتبني بؿ لو نفس طبيعة اآلب‪ .‬وبتجسده حصمنا نحف عمى البنوة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي)‬

‫يرثًا لَ َك‪ ,‬وأَقَ ِ‬


‫اصي األ َْر ِ‬
‫ض ُم ْم ًكا لَ َك‪".‬‬ ‫ا‬ ‫ُع ِطي َك األُمم ِ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫أ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬اسأَْل ِ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أقاصي األرض واألمـ صارت ممكاً لمرب يسوع بصميبو (قارف مع فيٕ‪.)ٔٔ-ٙ2‬‬

‫س ُرُى ْم»‪".‬‬ ‫اء َخ َّز ٍ‬


‫اف تُ َك ٍّ‬ ‫يد‪ِ .‬م ْث َل إِ َن ِ‬
‫يب ِم ْن ح ِد ٍ‬
‫ض ٍ‬‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬تُحطٍّميم ِبقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُْ‬
‫يد = وفي السبعينية ترعاىـ بقضيب مف حديد‪ .‬وكبلً المعنييف يشيراف لسمطاف الرب‬ ‫يب ِم ْن ح ِد ٍ‬
‫ض ٍ‬‫تُحطٍّميم ِبقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُْ‬
‫عندما يممؾ‪ .‬وىو يؤدب ويرعى بالتجارب واآلالـ ومف يقبؿ ويخضع تكوف لو بركة‪ ،‬ومف يتمرد سيتحطـ وينكسر‬
‫مثؿ إناء خزفي‪.‬وتفيـ االمـ ايضا عمي انو الشيطاف الذي تسيد عمي االمـ مف خبلؿ عبادة االوثاف والخطية ‪.‬‬

‫ضاةَ األ َْر ِ‬ ‫اآلن َيا أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا‪ .‬تَأَد ُ‬
‫ٓٔ‬
‫ض‪" .‬‬ ‫َّبوا َيا قُ َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬فَ َ‬
‫َّبوا = عمى كؿ متكبر أف يخضع لتأديب اهلل‪ ،‬وليفيـ كؿ متكبر أف اهلل ال يشمخ عميو‪.‬‬ ‫أَي َيا ا ْل ُممُو ُك تَ َع َّقمُوا‪ .‬تَأَد ُ‬
‫داود ينيي مزموره بنصيحة لمفيـ والطاعة‪.‬‬

‫اى ِتفُوا ِب َر ْع َد ٍة‪".‬‬ ‫ب ِب َخو ٍ‬


‫ف‪َ ,‬و ْ‬ ‫الر َّ ْ‬ ‫اع ُب ُدوا َّ‬
‫ٔٔ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ْ " -‬‬
‫ف = في عبادتنا هلل يجب أف تمتمئ قموبنا بمخافة إليية مقدسة‪ ،‬واهلل حيف يريد يعطي الفرح في قموبنا‪.‬‬ ‫ِب َخو ٍ‬
‫ْ‬

‫يع ا ْل ُمتَّ ِكمِ َ‬


‫وبى لِ َج ِم ِ‬ ‫ق‪ .‬ألَنَّ ُو َع ْن َقمِيل َيتَّ ِق ُد َغ َ‬
‫يدوا ِم َن الطَّ ِري ِ‬
‫ب فَتَِب ُ‬ ‫االب َن لِ َئبلَّ َي ْغ َ‬
‫ٕٔ‬
‫ين‬ ‫ض ُب ُو‪ .‬طُ َ‬ ‫ضَ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬قٍَّبمُوا ْ‬
‫َعمَ ْي ِو‪".‬‬
‫االب َن = تقبيؿ قدمي المموؾ عادة شرقية عبلمة الطاعة والوالء‪.‬‬
‫قٍَّبمُوا ْ‬

‫ونصمي ىذا المزمور في باكر‪ ،‬فنذكر أف المسيح يممؾ عمينا‪ ،‬وحتى إف قاـ عمينا العالـ كمو فاهلل يضحؾ بيـ‪.‬‬
‫والمسيح ممؾ بصميبو وقيامتو فنذكر قوة قيامتو وانتصاره عمى الموت‪ ،‬بؿ نذكر أنو بوالدتو وفدائو صرنا أبناء‬
‫نتمتع بقوتو‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث‬

‫يرتؿ كؿ مف يصمي صبلة باكر ىذا المزمور ويبدأ بقولو "لماذا كثر الذيف يحزنونني" فيذكر مضايقيو مف أىؿ‬
‫العالـ ويذكر الخطايا التي تضايقو وربما يسقط فييا‪ ،‬ولكف سرعاف ما تتحوؿ الصبلة إلى إنشودة خبلص تمؤل‬
‫النفس سبلماً خبلؿ التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صموات داود‪ ،‬ونرى الرب منتص اًر عمى كؿ أعدائنا‬
‫حتى أقوى األعداء وىو الموت‪ .‬يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثـ ينتيي بالبركة عمى كؿ شعوب الرب‪ .‬ونبلحظ في‬
‫عنواف المزمور أف داود وضع المزمور في ضيقتو وىو ىارب مف أماـ إبشالوـ ابنو‪ .‬وىناؾ ممحوظة ىامة‬
‫جداً‪ -2‬أنو بينما كانت المشكمة موجودة ومازاؿ داود مطروداً مف عرشو وابنو يقود ضده ثورة ويريد قتمو فيو‬
‫وضع محزف مبكي ب بلشؾ حتى لمف يسمعو ولكننا نجد داود يسبح اهلل عمى خبلصو والخبلص لـ يتـ بعد‪ ،‬وىذا‬
‫ما يحدث مع كؿ مف يصمي متعمماً مف المزامير‪ ،‬فيصمي في ضيقتو فيجد المسيح يحمؿ آالمو ويشترؾ معو في‬
‫صميبو ويعزيو ومازالت المشكمة ببل حؿ‪ ،‬لكف حدث تغيير واضح في قمب الذي يصمي فيو بدأ صبلتو حامبلً‬
‫ىمومو وأنياىا وىو في حالة سبلـ داخمي‪ .‬بؿ شعر أنو في أماف طالما ىو تحت الحماية اإلليية‪.‬‬

‫ون قَ ِائ ُم َ‬
‫ون َعمَ َّي‪".‬‬ ‫ير َ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ ,‬ما أَ ْكثَر م َ ِ ِ‬
‫ضايق َّي! َكث ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬
‫ون َعمَ َّي = فداود قاـ عميو ابنو إبشالوـ ومشيره أخيتوفؿ والجيش بؿ ومعظـ الشعب (كاف ىذا نتيجة‬ ‫ون قَ ِائ ُم َ‬
‫ير َ‬ ‫ِ‬
‫َكث ُ‬
‫لخطية داود)‪ .‬وبالمثؿ قاـ عمى المسيح الروماف ومموكيـ والييود ورؤساء كينتيـ بؿ والشعب وييوذا تمميذه‬
‫(كانت نياية ييوذا كنياية أخيتوفؿ) فكبلىما كانا صاحب مشورة شريرة‪ .‬لقد كتب داود ىذا المزمور لضيقو مما‬
‫حدث مف إبشالوـ وبروح النبوة انطبؽ المزمور باألكثر عمى المسيح وكأف المسيح أيضاً يتساءؿ لماذا كثر‬
‫مضايقو الكنيسة جسده‪.‬‬
‫ص ِبِإل ِي ِو»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫س لَ ُو َخبلَ ٌ‬
‫ون يقُولُ َ ِ ِ‬
‫ون ل َن ْفسي «لَ ْي َ‬ ‫ير َ َ‬
‫ٕ ِ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬كث ُ‬
‫ص ِبِإل ِي ِو = صوت التشكيؾ ىذا كثي اًر ما نسمعو في ضيقاتنا فنتصور أف اهلل‬ ‫س لَ ُو َخبلَ ٌ‬‫ون‪ ..‬لَ ْي َ‬
‫ون َيقُولُ َ‬
‫ير َ‬ ‫ِ‬
‫َكث ُ‬
‫تخمى عنا‪ .‬ومف اجتمع حوؿ الصميب قاؿ "قد إتكؿ عمى اهلل فمينقذه" (مت‪ .)ٖٗ2ٕٚ‬إف أخطر ضربة يوجييا‬
‫إبميس لنا ىي ضربة اليأس وىي إنكار إمكانية عمؿ اهلل الخبلصي‪ .‬وخبلؿ اليأس تتسمؿ كؿ خطية إلى حياتنا‪.‬‬
‫ِسبلَ ْه = ىي أضيفت بعد ذلؾ لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنميف وتستمر الموسيقي ليتأمؿ المرنميف‬
‫والسامعيف في ىذا الكبلـ الخطر الذي قيؿ "ىؿ ليس خبلص باهلل؟!"‬

‫ت يا رب فَتُرس لِي‪ .‬م ْج ِدي ور ِافع أر ِ‬


‫ْسي‪".‬‬ ‫ٖ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َما أَ ْن َ َ َ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َّ‬
‫س لِي = باالختبار عرؼ داود أف اهلل كما أنقذه في حادثة الدب وفي حادثة األسد ثـ مع جميات‬ ‫ت َيا َرب فَتُْر ٌ‬
‫أَ ْن َ‬
‫سينقذه اآلف‪" ،‬كما كاف وىكذا يكوف مف جيؿ إلى جيؿ" وفي (عبٖٔ‪ )ٛ2‬يسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى‬

‫‪24‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫األبد‪ .‬ور ِافع أر ِ‬


‫ْسي = ىكذا رفع اهلل راس داود وىزـ أعدائو ومع المسيح فمقد نزؿ المسيح بعد موتو إلى الجحيـ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫لينجي عبيده منو‪ .‬ثـ قاـ مف األموات ظاف اًر وصار موضوع مجدنا وترتفع رؤوسنا بو‪ .‬وحتى إف حممنا الصميب‬
‫فترة مف الزمف سنشعر أننا في ىذا نشبو المسيح والبد مف أف نقوـ معو ظافريف‪ .‬لقد كانت الجماىير والجيش‬
‫ىما قوة إبشالوـ‪ ،‬ولكننا نسمع ىنا أف اهلل ىو ترس وقوة داود‪.‬‬
‫َم ْج ِدي = داود في ممكو كاف في مجد عظيـ ‪ ،‬فيو الذي اسس المممكة وتوحدت االسباط تحت ممكو ‪ ،‬واخضع‬
‫كؿ أعدائو ‪ .‬واالف لقد سقط تاجو وىرب أماـ أعداؤه وشتمو شمعي بف جي ار ‪ .‬واكتشؼ داود الحقيقة ‪...‬اف كؿ‬
‫ما في العالـ زائؿ وباطؿ‪ .‬وتوصؿ ليذه الحقيقة اف العالـ اليوجد فيو مجد ‪ ،‬بؿ اف المجد الحقيقي ىو في وجوده‬
‫مع اهلل وعبادتو هلل ‪ ،‬مجده الحقيقي ىو اهلل‪ ،‬وىو القادر أف يرفع رأسو ويرد لو كرامتو‪ .‬واهلل سيعطينا مجداً في‬
‫السماء‪.‬وىذا ما سمعناه مف اهلل ‪ "...‬اكوف مجداً في وسطيا" ( زؾ ٕ ‪) ٘ 2‬‬

‫يب ِني ِم ْن َج َب ِل قُ ْد ِس ِو‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫َص ُر ُخ‪ ,‬فَ ُي ِج ُ‬
‫بأ ْ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ " -‬ب َ‬
‫ٗ‬

‫ليس معنى الصراخ ىو ارتفاع الصوت ولكف معناه الصبلة مف القمب بعمؽ‪َ .‬ج َب ِل قُ ْد ِس ِو = ىو ممكوت اهلل‬
‫السماوي‪ .‬مف ىناؾ نسمع استجابة اهلل نسمعيا في قوة‪ ،‬فداود محروـ اآلف مف أورشميـ األرضية لكنو عمى‬
‫اتصاؿ بأورشميـ السماوية‪ .‬والمسيح صرخ عمى صميبو لحسابنا فاستجاب لو اهلل‪ ،‬ىو صرخ كممثؿ عف البشرية‬
‫فاستجاب لو اهلل وخمصنا (عب٘‪.)ٚ2‬‬

‫اف ِم ْن ِرْبو ِ‬
‫ات الش ُعوب‬ ‫ض ُد ِني‪ .‬الَ أ َ‬
‫َخ ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ب َي ْع ُ‬
‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫ت أل َّ‬
‫ظُ‬‫استَ ْيقَ ْ‬ ‫ت َوِن ْم ُ‬
‫٘‬
‫َ‬ ‫ت‪ْ .‬‬ ‫اضطَ َج ْع ُ‬
‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬أََنا ْ‬
‫ين َعمَ َّي ِم ْن َح ْولِي‪".‬‬
‫صطَفٍّ َ‬
‫ا ْل ُم ْ‬
‫ت = ىي نبوة عف موت المسيح وقيامتو بعد أف أحاط بو األعداء الذيف تكمـ عنيـ‬
‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫ت َوِن ْم ُ‬
‫ت‪ْ .‬‬ ‫ط َج ْع ُ‬
‫اض َ‬
‫أََنا ْ‬
‫في اآليات (ٔ‪ .)ٕ،‬وقولو أنا تشير لموت المسيح بإرادتو (يو‪ .)ٔٚ2ٔٓ،ٔٛ‬وعف داود نقوؿ أنو بعد صبلتو زالت‬
‫عنو حالة االضطراب مف كثرة األعداء وناـ "فالرب يعطي ألحبائو نوماً" وعجيب أف نرى داود نائماً في ىدوء‬
‫وأعدائو محيطيف بو‪ ،‬ولكف ىذا ىو سبلـ اهلل الذي يفوؽ كؿ عقؿ (فيٗ‪ .)ٚ2‬ويقوؿ داود في (مزٕٖٔ) ال‬
‫أعطى لعيني نوماً‪ ..‬حتى أجد موضعاً لمرب‪ .‬فيو حيف صمي وأعطى هلل موضعاً في قمبو ناؿ سبلماً عجيباً‬
‫فناـ‪ .‬ومع كؿ منا يمكف أف يحدث ىذا‪ .‬بؿ في كؿ مرة نصاب بفتور روحي ونشابو النائميف روحياً عمينا أف‬
‫نستيقظ (اؼ٘‪ٔ + ٔٗ2‬تس‪ )ٙ2٘،ٚ‬فالنوـ أي الكسؿ يؤدي لمسقوط‪ .‬فالسقوط موت والتوبة ىي قيامة مع‬
‫اف ِم ْن ِرْبو ِ‬
‫ات‬ ‫َخ ُ‬
‫المسيح الذي انتصر عمى الخطية وعمى الموت‪ .‬ولو أعطانا اهلل حالة السبلـ نقوؿ مع داود الَ أ َ‬
‫َ‬
‫ض ُد ِني‪ .‬وبسبب ىذه اآليات‬ ‫ب َي ْع ُ‬
‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫الش ُعوب‪ ..‬ولماذا ال يخاؼ فاهلل أعطاه ثقة بوجوده وحمايتو لو = أل َّ‬
‫الواضحة عف المسيح نرتؿ ىذا المزمور في ختاـ صموات يوـ الجمعة العظيمة ولكننا نتوقؼ عند قولو "أنا‬
‫اضطجعت ونمت" وال نكمؿ فكممة استيقظت تشير لمقيامة التي حدثت فجر األحد‪ .‬فيذا المزمور يعتبر‪.‬‬
‫نبوة عف المسيح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪25‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج)‬

‫ما حدث حقيقة مع داود‪.‬‬ ‫‪.2‬‬


‫صبلة المؤمف الذي في ضيقة ويحيط بو األعداء (سواء جسدييف أو روحييف)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫صبلة المؤمف وىو في حالة فتور ويشتاؽ أف يقوـ مف موت الخطية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ش َر ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ان األَ ْ‬
‫َس َن َ‬
‫تأْ‬ ‫َع َد ِائي َعمَى ا ْلفَ ٍّك‪َ .‬ى َّ‬
‫ش ْم َ‬ ‫ت ُك َّل أ ْ‬ ‫ص ِني َيا إِل ِيي! أل ََّن َك َ‬
‫ض َرْب َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬قُ ْم َيا َرب! َخمٍّ ْ‬
‫‪ٚ‬‬

‫ش ْع ِب َك َب َرَكتُ َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ص َعمَى َ‬ ‫لِ َّمر ٍّ‬
‫ب ا ْل َخبلَ ُ‬
‫‪ٛ‬‬

‫ىي طمبة داود ومف يصمي مع داود قُ ْم َيا َرب = أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا‪ ،‬كما أيقظ التبلميذ الرب في‬
‫السفينة‪ .‬ىذه عبلمة القوة في الصبلة والمجاجة‪ .‬وتؤكد عمؽ إيماف المرتؿ واختباراتو في الرب الذي يعطيو‬
‫ش ْع ِب َك = فيو الممؾ ولكنو ال يقوؿ شعبي فيو‬
‫الخبلص ويعطي البركة لو ولكؿ شعبو‪ .‬ونبلحظ قوؿ داود َعمَى َ‬
‫يفيـ أف الشعب ىو شعب اهلل بينما ىو كممؾ يرعى شعب اهلل‪.‬‬
‫ونبلحظ أف المزمور يبدأ بالصراخ وينتيي بالخبلص والبركة وىزيمة األعداء‪ ،‬ىو صورة رائعة لصبلة اإلنساف‬
‫الساقط في ضيقة أو تجربة"‪ ،‬وكيؼ يخرجو الرب بيذه القوة ىذه ىي نتيجة الصبلة القوية‪ ،‬ىي تمؤل النفس تعزية‬
‫ِ‬
‫الخطاة = يشبو المتمردوف ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أف‬ ‫ان‬
‫َس َن َ‬
‫وال تنتيي سوى بالبركة والخبلص‪ .‬أ ْ‬
‫ص = فبل فضؿ لئلنساف‬ ‫تمتيمو ولكف الرب ينزع أسمحتيـ‪ ،‬فذراع اهلل ال تقصر عف أف تخمص‪ .‬لِ َّمر ٍّ‬
‫ب ا ْل َخبلَ ُ‬
‫نفسو‪ ،‬إنما الفضؿ لمرب الذي وحده يخمصنا مف موت الخطية ويتمجد فينا‪.‬‬

‫ونرتؿ ىذا المزمور في باكر كؿ يوـ لنذكر قيامة الرب وانتصاره عمى كؿ مف قاـ ضده‪ .‬ونذكر بركة الرب‬
‫لشعبو ونتسمح في بداية يومنا بيذا اإليماف القوي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع‬

‫إلمام المغنين عمى ذوات األوتار= داود كتب المزمور وأعطاه لقائد فريؽ اإلنشاد (الخورس أو الكوراؿ) ليرتموا بو‬
‫مستخدميف اآلالت الوترية‪.‬يرى بعض المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أيضاً متأث اًر بموقؼ إبشالوـ ابنو ضده‬
‫ويروف أف داود كتبو بعد أف أحبطت مشورة أخيتوفؿ وفييا كاف داود يدعو شعبو أف ال يسيروا وراء الباطؿ بؿ‬
‫يقدموا توبة‪ .‬فقد كاف ىناؾ مف يريد إعادة تنظيـ صفوؼ فريؽ إبشالوـ ضد داود‪ .‬وداود يقوؿ ليـ حتى متى‬
‫تيينوا الكرامة الممكية التي أعطاىا اهلل لي وتسيروا وراء الكذب‪ ،‬فخصومتكـ ضدي ىي خصومة ضد اهلل الذي‬
‫اختارني لمممؾ‪.‬‬

‫صبلَ ِتي‪".‬‬
‫اس َم ْع َ‬
‫ف َعمَ َّي َو ْ‬
‫اء ْ‬ ‫َّب َ ِ‬
‫ت لي‪ .‬تََر َ‬ ‫لو ِبٍّري‪ِ .‬في ٍّ‬
‫الضي ِ‬
‫ق َرح ْ‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا إِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ع ْن َد ُد َعائ َي ْ‬
‫ت لِي = في الشدة فرجت عني (سبعينية)‪ .‬داود يصرخ إلى اهلل أف ينصره عمى‬ ‫َّب َ‬ ‫استَ ِج ْب لِي‪ِ .‬في الضٍّي ِ‬
‫ق َرح ْ‬ ‫ْ‬
‫مضايقيو ويتذكر كؿ الشدائد التي سانده فييا اهلل ولـ يتخؿ عنو (جميات‪ ) ..‬وعمينا أف نصمي دائماً ونذكر كؿ‬
‫أعماؿ اهلل السابقة معنا "نشكر صانع الخيرات ألنو سترنا وأعاننا وحفظنا‪َ "..‬يا إِ َ‬
‫لو ِبٍّري = عبلمة اتضاع داود‪.‬‬
‫فكؿ البر الذي يظير في حياة داود أو حياتنا ليس ىو استحقاؽ صبلتنا وجيادنا الشخصي لكف بر اهلل فبئس‬
‫اإلنساف الذي يكوف بره مف ذاتو‪ .‬ىذا ىو السر أننا بعد أف نتقدـ روحياً نعثر إذ نظف أننا أبرار‪ .‬ألف غاية‬
‫الناموس ىو المسيح لمبر لكؿ مف يؤمف (روٓٔ‪ )ٗ2‬فربنا ىو برنا‪ .‬ونبلحظ أف داود لـ يقؿ رفعت عني الشدة بؿ‬
‫في الشدة فرجت عني أو رحبت لي‪ ،‬فيو مازاؿ في شدتو لكنو شعر براحة (ىذه ىي طريقة اهلل‪ ،‬وىذا ما حدث‬
‫مع الثبلثة فتية فاهلل لـ يرفعيـ مف األتوف بؿ جاء إلييـ وأعطاىـ راحة وسط النيراف)‪ .‬وبعد أف حصؿ داود عمى‬
‫ف َعمَ َّي‬
‫اء ْ‬
‫ىذه الراحة لـ يكؼ عف الصبلة كما يفعؿ الكثيروف فيدخموا إلى الفتور بؿ استمر في صمواتو قائبلً= تََر َ‬
‫صبلَ ِتي (مثاؿ‪ 2‬بعد التناوؿ عمينا أف نستمر في جيادنا)‪.‬‬
‫اس َم ْع َ‬
‫َو ْ‬

‫ب؟ ِسبلَ ْه‪".‬‬ ‫اط َل وتَ ْبتَ ُغ َ ِ‬


‫ون ا ْل َكذ َ‬ ‫َ‬
‫ون ا ْلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر‪ ,‬حتَّى متَى ي ُك ُ ِ‬
‫ون َم ْجدي َع ًارا؟ َحتَّى َمتَى تُحب َ َ‬
‫ٕ ِ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬يا َبني ا ْل َب َ َ َ َ‬
‫ار = لماذا تثقؿ قموبكـ (سبعينية) لماذا تحبوف الباطؿ‪ .‬اإلنساف بطبعو‬ ‫ون َم ْج ِدي َع ًا‬ ‫َيا َب ِني ا ْل َب َ‬
‫ش ِر‪َ ,‬حتَّى َمتَى َي ُك ُ‬
‫ترابي يميؿ لؤلرضيات (ثقؿ القمب)‪ .‬وىذا يحدث لنا بالخطية واليموـ العالمية ومحبة الدنيويات واإلنشغاؿ بيا‬
‫عوضاً عف االىتماـ بالسماويات التي ترفع القمب إلى فوؽ‪ .‬ونفيـ اآلية عف داود‪ ،‬بأنو يعاتب مقاوميو بأنيـ‬
‫يسيروف وراء األكاذيب التي أطمقيا إبشالوـ وأخيتوفؿ وحولوا مجد داود إلى عار‪ .‬وىـ بوقوفيـ ضد داود الممسوح‬
‫مف اهلل يخطئوف إلى اهلل الذي اختاره وىذا راجع لثقؿ قموبيـ بسبب خطاياىـ‪ .‬وبسبب خطاياىـ صدقوا األكاذيب‬
‫(فالشيطاف كذاب)‪ .‬ولكف ىذه اآلية توجو لكؿ خاطئ أحب العالـ والخطية فثقؿ قمبو وسار وراء الباطؿ (العالـ‬

‫‪27‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫وأكاذيبو وخداعاتو) حقاً قاؿ سميماف عنو باطؿ األباطيؿ‪ .‬مف إليو الماؿ يسعى وراء باطؿ‪ .‬وىؤالء يحولوف مجد‬
‫اهلل في حياتيـ إلى عار في حياتيـ‪.‬‬

‫س َمعُ ِع ْن َد َما أ َْد ُعوهُ‪".‬‬


‫الرب َي ْ‬ ‫ب قَ ْد َمي ََّز تَ ِقي ُ‬
‫َّو‪َّ .‬‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫اعمَ ُموا أ َّ‬ ‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬فَ ْ‬
‫َّو = قد جعؿ قدوسو عجباً (سبعينية) إف مف يحبو اهلل يحيطو بعنايتو ورعايتو بطريقة عجيبة‪،‬‬ ‫ب قَ ْد َمي ََّز تَ ِقي ُ‬
‫الر َّ‬
‫َّ‬
‫حدث ىذا مع المسيح ومع داود ومع كؿ مف يطمب اهلل بأمانو ىي دعوة لكؿ متألـ أف يحوؿ أفكاره عف أحزانو‬
‫الداخمية إلى الرب السماوي غير المنظور‪ .‬ونحف نتمجد في السيد المسيح إف قبمنا الحياة المقدسة بعمؿ روحو‬
‫القدوس فينا‪.‬‬

‫اس ُكتُوا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ض ِِ‬ ‫ِٗ‬


‫اجع ُك ْم َو ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬ا ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا‪ .‬تَ َكمَّ ُموا ِفي ُقمُوِب ُك ْم َعمَى َم َ‬
‫"اغضبوا وال تخطئوا"= ىذه بحسب الترجمة السبعينية واستشيد بولس الرسوؿ بيذه الترجمة في (اؼٗ‪ )ٕٙ2‬وىي‬
‫تعني أنو إف كاف ىناؾ مبرر لمغضب فبل يوجد مبرر لمخطأ‪ .‬وعمى اإلنساف أف يتخمص مف حالة الغضب ىذه‬
‫بأسرع ما يمكف‪ ،‬ويا حبذا لو كاف الغضب عمى أنفسنا بسبب خطايانا فنقدـ توبة‪ ،‬ىذا أفضؿ مف أف نغضب‬
‫اج ِع ُك ْم = بحسب السبعينية ومعناه الذي أخطاتـ فيو‬
‫ض ِ‬‫عمى أحد‪ .‬الذي تقولونو في قموبكـ إندموا عميو في َم َ‬
‫وفكرتـ فيو بسبب أي إثارة مفاجئة‪ ،‬قدموا عنو توبة وأنتـ عمى فراشكـ‪ .‬داود ىنا يحوؿ الفراش إلى مذبح لمصبلة‬
‫فيبتعد عف الفكر عف أي أفكار شريرة أو تشتيت لمفكر‪ ،‬فيظؿ الفكر مشغوؿ بحساب النفس وادانة النفس‪ .‬وفي‬
‫الترجمة العربية طبعة بيروت نجدىا اِ ْرتَِع ُدوا َوالَ تُ ْخ ِط ُئوا = فيي دعوة أف نخاؼ مف اهلل فبل نخطئ‪ ،‬وىي دعوة‬
‫داود لشعبو أف يرتعد مف التمرد عميو الذي ىو تمرد عمى اهلل وبيذا يخطئ‪.‬‬

‫آية (٘) ‪ِ " -‬اذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر‪َ ,‬وتََو َّكمُوا َعمَى َّ‬
‫٘‬
‫ب‪".‬‬‫الر ٍّ‬
‫ِاذ َْب ُحوا َذ َب ِائ َح ا ْل ِبٍّر = بعد تبكيت النفس‪ ،‬والتوبة‪ ،‬إذا اتخذت النفس قرار باالمتناع عف الخطية المحببة فكأنيا‬
‫قدمت ذبيحة بر "قدموا أنفسكـ ذبائح حية"‪ .‬ىذه النفس تقدـ نفسيا ذبيحة عمى مذبح اإليماف‪ ،‬فيي تتوقؼ عف‬
‫ممارسة خطية محببة‪.‬‬

‫ور َو ْج ِي َك َيا َرب‪".‬‬ ‫‪ِ ٙ‬‬


‫« َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًرا؟ »‪ْ .‬ارفَ ْع َعمَ ْي َنا ُن َ‬ ‫ون‬‫ون َيقُولُ َ‬ ‫ير َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬كث ُ‬
‫= ىناؾ مسيحيوف شكميوف‪ ،‬إذا طمبت منيـ أف يمتنعوا عف الخطية المحببة إلييـ‬ ‫ون َم ْن ُي ِري َنا َخ ْي ًار‬
‫ون َيقُولُ َ‬
‫ير َ‬ ‫ِ‬
‫َكث ُ‬
‫يقولوف‪ ..‬مف يرينا الخيرات‪ .‬أي ماذا يضمف لنا أننا لو توقفنا عف الخطية المحببة لنا اآلف أف اهلل سيجازينا خي اًر‬
‫في األبدية‪ .‬فيـ محبوف لخطاياىـ متذمروف عمى الرب‪ ،‬ناكروف أعمالو الحسنة‪ ،‬بدوف إيماف‪ ،‬ناقديف لمرب‬
‫واإلجابة التي يجيب بيا داود‪ ،‬إف عربوف عطايا اهلل في األبدية لعبيده األتقياء يظير ىنا عمى وجوه عبيده "قد‬
‫أضاء عمينا نور وجيؾ يا رب" فاهلل وىو نور يضئ عمينا ونحف في ظممة ىذا العالـ ويمؤلىـ سبلماً يظير أماـ‬

‫‪28‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع)‬

‫اآلخريف كدليؿ عمى عممو الداخمي فييـ‪ .‬وحسب الترجمة العبرية وضعت ىذه االية بروح الصبلة‪ْ ..‬ارفَ ْع َعمَ ْي َنا‬
‫ور َو ْج ِي َك َيا َرب = ليرى ىؤالء المتشككيف أي سبلـ نحف فيو‪ ،‬وبنورؾ ىذا نضئ ليـ ولكؿ متشكؾ‪.‬‬
‫ُن َ‬

‫سبلَ َم ٍة أ ْ‬ ‫ورِى ْم إِ ْذ َكثَُر ْت ِح ْن َ‬


‫طتُ ُي ْم َو َخ ْم ُرُى ْم‪ِ .‬ب َ‬ ‫ور ِفي َق ْم ِبي أ ْ‬
‫س ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫طجعُ‬
‫َض َ‬ ‫ظ َم‬
‫َع َ‬ ‫م ْن ُ‬
‫س ُر ًا‬‫اآليات (‪َ " - )ٛ-ٚ‬ج َع ْم َت ُ‬
‫س ٍّك ُن ِني‪".‬‬
‫ت َيا َرب ُم ْنفَ ِرًدا ِفي طُ َمأ ِْني َن ٍة‬
‫تُ َ‬ ‫ام‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ضا أََن ُ‬
‫َب ْل أ َْي ً‬
‫ىي شيادة داود عف عمؿ اهلل معو‪ ،‬فيو يشبعو ويقوده إلى ينابيع ماء حية وىكذا كؿ مسيحي مؤله اهلل بروحو‬
‫القدوس‪ ،‬ويشبع مف ذبيحة القداس‪ ،‬ويتغذى عمى كممة اهلل في كتابو المقدس وصار الرب يسوع موضوع شبعو‪،‬‬
‫يشبع أكثر ممف يشبعوف مف خيرات ىذا العالـ‪ ،‬الحنطة والخمر‪ ..‬الخ‪ .‬بؿ ىو يحيا في سبلـ ويناـ في سبلـ‪.‬‬

‫ونصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنطمب نور اهلل وسبلمو بالرغـ مف المضايقيف‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس‬

‫ىذا المزمور رتمو داود وىو ممتمئ م اررة مف أخيتوفؿ ومف شابيو‪ ،‬الذيف كانوا أصدقاء ومخمصيف لو ثـ شعر‬
‫بخيانتيـ لو‪ .‬وىذا ما حدث لممسيح إذ خانو تمميذه ييوذا وقاـ عميو مف شفاىـ وكاف يجوؿ وسطيـ يصنع خي اًر‪،‬‬
‫طالبيف صمبو‪ ،‬وكانوا يستيزئوف بو‪ .‬وىناؾ مف يروف أف الشخص الخائف ىنا القائـ ضد المسيح ىو رمز لضد‬
‫المسيح الذي سيأتي في نياية األياـ‪.‬‬
‫ونجد في ىذا المزمور تضاد بيف الخيرات التي يناليا ابف اهلل الذي يحتمي بييكؿ قدس اهلل وبيف األخطار التي‬
‫تحيؽ باألشرار‪ .‬والمزمور يبدأ أيضاً بصورة المفرد وينتيي بصورة الجمع‪ ،‬ففي عبادتنا ال يمكف الفصؿ بيف‬
‫العبادة الفردية والعبادة الجماعية‪.‬‬

‫َم ْل صر ِ‬
‫اخي‪".‬‬ ‫ِٔ ِ ِ‬
‫َص ِغ َيا َرب‪ .‬تَأ َّ ُ َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َكم َماتي أ ْ‬
‫َص ِغ َيا َرب = ىي صرخة داود في ألمو‪ ،‬وصرخة كؿ إنساف هلل الذي يثؽ في أف اهلل يسمع ويخمص‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ل َكم َماتي أ ْ‬
‫ص َار ِخي = ىو صراخ القمب‪ .‬فاهلل قاؿ‬
‫ىي صرخة الكنيسة عموماً التي تثؽ في عريسيا أنو يستجيب‪ .‬أسمع ُ‬
‫إلى ىكذا" وىـ لـ يصرخ عمى اإلطبلؽ (خرٗٔ‪ .)ٔ٘2‬ولذلؾ جاءت كممة صراخي بمعنى‬ ‫لموسى مالؾ تصرخ ّ‬
‫فكري (الكتاب بشواىد)‪.‬‬

‫ُصمٍّي‪".‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ ِ‬ ‫استَ ِم ْع‬


‫ص ْوت ُد َعائي َيا َممكي َوِال ِيي‪ ,‬أل ٍَّني إِلَ ْي َك أ َ‬
‫ٕ‬
‫َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬
‫رب وىنا يقوؿ يا ممكي واليي‪ .‬وىذا التكرار المثمث يشير لمثالوث‪ .‬فنحف نصمي لآلب‬ ‫في آية (ٔ) قاؿ يا‬
‫وصبلتنا مشفوعة بشفاعة المسيح الكفارية وبأنات الروح القدس (الروح ال يئف بؿ بعممو فينا نحف نئف شاكريف‬
‫ومسبحيف)‪ .‬ولذلؾ يقوؿ داود يا رب (وذلؾ ألف الييود يعرفونو)‪ .‬داود ىنا يمثؿ الكنيسة التي تعرؼ االبف والروح‬
‫القدس فتقوؿ ممكي واليي‪ .‬ولـ تقؿ يا ربي فيي الوحيدة التي تعرفت عمى االبف وعمى الروح‪ .‬والتكرار يشير‬
‫أيضاً إلى لجاجة داود في صبلتو‪.‬‬

‫صبلَ ِتي َن ْح َو َك َوأَ ْنتَ ِظ ُر‪".‬‬ ‫ِ‬


‫ص ْوِتي‪ِ .‬با ْل َغ َداة أ َُو ٍّج ُو َ‬
‫ِ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا َرب‪ِ ,‬با ْل َغ َداة تَ ْ‬
‫س َمعُ َ‬
‫ٖ‬

‫ص ْوِتي = أي في الصباح فأوؿ عمؿ يعممو ىو الصبلة (لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة‬ ‫ِ‬
‫س َمعُ َ‬‫ِبا ْل َغ َداة تَ ْ‬
‫باكر)‪ .‬والغد يشير لعيد النعمة المشرؽ الممموء فرحاً بخبلص الرب يسوع وأحضانو المفتوحة لنا‪ .‬أما البارحة‬
‫فتشير لمعيد القديـ‪ .‬والغد يشير لمحياة األبدية حياة التسبيح الدائـ‪ .‬ونصمي دائماً كؿ صباح متوقعيف مراحـ الرب‬
‫الجديدة كؿ صباح‪ .‬والصباح يشير لمقيامة سبب كؿ بركة لنا‪ .‬ويشير لمتبكير في الصبلة لتكريس اليوـ كمو هلل‬
‫وىذا يعطي سبلـ لنا وبركة لميوـ كمو‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫ف ا ْل ُم ْفتَ ِخ ُر َ‬
‫ير‪ .‬الَ َي ِق ُ‬ ‫اك ُن َك ٍّ‬ ‫الشٍّر‪ ,‬الَ يس ِ‬
‫سر ِب َّ‬ ‫ت إِ ً‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫َّام َع ْي َن ْي َك‪.‬‬
‫ون قُد َ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫َُ‬ ‫ليا ُي َ‬ ‫سَ‬ ‫ت لَ ْ‬
‫الرب‪".‬‬ ‫ش َي ْك َرُى ُو َّ‬ ‫اء َوا ْل ِغ ٍّ‬
‫ين ِبا ْل َك ِذ ِب‪ .‬رج ُل الدٍّم ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫اإل ثِْم‪ .‬تُ ْيمِ ُك ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اعمِي ِ‬
‫ت ُك َّل فَ ِ‬
‫ضَ‬‫أ َْب َغ ْ‬
‫لنحرص قبؿ أف نقؼ أماـ اهلل أف نكوف في حالة استعداد وندـ عمى خطايانا‪ ،‬وفي حالة توبة مف كؿ إثـ وشر‬
‫ومخالفة لمناموس وكذب وسفؾ دـ وغش‪ .‬ىكذا قاؿ المسيح "إذا قدمت قربانؾ‪( ....‬متٕٗ‪ .)ٕٖ2٘،‬ورجؿ‬
‫الدماء والغش ىنا قد يشير لمشعب الييودي الذي صمب المسيح‪ .‬وقد يشير لضد المسيح وأتباعو األشرار‪ .‬ىنا‬
‫َّ‬
‫إسود العالـ‪ .‬وكأف داود في ىذا الوصؼ يصور‬ ‫نرى ليؿ وسواد الخطية ولذلؾ أتى المسيح نور العالـ بعدما‬
‫نفسو يقؼ كؿ صباح ينتظر أف يشرؽ نور المسيح‪.‬‬

‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك ِب َخ ْوِف َك‪".‬‬ ‫ِ‬


‫َما أََنا فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َمت َك أ َْد ُخ ُل َب ْيتَ َك‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬أ َّ‬
‫ىذه اآلية نقوليا دائماً عند دخولنا لمكنيسة‪ .‬وداود ىنا يقوؿ أنو يدخؿ بيت اهلل عكس األشرار الذيف ذكرىـ سابقاً‬
‫فيـ ال يدخمونو وأف دخموه فيـ ال يكونوف في شركة مع اهلل فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬فَ ِب َكثَْرِة َر ْح َم ِت َك أ َْد ُخ ُل‬
‫َب ْيتَ َك = ليس مف حقي الدخوؿ إلى بيتؾ إال برحمتؾ‪ .‬واذا قدسنا الييكؿ ىكذا ينبغي أيضاً أف نحافظ عمى‬
‫أجسادنا فيي ىيكؿ اهلل‪ .‬وربما داود بيذه الكممات وىو منفي بعيداً عف أورشميـ يعبر عف ثقتو في أف اهلل سيعيده‬
‫ألورشميـ ويدخؿ الييكؿ ثانية‪.‬‬

‫َع َد ِائي‪ .‬س ٍّي ْل قُد ِ‬


‫س َب ِب أ ْ‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬يا رب‪ِ ِ ْ ,‬‬
‫َّامي طَ ِريقَ َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫اىدني إِلَى ِبٍّر َك ِب َ‬ ‫َ َ‬
‫ىي صبلة لداود ليقوده الرب‪ ،‬واف قاده الرب فسيكوف طريقو ىو طريؽ البر‪ .‬ومف يسمؾ في ىذا الطريؽ سيكوف‬
‫في مأمف مف أعدائو‪ .‬ونحف نفيـ أف أعدائنا ىـ األعداء الروحييف الذيف يحمينا اهلل منيـ‪ ،‬ويسيؿ لنا طريقنا في‬
‫العالـ‪ .‬حقاً فالعالـ خاضع لمظمـ‪ ،‬ولكف اهلل يعتني بأوالده ويظير ليـ رحمتو ويدافع عنيـ ويحفظيـ وىو الطريؽ‪،‬‬
‫وطريؽ المسيح ىو الصميب‪ ،‬وفي رحمة حياتنا سيكوف لنا آالـ لنقبميا كصميب والمسيح يعطينا أف يشترؾ معنا‬
‫معطياً لنا راحة وسبلـ‪.‬‬

‫وىا‪ِ ٔٓ .‬د ْن ُي ْم‬


‫ص َقمُ َ‬ ‫ِ‬
‫وح‪ .‬أَْلس َنتُ ُي ْم َ‬
‫ق‪َ .‬ج ْوفُ ُي ْم ُى َّوةٌ‪َ .‬ح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ‬ ‫ص ْد ٌ‬ ‫اى ِيم ِ‬ ‫ِ‬
‫س في أَف َْو ْ‬
‫اآليات (‪ٜ" - )ٔٓ-ٜ‬ألَنَّ ُو لَ ْي ِ‬
‫َ‬
‫ام َرِات ِي ْم‪ِ .‬ب َكثَْرِة ُذ ُنوِب ِي ْم َ‬
‫ط ٍّو ْح ِب ِي ْم‪ ,‬أل ََّن ُي ْم تَ َم َّرُدوا َعمَ ْي َك‪".‬‬ ‫ِ‬
‫سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ‬
‫ِ‬
‫َيا اَهللُ! ل َي ْ‬
‫اهلل يديف الخطاة ألجؿ أوالده‪ ،‬ويسقطيـ في مؤامراتيـ (ىاماف ومردخاي) ثـ يستأصميـ‪ .‬والحظ مواصفاتيـ‬
‫وح = لسانيـ مميت كالسيؼ‪ ،‬وضد المسيح ىذا سيضؿ كثيريف بأكاذيبو‪ .‬وألنو قبر مفتوح فيو ال‬ ‫َح ْمقُ ُي ْم قَ ْبٌر َم ْفتُ ٌ‬
‫وىا = أما لنشر عدـ اإليماف‪ ،‬أو األكاذيب أو‬
‫ص َقمُ َ‬ ‫ِ‬
‫يشبع مف القتمي‪ ،‬يضـ كؿ يوـ قتمى إنكار اإليماف‪ .‬أَْلس َنتُ ُي ْم َ‬
‫النميمة واإلشاعات الكاذبة أو التجديؼ والشتائـ والكبلـ البطاؿ والمعثر‪ .‬وقابؿ ىذا بقوؿ داود عف نفسو أف‬
‫لسانو قمـ كاتب ماىر أي يكتب ويرتؿ ما يعممو إياه الروح القدس‪ .‬ليذا حسب كبلـ األشرار سيؼ فيو قاتؿ‬

‫‪31‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص)‬

‫ام َرِات ِي ْم = ىذه‬ ‫ِ‬


‫سقُطُوا م ْن ُم َؤ َ‬
‫ِ‬
‫وحسب كبلـ داود قمـ فيو معمـ‪ .‬وحمقيـ قبر فكبلميـ ميت ببل روح وببل حياة‪ .‬ل َي ْ‬
‫نبوة وليست لعنة‪ ،‬اي لتفشؿ مؤمراتيـ‪.‬‬
‫اس ِم َك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظمٍّمُ ُي ْم‪َ .‬وَي ْبتَ ِي ُج ِب َك ُمحبو ْ‬ ‫ين َعمَ ْي َك‪ .‬إِلَى األ ََب ِد َي ْي ِتفُ َ‬
‫ون‪َ ,‬وتُ َ‬ ‫اآليات (ٔٔ‪َ " - )ٕٔ-‬وَي ْف َر ُح َج ِميعُ ا ْل ُمتَّ ِكِم َ‬
‫ٔٔ‬

‫س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ‬
‫ٍّيق َيا َرب‪َ .‬كأ ََّن ُو ِبتُْر ٍ‬ ‫أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ت تَُب ِ‬ ‫ٕٔ‬
‫ضا‪".‬‬‫الر َ‬ ‫الصد َ‬
‫ار ُك ٍّ‬
‫ىي صورة عكسية لآليات (‪ )ٔٓ-ٜ‬فينا نجد نصيب أوالد اهلل وفرحيـ وبركتيـ ونتيجة جيادىـ وسيرىـ يأخذوف‬
‫بركتيـ ونصيبيـ السماوي ميراثيـ‪ .‬لذلؾ ففي الترجمة السبعينية نجد اسـ المزمور لمتماـ مف أجؿ الوراثة‪َ .‬كأ ََّن ُو‬
‫ضا = رضا اهلل عمى المؤمف البار ىو ترس لو‪ ،‬فكأف ترسنا ىو مسرة اهلل ورضاه عمينا‪.‬‬ ‫س تُ ِحيطُ ُو ِب ٍّ‬
‫الر َ‬ ‫ِبتُْر ٍ‬

‫نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر مقاومي الرب ونمتمئ رجاء في أف اهلل يسندنا وسط ضيقات وخيانات‬
‫األشرار في وسط ىذا العالـ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس‬

‫ىذا المزمور مف أروع مزامير التوبة ويجب عمى المؤمف أف يردده باستمرار‪ .‬وداود كاف نبياً باكياً مثؿ أرمياء‪.‬‬
‫وعمى كؿ متألـ أف يفعؿ مثمو‪ .‬والمزامير الثبلثة السابقة كانت تتحدث عف أالـ األبرار بسبب مضايقيف خارجييف‪،‬‬
‫وفي ىذا المزمور وباقي مزامير التوبة نجد أف داود البار يعاني بسبب خطيتو ىو (مزامير التوبة ‪،ٖٛ ،ٖٕ ،ٙ‬‬
‫ٔ٘‪ .)ٖٔٗ ،ٖٔٓ ،ٕٔٓ ،‬وغالباً قاليا داود بسبب خطاياه وأشيرىا خطيتو مع امرأة أوريا‪.‬‬
‫وليجة المزمور تناسب اإلنساف التائب فيي تعبر عف شدة الحزف عمى إرتكاب الخطية‪ ،‬وفييا بكاء وفييا كراىية‬
‫لمخطية وفييا أيضاً رجاء في مراحـ اهلل‪ .‬ونرى ىنا داود يرى أثار الخطية وكيؼ أنيا أثرت عمى نفسو (حزف‬
‫شديد) وعمى جسده (عظامي قد رجفت)‪.‬‬

‫ش ِف ِني َيا‬ ‫ض ِع ٌ‬
‫يف‪ .‬ا ْ‬ ‫ض ِب َك‪َ ,‬والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َك‪ْ .‬ار َح ْم ِني َيا َرب أل ٍَّني َ‬
‫ٕ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪ ,‬الَ تَُوٍّب ْخ ِني ِب َغ َ‬
‫ٔ‬

‫ت َيا َرب‪ ,‬فَ َحتَّى َمتَى؟"‬ ‫اع ْت ِجدًّا‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫ٖ ِ ِ‬ ‫رب أل َّ ِ ِ‬


‫َن عظَامي قَ ْد َر َجفَ ْت‪َ ,‬وَن ْفسي قَد ْارتَ َ‬ ‫َ‬
‫اعتراؼ بالخطايا بالرغـ مف كؿ إنذارات اهلل وسماع صوتو‪ ،‬واذا وقفنا أماـ اهلل فبل نطمب إال الرحمة‪ ،‬فنحف‬
‫دنسنا أجسادنا وأسأنا لربنا الذي قدـ لنا دمو وأسأنا لروحو القدوس الساكف فينا‪ ،‬ليس لنا وجو أف نطمب سوى‬
‫الرحمة‪.‬‬
‫اع ْت والمسيح ىو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف ِني = مف أمراضي الجسدية = ِع َ ِ‬
‫ظامي قَ ْد َر َجفَ ْت‪ ..‬وأمراضي النفسية= َن ْفسي قَد ْارتَ َ‬ ‫اْ‬
‫الطبيب الماىر الذي يقدـ الشفاء لؤلمراض المستعصية‪ .‬وداود لـ يطمب أف ال يبكتو اهلل أو يوبخو "فالروح القدس‬
‫ىذا ىو عممو أف يبكت" (يو‪ )ٛ2ٔٙ‬ولكف داود يطمب أف ال يكوف ىذا التبكيت يصاحبو سخط وغضب اهلل= الَ‬
‫تَُوٍّب ْخ ِني بارب ِب َغ َ‬
‫ض ِب َك بؿ بكتني كأب يبكت إبنو‪ ،‬ال أريد أف أشعر أنني إنساف منبوذ‪ ،‬وغضب اهلل ُيفنى أما حبو‬
‫يف = وىكذا ينبغي أف نقؼ أماـ اهلل شاعريف‬‫ض ِع ٌ‬
‫األبوي فيصمح ويجبر ويخمص‪ .‬وىنا نجد اعتراؼ داود بأنو َ‬
‫ت َيا َرب‪ ,‬فَ َحتَّى َمتَى = ىنا شعر المرتؿ بعجزه‪ ،‬وأف‬
‫بأننا ال نقدر أف نخمص أنفسنا طالبيف مراحـ اهلل‪َ .‬وأَ ْن َ‬
‫خطيتو تستحؽ الغضب اإلليي وأف كيانو كمو (جسده ونفسو) أخذ في األنييار‪ ،‬فصرخ ال تتركني إلى النياية‪،‬‬
‫إلى متى تتركني أعاني‪ ،‬إلى متى يا رب تنسانا نتيجة ألعمالنا الشريرة‪.‬‬

‫اوَي ِة‬
‫س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َك‪ِ .‬في ا ْل َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِني ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل َر ْح َمت َك‪ .‬أل ََّن ُو لَ ْي َ‬
‫٘‬ ‫ِ‬
‫اآليات (ٗ‪ُ " - )٘-‬ع ْد َيا َرب‪َ .‬ن ٍّج َن ْفسي‪َ .‬خمٍّ ْ‬
‫ٗ‬

‫َم ْن َي ْح َم ُد َك؟ "‬


‫ال تتركني وال تيممني وال تنساني بسبب خطاياي بؿ قـ يا رب أيقظ جبروتؾ وىمـ لخبلصنا‪ ،‬ألجؿ مراحمؾ‬
‫س ِفي ا ْل َم ْو ِت ِذ ْك ُر َك‪ .‬وقولو ُع ْد َيا َرب = اهلل موجود في‬
‫نجني‪ ،‬ألف العمر الحاضر فقط ىو زماف التوبة = لَ ْي َ‬
‫كؿ زماف وفي كؿ مكاف‪ .‬ولكف قولو ُع ْد إشارة لحضور النعمة حيث يسكف وسط شعبو‪ ،‬في داخؿ قموبيـ‪ ،‬معمناً‬

‫‪33‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش)‬

‫فأمر الضيقات عمى اإلنساف ىي التي فييا يشعر بغياب اهلل‪.‬‬


‫إتحادىـ بو‪ .‬واذ يشعروف بوجوده تكوف ليـ راحة‪َّ ،‬‬
‫إلى‪.‬‬
‫إلى أرجع إليكـ (زؾٔ‪ .)ٖ2‬فقولو عد تفيـ بأف إجعمني أعود يا رب إليؾ لتعود بحضورؾ َّ‬
‫لذلؾ يقوؿ إرجعوا ّ‬
‫ص ِني ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل م َار ْح َم َك = أنا ال أستحؽ الخبلص ولكف خمصني مف أجؿ رحمتؾ‪.‬‬ ‫َخمٍّ ْ‬

‫اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم‬
‫س َ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫وعي‪ .‬أُ َذ ٍّو ِ ِ‬
‫ب ف َراشي‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫يري ِب ُدم ِ‬
‫ُ‬ ‫س ِر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَْيمَة َ‬
‫ِ‬
‫ت في تََنيدي‪ .‬أ َ‬
‫اآليات (‪ٙ" - )ٚ-ٙ‬تَِع ْب ُ ِ‬
‫ضا ِي ِق َّي‪".‬‬
‫اخ ْت ِم ْن ُك ٍّل ُم َ‬
‫ش َ‬‫َع ْي ِني‪َ .‬‬
‫اخ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني = تعكرت مف‬
‫س َ‬‫ىي آيات تظير أف المزمور مزمور توبة‪ .‬ىنا يحقؽ ما قالو في (مزٗ‪َ .)ٗ2‬‬
‫الغضب عيناي (سبعينية)‪ .‬وغضبو ىنا موجو إلى أعدائو الروحييف الذيف أسقطوه في الخطية وىـ محبة العالـ‬
‫واغراءاتو وشيوات الجسد والشيطاف وحيمو (فحربنا ليست مع لحـ ودـ بؿ مع قوات شر روحية)‪ .‬والحظ أنو يبكي‬
‫في الميؿ‪ ،‬حيث ال يراه إنساف فعبلقتنا مع اهلل عبلقة خاصة في المخدع وىو في الميؿ يبكي يشير لمخطية فالميؿ‬
‫س ِر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يري = التوبة ىي‬ ‫ُع ٍّوُم في ُك ٍّل لَ ْيمَة َ‬
‫يشير لظممة الخطية (في المساء يحؿ البكاء وفي الصباح السرور)‪ .‬أ َ‬
‫معمودية ثانية‪ .‬كؿ ىذا اإلنسحاؽ وىو الممؾ العظيـ‪ ،‬لكف مركزه لـ يمنعو مف اإلنسحاؽ أماـ اهلل‪ .‬ومف ال يخاؼ‬
‫ويبكي إذا تذكر دينونة اهلل الرىيبة‪.‬‬

‫س ِم َع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب قَ ْد ِ‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬أل َّ‬


‫ِ‬ ‫اعمِي‬‫اآليات (‪ٛ" - )ٔٓ-ٛ‬اُْبع ُدوا ع ٍّني يا ج ِميع فَ ِ‬
‫‪ٜ‬‬
‫الرب‬ ‫ت ُب َكائي‪َ .‬‬ ‫ص ْو َ‬
‫سم َع َ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ون َوُي ْخ َز ْو َن َب ْغتَ ًة‪".‬‬ ‫ون ِجدًّا‪َ .‬ي ُع ُ‬
‫ود َ‬ ‫اع َ‬
‫َوَي ْرتَ ُ‬ ‫َع َد ِائي ُي ْخ َز ْو َن‬
‫صبلَ ِتي‪َ .‬ج ِميعُ أ ْ‬
‫ٓٔ‬
‫ضرِعي‪َّ .‬‬
‫الرب َي ْق َب ُل َ‬ ‫تَ َ‬
‫عبلمة التوبة الحقيقية ىي ترؾ كؿ أصدقاء السوء وكؿ عبلمات الخطية فمتى ترؾ مكاف الجباية‪ ،‬وزكا ترؾ‬
‫أموالو وداود ىنا يقوؿ إبعدوا عني يا جميع فاعمي اإلثـ وتأمؿ إضطراب داود في أوؿ المزمور وثقتو في استجابة‬
‫اهلل وقبولو لتوبتو‪ .‬ولنعمـ أف مف ضمف فاعمي اإلثـ ىـ الشياطيف الذيف يشككوف في قبوؿ التوبة‪ .‬ولذلؾ يرد داود‬
‫ضرِعي‪ .‬وسبلح داود في محاربة ىؤالء األعداء ىو الصبلة‪ ،‬وىو أحس وشعر بأف‬ ‫س ِم َع َّ‬
‫الرب تَ َ‬ ‫عمييـ بثقة الرب َ‬
‫اهلل استجاب لدموعو‪ ،‬إذ مؤله قوة جديدة فتغيرت نغمة صبلتو واستعاد ىدوءه بؿ صار يتكمـ بفرح‪ ،‬فالذيف‬
‫يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج (مز‪ .)٘2ٕٔٙ‬ونصمي المزمور في باكر لنذكر ىذه القوة والفرح وقبوؿ‬
‫التوبة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور السابع‬

‫العنواف شجوية= ال يمكف تحديد المعنى تماماً‪ ،‬وربما تعني مرثاة أو صراخ عالي حينما كاف المرنـ في حالة‬
‫ارتباؾ مف االضطياد الواقع عميو‪ .‬وقيؿ أنيا مشتقة مف كممة عبرية معناىا يتجوؿ تائياً بسبب ىروبو مف شاوؿ‬
‫وارتباكو بسبب ىذا‪.‬‬
‫كوش البنياميني= لـ يذكر الكتاب أف ىناؾ شخصاً بيذا االسـ قد تكمـ عمى داود‪ ،‬لذلؾ وجدت عدة أراء لتفسير‬
‫ىذا االسـ‪ .‬فالبابا أثناسيوس الرسوؿ والقديس باسيميوس الكبير قاال أنو حوشاي األركي الذي أبطؿ بحكمتو‬
‫مشورة أخيتوفؿ وأسماه البنياميني أي ابف اليميف ألنو كاف أميناً مع داود‪ .‬وقاؿ آخروف أف كوش ىو شمعي الذي‬
‫شتـ داود‪ .‬وربما ىو صديؽ لشاوؿ كاف يوقع بينو وبيف داود كمما ىدأ شاوؿ مف جية داود‪ .‬أو ىو شاوؿ نفسو‬
‫ب ىذا المزمور أثناء اضطياد شاوؿ لداود‪ ،‬أو أثناء خيانة‬ ‫ِ‬
‫واسماه كوش أي أسود بسبب أعمالو‪ .‬وسواء ُكت َ‬
‫إبشالوـ لو فاهلل أنقذه مف مؤامرات أعدائو‪ .‬وفي ىذا ىو يرمز لممسيح المتألـ الذي استجاب لو اآلب‪.‬‬

‫َس ٍد‬ ‫ِ ٕ ِ َّ‬ ‫ين ي ْ ِ‬


‫ط ُرُدوَنني َوَن ٍّجني‪ ,‬ل َئبل َي ْفتَ ِر َ‬
‫س َكأ َ‬
‫ِ‬ ‫ت‪َ .‬خمٍّ ِ ِ‬
‫صني م ْن ُك ٍّل الَّذ َ َ‬
‫ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب إِل ِيي‪َ ,‬عمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ‬
‫ٔ‬

‫َّاىا َوالَ ُم ْن ِق َذ‪"..‬‬ ‫َن ْف ِسي َى ِ‬


‫اش ًما إِي َ‬
‫َس ٍد = بصيغة المفرد‪ .‬فكاف كثيروف يضطيدوف داود‪ .‬ولكف‬ ‫ين َي ْط ُرُدوَنني = بصيغة الجمع‪َ ..‬ي ْفتَ ِر َ‬
‫س َكأ َ‬
‫ِ‬ ‫ُك ٍّل الَِّذ َ‬
‫كاف واحداً وىو كأسد زائر وراء كؿ ىذا االضطياد وىو إبميس‪ .‬ونرى ىنا إتكاؿ داود الكامؿ عمى اهلل‪ ،‬وطمبو‬
‫الخبلص مف يده‪ .‬والحظ قولو اييا ال َرب إِل ِيي = فأنت رب الخميقة كميا وضابط الكؿ‪ ،‬وأنت إليي أنا بوجو‬
‫خاص‪ .‬ولقد أضطيد إبميس آدـ فطرد مف الجنة‪ ،‬واضطيد المسيح‪ .‬وىو استبعد آدـ وخطؼ نفسو ولكنو لـ‬
‫يستطع ىذا مع المسيح فالمسيح كاف ببل خطية‪.‬‬
‫سالِ ِمي َ‬ ‫ي‪ .‬إِ ْن َكافَأ ُ‬ ‫ت ى َذا‪ .‬إِ ْن ُو ِج َد ظُ ْم ٌم ِفي َي َد َّ‬
‫اآليات (ٖ‪َ ٖ" - )٘-‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬إِ ْن‬
‫ٗ‬
‫ش ًّرا‪,‬‬ ‫ْت ُم َ‬ ‫ت قَ ْد فَ َع ْم ُ‬
‫ُك ْن ُ‬
‫ض َح َي ِاتي‪َ ,‬وْل َي ُحطَّ إِلَى التر ِ‬
‫اب‬ ‫س إِلَى األ َْر ِ‬ ‫س َب ٍب‪َ ٘ ,‬ف ْم ُيطَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م َ ِ‬
‫ضا ِيقي ِببلَ َ‬
‫َع ُد ٌّو َن ْفسي َوْل ُي ْد ِرْك َيا‪َ ,‬وْل َي ُد ْ‬
‫ارْد‬
‫َ‬ ‫سمَ ْب ُ ُ‬
‫َو َ‬
‫َم ْج ِدي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫ربما ينطبؽ ىذا عمى داود‪ ،‬وأنو كاف كممؾ عادؿ‪ ،‬وكاف بقدر استطاعتو با اًر أماـ اهلل‪ .‬ولكنو ىنا يتنبأ عف‬
‫المسيح الكامؿ الذي ببل خطية‪ .‬وبينما استعبد إبميس آدـ وبنيو بسبب سقوطيـ‪ ،‬لـ يستطيع ىذا مع المسيح‬
‫لكمالو وبره‪ .‬ونبلحظ أف اهلل قاؿ لمحية تأكميف تراباً‪ ،‬فكؿ مف يعيش في تراب ىذا العالـ وتستيويو شيواتو يصبح‬
‫تراباً ومأكبلً إلبميس‪ .‬لذلؾ عمينا أف نقارف حالنا مع ما قالو داود ىنا فيو لـ يوجد في يده ظمـ ولما يكافئ أحد‬
‫ش اًر حتى الذيف ضايقوه‪ ،‬وفي ىذا طبؽ داود تعميـ العيد الجديد‪ .‬فإف كنا ىكذا فعبلً ال يقوى عمينا إبميس وال‬
‫يدوسنا والمسيح قَبِ َؿ أف يموت بعد أف أخمى ذاتو حتى ال نموت نحف ونداس مف إبميس‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬

‫وىناؾ مف يعترض عمى داود أنو يذكر بره وقداستو‪ .‬ولكف األغمب أف ىذا لـ يكف في فكر داود فكؿ مزاميره‬
‫تنطؽ باالنسحاؽ‪ .‬ولكنو يذكر أنو برئ مف التيـ المزورة التي الصقيا بيا أعداؤه‪ .‬وبالنسبة لنا حيف نق أر ىذا‬
‫ونصمي بو فعمينا أف نبكت أنفسنا‪ .‬واف كانت نبوة عف المسيح فيو البار وحده‪.‬‬

‫‪ٚ‬‬
‫ت‪َ .‬و َم ْج َمعُ‬ ‫ص ْي َ‬
‫ق أ َْو َ‬ ‫ضا ِي ِق َّي َوا ْنتَِب ْو لِي‪ِ .‬با ْل َح ٍّ‬
‫س َخ ِط ُم َ‬ ‫ِ‬
‫ض ِب َك‪ْ .‬ارتَف ْع َعمَى َ‬‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٙ‬قُ ْم َيا َرب ِب َغ َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ْض لِي َيا َرب َك َحقٍّي َو ِم ْث َل َك َمالِي الَِّذي ِف َّي‪.‬‬ ‫وب‪ .‬اق ِ‬ ‫ين الش ُع َ‬‫الرب َي ِد ُ‬ ‫ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك‪ ,‬فَ ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَى‪َّ .‬‬
‫‪ٛ‬‬

‫ص مستَ ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار َوثٍَّب ِت ٍّ‬ ‫لِ َي ْنتَ ِو َ‬


‫وب َوا ْل ُكمَى اهللُ ا ْل َبار‪ .‬تُْرسي ع ْن َد اهلل ُم َخمٍّ ِ ُ ْ‬ ‫ص ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫ٍّيق‪ .‬فَِإ َّن فَاح َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫يمي‬ ‫الصد َ‬ ‫شر األَ ْ‬
‫ا ْل ُقمُ ِ‬
‫وب‪".‬‬
‫داود يمجأ هلل ليكوف ترس لو أي يحميو مف مؤامرات األعداء‪ .‬وبالمعنى النبوي نجده يتنبأ عف عمؿ المسيح في‬
‫صمبو= ْارتَ ِف ْع‪ .‬في قيامتو= قُ ْم‪ .‬ثـ بصعوده= ُع ْد فَ ْوقَ َيا إِلَى ا ْل ُعمَى‪ .‬فالمسيح بعد أف ارتفع عمى الصميب قاـ مف‬
‫األموات‪ .‬ولكنو في كؿ حيف ىو في وسط كنيستو= َو َم ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل ُي ِحيطُ ِب َك‪ .‬وكاف نداء داود عد إلى العمي ىو‬
‫وب = فالدينونة أعطيت لبلبف (يو٘‪ .)ٕٕ2‬فاهلل أداف إبميس‬ ‫الرب َي ِد ُ‬
‫ين الش ُع َ‬ ‫لكي تصعد باكورتنا إلى السماء‪ .‬و َّ‬
‫وأتباعو‪ ،‬وفي اليوـ األخير سيمقي في البحيرة المتقدة بالنار‪ .‬ولقد بدأت الدينونة بالصميب‪ .‬أما داود فيو يسمـ‬
‫قضيتو بيف يدي اهلل لكي يديف اهلل أعداؤه ويحكـ لو وينصفو‪ ،‬فاهلل وحده ىو الذي يعرؼ براءتو فيو فاحص‬
‫ش َر ِ‬
‫ار‬ ‫شر األَ ْ‬ ‫القموب والكمي‪ .‬ىو اهللُ ا ْل َبار = اهلل العادؿ‪ .‬ونبلحظ أف داود ىنا ال يطمب فناء الشرير بؿ قاؿ لِ َي ْنتَ ِو َ‬
‫= ىو يطمب ليـ التوبة‪ .‬وىكذا ينبغي أف نصمي‪.‬‬
‫ٍّيق = حتى ال يسقط في غوايات إبميس‪ ،‬وحتى يحتمؿ آالـ األشرار كما ثبت اهلل الشيداء في إيمانيـ‬ ‫َوثٍَّب ِت ٍّ‬
‫الصد َ‬
‫إلى النفس األخير (متٕٗ‪ .)ٖٔ2‬وقولو قُ ْم ىو صرخة كؿ متألـ حتى يرفع اهلل الظمـ عنو‪ ،‬ففي وسط الضيؽ‬
‫يظف اإلنساف أف الشر قد انتصر‪ ،‬فيصرخ إلى اهلل ليقوـ ويحقؽ العدؿ‪ .‬وقولو ُع ْد فوقيا إلى العمى و ْارتَ ِف ْع َعمَى‬
‫ضا ِي ِق َّي = أي إظير أنؾ فوؽ ىؤالء األشرار وتمجد أماميـ‪َ .‬م ْج َمعُ ا ْلقَ َب ِائ ِل = مجمع الشعوب أي كنيسة‬ ‫س َخ ِط ُم َ‬
‫َ‬
‫المسيح‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اض َع ِاد ٌل‪َ ,‬وِا ٌ‬


‫س َخطُ في ُك ٍّل َي ْوٍم‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْر ْ‬ ‫اآليات (ٔٔ‪ٔٔ" - )ٖٔ-‬اَهللُ قَ ٍ‬
‫ٕٔ‬
‫س ْيفَ ُو‪َ .‬م َّد قَ ْو َ‬
‫س ُو‬ ‫ٍّد َ‬
‫جع ُي َحد ْ‬ ‫لو َي ْ‬
‫ام ُو ُم ْمتَ ِي َب ًة‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٔ‬
‫حوهُ آل َة ا ْل َم ْوت‪َ .‬ي ْج َع ُل س َي َ‬
‫َّد َن َ‬
‫سد َ‬‫َىا‪َ ,‬و َ‬
‫َو َى َّيأ َ‬
‫المرتؿ ينبو األشرار حتى يرجعوا بالتوبة‪ ،‬فإف لـ يرجعوا سيضربيـ اهلل‪ .‬إف لـ يرجع الشرير عف شره يحدد اهلل‬
‫ٍ‬
‫وماض كالسيـ‪ .‬واهلل قبؿ أف يقتؿ الجسد بسيامو‪ ،‬يوجو سياماً معنوية لمضمير‬ ‫سيفو‪ .‬فعدؿ اهلل حاد كالسيؼ‬
‫لعمو يتحرؾ ويتوب‪ .‬وىذه السياـ المعنوية ىي كممتو وك ارزتو‪ .‬وضربات اهلل لمشرير تتدرج لتصؿ إلى الموت‬
‫فعبلً‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع)‬

‫سقَطَ ِفي ا ْل ُي َّوِة الَِّتي‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِب ِ ِ‬


‫اإل ثْم‪َ .‬ح َم َل تَ َع ًبا َو َولَ َد َكذ ًبا‪َ .‬ك َار ُجبًّا‪َ .‬حفَ َرهُ‪ ,‬فَ َ‬
‫ٗٔ‬
‫اآليات (ٗٔ‪ُ " - )ٔٚ-‬ى َوَذا َي ْم َخ ُ‬
‫ب ا ْل َعمِ ٍّي‪".‬‬ ‫السِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ب ِبٍّرِه‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ْ‬
‫سَ‬‫ب َح َ‬‫الر َّ‬ ‫ام ِت ِو َي ْي ِبطُ ظُ ْم ُم ُو‪ .‬أ ْ‬
‫َح َم ُد َّ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫ص َن َع‪َ .‬ي ْرجعُ تَ َع ُب ُو َعمَى َأرْسو‪َ ,‬و َعمَى َى َ‬
‫َ‬
‫آية (ٗٔ) ىي ما ردده يعقوب في (يع٘ٔ‪ .)ٔٗ2ٔ،‬فمف يتحد بالمسيح يكوف لو ثمار الروح‪ .‬ومف يتحد بإبميس‬
‫ينجب كذب وخداع وعنؼ وقمؽ وتعب‪ .‬فالخطية يصحبيا فقداف السبلـ‪ .‬وتنتيي بأف ما يزرعو اإلنساف فإياه‬
‫ْس ِو = (حزٕٕ‪)ٖٔ2‬‬ ‫يحصد‪َ .‬ك ار جبًّا = أي حفر حفرة فسقط فييا (أـ‪ + ٕٚ2ٕٙ‬جآٔ‪ .)ٛ2‬يرجع تَعب ُو عمَى أر ِ‬
‫َْ ُ َُ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وىذا يقولو داود عف كؿ مف دبَّر لو ش اًر‪ ،‬فكؿ ما يدبره األعداء سيرتد عمى رؤوسيـ وىذا ما حدث مع ىاماف‪.‬‬
‫رم اًز لما حدث مع المسيح‪ ،‬فقد تآمر ييوذا عميو وكاف في نيايتو درساً لكؿ مف يقؼ في وجو اهلل‪ .‬وكاف أخيتوفؿ‬
‫يرمز لييوذا‪ .‬ثـ ينيي المرنـ مزموره بتسبيح اهلل العمي‪ ،‬الذي يتعالى عمى كؿ أعدائو ويتمجد فييـ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل عمى كؿ أعمالو التي تنطؽ بمجده‪ .‬ويمخص داود أعماؿ اهلل في‪-2‬‬
‫مجد اهلل ظاىر في السموات فيي عمؿ يديو‪ ..‬القمر والنجوـ وكؿ ما فوقنا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التسبيح الذي يخرج مف فـ األطفاؿ‪ .‬فالطفؿ بصعوبة يتعمـ ولكنو بسيولة يسبح اهلل ويحبو‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اهلل الدياف بعدؿ يظير في دينونتو قداستو وفي دينونتو يسكت العدو والمنتقـ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫خمقة اهلل لئلنساف‪ ،‬وكوف اإلنساف ينقص قميبلً عف المبلئكة‪ ،‬وأف اهلل يعطي سمطاناً لئلنساف‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫قد ينشأ في داخؿ اإلنساف شعور بتفاىتو وأنو ال يساوي شئ (ىذا شعور ىاـ مف الناحية الروحية‬ ‫‪.5‬‬
‫الكتساب فضيمة التواضع)‪ ..‬ولكننا نرى الجانب اآلخر ليكوف مفيوـ التواضع صحيحاً أف اهلل يحب‬
‫اإلنساف وأعطاه سمطاناً ومف أجمو تجسد وافتدى اإلنساف‪ .‬إذاً فاإلنساف ميـ جداً عند اهلل‪ .‬وأف اهلل أعد‬
‫مجداً لئلنساف‪.‬‬
‫وىذا المزمور إتخذ رم اًز ونبوة صريحة عف المسيح في العيد الجديد ولنراجع‪-2‬‬
‫(متٕٔ‪ )ٔٙ2‬فتسبيح األطفاؿ حدث فعبلً في دخوؿ المسيح إلى أورشميـ‪ .‬وكمما عدنا لمرحمة الطفولة‬ ‫‪.1‬‬
‫وبساطتيا يسيؿ أف نسبح اهلل "إف لـ ترجعوا وتصيروا مثؿ ىؤالء األطفاؿ‪( " ..‬مت‪.)ٖ2ٔٛ‬‬
‫(عبٕ‪ )ٛ-ٙ2‬ونقارنو مع اآليات (ٗ‪ )ٙ-‬مف المزمور‪ .‬فبولس الرسوؿ رأى في ىذا نبوة عف المسيح‬ ‫‪.2‬‬
‫الذي أنقص عف المبلئكة بكونو صار إنساناً ومات‪ .‬ولكنو تكمؿ بالمجد والكرامة في قيامتو وصعوده‬
‫وجموسو عف يميف اآلب‪.‬‬
‫(ٔكو٘ٔ‪ )ٕٚ2‬ونقارنيا مع آية (‪ )ٙ‬تسمطو عمى أعماؿ يديؾ‪ ،‬جعمت كؿ شئ تحت قدميو ونرى ىنا‬ ‫‪.3‬‬
‫خضوع الخميقة كميا لممسيح‪ .‬فاهلل خمؽ آدـ وأعطاه سمطاناً عمى جميع المخموقات وفقده بالخطية‪،‬‬
‫وخسر كؿ المجد الذي كاف فيو‪ .‬ولكف المسيح جاء ليعيد لئلنساف المجد الذي خسره "بمجد وبياء تكممو"‪،‬‬
‫فأي مجد صار لنا بالخبلص الذي قدمو المسيح‪ .‬لقد صار لنا مجد أوالد اهلل ألننا سنصير مثمو تماماً‪.‬‬
‫(ٔيوٕ‪ + ٔ2ٖ،‬فيٖ‪)ٕٔ2‬‬
‫فيذا المزمور الذي يتحدث عف مجد اهلل عف خمقتو لمطبيعة ولئلنساف يتحدث أيضاً عف عمؿ المسيح ليعيد‬
‫المجد لئلنساف بعد أف فقده بخطيتو‪ .‬فنرى في ىذا المزمور محبة اهلل لئلنساف وعنايتو بو‪ ،‬والمجد الذي أعد لنا‬
‫وشركة الحياة األبدية مع الرب يسوع‪.‬‬
‫عمى الجتية = ربما ىي آلة موسيقية‪ ،‬أو لحف موسيقي مشيور في جت (مدينة فمسطينية وكاف لداود عبلقة‬
‫وثيقة بيا‪ ،‬وكاف حرسو الخاص مف جت‪ .‬وفي العبرية كممة جت تعني معصرة لذلؾ ترجمتيا السبعينية عمى‬
‫المعاصر‪ .‬ولنقارف مع عنواف المزمور التاسع "عمى موت االبف" لنرى االرتباط‪ ،‬فاالبف يسوع حيف مات داس‬
‫المعصرة وحده بصميبو (أشٖ‪)ٖ2ٙ‬‬

‫‪38‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬

‫السماو ِ‬
‫ات‪".‬‬ ‫اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ٔ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ‬ ‫ث َج َع ْم َ‬ ‫ض! َح ْي ُ‬ ‫س ٍّي ُد َنا‪َ ,‬ما أ َْم َج َد ْ‬
‫الرب َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬أَي َيا َّ‬
‫اس َم َك = فاسمو يدعي عجيباً (اش‪ ،)ٙ2ٜ‬باسـ يسوع الناصري قـ وامش (أعٖ‪ + ٙ2‬أعٗ‪( .)ٕٔ2‬تدريب=‬ ‫أ َْم َج َد ْ‬
‫ات = فالمبلئكة في‬‫السماو ِ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫ت َجبلَ لَ َك فَ ْو َ‬ ‫االلتزاـ بصبلة يسوع ) "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" َج َع ْم َ‬
‫السموات عمميا تسبيح اهلل‪ .‬والنفس التي تسبح اهلل تكوف في السموات وتشترؾ مع المبلئكة في تسابيحيا‪.‬‬

‫يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم‪".‬‬


‫َض َد ِاد َك‪ ,‬لِتَس ِك ِ‬
‫ْ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬
‫ت َح ْم ًدا ِب َ‬
‫سَ‬‫َس ْ‬
‫َّع أ َّ‬
‫ال َوالرض ِ‬ ‫طفَ ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْن أَفْو ِ‬
‫اه األَ ْ‬ ‫َ‬
‫ت َح ْم ًدا = األطفاؿ ىـ المولوديف جديداً في المعمودية وبالتوبة‪ ،‬ىـ مف عادوا‬ ‫سَ‬ ‫ِم ْن أَفْو ِ‬
‫اه األَ ْطفَ ِ‬
‫َس ْ‬
‫َّع أ َّ‬‫ال َوالرض ِ‬ ‫َ‬
‫مف خطيتيـ بتوبتيـ ليشبيوا األطفاؿ في بساطتيـ وطيارتيـ والرضع ىـ مف يرضعوف تعاليـ الكتاب المقدس‬
‫يت َع ُد ٍّو َو ُم ْنتَ ِقٍم = إختار اهلل جياؿ العالـ ليخزي الحكماء‪ ،‬واختار ضعفاء‬ ‫َض َد ِاد َك لِتَس ِك ِ‬
‫ْ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬
‫(ٔكوٕ‪ِ .)ٔ2ٖ،‬ب َ‬
‫العالـ ليخزي األقوياء‪ٔ( ..‬كو‪ .)ٕٚ2ٔ،ٕٜ‬فيؤالء األطفاؿ الروحييف ييزموف جبابرة العالـ (ٕكو٘‪.)ٗ2ٔٓ،‬‬

‫وم الَِّتي َك َّوْنتَ َيا‪",‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬إِ َذا أَرى سماو ِات َك عم َل أ ِ ِ‬
‫َصابع َك‪ ,‬ا ْلقَ َم َر َوالن ُج َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ َ‬
‫َصا ِب ِعك‪.‬‬
‫وم يشيروف لمقديسيف‪ .‬ما جعميـ نو اًر ىكذا ىو عمؿ الروح القدس = أ َ‬ ‫ا ْلقَ َمر يشير لمكنيسة َوالن ُج َ‬

‫آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ؟"‬


‫ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ‬‫س ُ‬
‫اإل ْن َ‬‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬فَ َم ْن ُى َو ِ‬
‫آد َم َحتَّى تَ ْفتَ ِق َدهُ = اإلنساف عزيز جداً في عيني اهلل وىنا المرتؿ يتعجب ليذه‬ ‫ان َحتَّى تَذ ُك َرهُ؟ َو ْاب ُن َ‬
‫س ُ‬ ‫َم ْن ُى َو ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫المحبة التي بسببيا افتقدنا اهلل بفدائو‪.‬‬

‫آية (٘) ‪٘" -‬وتَْنقُص ُو َقمِيبلً ع ِن ا ْلمبلَ ِئ َك ِة‪ ,‬وِبم ْج ٍد وبي ٍ‬


‫اء تُ َكمٍّمُ ُو‪".‬‬ ‫َ َ َََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َقميبلً َع ِن ا ْل َمبلَ ئ َكة ألنو أخذ جسدنا ومات ثـ تمجد في قيامتو‪.‬‬‫ِ‬
‫ىي عف المسيح الذي بتجسده صار أ ْنقُ َ‬
‫واإلنساف بوضع عاـ أقؿ قميبلً مف المبلئكة بسبب جسده الذي إتخذه المسيح فشابو اإلنساف تماماً‪ ،‬وذلؾ ليعيد‬
‫لئلنساف مجده = ِب َم ْج ٍد َوَب َيا ٍء تُ َكمٍّمُ ُو ىذه تقاؿ عف المسيح بعد صعوده‪ ،‬وتقاؿ لئلنساف الذي آمف وثبت في‬
‫المسيح فصار وارثاً‪.‬‬

‫يعا‪َ ,‬وَب َي ِائ َم ا ْل َبٍّر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬


‫ش ْي ٍء تَ ْح َ‬
‫ت قَ َد َم ْيو ا ْل َغ َن َم َوا ْل َبقَ َر َجم ً‬ ‫ت ُك َّل َ‬ ‫َعم ِ‬
‫ال َي َد ْي َك‪َ .‬ج َع ْم َ‬ ‫سمطُ ُو َعمَى أ ْ َ‬
‫اآليات (‪ٙ" - )ٛ-ٙ‬تُ َ ٍّ‬
‫السالِ َك ِفي سب ِل ا ْل ِمي ِ‬
‫اه‪".‬‬ ‫س َم َك ا ْل َب ْح ِر َّ‬ ‫ضا‪ٛ ,‬وطُيور َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫الس َماء‪َ ,‬و َ‬ ‫أ َْي ً َ ُ َ‬
‫ىذا السمطاف كاف لئلنساف قبؿ سقوطو (تؾٔ‪ .)ٕٛ2‬ونرى صورة لمسمطاف الذي عاد لئلنساف عمى الخميقة بعد‬
‫الفداء في قصة مثؿ األنبا برسوـ العرياف والثعباف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه)‬

‫ض!"‬‫اس َم َك ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬


‫س ٍّي ُد َنا‪َ ,‬ما أ َْم َج َد ْ‬
‫الرب َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اآلية (‪ " - )ٜ‬أَي َيا َّ‬
‫ال يختـ المرتؿ تأمبلتو في المزمور بسمطاف اإلنساف بؿ بمجد اهلل وىو نفس ما قالو في آية (ٔ) فالمجد في‬
‫البداية والنياية ىو هلل‪ ،‬ومجد اإلنساف عطية منو‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في باكر‪ ،‬فبعد ما صمينا (مز‪ )ٙ‬مزمور التوبة نرى ىنا أمجاد التوبة‪ .‬ونرى المسيح الذي‬
‫توج بالمجد والكرامة بعد أف قاـ وصعد لمسموات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع‬

‫في النسخة السبعينية نجد المزموراف (‪ )ٔٓ،ٜ‬كبلىما عبارة عف مزمور واحد ىو رقـ (‪ )ٜ‬وىناؾ أسباب كثيرة‬
‫تؤكد وحدة المزموريف‪2‬‬
‫ثمة نسؽ ىجائي عبراني‪ ،‬أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزموريف‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ال يوجد عنواف لممزمور العاشر‪ ،‬وىذا يؤكد أنو امتداد لممزمور التاسع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫استم اررية األفكار فمزمور (‪ )ٜ‬يتكمـ عف األعداء الخارجيف ومزمور (ٓٔ) يتكمـ عف األعداء‬ ‫‪.3‬‬
‫الداخمييف الذيف يظمموف المساكيف‪ .‬ولكف كبلىما يتكمـ عف أزمنة الضيؽ‪.‬‬
‫غالباً فداود رنـ ىذا المزمور بعد انتصاره في إحدى معاركو ضد أعداء شعبو‪.‬‬
‫عمى موت االبن = قد تعني أف نغمة المزمور عمى لحف مشيور بيذا االسـ‪ .‬وىناؾ مف قاؿ أنو قاليا بعد‬
‫انتصاره عمى قوات إبشالوـ وموت إبشالوـ ابنو‪ .‬إال أنو مف الناحية النبوية يشير لموت المسيح االبف الوحيد‬
‫بالجسد ليعطينا الخبلص وىذا ىو سبب الفرح والتيميؿ والتسبيح في المزمور‪.‬‬

‫الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ .‬أُحد ُ ِ‬


‫ٍّث ِب َجمي ِع َع َجائ ِب َك‪ .‬أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك‪ .‬أ َُرٍّن ُم ْ‬
‫ٕ‬
‫َ‬ ‫الر َّ‬
‫َح َم ُد َّ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬أ ْ‬
‫صبلة شكر ألجؿ االنتصار عمى عدو‪ ،‬وأوالد اهلل ال يكفوف عف شكره عف كؿ أعماؿ محبتو‪ ،‬فيـ أدركوا محبتو‬
‫وعنايتو وحكمتو حتى في اآلالـ التي تحؿ بيـ لذلؾ تصمي الكنيسة شاكرة اهلل عمى كؿ حاؿ‪ِ ..‬ب ُك ٍّل َق ْم ِبي = فمف‬
‫يحب اهلل مف كؿ قمبو سيشكره مف كؿ قمبو أي بكؿ ىمة ونشاط‪ .‬ومف يتأمؿ في أعماؿ اهلل معو سيجد أعمالو‬
‫كميا عجيبة وكؿ اليوـ وكميا بحكمة تصنع‪ .‬واذا فيمنا أف المزمور يتحدث عف الخبلص الذي تـ بالصميب‪.‬‬
‫أَف َْر ُح َوأ َْبتَ ِي ُج ِب َك = مف يفرح بالعالـ يفرح بشيء ٍ‬
‫فاف سينتيي وربما يفرح اليوـ وينتيي الفرح في الغد‪ ،‬أما مف‬
‫يفرح باهلل ففرحو دائـ كامؿ أبدي‪.‬‬

‫ون ِم ْن قُد ِ‬
‫ون َوَي ْيمِ ُك َ‬ ‫ٍ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ ٖ" -‬ع ْن َد رجوِع أ ْ ِ‬
‫َّام َو ْج ِي َك‪",‬‬ ‫َع َدائي إِلَى َخ ْمف‪َ ,‬ي ْ‬
‫سقُطُ َ‬ ‫ُُ‬
‫رجوع األعداء لخمؼ حدث مع داود حينما سقط عدوه جميات‪ .‬وحدثت حينما أتى الييود لمقبض عمى المسيح‬
‫وقاؿ ليـ أنا ىو فسقطوا‪ ،‬وحدثت في اندحار إبميس حينما حاوؿ أف يجرب المسيح عمى الجبؿ وحدثت في‬
‫معركة الصميب‪ .‬وتحدث في حياة كؿ منا حيف يغمب المسيح إبميس فينا (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬فالمسيح ىو قائد مسيرتنا‬
‫(راجع‪.)ٙ-ٖ2ٔٛ‬‬

‫اض ًيا َع ِادالً‪ .‬ا ْنتَ َي ْر َ‬


‫ت عمَى ا ْل ُكر ِس ٍّي قَ ِ‬
‫ت َحقٍّي َوَد ْع َو َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٜ-‬أل ََّن َك أَقَ ْم َ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫ت‬
‫َىمَ ْك َ‬
‫ُم َم‪ .‬أ ْ‬
‫ت األ َ‬ ‫ْ‬ ‫سَ َ‬ ‫َجمَ ْ‬ ‫اي‪.‬‬
‫الرب‬
‫َما َّ‬
‫‪ٚ‬‬
‫س ُو‪ .‬أ َّ‬ ‫ت م ُد ًنا‪ .‬ب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪ٙ .‬اَْل َع ُدو‬
‫اس َم ُي ْم إِلَى الد ْ‬ ‫ٍّ‬
‫اد ذ ْك ُرهُ َن ْف ُ‬ ‫َ‬ ‫تَ َّم َخ َر ُاب ُو إلَى األ ََبد‪َ .‬و َى َد ْم َ ُ‬ ‫ت ْ‬‫ير‪َ .‬م َح ْو َ‬
‫الشٍّر َ‬

‫‪41‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬

‫ام ِة‪َ .‬وَي ُك ُ‬ ‫ين الشعوب ِب ِ‬‫س ُكوَن ِة ِبا ْل َع ْد ِل‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء ُك ْر ِسي ُ‬
‫ض ِ‬‫َّت لِ ْمقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َّى ِر َي ْجم ُ‬ ‫فَِإلَى الد ْ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ون‬ ‫االستقَ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّو‪َ ,‬و ُى َو َي ْقضي ل ْم َم ْ‬ ‫س‪ .‬ثَب َ‬
‫ق‪".‬‬ ‫ق‪َ .‬م ْم َجأً ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ‬
‫الضي ِ‬ ‫س ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫الرب َم ْم َجأً ل ْم ُم ْن َ‬
‫َّ‬
‫ُعط َى لو الدينونة‬‫اضيا ع ِادالً = بعد صعود المسيح جمس عف يميف اآلب واالبف أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعمَى ا ْل ُك ْرس ٍّي قَ ً َ‬ ‫سَ‬
‫َجمَ ْ‬
‫(يو٘‪ .)ٕٕ2‬وحيف يأتي عمى السحاب سيديف األحياء واألموات‪ .‬بؿ ىو يجمس أيضاً كممؾ في قموب محبيو‬
‫ويديف الخطية فييـ أي ينزعيا مف داخميـ إذ ممكوه عمييـ فينزع الكرسي الذي امتمكو إبميس في قموبيـ ويجمس‬
‫ُم َم = بالنسبة لداود فاألمـ ىي األمـ الوثنية التي حاربتو‪ .‬ونفيـ األمـ بالنسبة لنا أنيا‬ ‫ت األ َ‬
‫ىو عميو‪ .‬ا ْنتَ َي ْر َ‬
‫ير‬ ‫ت ٍّ‬
‫الشٍّر َ‬ ‫َىمَ ْك َ‬
‫الخطايا والشرور‪ ،‬فحينما يممؾ المسيح ينتير خطايانا ويبكتنا عمييا فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬أ ْ‬
‫األبد = بعد الصميب لـ يعد لمشيطاف قوة وال‬ ‫ت اسميم إِلَى ِ‬
‫= طالما بصيغة المفرد فيذا يشير إلبميس َم َح ْو َ ْ َ ُ ْ‬
‫ت ُم ُد ًنيم= المدف عادة محصنة‪ ،‬وىكذا كاف إبميس ولكف المسيح ىدـ كؿ قوتو‬ ‫سمطاف لمف يتبع المسيح‪َ .‬ى َد ْم َ‬
‫وم َن َعتَوَ‪ .‬فصار يسيؿ عمى كؿ المؤمنيف ىزيمتو باسـ المسيح واشارة الصميب‪ .‬وصار اهلل ممجأ لنا‪َ .‬م ْم َجأً‬ ‫َ‬
‫ق = كؿ متواضع يعرؼ ضعفو ويمجأ لممسيح يحتمي فيو‪ ،‬يغمب إبميس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سح ِ‬ ‫ِ‬
‫ل ْم ُم ْن َ‬

‫اس َم َك‪ ,‬أل ََّن َك لَ ْم تَتُْر ْك طَالِ ِب َ‬


‫يك َيا َرب‪".‬‬ ‫ون ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ ٔٓ" -‬وَيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َك ا ْل َع ِ‬
‫ارفُ َ‬
‫اس َم َك = اسـ اهلل يعني شخصيتو وقوتو‪ ،‬ومف يختبرىا يمجأ إليو وحده‪.‬‬ ‫ون ْ‬ ‫ا ْل َع ِ‬
‫ارفُ َ‬

‫ْعالِ ِو‪".‬‬ ‫َخ ِبروا َب ْي َن الش ُع ِ‬


‫وب ِبأَف َ‬
‫ب َّ ِ ِ ِ‬
‫الساك ِن في ص ْي َي ْو َن‪ ,‬أ ْ ُ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬
‫ٔٔ‬

‫مف يعرؼ أعماؿ الرب عميو أف يسبحو عمى محبتو‪ ،‬وبتسبحتو يخبر اآلخريف ويكرز بيا‪.‬‬

‫اخ ا ْلمس ِ‬
‫اك ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٕٓ-‬أل ََّن ُو مطَالِب ِبالد ِ‬
‫ص َر َ َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ٍّماء‪َ .‬ذ َك َرُى ْم‪ .‬لَ ْم َي ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫اب‬‫يح َك ِفي أ َْب َو ِ‬‫ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬
‫ُحد َ‬ ‫ِ‬ ‫ٗٔ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّي‪َ ,‬يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ‬ ‫ِٖٔارحم ِني يا رب‪ .‬ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ‬
‫َ‬ ‫اب ا ْل َم ْوت‪ ,‬ل َك ْي أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْْ َ َ‬
‫ص َك‪.‬‬ ‫صييو َن‪ ,‬م ْبتَ ِيجا ِب َخبلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ً‬ ‫ْاب َنة ْ َ ْ‬
‫الش َب َك ِة الَِّتي أ ْ‬‫وىا‪ِ .‬في َّ‬ ‫ُم ُم ِفي ا ْل ُح ْف َرِة الَِّتي َع ِممُ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫اء‬
‫ض ً‬ ‫الرب‪ .‬قَ َ‬ ‫وف ُى َو َّ‬ ‫ش َب ْت أ َْر ُجمُ ُي ْم‪َ .‬م ْع ُر ٌ‬‫َخفَ ْو َىا ا ْنتَ َ‬ ‫تََوَّرطَت األ َ‬
‫ين اهللَ‪.‬‬ ‫الن ِ‬
‫اس َ‬ ‫اوَي ِة‪ُ ,‬كل األُمِم َّ‬ ‫ون إِلَى ا ْل َي ِ‬ ‫ار‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬اَألَ ْ‬
‫ش َرُار َي ْر ِج ُع َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ب األ َْوتَ ِ‬ ‫ق ِب َع َم ِل َي َد ْي ِو‪َ .‬‬ ‫ضى‪ٍّ .‬‬
‫َ‬ ‫ض ْر ُ‬ ‫ير َي ْعمَ ُ‬
‫الشٍّر ُ‬ ‫أ َْم َ‬
‫ان‪ .‬لِتُ َحا َكِم‬
‫س ُ‬ ‫َّى ِر‪ٜٔ .‬قُ ْم َيا َرب‪ .‬الَ َي ْعتََّز ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫يب إِلَى الد ْ‬ ‫ِ‬
‫ين الَ َيخ ُ‬ ‫اء ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫ِ‬
‫ين إِلَى األ ََبد‪َ .‬ر َج ُ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫ِ‬
‫سى ا ْلم ْ‬ ‫أل ََّن ُو الَ ُي ْن َ‬
‫‪ٔٛ‬‬

‫شٌر‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ُم ُم أ ََّن ُي ْم َب َ‬ ‫ِ‬


‫اج َع ْل َعمَ ْي ِي ْم ُر ْع ًبا ل َي ْعمَ َم األ َ‬
‫ٕٓ‬
‫َّام َك‪َ .‬يا َرب ْ‬ ‫ُم ُم قُد َ‬ ‫األ َ‬
‫اء ربما تشير ألعداء داود القتمة‬ ‫طالِب ِبالدٍّم ِ‬
‫َ‬ ‫نرى فييا انتقاـ اهلل مف األشرار‪ ،‬ورحمتو وخبلصو لممساكيف‪ُ .‬م َ ٌ‬
‫ولكنيا تشير إلبميس الذي أىمؾ اإلنساف (يو‪ .)ٗٗ2ٛ‬واهلل سيطالب األشرار بكؿ دـ سفكوه لمشيداء (تؾٗ‪.)ٔٓ2‬‬
‫اب ا ْل َم ْو ِت = المسيح خمصنا‬ ‫ض َّي = فإبميس يثيرنا بالشيوة واذ سقطنا يذلنا‪َ .‬يا ر ِاف ِعي ِم ْن أ َْب َو ِ‬
‫َ‬
‫ا ْنظُر م َذلَِّتي ِم ْن م ْب ِغ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫وف‬
‫ص ْي َي ْو َن = الكنيسة‪َ .‬م ْع ُر ٌ‬‫اب ْاب َن ِة ِ‬ ‫يح َك ِفي أ َْب َو ِ‬
‫ٍّث ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬
‫ُحد َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫مف موت الخطية‪ .‬ومن تحرر يسبح = ل َك ْي أ َ‬
‫الرب = عدالتو معروفة وستظير حيف يديف األشرار ويكافئ األبرار‪ .‬وعندما يصؿ المرتؿ في آية (‪)ٔٙ‬‬
‫ُى َو َّ‬

‫‪42‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع)‬

‫ب األ َْوتَ ِ‬
‫ار‪ .‬وأصؿ الكممة ىيجايَّوف وقد تترجـ بوقفة موسيقية أو وقفة‬ ‫ض ْر ُ‬
‫لعقاب اهلل لمشرير يقوؿ ممحوظة‪َ ..‬‬
‫خشوعية لمتأمؿ فيما قيؿ‪.‬‬

‫وفي (ٕٓ) أ ََّن ُي ْم َب َ‬


‫شٌر = أي يعمـ المؤمنيف أنيـ ضعفاء وأنؾ أنت اإللو القوي وحدؾ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور العبشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور العاشر‬

‫يدا؟ لِ َما َذا تَ ْختَ ِفي ِفي أ َْزِم َن ِة ٍّ‬


‫الضي ِ‬
‫ق؟"‬ ‫ف َب ِع ً‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬لِ َما َذا تَ ِق ُ‬
‫ٔ‬

‫سؤاؿ يتساءلو األبرار دائماً‪ .‬لماذا يترؾ اهلل الشرير دوف عقاب‪( .‬مزٖ‪ + ٚ‬أرٕٔ‪ )ٔ2‬بؿ ىذا السؤاؿ ىو محور‬
‫سفر أيوب‪ .‬بؿ الشرير ينمو ويزداد شره‪ .‬لكف اهلل طويؿ األناة‪.‬‬

‫ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا‪".‬‬


‫ون ِبا ْل ُم َؤ َ‬ ‫س ِك ُ‬
‫ين‪ُ .‬ي ْؤ َخ ُذ َ‬ ‫ير ي ْحتَ ِر ُ ِ‬
‫ق ا ْلم ْ‬ ‫الشٍّر ِ َ‬
‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬في ِك ْب ِري ِ‬
‫اء ٍّ‬ ‫َ‬
‫ىنا نرى الب ار ينسحؽ مف ظمـ الشرير‪ .‬وىذا التساؤؿ يدؿ عمى نفاذ صبر اإلنساف‪ .‬ولكف السيد المسيح يقوؿ‬
‫"مف يصبر إلى المنتيى فذاؾ يخمص" فكؿ تجربة لمبار ىي لمنفعتو فبيا يزداد إيمانو وصبره ورجاؤه‪ .‬والحقيقة أف‬
‫اهلل ال يبتعد عنا وقت الضيقة لكف ما يحدث أنو نتيجة لقمة إيماننا نشعر بيذا فنشكو‪ .‬والعكس ىو الصحيح فاهلل‬
‫يحيط بنا وقت ضيقتنا ونكتشؼ ىذا في خموة الصبلة ودراسة الكتاب (الثبلثة فتية في األتوف) وحينما تكتشؼ‬
‫النفس وجود اهلل تنتيي حالة القمؽ واالضطراب والشؾ‪.‬‬
‫ويرى كثيروف أف مواصفات الشرير ىنا تنطبؽ عمى ضد المسيح في آخر األزمنة‪ .‬ونرى المبدأ أف مف حفر حفرة‬
‫ام َرِة الَِّتي فَ َّك ُروا ِب َيا‪.‬‬
‫ون ِبا ْل ُم َؤ َ‬
‫ألخيو يسقط فييا = ُي ْؤ َخ ُذ َ‬

‫ات َن ْف ِس ِو‪ ,‬وا ْل َخ ِ‬ ‫شيو ِ‬ ‫ِ‬


‫ب‬‫سَ‬ ‫ير َح َ‬ ‫ب‪ٍّ ٗ .‬‬
‫الشٍّر ُ‬ ‫الر َّ‬
‫ين َّ‬ ‫ٍّف‪ُ .‬ي ِي ُ‬‫ف ُي َجد ُ‬ ‫اط ُ‬ ‫َ‬ ‫ير َي ْفتَخ ُر ِب َ َ َ‬ ‫َن ٍّ‬
‫الشٍّر َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٔٔ-‬أل َّ‬
‫ين‪َ .‬عالِ َي ٌة أ ْ‬ ‫س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ارِه أَنَّ ُو الَ إِ َ‬
‫ب»‪ُ .‬كل أَ ْف َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫٘‬
‫ام َك فَ ْوقَ ُو‪ُ .‬كل‬ ‫َح َك ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫لو‪ .‬تَثْ ُب ُ‬ ‫ام ِخ أَ ْنفو َيقُو ُل «الَ ُيطَال ُ‬ ‫شُ‬ ‫تَ َ‬
‫وء لَ ْع َن ًة َو ِغ ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِفي ِيم‪ٙ .‬قَ َ ِ‬ ‫َع َد ِائ ِو َي ْنفُ ُ‬
‫سو ٍء»‪ .‬فَ ُم ُو َم ْممُ ٌ‬ ‫ال في َق ْم ِبو «الَ أَتََز ْع َزعُ‪ .‬م ْن َد ْو ٍر إِلَى َد ْو ٍر ِببلَ ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫شا َوظُ ْم ًما‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫أْ‬
‫ين‪َ ٜ .‬ي ْك ُم ُن‬ ‫س ِك َ‬ ‫ي‪ .‬ع ْي َناه تُر ِاقب ِ ِ‬
‫ان ا ْلم ْ‬
‫ِ‬
‫ار‪ ,‬في ا ْل ُم ْختَفَ َيات َي ْقتُ ُل ا ْل َب ِر َّ َ ُ َ َ‬
‫شقَّ ٌة وِاثْم‪ٛ .‬ي ْجمِس ِفي م ْكم ِن الدٍّي ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫سانو َم َ َ ٌ َ ُ‬
‫ت لِ ِ ِ‬
‫تَ ْح َ َ‬
‫س ِح ُ‬
‫ِ ِ ٓٔ‬
‫ق‬ ‫ش َب َكتو‪ ,‬فَتَْن َ‬ ‫ين ِب َج ْذ ِب ِو ِفي َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫طُ ِ‬
‫ف ا ْلم ْ‬ ‫ين‪َ .‬ي ْخ َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫طَ ِ‬
‫ف ا ْلم ْ‬ ‫يس ِو‪َ .‬ي ْك ُم ُن ِل َي ْخ َ‬ ‫ِفي ا ْلم ْختَفَى َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ب َو ْج َي ُو‪ .‬الَ َي َرى إِلَى األ ََبد»‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال في َق ْم ِبو «إِ َّن اهللَ قَ ْد َنس َي‪َ .‬ح َج َ‬ ‫ين ِب َب َراثنو‪ .‬قَ َ‬
‫ٔٔ‬
‫ساك ُ‬‫سقُطُ ا ْل َم َ‬
‫َوتَ ْن َحني َوتَ ْ‬
‫نرى فييا تصورات قمب األشرار أو إبميس أو ضد المسيح‪ ،‬فيو متكبر‪ ،‬يفتخر بصنع الشر والتجديؼ عمى اهلل‬
‫ب = أي ال يعاقب‪ ،‬أو أنو ينسى شروره‪ .‬وىو واثؽ في نفسو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واإللحاد فيو يقوؿ ال إلو‪ ،‬واف وجد الو فيو الَ ُيطَال ُ‬
‫ام َك فَ ْوقَ ُو = في‬ ‫َح َك ُ‬ ‫ين = اهلل ال يعاقب فو ار ‪َ .‬عالِ َي ٌة أ ْ‬ ‫س ْبمُ ُو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬ ‫ت ُ‬ ‫وعموماً فالكبرياء يؤدي لكؿ ىذا‪ .‬تَثْ ُب ُ‬
‫نظر المظموـ أف الشرير تثبت طرقو أي ال يجد مقاومة‪ .‬ولكف المرنـ يضيؼ أف ىذا بسماح مف اهلل‪ .‬واهلل ألنو‬
‫شقَّ ٌة = مشقة = اي‬ ‫س ِان ِو َم َ‬‫فوؽ ىذا الشرير بقوتو وحكمتو يسمح بذلؾ إلى حيف وليس في كؿ حيف‪ .‬تَ ْح َ ِ‬
‫تلَ‬
‫عناء ووجع فبل سبل ـ لبلشرار( سبعينية )‪ ،‬فكبلمو يسبب االما لمف يقبميا ولمف يقوليا ولمف يعمميا ‪ ،‬بؿ ولكؿ‬
‫شرير ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور العبشر)‬

‫وابميس كاف يختفي وراء لساف اليراطقة‪ .‬وىو يكمن في اليراطقة = المختفى ليخدع بيم البسطاء‪ .‬وىو يحارب‬
‫يس ِو = عرينو‪ .‬لقد قيؿ عف ضد المسيح أنو مرتفع عمى كؿ ما يدعي إلياً (ٕتسٕ‪.)ٗ2‬‬ ‫بقوة َكأَس ٍد ِفي ِعٍّر ِ‬
‫َ‬
‫فإبميس أعطاه كؿ قوتو وشره (رؤٖٔ‪.)ٕ2‬‬

‫ير اهللَ؟ لِ َما َذا قَا َل‬ ‫ان ٍّ‬


‫الشٍّر ُ‬ ‫َى َ‬‫ين‪ .‬لِ َما َذا أ َ‬
‫ٖٔ‬
‫اك َ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ - )ٔٛ-‬قُم يا رب‪ .‬يا اَهلل ارفَع ي َد َك‪ .‬الَ تَ ْنس ا ْلمس ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫س ِك ُ‬ ‫ِ‬
‫سمٍّ ُم ا ْلم ْ‬
‫از ِ‬
‫ي ِب َيد َك‪ .‬إِلَ ْي َك ُي َ‬
‫ِ‬
‫شقَّ َة َوا ْل َغ َّم لتُ َج ِ َ‬
‫ت‪ .‬أل ََّن َك تُْب ِ‬ ‫ِ‬
‫في َق ْم ِبو «الَ تُطَال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٗٔ‬
‫ت‬‫ين أ َْم َرهُ‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ص ُر ا ْل َم َ‬ ‫ب»؟ قَ ْد َأر َْي َ‬
‫اد ِت‬‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪َ .‬ب َ‬
‫الرب َممِ ٌك إِلَى الد ْ‬ ‫ش َّرهُ َوالَ تَ ِج ُدهُ‪.‬‬ ‫اج ِر‪َ .‬و ٍّ‬ ‫ين ا ْل َي ِت ِيم‪ِ .‬ا ْح ِط ْم ِذ َر َ‬
‫اع ا ْلفَ ِ‬ ‫ت ُم ِع َ‬ ‫ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫َّ‬ ‫ب َ‬ ‫ير تَ ْطمُ ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ص ْر َ‬
‫ق‪ ,‬لِ َك ْي الَ‬ ‫س ِح ِ‬ ‫ت ُقمُوبيم‪ .‬تُ ِمي ُل أُ ُذ َن َك ‪ٔٛ‬لِح ٍّ ِ ِ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ‪ٔٚ‬‬ ‫األ ِ‬
‫ق ا ْل َيتيم َوا ْل ُم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ت َيا َرب‪ .‬تُثٍَّب ُ َ ُ ْ‬ ‫ُم ُم م ْن أ َْرضو‪ .‬تَأَوهَ ا ْل ُوَد َعاء قَ ْد َ‬ ‫َ‬
‫ان ِم َن األ َْر ِ‬
‫ض‪".‬‬ ‫سٌ‬ ‫ضا َي ْر َع ُب ُي ْم إِ ْن َ‬
‫ود أ َْي ً‬
‫َي ُع َ‬
‫ىي صرخة مف المرنـ ومف كؿ مظموـ ومف الكنيسة ليتدخؿ اهلل الذي يبدو كما لو كاف نائماً في السفينة‬
‫(مت‪ .)ٕ٘2ٛ‬فالكنيسة وىي تتألـ تشبو ىذه السفينة التي تبلطميا األمواج‪ .‬قُ ْم = ىنا الكنيسة تطمب سرعة‬
‫مجيء الرب الدياف‪ .‬ونبلحظ تكرار كممات "المسكيف واليتيـ والمتواضع" وىي تشير لمكنيسة ككؿ أو لمنفس‪.‬‬
‫فالنفس التي تشعر بأنيا يتيمة تسمع اهلل يقوؿ ليا صموا ىكذا "يا أبانا الذي في السموات" والنفس التي تشعر‬
‫بأنيا مسكينة تسمع "طوبى لممساكيف" "لف أترككـ يتامي لكف أرسؿ لكـ الروح المعزي"‪ .‬قُ ْم = الي يقوـ فيو يتييأ‬
‫ليعمؿ والكنيسة تصمي هلل ليعمؿ عمي ابادة الشر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي عشر‬

‫كتب داود المزمور غالباً عندما بدأ شاوؿ يطارده ورماه بحربتو‪ ،‬فنصحو مف حولو باليروب لحياتو مف وطنو‬
‫فرفض‪ .‬ونحف نعمـ أنو ىرب بعد ذلؾ‪ .‬واليروب مف الشر في حد ذاتو ليس خطية بؿ ىو حكمة فالمسيح نفسو‬
‫ىرب مف الييودية وأتى إلى مصر‪ .‬ولكف المشكمة ىي في األفكار التي تدور في القمب‪ .‬ىؿ نيرب ألننا غير‬
‫واثقيف في قدرة اهلل عمى حمايتنا أو ىؿ نيرب لعدـ تبديد الوقت في مقاومة الشر‪ .‬ويبدو أف ىذا الصراع دار‬
‫داخؿ قمب داود‪ ،‬وتعرض لمغواية بأف ييرب ألف اهلل لف يحميو ونجده بروح الصبلة وقد تغمب عمى ىذا الفكر‬
‫فوأده داخؿ قمبو‪ ،‬ولما ىرب بعد ذلؾ كاف في ذلؾ ال يخطئ إذ كانت أفكاره مقدسة وكاف ييرب شاع اًر أف اهلل‬
‫يحميو في ىربو‪.‬‬
‫يمكف تفسير المزمور بطريقتيف [ٔ] ما حدث لداود فعبلً‪ ]ٕ[ .‬بطريقة نبوية عف الكنيسة المضطيدة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫لِ َن ْف ِسي « ْ‬


‫ور؟ ٕألَنَّ ُو ُى َوَذا‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫اى ُرُبوا إِلَى ِج َبال ُك ْم َك ُع ْ‬ ‫ب تََو َّك ْم ُ‬
‫ٔ‬
‫ون‬
‫ف تَقُولُ َ‬ ‫ت‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٚ-‬عمَى َّ‬
‫َع ِم َدةُ‪,‬‬
‫وب‪ .‬إِ َذا ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ‬
‫ٖ‬ ‫ِفي الدجى مستَ ِق ِ‬
‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫الس ْي َم ِفي ا ْل َوتَ ِر لِ َي ْرُموا‬‫س‪ .‬فَ َّوقُوا َّ‬‫ون ا ْلقَ ْو َ‬
‫ش َرُار َي ُمد َ‬‫األَ ْ‬
‫ٍّيق َما َذا َي ْف َع ُل؟ »‬
‫الصد ُ‬
‫فَ ٍّ‬
‫الرب َي ْمتَ ِح ُن‬ ‫٘‬
‫آد َم‪َّ .‬‬ ‫َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ‬‫ان‪ .‬أ ْ‬ ‫اء ُك ْر ِسي ُو‪َ .‬ع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ‬‫السم ِ‬
‫الرب في َّ َ‬
‫ٗاَ َّلرب ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس ِو‪ِ َّ .‬‬
‫السم ِ‬ ‫اخا‪َ ,‬ن ا ِ‬‫ار ِف َخ ً‬ ‫س ُو‪ُ .‬ي ْم ِط ُر َعمَى األَ ْ‬ ‫ير َو ُم ِحب الظ ْمِم فَتُْب ِغ ُ‬
‫ار َوك ْب ِريتًا‪َ ,‬و ِر َ‬ ‫ش َر ِ‬ ‫َما ٍّ‬
‫‪ٙ‬‬
‫وم‬ ‫يح َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫ض ُو َن ْف ُ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ٍّيق‪ ,‬أ َّ‬
‫صد َ‬
‫ا ْل ٍّ‬
‫ص ُر َو ْج َي ُو‪".‬‬ ‫ب ع ِاد ٌل وي ِحب ا ْلع ْد َل‪ .‬ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ‬ ‫ْس ِي ْم‪ٚ .‬أل َّ‬‫صيب َكأ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ َ َ ُ‬ ‫َن َّ‬ ‫َن َ‬
‫في (ٔ) نجد داود يستنكر‪ ،‬فيربو كعصفور أي مذعو اًر فيو تشكيؾ في قدرة اهلل وىو إتخذ ق ارره بأنو يتوكؿ عمى‬
‫اهلل‪ .‬واهلل صخرتو وحمايتو وليست الجباؿ المحيطة‪ .‬وفي (ٕ) ربما محاوالت أصدقائو بإقناعو بفكرة اليرب أو‬
‫الس ْي َم = أي وضعو عمى وتر القوس وجذب الوتر‪.‬‬ ‫ق َّ‬‫أفكاره الداخمية التي تنازعو بأف شاوؿ مستعد لقتمو وىو فَ َّو ُ‬
‫ويعدوف أنفسيـ ليرموا السيـ ليبلً أي بينما داود غير منتبو أو نائـ أو ال يرى كيؼ يدافع عف نفسو وفي (ٖ) إِ َذا‬
‫ٍّيق‬
‫الصد ُ‬ ‫َع ِم َدةُ في السبعينية ألف الذي أصمحت أنت ىـ ىدموه‪ .‬وفي اإلنجميزية إذا إنقمبت األساسات فَ ٍّ‬ ‫ا ْن َقمَ َب ِت األ ْ‬
‫َما َذا َي ْف َع ُل‪ .‬فشاوؿ استياف بناموس الرب وقتؿ كينة نوب (أعمدة) أو األعمدة ىـ األشراؼ والنببلء الذيف‬
‫اضطيدىـ شاوؿ في شره‪ .‬واألساسات تفيـ بأنيا أسس العدؿ المؤسسة عمى ناموس اهلل والتي استياف بيا‬

‫شاوؿ‪ .‬فإذا فعؿ شاوؿ ىذا فكيؼ يثبت أمامو صديؽ مسكيف مثؿ داود‪ .‬وبعد صبلتو رفع داود رأسو ووجد اهللُ‬
‫اء ُك ْر ِسي ُو (ٗ ) أي ىو فوؽ كؿ الظالميف وىو ىناؾ ليديف شرىـ ويحفظ أوالده فمماذا الخوؼ‪ ،‬إذا كانت‬ ‫السم ِ‬
‫في َّ َ‬
‫ِ‬
‫ان المسكيف= فيو يرى ظممو وسيتدخؿ إلنقاذه في الوقت المناسب‪ .‬وفي (٘) نرى لماذا يتأخر في‬ ‫َع ْي َناهُ تَ ْنظُ َر ِ‬
‫إنقاذ الصديؽ ‪ ....‬فيو َي ْمتَ ِح ُنو = بمعنى ينقيو‪ ،‬ويكشفو لنفسو ثـ حيف ترى يد الرب التي تنقذه يزداد إيمانو‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى عشر)‬

‫فالتجارب ىي لفائدة وخير المؤمنيف واهلل يعطي فرصة وراء فرصة لؤلشرار فيو يطيؿ بالو عمييـ لعميـ يتوبوف‪،‬‬
‫صيب َكأ ِ‬
‫ْس ِي ْم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فإف لـ يتوبوا يمطر عمييـ َن ا ِ‬
‫ار َوك ْب ِريتًا‪ .‬ويكوف نصيبيـ عذابات ال ينطؽ بيا= َن َ‬
‫ً‬
‫ومن الناحية النبوية فإبميس وجنوده مف أعداء الكنيسة واليراطقة يحاولوف خداع أوالد اهلل بكمماتيـ التي ىي‬
‫كالسياـ‪ ،‬أو كما حدث أياـ االضطياد فعبلً فقد قتموا أجساد أوالد اهلل‪ِ .‬في د َجى الميل = الميؿ تصوير لفترة‬
‫االضطيادات في الكنيسة أو فترة سيادة ىرطقات معينة كيرطقة آريوس‪ .‬وىؿ نترؾ جبؿ الرب أي كنيستو ونمجأ‬
‫ألي جبؿ آخر‪ .‬والكنيسة تشبو بالقمر فيي تعكس نور شمس البر عريسيا‪ .‬ولكف إذا سادت اليرطقات كاف‬
‫َع ِم َدةُ ‪ ،‬فكثير مف‬
‫المؤمنيف وكأنيـ في دجى الميؿ معرضيف لسياـ األعداء وفي فترة اليرطقات ا ْن َقمَ َب ِت بعض األ ْ‬
‫اليراطقة كانوا بطاركة وأساقفة‪ ،‬فإذا انقمب ىؤالء وانفصموا عف الكنيسة فالصديؽ أي المؤمف البسيط ماذا يفعؿ‪.‬‬
‫س‪ .‬واهلل يسكف في ىيكمو أي النفس‬ ‫ولكف عمينا أف ال نترؾ كنيستنا ألف الرب فييا = اَ َّلرب ِفي َى ْي َكِمو المقُ ْد ِ‬
‫البشرية (ٔكوٖ‪ )ٔٚ2‬وفي الكنيسة التي ىي جسده (أؼٔ‪ )ٖٓ2٘ + ٕٕ2‬واذا ثبتنا في جسده وكنيستو كيؼ‬
‫َجفَا ُن ُو تَ ْمتَ ِح ُن َب ِني َ‬
‫آد َم = أي يعطييـ‬ ‫نخاؼ‪ ،‬ىو سيعطينا ىذا اإليماف أف عيناه تنظراف إلى المساكيف‪ .‬وأ ْ‬
‫المعرفة الحقيقية اإلليية فبل يضموا بسب اليرطقات‪ ،‬أو يتشتتوا بسبب االضطيادات‪ .‬وسيرى الصديؽ أف اهلل‬
‫عادؿ‪ .‬وأنقياء القمب سيعاينوف اهلل= ا ْلمستَ ِقيم ي ْب ِ‬
‫ص ُر َو ْج َي ُو‪.‬‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬

‫‪47‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني عشر‬

‫المزمور الثاني عشر (الحادي عشر في األجبية)‬

‫يقوؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في أثناء فترة حكـ شاوؿ وانتشار األكاذيب ضده في القصر الممكي‪،‬‬
‫داى ْف الممؾ شاوؿ وينشر إشاعات مغرضة ضد داود إلرضاء شاوؿ‪ ،‬وداود يصرخ هلل واثقاً في كبلـ اهلل‬‫فالكؿ ي ِ‬
‫ُ‬
‫ووعوده‪ .‬ونحف ىنا أماـ ثبلث أنواع مف الكبلـ‪.‬‬
‫كبلم األشرار‪ 2‬كذب ورياء وكبرياء ينطقوف بفـ أبييـ إبميس الكذاب وأبو الكذاب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كبلم األبرار‪ 2‬تنيدات المساكيف بسبب ما يعانوه مف ضيؽ ومتاعب‪ ،‬واهلل يسمع ليـ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كبلم اهلل‪ 2‬كبلـ نقي‪ ،‬محؿ ثقة‪ ،‬مصدر الخبلص‪ .‬كفضة مصفاة ببل شوائب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫واف قيؿ ىذا المزمور في أياـ شاوؿ أو غيره‪ ،‬فيذه حقيقة واقعة أف كبلـ األشرار المتكبريف وأكاذيبيـ تنتشر لفترة‪،‬‬
‫وربما يتعالوف وينتصروف لفترة ما بسماح مف اهلل وخبلؿ ىذه الفترة يكوف األبرار المساكيف يتنيدوف ويصرخوف هلل‬
‫واضعيف وعوده بأنو يخمص نصب عيونيـ‪ ،‬وتكوف فترة انتظار الرب ىي فترة طوؿ أناة عمى األشرار لعؿ طوؿ‬
‫أناتو تقتادىـ لمتوبة‪ ،‬وتكوف فترة االنتظار ىذه لؤلبرار فرصة تنقية فيي فترة ص ارخ هلل وصبلة والتصاؽ باهلل‪،‬‬
‫وفي ىذا يتنقوف كما تتنقى الفضة مف الشوائب في البوطة (فرف الصير)‪ .‬ثـ يتدخؿ اهلل وينصؼ األبرار ويقطع‬
‫شفاه األشرار‪.‬‬

‫اء ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬
‫ش ِر‪".‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬خمٍّص يا رب‪ ,‬أل ََّن ُو قَِد ا ْنقَر َ ِ‬
‫ض التَّقي‪ ,‬ألَن ُو قَد ا ْنقَطَ َع األ َ‬
‫ُم َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫قد إنقرض التقى = البار قد فني (سبعينية) = داود رأي أف الكذب قد انتشر‪ ،‬والخيانة انتشرت‪ ،‬لـ يرى واحد‬
‫بار‪ ،‬فشاوؿ يخونو ومعو رجالو وكذلؾ أىؿ زيؼ وقعيمة‪ ،‬ورأى مذبحة الكينة بسببو فصرخ َخمٍّ ْ‬
‫ص َيا َرب ‪ ،‬فمـ‬
‫يبؽ وال بار‪ .‬فمف كثرة االضطياد فنى األبرار‪ .‬وألف الشر ساد العالـ كمو احتاج العالـ لمخمص‪ ،‬وكأف صرخة‬
‫داود خمص يا رب ىي بروح النبوة صرخة نداء هلل ليتجسد المسيح إذ زاغ الجميع وفسدوا‪ .‬داود ىنا شابو إيميا‬
‫تصور أف األبرار انتيوا مف األرض ولـ يبؽ سواه (ٔمؿ‪.)ٔٓ2ٜٔ‬‬
‫حيف َّ‬

‫اه َممِقَ ٍة‪ِ ,‬ب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬


‫اح ِب ِو‪ِ ,‬ب ِشفَ ٍ‬
‫اح ٍد مع ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ِبا ْل َكذ ِب ُكل َو َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٗ-‬يتَ َكمَّ ُم َ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬
‫الرب‬ ‫ون‪َ .‬ي ْقطَعُ َّ‬
‫ين قَالُوا « ِبأَْل ِس َن ِت َنا َنتَ َجب َُّر‪ِ .‬شفَ ُ‬ ‫ان ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ِبا ْل َعظَ ِائِم‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫ج ِميع ٍّ ِ ِ ِ‬
‫الشفَاه ا ْل َممقَة َوالمٍّ َ‬
‫ٗ‬
‫س ٍّي ٌد‬
‫اى َنا َم َع َنا‪َ .‬م ْن ُى َو َ‬ ‫س َ‬ ‫َ َ‬
‫َعمَ ْي َنا؟ »‪".‬‬
‫رأى داود قمة األمانة والكذب ينتشراف بيف الناس‪( .‬ونرى في يعٖ كيؼ أف المساف عطية اهلل لو استخدـ في‬
‫الباطؿ يكوف كدفة سفينة تقودىا لميبلؾ) ومف عبلمات الرياء إزدواج القمب= ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬
‫ون = ىـ غير‬

‫‪48‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫أمناء وال يقولوف الحؽ واهلل سيقطع ىذه الشفاه‪ ،‬كما قطع لساف فرعوف الذي قاؿ في تجبر "إني لست أعرؼ‬
‫الرب" وقطع شعب الييود ورؤسائيـ الذيف تجبروا عمى المسيح‪ ،‬وقطع لساف كؿ مف تجبر عمى الكنيسة الذيف‬
‫س ٍّي ٌد َعمَ ْي َنا‪.‬‬
‫قالوا َم ْن ُى َو َ‬
‫ون = جاءت في اإلنجميزية اآلية ىكذا "يتكمموف بشفاه غاشة وقمب مزدوج" ويعني ىذا أف‬ ‫ِب َق ْم ٍب فَ َق ْم ٍب َيتَ َكمَّ ُم َ‬
‫القمب زائغ منقسـ بيف الحؽ والباطؿ‪ ،‬مرائي‪.‬‬

‫س ٍع الَِّذي‬ ‫الرب‪ ,‬أ ْ ِ‬


‫َج َع ُل في ُو ْ‬ ‫وم‪َ ,‬يقُو ُل َّ‬
‫اآلن أَقُ ُ‬
‫ين‪َ ,‬‬‫ص ْر َخ ِة ا ْل َب ِائ ِس َ‬ ‫اك ِ ِ‬
‫ين‪ ,‬م ْن َ‬
‫اب ا ْلمس ِ‬
‫ص ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫٘ ِ‬
‫آية (٘) ‪« " -‬م ِن ا ْغت َ‬
‫ث ِف ِ‬
‫يو»‪".‬‬ ‫ُي ْنفَ ُ‬
‫اآلن ‪ ،‬وىذا‬
‫ىنا نسمع صراخ األبرار في ظمميـ وألميـ‪ .‬يتدخؿ اهلل في الوقت الذي يراه صالحاً= ىذا معني َ‬
‫ث ِف ِ‬
‫يو = وجاءت في الترجمة‬ ‫س ٍع الَِّذي ُي ْنفَ ُ‬ ‫الوقت المناسب اطمؽ عميو بولس الرسوؿ (مؿء الزماف) وأ ْ ِ‬
‫َج َع ُل في ُو ْ‬
‫السبعينية " اصنع الخبلص عبلنية "و جاءت في ترجمات عربية أخرى "ألفرج كربة المتضايقيف"‪ .‬وفي المغة‬
‫ث= النفث شبيو بالنفخ وىو أقؿ مف التفؿ‪ .‬ومنيا الطائرات النفاثة‪ .‬والمعنى بيذا يكوف أف اهلل سيعطي‬
‫العربية ْنفَ ُ‬
‫راحة لمف مؤلىـ الناس ظمماً‪ ،‬كما ينفث الثعباف السـ‪ .‬وجاءت اآلية في اإلنجميزية "أضع المسكيف في أماف‬
‫تطوؿ مدتو"‪.‬‬
‫ض‪ ,‬ممحوص ٍة س ْبع م َّر ٍ‬ ‫اة ِفي بو َ ٍ ِ‬
‫َّة مصفَّ ٍ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫طة في األ َْر ِ َ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ات‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫ب َكبلَ ٌم َنق ٌّي‪َ ,‬كفض ُ َ‬
‫الر ٍّ‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬كبلَ ُم َّ‬
‫ىنا نسمع عف كممة اهلل التي ىي كفضة مصفاة نقية‪ ،‬والكتاب المقدس كممة اهلل منزه عف كؿ خطأ وشبو خطأ أو‬
‫تضاد أو كممة بشرية ساقطة‪ ،‬فالكتاب كمو موحى بو مف اهلل‪ .‬واألبرار يثقوف في وعود اهلل التي ال تسقط أبداً‪،‬‬
‫فميس في وعوده غش‪ .‬ىنا نرى التناقض بيف غش ورياء البشر وصدؽ كممة اهلل النقية ووعوده التي ال تسقط‪.‬‬
‫بؿ كبلـ اهلل ينقي النفس "أنتـ أنقياء مف أجؿ الكبلـ الذي كممتكـ بو" فالرب حيف يعطينا مف مواىب الروح القدس‬
‫تنقي حياتنا ‪ ٚ‬أضعاؼ ورقـ (‪ )ٚ‬رقـ كامؿ‪ .‬وىناؾ مف رأى أف رقـ ‪ ٚ‬يشير لقوؿ أشعياء روح الرب‪ .‬وروح‬
‫اة = الكتاب المقدس ىو كممة اهلل مكتوبة بمساف وحروؼ بشرية ‪ .‬والمغة‬‫الحكمة والفيـ‪(....‬أشٔٔ‪ .)ٕ2‬مصفَّ ٍ‬
‫ُ َ‬
‫البشرية يشوبيا النقص ‪ .‬ولكف كممة اهلل غير خاضعة ليذا النقص االنساني ‪ .‬بؿ كاممة ال يشوبيا نقص‪.‬‬

‫اح َي ٍة‬
‫شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ‬
‫ش َرُار َيتَ َم َّ ْ‬
‫َّى ِر‪ .‬األَ ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫س ُيم ِم ْن ى َذا ا ْل ِج ِ‬
‫يل إِلَى الد ْ‬ ‫ت َيا َرب تَ ْحفَظُ ُي ْم‪ .‬تَ ْح ُر ُ ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أَ ْن َ‬
‫الن ِ‬
‫اس‪".‬‬ ‫ِع ْن َد ْارِتفَ ِ‬
‫اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ‬
‫نرى ىنا خبلص الرب لعبيده وأنو سينجييـ في ىذا الجيؿ وكؿ جيؿ والى نياية الدىر رغـ أف األشرار ينجحوف=‬
‫اح َي ٍة ويرتفعون = والمعنى أف األشرار منتشريف في كؿ مكاف عمى األرض بؿ‬ ‫شو َن ِم ْن ُك ٍّل َن ِ‬
‫ش َرُار َيتَ َم َّ ْ‬
‫إن األَ ْ‬
‫الن ِ‬
‫اس = تعني‬ ‫أقوياء مرتفعيف وبالرغـ مف أنيـ محيطيف بنا‪ ،‬إالّ أنؾ تحفظ كؿ أوالدؾ‪ِ .‬ع ْن َد ْارِتفَ ِ‬
‫اع األ َْرَذ ِال َب ْي َن َّ‬
‫اف ىؤالء االشرار بالرغـ مف شرىـ تجدىـ مرتفعيف وسط الناس ‪ ،‬واهلل يحمي اوالده منيـ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي عشر)‬

‫نصمي ىذا المزمور في باكر فنبدأ يومنا بالثقة في حماية اهلل رغماً عف كؿ المؤامرات حولنا‪ .‬ونرى فيو أنو بالرغـ‬
‫مف مؤامرات الييود عمى المسيح وصمبو إال أنو سيقوـ ويصنع الخبلص عبلنية فنذكر القيامة في بدء يومنا=‬
‫الرب= السيد المسيح قاـ ليعطينا حياة وخبلص‪.‬‬
‫وم َيقُو ُل َّ‬
‫اآلن أَقُ ُ‬
‫َ‬

‫‪50‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث عشر‬

‫المزمور الثالث عشر (الثاني عشر في األجبية)‬

‫يرى البعض أف ىذا المزمور قالو داود وىو ىارب مف وجو إبشالوـ‪ ،‬وىذا سبب إحساسو بغضب اهلل وأف اهلل‬
‫نساه‪ ،‬ىذا الحزف الواضح في بداية المزمور تعبير عف الحزف الداخمي إذ تذكر خطيتو وىا ىو يعاني مف‬
‫نتائجيا‪ .‬ولكننا نرى في ىذا المزمور الطريؽ الصحيح الذي يجب أف يتبعو كؿ مف يشعر بخطيتو فيقدـ عنيا‬
‫توبة ويصرخ إلى اهلل وال يكؼ عف الصراخ إلى أف يشعر باالستجابة‪ ،‬وىنا نرى داود يصرخ ٗ مرات إلى متى‬
‫طالباً العوف ثـ وكأنو يعاتب اهلل‪ ،‬ىؿ تقبؿ يا رب أف يفرح أعدائي بحالتي ىذه‪ .‬وال يتوقؼ في صبلتو عند ىذا‬
‫الحد‪ ،‬بؿ نجد إيمانو يتشدد ويقوؿ أما أنا فعمي رحمتؾ توكمت بؿ يتقدـ أكثر ويسبح بفرح‪" .‬الذيف يزرعوف‬
‫بالدموع يحصدوف باالبتياج" (مز‪ )٘2ٕٔٙ‬وىذا األسموب نجده دائماً في مزامير داود‪ ،‬فيو يبدأ بالصراخ والدموع‬
‫وينتيي مسبحاً اهلل بفرح ونرى في ىذا المزمور صورتيف‪.‬‬
‫تعبير عف حالة نفس في فتورىا الروحي وشعورىا بأالـ نسياف اهلل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ربما يعبر ىذا المزمور عف قوؿ المسيح عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" ولكنو ينتيي بتسبيح اهلل‬ ‫‪.2‬‬
‫عمى خبلصو أي قيامة المسيح وانتصاره لذلؾ نصمي ىذا المزمور في باكر‪.‬‬
‫ويقاؿ المزمور مف أي مظموـ ومتألـ مف أي ضيقة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟ إِلَى َمتَى أ ْ‬


‫َج َع ُل‬ ‫ٕ‬
‫ان؟ إِلَى َمتَى تَ ْح ُج ُ‬ ‫س َي ِ‬ ‫س ِاني ُك َّل ٍّ‬
‫الن ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬إِلَى َمتَى َيا َرب تَ ْن َ‬
‫ٔ‬

‫وما ِفي َن ْف ِسي َو ُح ْزًنا ِفي َق ْم ِبي ُك َّل َي ْوٍم؟ إِلَى َمتَى َي ْرتَ ِفعُ َع ُد ٍّوي َعمَ َّي؟"‬
‫ُى ُم ً‬
‫ىي صراخ الخاطئ في حالة فتوره محاوالً الرجوع هلل‪ ،‬ولكنو يحس أف األمر ليس سيبلً وربما ظف أف اهلل سيتركو‬
‫إلى اإلنقضاء‪ ،‬وربما أخذ يردد ىذه المشاعر الحزينة في قمبو كؿ يوـ‪ ،‬وحزنو راجع إلى انتصار عدوه (الشيطاف‬
‫والجسد) عميو = َع ُد ٍّوي قد أ ْرتَ ِفعُ َعمَ َّي‪ .‬وفي (نش٘‪ )ٙ2‬نرى ىنا أف الحبيب َّ‬
‫تحوؿ وعبر‪ ،‬ىذه ىي الفترة التي‬
‫تشعر فييا النفس بنسياف اهلل ليا‪ .‬ولماذا يتركيا اهلل فترة في ىذا الشعور؟ حتى حينما تجده ال تعود لمتراخي بؿ‬
‫تمسؾ بو وال ترِخ ِو (نشٖ‪ .) ٗ2‬ونبلحظ ىنا أف داود لـ يشتكي مف مؤامرة ابنو وخيانة الناس‪ ،‬بؿ ما يزعجو ىنا‬
‫ىو نسياف اهلل لو‪ ،‬فإف تمتعنا بحب اهلل وعدـ رضا العالـ فنحف لـ َن ْخ َس ْر شيئاً‪ .‬أما لو كسبنا العالـ كمو وخسرنا‬
‫اهلل فقد خسرنا كؿ شئ‪ .‬وليس مف شئ يجعمنا نشعر بأف اهلل يحجب وجيو عنا سوى الخطية ويعزينا قوؿ أشعياء‬
‫لحيظة تركتؾ وبمراحـ عظيمة سأجمعؾ (أشٗ٘‪.)ٚ2‬‬

‫ام َن ْوَم ا ْل َم ْو ِت‪",‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ا ْنظُر و ِ ِ‬
‫استَج ْب لي َيا َرب إل ِيي‪ .‬أَن ْر َع ْي َن َّي ل َئبل أََن َ‬
‫ْ َ ْ‬

‫‪51‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج عشر)‬

‫صراخ داود حتى ال يموت في خطيتو‪ ،‬يموت دوف أف يشعر أف اهلل قد غفر‪ .‬أو أف يستمر اإلنساف في حالة‬
‫موت الخطية‪ ،‬فالخاطئ يصرخ إلى اهلل ىؿ تتركني ىكذا كميت بسبب خطيتي‪ .‬ويصمي أ َِن ْر َع ْي َن َّي = فنناؿ فيماً‬
‫جديداً لمحبة اهلل ونعايف أمجاده السماوية فبل نعود نفرح بتفاىة العالـ وخطاياه‪ .‬بيذه االستنارة ال يبقي لمظبلـ‬
‫موضعاً في اإلنساف‪ .‬أو يعطينا اهلل تعزية وسط األلـ والشعور بوجوده معنا‪ .‬وىذا ما أشار بو رب المجد عمي‬
‫مبلؾ كنيسة الودكية " أشير عميؾ أف تشتري مني ‪ ...‬وكحؿ عينيؾ بكحؿ لكي تبصر " ( رؤ ٖ ‪ .) ٔٛ 2‬اما‬
‫مف ال تزاؿ عينو الداخمية مغمقة تائيا وراء ممذات الخطية ‪ ،‬فيو ما زاؿ في غيبوبة الموت ‪ ،‬غافبل أو نائما غير‬
‫فاىـ انو في طريقو لمموت‪.‬‬

‫ضا ِي ِق َّي ِبأ ٍَّني تََز ْع َز ْع ُ‬ ‫يت َعمَ ْي ِو»‪ .‬لِ َئبلَّ َي ْي ِت َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬لِ َئبلَّ َيقُ َ‬
‫ول َع ُد ٍّوي «قَ ْد قَ ِو ُ‬
‫ٗ‬
‫ت‪".‬‬ ‫ُم َ‬ ‫ف‬
‫ويشمت فيو ( مز ٕ٘ ‪) ٕ 2‬‬ ‫العدو ىو إبميس (أو الخطية) وىو يفرح بسقوط اإلنساف قطعاً‪،‬‬

‫ت‪ .‬ي ْبتَ ِيج َق ْم ِبي ِب َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬


‫َما أََنا فَ َعمَى َر ْح َمت َك تََو َّك ْم ُ َ ُ‬
‫٘‬
‫ص َك‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َّ‬
‫ىنا نرى اإل يماف المتزايد‪ ،‬فيو يمقي بثقتو عمى اهلل أف ينجيو‪ ،‬وما يبني عميو ثقتو ىو مراحـ اهلل‪ ،‬ليس لبر في‬
‫نفسي يا رب ولكف مف أجؿ مراحمؾ لنا دالة أف نطمب ونثؽ فيؾ أنؾ تستجيب بسبب مراحمؾ‪ .‬والحظ أنو ظؿ‬
‫يصمي ربما عدة أياـ حتى شعر بيذا‪ .‬بؿ نتيجة الصبلة أيضاً سمع صوت الروح القدس داخمو قائبلً " ال تخؼ‬
‫أنا معؾ" فإبتيج قمبو‪ .‬ومف يسمع صوت الروح القدس قائبلً ال تخؼ ال يعود يخاؼ أبداً مف شئ‪.‬‬

‫س َن إِلَ َّي‪".‬‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ‬


‫ب ألَنَّ ُو أ ْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫َح َ‬
‫حصؿ داود ىنا عمى حالة السبلـ الداخمي نتيجة صمواتو وايمانو فبدأ التسبيح ولـ يتوقؼ‪ .‬والتسبيح عبلمة عمى‬
‫اإلمتبلء مف الروح القدس الذي أعطاه الفرح‪ .‬فأليصابات وزكريا حينما إمتمئا مف الروح القدس سبحا اهلل (لؤ)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع عشر‬

‫ىو نفس كممات المزمور ٖ٘ والفرؽ اف اسـ ييوه ىنا تكرر ٗ مرات ‪ ،‬وقيؿ في مزمور ٖ٘ مرة واحدة فقط ‪.‬‬
‫قاؿ البعض أف داود كتب ىذا المزمور في فترة اضطياد شاوؿ لو وقاؿ البعض في فترة ثورة إبشالوـ‪ .‬ولكف‬
‫ب بصورة عامة ليظير فكرة معينة‪ .‬فالقديس بولس الرسوؿ اقتبس‬ ‫ِ‬
‫الكتاب لـ يوضح‪ .‬ولكف غالباً فيذا المزمور ُكت َ‬
‫مف ىذا المزمور في (روٖ) ليث بت أف الييود واألمـ كبلىما سقطا تحت الخطية‪ ،‬وأف كؿ العالـ مذنب أماـ اهلل‪.‬‬
‫وبيذا نفيـ أف العالـ كمو ناقص وغير كامؿ وكؿ بني آدـ مولوديف في الخطية "بالخطايا ولدتني أمي" فنحف نرث‬
‫خطية أبينا آدـ "الخطية الجدية أو األصمية"‪ .‬ىنا نرى صورة لفساد الجنس البشري (ٔيو٘‪ .)ٜٔ2‬ولـ يكف ىناؾ‬
‫عبلج سوى بالمسيح‪ .‬فالخطية جرحت البشر وقتمتيـ وجاء المسيح ليجرحو الخطاة ويقتموه فيداوي جروحنا‬
‫صور نفسو عمى أنو البار الذي تعرض ليجمات وظمـ األشرار فيو رمز لممسيح البار في‬
‫ويحيينا‪ .‬وداود إذا َّ‬
‫آالمو‪ .‬وكؿ اآلالـ التى تعرض ليا داود سواء في الكممات الظالمة واإلشاعات الرديئة أو كؿ اآلالـ التي وقعت‬
‫عميو مف األشرار‪ .‬أو اآلالـ التي وقعت عمى المسيح وتقع عمى كنيستو راجعة إلى فساد الجنس البشري كمو‪.‬‬
‫لذلؾ يقسـ المرنـ البشر لقسميف [ٔ] الجيبلء وىـ عديمي القيـ‪ ،‬الذيف يرفضوف اهلل ويرفضوف شريعتو [ٕ] األبرار‬
‫أو شعب اهلل المتألـ‪.‬‬

‫لو»‪ .‬فَس ُدوا ور ِجسوا ِبأَف ِ‬‫س إِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫ْعال ِي ْم‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫ال ا ْل َجاى ُل في َق ْم ِبو «لَ ْي َ‬
‫ٔ‬
‫صبلَ ًحا‪.‬‬‫س َم ْن َي ْع َم ُل َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬قَ َ‬
‫ِ ٖ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف عمَى ب ِني ا ْلب َ ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ِر‪ ,‬ل َي ْنظَُر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ا ْل ُكل قَ ْد َاز ُغوا َم ًعا‪ ,‬فَ َ‬
‫ٕ‬
‫س‬‫س ُدوا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫ش َر َ َ َ‬ ‫اء أَ ْ‬ ‫اَ َّلرب م َن َّ َ‬
‫م ْن يعم ُل صبلَحا‪ ,‬لَ ْيس والَ و ِ‬
‫اح ٌد‪".‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ََْ َ ً‬
‫في آية (ٔ) نرى سببيف لئللحاد‬

‫[ٔ] ا ْل َج ِي ُل = أي أف ّ‬
‫تصور اإلنساف أف ال إلو‬
‫[ٕ] الفَساَ ُد‪ 2‬وجود شيوة في القمب‪ .‬وفي معظـ األحياف تكوف الشيوة الفاسدة في القمب سبباً في إنكار وجود اهلل‬
‫حتى ال يزعجوا ضمائرىـ ويتمادوف في شيواتيـ‪ ،‬وبالتالي فيـ غير ممتزميف بوصايا اهلل‪ ،‬وىذا ما قالو‬
‫اى ُل ِفي َق ْم ِب ِو = فمف القمب تخرج الدوافع الشريرة (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬ونرى أف ىذا الفساد قد َّ‬
‫عـ‬ ‫ال ا ْلج ِ‬
‫أغسطينوس‪ .‬قَ َ َ‬
‫ف = تشير ألف اهلل مطمع عمى كؿ شئ‬ ‫ش َر َ‬ ‫السم ِ‬
‫اء أَ ْ‬ ‫ِ‬
‫وسط كؿ بني آدـ‪ .‬واحتاج البشر إلى تجديد‪ .‬اَ َّلرب م َن َّ َ‬
‫اىٍم = حكيماً ومتعقؿ وقد وردت بعد ىذا في الترجمة السبعينية بعض آيات لـ ترد في‬ ‫ويعرؼ خفايا القموب‪ .‬فَ ِ‬
‫الترجمة العبرية وىي‪" 2‬حنجرتيـ قبر مفتوح‪ ،‬مكروا بمسانيـ‪ .‬سـ األفاعي تحت شفاىيـ‪ ،‬أفواىيـ ممموءة لعنة‬
‫وم اررة‪ ،‬أرجميـ سريعة إلى سفؾ الدماء‪ .‬واإلنكسار والشقاء في سبميـ‪ ،‬وطريؽ السبلمة لـ يعرفوىا‪ .‬ليس خوؼ‬
‫اهلل أماـ أعينيـ‪ ،‬أليس يعمـ جميع عاممي اإلثـ" وىذا ما اقتبسو بولس الرسوؿ في (روٖ)‪ .‬فالعيد الجديد كاف‬
‫يقتبس مف النسخة السبعينية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع عشر)‬

‫ب لَ ْم َي ْد ُعوا‪".‬‬
‫الر َّ‬ ‫ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ‬
‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪َ ,‬و َّ‬ ‫ون َ‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ين َيأْ ُكمُ َ‬ ‫اعمِي ِ‬
‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أَلَم يعمَم ُكل فَ ِ‬
‫ْ َْ ْ‬
‫نرى ىنا نتيجة مف نتائج ترؾ اهلل باإلضافة لفساد طبعو وىي ظمـ المساكيف‪ .‬فمقد امتؤلت قموبيـ فساداً وظمماً‬
‫وقسوة‪ .‬فكانوا يأكموف المساكيف َك َما َيأْ ُكمُ َ‬
‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪ .‬ونتيجة أخرى كانت االعتزاز بالنفس وعدـ االلتجاء هلل=‬
‫ب لَ ْم َي ْد ُعوا‪ .‬وىذا ناتج عف الكبرياء‪.‬‬
‫الر َّ‬
‫َو َّ‬

‫َن اهلل ِفي ا ْل ِج ِ‬


‫يل ا ْل َب ٍّار‪".‬‬ ‫٘‬
‫اك َخافُوا َخ ْوفًا‪ ,‬أل َّ َ‬
‫آية (٘) ‪ُ " -‬ى َن َ‬
‫اك َخافُوا‬
‫نرى ىنا صورة فييا تناقض فاألشرار رغـ قسوتيـ وجبروتيـ نجدىـ خائفوف إذ ال سبلـ لؤلشرار= ُى َن َ‬
‫َخ ْوفًا‪ .‬أما األبرار فاهلل في وسطيـ مصدر سبلميـ‪ .‬وقد ظير المسيح وسط شعب الييود فخافوا منو أف يأخذ‬
‫نصيبيـ حينما يمتؼ الشعب حولو فقاموا وقتموه‪ .‬األشرار في خوؼ حتى ال تضيع منيـ مممكتيـ األرضية‪ ،‬أي‬
‫ك رامتيـ وسمطانيـ وغناىـ‪ .‬ومع الكنيسة يحدث نفس الشئ فاألشرار يضطيدونيا فيـ يخافوف أف تسمبيـ مجدىـ‬
‫َن اهلل ِفيْ ِج ِ‬
‫يل‬ ‫الزمني‪ .‬ولكف اهلل يتجمي وسط أوالده ووسط كنيستو ويعمف عف حمولو وسكناه في وسطيـ= أل َّ َ‬
‫األْ َبرٍّار‪.‬‬

‫ب َم ْم َجأُهُ‪".‬‬
‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫ضتُ ْم‪ ,‬أل َّ‬ ‫س ِك ِ‬
‫ين َناقَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْي ا ْلم ْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬أر َ‬
‫س ِكين ىـ أوالد اهلل الذيف يقوـ ضدىـ األشرار ثائريف عمى أقواليـ‪ ،‬فإبميس يحرؾ ىؤالء األشرار‪ .‬وابميس ال‬ ‫ِ‬
‫ا ْلم ْ‬
‫يحتمؿ أوالد اهلل الذيف ليـ الرب ممجأ يحتموف بو‪ .‬ولكف قد يضحؾ األشرار عمى األبرار إلى حيف‪ .‬فاهلل ممجأىـ‬
‫لف يتخمى عنيـ‪.‬‬

‫س َرِائي ُل‪".‬‬
‫وب‪َ ,‬وَي ْف َر ُح إِ ْ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬ي ْي ِت ُ‬
‫ف َي ْعقُ ُ‬ ‫س ْب َي َ‬
‫ب َ‬ ‫يل‪ِ .‬ع ْن َد َرٍّد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫ص إِ ْ‬
‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬لَ ْي َ ِ ِ‬
‫ت م ْن ص ْي َي ْو َن َخبلَ َ‬
‫تسبحة رجاء مف العيد القديـ أف المخمص سيأتي مف صييوف ليخمص إسرائيؿ‪ .‬ولقد تجسد المسيح مف وسط‬
‫الييود ليخمص كنيستو‪ .‬ويحررىا مف سبي إبميس والخطية‪ .‬فالنفس البعيدة عف اهلل تعتبر في سبي إبميس‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس عشر‬

‫المزمور الخامس عشر (الرابع عشر في األجبية)‬

‫ىذا المزمور يرسـ لنا ويظير لنا طريؽ السماء‪ .‬ولكي نحيا في فرح يجب أف نكوف في قداسة وأمانة‬
‫(مت‪ .)ٔٚ2ٜٔ‬فينا نرى شروط السكنى مع اهلل (يوٗٔ‪ .)ٕٖ2‬فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أف نعايف اهلل‬
‫(عبٕٔ‪ .)ٔٗ2‬وبيت الرب يميؽ بو القداسة‪ .‬وىنا نرى خصائص اإلنساف التقي الذي يسكف في مسكف الرب‪.‬‬
‫وعمى كؿ مف يدخؿ بيت الرب ليصمي أف يسأؿ نفسو ويفحص ضميره بالمقارنة مع ىذا المزمور‪ .‬وربما كاف‬
‫داود وىو يكتب ىذا المزمور متأث اًر بموت ُعزة عندما لمس التابوت وىـ ينقمونو ثـ بركة اهلل لبيت عوبيد أدوـ‪.‬‬
‫وكاف ىذا المزمور مف مزامير االحتفاؿ عند باب الييكؿ لتذكير كؿ مف يدخؿ بضرورة نقاوتو‪ .‬ىذه مثؿ صراخ‬
‫الكاىف اآلف "القدسات لمقديسيف" قبؿ التناوؿ‬
‫واذ يشعر الشعب كمو بالحاجة إلى عمؿ اهلل القدوس لتقديسيـ يجيبوف "واحد ىو اآلب القدوس‪" ..‬‬

‫س ُك ُن ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس َك؟ "‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ ,‬م ْن ي ْن ِز ُل ِفي م ِ‬
‫س َكن َك؟ َم ْن َي ْ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫س َك ِن َك = جاءت في أصميا خيمتؾ‪ ،‬فالييكؿ لـ يكف قد تـ بناؤه أياـ داود‪ .‬و َج َب ِل صييون = يشير لمكنيسة‬ ‫َم ْ‬
‫ويشير لمسماء حيث نسكف أبدياً مع اهلل‪ .‬ومف ال يوجد مستحقاً أف يسكف في الكنيسة اآلف عمى األرض‬
‫(الخيمة)‪ ،‬لف يكوف مستحقاً أف يكوف في السماء لؤلبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا عمى األرض‪ .‬ومف يعيش في‬
‫العالـ بحسب المواصفات اآلتية‪ .‬في اآليات (ٕ‪ )٘-‬يكوف لو مسكف اهلل (الكنيسة) مكاف راحة وحماية مف‬
‫تجارب العالـ‪ .‬ثـ يكوف لو نصيب في الحياة األبدية‪ .‬ومسكننا المؤقت ىو جسدنا ىيكؿ اهلل ومف يحيا في قداسة‬
‫ىنا فحينما تنتيي حياة غربتو ىنا عمى األرض يكوف لو مسكف أبدي في السماء (ٕكو٘‪)ٔ2‬‬

‫س ِان ِو‪َ ,‬والَ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٖ ِ‬


‫ق في َق ْم ِبو‪ .‬الَّذي الَ َيشي ِبم َ‬
‫الص ْد ِ ِ‬ ‫ال‪ ,‬وا ْلع ِ‬
‫ام ُل ا ْل َحقَّ‪َ ,‬وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِب ٍّ‬ ‫السال ُك ِبا ْل َك َم ِ َ َ‬
‫اآليات (ٕ‪ِ َّ ٕ" - )٘-‬‬

‫ب‪َ .‬ي ْحمِ ُ‬ ‫الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو‪َ ,‬وُي ْك ِرُم َخ ِائ ِفي َّ‬‫ير َعمَى قَ ِري ِب ِو‪َ .‬و َّ‬ ‫اح ِب ِو‪َ ,‬والَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا‬
‫ش ًّار ِبص ِ‬
‫ٗ‬
‫ف‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ص َنعُ َ‬
‫َي ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ٘‬ ‫ِ‬
‫ش َوةَ َعمَى ا ْل َب ِريء‪ .‬الَّذي َي ْ‬
‫ص َنعُ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى‬ ‫الر ْ‬‫الرَبا‪َ ,‬والَ َيأْ ُخ ُذ ٍّ‬ ‫ييا ِب ٍّ‬‫َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر‪ .‬فضَّتُ ُو الَ ُي ْعط َ‬
‫لمض َ‬
‫َّى ِر‪".‬‬
‫الد ْ‬
‫نصمي ىذا المزمور في باكر لنقارف تصرفاتنا مع ىذه المثاليات‪ .‬ولكف مف يستطيع أف يحيا في ىذه المثاليات‬
‫دوف عمؿ الرب يسوع فيو‪ ،‬فكأف مف يصمي ىذا المزمور في صبلة باكر يقوؿ هلل "ىبني يا رب أف أحيا ىكذا‬
‫كما يرضيؾ فيكوف لي نصيباً معؾ"‬

‫‪55‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص عشر)‬

‫السم ِو ُك ببلعيب = أعمالو أماـ الناس كاممة‪َ .‬وا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم بالحق ِفي َق ْم ِب ِو = ىنا يدخؿ لمعمؽ ويطمب اف يكوف‬ ‫َّ‬
‫س ِان ِو = ال كذب وال رياء وال وشاية الَ َي ْح ِم ُل تَ ْع ِي ًا‬
‫ير َعمَى‬ ‫ِ‬
‫القمب ممموء حقاً‪ ،‬تسكف فيو كممة اهلل‪ .‬الَ يغش ِبم َ‬
‫الرِذي ُل ُم ْحتَقٌَر ِفي َع ْي َن ْي ِو = فاعؿ الشر مرذوؿ أمامو أي ال يشتيي‬‫قَ ِري ِب ِو= ال يقبل عا ارً عمى جيرانو (سبعينية)‪َّ .‬‬
‫الشر الذي يصنعو الشرير بؿ يرفض ويكرىو يحمؼ لمضرر وال يغير= الذي يحمؼ لقريبو وال يغدر بو‬
‫(سبعينية)‪ .‬ىو ذو قمب ممموء بالمحبة لكؿ إنساف كالسامري الصالح‪ .‬مثؿ ى َذا الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر = يصمد‬
‫كالجبؿ ىنا عمى األرض ولو حياة في السماء‪.‬‬

‫َّر ِر َوالَ ُي َغ ٍّي ُر = يحمؼ لقريبو أنو سيفعؿ كذا وكذا واذا إكتشؼ بعد ذلؾ أف ىذا يضره ال‬ ‫وفي آية (ٗ) ي ْحمِ ُ ِ‬
‫ف لمض َ‬ ‫َ‬
‫يغير كبلمو بؿ ينفذ ألنو حمؼ‪ .‬وىكذا جاءت في اإلنجميزية ‪who swears to his own hurt and does‬‬
‫‪ .not change‬المقصود انو يعطي وعدا ويحمؼ انو ينفذ ‪ ،‬فإذا وجد بعد ذلؾ اف التنفيذ سيعود بالضرر عميو‪،‬‬
‫حمؼ‪.‬‬ ‫ألنو‬ ‫وعده‬ ‫ينفذ‬

‫‪56‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس عشر‬

‫المزمور السادس عشر (الخامس عشر في األجبية)‬

‫ىذا المزمور ىو نبوة رائعة عف السيد المسيح الذي داس الموت بموتو وقاـ دوف أف يرى جسده فساداً‪ .‬ففي‬
‫المزمور (ٕ) رأينا والدة المسيح األزلية ووالدتو بالجسد وفي مزمور (‪ )ٛ‬رأينا المسيح بتأنسو يعيد المجد لئلنساف‪،‬‬
‫وىنا نرى كيؼ أعاد المسيح المجد لئلنساف‪ .‬وقد يحتوي المزمور شيئاً عف داود ولكنو مكتوب بروح النبوة عف‬
‫المسيح فداود مات وفسد جسده‪ ،‬أما المسيح فيو وحده الذي قاـ ولـ يرى جسده فساداً‪ .‬وىكذا شرح معممنا بطرس‬
‫المزمور في (أعٕ‪ .)ٕٚ-ٕٗ2‬وىكذا شرح بولس الرسوؿ المزمور (أع‪ )ٖٙ2ٖٔ،ٖٚ‬ولذلؾ أكمؿ داود تعرفني‬
‫سبؿ الحياة‪ ،‬أمامؾ شبع سرور‪ ،‬فنحف بقيامة المسيح صار لنا فرح أبدي‪ .‬وكأف داود حيف يقوؿ "احفظني يا رب‬
‫فإني عميؾ توكمت يتحدث بمساف الكنيسة التي تطمب أف يحفظيا اهلل مف ىذا الموت الذي أصابيا‪ .‬فكاف أف‬
‫المسيح تجسد وأخمى ذاتو وشاركنا في طبعنا ليرفعنا معو لمجده‪ .‬ومازالت الكنيسة جسد المسيح تصمي احفظني‬
‫يا رب فإني عميؾ توكمت حتى تحصؿ عمى الحياة األبدية‪ .‬ىذا المزمور ىو مزمور القيامة لذلؾ تصميو الكنيسة‬
‫في صبلة باكر‪ .‬مزمور يعطينا رجاء في ميراثنا األبدي‪ ،‬لذلؾ نجده معنوناً بالقوؿ مذىبة فيو كبلـ مف ذىب‪،‬‬
‫ىو جوىرة مف جواىر الكتاب المقدس‪.‬‬

‫أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ‬


‫ت‪".‬‬ ‫ِٔ ِ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْحفَ ْظني َيا اَهللُ‬
‫عمى الرب لذلؾ يحفظيا‪ .‬ويرى أباء الكنيسة أف المسيح ىو المتكمـ ىنا بمساف‬ ‫الكنيسة تمقي إتكاليا الكامؿ‬
‫الكنيسة جسده‪ ،‬يسأؿ اآلب قيامة جسده لتقوـ الكنيسة كميا معو وفيو‪( .‬عب٘‪( + )ٚ2‬أش‪ .)ٛ2ٜٗ‬وىذه اآلية‬
‫يجب أف يصمي بيا كؿ واحد هلل‪.‬‬

‫س ٍّي ِدي‪َ .‬خ ْي ِري الَ َ‬ ‫ت لِ َّمر ٍّ‬


‫ٕ‬
‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك»‪" .‬‬ ‫ت َ‬
‫ب «أَ ْن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ق ْم ُ‬
‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك = ال تحتاج إلى صبلحي (سبعينية)‪ .‬الصبلح ىو عطية اهلل‪ ،‬واهلل ال يحتاج لصبلحنا‪ ،‬بؿ‬ ‫َخ ْي ِري الَ َ‬
‫باتحادنا بالمسيح ييبنا اهلل الصبلح‪ .‬واذ تمتقي النفس باهلل مصدر حمايتيا وصبلحيا تجد فيو كؿ الكفاية فتقوؿ‬
‫لو أنت ربي وتس مـ الحياة كميا لو‪ .‬ليكوف ىو الرب وىو القائد‪ .‬ولو كاف المسيح ىو المتكمـ في ىذه اآلية فيو‬
‫حيف يقوؿ "ربي" يعمف عف كامؿ إنسانيتو واتحاده ببشريتنا‪ ،‬وكممثؿ عف الكنيسة جسده يقوؿ لآلب َخ ْي ِري الَ‬
‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك فالكنيسة مصدر خيراتيا الوحيد ىو اهلل صانع الخيرات‪َ .‬خ ْي ِري الَ َ‬
‫ش ْي َء َغ ْي ُر َك = "ال خير لي في‬ ‫َ‬
‫شئ بعيداً عنؾ أو باإلنفصاؿ عنؾ" وىكذا جاءت في اإلنجميزية‪ .‬والمعنى أنو ال خير لنا وال مصدر ألي خير‬
‫إالّ اهلل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫س َّرِتي ِب ِي ْم‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ين ِفي األ َْر ِ‬


‫ون الَِّذ َ‬ ‫ٖ ِ‬
‫ض َواألَفَاض ُل ُكل َم َ‬ ‫ٍّيس َ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْلقد ُ‬
‫مف ىـ قديسيو إال أعضاء جسده الذيف تقدسوا باالتحاد بو‪ ،‬ىؤالء ىـ الكنيسة وىؤالء قد صنع اهلل فييـ كؿ‬
‫مشيئاتو الصالحة وكؿ أعاجيبو‪ ،‬لذلؾ نصمي سبحوا اهلل في جميع قديسيو فاهلل ممجد في قديسيو‪ ،‬وصنع فييـ‬
‫كؿ مشيئتو ألنيـ سمموا لو المشيئة بالكامؿ "لتكف مشيئتؾ"‪ .‬والحظ أنيـ صاروا قديسيف بالرغـ مف أنيـ مازالوا‬
‫وحوؿ شعبو إلى قديسيف في وسط عالـ شرير‪ .‬وىذه ىي مسرة اهلل أف‬ ‫عمى األرض‪ .‬فاهلل يفعؿ المستحيبلت ّ‬
‫س َّرِتي ِب ِي ْم = صنع فييـ كؿ مشيئاتو ونبلحظ أف القيامة لـ يشاىدىا سوى‬
‫يحوؿ شعبو إلى قديسيف= ُكل َم َ‬
‫المؤمنيف (ال يتعدوا ٓٓ٘ شخص الذيف أروا المسيح بعد قيامتو)‪ .‬وحياة القداسة التي ننعـ فييا بالمسيح المقاـ‬
‫الذي يخمصنا ىي لمف يؤمف ويأخذىا كيبة إليية‪.‬‬

‫اء ُى ْم ِب َ‬
‫شفَتَ َّي‪".‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اع ُي ُم الَِّذ َ‬
‫ٗ‬
‫َس َم َ‬
‫س َكائ َب ُي ْم م ْن َدم‪َ ,‬والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬‫ب َ‬‫َس ُك ُ‬
‫آخ َر‪ .‬الَ أ ْ‬
‫اء َ‬
‫َس َر ُعوا َو َر َ‬
‫ين أ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬تَ ْكثُُر أ َْو َج ُ‬
‫مف ساروا وراء آلية أخرى (شيوة‪ /‬ماؿ‪ /‬كرامة زمنية‪ )..‬تكثر أمراضيـ وأوجاعيـ فالمسيح وحده ىو الشافي‬
‫س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = فقد كاف مف عادة الوثنييف أف يشربوا كأساً مف الدـ‬ ‫ب َ‬ ‫َس ُك ُ‬
‫ألرواحنا وأجسادنا ونفوسنا‪ .‬الَ أ ْ‬
‫اء ُى ْم = أي أسماء اآللية الوثنية (خرٖٕ‪ .)ٖٔ2‬فالقديسيف الذيف عرفوا‬ ‫َس َم َ‬‫كتقدمة وكنوع مف العبادة َوالَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬
‫س َك ِائ َب ُي ْم ِم ْن َدٍم = جاءت في السبعينية "ال أجتمع‬ ‫ب َ‬ ‫َس ُك ُ‬
‫الرب يقطعوف كؿ عبلقة ليـ بالخطية والخطاة‪ .‬الَ أ ْ‬
‫اء ُى ْم = ال أريد أف أعرفيـ‪.‬‬ ‫َس َم َ‬
‫بمجامعيـ مف الدماء" أي ال أوجد في وسط ىؤالء الذيف يفعموف ىذا‪َ .‬والَ أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬

‫اث‬
‫ير ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ‪ِٙ‬‬ ‫ت قَا ِب ُ‬ ‫صيب ِقسم ِتي و َكأ ِ‬
‫ِ‬ ‫٘‬
‫ض قُ ْر َعتي‪ .‬ح َبا ٌل َوقَ َع ْت لي في الن َع َماء‪ ,‬فَا ْلم َ‬ ‫ْسي‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫الرب َن ُ ْ َ َ‬‫آيات (٘‪َّ " - )ٙ-‬‬
‫س ٌن ِع ْن ِدي‪".‬‬
‫َح َ‬
‫ىذا ىو صوت الكنيسة‪ ،‬اهلل ىو نصيبنا وميراثنا وكأسنا الذي نشربو مف األلـ والمجد‪ ،‬والمسيح أعاد لنا ميراثنا‪.‬‬
‫ض قُ ْر َع ِتو = ىي‬ ‫وكاف تقسيـ األرض في الميراث يقاس بالحباؿ وبالقرعة (يشٖٔ‪ .)ٙ2‬وداود يشعر أف اهلل قَا ِب ُ‬
‫ليست في يد إنساف أو بالحظ أو بالصدفة‪ ،‬اهلل ىو الذي يحددىا لو‪ ،‬وطالما أف اهلل يحددىا لو فقرعتو و ِح َبا ٌل‬
‫اء ‪ .‬وكاف البلوييف ال نصيب ليـ في األرض وكاف اهلل نصيبيـ ليشرح اهلل أف مف يكوف‬ ‫التقسيم وقَع ْت ِفي النعم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫اهلل نصيبو فقد فاز بالنعماء‪ .‬وقد فيـ داود ىذا ولـ يفرح بممكو ولكنو فرح بأف الرب نصيبو (مزٖ‪ .)ٕٙ2ٚ‬ىذه‬
‫ىي فرحة التمتع بالشركة مع اهلل‪ .‬ومف يرفض أف يقبؿ كأس لذات العالـ مف يد الشيطاف يصير الرب كأسو‬
‫وقسمتو ويكوف ميراثو ثابت (ٔبطٔ‪ .)ٗ2‬ومف يكوف نصيبو اهلل يكوف ميراثو السماء والمجد في األبدية‪ ،‬ويضاؼ‬
‫ليذا بركات أرضية‪.‬‬
‫النعماء = مترجمة في السبعينية "ارض خصبة" وفي االنجميزية " مكاف مفرح" واهلل خمقنا ووضعنا في فردوس‬
‫النعيـ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫ِ‬ ‫ص َح ِني‪َ ,‬وأ َْي ً‬ ‫الر َّ ِ‬


‫اي‪".‬‬‫ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ‬ ‫ب الَّذي َن َ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أ َُب ِ‬
‫ار ُك َّ‬
‫ِ‬ ‫ص َح ِني (افيمني في السبعينية)‪َ .‬وأ َْي ً‬ ‫الر َّ ِ‬
‫ضا ِبالمَّْي ِل تُْنذ ُرِني ُك ْم َيتَ َ‬
‫اي = ىذا ىو عمؿ الروح القدس‬ ‫ب الَّذي َن َ‬ ‫أ َُب ِ‬
‫ار ُك َّ‬
‫فيو يعممكـ كؿ شئ ويبكت عمى خطية‪ ..‬وىو روح النصح‬
‫( يو‪ٕ + ٛ 2 ٔٙ‬تي ٔ ‪ ) ٚ 2‬ليضمف لنا ميراثنا إف لـ نقاومو وفي النيار (طريؽ التوبة) يعمـ ويكشؼ عف‬
‫أسرار اهلل‪ .‬وفي الميؿ (وقت الخطية) يبكت وينذر‪ .‬والكمية ترمز لؤلعماؽ‪ ،‬لداخؿ النفس‪ ،‬مجاؿ عمؿ الروح‬
‫القدس‪ .‬والروح القدس يريد أف يعمف لنا أسرار الميراث‪ ،‬وىذا ما جعؿ المسيح يفرح (لوٓٔ‪ .)ٕٔ2‬ونبلحظ أف‬
‫الكميتاف تنقياف الدـ‪ ،‬وىكذا عمؿ التوبة ينقي الحياة والنفس لتؤىؿ لمميراث األبدي‪ .‬ولكف التوبة ىي دعوة واقناع‬
‫مف الروح القدس الذي يبكت ويقنع ( ار ٕٓ ‪ )ٚ 2‬واستجابة منا ‪.‬وىذا ما قالو ارمياء النبي " توبني فأتوب ألنؾ‬
‫انت الرب اليي ( ار ٖٔ ‪.)ٔٛ 2‬‬

‫ين‪ ,‬أل ََّن ُو ع ْن ي ِم ِ‬


‫يني فَبلَ أَتََز ْع َزعُ‪".‬‬ ‫امي ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬
‫ب أَم ِ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬
‫ت َّ‬‫آية (‪َ " - )ٛ‬ج َع ْم ُ‬
‫مف لو اإليماف الحي‪ ،‬ىو مف يجد الرب أمامو في كؿ حيف‪ ،‬يشعر أنو في حضرتو فبل يخطئ (يوسؼ) وقولو‬
‫يني إشارة ألف مف لو ىذا اإليماف الحي يكوف اهلل قوتو‪ .‬فاليميف ال تعني مكاناً ما وانما ىي تشير لمقوة‪.‬‬ ‫ع ْن ي ِم ِ‬
‫َ َ‬
‫ونبلحظ أنو حينما نقوؿ المسيح جمس عف يميف اآلب أنو صار بناسوتو لو نفس مجد اآلب ‪ ،‬والذي ىو نفس‬
‫مجد الىوت االبف (يو ‪ .)٘ 2 ٔٚ‬وألف اآلب واالبف واحد‪ ،‬واآلب في االبف واالبف في اآلب‪ ،‬نجد اآلية ىنا وىي‬
‫يني ‪ ،‬فاآلب ىنا عف يميف االبف‪ .‬والمعني اف اآلب حفظ المسيح مف‬ ‫ب‪ ..‬ع ْن ي ِم ِ‬
‫الر َّ َ َ‬ ‫ت َّ‬
‫بمساف المسيح تقوؿ َج َع ْم ُ‬
‫كؿ محاوالت قتمو (يو ‪ ،)ٜ٘ 2 ٛ‬حتي حاف وقت الصميب ‪.‬‬

‫س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا‪".‬‬ ‫س ِدي أ َْي ً‬


‫ضا َي ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ ِٜ‬‬
‫آية (‪ " - )ٜ‬لذل َك فَ ِر َح َق ْم ِبي‪َ ,‬و ْابتَ َي َج ْت ُروحي‪َ .‬ج َ‬
‫الذي وجد اهلل عف يمينو أي مصدر قوتو يتيمؿ ويفرح‪ ،‬فاهلل حي وبالتالي لف يترؾ عبيده يموتوف لؤلبد‪ ،‬لذلؾ‬
‫س ُك ُن ُم ْط َم ِئ ًّنا = يسكف عمى الرجاء (سبعينية) أي رجاء القيامة‪ .‬وبمساف المسيح فتكوف ىذه‬ ‫ضا َي ْ‬ ‫س ِدي أ َْي ً‬
‫يقوؿ َج َ‬
‫اآلية تشير لفرح المسيح بأف عممو الكفاري وفداءه أعطيا حياة وقيامة لجسده أي كنيستو‪ .‬وقيامتو أعطتنا الرجاء‪.‬‬

‫ادا‪".‬‬
‫سً‬ ‫ع تَ ِقي َ‬
‫َّك َي َرى فَ َ‬ ‫اوَي ِة‪ .‬لَ ْن تَ َد َ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬أل ََّن َك لَ ْن تَتُْر َك َن ْف ِسي ِفي ا ْل َي ِ‬
‫ىي نبوة واضحة عف قيامة المسيح‪ ،‬إذ لـ يكف الموت قاد اًر أف يمسكو لؤلبد‪.‬‬

‫ين َك ِن َع ٌم إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫ور‪ِ .‬في ي ِم ِ‬
‫َ‬ ‫س ُر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ام َك ش َبعُ ُ‬
‫َم َ‬
‫ِ‬ ‫س ِب َ‬
‫يل ا ْل َح َياة‪ .‬أ َ‬
‫ٔٔ ِ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬تُ َعٍّرفُني َ‬
‫يل ا ْلحي ِ‬
‫اة = طرؽ الحياة‪ .‬ىي الحياة المعاشة في شركة مع اهلل وىذه تستمر ىنا عمى األرض وفيما بعد‬ ‫س ِب َ َ َ‬‫َ‬
‫الموت‪ .‬والطريؽ ىو المسيح فمف يثبت فيو يقوـ معو ويصعد معو‪ .‬والمسيح بقيامتو اعطانا الحياة االبدية‪ .‬ولكنو‬

‫‪59‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش عشر)‬

‫لـ يتركنا بعد ذلؾ حتي ال نضؿ ويضيع منا الطريؽ‪ ،‬فارسؿ لنا الروح القدس‪ ،‬الذي سكف فينا في سر الميروف‬
‫(سر التثبيت)‪ .‬والروح القدس يثبتنا في المسيح‪ ،‬والمسيح ىو الطريؽ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع عشر‬

‫رنـ داود بيذه الصبلة الرائعة في فترة مف حياتو كاف فييا مضطيداً وىو برئ فكاف رم اًز لممسيح البرئ وقد أحاط‬
‫بو أعداؤه مف كؿ جانب‪ .‬وحينما يتكمـ داود عف براءتو فالموضوع نسبي فيو برئ مف التيـ التي لفقيا لو أعداؤه‪،‬‬
‫أما في خطايا أخرى فيو بالتأكيد قد سقط‪ .‬أما المسيح فيو برئ براءة مطمقة مف كؿ خطية‪.‬‬
‫مف ىذا المزمور يتعمـ كؿ منا كيؼ يصمي وىو في ضيقة أو وىو شاعر بظمـ اآلخريف لو فنخرج مف الصبلة‬
‫شاعريف بأننا في حماية اهلل فنطمئف‪ ،‬بؿ نتحوؿ إلى صورة اهلل‪ ،‬نتشبو بالمسيح‪ ،‬ونتحوؿ إلى صورتو‪ ،‬فنحتمؿ‬
‫في تسميـ والقمب ممموء سبلماً‪.‬‬

‫شفَتَْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ‬


‫صبلَ ِتي ِم ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬
‫ش‪".‬‬ ‫َص ِغ إِلَى َ‬ ‫س َم ْع َيا َرب ل ْم َحقٍّ‪ .‬أَ ْنص ْت إِلَى ُ‬
‫ص َراخي‪ .‬أ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬
‫شفَتَ ْي ِن ِببلَ ِغ ٍّ‬
‫ش = ىذا شرط‬ ‫نرى فييا المجاجة‪ ،‬داود يصمي ويصرخ هلل بثقة فيو ال يجد سواه ممجأ يثؽ فيو ِم ْن َ‬
‫لمصبلة المقبولة‪ ،‬فكيؼ يقبؿ اهلل صمواتنا ونحف نصمي برياء‪ ،‬أو بقمب حاقد‪ ،‬أو قمب شيواني‪ .‬وداود كاف بريئاً‬
‫مما يتيمونو بو‪ .‬ولكف الوحيد الذي ببل خطية ىو المسيح ولذلؾ فشفاعتو الكفارية ىي المقبولة ونحف إذا صمينا‬
‫بيذه الكممات فمنفيـ أف برنا الذاتي ال يبررنا بؿ نحف مبرريف في دـ المسيح‪.‬‬

‫ان ا ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫ض ِائي‪َ .‬ع ْي َن َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْن قُد ِ‬
‫ات‪".‬‬ ‫اك تَ ْنظُ َر ِ ُ ْ َ‬ ‫َّام َك َي ْخ ُر ُج قَ َ‬
‫ىو ال يريد أف الحكـ عميو يأتي مف ظالميف‪ ،‬ويترؾ الحكـ النيائي هلل العادؿ‪.‬‬

‫وما‪ .‬الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َق ْم ِبي‪ .‬تَع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً‪ .‬مح ِ‬
‫َّصتَني‪ .‬الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ج َّرْب َ‬
‫ِ ِ‬
‫وما = ربما قصد المرتؿ أف يقدـ قمبو أماـ اهلل ليكتشؼ اهلل نقاوتو وأنو‬ ‫ت َق ْم ِبي‪ .‬تَ َع َّي ْدتَ ُو لَ ْيبلً‪ ..‬الَ تَج ُد ف َّي ُذ ُم ً‬
‫َج َّرْب َ‬
‫ال يحمؿ حقداً وال غشاً‪ .‬والميؿ وقت اليدوء‪ ،‬بعيداً عف االنشغاؿ بكبلـ الناس وعف االنشغاؿ بالعالـ‪ ،‬ىناؾ يرى‬
‫ت تشير المتحاف الذىب بالنار فيتنقى‪ .‬وىذا ما يسمح بو اهلل ألوالده فيو‬ ‫اهلل اشتياقاتو المقدسة لو‪ .‬ولكف َج َّرْب َ‬
‫يجربيـ ببعض التجارب لتنكشؼ أماـ أعينيـ حقيقة ما يدور في قموبيـ فيندموف ويبدأوا طريؽ التوبة‪ .‬والميؿ ىنا‬
‫يشير لوقت التجارب وحينما يتنقى اإلنساف ال يجد اهلل فيو ذموماً‪ .‬وىذه فائدة التجارب‪ .‬ونرى نتيجة التمحيص‬
‫أي التنقية = الَ َيتَ َعدَّى فَ ِمي‪ .‬ىو يقتؿ كممات الشر فيتنقى قمبو بالتالي‪.‬‬

‫ق ا ْلمعتَِن ِ‬ ‫شفَتَ ْي َك أََنا تَحفَّ ْظ ُ ِ‬


‫اس فَ ِب َكبلَِم َ‬ ‫َعم ِ‬
‫ال َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِٗ ِ ِ‬
‫ف‪".‬‬ ‫ت م ْن طُُر ِ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬م ْن ج َية أ ْ َ‬
‫كما تحفظ المرنـ عمى أقوالو‪ ،‬نجده ىنا يتحفظ في أعمالو‪ ،‬وال يعمؿ عمبلً إال لو كاف بحسب وصايا اهلل = َكبلَِم‬
‫شفَتَ ْي َك‪ .‬فيو يريد أف يسمؾ في حياتو حسب مشيئة اهلل‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪61‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫اي‪".‬‬ ‫س َك ْت ُخطُ َو ِاتي ِب ِ‬


‫آثار َك فَ َما َزلَّ ْت قَ َد َم َ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬تَ َم َّ‬
‫لقد سمؾ المرنـ الطريؽ الضيؽ‪ ،‬طريؽ الوصية‪ ،‬التي مف يسمؾ فييا ال تزؿ قدماه‪.‬‬

‫اس َم ْع َكبلَ ِمي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أََنا َدعوتُ َك ألَنَّ َك تَستَ ِج ِ‬
‫يب لي َيا اَهللُ‪ .‬أَم ْل أُ ُذ َن ْي َك إِلَ َّي‪ْ .‬‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫نرى ىنا ثقة المرنـ في استجابة اهلل‪ .‬وىذا شرط لمصبلة المستجابة‪ ..‬الثقة في اهلل‪.‬‬

‫ين‪".‬‬ ‫ين َك ِم َن ا ْل ُمقَ ِ‬


‫او ِم َ‬ ‫ين عمَ ْي َك‪ِ ,‬بي ِم ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬م ٍّي ْز َم َراح َم َك‪َ ,‬يا ُم َخمٍّ َ‬
‫ص ا ْل ُمتَّكم َ َ‬
‫‪ٚ‬‬

‫مراحـ اهلل مميزة وخاصة لئلنساف المتكؿ عميو‪ .‬ويسيؿ تمييز أعماؿ رحمة اهلل‪.‬‬

‫استُْرِني "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ِ ْ ٛ" - )ٛ‬‬


‫احفَ ْظني م ْث َل َح َدقَة ا ْل َع ْي ِن‪ِ .‬بظ ٍّل َج َن َ‬
‫اح ْي َك ْ‬
‫اهلل يحفظنا كحدقة العيف (زؾٕ‪ .)ٛ2‬فالجفوف تحمي العيف عند أي خطر‪ .‬بؿ أف اهلل يحفظنا ألف مف يمس أوالده‬
‫كمف يمس عينو‪ .‬وبظؿ جناحيو يسترنا (متٖٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫ين َي ْكتَِنفُوَن ِني‪".‬‬


‫س الَِّذ َ‬ ‫َع َد ِائي ِب َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫ين ُي ْخ ِرُبوَن ِني‪ ,‬أ ْ‬
‫ار الَِّذ َ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬م ْن َو ْج ِو األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫‪ٜ‬‬

‫س = أي الذيف يدفعونني لمخطية وألف أبتعد عف اهلل‪ .‬وكممة أعدائي بالنفس تترجـ أعدائي القتمة‬ ‫َع َد ِائي ِب َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫أْ‬
‫فيناؾ قتؿ روحي‪.‬‬

‫اى ِيم قَ ْد تَ َكمَّموا ِبا ْل ِك ْب ِري ِ‬


‫ِ‬ ‫الس ِم َ‬
‫َغمَقُوا‪ِ .‬بأَف َْو ْ‬
‫ٓٔ‬
‫اء‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ين قَ ْد أ ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ق ْم َب ُي ُم َّ‬
‫لقد أغمقوا قموبيـ لقساوتيا فما عادوا يسمعوف أي كممة أو فعؿ رحمة ومحبة‪ .‬وىـ ممموءوف كبرياء وغطرسة‪.‬‬
‫وىكذا أحاط األعداء بالمسيح ليفترسوه كاألسود‪.‬‬

‫َع ُي َن ُي ْم لِ ُي ْزلِقُوَنا إِلَى األ َْر ِ‬


‫ض‪َ ٕٔ .‬مثَمُ ُو َمثَ ُل‬ ‫َحاطُوا ِب َنا‪َ .‬ن َ‬
‫ص ُبوا أ ْ‬ ‫اآليات (ٔٔ‪ِ " - )ٕٔ-‬في ُخطُ َو ِات َنا َ‬
‫اآلن قَ ْد أ َ‬
‫ٔٔ‬

‫يس ِو‪".‬‬
‫ام ِن ِفي ِعٍّر ِ‬
‫الش ْب ِل ا ْل َك ِ‬ ‫َس ِد ا ْلقَ ِرِم إِلَى االف ِْت َر ِ‬
‫اس‪َ ,‬و َك ٍّ‬ ‫األ َ‬
‫راجع (ٔبط٘‪.)ٛ2‬‬

‫س ْي ِف َك‪",‬‬ ‫ص َر ْع ُو‪َ .‬ن ٍّج َن ْف ِسي ِم َن ٍّ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬قُم يا رب‪ .‬تَقَد ِ‬
‫ير ِب َ‬
‫الشٍّر ِ‬ ‫َّم ُو‪ .‬ا ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اهلل لو سيوؼ كثيرة يستخدميا ضد أعدائو وأعداء كنيستو‪ ،‬تبدأ بسيؼ كممتو لعميـ يتوبوف وتنتيي بالسيؼ‬
‫الحقيقي أي نياية حياتيـ بالجسد عمى األرض لمف ال يتوب‪ .‬وىنا المرنـ يمجأ إلى اهلل ليعينو إذ أدرؾ بطبلف كؿ‬
‫معونة بشرية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع عشر)‬

‫ون‬ ‫يب ُي ْم ِفي َح َي ِات ِي ْم‪ِ .‬ب َذ َخ ِائ ِر َك تَ ْمؤلُ ُبطُوَن ُي ْم‪َ .‬ي ْ‬
‫ش َب ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫اس ِب َي ِد َك َيا َرب‪ِ ,‬م ْن أ ْ‬
‫َى ِل الد ْن َيا‪َ .‬نص ُ‬ ‫الن ِ‬‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬م َن َّ‬
‫طفَالِ ِي ْم‪".‬‬‫ضالَتَ ُي ْم ألَ ْ‬
‫ون فُ َ‬
‫أ َْوالَ ًدا َوَيتُْرُك َ‬
‫عداوة األشرار وعنفيـ ليس عف احتياج‪ ،‬فاهلل لـ يحرميـ مف عطاياه األرضية "فيو يشرؽ بشمسو عمى األبرار‬
‫واألشرار"‪ .‬وى ـ يعيشوف في ترؼ وبطونيـ ممموءة مف خيرات اهلل ويتركوف فضبلتيـ ألطفاليـ‪ .‬وقد تعني يتركوف‬
‫فضبلتيـ ألطفاليـ أف شرورىـ تبقى ميراثاً ألطفاليـ "دمو عمينا وعمى أوالدنا"‪.‬‬

‫ت ِب َ‬
‫ش َب ِي َك‪".‬‬ ‫ش َبعُ إِ َذا ْ‬
‫َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك‪ .‬أَ ْ‬
‫٘ٔ‬
‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬أ َّ‬
‫اإلنساف المتكؿ عمى اهلل ينجو مف بطش الشرير‪ ،‬فاألشرار ينتيوف‪ ،‬ولكف البار يستيقظ أي يقوـ بعد موتو ويعايف‬
‫وجو الرب (فيٖ‪ٔ + ٕٔ2‬يوٖ‪ .)ٕ2‬بؿ كؿ مف يصمي بإيماف لف يحرـ مف التمتع برؤية اهلل‪ ،‬إف كاف قمبو نقياً‬
‫خبرنا عف اآلب وبو ندخؿ‬ ‫َما أََنا فَ ِبا ْل ِبٍّر أَ ْنظُُر َو ْج َي َك = وجو اآلب ىو اإلبف الذي َّ‬
‫كما جاء في أوؿ المزمور‪ .‬أ َّ‬
‫لؤلحضاف األبوية‪ .‬واألبرار أنقياء القمب يعاينوف اهلل‪ .‬فكؿ مف يحيا بالبر يرى اإلبف الذي ىو وجو اآلب‪ .‬ويرى‬
‫ش َبعُ إِ َذا‬
‫ىنا ليست الرؤية السطحية بؿ معناىا يراه بقمبو رؤية المعرفة‪ ،‬وىذه المعرفة ىي التي تشبع = أَ ْ‬
‫ت ِب َ‬
‫ش َب ِي َك وىذه األخيرة ليا ترجمتيف باإلنجميزية‪.‬‬ ‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬
‫ْ‬
‫)‪When I awake I shall be satisfied with beholding thy form. (Revised‬‬

‫)‪I shall be satisfied when I awake in your likeness (Kjv‬‬


‫وترجمة األولى حينما أستيقظ أشبع بالتأمؿ في شكمؾ وىيئتؾ وصورتؾ وترجمة الثانية أشبع حينما أستيقظ‬
‫بشبيؾ كما جاءت في ترجمة بيروت‪.‬‬
‫وكبل الترجمتيف يتكامبلف‪ .‬فاألولى تكممنا عف الشبع بالتأمؿ في المسيح الذي ىو صورة اآلب‪ ،‬فبلحظ أف داود‬
‫كاف يكمـ اهلل‪ ،‬الذي رأينا صورتو في المسيح (مف رآني فقد رأى اآلب)‪ .‬والثانية تشير لكؿ مف يقدـ توبة ويستيقظ‬
‫مف نوـ الغفمة‪ ،‬غفمة موت الخطية (أؼ٘‪ ،)ٔٗ2‬فيأخذ شكؿ المسيح (غؿٗ‪ .)ٜٔ2‬والحظ أف مف يستيقظ يستطيع‬
‫أف يرى المسيح كممة اهلل بالتأمؿ في الكتاب المقدس كممة اهلل‪ ،‬والحظ قوؿ بولس الرسوؿ "أييا الغبلطيوف‪..‬‬
‫الذيف أماـ عيونكـ قد ُرِسـ يسوع المسيح بينكـ مصموباً" (غؿٖ‪.)ٔ2‬‬

‫‪63‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن عشر‬

‫ىذا المزمور ىو مطابؽ تقريباً مع (ٕصـٕٕ)‪ .‬ىي قصيدة انتصار‪ ،‬فييا يسبح داود الرب عمى كؿ أعماؿ‬
‫مراحمو معو كؿ حياتو بعد أف استراح مف كؿ أعدائو‪ .‬والفروؽ بيف ىذا المزمور وبيف (ٕصـٕٕ) ىي في بعض‬
‫كممات ليصير المزمور نشيداً يستخدـ في تسبيح الشعب هلل ويكوف مف ضمف تسابيح الييكؿ‪.‬‬
‫يمكف رؤية المزمور عمى أنو نبوة عف خبلص المسيح وىبلؾ إبميس (ورمزه شاوؿ وجنوده) فالمسيح أتي وحارب‬
‫وغمب‪ ،‬وىو يقيـ ممكوتو خبلؿ عالـ متمرد بأسمحة الحب واإليماف ويحوؿ مؤمنيو إلى مموؾ روحييف (رؤٔ‪.)ٙ2‬‬
‫ونرى في المزمور مقاومة وىيجاف األعداء ثـ االستعانة باهلل ونزوؿ المسيح ليخمصنا ثـ صعوده‪ .‬ونرى اهلل ينقذ‬
‫اإلنساف ويقبؿ األمـ‪.‬‬
‫حيف نسبح بكممات ىذا المزمور نسبح اهلل الذي خمصنا بصميبو ويعيننا في حروبنا الروحية في رحمة حياتنا‬
‫ويخمصنا مف كؿ ضيقة في ىذا العالـ‪ ،‬ىو مزمور القوة والرجاء الذي ال يخزى ونسمع في عنواف المزمور أف‬
‫داود كمـ الرب بكبلـ ىذا النشيد‪ .‬ففي يوـ خبلصنا وفرحنا ال نذىب سوى هلل نقدـ لو الشكر والتسبيح‪.‬‬

‫َحتَ ِمي‪ .‬تُْر ِسي‬ ‫ص ْخ َرِتي ِب ِو أ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ُحب َك يا رب‪ ,‬يا قَُّوِتي‪ٕ .‬ا َّلرب ص ْخرِتي و ِح ِ‬
‫صني َو ُم ْنقذي‪ .‬إِل ِيي َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٙ-‬أ ِ‬
‫س ُيو ُل ا ْل َيبلَ ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يد‪ ,‬فَأَتَ َخمَّص ِم ْن أ ِ ِٗ‬ ‫ب ا ْل َح ِم َ‬ ‫صي َو َم ْم َجِإي‪ .‬أ َْد ُعو َّ‬
‫ٖ‬ ‫وقَر ُن َخبلَ ِ‬
‫َع َدائي‪ .‬ا ْكتََنفَتْني ح َبا ُل ا ْل َم ْوت‪َ ,‬و ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الر َّ‬ ‫َ ْ‬
‫ضِ‬ ‫شب ْت ِبي‪ِ .‬في ِ‬ ‫ِ‬ ‫اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي‪ .‬أَ ْ‬
‫أَف َْز َعتْ ِني‪ِ .‬ح َبا ُل ا ْل َي ِ‬
‫ب‪َ ,‬وِالَى إِل ِيي َ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬
‫ت‪,‬‬‫ص َر ْخ ُ‬ ‫الر َّ‬
‫ت َّ‬ ‫يقي َد َع ْو ُ‬ ‫ش َار ُك ا ْل َم ْوت ا ْنتَ َ َ‬
‫َّام ُو َد َخ َل أُ ُذ َن ْي ِو‪".‬‬ ‫فَس ِمع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو صوِتي‪ ,‬و ِ‬
‫ص َراخي قُد َ‬‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ب اهلل ألنو قُ َّوِتو وأف اهلل ىو الذي يسنده‪ .‬لذلؾ ىو في ضيقتو ال يمجأ سوى هلل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المرنـ يبدأ بأف يذكر بأنو يح ّ‬
‫ولذلؾ نبلحظ تغير صفة األفعاؿ المستخدمة بيف الماضي والحاضر‪ ،‬فاهلل الذي خمَّص ىو الذي يخمص وسوؼ‬
‫يخمص "يسوع المسيح ىو ىو أمساً واليوـ والى األبد"‪ِ .‬ا ْكتََنفَتْ ِني ِح َبا ُل ا ْل َم ْو ِت = جميع مف ماتوا قبؿ مجيء‬
‫اوَي ِة َحاقَ ْت ِبي‪ .‬وبيذا نجد أف أعدائنا ىـ‬
‫المسيح ذىبوا لمجحيـ‪ ،‬فالموت كاف نصيب كؿ بني آدـ= ِح َبا ُل ا ْل َي ِ‬
‫صي = فالقرف عبلمة القوة‪ .‬والحظ أنو يقوؿ اهلل‬ ‫إبميس والموت والجحيـ‪ .‬ولكف إلينا قوي وقد خمصنا = قَر ُن َخبلَ ِ‬
‫ْ‬
‫خبلصي ولـ يقؿ خمصني‪ ،‬فاهلل خبلصو دائـ وفي كؿ وقت‪ .‬وكاف نزوؿ المسيح وصمبو وقيامتو وصعوده ىو‬
‫س ِم َع ِم ْن َى ْي َكمِ ِو = الييكؿ قد يكوف خيمة‬
‫خبلصنا مف الموت والشيطاف والخطية فنحف أعضاء جسده‪ .‬فَ َ‬
‫االجتماع أو السماء نفسيا فالييكؿ األرضي رمز لمييكؿ السماوي‪ .‬وقد يشير الييكؿ لتجسد المسيح (يوٕ‪.)ٕٔ2‬‬
‫وقد تأتي االستجابة مف ىيكؿ اهلل أي مف مسكنو داخؿ قمبي‪ .‬فنحف ىياكؿ هلل والروح القدس يسكف فينا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫س ا ْل ِج َب ِ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬فَارتَج ِ‬


‫َّت ألَنَّ ُو َغض َ‬
‫ب‪".‬‬ ‫ال ْارتَ َع َد ْت َو ْارتَج ْ‬ ‫ُس ُ‬
‫ش ْت‪ ,‬أ ُ‬
‫ض َو ْارتَ َع َ‬
‫َّت األ َْر ُ‬ ‫ْ‬

‫‪64‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫داود صرخ بسبب مشكمة البشر واف نيايتيـ ىي الموت ‪ .‬واهلل الذي يتضايؽ في كؿ ضيقتنا‪ ،‬وبكي عمي قبر‬
‫لعازر تألـ بسبب االمنا ‪ .‬وبسبب االمنا كانت االمو في تجسده وصميبو ‪ .‬ويوـ الصميب كانت استجابة الرب‬
‫لصراخ داود‪ ،‬وكؿ األبرار الذيف صرخوا مثمو فكاف الموت يحجز كؿ مف يموت قبؿ المسيح‪ ،‬وبعد الصمب‬
‫تزلزلت األرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد بعض الموتي عبلمة عمى االنتصار النيائي وقيامة الموتى في‬
‫نياية األياـ‪ .‬وكؿ مف دخؿ في شركة مع اهلل تتزلزؿ أرضو (جسده) ويقوـ مف موت الخطية‪ .‬ونبلحظ فصراخ‬
‫داود كاف مف ظمـ أعدائو‪ ،‬واألرض ترتج مف غضب اهلل عمى الظمـ الذي يقع عمى أوالده‪ ،‬ولكف اهلل يغضب‬
‫أيضاً مف الخطية ومف إبميس ومف يتبعو ومف أفعاليـ‪ .‬وكـ ىو مخيؼ الوقوع في يد اهلل الحي حينما يغضب‪.‬‬

‫شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو‪".‬‬


‫ان ِم ْن أَ ْن ِف ِو‪َ ,‬وَن ٌار ِم ْن فَ ِم ِو أَ َكمَ ْت‪َ .‬ج ْمٌر ا ْ‬
‫ص ِع َد ُد َخ ٌ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬‬
‫ىذه اآلية إشارة لغضب اهلل مما تسبب فيو خداع ابميس آلدـ وحواء ‪ .‬وكاف الصميب لدينونة إبميس والخطية ‪.‬‬
‫وكممة اهلل ايضاً نار تأكؿ الخطية داخؿ قموبنا وتميب قموبنا بنار الحب اإلليي‪ .‬ولذلؾ حؿ الروح القدس عمى‬
‫شتَ َعمَ ْت ِم ْن ُو = مف امتؤل بالروح صار كجمر مشتعؿ‪ .‬وىنا أيضاً نرى صورة مخيفة‬
‫ىيئة ألسنة نارية‪َ .‬ج ْمٌر ا ْ‬
‫لغضب اهلل‪ ،‬ولكف شك اًر هلل الذي في غضبو كاف الفداء الذي اتي لنا بالسماء عمي االرض بؿ حولنا إلى سماء‬
‫كما نرى في اآلية القادمة‪ ،‬لذلؾ نصمي كما في السماء كذلؾ عمى األرض‪ .‬لقد أكمؿ اهلل كؿ بر بصميبو‪ ،‬لكف‬
‫إذا إستمر اإلنساف غير خائؼ مف اهلل يقع عميو كؿ ىذا الغضب‪.‬‬

‫ت ِر ْجمَ ْي ِو‪".‬‬
‫اب تَ ْح َ‬
‫ض َب ٌ‬
‫السماو ِ‬
‫ات َوَن َز َل‪َ ,‬و َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪ " - )ٜ‬طَأْطَأَ َّ َ َ‬
‫ىذه عف التجسد‪ ،‬فالمسيح تواضع‪ .‬وطأطأ السموات ليمصقيا باألرض (أؼٕ‪ )ٔٙ2‬وكاف نزولو مخفياً في تجسده‬
‫كالضباب‪ .‬طَأْطَأَ = أحنى‪ .‬فالمسيح اتي بالسماء عمي األرض‪ .‬وكيؼ قارب بينيما؟ كاف ذلؾ بأف نزؿ المسيح‬
‫السماوي إلى األرض‪ ،‬وىو ايضا بعد تجسده ظؿ بيننا والي انقضاء االياـ ( مت ‪ )ٕٓ 2 ٕٛ‬بؿ حياتو صارت‬
‫فينا ‪ ،‬واينما يوجد المسيح ‪ ،‬فالمكاف الذي فيو يتحوؿ الي سماء ‪ .‬والضباب يشير ألنو أخفى بياء الىوتو‪ .‬وقد‬
‫حدث شئ مف ىذا في ظيوره لموسى عمى الجبؿ ليخمص شعبو‪.‬‬

‫اح‪".‬‬ ‫َج ِن َح ِة ٍّ‬


‫الرَي ِ‬ ‫ط َار‪َ ,‬و َى َّ‬
‫ف َعمَى أ ْ‬ ‫ب َعمَى َكر ٍ‬
‫وب َو َ‬ ‫ُ‬
‫ٓٔ ِ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬رك َ‬
‫وب = (تؾٖ‪ + ٕٗ2‬خرٕ٘‪ + ٕٓ-ٔٛ2‬حزٓٔ‪ + ٔ،‬مزٖٖ‪ )ٖ2ٔٓٗ + ٗ2ٙٛ،‬الكاروب رمز لممعرفة‪.‬‬ ‫َكر ٍ‬
‫ُ‬
‫فحيف نقوؿ أف اهلل يجمس عمى الكاروبيـ أي أنو يجد راحتو فييـ ألنيـ يعرفونو‪ ،‬وبالتالي يحبونو‪َ .‬وطَار= ىذه‬
‫الرَيا ِح = أي ال عائؽ يمنعو مف أف يأتي لنجدة وخبلص المؤمنيف‪،‬‬ ‫َج ِن َح ِة ٍّ‬ ‫تشير لصعوده لمسماء‪َ .‬و َى َّ‬
‫ف َعمَى أ ْ‬
‫يأتي سريعاً‪ .‬المسيح قاـ ليقيمنا معو وصعد لنصعد نحف أيضاً معو (أؼٕ‪ .)ٙ2‬فما نحياه اآلف في السماويات‬
‫ىو عربوف ما سنحيا فيو في السماء إلى األبد‪ .‬ولنراجع ( اش ‪ ) ٙ‬لنري المركبة الكاروبيمية كعرش لييوه ‪ ،‬فنفيـ‬
‫اف مف اتي وتجسد وصعد اي المسيح ىو نفسو ييوه ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫ضباب ا ْل ِمي ِ‬
‫اه َوظَبلَ َم ا ْل َغ َم ِام‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬ج َع َل الظ ْم َم َة ستْ َرهُ‪َ .‬ح ْولَ ُو مظَمَّتَ ُو َ َ َ َ‬
‫ٔٔ‬

‫ال نراه اآلف بالعياف‪ ،‬فمقد حجبتو سحابة عف أعيف تبلميذه بعد صعوده لمسماء‪َ .‬ح ْولَ ُو ِمظَمَّتَ ُو = أي كنيستو تحيط‬
‫بو‪ ،‬وكما كاف تابوت العيد وسط شعبو في خيمة االجتماع او في الييكؿ ىكذا فالمسيح االف في وسط كنيستو (‬
‫رؤ ٕ ‪ )ٔ 2‬يسكف فييا ولكنو غير مرئي بالنسبة لمعالـ‪ .‬وكؿ مف يقترب مف المسيح يرتفع بأفكاره واشتياقاتو‬
‫لمسماء ويكوف ىذا غير مرئياً لمف ىـ في العالـ‪ .‬ىذا الغموض يشير ألننا مازلنا نحيا في عربوف السماويات‪،‬‬
‫فيناؾ سنراه كما ىو (ٔيوٖ‪)ٕ2‬‬

‫س ُح ُب ُو‪َ .‬ب َرٌد َو َج ْم ُر َن ٍ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ِ " -‬م َن الش َع ِ‬


‫ٕٔ‬
‫ار‪".‬‬ ‫َّام ُو َع َب َر ْت ُ‬
‫اع قُد َ‬
‫أرسؿ اهلل روحو القدوس عمى شكؿ ألسنة نار‪ .‬والسحب تشير لؤلنبياء والقديسيف (عبٕٔ‪ .)ٔ2‬وخرج مف األنبياء‬
‫نبوات عف المسيح أضاءت المسكونة كالبرؽ الخارج مف السحب‪ .‬ولمف يقبؿ تكوف ىذه نو اًر لو ومف يرفض اهلل‬
‫فاهلل لو وسائمو ليؤدبو‪ ،‬بؿ تكوف كمماتو ىذه سبب تأديب‪ ،‬والتأديب يكوف كما ببرد ونار (خرٕ٘‪+ )ٕٗ2ٜ،‬‬
‫يشٓٔ‪ .)ٔٔ2‬أما لمقديسيف فالبرد لتأديب وعقوبة أعدائيـ والنار لتحرقيـ (وىذا معنى آية ٗٔ أيضاً)‪ِ .‬م َن‬
‫اع = المسيح نور مف نور‪ .‬كما أف الشعاع يولد مف الشمس ىكذا اإلبف مولود مف اآلب‪ ،‬وجاء لنا كنور‬ ‫الش َع ِ‬
‫ب فالسحاب يشير لمقديسيف الذيف صاروا‬‫س ُح ُ‬
‫َّام ُو َع َب َر ْت ُ‬
‫يضئ لنا‪ ،‬ومف رأي ىذا النور تحوؿ إلى القداسة = قُد َ‬
‫في المسيح يعبروف مف الموت لمحياة‪.‬‬

‫ام ُو‬ ‫ار‪ٔٗ .‬أَر ِ‬


‫ص ْوتَ ُو‪َ ,‬ب َرًدا َو َج ْم َر َن ٍ‬ ‫ات‪َ ,‬وا ْل َعمِي أ ْ‬
‫السماو ِ‬ ‫اآليات ( ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬أَرع َد َّ ِ‬
‫س َل س َي َ‬
‫ْ َ‬ ‫َعطَى َ‬ ‫الرب م َن َّ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫شتَّتَ ُي ْم‪َ ,‬وُب ُروقًا َكث َ‬
‫يرةً فَأ َْز َع َج ُي ْم‪",‬‬ ‫فَ َ‬
‫ا هلل فعؿ كؿ شئ لنصير قديسيف ويكوف نصيبنا السماء‪ .‬لكف الذي يرفض فيذه اآليات ىي إعبلف عف غضب‬
‫وب َرْد ونار‬
‫اهلل عمى الشيطاف ومف يترؾ المسيح تابعاً مشورات الشيطاف‪ .‬وغضب اهلل ىنا يمثؿ عمى أنو رعد َ‬
‫وسياـ لتشتت أعداء اهلل‪ .‬أما مف يسير مع اهلل فيو يسمع الرعد (صوت اهلل) ويقدـ توبة والبرؽ يشير لوعود اهلل‬
‫لمتائب‪.‬‬

‫يح أَ ْن ِف َك‪".‬‬
‫س َم ِة ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س ُكوَنة م ْن َز ْج ِر َك َيا َرب‪ ,‬م ْن َن ْ‬
‫س ا ْل َم ْ‬
‫ُس ُ‬
‫شفَ ْت أ ُ‬
‫اق ا ْل ِمي ِ‬
‫اه‪َ ,‬وا ْن َك َ‬ ‫َع َم ُ َ‬ ‫ظ َي َر ْت أ ْ‬
‫٘ٔ‬
‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬فَ َ‬
‫اه = ظيرت قوة الوالدة الثانية مف الماء والروح في المعمودية بعد حموؿ الروح عمى الكنيسة‬ ‫اق ا ْل ِمي ِ‬
‫َع َم ُ َ‬ ‫ظ َي َر ْت أ ْ‬
‫َ‬
‫يوـ الخمسيف‪ .‬وتشير اآلية لما حدث مع موسى عند شؽ البحر فمقد ظيرت األرض اليابسة بعد أف إنشؽ‬
‫البحر‪ .‬وىكذا في كؿ ضيقة‪ ،‬اهلل قادر أف يشقيا كما فعؿ مع موسى فعبلً بشؽ البحر أو مع داود حيف شؽ‬
‫تجاربو وأنياىا‪ .‬واكبر ضيقة تواجو البشر ىي الموت‪ ،‬والبحار بمياىيا تشير لمموت ‪ ،‬فنحف غير قادرىف اف نحيا‬
‫وسط المياه ‪ ،‬فاهلل لكي ينقذ أوالده مستعد أف يشؽ المياه واألرض لتنكشؼ أساسات المسكونة ‪ ،‬ويشؽ بحر‬
‫الموت ليخرج حياة مف الموت ‪ .‬واذا فيمنا أف الكنيسة مبنية عمى أساس الك ارزة بواسطة الرسؿ‪ ،‬فنفيـ أف‬

‫‪66‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫خبلصنا كاف بك ارزة الرسؿ وكانت كمماتيـ ىي األساسات التي بنيت عمييا الكنيسة‪ .‬فيـ أعمنوا لنا أسس وأسرار‬
‫المسيح (اؼٕ‪ ،)ٕٓ2‬ومف االسرار التي اعمنيا المسيح ثـ الرسؿ اف اهلل لـ يخمقنا لنموت بؿ لنحيا حياة ابدية ‪.‬‬
‫اهلل كشؼ اف االساس الذي تأسست عميو المسكونة ىو عمؽ محبتو لمبشر الذيف مف اجميـ خمؽ المسكونة ‪.‬‬

‫يرٍة‪ .‬أَ ْنقَ َذ ِني ِم ْن َع ُد ٍّوي ا ْلقَ ِو ٍّ‬


‫ي‪َ ,‬و ِم ْن‬ ‫َخ َذ ِني‪َ .‬ن َ ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫س َل ِم َن ا ْل ُعمَى فَأ َ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫شمَني م ْن م َياه َكث َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ -ٔٙ‬أ َْر َ‬
‫س َن ِدي‪".‬‬
‫الرب َ‬ ‫َص ُابوِني ِفي َي ْوِم َبمِي َِّتي‪َ ,‬و َك َ‬
‫ان َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم ْبغض َّي أل ََّن ُي ْم أَق َْوى م ٍّني‪ .‬أ َ‬
‫‪ٔٛ‬‬

‫المياه كادت أف تبتمعو (أعداؤه ومؤامراتيـ)‪ .‬ولكف اهلل جاء وانتشمو ىذا ما قالو يوناف وىو في بطف الحوت‪.‬‬
‫ومياه العالـ التي ينتشمنا منيا اهلل ىي ضبلالتو وأثامو وأفكاره‪ .‬والعدو القوى ىو إبميس الذي‬ ‫(يوفٕ‪.) ٙ-ٖ2‬‬
‫َبمِي َِّتنا (‪.)ٔٛ‬ويوـ بميتنا ىو يوـ سقطنا بسبب خداع ابميس فمتنا ‪.‬‬ ‫أصابنا ِفي َي ْوِم‬

‫ط َي َارِة‬ ‫ب ِبٍّري‪َ .‬ح َ‬ ‫اف ُئ ِني َّ‬‫َخرج ِني إِلَى الر ْح ِب‪َ .‬خمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي‪ٕٓ .‬ي َك ِ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫ب َ‬ ‫سَ‬ ‫سَ‬ ‫الرب َح َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٗ-ٜٔ‬أ ْ َ َ‬
‫ض ُو لَ ْم أ ُْب ِع ْد َىا‬‫امي‪َ ,‬وفَ َرِائ َ‬ ‫ام ِو أَم ِ‬
‫َ‬
‫َح َك ِ‬
‫يع أ ْ‬ ‫ص إِل ِيي‪ٕٕ .‬أل َّ ِ‬
‫َن َجم َ‬ ‫َع ِ‬ ‫ب‪َ ,‬ولَ ْم أ ْ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ق َّ‬ ‫ت طُُر َ‬ ‫ظُ‬ ‫ي َي ُرد لِي‪ .‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬
‫ٕٔ‬
‫َي َد َّ‬
‫ام َع ْي َن ْي ِو‪".‬‬
‫َ‬ ‫َم‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫الرب لِي َك ِبٍّري‪َ ,‬و َكطَ َيارِ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫د‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫ٕٗ‬
‫ي‪.‬‬ ‫امبلً مع ُو وأَتَحفَّظُ ِم ْن إِثْ ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون َك ِ‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ‬‫و‬‫َ‬
‫ٖٕ‬
‫َع ْن َن ْف ِسي‪.‬‬
‫اف ُئ ِني‬‫َخمَّص ِني أل ََّن ُو س َّر ِبي = قالوا ىذا عف المسيح‪ ،‬ولـ ينزلو اهلل عف الصميب ليخمصنا فيو س َّر بنا وأحبنا‪ .‬ي َك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب ِبٍّري = برنا الحقيقي ىو المسيح‪ .‬ولكف عمينا نحف أف نسمؾ بحسب وصاياه فيكافئنا‪ .‬ومف ناحية‬ ‫سَ‬‫الرب َح َ‬ ‫َّ‬
‫داود خمصو اهلل فعبلً ونجاه‪ ،‬ذلؾ ألف داود سمؾ بحسب وصايا اهلل‪ .‬وبالنسبة لداود كاف كمالو وبره نسبياً‪ ،‬أما‬
‫الكامؿ حقاً فيو المسيح وحده وفيو نوجد نحف كامميف إف ثبتنا فيو‪.‬‬

‫ون طَ ِ‬
‫اى ًرا‪,‬‬ ‫امبلً‪ٕٙ .‬مع الطَّ ِ‬
‫اى ِر تَ ُك ُ‬ ‫ون َك ِ‬ ‫الرج ِل ا ْل َك ِ‬
‫ام ِل تَ ُك ُ‬ ‫الر ِح ِيم تَ ُك ُ ِ‬ ‫ٕ٘‬
‫ََ‬ ‫يما‪َ .‬معَ َّ ُ‬
‫ون َرح ً‬ ‫اآليات (ٕ٘‪َ " - )ٕٙ-‬م َع َّ‬
‫ون ُم ْمتَ ِوًيا‪".‬‬
‫َع َو ِج تَ ُك ُ‬
‫َو َم َع األ ْ‬
‫الر ِح ِيم ينعـ برحمة اهلل‪ ،‬أما القاسي فيترؾ لتصرفاتو ويحرـ نفسو مف لطؼ اهلل (مثاؿ لذلؾ‪ ...‬فرعوف)‪ .‬وعوبديا‬ ‫َّ‬
‫النبي لخص ىذه االية بقولو "ما فعمتو يفعؿ بؾ" ( عو ٘ٔ)‪.‬‬

‫ضعيا‪ٕٛ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َّ‬‫ت تُ َخمٍّ ُ‬


‫اآليات (‪ " - )ٕٛ-ٕٚ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫‪ٕٚ‬‬
‫يء‬
‫ت تُض ُ‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُم ْرتَف َع ُة تَ َ ُ َ‬
‫س‪َ ,‬واأل ْ‬
‫ب ا ْل َبائ َ‬
‫الش ْع َ‬
‫ير ظُ ْم َم ِتي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِسر ِ‬
‫اجي‪ِ َّ .‬‬
‫الرب إل ِيي ُين ُ‬ ‫َ‬
‫يء ِس َار ِجي = أي أف اهلل ييبو الحياة الحقة‬ ‫ِ‬
‫مف يتضع يختبر اهلل كمعيف لو‪ ،‬والمتكبر يجعمو اهلل ينخفض‪ .‬تُض ُ‬
‫(ٕصـٕٕ‪ .)ٔٚ2‬نحف كسراج (مصباح) ال نضئ مف ذواتنا‪ .‬بؿ نحتاج لزيت النعمة اإلليية‪ ،‬بؿ نحف ظممة‬
‫بسبب خطيتنا ولكف اهلل يضئ ظممتنا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫ب َن ِق ٌّي‪.‬‬‫الر ٍّ‬ ‫ت أَسوارا‪ٖٓ .‬اَهلل طَ ِريقُ ُو َك ِ‬


‫ام ٌل‪ .‬قَ ْو ُل َّ‬ ‫ُ‬ ‫س َّو ْر ُ ْ َ ً‬ ‫شا‪َ ,‬وِبِإل ِيي تَ َ‬ ‫ت َج ْي ً‬‫اآليات (‪ " - )ٗٓ-ٕٜ‬أل ٍَّني ِب َك اقْتَ َح ْم ُ‬
‫‪ٕٜ‬‬

‫لو الَِّذي‬ ‫اإل ُ‬ ‫ص ْخ َرةٌ ِس َوى إِل ِي َنا؟ ٕٖ ِ‬ ‫ب؟ َو َم ْن ُى َو َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫لو َغ ْي ُر َّ‬‫ين ِب ِو‪ .‬أل ََّن ُو َم ْن ُى َو إِ ٌ‬
‫ٖٔ‬
‫يع ا ْل ُم ْحتَ ِم َ‬‫س ُى َو لِ َج ِم ِ‬ ‫تُْر ٌ‬
‫يم ِني‪ .‬الَِّذي ُي َعمٍّ ُم َي َد َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫امبلً‪ٖٖ .‬الَِّذي َي ْج َع ُل ِر ْجمَ َّي َك ِ ِ‬ ‫يقي َك ِ‬ ‫يم ْن ِطقُِني ِبا ْلقُ َّوِة ويص ٍّير طَ ِر ِ‬
‫ٖٗ‬
‫ي‬ ‫اإليَّل‪َ ,‬و َعمَى ُم ْرتَف َعاتي ُيق ُ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫ض ُد ِني‪َ ,‬ولُ ْطفُ َك ُي َعظٍّ ُم ِني‪.‬‬ ‫ص َك َوَي ِمي ُن َك تَ ْع ُ‬‫اس‪ .‬وتَ ْجع ُل لِي تُرس َخبلَ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ٖ٘‬
‫س ِم ْن ُن َح ٍ‬ ‫اع َّي قَ ْو ٌ‬
‫ِ‬
‫ال‪ ,‬فَتُ ْح َنى ِبذ َر َ‬ ‫ا ْل ِقتَ َ‬
‫ِ‬ ‫سع ُخطُو ِاتي تَ ْح ِتي‪َ ,‬فمَم تَتَ َق ْم َق ْل ع ِقباي‪ٖٚ .‬أَتْبع أ ْ ِ‬
‫َع َدائي فَأ ُْد ِرُك ُي ْم‪َ ,‬والَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٖٛ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬
‫َس َحقُ ُي ْم فَبلَ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫تَُو ٍّ ُ‬
‫يني‬ ‫ين عمَ َّي‪ٗٓ .‬وتُع ِط ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِر ْجمَ َّي‪ٖٜ .‬تُم ْن ِطقُِني ِبقُ َّوٍة لِ ْم ِقتَ ِ‬ ‫يستَ ِطيع َ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ص َرعُ تَ ْحتي ا ْلقَائم َ َ‬ ‫ال‪ .‬تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ون تَ ْح َ‬ ‫سقُطُ َ‬ ‫ام‪َ .‬ي ْ‬ ‫ون ا ْلق َي َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ض َّي أُف ِْني ِي ْم‪".‬‬‫َع َد ِائي‪ ,‬وم ْب ِغ ِ‬
‫َُ‬ ‫أَق ِْف َي َة أ ْ‬
‫المؤمف ضعيؼ بذاتو‪ ،‬ولكف بقوة اهلل ومعونتو يقدر أف يثب عمى أي أسوار يضعيا إبميس في طريقو إلى أورشميـ‬
‫السماوية‪ ،‬ىو يرفعنا فنتخطى ىذه األسوار‪ٕ( .‬كوٓٔ‪ .)٘-ٖ2‬وحينما يذكر المرنـ القوة التي يعطييا اهلل ألوالده‬
‫يحوؿ العاجز غير القادر عمى الحرب إلى إِي ِ‬
‫َّل= سريع الحركة ييرب مف‬ ‫يسبحو" مف ىو إلو غير الرب‪ .‬فاهلل ِّ‬
‫َّل يستخدـ قدميو في دوس الحيات المعادية‪.‬‬‫اإلي ِ‬
‫أعدائو في الوقت المناسب ومقاتؿ مدىش في أوقات أخرى‪ ،‬فَ ِ‬
‫واليداف المرتعشتاف يعمميا اهلل القتاؿ‪ .‬ىذه ىي األيادي التي ترتفع في الصبلة‪ .‬وفي حرب المؤمف ضد إبميس‬
‫سعُ ُخطُ َو ِاتي وىو ال يحارب وينتصر ضد خطية واحدة‪ ،‬بؿ يريد أف ييزـ كؿ الخطايا =‬ ‫يعطيو اهلل شجاعة= تَُو ٍّ‬
‫س ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَ أ َْرجعُ َحتَّى أُفْن َي ُي ْم وىذا لـ يتحقؽ بداود بؿ في المسيح‪ .‬ونبلحظ قوة األسمحة = تُ ْح َنى ِبذ َر َ‬
‫اع َّي قَ ْو ٌ‬
‫اس= والمعنى المباشر أنو يستطيع أف يحني ذراعو ليحمؿ قوس نحاس في الحرب‪ .‬واهلل أعطانا أسمحة‬ ‫ُن َح ٍ‬
‫روحية في أيدينا قوية جداً (أؼ‪ .)ٔٛ-ٔٔ2ٙ‬الحظ ىنا اف داود يفتخر بالرب " مف افتخر فميفتخر بالرب "(اكو‬
‫ٔ ‪ ) ٖٔ 2‬فاهلل ىو الذي اعطاه ىذه القوة ‪ ،‬مثبل اف يحني بيديو قوس مف نحاس او يكوف سريع الحركة كاأليؿ‬
‫‪ .‬وعمينا نحف اف نفتخر بالرب الذي اعطانا اي موىبة ‪ ،‬الاف ندخؿ في كبرياء بسببيا ‪ ،‬عالميف اف كؿ ما عندنا‬
‫مف مواىب ىو وزنات سنحاسب عمييا اف لـ نأتي منيا بثمار تفرح وتمجد اهلل ‪ ،‬وتكوف وسيمة لبنياف جسده ‪.‬‬
‫ستَ ِج ُ‬ ‫ص‪ .‬إِلَى َّ‬
‫ون َوالَ ُم َخمٍّ َ‬
‫ٔٗ‬
‫يب لَ ُي ْم‪".‬‬ ‫ب فَبلَ َي ْ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ص ُر ُخ َ‬
‫آية (ٔٗ) ‪َ " -‬ي ْ‬
‫وىؿ يستجيب اهلل لصراخ أعداء شعبو؟! وىذه اآلية اتخذت نبوة عف رفض الييود بعد صمبيـ لممسيح واضطياد‬
‫كنيستو ورفضيـ لممسيح حتى اآلف‪.‬‬

‫َس َوا ِ‬
‫ق أَ ْط َر ُح ُي ْم‪".‬‬ ‫يح‪ِ .‬م ْث َل ِط ِ‬
‫ين األ ْ‬ ‫الر ِ‬
‫َّام ٍّ‬ ‫َس َحقُ ُي ْم َكا ْل ُغ َب ِ‬
‫ار قُد َ‬
‫ٕٗ‬
‫آية (ٕٗ) ‪ " -‬فَأ ْ‬
‫كؿ مف يقؼ في وجو المسيح وكنيستو يتحوؿ ليباء تذريو الريح (دا ٕ‪ٕ + ٖ٘2‬تسٕ‪.)ٛ2‬‬

‫َّد لِي‪ِ ٗٗ .‬م ْن‬ ‫َع ِرف ُ‬


‫ْو َيتَ َعب ُ‬ ‫ب لَ ْم أ ْ‬ ‫ُمِم‪َ .‬‬
‫ش ْع ٌ‬
‫الشع ِب‪ .‬تَ ْجعمُِني أر ِ‬
‫ْسا لؤل َ‬
‫َ ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اص َمات َّ ْ‬
‫ٖٗ ِ ِ ِ‬
‫اآليات (ٖٗ‪ " - )ٗ٘-‬تُْنق ُذني م ْن ُم َخ َ‬
‫صوِن ِي ْم‪".‬‬ ‫اء ي ْبمَو َن وي ْزحفُ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫٘ٗ‬ ‫اء يتَ َذلَّمُ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫اع األُ ُذ ِن يسمع َ ِ‬
‫ون م ْن ُح ُ‬ ‫ون لي‪َ .‬ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ ْ َ َ َ‬ ‫ون لي‪َ .‬ب ُنو ا ْل ُغ َرَب َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫س َم ِ‬
‫َ‬
‫ىذه اآليات ال يمكف أف تتحقؽ سوى في المسيح ممؾ المموؾ الذي نزؿ مف السماء وأتى إلى األرض لتتعبد لو‬
‫ون ِلي‪َ .‬ب ُنو‬ ‫اع األُ ُذ ِن َي ْ‬
‫س َم ُع َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ِ‬
‫كؿ األمـ‪ .‬وىؤالء بدوف أف يروا المسيح آمنوا بو لسماعيـ كممات الك ارزة = م ْن َ‬

‫‪68‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه عشر)‬

‫صوِن ِي ْم = يخرجوف مف حصونيـ في خوؼ‪ .‬وىذه تشير‬ ‫اء ي ْبمَو َن = أي يذبموف ويتبلشوف‪ .‬وي ْزحفُ َ ِ‬
‫ِ‬
‫ون م ْن ُح ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ا ْل ُغ َرَب َ ْ‬
‫لمييود الذيف طردوا مف ببلدىـ التي ظنوىا حصناً منيعاً ليـ‪ .‬وسماىـ المرنـ ىنا الغرباء إذ أصبحوا برفضيـ‬
‫المسيح غرباء عف رعوية اهلل‪ .‬وجاءت اآلية في الترجمة السبعينية "تعرجوا في سبميـ" واألعرج يسير عمى قدـ‬
‫واحدة‪ ،‬وىـ قبموا العيد القديـ فقط‪.‬‬

‫لو ا ْل ُم ْنتَ ِق ُم لِي‪َ ,‬والَِّذي‬ ‫صي‪ِ ٗٚ ,‬‬


‫اإل ُ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬‫ص ْخ َرِتي‪َ ,‬و ُم ْرتَ ِفعٌ إِ ُ‬
‫الرب‪َ ,‬و ُم َب َار ٌك َ‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )٘ٓ-ٗٙ‬ح ٌّي ُى َو َّ‬
‫الر ُج ِل الظَّالِِم تُْن ِق ُذ ِني‪.‬‬
‫ين َعمَ َّي‪ِ .‬م َن َّ‬ ‫ق ا ْلقَ ِائ ِم َ‬
‫ضا فَ ْو َ‬‫َع َد ِائي‪َ .‬ر ِاف ِعي أ َْي ً‬
‫وب تَ ْح ِتي‪ُ .‬م َن ٍّج َّي ِم ْن أ ْ‬
‫‪ٗٛ‬‬
‫ُي ْخضعُ الش ُع َ‬
‫ِ‬
‫سمِ ِو‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ص لِممِ ِك ِو‪ ,‬و َّ ِ‬
‫الصانعُ َر ْح َم ًة ل َمسيحو‪ ,‬ل َد ُاوَد َوَن ْ‬ ‫َ‬ ‫السم َك‪ُ .‬ب ْر ُج َخبلَ ٍ َ‬
‫ٓ٘‬ ‫ِ‬ ‫َحم ُد َك يا رب ِفي األ ِ‬
‫ُمم‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ْ‬
‫َ‬ ‫لذل َك أ ْ َ َ َ‬
‫‪ِ ِ ٜٗ‬‬
‫إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬
‫تسبحة شكر هلل الذي أمسؾ بيدنا لينصرنا في حروبنا‪ ،‬وأعطانا أسمحة روحية بيا نحارب‪ .‬وبعد االنتصار تتحوؿ‬
‫ص لِ َممِ ِك ِو = الممؾ ىو داود الذي أنقذه اهلل مف يد‬ ‫الحياة إلى فرح وتيميؿ كثمرة لبلنتصار الروحي‪ُ .‬ب ْر ُج َخبلَ ٍ‬
‫أعدائو‪ .‬والممؾ ىو كؿ مؤمف يحيا المسيح فيو (فنحف مموؾ وكينة) واسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ‬
‫ويتمنع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع عشر‬

‫المزمور التاسع عشر (الثامن عشر في األجبية)‬

‫بدأ داود ىذا المزمور بالتأمؿ في عظمة اهلل التي ظيرت في خميقتو‪ ،‬الشمس والنجوـ والفمؾ وخميقة اهلل تظير‬
‫عظمة اهلل كخالؽ‪ ،‬فييا نرى يد اهلل (رؤ‪ .)ٕٓ2‬ثـ رأي داود الشمس تنير العالـ كمو وح اررتيا تصؿ لكؿ شئ‪،‬‬
‫فامتد بصره إلى ناموس الرب فوجد الخصائص متشابية‪ ،‬فناموس الرب عجيب وىو كامؿ وينير لنا الطريؽ‬
‫ويشيد هلل وقادر أف ينشر المعرفة والدؼء في قموب البشر مف أقصى السموات إلى أقصائيا‪ ،‬وبعد أف وصؿ‬
‫داود إلى ىذا الحد نظر إلى نفسو ليقارف ما قالو مع حياتو‪ .‬فوجد أف ناموس الرب بالنسبة لو كنور شديد يكشؼ‬
‫في ثنايا قمبو عف الخطايا المستترة التي ربما ال يراىا اإلنساف العادي الذي لـ يتمتع بإشراؽ نور الشمس داخؿ‬
‫نفسو‪ ،‬فصمى ليب أر منيا‪ .‬إال أف ىذا المزمور أيضاً يفيـ بطريقة نبوية عف المسيح شمس البر ورسمو الذيف نشروا‬
‫اإليماف في كؿ العالـ‪ = ،‬في كؿ األرض خرج منطقيـ (وىكذا فيميا بولس الرسوؿ (روٓٔ‪.))ٔٛ2‬‬

‫اهلل‪َ ,‬وا ْل َفمَ ُك ُي ْخ ِب ُر ِب َع َم ِل َي َد ْي ِو‪َ ٕ .‬ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ُي ِذيعُ َكبلَ ًما‪َ ,‬ولَ ْي ٌل إِ َلى‬
‫ٍّث ِبم ْج ِد ِ‬
‫ات تُ َحد ُ َ‬ ‫لس َم َاو ُ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٙ-‬اَ َّ‬
‫س ُكوَن ِة‬
‫ْصى ا ْل َم ْ‬
‫ِ‬
‫ض َخ َر َج َم ْنطقُ ُي ْم‪َ ,‬وِالَى أَق َ‬ ‫ص ْوتُ ُي ْم‪ِ ٗ .‬في ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫س َمعُ َ‬
‫ٖ‬ ‫ِ ِ‬
‫لَ ْيل ُي ْبدي ع ْم ًما‪ .‬الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم‪ .‬الَ ُي ْ‬
‫ق ِفي‬ ‫مس َبا ِ‬‫َّار لِ ٍّ‬
‫ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو‪َ .‬ي ْبتَ ِي ُج ِم ْث َل ا ْل َجب ِ‬‫وس ا ْل َخ ِ‬ ‫ييا‪َ ٘ ,‬و ِىي ِم ْث ُل ا ْل َع ُر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫س َك ًنا ف َ‬ ‫س َم ْ‬ ‫مش ْم ِ‬‫َكمِ َماتُ ُي ْم‪َ .‬ج َع َل لِ َّ‬
‫ش ْي َء َي ْختَ ِفي ِم ْن َحٍّرَىا‪".‬‬ ‫ييا‪َ ,‬والَ َ‬ ‫ِ‬
‫وج َيا‪َ ,‬و َم َد ُارَىا إِلَى أَقَاص َ‬
‫ق‪ِ ٙ .‬م ْن أَقْصى َّ ِ‬
‫الس َم َاوات ُخ ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫الطَّ ِري ِ‬
‫خميقة اهلل ىي إعبلف عف قدرة اهلل ومجده‪ ،‬وداود يسبح اهلل ىنا عمى قدرتو والخميقة كتاب نق أر فيو عف قدرة‬
‫الخالؽ والىوتو‪ ،‬كما أف الناموس كتاب يعرفنا إرادة اهلل‪ .‬ىناؾ كممة لمبابا أثناسيوس الرسولي "أف الفناف نعرفو‬
‫ص ْوتُ ُي ْم = فالنجوـ ال تتكمـ لتشيد أو تكرز باسـ‬
‫س َمعُ َ‬
‫مف خبلؿ لوحاتو حتى وأف لـ نراه الَ قَ ْو َل َوالَ َكبلَ َم الَ ُي ْ‬
‫اهلل‪ ،‬ولكف التطمع إلييا يصدر صوتاً أعمى مف صوت البوؽ (فـ الذىب)‪ .‬وقديسي اهلل ليـ نفس الخاصية‬
‫فالتطم ع فييـ يكفي ألف نرى يد اهلل التي عممت فييـ‪ ،‬أجاب أحد تبلميذ األنبا أنطونيوس عميو حيف سألو لماذا ال‬
‫تسألني فأجيبؾ وقاؿ لو "يكفيني أف أتطمع إلى وجيؾ يا أبي"‪ .‬والطبيعة فييا شيادة لكؿ إنساف لذلؾ ىذه اآليات‬
‫اهلل ‪ ،‬فيو الخالؽ القدير‪ .‬أما الناموس حيث يعمف اهلل ذاتو لشعبو‬ ‫ٍّث ِبم ْج ِد ِ‬
‫ات تُ َحد ُ َ‬
‫لس َم َاو ُ‬
‫استخدمت اسـ اهلل= اَ َّ‬
‫الخاص ومف خبلؿ الخبرات اليومية (اآليات ‪ )ٔٗ-ٚ‬ىذه اآليات تستخدـ اسـ الرب ييوه (الخاص بشعب اهلل‬
‫فقط)‪ .‬وجماؿ السموات وخمقتيا تدفعنا لمتأمؿ أف جماؿ خالقيا ىو أروع بما ال يقاس‪َ .‬ي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم ( ُي ِذيعُ) َكبلَ ًما‬
‫َولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل ( ُي ْب ِدي) ِع ْم ًما = توالي الميؿ والنيار أيضاً يكشفاف التناسؽ والنظاـ الدقيؽ الذي يتبعانو‪ ،‬بؿ ال يعبر‬
‫ييا = أي في السموات‪ .‬والشمس في‬ ‫ِ‬ ‫يوـ إال ونرى إعبلف جديد عف عظمة اهلل في خمقتو‪َ .‬ج َع َل لِ َّ‬
‫مش ْم ِ‬
‫س َك ًنا ف َ‬
‫س َم ْ‬
‫العبرية واآلرامية مذكر لذلؾ تشبو بالعريس (والمسيح دعي شمس البر مبلٗ‪ .)ٕ2‬وتبدو أنيا تشير ِم ْث َل‬

‫‪70‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫ق الذي يسرع في طريقو (سبعينية) أي ىي تشؽ السماء في حركتيا مف الشروؽ‬ ‫ق ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫َّار لِ ٍّ‬
‫مس َبا ِ‬ ‫ممكْ َجب ِ‬
‫ار ِج ِم ْن‬
‫لمغروب بسرعة لتؤدي عمميا الذي حدده ليا الرب فتنير لمبشر وتوزع ح اررتيا عمييا وتعطي حياة‪ .‬ا ْل َخ ِ‬
‫خدره = (حجمتو)‪ .‬جعؿ في الشمس مظمتو (سبعينية) التصوير ىنا أف الشمس كممؾ يضرب خيمتو (السماء ىي‬
‫خيمة الشمس لفترة ظيورىا) وسرعاف ما يخمع ىذه الخيمة ويرسؿ إلى موضع آخر بعد أف بعث الدؼء وحددت‬
‫النيار والميؿ والصيؼ والشتاء‪ ..‬الخ‪ .‬أي عممت عمميا بدقة شديدة‪ .‬وكؿ ىذا يتـ ببل قوؿ وال كبلـ‪َ .‬و ِى َي ِم ْث ُل‬
‫ار ِج ِم ْن َح َجمَ ِت ِو = ىو يمثؿ الشمس بعريس كاف نائماً في خدره في الميؿ‪ ،‬وحينما إستيقظ ظير=‬ ‫ا ْل َع ُر ِ‬
‫وس ا ْل َخ ِ‬
‫ظيرت الشمس صباحاً‪ .‬وبدأ العريس يشؽ السماء ويعمؿ عممو ثـ يعود لخدره في المساء‪.‬‬
‫ومن الناحية النبوية = فالشمس ىي المسيح العريس الذي أتى وحؿ في جسد (خيمة) أشرؽ فييا وأشرؽ عمى‬
‫العالـ لفترة وجوده بالجسد عمى األرض‪ ،‬ليتخذ لو عروساً بعممو الفدائي ويعطي حياة ودؼء ونور لمعالـ‪ ،‬المسيح‬
‫الذي جعؿ مف جسده مظمتو (مقدسو) وخيـ بيننا (حؿ بيننا) (يؤ‪ .)ٔٗ2‬وصارت الكنيسة ىي السموات الحقيقية‬
‫يسكنيا المخمص السماوي‪ ،‬فيي تشترؾ في التسابيح مع السمائييف وليا حياة سمائية‪ .‬وكؿ مف سكف المسيح فيو‬
‫سماء تحدث بمجد اهلل وَي ْوٌم إِلَى َي ْوٍم‪َ ..‬ولَ ْي ٌل إِلَى لَ ْيل أي دائماً يظير اهلل ينابيع محبتو تجاه كنيستو‬
‫ً‬ ‫صار‬
‫ويعطييا عمماً ومعرفة فينطقوف شيادة هلل سواء بكمماتيـ أو بحياتيـ التي قدسيا اهلل وحوليـ أنوا اًر لمعالـ‪.‬‬
‫واليوـ يشير لمنيار حيث العمؿ والخدمة‪ ،‬والميؿ يشير لممساء حيث التأمؿ واهلل يظير لنا ذاتو خبلليما‪ ،‬نراه‬
‫يعمؿ معنا ونراه يظير نفسو لنا في تأمبلتنا‪ .‬ليس أقَواْ َل َوالَ َكبلَ َم = فالكنيسة تشيد هلل بحياتيا أكثر مف كمماتيا‪.‬‬
‫والرسؿ بمغ منطقيـ وك ارزتيـ إلى كؿ العالـ وآمف العالـ بالمسيح‪ .‬وظير نور المسيح لمعالـ كمو وتمتع العالـ‬
‫بحب اهلل مف أقصى األرض ألقصاىا‪ .‬وألف المسيح خطبنا عروساً لو قيؿ في المزمور عف الشمس كعريس‬
‫خارج من خدره ‪ .‬ومسيحنا ىو الشمس التي ترسؿ ح اررتيا فتذيب الثموج التي صنعتيا خطايانا ويرسؿ نوره يبدد‬
‫الظممة‪ .‬والحظ قولو َي ْبتَ ِي ُج = فالمسيح ابتيج بعروسو‪ ،‬وباتحادنا بعريسنا نحمؿ روح البيجة والحظ قولو أيضاً‬
‫س َجبَّار= فيو قوي وكنيستو كجيش مرىب بألوية (نش‪.)ٗ2ٙ‬‬ ‫أف ىذا ا ا ْل َع ُري ِ‬

‫ص َايا‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ام ٌل َيرد َّ‬‫ب َك ِ‬ ‫‪ٚ‬‬


‫يما‪َ .‬و َ‬ ‫ص ٍّي ُر ا ْل َجاى َل َحك ً‬ ‫صادقَ ٌة تُ َ‬ ‫الر ٍّ َ‬
‫ات َّ‬ ‫اد ُ‬ ‫ش َي َ‬
‫س‪َ .‬‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫وس َّ‬ ‫ام ُ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٔ-ٚ‬ن ُ‬
‫ت إِلَى األ ََب ِد‪ .‬أ ْ‬‫ب َن ِق ٌّي ثَا ِب ٌ‬ ‫ير ا ْل َع ْي َن ْي ِن‪َ .‬خ ْو ُ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ‬ ‫بم ِ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ب َح ٌّ‬
‫ق‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َّ‬ ‫َح َك ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ف َّ‬ ‫ب طَاىٌر ُين ُ‬ ‫ب‪ .‬أ َْم ُر َّ‬
‫يم ٌة تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ‬
‫ستَق َ‬‫الر ٍّ ُ ْ‬
‫َّ‬
‫ضا َع ْب ُد َك ُي َح َّذ ُر ِب َيا‪,‬‬‫الش َي ِاد‪ .‬أ َْي ً‬
‫ٔٔ‬
‫س ِل َوقَ ْط ِر ٍّ‬ ‫ير‪ ,‬وأ ْ ِ‬
‫َحمَى م َن ا ْل َع َ‬
‫اإل ْب ِر ِ ِ‬
‫يز ا ْل َكث ِ َ‬
‫شيى ِم َن َّ‬
‫الذ َى ِب َو ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫َعادلَ ٌة ُكم َيا‪ .‬أَ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم‪".‬‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫َوِفي ح ْفظ َيا ثََو ٌ‬
‫طالما رأى داود بعيني النبوة ك ارزة الرسؿ في العالـ‪ ،‬وقبوؿ المؤمنيف لناموس الرب‪ .‬يتأمؿ ىنا في ناموس الرب‬
‫س = فناموس الرب يكشؼ لمنفس خطاياىا وييب لممؤمنيف حكمة‪ .‬ومف ينفذ الوصايا يمتقي‬ ‫وكمالو وىو َيرد َّ‬
‫الن ْف َ‬ ‫ُ‬
‫ص ِادقَ ٌة = ألنيا تشيد عف‬ ‫ب َ‬
‫الر ٍّ‬
‫ات َّ‬
‫اد ُ‬
‫ش َي َ‬
‫بالسيد المسيح نفسو كممة اهلل الذي يغير طبيعتو‪ .‬وكممة الرب صادقة= َ‬
‫ب‬
‫م اررة الخطية وعف صدؽ وعود اهلل بالخبلص‪ .‬وأوامر الرب تنفيذىا ال يسبب كبت وضيؽ بؿ ىي تُفٍَّر ُح ا ْل َق ْم َ‬
‫وجاء في الترجمة السبعينية أف وصية الرب مضيئة تنير العينيف عف بعد= أي تيبيما أبعاداً جديدة في النظر‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع عشر)‬

‫ام ٌل ال يضاؼ إليو شئ وال ينقص منو‬‫ب َك ِ‬


‫الر ٍّ‬
‫وس َّ‬
‫ام ُ‬
‫ترفع النظر إلى السماء فنعايف األشياء غير المنظورة‪ .‬ن ُ‬
‫اى َل ال َح ِكمة = تعمـ األطفاؿ (السبعينية) ويكشؼ لنا طريؽ العثرات فنحذر منيا "سراج لرجمي‬
‫شئ‪ .‬وىو يعمم ا ْلج ِ‬
‫ُ َ‬
‫كبلمؾ ونور لسبيمي"‪.‬‬
‫ب = أو مخافتو‪ ،‬وخوؼ الرب ىنا ليس خوؼ العبيد بؿ روح التقوى‪ ،‬الخوؼ عمى جرح مشاعر مف‬
‫الر ٍّ‬
‫خشية َّ‬
‫ش َيى‬
‫أحبنا والذي يترفؽ بأوالده‪ .‬وحتى ال يفيـ أحد أف وصايا اهلل تأتي بالخوؼ وتضيع البيجة قاؿ داود أنيا أَ ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يم = فصارت لو الوصية شيوة قمبو وأنيا أثمف مف‬ ‫اب َعظ ٌ‬‫م َن الذ َى ِب وأنو يحذر بيا وحينما اختبر ىذا ناؿ ثََو ٌ‬
‫الذىب وأحمى مف العسؿ‪ .‬ألنو اختبر لذة تنفيذ الوصية‪ .‬وقاؿ عف كممة الرب أنيا زكية (سبعينية)= فيي تيب‬
‫لمف يتبعيا رائحة المسيح الزكية‪ .‬حقاً أوالد اهلل ال يخافوا خوؼ العبيد لكف يقوؿ بولس الرسوؿ "تمموا خبلصكـ‬
‫بخوؼ ورعدة" أفبل نخاؼ أف نغضب مف أحبنا كؿ ىذا الحب‪ ،‬وأال نخاؼ أف نخسر خبلصاً ىذا مقداره وبركات‬
‫سماوية وأرضية‪.‬‬

‫ضا ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬


‫ستَِت َرِة أ َْب ِرْئ ِني‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ِ‬
‫ش ُع ُر ِب َيا؟ م َن ا ْل َخطَ َايا ا ْل ُم ْ‬
‫ٖٔ‬ ‫ٕٔ‬
‫ظ‬
‫احفَ ْ‬
‫ين ْ‬ ‫ات َم ْن َي ْ‬
‫لس َي َو ُ‬
‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔٗ-‬اَ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ ٗٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْب َد َك فَبلَ يتَسمَّطُوا عمَ َّي‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ أَ ُك ُ ِ‬
‫ام َك‬ ‫ون َكامبلً َوأَتََب َّأرُ م ْن َذ ْنب َعظيم‪ .‬لتَ ُك ْن أَق َْوا ُل فَمي َوف ْك ُر َق ْم ِبي َم ْرض َّي ًة أ َ‬
‫َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي‪".‬‬
‫َيا َرب‪َ ,‬‬
‫المرتؿ ىنا وصؿ لآلتي‪ ،‬أف المسيح ىو شمس البر‪ ،‬وكممة اهلل منيرة تضئ العينيف عف بعد‪ ،‬فيو يرى ما ال يراه‬
‫غيره‪ ،‬وحينما أشرقت الشمس أي نور ناموس الرب داخمو رأي خطايا لـ يكف رآىا مف قبؿ‪ ،‬إزدادت حدة بصره‬
‫لس َي َو‪ ،‬لقد اكتشؼ ظممات نفسو‪ ،‬وحينما رأي ىذا قاؿ أ َْب ِرْئ ِني‪ .‬وقاؿ و ِم َن‬
‫الداخمية فصار يرى حتى خطايا ا َّ‬
‫ص ْخ َرِتي َو َولِ ٍّيي‪ .‬فمنسرع إلى اهلل بالتوبة قبؿ‬
‫احفَ ْظ َع ْب َد َك‪ .‬فيو ليس لو سوى اهلل فقاؿ لو َ‬ ‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬
‫ين أي الشياطيف ْ‬
‫أف يأتي لمدينونة فيو كشمس تكشؼ خطايانا وال يختفي مف ح اررتيا أحد وال مف ضوئيا أحد‪ ،‬واف لـ نستفد مف‬
‫األياـ اآلف التي نحيا فييا‪ ،‬ستأتي أياـ يكوف فييا المسيح ىو الشمس الذي ستشرؽ في اليوـ األخير وال يختفي‬
‫مف دينونتو أحد‪.‬‬

‫نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أف يشرؽ فينا فنكوف لو رسبلً ننشر منطقو‬
‫في كؿ مكاف نذىب إليو‪ .‬ونكوف كواكب منيرة كما كاف الرسؿ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور العشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور العشرون‬
‫المزمور العشرون (التاسع عشر في األجبية)‬

‫نظـ داود ىذا المزمور عند حربو مع بني عموف وأراـ الذيف جاءوا بعدد عظيـ مف الخيؿ والمركبات لمحاربتو‬
‫(ٕصـ‪ٔ + ٙ2ٔٓ،ٛ‬أي‪ .)ٚ2ٜٔ‬ولقد نصر اهلل داود‪ ،‬ودائماً ينصر اهلل عبيده األمناء فيذا حدث مع حزقيا عند‬
‫حصار أشور ألورشميـ‪ .‬فمف يتكؿ عمى اهلل ال يكوف لفرساف األعداء وقوتيـ أي قدرة عمى إلحاؽ األذى بو‪.‬‬
‫ويرى عدد مف آباء الييود أف ىذا المزمور خاص بالمسيا‪ .‬وىكذا رأى عدد مف أباء الكنيسة (أثناسيوس‬ ‫‪‬‬
‫وأغسطينوس) أنو نبوة عف آالـ المسيح وانتصاره وانتصار الكنيسة فيو‪.‬‬
‫بؿ كؿ مؤمف يرتؿ ىذا المزمور عمى أنو الممؾ الذي سينصره اهلل "جعمنا مموكاً وكينة" (رؤٔ‪ )ٙ2‬فمف‬ ‫‪‬‬
‫يختار المسيح يختار الطريؽ الضيؽ‪ ،‬طريؽ الشدة ولكف اهلل ينصره ويستجيب لو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الضي ِ ِ‬
‫الرب ِفي َي ْوِم ٍّ‬
‫ستَ ِج ْب لَ َك َّ‬ ‫ِٔ‬
‫اس ُم إِلو َي ْعقُ َ‬
‫وب‪".‬‬ ‫ق‪ .‬ل َي ْرفَ ْع َك ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َي ْ‬
‫اهلل استجاب لداود في يوـ شدتو‪ ،‬وىكذا يستجيب لكؿ مف يصرخ إليو‪ .‬ولنفيـ أف حياتنا عمى األرض ىي حرب‬
‫متصمة‪ ،‬أعدائنا محيطيف بنا (الشياطيف) ولكف اهلل معنا‪ .‬وَي ْوِم ٍّ‬
‫الضي ِ‬
‫ق بالنسبة لنا ىو حياتنا في ىذا العالـ‪ ،‬في‬
‫ق بالنسبة لممسيح كاف يوـ الصميب‪ .‬ونحف في حياتنا اآلف نشترؾ مع المسيح‬ ‫كؿ تجربة وكؿ شدة‪ .‬وَي ْوِم ٍّ‬
‫الضي ِ‬
‫في صميبو‪ .‬وذكره ليعقوب فيو أبو الشعب كمو والذي صارع مع اهلل‪ .‬واهلل استجاب ليعقوب يوـ شدتو ‪ .‬وبذلؾ‬
‫نذكر أىمية الجياد مع اهلل‪.‬‬

‫ص ْي َي ْو َن لِ َي ْع ُ‬
‫ض ْد َك‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِير ِس ْل لَ َك عوًنا ِم ْن قُ ْد ِس ِو‪ ,‬و ِم ْن ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬
‫ِم ْن قُ ْد ِس ِو = تابوت العيد أو الخيمة في العيد القديـ‪ .‬واآلف فالمسيح جالس عف يميف اآلب ليعيف كنيستو‪ ،‬بؿ‬
‫ىو ساكف فينا ونحف ىيكمو يستجيب كؿ مف يدعوه‪ .‬وىو ساكف في كنيستو = ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن = وىنا نرى أىمية صبلة‬
‫الكنيسة عف الفرد‪ ،‬الكنيسة صبلتيا فعالة (أعٕٔ‪.)٘2‬‬

‫س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِٖ‬


‫آية (ٖ) ‪ " -‬ل َي ْذ ُك ْر ُك َّل تَ ْقد َمات َك‪َ ,‬وَي ْ‬
‫ستَ ْ‬
‫جميع ذبائحك = المرتؿ يقصد بالمعني المباشر‪ ،‬الذبائح التي كانت تقدـ قبؿ المعركة لينصرىـ اهلل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َي ْذ ُك ْر‬
‫فالمصالحة مع اهلل غير ممكنة بدوف دـ‪ .‬وذبيحتنا المقبولة التي يذكرىا اهلل دائماً فنصير مقبوليف ىي ذبيحة‬
‫س ِم ْن ُم ْح َرقَ ِات َك = فاهلل قبؿ ذبيحة المسيح‪ .‬وعمى كؿ منا أف يقدـ ذبائح ليقبميا اهلل (العبادة‬
‫ستَ ْ‬
‫المسيح‪َ .‬وَي ْ‬
‫والتسبيح والنفس المنسحقة‪.)..،‬‬

‫‪73‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور العشرون)‬

‫وكؿ ما يقدمو يبارؾ اهلل فيو ويقبمو‪ .‬فإف صمَّى يبارؾ اهلل في صبلتو ويعممو كيؼ تكوف صبلتو مقبولة ثـ يقبؿ‬
‫ما سيقدمو وتكوف صبلتو محرقة ذات رائحة لذيذة‪ .‬ويعطيو اهلل قمباً نقياً يطمب طمبات نقية ثـ يستجيب اهلل‬
‫ويعطيو حسب قمبو النقي‪.‬‬

‫ب َق ْم ِب َك‪َ ,‬وُيتَ ٍّم ْم ُك َّل َأْرِي َك‪".‬‬ ‫ِٗ ِ‬


‫سَ‬‫آية (ٗ) ‪ " -‬ل ُي ْعط َك َح َ‬
‫ب َق ْم ِب َك = شيوة قمب المسيح كانت خبلص البشر‪ .‬وكانت إرادة قمب داود أف ينتصر وأعطاه اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫سَ‬‫ل ُي ْعط َك َح َ‬
‫سؤؿ قمبو‪ ،‬فإف كاف طمب كؿ منا الخبلص بقمبو لنمناه‪ .‬وكؿ مف يسمؾ حسب إرادة اهلل يعطيو اهلل طمبة قمبو‪.‬‬
‫ويستسمف محرقاتو‪.‬‬
‫أما ذوو القمب الشرير سيعطييـ اهلل أيضاً حسب قموبيـ‪ ،‬ولما اشتيى بنو إسرائيؿ أف يكوف ليـ ممكاً يفتخروف بو‬
‫أماـ األمـ أعطاىـ اهلل شاوؿ أطوؿ وأعرض مف في الشعب‪ .‬وفي نياية األياـ سيسمح اهلل بظيور ضد المسيح‬
‫فيذا سيكوف بحسب قمب البشر‪.‬‬

‫س ْؤلِ َك‪".‬‬ ‫اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا‪ .‬لِ ُي َك ٍّم ِل َّ‬
‫الرب ُك َّل ُ‬
‫ِ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬نتََرَّن ُم ِب َخبلَص َك‪َ ,‬وِب ْ‬
‫٘‬

‫ىنا اعتراؼ بخبلص اهلل ألنو خمَّص مسيحو داود وأقاـ المسيح ليقيمنا ويستجيب دائماً لطمباتنا‪ .‬فمف يسير وراء‬
‫المسيح دائماً يسبحو إذ يرى أعماؿ خبلصو‪ ،‬حقاً الطريؽ ضيؽ لكنو مفرح لذلؾ فعبيد اهلل يسبحونو عمى كؿ‬
‫الفرح الذي يعطيو ليـ‪ .‬ومف يثبت نظره عمى اهلل لف ينشغؿ بعطاياه بؿ ينشغؿ بو ىو فيسبحو ويعترؼ بعممو‬
‫اسِم إِل ِي َنا َن ْرفَعُ َر َايتََنا (ننمو سبعينية)‪ .‬الرايات ىي رايات النصرة بالمسيح الغالب‪ .‬وألف القيامة يتبعيا‬
‫العجيب‪ِ .‬ب ْ‬
‫نمو مستمر‪ ،‬فالمسيحي في طريؽ خبلصو يمارس التوبة وينمو كؿ يوـ ‪،‬نموا في محبة اهلل ومحبة اآلخريف‬
‫والقداسة والصبلة‪ ..‬كؿ ىذا باسـ اهلل‪ .‬ورفع الراية ىو عبلمة النصرة عمي عدو الخير ‪.‬‬

‫ين ِو‪".‬‬
‫ص ي ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫س َماء قُ ْدسو‪ِ ,‬ب َج َب ُروت َخبلَ ِ َ‬
‫يح ِو‪ ,‬يستَ ِج ِ‬
‫يب ُو م ْن َ‬
‫َْ ُ‬
‫ب م َخمٍّص م ِس ِ‬
‫الر َّ ُ ُ َ‬ ‫َن َّ‬
‫ْت أ َّ‬
‫آلن َع َرف ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬اَ َ‬
‫خبلص المسيح كاف بقيامتو وخبلصنا ىو بقيامتو وتوبتنا المستمرة لنثبت فيو‪.‬‬

‫ب إِل ِي َنا َن ْذ ُك ُر‪ُ .‬ى ْم َجثَْوا َو َ‬ ‫ىؤالَ ِء ِبا ْل َخ ْي ِل‪ ,‬أ َّ‬ ‫ىؤالَ ِء ِبا ْلمرَكب ِ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َما‬
‫سقَطُوا‪ ,‬أ َّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫اس َم َّ‬ ‫َما َن ْح ُن فَ ْ‬ ‫ات َو ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٜ-ٚ‬‬
‫ستَ ِج ْب لَ َنا ا ْل َمِم ُك ِفي َي ْوِم ُد َع ِائ َنا!"‬ ‫ِ‬
‫ص! ل َي ْ‬‫ص ْب َنا‪َ .‬يا َرب َخمٍّ ْ‬
‫‪ٜ‬‬
‫َن ْح ُن فَقُ ْم َنا َوا ْنتَ َ‬
‫سبلح األعداء قوي ولكف اهلل ىو سبلحنا بو نغمب وال نسقط أبداً‪ .‬وىنا نرى خبلص الكنيسة كميا ونصرتيا في‬
‫مسيحيا المنتصر‪.‬‬

‫وىذا المزمور نصميو في الساعة الثالثة فالمسيح كاف في ضيقتو قد تخمى عنو الجميع ولكنو انتصر‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والعشرون‬

‫ىذا المزمور تسبحة لداود عمى الخبلص الذي أعطاه لو اهلل‪ ،‬وأنو جعمو ممكاً عمى أعدائو‪.‬‬
‫ىو نبوة عف المسيح ممؾ المموؾ‪ .‬وبعض اآليات في ىذا المزمور ال تنطبؽ سوى عميو مثؿ آية (ٗ) فداود لـ‬
‫يحيا إلى الدىر والى األبد‪ .‬بؿ المسيح ممؾ بعد صعوده لؤلبد‪.‬‬
‫كؿ مف يممؾ الرب عمى قمبو فيممؾ عمى أىوائو ويضبط جسده بمعونة اهلل يرنـ بيذا المزمور‪ .‬فقد صار‬
‫المؤمنيف مموكاً محاربيف منتصريف يتمقوف المعونة مف ممؾ المموؾ‪.‬‬

‫ف الَ َي ْبتَ ِي ُج ِجدًّا!"‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا رب‪ِ ,‬بقَُّوِت َك ي ْفرح ا ْلمِم ُك‪ ,‬وِب َخبلَ ِ‬
‫ص َك َك ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ َ‬
‫داود لـ يفرح بعرشو بؿ بقوة اهلل‪ .‬والمسيح الممؾ يفرح بخبلص شعبو وأف اآلب استجاب لشفاعتو الكفارية بعد‬
‫قيامتو‪ .‬ونحف نفرح بقوة اهلل التي تجعمنا غالبيف (ٕكوٕ‪.)ٔٗ2‬‬

‫شفَتَْي ِو لَ ْم تَ ْم َن ْع ُو‪ِ .‬سبلَهْ‪".‬‬


‫س َ‬ ‫ش ْي َوةَ َق ْم ِب ِو أ ْ‬
‫َعطَ ْيتَ ُو‪َ ,‬و ُم ْمتَ َم َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬
‫لو كانت شيوة قمب إنساف ىي خبلص نفسو وانتصاره عمى شيواتو‪ ،‬وطمب ىذا أيضاً بشفتيو الستجاب اهلل قطعاً‬
‫طمباتو‪ .‬وىذا عكس (يعٗ‪( )ٖ2‬مز‪ + ٗ2ٕٚ‬فئ‪ٔ + ٕٖ2‬مؿٓٔ‪ٔ + ٜ2ٖ،‬تيٖ‪ + ٔ2‬لؤٕ‪ )ٖٗ2‬والقديسوف‬
‫اشتيوا االستشياد‪ .‬ىذه الشيوات يستجيب ليا اهلل‪.‬‬

‫اجا ِم ْن إِ ْب ِر ٍ‬
‫يز‪".‬‬ ‫ِِ‬
‫ت َعمَى َأرْسو تَ ً‬
‫ض ْع َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل ََّن َك تَتَقَدَّم ُو ِببرَك ِ‬
‫ات َخ ْي ٍر‪َ .‬و َ‬ ‫ُ ََ‬
‫اهلل يعطي أكثر مما نطمب‪ .‬واهلل أعطى داود الراعي الصغير ممكاً عمى كؿ إسرائيؿ‪ .‬وعمينا أف نطمب ممكوت‬
‫اهلل وبره والباقي يعطي لنا ويزاد (مت‪ .)ٖٖ2ٙ‬واهلل وضع عمى رأس داود إكميؿ الممؾ‪ .‬ولكف المسيح و ِ‬
‫ض َع عمى‬ ‫ُ‬
‫رأسو إكميؿ شوؾ مرئي لمناس ليفوز بإكميؿ إبريز أي إكميؿ سماوي (الذىب يرمز لمسماويات) بعد صعوده‬
‫وجموسو عف يميف اآلب‪ .‬وكؿ مؤمف مجاىد يحصؿ عمى إكميؿ بر (ٕتيٗ‪ .)ٚ2‬وىناؾ إكميؿ االستشياد واكميؿ‬
‫الرسولية والبركات التي حصؿ عمييا داود كثيرة‪ .‬والتي يحصؿ عمييا المؤمف ال تعد خبلؿ حياتو‪.‬‬

‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪".‬‬ ‫ول األَي ِ‬


‫َّام إِلَى الد ْ‬ ‫ط ْيتَ ُو‪ .‬طُ َ‬
‫َع َ‬
‫سأَلَ َك فَأ ْ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ح َياةً َ‬
‫مف أىـ األسباب التي تجعمنا نشكر اهلل أننا تمتعنا بالحياة الجديدة‪ .‬وداود يشكر اهلل الذي أعطاه حياة بعد كؿ‬
‫محاولة مف األعداء لقتمو‪ .‬وىذه تشير لقيامة المسيح بعد موتو‪ ،‬وىي حياة أبدية لو ولكنيستو‪ ،‬أعطاىا لكنيستو إذ‬
‫غمب الموت بحياتو‪ .‬لذلؾ قاؿ المسيح أنا ىو القيامة والحياة (يو‪ )ٕ٘2ٔٔ،ٕٙ‬وىو يقدـ لنا جسده ودمو لنحيا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والعشرون)‬

‫ضعُ َعمَ ْي ِو‪".‬‬ ‫ِ‬


‫يم َم ْج ُدهُ ِب َخبلَص َك‪َ ,‬جبلَالً َوَب َي ً‬
‫اء تَ َ‬ ‫٘ ِ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬عظ ٌ‬
‫ألجمنا أخمى المسيح ذاتو وألجمنا تمجد وناؿ مف اآلب كرامة ومجداً ليضع التيجاف المموكية عمى رؤوس مؤمنيو‬
‫األتقياء بيده‪ .‬وفي استحقاقات الدـ الثميف وىبنا المسيح روحو القدوس‪ ،‬ليجدد صورتنا لنتغير إلى صورة المسيح‬
‫(غؿٗ‪.)ٜٔ2‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫آية (‪ " - )ٙ‬أل ََّن َك َج َع ْمتَ ُو َب َرَكات إِلَى األ ََبد‪ .‬تُفٍَّر ُح ُو ْابت َي ً‬
‫‪ٙ‬‬
‫ام َك‪".‬‬
‫َم َ‬
‫اجا أ َ‬
‫المسيح المبارؾ مصدر كؿ بركة‪ ،‬وصار مصدر كؿ بيجة وفرح لحياتنا‪( .‬ثمار الروح)‪.‬‬
‫تُفٍَّر ُح ُو = المسيح يفرح بالخبلص الذي تـ لبني البشر ويشبع بكثرة المؤمنيف األتقياء (يوٗ‪ + ٖٗ2‬إشٖ٘‪)ٔٔ2‬‬

‫ب‪َ ,‬وِب ِن ْع َم ِة ا ْل َعمِ ٍّي الَ َيتََز ْع َزعُ‪".‬‬ ‫َن ا ْل َممِ َك َيتََو َّك ُل َعمَى َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أل َّ‬
‫اإلنساف الذي يتوكؿ عمى اهلل يضبط شيواتو ويممؾ عمييا‪ ،‬وىذا سيعظـ مجده جداً بخبلص الرب‪ ،‬وبعد جياده‬
‫سيضع عميو الرب إكميؿ مجد وجبلؿ (متٖٔ‪ .)ٖٗ2‬بؿ يصير جياد اإلنساف بركة لمف حولو (كما كاف يوسؼ‬
‫العفيؼ)‪ .‬الميـ أف ننسب نصرتنا هلل ال ألنفسنا‪.‬‬

‫ان‬‫ار ِفي َزَم ِ‬ ‫يك‪ٜ .‬تَ ْج َعمُ ُي ْم ِم ْث َل تَن ِ‬


‫ور َن ٍ‬ ‫ض َ‬‫صيب ُك َّل م ْب ِغ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َدائ َك‪َ .‬يمينُ َك تُ ُ‬
‫صيب ي ُد َك ج ِميع أ ْ ِ‬
‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٛ‬تُ ُ َ َ َ‬
‫‪ِ ٛ‬‬

‫ض َوُذٍّريَّتَ ُي ْم ِم ْن َب ْي ِن َب ِني َ‬
‫آد َم‪ٔٔ .‬أل ََّن ُي ْم‬ ‫يد ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ‬ ‫الن ُار‪ .‬تُِب ُ‬ ‫س َخ ِط ِو َي ْبتَمِ ُع ُيم َوتَأْ ُكمُ ُيم َّ‬ ‫ور َك‪ .‬ا َّلرب ِب َ‬ ‫ض ِ‬
‫ٓٔ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُح ُ‬
‫السيام عمَى أَوتَ ِ ِ‬ ‫وىا‪ .‬أل ََّن َك تَ ْج َعمُ ُي ْم َيتََولَّ ْو َن‪ .‬تُفَ ٍّو ُ‬ ‫يد ٍة‪ .‬لَم ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ًّرا‪ .‬تَفَ َّك ُروا ِب َمك َ ْ َ ْ‬
‫ٕٔ‬
‫اء‬
‫ار َك ت ْمقَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ق ٍّ َ َ َ‬ ‫يع َ‬ ‫ستَط ُ‬ ‫ص ُبوا َعمَ ْي َك َ‬ ‫َن َ‬
‫ُو ُجو ِى ِي ْم‪ْ ٖٔ .‬ارتَ ِف ْع َيا َرب ِبقَُّوِت َك‪ُ .‬ن َرٍّن ْم َوُن َن ٍّغ ْم ِب َج َب ُروِت َك‪".‬‬
‫ىنا نرى عقوبة اهلل لؤلشرار عند مجيئو الثاني‪ .‬فبالصميب مزؽ الرب صؾ خطايانا وشيَّر بعدو الخير‪ .‬وعند‬
‫ور َك = يوـ الدينونة‪ .‬تُِب ُ‬
‫يد‬ ‫ض ِ‬ ‫ان ُح ُ‬ ‫مجيئو الثاني سيمقيو ومف تبعو في البحيرة المتقدة بالنار (رؤ‪ِ .)ٕٓ2ٜٔ‬في َزَم ِ‬
‫ض = الثمر ىو أوالدىـ وأعماليـ الشريرة المظممة‪ .‬والمسيح ىو الذي سيديف‪ .‬ويد الرب رمز‬ ‫ثَ َم َرُى ْم ِم َن األ َْر ِ‬
‫لبلبف قوة اهلل‪ ،‬الذي سيديف وبقوة = َي ِمي ُن َك = تشير لقوة اهلل‪ .‬وسيكوف ىبلكيـ تاماً وخرابيـ تاماً‪ ،‬وىذا معنى‬
‫كممة تُِبيد‪ ،‬فبل يعود ليـ سمطاف أو غواية أو قدرة عمى ظمـ أوالد اهلل‪ .‬وفي (ٔٔ) ىذه ىي أعماؿ إبميس وأتباعو‬
‫ام = أي يضع السيـ عمى القوس ويشد وتره ضد أعدائو‬ ‫الس َي َ‬
‫ق ٍّ‬‫ضد المسيح وكنيستو لذلؾ يعاقبيـ‪ .‬تُفٍَّو ُ‬
‫ليعاقبيـ‪ .‬وينيي المزمور بصبلة ليخمص بقوة حينئذ سيكوف تسبيحنا أبدياً عمى أعمالو‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والعشرون‬

‫ىذا المزمور مف أشير المزامير التي تكممت بوضوح عف آالـ وصمب السيد المسيح‪ .‬والسيد استخدـ افتتاحية‬
‫المزمور وىو عمى الصميب ليشير أنو ىو المقصود بكممات المزمور‪ .‬وكاف الييود يستعمموف أوؿ عبارة في‬
‫المزمور كاسـ لممزمور‪ ،‬وىذا ما نفعمو اآلف‪ .‬لذلؾ فحيف قاؿ السيد عمى الصميب "إليي إليي لماذا تركتني" تذكر‬
‫الواقفوف حوؿ الصميب كؿ كممات المزمور ف أروا أماميـ صورة ناطقة حية وتحقيقاً لنبوات المزمور‪ .‬والعيد الجديد‬
‫اقتبس مف ىذا المزمور ٖٔ مرة منيا ‪ ٜ‬مرات في قصة اآلالـ وحدىا‪ .‬وقد اتخذ منو تبلميذ المسيح مادة لمك ارزة‬
‫بصمب المسيح وموتو وقيامتو‪.‬‬
‫المزمور يحدثنا عف آالـ المسيح ثـ قيامتو ثـ الك ارزة باإلنجيؿ وايماف األمـ‪ .‬فالروح القدس الذي عمؿ في األنبياء‬
‫ىو الذي شيد عمى لساف داود بكؿ عمؿ المسيح (ٔبطٔٔ‪ )ٔٓ2ٔ،‬فواضح أف داود ىنا ال يتكمـ عف نفسو‪ .‬واف‬
‫إنطبقت بعض الصور عمى داود فيو كاف أبو المسيح بالجسد‪ ،‬وكاف رم اًز لممسيح‪ .‬ولكف في كثير مف اآليات‬
‫نجد أنيا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح فقط‪ .‬وداود نطؽ بيذا ألف الروح حممو بعيداً عف آالمو ىو ‪ ،‬فنطؽ بآالـ‬
‫المسيح‪ .‬ىو بدأ يشكو مف أالمو ولكننا نجد الروح ينطؽ عمى لسانو بآالـ المسيح‪.‬‬
‫عنواف المزمور عمى أيمة الصبح = في تفسير ىذا وضعت عدة احتماالت‪2‬‬
‫أف نغمة المزمور عمى نفس نغمة لحف مشيور بيذا االسـ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المسيح كاف في آالمو يتألـ كأيؿ جريح برئ حتى يأتي عميو وقت الصبح بالفرج‪ ،‬ونبلحظ أف قيامة‬ ‫‪.2‬‬
‫المسيح كانت في الصبح‪( .‬نش‪.)ٔٗ2ٛ‬‬
‫التقميد الييودي يقوؿ أف ىذا المفظ يعني الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظير وسط شعب‬ ‫‪.3‬‬
‫اهلل‪.‬‬

‫يدا ع ْن َخبلَ ِ‬
‫صي‪َ ,‬ع ْن َكبلَِم َزِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِل ِيي‪ ,‬إِل ِيي‪ ,‬ل َما َذا تََرْكتَني‪َ ,‬بع ً َ‬
‫ٔ‬
‫يري؟"‬
‫ب ربنا كممثؿ لمبشرية‪ ،‬كأنو متروؾ مف اآلب إلى حيف‪ ،‬فيو صار لعنة ألجمنا‬ ‫ِ‬
‫ىنا نرى تكمفة فدائنا‪ ،‬فمقد ُحس َ‬
‫(غؿٖ‪ٕ + ٖٔ2‬كو٘‪ .)ٕٔ2‬فيو في خضوع ترؾ نفسو تحت غضب اآلب‪ .‬حيف نسمع " إِل ِيي إِل ِيي لِ َما َذا‬
‫تََرْكتَِني " نفيـ أف ا لمسيح يسأؿ ىذا السؤاؿ لماذا تركتني أييا اآلب ليذه اآلالـ‪ ..‬لنجيب نحف " ألجؿ خطايانا‪..‬‬
‫ولمحبتو لنا كاف ىذا" واذا فيمنا أف المسيح ىو رأس جسد الكنيسة نفيـ أف اهلل ترؾ العالـ آلالمو بسبب الخطية‪.‬‬
‫فيو القدوس (آيةٖ) وكأف سبب ترؾ اإلنساف في األلـ وسبب أالـ المسيح ىو قداسة اهلل التي ال تقبؿ الخطية‪،‬‬
‫ويجب أف يسدد بالكامؿ ثمف الخطية‪ .‬لذلؾ حمؿ ىو خطايانا‪ .‬وقولو إليي إليي يشير أنو يتكمـ نيابة عف‬
‫البشرية التي يعاقب بسببيا‪ .‬وىذا القوؿ يمكف أف يصرخ بو داود أو أي إنساف متألـ حيف يشعر بأف اهلل قد تخمى‬

‫‪77‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫صي‪َ ,‬ع ْن َكبلَِم َزِف ِ‬


‫يري = فيو ال يكؼ عف‬ ‫يدا ع ْن َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬
‫عنو‪ .‬وقد وقؼ اهلل بعيداً ال يخمصو مف ضيقتو = َبع ً َ‬
‫الصراخ هلل في كؿ مرة يتنفس فييا ولكنو ال يرى أف اهلل يتدخؿ ليخمصو‪.‬‬

‫يب‪ِ ,‬في المَّْي ِل أ َْد ُعو فَبلَ ُى ُد َّو لِي‪".‬‬


‫ستَ ِج ُ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬إِل ِيي‪ِ ,‬في َّ‬
‫الن َي ِ‬
‫ار أ َْد ُعو فَبلَ تَ ْ‬
‫والمسيح صمى ليبلً في البستاف حتى تعبر عنو ىذه الكأس‪ .‬وصمي نيا اًر وىو عمى الصميب‪ .‬ولكف كانت إرادة‬
‫اآلب أف يشرب الكأس حتى النياية‪ .‬وىناؾ مف فيـ أف قوؿ المرنـ ِفي المَّْي ِل = إشارة لمظممة التي حدثت عمى‬
‫العالـ وقت الصميب‪ .‬وكؿ مف في ضيقة يقوؿ ىذا‪ ،‬أنا أصرخ الميؿ والنيار واهلل ال يستجيب‪ ،‬فيو يتميؿ لحكمتو‬
‫التي ال نفيميا‪.‬‬

‫س َرِائ َ‬ ‫ت ا ْلقُدوس ا ْلجالِس ب ْي َن تَس ِب ِ‬


‫يحات إِ ْ‬
‫ٖ‬
‫يل‪".‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬وأَ ْن َ‬
‫اهلل مسبح في قديسيو ومبلئكتو‪ ،‬واهلل يفرح حيف يسبحو القديسيف بأفواه نقية ببل غش‪.‬‬

‫َّيتَ ُي ْم‪ .‬إِلَ ْي َك َ‬


‫ص َر ُخوا فَ َن َج ْوا‪َ .‬عمَ ْي َك اتَّ َكمُوا َفمَ ْم َي ْخ َز ْوا‪".‬‬ ‫اؤَنا‪ .‬اتَّ َكمُوا فَ َنج ْ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬عمَ ْي َك اتَّ َك َل َ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫آب ُ‬
‫ىكذا ينبغي أف نصمي‪ ،‬فالمرنـ ىنا يذكر إستجابة اهلل لآلباء‪ ،‬ويتكؿ عميو كمخمص لو‪.‬‬

‫الش ْع ِب‪".‬‬ ‫ان‪َ .‬ع ٌار ِع ْن َد ا ْل َب َ‬


‫ش ِر َو ُم ْحتَقَُر َّ‬ ‫ودةٌ الَ إِ ْن َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫سٌ‬ ‫َما أََنا فَ ُد َ‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬أ َّ‬
‫قارف مع (أشٔٗ‪ .)ٔٗ2‬فالدودة ىي أحقر المخموقات ويشعر أماميا اإلنساف أنو قوي جداً وقادر عمى سحقيا‪.‬‬
‫وفي اآليات (ٗ‪ ) ٘،‬نرى المرنـ يقوؿ في ثقة أف اآلباء حيف إتكموا عمى اهلل خمصيـ‪ ،‬أما ىو فدودة حقيرة‪ ،‬وحالتو‬
‫ميئوس منيا‪ ،‬وأف اهلل قد تركو‪ .‬وىنا فالمرنـ يتكمـ بمساف المسيح الذي صار مياناً ومحتقر الشعب‪ ،‬بؿ صار في‬
‫عيوف أعدائو مرذوالً مف اهلل كدودة مداسة باألقداـ‪ .‬ونبلحظ أف الصميب كاف موت العار‪( .‬تثٖٕ‪+ ٕٕ2ٕٔ،‬‬
‫أشٖ٘‪ )ٖ-ٔ2‬والكممة العبرية المقابمة ؿ"دودة" تستخدـ لمحشرة الصغيرة التي يستخرج منيا الصبغة القرمزية‪،‬‬
‫وىذه تنتج عف موت الحشرة‪ ،‬وفي ىذا إشارة لدـ المسيح وموتو‪ ،‬فدمو القرمزي الموف جعمني أنا أبيض الموف‬
‫(أشٔ‪ + ٔٛ2‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬ىذا االتضاع اإلليي يخزي كؿ إنساف متكبر‪.‬‬

‫ْس قَ ِائمِ َ‬
‫ين ‪«ٛ‬اتَّ َك َل َعمَى‬ ‫الشفَاهَ‪َ ,‬وُي ْن ِغ ُ‬ ‫ون ِبي‪َ .‬ي ْف َغ ُر َ‬
‫ون ٍّ‬ ‫ستَ ْي ِزُئ َ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٛ-ٚ‬كل الَِّذ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫الر َ‬
‫ون َّأ‬
‫ض َ‬ ‫ين َي َر ْوَنني َي ْ‬
‫س َّر ِب ِو»‪".‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ب َف ْم ُي َن ٍّجو‪ ,‬ل ُي ْنقذْهُ ألَنَّ ُو ُ‬
‫الر ٍّ‬
‫َّ‬
‫ىذا ما حدث فعبلً مع المسيح عمى الصميب (مت‪ + ٖٗ-ٖٜ2ٕٚ‬مر٘ٔ‪.)ٖٕ-ٕٜ2‬‬

‫ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ‬


‫ت َج َذ ْبتَِني ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪َ .‬ج َع ْمتَِني ُم ْ‬
‫آية (‪ " - )ٜ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ُمي‪".‬‬

‫‪78‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫إشارة ألنو ُولِ َد بغير زرع بشر‪ .‬فالروح القدس ىو الذي جذبو مف بطف العذراء أما بقية البشر فيجذبيـ البشر مف‬
‫بطوف أمياتيـ‪ .‬وكذلؾ فالمسيح اجتذب مف بطف أمة الييود ىذه البطف المظممة التي عاشت في شرىا وكبريائيا‪.‬‬
‫ُمي = المسيح صار مثمنا تماماً‪ ،‬إنساناً يرضع لبف أمو العذراء‪ .‬واآلية تشير‬ ‫ط َم ِئ ًّنا َعمَى ثَ ْد َي ْي أ ٍّ‬
‫َج َع ْمتَِني ُم ْ‬
‫لممعمودية فالروح القدس يجتذبنا مف الماء (رحـ الكنيسة) ونستريح عمى ثدي أمنا (تعاليـ الكنيسة)‪.‬‬

‫ت إِل ِيي‪ .‬الَ تَتََب َ‬


‫اع ْد َع ٍّني‪ ,‬أل َّ‬ ‫الر ِحِم‪ِ .‬م ْن َب ْط ِن أ ٍّ‬
‫يت ِم َن َّ‬
‫اآليات (ٓٔ‪َ " - )ٔٔ-‬عمَ ْي َك أُْل ِق ُ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓٔ‬
‫يق‬
‫الض َ‬
‫َن ٍّ‬ ‫ُمي أَ ْن َ‬
‫يب‪ ,‬ألَنَّ ُو الَ ُم ِع َ‬
‫ين‪".‬‬ ‫قَ ِر ٌ‬
‫منذ والدتي ألقيت كؿ إتكالي عميؾ يا رب فبل تتباعد عني وتتخمي عني‪ .‬لقد تخمى عف المسيح كؿ تبلميذه وكؿ‬
‫مف شفاىـ‪ ،‬فيو داس المعصرة وحده‪.‬‬

‫س‬‫َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ‬ ‫ان ا ْكتََنفَتْ ِني‪ .‬فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ‬
‫اى ُي ْم َكأ َ‬
‫ٖٔ‬
‫ش َ‬ ‫اء َبا َ‬ ‫يرةٌ‪ .‬أَق ِ‬
‫ْوَي ُ‬
‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٔٛ-‬أَحاطَ ْت ِبي ِثير ٌ ِ‬
‫ان َكث َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ْت ِمثْ َل‬ ‫٘ٔ‬ ‫ِ‬
‫سط أ َْم َعائي‪َ .‬ي ِب َ‬
‫الشم ِع‪ .‬قَ ْد َذاب ِفي و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َار َق ْم ِبي َك َّ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫صمَ ْت ُكل عظَامي‪َ .‬‬ ‫ت‪ .‬ا ْنفَ َ‬ ‫س َك ْب ُ‬ ‫ِ‬
‫ُم َزْم ِج ٍر‪َ .‬كا ْل َماء ا ْن َ‬
‫ٗٔ‬

‫اع ٌة ِم َن‬ ‫ب‪َ .‬ج َم َ‬


‫ِ‬
‫َحاطَ ْت ِبي كبلَ ٌ‬ ‫ض ُعني‪ .‬ألَنَّ ُو قَ ْد أ َ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫اب ا ْلمو ِت تَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساني ِب َح َنكي‪َ ,‬وِالَى تَُر ِ َ ْ‬
‫ق لِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْقفَة قَُّوِتي‪َ ,‬ولَص َ َ‬
‫َ ٍ‬
‫ون ِث َيا ِبي‬‫ون ِف َّي‪َ .‬ي ْق ِس ُم َ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫س َ‬ ‫ون َوَيتَفََّر ُ‬
‫امي‪َ ,‬و ُى ْم َي ْنظُُر َ‬ ‫ظِ‬‫صي ُك َّل ِع َ‬ ‫ُح ِ‬
‫ي َو ِر ْجمَ َّي‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ار ا ْكتََنفَتْ ِني‪ .‬ثَقَ ُبوا َي َد َّ‬
‫ش َر ِ‬
‫األَ ْ‬
‫اسي َي ْقتَ ِر ُع َ‬
‫ون‪".‬‬ ‫ب ْي َنيم‪ ,‬وعمَى لِب ِ‬
‫َ ُْ َ َ َ‬
‫نجد ىنا وصفاً لؤلعداء المحيطيف بالمسيح‪ ،‬وتصوير دقيؽ آلالمو‪ .‬ولقد استخدـ المرنـ حديثاً مجازياً لوصؼ‬
‫ان = ىـ‬ ‫ش َ‬ ‫اء َبا َ‬ ‫ان = ىـ قادة الييود وكينتيـ الذيف كانوا يقدموف الثيراف والذبائح‪ .‬أَق ِ‬ ‫ِ‬
‫ْوَي ُ‬ ‫ير ٌ‬
‫أعداء المسيح‪ .‬الث َ‬
‫الثيراف العنيفة التي مف باشاف حيث المراعي الخصبة المعروفة بسبللتيا القوية مف األغناـ‪ .‬واهلل بارؾ في خيرات‬
‫س ُم َزْم ِج ٍر= ىـ في قوتيـ كانوا كأسد يريدوف أف‬ ‫َس ٍد ُم ْفتَ ِر ٍ‬
‫شعبو إسرائيؿ فسمف جداً ورفس (تثٕٖ‪ .)ٔ٘-ٕٔ2‬أ َ‬
‫ب = إشارة لمف ىـ أقؿ‬ ‫ِ‬
‫يفترسوا المسيح‪ .‬ولكنيـ كانوا في شرىـ يتبعوف األسد الزائر وىو إبميس (ٔبط٘‪ .)ٛ2‬كبلَ ٌ‬
‫درجة مف الكينة والرؤساء‪ ،‬إشارة لمشعب الذي صرخ "اصمبو أصمبو"‪ ،‬واشارة لؤلمـ أي الروماف‪ .‬فالكبلب بحسب‬
‫ت = نجد ىنا‬
‫س َك ْب ُ‬ ‫ِ‬
‫الشريعة دنسة‪ .‬وىـ كانوا كالكبلب الشرسة في قسوتيـ وجمدىـ وشتميـ لمرب يسوع‪َ .‬كا ْل َماء ا ْن َ‬
‫إنحؿ كؿ جسمو‪ ،‬وصار في ضعؼ شديد‪ ،‬كماء منسكب (اش ٖ٘ ‪ ) ٕٔ 2‬ال يمكف‬ ‫َّ‬ ‫صورة لموت المسيح‪ ،‬فقد‬
‫جمعو ثانية‪ ،‬مستسمماً لمموت ببل أي تدعيـ وال معونة‪ .‬لكف نجد في ىذا نبوة عف الماء الذي انسكب مف جنبو‬
‫امي = ىذه نبوة عف طريقة موت المسيح‪ ،‬وأنو سيعمؽ عمى الصميب‪ ،‬فعندما عمؽ‬ ‫ظِ‬‫صمَ ْت ُكل ِع َ‬
‫المطعوف‪ .‬ا ْنفَ َ‬
‫عمى الصميب ارىقت العضبلت وانفصمت المفاصؿ عف مكانيا‪ .‬إال أف ىناؾ تأمؿ في ىذه اآلية‪ ،‬أف التبلميذ‬
‫عند صمب المسيح ىربوا وتشتتوا‪ .‬وألف ىناؾ نبوة أف عظماً منو ال ينكسر فيو حفظيـ وشددىـ حتى ال‬
‫يضيعوف‪ ( .‬اؼ ٘ ‪ ) ٖٓ 2‬نري ىنا مف قوؿ بولس الرسوؿ اننا صرنا عطـ مف عظامو فالتبلميذ النيـ عظـ‬
‫ص َار َق ْم ِبي َك َّ‬
‫الش ْم ِع = ذاب مف األلـ والحزف‪ ،‬وانطبع فيو كؿ حزف بسبب‬ ‫مف عظامو لـ يدعيـ يتشتتوف ‪َ .‬‬
‫خيانة وغدر مف أحبيـ‪ ،‬وبسبب حممو الخطايا‪ .‬وبسبب إشتعاؿ نار العدؿ اإلليي فيو‪ .‬لقد انطبعت في قمبو‬

‫‪79‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫س ِط أ َْم َع ِائي‬ ‫صورة غضب اهلل ضد الخطية‪ .‬وكمما نتأمؿ ىذه الصورة يجب أف تختفي قساوة قموبنا‪ .‬قَ ْد َذ ِ‬
‫اب في َو َ‬
‫َ‬
‫ش ْقفَ ٍة قُ َّوِتي = لـ يكف لو أي قوة‬ ‫س ْت ِمثْ َل َ‬
‫= أي قمبو صار كالشمع المذاب في داخمو مف شدة الحزف‪َ .‬ي ِب َ‬
‫س ِاني ِب َح َن ِكي = مف ناحية لصمتو فيو لـ يدافع عف نفسو حتى بالكبلـ‪ .‬ومف‬ ‫صَ ِ‬
‫قلَ‬
‫لممقاومة كالدودة الضعيفة‪ .‬لَ ِ‬
‫ض ُع ِني= إشارة لنزولو القبر‪ .‬وباقي اآليات (‪ )ٔٚ،ٔٙ‬ىي نبوة واضحة‬
‫اب ا ْل َم ْو ِت تَ َ‬
‫ناحية أخرى بعطشو‪ .‬إِلَى تُر ِ‬
‫َ‬
‫ظامي = نبوة عف الصميب فالمصموب تصير عظامو بارزة مف الشد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُحصوا ُك َّل ع َ‬ ‫ِ‬ ‫عما حدث عمى الصميب‪ .‬أ ْ‬
‫الذي يتعرض لو جسده نتيجة تعميقو عمى الصميب‪.‬‬

‫ف َن ْف ِسي‪ِ .‬م ْن‬


‫الس ْي ِ‬
‫ص َرِتي‪ .‬أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ‬
‫ٕٓ‬
‫ع إِلَى ُن ْ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬فَبلَ تَ ْب ُع ْد‪َ .‬يا قُ َّوِتي‪ ,‬أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬ ‫َما أَ ْن َ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٜٔ‬أ َّ‬
‫استَ ِج ْب لِي‪".‬‬
‫ش ْ‬ ‫َس ِد‪َ ,‬و ِم ْن قُُر ِ‬
‫ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ‬ ‫يد ِتي‪َ ٕٔ .‬خمٍّ ِ ِ ِ‬
‫صني م ْن فَم األ َ‬ ‫ْ‬ ‫َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ‬
‫نرى ىنا الصورة التي رسميا معممنا بولس الرسوؿ في (عب٘‪ )ٚ2‬فالمسيح يصرخ ليخمصو اآلب‪ .‬واآلب‬
‫يستجيب بأف يخمص كنيستو أي جسده‪ .‬وكانت االستجابة بقيامة المسيح مف بيف األموات لتقوـ كنيستو معو‪.‬‬
‫يد ِتي = فوحيدتو ىي كنيستو الواحدة الوحيدة‪ ،‬ولكف كما اقتسـ العساكر ثيابو‬
‫لذلؾ قيؿ أَ ْن ِق ْذ‪ِ ..‬م ْن َي ِد ا ْل َك ْم ِب َو ِح َ‬
‫َس ِد =‬
‫اقتسـ اليراطقة كنيستو وشقوىا بينيـ‪ .‬والحظ ىياج أعداء الكنيسة مف حوليا‪ .‬فيو اسماىـ ىنا األ َ‬
‫الشيطاف‪ .‬ا ْل َك ْم ِب = الذي يريد أف يمزؽ ما يطولو منيا‪ .‬وىـ أعداء أقوياء ليـ قروف قوية= قُُر ِ‬
‫ون َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِ‬
‫ش‪.‬‬
‫ف َن ْف ِسي = كما قيؿ لمعذراء وأنت‬ ‫الس ْي ِ‬
‫والمسيح يصرخ لتخمص كنيستو مف اآلالـ التي تجوز فييا= أَ ْن ِق ْذ ِم َن َّ‬
‫يجوز سيؼ في نفسؾ "ونبلحظ أنو قيؿ عف اهلل "في كؿ ضيقيـ تضايؽ" فاهلل يشعر بآالمنا النفسية الناشئة عف‬
‫ظمـ أعدائنا لنا‪ .‬ولقد تعرض المسيح لمسيؼ بمعنى تعرضو لمصمب والموت وبمعنى أالمو النفسية الرىيبة حينما‬
‫يد ِتي إلى أف المسيح صرخ لآلب "أف تعبر عنو ىذه الكأس إف‬‫حمؿ إثـ جميعنا‪ .‬ويشير قولو أَ ْن ِق ْذ‪َ ..‬ن ْف ِسي‪َ ..‬و ِح َ‬
‫أمكف" وأف ينجي اآلب نفسو مف الموت‪ .‬وأسمي نفسو وحيدة ألنيا وحيدة في طبيعتيا فيو ابف اآلب بالطبيعة ‪،‬‬
‫ويقاؿ عف الكنيسة عروس المسيح " واحدة ىي حمامتي كاممتي الوحيدة الميا ىي " ( نش ‪. ) ٜ 2 ٙ‬وبالنسبة‬
‫لداود يفيـ ىذا عمى أف وحيد القرف ىو ابنو إبشالوـ أو أي مف أعدائو والكمب ىو أخيتوفؿ‪ ،‬ووحيدتو ىي نفسو‬
‫الطاىرة المسكينة المتواضعة‪.‬‬

‫ُس ٍّب ُح َك‪َ .‬يا َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫ُخ ِبر ِباس ِم َك إِ ْخوِتي‪ِ .‬في وس ِط ا ْلجم ِ‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٕ‬
‫س ٍّب ُحوهُ! َم ٍّج ُدوهُ َيا‬
‫ب َ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اعة أ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٕٕ‪ " - )ٖٔ-‬أ ْ ْ ْ‬
‫ين‪َ ,‬ولَ ْم َي ْح ُج ْب‬ ‫س ِك ِ‬
‫س َك َن َة ا ْل َم ْ‬
‫ِ‬
‫يعا! أل ََّن ُو لَ ْم َي ْحتَق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل َم ْ‬
‫ٕٗ‬ ‫ع إِسرِائ َ ِ‬
‫يل َجم ً‬ ‫ش ْوهُ َيا َزْر َ ْ َ‬ ‫اخ َ‬ ‫وب‪َ ,‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ‬
‫َم ْع َ‬
‫َّام‬
‫وري قُد َ‬ ‫يم ِة‪ .‬أُوِفي ِب ُن ُذ ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة ا ْل َعظ َ‬
‫يحي ِفي ا ْلجم ِ‬
‫ََ َ‬
‫اخ ِو إِلَ ْي ِو استَمع‪ِ ٕ٘ .‬م ْن ِقبمِ َك تَس ِب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬
‫و ْجي ُو ع ْن ُو‪ ,‬ب ْل ِع ْن َد صر ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ ‪ٕٚ‬‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وب ُك ْم إِلَى األ ََبد‪ .‬تَ ْذ ُك ُر َوتَْرجعُ إِلَى َّ‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫ب ُكل‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب طَال ُبوهُ‪ .‬تَ ْح َيا ُقمُ ُ‬ ‫س ٍّب ُح َّ‬‫ون‪ُ .‬ي َ‬
‫ش َب ُع َ‬
‫اء َوَي ْ‬ ‫َخائفيو‪َ .‬يأْ ُك ُل ا ْل ُوَد َع ُ‬
‫ِ ‪ٕٜ‬‬
‫ب ا ْلم ْم َك‪َ ,‬و ُى َو ا ْلمتَ َ ٍّ‬ ‫ض‪ .‬وتَسج ُد قُدَّام َك ُكل قَب ِائ ِل األُمِم‪ٕٛ .‬أل َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫س َج َد ُكل‬ ‫ُمم‪ .‬أَ َك َل َو َ‬ ‫سمطُ َعمَى األ َ‬ ‫ُ‬ ‫َن ل َّمر ٍّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَقَاصي األ َْر ِ َ ْ ُ‬
‫ب‬ ‫َّد لَ ُو‪ُ .‬ي َخب َُّر َع ِن َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٖٓ‬
‫س ُو‪ .‬الذٍّريَّ ُة تَتَ َعب ُ‬ ‫اب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ‬ ‫ض‪ .‬قُدَّام ُو َي ْجثُو ُكل م ْن َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ‬ ‫يني األ َْر ِ‬‫س ِم ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ُيولَ ُد ِبأَنَّ ُو قَ ْد فَ َع َل‪".‬‬ ‫ون ِب ِبرِه َ‬
‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬
‫ٖٔ‬ ‫ا ْل ِجي ُل ِ‬
‫ش ْع ًبا َ‬ ‫اآلتي‪َ .‬يأْتُ َ‬

‫‪80‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والعشرون)‬

‫في الجزء األوؿ مف المزمور يتحدث المرنـ عف آالـ المسيح‪ .‬وفي ىذه اآليات يتحدث عف ميبلد الكنيسة =‬
‫اع ِة ‪ ،‬إِ ْخ َوِتي فمقد صار بك اًر بيف إخوة كثيريف (عبٕٔ‪ + ٔٔ2ٕ،‬رو‪ .)ٕٜ2ٛ‬والحظ اف كممة الجماعة‬ ‫ا ْل َج َم َ‬
‫مترجمة في اليونانية الكنيسة ‪ ،‬فالمسيح وسط كنيستو ‪ .‬وىذه الجماعة ُولِ َد ْ‬
‫ت بقيامة المسيح مف األموات وحموؿ‬
‫س ُيولَ ُد (أيةٖٔ)‪ .‬وىذه الكنيسة ستكوف كنيسة‬ ‫ش ْع ًبا َ‬
‫الروح القدس عمى الكنيسة يوـ الخمسيف ثـ بالمعمودية = َ‬
‫قدـ الخبلص والتبرير‬ ‫ون ِب ِبرِه = ستخبر كؿ مف يولد ِبأ ََّن ُو قَ ْد فَ َع َل = أي َّ‬ ‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬
‫كارزة ببر المسيح = َيأْتُ َ‬
‫وب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ش َر ُذٍّريَّة َي ْعقُ َ‬
‫س ٍّب ُحوهُ والكنيسة تتكوف مف الييود َم ْع َ‬ ‫ألوالده‪ .‬وعمؿ الكنيسة أف تسبحو وتشكره عمى ما فعؿ= َ‬
‫ُمِم واهلل يسمع لشعبو ولكف بشروط أف مف يصرخ يكوف متواضعاً= يسمع‬ ‫ِِ‬
‫َّام َك ُكل قَ َبائل األ َ‬
‫س ُج ُد قُد َ‬
‫ومف األمـ= تَ ْ‬
‫صراخ المسكين= أي المنسحؽ الذي يشعر بخطاياه ويتواضع بيف يدي اهلل‪ .‬وفي كنيستو يعطى الشبع ألوالده‬
‫فيو أوالً يعطييـ جسده ودمو‪ .‬ويشبعيـ بتعاليمو وطوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف‪ .‬ويزيد إيمانيـ‪.‬‬
‫َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن‬
‫ب ا ْل ُم ْم َك‪ .‬ونرى مثاالً آخر لشرط االنسحاؽ أماـ اهلل= قُد َ‬ ‫َن لِ َّمر ٍّ‬
‫ويممؾ اهلل عمى قموبيـ= أل َّ‬
‫س ُو = أي مف لـ يطمب ممذات العالـ= مف أراد أف‬ ‫اب = كميـ قابميف الصميب َو َم ْن لَ ْم ُي ْح ِي َن ْف َ‬ ‫َي ْن َح ِدر إِلَى التر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يخمص نفسو ييمكيا‪ .‬ونبلحظ أف المسيح استخدـ اآلية (ٔ) مف المزمور عمى الصميب‪ .‬وبولس الرسوؿ نسب‬
‫اآلية(ٕٕ) لممسيح في (عبٕ‪ ( + )ٕٔ2‬مت ‪ ) ٖٓ 2 ٕٙ‬لقد رأينا المسيح وحيداً عمى الصميب ولكف بعد القيامة‬
‫وب ُك ْم إِلَى‬
‫نراه يظير وسط إخوتو ليؤمنوا بقيامتو (يوٕٓ‪ .)ٔٛ2‬ومف آمف وعرؼ المسيح تكوف لو حياة= تَ ْح َيا ُقمُ ُ‬
‫األ ََب ِد (يو‪ .)ٖ2ٔٚ‬ونرى ىنا أنو حتى األغنياء واألقوياء ليـ نصيب في ىذا الشبع الروحي والخبلص= أَ َك َل‬
‫َّام ُو َي ْجثُو ُكل َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى‬
‫ض = ولكف الشرط ليذا القبوؿ نجده في بقية اآلية‪ ..‬قُد َ‬
‫وسج َد ُكل س ِم ِ‬
‫يني األ َْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫اب = أي المتواضعيف المنسحقيف وىناؾ شرط آخر أف يتمـ ىذا الشخص العظيـ غنياً كاف أو قوياً‪ ،‬خبلصو‬ ‫التر ِ‬
‫َ‬
‫س ٍّب ُحوهُ‪ .‬واهلل ال يرفض أبداً مف يأتي إليو بيذه الشروط = لَ ْم َي ْحتَ ِق ْر َولَ ْم ُي ْرِذ ْل‬
‫ب َ‬ ‫بخوؼ ورعدة = َيا َخ ِائ ِفي َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ين (مت٘‪)ٖ2‬‬ ‫س ِك ِ‬
‫س َك َن َة ا ْل َم ْ‬
‫َم ْ‬

‫‪81‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والعشرون‬

‫المزمور الثالث والعشرون (الثاني والعشرون في األجبية)‬

‫كثير مف مزامير داود ممموءة بالشكوى‪ ،‬أما ىذا المزمور الرائع فممموء بالتعزيات وبكممات الفرح عف اهلل الراعي‬
‫الذي يقوده فبل يخاؼ‪ .‬وىذا المزمور مف أروع تأمبلت داود عف رعاية اهلل‪ .‬والمسيح ىو الراعي الصالح (يوٓٔ)‬
‫ىو يبذؿ نفسو عف الخراؼ وفي المزمور السابؽ مباشرة (مزٕٕ) رأينا كيؼ يبذؿ المسيح نفسو عف كنيستو‪ ،‬وىنا‬
‫اع خضراء باستحقاقات صميبو‪ ،‬ىو تسبحة ثقة في اهلل وداود كاف راعي غنـ‬‫نرى الراعي ُيدخؿ قطيعو إلى مر ٍ‬
‫وغالباً قاؿ ىذا المزمور وىو يتأمؿ في عبلقتو بقطيعو وفي نفس الوقت يتأمؿ في عناية اهلل بو في كؿ مراحؿ‬
‫حياتو‪ ،‬فوجد أف اهلل ىو الراعي الحقيقي لو‪.‬‬

‫ورُد ِني‪".‬‬
‫اح ِة ُي ِ‬
‫الر َ‬
‫ض ِني‪ .‬إِلَى ِمي ِ‬
‫اه َّ‬ ‫َ‬ ‫ض ٍر ُي ْرِب ُ‬ ‫ش ْي ٌء‪ِ .‬في َم َر ٍ‬
‫اع ُخ ْ‬
‫ٕ‬ ‫الرب ر ِ‬
‫اع َّي فَبلَ ُي ْع ِوُزِني َ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ َّ " - )ٕ-‬‬
‫ىنا نرى الرب الراعي‪ .‬ونبلحظ أف الراعي يمتصؽ اليوـ كمو برعيتو ويعيش معيا‪ ،‬يقوتيا ويغذييا ويقودىا‬
‫ويحمييا‪ .‬فحينما نسمع أف اهلل ربنا وممكنا نشعر بقوتو ومجده‪ .‬لكف حينما نسمع أنو راعينا نشعر بحبلوتو ورقتو‬
‫اعى فمف أعتاز شئ‪ ،‬بؿ ىو يرعى حتى شعور رؤوسنا‪ ،‬يسد احتياجاتنا الروحية‬ ‫وعنايتو‪ .‬واذا كاف الرب ر ّ‬
‫والمادية ويحمي القطيع مف الذئاب (األعداء الروحييف والجسدييف)‪ .‬واهلل دبر لكنيستو رعاة يخدموف شعبو‬
‫ويتشبيوف بالراعي األعظـ ولكنو ىو وحده الراعي الكامؿ الصبلح‪ .‬الذي يعرؼ خرافو بأسمائيا‪ .‬وميما كانت‬
‫ض ِني = ىذه المراعي ىي كممة اهلل (الكتاب‬ ‫ض ٍر ُي ْرِب ُ‬ ‫شدة الضيقة التي أجتازىا لف يعوزني شئ‪ِ .‬في َم َر ٍ‬
‫اع ُخ ْ‬
‫المقدس)‪ .‬وىي الكنيسة نتعمـ فييا ونسكف فييا ونأخذ مف خيراتيا‪ .‬ونبلحظ أف أرميا وحزقياؿ ويوحنا الرائي أكموا‬
‫كممة اهلل فيي مشبعة‪ ،‬واألكؿ معناه أف نيضـ الكممة ونختبرىا‪ ،‬اي ننفذىا‪ .‬والتعاليـ التي نحصؿ عمييا في‬
‫الكنيسة ىي طعاـ نقي‪ ،‬أما ما ىو خارج الكنيسة فطعاـ غير نقي والكنيسة نجد فييا أشيى مائدة (جسد الرب‬
‫ورُد ِني = الراعي ىو الذي يقود القطيع ليشرب ويرتوي مف ينابيع الروح القدس‪ .‬وىذا ما‬
‫اح ِة ُي ِ‬
‫الر َ‬
‫ودمو)‪ .‬إِلَى ِمي ِ‬
‫اه َّ‬ ‫َ‬
‫قدـ الراعي نفسو عنا عمى الصميب (مزٕٕ) (يو‪ .)ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬ىذا الماء يروي‬ ‫كنا نحصؿ عميو إال بعد أف َّ‬
‫الشجرة المغروسة عمى مجاري المياه‪ .‬والروح القدس ىو معطي النعمة لكؿ مؤمف خبلؿ األسرار بدءاً بماء‬
‫المعمودية‪.‬‬

‫ت ِفي َو ِادي ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت الَ‬


‫ضا إِ َذا ِس ْر ُ‬
‫اس ِم ِو‪ .‬أ َْي ً‬ ‫س ُب ِل ا ْل ِبٍّر ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٗ-‬ي ُرد َن ْفسي‪َ .‬ي ْيديني إِلَى ُ‬
‫ٗ‬ ‫ٖ‬

‫اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَي ِان ِني‪".‬‬


‫ص َ‬ ‫ش ًّرا‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬
‫ت َمعي‪َ .‬ع َ‬ ‫اف َ‬
‫َخ ُ‬
‫أَ‬

‫‪82‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫ىنا نجد المسيح ىو الطريؽ والقائد في ىذا الطريؽ‪ .‬ليرد النفوس التائية إلى الكنيسة (بيت اآلب)‪ ،‬كما عاد‬
‫االبف الضاؿ لبيت أبيو‪ ،‬وحينما نبتعد يدفعنا الروح القدس لنعود‪ .‬وىذه العطايا ليست مف أجؿ استحقاقنا لكف مف‬
‫أجؿ اسمو والرب رسـ لنا طريقاً ضيقاً‪ ،‬لكنو ىو الذي يقودنا‪ .‬بؿ يستخدـ اهلل بعض التجارب واآلالـ ليردنا‬
‫لمطريؽ أف لـ نسمع لصوت التعزيات‪ .‬وما ىي سبؿ البر إال بر المسيح فيو يقودني إلى ذاتو بكونو الطريؽ‬
‫اآلم ْف الذي يحممنا بروحو القدوس إلى حضف اآلب‪ .‬بؿ مف يثبت في المسيح الطريؽ ال يخاؼ الموت فيو ذاقو‬ ‫ِ‬
‫ألجمنا مف قبؿ ويعرؼ طريؽ الخروج منو بالقيامة‪ .‬ولف نخاؼ ماداـ معنا‪ ،‬ألنو سيأخذنا معو في طريؽ القيامة‪،‬‬
‫ت ِفي َو ِادي‬
‫بؿ لف نخاؼ مف أي ألـ فيو قد إجتاز أصعب آالـ وىي آالـ الصميب وخرج منيا منتص اًر‪ .‬إِ َذا ِس ْر ُ‬
‫ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = وادي ظؿ الموت ىو ىذه الحياة بحروبيا وضيقاتيا‪ ،‬وآخر عدو لنا وأصعب ضيقة ىي الموت‪،‬‬
‫ولكنو يسميو ىنا ظؿ الموت‪ ،‬فمـ َي ُع ْد لمموت سمطاف عمينا لـ َي ُع ْد الموت موت أبدى‪ ،‬بؿ ىو انتقاؿ "مف آمف بي‬
‫ِِ‬
‫اك َو ُع َّك ُاز َك ُى َما ُي َعٍّزَيانني = الراعي يستخدـ ال َع َ‬
‫صا في طرد الحيوانات المفترسة بعيداً‬ ‫ص َ‬‫ولو مات فسيحيا"‪َ .‬ع َ‬
‫عف قطيعو‪َ ،‬وال ُع َّك ُاز ليستند عميو وبو يضرب الخروؼ الجامح الذي يحاوؿ اليروب وىذا يشير لتأديب األبوة‬
‫الحانية الحازمة‪ .‬وىذا ما يعزينا أنو ال يتركنا نبتعد فنتوه‪ .‬فعصاتو ىذه تحمينا مف الذئاب الخارجية والذئاب‬
‫الداخمية (ميولنا المنحرفة وراء شيوات الجسد)‪.‬‬
‫ْسي‪َ .‬كأ ِ‬
‫ْسي َريَّا‪ٙ .‬إِ َّن َما َخ ْيٌر َو َر ْح َم ٌة‬ ‫ت ِبالد ْى ِن أر ِ‬ ‫َّامي م ِائ َدةً تُجاه م َ ِ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٙ-‬تُرتٍّب قُد ِ‬
‫َ‬ ‫ضا ِيق َّي‪َ .‬م َ‬
‫س ْح َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ب إِلَى م َدى األَي ِ‬
‫َّام‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َس ُك ُن ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َيتْ َب َعانني ُك َّل أَيَّام َح َياتي‪َ ,‬وأ ْ‬
‫ىنا نجد المسيح الصديؽ المضيؼ‪ ،‬الذي أعد وليمة بذبيحة نفسو ليشبعني وييبني فرحاً‪ .‬لقد وجد راعينا أف‬
‫عدونا قائـ ض دنا فأعد ىو بنفسو المائدة لنجمس ونأكؿ دوف أف نخاؼ العدو الذي يطرؽ أبوابنا‪ .‬وكما أعد اهلل‬
‫المف لشعبو طعاماً في رحمة غربتيـ أعد لنا مائدة التناوؿ في رحمة غربتنا‪ .‬فاألعداء حاولوا إعاقة رحمتنا إلى‬
‫السماء مسكننا اإلليي‪ ،‬فأعطانا راعينا جسده نثبت فيو حتى نصؿ إلى مسكننا‪ .‬ونبلحظ أف اهلل أعطى المف‬
‫ْسي =‬‫ت ِبالد ْى ِن أر ِ‬
‫س ْح َ‬
‫َ‬ ‫لشعبو بعد الخروج‪ ،‬والمسيح أعطانا جسده بعد أف حررنا بصميبو مف عبودية إبميس َم َ‬
‫إشارة لسر الميروف وبو نصير مسكنا لمروح؟ ومف ثماره الفرح الذي مؤل كأسي فإرتويت مف محبة الرب (الخمر‬
‫رمز لمفرح)‪ .‬فقديماً كانوا في الحزف يمبسوف المسوح ويجمسوف في الرماد‪ .‬وفي الفرح يدىنوف بالزيت‪ .‬وكاف مسح‬
‫الضيؼ بالزيت عبلمة تكريـ وكأف المسيح يستضيفنا عمى مائدة ويدىنا بزيت ليفرحنا ويخزي أعدائنا بمحبتو لنا‪.‬‬
‫ونبلحظ أف الراعي يحمؿ معو زيتاً لترطيب جراحات قطيعو‪ .‬وأما الكأس لمرعية فيي كتمة حجرية منحوتة‬
‫ومجوفة يمؤلىا الراعي بالمياه العذبة كؿ اليوـ ليشرب القطيع والراعي يمؤلىا دائماً حتى تفيض‪ ،‬فيبرد الماء‬
‫المنسكب جدرانيا ‪ ،‬فيو كراعي صالح كمو حناف‪ ،‬ال يرضي اف يجد قطيعو ىذا الكاس الذي يشرب منو القطيع‬
‫وقد جعمتو ح اررة الشمس ساخنا‪ ،‬فيمتيب فـ الخروؼ الذي يأتي ليشرب فيذا الماء المنسكب عمي الحواؼ يبردىا‬
‫ْسي َريَّا = أي مروية وفي ىذا إشارة لمبركات والتعزيات الدائمة‪ .‬وىذه التعزيات والبركات نأخذىا مف داخؿ‬ ‫= َكأ ِ‬
‫َّام‪ .‬ونجد في مثؿ ناثاف النبي لداود أف الحمؿ ىنا سكف في بيت‬ ‫ب م َدى األَي ِ‬ ‫س ُك ُني ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ َ‬ ‫الكنيسة= م ْ‬
‫الراعي (ٕصـٖٔ‪ .)ٖ-ٔ2‬وقولو مدى األياـ يشير لسكنانا ىنا وفي األبدية في بيت الرب‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والعشرون)‬

‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة‪ ،‬التي نذكر فييا صدور الحكـ عمى مخمصنا الراعي الصالح في وادي‬
‫الموت‪ ،‬ويعطينا الروح القدس بمسحتو في مثؿ ىذه الساعة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والعشرون‬

‫المزمور الرابع والعشرون (الثالث والعشرون في األجبية)‬

‫يرى بعض المفسريف أف داود رتؿ ىذا المزمور عند إصعاد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى جبؿ صييوف‬
‫(ٕصـ‪ .)ٔٚ-ٕٔ2ٙ‬والتابوت يمثؿ الحضرة اإلليية في موكب يرتفع إلى مدينة اهلل المقدسة عمى قمـ الجباؿ‬
‫العالية‪ .‬ويقوؿ يوسيفوس أف ‪ٚ‬فرؽ مرتميف وموسيقييف كانوا يتقدموف التابوت مرتميف ىذا المزمور في ىذه‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫وبروح النبوة رأي داود السيد المسيح صاعداً إلى مقدسو السماوي‪.‬‬
‫والمسيح في صعوده أعطى لئلنساف أف يصعد معو إلى السماء التي فتحيا ىو‪ ،‬ولكف المرتؿ ىنا يذكر أف مف‬
‫سيصعد مع المسيح لو مواصفات معينة‪ ،‬أي مف لو أعماؿ صالحة‪.‬‬
‫(مزٕٕ) حدثنا عف المسيح المصموب و(مزٖٕ) حدثنا عف الراعي الصالح الذي بصميبو يقودنا إلى مراعي‬
‫خضراء و(مزٕٗ) نرى فيو موكب مقدس غالب خبلؿ أبواب السماء المفتوحة‪ ،‬والممؾ الممجد وسط شعبو يصعد‬
‫بيـ إلى أمجاده السماوية‪ .‬ولذلؾ تنشد الكنيسة ىذا المزمور في عيدي القيامة والصعود ‪ .‬فيذا المزمور نقولو في‬
‫تمثيمية القيامة‪ .‬فالسيد المسيح نزؿ إلى عالمنا ليممؾ عمينا بصميبو‪ ،‬وىو يقدس حياتنا لييبنا االستحقاؽ لندخؿ‬
‫لموضع قدسو‪ .‬ونسمع ىنا عف ألقاب المسيح "ممؾ المجد‪ -‬الرب الجبار في الحروب‪ -‬رب الجنود" ألف دخولنا‬
‫إلى السماء احتاج أف ييزـ ىو الشيطاف أوالً ومازاؿ يحاربو ويغمب فينا حتى اآلف‪ ،‬فالمعركة لـ تنتيي‪.‬‬
‫ونرتؿ ىذا المزمور في الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود‪ .‬والصعود أعقبو حموؿ الروح القدس‪.‬‬

‫اك ِن َ ِ‬
‫الس ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬لِ َّمر ٍّ‬
‫ييا‪ٕ .‬ألَنَّ ُو َعمَى ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ض َو ِم ْم ُؤ َىا‪ .‬ا ْل َم ْ‬
‫ٔ‬
‫س َيا‪َ ,‬و َعمَى‬
‫َس َ‬
‫ار أ َّ‬ ‫ين ف َ‬ ‫س ُكوَن ُة‪َ ,‬و ُكل َّ‬ ‫ب األ َْر ُ‬
‫األَ ْن َي ِ‬
‫ار ثَبَّتَ َيا‪".‬‬
‫الرب خمؽ األرض كميا‪ .‬ونرى في خمقة األرض قدرة اهلل‪ .‬ولكف قبؿ المسيح لـ يعرؼ الرب سوى الييود‪ .‬وبعد‬
‫المسيح عرفتو المسكونة كميا وآمنت بو‪ ،‬إذ ممؾ بالحب عمى كؿ المسكونة‪ .‬في فرح داود بصعود التابوت‬
‫والشعب يسبح‪ ،‬رأى بروح النبوة المسكونة كميا ممثمة في كنيسة العيد الجديد مسبحة لممكيا المسيح وىو في‬
‫وسطيا‪ ،‬بؿ رأى ىذه الكنيسة صاعدة لمسموات مع عريسيا‪.‬‬
‫ويبدع مف أجؿ اإلنساف‬
‫س َيا = في بداية الخميقة كاف روح اهلل يرؼ عمى وجو المياه ليخمؽ ُ‬ ‫َس َ‬ ‫َعمَى ا ْل ِب َح ِ‬
‫ار أ َّ‬
‫محبوبو‪ ،‬فيتمتع اإلنساف باألرض ‪ .‬العالـ الذي نعيش فيو يشار لو با ْل ِب َح ِر لتقمباتو ‪ .‬واالرض وكؿ إمكانياتيا‬

‫‪85‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والعشرون)‬

‫ار تشير لمعالـ المتقمب ولكف المسيح ثبت كنيستو وسط ىذا العالـ عمى‬ ‫ار‪ .‬وروحياً فا ْل ِب َح ِ‬
‫وخيراتيا= األَ ْن َي ِ‬
‫األنيارواألَ ْن َيارتشير لمروح القدس الذي يقود المؤمنيف وسط آالـ ىذا العالـ المتقمب ويعزييـ‪.‬‬

‫الن ِقي ا ْل َق ْم ِب‪,‬‬ ‫ض ِع قُ ْد ِس ِو؟ ٗاَلطَّ ِ‬


‫ا ْل َي َد ْي ِن‪َ ,‬و َّ‬
‫اى ُر‬ ‫ب؟ وم ْن يقُوم ِفي مو ِ‬
‫َْ‬ ‫الر ٍّ َ َ َ ُ‬ ‫ص َع ُد إِلَى َج َب ِل َّ‬
‫ٖ‬
‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٙ-‬م ْن َي ْ‬
‫ص ِو‪ٙ .‬ى َذا ُى َو‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫إِ ِ‬
‫ب‪َ ,‬وِب ًّار ِم ْن‬ ‫ف َك ِذ ًبا‪َ .‬ي ْح ِم ُل َب َرَك ًة ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫٘‬
‫اط ِل‪َ ,‬والَ َحمَ َ‬‫الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ون َو ْج َي َك َيا َي ْعقُ ُ‬
‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ا ْل ِجي ُل الطال ُب ُو‪ ,‬ا ْل ُم ْمتَم ُ‬
‫ض ِع قُ ْد ِس ِو وىو أورشميـ السمائية‪ .‬وىنا نرى أىمية األعماؿ‬ ‫ب ىو مو ِ‬
‫َْ‬ ‫ص َع ُد مع المسيح؟ ونبلحظ أف َج َب ِل َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫َم ْن َي ْ‬
‫مثؿ نقاوة القمب وطيارة اليد والجياد عموماً‪ .‬وىذا ىو منيج الكنيسة األرثوذكسية‪ .‬ومف يجاىد لكي ينقي قمبو‬
‫يعايف اهلل (مت٘‪ .)ٛ2‬ومف يسير عمى نقاوة قمبو يصير قمبو سماء مقدسة يسكف فييا اهلل‪ .‬ونبلحظ أف حياة‬
‫المؤمف ىي صعود مستمر ونمو مستمر‪ ،‬فمف يتغذى ويرتوي بمياه األنيار (الروح القدس) ينمو ويكوف لو ثمار‪.‬‬
‫اط ِل = أي لـ ينشغؿ بتفاىة ىذا العالـ وممذاتو‪ .‬ومف يصنع ىذا يناؿ بركة مف‬ ‫الَِّذي لَم ي ْح ِم ْل َن ْفس ُو إِلَى ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫وب وليس العالـ‪.‬‬
‫الرب‪ .‬ىؤالء الذيف يبتغون َو ْج َو إلو َي ْعقُ ُ‬

‫َّات‪ ,‬فَ َي ْد ُخ َل َمِم ُك ا ْل َم ْج ِد‪َ ٛ .‬م ْن‬


‫َّى ِري ُ‬
‫اب الد ْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِٚ‬‬
‫وس ُك َّن‪َ ,‬و ْارتَف ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ‬
‫اج ُر ُؤ َ‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٚ‬ا ْرفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ‬
‫وس ُك َّن‪َ ,‬و ْارفَ ْع َن َيا‬
‫اج ُر ُؤ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ال‪ْ .‬ارفَ ْع َن أَيَّتُ َيا األ َْرتَ ُ‬ ‫الرب ا ْل َجبَّار ِفي ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫َّار‪َّ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َّ‬
‫ُ‬ ‫ير ا ْل َجب ُ‬
‫الرب ا ْلقَد ُ‬
‫َّات‪ ,‬فَ َي ْد ُخ َل َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد‪َ ٔٓ .‬م ْن ُى َو ى َذا َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد؟ َرب ا ْل ُج ُنوِد ُى َو َممِ ُك ا ْل َم ْج ِد‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َّى ِري ُ‬
‫اب الد ْ‬ ‫أَيَّتُ َيا األ َْب َو ُ‬
‫في اآليات (ٔ‪ )ٕ،‬رأينا اهلل الممؾ الخالؽ وفي اآليات (ٖ‪ )ٙ-‬نرى اهلل الممؾ الذي يقدس شعبو وىنا نرى صورة‬
‫الممؾ الغالب‪ ،‬المسيح الذي صار إنساناً ثـ صعد بجسد بشريتنا إلى السماء‪ .‬وكما أصعد شعبو مف مصر ىا‬
‫ىو يصعد شعبو مف العالـ لمسماء‪( .‬رؤ‪ )ٕ2ٙ‬نرى فيو صورة الغمبة‪ .‬فيو جاء ليدخؿ عالمنا كمحارب‪ ،‬يحارب‬
‫باسمنا ولحسابنا‪ .‬وىنا نرى المبلئكة في موكب المسيح الصاعد ينادوف عمى المبلئكة حراس أبواب السماء‬
‫َّى ِرية‪ .‬وكممة دىرية ال تشير ألبواب الخيمة أو‬
‫اب الد ْ‬
‫ليفتحوا األبواب لممؾ المجد‪ .‬ليفتحوا أبواب السماء= األ َْب َو ُ‬
‫حتى أبواب الييكؿ‪ .‬لقد عبر داود بفكره مف الرموز إلى الحقائؽ‪ ،‬ومف صعود تابوت العيد إلى جبؿ صييوف إلى‬
‫صعود المسيح بجسد بشريتنا لمسماء ما كاف ممكناً أف تغمؽ أبواب السماء أماـ رب السماء‪ .‬ولكف الغريب‬
‫بالنسبة لممبلئكة أف تجد رب السماء لو جسد بشري‪ ،‬وكأف المبلئكة تتساءؿ مف ىذا اإلنساف الذي يفتح لو أبواب‬
‫السماء‪ .‬فاإلنساف بسبب خطيتو أغمقت أمامو أبواب السماء‪ ،‬أبواب العدالة الدىرية‪ .‬وىا ىو رب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود يفتحيا‬ ‫َ‬
‫لو وىذا ما سبب ذىوؿ المبلئكة فتساءلت‪ .‬بؿ نزؿ الرب أوالً إلى الجحيـ وفتح أبوابو الدىرية التي كانت قد‬
‫أغمقت عمى اإلنساف لمدى الدىر وىنا‪....‬تأمؿ ‪-2‬‬

‫تأمل‪ 2‬فقموبنا مغمقة بسبب شيوات ىذا العالـ‪ ،‬والمسيح واقؼ عمى أبواب قموبنا يقرع ليدخؿ (رؤٖ‪ )ٕٓ2‬فيؿ‬
‫نفتح ونتخمى عف الخطايا المحبوبة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والعشرون‬

‫المزمور الخامس والعشرون (الرابع والعشرون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور ىو صبلة جميمة‪ ،‬نموذج نتعمـ منو الصبلة‪ ،‬فيو عناصر الصبلة المطموبة‪.‬‬

‫آية (ٔ) ‪ٔ " -‬إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي‪".‬‬


‫ٔإِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = الصبلة ليست مجرد وقوؼ أماـ اهلل‪ ،‬ولكنيا رفع لمنفس أي عدـ االنشغاؿ‬
‫باألرضيات وشيوات العالـ‪ ،‬فمثؿ ىذه الشيوات تربط النفس باألرض وتمنعيا عف اإلرتفاع إلى فوؽ (كوٖ‪-ٔ2‬‬
‫ٓٔ)‪ .‬وبعد أف يرتفع القمب عف األرضيات‪ ،‬يجب أف ينشغؿ الذىف بالتفكير في السماويات‪ ،‬بالمسيح الذي فدانا‬
‫(لذلؾ نضع دائماً صورة المسيح المصموب في كؿ كنيسة) (ٔكوٕ‪ + ٔ2ٕ،‬غؿٖ‪ .)ٔ2‬وحيف نرفع أيدينا في‬
‫الصبلة فمنفكر في أننا يجب أف نرفع عيوننا وأفكارنا وقموبنا لمسماء وبذلؾ ال نسمع ما قيؿ في (أش‪)ٖٔ2ٕٜ‬‬
‫وىذا ما نسمعو في القداس "إرفعوا قموبكـ" ونجيب "ىي عند الرب" وألف رفع القمب ىو ىبة إليية نسمع الكاىف‬
‫يقوؿ "فمنشكر الرب"الذى اعطانا ىذا ‪.‬‬

‫ضا ُكل ُم ْنتَ ِظ ِر َ‬


‫َع َد ِائي‪ .‬أ َْي ً‬
‫ش َم ْت ِبي أ ْ‬ ‫ت‪ ,‬فَبلَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬
‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٖ-‬يا إِل ِيي َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬
‫يك الَ‬ ‫َخ َزى‪ .‬الَ تَ ْ‬
‫س َب ٍب‪".‬‬
‫ون ِببلَ َ‬‫َي ْخ َز ْوا‪ .‬لِ َي ْخ َز ا ْل َغ ِاد ُر َ‬
‫نجد ىنا داود يشتكي مف األعداء‪ ،‬ربما إبشالوـ أو شاوؿ أو أي عدو آخر‪ ..‬وربما أعداء روحييف‪ ،‬ونحف لنا‬
‫أعداء كثيريف مثؿ الشيطاف‪ ،‬الموت‪ ،‬الذات وشيواتيا لمعالـ‪ .‬والنفس التي ارتفعت عف األرض إلى محبة اهلل‬
‫تدرؾ قوتو فتتكؿ عميو لينجييا مف أعدائيا وىي لف تخزى أبداً أماـ أعدائيا األشداء‪ .‬ولنبلحظ قولو ا ْل َغ ِاد ُر َ‬
‫ون ِببلَ‬
‫س َب ٍب = فبل سبب لعداوة الشيطاف ضدنا‪ ،‬ولكف اهلل معنا‪ .‬ما أحمى أف نصمي هلل بثقة فيو واتكاؿ عميو‪.‬‬‫َ‬

‫لو َخبلَ ِ‬
‫صي‪.‬‬ ‫سُبمَ َك َعمٍّ ْم ِني‪َ .‬دٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك َو َعمٍّ ْم ِني‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ت إِ ُ‬
‫٘‬ ‫ِ‬ ‫ٗ‬
‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬طُُرقَ َك َيا َرب َعٍّرفْني‪ُ .‬‬
‫ت ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪".‬‬ ‫إِي َ‬
‫َّاك ا ْنتَظَ ْر ُ‬
‫ىنا يطمب داود اإلرشاد اإلليي‪ ،‬ىو يقؼ كتمميذ أماـ معممو ليتعمـ‪ ،‬يتعمـ كيؼ يصمي وكيؼ يتضع‪ ،‬وكيؼ‬
‫يحمؿ الصميب وكيؼ يخدـ‪ ،‬عممني يا رب كيؼ أسمؾ في طريقؾ ىنا نتعمـ مف داود أف الصبلة ليست كبلماً‬
‫فقط بؿ نسمع صوت الروح القدس يعممنا‪ .‬وداود ال يتعجؿ أي شئ‪ ،‬بؿ ىو ي ْنتَظَ ْر الرب النيار ُكمَّ ُو = فاهلل‬
‫يعطي التعميـ في الوقت المناسب‪ .‬ونبلحظ أف أىـ مصادر التعميـ ىو التأمؿ في الكتاب المقدس بروح الصبلة‪.‬‬
‫َدٍّرْب ِني ِفي َحقٍّ َك = فاهلل المعمـ يدربنا ويروض أجسادنا لنخضع لو ويصير لنا طريقو ونتقدس‪ .‬والتعميـ ىو اعطاء‬

‫‪87‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫الوصية ‪ ،‬اما التدريب لبلنساف فيو ترويض لبلنساف الذي يحمؿ طبيعة متمردة ورثيا مف ابيو آدـ ‪ .‬وكوف داود‬
‫ينتظر الرب النيار كمو فيذا يعني أنو يظؿ عمره كمو يتعمـ ويقبؿ التدريب وال يظف أنو صار كامبلً ال يحتاج‬
‫لتعميـ (فيٖ‪.)ٔٛ-ٕٔ2‬‬

‫سا َن ِات َك‪ ,‬أل ََّن َيا ُم ْن ُذ األ ََز ِل ِى َي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬ا ْذ ُك ْر َم َراح َم َك َيا َرب َوِا ْح َ‬
‫اح َم َك = اهلل ُيسَّر بأف يطالبو االبف بحقو في المراحـ والرأفات"‪ ،‬بكونو منبع الحب األزلي‪ ،‬ىذه‬ ‫ا ْذ ُكر يارب مر ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬
‫الطمبة تؤكد إيماف مف يصمي بيا وثقتو في وعود اهلل بمراحمو ألوالده‪.‬‬

‫ت ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل ُجوِد َك َيا َرب‪".‬‬ ‫اص َّي‪َ .‬ك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني أَ ْن َ‬
‫صباي والَ مع ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬الَ تَ ْذ ُك ْر َخطَ َايا َ َ َ َ َ‬
‫مف شروط الصبلة المستجابة‪ ،‬االعتراؼ بالخطية (أش‪ ،)٘2ٙ‬وىكذا قاؿ بطرس لمسيد المسيح أخرج يا رب مف‬
‫سفينتي ألنني رجؿ خاطئ (لو٘‪ .)ٛ2‬وداود ىنا يذكر خطايا صباه وال يتناساىا ولذلؾ عمينا أف نقؼ أماـ اهلل‬
‫ونذكر خطايانا شاكريف اهلل الذي غفرىا‪ ،‬لكف ال نقؼ كمبرريف ونظف في أنفسنا أننا أبرار‪ .‬وىو يعتمد فقط عمى‬
‫رحمة اهلل= َك َر ْح َم ِت َك ا ْذ ُك ْرِني‪.‬‬

‫يق‪".‬‬ ‫يم‪ ,‬لِذلِ َك ُي َعمٍّ ُم ا ْل ُخ َ‬


‫طاةَ الطَّ ِر َ‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬اَ َّلرب صالِح وم ِ‬
‫ستَق ٌ‬ ‫َ ٌ َُ ْ‬
‫ىذه أيضاً مف شروط الصبلة الصحيحة‪ ،‬أف ننسب كؿ الصبلح هلل‪ ،‬ورعايتو ألوالده‪.‬‬
‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬ي َدٍّرب ا ْلوَدع ِ‬
‫اء في ا ْل َحقٍّ‪َ ,‬وُي َعمٍّ ُم ا ْل ُوَد َع َ‬
‫اء طُُرقَ ُو‪".‬‬ ‫ُ ُ ُ َ َ‬
‫نرى ىنا مف الذي يقبؿ التعميـ والتدريب اإلليي ىـ الودعاء المتضعيف غير المتكبريف‪.‬‬

‫اد ِات ِو‪".‬‬ ‫اف ِظي َع ْي ِد ِه َو َ‬


‫ش َي َ‬ ‫ق لِح ِ‬
‫ب َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ َ‬ ‫سُب ِل َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ُ " -‬كل ُ‬
‫ق ويكتشؼ ىذا مف يبتغي حقاً أف يعرؼ‪.‬‬ ‫ب كميا َر ْح َم ٌة َو َح ٌّ‬
‫الر ٍّ‬
‫طرق َّ‬

‫يم‪".‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َج ِل ِ‬ ‫ٔٔ ِ‬


‫اسم َك َيا َرب ا ْغف ْر إثْمي ألَن ُو َعظ ٌ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬م ْن أ ْ ْ‬
‫اعتراؼ آخر بالخطية‪ .‬وىو يطمب الغفراف ليس ألنو يستحؽ ولكف ألجؿ كرامة ومجد اسـ الرب الذي دعي‬
‫عميو‪" ،‬لكي يرى الناس أعمالكـ الصالحة فيمجدوا أباكـ الذي في السموات"‪.‬‬

‫س ُو ِفي ا ْل َخ ْي ِر تَِب ُ‬ ‫ب؟ ُي َعمٍّ ُم ُو َ‬


‫ط ِريقًا َي ْختَ ُارهُ‪َ .‬ن ْف ُ‬ ‫ان ا ْل َخ ِائ ُ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪َ ٕٔ" - )ٖٔ-‬م ْن ُى َو ِ‬
‫ٖٔ‬
‫سمُ ُو‬
‫يت‪َ ,‬وَن ْ‬ ‫الر َّ‬
‫ف َّ‬ ‫س ُ‬‫اإل ْن َ‬
‫ض‪".‬‬ ‫َي ِر ُ‬
‫ث األ َْر َ‬
‫اإلنساف الخائؼ الرب‪ ،‬يرشده الرب لمطريؽ التي ارتضاىا لو وتثبت نفسو في خيرات الرب الروحية في ىذه‬
‫ض = بمفيوـ العيد القديـ تستمر األرض التي أعطاىا ليـ اهلل ليـ‬ ‫سمُ ُو َي ِر ُ‬
‫ث األ َْر َ‬ ‫الحياة وفي الحياة األخرى‪َ .‬ن ْ‬
‫ولنسميـ وال يأخذىا منيـ األعداء‪ .‬وروحياً اآلف ميراث األرض ىو ميراث نصيبنا السماوي والنسؿ ىـ كؿ مف‬
‫عرؼ المسيح عف طريؽ شيادتنا وخدمتنا وحياتنا‪ ،‬فكؿ المؤمنيف ىـ نسؿ الرسؿ والتبلميذ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والعشرون)‬

‫يو‪ ,‬وعي ُده لِتَعمِ ِ‬


‫يم ِي ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ ِ‬
‫آية (ٗٔ) ‪ِ " -‬سر َّ‬
‫ٗٔ‬
‫ب ل َخائف َ َ ْ ُ ْ‬
‫خائؼ الرب يتمتع بمجد الرب‪ ،‬الروح القدس يكشؼ لو أسرار السماء (ٔكوٕ‪.)ٖٔ-ٜ2‬‬

‫الش َب َك ِة‪".‬‬
‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َو ُي ْخ ِر ُج ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫اي َد ِائ ًما إِلَى َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫٘ٔ‬
‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬ع ْي َن َ‬
‫الذيف يثبتوف عيونيـ عمى الرب دائماً ينجوا مف الشباؾ المنصوبة ليـ‪ .‬فمنثبت عيوننا عمى اهلل وال ننشغؿ‬
‫باألرضيات فننجذب لخداعاتيا وممذاتيا فتكوف لنا شركاً‪.‬‬
‫ش َد ِائ ِدي‬
‫ات َق ْم ِبي‪ِ .‬م ْن َ‬
‫ضيقَ ِ‬
‫‪ٔٚ‬اُفْر ْج ِ‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِٔٙ‬‬
‫ُ‬ ‫ين أََنا‪.‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬ا ْلتَف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْمني‪ ,‬أل ٍَّني َو ْح ٌد َو ِم ْ‬
‫أَ ْخ ِر ْج ِني‪".‬‬
‫ىنا شرط آخر لمصبلة المقبولة وىو االنسحاؽ "القمب المنكسر والمتواضع ال يرذلو اهلل"‪ .‬فداود يقوؿ ىا أنا ابن‬
‫َو ْح ٌد َوفقير = أي منفرد ومعزوؿ أي ليس لي مف ألجأ إليو سواؾ لتخرجني مف ضيقتي‪ ،‬فأنا ضعيؼ جداً (يقوؿ‬
‫ىذا وىو ممؾ لو جيوش)‪ .‬ولو مف االمواؿ الك ثير جدا وقادر اف يمتمؾ االكثر ‪ ،‬ولكنو شاعر بانو بدوف اهلل فيو‬
‫ال شئ ‪ .‬وكؿ مف لـ يشعر بأف اهلل يمؤل حياتو يشعر بعزلة ميما كاف عدد الناس المحيطيف بو‪ .‬وبيذا فداود‬
‫كاف فاىما لمرسالة التى وجييا المسيح لمبلؾ كنيسة الودكية " انا مزمع اف اتقيأؾ‪....‬النؾ تقوؿ انى غني‪("....‬‬
‫رؤ ٖ ‪.)ٔٚ، ٔٙ 2‬‬
‫ممحوظة ‪ 2‬مف يأس ألنو سقط في خطية ليس لو فكر مسيحي‪ .‬فنحف نعمـ أننا قابميف لمخطية بسبب ضعؼ‬
‫طبيعتنا والخطية الساكنة فينا‪ .‬ولكف فمنسرع كما فعؿ داود ونعترؼ بخطيتنا واثقيف في قوة دـ السيد المسيح الذي‬
‫يبررنا‪ .‬وأما اليأس فيترجـ أنو كبرياء‪.‬‬

‫َع َد ِائي أل ََّن ُي ْم قَ ْد َكثُُروا‪,‬‬


‫اي‪ .‬ا ْنظُ ْر إِ َلى أ ْ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫ط َاي َ‬ ‫يع َخ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ْر إِلَى ُذلٍّي َوتَ َع ِبي‪َ ,‬وا ْغف ْر َجم َ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫اآليات (‪ - )ٕٔ-ٔٛ‬ا ْن ُ‬
‫ام ُة‪,‬‬ ‫ت‪ٕٔ .‬ي ْحفَظُ ِني ا ْل َكما ُل و ِ‬ ‫احفَ ْظ َن ْف ِسي َوأَ ْن ِقذ ِْني‪ .‬الَ أ ْ‬
‫ُخ َزى أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ‬
‫ٕٓ‬
‫ضوِني‪.‬‬
‫االستقَ َ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ضا ظُ ْم ًما أ َْب َغ ُ‬ ‫َوُب ْغ ً‬
‫أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْرتُ َك‪.‬‬

‫ضيقَ ِات ِو‪".‬‬


‫يل ِم ْن ُك ٍّل ِ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫آية (ٕٕ) ‪َ " -‬يا اَهللُ‪ ,‬افْد إِ ْ‬
‫ٕٕ‬

‫س َرِائ َ‬
‫يل = وىذاتـ‬ ‫ِ‬
‫ىنا نصؿ لشرط آخر لمصبلة المقبولة وىو الصبلة مف أجؿ اآلخريف وكؿ الكنيسة‪ .‬افْد إِ ْ‬
‫بالصميب‪.‬‬

‫ونصمي ىذا المزمور في باكر فنذكر المضايقيف الذيف اجتمعوا حوؿ المسيح والخبلص الذي صنعو المسيح‪.‬‬
‫االبف الوحيد الفقير‪ ،‬الذي افتقر ليغنينا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والعشرون‬

‫المزمور السادس والعشرون(الخامس والعشرون في األجبية)‬


‫ربما قاؿ داود ىذا المزمور في فترة ىروبو مف شاوؿ أو مف ثورة إبشالوـ ضده حيف أثار أعداءه عدة أكاذيب‬
‫ضده وصوروه كإنساف شرير جداً‪ ،‬وكانت التيـ تتمخص في أنو خائف لوطنو إذ أنو إضطر أف يمجأ لمفمسطينييف‬
‫وأنو اشترؾ مع الوثنييف في عبادتيـ تاركاً عبادة بيت الرب‪ .‬وداود ىنا شاع اًر بيذا الظمـ يدافع عف نفسو ضد‬
‫ىذه التيـ تاركاً الحكـ عمى قمبو هلل العادؿ ليصدر حكماً بالبراءة عميو‪.‬‬
‫يرمز داود ىنا في ىذا المزمور لممسيح الذي صار عا اًر عند البشر‪ .‬وكأف المسيح ىو الذي يقوؿ أحكـ لي يا‬
‫رب فأني بكمالي سمكت= وبحسب السبعينية "بدعتى سمكت" والمسيح ىو الوحيد الذي يقاؿ عنو أنو كامؿ فيو‬
‫ببل خطية وكاف وديعاً كشاة تساؽ إلى الذبح دوف أف تفتح فاىا‪ .‬أما داود فحيف يقوؿ بكمالي سمكت ال يقصد‬
‫الكماؿ المطمؽ ولكف أنو برئ مف التيـ الموجية إليو ظمماً‪ .‬احكـ لي=تعني دافع عني‪.‬‬
‫والكنيسة المضطيدة ببل سبب يمكنيا أف ترتؿ ىذا المزمور مع مسيحيا ليدافع عنيا ضد مضطيدييا ويحكـ‬
‫ببراءتيا ويظيرىا عروساً لو‪.‬‬
‫نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر الساعة التي صدر الحكـ فييا عمى المسيح وشيود الزور‬
‫ضده وكيؼ أنو سمؾ بدعة وكاف كامبلً وكيؼ أنتصر‪.‬‬

‫ب تََو َّك ْم ُ‬
‫ت ِببلَ تَ َق ْم ُقل "‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬اق ِ ِ‬
‫الر ٍّ‬
‫ت‪َ ,‬و َعمَى َّ‬ ‫ْض لي َيا َرب أل ٍَّني ِب َك َمالي َ‬
‫سمَ ْك ُ‬
‫لـ يكف أماـ داود‪ ،‬وقد وجو لو أعداءه اتيامات ظالمة‪ ،‬إال أف يمجأ هلل ليشيد لو أنو لـ يفعؿ كؿ ما قيؿ عنو‪.‬‬
‫واضعاً كؿ إتكالو عمى الرب وليس عمى إنساف‪.‬‬

‫ف ُك ْم َيتَ َّي َوَق ْم ِبي‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬جٍّرْب ِني يا رب و ِ‬


‫امتَح ٍّني‪َ .‬‬
‫ص ٍّ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ف ُك ْم َيتَ َّي = جربني ىنا جاءت بمعنى فحص المعادف بالنار لتنقيتيا وداود ىنا غير أيوب‪.‬‬ ‫ص ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َجٍّرْبني َيا َرب‪َ ..‬‬
‫فأيوب حيف فاجأتو التجارب صرخ إلى اهلل متسائبلً لماذا سمحت بكؿ ىذا يا رب فأنا بار‪ ..‬أما داود فصرخ لتكف‬
‫ىذه اآلال ـ والتجارب لتنقيتي‪ ،‬فمف يحبو الرب يؤدبو‪ ..‬ىو ىنا يريد أف تكشؼ التجارب لو حقيقة ضعفاتو ليكمؿ‪،‬‬
‫فقولو جربني ال يعني أف يعرؼ اهلل بعد التجربة حقيقة قمبو فاهلل عالـ بكؿ شئ‪ ،‬إنما لكي ينكشؼ أماـ داود نفسو‬
‫‪ ،‬أخطاءه الدفينة‪ .‬والكمية تشير لمداخؿ‪ ،‬ىي تنقي الدـ وداود يريد تنقية داخمو تماماً‪( .‬يعٖ‪ٔ + ٕ2ٔ،‬بطٔ‪+ ٛ2‬‬
‫ٕكؤٕ‪.)ٔٓ2‬‬

‫‪90‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫ت ِب َحقٍّ َك‪".‬‬
‫سمَ ْك ُ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬
‫ام َع ْيني‪َ .‬وقَ ْد َ‬
‫َم َ‬
‫َن َر ْح َمتَ َك أ َ‬
‫األساس الذي نقبؿ بو أي تجربة ىو أف كؿ ما يمر بحياتنا مبنى عمى أساس رحمة اهلل‪ ،‬وأف كؿ شئ لمخير‬
‫ت ِب َحقٍّ َك‪ .‬فيو برئ مف التيـ التي وجيت إليو‪ ،‬وىو يحب اهلل لذلؾ يثؽ في استمرار‬‫سمَ ْك ُ‬
‫لمذيف يحبوف اهلل= َوقَ ْد َ‬
‫مراحـ اهلل كما أختبرىا مف قبؿ‪.‬‬

‫اع َة األَثَ َم ِة‪َ ,‬و َم َع األَ ْ‬


‫ش َر ِ‬ ‫اس السو ِء‪ ,‬ومع ا ْلم ِ‬
‫اك ِر َ‬ ‫س َم َع أَُن ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬لَم أ ْ ِ‬
‫٘‬
‫ار‬ ‫ت َج َم َ‬
‫ضُ‬‫ين الَ أ َْد ُخ ُل‪ .‬أ َْب َغ ْ‬ ‫َََ َ‬ ‫َجم ْ‬ ‫ْ‬
‫س‪".‬‬ ‫الَ أ ْ ِ‬
‫َجم ُ‬
‫نرى نموذج لكماؿ داود وتدقيقو في اختيار أصدقائو‪ .‬فالناس يعرفوف مف أصدقائيـ‪ .‬وىنا يدافع عف نفسو فيو‬
‫مع أنو إلتجأ لموثنييف إال أنو ال يشترؾ في أعماليـ‪ .‬ىو كاف محروماً بالجسد مف مشاركة شعبو عبادتيـ ولكف‬
‫قمبو كاف ىناؾ في أورشميـ‪.‬‬

‫ٍّث ِب َج ِمي ِع‬


‫ُحد َ‬ ‫ِ‬ ‫وف ِبمذْب ِح َك يا رب‪ٚ ,‬ألُس ٍّمع ِب ِ‬
‫ص ْوت ا ْل َح ْمد‪َ ,‬وأ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫النقَ َاوِة‪ ,‬فَأَطُ ُ َ َ‬ ‫ي ِفي َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٙ‬أَ ْغ ِس ُل َي َد َّ‬
‫‪ٙ‬‬

‫س َك ِن َم ْج ِد َك‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ت َم َح َّل َب ْيت َك َو َم ْوض َع َم ْ‬ ‫َع َج ِائ ِب َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬أ ْ‬
‫َح َب ْب ُ‬
‫‪ٛ‬‬

‫النقَ َاوِة‪ ،‬ال بماء المرحضة مع الكينة‬ ‫يعمف أنو ولو أنو ىارب مف أورشميـ إال أنو ىو معيـ‪ ،‬وكأنو ي ْغ ِس ُل َي َد َّيو ب َّ‬
‫ولكف بنقاوة القمب الداخمي‪ ،‬ويطوؼ حوؿ المذبح ال بجسده وانما بشوقو الداخمي‪ ،‬يسمع التسبيح السماوي بأذنيو‬
‫الروحيتيف‪ .‬وغسؿ يديو يشير ألنو لـ يشترؾ في عبادة األوثاف كما اتيموه ظمماً‪ .‬ونحف نغسؿ أيادينا ونتطير مف‬
‫الماء والدـ المذيف فاضا مف جنب المسيح (معمودية ‪ +‬توبة)‪ .‬والطواف حول المذبح= كاف الكينة يفعموف ذلؾ‬
‫بعد تقديـ الذبيحة‪ .‬وكاف الشعب يتابعيـ مسبحاً‪ .‬وىنا داود يشعر أنو بقمبو يتابع تقديـ الذبائح ويسبح اهلل مخب اًر‬
‫بجميع عجائبو ومراحمو‪.‬‬

‫ين ِفي أ َْي ِدي ِي ْم َرِذيمَ ٌة‪,‬‬


‫اء َح َي ِاتي‪ .‬الَِّذ َ‬
‫ٓٔ‬ ‫ال الدٍّم ِ‬
‫َ‬
‫اة َن ْف ِسي‪َ ,‬والَ م َع ِر َج ِ‬
‫َ‬
‫اآليات (‪ٜ" - )ٕٔ-ٜ‬الَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ‬
‫َْ ََ‬
‫َما أََنا فَ ِب َكمالِي أَسمُ ُك‪ .‬اف ِْد ِني وارحم ِني‪ِ .‬ر ْجمِي و ِاقفَ ٌة عمَى سيل‪ِ .‬في ا ْلجماع ِ‬
‫ات‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫َوَي ِمينُ ُي ْم َمآل َن ٌة ِر ْ‬
‫ش َوةً‪ .‬أ َّ‬
‫ََ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب‪".‬‬‫الر َّ‬
‫ار ُك َّ‬ ‫أ َُب ِ‬
‫صبلة يشتيي فييا داود أف يكوف اهلل نصيبو وأف ال ُيحرـ مف اهلل فيكوف نصيبو مع األشرار‪ ،‬ىو ال يتصور أف‬
‫ِ‬
‫سمُ ُكت = ىو تأكيد الوالء هلل‪ ،‬وليس فييا نوع مف‬ ‫َما أََنا فَ ِب َك َمالي ْ‬
‫يكوف محروماً مف اهلل ىنا أو ىناؾ فيو يحبو‪ .‬أ َّ‬
‫الكبرياء‪ .‬والدليؿ قولو‪ .‬اف ِْد ِني َو ْار َح ْم ِني = فيو ال يقوؿ انو كامؿ كماال مطمقا بؿ ميما كانت أعمالي مستقيمة‬
‫ِ ِ‬
‫س ْيل = في السبعينية (تقؼ في االستقامة)‪.‬‬ ‫فبل خبلص لي سوى بفدائؾ العظيـ ورحمتؾ‪ِ .‬ر ْجمي َواقفَ ٌة َعمَى َ‬
‫والسيؿ ىو طريؽ مستوي ببل منخفضات ( سقوط في خطايا او صغر نفس او يأس ) او مرتفعات (كبرياء )‬
‫لذلؾ ترجمتيا السبعينية " اما انا فبدعتي سمكت " فبل تجعؿ نصيبي مع الشرير= الَ تَ ْجمع مع ا ْل ُخطَ ِ‬
‫اة‬ ‫َْ ََ‬

‫‪91‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والعشرون)‬

‫َن ْف ِسي‪....‬ألنني ال أسمؾ في طريقيـ‪ .‬ىنا نرى أعمالو ولكنيا بدوف الفداء لف تجدي نفعاً‪ِ .‬في ا ْلجماع ِ‬
‫ات أ َُب ِ‬
‫ار ُك‬ ‫ََ َ‬
‫ب = نرى ىنا أىمية العبادة الجماعية في الكنيسة والقداسات واالجتماعات‪.‬‬‫الر َّ‬
‫َّ‬

‫‪92‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والعشرون‬

‫المزمور السابع والعشرون (السادس والعشرون في األجبية)‬

‫ما أحمى أف نبدأ يومنا في صبلة باكر بيذا المزمور‪ ،‬فنشعر بثقة واطمئناف في حماية اهلل لنا وفيو أيضاً نرى‬
‫شيود الزور محيطيف بالمسيح (آيةٕٔ) والرجاء في القيامة (آيةٖٔ) وقيؿ عف مناسبة كتابة داود بيذا المزمور‬
‫عدة أسباب‪ ،‬فقيؿ أنو كتبو في أثناء فترة اضطياد شاوؿ لو‪ ،‬وقيؿ أنو كتب في آخر معركة دخميا داود وىو شيخ‬
‫وكاد أف يقتؿ فييا لوال أف أنقذه أبيشاي (ٕصـ‪( )ٔٙ2ٕٔ،ٔٚ‬ىذا الرأى يقولو الييود)‪ .‬ولكف كممات ىذا المزمور‬
‫الرائع ىي تسبحة حب وثقة وايماف في اهلل ربما قاليا داود وىو في قمة مجده شاع اًر بحماية اهلل لو الدائمة (ٔ‪-‬‬
‫‪ .)ٙ‬أما في باقي المزمور فنراه ال يكؼ عف الصبلة والتضرع فأف نكتشؼ معونة اهلل فيذا ليس مبر اًر لنا أف‬
‫نكؼ عف الصبلة والتضرع‪.‬‬
‫مسحو‪ .‬وداود ُم ِس َح ثبلث مرات (في بيتو عمى يد صموئيؿ ثـ عندما ممؾ عمى‬
‫ِ‬ ‫وعنواف المزمور أنو لداود قبؿ‬
‫ييوذا ثـ عندما ممؾ عمى كؿ إسرائيؿ)‪( .‬قبؿ ِ‬
‫مسحو وردت في السبعينية)‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اف؟ َّ ِ‬ ‫صي‪ِ ,‬م َّم ْن أ َ‬


‫وري و َخبلَ ِ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب ُن ِ َ‬
‫ٔ‬
‫ب؟"‬
‫ص ُن َح َياتي‪ ,‬م َّم ْن أ َْرتَع ُ‬
‫الرب ح ْ‬ ‫َخ ُ‬
‫اهلل نور (لؤ‪ + ٜٚ2‬يو‪ٔ + ٘2ٔ،٘2ٜ‬يوٕ‪ .)ٜ2‬ويقوؿ المزمور سراج لرجمي كبلمؾ ونور لسبيمي‪ .‬فالخاطئ‬
‫أعمى يتردد ويتخبط في الظممة وىكذا الميموـ بيموـ العالـ‪ .‬أما مف كاف الرب نو اًر لو يدرؾ قوة اهلل وأف اهلل‬
‫قادر أف يخمصو مف أحزاف العالـ وىمومو وخطيتو‪ .‬والقديسيف ىزموا إبميس بعبلمة الصميب‪ .‬وعممنا اآلباء ترديد‬
‫صبلة يسوع اليوـ كمو "فاسـ الرب برج حصيف يركض إليو الصديؽ ويتمنع"‪ .‬وال يستطيع أف يردد ىذه اآلية مف‬
‫كاف ال يزاؿ ممقياً إتكالو عمى إنساف أو مادة أو ذاتو‪ .‬فيجد في اهلل حمايتو مف األعداء الروحييف وخبلصاً‬
‫وعاضداً لو في تجارب العالـ التي تعصؼ بحياتو‪ .‬والكتاب المقدس يقدـ لنا الرب بألقاب كثيرة (نور‪ /‬خبلص‪/‬‬
‫حصف) ليجد كؿ واحد حاجتو فيو‪.‬‬
‫سقَطُوا‪ .‬إِ ْن َن َز َل َعمَ َّ‬
‫ي‬ ‫ٖ‬ ‫ضا ِي ِق َّي وأ ْ ِ‬
‫ش َرُار لِ َيأْ ُكمُوا لَ ْح ِمي‪ُ ,‬م َ‬‫ب إِلَ َّي األَ ْ‬ ‫ِٕ‬
‫َع َدائي َعثَُروا َو َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬ع ْن َد َما اقْتََر َ‬
‫ب فَ ِفي ذلِ َك أََنا ُم ْط َم ِئ ٌّن‪".‬‬ ‫ام ْت َعمَ َّي َح ْر ٌ‬ ‫ِ‬
‫اف َق ْم ِبي‪ .‬إ ْن قَ َ‬
‫ش الَ َي َخ ُ‬
‫َج ْي ٌ‬
‫األشرار لو أكموا لحمي فمف يقدروا أف ييمكوا روحي‪ ،‬فبل نخاؼ ممف يقتموف الجسد ولكف ليس ليـ سمطاف عمى‬
‫الروح‪ .‬ونحف في حروبنا الروحية تواجينا قوات شر روحية (اؼ‪ )ٕٔ2ٙ‬ولكف إف كاف المسيح في سفينتنا فبل‬
‫خوؼ مف أف تغرؽ‪( .‬دانياؿ في جب األسود) (اؿٖ فتية في النار)‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫أَ ْنظُ َر‬ ‫َّام َح َي ِاتي‪ ,‬لِ َك ْي‬ ‫ب ُك َّل أَي ِ‬ ‫َس ُك َن ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫َن أ ْ‬‫س أْ‬ ‫ب وِاي َ ِ‬
‫َّاىا أَْلتَم ُ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫ت ِم َن َّ‬ ‫سأَْل ُ‬ ‫ٗ ِ‬
‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬واح َدةً َ‬
‫َعمَى‬ ‫ستُُرِني ِب ِستْ ِر َخ ْي َم ِت ِو‪.‬‬ ‫س ِفي َى ْي َكمِ ِو‪٘ .‬أل ََّن ُو ُي َخ ٍّب ُئ ِني ِفي َمظَمَِّت ِو ِفي َي ْوِم َّ‬
‫الشٍّر‪َ .‬ي ْ‬ ‫ب‪َ ,‬وأَتَفََّر َ‬
‫الر ٍّ‬
‫ال َّ‬ ‫إِلَى َجم ِ‬
‫َ‬
‫ص ْخ َرٍة َي ْرفَ ُع ِني‪".‬‬
‫َ‬
‫داود لـ ينشغؿ ف ي ضيقتو بالجيوش المحيطة بو‪ ،‬بؿ ارتفع فكره ونظره إلى بيت الرب‪ ،‬إلى صموات الكنيسة‬
‫والشركة في التناوؿ‪ ،‬وشركة األمجاد األبدية عمينا أف ننظر وميما أحاطنا العدو بتجارب فعمينا أف نرفع أفكارنا‬
‫إلى بيت اهلل مشتاقيف لمسكنى معو كؿ أياـ حياتنا‪ ،‬فيو مصدر حمايتنا‪ ،‬ىو يرفعنا عمى صخرة‪ ،‬ىو يعطينا غمبة‬
‫عمى أعدائنا‪ .‬وىناؾ نفرح بتسبيح اهلل ونقدـ ذبائح الحمد‪ .‬ىنا نرى العبادة الجماعية بجانب العبلقة الفردية‪ .‬وىنا‬
‫ب إشارة لسكنى اهلل وسط شعبو وسكنى المؤمف مع اهلل‪.‬‬ ‫يطمؽ المرتؿ عمى الكنيسة أسماء متعددة فيي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫وىي َى ْي َكمِو المقدس إشارة لمقداسة التي تكوف لمييكؿ حيف يحؿ اهلل فيو وىي َخ ْي َم ِت ِو إشارة أف اهلل يشترؾ معنا في‬
‫ظمَِّت ِو حيث يستر عمينا مف حر التجارب وىي صخرة ترفعنا فوؽ الضيقات‪ .‬طمبة‬ ‫غربتنا في ىذا العالـ وىي َم َ‬
‫داود ىنا ويجب أف تكوف طمبة كؿ منا أف نكوف دائماً في ىيكؿ اهلل‪ ،‬دائماً مع الرب‪ .‬وجسدنا ىو ىيكؿ اهلل‬
‫س ِفي َى ْي َكمِ ِو = ىذا يعني‬
‫والروح القدس ساكف فينا وطمبة المؤمف أف ال يفارقو اهلل بؿ يسكف فيو دائماً‪ .‬أَتَفََّر َ‬
‫الصبلة والتأمؿ في كؿ ما أعطاه اهلل لنا ونشكره‪ .‬وخيمة الرب ىي جسد المسيح الذي اختبأنا فيو‪ ،‬كما اختبأ‬
‫موسى في نقرة الصخرة (خرٖٖ) وبذلؾ استطاع أف يرى مجد اهلل فيممع وجيو‪ .‬فنحف أف كنا ثابتيف في المسيح‬
‫نستطيع أف نتفرس ونتطمع إلى األمجاد السماوية‪ .‬والذي يعيش شاع اًر بستر اهلل يكوف ثابتاً عمى صخرة والصخرة‬
‫ىي المسيح (ٔكوٓٔ‪ )ٗ2‬وبيذا يرفع رأسو عمى أعدائو الشياطيف‪.‬‬

‫اف‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم لِم َّر ٍّ‬


‫َع َد ِائي حولِي‪ ,‬فَأَذْبح ِفي َخ ْيم ِت ِو َذب ِائح ا ْليتَ ِ‬ ‫اآلن يرتَ ِفع أر ِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ب‪".‬‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ْسي َعمَى أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬و َ َ ْ ُ َ‬
‫مف اكتشؼ المسيح صخرة لو وتأمؿ في أمجاده ومحبتو يرتفع رأسو عمى أعدائو ويقدـ ذبائح التسبيح والشكر إذ‬
‫تيقف مف النصرة األكيدة تحت قيادة الرب‪.‬‬

‫استَ ِج ْب لِي‪ .‬لَ َك قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ِٚ" - )ٕٔ-ٚ‬ا ِ‬


‫ال َق ْم ِبي « ُق ْم َ‬ ‫ص ْوِتي أ َْد ُعو فَ ْار َح ْمني َو ْ‬ ‫ستَم ْع َيا َرب‪ِ .‬ب َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ت ا ْطمُ ُبوا‬ ‫ْ‬
‫ض ِني َوالَ‬ ‫ت َع ْوِني فَبلَ تَْرفُ ْ‬ ‫س ْخ ٍط َع ْب َد َك‪ .‬قَ ْد ُك ْن َ‬
‫ب‪ .‬الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني‪ .‬الَ تُ َخ ٍّي ْب ِب َ‬ ‫َو ْج ِيي»‪َ .‬و ْج َي َك َيا َرب أَ ْطمُ ُ‬
‫‪ٜ‬‬

‫س ِبيل‬ ‫ضم ِني‪ٔٔ .‬عمٍّم ِني يا رب طَ ِريقَ َك‪ ,‬و ْ ِ ِ ِ‬ ‫ُمي قَ ْد تََرَك ِاني َو َّ‬‫صي‪ .‬إِ َّن أَِبي َوأ ٍّ‬
‫ٓٔ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫تَتُْرْك ِني َيا إِ َ‬
‫اىدني في َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫الرب َي ُ‬
‫ث ظُ ْمٍم‪".‬‬ ‫ور وَن ِ‬ ‫َّ‬ ‫َع َد ِائي‪ٕٔ .‬الَ تُسمٍّم ِني إِلَى مرِام م َ ِ ِ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫م ٍِ‬
‫اف ُ‬ ‫ود ُز ٍ َ‬ ‫ش ُي ُ‬
‫ام َعمَ َّي ُ‬ ‫ضايق َّي‪ ,‬ألَن ُو قَ ْد قَ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ستَقيم ِب َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ت ا ْطمُ ُبوا َو ْج ِيي = لؾ قاؿ قمبي طمبت وجيؾ (سبعينية)‪ .‬ىنا داود ال يكؼ عف الصبلة ومف‬ ‫ال َق ْم ِبي ُق ْم َ‬
‫لَ َك قَ َ‬
‫قمبو‪ ،‬ليس مف شفتيو فقط‪ ،‬وىو ال يطمب وال يمتمس سوى اهلل‪ .‬لو فقدت كؿ شئ في الدنيا فمف أخسر شيئاً‪،‬‬
‫ُمي فأنت يا رب ال تتركني‪ ،‬و َعمٍّ ْم ِني‬
‫ولكني إذا ْح ُج ْبت َو ْج َي َك َع ٍّني ‪ ،‬فيذه ال أحتمميا حتى إِ ّن تركني أَِبي َوأ ٍّ‬
‫َع َد ِائي = حتى ال يشمتوا بسقوطي‪ .‬ميما أحاط بي أعدائي وشيدوا زو اًر فبل تتركني يا‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫الطريق الم ِ ٍ‬
‫ستَقيم‪ِ .‬ب َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ال َق ْم ِبي أي أصمي لؾ بقمبي ولكف بماذا يصمي؟ بما قالو اهلل سابقاً في وعوده أطمبوا وجيي‪ .‬ىو‬
‫رب‪ .‬وقولو لَ َك قَ َ‬

‫‪94‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والعشرون)‬

‫يتذكر وعود اهلل ويتمسؾ بيا في ضيقتو حيف أحاط بو األعداء‪ ،‬فيو يطمب مف اهلل أف ال يحجب وجيو عنو حيف‬
‫طمبو‪ .‬فيو عوض االنشغاؿ باألعداء وتيديداتيـ‪ ،‬ىا ىو ينشغؿ بوعود اهلل‪ .‬ونبلحظ أف اهلل ال يحجب وجيو إال‬
‫بسبب الخطية ولكف مع ذلؾ فاهلل ال ييممنا بؿ يدبر أمورنا حتى لو أخطأنا‪ .‬ربما الناس يرفضوننا بسبب خطايانا‬
‫لكف اهلل ال يترؾ داود وىو ايضا ال يتركنا‪ ،‬حتى "أف نسيت األـ رضيعيا أنا ال أنساكـ"‪ .‬ولـ نسمع أف أبو داود‬
‫أو أمو قد تركاه ولكف المعنى أنو في ضيقتو لف يستطيع أحد أف يدركو بالخبلص حتى أباه وأمو‪ ،‬ليس سوى اهلل‬
‫لقد جعؿ اهلل أبوه وأمو وكؿ شئ لو‪.‬‬

‫ب‪ .‬لِ َيتَ َ‬ ‫اء‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬


‫ِ ٗٔ‬
‫َّد‬
‫شد ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫َح َي‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬
‫ض األ ْ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ود َّ‬ ‫ت ِبأ ْ‬
‫َن أ ََرى ُج َ‬ ‫آم ْن ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٖٔ‬
‫اآليات (ٖٔ‪ " - )ٔٗ-‬لَ ْوالَ أَنني َ‬
‫ب‪".‬‬ ‫َّع َق ْم ُب َك‪َ ,‬وا ْنتَ ِظ ِر َّ‬
‫الر َّ‬ ‫شج ْ‬ ‫َوْل َيتَ َ‬
‫اء = ىي ممكوت السموات فيناؾ حياة ال يعقبيا موت فالموت ناتج عف خطية ىذا العالـ‪ ،‬أما السماء‬ ‫َحي ِ‬ ‫أ َْر ِ‬
‫ض األ ْ َ‬
‫فميس فييا خطية‪ ،‬لذلؾ فيي أرض األحياء الذي ليس لمموت سمطاف فييا "ليس لمموت الثاني سمطاف عمييـ"‪.‬‬
‫ب = ىي الوجود الدائـ في حضرة الرب ومعاينة وجو الرب‪ ،‬وىذا ال يتـ إال في الحياة األخرى‪ .‬وىذا‬
‫الر ٍّ‬
‫ات َّ‬
‫خير َ‬
‫اإليماف بأف لنا نصيباً في أرض األحياء وبأننا سنعايف خيرات الرب‪ ،‬ىو الذي يعطينا أف نصمد أماـ تجارب‬
‫وضيقات ىذا العالـ‪ ،‬والحروب الروحية التي تواجينا‪ .‬ولذلؾ يعممنا المرتؿ في نياية مزموره أف نصبر وننتظر‬
‫الرب ونثؽ فيو وفي وعوده ونراقب عممو وتدبيره ونسبحو متأكديف مف أبوتو الحانية‪ .‬وألف التجارب قد تطوؿ‬
‫ب (ٗٔ)‪.‬‬ ‫مدتيا وبسبب ىذا تخور قوة الكثيريف عمى االحتماؿ يكرر المرتؿ عبارة ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬
‫الر َّ‬

‫‪95‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والعشرون‬

‫ىذا المزمور ىو صرخة صادرة مف عمؽ الضغطة‪ ،‬تعكس خط ار ىائبلً محيقاً بداود جعمو يقترب مف الموت‪،‬‬
‫وكثرة األحزاف في حياة داود جعمتو يصرخ إلى اهلل كثي اًر ويتحوؿ إلى مرتؿ عذب‪ ،‬مرنـ إسرائيؿ الحمو‪ ،‬يصرخ في‬
‫ضيقتو ثـ يشعر بثقة أف اهلل سيستجيب فيسبح اهلل عمى استجابتو‪ .‬والصبلة والتسبيح لـ تجعؿ األحزاف تدفع داود‬
‫لمكآبة‪ ،‬بؿ صارت سبباً في تعزيتو وفي اتساع قمبو‪ ،‬بؿ في انفتاح عينيو‪ ،‬إذ رأي بروح النبوة ما سيحدث لممسيح‬
‫مف آالـ‪ ،‬لقد حولت الصبلة داود إلى رمز لمسيد المسيح ونبي يتنبأ عف ما حدث لممسيح‪.‬‬

‫ين ِفي‬
‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬
‫ت َع ٍّني فَأُ ْ‬
‫س ُك َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ام ْم م ْن ِج َيتي‪ ,‬ل َئبلَّ تَ ْ‬
‫َ‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ي‪,‬‬ ‫ص ْخرِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬‫َ‬ ‫‪.‬‬‫خ‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َص‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ب‬‫ر‬‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬إِ‬
‫ب‪".‬‬
‫ا ْل ُج ٍّ‬
‫أحباء الرب يصرخوف هلل في ضيقاتيـ بح اررة مف قموبيـ‪ .‬أما البعيديف عف الرب فممف يصرخوف؟ لذلؾ فيـ‬
‫ام ْم ِم ْن ِج َي ِتي = ىو يصرخ ليحقؽ اهلل طمبتو‬
‫صَ‬ ‫ص ْخ َرِتي الَ تَتَ َ‬
‫يكتئبوف ويكونوف ببل تعزية في ضيقاتيـ‪َ .‬يا َ‬
‫ويخمصو مف أعدائو‪ ،‬واف لـ يخمصو فميسمعو صوتو المعزي‪ ،‬ويشعره بوجوده وقبولو فيفرح كما فرح الثبلثة فتية‬
‫في أتوف النار ومعيـ المسيح‪ .‬إف أقصى ما يؤلـ اإلنساف في ضيقتو عدـ سماعو لصوت تعزية الرب لو‪ ،‬بؿ أف‬
‫ب‪ .‬والجب ىو إشارة‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬
‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬
‫اإلنساف إذا شعر بأف اهلل ال يستجيب لو يحسب نفسو ميتاً = فَأُ ْ‬
‫لمجحيـ الذي كاف ينزؿ إليو كؿ مف يموت‪ ،‬ثـ نزؿ إليو المسيح ليخمص مف ماتوا عمى الرجاء مف قديسي العيد ا‬
‫لقديـ‪ .‬وكؿ مف داخمو ىذا الشعور أف اهلل تركو ولـ يعد يستمع إليو وأنو صار كمف في جب‪ ،‬عميو أف ال يكؼ‬
‫عف الصبلة حتى يشعر باستجابة اهلل لو وأف اهلل أعاد لو تعزيتو‪ ،‬كمف يعيد لو حياتو ويصعده مف الجب‪.‬‬
‫فصمت اهلل ىو موت لنا‪ ،‬وحديثو معنا ىو متعة بالحياة الجديدة المقامة في كممة اهلل القائـ مف األموات‪ .‬وتؤخذ‬
‫ام ْم = ىو تصور أنو‬ ‫صَ‬‫ىذه اآلية كنبوة عف أف المسيح‪ ،‬آالمو قد وصمت بو إلى الجب أي الجحيـ‪ .‬الَ تَتَ َ‬
‫طالما طمب مف اهلل‪ ،‬فاهلل البد وأف يستجيب فو اًر‪ ..‬لكف اهلل حقاً البد وأف يستجيب لكؿ صبلة‪ ،‬ولكف اهلل لو ثبلث‬
‫طرؽ لئلستجابة‪2‬‬
‫‪ .1‬يستجيب فو اًر‪.‬‬
‫‪ .2‬يستجيب في الوقت المناسب الذي يراه ىو‪.‬‬
‫‪ .3‬ال يستجيب إطبلقاً لو كانت الطمبة ضد خبلص النفس‪.‬‬
‫فبولس طمب مف اهلل ثبلث مرات أف يرفع الشوكة واهلل قاؿ ال‪ ،‬لصالح خبلص نفسو‪ .‬ومف يفيـ ىذا‪ ،‬ومف يدرؾ‬
‫محبة اهلل يطمب مف اهلل ويثؽ أف اهلل قد إستمع وأنو سيستجيب بحسب مشيئتو (ٔيو٘‪ )ٔٗ2‬التي ىي خبلص‬
‫النفوس (ٔتيٕ‪.)ٗ2‬‬

‫‪96‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والعشرون)‬

‫اب قُ ْد ِس َك‪".‬‬
‫ي إِلَى ِم ْحر ِ‬
‫َ‬ ‫يث ِب َك َوأ َْرفَعُ َي َد َّ‬‫َستَِغ ُ‬
‫ضرِعي إِ ْذ أ ْ‬
‫ت تَ َ‬
‫ص ْو َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬‬
‫استَم ْع َ‬
‫ْ‬
‫اب قُ ْد ِس َك [ٕ] رفع اليديف مثؿ موسى‪ .‬وىذه اآلية تعبر عف حاؿ‬ ‫نموذج لمصبلة [ٔ] توجيو القمب لمسماء= ِم ْحر ِ‬
‫َ‬
‫المسيح في القبر‪ ،‬فالييود بعد أف صمبوه ظنوا أنو انتيي إلى الجحيـ‪.‬‬

‫الشر ِفي ُقمُوِب ِي ْم‪".‬‬


‫السبلَِم َو َّ‬
‫َص َح َاب ُي ْم ِب َّ‬ ‫اإل ثِْم ا ْلم َخ ِ‬
‫اط ِب َ‬
‫ين أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ار‪َ ,‬و َم َع فَ َعمَ ِة ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬الَ تَ ْج ِذ ْب ِني َمعَ األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ٖ‬

‫ال مرنـ يصرخ إلى اهلل حتى يعينو فبل ينجذب إلى طريؽ األشرار فيكوف نصيبو كنصيبيـ ‪ .‬والمسيح بعد نزولو‬
‫لمجحيـ لـ يستمر فيو مع األشرار بؿ أخذ األبرار معو وصعد إلى الفردوس‪.‬‬

‫َع ِط ِي ْم‪ُ .‬رَّد َعمَ ْي ِي ْم‬


‫ص ْن ِع أ َْي ِدي ِي ْم أ ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫سَ‬
‫شٍّر أ ْ ِ‬
‫َع َمال ِي ْم‪َ .‬ح َ‬ ‫ب َ‬ ‫سَ‬
‫َع ِط ِيم حس ِ ِ‬
‫ب ف ْعم ِي ْم َو َح َ‬
‫ٗ‬
‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ ْ َ َ َ‬
‫ال َي َد ْي ِو‪َ ,‬ي ْي ِد ُم ُي ْم َوالَ َي ْب ِني ِي ْم‪".‬‬
‫َعم ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ,‬والَ إلَى أ ْ َ‬
‫الر ٍّ‬
‫ال َّ‬ ‫ْع ِ‬
‫اممَتَ ُي ْم‪ .‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْنتَِب ُيوا إِلَى أَف َ‬
‫٘‬
‫ُم َع َ‬
‫ىذه نبوة عف نياية األشرار وعقوبتيـ وليست أمنية النبي أو دعاؤه عمييـ فالنبي يعرؼ أف كؿ إنساف سيحصد ما‬
‫قد زرع‪ ،‬واألشرار سيحصدوف نتيجة خبثيـ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضرِعي‪ِ َّ ٚ .‬‬ ‫الرب‪ ,‬أل ََّن ُو ِ‬


‫الرب عٍّزي َوتُْرسي‪َ .‬عمَ ْيو اتَّ َك َل َق ْم ِبي‪ ,‬فَا ْنتَ َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ت‪.‬‬
‫ص ْر ُ‬ ‫ت تَ َ‬
‫ص ْو َ‬
‫سم َع َ‬
‫َ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٚ-ٙ‬م َب َار ٌك َّ‬
‫َوَي ْبتَ ِي ُج َق ْم ِبي َوِبأُ ْغ ِن َي ِتي أ ْ‬
‫َح َم ُدهُ‪".‬‬
‫ى ذه ىي نتيجة الصبلة والصراخ هلل‪ ،‬ىنا نجد المرنـ قد شعر باستجابة اهلل لو‪ .‬وىو لساف حاؿ المسيح وكنيستو‬
‫التي تفرح وتغني بقيامتو وقيامتيا فتشكر الرب عمى خبلصيا‪.‬‬

‫ار ْك ِم َا‬
‫يرثَ َك‪َ ,‬و ْار َع ُيم‬ ‫ش ْع َب َك ‪َ ,‬وَب ِ‬
‫ص َ‬ ‫الرب ِعٌّز لَيم‪ ,‬و ِحص ُن َخبلَ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص َمسيحو ُى َو‪َ .‬خمٍّ ْ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ُْ َ ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫اآليات (‪َّ " - )ٜ-ٛ‬‬
‫اح ِم ْم ُيم إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬
‫َو ْ‬
‫ش ْع َب َك‪ .‬ينسى المؤمف ضيقتو وينشغؿ بكؿ‬ ‫النبي او كؿ منا يجب أف يصمي مف أجؿ الكنيسة كميا= َخمٍّ ْ‬
‫ص َ‬
‫الكنيسة‪ .‬ونرى ىنا صورة لشفاعة المسيح الكفارية بعد قيامتو عف كنيستو‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والعشرون‬

‫المزمور التاسع والعشرون (الثامن والعشرون في األجبية)‬

‫العواصؼ الرعدية شئ مرعب يراىا كؿ إنساف فيخاؼ‪ ،‬ولكف داود المرتؿ الذي اعتاد التسبيح َح َّوؿ‬ ‫‪‬‬
‫منظر عاصفة مرعبة إلى مصدر تسبيح هلل‪ ،‬إذ رأى فييا عبلمة مجد وعظمة اهلل‪ ،‬فإف كاف الرعد‬
‫والعاصفة مرىبيف ىكذا فكـ أنت رىيب وعظيـ يا اهلل‪.‬‬
‫داود كاف رقيؽ المشاعر ممموء حباً هلل‪ ،‬ويعزؼ أنشودة حب هلل تحت أي ظرؼ‪ ،‬إذا رأى السموات‬ ‫‪‬‬
‫صافية قاؿ "السموات تحدث بمجد اهلل" واف رآىا عاصفة قاؿ ىذا عبلمة مجد وعظمة وقوة اهلل‪ .‬في‬
‫الضيؽ يسبح وفي انفراج الضيؽ يسبح‪.‬‬
‫ىنا نراه يصؼ عاصفة رعدية وأثارىا‪ ،‬وىذه العاصفة بدأت مف البحر الغربي قاطعة تبلؿ فمسطيف‬ ‫‪‬‬
‫المكسوة بالغابات حتى براري قادش في أقصى حدود آدوـ وىنا داود يدعو أبناء اهلل (المبلئكة في السماء‬
‫والمؤمنيف في األرض) أف يسبحوا اهلل عمى قوتو‪ ،‬فيذه الطبيعة الثائرة التي يقؼ أماميا اإلنساف عاج اًز‬
‫ىي تحت سيطرة اهلل‪ .‬بؿ ىذا الرعد ىو صدى لصوت اهلل الذي كؿ األمور بيده وفي نياية المزمور‬
‫يعمف عدـ خوفو مف ىذه الظواىر الطبيعية إذ ىي في يد اهلل واهلل يعطي عزة لشعبو وقوة‪ ،‬وىو يسبحو‬
‫اآلف ليس فقط لقدرتو وقوتو بؿ محبتو وأنو قادر أف يحوؿ كؿ شئ لعز شعبو‪.‬‬
‫ولقد بدأت العاصفة تتكوف عمى البحر= صوت الرب عمى المياه‪ .‬وكانت ىناؾ سيوؿ كثيرة عمى التبلؿ‬ ‫‪‬‬
‫الساحمية‪ .‬والعواصؼ كسرت أغصاف األشجار العظيمة وتترؾ الجذوع عارية وذروة العاصفة موصوفة‬
‫في صورة واضحة‪ ،‬أف جذوع األشجار التي أقتمعت فتقاوميا الرياح فتقفز كما يفعؿ العجؿ أو الثور‬
‫البري حيف يتمرغ بشدة حمقاء‪ .‬ومظير آخر ربما نتيجة البروؽ تخرج نيراف في وسط ىذه الغابات‪.‬‬
‫وبسبب الخوؼ تمد الوعوؿ قبؿ أوانيا‪ .‬ونتيجة كؿ ىذا تعرت الغابات مف أشجارىا‪ .‬ىنا نجد عمى‬
‫األرض ىذه القوة الصاخبة‪ ،‬وداود امتد بصره لمسماء فوجد ىناؾ المبلئكة تسبح‪ .‬وعمى األرض رأى اهلل‬
‫يريد البركة لشعبو‪.‬‬
‫جاء في الترجمة السبعينية أف ىذا المزمور كاف يرتؿ في عيد المظاؿ‪ ،‬وفي عيد المظاؿ كانوا يبتيجوف‬ ‫‪‬‬
‫فيو بنياية الحصاد‪.‬‬
‫تكرر في ىذا المزمور كممة صوت الرب ‪ ٚ‬مرات وكممة الرب ‪ ٔٛ‬مرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صوت الرب ىو الروح القدس الذي يتكمـ في قموبنا‪ ،‬ويذكرنا ويعممنا‪ ،‬يأخذ مما لممسيح ويعطينا‪ ،‬يرشدنا‬ ‫‪‬‬
‫ويقودنا ويبكتنا لو أخطأنا‪ .‬وعمى كؿ منا أف يدرب نفسو أف يجمس في خموة ىادئة وبروح الصبلة يتسمع‬
‫لصوت اهلل اليادئ داخؿ النفس‪ ،‬فالصبلة حوار مع اهلل‪ ،‬ونسمع صوت اهلل في جمسات االعتراؼ‪ .‬وما‬

‫‪98‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫ي عطمنا عف سماع صوت اهلل ىو إنشغاؿ اإلنساف بأىداؼ أخرى غير خبلص نفسو‪ ،‬أما مف كاف قمبو‬
‫نقياً غير منقسـ االتجاه يكوف جياز استقبالو الداخمي مستعداً لسماع صوت الروح القدس‪ .‬ونبلحظ أف‬
‫حموؿ الروح القدس يوـ الخمسيف عمى التبلميذ صاحبتو أصوات كأنيا ىبوب ريح عاصفة‪ ،‬ثـ ظيرت‬
‫ألسنة نار‪ .‬ثـ تعمد بالمياه ٖٓٓٓ نفس‪ .‬ىنا نرى الروح القدس صوت الرب الذي نخس قموبيـ فآمنوا‪،‬‬
‫ونرى صوت الرب الروح القدس عمى المياه التي ولدوا منيا ثانية بالمعمودية‪ ،‬وصوت الرب كنار يحؿ‬
‫عمى التبلميذ‪ ،‬وصوت الرب كعاصفة تزلزؿ قموب غير المؤمنيف فيؤمنوا‪ .‬لذلؾ نصمي ىذا المزمور في‬
‫صبلة الساعة الثالثة‪.‬‬

‫اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ‬


‫ب‬ ‫ب م ْج َد ِ ِ‬
‫اسمو‪ْ .‬‬
‫ْ‬
‫ب م ْج ًدا و ِع ًّزا‪ٕ .‬قَد ِ‬
‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل‪ ,‬قَد ِ‬
‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬
‫ُ‬
‫ب يا أ َْب َناء ِ‬
‫َ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬قَد ِ‬
‫ٍّموا ل َّمر ٍّ َ‬
‫ُ‬
‫َّس ٍة‪".‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫في ِزي َنة ُمقَد َ‬
‫ىنا يطمب المرتؿ مف كؿ أبناء اهلل أف يسجدوا هلل ويمجدوا اسمو‪ .‬وفي السجود إنسحاؽ وشعور باالحتياج‪ .‬وكيؼ‬
‫ب‬‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬
‫نمجد اسـ اهلل؟ بأعمالنا الصالحة ليراىا الناس ويمجدوه (مت٘‪ .)ٔٙ2‬وفي الترجمة السبعينية نجد قَد ُ‬
‫َم ْج ًدا َو ِع ًّاز = قدموا أبناء الكباش‪ .‬بمعنى أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية‪ .‬والكبش وظيفتو أف يتقدـ القطيع وىذا عمؿ‬
‫َّس ٍة = اسجدوا لمرب في دار قدسو = أي الكنيسة الواحدة‬ ‫ٍ‬ ‫الرؤساء كقدوة لكؿ مؤمف‪ .‬اسج ُدوا لِ َّمر ٍّ ِ‬
‫ب في ِزي َنة ُمقَد َ‬ ‫ُْ‬
‫الوحيدة عمى األرض ليكوف لنا نصيب في ديار قدسو في السماء‪ ..‬إذا ما وقفنا في ىيكمؾ المقدس نحسب‬
‫كالقياـ في السماء "قطع الثالثة"‪.‬‬

‫يرِة‪".‬‬ ‫الرب فَو َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب عمَى ا ْل ِمي ِ‬


‫اه‪ .‬إِ ُ‬
‫ٖ‬
‫ق ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫لو ا ْل َم ْجد أ َْر َع َد‪ْ َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ َ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬‬
‫ىذا ما حدث يوـ الخمسيف‪ .‬والمياه إشارة لممعمودية‪ .‬وصوت العاصفة‪ .‬ونرى في أوؿ أياـ الخميقة روح الرب‬
‫ب تكررت ‪ ٚ‬مرات‬‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫يرؼ فوؽ المياه لتخرج حياة‪ .‬وىنا خرج مؤمنيف وخرجت الكنيسة‪ .‬وكوف أف كممة َ‬
‫ففي ىذا إشارة لعمؿ الروح القدس الكامؿ في الكنيسة وفي السبع أسرار‪ .‬وفي (رؤٖ‪ )ٔ2‬نسمع عف سبع أرواح‬
‫اهلل‪ .‬كذلؾ نسمع عف أف اسـ الرب تكرر ‪ ٔٛ‬مرة ‪ ٙ × ٖ = ٔٛ‬و(ٖ) ىي إشارة لمثالوث أو األقنوـ الثالث‪،‬‬
‫(‪ )ٙ‬إشارة لئلنساف الذي صار ىيكبلً لمروح القدس‪ .‬وفي معمودية المسيح حؿ عميو الروح القدس وسمع صوت‬
‫اآلب "ىذا ىو ابني الحبيب‪ " ..‬والمياه تشير لمروح القدس (يو‪ )ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬لذلؾ صوت الرب عمى المياه‪.‬‬

‫ب ِبا ْل َجبلَ ِل‪".‬‬


‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬ ‫ب ِبا ْلقُ َّوِة‪َ .‬‬
‫ص ْو ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬‬
‫صوت الرب ليس ضعيفاً‪ ،‬فكممة بطرس في ىذا اليوـ آمف بسببيا ٖٓٓٓ نفس وفي العيد القديـ حينما تكمـ اهلل‬
‫أرعد الجبؿ وخرجت نار فخاؼ الجميع‪ ،‬وحينما تكمـ بولس إرتعب فيمكس الوالي‪ ،‬وحينما كمـ المسيح السامرية‬
‫ب ِبا ْل َجبلَ ِل = شعر موسى بجبلؿ الرب وىو أمامو في العميقة‪ ،‬وكاف المسيح‬
‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫تغيرت‪ ،‬وشاوؿ آمف‪ .‬و َ‬
‫بالرغـ مف اتضاعو في جبلؿ عجيب فيو مولود في مزود ولكف مبلئكة السماء تزفو في جبلؿ‪ .‬ييرب إلى مصر‬

‫‪99‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫فتتحطـ أصناميا‪ ،‬يتجمي أماـ تبلميذه‪ ،‬يصمبونو فتظمـ الشمس ويقوـ األموات‪ ،‬ومف يقبؿ صوت اهلل يكوف لو‬
‫جبلؿ‪ ،‬فتبلميذ المسيح أحاطيـ ىذا الجبلؿ وصنعوا المعجزات‪ ،‬وىكذا كؿ القديسيف‪.‬‬

‫س ُر األ َْر ِز‪َ ,‬وُي َك ٍّ‬


‫٘‬
‫ان "‬
‫الرب أ َْرَز لُ ْب َن َ‬
‫س ُر َّ‬ ‫ب ُم َك ٍّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬‬
‫األرز المتشامخ رم اًز لمكبرياء وتشامخ الفكر‪ ،‬مثؿ مف يريد أف تكوف لو أفكاره الخاصة باالنفصاؿ عف اهلل‪ ،‬أو‬
‫ب أوؿ شئ يعممو يكسر‬ ‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫معمر إشارة إلى أف خطية الكبرياء مزمنة‪ .‬و َ‬
‫شاع اًر ببره الذاتي‪ .‬واألرز شجر ّ‬
‫ىذا الكبرياء فتسقط معو باقي الخطايا ويبدأ اإلنساف في االستعداد لقبوؿ مشيئة اهلل‪ .‬اهلل ال يبدأ بأف يحارب‬
‫الخطايا السيمة‪ ،‬بؿ يحارب الجبابرة ويخضعيـ فيو ممؾ قوي‪.‬‬

‫ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‪".‬‬


‫ون ِمثْ َل فَ ِر ِ‬
‫ان َو ِس ْرُي َ‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬وُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل‪ .‬لُ ْب َن َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ون ِم ْث َل فَ ِر ِ‬
‫ير‬ ‫ان = أشجار األرز الضخمة تتطاير أمامو كما يجري عجؿ لبناف‪َ .‬و ِس ْرُي َ‬ ‫ُي ْم ِر ُح َيا ِمثْ َل ِع ْجل لُ ْب َن َ‬
‫ون جبؿ في لبناف‪ ..‬ال شئ يثبت أماـ صوت اهلل ميما كانت قوتو‪ .‬أيف كانت قوة موسى‬ ‫ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي = ِس ْرُي َ‬
‫ير ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‬
‫األسود وكبريائو في مشيد استشياده النيائي‪ُ .‬ي ْم ِر ُح َيا ِم ْث َل ِع ْجل= يجعميا تتقافز في مرح‪ .‬فَ ِر ِ‬
‫= جاءت في اإلنجميزية "مثؿ صغير العجؿ الوحشي حينما يقفز" وفي السبعينية "إبف وحيد القرف المحبوب"‬
‫والمعنى "العجؿ الصغير الوحشي" الذي يقفز في مرح أماـ والديو‪ ،‬ىكذا تتقافز أشجار األرز الضخمة‪.‬‬

‫ب َن ٍ‬
‫ار‪".‬‬ ‫ب َي ْق َد ُح لُ ُي َ‬
‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬‬
‫ىذه ىي ألسنة النار التي حمَّت عمى التبلميذ فإلتيبوا حباً في اهلل‪ ،‬وغيرة عمى مجده‪ ،‬فتركوا كؿ شئ وجالوا‬
‫ب َن ٍ‬
‫ار = ىنا نرى الروح القدس‬ ‫مبشريف غير خائفيف‪ .‬وفي بعض الترجمات جاءت عوضاً عف َي ْق َد ُح يقطع لُ ُيي َ‬
‫يطفئ لييب الشيوة‪.‬‬

‫الرب َب ِريَّ َة قَ ِاد َ‬


‫ب ُي َزْل ِز ُل ا ْل َبٍّريَّ َة‪ُ .‬ي َزْل ِز ُل َّ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ش‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬‬
‫البرية عادة تكوف قاحمة‪ ،‬ال حياة فييا‪ ،‬وىكذا اإلنساف بدوف الروح القدس يكوف ببل ثمار‪ ،‬قمبو كبرية قاحمة‪،‬‬
‫حوؿ الييود وغير المؤمنيف إلى مسيحييف‪ ،‬فتحولت القموب الحجرية‬
‫وصوت الروح القدس يحولو لجنة مثمرة‪َّ ،‬‬
‫لقموب لحمية حية‪ ،‬إذ تغير الجحود والقساوة فييا إلى حب وتوبة واشتياؽ هلل‪.‬‬

‫ور‪َ ,‬وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل « َم ْج ٌد»‪".‬‬ ‫َّل‪َ ,‬وَي ْك ِش ُ‬


‫ف ا ْل ُو ُع َ‬ ‫ب ُي َولٍّ ُد ِ‬
‫اإلي َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو ُ‬
‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٜ‬‬
‫َّل = األيؿ نوع مف الغزالف ليا غريزة طبيعية عجيبة ىي أنيا تضع أنفيا عند جحور الثعابيف فتسرع ىذه‬ ‫ُي َولٍّ ُد ِ‬
‫اإلي َ‬
‫لمخروج فتبطش بيا األيائؿ بحوافر أرجميا وتميتيا‪ ،‬وىي تبدو في فرح بعد االنتصار فتسير كأنيا ترقص وتتجمع‬
‫بعد جياد الحرب حوؿ ينابيع المياه لتشرب‪ ،‬وصوت الرب ولَّ َد مؤمنيف ليـ سمطاف أف يدوسوا عمى الحيات‬

‫‪100‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والعشرون)‬

‫والعقارب‪ ،‬ويولد في نفس المؤمف الفرح والسبلـ واالشتياؽ إلى ينابيع المياه أي االمتبلء مف الروح القدس‪ .‬وىكذا‬
‫فرح وتيمؿ الوزير الحبشي بعد معموديتو وسجاف فيمبي‪ .‬يكشؼ الوعور أي الغابات الكثيفة‪ .‬وىذه الغابات بسبب‬
‫كثافة أشجارىا يحجز عنيا نور الشمس فتكوف مظممة‪ ،‬وأرضيا موحمة تحيا فييا الثعابيف والزواحؼ السامة‪،‬‬
‫وداود رأى أف صوت اهلل يكشؼ ىذه الغابات فيشرؽ فييا نور الشمس والمسيح ىو شمس برنا‪ .‬فيربت الحيات‬
‫والعقارب وجفت المياه المتعفنة‪ ،‬وتحولت الطرؽ إلى طرؽ مستقيمة‪ .‬خبلؿ جمسات فحص النفس واالعتراؼ ‪،‬‬
‫يستطيع صوت الرب أف يكشؼ الوعور ليصبح الداخؿ نقياً‪َ .‬وِفي َى ْي َكمِ ِو ا ْل ُكل قَ ِائ ٌل َم ْج ٌد = ىذه ىي ثمار عمؿ‬
‫النعمة في الشعوب وفي األفراد حيف يشرؽ نور المسيح فييـ‪ .‬فنرى اآلف األرز قد تكسَّر= الكبرياء‪ .‬وفي القديـ‬
‫نرى نتيجة الكبرياء بمبمة األلسف وفي يوـ الخمسيف حدث العكس إذ فيـ الكؿ ما قالو بطرس‪ ،‬لقد اجتمعت‬
‫الكنيسة كميا في لساف واحد يسبح اهلل وكؿ مف َّ‬
‫قدـ توبة ينطمؽ لسانو مسبحاً‪.‬‬

‫الرب َممِ ًكا إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫س َّ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ,‬وَي ْجم ُ‬ ‫الرب ِبالطوفَ ِ‬
‫ان َجمَ َ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َّ " -‬‬
‫س = نرى في الطوفاف ىبلؾ العالـ القديـ بسبب خطاياىـ وقيامة عالـ جديد ممثبلً في نوح‬ ‫الرب ِبالطوفَ ِ‬
‫ان َجمَ َ‬ ‫َّ‬
‫عف طريؽ الفمؾ‪ .‬والفمؾ رمز لمكنيسة‪ ،‬وحادثة الطوفاف رمز لممعمودية (ٔبطٕٔ‪ ،)ٕٓ2ٖ،‬وىذا ما رأيناه في‬
‫كممات ىذا المزمور أف صوت الرب حطّـ اإلنساف العتيؽ بكبريائو وشيواتو ليقيـ إنساناً جديداً (روٗ‪ )ٖ2ٙ،‬وىذا‬
‫اإلنساف الجديد يممؾ اهلل عمي قمبو‪ ،‬ويعطي مجداً هلل مسبحاً اهلل عمى عممو‪.‬‬

‫السبلَِم‪".‬‬
‫ش ْع َب ُو ِب َّ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َّ .‬‬
‫الرب ُي َب ِ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي ِع ًّاز لِ َ‬
‫ٔٔ‬
‫ار ُك َ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َّ " -‬‬
‫صوت الرب جاء ليعمف فاعميتو في حياة البشر ويحوؿ قفر العالـ إلى فردوس ويعطي شعبو قوة ويمنحيـ سبلـ‬
‫"سبلمي أنا أعطيكـ سبلمي أترؾ لكـ"‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثبلثون‬

‫المزمور الثبلثون (التاسع والعشرون في األجبية)‬

‫وىو مزمور شكر لداود‪ ،‬ويقوؿ البابا أثناسيوس الرسولي أنو قالو لما عرؼ أف الرب قد غفر إثمو‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتجددت بالتوبة نفسو الكائنة في بيت الرب والتي ىي ذاتيا بيت اهلل وبعد أف كاف نتيجة الخطية (امرأة‬
‫أوريا) مستوجباً الموت والجب‪ ،‬شفاه اهلل بتوبتو وقَبِمو ثانية‪ .‬وقد يكوف عنواف المزمور "تدشيف البيت" قد‬
‫أضيؼ الحقاً بعد أف انتيى سميماف مف بناء الييكؿ‪.‬‬
‫ىذا المزمور مناسب جداً وضعو ىنا بعد المزمور السابؽ‪ ،‬الذي يحدثنا عف عمؿ الروح القدس في تجديد‬ ‫‪‬‬
‫اإلنساف وبناء إنساناً جديداً كييكؿ هلل‪ ،‬يممؾ اهلل عميو فاإلنساف عموماً كاف بسبب خطيتو ىالكاً‪ ،‬وبعمؿ‬
‫المسيح وتجديد الروح القدس صار لو خبلص‪ .‬فداود بسقوطو يرمز لسقوط اإلنساف وفي توبتو وقبوؿ اهلل‬
‫لو ثانية يرمز لعدـ ىبلؾ اإلنساف نيائياً بؿ ىناؾ رجاء في شفاء اإلنساف مف مرض الموت‪.‬‬
‫وترن ـ الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة لتذكر األعداء الذيف كانوا محيطيف بالمسيح وحكموا‬ ‫‪‬‬
‫عميو بالموت واهلل لـ يجعميـ يشمتوا فيو بؿ أقامو وأصعد نفسو مف الياوية‪ ،‬وأصعد معو نفوس البشر‬
‫الذيف فداىـ وأقاـ منيـ الروح القدس كنيسة مسبحة مرتمة تحيا في سبلـ‪ ،‬لقد شفاىا اهلل‪ .‬لقد فقدنا‬
‫صورتنا األولى‪ ،‬صورة اهلل‪ ،‬ولكف كاف عمؿ المخمص أف يقيـ منا مسكناً لو دشنو الروح القدس‪.‬‬

‫شفَ ْيتَِني‪".‬‬
‫ت ِب َك فَ َ‬
‫استَ َغثْ ُ‬
‫ٕ‬ ‫ش ِم ْت ِبي أ ْ ِ‬
‫َع َدائي‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ْ ,‬‬ ‫ش ْمتَِني َولَ ْم تُ ْ‬
‫ُعظٍّ ُم َك َيا َرب أل ََّن َك َن َ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬أ َ‬
‫ىذه صبلة شكر مف داود هلل الذي قبؿ توبتو‪ .‬وصبلة شكر ترفعيا الكنيسة والطبيعة البشرية التي خمصت مف‬
‫الموت ولـ تعد الشياطيف تشمت فييا‪ .‬والشفاء ىنا ىو شفاء مف وباء يصعب وقفو (ٕصـٕٗ‪ ..)ٔٙ2‬إني أنا‬
‫الرب شافيؾ (خر٘ٔ‪ )ٕٙ2‬وكـ مف أمراض جسدية ونفسية بؿ الموت نفسو قد لحقت البشرية بسبب الخطية‪.‬‬
‫الشفاء المقصود ىو شفاء كامؿ لمنفس والجسد والروح ‪ ،‬فيكوف لو حياة ابدية بجسد نوراني ممجد ‪.‬‬

‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬


‫َح َي ْيتَِني ِم ْن َب ْي ِن ا ْل َيا ِب ِط َ‬
‫اوَي ِة َن ْف ِسي‪ .‬أ ْ‬
‫ا ْل َي ِ‬ ‫ت ِم َن‬ ‫ٖ‬
‫ب‪".‬‬ ‫َص َع ْد َ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬أ ْ‬
‫كاف فيو ساكناً عمى الرجاء (أؼٕ‪ .)ٙ2‬واآلف فالفردوس مفتوح لكؿ مف ينتقؿ‬ ‫نزؿ المسيح إلى الجحيـ لينقذ مف‬
‫ب‬
‫مف اوالد اهلل ‪ .‬بؿ ليـ حياة ابدية ومجد ابدي عوضا عف الجحيـ = ا ْل ُج ٍّ‬

‫ضاهُ‪ِ .‬ع ْن َد‬


‫ض َب ُو‪َ .‬ح َياةٌ ِفي ِر َ‬
‫ظ ٍة َغ َ‬
‫َن لِمَ ْح َ‬
‫اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو‪٘ .‬أل َّ‬
‫اءهُ‪َ ,‬و ْ‬ ‫ِ‬
‫ب َيا أَتْق َي َ‬‫اآليات (ٗ‪َ " - )٘-‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬
‫ٗ‬

‫اح تََرن ٌم‪".‬‬ ‫اء‪َ ,‬وِفي َّ‬


‫الص َب ِ‬ ‫ا ْلمس ِ‬
‫اء َي ِب ُ‬
‫يت ا ْل ُب َك ُ‬ ‫َ َ‬

‫‪102‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫ىنا يسأؿ المرتؿ كؿ مف آمف بخبلص اهلل أف يسبح اهلل معو‪ ،‬ودعاىـ داود قديسيف أو أتقياء‪ ،‬فاهلل قدسيـ‪ ،‬ومف‬
‫تقدس يسبح اهلل فبل انفصاؿ بيف حياة القداسة وحياة التسبيح‪ ،‬فالروح القدس الذي حؿ عمينا ىو يقدس (اي‬
‫يكرس قموبنا هلل) وىو ايضا مف ثماره الفرح (غؿ ٘ ‪ ،)ٕٕ 2‬ونتيجة الفرح الطبيعية ىي اف نسبح (وىذا ما حدث‬
‫ظ ٍة َغ َ‬
‫ض َب ُو = فاهلل يغضب‬ ‫َن لِمَ ْح َ‬
‫مع زكريا واليصابات لو ٔ)‪ .‬ونرى ىنا مراحـ اهلل‪ ،‬فغضبو ال يمتد طويبلً= أل َّ‬
‫ليؤدب ال لينتقـ‪ .‬أما السبعينية فترجمتيا ألف سخطاً في غضبو وىما متكامبلف‪ .‬فاهلل في غضبو‪ ،‬سخط عمى‬
‫اإلنساف فمات ولكف في رحمتو لـ يتركو طويبلً بؿ دبر فداءه سريعاً‪ .‬وىذا ىو ما قالو اهلل (اش ٗ٘ ‪ )ٚ 2‬و َح َياةٌ‬
‫ضاهُ = أعطانا قيامة مع المسيح‪ .‬فبموت المسيح عنا جمب عمينا رضا اهلل ووىبنا حياة أبدية برضاه وليس‬ ‫ِفي ِر َ‬
‫باستحقاقنا‪.‬‬
‫وىذا المزمور ىو تسبحة البشرية التي كاف محكوما عمييا بالموت ‪ ،‬واحياىا المسيح بفدائو ‪،‬وتسبحة كؿ خاطئ‬
‫حتى اآلف فبخطيتنا نستحؽ اليبلؾ في الجب وبتوبتنا يرضى اهلل عمينا فننجو مف الجب‪ ،‬ونسبح اهلل عمى‬ ‫تائب‬
‫لنا‪ .‬والتسبيح ىو عمؿ الروح القدس فينا الذي يدفعنا لنسبح كما عمَّـ داود المرتؿ لغة التسبيح‪ِ .‬ع ْن َد ا ْلمس ِ‬
‫اء‬ ‫قبولو‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اح التََرن ٌم = ففي المساء دفف المسيح وبكي أحباءه وفي باكر األحد قاـ فرنموا‪ .‬وفي مساء‬ ‫اء َوِفي َّ‬
‫الص َب ِ‬‫َي ِب ُ‬
‫يت‬ ‫ا ْل ُب َك ُ‬
‫ىذا العالـ يكوف لنا ضيؽ وحزف وفي فجر الحياة األبدية يحؿ السرور والترنـ‪ .‬فالعالـ مساء واألبدية صباح ألف‬
‫شمس البر ضياؤىا‪ .‬وفي مساء المسيحي (سقوطو في الخطية) بكاء وحزف وفي صباح توبتو سرور وفرح‪.‬‬

‫َّت لِ َج َبمِي ِع ًّزا‪َ .‬ح َج ْب َ‬ ‫ت ِفي طُ َمأ ِْني َن ِتي «الَ أَتََز ْع َزعُ إِلَى األ ََب ِد»‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ب ِر َ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ت‬ ‫اك ثَب َّ‬
‫ض َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬وأََنا ُق ْم ُ‬
‫اعا‪".‬‬ ‫و ْجي َك فَ ِ‬
‫ت ُم ْرتَ ً‬
‫ص ْر ُ‬ ‫َ َ‬
‫ىنا يحدثنا المرتؿ عف حالتو قبؿ الخطية إذ ظف نفسو انو لن يتََز ْع َزعُ وكاف مطمئناً لذلؾ‪ ،‬واذ إتكؿ عمى ذاتو‬
‫أخطأ ف َح َج ْب اهلل َو ْج َيو عنو‪ ،‬فصار محروماً مف نعمة اهلل ورحمتو‪ .‬ولقد حدث مع داود ىذا فعبلً إذ في كبرياء‬
‫قمبو أراد إحصاء الشعب فسقط سقطة عظيمة‪ .‬وىنا يعترؼ أف كؿ ما كاف جميبلً وعظيماً فيو إنما ىو برضاء‬
‫َّت لِ َج َبمِي ( لبيائي) ِع ًّاز والعكس حيف صرؼ اهلل وجيو عنو َّ‬
‫تحوؿ الجماؿ‬ ‫اك ثَب َّ‬
‫ض َ‬‫اهلل وليس لبر فيو= َيا َرب‪ِ ,‬ب ِر َ‬
‫والقوة إلى قمؽ واضطراب‪ .‬وىذا ما حدث لمبشرية إذ بسقوطيا فقدت سبلميا وقوتيا وسمطانيا‪َ .‬ج َبمِي = في‬
‫المسيح صرنا جباال اي نحيا في السماويات وثابتيف في ايماننا وراسخيف فيو كالجباؿ الثابتة ‪ ،‬والمسيح جبؿ في‬
‫رأس الجباؿ (اش ٕ ‪ )ٕ2‬والروح القدس ىو يثبتنا في المسيح فنستمر جباال ( ٕكو ٔ ‪ )ٕٕ-ٕٔ2‬وىذا الثبات‬
‫في المسيح ىو ما يعطينا العز والمجد فالمسيح مجدنا ( زؾ ٕ ‪ )٘ 2‬والمسيح وسط كنيستو لبلبد يعطييا مجدا‬
‫وع از وبياء‪ .‬واالية مترجمة وبنفس المفيوـ في السبعينية " يا رب بمسرتؾ اعطيت جمالي قوة " فجمالنا راجع‬
‫لثباتنا في المسيح‪.‬‬

‫ض َّرعُ َما ا ْلفَ ِائ َدةُ ِم ْن َد ِمي إِ َذا َن َزْل ُ‬


‫ت إِلَى ا ْل ُح ْف َرِة؟ َى ْل‬ ‫الس ٍّي ِد أَتَ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬إِلَ ْي َك َيا َرب أ ْ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫َص ُر ُخ‪ ,‬وِالَى َّ‬
‫اب؟ َى ْل ُي ْخ ِب ُر ِب َحقٍّ َك؟"‬
‫َي ْح َم ُد َك الت َر ُ‬

‫‪103‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخالحون)‬

‫إذ شعر داود بحالة فقداف السبلـ والقمؽ لـ يكف أمامو سوى أف يصرخ إلى اهلل‪ .‬ىذا صراخ مف كاف قبؿ مجئ‬
‫المسيح محكوما عميو بالموت ويتضرع هلل ‪ ،‬وىو صراخنا اآلف حتي يحفظنا اهلل ثابتيف في المسيح فتكوف لنا‬
‫حياة ‪.‬ونجد داود‬
‫في صراحة الحب يصرخ هلل‪ ،‬ما المنفعة في ىبلكي وفي أف تفقد يا رب أحد محبيؾ‪ .‬ىنا نجد عتاب الحب‪ ،‬فيو‬
‫يستجدي بدالة مراحـ اهلل ويطمب تحقيؽ مواعيده اإلليية‪.‬‬

‫استَ ِم ْع َيا َرب َو ْار َح ْم ِني‪َ .‬يا َرب‪ُ ,‬ك ْن ُم ِعي ًنا لِي‪".‬‬ ‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ْ " -‬‬
‫جاءت في السبعينية بمغة (صيغة) الماضي‪ .‬أي اهلل استجاب لتضرعاتو‪.‬‬

‫س ِحي َو َم ْنطَ ْقتَِني فََر ًحا‪",‬‬ ‫ْص لِي‪ .‬حمَ ْم َ ِ‬


‫تمْ‬ ‫َ‬ ‫ت َن ْو ِحي إِلَى َرق ٍ‬ ‫ٔٔ‬
‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬ح َّوْل َ‬
‫حوؿ اهلل حزنو إلى فرح [ٔ] حينما قبؿ توبتو شخصياً [ٕ] بفداء المسيح لمبشرية كميا‪ .‬لقد أبدؿ داود ثوب التوبة‬
‫الذي يحيط بجسده مثؿ مسوح‪ ،‬بثوب عرس يتمنطؽ بو‪ .‬صارت لو ثياب عيد ليشترؾ في احتفاؿ بييج ورقص‬
‫روحي‪ .‬فتغيير المبلبس يكشؼ عف تغيير داخمي في نفس المرتؿ حيث استجيبت صبلتو (لذلؾ في كنيستنا‬
‫القبطية نرتؿ ىذا المزمور أثناء ارتداء مبلبس الخدمة البيضاء قبؿ صبلة القداس) والمسيح ارتدى جسدنا‬
‫الخاطئ ليكوف قاببلً لمموت عنا ليعطينا أف نرتدي بيائو‪ ،‬ألبسنا المسيح‪ ،‬فيو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي لو‬
‫(تسبحة يوـ الجمعة)‪.‬‬

‫ت‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬إِلَى األ ََب ِد أ ْ‬


‫َح َم ُد َك‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬ل َك ْي تَتََرَّن َم لَ َك ُروحي َوالَ تَ ْ‬
‫س ُك َ‬
‫التسبيح ىو النتيجة الطبيعية لنعمة اهلل التي شممتنا‪.‬وىذه جاءت في السبعينية ىكذا " لكي يرتل لك مجدي "‬
‫ومجد داود ليس ىو ممكو وتاجو ‪.....‬الخ بؿ ىو اهلل قوتو وخبلصو‪ ،‬وىذا قد عبر عنو داود في معظـ مزاميره‪.‬‬
‫ولخص بولس الرسوؿ الخبلص في المسيحية في قولو اننا في المسيح والسيد المسيح طمب منا اف نثبت‬
‫فيو " اثبتوا في وانا فيكـ" فنحف في المسيح نموت بحياتنا القديمة التي اخذناىا مف آدـ ونحيا بحياة المسيح‬
‫فينا حياة ابدية ‪ .‬فكؿ ما نعممو االف نعممو في المسيح ‪ ،‬وىذا تعممناه مف بولس الرسوؿ الذي كاف يحب االخوة‬
‫والكنيسة في المسيح ويسمـ عمييـ في المسبح (ٔكو ‪ .)ٜٔ،ٕٗ 2 ٔٙ‬فاذا كاف اهلل ىو مجدنا ( زؾ ٕ ‪ )٘ 2‬وىو‬
‫مجد داود ‪ ،‬فتسبيح داود وتسبيحنا ىو في المسيح مجدنا‪ .‬وحيف يقوؿ داود يرتل لك مجدي= فيذا معناه انني في‬
‫المسيح ثابتا وفي ثباتي ىذا لي المجد‪ .‬وفي ثباتي ىذا وفي المسيح اسبح وارتؿ ‪ .‬ولنفيـ اف كؿ سبلـ وكؿ محبة‬
‫وكؿ تسبيح وكؿ مجد ليس في المسيح ىو باطؿ‪ .‬ويمكف فيميا أيضا فى ضوء قوؿ المرنـ " السموات تحدث‬
‫بمجد اهلل والفمؾ يخبر بعمؿ يديو " (مز ‪ )ٜٔ‬والمرنـ جعؿ الجباؿ ترنـ واألنيار تصفؽ (مز‪ )ٜٛ‬والمعنى أف‬
‫الجباؿ بعظمتيا وىكذا األنيار والسموات والفمؾ بخمقتيـ يشيدوف بدوف كممة عف عظمة خالقيـ وصانعيـ‪ .‬وىكذا‬
‫حيف يتمجد اإلنساف فيو سيكوف شيادة لعظمة عمؿ اهلل كأنيا ترتيؿ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادى والثبلثون‬

‫رنـ داود ىذا المزمور وىو في ضيقة‪ ،‬ربما أثناء ىروبو مف شاوؿ‪ .‬ويصمي كؿ مؤمف في ضيقتو بكممات ليطمب‬
‫الحماية مف اهلل مف أعدائو المتشامخيف‪.‬‬

‫ِ ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ .‬الَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬


‫َّى ِر‪ِ .‬ب َع ْدل َك َن ٍّجني‪ .‬أَم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك‪َ .‬‬
‫س ِر ً‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٛ-‬عمَ ْي َك َيا َرب تََو َّك ْم ُ‬
‫ٔ‬
‫يعا‬ ‫َخ َزى َم َدى الد ْ‬
‫َج ِل اس ِم َك تَي ِد ِ‬ ‫ت‪ِ .‬م ْن أ ْ‬ ‫ص ْخ َرِتي َو َم ْع ِقمِي أَْن َ‬ ‫ت م ْمجٍإ لِتَ ْخمِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يني‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َن َ‬ ‫يصي‪ٖ .‬أل َّ‬ ‫ص ٍن‪َ ,‬ب ْي َ َ َ‬ ‫ص ْخ َرةَ ح ْ‬ ‫أَ ْنقذْني‪ُ .‬ك ْن لي َ‬
‫وحي‪ .‬فَ َد ْيتَِني َيا َرب‬ ‫ت ِحص ِني‪ِ ٘ .‬في ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُوىا لِي‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫الش َب َك ِة الَِّتي َخ َّبأ َ‬
‫َخ ِر ْج ِني ِم َن َّ‬ ‫ود ِني‪ .‬أ ْ‬
‫ٗ‬
‫َوتَقُ ُ‬
‫ت‪ .‬أ َْبتَ ِي ُج َوأَف َْر ُح ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أل ََّن َك َن َ‬ ‫ب تََو َّك ْم ُ‬ ‫يل َك ِاذ َب ًة‪ .‬أ َّ‬ ‫ون أَب ِ‬ ‫ت الَِّذ َ‬ ‫إِ َ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ت‬‫ظ ْر َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫َما أََنا فَ َعمَى َّ‬ ‫اط َ‬ ‫اع َ َ‬ ‫ين ُي َر ُ‬ ‫ضُ‬‫لو ا ْل َحقٍّ‪ .‬أ َْب َغ ْ‬
‫ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي‪".‬‬ ‫س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ,‬ب ْل أَقَ ْم َ‬ ‫ْت ِفي َّ ِ ِ ِ‬
‫الش َدائد َن ْفسي‪َ ,‬ولَ ْم تَ ْح ِب ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫إِلَى َم َذلَِّتي‪َ ,‬و َع َرف َ‬
‫نجد المرنـ وقد حاقت بو المخاطر حتى الموت يمقي كؿ إتكالو عمى اهلل‪ ،‬فاهلل عادؿ يرى ظمـ أعداؤه وسينجيو‬
‫طالما وضع ثقتو فيو‪ .‬أ ِ‬
‫َم ْل أُ ُذ َن َك = ميؿ األذف يشير لبلستعداد لسماع حتى اليمسة‪ ،‬واهلل يسمع حتى تنيدات‬
‫القمب الداخمية‪ .‬وىنا المرنـ يشعر باف عدوه نصب لو فخاً‪ ،‬ويطمب مف اهلل الحماية‪ .‬ويصؿ المرنـ إلى أقصى‬
‫درجات االتكاؿ = ِفي ي ِد َك أَستَوِدعُ ر ِ‬
‫وحي = فيو ال يسمـ اموره فقط في يدي اهلل لينجيو مف ضيقة آَلَّ َم ْ‬
‫ت بو‪ ،‬بؿ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ىو يستودع روحو في يدي اهلل‪ .‬ولقد كانت ىذه آخر كممات الرب يسوع عمى الصميب وآخر كممات اسطفانوس‬
‫(أع‪ .) ٜ٘2ٚ‬وحيف تصؿ النفس إلى ىذه الدرجة مف التسميـ تشعر بأقصى درجات األماف لذلؾ رأى اسطفانوس‬
‫السماء مفتوحة‪ ،‬بؿ صمي طالباً لمف يرجمونو غفراف خطيتيـ‪ .‬وما السبب الذي بو نشعر بكؿ ىذه الثقة في‬
‫محبة اهلل؟ الفداء= لقد فَ َد ْيتَِني َيا َرب = فإف كاف قد بذؿ ابنو ألجمنا فيو لف يبخؿ عمينا بأي شئ (رو‪)ٖٕ2ٛ‬‬
‫ونبلحظ االستجابة اإلليية ليذه النفس التي ألقت إتكاليا عمى اهلل‪ ،‬فنرى نغمة الفرح في كبلمو بعد ذلؾ ابتيج‬
‫ون‬
‫اع َ‬ ‫ت الَِّذ َ‬
‫ين ُي َر ُ‬ ‫ضُ‬‫س ِني ِفي َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو ونجد بغضو لمشر= أ َْب َغ ْ‬
‫وأفرح‪ ..‬بؿ ثقتو في أف اهلل سيخمصو = َولَ ْم تَ ْح ِب ْ‬
‫ت ِفي الر ْح ِب ِر ْجمِي‪ .‬فاهلل حررنا مف قيود إبميس‬ ‫يل َك ِاذ َب ًة‪ .‬ونبلحظ أيضاً شعوره بالحرية الحقيقية = أَقَ ْم َ‬ ‫أَب ِ‬
‫اط َ‬ ‫َ‬
‫لندخؿ إلى سعة الفردوس‪ .‬لقد اختبر المرنـ سعة طريؽ الرب وسعة قمب المؤمف‪ ،‬ولـ تعد اآلالـ تحطمو‪ ،‬ولـ‬
‫يعد قمبو يحمؿ سوى الحب هلل ولمجميع حتى أعداؤه‪.‬‬

‫َن َح َي ِاتي قَ ْد‬ ‫سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني‪َ .‬ن ْف ِسي َوَب ْط ِني‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ِٜ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٜ‬ا ْر َح ْمني َيا َرب أل ٍَّني في ض ْيق‪َ .‬خ َ‬
‫ت َع ًارا‪َ ,‬و ِع ْن َد‬ ‫َع َد ِائي ِ‬
‫ص ْر ُ‬ ‫امي‪ِ .‬ع ْن َد ُك ٍّل أ ْ‬
‫ٔٔ‬ ‫ظِ‬ ‫شقَ َاوِتي قَُّوِتي‪َ ,‬وَبمِ َي ْت ِع َ‬‫ض ُعفَ ْت ِب َ‬‫يني ِبالتََّني ِد‪َ .‬‬ ‫فَ ِني ْت ِبا ْلح ْز ِن‪ ,‬و ِس ِن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ِم ْث َل‬ ‫ص ْر ُ‬‫يت ِم َن ا ْل َق ْم ِب ِم ْث َل ا ْلم ْي ِت‪ِ .‬‬
‫َ‬ ‫ار ًجا َى َرُبوا َع ٍّني‪ُ .‬ن ِس ُ‬
‫ٕٔ‬
‫ين َأر َْوِني َخ ِ‬ ‫ارِفي‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َّة‪َ ,‬وُر ْع ًبا لِ َم َع ِ‬
‫ِجيرِاني ِبا ْل ُكمٍّي ِ‬
‫َ‬
‫َخ ِذ َن ْف ِسي‪.‬‬ ‫ام َرِت ِي ْم َم ًعا َعمَ َّي‪ .‬تَفَ َّك ُروا ِفي أ ْ‬
‫ير ِبي ِب ُم َؤ َ‬
‫ستَد ٌ‬
‫فم ِ‬
‫ين‪ .‬ا ْل َخ ْو ُ ُ ْ‬
‫ير َ‬‫ت َم َذ َّم ًة ِم ْن َك ِث ِ‬ ‫س ِم ْع ُ‬ ‫ٍ‬
‫إِ َناء ُم ْتمَف‪ .‬أل ٍَّني َ‬
‫ٖٔ‬ ‫ٍ‬

‫‪105‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬

‫َع َد ِائي َو ِم َن الَِّذ َ‬ ‫آجالِي‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد أ ْ‬ ‫ت «إِل ِيي أَ ْن َ ٘ٔ ِ ِ‬ ‫َما أََنا فَ َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ‬
‫ٗٔ‬
‫ين‬ ‫ت»‪ .‬في َيد َك َ‬ ‫ت َيا َرب‪ُ .‬ق ْم ُ‬ ‫أ َّ‬
‫َخ َزى أل ٍَّني َد َع ْوتُ َك‪ .‬لِ َي ْخ َز‬ ‫ص ِني ِب َر ْح َم ِت َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تَ َد ْع ِني أ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ‬
‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْبد َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬
‫ِ ‪ِ ٔٙ‬‬
‫َي ْط ُرُدوَنني‪ .‬أَض ْ‬
‫اس ِت َيا َن ٍة‪".‬‬ ‫ق ِبوقَ ٍ ِ‬
‫احة‪ِ ,‬بك ْب ِرَي َ‬
‫اء َو ْ‬ ‫الصدٍّي ِ َ َ‬ ‫اوَي ِة‪ .‬لِتُْب َك ْم ِشفَاهُ ا ْل َك ِذ ِب‪ ,‬ا ْل ُمتَ َكمٍّ َم ُة َعمَى ٍّ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫س ُكتُوا ِفي ا ْل َي ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َرُار‪ .‬ل َي ْ‬‫األَ ْ‬
‫اآليات (ٔ‪ )ٛ-‬رأينا فييا مراحـ الرب السابقة‪ .‬وفي ىذه اآليات نجده يصرخ إلى اهلل لينعـ عميو بالرحمة‪ ،‬فيو في‬
‫ضيؽ‪ ،‬وطالما نحف في العالـ سيكوف لنا ضيؽ مف حروب داخمية وحروب خارجية‪ ،‬ومف يستسمـ لمحزف والضيؽ‬
‫سفَ ْت ِم َن ا ْل َغ ٍّم َع ْي ِني ‪ ،‬وفي نفسو وجسده‪ .‬وال أمؿ في االصبلح بدوف تدخؿ‬
‫يصيبو الضرر في بصيرتو = َخ َ‬
‫الخالؽ نفسو‪ .‬والحظ في آية (ٓٔ) ميؿ اإلنساف المتألـ أف يتصور أف عمره كمو كاف أحزاف‪ ،‬لـ يكف ىناؾ يوـ‬
‫حمو وىذا االندفاع في الغـ يزيد الم اررة داخؿ النفس‪ ،‬ولكف ميزة داود والتي يجب أف نتعمميا منو أنو يحوؿ ىذه‬
‫المشاعر إلى صبلة فيتعزى‪ ،‬وعندما يتعزى يسبح‪ ،‬فنجد تضرعاتو ممزوجة بتسابيحو‪ .‬وفي (ٔٔ) نراه مرفوضاً‬
‫بؿ عا اًر (ىو رمز لممسيح أشٖ٘‪ )ٖ2‬إذ حسبو معارفو مرفوضاً مف اهلل بسبب خطاياه‪ .‬ولقد تخمى عنو أصدقاؤه‬
‫رعباً مف شاوؿ‪ ،‬وحتى ال ينتقـ منيـ شاوؿ ألنيـ أعانوه حاسباً إياىـ خونة (ألـ يترؾ المسيح كؿ مف كانوا حولو‬
‫اء م ْتمَ ٍ‬
‫صر ُ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتى تبلميذه) ُن ِس ُ ِ‬
‫ف = (أشٕ٘‪ٔٗ2‬‬ ‫ت مثْ َل إ َن ُ‬ ‫يت م َن ا ْل َق ْم ِب م ْث َل ا ْل َم ْيت = ىو في عزلتو صار كميت‪ْ .‬‬
‫كاف منظره كذا مفسداً‪( + )..‬أشٖ٘‪ ٕ2‬ال صورة لو وال جماؿ‪ )..‬وفي (ٖٔ) نجد صراحةً مؤامرة األعداء ليقتموه‬
‫واثارة اإلشاعات الرديئة ضده (الـ يحدث ىذا مع المسيح تماماً) ثـ نجد صراخو هلل‪ .‬ميما اشتدت العزلة‬
‫ومؤامرات األعداء المحيقة فنحف نجد في اهلل المعونة والعزاء‪ ،‬ميما اشتد ظبلـ اآلالـ وينعكس ىذا عمى النفس‬
‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك‪ .‬وىي صرخة العيد القديـ ليأتي‬ ‫ِ‬
‫بأحزاف مرة‪ ،‬فاهلل يضئ بوجيو عمينا فنتعزى= أَض ْ‬
‫المسيح‪.‬‬

‫ش ِر!‬ ‫ين َعمَ ْي َك تُ َجاهَ َب ِني ا ْل َب َ‬


‫يك‪َ ,‬وفَ َع ْمتَ ُو لِ ْم ُمتَّ ِكمِ َ‬
‫ود َك الَِّذي َذ َخ ْرتَ ُو لِ َخ ِائ ِف َ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫ظ َم ُج َ‬ ‫َع َ‬‫اآليات (‪َ " - )ٕٕ-ٜٔ‬ما أ ْ‬
‫ِ‬ ‫اس‪ .‬تُ ْخ ِفي ِيم ِفي م َ ٍ ِ‬ ‫ستُرُىم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك ِم ْن م َكا ِي ِد َّ‬
‫الرب ‪ ,‬ألَ َّن ُو قَ ْد‬ ‫س ِن‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫ظمَّة م ْن ُم َخ َ‬ ‫الن ِ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٕٓ‬
‫اص َمة األَ ْل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫تَ ْ ُ ْ‬
‫َّام ع ْي َن ْي َك»‪ .‬و ِ‬
‫لك َّن َك‬ ‫ِ‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي «إِ ٍّني قَِد ا ْنقَطَع ُ ِ‬ ‫ص َن ٍة‪َ .‬وأََنا ُق ْم ُ‬
‫ٕٕ‬
‫َج َع َل َع َج ًبا َر ْح َمتَ ُو لِي ِفي َم ِدي َن ٍة ُم َح َّ‬
‫َ‬ ‫ت م ْن قُد َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫ضرِعي إِ ْذ َ‬
‫ص َر ْخ ُ‬ ‫ت تَ َ‬ ‫ص ْو َ‬
‫ت َ‬ ‫س ِم ْع َ‬
‫َ‬
‫نسمع ىنا نغمة التسبيح والشكر‪ .‬وما جعؿ داود ينتقؿ مف األلـ والصراخ إلى التعزية‪ ،‬ىو الثقة في مراحـ اهلل‬
‫وىذا ما يقودنا لمتمتع بالمراحـ اإلليية فنرتفع فوؽ األلـ وينفجر القمب شك اًر وتسبيحاً إذ شعر باالستجابة اإلليية‪.‬‬
‫ويساعدنا في ىذا أف نتذكر مراحـ الرب في الماضي معنا‪ .‬وحينما نشعر بأننا نرى المسيح وندخؿ إلى عذوبة‬
‫ود َك‪ .‬تُ ْخ ِفي ِي ْم ِب ِستْ ِر َو ْج ِي َك =‬
‫ظ َم ُج َ‬
‫َع َ‬
‫الحوار معو لف نمتفت إلى اآلالـ بؿ نمتفت لو ونرى جوده وعذوبتو = َما أ ْ‬
‫اهلل بنفسو يخفي عبيده ويحمييـ‪ .‬تُ ْخ ِفي ِي ْم ِفي َمظَمَّ ٍة = المظمة ىي خيمة = إشارة لمكنيسة فيي موجودة اآلف عمى‬
‫األرض وسترحؿ لمسماء‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخالحون)‬

‫ام َل ِبا ْل ِك ْب ِري ِ‬


‫اء‪.‬‬ ‫از ِبكثْرٍة ا ْلع ِ‬‫َما َن ِة‪َ ,‬و ُم َج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يع أَتْ ِق َي ِائ ِو‪َّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ " - )ٕٗ-‬أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الرب َحافظُ األ َ‬ ‫ب َيا َجم َ‬ ‫الر َّ‬
‫َحبوا َّ‬
‫يع ا ْل ُم ْنتَ ِظ ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫لِتَتَ َ‬
‫ٕٗ‬
‫ب‪".‬‬ ‫الر َّ‬‫ين َّ‬ ‫وب ُك ْم‪َ ,‬يا َجم َ‬
‫َّع ُقمُ ُ‬
‫شج ْ‬‫َّد َوْلتَتَ َ‬
‫شد ْ‬
‫ب=‬ ‫الر َّ‬‫يعْ ُم ْنتَ ِظ ِري َّ‬ ‫ِ‬
‫وب ُك ْم‪َ ,‬يا َجم َ‬
‫َّع ُقمُ ُ‬
‫شج ْ‬‫ىنا دعوة لكؿ إنساف مؤمف أف يتمتع بالخبرات التي تمتع بيا ىو‪ْ .‬لتَتَ َ‬
‫الشجاعة تأتي مف إنتظار الرب بثقة في أنو يوفي بوعوده وسيتدخؿ في الوقت المناسب‪ ،‬فيو قد سمع الصبلة‬
‫وسيستجيب‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والثبلثون‬

‫ىذا المزمور يحدثنا عف غفراف الخطية‪ .‬وقاؿ بعضيـ أنو وضع ليصموا بو يوـ الكفارة والمزمور يحدثنا عف أف‬
‫كتـ الخطية ال يفيد صاحبيا وأف االعتراؼ بيا يعطي راحة‪ .‬وفي ىذا يتفؽ مع (أـ‪" )ٖٔ2ٕٛ‬مف يكتـ خطاياه ال‬
‫(يقِّ ْر‬
‫ينجح ومف يقر بيا ويتركيا يرحـ" "‪ .‬ىنا نرى شرطيف لغفراف الخطية [ٔ] التوبة (يتركيا) [ٕ] االعتراؼ ُ‬
‫بيا)‪ .‬ولكف نبلحظ في اآلية األولى طوبى لمذي ُغ ِفر اثمو وسترت (تغطت) خطيتو‪ .‬وىذه اآلية استخدميا بولس‬
‫الرسوؿ في (روٗ‪ )ٛ-ٙ2‬ليشرح كيؼ أف اهلل يبرر الفاجر الذي يؤمف وبإيمانو يحسب لو اهلل ب اًر بدوف أعماؿ‪.‬‬
‫وبولس ىنا يحدثنا في ىذا اإلصحاح عف عمؿ المسيح بنعمتو أي بعممو الخبلصي‪ .‬فالتوبة واالعتراؼ ما كاف‬
‫ليما أف يغف ار أي خطية بدوف دـ المسيح الذي يكفِّر أي يستر ويغطي الخاطئ‪( .‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬ونبلحظ أىمية‬
‫اإلقرار بالخطية في قصة سقوط أبوينا آدـ وحواء‪ ،‬فبعد سقوطيـ نجد اهلل يسأليـ وكاف اهلل ينتظر منيـ أف‬
‫أصر يشوع أف يعترؼ لو عاخاف (‪)ٜٔ2ٚ‬‬ ‫يعترفوا بالخطية ولكنيـ لـ يفعموا بؿ برروا أنفسيـ فمـ ينجحوا وليذا ّ‬
‫ويخبره عمناً بخطيتو ويعترؼ أماـ اهلل‪ .‬وكنيستنا تمتزـ بيذا فتعمـ أوالدىا أف [ٔ] يؤمنوا بأف دـ المسيح ىو الذي‬
‫يكفر عف خطايانا [ٕ] نعترؼ بخطيتنا لمكاىف (سر االعتراؼ) [ٖ] نقدـ توبة (ال نعود لمخطية)‪.‬‬
‫بالنسبة لداود فقد سقط في خطية أوريا ولـ يشعر بأنو أخطأ‪ .‬ولكف ىو الحظ أنو بعد الخطية فقد سبلمو‪ ،‬بؿ فقد‬
‫جاء ْه ناثاف‪ ،‬واعترؼ أمامو بخطيتو‬
‫ترانيمو ولـ يعد يصمي‪ ،‬بؿ تألمت عظامو وتألـ ألماً شديداً وكؿ ذلؾ حتى َ‬
‫وبدأ التحوؿ والرجوع لمحالة القديمة‪.‬‬

‫الرب َخ ِط َّي ًة‪َ ,‬والَ ِفي‬


‫ب لَ ُو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ‬
‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬طُوبى لِمَِّذي ُغ ِفر إِثْم ُو و ِ‬
‫ست َر ْت َخطيَّتُ ُو‪ .‬طُ َ‬
‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫وح ِو ِغ ٌّ‬
‫ش‪".‬‬ ‫ر ِ‬
‫ُ‬
‫التطويب ىنا لئلنساف الذي يناؿ غفراف خطاياه (دـ المسيح ‪ +‬توبة ‪ +‬اعتراؼ) استخدمت ىنا عدة ألفاظ‪.‬‬
‫اإل ثْ ُم = تعنى تجاوز حد معيف أو فعؿ أمر ممنوع وتشير لمتمرد ضد رئيس شرعي أو ضد الضمير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َخ ِط َّية = تعنى الخطأ في إصابة اليدؼ أو االبتعاد عف سبؿ اهلل‪.‬‬
‫المعصية = االنحراؼ عف مسار محدد‪ ،‬أو إعوجاج يحدث لشجرة بسبب ريح عاصؼ‪ .‬ىي كممة تشير لحدوث‬
‫شئ ضد النمو الطبيعي‪.‬‬
‫ش = تدؿ الكممة عمى الزيؼ والخداع والمكر‪ .‬والخطية تسمى غش ألنيا مخادعة وكاذبة‪.‬‬ ‫ال ِغ ٌّ‬
‫الم ُغ ِفرة = الكممة األصمية تعني رفع‪ ،‬مثمما ُي ْرفَ ْع حمؿ ثقيؿ عف كاىؿ إنساف ينوء تحتو‪.‬‬
‫س ِت َر = الس تر ال يعني أف اهلل يتجاىؿ الخطية‪ ،‬بؿ أننا بصميبو لبسنا بر المسيح‪ ،‬صار بره عوض خزي‬ ‫ال ُ‬
‫خطايانا (كما كاف غطاء التابوت يغطي بدـ ذبيحة الكفارة‪ ).‬وكما قمنا في مزمور (ٔ) أنو لـ يوجد رجؿ كامؿ‬
‫سوى المسيح وحده‪ ،‬ولكف إذ يسدد المسيح ثمف خطايانا نحسب نحف كامميف فيو‪ .‬لذلؾ لـ يقؿ المرنـ طوبى‬

‫‪108‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫الرب َخ ِطيَّ ًة‪ .‬فاهلل كاف في المسيح مصالحاً‬


‫ب لَ ُو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبى ل َر ُجل الَ َي ْحس ُ‬
‫لرجؿ ببل خطية = فيذا ال يوجد‪ ،‬بؿ قاؿ طُ َ‬
‫العالـ لنفسو وغير حاسب ليـ خطاياىـ وواضعاً فينا كممة المصالحة (ٕكو٘‪ .)ٜٔ-ٔٗ2‬والخاطئ الذي يتمتع‬
‫ش‪ .‬وفي‬‫وح ِو ِغ ٌّ‬
‫بغفراف خطاياه والستر عمييا يحسب كبرئ ال يحمؿ في قمبو وال فكره وال فمو غش= والَ ِفي ر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(روٗ‪ ) ٛ-ٙ2‬نرى بولس الرسوؿ يستخدـ اآليتيف لشرح عمؿ النعمة‪ ،‬فالنعمة وعمؿ اهلل الداخمي ىي التي تصمح‬
‫إنحراؼ اإلنساف الداخمي وليس أعماؿ الناموس‪ .‬ونحف نحصؿ عمى كؿ ىذه النعـ بواسطة المعمودية التي بيا‬
‫نستر عرينا‪ .‬ثـ إف فقدنا ىذه النعمة بخطايانا نستعيد ما فقدناه بالتوبة واالعتراؼ‪.‬‬

‫ار َولَ ْيبلً‪ .‬تَ َح َّولَ ْت‬


‫َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي َن َي ًا‬ ‫امي ِم ْن َزِف ِ‬
‫يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ٗ ,‬أل َّ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬لَ َّما س َكت بمِي ْت ِعظَ ِ‬
‫َ ََ‬
‫وس ِة ا ْلقَ ْي ِظ‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫رطُ ِ‬
‫وبتي إِلَى ُي ُب َ‬
‫ُ َ‬
‫نرى فييما عقوبة كتـ الخطية وعدـ االعتراؼ‪ .‬ربما ظف داود أف الزمف كفيؿ بعبلج خطيتو وأف الصمت‬
‫والكتماف في الخارج فييما عبلج لمموقؼ ولكنو الحظ أف كيانو الداخمي إىتز‪ ،‬وعظامو بدأت تشيخ وتبمى‪ .‬فكمما‬
‫طالت المدة بدوف اعتراؼ كمما زادت حالة اإلنساف سوءاً‪ .‬واألسوأ أف داود عوضاً عف أف يسمؾ في الطريؽ‬
‫الصحيح ويعترؼ بخطيتو نجده يشتكي سوء حالو الذي وصؿ إليو = ِم ْن َزِف ِ‬
‫يري ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬فيو كاف مع كؿ‬
‫نفس لو يشتكي م اررة حالتو التي وصؿ إلييا‪ .‬وكانت حالتو الردية التي وصؿ ليا ىي نتيجة طبيعية لتأديب اهلل‬
‫َن َي َد َك ثَ ُقمَ ْت َعمَ َّي ال َن َيار َوالمَ ْيل = ليدفعو اهلل أف يشعر بخطيتو ويعترؼ بيا‪ .‬واهلل بتأديبو ألوالده يجعؿ‬
‫لو = أل َّ‬
‫الخطية تتمرر في أفواىيـ‪ ،‬بالتبكيت ثـ بالتأديب‪.‬‬

‫ام َخ ِطي َِّتي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ت أَثَ َ‬
‫ت َرفَ ْع َ‬ ‫ف لِ َّمر ٍّ‬
‫ب ِب َذ ْن ِبي» َوأَْن َ‬ ‫َعتَ ِر ُ‬ ‫ف لَ َك ِب َخ ِطي َِّتي َوالَ أَ ْكتُ ُم إِثْ ِمي‪ُ .‬ق ْم ُ‬
‫ت «أ ْ‬ ‫َعتَ ِر ُ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬أ ْ‬
‫االعتراؼ بداية طريؽ اإلصبلح‪ .‬واالنسحاؽ أماـ اهلل وادانة النفس ىي طريؽ العودة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬لِي َذا ُي َ ٍّ‬


‫يرِة إِيَّاهُ الَ تُص ُ‬
‫يب‪".‬‬ ‫صمي لَ َك ُكل تَق ٍّي في َوقْت َيج ُد َك فيو‪ .‬ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬
‫مع العودة هلل بالتوبة يعود التائب لحياة الصبلة ليعطيو اهلل خبلصاً وسط ضيقاتو والضيقات مشبية ىنا بطوفاف‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يرِة إِيَّاهُ (المصمي التائب) الَ تُص ُ‬
‫يب‪.‬‬ ‫= ع ْن َد َغ َم َارة ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬

‫اة تَ ْكتَِنفُِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫النج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق تَ ْحفَظُني‪ِ .‬بتََرنم َّ َ‬ ‫ت ِستٌْر لِي‪ِ .‬م َن ٍّ‬
‫الضي ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬أَ ْن َ‬
‫ىنا نرى اهلل الغافر الذي يستر عمى الخاطئ‪ ،‬فنحتمي فيو فبل يدركنا طوفاف الدينونة‪.‬‬

‫س أ َْو َب ْغل‬‫ص ُح َك‪َ .‬ع ْي ِني َعمَ ْي َك‪ٜ .‬الَ تَ ُكوُنوا َكفَ َر ٍ‬‫سمُ ُك َيا‪ .‬أَ ْن َ‬
‫اآليات (‪«ٛ" - )ٔٔ-ٛ‬أُعمٍّم َك وأُر ِش ُد َك الطَّ ِر َ ِ‬
‫يق الَّتي تَ ْ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫َما ا ْل ُمتََوٍّك ُل َعمَى َّ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ‬
‫ات ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫ِببلَ فَ ْيم‪ِ .‬بم َجام َو ِزَمام ِزي َنتو ُي َكم ل َئبل َي ْد ُن َو إلَ ْي َك»‪َ .‬كث َ‬
‫ٓٔ‬
‫الر ْح َم ُة‬
‫ب فَ َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ير‪ ,‬أ َّ‬
‫وب‪".‬‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫اى ِتفُوا يا ج ِميع ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ون‪َ ,‬و ْ‬ ‫ب َو ْابتَ ِي ُجوا َيا أَي َيا ٍّ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫تُ ِحيطُ ِب ِو‪ .‬اف َْر ُحوا ِب َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٔٔ‬
‫َ َ َ ُ ْ‬

‫‪109‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخالحون)‬

‫نرى اهلل كمرشد ومعمـ ألوالده في الطريؽ المموكي‪ .‬وىو يعطي أوالده حكمة وفيماً فبل يكونوا كفرس‪ ..‬ببل فيـ‪.‬‬
‫ولو كانت النفس متمردة جامحة يضع اهلل في أفواىيا لجاماً يقيدىا بو ليضبطيا= ِبمِ َج ٍام َو ِزَم ٍام ِزي َن ِت ِو = ىذه‬
‫المجـ لمزينة ألنيا تقود النفس لمتوبة‪ .‬ىذه المجـ تشير لتأديب اهلل وبعض التجارب التي يسمح بيا‪ ،‬كما عوقب‬
‫شمشوف بالعمى لتستنير بصيرتو الداخمية‪ُ .‬ي َكم ِل َئبلَّ َي ْد ُن َو إِلَ ْي َك = اهلل بتأديباتو كأنو يضع لجاماً في أفواىنا فبل‬
‫يرةٌ ِى َي َن َك َب ُ‬
‫ات ٍّ‬
‫الشٍّرير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نجمح وراء شيواتنا فيدنو إلينا غضبو ف َكث َ‬

‫‪110‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والثبلثون‬

‫ب كتكممة لمزمور السابؽ‪ .‬فالمزمور (ٕٖ) حدثنا عف بركات الغفراف وىنا نرى مف شعر بيذه‬ ‫ِ‬
‫ىذا المزمور ُكت َ‬
‫البركات وبقبوؿ اهلل لو يسبح اهلل بفرح عمى عطاياه اإلليية‪ .‬ولقد انتيى (مزٕٖ) نبدأ لمتائبيف الذيف غفر ليـ اهلل‬
‫بأف يسبحوا ونجد ىنا االستجابة‪.‬‬
‫ىنا يذكر المرنـ أعماؿ اهلل العجيبة مع شعبو (شؽ البحر وىبلؾ فرعوف وجنوده) كسبب لمتسبيح‪ .‬فاهلل الذي أنقذ‬
‫شعبو يوماً ىو ىو ال يتغير ومحبتو لنا دائماً كؿ يوـ‪.‬‬

‫ود‪ِ .‬ب َرَب َاب ٍة‬


‫ب ِبا ْل ُع ِ‬ ‫س ِب ُ‬ ‫ين َيمِ ُ‬
‫يق التَّ ْ‬
‫ب‪ِ .‬با ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ون ِب َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٖ-‬ا ْى ِتفُوا أَي َيا ٍّ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫الر َّ‬
‫اح َم ُدوا َّ‬
‫يح‪ْ .‬‬ ‫يم َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬
‫اف‪".‬‬ ‫ف ِبيتَ ٍ‬ ‫يدةً‪ .‬أ ْ ِ‬
‫ار َرٍّن ُموا لَ ُو‪َ .‬غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ‬
‫ٖ‬
‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫َذ ِ‬
‫َحس ُنوا ا ْل َع ْز َ ُ‬ ‫ات َع َ‬
‫التسبيح ىو عمؿ المستقيميف أي التائبيف‪ ،‬أما النفوس المعوجة ال تستطيع أف تسبح‪ .‬وىنا يطمب المرنـ أف نسبح‬
‫بآالت موسيقية في آية (ٕ) وىي آالت كانت تستخدـ في العيد القديـ‪ .‬واهلل يفضؿ أف نسبحو بأجسادنا ونفوسنا‪،‬‬
‫أي بأعمالنا الصالحة (أجساد) وبمحبتنا (نفوس) وتواضعنا (الروح)‪ .‬وفي ىذه اآلالت أي (الجسد والنفس والروح)‬
‫يدةً = ىي ثمر عمؿ الروح‬ ‫ينفخ الروح القدس‪ ،‬فمو تجاوبنا معو تصدر نغمات تفرح اهلل‪َ .‬غنوا لَ ُو أُ ْغ ِن َي ًة َج ِد َ‬
‫القدس مع حواسنا الجديدة‪.‬‬

‫ض ِم ْن‬ ‫َت األ َْر ُ‬ ‫ب مستَ ِقيم ٌة‪ ,‬و ُك َّل ص ْن ِع ِو ِباألَما َن ِة‪٘ .‬ي ِحب ا ْل ِب َّر وا ْلع ْد َل‪ .‬امتَؤل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ٍّ ُ ْ َ َ‬ ‫َن َكمِ َم َة َّ‬
‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٔٛ-‬أل َّ‬
‫يو ُكل ُج ُنوِد َىا‪َ ٚ .‬ي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ ا ْل َي ٍّم‪َ .‬ي ْج َع ُل الم َج َج ِفي‬ ‫ات‪ ,‬وِب َنسم ِة ِف ِ‬
‫الس َم َاو ُ َ َ َ‬ ‫ص ِن َع ِت َّ‬ ‫ب ُ‬ ‫ب‪ِ .‬ب َكمِ َم ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫‪ٙ‬‬
‫َر ْح َم ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫س ُكوَن ِة‪ .‬ألَنَّ ُو قَ َ‬ ‫ض‪َ ,‬و ِم ْن ُو لِ َي َخ ْ‬ ‫اء‪ .‬لِتَ ْخ َ‬
‫ٍ ‪ٛ‬‬
‫الرب‬ ‫َّ‬
‫ٓٔ‬
‫ص َار‪.‬‬ ‫َم َر فَ َ‬ ‫ان‪ُ .‬ى َو أ َ‬ ‫ال فَ َك َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ان ا ْل َم ْ‬‫س َّك ِ‬
‫ف ُكل ُ‬ ‫ب ُكل األ َْر ِ‬ ‫الر َّ‬
‫ش َّ‬ ‫َى َر‬
‫أْ‬
‫ت‪ .‬أَ ْف َك ُار َق ْم ِب ِو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪.‬‬
‫ب فَِإلَى األ ََب ِد تَثْ ُب ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َرةُ َّ‬‫َما ُم َؤ َ‬
‫ٔٔ‬
‫وب‪ .‬أ َّ‬ ‫شى أَ ْف َكار الش ُع ِ‬
‫َ‬ ‫ُمِم‪ .‬الَ َ‬‫ام َرةَ األ َ‬‫ط َل ُم َؤ َ‬
‫أ َْب َ‬
‫الرب‪َ .‬أرَى َج ِميعَ َب ِني‬ ‫ات َنظَ َر َّ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اختَاره ِم ا ِ ِ ِ ٖٔ ِ‬
‫يرثًا ل َن ْفسو‪ .‬م َن َّ َ َ‬ ‫الش ْعب الذي ْ َ ُ َ‬
‫الرب إِلييا‪َِّ ِ َّ ,‬‬
‫َُ‬ ‫ُم ِة الَِّتي َّ‬ ‫وبى لِؤل َّ‬ ‫طُ َ‬
‫ٕٔ‬

‫َع َمالِ ِي ْم‪.‬‬


‫يعا‪ ,‬ا ْل ُم ْنتَِب ُو إِلَى ُك ٍّل أ ْ‬ ‫ِ‬
‫وب ُي ْم َجم ً‬ ‫ص ٍّوُر ُقمُ َ‬
‫٘ٔ‬
‫ض‪ .‬ا ْل ُم َ‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫س َّك ِ‬
‫يع ُ‬ ‫س ْك َناهُ تَطَمَّ َع إِلَى َج ِم ِ‬ ‫ان ُ‬ ‫ش ِر‪ِ ٔٗ .‬م ْن َم َك ِ‬ ‫ا ْل َب َ‬
‫َّة قُ َّوِت ِو‬
‫ص‪ ,‬وِب ِشد ِ‬
‫َج ِل ا ْل َخبلَ ِ َ‬
‫‪ِ ٔٚ‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َّار الَ ُي ْنقَ ُذ ِبعظَم ا ْلقُ َّوِة‪َ .‬باط ٌل ُى َو ا ْلفَ َر ُ‬
‫س أل ْ‬ ‫ش‪ .‬ا ْل َجب ُ‬‫ص ا ْل َممِ ُك ِب َكثَْرِة ا ْل َج ْي ِ‬‫لَ ْن َي ْخمُ َ‬
‫‪ٔٙ‬‬

‫ين َر ْح َمتَوُ‪",‬‬
‫اج َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ب عمَى َخ ِائ ِف ِ‬
‫يو َّ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫الر ٍّ َ‬ ‫الَ ُي َن ٍّجي‪ُ .‬ى َوَذا َع ْي ُن َّ‬
‫لماذا نسبح الرب؟‬
‫يم ٌة = وصاياه صالحة أعطاىا لنا لكي نحيا في فرح‪ .‬ولما خالفناىا أرسؿ كممتو المتجسد‬ ‫بم ِ‬ ‫[ٔ] َكمِ َم َة َّ‬
‫ستَق َ‬‫الر ٍّ ُ ْ‬
‫ليصمح إنحرافنا‪.‬‬
‫ب = مراحـ الرب ال تنتيي وأقصى ما وصمت إليو ىو صميب المسيح الذي بو‬ ‫َت ِم ْن َر ْح َم ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ض امتَؤل ِ‬
‫[ٕ] األ َْر ُ ْ‬
‫ستر عمى خطايانا فاهلل ي ِحب ا ْل ِب َّر َوا ْل َع ْد َل = فيو بعدلو قَبِؿ الصميب ليبررنا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخالحون)‬

‫ات = بو كاف كؿ شئ (يؤ‪ )ٖ2‬وِب َنسم ِة ِف ِ‬


‫يو ُكل‬ ‫ص ِن َع ِت َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬ ‫[ٖ] ىو خمؽ العالـ كمو ألجمنا= ِب َكمِ َم ِة َّ‬
‫َ ََ‬ ‫ب ُ‬
‫الر ٍّ‬
‫ود َىا = فروح اهلل كاف يرؼ عمى المياه فخرجت منيا الحياة‪ ]ٗ[ .‬اهلل يحفظ العالـ بقوتو‪ ،‬فالمياه مجتمعة في‬ ‫ُج ُن ِ‬
‫أماكنيا في البحر وال تغرؽ األرض= َي ْج َمعُ َك َن ٍّد أ َْم َواهَ المياه‪ .‬أ َْم َواهَ = جمع مياه‪ .‬بؿ أف اهلل شؽ البحر األحمر‬
‫َىر ٍ‬
‫اء =‬ ‫ٍ‬
‫كسور مف كؿ ناحية‪ .‬أ ْ َ‬ ‫أماـ موسى والشعب وجمع المياه كند أي كومة‪ ،‬وكما قيؿ في سفر الخروج‬
‫صور المرنـ البحار والمحيطات أنيا مخازف تحفظ أكواـ المياه واهلل وضع ليا خطاً ال تتعداه‪.‬‬ ‫مخازف‪ .‬ىكذا ُي ِّ‬
‫[٘] اهلل يبطؿ مؤامرات األعداء ضد شعبو‬
‫ت = خطة الرب‪ .‬وخطة الرب التي تثبت ىي خطة الخبلص بالصميب والقيامة‪،‬‬ ‫ب فَِإلَى األ ََب ِد تَثْ ُب ُ‬
‫الر ٍّ‬
‫ام َرةُ َّ‬
‫[‪ُ ]ٙ‬م َؤ َ‬
‫وأبطؿ اهلل مؤامرات األعداء الذيف اضطيدوا الكنيسة كالروماف والييود‬
‫[‪ ]ٚ‬الرب مف السموات ينظر برحمتو وانعاماتو عمى شعبو الذي فداه ويتعيدىـ بمراحمو [‪ ]ٛ‬بروحو القدوس يعيد‬
‫صورتنا إلى صورة المسيح ويعطينا ثمار الروح (غؿٗ‪)ٕٕ2٘،ٕٖ + ٜٔ2‬‬
‫[‪ ]ٜ‬اهلل ىو قوة شعبو (آية‪)ٔٛ‬‬
‫ُم ِة‬
‫وبى لِؤل َّ‬
‫[ٓٔ] كؿ قوات شر تحيط بالكنيسة ىي كبل شئ (آية‪ )ٔٚ‬ولنرى ماذا حدث لفرعوف وجنوده لذلؾ طُ َ‬
‫ب ُكل األ َْر ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫الر َّ‬
‫ش َّ‬‫لي َيا‪ .‬ولذلؾ لِتَ ْخ َ‬ ‫الَِّتي َّ‬
‫الرب إِ ُ‬

‫ستَ ْح ِي َي ُي ْم ِفي ا ْل ُجوِع‪.‬‬ ‫س ُي ْم‪َ ,‬ولِ َي ْ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٜٔ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٕ-ٜٔ‬ل ُي َن ٍّج َي م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ‬
‫وس اتَّ َك ْم َنا‪ٕٕ .‬لِتَ ُك ْن‬
‫اس ِم ِو ا ْلقُد ِ‬
‫وب َنا‪ ,‬ألَنَّ َنا َعمَى ْ‬
‫ِ‬
‫س َنا ُى َو‪ .‬ألَنَّ ُو ِبو تَ ْف َر ُح ُقمُ ُ‬
‫ٕٔ‬
‫ب‪َ .‬م ُعوَنتَُنا َوتُْر ُ‬ ‫س َنا ا ْنتَظَ َر ِت َّ‬
‫الر َّ‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬
‫ٕٓ‬

‫اك‪".‬‬ ‫س َب َما ا ْنتَظَ ْرَن َ‬


‫َيا َرب َر ْح َمتُ َك َعمَ ْي َنا َح ْ‬
‫ب = نحف نصبر في أي ضيقة ألننا نثؽ في مراحـ اهلل‪.‬‬ ‫الر َّ‬
‫َّ‬ ‫س َنا ا ْنتَظَ َر ِت‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬

‫‪112‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والثبلثون‬

‫المزمور الرابع والثبلثون (الثالث والثبلثون في األجبية)‬

‫كتب داود ىذا المزمور عندما تظاىر بالجنوف أماـ أبيمالؾ فطرده فإنطمؽ ونجا‪ .‬ويقاؿ ىنا أبيمالؾ‪ ،‬وفي أصؿ‬
‫القصة يقاؿ أخيش ممؾ جت (ٔصـٕٔ‪ )ٔ٘-ٔٓ2‬ألف أبيمالؾ ىو اسـ عاـ لمموؾ الفمسطينييف مثمما نقوؿ‬
‫فرعوف في مصر‪.‬‬
‫وكاف ىروب داود إلى جت مف أماـ وجو شاوؿ ىو خطأ غير مبرر‪ ،‬خطأ إيماني‪ ،‬فإف كاف اهلل يحميو في‬
‫ييوذا‪ ،‬وقد رأي عنايتو وحمايتو م ار اًر فمماذا اليرب وىذا أدى بو أف يتظاىر بالجنوف وىذا ضد الصراحة والحؽ‬
‫وىذا كمو ال يميؽ برجؿ اهلل‪ .‬وليس معنى أف داود أخطأ أف اهلل يتخمى عنو‪ ،‬أبداً فاهلل يعرؼ ضعؼ البشر‬
‫وينجييـ مف المؤامرات التي تحاؾ ضدىـ مف أشرار ىذا العالـ‪ ،‬وينجييـ أيضاً مف نتائج أخطائيـ الشخصية‪.‬‬
‫وداود حيف نجا لـ ينسب نجاتو لمقدرتو في التظاىر بالجنوف أو لذكائو‪ ،‬إنما نسب نجاتو ليد اهلل التي أنقذتو حيف‬
‫أخطأ بذىابو إلى ىناؾ‪ .‬وىذا المزمور تسبحة هلل الذي أنقذه‪.‬‬

‫يح ُو ِفي فَ ِمي‪".‬‬


‫س ِب ُ‬
‫ب ِفي ُك ٍّل ِح ٍ ِ‬
‫ين‪َ .‬دائ ًما تَ ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬أ َُب ِ‬
‫ار ُك َّ‬
‫عمينا أف نسبح اهلل في كؿ حيف‪ ،‬سواء فيما نراه خي اًر أو فيما نراه ش اًر‪ ،‬فالكؿ يعمؿ معاً لمخير‪ ،‬أي فيما يساعدنا‬
‫عمى خبلص نفوسنا‪ .‬أما الخيرات المادية فيي تأتي في يوـ وال تأتي في آخر‪ ،‬أما بالتسبيح فنحف نشترؾ مع‬
‫المبلئكة في عمميـ‪ .‬وعممنا بولس الرسوؿ"اف كؿ االشياء تعمؿ معا لمخير" ( رو ‪ )ٕٛ 2 ٛ‬حتي ما نعتبره ش ار ‪،‬‬
‫ىو لمخير ‪ ،‬وعمينا اف نسمـ بيذا ثقة في اف اهلل صانع خي ارت ‪ ،‬حتي لو لـ نفيـ ( يو ٖٔ ‪.)ٚ 2‬‬

‫ون‪".‬‬
‫اء فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ " -‬ب َّ‬
‫ٕ‬
‫س َمعُ ا ْل ُوَد َع ُ‬
‫ب تَ ْفتَخ ُر َن ْفسي‪َ .‬ي ْ‬
‫الر ٍّ‬
‫مف الذي يقدر أف يسبح الرب كؿ حيف إال الوديع المتواضع القمب‪ ،‬ومف ىو المتواضع إال الذي ال يفتخر وال‬
‫يمدح نفسو بؿ يفتخر بالرب (ىذا ىو لساف حاؿ داود اآلف)‪.‬‬
‫الر َّ ِ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬عظٍّ ُموا َّ‬
‫ب َمعي‪َ ,‬وْل ُن َع ٍّل ْ‬
‫ٖ‬
‫اس َم ُو َم ًعا‪".‬‬
‫اهلل غير محتاج لتسبيح البشر‪ ،‬بؿ نحف المحتاجيف أف نعظمو ونسبحو بألسنتنا وقموبنا فاهلل أعطانا كؿ ما لنا‪،‬‬
‫فمنسبحو بما أعطاه لنا‪ ،‬وبكؿ ما لو عندنا‪ .‬وقولو َم ًعا إشارة إلى وحدانية الكنيسة‪ ،‬وحدانية الروح في الكنيسة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب لِي‪َ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ‬


‫اوِفي أَ ْنقَ َذني‪َ .‬نظَُروا إِلَ ْيو َو ْ‬ ‫ت إِلَى َّ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫استََن ُاروا‪,‬‬ ‫استَ َج َ‬
‫ب فَ ْ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٔٓ-‬طَمَ ْب ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫س ِك ُ‬ ‫ِ‬
‫ب َح ٌّ‬ ‫استَ َم َع ُو‪َ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل ضيقَاتو َخمَّ َ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ال َح ْو َل‬ ‫الر ٍّ‬
‫ص ُو‪َ .‬مبلَ ُك َّ‬ ‫الرب ْ‬
‫ص َر َخ‪َ ,‬و َّ‬‫ين َ‬ ‫وى ُي ْم لَ ْم تَ ْخ َج ْل‪ .‬ى َذا ا ْلم ْ‬
‫َوُو ُج ُ‬

‫‪113‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬

‫ٍّيس ِ‬
‫يو‪ ,‬ألَنَّ ُو‬ ‫ب يا ِقد ِ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتََوٍّك ِل َعمَ ْي ِو‪ .‬اتَّقُوا َّ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫َخ ِائ ِف ِ‬
‫يو‪َ ,‬وُي َن ٍّجي ِي ْم‪.‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫الر َّ َ‬ ‫ب! طُ َ‬ ‫الر َّ‬
‫ب َّ‬‫ُذوقُوا َوا ْنظُُروا َما أَ ْط َي َ‬
‫ش ْي ٌء ِم َن ا ْل َخ ْي ِر‪".‬‬
‫ب فَبلَ ُي ْع ِوُزُى ْم َ‬ ‫َما طَالِ ُبو َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫لَ ْيس عوٌز لِمتَّ ِق ِ‬
‫اع ْت‪َ ,‬وأ َّ‬
‫اج ْت َو َج َ‬
‫يو‪.‬‬ ‫احتَ َ‬
‫َ ََ ُ‬ ‫ش َبا ُل ْ‬‫األَ ْ‬
‫ٓٔ‬

‫يبدأ المرتؿ ىنا في سرد أسباب تسبيحو هلل‪.‬‬


‫اوِفي أَ ْنقَ َذ ِني‪ .‬ونبلحظ أنو ربما نصمي والضيقة ال تنتيي‪ ،‬لكف الميـ أف‬
‫[ٔ] فاهلل منقذ مف الضيقات= ِم ْن ُك ٍّل َم َخ ِ‬
‫اهلل سيرفع مخاوفنا ويعطينا الثقة بأنو عف يميننا فبل نتزعزع‪.‬‬
‫ِ‬
‫استََني ُروا= اهلل نور وبالمعمودية نستنير وبالتناوؿ نستنير بؿ نصير نور‬ ‫[ٕ] اهلل ييب االستنارة= تقدموا إِلَ ْيو َو ْ‬
‫لمعالـ نعكس نور المسيح الذي في داخمنا‪.‬‬
‫[ٖ] مف يتكؿ عمى اهلل ال يخجؿ‪.‬‬
‫[ٗ] اهلل يحوطنا بمبلئكتو‪ ،‬وربما المبلؾ تعني مبلؾ مرسؿ مف اهلل فعبلً إلينا لحمايتنا‪ ،‬أو ىو الرب نفسو الذي‬
‫أتى فادياً ومخمصاً‪ .‬واهلل يرسؿ مبلئكة كثي اًر لحماية أوالده‪ ،‬كما أنقذ بطرس مف السجف (عبٔ‪.)ٔٗ2‬‬
‫ش َبا ُل‬
‫[٘] عذوبة اهلل‪ ،‬وعذوبة اهلل لمف اختبرىا تنعش النفس وتثير شيية قوية نحو اهلل‪ ]ٙ[ .‬اهلل ممجأ سائمو= األَ ْ‬
‫اج ْت = األشباؿ احتاجت ألف اهلل أنقذ فريستيا مف بيف يدييا‪ .‬وىي بالرغـ مف قوتيا الطبيعية تحتاج‪ ،‬ولكف‬ ‫احتَ َ‬
‫ْ‬
‫المسكيف الضعيؼ إذا إتكؿ عمى اهلل لف يحتاج إلى شئ‪ .‬واذا عدنا إلى (مزٕٕ‪ )ٖٔ2‬نجد أف أعداء المسيح‬
‫أحاطوا بو كأسود واهلل ن جاه‪ .‬وىناؾ سؤاؿ لماذا قاؿ االشباؿ ولـ يقؿ االسود؟ واإلجابة اف األسد ىو الذي يعوؿ‬
‫ابنو الشبؿ الضعيؼ الصغير‪ .‬ومع قوة األسد فمقد يحتاج ابنو ويجوع‪ .‬واالـ قد تنسي رضيعيا فيجوع ‪.‬لكف الذي‬
‫يعتمد عمي اهلل ال يمكف اف يعوزه شيء (مز ٖٕ ‪ .)ٔ 2‬والترجمة السبعينية قالت وبنفس المعني األغنياء افتقروا‬
‫وجاعوا ونبلحظ أف المزمور يصمي في الساعة الثالثة ساعة محاكمة السيد المسيح واصدار الحكـ عميو‪ .‬ولكف‬
‫ىناؾ شروط في ىذه اآليات لنفرح بعطايا الرب‪.‬‬
‫اب ِلي = اسألوا تعطوا‬ ‫استَ َج َ‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ت إِلَى َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫طمَ ْب ُ‬
‫[ٔ] أف نطمب َ‬
‫ظ ُروا إِلَ ْي ِو‬
‫[ٕ] ننظر لو وحده كمعيف= ا َن َ‬
‫ص َر َخ‬ ‫س ِك ُ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬
‫[ٖ] التواضع والشعور بالمسكنة= ى َذا ا ْلم ْ‬
‫[ٗ] ُذوقُوا = لـ يقؿ انظروا فقط فما الفائدة أف نصؼ لئلنساف حبلوة العسؿ بدوف أف يتذوقو‪ ،‬لذلؾ ال يكفي أف‬
‫نسمع عف الرب يسوع بؿ أف ندخؿ في شركة صبلة معو لنتذوؽ حبلوتو‬
‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتََوٍّك ِل َعمَ ْي ِو الذي ال يشعر بأف قوتو أو قوة أي إنساف قادرة أف‬
‫[٘] االتكاؿ عمى الرب وحده= طُ َ‬
‫تعينو فيمجأ إلى اهلل وحده‪.‬‬
‫يو = فخوؼ اهلل ينقي اإلنساف مف دنس الخطية‪ .‬ومف يسمؾ في‬ ‫ٍّيس ِ‬‫ب يا جميع ِقد ِ‬ ‫[‪ ]ٙ‬السموؾ بتقوى= اتَّقُوا َّ‬
‫الر َّ َ‬
‫مخافة اهلل لف يعتاز إلى شئ وبداية مخافة اهلل دائماً ىي مخافة مف اليبلؾ ومف العقوبة‪ ،‬وكمما تقدـ اإلنساف‬
‫يتحوؿ خوفو لخوؼ كامؿ‪ ،‬خوؼ المحبة‪ ،‬الخوؼ مف أف يحزف قمب اهلل الذي يحبو‪ ،‬ومثؿ ىذا اإلنساف ىو مف‬
‫يتذوؽ حبلوة اهلل‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخالحون)‬

‫ان الَِّذي َي ْي َوى‬


‫س ُ‬ ‫ب‪َ ٕٔ .‬م ْن ُى َو ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ُعمٍّ َم ُك ْم َم َخافَ َة َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ِ‬
‫استَم ُعوا إِلَ َّي فَأ َ‬
‫ون ْ‬
‫ٔٔ‬
‫اآليات (ٔٔ‪َ " - )ٔٗ-‬ىمُ َّم أَي َيا ا ْل َب ُن َ‬
‫ش‪ِ ٔٗ .‬ح ْد َع ِن َّ‬
‫الشٍّر‪,‬‬ ‫شفَتَ ْي َك َع ِن التَّ َكمِم ِبا ْل ِغ ٍّ‬
‫الشٍّر‪َ ,‬و َ‬‫سا َن َك َع ِن َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْن ل َ‬‫ُ‬
‫ٖٔ‬
‫َّام لِ َي َرى َخ ْي ًرا؟‬
‫ا ْلحياةَ‪ ,‬وي ِحب َكثْرةَ األَي ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َُ‬
‫اء َىا‪".‬‬
‫اس َع َو َر َ‬ ‫اص َن ِع ا ْل َخ ْي َر‪ .‬ا ْطمُ ِب َّ‬
‫السبلَ َم َة‪َ ,‬و ْ‬ ‫َو ْ‬
‫المرتؿ ىنا يرسـ طريؽ السعادة في خطوات سمبية (االمتناع عف الشر) وايجابية (صنع الخير)‪ .‬وىو يركز عمى‬
‫خطايا المساف (يعٔ‪ + ٕٙ2‬يعٖ)‪ .‬وفي فعؿ الخير يركز عمى أف نطمب السبلمة‪ ،‬والمسيح ىو سبلمنا فمنطمبو‪.‬‬
‫نجد ىنا داود المعمـ‪ ،‬يعمـ شعبو كيؼ يستفيدوف مف خيرات الرب‪( .‬يعٗ‪ ٔٚ2‬مف يعرؼ أف يعمؿ حسناً وال يعمؿ‬
‫فذلؾ خطية لو)‪.‬‬

‫الشٍّر لِ َي ْق َ‬
‫اممِي َّ‬ ‫ضد ع ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫اخ ِي ْم‪َ .‬و ْج ُو َّ‬ ‫ين‪ ,‬وأُ ُذ َناه إِلَى صر ِ‬ ‫ب َن ْحو ٍّ ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫طعَ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫َُ‬ ‫الصدٍّيق َ َ ُ‬ ‫الر ٍّ َ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪َ " - )ٕٕ-‬ع ْي َنا َّ‬
‫الرب ِم َن ا ْل ُم ْن َك ِس ِري‬
‫يب ُى َو َّ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫الرب س ِمع‪ ,‬و ِم ْن ُك ٍّل َ ِ ِ ِ‬
‫ش َدائدى ْم أَ ْنقَ َذ ُى ْم‪ .‬قَ ِر ٌ‬ ‫ص َر ُخوا‪َ ,‬و َّ َ َ َ‬
‫‪ِ ٔٚ‬‬
‫ض ذ ْك َرُى ْم‪ .‬أُولئ َك َ‬
‫ِم َن األَر ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫يعيا ي َن ٍّج ِ‬‫ِ ِ‬ ‫يرةٌ ِى َي َببلَ َيا ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫س ِح ِقي الر ِ‬
‫ق‪َ ,‬و ِم ْن َجم َ ُ‬ ‫الصدٍّي ِ‬ ‫وب‪َ ,‬وُي َخمٍّ ُ‬ ‫ا ْل ُقمُ ِ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫الرب‪َ .‬ي ْحفَظُ َجميعَ‬ ‫يو َّ‬ ‫وح‪َ .‬كث َ‬ ‫ص ا ْل ُم ْن َ‬
‫يد ِه‪,‬‬
‫وس ع ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫الرب فَادي ُنفُ ِ َ‬ ‫َّ‬
‫ٕٕ‬
‫ون‪.‬‬ ‫الصدٍّي ِ‬
‫ق ُي َعاقَ ُب َ‬ ‫ضو ٍّ‬ ‫ير‪َ ,‬و ُم ْب ِغ ُ‬ ‫يت ٍّ‬
‫الشٍّر َ‬ ‫الشر ُي ِم ُ‬
‫اح ٌد ِم ْن َيا الَ َي ْن َك ِس ُر‪َّ ٕٔ .‬‬ ‫ام ِو‪ .‬و ِ‬
‫َ‬
‫ِعظَ ِ‬
‫ِ‬
‫ب‪".‬‬ ‫َو ُكل َم ِن اتَّ َك َل َعمَ ْيو الَ ُي َعاقَ ُ‬
‫ين = فكيؼ نخاؼ واهلل يسمع لتضرعاتنا‪ .‬واف لـ ينقذنا مف‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫ب عمى ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ىنا نرى األماف اإلليي= َع ْي َنا َّ‬
‫الضيقة المادية التي في العالـ‪ ،‬فيو سينقذنا روحياً ويخمص نفوسنا‪ ،‬وسماحو بالضيقة المادية سيكوف كسماح‬
‫وب ومنكسر القمب ال‬ ‫الصائغ الذي يسمح بنار الفرف ليخرج الذىب نقياً‪ .‬فمنتضع فالرب قريب مف م ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ‬
‫ُ‬
‫يرةٌ ِى َي َببلَ َيا‬ ‫ِ‬
‫يخاصـ اهلل قائبلً لماذا سمحت بيذه الضيقة‪ ،‬بؿ يقوؿ أنا ال استحؽ سوى ىذا بسبب خطاياي‪َ .‬كث َ‬
‫ام ِو‪،‬‬‫ق = فمف يحبو الرب يؤدبو بعصاه‪ ،‬ولكنو كأب ال يضرب حتى تنكسر عظامو= ي ْحفَظُ ج ِميع ِعظَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫الصدٍّي ِ‬
‫ٍّ‬
‫واحد م نيا ال ينكسر‪ .‬المقصود أف اهلل لف يطيؿ التأديب حتى تنكسر عظاـ اإلنساف الروحية ويفشؿ‬
‫(مزٕ٘ٔ‪ .)ٖ2‬ولكف ليس المقصود العظاـ الجسدية‪ ،‬فالمص اليميف كسروا عظامو وكاف في الفردوس مع المسيح‬
‫في نفس اليوـ‪ .‬والشيداء كسروا عظاميـ وىـ اآلف في الفردوس‪ .‬ولكف ىذه اآلية نبوة عف عدـ كسر عظاـ‬
‫المسيح (يو‪ ) ٖٖ2ٜٔ‬فالمسيح ىو البار الحقيقي والكامؿ وحده الذي يعنيو ىذا المزمور‪ .‬وما ىي نياية األشرار=‬
‫ير = وىذه كانت عقوبة مف صمب الرب‪ .‬وعدـ كسر عظاـ المسيح كاف إشارة لعدـ إنكسار‬ ‫الشر ُي ِم ُ‬
‫يت ٍّ‬
‫الشٍّر َ‬ ‫َّ‬
‫كنيستو أبداً‪ ،‬فنحف مف لحمو ومف عظامو أعضاء جسمو (أؼ٘‪.)ٖٓ2‬‬
‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة الثالثة فنذكر وقت محاكمة المسيح‪ ،‬ونياية األشرار الذيف أحاطوا بو بؿ أصدروا‬
‫وصعد‪.‬‬ ‫قاـ‬ ‫بؿ‬ ‫عظـ‪،‬‬ ‫منو‬ ‫ينكسر‬ ‫فمـ‬ ‫ىو‬ ‫ونيايتو‬ ‫عميو‬ ‫الصمب‬ ‫حكـ‬

‫‪115‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والثبلثون‬

‫نرى ىنا داود المتألـ مف اضطياد أعدائو‪ ،‬صارخاً إلى اهلل لينقذه‪ .‬وما نطؽ بو مف لعنات ضدىـ كاف نبوة عما‬
‫حدث ليـ‪ .‬وداود يرمز لممسيح البار المتألِّـ ببل خطية الذي ىاج الكؿ ضده‪ .‬ولذلؾ اقتبس السيد المسيح‬
‫(آية‪ )ٜٔ‬أبغضوني ببل سبب وطبقيا عمى نفسو (يو٘ٔ‪ .)ٕ٘2‬وكما تألـ المسيح مف اضطياد األعداء لو تتألـ‬
‫كنيستو‪ ،‬جسده‪ .‬لذلؾ يصمح تطبيؽ ىذا المزمور كنبوة عف آالـ المسيح وكنبوة عف آالـ كنيستو‪.‬‬

‫ض إِلَى َم ُعوَن ِتي‪َ ,‬وأَ ْ‬


‫ش ِر ْ‬ ‫ِِ ٕ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٔ ِ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬خاص ْم َيا َرب ُم َخاصم َّي‪ .‬قَات ْل ُمقَاتم َّي‪ .‬أ َْمس ْك م َج ًّنا َوتُْر ً‬
‫ٖ‬
‫ع‬ ‫سا َوا ْن َي ْ‬
‫ص ِك أََنا»‪".‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‪ُ .‬ق ْل ل َن ْفسي « َخبلَ ُ‬ ‫ارِد َّ‬
‫طِ‬ ‫رمحا و ِ‬
‫ص َّد ت ْمقَ َ‬
‫اء ُم َ‬ ‫ُْ ً َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سا‪ ..‬فنحف في حرب روحية (أؼ‪ .)ٔٛ-ٔٓ2ٙ‬واهلل يعطي أوالده‬ ‫نرى ىنا اصطبلحات حربية قَات ْل‪ ..‬م َج ًّنا‪ ..‬تُْر ً‬
‫اص ِم َّي = فاهلل ىو الذي ييزـ لنا إبميس (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬ولذلؾ‬
‫اصم يا رب م َخ ِ‬
‫ِ‬
‫أسمحة روحية ضد إبميس وحروبو‪َ .‬خ ْ َ َ ُ‬
‫ٍ‬
‫كقاض ودياف‬ ‫نحف نرفع شكوانا هلل الذي يعطينا الغمبة والذي داف إبميس مف قبؿ عمى الصميب‪ .‬وننظر هلل ىنا‬
‫وكقائد حرب‪ .‬وما يعطي لمنفس راحة في ىذه المعركة أف تسمع صوت اهلل= أني أنا ىو خبلصك‪ .‬فنحف ندخؿ‬
‫المعركة ليكوف اهلل نفسو إكميمنا‪.‬‬

‫اء ِتي‪٘ .‬لِ َي ُكوُنوا‬


‫س َ‬‫ون ِبِإ َ‬
‫ون َن ْف ِسي‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَىا ْلور ِ‬
‫اء َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُمتَفَ ٍّك ُر َ‬‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ِل الَِّذ َ‬
‫ين َي ْطمُ ُب َ‬
‫ٗ‬

‫ب طَ ِ‬ ‫اح ُرُى ْم‪ .‬لِ َي ُك ْن طَ ِريقُ ُي ْم ظَبلَ ًما َو َزلَقًا‪َ ,‬و َمبلَ ُك َّ‬
‫ب َد ِ‬ ‫ِم ْث َل ا ْلع ِ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ارُد ُى ْم‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫يح‪َ ,‬و َمبلَ ُك َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫َّام ٍّ‬
‫صافَة قُد َ‬
‫ُ َ‬
‫نرى فييا ما يصيب المضطيديف‪ .‬وكما سقطوا قداـ المسيح حيف قاؿ "أنا ىو" في البستاف‪ ،‬ىكذا سيسقطوف دائماً‬
‫ويسقطوف دائماً أماـ قوتو غير المحدودة‪.‬‬

‫س َب ٍب َحفَُروا لِ َن ْف ِسي‪ .‬لِتَأ ِْت ِو التَّ ْيمُ َك ُة َو ُى َو الَ‬ ‫َ ِ‬


‫ش َب َكت ِي ْم‪ِ .‬ببلَ َ‬ ‫َخفَ ْوا لِي ُى َّوةَ‬ ‫س َب ٍب أ ْ‬
‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٚ‬أل ََّن ُي ْم ِببلَ َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬

‫ص ِو‪".‬‬ ‫ب وتَ ْبتَ ِيج ِب َخبلَ ِ‬


‫ُ‬ ‫َما َن ْف ِسي فَتَ ْف َر ُح ِب َّ‬
‫الر ٍّ َ‬ ‫َن ْف ِس َيا لِ َيقَ ْع‪ .‬أ َّ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اىا‪َ ,‬وِفي التَّ ْيمُ َك ِة‬
‫َخفَ َ‬‫الش َب َك ُة الَِّتي أ ْ‬
‫ش ْب ِب ِو َّ‬
‫َي ْعمَ ُم‪َ ,‬وْلتَ ْن َ‬
‫نرى األعداء في ظممة قموبيـ وعداؤىـ وحقدىـ ضد أوالد اهلل ينصبوف شبكة (شرؾ خداعي) ليـ ليسقطوا فيو‪،‬‬
‫واهلل بحكمتو يجعميـ يسقطوف ىـ فيو‪ ،‬وىذا ما حدث عمى الصميب‪ ،‬وكاف رم اًز لو قصة ىاماف ومردخاي‬
‫(أـ‪.)ٕٚ2ٕٙ‬‬

‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امي تَقُو ُل «يا رب‪ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك ا ْلم ْن ِق ُذ ا ْل ِمس ِك َ ِ‬
‫ظِ‬‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ج ِميعُ ِع َ‬
‫ٓٔ‬
‫ير َوا ْل َبائ َ‬
‫ين م َّم ْن ُى َو أَق َْوى م ْن ُو‪َ ,‬وا ْلفَق َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫سالِ ِب ِو؟ »‪".‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن َ‬
‫حيف ترى النفس عمؿ المخمص تصرخ مف ىيكؿ كياف اإلنساف الداخمي َيا َرب َم ْن ِم ْثمُ َك‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫ش ًّرا‪ ,‬ثَ َكبلً‬‫َع ِن ا ْل َخ ْي ِر َ‬ ‫سأَلُوَن ِني‪ُ ٕٔ .‬ي َج ُازوَن ِني‬


‫َعمَ ْم َي ْ‬
‫ون‪َ ,‬و َع َّما لَ ْم أ ْ‬ ‫وم َ‬
‫ور َيقُ ُ‬‫ود ُز ٍ‬ ‫ش ُي ُ‬
‫ٔٔ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ُ " - )ٔٙ-‬‬
‫ض ِني تَْرجعُ‪َ ٔٗ .‬كأ ََّن ُو‬ ‫ِح ْ‬ ‫صبلَ ِتي إِلَى‬ ‫ِ‬
‫الص ْوِم َن ْفسي‪َ ,‬و َ‬
‫ت ِب َّ‬ ‫س ًحا‪ .‬أَ ْذلَ ْم ُ‬ ‫ض ِيم َك َ ِ ِ ِ‬
‫ان ل َباسي م ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما أََنا فَفي َم َر ْ‬ ‫لِ َن ْف ِسي‪ .‬أ َّ‬
‫ٖٔ‬

‫ظ ْم ِعي فَ ِر ُحوا َو ْ‬
‫اجتَ َم ُعوا‪.‬‬ ‫لكنَّ ُي ْم ِفي َ‬ ‫ت ح ِزي ًنا‪ٔ٘ .‬و ِ‬
‫َ‬ ‫ُمو ا ْن َح َن ْي ُ َ‬
‫شى‪َ .‬كم ْن ي ُنوح عمَى أ ٍّ ِ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫ت أَتَ َم َّ‬ ‫َخي ُك ْن ُ‬ ‫قَ ِريب‪َ ,‬كأ ََّن ُو أ ِ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ش ِات ِم َ‬
‫َج ِل َك ْع َكة َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ‬ ‫َعمَ ْم‪َ .‬م َّزقُوا َولَ ْم َي ُكفوا‪َ .‬ب ْي َن ا ْلفُج ِ‬
‫َّار ا ْل ُمج ِ‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫َس َنا َن ُي ْم‪".‬‬ ‫َّان أل ْ‬ ‫ين َولَ ْم أ ْ‬ ‫اجتَ َم ُعوا َعمَ َّي َ‬
‫ْ‬
‫نرى ىنا وصفاً آلالـ المرنـ (أو المسيح أو كنيستو)‪ .‬فاألعداء يقيموف شيود ظمـ ضده يشيدوف بأشياء خاطئة لـ‬
‫سأَلُوَن ِني‪ .‬فيـ قالوا عف المسيح أنو ببعمزبوؿ يخرج الشياطيف‪ .‬وىـ ردوا عمى حبو‬
‫َعمَ ْم َي ْ‬
‫يرتكبيا‪َ .‬ع َّما لَ ْم أ ْ‬
‫بالكراىية فيو كاف يصمي ألجميـ ويصوـ ويذلؿ نفسو في مرضيـ ليشفييـ اهلل‪ ،‬وأما ىـ في آالمو فرحوا‪ .‬وىذا ما‬
‫حدث مع المسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر وقالوا أصمبو‪ .‬وعف داود فمقد قاؿ لو شاوؿ "ألنؾ جازيتني خي اًر‬
‫صبلَ ِتي إِلَى‬
‫وأنا أجازيؾ ش اًر" (ٔصـٕٗ‪ .)ٔٚ2‬ولقد بكي داود فعبلً عندما سمع خبر موت شاوؿ وابشالوـ‪َ .‬و َ‬
‫ض ِني تَْرجعُ = كاف يصمي ليـ بالخير ليشفوا ولكنيـ بسبب شرورىـ لـ يستفيدوا منيا‪ ،‬وعادت صبلتو إلى‬ ‫ِح ْ‬
‫حضنو أي أنو ىو تمتع ببركة صبلتو عف اآلخريف‪ ،‬إذ طمب الخير ليـ‪ .‬والحظ أف مشاعره نحوىـ كانت صادقة‬
‫ُم ِو‪ .‬وىـ ردوا محبتو شرو اًر لكي يدمروا نفسو= ثَ َكبلً لِ َن ْف ِسي‪ .‬وفي‬
‫وح َعمَى أ ٍّ‬
‫فيو حزف عمييـ في ضيقتيـ َك َم ْن َي ُن ُ‬
‫(٘ٔ ) نرى صورة لما حدث عمى المسيح نفسو إذ شتموه وى أزوا بو وىو عمى الصميب "ىو جاء إلى خاصتو‬
‫َج ِل‬ ‫َّار ا ْل ُمج ِ‬
‫َّان = مف ىـ يحتفموف احتفاالت وثنية في خبلعة ومجوف أل ْ‬ ‫وخاصتو لـ تقبمو" وفي (‪َ )ٔٙ‬ب ْي َن ا ْلفُج ِ‬
‫َس َنا َن ُي ْم = يصروف عمى أسنانيـ في غيظ وحقد يودوف لو افترسوا ىذا‬ ‫ٍ‬
‫َك ْع َكة = ألجؿ ثمف بخس= َح َّرقُوا َعمَ َّي أ ْ‬
‫البرئ‪.‬‬

‫يد ِتي ِم َن األَ ْ‬


‫ش َب ِ‬ ‫استَ ِرَّد َن ْف ِسي ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْم‪َ ,‬و ِح َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٛ-ٔٚ‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َمتَى تَ ْنظُُر؟ ْ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫َح َم ُد َك‬ ‫ال‪ .‬أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ين ُىم أ ْ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫يرِة‪ِ .‬في َ‬ ‫ِفي ا ْلجم ِ ِ‬
‫ام ْز ِبا ْل َع ْي ِن‬ ‫ش َم ْت ِبي الذ َ ْ‬ ‫ش ْع ٍب َعظيم أ َ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫َع َدائي َباطبلً‪َ ,‬والَ َيتَ َغ َ‬ ‫ُس ٍّب ُح َك‪ .‬الَ َي ْ‬ ‫اعة ا ْل َكث َ‬ ‫ََ َ‬
‫ون ِب َكبلَِم َم ْك ٍر‪.‬‬ ‫ض َيتَفَ َّك ُر َ‬‫ين ِفي األ َْر ِ‬ ‫السبلَِم‪َ ,‬و َعمَى ا ْل َي ِاد ِئ َ‬ ‫ون ِب َّ‬‫س َب ٍب‪ .‬أل ََّن ُي ْم الَ َيتَ َكمَّ ُم َ‬
‫ٕٓ‬
‫ضوَنني ِببلَ َ‬
‫ين ي ْب ِغ ُ ِ‬
‫الَّذ َ ُ‬
‫ِ‬
‫س ٍّي ُد‪ ,‬الَ تَ ْبتَِع ْد َع ٍّني‪.‬‬ ‫س ُك ْت‪َ .‬يا َ‬ ‫ت َيا َرب‪ ,‬الَ تَ ْ‬
‫ٕٕ‬
‫َع ُي ُن َنا»‪ .‬قَ ْد َأر َْي َ‬ ‫َت أ ْ‬‫اى ُي ْم‪ .‬قَالُوا « َى ْو! َى ْو! قَ ْد َأر ْ‬ ‫فَ َغ ُروا َعمَ َّي أَف َْو َ‬
‫ٕٔ‬

‫ش َمتُوا‬ ‫ب َع ْدِل َك َيا َرب إِل ِيي‪ ,‬فَبلَ َي ْ‬ ‫سَ‬‫ْض لي َح َ‬


‫ٖٕاستَ ْي ِق ْظ وا ْنتَِب ْو إِلَى ح ْك ِمي‪ ,‬يا إِل ِيي وس ٍّي ِدي إِلَى َد ْعواي‪ٕٗ .‬اق ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ش ْي َوتَُنا»‪ .‬الَ َيقُولُوا «قَِد ْابتَمَ ْع َناهُ!»‪ .‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا ا ْلفَ ِر ُح َ‬ ‫ِبي‪ .‬الَ َيقُولُوا ِفي ُقمُوِب ِي ْم « َى ْو! َ‬
‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬
‫ون‬
‫ون َحقٍّي‪َ ,‬وْل َيقُولُوا َد ِائ ًما « ِل َيتَ َعظَِّم‬ ‫ف َوَي ْف َر ِح ا ْل ُم ْبتَ ُغ َ‬ ‫ون َعمَ َّي‪ِ .‬ل َي ْي ِت ْ‬
‫‪ٕٚ‬‬
‫ي َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُمتَ َعظٍّ ُم َ‬ ‫صيب ِتي‪ِ .‬لي ْم ِب ِ ِ‬
‫س ا ْلخ ْز َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ِب ُم َ‬
‫س ِاني َي ْم َي ُج ِب َع ْدلِ َك‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِب َح ْم ِد َك‪".‬‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫سبلَ َمة َع ْبده»‪َ .‬ولِ َ‬ ‫ور ِب َ‬ ‫س ُر ُ‬ ‫الرب ا ْل َم ْ‬‫َّ‬
‫يرِة أي الكنيسة‪ .‬ولساف الحاؿ لؤلشرار‬ ‫نرى ىنا تدخؿ اهلل وصبلة المرنـ ليرى خبلصو ويسبحو ِفي ا ْلجم ِ ِ‬
‫اعة ا ْل َكث َ‬ ‫ََ َ‬
‫َع ُي ُن َنا = أي قد رأينا معجزات كثيرة لممسيح فمنرى اآلف معجزة‪ ،‬كيؼ ينقذ نفسو مف عمى‬ ‫َت أ ْ‬‫يقوؿ َى ْو َى ْو قَ ْد َأر ْ‬
‫الصميب أو ينقذ كنيستو مف ضيقة شديدة دبرناىا ليا‪ .‬وقد يصمت اهلل تاركاً كنيستو لبعض الوقت في ألـ لكنو ال‬
‫استَ ْي ِق ْظ َوا ْنتَِب ْو إِلَى‬
‫يتركيا دائماً‪ .‬واألشرار إذ يجدونيا متألمة يتصوروف أف اهلل تركيا‪ .‬والمرنـ يقوؿ في (آيةٖٕ) ْ‬

‫‪117‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخالحون)‬

‫ُح ْك ِمي = أي ال تتركني طويبلً في ىذه التجربة التي سمحت بيا حتى ال يشمتوا بي (ٕٗ) قائمين َى ْو َ‬
‫ش ْي َوتَُنا‬
‫أي ىذه ىي شيواتنا ىبلكو‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والثبلثون‬

‫غير واضح زمف ومناسبة كتابة ىذا المزمور‪ .‬ولكنو ىو مزمور يتأمؿ فيو داود في سبب أف األشرار (ربما الذيف‬
‫اضطيدوه‪ ،‬أو األشرار عموماً) يرتكبوف شرورىـ وأنيـ بيذا يتغربوف عف الرب ونرى صورة لفساد األشرار‪ ،‬وفي‬
‫المقابؿ نرى صورة لكماؿ اهلل المتعدد الجوانب‪.‬‬

‫ام َع ْي َن ْي ِو‪".‬‬
‫َم َ‬
‫َن لَ ْيس َخو ُ ِ‬
‫ف اهلل أ َ‬
‫ِ‬
‫يرِفي َداخ ِل َق ْم ِبي أ ْ َ ْ‬ ‫ص َي ِة ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬نأْم ُة مع ِ‬
‫َ َْ‬
‫اخ ِل َق ْم ِبي = قمبي يحدثني أف سبب معصية الشرير‪ .‬أف ليس خوؼ اهلل أماـ عينيو‬ ‫يرِفي َد ِ‬ ‫ص َي ِة ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬ ‫َنأْم ُة مع ِ‬
‫َ َْ‬
‫والنصؼ األوؿ مف اآلية مترجـ ىكذا في اإلنجميزية ‪THE TRANSGRESSION OF THE WICKED‬‬
‫‪ SAITH WITHIN MY HEART‬لذلؾ يقوؿ الحكيـ مخافة الرب رأس المعرفة (أـٔ‪.)ٚ2‬‬

‫ض ِو‪".‬‬
‫ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ‬
‫َُ‬ ‫س ُو لِ َن ْف ِس ِو ِم ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬ألَنَّ ُو َممَّ َ‬
‫ق َن ْف َ‬
‫ٕ‬

‫س ُو = ىو خدع ذاتو وغشيا ليرضي ذاتو ‪ ،‬او خدع نفسو ليرضي نفسو ويعمؿ ما تشتييو نفسو مف‬ ‫أل ََّن ُو َممَّ َ‬
‫ق َن ْف َ‬
‫اثاـ وخداع انساف شرير النساف اخر يتـ والضحية البرئ اليدري اما ىنا فنجد اف ىذا االنساف يخدع نفسو اماـ‬
‫عيني نفسو ‪ .‬فيو حيف يكتشؼ خطيتو يتعمؿ بعمؿ كقولو "أنا ال أعمـ أف ىذا الفعؿ خطية" أو "كؿ الناس يعمموف‬
‫ىذا الشئ" أو "إف اهلل ىو الذي أوجدىا أمامي" أو "أنا ضعيؼ وظروفي كده"‪ .‬ىذا شئ يشبو مف يستعمؿ نوع‬
‫مف المسكنات ليسكف الـ جسدي ‪ ،‬وىنا ىو يجد مبررات ليسكف االـ ضميره ‪ .‬ومف يخاؼ الرب ال يقؿ مثؿ ىذا‬
‫دمر نفسو حقيقة‪ .‬ولنبلحظ أف الشيطاف ال‬ ‫الكبلـ بؿ يعترؼ بخطيتو طالباً الرحمة‪ .‬ولكف مف يخدع نفسو ُي ِّ‬
‫ض ِو = حيف يكتشؼ خطيتو او يكتشفيا‬ ‫ان إِثْ ِم ِو وب ْغ ِ‬
‫َُ‬ ‫يستطيع أف يخدعنا إف كنا ال نخدع أنفسنا‪ِ .‬م ْن ِج َي ِة ِو ْج َد ِ‬
‫الناس ‪ ،‬وىنا وحتي ال يكرىو احد او يمومو بؿ حتي ال يمومو ضميره يخترع المبررات‪.‬‬
‫ف‬‫ض َج ِع ِو‪َ .‬ي ِق ُ‬
‫اإل ثِْم َعمَى َم ْ‬
‫ف َع ِن التَّ َعق ِل‪َ ,‬ع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر‪َ ٗ .‬يتَفَ َّك ُر ِب ِ‬ ‫ش‪َ .‬ك َّ‬‫اآليات (ٖ‪َ ٖ" - )ٗ-‬كبلَ ُم فَ ِم ِو إِثْ ٌم َو ِغ ٌّ‬
‫ض َّ‬
‫الش َّر‪".‬‬ ‫صالِ ٍح‪ .‬الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫في طَ ِريق َغ ْي ِر َ‬
‫ِ‬
‫صالِ ٍح = أما العاقؿ فيعرؼ أنو ضعيؼ ويمكف ليذا الطريؽ أف يجذبو‪ ،‬ليذا ييرب‬ ‫ط ِريق َغ ْي ِر َ‬ ‫ف ِفي َ‬ ‫الشرير َي ِق ُ‬
‫مف طريؽ الشر ويرفضيا‪.‬اما ىذا الشرير فكؿ كبلمو فاسد وافكاره فاسدة حتي وىو عمي مضجعو‪ .‬نيايتو رىيبة‪.‬‬
‫ف َع ِن التَّ َعق ِل َع ْن َع َم ِل ا ْل َخ ْي ِر‪.‬‬
‫واص ارره عمي ىذا الطريؽ ىو الجنوف بعينو = َك َّ‬

‫َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪٘" -‬يا رب‪ِ ,‬في َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َر ْح َمتُ َك‪ .‬أ َ‬ ‫َ َ‬
‫ات َر ْح َمتُ َك = اهلل لو مراحـ أرضية مادية‪ .‬فيو يشرؽ شمسو عمى األبرار واألشرار وىناؾ بركات‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫في َّ َ َ‬
‫َما َنتُ َك إِلَى ا ْل َغ َم ِام = رحمة اهلل تنزؿ عمينا كما ينزؿ المطر مف السحاب‪ .‬والسحاب‬ ‫سماوية روحية يتذوقيا أوالده‪ .‬أ َ‬
‫يشير لمقديسيف وبشفاعتيـ لنا بركات‪ .‬وتشير لؤلنبياء الذيف بنبواتيـ نشبع مف كممات الكتاب المقدس ويشير‬

‫‪119‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخالحون)‬

‫السحاب ألف مراحـ اهلل عالية جداً‪ ،‬فائقة ومرتفعة وعظيمة لمغاية‪ ،‬وميما كانت متاعبنا فمراحـ اهلل أعمى وأعظـ‪،‬‬
‫وىو ييب رجاء ألوالده‪ ،‬بؿ يحوليـ إلى سماء ولسحاب مرتفع عف األرض‪.‬وتشير االية اف ارتفاع امانة اهلل تعني‬
‫انيا في حكمتيا غير مدركة لعقولنا ‪ ،‬ألف اهلل في محبتو يدبر لنا اعمى نصيب في السماويات ‪ ،‬اما نحف فكؿ‬
‫تفكيرنا محصور في اف محبة اهلل لنا برىانيا ىو في حصولنا عمي اكبر قدر مف االرضيات واقؿ قدر مف االالـ‬
‫‪ .‬فيؿ فكر احد يوما اف الموت واالـ ىذا العالـ ىي الطريؽ لمسماء ‪ .‬واليس ىذا ما نصميو في القداس " حولت‬
‫لي العقوبة خبلصا "‬

‫ِ‬ ‫َح َكام َك لُ َّج ٌة َع ِظيم ٌة‪َّ .‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬


‫اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ص َيا َرب‪".‬‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ع ْدلُ َك م ْث ُل ج َبال اهلل‪َ ,‬وأ ْ ُ‬
‫تدابير اهلل ترفعنا مف عمؽ الخطية وتيبنا بر المسيح‪ .‬وتدابيره راسخة عالية كالجباؿ وعميقة جداً ال يمكف أف‬
‫نفيـ أعماقيا كما أنو ال يمكننا النزوؿ الكتشاؼ أعماؽ البحار‪ .‬ومراحمو تصؿ لكؿ البشر بؿ حتى إلى الخميقة‬
‫ِ‬
‫اس َوا ْل َب َيائ َم تُ َخمٍّ ُ‬
‫ص َيا َرب = فيو يطعـ ويحفظ كؿ الخميقة ‪.‬‬ ‫الحيوانية غير العاقمة= َّ‬
‫الن َ‬

‫سِم َب ْي ِت َك‪َ ,‬و ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫‪ٛ‬‬


‫ون‪َ .‬ي ْرَو ْو َن م ْن َد َ‬
‫اح ْي َك َي ْحتَ ُم َ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٜ-ٚ‬ما أَ ْكرم ر ْحمتَ َك يااَهلل! فَب ُنو ا ْلب َ ِ ِ‬
‫ش ِر في ظ ٍّل َج َن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َ َ ُ َ‬
‫ورا‪".‬‬ ‫ع ا ْلحي ِ‬
‫اة‪ِ .‬ب ُن ِ‬ ‫َني ِر ِنع ِم َك تَس ِقي ِيم‪ٜ .‬أل َّ ِ‬
‫ور َك َن َرى ُن ً‬ ‫َن ع ْن َد َك َي ْن ُبو َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫اهلل يحمي أوالده‪ ،‬ويشبعيـ مف خيراتو‪ ،‬يمؤلىـ فرحاً وبيجة فبل يحتاجوف إلى الممذات الزمنية‪ ،‬يجدوف في‬
‫مخمصيـ سر فرحيـ الحقيقي‪ ،‬يمؤلىـ مف روحو القدوس ينبوع الحيوة فتكوف ليـ ثماره‪ .‬ويعطييـ الروح استنارة =‬
‫ور‪ .‬وىو يكشؼ لنا حتى أعماؽ اهلل (ٔكوٕ‪ .)ٕٔ-ٜ2‬وبنورؾ (المسيح) نعايف النور (الروح‬ ‫ِب ُن ِ‬
‫ور َك نعاين ال ُن ً‬
‫القدس) فبدوف عمؿ المسيح الفدائي ما كاف الروح القدس قد حؿ عمى الكنيسة‪ .‬وباالستنارة التي يعطييا الروح‬
‫القدس لنا ( النور) نعرؼ المسيح ( النور )‪ ( " .‬يو ‪ ) ٔٙ – ٕٔ 2 ٔٙ‬والروح القدس ىو الذي يفتح ويدرب كؿ‬
‫حواسنا الروحية فنفيـ امور السمائيات ‪.‬‬

‫يمي ا ْل َق ْمب‪ٔٔ .‬الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ‬ ‫ين يع ِرفُوَن َك‪ ,‬وع ْدلَ َك لِ ْممستَ ِق ِ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬أ َِد ْم‬ ‫ِِ‬
‫اء‪َ ,‬وَي ُد‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َر ْح َمتَ َك لمَّذ َ َ ْ‬
‫ام‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫اإل ثِْم‪ُ .‬د ِحروا َفمَم ي ِ‬
‫ار الَ تَُز ْح ِز ْح ِني‪ُ .‬ى َن َ‬
‫ٕٔ‬
‫اعمُو ِ‬‫سقَطَ فَ ِ‬
‫ش َر ِ‬
‫يعوا ا ْلق َي َ‬‫ستَط ُ‬‫اك‬
‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫األَ ْ‬ ‫َ‬
‫كؿ نفس تذوقت عطايا اهلل‪ ،‬تصمي مع المرنـ ليديـ ليا اهلل ىذه المراحـ فبل تفقد سبلميا‪ .‬ويبعد عنيا الكبرياء‬
‫فيبتعد عنيا اهلل بسبب كبريائيا‪ .‬ويبعد عنيا األشرار حتى ال تغوى النفس وراء شرورىـ فيفقدوا طيارتيـ وبالتالي‬
‫ام = واألشرار الذيف يدبروف الشر ألوالد اهلل‬ ‫ِ‬ ‫سبلميـ ففي الكبرياء والشر سقط فاعمو اإلثـ َفمَم ي ِ‬
‫يعوا ا ْلق َي َ‬
‫ستَط ُ‬
‫ْ َْ‬
‫يسقطوف في شرورىـ ىذه ويسقطوا تحت لعنتيا‪ .‬أما عدؿ اهلل فيستمتع بو المستقيمي القموب الذيف ال يخدعوا‬
‫اء = إبعد عني شر المتكبريف‪.‬‬ ‫أنفسيـ ويتممقونيا‪ .‬الَ تَأ ِْت ِني ِر ْج ُل ا ْل ِك ْب ِري ِ‬
‫َ‬

‫‪120‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والثبلثون‬

‫يقاؿ أف داود كتب ىذا المزمور قبؿ نياحتو بثبلث سنوات وفيو يضع حصيمة خبراتو‪ ،‬وتتمخص في أنو ميما‬
‫نجح األشرار فنجاحيـ وقتي‪ ،‬أما األبرار فبل يناليـ سوى الخيرات‪ ،‬واف لـ ينالوىا عمى األرض فيـ سينالونيا في‬
‫السماء ويكفييـ عمى األرض أف اهلل يشعرىـ بعدـ التخمي عنيـ‪ .‬ومما يؤكد أف داود كتبو بعد أف شاخ اآلية‬
‫(ٕ٘ )‪ .‬ونبلحظ أف داود حيف يقوؿ أف البار يرث األرض فيذا بمفيوـ العيد القديـ وفي العيد الجديد فاألرض‬
‫ىي رمز لمميراث السماوي‪.‬‬

‫ون‪َ ,‬و ِمثْ َل‬ ‫ط ُع َ‬ ‫س ِر ً‬


‫يعا ُي ْق َ‬ ‫يش َ‬ ‫اإل ثِْم‪ٕ ,‬فَِإ َّن ُي ْم ِم ْث َل ا ْل َح ِش ِ‬‫ال ِ‬ ‫ار‪َ ,‬والَ تَ ْح ِس ْد ُع َّم َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٔٔ-‬الَ تَ َغ ْر ِم َن األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ٔ‬

‫ب فَ ُي ْع ِط َي َك‬ ‫َما َن َة‪َ .‬وتَمَ َّذ ْذ ِب َّ‬


‫الر ٍّ‬
‫ٗ‬
‫ع األ َ‬ ‫ض َو ْار َ‬ ‫اس ُك ِن األ َْر َ‬ ‫ب َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َر‪ْ .‬‬ ‫ون‪ .‬اتَّ ِك ْل َعمَى َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٖ‬
‫ض ِر َيذُْبمُ َ‬ ‫ش ِب األ ْ‬
‫َخ َ‬ ‫ا ْل ُع ْ‬
‫يرِة‪ٚ .‬ا ْنتَ ِظ ِر‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ور ِب َّر َك‪َ ,‬و َحق َك مثْ َل الظ ِي َ‬ ‫ب طَ ِريقَ َك َواتَّ ِك ْل َعمَ ْي ِو َو ُى َو ُي ْج ِري‪َ ٙ ,‬وُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ‬ ‫سمٍّ ْم ِل َّمر ٍّ‬
‫س ْؤ َل َق ْم ِب َك‪َ .‬‬
‫٘‬
‫ُ‬
‫ض ِب‪َ ,‬واتُْرِك‬ ‫ف َع ِن ا ْل َغ َ‬ ‫الر ُج ِل ا ْل ُم ْج ِري َم َكا ِي َد‪ُ .‬ك َّ‬
‫‪ٛ‬‬
‫يق ِو‪ِ ,‬م َن َّ‬ ‫ب واص ِبر لَ ُو‪ ,‬والَ تَ َغر ِم َن الَِّذي ي ْنجح ِفي طَ ِر ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ َ ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫ض‪َ ٔٓ .‬ب ْع َد‬ ‫ب ُى ْم َي ِرثُ َ‬ ‫ين َي ْنتَ ِظ ُر َ‬‫ون‪َ ,‬والَِّذ َ‬ ‫اممِي َّ‬ ‫َن ع ِ‬ ‫الس َخطَ‪َ ,‬والَ تَ َغ ْر لِ ِف ْع ِل َّ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ون األ َْر َ‬ ‫الر َّ‬
‫ون َّ‬ ‫ط ُع َ‬ ‫الشٍّر ُي ْق َ‬ ‫الشٍّر‪ ,‬أل َّ َ‬ ‫َّ‬
‫السبلَ َم ِة‪".‬‬
‫ون ِفي َكثَْرِة َّ‬ ‫ض‪َ ,‬وَيتَمَ َّذ ُذ َ‬ ‫ون األ َْر َ‬‫اء فَ َي ِرثُ َ‬‫َما ا ْل ُوَد َع ُ‬
‫ٔٔ‬
‫ون‪ .‬أ َّ‬ ‫ير‪ .‬تَطَّمِعُ ِفي َم َك ِان ِو فَبلَ َي ُك ُ‬ ‫ون ٍّ‬
‫الشٍّر ُ‬ ‫َقمِيمٍبلَ َي ُك ُ‬
‫يش =‬ ‫داود يدعو كؿ واحد أف ال يتساءؿ لماذا تنجح طريؽ األشرار ويغار منيـ ألف نجاحيـ وقتي فيـ كا ْل َح ِش ِ‬
‫يشغموف سطح األرض ببل قيمة وىـ ببل جذور عميقة تسندىـ‪ ،‬وعند ظيور الشمس الحارقة في الصيؼ (إشارة‬
‫لمدينونة األبدية) فإنيـ يذبموف‪ .‬أما المؤمف فمو جذوره التي تشرب مف مياه الروح القدس العميقة وحياتو مستترة‬
‫مع المسيح في اهلل (كوٖ‪ )ٖ2‬ومتى يأتي الربيع (عندما يأتي المسيح في مجده) سيكوف ىناؾ ثمار ونظير معو‬
‫ض = الكنيسة‪َ .‬وتَمَ َّذ ْذ‬
‫س ُكا ِنا األ َْر َ‬
‫في مجده (كوٖ‪ )ٗ2‬وما عمى المؤمف إال أف يتكؿ عمى الرب ويسمؾ بأمانة‪ْ .‬‬
‫ب = قد يكوف أوالد اهلل فقراء أو مضطيديف ولكنيـ فرحيف إذ يجدوا في عشرتيـ مع اهلل لذتيـ‪ .‬فيحسبوا العالـ‬ ‫الر ٍّ‬‫ِب َّ‬
‫س ْؤ َل َق ْم ِب َك = مف تمذذ بالرب يطمب أف تنفتح عيناه ويراه ويعاينو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كمو بكؿ خيراتو نفاية (فيٖ‪ .)ٜ-ٚ2‬فَ ُي ْعط َي َك ُ‬
‫ب طَ ِريقَ َك = في ثقة سمِّـ لمرب تدبير كؿ أمورؾ َو ُى َو ُي ْج ِري = يدبر كؿ أمور حياتنا حسب مشورتو‬ ‫سمٍّ ْم لِ َّمر ٍّ‬‫وَ‬
‫ور ِب َّر َك = إشراؽ حياة المؤمنيف األبرار سيكوف واضحاً كالنور حتى لو شوه‬ ‫الرب ُي ْخ ِر ُج ِم ْث َل الن ِ‬
‫الصالحة‪ .‬و َ‬
‫ب = اهلل طويؿ األناة وتأتي استجابتو في الزماف الذي يحدده ىو وعمى‬ ‫األشرار سمعتيـ إلى حيف‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬
‫الر َّ‬
‫ط= كؼ عف التذمر ضد أحكاـ اهلل‪ ،‬فالتذمر يقسي القمب‪.‬‬ ‫المؤمف أف يصبر اتُْرِك َّ‬
‫الس َخ َ‬

‫ض َح ُك ِب ِو ألَنَّ ُو َأرَى أ َّ‬


‫َن‬ ‫الرب َي ْ‬
‫َّ‬
‫ٖٔ‬
‫َس َنا َن ُو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ق َعمَ ْيو أ ْ‬ ‫ق َوُي َحٍّر ُ‬‫الصدٍّي ِ‬
‫ض َّد ٍّ‬ ‫الشٍّرير يتَفَ َّكر ِ‬
‫ٍّ ُ َ ُ‬
‫ٕٔ‬
‫اآليات (ٕٔ‪" - )ٕٗ-‬‬
‫ير‪ ,‬لِقَ ْت ِل ا ْلم ِ ِ‬‫ين َوا ْلفَ ِق ِ‬‫س ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٗٔ‬
‫ستَقيم طَ ِريقُ ُي ْم‪َ .‬‬
‫٘ٔ‬
‫س ْيفُ ُي ْم‬ ‫ُ ْ‬ ‫س ُي ْم ل َرْم ِي ا ْلم ْ‬‫ف َو َمدوا قَ ْو َ‬‫الس ْي َ‬
‫سموا َّ‬ ‫ش َرُار قَ ْد َ‬ ‫آت! األَ ْ‬ ‫َي ْو َم ُو‬
‫َي ْد ُخ ُل ِفي َق ْم ِب ِي ْم‪َ ,‬وِق ِسي ُي ْم تَْن َك ِس ُر‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬

‫ين‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫اض ُد ٍّ‬ ‫ار تَْن َك ِسر‪ ,‬وع ِ‬ ‫ش َر ِ‬
‫اع َد األَ ْ‬ ‫َن سو ِ‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫ار َك ِث ِ‬ ‫ق َخ ْيٌر ِم ْن ثَْرَوِة أَ ْ‬
‫ش َر ٍ‬ ‫اَْل َقمِي ُل الَِّذي لِ ٍّ‬
‫مصدٍّي ِ‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫ُ ََ‬ ‫ين‪ .‬أل َّ َ َ‬ ‫ير َ‬
‫ون‪ٜٔ .‬الَ ي ْخ َزو َن ِفي َزم ِن السو ِء‪ ,‬وِفي أَي ِ‬
‫َّام ا ْل ُجوِع‬ ‫يرثُ ُي ْم إِلَى األ ََب ِد َي ُك ُ‬ ‫َّام ا ْل َك َممَ ِة‪َ ,‬و ِم َا‬ ‫الرب َع ِ‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ف أَي َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫َّ‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ض َوالَ‬ ‫ستَ ْق ِر ُ‬ ‫ان فَ ُنوا‪ٍّ ٕٔ .‬‬ ‫اعي‪ .‬فَ ُنوا‪َ .‬كالد َخ ِ‬ ‫اء ا ْلمر ِ‬ ‫ب َكبي ِ‬ ‫ش َرَار َي ْيمِ ُك َ‬ ‫ون‪ٕٓ .‬أل َّ‬
‫ير َي ْ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫ََ‬ ‫الر ٍّ َ َ‬ ‫اء َّ‬ ‫َع َد ُ‬
‫ون‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َن األَ ْ‬ ‫ش َب ُع َ‬‫َي ْ‬
‫ون‪.‬‬ ‫ط ُع َ‬ ‫ين ِم ْن ُو ُي ْق َ‬ ‫ض‪َ ,‬وا ْل َم ْم ُعوِن َ‬ ‫ين ِم ْن ُو َي ِرثُ َ‬
‫ون األ َْر َ‬ ‫َن ا ْل ُم َب َارِك َ‬
‫ف َوُي ْع ِطي‪ٕٕ .‬أل َّ‬ ‫ٍّيق فَ َيتََأرَّ ُ‬
‫الصد ُ‬ ‫َما ٍّ‬ ‫َي ِفي‪ ,‬أ َّ‬
‫س ِن ٌد َي َدهُ‪".‬‬
‫ب ُم ْ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ط ِر ُح‪ ,‬أل َّ‬ ‫ط الَ َي ْن َ‬
‫سقَ َ‬ ‫سر‪ .‬إِ َذا َ‬
‫ٕٗ‬ ‫ان وِفي َ ِ ِ‬
‫ط ِريقو ُي َ‬ ‫سِ َ‬ ‫ات ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ط َو ُ‬
‫َّت َخ َ‬ ‫بَ تَثَب ُ‬ ‫ِم ْن ِق َب ِل َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٖٕ‬

‫ق‪.‬‬‫الصدٍّي ِ‬ ‫إبميس ومف يتبعو مف األشرار يظنوف أنيـ أقوياء‪ ،‬قادريف عمى إلحاؽ األذى بشعب اهلل= يتَفَ َّكر ِ‬
‫ض َّد ٍّ‬ ‫َ ُ‬
‫ض َح ُك ِب ِو = لماذا؟‬
‫الرب َي ْ‬
‫و َّ‬
‫آت = يرى الرب يوـ دينونتيـ‬‫َن يوم ُو ٍ‬
‫[ٔ] َأرَى أ َّ َ ْ َ‬
‫[ٕ ] السيؼ الذي اعدوه ضد المسكيف يرتد ويدخؿ في قموبيـ‪ .‬وسيؼ األشرار ال يمتد سوى ألجساد القديسيف وال‬
‫ينالوف مف أرواحيـ‬
‫[ٖ] اآلالـ تتحوؿ لخير القديسيف فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل‪ .‬واهلل يستخدـ ىذه اآلالـ لتكميؿ‬
‫َّام ا ْل َك َممَ ِة‬
‫ف أَي َ‬ ‫الرب َع ِ‬
‫ار ٌ‬ ‫القديسيف= َّ‬
‫َّام ا ْل َك َممَ ِة =‬
‫ف أَي َ‬ ‫[ٗ] فشؿ خطط األشرار= ِق ِسي ُي ْم تَ ْن َك ِس ُر‪ ،‬كما قاؿ يوسؼ الخوتو (تؾٓ٘‪ )ٕٓ2‬وقولو َّ‬
‫الرب َع ِ‬
‫ار ٌ‬
‫أف اهلل يعرؼ متى سيكمموف بيذه اآلالـ ليكوف ليـ نصيب في المجد السماوي‪ ،‬حينئذ يسمح بموتيـ بعد أف‬
‫يكمموا‪ .‬فاألشرار ليسوا أح ار اًر في أف يقتموا أوالد اهلل‪ .‬لـ يكف لؾ سمطاف البتة إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ‬
‫(يو‪ .)ٔٔ2ٜٔ‬الَ ُي ْخ َز ْو َن ِفي َزَم ِن السو ِء = ال يخزى إال مف ال يثؽ في اهلل وال رجاء لو‪ ،‬أما أوالده اهلل فيفتخروف‬
‫اء ا ْلمر ِ‬
‫اعي = أي الخراؼ السماف مف غناىـ وخيراتيـ ولكنيم َكالد َخ ِ‬
‫ان‬ ‫في الضيقات (روٗ‪ .)ٖ2٘،‬واألشرار َكبي ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫فَ ُنوا = الخروؼ حينما يصير سميناً يقترب ذبحو‪ ،‬والشرير كمما صار في بياء يقترب موعد دينونتو‪ ،‬وىو‬
‫كالدخاف كمما ارتفع إلى فوؽ كبر حجمو ولكنو يبدأ ينتشر ويكبر حجمو ولكنو يتبلشى رويداً رويداً‪ .‬أما البار‬
‫فيثبت الرب طريقو (ٖٕ) واف لـ يثبت الرب طريقنا سنسمؾ في طرؽ ممتوية‪ .‬ونبلحظ أف الرب يسوع ىو‬
‫الطريؽ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تى َوقَ ْد ِش ْخ ُ‬


‫ت‪َ ,‬ولَ ْم أ ََر صدٍّيقًا تُ ُخمٍّ َي َع ْن ُو‪َ ,‬والَ ُذٍّرَّي ًة لَ ُو تَ ْمتَم ُ‬
‫ٕ٘‬
‫س ُخ ْب ًزا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ض‬
‫ً‬ ‫َي‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫اآليات (ٕ٘‪" - )ٗٓ-‬‬
‫سمُ ُو لِ ْم َب َرَك ِة‪.‬‬ ‫ف َوُي ْق ِر ُ‬‫ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َيتََأرَّ ُ‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫ض‪َ ,‬وَن ْ‬
‫ب ُي ِحب ا ْل َحقَّ‪َ ,‬والَ َيتَ َخمَّى َع ْن أَتْ ِق َي ِائ ِو‪ .‬إِلَى األ ََب ِد‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬‫اس ُك ْن إِلَى األ ََب ِد‪ٕٛ .‬أل َّ‬ ‫الشٍّر َواف َْع ِل ا ْل َخ ْي َر‪َ ,‬و ْ‬‫‪ِ ٕٚ‬ح ْد َع ِن َّ‬
‫س ُك ُنوَن َيا إِلَى األ ََب ِد‪ .‬فَ ُم ٍّ‬
‫الصدٍّي ِ‬ ‫ون َي ِرثُ َ‬ ‫ار فَ َي ْنقَ ِطعُ‪.‬‬
‫ش َر ِ‬
‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬
‫ق َي ْم َي ُج‬ ‫ض َوَي ْ‬‫ون األ َْر َ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬
‫ٍّ‬ ‫س ُل األَ ْ‬ ‫َما َن ْ‬ ‫ون‪ .‬أ َّ‬ ‫ُي ْحفَظُ َ‬
‫ِ‬ ‫يع ُة إِل ِي ِو ِفي َق ْم ِب ِو‪ .‬الَ تَتَ َق ْم َق ُل َخطَ َواتُ ُو‪ٍّ ٖٕ .‬‬ ‫سا ُن ُو َي ْن ِط ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ٍّيق ُم َح ِ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ق ِبا ْل َحقٍّ‪َ .‬‬ ‫ِبا ْلح ْك َمة‪َ ,‬ولِ َ‬
‫ٖٔ‬
‫اوالً‬ ‫الصد َ‬ ‫ب ٍّ‬ ‫ير ُي َراق ُ‬
‫الشٍّر ُ‬
‫احفَ ْظ طَ ِريقَ ُو‪ ,‬فَ َي ْرفَ َع َك لِتَ ِر َ‬ ‫الرب الَ َيتُْرُك ُو ِفي َي ِد ِه‪َ ,‬والَ َي ْح ُك ُم َعمَ ْي ِو ِع ْن َد ُم َحا َك َم ِت ِو‪ .‬ا ْنتَ ِظ ِر َّ‬ ‫َن ُي ِميتَ ُو‪.‬‬
‫ٖٗ‬ ‫ٖٖ‬
‫ث‬ ‫ب َو ْ‬
‫الر َّ‬ ‫َّ‬ ‫أْ‬
‫ش َر ِ‬
‫ار تَ ْنظُُر‪.‬‬ ‫اض األَ ْ‬ ‫ض‪ .‬إِلَى ا ْن ِق َر ِ‬ ‫األ َْر َ‬

‫‪122‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخالحون)‬

‫وج ْد‪.‬‬‫ستُ ُو َفمَ ْم ُي َ‬ ‫س ِبم ْو ُج ٍ‬


‫ود‪َ ,‬وا ْلتَ َم ْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٖٙ‬‬
‫شِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ش َج َرٍة َ‬ ‫ارفًا ِم ْث َل َ‬‫ير َع ِات ًيا‪َ ,‬و ِ‬ ‫ت ٍّ‬ ‫ٖ٘‬
‫ارقَة َناض َرة‪َ .‬ع َب َر فَإ َذا ُى َو لَ ْي َ َ‬ ‫الشٍّر َ‬ ‫قَ ْد َأر َْي ُ‬
‫ِ‬ ‫اد َ ِ‬ ‫السبلَ َم ِة‪ .‬أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ام َل وا ْنظُ ِر ا ْلم ِ‬ ‫‪ٖٚ‬الَ ِح ِظ ا ْل َك ِ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ب ِإل ْن َ‬
‫سِ‬ ‫يم‪ ,‬فَِإ َّن ا ْل َعق َ‬
‫‪ٖٛ‬‬
‫ار‬ ‫ب األَ ْ‬ ‫يعا‪َ .‬عق ُ‬ ‫ون َجم ً‬ ‫ش َرُار فَ ُي َب ُ‬
‫َما األَ ْ‬ ‫ان َّ‬ ‫ستَق َ‬‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الرب َوُي َن ٍّجي ِي ْم‪ُ .‬ي ْن ِق ُذ ُى ْم‬ ‫ق‪َ .‬وُي ِعي ُن ُي ُم َّ‬
‫ٓٗ‬
‫الضي ِ‬
‫ان ٍّ‬ ‫يم ِفي َزَم ِ‬ ‫ب‪ِ ,‬ح ِ‬
‫صن ْ‬‫ْ‬ ‫ين فَ ِم ْن ِق َب ِل َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫ص ٍّ‬ ‫َما َخبلَ ُ‬ ‫َي ْنقَ ِطعُ‪ .‬أ َّ‬
‫‪ٖٜ‬‬

‫احتَ َم ْوا ِب ِو‪".‬‬


‫ص ُي ْم‪ ,‬أل ََّن ُي ُم ْ‬
‫ار َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫ِم َن األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬
‫في (ٕ٘) اهلل ال يتخمى عف أوالده أبداً‪ .‬وداود ىنا يقوليا عف خبرة رآىا في حياتو‪ .‬بؿ البار في تشبيو بإليو‬
‫نجده رحيماً بالمحتاج‪ ،‬ونسمو أيضاً يكوف في بركة‪ .‬وفي (‪ )ٕٚ‬دعوة لكي نسمؾ في فعؿ الخير لكي يكوف لنا‬
‫اس ُك ْن إِلَى األ ََب ِد‪ .‬وفي (ٖٓ‪ )ٖٔ،‬نرى الصديؽ يميج بالحكمة ونفيـ أنو حكيـ ألنو يحفظ وصايا‬ ‫ميراث أبدي= ْ‬
‫ِ‬
‫سِ‬
‫ان‬ ‫اهلل‪ .‬وفي (ٖ٘‪ )ٖٙ،‬يكرر أف نجاح الشرير نجاح وقتي‪ .‬وبعدىا يبادوف (‪ .)ٖٛ‬وفي (‪ )ٖٚ‬فَِإ َّن ا ْل َعق َ‬
‫ب ِإل ْن َ‬
‫ب = ‪Future‬‬ ‫ِ‬ ‫ا َّ ِ‬
‫لسبلَ َمة = نياية اإلنساف البار السبلمة والعكس لمشرير (‪ .)ٖٜ‬ا ْل َعق َ‬

‫‪123‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والثبلثون‬

‫ىذا المزمور ىو أحد مزامير التوبة لداود‪ ،‬ممموء أحزاناً وشكوى‪ ،‬فالخطية تأتي معيا بثمارىا مف اآلالـ واألحزاف‪،‬‬
‫بؿ يبدو أيضاً أف بعض األمراض قد أصابتو‪ .‬واهلل يسمح بيذه اآلالـ لمخاطئ ليتواضع وينسحؽ أمامو‪ .‬ومف‬
‫اآلالـ التي أوجعتو جداً ىجر أصحابو لو واضطياد أعداؤه لو‪ .‬لقد تمذذ بالخطية لحظات وجنى ثمارىا المرة‬
‫سنوات‪ .‬كؿ ىذه اآلالـ مع إحساسو بالندـ عمى خطيتو كاف ممكناً أف يدفعو لميأس‪ ،‬ولكننا نراه يمجأ إلى اهلل‬
‫بالصبلة ليناؿ عوناً‪.‬‬
‫عنواف المزمور لمتذكير = ليذكر خطيتو وتكوف أمامو كؿ حيف‪ ،‬ويذكر تأديب الرب فبل يعود ليا‪ .‬وفي السبعينية‬
‫تذكر ألجؿ السبت= والسبب ىو الراحة‪ .‬وفي اعترافنا وتوبتنا نجد راحة‪.‬‬

‫س َخ ِط َك‪َ ,‬والَ تُ َؤد ٍّْب ِني ِب َغ ْي ِظ َك‪",‬‬ ‫ِ‬


‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬الَ تَُوٍّب ْخني ِب َ‬
‫ٔ‬

‫ىي نفسيا (مز‪ .)ٔ2ٙ‬ىو ال يرفض التوبيخ‪ ،‬لكنو يرفض غضب اهلل عميو‪.‬‬

‫ش َب ْت ِف َّي‪َ ,‬وَن َزلَ ْت َعمَ َّي َي ُد َك‪".‬‬


‫ام َك قَِد ا ْنتَ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أل َّ ِ‬
‫َن س َي َ‬
‫سياـ اهلل ىي تأديباتو‪ .‬وقبؿ أف تجرحنا سياـ تأديباتو‪ ،‬تجرح ضميرنا سياـ كمماتو فإف لـ نتحرؾ ونتوب مف‬
‫توبيخ الضمير تأتي عمينا السياـ الخارجية‪.‬‬

‫سبلَ َم ٌة ِم ْن ِج َي ِة َخ ِطي َِّتي‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫س ْت في عظَامي َ‬ ‫ص َّح ٌة ِم ْن ِج َي ِة َغ َ‬
‫ض ِب َك‪ .‬لَ ْي َ‬
‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٛ-‬لَ ْيس ْت ِفي جس ِدي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ْرِبي ِم ْن ِج َي ِة‬ ‫اح ْت ُح ُب ُر َ‬
‫٘‬
‫َحتَم ُل‪ .‬قَ ْد أَ ْنتََن ْت‪ ,‬قَ َ‬
‫ْسي‪َ .‬ك ِحمل ثَ ِقيل أَثْ َق َل ِم َّما أ ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ق أر ِ‬
‫َن آثامي قَ ْد طَ َم ْت فَ ْو َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٗأل َّ‬
‫س ْت ِفي‬ ‫اصرتَ َّي قَِد امتَؤلَتَا ْ ِ‬
‫احت َارقًا‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫َن َخ َ‬ ‫ت َح ِزي ًنا‪ٚ .‬أل َّ‬ ‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َذ َى ْب ُ‬ ‫َح َماقَ ِتي‪ .‬لَ ِو ُ‬
‫يت‪ .‬ا ْن َح َن ْي ُ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ت أ َِئن ِم ْن َزِف ِ‬
‫ير َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪ُ .‬ك ْن ُ‬ ‫س َح ْق ُ‬
‫ت َوا ْن َ‬ ‫ص َّح ٌة‪َ .‬خ ِد ْر ُ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫جس ِدي ِ‬
‫َ َ‬
‫داود الذي لـ ينحني أماـ جميات وال األسد والدب‪ ،‬داود الجبار نجده بسبب الخطية متألماً‪ ،‬مريضاً منحنياً تحت‬
‫اح ْت جراحاتي = ىذه لمتعبير عف نتانة الخطية ورائحتيا النتنة‪ .‬والمرنـ يعتبر الخاطئ‬ ‫ثقؿ الخطية‪ .‬أَ ْنتََن ْت‪ ,‬قَ َ‬
‫جاىبلً أحمؽ= ِم ْن ِج َي ِة َح َماقَ ِتي والعكس نسمع رأس الحكمة مخافة الرب (أـٔ‪ .)ٚ2‬والعجيب أف المسيح ليشفينا‬
‫قَبِؿ أف يحمؿ ىو ثفؿ خطايانا وينحني تحت الصميب ليرفع رأسي المنحني‪ .‬وعمى كؿ منا أف ينسحؽ أماـ اهلل‪،‬‬
‫ت إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪.‬‬
‫س َح ْق ُ‬
‫خافضاً رأسو معترفاً بخطاياه ليحمميا ىو عنو = ا ْن َ‬

‫‪124‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخالحون)‬

‫ق‪ .‬قَُّوِتي فَ َارقَتِْني‪,‬‬ ‫ور ع ْن َك‪َ ٔٓ .‬ق ْم ِبي َخ ِ‬


‫اف ٌ‬ ‫ستُ ٍ َ‬ ‫س ِب َم ْ‬
‫ِ‬
‫ام َك ُكل تَأَو ِىي‪َ ,‬وتََنيدي لَ ْي َ‬ ‫َم َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔ٘-ٜ‬يا َرب‪ ,‬أ َ‬
‫يدا‪َ ٕٔ .‬وطَالِ ُبو َن ْف ِسي‬ ‫ارِبي َوقَفُوا َب ِع ً‬ ‫ض ْرَب ِتي‪َ ,‬وأَقَ ِ‬
‫ون تُ َجاهَ َ‬ ‫َص َحا ِبي َي ِقفُ َ‬ ‫ِ ٔٔ ِ ِ‬
‫س َمعي‪ .‬أَحبَّائي َوأ ْ‬ ‫ضا لَ ْي َ‬‫ور َع ْي ِني أ َْي ً‬‫َونُ ُ‬
‫ش‪.‬‬ ‫ون ِبا ْل ِغ ٍّ‬
‫اس ِد‪َ ,‬وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج َ‬
‫الش َّر تَ َكمَّموا ِبا ْلمفَ ِ‬
‫ون لِي َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س َ َ‬ ‫ش َرًكا‪َ ,‬وا ْل ُم ْمتَم ُ‬
‫ص ُبوا َ‬ ‫َن َ‬
‫س ِفي فَ ِم ِو ُح َّج ٌة‪ٔ٘ .‬أل ٍَّني‬ ‫س َمعُ‪َ ,‬ولَ ْي َ‬‫ان الَ َي ْ‬‫سٍ‬ ‫َما أََنا فَ َكأَص َّم الَ أَسمع‪ .‬و َكأ َْب َكم الَ ي ْفتَح فَاه‪ٔٗ .‬وأَ ُك ُ ِ‬
‫ون م ْث َل إِ ْن َ‬ ‫َْ ُ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َوأ َّ‬
‫ٖٔ‬

‫يب َيا َرب إِل ِيي‪".‬‬ ‫ستَ ِج ُ‬


‫ت تَ ْ‬‫ت‪ ,‬أَ ْن َ‬ ‫ص َب ْر ُ‬
‫لَ َك َيا َرب َ‬
‫نرى ىنا الرجوع إلى اهلل‪ .‬والمرنـ يمجأ هلل الذي يسمع تنيدات قمبو وأنينو وىو القادر أف يشفيو ويرفع عنو آالمو‬
‫ق = أي مضطرب‪ .‬وفَ َارقَتْو قُ َّوِتو ‪ ,‬فيو في‬ ‫الداخمية والخارجية‪ .‬وىو يصؼ حالتو بصدؽ أماـ اهلل ٓ َق ْم ِبي َخ ِ‬
‫اف ٌ‬
‫حالة خوؼ‪ ،‬وفقد استنارتو وأصدقاؤه أروا آالمو ووقفوا بعيداً كمف ال ييميـ أمره‪ .‬ولـ يساندوه في ضيقتو ويواسوه‪،‬‬
‫َس َمعُ َو َكأ َْب َك َم‪ =..‬داود‬
‫َص َّم الَ أ ْ‬
‫َما أََنا فَ َكأ َ‬
‫ولـ يقفوا معو ضد أعدائو الخارجييف (ألـ يتحمؿ المسيح عنا كؿ ذلؾ) أ َّ‬
‫قرر أف ال يجيب عمى شاتميو تاركاً األمر كمو هلل‪ ،‬فطالماً أف التأديب مف اهلل‪ ،‬فيو يترؾ لو تدبير كؿ شئ ورد‬ ‫َّ‬
‫حقو منيـ‪ .‬ولكف ىذه اآلية تنطؽ بما فعمو المسيح‪ ،‬إذا وقؼ صامتاً أماـ كؿ مف حاكموه ولـ يدافع عف نفسو‪.‬‬

‫َن‬
‫وش ٌك أ ْ‬‫شمتُوا ِبي»‪ِ .‬ع ْن َدما َزلَّ ْت قَ َد ِمي تَعظَّموا عمَ َّي‪ٔٚ .‬أل ٍَّني م ِ‬ ‫اآليات (‪ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙ‬أل ٍَّني ُق ْم ُ ِ َّ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ت «ل َئبل َي ْ َ‬
‫اء‪َ .‬عظُ ُموا‪َ .‬والَِّذ َ‬ ‫َع َد ِائي فَأ ْ‬ ‫ُخ ِب ُر ِبِإثْ ِمي‪َ ,‬وأَ ْغتَم ِم ْن َخ ِطي َِّتي‪َ .‬وأ َّ‬
‫أَ ْظمَ َع‪َ ,‬و َو َج ِعي ُمقَا ِبمِي َد ِائ ًما‪ .‬أل ََّن ِني أ ْ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫ين‬ ‫َح َي ٌ‬ ‫َما أ ْ‬
‫الصبلَ َح‪ٕٔ .‬الَ تَتُْرْك ِني َيا َرب‪.‬‬
‫اعي َّ‬ ‫َج ِل اتٍّب ِ‬ ‫شر‪ ,‬يقَ ِ ِ‬
‫او ُموَنني أل ْ َ‬ ‫ون َع ِن ا ْل َخ ْي ِر ِب َ ّ ُ‬‫ضوَن ِني ظُ ْم ًما َكثُُروا‪َ .‬وا ْل ُم َج ُاز َ‬
‫ٕٓ‬
‫ُي ْب ِغ ُ‬
‫ع إِلَى معوَن ِتي يا رب يا َخبلَ ِ‬
‫َيا إِل ِيي‪ ,‬الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني‪ .‬أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬
‫ٕٕ‬
‫صي‪".‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ىو سكت أماـ أعدائو‪ ،‬لكنو لـ يسكت أماـ اهلل‪ ،‬بؿ كاف يصرخ إليو في ثقة أنو سيستجيب‪ .‬فبل يشمت بو أعدائو‬
‫َن أَ ْظمَ َع = أي أعرج‪ .‬وترجمت في السبعينية "أما أنا لمسياط فمستعد" أي‬ ‫(‪ )ٔٙ‬ويتيمموف لسقوطو‪ .‬أل ٍَّني م ِ‬
‫وش ٌك أ ْ‬ ‫ُ‬
‫المرنـ مستعد لآلالـ التي يسمح بيا الرب حتى إف وصمت ألف يعرج‪ .‬ولكف جاءت السبعينية لتتنبأ في روعة عف‬
‫آالـ المسيح‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬نرى ضرورة االعتراؼ بالخطية‪ .‬وفي (‪ )ٜٔ‬نرى قوة األعداء ولذلؾ ال نمجأ سوى هلل‬
‫األقوى منيـ‪ .‬وفي (ٕٓ) نرى صورة لتخمي الجميع عف الرب يسوع وصورة لما يحدث لكؿ خاطئ‪ ،‬والمسيح‬
‫صار خطية ألجمنا وتحمؿ كؿ ىذه اآلالـ كحامؿ خطية‪ .‬وىو الذي عظموا عميو اتياماتيـ= َعظَّ ُموا‪ .‬ومف الذي‬
‫فعؿ ىذا أصدقاؤه وأقاربو بالجسد وىو لـ يفتح فاه‪ .‬وينيي المزمور بصراخو هلل لكي ال يبعد عنو‪ ،‬ويعينو‪ .‬وتفيـ‬
‫عظموا أف الذيف ظمموه إنتفخوا وكبروا وىـ المخطئيف‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والثبلثون‬

‫يقوؿ القديس أثناسيوس وغريغوريوس الناطؽ باإللييات أف داود ألؼ ىذا المزمور بإلياـ الروح القدس وأعطاه‬
‫ليدوثوف الذي انتخبو داود لمتسبيح‪.‬‬
‫قرر أف يضبط عواطفو ويبقييا داخمو‪ ،‬ال يتذمر وال‬
‫غالباً كاف داود في ألـ عظيـ وىو يكتب ىذا المزمور‪ ،‬ولكنو َّ‬
‫يشتكي أماـ أعدائو‪ ،‬ولكف يتكمـ ويفضي بما في داخمو أماـ اهلل فقط‪ .‬ونجد داود ىنا يشعر أف اإلنساف كبخار‬
‫يظير قميبلً ثـ يضمحؿ‪ ،‬فتساءؿ‪ ،‬ولماذا كؿ ىذا الصراع عمى الدنيا والكؿ سينتيي سريعاً‪ .‬وفي ألمو يردد ما‬
‫قالو أيوب مف قبؿ‪ ..‬إذا كانت أيامي ستنتيي سريعاً فيؿ أحيا ىذه الحياة القصيرة وأنا متألـ بكؿ ىذه التأديبات‪.‬‬

‫ير ُمقَا ِبمِي»‪".‬‬ ‫يما ٍّ‬


‫الشٍّر ُ‬ ‫َ‬
‫َحفَظُ لِفَ ِمي ِكمام ًة ِ‬
‫ف‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫طِإ ِبمِس ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ت « أَتَحفَّظُ لِس ِبيمِي ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫ُ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪" -‬‬
‫نرى قرار داود بأنو لف يتكمـ‪ ،‬فيو لف يتيـ أعداؤه‪ ،‬ولف يبرئ نفسو أماـ األشرار‪ ،‬ومف يحفظ لسانو يحفظ نفسو‬
‫(يعٖ)‪ .‬ولكنو لف ولـ يصمت أماـ اهلل‪.‬‬

‫س َكت َع ِن ا ْل َخ ْي ِر‪ ,‬فَتَ َح َّر َك َو َج ِعي‪".‬‬


‫ص ْمتًا‪َ ,‬‬
‫ص َمت َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬
‫ىنا تصوير آخر‪ ،‬أنو امتنع عف كممات الخير أماـ األشرار إذ ىـ يسخروف مما يقوؿ‪ ،‬فقرر أف ال يمقي درره‬
‫قداـ الخنازير (مت‪ .)ٙ2ٚ‬ولكف عدـ شيادتو هلل أوجعتو‪.‬‬

‫س ِاني "‬ ‫النار‪ .‬تَ َكمَّم ُ ِ‬


‫ت ِبم َ‬ ‫ْ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ ٖ" -‬ح ِمي َق ْم ِبي ِفي َج ْوِفي‪ِ .‬ع ْن َد لَ َي ِجي ا ْ ِ َّ‬
‫شتَ َعمَت ُ‬ ‫َ‬
‫نرى المرنـ ىنا في صراع بيف أف يتكمـ وأف يسكت‪ ،‬لو حنيف أف يشيد هلل‪ ،‬ولكنو مقتنع أف كبلمو سيزيد الشرير‬
‫س ِاني‪.‬‬ ‫ىياجاً وسخرية‪ .‬فمجأ هلل ليرشده = تَ َكمَّم ُ ِ‬
‫ت ِبم َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ت أَيَّامي‬ ‫٘‬ ‫ِ‬
‫ف أََنا َزائ ٌل‪ُ .‬ى َوَذا َج َع ْم َ‬ ‫َعمَ َم َك ْي َ‬‫اآليات (ٗ‪َ « " - )ٙ-‬عٍّرف ِْني َيا َرب ن َي َايتي َو ِم ْق َد َار أَيَّامي َك ْم ى َي‪ ,‬فَأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗ‬

‫ان‪ .‬إِ َّن َما‬


‫س ُ‬‫اإل ْن َ‬‫شى ِ‬ ‫ان قَ ْد ُج ِع َل‪ِ .‬سبلَ ْه‪ٙ .‬إِ َّن َما َك َخ َيال َيتَ َم َّ‬
‫سٍ‬‫َّام َك‪ .‬إِ َّن َما َن ْف َخ ًة ُكل إِ ْن َ‬
‫ش ْي َء قُد َ‬ ‫ش َب ًارا‪َ ,‬و ُع ْم ِري َكبلَ َ‬
‫أَ ْ‬
‫ضم َيا‪".‬‬ ‫ْخ ُر َذ َخ ِائ َر َوالَ َي ْد ِري َم ْن َي ُ‬
‫ون‪َ .‬يذ َ‬
‫ضج َ‬ ‫اطبلً ي ِ‬
‫َ‬
‫ب ِ‬
‫َ‬
‫إذ دخؿ المرنـ في حوار مع اهلل اكتشؼ تفاىة الحياة البشرية وقصرىا‪َ .‬عٍّرف ِْني َيا َرب ِن َي َاي ِتي = عرفني أنني لف‬
‫أبقي ىنا كثي اًر في ىذه الشدائد والضيقات وسخرية مف يسمع (ما قالو في آيةٕ)‪ .‬ومف يدرؾ ما أعده اهلل لو في‬
‫ان إِ َّن َما َك َخ َيال = ىؿ يستطيع أحد أف يمسؾ ظؿ األشياء‪ ،‬ىكذا‬
‫سٍ‬ ‫األبدية يدرؾ تفاىة ىذه األياـ األرضية‪ِ .‬‬
‫اإل ْن َ‬
‫ون = باطبلً يتعبوف ليكنزوا الماديات‪.‬‬ ‫اطبلً ي ِ‬
‫ضج َ‬ ‫كؿ مف يحاوؿ أف يتمسؾ بأمور ىذا العالـ= ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪126‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخالحون)‬

‫اص َّي َن ٍّج ِني‪ .‬الَ تَ ْج َع ْم ِني َع ًا‬


‫ار‬ ‫يك ُىو‪ِ ٛ .‬م ْن ُك ٍّل مع ِ‬
‫ََ‬
‫ِ ِ‬
‫ت َيا َرب؟ َر َجائي ف َ َ‬ ‫اآلن‪َ ,‬ما َذا ا ْنتَظَ ْر ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اآليات (‪َ « " - )ٖٔ-ٚ‬و َ‬
‫اج َم ِة َي ِد َك أََنا قَ ْد فَ ِن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ْ .‬ارفَ ْع َع ٍّني َ‬ ‫ص َمت‪ .‬الَ أَفْتَ ُح فَ ِمي‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ع ْن َد ا ْل َجاى ِل‪َ .‬‬
‫ِ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫يت‪.‬‬ ‫ض ْرَب َك‪ .‬م ْن ُم َي َ‬ ‫ت فَ َع ْم َ‬
‫ستَ ِم ْع‬ ‫ِٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِمثْ َل ا ْل ُع ٍّ‬ ‫َج ِل إِثْ ِم ِو‪ ,‬أَ ْف َن ْي َ‬
‫ان َن ْف َخ ٌة‪ .‬سبلَهْ‪ .‬ا ْ‬ ‫سٍ‬ ‫شتَ َياهُ‪ .‬إِ َّن َما ُكل إِ ْن َ‬
‫ث ُم ْ‬ ‫ان ِم ْن أ ْ‬‫س َ‬ ‫ت ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ات إِ ْن أَد َّْب َ‬ ‫ٔٔ ِبتَأ ِْديب ٍ‬
‫َ‬
‫آب ِائي‪.‬‬ ‫يع َ‬‫يب ِع ْن َد َك‪َ .‬ن ِزي ٌل ِم ْث ُل َج ِم ِ‬ ‫وعي‪ .‬أل ٍَّني أََنا َغ ِر ٌ‬ ‫س ُك ْت َع ْن ُدم ِ‬
‫ُ‬ ‫ص َراخي‪ .‬الَ تَ ْ‬
‫ِ‬
‫اص َغ إِلَى ُ‬ ‫صبلَ تي َيا َرب‪َ ,‬و ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ُوج َد»‪".‬‬ ‫ِ‬
‫اقْتَص ْر َع ٍّني فَأَتََبمَّ َج قَْب َل أ ْ‬
‫ٖٔ‬
‫ب فَبلَ أ َ‬ ‫ْى َ‬
‫َن أَذ َ‬
‫المرنـ إذ أدرؾ تفاىة ىذا العالـ‪ ،‬وضع رجاؤه كمو في اهلل‪ ،‬وليضمف نصيبو األبدي صمي= ِم ْن ُك ٍّل مع ِ‬
‫اص َّي‬ ‫ََ‬
‫َن ٍّج ِني ‪ ,‬ويعترؼ أف الخطية تجعمو عا اًر عند الجاىؿ‪ .‬وفي (‪ )ٜ‬نجده ُيسَّمـ نفسو تماماً بيف يدي اهلل‪ ،‬ويقبؿ منو‬
‫كؿ تأديب حتى يخمصو مف خطاياه‪ .‬ولكنو في ضعؼ وانسحاؽ يرفع عينيو إلى اهلل ليرفع عنو تأديباتو = ْارفَ ْع‬
‫َع ٍّني َ‬
‫ض ْرَب َك‪ .‬ونبلحظ أف اهلل يسمح بيذه الضربات والتأديبات حتى يقتنع أوالده بتفاىة األرضيات وأنيا زائمة‪.‬‬
‫فاهلل بتأديباتو يفني شيواتيـ مثؿ العث‪ .‬ويقتنع اإلنساف أنو َن ْف َخ ٌة أي ىو زائؿ سريعاً فمماذا التمسؾ باألرضيات‪.‬‬
‫فآية (ٔٔ) تشير لفائدة اآلالـ‪ .‬وفي (ٕٔ) صبلة هلل حتى يقبمو ويسمع صراخو ودموعو ويكتفي بيذه التأديبات‪،‬‬
‫ويكوف توقؼ التأديبات عبلمة عمى قبوؿ اهلل ورضاه عميو‪ ،‬وىو يطمب ىذا في (ٖٔ) أف يكؼ اهلل عف تأديباتو‬
‫ويعمف قبولو قبؿ أف يموت‪ ،‬فبعد الموت ال توجد فرصة لمتوبة‪ .‬والحظ شعوره بالغربة في ىذا العالـ‪ .‬أَتََبمَّ َج=‬
‫أفرح‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور األربعون‬

‫كتب داود ىذا المزمور بعد خبلصو مف شدة عظيمة‪ ،‬وىو يسبح اهلل عمى النجاة‪ .‬ونجد أنو يقؼ أماـ اهلل شاع اًر‬
‫بأنو أخطأ إليو‪ ،‬وربما شعر أف أالمو كا نت نتيجة لغضب اهلل عميو بسبب أثامو‪ .‬وبروح النبوة تحولت تسبحتو‬
‫ىذه لتصبح نبوة عف المسيح وخبلص المسيح لمبشرية بعد أف تألَّـ ألجميا ثـ قاـ‪ .‬فكممات داود عف أالمو‬
‫وخبلصو ىنا ال تنطبؽ سوى عمى المسيح‪ .‬ولقد طبؽ بولس كممات ىذا المزمور عمى‬
‫المسيح (عبٓٔ‪.)ٔ٘-٘2‬‬

‫ب ا ْل َيبلَ ِك‪ِ ,‬م ْن ِط ِ‬ ‫َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ,‬فَما َل إِلَ َّي و ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )٘-‬ا ْن ِت َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫ين‬ ‫ص َراخي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫سم َع ُ‬
‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ظ ْر ُ‬
‫ار ا ْنتَ َ‬
‫ظ ًا‬
‫ِ‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْخ َرٍة ِر ْجمَ َّي‪ .‬ثَب َ‬ ‫ِ‬
‫يح ًة ِإل ل ِي َنا‪َ .‬كث ُ‬
‫س ِب َ‬
‫ٖ‬
‫ون َي َر ْو َن‬
‫ير َ‬ ‫يدةً‪ ,‬تَ ْ‬ ‫َّت ُخطُ َواتي‪َ ,‬و َج َع َل في فَمي تَْرن َ‬ ‫ام َعمَى َ‬
‫ا ْل َح ْمأَة‪َ ,‬وأَقَ َ‬
‫ب‪.‬‬
‫الر ٍّ‬ ‫ون َوَيتََو َّكمُ َ‬
‫ون َعمَى َّ‬ ‫َوَي َخافُ َ‬
‫ت‬
‫ت أَ ْن َ‬ ‫ير َما َج َع ْم َ‬ ‫ين إِلَى ا ْل َك ِذب‪َ ٘ .‬ك ِث ًا‬ ‫يس َوا ْل ُم ْن َح ِرِف َ‬ ‫ار ِ‬ ‫طِ‬‫ب ُمتَّ َكمَ ُو‪َ ,‬ولَ ْم َي ْمتَ ِف ْت إِلَى ا ْل َغ َ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي َج َع َل َّ‬
‫الر َّ‬ ‫طُ َ‬
‫ٗ‬

‫َن تُ َعدَّ‪".‬‬‫اد ْت َع ْن أ ْ‬ ‫الرب إِل ِيي َع َج ِائ َب َك َوأَ ْف َك َار َك ِم ْن ِج َي ِت َنا‪ .‬الَ تُقَ َّوُم لَ َد ْي َك‪ .‬أل ْ‬
‫ُخ ِب َر َّن َوأَتَ َكمَّ َم َّن ِب َيا‪َ .‬ز َ‬ ‫أَي َيا َّ‬
‫ىنا نرى تسبيح داود هلل الذي أنقذه مف ضيقتو‪ .‬فيو كاف في ضيقتو قريباً جداً مف الموت (حدث ىذا أياـ شاوؿ‬
‫ين ا ْل َح ْمأ َِة إشارة إلى أنو لو مات لكاف قد‬ ‫ب ا ْل َيبلَ ِك‪ ,‬و ِط ِ‬ ‫وأياـ إبشالوـ) وأنقذه اهلل مف موت محقؽ‪ ،‬أسماه ىنا ُج ٍّ‬
‫دفف في قبر وىمؾ‪ .‬ولكف إذا فيمنا أف المزمور نبوة عف المسيح فالمسيح فعبلً قد مات ودفف وذىب إلى الجحيـ‬
‫ب=‬ ‫الر َّ‬
‫ت َّ‬ ‫ظ ْر ُ‬
‫ار ا ْنتَ َ‬
‫ظ ًا‬ ‫لينقذ مف مات عمى الرجاء‪ .‬ويكوف خبلص اهلل لممسيح ىو قيامتو وقيامة كنيستو معو‪ِ .‬ا ْن ِت َ‬
‫ب ا ْل َيبلَ ِك= الجب بئر‬ ‫َص َع َد ِني ِم ْن ُج ٍّ‬
‫دليؿ المثابرة والصبر في الضيقة‪ .‬ىكذا صمت المسيح أثناء محاكمتو أ ْ‬
‫عميؽ موحؿ (أر‪ .) ٖٛ‬ونحف بخطيتنا سقطنا في جب الموت واليبلؾ واحتجنا ليد الرب (المسيح) ليخمصنا‪ .‬بؿ‬
‫ىو أخرجنا وأقامنا عمى صخرة ىي الرب يسوع نفسو‪ ،‬وما عادت أقدامنا تغوص في وحؿ الجب (شيواتنا‬
‫وخطايانا) بؿ ثبت المسيح أقدامنا في طريؽ النصرة عمى الخطية‪ ،‬طريؽ اإليماف‪ .‬ومف شعر بخبلص المسيح‬
‫ون = يروف خبلص الرب ويتمموا خبلصيـ بخوؼ ورعدة‪ ،‬حيف يدركوا سر‬ ‫ون َي َر ْو َن َوَي َخافُ َ‬
‫ير َ‬ ‫ِ‬
‫يسبح (ٖ) َكث ُ‬
‫الصميب‪ ،‬فإف كاف اهلل لـ يشفؽ عمى ابنو‪ ،‬فإنو لف يشفؽ عمى كؿ خاطئ ال يريد أف يتوب‪ .‬وكؿ مف يفعؿ‬
‫ار ِ‬
‫يس = المتكبريف‬ ‫طِ‬‫وبى لِ َّمر ُج ِل الَِّذي‪َ ..‬ولَ ْم ينظر إِلَى ا ْل َغ َ‬
‫ويتوب يثبت في المسيح فيقوـ معو‪ ،‬وىذا طوبى لو= طُ َ‬
‫وىـ الشياطيف الذيف يغووف أوالد اهلل باألباطيؿ‪ ،‬لذلؾ ترجمت اآلية في السبعينية ولـ ينظر إلى األباطيؿ وفي‬
‫(٘) نرى أف أفكار اهلل عجيبة ال يتصورىا العقؿ البشري‪ ،‬فمف كاف يفيـ سر الصميب قبؿ حدوثو‪ ،‬وىؿ كاف‬
‫ب = تفيـ أيضاً أنيا دليؿ‬
‫الر َّ‬
‫ت َّ‬‫ظ ْر ُ‬
‫ار ا ْنتَ َ‬ ‫يتصور إنساف أف يكوف ىذا سبباً لخبلص البشر وحبلً لمشكبلتيـ‪ِ .‬ا ْن ِت َ‬
‫ظ ًا‬
‫المثابرة والصبر والثقة في مواعيد اهلل‪ .‬الَ تُقَ َّوُم = عطايا اهلل لنا عجيبة وتتضاعؼ دائماً‪ .‬ومف يعرؼ ىذه المحبة‬
‫ينتظر الرب بثقة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫َّة لَ ْم تَ ْطمُ ْب‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ ُق ْم ُ‬


‫ت‪ .‬م ْحرقَ ًة وَذ ِبيح َة َخ ِطي ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اآليات (‪ِ ٙ" - )ٖٔ-ٙ‬ب َذ ِب ٍ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ت‬ ‫س َّر‪ .‬أُ ُذ َن َّي فَتَ ْح َ ُ َ َ َ‬ ‫يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ‬
‫َ‬
‫ش ِائي»‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫ِ‬
‫يعتُ َك في َو َ‬ ‫ش ِر َ‬‫ت‪َ ,‬و َ‬ ‫س ِرْر ُ‬‫يئتَ َك َيا إِل ِيي ُ‬ ‫َن أَف َْع َل َم ِش َ‬ ‫وب َع ٍّنى أ ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫اب َم ْكتُ ٌ‬ ‫ت‪ِ .‬ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ‬
‫«ىأََن َذا ِج ْئ ُ‬
‫س ِط َق ْم ِبي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫ت‪ .‬لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك في َو َ‬ ‫ت َيا َرب َعمِ ْم َ‬ ‫اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫يم ٍة‪ُ .‬ى َوَذا َ‬
‫شفَتَ َ‬
‫ت ِب ِبر ِفي جم ٍ ِ‬
‫اعة َعظ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ش ْر ُ ّ‬ ‫‪َ ٜ‬ب َّ‬
‫يم ِة‪.‬‬ ‫ف ر ْحمتَ َك وحقَّ َك ع ِن ا ْلجم ِ ِ‬
‫اعة ا ْل َعظ َ‬‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُخ َ َ َ َ‬
‫ص َك‪ .‬لَم أ ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ت ِبأَما َن ِت َك و َخبلَ ِ‬
‫َ‬ ‫تَ َكم ْم ُ َ‬
‫َّ‬

‫صى قَِد ا ْكتََنفَتْ ِني‪.‬‬ ‫ور الَ تُ ْح َ‬


‫ش ُر ًا‬‫َن ُ‬ ‫ص ُرِني َر ْح َمتُ َك َو َحق َك َد ِائ ًما‪ٕٔ .‬أل َّ‬
‫ت َيا َرب فَبلَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني‪ .‬تَ ْن ُ‬
‫َما أَ ْن َ‬
‫أ َّ‬
‫ٔٔ‬

‫ض َيا َرب ِبأ ْ‬


‫َن‬ ‫ْسي‪َ ,‬وَق ْم ِبي قَ ْد تََرَك ِني‪ِٖٔ .‬ا ْرتَ ِ‬‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِ‬ ‫آثامي‪ ,‬والَ أَستَ ِطيع أ ْ ِ‬
‫َن أ ُْبص َر‪َ .‬كثَُر ْت أَ ْكثََر م ْن َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫حاقَ ْت ِبي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَُن ٍّج َيني‪َ .‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬
‫ع‪".‬‬
‫ىنا نرى صورة المسيح الذي أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيٕ‪ .)ٚ2‬وكاف العبد يتـ منحو الحرية في السنة‬
‫السابعة لعبوديتو‪ ،‬فإف أحب سيده وأراد أف يستمر عبداً لو كؿ أياـ حياتو يفتح سيده أذنو بالمثقب عند باب البيت‬
‫عبلمة أنو بإرادتو قبؿ أف يستعبد لسيده كؿ عمره (خرٕٔ‪ .)ٙ-ٔ2‬وىذا ما صنعو المسيح أف يصير عبداً ليصنع‬
‫مشيئة اآلب‪ .‬ولقد ترجمت السبعينية أذني فتحت ىكذا ىيأت لي جسداً (عبٓٔ‪ .)٘2‬ألف السبعينية لـ تترجـ‬
‫الكتاب ترجمة حرفية‪ ،‬فيي تكتب لمعالـ كمو‪ .‬ومف مف الناس سيفيـ النظاـ العبراني في ثقب األذف‪ .‬وحينما‬
‫اقتبس كتاب العيد الجديد مف العيد القديـ اقتبسوا مف السبعينية‪ .‬والترجمتيف متكاممتيف‪ ،‬فالمسيح أخذ لو جسداً‬
‫ليكوف عبداً بإرادتو لآلب لينفذ كؿ مشيئتو‪ ،‬وليقدـ نفسو ذبيحة فاآلب لـ ُيس َّْر بالذبائح الحيوانية‪ ،‬ولكنيا كانت‬
‫س َّر = فاآلب كانت عينيو عمى مسيحو الذي سيقدـ نفسو ذبيحة‬ ‫رم اًز لممسيح المصموب= ِب َذ ِب ٍ ِ ٍ‬
‫يحة َوتَ ْقد َمة لَ ْم تُ َ‬
‫َ‬
‫بإرادتو‪ .‬فما كاف ممكنا اف ذبائح حيوانية تغفر خطايا وبالتالي فاهلل لف يسر بيا ‪ ،‬فاهلل يسر بالفداء الذي اعاد‬
‫َن أَف َْع َل َم ِش َ‬
‫يئتَ َك َيا‬ ‫اوالده اليو ‪ ،‬لذلؾ قاؿ اآلب يوـ معموية المسيح " ىذا ىو ابني الحبيب الذي بو سررت " = أ ْ‬
‫ب َع ٍّنى‬ ‫اب َم ْكتُو ٌ‬ ‫ت‪ .‬ونرى في ىذه اآليات أف المسيح أتي تحقيقاً لمنبوات‪ .‬وأتى ليبشر ويعمـ‪ِ .‬ب َد ْر ِج ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫إِل ِيي ُ‬
‫س ِرْر ُ‬
‫= العيد القديـ ممموء نبوات عف كؿ ما عممو المسيح ‪.‬‬
‫ويصنع مشيئة الذي أرسمو أي اآلب ( يوٗ ‪ .) ٖٗ 2‬إذاً مجيء المسيح كاف وفؽ خطة إليية لخبلص البشر‬
‫ت تحمؿ معنى أخبار مفرحة أي إنجيؿ‪.‬‬ ‫ت ِب ِب ّر = الكممة العبرية َب َّ‬
‫ش ْر ُ‬ ‫ش ْر ُ‬ ‫سبؽ اهلل وأنبأ بيا بواسطة أنبيائو‪َ .‬ب َّ‬
‫واألخبار المفرحة التي بشرنا بيا المسيح ىي عودتنا لحضف اآلب بفدائو الذي يبررنا بدمو فنكوف مقبوليف اماـ‬
‫يم ٍة = ىي الكنيسة جسد المسيح ‪ ،‬التي مؤلت كؿ االرض‪.‬والمسيح لـ يتوقؼ عممو ابدا‬ ‫اآلب فيو‪ .‬جم ٍ ِ‬
‫اعة َعظ َ‬
‫ََ َ‬
‫اي لَ ْم أ َْم َن ْع ُي َما‪ ...‬لَ ْم أَ ْكتُ ْم َع ْدلَ َك‪ ...‬الَ تَ ْم َن ْع َأْرفَتَ َك َع ٍّني= اهلل حماه مف كؿ‬
‫شفَتَ َ‬
‫بسبب مقاومة الييود = َ‬
‫محاوالتيـ لقتمو ليتمـ بشارتو وتعاليمو (يو ‪)ٜ٘2 ٛ‬‬
‫ش ِائي‪-2‬‬ ‫س ِط أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫ِ‬
‫ش ِر َ‬
‫يعتُ َك في َو َ‬ ‫َ‬
‫ٔ) المسيح كاف يرد عمي ابميس يوـ التجربة بايات مف الكتاب ‪.‬‬
‫ٕ) المسيح ىو االنساف الكامؿ المولود تحت الناموس والتزـ بكؿ وصايا الناموس كالختاف والتطييرات وغيرىا ‪.‬‬
‫ولـ يخالؼ وصية واحدة لذلؾ قاؿ " مف منكـ يبكتني عمي خطية ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور األربعون)‬

‫ٖ) اهلل كممنا فيو ( عب ٔ ‪ ) ٕ 2‬وىذا ما قالو اهلل لموسي عف المسيح (تث ‪) ٜٔ – ٔ٘ 2 ٔٛ‬‬
‫وفي (ٕٔ) نرى الشرور التي أحاطت بالمسيح كؿ حياتو‪ ،‬بؿ مف لحظة والدتو واضطياد ىيرودس لو حتى‬
‫آثامي = ىذه يقوليا داود أو أي إنساف‪ ،‬أما المسيح فاألثاـ التي صنعيا البشر حمميا ىو‬ ‫الصميب‪ .‬حاقَ ْت ِبي ِ‬
‫َ‬
‫َن أ ُْب ِ‬
‫ص َر = فأنقياء القمب‬ ‫َستَ ِطيعُ أ ْ‬
‫ولكنو لـ يصنع إثماً‪ .‬ويستمر داود في شرح موقؼ اإلنساف الخاطئ فيقوؿ َوالَ أ ْ‬
‫ىـ الذيف يعاينوف اهلل‪ .‬وىذه بفـ داود فييا يعترؼ بمساف اإلنساف عموماً بأف خطاياه الكثيرة حرمتو مف أف يرى‬
‫اهلل بؿ دفعتو لميأس مف الخبلص‪ ،‬فيو لـ يعد قاد اًر أف يرى طريؽ لمنجاة مف الموت ومف الجحيـ‪ .‬وفي يأسو‬
‫قاؿ= َوَق ْم ِبي قَ ْد تََرَك ِني = فقمبو الجريح صار غير قاد اًر أف يرفع هلل‪ .‬وربما تشبو مز(ٕٕ) قمبي صار كالشمع‬
‫ذاب وسط أحشائي‪.‬‬

‫ون َن ْف ِسي ِإل ْىبلَ ِكيا‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ‬


‫اء‪َ ,‬وْل َي ْخ َز‬ ‫ين َي ْطمُ ُب َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬لِ َي ْخ َز َوْل َي ْخ َج ْل َم ًعا الَِّذ َ‬
‫ٗٔ‬
‫ََ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫َج ِل ِخ ْزِي ِيِم ا ْلقَ ِائمُ َ ِ‬
‫ش ِم ْن أ ْ‬ ‫ستَ ْو ِح ْ‬ ‫ا ْلمسرور َ ِ ِ ِ٘ٔ‬
‫ون لي « َى ْو! َى ْو!»‪ .‬ل َي ْبتَ ِي ْج َوَي ْف َر ْح ِب َك َجميعُ‬ ‫ون ِبأَذيَّتي‪ .‬ل َي ْ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫الرب َي ْيتَم ِبي‪َ .‬ع ْوِني َو ُم ْن ِق ِذي‬ ‫س‪َّ .‬‬ ‫َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬
‫ين َوَبائ ٌ‬ ‫ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫الرب»‪ .‬أ َّ‬ ‫ص َك « َيتَ َعظَّ ُم َّ‬ ‫يك‪ .‬لِي ُق ْل أَب ًدا م ِحبو َخبلَ ِ‬
‫طَال ِب َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ت‪َ .‬يا إِل ِيي الَ تُْبط ْ‬
‫ئ‪".‬‬ ‫أَ ْن َ‬
‫ىنا نرى صراخ المرنـ هلل لينجيو مف أعدائو‪ .‬وىي نفس آيات المزمور السبعوف لداود (ورد تفسيره في صبلة‬
‫باكر)‪ .‬فالمرنـ ىنا يمجأ هلل ليخمصو حينما وصؿ ىو إلى حالة اليأس‪ .‬ولقد استجاب اهلل لصرختو بالمسيح‬
‫ستَ ْو ِح ْ‬
‫ش = ليتوحشوا ويحاولوا ترويعي كما يريدوف‪ ،‬ليسخروا قائميف َى ْو َى ْو وكؿ ذلؾ‬ ‫ِ‬
‫المصموب المخمص‪ .‬ل َي ْ‬
‫سيكوف لخزييم فيو واثؽ في تدخؿ اهلل الذي سيخزييـ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي واألربعون‬

‫المزمور الحادي واألربعون (األربعون في األجبية)‬

‫ىو مزمور نبوي يتحدث فيو داود عف مقاومة األشرار لمسيد المسيح وأالمو ونصرتو ولقد أشار لو السيد المسيح‬
‫بكونو نبوة عف خيانة ييوذا لو (يؤٖ‪ + ٔٛ2‬أعٔ‪ )ٔٙ2‬ولذلؾ تصمي الكنيسة ىذا المزمور في صموات الساعة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫نفيـ المزمور بطريقتيف‬
‫تعميمية فنرى فيو مكافأة مف ييتـ بأخوة الرب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫نبوية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الرب ي ْحفَظُ ُو وي ْح ِي ِ‬ ‫الشٍّر ي َن ٍّج ِ‬ ‫ا ْلمس ِك ِ ِ‬


‫وبى لِمَِّذي َي ْنظُُر إِلَى‬
‫يو‪َ .‬ي ْغتَِبطُ‬ ‫ين‪ .‬في َي ْوِم َّ ُ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫َُ‬ ‫الرب‪َ َّ .‬‬ ‫يو َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬طُ َ‬
‫ض َج َع ُو ُكمَّ ُو ِفي‬
‫ت َم ْ‬ ‫اش الضع ِ‬
‫ف‪َ .‬م َّي ْد َ‬ ‫ْ‬ ‫ض ُدهُ َو ُى َو َعمَى ِف َر ِ‬
‫َع َد ِائ ِو‪.‬‬
‫سمٍّ ُم ُو إِلَى َم َرِام أ ْ‬
‫الرب َي ْع ُ‬
‫َّ‬
‫ٖ‬
‫ِفي األ َْر ِ‬
‫ض‪َ ,‬والَ ُي َ‬
‫ض ِو‪".‬‬ ‫مر ِ‬
‫ََ‬
‫ين ىو المحتاج مادياً‪ ،‬المريض‪ ،‬الخاطئ الذي ال يعرؼ طريؽ اهلل‪ ..‬الخ‪ .‬واهلل يعطينا أف نيتـ بكؿ مف ال‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫معيف لو بشرط أف تكوف لنا ىذه الرغبة أف نخدميـ‪ ،‬فنخدـ ربنا يسوع فييـ‪ ،‬فيـ إخوتو األصاغر (متٕ٘‪.)ٗٓ2‬‬
‫واف لـ تكف لنا ىذه الرغبة عمينا اف نغصب انفسنا فممكوت السماوات يغصب ( مت ٔٔ ‪ )ٕٔ 2‬وىذا ما نسميو‬
‫الجياد‪ .‬ومع الجياد سنختب فرحة المقاء مع الرب يسوع ‪ .‬والمسيح في تواضع عجيب يقوؿ أنا محتاج لخدماتكـ‬
‫كما قاؿ لمسامرية إعطيني ألشرب‪ ،‬ويقوؿ "أنا عطشاف" فيو عطشاف لكؿ نفس لتخمص‪ .‬ومف ينظر لكؿ محتاج‬
‫وصمِب‬
‫ويقدـ لو خدمة ينقذه اهلل في يوـ الشر‪ .‬ولكف المسكيف ىنا إشارة ونبوة عف المسيح‪ ،‬الذي إفتقر ليغنينا ُ‬
‫في ضعؼ لتكوف لنا نحف الضعفاء قوة‪ ،‬ومف ينظر إليو يستمد منو المعونة ينجيو (ٕكو‪( )ٜ2ٛ‬متٕٓ‪ٜٔ2ٙ،‬‬
‫‪ +‬لوٖٖ‪ .)ٖٕ2ٕٔ،‬ومف يقدـ خدمة روحية (ٕكو‪ )ٔٓ2ٙ‬فاهلل ىو الذي يعطيو ليعطي لمف ليس لو‪ ،‬وَي ْوِم َّ‬
‫الشٍّر‬
‫ىو اليوـ الذي يياجمنا فيو إبميس (ٔبط٘‪ )ٛ2‬وىجوـ ابميس شير لسقطنا في خطية او تجربة مؤلمة‪ .‬وىنا يرحـ‬
‫اهلل مف رحـ إخوتو (يعٕ‪ + ٖٔ2‬مت٘‪ .)ٚ2‬وَي ْوِم َّ‬
‫الشٍّر أيضاً يشير إلى يوـ الدينونة‪ ،‬فيو يرحـ اهلل مف رحـ‬
‫إخوتو‪ ،‬وال يسممو ليد أعدائو الشياطيف‪ .‬والرب يعضد الرحيـ في ىذه الحياة وفي الدىر اآلتي (ٔتيٗ‪ .)ٛ2‬وفي‬
‫ض مغبوطا‪ .‬ويقيـ داخمو ممكوتو كممكوت تسبيح‬ ‫ىذه األرض يحوؿ لو الرب األرض سماء = يجعمو ِفي األ َْر ِ‬
‫وتيميؿ وشكر عمى غنى نعمة اهلل المجانية‪ .‬بؿ ييب اهلل لو الصحة = الرب يعضده وىو عمى فراش الضعف=‬
‫يعينو عمى سرير وجعو (سبعينية) وقد ال يتـ الشفاء النيائي ولكف يشعر المريض بأف اهلل معو يقويو ويسنده وأنو‬
‫ليس وحيداً كما كاف المسيح مع الفتية الثبلثة في األتوف‪ .‬وربما يشير السرير لفراش المرض الروحي والفتور‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى واألربعون)‬

‫وىنا نجد المسيح المعيف الذي ينتشمنا مف ىذا الفتور‪ .‬ومف سرير الشيوة الزمنية ويعطينا حرية مف العدو‬
‫الشرير‪.‬‬

‫ْت إِلَ ْي َك»‪".‬‬ ‫ف َن ْف ِسي أل ٍَّني قَ ْد أ ْ‬


‫شِ‬‫ت « َيا َرب ْار َح ْم ِني‪ .‬ا ْ‬
‫ٗ‬
‫طأ ُ‬
‫َخ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أََنا ُق ْم ُ‬
‫ما أعذب أف يعترؼ الخاطئ بخطيتو ويرجع إلى اهلل فيرجع اهلل إليو‪ ،‬فكثير مف أمراضنا الروحية بؿ والجسدية‬
‫سببيا الخطية‪ .‬واهلل قد يؤدب باألمراض (عبٕٔ‪ .)ٙ2‬والمرتؿ ذكر سابقاً أف اهلل يعيف مف عمى سرير وجعو إف‬
‫كاف رحيماً‪ ،‬لذلؾ يعترؼ بتقصيره ويطمب الرحمة‪.‬‬

‫وت َوَي ِب ُ‬ ‫َع َد ِائي َيتَقَ َاولُ َ‬


‫ون َعمَ َّي ِب َ‬
‫٘‬
‫اس ُم ُو؟ »"‬
‫يد ْ‬ ‫ش ّر « َمتَى َي ُم ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ ْ‬
‫في آية (ٗ ) سبؽ واعترؼ بخطيتو وىنا يشتكي المقاوميف الذي يطمبوف إبادتو‪ .‬والشيطاف يود لو أباد كؿ أوالد‬
‫اهلل وكنيستو‪ .‬ولكف ىذه اآلية ىي صوت المسيح الذي إتيمو أعداؤه زو اًر ورتبوا في ىذه الساعة حكـ الموت‬
‫ضده حتى يباد إسمو (أعٗ‪ .)ٔٛ2‬ولكف المسيح مات ولـ يباد إسمو وال باد اسـ كنيستو‪.‬‬

‫َيتَ َكمَّ ُم‪ُ ٚ .‬كل‬ ‫اآليات (‪َ ٙ" - )ٜ-ٙ‬وِا ْن َد َخ َل لِ َي َرِاني َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِب‪َ .‬ق ْم ُب ُو َي ْج َمعُ لِ َن ْف ِس ِو إِثْ ًما‪َ .‬ي ْخ ُر ُج‪ِ .‬في ا ْل َخ ِ‬
‫ار ِج‬
‫ب َعمَ ْي ِو‪َ .‬ح ْي ُ‬ ‫ِ‬
‫ون «أ َْمٌر َرِد ٌ‬ ‫اج ْو َن َم ًعا َعمَ َّي‪َ .‬عمَ َّي تَفَ َّك ُروا ِبأ َِذي َِّتي‪َ .‬يقُولُ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ط َج َع الَ‬
‫اض َ‬‫ْ‬ ‫ث‬ ‫س َك َ‬
‫يء قَد ا ْن َ‬ ‫ُم ْبغض َّي َيتََن َ‬
‫آك ُل ُخ ْب ِزي‪َ ,‬رفَ َع َعمَ َّي َع ِق َب ُو!"‬ ‫ت ِب ِو‪ِ ,‬‬ ‫سبلَ َم ِتي‪ ,‬الَِّذي َوِث ْق ُ‬ ‫ضا َر ُج ُل َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫وم»‪ .‬أ َْي ً‬ ‫ود َيقُ ُ‬
‫َي ُع ُ‬
‫ىذا ما حدث مف أخيتوفؿ ضد داود الذي صار رم اًز لييوذا‪ .‬وىنا نرى مؤامرات تحاؾ ضد المسيح مف األشرار‪.‬‬
‫ومف الشيطاف ضد الكنيسة‪ .‬ىذه اآليات تنطؽ بما حدث لممسيح حيف إجتمع الييود برؤساء كينتيـ‪ ،‬وكينتيـ‬
‫والفريسييف والناموسييف بؿ وبيبلطس وىيرودس بؿ الشعب كمو ضده‪ ،‬وتشاوروا عميو ليصمبوه ظناً منيـ أنو إف‬
‫وم‪.‬‬
‫ود َيقُ ُ‬
‫ط َج َع الَ َي ُع ُ‬
‫اض َ‬
‫ث ْ‬‫مات ال يعود يقوـ = َح ْي ُ‬
‫سبلَ َم ِتي = ييوذا الذي كاف تمميذا لمرب مف رجالو الذيف وثؽ بيـ‪ ،‬وأكؿ معو (يؤٖ‪.)ٙ2‬‬ ‫إنسان َ‬

‫ت ِبي‪ ,‬أ ََّن ُو لَ ْم‬ ‫ازَي ُي ْم‪ِ .‬بي َذا َعمِ ْم ُ‬


‫ت أ ََّن َك ُ‬
‫س ِرْر َ‬ ‫ُج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓٔ‬
‫ت َيا َرب فَ ْار َح ْمني َوأَق ْمني‪ ,‬فَأ َ‬ ‫َما أَ ْن َ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٖٔ-‬أ َّ‬
‫يل‪ِ ,‬م َن‬ ‫س َرِائ َ‬
‫لو إِ ْ‬ ‫َّام َك إِلَى األ ََب ِد‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬
‫الرب إِ ُ‬
‫ٖٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما أََنا فَ ِب َك َمالي َد َع ْمتَني‪َ ,‬وأَقَ ْمتَني قُد َ‬
‫ٕٔ‬
‫ف َعمَ َّي َع ُد ٍّوي‪ .‬أ َّ‬‫َي ْي ِت ْ‬
‫ين‪".‬‬‫آم َ‬‫ين فَ ِ‬ ‫األ ََز ِل وِالَى األَب ِد‪ِ .‬‬
‫آم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المسيح مات ودفف وىنا كأنو يصرخ أَق ْمني= وىو قاـ وصار لو سمطاناً ليديف كؿ األشرار‪ .‬وفيو صرنا محؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ِبي ‪ ،‬لقد ُس َّر اآلب بطاعتو وفيو ُس َّر بنا إذ بدمو تبررنا‪ .‬فينا نرى نبوة عف القيامة‪ ،‬قيامتو‪،‬‬ ‫س ِرْر َ‬
‫رضا اآلب‪ُ .‬‬
‫وقيامة الكنيسة وتبريرىا‪ .‬وأف المسيح سيديف العالـ (يو٘‪ .)ٕٕ2‬والكنيسة موضع سرور اآلب ألف المسيح يشفع‬
‫َّام َك إِلَى األ ََب ِد‪ ....‬فيؿ قاـ داود أماـ اهلل لؤلبد؟‬ ‫ِ‬
‫ت ِبي‪ ...‬أَقَ ْمتَني قُد َ‬
‫س ِرْر َ‬
‫فييا لؤلبد أماـ اآلب= ُ‬

‫‪132‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني واألربعون‬

‫يتفؽ كثير مف الدارسيف أف داود ىو كاتب المزمور حيف كاف منفياً عف الييكؿ في فترة شاوؿ أو إبشالوـ‪ ،‬وكاف‬
‫يعبر في المزمور عف اشتياقاتو لمعودة‪ .‬وبعد عودتو سمَّـ المزمور إلى بني قورح لتمحينو وانشاده‪ .‬وأصحاب ىذا‬
‫الرأي يدلموف بأف المتكمـ ىنا بصيغة المفرد ولو كاف بنو قورح ىـ الذيف الفوه الستخدموا صيغة الجمع‪ .‬والمزمور‬
‫أتخذ كنبوة عف حاؿ المسبييف في بابؿ واشتياقيـ لمرجوع‪ .‬واألىـ ىو نبوة عف اشتياؽ البشرية المسبية تحت‬
‫عبودية إبميس لمخبلص والرجوع لموطف الجديد (الكنيسة) مجتازة مياه المعمودية= جداول المياه‪ .‬مشتاقة أيضاً‬
‫لئلمتبلء مف الروح القدس المعزي (يو‪ )ٖٛ2ٚ،ٖٜ‬وأيضاً المزمور ىو صرخة مف شعب العيد القديـ فييا تعبير‬
‫في" فإف‬
‫عف عطشيـ لرؤية المخمص‪ .‬عموماً كؿ نفس مازالت مستعبدة لمخطية تقوؿ مع المرنـ "نفسي منحنية ّ‬
‫قدمت توبة بدموع صارت لي دموعي خب ازً= يعود ليا االشتياؽ إلى اهلل‪ .‬وتقوؿ عطشت نفسي إلى اهلل‪ .‬والمسيح‬
‫إلى ويشرب" (يو‪ )ٖٚ2ٚ‬ويقوؿ طوبى لمجياع والعطاش إلى البر ألنيـ يشبعوف‬
‫يجيب "إف عطش أحد فميقبؿ ّ‬
‫(مت٘‪)ٙ2‬‬
‫رجاء ونجد فيو مخاوؼ‪ ،‬نجد فيو نغمة‬‫ً‬ ‫ىذا المزمور بكمماتو الرقيقة يشعؿ اشتياقات المؤمف إلى اهلل‪ ،‬نجد فيو‬
‫فرح ونغمة حزف وأسى‪ .‬ىنا صراع بيف نوعيف مف المشاعر‪ ،‬مشاعر اإليماف والرجاء واالشتياؽ إلى اهلل‪،‬‬
‫والمشاعر اإلنسانية المتألمة مف واقعيا الخاطئ الذي دنستو شيواتيا وتقصيراتيا‪ .‬وكأف كممات المزمور نجد فييا‬
‫حوا اًر بيف النوعيف مف المشاعر‪.‬‬

‫ش ْت َن ْف ِسي إِلَى‬
‫اق َن ْف ِسي إِلَ ْي َك َيا اهللُ‪َ .‬ع ِط َ‬
‫ٕ‬
‫شتَ ُ‬ ‫او ِل ا ْل ِمي ِ‬
‫اه‪ ,‬ى َك َذا تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫اإلَّي ُل إِلَى َج َد ِ‬
‫اق ِ‬
‫شتَ ُ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ك َما َي ْ‬
‫َجيء وأَتَراءى قُدَّام ِ‬ ‫اهلل‪ ,‬إِلَى ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اهلل ؟"‬ ‫َ‬ ‫اإل لو ا ْل َح ٍّي‪َ .‬متَى أ ِ ُ َ َ َ‬
‫ىنا صوت الرجاء واإليماف واالشتياؽ هلل‪ .‬فكما تشتاؽ األيؿ في براري فمسطيف الجافة الحارة لموسـ امتبلء‬
‫الجداوؿ بالماء في فصوؿ المطر‪ ،‬ىكذا يشتاؽ المؤمف في برية ىذا العالـ لعطايا وتعزيات الروح القدس (كممة‬
‫اهلل واألسرار المقدسة)‪ .‬والحظ أف األيؿ سريعة العدو وىكذا ينبغي أف يسرع المؤمف في طريؽ اهلل‪ .‬ومف طبيعة‬
‫األيؿ أنيا تجتذب الحيات لتخرج مف جحورىا عف طريؽ أنفاسيا الخارجة مف منخارىا‪ ،‬واذا خرجت تقتميا‬
‫وتمزقيا إرباً ومع ذلؾ فإذا ما سرى السـ الخارج مف الحيات في األيائؿ يميب جوفيا فإنو وأف لـ يقتميا لكنو‬
‫يجعميا في حالة ظمأ محرؽ فتشتاؽ إلى جداوؿ مياه صافية لتطفئ نيراف السـ الذي سبب ليا عطشاً‪( .‬الحيات‬
‫رمز لمشياطيف) وعمينا أف ندمر وندوس خطايانا لنرتوي مف أبار مياه الروح القدس بعد أف نشعر بالعطش‬
‫(أرٕ‪ .)ٖٔ2‬عطشت نفسي إلى اهلل‪ .‬النفس التائبة تدرؾ أنو ال حياة ليا وال تعزية إال باف تتقابؿ مع اهلل الحي‬
‫فتشتاؽ ليذا المقاء‪ .‬وىو اشتياؽ النفوس اآلف لمجيء المسيح الثاني لنراه وجياً لوجو‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫ىذ ِه أَ ْذ ُك ُرَىا‬
‫إِلي َك؟ »‪ِ ٗ .‬‬
‫يل لِي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن‬
‫ُ‬ ‫ار َولَ ْيبلً إِ ْذ ِق َ‬ ‫وعي ُخ ْب ًاز َن َي ًا‬ ‫صار ْت لِي ُدم ِ‬
‫ُ‬
‫ٖ‬
‫اآليات (ٖ‪َ َ " - )ٗ-‬‬
‫ٍ‬
‫ص ْو ِت تََرنٍم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َن ْف ِسي َعمَ َّي أل ٍَّني ُك ْن ُ‬
‫ور ُم َع ٍّي ٌد‪".‬‬ ‫اع‪ ,‬أَتَ َد َّر ُج َم َع ُي ْم إِلَى َب ْيت اهلل ِب َ‬
‫َو َح ْمد‪ُ ,‬ج ْم ُي ٌ‬ ‫َمر َم َع ا ْل ُج َّم ِ‬
‫ت أُ‬ ‫َس ُك ُ‬
‫فَأ ْ‬
‫ىنا صوت األلـ مف الوضع الحالي‪ ،‬وبالذات حيف تقارف النفس حالتيا وىي في العبودية وحالتيا السابقة حينما‬
‫كانت تتمتع مع اهلل‪ ،‬تقؼ أمامو في الييكؿ‪ .‬فاآلف بسبب خطاياىا صارت دموعيا خبز النيار والميؿ‪ .‬ولماذا قاؿ‬
‫ص َار ْت لِي ُخ ْب ًاز ولـ يقؿ صارت لي شراب‪ .‬ألف الخبز بدوف شراب يزيد مف حالة العطش‪ .‬ونجد المرنـ‬ ‫وعي َ‬ ‫ُدم ِ‬
‫ُ‬
‫يبكي الميؿ والنيار ليعود إلى اهلل‪ .‬والنيار يشير ألياـ الفرج والميؿ يشير ألياـ التجارب‪ .‬وما زاد مف أالـ المرنـ‬
‫ىذ ِه‬
‫سخرية األعداء منو قائميف " أ َْي َن ىو إِلي َك " فيـ يحاولوف تحطيـ رجاؤه في اهلل كأف اهلل تركو وتخمي عنو ‪ِ .‬‬
‫ُ‬
‫ب َن ْف ِسي َعمَ َّي = ما ىذا الذي يذكره؟ بقية اآلية تشرح أنو يتذكر أياـ ظيوره وسط الجماعة في‬ ‫َس ُك ُ‬
‫أَ ْذ ُك ُرَىا فَأ ْ‬
‫العبادة واحسانات اهلل عميو فينسكب أماـ اهلل طالباً أف يعيد عميو ىذه اإلحسانات‪ ،‬ىو ال يشغؿ نفسو بإىانات‬
‫ور ُم َع ٍّي ٌد = فما‬
‫العدو‪ ،‬بؿ ينشغؿ بذكريات وخبرات اهلل معو في أيامو السابقة ليجدد رجاؤه‪ .‬والحظ قولو ُج ْم ُي ٌ‬
‫يجدد الرجاء أياـ األفراح (األعياد) السابقة‪ .‬أياـ الفرح السابقة ىي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلـ‪.‬‬

‫َج ِل َخبلَ ِ‬ ‫ين ِف َّي؟ ْارتَ ِجي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬
‫٘‬
‫ص‬ ‫َح َم ُدهُ‪ ,‬أل ْ‬
‫َو ْج ِي ِو‪".‬‬
‫حيف ذكر إحسانات اهلل‪ ،‬عادت نغمة الرجاء واإليماف فتساءؿ لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة‬
‫َيا َن ْف ِسي ؟‬

‫ون‪ِ ,‬م ْن َج َب ِل‬ ‫ض األُرُد ٍّن َو ِج َب ِ‬


‫ال َح ْرُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬يا إِل ِيي‪َ ,‬ن ْفسي ُم ْن َحن َي ٌة ف َّي‪ ,‬لذل َك أَ ْذ ُك ُر َك م ْن أ َْر ِ ْ‬
‫‪ٙ‬‬

‫َّارِات َك َولُ َج ِج َك َ‬ ‫ص ْو ِت َم َي ِ‬
‫ازي ِب َك‪ُ .‬كل تَي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ط َم ْت َعمَ َّي‪".‬‬ ‫ص َع َر‪َ .‬غ ْمٌر ُي َنادي َغ ْم ًار ع ْن َد َ‬
‫م ْ‬
‫يعود ىنا لمشكوى مف آالمو الحاضرة والتجارب المحيطة بو‪ .‬فيو قد طرد مف أورشميـ واضطيدوه فيرب إلى‬
‫ِ‬ ‫ال حرم َ ِ‬
‫ص َع َر = وىذه تعني التؿ المنخفض‪.‬‬ ‫ون= م ْن َج َب ِل م ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫األردن األ ُْرُد ٍّن (وادي األردف المنخفض) ومنطقة ج َب َ ْ ُ‬
‫ض األ ُْرُد ٍّن‪ .‬ونحف يمكننا مف أي‬ ‫ومف أماكف تغربو كانت عينيو دائماً تنظراف ألورشميـ العالية = أَ ْذ ُك ُر َك ِم ْن أ َْر ِ‬
‫مكاف وفي كؿ زماف أف تتجو عيوننا إلى اهلل‪ ،‬إلى أورشميـ السماوية‪ .‬في كؿ ذلنا وتواضعنا وانخفاض مستوانا‬
‫(وادي األردف وجبؿ مصعر) يمكننا أف ننظر لمسماء (أورشميـ السماوية) وشكواه ىنا مف اف نفسو منحنية راجع‬
‫تعرض آلالـ وتجارب فاضت عميو َغ ْمٌر ُي َن ِادي َغ ْم ًار = أي تجربة‬
‫لتغربو بعيداً عف اهلل‪ .‬وفي بعده عف اهلل َّ‬
‫عمى لتغرقني وراءىا تجربة أخرى وىكذا‪ .‬وعموماً فمف حكمة اهلل يسمح لنا بأف نجتاز ىذه التجارب‬ ‫تفيض ّ‬
‫فتنخفض كبرياؤنا ونصير كمف ىـ في وادي منخفض (األردف) أو تؿ منخفض (يصعر)‪ .‬واذا تواضعنا نرفع‬
‫ِ‬ ‫ون جبؿ ٍ‬
‫ص َع َر جبؿ منخفض‪.‬‬ ‫عاؿ جداً و َج َب ِل م ْ‬ ‫عيوننا ألورشميـ السماوية إلى اهلل فنجد االستجابة‪ِ .‬ج َب ِل َح ْرُم َ‬
‫عاؿ‪ ،‬فيو في آالمو تنخفض كبرياؤه‪ ،‬ولكف ما يعزيو أنو يعود ويذكر عبلقتو الحموة السابقة‬ ‫فجبؿ حرموف جبؿ ٍ‬
‫مع اهلل التي جعمتو يتذوؽ السماويات التي يشير ليا عمو جبؿ حرموف‪ ،‬وقمة ىذا الجبؿ ثمجية تشير لبره السابؽ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي واألربعون)‬

‫وىذا ىو مفيوـ التواضع الصحيح إنسحاؽ مع رجاء في مراحـ اهلل أف يعيده ليذه العشرة السماوية‪ .‬ولكف الحظ‬
‫أنو يذكر جبؿ حرموف أوالً ويعود ويذكر جبؿ مصعر المنخفض في تواضع والمعنى أنو يقوؿ لقد إنخفض‬
‫مستواي‪.‬‬

‫لو َح َي ِاتي‪".‬‬
‫الرب ر ْحمتَ ُو‪ ,‬وِبالمَّْي ِل تَس ِبيح ُو ِع ْن ِدي صبلَةٌ ِإل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ار ُيوصي َّ َ َ َ‬
‫الني ِ ِ‬
‫آية (‪ِ " - )ٛ‬ب َّ َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫صوت اإليماف والرجاء نتيجة رفع القمب هلل‪ .‬فنجد ىنا رجاء ينير قمبو بأف نيار الخبلص البد وسيشرؽ ويأتي‬
‫معو ليؿ الراحة والتسبيح‬

‫ْىب ح ِزي ًنا ِم ْن م َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ض َايقَة ا ْل َع ُد ٍّو؟ »‪ِ .‬ب َ‬ ‫ص ْخ َرِتي «ل َما َذا َنسيتَني؟ ل َما َذا أَذ َ ُ َ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫س ْحق‬ ‫ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أَقُو ُلِ هلل َ‬
‫ِ‬ ‫امي عيَّرِني م َ ِ‬
‫ظِ‬‫ِفي ِع َ‬
‫لي َك؟ »‪".‬‬ ‫ضا ِيق َّي‪ِ ,‬بقَ ْولِ ِي ْم لي ُك َّل َي ْوٍم «أ َْي َن إِ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫طالما اإلنساف عمى األرض‪ ،‬فاآلالـ لف تنتيي‪ ،‬والصراخ لف يبطؿ‪ .‬واإلنساف في حزنو يتصور أف اهلل قد نسيو‪.‬‬
‫لي َك = ىذا ىو صوت اليأس الذي يضعو إبميس في أذاننا أف اهلل تخمى عنا‪،‬‬ ‫وىنا نعود لصوت الشكوى‪ .‬أ َْي َن إِ ُ‬
‫ضا ِي ِق َّي ‪ .‬وىذا سبب لداود سحؽ في عظامو‪.‬‬
‫وىنا فداود يسمع ىذا الصوت مف الذيف يستخدميـ ابميس = ُم َ‬

‫ص َو ْج ِيي‬
‫َح َم ُدهُ‪َ ,‬خبلَ َ‬ ‫ين ِف َّي؟ تََرج ِ‬
‫َّي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬
‫ٔٔ‬

‫َوِال ِيي‪".‬‬
‫المزمور ينتيي بالرجاء ونغمة الرجاء تعود ثانية‪.‬‬
‫ممحوظة‪ 2‬مز(ٖٗ) يعتبر تكممة ليذا المزمور لذلؾ ينتيي بنفس الشكوى "لماذا أنت منحنية يا نفسي"‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث واألربعون‬

‫المزمور الثالث واألربعون (الثاني واألربعون في األجبية)‬

‫يعتقد البعض أف (مزٕٗ‪ ،‬مزٖٗ) يمثبلف وحدة واحدة‪ .‬فييما يصرخ المرتؿ وغالباً ىو داود في حزنو هلل مشتاقاً‬
‫لمرجوع لمعبادة في ىيكؿ اهلل لينعـ بالحضرة اإلليية‪ .‬ولذلؾ اقترح البعض أف يكوف داود قد كتب ىذا المزمور‬
‫(ٕٗ‪ )ٖٗ،‬في فترات ىروبو مف أماـ شاوؿ أو أبشالوـ يعبر عف إشتياقو لمعودة إلى الييكؿ‪ .‬وفي (مزٕٗ) نراه‬
‫بعنواف قصيدة لبني قورح‪ ،‬ويغمب أف داود كتبو وأعطاه لبني قورح لترنيمو‪.‬‬
‫جاء المزمور نبوة عف كؿ مف أرغمتو الظروؼ أف يبتعد عف أورشميـ وعف الييكؿ لذلؾ قيؿ أنو نبوة عف‬ ‫‪‬‬
‫السبي‪( .‬المقصود ٕٗ‪ ٖٗ،‬كبلىما كوحدة واحدة)‪ .‬ولذلؾ وبنفس المفيوـ فكؿ مف استعبد لمخطية تحت‬
‫يد العدو القاسي يمكنو أف يرنـ بيذه الكممات تعبي اًر عف إشتياقو لمعودة مف السبي‪ ،‬والسبي ىنا يشير إلى‬
‫الخطية الداخمية والى األعداء الخارجييف (إبميس ومف يتبعو)‪.‬‬
‫يتخذ المزمور كنبوة عف المسيح المتألـ مف األمة الييودية غير الراحمة ومف ييوذا رجؿ الغش (آيةٔ)‬ ‫‪‬‬
‫لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة‪.‬‬
‫الترجمة السبعينية تشير صراحة أف كاتب المزمور ىو داود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ش َوظُ ْمٍم َن ٍّج ِني‪".‬‬


‫ان ِغ ٍّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اصم م َخاصم ِتي مع أ َّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬اق ِ ِ‬
‫سِ‬ ‫ُمة َغ ْي ِر َراح َمة‪َ ,‬و ِم ْن إِ ْن َ‬ ‫ْض لي َيا اَهللُ‪َ ,‬و َخ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫قد يكوف القائؿ ىو المسيح‪ ،‬أو داود‪ ،‬أو الشعب في بابؿ يشتكوف مف البابمييف أو أي مسيحي يشعر بأالـ‬
‫االستعباد لخطية ما‪ .‬ولمف نمجأ سوى هلل ليخمصنا ويقضي لنا‪.‬‬

‫ض َايقَ ِة ا ْل َع ُد ٍّو؟"‬
‫شى َح ِزي ًنا ِم ْن ُم َ‬
‫ضتَِني؟ لِ َما َذا أَتَ َم َّ‬
‫ص ِني‪ .‬لِ َما َذا َرفَ ْ‬ ‫ت إِ ُ ِ‬
‫لو ح ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ٕ‬

‫المرتؿ يصرخ هلل فيو وحده قوتو‪ .‬وقد يشعر الخاطئ أف اهلل رفضو إذ يفقد التعزيات وقد يشعر المريض أو‬
‫ضتَِني‪ .‬وكاف ىذا ىو ما قالو المسيح إليي إليي لماذا تركتني‪ .‬فيي‬ ‫المتألـ أو المضطيد أف اهلل تركو = لِ َما َذا َرفَ ْ‬
‫شى‪ .‬فالضيقة لـ تصبو بالشمؿ ولـ يتوقؼ ولـ يتراخ عف‬ ‫صرخة المتألـ في ألمو‪ .‬ولكف يحسب لممرتؿ قولو أَتَ َم َّ‬
‫جياده بالرغـ مف حزنو‪ .‬والمسيح استمر في طريؽ الصميب ولـ يتراجع بالرغـ مف أنو قاؿ "نفسي حزينة جداً‬
‫في أو ىو إبميس بمؤامراتو فالخطية تسبب الحزف بينما‬
‫حتى الموت"‪ .‬ومضايقة العدو ىنا ىي الخطية الساكنة ّ‬
‫البر سبب فرح‪.‬‬

‫اك ِن َك‪".‬‬
‫ان ِبي إِلَى جب ِل قُ ْد ِس َك وِالَى مس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ور َك َو َحقَّ َك‪ُ ,‬ى َما َي ْي ِد َي ِان ِني َوَيأ ِْت َي ِ‬ ‫ٖ ِ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َْرس ْل نُ َ‬

‫‪136‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج واألربعون)‬

‫س اهلل أي ألورشميـ أو لعودة‬ ‫المرتؿ يطمب عوف اهلل لكي يرجع مف سبيو "(الخطية أو مف بابؿ) إِلَى َج َب ِل قُ ْد ِ‬
‫الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخبلص‪ .‬الكنيسة ىي الجبؿ الذي رآه دانياؿ حج اًر صغي اًر ثـ‬
‫ور َك َو َحقَّ َك ُى َما‬ ‫ِ‬
‫نما وكبر وصار جببلً كبي اًر مؤل وجو األرض وطمبة ىذه الكنيسة لرأسيا الرب يسوع ىي أ َْرس ْل ُن َ‬
‫َي ْي ِد َي ِان ِني = ىي طمبة كؿ نفس حتى ال تخسر الشركة في جبؿ قدس اهلل‪ .‬فالرب يسوع ىو نور اآلب وحقو فيو‬
‫الذي قاؿ أنا ىو نور العالـ‪ .‬والطريؽ الوحيد لمخبلص ىو الطمب والمجاجة‪.‬‬

‫َحم ُد َك ِبا ْل ُع ِ‬
‫ود َيا اَهللُ إِل ِيي‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٗ ِ ِ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬فَآتي إلَى َمذ َْب ِح اهلل‪ ,‬إلَى اهلل َب ْي َجة فَ َرحي‪َ ,‬وأ ْ َ‬
‫يقوؿ ىذا المسبييف ليرجعوا إلى مذبح اهلل في أورشميـ‪ .‬وتقوليا كؿ نفس إنفصمت عف شركة التناوؿ بسبب‬
‫خطاياىا‪ ،‬تعود لمشركة فتعود ليا أفراحيا وتسابيحيا فيي في فترة سبييا تركت التسبيح والقيثارة (مز‪.)ٖٔٚ‬‬
‫وذبيحة التناوؿ تعطي لمغفرة الخطايا‪ ،‬وفييا حياة أبدية لمف يتناوؿ منيا‪ .‬إف الفرح ىو سمة مبلزمة لممسيحي‬
‫الذي يتذوؽ دائماً بركات المذبح والغفراف‪.‬‬

‫ص َو ْج ِيي‬ ‫َح َم ُدهُ‪َ ,‬خبلَ َ‬ ‫ين ِف َّي؟ تََرج ِ‬


‫َّي اهللَ‪ ,‬أل ٍَّني َب ْع ُد أ ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي؟ َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬
‫٘‬

‫َوِال ِيي‪".‬‬
‫س = لكؿ مف يحمؿ اثقاؿ الخطية او اليموـ أف يترجوا اهلل‪ ،‬يطمبوه ويثقوا‬ ‫ىنا نصيحة المرتؿ لكؿ ُم ْن َح ِني ال َن ْف ِ‬
‫َ‬
‫في استجابتو‪ .‬والمسيح يستجيب ويعطي راحة‪ .‬وبعد أف يستجيب يتحوؿ ىذا لتسبيح وحمد وشكر = أل ٍَّني َب ْع ُد‬
‫َح َم ُدهُ‪.‬‬
‫أْ‬
‫والقيثارة والعود يرمزاف لحواس المؤمف وقواه العقمية التي يحركيا الروح القدس فتعطي أنغاـ التسبيح مف قمب‬
‫محب هلل طاىر وىذا يتـ بطاعة الوصية‪.‬‬
‫ين؟ فبل معني لميأس بعد أف عرفت طريؽ فرحؾ وسبلمؾ فقدمي‬‫واآلف لِ َما َذا أَ ْن ِت ُم ْن َح ِن َي ٌة َيا َن ْف ِسي َولِ َما َذا تَِئ ٍّن َ‬
‫توبة وارجعي إلى اهلل فيرجع إليؾ فتتحرؾ أوتار قيثاراتؾ بالتسبيح‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع واألربعون‬

‫غير مؤكد مف ىو كاتب ىذا المزمور‪ ،‬واف كاف داود فيو قد كتبو بروح النبوة ليعبر عف حاؿ الشعب في السبي‪.‬‬
‫ولكنو ىو تعبير عف حاؿ شعب اهلل المتألِّـ دائماً في برية ىذا العالـ‪ .‬واف كاف ىناؾ مزامير كثيرة تترنـ‬
‫بالخبلص فبلبد أف تكوف ىناؾ مزامير تتكمـ عف حاؿ الكنيسة المتألمة في ىذا العالـ‪ ،‬لذلؾ استخدـ بولس‬
‫الرسوؿ اآلية (ٕٕ) في (رو‪ )ٖٙ2ٛ‬ليعبر عف حالو وحاؿ كؿ الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور‬
‫االستشياد‪ .‬لقد بدأت الكنيسة عصر االستشياد بقتؿ ىابيؿ واستمر مسمسؿ اضطياد الكنيسة وسيستمر ليصؿ‬
‫إلى ذروتو عند مجيء ضد المسيح‪ .‬ونسمع صدى ىذه اآلالـ في السماء (رؤ‪ .)ٔٔ-ٜ2ٙ‬فالكنيسة دخمت في‬
‫شركة الصميب مع مسيحيا‪.‬‬

‫َّام ا ْل ِق َدِم‪ .‬أَ ْن َ‬


‫َّام ِيم‪ِ ,‬في أَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخ َب ُروَنا ِب َع َمل َعم ْمتَ ُو في أَي ْ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ " - )ٖ-‬اَلمَّي َّم‪ِ ,‬بآ َذ ِان َنا قَ ْد ِ‬
‫ٕ‬
‫ت‬ ‫اؤَنا أ ْ‬
‫آب ُ‬
‫سم ْع َنا‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫شعوبا وم َد ْدتَيم‪ .‬أل ََّن ُو لَ ْيس ِب ِ‬ ‫ستَ ُي ْم‪َ .‬حطَّ ْم َ‬ ‫ِ‬
‫س ْيف ِي ُم ْ‬ ‫ِب َيد َك ْ‬
‫ٖ‬
‫اع ُي ْم‬
‫ض‪َ ,‬والَ ذ َر ُ‬ ‫امتَمَ ُكوا األ َْر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ُ ُ ً َ َ ُْ‬ ‫ُم َم َو َغ َر ْ‬
‫ت األ َ‬ ‫ْص ْم َ‬
‫استَأ َ‬
‫يت َع ْن ُي ْم‪".‬‬‫ض َ‬ ‫لك ْن ي ِمي ُن َك وِذراع َك ونُور و ْج ِي َك‪ ,‬أل ََّن َك ر ِ‬ ‫َخمَّصتْيم‪ِ ,‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ىذه خبرات سمع عنيا المرنـ مف الكتاب المقدس عف أعماؿ اهلل مع الشعب سابقاً ومف الميـ دائماً أف نسبح اهلل‬
‫ونذكر أعمالو السابقة إلحياء روح الرجاء فينا وسط أالمنا‪ .‬وكما أعاف اهلل موسى ويشوع لدخوؿ األرض وىزيمة‬
‫األعداء‪ .‬ىكذا كاف بالصميب ىزيمة إبميس والمسيح ىنا ىو يميف الرب وذراعو ونور وجيو فيو النور الذي رأيناه‬
‫وفيو رأينا اآلب ‪ .‬اهلل لـ يره احد قط االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر (يو ا ‪)ٔٛ 2‬‬
‫َم َد ْدتَ ُي ْم= أي وسعت تخوميـ وأخذوا األرض كميا‪.‬‬

‫وس‬ ‫ضا ِي ِقي َنا‪ِ .‬ب ِ‬ ‫وب‪ِ .‬ب َك َن ْنطَ ُح ُم َ‬


‫٘‬
‫ْم ْر ِب َخبلَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٗ‬
‫اسم َك َن ُد ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َي ْعقُ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٛ-‬أَ ْن َت ُى َو َممكي َيا اَهللُ‪ ,‬فَأ ُ‬
‫ضا ِي ِقي َنا‪َ ,‬وأ ْ‬
‫صتََنا ِم ْن ُم َ‬
‫ت َخمَّ ْ‬‫ص ِني‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬ ‫ين عمَ ْي َنا‪ٙ .‬أل ٍَّني عمَى قَو ِسي الَ أَتَّ ِك ُل‪ ,‬و ِ‬
‫س ْيفي الَ ُي َخمٍّ ُ‬
‫ِِ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ت‬
‫َخ َزْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلقَائم َ َ‬
‫َّى ِر‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫‪ِ ِ ٛ‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم ْبغضي َنا‪ِ .‬باهلل َن ْفتَخ ُر ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬و ْ‬
‫اس َم َك َن ْح َم ُد إِلَى الد ْ‬
‫ىذه صبلة ليخمص اهلل شعبو اآلف كما خمَّص سابقاً فيسوع المسيح ىو ىو أمس واليوـ والى األبد (عبٖٔ‪.)ٛ2‬‬
‫وب = ما أجمؿ أف يستغؿ المؤمف دالتو لدى اهلل‪ ،‬ويصمي طالباً‬ ‫ْم ْر ِب َخبلَ ِ‬
‫ص َي ْعقُ َ‬ ‫أنت ىو ممكي يا اهلل‪ .‬فَأ ُ‬
‫ضا ِي ِقي َنا = أي خطايانا وشيواتنا وابميس نفسو‪ .‬فأنت قوتنا= و َعمَى قَ ْو ِسي‬ ‫الخبلص لكؿ الكنيسة‪ِ .‬ب َك َن ْن َ‬
‫ط ُح ُم َ‬
‫(قوتي) الَ أَتَّ ِك ُل‪.‬‬

‫َخج ْمتََنا‪ ,‬والَ تَ ْخرج مع ج ُنوِد َنا‪ٔٓ .‬تُرجع َنا إِلَى ا ْلور ِ‬
‫اء َع ِن ا ْل َع ُد ٍّو‪,‬‬ ‫اآليات (‪ِ ٜ " - )ٔٙ-ٜ‬‬
‫لك َّن َك قَ ْد َرفَ ْ‬
‫ََ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُُ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ضتََنا َوأ ْ َ‬
‫ش ْع َب َك ِب َغ ْي ِر َمال‪َ ,‬و َما َرِب ْح َ‬
‫ت‬ ‫ت َ‬‫ُمِم‪ِ .‬ب ْع َ‬
‫ٕٔ‬
‫ضوَنا َن َي ُبوا ألَ ْنفُ ِس ِي ْم‪َ ٔٔ .‬ج َع ْمتََنا َك َّ‬
‫الضأ ِ‬
‫ْن أُ ْكبلً‪َ .‬ذ َّرْيتََنا َب ْي َن األ َ‬ ‫َو ُم ْب ِغ ُ‬

‫‪138‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫الر ِ‬
‫ْس َب ْي َن‬ ‫وب‪ِ .‬إل ْن َغ ِ‬
‫اض َّأ‬ ‫َ‬ ‫ار ِع ْن َد‬ ‫س ْخ َرةً لِمَِّذ َ‬
‫ِبثَ َم ِن ِي ْم‪ٖٔ .‬تَ ْج َعمُ َنا َع ًا‬
‫ين َح ْولَ َنا‪ٔٗ .‬تَ ْج َعمُ َنا مثَبلً َب ْي َن الش ُع ِ‬ ‫ِج ِ‬
‫يران َنا‪ُ ,‬ى ْأزَةً َو ُ‬
‫َ‬
‫الش ِاتِم‪ِ .‬م ْن َو ْج ِو َع ُد ٍّو‬
‫ص ْو ِت ا ْل ُم َع ٍّي ِر َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُمِم‪ٔ٘ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َخ َجمِي‬
‫ي َو ْج ِيي قَ ْد َغطاني‪ .‬م ْن َ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫َمامي‪َ ,‬وخ ْز ُ‬
‫األ َ‬
‫أ ِ‬
‫َ‬
‫َو ُم ْنتَ ِقٍم‪".‬‬
‫ىنا وصؼ لمحالة المؤلمة الحالية‪ ،‬فاهلل حيف رفض شعبو بسبب خطاياىـ صاروا عا اًر وىزءاً بيف أعدائيـ‪ .‬وىذا‬
‫تعبير عف حاؿ الشعب في السبي‪ ،‬وحاؿ بنى آدـ حيف استعبدىـ إبميس وحاؿ كؿ خاطئ يتخمى اهلل عنو‪.‬‬
‫ولنبلحظ أف ما َّ‬
‫حؿ بالشعب أو ببني آدـ ليس بسبب قوة العدو بؿ بسبب تخمي اهلل عنيـ لخطاياىـ‪ ،‬واهلل سمح‬
‫بيذا لمتأديب‪ .‬فمثبلً مف ظف نفسو قوى حيف يرى نفسو مثؿ شاة تساؽ لمذبح يعرؼ ضعفو ويتضع فيخمص‪.‬‬
‫ش ْع َب َك ِب ِبل ثمن‪َ ,‬و َما َرِب ْح َ‬
‫ت ِبثَ َم ِن ِي ْم = حيف سمميـ اهلل لمعار وسط أعدائيـ‬ ‫ونجد المرنـ ىنا يعاتب اهلل= ِب ْع َ‬
‫ت َ‬
‫الذيف ييينونيـ وييينوف اسـ اهلل‪ .‬ىو عتاب ودي ليرفع اهلل الضيقة عف شعبو‪ ،‬وىو تعميـ لمشعب فاهلل ال يطمب‬
‫نفعاً لنفسو مف وراء ضيقتيـ فيو لـ يبعيـ منتظ اًر ربحاً‪ .‬بؿ سمميـ وباعيـ ليؤدبيـ فيخمصوا‪ .‬بؿ صار تأديبنا‬
‫صورة آلالـ المسيح فاآليات (ٗٔ‪ )ٔٙ-‬تتمكـ عف أالـ المسيح فنحف نشترؾ معو في صميبو لنشترؾ معو في‬
‫قيامتو‪( .‬وىذه السخرية ىي سخرية االدومييف ضد شعب اهلل و حدثت عند سبي بابؿ)‬

‫اء‪َ ,‬والَ‬ ‫اك والَ ُخ َّنا ِفي عي ِد َك‪ٔٛ .‬لَم يرتَ َّد َق ْمب َنا إِلَى ور ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َْ‬ ‫اء َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َما َنسي َن َ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٕ-ٔٚ‬ى َذا ُكم ُو َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٕٓ‬ ‫ِ‬ ‫ان التََّن ِان ِ‬
‫س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ‬ ‫مالَ ْت َخ ْطوتَُنا ع ْن َ ِ‬
‫ين‪َ ,‬و َغطَّ ْيتََنا ِبظ ٍّل ا ْل َم ْوت‪ .‬إِ ْن َنسي َنا ْ‬
‫اس َم إِل ِي َنا أ َْو‬ ‫ط ِريق َك‪َ ,‬حتَّى َ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َجم َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َخفيَّات ا ْل َق ْم ِب‪ .‬أل ََّن َنا م ْن أ ْ‬
‫ٕٕ‬
‫ص اهللُ َع ْن ى َذا؟ أل ََّن ُو ُى َو َي ْع ِر ُ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ْط َنا أ َْيد َي َنا إِلَى إِلو َغ ِر ٍ‬
‫يب‪ ,‬أَفَبلَ َي ْف َح ُ‬ ‫َب َ‬
‫ات ا ْليوم ُكمَّ ُو‪ .‬قَ ْد ح ِس ْب َنا ِم ْث َل َغ َنٍم لِ َّ‬
‫مذ ْب ِح‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫ُن َم ُ َ ْ َ‬
‫ىنا المرنـ ما ازؿ يعاتب اهلل الذي تركو بالرغـ مف أنو متمسؾ باإليماف بو‪ .‬ىذا مثؿ صوت بطرس "يا رب أنت‬
‫تعمـ أني أحبؾ" لذلؾ اقتبس بولس اآلية (ٕٕ) لئلعبلف عف حبو لممسيح‪ ،‬ىنا إعبلف عف حب اهلل رغماً عف‬
‫العقاب الصادر ضد اإلنساف بالموت= َغطَّ ْيتََنا ِب ِظ ٍّل ا ْل َم ْو ِت = فموتنا اآلف ىو ظؿ الموت‪ ،‬أما الموت الحقيقي‬
‫فيو االنفصاؿ عف اهلل‪ .‬وتعني أف حياتنا قصيرة نسير فييا نحو ىدؼ واحد ىو الموت‪ .‬بؿ نحف معرضيف‬
‫لمموت كؿ حيف‪ ،‬وأوالد اهلل يسيروف في ىذا الطريؽ الضيؽ ببل تذمر كما فعؿ الشيداء فيـ يعرفوف أنيـ في‬
‫طريؽ المسيح وكما احتمؿ ىو األلـ والموت ثـ قاـ وصعد‪ ،‬سيقوموف معو إف كانوا ثابتيف فيو فيو الطريؽ‪.‬‬
‫ان التََّن ِان ِ‬
‫ين = التنانيف ىي مخموقات جبارة تشير لممتكبريف والعتاة‬ ‫س َح ْقتََنا ِفي َم َك ِ‬
‫ويكمؿ عتابو الرقيؽ هلل= َحتَّى َ‬
‫مف البشر الذيف سحقيـ اهلل‪ ،‬والعتاب معناه لقد قبمنا منؾ يا رب أف تحكـ عمينا بالموت مثميـ ‪ ،‬مع أننا نحبؾ‬
‫ولـ نترؾ طريؽ اإليماف بؾ‪ .‬ثـ يترؾ األمر كمو بيف يدي اهلل الذي يعرؼ خفايا القموب ويعمـ إيمانو ومحبتو‪.‬‬

‫ِ ِٕٗ‬ ‫ستَ ْي ِق ْظ! لِ َما َذا تَتَ َغافَى َيا َرب؟ ا ْنتَِب ْو! الَ تَْرفُ ْ‬ ‫ِٖٕ‬
‫ب َو ْج َي َك‬ ‫ض إِلَى األ ََبد‪ .‬ل َما َذا تَ ْح ُج ُ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ " - )ٕٙ-‬ا ْ‬
‫ض ُبطُونُ َنا‪ٕٙ .‬قُ ْم َع ْوًنا لَ َنا َواف ِْد َنا ِم ْن‬
‫صقَ ْت ِفي األ َْر ِ‬ ‫اب‪ .‬لَ ِ‬
‫س َنا م ْن َح ِن َي ٌة إِلَى التر ِ‬
‫َ‬ ‫َن أَ ْنفُ َ ُ‬
‫وتَ ْنسى م َذلَّتََنا و ِ‬
‫ضيقَ َنا؟ ٕ٘أل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َج ِل َر ْح َم ِت َك‪".‬‬
‫أْ‬

‫‪139‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرايع واألربعون)‬

‫ستَْي ِق ْظ َيا َرب لِ َما َذا تنام = تَتَ َغافَى‪ ..‬ا ْنتَِب ْو =‬ ‫ِ‬
‫ىي صرخة مف أجؿ الخبلص‪ ،‬مبنية عمى القيامة مع المسيح= ا ْ‬
‫قـ فنحف نقبؿ أف نموت ألف لنا رجاء في القيامة والصراخ لممسيح ليستيقظ ىو صراخنا نحف بالتوبة والصبر‬
‫واالحتماؿ‪.‬‬
‫ا ْنتَِب ْو = المعني انظر الي حالنا البائس وال تتركنا ىكذا‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس واألربعون‬

‫المزمور الخامس واألربعون (الرابع واألربعون في األجبية)‬

‫العرس بيف المسيح العر ِ‬


‫يس وكنيستو‪.‬‬ ‫ىو مزمور تسبحة العرس لممسيح الممؾ المحارب‪ ،‬و ُ‬
‫المزامير السابقة كممتنا عف األلـ سواء لمفرد أو لمجماعة أو لممسيح‪ ،‬وىنا نرى أفراح العرس فاأللـ ىو طريؽ‬
‫العرس والمجد األبدي‪ .‬ىنا نرى الشعب وقد اتحد بالمسيح الممؾ يدخؿ إلى مجد داخمي كعروس سماوية مزينة‪،‬‬
‫يشتيي الممؾ جماليا الروحي‪ ،‬تدخؿ إلى قصره وتنعـ بو كممكة في بيت عريسيا الممؾ‪ ،‬بؿ ونبوة عف دخوؿ‬
‫األمـ نسمع عف عذارى يأتيف في إثرىا‪.‬‬
‫والعريس لـ يقتنييا مجاناً بؿ حارب جبابرة ليقتنييا‪ .‬وبعد أف إقتناىا يسمعيا صوتو إنس شعبؾ وبيت أبيؾ (العالـ‬
‫لدت فيو) فيشتيي الممؾ حسنؾ‪.‬‬‫الذي و ِ‬
‫ُ‬
‫المزمور أنشودة حب بيف الكنيسة والمسيح‪ ،‬فالكنيسة تقوؿ لو "أنت أبرع جماالً مف بني البشر"‪.‬‬
‫نرى ىنا المسيح ُيمسح بالروح القدس لحساب كنيستو وشعبو (ىو بكر بيف إخوة كثيريف) "مسحؾ اهلل بزيت‬
‫البيجة أفضؿ مف رفقائؾ" لذلؾ نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فنذكر أف آالـ المسيح إنتيت‬
‫بقيامتو وحموؿ الروح القدس في ىذه الساعة عمى الكنيسة‪ .‬والروح القدس ىو الذي يقدس النفس لتصير عمى‬
‫صورة عريسيا يأخذ مما لو ويعطييا‪.‬‬
‫تستعمؿ الكنيسة صموات وآيات مف ىذا المزمور في طقس الزواج بكوف سر الزواج ىو ظبلً لمعرس األبدي بيف‬
‫اهلل الكممة والكنيسة‪ ،‬والعروساف يستمداف حبيما ووحدتيما مف حب المسيح لكنيستو وحب الكنيسة لعريسيا‬
‫المسيح‪ .‬ولذلؾ نجد عنواف المزمور ترنيمة محبة‪ .‬ولذلؾ شبو السيد المسيح عبلقتو بالكنيسة بعرس (متٕٕ‪ٕ2‬‬
‫‪.)ٔ2ٕ٘ +‬‬
‫يقوؿ بعض الكتاب والمفسريف أف ىذا المزمور يشير لعرس سميماف وىذا خطأ كبير ألف ىذا المزمور يتكمـ عف‬
‫رجؿ قتاؿ وسميماف لـ يكف رجؿ قتاؿ أبداً‪ .‬وربما كتبو داود النبي كنبوة عف المسيح ولذلؾ أخذ منو بولس الرسوؿ‬
‫(عب‪.)ٛ2ٔ،ٜ‬‬
‫وفي أعياد القديسة العذراء مريـ نرنـ بآيات ىذا المزمور التي تتكمـ عف العروس‪ ،‬فالعذراء ىي أـ الكنيسة‬
‫وشفيعتيا وطيارة العذراء جعمت المسيح يشتيي حسنيا‪ ،‬وىي مشتممة بثوب ذىب رمز طيارتيا‪ ،‬وكؿ مجدىا مف‬
‫داخؿ فيي يتيمة بسيطة فقيرة لكف قمبيا كاف سماء‪.‬‬

‫ش ِائي لِ ْمممِ ِك‪ .‬لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ‬


‫اى ٍر‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫صالِ ٍح‪ .‬متَ َكمٍّم أََنا ِبِ‬
‫إ‬ ‫اض َق ْم ِبي ِب َكبلٍَ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪" -‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪141‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫المرتؿ وقد رأى خبلص المسيح وحبو كعريس لعروسو‪ ،‬فاض قمبو بالحب لو‪ ،‬بؿ فاض لسانو بكممات حب‪،‬‬
‫أعطاىا لو الروح القدس وكاف ىو مجرد كاتب لما أمبله عميو الروح القدس= لِس ِاني َقمَم َك ِات ٍب م ِ‬
‫اىر‪ .‬وىو وجد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أف كمماتو كفيض‪ ،‬يريد أف يعبر بو عف محبتو وحينما لـ يسعفو لسانو‪ ،‬أعطاه الروح القدس أف يفيض‬
‫(يو‪ .) ٖٚ2ٚ،ٖٛ‬وىو كاتب ماىر ال يحتاج لمتفكير وال يتوقؼ فالروح يممي ما يقولو‪ .‬وفي السبعينية= إني أخبر‬
‫الممؾ بأفعالي= فالحب لـ يجعؿ لسانو فقط يتكمـ بؿ كؿ أفعالو صارت تنطؽ بيذا الحب‪ ،‬لقد صارت أعضاؤه‬
‫آالت بر‪ .‬وعموماً فيذه طريقة كتابة المزامير وىناؾ مف قاؿ عف المزامير ‪ ..‬ىؿ كاف الروح القدس يعزؼ عمى‬
‫صالِ ٍح =‬ ‫ٍ‬
‫اض َق ْم ِبي ِب َكبلَم َ‬
‫قيثارة داود أـ كاف داود يعزؼ عمى قيثارة الروح القدس‪ .‬ويرى بعض اآلباء أف عبارة فَ َ‬
‫ىي تعبير عف والدة المسيح (كممة اهلل) مف اآلب‪ .‬فيو الكممة الذي يفيض مف قمب اآلب‪.‬‬

‫شفَتَ ْي َك‪ ,‬لِذلِ َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫الن ْع َم ُة َعمَى َ‬‫س َك َب ِت ٍّ‬‫ش ِر‪ .‬ا ْن َ‬‫ت أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬
‫ش ِر‪ .‬ليس المقصود ىو جماؿ الجسد بؿ ألنو‬ ‫ىذا المولود مف اآلب أزلياً صار بش اًر ولكنو أ َْب َرعُ َج َماالً ِم ْن َب ِني ا ْل َب َ‬
‫شفَتَ ْي َك لـ يقؿ أنو أبرع جماالً مف المبلئكة فيو أخذ طبيعتنا‬ ‫الن ْع َم ُة َعمَى َ‬ ‫س َك َب ِت ٍّ‬
‫كاف ببل خطية لذلؾ أضاؼ ا ْن َ‬
‫وليس طبيعة المبلئكة‪ .‬ولنبلحظ أف الخطية في القمب تترؾ بصماتيا عمى شكؿ الوجو‪ ،‬فالغضوب والحاسد‬
‫والشيواني والخبيث‪ ..‬ىؤالء يظير عمى وجوىيـ ما في قموبيـ‪ ،‬فتصير وجوىيـ ببل جماؿ‪ِ .‬ل ِ‬
‫ذل َك َب َارَك َك اهللُ إِلَى‬
‫الدىر = المسيح بحسب الناسوت كاف يتقدـ في الحكمة والقامة والنعمة (لوٕ‪ )ٕ٘2‬فيو كاف يمارس ىذا بكونو‬
‫إنساناً حقيقياً وكاف ىذا يظير فيو تدريجياً‪ .‬ويقاؿ أف اهلل باركو بمعنى أف ما تنالو الكنيسة مف بركات إليية يكوف‬
‫ىذا خبلؿ الرأس وباسمو‪ .‬والنعمة التي انسكبت عمى شفتيو ىي تعاليمو‪ ،‬وكممات الغفراف لمخطاة‪ ،‬والحب والشفقة‬
‫لمف يحتاج‪ .‬والبركة التي سمعيا يوـ العماد "ىذا ىو ابني الحبيب‪ " ..‬كانت لحساب كنيستو‪.‬‬

‫ِ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬تَ َقمَّ ْد َ‬
‫ٖ‬
‫اء َك‪".‬‬
‫َّار‪َ ,‬جبلَ َل َك َوَب َي َ‬
‫س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخذ َك أَي َيا ا ْل َجب ُ‬
‫ف ىو صميبو الذي حممو ليحارب بو أعداء‬ ‫س ْي َ‬
‫الفَ ْخذ إشارة إلى جسد الرب يسوع (تؾٕٗ‪ .)ٔٓ2ٜٗ ،ٕ2‬وال َ‬
‫س ْيفَ َك َعمَى فَ ْخ ِذ َك فالسيؼ يعمؽ عمى الفخذ فعبلً ويشيره المحارب لمقتاؿ‪ .‬والمسيح‬ ‫عروستو (الشياطيف)‪ ..‬تَ َقمَّ ْد َ‬
‫حمؿ صميبو عمى ظيره وكاف ىذا كسيؼ لمقتاؿ‪ ،‬بؿ ُس ِّم َر عميو وكأنو متمسؾ بو وىذه تساوي "أوثقوا الذبيحة‬
‫بربط إلى قروف المذبح" (مز‪ .)ٕٚ2ٔٔٛ‬وبنفس ىذا المعنى وجدنا الكبش الذي قدمو إبراىيـ عوضاً عف إسحؽ‬
‫إبنو "ممسكاً في الغابة بقرنيو" (تؾٕٕ‪ .)ٖٔ2‬والقروف إشارة لمقوة‪ ،‬فالمسيح كاف مرتبطاً بالصميب بقوة لييزـ‬
‫إبميس ويحررنا‪ .‬وك ٌؿ منا حيف يحمؿ صميبو تابعاً المسيح دوف تذمر فيو يحارب إبميس بنفس طريقة المسيح‬
‫فيصير تمميذاً لممسيح‪ .‬ومعركة الصميب أثبتت أنو جبار فقد سحؽ الشيطاف وكسر شوكة الموت وفتح الجحيـ‬
‫(ٔكؤ‪ ،)ٔٛ2‬بؿ الك ارزة بالصميب صارت كسيؼ (متٓٔ‪ .)ٖٗ2‬وكممة اهلل صارت سيؼ ذو حديف (عبٗ‪ٕٔ2‬‬
‫‪ +‬أؼ‪ )ٔٚ2ٙ‬فيي سيؼ يقطع حركات الشيوة وأىواء النفس التي يثيرىا فينا عدو الخير حتى اآلف‪ .‬والمسيح في‬

‫‪142‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫معركتو كاف يبدو أماـ الناس كضعيؼ ولكنو كاف جبا اًر وفي جبلؿ‪ ،‬فمقد إظممت الشمس والقبور تفتحت فآمف‬
‫الجندي الوثني مف جبلؿ المصموب‪.‬‬

‫ف‪".‬‬ ‫َّع ِة َوا ْل ِبٍّر‪ ,‬فَتُ ِرَي َك َي ِمي ُن َك َم َخ ِ‬


‫او َ‬ ‫ق َوالد َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬وِب َجبلَ لِ َك اقْتَ ِحِم‪ْ .‬ارَك ْب‪ِ .‬م ْن أ ْ‬
‫َج ِل ا ْل َح ٍّ‬ ‫ٗ‬

‫َّع ِة والعدؿ= ا ْل ِبٍّر‪ .‬وىذا عكس مممكة إبميس القائمة عمى‬ ‫ق َوالد َ‬ ‫بعد معركتو أقاـ الرب مممكتو المؤسسة عمى ا ْل َح ٍّ‬
‫الباطؿ وشيوة ىذا العالـ الزائفة‪ .‬وحينما نقبمو فينا بكونو الحؽ ال يجد الباطؿ مكاناً فينا‪ .‬وحينما نقتنيو وىو‬
‫الوديع ييرب منا الكبرياء‪ .‬وحيف نتقمد ىذه األسمحة الحؽ والدعة والعدؿ نصير أقوياء كما تقمدىا فصنع أعماالً‬
‫عجيبة ب َي ِمينُو = قوتو‪ .‬أعماالً عجيبة أخافت الشياطيف‪ ،‬وسقطت ممالؾ‪ .‬اقْتَ ِحِم = مممكة الموت مممكة إبميس‪،‬‬
‫ليؤسس الرب مممكتو ‪.‬‬

‫اء ا ْل َممِ ِك‪ُ .‬‬


‫َع َد ِ‬
‫س ُنوَن ُة ِفي َق ْم ِب أ ْ‬
‫٘‬
‫ون‪".‬‬
‫سقُطُ َ‬
‫وب تَ ْحتَ َك َي ْ‬
‫ش ُع ٌ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ن ْبمُ َك ا ْل َم ْ‬
‫نبؿ السيد المسيح ىي كممات الك ارزة بواسطة الرسؿ‪ .‬والشعوب ىي الشياطيف التي انيزمت أو األمـ التي آمنت‬
‫بالسيد المسيح كالدولة الرومانية التي تحولت لممسيحية‪ ،‬بعد اف كانت مستعبدة البميس ‪.‬‬

‫يب ُم ْم ِك َك‪".‬‬ ‫ضيب اس ِتقَ ٍ ِ‬


‫امة قَض ُ‬
‫آية (‪ُ ٙ" - )ٙ‬كر ِسي َك يا اَهلل إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ ِ‬
‫ور‪ .‬قَ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ترتؿ ىذه اآلية كنيستنا القبطية في الساعة الثانية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة في لحف طويؿ "بيؾ إثرونوس"‬
‫لتقوؿ لممسيح ولو أنؾ صمبت ومت ودفنت إال أنؾ عمى عرشؾ إلى دىر الدىور‪ .‬وواضح أف ىذه الكممات ال‬
‫توجو إلى ممؾ أرضي سواء داود أو سميماف‪ ،‬بؿ ىي لممسيح ممكنا السماوي‪ ،‬فيو قبؿ أف يتأنس كاف ممكاً ورباً‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫منذ األزؿ وبصميبو صار ممكاً ورباً عمى الكؿ وبعد صعوده جمس عف يميف اآلب إلى دىر الدىور‪ .‬قَض ُ‬
‫يب ُم ْم ِك َك = القضيب ىو صولجاف الممؾ‪ ،‬وىو يممؾ بالعدؿ‪ ،‬تارة يترفؽ وتارة يؤدب‪ ،‬ىو محب‬ ‫اس ِتقَ ٍ ِ‬
‫امة قَض ُ‬‫ْ َ‬
‫يب ُم ْم ِك َك = ىو صولجاف الممؾ الذي ىو الصميب وىو‬ ‫ِ‬
‫لمبر ومبغض لئلثـ‪ ،‬فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬قَض ُ‬
‫طريؽ البر واإلستقامة‪.‬‬

‫اج أَ ْكثََر ِم ْن ُرفَقَ ِائ َك‪".‬‬


‫االب ِت َي ِ‬ ‫اإل ثْم‪ِ ,‬م ْن أ ْ ِ‬
‫َج ِل ذل َك َم َ‬
‫س َح َك اهللُ إِ ُ‬
‫لي َك ِب ُد ْى ِن ْ‬ ‫ت َ‬
‫ضَ ِ‬
‫ت ا ْل ِب َّر َوأ َْب َغ ْ‬
‫َح َب ْب َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬أ ْ‬
‫اج = إشارة لحموؿ الروح القدس عمى المسيح لحساب الكنيسة‪ .‬ويسمى دىف االبتياج فيو قبؿ أف‬ ‫االب ِت َي ِ‬
‫ُد ْى ِن ْ‬
‫يمسح بابتياج‪ ،‬يمسح ليكوف الممؾ والكاىف والذبيحة (عبٕٔ‪ )ٕ2‬ونحف رفقائو وبسبب أنو ىو ُم ِس َح صرنا‬
‫مسيحييف ألننا بو ُنمسح هلل وتُفرز قموبنا لحساب ممكوتو‪ ،‬ويسكف فينا الروح القدس (راجع أعٓٔ‪ )ٖٛ ،ٖٚ2‬ومف‬
‫ثماره الفرح فنبتيج حيف يسكف في أعماقنا‪ .‬وتنزع عنا روح الغـ‪ ،‬ولكف ىذا لمف يحب البر ويبغض اإلثـ‪ .‬أَ ْكثََر =‬
‫حؿ عميو الروح القدس كامبلً بأقنومو (حمامة كاممة) أما عمى التبلميذ حؿ الروح القدس عمى شكؿ‬ ‫فالمسيح َّ‬
‫ألسنة نار منقسمة عمى كؿ واحد منيـ فنحف البشر لسنا آلية حتى يسكف فينا الروح بكاممو كالمسيح‪ .‬حقاً نحف‬

‫‪143‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫مسكف لمروح القدس ولكف نحف نأخذ منو ما نحتاج إليو فقط‪ .‬وحينما حؿ الروح القدس عمى شكؿ حمامة فؤلف‬
‫الحماـ يرجع دائماً إلى بيتو (مثؿ حمامة نوح والحماـ الزاجؿ)‪ .‬والروح حؿ عمى جسد المسيح الذي ىو كنيستو‬
‫ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح‪ ،‬فعممو ىو أف يثبتنا في المسيح‪.‬‬

‫ود وسمِ َ ِ‬ ‫‪ِ ٛ‬‬


‫س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار‪".‬‬
‫اج َ‬ ‫ص ِ‬
‫ور ا ْل َع ِ‬ ‫يخ ٌة‪ .‬م ْن قُ ُ‬ ‫آية (‪ُ " - )ٛ‬كل ث َيا ِب َك ُمٌّر َو ُع ٌ َ َ‬
‫ال ُمٌّر = مر الطعـ جداً (إشارة آلالـ الصميب) ولكف رائحتو زكية (إشارة لمطاعة) وكانوا يكفنوف الموتي بالمر‬
‫والصبر وىكذا َع ِم َؿ يوسؼ الرامي مع جسد المسيح‪.‬‬
‫يخ ٌة = أنواع مف األطياب تشير آلالـ المسيح فيي مرة (الميعة) أوىي تسمخ مف شجرتيا فتموت‬ ‫سمِ َ‬
‫الميعة َوال َ‬
‫الشجرة (السميخة)‪ ،‬والمر والميعة يسيبلف مف بعض االشجار‪ .‬ولقد فاحت رائحة أالـ المسيح وطاعتو فيو أطاع‬
‫حتى الموت موت الصميب‪ ،‬وفاحت الرائحة في جميع القصور= والقصور ىي بيوت اهلل وىياكمو‪ ،‬وقموب قديسيو‬
‫التي ىي ىياكؿ لمروح القدس‪ .‬وثوب المسيح ىو كنيستو وحيف يسكنيا الروح القدس تصير ليا رائحة حموة‪،‬‬
‫رائحة قبوليا األلـ مع مسيحيا‪ .‬وذكر عدة أنواع مف العطور فمكؿ منا فضيمة معينة تختمؼ عف اآلخر‪.‬‬
‫ص ِر ا ْل َع ِ‬
‫اج والعاج لونو أبيض فالكنيسة تبررت بموت عريسيا‪ .‬ونبلحظ أف العاج يأخذونو مف‬ ‫وكنيستو= ىي قُ ُ‬
‫األفياؿ بعد موتيا‪ ،‬فالكنيسة قبمت الموت مع عريسيا لذلؾ فاحت رائحتيا العطرة لقبوليا الصميب‪ ،‬وىكذا كؿ‬
‫س َّرتْ َك األ َْوتَ ُار = تسبحتيا تفرحؾ‪.‬‬
‫نفس تقبؿ الصميب‪َ .‬‬

‫س َم ِعي َيا ِب ْن ُ‬
‫ت‬ ‫أُوِف ٍ ِٓٔ‬ ‫ي ِم ِ‬
‫ين َك ِب َذ َى ِب‬ ‫َّات َك‪ُ .‬ج ِعمَ ِت ا ْل َممِ َك ُة َع ْن‬
‫وك ب ْي َن ح ِظي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ير‪ .‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ات ُممُ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٚ-ٜ‬ب َن ُ‬
‫اس ُج ِدي لَ ُو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س ٍّي ُدك فَ ْ‬
‫ُى َو َ‬ ‫س َن ِك‪ ,‬أل ََّن ُو‬
‫ُح ْ‬ ‫شتَ ِي َي ا ْل َممِ ُك‬ ‫ٔٔ‬
‫يك‪ ,‬فَ َي ْ‬ ‫ت أَِب ِ‬ ‫ش ْع َب ِك َوَب ْي َ‬
‫س ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوا ْنظُ ِري‪َ ,‬وأَميمي أُ ُذ َنك‪َ ,‬وا ْن َ‬
‫وب تَتَرضَّى و ْجي ِك ِبي ِدي ٍ‬
‫َّة‪.‬‬ ‫ور أَ ْغ َنى الش ُع ِ‬‫ص ٍ‬ ‫َوِب ْن ُ‬
‫ٕٔ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ُ‬
‫ض ُر إِلَى ا ْل َممِ ِك‪ .‬في إِثْ ِرَىا‬
‫س ُمطََّرَزٍة تُ ْح َ‬ ‫س َيا‪ِ .‬ب َمبلَ ِب َ‬
‫ٗٔ‬
‫وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ‬‫س َ‬
‫ِِ ِ ِ‬
‫ُكم َيا َم ْج ٌد ْاب َن ُة ا ْل َممك في خ ْد ِرَىا‪َ .‬م ْن ُ‬
‫ٖٔ‬

‫آب ِائ َك َي ُك ُ‬ ‫ص ِر ا ْل َممِ ِك‪ِ .‬ع َو ً‬ ‫ض ْر َن ِبفََر ٍح َو ْاب ِت َي ٍ‬


‫اج‪َ .‬ي ْد ُخ ْم َن إِلَى قَ ْ‬ ‫ات إِلَ ْي َك‪ُ .‬ي ْح َ‬ ‫ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫ون‬ ‫ضا َع ْن َ‬ ‫َّم ٌ‬
‫صاح َباتُ َيا‪ُ .‬مقَد َ‬ ‫َع َذ َارى َ‬
‫ض‪ٔٚ .‬أَ ْذ ُكر اسم َك ِفي ُك ٍّل َدو ٍر فَ َدو ٍر‪ِ .‬م ْن أ ْ ِ‬ ‫اء ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ب ُن َ ِ‬
‫وب إِلَى‬ ‫َج ِل ذل َك تَ ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫س َ‬ ‫يم ُي ْم ُر َؤ َ‬
‫وك‪ ,‬تُق ُ‬ ‫َ‬
‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪".‬‬
‫الد ْ‬
‫ين َك‪ .‬فيي عروس الممؾ‪ .‬واليميف ىو مكاف الكرامة المعد‬ ‫يحدثنا المرتؿ ىنا عف العروس‪ .‬ىي ممكة‪ .‬ع ْن ي ِم ِ‬
‫َ َ‬
‫لمخراؼ ال لمجداء‪ .‬وىي في مكاف الشفاعة فالكنيسة تصمي عف شعبيا‪ .‬وىي ليا ثوب من َذ َى ِب أُوِفير= والذىب‬
‫رمز لمسماويات سمة العروس‪ .‬بنات مموؾ في تكريمؾ= ب ْي َن ح ِظي ِ‬
‫َّات َك (نسائؾ المكرميف)= ىـ المؤمنيف الذيف‬ ‫َ َ‬
‫صاروا أبناء الممؾ والممكة يكرمونو يومياً بتسابيحيـ وأعماليـ‪ .‬مزينة بأنواع كثيرة (بحسب السبعينية) والمقصود‬
‫حياتيا المقدسة وفضائميا وقديسييا وشيدائيا وأالميا وأسرارىا‪ .‬وبعد أف تمتعت العروس بيذا الشرؼ عمييا أف‬
‫س َم ِعي َيا أ ِب ْنتُي = اهلل يشتاؽ ليا لتمتصؽ‬ ‫ِ‬
‫تنسى ماضييا (وثنيتيا وخطاياىا) والحظ أنيا عروس وممكة وابنة= ا ْ‬
‫بو وتترؾ أىميا (العالـ) وعاداتيا السابقة كما ترؾ إبراىيـ أور‪ ،‬وتنسي خطاياىا‪ ،‬وكؿ ما كانت متعمقة بو سابقاً‬

‫‪144‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص واألربعون)‬

‫اس ُج ِدي لَ ُو‪ .‬ونرى ىنا أف‬ ‫كما ترؾ الرسؿ شباكيـ وتركت السامرية جرتيا‪ .‬وعمييا كعروس أف تقدـ العبادة هلل= فَ ْ‬
‫ور ىي نموذج لموثنييف وكانت أغنى أمـ العالـ وأكثرىا خطية‪ .‬سيقدموف ىدية لمعريس‪ ،‬وما‬ ‫ص ٍ‬
‫األمـ الوثنييف= ُ‬
‫َميمِي أُ ُذ َن ِك= أي‬
‫ىي اليدية المقبولة عنده سوى إيمانيـ بو‪ .‬والحظ نصيحة المرتؿ أو العريس لعروسو الجديدة= أ ِ‬
‫تنفذي الوصايا‪ .‬وتسمعي كؿ كبلمو وتؤمني بقدرتو‪( .‬مت٘ٔ‪ )ٕٛ-ٕٔ2‬لقد خرجت المرأة الكنعانية إلى المسيح‬
‫وقدمت لو ىدية ىي إيمانيا والحظ أنيا مف نواحي صور وصيدا)‪ .‬والعروس كؿ مجدىا مف داخؿ= ىذا يذكرنا‬
‫بخيمة االجتماع مف داخؿ ذىب وشقؽ موشاة ومف خارج كباش محمرة وتخس‪ .‬والكنيسة مجدىا في مسيحيا‬
‫داخميا ومف خارج يوجد أالـ واضطياد‪ .‬وكؿ نفس مسيحي مجده مف داخؿ‪ ،‬في قمبو الذي تقدس وفرح بعريسو‪.‬‬
‫فعبلقة العروس بعريسيا ىي في صبلة سرية في المخدع (نشٗ‪.)ٕٔ2‬‬
‫س َيا = مشتممة بأطراؼ موشاة بالذىب (سبعينية) األطراؼ كانت رمانات وأجراس تعمؽ‬ ‫وج ٌة ِب َذ َى ٍب َمبلَ ِب ُ‬
‫س َ‬‫َم ْن ُ‬
‫بأىداب رئيس الكينة إشارة لتعميـ العروس السماوي وك ارزتيا‪ .‬في إِثْ ِرَىا َع َذ َارى = تجذب النفس المؤمنة غيرىا‬
‫لممسيح‪ .‬والكؿ في فرح بسبب وجودىـ في قصر العريس السماوي‪ .‬وىي كنيسة ولود‪ ،‬فعوض اآلباء يكوف دائماً‬
‫ىناؾ أبناء‪ .‬المؤمف الحقيقي ال ييتـ بالخارج ولكنو ييتـ بالداخؿ‪ ،‬فالعروس ال تكشؼ جماليا إال لعريسيا الذي‬
‫أحبتو‪ ،‬أما كشؼ فضائمنا لمف ىـ في الخارج فيوقعنا في الكبرياء‪ .‬ولقد قدمت كنيستنا رؤساء كثيريف ولدتيـ في‬
‫معمودية (اثناسيوس‪ /‬كيرلس‪ /‬أوريجانوس‪ )..‬وأنطونيوس مؤسس الرىبنة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس واألربعون‬

‫المزمور السادس واألربعون (الخامس واألربعون في األجبية)‬

‫وِ‬
‫ض َع ىذا المزمور بسبب الخبلص الذي أعطاه اهلل لشعبو إثر أزمة عسكرية مع عدو‪ .‬ربما خبلص أورشميـ مف‬ ‫ُ‬
‫حصار أشور أو خبلصيا مف أي عدو آخر‪ ،‬وربما كتبو داود إثر انتصاره في معركة مف المعارؾ إذ شاىد عمؿ‬
‫اهلل العجيب معو‪.‬‬
‫المزمور يعمف عف سكنى اهلل وسط شعبو‪ ،‬سر قوتيـ واحساسيـ باألماف وممجأىـ‪.‬‬
‫والروح القدس ح ّؿ عمى الكنيسة‪ ،‬وىو اآلف ساكف فييا وفي أفرادىا‪ ،‬يقودىا ويعطييا روح القوة‪ .‬ولذلؾ تصمي‬
‫الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عف الروح القدس‪ ".‬نير سواقيو تفرح مدينة اهلل مقدس‬
‫مساكف العمي"‪.‬‬

‫ش ِد ً‬
‫يدا‪".‬‬ ‫الض ْيقَ ِ‬
‫ات ُو ِج َد َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَهللُ لَ َنا َم ْم َجأٌ َوقُ َّوةٌ‪َ .‬ع ْوًنا ِفي ٍّ‬
‫حيف تشتد اآلالـ‪ ،‬نجد في اهلل ممجأ لنا وقوة ومعيناً‪ ،‬إف كنا مقدسيف لو‪ ،‬ننعـ بالشركة معو‪ 2‬أستطيع كؿ شئ في‬
‫المسيح الذي يقويني"‪ .‬واألعداء محيطيف دائماً بالكنيسة ولكف وجود اهلل فييا يعطييا قوة وىو حصف ليا‪ .‬وعمينا‬
‫أف ال نمجأ لسواه‪.‬‬

‫ار‪ .‬تَِعج َوتَ ِج ُ‬


‫ض‪َ ,‬ولَ ِو ا ْن َقمَ َب ِت ا ْل ِج َبا ُل إِلَى َق ْم ِب ا ْل ِب َح ِ‬
‫شى َولَ ْو تََز ْح َز َح ِت األ َْر ُ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬لِذلِ َك الَ َن ْخ َ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬
‫يش‬
‫اى َيا‪ .‬تَتََز ْع َزعُ ا ْل ِج َبا ُل ِبطُ ُم ٍّو َىا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫ِم َي ُ‬
‫تصور اإلنساف كأف األرض تتزلزؿ تحت قدميو وحتى ما ىو راسخ كالجباؿ لو‬
‫َّ‬ ‫ميما اشتدت الضيقة‪ ،‬حتى لو‬
‫سقط في المحيطات‪ ،‬عمينا أف ال نخاؼ‪ .‬البحار ىنا إشارة لمعالـ‪ ،‬والجباؿ ىنا ىـ الجبابرة العالمييف‪ ،‬حتى لو‬
‫نزؿ ىؤالء إلى العالـ ليحاربوا الكنيسة فبل نخاؼ ألف اهلل وسطيا‪ .‬فيؤالء الجباؿ غير ثابتيف أما المسيح فثابت‬
‫(إشٕ‪ )ٕ2‬وكؿ ما ىو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع بسبب كبريائو= ِبطُ ُم ٍّو َىا‪ .‬وفي السبعينية‬
‫تتزعزع الجباؿ بعزتو= أي مف تراىـ جباؿ‪ ،‬إذا أظير اهلل عزتو وقوتو تجدىـ يتزعزعوف‪ .‬وال ننسى أنو طالما إلينا‬
‫يسوع نائماً في سفينتا (الكنيسة) ال نخاؼ ميما اضطرب البحر (العالـ) الييجاف ضد الكنيسة بدأ مف بداية‬
‫الكنيسة ولكننا مازلنا نرى الكنيسة قائمة والمسيح في وسطيا‪.‬‬

‫اك ِن ا ْل َعمِ ٍّي‪".‬‬


‫اهلل‪ ,‬م ْق َدس مس ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫يو تُفٍَّرح م ِدي َن َة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬نير سو ِاق ِ‬
‫ٌْ َ َ‬

‫‪146‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫ىذه نبوة عف عمؿ الروح القدس المعزي (يو‪ )ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬الذي يعطي سبلماً لكنيستو = م ِدي َن َة ِ‬
‫اهلل‪ .‬تروى ىذه‬ ‫َ‬
‫المياه مدينة اهلل فتعطييا ثمار‪ ...‬محبة فرح سبلـ‪( + ..‬يؤٖ‪ )ٔٛ2‬ىذا الروح القدس يعممو باإلضافة ليدـ إنساننا‬
‫العتيؽ واقامة الجديد‪ .‬ولنبلحظ أف العالـ مشبو ببحار صاخبة متقمبة مياىيا مالحة ال تروي‪ ،‬أما الروح القدس‬
‫فمشبو بالنير الذي مياىو مروية وىادئ (يعطي سبلماً ال قمؽ واضطراب)‪ .‬لقد قدس الروح القدس الكنيسة‬
‫فصارت مقدس مساكف العمي‪ .‬والروح القدس عامؿ في أسرار الكنيسة‪.‬‬

‫ع‪ُ .‬ي ِعي ُن َيا اهلل ِع ْن َد إِق َْب ِ‬


‫ال الص ْب ِح‪".‬‬ ‫س ِط َيا َفمَ ْن تَتََز ْع َز َ‬ ‫٘ ِ‬
‫آية (٘) ‪ " -‬اهللُ في َو َ‬
‫ُ‬
‫اهلل يعيف كنيستو وينتشميا عند إقباؿ الصبح (شمس البر) بعد نياية ىذا العالـ الذي ىو كميؿ يمر بنا‪ .‬ولكف‬
‫اآلف ىو يسندنا ويعزينا إلى أف ينتشمنا نيائياً إلى السماء‪.‬‬

‫ض‪".‬‬‫ص ْوتَ ُو‪َ ,‬ذ َاب ِت األ َْر ُ‬ ‫ُم ُم‪ .‬تََز ْع َز َع ِت ا ْل َم َمالِ ُك‪ .‬أ ْ‬
‫َعطَى َ‬
‫‪ِ ٙ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬عجَّت األ َ‬
‫ميما اشتد صوت المقاوميف‪ ،‬اهلل قادر أف يسكتيـ‪ ،‬ولقد ىاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية‪ ،‬ولكف صوت اهلل‬
‫(الك ارزة) أسكتيا حتى ذابت في المسيحية‪.‬‬

‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬رب ا ْل ُج ُن ِ‬


‫ود َم َع َنا‪َ .‬م ْم َجأَُنا إِل ُو َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬
‫اهلل بنفسو في وسطنا ولـ يرسؿ إلينا ال مبلؾ وال رئيس مبلئكة‪.‬‬

‫وب إِلَى أَق َ‬


‫ْصى‬ ‫س ٍّك ُن ا ْل ُحر ِ‬
‫ُ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ف َج َع َل ِخ َرًبا ِفي األ َْر ِ‬
‫ض‪ُ .‬م َ‬ ‫اهلل‪َ ,‬ك ْي َ‬ ‫ال ِ‬ ‫َع َم َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٛ‬ىمُموا ا ْنظُُروا أ ْ‬
‫ات ُي ْح ِرقُ َيا ِب َّ‬
‫الن ِ‬
‫ار‪".‬‬ ‫س َوَي ْقطَعُ الرْم َح‪ .‬ا ْل َم ْرَك َب ُ‬ ‫ِ‬ ‫األ َْر ِ‬
‫ض‪َ .‬ي ْكس ُر ا ْلقَ ْو َ‬
‫الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتيت غالباً بإيماف األعداء (شاوؿ الطرسوسي بؿ الدولة الرومانية) واهلل‬
‫سيم = أي قوتيـ وترتيباتيـ ضد الكنيسة‪ .‬ومف لـ يؤمف أباده الرب‪ .‬وال ننسى ىبلؾ ٓٓٓ‪ٔٛ٘.‬مف‬ ‫ِ‬
‫ْكس ُرْ قَ ْو َ‬
‫رجاؿ أشور عند أسوار أورشميـ‪ .‬فاهلل بطريقة أو بأخرى ييب كنيستو نصرة‪.‬‬
‫ونفسر اآليات السابقة أيضاً بأف ثورة الجسد عمينا وىياجو في شيوة ليذا العالـ‪ ،‬يكسر اهلل ىذه الشيوات وىذه‬
‫األسمحة الروحية سواء خارجية أـ داخمية‪ ،‬مف إبميس المحارب ضدنا أو شيواتنا المحاربة فينا‪ ،‬ويجعؿ كؿ ىذا‬
‫خرباً ليقيـ اإلنساف الجديد‪ .‬وىذا ىو عمؿ الروح القدس في المعمودية ( التى ىي موت ودفف ثـ قيامة مع‬
‫المسيح ) ‪ .‬ثـ بقرار حر مف االنساف اف يستمر في حالة الموت عف الخطية ‪ .‬راجع ( رو ‪.)ٙ‬‬

‫ُمِم‪ ,‬أَتَ َعالَى ِفي األ َْر ِ‬


‫ض‪".‬‬ ‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ‪ .‬أَتَ َعالَى َب ْي َن األ َ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ُ " -‬كفوا َو ْ‬
‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ = مف يريد أف يختبر سبلـ اهلل‪ ،‬عميو أف يكؼ عمى أف يتكؿ عمى ذراع بشر‪ .‬فيو‬ ‫ُكفوا َو ْ‬
‫يتعالي بيف األمـ يحممنا إلى السمويات‪ ،‬ويتعالى بنا عمى األرضيات‪ .‬وعمى المؤمنيف أف يكفوا عف محبة العالـ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش واألربعون)‬

‫اعمَ ُموا أ ٍَّني أََنا اهللُ= ىذه تعني ‪-2‬‬


‫ُكفوا = ىذا ىو القرار االختياري بالتوبة واف نحيا كأموات اماـ الخطية ‪ْ .‬‬
‫ٔ‪ -‬انا الذي اديف عمي الخطية فخافوا‪.‬‬
‫ٕ‪-‬انا الي اعطيكـ نعمة فبل تسود الخطية عميكـ (رو ‪.)ٔٗ 2 ٙ‬‬
‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ٔٔ" -‬رب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود َم َع َنا‪َ .‬م ْم َجأَُنا إِ ُ‬
‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫َ‬

‫‪148‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع واألربعون‬

‫المزمور السابع واألربعون (السادس واألربعون في األجبية)‬

‫ب بمناسبة صعود التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى أورشميـ‪ ،‬والبعض يقوؿ‬ ‫ِ‬
‫يقوؿ بعض الدارسيف أف المزمور ُكت َ‬
‫ب بمناسبة عمؿ إليي فائؽ مع الشعب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أنو ُكت َ‬
‫ىذا المزمور دعوة لكؿ إنساف أف يسبح اهلل كممؾ يممؾ عميو شخصياً وعمى الكؿ‪.‬‬
‫ىذا المزمور فيو نبوة عف أف المسيح ىو الممؾ عمى األرض كميا (‪ )ٚ‬بعد أف صعد إلى السموات (أية٘) وقد‬
‫ممؾ عمى كؿ األمـ (‪ .)ٜ،ٛ‬وكاف الييود ىـ الوسطاء لذلؾ العمؿ العجيب (ٗ) فالمسيح أتى مف الييود بحسب‬
‫الجسد وصالح الشعوب كميا مع اهلل‪.‬‬
‫نرتؿ ىذا المزمور في صبلة الساعة الثالثة فيو مزمور الصعود‪.‬‬
‫انتيى المزمور السابؽ بقولو "أنا اهلل أتعالى بيف األمـ" وىنا نرى كيؼ تـ ىذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أف ظير‬
‫في الجسد ليخ مص شعبو صعد بيذا الجسد وجمس عف يميف اآلب‪ .‬والقوؿ جمس عف يميف اآلب ىو الرد عمى‬
‫أخمى ذاتو‪ .‬والسبب أف المسيح أراد أف ىذا الجسد يتمجد ليتمجد إبف اإلنساف ونحصؿ نحف عمى المجد‪ .‬مجدني‬
‫أنت أييا اآلب ( بالجسد) بالمجد الذي كاف لي عندؾ قبؿ كوف العالـ (الذي ىو مجد الىوت اإلبف األزلي)‬
‫(يو‪ .)٘2ٔٚ‬وأنا قد أعطيتيـ المجد الذي أعطيتني (يو‪ .)ٕٕ2ٔٚ‬وحينما نرى ما عممو المسيح لنا والمجد الذي‬
‫أعده لنا نفيـ "أف اهلل يتعالى بيف األمـ" ليس ألنو يستحؽ كؿ المجد فقط ولكف ألنو أعطانا نحف أيضاً المجد‪.‬‬

‫االب ِت َي ِ‬
‫اج‪".‬‬ ‫ص ْو ِت ْ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬يا ج ِميع األُمِم صفٍّقُوا ِباألَي ِادي‪ِ ْ .‬‬
‫اىتفُواِ هلل ِب َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ىي دعوة لكؿ الشعوب أف يسبحوا اهلل لعممو العجيب الفدائي‪ .‬والتصوير ىنا أف المسيح ممؾ عظيـ أتى وىزـ‬
‫المموؾ اآلخريف (الشيطاف‪ /‬الخطية‪ /‬الموت‪ )..‬ليقيـ مممكتو ىو‪ .‬واالبتياج والتسبيح يكوف باليتاؼ والتسبيح‪.‬‬
‫وتصفيق األ ََي ِادي = األيادي رمز لؤلعماؿ الصالحة‪ .‬اهلل ال يفرح باأليادي المسترخية‪ ،‬وال باأليادي التي تشترؾ‬
‫في اآلثاـ‪.‬‬
‫ير َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫ب عمِ ٌّي م ُخ ٌ ِ‬
‫ض‪".‬‬ ‫وف‪َ ,‬مم ٌك َك ِب ٌ‬ ‫الر َّ َ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أل َّ‬
‫َن َّ‬
‫مف الذي ممؾ عمى كافة األرض سوى المسيح وبصميب محبتو‪.‬‬

‫ت أَق َْد ِ‬
‫ام َنا‪".‬‬ ‫ُم َم تَ ْح َ‬ ‫ٖ ِ‬
‫وب تَ ْحتََنا‪َ ,‬واأل َ‬
‫آية (ٖ) ‪ُ " -‬ي ْخضعُ الش ُع َ‬
‫وب الوثنية لئليماف بالمسيح‪ ،‬فتركوا خطاياىـ وكبريائيـ وانحنوا لمصميب‪ .‬وايضا فاهلل اعطي‬ ‫ِ‬
‫أ ْخضعُ اهلل الش ُع َ‬

‫‪149‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع واألربعون)‬

‫لممؤمنيف سمطانا اف يدوسوا الحيات والعقارب ‪ (...‬لو ٓٔ ‪ )ٜٔ 2‬اي الشيطاف الذي كاف متسمطا عمي االمـ قبؿ‬
‫المسيح ‪.‬‬

‫َّو‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫َحب ُ‬ ‫ِ‬
‫وب الَّذي أ َ‬
‫يب َنا‪ ,‬فَ ْخ َر َي ْعقُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ‬
‫يب َنا = اهلل يختار عبيده وميراثيـ‪ .‬بؿ ىو أعطانا نفسو ميراثاً‪ .‬وفي السبعينية‬ ‫ِ‬
‫في النص العبري= َي ْختَ ُار لَ َنا َنص َ‬
‫ِ‬
‫َّو = ألف يعقوب أحب‬ ‫وب الَّذي أ َ‬
‫َحب ُ‬ ‫يقوؿ اختارنا ميراثاً لو= أي ال فضؿ لنا في شئ‪ ،‬بؿ ىو اختارنا‪َ .‬ي ْعقُ َ‬
‫البكورية (السمويات) وعيسو أحب العدس (األرضيات)‪.‬والحظ اف يعقوب ىو ابو المؤمنيف ( الكنيسة ) التي‬
‫احبيا المسيح‪.‬‬

‫ص ْو ِت الص ِ‬
‫ور‪".‬‬ ‫الرب ِب َ‬
‫آية (٘) ‪٘" -‬ص ِع َد اهلل ِبيتَ ٍ‬
‫اف‪َّ ,‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫الصور = بوؽ القرف‪ .‬ونجد أف التبلميذ بعد صعود المخمص عادوا ألورشميـ بفرح عظيـ‪ .‬وكانوا كؿ حيف‬
‫يسبحوف (لوٕٗ‪ .)ٖ٘-٘ٔ2‬فيـ أروا في صعود المخمص صعوداً ليـ‪ .‬ألـ يقؿ ليـ "حيث أكوف أنا تكونوف أنتـ‬
‫أيضاَ"‪ .‬لذلؾ فعمينا أف ال نكؼ عف التسبيح‪.‬‬

‫ض ُكمٍّيا‪ ,‬رٍّنموا قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‪َ ,‬رٍّن ُموا‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َممِ ِك َنا‪َ ,‬رٍّن ُموا‪ٚ .‬أل َّ‬
‫اآليات (‪ٙ" - )ٛ-ٙ‬رٍّنمواِ ِ‬
‫َن اهللَ َمم ُك األ َْر ِ َ َ ُ‬
‫‪ٛ‬‬
‫يدةً‪َ .‬ممَ َك اهللُ‬
‫صَ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َعمَى ُك ْرس ٍّي قُ ْدسو‪".‬‬ ‫عمَى األ ِ‬
‫ُمم‪ .‬اهللُ َجمَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ض‪ُ .‬ى َو ُمتَ َعال ِجدًّا‪".‬‬


‫ان األ َْر ِ‬ ‫َنِ ِ‬
‫هلل َم َج َّ‬ ‫يم‪ .‬أل َّ‬ ‫شع ِ ِ ِ ِ‬ ‫اء الش ُع ِ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ب إلو إ ْبراى َ‬
‫اجتَ َم ُعوا‪ُ ْ َ .‬‬
‫وب ْ‬ ‫ش َرفَ ُ‬
‫آية (‪ُ " - )ٜ‬‬
‫يممؾ اهلل عمى جميع األمـ حيث تتحقؽ وعود اهلل إلبراىيـ "بنسمؾ تتبارؾ جميع األمـ" وذكر إبراىيـ ىنا ألف كؿ‬
‫مف ترؾ ؟آليتو وآمف بالمسيح اجتمع مع إبراىيـ‪ .‬كؿ مف عمؿ أعماؿ إبراىيـ سيكوف مع إبراىيـ (يو‪.)ٖٜ2ٛ‬‬
‫مجف وىو درع الحرب أي ىو الذي يدافع عف كؿ األرض ويحمييا‪.‬‬ ‫ان األ َْر ِ‬ ‫َنِ ا ِ‬
‫مجاف جمع ّ‬‫ض= ّ‬ ‫هلل َم َج َّ‬ ‫أل َّ‬

‫‪150‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن واألربعون‬

‫قد يكوف كاتب المزمور ىو داود المبتيج بعمؿ اهلل وحمايتو لمدينتو المقدسة أورشميـ‪ .‬وقد يكوف كاتب المزمور‬
‫ىو شخص عاش في أياـ ييوشافاط أو حزقيا مسبحاً اهلل عمى خبلص ونجاة أورشميـ فيو يتأمؿ الكاتب المرنـ‪،‬‬
‫كـ مف أعداء دحرىـ الرب عمى أبواب أورشميـ وبقيت ىي سالمة‪ .‬وباألحرى ىو صوت تسبيح شعب اهلل عمى‬
‫حمايتو لمكنيسة عبر عصور االستشياد وفي كؿ العالـ‪ .‬فمف يقؼ ليتأمؿ التاريخ سيرى كـ مف عصور‬
‫االستشياد قد مرت عمى الكنيسة‪ ،‬كانت كفيمة بتدميرىا‪ ،‬ولكف اهلل كاف معيا‪ ،‬بؿ فييا سر مجدىا وقوتيا‪.‬‬
‫يسمى المزمور بأنو أحد مزامير صييوف أو الكنيسة‪ ،‬يسبح بو لتمجيد اهلل الممجد في كنيستو التي يسمييا المرنـ‬
‫مدينة الممؾ العظيـ‪ .‬والمسيح أشار ليذا االسـ في (مت٘‪ )ٖ٘2‬فحضور المسيح فييا ىو سر مجدىا (ٔ‪)ٕ،‬‬
‫وأمانيا (ٖ‪ )ٛ-‬وفرحيا وتسبيحيا وبرىا (‪.)ٔٗ-ٜ‬‬

‫االرِتفَ ِ‬ ‫ِ ِِ ٕ ِ‬ ‫الرب وح ِم ٌ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٔ ِ‬
‫ض‪,‬‬ ‫اع‪ ,‬فََر ُح ُك ٍّل األ َْر ِ‬ ‫يد جدًّا في َمدي َنة إِل ِي َنا‪َ ,‬ج َبل قُ ْدسو‪َ .‬جمي ُل ْ‬ ‫يم ُى َو َّ َ َ‬‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬عظ ٌ‬
‫ال‪َ ,‬م ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم‪" .‬‬
‫الشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َب ُل ص ْي َي ْو َن‪ .‬فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ‬
‫اهلل وسط كنيستو سر مجدىا‪ .‬والحظ تسميات الكنيسة ىنا فيي م ِدي َن ِة إِل ِي َنا وىي جب ِل قُ ْد ِس ِو وىي جب ُل ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫وىي َم ِدي َن ُة ا ْل َممِ ِك ا ْل َع ِظ ِيم‪ .‬وقولو َج َب ِل إشارة ألنيا سماوية وأنيا ثابتة راسخة‪ .‬وىي مدينة اهلل فييا نمتقي مع اهلل‬
‫في حب وفي عيد وفي عبلقة شخصية وىي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو فيي تشيد لقداستو خبلؿ ممارستيا الحياة المقدسة‬
‫وشركتيا معو‪ .‬وىي ثابتة كالجبؿ رغماً عف التجارب التي تحيط بيا‪ .‬وصييوف تعني حصناً فييا نحتمي باهلل‬
‫كسور لنا‪ .‬وفييا يممؾ الممؾ العظيـ عمى قموب شعبو‪ .‬ويشعر شعبو بعظمتو فيعظموه ويحمدوه‪ .‬ىي جبؿ ٍ‬
‫عاؿ‬
‫في معتقداتيا وايمانيا المسمَّـ مرة لمقديسيف واحتفظت ىي بو سميماً‪ .‬ودعيت َم ِدي َن ُة فيي تضـ كثيريف مف كؿ‬
‫مسورة بأسوار واهلل‬
‫أنحاء العالـ‪ ،‬اهلل حوؿ قفرىا إلى عمار وخرابيا إلى مكاف يسكف فيو شعبو في أماف والمدف َّ‬
‫اع =‬ ‫االرِتفَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ىو سور مدينتو‪ .‬وىي جبؿ مؤل األرض كميا (حمـ الممؾ نبوخذ نصَّر‪ ..‬راجع سفر دانياؿ)‪َ .‬جمي ُل ْ‬
‫المرنـ يعمف عف جماؿ الكنيسة وبيائيا وعف دورىا كبيجة كؿ األرض‪ ،‬ىي متعالية عمى األرضيات ولكف في‬
‫تواضع ومحبة لمف ال يزاؿ يعيش في األرضيات‪ ،‬ىي تعمف حبيا لكؿ العالـ وتخدـ الجميع وكمسيحيا تبذؿ‬
‫نفسيا عف الجميع وتكرز بمسيحيا في كؿ مكاف‪ .‬وألف ك ارزتيا وصمت لكؿ األرض صارت فرح كؿ األرض‪ .‬بؿ‬
‫الشم ِ‬ ‫ِ‬
‫ال = فالك ارزة وصمت لكؿ المسكونة‪ .‬والحظ أف الشماؿ بالنسبة لمييود كاف يعني أشور وبابؿ‬ ‫فَ َر ُح أَقَاصي ٍّ َ‬
‫واليوناف والروماف الذيف كانوا أعداءىـ الذيف أذلوىـ‪ .‬واآلف حتى األعداء صرنا معيـ واحداً في الكنيسة‪ .‬في‬
‫المسيح صار األمـ والييود شعباً واحداً‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه واألربعون)‬

‫يعا‪٘ .‬لَ َّما َأر َْوا ُب ِيتُوا‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ف َم ْم َجأً‪ .‬أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُممُو ُك ْ‬
‫ٗ‬
‫ص ِ‬ ‫ٖ ِ‬
‫ض ْوا َجم ً‬‫اجتَ َم ُعوا‪َ .‬م َ‬ ‫ورَىا ُي ْع َر ُ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٛ-‬اَهللُ في قُ ُ‬
‫س ِم ْع َنا ى َك َذا‬ ‫‪ٛ‬‬
‫يش‪َ .‬ك َما َ‬ ‫سفُ َن تَْر ِش َ‬ ‫يح َ ٍ ِ‬
‫ش ْرِقيَّة تَ ْكس ُر ُ‬ ‫اض َك َوالِ َد ٍة‪ِ .‬ب ِر ٍ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اك‪َ ,‬وا ْل َم َخ ُ‬ ‫الر ْع َدةُ ُى َن َ‬
‫َخ َذتْ ُي ُم ٍّ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اعوا‪ ,‬فَروا‪ .‬أ َ‬ ‫ْارتَ ُ‬
‫ود‪ِ ,‬في َم ِدي َن ِة إِل ِي َنا‪ .‬اهللُ ُيثٍَّبتُ َيا إِلَى األ ََب ِد‪ِ .‬سبلَهْ‪".‬‬ ‫َأر َْي َنا في َم ِدي َن ِة َر ٍّ‬
‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬

‫يعا = "شاوؿ شاوؿ لماذا‬ ‫ِ‬


‫ض ْوا َجم ً‬
‫المسيح وسط كنيستو أماناً ليا = ىو َم ْم َجأً‪ ..‬وحينما اجتمع عمييا أعدائيا َم َ‬
‫ورَىا = حيث يسكف الممؾ يكوف ىذا المكاف قص اًر‪ .‬واهلل يسكف في أوالده (يوٗٔ‪+ ٕٖ2‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫تضطيدني"‪ .‬اَهللُ في قُ ُ‬
‫ٔكوٖ‪ ) ٔٙ2‬ىو يسكف فينا فنكوف قصر الممؾ الذي يحميو الممؾ‪ ،‬ويكوف ىو ممجأ لنا‪ .‬والسبعينية ترجمت اآلية‬
‫اهلل ُيعرؼ في شرفاتيا‪ .‬فمف خبلؿ حياة أوالده المقدسة يعرؼ العالـ المسيح‪ .‬وكؿ قوات الشر تقوـ ضد الكنيسة‪.‬‬
‫يش = أي السفف العظيمة القوية ولكف اهلل بريحو الجبارة يكسر‬ ‫سفُ َن تَْر ِش َ‬
‫ويذكر المرنـ أف معدات ىجوميـ ُ‬
‫اض َك َوالِ َد ٍة= ىـ اجتمعوا ليتشاوروا ضد الكنيسة ولكف‬
‫معداتيـ‪ .‬ترشيش أغنى سواحؿ البحر‪ .‬وىناؾ فاجأىـ ا ْل َم َخ ُ‬
‫حؿ عمييـ رعب اهلل فجأة‪ .‬ولكف بعد المخاض يولد طفؿ جديد‪ .‬فمف ىؤالء األمـ يخرج أوالد هلل‪ ،‬كما حدث مع‬
‫الدولة الرومانية فمقد ىاجمت بكؿ قوتيا المسيحية‪ ،‬وفاجأىا اهلل بضرباتو ليخرج الوليد الجديد‪ ،‬أي الدولة‬
‫س ِم ْع َنا ى َك َذا َأر َْي َنا =‬
‫الرومانية المسيحية فمف يقبؿ تأديب اهلل بخوؼ يتحوؿ البف هلل ولكف بآالـ كالمخاض َك َما َ‬
‫لقد سمعنا عف أ عماؿ اهلل العجيبة مع شعبو في خروجو مف مصر ودخولو كنعاف‪ .‬ويسوع المسيح ىو ىو أمس‬
‫واليوـ والى األبد‪ .‬وىو يحمي شعبو دائماً‪.‬‬

‫ض‪.‬‬‫اصي األ َْر ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٜ" - )ٔٗ-ٜ‬ذ َكرَنا يا اَهلل ر ْحمتَ َك ِفي وس ِط َى ْي َكمِ َك‪َ ٔٓ .‬ن ِظير اس ِم َك يا اَهلل تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ‬
‫ُ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َُ َ‬
‫َح َك ِ‬
‫ام َك‪.‬‬ ‫ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل أ ْ‬ ‫ي ِمي ُن َك مآل َن ٌة ِب ًّرا‪ٔٔ .‬ي ْفرح جب ُل ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪ ,‬تَْبتَ ِي ُج َب َن ُ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ورَىا لِ َك ْي تُ َح ٍّدثُوا‬
‫ص َ‬ ‫ار ِس َيا‪ .‬تَأ َّ‬
‫َممُوا قُ ُ‬ ‫وب ُك ْم َعمَى َمتَ ِ‬ ‫ض ُعوا ُقمُ َ‬
‫َ‬
‫ٖٔ‬
‫اج َيا‪.‬‬
‫وروا َح ْولَ َيا‪ُ .‬عدوا أ َْب َر َ‬
‫ِ‬
‫طُوفُوا ِبص ْي َي ْو َن‪َ ,‬وُد ُ‬
‫ٕٔ‬

‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪ُ .‬ى َو َي ْي ِدي َنا َحتَّى إِلَى ا ْل َم ْو ِت‪".‬‬
‫لي َنا إِلَى الد ْ‬ ‫َن اهللَ ى َذا ُى َو إِ ُ‬
‫آخ َر‪ٔٗ .‬أل َّ‬‫ِب َيا ِجيبلً َ‬
‫ىنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسيا تسبحو وتعظمو وتذكر أعمالو بالتيميؿ ألنو حفظيا وحماىا‪ .‬ونبلحظ أف الضيؽ‬
‫ال يفقدىا سبلميا‪َ .‬ن ِظير ِ‬
‫يح َك‪ .‬االسـ يشير لجوىر اإلنساف وطبعو‪ .‬واسـ اهلل يشير لقوتو‬ ‫س ِب ُ‬
‫اسم َك َيا اَهللُ تَ ْ‬
‫ُ ْ‬
‫وجبروتو وعظمتو ومحبتو وحمايتو لكنيستو‪ .‬فصبلحؾ يا رب ىو مف جوىرؾ‪ .‬وأعمالؾ يا رب وكميا صبلح ىي‬
‫اس ِم َك =‬
‫ير ْ‬
‫ِ‬
‫طبيعتؾ‪ .‬فأنت يا رب صانع خيرات وىذا طبعؾ وليذا نسبحؾ‪" ..‬فمنشكر صانع الخيرات" اذاً نظ ُ‬
‫ض‬ ‫في مقابؿ كؿ اعماؿ مراحمؾ لكؿ الشعوب وبقوة وقدرة تَس ِبيح َك إِلَى أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ْ ُ‬
‫اج َيا = األبراج العالية التي يقيميا روح اهلل لكي يختفي فييا المؤمنوف ويتحصنوف مف ضربات العدو‪.‬‬ ‫ُعدوا أ َْب َر َ‬
‫أي إحصوا معامبلت اهلل العجيبة في حماية أوالده وخبروا بيا‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع واألربعون‬

‫ىذا المزمور والمزمور التالي ليسا مف مزامير التسابيح والصموات‪ ،‬ولكنيما عبارة عف عظة فالمرنـ ىنا ال يرنـ‬
‫وي َّعمِ ْـ‪ ،‬أف الخطية ومحبة العالـ ال تفيد‪ ،‬بؿ عمى‬
‫وال يسبح وال يصمي بؿ يرد عمى تساؤالت تجوؿ بأفكار الناس ُ‬
‫كؿ واحد أف يبحث عف العالـ اآلخر وىو األفضؿ‪ .‬وبكمماتو في ىذا المزمور يعزي شعب اهلل المتألـ مف‬
‫اضطياد األشرار‪ .‬ىو عظة بميغة في فمسفة الحياة والموت يرد بيا المرنـ عمى كؿ ما يجوؿ بخاطر اإلنساف مف‬
‫ناحية وجوده وحياتو وموتو‪2‬‬
‫اإلنساف حياتو ميددة باليوـ الشرير الذي يتعقبو‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫لميروب مف ضيؽ العالـ ومفاجاتو‪ ،‬يتكؿ اإلنساف عمى أموالو ولكف خبلص اإلنساف ال يتـ إال‬ ‫‪.2‬‬
‫باإلتكاؿ عمى اهلل‪.‬‬

‫س َّك ِ‬
‫ان الد ْن َيا‪",‬‬ ‫ِ‬ ‫يع الش ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬
‫يع ُ‬
‫َص ُغوا َيا َجم َ‬
‫وب‪ .‬أ ْ‬ ‫س َم ُعوا ى َذا َيا َجم َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬
‫ىي دعوة لكؿ سكاف األرض ليسمعوا كممة اهلل "ومف لو أذناف لسمع فميسمع"‪.‬‬

‫اء‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ ٕ" -‬ع ٍ‬


‫ال َوُد ٍ‬
‫س َو ً‬
‫اء‪َ ,‬‬
‫اء َوفُقَ َر َ‬
‫ون‪ ,‬أَ ْغن َي َ‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬فَ ِمي َيتَ َكمَّ ُم ِبا ْل ِح َكِم‪َ ,‬ولَ َي ُج َق ْم ِبي فَ ْي ٌم‪".‬‬
‫ىو سمع صوت اهلل (الحكمة) ويردده ليسمعو كؿ واحد فيحيا‪ .‬فحكمة المرنـ ىنا ليست خبرة إنسانية مجردة وانما‬
‫ىبة اهلل اآلب القادر أف يمؤل العقؿ والقمب بالحكمة‪.‬‬

‫ٍّح ِب ُع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِٗ‬


‫ود لُ ْغ ِزي‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أُمي ُل أُ ُذني إِلَى َمثَل‪َ ,‬وأُوض ُ‬
‫ىنا نجد المرنـ جالساً عند قدمي المخمص مثؿ مريـ أخت لعازر يسمع األمثاؿ التي يستخدميا ليشرح بيا‪،‬‬
‫فتتيمؿ أعماقو بيا فينشدىا بفرح كما بمزمار وعود‪ .‬لُ ْغ ِزي = فإننا ننظر اآلف في مرآة في لغز (ٔكؤٖ‪.)ٕٔ2‬‬
‫وألننا ال نستطيع أف ندرؾ السمائيات فيي لـ ترىا عيف ولـ تسمع بيا أذف يستخدـ اهلل األمثاؿ لمشرح‪.‬‬

‫الشٍّر ِع ْن َد َما ُي ِحيطُ ِبي إِثْ ُم ُمتَ َعقٍّ ِب َّي؟"‬ ‫اف ِفي أَي ِ‬
‫َّام َّ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َما َذا أ َ‬
‫َخ ُ‬
‫٘‬

‫النفس البشرية تميؿ إلى الخوؼ مف يوـ الشر الذي فيو تحؿ كارثة مف تدبير األشرار‪ ،‬األقوياء المتكميف عمى‬
‫قوتيـ وثروتيـ‪ .‬ولكف المرنـ يريد أف يعطي نصيحة‪ ،‬أف ال نخاؼ مف تدبير إنساف‪ ،‬ولكف نخاؼ مف وجود‬
‫خطية في حياتنا (روٕ‪.)٘2‬‬

‫‪153‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫اى ْم َي ْفتَ ِخ ُر َ‬
‫ون َعمَى ثَْرَوِت ِي ْم‪َ ,‬وِب َكثَْرِة ِغ َن ُ‬
‫ين َيتَّ ِكمُ َ‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬الَِّذ َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ون‪".‬‬

‫ان ِف َداء‪ ,‬والَ يع ِطي اهلل َكفَّارةً ع ْن ُو‪ٛ .‬و َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ‬
‫وس ِي ْم‪,‬‬ ‫س َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ ُْ َ َ َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬األَ ُخ لَ ْن َي ْفد َ‬
‫فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪".‬‬
‫المرنـ يرى عبث األتكاؿ عمى الماؿ والثروة في الحياة اليومية‪ ،‬وىنا نراه يقوؿ وباألولى فإف الماؿ وغيره مف‬
‫األمور الزمنية ال يمكف أف يفدينا مف الموت أو يبررنا أماـ اهلل‪ ،‬أو يدخؿ بنا لشركة الميراث األبدي‪ .‬أما مف‬
‫فدانا فيو حمؿ اهلل‪ .‬وبدمو وليس بذىب وال فضة‪ .‬والتوبة فقط ىي ما تجعمنا نستفيد مف ىذا الدـ‪ ،‬وبأعمالنا‬
‫الصالحة نكوف كالعذارى الحكيمات‪ ،‬فمف يممؾ ماالً ال يظف أف مالو سيخمصو بؿ يستخدمو في عمؿ الصبلح‪.‬‬
‫ف َك ِريم ٌة ِىي ِف ْدي ُة ُنفُ ِ‬
‫وس ِي ْم = نفس اإلنساف عزيزة جداً وكريمة وال يساوييا اي امواؿ وىي باالكثر عزيزة عند اهلل‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الذى يحبو و كؿ إنساف يتمني أف يجد مف يفدي نفسو إذا أتت ساعة الموت حتى ال يموت فمف يموت ال يرجع‬
‫َّى ِر = أي مف يموت يغمؽ عمى نفسو لؤلبد‪ .‬ولكف كؿ أمواؿ األصحاب لف يفدي نفس مف‬ ‫ثانية = فَ َغمِقَ ْت إِلَى الد ْ‬
‫الموت‪ .‬لف يفدي نفس أحد سوى دـ المسيح الذي كانت عيوف أنبياء العيد القديـ عميو كفادي لمنفوس‪.‬‬
‫فداء أبدياً لمنفوس (عب‪ ،)ٕٔ2ٔٓ + ٕ٘2ٜ،ٕٙ‬فكانت فدية نفوس‬
‫وكاف الحؿ في المسيح الذي مات مرة ليقدـ ً‬
‫البشر ىي نفسو وىي كريمة جداً‪ .‬وىذا الفداء عمؿ مرة واحدة ولف يتكرر وبو انتيت مشكمة موت اإلنساف‬
‫وانفصالو عف اهلل‪ ،‬لقد أغمؽ المسيح بفدائو ىذه المشكمة لؤلبد‪.‬‬

‫آية (‪َ ٜ" - )ٜ‬حتَّى َي ْح َيا إِلَى األ ََب ِد فَبلَ َي َرى ا ْلقَ ْب َر‪".‬‬
‫المسيح الفادي سيحيا إلى األبد‪ ،‬وىو جالس اآلف بعد أف تمـ فدائو لمبشر عف يميف اهلل‪ .‬ولذلؾ فكؿ مف يثبت‬
‫ولكف ما الذي يراه االنساف االف ويعانى منو ؟‬ ‫فيو لف يرى الموت‪.....‬‬

‫آلخ ِر َ‬
‫ين‪".‬‬ ‫ان ثَْرَوتَ ُي َما َ‬ ‫يد َي ْيمِ َك ِ‬
‫ان‪َ ,‬وَيتُْرَك ِ‬ ‫اى ُل َوا ْل َبمِ ُ‬
‫ون‪َ .‬كذلِ َك ا ْلج ِ‬
‫َ‬ ‫اء َي ُموتُ َ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ب ْل َي َراهُ! ا ْل ُح َك َم ُ‬
‫ىذا ما يراه االنساف االف ‪...‬الكؿ يموت ‪ .‬وىذا ما يسبب الما لمجميع‬
‫يد = المتكاسؿ في عبادتو‬ ‫ىنا نرى أف الحكماء والجيبلء‪ ..‬الخ الكؿ يموت‪ ،‬ال تنفع أحد ثروتو أو حكمتو‪ .‬ا ْل َبِم ُ‬
‫اى ُل = الذي ال يفيـ ما ىو لمنفعتو‪.‬‬ ‫وفي فعؿ الخير‪ .‬ا ْلج ِ‬
‫َ‬

‫ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ‬


‫اضي‪".‬‬ ‫َن بيوتَيم إِلَى األَب ِد‪ ,‬مس ِ‬
‫اك َن ُي ْم إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ُ .‬ي َن ُ‬ ‫ٔٔ ِ‬
‫َ‬ ‫اد َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬باط ُن ُي ْم أ َّ ُ ُ ُ ْ‬
‫يتمني الناس أنيـ يعيشوف لؤلبد في بيوتيـ‪ ،‬لذلؾ يبنوف بيوتيـ ويبحثوف عف المجد العالمي ليكوف ليـ صيت=‬
‫اضي = ىـ يتناسوف حقيقة الموت‪.‬‬ ‫ون ِبأَسم ِائ ِيم ِفي األَر ِ‬
‫َ‬ ‫اد َ ْ َ ْ‬ ‫ُي َن ُ‬

‫‪154‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬ ‫ام ٍة الَ َي ِب ُ‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬


‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬و ِ َ‬
‫ٕٔ‬
‫اد‪".‬‬ ‫يت‪ُ .‬ي ْ‬ ‫ان في َك َر َ‬
‫ما يجب أف يبلحظو كؿ واحد أف كرامة اإلنساف لف تدوـ‪ ،‬بؿ يموت ويدفف كالبيائـ‪.‬‬

‫ون ِبأَق َْوالِ ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ض َ‬‫اؤ ُى ْم َي ْرتَ ُ‬ ‫اع ِت َم ُ‬
‫اد ُى ْم‪َ ,‬و ُخمَفَ ُ‬ ‫ط ِريقُ ُي ُم ْ‬
‫ٖٔ‬
‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬ى َذا َ‬
‫بالرغـ مف وضوح ىذه الحقيقة‪ ،‬فإف البشر ال يفيمونيا‪ .‬فالجيؿ السابؽ يبني مجداً وثروة ويموت وينتيي‪ ،‬ويأتي‬
‫الجيؿ الجديد ليعمؿ نفس الشيء وكاف الجيؿ الجديد لـ يري اف الموت كاف نياية السابقيف ‪ .‬ولنبلحظ أف الكتاب‬
‫ال يعترض عمى أف يكوف لئلنساف ثروة ومجد‪ .‬ولكف ال يكوف ىذا عمى حساب خبلص نفسو‪ .‬عمينا اف نضع‬
‫حقيقة الموت في اي لحظة لنستعد ‪.‬‬

‫ورتُ ُي ْم تَْبمَى‪.‬‬ ‫ود ُىم ا ْلم ِ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬م ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ‬
‫ص َ‬‫ون‪َ .‬غ َداةً َو ُ‬
‫يم َ‬
‫ستَق ُ‬
‫س ُ ُ ُ ْ‬ ‫اى ْم‪َ ,‬وَي ُ‬
‫ت َي ْر َع ُ‬
‫ون‪ .‬ا ْل َم ْو ُ‬
‫ساقُ َ‬ ‫اوَية ُي َ‬ ‫َ‬
‫س َك ٌن لَ ُي ْم‪".‬‬
‫اوَي ُة َم ْ‬‫ا ْل َي ِ‬
‫ون = ىـ يكنزوف أمواالً ومقتنيات وفي النياية يموتوف وبيذا ىـ يشبيوف الغنـ التي‬ ‫ساقُ َ‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َغ َنِم لِ ْمي ِ ِ‬
‫اوَية ُي َ‬ ‫َ‬
‫اى ْم‪ .‬ىذه مترجمة في االنجميزية الموت يتغذي عمييـ اي يمتيميـ ‪.‬‬ ‫ت َي ْر َع ُ‬ ‫يطعمونيا لتسمف ثـ يذبحونيا= ا ْل َم ْو ُ‬
‫ون َغ َداةً = في فجر يوـ القيامة يظير المستقيموف في مجد وىـ يسودوف االشرار‪ .‬بينما‬ ‫يم َ‬ ‫ود ُىم ا ْلم ِ‬
‫ستَق ُ‬ ‫س ُ ُ ُ ْ‬ ‫َوَي ُ‬
‫س َك ٌن لَ ُي ْم = ولف ينفعو مجده أو ثروتو األرضية‪.‬‬ ‫اوَي ُة َم ْ‬ ‫الشرير تكوف ا ْل َي ِ‬

‫اوَي ِة أل ََّن ُو َيأْ ُخ ُذ ِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫آية (٘ٔ) ‪ٔ٘" -‬إِ َّن َما اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ‬
‫نجد فييا خبلصة ىذا المزمور‪ .‬المسيح الذي يفدي نفسي مف الجحيـ‪ .‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ وأخذ نفس‬
‫المرنـ ومعو أنفس كؿ الصديقيف الذيف كانوا فيو‪ .‬ىنا بروح النبوة رأي المرنـ عمؿ المسيح الذي نزؿ الي الجحيـ‬
‫ليفتحو ويخرج نفوس االبرار مف ىذه الياوية وينطمؽ بيا لمفردوس ‪ .‬وىذا ىو الفداء = اهللُ َي ْف ِدي َن ْف ِسي ِم ْن َي ِد‬
‫اوَي ِة‪.‬‬
‫ا ْل َي ِ‬

‫اد َم ْج ُد َب ْي ِت ِو‪ٔٚ .‬أل ََّن ُو ِع ْن َد َم ْوِت ِو ُكمَّ ُو الَ َيأْ ُخ ُذ‪ .‬الَ َي ْن ِز ُل‬ ‫ان‪ ,‬إِ َذا َز َ‬ ‫سٌ‬ ‫استَ ْغ َنى إِ ْن َ‬
‫ش إِ َذا ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٓ-ٔٙ‬الَ تَ ْخ َ‬
‫آب ِائ ِو‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ين‬ ‫يل َ‬ ‫ت إِلَى َن ْف ِس َك‪ٜٔ .‬تَ ْد ُخ ُل إِلَى ِج ِ‬ ‫س ْن َ‬
‫َح َ‬‫س ُو‪َ ,‬وَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ‬ ‫اءهُ َم ْج ُدهُ‪ٔٛ .‬أل ََّن ُو ِفي َح َي ِات ِو ُي َب ِ‬
‫ار ُك َن ْف َ‬ ‫َو َر َ‬
‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬
‫اد‪".‬‬ ‫ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ‬
‫ان في َك َر َ‬
‫ون النور إِلَى األَب ِد‪ٕٓ .‬إِ ْنس ٌ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الَ ُي َعا ِي ُن َ‬
‫ان‬
‫سٌ‬ ‫استَ ْغ َنى إِ ْن َ‬‫ش إِ َذا ْ‬ ‫يعود النبي ويذكر المتكميف عمى أمواليـ بحقائؽ النياية‪ .‬ويعطي نصيحة ألوالد اهلل= الَ تَ ْخ َ‬
‫اءهُ َم ْج ُدهُ‪ .‬أل ََّن ُو ِفي‬ ‫= ال تخؼ مف أصحاب السمطة والغنى وال تتممقيـ‪ .‬فعند موت ىذا الغني= الَ َي ْن ِز ُل َو َر َ‬
‫س ُو‪ .‬ىذا الغني مثؿ كؿ أوالد العالـ يفرح ويمجد نفسو إذا امتمؾ كثي اًر مف حطاـ ىذه الدنيا بؿ ىو‬ ‫َح َي ِات ِو ُي َب ِ‬
‫ار ُك َن ْف َ‬
‫ت إِلَى َن ْف ِس َك بأف تمتمؾ كثي اًر‪.‬‬
‫س ْن َ‬ ‫ينصح اآلخريف بأف يتممكوا ليكونوا أقوياء‪ ،‬ويمدح مف يفعؿ= َوَي ْح َم ُدوَن َك إِ َذا أ ْ‬
‫َح َ‬
‫ولكف مف يفعؿ مثمو سيموت ويفني مثؿ مف سبقو ‪ .‬ونكرر ليس عيباً أف نكوف أغنياء في الماؿ وفي الكرامة‬

‫‪155‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع واألربعون)‬

‫الزمنية وفي العمـ‪ ..‬الخ‪ .‬ولكف عمى كؿ إنساف أف يسأؿ نفسو وماذا امتمكت وماذا كنزت لمعالـ اآلخر‪ .‬فمف ال‬
‫احد بحسب ما أكتنز‬‫اد‪ .‬وكؿ و ٍ‬ ‫ش ِب ُو ا ْل َب َي ِائ َم الَِّتي تَُب ُ‬
‫ام ٍة َوالَ َي ْف َي ُم ُي ْ‬ ‫يكنز في السماء يقاؿ عنو= إ ْنس ٌ ِ‬
‫ان في َك َر َ‬ ‫َ‬
‫يدخؿ إلى جيؿ أبائو‪ .‬فمف كانت كؿ كنوزه أرضية ال يعاينوف النور إلى األبد‪ .‬الَ َي ْف َي ُم = انو لف يأخذ معو سوي‬
‫اعمالو التي تتبعو ( رؤ ٗٔ ‪.)ٖٔ 2‬‬

‫‪156‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخمسون‬

‫أساؼ كاف رئيس فرقة الموسيقييف في الخيمة (ٔأي‪.)ٗ2ٔٙ،٘،ٚ‬‬


‫ىذا المزمور نبوة تعمف عف الدينونة العامة‪ ،‬وتكشؼ عف إدانة اهلل لمرياء في العبادة حيث تمارس في شكميات ببل‬
‫روح‪ ،‬وادانة الحياة الشريرة‪ ،‬ويحذر مف االستخداـ الخاطئ لمطقس‪ ،‬خاصة تقديـ الذبائح‪ ،‬كقناع يخفي وراءه‬
‫العابدوف شرورىـ‪ .‬ىنا ينبو أساؼ إلى أف اهلل ليس في حاجة إلى ذبائح وعطايا الناس بؿ إلى القمب النقي‬
‫الشاكر هلل‪ .‬وىناؾ مجموعة مف المزامير تنسب ألساؼ‪ ،‬وغالباً فمف ألؼ وكتب ىذه المزامير قد كتبيا عمى‬
‫طريقة أساؼ أو مف مجموعة أساؼ خرج كتاب ىذه المزامير‪ .‬فبعض المزامير المنسوبة ألساؼ يتضح أنيا‬
‫كتبت بعد السبي‪.‬‬

‫ال‬ ‫س إِلَى م ْغ ِرِبيا‪ِ ٕ .‬م ْن ِ‬


‫ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬كم ِ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫ق َّ‬ ‫ض ِم ْن َم ْ‬
‫ش ِر ِ‬ ‫لو اآللِ َي ِة َّ‬
‫الرب تَ َكمَّ َم‪َ ,‬وَد َعا األ َْر َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬إِ ُ‬
‫ٔ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ِجدًّا‪".‬‬ ‫ت‪َ .‬نار قُدَّام ُو تَأْ ُك ُل‪ ,‬وحولَ ُو ع ِ‬ ‫شر َ ٖ ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ٌ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُم ُ ٌ‬ ‫ق‪َ .‬يأْتي إِ ُ‬
‫لي َنا َوالَ َي ْ‬ ‫ا ْل َج َمال‪ ,‬اهللُ أَ ْ َ‬
‫يمكف تطبيقيا عمى المجيء األوؿ لممسيح وعمى مجيئو الثاني‪.‬‬
‫التطبيق عمى المجيء األول‪ 2‬في (ٔ) نرى تجسد المسيح (عبٕ‪ )ٔ2ٔ،‬فاآلب كممنا في ابنو ليدعو األرض‬
‫ق فييا‪ .‬وفي (ٖ) نرى تعاليـ‬
‫ش َر َ‬ ‫كميا أمماً وييود لكنيستو وفي (ٕ) نرى سر جماؿ الكنيسة= ِ‬
‫ص ْي َي ْون أف اهللُ أَ ْ‬
‫ف ِجدًّا‪ .‬ىذا ما حدث يوـ‬ ‫ت‪ .‬ونرى إرسالو لمروح القدس= َنار قُدَّام ُو وحولَ ُو ع ِ‬
‫اص ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ص ُم ُ‬ ‫المسيح= إِ ُ‬
‫لي َنا الَ َي ْ‬
‫الخمسيف فقد حؿ الروح القدس عمى ىيئة ألسنة نار مع ىبوب ريح عاصؼ لتطير الرسؿ القديسيف مف كؿ‬
‫ضعؼ‪ ،‬فالنار تحرؽ الخطايا وتشعؿ القمب بالحب‪.‬‬
‫التطبيق الثاني‪ ,‬عمى مجيئو الثاني‪ 2‬اهلل سيتكمـ في مجيئو الثاني‪ ،‬حيف يدعو كؿ إنساف لمدينونة‪ ،‬ليس كبلـ‬
‫تعميـ وك ارزة بؿ كممات دينونة لؤلشرار‪ .‬وأما كنيستو فيكمؿ جماليا في ىذا اليوـ ‪ ،‬فالمسيح صار يسكف وسط‬
‫ال ا ْل َجم ِ‬
‫ال‪ .‬لقد كاف جماليا‬ ‫صييو َن ‪ .‬ويستعمف= ِم ْن ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن َكم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫كنيستو الممجدة في اورشميـ السمائية =جبؿ ْ َ ْ‬
‫عمى األرض أف المسيح في وسطيا يعطييا جماالً وقوة‪ ،‬كاف يعينيا في جيادىا لتحفظ وصاياه‪ ،‬وتكوف‬
‫بطيارتيا جماالً لمعالـ‪ .‬وفي اليوـ األخير ستستعمف كعروس لممسيح وجمالو ومجده ينعكس عمييا (ٔيوٕ‪.)ٔ2ٖ،‬‬
‫اآلل َي ِة = اآللية ىـ أوالد اهلل الذيف ىـ عمى صورتو‪ ،‬فاهلل أقاـ موسى‬
‫لو ِ‬ ‫والنار ىنا ىي نار الدينونة لؤلشرار‪ .‬إِ ُ‬
‫إلياً لفرعوف وراجع (مز‪ + ٔ2ٕٛ،ٙ،ٚ‬يؤ‪ .)ٕٔ2‬أما آلية الشعوب فيي أصناميـ وشياطينيـ‪ .‬والمسيح إلو‬
‫اآللية حيف جاء في مجيئة األوؿ وصمت ك ارزتو لكؿ أرجاء المسكونة‪ .‬ولذلؾ ففي مجيئو الثاني سيديف كؿ واحد‬
‫بحسب قبولو أو رفضو لئليماف وبحسب قبولو ورفضو لتنفيذ وصاياه‪ .‬لقد أتى بناره لينقي ويمحص في مجيئو‬
‫األوؿ‪ ،‬وفي مجيئو الثاني سوؼ يحرؽ مف يجده قشاً وينقي ويقبؿ الذىب والفضة المذاف نقاىما‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬

‫اط ِع َ‬
‫اجمعوا إِلَ َّي أَتْ ِقي ِائي‪ ,‬ا ْلقَ ِ‬ ‫ِ ٘‬
‫ش ْع ِبو « ْ َ ُ‬‫ض إِلَى ُم َد َاي َن ِة َ‬ ‫ات ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ٗ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫ق‪َ ,‬واأل َْر َ‬ ‫اآليات (ٗ‪َ " - )ٙ-‬ي ْد ُعو َّ َ َ‬
‫َّان‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َن اهللَ ُى َو الدَّي ُ‬‫ات ِب َع ْدلِ ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫يح ٍة»‪َ .‬وتُ ْخ ِب ُر َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫ِ‬
‫َع ْيدي َعمَى َذ ِب َ‬
‫ض = القديسين والرسل (مت‪ .)ٕٛ2ٜٔ‬إِلَى‬ ‫ات = المبلئكة َواأل َْر َ‬ ‫السماو ِ‬
‫نرى ىنا صورة المحاكمة حيف َي ْد ُعو اهلل َّ َ َ‬
‫ش ْع ِب ِو = محاكمتيـ‪ .‬وسيجمع اهلل مختاريو األبرار الذيف كانوا في عيد معو بتقديـ ذبائح [ٔ] قدموا‬ ‫ُم َد َاي َن ِة َ‬
‫أجسادىـ ذبيحة حية (رؤٕ‪ ]ٕ[ )ٔ2‬قدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب‪ ]ٖ[ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬قدموا ذبائح‬
‫االنسحاؽ (مز‪ .)ٔٙ2٘ٔ،ٔٚ‬فكؿ مف دخؿ مع اهلل في عيد يقدـ ذبائح كيذه‪ .‬في ىذا اليوـ يظير عدؿ اهلل‬
‫الدياف‪.‬‬

‫لي َك أََنا‪ٛ .‬الَ َعمَى َذ َب ِائ ِح َك‬ ‫س َرِائي ُل فَأَ ْ‬ ‫‪ِ ٚ‬‬
‫ش َي َد َعمَ ْي َك اَهللُ إِ ُ‬ ‫ش ْع ِبي فَأَتَ َكمَّ َم‪َ .‬يا إِ ْ‬
‫س َم ْع َيا َ‬ ‫اآليات (‪« " - )ٔ٘-ٚ‬ا ْ‬
‫َن لِي َح َي َو َ‬ ‫َع ِت َدةً‪ٔٓ .‬أل َّ‬
‫ظ ِائ ِر َك أ ْ‬
‫َّامي‪ .‬الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًرا‪َ ,‬والَ ِم ْن َح َ‬ ‫أُوٍّب ُخ َك‪ ,‬فَِإ َّن م ْحرقَ ِات َك ِىي َد ِائما قُد ِ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ان‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َّة ِع ْن ِدي‪ .‬إِ ْن ُج ْع ُ‬ ‫وش ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ور ا ْل ِج َب ِ‬
‫ت ُك َّل طُ ُي ِ‬ ‫وف‪ .‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬ ‫ال األُلُ ِ‬ ‫ا ْل َو ْع ِر َوا ْل َب َي ِائم َعمَى ا ْل ِج َب ِ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫ت فَبلَ‬ ‫ال‪َ ,‬وُو ُح ُ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫هلل حم ًدا‪ ,‬وأَو ِ‬ ‫وس؟ ِاذْب ْح ِ‬
‫ٗٔ‬
‫ب َدم الت ُي ِ‬ ‫ير ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٖٔ‬
‫س ُكوَن َة َو ِمؤل َ‬ ‫أَقُو ُل لَ َك‪ ,‬أل َّ ِ‬
‫َْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ش َر ُ َ‬ ‫ان‪ ,‬أ َْو أَ ْ‬ ‫َىا‪َ .‬ى ْل آ ُك ُل لَ ْح َم الث َ‬ ‫َن لي ا ْل َم ْ‬
‫ْك فَتُ َم ٍّج َد ِني»‪".‬‬‫ق أُْن ِقذ َ‬ ‫ور َك‪َ ٔ٘ ,‬و ْاد ُع ِني ِفي َي ْوِم ٍّ‬
‫الضي ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َعم َّي ُن ُذ َ‬
‫نرى ىنا صورة لدينونة الشكمييف في العبادة‪ .‬اَهللُ إِ ُ‬
‫لي َك أََنا = يكفي ىذا فخ اًر ألي إنساف أف يكوف اهلل إليو‪ .‬وقد‬
‫اختار اهلل إسرائيؿ شعباً لو في العيد القديـ‪ .‬وكانت الكنيسة عروسو في العيد الجديد‪ ،‬أعطاىا جسده ودمو حياةً‬
‫ليا وأعطاىا روحو القدوس يسكف فييا‪ .‬لقد أعطانا اهلل الكثير وسنحاسب عمى ما أخذناه‪ .‬ونرى اهلل ىنا ال يطمب‬
‫ذبائح ولكف يطمب القمب‪ .‬والحظ عتاب اهلل الرقيؽ= الَ آ ُخ ُذ ِم ْن َب ْي ِت َك ثَْوًار = فنحف يجب أف نفيـ أف األرض وما‬
‫عمييا كميا هلل‪ .‬وما لدينا فيو عطية منو‪ ،‬وما نقدمو لو فيو سبؽ وأعطاه لنا‪ ،‬ومف يده نعطيو‪ .‬فنحف ال نتفضؿ‬
‫س ُكوَن َة = اهلل ال يجوع ولكنو ىنا يعاتب الييود‬ ‫ت فَبلَ أَقُو ُل لَ َك أل َّ ِ‬
‫عميو بشئ (ٔأي‪ .)ٔٗ2ٕٜ‬إِ ْن ُج ْع ُ‬
‫َن لي ا ْل َم ْ‬
‫الذيف كانوا يشعروف أنيـ يتفضموف عمى اهلل بذبائحيـ‪ .‬واهلل ال يحتاج لشئ بؿ ىو يريد أف نقدـ لمفقراء في محبة‬
‫لو ىو‪.‬‬

‫ضي َوتَ ْح ِم ُل َع ْي ِدي َعمَى فَ ِم َك؟ َوأَ ْن َ‬ ‫ٍّث ِبفَرِائ ِ‬ ‫اآليات (‪َ ٔٙ" - )ٕٖ-ٔٙ‬ولِ ٍّ‬
‫مشٍّر ِ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ت قَ ْد‬ ‫ال اهللُ « َما لَ َك تُ َحد ُ َ‬ ‫ير قَ َ‬
‫ت فَ َم َك ِب َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫ت َكبلَ ِمي َخ ْمفَ َك‪ .‬إِ َذا َأر َْي َ‬ ‫ِ‬
‫ت التَّأْد َ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫الشٍّر‪,‬‬ ‫يب َك‪ .‬أَ ْطمَ ْق َ‬ ‫ارقًا َوافَ ْقتَ ُو‪َ ,‬و َم َع الزَناة َنص ُ‬ ‫ت َ‬ ‫يب َوأَْلقَ ْي َ‬ ‫ضَ‬‫أ َْب َغ ْ‬
‫ٕٔ ِ ِ‬ ‫شا‪ٕٓ .‬تَ ْجمِس تَتَ َكمَّم عمَى أ ِ‬ ‫سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ ِغ ًّ‬
‫ت أَنٍّي‬ ‫ظ َن ْن َ‬
‫س َكت‪َ .‬‬‫ت َو َ‬ ‫ص َن ْع َ‬
‫ضعُ َم ْعثََرةً‪ .‬ىذه َ‬ ‫ُم َك تَ َ‬‫الب ِن أ ٍّ‬
‫يك‪ْ .‬‬ ‫َخ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َولِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ْيموا ى َذا َيا أَي َيا َّ‬ ‫ِ‬
‫ون اهللَ‪ ,‬ل َئبل أَفْتَ ِر َ‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٕ‬
‫ابح‬
‫س ُك ْم َوالَ ُم ْنق َذ‪َ .‬ذ ُ‬ ‫اس َ‬
‫الن ُ‬ ‫ام َع ْي َن ْي َك‪ .‬اف َ ُ‬ ‫َم َ‬‫اك أ َ‬‫ط َاي َ‬‫َصف َخ َ‬ ‫م ْثمُ َك‪ .‬أ َُوٍّب ُخ َك‪َ ,‬وأ ُ‬
‫اهلل»‪".‬‬ ‫يو َخبلَص ِ‬ ‫ا ْلحم ِد يم ٍّج ُد ِني‪ ,‬وا ْلمقٍَّوم طَ ِريقَ ُو أ ُِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫نرى ىنا محاكمة األشرار المرائيف‪ .‬ففي (‪ )ٔٙ‬نرى ىذا المرائي يتكمـ بفمو بكبلـ اهلل‪ .‬وفي (‪ )ٔٚ‬نجده رافضاً‬
‫ابح ا ْل َح ْم ِد = مف يشكر اهلل فكمف يقدـ‬
‫تأديب اهلل (عبٕٔ‪ )ٚ2‬أما أوالد اهلل فيشكرونو عمى كؿ حاؿ (ٖٕ) َذ ُ‬
‫ِِ‬
‫ت‬ ‫ذبيحة مقبولة‪ .‬ا ْل ُمقَ ٍّوُم طَ ِريقَ ُو = مف يتوب ويتضع كالعشار (لو‪ .)ٖٔ2ٔٛ‬ونرى طوؿ أناة اهلل (ٕ) ىذه َ‬
‫ص َن ْع َ‬

‫‪158‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمطون)‬

‫ام َع ْي َن ْي َك‪ .‬فبل ينطؽ الشرير ونبلحظ‬


‫َم َ‬
‫اك أ َ‬
‫َصف َخطَ َاي َ‬
‫س َكت‪ .‬ولكف في يوـ الدينونة لف يسكت بؿ يظيرىا= أ ُ‬ ‫َو َ‬
‫يتصور أف اهلل قد قبؿ شروره طالما ىو ساكت ال يعاقب‪ .‬ولكف اهلل‬ ‫َّ‬ ‫ت أ ٍَّني ِم ْثمُ َك = فاإلنساف في شره‬
‫قولو ظَ َن ْن َ‬
‫يطيؿ أناتو ويذخر غضباً ليوـ الدينونة (روٕ‪.)ٔٓ-ٕ2‬‬

‫‪159‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والخمسون‬

‫المزمور الحادي والخمسون (الخمسون) حسب األجبية‬

‫ىو أشير مزامير التوبة‪ .‬وىو مبلزـ في الكنيسة القبطية لصبلة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة‪ .‬ففي صبلة‬
‫الشكر نسبح ونشكر اهلل عمى عطاياه ثـ نصمي ىذا المزمور فنذكر كؿ خطايانا ونطمب الرحمة‪ .‬وبذلؾ ال نندفع‬
‫في اتجاه دوف اآلخر‪.‬‬
‫وقد رتؿ داود ىذا المزمور بعد إف اكتشؼ عمى يد ناثاف النبي بشاعة خطيتو مع بثشبع‪ .‬وحقاً فاهلل رحيـ لكنو‬
‫يرحـ مف ىو مستعد لقبوؿ الرحمة بأعمالو وتوبتو مثمماً فعؿ داود‪ .‬إف داود حيف اقتنع بأنو أخطأ لـ يقدـ تبريرات‬
‫لما صدر منو ولكنو انسحؽ وتاب‪ .‬ومف يندـ عمى خطيتو ندامة حقيقية ال يخجؿ مف أف يعترؼ بيا‪ .‬وصبلة‬
‫ىذا المزمور تشبو صبلة العشار الخاطئ التي عمميا لنا السيد المسيح "الميـ ارحمني أنا الخاطئ" (لو‪)ٖٔ2ٔٛ‬‬
‫ىذا المزمور نصميو في بداية كؿ صبلة باألجبية‪.‬‬
‫مع صبلة الشكر نصمي ىذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية‪ .‬وال يمكف لمف يصمي أف‬ ‫‪.1‬‬
‫يبدأ صبلتو دوف أف يشكر اهلل عمى عطاياه ويعترؼ بحاجتو لممراحـ اإلليية‪.‬‬
‫بيذا المزمور تقدـ لنا الكنيسة منيجاً صادقاً لمتوبة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حينما نصمي بو م ار اًر نتحذر لئبل نتياوف مع الخطية‪ .‬فداود لـ يسقط في خطيتو وىو يحارب بؿ وىو‬ ‫‪.3‬‬
‫متياوف‪ ،‬جالساً فوؽ سطح قصره متأمبلً في العالـ ناسياً مزاميره‪ .‬بينما حيف كاف ىارباً مف شاوؿ‪ ،‬أو بينما‬
‫ىو يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنو لـ نسمع عف أي خطية في حياتو‪.‬‬
‫ونرى في ىذا المزمور توبة وانسحاؽ ثـ تسبيح وتمتع بأورشميـ العميا حيث يشتـ اهلل حياتنا كرائحة بخور زكية‬
‫وكمحرقا ت مبيجة تكوف موضع سروره‪ ،‬ىنا يشعر الخاطئ بأف اهلل قبؿ توبتو فيتعزى‪ .‬فاهلل ال يترؾ الخاطئ‬
‫حتى ييأس‪ ،‬فاليأس يعني موت أكيد‪.‬‬

‫ير ِم ْن إِثْ ِمي‪,‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٕ-‬ارحم ِني يا اَهلل حسب ر ْحم ِت َك‪ .‬حسب َكثْرِة أْرفَ ِت َك امح مع ِ‬
‫اص َّي‪ٕ .‬ا ْغ ِس ْم ِني َك ِث ًا‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َْْ َ ُ َ َ َ َ َ‬
‫َو ِم ْن َخ ِطي َِّتي طَ ٍّي ْرِني‪".‬‬
‫ِا ْر َح ْم ِني = ال توجد كممة نرددىا بكثرة في صمواتنا في الكنيسة قدر ىذه الكممة‪ .‬فطمب مراحـ اهلل ىو المدخؿ‬
‫الوحيد الذي ندخؿ بو في صمواتنا أماـ اهلل‪ .‬وتعني ىذه الكممة أنني خاطئ ومعترؼ بخطيتي وليس لي يا رب‬
‫سوى باب واحد أدخؿ بو إليؾ وىو مراحمؾ‪ .‬وىو قبؿ أف يذكر خطاياه يطمب المراحـ "كرحمتؾ يا رب وليس‬
‫كخطايانا" ويذكر اهلل بعظيـ رحمتو‪ .‬التي تقبؿ أف تغفر كؿ الخطايا لكؿ الناس في كؿ العصور‪ .‬ويطمب أف‬
‫يمحو اهلل إثمو مثؿ كثرة رأفتو وتحننو وعطفو وطيبة قمبو‪ .‬فإف لـ يمح الرب إثـ إنساف سيمحي اسمو مف سفر‬

‫‪160‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫الحياة‪ .‬ولنبلحظ أف ىناؾ عقوبتاف فاهلل سامح داود عمى خطيتو وبذلؾ لف تكوف ىناؾ عقوبة أبدية وىبلؾ‪ .‬ولكف‬
‫ىناؾ عقوبة أرضية "ال يفارؽ السيؼ بيتؾ"‬
‫ا ْغ ِس ْم ِني = فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيؿ (رؤ‪ )ٔٗ2ٚ‬وتطيير‪ .‬وحتى ابسط خطية نرتكبيا بالمساف تنجس‬
‫اإلنساف (مت٘ٔ‪ .)ٔٔ2‬ونبلحظ أف البار يشعر بثقؿ خطيتو أما الشيطاف فيقمؿ مف قدر الخطية‪ .‬وكانت ىناؾ‬
‫غسبلت وتطييرات في العيد القديـ مبنية عمى دـ الذبائح لكؿ خطية وكؿ نجاسة‪.‬أما في العيد الجديد فنحف‬
‫نتطير بدـ المسيح عف طريؽ غسؿ المعمودية والتوبة واالعتراؼ ونبلحظ أنو حيف طمب الرحمة لـ يشير‬
‫ألعمالو العظيمة ألجؿ اهلل سابقاً بؿ إلى رحمة اهلل العظيمة‪.‬‬

‫امي َد ِائ ًما‪".‬‬


‫اص َّي‪ ,‬و َخ ِطي َِّتي أَم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ِبمع ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل ٍَّني َع ِ‬
‫ار ٌ َ َ‬
‫امي َد ِائ ًما= مف يتذكر خطاياه دائماً يخجؿ‬
‫اعتراؼ بالخطية والضعؼ‪ ،‬واهلل يطمب ىذا االعتراؼ‪َ .‬خ ِطي َِّتي أَم ِ‬
‫َ‬
‫وبخجمو يندـ وبندمو يحترس مف السقوط ثانية وباحتراسو يأخذ مغفرة‪ .‬يقوؿ القديس األنبا أنطونيوس" إف ذكرنا‬
‫خطايانا ينساىا لنا اهلل‪ ،‬واف نسينا خطايانا يذكرىا لنا اهلل‪ .‬وحينما نقوؿ في القداس "ومف تذكار الشر الممبس‬
‫الموت" أي ال نذكر شيوات الخطايا السابقة فنشتاؽ إلييا ثانية كما اشتيى الشعب الكرات والبصؿ في سيناء بؿ‬
‫نذكر أننا أحزننا قمب اهلل وننسحؽ‪.‬‬

‫ض ِائ َك‪".‬‬
‫ت‪ ,‬لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك‪َ ,‬وتَْزُك َو ِفي قَ َ‬
‫ص َن ْع ُ‬
‫َّام َع ْي َن ْي َك َ‬ ‫ْت‪َ ,‬و َّ‬
‫الش َّر قُد َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬إِلَ ْي َك َو ْح َد َك أ ْ‬
‫َخطَأ ُ‬
‫ٗ‬

‫كؿ خطية ىي موجية ضد اهلل‪ .‬فجسدنا ىو ممؾ لمرب وىكذا جسد مف أخطأنا إليو‪ .‬بؿ كؿ منا عمى صورة اهلل‬
‫فكيؼ نييف صورة اهلل‪ .‬واهلل وىبنا الكثير فنذكر ىنا أننا أخطأنا ضد مف أحبنا ووىبنا الكثير‪ .‬لقد وىبنا اهلل كؿ‬
‫وسائط النعمة التي بيا نغمب ومع ىذا سقطنا وخالفنا شريعة اهلل‪ .‬وأخطأنا إليو‪ ،‬ربما لـ يعرؼ أحد خطيتنا ولكف‬
‫اهلل رآىا فيو فاحص القموب والكمي‪ .‬وحيف رأي اهلل ِحزف وىذا ما أحزف داود‪ .‬وقولو متى حوكمت أي متى‬
‫ناقشتؾ مف جية أحكامؾ (أرٕٔ‪ ،)ٔ2‬وكيؼ أتبرر وأنت فاحص القموب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي‪.‬‬
‫ض ِائ َك = كؿ أحكاـ اهلل ىي بر‪ ،‬وقد نرفض تنفيذ وصاياه ولكف سيتبيف لنا بعد‬
‫لِ َك ْي تَتََب َّرَر ِفي أَق َْوالِ َك َوتَْزُك َو ِفي قَ َ‬
‫ذلؾ أف كؿ أقواؿ اهلل صادقة وحؽ وىي لصالحنا‪ ،‬ومف ينفذىا يستريح ويحيا في سبلـ ىنا عمى األرض ولو‬
‫راحة أيضاً ومجد في األبدية‪ ،‬أما مف يرفض في كبرياء سماع وصايا اهلل فمف يجد راحة عمى األرض ولف يقدر‬
‫ض ِائ َك جاءت في اإلنجميزية ‪ blameless in thy judgment‬وفي‬ ‫عمى مواجية اهلل في الدينونة‪ .‬تَْزُك َو ِفي قَ َ‬
‫ترجمة أخرى جاءت ‪ .blameless when you judge‬فمف يقدر أحد أف يوجو لوـ إلى اهلل في أي حكـ مف‬
‫أحكامو‪ .‬فعقوباتو عمى األرض كانت لمتنقية وإلعدادنا لمسماء‪ ،‬وفي الدينونة سنجد أف اهلل قد عمؿ معنا كؿ شئ‬
‫يقودنا لمخبلص‪ ،‬ونحف الذيف رفضنا مشيئاتو وتذمرنا عميو‪ ،‬ولف يستطيع أحد أف يمومو عمى أحكامو سواء ىنا‬
‫عمى األرض وما حدث لحياتنا عمى األرض أو يمومو عمى دينونتنا وأننا لـ نأخذ فرصتنا‪ ،‬فمسوؼ نكتشؼ أف اهلل‬
‫قد عمؿ كؿ شئ ممكف لخبلصنا ونحف بحريتنا قد رفضنا‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫ت‪ ,‬وِبا ْل َخ ِطي ِ‬


‫َّة َح ِبمَ ْت ِبي أ ٍّ‬
‫ُمي‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪٘" -‬ىأََن َذا ِب ِ ِ‬
‫ص ٍّو ْر ُ َ‬
‫اإل ثْم ُ‬
‫الخطية ليا جذورىا في طبيعتي البشرية‪ ،‬فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية األصمية) ىذا تقرير لمحالة وليس تبرير‬
‫لمخطية‪ .‬وليذا نحتاج كمنا لغسؿ المعمودية‪.‬‬

‫يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة‪".‬‬ ‫اط ِن‪ ,‬فَ ِفي َّ‬


‫الس ِر َ‬
‫ق ِفي ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫ت ِبا ْل َح ٍّ‬‫س ِرْر َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬ىا قَ ْد ُ‬
‫اط ِن = حيث انؾ يا رب تحب اف تكوف قموبنا يمؤلىا البحث عف الحؽ بامانة‪ .‬فَ ِفي‬ ‫ق ِفي ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫ت ِبا ْل َح ٍّ‬‫س ِرْر َ‬
‫َىا قَ ْد ُ‬
‫يرِة تُ َعٍّرفُِني ِح ْك َم ًة = عممني يا رب اسرار حكمتؾ‬ ‫الس ِر َ‬
‫َّ‬
‫فأنا لـ أخطئ عف جيؿ‪ ،‬ألنؾ كشفت لي كؿ شئ في شريعتؾ وفي الضمير الذي وىبتني إياه‪ ،‬لـ يعد شيئاً‬
‫مخفياً أمامي عما تريده فماذا أقوؿ اآلف؟! وحينما تناسيت وصاياؾ وسقطت جاء ناثاف وذكرني‪ ،‬فأنت ال تتركني‬
‫أبداً‪ ،‬فيا رب عممني وعرفني دائما حتي ارضيؾ‪.‬‬

‫ض أَ ْكثََر ِم َن الثَّْم ِج‪".‬‬


‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬طَ ٍّي ْرِني ِبالزوفَا فَأَ ْط ُي َر‪ .‬ا ْغ ِس ْم ِني فَأ َْب َي َّ‬
‫ولكف اف عممتني وعرفتني اسرار حكمتؾ ‪ ،‬فساظؿ عاج از عف تطيير نفسي فطيرني ولكف ال تطيير سوي بدـ‬
‫المسيح ‪.‬والزوفا نبات كانوا يغمسونو في دـ الذبيحة ويرشوف بيا لمتطيير فبدوف سفؾ دـ ال تحدث مغفرة‬
‫(عب‪ ..)ٕٕ2ٜ‬وال غفراف سوى بدـ المسيح (ٔيؤ‪ )ٚ2‬وىذا الدـ يبيض (رؤ‪ .)ٔٚ2ٚ‬أي يمحو الخطية تماماً‪.‬‬
‫والزوفا نبات صغير وضعيؼ جداً فيو يشير لممسيح في اتضاعو‪ .‬ونحف نغتسؿ بالمعمودية لمخبلص‪ .‬وحيف‬
‫صارت ثياب المسيح كالثمج في التجمي كاف ىذا إعبلناً عف الكنيسة المتطيرة بدمو (اؼ٘‪.)ٕٚ2‬‬

‫س َح ْقتَ َيا‪".‬‬
‫ام َ‬
‫ظٌ‬‫ور َوفَ َر ًحا‪ ,‬فَتَْبتَ ِي َج ِع َ‬
‫س ُر ًا‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬أ ِ ِ‬
‫َسم ْعني ُ‬
‫ْ‬
‫الخطية عقوبتيا فييا بمعني اف اي خطية ليا اثارىا المدمرة لبلنساف نفسا وجسدا وروحا ‪ .‬واهلل حيف منعنا عف‬
‫اي خطية فيو منعنا ليحمينا مف ىذه االثار المدمرة ‪ .‬واهلل اليحمينا مف اثار الخطية ىذه ‪ ،‬حتي نشعر بيا‬
‫وننسحؽ فبل نعود لمخطية ثانية ‪.‬ويصاحب ىذه االثار عدـ رضا اهلل ‪ ،‬وعدـ الرضا ىذا ينعكس عمي الخاطئ‬
‫فيفقد سبلمو وفرحو‪ .‬وداود خبلؿ إنسحاقو واالمو ارتجفت عظامو‪ ،‬وفقد سروره وفرحو‪ .‬وىو ىنا يطمب مف اهلل‬
‫اف يغفر ويرضي عميو فيعود لو السرور والبيجة‪ ،‬وبقدر اإلنسحاؽ يكوف السرور ‪ .‬فاهلل يسكف عند المتواضع‬
‫س َح ْقتَ َيا =‬
‫ام َ‬
‫ظٌ‬‫القمب والمنسحؽ ( اش ‪ )ٔ٘ 2 ٘ٚ‬فالخطية تبمي العظاـ والتوبة تقيـ اإلنساف الجديد‪ .‬فَتَ ْبتَ ِي َج ِع َ‬
‫أما الترجمة "فتبتيج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة‪ .‬وفي العظاـ المنسحقة نرى توبة وحزف عمى الخطية‬
‫وانسحاؽ‪ .‬وقد ال يعطي اهلل ىذا الشعور بسرعة ألف ما ننالو سريعاً نفقده سريعاً‪ .‬وذلؾ ألننا لـ نتعب فيو‪ .‬ولذلؾ‬
‫فقد يترؾ اهلل الخاطئ التائب في أحزانو فترة‪ .‬وقولو عظامي المنسحقة‪ ،‬ال يقصد عظاـ الجسد بؿ إنسحاؽ‬
‫النفس‪.‬وبقدر ما تكوف التوبة صادقة ‪ ،‬فسريعا ما يعود السرور والفرح لبلنساف ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬استُر و ْجي َك ع ْن َخطَاياي‪ ,‬وامح ُك َّل ِ‬


‫آثامي‪".‬‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫ْْ َ َ َ‬
‫ىنا يذكر الوسيمة التي تبتيج بيا عظامو (وتستمر الوسيمة حتى اآليةٔٔ) وحتى ال يصرؼ اهلل وجيو عف‬
‫اإلنساف فميصمي اإلنساف أف يصرؼ اهلل وجيو عف خطاياه‪ .‬كؿ خطاياه‪ ،‬فمو بقيت خطية لما صرت مقبوالً‪.‬‬
‫والتوبة ىي الطريؽ الوحيد الذي بو ينسى اهلل خطايانا‪.‬‬

‫اخمِي‪".‬‬
‫ٍّد ِفي َد ِ‬
‫يما َجد ْ‬ ‫ق ِف َّي يا اَهلل‪ ,‬وروحا م ِ‬
‫ستَق ً‬
‫َ ُ َُ ً ُ ْ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ق ْم ًبا َن ِقيًّا ْ‬
‫اخمُ ْ‬
‫ٓٔ‬

‫َق ْم ًبا َن ِقيًّا = ىي طمبة لكي يطيره اهلل مف كؿ فكر نجس‪ .‬ونحف بدوف معونة مف اهلل لف نقدر أف نحيا في نقاوة‪.‬‬
‫وبدوف نقاوة ستظؿ خطايانا أماـ اهلل‪ .‬وقولو اخمؽ ىذا يعني أنو يطمب قمب جديد ال عبلقة لو بالماضي ويطمب‬
‫ٍّد =‬
‫يم = أي إصبلح كؿ الداخؿ وليس مجرد التصرفات الخارجية‪ ،‬ىو يطمب عمؿ روح اهلل فيو‪َ .‬جد ْ‬ ‫روح م ِ‬
‫ستَق ً‬
‫ُ ً ُ ْ‬
‫الييود كانوا يسموف المياه اما‬
‫ٔ ) مياىا حية=وىي المياه الجارية كالنير ‪ ،‬وىذه تأخذ معيا في جريانيا اي قاذورات في مجري الماء ‪.‬‬
‫ٕ) مياه ميتة= وىي المياه الراكدة والممموءة قاذورات ‪ ،‬وىذه مف يشرب منيا فبالتاكيد سوؼ يموت ‪.‬‬
‫والمياه الحية التي نشرب منيا ‪ ،‬كما فيمنا مف حديث السيد المسيح مع السامرية (يوٗ )‪ ( +‬يو ‪ٖٜ – ٖٚ 2 ٚ‬‬
‫) ىي الروح القدس الي ارسمو السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا‪ ،‬ويثبتنا في المسيح فنصير خميقة جديدة‬
‫فنحيا (ٕكو٘ ‪)ٔٚ2‬‬

‫وس الَ تَْن ِز ْع ُو ِم ٍّني‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬الَ تَ ْط َر ْحني م ْن قُدَّام َو ْج ِي َك‪َ ,‬وُر َ‬
‫وح َك ا ْلقُد َ‬
‫ٔٔ‬

‫ىو يعترؼ أنو بخطيتو قاوـ روح اهلل الذي يدعو لمتوبة ولكنو يصمي حتى ال ينزع اهلل الروح القدس منو‪ ،‬فالروح‬
‫القدس ىو الذي ينقي القمب ‪ .‬ونزع الروح معناه قطع الصمة مع اهلل (ربما يذكر ما حدث لشاوؿ الممؾ)‪.‬‬

‫ض ْد ِني‪".‬‬ ‫وح ُم ْنتَِد َب ٍة ْ‬


‫اع ُ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬رَّد لِي بيج َة َخبلَ ِ‬
‫ص َك‪َ ,‬وِب ُر ٍ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬
‫وح ُم ْنتَِد َب ٍة = اي‬
‫الخطية أفقدت المرتؿ التمتع بوجو اهلل واىب البيجة بالخبلص‪ .‬ويصمي ليعيدىا اهلل لو‪َ .‬وِب ُر ٍ‬
‫انؾ تعطي عطايؾ يا رب بالكرـ وبسخاء وال تعير ‪ ،‬بؿ انت تسر باف تعطي مف تمقاء ذاتؾ وحتي دوف اف‬
‫نساؿ = وىذا معني كممة ُم ْنتَِد َبة ‪.‬وفي الترجمة السبعينية ترجمت " وبروح رئاسي اعضدني " اي فميسود روحؾ‬
‫القدوس عمي مشاعري وعمى النفس والجسد بكؿ طاقاتيما ويرأس ويقود فبل انحرؼ ثانية‪ .‬بؿ يقود ويعيف =‬
‫ض ْد ِني‬
‫اع ُ‬
‫ْ‬

‫ُعمٍّ َم األَثَ َم َة طُُرقَ َك‪َ ,‬وا ْل ُخطَاةُ إِلَ ْي َك َي ْر ِج ُع َ‬


‫ٖٔ‬
‫ون‪".‬‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬فَأ َ‬
‫ىنا يربط المرتؿ بيف عودتو بالتوبة والشيادة لممخمص (لوٕٕ‪ .)ٖٕ2‬والشيادة ىنا ىي رجوعو هلل وامتناعو عف‬
‫الخطية وتسبيحو هلل دائماً عمى قبولو ثانية‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمطون)‬

‫س ِاني ِب َّر َك‪".‬‬ ‫ِ‬


‫س ٍّب َح ل َ‬
‫ِ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪َ ٔٗ" -‬ن ٍّج ِني ِم َن الدٍّم ِ‬
‫اء َيا اَهللُ‪ ,‬إِ َ‬
‫لو َخبلَصي‪ ,‬فَ ُي َ‬ ‫َ‬
‫اء = تشير لكؿ نفس كنا سبباً في عثرتيا وسقوطيا‪ .‬وربما بالنسبة لداود فيو يذكر خطيتو تجاه أوريا‪ .‬وداود‬ ‫الدٍّم ِ‬
‫َ‬
‫يعد اهلل أنو حينما يخمص مف ىذه الخطية لف يكؼ عف تسبيحو‪ .‬واهلل خمصنا بعدلو الذي ظير في موت المسيح‬
‫عمى الصميب‪ .‬لذلؾ يقوؿ فيبتيج لساني بعدلؾ‪ .‬أي صميبؾ الذي نجاني مف خطاياي‪ .‬عدؿ اهلل رحيـ‪.‬‬

‫شفَتَ َّي‪ ,‬فَي ْخ ِبر فَ ِمي ِبتَس ِب ِ‬


‫يح َك‪".‬‬ ‫٘ٔ‬
‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬يا َرب افْتَ ْح َ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫حينما يفتح اهلل فمنا سيخرج منو كبلـ طيب‪ ،‬كبلـ تسبيح‪ .‬أما لو كاف المتكمـ ىو الذات سيخرج كبلـ كبرياء ال‬
‫يخمو مف معصية (أـٓٔ‪ .)ٜٔ2‬ولنبلحظ أف اإلنساف المستعبد لخطية ال يستطيع أف يسبح (مز ‪.)ٗ-ٔ 2 ٖٔٚ‬‬
‫والشعب سبح تسبحة موسى بعد أف حرره موسى وخرجوا مف عبودية فرعوف‪ .‬وىكذا نسبح في السماء‬
‫(رؤٗٔ‪.)ٖ2‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ت أُقَدٍّميا‪ِ .‬بم ْحرقَ ٍة الَ تَر َ ‪ِ ٔٚ‬‬


‫يح ٍة َوِاالَّ فَ ُك ْن ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬أل ََّن َك الَ تُ َ‬
‫سر ِب َذ ِب َ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫وح‬
‫ضى‪َ .‬ذ َبائ ُح اهلل ى َي ُر ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫ق َيا اَهللُ الَ تَ ْحتَ ِق ُرهُ‪".‬‬
‫س ِح ُ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْل ُم ْن َكس ُر َوا ْل ُم ْن َ‬
‫ِ‬
‫ُم ْن َكس َرةٌ‪ .‬ا ْل َق ْم ُ‬
‫اهلل ال يسر بالمحرقات إف لـ يشترؾ فييا القمب (أشٕٔ‪ ،)ٔٔ2ٔ،‬واهلل ال يسر بمظاىر العبادة الخارجية والقمب‬
‫مبتعد بعيداً‪ ،‬فاهلل يقوؿ إعطني قمبؾ (راجع اش‪ .)ٖٔ2ٕٜ‬اهلل يطمب القمب المنسحؽ والمتواضع والتائب عف‬
‫خطيتو (اش‪.)ٔ٘2٘ٚ‬‬

‫سر ِب َذ َب ِائ ِح ا ْل ِبٍّر‪ُ ,‬م ْح َرقَ ٍة‬ ‫شمِ ‪ٍ ِ ِ ٜٔ‬‬


‫يم‪ .‬حي َنئذ تُ َ‬
‫ُور َ َ‬
‫َس َو َار أ ُ‬
‫ِ‬
‫اك إِلَى ص ْي َي ْو َن‪ْ .‬اب ِن أ ْ‬
‫ض َ‬ ‫َح ِس ْن ِب ِر َ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٛ‬أ ْ‬
‫ون َعمَى َمذ َْب ِح َك ُع ُجوالً‪".‬‬ ‫ص ِع ُد َ‬ ‫وتَ ْق ِدم ٍة تَ َّ ٍ ِ ِ ٍ‬
‫امة‪ .‬حي َنئذ ُي ْ‬ ‫َ َ‬
‫لقد بدأ داود مزموره باالعتراؼ بخطاياه وينييو بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود لمشركة مع‬
‫الكنيسة مقدماً ذبائح عجوؿ شفاه أي تسابيح (ىوٗٔ‪ )ٕ2‬وصييوف وأورشميـ رمز لمكنيسة أو النفس‪ .‬وما ىي‬
‫يم = ىي العودة لحماية اهلل والدخوؿ في حمايتو فيكوف سو اًر لنا (زؾٕ‪.)٘2‬‬ ‫أَسوار أُور َ ِ‬
‫شم َ‬ ‫َْ َ ُ‬

‫‪164‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والخمسون‬

‫قصة دواغ األدومي وقتمو لكينة نوب موجودة في (ٔصـٕٔ‪ .)ٕٕ-‬وحينما سمع داود بشرور دواغ وقتمو لمكينة‬
‫عزى نفسو في ضيقتيا بترتيمو بكممات ىذا المزمور‪.‬‬

‫اهلل ِى َي ُك َّل َي ْوٍم!"‬


‫الشٍّر أَييا ا ْلجبَّار؟ ر ْحم ُة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ل َما َذا تَ ْفتَخ ُر ِب َّ َ َ ُ َ َ‬
‫كثيروف يفتخروف بالشر مثؿ دواغ وربشاقي ناظريف لقوتيـ‪ ،‬أو قوة مف يعتمدوف عمييـ كشاوؿ الممؾ أو ممؾ‬
‫أشور‪ .‬ولكنيـ ينسوف رحمة اهلل التي تحيط شعبو‪.‬‬

‫الش َّر أَ ْكثََر ِم َن ا ْل َخ ْي ِر‪,‬‬


‫ت َّ‬‫َح َب ْب َ‬
‫ٖ‬
‫ش‪ .‬أ ْ‬ ‫س ُنوَن ٍة َي ْع َم ُل ِبا ْل ِغ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫سا ُن َك َي ْختَ ِرعُ َمفَاس َد‪َ .‬ك ُم َ‬
‫وسى َم ْ‬
‫ِٕ‬
‫اآليات (ٕ‪ " - )ٗ-‬ل َ‬
‫ش‪".‬‬‫ان ِغ ٍّ‬ ‫سِ‬ ‫ٍ ٍِ‬
‫ت ُك َّل َكبلَم ُم ْيمك‪َ ,‬ولِ َ‬ ‫ق‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ ْ‬
‫َح َب ْب َ‬
‫ٗ‬
‫ب أَ ْكثََر ِم َن التَّ َكمِم ِب ٍّ‬
‫الص ْد ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َكذ َ‬
‫راجع (يعٖ) لترى عمؿ المساف‪ .‬فدواغ أحب الشر‪ ،‬وأف ينـ عمى داود وعمى الكينة وىذا بدالً مف أف يمتمس ليـ‬
‫العذر‪ .‬وكاف السبب في قتميـ‪ ،‬كاف كموسى يحمؽ كؿ الشعر ويرميو‪ .‬فتنتو كانت ىكذا سبباً في ىبلؾ كؿ‬
‫الكينة‪.‬‬

‫اء‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫َحي ِ‬ ‫ْصمُ َك ِم ْن أ َْر ِ‬
‫ض األ ْ َ‬
‫ضا يي ِدم َك اهلل إِلَى األَب ِد‪ .‬ي ْخطَفُ َك وي ْقمَع َك ِم ْن مس َك ِن َك‪ ,‬ويستَأ ِ‬
‫ََ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬أ َْي ً َ ْ ُ‬
‫ىنا داود يتكمـ بمساف النبوة عما سيحدث لؤلشرار (عو٘ٔ)‪.‬‬

‫ون‪َ ,‬و َعمَ ْي ِو َي ْ‬


‫‪ٙ‬‬
‫ون "‬
‫ض َح ُك َ‬ ‫ون َوَي َخافُ َ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬فَ َي َرى ٍّ‬
‫قد يحسد الصديقيف األشرار إذ يروف نجاحيـ الوقتي‪ .‬ولكنيـ حيف يروف نيايتيـ المؤلمة يخافوف‪ .‬ويضحكوف‬
‫عمى يوـ حسدوىـ فيو‪ ،‬وعمى تفاىة ىذا العالـ‪.‬‬
‫س ِاد ِه»‪".‬‬ ‫ص َن ُو‪َ ,‬ب ِل اتَّ َك َل َعمَى َكثَْرِة ِغ َناهُ َو ْ‬
‫اعتََّز ِبفَ َ‬
‫ِ‬ ‫اإل ْنس ُ ِ‬
‫ان الَّذي لَ ْم َي ْج َع ِل اهللَ ح ْ‬ ‫آية (‪ُ « " - )ٚ‬ى َوَذا ِ َ‬
‫‪ٚ‬‬

‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪".‬‬ ‫ت عمَى ر ْحم ِة ِ‬


‫اهلل إِلَى الد ْ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ضر ِ‬
‫اء في َب ْيت اهلل‪ .‬تََوك ْم ُ َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َما أََنا فَم ْث ُل َزْيتُوَنة َخ ْ َ َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬
‫أوالد اهلل كزيتونة ممموءة بزيت النعمة الداخمي فيـ ممموءوف مف الروح القدس‪.‬‬

‫َّام أَتْ ِق َي ِائ َك‪".‬‬ ‫ت‪ ,‬وأَ ْنتَ ِظر اسم َك فَِإ َّن ُو ِ‬
‫صال ٌح قُد َ‬
‫َ‬ ‫َحم ُد َك إِلَى الد ْ َّ‬
‫َّى ِر ألَن َك فَ َع ْم َ َ ُ ْ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪ " - )ٜ‬أ ْ َ‬
‫ىنا المرنـ يسبح اهلل ويحمده عمى ىذه النعمة التي أعطاىا لو فاهلل صانع خيرات‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والخمسون‬

‫راجع تفسير (مزٗٔ)‬


‫ىذا المزمور تقريباً ىو نفس المزمور (ٗٔ) مع فارؽ طفيؼ في الكممات‪ .‬وحيف يكرر الوحي نفس الكممات‬
‫مرتيف فذلؾ حتى يكوف ىناؾ شاىديف عمينا أف اهلل قد َّ‬
‫حذر وأنذر مف عقوبات الخاطئ الجاىؿ‪ ،‬الذي يتمادى‬
‫في خطاياه مبر اًر ذلؾ بأف اهلل ال يرى ولف يعاقب‪ .‬اهلل يكرر لعمنا نخجؿ‪ ،‬فالجاىؿ يقوؿ ال إلو ويخطئ‪ ،‬أما نحف‬
‫فنؤمف باهلل ومع ىذا نخطئ‪ .‬والفارؽ بيف المزموريف نجده في (‪ ٘2ٔٗ،ٙ‬مع ٖ٘‪.)٘2‬‬

‫ِ‬ ‫اى ُل ِفي‬ ‫ال ا ْلج ِ‬


‫س ُدوا َو َر ِج ُ‬ ‫س إِ ٌ‬‫َق ْم ِبو «لَ ْي َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫صبلَ ًحا‪ .‬اَهللُ‬ ‫س َم ْن َي ْع َم ُل َ‬
‫اس ًة‪ .‬لَ ْي َ‬
‫سوا َر َج َ‬ ‫لو»‪ .‬فَ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٗ-‬قَ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٖ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َعمَى َب ِني ا ْل َب َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫س َم ْن‬ ‫ل َي ْنظُ َر َى ْل م ْن فَاىم طَال ِب اهلل؟ ُكم ُي ْم قَد ْارتَدوا َم ًعا‪ ,‬فَ َ‬
‫س ُدوا‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫ش ِر‬ ‫ش َر َ‬
‫اء أَ ْ‬ ‫م َن َّ َ‬
‫يعم ُل صبلَحا‪ ,‬لَ ْيس والَ و ِ‬
‫اح ٌد‪".‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََْ َ ً‬

‫ش ْع ِبي َك َما َيأْ ُكمُ َ‬


‫ون ا ْل ُخ ْب َز‪َ ,‬واهللَ لَ ْم َي ْد ُعوا؟"‬ ‫اإل ثِْم‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ين َيأْ ُكمُ َ‬
‫ون َ‬ ‫ٗأَلَم يعمَم فَ ِ‬
‫اعمُو ِ‬ ‫ْ َْ ْ‬

‫َن اهللَ قَ ْد‬


‫َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ‬ ‫ظام مح ِ‬
‫اص ِر َك‪ .‬أ ْ‬ ‫َن اهلل قَ ْد بد َ ِ‬ ‫٘‬
‫َّد ع َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪ ,‬أل َّ َ‬
‫اك َخافُوا َخ ْوفًا‪َ ,‬ولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ‬
‫آية (٘) ‪ُ " -‬ى َن َ‬
‫ض ُي ْم‪".‬‬
‫َرفَ َ‬
‫ف‪.‬‬
‫أعداء اهلل يمقي عمييـ اهلل خوفاً ورعباً في قموبيـ‪ ،‬ربما ال يكوف ظاى اًر ليـ سبباً ليذا الخوؼ= َولَ ْم َي ُك ْن َخ ْو ٌ‬
‫ولكف تجدىـ في رعب كما حدث مع المصرييف وىـ يطاردوف الشعب مع موسى‪ .‬ودائماً فيناؾ خوؼ في قمب‬
‫ام‬ ‫َن اهلل قَ ْد بد َ ِ‬
‫َّد عظَ َ‬ ‫الخاطئ‪ ،‬ىناؾ خوؼ لكؿ مف يقؼ ضد اهلل وشعبو‪ ،‬الخوؼ ناشئ عف ضمائرىـ المذنبة‪ .‬أل َّ َ َ‬
‫اص ِر َك = اهلل سمح بضربة لجيش أشور الذي حاصر شعبو في أورشميـ وأىمؾ ٓٓٓ‪ٔٛ٘.‬مف ىذا الجيش‬ ‫مح ِ‬
‫َُ‬
‫تبعثرت عظاميـ حوؿ المدينة‪ .‬وبعد أف كاف ربشاقي يسخر مف اهلل ومف شعب اهلل صار سخرية لشعب اهلل=‬
‫ض ُي ْم = فيؿ نخاؼ ممف سيخزيو اهلل ومف ألقي اهلل رعباً في قمبو‪ .‬ونرى في ىذه اآلية‬
‫َن اهللَ قَ ْد َرفَ َ‬
‫َخ َزْيتَ ُي ْم أل َّ‬
‫أْ‬
‫سبباً لرعب األعداء أف اهلل يعرض أماـ قموبيـ صورة لضرباتو المرعبة ضد شعبو فيرتعبوف‪.‬‬

‫س َرِائي ُل‪".‬‬
‫وب‪َ ,‬وَي ْف َر ُح إِ ْ‬ ‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬ي ْي ِت ُ‬
‫ف َي ْعقُ ُ‬ ‫س ْب َي َ‬ ‫ِ‬ ‫صييو َن َخبلَص إِسرِائ َ ِ‬
‫يل‪ .‬ع ْن َد َرٍّد اهلل َ‬ ‫َ َْ‬
‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬لَ ْي َ ِ ِ‬
‫ت م ْن ْ َ ْ‬

‫‪166‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والخمسون‬
‫المزمور الرابع والخمسون (الثالث والخمسون في األجبية)‬

‫مف عنواف المزمور نفيـ أف داود كتبو عندما ىرب مف شاوؿ‪ ،‬فتآمر عميو الزيفيوف ووشوا بو إلى شاوؿ‬
‫(ٔصـٖٕ‪ .)ٜٔ2‬فكانوا مثاالً لييوذا الخائف‪ .‬بؿ كاف الزيفيوف مف سبط ييوذا‪.‬‬
‫نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر السيد المسيح محاطاً بأعدائو وىو عمى الصميب‪ ،‬وما لحقو مف‬
‫الخزي والعار‪ ،‬ولكف كاف انتصاره محققاً "يرد الشرور عمى أعدائي"‪.‬‬

‫اح ُك ْم لِي‪".‬‬
‫ص ِني‪َ ,‬وِبقَُّوِت َك ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَلمَّي َّم‪ِ ,‬ب ِ‬
‫اسم َك َخمٍّ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اسـ اهلل (تعبير عف قدرات اهلل وقوتو وشخصيتو) يكوف لممؤمنيف نصرة ولممضاديف إبادة‪( .‬أىمية صبلة يسوع‪،‬‬
‫وتسبيح اسـ يسوع دائماً)‪ .‬وباسمو أقاـ بطرس المقعد‪.‬‬

‫اصغَ إِلَى َكبلَِم فَ ِمي‪".‬‬ ‫ِ‬


‫صبلَ تي‪ْ .‬‬
‫اس َم ْع َيا اَهللُ َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬
‫نرى ىنا اإللحاح والمجاجة في الصبلة‪ ،‬وىنا ىو يمتجئ هلل في ضيقتو الشديدة‪.‬‬

‫ام ُي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫َم َ‬
‫ِ‬
‫طمَ ُبوا َن ْفسي‪ .‬لَ ْم َي ْج َعمُوا اهللَ أ َ‬
‫اموا َعمَ َّي‪َ ,‬و ُعتَاةً َ‬
‫اء قَ ْد قَ ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬
‫َن ُغ َرَب َ‬
‫اء ىـ كؿ مف كاف عمى شاكمة الزيفيوف في الخيانة‬ ‫اء = ىـ الزيفيوف واألقوياء= ُعتَاةً= شاوؿ وجنوده‪ .‬وال ُغ َرَب َ‬ ‫ُغ َرَب َ‬
‫والغش ميما كاف اعتقادىـ‪.‬‬

‫َع َد ِائي‪ِ .‬ب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم‪".‬‬ ‫اض ِدي َن ْف ِسي‪َ ٘ .‬ي ْرجعُ َّ‬
‫الشر َعمَى أ ْ‬ ‫الرب ب ْي َن ع ِ‬
‫ين لي‪َ َ َّ .‬‬
‫اآليات (ٗ‪ُ ٗ" - )٘-‬ىوَذا اهلل م ِع ٌ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ىنا يصؿ المرتؿ في صبل تو لدرجة الثقة في معونة اهلل‪ ،‬وىذه ظاىرة في مزامير داود أنو يبدأ بالسؤاؿ والشكوى‬
‫اض ِدي َن ْف ِسي = داود ىنا ال يضع اهلل في نفس مستوى مؤيديو‬ ‫الرب ب ْي َن ع ِ‬
‫وينتيي بالثقة والتسبيح والشكر هلل‪َ َ َّ .‬‬
‫ولكنو يفتخر بأف الرب معو واذا كاف الرب في جانبو فيو لف ييتـ بمف ىـ ضده ميما كانت قوتيـ‪ .‬وىؤالء الذيف‬
‫ىـ بجانبي‪ ،‬ىـ ال شئ إذا لـ يكف اهلل معيـ‪ ،‬بؿ ىو الذي جعميـ يعضدونني‪ .‬ثـ يتنبأ عمى أعدائو بأنيـ‬
‫سيتعرضوف لعقوبة اهلل وسوؼ يرجع الشر عمييـ‪ .‬ولنبلحظ أنو في العيد القديـ لـ يكف ىناؾ تمييز بيف الخاطئ‬
‫والخطية‪ ،‬فاهلل القدوس البار العادؿ البد أف يجازي الخاطئ ليعمف قداستو وحقو = ِب َحقٍّ َك أَف ِْن ِي ْم = إظير عدلؾ‬
‫وأنؾ تحكـ بالحؽ في فنائيـ‪.‬‬

‫صالِ ٌح‪".‬‬
‫اس َم َك َيا َرب ألَنَّ ُو َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أَذ َْب ُح لَ َك ُم ْنتَِد ًبا‪ .‬أ ْ‬
‫َح َم ُد ْ‬
‫‪ٙ‬‬

‫‪167‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمطون)‬

‫ُم ْنتَِد ًبا = طائعاً (سبعينية) أي بإرادتي ومف قمبي وبسرور وليس كفرض‪.‬‬

‫َت َع ْي ِني‪".‬‬
‫َع َد ِائي َأر ْ‬ ‫ض ْيق َنج ِ‬
‫َّاني‪َ ,‬وِبأ ْ‬ ‫آية (‪ٚ" - )ٚ‬أل ََّن ُو ِم ْن ُك ٍّل ِ‬
‫َت َع ْي ِني = ىو يقدـ ذبائحو بسرور حيف رأى عمؿ اهلل ضد أعدائو‪ .‬ونحف حيف نصمي ىذا الكبلـ‬ ‫َع َد ِائي َأر ْ‬
‫َوِبأ ْ‬
‫نضع في قموبنا أف أعدائنا ىـ الشياطيف والخطية والذات‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والخمسون‬

‫يتفؽ معظـ المفسريف أف داود كتب ىذا المزمور أثناء ثورة إبشالوـ‪ .‬وىنا نراه في غاية االسي مف خيانة‬
‫أخيتوفؿ‪ .‬ونرى ىنا داود رم اًز لممسيح المتألِّـ مف ثورة شعبو ضده‪ ،‬وخيانة أخيتوفؿ صورة لخيانة ييوذا وكبلىما‬
‫مضى وخنؽ نفسو‪ .‬واآلية (ٕٔ) مف ىذا المزمور ترتميا الكنيسة في مزمور يوـ الخميس الكبير (خميس العيد)‬
‫مف أياـ البصخة وكذلؾ يوـ الثبلثاء وتذكر بيا خيانة ييوذا وقبمتو الغاشة لسيده‪.‬‬

‫استَ ِج ْب لِي‪ .‬أَتَ َحي َُّر ِفي‬ ‫ضرِعي‪ِ ِ ٕ .‬‬ ‫صبلَ ِتي‪َ ,‬والَ تَتَ َغ َ‬ ‫ِٔ‬
‫استَم ْع لي َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫اض َع ْن تَ َ‬ ‫صغَ َيا اَهللُ إِلَى َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٛ-‬ا ْ‬
‫ط ِي ُدوَن ِني‪.‬‬‫ضَ‬ ‫ض ٍب َي ْ‬‫ون َعمَ َّي إِثْ ًما‪َ ,‬وِب َغ َ‬ ‫ير‪ .‬ألَنَّ ُي ْم ُي ِحيمُ َ‬ ‫ص ْو ِت ا ْل َع ُد ٍّو‪ِ ,‬م ْن ِق َب ِل ظُ ْمِم ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬ ‫ب م ْن َ‬
‫ط ِر ٖ ِ‬
‫َض َ ُ‬‫ُك ْرَب ِتي َوأ ْ‬
‫ت‬‫ت «لَ ْي َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ب‪ .‬فَ ُق ْم ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫٘‬ ‫ِ‬ ‫اخمِي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ض َق ْم ِبي ِفي َد ِ‬ ‫ٗ‬
‫ف َو َر ْع َدةٌ أَتََيا َعمَ َّي‪َ ,‬و َغش َيني ُر ْع ٌ‬ ‫سقَطَ ْت َعمَ َّي‪َ .‬خ ْو ٌ‬ ‫َى َوا ُل ا ْل َم ْوت َ‬ ‫َي ْم َخ ُ‬
‫ُس ِرعُ ِفي َن َج ِاتي‬ ‫تأْ‬ ‫َّة‪ِ .‬سبلَ ْه‪ُ .‬ك ْن ُ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫يت ِفي ا ْلبٍّري ِ‬
‫َ‬ ‫ارًبا‪َ ,‬وأَِب ُ‬ ‫ت أ َْب ُع ُد َى ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َستَ ِر َ‬
‫يح! ىأََن َذا ُك ْن ُ‬ ‫ير َوأ ْ‬
‫لِي ج َناحا َكا ْلحم ِ ِ‬
‫امة‪ ,‬فَأَط َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ً‬
‫اصفَ ِة‪َ ,‬و ِم َن َّ‬
‫الن ْو ِء»‪".‬‬ ‫يح ا ْلع ِ‬
‫الر ِ َ‬ ‫ِم َن ٍّ‬
‫ىي صبلة داود في كربتو التي حيرتو‪ ،‬ولـ يجد طريقاً لميرب بعد أف حاصره أعداؤه تماماً‪ ،‬وقارب الموت فإرتعب‬
‫عمى‬ ‫ِ ِ‬
‫ب= أي التؼ ّ‬ ‫وتمنى لو أف لو جناحيف فييرب بيما مف ىذا الحصار وىذه الضيقة‪ .‬وفي قولو َغش َيني ُر ْع ٌ‬
‫ام ِة تشير لمروح القدس‪ ،‬والقديسوف ليـ جناحي ىذه الحمامة‪ ،‬ىو لـ يقؿ جناحي نسر وال‬ ‫مف كؿ جانب‪ .‬وا ْل َح َم َ‬
‫صقر فيي طيور نجسة‪ ،‬ولكف جناحي الحمامة يشيراف لطيارتيا‪ .‬ومف يقبؿ أف يحيا في طيارة يمتمئ مف‬
‫ام ِة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتيا‬
‫احا َكا ْل َح َم َ‬
‫تعزيات الروح القدس ويحمؽ في السماويات بجناحيو‪ .‬لَ ْي َ ِ‬
‫ت لي َج َن ً‬
‫ىي (فمؾ نوح‪ /‬الحماـ الزاجؿ)‪ .‬والروح القدس (الذي أخذ شكؿ الحمامة يوجينا دائماً لممسيح الذي لو إلتجأنا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير‪ .‬ثـ نجده يشتاؽ لمخموة‬
‫يح‪.‬اذاً ىو يشير الشتياقو لبيت اهلل ‪ ،‬ليمتقي بو سريعا = أَط َ‬ ‫َستَ ِر َ‬
‫ير َوأ ْ‬
‫إليو نستريح= فَأَط َ‬
‫َّة= ىكذا إختمى الرىباف في بريتيـ بعيداً عف العالـ‪ ،‬إذ شعروا بمذة‬ ‫يت ِفي ا ْلبٍّري ِ‬
‫مع اهلل بعيدا عف الناس= أَِب ُ‬
‫َ‬
‫عشرة اهلل وتعزياتو وبعيداً عف خيانة البشر وشرورىـ‪ .‬وىكذا كاف المسيح ينفرد في الجبؿ ليصمي‪ .‬اف أرواح‬
‫القديسيف تشتاؽ لميروب مف ىذا العالـ‬

‫ار َولَ ْيبلً‬‫اما ِفي ا ْل َم ِدي َن ِة‪َ ٔٓ .‬ن َي ًا‬ ‫صً‬


‫ِ‬
‫ت ظُ ْم ًما َوخ َ‬ ‫ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم‪ ,‬أل ٍَّني قَ ْد َأر َْي ُ‬
‫َىمِ ْك َيا َرب‪ ,‬فٍَّر ْ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔ٘-ٜ‬أ ْ‬
‫ش‪.‬‬ ‫اح ِت َيا ظُ ْم ٌم َو ِغ ٌّ‬ ‫س َ‬
‫ِ‬ ‫اس ُد ِفي و ِ‬
‫سط َيا‪َ ,‬والَ َي ْب َر ُح م ْن َ‬‫َ َ‬
‫شقَّ ٌة ِفي وس ِطيا‪ٔٔ .‬مفَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َس َو ِ‬
‫ارَىا‪َ ,‬وِاثْ ٌم َو َم َ‬ ‫ون ِب َيا َعمَى أ ْ‬ ‫ُي ِحيطُ َ‬
‫ان َع ِديمِي‪ ,‬إِ ْل ِفي‬ ‫سٌ‬ ‫ئ ِم ْن ُو‪َ .‬ب ْل أَ ْن َ‬
‫ت إِ ْن َ‬
‫ٖٔ‬
‫ضي تَ َعظَّ َم َعمَ َّي فَأ ْ‬
‫َختَِب َ‬
‫َحتَ ِم َل‪ .‬لَ ْيس م ْب ِغ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫س َع ُد ٌّو ُي َع ٍّي ُرِني فَأ ْ‬ ‫أل ََّن ُو لَ ْي َ‬
‫ٕٔ‬

‫ور‪ .‬لِ َي ْب َغتْ ُي ُم ا ْل َم ْو ُ‬ ‫ب ِفي ا ْل ُج ْم ُي ِ‬ ‫شرةُ‪ .‬إِلَى ب ْي ِت ِ‬


‫اهلل ُك َّنا َنذ َ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ ِ ٗٔ َِّ‬
‫٘ٔ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ْى ُ‬ ‫َ‬ ‫صديقي‪ ,‬الذي َم َع ُو َكا َن ْت تَ ْحمُو لَ َنا ا ْلع ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ورا‪".‬‬ ‫س ِط ِي ْم ُ‬
‫ش ُر ً‬
‫ِ‬ ‫َن ِفي م ِ ِ‬
‫ساكن ِي ْم‪ ,‬في َو ْ‬
‫َ َ‬ ‫اء‪ ,‬أل َّ‬ ‫اوَي ِة أ ْ‬
‫َح َي ً‬ ‫لِ َي ْن َح ِد ُروا إِلَى ا ْل َي ِ‬

‫‪169‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫ىنا نجد الصورة العكسية ‪ ،‬فالخموة مع اهلل فرح وسبلـ ‪....‬لكف ماذا في العالـ غير خيانة وغدر وكراىية‬
‫األشرار‪.‬لذا نجد ىنا صبلة فييا رجاء أف يتدخؿ اهلل ضد األشرار ويعاقبيـ‪ ،‬فاهلل القدوس ال يقبؿ الشر وال يقبؿ‬
‫صور داود حاؿ المدينة والشر الذي يسودىا‪ .‬وما يؤلمو‬ ‫ظمـ أوالده‪ .‬وىذه الصبلة قاليا داود بروح النبوة‪ .‬وىنا ُي ِّ‬
‫ان ع ِديمِي إِ ْل ِفي وص ِد ِ‬
‫يقي‪ .‬ىنا داود يوجو عتاب مباشر لمف‬ ‫َ َ‬ ‫سٌ َ‬ ‫ت إِ ْن َ‬
‫باألكثر خيانة صديقو ومشيره أخيتوفؿ= َب ْل أَ ْن َ‬
‫ق أَْل ِس َنتَ ُي ْم = ابطؿ يا رب مشورة ىؤالء االشرار‪ ،‬كما بمبمت يا اهلل‬ ‫كاف يوما صديقا لو ‪.‬وماذا يطمب داود ؟ فٍَّر ْ‬
‫ألسنة األشرار في بابؿ فمـ يستطيعوا االتفاؽ في الشر‪ ،‬وبطؿ عمميـ (وقد حدث اختبلؼ في أقواؿ الشيود ضد‬
‫المسيح يو‪ + ٔٙ2ٜ‬مرٗٔ‪ .)٘ٙ2‬وفي (ٓٔ) نجد جواسيس إبشالوـ يترصدوف خطواتو لييمكوه‪ .‬ومع المسيح فقد‬
‫ان َع ِديمِي‬
‫سٌ‬ ‫أمسكوا بو ليبلً وحاكموه ليبلً وأسمموه لبيبلطس ثـ ليصمب نيا اًر‪ .‬وفي (ٖٔ) نرى خيانة ييوذا‪ .‬إِ ْن َ‬
‫يقي = انساف مثمي‪ ،‬زميؿ وصديؽ عاشرتني ‪ ،‬اكمنا وشربنا معا ‪ ،‬ولـ تري مني سوي الحب‪ .‬ولكف‬ ‫إِ ْل ِفي وص ِد ِ‬
‫َ َ‬
‫الخيانة لـ تصدر عف ييوذا فقط‪ ،‬بؿ مف شعب الييود الذي أخذ المسيح جسده منيـ وصار إنساناً وجاؿ يصنع‬
‫وسطيـ خي اًر ثـ قاموا عميو وصمبوه‪ .‬وفي (ٗٔ) نرى صورة الصداقة والحب التي أظيرىا المسيح لتبلميذه‬
‫ولييوذا‪ ،‬فكاف يذىب معيـ لمييكؿ ولكؿ مكاف‪ .‬ونرى في (٘ٔ) عقوبة ىذه الخيانة‪ ،‬فنصيب مف رفض رب‬
‫الحياة‪ ،‬اليبلؾ في الجحيـ‪ .‬وىبلؾ ييوذا المنتحر أوصمو لمجحيـ‪ .‬وىكذا كؿ مف في مساكنيـ في وسطيـ‬
‫شرو اًر‪.‬‬

‫الرب ي َخمٍّ ِ‬ ‫ِ‬


‫َما أََنا فَِإلَى اهلل أ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫وح‪,‬‬
‫ش ُكو َوأَُن ُ‬ ‫احا َوظُ ْي ًار أَ ْ‬ ‫ص َب ً‬
‫اء َو َ‬
‫س ً‬
‫صني‪َ .‬م َ‬ ‫َص ُر ُخ‪َ ,‬و َّ ُ ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٙ‬أ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَيسمع صوِتي‪ٔٛ .‬فَ َدى ِب ٍ ِ ِ ِ‬
‫سبلَم َن ْفسي م ْن قتَال َعمَ َّي‪ ,‬أل ََّن ُي ْم ِب َكثَْرٍة َكا ُنوا َح ْولِي‪َ .‬ي ْ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫س‬‫س َمعُ اهللُ فَ ُيذل ُي ْم‪َ ,‬وا ْل َجال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ‬
‫ون اهللَ‪".‬‬ ‫س لَ ُي ْم تَ َغيٌر‪َ ,‬والَ َي َخافُ َ‬ ‫ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬الَِّذ َ‬
‫ين لَ ْي َ‬
‫احا َوظُ ْي ًار = أي‬ ‫الرب ي َخمٍّ ِ‬
‫ص َب ً‬‫اء َو َ‬‫س ً‬ ‫صني‪َ .‬م َ‬ ‫نجد ىنا صراخ داود هلل‪ .‬ونجده يصرخ بثقة في استجابة اهلل= َو َّ ُ ُ‬
‫ىو يصمي ببل انقطاع‪ .‬وىناؾ مف رأي أف المساء يشير ليذا العالـ في ضيقاتو‪ .‬والصبح يشير ليوـ القيامة‪.‬‬
‫ص ْوِتي وبالنسبة لممسيح‬ ‫س َمعُ َ‬ ‫وح فَ َي ْ‬
‫ش ُكو َوأَُن ُ‬ ‫والظير يشير بشمسو الحارقة لوقت الدينونة التي ينقذه منيا اهلل أَ ْ‬
‫فمساء تشير لوقت القبض عميو ومحاكمتو وصباحاً تشير لمحاكمتو أماـ بيبلطس وظي اًر تشير لصمبو وموتو‬ ‫ً‬
‫سبلٍَم َن ْف ِسي‪ .‬وفدى اآلب جنس البشر بموت ابنو‪ ،‬وأنقذ‬ ‫ودفنو‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬نرى اهلل ينقذ داود مف أعدائو= فَ َدى ِب َ‬
‫س ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم ىو جالس عمى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعد الموت نفس ابنو منو بأف أقامو ليقيـ معو كنيستو‪ .‬وأما أعداؤه فَ ُيذل ُي ْم ا ْل َجال ُ‬
‫س لَ ُي ْم تَ َغيٌر = أي الذيف ظموا مصريف عمى رفض‬ ‫ين لَ ْي َ‬‫أذؿ الييود بعد صمبيـ لممسيح‪ .‬الَِّذ َ‬
‫عرشو كدياف‪ .‬وقد َّ‬
‫المسيح‪ ،‬ولـ يعتمدوا‪ ،‬ولـ يحؿ عمييـ الروح القدس‪.‬‬

‫ض َع ْي َدهُ‪ٕٔ .‬أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة فَ ُم ُو‪َ ,‬وَق ْم ُب ُو ِقتَا ٌل‪ .‬أَْل َي ُن ِم َن‬ ‫اآليات (ٕٓ‪ٕٓ" - )ٕٔ-‬أَْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ‬
‫يو‪َ .‬نقَ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ ِ‬
‫سمُولَ ٌة‪".‬‬ ‫وف َم ْ‬ ‫الزْيت َكم َماتُ ُو‪َ ,‬و ِى َي ُ‬
‫س ُي ٌ‬

‫‪170‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمطون)‬

‫يعود المرنـ لوصؼ الخائف الشرير‪ ،‬فبعد أف ذكر شرور الييود‪ ،‬عاد بم اررة ليذكر خيانة ييوذا فيو كاف لو وضع‬
‫يو = فالمسيح لـ يقدـ لو سوى الخير لكنو نقض عيده وألقي يديو عميو‪ .‬وكمماتو‬‫خاص= أ ْلقَى ي َد ْي ِو عمَى مسالِ ِم ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫وقبمتو كانت غاشة أَ ْن َع ُم ِم َن الزْب َد ِة ببل قسوة ظاىرة (ٕصـ٘ٔ‪.)ٙ-ٕ2‬‬

‫ٍّيق َيتََز ْع َزعُ إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫الصد َ‬
‫ب َى َّم َك فَ ُي َو َي ُعولُ َك‪ .‬الَ َي َدعُ ٍّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٕٕ) ‪ٕٕ" -‬أَْل ِ‬
‫ق َعمَى َّ‬
‫األعداء يشيروف سيوفيـ لقتاؿ البار‪ ،‬والبار يمقي عمى الرب ىمو وىو يعولو‪ .‬قاؿ أحدىـ أف ىذه اآلية وجيت‬
‫لبطرس حتى ال يفشؿ المخطئ إذا َّ‬
‫قدـ توبة‪.‬‬

‫َما أََنا فَأَتَّ ِك ُل‬


‫َّام ُي ْم‪ .‬أ َّ‬
‫ون أَي َ‬
‫صفُ َ‬ ‫اء َوا ْل ِغ ٍّ‬
‫ش الَ َي ْن ُ‬
‫ب ا ْليبلَ ِك‪ِ .‬رجا ُل الدٍّم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّرُى ْم إِلَى ُج ٍّ َ‬
‫ت َيا اَهللُ تُ َحد ُ‬
‫ٖٕ‬
‫آية (ٖٕ) ‪َ " -‬وأَ ْن َ‬
‫َعمَ ْي َك‪".‬‬
‫َّام ُي ْم = أي لـ يكمموا نصؼ مدة أياميـ‪ .‬سيأخذ اهلل حياتيـ مبك اًر‪.‬‬
‫ون أَي َ‬
‫صفُ َ‬
‫الَ َي ْن ُ‬

‫‪171‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والخمسون‬

‫داود لـ يترؾ قيثارتو أبداً‪ ،‬بؿ ظؿ وىو في شدة ضيقو مسبحاً اهلل صارخاً لو‪ .‬وىو ىنا يصرخ هلل بينما كاف ىارباً‬
‫إلى ممؾ جت‪ .‬وىو ذىب إلى جت مرتيف‪ .‬في األولى تظاىر بالجنوف (ٔصـٕٔ‪ .)ٔٗ2‬وفي الثانية إلتجأ إلى‬
‫ممؾ جت ومعو ٓٓ‪ٙ‬رجؿ فقبمو وىذا المزمور غالباً كاف في الزيارة األولى أو اليروب األوؿ لجت‪.‬‬
‫عنواف المزمور عمى الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكوف إشارة إلى لحف حزيف يرتؿ عمى نفس لحف ىذا‬
‫المزمور‪ .‬وقد يكوف المعني فيو إشارة لداود نفسو اليادئ الوديع الذي مثؿ الحمامة وقد طردوه وىو لـ يؤذي‬
‫ٍ‬
‫كشاة‬ ‫أحداً‪ ،‬ولـ يرد عمى أحد بشر‪ ،‬بؿ أقصوه بعيداً عف الييكؿ‪ .‬وقطعاً في كؿ ىذا ىو رمز لممسيح الذي كاف‬
‫أماـ جازييا ال يفتح فاه‪.‬‬

‫ضا ِيقُِني‪".‬‬ ‫ان َيتَ َي َّم ُم ِني‪َ ,‬وا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُم َح ِ‬


‫ارًبا ُي َ‬ ‫س َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِٔ" -‬ا ْر َح ْم ِني َيا اَهللُ أل َّ‬
‫َن ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫َيتَ َي َّم ُم ِني = يضايقني ويدفعني ويدوسني بكبرياء‪ .‬ونبلحظ أنو بينما ىو ىارب إلى ممؾ جت لكنو في قمبو ىو‬
‫ان َيتَ َي َّم ُم ِني = أنو بالرغـ مف أف شاوؿ الممؾ ىو الذي‬ ‫س َ‬ ‫ممتجئ إلى اهلل‪ ،‬طالباً الحماية منو‪ .‬ويشير قولو ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫يضطيدني إال أنو إنساف زائؿ‪.‬‬

‫ين يقَ ِ ِ ِ‬ ‫َن َك ِث ِ‬


‫َع َد ِائي ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ ,‬أل َّ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬تَ َي َّم َم ِني أ ْ‬
‫او ُموَنني ِبك ْب ِرَي َ‬
‫ٕ‬
‫اء‪".‬‬ ‫ير َ ُ‬
‫ىذه تشير لحالة الحرب ضد داود وتشير لحالة حروب إبميس ضدنا اليوـ كمو‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ِ ٖ" -‬في َي ْوِم َخ ْوِفي‪ ,‬أََنا َعمَ ْي َك أَتَّ ِك ُل‪".‬‬
‫ميما كاف مضايقي بشر (زائموف) أو شياطيف‪ ،‬فأنت اهلل الذي فوؽ الكؿ لذلؾ ألجأ إليؾ‪.‬‬

‫ص َن ُع ُو ِبي ا ْل َب َ‬
‫ش ُر؟"‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬اَهلل أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو‪ .‬عمَى ِ‬
‫اهلل تََو َّك ْم ُ‬
‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬
‫َخ ُ‬
‫ت فَبلَ أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أَفْتَ ِخ ُر = أسبح بكبلـ اهلل‪ .‬ىنا يرى المرنـ اهلل كضابط الكؿ فبل يخاؼ مؤامرات البشر‪.‬‬

‫ون َكبلَ ِمي‪َ .‬عمَ َّي ُكل أَ ْف َك ِ‬


‫ارِى ْم ِب َّ‬
‫الشٍّر‪".‬‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َحٍّرفُ َ‬
‫٘‬

‫رجاؿ شاوؿ حرفوا كبلـ داود ليثيروا شاوؿ ضده‪ ،‬وىكذا فعؿ الييود مع المسيح‪.‬‬

‫ص ُدوا َن ْف ِسي‪".‬‬
‫ون ُخطُو ِاتي ِع ْن َد َما تََر َّ‬
‫ون‪ُ ,‬يبلَ ِحظُ َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ي ْجتَ ِم ُع َ‬
‫ون‪َ ,‬ي ْختَفُ َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ىـ يجتمعوف خفية ويتآمروف ضدي‪ ،‬يترصدوف خطواتي لييمكوا نفسي‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫وب َيا اَهللُ‪" .‬‬ ‫ض ٍب أ ْ ِ‬ ‫آية (‪َ ٚ" - )ٚ‬عمَى إِثْ ِم ِي ْم َج ِ‬


‫ازِى ْم‪ِ .‬ب َغ َ‬
‫َخض ِع الش ُع َ‬
‫ىذه بروح النبوة‪ ،‬فاهلل يخضع كؿ األشرار‪ .‬وخاصة الييود الذيف صمبوا المسيح‪.‬‬

‫َما ِى َي ِفي ِس ْف ِر َك؟"‬ ‫ِ ِ ٍّ‬


‫ت ُد ُموعي في ِزق َك‪ .‬أ َ‬
‫اج َع ْل أَ ْن َ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬تََي َي ِاني َارقَ ْب َ‬
‫ت‪ْ .‬‬
‫‪ٛ‬‬

‫ت = ىو يشعر أنو حتى في توىانو في جت‪ ،‬وفي ىروبو مف شاوؿ‪ ،‬أف عيف اهلل عميو ويحفظو‪ .‬وىو‬ ‫تََي َي ِاني َارقَ ْب َ‬
‫يشعر أف اهلل في كؿ ضيقتو تضايؽ وأف اهلل رأي دموعو وىو يذكر كؿ اآلالـ التي وقعت عميو‪ ،‬وسيعوضو خي اًر‬
‫وعي ِفي ِزقٍّ َك‪ .‬اهلل كتب آالمو في ِس ْفر ال يصؿ إليو أحد أي أف اهلل لف ينسى لو كؿ‬
‫ت ُدم ِ‬
‫اج َع ْل أَ ْن َ ُ‬
‫لذلؾ يقوؿ= ْ‬
‫ىذه اآلالـ‪ .‬ومتى يحفظ اهلل دموعنا في زؽ عنده؟ حينما نبكي أمامو في صمواتنا‪ ،‬وال نبكي أماـ الناس ونشتكي‬
‫ليـ‪ ،‬أو نبكي عمى ضياع شئ جسداني تافو في روح تذمر عمى اهلل‪ .‬ولقد كاف لممصرييف والروماف آنية صغيرة‬
‫يحفظوف فييا دموعيـ كتذكار محبة لمف بكوا مف أجمو‪ .‬وداود لـ يمجأ لحفظ دموعو في إناء ينكسر بؿ أراد أف‬
‫يحفظيا عند اهلل‪ .‬والزؽ إناء جمدي يحفظوف فيو الخمور‪ .‬وداود ربما أراد في تسابيحو وصراخو هلل أف يفرح قمبو‬
‫بأنو لو وىو ال يمجأ إلى سواه‪ .‬لقد حفظ اهلل في زؽ عنده دموع المرأة الخاطئة‪ ،‬وكانت أمامو أثمف مف أي طيب‪.‬‬
‫والدموع تغمب اهلل (نش‪.)٘2ٙ‬‬

‫َن اهللَ لِي‪".‬‬


‫يو‪ .‬ى َذا قَ ْد َعمِ ْمتُ ُو أل َّ‬
‫وك ِف ِ‬
‫ِفي َي ْوٍم أ َْد ُع َ‬ ‫َع َد ِائي إِلَى ا ْلور ِ‬
‫اء‬‫ََ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬حي َن ِئ ٍذ تَْرتَد أ ْ‬
‫‪ٜ‬‬

‫يتمكف أعداؤه منو‪.‬‬ ‫طالما أف عينا اهلل تراقبو وعنايتو تحيطو فمف‬

‫ص َن ُع ُو ِبي‬ ‫الرب أَفْتَ ِخر ِب َكبلَ ِم ِو‪ٔٔ .‬عمَى ِ‬


‫اهلل تََو َّك ْم ُ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔٔ-‬اَهللُ أَفْتَ ِخ ُر ِب َكبلَ ِم ِو‪َّ .‬‬
‫ٓٔ‬
‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬
‫َخ ُ‬
‫ت فَبلَ أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان؟"‬
‫س ُ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫ور َك‪ .‬أُوِفي َذ َب ِائ َح ُ‬


‫ش ْك ٍر لَ َك‪".‬‬ ‫ٕٔ َّ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬اَلم ُي َّم‪َ ,‬عمَ َّي ُن ُذ ُ‬
‫وصؿ ىنا إيماف النبي إلى الذروة‪ ،‬لقد رأى أف اهلل سيعيده ألورشميـ منتص اًر عمى أعدائو فيوفي نذوره ويقدـ ذبائح‬
‫شكر هلل‪.‬‬

‫َحي ِ‬
‫اء‪".‬‬ ‫اهلل ِفي ُن ِ‬
‫َسير قُدَّام ِ‬ ‫ق‪ ,‬لِ َكي أ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِت‪َ .‬ن َع ْم‪َ ,‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أل َّ‬
‫ور األ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫الز‬ ‫َ‬ ‫َّي‬
‫ْ‬ ‫ج‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َن‬
‫ِ‬
‫َح َياء =‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّام اهلل في ُن ِ‬
‫ور األ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الزلَ ِ‬‫اهلل نجاه مف الموت‪ .‬وأنقذَ ِر ْجمَ َّيو ِم َن َّ‬
‫ير قُد َ‬‫ق = انحرافو لعبادة آلية جت ‪ .‬أَس َ‬
‫المرنـ يقصد المعنى المباشر أنو سيعود حياً إلى أورشميـ‪ .‬ولكف اآلية تشير لما ىو أبعد مف ىذا‪ .‬فيي تشير‬
‫لمخبلص الذي قدمو لنا المسيح الذي نجى نفوسنا مف الموت فيو بموتو داس الموت‪ .‬وىو أعطانا أف نغمب‬

‫‪173‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمطون)‬

‫الخطية وال ننزلؽ فييا وفي طرقيا‪ .‬وأعطانا حياة أبدية في نور األحياء حيث يكوف المسيح ىو نور أورشميـ‬
‫السماوية‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والخمسون‬
‫المزمور السابع والخمسون(السادس والخمسون في األجبية)‬

‫في أشد أوقات داود لـ يترؾ قيثارتو وال صمواتو‪ ،‬وىا ىو ىارب مف شاوؿ ولكنو ال يكؼ عف التسبيح والتضرع‬
‫إلى اهلل بثقة (قارف ىذا المزمور مع ٕكوٗ‪.)ٔٔ-ٚ2‬‬
‫عمى ال تيمك= نشيد معروؼ يشير إليو‪ ،‬ربما ليرتمونو بنفس النغمة‪ .‬ومعنى ال تيمؾ أف ال تقابؿ الشر بالشر‪.‬‬
‫كما عفا داود عف شاوؿ في المغارة ولـ يقتمو‪.‬‬
‫نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة‪ ،‬فداود كاف في اضطياد األقوياء لو رم اًز لممسيح‪ .‬حفروا قدامي حفرة=‬
‫ىذه مؤامرة الييود‪ .‬سقطوا في وسطيا= ىذه نيايتيـ استيقظ يا مجدي= استيقظي يا نفسي (سبعينية) ىذه نصرة‬
‫المسيح بالقيامة‪.‬‬

‫َن تَعبر ا ْلم ِ‬ ‫احتَم ْت َن ْف ِسي‪ ,‬وِب ِظ ٍّل ج َناح ْي َك أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ ِ‬
‫ب‪".‬‬ ‫َحتَمي إِلَى أ ْ ْ ُ َ َ َ‬
‫صائ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْر َح ْمني َيا اَهللُ ْار َح ْمني‪ ,‬ألَن ُو ِب َك ْ َ‬
‫تكرار ْار َح ْم ِني = يدؿ عمى أننا محتاجوف إلى رحمة اهلل في الدىر الحاضر وفي الدىر اآلتي‪ .‬والى المجاجة في‬
‫اح ْي َك = إشارة لعناية اهلل بنا‬ ‫الطمب‪ .‬ا ْلم ِ‬
‫ب = اإلثـ في السبعينية إشارة لمتجارب التي يثيرىا الشيطاف‪َ .‬ج َن َ‬ ‫صائ ُ‬ ‫َ َ‬
‫(متٖٕ‪ )ٖٚ2‬والدجاجة إذا ىاجميا صقر ترفرؼ بجناحييا وتضـ فراخيا تحتيا‪.‬‬

‫اهلل ا ْلمح ِ‬
‫امي َع ٍّني‪".‬‬ ‫اهلل ا ْلعمِ ٍّي‪ ,‬إِلَى ِ‬
‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أَصر ُخ إِلَى ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫الصراخ ال يعني الصوت العالي بؿ ح اررة القمب واإلرادة األكيدة في الطمب‪.‬‬

‫ص ِني‪َ .‬عي ََّر الَِّذي َيتَ َي َّم ُم ِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪ُ .‬ي ْر ِس ُل اهللُ َر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ير ِس ُل ِم َن َّ ِ‬
‫الس َماء َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ص ِني = ألـ يرسؿ اآلب ابنو الوحيد مف السماء ليخمصنا (يوٖ‪َ )ٖٔ2‬يتَ َي َّم ُم ِني =‬ ‫ير ِس ُل ِم َن َّ ِ‬
‫الس َماء َوُي َخمٍّ ُ‬ ‫ُْ‬
‫يطأونني أو يضطيدونني (سبعينية)‪ .‬وىـ الشياطيف‪َ .‬ر ْح َمتَ ُو َو َحقَّ ُو = فعمي الصميب ظيرت رحمة اهلل وحقو‬
‫(عدلو)‪ ،‬ىذه ىي طريقة الخبلص‪ ،‬فالذي استوفى مطاليب الحؽ اإلليي ىو المسيح المصموب برحمتو‪ .‬فداس لنا‬
‫أعدائنا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ين َب ِني َ‬


‫َضطَجعُ َب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ن ْف ِسي َب ْي َن األَ ْ‬
‫ش َب ِ‬
‫ام‪َ ,‬ولِ َ‬
‫ٗ‬
‫ف‬
‫س ْي ٌ‬
‫سا ُن ُي ْم َ‬ ‫َس َنا ُن ُي ْم أَسن ٌة َوس َي ٌ‬
‫آد َم‪ .‬أ ْ‬ ‫ال‪ .‬أ ْ‬
‫َم ٍ‬
‫اض‪".‬‬
‫ش َب ِ‬
‫ال = ىـ االعداء األقوياء الذيف أحاطوا بداود (شاوؿ ورجالو) أو ىـ كؿ مف اجتمع حوؿ المسيح (الروماف‬ ‫األَ ْ‬
‫والييود) (مزٕٕ‪ .)ٖٔ2‬ولـ يقؿ االسود ‪ ،‬فيؤالء المحيطيف بو يعتمدوف عمي الممؾ شاوؿ ‪ ،‬كما تعتمد االشباؿ‬

‫‪175‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫َضطَجعُ = إشارة إلى موت المسيح بالجسد‪َ .‬ب ْي َن ا ْل ُمتَّ ِق ِد َ‬


‫ين = يشبو نفسو بالتبف وأعدائو‬ ‫عمي ابوىا االسد ‪ .‬أ ْ‬
‫بنيراف حارقة‪.‬‬

‫ات‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األَ ْر ِ‬


‫ض َم ْج ُد َك‪".‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫٘ ِ‬
‫آية (٘) ‪ْ " -‬ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ‬
‫في ىذه اإلشارة نرى اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو‪ ،‬وىي نبوة عف قياـ وصعود المسيح بالجسد‪ .‬وفي نصرة المظموـ‬
‫يرتفع مجد اهلل أماـ أنظار الشعوب‪ .‬حينما نضع ىذه اآلية مع آية (‪ )ٛ‬إستيقظ يا مجدي نفيـ أف اهلل يتمجد‬
‫ويرتفع حينما يقيـ المسيح‪ .‬واآلية وحدىا تشير ألف اهلل يقيـ المظموـ ويرفعو‪ ،‬وفي ىذا يرتفع مجد اهلل ‪ .‬مجد داود‬
‫ليس في ممكو او جيشو او غناه ‪ ،‬انما مجده ىو اهلل " اكوف مجدا في وسطيا "( زؾ ٕ ‪ .)٘ 2‬اذاً استيقظ يا‬
‫مجدي ىي نداء ورجاء لممسيح ابف اهلل ليقوـ مف االموات ويقيمو ىو ايضا‪ ،‬وبصعوده يصعد لممجد ويتمجد‬
‫مجدا ابديا‪.‬‬

‫س ِط َيا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ِ‬


‫سقَطُوا في َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ ٙ" - )ٙ‬ى َّيأُوا َ ِ‬
‫ش َب َك ًة ل َخطَ َواتي‪ .‬ا ْن َح َن ْت َن ْفسي‪َ .‬حفَُروا قُدَّامي ُح ْف َرةً‪َ .‬‬
‫ش َب َك ًة ‪ُ /‬ح ْف َرةً وا ْن َح َن ْت َن ْف ِسو مف أحزانو (حفرة مخفية كشرؾ‬
‫حيف رأى المرتؿ مؤامرات األعداء إلصطياده = َ‬
‫ليوقعوه فييا)‪ .‬ولكنيـ سقطوا ىـ فييا (ىاماف)‪.‬‬
‫وىذا ما حدث مع المسيح في ىذه الساعة‪ ،‬إذ نجحت وقتياً خطة األشرار وصمبوه‪ .‬وكاف في حزف عظيـ "نفسي‬
‫س ِط َيا = وىذا ما حدث مع المسيح حيف أتى إبميس وجنوده ليقبضوا عمي روح‬ ‫ِ‬
‫سقَطُوا في َو َ‬
‫حزينة إلى الموت"‪َ .‬‬
‫المسيح فإذ بو يقبض ىو عمييـ‪ .‬ويقيدىـ ألؼ سنة‪ .‬وىذا ما حدث مع داود وشاوؿ‪ ،‬فسقط شاوؿ في يد داود‪.‬‬

‫ت َق ْم ِبي‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم‪".‬‬


‫ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ‪ ,‬ثَا ِب ٌ‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬ثَا ِب ٌ‬
‫‪ٚ‬‬

‫ت َق ْم ِبي = قمبي لـ يتزعزع أثناء مقاومة األعداء لي‪ ،‬بؿ كنت أغني وأرنـ‪ .‬والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر‬ ‫ثَا ِب ٌ‬
‫ثابت قمبي (مستعد حسب السبعينية) أف قمبو مستعد لحموؿ الروح القدس الذي يعممو الترنيـ والتسبيح‪ .‬والروح‬
‫القدس ح ّؿ عمينا بعد أف تـ عمؿ المسيح الفدائي‪.‬‬

‫س َح ًرا‪".‬‬ ‫ود! أََنا أ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ٛ" - )ٛ‬‬


‫َستَ ْيقظُ َ‬
‫ْ‬ ‫اب َوَيا ُع ُ‬
‫استَ ْيقظي َيا َرَب ُ‬
‫استَ ْيق ْظ َيا َم ْجدي! ْ‬
‫ْ‬
‫استَ ْي ِق ْظ َيا َم ْج ِدي = استيقظي يا نفسي (سبعينية) إشارة لمجد اهلل الذي ظير في إقامة المسيح‪ ،‬وفي معونة مف‬ ‫ْ‬
‫ألتجأ إليو‪ .‬وفي حموؿ الروح الذي أعطانا حياة التسبيح‪ .‬أنا أستيقظ سح اًر (مبك اًر) سبعينية‪ .‬فالمسيح قاـ فجر‬
‫األحد‪ .‬وكؿ مف حؿ عميو روح اهلل وامتؤل بو يستيقظ مبك اًر وال يتغافؿ ويقوـ ليرنـ‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ُمِم‪ٔٓ .‬أل َّ‬


‫َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ‬ ‫ِ‬
‫َح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َرب‪ .‬أ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ات‪,‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٔ-ٜ‬أ ْ‬
‫ض َم ْج ُد َك‪".‬‬‫ات‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬‫السماو ِ‬ ‫ٔٔ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِالَى ا ْل َغ َمام َحق َك‪ْ .‬ارتَف ِع المَّ ُي َّم َعمَى َّ َ َ‬

‫‪176‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمطون)‬

‫السماو ِ‬ ‫أُرٍّنم لَ َك ب ْي َن األ ِ‬


‫ات =‬ ‫ُمم = ىذه بروح النبوة‪ ،‬فمزامير داود ترتؿ بيا كؿ األمـ اآلف‪َ .‬ر ْح َمتَ َك َعظُ َم ْت إِلَى َّ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫رحمة اهلل رفعت اإلنساف الترابي إلى السماء فسبحت المبلئكة السمائييف اهلل عمى عممو العجيب‪َ .‬وِالَى ا ْل َغ َم ِام‬
‫َحق َك = طمب داود ىنا اف يرتفع اهلل ويتعالي اعمي مف السموات والسحاب ‪ ،‬اي عاليا جدا ويري مجده كؿ‬
‫الشعوب ‪.‬والغماـ أو السحاب يشير لمقديسيف (أش‪ ٔ2ٜٔ‬إشارة لمعذراء ‪ +‬عبٕٔ‪ )ٔ2‬فكؿ مف عاش حياة مقدسة‬
‫يشبو بالسحاب ألنو أرتفع عف األرضيات‪ .‬ومراحـ اهلل تشبو بالمطر المتساقط عمى البشر يعطييـ الخير‪ .‬لِ َي ْرتَ ِف ْع‬
‫َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬
‫ض َم ْج ُد َك = إيماف كؿ األرض‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والخمسون‬

‫ىناؾ عدة أراء عف المناسبة التي قيؿ فييا ىذا المزمور‪-2‬‬


‫قبؿ أف يبدأ شاوؿ مبلحقتو لداود مع جنوده ليقتمو‪ ،‬استخدـ القضاة المرتشيف ليصدروا حكماً ضد‬ ‫‪.1‬‬
‫داود بأنو خارج عف القانوف وعمى مف يجده أف يقتمو‪.‬‬
‫قيؿ بمناسبة الحكـ الظالـ الذي أصدره شاوؿ ضد كينة نوب األبرياء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عف طريقة قضاء إبشالوـ وأتباعو‪ ،‬إذ عوجوا القضاء ليجذبوا قموب الشعب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ون َيا َب ِني َ‬ ‫ون‪ِ ,‬با ْلمستَ ِقيم ِ‬


‫س تَتَ َكمَّ ُم َ‬
‫َخ َر ِ‬ ‫َحقًّا ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫ٔ‬
‫آد َم؟ "‬ ‫ض َ‬‫ات تَ ْق ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ق األ ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ‬
‫ىنا نجد داود في م اررة يوبخ القضاة أو الحكاـ الذيف يمزجوف الكذب بالحؽ فيعوجوا القضاء حسب أىوائيـ‪.‬‬
‫س = مف يعرؼ الحقيقة وال يتكمـ‪ .‬ونجد في ىذا نبوة عما فعمو الييود بالمسيح‪ ،‬تمفيؽ تيـ‪ ،‬واخفاء‬‫َخ َر ِ‬
‫ق األ ْ‬
‫ا ْل َح ٍّ‬
‫حقائؽ وحكـ ظالـ ضده‪.‬‬

‫ض ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ‬


‫ور ِفي األ َْر ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ب ْل ِبا ْل َق ْم ِب تَ ْع َممُ َ‬
‫ٕ‬
‫ون‪".‬‬ ‫ش ُر ًا‬
‫ون ُ‬
‫ا ْل َق ْم ِب = أي أفكارىـ وشيواتيـ وارادتيـ خاطئة‪ ،‬والنتيجة ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم = أعمالكـ‪ .‬فيـ في كمماتيـ تجدىـ يتكمموف‬
‫ون = كأف القاضي لو ميزاف ليزف الحؽ‬ ‫بالحؽ ولكف أفكارىـ ونياتيـ وأعماليـ كميا ظمـ‪ .‬ظُ ْم َم أ َْي ِدي ُك ْم تَ ِزُن َ‬
‫والباطؿ‪ ،‬وميزاف ىؤالء غش‪.‬‬

‫ين َك ِذ ًبا‪".‬‬
‫ضموا ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪ُ ,‬متَ َكمٍّ ِم َ‬ ‫الر ِحِم‪َ .‬‬
‫ش َرُار ِم َن َّ‬
‫غ األَ ْ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬از َ‬
‫سبؽ داود وقاؿ" بالخطية حبمت بي أمي" وىذا عف أف كؿ مولود يرث خطية آدـ ولكف المقصود ىنا بقولو َازغَ‬
‫الر ِحِم = أف ىؤالء القضاة الظالميف ولدوا مف أباء عمى شكميـ‪ ،‬فالخطية تفشت وسط المجتمع‪.‬‬ ‫ش َرُار ِم َن َّ‬
‫األَ ْ‬
‫فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد ىي الرحـ الذي نشأوا فيو‪.‬‬
‫الص ٍّل األَص ٍّم يسد أُ ُذ َن ُو‪٘ ,‬الَِّذي الَ يستَ ِمع إِلَى صو ِت ا ْلحو ِ‬
‫اة‬ ‫َّة‪ِ .‬مثْ ُل ٍّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬لَيم حم ٌة ِم ْث ُل حم ِة ا ْلحي ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫ين ُرقَى َح ِك ٍيم‪".‬‬
‫الر ِاق َ‬
‫َّ‬
‫داود ىنا يشبو ىؤالء األشرار بالحية التي تسد أذنييا حتى ال تسمع صوت المزمار الذي يطمقو الراقي ليخرجيا‬
‫ويمنعيا أف تطمؽ سموميا عمى الناس‪( .‬ىذه قد تكوف أسطورة أو فكرة عند الناس أف الحيات تستجيب لمزمار‬
‫الحواة الراقيف) والميـ المعنى أف ىؤالء األشرار يطمقوف سموميـ وكبلميـ الردئ المسموـ ضد الناس غير‬
‫سامعيف لمشورات األب ارر بأف يكفوا عف ىذا‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمطون)‬

‫ش َب ِ‬
‫ال َيا َرب‪".‬‬ ‫اس األَ ْ‬ ‫اى ِش ْم أ ْ‬
‫َض َر َ‬
‫سر أَس َنا َنيم ِفي أَفْو ِ‬
‫اى ِيِم‪ْ .‬‬ ‫َ‬ ‫‪َّ ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬اَلم ُي َّم‪َ ,‬ك ٍّ ْ ْ ُ ْ‬
‫طالما ال أمؿ في إصبلحيـ فالمرنـ يطمب عقابيـ حتى ال يستمروا في أذيتيـ لؤلبرياء وأسنانيـ وأضراسيـ إشارة‬
‫لفميـ الذي يطمؽ األكاذيب ويأكموا بيا سمعة األبرياء فيحطمونيـ‪ ،‬فاألشباؿ تطحف الفريسة بأضراسيا‪.‬‬

‫ب‪".‬‬ ‫ْىبوا‪ .‬إِ َذا فَ َّو َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِٚ‬‬


‫ام ُو َف ْمتَ ْن ُ‬
‫ق س َي َ‬ ‫وبوا َكا ْل َماء‪ ,‬ل َيذ َ ُ‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ُذ ُ‬
‫الماء إذا انسكب عمى األرض ال يمكف جمعو ثانية‪ .‬والمرنـ يطمب أف تذىب عنيـ قوتيـ حتى ال يتسببوا في‬
‫ب‬ ‫اذية أحد‪ .‬وِا َذا فَ َّو َ ِ‬
‫فوؽ أي وضع السيـ عمى وتر القوس‪ ،‬أي مستعد إلطبلقو عمى األبرياء‪َ .‬ف ْمتَ ْن ُ‬ ‫ام ُو = َّ‬‫ق س َي َ‬
‫= أي تتكسر وال تصيب أحد‪.‬‬

‫س‪".‬‬ ‫ا ْل َم ْأر َِة الَ ُي َعا ِي ُنوا َّ‬


‫الش ْم َ‬ ‫اش ًيا‪ِ .‬م ْث َل ِس ْق ِط‬
‫ون م ِ‬
‫وب ا ْل َحمَُز ُ َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬ك َما َي ُذ ُ‬
‫وىذا يفرز مادة لزجة‪ ،‬وبينما ىو يسير تستيمؾ تمؾ المادة‬ ‫اش ًيا = الحمزوف ىو القوقع‪.‬‬ ‫ون م ِ‬
‫وب ا ْل َحمَُز ُ َ‬
‫َك َما َي ُذ ُ‬
‫المزجة ويتركيا وراءه‪ ،‬وبالطبع مع الوقت ستستيمؾ تمؾ المادة ويستيمؾ القوقع بالتالي (أصؿ كممة القوقع‬
‫المستخدمة ىنا فقط في الكتاب المقدس تشير لفتاة تجرجر ذيؿ فستانيا وراءىا‪ .‬فيذا القوقع يترؾ عمى األرض‬
‫في سيره مادتو المزجة حتى يجؼ وينتيي ويموت)‪ .‬وصبلة المرنـ أف يضمحؿ ىؤالء األشرار ىكذا‪ .‬بؿ ليتيـ ال‬
‫يولدوف ‪ .‬او يكونوف ِم ْث َل ِس ْق ِط ا ْل َم ْأر َِة الذي يموت قبؿ أف يولد‪ .‬أو يا ليت خططيـ ومؤامراتيـ ال تولد‪.‬‬

‫الش ْو ِك‪ِ ,‬ن ً‬


‫ورُك ْم ِب َّ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫يئا أ َْو َم ْح ُروقًا‪َ ,‬ي ْج ُرفُ ُي ْم‪".‬‬ ‫ش ُع َر قُ ُد ُ‬
‫َن تَ ْ‬
‫آية (‪ " - )ٜ‬قَ ْب َل أ ْ‬
‫الش ْو ِك ‪ ،‬ينتيوف قبؿ أف تشعر‬
‫الشوؾ سريع االشتعاؿ وال يبقي كثي اًر أماـ النار‪ .‬وىؤالء األشرار يا رب فمتجعميـ ك َّ‬
‫يئا أ َْو َم ْح ُروقًا = الشوؾ أماـ النار يشتعؿ سواء كاف جافاً أو مازاؿ في خضرتو‪ .‬والمعنى فمتبيدىـ‬ ‫القدر بنارىـ‪ِ .‬ن ً‬
‫يا رب سواء كانوا في بداية مؤامراتيـ أو إذا كانت مؤامراتيـ وشرورىـ قد نضجت‪.‬‬

‫ير‪".‬‬ ‫الن ْق َم َة‪َ .‬ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ‬


‫الشٍّر ِ‬ ‫ٍّيق إِ َذا أرَى َّ‬
‫َ‬ ‫الصد ُ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬ي ْف َر ُح ٍّ‬
‫فرح الصديؽ بيبلؾ األشرار راجع ألن و رأى قداسة اهلل وعدـ رضاه عمى الشر فيتشجع ألنو يسير في طريؽ اهلل‪،‬‬
‫وألف اهلل يحب طريؽ الحؽ‪ .‬فنجاح طريؽ الشرير يدفع البار لمحزف ويضعؼ قمبو‪ ،‬وحيف يرى عدؿ هلل يزداد ثقة‬
‫في أف اهلل ال يرضى بالظمـ‪َ .‬ي ْغ ِس ُل ُخطُو ِات ِو ِب َدِم ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬
‫ير = الصديؽ حيف يرى عقوبة الشرير أف اهلل انتقـ منو‬
‫يخاؼ باألكثر فيطير أعمالو خوفاً مف أف تكوف لو نفس عقوبتو‪.‬‬

‫ض»"‬‫اض ِفي األ َْر ِ‬ ‫وج ُد إِ ٌ‬


‫لو قَ ٍ‬ ‫ق ثَ َم ًرا‪ .‬إِنَّ ُو ُي َ‬ ‫ان «إِ َّن ِل ٍّ‬
‫مصدٍّي ِ‬ ‫س ُ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َ ٔٔ" -‬وَيقُو ُل ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫مف ظف أنو ليس ىناؾ مكافأة لمف يعمؿ أعماالً صالحة‪ ،‬أو ظف أنو ال عقاب لمشرير‪ ،‬اآلف بعد عقاب الشرير‬
‫سيعرؼ أف اهلل يكافئ البار ويعاقب الشرير‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والخمسون‬

‫نرى في ىذا المزمور رجاؿ شاوؿ يحاصروف داود وزوجتو ميكاؿ تخدعيـ وتنزلو مف الكوة وداود كاف في ىذا‬
‫رم اًز لممسيح ا لذي نجاه اهلل بقيامتو‪ .‬وما نالو أعداء داود مف عقاب مثاؿ لما حدث لمييود وسيحدث ليـ في يوـ‬
‫القضاء‪ .‬ونحف حيف نرتؿ ىذه المزامير نذكر إبميس عدونا ونيايتو المنتظرة‪ .‬ومف أعدائنا األقوياء الشيوة‬
‫والخطية‪.‬‬

‫ال‬ ‫اعمِي ِ‬
‫اإل ثِْم‪َ ,‬و ِم ْن ِر َج ِ‬ ‫اح ِم ِني‪َ ٕ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن فَ ِ‬ ‫َع َد ِائي َيا إِل ِيي‪ِ .‬م ْن ُمقَ ِ‬
‫او ِم َّي ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )٘-‬أَ ْن ِقذ ِْني ِم ْن أ ْ‬
‫ٔ‬

‫ون َعمَ َّي‪ ,‬الَ ِإل ثْ ِمي َوالَ لِ َخ ِطي َِّتي َيا َرب‪ِ ٗ .‬ببلَ إِثٍْم ِم ٍّني‬
‫اء َي ْجتَ ِم ُع َ‬ ‫اء َخمٍّص ِني‪ٖ ,‬أل ََّنيم ي ْك ِم ُن َ ِ ِ‬
‫ون ل َن ْفسي‪ .‬األَق ِْوَي ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬
‫الدٍّم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُك َّل‬ ‫يل ا ْنتَِب ْو لتُ َ‬ ‫لو إِ ْ‬
‫ود‪ ,‬إِ َ‬ ‫ت َيا َرب إِ َ‬ ‫استَ ْيق ْظ إِلَى لقَائي َوا ْنظُ ْر! َوأَ ْن َ‬
‫٘‬
‫طال َ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫س ُي ُم‪ْ .‬‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬‫ون َوُيعد َ‬ ‫َي ْج ُر َ‬
‫ُمِم‪ُ .‬ك َّل َغ ِاد ٍر أ َِث ٍيم الَ تَْر َح ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫األ َ‬
‫صبلة لمخبلص مف األعداء األقوياء‪ .‬وىذا ما فعمو ويفعمو المسيح لنا‪ ،‬فيو يحمينا مف األعداء األقوياء=‬
‫(شاوؿ‪ /‬إبميس‪ ) ..‬وقولو الَ ِإل ثْ ِمي = يشير إلى أنو لـ يخطئ إلييـ‪ ،‬لكنيـ يياجمونو ببل سبب‪ .‬ويعدوف أنفسيـ‬
‫ُمِم =‬ ‫ِ‬
‫استَ ْيق ْظ = ىذا ما قالو التبلميذ لممسيح إذ ظنوه نائماً في السفينة ال ييمو أمر غرقيـ‪ .‬األ َ‬
‫لمفتؾ بي‪ْ .‬‬
‫المقصود ب يـ األمـ الوثنية أي مف يعبدوف الشياطيف‪ .‬وىو ضـ شاوؿ ورجالو ليؤالء فإبميس ىو أبوىـ وقائدىـ‪.‬‬
‫ا ْنتَِب ْو = أي دع اإلمياؿ وطوؿ األناة‪.‬‬

‫ون ِبأَفْو ِ‬ ‫ِ ِ ‪ٚ‬‬ ‫ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب‪ ,‬وي ُدور َ ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬
‫اى ِي ْم‪.‬‬ ‫ون في ا ْل َمدي َنة‪ُ .‬ى َوَذا ُي ِبق َ َ‬ ‫اء‪َ ,‬ي ِير َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ود َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬ي ُع ُ‬
‫ون «م ْن س ِ‬ ‫سي ٌ ِ ِ ِ‬
‫امعٌ؟ »‪".‬‬ ‫وف في شفَاى ِي ْم‪ .‬أل ََّن ُي ْم َيقُولُ َ َ َ‬ ‫ُُ‬
‫ون أي‬ ‫ون ِمثْ َل ا ْل َك ْم ِب = التشبيو ىنا بصياد يرسؿ كبلبو وراء الفريسة‪ .‬والصياد ىو شاوؿ الممؾ‪ .‬وقولو َي ِير َ‬ ‫َي ِير َ‬
‫يصدروف أصوات خافتة كما ينبح الكمب بصوت خافت‪ ،‬وذلؾ ألنيـ يخافوف أف ييرب منيـ داود‪ .‬وتشبيو‬
‫ون ِبأَفْو ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلم ِ‬
‫اى ِي ْم‬ ‫ساء= الميؿ يشير لمخطية التي ىـ فييا‪ُ .‬ى َوَذا ُي ِبق َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ود َ‬‫األعداء بالكبلب (راجع مزٕٕ) ي ُع ُ‬
‫ون = يممئوف فميـ ىواء ويفرغونو بقوة) ‪ .‬والمعنى أنيـ يخرجوف مف أفواىيـ فيض‬ ‫= أي يتجشأوف بأفواىيـ ( ُي ِبق َ‬
‫امعٌ = ىـ في جبروتيـ يقولوف لف يسمع أحد صراخ المظموـ‪.‬‬ ‫مف الشر الذي كالسيوؼ ألنيـ يقولوف م ْن س ِ‬
‫َ َ‬

‫ُمِم‪".‬‬ ‫ستَ ْي ِزئُ ِب َج ِم ِ‬


‫ض َح ُك ِب ِي ْم‪ .‬تَ ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫يع األ َ‬ ‫ت َيا َرب فَتَ ْ‬
‫َما أَ ْن َ‬
‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬
‫ستَ ْي ِزئُ = راجع مزمور (ٕ) (صبلة باكر)‪.‬‬ ‫ض َح ُك‪ ..‬تَ ْ‬
‫تَ ْ‬

‫آية (‪ِ ٜ" - )ٜ‬م ْن قَُّوِت ِو‪ ,‬إِلَ ْي َك أَْلتَ ِجئُ‪ ,‬أل َّ‬
‫َن اهللَ َم ْم َجِإي‪".‬‬

‫‪180‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫قُ َّوِت ِو = قوة العدو‪.‬‬

‫َع َد ِائي‪.‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬إِل ِيي ر ْحمتُ ُو تَتَقَدَّم ِني‪ .‬اهلل ي ِر ِ‬
‫يني ِبأ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ىذه خبرات داود السابقة التي تسنده في ضيقتو الحالية (األسد‪ -‬الدب‪ -‬جميات)‪.‬‬

‫ش ْع ِبي‪ .‬تٍَّي ْي ُي ْم ِبقُ َّوِت َك َوأ ْ‬ ‫ِ َّ‬


‫َى ِب ْط ُي ْم َيا َرب تُْر َ‬
‫ٔٔ‬
‫س َنا‪".‬‬ ‫سى َ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬الَ تَ ْقتُ ْم ُي ْم ل َئبل َي ْن َ‬
‫المرنـ يطمب أف يتشتت أعداؤه ليكونوا عبرة لكؿ شرير‪ .‬فمو ماتوا لنسى الناس شرىـ‪ .‬وكانت ىذه نبوة عف تشتت‬
‫الييود بعد صمبيـ لممسيح‪ ،‬وأىانتيـ ٕٓٓٓسنة في كؿ مكاف‪ .‬وكؿ ما نرى ما حدث لمييود نتأكد أنيا عقوبة‬
‫إليية ألنيـ مازالوا غير مؤمنيف‪.‬‬

‫اى ِي ْم‪َ .‬وْل ُي ْؤ َخ ُذوا ِب ِك ْب ِرَي ِائ ِي ْم‪َ ,‬و ِم َن المَّ ْع َن ِة َو ِم َن ا ْل َك ِذبِ الَِّذي ُي َح ٍّدثُ َ‬
‫ون‬ ‫اى ِيم ِىي َكبلَم ِشفَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ٕٔ ِ‬
‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬خط َّي ُة أَف َْو ْ َ ُ‬
‫ِب ِو‪".‬‬
‫مازالت خطية الييود ىي رفضيـ واىاناتيـ لممسيح وكذبيـ وتحريفيـ لآليات والنبوات التي بيف أيدييـ والتي‬
‫تنطؽ بما حدث لممسيح‪.‬‬
‫ض‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫َن اهلل متَسمٍّطٌ ِفي يعقُوب إِلَى أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْن‪ِ ,‬ب َح َنق أَف ِ‬
‫ْن‪َ ,‬والَ َي ُكوُنوا‪َ ,‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ َ ُ َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أَف ِ‬
‫ىنا يزداد المرنـ غيظاً عمى ىؤالء الكذابيف ويطمب فنائيـ‪ ،‬وىذا ما حدث لمييود عمى يد تيطس سنة ٓ‪ٚ‬ـ‪.‬‬
‫والحظ تكرار كممة أَف ِ‬
‫ْن لمتأكيد‪ .‬لعدـ إيمانيـ أف المسيح ممؾ متسمط عمى يعقوب وعمى كنيستو إلى أقاصي‬
‫األرض‪( .‬يعقوب ىو أبو الكنيسة بالجسد)‪.‬‬

‫ون‬
‫يي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٘ٔ‬ ‫ون ِم ْث َل ا ْل َك ْم ِب‪ ,‬وي ُدور َ ِ‬ ‫ون ِع ْن َد ا ْلمس ِ‬
‫اء‪َ .‬ي ِير َ‬
‫ٗٔ‬
‫ون في ا ْل َمدي َنة‪ُ .‬ى ْم َيت ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ود َ‬
‫اآليات (ٗٔ‪َ " - )ٔ٘-‬وَي ُع ُ‬
‫لِؤلَ ْك ِل‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْ‬
‫ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا‪".‬‬
‫اآلية (ٗٔ) ىي تكرار لآلية (‪ )ٙ‬ولكف آية (٘ٔ) تختمؼ عف آية (‪ .)ٚ‬والفارؽ بيف الحالتيف‪ ،‬ىو الفارؽ بيف‬
‫الييود وىـ يدبروف مؤامرتيـ ضد المسيح وىـ في قوتيـ شاعريف أنيـ قادريف أف يفعموا بو ما يريدوف‪ ،‬وبيف‬
‫الييود حيف تشتتوا وفارقيـ اهلل ففارقتيـ قوتيـ و أروا الكنيسة التي يشبعيا اهلل وىـ في حالة جوع‪ .‬في األوؿ كاف‬
‫ون ِلؤلَ ْك ِل إِ ْن لَ ْم َي ْ‬
‫ش َب ُعوا َوَي ِبيتُوا = تترجـ ويحسدوف‬ ‫يي َ‬ ‫ِ‬
‫ليـ سيوؼ ويبقوف بأفواىيـ‪ .‬وفي الثاني مشتتيف= ُى ْم َيت ُ‬
‫ويتذمروف إذ ال يجدوف شبعيـ‪.‬‬

‫اصا ِفي َي ْوِم‬ ‫ِ‬ ‫اة ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬


‫ت َم ْم َجأً لي‪َ ,‬و َم َن ً‬
‫َما أََنا فَأُ َغ ٍّني ِبقَُّوِت َك‪ ,‬وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ‬
‫ََ ُ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٚ-ٔٙ‬أ َّ‬
‫لو َر ْح َم ِتي‪".‬‬‫َن اهللَ َم ْم َجِإي‪ ,‬إِ ُ‬ ‫ضِ‬
‫يقي‪َ ٔٚ .‬يا قَُّوِتي لَ َك أ َُرٍّن ُم‪ ,‬أل َّ‬ ‫ِ‬

‫‪181‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمطون)‬

‫وأُرٍّنم ِبا ْل َغ َد ِ‬
‫اة = أي في الصباح وقارف مع األعداء الذيف يعودوف عند المساء (آية‪ .)ٙ‬ونصيب أوالد اهلل ىو‬ ‫ََ ُ‬
‫المسيح شمس البر نورىـ‪ .‬ونصيب األشرار سمطاف الظممة أي إبميس‪ .‬ومف ىـ في نور المسيح ال يكفوا عف‬
‫التسبيح‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الستون‬

‫ىناؾ مزامير كثيرة تتكمـ عف داود المتألـ الذي يصرخ إلى اهلل ليخمصو‪ .‬ولكف ىذا المزمور كتبو داود في يوـ‬
‫انتصاره‪ ،‬يوـ استقر عمى عرشو‪ ،‬بعد أف أعطاه اهلل نصرة عمى األرامييف ثـ األدومييف (يبدو أف األدومييف‬
‫استغموا حرب داود مع أراـ وضربوا إسرائيؿ مف الجنوب‪ ،‬فعاد يوآب وضرب أدوـ)‪ .‬ورنـ داود ىذا المزمور‬
‫ص ِّو اًر أف اهلل تخمى عنيـ فوقع الشعب في ضيؽ‪ ،‬ثـ نظر إلييـ معطياً قوة فصار أعدائيـ في خزي‪ .‬وكاف ىذا‬
‫ُم َ‬
‫مثاالً لما حدث مع المسيح‪ ،‬إذ ظف كؿ واحد أف اهلل قد تخمى عنو وىو معمؽ عمى الصميب‪ ،‬ثـ بعد القيامة صار‬
‫أعداؤه في خزي تحت قدميو‪.‬‬

‫س َرَىا ألَنَّ َيا‬ ‫س ِخ ْط َ‬


‫ت‪ .‬أ َْر ِج ْع َنا‪َ .‬زْل َزْل َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫اج ُب ْر َك ْ‬
‫ص ْمتَ َيا‪ْ .‬‬
‫ض‪ ,‬فَ َ‬
‫ت األ َْر َ‬ ‫ضتََنا‪ .‬اقْتَ َح ْمتََنا‪َ .‬‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا اَهللُ َرفَ ْ‬
‫سقَ ْيتََنا َخ ْم َر التََّرن ِح‪".‬‬ ‫ُمتََز ْع ِز َع ٌة! أ ََرْي َ‬
‫ٖ‬
‫س ًرا‪َ .‬‬
‫ش ْع َب َك ُع ْ‬
‫ت َ‬
‫ص َم ْت أي إنشقت ما بيف أراـ مف الشماؿ‬ ‫ىنا تصور لحالة الشعب في إنكساره‪ ،‬في بداية المعركة وكأف األرض فُ ِ‬
‫َّوْر أي إنكسار لمشعب عمى أنو تخمى مف اهلل عنيـ‪ ،‬وىذا صحيح فكؿ مف يتخمى‬ ‫وأدوـ مف الجنوب‪ ،‬وىو ُيص ِ‬
‫عف اهلل يتخمى اهلل عنو فينكسر ‪ .‬ولكف بالنسبة ألوالده‪ ،‬فقد يكوف التخمي لفترة قصيرة يعقبيا مجد ‪ ،‬فداود عاد‬
‫وانتصر مع شعب إسرائيؿ ىنا عمي اعدائيـ ‪ .‬وكاف ىذا رم اًز لما حدث مع المسيح نفسو بعد ذلؾ‪.‬‬

‫استَ ِج ْب‬ ‫ِِ‬ ‫ق‪ِ .‬سبلَ ْه‪٘ .‬لِ َكي ي ْنجو أ ِ‬


‫َج ِل ا ْل َح ٍّ‬ ‫ت َخ ِائ ِف َ‬
‫َّاؤ َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬
‫ص ِب َيمين َك َو ْ‬
‫ٗ‬
‫َحب ُ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫يك َر َاي ًة تُْرفَعُ أل ْ‬ ‫َعطَ ْي َ‬
‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ‬
‫لِي!"‬
‫يك َر َاي ًة = المحاربوف يميزوف بعضيـ بعبلمات فكؿ جيش لو راية أو عبلمة‪ ،‬حتى ال يقتؿ الزميؿ‬ ‫ت َخ ِائ ِف َ‬
‫ط ْي َ‬
‫َع َ‬
‫أْ‬
‫زميمو‪ .‬وىنا نجد أف اهلل ىو الذي أعطاىـ الراية فيو الذي يحمييـ‪ ،‬وىذه الراية ىي اإليماف باسمو‪ ،‬واسـ اهلل ىو‬
‫الذي يحمييـ‪ .‬وىـ اآلف يروف ىذه الراية مرفوعة‪ ،‬في صموات الكينة في الييكؿ وصموات الجنود في المعركة‪،‬‬
‫في اسـ اهلل الذي يتردد عمى شفاىيـ‪ .‬والراية التي ترفعيا الكنيسة اآلف ىي عبلمة الصميب‪ ،‬وبيا ننجو مف سياـ‬
‫إبميس‪ ،‬واسـ يسوع المرعب لجنود إبميس‪.‬‬

‫اد َوِلي َم َن َّ‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْسم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٙ‬اَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج‪ ,‬أَق ُ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫سى‪,‬‬ ‫سك َ‬ ‫ي ُ‬‫يس َواد َ‬ ‫يم‪َ ,‬وأَق ُ‬ ‫شك َ‬
‫اى ِت ِفي َعمَ َّي»‪.‬‬ ‫ين ْ‬‫س ِط ُ‬ ‫ِ‬
‫وم أَ ْط َر ُح َن ْعمي‪َ .‬يا َفمَ ْ‬
‫َ‬ ‫َد‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ت‬‫ضِ‬
‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ر‬‫ْ‬
‫ْسي‪ ,‬ييوَذا صولَج ِاني‪ٛ .‬موآب ِ‬
‫م‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َُ‬
‫ْرِيم ُخوَذةُ أر ِ‬
‫َ‬ ‫َوأَف َا ُ‬
‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ضتََنا‪َ ,‬والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ‬ ‫س أَ ْن َ‬ ‫وم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َم ْن َيقُ ُ‬
‫ص َنعُ ِب َبأ ٍ‬ ‫اإل ْنس ِ ٕٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ‬ ‫مع ج ي ِ‬
‫ان‪ِ .‬باهلل َن ْ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫الضي ِ‬ ‫ٔٔ‬
‫وس‬
‫ْس‪َ ,‬و ُى َو َي ُد ُ‬ ‫ق‪ ,‬فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫وش َنا؟ أ ْ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫اء َنا‪".‬‬
‫َع َد َ‬
‫أْ‬

‫‪183‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطتون)‬

‫ىنا داود يتكمـ عف النصرة التي أعطاىا اهلل‪ .‬فاَهللُ قَ ْد تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = أي أعطانا وعده المقدس‪ .‬وطالما أنو وعد‬
‫فؤلَ ْبتَ ِي ُج‪ .‬واهلل وعد داود بأف يممؾ عمى كؿ إسرائيؿ وطالما أف اهلل وعد فيو سيعطي داود أف تكوف لو إسرائيؿ‬
‫ص ْولَ َج ِاني = األسباط كميا صارت‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬
‫اد‪َ ....‬ي ُيوَذا َ‬ ‫سك َ‬ ‫ي ُ‬
‫ِ‬
‫يس َواد َ‬
‫ِ‬
‫يم َوأَق ُ‬
‫ْسم َ ِ‬
‫شك َ‬
‫ِ‬
‫كميا نصيباً وممكاً لو‪ .‬أَق ُ‬
‫لو ولف يغتصب أراـ أو أدوـ شيئاً‪ .‬لف يقتسـ أراـ وأدوـ األرض‪ ،‬ولكف كميا لداود وأما أعدائو فمقد أخضعيـ اهلل‬
‫تحت قدميو (موآب وأدوـ) فمؤاب تصير ميانة كمرحضة وأدوـ موطئاً لرجميو‪ .‬وأنت يا فمسطيف أف كاف لؾ جرأة‬
‫إىتفي عمى وسيكوف مصيرؾ كيؤالء‪ .‬ثـ يترنـ المرنـ ويسبح اهلل الذي أعاده إلى أورشميـ المدينة المحصنة بؿ‬
‫أعطاه أف ييزـ أدوـ ويدوسيا ويضرب منيا ٓٓٓ‪ ٕٔ.‬في وادي الممح (العنواف)‪ .‬نجد داود ىنا يسبح اهلل وحده‬
‫سِ‬
‫ان‪ .‬ومف الناحية الرمزية‪ .‬اَهللُ قَ ْد‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫الذي يخمص‪ ،‬أما اإلنساف فبل يستطيع أن يخمص= َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬
‫تَ َكمَّ َم ِبقُ ْد ِس ِو = اهلل قد تجسد بالروح القدس مف مريـ العذراء (عبٕ‪ .)ٔ2ٔ،‬وبفدائو اشترى كؿ عبيده وشعبو‬
‫واقتسميـ أي صاروا نصيبو (أشٖ٘‪ .)ٕٔ2‬وصار الشيطاف تحت أقدامو وأقداـ كنيستو (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬وفي (‪)ٜ‬‬
‫وم‪ .‬الكنيسة‬ ‫نرى صورة لوحدة الكنيسة بيف الييود واألمـ‪ .‬الييود ىي ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬
‫ص َنة أورشميـ‪ ،‬واألمـ ىي أ َُد َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬
‫ضتََنا وىو الذي يخمص= فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫س أَ ْن َ‬
‫التي كانت قبؿ المسيح مرفوضة= أَلَ ْي َ‬
‫سِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫‪184‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والستون‬

‫المزمور الحادي والستون (الستون في األجبية)‬

‫نجد ىنا مثؿ كثير مف مزامير داود‪ ،‬نجده يبدأ بقمب حزيف يشتكي باكياً أعدائو المتربصيف بو‪ ،‬ولكنو ينتيي‬
‫بأغاني التسبيح‪ ،‬ألف اهلل رفع نفسو وأعطاه الثقة في حمايتو بالرغـ مف قوة األعداء حولو‪ ،‬وحيف شعر باستجابة‬
‫اهلل لو فرح وشكر إذ رأى نصرتو قادمة‪.‬‬
‫ربما كاف داود حيف رنـ ىذا المزمور ىارباً مف شاوؿ أو إبشالوـ واألغمب إبشالوـ فيو يسمى نفسو ممكاً‪ .‬ولكف‬
‫ىذا المزمور بشكؿ نبوي يحدثنا عف المسيح‪.‬‬
‫يرى القديس أثناسيوس الرسولي أف في ىذا المزمور شكر هلل عمى عودة المسبييف‪.‬‬
‫نصمى ىذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وىو عمى الصميب وأف اآلب استجاب لو وأقامو=‬
‫تزيد الممك أياماً‪ .‬واهلل استجاب لو بأف أعطى ميراثاً لخائفي إسمو= كؿ مف آمف بالمسيح صار لو نصيباً في‬
‫ميراثو‪.‬‬

‫وك إِ َذا ُغ ِش َي َعمَى‬ ‫ِ ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫ِٔ‬


‫ْصى األ َْر ِ‬
‫ض أ َْد ُع َ‬ ‫اص َغ إِلَى َ‬
‫صبلَ تي‪ .‬م ْن أَق َ‬ ‫ص َراخي‪َ ,‬و ْ‬
‫س َم ْع َيا اَهللُ ُ‬‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬ا ْ‬
‫َق ْم ِبي‪ .‬إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ‬
‫يني‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫وك = قد تشير ىذه لممسبييف في بابؿ (قاليا بروح النبوة) وقد تشير أنو اآلف بعيداً عف‬ ‫ْصى األ َْر ِ‬
‫ض أ َْد ُع َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن أَق َ‬
‫المقادس‪ ،‬ولكنو حتى لو ابتعد إلى أقصى األرض فسيظؿ يصرخ إلى اهلل‪ ،‬ولف تكوف المسافات عائقاً‪ ،‬فيـ‬
‫طردوه وحرموه مف المقادس لكنيـ لف يستطيعوا أف يحرموه مف الممجأ الوحيد الذي لو وىو اهلل‪ .‬وقد تعني أقصى‬
‫األرض‪ ،‬أنو في أىواؿ شديدة وشاع اًر بالوحدة والعزلة‪ ،‬وال يجد سوى اهلل بجانبو وكؿ مف ىو شاعر بأنو عبد‬
‫لخطية ما‪ ،‬أبعدتو عف اهلل يصرخ ىكذا وىو بعيداً ُغ ِش َي َعمَى َق ْم ِبي = المعنى الحرفي "طفح مف اليـ" أو ىو‬
‫يني = الصخرة ىو ربنا يسوع المسيح (ٔكوٓٔ‪ .)ٗ2‬وقولو أرفع منى‬ ‫يتموى مف األلـ‪ .‬إِلَى ص ْخرٍة أَرفَع ِم ٍّني تَي ِد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫يعني أنو يتوؽ إلى حماية أكبر مف طاقاتو ىو‪ ،‬ىو شاعر أنو أضعؼ مف األعداء المحيطيف بو عاجز أف ينقذ‬
‫نفسو ‪ ،‬ويطمب أف يتحقؽ لو األماف والحماية‪ ،‬غير القادر ىو أف يتوصؿ إلييما‪ .‬أما السبعينية فترجمتيا "عمى‬
‫الصخرة رفعتني أرشدتني" بصيغة الماضي وصيغة الماضي تفيد الثقة في األمر كأنو قد تحقؽ‪.‬‬

‫ت َم ْم َجأً لِي‪ُ ,‬ب ْر َج قُ َّوٍة ِم ْن َو ْج ِو ا ْل َع ُد ٍّو‪".‬‬


‫آية (ٖ) ‪ " -‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬
‫ٖ‬

‫ىنا نسمع أف اهلل َم ْم َجأً وُب ْر َج حصين = برج قوة لمف يمجأ إليو‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطتون)‬

‫اح ْي َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ور‪ .‬أ ْ ِ ِ‬


‫َحتَمي ِبستْ ِر َج َن َ‬ ‫س َك ِن َك إِلَى الد ُى ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ُك َن َّن في َم ْ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬أل ْ‬
‫اشتياقو لمعودة إلى أورشميـ والى األقداس‪ .‬الجناحيف ىما عنايتو وحمايتو‪.‬‬

‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫ت ِمير َ ِ ِ‬


‫اث َخائفي ْ‬ ‫ط ْي َ َ‬‫َع َ‬ ‫ت ُن ُذ ِ‬
‫وري‪ .‬أ ْ‬ ‫استَ َم ْع َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ألَ َّن َك أَ ْن َ‬
‫ت َيا اَهللُ ْ‬
‫٘‬

‫اس ِم َك اهلل أعطى الييود ميراث‪ ،‬أرض‬ ‫ت ِمير َ ِ ِ‬


‫اث َخائفي ْ‬ ‫ط ْي َ َ‬‫َع َ‬
‫وري = استمعت صمواتي (سبعينية)‪ .‬أ ْ‬ ‫ت ُن ُذ ِ‬
‫استَ َم ْع َ‬
‫ْ‬
‫كنعاف‪ .‬وأعطى لممؤمنيف بالمسيح ميراثاً سماوياً‪ .‬بالنسبة لداود‪ ،‬تفيـ ىذه اآلية أنو نذر أف يكوف كمو هلل إذا‬
‫أعاده اهلل لميراثو (أورشميـ) وبالنسبة لممسيح فمقد قدس نفسو (خصص نفسو لعمؿ الفداء) (يو‪ .)ٜٔ2ٔٚ‬ليعطي‬
‫لمف يؤمف بو ميراث الحياة األبدية‪.‬‬

‫َّاما‪ِ .‬س ِني ُن ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬


‫يف أَي ً‬
‫ض ُ‬‫َّام ا ْلممِ ِك تُ ِ‬
‫َ‬
‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬إِلَى أَي ِ‬
‫بالنسبة إلى داود تفيـ ىذه اآلية أف إبشالوـ ورجالو لف ينالوا منو ويقتموه بؿ سيحيا‪ .‬ىذه تمت حرفياً مع حزقيا‬
‫الممؾ مف نسؿ داود إذ أطاؿ اهلل عمره ٘ٔ سنة‪ .‬وكاف ىذا يرمز لقيامة المسيح وأف الموت لف يسود عميو‪.‬‬
‫ِس ِنينُ ُو َك َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = أي يزيد اهلل سنيو مف جيؿ إلى جيؿ (سبعينية) وألجياؿ عديدة (إنجميزية)‪.‬‬

‫ظ ِان ِو‪".‬‬
‫اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ‬ ‫آية (‪ٚ" )ٚ‬ي ْجمِس قُدَّام ِ‬
‫اهلل إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪ْ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َّى ِر = عف داود تفيـ ىذه أف يعود إلى كرسيو كممؾ‪ .‬ولكف كيؼ نفسر أف داود سيجمس‬ ‫ي ْجمِس قُدَّام ِ‬
‫اهلل إِلَى الد ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إلى األبد عمى كرسيو؟ قاؿ البعض دواـ مزاميره كصموات لمكنيسة حتى نياية األياـ‪ .‬ولكف ىذه تفيـ أيضاً عف‬
‫جموس المسيح بعد قيامتو عف يميف اآلب‪.‬‬
‫ظ ِان ِو = مف أجؿ طاعة المسيح حتى الموت (وفييا رحمة ‪ +‬عدؿ) رفعو اهلل وجعؿ لو‬ ‫اج َع ْل َر ْح َم ًة َو َحقًّا َي ْحفَ َ‬
‫ْ‬
‫ظ ِان ِو = حاوؿ الييود قتؿ المسيح مرات عديدة‪ ،‬واهلل حفظو حتى يتـ‬
‫اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪َ .)ٔٔ-ٛ2‬ي ْحفَ َ‬
‫رسالتو وتعاليمو ثـ سمح بصمبو (ليستوفي رحمة وحؽ اهلل)‪ .‬ولكنو لـ يرى فساداً فيو قد قاـ‪.‬‬

‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬ى َك َذا أُرٍّنم الس ِم َك إِلَى األَب ِد‪ ,‬لِوفَ ِ‬
‫اء ُن ُذ ِ‬
‫وري َي ْو ًما فَ َي ْو ًما‪".‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫إذ رأي المرتؿ خبلص اهلل سبح ورتؿ‪ .‬ونفيـ أف التسبيح القمبي ىو مف ثمار عمؿ الروح القدس في النفس‪.‬‬
‫والروح القدس حؿ عمى الكنيسة بعد صعود المسيح‪ ،‬فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دىر الدىور‪ .‬ونذر‬
‫الكنيسة ىي أف تعبد اهلل دائماً‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والستون‬

‫ال يتضح مف عنواف المزمور وال مف كمماتو‪ ،‬في أي مناسبة قد كتبو داود‪ ،‬إنما ىو لمتعبير عف الثقة في اهلل‪،‬‬
‫فالمرنـ يقوؿ أنو يثؽ فيو وينتظره‪ .‬ويدعو كؿ مف يسمعو أف يفعؿ مثمو‪.‬‬

‫صي‪َ ,‬م ْم َجِإي‪ ,‬الَ أَتََز ْع َزعُ‬ ‫صي‪ٕ .‬إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ‬
‫هلل ا ْنتَظَر ْت َن ْف ِسي‪ِ .‬م ْن ِقبمِ ِو َخبلَ ِ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬إِ َّنماِ ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يرا‪".‬‬ ‫ِ‬
‫َكث ً‬
‫ير = مف غير‬ ‫ص ْخ َرِتي = ىي أسماء لممسيح المخمص (لوٕ‪ٔ + ٖٓ2‬كوٓٔ‪ .)ٗ2‬الَ أَتََز ْع َزعُ َك ِث ًا‬ ‫ِ‬
‫َخبلَصي‪َ ..‬‬
‫الممكف أف ال يتزعزع اإلنساف‪ .‬لكف كمما أقترب اإلنساف مف اهلل وقمت خطاياه‪ .‬قؿ تزعزعو‪ .‬وحتى القديس إف‬
‫تزعزع فيو سريعاً ما يعود لسبلمو وثقتو في اهلل‪.‬‬

‫ار َو ِاق ٍع!"‬ ‫ان؟ تَ ْي ِد ُموَن ُو ُكم ُك ْم َك َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ‬


‫ض‪َ ,‬ك ِج َد ٍ‬ ‫سِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬إِلَى َمتَى تَ ْي ِج ُم َ‬
‫ون َعمَى ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ٖ‬

‫ض واألعداء مجتمعيف عميو ليسقطوه‪ .‬وىذا ىو حاؿ الطبيعة البشرية الساقطة‪ ،‬ىي‬ ‫ىنا يشبو اإلنساف ب َح ِائ ٍط ُم ْنقَ ٍّ‬
‫مثاؿ حائط ىزتو صدمة الخطية فماؿ إلى السقوط‪ ،‬وال يمكف إعادة بنائو وقيامو إال باليدـ ثـ إعادة البناء (ىذا‬
‫يتـ بالمعمودية اآلف فنحف نموت وندفف مع المسيح لنقوـ ثانية معو في جدة الحياة (رو‪ )ٙ‬وفيما بعد الموت نقوـ‬
‫بجسد نوراني‪.‬‬

‫ون‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ون َوِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َعنُ َ‬ ‫ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب‪ِ .‬بأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْم ُي َب ِ‬
‫ارُك َ‬ ‫َ‬
‫ون لِي ْدفَعوه ع ْن َ ِ‬
‫ش َرِفو‪َ .‬ي ْر َ ْ‬ ‫آم ُر َ َ ُ ُ َ‬ ‫ِٗ َّ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬إن َما َيتَ َ‬
‫ش َرِف ِو = أي يدفعوه ليسقط‬ ‫ون لِ َي ْدفَ ُعوهُ َع ْن َ‬
‫آم ُر َ‬
‫نرى ىنا صورة لمحاوالت األعداء ضد ىذا الجدار ليوقعوه‪ .‬فيم َيتَ َ‬
‫ضو َن ِبا ْل َك ِذ ِب = ىـ يغشوف ويكذبوف كما خدعت الحية حواء بخمطيا الكذب بالحقيقة‪ِ .‬بأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْم‬ ‫َ‬ ‫في الخطية‪َ .‬ي ْر َ ْ‬
‫ون =‬ ‫ون = يظيروف لئلنساف أنيـ أصدقاء محبيف ويدعونو لمخطية كأنيا لمترفيو عنو‪َ .‬وِب ُقمُوِب ِي ْم َي ْم َع ُن َ‬ ‫ُي َب ِ‬
‫ارُك َ‬
‫قموبيـ ممموءة كراىية لو‪.‬‬

‫صي‪َ ,‬م ْم َجِإي فَبلَ‬ ‫َن ِم ْن ِقبمِ ِو رج ِائي‪ٙ .‬إِ َّنما ُىو ص ْخرِتي و َخبلَ ِ‬ ‫هلل ا ْنتَ ِظ ِري َيا َن ْف ِسي‪ ,‬أل َّ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٔٓ-‬إِ َّنماِ ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫اس ُك ُبوا‬
‫ين َيا قَ ْوُم‪ْ .‬‬‫اهلل‪ .‬تََو َّكمُوا َعمَ ْي ِو ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫صي وم ْج ِدي‪ ,‬ص ْخرةُ قُ َّوِتي م ْحتَماي ِفي ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫اهلل َخبلَ ِ‬‫أَتََز ْع َزعُ‪ٚ .‬عمَى ِ‬
‫َ‬
‫وب ُك ْم‪ .‬اَهللُ َم ْم َجأٌ لَ َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬
‫َّام ُو ُقمُ َ‬
‫قُد َ‬
‫ون‪ٔٓ .‬الَ تَتَّ ِكمُوا َعمَى‬ ‫ق‪ُ .‬ىم ِم ْن ب ِ‬
‫اطل أَ ْج َم ُع َ‬ ‫َ‬ ‫ين ُى ْم إلَى فَ ْو ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫از ِ‬‫ش ِر‪ِ .‬في ا ْل َم َو ِ‬ ‫ب َب ُنو ا ْل َب َ‬ ‫ِ‬
‫آد َم‪َ .‬كذ ٌ‬ ‫اط ٌل َب ُنو َ‬ ‫‪ٜ‬إِ َّنما ب ِ‬
‫َ َ‬
‫ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا‪".‬‬
‫اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ‬
‫ف‪ .‬إِ ْن َز َ‬ ‫اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ‬ ‫صيروا ب ِ‬ ‫ِ‬
‫الظ ْمم َوالَ تَ ُ َ‬
‫ِ‬

‫‪187‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطتون)‬

‫آد َم =‬
‫اط ٌل َب ُنو َ‬‫أوالد اهلل ال يضعوا ثقتيـ ورجائيـ سوى في اهلل وحده‪ .‬أما اإلنساف في نظرىـ فيو باطؿ= ب ِ‬
‫َ‬
‫وباطؿ ىنا كما في سفر الجامعة أنو شئ مثؿ السراب ال يمكف أف تثؽ فيو‪ ،‬فيو اليوـ موجود‪ ،‬وغداً ال تجده‪،‬‬
‫ض ُعوا َعمَ ْي ِو َق ْم ًبا‪ .‬فكؿ‬
‫اد ا ْل ِغ َنى فَبلَ تَ َ‬
‫ووعود اإلنساف باطمة فكيؼ نثؽ في إنساف ميما زاد غناه ومركزه = إِ ْن َز َ‬
‫فاف زائؿ‪ .‬ثـ يوجو المرنـ نصيحة لمف يسمع أف ال يظف‬ ‫ما يفتخر بو اإلنساف مف غنى وكرامة ومجد وقوة‪ ..‬كمو ٍ‬
‫ف‪.‬‬ ‫اطبلً ِفي ا ْل َخ ْط ِ‬
‫صيروا ب ِ‬
‫ِ‬
‫أف في الغنى قوة فيسعى لمماؿ بطريؽ الظمـ= الَ تَ ُ َ‬

‫ِ ٕٔ‬
‫الر ْح َم ُة‪,‬‬
‫هلل‪َ ,‬ولَ َك َيا َرب َّ‬ ‫َن ا ْل ِع َّزةَِ‬
‫ت أ َّ‬ ‫س ِم ْع ُ‬
‫الرب‪َ ,‬و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ٔٔ" - )ٕٔ-‬م َّرةً و ِ‬
‫اح َدةً تَ َكمَّ َم َّ‬ ‫َ َ‬
‫ان َك َع َممِ ِو‪".‬‬
‫س َ‬ ‫ازي ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ت تُ َج ِ‬ ‫أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ت = سبؽ‬ ‫س ِم ْع ُ‬
‫َم َّرةً َواح َدةً تَ َكمَّ َم = أي أف اهلل كبلمو كبلـ واحد‪ ،‬ال يزيد عميو وال ينقص منو‪َ .‬و َىاتَْي ِن اال ثْ َنتَ ْي ِن َ‬
‫ِ‬
‫وقاؿ أف اهلل قد تكمـ وقضاءه واحد‪ ،‬والمرنـ سمع ما قضى بو اهلل وىو أمريف‬
‫هلل = ىو وحده لو القوة وىو وحده يؤدب الخاطئ‬ ‫َن ا ْل ِع َّزةَِ ِ‬‫[ٔ] أ َّ‬
‫الر ْح َم ُة وقوتو تتكامؿ مع رحمتو‪ ،‬وعدلو ومحبتو ظي ار معاً عمى الصميب‪.‬‬
‫[ٕ] َولَ َك َيا َرب َّ‬

‫‪188‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والستون‬

‫المزمور الثالث والستون (الثاني والستون في األجبية)‬

‫رتؿ داود ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ الممؾ في برية ييوذا بجانب نير األردف‪ .‬ويعبر فيو عف اشتياقو هلل‬
‫الذي ىو اآلف محروـ مف ىيكمو وعبادتو أثناء ىروبو‪.‬‬

‫س ٍة‬ ‫اق إِلَ ْي َك جس ِدي ِفي أَر ٍ ِ ٍ‬


‫ض َناشفَة َوَيا ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ش ْت إِلَ ْي َك َن ْف ِسي‪َ ,‬ي ْ‬
‫شتَ ُ‬ ‫ت‪ .‬إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر‪َ .‬ع ِط َ‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا اَهللُ‪ ,‬إِل ِيي أَ ْن َ‬
‫ٔ‬

‫ِببلَ م ٍ‬
‫اء‪" ,‬‬ ‫َ‬
‫َيا اَهللُ إِل ِيي = التكرار يعبر عف االشتياؽ وقولو إليي تعبر عف الحب (نش‪ ..)ٖ2ٙ‬اَهللُ =ىو الو الكوف كمو ‪..‬‬
‫إِل ِيي = ىذه عف العبلقة الخاصة بيف داود واهلل‪ .‬إِلَ ْي َك أ َُب ٍّك ُر = اشتياقو هلل يجعمو يبكر ليصمي‪َ .‬ع ِط َ‬
‫ش ْت إِلَ ْي َك‬
‫س ِدي داود ىنا أمامو برية قاحمة ال ماء فييا‪ ،‬فتأمؿ في ىذا المنظر ورآىا برية بدوف ثمار‬ ‫اق إِلَ ْي َك َج َ‬ ‫َن ْف ِسي‪َ .‬ي ْ‬
‫شتَ ُ‬
‫وال حياة‪ .‬فقاؿ وأنا ىكذا بدونؾ يا رب ببل حياة وببل ثمار‪ .‬وىكذا كؿ إنساف بدوف الروح القدس الماء المحيي‬
‫يكوف ببل ثمار (يوٗ‪ + ٔٗ2‬غؿ٘‪ + ٕٕ2‬يو‪ )ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬وىنا داود يشعر بيذا العطش فيصمي ليرويو اهلل‪ .‬ىو‬
‫شعر أنو بدوف اهلل مثؿ ىذه البرية‪.‬وراجع (لؤٔ‪ .)ٕٙ-ٕٗ2‬فالروح النجس يسكف في أماكف ليس فييا ماء‪ .‬وىذا‬
‫ما حدث مع شاوؿ الممؾ فحينما فارقو روح الرب دخؿ فيو روح رديء (ٔصـ‪ .)ٔٗ2ٔٙ‬ونصمي ىذا المزمور في‬
‫باكر‪ ،‬ألننا في باكر نبكر لمصبلة طالبيف اهلل مشتاقيف وعطشانيف‪.‬‬

‫ص َر قَُّوتَ َك َو َم ْج َد َك‪َ .‬ك َما قَ ْد َأر َْيتُ َك ِفي قُ ْد ِس َك‪".‬‬


‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِ َكي أ ُْب ِ‬
‫ْ‬
‫ىو اشتياؽ داود أف يعايف مجد اهلل في البرية كما عاينو سابقاً في الييكؿ‪ .‬أو ىو اشتياقو أف يعود لييكؿ اهلل‬
‫(الخيمة)‪ .‬لقد كاف اشتياؽ داود دائماً أف يسكف في ىيكؿ اهلل ويتفرس في ىيكمو المقدس (مز‪.)ٗ2ٕٚ‬‬
‫ِل َكي أ ُْب ِ‬
‫ص َر قَُّوتَ َك = المسيح ىو قوة اهلل (ٔكؤ‪ )ٕٗ2‬فتكوف ىذه نبوة واشتياؽ ألف يرى المسيح‪ .‬وكاف المسيح‬ ‫ْ‬
‫في ضعفو أثناء أحداث الصمب كبرية قاحمة ولكف ظيرت فيو قوة اهلل (أشٖ٘‪ .)ٖ-ٔ2‬بيذا نفيـ مف اآليات (ٔ‪،‬‬
‫ٕ ) أف المرنـ يشتاؽ لعمؿ المسيح الفدائي الذي بو يتحوؿ جسدنا المائت والذي ىو كأرض ناشفة ببل ماء إلى‬
‫ىيكؿ لمروح القدس لو ثماره‪.‬‬

‫س ٍّب َح ِان َك‪".‬‬


‫اي تُ َ‬
‫شفَتَ َ‬
‫ْض ُل ِم َن ا ْلحي ِ‬
‫اة‪َ .‬‬ ‫ََ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬
‫َن َر ْح َمتَ َك أَف َ‬
‫رحمة اهلل أفضؿ مف الحياة بكؿ ممذاتيا وغناىا‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫ي‪".‬‬‫اس ِم َك أ َْرفَعُ َي َد َّ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬ى َك َذا أُب ِ ِ‬
‫ارُك َك في َح َياتي‪ِ .‬ب ْ‬ ‫َ‬
‫حينما تأمؿ في مراحـ اهلل سبح اهلل وباركو ورفع يديو (كما رفع موسى يديو فغمبوا)‪.‬‬

‫س ٍّب ُح َك فَ ِمي‪".‬‬ ‫االب ِت َي ِ‬


‫اج ُي َ‬ ‫ش َبعُ َن ْف ِسي‪َ ,‬وِب َ‬
‫شفَتَ ْي ْ‬ ‫سٍم تَ ْ‬ ‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬كما ِم ْن َ ٍ‬
‫ش ْحم َوَد َ‬ ‫َ‬
‫الشحـ والدسـ يشبعاف الجسد والتسبيح يشبع النفس ويمذذىا (أشٕ٘‪.)ٙ2‬والشبع معناه انعداـ االحتياج لغير اهلل‪.‬‬

‫اشي‪ِ ,‬في الس ْي ِد أَْل َي ُج ِب َك‪" ,‬‬


‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬إِ َذا َذ َكرتُ َك عمَى ِفر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫نجد داود يسبح اهلل ‪ِ .‬في الس ْي ِد = السيد ىو األرؽ ‪ .‬األسحار (السبعينية) األسحار ىي االوقات ما قبؿ الفجر‪.‬‬
‫والمعني انو لو شعر بأرؽ واستيقظ قبؿ الفجر فيو يسبح ويردد اسـ اهلل ‪ .‬إذاً ىو ال يسبح اهلل باكر فقط بؿ كؿ‬
‫اليوـ (صموا ببل انقطاع ٔتي٘‪ . )ٔٚ2‬وىو ال يستطيع أف يضع رأسو عمى سريره إف لـ يجد موضعاً لمرب (مز‬
‫ٕٖٔ ‪2‬‬
‫ٖ‪ . )٘-‬فيو في حالة اتصاؿ وحديث مع اهلل باستمرار‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬أل ََّن َك ُك ْن َ‬


‫ت َع ْوًنا لي‪َ ,‬وِبظ ٍّل َج َن َ‬
‫اح ْي َك أ َْبتَ ِي ُج‪".‬‬ ‫‪ٚ‬‬

‫الحظ أنو يشكر اهلل عمى معونتو‪ ،‬وبأنو يستظؿ بستر جناحي الرب أي رحمتو وعنايتو بينما ىو ىارب في البرية‬
‫مف وجو شاوؿ‪ .‬مف الواضح أف اهلل لـ يتركو بؿ أظير لو قوتو وعزاه في ضيقتو‪ ،‬كما ظير مع الثبلث فتية في‬
‫أتوف النار وكما ظيرت الرؤيا ليوحنا وىو منفي في بطمس (متٖٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫ض ُد ِني‪".‬‬ ‫‪ِٛ‬‬
‫صقَ ْت َن ْف ِسي ِب َك‪َ .‬ي ِمي ُن َك تَ ْع ُ‬
‫آية (‪ " - )ٛ‬ا ْلتَ َ‬
‫ىو ال يصمي ببل انقطاع فقط بؿ يمتصؽ باهلل‪ ،‬فيو ال يجد سبلماً إال في ذلؾ‪.‬‬

‫ون إِلَى َي َد ِي‬ ‫ٓٔ‬


‫ض‪ُ .‬ي ْدفَ ُع َ‬ ‫ون ِفي أَس ِ‬
‫اف ِل األ َْر ِ‬ ‫ون َن ْف ِسي‪ ,‬فَ َي ْد ُخمُ َ‬
‫ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة َي ْطمُ ُب َ‬
‫َما الَِّذ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َّ‬
‫َ‬
‫آوى‪".‬‬ ‫ف‪ .‬ي ُكونُ َ ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ون َنصي ًبا ل َب َنات َ‬ ‫الس ْي َ‬
‫ين ُى ْم لِمتَّ ْيمُ َك ِة = أعداء داود وأعداء اهلل والكنيسة وكؿ مقاوـ هلل عوضاً عف أف يتمتع بجناحي اهلل يحتمي‬ ‫َما الَِّذ َ‬
‫أ َّ‬
‫ون َن ْف ِسي‪ .‬مف‬ ‫تحتيما‪ ،‬يكوف بيتو خراباً (متٖٕ‪ .)ٖٛ2‬والحظ أف ىؤالء األعداء يريدوف قتؿ داود = َي ْطمُ ُب َ‬
‫ون إِلَى َي َد ِي‬
‫المؤكد إف كاف داود تحت ظؿ جناحي اهلل فمف تنجح مؤامراتيـ‪ ،‬بؿ ىـ الذيف سوؼ ييمكوف = ُي ْدفَ ُع َ‬
‫ض‪( .‬ىاماف ومردخاي)‬ ‫ون ِفي أَس ِ‬
‫اف ِل األ َْر ِ‬ ‫ف ىنا عمى األرض وسييمكوف في أبديتيـ= َي ْد ُخمُ َ‬ ‫الس ْي ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫آوى = ىـ تركوا أنفسيـ لؤلسد الزائر يفترسيـ (ٔبط٘‪ )ٛ2‬واألسد بعد أف يصطاد فريستو‬ ‫ص ِ ِ‬ ‫وي ُكوُن َ ِ‬
‫يبا ل َب َنات َ‬
‫ون َن ً‬ ‫َ‬
‫ويأكؿ منيا ما يريده يترؾ بقية الفريسة لمثعالب تأكؿ الفضبلت‪ .‬لقد صاروا خراباً تاماً‪ .‬ومف يسقط في أيدي‬
‫الشياطيف يسيؿ إصطياده عف طريؽ الثعالب العديدة الخبيثة (شياطيف ‪ /‬بشر أشرار)‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطتون)‬

‫ِ‬ ‫َن أَف َْواهَ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬


‫ف ِب ِو‪ ,‬أل َّ‬
‫اهلل‪َ .‬ي ْفتَ ِخ ُر ُكل َم ْن َي ْحمِ ُ‬
‫َما ا ْلممِ ُك فَي ْفرح ِب ِ‬
‫ين ِبا ْل َكذ ِب تُ َ‬
‫ٔٔ‬
‫سد‪".‬‬ ‫َ َُ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬أ َّ َ‬
‫الممؾ ىو داود‪ .‬نصيبو الفرح بسبب إتكالو عمى اهلل‪ .‬وسينصره اهلل فيفتخر بو‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والستون‬

‫ىذا المزمور ىو تعبير عف العداوة المستمرة بيف نسؿ المرأة ونسؿ الحية‪ .‬فيناؾ قتاؿ ثائر دائماً ضد القديسيف‬
‫مف إبميس وجنوده‪.‬‬

‫ام َرِة‬ ‫استُْرِني ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ش ْكواي‪ِ .‬م ْن َخو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٙ-‬ا ِ‬
‫ص ْوِتي في َ َ َ‬
‫ٕ‬
‫ُم َؤ َ‬ ‫احفَ ْظ َح َياتي‪ْ .‬‬ ‫ف ا ْل َع ُد ٍّو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ستَم ْع َيا اَهللُ َ‬ ‫ْ‬
‫ا ْل َك ِ‬‫س ْي َم ُي ْم َكبلَ ًما ُم ًّرا‪ ,‬لِ َي ْرُموا‬ ‫ين ص َقمُوا أَْل ِس َنتَيم َك َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعمِي ِ ِ‬ ‫ور فَ ِ‬ ‫ار‪ِ ,‬م ْن ُج ْم ُي ِ‬
‫اإل ثْم‪ ,‬الَّذ َ َ‬ ‫ش َر ِ‬
‫ٗ‬ ‫ٖ‬
‫ام َل‬ ‫الس ْيف‪ .‬فَ َّوقُوا َ‬ ‫ُْ‬ ‫األَ ْ‬
‫ون ِبطَ ْم ِر ِف َخ ٍ‬ ‫ون أَ ْنفُسيم ألَم ٍر رِد ٍ‬ ‫ِفي ا ْل ُم ْختَفَى َب ْغتَ ًة‪َ .‬ي ْرُموَن ُو َوالَ َي ْخ َ‬
‫٘‬
‫اخ‪ .‬قَالُوا « َم ْن‬ ‫ادثُ َ‬ ‫يء‪َ .‬يتَ َح َ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫ٍّد َ‬
‫شد ُ‬ ‫ش ْو َن‪ُ .‬ي َ‬
‫ان َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ‬‫سِ‬ ‫اخ ِتراعا م ْح َكما‪ .‬وَد ِ‬
‫اخ ُل ِ‬ ‫ون إِثْ ًما‪ ,‬تَ َّم ُموا ْ َ ً ُ ً َ‬ ‫اى ْم؟»‪َ .‬ي ْختَ ِر ُع َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫يق‪".‬‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫َي َر ُ‬
‫ىي صرخة المرنـ يشكو هلل ليحفظ حياتو ببل عثرة‪ ،‬فيو خائؼ مف مؤامرات األعداء األشرار‪ .‬الذيف يشتكوف‬
‫ف‪ .‬ويرموف سياميـ عمى اإلنساف الكامؿ وىو ال يراىـ إذ ىـ ِفي ا ْل ُم ْختَفَى‬ ‫الس ْي ِ‬‫ص َقمُوا أَْل ِس َنتَ ُي ْم َك َّ‬
‫عميو ظمماً = َ‬
‫اى ْم = فيـ ال يشعروف أف اهلل يرى‬ ‫= أي يكمنوف لمنفس البريئة‪ .‬وال يخشوف إنتقاـ عدؿ اهلل منيـ‪ .‬وقَالُوا َم ْن َي َر ُ‬
‫يق = شرورىـ عميقة في قموبيـ وتدبيراتيـ في الخفاء داخؿ قموبيـ‪.‬‬ ‫كؿ شئ وسيعاقب‪ .‬داخؿ اإلنساف َوَق ْم ُب ُو َع ِم ٌ‬
‫ونبلحظ أنو كمما أزدادت الخطية يزداد عمي اإلنساف داخؿ قمبو فبل يعود يرى أف اهلل غاضب وأنو سينتقـ مف‬
‫الشر والشرير‪.‬‬

‫ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪ُ .‬ي ْن ِغ ُ‬


‫ض ْرَبتُ ُي ْم‪َ .‬وُيوِق ُع َ‬ ‫س ْيٍم‪َ .‬ب ْغتَ ًة َكا َن ْت َ‬ ‫ِ‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٚ‬فَ َي ْرِمي ِيم اهللُ ِب َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ْس‬
‫الر َ‬
‫ض َّأ‬
‫ب َوَي ْحتَ ِمي‬ ‫ٍّيق ِب َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫الصد ُ‬
‫ٓٔ‬
‫ون‪َ .‬ي ْف َر ُح ٍّ‬ ‫اهلل‪َ ,‬وِب َع َممِ ِو َي ْفطَ ُن َ‬
‫ان‪ ,‬وي ْخ ِبر ِب ِفع ِل ِ‬
‫س ٍ َُ ُ ْ‬ ‫شى ُكل إِ ْن َ‬ ‫ُكل َم ْن َي ْنظُُر إِلَ ْي ِي ْم‪َ .‬وَي ْخ َ‬
‫‪ٜ‬‬

‫وب‪".‬‬‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫ِب ِو‪ ,‬وي ْبتَ ِيج ُكل ا ْلمستَ ِق ِ‬


‫ُ ْ‬ ‫ََ ُ‬
‫ىنا نرى اهلل المنتقـ العادؿ القدوس‪ ،‬الذي ال يقبؿ الشر وال يسكت عميو والضربة تأتي فجأة عمييـ بينما ىـ‬
‫ون أَْل ِس َنتَ ُي ْم َعمَى أَ ْنفُ ِس ِي ْم = ترتد‬
‫يشعروف أنيـ في قوتيـ قادريف عمى حماية أنفسيـ (أعٖٕ‪َ .)ٕٕ2ٕٔ،‬وُيوِق ُع َ‬
‫مؤامراتيـ عمييـ (ىاماف كمثؿ) وسيتعجب كؿ مف يراىـ كيؼ تحولت قوتيـ وكبريائيـ إلى ال شئ‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والستون‬

‫ىذا المزمور فيو يعطي المرنـ مجداً هلل عمى أعمالو ‪ ،‬و قوتو ومحبتو ويدعونا لنفعؿ نفس الشيء‪.‬‬

‫الصبلَ ِة‪ ,‬إِلَ ْي َك َيأ ِْتي ُكل‬ ‫النذْر‪ٕ .‬يا س ِ‬


‫ام َع َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يح َيا اَهللُ في ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬ولَ َك ُيوفَى َّ ُ َ َ‬
‫س ِب ُ‬
‫ِ‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬لَ َك َي ْن َبغي التَّ ْ‬
‫ٔ‬

‫ش ٍر‪".‬‬
‫َب َ‬
‫في المزمور السابؽ رأينا اهلل ينتقـ مف األعداء (الشياطيف)‪ .‬وىنا النفس التي فرحت بيذا الخبلص تسبح مسيحيا‬
‫عمى عممو‪ .‬وتسبحو في الكنيسة= صييوف التي فداىا واشتراىا بدمو‪ .‬ومازاؿ يستجيب لصمواتيا= يا ِ‬
‫سامعَ‬‫َ َ‬
‫الصبلَ ِة‪ .‬بؿ ىو يفرح بصوتيا (نشٕ‪ .)ٔٗ2‬فالمسيح يفرح بصوت كنيستو‪ .‬وىي تسبحو عمى استجابتو لصمواتيا‪.‬‬ ‫َّ‬

‫س ُك َن ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫ت تُ َكفٍُّر َع ْن َيا‪ .‬طُ َ‬
‫وبى لمَّذي تَ ْختَ ُارهُ َوتُقٍَّرُب ُو ل َي ْ‬
‫ٗ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬آثام قَ ْد قَ ِوي ْت عمَ َّي‪ .‬مع ِ‬
‫اصي َنا أَ ْن َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬
‫س َى ْي َكمِ َك‪".‬‬
‫ش َب َع َّن ِم ْن َخ ْي ِر َب ْي ِت َك‪ ,‬قُ ْد ِ‬ ‫ِد َي ِ‬
‫ار َك‪ .‬لَ َن ْ‬
‫آثام قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ َّي ولكنو بروح النبوة رأي عمؿ المسيح الكفاري=‬ ‫يتذكر النبي األثاـ التي سقط فييا فيصرخ = ٌ‬
‫ت تُ َكفٍُّر أي تغطييا بدمك‪ .‬وبعمؿ المسيح اختار المؤمنيف ليسكنوا في كنيستو‪ ،‬وطوبى لمف اختاره الرب‬
‫أَ ْن َ‬
‫ويشبعو مف خيراتو في كنيستو‪( .‬موضوع االختيار شرحو القديس بولس في رو‪ .)ٖٓ-ٕٛ2ٛ‬وىؤالء يسكنوف في‬
‫بيت اهلل اآلف ثـ في أورشميـ السماوية لؤلبد‪ .‬والموت كاف عقوبة وانفصاؿ عف اهلل قبؿ المسيح‪ .‬واآلف نصمي‬
‫بيذه اآلية في الصموات التي تتموىا الكنيسة عند انتقاؿ أحد المؤمنيف ألننا نعتبر أف اهلل اختاره ليبدأ الحياة في‬
‫راحة مع القديسيف‪ ،‬وىناؾ يكوف الشبع بشخص المسيح ‪.‬‬

‫يد ِة‪".‬‬
‫ض َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ‬ ‫يع أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ص َنا‪َ ,‬يا ُمتَّ َك َل َج ِم ِ‬
‫لو َخبلَ ِ‬
‫ستَ ِج ُ‬
‫يب َنا َيا إِ َ‬ ‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬
‫او َ ِ‬‫آية (٘) ‪ِ ٘" -‬ب َم َخ ِ‬
‫او َ ِ‬
‫يب َنا = اهلل في عدلو يضرب أعداء كنيستو ضربات مخيفة‪ .‬وىو أيضاً في قداستو ال‬ ‫ستَ ِج ُ‬
‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬ ‫ِب َم َخ ِ‬
‫يقبؿ أف شعبو يخطئ لذلؾ يضرب شعبو ويؤدبيـ بضربات مخيفة لتأديبيـ حتى ال ييمكوا أبدياً‪ ،‬لذلؾ يكمؿ بقولو‬
‫ض‬ ‫يع أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ص َنا = فكؿ تأديباتو ىي لمخبلص واهلل يستجيب لشعبو في كؿ مكاف وىو ُمتَّ َك َل َج ِم ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫َيا إِ َ‬
‫يد ِة = تفيـ أيضاً أف اهلل ييتـ بمف ىـ مازالوا بعيداً عنو‪ ،‬فالبحر بمموحتو يشير لمعالـ المضطرب‪.‬‬ ‫َوا ْل َب ْح ِر ا ْل َب ِع َ‬
‫او َ ِ‬
‫يب َنا في اإلنجميزية بأعماؿ مخيفة تستجيبنا لخبلصنا‪ ،‬ونفيـ منيا أف اهلل‬ ‫ستَ ِج ُ‬
‫ف في ا ْل َع ْد ِل تَ ْ‬ ‫وجاءت عبارة ِب َم َخ ِ‬
‫في بعض األحياف يسمح بأحداث مخيفة في حياتنا لنعرؼ يده كما سمح لشعبو عند خروجيـ مف مصر بتجارب‬
‫أروا فييا أعماؿ عنايتو ولكف ألعدا ئيـ كانت يده ثقيمة عمى المصرييف لينقذ أوالده‪ .‬وىذه طرؽ اهلل لكي يجعؿ‬
‫إيماننا يزداد‪ ،‬فبدوف إيماف ال يمكف إرضاءه (عبٔٔ‪ .)ٙ2‬ولكف حتى يزداد إيماننا وينمو عمينا إذا واجينا ىذه‬
‫المخاوؼ أف ال نتذمر بؿ نشكر اهلل‪ ،‬فالشكر يجعؿ اإليماف يزداد (كوٕ‪.)ٚ2‬‬

‫‪193‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫ض ِج َ‬ ‫يج أَم َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِبقَُّوِت ِو‪ ,‬ا ْل ُمتََنطٍّ ُ‬


‫ق ِبا ْلقُ ْد َرِة‪ ,‬ا ْل ُم ْيدٍّئُ َع ِج َ‬
‫يج ا ْل ِب َح ِ‬ ‫ت ا ْل ِج َب َ‬
‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬ا ْل ُمثِْب ُ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫يج‬ ‫اج َيا‪َ ,‬و َ‬ ‫ار‪َ ,‬عج َ ْ‬
‫ُمِم‪".‬‬
‫األ َ‬
‫ىو يسبح اهلل المتنطؽ قدرة أي القدير‪ .‬وبقدرتو يثبت الجباؿ وييدئ البحار والمسيح أسكت أمواج البحر‪ .‬وتفيـ‬
‫أف األمـ الذيف يشبيوف البحر في ىيجانيـ ومتكبروف مثؿ الجباؿ في عزتيا‪ ،‬ىؤالء بإيمانيـ ثبتيـ اهلل في كنيستو‬
‫وأعطاىـ سبلماً‪.‬‬

‫اح وا ْلمس ِ‬
‫اء تَ ْبتَ ِي ُج‪".‬‬ ‫آي ِات َك‪ .‬تَ ْج َع ُل َمطَالِ َع َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س َّك ُ‬
‫‪ٛ‬‬
‫الص َب ِ َ َ َ‬ ‫ان األَقَاصي م ْن َ‬ ‫اف ُ‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬وتَ َخ ُ‬
‫توالي الميؿ والنيار‪ ،‬إشراؽ الشمس بنورىا صباحاً‪ ،‬وقدوـ الميؿ بيدوئو ىي أسباب نسبح اهلل عمييا ونفرح بيا‬
‫كعبلمات عنايتو بالبشر وعبلمات لقوتو ونبلحظ أف اهلل جعؿ الشمس والقمر آليات وأوقات وأياـ وسنيف‬
‫(تؾٔ‪ .)ٔٗ2‬وىذه في انتظاـ دوراتيا تعطينا أف نرى يد اهلل ونسبحو‪ .‬ولكف اهلل بقدرتو يجعميا تخرج مف القوانيف‬
‫العادية ليا وىذا يجعؿ اإلنساف في خوؼ (كما وقفت الشمس أياـ يشوع ورجعت أياـ حزقيا واختفت يوـ صمب‬
‫المسيح)‪ .‬ومعنى اآلية أف اهلل جعؿ سكاف أقاصي األرض يخافوف مف آياتؾ (اآلية ىي عمؿ قوي يدؿ عمى‬
‫قدرات الشخص)‪ .‬وىكذا خاؼ البابميوف الذيف يعبدوف الشمس إذ رجعت إلى خمؼ أياـ حزقيا فأتوا لحزقيا‪،‬‬
‫وكانت فرصة ألف يشيد حزقيا هلل‪ ،‬ولكنو فضؿ عمى ذلؾ أف يظير قوتو ليحميو البابميوف يوماً ما‪ .‬فحزف اهلل مف‬
‫تصرفو‪ .‬وأيضاً تفيـ اآلية بأف سكاف األرض كميا يفرحوف بأعماؿ اهلل التي تدؿ عمى قدراتو والتي تظير في‬
‫شروؽ الشمس فيذىبوف ألعماليـ وفي غروبيا يذىبوف ليستريحوا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َو َج َع ْمتَ َيا تَ ِف ُ‬


‫ام ُي ْم أل ََّن َك‬ ‫ييا ِجدًّا‪َ .‬‬
‫‪ٜ‬‬
‫ط َع َ‬
‫اء‪ .‬تُ َي ٍّيئُ َ‬ ‫س َواقي اهلل َمآل َن ٌة َم ً‬ ‫يض‪ .‬تُ ْغن َ‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٜ‬تَ َع َّي ْد َ‬
‫ِ‬ ‫ار ُك َغمَّتَ َيا‪َ .‬كمَّ ْم َ‬ ‫يد َىا‪ِ .‬با ْل ُغي ِ‬
‫وث تُ َحمٍّمُ َيا‪ .‬تَُب ِ‬ ‫َخ ِاد َ‬
‫ى َك َذا تُِعد َىا‪ .‬أ َْر ِو أَتْبلَ َم َيا‪َ .‬م ٍّي ْد أ َ‬
‫الس َن َة ِب ُجود َك‪َ ,‬و ُ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓٔ‬
‫آثار َك تَ ْقطُُر‬ ‫ت َّ‬ ‫ُ‬
‫ف‬‫ف ُب ًّرا‪ .‬تَ ْي ِت ُ‬ ‫وج َغ َن ًما‪َ ,‬واأل َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ‬ ‫ق اآل َكام ِبا ْلبيج ِة‪ٖٔ .‬ا ْكتَ ِ‬
‫ست ا ْل ُم ُر ُ‬‫َ‬ ‫ُ ََْ‬ ‫َّة‪َ ,‬وتَتََنطَّ ُ‬ ‫اعي ا ْلبٍّري ِ‬
‫َ‬
‫َدسما‪ٕٔ .‬تَ ْقطُر مر ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫ًَ‬
‫ضا تُ َغ ٍّني‪".‬‬
‫َوأ َْي ً‬
‫نرى ىنا إحسانات اهلل عمى اإلنساف‪ ،‬إذ ىو يعطي المطر ليروي األرض فتفيض مف خيراتيا وذلؾ طواؿ السنة‪.‬‬
‫وروحياً فاألنيار والسواقي تشير لمروح القدس الذي يروي أجسادنا (األرض فاألجساد مف تراب األرض) فيكوف لنا‬
‫ثمار (غؿٖٕ‪ )ٕٕ2٘،‬واهلل يشبعنا روحياً بكبلمو المقدس‪ ،‬وبجسده ودمو في التناوؿ‪ .‬أَتْبلَ َم َيا = األرض‬
‫ود َك = اآلف سنة مقبولة (لوٗ‪ + ٜٔ2‬أشٔ‪ .)ٕ2ٙ‬ىذه السنة التي‬ ‫الس َن َة ِب ُج ِ‬
‫ت َّ‬ ‫المحروثة‪ .‬ا ْل ُغي ِ‬
‫وث= الندى‪َ .‬كمَّ ْم َ‬ ‫ُ‬
‫باركيا الرب ىي مدة عمرنا‪ ،‬فمننتيز الفرصة ونقدـ توبة فيبارؾ لنا الرب‪ ،‬كما بارؾ في كؿ مف أطاع مف قبؿ=‬
‫س ًما = كؿ القديسيف السابقيف ىـ ببركات حياتيـ شيود عمى بركات الرب‪ ،‬ىـ أثار عمؿ نعمة‬ ‫آثار َك تَ ْقطُُر َد َ‬
‫ُ‬
‫اعي ا ْلبٍّري ِ‬
‫َّة = إشارة لؤلمـ الذيف كانوا قببلً برية‪ ،‬وجعميا اهلل مراعي‬ ‫الرب فييـ‪ .‬وكؿ أثارىـ فييا دسامة عممو‪ .‬مر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ام ىي القديسيف‪ .‬في‬ ‫خضراء ممموءة بالمؤمنيف = ا ْكتَ ِ‬
‫وج َغ َن ًما‪ .‬وىو في وسطيا الراعي الصالح‪ .‬واآل َك ُ‬ ‫ست ا ْل ُم ُر ُ‬
‫َ‬

‫‪194‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطتون)‬

‫ام ُي ْم = في أصميا العبري تعد ليـ القمح‪ .‬وفي اآلية (ٖٔ) األ َْوِد َي ُة تَتَ َعطَّ ُ‬
‫ف ُب ًّار = وىذه في‬ ‫اآلية (‪ )ٜ‬تُ َي ٍّيئُ طَ َع َ‬
‫أصميا أف األودية قد تغطت بالقمح‪ُ .‬ب ًّر= قمح ولكف في آية (‪ ،)ٜ‬آية (ٖٔ) كممتي القمح مختمفتاف فبينما تعني‬
‫في آية (‪ )ٜ‬القمح فعبلً تشير الكممة في آية (ٖٔ) إلى إبيضاض الحقوؿ وأنيا قد ابيضت مف نضوج الثمر‪.‬‬
‫(يوٗ‪ .)ٖ٘2‬والترجمة العربية تشير ألف المسيح برر شعبو‪ .‬ألف كممة قمح المستخدمة في آية (ٖٔ) ليا معاني‬
‫أخرى تشمؿ "االختيار‪ُ ،‬يمَّ ِم ْع الشئ‪ ،‬ينقيو‪ ،‬يطيره‪."..‬‬

‫‪195‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والستون‬

‫مزمور شكر وتسبيح‪ ،‬وىكذا تعممنا الكنيسة أف نشكر دائماً وفي كؿ المناسبات‪.‬‬

‫َّدا‪ٖ .‬قُولُواِ ِ‬ ‫اس ِم ِو‪ْ .‬‬ ‫ِ‬ ‫هلل َيا ُك َّل األ َْر ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِٔ" - )ٚ-‬ا ْى ِت ِفيِ ِ‬
‫س ِب َ‬ ‫ض! َرٍّن ُموا ِب َم ْجد ْ‬
‫ٕ‬
‫هلل « َما‬ ‫يح ُو ُم َمج ً‬ ‫اج َعمُوا تَ ْ‬
‫الس ِم َك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫س ُج ُد لَ َك َوتَُرٍّن ُم لَ َك‪ .‬تَُرٍّن ُم ْ‬
‫ض تَ ْ‬ ‫اؤ َك‪ُ ٗ .‬كل األ َْر ِ‬ ‫َع َد ُ‬
‫ق لَ َك أ ْ‬ ‫َع َمالَ َك! ِم ْن ِعظَِم قُ َّوِت َك تَتَ َممَّ ُ‬
‫بأْ‬ ‫َى َي َ‬ ‫أْ‬
‫الر ْج ِل‪ُ .‬ى َنا َك‬ ‫س‪َ ,‬وِفي َّ‬ ‫ِ‬ ‫َعم َ ِ ِ‬
‫الن ْي ِر َع َب ُروا ِب ٍّ‬ ‫آدم! ‪َ ٙ‬ح َّو َل ا ْل َب ْح َر إِلَى َي َب ٍ‬ ‫ال اهلل‪ .‬ف ْعمَ ُو ا ْل ُم ْرِى َ‬
‫٘‬
‫ب َن ْح َو َبني َ َ‬ ‫َىمُ َّم ا ْنظُُروا أ ْ َ‬
‫س ُي ْم‪ِ .‬سبلَهْ‪"..‬‬ ‫ون أَ ْنفُ َ‬
‫ون الَ َي ْرفَ ُع َ‬‫ُم َم‪ .‬ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ‬
‫ان األ َ‬ ‫سمٍّطٌ ِبقَُّوِت ِو إِلَى الد ْ‬
‫ِ ‪ٚ‬‬
‫فَ ِر ْح َنا ِبو‪ُ .‬متَ َ‬
‫ب‬ ‫المرنـ يسبح اهلل بسبب أعمالو العجيبة وسمطانو عمى كؿ الطبيعة‪ِ .‬ا ْى ِت ِفي = ىو صوت فرح الغمبة‪َ .‬ما أ ْ‬
‫َى َي َ‬
‫َع َمالَ َك = أعماؿ اهلل في خمقتو عجيبة‪ ،‬ولكف أعجب أعمالو التي نمجده ونسبحو عمييا‪ ،‬تجسده وفداؤه لمبشر‪.‬‬ ‫أْ‬
‫اؤ َك = فاليراطقة مثؿ األريوسييف وخبلفيـ أنكروا الىوت المسيح ومثميـ اآلف شيود ييوه وخبلفيـ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫تَتَ َممَّ ُ‬
‫ق لَ َك أ ْ‬
‫لكنيـ مازالوا يتممقوف اهلل ويدعوف اسميـ مسيحييف‪ .‬بؿ الشياطيف صرخوا أمامو "أنا أعرفؾ مف أنت‪ ،‬قدوس اهلل"‬
‫ُم َم =‬ ‫(لوٗ‪ .)ٖٗ2‬وفي (‪ )ٙ‬يشير لشؽ البحر األحمر أماـ موسى ونير األردف أماـ يشوع‪َ .‬ع ْي َناهُ تَُر ِاق َب ِ‬
‫ان األ َ‬
‫يشتيي خبلصيـ ودخوليـ إلى االيماف‪.‬ولو فيمنا قولو االمـ عمي انيا اشارة ألعداء شعب اهلل ‪ ،‬فاهلل يراقبيـ‬
‫ويمنعيـ مف اف يمحقوا ش ار بشعبو ‪ .‬ولو فعموا فيو بسماح منو لتأديب شعبو ‪ .‬ثـ يضرب ىؤالء الذيف كانوا اداة‬
‫س ُي ْم‪ .‬كما حدث في سبي بابؿ وتأديب أشور إلسرائيؿ اوال ثـ لييوذا ‪ .‬ولما اتمت‬
‫تأديب لشعبو = فبلَ َي ْرفَ ُع َن أَْنفُ َ‬
‫اشور تأديب شعب ييوذا ‪ ،‬ضرب المبلؾ منيـ ٓٓٓ٘‪ ٔٛ‬رجؿ في ليمة واحدة ‪ .‬وماعادت اشور ترفع نفسيا‬
‫عمي اهلل ( راجع اقواؿ ربشاقي ضد اهلل )‬

‫اع َل أَ ْنفُس َنا ِفي ا ْلحي ِ‬ ‫يح ِو‪ٜ .‬ا ْلج ِ‬ ‫ت تَس ِب ِ‬
‫اة‪َ ,‬ولَ ْم‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْو َ ْ‬ ‫س ٍّم ُعوا َ‬
‫وب‪َ ,‬و َ‬
‫لي َنا َيا أَي َيا الش ُع ُ‬ ‫ارُكوا إِ َ‬ ‫اآليات (‪َ ٛ" - )ٕٔ-ٛ‬ب ِ‬
‫الش َب َك ِة‪َ .‬ج َع ْم َ‬
‫َّة‪ٔٔ .‬أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّ‬‫ص ا ْل ِفض ِ‬
‫الزلَ ِل‪ .‬أل ََّن َك َج َّرْبتََنا َيا اَهللُ‪َ .‬م َح ْ‬
‫صتََنا َك َم ْح ِ‬ ‫سمٍّ ْم أ َْر ُجمَ َنا إِلَى َّ‬
‫ٓٔ‬
‫طا‬‫ض ْغ ً‬‫ت َ‬ ‫ُي َ‬
‫ص ِب‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ار وا ْلم ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َعمَى ُمتُوِن َنا‪َ .‬رَّك ْب َ‬
‫َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ‬ ‫اسا َعمَى ُر ُؤوس َنا‪َ .‬د َخ ْم َنا في الن ِ َ َ‬
‫ٕٔ‬
‫اء‪ ,‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫ت أَُن ً‬
‫سمٍّ ْم أ َْر ُجمَو من ال َّزلَ ِل‪ .‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َنا في ا ْل َح َياة = فيو بموتو أعطانا حياة‪ .‬ومف يثبت فيو ُي َ‬ ‫نسبح الرب ا ْل َجاع َل أَ ْنفُ َ‬
‫(ٓٔ ) نجد اهلل يسمح بالتجارب لينقي أوالده‪ .‬وىكذا كاف اهلل مع شعبو إسرائيؿ‪ ،‬فمقد سمح بأف يذليـ بعض األمـ‬
‫طا‬
‫ض ْغو ً‬
‫ت َ‬ ‫الش َب َك ِة = سمحت لمعدو أف يسبينا‪ .‬بؿ كانت يد العدو ثقيمة = َج َع ْم َ‬
‫ليتركوا وثنيتيـ = أ َْد َخ ْمتََنا إِلَى َّ‬
‫ت أَُناسا عمَى ر ُؤ ِ‬
‫وس َنا‬ ‫َعمَى ُمتُوِن َنا‪ .‬فالعدو وضع عمييـ أثقاؿ حيف سخروىـ‪ ،‬والضغوط تشير أيضاً ألحزانيـ َرَّك ْب َ‬
‫ً َ ُ‬
‫= أي سمطتيـ عمينا‪ .‬لقد كنا في أيدييـ كمف دخؿ لمنار وكاد يحترؽ‪ ،‬أو دخؿ لمماء وكاد يغرؽ‪ .‬ولكنؾ يا رب‬
‫ار لتنقيتو مف الشوائب ‪.‬‬ ‫ص ِب ‪.‬وكاف ىذا لتأديبيـ مثؿ دخوؿ الذىب ِفي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ‬
‫أدركتنا وخمصتنا= أ ْ‬
‫ص ِب‬ ‫ِ‬
‫َخ َر ْجتََنا إِلَى ا ْلخ ْ‬
‫والماء يستخدـ ايضا في التطيير ‪ .‬وبعد تنقيتيـ وتطييرىـ اصبحت ليـ حياة واثمروا = أ ْ‬

‫‪196‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطتون)‬

‫اي‪َ ,‬وتَ َكمَّ َم ِب َيا فَ ِمي ِفي‬ ‫وري الَِّتي َنطَقَ ْت ِب َيا َ‬
‫شفَتَ َ‬
‫ٗٔ‬
‫يك ُن ُذ ِ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔ٘-‬أ َْد ُخ ُل إِلَى ب ْي ِت َك ِبم ْحرقَ ٍ‬
‫ات‪ ,‬أُوِف َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫وس‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ور ِك َب ٍ‬
‫اش‪ .‬أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ‬
‫ُ‬ ‫س ِمي َن ًة َم َع ْب ُخ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يقي‪ٔ٘ .‬أ ِ‬
‫ُصع ُد لَ َك ُم ْح َرقَات َ‬
‫ْ‬
‫ضِ‬ ‫ِ‬
‫وىو في سبيو نذر أف يقدـ نذو اًر لمرب‪ ،‬وىا ىو يوفي‪ ،‬ولكف بمفيوـ العيد الجديد فالذبائح التي يطمبيا اهلل ىي‬
‫اإلنسحاؽ والتسبيح واالىتماـ بالفقراء وأف نقدـ اجسادنا ذبيحة حية بطاعة الوصية ال الشيوة (عب‪ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬‬
‫اش = ىذه تعنى أما‬‫ور ِك َب ٍ‬
‫س ِمي َن ًة = أي نقدـ مف أفخر ما عندنا‪َ .‬م َع ْب ُخ ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪ +‬رؤٕ‪ + ٔ2‬مزٔ٘‪ُ )ٔٚ2‬م ْح َرقَات َ‬
‫[ٔ] شحوـ ىذه الذبائح حيف يحترؽ يكوف كرائحة بخور ويتنسـ اهلل رائحة الرضا (الٖٔ‪ ..ٜ2ٔ،‬أو‬
‫[ٕ ] البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية التي بدونيا ال تقبؿ كؿ ذبائحنا وعطايانا‪ .‬أُقَدٍّم َبقًَار َم َع تُُي ٍ‬
‫وس = يقدـ‬ ‫ُ‬
‫أغمى شئ‪ .‬ىو مستعد ألي تكمفة‪.‬وىذه الذبائح والتسابيح ىي ما أشار اليو سابقا بقولو اخرجتنا الي الخصب ‪.‬‬
‫ىذه ىي ثمار التطيير ‪.‬‬

‫ت إِلَ ْي ِو ِبفَ ِمي‪,‬‬


‫ص َر ْخ ُ‬
‫َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ص َن َع لِ َن ْف ِسي‪.‬‬
‫اهللَ ِب َما َ‬ ‫ُخ ِب َرُك ْم َيا ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ‬
‫ين‬ ‫اس َم ُعوا فَأ ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٕٓ-ٔٙ‬ىمُ َّم ْ‬
‫ص ْو ِت‬
‫َص َغى إِلَى َ‬
‫لك ْن قَ ْد ِ‬
‫سم َع اهللُ‪ .‬أ ْ‬
‫َ‬
‫الرب‪ِ ٜٔ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ستَ ِمعُ لِ َي‬ ‫ِ‬
‫ت إِثْ ًما في َق ْم ِبي الَ َي ْ‬ ‫ساني‪ .‬إِ ْن َر َ‬
‫اع ْي ُ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫وتَ ْب ِجي ٌل عمَى لِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صبلَ ِتي َوالَ َر ْح َمتَ ُو َع ٍّني‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِ‬
‫صبلَ تي‪ُ .‬م َب َار ٌك اهللُ‪ ,‬الَّذي لَ ْم ُي ْبع ْد َ‬
‫َ‬
‫المرنـ يريد أف يشرح أعماؿ اهلل العجيبة لكؿ الناس ليسبحوا اهلل معو‪ .‬لكنو ال يود أف يمقي درره أماـ الخنازير‪،‬‬
‫ين اهللَ = وىؤالء حيف يسمعوف بما عمؿ اهلل سيمجدونو‪ ،‬أما اليراطقة وغير‬ ‫لذلؾ يوجو كبلمو إلى ُك َّل ا ْل َخ ِائ ِف َ‬
‫اع ْي إِثْ ًما ِفي َق ْموبنا = أي أف‬
‫الخائفيف فسييزأوف بعممو ونرى ىنا شرطاً الستماع الرب لطمباتنا وىو أ ْن ال ن َر َ‬
‫يسير اإلنساف ويخطط إلتماـ شيوة ما‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والستون‬

‫المزمور السابع والستون (السادس والستون في األجبية)‬

‫قاؿ بعض المفسريف أف ىذا المزمور كانوا يستخدمونو في وقت الحصاد بسبب آية (‪" )ٙ‬األرض أعطت غمتيا"‬
‫وكأنيـ يرتموف ىذا المزمور ليسبحوا اهلل الذي أعطاىـ ىذا الحصاد‪ .‬ولكننا نرى أف المزمور يستخدـ كممات‬
‫البركة التي أمر اهلل ىاروف وبنيو أف يستخدموىا في بركتيـ لمشعب (عدٕ٘‪ .)ٕٗ2ٙ،‬نجد الكاىف القبطي‬
‫يستخدـ نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكؿ قداس وكؿ عشية‪ .‬لذلؾ ننظر لممزمور نظرة عامة فاهلل ىو‬
‫سبب ومعطي كؿ بركة لك نيستو في العيد القديـ والعيد الجديد ( بركات مادية وبركات روحية ) ولذلؾ تسبحو‬
‫الكنيسة دائماً عمى كؿ عطاياه‪ .‬ونرى أف األرض أعطت غمتيا أنيا نبوة عف دخوؿ األمـ لئليماف (يؤٕ‪+ٕٗ2‬‬
‫يوٗ‪ .)ٖ٘2‬وىذه اآلية األخيرة قاليا السيد في أعقاب إيماف أىؿ السامرة‪.‬‬

‫ارْك َنا‪ .‬لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو َعمَ ْي َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬لِ َيتَ َح َّن ِن اهللُ َعمَ ْي َنا َوْل ُي َب ِ‬
‫ارْك َنا = تتكرر الكممة ثبلث مرات في المزمور‪ .‬وقد يشير ىذا لبركة اإللو المثمث األقانيـ لشعبو‪ ،‬كما يصرؼ‬ ‫ْل ُي َب ِ‬
‫الكاىف القبطي الشعب بكممات بركة مأخوذة مف (ٕكؤٖ‪ )ٔٗ2‬محبة اهلل اآلب‪ .‬نعمة االبف الوحيد‪ ..‬شركة‬
‫وموىبة وعطية الروح‪ ..‬تكوف معكـ‪ .‬لِ ُي ِن ْر ِب َو ْج ِي ِو = وجو اهلل ىو ابنو الوحيد فيو صورتو ورسـ جوىره‬
‫(عبٔ‪ )ٖ2‬والسيد المسيح قاؿ لفيمبس مف رآني فقد رأى اآلب (يوٓٔ‪ .)ٜ2ٔٗ،‬وقد ظير لنا االبف كنور لمعالـ‪.‬‬
‫ونصمي ىذا المزمور في باكر ليباركنا اهلل ويشرؽ بنوره عمينا كؿ اليوـ‪ .‬ولقد نطؽ داود بيذه الكممات بروح النبوة‬
‫يشتيي ميعاد مجيء المسيح نور العالـ ليؤمف العالـ كمو‪ .‬إذاً اآلية تعني إشتياؽ المرنـ لتجسد المسيح الذي ىو‬
‫نور وجو اآلب‪ ،‬ويشتيي أف سبلـ اهلل يمؤله فينير وجيو أماـ الناس‪ .‬والبساطة تجعؿ الجسد كمو ني اًر (مت‪)ٕٕ2ٙ‬‬
‫والبساطة ىي إتجاه القمب بالكامؿ إلى اهلل‪ ،‬بقمب غير منقسـ بيف اهلل والعالـ‪ .‬وتعني االف اشتياقنا لمجئ المسيح‬
‫الثاني " آميف تعاؿ اييا الرب يسوع "‬

‫ص َك‪".‬‬
‫ُمم َخبلَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف ِفي األ َْر ِ‬
‫ض طَ ِريقُ َك‪ ,‬وِفي ُك ٍّل األ ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬لِ َك ْي ُي ْع َر َ‬
‫ٕ‬

‫حيف يظير المسيح تؤمف بو األمـ كميا‪ ،‬ويعرفوه ىو الطريؽ ويعرفوا وصاياه‪ .‬والمسيحيوف الذيف ىـ نور العالـ‬
‫حيف يرى الناس النور في وجوىيـ يؤمنوف بالمسيح‪.‬‬

‫ٖ‬
‫وب ُكم ُي ْم‪".‬‬
‫وب َيا اَهللُ‪َ .‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬

‫‪198‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطتون)‬

‫وب ىو نبوة‬
‫يكرر المرتؿ كممة َي ْح َم ُد َك ليذكرنا بأف نشكر اهلل عمى إحساناتو دائماً (صبلة الشكر) وقولو الش ُع ُ‬
‫بإيماف كؿ األمـ وايضا الييود ‪.‬‬

‫ض تَ ْي ِدي ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ُمم األ َْر ِ‬ ‫ين الشعوب ِباالس ِتقَ ِ‬
‫امة‪َ ,‬وأ َ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُم ُم أل ََّن َك تَِد ُ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬تَ ْف َر ُح َوتَ ْبتَ ِي ُج األ َ‬
‫ٗ‬

‫ىنا نرى عدة صور لممسيح اآلتي فيو سيأتي في المجيء األوؿ لييدي األمـ فيفرحوا ويبتيجوا بخبلصو ويأتي‬
‫وب‪ .‬وسر االبتياج ىو اف الكنيسة ستبدأ طريؽ الفرح الدائـ‬
‫في مجيئو الثاني ليديف غير المؤمنيف األشرار= الش ُع َ‬
‫والمجد االبدي في اورشميـ السماوية‪ .‬وعدلو في دينونة ابميس وتابعيو‪ ،‬ورحمتو مع كنيستو سيكوناف أيضاً سبب‬
‫فرح وابتياج لممؤمنيف‪.‬‬

‫٘‬
‫وب ُكم ُي ْم‪".‬‬
‫وب َيا اَهللُ‪َ .‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َك الش ُع ُ‬
‫ىي تكرار آلية (ٖ)‪ .‬وربما تكوف آية(ٖ) تشير لتيميؿ األمـ بعد المجيء األوؿ‪ .‬وىذه اآلية ىي عف التسبيح‬
‫األبدي بعد المجيء الثاني في األرض الجديدة والسماء الجديدة‪.‬‬

‫لي َنا‪".‬‬ ‫ط ْت َغمَّتَ َيا‪ُ .‬ي َب ِ‬


‫ارُك َنا اهللُ إِ ُ‬ ‫َع َ‬
‫ضأْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬األ َْر ُ‬
‫ط ْت َغمَّتَ َيا = إيماف الشعوب‪ .‬واألرض تشير لئلنساف فيو مأخوذ مف األرض وحينما يحؿ الروح‬ ‫َع َ‬
‫ض أْ‬
‫األ َْر ُ‬
‫القدس عميو (ماء) يعطى ثما اًر نتيجة إليمانو الحي العامؿ بالمحبة‪ .‬وحيف رأى المرتؿ إيماف األمـ‪ ،‬غار عمى‬
‫شعب إسرائيؿ وطمب ليـ اإليماف فقاؿ يباركنا اهلل إلينا وىذه نبوة عف إيماف إسرائيؿ في نياية األياـ‪.‬‬

‫ض‪".‬‬ ‫شاه ُكل أَقَ ِ‬


‫اصي األ َْر ِ‬ ‫آية (‪ُ ٚ" - )ٚ‬ي َب ِ‬
‫ارُك َنا اهللُ‪َ ,‬وتَ ْخ َ ُ‬
‫ض =حيف‬ ‫شاه ُكل أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬ ‫ُي َب ِ‬
‫ارُك َنا اهللُ = حيف يبارؾ الرب شعب إسرائيؿ بسبب إيمانيـ في نياية األياـ‪ .‬تَ ْخ َ ُ‬
‫يأتي لمدينونة‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والستون‬

‫غالباً كتب داود ىذا المزمور حيف أعطاه اهلل راحة مف كؿ أعدائو فأصعد تابوت العيد مف بيت عوبيد أدوـ إلى‬
‫الخيمة‪ .‬وكاف التابوت رم اًز لحضور اهلل‪ ،‬وأيضاً فالتابوت رمز لمكفارة التي قدميا المسيح‪ .‬وما يؤكد أف داود كتب‬
‫ىذا المزمور بمناسبة نقؿ تابوت العيد أف اآلية األولى مف المزمور‪ ،‬ىي نفسيا الصبلة التي كاف يرددىا موسى‬
‫عند نقؿ التابوت (عدٓٔ‪ )ٖ٘2‬وما أف بدأ داود في تسبيحو ىنا قاده الروح فقاؿ أشياء مجيدة عف عمؿ المسيح‬
‫خصوصاً صعوده إلى السموات وتأسيس كنيستو‪.‬‬

‫ْري ِي ْم‪َ .‬ك َما‬


‫ان تُذ ِ‬
‫ُيذ َْرى الد َخ ُ‬ ‫َم ِام َو ْج ِي ِو‪َ ٕ .‬ك َما‬ ‫اؤه وييرب م ْب ِغ ُ ِ‬
‫ضوهُ م ْن أ َ‬ ‫َع َد ُ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ‬
‫َّد أ ْ‬
‫وم اهللُ‪َ .‬يتََبد ُ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يقُ ُ‬
‫اهلل َوَي ْط ِف ُر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٖ‬
‫ار َي ِب ُ‬ ‫الشمعُ قُدَّام َّ‬
‫ون فََر ًحا‪".‬‬ ‫ام‬
‫َم َ‬ ‫ون‪َ .‬ي ْبتَ ِي ُج َ‬
‫ون أ َ‬ ‫ون َي ْف َر ُح َ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬
‫اهلل‪َ .‬و ٍّ‬ ‫َّام‬
‫ش َرُار قُد َ‬‫يد األَ ْ‬ ‫الن ِ‬ ‫َ‬ ‫وب َّ َ‬
‫َي ُذ ُ‬
‫وم اهللُ = ىذه نبوة‬
‫ىذه صبلة ضد األعداء‪ ،‬وصبلة ألجؿ شعب اهلل الصديقيف ليعطييـ اهلل فرحاً بخبلصو‪َ .‬يقُ ُ‬
‫عف قيامة المسيح بالجسد‪ .‬فيذه ال تقاؿ لبلىوت أبداً ( فالبلىوت ال ينعس وال يناـ واليرقد وال يجمس ثـ يقوـ )‬
‫وقيامة المسيح جعمت األبالسة أمامو يبيدوف‪ .‬وكانت فرح وتسبيح األبرار الصديقيف‪.‬‬

‫اه‪ ,‬و ْ ِ‬ ‫ار ِب ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫هلل‪ .‬رٍّنموا الس ِم ِو‪ .‬أ ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬غنواِ ِ‬
‫ام ُو‪".‬‬
‫َم َ‬
‫اىتفُوا أ َ‬ ‫ط ِريقًا ل َّمراك ِب في ا ْلقفَ ِ ْ‬
‫اسمو َي ْ َ‬ ‫َعدوا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ار = بالنسبة لتابوت العيد‪ ،‬فالتصوير ىنا‪ ،‬أف الرب راكب تابوت العيد‪ ،‬والمرنـ‬ ‫اك ِب ِفي ا ْل ِقفَ ِ‬
‫َعدوا طَ ِريقًا لِ َّمر ِ‬
‫أِ‬
‫يطمب إعداد طريقاً لو وسط األمـ حتى يأتي ويدخؿ أورشميـ‪ .‬وتابوت العيد عموماً يرمز لممسيح الذي تجسد‪،‬‬
‫اه = ىي اختصار ييوه ومعناه "أنا ىو" كما كاف المسيح يقوؿ أنا ىو الطريؽ و‪ ..‬وىو أتي بالجسد‬ ‫اس ِم ِو َي ْ‬
‫و ْ‬
‫وعاش في قفار العالـ وعاش وسط الشعوب الخاطئة وذلؾ ليأتي بيا لآلب‪ .‬وىو لآلف راكب عمى القفار‪ .‬لقد رأي‬
‫يوحنا المسيح راكباً عمى فرس أبيض (رؤ‪ .)ٕ2ٙ‬والفرس يشير لكؿ فرد مف المؤمنيف ترؾ قيادة حياتو لممسيح‬
‫الممؾ‪ ،‬يقوده في قفار وبرية ىذا العالـ‪.‬‬

‫س ِك ِن قُ ْد ِس ِو‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫امى َوقَاضي األ ََرام ِل‪ ,‬اَهللُ في َم ْ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬أ َُبو ا ْل َيتَ َ‬
‫حقاً اهلل راكباً القفار ولكنو في سمائو أيضاً مسكف قدسو‪ ،‬عمى عرشو (يوٖ‪ )ٖٔ2‬وىو حيف رأي اإلنساف كاليتيـ‬
‫ببل أب يخمصو وكأرممة ال زوج يعوليا جاء ىو ليخمص‪.‬‬

‫َس َرى إِلَى فَبلَ ٍح‪ .‬إِ َّن َما ا ْل ُمتَ َمٍّرُد َ‬ ‫ٍ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬اَهلل مس ِك ُن ا ْلمتَو ٍّح ِد َ ِ‬
‫اء‪".‬‬
‫ض َ‬‫الرْم َ‬
‫ون َّ‬
‫س ُك ُن َ‬
‫ون َي ْ‬ ‫ين في َب ْيت‪ُ .‬م ْخ ِر ُج األ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ُ ْ‬

‫‪200‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ا ْل ُمتََو ٍّح ِد َ‬
‫ين = ا لذيف اعتزلوا خطايا العالـ‪ .‬وتشير لمييود الذيف كانوا منعزليف عف العالـ ىؤالء أسكنيـ اهلل في بيتو‬
‫أي كنيستو‪ .‬وحرر أسرى عبودية إبميس ومف يسكف الكنيسة اآلف فمو نصيب في أورشميـ السماوية‪ .‬ومف يتمرد‬
‫اء‪.‬‬
‫ض َ‬‫الرْم َ‬
‫ون َّ‬
‫س ُك ُن َ‬
‫عمى اهلل فنصيبو جينـ= َي ْ‬

‫ض ْارتَ َع َد ِت‪.‬‬ ‫ود َك ِفي ا ْلقَ ْف ِر‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬األ َْر ُ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ص ُع ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْع ِب َك‪ ,‬ع ْن َد ُ‬ ‫ام َ‬ ‫ََ‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫مي َّم‪ِ ,‬ع ْن َد ُخر ِ‬
‫وج‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٔٗ-ٚ‬اَلَّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يل‪َ .‬مطَ ًار َغ ِز ًا‬ ‫س ُو م ْن َو ْجو اهلل إِلو إِ ْ‬
‫‪ٜ‬‬
‫يرثُ َك‬‫ت َيا اَهللُ‪ .‬م َا‬ ‫ض ْح َ‬
‫ير َن َ‬ ‫س َرائ َ‬ ‫ام َو ْجو اهلل‪ .‬سي َنا َن ْف ُ‬ ‫َم َ‬‫ضا قَطَ َر ْت أ َ‬
‫ات أ َْي ً‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫َّ‬
‫ات‬
‫ش َر ُ‬ ‫الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة‪ .‬ا ْل ُم َب ٍّ‬‫َّ‬
‫ٔٔ‬
‫ين َيا اَهللُ‪.‬‬‫اك ِ‬ ‫ود َك لِ ْممس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْت ِب ُج ِ‬ ‫يو‪َ .‬ى َّيأ َ‬ ‫ت أَصمَ ْحتَ ُو‪ٔٓ .‬قَ ِطيع َك س َك َن ِف ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ ْ‬
‫اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر‬‫ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم‪ .‬إِ َذا ْ‬
‫ٖٔ‬
‫ون‪ ,‬ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ‬ ‫ون َي ْي ُرُب َ‬ ‫ير ٕٔ« ُممُو ُك ُج ُي ٍ‬
‫وش َي ْي ُرُب َ‬ ‫ِ‬
‫ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شتَّ َ ِ‬ ‫الذ َى ِب»‪ِ .‬ع ْن َد َما َ‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬ ‫َج ِنح ُة حمام ٍة م َغ َّ ِ ٍ‬
‫شاةٌ ِبفضَّة َو ِري ُ َ ُ َ‬
‫ٗٔ‬
‫ون‪".‬‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫ييا‪ ,‬أَ ْثمَ َج ْت في َ‬ ‫ير ُممُو ًكا ف َ‬ ‫ت ا ْلقَد ُ‬ ‫فَأ ْ َ َ َ َ ُ‬
‫المرنـ ىنا يسبح اهلل عمى إحساناتو لشعبو عند خروجيـ مف مصر ودخوليـ كنعاف وىو يذكر هلل أنو ىو الذي‬
‫قاد شعبو لذلؾ لـ ييمكوا في البرية الواسعة القفر‪ ،‬ولـ يتمكف منيـ فرعوف وجيوشو‪ ،‬وىزـ مموؾ أماميـ سواء‬
‫عماليؽ أو كؿ مموؾ كنعاف عند دخوليـ بقيادة يشوع‪ .‬وكانت غنائميـ كثيرة حتى أف السيدات في البيوت كاف‬
‫ليف نصيبيف‪ .‬وكاف أعظـ ما نالو شعب إسرائيؿ في ىذه المرحمة ظيور مجد اهلل ليـ مف عمى جبؿ سيناء‪ ،‬فمـ‬
‫يحدث ىذا ألي شعب أف رأي مجد اهلل أو سمع صوتو كما حدث ليـ‪( .‬تثٖٖ‪ .)ٖٕ2ٗ،‬وأعطاىـ اهلل ناموسو‪.‬‬
‫س ُو‬ ‫ِ‬
‫وتزلزلت األرض وارتعبت الشعوب منيـ‪( .‬قض٘‪ )ٗ2٘،‬بؿ تزلزلت االرض والجبؿ نفسو إىتز= سي َنا َن ْف ُ‬
‫بسبب حضور اهلل‪ .‬وربما ىذه الزالزؿ والصواعؽ امتد تأثيرىا لمشعوب المجاورة فكانت سبباً ايضاً لرعبيـ مف‬
‫ات قَطَ َر ْت = ربما أمطار رعدية صاحبت ىذه الظيورات وربما ىي إشارة لموصايا اإلليية‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫شعب اهلل‪َّ .‬‬
‫اك ِ‬
‫ين‬ ‫ود َك لِ ْممس ِ‬ ‫ْت ِب ُج ِ‬ ‫(تثٕٖ‪ )ٕ2‬أو يكوف ىذا إشارة لممف الذي كاف ينزؿ مف السماء يومياً وىذا أيضاً معنى َى َّيأ َ‬
‫َ َ‬
‫َيا اَهللُ‪ .‬واحسانات اهلل عمى شعبو المرىؽ= ُم ْع ٍي مف عبودية فرعوف واليروب مف وجيو ظيرت في أنو ىيأ ليـ‬
‫َصمَ ْحتَ ُو‪ .‬وأعطاىـ أرضاً تفيض لبناً وعسبلً‪ .‬وحينما عطشوا‬ ‫تأ ْ‬ ‫إقامة ىادئة وسط البرية = ِم َا‬
‫يرثُ َك َو ُى َو ُم ْع ٍي أَ ْن َ‬
‫ات ِب َيا‬ ‫الرب ُي ْع ِطي َكمِ َم ًة‪ .‬ا ْل ُم َب ٍّ‬
‫ش َر ُ‬ ‫أرسؿ ليـ مط اًر غزي اًر‪ .‬ولـ يتركيـ اهلل بؿ أرسؿ ليـ أنبياء يحمموف كممتو = َّ‬
‫ير‪ .‬وربما يشير ىذا لتسميـ الناموس بيد مبلئكة‪ .‬فالوصايا والشريعة كانت بيد مبلئكة (عبٕ‪+ ٕ2‬‬ ‫ِ‬
‫ُج ْن ٌد َكث ٌ‬
‫ون بعد أف شتت القدير‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫ِ‬
‫أع‪ )ٖ٘2ٚ‬واهلل جعؿ مف شعبو شعباً نقياً مثؿ ثموج جباؿ صمموف= أَ ْثمَ َج ْت في َ‬
‫مموؾ كنعاف أماميـ‪ .‬وبعد أف كاف الشعب في عبودية في مصر غارقيف في الطيف‪ ،‬صاروا شعباً لو جماؿ‬
‫ويعيشوف في حرية‪ .‬واتخذ المرنـ صورة لحمامة تعيش في سوريا ترمز لمجماؿ لوف جناحيو كالذىب‪ ،‬والحماـ‬
‫ام ٍة‬ ‫يشير لمطيارة وىو مف الطيور الطاىرة‪ ،‬فالتصوير ىنا يشير ألف اهلل طير شعبو وقدسو بكممتو = أ ْ ِ‬
‫َجن َح ُة َح َم َ‬
‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬
‫الذ َى ِب‪.‬‬ ‫م َغ َّ ِ ٍ‬
‫شاةٌ ِبفضَّة‪ .‬وجعمو سماوياً = ِري ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وكؿ ما سبؽ يشير لعمؿ المس يح الذي خرج بتجسده وصميبو أماـ شعبو وجاء إلى قفر ىذا العالـ وفي صمبو‬
‫ير ليصمح ِم َا‬
‫يرثُو ال ُم ْع ٍي = وميراثو ىو‬ ‫ارتعدت األرض وتزلزلت‪ .‬وبعد صعوده أرسؿ الروح القدس= َمطَ ًار َغ ِز ًا‬
‫ير‪.‬والشياطيف انسحقوا= ُممُو ُك ُج ُي ٍ‬ ‫ِ‬
‫وش‬ ‫ات ِب َيا ُج ْن ٌد َكث ٌ‬ ‫كنيستو‪ .‬الرب يعطي كممة اإلنجيؿ بواسطة رسمو= ا ْل ُم َب ٍّ‬
‫ش َر ُ‬

‫‪201‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ت تَ ْق ِس ُم ا ْل َغ َن ِائ َم وبنفس المعنى= إِ َذا‬


‫ون‪ .‬ومف يحصؿ عمى الغنائـ؟ المبلزـ لمكنيسة = ا ْل ُمبلَ ِزَم ُة ا ْل َب ْي َ‬ ‫َي ْي ُرُب َ‬
‫شاةٌ ِب ِفض ٍ‬ ‫ام ٍة ُم َغ َّ‬ ‫اضطَجعتُم ب ْي َن ا ْلح َ ِ‬
‫َّة‬ ‫ظائ ِر = إذا لـ تفارقوا الكنيسة تمتمئوف مف الروح القدس فتصيروف ك َح َم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬
‫الذ َى ِب‪ .‬ودـ المسيح يطيرنا مف كؿ خطية = فالكنيسة أَ ْثمَ َج ْت‬ ‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬
‫(كممة اهلل) تعيشوف في السماويات= ِري ُ َ ُ َ‬
‫ون = صارت في بياض الثمج (مزٔ٘‪ + ٚ2‬أشٔ‪ + ٔٛ2‬رؤ‪ .)ٔٗ2ٚ‬والحماـ لو إتجاه واحد أنو دائماً‬ ‫ص ْم ُم َ‬ ‫ِ‬
‫في َ‬
‫يعود إلى بيتو (فمؾ نوح‪ +‬الحماـ الزاجؿ)‪ .‬والذىب يشير لمسماويات والفضة تشير لكممة اهلل (مزمورٕٔ) وتشير‬
‫أيضاً لمفداء (راجع تفسير نصؼ شاقؿ فضة في سفر الخروج)‪ .‬وبيذا فما يجعؿ شعب اهلل سماوياً ىو الفداء‪+‬‬
‫اضطَ َج ْعتُ ْم َب ْي َن ا ْل َحظَ ِائ ِر (رجعتـ دائماً إلى حضف الكنيسة)‬
‫دراسة كممة اهلل‪ +‬الرجوع المستمر إلى اهلل= إِ َذا ْ‬
‫شيا ِبص ْفرِة َّ‬
‫الذ َى ِب‬ ‫َج ِنح ُة حمام ٍة (تطيروف دائماً إلى المسيح) م َغ َّ ِ ٍ‬
‫شاةٌ ِبفضَّة (يغطيكـ دـ كفارة المسيح)‪َ .‬و ِري ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫فَأ ْ َ َ َ َ‬
‫(أي تحيوف حياة سماوية)‪.‬‬

‫ش َ ‪ِ ٔٙ‬‬ ‫َس ِن َم ٍة‪َ ,‬ج َب ُل َبا َ‬


‫اآليات (٘ٔ‪ٔ٘" - )ٔٚ-‬جب ُل ِ‬
‫ان‪ .‬ل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ‬
‫س َّن َم ُة‬ ‫اهلل‪َ ,‬ج َب ُل‬ ‫ََ‬ ‫ان‪َ .‬ج َب ُل أ ْ‬
‫ش َ‬‫َبا َ‬
‫ات ِ‬ ‫يو إِلَى األ ََب ِد‪َ .‬م ْرَك َب ُ‬
‫س َك ِن ِو؟‬ ‫ِ‬ ‫الرب يس ُك ُن ِف ِ‬
‫ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ‬
‫اهلل ِرْب َو ٌ‬ ‫َب ِل َّ َ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫وف ُم َك َّرَرةٌ‪.‬‬ ‫ات‪ ,‬أُلُ ٌ‬ ‫شتَ َياهُ اهللُ ل َ‬ ‫تَْر ُ‬
‫س‪".‬‬‫ييا‪ِ .‬سي َنا ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الرب ف َ‬
‫داود كتب ىذه الكممات عف إسرائيؿ‪ ،‬وىو يسبح اهلل الذي ارتضى أف يسكف فييا‪ .‬وحيثما يسكف اهلل يبارؾ المكاف‬
‫ويجعمو سماوياً وثابتاً ولذلؾ شبو إسرائيؿ مكاف سكف الرب (أو صييوف مكاف الييكؿ) بأنو جبؿ (عالي سماوي‬
‫س َّن َم ُة = مجبنة‪ ،‬لوفرة المبف والخيرات‪ .‬ثـ يتوجو بالسؤاؿ لممتكبريف‬ ‫ان (مراعي دسمة)‪ُ .‬م َ‬ ‫ش َ‬ ‫ثابت) وبالذات َج َب ُل َبا َ‬
‫ِ‬
‫سنَّ َم ُة = فيـ ليـ أمواؿ وقوة وخيرات (لنبلحظ أف اهلل يفيض بخيراتو‬ ‫في ىذا العالـ (‪ )ٔٙ‬ل َما َذا أَيَّتُ َيا ا ْل ِج َبا ُل ا ْل ُم َ‬
‫س َك ِن ِو = وفي اإلنجميزية لماذا‬ ‫ِ‬ ‫ص ْد َن ا ْل َج َب َل الَِّذي ا ْ‬
‫شتَ َياهُ اهللُ ل َ‬
‫ِ‬
‫عمى األبرار واألشرار)‪ .‬والسؤاؿ ليـ ل َما َذا تَْر ُ‬
‫تتقافذف‪ ،‬في كبرياء وتعالى عمى جبؿ اهلل؟ ربما أنتـ أقوى وأغنى‪ .‬ولكف ما يميز جبؿ صييوف أف اهلل يسكف فيو‪.‬‬
‫ولكف داود بروح النبوة رأى أف اهلل يسكف في كنيستو فيذه اآليات ال تصمح أف تطبؽ تماماً عمى شعب إسرائيؿ‬
‫يو إِلَى األ ََب ِد = وبيذا فيي ال تنطبؽ سوى عمى الكنيسة‪ .‬وىي الجبؿ المسنـ فيي تسقي‬ ‫بسبب قولو يس ُك ُن ِف ِ‬
‫َْ‬
‫أوالدىا لبناً (ٔكوٖ‪ )ٖ2‬وىي التي قاليا عنيا النبي أف جبؿ بيت الرب يكوف ثابتاً في رأس الجباؿ (أشٕ‪.)ٕ2‬‬
‫وف ُم َك َّرَرةٌ قيؿ عف الشاروبيـ أنيـ مركبة اهلل‪ ،‬فاهلل جالس عمى الشاروبيـ (حزٔ)‪ .‬واهلل‬
‫ات أُلُ ٌ‬ ‫ات ِ‬
‫اهلل ِرْب َو ٌ‬ ‫َم ْرَك َب ُ‬
‫ركب عمى شعبو في البرية أي استراح فييـ وقادىـ وحارب بيـ أعداء شعبو‪ .‬واهلل جمس عمى رسمو لينشر ك ارزتو‬
‫في العالـ كمو‪ ،‬وىذه الصورة مكررة‪ ،‬فكؿ مف يقدـ نفسو هلل كمركبة يستخدمو اهلل كمركبة حربية يحارب بيا‬
‫الشياطيف وينتصر‪ .‬وكما حؿ اهلل قديماً عمى جبؿ سيناء يحؿ اآلف في كنيستو وفي كؿ نفس تقبمو = ِسي َنا ِفي‬
‫ا ْلقُ ْد ِ‬
‫س‪.‬‬

‫ين لِ َّ‬
‫مس َك ِن أَي َيا َّ‬ ‫ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ‬ ‫ت َعطَ َايا َب ْي َن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫س ْب ًيا‪ .‬قَ ِب ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِع ْد َ‬
‫ت إِلَى ا ْل َعبلَء‪َ .‬‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫الرب‬ ‫اس‪َ ,‬وأ َْي ً‬ ‫ت َ‬
‫س َب ْي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٛ‬‬
‫لو‪".‬‬ ‫ِ‬
‫اإل ُ‬

‫‪202‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫ىي نبوة عف الصعود ونرتميا في مزمور إنجيؿ قداس عيد الصعود‪ .‬ولقد سبؽ المرتؿ وقاؿ في بداية المزمور‬
‫يقوـ اهلل كنبوة عف قيامة الرب وىا ىو يتنبأ عف صعوده ولقد استخدـ بولس الرسوؿ اآلية في (أؼٗ‪( )ٛ2‬راجع‬
‫س ْب ًيا = بعد أف كنا مسبييف في يد إبميس‪ ،‬أمسؾ بنا مف يد العدو‪ ،‬وجعمنا مسبييف لو‬ ‫ت َ‬‫س َب ْي َ‬
‫أؼٗ‪َ .)ٕٔ-ٜ2‬‬
‫اس = لقد حؿ الروح القدس يوـ العماد عمى المسيح لحساب‬ ‫ط َايا َب ْي َن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫بغمبتو صرنا سبايا حبو‪ .‬قَ ِب ْم َ‬
‫ت َع َ‬
‫الكنيسة‪ .‬وقيؿ أنو صار وارثاً لكؿ شيء وكاف ىذا لحساب الكنيسة ومف ىي الكنيسة التي صارت وارثة أو‬
‫ين لِ َّ‬
‫مس َك ِن‪ .‬قَ ِب ْم َ‬
‫ت َعطَ َايا َب ْي َن‬ ‫ضا ا ْل ُمتَ َمٍّرِد َ‬
‫باألحرى ماذا كاف حاليا قبؿ خبلص المسيح‪ ،‬كانت شعباً متمرداً= َوأ َْي ً‬
‫اس = تعني أف إبف اهلل صار بش اًر بيف الناس وقَبِ َؿ حموؿ الروح القدس عميو‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الن ِ‬

‫ص َنا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫لو َخبلَ ِ‬
‫الرب‪َ ,‬ي ْو ًما فَ َي ْو ًما ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫آية (‪ُ " - )ٜٔ‬م َب َار ٌك َّ‬
‫لو َخبلَ ِ‬
‫ص َنا بالمواىب والعطايا بوفرة‪.‬‬ ‫لقد قيؿ مف قبؿ أعطى لمناس عطايا‪ ،‬وىنا يقوؿ المرنـ= ُي َح ٍّممُ َنا إِ ُ‬

‫الس ٍّي ِد لِ ْم َم ْو ِت َم َخ ِ‬
‫ار ُج‪".‬‬ ‫ب َّ‬ ‫ص‪َ ,‬و ِع ْن َد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬اَهللُ لَ َنا إِ ُ‬
‫لو َخبلَ ٍ‬ ‫ٕٓ‬

‫بركات القيامة والصعود نجدىا ىنا في حؿ مشكمة الموت التي يعاني منيا البشر‪.‬‬

‫مس ِال ِك ِفي ُذ ُنوِب ِو‪".‬‬


‫اء لِ َّ‬ ‫ام َة َّ‬
‫الش ْع َر َ‬
‫ق ر ُؤوس أ ْ ِ ِ‬
‫َع َدائو‪ ,‬ا ْل َي َ‬ ‫س َح ُ ُ َ‬
‫ٕٔ ِ‬
‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ولك َّن اهللَ َي ْ‬
‫أما مف يقاوـ اهلل فمف المؤكد أنو سوؼ ُي َّد َم ْر‪ ،‬وىؤالء ىـ الشيطاف وأتباعو‪ .‬وىذه اآلية فييا تحقيؽ لوعد اهلل في‬
‫اء = ىذه ليا عدة تفسيرات‪-2‬‬ ‫ام َة َّ‬
‫الش ْع َر َ‬ ‫(تؾٖ‪ .)ٔ٘2‬ا ْل َي َ‬
‫‪ .1‬قالوا ىي إشارة لمعادة القديمة أف يبقي الرأس مكشوفاً حتى يتـ العمؿ المنوى القياـ بو‪.‬‬
‫أف اهلل سيحاسب ىؤالء الرافضوف لو عمى أدؽ شئ مف ذنوبيـ الذي يكوف بمقدار شعرة ال أرس‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إشارة لكؿ معجب بذاتو كما كاف إبشالوـ معجب بشعره‪ ،‬وبسببو ىمؾ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫كاف النذير متى تتـ أياـ انتذاره يحمؽ رأسو إشارة لكماؿ التطيير‪ ،‬فالشعر ألنو ناتج طبيعي لمجسـ‪ ،‬فيو‬ ‫‪.4‬‬
‫معبر عف فساد الطبيعة البشرية‪ .‬فمف يجده اهلل عمى فساده‪ ،‬ولـ يتغير إلى صورة أوالد اهلل سيعاقب عمى‬
‫كؿ خطية إرتكبيا‪.‬‬

‫صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم‪.‬‬ ‫ٖٕ ِ‬ ‫ان أ ُْرجعُ‪ .‬أ ُْرجعُ ِم ْن أ ْ‬ ‫الرب « ِم ْن َبا َ‬
‫ق ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬ل َك ْي تَ ْ‬ ‫َع َما ِ‬ ‫ٕٕ‬
‫ش َ‬ ‫ال َّ‬ ‫اآليات (ٕٕ‪ " - )ٖٔ-‬قَ َ‬
‫ون‪.‬‬
‫َّام ا ْل ُم َغن َ‬‫س‪ِ ٕ٘ .‬م ْن قُد ٍ‬ ‫ق إِل ِيي َممِ ِكي ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬ ‫ٕٗ‬
‫يب ُي ْم»‪َ .‬أر َْوا طُُرقَ َك َيا اَهللُ‪ ,‬طُُر َ‬ ‫أَْلس ُن ِكبلَ ِب َك ِم َن األ ْ ِ ِ‬
‫َع َداء َنص ُ‬ ‫ُ‬
‫ون‬
‫ار ُج َ‬ ‫ب‪ ,‬أَي َيا ا ْل َخ ِ‬ ‫الر َّ‬
‫ارُكوا اهللَ َّ‬ ‫ِ‬
‫اعات َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪ٕٙ‬‬
‫ضِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ارُبو األ َْوتَ ِ‬
‫ضِ‬ ‫ِم ْن َو َراء َ‬
‫ٍ‬
‫ات الدفُوف‪ .‬في ا ْل َج َم َ‬ ‫ارَب ُ‬ ‫ات َ‬ ‫سط فَتََي ٌ‬ ‫ار‪ .‬في ا ْل َو َ‬
‫اء َن ْفتَالِي‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ون‪ُ ,‬ر َؤ َ‬ ‫اء َزُبولُ َ‬
‫س ُ‬ ‫اء َي ُيوَذا ُجم ُي ْم‪ُ ,‬ر َؤ َ‬
‫س ُ‬‫سمٍّطُ ُي ْم‪ُ ,‬ر َؤ َ‬
‫ير ُمتَ َ‬
‫ين َّ ِ‬
‫الصغ ُ‬ ‫ام ُ‬‫اك ِب ْني ِ‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫يل‪ُ .‬ى َن َ َ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫م ْن َع ْي ِن إِ ْ‬
‫ِ‬
‫ق أُور َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٕٜ‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫لي َك ِبعٍّز َك‪ .‬أ ٍَّي ْد َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا‪ .‬م ْن َى ْي َكم َك فَ ْو َ ُ‬ ‫َم َر إِ ُ‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا‪.‬‬ ‫يم‪ ,‬لَ َك تُقَد ُ‬‫شم َ‬ ‫قَ ْد أ َ‬

‫‪203‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫وب الَِّذ َ‬ ‫َّة‪ِ َ .‬‬


‫ين ِب ِقطَ ِع ِفض ٍ‬ ‫وب ا ْلمتَر ِ‬
‫ول الش ُع ِ‬‫ان م َع ُع ُج ِ‬
‫ير ِ َ‬
‫ٍّ‬ ‫ش ا ْلقَ ِ ِ‬
‫ا ْنتَ ِي ْر َو ْح َ‬
‫ٖٓ‬
‫ون‬
‫سر َ‬
‫ين ُي َ‬ ‫شتٍّت الش ُع َ‬ ‫ام َ‬ ‫َُ‬ ‫صب‪ ,‬ص َو َار الث َ‬‫َ‬
‫وش تُس ِرعُ ِبي َد ْييا إِلَى ِ‬
‫اهلل‪".‬‬ ‫شرفَ ِ ِ‬ ‫ِبا ْل ِقتَ ِ ٖٔ ِ‬
‫ص َر‪ُ .‬ك ُ ْ َ َ‬ ‫اء م ْن م ْ‬‫ال‪َ .‬يأْتي ُ َ ُ‬
‫ان = حيث كانوا تائييف يحاربيـ‬ ‫ش َ‬‫في (ٕٓ) "قاؿ اهلل لنا إلو خبلص" وىنا نرى خبلص اهلل فيو أ ُْرجعُ شعبو َبا َ‬
‫عوج ممؾ باشاف‪ ،‬وأتى بيـ إلى كنعاف‪ .‬وكاف سكاف باشاف أقوياء مختبريف القتاؿ‪ .‬وىذا إشارة ألف اهلل لـ يتركنا‬
‫ق‬‫تائييف في العالـ تحت عبودية إبميس القوي‪ ،‬بؿ ىزمو وأعطانا أف نعود لكنيستو‪ .‬وىو أُْرجعُ شعبو ِم ْن ْع َم ِ‬
‫ا ْل َب ْح ِر األحمر= والبحر يشير لمعالـ بأمواجو ومموحتو‪ .‬واهلل أقامنا مف موت العالـ وأجمسنا في السماويات‬
‫صبغَ ِر ْجمَ َك ِبالدَِّم = نرى صورة‬
‫(أؼٕ‪ .)ٙ2‬وقد يشير البحر لمجحيـ الذي أخرج اهلل منو قديسيو‪ .‬وفي (ٖٕ) تَ ْ‬
‫النتصار المسيح عمى الشياطي ف مأخوذة مف صورة معركة حربية سالت فييا دماء األعداء وداسيا الرب‬
‫المنتصر بقدميو‪ ،‬وأعداؤه ىـ الشياطيف (أشٖ‪ + ٙ2ٖٗ،ٚ + ٕ2ٖٙ،‬رؤٗٔ‪ .)ٕٓ2‬وكما لعقت الكبلب دـ آخاب‬
‫وايزابؿ ىكذا تمعؽ دماء أعداء المسيح‪ .‬ىذا تعبي اًر عف انتصار المسيح عمى إبميس وعمى الخطية وعمى الموت‪.‬‬
‫والقديس غريغوريوس الكبير فسر ىذه اآلية بأف الكبلب تشير لمكارزيف الذي يمعقوف جراحات شعب اهلل كما‬
‫فعمت الكبلب مع لعازر المسكيف‪ ،‬وىـ ككبلب صيد يرسميـ المسيح ليصطادوا لو المؤمنيف ويياجموف الذئاب‬
‫ويحرسوف قطيعو‪َ .‬أر َْوا طُُرقَ َك = ىنا نرى أف الكارزيف أروا طرؽ الرب وأعمالو وذىبوا يخبروف بيا العالـ‪ .‬واف‬
‫كانت عمى األعداء فيـ أروا في طرؽ اهلل قوة اهلل ضدىـ و أروا فييا حماية اهلل لشعبو‪ .‬وفي (ٕ٘‪ )ٕٙ،‬كما سبح‬
‫ون ِم ْن‬ ‫الشعب اهلل بعد خروجيـ مف البحر األحمر‪ ،‬ىكذا كؿ مف حرره المسيح يسبح اهلل بفرح‪ ..‬أَي َيا ا ْل َخ ِ‬
‫ار ُج َ‬
‫يل = المولوديف مف الماء والروح‪ .‬وفي (‪ )ٕٚ‬نرى كتاب اإلنجيؿ فبولس مف سبط بنياميف وباقي‬ ‫س َرِائ َ‬
‫َع ْي ِن إِ ْ‬
‫الرسؿ مف زبولوف ونفتالي التي ىي في الجميؿ (أشٕ‪ + ٔ2ٜ،‬متٗ‪ .)ٔ٘2‬وكؿ ىؤالء صاروا إخوة بالجسد‬
‫لممسيح الذي أتى مف سبط ييوذا‪ .‬ىؤالء صاروا عظماء ومعممي المسكونة وأساس الكنيسة‪ .‬كانوا بسطاء‬
‫وصياديف والمسيح جعميـ عظماء ومعممي المسكونة ببشارة اإلنجيؿ‪ .‬ثـ يطمب المرنـ أف يؤيد اهلل ك ارزتيـ= أ ٍَّي ْد‬
‫ٍّم ُممُو ٌك َى َد َايا = مف كنيستؾ ىيكمؾ يقدـ المؤمنيف الذيف جعمتيـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َيا اَهللُ ى َذا الذي فَ َع ْمتَ ُو لَ َنا‪ .‬م ْن َى ْي َكم َك‪ ..‬لَ َك تُقَد ُ‬
‫مموكاً ىدايا لؾ‪ ،‬إيمانيـ العامؿ بمحبة وقد تفيـ ىكذا "مف أجؿ تجسدؾ (ىيكؿ جسدؾ) تقدـ لؾ مموؾ األرض‬
‫ىدايا لكنيستؾ‪ .‬وىذه تشير لدخوؿ األمـ ومحبتيـ لممسيح وكنيستو‪ .‬وفي (ٖٓ) نرى صورتاف متناقضتاف‪-2‬‬
‫ص ِب = أي السباع التي‬ ‫ش ا ْلقَ َ‬
‫األولى‪ 2‬نرى فييا المسيح ينتير األمـ الوثنية المتوحشة ويشبييا ىنا ب َو ْح َ‬ ‫‪.1‬‬
‫ان‪ .‬وشعب الييود ويشبييـ بال ُع ُج ِ‬
‫ول‬ ‫ير ِ‬‫ٍّ‬
‫تسكف غابات القصب‪ .‬وينتير الييود ورؤساؤىـ ويشبييـ بالث َ‬
‫ان =‬‫ير ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫(مزٕٕ‪ )ٕٔ2‬وىؤالء المسيح انتير الروح النجس الذي فييـ الذي جعميـ كالوحوش‪ .‬ص َو َار الث َ‬
‫َّة ‪ ،‬قدموا في خضوع وفي‬ ‫تجمع الثيراف في حظائرىا‪ .‬وىؤالء حيف عادوا لممسيح باإليماف قدموا لو ِفض ٍ‬
‫محبة عطاياىـ‪.‬‬
‫شت ٍِّتيم‪ .‬وعبلمة دخوؿ األمـ لئليماف‪،‬‬
‫أما المتمرديف‪ ،‬الذيف أحبوا حرب الكنيسة وحرب المسيح ىؤالء سي َ‬ ‫‪.2‬‬
‫صر لئليماف ويخرج منيا قديسوف عظماء‪ ،‬مصر تشير لمكبرياء واهلل حطـ كبرياء الوثنييف‬ ‫ِ‬
‫تدخؿ م ْ‬

‫‪204‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطتون)‬

‫وش السوداء رمز الخطية إلى مؤمنيف‪ .‬فاإليماف بالمسيح يحطـ‬


‫وبإيمانيـ صاروا متواضعيف وحوؿ ُك ُ‬
‫الكبرياء والشر‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٖ ِ ِ‬ ‫مو‪ .‬رٍّنموا لِ َّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اآليات (ٕٖ‪َ ٖٕ " - )ٖ٘-‬يا َم َمالِ َك األ َْر ِ‬
‫ات‬ ‫س َماء َّ َ َ‬‫مس ٍّيد‪ .‬سبلَ ْه‪ .‬ل َّمراك ِب َعمَى َ‬ ‫ض َغنوا ل َ ُ‬
‫يل َجبلَ لُ ُو‪َ ,‬وقُ َّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام‪َ .‬م ُخ ٌ‬‫س َرِائ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعطُوا ع ًّازِ هلل‪َ .‬عمَى إِ ْ‬ ‫ت قُ َّوٍة‪ .‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلقَِد ِ‬
‫ٖ٘‬ ‫ٖٗ‬
‫وف‬ ‫ص ْو َ‬‫ص ْوتَ ُو َ‬
‫يمة‪ُ .‬ى َوَذا ُي ْعطي َ‬ ‫َ‬
‫مش ْع ِب‪ُ .‬م َب َار ٌك اهللُ!"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ُى َو ا ْل ُم ْعطي قُ َّوةً َوش َّدةً ل َّ‬ ‫لو إِ ْ‬
‫س َرائ َ‬ ‫ت َيا اَهللُ م ْن َمقَادس َك‪ .‬إِ ُ‬
‫أَ ْن َ‬
‫يم ِة = إشارة لسمطاف اهلل الذي منذ‬ ‫اء َّ ِ ِ‬
‫الس َم َاوات ا ْلقَد َ‬
‫اك ِب عمَى سم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫دعوة لكؿ األمـ ليؤمنوا ويسبحوا اهلل القدير ا َّلر ِ‬
‫ص ْوتَ ُو = صوت اهلل يشير لمرعد الذي‬ ‫ِ‬
‫األزؿ عمى السموات واألرض وممالكيا والسموات بأفبلكيا‪ُ .‬ى َوَذا ُي ْعطي َ‬
‫يمقي رعباً في النفوس‪ .‬وأيضاً لصوت الك ارزة‪ ،‬ونبلحظ ارتعاب فيمكس الوالي مف كبلـ بولس الرسوؿ‬
‫يل َجبلَ لُ ُو = جبلؿ اهلل ظير في حمايتو إلسرائيؿ وعقوباتو ضدىا حيف تخطئ فيو إلو‬ ‫س َرِائ َ‬
‫(أعٕٗ‪َ )ٕ٘2‬عمَى إِ ْ‬
‫قدوس‪ .‬وىكذا مع كنيستو‪ .‬قَُّوتُ ُو ِفي ا ْل َغ َم ِام= الغماـ يشير لمقديسيف (عبٕٔ‪ )ٔ2‬واهلل أعطى لمتبلميذ قوات‬
‫عجيبة وصمت إلقامة األموات‪ ،‬كما تظير قوة اهلل في إعطائو المطر لؤلرض وحرمانيا منو إف أخطأ الشعب‪.‬‬
‫وتظير عظمة اهلل في أنو يعطي قوة وشدة لشعبو فيدوسوا الحيات والعقارب وينتصروا عمى الخطايا والموت‬
‫والعالـ‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والستون‬

‫كتب داود ىذا المزمور وىو في ضيقة عظيمة‪ ،‬فكاف كمف يصرخ مف األلـ‪ ،‬بؿ كاف يشعر أنو في طريقو لمموت‬
‫المؤكد‪ ،‬ويصرخ هلل ليخمصو‪.‬‬
‫وكاف داود في ىذا رم اًز لممسيح‪ ،‬وىناؾ آيات كثيرة مف ىذا المزمور طبقيا العيد الجديد عمى المسيح‪(.‬االية ٗ‬
‫وردت في يو ٘ٔ‪ ()ٕ٘ 2‬االية ‪ ٜ‬وردت في يو ٕ ‪ + ٔٚ 2‬رو ٘ٔ ‪ ()ٖ 2‬االية ٕٔ وردت في مت ‪ٖٗ 2 ٕٚ‬‬
‫وااليات ٕٕ‪ ٕٖ-‬وردوا في رو ٔٔ‪ )ٔٓ-ٜ 2‬وىو رفيؽ لممزمور ٕٕ‪ .‬وكبلىما يبدأ بآالـ المسيح وينتيي‬
‫بمجده‪ .‬ويضاؼ ليذا النبوات الخاصة بخراب إسرائيؿ لصمبيا المسيح‪.‬‬
‫ونرى في ىذا المزمور أيضاً صورة آلالـ الكنيسة جسد المسيح‪ ،‬التي أوصميا مضطيدوىا إلى حافة الموت لكف‬
‫اهلل خمصيا وأنقذىا وخرب أعداؤىا‪ .‬والمجد الذي صار ليا‪.‬‬
‫وتستخدـ الكنيسة في صموات التجنيز لممنتقميف مف أبنائيا آيات كثيرة مف ىذا المزمور وكأنيا ترى أنيـ ماتوا مع‬
‫المسيح ليكوف ليـ قيامة مع المسيح في مجده‪.‬‬

‫س َمقٌَّر‪.‬‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫َن ا ْل ِمياه قَ ْد َد َخمَ ْت إِلَى َن ْف ِسي‪َ ٕ .‬غ ِرق ُ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ ٔ" - )ٖ-‬خمٍّ ِ‬
‫ْت في َح ْمأَة َعميقَة‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫صني َيا اَهللُ‪ ,‬أل َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ا ْل ِمي ِ‬
‫ار إِل ِيي‪".‬‬‫ظِ‬ ‫س َح ْمقي‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬
‫اي م ِن ا ْنت َ‬ ‫ص َراخي‪َ .‬ي ِب َ‬ ‫الس ْي ُل َغ َم َرِني‪ .‬تَع ْب ُ‬ ‫َع َما ِ َ‬ ‫ت إِلَى أ ْ‬
‫ٖ‬
‫ت م ْن ُ‬ ‫اه‪َ ,‬و َّ‬ ‫َد َخ ْم ُ‬
‫ْت ِفي َح ْمأ ٍَة َع ِميقَ ٍة = داود ميما‬ ‫األحزاف والببليا يصورىا داود بمياه أحاطت بو وستغرقو (يوفٕ‪ )٘2‬فيموت َغ ِرق ُ‬
‫زادت آالمو فمـ يحدث لو أف غرؽ فعبلً‪ .‬ولكنو بروح النبوة يتكمـ عف المسيح الذي مات فعبلً‪ .‬وصراخ المسيح‬
‫تكمـ عنو الرسوؿ في (عب٘‪ .)ٚ2‬أما بالنسبة لداود فنفيـ أف األحزاف والحيرة أغرقتو في ىمومو‪ .‬ولنبلحظ أف‬
‫س‪َ ..‬مقٌَّر = كأنو في مياه عميقة ال يجد أرضاً يستقر عمييا = أي ىو ببل أي‬ ‫األحزاف دخمت لمعالـ بالخطية‪ .‬لَ ْي َ‬
‫شئ يسنده ولقد قاؿ المسيح في آالمو "اآلف نفسي قد اضطربت"‪.‬‬
‫َع َد ِائي ظُ ْم ًما‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ‬
‫ستَ ْيمِ ِك َّي أ ْ‬ ‫س َب ٍب‪ْ .‬‬
‫اعتََّز ُم ْ‬
‫ين ي ْب ِغ ُ ِ‬
‫ضوَنني ِببلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَ ْكثَُر ِم ْن َ‬
‫ش ْع ِر َأرْسي الَّذ َ ُ‬
‫ٗ‬
‫ت‬
‫الَِّذي لَ ْم أ ْ‬
‫َخطَ ْف ُو‪".‬‬
‫طبقيا المسيح عمى نفسو "(يو٘ٔ‪ .)ٕ٘2‬وأعداء المسيح كانوا مف الييود والروماف والشياطيف‪ .‬وىكذا أعداء‬
‫ستَ ْيمِ ِك َّي = مف يريدوف تدميري‬
‫اعتََّز ُم ْ‬
‫ْسي‪ .‬وأقوياء= ْ‬‫شع ِر أر ِ‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة جسد المسيح‪ .‬واألعداء كثيريف = أَ ْكثَُر م ْن َ ْ َ‬
‫س َب ٍب وظُ ْم ًما = وىذا ما فعمو إبميس بآدـ وحواء‪ ،‬ثـ بداود وبالمسيح وبالتالي‬ ‫ىـ أقوياء معتزوف‪ .‬وىـ يظممونو ِببلَ َ‬
‫ط ْف ُو = فيو لـ يخطؼ مف أعدائو شئ‪ ،‬وىو لـ‬ ‫ت الَِّذي لَ ْم أ ْ‬
‫َخ َ‬ ‫كنيستو‪ .‬ومف قوة األعداء يقوؿ داود ِحي َن ِئ ٍذ َرَد ْد ُ‬
‫يظمميـ‪ ،‬ولكنيـ جعموه يعاني كؿ ىذه المعاناة ببل سبب جناه‪ ،‬وربما ىو أعطاىـ ما ييدئ مف غيظيـ لييدأوا‪.‬‬
‫وىكذا المسيح تحمؿ عقوبة كاف يجب أف أتحمميا أنا‪ ،‬ىو دفع ديوننا‪ ،‬عانى بسبب تعدياتنا‪ .‬وتعني ايضا اف‬
‫ف مني سبلمنا وفرحنا ومجدنا فمقد ضاع مف اإلنساف سبلمو ومجده وفرحو‪ ،‬ولـ يكف المسيح ىو‬
‫المسيح لَ ْم ي ْخطَ ْ‬

‫‪206‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫الذي أخذىـ‪ ،‬بؿ كاف ذلؾ نتيجة الخطية ‪ .‬ولـ يحجب اهلل نفسو عف آدـ بعد اف اخطأ ‪ ،‬بؿ آدـ ىو الذي اختبأ‬
‫مف اهلل ‪...‬والمسيح رد آلدـ ولنا اكثر مما فقدناه‪.‬‬

‫ْت َح َماقَِتي‪َ ,‬وُذ ُنوِبي َع ْن َك لَ ْم تَ ْخ َ‬


‫٘‬
‫ف‪".‬‬ ‫ت َع َرف َ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬يا اَهللُ أَ ْن َ‬
‫ْت َح َماقَ ِتي = أنت تعمـ يا رب كؿ ذنوبي‪ ،‬وتعمـ أف ما ظمموني بو أنا برئ منو وبمساف المسيح‪،‬‬ ‫ت َع َرف َ‬
‫َيا اَهللُ أَ ْن َ‬
‫فاآلب يعمـ أنو ببل خطية لكنو صار خطية ألجمنا وحمؿ خطايانا‪.‬‬

‫س َرِائ َ‬
‫لو إِ ْ‬
‫وك َيا إِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود‪ .‬الَ َي ْخ َج ْل ِبي ُم ْمتَم ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬الَ َي ْخ َز ِبي ُم ْنتَ ِظ ُر َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫يل‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫س ٍّي ُد َر َّ‬
‫وك َيا َ‬
‫داود يطمب أف يخمصو اهلل حتى ال يرى اصدقاؤه مف القديسيف أف اهلل لـ يتدخؿ لينقذه ويكوف ىذا سبباً في يأسيـ‬
‫واحباطيـ‪ ،‬ويكوف ىذا سبباً في أف أعداء القديسيف يشمخوف عمى اهلل وعمييـ‪ .‬وكؿ مف كاف ينتظر المسيح‪ ،‬لو‬
‫لـ يقـ المسيح لكانوا في خزي وخجؿ‪.‬‬
‫ت ا ْل َع َار‪َ .‬غطَّى ا ْل َخ َج ُل َو ْج ِيي‪".‬‬ ‫َجمِ َك ْ‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬أل ٍَّني ِم ْن أ ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫احتَ َم ْم ُ‬
‫ت ا ْل َع َار (عار الصميب)‪ .‬وىذه االية تفيـ ايضا‬ ‫َجمِ َك ْ‬
‫احتَ َم ْم ُ‬ ‫ىذه بمساف المسيح ويوجو كبلمو آلدـ= أل ٍَّني ِم ْن أ ْ‬
‫انيا موجية لآلب ‪ ،‬فالمسيح االبف لمحبتو لآلب قبؿ كؿ ىذه االالـ واالحتقار‪.‬‬

‫يبا ِع ْن َد َب ِني أُ ٍّمي‪".‬‬ ‫ِ‬


‫َج َن ِبيًّا ع ْن َد إِ ْخ َوِتي‪َ ,‬و َغ ِر ً‬
‫ت أْ‬ ‫آية (‪ِ ٛ" - )ٛ‬‬
‫ص ْر ُ‬
‫ألجؿ آدـ طرد المسيح مف أىؿ بيتو وأخوتو‪ .‬وحتى اآلف فالمسيح مرفوض مف الييود‪.‬‬
‫( يو ٔ‪) ٔٔ 2‬‬

‫ِ‬ ‫َن َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني‪ ,‬وتَع ِيير ِ‬


‫ص ْوٍم َن ْفسي‪ ,‬فَ َ‬
‫ت ِب َ‬ ‫ات ُم َع ٍّي ِر َ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ص َار‬ ‫يك َوقَ َع ْت َعمَ َّي‪َ .‬وأ َْب َك ْي ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٔ-ٜ‬أل َّ َ َ‬
‫ت لَ ُي ْم َمثَبلً‪".‬‬ ‫اسي ِمسحا‪ ,‬و ِ‬
‫ص ْر ُ‬ ‫ت لِب ِ‬ ‫ٔٔ‬
‫ذلِ َك َع ًا‬
‫ًْ َ‬ ‫ار َعمَ َّي‪َ .‬ج َع ْم ُ َ‬
‫يك َوقَ َع ْت َعمَ َّي = ىنا نرى داود الذي يتقد قمبو بحب اهلل يغير عمى بيت اهلل‪،‬‬ ‫َغ ْيرةَ ب ْي ِت َك أَ َكمَتْ ِني وتَع ِيير ِ‬
‫ات ُم َع ٍّي ِر َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫وىؤالء األشرار الموجوديف اآلف في بيت اهلل بحكـ مراكزىـ وبخطاياىـ صاروا سببا في اف االخريف مف االغراب‬
‫يعيروف اهلل بسبب ما يحدث مف شعبو وما يحدث داخؿ بيتو ‪ ،‬مف فساد سببو شعب اهلل ‪ .‬وىؤالء سببوا لداود‬
‫أالماً شديدة وكأف كؿ تعييراتيـ هلل قد وقعت عمى داود‪ .‬لقد كانت التعييرات ضد اهلل أشد قسوة عمى داود مف‬
‫اآلالـ الشخصية التي ألحقوىا بو‪ .‬ولذلؾ اوصانا المسيح قائبل " لكي يري الناس اعمالكـ الحسنة فيمجدوا اباكـ‬
‫الذي في السموات "‪.‬‬
‫ولقد طبقت اآلية عمى المسيح حيف طرد الباعة مف الييكؿ (يوٕ‪ )ٔٚ2‬وطبقت عميو في (رو٘ٔ‪ )ٖ2‬لمتدليؿ‬
‫عمى أف المسيح كاف ينكر ذاتو‪ ،‬إذ حسب أف أي تعيير لآلب يقع عميو ىو‪ ،‬فقاـ بطرد الباعة مف الييكؿ مما‬
‫أىاج الجماىير ضده‪ ،‬واحتمؿ ىذا لمحبتو لآلب‪ .‬وارتد ىذا عميو فقد أىانوه بسبب ذلؾ‪ ،‬فكانت شيادة المسيح‬

‫‪207‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫عف اآلب ال ترضى الييود وييينونو بسببيا فغيرة المسيح عمى مجد اآلب أكمت ما تبقي مف حب ىؤالء الييود‬
‫لو‪.‬‬
‫عيره ىؤالء األشرار لثقتو في اهلل وأنو مازاؿ مؤمناً بو‪ .‬وىو لبس المسوح ليرييـ كيؼ أنو‬
‫وداود حيف صاـ وصمى ّ‬
‫يمجأ هلل فزادوا مف سخريتيـ‪ .‬لقد أخمى داود ذاتو بيذا ليصير رم اًز لممسيح الذي أخمى ذاتو فعبلً وصار إنساناً‬
‫ت لَ ُي ْم َمثَبلً= صار داود رم اًز لممسيح‪ .‬وتفيـ انو‬ ‫فسخر منو الجميع‪ ،‬وحيف صاـ جربو إبميس (رو‪ِ .)ٖ2ٛ‬‬
‫ص ْر ُ‬
‫صار لشعبو مثبل في انسحاقو اماـ اهلل وفي طيارتو لكي يتمثموا بو فيرضي اهلل عنيـ ‪.‬‬

‫س ِك ِر‪".‬‬ ‫اب‪َ ,‬وأَ َغ ِاني َ‬


‫ش َّارِبي ا ْل ُم ْ‬ ‫ون ِفي ا ْل َب ِ‬
‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬يتَ َكمَّ ُم ف َّي ا ْل َجال ُ‬
‫ٕٔ‬

‫اب = القضاة والحكاـ ورؤساء الكينة ىؤالء سخروا منو = َيتَ َكمَّ ُم ِف َّي بؿ حتى السكيريف‬ ‫ون ِفي ْاألب َو ِ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َجال ُ‬
‫س ِك ِر = فرحوا بآالمو وجعموىا أغنيتيـ (مت‪-ٗٓ2ٕٚ‬‬ ‫وأسافؿ الناس صرت سخرية ليـ = َوأَ َغ ِاني َ‬
‫ش َّارِبي ا ْل ُم ْ‬
‫ٖٗ)‪.‬ىنا نفيـ كيؼ صار داود مثبل لممسيح ‪ 2‬فالييود كما سخروا مف داود حينما لبس المسوح سخروا مف‬
‫المسيح ابف اهلل المتجسد‬

‫ق َخبلَ ِ‬
‫استَ ِج ْب لِي‪ِ ,‬ب َح ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫َما أََنا َفمَ َك صبلَ ِتي يا رب ِفي وق ِ‬
‫ضى‪َ .‬يا اَهللُ‪ِ ,‬ب َكثَْرِة َر ْح َمت َك ْ‬
‫ْت ِر ً‬
‫ٖٔ‬
‫ص َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬
‫ضى = ىو وقت الصميب الذي قبؿ فيو اآلب شفاعة المسيح الكفارية عنا‪.‬‬ ‫ِفي وق ِ‬
‫ْت ِر ً‬ ‫َ‬

‫ِ ِ ٘ٔ‬ ‫ق‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن م ْب ِغ ِ‬


‫ق ا ْلم َياه‪ .‬الَ َي ْغ ُم َرٍّني َ‬
‫س ْي ُل‬ ‫ض َّي َو ِم ْن أ ْ‬
‫َع َما ِ‬ ‫ُ‬ ‫ين فَبلَ أَ ْغ َر َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪َ ٔٗ" - )ٕٓ-‬ن ٍّج ِني ِم َن الطٍّ ِ‬
‫صالِ َح ٌة‪َ .‬ك َكثَْرِة‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا َرب أل َّ‬
‫َن َر ْح َمتَ َك َ‬ ‫ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫اىا‪.‬‬
‫اوَي ُة َعمَ َّي فَ َ‬ ‫ق ا ْل َي ِ‬ ‫اه‪َ ,‬والَ َي ْبتَمِ َع ٍّني ا ْل ُع ْم ُ‬
‫ق‪َ ,‬والَ تُ ْط ِب ِ‬ ‫ا ْل ِمي ِ‬
‫َ‬
‫يعا‪ .‬اقْتَ ِر ْب إِلَى َن ْف ِسي‪.‬‬‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬
‫استَ ِج ْب لي َ‬
‫س ِر ً‬
‫اح ِم َك ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي‪ .‬والَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ْن ع ْب ِد َك‪ ,‬أل َّ ِ ِ‬
‫َن لي ض ْيقًا‪ْ .‬‬ ‫ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫مر ِ‬
‫ََ‬
‫اري و ِخ ْزِيي و َخجمِي‪ .‬قُدَّام َك ج ِميع م َ ِ‬ ‫َع َد ِائي اف ِْد ِني‪ .‬أَ ْن َ‬
‫ضا ِيق َّي‪ .‬ا ْل َع ُار قَ ْد َك َ‬
‫س َر َق ْم ِبي‬ ‫ْت َع ِ َ‬ ‫س َب ِب أ ْ‬ ‫فُ َّك َيا‪ِ .‬ب َ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َع َرف َ‬
‫ين َفمَم أ ِ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَظَر ُ َّ‬
‫َج ْد‪".‬‬ ‫ت ِرق ًة َفمَ ْم تَ ُك ْن‪َ ,‬و ُم َعٍّز َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ضُ‬ ‫فَ َم ِر ْ‬

‫اآليات (ٗٔ‪ )ٔ٘-‬يصمييا داود لينقذه اهلل مف آالمو‪ .‬وبمساف المسيح ليقيمو اهلل مف األموات‪ ،‬وبالتالي يخمص‬
‫كنيستو‪ .‬وبالنسبة لداود فقد كاف عاره بسبب خطيتو (زنا وقتؿ في بيتو)‪ ،‬أما بالنسبة لممسيح فقبؿ العار عنا‪.‬‬

‫سقُوَن ِني َخبلُ‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ون ِفي َ ِ‬


‫ط َعامي َع ْمقَ ًما‪َ ,‬وِفي َعطَشي َي ْ‬
‫ٕٔ‬
‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬وَي ْج َعمُ َ‬
‫ىي نبوة واضحة عف المسيح‪ .‬وبالنسبة لداود فأعداؤه مرروا حياتو‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫ص ِر‪َ ,‬وَق ْم ِق ْل‬


‫ُع ُيونُ ُي ْم َع ِن ا ْل َب َ‬ ‫ش َرًكا‪ٕٖ .‬لِتُ ْظمِ ْم‬ ‫آلم ِن َ‬
‫ين َ‬ ‫صر م ِائ َدتُيم قُدَّاميم فَ ًّخا‪ ,‬ولِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ٕٕ ِ ِ‬
‫اآليات (ٕٕ‪ " - )ٕ٘-‬لتَ ْ َ ُ ْ‬
‫َخرابا‪ ,‬وِفي ِخي ِ‬
‫ام ِي ْم الَ َي ُك ْن‬ ‫ض ِب َك‪ٕ٘ .‬لِتَ ِ‬
‫س َخطَ َك‪َ ,‬وْل ُي ْد ِرْك ُي ْم ُح ُمو َغ َ‬ ‫ُمتُوَن ُي ْم َد ِائ ًما‪.‬‬
‫ب َعمَ ْي ِي ْم َ‬
‫ٕٗ‬
‫َ‬ ‫ًَ َ‬ ‫ص ْر َد ُارُى ْم‬ ‫ص َّ‬
‫ُ‬
‫اك ٌن‪".‬‬ ‫سِ‬
‫َ‬
‫نبوة بالنكبات التي وقعت عمى الييود لصمبيـ المسيح واآليات (ٕٕ‪ )ٕٖ،‬طبقيا الرسوؿ عمى الييود‬
‫(رؤٔ‪ )ٔٓ,ٜ2‬ولذلؾ تفيـ كؿ اآليات عمى الييود مف (ٕٕإلى ٕ٘)‬
‫ص ْر َم ِائ َدتُ ُي ْم (خيراتيـ) ليم فَ ًّخا (ٕٕ)‬ ‫في (ٕٔ) ىـ قدموا لو عمقـ وخبلً‪ ..‬عقابيـ لِتَ ِ‬
‫في (ٖ) جعموه يتعب وتكؿ عيناه‪ ..‬عقابيـ لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيونُ ُي ْم‪َ ..‬وَق ْم ِق ْل ُمتُوَن ُي ْم (ٖٕ)‬
‫س َخطَ َك (ٕٗ)‬ ‫ب َعمَ ْي ِي ْم َ‬
‫ص َّ‬
‫في (ٗ) أبغضوه ببل سبب‪ ..‬عقابيـ ُ‬
‫في (‪ )ٛ‬صار بسببيـ مرفوضاً مف أىمو‪ ..‬عقابيـ ِلتَ ِ‬
‫ص ْر َد ُارُى ْم َخ َر ًابا (ٕ٘)‬
‫َّام ُي ْم فَ ًّخا = تفيـ بعدة تفسيرات‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لتَص ْر َمائ َدتُ ُي ْم قُد َ‬
‫[ٔ] الكتاب المقدس بعيده القديـ الذي كاف بيف أيدييـ ممموءاً نبوات عف المسيح‪ ،‬وىـ لـ يفيموىا‪ ،‬فصارت‬
‫شاىداً عمييـ= فَ ًّخا ليم‬
‫[ٕ ] ىـ قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأف قدموه كما يقدموف ذبيحة عمى مائدتيـ وابتيجوا بقوتيـ وحكمة تدبيرىـ‬
‫تصوروا في نشوة قوتيـ أنيـ قادريف أيضاً عمى الروماف فثاروا عمييـ وكاف ىذا سبباً‬
‫َّ‬ ‫وصار ىذا ليـ فخاً‪ ،‬فيـ‬
‫ألف يحطـ الروماف أورشميـ تماماً‪.‬‬
‫[ٖ ] بعد مجيء المسيح انعدمت قيمة محرقاتيـ وذبائحيـ فمقد جاء المسيح المرموز إليو بيذه الذبائح وكاف‬
‫استمرارىـ في تقديميا فخاً ليـ‪ ،‬فممف يقدموىا واهلل قد رفضيا‪.‬‬
‫لِتُ ْظمِ ْم ُع ُيوُن ُي ْم = لـ يعد بينيـ مف يفيـ النبوات بسبب عنادىـ‪ ،‬فيـ لـ يفيموا معنى ظممة يوـ الصميب‪َ .‬وَق ْم ِق ْل‬
‫ام ِي ْم‬‫صارت َدارُىم َخرابا وتشتتوا في كؿ العالـ= ِفي ِخي ِ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ًَ‬ ‫اهلل ُمتُوَن ُي ْم = مف ثقؿ الشدائد التي حمموىا ٕٓٓٓسنة‪ .‬و ْ‬
‫الَ ي ُك ْن س ِ‬
‫اك ٌن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ت ُى ْم طَ َرُدوهُ‪َ ,‬وِب َو َج ِع الَِّذ َ‬


‫ين َج َر ْحتَ ُي ْم َيتَ َح َّدثُ َ‬
‫ون‪".‬‬ ‫َن الَِّذي َ‬
‫ض َرْبتَ ُو أَ ْن َ‬ ‫آية (‪ٕٙ" - )ٕٙ‬أل َّ‬
‫كاف المسيح ىو الذي ضربو اآلب‪ ،‬ولكنيـ ىـ الذيف طردوه‪ .‬فاآلب كاف يريد ىذا الفداء ليخمص شعبو‪ ،‬وىـ لـ‬
‫يكف ليـ اي سمطاف عمي المسيح اف لـ يكف اهلل قد اعطاىـ ىذا السمطاف(يو ‪ .)ٔٔ 2 ٜٔ‬وىـ الحقوا المؤمنيف‬
‫ون ويتآمروف عمي المسيحييف اللحاؽ االذي بيـ فيتوجعوا = ِب َو َج ِعيم‪ .‬وىـ‬‫بالمسيح باالضطياد‪ .‬وكانوا َيتَ َح َّدثُ َ‬
‫ين َج َر ْحتَ ُي ْم = مرة ثانية نري اف اآلب ىوالذي سمح لممسيحييف اف يتالموا ويجرحوا‬‫جرحى إيمانيـ بالمسيح‪ .‬الَِّذ َ‬
‫ألجؿ المسيح فيذه االالـ بعد ايمانيـ تعمؿ عمي تنقيتيـ فيممع اكميميـ‪ .‬وشركاء صميب المسيح ىـ شركاء مجده‬
‫‪.‬ولكف يجب اف نفيـ حكمة االلـ‪ ،‬فبو نكمؿ (عب ٕ ‪ )ٔٓ 2‬ولكف الييود تكمموا عمييـ بشر كراىيتيـ ليـ‬
‫ليحزنوىـ ويوجعونيـ وظف الييود اف ىذا بسمطانيـ ‪ ،‬ولـ يفيموا انيـ اداة تطيير لشعب اهلل‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطتون)‬

‫اآليات (‪ِٕٚ" - )ٕٛ-ٕٚ‬ا ْجع ْل إِثْما عمَى إِثْ ِم ِيم‪ ,‬والَ ي ْد ُخمُوا ِفي ِبٍّر َك‪ٕٛ .‬لِيمحوا ِم ْن ِس ْف ِر األ ْ ِ‬
‫َح َياء‪َ ,‬و َمعَ‬ ‫ُْ َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬
‫ين الَ ُي ْكتَُبوا‪".‬‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫ٍّ‬
‫كانت خطاياىـ كثيرة وزادت بؿ كممت بصمبيـ لممسيح= ِا ْج َع ْل إِثْ ًما َعمَى إِثْ ِم ِي ْم وزادت باضطياد شعبو‪ .‬وىذا‬
‫ايضا االـ يضعونيا عمي جسد المسيح (كو ٔ ‪ .)ٕٗ 2‬ومف يرفض المسيح اإللو يعدـ الحياة التي ىي ىبة‬
‫لممؤمنيف‪ .‬وقطعاً لف يتبرروا= الَ َي ْد ُخمُوا ِبٍّر َك ‪.‬‬

‫ص َك َيا اَهللُ َف ْم ُي َرفٍّ ْع ِني‪".‬‬


‫يب‪َ .‬خبلَ ُ‬
‫َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬
‫ين َو َكئ ٌ‬ ‫ْ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫آية (‪ " - )ٕٜ‬أ َّ‬
‫فييا مقابمة لطيفة بيف ضعؼ اإلنساف مع نعمة اهلل التي تخمص وترفع‪.‬‬
‫ب أَ ْكثََر ِم ْن ثَْو ِر َبقَ ٍر ِذي‬ ‫اب ِع ْن َد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ط ُ‬
‫ستَ َ‬
‫ٍ ٖٔ‬
‫ُعظٍّ ُم ُو ِب َح ْمد‪ .‬فَ ُي ْ‬ ‫س ِب ٍ‬
‫يح‪َ ,‬وأ َ‬
‫ِ‬
‫اس َم اهلل ِبتَ ْ‬
‫ُس ٍّب ُح ْ‬
‫ٖٓ‬
‫اآليات (ٖٓ‪ " - )ٖٔ-‬أ َ‬
‫ون وأَ ْظبلَ ٍ‬
‫ف‪".‬‬ ‫قُُر ٍ َ‬
‫ون وأَ ْظبلَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف‪ .‬أي عجوؿ كاممة السف سمينة معموفة‬ ‫اهلل يفرح بالتسبيح أكثر مف الذبائح العظيمة ثَْو ِر َبقَ ٍر ذي قُُر ٍ َ‬
‫ذات قيمة مادية كبيرة‪ .‬وتسبيح المتالـ ىو اعظـ مف اي محرقات (ىو ٗٔ ‪ )ٕ 2‬وقطعا لف يستطيع المتالـ اف‬
‫يسبح اف لـ يدرؾ محبة اهلل وحكمتو في االلـ الذي يسمح بو‪.‬‬

‫طالِ ِبي ِ‬
‫اهلل‪".‬‬ ‫وب ُك ْم َيا َ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٖ‬
‫ون‪َ ,‬وتَ ْح َيا ُقمُ ُ‬
‫اء فَ َي ْف َر ُح َ‬
‫آية (ٕٖ) ‪َ " -‬ي َرى ذل َك ا ْل ُوَد َع ُ‬
‫كؿ مف صار وديعاً عمى صورة مسيحو يفرح بالخبلص أكثر مف كؿ كنوز الدنيا‪ .‬االلـ يكمؿ المسيح (عب ٕ ‪2‬‬
‫ٓٔ) وذلؾ ليشابينا في كؿ شئ‪ ،‬ونحف نكمؿ بااللـ لنشبو المسيح حينما نتنقي‪.‬‬

‫َس َراهُ‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫امع لِ ْممس ِ‬


‫اك ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫آية (ٖٖ) ‪ٖٖ" -‬أل َّ‬
‫ين َوالَ َي ْحتَق ُر أ ْ‬ ‫س ٌ َ َ‬ ‫الر َّ َ‬
‫َن َّ‬
‫لقد خمص اهلل كؿ األسرى القديسيف مف الجحيـ‪.‬‬

‫ي َخمٍّص ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫ييا‪ٖ٘ .‬أل َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪ ,‬ا ْل ِب َح ُار َو ُكل َما‬ ‫ٖٗ‬
‫ُ ُ‬ ‫َن اهللَ‬ ‫َيدب ف َ‬ ‫ات‬
‫الس َما َو ُ‬
‫س ٍّب ُح ُو َّ‬ ‫َواأل َْر ُ‬
‫اآليات (ٖٗ ‪ " - )ٖٙ-‬تُ َ‬
‫ييا‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫وم ِحبو ِ ِ‬ ‫يد ِه َي ْممِ ُكوَن َيا‪,‬‬
‫‪ٖٙ‬وَنس ُل ع ِب ِ‬
‫اك َوَي ِرثُوَن َيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬ ‫ون‬
‫س ُك ُن َ‬‫اسمو َي ْ‬
‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ون ُى َن َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫س ُك ُن َ‬
‫َوَي ْبني ُم ُد َن َي ُيوَذا‪ ,‬فَ َي ْ‬
‫ص ْي َي ْو َن ىي جماعة المؤمنيف‪َ .‬وَي ْب ِني ُم ُد َن َي ُيوَذا = كثرة الكنائس في أقطار األرض كعربوف لسكنى المؤمنيف‬ ‫ِ‬
‫الدائـ في أورشميـ السماوية‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السبعون‬

‫المزمور السبعون (التاسع والستون في األجبية)‬

‫ىذه األعداد الخمسة في ىذا المزمور ىي اآليات الختامية لمزمور (ٓٗ‪ .)ٔٚ-ٖٔ2‬وأخذت ىنا الستعماليا‬
‫لمتسبيح في خدمات الييكؿ تذكا اًر لخبلص الرب لداود‪ .‬ونجد فيو إلحاح عمى دينونة أعداء اهلل‪ .‬وااللتجاء هلل‬
‫واالحتماء بو في الضيقات‪ .‬وربما قولو لمتذكير في بداية المزمور أنو يذكر ما صمي بو قببلً‪ .‬ونحف نصمي بيذا‬
‫المزمور في صبلة باكر طالبيف معونة اهلل ومساندتو لنا في كؿ ضيقة تواجينا‪ .‬ويا حبذا لو نردده دائماً فيناؾ‬
‫أعداء غير منظوريف باإلضافة إلى المنظوريف منيـ (ونفيـ بقولنا األعداء الشياطيف والخطايا)‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مي َّم‪ ,‬إِلَى تَ ْن ِج َيتي‪َ .‬يا َرب‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬
‫ٔ‬
‫ع‪".‬‬
‫وىؿ لنا أف نمجأ لسواه في كؿ ضيقة فيعطينا عزاء وثبات عمى احتماليا عوضاً عف أف نرتعب‪ .‬بؿ يتحوؿ‬
‫اإلتكاؿ عمى اهلل إلى رجاء يحيي النفس‪.‬‬

‫َج ِل‬‫جع ِم ْن أ ْ‬ ‫ون لِي َ ٖ ِ‬


‫ش ًّرا‪ .‬ل َي ْر ْ‬ ‫شتَ ُي َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ٕ" - )ٖ-‬لِي ْخ َز وي ْخج ْل طَالِبو َن ْف ِسي‪ .‬لِيرتَ َّد إِلَى َخ ْم ٍ‬
‫ف َوَي ْخ َج ِل ا ْل ُم ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ِخ ْزِي ِي ُم ا ْلقَ ِائمُ َ‬
‫ون « َى ْو! َى ْو!»‪".‬‬
‫الشياطيف يثيروا ضدنا حروب كثيرة عندما نريد أف نسير في طريؽ اهلل‪ .‬وىـ يسخروف منا في ضيقتنا قائميف َى ْو‬
‫َى ْو = نعماً نعماً (سبعينية)‪ .‬ىـ يقفوا في سخرية منتظريف سقوطنا ليشمتوا فينا‪ .‬وىناؾ كثيريف حينما تواجييـ‬
‫بعض الضيقات يخاصموف اهلل قائميف لماذا سمحت بيذا وىنا يسخر الشياطيف منيـ‪ .‬وداود ىنا يصمي حتى ال‬
‫يسقط ىذه السقطة بؿ تكوف مؤامرة أعدائو لخزييـ إذ ينصره عمييـ اهلل المتكؿ عميو‪.‬‬

‫ص َك «لِ َيتَ َعظَِّم َّ‬


‫الرب»‪".‬‬ ‫يك‪ ,‬وْلي ُق ْل َد ِائما م ِحبو َخبلَ ِ‬
‫ً ُ‬
‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬وْلي ْبتَ ِي ْج وي ْفر ْح ِب َك ُكل َ ِ‬
‫طال ِب َ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫الذيف يطمبوف اهلل عوضاً عف مخاصمتو ال يخزييـ بؿ يعطييـ رجاء ويعطييـ نصرة في الوقت الذي يحدده ىو‪.‬‬
‫وىؤالء يعظموف الرب عمى خبلصو‪ .‬وىكذا عمى كؿ منا حيف يتأمؿ في الخبلص الذي صنعو المسيح بصميبو‬
‫أف يعظمو ويسبحو‪.‬‬

‫يني َو ُم ْن ِق ِذي أَ ْن َ‬
‫ع إِلَ َّي‪ .‬م ِع ِ‬
‫ير‪ .‬اَلمَّ ُي َّم‪ ,‬أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬ ‫َما أََنا فَ ِمس ِك ٌ ِ‬ ‫٘‬
‫ت‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تَ ْبطُ ْؤ‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫ين َوفَق ٌ‬ ‫ْ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬أ َّ‬
‫مف يقوؿ ىذا؟ داود الممؾ العظيـ!! ولكنو يتضع أماـ اهلل‪ .‬فماذا يجب أف نفعؿ نحف؟‬

‫‪211‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والسبعون‬

‫كثيريف ينسبوف المزمور لداود ويقولوف أنو قالو في أواخر أيامو في فترة آالـ مثؿ فترة أالمو بسبب إبشالوـ‬
‫(آية‪ .)ٔٛ‬وفي ىذا المزمور اقتباسات مف مزامير كثيرة سابقة‪.‬‬

‫ص ِني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َزى إِلَى الد ْ ٕ ِ‬


‫َّى ِر‪ِ .‬ب َع ْدل َك َن ٍّجني َوأَ ْنقذْني‪ .‬أَم ْل إِلَ َّي أُ ْذ َن َك َو َخمٍّ ْ‬ ‫ت‪ ,‬فَبلَ أ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٛ-‬ب َك َيا َرب ْ‬
‫احتَ َم ْي ُ‬
‫ٔ‬

‫الشٍّري ِر‪ِ ,‬م ْن‬ ‫ص ِني‪َ ٗ .‬يا إِل ِيي‪َ ,‬ن ٍّج ِني ِم ْن َي ِد ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٖ ِ‬
‫ص ْخ َرِتي َوح ْ‬ ‫ت ِب َخبلَصي أل ََّن َك َ‬ ‫َم ْر َ‬
‫ص ْخ َرةَ َم ْم َجأ أ َْد ُخمُ ُو َدائ ًما‪ .‬أ َ‬ ‫ُك ْن لي َ‬
‫ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن‪,‬‬ ‫استََن ْد ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اي‪َ .‬عمَ ْي َك ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ُ ,‬متَّ َكمي ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫س ٍّي ِدي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫ِ‬
‫ت َر َجائي َيا َ‬ ‫الشٍّر َوالظَّالِِم‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫٘‬
‫اع ِل َّ‬ ‫ف فَ ِ‬ ‫َك ٍّ‬
‫ت فَ َم ْم َجِإي ا ْلقَ ِوي‪َ ٛ .‬ي ْمتَِمئُ فَ ِمي‬ ‫َما أَ ْن َ‬
‫ين‪ .‬أ َّ‬
‫ير َ‬‫آي ٍة لِ َك ِث ِ‬
‫ت َك َ‬
‫يحي َد ِائما‪ِ ٚ .‬‬
‫ص ْر ُ‬ ‫ً‬
‫ُمي‪ِ .‬ب َك تَس ِب ِ‬
‫ْ‬
‫ش ِ‬
‫اء أ ٍّ‬ ‫ت ُم ْخ ِر ِجي ِم ْن أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫َوأَ ْن َ‬
‫يح َك‪ ,‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِم ْن َم ْج ِد َك‪".‬‬ ‫ِم ْن تَس ِب ِ‬
‫ْ‬
‫ىي صرخة لمرب لينقذه مف أعدائو‪ ،‬فيو يتكؿ عمى اهلل‪ ،‬والكتاب يمعف مف يتكؿ عمى ذراع بشر (أر‪.)ٚ-٘2ٔٚ‬‬
‫ت ِم َن ا ْل َب ْط ِن = الطفؿ ال يعرؼ أف يمقي استناده عمى اهلل وىو بعد في بطف أمو‪ ،‬إنما المعنى أف‬ ‫استََن ْد ُ‬
‫و َعمَ ْي َك ْ‬
‫أنت يا رب حافظ األطفاؿ الصغار وأنت الذي حفظتني حتى خرجت إلى ىذه الدنيا‪ .‬ثـ حفظتني حتى اآلف‪.‬‬
‫ين =‬ ‫ير َ‬ ‫آي ٍة ِل َك ِث ِ‬
‫ت َك َ‬
‫واكماالً ليذا المعنى‪ ،‬أنني منذ بدأت أفيـ معنى اإلتكاؿ عميؾ يا رب فمـ ألجأ لسواؾ‪ِ .‬‬
‫ص ْر ُ‬
‫كثيريف صاروا ينظروف لي وينتظروا أف يروا ماذا سوؼ تكوف نياية ىذه اآلالـ العجيبة التي أصابت ىذا‬
‫الشخص‪ ،‬وما ىي نياية ثقتو في اهلل‪ ،‬ىؿ سينصره اهلل عمييا أـ يتخمى عنو فييمؾ‪ .‬أو تعنى أنني صرت في‬
‫نظر الكثيريف عجباً مف شدة وىوؿ ما حدث لي‪ .‬وبيذا المعنى قاؿ بولس الرسوؿ صرنا منظ اًر لمناس والمبلئكة‬
‫(ٔكوٗ‪ .)ٖٔ-ٜ2‬ومع كؿ آالمو ففمو ممموء تسابيح هلل عف احساناتو القديمة وعما ينتظره مف أحسانات جديدة‪.‬‬

‫َع َد ِائي تَقَ َاولُوا َعمَ َّي‪,‬‬ ‫َن أ ْ‬‫اء قَُّوِتي‪ٔٓ .‬أل َّ‬ ‫الش ْي ُخو َخ ِة‪ .‬الَ تَتْرْك ِني ِع ْن َد فَ َن ِ‬
‫ُ‬ ‫ض ِني ِفي َزَم ِن َّ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٙ-ٜ‬الَ تَْرفُ ْ‬
‫ين «إِ َّن اهللَ قَ ْد تََرَك ُو‪ .‬ا ْل َحقُوهُ َوأ َْم ِس ُكوهُ أل ََّن ُو الَ ُم ْن ِق َذ لَ ُو»‪َ ٕٔ .‬يا اَهللُ‪,‬‬ ‫آم ُروا َم ًعا‪ .‬قَ ِائمِ َ‬
‫ٔٔ‬ ‫ين يرص ُد َ ِ‬
‫ون َن ْفسي تَ َ‬
‫ِ‬
‫َوالَّذ َ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫اص ُمو َن ْف ِسي‪ .‬لِ َي ْم َب ِ‬ ‫ع‪ٖٔ .‬لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬
‫س َ‬ ‫س ا ْل َع َار َوا ْل َخ َج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫الَ تَ ْب ُع ْد َع ٍّني‪َ .‬يا إِل ِيي‪ ,‬إِلَى َم ُعوَنتي أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬
‫ص َك‪ ,‬أل ٍَّني الَ‬ ‫ٍّث ِبع ْدلِ َك‪ ,‬ا ْليوم ُكمَّ ُو ِب َخبلَ ِ‬ ‫يد عمَى ُك ٍّل تَ ِ ٘ٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِي َ‬
‫س ِبيح َك‪ .‬فَمي ُي َحد ُ َ‬ ‫َما أََنا فَأ َْر ُجو َدائ ًما‪َ ,‬وأ َِز ُ َ‬
‫ٗٔ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ًّرا‪ .‬أ َّ‬
‫ب‪ .‬أَ ْذ ُك ُر ِب َّر َك َو ْح َد َك‪".‬‬ ‫الس ٍّي ِد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫وت َّ‬ ‫آتي ِبجبر ِ‬
‫َ َُ‬
‫ادا‪ِ ٔٙ .‬‬ ‫َع َد ً‬
‫ف لَ َيا أ ْ‬‫َع ِر ُ‬
‫أْ‬
‫آية (‪ )ٜ‬تشير أف المرنـ كتب ىذا المزمور وىو كبير سناً‪ .‬ونبلحظ في (ٓٔ‪ )ٔٔ،‬فييا نبوة عما حدث لممسيح‬
‫اص ُمو َن ْف ِسي = إذا رأى أعدائي أنؾ لـ‬ ‫حيف ظف صالبوه أف اهلل تخمى عنو‪ .‬يا اهلل ال تبعد عني‪ .‬لِي ْخ َز وي ْف َن م َخ ِ‬
‫َ ََ ُ‬
‫تتركني وأنؾ كذبت قوليـ حينئذ سيخجموف‪ .‬وفي تأمؿ روحي في ىذه اآليات‪ ،‬نرى أف الشيخوخة تشير لمشيخوخة‬
‫اء قَُّوِتي يشير لفترات الفتور الروحي‪ .‬وعمينا فييما أف نمجأ إلى اهلل فبل يتركنا‪ ،‬بؿ أف اهلل‬ ‫الروحية والضعؼ= فَ َن ِ‬
‫يعيد مثؿ النسر شبابنا فيخزى أعدائنا الشياطيف‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والطبعون)‬

‫الش ْي ُخو َخ ِة‬


‫ضا إِلَى َّ‬ ‫ُخ ِب ُر ِب َع َج ِائ ِب َك‪َ .‬وأ َْي ً‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫اآلن أ ْ‬
‫اي‪َ ,‬وِالَى َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مي َّم‪ ,‬قَ ْد َعمَّ ْمتَني ُم ْن ُذ ص َب َ‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٗ-ٔٚ‬اَلَّ ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬

‫اء َيا اَهللُ‪ ,‬الَِّذي‬ ‫آت‪ٜٔ .‬وِبر َك إِلَى ا ْلع ْمي ِ‬


‫ََ‬ ‫َ‬
‫يل ا ْلم ْق ِب َل‪ ,‬وِبقَُّوِت َك ُك َّل ٍ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الش ْي ِب يا اَهلل الَ تَتْرْك ِني‪ ,‬حتَّى أ ْ ِ ِ‬
‫ُخ ِب َر ِبذ َراع َك ا ْلج َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َّ َ ُ‬
‫ض‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ود فَتُ ْح ِيي َنا‪َ ,‬و ِم ْن أ ْ‬
‫َع َما ِ‬ ‫يرةً َو َرِد َ‬
‫يئ ًة‪ ,‬تَ ُع ُ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ظ ِائم‪ .‬يا اَهلل‪ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك؟ ٕٓأَ ْن َ َِّ‬
‫ت الذي أ ََرْيتََنا ضيقَات َكث َ‬ ‫ت ا ْل َع َ َ َ ُ َ‬ ‫ص َن ْع َ‬
‫َ‬
‫ود َيا‬ ‫اب‪َ ,‬حقَّ َك َيا إِل ِيي‪ .‬أُرٍّنم لَ َك ِبا ْل ُع ِ‬ ‫َحم ُد َك ِبرَب ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظ َمتي َوتَْرجعُ فَتُ َعٍّزيني‪ .‬فَأََنا أ َْي ً‬
‫ٕٕ‬ ‫ِ‬ ‫صع ُد َنا‪ .‬تَ ِز ُ‬
‫ٕٔ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ضا أ ْ َ‬ ‫يد َع َ‬ ‫ود فَتُ ْ‬ ‫تَ ُع ُ‬
‫س ِاني أ َْي ً‬
‫ضا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْم َي ُج ِب ِبٍّر َك‪ .‬أل ََّن ُو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اي إِ ْذ أ َُرٍّن ُم لَ َك‪َ ,‬وَن ْفسي الَّتي فَ َد ْيتَ َيا‪َ .‬ولِ َ‬ ‫يل‪ .‬تَ ْبتَ ِي ُج َ‬ ‫س َرِائ َ‬‫وس إِ ْ‬
‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬
‫شفَتَ َ‬ ‫قُد َ‬
‫ون لِي َ‬
‫ش ًّرا‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫ي‪ ,‬أل ََّن ُو قَ ْد َخ ِج َل ا ْل ُم ْمتَم ُ‬ ‫قَ ْد َخ ِز َ‬
‫مي َّم‪ ,‬قَ ْد َعمَّ ْمتَِني‬‫مف الذي عمـ داود الراعي الصغير كؿ ىذه الحكمة والمزامير‪ ،‬ومف الذي عمـ يديو القتاؿ= اَلَّ ُ‬
‫ُخ ِب ُر‬ ‫الش ْي ُخو َخ ِة‪ .‬فاهلل يعممنا ويفيض مف أحساناتو عمينا‪ .‬وماذا يفعؿ داود إلَى َ‬
‫اآلن أ ْ‬ ‫ضا إِلَى َّ‬ ‫اي‪َ ..‬وأ َْي ً‬ ‫ِ‬
‫ُم ْن ُذ ص َب َ‬
‫يل ا ْل ُم ْق ِب َل = أي يخبر الكؿ بقوة اهلل الذي كاف‬ ‫ُخ ِبر ِب ِذر ِ‬
‫اع َك ا ْل ِج َ‬ ‫ِ‬
‫ِب َع َجائ ِب َك‪..‬ويريد أف يستمر في شيادتو هلل= َحتَّى أ ْ َ َ‬
‫يرةً‪ .‬فالذي يحبو الرب‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫يخمصو في كؿ شدة‪ .‬واهلل لو وسائمو في التعميـ والتيذيب= أَ ْن َ َِّ‬
‫ت الذي أ ََرْيتََنا ضيقَات َكث َ‬
‫يؤدبو (عب‪ .)ٙ2ٕٔ،ٚ‬بؿ بعد سقوط آدـ تركو اهلل في يد إبميس يستعبده ويستعبد كؿ بنيو ليعرفوا نتائج الخطية‪،‬‬
‫ود فَتُ ْح ِيي َنا = يشير لممعمودية التي بيا نقوـ مع‬ ‫ويكوف ىذا سبب تأديب ليـ وبالتالي سبب خبلص‪ .‬وقولو تَ ُع ُ‬
‫ص ِع ُد َنا = تشير لمتوبة التي بيا نترؾ الخطايا‬ ‫ود فَتُ ْ‬
‫ض تَ ُع ُ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫المسيح ونولد والدة ثانية‪ .‬وقولو َو ِم ْن أ ْ‬
‫َع َما ِ‬
‫والشيوات األرضية لنحيا في السماويات‪ .‬وكثير مف األحياف تكوف الضيقات التي يسمح بيا اهلل سبب توبة لنا‪.‬‬
‫ص ِع ُد َنا (أؼٕ‪ .)ٙ2‬وبعد أف أنحط‬ ‫ود فَتُ ْ‬
‫ويشير ىذا لعمؿ المسيح الذي أنقذ الجنس البشري مف أعماؽ الجحيـ= تَ ُع ُ‬
‫الجنس البشري بسبب الخطية‪ ،‬كاف خبلص المسيح سبباً أف يعود اإلنساف لمركزه السابؽ كابف هلل= تَ ِز ُ‬
‫يد‬
‫ِ‬
‫َعظَ َمتي‪ .‬وبعد أف كانت الخطية سبب حزنو صار الفداء وحموؿ الروح القدس عميو سبباً في تعزيتو = َوتَْرجعُ‬
‫يني‪ .‬وقد تفيـ اآليات بالنسبة لمييود عف خروجيـ مف أرض مصر ودخوليـ إلى أرض الميعاد‪ ،‬أو رجوعيـ‬ ‫فَتُعٍّز ِ‬
‫َ‬
‫َح َم ُد َك‪ .‬والحظ سبب التسبيح= َوَن ْف ِسي الَِّتي فَ َد ْيتَ َيا‪.‬‬‫ضا أ ْ‬‫مف السبي‪ .‬ومف حؿ الروح القدس عميو يسبح = فَأََنا أ َْي ً‬

‫‪213‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والسبعون‬

‫ىو مزمور لسميماف يرتؿ فيو سميماف بروح النبوة عف عمؿ المسيح ابف داود الحقيقي وسميماف الممؾ ابف داود‬
‫كاف رم اًز لممسيح فيو [ٔ] ابف داود [ٕ] عيده عيد سبلـ‪ ،‬ومعني اسـ سميماف السبلـ‪ .‬والمسيح ممؾ السبلـ [ٖ]‬
‫باني الييكؿ (يوٕ‪ ]ٗ[ )ٕٔ2‬رمز الحكمة والمسيح حكمة اهلل (ٔكؤ‪ ]٘[ )ٕٗ2‬مموؾ األمـ أتوا لسميماف وأحبوه‬
‫وقدموا لو ىدايا‪ .‬واألمـ آمنوا بالمسيح‪ ،‬وكانت أعظـ ىدايا قدمت لممسيح ىي إيماف الوثنييف بو‪.‬‬
‫وبعض آيات المزمور تشير لسميماف فعبلً ولكف بعضيا ال يمكف أف يشير لسميماف فمثبلً سميماف لـ يممؾ إلى‬
‫أقاصي األرض (‪ .)ٛ‬ولـ يسجد لو كؿ المموؾ ولـ تتعبد لو كؿ األمـ (ٔٔ)‪ .‬ولـ يكف اسـ سميماف إلى الدىر‬
‫(‪ .) ٔٚ‬بؿ سميماف في نياية أيامو بخر لؤلوثاف لذلؾ ال يمكف أف ينطبؽ كبلـ ىذا المزمور سوى عمى المسيح‬
‫وحده‪ .‬وبالذات المسيح كممؾ‪ ،‬فيذا المزمور يتحدث عف الممؾ المثالي‪ ،‬وليس ىذا سوى المسيح‪.‬‬
‫المزمور السابؽ حدثنا فيو داود عف أياـ شيخوختو‪ ،‬وىذا المزمور ربما كتبو داود البنو سميماف في بداية حياتو‬
‫كنبوة عف المسيح الذي سيأتي مف نسمو‪ ،‬ويكوف سميماف رم اًز لو‪ ،‬وفي نياية عمر داود كاف سميماف يقؼ مستعداً‬
‫لمتاج‪ .‬ولذلؾ نجد في نياية المزمور القوؿ "تمت صموات داود بف يسي" مع أننا سنجد بعد ىذا مزامير لداود مثؿ‬
‫(‪ .... ٔٓٔ،ٛٙ‬الخ)‪ .‬كأف داود أوحى لو الروح القدس بكممات ىذا المزمور أف مف نسمو سيأتي المسيح‪ ،‬كاف‬
‫ىذا ختاماً لكؿ ما يتمناه وختاماً لنب واتو‪ .‬ويكوف عنواف المزمور لسميماف أي كممات كتبيا داود لسميماف ابنو ليفيـ‬
‫منيا كيؼ يكوف الممؾ ممكاً مثالياً‪ ،‬وكيؼ يقضي بالحؽ لشعبو‪ .‬ويكوف المعنى الرمزي أف المزمور كتب لممسيح‬
‫الذي مف نسؿ داود‪.‬‬

‫الب ِن ا ْل َممِ ِك‪".‬‬


‫ام َك لِ ْم َممِ ِك‪َ ,‬وِب َّر َك ْ‬ ‫َع ِط أ ْ‬
‫َح َك َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬
‫مي َّم‪ ,‬أ ْ‬
‫ٔ‬

‫ام َك تعني إعطو حكمة ليقود شعبؾ‪َ .‬وِب َّر َك = ليحكـ بالعدؿ‪.‬‬ ‫َع ِط أ ْ‬
‫َح َك َ‬ ‫سميماف ىو الممؾ وىو ابف الممؾ‪ .‬وقولو أ ْ‬
‫ام َك لِ ْم َممِ ِك = ىذه تفيـ عف المسيح بأنيا صبلة داود‬ ‫َع ِط أ ْ‬
‫َح َك َ‬ ‫وىذه تقاؿ لممسيح ممؾ السبلـ وابف داود الممؾ‪ .‬أ ْ‬
‫حيف كشؼ اهلل لو أف مف نسمو سيأتي المسيح‪ ،‬فقاؿ ىذا بمعنى أرسمو يا رب سريعاً ليخمص ويممؾ عمى الكنيسة‬
‫وبنفس المفيوـ قاؿ يوحنا في رؤياه "أميف تعاؿ أييا الرب يسوع" ىو اشتياؽ كؿ نفس في العيد القديـ أو الجديد‬
‫ألف يممؾ المسيح بالعدؿ والبر في كنيستو "ليأت ممكوتؾ" ىي صبلة تعبر عف الثقة في أنو متى خضع الكؿ‬
‫لممسيح الذي أخذ كؿ السمطاف مف اآلب (مت‪ )ٔٛ2ٕٛ‬سيعطينا حياة (يو‪ .)ٕ2ٔٚ‬وىو سيممؾ عمينا بسمطانو‬
‫فيسود البر مممكتو‪.‬‬

‫شعب َك ِبا ْلع ْد ِل‪ ,‬ومس ِ‬


‫اكي َن َك ِبا ْل َحقٍّ‪".‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ي ِد ُ‬
‫ٕ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ين َ ْ َ‬
‫اكي َن َك تشير لؤلمـ‪ .‬والمسيح جعؿ االثنيف واحداً‪ .‬لقد كاف سميماف العادؿ ظبلً لحكـ‬ ‫شعب َك = تشير لمييود‪ .‬ومس ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َْ‬

‫‪214‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫المسيح العادؿ الحقيقي‪ .‬وتفيـ اآلية أف المسيح يحكـ شعبو المساكيف بالروح وىؤالء ليـ الطوبى‪ .‬وممكنا ييزـ‬
‫أعدائنا الحقيقييف (الشياطيف)‪.‬‬

‫ام ِبا ْل ِبٍّر‪".‬‬ ‫سبلَما لِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬


‫مش ْعب‪َ ,‬واآل َك ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬تَ ْحم ُل ا ْلج َبا ُل َ ً‬
‫ام = إشارة لمحكاـ والقضاة العظماء (الجباؿ) والرؤساء الذيف يمونيـ أو أقؿ درجة منيـ (األكاـ)=‬ ‫ِ‬
‫ا ْلج َبا ُل َواآل َك ُ‬
‫كؿ مف لو منصب سيحكـ بالعدؿ‪ .‬العدؿ شعار المممكة‪ .‬وىكذا سيكوف السبلـ ىو شعار ومجد مممكة المسيح‪.‬‬
‫السبلـ بيف السمائييف (الجباؿ) واآلكاـ (كنيسة اهلل عمى األرض)‪ .‬لقد صار االثنيف واحداً‪.‬‬

‫ق الظَّالِ َم‪".‬‬
‫س َح ُ‬ ‫ص َب ِني ا ْل َب ِائ ِس َ‬
‫ين‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫الش ْع ِب‪ُ .‬ي َخمٍّ ُ‬
‫ين َّ‬ ‫ضي لِمس ِ‬
‫اك ِ‬ ‫َ َ‬
‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬ي ْق ِ‬
‫َ‬
‫ين = ىـ أوالد اهلل الذيف سحقيـ الظالـ (الشيطاف)‪.‬‬ ‫الش ْع ِب‪ ..‬ا ْل َب ِائ ِس َ‬
‫ين َّ‬ ‫مس ِ‬
‫اك ِ‬ ‫َ َ‬

‫َّام ا ْلقَ َم ِر إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬


‫س‪َ ,‬وقُد َ‬ ‫ام ِت َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫ش ْوَن َك َما َد َ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬ي ْخ َ‬
‫س‪ ..‬إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر = ىؿ ىذا حدث لسميماف؟ بؿ وفي أياـ سميماف قاـ ضده مقاوموف‬ ‫ام ِت َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫ش ْوَن َك َما َد َ‬
‫َي ْخ َ‬
‫لممكو (يربعاـ‪ ..‬الخ) وىؿ حكـ سميماف وقضائو استمر طالما الشمس والقمر موجوداف والى دور فدور أي إلى‬
‫األبد‪ .‬ىذا ال يقاؿ سوى عف المسيح‪ .‬والشمس تشير لممسيح شمس البر الذي يشرؽ عمى كنيستو التي تشبو‬
‫بالقمر‪ .‬فشعب الكنيسة يخشى المسيح ويطيع وصاياه داخؿ الكنيسة‪.‬‬

‫ارفَ ِة َعمَى األ َْر ِ‬


‫ض‪".‬‬ ‫وث َّ‬
‫الذ ِ‬ ‫از‪ ,‬و ِم ْث َل ا ْل ُغي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫آية (‪َ " - )ٙ‬ي ْن ِز ُل م ْث َل ا ْل َمطَ ِر َعمَى ا ْل ُج َز ِ َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫أحكاـ المسيح وعممو في كنيستو سيكوف معزياً ليـ ومرطباً آلالميـ‪ ،‬فنعمتو وتعزياتو ستكوف كالمطر الذي ينزؿ‬
‫عمى العشب المجزوز حتى ينمو وال يحترؽ مف الشمس‪.‬‬

‫ض َم ِح َّل ا ْلقَ َم ُر‪َ ٛ .‬وَي ْممِ ُك ِم َن ا ْل َب ْح ِر إِ َلى‬ ‫السبلَِم إِلَى أ ْ‬


‫َن َي ْ‬ ‫ٍّيق‪َ ,‬و َكثَْرةُ َّ‬ ‫َّام ِو ٍّ‬
‫الصد ُ‬ ‫ق ِفي أَي ِ‬ ‫ش ِر ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اآليات (‪ُ " - )ٛ-ٚ‬ي ْ‬
‫الني ِر إِلَى أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬
‫ض‪".‬‬ ‫ا ْل َب ْح ِر‪َ ,‬و ِم َن َّ ْ‬
‫ض َم ِح َّل‬
‫ٍّيق = يظير عمؿ نعمة اهلل فيو‪ .‬وسيستمر ىذا إلى نياية العالـ حيف َي ْ‬ ‫الصد ُ‬ ‫ق ٍّ‬ ‫ش ِر ُ‬‫تحت ممؾ المسيح ُي ْ‬
‫ا ْلقَ َم ُر‪ .‬وسيمتد ممؾ المسيح إلى كؿ العالـ (مت‪.)ٕٓ2ٕٛ‬‬

‫يش َوا ْل َج َزِائ ِر ُي ْر ِسمُ َ‬


‫اب‪ُ .‬ممُو ُك تَْر ِش َ‬ ‫َى ُل ا ْلبٍّري ِ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ون‬ ‫ون الت َر َ‬
‫س َ‬‫اؤهُ َي ْم َح ُ‬
‫َع َد ُ‬
‫َّة‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ام ُو تَ ْجثُو أ ْ َ‬ ‫َم َ‬‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َ‬
‫ون َى ِديَّ ًة‪".‬‬ ‫شبا و ٍ‬ ‫ِ‬
‫ٍّم َ‬
‫س َبأ ُيقَد ُ‬
‫تَ ْقد َم ًة‪ُ .‬ممُو ُك َ َ َ َ‬
‫ربما حدث ىذا جزئياً مع سميماف حيث أتت لو ممكة سبأ‪ .‬ولكنو لـ يحدث حقيقة سوى مع المسيح‬
‫اب = ىذه عقوبة كؿ معاند لممسيح‬
‫ون الت َر َ‬
‫س َ‬‫(فئٔ‪ .)ٔٓ2ٕ،‬والمجوس أتوا وسجدوا لو رم اًز لكؿ األمـ‪َ .‬ي ْم َح ُ‬

‫‪215‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫الممؾ وىي عقوبة إبميس (تؾٖ‪.)ٔٗ2‬‬

‫س ِك َ‬ ‫ِ‬ ‫ستَِغ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ َّ‬ ‫ُمِم تَتَ َعب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٔٔ‬
‫ين‬ ‫يث‪َ ,‬وا ْلم ْ‬ ‫ير ا ْل ُم ْ‬
‫َّد لَ ُو‪ .‬ألَن ُو ُي َن ٍّجي ا ْلفَق َ‬ ‫س ُج ُد لَ ُو ُكل ا ْل ُممُوك‪ُ .‬كل األ َ‬
‫اآليات (ٔٔ‪َ " - )ٖٔ-‬وَي ْ‬
‫س‪ ,‬وي َخمٍّص أَ ْنفُس ا ْلفُقَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِف ُ‬ ‫إِ ْذ الَ ُم ِع َ‬
‫ين َوا ْل َبائ ِ َ ُ ُ‬
‫ٖٔ‬
‫اء‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق َعمَى ا ْلم ْ‬ ‫ين لَ ُو‪ُ .‬ي ْ‬
‫اء = ىـ الذيف افتقروا إلى معرفة اهلل‬ ‫لماذا يسجد لو األمـ؟ ىو نجاىـ كمساكيف مف يد إبميس الذي ظمميـ‪ .‬ا ْلفُقَر ِ‬
‫َ‬
‫إذ أعمى إبميس الظالـ عيونيـ عف معرفتو‪.‬‬

‫يو ِم ْن‬
‫يش ويع ِط ِ‬ ‫ِ ٘ٔ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُي ْم‪َ ,‬وُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم في َع ْي َن ْيو‪َ .‬وَيع ُ َ ُ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗٔ ِ‬
‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔ٘-‬م َن الظ ْمم َوا ْل َخ ْطف َي ْفدي أَ ْنفُ َ‬
‫َجمِ ِو َد ِائ ًما‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ُي َب ِ‬
‫ارُك ُو‪".‬‬ ‫صمٍّي أل ْ‬ ‫َذ َى ِب َ‬
‫ش َبا‪َ .‬وُي َ‬
‫ىنا نجد صورة كاممة لعمؿ المسيح الفدائي‪ .‬فيو مات ليفدي اإلنساف مف ظمـ إبميس الذي خطفو‪ ،‬وينقذنا مف يده‬
‫القوية‪ .‬وىو عمؿ ىذا ألف اإلنساف عزيز لديو = َوُي ْك َرُم َد ُم ُي ْم ِفي َع ْي َن ْي ِو‪ .‬فيو لـ يقبؿ أف يسفؾ دـ اإلنساف‬
‫يش‪ .‬ليعطي حياة لشعبو‪ .‬ولذلؾ حيف شعر‬ ‫وييمؾ أبدياً لذلؾ مات عنا‪ .‬ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ قاـ= َوَي ِع ُ‬
‫اإلنساف أف المسيح فداه أكرـ اإلنساف المسيح بعطاياىـ‪ ،‬ولـ يبخموا عميو بأغمى ما عندىـ وىو َذ َى ِب َ‬
‫ش َبا =‬
‫ولكف ىؿ المسيح ينقصو الماؿ ليفرح بالذىب‪ .‬ىذا الذىب يرمز لمحياة السمائية التي يحياىا المؤمنوف وىذه ىي‬
‫َجمِ ِو َد ِائ ًما = يتشفعوف بدمو كؿ حياتيـ‪.‬‬
‫صمٍّون أل ْ‬
‫العطايا التي تفرح قمب المسيح‪ .‬وىؤالء المؤمنيف السماوييف ُي َ‬
‫أما ىذه بالنسبة لسميماف فتفيـ أف شعبو كاف يصمي ألجمو ليعطيو اهلل حكمة‪ .‬وبالنسبة لممسيح فصمواتنا لآلب ال‬
‫تقبؿ سوى باسـ المسيح "تختـ الصبلة الربية بيذا بالمسيح يسوع ربنا"‪.‬‬

‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة‬ ‫ال‪ .‬تَتَ َم َاي ُل ِم ْث َل لُ ْب َن َ‬


‫ان ثَ َم َرتُ َيا‪َ ,‬وُي ْزِى ُر َ‬ ‫ض ِفي ُر ُؤ ِ‬
‫وس ا ْل ِج َب ِ‬ ‫ون ُح ْف َن ُة ُب ّر ِفي األ َْر ِ‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٔٙ‬تَ ُك ُ‬
‫ض‪".‬‬ ‫ِم ْث َل ُع ْ‬
‫ش ِب األ َْر ِ‬
‫ىنا تصوير رائع لنمو الكنيسة جسد المسيح‪ ،‬صوره المرنـ بزيادة الثمار والقمح‪ُ .‬ح ْف َن ُة ُب ّر = كممة ُبر معناىا قمح‬
‫وىكذا ترجمت في اإلنجميزية (راجع شرح مز٘‪ .)ٖٔ2ٙ‬فحينما تزرع حفنة قمح في األرض في رؤوس الجباؿ‬
‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة‪ .‬فالتصوير‬ ‫تكوف ثمارىا بوفرة = تَتَ َم َاي ُل ِمثْ َل لُ ْب َن َ‬
‫ان ثَ َم َرتُ َيا‪ .‬بؿ أف الشعب أيضاً سيزداد= َوُي ْزِى ُر َ‬
‫ىنا أف مممكة سميماف ستنمو وتزدىر بالسكاف وبالشبع‪ .‬فالذي تزرعو عمى رؤوس الجباؿ ال يتوقع أف يأتي‬
‫بالكثير لكننا نجده ىنا يثمر بكثرة‪ ،‬بؿ سيكوف كغابة في لبناف بكثافتيا وطوؿ أشجارىا وكؿ ىذا مف حفنة قمح‪.‬‬
‫وفي ىذا إشارة لنمو كنيسة المسيح التي بدأت بدفف حبة الحنطة (المسيح نفسو) (يؤٕ‪ .)ٕٗ2‬ثـ حفنة القمح أي‬
‫الرسؿ وحاالً إبيضت الحقوؿ ودخؿ المؤمنيف مف كؿ العالـ إلى جباؿ الكنيسة العالية التي كانت قف اًر فامتؤلت‬
‫ض وشبييـ بالعشب‬ ‫ون ِم َن ا ْل َم ِدي َن ِة ِمثْ َل ُع ْ‬
‫ش ِب األ َْر ِ‬ ‫ثما اًر‪( .‬يوٗ‪ + ٖ٘2‬مت‪ )ٖٚ2ٜ‬وعدد المؤمنيف يزداد= َوُي ْزِى ُر َ‬
‫لخضرتيـ أي حيويتيـ ونضارتيـ‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والطبعون)‬

‫ُمِم األ َْر ِ‬ ‫س يمتَد اسم ُو‪ ,‬ويتَبارُك َ ِ‬ ‫اس ُم ُو إِلَى الد ْ‬
‫ون ِبو‪ُ .‬كل أ َ‬ ‫الش ْم ِ َ ْ‬
‫َّام َّ‬
‫َّى ِر‪ .‬قُد َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ض ُيطَ ٍّوُبوَن ُو‪".‬‬ ‫ُْ ََ َ َ‬ ‫ون ْ‬
‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬ي ُك ُ‬
‫كنيستو ستستمر لؤلبد طالما كانت الشمس موجودة‪ ،‬وفي كنيستو يتمجد اسمو‪.‬‬

‫اس ُم َم ْج ِد ِه إِلَى الد ْ‬


‫َّى ِر‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ِ َّ ,‬‬
‫س َرِائ َ‬
‫لو إِ ْ‬
‫الرب اهللُ إِ ُ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫ب َو ْح َدهُ‪َ .‬و ُم َب َار ٌك ْ‬
‫الصانعُ ا ْل َع َجائ َ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٜٔ-ٔٛ‬م َب َار ٌك َّ‬
‫آمي َن ثُ َّم ِ‬
‫ض ُكميا ِم ْن م ْج ِد ِه‪ِ .‬‬ ‫ِ‬
‫ين‪".‬‬‫آم َ‬ ‫َ‬ ‫َوْلتَ ْمتَم ِئ األ َْر ُ َ‬
‫الكنيسة مع المرنـ تعطي المجد لفادييا إلى األبد‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والسبعون‬

‫في (ٕأي‪ ) ٖٓ2ٕٜ‬نسمع عف أنيـ يسبحوف بكبلـ داود وأساؼ الرائي‪ .‬وأساؼ ىو واضع كممات ىذا المزمور‬
‫والعشرة مزامير التالية‪.‬‬
‫موضوع المزمور ىو المشكمة أو السؤاؿ الذي يواجو كثيريف (ار ٕٔ ‪ + ٖ-ٔ 2‬سفر ايوب كمو) مف أوالد اهلل‬
‫"لماذا تنجح وتزدىر حياة األشرار" والمقصود طبعاً نجاحيـ المادي بينما ىـ متكبروف‪ .‬وعمى الصعيد اآلخر نجد‬
‫أف أوالد اهلل يتألموف‪ .‬والمزمور يضع النقاط التالية كحؿ‪2‬‬
‫نجاح األشرار ىو نجاح وقتي‪ .‬فالشرير المتكبر البد وسيدركو سخط اهلل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قد يكوف نجاحيـ مستم اًر حتى موتيـ ولكف ىناؾ دينونة أبدية تنتظرىـ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلنساف البار سيكتشؼ أف فرحو الحقيقي ليس في النجاح الزمني‪ ،‬بؿ في أف لو شركة شخصية مع اهلل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫لذلؾ ال ينبغي أف يغار أحد مف نجاح األشرار‪.‬‬

‫اي‪ .‬لَ ْوالَ َقمِي ٌل لََزلِقَ ْت‬


‫اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ‬ ‫اء ا ْل َق ْم ِب‪ .‬أ َّ‬
‫َما أََنا فَ َك َ‬
‫ٕ‬ ‫يل‪ ,‬ألَ ْن ِقي ِ‬
‫َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِإل ْ‬ ‫صال ٌح اهللُ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬إِ َّنما ِ‬
‫َ َ‬
‫ش َر ِ‬ ‫إِ ْذ َأر َْي ُ‬ ‫ت ِم َن ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬
‫ط َو ِاتي‪ .‬أل ٍَّني ِغ ْر ُ‬
‫ٖ‬
‫ار‪".‬‬ ‫سبلَ َم َة األَ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ين‪,‬‬ ‫َخ َ‬
‫اد ْت تَ ِزل‬ ‫صالِ ٌح اهللُ = ىذه العبارة اإليجابية تدؿ عمى عدـ وجود شؾ في ذىف المرنـ اآلف‪ .‬أ َّ‬
‫َما أََنا فَ َك َ‬ ‫إِ َّن َما َ‬
‫اي = ىذه تدؿ عمى وقت سابؽ أوشؾ فيو أف ينحرؼ عف طريؽ الثقة المتجية هلل‪ .‬وذلؾ بسبب نجاح‬ ‫قَ َد َم َ‬
‫اء ا ْل َق ْم ِب = سبب تجربتو التي‬ ‫يل ألَ ْن ِقي ِ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫المتكبريف وسبلمة األشرار وربما تعني ىذه البداية إِنَّما ِ‬
‫َ‬ ‫صال ٌح اهللُ ِإل ْ‬
‫َ َ‬
‫كاف سيسقط فييا‪ ،‬فيو يؤمف أف اهلل صالح‪ ،‬وخيراتو إلسرائيؿ ال يشكؾ فييا أحد‪ ،‬وكوف أف اهلل يكافئ أنقياء‬
‫القمب فيذا مؤكد‪ .‬ولكف المرنـ ينظر إلى حالو‪ ،‬فيجد أنو يعاني مف مشاكؿ كثيرة‪ .‬بينما األشرار في سبلـ‪ .‬وىنا‬
‫حارب بيا معظـ أوالد اهلل وىي أف اهلل فعبلً صالح لكؿ الكنيسة فيـ أنقياء أتقياء إنما‬
‫تثور تجربة مشيورة جداً ُي َ‬
‫اهلل ال يحبني أنا بالذات لذلؾ فيو ال يعطيني النجاح‪ ،‬ومثؿ ىذه المشاعر ما ىي سوى أفكار خاطئة يستغميا‬
‫إبميس دائماً في حربو ضد اإلنساف ليشعر بم اررة تجاه اهلل الذي يحب كؿ إسرائيؿ (الكنيسة) وال يحبو ىو‬
‫اد ْت تَ ِزل قَ َد َم َ‬
‫اي = األفكار ىاجمتو بشدة حتى كاد يسقط ويصدؽ ما ال يميؽ عف اهلل‪.‬‬ ‫َما أََنا فَ َك َ‬
‫شخصياً‪ .‬أ َّ‬

‫ش ِر الَ‬
‫اس‪َ ,‬و َمعَ ا ْل َب َ‬ ‫سوا ِفي تَ َع ِب َّ‬
‫الن ِ‬ ‫٘‬
‫س ِم ٌ‬
‫ين‪ .‬لَ ْي ُ‬ ‫س ُم ُي ْم َ‬
‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ألَنَّ ُو لَ ْيس ْت ِفي موِت ِيم َ ِ‬
‫ش َدائ ُد‪َ ,‬و ِج ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬
‫ون‪".‬‬
‫ص ُاب َ‬
‫ُي َ‬
‫ما جعؿ المرنـ يغار مف األشرار أنيـ غارقوف في الخيرات حتى ساعة موتيـ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫الش ْحِم‪ .‬جاوُزوا تَصور ِ‬


‫سوا َكثَْو ٍب ظُ ْم َم ُي ْم‪َ ٚ .‬ج َحظَ ْت ُع ُيوُن ُي ْم ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ِٙ‬‬
‫ات‬‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬لذل َك تَ َقمَّ ُدوا ا ْلك ْب ِرَي َ‬
‫اء‪ .‬لَ ِب ُ‬
‫ا ْل َق ْم ِب‪".‬‬
‫طوؿ أناة اهلل عمييـ كانت لكي يتوبوا‪ ،‬ولكنيـ استيتروا وتكبروا وظمموا الناس‪.‬‬

‫السم ِ‬
‫اء‪,‬‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫اىيم ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْو‬ ‫ف‬‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫‪ٜ‬‬
‫‪.‬‬‫ون‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫الشٍّر ظُ ْمما‪ِ .‬م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ون َوَيتَ َكمَّ‬
‫َ‬ ‫ئ‬
‫ُ‬‫ز‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫‪ٛ‬‬
‫اآليات (‪" - )ٜ-ٛ‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض‪".‬‬‫شى ِفي األ َْر ِ‬ ‫َوأَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ‬
‫ون = كأنيـ في تعاليميـ يتكمموف مف العبلء‪،‬‬ ‫في كبريائيـ استيزئوا بكؿ شئ‪ ،‬وظمموا األبرياء‪ِ .‬م َن ا ْل َعبلَ ِء َيتَ َكمَّ ُم َ‬
‫اء = بؿ ىـ تكمموا‬ ‫السم ِ‬ ‫أو ىـ تصوروا أف ليـ سمطاف سمائي‪ ،‬بؿ ىـ أعمى مف اآلخريف‪ .‬جعمُوا أَفْو َ ِ‬
‫اى ُي ْم في َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ض= كبلميـ الظالـ عف الناس واشاعاتيـ المغرضة وافتراءاتيـ انتشرت‬ ‫شى ِفي األ َْر ِ‬ ‫عمى اهلل نفسو‪ .‬أَْل ِس َنتُ ُي ْم تَتَ َم َّ‬
‫فموثوا سمعة األبرياء‪.‬‬

‫ون ِم ْن ُي ْم‪".‬‬
‫اه ُم ْر ِوَي ٍة ُي ْمتَص َ‬
‫شعب ُو إِلَى ُى َنا‪ ,‬و َك ِمي ٍ‬
‫َ َ‬
‫ٓٔ ِ ِ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬لذل َك َي ْرجعُ َ ْ ُ‬
‫ىو ال حظ نجاح األشرار بالرغـ مف كبريائيـ‪ ،‬وقارف ىذا مع حالتو التعيسة‪ ،‬بؿ حالة كثير مف األبرار فيـ‬
‫ش ْع ُب ُو إِلَى ُى َنا = بسبب ىذه المقارنة يرجع األبرار إلى طريؽ الشر‪،‬‬ ‫ذل َك َي ْرجعُ َ‬ ‫متألموف بالرغـ مف قداستيـ‪ِ .‬ل ِ‬
‫يغوييـ إبميس أف طريؽ االشرار ىو طريؽ النجاح‪ .‬أو تفيـ اآلية أنيـ يرجعوف إلى نفس ما وصمت إليو وىو‬
‫الخصومة مع أحكاـ اهلل والشكوى مف أنيا غير عادلة‪ .‬والسبب اآلالـ التي تصيبيـ وكانت ليـ مثؿ كأس مروية‬
‫ون ِم ْن ُي ْم = منيـ عائدة عمى األبرار المتألميف الذي عمييـ أف يمتصوا‬ ‫عمييـ أف يتجرعوىا إلى نيايتيا وُي ْمتَص َ‬
‫اه ُم ْر ِوَي ٍة ‪ ،‬وفي‬
‫مياه اآلالـ حتى آخرىا‪ ،‬حتى آخر نقطة ‪ .‬او اف االبرار الذيف انخدعوا سيمتصوف الشرور َك ِمي ٍ‬
‫َ‬
‫ون عائدة عمي المياه و ِم ْن ُي ْم عائدة عمي االبرار الذيف انخدعوا وتصوروا اف الشرور‬
‫ىذا التفسير تصير ُي ْمتَص َ‬
‫سوؼ تروييـ ‪.‬‬

‫ف َي ْعمَ ُم اهللُ؟ َو َى ْل ِع ْن َد ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة؟ »"‬ ‫ٔٔ‬


‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬وقَالُوا « َك ْي َ‬
‫ف َي ْعمَ ُم اهللُ = اهلل لف يعمـ بما نفعمو‪ .‬وقد يكوف ىذا تساؤؿ األبرار وىـ في آالميـ َو َى ْل ِع ْن َد‬ ‫األشرار قَالُوا َك ْي َ‬
‫ا ْل َعمِ ٍّي َم ْع ِرفَ ٌة = ىؿ يعرؼ اهلل حقاً اآلالـ التي نعاني منيا‪.‬‬

‫ت َق ْم ِبي‬ ‫ون ثَْرَوةً‪َ .‬حقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ‬ ‫َّى ِر ُي ْك ِث ُر َ‬


‫ين إِلَى الد ْ‬ ‫شرار‪ ,‬ومستَ ِر ِ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ُ ٕٔ" - )ٔ٘-‬ىوَذا ُ ِ‬
‫ٖٔ‬
‫يح َ‬ ‫ىؤالَء ُى ُم األَ ْ َ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬وتَأَد َّْب ُ‬ ‫النقَ َاوِة َي َد َّ‬
‫ت ِب َّ‬ ‫ِ‬
‫ت ُك َّل َ‬
‫٘ٔ‬ ‫ٗٔ‬
‫ت‬
‫ٍّث ى َك َذا‪ ,‬لَ َغ َد ْر ُ‬ ‫ُحد ُ‬ ‫ت أَ‬‫اح‪ .‬لَ ْو ُق ْم ُ‬ ‫ص َب ٍ‬ ‫ت ُم َ‬
‫ي‪َ .‬و ُك ْن ُ‬ ‫س ْم ُ‬
‫َباطبلً َو َغ َ‬
‫يك‪".‬‬‫يل َب ِن َ‬
‫ِب ِج ِ‬

‫اطبلً = إف كاف األمر ىكذا واألشرار في راحة فباطبلً كاف تعبي‬‫ت َق ْم ِبي ب ِ‬‫ىو رأى راحة األشرار فقاؿ َحقًّا قَ ْد َزَّك ْي ُ‬
‫َ‬
‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = حيف فكرت في ىذا‪ ،‬كاف ضميري يجمدني اليوـ كمو‪َ .‬وتَأَد َّْب ُ‬
‫ت‬ ‫ت ُم َ‬ ‫في طاعة وصية اهلل‪َ .‬و ُك ْن ُ‬

‫‪219‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫اح = الصباح يعني شروؽ الشمس‪ ،‬فاهلل لـ يكف يتركو ألفكاره السوداء حتى ال ييمؾ‪ ،‬بؿ كاف يشرؽ‬ ‫ُك َّل َ‬
‫ص َب ٍ‬
‫عميو بإجابات عف تساؤالتو‪ ،‬وىذه اإلجابات كانت تؤدبو كؿ صباح‪ .‬أو أف اآلية (ٗٔ) تفيـ ىكذا " لقَ ْد َزَّك ْي ُ‬
‫ت‬
‫النقَ َاوِة َي َد َّ‬
‫ت ِب َّ‬ ‫ِ‬
‫ي ومع ىذا لـ يتركني اهلل بؿ ظؿ يؤدبني كؿ صباح وظؿ اهلل سامحاً باآلالـ تقع‬ ‫َق ْم ِبي َباطبلً َو َغ َ‬
‫س ْم ُ‬
‫ص ًابا ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬وبالرغـ مف ىذه األفكار السوداوية عف حكمة اهلل وأنو سمح لو بأف‬ ‫ت ُم َ‬ ‫عمى اليوـ كمو= َو ُك ْن ُ‬ ‫ّ‬
‫ت ِب ِج ِ‬
‫يل‬ ‫ٍّث ى َك َذا لَ َغ َد ْر ُ‬
‫ُحد ُ‬
‫ت أَ‬
‫ُيظمـ‪ ،‬لـ يفتح فاه أماـ أحد بما كاف يجوؿ في خاطره حتى ال يشكؾ أحد= لَ ْو ُق ْم ُ‬
‫َب ِن َ‬
‫يك = وىذه نقطة إيجابية تحسب لممرنـ‪ ،‬أنو ال يريد أف يكوف سبب عثرة ألحد‪.‬‬

‫ب ِفي َع ْي َن َّي‪".‬‬ ‫ت َم ْع ِرفَ َة ى َذا‪ ,‬إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ‬


‫ص ْد ُ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٔٙ‬فمَ َّما قَ َ‬
‫ب ِفي َع ْي َن َّي = أي لـ يستطع أف يرى‪ ،‬فيي حكمة‬ ‫المرنـ حاوؿ أف يفيـ أسرار حكمة اهلل وتدابيره فقاؿ إِ َذا ُى َو تَ َع ٌ‬
‫عميقة ال يمكف أف ندركيا في ضوء المنطؽ اإلنساني الخافت‪ .‬واف لـ يكف ىناؾ حقاً عالـ آخر يشتد فيو الضوء‬
‫فنفيـ‪ ،‬لكاف تفسير كثير مف األحداث حقاً مؤلـ‪ .‬فوجود عالـ آخر يذىب إليو أوالد اهلل لمراحة يعطينا عزاء في‬
‫آالمنا‪ .‬وفي ىذا العالـ االخر سنفيـ ما لـ نستطع فيمو ىنا وسنرى ما صعب عمينا رؤيتو ىنا ونفيـ لماذا سمح‬
‫اهلل بيذا أو بذاؾ مف األحداث التي تحيط بنا (أشٗٔ‪ + ٖٔ2ٗٓ،‬رؤٔ‪.)ٖٙ-ٖٖ2‬‬

‫ت إِلَى ِ‬
‫آخ َرِت ِي ْم‪".‬‬ ‫ت مقَ ِادس ِ‬
‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬حتَّى َد َخ ْم ُ َ َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اهلل‪َ ,‬وا ْنتََب ْي ُ‬
‫نتصور أنو‬
‫َّ‬ ‫اهلل = يمكف فيميا أنيا السماء‪ ،‬فيناؾ سنرى نياية األشرار وأنيـ لـ يستفيدوا مف كؿ ما كنا‬ ‫مقَ ِادس ِ‬
‫َ َ‬
‫سبب سعادة ليـ‪ .‬وقد تكوف ىيكؿ اهلل عمي االرض وقد يكوف المقاء مع اهلل في اي مكاف بؿ االقرب اف ىذا‬
‫المكاف ىو قمبي وفي ىذا المقاء سنممس محبة اهلل العجيبة لنا و سنفيـ أف آالمنا التي سمح بيا اهلل ىي التي‬
‫أدبتنا كؿ صباح حتى تكوف نيايتنا ىنا في السماء‪ .‬ولنسأؿ أيوب اآلف‪ ،‬ىؿ لو عادت األياـ لموراء‪ ،‬أكنت ترفض‬
‫ىذه اآلالـ التي أتت بؾ لمسماء؟! ومقادس اهلل ال تعني فقط السماء بؿ عمى كؿ متسائؿ عف الحكمة اإلليية‬
‫عميو أف يطمع عمى الكتاب المقدس‪ ،‬عميو أف يصمي ويدخؿ إلى العمؽ وسيكتشؼ أف ممكوت اهلل ليس بعيداً‬
‫عنو‪ ،‬بؿ ىو في داخمو والكتاب المقدس سيؤكد لو نياية األشرار األليمة والروح القدس في داخمو سيؤكد لو نفس‬
‫الشئ فبدالً مف غيرتو مف األشرار سيشفؽ عمييـ‪.‬‬

‫اض َم َحموا‪,‬‬
‫اب َب ْغتَ ًة! ْ‬‫صاروا لِ ْم َخر ِ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٓ-ٔٛ‬حقًّا ِفي َم َزالِ َ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫َ‬ ‫ف َُ‬‫ار‪َ .‬ك ْي َ‬ ‫ق َج َع ْمتَ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬
‫اىي‪َ ٕٓ .‬ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ َيا َرب‪ِ ,‬ع ْن َد التََّيق ِظ تَ ْحتَ ِق ُر َخ َيالَ ُي ْم‪".‬‬
‫فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ‬
‫َ‬
‫ق ل ُي ْم = لقد انزلقوا فييا إلى دمارىـ (مثاؿ‪ 2‬الشواذ جنسياً كانوا يظنوف أنيـ يرضوف‬ ‫طرقيـ الشريرة كانت َم َزالِ َ‬
‫ار = قد يحدث ىذا ىنا عمى األرض‬ ‫َسقَ ْطتَ ُي ْم إِلَى ا ْل َب َو ِ‬
‫شيواتيـ ولكنيـ إنزلقوا إلى مرض خطير وىو اإليدز)‪ .‬أ ْ‬
‫اىي =‬ ‫وتكوف نياية الشرير رىيبة (أعٕٔ‪ )ٔٔ2ٖٔ + ٕٖ-ٕٔ2‬وتكوف سريعة بغتة (أعٓٔ‪ )٘2٘،‬فَ ُنوا ِم َن الدَّو ِ‬
‫َ‬
‫لقد سمح اهلل لشعب بابؿ أف ينقض عمى إسرائيؿ الخاطئة كالدواىي وسمح ألىؿ فارس أف ينقضوا عمى بابؿ أياـ‬

‫‪220‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫بيمشاصر المستبيح آلنية ىيكؿ الرب وكانوا كالدواىي أي المصائب‪َ .‬ك ُح ْمٍم ِع ْن َد التََّيق ِظ = حيف تنياؿ المصائب‬
‫عمى الشرير تكوف خيراتو السابقة كأنيا حمـ استيقظ منو‪ ،‬لقد مرت أيامو السعيدة سريعاً‪.‬‬

‫ت َك َب ِي ٍيم ِع ْن َد َك‪".‬‬ ‫ف‪ِ .‬‬


‫ص ْر ُ‬ ‫َع ِر ُ‬ ‫ت ِفي ُك ْم َيتَ َّي‪َ .‬وأََنا َبِم ٌ‬
‫يد َوالَ أ ْ‬
‫ٕٕ‬
‫سُ‬‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٕٕ-‬أل ََّن ُو تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي‪َ ,‬وا ْنتَ َخ ْ‬
‫ٕٔ‬

‫نرى ال مرنـ بعد أف أقنعو الروح القدس ببطبلف طريؽ الشر يعترؼ بغبائو حيف خاصـ اهلل بسبب نجاح األشرار‪.‬‬
‫يد‪ ..‬وَب ِي ٍيم‪ .‬ألنو لـ يستطع أف يفيـ أف أحكاـ اهلل ىي لخير أوالده وتذمر عمى اهلل=‬ ‫بؿ قاؿ عف نفسو أنو َبمِ ٌ‬
‫تَ َم ْرَم َر َق ْم ِبي = تمرد عمى أحكاـ اهلل وتذمر عمييا‪ .‬وما أجمؿ ىذه الصورة أف نفيـ أننا لف نفيـ أحكاـ اهلل ونترؾ‬
‫لو قيادة أمور حياتنا كما تترؾ البييمة نفسيا لقيادة قائد العربة وىي واثقة في حسف قيادتو‪ .‬بؿ انو في تمردنا‬
‫عمي اهلل نكوف كبييمة تعاند صاحبيا الذي يريد اف ياخذىا الي مرعي خصيب‪.‬‬

‫يني‪َ ,‬وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد تَأْ ُخ ُذ ِني‪".‬‬


‫ت ِبي ِدي ا ْليم َنى‪ِ ٕٗ .‬ب أْرِي َك تَي ِد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ٖٕ ِ‬
‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬ولك ٍّني َدائ ًما َم َع َك‪ .‬أ َْم َ‬
‫س ْك َ َ‬
‫لك ٍّني َد ِائ ًما َم َع َك = ىو كاف لو تساؤالت وصمت لحالة التمرد‬ ‫ما أنار لو الطريؽ انو لـ ينفصؿ عف اهلل= و ِ‬
‫َ‬
‫ت ِب َي ِدي ا ْل ُي ْم َنى‪..‬‬ ‫س ْك َ‬
‫والتذمر ولكنو لـ يشتكي إلنساف‪ ،‬بؿ اشتكى هلل في صمواتو‪ ،‬لذلؾ استجاب اهلل صمواتو= أ َْم َ‬
‫يني أي ىداه اهلل إلى الرأي واإلجابة التي مؤلت قمبو سبلماً وثقة في أحكاـ اهلل وعدلو‪َ .‬وَب ْع ُد إِلَى َم ْج ٍد‬ ‫ِب أْرِي َك تَي ِد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫تَأْ ُخ ُذني = ىذه تشير لمحياة في السماء بعد الموت في مجد‪ .‬وتشير إلى أف المرنـ بعد أف رأي عمؿ اهلل واقتنع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شعر بالحضور اإلليي والتصالح مع اهلل‪ .‬فنحف حينما نصطدـ باهلل ونتخاصـ معو نفقد الشعور بوجوده وسطنا‪.‬‬
‫ولكننا اآلف نراه باإليماف وسطنا ووسط كنيستو مجداً ليا‪ .‬وبعد ذلؾ في السماء سنكوف في مجده عياناً‪.‬‬

‫ض‪".‬‬‫ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ‬‫يد َ‬ ‫السم ِ‬


‫اء؟ َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ‬ ‫ٕ٘ ِ ِ‬
‫آية (ٕ٘) ‪َ " -‬م ْن لي في َّ َ‬
‫ض حيف شعر المرنـ باف الحضور‬‫ش ْي ًئا ِفي األ َْر ِ‬ ‫اء إال أنت (حسب اإلنجميزية) َو َم َع َك الَ أ ُِر ُ‬
‫يد َ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َم ْن لي في َّ َ‬
‫اإلليي عاد لو فعاد لو مجده وفرحو نطؽ بيذه اآلية الرائعة بأنو ال يريد شيئاً ال في السماء وال في األرض سوى‬
‫اهلل‪ ،‬اهلل وحده ىو الذي يشبعو‪.‬‬

‫آية (‪ٕٙ" - )ٕٙ‬قَ ْد فَ ِني لَ ْح ِمي وَق ْم ِبي‪ .‬ص ْخرةُ َق ْم ِبي وَن ِ‬
‫صي ِبي اهللُ إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىنا يتكمـ المرنـ كمف ال ييتـ حتى بنفسو‪ ،‬سبؽ ىو وقاؿ ال أريد شيئاً ما مما في السماء أو ما في األرض‪ .‬ال‬
‫أريد شيئاً سوى اهلل وحده‪ .‬واآلف نراه ال ييتـ بصحتو فيو واثؽ أنو حتى لو فَِن َي لَ ْح ِمو (جسده) َوَق ْم ِبو (مشاعره‬
‫ص ْخ َرةُ َق ْم ِبو ‪ ،‬وىو يسنده ميما كانت اآلالـ الجسدية أو النفسية‪.‬‬ ‫وحالتو النفسية وعواطفو) فاهلل سيشدده‪ .‬اهلل َ‬

‫َما أََنا فَاالق ِْتراب إِلَى ِ‬


‫ون‪ .‬تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك‪ .‬أ َّ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٛ-ٕٚ‬أل ََّن ُو ُى َوَذا ا ْل ُب َع َد ُ‬
‫اء َع ْن َك َي ِب ُ‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫اهلل‬ ‫َ ُ‬ ‫يد َ‬
‫ص َن ِائ ِع َك‪".‬‬ ‫ب َم ْم َجِإي‪ ,‬أل ْ‬
‫ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل َ‬ ‫الر ٍّ‬‫الس ٍّي ِد َّ‬ ‫س ٌن لِي‪َ .‬ج َع ْم ُ‬
‫ت ِب َّ‬ ‫َح َ‬

‫‪221‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والطبعون)‬

‫إف كاف اهلل ىو صخرة تسند مف يقترب منو‪ ،‬فماذا يكوف حاؿ البعداء‪ .‬بالتأكيد ىـ يبيدوف إذ ال أحد يسندىـ حيف‬
‫تياجميـ الضيقات الجسدية أو النفسية بؿ أف اهلل يكوف ضدىـ= تُ ْيمِ ُك ُك َّل َم ْن َي ْزِني َع ْن َك = الزنا ىنا ىو‬
‫االلتصاؽ بآخر واالنفصاؿ عف اهلل‪ .‬وىذا سوؼ ييمكو اهلل فيو إلو غيور‪ .‬لذلؾ كاف قرار المرنـ النيائي=‬
‫س ٌن ِلي= لقد بدأ مزموره بالتساؤؿ واآلف وصؿ لمقرار الصحيح‪ .‬بؿ في ثقة يقوؿ أل ْ‬
‫ُخ ِب َر ِب ُك ٍّل‬ ‫ِ‬
‫اب إِلَى اهلل َح َ‬
‫ِ‬
‫االقْت َر ُ‬
‫ص َن ِائ ِع َك = سيكوف شاىداً هلل عمى إحساناتو‪.‬‬‫َ‬

‫‪222‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والسبعون‬

‫ىو صرخة المرنـ يستنجد باهلل مف عدو دنس مقادس اهلل وىدـ معابده‪ .‬وىذا قد حدث حرفياً حيف دمرت بابؿ‬
‫دمر الشيطاف جسد اإلنساف‪.‬‬
‫ىيكؿ الرب في أورشميـ‪ ،‬ومعنوياً حيف َّ‬
‫عنواف المزمور قصيدة ألساؼ‪ ،‬قد تعني [ٔ] أف أساؼ كتبو أياـ داود بروح النبوة عما سيحدث في سبي بابؿ‬
‫[ٕ] أف أحد أوالد أساؼ مف فرقتو قد كتبو بعد سبي بابؿ‪ ]ٖ[ .‬أف أحد األنبياء مثؿ أرمياء قد كتبو وسممو إلى‬
‫فرقة أساؼ إلنشاده‪.‬‬
‫ونحف نصمي بكممات ىذا المزمور نذكر كؿ كنيسة في محنة وكؿ نفس بشرية دمرىا إبميس‪.‬‬

‫ضتََنا َيا اَهللُ إِلَى األ ََب ِد؟ لِ َما َذا ُي َد ٍّخ ُن َغ َ‬
‫ض ُب َك َعمَى َغ َنِم َم ْر َع َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬لِ َما َذا َرفَ ْ‬
‫ٔ‬
‫اك؟"‬
‫ض‬
‫اهلل ال يرفض إال لو كانت ىناؾ خطية‪ ،‬ولكف حيف نرجع إليو يرجع إلينا بإحساناتو‪ .‬وقد يظير أف اهلل ي َرفَ ْ‬
‫لؤل ََب ِد = ولكف اهلل يؤدب حتى نتوب فيعود لنا بمراحمو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬


‫يراث َك‪َ ,‬ج َب َل ص ْي َي ْو َن ى َذا الَّذي َ‬
‫ٕ‬
‫ت‬‫س َك ْن َ‬ ‫اعتَ َك التي اقْتََن ْيتَ َيا ُم ْن ُذ ا ْلق َدم‪َ ,‬وفَ َد ْيتَ َيا س ْب َ َ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬ا ْذ ُك ْر َج َم َ‬
‫ِف ِ‬
‫يو‪".‬‬
‫يرِاث َك = يقصد ييوذا‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل بعد أف أخرج شعبو مف مصر صاروا خاصتو وشعبو الذي فداه وسكف وسطيـ‪ .‬س ْبطَ م َ‬
‫التي ميزىا اهلل بوجود الييكؿ وسط ىذا السبط‪.‬‬

‫س‪".‬‬ ‫َّة‪ .‬ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّم ا ْل َع ُدو ِفي ا ْل َم ْق ِد ِ‬


‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ارفَع َخطَو ِات َك إِلَى ا ْل ِخر ِب األَب ِدي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫َ‬
‫َّة ا ْل ُك َّل قَ ْد َحطَّ َم = لقد حطَّـ‬
‫طو ِات َك = تعاؿ سريعاً لترى كيؼ حوؿ األعداء ىيكمؾ المقدس إِلَى ِخر ِب أَب ِدي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْارفَ ْع َخ َ َ‬
‫العدو كؿ شئ‪ .‬ولقد دخؿ العدو لمم قادس التي ال يدخميا سوى رئيس الكينة وىذا ينطبؽ كما قمنا عمى النفس‬
‫البشرية التي بدالً مف أف يسكنيا اهلل دخميا إبميس وخربيا‪.‬‬

‫وك ِفي وس ِط معي ِد َك‪ ,‬جعمُوا آي ِات ِيم آي ٍ‬


‫ات‪".‬‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ‬
‫او ُم َ‬
‫ََ َ ْ َ‬ ‫َ َ ََْ‬
‫وك = دخؿ األعداء مقادسؾ بصيحات اليتاؼ كأنيـ قد انتصروا عميؾ ولـ يعمموا أف ىذا راجع‬ ‫او ُم َ‬ ‫قَ ْد َزْم َج َر ُمقَ ِ‬
‫س ِط‬ ‫ِ‬
‫ألنؾ تخميت عف المكاف‪ ،‬وألنؾ قدوس ال تقبؿ الخطية خاصة لو صدرت ىذه الخطية مف شعبؾ‪ .‬في َو َ‬
‫َم ْع َي ِد َك = كممة معيد ىي مكاف اجتماع شعبؾ في أصميا المغوي أو عمى الناس المجتمعيف أنفسيـ‪َ .‬ج َعمُوا‬
‫ات = عبلمات في وسط المكاف المقدس‬ ‫آي ِات ِيم = رموزىـ وراياتيـ ورموز أليتيـ في المكاف المقدس جعمُوىا آي ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫(دا ٔٔ‪.)ٖٔ2‬‬

‫‪223‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫او ِل‬ ‫ش ِات ِو َم ًعا ِبا ْلفُ ُؤ ِ‬


‫وس َوا ْل َم َع ِ‬ ‫شتَِب َك ِة‪َ .‬و َ‬
‫اآلن َم ْنقُو َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ش َج ِ‬
‫ار ا ْل ُم ْ‬ ‫ان َكأ ََّن ُو َر ِافعُ فُ ُؤ ٍ‬
‫وس َعمَى األَ ْ‬
‫٘‬
‫اآليات (٘‪َ " - )ٙ-‬ي َب ُ‬
‫َي ْك ِس ُر َ‬
‫ون‪".‬‬
‫ان = لقد كاف جنود بابؿ وىو يحطموف الييكؿ يظيروف أنفسيـ بكبرياء وفخر بما يعممونو‪ .‬لقد حطموا الخشب‬ ‫َي َب ُ‬
‫ش ِ‬
‫ات‬ ‫المنقوش والمطعـ وكاف آيةً في الجماؿ‪ ،‬كما يقطع قاطع األشجار بفأسو أشجار الغابة‪ ،‬لـ يرحموا َم ْنقُو َ‬
‫الييكل = الخشب المنقوش وىذا ما فعمتو الخطية باإلنساف الذي خمقو اهلل فكاف حسف جداً‪ ،‬وعمى صورة اهلل‪.‬‬

‫اس ِم َك‪ٛ .‬قَالُوا ِفي ُقمُوِب ِيم «لِ ُن ْف ِن َّ‬


‫ين ُي ْم‬ ‫س َك َن ْ‬ ‫سوا لِؤل َْر ِ‬
‫ض َم ْ‬ ‫النار ِفي م ْق ِد ِس َك‪َّ .‬‬
‫دن ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أَ ْطمَقُوا َ‬
‫ض‪".‬‬ ‫اهلل ِفي األ َْر ِ‬
‫اى ِد ِ‬
‫َحرقُوا ُك َّل مع ِ‬
‫ََ‬ ‫َم ًعا!»‪ .‬أ ْ َ‬
‫أحرقوا الييكؿ بعد أف دمروه‪ .‬وكاف ىدفيـ اإلفناء التاـ لمبشر والييكؿ‪.‬‬

‫آي ِات َنا الَ َن َرى‪ .‬الَ َن ِب َّي َب ْع ُد‪َ ,‬والَ َب ْي َن َنا َم ْن َي ْع ِر ُ‬
‫ف َحتَّى َمتَى‪".‬‬ ‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٜ‬‬
‫كانوا في ضيقاتيـ في القديـ يرسؿ اهلل ليـ نبياً يعزييـ‪ ،‬أما اآلف فبسبب خطاياىـ تركيـ اهلل ببل نبي وال رؤية وال‬
‫كممة تعزية‪.‬‬
‫اآليات السابقة أيضاً تشير لما فعمو الروماف بالييكؿ وبشعب الييود‪ ،‬وىـ اآلف ببل رؤية وال نبي‪ ،‬أي ىـ ال‬
‫يستطيعوف فيـ أف نبواتيـ وكتابيـ يشير لممسيح‪ ،‬ىـ في ظممة‪.‬‬

‫اس َم َك إِلَى ا ْل َغ َاي ِة؟ ٔٔلِ َما َذا تَُرد َي َد َك‬ ‫ين ا ْل َع ُدو ْ‬ ‫اوُم؟ َوُي ِي ُ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪َ ٔٓ" - )ٕٖ-‬حتَّى َمتَى َيا اَهللُ ُي َع ٍّي ُر ا ْل ُمقَ ِ‬
‫ت‬ ‫ٖٔ‬
‫ض‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫س ِط األ َْر ِ‬ ‫ص في َو َ‬
‫اع ُل ا ْل َخبلَ ِ ِ‬ ‫ْن‪ٕٔ .‬واهلل ممِ ِكي م ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ ,‬فَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ض ِن َك‪ .‬أَف ِ‬‫س ِط ِح ْ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ْج َيا م ْن َو َ‬ ‫َوَي ِمي َن َك؟ أ ْ‬
‫وس ِل ِوَياثَ َ‬
‫ِ ِ ٗٔ‬
‫اما‬
‫ط َع ً‬‫ان‪َ .‬ج َع ْمتَ ُو َ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫ضَ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت َر َ‬ ‫اه‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ين َعمَى ا ْلم َي‬ ‫وس التََّن ِان ِ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫س ْر َ‬‫ت ا ْل َب ْح َر ِبقَُّوِت َك‪َ .‬ك َ‬ ‫شقَ ْق َ‬ ‫َ‬
‫ضا‬‫الن َي ُار‪َ ,‬ولَ َك أ َْي ً‬ ‫ان‪ .‬لَ َك َّ‬‫‪ٔٙ‬‬
‫ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ‬
‫ت أَْن َي ًا‬‫َّس َ‬
‫ت َيب ْ‬ ‫س ْيبلً‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ت َع ْي ًنا َو َ‬ ‫َّر َ‬
‫ت فَج ْ‬
‫٘ٔ‬
‫َّة‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َى ِل ا ْلبٍّري ِ‬
‫مش ْع ِب‪ ,‬أل ْ َ‬ ‫لِ َّ‬
‫ت َخمَ ْقتَ ُي َما‪ٔٛ .‬اُ ْذ ُك ْر ى َذا‬ ‫ف َو ٍّ‬ ‫وم األ َْر ِ‬ ‫ت ُك َّل تُ ُخ ِ‬ ‫ور َو َّ‬ ‫المَّْي ُل‪ .‬أَ ْن َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اء أَ ْن َ‬
‫الشتَ َ‬ ‫الص ْي َ‬
‫ض‪َّ .‬‬ ‫ص ْب َ‬ ‫ت َن َ‬ ‫س‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫الش ْم َ‬ ‫ْت الن َ‬ ‫ت َى َّيأ َ‬
‫س‬ ‫يك الَ تَ ْن َ‬‫يع َب ِائ ِس َ‬ ‫ِ‬
‫امت َك‪ .‬قَط َ‬
‫ش َن ْفس يم ِ‬
‫سم ْم ل ْم َو ْح ِ َ َ َ َ‬
‫ان اسم َك‪ٜٔ .‬الَ تُ ٍّ ِ‬
‫َ‬ ‫َى َ ْ َ‬ ‫اىبلً قَ ْد أ َ‬‫شعبا ج ِ‬
‫ب‪َ ,‬و َ ْ ً َ‬ ‫الر َّ‬
‫َن ا ْل َع ُد َّو قَ ْد َعي ََّر َّ‬ ‫أ َّ‬
‫س ِح ُ‬ ‫َت ِم ْن م ِ‬ ‫َن م ْظمِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ٕٔ‬ ‫ِ ٕٓ‬
‫ازًيا‪.‬‬‫ق َخ ِ‬ ‫ساك ِن الظ ْمم‪ .‬الَ َي ْر ِج َع َّن ا ْل ُم ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫امتَؤل ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫ات األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫إلَى األ ََبد‪ .‬ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد‪ ,‬أل َّ ُ َ‬
‫ِ‬
‫اس َم َك‪.‬‬ ‫ا ْلفَ ِقير وا ْلب ِائ ِ‬
‫س ٍّب َحا ْ‬ ‫س ل ُي َ‬ ‫ُ َ َ ُ‬
‫او ِم َ‬‫يج ُمقَ ِ‬ ‫ض ِج َ‬ ‫َض َد ِاد َك‪َ ,‬‬ ‫َّاك ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬الَ تَ ْن َ‬ ‫اى ِل إِي َ‬ ‫اك‪ .‬ا ْذ ُكر تَع ِيير ا ْلج ِ‬ ‫قُ ْم َيا اَهللُ‪ .‬أ َِق ْم َد ْع َو َ‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٕ‬
‫يك‬ ‫ت أ ْ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫س َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬
‫اع َد َد ِائ ًما‪".‬‬‫الص ِ‬
‫َّ‬
‫ىي صرخة المرنـ حتى يقوـ اهلل ويخمص شعبو‪ .‬لِ َما َذا تَُرد َي َد َك و ِعي َن َك = لماذا ال تظير قوتؾ ضد أعدائؾ‪.‬‬
‫ض ِن َك = ىي صرخة العيد القديـ لتجسد المسيح يد اهلل وقوتو ليفني أعداء اإلنساف أي‬ ‫س ِط ِح ْ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ْج َو م ْن َو َ‬ ‫أْ‬
‫الشيطاف‪ .‬وىذا ما قالو القديس يوحنا " االبف الوحيد الذي ىو في حضف اآلب ىو خبر " ولقد انفتحت عينا‬

‫‪224‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والطبعون)‬

‫ت ا ْل َب ْح َر =‬‫شقَ ْق َ‬
‫ض َ‬ ‫س ِط األ َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫المرنـ ليرى خبلص المسيح‪ .‬فيو الممؾ منذ القدـ‪ ،‬ولكنو أتى ليفعؿ الخبلص في َو َ‬
‫ين عمَى ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬
‫اه = تشير ليبلؾ جيش فرعوف‪ .‬ولكف المسيح‬ ‫َ‬ ‫وس التََّنان ِ َ‬ ‫ت ُر ُؤ َ‬ ‫س ْر َ‬
‫تشير لشؽ البحر األحمر‪َ .‬ك َ‬
‫مش ْع ِب =‬ ‫اما لِ َّ‬ ‫بتجسده شؽ بحر الموت لنعبره آمنيف وكسر رؤوس إبميس لِ ِوَياثَ َ‬
‫ان = الحية المتحوية‪َ .‬ج َع ْمتَ ُو طَ َع ً‬
‫س ْيبلً = يمكف فيميا عف خروج الماء مف الصخرة‪ ،‬أو عف حموؿ‬ ‫ت َع ْي ًنا َو َ‬
‫َّر َ‬‫أي ىزمتو فصار طعاماً سيبلً فَج ْ‬
‫ان = إشارة لشؽ األردف واشارة النتياء سطوة أعداء أوالد اهلل واصعب‬ ‫ار َد ِائ َم َة ا ْل َج َرَي ِ‬
‫ت أَ ْن َي ًا‬
‫َّس َ‬
‫الروح القدس‪َ .‬يب ْ‬
‫اء = فاهلل ىو إلو الطبيعة‪ ،‬الكوف كمو تحت أمره‪ ،‬ىو‬ ‫ف َو ٍّ‬
‫الشتَ َ‬ ‫الن َي ُار‪ ..‬والمَّْي ُل‪َّ ..‬‬
‫الص ْي َ‬ ‫االعداء ىو الموت‪ .‬لَ َك َّ‬
‫خمقو وأعطاه دورتو‪ ،‬وىو يحكـ تعاقب الميؿ والنيار والصيؼ والشتاء‪ ،‬والمقصود أنت يا رب قوتؾ ظاىرة دائماً‪،‬‬
‫كؿ شئ تحت سمطانؾ فإسمح وتدخؿ وال تتركنا‪ ،‬وكما أنؾ أميف في وعودؾ في تتالي الميؿ والنيار‪ ،‬وطموع‬
‫وشتاء‬
‫ً‬ ‫الشمس عمينا كؿ يوـ‪ ،‬فبل تتركنا في يد أعدائنا‪ .‬إال أف ىذه ليا تفسير رمزي فما قبؿ المسيح كاف ليبلً‬
‫س ‪ ،‬وتحولت البرودة الروحية إلى ح اررة‬ ‫ور َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫ْت الن َ‬
‫ت َى َّيأ َ‬
‫بارداً‪ .‬وبعد المسيح أشرؽ نور شمس البر= أَ ْن َ‬
‫يك =‬‫يع َب ِائ ِس َ‬ ‫ِ‬ ‫صيؼ روحي‪ .‬وفي (‪ )ٔٛ‬ا ْلع ُدو= إبميس وىو نفسو الوحش في (‪َ )ٜٔ‬ن ْفس يم ِ‬
‫امت َك = الكنيسة قَط َ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ ّ‬
‫َن م ْظمِم ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيـ قطيع يساؽ لمذبح دائماً‪ ،‬مساكيف بالروح ا ْنظُ ْر إلَى ا ْل َع ْيد = الذي تعيدت بو ألبائنا وأنقذ شعبؾ أل َّ ُ َ‬
‫ض = األماكف المظممة في األرض‪ ،‬أماكف الشر وىي كثيرة قد امتؤلت مف مساكف الظمـ أي الظالميف‬ ‫األ َْر ِ‬
‫المتوحشيف إبميس ومف يتبعو واهلل ال يترؾ المنسحؽ أبداً‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والسبعون‬

‫ىو مزمور تسبحة هلل العادؿ القدوس‪ ،‬ونجد فيو إيماناً بالحياة األبدية لمصديؽ (‪ )ٔٓ-ٜ‬ونرى فيو عقوبة األشرار‬
‫وأنيـ لـ يستفيدوا مف شرورىـ (‪.)ٛ‬‬
‫يقوؿ بعض المفسريف أف مرتؿ المزمور ىو داود حيف اعتمى العرش بعد موت شاوؿ‪.‬‬

‫ون ِب َع َج ِائ ِب َك‪".‬‬


‫يب‪ُ .‬ي َح ٍّدثُ َ‬‫اس ُم َك قَ ِر ٌ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ن ْح َم ُد َك‪َ ,‬يا اَهللُ َن ْح َم ُد َك‪َ ,‬و ْ‬
‫اس ُم َك قَ ِر ٌ‬
‫يب = االسـ يعبر عف الشخص‪ ،‬واهلل‬ ‫تكرار كممة َن ْح َم ُد َك تعبر عف قمب يشعر بإحسانات اهلل بعمؽ‪َ .‬و ْ‬
‫ون ِب َع َج ِائ ِب َك‪.‬‬
‫قريب جداً لكؿ الذيف يدعونو وأعمالو ظاىرة= ُي َح ٍّدثُ َ‬

‫ات أَق ِ‬
‫ادا‪ .‬أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (ٕ) ‪« " -‬أل ٍَّني أ َ‬
‫ٕ‬
‫ْضي‪".‬‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫يع ً‬
‫ُع ٍّي ُن م َ‬
‫ِ‬
‫ادا = ىنا اهلل ىو المتكمـ وىو الذي حدد ميعاد لنياية آالـ داود ثـ ارتقائو العرش‪ ،‬وحدد ميعاداً‬ ‫يع ً‬ ‫أل ٍَّني أ َ‬
‫ُع ٍّي ُن م َ‬
‫ْضي = اهلل المتكمـ أيضاً فميس غيره يقضي‬ ‫ات أَق ِ‬
‫لدينونة شاوؿ وحدد ميعاد الدينونة األبدية‪ .‬أََنا ِبا ْلمستَ ِقيم ِ‬
‫ُ ْ َ‬
‫بالعدؿ‪ .‬ولكف أحكامو تأتي في مؿء الزماف‪.‬‬

‫َع ِم َدتَ َيا‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫تأْ‬‫س َّك ِان َيا‪ .‬أََنا َو َزْن ُ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ذ َاب ِت األ َْر ُ‬
‫ض َو ُكل ُ‬
‫ٖ‬

‫س َّك ِان َيا = فاألرض‬ ‫حينما يقوؿ اهلل أنا أقضي بالمستقيمات‪ .‬يذوب األشرار في األرض خوفاً= َذ َاب ِت األ َْر ُ‬
‫ض َو ُكل ُ‬
‫َع ِم َدتَ َيا = في السبعينية شددت أعمدتيا‪ .‬فاهلل‬ ‫تأْ‬ ‫ستزوؿ ىي ومف عمييا في ىذا اليوـ (رؤ‪ .)ٔٚ-ٔٗ2ٙ‬أََنا َو َزْن ُ‬
‫ضابط الكؿ يثبت األرض حينما يشاء ويجعميا تذوب أماـ جبروتو حينما يشاء‪.‬‬

‫ار‪ ,‬الَ تَْرفَ ُعوا قَ ْرًنا‪ .‬الَ تَْرفَ ُعوا إِلَى ا ْل ُعمَى قَ ْرَن ُك ْم‪ .‬الَ‬ ‫ين الَ تَ ْفتَ ِخ ُروا‪َ .‬ولِؤلَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ت لِ ْم ُم ْفتَ ِخ ِر َ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫اآليات (ٗ‪ُ " - )٘-‬ق ْم ُ‬
‫صمٍّ ٍب»‪".‬‬‫تَتَ َكمَّ ُموا ِب ُع ُنق ُمتَ َ‬
‫صمٍّ ٍب‪ .‬فتصمب الرقبة‬
‫نصيحة مف اهلل عمى فـ داود لكؿ متكبر حتى ال يفتخر بقوتو= قَ ْرًنو وال يعاند= ُعنُق ُمتَ َ‬
‫دليؿ عمى الجبروت‪ .‬ورفع القرف عند الحيواف إشارة لمقتاؿ‪.‬‬

‫لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ‬‫ال‪ٚ .‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬أل ََّن ُو الَ ِم َن ا ْل َم ْ‬
‫ق َوالَ م َن ا ْل َم ْغ ِر ِب َوالَ م ْن َبٍّريَّة ا ْل ِج َب ِ َ‬
‫ش ِر ِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫اضي‪ .‬ى َذا‬ ‫َ َ‬
‫ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو‪".‬‬
‫َي َ‬
‫لك َّن اهلل ُىو ا ْلقَ ِ‬
‫ق والَ ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب‪ ..‬و ِ‬ ‫القضاء ومصير اإلنساف ال يحدده أحد في األرض الَ ِم َن ا ْل َم ْ‬
‫اضي‪ .‬ى َذا‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر ِ َ‬
‫ض ُع ُو َوى َذا َي ْرفَ ُع ُو (لؤ‪ .)ٖ٘-٘ٔ2‬واهلل ألنو عادؿ فيو يضع الظالـ ويرفع المظموـ (مز‪.)ٚ2ٖٔٔ،ٛ‬‬ ‫َي َ‬

‫‪226‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والطبعون)‬

‫شرابا مم ُزوجا‪ .‬و ُىو يس ُكب ِم ْنيا‪ِ .‬‬


‫لك ْن َع َك ُرَىا‬ ‫ِ‬ ‫َن ِفي َي ِد َّ‬ ‫آية (‪ٛ" - )ٛ‬أل َّ‬
‫ْسا َو َخ ْم ُرَىا ُم ْختَم َرةٌ‪َ .‬مآلن ٌة َ َ ً َ ْ ً َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ب َكأ ً‬ ‫الر ٍّ‬
‫ار األ َْر ِ‬
‫ض‪".‬‬ ‫ش َر ِ‬
‫ش َرُب ُو ُكل أَ ْ‬
‫َي َمص ُو‪َ ,‬ي ْ‬
‫كاف األنبياء العبرانيوف‪ ،‬عندما يصفوف اإلجراء العادؿ هلل ضد األشرار‪ ،‬غالباً يستخدموف استعارة مفادىا أف اهلل‬
‫يقدـ لمشعوب واألمـ ولؤلشرار كأس خمر كميا م اررة والبد سيشربونيا حتى الثمالة (مزٓ‪ + ،ٖ2ٙ‬أرٕ٘‪+ ٔ٘2‬‬
‫أشٔ٘‪ + ٔٚ2‬حزٖٕ‪ )ٖٗ-ٖٕ2‬بؿ اآلالـ عموماً تشبو بكأس (مزٖ‪ + ٔٓ2ٚ‬لوٕٕ‪ .)ٕٗ2‬والفرح أيضاً يشار‬
‫إليو أيضاً بكأس (مز‪ + ٘2ٔٙ‬مز‪َ .)ٖٔ2ٔٔٙ‬و َخ ْم ُرَىا ُم ْختَ ِم َرةٌ = إشارة لحدة وقسوة العقوبات التي مف نتيجتيا‬
‫تكوف كخمر مسكرة جداً تسقط شاربيا‪َ .‬ع َك ُرَىا = كمما شرب منيا الشرير إزدادت آالمو‪.‬‬

‫ار أ ْ ِ‬ ‫وب‪َ ٔٓ .‬و ُك َّل قُُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخ ِب ُر إِلَى الد ْ‬


‫ش َر ِ‬ ‫َّى ِر‪ .‬أ َُرٍّن ُم ِإل لو َي ْعقُ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ون‬
‫ب‪ .‬قُُر ُ‬‫َعض ُ‬ ‫ون األَ ْ‬ ‫َما أََنا فَأ ْ‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أ َّ‬
‫ب‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫الصدٍّي ِ‬
‫ق تَ ْنتَص ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ق = الصديؽ‬ ‫الصدٍّي ِ‬
‫ون ٍّ‬ ‫ب قُُر ُ‬ ‫ِ‬
‫الصديؽ في الممكوت يسبح اهلل إلى الدىر عمى إحساناتو وخبلصو‪ .‬ىناؾ تَ ْنتَص ُ‬
‫ب=‬ ‫ار أ ْ ِ‬
‫ش َر ِ‬ ‫بمغة المفرد فيناؾ وحدة بيف األبرار في السماء وىناؾ تظير قوتيـ بالمسيح رأسيـ‪ .‬أما قُُر ِ‬
‫َعض ُ‬ ‫ون األَ ْ‬
‫ىنا األشرار بالجمع فيـ متفككيف ببل رأس تجمعيـ وببل قوة‪ ،‬فاهلل سيكسر كبريائيـ‪ .‬ولكف مف الذي يقوؿ ىذا‬
‫الكبلـ قروف األشرار أعضب؟ قد يكوف داود حيف امتمؾ العرش يتوعد األشرار بالعقوبة‪ .‬ولكف داود يرمز لممسيح‬
‫الذي سيكوف دياناً في ذلؾ اليوـ ويعاقب األشرار‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والسبعون‬

‫ىذا المزمور استمرار لنفس الفكر في المزمور السابؽ وىو دينونة اهلل لكؿ األرض والترجمة السبعينية تعنوف‬
‫المزمور بأنو قيؿ بعد االنتصار عمى أشور يوـ ضرب مبلؾ الرب ٓٓٓ‪ ٔٛ٘.‬مف جيش أشور‪ .‬وعموماً في‬
‫ترتيؿ ىذا المزمور نذكر أعماؿ اهلل المجيدة مع كنيستو دائماً‪ .‬وأىـ عمؿ ىو الفداء واالنتصار عمى الشيطاف‪،‬‬
‫الذي كانت كؿ االنتصارات في العيد القديـ رم اًز لئلنتصار عميو‪.‬‬

‫س َكنُ ُو ِفي‬ ‫يل‪َ ٕ .‬كا َن ْت ِفي سالِ ِ‬


‫يم مظَمَّتُ ُو‪َ ,‬و َم ْ‬
‫َ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وف ِفي ييوَذا‪ .‬اسم ُو ع ِظ ِ‬
‫يم في إِ ْ‬ ‫ُْ َ ٌ‬ ‫َُ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖ-‬اَهللُ َم ْع ُر ٌ‬
‫ال‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬‫ف َوا ْل ِقتَ َ‬ ‫ارقَ َة‪ .‬ا ْل ِم َج َّن َو َّ‬
‫الس ْي َ‬ ‫ق ا ْل ِق ِس َّي ا ْل َب ِ‬
‫س َح َ‬
‫اك َ‬
‫ٖ‬ ‫ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪ُ .‬ى َن َ‬
‫يل (بعد‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫وف ِفي ييوَذا بعجائبو حيث أسكنيـ في ديارىـ وىزـ ليـ كؿ أعدائيـ واسم ُو ع ِظ ِ‬
‫يم في إِ ْ‬ ‫ُْ َ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫اَهللُ َم ْع ُر ٌ‬
‫سبي أشور لمممكة إسرائيؿ تحولت لشعب عبادتو ىي خميط مف الييودية والوثنية فصارت إسرائيؿ رم اًز لؤلمـ ) ‪.‬‬
‫والمسيح جمع الييود واألمـ= وىذا يظير مف جمع اسرائيؿ مع ييوذا في االية االولي ‪ .‬أو تفيـ اآلية عمى أف‬
‫في أياـ داود كانت ييوذا واسرائيؿ أمة واحدة فيعتبر أف ييوذا ىو اسـ مرادؼ إلسرائيؿ‪ .‬واهلل عممو معروؼ مع‬
‫ظمَّتُ ُو = أي خيمة االجتماع حيث سكف اهلل وسط شعبو‪ ،‬ثـ الييكؿ فيما بعد‪.‬‬ ‫يم ِم َ‬ ‫أبناء إسرائيؿ‪َ .‬كا َن ْت ِفي ِ‬
‫سال َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق ا ْلقس َّي ا ْل َب ِ‬
‫ارقَ َة‪ .‬وما قالو المرنـ ىنا ىو نبوة‬ ‫س َح َ‬
‫اك َ‬
‫وحوؿ أسوار أورشميـ سقط أعداءىا مف جيش أشور= ُى َن َ‬
‫عف عمؿ المسيح عمى صميبو‪ ،‬فقد صمب في أورشميـ‪ .‬وىو صمب بجسده أي ِمظَمَّتُ ُو أو خيمتو‪ ،‬فالخيمة تشير‬
‫لمجسد (ٕكو٘‪ .)ٔ2‬وبصميبو سحؽ إبميس وصار اسمو عظيماً في كنيستو لؤلبد عمى ما عممو ليا مف خبلص‬
‫عجيب‪ .‬وابميس رمزه ىنا اشور ‪.‬‬

‫ْس لَ ْم‬ ‫َّاء ا ْل َق ْم ِب‪َ .‬ناموا ِس َنتَ ُيم‪ُ .‬كل ِر َج ِ‬


‫ال ا ْل َبأ ِ‬ ‫السمَ ِب‪٘ .‬سمِ ِ‬
‫ب أَشد ُ‬ ‫ت‪ ,‬أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ‬
‫ال َّ‬
‫ٗ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ َْب َيى أَ ْن َ ْ‬
‫َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم‪".‬‬
‫السمَ ِب = ىـ جيش أشور وشبييـ بالجباؿ لقوتيـ وكبريائيـ ولكنيـ أقوياء في السمب والنيب‪ .‬واهلل أقوى‬ ‫ال َّ‬‫ِج َب ِ‬
‫ب‬ ‫السمَ ِب فيـ أتوا ليسمبوا شعب اهلل‪ ،‬ولكنيـ تحولوا إلى غنيمة = ِ‬ ‫مف أقوى ممالؾ األرض= أَم َج ُد ِم ْن ِج َب ِ‬
‫سم َ‬
‫ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫ْ‬
‫اموا ِس َنتَ ُي ْم = لقد ناموا ليبلً وكانوا ينتظروف أنو حيف‬ ‫ِ‬
‫َّاء ا ْل َق ْمب‪ .‬لقد ضربيـ مبلؾ اهلل‪ ،‬فمـ يقوموا= َن ُ‬
‫أَشد ُ‬
‫ِ‬
‫يستيقظوف صباحاً يفترسوا أورشميـ‪ .‬فصاروا مائتيف‪ ،‬بؿ سمبيـ شعب إسرائيؿ في الصباح وحمموا مما معيـ‬
‫غنيمة وافرة‪ .‬وىذا ما حدث مع الشياطيف‪ .‬لَ ْم َي ِج ُدوا أ َْي ِد َي ُي ْم = إنحمت قوتيـ إذ ربطيـ المسيح بسمسمة لمدة‬
‫ٓٓٓٔعاـ‪.‬‬

‫س َو َخ ْي ٌل‪".‬‬ ‫س َّب ُخ فَ ِ‬
‫ار ٌ‬ ‫وب ُي َ‬
‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫آية (‪ِ ٙ" - )ٙ‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬
‫ار َك َيا إِ َ‬

‫‪228‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والطبعون)‬

‫سبَّ ُخ = ُيصرع‪.‬‬
‫حيف انتيرىـ اهلل صار موت فرسانيـ وخيوليـ‪ .‬كما حدث مع فرعوف مف قبؿ‪ُ .‬ي َ‬

‫ض‬
‫ت ُح ْك ًما‪ .‬األ َْر ُ‬
‫َس َم ْع َ‬ ‫ض ِب َك؟ ‪ِ ٛ‬م َن َّ ِ‬ ‫ت‪ .‬فَ َم ْن َي ِق ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫الس َماء أ ْ‬ ‫ال َغ َ‬
‫َّام َك َح َ‬
‫ف قُد َ‬ ‫وب أَ ْن َ‬
‫ت َم ُي ٌ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٚ‬أَ ْن َ‬
‫ض‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫يص ُك ٍّل وَدع ِ‬
‫اء األ َْر ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫اء‪ ,‬لِتَ ْخمِ ِ‬
‫ض ِ‬ ‫اهلل لِ ْمقَ َ‬
‫فَ ِزع ْت وس َكتَ ْت ‪ِ ٜ‬ع ْن َد ِقي ِام ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أحكاـ اهلل ضد األشرار معروفة منذ القديـ‪ ،‬وأحكامو مخيفة‪ ،‬تصدر مف السماء فبل يقؼ أحد في وجو أحكامو‬
‫(الطوفاف‪ ،‬حريؽ سدوـ‪ ،‬ضربات مصر‪ ) ..‬وكانت كؿ ضربات األشرار في العيد القديـ رم اًز لضربة الشيطاف‬
‫بالصميب ليخمص اهلل شعبو‪.‬‬

‫ق ِب َيا‪".‬‬
‫طُ‬ ‫ان َي ْح َم ُد َك‪َ .‬ب ِقيَّ ُة ا ْل َغ َ‬
‫ض ِب تَتَ َم ْن َ‬ ‫سِ‬ ‫ب ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ضَ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ٔٓ" -‬أل َّ‬
‫َن َغ َ‬
‫ان َي ْح َم ُد َك = غضب اإلنساف يسبب مجداً لمرب‪ .‬فجيش أشور غضب عمى شعب اهلل فتحوؿ‬ ‫سِ‬ ‫ب ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ضَ‬
‫َن َغ َ‬
‫أل َّ‬
‫غضبيـ إلى مجد اسـ اهلل حيف تمجد بيـ (وتفيـ أف غضب اإلنساف المقدس ضد الخطية يسبب حمداً وتسبيحاً‬
‫لمرب عد‪ .)ٚ2ٕ٘،ٛ‬وغضب اإلنساف ضد اهلل ىو غضب عاجز‪ ،‬فمف يستطيع إنساف أف يناؿ مف اهلل شيئاً‪ ،‬بؿ‬
‫اهلل يطيؿ أناتو عمى ىذا الغضوب ثـ يتمجد فيو‪َ .‬ب ِق َّي ُة ا ْل َغ َ‬
‫ض ِب تَتَ َم ْنطَ ُ‬
‫ق ِب َيا = وفي اإلنجميزية "بقية الغضب‬
‫سوؼ تكبح بيا" ما لـ يتحوؿ لمجده وتسبيحو مف غضب الشرير حيف يتمجد اهلل فيو سوؼ يتمنطؽ اهلل بو‪ ،‬أي‬
‫يقوـ ليعمؿ‪ ،‬ويستعد لكبح جماح الشرير‪ ،‬وىذا قد فعمو مع بقية جيش أشور الذيف ىربوا وصاروا سخرية لمجميع‪.‬‬
‫والمسيح بصميبو تمجد وسط كنيستو‪ ،‬ولكف مازالت بقية لمغضب ىو يتمنطؽ بيا حتى يمقيو نيائياً في البحيرة‬
‫المتقدة بالنار ولؤلبد‪ .‬واآلف ىو يكبح جماحو ويبعده عف كنيستو‪.‬‬

‫وب‪َ .‬ي ْق ِط ُ‬
‫ين َح ْولَ ُو‪ .‬لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ‬
‫يع الَِّذ َ‬ ‫ِ‬
‫ب إِل ِي ُك ْم َيا َجم َ‬‫اآليات (ٔٔ‪ " - )ٕٔ-‬اُْن ُذ ُروا َوأ َْوفُوا لِ َّمر ٍّ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫وح‬
‫ف ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض‪".‬‬‫وك األ َْر ِ‬ ‫اء‪ُ .‬ىو ميوب لِممُ ِ‬
‫الر َؤس ِ‬
‫َ َُ ٌ ُ‬ ‫َ‬
‫اء = أي ينزع شجاعتيـ وكبريائيـ‪ .‬وفي اليوـ األخير يوـ‬ ‫ف روح الر َؤس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫دعوة لنوفي نذورنا فيو قد نجانا‪َ .‬ي ْقط ُ ُ َ‬
‫وب = الرب يفرح بيدايا مثؿ التوبة والصبلة‬ ‫الدينونة يمقييـ في عذاب أبدي (رؤ‪ )ٔٛ2ٔٗ،ٜٔ‬لِ ُيقَدٍّموا َى ِد َّي ًة لِ ْمم ُي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫والتسبيح واإليماف‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والسبعون‬

‫ىنا يشكو المرنـ مف آالـ محيطة بو‪ ،‬قد تكوف آالمو شخصياً أو آالـ عامة لكؿ الشعب وال يرى ليا حبلً في‬
‫المستقبؿ القريب‪ ،‬لذلؾ يصرخ لمرب حتى ال يرفض إلى النياية‪ .‬وىو يعزي نفسو بأعماؿ اهلل السابقة مع شعبو‪،‬‬
‫وأعماؿ اهلل السابقة دائماً مصدر عزاء‪.‬‬
‫ىناؾ مف يرى أف ىذا المزمور كتب إباف فترة السبي‪ ،‬وىناؾ مف يرى أنو كتب في فترة ما قبؿ يوشيا‪ .‬والمرنـ‬
‫رأي اآلالـ التي ستحدث لمشعب بسبب خطاياىـ فتوجع‪.‬‬

‫ب‪َ .‬ي ِدي‬ ‫الر َّ‬


‫ت َّ‬ ‫سُ‬ ‫ِ‬ ‫ِٕ‬
‫َص َغى إِلَ َّي‪ .‬في َي ْوِم ضي ْق ِي ا ْلتَ َم ْ‬
‫ِ‬
‫ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ‬
‫َص ُر ُخ‪َ .‬‬
‫ِ‬
‫ص ْوِتي إِلَى اهلل فَأ ْ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬‬
‫وحي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫شى عمَى ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ْت َولَ ْم تَ ْخ َد ْر‪ .‬أ ََب ْت َن ْفسي التَّ ْع ِزَي َة‪ .‬أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأَئن‪ .‬أَُناجي َن ْفسي فَ ُي ْغ َ َ ُ‬
‫ٖ‬
‫سَ‬ ‫ِ‬
‫في المَّْي ِل ا ْن َب َ‬
‫المرنـ يستخدـ صوتو ليصرخ إلى اهلل فيشترؾ جسده (صوتو) مع روحو في الصراخ هلل‪ ،‬وىو شعر أف اهلل‬
‫ِ ِ‬
‫سطَ ْت فيو منع نفسو مف‬ ‫أصغى لصوتو‪ .‬ونموذج آخر الشتراؾ الجسد مع الروح في الصبلة= َيدي في المَّْي ِل ا ْن َب َ‬
‫النوـ ليصمي رافعاً يديو‪ .‬والميؿ أيضاً يشير لوقت التجربة التي يمر بيا شعبو‪َ .‬ولَ ْم تَ ْخ َد ْر = لـ ترتخ‪ .‬أ ََب ْت َن ْف ِسي‬
‫التَّ ْع ِزَي َة = رفض أف يعطي أذ نو لمف يعزيو بأي كبلـ مطمئف‪ ،‬بؿ ىو في آالمو إلتجأ لمرب مباشرة‪ ،‬ورفض أي‬
‫تعزية خارجية‪ .‬أَ ْذ ُك ُر اهللَ فَأ َِئن = فيو وحده القادر أف يحوؿ حزني إلى تعزية‪ ،‬ويحوؿ الحالة المحزنة الراىنة إلى‬
‫وحي = حينما أفكر في المصائب الحالية أو اآلتية أكوف كالسكراف أو كمف يغرؽ‬ ‫شى عمَى ر ِ‬
‫حالة مفرحة‪ .‬فَ ُي ْغ َ َ ُ‬
‫تحت أحمالو الثقيمة مف اليموـ‪.‬‬

‫ت َفمَ ْم أَتَ َكمَّ ْم‪".‬‬


‫ان َع ْي َن َّي‪ .‬ا ْن َز َع ْج ُ‬
‫َجفَ َ‬
‫ت أْ‬
‫س ْك َ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ َْم َ‬
‫مف آالمو لـ يعد قاد اًر عمى النوـ‪ ،‬ومف إنزعاجو لـ يعد قاد اًر حتى عمى الكبلـ‪.‬‬

‫اجي‪ ,‬ور ِ‬
‫وحي‬ ‫َّة‪ٙ .‬أَ ْذ ُكر تَرن ِمي ِفي المَّْي ِل‪ .‬م َع َق ْم ِبي أَُن ِ‬
‫َّى ِري ِ‬
‫ين الد ْ‬ ‫الس ِن َ‬
‫ت ِفي أَيَّاِم ا ْل ِق َدِم‪ٍّ ,‬‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚ-‬تَفَ َّك ْر ُ‬
‫٘‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ود لِ ٍّمر َ‬
‫ضا َب ْع ُد؟"‬ ‫الرب‪َ ,‬والَ َي ُع ُ‬‫ض َّ‬ ‫ث ‪َ «ٚ‬ى ْل إِلَى الد ُى ِ‬
‫ور َي ْرفُ ُ‬ ‫تَ ْب َح ُ‬
‫ىو يقارف بيف الحالة الحاضرة وعمؿ اهلل العجيب مع شعبو في القديـ‪ .‬أَ ْذ ُك ُر تََرن ِمي ِفي المَّْي ِل = لقد جعؿ‬
‫معامبلت اهلل مع شعبو السابقة محو اًر لترنيمو في ضيقتو ليبلً وظؿ يناجي نفسو ويعزي نفسو بأف اهلل قادر أف‬
‫ث‪ .‬ىو يتساءؿ مع نفسو "حقاً فاهلل قادر أف يخرجني مف ضيقتي ويخرج‬ ‫وحي تَ ْب َح ُ‬‫يخرج مف الجافي حبلوة‪ .‬ور ِ‬
‫َُ‬
‫الرب‪.‬‬ ‫ض َّ‬ ‫شعبنا مف ضيقتو ولكنو حتى اآلف لـ يفعؿ‪ ..‬فماذا‪َ ..‬ى ْل إِلَى الد ُى ِ‬
‫ور َي ْرفُ ُ‬

‫‪230‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٛ‬ى ِل ا ْنتَ َي ْت إِلَى األ ََبد َر ْح َمتُ ُو؟ ا ْنقَطَ َع ْت َكم َمتُ ُو إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ َى ْل َنس َي اهللُ َأْرفَ ًة؟ أ َْو قَفَ َ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ص‬
‫اح َم ُو؟»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫ِب ِر ْج ِزِه مر ِ‬
‫ََ‬
‫اح َم ُو = ىؿ اهلل بسبب‬ ‫ا ْنقَطَع ْت َكمِمتُ ُو = ىؿ لف يعود اهلل يرسؿ كممتو عمى فـ أنبيائو ثانية‪ .‬قَفَص ِب ِر ْج ِزِه مر ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غضبو أغمؽ باب مراحمو عمينا‪.‬‬

‫ين ا ْل َعمِ ٍّي»‪".‬‬


‫ت «ى َذا َما ُي ِعم ِني تَ َغي ُر َي ِم ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬فَ ُق ْم ُ‬
‫ين ا ْل َعمِ ٍّي = ترؾ اهلل معاممتو الحسنة وأتي باآلالـ‪.‬‬ ‫َما ُي ِعم ِني = ما يتعبني ويؤلمني‪ .‬تَ َغي ُر َي ِم ِ‬

‫ص َن ِائ ِع َك‬ ‫يع أَف ِ‬


‫ْعال َك‪َ ,‬وِب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ٕٔ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ .‬إِ ْذ أَتَ َذ َّك ُر َع َجائ َب َك ُم ْن ُذ ا ْلق َدم‪َ ,‬وأَْل َي ُج ِب َجم ِ َ‬
‫الر ٍّ‬
‫ال َّ‬
‫َع َم َ‬
‫ٔٔ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ " - )ٕٔ-‬أَ ْذ ُك ُر أ ْ‬
‫أَُن ِ‬
‫اجي‪".‬‬
‫يعود في حيرتو وأحساسو بتخمي اهلل في الوقت الحاضر ليذكر أعمالو القديمة‪.‬‬

‫لو ع ِظيم ِم ْث ُل ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬


‫ِ‬
‫مي َّم‪ ,‬في ا ْلقُ ْدس طَ ِريقُ َك‪ .‬أَي إ َ ٌ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬اَلَّ ُ‬
‫ٖٔ‬
‫اهلل؟"‬
‫ط ِريقُ َك = تفيـ أف اهلل أعطاىـ شريعتو في جبؿ سيناء ومف عند تابوت العيد في قدس‬ ‫س َ‬ ‫مي َّم ِفي ا ْلقُ ْد ِ‬
‫اَلَّ ُ‬
‫األقداس‪ .‬وتفيـ أنو طالما كاف الشعب ممتزماً بقداستو يمتزـ اهلل برحمتو‪.‬‬
‫ش ْع َب َك‪َ ,‬ب ِني‬ ‫اع َك َ‬ ‫ت ِب ِذر ِ‬ ‫٘ٔ‬
‫ِ‬
‫ْت َب ْي َن الش ُعوب قُ َّوتَ َك‪ .‬فَ َك ْك َ َ‬ ‫ب‪َ .‬ع َّرف َ‬ ‫ِ‬ ‫لو َّ ِ‬
‫الصانعُ ا ْل َع َجائ َ‬ ‫اإل ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ٗٔ‬
‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٕٓ-‬أَ ْن َ‬
‫ضا المجج‪ِ ٔٚ .‬‬ ‫ِ‬
‫ص َرتْ َك ا ْل ِم َياهُ فَفَ ِز َع ْت‪ ,‬ا ْرتَ َع َد ْت أ َْي ً‬ ‫ِ‬ ‫يعقُوب ويوس َ ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫وم‬
‫س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ص َرتْ َك ا ْلم َياهُ َيا اَهللُ‪ ,‬أ َْب َ‬
‫ف‪ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ َْب َ‬ ‫َْ َ َُ ُ‬
‫س ُكوَن َة‪.‬‬ ‫َض ِ‬ ‫الز ْوَب َع ِة‪ .‬ا ْل ُب ُر ُ‬
‫ت َر ْع ِد َك ِفي َّ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫َعطَ ِت السحب صوتًا‪ .‬أ َْي ً ِ‬ ‫ِم َي ً‬
‫اءت ا ْل َم ْ‬ ‫وق أ َ َ‬ ‫ص ْو ُ‬‫َ‬ ‫ام َك طَ َار ْت‪.‬‬ ‫ضا س َي ُ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫اىا‪ ,‬أ ْ‬
‫ش ْع َب َك‬
‫ت َ‬
‫ٕٓ‬
‫ف‪َ .‬ى َد ْي َ‬ ‫آثار َك لَ ْم تُ ْع َر ْ‬ ‫اه ا ْل َك ِث ِ‬
‫ض‪ِ ٜٔ .‬في ا ْلب ْح ِر طَ ِريقُ َك‪ ,‬وسبمُ َك ِفي ا ْل ِمي ِ‬ ‫ْارتَ َع َد ْت َو َر َجفَ ِت األ َْر ُ‬
‫يرة‪َ ,‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ون‪".‬‬‫ىار َ‬‫وسى َو ُ‬ ‫َكا ْل َغ َنم ِب َيد ُم َ‬
‫يذكر ىنا أعماؿ مراحـ اهلل السابقة‪ .‬فيو حرر شعبو مف عبودية فرعوف (وىذا عممو المسيح ذراع الرب إذ حررنا‬
‫ف = مع أنو كاف لو منصباً رفيعاً في مصر إال أنو‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫وب = الذيف استعبدىـ فرعوف‪َ .‬وُي ُ‬ ‫مف إبميس)‪َ .‬بني َي ْعقُ َ‬
‫طمب مف الشعب أنيـ في صعودىـ يأخذوف جسده عبلمة إيمانو في وعد اهلل ليـ بالرجوع إلى أرض الميعاد‪.‬‬
‫وىذا يشير الشتيائو ألرض الميعاد بالرغـ مما وصؿ إليو مف مركز في مصر‪ .‬وربما أشار بقولو بنى يعقوب‬
‫(إلسرائيؿ أي الييود) وبقولو ويوسؼ (لؤلمـ فيوسؼ تعنى أف اهلل يزيد) ثـ في (٘ٔ) يذكر شؽ البحر أماـ‬
‫اىا = نرى ىنا صورة إلزعاج مبلؾ الرب لمعسكر المصرييف‪،‬‬ ‫وم ِم َي ً‬ ‫ِ‬
‫س َك َبت ا ْل ُغ ُي ُ‬
‫الشعب (إشارة لممعمودية)‪ .‬ثـ َ‬
‫ام َك طَ َار ْت لقد كاف اهلل يستخدـ أسمحة‬ ‫فالمطر إنياؿ عمييـ وصوت الرعد أرعبيـ والبروؽ أصابتيـ= وأ َْي ً ِ‬
‫ضا س َي ُ‬
‫ام ىي الصواعؽ التي انقضت عمييـ‪ .‬وىذه اآليات تشير‬ ‫ِ‬
‫الطبيعة ليحارب مع شعبو (خرٕ٘‪ )ٕٗ2ٔٗ،‬والس َي ُ‬
‫أيضاً إلنسكاب الروح القدس عمى الكنيسة (المطر) وكرازة الرسؿ (السياـ) وكممات الك ارزة كانت كالبرؽ والرعد‬

‫ط ِريقُ َك = لقد كنت أنت قائد الشعب في طريقيـ في البحر‪َ .‬و ُ‬


‫آثار َك لَ ْم‬ ‫تنير وتيز القموب فتؤمف‪ِ .‬في ا ْل َب ْح ِر َ‬

‫‪231‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والطبعون)‬

‫ش ْع َب َك َكا ْل َغ َنِم = فالمسيح ىو‬


‫ت َ‬
‫ف = لـ يراؾ أحد بعينيو ولكف أعمالؾ كانت ظاىرة في قيادة شعبؾ‪َ .‬ى َد ْي َ‬ ‫تُ ْع َر ْ‬
‫ِ‬
‫ون = رمز لممسيح كرئيس كينة‪.‬‬ ‫ىار َ‬
‫وسى = موسى يرمز لممسيح كممؾ َو ُ‬ ‫الراعي الصالح‪ِ .‬ب َيد ُم َ‬

‫‪232‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والسبعون‬

‫ىذا المزمور يحكي قصة تاريخ شعب إسرائيؿ منذ أياـ موسى إلى أياـ داود‪ .‬والعجائب واآليات التي صنعيا‬
‫معيـ‪ .‬وخطايا الشعب خبلؿ ىذه الرحمة التي أغاظت اهلل‪ ،‬وتأديب اهلل ليـ خبلؿ ىذه الرحمة‪ .‬لقد انتيى المزمور‬
‫السابؽ بأف موسى وىروف يقوداف الشعب وىنا استفاضة لرحمة الشعب تحت قيادتيما‪ ..‬ثـ يسترسؿ إلى فترة‬
‫داود‪ .‬واليدؼ مف ترتيؿ ىذا المزمور أف تتحذر األجياؿ الحديثة مف إغاظة الرب كما فعؿ اآلباء‪.‬‬

‫َميمُوا آ َذا َن ُك ْم إِلَى َكبلَِم فَ ِمي‪".‬‬


‫ش ِريع ِتي‪ .‬أ ِ‬ ‫ِٔ‬
‫ش ْع ِبي إِلَى َ َ‬
‫صغَ َيا َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬ا ْ‬
‫اع لمشعب‪ .‬ولكف ىذا صوت اهلل عمى لساف المرنـ أياً‬ ‫ش ْع ِبي = ربما داود ىو قائؿ ىذه العبارة كممؾ ور ٍ‬ ‫ص َغ َيا َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْ‬
‫كاف ىذا المرنـ‪ ،‬ليسمعوا شريعة الرب‪.‬‬

‫از ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪".‬‬
‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أَفْتَ ُح ِب َمثَل فَ ِمي‪ .‬أ ُِذيعُ أَْل َغ ًا‬
‫َمثَل‪ ..‬أَْل َغاز= أي ليفكروا فيما سيسمعوه ويفكروا بعمؽ ليفيموا ويستوعبوا‪.‬‬

‫يل ِ‬ ‫َب ِني ِيم إِلَى ا ْل ِج ِ‬


‫َخ َب ُروَنا‪ٗ .‬الَ ُن ْخ ِفي َع ْن‬ ‫س ِم ْع َن َ‬ ‫ٖ ِ‬
‫اآلخ ِر‪ُ ,‬م ْخ ِب ِر َ‬
‫ين‬ ‫ْ‬ ‫اؤَنا أ ْ‬
‫آب ُ‬
‫اىا َو َ‬
‫اىا َو َع َرْف َن َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٙ-‬الَّتي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ ,‬الَّتي أ َْو َ‬ ‫يع ًة في إِ ْ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ب َوقُ َّوِتو َو َع َجائ ِبو الَّتي َ‬ ‫سا ِب ِ‬‫ِبتَ َ‬
‫٘‬
‫صى‬ ‫س َرائ َ‬ ‫َ‬ ‫ض َع‬‫وب‪َ ,‬و َو َ‬ ‫ادةً في َي ْعقُ َ‬ ‫ام َ َ‬‫ص َن َع‪ .‬أَقَ َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫يح َّ‬
‫اء ُى ْم‪",‬‬ ‫ون َوُي ْخ ِب ُر َ‬ ‫َن يعٍّرفُوا ِبيا أ َْب َناء ُىم‪ٙ ,‬لِ َكي يعمَم ا ْل ِجي ُل ِ‬
‫ون أ َْب َن َ‬ ‫وم َ‬ ‫ون فَ َيقُ ُ‬
‫ون ُيولَ ُد َ‬
‫اآلخ ُر‪َ .‬ب ُن َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اء َنا أ ْ ُ َ‬
‫آب َ‬‫َ‬
‫كؿ جيؿ يسمـ الجيؿ التالي خبراتو‪ ،‬وىذا أمرىـ بو الرب‪ .‬وليس الخيرات فقط بؿ ىـ يسمموف لؤلبناء اإليماف‬
‫والشريعة بحسب ما تسمموىا دوف تعديؿ (ٕتيٕ‪.)ٕ2‬‬

‫ون‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ص َاياهُ‪َ .‬والَ َي ُكوُن َ‬ ‫ال ِ‬ ‫اع ِت َم َ‬ ‫ون عمَى ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ون َو َ‬
‫اهلل‪َ ,‬ب ْل َي ْحفَظُ َ‬ ‫َع َم َ‬
‫س ْو َن أ ْ‬
‫اد ُى ْم‪َ ,‬والَ َي ْن َ‬ ‫اهلل ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬فَ َي ْج َعمُ َ َ‬
‫َمي َن ًة لِ ِ‬
‫مو‪".‬‬ ‫ارًدا‪ِ ,‬جيبلً لَم يثٍَّب ْت َق ْمب ُو ولَم تَ ُك ْن روح ُو أ ِ‬
‫آب ِائ ِي ْم‪ِ ,‬جيبلً َزِائ ًغا َو َم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫م ْث َل َ‬
‫ىدؼ التعميـ أف نستفيد مما حدث لآلباء فبل نخطئ مثميـ فيسخط اهلل عمينا‪.‬‬

‫ون‪ ,‬ا ْن َقمَ ُبوا ِفي َي ْوِم ا ْل َح ْر ِب‪".‬‬


‫ام َ‬
‫الر ُ‬ ‫ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ‬
‫س‪َّ ,‬‬ ‫از ُع َ‬ ‫ْرِيم َّ‬
‫الن ِ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٜ‬ب ُنو أَف َا َ‬
‫ون ِفي ا ْلقَ ْو ِ‬
‫س ولكف بسبب ارتدادىـ عف اهلل‪،‬‬ ‫ْرِيم‪ .‬فيؤالء كانوا أشداء في الحرب = َّ‬
‫الن ِ‬
‫از ُع َ‬ ‫مثاؿ لسخط اهلل َب ُنو أَف َا َ‬
‫ون ا ْن َقمَ ُبوا (انيزموا) في يوـ الحرب‪.‬‬
‫ام َ‬
‫الر ُ‬
‫تخمى عنيـ‪َّ .‬‬

‫ْعالَ ُو َو َع َج ِائ َب ُو الَِّتي أ ََر ُ‬


‫ِ ِ ٔٔ‬
‫اى ْم‪".‬‬ ‫سوا أَف َ‬
‫يعتو‪َ ,‬وَن ُ‬ ‫وك ِفي َ‬
‫ش ِر َ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٔٔ-‬لَم ي ْحفَظُوا عي َد ِ‬
‫اهلل‪َ ,‬وأ ََب ْوا السمُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬

‫‪233‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫ىذه ىي خطايا إفرايـ التي بسببيا تخمى اهلل عنيـ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِفي أَر ِ ِ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٖٕ-‬قُدَّام ِ‬


‫ص َر ‪ِ ,‬ببلَد ُ‬ ‫آبائ ِي ْم َ‬
‫ٖٔ‬
‫ق ا ْل َب ْح َر فَ َعب ََّرُى ْم‪,‬‬‫ش َّ‬
‫َ‬ ‫وع َن‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫ض م ْ‬ ‫ْ‬ ‫وب ًة‬
‫ُع ُج َ‬ ‫ص َن َع أ ْ‬ ‫َ َ‬
‫اى ْم َكأَنَّ ُو‬ ‫ِ‬ ‫ق ص ُخ ا ِ‬ ‫٘ٔ‬
‫ور َن ٍ‬ ‫ُكمَّ ُو ِب ُن ِ‬ ‫اب َن َي ًارا‪َ ,‬والمَّْي َل‬ ‫الس َح ِ‬
‫اى ْم ِب َّ‬ ‫ب ا ْل ِم َياهَ َك َندٍّ‪َ .‬و َى َد ُ‬
‫ٗٔ‬
‫سقَ ُ‬
‫ور في ا ْل َبٍّريَّة‪َ ,‬و َ‬ ‫ش َّ ُ ً‬ ‫ار‪َ .‬‬ ‫صَ‬ ‫َوَن َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ادوا أ َْي ً ِ ِ‬ ‫ِم َي ً‬ ‫ص ْخ َرٍة‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ار ِ‬ ‫يم ٍة‪ .‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َي ِ‬ ‫ضا ل ُي ْخط ُئوا إِلَ ْيو‪ ,‬لع ْ‬ ‫اىا َكاألَ ْن َي ِ‬ ‫َخ َر َج َم َج ِ َ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫ان‬ ‫ار‪ .‬ثُ َّم َع ُ‬ ‫َج َرى‬ ‫ي م ْن َ‬ ‫م ْن لُ َج ٍج َعظ َ‬
‫اهلل‪ .‬قَالُوا « َى ْل‬ ‫شيوِت ِيم‪ٜٔ .‬فَوقَعوا ِفي ِ‬ ‫اشفَ ِة‪ٔٛ .‬وج َّربوا اهلل ِفي ُقمُوِب ِيم‪ِ ,‬بس َؤالِ ِيم طَع ِ‬ ‫الن ِ‬
‫ض َّ‬ ‫ا ْل َعمِ ٍّي ِفي األ َْر ِ‬
‫َ ُ‬ ‫اما ل َ ْ َ ْ‬ ‫ْ ُ ْ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫اض ِت األ َْوِد َي ُة‪َ .‬ى ْل َي ْق ِد ُر أ َْي ً‬ ‫الص ْخ َرةَ فَ َج َر ِت ا ْل ِم َياهُ َوفَ َ‬
‫ِ ٕٓ‬
‫َن‬‫ضا أ ْ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َّة؟ ُى َوَذا َ‬ ‫ٍّب َم ِائ َدةً ِفي ا ْل َبٍّري‬ ‫َن ُي َرت َ‬ ‫َي ْق ِد ُر اهللُ أ ْ‬
‫ص ِع َد‬
‫ضا َ‬ ‫س َخطٌ أ َْي ً‬ ‫وب‪َ ,‬و َ‬
‫ِ‬
‫شتَ َعمَ ْت َن ٌار في َي ْعقُ َ‬ ‫ب‪َ ,‬وا ْ‬ ‫ِ‬
‫الرب فَ َغض َ‬ ‫س ِم َع َّ‬ ‫ٕٔ ِ ِ‬
‫ش ْع ِبو؟»‪ .‬لذل َك َ‬
‫يع ِطي ُخ ْب ًزا‪ ,‬أَو يي ٍّيئ لَ ْحما لِ َ ِ‬
‫ْ َُ َ ً‬ ‫ُْ َ‬
‫صِ‬ ‫اب ِم ْن فَ ْو ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ ,‬ألَن ُي ْم لَ ْم ُي ْؤم ُنوا ِباهلل َولَ ْم َيتَّكمُوا َعمَى َخبلَصو‪ .‬فَأ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫َعمَى إِ ْ‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٕ‬
‫يع‬
‫ار َ‬ ‫ق‪َ ,‬وفَتَ َح َم َ‬ ‫الس َح َ‬‫َم َر َّ‬
‫س َل َعمَ ْي ِي ْم َز ً‬ ‫ِ ِ‬ ‫اى ْم‪ٕ٘ .‬أَ َك َل ِ‬ ‫السم ِ‬ ‫ًّ ِ ِ‬ ‫ِ ٕٗ‬
‫ادا‬ ‫ان ُخ ْب َز ا ْل َمبلَ ئ َكة‪ .‬أ َْر َ‬‫س ُ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ط ُ‬ ‫َع َ‬
‫اء أ ْ‬ ‫ط َر َعمَ ْي ِي ْم َمنا لؤلَ ْكل‪َ ,‬وُب َّر َّ َ‬ ‫ات‪َ .‬وأ َْم َ‬ ‫الس َم َاو‬
‫َّ‬
‫اب‪َ ,‬و َك َرْم ِل ا ْل َب ْح ِر‬ ‫اق ِبقُ َّوِت ِو َج ُنوِبيَّ ًة‪َ ٕٚ .‬وأ َْمطَر َعمَ ْي ِيم لَ ْحما ِم ْث َل التر ِ‬ ‫س َ‬ ‫شرِق َّي ًة ِفي َّ ِ‬
‫الس َماء‪َ ,‬و َ‬ ‫اج َ ْ‬ ‫َى َ‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫مش َب ِع‪ .‬أ َ‬ ‫لِ ٍّ‬
‫َ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬
‫ش ْي َوِت ِي ْم‪.‬‬ ‫اى ْم ِب َ‬ ‫ش ِب ُعوا ِجدًّا‪َ ,‬وأَتَ ُ‬ ‫اك ِن ِي ْم‪ .‬فَأَ َكمُوا َو َ‬ ‫َج ِنح ٍة‪ٕٛ .‬وأَسقَطَيا ِفي وس ِط محمَِّت ِيم حوالَي مس ِ‬ ‫طُي ا ِ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫َ َ َ َ ْ ََ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ور َذ َوات أ ْ َ‬ ‫ُ ً‬
‫اهلل‪ ,‬وقَتَ َل ِم ْن أ ِ‬ ‫ضب ِ‬ ‫اى ِيم‪ ,‬فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖٓلَم َي ُزو ُغوا َع ْن َ ِ‬
‫َس َمن ِي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫صع َد َعمَ ْي ِي ْم َغ َ ُ‬ ‫ش ْي َوت ِي ْم‪ .‬طَ َع ُ‬
‫ٖٔ‬
‫ع‬
‫ص َر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام ُي ْم َب ْع ُد في أَف َْو ْ‬ ‫ْ‬
‫طأُوا َب ْع ُد‪َ ,‬ولَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا ِب َع َج ِائ ِب ِو‪".‬‬
‫َخ َ‬‫يل‪ِ .‬في ى َذا ُكمٍّ ِو أ ْ‬
‫ٕٖ‬
‫س َرِائ َ‬
‫اري إِ ْ‬ ‫ُم ْختَ ِ‬
‫اشفَ ِة = أي برية سيناء‬ ‫الن ِ‬
‫ض َّ‬ ‫ممخص ألعماؿ اهلل واحساناتو عمى شعبو وتمرد الشعب عميو‪ .‬وفي (‪ِ )ٔٚ‬في األ َْر ِ‬
‫ماء مف الصخور كانوا ىـ دائمي التذمر عمى اهلل وفي (‪ )ٜٔ‬فَ َوقَ ُعوا ِفي‬ ‫فبينما ىـ أروا عمؿ اهلل وكيؼ أخرج ليـ ً‬
‫اهلل = تكمموا بالردئ عف اهلل وشككوا في قوتو متسائميف ىؿ يقدر أف يرتب مائدة في البرية القاحمة‪ .‬وفي (ٕٗ)‬ ‫ِ‬
‫اء= أي القمح (راجع مز٘‪ .)ٖٔ2ٙ‬وأسماه ُبر السماء ألف المف نزؿ مف السماء‪ .‬وفي (‪ )ٕٙ‬لَ ْح ًما ِم ْث َل‬ ‫السم ِ‬
‫ُب َّر َّ َ‬
‫اب = أي كثي اًر جداً‪ .‬ولقد أعطى اهلل ليـ شيوتيـ فمـ يشكروا‪ ،‬بؿ استمروا في شيوتيـ وتذمرىـ= لَ ْم َي ُزو ُغوا‬ ‫التر ِ‬
‫َ‬
‫َس َم ِن ِي ْم = يبدو أف مف مات‪ ،‬مات مف كثرة األكؿ‪ ،‬كأف اهلل لف يعود‬ ‫ِ‬
‫ش ْي َوِت ِي ْم لذلؾ ضربيـ اهلل َوقَتَ َل م ْن أ ْ‬
‫َع ْن َ‬
‫فيعطييـ ثانية‪.‬‬

‫اط ِل و ِس ِني ِيم ِبالر ْع ِب‪ٖٗ .‬إِ ْذ قَتَمَيم طَمَبوه‪ ,‬ورجعوا وب َّكروا إِلَى ِ‬
‫اهلل‪,‬‬ ‫ِبا ْلب ِ‬ ‫َّام ُي ْم‬ ‫ٖٖ‬
‫ُْ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٖٖ‪ " - )ٗٔ-‬فَأَ ْف َنى أَي َ‬
‫اى ِي ْم‪َ ,‬و َك َذ ُبوا َعمَ ْي ِو ِبأَْل ِس َن ِت ِي ْم‪ .‬أ َّ‬
‫ادعوه ِبأَفْو ِ‬
‫َولِي ُي ْم‪ .‬فَ َخ َ ُ ُ َ‬ ‫ص ْخ َرتُ ُي ْم‪َ ,‬واهللَ ا ْل َعمِ َّي‬
‫‪ٖٚ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬
‫وب ُي ْم َفمَ ْم‬
‫َما ُقمُ ُ‬ ‫َن اهللَ َ‬ ‫ٖ٘ َوَذ َك ُروا أ َّ‬
‫اء ِفي َع ْي ِد ِه‪.‬‬ ‫ُم َن َ‬
‫َّت َم َع ُو‪َ ,‬ولَ ْم َي ُكوُنوا أ َ‬‫تُثَب ْ‬
‫س َخ ِط ِو‪َ .‬ذ َك َر أ ََّن ُي ْم َب َ‬
‫شٌر‪ِ .‬ر ٌ‬
‫ضب ُو‪ ,‬ولَم ي ْ ِ‬
‫شع ْل ُك َّل َ‬ ‫اإل ثْ َم َوالَ ُي ْيمِ ُك‪َ .‬و َك ِث ًا‬
‫وف‪َ ,‬ي ْغ ِف ُر ِ‬
‫‪ٖٜ‬‬ ‫‪ٖٛ‬‬
‫يح‬ ‫ير َما َرَّد َغ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َما ُى َو فَ َر ُؤ ٌ‬ ‫أ َّ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫وس إِ ْ‬
‫ِ‬
‫َح َزُنوهُ في ا ْلقَ ْف ِر! َر َج ُعوا َو َج َّرُبوا اهللَ َو َع َّن ْوا قُد َ‬
‫ود‪َ ٗٓ .‬كم عصوه ِفي ا ْلبٍّري ِ‬
‫ٔٗ‬
‫يل‪".‬‬ ‫َّة َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ ُ‬ ‫ب َوالَ تَ ُع ُ‬ ‫ْى ُ‬‫تَذ َ‬
‫حينما ضربيـ اهلل قدموا توبة‪ ،‬ولكنيا لؤلسؼ لـ تكف مف القمب بؿ مف الفـ كانت ناتجة عف الخوؼ وليس عف‬
‫اقتناع وتوبة قمبية‪ .‬لذلؾ تكرر سقوطيـ‪ .‬ولكف اهلل لـ يكف يعاقبيـ في كؿ مرة فيو يعرؼ أنيـ بشر سريعي‬
‫الزيغاف‪َ .‬ع َّن ْوا= جعموا اهلل يعاني منيـ ويغتاظ منيـ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫آي ِات ِو‪َ ,‬و َع َج ِائ َب ُو ِفي ِببلَِد‬ ‫ص َر َ‬


‫ِ ِ‬
‫ث َج َع َل في م ْ‬ ‫اى ْم ِم َن ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ,‬ح ْي ُ‬
‫ٖٗ‬ ‫ٕٗ‬
‫اآليات (ٕٗ‪ " - )ٖ٘-‬لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َي َدهُ َي ْوَم فَ َد ُ‬
‫ضفَ ِادعَ‬ ‫س َل َعمَ ْي ِي ْم َب ُع ً‬ ‫ارَي ُي ْم لِ َك ْي الَ َي ْ‬ ‫وع َن‪ٗٗ .‬إِ ْذ َح َّو َل ُخ ْم َجا َن ُي ْم إِلَى َدٍم‪َ ,‬و َم َج ِ‬
‫٘ٗ‬
‫وضا فَأَ َكمَ ُي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫ش َرُبوا‪ .‬أ َْر َ‬ ‫ص َ‬ ‫ُ‬
‫يع‪َ .‬وَدفَ َع إِلَى ا ْل َب َرِد‬ ‫الص ِق ِ‬
‫وم ُي ْم‪َ ,‬و ُج َّم ْي َزُى ْم ِب َّ‬ ‫ِ‬ ‫َسمَ َم لِ ْم َج ْرَدِم َغمَّتَ ُي ْم‪َ ,‬وتَ َع َب ُي ْم لِ ْم َج َرِاد‪ .‬أ ْ‬
‫َىمَ َك ِبا ْل َب َرد ُك ُر َ‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ٗٙ‬‬
‫ْس َدتْ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫فَأَف َ‬
‫ار‪َ ٘ٓ .‬م َّي َد‬ ‫ش َر ٍ‬‫ش َمبلَ ِئ َك ٍة أَ ْ‬ ‫ض ْيقًا‪َ ,‬ج ْي َ‬ ‫طا و ِر ْج ًاز و ِ‬
‫َ‬ ‫س َخ ً َ‬ ‫ض ِبو‪َ ,‬‬
‫ق‪ٜٗ .‬أَرس َل عمَ ْي ِيم حم َّو َغ َ ِ‬
‫ْ َ َ ْ ُُ‬ ‫اش َي ُي ْم لِ ْم ُب ُرو ِ‬
‫بي ِائميم‪ ,‬ومو ِ‬
‫َ َ َ ُْ َ ََ‬
‫ص َر‪ .‬أ ََو ِائ َل ا ْلقُ ْد َرِة ِفي‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ُك َّل ِب ْك ٍر في م ْ‬ ‫ض َر َ‬‫س ُي ْم‪َ ,‬ب ْل َدفَ َع َح َياتَ ُي ْم لِ ْم َوَبِإ‪َ .‬و َ‬
‫ٔ٘‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِبو‪ .‬لَ ْم َي ْم َن ْع م َن ا ْل َم ْوت أَ ْنفُ َ‬
‫س ِبيبلً لِ َغ َ ِ‬
‫َ‬
‫آم ِن َ‬
‫اىم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شعب ُو‪ ,‬وقَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِخي ِام ح ٍام‪ .‬وس َ ِ‬
‫ٖ٘‬ ‫ٕ٘‬
‫اؤ ُى ْم‬
‫َع َد ُ‬‫َما أ ْ‬
‫ين َفمَ ْم َي ْج َز ُعوا‪ .‬أ َّ‬ ‫اد ُى ْم م ْث َل قَطي ٍع في ا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬و َى َد ُ ْ‬ ‫اق مثْ َل ا ْل َغ َنم َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فَ َغ َم َرُى ُم ا ْل َب ْح ُر‪".‬‬
‫المرنـ ىنا يذكر ضربات الرب ضد المصرييف‪ .‬ويعاتب الشعب أنيـ أروا كؿ ىذه الضربات ولكنيـ لـ يؤمنوا بؿ‬
‫كانوا يرتدوف عف اهلل فشابيوا المصرييف واستحقوا أف يضربيـ اهلل كما ضرب المصرييف‪ .‬في (‪َ )ٜٗ‬مبلَ ِئ َك ٍة‬
‫س ِبيبلً‬ ‫ار = أي مبلئكة يأتوف عمى الشعب بضربات شريرة مؤلمة وترجمت "مبلئكة مؤدبيف" وفي (ٓ٘) َم َّي َد َ‬ ‫ش َر ٍ‬
‫أَ ْ‬
‫ض ِب ِو = ضربات اهلل تأتي بالتدريج‪ ،‬وقبؿ أف يضرب بالموت يؤدب بالوبأ لعميـ يتوبوف‪.‬‬
‫لِ َغ َ‬

‫وم قُ ْد ِس ِو‪ ,‬ى َذا ا ْلجب ِل الَِّذي اقْتََنتْ ُو ي ِمينُ ُو‪٘٘ .‬وطَرَد األُمم ِم ْن قُد ِ‬
‫َّام ِي ْم‬ ‫اآليات (ٗ٘‪َ ٘ٗ" - )٘٘-‬وأ َْد َخمَ ُي ْم ِفي تُ ُخ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫س َرِائ َ‬
‫يل‪".‬‬ ‫ط إِ ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َس َك َن في خ َيام ِي ْم أ ْ‬
‫َس َبا َ‬ ‫س َم ُي ْم ِبا ْل َح ْب ِل ِم َا‬
‫يرثًا‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ا ْل َج َب ِل = إشارة ألرض إسرائيؿ التي دخميا يشوع مع الشعب وقسميا ليـ‪.‬‬

‫آب ِائ ِي ْم‪.‬‬ ‫ِ‬


‫اداتو لَ ْم َي ْحفَظُوا‪َ ,‬ب ِل ْارتَدوا َو َغ َد ُروا م ْث َل َ‬
‫‪٘ٚ‬‬ ‫شي َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْوا اهللَ ا ْل َعم َّي‪َ ,‬و َ َ‬
‫‪٘ٙ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٙٗ-٘ٙ‬فَ َج َّرُبوا َو َع َ‬
‫يل ِجدًّا‪,‬‬ ‫س َرِائ َ‬
‫ب‪َ ,‬و َرَذ َل إِ ْ‬
‫ِ‬
‫سم َع اهللُ فَ َغض َ‬
‫س م ْخ ِط َئ ٍة‪٘ٛ .‬أَ َغاظُوه ِبمرتَفَع ِات ِيم‪ ,‬وأَ َغاروه ِبتَم ِاثيمِ ِيم‪ِ ٜ٘ .‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُْ َ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫ا ْن َح َرفُوا َكقَ ْو ٍ ُ‬
‫مس ْب ِي ِع َّزهُ‪َ ,‬و َجبلَ لَ ُو لِ َي ِد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ٕٙ .‬وَدفَ َع إِلَى‬
‫سمَّ َم لِ َّ‬
‫ٔ‪ٙ‬‬
‫اس‪َ .‬و َ‬ ‫ص َب َيا َب ْي َن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضم ِ ِ‬
‫سك َن شيمُ ِو‪ ,‬ا ْل َخ ْي َم َة الَّتي َن َ‬‫َو َرفَ َ َ ْ‬
‫ٓ‪ٙ‬‬

‫ف‪,‬‬‫الس ْي ِ‬‫سقَطُوا ِب َّ‬


‫ٗ‪ٙ‬‬
‫ب َعمَى ِميرِاث ِو‪ٖٙ .‬م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْي ِ‬
‫الن ُار‪َ ,‬و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َن‪َ .‬ك َي َنتُ ُو َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬و َغض َ‬ ‫ف َ‬ ‫َّ‬
‫اممُ ُو لَ ْم َي ْب ِك َ‬
‫ين‪".‬‬ ‫وأَر ِ‬
‫ََ‬
‫لقد رأى الجيؿ الذي دخؿ أرض الميعاد أعماؿ اهلل اإلعجازية مع يشوع وىزيمة مموؾ كثيريف أماميـ‪ .‬ولكنيـ‬
‫مس ْب ِي ِع َّزهُ = إشارة‬
‫سمَّ َم لِ َّ‬ ‫ضم ِ ِ‬
‫سك َن شيمُ ِو‪َ ..‬و َ‬
‫عوضاً أف يشكروا اهلل ارتدوا وعبدوا األوثاف فعاد اهلل وضربيـ‪َ .‬و َرفَ َ َ ْ‬
‫لحادثة سبي تابوت العيد بواسطة الفمسطينييف‪ .‬وتابوت العيد كاف في شيموه‪ .‬وكاف ىذا في أياـ عالي الكاىف‪.‬‬
‫ومات أوالد عالي الكينة وىمؾ عدد كبير مف جيش إسرائيؿ= م ْختَاروهُ أَ َكمَتْ ُيم َّ‬
‫الن ُار‪َ .‬و َع َذ َاراهُ لَ ْم ُي ْح َم ْد َن = أي لـ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫يجدف مف يتزوجيف فالرجاؿ ماتوا في الحرب‪ .‬وكممة ُيحمدف أي كما ىي عادة األفراح يغنوف لمعروس ليستحسنوا‬
‫جماليا معجبيف بو وبأخبلقيا‪ .‬ىؤالء لـ يسمعف ىذه األغاني التي تقاؿ في األفراح‪ ،‬إذ ال أفراح‪.‬‬

‫َع َداءه إِلَى ا ْلور ِ‬


‫اء‪َ .‬ج َعمَ ُي ْم‬ ‫ا ْل َخ ْم ِر‪ .‬فَ َ‬
‫‪ٙٙ‬‬
‫َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن‬
‫َك َن ِائٍم‪َ ,‬ك َجب ٍ‬ ‫٘‪ٙ‬‬
‫ََ‬ ‫ب أ ْ َُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫الرب‬ ‫ظ َّ‬
‫استَ ْيقَ َ‬
‫اآليات (٘‪ " - )ٕٚ-ٙ‬فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اختَ َار ِس ْب َ‬ ‫َي ْختَْر ِس ْب َ‬ ‫ار أ ََب ِديًّا‪َ .‬و َرفَ َ‬
‫ط َي ُيوَذا‪َ ,‬ج َب َل ص ْي َي ْو َن الَّذي أ َ‬ ‫ْرِي َم‪َ ٙٛ .‬ب ِل‬ ‫‪ٙٚ‬‬
‫َّو‪.‬‬
‫َحب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ط أَف َا‬ ‫ف‪َ ,‬ولَ ْم‬
‫وس َ‬
‫ض َخ ْي َم َة ُي ُ‬ ‫َع ًا‬

‫‪235‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والطبعون)‬

‫ظ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم‪.‬‬
‫َخ َذهُ ِم ْن َح َ‬ ‫س َيا إِلَى األ ََب ِد‪َ .‬و ْ‬
‫اختَ َار َد ُاوَد َع ْب َدهُ‪َ ,‬وأ َ‬
‫ٓ‪ٚ‬‬
‫ض الَِّتي أ َّ‬
‫َس َ‬ ‫س ُو‪َ ,‬كاأل َْر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَب َنى مثْ َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬
‫‪ٜٙ‬‬

‫ال َق ْم ِب ِو‪َ ,‬وِب َم َي َارِة‬


‫ب َكم ِ‬
‫سَ َ‬ ‫اى ْم َح َ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬
‫يرثَ ُو‪ .‬فََر َع ُ‬ ‫يل ِم َا‬
‫س َرِائ َ‬
‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬وِا ْ‬
‫وب َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َخ ْمف ا ْل ُم ْرض َعات أَتَى ِبو‪ ,‬ل َي ْر َعى َي ْعقُ َ‬
‫ٔ‪ِ ٚ‬‬

‫َي َد ْي ِو َى َد ُ‬
‫اى ْم‪".‬‬
‫ظ َك َن ِائٍم= ونومو ىنا كناية عف أنو ترؾ شعبو لمتأديب وضرب أعداؤه‬ ‫استَْيقَ َ‬
‫لـ يستمر غضب اهلل عمى شعبو بؿ ْ‬
‫َّار ُم َع ٍّي ٍط ِم َن ا ْل َخ ْم ِر‪ .‬رأت كنيستنا في ىذه االية نبوة عف‬ ‫الرب َك َن ِائٍم َك َجب ٍ‬
‫ظ َّ‬ ‫استَ ْيقَ َ‬
‫الذيف أذلوا شعبو واستعبدوىـ ‪ .‬فَ ْ‬
‫قيامة المسيح ووضعتيا في تسابيح عيد القيامة ‪ُ .‬م َع ٍّي ٍط = ثمؿ ‪ .‬فالمسيح لـ يكف موتو كموت االنساف العادي ‪،‬‬
‫فنحف حيف نموت تنفصؿ الروح عف الجسد فيموت الجسد ويتحمؿ ويتعفف ‪ ،‬اما جسد المسيح المتحد ببلىوتو فمـ‬
‫يفقد حيويتو ‪ ،‬لذلؾ ما كاف ممكنا اف يتحمؿ او يتعفف (مز‪ .)ٔٓ 2 ٔٙ‬ورفض كؿ شعب إسرائيؿ (يوسؼ وافرايـ)‬
‫سو = الييكؿ في‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُو = َم ْقد َ‬
‫وأختار سبط ييوذا ليخرج منو داود الممؾ الذي اختاره اهلل‪َ .‬وَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬
‫أورشميـ‪ ،‬ولكف ىذه اآليات تشير لممسيح الذي إذ وجد شعبو مستعبداً لمشيطاف‪ ،‬جاء وتجسد مف سبط ييوذا ومف‬
‫نسؿ داود‪ .‬ومات‪ .‬ولكنو لـ يستمر ميتاً بؿ كاف في موتو كجبار معيط مف الخمر‪ .‬وكاف كنائـ ثـ استيقظ‬
‫بقيامتو‪ .‬وضرب أعدائو إلى الوراء وىـ الشياطيف وجعميـ عا اًر أبدياً‪ .‬وألف الييود ىـ الذيف صمبوه ثـ رفضوا‬
‫اختَار ِس ْبطَ ييوَذا‪ ,‬جب َل ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫ف واختار كنيستو عروساً لو= ْ َ‬ ‫سَ‬
‫ض َخ ْي َم َة ُيو ُ‬
‫اإليماف بو‪ ،‬رفضيـ ىو= َرفَ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُو = أي بنى كنيستو مثؿ مرتفعات مقدسة‬ ‫َّو‪ .‬وأسس كنيستو السماوية = َوَب َنى م ْث َل ُم ْرتَفَ َعات َم ْقد َ‬ ‫الَّذي أ َ‬
‫َحب ُ‬
‫ب َكم ِ‬
‫ال‬ ‫سَ َ‬ ‫اى ْم َح َ‬
‫وثبتيا لؤلبد كاألرض التي أسسيا إلى األبد‪ .‬وكاف المسيح وسط كنيستو الراعي الصالح= فَ َر َع ُ‬
‫َخ َذهُ ِم ْن َحظَ ِائ ِر ا ْل َغ َنِم = أي تجسد المسيح ابف داود مف البشر‬ ‫َق ْم ِب ِو‪ .‬وبقوتو قاد كنيستو= ِب َم َي َارِة َي َد ْي ِو َى َد ُ‬
‫اى ْم‪ .‬أ َ‬
‫وىـ الغنـ الذيف رعاىـ بعد ىذا‪.‬اما داود فاهلل اخذه ليممؾ فعبل وىو راع لمغنـ‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والسبعون‬

‫ىو نفس موضوع مزمور (ٗ‪ )ٚ‬عف تدنيس وخراب الييكؿ بواسطة بابؿ أو تدمير اإلنساف بإبميس وعبودية‬
‫اإلنساف لو بعد أف سقط في الخطية‪ .‬والمرنـ يصرخ هلل لكي يخمص شعبو‪.‬‬

‫اما‪".‬‬ ‫يرثَ َك‪َ .‬نجَّسوا َى ْي َك َل قُ ْد ِس َك‪ .‬جعمُوا أُور َ ِ‬


‫ُم َم قَ ْد َد َخمُوا ِم َا‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَلَّ ُ ِ‬
‫يم أَ ْك َو ً‬
‫شم َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫مي َّم‪ ,‬إ َّن األ َ‬
‫ُم َم = بابؿ أو إبميس‪ .‬والييكؿ يشير لييكؿ أورشميـ‬ ‫ميراث اهلل ىو أرض الميعاد وبالذات أورشميـ والييكؿ‪ .‬واأل َ‬
‫فعبلً وقد دمره البابميوف‪ .‬وأف اإلنساف ىو ىيكؿ الروح القدس‪.‬‬

‫سفَ ُكوا َد َم ُي ْم‬ ‫ٖ‬


‫ض‪َ .‬‬‫وش األ َْر ِ‬ ‫اء‪ ,‬لَ ْحم أَتْ ِق َي ِائ َك لِ ُو ُح ِ‬
‫ث‬ ‫السم ِ‬ ‫ٕ‬
‫ور َّ َ‬ ‫اما لِطُ ُي ِ‬
‫ط َع ً‬
‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٗ-‬دفَ ُعوا ُجثَ َ‬ ‫ع ِب ِ‬
‫يد َك َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫س ْخ َرةً لِمَِّذي َن َح ْولَ َنا‪".‬‬ ‫س َم ْن‬ ‫ار ِع ْن َد ِج ِ‬
‫يران َنا‪ُ ,‬ى ْزًءا َو ُ‬
‫يم‪َ ,‬ولَ ْي َ‬
‫َ‬
‫اء حو َل أُور َ ِ‬
‫شم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬‫ي ْد ِف ُن‪ِ .‬‬
‫ص ْرَنا َع ًا‬ ‫ٗ‬
‫َكا ْل َم َ ْ‬ ‫َ‬
‫كانت ضربة بابؿ ألورشميـ رىيبة‪ .‬وكانت الخطية سبباً في موت البشر (يو‪)ٗٗ2ٛ‬وكما استعبد البابميوف شعب‬
‫الرب‪ .‬ىكذا استعبد إبميس اإلنساف فصار اإلنساف عا اًر‪.‬‬

‫ُمِم الَِّذ َ‬
‫ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ‬ ‫ار َغ ْي َرتُ َك؟ أ َِف ْ‬ ‫ض ِب‪َ ,‬وتَتَّ ِق ُد َك َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ب ُك َّل ا ْل َغ َ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٜ-‬إِلَى َمتَى‬
‫‪ٙ‬‬
‫ين الَ‬ ‫ضُ‬‫َيا َرب تَ ْغ َ‬
‫لَم تَ ْدعُ ِب ِ‬ ‫َي ْع ِرفُوَن َك‪َ ,‬و َعمَى ا ْل َم َمالِ ِك الَِّتي‬
‫اسم َك‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم قَ ْد أَ َكمُوا َي ْعقُ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫س َك َن ُو‪.‬‬
‫َخ َرُبوا َم ْ‬
‫وب َوأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َج ِل َم ْج ِد‬
‫ص َنا ِم ْن أ ْ‬
‫لو َخبلَ ِ‬ ‫احم َك س ِريعا‪ ,‬أل ََّن َنا قَ ْد تَ َذلَّ ْم َنا ِجدًّا‪ٜ .‬أ ِ‬
‫َع َّنا َيا إِ َ‬ ‫ِ‬
‫َّم َنا َم َر ُ َ ً‬
‫‪ٛ‬الَ تَ ْذ ُكر عمَ ْي َنا ُذ ُنوب األ ََّولِ َ ِ‬
‫ين‪ .‬لتَتَقَد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫ط َايا َنا ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل ْ‬ ‫اس ِم َك‪َ ,‬وَن ٍّج َنا َوا ْغ ِف ْر َخ َ‬
‫ْ‬
‫ىي صرخة هلل لكي يخمص شعبو‪ .‬وليؤدب األمـ (إبميس) الذي خربوا الييكؿ وقتموا الشعب‪ .‬واهلل ال يذكر ذنوب‬
‫ين الَ َي ْع ِرفُوَن َك = أي يا رب أنت تؤدبنا‬ ‫ُمِم الَِّذ َ‬ ‫ض ِر ْج َز َك َعمَى األ َ‬ ‫األوليف إف لـ نكف نحف أيضاً مذنبيف‪ .‬أ َِف ْ‬
‫بواسطتيـ ونحف نستحؽ كؿ تأديب ولكف بالحؽ ىـ أسوأ حاالً فيـ متوحشيف وال يعرفونؾ فأدبيـ ىـ أيضاً‪ .‬واهلل‬
‫استخدميـ فعبلً كأداة لمتأديب‪ ،‬وبعد أف أنيوا ميمتيـ ضربيـ اهلل ضربة شديدة‪.‬‬

‫َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ‬ ‫ف ِع ْن َد األ ِ‬ ‫لي ُي ْم؟ »‪ .‬لِتُ ْع َر ْ‬ ‫ٓٔ ِ‬


‫يد َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّام أ ْ ُ‬
‫ُمم قُد َ‬‫َ‬ ‫ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬ل َما َذا َيقُو ُل األ َ‬
‫ا ْل ُم ْي َار ِ‬
‫ق‪".‬‬
‫َعي ِن َنا َن ْقم ُة َدِم ع ِب ِ‬ ‫ف ِع ْن َد األ ِ‬ ‫لي ُي ْم‪ .» .‬لِتُ ْع َر ْ‬
‫يد َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّام أ ْ ُ‬
‫ُمم قُد َ‬
‫َ‬ ‫عاقبيـ يا رب بسبب استيانتيـ بؾ وقوليـ= أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬
‫ق = عاقبيـ يا رب بسبب دمنا الذي سفكوه ولنرى ذلؾ‪.‬‬ ‫ا ْل ُم ْي َار ِ‬

‫ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت‪".‬‬
‫استَ ْب ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ين األ ِ‬
‫َس ِ‬
‫ير‪َ .‬ك َعظَ َمة ذ َراع َك ْ‬ ‫َّام َك أ َِن ُ‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ٔٔ" -‬لِ‬

‫‪237‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والطبعون)‬

‫ير = ىو الشعب المسبي في بابؿ أو ىو اإلنساف المسبي مف إبميس‪َ .‬كعظَم ِة ِذر ِ‬


‫اع َك = ذراع اهلل ىو المسيح‬ ‫األ ِ‬
‫َس ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ق َب ِني ا ْل َم ْو ِت = أحيييـ‪.‬‬
‫استَ ْب ِ‬
‫الذي بفدائو أنقذنا مف الموت= ْ‬

‫وك ِب ِو َيا َرب‪".‬‬


‫ض ِان ِيِم ا ْل َع َار الَِّذي َعي َُّر َ‬ ‫اف ِفي أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫َضع ٍ‬
‫س ْب َع َة أ ْ َ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬ورَّد عمَى ِج ِ‬
‫يران َنا َ‬
‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫اف عمى كؿ ما فعمو ضد اهلل وضد شعبو‪.‬‬ ‫َضع ٍ‬
‫المرنـ يطمب عقوبة كاممة= ‪ ٚ‬أ ْ َ‬

‫ٍّث ِبتَس ِب ِ‬ ‫ش ْع ُب َك َو َغ َن ُم ِر َع َاي ِت َك َن ْح َم ُد َك إِلَى الد ْ‬


‫َّى ِر‪ .‬إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُن َحد ُ ْ‬
‫ٖٔ‬
‫يحك‪".‬‬ ‫َما َن ْح ُن َ‬
‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬

‫‪238‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثمانون‬

‫ىذا المزمور ىو استمرار لممزمور السابؽ وفيو المرنـ يشكو لراعي إسرائيؿ مف سوء حالة القطيع والمشقات التي‬
‫يتحمميا ويطمب العطؼ والشفقة عمى الرعية‪ .‬والكرمة ىنا ىي شعب إسرائيؿ (اش٘‪ )ٚ-ٔ2‬أو ىي الكنيسة أو‬
‫ىي النفس البشري ة التي كانت مثؿ كرمة في فردوس اهلل وحينما أخطأت قطعيا اهلل بفأس عدالتو وطرحيا خارج‬
‫الفردوس فيبست وصارت كرمة كاذبة‪ .‬واسرائيؿ كانت كرمة غرسيا اهلل في أرض الميعاد ثـ أخطأت وصارت‬
‫تعطى عنباً م اًر‪ .‬والمرنـ يستغيث إلى سيد الكرـ لكي ينزؿ ىو ويصير كرمة حقيقية‪ ،‬ويطعـ نفسو في الكرمة‬
‫التي فسدت بأنياب خنزير بري أو وحش بري (إبميس) لتنبت أغصاناً تجدد الكرمة‪.‬‬

‫سا َع َمى ا ْل َك ُروِب ِيم أَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ٔ ِ‬


‫ش ِر ْ‬
‫ق‪".‬‬ ‫الضأ ِ‬
‫ْن‪َ ,‬يا َجال ً‬ ‫ف َك َّ‬
‫وس َ‬
‫اص َغ‪َ ,‬يا قَائ َد ُي ُ‬
‫يل‪ْ ,‬‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َراع َي إِ ْ‬
‫اع يقود خرافو وىذا الراعي الذي أتى متجسداً‬ ‫المسيح ىو راعي إسرائيؿ وىو الذي يقود يوسؼ كالضأف أي كر ٍ‬
‫ىو ىو نفسو اهلل ييوه الجالس عمى الكروبيـ وأشرؽ بتجسده‪.‬‬

‫سى أ َْي ِق ْظ جبروتَ َك‪ ,‬و َىمُ َّم لِ َخبلَ ِ‬


‫ص َنا‪".‬‬ ‫ين َو َم َن َّ‬ ‫ْرِيم وِب ْني ِ‬
‫ام َ‬
‫ٕ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّام أَف َا َ َ َ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬قُد َ‬
‫لماذا ذكر أفرايـ وبنياميف ومنسى بالذات؟ لقد سقطت مممكة إسرائيؿ أي العشرة أسباط أوالً بيد أشور وأقوى‬
‫أسباطيا أفرايـ ومنسى‪ .‬وبنياميف ىو اآلخر ذىب لمسبي مع سبي بابؿ‪ .‬وكاف ىؤالء الثبلثة أسباط يتقدموف‬
‫ْرِي َم = الثمر‬
‫المسيرة قبؿ تابوت العيد‪ .‬واآلف ىـ في السبي‪ .‬فالنبي يطمب عودتيـ لسابؽ مجدىـ‪ .‬ونبلحظ أف أَف َا‬
‫سى = ينسي‪ .‬وىنا نرى صفات مف يعود هلل فيعود لو اهلل‪ ،‬فيو ينسي‬ ‫ين ابف اليميف َو َم َن َّ‬ ‫المتكاثر‪ .‬وِب ْني ِ‬
‫ام َ‬ ‫َ َ‬
‫الزمنيات ويكوف ابف اليميف ولو ثمر متكاثر‪.‬‬
‫ِ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬يا اَهللُ أ َْر ِج ْع َنا‪َ ,‬وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ‬
‫ٖ‬
‫ص‪".‬‬
‫أ َْر ِج ْع َنا = ردنا إلى ما كنا فيو مف حرية وراحة‪ .‬أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك = إشارة لتجسد المسيح‪.‬‬

‫صبلَ ِة َ‬
‫ش ْع ِب َك؟"‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود‪ ,‬إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ " -‬يا َرب إِ َ‬
‫ٗ‬

‫ش ْع ِب َك = إلى متى تظؿ غاضباً عمى صبلة شعبؾ وال تقبميا‪.‬‬ ‫صبلَ ِة َ‬ ‫إِلَى َمتَى تُ َد ٍّخ ُن َعمَى َ‬

‫سقَ ْيتَ ُي ُم الد ُموعَ ِبا ْل َك ْي ِل‪".‬‬ ‫٘‬


‫آية (٘) ‪ " -‬قَ ْد أَ ْط َع ْمتَ ُي ْم ُخ ْب َز الد ُموِع‪َ ,‬و َ‬
‫خبزىـ يأكمونو بالبكاء‪ .‬وكأسيـ تمتمئ بالدموع‪ .‬فرحنا يا رب ىو بظيورؾ وسطنا‪.‬‬

‫ون َب ْي َن أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪".‬‬


‫ستَ ْي ِزُئ َ‬
‫اؤَنا َي ْ‬ ‫يرِان َنا‪َ ,‬وأ ْ‬
‫َع َد ُ‬ ‫آية (‪َ ٙ" - )ٙ‬ج َع ْمتََنا ِن َز ً ِ ِ‬
‫اعا ع ْن َد ج َ‬

‫‪239‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫بسبب غضبؾ صار جيراننا يتنازعوف عمينا‪ ،‬مف يأكؿ منا نصيب أكبر مف اآلخر‪.‬‬

‫ِ‬
‫ود أ َْر ِج ْع َنا‪َ ,‬وأَن ْر ِب َو ْج ِي َك فَ َن ْخمُ َ‬
‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬يا إِ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ص‪".‬‬

‫صمَ ْت أُصولَيا فَمؤل ِ‬


‫َت‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫َّام‬
‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ْت‬
‫َ‬ ‫أ‬‫ي‬‫َّ‬ ‫ى‬
‫َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ُم‬‫أ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫د‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫اآليات (‪َ ٛ" - )ٔٔ-ٛ‬كرم ًة ِم ْن ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ ٔٔ‬ ‫ض‪َ ٔٓ .‬غطَّى ا ْل ِجب َ ِ‬
‫الن ْي ِر فُُر َ‬
‫وع َيا‪".‬‬ ‫ض َبا َن َيا إِلَى ا ْل َب ْح ِر‪َ ,‬وِالَى َّ‬‫َّت قُ ْ‬
‫صا ُن َيا أ َْرَز اهلل‪َ .‬مد ْ‬‫ال ظم َيا‪َ ,‬وأَ ْغ َ‬ ‫َ‬ ‫األ َْر َ‬
‫ال ِظم َيا = أي‬ ‫إسرائيؿ ىي الكرمة التي نقميا الرب مف مصر وغرسيا في مكانيا وأعطت ثمرىا‪َ .‬غطَّى ا ْل ِج َب َ‬
‫ض َبا َن َيا = القضباف اي االغصاف‬ ‫صا ُن َيا = مموكيا وأنبيائيا قُ ْ‬ ‫سمطانيا ساد عمى األمـ القوية التي حوليا‪ .‬أَ ْغ َ‬
‫تشير لممموؾ أو األنبياء‪ .‬لكف القضباف تشير لسمطانيـ مف البحر إلى النير‪.‬‬

‫ير ِم َن ا ْل َو ْع ِر‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ج ْد ار َنيا فَي ْق ِطفَيا ُكل عا ِب ِري الطَّ ِري ِ ٖٔ ِ‬
‫ق؟ ُي ْفس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ‬ ‫َ‬
‫ٕٔ ِ‬
‫اآليات (ٕٔ‪َ " - )ٖٔ-‬فم َما َذا َى َد ْم َ ُ َ َ َ َ‬
‫ش ا ْلبٍّري ِ‬
‫َّة‪".‬‬ ‫اىا َو ْح ُ َ‬
‫َوَي ْر َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير = إشارة لمشيطاف النجس فالخنزير حيواف نجس‪ .‬والشيطاف عمـ الشعب‬ ‫ان ىـ الشعب‪ .‬أفْس ُد َىا ا ْلخ ْن ِز ُ‬ ‫ال ُج ْد َر َ‬
‫ق‪ .‬وكرمز لذلؾ كانت األمـ‬ ‫النجاسة‪ .‬وبسبب الخطية صار اإلنساف مأكبلً إلبميس= َي ْق ِطفَ َيا ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ‬
‫الوثنية المحيطة بالشعب تذليـ إف أخطأوا وكؿ مؤمف يغرسو اهلل ككرمة‪ ،‬تمتد مف البحر (العالـ) لمنير (عمؿ‬
‫الروح القدس) ولكف أف عاد وسقط يصير مأكبلً لكؿ عابري الطرؽ أي ألعوبة في يد الشياطيف‪.‬‬

‫ىذ ِه ا ْل َك ْرَم َة‪",‬‬


‫اء وا ْنظُر وتَع َّي ْد ِ‬
‫الس َم َ ْ َ َ‬
‫ود‪ ,‬ار ِجع َّن‪ .‬اطَّمِع ِم َن َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ ْ َ‬
‫آية (ٗٔ) ‪َ " -‬يا إِ َ‬
‫ٗٔ‬

‫ىي صبلة المرنـ ليرعي اهلل كؿ كرمة (كؿ نفس) حتى ال تصير ألعوبة في يد الشيطاف‪.‬‬

‫اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك‪".‬‬
‫ستْ ُو َي ِمي ُن َك‪َ ,‬واال ْب َن الَِّذي ْ‬ ‫ِ‬
‫س الَّذي َغ َر َ‬
‫٘ٔ‬
‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬وا ْل َغ ْر َ‬
‫ستْ ُو َي ِمي ُن َك‪ .‬ومف ىو يميف اهلل سوى المسيح االبف الذي اخترتو لنفسؾ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س الَّذي َغ َر َ‬
‫ا ْل َغ ْر َ‬

‫ون‪".‬‬
‫يد َ‬ ‫وع ٌة‪ِ .‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬
‫ار َو ْج ِي َك َي ِب ُ‬ ‫آية (‪ِ ٔٙ" - )ٔٙ‬ىي َم ْح ُروقَ ٌة ِب َن ٍ‬
‫ار‪َ ,‬م ْقطُ َ‬ ‫َ‬
‫الكرمة اآلف محروقة بنار كما أحرؽ نبوخذ نصر الييكؿ‪ .‬ولكف اهلل سينتير أعدائو‪.‬‬

‫اختَْرتَ ُو لِ َن ْف ِس َك‪",‬‬
‫آد َم الَِّذي ْ‬ ‫آية (‪ٔٚ" - )ٔٚ‬لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ‬
‫ين َك‪َ ,‬و َعمَى ْاب ِن َ‬ ‫َ َ َُ َ‬
‫ين َك = لتكف معونتؾ لنا بواسطة ابنؾ الذي ىو يمينؾ‪ .‬والمسيح سماه المرنـ ىنا رجؿ‬ ‫لِتَ ُك ْن ي ُد َك عمَى رج ِل ي ِم ِ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫يمينؾ‪2‬‬
‫[ٔ] ىو قوة اهلل وذراع اهلل الذي تجسد وأعطاه اآلب كؿ قوة وكؿ سمطاف ثـ رفعو وجمس عف يمينو‬

‫‪240‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخمبحون)‬

‫[ٕ] اهلل أعطاه ىذه القوة ليمجد اسـ اهلل وينتصر بقوة عمى أعدائو "أنا مجدتؾ عمى األرض" (يو٘‪ )ٗ2ٔٚ،‬وعمؿ‬
‫المسيح كاف نشر ممكوت اهلل بقوة عمى األرض‬
‫[ٖ] يد اهلل اآلب كانت عميو أي كانت تحفظو ليتـ عممو أوالً ثـ يصمب ويقوـ‪ ،‬فبل يقتمونو قبؿ الميعاد‪ ،‬لذلؾ في‬
‫مرات كثيرة إذ أرادوا قتمو كاف يمر مف وسطيـ دوف أف يشعروا (يو‪ .)ٜ٘2ٛ‬ثـ كانت يد اهلل عميو ليقوـ مف‬
‫األموات بقوة (رؤ‪)ٗ2‬‬
‫[ٗ] قوة وثبات الكنيسة والمؤمنيف راجع لنعمة المسيح أو النعمة التي تحصؿ عمييا الكنيسة في المسيح‪.‬‬

‫ود‪ ,‬أ َْر ِج ْع َنا‪ .‬أ َِن ْر ِب َو ْج ِي َك‬ ‫اس ِم َك‪َ .‬يا َرب إِ َ‬
‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫َح ِي َنا فَ َن ْد ُع َو ِب ْ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٜٔ-ٔٛ‬فَبلَ َن ْرتَ َّد َع ْن َك‪ .‬أ ْ‬
‫ص‪".‬‬‫فَ َن ْخمُ َ‬

‫‪241‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والثمانون‬

‫كتب ىذا المزمور ليس بمناسبة انتصار عمى عدو ما بؿ بمناسبة عيد‪ ،‬ليرتموا بو في الييكؿ‪ .‬إما لعيد ظيور‬
‫القمر أي في بدء الشير أو عيد األبواؽ في الشير السابع (الٖٕ‪ + ٕٗ2‬عد‪ .)ٔ2ٕٜ‬أو لعيد الفصح = اليبلؿ‬
‫(أيةٖ)‪.‬‬

‫وب‪ْ .‬ارفَ ُعوا َن ْغ َم ًة َو َىاتُوا ُدفًّا‪ُ ,‬ع ً‬


‫ودا ُح ْم ًوا م َع رَب ٍ‬
‫اب‪ٖ .‬ا ْنفُ ُخوا‬ ‫ِ‬ ‫هلل قُ َّوِت َنا‪ِ ْ .‬‬
‫اىتفُوا ِإل لو َي ْعقُ َ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٗ-‬رٍّنمواِ ِ‬
‫ٕ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ق‪ِ ,‬ع ْن َد ا ْل ِيبلَ ِل لِيوِم ِع ِ‬ ‫ِفي َأر ِ‬
‫يل‪ُ ,‬ح ْك ٌم ِإل لو َي ْعقُ َ‬ ‫يض ٌة ِإل ْ‬ ‫َن ى َذا فَ ِر َ‬ ‫الش ْي ِر ِبا ْل ُبو ِ‬
‫ْس َّ‬
‫ٗ‬
‫وب‪".‬‬ ‫يد َنا‪ .‬أل َّ‬ ‫َْ‬
‫المرنـ يدعو الشعب ليسبحوا وييتفوا (يزعقوا) هلل سرقوتيـ‪ .‬ويستخدموا كؿ اآلالت الموسيقية رم اًز الستخداـ كؿ‬
‫طاقاتنا ومشاعرنا وأصواتنا وأعمالنا وقموبنا في تسبيح الرب‪ .‬واهلل طمب منيـ النفخ باألبواؽ في رأس الشير إشارة‬
‫لبوؽ الك ارزة في بداية المسيحية واشارة لكممة اهلل التي تبعث في اإلنساف اليقظة والرىبة ليبدأ بداية جديدة بالتوبة‬
‫لسنة مقبولة‪ .‬واهلل ىو الذي أمرىـ بيذا ليتذكروا إحساناتو ليـ‪.‬‬

‫ض ِمصر‪ .‬س ِمع ُ ِ‬ ‫ف ِع ْن َد ُخر ِ ِ‬ ‫شي َ ِ‬


‫َع ِرف ُ‬ ‫وجو َعمَى أ َْر ِ ْ َ َ ْ‬
‫٘‬
‫ْو "‬ ‫سا ًنا لَ ْم أ ْ‬
‫تلَ‬ ‫ُ‬ ‫وس َ‬
‫ادةً في ُي ُ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬ج َعمَ ُو َ َ‬
‫اهلل يريد أف يذكروا إحساناتو ويكوف ىذا االحتقاؿ شيادة في وسطيـ حتى ال ينسوا محبتو وأبوتو التي أخرجتيـ‬
‫سا ًنا‬ ‫مف نير العبودية في مصر (ونحف عمينا أف نذكر لو فدائو لنا دائماً)‪ .‬وىو شبو العبودية ىنا بأنيـ ِ ِ‬
‫سم ْعوا ل َ‬
‫َ‬
‫ال ي ْع ِرْفوهُ أي لغة مصر‪ .‬وفي خروجيـ أيضاً سمعوا لساناً ال يعرفوه وىو صوت الرب‪ .‬ولماذا أشار إلى يوسؼ‬
‫بالذات‪ ،‬ألف بسبب يوسؼ نزلوا جميعيـ إلى مصر‪ .‬ويوسؼ أيضاً صار رم اًز لممسيح‪.‬‬

‫ت ِم َن ا ْل ِح ْم ِل َك ِتفَ ُو‪َ .‬ي َداهُ تَ َح َّولَتَا َع ِن َّ‬


‫الس ٍّل‪".‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪« " - )ٙ‬أ َْب َع ْد ُ‬
‫الشعب في مصر حمموا سبلؿ الطيف عمى أكتافيـ في عبوديتيـ‪ .‬واهلل رفع عنيـ أحماليـ‪.‬‬

‫يب َة‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫َّيتُ َك‪ .‬استَج ْبتُ َك ِفي ِستْ ِر َّ ِ‬
‫الر ْعد‪َ .‬ج َّرْبتُ َك َعمَى َماء َم ِر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ت فَ َنج ْ‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬في الضٍّي ِ‬
‫ق َد َع ْو َ‬
‫ىنا اهلل يعاتب شعبو فيو استجاب ليـ حينما دعوه‪ .‬واستجاب ليـ في الرياح القوية التي شقت البحر‪ ،‬بؿ تكمـ‬
‫معيـ مستت اًر في أصوات الرعد مف عمى جبؿ سيناء‪ .‬لقد أظير ليـ قوتو م ار اًر ولكنيـ خانوه وشككوا فيو عند م ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬
‫َم ِر َ‬
‫يب َة‪.‬‬

‫ت لِي! الَ َي ُك ْن ِف َ‬
‫يك إِ ٌ‬ ‫س ِم ْع َ‬ ‫شع ِبي فَأُح ٍّذر َك‪ .‬يا إِ ِ‬ ‫‪ِ ٛ‬‬
‫لو َغ ِر ٌ‬ ‫س َرائي ُل‪ ,‬إِ ْن َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫س ُج ْد‬
‫يب‪َ ,‬والَ تَ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫س َم ْع َيا َ ْ‬
‫اآليات (‪« " - )ٜ-ٛ‬ا ْ‬
‫َج َن ِب ٍّي‪".‬‬ ‫ِإل ٍ‬
‫لو أ ْ‬

‫‪242‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والخمبحون)‬

‫ىنا اهلل يقوؿ ليـ ال تخونونني كأبائكـ‪ .‬ويعمميـ حتى ال ينحرفوا مف ورائو‪.‬‬

‫ص َر‪ .‬أَف ِْغ ْر فَ َ‬ ‫الرب إِلي َك‪ ,‬الَِّذي أَصع َد َك ِم ْن أَر ِ ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫اك فَأ َْمؤلَهُ‪".‬‬ ‫ضم ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬أََنا َّ‬
‫الرب يعمـ الشعب‪ ،‬أنو ليس مثمو إلياً يخمص شعبو‪ ،‬بؿ يجيبيـ في كؿ ما يطمبونو‪ .‬أَف ِْغ ْر فَ َ‬
‫اك فَأ َْمؤلَهُ = أطمب‬
‫ما شئت فأعطيؾ ويمتمئ فاؾ بالتسبيح والشكر‪.‬‬

‫سمَّ ْمتُ ُي ْم إِلَى قَ َ‬


‫س َاوِة ُقمُوِب ِي ْم‪,‬‬ ‫س َرِائي ُل لَ ْم َي ْر َ‬
‫ض ِبي‪ .‬فَ َ‬ ‫ص ْوِتي‪َ ,‬وِا ْ‬
‫ِ‬
‫ش ْع ِبي ل َ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫س َم ْع َ‬
‫اآليات (ٔٔ‪َ " - )ٕٔ-‬فمَ ْم َي ْ‬
‫ات أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪".‬‬
‫لِيسمُ ُكوا ِفي م َؤامر ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫َْ‬
‫ىذا قوؿ عاـ‪ .‬فالشعب حيف لـ يسمع صوت اهلل وتمردوا مات منيـ كثيريف بؿ ىمؾ كؿ الجيؿ الذي خرج مف‬
‫مصر‪ .‬ولما رفضوا المسيح وصمبوه خربت أورشميـ وىـ تشتتوا‪ .‬وىكذا كؿ نفس تتمرد عمى وصايا اهلل يسمميا اهلل‬
‫لذىف مرفوض (رؤ‪ )ٕٛ2‬وكؿ مف يتجبر ليدبر مؤامرات يسقط ىو في شباؾ مؤامراتو (رؤ‪.)ٕ٘2‬‬

‫ُخ ِ‬ ‫شع ِبي‪ ,‬وسمَ َك إِ ِ ِ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬لَو ِ ِ‬


‫س َرائي ُل في طُُرِقي‪َ ,‬‬
‫س ِر ً‬
‫ٗٔ‬
‫اء ُى ْم‪َ ,‬و َعمَى‬
‫َع َد َ‬
‫ضعُ أ ْ‬ ‫ت أْ‬
‫يعا ُك ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫سم َع لي َ ْ‬
‫ْ َ‬
‫ت أ َُرد َي ِدي‪".‬‬
‫ضا ِي ِقي ِي ْم ُك ْن ُ‬
‫ُم َ‬
‫ىنا عتاب مف اهلل لشعبو المتألـ فيـ لو سمعوا لوصاياه ما كانوا قد تألموا‪.‬‬

‫ون َوقْتُ ُي ْم إِلَى الد ْ‬


‫َّى ِر‪".‬‬ ‫ب َيتَ َذلَّمُ َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ُ " -‬م ْب ِغ ُ‬
‫٘ٔ‬
‫ون لَ ُو‪َ ,‬وَي ُك ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ضو َّ‬
‫ب ومبغضو شعبو ولكف اهلل قادر أف يذلميـ أمامو وأماـ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ضو َّ‬ ‫لقد عاني إسرائيؿ كثي اًر مف أعدائو الذيف ىـ ُم ْب ِغ ُ‬
‫شعبو ويظموا ىكذا إلى أف يذىبوا إلى مصيرىـ النيائي ولكف اهلل لـ يفعؿ ألف شعبو لـ يسمع لوصيتو‪.‬‬

‫ش ِب ُع َك َع َ‬ ‫ش ْحِم ا ْل ِح ْنطَ ِة‪َ ,‬و ِم َن َّ‬


‫الص ْخ َرِة ُك ْن ُ‬ ‫ان أَ ْط َع َم ُو ِم ْن َ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫سبلً»‪".‬‬ ‫ت أُ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٙ‬و َك َ‬
‫لو أطاع الشعب وصايا اهلل لكاف اهلل قد أشبعيـ حنطة وعسبلً‪ .‬واآلف فاهلل يشبع شعبو مف جسده (شحـ الحنطة)‪.‬‬
‫ومف أقوالو اإلليية (عسؿ) (حزٖ‪ + ٖ2‬مز‪ .)ٖٔٓ2ٜٔٔ‬وكاف المف رمز المسيح طعمو كطعـ رقاؽ بعسؿ‬
‫(خر‪.)ٖٔ2ٔٙ‬‬

‫‪243‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والثمانون‬

‫ىو مزمور لمقضاة والحكاـ ليذكروا أنيـ يجب أف يحكموا بالعدؿ‪ .‬وحينما نرنـ بو نذكر إلينا العادؿ الذي يقتص‬
‫مف األشرار الظالميف‪ ،‬ونشتاؽ لؤلبدية حيث نرى العدؿ دائماً‪.‬‬

‫اهلل‪ِ .‬في وس ِط اآللِي ِة ي ْق ِ‬


‫ضي "‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫اهلل خمؽ اإلنساف عمى صورتو‪ ،‬وبالخطية سقط ولـ يعد بعد عمى صورة اهلل‪ .‬ولما أخرج اهلل إسرائيؿ مف عبودية‬
‫فرعوف قاؿ عنيـ "إسرائيؿ ابني البكر" رم از ألننا سنستعيد بنوتنا هلل بفداء المسيح‪ .‬وفي (مؿٕ‪ )ٚ2‬قيؿ عف‬
‫الكاىف رسوؿ رب الجنود أي مبلؾ رب الجنود‪ .‬بؿ نجده ىنا يسمى القضاة والرؤساء آلية أي سادة عظماء‪،‬‬
‫وىـ ىكذا بسبب سمطانيـ‪ ،‬فاهلل أعطى لمحاكـ والقضاة سمطة لمصالح العاـ بيا يحكموف عمى المخطئ حتى‬
‫بالقتؿ‪ .‬وىـ يكافئوف الذي يتصرؼ حسناً‪ .‬واهلل وضع جزء مف كرامتو عمى الحكاـ والقضاة (أـ‪ .)ٔٓ2ٔٙ‬فإذا‬
‫فسدوا قيؿ "عنيـ اسد زائر ودب ثائر المتسمط الشرير" (أـ‪ .)ٔ٘2ٕٛ‬ومجمع القضاة يسميو المرنـ ىنا َم ْج َم ِع‬
‫ِ‬
‫اهلل‪ .‬وأف اهلل في وسطيـ فيو يحكـ بواسطتيـ ويعطييـ حكمة ليقودوا شعبو (أـٕٔ‪ .)ٔ2‬واهلل يفعؿ بيـ ما يريده‬
‫حينما يرشدىـ فيستجيبوف‪ .‬ونرى في قولو اَهلل قَ ِائم ِفي م ْجم ِع ِ‬
‫اهلل‪ .‬صورة لممسيح إلينا في وسط مجمع الكتبة‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫والكينة يحاكمونو ظمماً‪.‬‬

‫ار؟ ِسبلَ ْه‪".‬‬


‫ش َر ِ‬
‫ون ُو ُجوهَ األَ ْ‬
‫ون َج ْوًار َوتَْرفَ ُع َ‬
‫ض َ‬‫آية (ٕ) ‪َ « " -‬حتَّى َمتَى تَ ْق ُ‬
‫ٕ‬

‫حتى نتأكد أف اآللية في أية (ٔ) ىـ القضاة نسمع ىنا اهلل يوبخيـ عمى قضائيـ الظالـ وتـ ىذا حرفياً مع‬
‫المسيح حيف حاكموه بتيـ ممفقة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِٖ‬
‫س‪".‬‬ ‫س ِك َ‬
‫ين َوا ْل َبائ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫مذلِ ِ‬
‫يل َولِ ْم َيتيم‪ .‬أَ ْنصفُوا ا ْلم ْ‬
‫ْضوا لِ َّ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬اق ُ‬
‫اهلل يطمب مف القضاة أف ينصفوا الضعفاء والبائسيف‪.‬‬

‫ار أَ ْن ِق ُذوا‪".‬‬ ‫ير‪ِ .‬م ْن َي ِد األَ ْ‬


‫ش َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِك َ‬
‫ين َوا ْلفَق َ‬
‫ِ‬ ‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬نجوا ا ْلم ْ‬

‫ض‪".‬‬ ‫س األ َْر ِ‬ ‫ُس ِ‬ ‫ون‪ِ .‬في الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ‬


‫ش ْو َن‪ .‬تَتََز ْع َزعُ ُكل أ ُ‬ ‫ون َوالَ َي ْف َي ُم َ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪« " -‬الَ َي ْعمَ ُم َ‬
‫بسبب أغراضيـ الشخصية حابوا األشرار األقوياء وظمموا الفقير‪ .‬وبسبب ىذا فقدوا استنارتيـ وما عادوا يروف‬
‫س األ َْر ِ‬
‫ض‬ ‫ُس ِ‬
‫ش ْو َن‪ .‬وتَتََز ْع َزعُ ُكل أ ُ‬‫ون وِفي الظ ْم َم ِة َيتَ َم َّ‬ ‫ون َوالَ َي ْف َي ُم َ‬ ‫إرشاد اهلل الذي يعطيو لمقضاة وصاروا الَ َي ْعمَ ُم َ‬

‫‪244‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والخمبحون)‬

‫= بسبب حكميـ الظالـ‪ .‬وىذا ما حدث يوـ الصميب‪ ،‬يوـ حكميـ الظالـ‪ ،‬فمقد إظممت الدنيا وتزلزلت األرض وىـ‬
‫في عماىـ ما عمموا وما فيموا أنيـ صمبوا رب المجد‪.‬‬

‫ت إِ َّن ُك ْم آلِ َي ٌة َوَب ُنو ا ْل َعِم ٍّي ُكم ُك ْم‪".‬‬ ‫‪ٙ‬‬


‫آية (‪ " - )ٙ‬أََنا ُق ْم ُ‬
‫قاؿ اهلل لموسى "ىا أنا أقمتؾ إلياً عمى فرعوف" (خر‪ .)ٔ2ٚ‬والسيد المسيح استعمؿ ىذه اآلية مع الييود‬
‫(يوٓٔ‪ .)ٖٗ2‬وىي كنبوة عف أف المسيحييف سيصيروف أبناء اهلل= َوَب ُنو ا ْل َعمِ ٍّي ُكم ُك ْم (يؤ‪ .)ٕٔ2‬وىنا نرى اهلل‬
‫يرفع اإلنساف جداً‪.‬‬

‫ون»‪".‬‬
‫سقُطُ َ‬ ‫ون و َكأَح ِد الر َؤ ِ‬ ‫لك ْن ِم ْث َل َّ‬
‫الن ِ‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬‬
‫ساء تَ ْ‬
‫َ‬ ‫اس تَ ُموتُ َ َ َ‬
‫حتى ال ينتفخ اإلنساف بما أخذه بؿ يتضع أماـ اهلل يذكره اهلل بحقيقة موتو‪.‬‬

‫ُمِم‪".‬‬ ‫ض‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬


‫آية (‪ " - )ٛ‬قُ ْم َيا اَهللُ‪ِ .‬د ِن األ َْر َ‬
‫ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫ىي طمب هلل أف يقوـ المسيح ليديف الخطية ويديف إبميس ويديف الشر ويخمص البشر مف حكـ الموت إذ يمتمؾ‬
‫اهلل الجميع‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والثمانون‬

‫ىذا المزمور يتكمـ عف قياـ بعض األمـ ضد شعب اهلل‪ ،‬ربما في أياـ داود أو غيره‪ .‬ومف ناحية رمزية يشير لقياـ‬
‫الشياطيف بحرب ضد أوالد اهلل القديسيف‪.‬‬

‫ُمِم‪".‬‬ ‫ض‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ ِ‬


‫آية (ٔ) ‪ " -‬قُ ْم َيا اَهللُ‪ِ .‬د ِن األ َْر َ‬
‫ت تَ ْمتَم ُك ُك َّل األ َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫ىي صرخة هلل ليخمص شعبو مف أعدائيـ‪.‬‬

‫ش ْع ِب َك َم َك ُروا ُم َؤ َ‬ ‫ون‪َ ,‬و ُم ْب ِغ ُ‬


‫اؤ َك َي ِعج َ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬
‫ش َاوُروا‬ ‫ام َرةً‪َ ,‬وتَ َ‬ ‫ْس‪َ .‬عمَى َ‬ ‫الر َ‬
‫وك قَ ْد َرفَ ُعوا َّأ‬ ‫ض َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٗ-‬فَ ُي َوَذا أ ْ‬
‫س َرِائ َ‬
‫يل َب ْع ُد»‪".‬‬ ‫اس ُم إِ ْ‬ ‫َح ِم َي ِائ َك‪ٗ .‬قَالُوا « َىمُ َّم ُن ِب ْد ُىم ِم ْن َب ْي ِن الش ُع ِ‬
‫وب‪َ ,‬والَ ُي ْذ َك ُر ْ‬ ‫ْ‬ ‫َعمَى أ ْ‬
‫ون يشير لكثرتيـ وشدتيـ فييجانيـ شبيو‬ ‫ىنا نجد األعداء يحيكوف مؤامرة ضد شعب اهلل بمكر وحيمة وقولو َي ِعج َ‬
‫َح ِم َي ِائ َك‬
‫بعجيج البحر الكثير الماء‪ .‬وىدفيـ إفناء شعب اهلل‪ .‬وىدؼ الشياطيف أف يفقد أوالد اهلل ميراثيـ السماوي‪ .‬أ ْ‬
‫= مف تحمييـ أنت يا اهلل‪.‬‬

‫وآب‬
‫ين‪ُ ,‬م ُ‬ ‫اعيمِ ٍّي َ‬
‫اإلسم ِ‬
‫وم َو ِ ْ َ‬ ‫ام أ َُد َ‬
‫‪ِٙ‬‬
‫خ َي ُ‬ ‫آم ُروا ِبا ْل َق ْم ِب َم ًعا‪َ .‬عمَ ْي َك تَ َع َ‬
‫اى ُدوا َع ْي ًدا‪.‬‬ ‫تَ َ‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٛ-‬أل ََّن ُي ْم‬
‫اعا لِ َب ِني‬ ‫ِ‬
‫ص ُاروا ذ َر ً‬‫ق َم َع ُي ْم‪َ .‬‬‫ضا اتَّفَ َ‬ ‫أ َْي ً‬ ‫ور‬
‫ور‪ .‬أَش ُ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ص ٍ‬ ‫ان ُ‬ ‫س َّك ِ‬
‫ين َم َع ُ‬‫س ِط ُ‬
‫يق‪َ ,‬فمَ ْ‬ ‫َو َع َمالِ ُ‬ ‫ون‪ِ .‬ج َبا ُل َو َعم ُ‬
‫ون‬ ‫‪ٚ‬‬
‫اج ِري َ‬ ‫َوا ْل َي َ‬
‫وط‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬‫لُ ٍ‬
‫نرى ىنا تعدد األمـ التي تحارب إسرائيؿ‪ .‬وكؿ منيا ليا سمة مميزة في شرورىا‪ ،‬وىذه السمات تشير لشرور‬
‫الشيطاف‪ .‬ونبلحظ أف عدد األمـ المقاومة ىنا (ٔٔ) ورقـ (ٔٔ) رقـ لمخطية فيو لـ يكمؿ ليصير (ٕٔ) رقـ‬
‫شعب اهلل‪.‬‬

‫ادوا ِفي َع ْي ِن ُد ٍ‬ ‫ين ِفي َو ِادي ِقي ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِٜ‬‬


‫يس َرا‪َ ,‬ك َما ِب َيا ِب َ‬
‫ان‪َ ,‬ك َما ِبس َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٜ‬اف َْع ْل ِب ِي ْم َك َما ِب ِم ْد َي َ‬
‫ٓٔ‬
‫ور‪.‬‬ ‫ون‪َ .‬ب ُ‬ ‫ش َ‬
‫ُم َرِائ ِيِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب‪َ ,‬و ِم ْث َل ذ ْئ ٍب‪َ .‬و ِمثْ َل َزَب َح‪َ ,‬و ِم ْث َل َ‬
‫ص ْم ُم َّن َ‬
‫اع ُك َّل أ َ‬
‫اء ُىم ِم ْث َل ُغر ٍ‬
‫َ‬ ‫ش َرفَ َ ْ‬ ‫اج َع ْم ُي ْم‪ُ ,‬‬‫ْ‬
‫ٔٔ‬
‫ص ُاروا ِد َم ًنا لِؤل َْر ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫َ‬
‫اك َن ِ‬
‫اهلل»‪.‬‬ ‫ين قَالُوا «لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫ٕٔ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ال‪ٔ٘ .‬ى َك َذا‬ ‫ش ِع ُل ا ْل ِج َب َ‬ ‫ق ا ْل َو ْعر‪َ ,‬كمَ ِي ٍ‬ ‫ار تَ ْح ِر ُ‬‫يح‪َ ٔٗ .‬ك َن ٍ‬ ‫اج َع ْم ُي ْم ِم ْث َل ا ْل ُج ٍّل‪ِ ,‬م ْث َل ا ْلقَ ٍّ‬
‫َيا إِل ِيي‪ْ ,‬‬
‫ٖٔ‬
‫يب ُي ْ‬ ‫َ‬ ‫الر ِ‬
‫ام ٍّ‬
‫َم َ‬ ‫ش أَ‬
‫اعوا إِلَى‬ ‫‪ِ ٔٚ‬‬ ‫اصفَ ِت َك‪ ,‬وِب َزوبع ِت َك رٍّو ْعيم‪ٔٙ .‬امؤلْ وج َ ِ‬ ‫ا ْطرْد ُىم ِبع ِ‬
‫اس َم َك َيا َرب‪ .‬ل َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ‬ ‫وى ُي ْم خ ْزًيا‪ ,‬فَ َي ْطمُ ُبوا ْ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫َ ْ ََ َ ُُ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫اس ُم َك َي ْي َوهُ َو ْح َد َك‪ ,‬ا ْل َعمِي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬
‫ض‪".‬‬ ‫يدوا‪َ ,‬وَي ْعمَ ُموا أ ََّن َك ْ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫األ ََب ِد‪َ ,‬وْل َي ْخ َجمُوا َوَي ِب ُ‬
‫ىنا المرنـ يطمب أف اهلل الذي أظير قوتو مف قبؿ وأىمؾ أعداء شعبو مثؿ مدياف وسيس ار (ىمؾ المديانيوف في‬
‫أرض عيف دور‪ .‬وفي عيف دور كانت ىناؾ المرأة العرافة التي قابميا شاوؿ‪ .‬فيي رمز ألرض الخطية) وىناؾ‬

‫‪246‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والخمبحون)‬

‫سمع شاوؿ حكـ اهلل ضده وانو سوؼ يموت في اليوـ التالي ىو وبنوه (ٔ صـ ‪ .)ٜٔ ، ٔٛ 2 ٕٛ‬وكما أىمؾ‬
‫اك َن ِ‬
‫اهلل‪.‬‬ ‫غراب وذئب وغيرىـ‪ ،‬فمييمؾ أعداء شعبو اآلف‪ .‬ألنيـ يتآمروف ليستعبدوا شعب اهلل لِ َنمتَمِ ْك ألَ ْنفُ ِس َنا مس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫يا رب إجعميـ يتشتتوا مثؿ القش أماـ الريح حتى ال تنجح مؤامراتيـ ضد شعبؾ‪ .‬ا ْل ُج ٍّل = الزىرة التي تكوف في‬
‫رأس الشوؾ وعندما ينضج الشوؾ يرفعيا الريح وال يتركيا في مكاف‪ .‬وىؤالء نيايتيـ الحريؽ وفي (‪ )ٔٙ‬نتعمـ‬
‫كيؼ تكوف الصبلة ألعداء الكنيسة‪ ،‬فالكنيسة ال تطمب ىبلكيـ إنتقاماً منيـ ‪ ،‬بؿ لعميـ يتوبوا فيطمبوا اسـ الرب‪.‬‬
‫اعوا = ىـ بذلؾ اختاروا نصيبيـ‪ .‬وسيعرفوا أنيـ تركوا عبادة اإللو الحقيقي ييوه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وأما لو رفضوا فم َي ْخ َز ْوا َوَي ْرتَ ُ‬

‫‪247‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الرابع والثمانون‬

‫المزمور الرابع والثمانون (الثالث والثمانون في األجبية)‬

‫ب أثناء فترة السبي أو بعدىا تعبي اًر عف اشتياؽ المسبييف لمعودة‪ ،‬أو فرحتيـ‬ ‫ِ‬
‫تقوؿ بعض اآلراء أف ىذا المزمور ُكت َ‬
‫بالعودة إلى بيت الرب‪ .‬ولكف رأى آخريف أف ىذا المزمور ىو بمساف داود إذ يحمؿ أنفاسو واشتياقاتو لبيت الرب‬
‫وقيؿ في ىذا أنو كتبو وىو ىارب مف إبشالوـ وقيؿ أيضاً أنو كتبو حيف رفض الرب أف يبني ىو الييكؿ تاركاً‬
‫ىذا العمؿ إلبنو سميماف‪.‬‬
‫روحياً نرتؿ ىذا المزمور ونتعمـ منو االشتياؽ لبيت الرب والسعادة بالسكنى فيو‪ .‬وأف في العبادة شبع لمروح كما‬
‫يشبع الجسد بالغذاء‪.‬‬
‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أالـ الرب يسوع وأنو انتصر بأالمو عمى أعدائو "طوبى لمرجؿ‬
‫الذي نصرتو مف عندؾ يا رب"‪ .‬ونرتؿ نحف ىذا المزمور ألننا صرنا كالعصفور الذي وجد لو بيتاً‪ ،‬مساكيف‬
‫بالروح ولكننا وجدنا في الكنيسة جسد المسيح حماية وسبلـ دبرىـ لنا بصميبو‪ .‬ولكف عمى شعبو أف يعمـ أنو‬
‫خبلؿ فترة غربتو عمى األرض فيو يعبر في وادي البكاء‪ .‬ولكف مف قوة إلى قوة‪.‬‬

‫ب‪َ .‬ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي‬


‫الر ٍّ‬ ‫وق َن ْف ِسي إِ َلى ِد َي ِ‬
‫ار َّ‬ ‫اق َب ْل تَتُ ُ‬
‫شتَ ُ‬
‫ٕ‬
‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود! تَ ْ‬ ‫َح َمى مس ِ‬
‫اك َن َك َيا َر َّ‬ ‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ما أ ْ َ َ‬
‫اإل ِ‬
‫لو ا ْل َح ٍّي‪".‬‬ ‫َي ْي ِتفَ ِ‬
‫ان ِب ِ‬
‫اك َن َك = ىذه نبوة عف الكنيسة التي تسجد هلل في كؿ مكاف (يوٗ‪ )ٕٗ-ٕٓ2‬لكف بالروح والحؽ‪ ،‬أما الييود فمـ‬ ‫مس ِ‬
‫َ َ‬
‫يكف ليـ سوى مسكف واحد أياـ داود (الخيمة) ومسكف واحد أياـ سميماف ومف بعده حتى المسيح (وىو الييكؿ)‪.‬‬
‫أما وجود كنيسة في كؿ مكاف فمـ يحدث سوى مع المسيحية‪َ .‬ق ْم ِبي َولَ ْح ِمي = قمبي وجسدي (سبعينية) فأنا‬
‫أشتاؽ بكؿ كياني لموجود في مسكف اهلل‪ ،‬وىذا اشتياؽ كؿ مؤمف اآلف أف ينطمؽ ليسكف مع اهلل في الحياة األبدية‬
‫"لي اشتياء أف أنطمؽ وأكوف مع المسيح‪ " ..‬فمعرفة اهلل ىي الحياة األبدية (يو‪.)ٖ2ٔٚ‬‬

‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫اخ َيا‪َ ,‬م َذا ِب َح َك َيا َر َّ‬ ‫شا لِ َن ْف ِس َيا َح ْي ُ‬
‫ضا َو َج َد َب ْيتًا‪َ ,‬والس ُنوَن ُة ُع ًّ‬ ‫ٖ‬
‫ود‪,‬‬ ‫ضعُ أَف َْر َ‬
‫ث تَ َ‬ ‫ور أ َْي ً‬
‫صفُ ُ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْل ُع ْ‬
‫َممِ ِكي َوِال ِيي‪".‬‬
‫األممي (الوثني) كاف ضاالً مثؿ عصفور ببل عش‪ ،‬وبإيمانو صار بيت اهلل مسكناً لو‪ .‬بؿ صار لممؤمنيف أوالداً‬
‫ود = ىي لي مثؿ عش العصفور والسنونة‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ْر َخ َيا (غؿٗ‪َ .)ٜٔ2‬م َذا ِب َح َك َيا َر َّ‬
‫ضعُ أَف َا‬
‫ث تَ َ‬
‫روحييف= َح ْي ُ‬
‫(اليمامة في السبعينية) والمؤمنيف وأوالدىـ الروحييف يجدوف غذاءىـ مف عمى مذابح رب الجنود (التناوؿ)‪ .‬وفي‬
‫اإلشارة لمطيور‪ ،‬ربما وجد داود أف في طيرانيا فوؽ وحوؿ مسكف اهلل ميزة ليا عنو‪ ،‬وىو اآلف بعيداً عف مسكف‬

‫‪248‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫اهلل‪ .‬وربما رأى فييا ضعفاً متناىياً مثؿ ضعفو وىو عاجز عف الدفاع عف نفسو‪ ،‬وبالرغـ مف ضعفيا فاهلل‬
‫رجاء لو أف يكوف لو ىو أيضاً مسكف اهلل ممجأ وحصناً لو‪ .‬وربما رأى المرتؿ أف‬
‫ً‬ ‫أعطاىا مسكناً‪ ،‬ورأى في ىذا‬
‫العصفورة واليمامة وىي طيور طاىرة إشارة إلى أف مف يسكف بيت اهلل الطاىريف‪.‬‬

‫س ٍّب ُحوَن َك‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ِن َ ِ‬


‫ين في َب ْيت َك‪ ,‬أ ََب ًدا ُي َ‬
‫مس ِ‬
‫وبى لِ َّ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬طُ َ‬
‫طوبى لمف ولد في الكنيسة (المعمودية) ويعيش فييا (يتغذى مف مذبحيا)‪ ،‬يحيا في طيارة فيمتمئ مف الروح‬
‫ويعيش مسبحاً اهلل كؿ عمره‪ ،‬مبتعداً عف األرضيات‪.‬‬

‫ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم‪".‬‬


‫اس ِعزُى ْم ِب َك‪ .‬طُُر ُ‬
‫وبى ألُ َن ٍ‬ ‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬طُ َ‬
‫ق َب ْي ِت َك ِفي ُقمُوِب ِي ْم =‬
‫مثؿ مف ُذ ِك َر في (آيةٗ) طوباه مف ىومثؿ ىؤالء ‪ِ .‬عزُى ْم ِب َك = اهلل ىو مصدر قوتيـ طُُر ُ‬
‫ما ىي الطرؽ التي نعرفيا مف الكتاب المقدس التي توصمنا إلى السكني في بيت اهلل؟ (مف يحب اهلل يحفظ‬
‫وصاياه‪ ،‬ومف يحب اهلل يحب قريبو) وفي السبعينية ترجمت رتب في قمبو أف يصعد = فطرؽ اهلل تصعد بنا دائماً‬
‫مف األرضيات إلى السمائيات‪.‬‬

‫ورةَ‪".‬‬ ‫ضا ِببرَك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬عا ِب ِر َ ِ ِ‬


‫ون ُم َ‬
‫ات ُي َغط َ‬ ‫وعا‪ .‬أ َْي ً َ َ‬
‫ص ٍّي ُروَن ُو َي ْن ُب ً‬
‫ين في َوادي ا ْل ُب َكاء‪ُ ,‬ي َ‬ ‫َ‬
‫عابريف في وادي البكاء‪ .‬وادي البكاء ىو طريؽ مؤدي ألورشميـ‪ .‬ولـ يكف فيو آبار أوالً‪ .‬فكاف المسافر إلى‬
‫أورشميـ أثناء عبوره في ىذا الوادي معرضاً لميبلؾ‪ ،‬إال إذا حفر بئ اًر ليشرب‪ ،‬أو يحفروف حف اًر لتستقبؿ مياه‬
‫األمطار‪ ،‬ويبدو أنيـ حفروا ىذه الحفر وتركوىا تمتمئ بمياه األمطار لمساعدة المسافريف‪ .‬والكممة األصمية َو ِادي‬
‫ا ْل ُب َكا = تشير كممة البكا إلى البكاء فعبلً وقد تعني شجرة البمساف وىذا البمساف يستعمؿ كدواء لؤلمراض والجروح‬
‫(أر‪ .)ٕٕ2ٛ‬وىذا البمساف يحصموف عميو بجرح الشجرة بفأس فيخرج العصير مف قشرتيا فيتمقونو في أو ٍ‬
‫اف خزفية‪.‬‬
‫وكبل المعنييف لو تأمؿ رائع‪ .‬فنحف في رحمتنا ألورشميـ السماوية نعبر في ىذا العالـ‪ ،‬وادي البكاء الجاؼ‬
‫معرضيف لميبلؾ‪ ،‬ولكننا بجيادنا (حفر اآلبار) نمتمئ مف الروح القدس‪ ،‬الماء المنسكب مف أعمى فبل نيمؾ‪ ،‬بؿ‬
‫ىو يشفي (البمساف)‪ .‬ويشير البكاء لمتوبة والجياد‪ .‬والذيف يزرعوف بالدموع يحصدوف باالبتياج(مز‪.)٘2ٕٔٙ‬‬
‫فعمينا أف نقضي أياـ غربتنا في بكاء عمى خطايانا‪ ،‬واهلل ىو الذي يمؤلنا بفرح حقيقي مف عنده‪ .‬ومف يبكي ىكذا‬
‫ورةَ = راجع الكتاب المقدس بشواىد فيذه اآلية‬ ‫عمى خطاياه يحوؿ الوادي إلى ينبوع تعزيات‪ِ .‬ببرَك ٍ‬
‫ون ُم َ‬
‫ات ُي َغط َ‬ ‫ََ‬
‫(الحفَ ْر)‪ .‬وغالباً‬
‫مترجمة ترجمة أخرى "أيضاً ببركات يكسبو المطر المبكر" وفي اإلنجميزية" األمطار تمؤل البرؾ ُ‬
‫مورة كاف وادي جاؼ والمعنى أنو حيف يبارؾ اهلل يتحوؿ الجفاؼ إلى بركة ونعمة مف الروح القدس‪.‬‬

‫اهلل ِفي ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫ون ِم ْن قَُّوٍة إِلَى قُ َّوٍة‪ .‬يرو َن قُدَّام ِ‬
‫ْى ُب َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬يذ َ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ‬

‫‪249‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والخمبحون)‬

‫ون ِم ْن قُ َّوٍة إِلَى قُ َّوٍة‪ .‬أي مف فضيمة إلى فضيمة‪ ،‬ومف خطية‬
‫ْى ُب َ‬
‫ىؤالء الذيف ينموف سائريف في طريؽ أورشميـ َيذ َ‬
‫إلى بر‪ .‬ومف ىذا العالـ إلى الحياة األبدية‪.‬‬

‫وب‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اص َغ َيا إِ َ‬


‫لو َي ْعقُ َ‬
‫ِ‬
‫صبلَ تي‪َ ,‬و ْ‬
‫اس َم ْع َ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود‪ْ ,‬‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬يا َرب إِ َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫وب = المسيحية ىي عبادة إلو يعقوب وليس إلياً آخر‪.‬‬ ‫َيا إِ َ‬


‫لو َي ْعقُ َ‬

‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬يا ِمج َّن َنا ا ْنظُر يا اَهلل‪ ,‬وا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ‬
‫يح َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِمج َّن َنا = اهلل لنا كمجف أي ترس حماية‪ .‬ا ْلتَ ِف ْت إِلَى و ْج ِو م ِس ِ‬
‫يح َك = نحف بدوف شفاعة المسيح عنا نكوف غير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مقبوليف أماـ اآلب‪ ،‬وال يستجاب لنا إال إف طمبنا باسمو ويصير معنى اآلية استجب لنا مف أجؿ مسيحؾ‪.‬‬

‫وف َعمَى ا ْل َعتََب ِة ِفي َب ْي ِت إِل ِيي‬ ‫ت ا ْل ُوقُ َ‬


‫اختَْر ُ‬
‫ف‪ْ .‬‬ ‫ِم ْن أَْل ٍ‬
‫ار َك َخ ْيٌر‬ ‫اح ًدا ِفي ِد َي ِ‬ ‫َن يوما و ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٕٔ-‬أل َّ َ ْ ً َ‬
‫الرب ُي ْع ِطي َر ْح َم ًة َو َم ْج ًدا‪ .‬الَ َي ْم َنعُ َخ ْي ًار َع ِن‬
‫َو ِم َج ٌّن‪َّ .‬‬
‫س‬ ‫ش ْم ٌ‬ ‫ب‪ ,‬اهللَ‪َ ,‬‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ار‪ٔٔ .‬أل َّ‬ ‫الس َك ِن ِفي ِخ َي ِام األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫َعمَى َّ‬
‫ان ا ْل ُمتَّ ِك ِل َعمَ ْي َك‪".‬‬
‫سِ‬ ‫وبى لِ ِ‬
‫ئل ْن َ‬ ‫ود‪ ,‬طُ َ‬ ‫ب ا ْل ُج ُن ِ‬ ‫ال‪َ ٕٔ .‬يا َر َّ‬‫ين ِبا ْل َكم ِ‬
‫َ‬ ‫السالِ ِك َ‬
‫َّ‬
‫يوـ واحد في مسكنؾ يا رب خير مف ألؼ في مساكف األشرار بعيداً عنؾ‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والثمانون‬

‫المزمور الخامس والثمانون (الرابع والثمانون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور يكممنا عف عودة الشعب مف السبي‪ .‬وألف عودة الشعب مف سبي بابؿ ىي رمز لعودة اإلنساف مف‬
‫سبي إبميس بعد أف حرره المسيح بصميبو نصمي ىذا المزمور في صبلة الساعة السادسة وفي الساعة السادسة‬
‫صمِب المسيح عمى الصميب‪ .‬وعمى الصميب تحققت ىذه اآلية "الرحمة والحق إلتقيا" وبالصميب رضى اهلل عف‬ ‫ُ‬
‫شعبو وغفر إثميـ‪ ،‬وتكمـ عنيـ بالسبلـ‪.‬‬

‫وب‪".‬‬ ‫يت يا رب عمَى أَر ِ‬ ‫ٔ ِ‬


‫س ْب َي َي ْعقُ َ‬
‫ت َ‬
‫ض َك‪ .‬أ َْر َج ْع َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬رض َ َ َ َ ْ‬
‫وح ِرؽ الييكؿ ُ‬
‫ود ِّم َر‬ ‫اهلل بسبب أثاـ الييود غضب عمييـ وعمى أرض مسكنيـ (ىوٗ‪ .)ٖ-ٔ2‬ولقد خربت أرضيـ ُ‬
‫تماماً‪ ،‬وذىب الشعب لمسبي‪ .‬ولما رجعوا سبحوا اهلل‪ .‬وكؿ خاطئ يعرض نفسو لمخراب وحينما يتوب يرضى اهلل‬
‫عنو فتثمر أرضو (جسده)‪.‬‬

‫ت ُك َّل َخ ِطي َِّت ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ستَْر َ‬ ‫ت إِثْ َم َ‬
‫ش ْع ِب َك‪َ .‬‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬غفَ ْر َ‬
‫ىذه اآلية لـ تتحقؽ إال بشفاعة المسيح الكفارية (ٔيؤ‪ .)ٛ2‬و َغفَ ْران ال َخ ِط َّية= لـ يحدث لمشعب حيف خرجوا مف‬
‫مصر فمقد ماتوا في البرية‪ ،‬ولـ يحدث في رجوعيـ مف بابؿ‪.‬‬

‫ض ِب َك‪".‬‬ ‫ت ُك َّل ِر ْج ِز َك‪َ .‬ر َج ْع َ‬


‫ٖ‬
‫ت َع ْن ُح ُم ٍّو َغ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ح َج ْز َ‬
‫حيف غفرت خطايانا بدـ المسيح سكف غضب اهلل‪.‬‬

‫س َخطُ َعمَ ْي َنا؟ َى ْل تُ ِطي ُل َغ َ‬ ‫ض َب َك َع َّنا‪َ .‬ى ْل إِلَى الد ْ‬


‫َّى ِر تَ ْ‬
‫ص َنا‪ ,‬وا ْن ِ‬ ‫لو َخبلَ ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )ٚ-‬أ َْر ِج ْع َنا َيا إِ َ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫ض َب َك‬ ‫ف َغ َ‬ ‫َ‬
‫شعب َك؟ ‪ٚ‬أ َِرَنا يا رب ر ْحمتَ َك‪ ,‬وأ ْ ِ‬
‫ت فَتُ ْح ِيي َنا‪ ,‬فَ َي ْف َر ُح ِب َك َ ْ ُ‬ ‫إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر؟ أَالَ تَ ُع ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ص َك‪".‬‬
‫َعط َنا َخبلَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ود أَ ْن َ‬
‫قد تكوف ىذه اآليات طمب مزيد مف الرحمة‪ ،‬ألننا نجد في ىذه اآليات أنيا تتغير مف صيغة الماضي (رضيت‪/‬‬
‫ض َب َك‪ )..‬ويكوف المرتؿ بيذا كأنو‬ ‫ف َغ َ‬ ‫أرجعت‪ )..‬إلى صيغة الرجاء ليعطيو اهلل لو في المستقبؿ (أَر ِجع َنا ‪ /‬ا ْن ِ‬
‫ْ ْ‬
‫يطمب مف شعبو أال يكفوا عف التضرعات‪ .‬فأورشميـ مازالت ميدومة والييكؿ ميدوـ واألعداء مازالوا محيطيف‬
‫بأورشميـ (راجع نحميا)‪ .‬وكؿ مف عاد بالتوبة إلى اهلل عميو حتى واف شعر بأف اهلل قد رضى عنو‪ ،‬أال يكؼ عف‬
‫التضرع أف تستمر مراحـ اهلل‪ ،‬فاألعداء (إبميس والجسد والذات والموت‪ )..‬مازالوا موجوديف‪ .‬والمسيح بصميبو‬
‫َّ‬
‫سكف غضب اآلب ولكننا مازاؿ عمينا أف ال نكؼ عف التضرع فيؤالء األعداء مازالوا محيطيف بنا‪ .‬إال أف اآلباء‬
‫أروا أف المرتؿ كتب ىذا بروح النبوة إذ رأى أف ىذا الصمح وىذا الرضا مف اهلل عمى كؿ العالـ تـ بواسطة شر‬

‫‪251‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫الييود الذي اكتمؿ في الصميب فصرخ إلى اهلل أف يقبؿ الييود وال يرذليـ لؤلبد فيـ شعبو‪ .‬أي يطمب إيمانيـ‬
‫بالمسيح‪.‬‬

‫ش ْع ِب ِو َوألَتْ ِق َي ِائ ِو‪ ,‬فَبلَ َي ْر ِج ُع َّن إِلَى ا ْل َح َماقَ ِة‪".‬‬


‫السبلَِم لِ َ‬
‫ِب َّ‬ ‫َس َمعُ َما َيتَ َكمَّ ُم ِب ِو اهللُ َّ‬
‫الرب‪ ,‬ألَنَّ ُو َيتَ َكمَّ ُم‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬إِ ٍّني أ ْ‬
‫‪ٛ‬‬

‫أتي بالسبلـ بيف اهلل واإلنساف وبيف اإلنساف واإلنساف‬ ‫ىكذا قاؿ المسيح "سبلمي أترؾ لكـ‪ " ..‬فيو ممؾ السبلـ‪.‬‬
‫وبيف اإلنساف ونفسو‪ .‬وىذا السبلـ مشروط بأف ال يرجع اإلنساف إلى الحماقة (الخطية)‪ .‬إِ ٍّني أ ْ‬
‫َس َمعُ = اهلل أخبره‬
‫بخطتو لمخبلص‪ .‬بؿ كؿ إنساف عمى عبلقة وثيقة باهلل يعرؼ إرادتو وخططو مع األبرار واألشرار‪ .‬ويعرؼ أف اهلل‬
‫يؤدب الشرير ليقود ه لمتوبة (اإلبف الضاؿ)‪ .‬فمف يدرس الكتاب المقدس بعمؽ يستطيع أف يعرؼ خطة اهلل‬
‫ويسمعيا‪.‬‬

‫يو‪ ,‬لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ‬


‫ض َنا‪".‬‬ ‫َن َخبلَص ُو قَ ِريب ِم ْن َخ ِائ ِف ِ‬
‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬أل َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫َخبلَص ُو قَ ِريب = لقد عرفو اهلل بأف المسيح سيأتي قريباً لمعالـ‪ .‬لِيس ُك َن ا ْلم ْج ُد ِفي أَر ِ‬
‫ض َنا =‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫المسيح أتي وسكف في إسرائيؿ‪ .‬وىو يسكف اآلف فينا وفي كنيستنا‪ .‬وىذا ىو مجد الكنيسة ومجد كؿ منا ‪ ،‬واف لـ‬
‫يكف ىذا المجد غير معمف االف (‪.)ٔٛ 2 ٛ‬‬

‫الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا‪ .‬ا ْل ِبر َو َّ‬


‫ٓٔ‬
‫السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َّ " -‬‬
‫اهلل عادؿ ويحكـ بالحؽ‪ .‬والحكـ الحؽ ىو الموت عمى الخاطئ‪ .‬واهلل رحيـ لذلؾ جاء المسيح ليصمب بدالً منَّا‪.‬‬
‫الر ْح َم ُة َوا ْل َحق ا ْلتَقَ َيا عمى الصميب‪ .‬ا ْل ِبر َو َّ‬
‫السبلَ ُم تَبلَ ثَ َما = البر يعني العدؿ‪ .‬وكيؼ يتبلقي العدؿ أو البر‬ ‫لذلؾ َّ‬
‫(وىذا يطمب الموت لمخاطئ) مع السبل ـ (وىؿ مف ىو محكوـ عميو بالموت يكوف لو سبلـ؟! ىذا لـ يحدث إال‬
‫بالصميب‪ .‬وكؿ مف يريد أف يحيا في سبلـ فميحيا في بر وحؽ‪.‬‬

‫اء َيطَّمِعُ‪".‬‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ,‬وا ْل ِبر م َن َّ َ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ٔٔ" -‬ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ‬
‫ض َي ْن ُب ُ‬
‫ت = ىذا ىو جسد المسيح الذي أخذ جسدنا مف العذراء مريـ‪ .‬ويسميو ىنا الحؽ‪ ،‬فكؿ نسؿ‬ ‫ا ْل َحق ِم َن األ َْر ِ‬
‫ض َي ْن ُب ُ‬
‫اء َيطَّمِعُ= فيو‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫المرأة كاف باطبلً فنحف بالخطية نولد‪ ،‬إال المسيح فيو لـ يكف مف زرع بشر بؿ ىو ا ْل ِبر م َن َّ َ‬
‫البر والعدؿ الذي طأطأ السموات ونزؿ ليأخذ جسداً بشرياً‪" .‬أما النعمة والحؽ فبيسوع المسيح صارا" (يؤ‪.)ٔٚ2‬‬

‫ض َنا تُ ْع ِطي َغمَّتَ َيا‪".‬‬


‫الرب ُي ْع ِطي ا ْل َخ ْي َر‪َ ,‬وأ َْر ُ‬
‫ضا َّ‬
‫ٕٔ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ َْي ً‬
‫المسيح ىو حبة الحنطة التي دفنت في األرض (يؤٕ‪ )ٕٗ2‬فأعطت األرض غمتيا أي خرجت الكنيسة كميا مف‬
‫ذلؾ الجنب المطعوف الذي أخرج دـ وماء‪.‬‬

‫ط َو ِات ِو‪".‬‬ ‫طأُ ِفي طَ ِري ِ‬


‫ق َخ َ‬ ‫سمُ ُك‪َ ,‬وَي َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬ا ْل ِبر قُد َ‬
‫َّام ُو َي ْ‬
‫ٖٔ‬

‫‪252‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والخمبحون)‬

‫ق َخطَ َو ِات ِو = ىو‬


‫المسيح شمس يرنا سيقودنا وىو يقودنا لآلب‪ ،‬ويضعنا عمى الطريؽ إلى اآلب َوَيطَأُ ِفي طَ ِري ِ‬
‫يقودنا في الطريؽ‪ .‬ونسير في طريؽ خطواتو‪ ،‬نحتمؿ أالـ العالـ‪ ،‬يثبتنا فيو فنكوف أبرار أماـ اآلب ويكوف لنا‬
‫ميراثاً معو‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والثمانون‬

‫المزمور السادس والثمانون (الخامس والثمانون في األجبية)‬

‫ىو صبلة لداود‪ ،‬وىي صبلة نموذجية نتعمـ منيا االتضاع‪ ،‬فيو يقوؿ أنو مسكيف وبائس بينما ىو الممؾ العظيـ‪.‬‬
‫نشعر في صبلتو بأنو في ضيقة‪ ،‬وعمى كؿ مف في ضيقة أف يمجأ هلل ىكذا وبتواضع‪ .‬وداود ىنا في ضيقتو ىو‬
‫رمز لممسيح الذي في أياـ جسده صرخ (عب٘‪ )ٚ2‬فاستجابو الرب‪ .‬وىنا نرى استجابة الرب "وقد نجيت نفسي‬
‫ظافر عمى الشيطاف والموت‪.‬‬
‫اً‬ ‫مف الجحيـ السفمي‪ .‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ مف قبؿ الصميب‪ .‬وبعد ىذا قاـ‬
‫ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر آالـ المسيح ونصرتو‪.‬‬

‫س أََنا‪".‬‬ ‫َم ْل يا رب أُ ُذ َن َك‪ .‬استَ ِج ْب لِي‪ ,‬أل ٍَّني مس ِك ٌ ِ‬


‫ِٔ‬
‫ين َوَبائ ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ َ‬
‫س ِك ٌ‬
‫ين‬ ‫أَم ْل َيا َرب أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب وأنظر لي أنا الخاطئ‪ ،‬واقبؿ صبلتي‪ .‬أنت يا رب عظيـ وجبار‪ ،‬وأنا َم ْ‬
‫ِ‬
‫س (بسبب خطيتي) فتواضع واقبؿ أف تسمعني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوَبائ ٌ‬

‫ت َع ْب َد َك ا ْل ُمتَّ ِك َل َعمَ ْي َك‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫احفَ ْظ َن ْفسي أل ٍَّني تَق ٌّي‪َ .‬يا إِل ِيي‪َ ,‬خمٍّ ْ‬
‫ص أَ ْن َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬‬
‫أل ٍَّني تَ ِق ٌّي = المقصود أنني عبدؾ المتكؿ عميؾ (ىذا ىو سبب أنني بار) ولست مثؿ األشرار الذيف يضطيدونني‬
‫ببل سبب‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬


‫َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬فٍَّر ْح َن ْف َ‬
‫س َع ْبد َك‪ ,‬أل ََّنني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ‬ ‫اآليات (ٖ‪ْ " - )ٗ-‬ار َح ْمني َيا َرب‪ ,‬أل ََّنني إِلَ ْي َك أ ْ‬
‫ٗ‬

‫َن ْف ِسي‪".‬‬
‫َص ُر ُخ ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو = ىذه مثؿ صموا ببل انقطاع (ٔتس٘‪ .)ٔٚ2‬فاألعداء لف يكفوا عف الحرب ليبلً أو نيا اًر‪.‬‬ ‫إِلَ ْي َك أ ْ‬
‫س َع ْب ِد َك أل ََّن ِني إِلَ ْي َك َيا َرب أ َْرفَعُ َن ْف ِسي = كؿ مف يرفع نفسو عف ممذات الدنيا يحصؿ عمى فرح روحي‪.‬‬
‫فٍَّر ْح َن ْف َ‬

‫ص َغ َيا َرب إِلَى‬ ‫‪ِٙ‬‬ ‫الر ْحم ِة ِل ُك ٍّل الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين إِلَ ْي َك‪ .‬ا ْ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚ-‬أل ََّن َك أَْن َ‬
‫٘‬
‫َّاع َ‬ ‫ير َّ َ‬ ‫َو َكث ُ‬ ‫ور‪,‬‬‫صال ٌح َو َغفُ ٌ‬
‫ت َيا َرب َ‬
‫يب لِي‪".‬‬
‫ستَ ِج ُ‬ ‫وك‪ ,‬أل ََّن َك تَ ْ‬
‫أ َْد ُع َ‬ ‫ضِ‬
‫يق ْي‬ ‫ضرع ِاتي‪ِ ٚ .‬في يوِم ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫ص ْوت تَ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صبلَ تي‪َ ,‬وأَ ْنص ْت إِلَى َ‬
‫َ‬

‫َع َمالِ َك‪".‬‬


‫آية (‪ " - )ٛ‬الَ ِم ْث َل لَ َك َب ْي َن اآللِ َي ِة َيا َرب‪َ ,‬والَ ِم ْث َل أ ْ‬
‫‪ٛ‬‬

‫جدؼ ربشاقي عمى اهلل قائبلً "آلية األمـ لـ تقدر أف تخمص شعوبيا فكيؼ يقدر إليكـ أف يخمصكـ مف ممؾ‬
‫أشور" وفي ىذه الميمة أىمؾ مبلؾ الرب ٓٓٓ‪ ٔٛ٘.‬مف جيش أشور وظير أف الرب ليس لو مثيل في العالـ‬

‫‪254‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والخمبحون)‬

‫وآليتو‪ .‬داود ىنا ال يعترؼ بأف ىناؾ آلية أخرى ولكنو يستعمؿ اسـ آلية كما تسمييا شعوبيا‪ .‬واآلف ىناؾ آلية‬
‫كثيرة يعبدىا الناس‪ ،‬ويظنوف أف فييا شبعيـ (الماؿ‪ /‬الجنس‪ )..‬ولكف ال مثيؿ لمشبع مف شخص المسيح الذي‬
‫يعطي الماء الحي‪ ،‬أما ىذه اآللية فيي كالماء المالح ال تشبع‪ ،‬بؿ مف يشرب منو يعطش‪.‬‬

‫يم‬ ‫ون اسم َك‪ٔٓ .‬أل ََّن َك ع ِ‬


‫ظ‬ ‫َ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ج‬
‫ٍّ‬ ‫م‬ ‫ي‬‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ام‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫ْت‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫اآليات(‪ُ ٜ" - )ٔٓ-ٜ‬كل األُمِم الَِّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت اهللُ َو ْح َد َك‪".‬‬‫ب‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫تو ِ‬
‫صانعٌ َع َجائ َ‬
‫أَ ْن َ َ َ‬
‫ب = العجائب ىي تجسد المسيح‬ ‫ِ‬ ‫ون = باقتراب قمبيـ لئليماف‪ِ .‬‬
‫صانعٌ َع َجائ َ‬ ‫َ‬ ‫نبوة عف دخوؿ األمـ إلى اإليماف‪َ .‬يأْتُ َ‬
‫ومعجزاتو وقيامتو وصعوده ومحبتو العجيبة‪.‬‬

‫اس ِم َك‪".‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َسمُ ْك في َحقٍّ َك‪َ .‬و ٍّح ْد َق ْم ِبي ل َخ ْوف ْ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ‬
‫ط ِريقَ َك‪ .‬أ ْ‬
‫ٔٔ‬

‫َعمٍّ ْم ِني َيا َرب طَ ِريقَ َك = طريؽ اهلل ىو ترؾ وتجنب كؿ المعاصي ومبلزمة الفضائؿ ولف نستطيع السموؾ في‬
‫ىذا الطريؽ بدوف معونة اهلل "بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئاً" (راجع أيضاً يوٗٔ‪َ .)ٙ2‬و ٍّح ْد َق ْم ِبي = ليصير قمبي‬
‫بسيطاً غير منقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ‪ .‬ورأس الحكمة مخافة اهلل‪ .‬فبداية أي طريؽ يكوف بخوؼ اهلل‪.‬‬

‫اس َم َك إِلَى الد ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َّى ِر‪".‬‬ ‫َح َم ُد َك َيا َرب إل ِيي م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبي‪َ ,‬وأ َ‬
‫ٕٔ‬
‫ُم ٍّج ُد ْ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ ْ‬
‫حيف يتوحد القمب في مخافة اهلل يصير كمو هلل فيقدـ لو الحمد والتمجيد إلى الدىر‪.‬‬

‫اوَي ِة الس ْفمَى‪".‬‬


‫ت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َي ِ‬ ‫يم ٌة َن ْح ِوي‪َ ,‬وقَ ْد َنج ْ‬
‫َّي َ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬أل َّ‬
‫َن َر ْح َمتَ َك َعظ َ‬
‫قارف مع (ٔبطٕٓ‪ .)ٜٔ2ٖ،‬فالمسيح نزؿ إلى الجحيـ ليخمص مف كاف فيو موجوداً عمى الرجاء‪.‬‬

‫طَمَ ُبوا َن ْف ِسي‪َ ,‬ولَ ْم َي ْج َعمُ َ‬


‫ون قَ ْد قَاموا عمَ َّي‪ ,‬وجماع ُة ا ْلعتَ ِ‬
‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬اَلَّ ُ‬
‫ٗٔ‬
‫ام ُي ْم‪.‬‬‫َم َ‬‫وك أ َ‬ ‫اة‬ ‫َََ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫مي َّم‪ ,‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬
‫َع ِط َع ْب َد َك‬‫ا ْلتَ ِف ْت إِلَ َّي َو ْار َح ْم ِني‪ .‬أ ْ‬
‫الر ْح َم ِة َوا ْل َحقٍّ‪.‬‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫ير َّ‬ ‫وف‪ ,‬طَ ِوي ُل الر ِ ِ‬
‫وح َو َكث ُ‬ ‫يم َو َر ُؤ ٌ‬ ‫ت يا رب فَِإ ٌ ِ‬
‫لو َرح ٌ‬ ‫َما أَ ْن َ َ َ‬‫أ َّ‬
‫٘ٔ‬

‫َع ْنتَِني‬ ‫ت َيا َرب أ َ‬ ‫ض َّي‬‫ذل َك م ْب ِغ ِ‬


‫فَ َي ْخ َز ْوا‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ُ‬
‫ص ْاب َن أَم ِت َك‪ٔٚ .‬اص َنع م ِعي آي ًة لِ ْم َخ ْي ِر‪ ,‬فَيرى ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫قُ َّوتَ َك‪َ ,‬و َخمٍّ ِ‬
‫َو َع َّزْيتَِني‪".‬‬
‫قد تكوف تصوي اًر لؤلعداء المحيطيف بداود‪ ،‬أو األشرار المحيطيف بالمسيح يوـ الصميب‪ .‬أو ىو إبميس وجنوده‬
‫اة طَمَ ُبوا َن ْف ِسي‪ .‬ولـ يقدروا بؿ‬
‫ون وجماع ُة ا ْلعتَ ِ‬
‫حيف حاولوا أف يقبضوا عمى روح المسيح‪ ،‬ىؤالء ىـ = ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ َ َ َ َ ُ‬
‫اص َن ْع‬ ‫ص ْاب َن أ ِ‬ ‫قبض ىو عمييـ َخمٍّ ِ‬
‫َمت َك= تقاؿ عف المسيح ابف العذراء مريـ بالجسد‪ ،‬إذ لـ يكف لو أب بالجسد‪ْ .‬‬ ‫َ‬
‫آي ًة ِل ْم َخ ْي ِر = لقد ظيرت آيات كثيرة مع المسيح منذ والدتو مف عذراء ثـ معجزات وحتى يوـ الصميب‪،‬‬ ‫َمعي َ‬
‫ِ‬
‫إظممت الشمس وقاـ األموات‪ .‬ثـ بعد الموت ظيرت قوتو حقيقة وأمسؾ بإبميس‪ ،‬إذ كاف قد دفع الديف وافتدانا مف‬
‫يده‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والثمانون‬

‫المزمور السابع والثمانون (السادس والثمانون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور ىو مديح لصييوف كرمز لمكنيسة‪ .‬بؿ ما ُذ ِك َر في ىذا المزمور ال ينطبؽ بالكامؿ إال عمى كنيسة‬
‫المسيح‪ .‬ونجد في المزمور أف صييوف مفضمة عف باقي أرض إسرائيؿ‪ .‬ألف الييكؿ مؤسس ىناؾ‪ ،‬وىناؾ‬
‫العبادة هلل‪.‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب في فترة إزدىار أورشميـ‪ ،‬أياـ داود أو سميماف ويقوؿ أصحاب ىذا الرأي أنو ُكت َ‬
‫يرى البعض أف المزمور ُكت َ‬
‫ب بعد‬ ‫ِ‬
‫أثناء نقؿ التابوت مف بيت عوبيد أدوـ إلى صييوف‪ ،‬أو أثناء تدشيف ىيكؿ سميماف‪ .‬وىناؾ مف قاؿ أنو ُكت َ‬
‫ناء عمى الوعود التي قيمت عنيا‬
‫السبي أثناء خراب أورشميـ لتشجيع المسبييف عمى العودة إلى أورشميـ لتعميرىا‪ ،‬ب ً‬
‫ومحبة اهلل ليا‪ .‬فبالرغـ مف أف أورشميـ خربة وال أحد ييتـ بيا‪ ،‬لكف اهلل قاؿ عنيا أشياء مجيدة‪ .‬وىذا ينطبؽ عمى‬
‫كنيسة المسيح التي صار ليا األمجاد تحت راية المسيح‪( .‬سواء الكنيسة عمى األرض أو في السماء)‪.‬‬

‫َّس ِة‪".‬‬ ‫اس ُو ِفي ا ْل ِج َب ِ‬


‫ال ا ْل ُمقَد َ‬ ‫َس ُ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ َ‬
‫اسو = يتكمـ المرتؿ ىنا عف ىيكؿ تأسس عمى الجباؿ المقدسة‪ .‬وىو مؤسس بقوة وىذا ما تشير إليو كممة‬ ‫َس ُ‬ ‫أَ‬
‫َّس ِة‪ .‬وألف الييكؿ مؤسس عمى الجباؿ فيو ثابت‪ ،‬عكس المسكونة المؤسسة عمى البحار‪ ،‬إذاً ىي‬ ‫ا ْل ِج َب ِ‬
‫ال ا ْل ُمقَد َ‬
‫متقمبة (مزٕٗ‪ )ٕ2‬والييكؿ قد يكوف ىيكؿ سميماف‪ ،‬أو الكنيسة ىيكؿ المسيح (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬والكنيسة مؤسسة عمى‬
‫الرسؿ واألنبياء والمسيح ىو حجر الزاوية (اؼٕ‪ .)ٕٓ2‬والييكؿ كاف مبنياً عمى جبؿ المريا في صييوف‪ .‬وطالما‬
‫الكنيسة مؤسسة عمى المسيح (جبؿ بيت الرب) الثابت في رأس الجباؿ (الرسؿ واألنبياء) (أشٕ‪ )ٕ2‬فيي لف‬
‫تسقط أبداً‪ ،‬وىي عالية شامخة‪ .‬وىي جباؿ مقدسة‪ ،‬فالقداسة ىي التي أعطت قوة لمبناء‪.‬‬

‫يع م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب أ َْبو ِ‬


‫ساك ِن َي ْعقُ َ‬
‫ٕ‬
‫وب‪".‬‬ ‫اب ص ْي َي ْو َن أَ ْكثََر م ْن َجم ِ َ َ‬
‫َح َّ َ َ‬‫الرب أ َ‬
‫آية (ٕ) ‪َّ " -‬‬
‫صييو َن = ىي أورشميـ عاصمة إسرائيؿ‪ ،‬وىناؾ كاف الييكؿ لذلؾ تعظمت عمى باقي مدف إسرائيؿ= مس ِ‬
‫اك ِن‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫وب‪ .‬خصوصاً بعد إنفصاؿ العشرة أسباط عف ييوذا وعبادتيـ لمبعؿ‪ .‬وصييوف كممة عبرية معناىا حصف‪.‬‬ ‫َي ْعقُ َ‬
‫وكاف ىذا الحصف قائماً عمى جبؿ إسمو صييوف‪ .‬وأورشميـ ضمت ىذا الجبؿ مع الجباؿ المحيطة وىـ ثبلثة‬
‫آخريف (المريا واك ار والبيزيتا)‪ .‬وكانت أ ورشميـ عاصمة أعظـ مموؾ إسرائيؿ وىـ داود وسميماف‪ .‬وكاف الييكؿ‬
‫فييا‪ ،‬وفي الييكؿ تابوت العيد‪ .‬بؿ كاف ممكي صادؽ رمز المسيح الكاىف والممؾ حاكماً عمى أورشميـ‪ .‬وعمى‬
‫ب أ َْبواب ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن = اهلل‬ ‫َح َّ َ َ‬ ‫الرب أ َ‬
‫جبؿ المريا قدـ إبراىيـ ابنو اسحؽ ذبيحة وعاد حياً رم اًز لما حدث مع المسيح‪َّ .‬‬
‫أحَّب صييوف ففييا الييكؿ والعبادة وفييا كرسي داود الذي أحبو اهلل‪ .‬واهلل أحب أبواب صييوف ألف مف ىذه‬

‫‪256‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫األبواب يدخؿ المؤمنيف ليعبدوا في الييكؿ‪ .‬وبالنسبة لمكنيسة فأبوابيا اآلف ىي اإليماف المسمـ مرة لمقديسيف‬
‫(يوٖ) والمعمودية والتوبة‪.‬‬

‫اهلل ِسبلَ ْه‪".‬‬


‫اد يا م ِدي َن َة ِ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬قَ ْد ِق َ ِ‬
‫يل ِبك أ َْم َج ٌ َ َ‬
‫اد كثيرة ونبوات مجيدة عف أورشميـ ألف اهلل ساكف فييا (مر‪ )ٔٔ2ٜ‬وكما سكف اهلل في أورشميـ سكف‬ ‫ىناؾ أ َْم َج ٌ‬
‫في بطف العذراء مريـ‪ .‬لذلؾ ترتؿ الكنيسة ىذه اآلية عشية عيد ميبلد السيدة العذراء ومع ىذه اآلية أجزاء أخرى‬
‫"أعماؿ مجيدة قد قيمت ألجمؾ يا مدينة اهلل وىو العمي الذي أسسيا إلى األبد ألف سكنى الفرحيف جميعيـ فيؾ"‬
‫فالمزمور يشيد بصييوف األـ والذي ولد فييا ىو اإلنساف وىو نفسو العمي الذي أسسيا‪ .‬وأورشميـ أيضاً ىي‬
‫الكنيسة جسد المسيح (سواء عمى األرض أو في السماء) (عبٕٔ‪ + ٕٕ2‬رؤٕٔ‪ )ٗ-ٕ2‬وما ىي األشياء‬
‫المجيدة التي قيمت عف كنيسة المسيح؟ أنيا عروس المسيح وأف أبواب الجحيـ لف تقوى عمييا وأنو اشتراىا بدمو‬
‫وأنيا كنيسة مموؾ وكينة‪.‬‬

‫وش‪ .‬ى َذا ُولِ َد ُى َن َ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫ب َوَبا ِب َل َع ِ‬ ‫ٗ‬


‫اك»‪".‬‬ ‫ور َم َع ُك َ‬
‫ص ُ‬‫ين َو ُ‬ ‫ارفَتَ َّي‪ُ .‬ى َوَذا َفمَ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪« " -‬أَ ْذ ُك ُر َرَى َ‬
‫صور= حيث الغني والماؿ والخطايا‬ ‫ب = ىي مصر ومعنى الكممة كبرياء‪َ .‬با ِب َل= مركز عبادة األصناـ‪ُ .‬‬ ‫َرَى َ‬
‫وش = الموف األسود رمز الخطية (أرٖٔ‪ .)ٕٖ2‬والموف األسود يشير لظبلـ النفس والقمب‪ .‬ىؤالء كانوا‬ ‫البشعة ُك َ‬
‫عابدي أوثاف مع فمسطيف‪ .‬وبعد مجيء المسيح دخؿ األمـ لئليماف لذلؾ قيؿ عف مصر َوَبا ِب َل َع ِ‬
‫ارفَتَ َّي وبعد أف‬
‫كانت مصر رمز لمكبرياء صارت بعد المسيح مف المؤمنيف وقيؿ عنيا مبارؾ شعبي مصر (أش‪ .)ٕ٘2ٜٔ‬ى َذا‬
‫ُولِ َد ُى َن َ‬
‫اك = ىؤالء ولدوا ىناؾ (سبعينية) فيذه الشعوب بالمعمودية ولدت ىناؾ‪ ،‬أي في صييوف أي الكنيسة‪.‬‬

‫ييا‪َ ,‬و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا»‪".‬‬ ‫ِ‬


‫ان ُولِ َد ف َ‬
‫س ُ‬ ‫ان‪َ ,‬وى َذا ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫س ُ‬ ‫آية (٘) ‪٘" -‬ولِ ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن ُيقَا ُل «ى َذا ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫َ‬
‫ان الذي ُولِ َد ِفي صييون ىو المسيح الذي بصميبو صار لنا والدة ثانية بالمعمودية فتصير صييوف‬ ‫س ُ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫العمي الذي يثبت‬
‫ُّ‬ ‫الكنيسة أمنا حينما نولد مف الماء والروح‪َ .‬و ِى َي ا ْل َعمِي ُيثٍَّبتُ َيا = المسيح المولود في صييوف ىو‬
‫كنيستو‪.‬‬

‫اك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫َن ى َذا ُولِ َد ُى َن َ‬ ‫الرب َي ُعد ِفي ِكتَ َاب ِة الش ُع ِ‬
‫وب «أ َّ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪َّ " - )ٙ‬‬
‫كؿ مف ولد بالمعمودية يعده اهلل مف المكتوبيف في السماوات (لوٓٔ‪.)ٕٓ2‬‬

‫ان ِف ِ‬
‫يك»‪".‬‬ ‫ازِف َ‬
‫ين « ُكل الس َّك ِ‬ ‫ون َك َع ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬و ُم َغن َ‬
‫ىذا حاؿ المؤمنيف في الكنيسة‪ ،‬التسبيح والفرح بسبب ما ىـ فيو مف سبلـ‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والخمبحون)‬

‫والكنيسة تصمي ىذا المزمور طواؿ الصوـ األربعيني المقدس بعد أف يفرغ الكاىف مف انتقاء الحمؿ ووضعو‬ ‫‪‬‬
‫في الصينية وبعد أف يصب الخمر في الكأس‪ ،‬إشارة لمكنيسة التي تأسست بذبيحة المسيح (التي يقدميا عمى‬
‫المذبح)‪ ،‬والكنيسة التي صار يسوع المسيح ساكناً فييا‪ ،‬وىو معنا عمى المذبح‪ ،‬فبعد أف سكف في بطف‬
‫العذراء‪ ،‬ىو اآلف ساكف وسط كنيستو يثبتيا‪ .‬كنيستو المولودة في المعمودية‪ .‬ونصمي بالمزمور في أثناء فترة‬
‫صمِب رب المجد ومات وقاـ‪ ،‬ىذه األمور التي قامت‬ ‫األربعيف المقدسة ألنيا تنتيي بأسبوع اآلالـ الذي فيو ُ‬
‫عمييا الكنيسة الجديدة‪.‬‬

‫صمِب رب المجد ليجمع كؿ الشعوب المتفرقة إلى‬ ‫ونصمي بيذا المزمور في الساعة السادسة‪ ،‬ففي ىذه الساعة ُ‬
‫واحد‪ .‬ولف يكتب في سفر الحياة إال الذيف ُولِدوا في الكنيسة المقدسة‪ ،‬ىؤالء ىـ الفرحوف الذيف يسكنوف فييا إلى‬
‫األبد‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والثمانون‬

‫ىذا المزمور ىو شكوى هلل مف آالـ وضيقات أحاطت بالمرنـ‪ .‬ولـ ينتيي كالعادة باف يتعزى باستجابة اهلل لو‪،‬‬
‫ولكف المرنـ لـ يكؼ عف الصبلة وااللتجاء إلى اهلل بالرغـ مف أنو ال يشعر بأي تعزية‪ .‬وىذا درس لكؿ متألِّـ أف‬
‫ال يكؼ عف الصبلة حتى ولو لـ يشعر بتعزية‪ .‬فكثيريف نسمع منيـ أنيـ كفوا عف الصبلة ألنيـ صموا واهلل لـ‬
‫يستجب‪.‬‬

‫ْت قُدَّام َك صبلَ ِتي‪ .‬أ ِ‬


‫ت أَمام َك‪َ ٕ ,‬ف ْمتَأ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬يا رب إِل َو َخبلَ ِ‬
‫َم ْل أُ ُذ َن َك إِلَى‬ ‫َ َ‬ ‫ار َوالمَّْي ِل َ‬
‫ص َر ْخ ُ َ َ‬
‫صي‪ِ ,‬ب َّ‬
‫الن َي ِ‬ ‫َ َ‬
‫صر ِ‬
‫اخي‪",‬‬‫َُ‬
‫الحظ أنو يصمي ببل انقطاع الميؿ والنيار‪ .‬وبصراخ مف القمب في ضيقتو‪.‬‬

‫ت ِم ْث َل ا ْل ُم ْن َح ِد ِر َ‬
‫اوَي ِة َد َن ْت‪ُ .‬ح ِس ْب ُ‬
‫ص ِائ ِب َن ْف ِسي‪َ ,‬و َح َي ِاتي إِلَى ا ْل َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٗ-‬ألَنَّ ُو قَ ْد َ‬
‫ش ِب َع ْت م َن ا ْل َم َ‬
‫ٗ‬ ‫ٖ‬
‫ين‬
‫ت َك َر ُجل الَ قَُّوةَ لَ ُو‪".‬‬ ‫ب‪ِ .‬‬
‫ص ْر ُ‬ ‫إِلَى ا ْل ُج ٍّ‬
‫ىو وصؿ إلى غاية األحزاف والى درجة الشبع‪ .‬بؿ مثؿ ميت ببل قوة‪.‬‬

‫ين الَ تَ ْذ ُك ُرُى ْم َب ْع ُد‪َ ,‬و ُى ْم ِم ْن َي ِد َك‬


‫ين ِفي ا ْلقَ ْب ِر‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ضطَ ِج ِع َ‬
‫اشي ِم ْث ُل ا ْلقَ ْتمَى ا ْل ُم ْ‬
‫ات ِفر ِ‬
‫ِ‬ ‫٘‬
‫اآليات (٘‪َ " - )ٙ-‬ب ْي َن األ َْم َو َ‬
‫ات‪ِ ,‬في أ ْ‬ ‫ب األَس َف ِل‪ِ ,‬في ظُمُم ٍ‬ ‫ض ْعتَِني ِفي ا ْل ُج ٍّ‬
‫‪ٙ‬‬
‫َع َماق‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْنقَطَ ُعوا‪َ .‬و َ‬
‫تصوير بائس لحالتو فيو كميت قد نسيو اهلل في قبره‪ ،‬وال يمد اهلل لو يده بأي مساعدة‪ ،‬بؿ ىو في ظممات‪ .‬إف‬
‫اآلالـ النفسية العميقة تكوف شديدة جداً‪.‬‬

‫َّارِات َك َذلَّ ْمتَِني‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬


‫ض ُب َك‪َ ,‬وِب ُك ٍّل تَي َ‬
‫استَقََّر َغ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬عمَ َّي ْ‬
‫غضب اهلل عمى اإلنساف ال يكوف إال بسبب خطيتو‪ .‬وىو يذلؿ اإلنساف حتى تنتيي كبرياؤه ويتوب ويرجع‬
‫فيخمص‪ .‬والعجيب أف ما قيؿ في اآل يات السابقة وىذه اآلية بالذات قد احتممو المسيح ألجمنا‪ .‬فيو الذي احتمؿ‬
‫آالماً جسدية واىانات وآالماً نفسية‪ ،‬بؿ وضع في قبر فعبلً‪ ،‬وتحمؿ غضب اآلب بؿ نزؿ إلى الجحيـ ليخرج منو‬
‫مف مات عمى الرجاء‪ .‬ىو صار خطية وصار لعنة ألجمنا‪.‬‬

‫َخ ُر ُج‪َ ٜ .‬ع ْي ِني َذ َاب ْت ِم َن الذ ٍّل‪.‬‬ ‫ُغمِ َ‬


‫ق َعمَ َّي فَ َما أ ْ‬ ‫سا لَ ُي ْم‪ .‬أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ارِفي‪َ .‬ج َع ْمتَني ِر ْج ً‬
‫ت َع ٍّني َم َع ِ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬أ َْب َع ْد َ‬
‫ت إِلَ ْي َك َي َد َّ‬
‫ي‪".‬‬ ‫طُ‬ ‫َد َع ْوتُ َك َيا َرب ُك َّل َي ْوٍم‪َ .‬ب َ‬
‫سْ‬

‫‪259‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والخمبحون)‬

‫ِ‬
‫شعور مؤلـ أف يتخمى األصدقاء عف صديقيـ وىو في ضيقتو‪ ،‬وىذا ما حدث مع أيوب= َج َع ْمتَني ِر ْج ً‬
‫سا لَ ُي ْم =‬
‫إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأف اهلل ينتقـ منو وبالنسبة لممسيح فقد تخمى عنو الجميع‪ .‬ولكف يحسب لممرنـ‬
‫ي‪.‬‬
‫ت َي َد َّ‬
‫س ْط ُ‬
‫أنو لـ يكؼ عف الصبلة = َب َ‬

‫َّث ِفي ا ْلقَ ْب ِر‬


‫وم تُ َم ٍّج ُد َك؟ ِسبلَ ْه‪َ .‬ى ْل ُي َحد ُ‬
‫ٔٔ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬‫ق‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ات تَص َنع عج ِائب؟ أَِم األ ِ‬
‫َخ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬أَ َفمَعمَّ َك لِؤلَمو ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫س َي ِ‬
‫ان؟"‬ ‫ض ٍّ‬
‫الن ْ‬ ‫ف ِفي الظ ْم َم ِة َع َج ِائ ُب َك‪َ ,‬وِبر َك ِفي أ َْر ِ‬ ‫ِب َر ْح َم ِت َك‪ ,‬أ َْو ِب َحقٍّ َك ِفي ا ْل َيبلَ ِك؟ َى ْل تُ ْع َر ُ‬
‫ٕٔ‬

‫ىو صور نفسو كميت‪ ،‬وفي يأسو يقوؿ‪ ،‬كيؼ يتدخؿ اهلل اآلف ليغير مف حالي ىؿ يقيـ اهلل أموات‪ ،‬ىؿ يصنع‬
‫معجزة مع ميت‪ ،‬أنا حالتي ميئوس منيا‪ .‬األ ِ‬
‫َخيمَ ُة ىي نفوس الموتى في الياوية‪ .‬ىؿ تصنع مع الموتى عجائب‬
‫فيسبحونؾ عمييا‪ ،‬اـ ىؿ ليـ لساف ليسبحونؾ ‪ .‬قطعاً في ذىف مرنـ العيد القديـ أف بركات اهلل ىي بركات مادية‬
‫وىذه يسبح البشر عمييا اهلل الذي أعطاىا ليـ وىو كميت ماذا سيعطيو اهلل ليسبحو عميو‪ .‬وروحياً نفيـ ىذا أف‬
‫مف انغمس في الخطية لدرجة الموت ال يعود يشعر بعمؿ اهلل وبالتالي ال يعود يسبح اهلل عمى إحساناتو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ,‬وِفي ا ْل َغ َداة َ‬ ‫َما أََنا فَِإلَ ْي َك َيا َرب َ‬
‫ٖٔ‬
‫َّم َك‪".‬‬
‫صبلَ تي تَتَقَد ُ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َّ‬
‫َّم َك = كأنو يجري أماـ موكب اهلل الممؾ صارخاً أف يرحمو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صبلَ تي تَتَقَد ُ‬
‫َ‬

‫ب َو ْج َي َك َع ٍّني؟"‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ٔٗ" -‬لِما َذا يا رب تَرفُ ُ ِ ِ‬


‫ض َن ْفسي؟ ل َما َذا تَ ْح ُج ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬

‫ت‪".‬‬‫َى َوالَ َك‪ .‬تَ َحي َّْر ُ‬


‫تأْ‬‫احتَ َم ْم ُ‬
‫اي‪ْ .‬‬ ‫ِ‬ ‫سمٍّ ُم الر ِ‬ ‫س ِك ٌ‬
‫٘ٔ‬
‫وح ُم ْن ُذ ص َب َ‬ ‫ين َو ُم َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬أََنا َم ْ‬
‫سمٍّ ُم الر ِ‬
‫وح‪.‬‬ ‫ىنا يذكر آالمو منذ صباه‪ .‬وكأنو عاش كؿ أيامو قريباً مف الموت = ُم َ‬

‫اه ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪ .‬ا ْكتََنفَتْ ِني َم ًعا‪.‬‬


‫َى َم َكتْ ِني‪ٔٚ .‬أَحاطَ ْت ِبي َكا ْل ِمي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َى َوالُ َك أ ْ‬
‫س َخطُ َك‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٛ-ٔٙ‬ع َم َّي َع َب َر َ‬
‫ارِفي ِفي الظ ْم َم ِة‪".‬‬ ‫اح ًبا‪َ .‬م َع ِ‬ ‫ت ع ٍّني م ِحبًّا وص ِ‬
‫أ َْب َع ْد َ َ ُ َ َ‬
‫‪ٔٛ‬‬

‫الظ ْم َم ِة = ىي ضيقتو التي ىو فييا‪ .‬وضيقتو كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت بو اليوـ كمو‪ .‬بؿ ىي أىواؿ‬
‫اراىـ‪.‬‬ ‫عدت‬ ‫وما‬ ‫اختفوا‬ ‫اي‬ ‫=‬ ‫الظ ْم َم ِة‬ ‫ِفي‬ ‫ارِفي‬
‫َم َع ِ‬ ‫ميمكة‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور التاسع والثمانون‬

‫عادة تبدأ المزامير بالشكوى‪ ،‬وتنتيي بالتسبيح عمى التعزيات واالستجابة اإلليية ولكف ىذا المزمور لو إتجاه‬
‫عكسي‪ ،‬فيو يبدأ بتسبيح اهلل عمى إحساناتو القديمة ومعامبلتو مع شعبو واختياره ووعوده لداود بتثبيت مممكتو‪.‬‬
‫ثـ يبدأ الشكوى أف حاؿ شعب اهلل اآلف مؤلِّـ بعد أف اختفى كرسي داود‪ .‬لذلؾ نحدد ميعاد كتابة المزمور بأنو‬
‫بعد السبي‪ .‬ثـ يصرخ المرنـ هلل باف يذكر وعوده لداود ويعيد أمجاده لشعبو‪.‬‬
‫والكنيسة في أي محنة عمييا أف تصمي بنفس األسموب‪ ،‬لقد أعطى اهلل لكنيستو أمجاداً كثيرة ولكف حاؿ الكنيسة‬
‫ا آلف يختمؼ عف حاؿ كنيسة اآلباء بسبب خطايانا لذلؾ فمنصرخ ونصمي هلل ببل يأس ليعيد مراحمو لنا‪ ،‬ولنؤسس‬
‫صمواتنا عمى عيد المسيح وعمى استحقاقات دـ المسيح‪ ،‬كما اسس المرنـ صراخو عمى وعود اهلل لداود أبو‬
‫المسيح بالجسد‪.‬‬

‫ُخ ِب ُر َع ْن َحقٍّ َك ِبفَ ِمي‪ .‬أل ٍَّني ُق ْم ُ‬


‫ت «إِ َّن َّ‬ ‫َّى ِر‪ .‬لِ َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ ْ‬
‫ب أُ َغ ٍّني إِلَى الد ْ‬ ‫احِم َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ ٔ" - )ٚ-‬بمر ِ‬
‫ٕ‬
‫الر ْح َم َة‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ََ‬
‫َّى ِر‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬
‫ت ل َد ُاوَد َع ْبدي إِلَى الد ْ‬ ‫ِ‬ ‫اري‪َ ,‬حمَ ْف ُ‬‫ت َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ‬ ‫ييا َحقَّ َك»‪« .‬قَطَ ْع ُ‬
‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ات تُثِْب ُ‬ ‫َّى ِر تُْب َنى‪َّ .‬‬ ‫إِلَى الد ْ‬
‫ت ف َ‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫اع ِة‬
‫ضا في َج َم َ‬
‫ات تَ ْحم ُد عج ِائب َك يا رب‪ ,‬وحقَّ َك أ َْي ً ِ‬
‫الس َم َاو ُ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َّك»‪ِ .‬سبلَ ْه‪َ .‬و َّ‬
‫٘‬
‫سمَ َك‪َ ,‬وأ َْب ِني إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر ُك ْر ِسي َ‬‫ت َن ْ‬‫أُثٍَّب ُ‬
‫ام َرِة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ‪ٚ‬‬
‫اهلل؟ إِ ٌ‬ ‫ب ب ْي َن أ َْب َن ِ‬ ‫ش ِب ُو َّ‬ ‫اء ُي َع ِاد ُل َّ‬ ‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّيس َ ‪َّ ٙ‬‬ ‫ا ْل ِقد ِ‬
‫وب جدًّا في ُم َؤ َ‬ ‫لو َم ُي ٌ‬ ‫اء‬ ‫الر َّ َ‬ ‫ب‪َ .‬م ْن ُي ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫ين‪ .‬ألَن ُو َم ْن في َّ َ‬
‫ين َح ْولَ ُو‪".‬‬‫يع الَِّذ َ‬ ‫وف ِع ْن َد َج ِم ِ‬
‫ين‪َ ,‬و َم ُخ ٌ‬ ‫ا ْل ِقد ِ‬
‫ٍّيس َ‬
‫َّى ِر تُْب َنى = المرنـ يرى اآلف أف الصورة سوداء وكرسي داود قد‬ ‫الر ْح َم َة إِلَى الد ْ‬
‫المرنـ يسبح اهلل عمى مراحمو‪َّ ،‬‬
‫ت = ىو في إيمانو بمحبة اهلل رأى أف ىذا الوضع ال‬ ‫سقط‪ .‬ولكنو بإيماف يرى مراحـ اهلل أنيا إلى األبد= أل ٍَّني ُق ْم ُ‬
‫يمكف لو أف يستمر‪ ،‬فمقد وعد اهلل داود‪ .‬ووعده ومراحمو ثابتة ال تسقط‪ ،‬بؿ ىي تزداد مف يوـ إلى يوـ كأنيا بناء‬
‫يبنى‪ ،‬بؿ سيستمر ىذا البناء إلى األبد في أورشميـ السماوية‪ .‬واآلف حتى وأف كانت مظمة داود ساقطة لكف اهلل‬
‫ييا َحقَّ َك = أي حتى لو كنا نرى ىنا اآلف بعض الظمـ واآلالـ تقع‬ ‫ات تُثِْب ُ ِ‬
‫تف َ‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫سيعود ويبنييا (عا‪ .)ٔٔ2ٜ‬و َّ‬
‫ت‬‫ط ْع ُ‬
‫عمى القديسيف‪ ،‬وىذا يسبب لنا بعض اإلحباط‪ ،‬ولكف وعود اهلل لف تسقط وسنرى تحقيقيا في السماء‪ .‬قَ َ‬
‫سمَ َك= ىذا الكبلـ قيؿ لداود فعبلً (ٕصـٕ‪ )ٔٗ-ٕٔ2‬والمرنـ يعتمد عميو‬ ‫َّى ِر أُثٍَّب ُ‬
‫ت َن ْ‬ ‫َع ْي ًدا َم َع ُم ْختَ ِ‬
‫اري‪ ..‬إلَى الد ْ‬
‫ليستعيد شعب الرب أمجاده‪ .‬ولكف مختار الرب حقيقة ىو المسيح ابف داود‪ .‬وىذا ىو مف يقاؿ عنو أف نسمو أي‬
‫ات تَ ْح َم ُد َع َج ِائ َب َك فنحف األرضيوف ال نستوعب كؿ أعمالؾ العجيبة‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫مؤمنيو وكنيستو تثبت إلى الدىر‪َّ .‬‬
‫ين‪ = ,‬أي جماعاتيـ يمجدوف اهلل‪ ،‬جماعات القديسيف أو‬ ‫بسبب أف عيوننا طمستيا محبة العالـ‪ .‬م َؤامرِة ا ْل ِقد ِ‬
‫ٍّيس َ‬ ‫ُ ََ‬
‫المبلئكة‪.‬‬

‫ت متَسمٍّطٌ عمَى ِك ْب ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‪َ ,‬م ْن ِم ْثمُ َك ؟ قَ ِو ٌّ‬


‫ب‪َ ,‬و َحق َك م ْن َح ْولِ َك‪ .‬أَ ْن َ ُ َ َ‬ ‫لو ا ْل ُج ُن ِ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٗ-ٛ‬يا َرب إِ َ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫ي‪َ ,‬ر ٌّ‬
‫اء َك‪ٔٔ .‬لَ َك‬ ‫يل‪ِ .‬ب ِذ َر ِ‬
‫اع قُ َّوِت َك َبد ْ‬ ‫ب ِم ْث َل ا ْلقَ ِت ِ‬ ‫س ٍّك ُن َيا‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫اع لُ َج ِج ِو أَ ْن َ‬
‫ا ْل َب ْح ِر‪ِ .‬ع ْن َد ْارِتفَ ِ‬
‫ٓٔ‬
‫َع َد َ‬
‫ت أْ‬ ‫َّد َ‬ ‫ت َرَى َ‬ ‫س َح ْق َ‬
‫ت َ‬ ‫ت تُ َ‬

‫‪261‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫ور‬‫ت َخمَ ْقتَ ُي َما‪ .‬تَ ُاب ُ‬ ‫وب أَ ْن َ‬ ‫ستَ ُي َما‪ٍّ ٕٔ .‬‬
‫الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ‬ ‫َس ْ‬ ‫س ُكوَن ُة َو ِم ْم ُؤ َىا أَ ْن َ‬
‫ت أ َّ‬ ‫ض‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ضا األ َْر ُ‬ ‫ات‪ .‬لَ َك أ َْي ً‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫َّ‬
‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي َك‪َّ .‬‬
‫اع ا ْلقُ ْدرِة‪ .‬قَ ِوَّي ٌة ي ُد َك‪ .‬مرتَ ِفع ٌة ي ِمي ُن َك‪ٔٗ .‬ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ‬
‫ان‪ .‬لَ َك ِذ َر ُ‬ ‫اس ِم َك َي ْي ِتفَ ِ‬
‫ون ِب ْ‬
‫ٖٔ‬
‫الر ْح َم ُة‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َح ْرُم ُ‬
‫ام َو ْج ِي َك‪".‬‬
‫َم َ‬ ‫َّم ِ‬
‫ان أ َ‬ ‫َما َن ُة تَتَقَد َ‬
‫َواأل َ‬
‫ت‬
‫س َح ْق َ‬
‫ت َ‬
‫المرنـ يسبح اهلل عمى قدرتو وأعمالو‪ .‬فيو قادر أف يسكف أمواج البحر اليائج وىذا صنعو المسيح‪ .‬أَ ْن َ‬
‫ب = رىب تعني متكبر‪ ،‬وىي تشير إلى مصر‪ .‬واهلل سحؽ مصر بضربات عشر وسحؽ جيشيا تحت مياه‬ ‫َرَى َ‬
‫اء َك‪ .‬واهلل خمؽ‬ ‫َع َد َ‬
‫تأْ‬‫َّد َ‬ ‫البحر األحمر‪ .‬وكاف ىذا رم اًز لسحؽ الشيطاف المتكبر بواسطة المسيح = ِب ِذ َر ِ‬
‫اع قُ َّوِت َك َبد ْ‬
‫كؿ ما في السماء واألرض‪ ،‬الكؿ لو‪ .‬وأعمى ما في األرض مف جباؿ يعجز أماميا اإلنساف فيي صنعة يدي‬
‫ون‪ .‬وأحد الجبميف يقع في الشرؽ والجبؿ اآلخر‬ ‫ور َو َح ْرُم ُ‬
‫اهلل‪ ،‬وذكر المرنـ قمتيف مف أعمى قمـ كنعاف وىما تَ ُاب ُ‬
‫وب‪ .‬أي الكؿ هلل‪ .‬وجبؿ تابور ىو جبؿ التجمي‪ .‬وىنا نرى الجبؿ‬ ‫في الغرب‪ .‬والحظ قولو مف قبؿ ٍّ‬
‫الش َما ُل َوا ْل َج ُن ُ‬
‫ييتؼ ألنو سمع صوت اآلب يشيد لبلبف‪.‬‬
‫اس ِم َك َي ْبتَ ِي ُج َ‬
‫ون‪ِ .‬ب ْ‬ ‫اف‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ب ُن ِ‬
‫ور َو ْج ِي َك َي ْ‬ ‫ارِف َ‬ ‫وبى لِ َّ‬
‫مش ْع ِب ا ْل َع ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫ون‬ ‫سمُ ُك َ‬ ‫ين ا ْل ُيتَ َ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ " - )ٔٛ-‬طُ َ‬
‫وس‬ ‫الر َّ ِ‬ ‫ب قَ ْرنُ َنا‪ٔٛ .‬أل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَ ْخ ُر قُ َّوِت ِي ْم‪َ ,‬وِب ِر َ‬ ‫ون‪ .‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو‪َ ,‬وِب َع ْدلِ َك َي ْرتَ ِف ُع َ‬
‫ب م َجن َنا‪َ ,‬وقُد َ‬ ‫َن َّ‬ ‫اك َي ْنتَص ُ‬
‫ض َ‬
‫يل َممِ ُك َنا‪".‬‬
‫س َرِائ َ‬
‫إِ ْ‬
‫الم رنـ يطوب الشعب الذي عرؼ الرب وفيـ مراحمو وصار يسبحو‪ ،‬ألنيـ أروا أف اهلل بقوتو ىذه غير المتناىية‬
‫ىو سندىـ وقوتيـ وحمايتيـ ألنو ممكيـ وىـ رعيتو‪.‬‬

‫ار ِم ْن َب ْي ِن‬ ‫ت ُم ْختَ ًا‬ ‫ي‪َ .‬رفَ ْع ُ‬ ‫ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ‬ ‫ت « َج َع ْم ُ‬ ‫ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ‬
‫َّك َوُق ْم َ‬ ‫اآليات (‪ِ " - )ٖٚ-ٜٔ‬حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ‬
‫‪ٜٔ‬‬

‫ٍّدهُ‪ .‬الَ ُي ْرِغ ُموُ‬ ‫ضا ِذر ِ‬ ‫ت َداوَد ع ْب ِدي‪ِ .‬ب ُد ْى ِن قُ ْد ِسي مس ْحتُ ُو‪ٕٔ .‬الَِّذي تَثْب ُ ِ‬
‫الش ْع ِب‪َ .‬و َج ْد ُ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ٕٕ‬ ‫ٕٓ‬
‫شد ُ‬‫اعي تُ َ‬ ‫ت َيدي َم َع ُو‪ .‬أ َْي ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َما َن ِتي َو َر ْح َم ِتي فَ َم َعوُ‪,‬‬ ‫َما أ َ‬
‫ِ ِ ِ ٕٗ‬
‫يو‪ .‬أ َّ‬ ‫ب ُم ْبغض‬ ‫ام َو ْج ِي ِو‪َ ,‬وأ ْ‬
‫َض ِر ُ‬ ‫َم َ‬
‫اءهُ أ َ‬‫َع َد َ‬
‫ق أْ‬ ‫َس َح ُ‬ ‫اإل ثْم الَ ُي َذلٍّمُ ُو‪َ .‬وأ ْ‬
‫ٖٕ‬ ‫ع ُد ٌّو‪ ,‬و ْاب ُن ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ,‬إِل ِيي َو َ‬ ‫ار َي ِمي َن ُو‪ُ .‬ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي أَ ْن َ‬ ‫َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر َي َدهُ‪َ ,‬و َعمَى األَ ْن َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِب ِ‬
‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬
‫ص ْخ َرةُ‬ ‫ب قَ ْرُن ُو‪َ .‬وأ ْ‬ ‫اسمي َي ْنتَص ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي‪َ .‬و َع ْي ِدي ُيثَب ُ‬ ‫َّى ِر أ ْ‬ ‫ض‪ .‬إِلَى الد ْ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫َعمَى ِم ْن ممُ ِ‬ ‫َج َعمُ ُو ِب ْك ًرا‪ ,‬أ ْ‬ ‫َخبلَ ِ‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫َّت لَ ُو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ضا أ ْ‬ ‫صي‪ .‬أََنا أ َْي ً‬
‫امي‪ٖٔ ,‬إِ ْن‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫َّام َّ ِ‬ ‫َّو ِم ْث َل أَي ِ‬
‫سمَ ُو‪َ ,‬و ُك ْر ِسي ُ‬ ‫ِ‬
‫سمُ ُكوا ِبأ ْ‬ ‫الس َم َاوات‪ .‬إِ ْن تََر َك َب ُنوهُ َ َ‬ ‫َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ‬
‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬
‫يعتي َولَ ْم َي ْ‬ ‫َوأ ْ‬
‫َما َر ْح َم ِتي فَبلَ أَ ْن ِز ُع َيا‬ ‫ات إِثْ َم ُي ْم‪ .‬أ َّ‬
‫ٖٖ‬ ‫ضرب ٍ‬ ‫ِ‬
‫صا َم ْعص َيتَ ُي ْم‪َ ,‬وِب َ َ َ‬
‫ٕٖ ِ‬
‫اي‪ ,‬أَفْتَق ُد ِب َع ً‬ ‫ص َاي َ‬ ‫ضوا فَ َرائضي َولَ ْم َي ْحفَظُوا َو َ‬
‫ِِ‬ ‫َنقَ ُ‬
‫ت ِبقُ ْد ِسي‪ ,‬أ ٍَّني‬ ‫ٖ٘‬
‫شفَتَ َّي‪َ .‬م َّرةً َحمَ ْف ُ‬ ‫ض َع ْي ِدي‪َ ,‬والَ أُ َغ ٍّي ُر َما َخ َر َج ِم ْن َ‬ ‫َما َن ِتي‪ .‬الَ أَ ْنقُ ُ‬
‫ٖٗ‬ ‫ع ْن ُو‪ ,‬والَ أَ ْك ِذ ِ ِ ِ‬
‫ب م ْن ج َية أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اى ُد ِفي‬ ‫الش ِ‬
‫َّى ِر‪َ .‬و َّ‬ ‫َّت إِلَى الد ْ‬ ‫امي‪ِ .‬م ْث َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ‬
‫‪ٖٚ‬‬ ‫س أَم ِ‬
‫الش ْم ِ َ‬ ‫ون‪َ ,‬و ُك ْر ِسي ُو َك َّ‬ ‫سمُ ُو إِ َلى الد ْ‬
‫َّى ِر َي ُك ُ‬
‫‪ٖٙ‬‬
‫ب ل َد ُاوَد َن ْ‬
‫الَ أَ ْك ِذ ِ‬
‫ُ‬
‫ين»‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬ ‫اء أ ِ‬
‫َم ٌ‬ ‫السم ِ‬
‫َّ َ‬
‫المرنـ ىنا يشي ر لمرؤيا التي رآىا ناثاف النبي بخصوص داود ووالدتو لسميماف وذكرت كمماتيا في (ٕصـ‪-ٕٔ2ٚ‬‬
‫‪ .) ٔٚ‬ولكف ىذه الكممات المذكورة ىنا مخصصة لممسيح ففييا كثير ال يمكف أف يقاؿ عف داود أو سميماف بؿ‬
‫ت َع ْوًنا َعمَى قَ ِو ٍّ‬
‫ي = اختار اهلل داود الذي رآه‬ ‫ت ِب ُر ْؤَيا تَ ِقي َ‬
‫َّك = يشير لرؤيا ناثاف َج َع ْم ُ‬ ‫عف المسيح فقط‪ِ .‬حي َن ِئ ٍذ َكمَّ ْم َ‬
‫قوياً ودعمو ليصير ممكاً عمى شعبو وىذه تقاؿ عف المسيح اإللو القدير القوي‪ .‬وبعد تجسده خضع لضعؼ‬

‫‪262‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫بشريتنا فجاع وعطش وتألـ‪ ،‬بؿ جاءتو مبلئكة تقويو (لوٕٕ‪ .)ٖٗ2‬فاهلل أعانو ليتـ عمؿ الخبلص‪ .‬والمسيح كاف‬
‫الش ْع ِب‪ .‬وفي (ٕٓ) داود ُم ِس َح والمسيح ُم ِس َح بحموؿ الروح القدس عميو‪َ .‬ع ْب ِدي‬
‫ار ِم ْن َب ْي ِن َّ‬
‫إنساناً كامبلً = ُم ْختَ ًا‬
‫ٍّدهُ = اهلل أعطى لداود قوة ضد أعدائو‪ .‬وقيؿ ىذا عف‬ ‫شد ُ‬ ‫= أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد (فيٕ‪ِ .)ٚ2‬ذر ِ‬
‫اعي تُ َ‬‫َ‬
‫َج َع ُل َعمَى ا ْل َب ْح ِر‬
‫المسيح (يوٗٔ‪ .)ٔٓ2‬ولـ يوجد عدو أذؿ داود (ٕٕ) والشيطاف َج َّرب المسيح وغمبو المسيح‪ .‬أ ْ‬
‫ار َي ِمي َن ُو = ىـ الرسؿ الذيف نشروا الك ارزة بقوة‪ُ .‬ى َو َي ْد ُعوِني أَِبي‬
‫َي َدهُ = سمطاف المسيح عمى العالـ‪َ .‬و َعمَى األَ ْن َي ِ‬

‫= ىذه عف المسيح االبف بالطبيعة‪ .‬إِل ِيي = بحسب الجسد يدعو اآلب إليو (يوٕٓ‪ .)ٔٚ2‬أ ْ‬
‫َج َعمُ ُو ِب ْك ًار = ىذه ال‬
‫تقاؿ عف داود وىو الصغير بيف أخوتو‪ ،‬إنما عف المسيح (رو‪ .)ٕٜ2ٛ‬وصارت كنيستو أخوة لو بؿ جعميـ‬
‫َحفَظُ لَ ُو َر ْح َم ِتي = رحمة اهلل لكنيسة المسيح ىي إلى‬ ‫ض (رؤ‪ .)٘2ٔ،ٙ‬إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر أ ْ‬ ‫وك األ َْر ِ‬ ‫َعمَى ِم ْن ممُ ِ‬
‫ُ‬ ‫مموكاً= أ ْ‬
‫َّى ِر فيو إشارة لمكنيسة وليس لمممكة داود التي‬ ‫الدىر‪ ،‬وىي تعطي لمكنيسة كعطية باسـ المسيح‪ .‬وقولو إِلَى الد ْ‬
‫ِ‬
‫سمَ ُو = نسؿ داود انتيى بموت صدقيا آخر مموؾ ييوذا‪ .‬ونسؿ المسيح‬ ‫َج َع ُل إِلَى األ ََبد َن ْ‬
‫انتيت سنة ‪٘ٛٙ‬ؽ‪.‬ـ‪َ .‬وأ ْ‬
‫ىـ المؤمنيف نسمو الروحي (عبٕ‪ .)ٖٔ2‬وعرش المسيح في قموبيـ فيحوليا إلى سماء وعرشو وسط كنيستو ال‬
‫نياية لو ألف كنيستو تنتقؿ مف األرض إلى السموات‪ .‬وابتداء مف آية (ٖٓ) نسمع عف اآلب الذي يؤدب أبناءه‬
‫س = داود بدأ‬ ‫إف أخطأوا وتعوجوا‪ .‬وىذا ما حدث مع نسؿ داود وما يحدث مع المؤمنيف اآلف‪ُ .‬ك ْر ِسي ُو َك َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫حكمو بحوالي ٓٔ قروف قبؿ الميبلد تقريباً‪ ،‬والشمس كانت قبمو بآالؼ مبلييف السنيف‪ ،‬أما كرسي المسيح‬
‫النوراني فيو أزلى وقبؿ الشمس نفسيا‪ .‬والمسيح مشبو بشمس البر (مبلخي) وكنيستو التي تستمد ضوءىا منو‬
‫مشبية بالقمر= ِمثْ َل ا ْلقَ َم ِر ُيثَب ُ‬
‫َّت إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر = وكنيسة المسيح ىي أيضاً ثابتة طالما األرض والقمر موجوداف‪.‬‬

‫اج ُو ِفي‬ ‫ت تَ َ‬‫َّس َ‬ ‫ِ‬


‫ت َع ْي َد َع ْبد َك َنج ْ‬ ‫ضَ‬
‫‪ٖٜ‬‬
‫يح َك‪َ .‬نقَ ْ‬ ‫ت عمَى م ِس ِ‬
‫ت َغض ْب َ َ َ‬
‫ت ورَذ ْل َ ِ‬
‫ض َ ََ‬
‫اآليات (‪ِ ٖٛ" - )ٗ٘-ٖٛ‬‬
‫لك َّن َك َرفَ ْ‬
‫يرِان ِو‪َ .‬رفَ ْع َ‬ ‫صار َع ا ِ ِ‬ ‫ْس َدهُ ُكل َعا ِب ِري الطَّ ِري ِ‬ ‫ت ُك َّل ُج ْد َرِان ِو َج َع ْم َ‬ ‫التر ِ‬
‫ٕٗ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٓٗ‬
‫ت‬ ‫ار ع ْن َد ج َ‬ ‫ق ََ ً‬ ‫صوَن ُو َخ َر ًابا‪ .‬أَف َ‬ ‫ت ُح ُ‬ ‫اب‪َ .‬ى َد ْم َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫اءهُ‪َ ,‬وأَْلقَ ْي َ‬
‫ت َب َي َ‬
‫ط ْم َ‬
‫ٗٗ‬
‫ال‪ .‬أ َْب َ‬‫صرهُ ِفي ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ت ح َّد ِ ِ‬ ‫َع َد ِائ ِو‪ .‬أ َْي ً‬
‫ٖٗ‬ ‫يو‪ ,‬فََّر ْح َ ِ‬ ‫ضا ِي ِق ِ‬ ‫َي ِم َ‬
‫س ْيفو‪َ ,‬ولَ ْم تَْن ُ ْ‬ ‫ضا َرَد ْد َ َ َ‬ ‫يع أ ْ‬‫ت َجم َ‬ ‫ين ُم َ‬
‫ش َبا ِب ِو َغطَّ ْيتَ ُو ِبا ْل ِخ ْزِي‪ِ .‬سبلَ ْه‪".‬‬
‫َّام َ‬
‫ت أَي َ‬ ‫ص ْر َ‬
‫ض‪ .‬قَ َّ‬
‫٘ٗ‬
‫ُك ْر ِسي ُ‬
‫َّو إِلَى األ َْر ِ‬
‫وصؼ لمحالة المحزنة التي صار عمييا كرسي داود بالذات بعد سقوط أورشميـ وأسر مموكيا بواسطة مموؾ بابؿ‪،‬‬
‫وحرؽ وتدمير الييكؿ وأورشميـ كميا‪ .‬ولذلؾ نفيـ أف الوعود التي قيمت لداود باستمرار كرسيو لؤلبد كانت لممسيح‬
‫وكنيستو‪.‬‬

‫ف أََنا‬ ‫‪ٗٚ‬‬
‫ض ُب َك؟ ا ْذ ُك ْر َك ْي َ‬ ‫ار َغ َ‬ ‫الن ِ‬‫اء؟ َحتَّى متَى َيتَّ ِق ُد َك َّ‬ ‫االخ ِتب ِ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٕ٘-ٗٙ‬حتَّى َمتَى َيا َرب تَ ْختَِبئُ ُك َّل ْ َ‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫َ‬
‫اوَي ِة؟‬
‫س ُو ِم ْن َي ِد ا ْل َي ِ‬
‫َي ُي َن ٍّجي َن ْف َ‬‫ت؟ أ ٌّ‬ ‫سٍ‬
‫ان َي ْح َيا َوالَ َي َرى ا ْل َم ْو َ‬ ‫آد َم! أَي إِ ْن َ‬
‫‪ٗٛ‬‬
‫ت َج ِميعَ َب ِني َ‬ ‫اطل َخمَ ْق َ‬ ‫َي ب ِ‬ ‫ِ‬
‫َزائ ٌل‪ ,‬إِلَى أ ٍّ َ‬
‫َحتَ ِممُ ُو ِفي‬
‫يد َك الَِّذي أ ْ‬ ‫ت ِبيا لِ َداوَد ِبأَما َن ِت َك؟ ٓ٘ا ْذ ُكر يا رب عار ع ِب ِ‬
‫ْ َ َ ََ َ‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫سبلَ ْه‪ .‬أ َْي َن َم َراح ُم َك األ َُو ُل َيا َرب‪ ,‬التي َحمَ ْف َ َ ُ َ‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫ِ‬
‫الرب إِلَى‬ ‫ٕ٘‬
‫يح َك‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫ين عيَّروا آثَار م ِس ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ُمِم ُكمٍّ َيا‪ ,‬الَِّذي ِب ِو َعي ََّر أ ْ‬
‫ٔ٘‬
‫ِ‬ ‫ِح ْ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫اؤ َك َيا َرب‪ ,‬الذ َ َ ُ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫ضني م ْن َكثَْرة األ َ‬
‫ين‪".‬‬
‫آم َ‬ ‫ين فَ ِ‬ ‫َّى ِر‪ِ .‬‬
‫آم َ‬ ‫الد ْ‬

‫‪263‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والخمبحون)‬

‫اطل َخمَ ْق َ ِ‬
‫َي ب ِ‬ ‫ِ‬
‫يع‬
‫ت َجم َ‬ ‫ىي صرخة المرنـ ليعيد اهلل مراحمو لشعبو‪ ،‬ويوقؼ غضبو عمييـ‪ .‬وقولو أََنا َزائ ٌل‪ .‬إِلَى أ ٍّ َ‬
‫آد َم = أي عمرنا قصير يا رب‪ ،‬فإذا لـ تعؼ عف ذنوبنا في فترة حياتنا فسنيمؾ وتكوف يا رب قد خمقتنا‬ ‫َب ِني َ‬
‫باطبلً‪ .‬فمو خمؽ البشر لكي يكوف مصيرىـ الجحيـ فباطؿ كانت خمقتيـ‪ .‬وفي (‪ )ٗٛ‬امتدت نظرة النبي مف‬
‫عقوبة اهلل لبيت داود إلى عقوبة اهلل لئلنساف ككؿ‪ .‬ولقد رأى أف البشر كميـ ليـ نفس المصير وىو الموت‪ .‬وال‬
‫ض ِني‬
‫َحتَ ِممُ ُو ِفي ِح ْ‬
‫يستطيع أحد أف ينجي نفسو مف الياوية‪ .‬والمرنـ يصرخ لمرب ليرفع عار البشر عنيـ‪ .‬الَِّذي أ ْ‬
‫= العار الذي لحقو ولحؽ كؿ البشر ىو مؤلـ لمغاية‪ ،‬فيو ليس ضد البشر فقط‪ ،‬بؿ ضد اهلل وىذا ما يؤلـ المرنـ‪.‬‬
‫كأف اهلل ال يجد طريقة ينقذ بيا عبيده‪ .‬ىذا العار يحممو المرنـ في حضنو كمف يحمؿ ثقبلً رىيباً وىؤالء األعداء‬
‫يح َك = أي المؤمنيف بكبلمؾ (آثارؾ) وىـ يسيروف عمى أثارؾ‪ .‬واألعداء مازالوا يعيروننا أيف‬ ‫عيَّروا آثَار م ِس ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫الرب‪.‬‬
‫مسيحكـ فيخمصكـ‪ .‬ويختـ بقولو ُم َب َار ٌك َّ‬

‫‪264‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التسعون‬

‫كاتب المزمور ىو موسى‪ ،‬وكتبو غالباً بعد الخروج مف مصر‪ .‬وىو صبلة لموسى غالباً قد كتبيا بعد أف عاقب‬
‫اهلل الشعب عمى تذمرىـ وعدـ إيمانيـ وتمردىـ عميو‪ .‬واهلل عاقب الشعب بأف ماتوا كميـ في البرية ما عدا يشوع‬
‫وكالب فقد دخموا أرض الميعاد‪ .‬ولقد رأى موسى ضربات اهلل ضد الشعب بسبب التذمر ورأى كيؼ أف غضبو‬
‫رىيب‪.‬‬

‫ت لَ َنا ِفي َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ِ .‬م ْن قَ ْب ِل أ ْ‬


‫َن تُولَ َد ا ْل ِج َبا ُل‪ ,‬أ َْو أ َْب َدأ َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫ض‬
‫ْت األ َْر َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب‪َ ,‬م ْم َجأً ُك ْن َ‬
‫ت اهللُ‪".‬‬ ‫س ُكوَن َة‪ُ ,‬م ْن ُذ األ ََز ِل إِلَى األ ََب ِد أَ ْن َ‬
‫َوا ْل َم ْ‬
‫قبؿ أف يبدأ موسى صبلتو‪ ،‬يعترؼ أوالً هلل بقوتو وقدرتو وحمايتو لشعبو‪.‬‬

‫س َن ٍة ِفي َع ْي َن ْي َك ِم ْث ُل‬
‫ف َ‬ ‫آد َم»‪ٗ .‬أل َّ‬
‫َن أَْل َ‬ ‫ار َوتَقُو ُل « ْار ِج ُعوا َيا َب ِني َ‬ ‫ان إِلَى ا ْل ُغ َب ِ‬
‫س َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٙ-‬تُْرجعُ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ش ٍب ي ُزو ُل‪ِ ٙ .‬با ْل َغ َد ِ‬
‫اة ُي ْزِى ُر‬ ‫ِ‬ ‫يع ِم َن المَّْي ِل‪َ .‬ج َرفْتَ ُي ْم‪َ .‬ك ِس َن ٍة َي ُكونُ َ‬ ‫َي ْوِم أ َْم ِ‬
‫ون‪ِ .‬با ْل َغ َداة َك ُع ْ َ‬ ‫س َب ْع َد َما َع َب َر‪َ ,‬و َك َي ِز ٍ‬
‫٘‬

‫س‪".‬‬ ‫فَي ُزو ُل‪ِ .‬ع ْن َد ا ْلم ِ‬


‫ساء ُي َجز فَ َي ْي َب ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫نجد موسى ىنا يتواضع أماـ اهلل ويعترؼ بضعؼ البشر‪ ،‬وانما ىـ تراب ويرجعوف إلى التراب بسبب خطيتيـ‬
‫آد َم وتفيـ أف اهلل يقوؿ أرجعوا أي توبوا فبل يكوف‬ ‫وذلؾ بسبب عقوبة اهلل آلدـ (تؾٖ‪ْ .)ٜٔ2‬ار ِج ُعوا َيا َب ِني َ‬
‫مصيركـ التراب‪ .‬وحتى لو عاش اإلنساف ألؼ سنة فيي في عيني اهلل األزلى األبدي كبل شئ = ِم ْث ُل َي ْوِم أ َْم ِ‬
‫س‬
‫َب ْع َد َما َع َب َر‪ .‬ولقد عاش آدـ حوالي ٓٓٓٔسنة فأيف ىو اآلف‪ .‬ولو عاش اإلنساف ٓٓٓٔسنة في الخطية ثـ تاب‬
‫يغفرىا اهلل‪ ،‬بؿ ينساىا اهلل ‪ ،‬كأنيا ىزيع مف الميؿ قد مر وانتيى َج َرفْتَ ُي ْم‪َ .‬ك ِس َن ٍة َي ُكوُن َ‬
‫ون = الموت يأتي كطوفاف‬
‫يجرفيـ (ىكذا جاءت الترجمة في اإلنجميزية) والطوفاف ال يبقى شيئاً أمامو‪ .‬ومع أف الكؿ يعرؼ أنو سيموت إال‬
‫نتصور أنو ال ينتيي‪ ،‬ونحمـ بأشياء كثيرة عظيمة كأننا سنعيش إلى األبد‪ ،‬ويأتي‬
‫َّ‬ ‫أننا نعيش كما لو كنا في حمـ‬
‫الموت ليوقظنا مف ىذا الحمـ‪ .‬فالوقت يمر باإلنساف دوف أف يشعر اإلنساف بو‪ ،‬كما يمر الوقت عمى اإلنساف‬
‫النائـ دوف أف يشعر بو‪ .‬وحياة اإلنساف قصيرة مثؿ عشب يزىر في الصباح ولكف سريعاً ما يأتي مف يقطعو‬
‫وسريعاً ما يجؼ ويموت ويفقد كؿ جمالو‪ .‬واإلنساف حتى في نياية حياتو نجده ضعيفاً مثؿ العشب‪.‬‬

‫َّات َنا ِفي َ‬


‫ض ْو ِء‬ ‫ت آثام َنا أَمام َك‪َ ,‬خ ِفي ِ‬ ‫س َخ ِط َك َوِب َغ َ‬
‫ض ِب َك ْارتَ َع ْب َنا‪ .‬قَ ْد َج َع ْم َ‬ ‫ِ‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٔ-ٚ‬أل ََّن َنا قَ ْد فَني َنا ِب َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َ َ َ‬
‫ص ٍة‪ٔٓ .‬أَي ِ ِ ِ‬ ‫ض ْت ِب ِر ْج ِز َك‪ .‬أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ‬ ‫َّام َنا قَِد ا ْنقَ َ‬
‫َن ُك َّل أَي ِ‬
‫َو ْج ِي َك‪ٜ .‬أل َّ‬
‫س َن ًة‪َ ,‬وِا ْن َكا َن ْت َمعَ‬
‫ون َ‬ ‫س ْب ُع َ‬
‫َّام سني َنا ى َي َ‬ ‫ُ‬
‫ف قَُّوةَ َغ ِ‬
‫ض َب َك؟ َو َك َخ ْوِف َك‬ ‫ير‪َ .‬م ْن َي ْع ِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب َوَبمِ َّي ٌة‪ ,‬أل ََّن َيا تُ ْق َر ُ‬ ‫ا ْلقُ َّوِة فَثَ َما ُن َ‬
‫س ِر ً‬
‫ٔٔ‬
‫يعا فَ َنط ُ‬ ‫ض َ‬ ‫س َن ًة‪َ ,‬وأَ ْف َخ ُرَىا تَ َع ٌ‬
‫ون َ‬
‫س َخطُ َك‪".‬‬ ‫َ‬

‫‪265‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التطعون)‬

‫النبي ىنا يعترؼ اماـ اهلل بخطايا الشعب وأنيـ يستحقوف اآلالـ التي وضعت عمييـ‪ .‬وأف أياميـ انقضت في‬
‫َّات َنا ِفي َ‬
‫ض ْو ِء َو ْج ِي َك = عمى كؿ إنساف أف يعمـ أنو‬ ‫أحزاف بسبب خطاياىـ‪ ،‬ولتعرضيـ لغضب وسخط اهلل َخ ِفي ِ‬
‫ص ٍة = أي تنتيي سريعاً‪ .‬ولؤلسؼ فيي قصة‬ ‫في كؿ ما يعممو ويفكر فيو‪ ،‬ىو مكشوؼ أماـ اهلل‪ .‬أَ ْف َن ْي َنا ِس ِني َنا َك ِق َّ‬
‫محزنة مؤلمة‪.‬‬

‫ب ِح ْك َم ٍة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اء أَيَّام َنا ى َك َذا َعمٍّ ْم َنا فَنُ ْؤتَى َق ْم َ‬ ‫ص َ‬‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔٚ-‬إِ ْح َ‬
‫ٕٔ‬

‫اة ِم ْن ر ْحم ِت َك‪ ,‬فَ َن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ‬ ‫ش ِبع َنا ِبا ْل َغ َد ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعمَى َع ِبيد َك‪ .‬أَ ْ ْ‬ ‫جع َيا َرب‪َ ,‬حتَّى َمتَى؟ َوتََأرَّ ْ‬ ‫ِٖٔ‬
‫ٗٔ‬
‫َّام َنا‪.‬‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ا ْر ْ‬
‫يد َك‪َ ,‬و َجبلَ لُ َك لِ َب ِني ِي ْم‪.‬‬
‫ش ًّرا‪ٔٙ .‬لِي ْظير ِفعمُ َك لِع ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫ييا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السني ِن الَّتي َأر َْي َنا ف َ‬
‫َّام الَِّتي ِفييا أَ ْذلَ ْمتََنا‪َ ,‬ك ٍّ ِ‬
‫َ‬
‫٘ٔفٍَّر ْح َنا َكاألَي ِ‬
‫ب إِل ِي َنا َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا‪َ ,‬و َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو‪".‬‬ ‫َوْلتَ ُك ْن ِن ْع َم ُة َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫‪ٔٚ‬‬

‫صبلة موسى في الختاـ ليتراءؼ الرب ويرفع غضبو عف شعبو‪ .‬ومعنى آية (ٕٔ) إعطنا يا رب أف نفيـ أف‬
‫حياتنا قصيرة فنكؼ عف عمؿ الشر‪ .‬والقمب الذي يكؼ عف الشر ىو قمب حكمة‪ ،‬القمب المستعد دائماً ليذا اليوـ‬
‫َّام َنا = مف يحيا في التوبة ال يضمف حياتو األبدية فقط بؿ يحيا‬ ‫الذي يقابؿ فيو اهلل ىو َق ْمب ِح ْكم ٍة وَن ْفرح ُك َّل أَي ِ‬
‫َ َ َ ََ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫فرحاً كؿ أيامو‪ .‬بؿ أفراحو بعد التوبة ستجعمو ينسى أياـ أحزانو بسبب الخطية = فٍَّر ْح َنا َكاألَيَّام الَّتي ف َ‬
‫ييا أَ ْذلَ ْمتََنا‬
‫يد َك = اهلل يتوبنا ويغير صورتنا‬ ‫= حيف نخطئ فاهلل يؤدب لنعود بالتوبة‪ ،‬واذا عدنا يعطينا فرحاً‪ِ .‬لي ْظير ِفعمُ َك ِلع ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫فنصبح عمى صورة المسيح‪ ،‬وىذه الصورة تظير قوة عممو في التغيير والتجديد وليس ىذا فقط‪ ،‬بؿ ىو يبارؾ‬
‫فيما نعممو بأيدينا= َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّب ْت َعمَ ْي َنا‪ .‬ولكف عمينا أف نصمي ليبارؾ اهلل في أعمالنا وجيادنا‪ .‬فاهلل يعمؿ فينا‬
‫لنتوب ونتغير إلى صورتو ولكف ىو يطمب الجياد= َع َم َل أ َْي ِدي َنا = عمينا أف نعمؿ مف أجؿ خبلص نفوسنا‬
‫فتنسكب عمينا نعمة اهلل‪ ،‬فبل نعمة بدوف جياد‪ .‬ونحف نجاىد ونصمي لينجح العمؿ‪ .‬والنبي يكرر ىذه الصبلة‬
‫عمؿ أيدينا يثبت عمينا َو َع َم َل أ َْي ِدي َنا ثٍَّبتْ ُو = ألننا ال نستحؽ لذلؾ نطمب بمجاجة أف ينظر اهلل إلينا نحف الغير‬
‫مستحقيف لمراحمو‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الحادي والتسعون‬

‫المزمور الحادي والتسعون (التسعون في األجبية)‬

‫المزمور السابؽ ليذا المزمور مكتوب عنو أنو لموسى النبي‪ ،‬لذلؾ قاؿ كثير مف الدارسيف أف ىذا المزمور أيضاً‬
‫لموسى النبي‪ .‬وقاؿ اآلخريف بؿ ىو لداود‪.‬‬
‫ىذا المزمور نرى فيو عناية اهلل وحمايتو ألوالده المؤمنيف بو‪ .‬وقيؿ أف كممات ىذا المزمور موجية لمسيد المسيح‬
‫نفسو في آالمو‪ ،‬خصوصاً أف إبميس في تجربتو لمسيد استخدـ آية مف ىذا المزمور "ألنو يوصي مبلئكتو بك‪"..‬‬
‫وابميس لـ يكمؿ المزمور ألف فيو نبوة ضده وىذا ما صنعو السيد المسيح إذ داسو فعبلً بقدميو "تطأ األفعى وممؾ‬
‫الحيات‪ ،‬وتسحؽ األسد والتنيف"‪ .‬ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنو مع أف السيد معمقاً عمى‬
‫الصميب إال أنو سينتصر ويدوس إبميس الحية القديمة‪.‬‬
‫عموماً نرى في ىذا المزمور انتصار المسيح عمى إبميس ومؤامراتو‪ ،‬وابميس ُكِّن َي عنو ىنا بعدة أسماء‪ ،‬فيو‬
‫الصياد الذي يضع فخاً في طريؽ المؤمنيف‪ ،‬ويأتي بالوبأ الخطر بؿ ىو نفسو الوبأ الخطر (ىو نوع مف الموت‬
‫المبيد) وىو سيـ يطير في النيار وىو خوؼ الميؿ وىبلؾ يفسد في الظييرة وىو األسد والصؿ والشبؿ والثعباف‬
‫ولكنو مع كؿ ىذا قد داسو السيد لحساب شعبو فقيؿ ىنا يسقط عف جانبؾ ألوؼ وربوات (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬ىو‬
‫مزمور يعطي لكؿ منا إطمئناف وينزع كؿ خوؼ مف أي مؤامرة شيطانية‪ ،‬أف اهلل سيعطي نصرة لنا ولكنيستو‪..‬‬
‫كثيريف يصموف ىذا المزمور دائماً وليس في الساعة السادسة فقط‪.‬‬

‫يت‪".‬‬ ‫اك ُن ِفي ِستْ ِر ا ْل َعمِ ٍّي‪ِ ,‬في ِظ ٍّل ا ْلقَِد ِ‬


‫ير َي ِب ُ‬ ‫لس ِ‬ ‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّ‬
‫مف يسمـ نفسو هلل يحفظو مف كؿ ضرر‪ ،‬ومف كؿ مؤامرة شيطانية‪ ،‬أو ىجوـ ألي عدو‪.‬‬

‫ص ِني‪ .‬إِل ِيي فَأَتَّ ِك ُل َعمَ ْي ِو»‪".‬‬ ‫ِ‬


‫ب « َم ْم َجِإي َوح ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬أَقُو ُل لِ َّمر ٍّ‬
‫ٕ‬

‫اهلل لنا سور مف نار (زؾٕ‪ .)٘2‬ىو لنا مدينة ممجأ‪ .‬فبل نثؽ في قوتنا بؿ فيو‪.‬‬
‫َّاد َو ِم َن ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر‪".‬‬
‫الصي ِ‬
‫يك ِم ْن فَ ٍّخ َّ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬ألَنَّ ُو ُي َن ٍّج َ‬
‫ٖ‬

‫ا ْل َوَبِإ ا ْل َخ ِط ِر = مترجمة كبلـ باطؿ‪ .‬فإبميس أوقع أبائنا آدـ وحواء بكبلمو المميت فأالعيب إبميس وكبلمو المضؿ‬
‫صي ِ‬
‫َّاد ونوع مف الموت المبيد‪.‬‬ ‫يسقطنا في االنفصاؿ عف اهلل وىذا ىو الموت‪ .‬وىكذا كؿ تعاليـ اليراطقة‪ ،‬ىي فَ ٍّخ َّ‬
‫الفخ عادة يوضع بحيث يكوف مخفياً عف عيف الفريسة ولكف لنثؽ فاهلل ال يخفي عميو شئ‪ .‬ولكف لنثبت في اهلل‬
‫واهلل فينا فيكشؼ لنا عف الفخاخ المنصوبة (ىرطقات‪ ،‬تشويو لتعميـ اهلل‪ /‬خطايا وشيوات‪ /‬شكوؾ)‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫س َو ِم َج ٌّن َحق ُو‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أ ِْ ِِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ ٗ" -‬ب َخو ِاف ِ‬
‫يو ُيظَمٍّمُ َك‪َ ,‬وتَ ْح َ‬
‫َجن َحتو تَ ْحتَمي‪ .‬تُْر ٌ‬ ‫َ‬
‫س َو ِم َج ٌّن َحق ُو = عدلو يحيط بؾ‬ ‫ِ ِ‬
‫ىذا ما قالو موسى النبي في (تثٕٖ‪َ .)ٔٔ2‬خ َوافيو= ريش األجنحة‪ .‬تُْر ٌ‬
‫كالسبلح (سبعينية)‪ .‬ىذا ىو الصميب الذي يحمينا‪ .‬وىذه تعني ايضا انو اف التزمنا باف نسمؾ في وصاياه فيو‬
‫س َو ِم َج ٌّن = وىو يعطي المعونة لكي نسمؾ في طريؽ الحؽ ‪ ،‬لذلؾ قاؿ السيد المسيح في صبلتو‬
‫يحمينا= كتُْر ٌ‬
‫الشفاعية لآلب ( يو‪ " )ٔٚ 2ٔٚ‬قدسيـ في حقؾ كبلمؾ ىو حؽ" وقدسيـ اي خصصيـ ليسمكوا في الحؽ ‪،‬‬
‫واحميـ مف حرب ابميس فبل يضموا‪.‬‬

‫سمُ ُك ِفي الد َجى‪,‬‬ ‫الني ِ ‪ِ ٙ‬‬


‫ار‪َ ,‬والَ م ْن َوَبٍإ َي ْ‬
‫ف المَّْي ِل‪ ,‬والَ ِم ْن سيٍم ي ِط ِ‬
‫ير في َّ َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫شى ِم ْن َخو ِ‬
‫ْ‬
‫٘‬
‫اآليات (٘‪ " - )ٛ-‬الَ تَ ْخ َ‬
‫ِِ‬ ‫سقُطُ َع ْن َج ِان ِب َك أَْل ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ٛ .‬إِ َّن َما ِب َع ْي َن ْي َك‬‫ات َع ْن َيمين َك‪ .‬إِلَ ْي َك الَ َي ْق ُر ُ‬
‫ف‪َ ,‬و ِرْب َو ٌ‬ ‫يرِة‪َ .‬ي ْ‬
‫َوالَ م ْن َىبلَ ك ُي ْفس ُد في الظ ِي َ‬
‫‪ٚ‬‬

‫ش َر ِ‬
‫ار‪".‬‬ ‫ازةَ األَ ْ‬
‫تَ ْنظُُر َوتََرى ُم َج َا‬
‫ىنا نرى المناعة ضد األخطار المذكورة‪ .‬وىنا يذكر المرتؿ عناية اهلل بشعبو في مصر ونجاتيـ مف كؿ مؤامرات‬
‫ف المَّْي ِل = الخيانة‬ ‫واضطيادات فرعوف (رمز إلبميس) ونجاتيـ مف الضربات التي لحقت بالمصرييف‪َ .‬خو ِ‬
‫ْ‬
‫سمُ ُك ِفي الد َجى = القوات الشريرة المضادة‪َ .‬ىبلَ ٍك‬ ‫ار = المقاومة الظاىرة‪َ .‬وَبٍإ َي ْ‬ ‫س ْيٍم َي ِطير ِفي َّ‬
‫الن َي ِ‬ ‫ُ‬ ‫المجيولة‪َ .‬‬
‫يرِة = تراخي اإلنساف واستبلمو لمشبع والمذات وشيوة الجسد‪ .‬ومف يحتمي باهلل يسقط كؿ مقاوميو‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُي ْفس ُد في الظ ِي َ‬
‫عف يساره وعف يمينو‪ ،‬فيناؾ ضربات يسارية (شيوات وخطايا) وىناؾ ضربات يمينية (بر ذاتي)‪.‬‬

‫س َك َن َك‪ ,‬الَ ُيبلَ ِق َ‬ ‫ت يا رب م ْمجِإي»‪ .‬جع ْم َ ِ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬أل ََّن َك ُق ْم َ‬


‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ض ْرَب ٌة‬
‫شٌّر‪َ ,‬والَ تَ ْدنُو َ‬‫يك َ‬ ‫ت ا ْل َعم َّي َم ْ‬ ‫ََ‬ ‫ت «أَ ْن َ َ َ َ َ‬
‫ِم ْن َخ ْي َم ِت َك‪".‬‬
‫شٌّر = قد‬ ‫يك َ‬ ‫س َك َن َك = إف مف يسكف حصناً يكوف مطمئناً فكـ وكـ مف يجعؿ العمي مسكنو‪ .‬الَ ُيبلَ ِق َ‬ ‫جع ْم َ ِ‬
‫ت ا ْل َعم َّي َم ْ‬ ‫ََ‬
‫تصادفنا تجارب (أيوب مثبلً) ولكنيا لمخير وليست الشر‪.‬‬

‫وك ِفي ُك ٍّل طُرِق َك‪َ ٕٔ .‬عمَى األ َْي ِدي َي ْح ِممُوَن َك لِ َئبلَّ‬
‫وصي َمبلَ ِئ َكتَ ُو ِب َك لِ َك ْي َي ْحفَظُ َ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ٔٔ" - )ٕٔ-‬أل ََّن ُو ي ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ص ِد َم ِب َح َج ٍر ِر ْجمَ َك‪".‬‬
‫تَ ْ‬
‫نرى ىنا حراسة المبلئكة لنا (عبٔ‪ .)ٔٗ2‬وحاوؿ إبميس بيذه اآلية أف يستدرج مخمصنا لفخ الكبرياء فيطرح ذاتو‬
‫مف جناح الييكؿ إلى أسفؿ‪ .‬ورد عميو المخمص "ال تجرب الرب إليؾ"‪ .‬وعموماً فالمسيح ال يحتاج لمعونة‬
‫المبلئكة فيو ربيـ‪ ،‬ولكف ىذه اآلية مفيدة لمقديسيف‪ ،‬ىؤالء يحتاجوف لحماية المبلئكة‪.‬‬

‫َس ِد َو ٍّ‬
‫الص ٍّل تَطَأُ‪ٍّ .‬‬ ‫ٖٔ‬
‫وس‪".‬‬
‫ان تَ ُد ُ‬
‫الش ْب َل َوالث ْع َب َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪َ " -‬عمَى األ َ‬

‫‪268‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الحبدى والتطعون)‬

‫ان ىو الشيطاف في مكره وخبثو‪ .‬وراجع (أؼ‪.)ٕٔ2ٙ‬‬ ‫َس ِد ىو الشيطاف في قوتو َوالث ْع َب َ‬
‫ىي (لوٓٔ‪ .)ٜٔ2‬فاأل َ‬
‫وكيؼ ندوسو [ٔ] بالتواضع [ٕ] ضبط النفس [ٖ] التعفؼ‪ ..‬ىذا ىو جيادنا‪ .‬ولكننا ندوسو بقوة المسيح ونعمتو‬
‫حينما يكوف لنا جياد (عبٕٔ‪.)ٗ2‬‬

‫يب لَ ُو‪َ ,‬م َع ُو أََنا ِفي‬


‫َستَ ِج ُ‬
‫ف ِ‬
‫اسمي‪َ .‬ي ْد ُعوِني فَأ ْ‬
‫٘ٔ‬ ‫ِ ٍّ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪« " - )ٔٙ-‬أل ََّن ُو تَ َعمَّ َ‬
‫ق ِبي أَُن ٍّجيو‪ .‬أ َُرف ُع ُو أل ََّن ُو َع َر َ ْ‬
‫ٗٔ‬

‫صي»‪".‬‬ ‫يو َخبلَ ِ‬ ‫ش ِبع ُو‪ ,‬وأ ُِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق‪ ,‬أُْن ِق ُذهُ َوأُم ٍّج ُدهُ‪ِ ٔٙ .‬م ْن طُ ِ‬
‫ول األَيَّام أُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الض ْ‬
‫ٍّ‬

‫‪269‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثاني والتسعون‬

‫عنواف المزمور انو تسبحة ليوـ السبت‪ ،‬جعؿ بعض الدارسيف يقولوف اف داود ىو الذي كتبو ليستعمؿ في أياـ‬
‫السبوت في التسابيح في الييكؿ‪.‬‬
‫يوـ السبت ىو راحة مف العمؿ وتزداد فيو الصموات والذبائح والتسابيح ولنبلحظ‪2‬‬
‫أياـ العمر عمى األرض ىي أياـ عمؿ (ستة أياـ) يعقبيا الراحة في الفردوس‪ .‬ويوـ السبت ىو إشارة‬ ‫‪.1‬‬
‫ليذه الراحة مف أتعاب األرض (عبٗ‪.)ٔٓ2‬‬
‫تزداد التسابيح يوـ السبت إشارة ألبديتنا التي ستكوف كميا أفراح وتسابيح‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫السبت رمز لؤلحد الذي حصمنا فيو عمى الراحة الحقيقية مف عبودية إبميس والخطية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫َما َن ِت َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َمت َك في ا ْل َغ َداة‪َ ,‬وأ َ‬‫الس ِم َك أَي َيا ا ْل َعمِي‪ .‬أ ْ‬
‫ٕ‬
‫س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ‬
‫ب َوالتََّرن ُم ْ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ح َ‬
‫اب‪ ,‬عمَى ع ْز ِ‬
‫ف ا ْل ُع ِ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫ُك َّل لَ ْيمَ ٍة‪ٖ ,‬عمَى َذ ِ‬
‫ود‪".‬‬ ‫الرَب ِ َ َ‬ ‫ار َو َعمَى َّ‬ ‫ات َع َ‬ ‫َ‬
‫الس ِم َك وأف‬ ‫ب‪ .‬وأف نسبحو = التََّرن ُم ْ‬ ‫س ٌن ُى َو ا ْل َح ْم ُد لِ َّمر ٍّ‬‫حينما نفيـ عمؿ اهلل الخبلصي لنا عمينا أف نشكره = َح َ‬
‫ار‪ .‬وبكؿ قوة النفس‬ ‫َن ُي ْخ َب َر ِب َر ْح َم ِت َك‪ .‬أف نسحبو بحواسنا الداخمية والخارجية= َع َ‬
‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫نخبر الناس بمراحمو = أ ْ‬
‫اب وا ْل ُع ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫الرَب ِ‬
‫والجسد والروح= َّ‬

‫ق ِجدًّا‬ ‫َعم ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٙ-‬أل ََّن َك فََّر ْحتَِني يا رب ِب ِ ِ‬


‫ال َي َد ْي َك أ َْبتَ ِي ُج‪َ .‬ما أ ْ‬ ‫ص َنائع َك‪ِ .‬بأ ْ َ‬
‫٘‬
‫َع َم َ‬ ‫َع َمالَ َك َيا َرب! َوأ ْ‬
‫َعظَ َم أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف‪ ,‬وا ْلج ِ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ‬
‫يد الَ َي ْع ِر ُ َ َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اى ُل الَ َي ْف َي ُم ى َذا‪".‬‬ ‫أَ ْف َك َار َك! َّ‬
‫ص َن ِائ ِع َك = بتجسده وفدائو لنا فأعطانا راحة حقيقية (سبت) وأعطانا‬ ‫ِ‬
‫ماذا قدـ اهلل لنا لنسبحو؟ فََّر ْحتَني َيا َرب ِب َ‬
‫خمقة جديدة‪ .‬ومف أعطاه اهلل بصيرة سيدرؾ عظـ عممو‪ .‬أما الذي إنشغؿ بالعالـ يفقد إستنارتو ويصير بميداً‬
‫يد ‪,‬‬ ‫جاىبلً‪ ،‬ال يرى فيما عممو اهلل لو شئ عجيب يستحؽ التسبيح‪ ،‬فيو ال يشبع سوى بالماديات = ا َّلر ُج ُل ا ْل َبمِ ُ‬
‫ف والَ َي ْف َي ُم = ىذا ىو الفاقد حواسو الداخمية‪ .‬ىذا ال يدرؾ حكمة اهلل التي أعدت لنا راحة أبدية‪،‬‬ ‫ا ْلج ِ‬
‫اى ُل‪ ,‬الَ َي ْع ِر ُ‬ ‫َ‬
‫بؿ يعيش يطمب ماديات فانية ويحسد األشرار الذي حصموا عمى ىذه الماديات أو الممذات األرضية‪.‬‬

‫اإل ثِْم‪َ ,‬فِم َك ْي ُي َب ُ‬


‫ادوا إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪".‬‬ ‫اعمِي ِ‬
‫ش ِب‪ ,‬وأ َْزَىر ُكل فَ ِ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬إِ َذا َزَىا األَ ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ش َرُار َكا ْل ُع ْ َ َ‬
‫ىنا المرنـ يوجو رسالة لمجاىؿ‪ ،‬أف ال يحسد األشرار عمى ما حصموا عميو مف ماديات وحسيات‪ ،‬فكؿ ما في‬
‫العالـ إلى زواؿ‪ .‬ثـ يطمب منو أف يوجو نظره هلل األبدي‪.‬‬

‫ت َيا َرب فَ ُمتَ َعال إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫َما أَ ْن َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٛ‬أ َّ‬

‫‪270‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫مف يعطي حياتو لمماديات الفانية يصير فانياً مثميا‪ ،‬أما مف يتحد باهلل المتعالى األبدي فيرفعو لمسماويات ويحيا‬
‫معو في الراحة إلى األبد‪.‬‬

‫ب‬ ‫اعِمي ِ ِ ٓٔ ِ‬ ‫ُكل فَ ِ‬ ‫اؤ َك َي ِب ُ‬ ‫اؤ َك َيا َرب‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٔ-ٜ‬أل ََّن ُو ُى َوَذا أ ْ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اإل ثْم‪َ .‬وتَ ْنص ُ‬ ‫َّد‬
‫ون‪َ .‬يتََبد ُ‬ ‫يد َ‬ ‫َع َد ُ‬ ‫َع َد ُ‬
‫اي‪".‬‬
‫س َمعُ أُ ُذ َن َ‬ ‫َعمَ َّي ِب َّ‬
‫الشٍّر تَ ْ‬ ‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي‪َ ,‬وِبا ْلقَ ِائ ِم َ‬
‫ين‬ ‫ي‪ٔٔ .‬وتُْب ِ‬
‫َ‬ ‫ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ‬
‫ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي قَ ْرِني‪ .‬تَ َد َّى ْن ُ‬
‫مرة ثانية ال مرنـ يكرر وبعبارات أخرى أف مف يختار طريؽ الرب ينجح‪ ،‬أما مف يختار طريؽ الشر البد‬
‫ون = ألنيـ اختاروا العالـ البائد‪ .‬أما أوالد اهلل فسيعطييـ قوة = ِم ْث َل ا ْل َبقَ ِر ا ْل َو ْح ِش ٍّي‪.‬‬ ‫يد َ‬ ‫َع َداء اهلل َي ِب ُ‬‫وسينكسر‪ .‬فأ ْ‬
‫ي‪ .‬نجد ىنا أف أوالد اهلل الذيف اختاروا اهلل نصيباً ليـ‪ ،‬ليـ قوة ونشاط عمى‬ ‫ت ِب َزْي ٍت طَ ِر ٍّ‬ ‫وشباب وحيوية = تَ َد َّى ْن ُ‬
‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = يعطيو اهلل عيناف تبصراف كؿ مف يراقبو ليؤذيو‪ .‬ويعطيو‬ ‫مقاومة أعدائيـ وغمبتيـ‪ .‬وتُْب ِ‬
‫َ‬
‫أذناف ليسمع ويعرؼ القائميف عميو بالشر‪ .‬أي أف ىناؾ مف األشرار مف يقاوـ الصديقيف‪ ،‬ولكف ىذا ال يزعجيـ‪،‬‬
‫فيـ ليـ قوة ضدىـ‪ ،‬وىـ سوؼ يعطييـ اهلل الحواس التي يدركوف بيا كؿ مؤامرات األشرار ضدىـ‪ ،‬بؿ سيدخموف‬
‫في معارؾ ضد األشرار يخرجوف منيا وقد تجددت حيويتيـ ونشاطيـ‪ ،‬حيف يروف كيؼ أف اهلل سيتمجد في ىؤالء‬
‫ص ُر َع ْي ِني ِب ُم َر ِاق ِب َّي = سوؼ أرى كيؼ أف اهلل سوؼ يعاقبيـ وسوؼ أسمع بأعمالو العجيبة وذراعو‬
‫األعداء وتُْب ِ‬
‫َ‬
‫القوية ضدىـ وىذا يجدد حيويتي‪.‬‬

‫ب‪ِ ,‬في ِد َي ِ‬
‫ار‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ان ي ْنمو‪ٖٔ .‬م ْغر ِ‬
‫وس َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫لصد ُ َّ ِ‬
‫ٍّيق َكالن ْخمَة َي ْزُىو‪َ ,‬كاأل َْر ِز في لُ ْب َن َ َ ُ‬
‫ٕٔ‬
‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬اَ ٍّ‬
‫ص ْخ َرِتي ُى َو‬ ‫بم ِ‬ ‫ض ًرا‪ٔ٘ ,‬لِ ُي ْخ ِب ُروا ِبأ َّ‬ ‫الش ْيب ِة‪ .‬ي ُكوُن َ ِ‬ ‫ضا يثْ ِمر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون في َّ َ َ‬ ‫إل ِي َنا ُي ْزى ُرو َن‪ .‬أ َْي ً ُ ُ‬
‫ٗٔ‬
‫يم‪َ .‬‬ ‫ستَق ٌ‬
‫الر َّ ُ ْ‬
‫َن َّ‬ ‫اما َو ُخ ْ‬
‫سً‬ ‫ون د َ‬
‫والَ ظُ ْمم ِف ِ‬
‫يو‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الن ْخمَ ِة َي ْزُىو = النخمة أطوؿ‬ ‫ٍّيق َك َّ‬‫لصد ُ‬ ‫نرى ىنا كيؼ أف أوالد اهلل يكونوف مثمريف فرحيف مزدىريف‪ ،‬ناميف اَ ٍّ‬
‫األشجار‪ .‬إشارة لمحياة السمائية التي يحيا فييا أوالد اهلل‪ ،‬وحيف قاؿ كالنخمة إمتد بصره لما ىو أطوؿ مف النخمة‬
‫ان َي ْن ُمو = فأوالد اهلل في نمو دائـ وفي ارتفاع مستمر في اتجاه السماويات‪ .‬يرفعوف أفكارىـ‬ ‫وقاؿ َكاأل َْر ِز ِفي لُ ْب َن َ‬
‫عف األرضيات‪ .‬واأل َْر ِز ىو أطوؿ األشجار وأكثرىا عم اًر‪ .‬وحياة األبرار ىي حياة ممتدة إلى األبدية‪ .‬واألرز‬
‫الن ْخمَ ِة شجرة مثمرة وخضراء دائماً وىكذا أوالد اهلل‪ ،‬وثمار النخمة ثمار حموة‬
‫شجر قوي جداً إشارة لقوة األبرار‪ .‬و َّ‬
‫الطعـ‪ .‬ونقارف مع األشرار الذيف يزىروف كالعشب (آية‪ )ٚ‬سريعاً ما يقطع ويجؼ‪ .‬أما النخؿ فيعيش طويبلً‬
‫والشتاء ال يجعمو يفقد خضرتو‪ .‬والنخؿ ينمو ببطء وىكذا أوالد اهلل ينموف تدريجياً بؿ قيؿ عف المسيح أنو كاف‬
‫ينمو‪ .‬وألف ثمار النخيؿ عالية يصعب عمى الوحوش أف يصموا ليا ويصعب عمى إبميس أف يصؿ إلى أوالد اهلل‪.‬‬
‫ولكف المسيح يحب أف يطمع عمى نخيؿ أوالده ليفرخ بثمارىـ (نش‪ .)ٚ2ٚ،ٛ‬ويقاؿ أف نواة البمح صمبة إشارة‬
‫لصبلبة إيماف المؤمف‪ .‬والبمح لو ألواف كثيرة إشارة لتعدد ثمار ومواىب المؤمنيف‪ ،‬لكف داخؿ البمحة دائماً أبيض‬
‫إشارة لنقاوتيـ‪ .‬وأغصاف النخيؿ تستعمؿ كعمـ لمذيف يغمبوف في جيادىـ (يؤٕ‪ + ٖٔ2‬رؤ‪ .)ٜ2ٚ‬واألبرار‬

‫‪271‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبوي والتطعون)‬

‫الش ْي َب ِة ‪ ،‬فاهلل يجدد مثؿ‬


‫ون ِفي َّ‬
‫ب = ال يتركوف كنيستو والحظ سمات أوالد اهلل فيـ ُيثْ ِم ُر َ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫م ْغر ِ‬
‫وس َ‬ ‫َ ُ‬
‫اما = ممموئيف ويشبعوف غيرىـ‪.‬‬ ‫النسر شبابيـ‪ .‬ي ُكوُن َ ِ‬
‫سً‬ ‫ون د َ‬ ‫َ‬

‫‪272‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثالث والتسعون‬

‫المزمور الثالث والتسعون (الثاني والتسعون في األجبية)‬

‫الترجمة السبعينية تشير أف داود ىو كاتب ىذا المزمور‪.‬‬


‫ىذا المزمور يضع أمامنا كرامة وعظمة مممكة اهلل‪ ،‬ورعب أعدائو وتعزية المؤمنيف بو‪ .‬واهلل ىو ممؾ العالـ كمو‪،‬‬
‫سواء المؤمنيف أو غير المؤمنيف‪ ،‬مف يعرفوه أو مف ينكروا وجوده أو حتى الوثنيف‪ ،‬ىو يشرؽ شمسو عمى األبرار‬
‫واألشرار‪ ،‬اهلل ىو الذي خمؽ المسكونة وثبتيا‪ .‬ولكننا نسمع ىنا الرب قد ممك= وحرفياً قد صار ممكاً وفي ىذا‬
‫إشارة ألف المسيح ممؾ عمى كنيستو وعمى قموب شعبو بصميبو‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور يحدثنا عف ممؾ اهلل عمى‬
‫العالـ كمو‪ ،‬ثـ ممكو عمى كنيستو‪ ،‬يقدسيا ويحفظيا وممؾ المممكتيف ُد ِف َع إلى المسيح‪.‬‬
‫ب فييا المسيح فبصميبو ممؾ عمينا‪ .‬ولبس الجبلؿ وسحؽ‬ ‫ونصمي ىذا المزمور في الساعة السادسة التي ِ‬
‫صم َ‬
‫ُ‬
‫الشيطاف وكؿ جنوده‪ .‬ىذا المزمور ال يتكمـ عف اآلالـ التي لحقت برب المجد ولكنو يتكمـ عف األمجاد خصوصاً‬
‫بعد القيامة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫الرب ا ْلقُ ْد َرةَ‪ ,‬ا ْئتََزَر ِب َيا‪ .‬أ َْي ً‬ ‫س ا ْل َجبلَ َل‪ .‬لَ ِب َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬لَ ِب َ‬
‫ٔ‬
‫س ُكوَن ُة‪ .‬الَ تَتََز ْع َزعُ‪".‬‬
‫ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫س َّ‬
‫اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = قبؿ الصميب كاف الشيطاف قد استعبد البشر‪ ،‬وبعد الصميب استرد المسيح شعبو واشتراه بدمو‬
‫الرب ا ْلقُ ْد َرةَ =‬
‫س َّ‬‫س ا ْل َجبلَ َل‪ .‬لَ ِب َ‬
‫ليحررىـ مف إبميس ويممؾ ىو عمييـ‪ .‬وىذا غير ممكو األزلى عمى كؿ العالـ‪ .‬لَ ِب َ‬
‫حيف أظير قوتو في خبلص أتباعو‪ ،‬تحقؽ الكؿ أنو ممؾ‪ .‬والجبلؿ الذؿ لبسو ىو جسده الممجد الذي قاـ بو مف‬
‫األموات ثـ صعد بو إلى السموات ليجمس بو عف يميف اآلب‪ .‬لقد ظير اآلف قوة الىوتو في جسده بعد أف كاف‬
‫س ُكوَن ُة = بعد أف انتشرت الكنيسة في‬ ‫ِ‬
‫قد أخمى ذاتو أخذاً صورة عبد‪ .‬وثبت كنيستو حتى ال تتزعزع= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬
‫كؿ المسكونة‪ .‬وكاف المسكونة أي كؿ بنى آدـ مضطربيف كالعمياف يتخبطوف في الضبلؿ الذي زرعو إبميس‬
‫فثبت المسيح كنيستو عمى صخرة اإليماف بو‪ ،‬ولف تقدر أبواب الجحيـ أف تزعزعيا‪ .‬اهلل أعطى آدـ جسدًا لو‬
‫جبلؿ وبياء‪ ،‬ولكنو بالخطية تعرى وفقد جبللو‪ ،‬فجاء المسيح وأخذ جسده مف آدـ ليتعرى ىو ثـ يمبس الجبلؿ‪،‬‬
‫ليمبسنا نحف إياه بعد أف فقدناه‪ .‬ولـ يمبس فقط جسداً ممجداً بؿ قدير قاد اًر عمى أف يرعب أعدائو‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ُ .‬م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ‬
‫ٕ‬
‫ت‪".‬‬
‫ُك ْر ِسي َك ُمثْ َبتَ ٌة ُم ْن ُذ ا ْل ِق َدِم‪ُ .‬م ْن ُذ األ ََز ِل أَ ْن َ‬
‫ٕ‬
‫ت‪ =.‬ىذا الكبلـ موجو لمف قيؿ لو في آية (ٔ) أنو صار ممكاً‪ ،‬فمع أنو‬
‫تنازؿ وأخمى ذاتو أخذاً صورة عبد‪ ،‬لكنو ىو ييوه‪ ،‬اهلل الذي ُك ْر ِسيو = عرشو ثابت مف قبؿ تجسده وىو أزلي ال‬
‫بداية لو‪ ،‬وأيضاً أبدي‪ .‬وىذه اآلية نفسيا تقريباً في (مز٘ٗ‪ + ٙ2‬عبٔ‪ ٛ2‬وبنفس المفيوـ ٔيوٕ‪ )ٔ2ٔ،‬ونصمي‬

‫‪273‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبلج والتطعون)‬

‫بيذه اآلية في الساعة الث انية عشرة مف يوـ الجمعة العظيمة‪ ،‬ساعة دفف المسيح لنذكر أنو ىو اهلل األزلي األبدي‬
‫الجالس عمى عرشو‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ٖ ِ‬
‫ص ْوتَ َيا‪ .‬تَْرفَعُ األَ ْن َي ُار َع ِج َ‬
‫يج َيا‪".‬‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬رفَ َعت األَ ْن َي ُار َيا َرب‪َ ,‬رفَ َعت األَ ْن َي ُار َ‬
‫ِ‬
‫األَ ْن َيار= تشير لمروح القدس (يو‪ .)ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬الذي َعم َؿ في الرسؿ فارتفعت أصواتيـ في كؿ المسكونة= تَْرفَعُ‬
‫يج َيا ‪ .‬لتنتشر مممكة المسيح لقد انتشر تبلميذ المسيح في كؿ المسكونة‪ ،‬وكؿ منيـ يفيض مف بطنو‬ ‫األَ ْن َي ُار َع ِج َ‬
‫نير ماء ليحيي المائتيف مف غير المؤمنيف الوثنييف‪.‬‬

‫الرب ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر‪".‬‬


‫اج ا ْل َب ْح ِر‪َّ ,‬‬ ‫يرٍة‪ِ ,‬م ْن ِغ َم ِ‬
‫ار أ َْم َو ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ ٗ" -‬م ْن أ ِ ِ ٍ ِ‬
‫َص َوات م َياه َكث َ‬
‫ْ‬
‫لـ يسكت إبميس أماـ انتشار ممكوت اهلل‪ ،‬بؿ ىاج وأىاج العالـ ضد الكنيسة‪ ،‬وثار االضطياد ضد الكنيسة=‬
‫اج ا ْل َب ْح ِر‪ .‬ولكف ىنا آية تعطي إطمئناف= ِفي ا ْل ُعمَى أَق َْد ُر‪ .‬أي اهلل في العمى ىو أقدر وأعظـ مف‬ ‫ِغ َم ِ‬
‫ار أ َْم َو ِ‬
‫مؤامرات إبميس وحروبو‪ .‬والدليؿ استمرار الكنيسة بعد كؿ ىذه المؤامرات الشيطانية‪ .‬ا ْل َب ْح ِر ىو إشارة لمعالـ‬
‫باضطرابو وشدائده ومحنو وشيواتو (الماء المالح)‪.‬‬

‫ول األَي ِ‬
‫اس ُة َيا رب إِلَى طُ ِ‬ ‫اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا‪ِ .‬ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ‬
‫٘‬
‫َّام‪".‬‬ ‫َ‬ ‫يق ا ْلقَ َد َ‬ ‫ش َي َ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬‬
‫اس ُة = لقد حررنا‬ ‫اداتُ َك ثَا ِبتَ ٌة ِجدًّا = كؿ النبوات التي قيمت عف المسيح تحققت تماماً‪ِ .‬ب َب ْي ِت َك تَمِ ُ‬
‫يق ا ْلقَ َد َ‬ ‫ش َي َ‬
‫َ‬
‫المسيح واشترانا وممؾ عمينا وصرنا شعبو فما ىو واجبنا؟ أف نسمؾ بقداسة وطيارة كؿ أيامنا‪ .‬حتى يستمر عمينا‬
‫ذلؾ الثوب الذي أخذناه في المعمودية وال نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثؿ عرس ابف الممؾ) فمف لـ يوجد‬
‫عميو ثوب العرس طردوه (متٕٕ‪.)ٔٗ-ٔ2‬‬

‫ونصمي بيذا المزمور أثناء ارتداء المبلبس البيضاء (مبلبس الخدمة في الييكؿ) لنذكر أف المسيح بفدائو سترنا‬
‫وألبسنا ثوب بره‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور الرابع والتسعون‬

‫ىذا المزمور تنسبو الترجمة السبعينية لداود‪ .‬ومرنـ المزمور يعبر عف حالة مف األسى واأللـ ألف األشرار قد‬
‫تعالوا بوقاحة عمى األبرار‪ ،‬ويطمب مف اهلل أف ينتقـ وسريعاً‪.‬‬
‫ىو صوت شعب العيد القديـ يصرخ لممسيح ليأتي وينتقـ مف إبميس الذي أذؿ بنى آدـ‪.‬‬
‫ىو صوت الكنيسة المتألمة في العالـ تصرخ لممسيح ليتدخؿ وينقذىا وينتقـ ليا (رؤ‪ )ٔٓ2ٙ‬ونفيـ أف اهلل يسمح‬
‫بيذه الضيقات ولكنو ال يترؾ أوالده ببل تعزيات (‪ )ٜٔ‬وحيف يأتي مؿء الزماف سيأتي ليخمص عبيده خبلصاً‬
‫أبدياً‪ ،‬كما جاء في مجيئو األوؿ في مؿء الزماف ليخمص عبيده بفدائو‪ ..‬كؿ شئ تحت السموات لو وقت‬
‫(جاٖ‪.)ٔ2‬‬

‫ش ِر ِ‬
‫ق‪".‬‬ ‫النقَم ِ‬
‫ات‪ ,‬أَ ْ‬ ‫لو َّ‬ ‫النقَم ِ‬
‫ات َيا َرب‪َ ,‬يا إِ َ‬ ‫لو َّ‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا إِ َ‬
‫ٔ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق = ىو شمس البر الذي اشتيى شعب العيد القديـ أف يتجسد ليخمصو‪ ،‬ونشتيى اآلف‬ ‫ش ِر ِ‬ ‫النقَم ِ‬
‫ات أَ ْ‬ ‫لو َّ‬
‫َيا إِ َ‬
‫َ‬
‫ظيوره الثاني لنحيا في األبدية (رؤٕٕ‪ .)ٕٓ2‬وىو إلو النقمات والحظ تكرارىا‪ .‬فمجيئو األوؿ داف فيو إبميس‬
‫وضربو وقيده‪ .‬وفي مجيئو الثاني يمقيو في البحيرة المتقدة بالنار ىو ومف يتبعو (رؤٕٓ‪ )ٔٓ2‬لينتقـ لكؿ‬
‫المظموميف‪.‬‬

‫ستَ ْك ِب ِر َ‬ ‫از ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ " -‬ارتَ ِف ْع َيا َد َّي َ‬


‫ان األ َْر ِ‬
‫ض‪َ .‬ج ِ َ‬
‫ٕ‬
‫ين‪".‬‬ ‫يع ا ْل ُم ْ‬
‫صن َ‬
‫ْارتَ ِف ْع = اظير يا رب سيادتؾ ليعرؼ الظالميف األقوياء أنؾ فوؽ الجميع‪ ،‬ولكف ىي نبوة عف صمبو الذي بدأ بو‬
‫دينونة إبميس (يؤٕ‪ + ٖٕ2‬كوٕ‪.)ٔ٘2‬‬

‫اح ٍة‪ُ .‬كل‬ ‫ون‪َ ,‬يتَ َكمَّ ُم َ‬


‫ون ِب َوقَ َ‬ ‫ون؟ ُي ِبق َ‬
‫ٗ‬
‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٚ-‬حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َيا َرب‪َ ,‬حتَّى َمتَى ا ْل ُخطَاةُ َي ْ‬
‫ش َمتُ َ‬
‫ٖ‬

‫يم‪.‬‬ ‫ون األَرممَ َة وا ْل َغ ِريب‪ ,‬وي ِميتُ َ ِ‬ ‫‪ٙ‬‬


‫ون ِم َا‬
‫ش ْع َب َك َي َارب‪َ ,‬وُي ِذل َ‬
‫٘‬
‫اإل ثِْم َي ْفتَ ِخ ُر َ‬
‫اعمِي ِ‬ ‫فَ ِ‬
‫ون ا ْل َيت َ‬ ‫َ َُ‬ ‫يرثَ َك‪َ .‬ي ْقتُمُ َ ْ َ َ‬ ‫ون َ‬‫س َحقُ َ‬‫ون‪َ .‬ي ْ‬
‫وب الَ ُيبلَ ِحظُ»‪".‬‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬
‫الرب الَ ي ْب ِ‬
‫ص ُر‪َ ,‬وِا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ون « َّ‬ ‫َوَيقُولُ َ‬
‫‪ٚ‬‬

‫ون = يتكمموف بوقاحة كبلماً كثي اًر‪.‬‬ ‫وصؼ لشر األشرار وكبريائيـ‪ُ .‬ي ِبق َ‬

‫‪ِٛ‬‬
‫س َمعُ؟‬ ‫س األُ ُذ َن أَالَ َي ْ‬ ‫ون؟ ‪ٜ‬ا ْل َغ ِ‬
‫ار ُ‬ ‫الش ْع ِب‪َ ,‬وَيا ُج َيبلَ ُء َمتَى تَ ْع ِقمُ َ‬ ‫اء ِفي َّ‬ ‫ْي ُموا أَي َيا ا ْلُبمَ َد ُ‬‫اآليات (‪ " - )ٔٔ-ٛ‬اف َ‬
‫ان أ ََّن َيا‬
‫سِ‬ ‫ف أَ ْف َك َار ِ‬‫الرب َي ْع ِر ُ‬
‫ٔٔ‬
‫ان َم ْع ِرفَ ًة‪.‬‬ ‫ت؟ ا ْل ُم َعمٍّم ِ‬‫ُم َم أَالَ ُي َب ٍّك ُ‬
‫ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫َّ‬ ‫س َ‬‫اإل ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّب األ َ‬ ‫الصانعُ ا ْل َع ْي َن أَالَ ُي ْبص ُر؟ ا ْل ُم َؤد ُ‬
‫ب ِ‬
‫اطمَ ٌة‪".‬‬ ‫َ‬
‫المرنـ يعطي نصيحة لؤلشرار أف يفيموا أف اهلل يعمـ بكؿ ما يفعموه‪ .‬ولكنو يطيؿ أناتو عمييـ لعميـ يتوبوف وىو‬
‫يتركيـ كعصا تأديب لينقي أوالده‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫ش ِريع ِت َك ٖٔلِتُ ِريح ُو ِم ْن أَي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الشٍّر‪َ ,‬حتَّى‬ ‫َّام َّ‬ ‫وبى ل َّمر ُج ِل الَّذي تُ َؤد ُ‬
‫َرب‪َ ,‬وتُ َعمٍّ ُم ُو م ْن َ َ‬
‫ٕٔ‬
‫َ‬ ‫ٍّب ُو َيا‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬طُ َ‬
‫اء‪َ ,‬و َعمَى أَثَ ِرِه‬
‫ض ُ‬
‫٘ٔ‬
‫َيتُْر ُك ِم َا‬
‫يرثَ ُو‪ .‬ألَنَّ ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ‬
‫ش ْع َب ُو‪َ ,‬والَ‬ ‫ض َ‬ ‫ب الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ير ُح ْف َرةٌ‪ٔٗ .‬أل َّ‬ ‫تُ ْحفَ َر لِ ٍّ‬
‫مشٍّر ِ‬
‫ُكل مستَ ِق ِ‬
‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬
‫وب‪".‬‬ ‫ُ ْ‬
‫ىناؾ مف يحسد األشرار عمى قوتيـ‪ ،‬ويرثى لممساكيف المظموميف‪ .‬لكف المرنـ ىنا يطوب المسكيف المتألـ‪ ،‬ألف‬
‫الشٍّر يمقي األشرار في ُح ْف َرةٌ = بحيرة النار (رؤٕٓ‪ )ٔٓ2‬فآالـ البار ليست‬ ‫َّام َّ‬ ‫الرب يؤدبو ويعممو لي ِريح ُو ِم ْن أَي ِ‬
‫َ‬
‫ش ْع َب ُو‪ .‬بؿ ىو يؤدب فقط‪ .‬وفي الزماف المحدد يأتي العدؿ ويتحقؽ‪،‬‬ ‫ض َ‬ ‫ب الَ َي ْرفُ ُ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫عبلمة أف الرب تركو = أل َّ‬
‫ضاء‪ ,‬وعمَى أَثَ ِرِه ُكل مستَ ِق ِ‬
‫وب = كؿ مف‬ ‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ويصير القضاء بحسب عدؿ اهلل= أل ََّن ُو إِلَى ا ْل َع ْد ِل َي ْرجعُ ا ْلقَ َ ُ َ َ‬
‫كاف مستقيـ القمب سيسبح اهلل عمى أحكاـ عدلو‪ ،‬وسيرضى الجميع باقتناع بأحكاـ اهلل‪ .‬اآلف قد يبدو أف أحكاـ‬
‫اهلل وقضائو ليسا بحسب العدؿ‪ ،‬وذلؾ راجع لقصر نظرنا‪ ،‬ولكف في اليوـ األخير سنرى أف اهلل قد صنع كؿ شئ‬
‫بحكمة‪.‬‬

‫ب م ِع ِ‬
‫يني‪,‬‬ ‫ض َّد فَ َعمَ ِة ِ‬
‫اإل ثِْم؟ ‪ٔٚ‬لَ ْوالَ أ َّ‬ ‫ف لِي ِ‬
‫ين؟ َم ْن َي ِق ُ‬ ‫اآليات (‪ٔٙ" - )ٔٚ-ٔٙ‬م ْن يقُوم لِي عمَى ا ْلم ِس ِ‬
‫الر َّ ُ‬
‫َن َّ‬ ‫يئ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ض الس ُك ِ‬ ‫ِ‬
‫وت‪".‬‬ ‫س ِر ً‬
‫يعا أ َْر َ‬ ‫س َك َن ْت َن ْفسي َ‬
‫لَ َ‬
‫ىنا تصوير لقوة األعداء‪ ،‬ولكف اهلل معنا ينصرنا‪ .‬ولذلؾ تجسد المسيح ليخمصنا فنحف كنا أضعؼ جداً جداً بؿ‬
‫كنا في حالة عجز كامؿ عف أف نخمص أنفسنا‪.‬‬
‫ض ُد ِني‪".‬‬
‫ت «قَ ْد َزلَّ ْت قَ َد ِمي» فََر ْح َمتُ َك َيا َرب تَ ْع ُ‬
‫آية (‪ " - )ٔٛ‬إِ ْذ ُق ْم ُ‬
‫‪ٔٛ‬‬

‫َزلَّ ْت قَ َد ِمي = بالخطايا والميوؿ المنحرفة‪ .‬ولكف كؿ مف يتوب ويعترؼ تدركو مراحـ اهلل‪.‬‬

‫اخمِي‪ ,‬تَ ْع ِزَياتُ َك تُمَ ٍّذ ُذ َن ْف ِسي‪".‬‬


‫آية (‪ِ ٜٔ" - )ٜٔ‬ع ْن َد َكثْرِة ُىمو ِمي ِفي َد ِ‬
‫َ ُ‬
‫في وسط التجارب واألحزاف ال تتركنا تعزيات اهلل (المسيح صاحب الثبلثة فتية في األتوف)‪.‬‬

‫يض ٍة؟"‬‫ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ‬‫اس ِد‪ ,‬ا ْل ُم ْختَمِ ُ‬


‫اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫آية (ٕٓ) ‪َ ٕٓ" -‬ى ْل يع ِ‬
‫َُ‬
‫اس ِد‪.‬‬
‫األشرار يظمموف األبرياء‪ ،‬وىـ ليـ قوة وسمطاف= ُكر ِسي‪ .‬ولكنو بسبب شرورىـ يسمى ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وبسمطانيـ يحموف أحكاميـ الظالمة ويسندونيا‪ ،‬ويسببوف رعباً ألوالد اهلل‪ .‬بؿ ىـ يصوروف بقوانينيـ الظالمة أف‬
‫يض ٍة = يضعوف قوانيف ليا‬ ‫مظالميـ ليا صورة القانوف‪ ،‬ىـ غشاشوف‪ ،‬وقحوف‪ ،‬أقوياء‪ .‬ا ْل ُم ْختَمِ ُ‬
‫ق إِثْ ًما َعمَى فَ ِر َ‬
‫صورة الفريضة والقانوف وفي داخميا حماية لشرورىـ‪ ،‬بؿ ىي تقنيف لشرورىـ‪ .‬كما حدث مع المسيح فيـ حاكموه‬
‫كمخالؼ لمناموس‪ ،‬وىكذا حاكموا كؿ الرسؿ‪ .‬وىناؾ في أياـ دانياؿ لفؽ اعداؤه قانوناً ليمسكوا بو ويرموه في جب‬
‫اس ِد = ىؿ يدخؿ اهلل في معاىدة مع ىؤالء األشرار اي ىؿ ىومتفؽ معيـ فيما‬ ‫اى ُد َك ُكر ِسي ا ْلمفَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫األسود‪َ .‬ى ْل يع ِ‬
‫َُ‬
‫يعممونو أو ىو يحمييـ؟ قطعاً لف يحدث‪ ،‬وطالما لف يحدث فيـ محكوـ عمييـ بالنياية األليمة ميما كانت قوتيـ‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الرابع والتطعون)‬

‫ون َعمَى َدٍم َزِك ٍّي‪".‬‬ ‫الصدٍّي ِ‬


‫ق‪َ ,‬وَي ْح ُك ُم َ‬ ‫س ٍّ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ي ْزَد ِح ُم َ‬
‫ون َعمَى َن ْف ِ‬ ‫ٕٔ‬

‫تحدث مع الشيداء والقديسيف وأوضح صورة ليذا حدثت لممسيح نفسو‪.‬‬

‫شٍّرِى ْم ُي ْف ِني ِي ْم‪.‬‬


‫ص ْخ َرةَ َم ْم َجِإي‪َ .‬وَي ُرد َعمَ ْي ِي ْم إِثْ َم ُي ْم‪َ ,‬وِب َ‬
‫ٖٕ‬
‫ص ْر ًحا‪َ ,‬وِال ِيي َ‬
‫ان َّ ِ‬
‫الرب لي َ‬
‫ٕٕ‬
‫اآليات (ٕٕ‪ " - )ٕٖ-‬فَ َك َ‬
‫ُي ْف ِني ِي ُم َّ‬
‫الرب إِ ُ‬
‫لي َنا‪".‬‬

‫‪277‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمص والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الخامس والتسعون‬

‫المزامير ٘‪ ٔٓٓ-ٜ‬ىي مزامير تسبيح هلل ألنو قد ممؾ‪ .‬وتستخدـ ىذه المزامير في العبادة‪.‬‬
‫اقتبس بولس الرسوؿ في (عبٖ‪ )ٗ،‬مف ىذا المزمور‪ ،‬لذلؾ نفيـ أف الراحة المشار إلييا ىنا‪ ،‬المراد بيا ىو‬
‫الخبلص الذي قدمو المسيح لمكنيسة وفي (عبٗ‪ )ٚ2‬ينسب بولس الرسوؿ المزمور لداود وىكذا فعمت الترجمة‬
‫السبعينية في عنواف المزمور‪.‬‬

‫ات َن ْي ِت ُ‬
‫ص َنا‪َ ٕ .‬نتَقَدَّم أَمام ُو ِبحم ٍد‪ ,‬وِبتَرِنيم ٍ‬
‫ف لِص ْخرِة َخبلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمُ َّم ُن َرٍّن ُم لِ َّمر ٍّ‬
‫ٔ‬
‫ف لَ ُو‪".‬‬ ‫ُ َ َ َْ َ ْ َ‬ ‫ب‪َ ,‬ن ْيت ُ َ َ‬
‫دعوة لنا جميعاً لنرنـ ونسبح اهلل عمى الخبلص الذي صنعو والراحة التي أعدىا لنا‪.‬‬

‫ض‪َ ,‬و َخ َزِائ ُن‬


‫ير األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ٗ َِّ‬
‫ير َعمَى ُك ٍّل اآلل َية‪ .‬الذي ِب َيده َمقَاص ُ‬
‫ِ‬
‫يم‪َ ,‬مم ٌك َك ِب ٌ‬
‫ب إِ ٌ ِ‬
‫لو َعظ ٌ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )٘-‬أل َّ‬
‫٘ ِ‬
‫س َب َكتَا ا ْل َيا ِب َ‬
‫س َة‪".‬‬ ‫ص َن َع ُو‪َ ,‬وَي َداهُ َ‬ ‫ال لَ ُو‪ .‬الَّذي لَ ُو ا ْل َب ْح ُر َو ُى َو َ‬
‫ا ْل ِج َب ِ‬
‫نرتؿ هلل ألنو عظيـ وفوؽ الجميع حتى آلية األمـ (الشياطيف) او األلية ىـ الرؤساء والقضاة عمى األرض‬
‫ير األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬
‫ض = أي األماكف العميقة في األرض‪ ،‬وأصؿ الكممة يشير‬ ‫(مزٕ‪ )ٛ‬أو المبلئكة‪ .‬الذي ِب َيده َمقَاص ُ‬
‫ال لَ ُو = أصؿ الكممة يشير لمف يتعب ويكد ليستخرج كن اًز مف‬ ‫(لبلختراؽ واختبار حقيقة الشئ) َو َخ َزِائ ُن ا ْل ِج َب ِ‬
‫الجباؿ‪ .‬ويصير معنى اآلية‪ ،‬أف اهلل بقوتو فتش عف اإلنساف (الذي في نظر اهلل مثؿ كنز يفرح بو) حتى يأتي بو‬
‫مف أعمؽ نقطة في األرض‪ ،‬يطيره مف عمؽ خطاياه ويجعمو سماوياً كالجباؿ‪.‬‬

‫الر ٍّ ِ ِ‬
‫ب َخالق َنا‪ ,‬أل ََّن ُو ُى َو إِ ُ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ب َم ْر َعاهُ َو َغ َن ُم‬ ‫ش ْع ُ‬
‫لي َنا‪َ ,‬وَن ْح ُن َ‬ ‫ام َّ‬ ‫َم َ‬
‫س ُج ُد َوَن ْرَكعُ َوَن ْجثُو أ َ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٔ-ٙ‬ىمُ َّم َن ْ‬
‫ث َج َّرَب ِني‬ ‫ِ ‪ٜ‬‬
‫َّة‪َ ,‬ح ْي ُ‬ ‫س َة ِفي ا ْل َبٍّري‬‫يب َة‪ِ ,‬م ْث َل َي ْوِم َم َّ‬ ‫ِ‬
‫وب ُك ْم‪َ ,‬ك َما في َم ِر َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ص ْوتَ ُو‪ ,‬فَبلَ تُقَسوا ُقمُ َ‬ ‫سم ْعتُ ْم َ‬
‫ي ِد ِه‪ .‬ا ْليوم إِ ْن ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ض ٌّ‬ ‫س َن ًة َمقَت ذلِ َك ا ْل ِج َ‬ ‫ضا ِف ْعمِي‪ .‬أ َْرَب ِع َ‬ ‫اختََب ُروِني‪ .‬أ َْب َ‬
‫ٓٔ‬
‫ال َق ْم ُب ُي ْم‪َ ,‬و ُى ْم‬ ‫ب َ‬ ‫ش ْع ٌ‬ ‫ت « ُى ْم َ‬ ‫يل‪َ ,‬وُق ْم ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ص ُروا أ َْي ً‬ ‫اؤ ُك ُم‪ْ .‬‬
‫آب ُ‬
‫َ‬
‫اح ِتي»‪".‬‬ ‫ض ِبي «الَ َي ْد ُخمُ َ‬
‫ون َر َ‬ ‫ت ِفي َغ َ‬ ‫ْس ْم ُ‬
‫ٔٔ‬
‫سُبمي»‪ .‬فَأَق َ‬
‫لَم يع ِرفُوا ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫ىي دعوة لمف بحث عنيـ اهلل وىيأ ليـ راحة أف يأتوا ويسجدوا لو وال يقسوا قموبيـ كما فعؿ الشعب في البرية‬
‫س ِم ْعتُ ْم = ىو الزماف الحاضر‪.‬‬ ‫فيمكوا ولـ يدخموا أرض الميعاد‪ ،‬أرض راحتيـ‪ .‬ا ْل َي ْوَم إِ ْن َ‬

‫‪278‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السادس والتسعون‬

‫المزمور السادس والتسعون (الخامس والتسعون في األجبية)‬

‫كممات ىذا المزمور تتشابو جداً مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشميـ (ٔأي‪ .)ٖٙ-ٚ2ٔٙ‬وربما‬
‫كانت تسبحة داود ىذه ىي األساس وبعد ذلؾ تـ بعض التعديبلت فييا‪ .‬فنجد أف (أشٕٗ‪ )ٔٓ2‬ىي نفس اآلية‬
‫األولى مف ىذا المزمور‪ .‬واآليات في (ٔأي‪ )ٖٖ-ٕٖ2ٔٙ‬ىي نفسيا تقريباً كممات ىذا المزمور‪ ،‬لذلؾ نقوؿ أف‬
‫كاتب ىذا المزمور ىو داود‪ ،‬ثـ أحدثوا بعض تعديبلت طفيفة عميو مأخوذة أيضاً مف أقواؿ أنبياء مثؿ إشعياء‬
‫ليرنموا بو‪.‬‬

‫اس َم ُو‪َ ,‬ب ٍّ‬ ‫ض‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬


‫ب‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ب َيا ُك َّل األ َْر ِ‬‫يدةً‪َ .‬رٍّن ِمي لِ َّمر ٍّ‬
‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ‬
‫ٕ‬
‫ش ُروا‬ ‫ارُكوا ْ‬ ‫ب تَْرن َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع الش ُع ِ‬
‫وب ِب َع َجائ ِبو‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُمِم ِب َم ْجده‪َ ,‬ب ْي َن َجم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َي ْوم إلَى َي ْوم ِب َخبلَصو‪َ .‬ح ٍّدثُوا َب ْي َن األ َ‬
‫ٖ‬

‫أماـ عمؿ المسيح الخبلصي عمينا أف نشكر ونسبح‪ .‬فالمسيح حيف شفى العشرة البرص وعاد واحد منيـ ليشكره‬
‫سأؿ عف التسعة الباقيف‪ .‬والييود سبحوا اهلل بسبب كؿ العجائب التي صنعيا معيـ‪ .‬ونحف نسبحو بسبب‬
‫ا لخبلص الذي أكممو لنا عمى الصميب‪ .‬ويود كؿ مرنـ أف يصؿ تسبيحو لكؿ األرض وكؿ الشعوب ليعرؼ الكؿ‬
‫ص ِو ‪ ،‬وحدثوا بيف األمـ‬
‫شروا ِم ْن يوٍم إِلَى يوٍم ِب َخبلَ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫عمؿ اهلل معو‪ .‬وىذا ما صنعو الرسؿ والكنيسة بعدىـ أنيـ َب ٍّ ُ‬
‫ب ثبلث مرات‪ ،‬نبوة واشارة عف الثالوث الذي لـ يعرؼ عنو إال في العيد الجديد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بمجده‪ .‬ونبلحظ تكرار اسـ ا َّلر ّ‬
‫يدةً = ترنيمة جديدة أيضاً ألنيا تخص العيد الجديد‪ ،‬الذي فيو آمنت األرض كميا باهلل ولـ يعد‬ ‫وىي تسبحة َج ِد َ‬
‫اإليماف قاص اًر عمى الشعب الييودي فقط‪.‬‬

‫ام‪,‬‬ ‫َن ُك َّل آلِ َي ِة الش ُع ِ‬


‫وب ُى َو َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة‪٘ .‬أل َّ‬ ‫يم َو َح ِم ٌ‬
‫يد ِجدًّا‪َ ,‬م ُي ٌ‬
‫الر َّ ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬أل َّ‬
‫َص َن ٌ‬
‫وب أ ْ‬ ‫ب َعظ ٌ‬ ‫َن َّ‬
‫السماو ِ‬
‫ات‪".‬‬ ‫ص َن َع َّ َ َ‬
‫الرب فَقَ ْد َ‬
‫َما َّ‬
‫أ َّ‬
‫وب َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة (مف تسمييـ‬ ‫ىذا التسبيح موجو لمرب المصموب‪ ،‬إذ تؤمف أنو ولو أنو مصموب إال أنو َم ُي ٌ‬
‫شعوبيـ آلية)‪.‬‬

‫َّام ُو‪ .‬ا ْل ِعز َوا ْل َج َما ُل ِفي َم ْق ِد ِس ِو‪".‬‬ ‫‪ٙ‬‬


‫آية (‪َ " - )ٙ‬م ْج ٌد َو َجبلَ ٌل قُد َ‬
‫لذلؾ ال يقؼ الخطاة أماـ اهلل ولكف يقؼ أمامو مف تبرر بدـ المسيح وامتمؾ فضيمة‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬

‫اس ِم ِو‪َ .‬ىاتُوا‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬


‫ب َم ْج َد ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬
‫ب َم ْج ًدا َوقُ َّوةً‪ .‬قَد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّموا لِ َّمر ٍّ‬
‫ب َيا قَ َبائ َل الش ُعوب‪ ,‬قَد ُ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬قَد ُ‬
‫تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ‪".‬‬
‫ىذه الكممات ال تقاؿ إال عف كنيسة العيد الجديد‪ ،‬ففي أياـ الييود‪ ،‬كانوا ممزميف بتقديـ الذبائح في ىيكؿ أورشميـ‬
‫فقط‪ ،‬ويقوؿ ىنا= َىاتُوا تَ ْق ِد َم ًة َو ْاد ُخمُوا ِد َي َارهُ‪ .‬وتقدمة مترجمة في السبعينية ذبائح‪ .‬وقولو ِد َي َارهُ دؿ عمى الكنائس‬
‫العديدة في كؿ العالـ‪ ،‬وليس ىيكؿ أورشميـ‪ .‬وفي كؿ قداس تقدـ ذبيحة‪ .‬واذا فيمناىا تقدمة‪ ،‬يكوف المقصود‬
‫أعمالنا الحسنة نمجد بيا أبونا السماوي‪.‬‬

‫َّام ُو َيا ُك َّل األ َْر ِ‬


‫ض‪".‬‬ ‫ِِ‬ ‫ب ِفي ِزي َن ٍة مقَد ٍ‬
‫اس ُج ُدوا لِ َّمر ٍّ‬
‫‪ٜ‬‬
‫َّسة‪ْ .‬ارتَعدي قُد َ‬
‫ُ َ‬ ‫آية (‪ْ " - )ٜ‬‬
‫َّس ٍة = ىي الفضائؿ= ىي أف نمبس الرب يسوع‪ .‬ونسجد بخشوع‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ال ِزي َنة ال ُمقَد َ‬

‫س ُكوَن ُة فَبلَ تَتََز ْع َزعُ‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُمِم « َّ‬


‫ٓٔ‬
‫وب‬
‫ين الش ُع َ‬ ‫ضا تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬ ‫الرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬أ َْي ً‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ " -‬قُولُوا َب ْي َن األ َ‬
‫ام ِة»‪".‬‬ ‫ِب ِ‬
‫االستقَ َ‬
‫ْ‬
‫الرب قَ ْد َممَ َك = وفي الترجمة السبعينية الرب قد ممؾ عمى‬ ‫ُمِم)؟ أن َّ‬ ‫ما ىي البشرى التي نبشر بيا الشعوب (األ َ‬
‫خشبة‪ .‬فالرب ممؾ بصميبو‪.‬وىذه االية والتي تعتبر نبوة عجيبة عف عمؿ المسيح بصميبو‪ ،‬وكما وردت في ىذه‬
‫س ُكوَن ُة‪ .‬فبعد أف‬ ‫ِ‬
‫الترجمة السبعينية تثبت اف ىذه الترجمة ىي بوحي مف الروح القدس‪ .‬وثبت كنيستو= تَثَبَّتَت ا ْل َم ْ‬
‫ام ِة = ىذا عمؿ المسيح في‬ ‫ين الشعوب ِب ِ‬
‫االستقَ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫كاف الناس في اضطراب أعطاىـ سبلـ وثبتيـ عمى صخرة‪َ .‬ي ِد ُ‬
‫المجيء الثاني‪ ،‬سيكوف المسيح ىو الدياف‪.‬‬

‫ض‪ ,‬لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪".‬‬


‫ات َوْلتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬لِتَ ْف َر ِح َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫ٔٔ‬

‫خبلص البشر صار موضوع تسبيح المبلئكة (سفر الرؤيا)‪ .‬وبو صارت السماء واألرض مممكة واحدة‪ .‬وجاءت‬
‫المبلئكة عمى األرض (يؤ‪ .)٘ٔ2‬والبحر يشير لمعالـ وبعد أف آمف العالـ سبحوا هلل = لِ َي ِع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪.‬‬

‫ار ا ْل َو ْع ِر "‬ ‫يو‪ ,‬لِتَتََرَّن ْم ِحي َن ِئ ٍذ ُكل أَ ْ‬


‫ش َج ِ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ٕٔ" -‬لِي ْج َذ ِل ا ْلح ْق ُل و ُكل ما ِف ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ار ا ْل َو ْع ِر والتي ىي ببل ثمر‪ ،‬ىذه‬
‫ش َج ِ‬‫لِ َي ْج َذ ِل ا ْل َح ْق ُل = صرنا أرضاً بذر فييا المسيح كممتو لنعطي ثما اًر‪ُ .‬كل أَ ْ‬
‫تحولت ألشجار مثمرة (األمـ الوثنييف صاروا مؤمنيف)‪.‬‬

‫َما َن ِت ِو‪".‬‬ ‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ‬


‫وب ِبأ َ‬ ‫ض‪َ .‬ي ِد ُ‬
‫ين ا ْل َم ْ‬ ‫اء لِ َي ِد َ‬
‫ين األ َْر َ‬ ‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو َج َ‬
‫اء‪َ .‬ج َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َّ‬
‫َم َ‬
‫ٖٔ‬
‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أ َ‬
‫ض = المسيح في مجيئو األوؿ جاء ليعطينا معرفة الحؽ‪ .‬وسيأتي ثانية في المجيء الثاني ليديف‬ ‫لِ َي ِد َ‬
‫ين األ َْر َ‬
‫اء مرتيف لتشير لممجيء األوؿ والثاني‪.‬فاالولي نري فييا عمؿ المسيح مع شعبو فصار ليـ‬
‫العالـ‪ .‬وتكرار كممة َج َ‬

‫‪280‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطبدش والتطعون)‬

‫ب = االمسيح الذي جاء فاثمروا وىو فرح بنتيجة عممو ‪ ،‬وكؿ مف ياتي بثمار‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َّ‬
‫َم َ‬
‫ثمار وصاروا في فرح = أ َ‬
‫ينقيو لياتي بثمر اكثر ‪،‬‬
‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل ( يو ٘ٔ‪.)٘ –ٔ 2‬‬ ‫وكؿ مف ىو ببل ثمر يقطعو في المجئ الثاني = َي ِد ُ‬
‫ين ا ْل َم ْ‬

‫‪281‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور السابع والتسعون‬

‫المزمور السابع والتسعون (السادس والتسعون في األجبية)‬

‫بحسب السبعينية‪ ،‬عنواف المزمور "لداود لما ارتدت لو األرض" أي بعد أف ارتاح مف الحروب ومقاومة األعداء‪،‬‬
‫وصارت لو المممكة‪.‬‬
‫والمسيح بصميبو إمتمؾ أرضنا أي جسدنا‪ ،‬فبعد أف كنا متمرديف عمى اهلل‪ ،‬خضعنا لو‪ ،‬وصارت أرضنا ممكو‪،‬‬
‫وأرسؿ روح قدسو عمى أرضنا فأثمرت (ثمار الروح) ولذلؾ نجد ىذا المزمور ينقسـ إلى قسميف‪-2‬‬
‫األوؿ‪ 2‬اآليات (ٔ‪ )ٙ-‬يصور ىياج العالـ الطبيعي ولكنو تحت سيطرة اهلل‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الثاني‪ 2‬اآليات (‪ )ٕٔ-ٚ‬يصور النتائج الروحية لمجيء المسيح وعممو الخبلصي وخضوع الكؿ لو‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫يرةُ‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪َ ,‬ف ْمتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬
‫ٔ‬
‫ض‪َ ,‬وْلتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزائ ُر ا ْل َكث َ‬
‫اهلل ىو خالؽ وممؾ األرض كميا‪ .‬فقولو اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك = يشير لممكو الجديد بصميبو‪ .‬وكؿ خاطئ يتوب ويرجع‬
‫ض= أي اإلنساف الذي حرره الرب والفرح مف ثمار الروح‪َ .‬وتَ ْف َر ِح ا ْل َج َزِائ ُر =‬ ‫إلى اهلل يممؾ عميو‪ْ .‬لتَ ْبتَ ِي ِج األ َْر ُ‬
‫إشارة لؤلمـ (تؾٓٔ‪ )٘2‬الساكنيف في الجزائر البعيدة‪ .‬وروحياً فالجزيرة تشير لممؤمف الثابت الذي تحيط بو‬
‫األمواج مف كؿ ناحية‪.‬‬

‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو‪".‬‬


‫الضباب حولَ ُو‪ .‬ا ْلع ْد ُل وا ْلحق قَ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫اب َو َّ َ ُ َ ْ‬
‫الس َح ُ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َّ " -‬‬
‫اب = إشارة ألف‬
‫الض َب ُ‬
‫اب = إشارة ألف اهلل يحجب نفسو فنحف ال نستطيع أف نعايف مجده (أعٔ‪َ .)ٜ2‬و َّ‬ ‫الس َح ُ‬
‫َّ‬
‫اع َدةُ ُك ْر ِس ٍّي ِو‪.‬‬
‫معموماتنا عف اهلل ضئيمة جداً‪ .‬ولكف نعمـ أف ا ْلع ْد ُل قَ ِ‬
‫َ‬

‫ب َن ٌار َوتُ ْح ِر ُ‬
‫ٖ‬
‫اءهُ َح ْولَ ُو‪".‬‬
‫َع َد َ‬
‫قأْ‬ ‫ْى ُ‬
‫َّام ُو تَذ َ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬قُد َ‬
‫اهلل في عدلو ىو نار آكمة تحرؽ أعداءه المتمردوف عميو (الٕ‪+ ٔ2ٔٓ،‬عد‪ + ٖ٘2ٔٙ‬تؾ‪ .)ٕٗ2ٜٔ‬وقُ َّد َ‬
‫ام ُو‬
‫ب َن ٌار = فإلينا نار آكمة‪ .‬والروح القدس حؿ عمى التبلميذ عمى ىيئة ألسنة نار‪ .‬والينا سور مف نار حولنا‬ ‫ْى ُ‬
‫تَذ َ‬
‫يحفظنا (زؾٕ‪ .)٘2‬والروح القدس يشعؿ نار المحبة في قموبنا هلل (رؤٔ‪ + ٕٔ2‬رو٘‪ + ٘2‬متٕٗ‪+ ٔٗ2‬‬
‫لوٕٗ‪ + ٖٕ2‬تثٗ‪ + ٕٗ2‬عبٕٔ‪ .)ٕٜ2‬وىي نار إحراؽ وروح إحراؽ (أشٗ‪ )ٗ2‬يحرؽ خطايانا‪.‬‬

‫ض َو ْارتَ َع َد ْت‪".‬‬ ‫َضاء ْت بروقُ ُو ا ْلمس ُكوَن َة‪ .‬أر ِ‬


‫َت األ َْر ُ‬
‫ٗ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ َ َ ُ ُ‬

‫‪282‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬

‫س ُكوَن َة = تفيـ بمعنييف مثؿ النار‪ 2‬فتفيـ أوالً بأف اهلل يخيؼ أعداؤه بالبروؽ التي تحرؽ‬‫اء ْت ُب ُروقُ ُو ا ْل َم ْ‬
‫َض َ‬
‫أ َ‬
‫وتدمر‪ .‬وتفيـ أف نور الك ارزة شمؿ العالـ كمو وأناره‪ .‬وتفيـ البروؽ أيضاً عمى أنيا وعود اهلل التي يأتي بعدىا‬
‫تحقيؽ ىذه الوعود‪ ،‬كما يأتي المطر بعد البروؽ‪.‬‬

‫س ٍّي ِد األ َْر ِ‬


‫ض ُكمٍّ َيا‪".‬‬ ‫َّام َ‬
‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫‪,‬‬‫ب‬‫ٍّ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫َّام‬
‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬ذاب ِت ا ْل ِجبا ُل ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذابت الجبال = أمام اهلل تذوب الجبال‪ .‬فالشعوب الوثنية (الروماف) ذابت في الكنيسة‪.‬والجباؿ اتخذت رم اًز لبلمـ‬
‫التي قاومت المسيح وكنيستو ( رؤ ‪ )ٜ 2ٔٚ‬وكميا زالت وسيزوؿ الباقي‪ ،‬ولكف كنيسة المسيح ستبقي لبلبد‪.‬‬

‫ات ِب َع ْدلِ ِو‪َ ,‬و أرَى َج ِميعُ الش ُع ِ‬


‫وب َم ْج َدهُ‪".‬‬ ‫َخ َب َر ِت َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬أ ْ‬
‫َ‬
‫يوـ عماد ال مسيح انفتحت السموات وشيد اآلب لو‪ .‬ويوـ ميبلده سبحت المبلئكة ولقد ذاع خبره بالك ارزة‪َ ،‬و َأرَى‬
‫وب َم ْج َدهُ = باإليماف الذي انتشر في كؿ العالـ‪ ،‬والمؤمنيف الذيف مجدوا اهلل باعماليـ‪.‬‬ ‫َج ِميعُ الش ُع ِ‬

‫يع اآللِ َي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫اس ُج ُدوا لَ ُو َيا َجم َ‬
‫ين ِباأل ِ‬
‫َص َنام‪ْ .‬‬
‫ْ‬ ‫وت‪ ,‬ا ْل ُم ْفتَ ِخ ِر َ‬‫اآليات (‪ٚ" - )ٛ-ٚ‬ي ْخ َزى ُكل عا ِب ِدي ِتمثَال م ْنح ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ام َك َيا َرب‪".‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ات َي ُيوَذا ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل أ ْ‬ ‫‪ٛ‬س ِمع ْت ِ‬
‫ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْت‪َ ,‬و ْابتَ َي َج ْت َب َن ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سم َع ْت ص ْي َي ْو ُن فَفَ ِر َح ْت‪ .‬لقد جمع المسيح‬‫ىنا نرى إيماف األمـ = َي ْخ َزى ُكل َعا ِبدي ت ْمثَال‪ ..‬وايماف الييود= َ‬
‫كرأس لمزاوية األمـ والييود في جسده الواحد‪.‬‬

‫ت ِجدًّا َعمَى ُك ٍّل اآللِ َي ِة‪".‬‬ ‫ت َيا َرب َعمِ ٌّي َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ‬
‫ض‪َ .‬عمَ ْو َ‬ ‫آية (‪ " - )ٜ‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫‪ٜ‬‬

‫ت ِجدًّا = اهلل عالي دائماً‪ .‬ولكنو حينما ارتفع عمى الصميب مجدتو كؿ األرض‪ .‬والمسيح الذي جاء الينا‬ ‫َعمَ ْو َ‬
‫متواضعا ظير انو ىو ييوه العظيـ ‪ ،‬وصعد المسيح وجمس عف يميف اآلب‪.‬‬

‫ار ُي ْن ِق ُذ ُى ْم‪".‬‬ ‫وس أَتْ ِق َي ِائ ِو‪ِ .‬م ْن َي ِد األَ ْ‬


‫ش َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ,‬أ َْب ِغ ُ‬
‫ضوا َّ‬
‫الش َّر‪ُ .‬ى َو َحافظٌ ُنفُ َ‬ ‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬يا ُم ِح ٍّبي َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٓٔ‬

‫يمي ا ْل َق ْم ِب‪".‬‬‫ق‪ ,‬وفَرح لِ ْممستَ ِق ِ‬ ‫ور قَ ْد ُز ِرعَ لِ ٍّ‬


‫مصدٍّي ِ َ َ ٌ ُ ْ‬
‫ٔٔ‬
‫آية (ٔٔ) ‪ُ " -‬ن ٌ‬
‫ع لِ ٍّ‬
‫مصدٍّي ِ‬
‫ق = المسيح نور مف نور‪ .‬ىو ظير‬ ‫ور قَ ْد ُز ِر َ‬ ‫ع = نور قد أشرؽ‪ ..‬ىو المسيح نور العالـ‪ُ .‬ن ٌ‬ ‫ور قَ ْد ُز ِر َ‬
‫ُن ٌ‬
‫كنور في العالـ حيف تجسد وبدوف زرع بشر ‪ ،‬انما بالروح القدس‪ .‬ولـ يعرفو إالّ الصديقيف‪ .‬وبعد أف صعد زرع‬
‫حياتو في كؿ معمد مؤمف‪ ،‬فبولس يقوؿ "لي الحياة ىي المسيح" (أؼٔ‪ )ٕٔ2‬ويقوؿ "مع المسيح صمبت فأحيا ال‬
‫في" (غؿٕ‪ .)ٕٓ2‬وحسب وعده فيو وسط كنيستو كؿ األياـ‪ ،‬بؿ وسط أي إثنيف يجتمعاف‬
‫أنا بؿ المسيح يحيا َّ‬
‫بإسمو‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الطببع والتطعون)‬

‫اح َم ُدوا ِذ ْك َر قُ ْد ِس ِو‪".‬‬


‫ب‪َ ,‬و ْ‬ ‫ون ِب َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬
‫ٕٔ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬اف َْر ُحوا أَي َيا ٍّ‬

‫‪284‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور الثامن والتسعون‬

‫المزمور الثامن والتسعون (السابع والتسعون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور يفتتح ويختـ بنفس العبارات التي يفتتح بيا ويختـ (مز‪ .)ٜٙ‬ويشابيو مشابية كبرى عمى طوؿ‬
‫الخط‪ .‬ولو نفس ىدؼ المزموريف السابقيف‪ ،‬فيو نبوة عف مممكة المسيح وأنيا أقيمت في العالـ ودخوؿ األمـ‬
‫فييا‪ .‬ودعوة الجميع لتسبيح الرب عمى عممو واقامة مممكتو‪ .‬فإف كاف مف لـ يعرفوا المسيح وعاشوا في العيد‬
‫القديـ مدعويف لمتسبيح فنحف باألولى عمينا أف نسبح بعد أف خمصنا المسيح بصميبو فعبلً‪.‬‬

‫صتْ ُو َي ِمينُ ُو َوِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو‪".‬‬


‫ب‪َ .‬خمَّ َ‬
‫ِ‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬
‫يدةً‪ ,‬ألَنَّ ُو َ‬
‫ص َن َع َع َجائ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬رٍّنموا لِ َّمر ٍّ ِ‬
‫ب تَْرن َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِذ َراعُ قُ ْد ِس ِو = إشارة لممسيح قوة اهلل التي عممت الخبلص (أشٔٔ‪ + ٜ2٘ٔ +ٔٓ2ٗٓ،‬أشٖ٘‪+ ٔ2‬‬
‫يم ًة‬ ‫ِ‬
‫يؤٕ‪ .)ٖٛ2‬والرب صنع عجائب كثيرة لشعب إسرائيؿ خصوصاً في خروجيـ مف مصر‪ .‬ولكف قولو تَْرن َ‬
‫يدةً = فيذا يعبر عف عممو الجديد الذي لـ يكف قد قاـ بو بعد وىو فداء الصميب‪ .‬وجديدة اي لف نمؿ مف‬ ‫َج ِد َ‬
‫صتْ ُو َي ِمينُ ُو = اليميف ىي القوة‪ .‬والمسيح صار‬
‫تكرار تسبيح المسيح بسبب الخبلص الذي تـ بالصميب ‪َ .‬خمَّ َ‬
‫ضعيفاً‪ ،‬جسداً بشرياً‪ ،‬ومات‪ ،‬لكف َي ِمينُ ُو أي قوة الىوتو المتحد بناسوتو أقامتو ولـ يستطع الموت أف يمسكو‪.‬‬
‫ب = إذ بقيامتو أقاـ معو كنيستو في كؿ العالـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َن َع َع َجائ َ‬
‫َ‬

‫ف ِب َّرهُ‪".‬‬
‫شَ‬‫ُمِم َك َ‬ ‫ص ُو‪ .‬لِ ُع ُي ِ‬
‫ون األ َ‬ ‫الرب َخبلَ َ‬
‫َعمَ َن َّ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬أ ْ‬
‫ف ِب َّرهُ = لقد ظير عمى الصميب أف‬
‫شَ‬‫ُمِم َك َ‬ ‫ص ُو = خبلص لكؿ البشرية مف يد إبميس‪ .‬لِ ُع ُي ِ‬
‫ون األ َ‬ ‫الرب َخبلَ َ‬
‫َعمَ َن َّ‬
‫أْ‬
‫صمِب بسبب عدؿ اهلل الذي استوجب أف يموت ىو عوضاً‬ ‫المسيح لـ يصمب لخطية فعميا‪ ،‬بؿ كاف با اًر‪ .‬لكنو ُ‬
‫عف اإلنساف الخاطئ‪.‬‬

‫ص إِل ِي َنا‪".‬‬ ‫َت ُكل أَقَ ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ ِ‬


‫اصي األ َْر ِ‬ ‫َما َنتَ ُو ل َب ْيت إِ ْ‬
‫ٖ‬
‫ض َخبلَ َ‬ ‫يل‪َ .‬أر ْ‬ ‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ذ َك َر َر ْح َمتَ ُو َوأ َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ىذا الخبلص المقدـ كاف لبيت إسرائيؿ ولؤلمـ حتى ُكل أَقَ ِ‬
‫اصي األ َْر ِ‬

‫ود وصو ِت َن ِش ٍ‬
‫ود‪ِ .‬ب ُع ٍ َ َ ْ‬ ‫ب ِب ُع ٍ‬ ‫اى ِتفُوا َو َرٍّن ُموا َو َغنوا‪َ .‬رٍّن ُموا لِ َّمر ٍّ‬ ‫ب َيا ُك َّل األ َْر ِ‬‫اآليات (ٗ‪ِ " - )ٜ-‬ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫يد‪.‬‬ ‫ض‪ْ .‬‬
‫اك ُن َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الر ٍّ ‪ِ ِ ٚ‬‬
‫َّام ا ْل َممِ ِك َّ‬ ‫ور ْ ِ‬‫ص ْو ِت الص ِ‬
‫ييا‪ٛ .‬األَ ْن َي ُار‬
‫ون ف َ‬ ‫س ُكوَن ُة َو َّ‬ ‫ب! ل َيع َّج ا ْل َب ْح ُر َو ِم ْم ُؤهُ‪ ,‬ا ْل َم ْ‬ ‫اىتفُوا قُد َ‬ ‫ق َو َ‬ ‫‪ِ ٙ‬باأل َْب َوا ِ‬

‫س ُكوَن َة ِبا ْل َع ْد ِل َوالش ُع َ‬ ‫ض‪َ .‬ي ِد ُ‬ ‫اء لِ َي ِد َ‬‫ب‪ ,‬ألَنَّ ُو َج َ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق ِباأل ََيادي‪ ,‬ا ْلج َبا ُل لتَُرٍّن ْم َم ًعا أ َ‬ ‫صفٍّ ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ٜ‬‬
‫وب‬ ‫ين ا ْل َم ْ‬ ‫ين األ َْر َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َّ‬ ‫َم َ‬ ‫لتُ َ‬
‫ام ِة‪".‬‬ ‫ِب ِ‬
‫االستقَ َ‬
‫ْ‬

‫‪285‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور الخبمه والتطعون)‬

‫بعد الخبلص الذي رأيناه‪ ،‬ماذا نقدـ هلل سوى الشكر والتسبيح‪ .‬وكانوا في العيد القديـ يستخدموف آالت كثيرة‬
‫موسيقية‪ ،‬ولكف كنيستنا تفضؿ الحنجرة البشرية عمى كؿ اآلالت الموسيقية‪ .‬ومع التأمؿ في ىذه اآلالت نفيـ‬
‫ق= إشارة لمك ارزة بالكتاب المقدس ونحف نرتؿ مستخدميف كممات الكتاب المقدس‪( .‬أش‪.)ٔ2٘ٛ‬‬ ‫كيؼ نرتؿ‪ .‬األ َْب َوا ِ‬
‫ود= لو أوتار مشدودة‪ .‬إشارة ألف مف يسبح عميو أف يكوف مستعداً‪ ،‬فالوتر المرتخي ال يعطي صوتاً‪ .‬الص ِ‬
‫ور‬ ‫وال ُع ٍ‬
‫= ىو نوع مف األبواؽ أشبو ما يمكف بالمزمار‪ .‬ثـ ينتقؿ لمخميقة المادية‪ ،‬فيو يطمب مف ا ْل َب ْح ُر واألَ ْن َيار وا ْل ِج َبا ُل‬
‫أف تسبح= فيذه بعظمتيا وروعة خمقتيا تشيد لمف خمقيا‪ ،‬ولو استطاعت لتكممت وسبحت‪ .‬وروحياً ا ْل َب ْح ُر =‬
‫يشير لشعوب العالـ الذيف كانوا متقمقميف بسبب شرورىـ فكانوا يعجوف ويصدروف أصوات الخبلعة‪ ،‬واآلف بعد‬
‫ييا = كؿ الشعوب المؤمنة‪ .‬األَ ْن َيار= ىـ‬ ‫اك ُن َ ِ‬
‫الس ِ‬
‫ون ف َ‬ ‫س ُكوَن ُة َو َّ‬
‫إيمانيـ ليعجوا بأصوات التسبيح لمف خمصيـ‪ .‬ا ْل َم ْ‬
‫ق األ ََي ِادي= ىو عبلمة‬ ‫صفٍّي ْ‬
‫الممموئيف بالروح القدس ويفيضوا بتعاليميـ عمى كؿ المسكونة كالرسؿ والمبشريف وتُ َ‬
‫فرح ىؤالء بإيماف تبلميذىـ‪ .‬اا ْل ِج َبا ُل= المؤمنيف ذوي اإليماف العالي‪ ،‬القديسيف‪ .‬وقد تشير لممبلئكة‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور التاسع والتسعون‬

‫المزمور التاسع والتسعون (الثامن والتسعون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور مثؿ ما سبقو‪ ،‬تسبيح هلل الذي أقاـ مممكتو بصميبو عمى األرض‪ .‬وىذا المزمور يشير ألف عمؿ اهلل‬
‫الذي كمؿ عمى الصميب بدأ منذ زماف طويؿ في العيد القديـ‪ .‬وأف اهلل الذي أظير مراحمو عمى الصميب أظيرىا‬
‫بصور أخرى مع شعب العيد القديـ‪ ،‬فاهلل لـ يترؾ شعبو بؿ تعيدىـ بأنبيائو وأخي اًر أرسؿ ابنو "يسوع المسيح ىو‬
‫ىو أمس واليوـ والى األبد" (عبٖٔ‪ )ٛ2‬مراحـ اهلل ثابتة ال تتغير ولكنيا تجمت بصورة عجيبة عمى الصميب‪.‬‬
‫ىذا المزمور ىو واحد مف ٖ مزامير تبدأ بأف الرب قد ممؾ‪ ،‬والمرنـ يتيمؿ كنبوة بالمسيح الذي سيممؾ بصميبو‪.‬‬
‫ولكف المسيح منذ األزؿ ىو ممؾ بدليؿ أنو جالس عمى الكروبيـ وأنو يثبت االستقامة والحؽ ومنو ترتعد الشعوب‪.‬‬

‫س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم‪ .‬تَتََزْل َز ُل األ َْر ُ‬


‫ض‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔ‬
‫وب‪ُ .‬ى َو َجال ٌ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَ َّلرب قَ ْد َممَ َك‪ .‬تَْرتَع ُد الش ُع ُ‬
‫وب = فالمسيح ىو الدياف الذي داف إبميس عمى الصميب وبعدلو سيديف كؿ مف يتبعو‪ .‬بؿ بعمؿ‬ ‫ِ‬
‫تَْرتَع ُد الش ُع ُ‬
‫روحو القدوس في الك ارزة‪ ،‬كاف مف يسمع يرتعد (أعٕٗ‪ + ٕ٘2‬أع٘‪ .)ٔٔ2‬فعمؿ اهلل بقوة‪ ،‬والكبلـ الذي مف الروح‬
‫س َعمَى ا ْل َك ُروِب ِيم = ممكو أزلى‪ ،‬ىو أعمى مف المبلئكة وكاروب تعني‬ ‫ِ‬
‫القدس لو قوة ترىب مف يسمع‪ .‬واهلل َجال ٌ‬
‫معرفة‪ ،‬فيـ ممموئيف أعيناً‪ ،‬أي ممموئيف حكمة ومعرفة هلل وأموره‪ .‬وقولو جالس تفيد سموه عنيـ‪ ،‬وتشير لراحة اهلل‬
‫فييـ‪ ،‬إذ ىـ يعرفونو كممؾ السماء واألرض‪ .‬ومف يعرؼ اهلل يحبو ومف يرفض اهلل سيرتعد مف أحكامو‪ .‬تَتََزْل َز ُل‬
‫ض = األرض الجماد‪ ،‬ال تحتمؿ مجد اهلل فتتزلزؿ (خر‪ٔ + ٔٛ2ٜٔ‬مؿ‪ .)ٔٔ2ٜٔ‬وىكذا كؿ نفس حيف تسمع‬ ‫األ َْر ُ‬
‫صوت الروح القدس تتزلزؿ‪ ،‬ومف يستجيب تتغير حياتو بالتوبة‪ ،‬ومف ال يستجيب سيجد رعباً‪.‬‬

‫وب‪".‬‬ ‫الرب ع ِظيم ِفي ِ‬


‫ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬و َعال ُى َو َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ‬ ‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ٌ َ َّ " -‬‬
‫ىذا ألف معرفة اهلل وناموسو وشرائعو بدأت مع شعب الييود‪ .‬وبالمسيح اجتمع الييود مع األمـ وصار اهلل َعال‬
‫وب= الكؿ آمنوا باهلل‪.‬‬‫َعمَى ُك ٍّل الش ُع ِ‬

‫وس ُى َو‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ٖ‬


‫وب‪ ,‬قُد ٌ‬
‫يم َوا ْل َم ُي َ‬
‫اس َم َك ا ْل َعظ َ‬
‫ون ْ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬ي ْح َم ُد َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُي ِح َّ‬


‫آية (ٗ) ‪َ " -‬و ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ‬
‫ت َحقًّا َو َع ْدالً في َي ْعقُ َ‬
‫ٗ‬
‫وب‪".‬‬ ‫َج َرْي َ‬
‫ت أْ‬
‫ام َة‪ .‬أَ ْن َ‬
‫االستقَ َ‬ ‫ت ثَب َّ‬
‫َّت ْ‬ ‫ب ا ْل َحقَّ‪ .‬أَ ْن َ‬
‫ق = كرامة الممؾ أف يحب العدؿ (سبعينية)‪ .‬والعدؿ يقوؿ أف الخاطئ يموت‪ ،‬وىذا صنعو‬ ‫ب ا ْل َح َّ‬ ‫َن ُي ِح َّ‬
‫ِعز ا ْل َممِ ِك أ ْ‬
‫المسيح بدالً عنا وسط يعقوب أي في أورشميـ‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور التبضع والتطعون)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اس ُج ُدوا ع ْن َد َم ْوط ِئ قَ َد َم ْيو‪ .‬قُد ٌ‬ ‫ب إِ َ‬
‫٘‬
‫وس ُى َو‪".‬‬ ‫لي َنا‪َ ,‬و ْ‬ ‫الر َّ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬عموا َّ‬
‫لي َنا = عموه ومجده بالرغـ مف أنكـ ترونو اآلف متواضعاً عمى الصميب‪ .‬لذلؾ فتسبحة البصخة "لؾ‬ ‫ب إِ َ‬
‫الر َّ‬
‫َعموا َّ‬
‫اس ُج ُدوا ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو= يفيـ الييود أف موطئ قدمي اهلل ىو ىيكؿ‬
‫القوة والمجد والبركة والعزة إلى األبد‪ْ "..‬‬
‫سميماف (م ار ٕ‪ )ٔ2‬وفي العيد الجديد نفيـ أف ىيكؿ سميماف يشير لجسد المسيح (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬فموطئ قدمي اهلل‬
‫ىو جسد المسيح‪ ،‬فرأس المسيح ىو الىوتو الرتفاع عموه وسيادتو‪ ،‬وأما قدميو فيو الجسد الذي لبسو ليسير بو‬
‫عمى األرض‪ .‬وصار مكاف صميبو ىو َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو‪ .‬وميما حاولنا أف نرفع عقولنا لندرؾ عمو إرتفاعو سنفشؿ‪،‬‬
‫ولعمنا نتواضع ونسجد أمامو‪ ،‬أماـ سر تجسده ومحبتو التي بيما كاف يسير عمى األرض حباً لنا‪.‬‬

‫اس ِم ِو‪َ .‬د َع ْوا َّ‬


‫ون ِب ْ‬ ‫ص ُموِئي ُل َب ْي َن الَِّذ َ‬ ‫ِِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫اب‬
‫استَ َج َ‬
‫ب َو ُى َو ْ‬
‫الر َّ‬ ‫ين َي ْد ُع َ‬ ‫ون َب ْي َن َك َي َنتو‪َ ,‬و َ‬
‫وسى َو َى ُار ُ‬ ‫اآليات (‪ُ " - )ٚ-ٙ‬م َ‬
‫اى ْم‪".‬‬
‫َعطَ ُ‬ ‫يض َة الَِّتي أ ْ‬‫اد ِات ِو َوا ْلفَ ِر َ‬ ‫اب َكمَّ َم ُي ْم‪َ .‬ح ِفظُوا َ‬
‫ش َي َ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫لَ ُيم‪ِ ٚ .‬ب َعم ِ‬
‫ود َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يسوع ىذا الذي نراه مصموباً‪ ،‬ىو مف تنبأ عنو األنبياء‪ ،‬بؿ ىو الذي أرسميـ حباً لشعبو‪ ،‬ليعمموا شعبو الوصايا‪،‬‬
‫فبل ييمؾ الشعب‪ ،‬بؿ ىـ كانوا رجاؿ صبلة يتشفعوف عف الشعب‪ ،‬وكانوا يصموف لو‪ ،‬فيو ييوه ‪ ،‬وىو يستجيب‪.‬‬
‫ىـ كانوا كينة يقدموف ذبائح رم اًز لمذبيح األعظـ الذي استجاب أخي اًر لصمواتيـ وقدـ نفسو‪.‬‬

‫ْعالِ ِي ْم‪".‬‬ ‫ِ‬


‫ت لَ ُي ْم‪َ ,‬و ُم ْنتَق ًما َعمَى أَف َ‬
‫ور ُك ْن َ‬ ‫ت لَ ُي ْم‪ .‬إِ ً‬
‫ليا َغفُ ًا‬ ‫استَ َج ْب َ‬
‫ت ْ‬ ‫الرب إِ ُ‬
‫لي َنا‪ ,‬أَ ْن َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٛ‬أَي َيا َّ‬
‫كاف اهلل يستجيب ليـ في شفاعاتيـ عف الشعب‪ ،‬وينتقـ مف أعداء الشعب وكؿ مف قاوميـ (قورح‪/‬داثاف‪..‬‬
‫العماليؽ‪ .)..‬وقد استجاب أخي اًر بصميبو الذي بو غفر فعبلً كؿ خطايا المؤمنيف‪ ،‬وبو انتقـ مف إبميس وأتباعو‪.‬‬

‫وس‪".‬‬ ‫ب إِ َ‬
‫لي َنا قُد ٌ‬ ‫الر َّ‬ ‫اس ُج ُدوا ِفي َج َب ِل قُ ْد ِس ِو‪ ,‬أل َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ب إِ َ‬
‫لي َنا‪َ ,‬و ْ‬ ‫الر َّ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٜ‬عموا َّ‬

‫‪288‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة‬

‫المزمور المئة (التاسع والتسعون في األجبية)‬

‫ىو مزمور حمد وشكر عمى مراحـ اهلل المستمرة منذ البدء وحتى اآلف والى األبد‪ .‬فيو صنعنا‪ ،‬وجعمنا قطيعو‪،‬‬
‫اع صالح‪ .‬لذلؾ نجد نغمة الفرح في ىذا المزمور فنحف عبيد اهلل الواحد القدير وحده‪ ،‬وىو يعتبرنا‬
‫واىتـ بنا كر ٍ‬
‫خاصتو لذلؾ نفرح ونشكر‪.‬‬

‫ض َرِت ِو ِبتََرنٍم‪ْ .‬‬


‫ب ِبفََر ٍح‪ْ .‬اد ُخمُوا إِلَى َح ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )٘-‬ا ْى ِت ِفي لِ َّمر ٍّ‬
‫ُك َّل األ َْر ِ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫َن‬
‫اعمَ ُموا أ َّ‬ ‫الر َّ‬
‫اع ُب ُدوا َّ‬
‫ض‪ْ .‬‬ ‫ب َيا‬
‫س ِب ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫اح َم ُدوهُ‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ش ْع ُب ُو َو َغ َن ُم َم ْر َعاهُ‪ْ .‬اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو ِب َح ْمد‪ ,‬د َي َارهُ ِبالتَّ ْ‬
‫ٗ‬
‫ارُكوا‬ ‫يح‪ْ .‬‬ ‫ص َن َع َنا‪َ ,‬ولَ ُو َن ْح ُن‬
‫َ‬ ‫ب ُى َو اهللُ‪ُ .‬ى َو َ‬ ‫الر َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ب َِ ِ‬
‫صال ٌح‪ ,‬إ َلى األ ََبد َر ْح َمتُ ُو‪َ ,‬وِالَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬
‫َما َنتُ ُو‪".‬‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬‫اس َم ُو‪٘ .‬أل َّ‬
‫ْ‬
‫عمؿ القديسيف ىو التسبيح‪ .‬وعمى كؿ األرض أف تسبح ألف اهلل غمب لنا عدو كؿ البشر‪ ،‬إي إبميس‪ .‬وصيرنا‬
‫أبناء هلل‪ ،‬فميذا نفرح ونسبح‪ْ .‬اد ُخمُوا أ َْب َو َاب ُو = األبواب التي تدخمنا هلل ىي اإليماف ثـ المعمودية ثـ التوبة ثـ‬
‫الدخوؿ لمكنيسة لمصبلة والتناوؿ لنثبت فيو‪ ،‬ثـ بأعمالنا الصالحة التي تمجده وتشيد لو أماـ العالـ‪ .‬ورحمة اهلل‬
‫ثابتة إلى األبد لكؿ قديسيو المؤمنيف بو الذيف دخموا مف أبوابو‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والواحد‬

‫المزمور المئة والواحد (المئة في األجبية)‬

‫نسمع ىنا مف داود عف المبادئ التي كاف مزمعاً أف يتمميا في مممكتو‪ ،‬لتكوف مممكة طاىرة‪.‬‬
‫وداود الممؾ كرمز لممسيح الممؾ‪ ،‬والمسيح بعد أف أسس مممكتو وكنيستو يريدىا طاىرة ببل عيب وال غضف وال‬
‫دنس‪ ،‬ىو طيرىا (اؼ٘‪ )ٕٚ-ٕ٘2‬ويريدىا أف تجاىد لتستمر طاىرة‪ .‬وىذه الفكرة ِ‬
‫شرحت في العيد القديـ‪ ،‬إذ‬
‫كانوا بعد الفصح يأكموف الفطير أسبوعاً كامبلً‪ ،‬والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا ببل خطية‬
‫(األسبوع يرمز لكؿ حياتنا عمى األرض) (والخمير رمز لمشر) (ٔكو‪)ٚ2٘،ٛ‬‬
‫نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيؿ الصميب في تنقية الكنيسة ولنعرؼ واجبنا‪.‬‬

‫َسمُ ُك ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني‪ .‬لَ َك َيا َرب أ َُرٍّن ُم‪ .‬أَتَ َع َّق ُل ِفي َ‬
‫ط ِريق َكامل‪َ .‬متَى تَأْتي إِلَ َّي؟ أ ْ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬

‫س ِط َب ْي ِتي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫َكم ِ‬


‫ال َق ْم ِبي في َو َ‬ ‫َ‬
‫َر ْح َم ًة َو ُح ْك ًما أُ َغ ٍّني = الحظ أف الرحمة تسبؽ الحكـ‪ ،‬وىذا ما يجعمني اسبح أف رحمتؾ شممتني‪ .‬وأما الحكـ‬
‫فكاف عمى أعدائي (إبميس وأتباعو) لرحمتؾ وحكمؾ اسبحؾ يا رب (سبعينية)‪ .‬وقد يسمح اهلل ألوالده ببعض‬
‫األحكاـ والتجارب في ىذا العالـ ليرح ميـ في اليوـ األخير‪ ،‬فيو يؤدب أوالده الذيف يحبيـ في ىذا العالـ‪ .‬ونحف‬
‫نسبح اهلل أف رحمنا إذ نفذ حكمو في ابنو ليخمصنا نحف‪ .‬والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكـ يعطينا خوؼ مقدس‬
‫فبل نتيور في طريؽ الخطية وىذا التوازف يساعدنا في طريقنا‪ .‬أَتَع َّق ُل ِفي طَ ِريق َك ِ‬
‫امل = أسمؾ في وصايا اهلل‪.‬‬ ‫َ‬
‫َمتَى تَأ ِْتي إِلَ َّي = حيف قاؿ داود أنو يسمؾ في طريؽ كامؿ ذكر خطاياه وضعفو فقاؿ متى تعينني يا رب‪ ،‬وبروح‬
‫إلى‪ .‬ونحف في العيد الجديد‪ ،‬لنا نفس‬ ‫النبوة رأي المسيح الكامؿ الذي سيعطي الكماؿ لكنيستو فقاؿ متى تأتي ّ‬
‫س ِط َب ْي ِتي ( اية ‪ ) ٚ‬المرائي يسمؾ‬ ‫ِ‬
‫المنطؽ‪ ،‬متى نخمع ىذا الجسد الذي تسكف فيو الخطية (روٕٗ‪ .)ٕٖ2ٚ،‬في َو َ‬
‫بكماؿ أماـ الناس‪ ،‬أما داود فيسمؾ بكماؿ حتى وىو في بيتو‪ ،‬ألنو يشعر دائماً حتى وىو وحده أنو أماـ اهلل‬
‫فيخشى أف يغضبو‪.‬‬

‫ق ِبي‪َ .‬ق ْم ٌ‬ ‫يئا‪َ .‬ع َم َل َّ‬


‫الزَي َغ ِ‬ ‫َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً‬
‫ٗ‬ ‫ٖ‬
‫ب ُم ْع َو ٌّج َي ْب ُع ُد‬ ‫صُ‬ ‫ت‪ .‬الَ َي ْم َ‬ ‫ضُ‬ ‫ان أ َْب َغ ْ‬ ‫َضعُ قُد َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٛ-‬الَ أ َ‬
‫َحتَ ِممُ ُو‪.‬‬‫ستَ ْك ِب ُر ا ْل َع ْي ِن َو ُم ْنتَ ِف ُخ ا ْل َق ْم ِب الَ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاح َب ُو س ًّار ى َذا أَ ْقطَ ُع ُو‪ُ .‬م ْ‬ ‫اب َ‬
‫٘ ِ‬
‫َع ِرفُ ُو‪ .‬الَّذي َي ْغتَ ُ‬ ‫ير الَ أ ْ‬ ‫الشٍّر ُ‬ ‫َع ٍّني‪ٍّ .‬‬
‫ط ب ْي ِتي ع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السالِ ُك َ‬
‫س ُي ْم َم ِعي‪َّ .‬‬ ‫ض لِ َكي أ ْ ِ‬ ‫‪ٙ‬ع ْي َناي عمَى أُم َن ِ‬
‫اء األ َْر ِ‬
‫ط ِريقًا َكامبلً ُى َو َي ْخد ُمني‪ .‬الَ َي ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ام ُل‬ ‫َ‬ ‫سَ َ‬ ‫س ُك ُن َو َ‬ ‫ُجم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اعمِي‬ ‫ب ُك َّل فَ ِ‬ ‫ض‪ ,‬ألَ ْقطَعَ ِم ْن َم ِدي َن ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ار األ َْر ِ‬ ‫ش َر ِ‬
‫يع أَ ْ‬ ‫اك ار أُِب ُ ِ‬
‫يد َجم َ‬
‫‪ِ ٛ‬‬
‫ام َع ْي َن َّي‪َ .‬ب ً‬ ‫َم َ‬
‫ت أَ‬ ‫ش‪ .‬ا ْل ُمتَ َكمٍّ ُم ِبا ْل َك ِذ ِب الَ َيثْ ُب ُ‬ ‫ِغ ٍّ‬
‫اإل ثِْم‪".‬‬
‫ِ‬

‫‪290‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والواحذ)‬

‫يئا = أي قد أخطئ سيواً أو ضعفاً ولكنني ال أخطط لمشر‪ ،‬وال أصنعو بتعمد‪ .‬وكاف‬ ‫َّام َع ْي َن َّي أ َْم ًار َرِد ً‬
‫َضعُ قُد َ‬
‫الَ أ َ‬
‫ال يريد أف يعرؼ ويمتصؽ باألشرار (مز ٔ) فبل شركة لمنور مع الظممة‪ .‬وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشيد‬
‫ض‪ .‬ونجد أف صديؽ‬ ‫بيذا فيو كاف يرفض األشرار‪ ،‬بؿ كاف يحب أف يحيط نفسو باألمناء مع اهلل= أُم َن ِ‬
‫اء األ َْر ِ‬ ‫َ‬
‫ض = أي سريعاً وعاجبلً‪ .‬وعمى كؿ منا أف يفعؿ ىذا‬ ‫ار األ َْر ِ‬
‫ش َر ِ‬
‫يع أَ ْ‬ ‫اك ار أُِب ُ ِ‬
‫ِ‬
‫يد َجم َ‬ ‫داود كاف يوناثاف القديس الحمو‪َ .‬ب ً‬
‫في أرضو أي جسده فنبيد كؿ أفكار الشر وكؿ خطايانا وشيواتنا وأعمالنا الشريرة‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثاني‬

‫يرى بعض الدارسيف أف داود كتب ىذا المزمور عند ىروبو أماـ إبشالوـ‪ .‬والمرنـ يعبر فيو عف حالة محزنة‬
‫وصؿ إلييا‪ ،‬ثـ نجد نغمة تعزية وكممات إيماف وثقة باهلل الذي لف يترؾ شعبو في محنتيـ‪ .‬واآليات (ٕ٘‪)ٕٙ-‬‬
‫مف المزمور طبقيا بولس الرسوؿ عمى المسيح (عبٔ‪ )ٕٔ-ٔ2‬ولذلؾ نفيـ أف المزمور يتنبأ عف آالـ المسيح‪،‬‬
‫أو آالـ كنيسة المسيح ألجؿ اسمو‪ .‬وألف المزمور يتكمـ عف آالـ المؤمف في العالـ بصورة عامة نجد المزمور‬
‫معنوف باسـ صبلة المسكيف‪ ،‬يصمي بو كؿ مسكيف بالروح‪ ،‬وأيضاً نبوة عف المسيح الذي صار مسكيناً وأخمى‬
‫ذاتو أخذاً صورة عبد ألجمنا‪ .‬وىكذا صمى المسيح ليمة القبض عميو‪.‬‬

‫ضِ‬
‫يقي‪.‬‬ ‫اخي‪ٕ .‬الَ تَ ْحج ْب و ْجي َك ع ٍّني ِفي يوِم ِ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕ-‬يا رب‪ ,‬استَ ِمع صبلَ ِتي‪ ,‬وْلي ْد ُخ ْل إِلَ ْي َك صر ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َم ْل إِلَ َّي أُ ُذ َن َك ِفي َي ْوِم أ َْد ُع َ‬
‫أِ‬
‫يعا‪".‬‬ ‫استَ ِج ْب لي َ‬
‫س ِر ً‬ ‫وك‪ْ .‬‬
‫ىي صرخة هلل‪ ،‬ولمف غيره نصرخ في ضيقتنا‪ .‬قارف الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني بقوؿ السيد المسيح إليي إليي لماذا‬
‫تركتني‪ .‬أ ِ‬
‫َم ْل أُ ُذ َن َك = تواضع يا رب واسمعنى أنا الذليؿ‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫ان‪ ,‬و ِع َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٔٔ-‬أل َّ ِ‬


‫ش ِب َوَيا ِب ٌ‬ ‫ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ‬ ‫َن أَيَّامي قَ ْد فَن َي ْت في ُد َخ ٍ َ‬
‫ٗ‬
‫س‬ ‫وح َكا ْل ُع ْ‬ ‫س ْت‪َ .‬م ْمفُ ٌ‬
‫ت ِمثْ َل‬ ‫َّة‪ِ .‬‬
‫ص ْر ُ‬ ‫وق ا ْلبٍّري ِ‬
‫ت قُ َ َ‬ ‫ق َع ْظ ِمي ِبمَ ْح ِمي‪ .‬أَ ْ‬
‫ش َب ْي ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫صَ‬‫ت ع ْن أَ ْك ِل ُخ ْب ِزي‪ِ ٘ .‬م ْن صو ِت تََني ِدي لَ ِ‬
‫َْ‬ ‫س َي ْو ُ َ‬ ‫َق ْم ِبي‪َ ,‬حتَّى َ‬
‫َع َد ِائ َي‪ .‬ا ْل َح ِنقُ َ‬
‫الس ْط ِح‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َعي ََّرِني أ ْ‬
‫ور ُم ْنفَ ِرٍد َعمَى َّ‬ ‫صفُ ٍ‬ ‫توِ‬
‫س ِي ْد ُ َ‬
‫ب ِ ِ‬
‫ومة ا ْلخ َر ِب‪َ .‬‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ون َعمَ َّي َحمَفُوا‬ ‫ت َك ُع ْ‬‫ص ْر ُ‬ ‫ُ َ‬
‫س َخ ِط َك‪ ,‬أل ََّن َك َح َم ْمتَِني‬ ‫ض ِب َك َو َ‬ ‫س َب ِب َغ َ‬ ‫ش َارِبي ِب ُد ُموٍع‪ِ ,‬ب َ‬
‫ٓٔ‬
‫ت َ‬ ‫اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز‪َ ,‬و َم َز ْج ُ‬‫الرَم َ‬
‫ت َّ‬ ‫َعمَ َّي‪ .‬إِ ٍّني قَ ْد أَ َك ْم ُ‬
‫‪ٜ‬‬

‫ت‪".‬‬
‫سُ‬‫ش ِب َي ِب ْ‬ ‫َّامي َك ِظ ّل َم ِائل‪َ ,‬وأََنا ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ‬ ‫طر ْحتَِني‪ٔٔ .‬أَي ِ‬
‫َو َ َ‬
‫ان = فنيت سريعاً كما يفنى‬ ‫َّامي قَ ْد فَِن َي ْت ِفي ُد َخ ٍ‬ ‫وصؼ مؤلـ لمحالة التي وصؿ ليا المرنـ وبكائو المستمر‪ .‬أَي ِ‬
‫ٍ‬ ‫الدخاف ويتبلشى سريعاً في الجو‪ .‬وعف ضعفو العاـ يقوؿ ِع َ ِ ِ‬
‫س ْت= فالعظاـ ىي التي تشدد‬ ‫ظامي م ْث ُل َوِقيد قَ ْد َي ِب َ‬
‫الجسد وصارت كحطب محروؽ‪ .‬وصار كعشب ممفوح بريح ساخنة جففتو ففقد خضرتو وحيويتو‪ .‬وصار دائـ‬
‫وم‪ .‬وكيؼ تكوف ىذه نبوة عف المسيح والقوؽ والبوـ مف الطيور النجسة؟! المسيح الذي ببل‬
‫وق وال ُب َ‬
‫البكاء مثؿ القُ َ‬
‫ت‬ ‫خطية صار خطية ألجمنا‪ .‬وكاف يبكي عمى حالنا‪ ،‬فيو بكى عمى أورشميـ وبكي عمى قبر لعازر‪ِ .‬‬
‫ص ْر ُ‬
‫ور ُم ْنفَ ِرٍد = حيف يعتدي أحد عمى عش العصفور ويقتموا صغاره يطير وحده باكياً ومصد اًر أصوات‬ ‫صفُ ٍ‬
‫َك ُع ْ‬
‫مؤلمة‪ .‬وىكذا قاؿ المسيح "تأتي ساعة تتركوني وحدي" وقد تركو الكؿ وقت الصميب‪ ،‬وكاف ىو يبكي عمى ىبلؾ‬
‫اد ِم ْث َل ا ْل ُخ ْب ِز = ىذه يقوليا داود في محنتو‪ ،‬إذ يقدـ توبة عف خطية أوريا الحثي فيو يشعر‬ ‫الرَم َ‬
‫ت َّ‬‫صالبيو‪ .‬أَ َك ْم ُ‬
‫أف كؿ مصائبو سببيا خطيتو‪ .‬لذلؾ يكمؿ أل ََّن َك َح َم ْمتَِني َوطَ َر ْحتَِني = فاهلل بعد أف حممو إلى كرسي المممكة‪ ،‬عاد‬

‫‪292‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫َّامي َك ِظ ّل َم ِائل ىنا نرى المسيح الذي مات عنا وكانت حياتو بالجسد‬
‫وطرحو مف عمى كرسيو بسبب الخطية‪ .‬أَي ِ‬
‫عمى األرض قصيرة ثـ يكمؿ في (ٕٔ)‪.‬‬

‫س‪َ ,‬وِذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ت َيا َرب فَِإلَى الد ْ‬


‫َّى ِر َجال ٌ‬
‫ٕٔ‬
‫َما أَ ْن َ‬
‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬أ َّ‬
‫بالرغـ مف موتؾ يا رب فأنت إلى الدىر جالس عمى عرشؾ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ْت َّأْ ِ‬ ‫ت تَقُوم وتَرحم ِ‬


‫الرفَة‪ ,‬ألَنَّ ُو َج َ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪ ,‬ألَنَّ ُو َوق ُ‬
‫ٖٔ‬
‫اد‪".‬‬
‫يع ُ‬
‫اء ا ْلم َ‬ ‫ُ َ ْ َُ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬
‫والموت لف يسود عميؾ يا رب بؿ أنت تقوـ وترحـ صييوف‪ .‬وىذه نبوة عف القيامة‪.‬‬

‫سروا ِب ِح َج َارِت َيا‪َ ,‬و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا‪".‬‬ ‫َن َع ِب َ‬


‫يد َك قَ ْد ُ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ٔٗ" -‬أل َّ‬
‫سروا ِب ِح َج َارِت َيا = المؤمنيف ىـ الحجارة الحية في ىيكؿ اهلل‬ ‫يد َك = رسمؾ الذي أرسمتيـ لمك ارزة‪ .‬قَ ْد ُ‬ ‫َع ِب َ‬
‫(ٔبطٕ‪َ )٘2‬و َحنوا إِلَى تَُارِب َيا = ليـ اشتياؽ في توبة مف ليـ حياة أرضية‪.‬‬
‫ض َم ْج َد َك‪".‬‬ ‫ب‪ ,‬و ُكل ممُ ِ‬
‫وك األ َْر ِ‬ ‫٘ٔ‬
‫الر ٍّ َ ُ‬ ‫اس َم َّ‬
‫ُم ُم ْ‬‫شى األ َ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪ " -‬فَتَ ْخ َ‬
‫األمـ الذيف لـ يعرفوا اهلل آمنوا وصاروا يخشونو‪ .‬ويعرفوف مجده ويخشوف غضبو‪.‬‬

‫ص ْي َي ْو َن ُي َرى ِب َم ْج ِد ِه‪".‬‬
‫الرب ِ‬
‫آية (‪ " - )ٔٙ‬إِ َذا َب َنى َّ‬
‫‪ٔٙ‬‬

‫ى ويعرؼ عممو حينما نرى مجده في كنيستو‪.‬‬


‫الرب بنى كنيستو بعد أف كانت قد خربت‪ ،‬والرب ُير ُ‬

‫صبلَ ِة ا ْل ُم ْ‬
‫ت إِلَى َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اء ُى ْم‪".‬‬
‫طٍّر‪َ ,‬ولَ ْم َي ْرُذ ْل ُد َع َ‬
‫ضَ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٚ‬ا ْلتَفَ َ‬
‫طٍّر = المسكيف المتواضع الذي يمجأ هلل‪ .‬واهلل ال يرذؿ مف يمتجئ إليو‪.‬‬ ‫ضَ‬
‫ا ْل ُم ْ‬

‫ب"‬ ‫الر َّ‬


‫س ٍّب ُح َّ‬ ‫آية (‪ٔٛ" - )ٔٛ‬ي ْكتَب ى َذا لِمدَّو ِر ِ‬
‫اآلخ ِر‪ ,‬و َ‬
‫ق ُي َ‬
‫ف ُي ْخمَ ُ‬
‫س ْو َ‬
‫ب َ‬
‫ش ْع ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫المرنـ بروح النبوة قد رأى الكنيسة التي خمقيا‪ ،‬وجدد خمقتيا المسيح‪ ،‬ويقوؿ أنو يكتب ىذا شيادة منو قبؿ أف‬
‫يصنع المسيح ىذا‪ ،‬لنعرؼ أف ىذا كاف في فكر اهلل وتحقؽ في مؿء الزماف‪ .‬وأف شعوب األرض الغارقة في‬
‫وثنيتيا ستخمؽ منيا كنيسة تسبح اسـ الرب‪.‬‬

‫س َم َع أ َِن َ‬ ‫ٕٓ ِ‬ ‫السم ِ‬


‫اء ِإلَى األ َْر ِ‬ ‫ف ِم ْن ع ْم ِو قُ ْد ِس ِو‪ِ َّ .‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٕ-ٜٔ‬أل ََّن ُو أَ ْ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫ين‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ض َنظَ َر‪,‬‬ ‫الرب م َن َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ش َر َ‬
‫اج ِت َما ِع‬
‫ِع ْن َد ْ‬
‫ٕٕ‬
‫يم‪,‬‬
‫شم َ‬
‫يح ِو ِفي أُور َ ِ‬
‫ُ‬
‫ب‪ ,‬وِبتَس ِب ِ‬
‫الر ٍّ َ ْ‬‫اسِم َّ‬ ‫ق ب ِني ا ْلمو ِت‪ٕٔ ,‬لِ َكي يحد َ ِ ِ‬
‫َّث في ص ْي َي ْو َن ِب ْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َْ‬
‫َس ِ ِ ِ‬
‫ير‪ ,‬ل ُي ْطم َ َ‬
‫األ ِ‬
‫ب‪".‬‬ ‫اد ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫وب َم ًعا َوا ْل َم َمالِ ِك لِ ِع َب َ‬
‫الش ُع ِ‬

‫‪293‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي)‬

‫ض َنظَ َر = قد تعني أف اهلل نظر لصبلة المساكيف‪ ،‬وقد تشير لتجسد‬ ‫ف ِم ْن ُع ْم ِو قُ ْد ِس ِو‪ ..‬إِلَى األ َْر ِ‬ ‫أل ََّن ُو أَ ْ‬
‫ش َر َ‬
‫المسيح الذي مف السماء ونزولو إلى األرض‪ .‬وجاء المسيح ليحيي مف كانوا قد ماتوا وصاروا أسرى إبميس‪،‬‬
‫اد ِة‬
‫وليعيدىـ لمحيا ة= يسبحوا الرب في الكنيسة= أورشميـ والكنيسة ستكوف اجتماع كؿ الشعوب َوا ْل َم َم ِال ِك ِل ِع َب َ‬
‫ب‪.‬‬
‫الر ٍّ‬
‫َّ‬

‫ض ِني ِفي ِنص ِ‬


‫ف‬ ‫صر أَي ِ‬
‫َّامي‪ .‬أَقُو ُل « َيا إِل ِيي‪ ,‬الَ تَ ْق ِب ْ‬
‫ٕٗ‬
‫ف ِفي الطَّ ِري ِ ِ‬ ‫ٖٕ‬
‫ْ‬ ‫ق قُ َّوتي‪ ,‬قَ َّ َ‬ ‫ض َّع َ‬
‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬‬
‫ور ِسنُ َ‬
‫وك‪".‬‬ ‫أَي ِ‬
‫َّامي‪ .‬إِلَى َد ْى ِر الد ُى ِ‬
‫قدمو المسيح لكنيستو‪ ،‬إال أف المؤمنيف مازالوا يموتوف ويمرضوف وتضعؼ قوتيـ‬ ‫بالرغـ مف الخبلص الذي َّ‬
‫َّامي = أي ال تجعمني أموت في‬ ‫ف أَي ِ‬
‫ض ِني ِفي ِنص ِ‬‫باألمراض‪ .‬واإلنساف يخاؼ الموت‪ ،‬لذلؾ يصرخ هلل الَ تَ ْق ِب ْ‬
‫ْ‬
‫شبابي‪ ،‬بؿ أريد أف أعيش فترة طويمة والمرنـ يبني رجاؤه في حياة طويمة عمى أف اهلل حي وىو حي إلى دىر‬
‫الدىور‪ .‬وىذا ما عممو المسيح لنا‪ ،‬فيو أعطانا حياتو حتى ال نموت أبدياً‪ .‬بؿ لقد صار موتنا بالجسد اآلف ىو‬
‫بداية حياتنا األبدية‪ .‬وصار المرض تأديباً لنا حتى ال نرتد عف اهلل‪ ،‬بؿ في ضعؼ جسدنا أثناء المرض ينكسر‬
‫كبريائنا‪ ..‬حقاً كما نقوؿ في القداس "حولت لي العقوبة خبلصاً"‪.‬‬

‫ات ِى َي َع َم ُل َي َد ْي َك‪ِ .‬ى َي تَِب ُ‬ ‫اآليات (ٕ٘‪ِ " - )ٕٛ-‬م ْن ِق َدٍم أ َّ‬
‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬
‫ت تَ ْبقَى‪َ ,‬و ُكم َيا‬ ‫يد َوأَ ْن َ‬ ‫الس َم َاو ُ‬
‫ض‪َ ,‬و َّ‬ ‫ت األ َْر َ‬ ‫سَ‬‫َس ْ‬
‫ِ‬ ‫ت ُى َو َو ِس ُن َ‬ ‫َكثَو ٍب تَْبمَى‪َ ,‬ك ِرَد ٍ‬
‫اء َع ِبيد َك َي ْ‬
‫وك لَ ْن تَ ْنتَ ِي َي‪ .‬أ َْب َن ُ‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬
‫َّت‬
‫ون‪َ ,‬وُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ‬ ‫س ُك ُن َ‬ ‫اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر‪َ .‬وأَ ْن َ‬ ‫ْ‬
‫ام َك»‪".‬‬
‫َم َ‬
‫أَ‬
‫اهلل األزلى األبدي‪ ،‬في مقارنة مع العالـ البالي‪ ،‬الذي ستنتيي صورتو الحالية‪ .‬السماء واألرض تزوالف‪ ،‬ليأتي‬
‫مكانيما سماء جديدة وأرض جديدة‪ .‬وصورة جسدنا الحالي ستزوؿ ونأخذ عوضاً عنيا الجسد الممجد‪ ،‬بعد أف‬
‫يؤدي الجسد وظيفتو الحالية يصير َكثَو ٍب ي ْبمَى ويدفف ونأخذ أو نمبس ثوباً جديداً = َك ِرَد ٍ‬
‫اء تُ َغ ٍّي ُرُى َّن فَتَتَ َغي َُّر‪.‬‬ ‫ْ‬
‫فاألرض الحالية والسماء الحالية أيضاً ليا دور كثوب مؤقت حينما يبمى نطويو ونرميو لنمبس ثوباً جديداً‪ .‬وصورة‬
‫الحياة الجديدة‪ .‬أجسادنا النورانية التي سنحصؿ عمييا ونعيش بيا في األرض الجديدة والسماء الجديدة ىذه‬
‫ِ‬
‫ام َك‪ .‬راجع اآليات (رؤٕٔ‪ٔ + ٔ2‬يوٖ‪+ ٕ2‬‬‫َم َ‬
‫َّت أ َ‬
‫ون َوُذٍّريَّتُ ُي ْم تُثَب ُ‬ ‫اء َع ِبيد َك َي ْ‬
‫س ُكنُ َ‬ ‫الصورة ستكوف أبدية = أ َْب َن ُ‬
‫فيٖ‪ٔ + ٕٔ2‬كو٘ٔ‪.)٘ٛ-ٖ٘2‬‬

‫‪294‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثالث‬

‫ىذا المزمور والمزمور الذي يميو يكوناف ترنيمة مزدوجة لمحمد والتسبيح‪ .‬ويبدأ كؿ منيما وينتيي بعبارة "باركي يا‬
‫نفسي الرب" واذا كاف ىذا المزمور قد نسب لداود فاألغمب أف المزمور التالي أيضاً قد كتبو داود‪ .‬ولكف ىناؾ‬
‫فرؽ بيف المزموريف‪ .‬فمزمور(ٖٓٔ) فيو يسبح المرنـ اهلل عمى إحساناتو الخاصة لممرنـ وبالتالي ىو مزمور‬
‫يتحدث عف خبرات شخصية أما المزمور (ٗٓٔ) فيسبح المرنـ اهلل عمى أعمالو في الخميقة عموماً‪ .‬في مزمور‬
‫(ٖٓٔ) نسمع عف إلو النعمة وفي مزمور (ٗٓٔ) عف إلو الطبيعة خالؽ الكؿ‪.‬‬

‫وس‪َ .‬با ِرِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫اط ِني لِيب ِ ِ‬


‫ب‪ ,‬و ُكل ما ِفي ب ِ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬
‫اآليات (ٔ‪َ ٔ" - )ٕ-‬ب ِ‬
‫ٕ‬
‫ب‪,‬‬‫الر َّ‬ ‫اس َم ُو ا ْلقُد َ‬
‫ارك ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ َ َ‬
‫س َن ِات ِو‪".‬‬
‫س ْي ُك َّل َح َ‬
‫َوالَ تَ ْن َ‬
‫ب = اإلنساف ىو عبارة عف جسد ونفس وروح‪ .‬والنفس ىي عواطؼ اإلنساف وغرائزه‪ ،‬بينما‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫َب ِ‬
‫الجسد ىو المأخوذ مف تراب‪ .‬أما الروح فيي نفخة اهلل‪ .‬والمقصود ىنا كما قاؿ بولس الرسوؿ في (رؤ‪" )ٜ2‬اهلل‬
‫الذي أعبده بروحي" أف نخضع بأرواحنا لنداء الروح القدس فينا وال نقاومو‪ ،‬وىو يقود عبادتنا وتسبيحنا هلل فنكوف‬
‫أناس روحييف‪ .‬أما مف يقاوـ صوت الروح القدس يصير إنساف جسداني فيو سيكوف خاضعاً لشيواتو وغرائزه‬
‫الجسدانية‪( .‬غؿ٘‪ .)ٕٙ-ٔٙ2‬ومف يسمؾ بالروح فيو يبارؾ الرب أي تمجده نفسو بفضائميا وفي ثمارىا الروحية‪،‬‬
‫ويرى الناس ىذه الثمار ويمجدوا أبانا الذي في السموات‪ .‬واذا أردنا أف نشكر الرب ويكوف لنا روح التسبيح‪ ،‬عمينا‬
‫س َن ِات ِو‪ .‬وكؿ ما في باطني ليبارؾ اسمو القدوس ىذه مثؿ تحب‬
‫س ْي ُك َّل َح َ‬
‫أف نذكر جميع حسناتو عمينا= َوالَ تَ ْن َ‬
‫الرب إليؾ مف كؿ نفسؾ ومف كؿ قمبؾ ومف كؿ قوتؾ ومف كؿ إرادتؾ ومف كؿ نفسؾ (راجع متٕٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫اض ِك‪ٗ .‬الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك‪ .‬الَِّذي‬‫ش ِفي ُك َّل أَمر ِ‬
‫َْ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )٘-‬الَِّذي َي ْغ ِف ُر َج ِميعَ ُذ ُنوِب ِك‪ .‬الَِّذي َي ْ‬
‫ٖ‬

‫ش َب ُاب ِك‪".‬‬
‫س ِر َ‬ ‫َّد ِم ْث َل َّ‬
‫الن ْ‬ ‫شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك‪ ,‬فَ َيتَ َجد ُ‬
‫الرفَ ِة‪ .‬الَِّذي ُي ْ‬
‫٘‬
‫الر ْح َم ِة َو َّأْ‬
‫ُي َكمٍّمُ ِك ِب َّ‬
‫نجد ىنا بعض األسباب التي نشكر عمييا الرب ونباركو‪ .‬فاهلل أعطانا بفدائو قوة لممعمودية بيا نولد جديداً وتغفر‬
‫كؿ خطايانا السابقة‪ .‬وأعطى قوة لسر االعت ارؼ وبو يمسح اهلل كؿ ذنوبنا‪ .‬دمو أعطى القوة والسمطاف لؤلسرار‬
‫اض ِك فاألمراض التي كانت بسبب الخطية تشفي حيف يتوب اإلنساف وتغفر‬ ‫ش ِفي ُك َّل أَمر ِ‬
‫َْ‬ ‫يع ُذ ُنوِب ِك‪َ ..‬ي ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل َي ْغف ُر َجم َ‬
‫خطاياه (يع٘‪ .)ٔ٘2‬الَِّذي َي ْف ِدي ِم َن ا ْل ُح ْف َرِة َح َياتَ ِك = ىذا ما قدمو المسيح لنا‪ ،‬أعطانا حياة عوضاً عف الموت‬
‫شبعُ ِبا ْل َخ ْي ِر ُع ْم َرِك = ولذلؾ نحف نشكر اهلل دائماً فيو صانع خيرات‪ .‬والخطية تسبب الشيخوخة الروحية‬ ‫بؿ ىو ُي ْ‬
‫اب النفس= وتطير وتحمؽ في السماويات مثؿ النسر‪ .‬واآلالـ‬ ‫س ِر َ‬
‫ش َب ُ‬ ‫َّد ِم ْث َل َّ‬
‫الن ْ‬ ‫لئلنساف‪ ،‬وحيف يغفر اهلل َيتَ َجد ُ‬
‫وىم وـ العالـ تحنى ظير اإلنساف فيصير كالشيخ‪ ،‬والمسيح يقوؿ "تعالوا يا جميع المتعبيف والثقيمي األحماؿ وأنا‬
‫أريحكـ‪ ،‬ىو يحمؿ عنا فنعود بأكتاؼ غير منحنية كالشيوخ‪ ،‬نعود بأكتاؼ مرفوعة كالشباب‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج)‬

‫س َرِائي َل‬ ‫ِ‬


‫وسى طُُرقَ ُو‪َ ,‬وَبني إِ ْ‬ ‫ف ُم َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ين‪َ .‬ع َّر َ‬ ‫يع ا ْل َم ْظمُو ِم َ‬‫اء لِ َج ِم ِ‬
‫ض ِ‬‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٙ‬اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل َوا ْلقَ َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫َّى ِر‪َ ٔٓ .‬ل ْم‬ ‫اك ُم إِلَى األ ََب ِد‪َ ,‬والَ َي ْح ِق ُد إِلَى الد ْ‬ ‫الر ْحم ِة‪ٜ .‬الَ يح ِ‬ ‫ط ِوي ُل الر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫َُ‬ ‫ير َّ َ‬ ‫وح َو َكث ُ‬ ‫وف‪َ ,‬‬ ‫يم َو َر ُؤ ٌ‬ ‫الرب َرح ٌ‬ ‫ْعالَ ُو‪َّ .‬‬ ‫أَف َ‬
‫ض قَ ِوَي ْت َر ْح َمتُ ُو‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫آثام َنا‪ .‬أل ََّن ُو ِم ْث ُل ْارِتفَ ِ‬
‫ازَنا حسب ِ‬
‫ط َايا َنا‪َ ,‬ولَ ْم ُي َج ِ َ َ َ‬
‫ٔٔ‬
‫ات فَ ْو َ‬ ‫اع َّ َ َ‬ ‫ب َخ َ‬ ‫سَ‬ ‫ص َن ْع َم َع َنا َح َ‬ ‫َي ْ‬
‫َب َعمَى ا ْل َب ِن َ‬ ‫ق ِم َن ا ْلم ْغ ِر ِب أ َْبع َد ع َّنا مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو‪َ ٕٔ .‬كبع ِ‬ ‫عمَى َخ ِائ ِف ِ‬
‫ٖٔ‬
‫الرب َعمَى‬ ‫َف َّ‬ ‫ين َيتََأر ُ‬ ‫َف األ ُ‬ ‫اص َي َنا‪َ .‬ك َما َيتََأر ُ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫ُْ َ‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫َّام ُو‪َ .‬ك َزَى ِر ا ْل َح ْق ِل َكذلِ َك ُي ْزِى ُر‪.‬‬
‫شب أَي ُ‬
‫ان ِم ْث ُل ا ْل ُع ْ ِ‬
‫س ُ‬ ‫اب َن ْح ُن‪ِ .‬‬
‫اإل ْن َ‬
‫٘ٔ‬
‫ف ِج ْبمَتََنا‪َ .‬ي ْذ ُك ُر أ ََّن َنا تَُر ٌ‬ ‫يو‪ .‬ألَنَّ ُو َي ْع ِر ُ‬
‫ٗٔ‬ ‫َخ ِائ ِف ِ‬
‫َّى ِر واألَب ِد عمَى َخ ِائ ِف ِ‬ ‫ون‪ ,‬والَ يع ِرفُ ُو مو ِ‬ ‫ِ‬
‫ب فَِإلَى الد ْ َ َ َ‬ ‫َن ِر ً‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫يو‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬
‫ض ُع ُو َب ْع ُد‪ .‬أَ َّما َر ْح َم ُة َّ‬ ‫َْ‬ ‫يحا تَ ْع ُب ُر َعمَ ْيو فَبلَ َي ُك ُ َ َ ْ‬ ‫‪ٔٙ‬أل َّ‬
‫ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ‬
‫وىا‪".‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وع ْدلُ ُو عمَى ب ِني ا ْلب ِن َ ‪ِ ِ ِ ٔٛ‬‬
‫ين‪ ,‬ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫نرى صورة لعمؿ المسيح الكفاري الذي بو رفع ذنوبنا "فدـ يسوع المسيح ابنو يطيرنا مف كؿ خطية (ٔيؤ‪.)ٚ2‬‬
‫وسى طُُرقَ ُو = كما أرسؿ موسى‬ ‫اَ َّلرب ُم ْج ِري ا ْل َع ْد ِل = لقد نفذ القضاء والعدؿ في المسيح نفسو بدالً منا‪َ .‬ع َّر َ‬
‫ف ُم َ‬
‫ليخمص الشعب ىكذا جاء المسيح ليحررنا مف إبميس ومف الموت‪ .‬وكما تعمد الشعب مع موسى في البحر‪،‬‬
‫ىكذا نموت مع المسيح ونقوـ في المعمودية (قصة الخروج مف مصر ودخوؿ كنعاف ىي نفسيا قصة الخبلص)‬
‫وآية (‪ )ٛ‬ىي نفسيا ما سمعو موسى في (خر‪ .)ٙ2ٖٗ،ٚ‬واهلل أعمف عف نفسو لموسى بأنو كثير الرحمة‪ ،‬ورحمتو‬
‫تجمت في أنو لـ يذكر لئلنساف خطأه لؤلبد وتركو يموت وييمؾ‪ ،‬فيو يعرؼ ضعؼ طبيعتنا‪ ،‬وضعفنا‪ .‬ولذلؾ‬
‫ص َاياهُ لِ َي ْع َممُ َ‬
‫وىا‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫أتى وفدى اإلنساف‪ .‬ولكف مف الذي سيستفيد مف ىذا الدـ المسفوؾ= ل َحافظي َع ْيده َوَذاك ِري َو َ‬

‫ب َيا َمبلَ ِئ َكتَ ُو‬ ‫الر َّ‬ ‫ود‪َ ٕٓ .‬ب ِ‬


‫ارُكوا َّ‬ ‫س ُ‬ ‫َّو‪َ ,‬و َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ‬ ‫َّت ُك ْر ِسي ُ‬ ‫السماو ِ‬
‫ات ثَب َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٕ-ٜٔ‬اَ َّلرب في َّ َ َ‬
‫اممِ َ‬
‫ين‬ ‫ود ِه‪ُ ,‬خدَّام ُو ا ْلع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يع ُج ُن ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َيا َجم َ‬ ‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬ ‫ص ْو ِت َكبلَ ِم ِو‪َ ٕٔ .‬ب ِ‬ ‫اع َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعمِ َ‬
‫ين أ َْم َرهُ ع ْن َد َ‬
‫ين قَُّوةً‪ ,‬ا ْلفَ ِ‬
‫ا ْل ُم ْقتَِد ِر َ‬
‫ب‪".‬‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِس َي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫س ْمطَ ِان ِو‪َ .‬ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب يا ج ِميع أ ْ ِ ِ ِ‬
‫َع َمالو‪ ,‬في ُك ٍّل َم َواض ِع ُ‬ ‫الر َّ َ َ َ‬ ‫ارُكوا َّ‬‫ضاتَ ُو‪َ ٕٕ .‬ب ِ‬‫َم ْر َ‬
‫َّو = إشارة لممكو وعرشو الطاىر المنزه عف‬ ‫َّت ُك ْر ِسي ُ‬
‫ات ثَب َ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل القدوس المتعالى عف األرضيات = في َّ َ َ‬
‫ود‪ .‬وألف المسيح وحَّد السمائييف‬ ‫س ُ‬ ‫األرضيات والنجاسات‪ .‬ولكنو يحكـ كضابط لمكؿ= َم ْممَ َكتُ ُو َعمَى ا ْل ُك ٍّل تَ ُ‬
‫واألرضييف‪ .‬يطمب المرتؿ مف الكؿ مبلئكة وبشر أف يباركوا الرب‪ .‬فمقد أصبحنا جميعاً جنوده الواقفيف أمامو‪،‬‬
‫الكؿ واقؼ أماـ كرسيو السمائي معترفاً بحسناتو وجوده وقدرتو‪ .‬نحف في تسبيحنا نشارؾ المبلئكة عمميـ‪َ .‬ب ِ‬
‫ارُكوا‬
‫َع َمالِ ِو = كؿ أعماؿ اهلل‪ ،‬خميقتو وتدبيراتو‪ ،‬ىي عجيبة يجب أف نسبحو عمييا‪.‬‬
‫يع أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ب َيا َجم َ‬
‫الر َّ‬
‫َّ‬

‫‪296‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والرابع‬

‫سبؽ موسى وقاؿ في خمقة العالـ أف اهلل وجد كؿ شئ أنو حسف جداً‪ .‬وداود ىنا يترنـ ويسبح اهلل عمى خميقتو‬
‫التي أبدعيا وكانت حسنة جداً‪.‬‬

‫ت‪".‬‬
‫سَ‬‫ت ِجدًّا‪َ .‬م ْج ًدا َو َجبلَالً لَ ِب ْ‬
‫ب‪َ .‬يا َرب إِل ِيي‪ ,‬قَ ْد َعظُ ْم َ‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬ب ِ‬
‫ت ِجدًّا = ليس معناىا أف اهلل قد زادت عظمتو‪ ،‬بؿ معناىا أف المرنـ شعر بعظمتو إذ استنارت عينيو‬ ‫قَ ْد َعظُ ْم َ‬
‫ورأى عظمة اهلل فنطؽ بيا‪ .‬واهلل يتعظـ بإيماف وتوبة الناس‪ ،‬فمف يتوب يتنقي قمبو فيعايف الرب ‪ ،‬وحينئذ تنكشؼ‬
‫لو عظمتو‪.‬‬

‫شقَّ ٍة‪".‬‬ ‫السماو ِ‬


‫ات َك ُ‬ ‫ِ‬
‫ور َكثَْو ٍب‪ ,‬ا ْل َباسطُ َّ َ َ‬
‫ٕ َّ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬البل ِب ُ‬
‫س الن َ‬
‫اهلل ساكف في نور ال يدني منو (ٔتي‪ + ٔٙ2ٔٙ‬يعٔ‪ .)ٔٚ2‬واهلل نور (يؤ‪ )ٜ2‬وأوؿ خمقة اهلل في اليوـ األوؿ‬
‫كانت النور‪ .‬والنور يشير لمعرفة اهلل فبل شئ يستتر أمامو‪ .‬والسموات بسطيا اهلل كشقة (خيمة أو ستارة) حتى ال‬
‫شقَّ ٍة ( ستارة ) جميمة ‪.‬‬
‫نرى نوره فنموت‪.‬ىذا فضبل عف اف اهلل خمؽ السموات وزينيا بالكواكب فصارت َك ُ‬

‫َج ِن َح ِة ٍّ‬ ‫السحاب مرَكبتَ ُو‪ ,‬ا ْلم ِ‬ ‫اه‪ .‬ا ْلج ِ‬
‫ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ‬
‫سقٍّ ُ َ َ‬
‫ٖ‬
‫يح‪".‬‬
‫الر ِ‬ ‫اشي َعمَى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫اع ُل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬ا ْل ُم َ‬
‫اب َم ْرَك َبتَ ُو = كما يحجب السحاب‬ ‫لخدمة البشر؟ ا ْلج ِ‬
‫الس َح َ‬
‫اع ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫ىنا نرى أف اهلل يدبر السحاب والمطر والرياح‬
‫نور الشمس‪ ،‬نفيـ أف نور اهلل ومجده محتجبيف عنا‪ .‬فاهلل قاؿ لموسى ال يراني اإلنساف ويعيش‪ ،‬إذ ال يحتمؿ‬
‫اإلنساف بجسده الحالي أف يرى اهلل‪ .‬لذلؾ كاف السحاب يظير دائماً مع ظيورات اهلل "سواء في خيمة االجتماع‬
‫ف عبلَ لِي ُو ِبا ْل ِمي ِ‬
‫اه = إشارة لوجود مياه المطر في‬ ‫َ‬ ‫سقٍّ ُ َ َ‬ ‫أو في الييكؿ‪ ،‬وقد حجبت سحابة المسيح عند صعوده‪ .‬ا ْل ُم َ‬
‫السحاب‪ .‬فالجمد يفصؿ بيف مياه ومياه‪.‬‬

‫ار ُم ْمتَ ِي َب ًة‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٗ) ‪ِ َّ ٗ" -‬‬


‫َّام ُو َن ًا‬ ‫الصانعُ َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً‬
‫احا‪َ ,‬و ُخد َ‬
‫ِ‬
‫ار‬
‫َّام ُو َن ًا‬
‫احا = نشعر بعمميـ دوف أف نراىـ‪ ،‬وىـ في تنفيذ أوامر اهلل في منتيى السرعة كالريح‪َ .‬و ُخد َ‬ ‫َمبلَ ئ َكتَ ُو ِرَي ً‬
‫ُم ْمتَ ِي َب ًة = ليـ طبيعة روحية‪ ،‬وكما أف اهلل نار آكمة ىكذا مبلئكتو‪ ،‬قمبيـ ممتيب فييـ كنار حباً هلل‪.‬‬

‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪".‬‬


‫اع ِد َىا فَبلَ تَتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬
‫ض عمَى قَو ِ‬
‫َ‬ ‫س األ َْر َ َ‬
‫سُ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْل ُم َؤ ٍّ‬
‫أي أف اهلل ثبت األرض فبل تتزعزع‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر‪.‬‬ ‫تَير ِ‬
‫ف ا ْل ِم َياهُ‪ِ ٚ .‬م ِن ا ْن ِت َي ِ‬
‫ب‪ ,‬م ْن َ‬
‫ار َك‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ال تَ ِق ُ‬
‫ق ا ْل ِج َب ِ‬
‫س ْوتَ َيا ا ْل َغ ْم َر َكثَْو ٍب‪ .‬فَ ْو َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٜ-ٙ‬ك َ‬
‫ض ِع الَِّذي أ َّ‬ ‫اع‪ ,‬إِلَى ا ْلمو ِ‬ ‫ال‪ .‬تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ‬‫ص َع ُد إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫لَ َيا تَ ْخ ًما الَ تَتَ َعدَّاهُ‪ .‬الَ تَْرجعُ‬
‫ت‬‫ض ْع َ‬
‫ستَ ُو لَ َيا‪َ .‬و َ‬ ‫َس ْ‬ ‫َْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ض‪".‬‬ ‫لِتُ َغطٍّ َي األ َْر َ‬
‫في بداية الخميقة كانت المياه تغمر كؿ األرض بؿ تغمر الجباؿ حتى حدد اهلل مكاناً لممياه ومكاناً لميابسة في‬
‫اليوـ الثالث (تؾٔ‪ .) ٜ2‬ولـ تتعدى المياه الموضع الذي حدده اهلل إال مرة واحدة حيف غضب اهلل عمى العالـ‬
‫ص ْو ِت َر ْع ِد َك تَ ِفر = مف صوت غضب اهلل غيرت المياه أماكنيا مف‬ ‫ار َك تَير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأغرقو بالطوفاف‪ .‬م ِن ا ْنت َي ِ ْ ُ ُ‬
‫ب م ْن َ‬
‫ال = تصعد إلى الجباؿ لتفنى النسؿ الخاطئ ثـ تعود إلى المكاف الذي حدده اهلل‬ ‫ص َع ُدت لتغطي ا ْل ِج َب ِ‬ ‫قاع البحار و ْ‬
‫اع ‪.‬وبحسب وعدؾ يا رب انؾ ال تعود تغرؽ العالـ بالطوفاف = الَ تَْرجعُ المياه لِتُ َغطٍّ َي‬ ‫ليا= تَ ْن ِز ُل إِلَى ا ْل ِبقَ ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫األ َْر َ‬

‫ِ ِ‬ ‫س ِقي ُك َّل َح َي َو ِ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ٔٓ" - )ٕٔ-‬اَْلمفَ ٍّجر ُع ُيوًنا ِفي األ َْوِد َي ِة‪َ .‬ب ْي َن ا ْل ِج َب ِ‬
‫ال تَ ْج ِري‪ .‬تَ ْ‬
‫ٔٔ‬
‫اء‬
‫ان ا ْل َبٍّر‪ .‬تَ ْكس ُر ا ْلف َر ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫َىا‪ٕٔ .‬فَوقَيا طُيور َّ ِ‬
‫ص ْوتًا‪".‬‬
‫س ٍّمعُ َ‬‫ان تُ َ‬ ‫س ُك ُن‪ .‬م ْن َب ْي ِن األَ ْغ َ‬
‫الس َماء تَ ْ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬ ‫ظَ ْمأ َ‬
‫نرى اهلل الميتـ بكؿ خميقتو‪ ،‬فاهلل يفجر المياه في كؿ مكاف ليروي كؿ خميقتو‪.‬‬

‫َع َم ِال َك تَ ْ‬
‫يو‪ِ .‬م ْن ثَ َم ِر أ ْ‬
‫ال ِم ْن عبلَ لِ ِ‬ ‫الس ِ‬
‫اقي ا ْل ِج َب َ‬
‫ٖٔ‬
‫ض‪".‬‬
‫ش َبعُ األ َْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪" -‬‬
‫الجباؿ العالية تستقي مف عبللي اهلل أي مف مطر الغيـ‪ .‬ونفيـ أف الجباؿ تشير إلى القديسيف وىؤالء يروييـ اهلل‬
‫ويمؤلىـ مف الروح القدس‪.‬‬

‫اج ُخ ْب ٍز ِم َن األ َْر ِ‬


‫ض‪",‬‬ ‫ان‪ِ ,‬إل ْخ َر ِ‬
‫سِ‬ ‫ض َرةً لِ ِخ ْد َم ِة ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ش ًبا لِ ْم َب َي ِائِم‪َ ,‬و ُخ ْ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ " -‬ا ْل ُم ْن ِب ُ‬
‫ت ُع ْ‬
‫ٗٔ‬

‫ىنا نجد اهلل يعطي العشب لمحيواف‪ .‬والخبز لئلنساف‪ .‬واإلنساف ال يحيا فقط بالخبز بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ‬
‫اهلل‪ .‬والكممة صار جسداً وصار خب اًز ليعطي لمف يأكمو حياة‪.‬‬

‫سِ‬ ‫ب ِ‬ ‫الزْي ِت‪ ,‬و ُخ ْب ٍز ي ِ‬


‫اع َو ْج ِي ِو أَ ْكثََر ِم َن َّ‬
‫ان‪ِ ,‬إل ْل َم ِ‬
‫سِ‬ ‫ب ِ‬‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬و َخ ْم ٍر تُفٍَّر ُح َق ْم َ‬
‫٘ٔ‬
‫ان‪".‬‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫سن ُد َق ْم َ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْن َ‬
‫ىنا نجد الخبز والخمر إشارة لجسد المسيح ودمو‪ .‬والخمر إشارة لمفرح‪ .‬فاهلل يعطي فرحاً لعبيده يممع وجوىيـ‬
‫الزْي ِت = الزيت إشارة لعطور العالـ‪.‬‬ ‫أَ ْكثََر ِم َن َّ‬

‫ب‪ ,‬أَرُز لُ ْب َن َ ِ‬
‫ان الَّذي َن َ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫ص َب ُو‪".‬‬ ‫الر ٍّ ْ‬
‫ش َج ُار َّ‬
‫ش َبعُ أَ ْ‬
‫آية (‪ " - )ٔٙ‬تَ ْ‬
‫أشجار الرب واألرز إشارة لشعب اهلل المثمر الذي كالنخمة يزىو وكاألرز (مزٕ‪.)ٕٔ2ٜ‬‬

‫الس ْرُو َب ْيتُ ُو‪".‬‬ ‫َما المَّ ْقمَ ُ‬


‫ق فَ َّ‬ ‫ير‪ .‬أ َّ‬ ‫اك ا ْلع ِ‬ ‫ث تُ َع ٍّ‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫صاف ُ‬
‫ش ُى َن َ َ َ‬
‫شُ‬ ‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬ح ْي ُ‬

‫‪298‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫المؤمنيف الذيف صاروا كاألرز في قامتيـ الروحية تأتي ليـ العصافير أي صغار المؤمنيف (المؤمنيف حديثاً)‬
‫َما المَّ ْقمَ ُ‬
‫ق‬ ‫ويتتممذوف عندىـ‪ ،‬ويسمعوف منيـ كممة اهلل لتعزييـ كما يستظؿ إنساف بظؿ شجرة مف ح اررة الشمس‪ .‬أ َّ‬
‫الس ْرُو َب ْيتُ ُو = اهلل يعوؿ كؿ الطيور والحيوانات ويجد ليا مأوى‪ .‬والمقمؽ طائر نجس رائحتو كريية ويشير‬
‫فَ َّ‬
‫لئلنساف قبؿ المسيح‪ ،‬ولكف حتى اإلنساف النجس وجد لو مكاناً في المسيح ليستريح‪ .‬والسرو يشير لممسيح‬
‫بالجسد فيو مف نبت األرض‪ ،‬طيب الرائحة‪ ،‬ال يأكمو السوس‪.‬‬

‫ور َم ْم َجأٌ لِ ْم ِوَب ِ‬


‫ار‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ِ ٔٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٔٛ‬ا ْلج َبا ُل ا ْل َعال َي ُة ل ْم ُو ُعول‪ ,‬الص ُخ ُ‬
‫ول (األيائؿ) تدوس الحيات‪ .‬ىذه تسكف الجباؿ‪ .‬إشارة لمقديسيف الذيف ييزموف الشياطيف‪ .‬وا ْل ِوَبار ىو حيواف‬ ‫ا ْل ُو ُع ِ‬
‫ضعيؼ ونجس (في العيد القديـ) وىو غير قادر أف يحفر لو جح اًر لذلؾ يحتمي بالص ُخور‪ .‬ففي المسيح حتى‬
‫أضعؼ الخطاة يجدوا ليـ ممجأ‪.‬‬

‫ف َم ْغ ِرَب َيا‪".‬‬
‫س تَ ْع ِر ُ‬ ‫آية (‪ٜٔ" - )ٜٔ‬ص َنع ا ْلقَمر لِ ْممو ِاق ِ‬
‫يت‪َّ .‬‬
‫الش ْم ُ‬ ‫َ َ ََ ََ‬
‫اهلل خمؽ الكواكب ويضبطيا ويحكـ مواعيدىا‪.‬‬

‫يو َي ِدب ُكل َح َي َوان ا ْل َو ْع ِر‪".‬‬


‫صير لَ ْي ٌل‪ِ .‬ف ِ‬
‫ِ‬ ‫ٕٓ‬
‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬تَ ْج َع ُل ظُ ْم َم ًة فَ َي ُ‬
‫تفيـ أف اهلل جعؿ الظممة لراحة اإلنساف‪ .‬ولخروج الوحوش تبحث عف طعاميا‪ .‬وىناؾ مف تأمؿ في اآلية ورأي‬
‫فييا إشارة لمظممة التي حدثت وقت الصميب‪ .‬وكاف الييود ىـ حيواف الوعر الذي خرج يدب ويا لآلسى فمقد‬
‫افترسوا المسيح‪ ،‬وىكذا كؿ شرير ينتظر الميؿ ليخرج ويمتيـ األبرياء‪.‬‬

‫ام َيا‪".‬‬ ‫ف‪ ,‬ولِتَ ْمتَ ِمس ِم َن ِ‬ ‫ش َبا ُل تَُزْم ِج ُر لِتَ ْخ َ‬


‫ٕٔ‬
‫ط َع َ‬
‫اهلل َ‬ ‫َ‬ ‫طَ َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬األَ ْ‬
‫اهلل يرزؽ حتى الحيوانات المتوحشة‪ .‬وروحياً فاألسد يرمز إلبميس ومعنى أنو يمتمس مف اهلل طعامو‪ ،‬أنو يشتكي‬
‫القديسيف كما عمؿ في حالة أيوب ليؤذييـ بسماح مف اهلل‪.‬‬
‫ض‪".‬‬‫ييا تَْرِب ُ‬ ‫س فَتَ ْجتَ ِمعُ‪َ ,‬وِفي َم ِ‬
‫آو َ‬ ‫ق َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫ش ِر ُ‬
‫ٕٕ‬
‫آية (ٕٕ) ‪ " -‬تُ ْ‬
‫حيف أشرؽ المسيح شمس البر رجعت الشياطيف إلى مرابضيا ألف المسيح قيدىا‪.‬‬

‫ش ْغمِ ِو إِلَى ا ْلمس ِ‬


‫اء‪".‬‬ ‫ان َي ْخ ُر ُج إِلَى َع َممِ ِو‪َ ,‬وِالَى ُ‬
‫س ُ‬ ‫آية (ٖٕ) ‪ِ ٕٖ" -‬‬
‫َ َ‬ ‫اإل ْن َ‬
‫حيف قيد المسيح الشياطيف‪ ،‬صارت ىناؾ فرصة لمعمؿ فانتشرت الك ارزة‪.‬‬

‫اك‪ٕ٘ .‬ى َذا ا ْل َب ْح ُر‬ ‫ض ِم ْن ِغ َن َ‬ ‫ِ ٍ‬


‫َع َمالَ َك َيا َرب! ُكمَّ َيا ِبح ْك َمة َ‬
‫ٕٗ‬
‫ت‪َ .‬مآلن ٌة األ َْر ُ‬ ‫ص َن ْع َ‬ ‫َعظَ َم أ ْ‬
‫اآليات (ٕٗ‪َ " - )ٖٓ-‬ما أ ْ‬
‫اك تَ ْج ِري السفُ ُن‪ .‬لِ ِوَياثَ ُ‬ ‫ان َم َع ِك َب ٍ‬
‫ص َغ ُار َح َي َو ٍ‬ ‫ات ِببلَ ع َد ٍد‪ِ .‬‬ ‫اسع األَ ْطر ِ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َك ِب ُ‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫ان ى َذا‬ ‫ار‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫َ‬ ‫َّاب ٌ‬
‫اك َدب َ‬
‫اف‪ُ .‬ى َن َ‬ ‫َ‬ ‫ير ا ْل َو ُ‬

‫‪299‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع)‬

‫ييا فَتَ ْمتَ ِقطُ‪ .‬تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتَ ْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ‪ِ ٕٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ‪ٕٚ‬‬ ‫ِ‬
‫ش َبعُ َخ ْي ًرا‪.‬‬ ‫يو‪ُ .‬كم َيا إِي َ‬
‫َّاك تَتََرجَّى لتَْرُزقَ َيا قُوتَ َيا في حينو‪ .‬تُ ْعط َ‬ ‫ب ف‬ ‫َخمَ ْقتَ ُو ل َي ْم َع َ‬
‫ٍّد َو ْج َو األ َْر ِ‬ ‫وت‪ ,‬وِالَى تُ ارِبيا تَع ُ ٖٓ ِ‬
‫ب َو ْج َي َك فَتَْرتَاعُ‪ .‬تَ ْن ِزعُ أ َْرَو َ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫ض‪".‬‬ ‫ق‪َ ,‬وتُ َجد ُ‬ ‫وح َك فَتُ ْخمَ ُ‬
‫ود‪ .‬تُْرس ُل ُر َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫اح َيا فَتَ ُم ُ َ‬ ‫تَ ْح ُج ُ‬
‫اك تَ ْج ِري السفُ ُن = مراكب التجار‬
‫ات تشير لئلنساف الغارؽ في خطايا العالـ ُى َن َ‬ ‫َّاب ٌ‬ ‫ا ْل َب ْح ُر ا ْل َك ِب ُ‬
‫ير يشير لمعالـ‪ .‬وال َدب َ‬
‫ان = قد يشير لممخموقات البحرية الضخمة‬ ‫السالكيف في البحر إشارة لحياة الناس في العالـ‪ .‬لكف ىناؾ لِ ِوَياثَ ُ‬
‫كالتمساح والحوت‪ .‬ولكنو ىو مف اسمو‪ ،‬ومعناه الحية إشارة لمشيطاف الذي ىو في العالـ ويسبب بمعبو أي‬
‫بخداعاتو سقوط الناس في الشر‪ .‬وكاف لوياثاف قبؿ المسيح طميقاً يمعب كما يشاء وبعد المسيح قيدت حركتو‪.‬‬
‫والمخموقات كميا تترجي اهلل ويرزقيا أب ار اًر وأشرار‪ .‬وحيف تخطئ يحجب وجيو فترتاع‪ .‬في يد اهلل أرواح كؿ‬
‫الخميقة ينزعيا حيف يريد‪ .‬وكما كاف روح اهلل قديماً يرؼ عمى المياه فخرجت الخميقة‪ .‬ىكذا مازاؿ روح اهلل يعمؿ‬
‫في المعمودية ليعطي خميقة جديدة ليجدد وجو األرض‪ .‬ويخرج مف الفساد عدـ فساد‪.‬‬

‫َع َمالِ ِو‪".‬‬


‫الرب ِبأ ْ‬ ‫ب إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪َ .‬ي ْف َر ُح َّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ون َم ْج ُد َّ‬
‫ٖٔ‬
‫آية (ٖٔ) ‪َ " -‬ي ُك ُ‬
‫َع َمالِ ِو‪ .‬وكما وجد الخميقة حسنة جداً عند خمقتيا‪ ،‬فيو بعد الفداء وتجديد الخمقة فرح جداً بفدائو‬ ‫الرب ِبأ ْ‬
‫َي ْف َر ُح َّ‬
‫وتجديد أوالده وأنيـ سيمجدونو إلى الدىر‪.‬‬

‫ض فَتَْرتَِع ُد‪َ .‬ي َمس ا ْل ِج َب َ‬


‫ال فَتُ َد ٍّخ ُن‪".‬‬ ‫الن ِ‬
‫اظ ُر إِلَى األ َْر ِ‬ ‫آية (ٕٖ) ‪َّ ٖٕ" -‬‬
‫ماذا كاف مصير اإلنساف بدوف الفداء؟ نرى اإلجابة في ىذه اآلية‪ .‬فإف كانت األرض ترتعد بنظرة مف اهلل‪،‬‬
‫والجباؿ تدخف بممسة منو‪ ،‬فماذا لو غضب اهلل عمى اإلنساف الضعيؼ‪ .‬وىذا ما سيكوف عميو األشرار يوـ‬
‫الدينونة‪.‬‬

‫ب ِفي َح َي ِاتي‪ .‬أ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ‬


‫آية (ٖٖ) ‪ " -‬أُ َغ ٍّني لِ َّمر ٍّ‬
‫ٖٖ‬
‫ودا‪".‬‬
‫ت َم ْو ُج ً‬
‫بعد أف تأمؿ المرنـ في عطايا اهلل وقدرتو أخذ يسبحو‪ ،‬كما سنفعؿ حيف نراه في السماء‪.‬‬

‫ش َرُار الَ َي ُكوُنوا َب ْع ُد‪.‬‬ ‫ب‪ٖ٘ .‬لِتَُب ِد ا ْل ُخطَاةُ ِم َن األ َْر ِ‬


‫ض َواألَ ْ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (ٖٗ‪ٖٗ" - )ٖ٘-‬فَيمَذ لَ ُو َن ِش ِ‬
‫يدي ‪َ ,‬وأََنا أَف َْر ُح ِب َّ‬ ‫َ‬
‫ب‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫ارِكي َيا َن ْف ِسي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫َب ِ‬
‫ويا = سبحاً هلل‪.‬‬ ‫بينما يسبح األبرار في السماء سيكوف نصيب األشرار محزناً‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬

‫‪300‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخامس‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل‪ .‬ولكف الموضوع ىنا حوؿ العجائب التي صنعيا اهلل مع شعبو في دخوليـ مصر وخروجيـ‬
‫منيا‪ ،‬وكيؼ كاف في كؿ ىذا أميناً في وعوده آلبائيـ إبراىيـ واسحؽ ويعقوب‪.‬‬

‫َع َمالِ ِو‪َ ٕ .‬غنوا لَ ُو‪َ .‬رٍّن ُموا لَ ُو‪ .‬أَ ْن ِش ُدوا ِب ُك ٍّل‬
‫ُمِم ِبأ ْ‬ ‫ِب ِ ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٚ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬
‫ٔ‬
‫اسمو‪َ .‬عٍّرفُوا َب ْي َن األ َ‬
‫ب‪ْ .‬اد ُعوا‬
‫ْ‬ ‫الر َّ‬
‫ُقمُوب الَِّذ َ ِ‬
‫وس‪ .‬لِتَ ْف َر ْح‬
‫اس ِم ِو ا ْلقُد ِ‬ ‫ِ ِ ٖ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الر َّ‬
‫ون َّ‬ ‫س َ‬ ‫ين َي ْمتَم ُ‬ ‫ُ‬ ‫َع َجائ ِبو‪ .‬افْتَخ ُروا ِب ْ‬
‫يم‬ ‫يو‪ٙ ,‬يا ُذٍّريَّ َة إِ ْبر ِ‬
‫اى‬ ‫َح َكام ِف ِ‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫ب وقُ ْدرتَ ُو‪ .‬ا ْلتَ ِمسوا و ْجي ُو َد ِائما‪٘ .‬ا ْذ ُكروا عج ِائب ُو الَِّتي ص َنع‪ ,‬آي ِات ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫ُ‬
‫ٗ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ام ُو‪".‬‬
‫َح َك ُ‬ ‫لي َنا ِفي ُك ٍّل األ َْر ِ‬
‫ض أْ‬ ‫الرب إِ ُ‬ ‫يو‪ُ .‬ى َو َّ‬
‫ِ ‪ٚ‬‬
‫وب ُم ْختَ ِ‬
‫ار‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َع ْبده‪َ ,‬يا َبني َي ْعقُ َ‬
‫دعوة لمتسبيح والشكر‪ .‬ودعوة لنشيد لعمؿ اهلل وسط كؿ الناس‪ .‬ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح بو‪ .‬وأف نطمبو‬
‫وحده ففيو كؿ الكفاية‪ .‬فقط نذكر عجائبو السابقة وكيؼ أنو كاف أميناً في وعوده لشعبو‪ ،‬ونطمب منو دائماً واثقيف‬
‫أنو لف يخذؿ عبيده‪ .‬أوالده اهلل ال يفتخروف بذىب أو مجد أرضي‪ ،‬بؿ يفتخروف بأف اهلل إلييـ‪ ،‬إذا طمبوه‬
‫يو = فاهلل ترؾ نسؿ عيسو والسيد المسيح‬‫ار ِ‬
‫وب ُم ْختَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يستجيب‪ .‬وىذا ما قالو بطرس لممقعد (أعٖ‪َ .)ٙ2‬بني َي ْعقُ َ‬
‫يقوؿ لتبلميذه "أنا اخترتكـ مف العالـ" (يو٘ٔ‪.)ٜٔ2‬‬

‫ف َدو ٍر‪ٜ ,‬الَِّذي ع َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّى ِر عي َده‪َ ,‬كبلَما أَوصى ِب ِو إِلَى أَْل ِ‬


‫اآليات (‪َ " - )ٕٔ-ٛ‬ذ َك َر إِلَى الد ْ َ ْ ُ‬
‫‪ٛ‬‬
‫س َموُ‬‫يم‪َ ,‬وقَ َ‬
‫اى َد بو إ ْبراى َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً ْ َ‬
‫يرِاث ُك ْم»‪ٕٔ .‬إِ ْذ‬ ‫ِ‬
‫ان َح ْب َل م َ‬ ‫ُع ِطي أ َْر َ‬
‫ض َك ْن َع َ‬ ‫يل َع ْي ًدا أ ََب ِديًّا‪ ,‬قَ ِائبلً «لَ َك أ ْ‬
‫ٔٔ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫وب فَ ِر َ‬
‫يض ًة‪َ ,‬وِإل ْ‬
‫ِ‬ ‫ٓٔ‬
‫حاق‪ ,‬فَثَبَّتَ ُو ل َي ْعقُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ِإل ْ‬
‫ييا‪".‬‬ ‫ين و ُغرب ِ‬ ‫ِِ‬
‫اء ف َ‬‫صى‪َ ,‬قميم َ َ َ َ َ‬ ‫َكا ُنوا َع َد ًدا ُي ْح َ‬
‫اهلل وعد اآلباء بأف تكوف أرض كنعاف ميراثاً ليـ وقد فعؿ‪ .‬وبينما كاف يعقوب وأوالده عدد قميؿ (ٓ‪ٚ‬نفس) إال أف‬
‫اهلل نفذ وعده بطريقة عجيبة‪ .‬وبعد أف كانوا غرباء في أرض كنعاف صاروا سادة فييا وباركيـ وقسموىا بالحبؿ‬
‫بيشوع‪.‬‬

‫سا ًنا َي ْظمِ ُم ُي ْم‪َ ,‬ب ْل‬


‫ع إِ ْن َ‬
‫ٗٔ‬
‫ش ْع ٍب َ‬
‫آخ َر‪َ .‬فمَ ْم َي َد ْ‬ ‫ُم ٍة‪ِ ,‬م ْن َم ْممَ َك ٍة إِلَى َ‬
‫ُم ٍة إِلَى أ َّ‬
‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٔ٘-‬ذ َى ُبوا ِم ْن أ َّ‬
‫ٖٔ‬

‫يئوا إِلَى أَ ْن ِب َي ِائي»‪".‬‬


‫س َح ِائي‪َ ,‬والَ تُ ِس ُ‬ ‫َّخ ممُو ًكا ِم ْن أ ْ ِ ٘ٔ ِ‬
‫َجم ِي ْم‪ ,‬قَائبلً «الَ تَ َمسوا ُم َ‬ ‫َوب َ ُ‬
‫إبراىيـ أنتقؿ مف أرض الكمدانييف إلى كنعاف‪ .‬ونزؿ إلى مصر‪ .‬واهلل حافظ عميو وعمى سارة امرأتو‪ .‬ووبخ فرعوف‬
‫وأبيمالؾ ألجميما‪.‬‬

‫ِ‬
‫ام ُي ْم َر ُجبلً‪ِ .‬ب َ‬ ‫ام ا ْل ُخ ْب ِز ُكمَّ ُو‪ .‬أ َْر َ‬ ‫اآليات (‪َ ٔٙ" - )ٕٕ-ٔٙ‬د َعا ِبا ْل ُجوِع َعمَى األ َْر ِ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ف‬‫وس ُ‬
‫يع ُي ُ‬ ‫َم َ‬
‫س َل أ َ‬ ‫س َر ق َو َ‬
‫ض‪َ .‬ك َ‬
‫يء َكمِ َم ِت ِو‪ .‬قَ ْو ُل َّ‬
‫ْت م ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْب ًدا‪ٔٛ .‬آ َذوا ِبا ْلقَ ْي ِد ِر ْجمَ ْي ِو‪ِ .‬في ا ْلح ِد ِ‬
‫يد َد َخمَ ْت َن ْف ُ ‪ِٜٔ‬‬
‫ٕٓ‬
‫س َل‬
‫امتَ َح َن ُو‪ .‬أ َْر َ‬
‫ب ْ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫س ُو‪ ,‬إلَى َوق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪301‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص)‬

‫ِ ِ ٕٕ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو‪.‬‬


‫سمَّطًا َعمَى ُك ٍّل ُم ْمكو‪ ,‬ل َيأ ُ‬ ‫ان َّ ِ‬
‫ٕٔ‬
‫اءهُ‬
‫س َ‬‫ْس َر ُر َؤ َ‬ ‫س ٍّي ًدا َعمَى َب ْيتو‪َ ,‬و ُم َ‬
‫ام ُو َ‬
‫الش ْعب فَأَ ْطمَقَ ُو‪ .‬أَقَ َ‬ ‫س ْمطَ ُ‬‫ُ‬ ‫س َل‬ ‫أ َْر َ‬
‫شا ِي َخ ُو ِح ْك َم ًة‪".‬‬
‫اد ِت ِو‬
‫ب إِ َر َ‬
‫َم َ‬ ‫سَ‬ ‫َح َ‬ ‫َوُي َعمٍّ َم‬
‫اهلل يبدأ خطتو في عزؿ نسؿ يعقوب في مصر ليؤسس منيـ شعباً مختا اًر وكاف ىذا بواسطة المجاعة وبيا ارتفع‬
‫يء َكمِ َم ِت ِو = اهلل حدد ميعاداً‬
‫ْت م ِج ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شاي َخ ُو ح ْك َم ًة = أي يعمـ مشايخ فرعوف‪ .‬إلَى َوق َ‬
‫ِ‬ ‫نجـ يوسؼ لحكمتو= َوُي َعمٍّم م َ ِ‬
‫َ َ‬
‫امتَ َح َن ُو = وضع اهلل يوسؼ في تجربة شديدة بيا‬ ‫ب ْ‬‫الر ٍّ‬
‫لنزوؿ يعقوب وبنيو إلى مصر‪ .‬وحتى ىذا الوقت قَ ْو ُل َّ‬
‫س َل ا ْل َممِ ُك فَ َحمَّ ُو‪ .‬ويقيـ منو رئيساً عظيماً‪.‬‬
‫أعده لممنصب العالي الذي صار فيو‪ .‬وفي الوقت المحدد مف اهلل‪ .‬أ َْر َ‬
‫وبعدىا تمت خطة اهلل في نزوؿ الشعب إلى مصر‪.‬‬

‫ض َح ٍام‪.‬‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬


‫وب تَ َغ َّر َ‬ ‫ص َر‪َ ,‬وَي ْعقُ ُ‬
‫ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ" - )ٕ٘-‬فَجاء إِ ِ‬
‫س َرائي ُل إِلَى م ْ‬
‫َ َ ْ‬
‫يد ِه‪".‬‬
‫شعب ُو‪ ,‬لِي ْحتَالُوا عمَى ع ِب ِ‬
‫َ َ‬ ‫ضوا َ ْ َ َ‬ ‫وب ُي ْم لِ ُي ْب ِغ ُ‬
‫ِ ِ ٕ٘‬
‫َع َدائو‪َ .‬ح َّو َل ُقمُ َ‬‫َع َّزهُ َعمَى أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ش ْع َب ُو ُمثْم ًار ِجدًّا‪َ ,‬وأ َ‬
‫َج َع َل َ‬
‫ٕٗ‬

‫بالرغـ مف بغضة المصرييف جعؿ اهلل شعبو ينمو‪ .‬حوؿ قموبيـ ليبغضوا شعبو كانت كراىية المصرييف لمييود‬
‫سبباً في عزلة الشعب فمـ يندمجوا في العبادة الوثنية‪.‬‬

‫ض‬‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اختَاره‪ٕٚ .‬أَقَاما ب ْي َنيم َكبلَم ِ ِ‬


‫آياتو‪َ ,‬و َع َجائ َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫ون الَّذي ْ َ ُ‬
‫اآليات (‪ٕٙ" - )ٖٛ-ٕٙ‬أَرس َل موسى ع ْب َده وىار َ ِ‬
‫ْ َ ُ َ َ َُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫صوا َكبلَ َم ُو‪َ .‬ح َّو َل ِم َي َ‬
‫ٍ ‪ٕٛ‬‬
‫اى ُي ْم إِلَى َدم َوقَتَ َل أ ْ‬
‫ٖٓ‬ ‫‪ٕٜ‬‬
‫ض ُي ْم‬‫اض ْت أ َْر ُ‬
‫َس َما َك ُي ْم‪ .‬أَفَ َ‬ ‫س َل ظُ ْم َم ًة فَأَ ْظمَ َم ْت‪َ ,‬ولَ ْم َي ْع ُ‬‫َحام‪ .‬أ َْر َ‬
‫وض ِفي ُك ٍّل تُ ُخو ِم ِي ْم‪َ ٖٕ .‬ج َع َل أ َْمطَ َارُى ْم َب َرًدا َوَن ًا‬
‫ار‬ ‫َّان َوا ْل َب ُع ُ‬
‫اء الذب ُ‬ ‫َم َر فَ َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضفَادعَ َحتَّى في َم َخاد ِع ُممُوك ِي ْم‪ .‬أ َ‬
‫ٖٔ‬ ‫َ ِ‬
‫اء ِببلَ َع َد ٍد‪,‬‬‫اد َو َغ ْو َغ ُ‬
‫اء ا ْل َج َر ُ‬
‫َم َر فَ َج َ‬ ‫ِ‬
‫ار تُ ُخوم ِي ْم‪ .‬أ َ‬
‫ٖٗ‬
‫ش َج ِ‬ ‫وم ُي ْم َوِتي َن ُي ْم‪َ ,‬و َك َّ‬
‫س َر ُك َّل أَ ْ‬ ‫ب ُك ُر َ‬
‫ض َر َ‬‫َ‬
‫ٖٖ‬
‫ض ِي ْم‪.‬‬ ‫م ْمتَ ِيب ًة ِفي أَر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ض ِي ْم‪ ,‬أ ََو ِائ َل ُك ٍّل قُ َّوِت ِي ْم‪ .‬فَأ ْ‬‫ض ِيم‪ٖٙ .‬قَتَ َل ُك َّل ِب ْك ٍر ِفي أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫شب في ِببلَدى ْم‪َ ,‬وأَ َك َل أَثْ َم َار أ َْر ْ‬
‫ٖ٘فَأَ َك َل ُك َّل ع ْ ٍ ِ‬
‫‪ٖٚ‬‬
‫َخ َر َج ُي ْم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم‪ ,‬أل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّة وَذ َى ٍب‪ ,‬ولَم ي ُك ْن ِفي أ ِ‬
‫ِ ٍ‬
‫ط َعمَ ْي ِي ْم‪".‬‬ ‫َس َباط ِي ْم َعاثٌر‪ .‬فَ ِر َح ْت م ْ‬ ‫ِبفض َ‬
‫‪ٖٛ‬‬
‫سقَ َ‬
‫َن ُر ْع َب ُي ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫صوا َكبلَ َم ُو = أطاع موسى وىروف اهلل في كؿ ما أمر‬ ‫نجد ىنا ضربات اهلل بيد موسى وىروف ضد مصر‪َ .‬ولَ ْم َي ْع ُ‬
‫اء= جراد‬
‫ولـ يفعبل مثؿ يوناف‪ .‬والطبيعة كميا أطاعت اهلل في ضرباتو ضد مصر ولـ تعصي كبلمو‪َ .‬غ ْو َغ ُ‬
‫ص ُر ِب ُخ ُرو ِج ِي ْم = فيـ استراحوا مف الضربات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صغير‪ .‬فَ ِر َح ْت م ْ‬

‫السم ِ‬
‫اء‬ ‫َّ‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ى‪,‬‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫اى‬
‫ُ‬ ‫َت‬
‫َ‬ ‫أ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫س‬ ‫ٓٗ‬
‫‪.‬‬‫ل‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫يء المَّ‬ ‫ض‬‫ار لِتُ ِ‬‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‪,‬‬‫ً‬‫ف‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫س‬ ‫ا‬‫اب‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫‪ٖٜ‬‬
‫اآليات (‪" - )ٗ٘-ٖٜ‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يم َع ْب ِد ِه‪,‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٗ َّ‬
‫سة َن ْي ًرا‪ .‬ألَن ُو َذ َك َر َكم َم َة قُ ْدسو َم َع إ ْبراى َ‬
‫الص ْخرةَ فَا ْنفَجر ِت ا ْل ِمياه‪ .‬جر ْت ِفي ا ْليا ِب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫ََ‬ ‫ق َّ َ‬ ‫ش َّ‬ ‫ٔٗ‬
‫ش َب َع ُي ْم‪َ .‬‬ ‫أَ ْ‬
‫وب َو ِرثُوهُ‪ٗ٘ ,‬لِ َك ْي َي ْحفَظُوا‬ ‫ب الش ُع ِ‬ ‫ُمم‪َ ,‬وتَ َع َ‬
‫اضي األ ِ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم أ ََر َ َ‬ ‫َعطَ ُ‬‫يو ِبتََرنٍم‪َ .‬وأ ْ‬
‫ٗٗ‬ ‫ار ِ‬
‫اج‪َ ,‬و ُم ْختَ ِ‬ ‫ش ْع َب ُو ِب ْاب ِت َي ٍ‬
‫َخ َر َج َ‬
‫فَأ ْ‬
‫ٖٗ‬

‫ض ُو وي ِطيعوا َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َرائ َع ُو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫فَ َرائ َ َ ُ ُ‬
‫نرى ىنا قيادة اهلل لشعبو في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيؼ أطعميـ المف والسموى‪ ،‬وكيؼ حفظيـ حتى‬
‫ممكيـ أرضيـ ولـ يطمب في مقابؿ ىذا كمو سوى شيئاً واحداً‪ .‬أف يحفظوا فرائضو ويطيعوا شرائعو‪ .‬وكاف ىذا‬
‫أيضاً لمصمحتيـ حتى ال يستعبدىـ إبميس بعد أف خمصيـ اهلل مف فرعوف‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسادس‬

‫في المزامير السابقة تعممنا تسبيح اهلل بسبب الفداء الذي قدمو والغفراف الذي حصمنا عميو ثـ تسبيحو مف أجؿ‬
‫أعمالو في الطبيعة والخميقة‪ .‬ثـ تسبيحو ألجؿ أعمالو العجيبة في خروج شعبو مف مصر‪ .‬وىنا نجد تسبيح مف‬
‫نوع آخر فالمرنـ يعترؼ بخطايا شعبو وتمردىـ وتذمرىـ‪ .‬ىو يعطي المجد هلل ليس فقط بسب صبلحو ولكف‬
‫أيضاً باالعتراؼ بسوء حالة الشعب واالعتراؼ بفسادنا يجعؿ قداسة اهلل تزداد ظيو اًر واشراقاً‪ .‬والعكس فنحف حيف‬
‫نتأمؿ في قداسة اهلل تظير بشاعة خطايانا‪ .‬ومع أف ىذا المزمور فيو اعتراؼ بخطايا الشعب إال أنو يبدأ وينتيي‬
‫بكممة ىممويا‪ .‬فالخطية يجب أال تمنعنا عف تسبيح اهلل‪ .‬ومف المعتقد أنو كتب في فترة السبي بسبب آية (‪)ٗٚ‬‬
‫إجمعنا مف بيف األمـ‪ .‬ولكف ىناؾ مف ينسبو أيضاً لداود فاآلية األولى واآليتيف األخيرتيف نجدىما في المزمور‬
‫الذي كتبو داود وسممو إلى أساؼ (ٔأي‪ .)ٖٙ-ٖٗ2ٔٙ‬وبالتالي يكوف قولو اجمعنا مف بيف األمـ إشارة لفترة‬
‫ىروب داود لجت‪ .‬وبالطبع كاف ىناؾ كثير مف األتقياء قد ىربوا إلى األمـ أيضاً ونتعمـ مف ىذا المزمور كيؼ‬
‫نقؼ أماـ اهلل معترفيف بخطايانا الشخصية وخطايا األقرباء‪ ..‬نقؼ لنعترؼ بخطايانا دوف أف نمقي الموـ عمى أحد‬
‫بؿ نعطي المجد والقداسة هلل‪.‬‬

‫َن إِلَى األََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬


‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬
‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫ويا‪ِ .‬ا ْح َم ُدوا َّ‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬
‫الر َّ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو = إذا تذكرنا خطايانا واعترفنا بيا يرحمنا اهلل "ومف يقر بخطاياه يرحـ" وىنا فمنسبح اهلل‬ ‫أل َّ‬
‫الذي مازاؿ يقبمنا برحمتو ولـ يرفضنا حتى اآلف‪.‬‬

‫مص ِان ِع ا ْل ِب َّر‬


‫ق َولِ َّ‬ ‫اف ِظ َ‬
‫ين ا ْل َح َّ‬ ‫يح ِو؟ ٖطُوبى لِ ْمح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب؟ م ْن ي ْخ ِبر ِب ُك ٍّل تَسا ِب ِ‬
‫َ‬ ‫الر ٍّ َ ُ ُ‬
‫اآليات (ٕ‪ٕ" - )ٖ-‬م ْن يتَ َكمَّم ِبجبر ِ‬
‫وت َّ‬ ‫َ َ ُ َ َُ‬
‫ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬
‫ين‪".‬‬
‫في (ٕ) يتساءؿ مف يستطيع أف يسبح الرب ويتكمـ عف جبروتو واقتداره وفي (ٖ) يجيب بأنو ىو الحافظ الحؽ‬
‫والصانع البر‪ .‬فطوبى لمثؿ ىذا اإلنساف الذي يسبح اهلل‪.‬‬

‫ُم ِت َك‪.‬‬
‫يك‪ .‬ألَف َْر َح ِبفَ َر ِح أ َّ‬ ‫شع ِب َك‪ .‬تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ‬
‫ص َك‪٘ ,‬أل ََرى َخ ْي َر ُم ْختَ ِ‬
‫ار َ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ‬
‫ضا َ ْ‬
‫ٗ‬

‫يرِاث َك‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ألَفْتَخ َر َم َع م َ‬
‫حيف قاؿ المرنـ أف الحافظ الحؽ في كؿ حيف ىو الذي يستطيع أف يسبح اهلل‪ ،‬شعر بأنو غير قادر عمى حفظ‬
‫ش ْع ِب َك = أي اذكرني بحسب‬ ‫الحؽ دائماً فيو ضعيؼ ومتقمب والعدو يحاربو دائماً فصرخ هلل ا ْذ ُك ْرِني َيا َرب ِب ِر َ‬
‫ضا َ‬
‫ص َك = أنا وحدي ال أستطيع دوف معونة منؾ أل ََرى‬ ‫المحبة والرضا المذاف في قمبؾ نحو شعبؾ‪ .‬تَع َّي ْد ِني ِب َخبلَ ِ‬
‫َ‬
‫يك = لكي يكوف لي نصيب في الخير الذي سيكوف ليـ‪ .‬ولكف ىذه اآليات ىي صرخة العيد القديـ‬ ‫َخ ْي َر ُم ْختَ ِ‬
‫ار َ‬

‫‪303‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫لتجسد المسيح ليأتي بالخبلص‪ ،‬وكأف المرنـ يشتيي أف يرى ىذه األياـ ويرى خير مختاري اهلل المؤمنيف بالمسيح‬
‫ويفتخر مع ميراث اهلل أي المؤمنيف‪.‬‬

‫ص َر لَ ْم َي ْف َي ُموا َع َج ِائ َب َك‪ .‬لَ ْم َي ْذ ُك ُروا َكثَْرةَ‬ ‫طأْ َنا مع آب ِائ َنا‪ .‬أَسأْ َنا وأَ ْذ َن ْب َنا‪ٚ .‬آب ُ ِ ِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫اؤَنا في م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َخ َ َ َ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٛ-ٙ‬أ ْ‬
‫ف ِبجبروِت ِو‪ٜ .‬وا ْنتَير ب ْحر س ٍ‬ ‫َج ِل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ‪ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وف‬ ‫َ ََ َ َ ُ‬ ‫اسمو‪ ,‬ل ُي َعٍّر َ َ َ ُ‬ ‫ص ُي ْم م ْن أ ْ ْ‬ ‫سوف‪ .‬فَ َخمَّ َ‬ ‫َم َراحم َك‪ ,‬فَتَ َم َّرُدوا ع ْن َد ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬ع ْن َد َب ْح ِر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض‪ ,‬وفَ َد ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٓٔ‬ ‫ِ‬
‫اى ْم م ْن َيد ا ْل َع ُد ٍّو‪َ .‬و َغطَّت ا ْلم َياهُ‬ ‫ص ُي ْم م ْن َيد ا ْل ُم ْبغ ِ َ‬ ‫سي ََّرُى ْم في الم َج ِج َكا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬و َخمَّ َ‬ ‫فَ َي ِب َ‬
‫ٔٔ‬
‫س‪َ ,‬و َ‬
‫َع َمالَ ُو‪ .‬لَ ْم َي ْنتَ ِظ ُروا‬
‫سوا أ ْ‬
‫ِ ِ ٖٔ‬
‫س ِبيحو‪ .‬أ ْ‬
‫َس َر ُعوا فَ َن ُ‬
‫ِِ‬
‫آم ُنوا ِب َكبلَمو‪َ .‬غ َّن ْوا ِبتَ ْ‬
‫ٕٔ‬
‫ق‪ .‬فَ َ‬ ‫اح ٌد ِم ْن ُي ْم لَ ْم َي ْب َ‬
‫ضا ِي ِقي ِيم‪ .‬و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُم َ‬
‫س َل ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪.‬‬ ‫س ْؤلَ ُي ْم‪َ ,‬وأ َْر َ‬
‫اى ْم ُ‬ ‫َعطَ ُ‬‫َّة‪َ ,‬و َج َّرُبوا اهللَ ِفي ا ْلقَ ْف ِر‪ .‬فَأ ْ‬
‫٘ٔ‬ ‫شيوةً ِفي ا ْلبٍّري ِ‬
‫َ‬ ‫شتَ َي ْوا َ ْ َ‬‫ورتَ ُو‪َ .‬ب ِل ا ْ‬
‫ٗٔ‬
‫ش َ‬ ‫َم ُ‬
‫اع ِة‬
‫ط َبقَ ْت َعمَى َج َم َ‬ ‫ان‪َ ,‬و َ‬ ‫ض َو ْابتَمَ َع ْت َداثَ َ‬ ‫ب‪ .‬فَتَ َح ِت األ َْر ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫الر ٍّ‬
‫وس َّ‬ ‫ون قُد َ‬ ‫ىار َ‬ ‫َّ ِ‬
‫وسى في ا ْل َم َحمة‪َ ,‬و ُ‬
‫ِ‬
‫س ُدوا ُم َ‬ ‫َو َح َ‬
‫‪ٔٙ‬‬

‫شتَعمَ ْت َنار ِفي جم ِ‬


‫اعت ِي ْم‪ .‬المَّ ِي ُ‬ ‫أَِب َ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫ش َرَار‪.‬‬ ‫ق األَ ْ‬ ‫َح َر َ‬
‫يب أ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ام‪َ ,‬وا ْ َ‬ ‫ير َ‬
‫ال ثَو ٍر ِ‬
‫آك ِل ُع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٕٓ‬ ‫ِِ‬ ‫ص َن ُعوا ِع ْجبلً ِفي ُح ِ‬
‫ش ٍب‪َ .‬ن ُ‬ ‫س ُبوك‪َ ,‬وأ َْب َدلُوا َم ْج َد ُى ْم ِبمثَ ِ ْ‬
‫ٕٔ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫سوا اهللَ‬ ‫س َج ُدوا لت ْمثَال َم ْ‬
‫يب‪َ ,‬و َ‬
‫ور َ‬ ‫َ‬
‫ال ِبِإ ْىبلَ ِك ِي ْم‪.‬‬ ‫ٍ ٖٕ‬
‫وف‪ ,‬فَقَ َ‬ ‫ف َعمَى َب ْح ِر ُ‬
‫س‬ ‫او َ‬ ‫ض َح ٍام‪َ ,‬و َم َخ ِ‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٕ‬
‫ص َر‪َ ,‬و َع َجائ َ‬
‫الص ِانع ع َ ِ ِ ِ‬
‫ظائ َم في م ْ‬ ‫ص ُي ُم‪َ َ َّ ,‬‬ ‫ُم َخمٍّ َ‬
‫الش ِي َّي َة‪ .‬لَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا‬
‫ض َّ‬‫ض َب ُو َع ْن إِتْبلَ ِف ِي ْم‪َ .‬و َرَذلُوا األ َْر َ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ف ِفي الثَّ ْغ ِر قُد ِ‬
‫ٕٗ‬
‫ف َغ َ‬ ‫َّام ُو ل َي ْ‬
‫َ‬ ‫وسى ُم ْختَ ُارهُ َوقَ َ‬‫لَ ْوالَ ُم َ‬
‫ب‪ٕٙ ,‬فَرفَع ي َده عمَ ْي ِيم لِيس ِقطَيم ِفي ا ْلبٍّري ِ‬ ‫ص ْو ِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٕ٘‬
‫َّة‪,‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُْ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ِب َكم َمتو‪َ .‬ب ْل تَ َم ْرَم ُروا في خ َيام ِي ْم‪ .‬لَ ْم َي ْ‬
‫س َم ُعوا ل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪َّ ٕٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬ولِيس ِقطَ َنسمَيم ب ْي َن األُمِم‪ ,‬ولِيبد َ ِ‬
‫ٍّد ُى ْم في األ ََراضي‪َ .‬وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫ور‪َ ,‬وأَ َكمُوا َذ َبائ َح ا ْل َم ْوتَى‪َ .‬وأَ َغاظُوهُ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ب لَ ُو ذلِ َك ِب ًّار إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ ,‬إِلَى‬ ‫ِ‬ ‫ٖٔ‬
‫امتََن َع ا ْل َوَبأُ‪ .‬فَ ُحس َ‬‫ان‪ ,‬فَ ْ‬
‫اس َوَد َ‬ ‫َعمالِ ِيم فَاقْتَحميم ا ْلوبأُ‪ .‬فَوقَ َ ِ‬
‫ف في َن َح ُ‬ ‫َ‬
‫ٖٓ‬
‫َ َ ُُ َ َ‬ ‫ِبأ ْ َ ْ‬
‫األ ََب ِد‪.‬‬

‫شفَتَْي ِو‪ٖٗ .‬لَ ْم‬‫وح ُو َحتَّى فَ َرطَ ِب َ‬ ‫َمروا ُر َ‬ ‫ٖٖ َّ‬


‫س َب ِب ِي ْم‪ .‬ألَن ُي ْم أ َ‬
‫وسى ِب َ‬
‫َّ‬
‫يب َة َحتَّى تَأَذى ُم َ‬
‫ِ‬
‫َس َخطُوهُ َعمَى َماء َم ِر َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ٕٖ‬

‫ُمِم َوتَ َعمَّ ُموا أ ْ‬ ‫الرب َع ْن ُي ْم‪َ ,‬ب ِل ْ‬


‫اختَمَطُوا ِباأل َ‬ ‫ُم َم الَِّذ َ‬ ‫ي ِ‬
‫‪ٖٙ‬‬ ‫ٖ٘‬
‫ص َار ْت‬‫ام ُي ْم‪ ,‬فَ َ‬
‫َص َن َ‬
‫َع َمالَ ُي ْم‪َ .‬و َع َب ُدوا أ ْ‬ ‫ال لَ ُي ُم َّ‬ ‫ين قَ َ‬ ‫ستَأْصمُوا األ َ‬ ‫َْ‬
‫َص َن ِام‬ ‫َى َرقُوا َد ًما َزِكيًّا‪َ ,‬د َم َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِيِم الَِّذ َ‬ ‫ش َرًكا‪َ .‬وَذ َب ُحوا َب ِني ِي ْم َوَب َن ِات ِي ْم لِؤل َْوثَ ِ‬
‫‪ٖٛ‬‬ ‫‪ٖٚ‬‬
‫وى ْم أل ْ‬
‫ين َذ َب ُح ُ‬ ‫ان‪َ .‬وأ ْ‬ ‫لَ ُي ْم َ‬
‫ض ِبالدٍّم ِ‬ ‫س ِت األ َْر ُ‬
‫اء‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ان‪َ ,‬وتَ َد َّن َ‬‫َك ْن َع َ‬
‫ىنا يبدأ المرنـ في ذكر خطايا الشعب وتمرده‪ .‬وىنا يذكر تمردىـ ويذكر خبلص الرب ليـ مع أنيـ تمردوا عند‬
‫كؿ ضيقة تواجييـ‪ .‬وأنو في بعض األحياف كاف الرب مضط اًر كأب حكيـ أف يؤدبيـ كأوالده‪ .‬ومف أمثمة التأديب‬
‫حيف اشتيى الشعب أف يأكؿ لحماً وتذمروا أعطاىـ اهلل فأكموا‪ ،‬وحينما أكموا بوحشية وبشيوة‪ ،‬لـ ينفعيـ ما أكموه‬
‫بؿ صار نقمة عمييـ وقبموا جزاء شيوتيـ الرديئة ُى َازالً ِفي أَ ْنفُ ِس ِي ْم‪ .‬وحينما تمردوا عمى موسى وىروف فتحت‬
‫األرض وابتمعت داثاف‪ ..‬ومع ازدياد تذمرىـ وبالذات حيف أرسموا الجواسيس ألرض الميعاد‪ ،‬وصدقوا كبلـ‬
‫الجواسيس ورذلوا األرض الشيية كاف قرار الرب أف ال يدخؿ ىذا الشعب أرض الميعاد= فَ َرفَ َع َي َدهُ َعمَ ْي ِي ْم‬
‫ور‪َ ,‬وأَ َكمُوا َذ َب ِائ َح ا ْل َم ْوتَى = بعؿ فغور أي سيد الفجور والذبائح‪ .‬وبنات‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِي ِ‬
‫سقطَ ُي ْم في ا ْل َبٍّريَّة‪َ .‬وتَ َعمقُوا ِب َب ْعل فَ ُغ َ‬
‫ُْ‬
‫موآب ذىبف لمشعب وأسقطوىف في الزنى معيف ثـ في تقديـ الذبائح إللييف بعؿ فغور‪ .‬وكاف الشعب لحبو في‬
‫خطية الزنى‪ ،‬يزنوف مع بنات موآب ثـ يقدمف الذبائح لآللية الميتة ويأكموا مف ىذه الذبائح‪ ،‬ليشتركوا في مائدة‬

‫‪304‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش)‬

‫الشياطيف (ٔكوٓٔ‪ ،)ٕٕ-ٔ٘2‬ومف يفعؿ ىذا فيو يتحد بالشياطيف الميتة ويحكـ عمى نفسو بالموت‪ ،‬أما مف‬
‫اس‬ ‫يشترؾ في مائدة الرب فتكوف لو حياة‪ .‬وأية (ٖٓ) بسبب الخطية ضرب اهلل الشعب بالوبأ‪ .‬حتىَ وقَ َ ِ‬
‫ف في َن َح ُ‬ ‫َ‬
‫ان ِف ْع ْؿ وليس اسـ شخص ومعناه قضى وحكـ عمى المذنب‪ .‬ال عف‬ ‫اس وىو مف سبط الوي‪َ .‬وَد َ‬ ‫وَد َ ِ‬
‫ان = في َن َح ُ‬ ‫َ‬
‫كراىية لو بؿ غيرة عمى مقدس الرب قتؿ المذنب فامتنع الوبأ‪.‬وجاءت الكممة دان في االنجميزية بمعني يتدخؿ‬
‫بالقوة لتسوية نزاع‪.‬‬

‫يرثَ ُو‪.‬‬‫ش ْع ِب ِو‪َ ,‬و َك ِرهَ ِم َا‬


‫ب َعمَى َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ب َّ‬ ‫ْعالِ ِي ْم‪ .‬فَ َح ِم َي َغ َ‬
‫ضُ‬
‫ٓٗ‬ ‫اآليات (‪ٖٜ" - )ٗٙ-ٖٜ‬وتََنجَّسوا ِبأ ْ ِ‬
‫َع َمال ِي ْم َو َزَن ْوا ِبأَف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يرةً أَ ْنقَ َذ ُى ْم‪,‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٖٗ‬ ‫اؤ ُىم‪ ,‬فَ َذلوا تَ ْح َ ِ ِ‬ ‫ٕٗ‬
‫سمَّطَ َعمَ ْي ِي ْم ُم ْب ِغ ُ‬ ‫ٔٗوأَسمَميم لِي ِد األ ِ‬
‫ت َيدى ْم‪َ .‬م َّرات َكث َ‬ ‫َع َد ُ ْ‬‫ض َغطَ ُي ْم أ ْ‬ ‫وى ْم‪َ .‬و َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ُمم‪َ ,‬وتَ َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُْ َ‬
‫اخ ُي ْم‪َ .‬وَذ َك َر لَ ُي ْم َع ْي َدهُ‪َ ,‬وَن ِد َم‬
‫٘ٗ‬
‫ص َر َ‬
‫سمعَ ُ‬
‫يق ِيم إِ ْذ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗٗ‬ ‫ِ ِ‬
‫ورت ِي ْم َوا ْن َحطوا ِبإثْم ِي ْم‪ .‬فَ َنظَ َر إلَى ض ْ‬
‫ش ِ‬
‫ص ْوهُ ِب َم ُ َ‬
‫َما ُى ْم فَ َع َ‬
‫أ َّ‬
‫َّام ُك ٍّل الَِّذ َ‬ ‫ط ُ ِ‬ ‫ب َكثَْرِة َر ْح َم ِت ِو‪َ .‬وأ ْ‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫س َب ْو ُى ْم‪".‬‬
‫ين َ‬ ‫اى ْم ن ْع َم ًة قُد َ‬ ‫َع َ‬ ‫سَ‬‫َح َ‬
‫ُمِم‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫َعمالِ ِيم و َزَنوا ِبأَف ِ‬
‫ْعال ِي ْم‪ .‬ونرى أيضاً تأديب الرب َوأ ْ‬
‫َسمَ َم ُي ْم ل َيد األ َ‬ ‫َ‬ ‫َّسوا ِبأ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫نرى صورة الشعب ممخصة في تََنج ُ‬
‫اخ ُي ْم ونرى صورة حية هلل الرحوـ الذي بحسب كثرة رحمتو كاف يغفر‬ ‫ص َر َ‬ ‫يق ِيم إِ ْذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سمعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫فصرخوا‪ .‬فَ َنظَ َر إلَى ض ْ‬
‫لشعبو‪ .‬بؿ كاف يعطييـ نعمة قداـ كؿ الذيف سبوىـ (كما حدث مع دانياؿ) حتى ال يفنييـ أعداؤىـ‪.‬‬

‫اس َم قُ ْد ِس َك‪َ ,‬وَنتَفَا َخ َر‬ ‫اجمع َنا ِم ْن ب ْي ِن األ ِ ِ‬


‫ُمم‪ ,‬ل َن ْح َم َد ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرب إِ ُ‬
‫لي َنا‪َ ,‬و ْ َ ْ‬ ‫ص َنا أَي َيا َّ‬‫اآليات (‪َ " - )ٗٛ-ٗٚ‬خمٍّ ْ‬
‫‪ٗٚ‬‬

‫الشع ِب « ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو إِسرِائ َ ِ‬ ‫ِبتَس ِب ِ‬


‫ويا‪".‬‬‫ين»‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫آم َ‬ ‫يل م َن األ ََز ِل َوِالَى األ ََبد‪َ .‬وَيقُو ُل ُكل َّ ْ‬ ‫يح َك‪ٗٛ .‬م َبار ٌك َّ ِ‬
‫الرب إ ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ىي صرخة الشعب المسبي في آالمو ليردىـ مف السبي سواء سبي بابؿ أو غيره‪ .‬وىي صرخة العيد القديـ ليأتي‬
‫المسيح ويخمص‪ .‬وصرختنا نحف ليظير المسيح في مجيئو الثاني‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع‬

‫ىذا المزمور يشير لمعامبلت اهلل مع البشر عموماً‪ .‬وممخص المزمور أف اهلل قد يسمح بالضيقات تحيط بالبشر‬
‫في حالة عصيانيـ وتمردىـ عمى اهلل مثؿ (توىانيـ في برية وجوعيـ وعطشيـ‪ ،‬الجموس في الظممة وظبلؿ‬
‫الموت في ذؿ القيود‪ /‬المرض وكراىية الطعاـ‪ /‬في ركوب البحر يييج البحر عمييـ كما حدث مع يوناف‪ /‬األنيار‬
‫تجؼ وتصبح قفا اًر وبالتالي ال يجدوف أكبلً وال شرباً وال رزقاً)‪ .‬ونغمة المزمور التي يرددىا دائماً أف الذي يقع‬
‫تحت تأديب الرب حيف يصرخ إلى الرب يرفع عنو ضيقتو فمثبلً مف تاه في البرية يرده ويشبعو ويرويو‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وطالما كانت اآلالـ ىي طريقة لمتأديب لنرجع لمرب‪ ،‬وطالما كانت الخيرات عبلمة عمى بركات الرب فمنسبح‬
‫الرب دائماً وليسبحو شعبو في كؿ حيف‪ .‬فكؿ األمور تعمؿ معاً لمخير‪ .‬وىناؾ معنى رمزي يمكف مبلحظتو في‬
‫المزمور‪ .‬فاآلالـ التي نقع تحتيا مف سبي وذؿ تشير لمحالة قبؿ المسيح والخبلص يشير لما بعد المسيح‪.‬‬

‫اى ْم ِم ْن َي ِد‬ ‫ب‪ ,‬الَِّذ َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٖ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬لِ َي ُق ْل َم ْف ِديو َّ‬
‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬
‫أل ََّن ُو َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫ين فَ َد ُ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب‬‫الر َّ‬
‫ال َو ِم َن ا ْل َب ْح ِر‪".‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ان َج َم َع ُي ْم‪ِ ,‬م َن‬
‫الشم ِ‬ ‫ش ِر ِ ِ‬
‫ا ْل َع ُد ٍّو‪َ ٖ ,‬و ِم َن ا ْلُب ْم َد ِ‬
‫ق َوم َن ا ْل َم ْغ ِرب‪ ,‬م َن ٍّ َ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫يبدأ بط مب أف نسبح الرب الذي أنقذنا مف ضيقاتنا السابقة‪ ،‬كما أرجع الشعب مف مصر أو مف سبي بابؿ‪ ،‬أو‬
‫بالمسيح تحررنا مف سبي إبميس حيف فدانا‪.‬‬

‫س َك ٍن‪ِ .‬ج َياعٌ ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬تَ ُ ِ‬


‫اىوا في ا ْل َبٍّريَّة في قَ ْف ٍر ِببلَ طَ ِريق‪ .‬لَ ْم َي ِج ُدوا َمدي َن َة َ‬
‫٘‬
‫ضا أَ ْع َي ْت‬
‫اش أ َْي ً‬
‫ط ٌ‬
‫س ُي ْم ِفي ِي ْم‪".‬‬
‫أَ ْنفُ ُ‬
‫ىذا حاؿ كؿ مف كاف بعيداً عف الرب‪ .‬ولكف ما الذي عمؿ فييـ ىذا؟ الخطية سببت توىانيـ في برية ىذا العالـ‬
‫فجاعوا وعطشوا ولـ يجدوا مدينة سكف‪ .‬أي كانوا ببل راحة‪ ،‬ببل سبلـ‪ ،‬ببل اطمئناف‪ ،‬كما تاه قاييف حيف ترؾ‬
‫الرب‪.‬‬

‫ْى ُبوا إِلَى‬‫يما لِ َيذ َ‬ ‫اىم طَ ِريقًا م ِ‬ ‫يق ِيم‪ ,‬فَأَ ْنقَ َذ ُىم ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬
‫‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ستَق ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫ش َدائدى ْم‪َ ,‬و َى َد ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب في ض ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٙ‬فَ َ‬
‫سا َج ِائ َع ًة‬‫شتَ ِي َي ًة َو َمؤلَ َن ْف ً‬
‫سا ُم ْ‬ ‫ش َب َع َن ْف ً‬
‫‪ٜ‬‬
‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬
‫آد َم‪ .‬ألَنَّ ُو أَ ْ‬ ‫س َك ٍن‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬
‫الر َّ‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َمدي َنة َ‬
‫ُخ ْب ًزا‪",‬‬

‫طريؽ العودة مف آالميـ كاف عندما صرخوا هلل فأنقذىـ‪ .‬ىذه ىي نفس نغمة وطريقة سفر القضاة‪ .‬ثـ يدعوىـ‬
‫المرنـ لتسبيح اهلل الذي خمصيـ وشكره عمى خيراتو‪" .‬كؿ عطية ببل شكر ىي ببل زيادة"‪ .‬بؿ التسبيح والصبلة‬
‫يعطياننا أف نمتصؽ باهلل فبل نعود نرتد لمخطية فنتعرض لمزيد مف التأديبات والضربات‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬

‫يد‪ٔٔ .‬أل ََّنيم عصوا َكبلَم ِ‬


‫اهلل‪,‬‬ ‫ين ِبالذ ٍّل وا ْلح ِد ِ‬ ‫وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت‪ُ ,‬موثَ ِق َ‬
‫ٓٔ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔٙ-‬ا ْل ُجمُ َ‬
‫ص ُي ْم ِم ْن‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬
‫ب في ضيق ِي ْم‪ ,‬فَ َخمَّ َ‬ ‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬
‫ٖٔ‬
‫ين‪ .‬ثُ َّم َ‬ ‫وب ُي ْم ِبتَ َع ٍب‪َ .‬عثَُروا َوالَ َم ِع َ‬ ‫ِ‬
‫ورةَ ا ْل َعم ٍّي‪ .‬فَأَ َذ َّل ُقمُ َ‬
‫ٕٔ‬
‫ش َ‬‫َىا ُنوا َم ُ‬‫َوأ َ‬
‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني‬ ‫الر َّ‬ ‫٘ٔ‬
‫ود ُى ْم‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫َخ َر َج ُي ْم ِم َن الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت‪َ ,‬وقَطَّعَ قُ ُي َ‬ ‫ش َد ِائ ِد ِى ْم‪ .‬أ ْ‬
‫ٗٔ‬
‫َ‬
‫ض ح ِد ٍ‬
‫يد‪".‬‬ ‫اس‪َ ,‬وقَطَّ َع َع َو ِ‬
‫يع ُن َح ٍ‬ ‫صِ‬ ‫آد َم‪ .‬أل ََّن ُو َك َّ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫ار َ َ‬ ‫ار َ‬ ‫س َر َم َ‬ ‫َ‬
‫وس ِفي الظ ْم َم ِة َو ِظبلَ ِل ا ْل َم ْو ِت = كما ظؿ اإلنساف قبؿ‬ ‫ص ْوا َكبلَ َم اهلل في سبي محزف‪ .‬ا ْل ُجمُ َ‬
‫ِ‬
‫عادوا لمخطية و َع َ‬
‫س َر‬
‫المسيح تحت عبودية إبميس‪ ،‬يموت منفصبلً عف اهلل ويذىب لمجحيـ الذي ال خروج منو حتى أتى المسيح و َك َّ‬
‫يد والظممة أيضاً تشير لمظممة العقمية الداخمية وحالة اليأس‬ ‫ض ح ِد ٍ‬ ‫اس ( اشارة لمجحيـ ) َوقَطَّ َع َع َو ِ‬ ‫يع ُن َح ٍ‬ ‫صِ‬
‫ار َ َ‬ ‫ار َ‬ ‫َم َ‬
‫والتخبط ببل استنارة‪ .‬وحيف خمص اهلل ىؤالء المتألميف يدعوىـ المرنـ ليسبحوه‪.‬‬

‫ط َع ٍام‪,‬‬
‫س ُي ْم ُك َّل َ‬ ‫صي ِت ِيم‪ ,‬و ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٕٕ-ٔٚ‬وا ْل ُج َّيا ُل ِم ْن َ‬
‫ون‪َ .‬ك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫آثام ِي ْم ُي َذل َ‬ ‫ط ِري ِ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫ق َم ْع َ ْ َ‬
‫س َل َكمِ َمتَ ُو فَ َ‬ ‫يق ِيم‪ ,‬فَ َخمَّصيم ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ‪ٜٔ‬‬
‫ص َر ُخوا إِلَى َّ‬ ‫َواقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ‬
‫ٕٓ‬
‫اى ْم‪,‬‬
‫شفَ ُ‬ ‫ش َدائدى ْم‪ .‬أ َْر َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ب في ض ْ‬ ‫اب ا ْل َم ْوت‪ .‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫آد َم‪َ .‬وْل َيذ َْب ُحوا لَ ُو َذ َب ِائ َح ا ْل َح ْم ِد‪َ ,‬وْل َي ُعدوا‬
‫ٕٕ‬
‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬ ‫َّاى ْم ِم ْن تَ ْيمُ َك ِات ِي ْم‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬
‫الر َّ‬ ‫ٕٔ‬
‫َوَنج ُ‬
‫َع َمالَ ُو ِبتََرنٍم‪".‬‬
‫أْ‬
‫ا ْل ُج َّيا ُل = الذيف ال يدركوف أف طريؽ المعصية نتيجتو مؤلمة فيؤالء يخطئوف فيذلوف‪ .‬وتصيبيـ األمراض=‬
‫اب ا ْل َم ْو ِت‪ .‬وحيف يصرخوف هلل يشفييـ‪ .‬والمرنـ يدعوىـ ليسبحوا اهلل‬ ‫ط َع ٍام‪َ ..‬واقْتَرُبوا إِلَى أ َْب َو ِ‬
‫َ‬ ‫س ُي ْم ُك َّل َ‬ ‫َك ِرَى ْت أَ ْنفُ ُ‬
‫وقتيا‪.‬‬

‫َع َما َل‬ ‫يرِة‪ُ ,‬ى ْم َأر َْوا أ ْ‬


‫ٕٗ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إِلَى ا ْلب ْح ِر ِفي السفُ ِن‪ ,‬ا ْلع ِ‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ٕٖ" - )ٖٕ-‬اَ َّلن ِ‬
‫ون َع َمبلً في ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬ ‫اممُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ازلُ َ‬
‫ون إِلَى‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َع َج ِائ َب ُو ِفي ا ْل ُع ْم ِ‬
‫ات‪َ ,‬ي ْي ِبطُ َ‬ ‫ون إِلَى َّ َ َ‬ ‫اج ِر ً‬
‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٕ٘‬
‫ص َع ُد َ‬ ‫اج ُو‪َ .‬ي ْ‬ ‫يحا َعاصفَ ًة فََرفَ َع ْت أ َْم َو َ‬ ‫َى َ‬ ‫َم َر فَأ َ‬
‫ق‪ .‬أ َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫َّ‬
‫ون إِلَى‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ون ِم ْث َل َّ‬ ‫ون َوَيتََرَّن ُح َ‬
‫ِ ‪ٕٚ‬‬
‫س ُي ْم ِب َّ‬
‫ان‪َ ,‬و ُكل ح ْك َمت ِيم ْابتُم َع ْت‪ .‬فَ َي ْ‬ ‫الس ْك َر ِ‬ ‫َع َما ِ‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫ص ُر ُخ َ‬ ‫اء‪َ .‬يتَ َم َايمُ َ‬ ‫الشقَ‬ ‫ق‪َ .‬ذ َاب ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫األ ْ‬
‫ون أل ََّن ُي ْم‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٕٜ‬‬ ‫يق ِيم‪ ,‬و ِم ْن َ ِ ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬
‫ش َدائدى ْم ُي َخمٍّ ُ‬
‫ٖٓ‬
‫اج َيا‪ .‬فَ َي ْف َر ُح َ‬ ‫ت أ َْم َو ُ‬
‫س ُك ُ‬ ‫س ُك ُن‪َ ,‬وتَ ْ‬ ‫ص ُي ْم‪ُ .‬ي ْيدئُ ا ْل َعاصفَ َة فَتَ ْ‬ ‫ب في ض ْ َ‬ ‫َّ‬
‫آد َم‪َ .‬وْل َي ْرفَ ُعوهُ ِفي‬
‫ٕٖ‬
‫ب َعمَى َر ْح َم ِت ِو َو َع َج ِائ ِب ِو لِ َب ِني َ‬ ‫الر َّ‬ ‫ٖٔ‬
‫يدوَن ُو‪َ .‬ف ْم َي ْح َم ُدوا َّ‬ ‫َى َدأُوا‪ ,‬فَ َي ْي ِدي ِي ْم إِلَى ا ْل َم ْرفَِإ الَِّذي ُي ِر ُ‬
‫شا ِي ِخ‪".‬‬
‫س ا ْل َم َ‬‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َم ْجمِ ِ‬ ‫الش ْع ِب‪َ ,‬وْل ُي َ‬
‫َم ْج َم ِع َّ‬
‫ربما تشير ىذه اآليات لمف يعمؿ في البحر ويركب السفف ويذىب ليتاجر‪ ،‬مثؿ ىؤالء يروف ىيجاف البحر وأنيـ‬
‫في أحياف كثيرة يكادوا أف يغرقوا وينقذىـ اهلل‪ .‬ولكف إذا فيمنا أف البحر يشير لمعالـ‪ .‬ومف يركب السفينة ىو كؿ‬
‫منا في عممنا وفي رحمة حياتنا‪ .‬وخبلؿ رحمة حياتنا ىناؾ أحداث كثيرة منيا ما ىو مؤلـ ومنيا ما ىو مفرح‬
‫والمرنـ يشير ألف أحداث حياتنا في يد اهلل‪ ،‬إف حفظنا وصاياه يكوف البحر ىادئاً أمامنا وأف عصينا أوامره تييج‬
‫أمواج البحر أمامنا (حدث ىذا مع يوناف) فإذا ما صرخوا هلل تيدأ العاصفة وييدأ البحر‪ .‬ويفرحوف وعمييـ أف‬
‫يسبحوا اهلل‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع)‬

‫س ِب َخ ًة ِم ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫اري ا ْل ِمي ِ‬ ‫ِ‬


‫اآليات (ٖٖ‪َ " - )ٖٗ-‬ي ْج َع ُل األَ ْن َي َار قفَ ًارا‪َ ,‬و َم َج ِ َ‬
‫ٖٗ‬ ‫ٖٖ‬
‫شٍّر‬ ‫ض ا ْل ُمثْم َرةَ َ‬ ‫ش ًة‪َ ,‬واأل َْر َ‬ ‫اه َم ْعطَ َ‬ ‫َ‬
‫ون َم ِدي َن َة‬ ‫اك ا ْل ِج َي َ‬
‫اع فَ ُي َي ٍّيئُ َ‬ ‫س ِك ُن ُى َن َ‬
‫ِ ٍ ‪ٖٙ‬‬
‫يع م َياه‪َ .‬وُي ْ‬ ‫سا َي َنا ِب َ‬ ‫ضا َي َب ً‬ ‫اه‪َ ,‬وأ َْر ً‬‫ين ِفييا‪ٖ٘ .‬ي ْجع ُل ا ْلقَ ْفر َغ ِدير ِمي ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الساكن َ َ‬
‫َّ ِ ِ‬
‫ون ِجدًّا‪َ ,‬والَ ُي َقمٍّ ُل َب َي ِائ َم ُي ْم‪.‬‬ ‫ص َنعُ ثَ َم َر َغمَّ ٍة‪َ ٖٛ .‬وُي َب ِ‬
‫ارُك ُي ْم فَ َي ْكثُُر َ‬ ‫وما‪ ,‬فَتَ ْ‬ ‫ون ُك ُر ً‬ ‫س َ‬ ‫ون ُحقُوالً َوَي ْغ ِر ُ‬‫س َك ٍن‪َ .‬وَي ْزَر ُع َ‬
‫‪ٖٚ‬‬
‫َ‬
‫ط ِريق‪,‬‬ ‫يو ِببلَ َ‬ ‫ضميم ِفي ِت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْغ ِط َّ‬ ‫ون ِم ْن َ‬ ‫ثُ َّم َي ِقم َ‬
‫الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِن‪َ .‬ي ْ‬
‫ٓٗ‬ ‫‪ٖٜ‬‬
‫اء‪َ ,‬وُي ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب َى َوا ًنا َعمَى ُر َؤ َ‬ ‫س ُك ُ‬ ‫ون َوَي ْن َح ُن َ‬
‫ٍ‬ ‫ان ا ْل َغ َنِم‪ٕٗ .‬يرى ذلِ َك ا ْلم ِ‬ ‫ين ِم َن الذ ٍّل‪َ ,‬وَي ْج َع ُل ا ْلقَ َب ِائ َل ِم ْث َل قُ ْط َع ِ‬ ‫س ِك َ‬ ‫ِ‬
‫ون‪َ ,‬و ُكل إِثْم َي ُ‬ ‫َوُي َعمٍّي ا ْلم ْ‬
‫ٔٗ‬
‫سد‬ ‫ون فَ َي ْف َر ُح َ‬
‫يم َ‬ ‫ستَق ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫ب‪".‬‬‫الر ٍّ‬
‫اح َم َّ‬‫ان ح ِكيما ي ْحفَظُ ى َذا‪ ,‬ويتَعقَّ ُل مر ِ‬ ‫ٖٗ‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫فَاهُ‪َ .‬م ْن َك َ َ ً َ‬
‫األنيار تحمؿ معيا مصادر الخير والرزؽ والحياة‪ ،‬فإف أخطأ اإلنساف فاهلل قادر أف يجفؼ أنيار حياتو فيضيؽ‬
‫رزقو وتقفر األرض التي يزرعيا‪ .‬والعكس حيف يرجع اإلنساف هلل‪ ،‬يرجع اهلل لو ويحوؿ لو القفر غدير مياه‪ .‬واذا‬
‫ض ْغ ِط َّ‬
‫الشٍّر َوا ْل ُح ْز ِن = والحظ ارتباط الشر بالحزف‪ .‬ثـ يختـ مزموره‬ ‫ون ِم ْن َ‬ ‫عاد اإلنساف لخطيتو = َي ِقم َ‬
‫ون َوَي ْن َح ُن َ‬
‫يما َي ْحفَظُ ى َذا = الحكيـ يفيـ أف البركة ىي لمف يحفظ وصايا الرب‪ .‬والبركة تشمؿ (الصحة‪،‬‬ ‫بيذا م ْن َك َ ِ‬
‫ان َحك ً‬ ‫َ‬
‫الرزؽ‪ ،‬أحداث الحياة تصير في سبلـ‪ ) ..‬والعكس فاليواف لمخاطئ‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثامن‬

‫رتؿ داود بيذا المزمور عندما قامت أدوـ وموآب بغزو جنوب ييوذا‪ ،‬حينما كاف يحارب ىو أراـ‪ ،‬فأرسؿ ليـ‬
‫يوآب وىزميـ‪ .‬فسبح داود بيذه الكممات‪ .‬وكممات المزمور مأخوذة مف (مز‪ + ٔٔ-ٚ2٘ٚ‬مزٓ‪.)ٕٔ-٘2ٙ‬‬
‫والمزمور يبدأ بالتسبيح وينتيي بالصبلة عمى النصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو‪.‬‬

‫َستَ ْي ِقظُ‬ ‫استَ ْي ِق ِظي أَيَّتُ َيا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ت َق ْم ِبي َيا اَهللُ‪ .‬أُ َغ ٍّني َوأ َُرٍّن ُم‪َ .‬كذل َك َم ْجدي‪ْ .‬‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٖٔ-‬ثَا ِب ٌ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫ود‪ .‬أََنا أ ْ‬
‫اب َوا ْل ُع ُ‬
‫الرَب ُ‬
‫ات‪َ ,‬وِالَى ا ْل َغ َم ِام‬‫السماو ِ‬ ‫ُمِم‪ٗ .‬أل َّ‬ ‫ِ‬
‫س َح ًرا‪ .‬أَ ْح َم ُد َك َب ْي َن الش ُعوب َيا َرب‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم لَ َك َب ْي َن األ َ‬
‫ٖ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫َن َر ْح َمتَ َك قَ ْد َعظُ َم ْت فَ ْو َ‬ ‫َ‬
‫َّاؤ َك‪َ .‬خمٍّص ِبي ِم ِ‬ ‫ض م ْج ُد َك‪ .‬لِ َكي ي ْنجو أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حق َك‪ .‬ارتَ ِف ِع الَّمي َّم عمَى َّ ِ‬
‫الس َم َاوات‪َ ,‬وْل َي ْرتَف ْع َعمَى ُك ٍّل األ َْر ِ َ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬
‫ين َك‬ ‫ْ َ‬ ‫َحب ُ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫استَ ِج ْب لِي‪.‬‬‫َو ْ‬
‫ْرِي ُم ُخوَذةُ‬ ‫سى‪ .‬إِف َا‬ ‫اد‪ ,‬لِي َم َن َّ‬ ‫وت‪ .‬لِي ِج ْم َع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْسم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫اَهللُ قَ ْد تَ َكم َم بقُ ْدسو «أ َْبتَ ِي ُج‪ ,‬أَق ُ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫سك َ‬ ‫ي ُ‬ ‫يس َواد َ‬ ‫يم‪َ ,‬وأَق ُ‬ ‫شك َ‬
‫اى ِت ِفي َعمَ َّي»‪.‬‬‫ين ْ‬ ‫س ِط ُ‬ ‫ِ‬
‫وم أَ ْط َر ُح َن ْعمي‪َ .‬يا َفمَ ْ‬ ‫ضت ْي‪َ .‬عمَى أ َُد َ‬
‫ْسي‪ .‬ييوَذا صولَج ِاني‪ٜ .‬موآب ِمرح َ ِ‬
‫ُ ُ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َُ‬
‫أر ِ‬
‫َ‬
‫ت َيا اَهللُ الَِّذي َرفَ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ود ِني إِلَى ا ْلم ِدي َن ِة ا ْلمح َّ ِ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓٔ‬
‫ضتََنا‪َ ,‬والَ تَ ْخ ُر ُج َيا اَهللُ‬ ‫س أَ ْن َ‬‫وم؟ أَلَ ْي َ‬ ‫ص َنة؟ َم ْن َي ْيديني إلَى أ َُد َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َم ْن َيقُ ُ‬
‫ص َنعُ ِب َبأ ٍ‬ ‫اإل ْنس ِ ٖٔ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِط َنا َع ْوًنا ِفي ٍّ‬ ‫مع جي ِ‬
‫ان‪ِ .‬باهلل َن ْ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫الضي ِ‬ ‫ٕٔ‬
‫وس‬ ‫ْس‪َ ,‬و ُى َو َي ُد ُ‬ ‫ق‪ ,‬فَ َباط ٌل ُى َو َخبلَ ُ‬ ‫وش َنا؟ أ ْ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫اء َنا‪".‬‬
‫َع َد َ‬
‫أْ‬

‫‪309‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والتاسع‬

‫ربما كتب داود ىذا المزمور وىو متألـ مف خيانة شاوؿ أو أحد رجاؿ شاوؿ (دواغ) أو بسبب خيانة أخيتوفؿ‪،‬‬
‫ىذا غير واضح‪ ،‬إنما الواضح أنو بروح النبوة كتبو وعينو عمى خيانة ييوذا واألمة الييودية كميا لممسيح‪ ،‬ونبوتو‬
‫عف الخراب الذي سيمحقيـ بعد ىذه الخيانة‪ .‬ونفيـ أف المزمور عف المسيح‪ ،‬فيكذا طبؽ بطرس آية (‪ )ٛ‬مف‬
‫المزمور في (أعٔ‪ )ٕٓ2‬وكؿ المصير الصعب الذي قيؿ عف الخائف كاف نبوة ضد ييوذا والييود كشعب‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ‬ ‫س ُك ْت‪ٕ ,‬ألَنَّ ُو قَِد ا ْنفَتَ َح َعمَ َّي فَ ُم ٍّ‬ ‫لو تَ ِ‬
‫سِ‬ ‫ش‪ .‬تَ َكمَّ ُموا َمعي ِبم َ‬ ‫الشٍّر ِ‬ ‫س ِبيحي الَ تَ ْ‬‫اآليات (ٔ‪َ " - )٘-‬يا إِ َ ْ‬
‫ٔ‬
‫ان‬
‫اص ُموَن ِني‪ .‬أ َّ‬
‫ض أَحاطُوا ِبي‪ ,‬وقَاتَمُوِني ِببلَ سب ٍب‪ٗ .‬ب َد َل محب َِّتي ي َخ ِ‬ ‫ِكذ ٍ ٖ ِ‬
‫ْب‪ِ ,‬ب َكبلَم ُب ْغ ٍ َ‬
‫٘‬
‫ض ُعوا َعمَ َّي‬
‫صبلَةٌ‪َ .‬و َ‬ ‫َما أََنا فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ش ًّار َب َد َل َخ ْي ٍر‪َ ,‬وُب ْغ ً‬
‫ضا َب َد َل ُح ٍّبي‪".‬‬ ‫َ‬
‫يظير ىنا داود المحب كرمز لممسيح الذي كاف يجوؿ يصنع خي اًر‪ .‬وأعداء داود تأمروا عميو ولفقوا ضده التيـ‪،‬‬
‫ش = إبميس الذي تكمـ عمى فـ ييوذا وعمى فـ الفريسييف والكينة‪..‬‬ ‫ير َوفَ ُم ا ْل ِغ ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬
‫وىكذا حدث مع المسيح‪ .‬فَ ُم ٍّ‬
‫صبلَةٌ = ماذا يفعؿ اإلنساف أماـ مؤامرات األعداء الغاشة‪ ،‬كيؼ يتعزى‬‫َما أََنا فَ َ‬ ‫أو كرمز لذلؾ دواغ أو أخيتوفؿ‪ .‬أ َّ‬
‫أو يشعر بإطمئناف إف لـ يمتصؽ باهلل في صبلة ببل انقطاع‪ .‬واذا استجاب اهلل وأنقذه ماذا يفعؿ إال أف يسبحو‬
‫ويشكره ويستمر في صبلتو حتى ال ينجح األشرار في إيذائو‪ .‬وىكذا نبلحظ فالتبلميذ كانوا ال يكفوف عف الصبلة‬
‫(أع‪ ) ٗ2ٙ‬وكانوا حيف يصموف بنفس واحدة يمتمئوا مف الروح القدس‪ .‬وصموئيؿ النبي اعتبر أنو لو كؼ عف‬
‫الصبلة ألجؿ الشعب فيذه خطية (ٔصـٕٔ‪ .)ٕٖ2‬أما أنا فصبلة‪ ،‬تشير ألف الفكر والقمب في صمة مع اهلل ببل‬
‫انقطاع خبلؿ العمؿ وخبلؿ الفراغ‪ ،‬خبلؿ اليقظة وخبلؿ النوـ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ‪ٚ‬‬


‫يرا‪َ ,‬وْل َي ِق ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔ٘-ٙ‬فَأ َِق ْم أَ ْن َ‬
‫ان َع ْن َيمينو‪ .‬إِ َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا‪َ ,‬و َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫صبلَ تُ ُو‬ ‫طٌ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ف َ‬ ‫ت َعمَ ْيو شٍّر ً‬
‫ام َأرَتُ ُو أ َْرَممَ ًة‪ٔٓ .‬لِ َي ِت ْو َب ُنوهُ تََي َيا ًنا‬
‫اما َو ْ‬
‫‪ِٜ‬‬
‫ْىا آ َخ ُر‪ .‬ل َي ُك ْن َب ُنوهُ أ َْيتَ ً‬ ‫َّام ُو َقمِيمَ ًة‪َ ,‬و َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ‬ ‫‪ِٛ‬‬ ‫ِ‬
‫َف ْمتَ ُك ْن َخط َّي ًة‪ .‬لتَ ُك ْن أَي ُ‬
‫اسطٌ‬ ‫ويستَعطُوا‪ ,‬وي ْمتَ ِمسوا ُخ ْب ًاز ِم ْن ِخرِب ِيم‪ٔٔ .‬لِيصطَ ِد ا ْلم ارِبي ُك َّل ما لَ ُو‪ ,‬وْلي ْني ِب ا ْل ُغرباء تَعب ُو‪ٕٔ .‬الَ ي ُك ْن لَ ُو ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ََ ْ ْ‬
‫آب ِائ ِو لَ َدى‬ ‫ِ‬
‫اس ُم ُي ْم‪ .‬ل ُي ْذ َك ْر إِثْ ُم َ‬
‫ٗٔ‬ ‫ِِ ِ‬
‫يل ا ْلقَادم ل ُي ْم َح ْ‬ ‫ض ُذٍّريَّتُ ُو‪ِ .‬في ا ْل ِج ِ‬ ‫اماهُ‪ .‬لِتَ ْنقَ ِر ْ‬
‫ٖٔ‬
‫ف َعمَى َيتَ َ‬ ‫َر ْح َم ًة‪َ ,‬والَ َي ُك ْن ُمتََأِر ٌ‬
‫ض ِذ ْك َرُى ْم‪".‬‬ ‫ض ِم َن األ َْر ِ‬ ‫ب َد ِائ ًما‪َ ,‬وْل َي ْق ِر ْ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ام َّ‬ ‫َم َ‬
‫ب‪ ,‬والَ تُمح َخ ِطيَّ ُة أ ٍّ ِ ٘ٔ ِ‬
‫ُمو‪ .‬لتَ ُك ْن أ َ‬ ‫الر ٍّ َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ىي نبوة ضد مف خاف داود أو ضد ييوذا الخائف أو ضد شعب الييود‪ .‬وىذه اآليات ال تحسب دعاء عمى‬
‫شخص‪ ،‬بؿ ىي بوحي مف الروح القدس قاليا داود كنبوة‪ ،‬والرسؿ فيموىا ىكذا وطبقوا اآلية َو َو ِظيفَتُ ُو لِ َيأْ ُخذ َ‬
‫ْىا‬
‫َّام ُو َقمِيمَ ًة‪ .‬وىكذا بعد أف صمب الييود‬ ‫آخ ُر حرفياً فانتخبوا متياس عوضاً عف ييوذا‪ .‬ألف ييوذا انتحر= و ُكان ْت أَي ُ‬ ‫َ‬
‫الرب‪ ،‬قمت أياـ دولتيـ‪ ،‬بؿ انتيت‪ ،‬ووظيفتيـ كشعب هلل أخذىا المسيحييف وفي خراب دولتيـ عمى يد تيطس‬
‫ترممت نساؤىـ وصار أوالدىـ يتامي (‪ )ٜ‬وتشتتوا بعد ذلؾ في كؿ األرض (ٓٔ)‪ .‬كؿ ىذا الخراب ألنيـ أسمموا‬

‫‪310‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫ين ِو =‬
‫ان ع ْن ي ِم ِ‬
‫ش ْيطَ ٌ َ َ‬ ‫يرا‪َ ,‬وْل َي ِق ْ‬
‫ف َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أنفسيـ لمشيطاف (الييود أو ييوذا) فتركيـ اهلل في يده = فَأ َِق ْم أَ ْن َ‬
‫ت َعمَ ْيو شٍّر ً‬
‫وىذا معناه تسميميـ في يد الشيطاف‪ .‬فإف كاف أيوب بكؿ محبتو هلل‪ ،‬حينما أراد اهلل أف يؤدبو سمح لمشيطاف أف‬
‫يؤذيو ففعؿ بو ما كاف مضرباً لؤلمثاؿ‪ .‬فماذا يحدث لشعب الييود ولييوذا الخائف فاقدي القداسة والحب حيف‬
‫يسمميـ اهلل ليد إبميس‪ .‬يقاؿ أف تيطس الروماني في سنة ٓ‪ٚ‬ـ حيف أحرؽ أورشميـ قتؿ ٘‪ ٔ.‬مميوف وصمب‬
‫صبلَ تُ ُو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٓٓٓ‪ ٕٔٓ.‬وأشعؿ فييـ النيراف‪ .‬وِا َذا ُحوك َم َف ْم َي ْخ ُر ْج ُمذْن ًبا = إذا حوكـ يوـ الدينونة دنو يا اهلل وال تبرره‪َ .‬و َ‬
‫َف ْمتَ ُك ْن َخ ِط َّي ًة = وىؿ يقبؿ اهلل صبلة مف إنساف إمتؤل قمبو ش اًر وخبثاً‪ .‬مثؿ ىذا صبلتو تعتبر خطية‪ .‬واهلل ذكر‬
‫ليـ خطايا وتمرد أبائيـ في مصر وفي البرية وفي أرض الميعاد‪ ،‬فاهلل يذكر خطايا اآلباء في حالة عدـ توبة‬
‫األبناء‪ .‬وعوضاً عف أف يكونوا مثمريف يقرض الرب مف األرض ذكرىـ‪.‬‬

‫ق ا ْل َق ْم ِب‬‫س ِح َ‬ ‫س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا‬ ‫ِ‬


‫ط َرَد إِ ْن َ‬ ‫اآليات (‪ِ " - )ٕٓ-ٔٙ‬م ْن أ ْ‬
‫َج ِل أ ََّن ُو لَ ْم َي ْذ ُك ْر أ ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫ير َوا ْل ُم ْن َ‬ ‫سا ًنا م ْ‬ ‫ص َن َع َر ْح َم ًة‪َ ,‬ب ْل َ‬ ‫َن َي ْ‬
‫اه ِفي‬ ‫ب المَّع َن َة فَأَتَتْ ُو‪ ,‬ولَم يس َّر ِبا ْلبرَك ِة فَتَباع َد ْت ع ْن ُو‪ٔٛ .‬ولَ ِبس المَّع َن َة ِمثْ َل ثَوِب ِو‪ ,‬فَ َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َح َّ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ُيميتَ ُو‪َ .‬وأ َ‬
‫ض َّي ِم ْن‬ ‫ُجرةُ م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ ٕٓ ِ ِ‬
‫ق ِب َيا َدائ ًما‪ .‬ىذه أ ْ َ ُ‬ ‫ف ِب ِو‪َ ,‬و َك ِم ْنطَقَ ٍة َيتََنطَّ ُ‬‫ام ِو‪ .‬لِتَ ُك ْن لَ ُو َكثَْو ٍب َيتَ َعطَّ ُ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫شاه و َك َزْي ٍت ِفي ِعظَ ِ‬
‫َح َ ُ َ‬
‫ش ًّار َعمَى َن ْف ِسي‪".‬‬ ‫ين َ‬ ‫ُج َرةُ ا ْل ُمتَ َكمٍّ ِم َ‬
‫ب‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ِع ْن ِد َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ق ا ْل َق ْم ِب ِوأُماتَوه = ىو‬ ‫س ِح َ‬ ‫س ِكي ًنا َوفَ ِق ًا‬
‫ير َو ُم ْن َ‬
‫ِ‬
‫سا ًنا م ْ‬ ‫ط َرَدوا إِ ْن َ‬
‫ص َن َعوا َر ْح َم ًة َب ْل َ‬ ‫سبب ىذه الضربات أنيـ لم َي ْ‬
‫المسيح الوديع والمتواضع القمب‪ ،‬الذي ليس لو أيف يسند رأسو الذي افتقر ألجمنا وىو غني (ٕكو‪+ ٜ2ٛ‬‬
‫ب المَّ ْع َن َة = مف يختار طريؽ الخطية والمعصية فيو‬ ‫َح َّ‬
‫لو‪ + ٘ٛ2ٜ‬متٔٔ‪ + ٕٜ2‬مت‪ٔ + ٖٛ2ٕٙ‬بطٕ‪َ )ٕٖ2‬وأ َ‬
‫س المَّ ْع َن َة ِم ْث َل ثَْوِب ِو‪ .‬كؿ ما تمتد إليو يده فيو‬
‫اختار وأحب طريؽ المعنة‪ .‬ومثؿ ىذا تحيط بو المعنات= لَ ِب َ‬
‫شاهُ = يشعر بيا في نفسو‬‫اه ِفي َح َ‬ ‫ممعوف‪ .‬وتتسمؿ المعنة إلى حياتو الداخمية فيشعر بأنو ممعوف= َد َخمَ ْت َك ِمي ٍ‬
‫َ‬
‫ام ِو = حتى في صحتو تجد المعنة قد تسممت كما يتسمؿ الزيت مف‬ ‫ظِ‬‫داخمياً وفي أفكاره ومشاعره‪َ .‬و َك َزْي ٍت ِفي ِع َ‬
‫ق ِب َيا = اإلنساف يتمنطؽ حينما يقوـ ليعمؿ‪ .‬ولنتصور أنو في كؿ‬ ‫طقَ ٍة َيتََنطَّ ُ‬
‫خبلؿ ثقوب القماش لمداخؿ‪َ .‬و َك ِم ْن َ‬
‫عممو يتمنطؽ بالمعنة‪ .‬والمعنة تكوف في كؿ ما تمتد يده إليو‪.‬‬

‫َن َر ْح َمتَ َك طَ ٍّي َب ٌة َن ٍّج ِني‪ٕٕ .‬فَِإ ٍّني‬ ‫اس ِم َك‪ .‬أل َّ‬ ‫َج ِل ْ‬ ‫اص َن ْع َم ِعي ِم ْن أ ْ‬ ‫الس ٍّي ُد فَ ْ‬‫ت َيا َرب َّ‬ ‫َما أَ ْن َ‬
‫ٕٔ‬
‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٖٔ-‬أ َّ‬
‫شتَا ِم َن‬ ‫اي ْارتَ َع َ‬
‫ٍ ٕٗ‬
‫ادة‪ُ .‬رْك َبتَ َ‬ ‫ت َك َج َر َ‬ ‫ضُ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَفَ ْ‬ ‫اخمِي‪َ .‬ك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ‬
‫ٖٕ‬ ‫ين أََنا‪ ,‬وَق ْم ِبي م ْجروح ِفي َد ِ‬
‫َ ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫س ِك ٌ‬ ‫ير َو ِم ْ‬
‫ِ‬
‫فَق ٌ‬
‫وس ُي ْم‪.‬‬
‫ون ُر ُؤ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ون إِلَ َّي َوُي ْن ِغ ُ‬ ‫ار ِع ْن َد ُى ْم‪َ .‬ي ْنظُُر َ‬ ‫ت َع ًا‬ ‫ص ْر ُ‬‫الصوِم‪ ,‬ولَ ْح ِمي ُى ِز َل ع ْن ِسم ٍن‪ٕ٘ .‬وأََنا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫ىذ ِه ِى َي َي ُد َك‪ .‬أَ ْن َ‬ ‫َن ِ‬ ‫ب َر ْح َم ِت َك‪َ ٕٚ .‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ‬ ‫َع ٍّني يا رب إِل ِيي‪َ .‬خمٍّ ِ‬ ‫‪ٕٙ‬أ ِ‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫َما ُى ْم‬ ‫ت ى َذا‪ .‬أ َّ‬ ‫ت َيا َرب فَ َع ْم َ‬ ‫سَ‬‫صني َح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ص َم ِائي َخ َجبلً‪َ ,‬وْل َيتَ َعطَّفُوا ِب ِخ ْزِي ِي ْم‬ ‫س ُخ َ‬
‫‪ِ ٕٜ‬‬
‫َما َع ْب ُد َك فَ َي ْف َر ُح‪ .‬ل َي ْم ِب ْ‬ ‫اموا َو َخ ُزوا‪ ,‬أ َّ‬ ‫ار ُك‪ .‬قَ ُ‬ ‫ت فَتَُب ِ‬ ‫َما أَ ْن َ‬
‫ون‪َ ,‬وأ َّ‬‫فََي ْم َع ُن َ‬
‫ص ُو ِم َن‬ ‫ين ا ْلمس ِك ِ ِ‬
‫ين‪ ,‬ل ُي َخمٍّ َ‬
‫ِ‬
‫وم َع ْن َيم ِ َ ْ‬ ‫ٖٔ َّ‬
‫ُس ٍّب ُح ُو‪ .‬ألَن ُو َيقُ ُ‬ ‫ين أ َ‬ ‫ير َ‬ ‫س ِط َك ِث ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ِجدًّا ِبفَمي‪َ ,‬وِفي َو َ‬ ‫الر َّ‬
‫َح َم ُد َّ‬
‫ِ ٖٓ‬
‫اء‪ .‬أ ْ‬ ‫الرَد‬
‫َك ٍّ‬
‫ين َعمَى َن ْف ِس ِو‪".‬‬ ‫اض َ‬ ‫ا ْلقَ ِ‬

‫‪311‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع)‬

‫وح مف الخيانة‪ .‬وداود اقترب مف الموت ونجاه اهلل‪ ،‬أما‬ ‫ىنا تعبير عف آالـ داود رمز آلالـ المسيح= َق ْم ِبي َم ْج ُر ٌ‬
‫شتَا ِم َن َّ‬
‫الص ْوِم‬ ‫اي ْارتَ َع َ‬ ‫ت َكجر َ ٍ‬
‫ادة = مف اآلالـ النفسية‪ُ .‬رْك َبتَ َ‬ ‫ض ُ ََ‬ ‫ت‪ .‬ا ْنتَفَ ْ‬ ‫المسيح فمات فعبلً= َك ِظ ّل ِع ْن َد َم ْيمِ ِو َذ َى ْب ُ‬
‫ت‬ ‫= داود صاـ فعبلً في حزنو‪ .‬أما المسيح فعاش فترة قصيرة عمى األرض ولـ يعشيا ليأكؿ ويشرب‪ .‬وأََنا ِ‬
‫ص ْر ُ‬ ‫َ‬
‫ون‪ .‬فالكتاب يقوؿ ممعوف كؿ مف عمؽ عمى خشبة‬ ‫َما ُى ْم فََي ْم َع ُن َ‬‫ار ِع ْن َد ُى ْم وىذه نبوة عف الصمب ‪ +‬أ َّ‬ ‫َع ًا‬
‫ىذ ِه ِى َي َي ُد َك =‬
‫َن ِ‬ ‫وس ُي ْم = تحققت في (مت‪ + ٗٓ2ٕٚ‬مر٘ٔ‪َ .)ٕٜ2‬وْل َي ْعمَ ُموا أ َّ‬ ‫ون ُر ُؤ َ‬ ‫ض َ‬ ‫(تثٕٔ‪َ .)ٕٖ2‬وُي ْن ِغ ُ‬
‫ليعمـ الناس يا رب أنؾ أنت دبرت كؿ ىذا ألجؿ خبلصيـ‪ .‬ىذه تتفؽ مع قوؿ يوسؼ إلخوتو "أنتـ قصدتـ لي‬
‫ش اًر‪ .‬أما اهلل قصد بو خي اًر" (تؾٓ٘‪ )ٕٓ2‬ىـ قصدوا أف يمحقوا المعنة بالمسيح‪ ،‬والرب قصد بيذا بركة لمعالـ كمو‬
‫وم َع ْن َي ِم ِ‬
‫ين‬ ‫َّ‬ ‫الر َّ ِ ِ ِ‬
‫ب جدًّا بفَمي = فـ المسيح ىو المؤمنيف الذي يسبحوف اهلل عمى خبلصو‪ .‬أَن ُو َيقُ ُ‬ ‫َح َم ُد َّ‬
‫(آية‪ .)ٕٛ‬أ ْ‬
‫ا ْلمس ِك ِ ِ‬
‫ص ُو = واآلب كاف عف يميف المسكيف حتى أقامو مف الموت‪ .‬والمسيح يكوف عف يميف كؿ مسكيف‬ ‫ين ل ُي َخمٍّ َ‬ ‫َ ْ‬
‫في شعبو ليعطيو الخبلص‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والعاشر‬

‫المزمور المئة والعاشر (المئة والتاسع في األجبية)‬

‫ىذا المزمور إنجيمي بحت‪ ،‬قد يكوف داود كتبو بعد انتصاره عمى بعض األعداء ومف ثـ استتباب األمف والسبلـ‬
‫في مممكتو‪ ،‬ولكف بروح النبوة‪ ،‬نطؽ الروح القدس عمى لساف داود فأخرج نبوة رائعة عف عمؿ المسيح العجيب‪،‬‬
‫بؿ ىذا المزمور كمو عف المسيح الذي انتظره اآلباء ووعدىـ اهلل بو‪ .‬والييود دائماً اعتبروا ىذا المزمور أنو عف‬
‫المسيح المنتظر‪ .‬ولذلؾ حيَّر المسيح الفريسييف في (متٕٕ‪ ،)ٗٙ-ٗٔ2‬فيـ يعرفوف أف المسيح سيكوف ابف‬
‫داود‪ ،‬والمسيح سأليـ وكيؼ يكوف ابف داود ويدعوه داود رباً فتحيروا فيـ يعمموف أف ىذا المزمور يتكمـ عف‬
‫المسيح (مرٕٔ‪ + ٖٚ-ٖ٘2‬لوٕٓ‪.)ٗٗ-ٗٔ2‬‬
‫وا لمزمور يتكمـ عف انتصار المسيح النيائي عمى أعدائو حينما يجمس عف يميف العظمة في األعالي (أعٕ‪ٖٗ2‬‬
‫‪ٔ +‬كو٘‪ + ٕ٘2‬عبٔ‪ + ٖٔ2‬عبٓٔ‪ .)ٖٔ2‬وقد يقوؿ الييود أف اليميف إشارة لمقوة‪ ،‬وأف اهلل أقاـ مف داود ممكاً‬
‫وأعطاه قوة‪ ،‬ولكف كيؼ ُيسَّمي داود رباً‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور يتكمـ عف المسيح وليس سواه‪ .‬الذي صار الشيطاف‬
‫تحت قدميو (ٔكو٘ٔ‪.)ٕٙ-ٕٗ2‬‬
‫ىنا المزمور يتنبأ عف أف المسيح سيكوف ممكاً وكاىناً (عمى رتبة ممكي صادؽ)‪( .‬عب٘‪.)ٔٚ2ٚ،ٕٔ + ٙ2‬‬
‫ونفيـ مف ىذا انتياء الكينوت الييودي ليبدأ الكينوت المسيحي وتبطؿ الذبائح الدموية ليبدأ الكينوت المسيحي‬
‫وتقديـ ذبيحة االفخارستيا مف خبز وخمر‪ .‬وانتياء الكينوت الييودي أعمف عنو في شؽ حجاب الييكؿ‪ .‬ولكؿ‬
‫ىذه المفاىيـ النبوية‪.‬‬
‫نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪ ،‬ففيو انتصر المسيح عمى الشيطاف نيائياً‪.‬‬
‫نرى في ىذا المزمور المسيح متجسداً وفي ىيئة متواضعة بالجسد‪ ،‬ونرى ممكو ونرى امتداد كنيستو وىو يحكـ‬
‫فييا كممؾ وىو رئيس كينتيا‪ .‬ونراه وقد صعد ليجمس عف يميف اآلب‪.‬‬
‫اء َك َم ْو ِط ًئا لِقَ َد َم ْي َك»‪".‬‬
‫َع َد َ‬
‫َض َع أ ْ‬ ‫اجمِس ع ْن ي ِم ِ‬
‫يني َحتَّى أ َ‬ ‫ال َّ ِ‬
‫الرب ل َرٍّبي « ْ ْ َ َ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬قَ َ‬
‫الفكر البشري ال يمكنو أف يعرؼ مساواة اآلب لبلبف إف لـ يعمف الروح القدس لنا ىذه الحقيقة‪ .‬والسيد المسيح‬
‫الرب‬
‫ال = تشير لمسرة اآلب بعمؿ االبف‪َّ .‬‬
‫كشؼ ىذا أف الروح القدس ىو الذي أعمف ذلؾ لداود (متٕٕ‪ .)ٖٗ2‬قَ َ‬
‫لِ َرٍّبي = تشير لمساواة اآلب لبلبف‪ ،‬فاالبف سيجمس عمى نفس المستوى مع اآلب‪ .‬واالبف ببلىوتو ُممكو أزلى‬
‫أ بدي‪ .‬ولكننا ىنا نفيـ أف الكبلـ عف الناسوت‪ ،‬فبعد أف أكمؿ تدبير تجسده الخبلصي وقاـ وصعد لمسموات‬
‫ين= تشير لمقوة والكرامة والمجد الذي حصؿ عمييما المسيح‬‫جمس عف يميف العظمة (عبٔ‪ .)ٖ2‬وكممة ال َي ِم ِ‬
‫بجسده‪ .‬فالناسوت المتحد بالبلىوت صار في كرامة فنسجد لو ببلىوتو غير المنفصؿ عف ناسوتو‪.‬أما المسيح‬
‫ببلىوتو فمجده ازلي ابدي ‪ .‬راجع تفسير( يو ‪)٘ 2 ٔٚ‬‬

‫‪313‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫َع َد ِائ َك‪".‬‬


‫س ِط أ ْ‬ ‫ِ‬
‫سمَّ ْط في َو َ‬
‫ض ِ ِ ِ‬
‫يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن‪ .‬تَ َ‬
‫ِ‬
‫الرب قَ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ " -‬ي ْر ِس ُل َّ‬
‫ٕ‬

‫َع َد ِائ َك = لقد ممؾ المسيح ابتداء مف صييوف ثـ تسمط عمى العالـ‪،‬‬ ‫س ِط أ ْ‬ ‫ِ‬
‫سمَّ ْط في َو َ‬
‫ض ِ ِ ِ‬
‫يب عٍّز َك م ْن ص ْي َي ْو َن‪ .‬تَ َ‬
‫ِ‬
‫قَ َ‬
‫يب يشير لمممؾ‪ ،‬يعني صولجاف الممؾ‪ .‬والممؾ‬ ‫ِ‬
‫الذيف كانوا أعداء فآمنوا وجعموا المسيح ممكاً عمييـ‪ .‬والقَض َ‬
‫المسيح ممؾ بعز بصميبو (قضيبو) وكاف انتشار ممكوت المسيح بالك ارزة وسط الشعوب وليس بالقوة والسيؼ‪.‬‬

‫َّس ٍة ِم ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر‪ ,‬لَ َك طَل َح َداثَِت َك‪".‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شعب َك م ْنتَ َد ِ‬
‫ب في َي ْوِم قَُّوِت َك‪ ,‬في ِزي َنة ُمقَد َ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ٌ ُ ُ ْ َ " -‬‬
‫ب = شعب المسيح الممؾ سيكونوف لو شعباً‪ ،‬فيو اشتراىـ بدمو وىو سيخدموه ويسبحوه بإرادتيـ الحرة‬ ‫ش ْع ُب َك ُم ْنتَ َد ٌ‬
‫َ‬
‫ب) فيـ أحبوه ألنو أحبيـ أوالً‪ .‬وىـ صاروا لو جنوداً يحاربوف مممكة الشيطاف بقوة‪ ،‬وستظير‬ ‫واختيارىـ (= ُم ْنتَ َد ٌ‬
‫َّس ٍة فالمسيح ىو رأس لكنيستو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فييـ قوة المسيح= في َي ْوِم قُ َّوِت َك‪ .‬وسيكوف شعبو مقدساً في فضائؿ= ِزي َنة ُمقَد َ‬
‫المقدسة = "معؾ الرياسة في يوـ قوتؾ في بياء القديسيف" بحسب الترجمة السبعينية‪ .‬ىو رب الجنود‪ ،‬ىو الذي‬
‫غمب ويغمب فينا‪ِ .‬م ْن َر ِحِم ا ْلفَ ْج ِر لَ َك طَل َح َداثَِت َك = الفجر عبلمة إشراؽ نور الشمس‪ ،‬والمسيح ىو شمس برنا‪.‬‬
‫حيف أشرؽ بنوره كاف المؤمنيف في بداية الكنيسة مف الكثرة كأنيـ الطؿ مف السماء‪ .‬ىذه الكنيسة التي آمنت ىي‬
‫ط ّل)‪ ،‬محاربة بقوة‪ ،‬تحمؿ صميبيا كما حمؿ‬ ‫كنيسة قوية ( َح َداثَِت َك) كأنيا في عنفواف الشباب‪ ،‬وىي سماوية ( َ‬
‫رأسيا صميبو في يوـ قوتو (يوـ الصميب) يوـ فتح أبواب الجحيـ وأبواب الفردوس‪ .‬وقوتو ستظير تماماً يوـ‬
‫الدينونة‪ .‬والجزء األخير مف اآلية تترجمو السبعينية "مف البطف قبؿ كوكب الصبح ولدتؾ= ىنا يتكمـ عف ميبلد‬
‫المسيح األزلي مف اآلب "نور مف نور" وحينما ننسب هلل أعضاء بشرية فيكوف ذلؾ لشرح معنى ما‪ .‬فاليد تشير‬
‫لقوتو وىكذا‪ .‬واالبف يولد مف بطف اآلب فيذا يعني مساواتو لو في الجوىر‪ ،‬وتميي اًز لبلبف الوحيد عف الكنيسة‬
‫التي تبناىا اهلل‪ .‬وقاؿ أحد اآلباء أف قولو مف البطف يشير لوالدتو مف العذراء بالجسد‪ .‬وقولو قبؿ كوكب الصبح‬
‫يشير لوالدتو أزلياً مف اآلب‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب ولَ ْن ي ْن َدم «أَ ْن َ ِ‬


‫ت َكاى ٌن إِلَى األ ََبد َعمَى ُرتْ َبة َم ْمكي َ‬
‫ٗ‬
‫ق»‪".‬‬‫اد َ‬
‫صَ‬ ‫ْس َم َّ َ َ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَق َ‬
‫لـ يجتمع الممؾ والكينوت عند الييود أبداً"‪ ،‬فالممؾ مف ييوذا والكينوت مف الوي أما طقس ممكي صادؽ فيشير‬
‫لممكي صادؽ الممؾ والكاىف‪ ،‬والمسيح ىو الذي جمع كبل الوظيفتيف‪ .‬وأعطى لكنيستو الكينوت عمى طقس‬
‫ممكي صادؽ (ذبيحة الخبز والخمر) فممكي صادؽ كاف رم اًز لممسيح‪ .‬واهلل أقسـ‪ ،‬أي ليظير لمبشر اىتمامو‬
‫وجديتو في أمر الخبلص (عب‪ )ٔٙ2ٙ‬فالقسـ ىو الطريقة التي يفيميا البشر إلظيار الجدية‪.‬‬

‫ضا و ِ‬ ‫ين ب ْي َن األ ِ‬ ‫‪ِٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫الرب َع ْن َيمين َك ُي َحطٍّ ُم في َي ْوِم ِر ْج ِزِه ُممُو ًكا‪َ .‬يد ُ َ‬
‫٘‬
‫اس َع ًة‪.‬‬ ‫ُمم‪َ .‬مؤلَ ُجثَثًا أ َْر ً َ‬
‫َ‬ ‫اآليات (٘‪َّ " - )ٙ-‬‬
‫وس َيا‪".‬‬
‫ق ُر ُؤ َ‬
‫س َح َ‬
‫َ‬

‫‪314‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعبشر)‬

‫الرب ع ْن ي ِم ِ‬
‫ين َك = لنفيـ أف اليميف ليس مكاف‬ ‫قاؿ في آية (ٔ) أف الرب قاؿ لربي إجمس عف يميني‪ .‬وىنا يقوؿ َّ َ َ‬
‫بؿ يشير لمقوة والكرامة‪ .‬وفي يوـ الدينونة سيحطـ كؿ القوات المقاومة (تمثاؿ نبوخذ نصر)‪ .‬والمسيح بصميبو‬
‫ث‪ .‬وىو قد تموثت ثيابو‬
‫داف إبميس وجنوده في ىذه المعركة‪ ،‬وانتصاره كاف كإنتصار ممؾ حوؿ جيش أعدائو ل ُجثَ ً‬
‫مف دـ أعدائو (أشٖ‪ .)ٖ2ٙ‬وىذا ما سيتكرر في اليوـ األخير‪ .‬وبالنسبة لفترة وجود المسيح بجسده عمي االرض‬
‫ين َك = اف اهلل حفظ المسيح مف كؿ محاوالت قتمو حتي حانت ساعة الصميب ( يو ‪2 ٛ‬‬ ‫الرب ع ْن ي ِم ِ‬
‫‪ ،‬فالقوؿ َّ َ َ‬
‫‪.)ٜ٘‬‬

‫ْس‪".‬‬‫ق‪ ,‬لِذلِ َك َي ْرفَعُ َّأ‬


‫الر َ‬ ‫ب ِفي الطَّ ِري ِ‬ ‫آية (‪ِ ٚ" - )ٚ‬م َن َّ‬
‫الن ْي ِر َي ْ‬
‫ش َر ُ‬
‫ىنا نرى المسيح في أياـ جسده وأالمو‪ ،‬واحتياجو ألف يشرب مف النير كما حدث لداود حيف عطش في معركتو‬
‫(ٔصـٓٔ‪ٔ + ٜ2ٖٓ،‬أئٔ‪ .)ٔٚ2‬والمسيح عطش عمى الصميب وقاؿ أنا عطشاف‪ .‬وشمشوف عطش وأرسؿ لو‬
‫ماء ليشرب (قض‪ )ٔٛ2ٔ٘،ٜٔ‬والمسيح حيف صمي في بستاف جثسيماني ليمة صمبو أرسؿ لو اهلل مبلكاً‬
‫اهلل ً‬
‫ليقويو (لوٕٕ‪ )ٖٗ2‬فنفسو كانت حزينة جداً حتى الموت (مرٗٔ‪ ،)ٖٗ2‬بؿ في ضعفو الجسدي جاع وعطش‬
‫واضطربت نفسو وطمب أف يجيز اآلب عنو ىذه الكأس‪ ،‬واحتاج ألف يأتي لو مبلؾ ليقويو ويعزيو‪ .‬وكؿ منا في‬
‫أالمو يحتاج أف يشرب مف نير تعزيات الروح القدس لكي يرفع رأسو وال تنحني نفسو فيو‪ .‬لقد اختبر المسيح‬
‫أالمنا واذ تألـ مجرباً يقدر أف يعيف المجربيف (عبٕ‪ .)ٔٛ2‬ولكف بعد انتياء تجربتو رفع رأسو ووطأ أعداءه‪ ،‬إذ‬
‫قاـ وداس الموت والشيطاف‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والحادي عشر‬

‫المزمور المئة والحادي عشر (المئة والعاشر في األجبية)‬

‫ىذا المزمور والذي يميو زوجاف يتألؼ كؿ منيما مف ٓٔ أعداد ويحتوي كؿ منيما عمى ٕٕ عبارة رتبت كقصيدة‬
‫إذا جمعت أوائؿ حروؼ أبياتيا كونت حروؼ األبجدية العبرية‪ .‬وتبدأ كؿ عبارة بحرؼ مف األحرؼ العبرية‬
‫األبجدية‪ .‬فضبلً عف ذلؾ‪ ،‬فكؿ عبارة تتألؼ في صورتيا االصمية عمى األغمب مف ثبلث كممات عبرية وفي كمتا‬
‫القصيدتيف يحتوي العدداف األخيراف عمى ثبلث عبارات وليس عمى عبارتيف‪ ،‬كما في سائر األعداد‪ .‬والمزموراف‬
‫يعالجاف موضوعيف توأميف (مزٔٔٔ) فرح وتسبيح لمرب و(مزٕٔٔ) مدح وثناء الرجؿ التقي (الثابت في المسيح‬
‫الذي يأكؿ جسده ويشرب دمو)‪.‬‬
‫تصمي الكنيسة ىذيف المزموريف المتتالييف في صبلة الساعة التاسعة‪ .‬ففي (مزٔٔٔ) تسبح الرب عمى عممو‬
‫فداء لشعبو‪ .‬وما ىو‬
‫الخبلصي العجيب‪ ،‬وأف جبلؿ عممو قائـ إلى األبد‪ .‬وأنو أعطى خائفيو طعاماً‪ .‬وأنو أرسؿ ً‬
‫الطعاـ الذي أرسمو لشعبو؟ "خذوا كموا ىذا ىو جسدي‪ ..،‬ىذا ىو دمي" لذلؾ نصمى إنجيؿ إشباع الجموع في‬
‫ىذه الساعة‪ ،‬فالمسيح جاع وعطش ليشبعنا‪ .‬وينيي المرتؿ مزموره بدعوة لكؿ إنساف أف يخاؼ الرب‪ .‬فالمسيح‬
‫فداء أبدياً لشعبو ولكف عمينا أف نتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة‪ ،‬ىو أعطانا سمطاناً أف ندوس عمى الخطية‬
‫صنع ً‬
‫فعمينا أف نستخدـ ىذا السمطاف ونعيش في بر‪ .‬ولذلؾ يأتي المزمور (ٕٔٔ) ليثني عمى الرجؿ التقي‪ .‬مرة أخرى‬
‫نرى صورة لضرورة أف يأتي عيد الفطير وراء عيد الفصح‪.‬‬
‫ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور والمزمور (ٕٔٔ) لداود‪ ،‬عمى أنو كتبيـ لمتسبيح في الصموات‪ ،‬ولـ يكف ليما‬
‫مناسبة معينة‪.‬‬

‫يم ٌة ِى َي أ ْ‬ ‫ٕ ِ‬ ‫ين وجم ِ‬


‫اعت ِي ْم‪َ .‬عظ َ‬
‫س ا ْلم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي في َم ْجم ِ ُ ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬
‫َع َما ُل‬ ‫ستَقيم َ َ َ َ َ‬ ‫الر َّ‬
‫َح َم ُد َّ‬
‫ويا‪ .‬أ ْ‬
‫اء َع َممُ ُو‪َ ,‬و َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬
‫ين ِب َيا‪َ .‬جبلَ ٌل َوَب َي ٌ‬
‫ٖ‬
‫س ُرو ِر َ‬ ‫ب‪ .‬م ْطمُ ِ‬
‫وب ٌة ل ُك ٍّل ا ْل َم ْ‬
‫الر ٍّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫س ا ْلمستَ ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين = يسيؿ في مجمس المستقيميف أف نسبح اهلل‬ ‫يم َ‬ ‫ب = اعترؼ لمرب (سبعينية)‪ .‬في َم ْجم ِ ُ ْ‬ ‫الر َّ‬
‫َح َم ُد َّ‬
‫أْ‬
‫يم ٌة ِى َي‬ ‫ِ‬
‫ونذكر عجائبو ونفرح بو‪ ،‬لذلؾ يوصينا المرتؿ في المزمور األوؿ أف نتجنب مجمس المستيزئيف‪َ .‬عظ َ‬
‫اء َع َممُ ُو َو َع ْدلُ ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد = طالما قاؿ إلى األبد فالمقصود عممو‬ ‫ب = في خمقة العالـ َجبلَ ٌل َوَب َي ٌ‬ ‫الر ٍّ‬
‫َع َما ُل َّ‬
‫أْ‬
‫الفدائي ألف السماء واألرض تزوالف‪ .‬وعدلو اآلف ربما يبطئ ألنو طويؿ األناة لكف عدلو سيظير في دينونة‬
‫األشرار والى األبد‪.‬‬

‫اما‪َ .‬ي ْذ ُك ُر إِلَى األ ََب ِد َع ْي َدهُ‪".‬‬ ‫ِِ ِ‬


‫َعطَى َخائفيو طَ َع ً‬
‫٘‬
‫الرب‪ .‬أ ْ‬
‫يم ُى َو َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ص َنع ِذ ْك ار لِعج ِائ ِب ِو‪ .‬ح َّن ٌ ِ‬
‫ان َو َرح ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً ََ‬

‫‪316‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى عشر)‬

‫ص َن َع ِذ ْك ًار لِ َع َج ِائ ِب ِو = رتب اهلل عيد الفصح ليذكر شعبو خروجيـ مف مصر بيد رفيعة‪ .‬وكؿ أعيادنا نذكر فييا‬
‫َ‬
‫أعمالو العجيبة معنا (والدتو‪ ،‬صميبو‪ ،‬قيامتو‪ )....‬ففي كؿ مناسبة نذكر عممو ونسبحو‪ .‬بؿ مع اشراقة كؿ صباح‬
‫اما = والسيد المسيح‬ ‫طى َخ ِائ ِف ِ‬
‫ط َع ً‬
‫يو َ‬ ‫َع َ‬
‫نذكر قيامتو فج اًر‪ .‬ومع كؿ توبة نطمب أف تكوف قموبنا مذوداً يولد فيو‪ .‬أ ْ‬
‫أعطى لشعبو طعاماً في البرية ىو المف وحفظوا قسط ذىب فيو بعض المف في قدس األقداس ليذكروا بو‬
‫عجائب الرب في البرية (عب‪ .)ٗ2ٜ‬والمسيح قدـ لنا جسده ودمو طالباً أف نصنع ىذا لذكره‪ ،‬فذبيحة الصميب في‬
‫كؿ قداس تكوف أمامنا‪ ،‬ونذكر بيا صميبو وفدائو ونأكؿ جسده ونشرب دمو لنثبت فيو‪ .‬واهلل ال ييتـ فقط بغذائنا‬
‫الروحي بؿ بالغذاء الجسدي‪ ،‬فالمسيح أشبع الجموع بخمس خبرات وسمكتيف (إنجيؿ التاسعة) واف كاف اهلل ييتـ‬
‫بالغذاء المادي فباألولى ييتـ بالغذاء الروحي لنثبت فيو ويمكننا أف نقاوـ محاربات إبميس وننتصر عميو بنعمة‬
‫ربنا يسوع لو المجد‪.‬‬

‫ُمِم‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫شعب ُو ِبقَُّوِة أ ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪ٙ‬‬


‫اث األ َ‬
‫ير َ‬
‫َع َمالو‪ ,‬ل ُي ْعط َي ُي ْم م َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬أَ ْخ َب َر َ ْ َ‬
‫لقد رأى الشعب في خروجيـ مف مصر قوة يد اهلل‪ .‬ليرثوا كنعاف‪ .‬ونحف رأينا في الصميب قوة ذراع اهلل (المسيح)‬
‫الذي أعطانا السماء ميراثاً‪.‬‬

‫وع ٌة ِبا ْل َح ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ُ .‬كل وصاياه أ ِ‬


‫َمي َن ٌة‪ .‬ثَا ِبتَ ٌة َم َدى الد ْ‬ ‫ِ‬
‫َّى ِر َواأل ََبد‪َ ,‬م ْ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ق‬ ‫ص ُن َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َما َن ٌة َو َح ٌّ‬
‫َع َما ُل َي َد ْيو أ َ‬
‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أ ْ‬
‫ام ِة‪".‬‬ ‫و ِ‬
‫االستقَ َ‬
‫َ ْ‬
‫َما َن ٌة = اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف (يعٔ‪ .)ٔٛ2‬فاهلل ال يعمؿ عمبلً إال ويكوف لمخير‪ .‬وكؿ‬ ‫ِ‬
‫َع َما ُل َي َد ْيو أ َ‬
‫أْ‬
‫َمي َن ٌة = ىذه الوصايا لـ تكف لجيؿ معيف بؿ لؤلبد‪ .‬وما ال‬ ‫مف يتبع وصايا اهلل‪ ،‬ال يجد سوى الخير فوصاياه أ ِ‬
‫َ ََ ُ‬
‫نفيمو اآلف مف أعماؿ وأحكاـ وقضاء اهلل سنفيمو بعدئذ‪ .‬ولكف عمينا أف نسمـ بحكمتو وبأنو صانع خيرات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫شع ِب ِ‬ ‫آية (‪ٜ" - )ٜ‬أَرس َل ِف َداء لِ‬


‫اس ُم ُو‪".‬‬
‫وب ْ‬ ‫ام إِلَى األ ََبد َع ْي َدهُ‪ .‬قُدو ٌ‬
‫س َو َم ُي ٌ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫‪.‬‬‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬
‫اء ىو الذي تـ بالصميب‪ ،‬أما فداء الشعب وخروجيـ مف مصر فكاف رم اًز لو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الف َد ً‬

‫يح ُو قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫س ِب ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬
‫ب‪ .‬ف ْط َن ٌة َج ٍّي َدةٌ ل ُك ٍّل َعامم َ‬
‫ييا‪ .‬تَ ْ‬ ‫ْس ا ْل ِح ْك َم ِة َم َخافَ ُة َّ‬
‫ٓٔ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬أر ُ‬
‫ىذه نصيحة المرتؿ لكؿ مف يسمع‪ ،‬وىي مدخؿ لممزمور التالي‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثاني عشر‬

‫المزمور المئة والثاني عشر(المئة والحادي عشر في األجبية)‬

‫ور ِجدًّا ِب َو َ‬
‫س ُر ِ‬ ‫وبى لِ َّمر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬
‫ص َاياهُ‪".‬‬ ‫ب‪ ,‬ا ْل َم ْ‬
‫الر َّ‬ ‫ويا‪ .‬طُ َ‬
‫ور ِجدًّا ِب َو َ‬
‫ص َاياهُ = ال يمكف‬ ‫س ُر ِ‬
‫ب يباركو الرب عمى األرض وسيكوف لو نصيباً في السماء‪ .‬ا ْل َم ْ‬ ‫ا َّلر ُج ِل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬
‫الر ّ‬
‫أف نسر بوصايا الرب إف لـ نحب الرب أوالً الذي أوصى بيا‪.‬‬

‫ين ُي َب َار ُك‪".‬‬


‫يم َ‬ ‫ض‪ِ .‬جي ُل ا ْلمستَ ِق ِ‬
‫ون قَ ِويًّا ِفي األ َْر ِ‬
‫سمُ ُو َي ُك ُ‬
‫ٕ‬
‫ُ ْ‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ن ْ‬
‫ون قَ ِويًّا = الرىباف ليس ليـ نسؿ وكثير مف قديسي‬ ‫سمُ ُو َي ُك ُ‬‫نرى ىنا بعض صور البركة لمرجؿ المتقي الرب‪َ .‬ن ْ‬
‫الكتاب ىـ ببل نسؿ (إيميا‪ /‬أرمياء‪ .)..‬ولكف كـ مف النسؿ الروحي (تابوا عمى أيدييـ ورجعوا إلى اهلل) كاف‬
‫ليؤالء‪ .‬بره قائـ إلى األبد ( اية ٖ )‬

‫آية (ٖ) ‪َ ٖ" -‬ر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو‪َ ,‬وِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬
‫َر ْغ ٌد َو ِغ ًنى ِفي َب ْي ِت ِو (ىذه عف البركات في ىذه الحياة) ِبرهُ قَ ِائ ٌم إِلَى األ ََب ِد (نصيبو السماوي)‪.‬‬

‫ان ور ِحيم و ِ‬ ‫ق ِفي الظ ْمم ِة لِ ْممستَ ِق ِ‬


‫ين‪ُ .‬ى َو َح َّن ٌ َ َ ٌ َ‬
‫ٗ‬
‫ٍّيق‪".‬‬
‫صد ٌ‬ ‫يم َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ش َر َ‬
‫ور أَ ْ‬
‫آية (ٗ) ‪ُ " -‬ن ٌ‬
‫العالـ قبؿ المسيح كاف في ظممة‪ ،‬واشرؽ المسيح فيو ليدعوىـ لمممكوت‪ .‬وكؿ مف ىو في الخطية ىو في ظممة‪،‬‬
‫والتوبة تنير لو الطريؽ‪ ،‬وينتقؿ مف الظممة إلى النور‪.‬‬

‫ورهُ ِبا ْل َحقٍّ‪ .‬أل ََّن ُو الَ َيتََز ْع َزعُ إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‪.‬‬ ‫ف َوُي ْق ِر ُ‬ ‫الر ُج ُل الَِّذي َيتََأرَّ ُ‬ ‫س ِع ٌ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬
‫ُم َ‬‫ض‪ُ .‬ي َد ٍّب ُر أ ُ‬ ‫يد ُى َو َّ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٔٓ-‬‬
‫اف َحتَّى‬‫ب‪َ .‬ق ْم ُب ُو ُم َم َّك ٌن فَبلَ َي َخ ُ‬ ‫ت ُمتَّ ِكبلً َعمَى َّ‬ ‫سو ٍء‪َ .‬ق ْم ُب ُو ثَا ِب ٌ‬ ‫ي‪ٚ .‬الَ ي ْخ َ ِ‬
‫شى م ْن َخ َب ِر ُ‬ ‫ون لِ ِذ ْك ٍر أ ََب ِد ٍّ‬
‫‪ٛ‬‬
‫الر ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّيق َي ُك ُ‬
‫الصد ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ِ ٓٔ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعطَى ا ْلمس ِ‬ ‫ضا ِي ِق ِ‬
‫ٍّ‬ ‫ين‪ِ .‬برهُ قَائ ٌم إِلَى األ ََبد‪ .‬قَ ْرُن ُو َي ْنتَص ُ‬
‫ب ِبا ْل َم ْجد‪.‬‬ ‫َي َرى ِب ُم َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ب‪.‬‬‫ضُ‬ ‫ير َي َرى فَ َي ْغ َ‬
‫الشٍّر ُ‬ ‫اك َ‬ ‫َ َ‬ ‫ق أْ‬ ‫يو‪ .‬فَ َّر َ‬
‫يد‪".‬‬ ‫ير تَِب ُ‬
‫الشٍّر ِ‬
‫ش ْي َوةُ ٍّ‬‫وب‪َ .‬‬ ‫َس َنا َن ُو َوَي ُذ ُ‬‫قأْ‬ ‫ُي َحٍّر ُ‬
‫ق=‬‫ورهُ ِبا ْل َح ٍّ‬
‫ُم َ‬
‫ض مف يحتاج‪ .‬أ ُ‬ ‫مف صفات الرجؿ الصالح الذي أخذ صورة المسيح أف يكوف رحيماً بأخوتو ُي ْق ِر ُ‬
‫ين "(متٕ٘‪.)ٖٗ2‬‬ ‫َعطَى ا ْلمس ِ‬
‫اك َ‬ ‫قأْ‬ ‫فبل خبث وال رياء في تصرفاتو‪ .‬بؿ ىناؾ سخاء في عطائو لممحتاج= فََّر َ‬
‫َ َ‬
‫والشرير حيف يرى البركة في حياة الصديقيف يغضب‪ ،‬كما رأى الييود ما لممسيحييف فإىتاجوا‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثالث عشر‬

‫المزمور المئة والثالث عشر (المائة والثاني عشر في األجبية)‬

‫المزامير (ٖٔٔ‪ )ٔٔٛ-‬تسمى مزامير التيميؿ وكانوا يرنموف بيا في األعياد الثبلثة الكبرى (الفصح‪ /‬الخمسيف‪/‬‬
‫المظاؿ)‪ .‬ثـ ارتبطت بعد ذلؾ بعيد التجديد (نشأ سنة ٘‪ ٔٙ‬ؽ‪.‬ـ‪ .‬قارف مع (يوٓٔ‪ )ٕٕ2‬وىذا العيد مذكور في‬
‫األسفار القانونية الثانية)‪.‬‬

‫ب ُم َب َارًكا ِم َن َ‬ ‫الر ٍّ ٕ ِ‬
‫ب‪ .‬ل َي ُك ِن ْ‬ ‫س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬
‫اآلن َوِالَى‬ ‫الر ٍّ‬
‫اس ُم َّ‬ ‫اس َم َّ‬
‫س ٍّب ُحوا ْ‬
‫ب‪َ .‬‬
‫الر ٍّ‬
‫يد َّ‬ ‫ويا‪َ .‬‬
‫األ ََب ِد‪".‬‬
‫ب = كاف الرسؿ‬‫الر ٍّ‬ ‫عمى كؿ عبيد الرب أف يتقدموا هلل ذبيحة التسبيح (عبٖٔ‪ + ٔ٘2‬مزٖٔ‪َ .)ٖٓ2ٜٙ،‬يا َع ِب َ‬
‫يد َّ‬
‫حتى مف ىو قريب بالجسد لمسيد المسيح يمذ ليـ أف يسموا أنفسيـ عبيد لو (يؤ ‪ +‬يعٔ‪ )ٔ2‬فيـ يعرفوف أف‬
‫العبودية هلل تحرر أما العبودية ألي شئ آخر تستعبد اإلنساف وتذلو‪ .‬ومف صار عبداً هلل فيو قد تحرر‪ ،‬ومف‬
‫ِ‬
‫ب ُم َب َارًكا = اسـ الرب مبارؾ بدوننا‪ ،‬ولكف بأفواىنا‬
‫الر ٍّ‬ ‫تحرر فيذا يمكنو أف يسبح (مز‪ .)ٗ2ٖٔٚ‬ل َي ُك ِن ْ‬
‫اس ُم َّ‬
‫وبنعمتو عمينا يباركو معنا مف يسمع‪ .‬ىذا يعني أنو لو رأى الناس أعمالنا الصالحة يمجدوا إلينا الذي في‬
‫السموات إذا شيدنا هلل‪ .‬وفي السبعينية يقوؿ سبحو الرب أييا الفتياف= الفتياف إشارة لؤلقوياء (ٔيوٕ‪ )ٔٗ2‬وليس‬
‫الذيف شاخوا روحياً‪.‬‬

‫س إِلَى َم ْغ ِرِب َيا ْ‬


‫الش ْم ِ‬
‫ق َّ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ " -‬م ْن َم ْ‬
‫ش ِر ِ‬ ‫ٖ‬
‫َّح‪".‬‬
‫سب ٌ‬‫ب ُم َ‬
‫الر ٍّ‬
‫اس ُم َّ‬
‫َم ْغ ِرِب َيا = أي في‬ ‫س إِلَى‬
‫الش ْم ِ‬
‫ق َّ‬ ‫قاؿ سابقاً في آية (ٕ) مف اآلف والى األبد (في كؿ زماف) وىنا يقوؿ ِم ْن َم ْ‬
‫ش ِر ِ‬
‫األمـ في التسبيح‬ ‫كؿ مكاف ليكف اسـ الرب مباركاً مسبحاً‪ .‬ولكف قولو مف مشرؽ الشمس إلى مغربيا قد أدخؿ‬
‫وىذا لـ يحدث قبؿ تجسد المسيح‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ُمِم‪ .‬فَ ْو َ‬


‫ق ُك ٍّل األ َ‬
‫ٗ‬
‫ات َم ْج ُدهُ‪".‬‬ ‫ق َّ َ َ‬ ‫الرب َعال فَ ْو َ‬ ‫آية (ٗ) ‪َّ " -‬‬
‫ات َم ْج ُدهُ = أي مجده فوؽ إدراؾ البشر‪.‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ق َّ َ َ‬ ‫فَ ْو َ‬
‫ات َوِفي األ َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫اظ ِر األ ِ ِ‬
‫الن ِ‬
‫َعالِي ؟ ‪َّ ٙ‬‬ ‫ب إِل ِي َنا َّ ِ ِ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٜ-‬م ْن ِم ْث ُل َّ‬
‫الساك ِن في األ َ‬
‫٘‬
‫ض‪,‬‬ ‫َساف َل في َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫س ِك ِن‬ ‫ِ ‪ٜ‬‬
‫ش ْع ِبو‪ .‬ا ْل ُم ْ‬
‫اف َ‬‫شر ِ‬ ‫الر ِاف ِع ا ْلب ِائس ِم َن ا ْلم ْزبمَ ِة ‪ٛ‬لِي ْجمِس ُو مع أَ ْ ٍ‬
‫ش َراف‪َ ,‬م َع أَ ْ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اب‪َّ ,‬‬ ‫ين ِم َن التر ِ‬
‫َ‬ ‫س ِك َ‬ ‫‪ِِ ٚ‬‬
‫ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْل َعاق َر في َب ْيت‪ ,‬أ َُّم أ َْوالَد فَ ْر َحا َن ًة‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬
‫الن ِ‬
‫اظ ِر‬ ‫عاؿ فوؽ كؿ األمـ‪ .‬وىو ليس مثمو= من مثل الرب إلينا‪ .‬ليس مثمو في محبتو وتواضعو‪ .‬فيو َّ‬ ‫الرب ٍ‬
‫اف َل = فيو رأي البشر في ذليـ بعد سقوطيـ وحاليـ الذليؿ في األرض‪ .‬فجاء وتجسد ليفدي البشر‪ .‬فيو‬ ‫األَس ِ‬
‫َ‬

‫‪319‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج عشر)‬

‫س ِم َن ا ْل َم ْزَبمَ ِة‪ .‬بؿ صار لمف يغمب أف يجمس في عرشو‬ ‫ِ‬ ‫اب و َّ ِ‬
‫الراف ِع ا ْل َبائ َ‬ ‫التر ِ‬
‫َ‬ ‫ين ِم َن‬
‫س ِك َ‬ ‫ِِ‬
‫بذلؾ صار ا ْل ُمقيم ا ْل َم ْ‬
‫اق ارَ أ َُّم أ َْوالٍَد فَ ْر َحا َن ًة‪ .‬لقد انتشؿ المسيح آدـ وبنيو مف ذليـ‬
‫األمـ التي كانت ع ِ‬
‫َ‬ ‫(رؤٖ‪ )ٕٔ2‬وجعؿ األمـ‪ ،‬كنيسة‬
‫ولذلؾ سبحت العذراء مريـ بيذه الكممات (لؤ‪ )٘٘-ٗٙ2‬إشارة لبركات التجسد‪ ،‬وعمؿ المتجسد الذي كاف في‬
‫بطنيا‪ ،‬عممو الفدائي والخبلصي‪ .‬ومازاؿ إلينا بعد صعوده وجموسو عف يميف اآلب ينظر لممتواضعيف‬
‫والصديقيف وكؿ شعبو لينجييـ حتى تكمؿ كنيستو وتنتيي صورة ىذا العالـ الحاضر‪ ،‬فيذا ىو موضوع تسبيحنا‬
‫أف اهلل ٍ‬
‫عاؿ ال ُيدرؾ وأنو دبَّر لنا الخبلص ومازاؿ يعتني بنا ناظ اًر إلى آالمنا‪ .‬وفي الترجمة السبعينية يترجـ‬
‫ض = الناظر إلى المتواضعيف في السماء وعمى األرض‪ .‬والحظ الصفة‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َوِفي األ َْر ِ‬ ‫اظ ِر األ ِ ِ‬
‫الن ِ‬
‫َّ‬
‫َساف َل في َّ َ َ‬
‫َ‬
‫التي تبيج قمب اهلل فينظر لصاحبيا وىي صفة التواضع التي نسبيا المرتؿ ىنا لمسمائييف‪ ،‬بؿ المسيح نسبيا‬
‫لنفسو إذ قاؿ عف نفسو "وديع ومتواضع القمب"‪ .‬ولقد رفع المسيح العالـ الوثني مف دنس خطاياه ووثنيتو وجعؿ‬
‫لو مكاناً في السماء‪( .‬أؼٕ‪ )ٙ2‬أقامنا معو وأجمسنا معو في السماويات‪( .‬راجع مت‪ .)ٕٛ2ٜٔ‬واألمـ الذيف كانوا‬
‫بسبب وثنيتيـ عاق اًر بدوف أعماؿ صالحة وال ثمر‪ .‬صار ليـ ثمار وأوالد روحييف وكؿ نفس كانت ببل ثمر عاق اًر‬
‫يقبميا المسيح بالتوبة فتسكف في كنيستو فرحانة‪.‬‬

‫ونصمي بو في باكر لنذكر بركات القيامة‪ ،‬فبعد أف كنا بائسيف رفعنا المسيح وصرنا في فرح‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والرابع عشر‬

‫كاف خروج شعب إسرائيؿ مف مصر ىو ميبلد لشعب الرب وكنيسة العيد القديـ وكاف ىذا الخروج قد صاحبو‬
‫عجائب اهلل‪ .‬وكانوا يذكرونيا دائماً ليذكروا كـ صنع الرب بيـ‪ .‬وىذا المزمور فيو يسبحوف اهلل عمى ىذه العجائب‬
‫وكانوا يصموف بو في اليوـ الثامف لمفصح الييودي وىو أعظـ أعيادىـ‪ .‬ونحف نرتؿ ىذا المزمور لنذكر أف‬
‫المسيح ىو فصحنا ذبح ألجمنا (ٔكو٘‪ )ٚ2‬ليحررنا مف عبودية إبميس‪ ،‬ويؤسس كنيستو‪ ،‬جسده الذي ىو نحف‪،‬‬
‫ونسبحو عمى عممو الفدائي‪.‬‬

‫س ُو‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ٕ‬


‫وب ِم ْن َ‬
‫ش ْع ٍب أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وج إِسرِائ َ ِ ِ‬ ‫ِٔ‬
‫ان َي ُيوَذا َم ْقد َ‬
‫َع َج َم‪َ ,‬ك َ‬ ‫ص َر‪َ ,‬وَب ْيت َي ْعقُ َ‬
‫يل م ْن م ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕ-‬ع ْن َد ُخ ُر ِ ْ َ‬
‫ط ِان ِو‪".‬‬ ‫وِا ِ‬
‫س َرائي ُل َم َح َّل ُ‬
‫س ْم َ‬ ‫َ ْ‬
‫اهلل أخرج الشعب مف مصر‪ .‬وأقاـ وسطيـ‪ ،‬وكاف يجب عمييـ كشعب هلل‪ ،‬واهلل في وسطيـ أف يمتزموا بحفظ‬
‫س ْمطَ ِان ِو= وكؿ ممؾ أو‬ ‫ان إِ ِ‬
‫س َرائي ُل َم َح َّل ُ‬ ‫وصاياه‪ .‬ىو َّ‬
‫قدسيـ بالدـ (دـ الذبائح) وقدسيـ بحمولو وسطيـ‪ .‬و َك َ ْ‬
‫سمطاف يحكـ شعبو بوصايا وقوانيف‪ .‬وكانت قوانيف اهلل ىي وصاياه إف التزموا بيا يتقدسوف‪ .‬ويقوؿ ي ُيوَذا أوالً‪،‬‬
‫ألف الييكؿ أقيـ في ييوذا‪ .‬وكؿ مف يسكف اهلل فيو يتقدس‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ا ْلب ْحر رآه فَيرب‪ .‬األُرُدن رجع إِلَى َخ ْم ٍ‬
‫ف‪".‬‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫َ ُ َ ُ ََ َ‬
‫ب = والبحر يشير لمعالـ‪ .‬ولقد كانت الشياطيف تيرب مف أماـ المسيح (مت‪ )ٖٕ-ٕٜ2ٛ‬والبحر األحمر‬ ‫ا ْل َب ْح ُر َى َر َ‬
‫إنشؽ أماميـ رم اًز ليذا‪ .‬أما رجوع األردف فيشير لكسر شوكة الموت‪ .‬لذلؾ صارت المعمودية وىي موت مع‬
‫المسيح وقيامة معو مرمو اًز ليا بعبور البحر وعبور األردف‪.‬‬

‫اآلكام ِم ْث َل ُح ْمبلَ ِن ا ْل َغ َنِم‪َ .‬ما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٛ-‬ا ْل ِج َبا ُل قَفَ َز ْت ِم ْث َل ا ْل ِك َب ِ‬
‫٘‬
‫ت ؟ َو َما‬ ‫ُ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪,‬‬ ‫اش‬
‫ِ‬
‫اش‪َ ,‬وأَيَّتُ َيا التٍّبلَ ُل مثْ َل ُح ْمبلَ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ؟ ‪َ ٙ‬و َما لَ ُك َّن أَيَّتُ َيا ا ْلج َبا ُل قَ ْد قَفَ ْزتُ َّن م ْث َل ا ْلك َب ِ‬ ‫ت إِلَى َخ ْم ٍ‬ ‫لَ َك أَي َيا األ ُْرُدن قَ ْد َر َج ْع َ‬
‫ان ِمي ٍ‬ ‫وب! ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬ ‫ض تََزْل َزلِي ِم ْن قُد ِ‬ ‫ا ْل َغ َنِم؟ أَيَّتُ َيا األ َْر ُ‬
‫الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ‬ ‫ب‪ ,‬م ْن قُدَّام إِلو َي ْعقُ َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ان‬
‫الص َّو َ‬
‫اه‪َّ ,‬‬ ‫َّام َّ‬
‫يع ِمي ٍ‬
‫اه‪".‬‬ ‫إِلَى َي َنا ِب ِ َ‬
‫ت = يشير أف ما حدث لـ يكف شيئاً طبيعياً بؿ ناتج عف الحضور اإلليي‬ ‫سؤاؿ المرنـ َما لَ َك أَي َيا ا ْل َب ْح ُر قَ ْد َى َرْب َ‬
‫الذي تتزعزع امامو قوات الطبيعة‪ .‬فالبحر ينشؽ‪ .‬والجباؿ تقفز‪ .‬ولقد تزلزت األرض فعبلً حينما تكمـ اهلل مع‬
‫الشعب لدرجة أف موسى نفسو إرتعب "ارتجؼ كؿ الجبؿ جداً" (خر‪ + ٔٛ2ٜٔ‬عبٕٔ‪ .)ٕٔ-ٔٛ2‬والمرنـ ىنا‬
‫صور الجباؿ الشاىقة بأنيا كحمبلف وكباش تقفز أماـ اهلل‪.‬وىذا قد يكوف تصوير شعرى إما اعبلنا عف حالة فرح‬
‫ُي َّ‬
‫او حالة رعب وفزع مف مجد اهلل‪ .‬ولكف الـ يحدث ىذا فعبل في نقؿ جبؿ المقطـ‪ ،‬واألرض تتزلزؿ فعبل بزالزؿ‬

‫‪321‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع عشر)‬

‫مدمرة ‪ ،‬فماذا يمكف اف يحدث فعبل قداـ مجده وحضوره‪ .‬وتفيـ بطريقة رمزية فالمموؾ الجبابرة المتكبريف قد‬
‫ارتاعوا أماـ شعب اهلل (يشٕ‪ )ٔٔ-ٜ2‬وتفيـ أنو أماـ الحضور اإلليي فالقديسيف بقاماتيـ العالية كالجباؿ يكونوف‬
‫في فرح كمف يقفز‪ .‬وزلزلة األرض تفيـ بأف مف يسمع كبلـ الرب وىو في خطاياه يتزلزؿ ويرتعب (أعٕٗ‪)ٕ٘2‬‬
‫بؿ نفيـ أنو أماـ إيماف شعب اهلل تنتقؿ الجباؿ (متٕٔ‪ .)ٕٔ2‬فميما كانت المشاكؿ أماـ شعب اهلل فيي كبل شئ‬
‫يتصور في بداية‬
‫َّ‬ ‫(زؾٗ‪ .)ٚ2‬لذلؾ قاؿ بولس الرسوؿ "استطيع كؿ شئ في المسيح الذي يقويني" وىؿ كاف أحد‬
‫المسيحية عمى يد ٕٔ تمميذ خائفيف أف تنتشر المسيحية في كؿ العالـ‪ ،‬وكيؼ اندحرت قوة الشياطيف ومقاومتيـ‬
‫لمكنيسة وكانت كبل شئ‪ .‬وبنفس المفيوـ كيؼ تنيار جباؿ الشكوؾ وتيارات الشيوة في داخؿ نفس اإلنساف بعمؿ‬
‫ان ِمي ٍ‬ ‫الروح القدس‪ٕ( .‬كوٓٔ‪ .)٘2‬ا ْل ُم َح ٍّو ِل َّ‬
‫اه = إشارة لمروح القدس الذي انسكب بعد عمؿ‬ ‫الص ْخ َرةَ إِلَى ُغ ْد َر ِ َ‬
‫المسيح‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخامس عشر‬

‫الترجمة السبعينية تض ـ ىذا المزمور عمى المزمور السابؽ‪ .‬وفيو نتعمـ أف نعطي المجد هلل ال ألنفسنا‪ ،‬هلل ال‬
‫لؤلوثاف‪ .‬ونعطى المجد هلل بأف نثؽ فيو ونتكؿ عميو وليس عمى مخموؽ سواه‪ ،‬وبأف نباركو أي نسبحو ونشيد لو‬
‫أماـ كؿ إنساف‪ .‬وعمينا أف نصمي بيذا المزمور دائماً خاصة لو أحاطت بنا الضيقات‪.‬‬

‫َما َن ِت َك‪ٕ .‬لِ َما َذا‬ ‫َج ِل ر ْحم ِت َك ِم ْن أ ْ ِ‬


‫َجل أ َ‬
‫ِ‬ ‫لك ْن الس ِم َك أ ْ ِ‬
‫َعط َم ْج ًدا‪ ,‬م ْن أ ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٖ-‬لَ ْيس لَ َنا يا رب لَ ْيس لَ َنا‪ِ ,‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫السم ِ‬
‫اء‪ُ .‬كمَّ َما َ‬ ‫ِ‬
‫لي ُي ْم؟ »‪ .‬إِ َّن إِ َ‬
‫ُم ُم «أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬
‫ٖ‬
‫ص َن َع‪".‬‬
‫اء َ‬
‫ش َ‬ ‫لي َنا في َّ َ‬ ‫َيقُو ُل األ َ‬
‫حينما َّ‬
‫عي ر ربشاقي إلو إسرائيؿ حينما حاصر أورشميـ أياـ حزقيا الممؾ‪ .‬صمي حزقيا هلل حتى يتمجد أماـ األعداء‬
‫الذيف عيَّروا اإللو الحي (أش‪ )ٕٓ-ٔٗ2ٖٚ ،ٕٓ-ٔٛ2ٖٙ‬والمرنـ ىنا كأنو يعترؼ قائبلً "نحف يا رب ال نستحؽ‬
‫مراحمؾ‪ ،‬ولكننا محسوبيف عميؾ والعالـ يعرؼ أننا شعبؾ‪ ،‬فبل تجعميـ يقولوف أ َْي َن ُى َو إِ ُ‬
‫لي ُي ْم ‪ ،‬بؿ إنقذنا فتتمجد‬
‫ص َن َع‪.‬‬
‫اء َ‬
‫ش َ‬‫أنت ويعرؼ الجميع أف إلينا في السماء‪ ،‬عالياً ممجداً‪ ،‬عظيماً ُكمَّ َما َ‬

‫َعي ٌن والَ تُْب ِ‬ ‫َعم ُل أ َْي ِدي َّ‬ ‫ام ُي ْم ِف َّ‬


‫ص ُر‪ٙ .‬لَ َيا‬ ‫اس‪ .‬لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم‪ .‬لَ َيا أ ْ ُ َ‬
‫الن ِ‬
‫٘‬ ‫ٗ‬
‫َ‬ ‫ب‪,‬‬ ‫ض ٌة َوَذ َى ٌ‬ ‫َص َن ُ‬
‫اآليات (ٗ‪ " - )ٛ-‬أ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ق ِب َح َن ِ‬
‫اج ِرَىا‪ .‬م ْثمَ َيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ .‬لَ َيا أ َْر ُج ٌل َوالَ تَ ْمشي‪َ ,‬والَ تَ ْنط ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫شم‪ٚ .‬لَ َيا‬ ‫ان والَ تَسمع‪ .‬لَيا م َن ِ‬
‫أ َْيد َوالَ تَ ْمم ُ‬ ‫اخ ُر َوالَ تَ ُ‬ ‫َْ ُ َ َ‬ ‫آ َذ ٌ َ‬
‫وىا‪َ ,‬ب ْل ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا‪".‬‬
‫ص ِان ُع َ‬
‫ون َ‬
‫َي ُك ُ‬
‫ليس فينا اآلف مف يعبد أصناماً‪ .‬ولكف أصناـ العصر الحالي ىي‪ ،‬الماؿ‪ ،‬والشيوة‪ ،‬والمراكز العالية‪ .‬ىناؾ مف‬
‫يعتمد عمى إنساف بسبب مركزه‪ ،‬وىناؾ مف يجري وراء الماؿ حاسباً أنو يحميو مف إضطرابات الزمف‪ .‬وىناؾ مف‬
‫وىا = كؿ ىذا سواء ماؿ أو مراكز أو شيوة ىي أشياء باطمة‪،‬‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫يسعى ألف يشبع شيوتو‪ِ .‬م ْثمَ َيا َي ُك ُ‬
‫ون َ‬
‫موجودة اليوـ‪ ،‬أما غداً فيي تزوؿ‪ .‬فمف يتكؿ عمييا يصير مثميا باطؿ زائؿ‪ .‬وأما مف يتكؿ عمى الرب يتحوؿ‬
‫ليصير عمى صورتو كشبيو‪.‬‬

‫ون‪ ,‬اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ‬ ‫ب‪ُ .‬ى َو ُم ِعينُ ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪َ .‬يا َب ْي َ‬ ‫س َرِائي ُل‪ ,‬اتَّ ِك ْل َعمَى َّ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٔ-ٜ‬يا إِ ْ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ب‪.‬‬
‫الر ٍّ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ب‪ُ .‬ى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪".‬‬ ‫ب‪ ,‬اتَّ ِكمُوا َعمَى َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ُى َو ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪َ .‬يا ُمتَّ ِقي َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٔٔ‬

‫ب‪ .‬فيو الذي‬ ‫ون واألمـ= ُمتَّ ِقي َّ‬


‫الر ٍّ‬ ‫س َرِائيل وشعبيا‪ .‬والكينة بني َى ُار َ‬ ‫ىي دعوة لكؿ شعب الرب أف يباركوه‪ .‬إ ْ‬
‫يحمييـ= ُم ِعي ُن ُي ْم َو ِم َجن ُي ْم‪ .‬وىذا مقابؿ األوثاف التي ال تستطيع أف تحمي عابدييا‪.‬‬

‫ار ُك ُمتَّ ِقي َّ‬


‫ون‪ُ ٖٔ .‬ي َب ِ‬ ‫يل‪ُ .‬ي َب ِ‬‫س َرِائ َ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ار ُك‪ُ .‬ي َب ِ‬
‫الرب قَ ْد َذ َك َرَنا فَ ُي َب ِ‬ ‫ٕٔ‬
‫ب‪,‬‬
‫الر ٍّ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫ار ُك َب ْي َ‬ ‫ار ُك َب ْي َ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪َّ " - )ٔٛ-‬‬
‫ات َواأل َْر ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ون لِ َّمر ٍّ‬ ‫الرب َعمَ ْي ُك ْم‪َ ,‬عمَ ْي ُك ْم َو َعمَى أ َْب َن ِائ ُك ْم‪ .‬أَ ْنتُ ْم ُم َب َارُك َ‬
‫٘ٔ‬
‫ار‪ .‬لِ َي ِزِد َّ‬
‫ٗٔ‬
‫الص َغ َار َم َع ا ْل ِك َب ِ‬
‫الصان ِع َّ َ َ‬ ‫ٍّ‬

‫‪323‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص عشر)‬

‫ب‪َ ,‬والَ َم ْن َي ْن َح ِد ُر إِلَى‬


‫الر َّ‬
‫ون َّ‬
‫س ٍّب ُح َ‬
‫ات ُي َ‬
‫س األ َْم َو ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫آد َم‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫اىا لِ َب ِني َ‬‫َعطَ َ‬‫ض فَأ ْ‬ ‫َما األ َْر ُ‬
‫ب‪ ,‬أ َّ‬ ‫ات لِ َّمر ٍّ‬
‫س َم َاو ٌ‬
‫ات َ‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫َّ‬
‫‪ٔٙ‬‬

‫ب ِم َن َ‬
‫ِ ‪ٔٛ‬‬
‫َّى ِر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫الر َّ‬
‫ار ُك َّ‬‫َما َن ْح ُن فَ ُن َب ِ‬‫وت‪ .‬أ َّ‬ ‫ض الس ُك‬ ‫أ َْر ِ‬
‫الرب ىو الذي يبارؾ شعبو‪ ،‬ويزيد بركتو عمييـ‪ ،‬وعمى أبنائيـ‪ .‬والرب صنع السموات واألرض‪ .‬وىو جالس عمى‬
‫آد َم = ىو صاحب الكرـ أي األرض‬ ‫اىا ِل َب ِني َ‬‫ط َ‬ ‫َع َ‬
‫ض فَأ ْ‬ ‫َما األ َْر ُ‬
‫ب‪ .‬أ َّ‬‫ات ِل َّمر ٍّ‬
‫س َم َاو ٌ‬
‫ات َ‬ ‫الس َم َاو ُ‬‫عرشو في السموات= َّ‬
‫فيو خالقيا ولكنو استأمف البشر عمييا وينتظر منيـ كصاحب أرض أف يقدموا ثما اًر صالحة‪ .‬وما ىي الثمار‬
‫ون‬
‫س ٍّب ُح َ‬
‫ات ُي َ‬
‫س األ َْم َو ُ‬
‫الصالحة التي يطمبيا الرب ويفرح بيا؟ التسبيح‪ .‬والتسبيح عبلمة أف اإلنساف حي= لَ ْي َ‬
‫ب‪ .‬ومف ىـ األموات؟ ىـ األموات بالخطايا وىؤالء ال يستطيعوف أف يسبحوا اهلل (مز‪+ ٗ2ٖٔٚ‬رؤٖ‪.)ٔ2‬‬ ‫الر َّ‬
‫َّ‬
‫َما َن ْح ُن‬
‫وبالتوبة نسمع عف االبف الضاؿ "ابني ىذا كاف ميتاً فعاش‪ .‬ومف بتوبتو يعود لمحياة يعود ليسبح الرب= أ َّ‬
‫ب‪.‬‬
‫الر َّ‬ ‫األحياء فَ ُن َب ِ‬
‫ار ُك َّ‬

‫‪324‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول)‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء األول)‬


‫(المئة والخامس عشر في األجبية)‬
‫قسمت الترجمة السبعينية ىذا المزمور إلى قسميف‪ .‬األوؿ (اآليات ٔ‪ )ٜ-‬الثاني (اآليات ٓٔ‪ .)ٜٔ-‬وىذا‬
‫المزمور يشير لمضيقات التي ألمت بداود‪ ،‬مف شاوؿ غالباً‪ .‬وكيؼ أف اهلل لـ يتركو بؿ خمصو؟‪ ،‬بعد أف كاف قاب‬
‫قوسيف أو أدنى مف الموت‪ .‬وفي ىذا يصير داود رم اًز لممسيح الذي مات فعبلً ثـ أقامو اهلل‪ .‬وىو مزمور شكر‬
‫ألجؿ الخبلص بعد ضيقة الموت لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪.‬‬

‫ضر َع ِاتي‪".‬‬
‫ص ْوِتي‪ ,‬تَ َ‬
‫س َمعُ َ‬
‫ب َي ْ‬
‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫ت أل َّ‬
‫َح َب ْب ُ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬أ ْ‬
‫ت = ‪ I love the LORD‬في اإلنجميزية‪ .‬فيو أحب اهلل ألنو إلو محب حنوف يسمع تضرعاتو‪ ،‬يشعر‬ ‫َح َب ْب ُ‬
‫أْ‬
‫بأالمو‪ ،‬ويستجيب لو حيف يطمب‪.‬‬

‫ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي فَأ َْد ُعوهُ ُم َّدةَ َح َي ِاتي‪".‬‬


‫َم َ‬ ‫ٕ َّ‬
‫آية (ٕ) " ألَن ُو أ َ‬
‫ال أُ ْذ َن ُو إِلَ َّي = ىذه كناية عف سماحة اهلل واستجابتو‪ .‬وكانت أعظـ استجابة ىي تجسد المسيح لخبلصنا‪.‬‬ ‫َم َ‬ ‫َّ‬
‫ألَن ُو أ َ‬
‫ال أُ ْذ َن ُو قد تشير لمتجسد‪ ،‬فاألذف قد ترمز لمجسد (راجع عبٓٔ‪ + ٙ2‬مزٓٗ‪.)ٙ2‬‬
‫َم َ‬
‫أَ‬

‫اسِم َّ‬ ‫اوي ِة‪َ .‬كاب ْد ُ ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )٘-‬ا ْكتََنفَتْ ِني ِحبا ُل ا ْلمو ِت‪ .‬أَصابتْ ِني َ ِ‬
‫ت ضيقًا َو ُح ْزًنا‪َ .‬وِب ْ‬ ‫ش َدائ ُد ا ْل َي ِ َ‬
‫ٗ‬
‫ت‬
‫ب َد َع ْو ُ‬
‫الر ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫آه َيا َرب‪َ ,‬ن ٍّج َن ْف ِسي!»‪َّ .‬‬
‫« ِ‬
‫الرب َح َّن ٌ َ‬
‫٘‬
‫يم‪".‬‬‫لي َنا َرح ٌ‬
‫ٍّيق‪َ ,‬وِا ُ‬
‫صد ٌ‬
‫كانت الضيقات حوؿ داود شديدة وخطيرة‪ ،‬بؿ اقترب مف الموت‪ .‬والحباؿ تشير لتقسيـ الميراث‪ ،‬أي أف ميراثو‬
‫ب‬ ‫اسِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ونصيبو وما كاف مقر اًر عميو ىو الموت‪ .‬وبالنسبة لكؿ منا فالخطية تقودنا لمموت‪ .‬وماذا فعؿ داود؟ ِب ْ‬
‫ت = ىذا تعميـ لكؿ منا أف نصرخ هلل إذا اجتذبتنا حباؿ الشيوة لتقودنا في طريؽ الخطية‪ ،‬طريؽ الموت‪.‬‬ ‫َد َع ْو ُ‬
‫ِ‬ ‫ان و ِ‬
‫يم‪ = .‬صديؽ بمعنى عادؿ‪ ،‬ولكف نبلحظ أنو يسبؽ قولو صديؽ أف الرب حناف‬ ‫لي َنا َرح ٌ‬
‫ٍّيق َوِا ُ‬
‫صد ٌ‬ ‫الرب َح َّن ٌ َ‬ ‫َّ‬
‫ويتبعو أنو رحيـ‪ .‬فعدؿ اهلل مغمؼ بالرحمة‪ .‬وىذا ما ظير عمى الصميب‪.‬‬

‫ص ِني‪".‬‬
‫ت فَ َخمَّ َ‬
‫افظُ ا ْلبسطَ ِ‬
‫اء‪ .‬تَ َذلَّ ْم ُ‬ ‫َُ‬
‫الرب ح ِ‬ ‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪َ َّ " - )ٙ‬‬
‫اء = األطفاؿ في السبعينية‪ .‬الطفؿ حيف يصيبو أذى يصرخ ولكنو ال يفكر في االنتقاـ‪ .‬ولذلؾ‬ ‫ط ِ‬
‫سَ‬ ‫ِ‬
‫الرب َحافظُ ا ْل ُب َ‬
‫َّ‬
‫إذا تركنا األمر هلل دوف تفكير في االنتقاـ يحفظنا‪ .‬تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ت = اتضعت (السبعينية)‪ .‬فاالتضاع أماـ اهلل ىو مقدمة‬
‫لمخبلص‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر أ )‬

‫ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل َم ْو ِت‪,‬‬


‫س َن إِلَ ْي ِك‪ .‬أل ََّن َك أَ ْنقَذ َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫َح َ‬
‫ب قَ ْد أ ْ‬‫الر َّ‬
‫َن َّ‬‫اح ِت ِك‪ ,‬أل َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٚ‬‬
‫اآليات (‪ْ " - )ٜ-ٚ‬ار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ‬
‫اء‪".‬‬ ‫َحي ِ‬ ‫الر ٍّب ِفي أ َْر ِ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫َّم َع ِة‪َ ,‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬
‫الزلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض األ ْ َ‬ ‫َّام َّ‬
‫َسمُ ُك قُد َ‬
‫ق‪ .‬أ ْ‬ ‫َو َع ْيني م َن الد ْ‬
‫اح ِت ِك‪ .‬لقد خمصو اهلل مف آالمو وأنقذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ىنا نجد داود وقد أنقذه اهلل مف ضيقتو وعاد لوطنو= ْار ِجعي َيا َن ْفسي إِلَى َر َ‬
‫ق = داود في‬ ‫بدؿ اهلل حزنو إلى فرح ومسح دموعو‪َ .‬و ِر ْجمَ َّي ِم َن َّ‬
‫الزلَ ِ‬ ‫َّم َع ِة لقد َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫نفسو مف الموت‪َ .‬و َع ْيني م َن الد ْ‬
‫ىروبو مف شاوؿ أضطر مرتيف أف يمجأ إلى الفمسطينييف وكاف ىذا انزالقاً لو‪ ،‬فقد يضطر أف يشترؾ معيـ في‬
‫عبادتيـ الوثنية‪ ،‬بؿ اضطر مرة أف يذىب ىو ورجالو ليحارب شعبو إسرائيؿ لوال تدخؿ اهلل‪ .‬وحيف عاد لراحتو‬
‫شكر اهلل أف ىذه الغمطة لف تتكرر بؿ َو َع َد اهلل أف يسمؾ أمامو في أرض األحياء (أورشميـ)‪.‬‬
‫والك نيسة تق أر ىذه اآليات في صموات الجنازات‪ ،‬فالكنيسة ترى أف كؿ منتقؿ قد انتقؿ مف أرض األموات إلى‬
‫أرض األحياء‪ ،‬مكاف الراحة‪ ،‬حيث ال سقوط ثانية وال زلؽ وال تجارب‪ ،‬حيث يمسح اهلل كؿ دمعة مف العيوف‬
‫(رؤٕٔ‪.)ٗ2‬‬
‫وكؿ خاطئ ىو ميت‪ ،‬أما التائب فيقاؿ عنو ابني ىذا كاف ميتاً فعاش‪ .‬وبالتوبة يعود الخاطئ لمحياة‪ ،‬ويعطيو اهلل‬
‫فرحاً عوضاً عف أحزانو ويحفظو مف الزلؽ في طريؽ األشرار ثانية‪ .‬والتوبة ىي وعد مف الخاطئ أف ال يعود‬
‫َحي ِ‬
‫اء القديسيف التائبيف"‪.‬‬ ‫ب ِفي أ َْر ِ‬
‫ض األ ْ َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫َّام َّ‬
‫َسمُ ُك قُد َ‬
‫لطريؽ الشر ويقوؿ مع داود " أ ْ‬

‫‪326‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني)‬

‫المزمور المئة والسادس عشر(الجزء الثاني)‬


‫(المئة والخامس عشر في األجبية)‬

‫ت ِجدًّا»‪".‬‬ ‫ت لِذلِ َك تَ َكمَّ ْم ُ‬


‫ت «أََنا تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ٓٔ‬
‫آم ْن ُ‬
‫آية (ٓٔ) ‪َ " -‬‬
‫لقد وعد صموئيؿ داود بأنو سيصير ممكاً‪ ،‬وداود آمف‪ ،‬وطالما َو ْع ْد اهلل صادؽ فكؿ مؤامرات ضده لف تنجح‪.‬‬
‫ت لِذلِ َك‬
‫آم ْن ُ‬
‫وألنو آمف تكمـ‪ ،‬وتضرع‪ ،‬وسبح‪ .‬ألنو وثؽ أف الموت لف يناؿ منو‪ .‬وبولس الرسوؿ إقتبس ىذه اآلية َ‬
‫ت ‪ ،‬ليشير أنو مؤمف بأف اهلل يعطيو قيامة‪ ،‬فمماذا الخوؼ مف الموت‪ ،‬فميقتموا الجسد‪ ..‬لكف اهلل سيقيمو‬ ‫تَ َكمَّ ْم ُ‬
‫(ٕكوٗ‪ .) ٖٔ2‬فبولس بالرغـ مف ضيقاتو لـ يكف ييتـ فمو وعد بالحياة األبدية بؿ ىو استمر في ك ارزتو‪ ،‬فاإليماف‬
‫القوي البد أف يصاحبو اعتراؼ باإليماف الذي نؤمف بو‪ .‬وكؿ مف يؤمف باهلل‪ ،‬ويرى عظمة اهلل وضعفو ىو‬
‫البشري يقوؿ وأََنا تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ت (إتضعت)‪.‬‬

‫ب»‪".‬‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي « ُكل إِ ْنس ٍ ِ‬ ‫ٔٔ‬


‫ان َكاذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪ " -‬أََنا ُق ْم ُ‬
‫ب = أي باطؿ‪ ،‬أي ال يوجد إنساف قادر‬ ‫ت ِفي ح ْيرِتي = في ضيقتي ويأسي مف الخبلص= ُكل إِ ْنس ٍ ِ‬
‫ان َكاذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أََنا ُق ْم ُ‬
‫أف يعطيني الخبلص‪ ،‬ال يوجد سوى اهلل‪.‬‬

‫س َن ِات ِو لِي؟"‬ ‫ب ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل ُك ٍّل َح َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪َ " -‬ما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ‬
‫ٕٔ‬

‫س َن ِات ِو لِي = الرب وحده مصدر خبلصي ورب نعمتي‪ .‬وماذا يطمب الرب منا "يا‬ ‫َج ِل ُك ٍّل َح َ‬ ‫ب ِم ْن أ ْ‬
‫َما َذا أ َُرد لِ َّمر ٍّ‬
‫ابني إعطني قمبؾ" (أـٖٕ‪ .)ٕٙ2‬أي تعطيني نفسؾ بإرادتؾ‪.‬‬

‫ش ْع ِب ِو‪".‬‬ ‫وري لِ َّمر ٍّ‬


‫ب ُمقَا ِب َل ُك ٍّل َ‬ ‫ب أ َْد ُعو‪ٔٗ .‬أُوِفي ُن ُذ ِ‬ ‫اسِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ص أَتََن َاو ُل‪َ ,‬وِب ْ‬
‫ْس ا ْل َخبلَ ِ‬ ‫ٖٔ‬
‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٔٗ-‬كأ َ‬
‫ص أَتََن َاو ُل = قاؿ السيد المسيح عف آالـ الصميب التي كاف بيا الخبلص الكأس التي أعطاني اآلب‬ ‫ْس ا ْل َخبلَ ِ‬
‫َكأ َ‬
‫أال أشربيا (يو‪( )ٔٔ2ٔٛ‬مت‪ + ٕٜ2ٕٙ‬مرٗٔ‪ + ٖٙ2‬لوٕٕ‪ + ٕٗ2‬متٕٓ‪ + ٕٕ2‬مرٓٔ‪ + ٖٛ2‬مت‪)ٕٗ2ٕٙ‬‬
‫مف كؿ ىذا نفيـ أف الكأس ىي كأس اآلالـ التي يسمح بيا اهلل‪ .‬وكؿ ما يسمح بو اهلل فيو لمخبلص وعمينا أف‬
‫نقبمو بشكر‪ .‬لقد كانت تعييرات واىانات شمعي لداود كأساً مري اًر‪ ،‬ولكف داود قبميا إذ وجدىا كأساً لمخبلص‪ .‬مف‬
‫يد الرب قبميا "اهلل قاؿ لشمعي إشتـ داود"‪ .‬وليذا فرح بولس الرسوؿ بآالمو إذ ستكوف سبب خبلص أوالده‬
‫(فئ‪.)ٜٔ2‬‬

‫‪327‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬

‫والكأس تشير لمتناوؿ مف دـ المسيح‪ .‬وكؿ مف يتناوؿ باسـ الرب يدعو ويعترؼ بما قدمو لو المسيح‪ .‬ونوع آخر‬
‫وره لِ َّمر ٍّ‬
‫ب = صمواتو بؿ تقديـ حياتو كميا هلل‪ .‬فيو نذر أف يقدـ حياتو كميا هلل‪،‬‬ ‫مف االعتراؼ ىو أنو يوِفي ُن ُذ ِ‬
‫وسيفعؿ ىذا أمام ُك ٍّل الناس‪ .‬ىو ال يخجؿ مف عبلقتو باهلل بؿ يوفي نذوره قداـ الناس ‪ ،‬وىو مستعد حتى لمموت‬
‫ليفي نذره هلل‪،‬كما فعؿ دانياؿ وصمي ‪،‬وتعرض لمموت بسبب ذلؾ‪ ،‬وال يفعؿ ذلؾ ليمفت نظر الناس بؿ ليعترؼ‬
‫بفضؿ اهلل عميو اماـ الكؿ وعمينا أف كؿ مف يتناوؿ يفي نذره هلل بأف يموت عف شيواتو الجسدية‪ .‬وفي اعترافو‬
‫بالرب يكوف مستعداً لمموت تماماً‪.‬‬

‫ت أَتْ ِق َي ِائ ِو‪".‬‬‫ب َم ْو ُ‬ ‫يز ِفي َع ْي َن ِي َّ‬


‫الر ٍّ‬ ‫آية (٘ٔ) ‪َ " -‬ع ِز ٌ‬
‫٘ٔ‬

‫مف يموت ويسكب نفسو في اعترافو بالرب يكرمو اهلل "أنا أكرـ الذيف يكرمونني" فاهلل يفرح بموتيـ ويضميـ مع‬
‫ت أَتْ ِق َي ِائ ِو ولنرى المعجزات التي تتـ يومياً باسـ الشيداء لنرى كيؼ‬‫ب‪َ .‬م ْو ُ‬ ‫يز ِفي َع ْي َن ِي َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫قديسيو وشيدائو= َع ِز ٌ‬
‫كرميـ اهلل‪.‬‬
‫وأال نرى في ىذه اآلية تطبيقاً ليا عف موت المسيح وطاعتو لذلؾ رفعو اهلل وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪-ٚ2‬‬
‫ٔٔ) لذلؾ نصمي ىذا المزمور في الساعة التاسعة‪ .‬إال أف ىذه اآلية تفيـ أيضاً أف اهلل يحفظ نفس قديسيو مف‬
‫أيدي أعدائيـ‪ ،‬فنفس اإلنساف ليست ممؾ إنساف آخر‪ ،‬وحيف يريد اهلل ينقذ نفس عبيده‪ ،‬فاهلل أرسؿ مبلؾ لينقذ‬
‫بطرس‪ ،‬وأرسؿ زلزلة فتحت أبواب السجف لبولس‪ ،‬والسيد المسيح أجاب بيبلطس لـ يكف لؾ عمى سمطاف البتة‬
‫إف لـ تكف قد أعطيت مف فوؽ ‪ ،‬ولكف متي تنجح مؤامرة االعداء ويتمكنوا مف قتؿ اوالد اهلل ؟ ىذا اف كاف اهلل‬
‫يريد ذلؾ ‪ ،‬حينئذ تنتيي الحياة بأي اسموب يراه اهلل‪.‬‬

‫َم ِت َك‪َ .‬حمَ ْم َ‬


‫ت قُ ُي ِ‬
‫ودي‪".‬‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٔٙ‬آه َيا َرب‪ ,‬أل ٍَّني َع ْب ُد َك! أََنا َع ْب ُد َك ْاب ُن أ َ‬
‫أل ٍَّني َع ْب ُد َك = أف نتعبد هلل أي نصير لو عبيداً فيذا يحررنا حرية حقيقية لذلؾ فالرسؿ كانوا يفضموف أف يقوؿ‪..‬‬
‫فبلف عبد يسوع المسيح حتى مف كاف منيـ قريباً لو بالجسد (يعٔ‪ + ٔ2‬يؤ)‪ .‬نحف نتعبد لو بحريتنا وليس إجبا اًر‬
‫منو‪ ،‬وبينما ىو الخالؽ والسيد الرب وىذا حقو إال أنو ال يجبر أحداً عمى أف يعبده‪ ،‬ألف اهلل يفضؿ أف نعبده‬
‫باختيارنا وليس إجبا اًر‪ .‬وىنا داود شعر بحب شديد هلل‪ ،‬دفعو أف يقوؿ ىذا‪ .‬واذا فيمنا أف داود يشير لممسيح‬
‫َم ِت َك = أف في ىذا إشارة لممسيح أنو ابف العذراء مريـ وليس منسوباً لرجؿ‪ .‬ونبلحظ أف‬
‫ويرمز لو نفيـ قولو ْاب ُن أ َ‬
‫داود إطمأف لحماية اهلل لو وأنو لف يموت فيو قاؿ أنو عزيز في عيني الرب موت أتقيائو‪ .‬ولكنو لـ يقؿ أنا‬
‫قديسؾ يا رب بؿ قاؿ أنا عبدؾ‪ .‬بالرغـ مف أنو ممؾ‪ ،‬ونبي وقديس ولكننا أماـ اهلل نكتشؼ أننا ال شئ وبحب‬
‫نعبده‪.‬‬
‫ت قُ ُيوِدي = المسيح حؿ قيودنا بصميبو‪ .‬وحؿ قيود الموت واالضطياد عف داود‪ .‬ومف حؿ قيودنا عمينا أف‬‫َحمَ ْم َ‬
‫نرتبط معو بقيود الحب والعبودية‪ ،‬فيذا يحررنا حقيقة‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش عشر ة)‬

‫اسِم َّ‬ ‫ٍ‬


‫يح َة َح ْمد‪َ ,‬وِب ْ‬
‫آية (‪َ " - )ٔٚ‬فمَ َك أَذ َْب ُح َذ ِب َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ب أ َْد ُعو‪".‬‬
‫الر ٍّ‬
‫نقدـ لمرب ذبائح التسبيح والشكر واالعت ارؼ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ش ْع ِب ِو‪",‬‬ ‫وري لِ َّمر ٍّ‬


‫ب ُمقَا ِب َل َ‬ ‫آية (‪ٔٛ" - )ٔٛ‬أُوِفي ُن ُذ ِ‬

‫ب‪ِ ,‬في وس ِط ِك يا أُور َ ِ‬ ‫ار َب ْي ِت َّ‬


‫آية (‪ِ ٜٔ" - )ٜٔ‬في ِد َي ِ‬
‫يم‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫شم ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ب‪ .‬وال عبلقة صحيحة مع اهلل خارجاً عف‬ ‫ار َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫كؿ عبلقة لنا باهلل يجب أف تكوف في الكنيسة= ِفي ِد َي ِ‬
‫الكنيسة‪ .‬ولقد قاؿ االباء مف ليست الكنيسة امو فاهلل ليس ابوه‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع عشر‬
‫المزمور المئة والسابع عشر (المئة والسادس عشر في األجبية)‬

‫في المزمور السابؽ (‪ ،)ٔٔٙ‬كاف المرنـ يرنـ هلل عمى عممو معو‪ ،‬وىنا يدعو كؿ الشعوب أف تؤمف باهلل وتسبحو‬
‫عمى أعمالو العجيبة‪ .‬وىو أقصر المزامير كميا‪ .‬ونصمي بو في مزامير الساعة الحادية عشر بعد أف أنزلوا جسد‬
‫المخمص مف عمى الصميب‪ .‬ونطمب فيو أف يصمي الجميع لمرب الذي مات عنا مسبحيف شاكريف عممو‪ ،‬فيو‬
‫ذاؽ الموت لكي يبيد إبميس الذي لو سمطاف الموت (عبٕ‪ .)ٔٗ2‬ونصمي المزمور أيضاً في القداس بعد تقديـ‬
‫الحمؿ‪.‬‬

‫ب َيا ُك َّل األُمِم‪َ .‬ح ٍّم ُدوهُ َيا ُك َّل الش ُع ِ‬


‫َن َر ْح َمتَ ُو قَ ْد قَ ِوَي ْت َعمَ ْي َنا‪َ ,‬وأ َ‬
‫وب‪ٕ .‬أل َّ‬ ‫ٔ‬
‫ب‬
‫الر ٍّ‬
‫َما َن ُة َّ‬ ‫َ‬ ‫الر َّ‬
‫س ٍّب ُحوا َّ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬‬
‫َّى ِر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫إِلَى الد ْ‬
‫لقد تنبأ داود ىنا بدخوؿ األمـ لئليماف‪ ،‬وقد تـ ىذا عمى يد الرسؿ (زؾٔٔ‪ .)ٔٓ2ٕ،‬ولكنو سيتـ بصورة أوضح‬
‫في السماء‪ ،‬إذ اآلف ليس الكؿ مخضعاً لو بعد (ٔكو٘ٔ‪ .)ٕٛ-ٕٖ2‬فيناؾ في السماء سنصير واحداً فعبلً‬
‫وتبطؿ الخطية‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثامن عشر‬

‫المزمور المئة والثامن عشر(المئة والسابع عشر في األجبية)‬


‫ينسب بعض الدارسيف ىذا المزمور لداود وأنو في فرحة إمتبلكو كؿ المممكة دعا الشعب ليفرح معو ولكف ليس‬
‫لبلحتفاؿ بداود نفسو كممؾ ولكف بالمسيح المنتظر‪.‬‬
‫وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لداود في فرحتو بصعود التابوت ألورشميـ‪.‬‬
‫وبعض الدارسيف ينسبوف المزمور لوقت الحؽ‪ ،‬لبلحتفاؿ بو في تدشيف الييكؿ‪ .‬وقيؿ أنو يستخدـ في االحتفاؿ‬
‫بعيد المظاؿ‪.‬‬
‫وكانوا يستخدموف ىذا المزمور بطريقة التسبحة في الكنيسة اآلف‪ .‬ففريؽ منيـ ينشد آية ويرد عمييـ الفريؽ اآلخر‬
‫بأية كقرار‪ .‬وصار الييود يصموف بو وىـ أتوف لمييكؿ ليذكروا أف مف يدخؿ الييكؿ يجب أف يكوف با اًر " افتحوا‬
‫لي أبواب البر" ويذكروا في تسبيحيـ الضيقات التي صادفتيـ وعمؿ اهلل اإلعجازي في كؿ ضيقاتيـ وكيؼ‬
‫خمصيـ‪ ،‬وينظروف لممستقبؿ بثقة‪ ،‬فإذا كاف اهلل قد خمصيـ فيو سوؼ يخمصيـ مف كؿ ضيقة في المستقبؿ‪ .‬وأف‬
‫أي ضيقة يسمح بيا ىي لمتأديب‪.‬‬
‫والمزمور يرى أف الصديؽ الذي يسمؾ بكماؿ مضطيداً ومرذوالً مف الجميع‪ ،‬قد صار رأساً لمزاوية‪ ،‬أي رفعو اهلل‬
‫وعظمو بالرغـ مف احتقار الناس لو‪ .‬وىي تنطبؽ عمى الشعب الذي احتقره واضطيده المصرييف ولكف اهلل اختاره‬
‫شعباً لو يقيـ في وسطيـ‪ .‬والتممود يقوؿ أف الشعب كاف يرتؿ المزمور في عيد المظاؿ وىـ ييزوف األغصاف في‬
‫أيدييـ أثناء العيد‪.‬‬
‫ونرى في ىذا المزمور نبوات متعددة عف عمؿ المسيح الخبلصي‪ ،‬بؿ أف المسيح طبقو عمى نفسو صراحة‬
‫(متٕٔ‪ .)ٕٗ2‬واعتبر نفسو أنو الحجر الذي رذلو البنائيف فصار رأساً لمزاوية‪ .‬والحجر يرمز لممسيح‪ ،‬وقصة ىذا‬
‫الحجر أنو أثناء بناء ىيكؿ سميماف كانوا يأتوف بالحجارة منحوتة جاىزة مف الجبؿ إلى مكاف البناء في الييكؿ‪.‬‬
‫ووجد البناؤوف حج اًر كبي اًر ال ينطبؽ عمى المقاسات المطموبة فرذلوه‪ .‬واذ أتوا لمكاف ربط الحائطيف األساسييف‬
‫وجدوا أف ىذا الحجر المرذوؿ ينطبؽ تماماً عمى المكاف المطموب‪ ،‬فوضعوه ليربط الحائطيف‪ .‬وصار ىذا مثبلً‪،‬‬
‫ولكنو صار نبوة عف المسيح الذي جعؿ االثنيف واحداً (أؼٕ‪ )ٔٙ-ٖٔ2‬فيو وحد السمائييف مع األرضييف‬
‫والييود مع األمـ‪ .‬وقيؿ أف المسيح سبح ىذا المزمور مع تبلميذه ليمة العشاء السري‪ ،‬فكاف المسيح يقوؿ مقطع‬
‫والتبلميذ يردوف عميو بالمقطع اآلخر‪.‬‬
‫والكنيسة تصمي اآليات (ٕٗ‪ )ٕٙ-‬في مزمور قداس عيد القيامة‪ ،‬بؿ تصمي ىذه اآليات بمحنيا المعروؼ كؿ‬
‫يوـ أحد لنذكر الخبلص الذي صنعو المسيح بقيامتو وانتصاره عمى الموت‪ .‬بؿ فيو تبررنا وصار لنا الدخوؿ مف‬
‫أبواب البر‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫وتصمي الكنيسة ىذا المزمور في صبلة الحادية عشرة‪ ،‬أثناء إنزاؿ جسد المسيح مف عمى الصميب‪ ،‬لتذكر أحداث‬
‫ذلؾ اليوـ الرىيب الذي اجتمع الكؿ فيو ضد المسيح وصمبوه (اآليات ٓٔ‪ .)ٔٗ-‬ولكف الرب عضد المسيح‬
‫(ٖٔ‪ )ٔٗ،‬إذ استمع إلى صراخو أية(٘)‪ .‬وأقامو منتص اًر عمى الموت (‪ .)ٔٛ-ٔٙ‬بعد أف كانوا قد صمبوه إذ‬
‫أوثقوا الذبيحة بربط إلى قروف المذبح‪ .‬والمذبح ىو الصميب والذبيحة ىي المسيح‪ .‬ونرى في ىذا صورة لمكبش‬
‫الذي وجده إبراىيـ موثقاً بقرنيو إلى الغابة‪ .‬والقروف رمز لمقوة‪ ،‬فالمسيح استسمـ تماماً دوف إبداء أية مقاومة كمف‬
‫ىو ببل قوة واذ ترى الكنيسة عمؿ المسيح الخبلصي تطمب مف الجميع أف يسبحوا اهلل عمى عممو‪ .‬إذا أروا‬
‫وأدركوا قوة الخبلص وقوة دـ المسيح‪ .‬وكوف الذبيحة موثقة بقوة بقروف المذبح فيذا يعني‪2‬‬
‫قوة الخبلص (القروف رمز القوة في المجتمعات الرعوية)‪.‬‬
‫إشتياؽ المسيح ليذا الخبلص (إش‪)٘-ٕ2ٕٚ‬‬

‫س َرِائي ُل «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪.‬‬ ‫ِٕ‬ ‫ِ‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬
‫َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٗ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬
‫ٔ‬
‫الر َّ‬
‫ب «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪".‬‬ ‫ون «إِ َّن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو»‪ .‬لِ َيقُ ْل ُمتَّقُو َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ٗ‬
‫لِ َي ُق ْل َب ْي ُ‬
‫ت َى ُار َ‬
‫ٖ‬

‫َر ْح َمتَ ُو أربع مرات‪ ،‬ورقـ ٗ يشير لمعالـ وذلؾ ألف رحمة الرب شممت العالـ كمو‪ ،‬فيو‬‫تتكرر عبارة إِ َّن إِلَى األ ََب ِد‬
‫ون =‬
‫ت َى ُار َ‬
‫ورحمتو شممت الجميع ييوداً (فيو خمصيـ مف كؿ ضيقاتيـ) وكينة= َب ْي ُ‬ ‫صالِ ٌح = صانع الخيرات‪.‬‬ ‫َ‬
‫إذ أعطاىـ أف يكونوا كينة لو فنالوا كرامة أكثر مف باقي الشعب خصوصاً إذ أزىرت عصا ىروف وحينما اقتربوا‬
‫ب = الذيف يستجيبوف لو ولعممو‪ ،‬وأما المعاندوف فيـ‬ ‫لممذبح يشفعوف في الشعب‪ .‬ورحمة اهلل تشمؿ كؿ ُمتَّقُو َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫يرفضوف رحمتو‪.‬‬

‫َج َاب ِني ِم َن الر ْح ِب‪".‬‬


‫ب فَأ َ‬
‫الر َّ‬
‫ت َّ‬‫ق َد َع ْو ُ‬ ‫آية (٘) ‪ِ ٘" -‬م َن ٍّ‬
‫الضي ِ‬
‫ىذه يقوليا الشعب في ضيقتو‪ ،‬وداود في اضطياد شاوؿ لو وغيره‪ ،‬ويقوليا ربنا عمى الصميب‪ ،‬ويقوليا اآلف كؿ‬
‫متألـ واثقاً في استجابة الرب لو‪.‬‬

‫َع َد ِائي‪".‬‬
‫سأ ََرى ِبأ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان؟ ‪ِ َّ ٚ‬‬
‫الرب لي َب ْي َن ُمعين َّي‪َ ,‬وأََنا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ص َنعُ ِبي ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫اف‪َ .‬ما َذا َي ْ‬ ‫الرب لِي فَبلَ أ َ‬
‫َخ ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اآليات (‪َّ " - )ٚ-ٙ‬‬
‫خافوا ليس مف الذي يقتؿ الجسد ولكف ليس لو سمطاف عمى النفس‪ .‬قد نضطيد اآلف ولكف لنا نصيباً سماوياً‪.‬‬
‫ووقتيا سيكوف نصيب إبميس وتابعيو بحيرة النار وكؿ ما يصيبنا فيو بسماح مف اهلل ضابط الكؿ فمماذا نخاؼ‬
‫ين َّي = ىناؾ كثيريف حولي يعينونني ولكف ما أفخر بو وأعتمد عميو ليس قوة ىؤالء األبطاؿ‬‫(يو‪ .)ٔٔ2ٜٔ‬ب ْي َن م ِع ِ‬
‫َ ُ‬
‫بؿ اهلل الذي لو قوة غير محدودة وأنو يحبني‪ ،‬بينما ىؤالء األبطاؿ قد يحبونني اليوـ وغداً ال‪ .‬وقوتيـ محدودة‪ ،‬بؿ‬
‫اهلل ىو الذي ارسميـ لي ليعينوني‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫ب َخ ْيٌر ِم َن التََّوك ِل َعمَى‬ ‫اء ِب َّ‬


‫الر ٍّ‬ ‫ان‪ِ ْ ٜ .‬‬
‫االحت َم ُ‬ ‫سٍ‬ ‫ِ‬
‫ب َخ ْيٌر م َن التََّوك ِل َعمَى إِ ْن َ‬ ‫اء ِب َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫اآليات (‪ِ ْ ٛ" - )ٜ-ٛ‬‬
‫االحت َم ُ‬
‫الر َؤس ِ‬
‫اء‪".‬‬ ‫َ‬
‫واهلل ال يحب مف يحتمي بغيره (أر‪ + ٘2ٔٚ‬أشٖٔ‪.)ٔ2‬‬

‫ب أُِب ُ‬ ‫اسِم َّ‬


‫َحاطُوا ِبي َوا ْكتََنفُوِني‪ِ .‬ب ْ‬ ‫أُِب ُ‬ ‫سِم َّ‬
‫ِبي‪ِ .‬با ْ‬
‫اآليات (ٓٔ‪ُ ٔٓ" - )ٖٔ-‬كل األ ِ‬
‫ٔٔ‬
‫يد ُى ْم‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫يد ُى ْم‪ .‬أ َ‬ ‫ب‬
‫الر ٍّ‬ ‫َحاطُوا‬ ‫ُمم أ َ‬‫َ‬
‫الرب‬ ‫َما َّ‬ ‫َسقُطَ‪ ,‬أ َّ‬ ‫يد ُى ْم‪َ ٖٔ .‬د َح ْرتَِني ُد ُح ًا‬
‫ور أل ْ‬ ‫ب أُِب ُ‬
‫الر ٍّ‬
‫َّ‬ ‫اسِم‬ ‫َّ ِ‬
‫الش ْوك‪ِ .‬ب ْ‬ ‫ار‬ ‫َحاطُوا ِبي ِم ْث َل َّ‬
‫الن ْح ِل‪ .‬ا ْنطَفَأُوا َك َن ِ‬ ‫أَ‬
‫ٕٔ‬

‫ض َد ِني‪".‬‬
‫فَ َع َ‬
‫لقد أحاط األعداء بالمسيح ثـ بكنيستو‪ ،‬وعمى كؿ صديؽ ليسقطوه في خطية‪ .‬وباسـ الرب دائماً يندحر إبميس‬
‫وجنوده وأتباعو‪ ،‬وكما انتصر داود عمى جميات باسـ الرب‪ ،‬انتصر المسيح عمى الشيطاف بالصميب‪ ،‬وانتصر‬
‫ب ي ِبيد أعدائو ٖ مرات‪ ،‬وىذا إشارة لمثالوث لذلؾ‬ ‫اسِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ب‪ .‬والحظ تكرار أنو ِب ْ‬ ‫اسِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫وينتصر كؿ مؤمف ِب ْ‬
‫الش ْو ِك= تنطفئ سريعاً مصدرة أصواتاً عالية ولكف ببل‬
‫ار َّ‬ ‫نعمد باسـ اآلب واالبف والروح القدس (مت‪َ .)ٜٔ2ٕٛ‬ن ِ‬
‫َسقُطَ = دفعت ألسقط (سبعينية)‪ .‬ويشير المدفوع ليسقط إلى آدـ‬ ‫استم اررية‪ ،‬وىكذا حرب إبميس‪َ .‬د َح ْرتَِني ُد ُح ًا‬
‫ور أل ْ‬
‫ويشير لكؿ مف يجربو إبميس ليسقطو ولكف الرب يعينو‪.‬‬

‫ص ِفي ِخ َي ِام‬ ‫ت تََرنٍم َو َخبلَ ٍ‬‫ص ْو ُ‬‫َ‬


‫٘ٔ‬
‫صا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َار لي َخبلَ ً‬ ‫الرب‪َ ,‬وقَ ْد َ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ " - )ٔٚ-‬قُ َّوِتي َوتََرن ِمي َّ‬
‫ٗٔ‬

‫َح َيا‬
‫وت َب ْل أ ْ‬
‫َم ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ْس»‪ .‬الَ أ ُ‬ ‫ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ‬
‫ب َ‬‫الر ٍّ‬
‫ين َّ‬‫ب ُم ْرتَ ِف َع ٌة‪َ .‬ي ِم ُ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ْس‪َ .‬ي ِم ُ‬
‫ين َّ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫ص ِان َع ٌة ِب َبأ ٍ‬
‫ب َ‬‫الر ٍّ‬
‫ين َّ‬ ‫ين « َي ِم ُ‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫ٍّ‬
‫َعم ِ‬
‫ب‪".‬‬‫الر ٍّ‬
‫ال َّ‬ ‫ٍّث ِبأ ْ َ‬
‫ُحد ُ‬‫َوأ َ‬
‫ب ىو ابف اهلل الذي تجسد لخبلصنا وتكرار القوؿ ٖ مرات إشارة إلى أف عمؿ الخبلص ىو عمؿ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ين َّ‬‫َي ِم ُ‬
‫الثالوث‪ .‬وىذا موضوع تسبيح المفدييف‪.‬‬

‫سمِ ْم ِني‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫َّب ِني َّ‬


‫الرب‪َ ,‬وِالَى ا ْل َم ْوت لَ ْم ُي ْ‬ ‫يبا أَد َ‬
‫‪ِ ٔٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٔٛ‬تَأْد ً‬
‫اهلل يؤدب أوالده لكي يكمميـ (عبٕٔ‪.)ٔٔ-٘2‬‬

‫اب لِ َّمر ٍّ‬ ‫َح َم ِد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِٜٔ‬‬


‫اب ا ْل ِبٍّر‪ .‬أ َْد ُخ ْل ف َ‬
‫ٕٓ‬
‫ون‬
‫ون َي ْد ُخمُ َ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬
‫ب‪ٍّ .‬‬ ‫ب‪ .‬ى َذا ا ْل َب ُ‬‫الر َّ‬ ‫ييا َوأ ْ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔ-ٜٔ‬افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ‬
‫صا‪".‬‬ ‫صر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحم ُد َك أل ََّن َك استَج ْب َ ِ‬ ‫ِ ِ ٕٔ‬
‫ت لي َخبلَ ً‬ ‫ت لي َو ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫فيو‪ .‬أ ْ َ‬

‫اآليات (ٕٕ‪ ) ٕٛ-‬نرى فييا عمؿ المسيح الخبلصي فنرى فييا تجسده وصمبو وكمدخؿ ليذه اآليات نسمع ىنا‬
‫اب ا ْل ِبٍّر لتعبر عف اشتياقو ليذا العمؿ الفدائي الذي سيبرره وسيبرر كؿ مؤمف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طمبة المرتؿ افْتَ ُحوا لي أ َْب َو َ‬
‫وبالمعمودية ندخؿ الكنيسة جسد المسيح الذي إف ثبتنا فيو نثبت في البر‪ ،‬ويأتي الرد عمى المرتؿ كاستجابة لو‬
‫ت ِلي‪.‬‬ ‫َح َم ُد َك أل ََّن َك ْ‬
‫استَ َج ْب َ‬ ‫ب = والباب ىو المسيح فميس بسواه نتبرر‪ .‬فيسبح أ ْ‬ ‫اب ِل َّمر ٍّ‬
‫ى َذا ا ْل َب ُ‬

‫‪333‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه عشر)‬

‫اوَي ِة‪ِ .‬م ْن ِق َب ِل َّ‬


‫الز ِ‬
‫ْس َّ‬ ‫اآليات (ٕٕ‪ " - )ٕٖ-‬ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ‬
‫ض ُو ا ْل َب َّن ُ‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٕ‬
‫ان ى َذا‪َ ,‬و ُى َو‬
‫ب َك َ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ص َار َأر َ‬
‫ون قَ ْد َ‬
‫اؤ َ‬
‫َع ُي ِن َنا‪".‬‬
‫يب ِفي أ ْ‬
‫َع ِج ٌ‬
‫ون = ىو المسيح الذي رفضو الييود وأىانوه‪ .‬ىو الحجر الذي قطع بغير يديف فصار‬ ‫اؤ َ‬ ‫ا ْل َح َج ُر الَِّذي َرفَ َ‬
‫ض ُو ا ْل َب َّن ُ‬
‫جببلً كبي اًر (دا ٕ‪ + ٕٗ2‬أعٗ‪.)ٔٔ2‬‬

‫الرب‪َ ,‬ن ْبتَ ِيج وَن ْفرح ِف ِ‬ ‫ِ‬


‫آية (ٕٗ) ‪ " -‬ى َذا ُى َو ا ْل َي ْوُم الَّذي َ‬
‫ٕٗ‬
‫يو‪".‬‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ص َن ُع ُو َّ‬
‫يوـ خبلصنا‪ ،‬ىو اليوـ الذي صنعو الرب‪ ،‬وىو بدأ بميبلد المسيح ثـ صمبو ثـ قيامتو ثـ صعوده‪ .‬لذلؾ نرتؿ ىذه‬
‫اآلية في أياـ األحاد وليمة عيد القيامة‪.‬‬

‫آه َيا َرب أَ ْن ِقذْ! "‬


‫آه يا رب َخمٍّص! ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫آية (ٕ٘) ‪ِ ٕ٘" -‬‬
‫قدـ اهلل عممو الخبلصي‪ ،‬عمينا أف نستمر في الصراخ يا رب خمص‪ ،‬يا رب إنقذ‪ ،‬حتى تنتيي أياـ‬ ‫بعد أف َّ‬
‫غربتنا‪ ،‬وحتى ال نصير مرفوضيف بعد أف دخمنا مف باب البر‪.‬‬

‫ب‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ‬ ‫اسِم َّ‬ ‫ِ‬


‫آية (‪ُ " - )ٕٙ‬م َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫ب‪".‬‬
‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫اسِم َّ‬ ‫ِ‬
‫ب = لقد قابؿ الشعب‪ ،‬السيد المسيح وىو داخبلً أورشميـ قائميف أوصنا يا ابف داود‪ .‬مبارؾ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬
‫ص‪ .‬وبذلؾ يكونوف قد كرروا ىذه اآليات‪ .‬وتكوف ىذه‬ ‫ِّ‬
‫اآلتي باسـ الرب‪ .‬وكممة أوصنا= ىوشعنا بمعنى َخم ْ‬
‫اآليات (ٕ٘‪ .)ٕٙ،‬ىي نبوة عف دخوؿ السيد المسيح ألورشميـ ليبدأ عمؿ الخبلص‪.‬‬
‫اسِم َّ‬ ‫ِ‬
‫ب = ىي عف المسيح الذي سيأتي ليخمص (ىذه قيمت في العيد القديـ) وسيأتي في اليوـ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ُم َب َار ٌك اآلتي ِب ْ‬
‫األخير‪ .‬ىو أتي باسـ الرب ليعمؿ عمؿ الخبلص وليمجد اسـ اهلل‪ .‬وعمينا أف نطمب منو دائماً أف يأتي ليسكف‬
‫ب مف الكنيسة بيت الرب تعمف بركة الرب لشعبو‪ ،‬لذلؾ تبارؾ‬ ‫في قموبنا ويممؾ عمييا‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِم ْن َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫الكنيسة شعبيا باسـ الرب‪ .‬والكنيسة تعطي لشعبيا بركة األسرار‪ .‬فالكنيسة ىي األـ الشرعية لكؿ مؤمف‪.‬‬

‫يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُُر ِ‬


‫ون ا ْل َمذ َْب ِح‪".‬‬ ‫َّ‬
‫الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أََن َار لَ َنا‪ .‬أ َْوِثقُوا الذ ِب َ‬
‫‪ٕٚ‬‬
‫آية (‪َّ " - )ٕٚ‬‬
‫يح َة ِب ُرُب ٍط إِلَى قُُر ِ‬
‫ون ا ْل َمذ َْب ِح = رتبوا‬ ‫َّ‬
‫الرب ُى َو اهللُ َوقَ ْد أََن َار لَ َنا = حيف تجسد وقاؿ أنا نور العالـ‪ .‬أ َْوِثقُوا الذ ِب َ‬ ‫َّ‬
‫عيداً بموكب حتى قروف المذبح (سبعينية) أي لنفرح ونسبح لربنا الذي أتى كذبيحة ليخمصنا‪.‬‬

‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬


‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬
‫ب أل ََّن ُو َ‬
‫الر َّ‬ ‫َح َم ُد َك‪ ,‬إِل ِيي فَأ َْرفَ ُع َك‪ْ .‬‬
‫اح َم ُدوا َّ‬
‫‪ٕٜ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٜ-ٕٛ‬إِل ِيي أَ ْن َ‬
‫ت فَأ ْ‬
‫‪ٕٛ‬‬

‫‪334‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصية‬

‫ب‪".‬‬ ‫يع ِة َّ‬


‫الر ٍّ‬ ‫ين ِفي َ‬
‫ش ِر َ‬ ‫السالِ ِك َ‬
‫ط ِريقًا‪َّ ,‬‬ ‫اممِ َ‬
‫ين َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬طُوبى لِ ْم َك ِ‬
‫َ‬
‫وبى = كما بدأ الرب يسوع موعظتو المشيورة عمى الجبؿ بالتطوبيات بدأ المرتؿ مزموره ىذا بالتطويبات أيضاً‪.‬‬ ‫طُ َ‬
‫ب=‬ ‫يع ِة َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ين ِفي َ‬
‫ش ِر َ‬ ‫السالِ ِك َ‬
‫ين = الذيف ببل عيب (سبعينية) ومف ىـ الذيف ببل عيب= َّ‬ ‫اممِ َ‬ ‫والتطويب ىنا لِ ْم َك ِ‬
‫فالطوبى أي البركة والسعادة في األرض والحياة األبدية لمف يجاىد أف يسمؾ بحسب شريعة الرب‪ .‬وألنو الرب‬
‫فيو لو الحؽ أف يعاقب أيضاً مف ال يسمؾ في شريعتو‪ .‬وىذه البداية نجدىا أيضاً في المزمور األوؿ‪.‬‬

‫اد ِات ِو‪ِ .‬م ْن ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم َي ْطمُ ُبوَن ُو‪".‬‬ ‫اف ِظي َ‬
‫ش َي َ‬ ‫(ٕ) ‪ٕ" -‬طُوبى لِح ِ‬
‫َ َ‬ ‫آية‬
‫ُك ٍّل ُقمُوِب ِي ْم = أي يحفظ الوصية ال بالقوؿ فقط بؿ بتنفيذىا‪( .‬يؤٖ‪ .)ٔٚ2‬وىنا يطمب المرنـ القمب الذي‬ ‫ِم ْن‬
‫يطمب اهلل تماماً‪ ،‬القمب غير المنقسـ بيف محبة اهلل ومحبة العالـ (متٕٕ‪.)ٖٚ2‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا الَ َي ْرتَ ِك ُب َ‬


‫ون إِثْ ًما‪ .‬في طُُرِقو َي ْ‬
‫ٖ‬
‫ون‪".‬‬
‫سمُ ُك َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ َْي ً‬
‫السبعينية تترجـ اآلية "ألف صانعي اإلثـ لـ ييووا أف يسمكوا في سبمو"‪ .‬والمعني واحد فطرؽ الرب كميا نور‪.‬‬
‫والشرير ال ييوي أف يسمؾ فييا فنور الطريؽ يبكت طرقو الشريرة‪ .‬وىنا يقوؿ طرؽ بينما في (آيةٔ) نسمع عف‬
‫طريؽ واحد‪ .‬فالطريؽ الواحد ىو المسيح "أنا ىو الطريؽ"‪ .‬والطرؽ أي أعماؿ اإلنساف وايمانو‪ ،‬محبتو والتزامو‬
‫باألسرار‪....‬‬

‫ت ِب َو َ‬
‫ٗ‬
‫اما‪".‬‬
‫ظ تَ َم ً‬
‫َن تُ ْحفَ َ‬
‫اك أ ْ‬
‫ص َاي َ‬ ‫ص ْي َ‬
‫ت أ َْو َ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬أَ ْن َ‬
‫اما = طمب اهلل أف نحفظ الوصايا تماماً‪ ،‬أي إىماؿ لوصية ميما كانت صغيرة يسبب لئلنساف ألـ‪،‬‬ ‫ظ تَ َم ً‬
‫تُ ْحفَ َ‬
‫وفقداف السبلـ‪( .‬تث‪ .)ٜ-ٙ2ٙ‬واإلنساف إما يستجيب لوصايا اهلل أو لصوت قمبو‪ .‬والقمب أخدع مف كؿ شئ وىو‬
‫نجيس (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬والوصية تحمينا مف أنفسنا‪.‬‬

‫َّت ِفي ِح ْف ِظ فَ ارِئ ِ‬


‫ض َك‪".‬‬ ‫ت طُُرِقي تُثَب ُ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬لَ ْي َ‬
‫َ‬
‫ليتؾ تعينني يا رب حتى أحقؽ ىذا‪ ،‬وأحفظ وصاياؾ جداً‪.‬‬

‫ت إِلَى ُك ٍّل َو َ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٙ‬حي َن ِئ ٍذ الَ أ ْ‬


‫َخ َزى إِ َذا َنظَ ْر ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫كاف اهلل يعد مف يحفظ الوصية ببركات كثيرة (تث‪ .)ٔٗ-ٔ2ٕٛ‬والمرنـ ىنا يتأمؿ فيما يعطيو اهلل مف بركات‪.‬‬
‫اك = ىذه مثؿ تحفظ تماماً‬ ‫فيصرخ ليعينو اهلل عمى حفظ الوصايا فبل يحرـ مف البركات والحظ قولو ُك ٍّل َو َ‬
‫ص َاي َ‬

‫‪335‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (أ))‬

‫(آيةٗ)‪( .‬مت‪ .)ٕٓ2ٕٛ‬ونبلحظ أف ال ْخ َزى مصاحب لمخطية (كما حدث مع آدـ وحواء) (دا‪ .)ٛ2ٜ‬ومف يتوب‬
‫إذا خجؿ فيذا يفرح بو اهلل‪ ،‬أما مف يتمادى يتقسى قمبو لدرجة أف يخطئ وال يخجؿ‪.‬‬

‫ام َع ْدلِ َك‪".‬‬ ‫ام ِة َق ْم ٍب ِع ْن َد تَ َعم ِمي أ ْ‬


‫َح َك َ‬
‫َحم ُد َك ِب ِ‬
‫استقَ َ‬
‫ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪ "- )ٚ‬أ ْ َ‬
‫إذ عرؼ المرنـ قيمة الوصية وبركات مف يطيعيا يشكر اهلل الذي أعطانا شريعتو وكتابو‪.‬‬

‫َحفَظُ‪ .‬الَ تَتُْرْك ِني إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪".‬‬


‫اك أ ْ‬
‫ص َاي َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬و َ‬
‫أكثر ما يخافو المؤمف تخمي اهلل عنو‪ ،‬حينئذ تيزمو الشياطيف ويقوى عميو أضعؼ إنساف واهلل يتخمى عنا إذا‬
‫تقست قموبنا ولـ نحفظ الوصايا‪ .‬والمرتؿ ىنا يقوؿ أنا أحفظ حقوقؾ وألنو ال يوجد إنساف كامؿ يا رب‪ ،‬فارحمني‬
‫أف أخطأت‪ ،‬وحتى لو وجدتني أستحؽ العقاب وتخميت عني فبل تتركني إلى الغاية= ‪" UTTERLY‬تماماً‪ ،‬بكؿ‬
‫ما في الكممة مف معني" واهلل إذا تخمى عف أبنائو ليؤدبيـ‪ ،‬يكوف كاألـ التي تعمـ أوالدىا الصغار أف يمشوا‪ ،‬فيي‬
‫تتركيـ وقد يسقطوف ولكف عينيا عمييـ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ب) نصيحة لمشباب‬

‫في القطعة األولى وضع المرنـ القاعدة وىي الطوبى لمف يحفظ الوصية‪ .‬وىنا كمجرب يعطي المرنـ نصيحة‬
‫لمشباب أف يحفظوا الوصية فتكوف ليـ بركة في حياتيـ‪.‬‬

‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬
‫سَ‬
‫ِ ِِ‬
‫الشاب طَ ِريقَ ُو؟ ِبح ْفظو إِيَّاهُ َح َ‬
‫آية (‪ِ ٜ" - )ٜ‬ب َم ُي َزٍّكي َّ‬
‫الشاب طَ ِريقَ ُو = بـ يقوـ الشاب طريقو (سبعينية)‪ .‬أي كيؼ يسيروف في طريؽ مضموف يؤدي لمحياة‬ ‫ِب َم ُي َزٍّكي َّ‬
‫األبدية باإلضافة ىنا عمى األرض‪ .‬ما الذي يزكيو ليحصؿ عمى ىذا‪ ،‬ىو أمامو طرؽ كثيرة‪ ،‬فالعالـ يجذبو‬
‫ب َكبلَ ِم َك = أي إذا‬
‫سَ‬
‫ِ ِِ‬
‫بمغرياتو‪ ،‬والمرنـ يشفؽ عمى الشاب فيعطيو نصيحة ثمينة‪ِ .‬بح ْفظو إِيَّاهُ =(أي نفسو) َح َ‬
‫حفظ الوصية يحفظ نفسو والمرنـ يوجو النصيحة لمشباب‪ ،‬فالشاب بطبيعتو مندفع‪ .‬أما الشيخ فيو إما نضج أو‬
‫ضعؼ‪ .‬ولذلؾ فالجامعة يقوؿ نفس النصيحة "أذكر خالقؾ أياـ شبابؾ" (جإٔ‪.)ٔ2‬‬

‫ِ ِ‬
‫آية (ٓٔ) ‪ِ " -‬ب ُك ٍّل َق ْم ِبي طَمَ ْبتُ َك‪ .‬الَ تُضمَّني َع ْن َو َ‬
‫ٓٔ‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫من ُك ٍّل َق ْم ِبي = اهلل يعمف ذاتو لمف يطمبو بكؿ صدؽ‪ ،‬وال يطمب سواه‪ .‬وىنا المرنـ يطمب مف اهلل أف يعينو أف‬
‫يستمر طواؿ حياتو يدرس كممة اهلل ويحاوؿ أف ينفذىا وال يضؿ عف ىذا‪.‬‬

‫ئ إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫ْت َكبلَم َك ِفي َق ْم ِبي لِ َك ْيبلَ أ ْ ِ‬ ‫ٔٔ‬


‫ُخط َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٔٔ) ‪َ " -‬خ َبأ ُ‬
‫نجد المرنـ ىنا قد حفظ كبلـ اهلل ووصاياه‪ ،‬فيستطيع أف يرددىا في كؿ مكاف وزماف ويستطيع أف يقارف كؿ‬
‫تصرؼ لو عمى ما يحفظو مف كبلـ اهلل‪ .‬واإلنساف ال يخبئ إال كؿ ما ىو ثميف‪ ،‬فيـ اكتشؼ أف كممة اهلل كنز‪،‬‬
‫وسبلح خطير ضد حروب إبميس (ىكذا فعؿ المسيح) ولذلؾ قيؿ "مف يحفظ المزامير تحفظو المزامير" فيو‬
‫يرددىا وسط أعمالو أو سيره فبل تياجمو األفكار الخاطئة‪.‬‬

‫ت َيا َرب‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬


‫ٕٔ‬
‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ُ " -‬م َب َار ٌك أَ ْن َ‬
‫إذ تأمؿ المرنـ في كيؼ تحفظ الوصية قمبو‪ ،‬طمب مف اهلل أف يعممو ىذه الوصايا والحظ األسموب الرائع فيو قبؿ‬
‫ت َيا َرب = اي تستحؽ كؿ تسبيح وحمد ‪.‬‬
‫أف يطمب يعطي المجد هلل الذي يعطي وقد أعطى‪ُ .‬م َب َار ٌك أَ ْن َ‬

‫َح َك ِام فَ ِم َك‪".‬‬


‫ت ُك َّل أ ْ‬
‫س ْب ُ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ِ " -‬ب َ‬
‫شفَتَ َّي َح َ‬
‫ٖٔ‬

‫مف اختبر عمؿ اهلل ال يطيؽ السكوت‪ ،‬بؿ يشيد هلل عمى عطاياه وأعمالو العجيبة‪.‬وىكذا فعمت السامرية "ىمموا‬
‫ت = أظيرت ( سبعينية ) وفي ( االنجميزية ) =اوضحت ‪.‬‬
‫س ْب ُ‬
‫انظروا إنساناً قاؿ لي كؿ ما فعمت" (يوٗ‪َ .)ٕٜ2‬ح َ‬

‫‪337‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ة))‬

‫ت َك َما َعمَى ُك ٍّل ا ْل ِغ َنى‪".‬‬


‫اد ِات َك فَ ِر ْح ُ‬
‫ش َي َ‬ ‫آية (ٗٔ) ‪ِ ٔٗ" -‬بطَ ِري ِ‬
‫ق َ‬
‫ىذه قامة روحية عالية أف يفرح اإلنساف بكبلـ اهلل أكثر مف كؿ غني‪ .‬ىنا أصبحت الوصية ليست ثقبلً بؿ‬
‫مصدر فرح‪ .‬مف قاؿ ىذا قاؿ "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (في‪ + ٚ2ٖ،ٛ‬متٖٔ‪.)ٗٚ-ٗٗ2‬‬

‫َّ‬ ‫‪ِ ِ ٔٙ‬‬ ‫ِ‬


‫سُبمَ َك‪ِ .‬بفَ َرائض َك أَتَمَذ ُذ‪ .‬الَ أَ ْن َ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ِ " - )ٔٙ-‬ب َو َ‬
‫٘ٔ‬
‫سى َكبلَ َم َك‪".‬‬ ‫اك أَْل َي ُج‪َ ,‬وأُالَحظُ ُ‬
‫ص َاي َ‬
‫المرنـ الذي إكتشؼ الفرح في كبلـ اهلل‪ ،‬نجده ىنا دائـ التأمؿ فيو وفي طرقو‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ج) االشتياق لكممة اهلل في غربتنا‬

‫ب ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ف َع ْن َع ْي َن َّي فَأ ََرى َع َجائ َ‬ ‫ظ أ َْم َر َك‪ .‬ا ْك ِش ْ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫َحفَ َ‬ ‫َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك‪ ,‬فَأ ْ‬
‫َح َيا َوأ ْ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٔٚ‬أ ْ‬
‫يع ِت َك‪".‬‬
‫ش ِر َ‬
‫َ‬
‫َح ِس ْن إِلَى َع ْب ِد َك = طالما أحسف اهلل إلى داود وأنقذه مف أعدائو‪ ،‬بؿ أعطاه أف يممؾ‪ .‬ولكنو يطمب ىنا أف‬ ‫أْ‬
‫‪ٚ‬‬

‫يع ِت َك‪ .‬والكاىف القبطي‬ ‫ش ِر َ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫ِ‬


‫يعطيو اهلل مكافأة ىي أف يحفظ وصايا اهلل‪ .‬وأف يكشؼ عف عينيو فيبصر َع َجائ َ‬
‫في أثناء قراءة البولس واإلبركسيس والكاثوليكوف يصمي صموات سرية في الييكؿ ليفتح اهلل أذىاف الشعب ويفيموا‬
‫الكنوز المختبأة في أقواؿ اهلل‪ .‬وعمينا قبؿ أف نق أر في الكتاب المقدس أف نصمي حتى يعطينا اهلل فيماً‪ .‬ولذلؾ‬
‫تصمي أيضاً الكنيسة أوشية اإلنجيؿ قبؿ قراءة اإلنجيؿ‪ .‬المرنـ ىنا يطمب حياة تقضييا في السير لدراسة الكتاب‬
‫وفيمو وتنفيذ م ا فيو والفرح بوصاياه‪ .‬ومف اكتشؼ لذة الكتاب المقدس يعرؼ أنو في دراستو لمكتاب المقدس‬
‫يتقابؿ مع اهلل وجياً لوجو‪ ،‬ونسمع صوتو‪ ،‬وىكذا نقضي أياـ غربتنا في ىذه الحياة إلى أف نمتقي يوماً باهلل ونراه‬
‫بعيوننا والى األبد‪ .‬وحينما نق أر الكتاب بروح الصبلة يزيؿ اهلل الغشاوة التي عمى عيوننا فنرى ونشبع ونتقوى‪ ،‬كما‬
‫زالت الغشاوة مف عمى عيني شاوؿ الطرسوسي‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يب أََنا ِفي األ َْر ِ‬


‫ض‪ .‬الَ تُ ْخف َع ٍّني َو َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜٔ‬غ ِر ٌ‬
‫‪ٜٔ‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫نحف غرباء ىنا‪ ،‬وطننا في السماء‪ ،‬وميمتنا أف نعبر أرض غربتنا بأسرع ما يمكف ونحرص أف ال نضؿ الطريؽ‬
‫إلى وطننا‪ .‬وما يسندنا في رحمة غربتنا كممة اهلل‪ ،‬ووصيتو تكشؼ لنا أسرار وطننا الذي نحف متغربيف عنو‬
‫ونشتييو وال نراه‪ .‬بؿ وصايا اهلل ىي التي تضمف لنا انو حيف تنقضي اياـ غربتنا ‪ ،‬نصؿ لمسماء وطننا ‪.‬‬

‫ام َك ِفي ُك ٍّل ِح ٍ‬


‫ين‪".‬‬ ‫َح َك ِ‬ ‫س َحقَ ْت َن ْف ِسي َ‬
‫ش ْوقًا إِلَى أ ْ‬
‫ٕٓ‬
‫آية (ٕٓ) ‪ " -‬ا ْن َ‬
‫ىنا نرى االشتياؽ الممتيب لمتعرؼ أكثر فأكثر عمى الوصية وعمى فكر اهلل مف خبلؿ كممتو‪ .‬ىو اشتياؽ لمعرفة‬
‫المسيح الذي نراه في مطالعتنا لمكتاب المقدس‪ .‬اإلنساف جسد وروح‪ .‬والجسد يتغذى بالطعاـ‪ ،‬أما الروح فتتغذى‬
‫بمعرفة اهلل‪ ،‬ومعرفة اهلل تعطينا حياة "ىذه ىي الحياة األبدية أف يعرفوؾ أنت اإللو الحقيقي ويسوع المسيح الذي‬
‫أرسمتو (يو‪ .) ٖ2ٔٚ‬ودراسة كممة اهلل ىنا تعطينا ىذه المعرفة‪ .‬لذلؾ قاؿ الكتاب ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف‬
‫بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل (متٗ‪ .)ٗ2‬واالشتياؽ لكممة اهلل ىو عبلمة حياة‪ .‬المبتدئ في الحياة الروحية ينفر‬
‫مف كممة اهلل ألنيا تكشؼ خبايا قمبو‪ ،‬وكمما نما اإلنساف في معرفة اهلل ومحبتو يزوؿ ىذا النفور بؿ يفرح بيا‪.‬‬
‫ش ْوقًا = أي يطمب ىذا بتذلؿ‪ .‬داود قاؿ قببل في اية ( ‪ ) ٔٙ‬انو يتمذذ بالوصية ‪ ،‬لذلؾ‬
‫ق َ‬‫س َح َ‬
‫وىنا نرى المرنـ ي ْن َ‬
‫ىو يبحث عنيا باشتياؽ ‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫ين ا ْل َمبلَ ِع َ‬
‫ين الضَّالٍّ َ‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬
‫ٕٔ‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫ين َع ْن َو َ‬ ‫آية (ٕٔ) ‪ " -‬ا ْنتَ َي ْر َ‬
‫المعنة ىي نصيب مف يترؾ وصايا اهلل ويتبع وصايا الناس أو فمسفاتيـ‪ ،‬فيناؾ مف في كبرياء ينكر وجود اهلل‬
‫(الوجودية وغيرىا)‪ .‬راجع (تث‪ . ) ٙٛ -ٔ٘2ٕٛ‬وىؤالء ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِرو َن ىـ تبلميذ إبميس المتكبر (أشٗٔ‪.)ٖٔ2ٔٗ،‬‬
‫ين = أي اهلل انتيرىـ‪ ،‬وداود كممؾ لو اف ينتير االشرار ‪.‬‬ ‫ت ا ْل ُمتَ َك ٍّب ِر َ‬
‫ا ْنتَ َي ْر َ‬

‫اد ِات َك‪".‬‬


‫ش َي َ‬
‫ت َ‬
‫ظُ‬‫اإل َىا َن َة‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬
‫آية (ٕٕ) ‪َ ٕٕ" -‬د ْح ِر ْج َع ٍّني ا ْل َع َار َو ِ‬
‫ىنا نرى كيؼ ينظر العالـ ألوالد اهلل‪ .‬فالعالـ يكرىيـ ويضطيدىـ ويثير الحروب ضدىـ بؿ والشائعات المغرضة‬
‫التي تسبب ليـ العار‪ .‬والمرتؿ يصرخ ىنا هلل حتى يزيح عنو ىذا العار ويظير الحؽ‪ ،‬واف لـ يكف ىنا عمى‬
‫األرض فميكف في السماء‪ .‬وىناؾ نظرة اخري ليذه االية ‪ ،‬انو بالخطية صرنا في عار وشمتت فينا الشياطيف ‪.‬‬
‫واالف يا رب لقد حفظت وصاياؾ فابعد عني ىذا العار ‪ .‬وىذا ىو ما عممو المسيح بصميبو ‪.‬‬

‫اداتُ َك ِى َي‬
‫ش َي َ‬
‫ضا َ‬
‫ٕٗ‬ ‫َما ع ْب ُد َك فَي َنا ِجي ِبفَرِائ ِ‬
‫ض َك‪ .‬أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اء‪ ,‬تَقَ َاولُوا َعمَ َّي‪ .‬أ َّ َ‬
‫س ُ‬‫ضا ُر َؤ َ‬
‫س أ َْي ً‬
‫ٖٕ‬
‫اآليات (ٖٕ‪َ " - )ٕٗ-‬جمَ َ‬
‫ورِتي‪".‬‬
‫ش َ‬ ‫لَ َّذ ِتي‪ ,‬أ ْ‬
‫َى ُل َم ُ‬
‫أقوياء األرض والرؤساء اضطيدوا المرتؿ وتقاولوا عميو وكاف ىذا سبب ألـ لو‪ .‬فكيؼ يتعزى؟ ىو يمجأ لكممة اهلل‬
‫يميج فييا ويتمذذ بيا‪ .‬وقد يعني بالرؤساء الشياطيف الشامتيف فيو اذ اخطأ ‪ .‬لذلؾ يعود ويميج بفرائض اهلل‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (د) الوصية حياة لمنفس المتضعة‬

‫ب َكمِ َم ِت َك‪".‬‬
‫سَ‬
‫اب َن ْف ِسي‪ ,‬فَأ ْ ِ‬
‫َح ِيني َح َ‬
‫آية (ٕ٘) ‪ٕ٘" -‬لَ ِ‬
‫صقَ ْت ِبالتر ِ‬
‫َ‬
‫ىو سابقا تكمـ عف العار الذي يمحؽ بالخاطئ ‪ .‬وىنا رأي ماذا كانت نتيجة الخطية النيائية ووجد انيا الموت‬
‫ووجد اف في تنفيذ الوصية حياة (تث‪ + ٗٙ2ٖٕ،ٗٚ‬تثٓٔ‪ + ٕٓ-ٕٔ2‬يؤٔ‪ .)ٕ٘2‬فمف يمتصؽ بالرب يحيا‪.‬‬
‫ومف يخالؼ الوصية ينفصؿ عف اهلل فيموت "لؾ اسـ أنؾ حي وأنت ميت" (رؤٖ‪ .)ٔ2‬ومف يقدـ توبة يقاؿ عنو‬
‫"ابني ىذا كاف ميتاً فعاش"‪ .‬ومف أحب الخطية تمتصؽ نفسو بتراب ىذا العالـ وشيواتو الشريرة‪ ،‬وحتى يقترب مف‬
‫اهلل ثانية عميو أف ينسحؽ ويتواضع وتمتصؽ نفسو بالتراب كما فعؿ أىؿ نينوى فيقبمو اهلل ويعود لمحياة ثانية‪.‬‬
‫(يساعد عمى ىذا المطانيات في خشوع)‪ .‬وكؿ مف يشعر بالخطية في داخمو‪ ،‬يشعر أنيا تقوده لمموت فيصرخ‬
‫ب َكمِ َم ِت َك" (رو‪ .)ٕٗ2ٚ‬واذ يرى الرب إنسحاؽ ىذا اإلنساف يرفعو مف المزبمة ويأخذ الرب‬
‫سَ‬
‫إلى اهلل "أ ْ ِ‬
‫َح ِيني َح َ‬
‫ىذا التراب وينفخ فيو نسمة حياة وتكوف لو ىذه الحياة قيامة أولى‪ .‬وكبلـ اهلل حي ويحيي النفس (عبٗ‪.)ٕٔ2‬‬
‫ووعوده محيية لمف يستجيب لعمؿ الكممة فيو فتكوف لو أيضاً قيامة ثانية‪(.‬رؤٕٓ‪ .)ٙ2‬ولذلؾ نصمي ىذه اآلية‬
‫في تجنيز الموتي‪ ،‬فالميت سيوضع في القبر ويمتصؽ بالتراب بؿ ويصير تراباً فينطبؽ عميو "لَ ِ‬
‫صقَ ْت ِبالتر ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬
‫َن ْف ِسي "‪ .‬والكنيسة تصمي برجاء أف يعطيو اهلل حياة‪ .‬والمسيح أعطانا جسده لتكوف لنا حياة‪ .‬فمنتب وننسحؽ‬
‫ونتناوؿ فيكوف لنا حياة‪.‬‬
‫ب َكمِ َم ِت َك = ارجع لي الحياة حسب ارادتؾ ‪ ،‬ونجد اشتياؽ بروح النبوة لفداء المسيح الذي اعاد لنا‬
‫سَ‬
‫أْ ِ‬
‫َح ِيني َح َ‬
‫الحياة‬

‫ت لِي‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬ ‫ت ِبطُُرِقي فَ ْ‬


‫‪ٕٙ‬‬
‫ض َك‪".‬‬ ‫استَ َج ْب َ‬ ‫ص َّر ْح ُ‬
‫آية (‪ " - )ٕٙ‬قَ ْد َ‬
‫ت لِي = قد أخبرتؾ بطرقي (في ترجمات أخرى)‪ .‬ىنا المرتؿ يعترؼ أماـ اهلل بطرقو‬ ‫ت ِبطُُرِقي فَ ْ‬
‫استَ َج ْب َ‬ ‫ص َّر ْح ُ‬
‫قَ ْد َ‬
‫غير المستقيمة ويطمب الغفراف‪ .‬ويطمب أف اهلل يعرفو وصاياه فيسمؾ فييا‪.‬‬

‫اك فَ ٍّي ْم ِني‪ ,‬فَأَُنا ِج َي ِب َع َج ِائ ِب َك‪".‬‬


‫ص َاي َ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٚ‬طَ ِر َ‬
‫يق َو َ‬
‫‪ٕٚ‬‬

‫مف الميـ جداً بؿ وحيوي أف نردد كبلـ اهلل المقدس كؿ اليوـ فيولد فينا ح اررة روحية‪.‬‬

‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬
‫سَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط َر ْت َن ْفسي م َن ا ْل ُح ْز ِن‪ .‬أَق ْمني َح َ‬
‫‪ٕٛ‬‬
‫آية (‪ " - )ٕٛ‬قَ َ‬
‫أحزاف المرنـ ناتجة عف تقصيره في تنفيذ الوصية‪ .‬قَطَ َر ْت َن ْف ِسي ِم َن ا ْل ُح ْز ِن = صار مثؿ شمعة مشتعمة تقطر‬
‫قطرة تمو قطرة إلى أف تذوب‪ .‬وىذه حقيقة فنحف في خبلؿ فترة حياتنا عمي االرض نذوب يوما وراء يوـ الي اف‬
‫رجاء‪ .‬فالحزف اليائس ىو عمؿ شيطاني‪ ،‬أما الحزف‬
‫ً‬ ‫نموت وىناؾ فرؽ كبير بيف الحزف اليائس والحزف الممموء‬

‫‪341‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (د))‬

‫الذي يصاحبو رجاء في قبوؿ اهلل لمتائب يدفع النفس أف تبتيج بقبوؿ اهلل ليا كنفس تائبة فتسبح اهلل لذلؾ نجد‬
‫ب َكبلَ ِم َك = إعطني قيامة مف موت الخطية‪ ،‬فأسمؾ في كبلمؾ ووصاياؾ‪ .‬ىنا المرنـ‬ ‫سَ‬
‫ِ ِ‬
‫المرنـ يضيؼ أَق ْمني َح َ‬
‫يشعر أف اهلل لف يقبمو فقط كتائب بؿ سيعينو في طريقو‪ .‬وايضا بروح النبوة نجد في ىذه االية اشتياؽ لقيامتو‬
‫التي ستكوف في المسيح ‪.‬‬

‫يع ِت َك ْار َح ْم ِني‪".‬‬ ‫يق ا ْل َك ِذ ِب أ َْب ِع ْد َع ٍّني‪َ ,‬وِب َ‬


‫ش ِر َ‬ ‫آية (‪ " - )ٕٜ‬طَ ِر َ‬
‫‪ٕٜ‬‬

‫المرنـ يشعر بأف الخطية ساكنة فيو‪ ،‬وأنو غير قادر أف يسمؾ في طريؽ وصايا اهلل مف نفسو‪ ،‬وأنو يحتاج لمعونة‬
‫يق ا ْل َك ِذ ِب = عادة الكذب ىي عادة رديئة‪ ،‬ىي ضد اهلل‪ ،‬فاهلل ىو حؽ مطمؽ وال يقبؿ أي كذب أو‬ ‫إليية‪ .‬طَ ِر َ‬
‫يع ِت َك ْار َح ْم ِني= واف كانت شريعتؾ تحكـ عمي‬ ‫غش أو إعوجاج‪ .‬طريؽ الظمـ (سبعينية)‪ .‬واف اخطأت يارب ِب َ‬
‫ش ِر َ‬
‫الخاطئ بالموت‪ ،‬لكننى يا رب اف االساس في شريعتؾ ىو الرحمة فانت ال تريد موت االنساف وىبلكو ‪.‬‬

‫َح َكام َك قُد ِ‬


‫َّامي‪".‬‬ ‫ت طَ ِر َ‬
‫ٖٓ‬
‫ت أْ َ‬ ‫يق ا ْل َحقٍّ‪َ .‬ج َع ْم ُ‬ ‫اختَْر ُ‬
‫آية (ٖٓ) ‪ْ " -‬‬
‫ق = طريؽ اهلل‪ .‬والحظ قولو اخترت فاهلل ال يعيف إال مف يختار‬ ‫الطريؽ المضاد لطريؽ الكذب ىو طَ ِر َ‬
‫يق ا ْل َح ٍّ‬
‫طريقو بإرادتو الحرة‪ .‬ىو سبؽ وطمب الرحمة حتى اليموت ‪ ،‬لكنو يعمـ انو ال رحمة اال لمتائب الذي يختار طريؽ‬
‫الحؽ ‪.‬‬

‫اد ِات َك‪َ .‬يا َرب‪ ,‬الَ تُ ْخ ِزِني‪".‬‬ ‫ت ِب َ‬


‫ش َي َ‬ ‫آية (ٖٔ) ‪ٖٔ" -‬لَ ِ‬
‫ص ْق ُ‬
‫اد ِات َك = فيو حينما اتضع وأنسحؽ وعاد هلل‪ ،‬عاد‬ ‫ت ِب َ‬
‫ش َي َ‬ ‫بدأ المرنـ بقولو لصقت بالتراب نفسي‪ .‬وىنا يقوؿ لَ ِ‬
‫ص ْق ُ‬
‫اهلل إليو واختبر لذة العشرة مع اهلل فاختار طريؽ الحؽ ولمس معونة اهلل وشركتو فقرر أف يمتصؽ بشياداتو‬
‫فيخمص مف حياة الحزف‪.‬‬

‫َج ِري‪ ,‬أل ََّن َك تَُر ٍّح ُ‬


‫ب َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫اك أ ْ‬
‫ص َاي َ‬ ‫آية (ٕٖ) ‪ِ ٖٕ" -‬في طَ ِري ِ‬
‫ق َو َ‬
‫مف يحفظ الوصية يسكف عنده اهلل (يوٗٔ‪ .)ٕٖ2‬ومف صار مسكناً هلل يصبح قمبو متسعاً يتحمؿ أخطاء الناس‬
‫وضعفاتيـ في شفقة ومحبة (ٕكو‪ .)ٖٔ-ٔٔ2ٙ‬واهلل يعمؿ فينا بروحو القدوس عندما تنسكب محبة اهلل في قموبنا‬
‫فيصبح قمب اإلنساف متسع بالمحبة لمجميع‪ .‬والعكس فمف يسمؾ في طريؽ الخطية يتحوؿ قمبو لقمب أناني‬
‫شيواني منغمؽ عمى ذاتو‪ ،‬متذم اًر ميموماً‪.‬‬
‫والحظ التقدـ والنمو في طريؽ عبلقتو بالوصية طريؽ الكذب ابعد عني (‪....)ٕٜ‬اخترت طريؽ الحؽ‬
‫(ٖٓ)‪....‬لصقت بشيادتؾ (ٖٔ)‪....‬في طريؽ وصاياؾ اجري (ٕٖ) ىنا اندفع في طريؽ السماء‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))‬

‫عودة لمجدول‬ ‫قطعة (ه) ترتيب الحياة طبقاً لموصية‪.‬‬

‫الن َي َاي ِة‪".‬‬


‫ظ َيا إِلَى ٍّ‬
‫َحفَ َ‬ ‫يق فَرِائ ِ‬
‫ض َك‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫آية (ٖٖ) ‪َ " -‬عمٍّ ْم ِني َيا َرب َ‬
‫ط ِر َ َ‬
‫ٖٖ‬

‫حينما سار وجري في الطريؽ ‪ ،‬خاؼ اف يرتد لضعفو وىنا يطمب مف اهلل اف يثبتو في الطريؽ لمنياية‪.‬والطريؽ‬
‫الروحي يحتاج أف نتعمـ فيو مف اهلل‪ ،‬ونكوف كتبلميذ أماـ معمميـ حتى ال يحدث إنحراؼ‪" .‬ولكف مف الميـ أيضاً‬
‫أف يكوف لنا مرشد وأب اعتراؼ"‪.‬‬

‫ظ َيا ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫ش ِر َ‬ ‫آية (ٖٗ) ‪ " -‬فَ ٍّي ْم ِني فَأُالَ ِح َ‬
‫ٖٗ‬
‫َحفَ َ‬
‫يعتَ َك‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ظ َ‬
‫المرنـ يحب أف يفيـ الناموس‪ ،‬ويصمي ليعطيو اهلل فيماً‪ .‬وحينما نفيـ فائدة الوصية وأنيا أعطيت ليكوف في‬
‫تنفيذىا حياة‪ .‬نحفظيا مف كؿ القمب‪ ،‬أي برغبة وحب واصرار‪.‬‬

‫ِ‬ ‫س ِب ِ‬ ‫ٖ٘ ِ ِ‬
‫اك‪ ,‬أل ٍَّني ِبو ُ‬
‫س ِرْر ُ‬
‫ت‪".‬‬ ‫ص َاي َ‬
‫يل َو َ‬ ‫آية (ٖ٘) ‪َ " -‬دٍّرْبني في َ‬
‫َدٍّرْب ِني = إىدني في السبعينية‪ .‬فاإلنساف متمرد بطبيعتو ويحتاج إلى ترويض وىذا يعممو اهلل مع كؿ نفس تريده‪.‬‬
‫ِ‬
‫وىذا الترويض قد يشمؿ بعض التجارب واالالـ ‪ .‬أل ٍَّني ِبو ُ‬
‫س ِرْر ُ‬
‫ت = ىنا نرى االختيار بحرية لطريؽ اهلل ونرى‬
‫أنو غير قادر وحده أف يسمؾ فيو ويحتاج لتدريب وفيـ مف اهلل حتى ال ينحرؼ‪.‬‬

‫س ِب‪".‬‬ ‫شي َ ِ‬ ‫‪ِ ٖٙ‬‬


‫ادات َك‪ ,‬الَ إِلَى ا ْل َم ْك َ‬ ‫آية (‪ " - )ٖٙ‬أَم ْل َق ْم ِبي إِلَى َ َ‬
‫س ِب = الظمـ‬
‫نرى ىنا طريؽ االنحراؼ الذي يغوى كؿ نفس تسير في طريؽ اهلل وىو أنيا تميؿ إِلَى ا ْل َم ْك َ‬
‫(سبعينية) أي يظمـ المساكيف ويغش ليزداد مكسبو‪ .‬المكسب في حد ذاتو ليس خطية‪ .‬والخطية ىي في ظمـ‬
‫اآلخريف أو أف يصير المكسب في حد ذاتو ىدفاً لمنفس وليس وسيمة يعيش بيا اإلنساف‪ .‬واإلنساف يجب أف‬
‫اد ِ‬
‫ات اهلل= أي ينفذىا بحب ومف‬ ‫يكوف لو ىدؼ واحد وىنا يطمب المرنـ أف يكوف ىدفو‪ ،‬أف ي ِمي ْل َق ْم ِبو إِلَى َ‬
‫ش َي َ‬
‫يميؿ قمبو لشيادات اهلل يكره الظمـ والطمع ومحبة العالـ التي ىي عداوة هلل (يعٗ‪ .)ٗ2‬والعكس فمف يحب الطمع‬
‫ويمؤل قمبو مف الشيوات العالمية يختفي مف قمبو محبة اهلل (مت‪ .)ٕٗ2ٙ‬داود ىنا بعد اف سار في طريؽ اهلل‬
‫يعمـ انو ال بد مف وجود عثرات ويطمب المعونة‬

‫َح ِي ِني‪".‬‬ ‫اط ِل‪ِ .‬في طَ ِر ِ‬


‫يق َك أ ْ‬ ‫النظَ ِر إِلَى ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫آية (‪َ ٖٚ" - )ٖٚ‬ح ٍّو ْل َع ْي َن َّي َع ِن َّ‬
‫متفقة مع آية (‪ .)ٖٙ‬فأباطيؿ العالـ كثيرة وقد تغرى اإلنساف أف ينساؽ وراءىا تاركاً وصايا اهلل (غني‪ /‬جماؿ‪/‬‬
‫قوة‪ /‬سمطة‪ /‬شيوة‪ /‬رئاسة‪ /‬صيت‪ /‬مديح‪ ) ..‬فالسعي وراء ىذا ىو باطؿ األباطيؿ (جأ‪ )ٕ2‬والسبب أف كؿ ىذا‬
‫طريقو إلى زواؿ‪ .‬ولذلؾ عمينا أف نركز أنظارنا إلى السماء حيث المسيح جالس ينتظرنا أف نغمب‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (هـ))‬

‫آية (‪ " - )ٖٛ‬أ َِق ْم لِ َع ْب ِد َك قَ ْولَ َك الَِّذي لِ ُمتَّ ِق َ‬


‫‪ٖٛ‬‬
‫يك‪".‬‬
‫أي تمـ يا رب وعودؾ الصادقة معي ألنني اتقيتؾ‪ .‬ىذه جسارة البنيف مع أبييـ السماوي‪ ،‬أف يجعميـ آنية كرامة‬
‫إذ اختاروه بحريتيـ‪.‬‬

‫ام َك طَ ٍّي َب ٌة‪".‬‬ ‫ت ِم ْن ُو‪ ,‬ألَ َّن أ ْ‬


‫َح َك َ‬ ‫اري الَِّذي َح ِذ ْر ُ‬
‫آية (‪ٖٜ" - )ٖٜ‬أ َِز ْل َع ِ‬
‫العار الذي نرفضو ىو أف نسقط في خطية فيعيرنا إبميس بيا ويذلنا بسببيا‪ .‬ومف يريد أف يخمص مف عار كيذا‬
‫ام َك طَ ٍّي َب ٌة = وال يمحقو عار‪.‬‬
‫َح َك َ‬
‫فميسمؾ بوصايا اهلل فإنيا حموة = أ ْ‬

‫َح ِي ِني‪".‬‬
‫اك‪ِ .‬ب َع ْدلِ َك أ ْ‬
‫ص َاي َ‬
‫ت َو َ‬ ‫آية (ٓٗ) ‪ " -‬ىأََن َذا قَِد ا ْ‬
‫شتَ َي ْي ُ‬
‫ٓٗ‬

‫حينما تذوؽ المرنـ حبلوة الوصية اشتياىا‪ .‬وعدؿ اهلل المحيي ظير عمى الصميب‪.‬‬

‫الحظ التسمسل الرائع فيما يطمبو المرنم ‪-‬‬


‫عممنى ‪ -2‬ىذه ىى البداية إلنساف كاف ال يعرؼ شيئا عف طريؽ اهلل (موسى األسود مثبل)‪.‬‬
‫فيمنى ‪ -2‬ىو سمع وصايا واآلف يريد أف يفيـ ما فائدة ىذه الوصايا‪( .‬فترة المناقشات والجداؿ لممبتدئيف)‬
‫دربنى ‪ -2‬ىنا بدأ الجسد يتمرد والمرنـ يطمب ترويضو‪ .‬ىذه تشبو التداريب العممية بعد المحاضرات النظرىة‪.‬‬
‫أمل قمبى إلى شياداتك ‪ -2‬ىو يمارس وينفذ الوصايا بالتغصب واآلف يريد أف تنفتح عينيو ويكتشؼ لذتيا‪.‬‬
‫حول عينى عن النظر إلى الباطل ‪ -2‬ىذه تشبو المثؿ الذى قالو الرب عمف وجد لؤلؤة كثيػرة الػثمف فمضػى وبػاع‬
‫ٍّ‬
‫ما عنده مف آللئ ليشترييا‪ .‬كاف العالـ بممذاتو يجذبو فى الماضى واآلف صار يجده نفاية‪.‬‬
‫وىذا التمذذ بالوصػية واكتشػاؼ بطػبلف الممػذات العالميػة َّ‬
‫عبػر عنػو المػرنـ فػى اآليػات ٖٓٔ ‪ ٔٓٗ ،‬قطعػة (ـ)‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (و) الشيادة لكممة اهلل‬

‫ب ُم َع ٍّي ِري َكمِ َم ًة‪ ,‬أل ٍَّني اتَّ َك ْم ُ‬ ‫ب قَ ْوِل َك‪ ,‬فَأ َ‬
‫ُج ِ‬ ‫ٔٗ ِ ِ ِ‬
‫ٕٗ‬
‫ت َعمَى‬ ‫او َ‬ ‫سَ‬‫ص َك َح َ‬
‫اآليات (ٔٗ‪ " - )ٕٗ-‬لتَأْتني َر ْح َمتُ َك َيا َرب‪َ ,‬خبلَ ُ‬
‫َكبلَ ِم َك‪".‬‬
‫ىنا المرنـ يطمب الرحمة والخبلص األبدي وىذاف كانا بالمسيح‪ .‬فيو ىنا يتمسؾ بوعود اهلل بيذا المخمص الذي‬
‫وعد بو اهلل‪ ،‬وىذا الوعد ال يخمو منو سفر في العيد القديـ‪ ،‬ابتداء مف (تؾٖ‪ + ٔ٘2‬تث‪ + ٔ٘2ٔٛ‬تؾٕٕ‪،ٔٛ2‬‬
‫‪ .)ٔٓ2ٜٗ‬وال ُم َع ٍّي ِرين ىنا ىـ مف يشككوف المرنـ في فائدة انتظاره لمخبلص ويدفعونو لميأس‪ ،‬وكاف ىذا صوت‬
‫إبميس دائماً وال يزاؿ‪ .‬فالمرنـ يريد أف يعطيو اهلل براىيف واضحة لخبلصو العجيب ليجيب الذيف يعيرونو بأنو‬
‫ىالؾ ومرفوض‪ .‬والرب يسوع نفسو لـ يسمـ مف تعييرات الخطاة‪.‬‬

‫ش ِر َ‬
‫يعتَ َك‬ ‫ظ َ‬
‫َحفَ َ‬
‫ٗٗ‬
‫ام َك‪ .‬فَأ ْ‬
‫َح َك َ‬
‫ت أْ‬ ‫ع ِم ْن فَ ِمي َكبلَ َم ا ْل َح ٍّ‬
‫ق ُك َّل َّ‬
‫الن ْز ِع‪ ,‬أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫اآليات (ٖٗ‪َ " - )ٗٗ-‬والَ تَ ْن ِز ْ‬
‫ٖٗ‬

‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪" ,‬‬


‫َد ِائ ًما‪ ,‬إِلَى الد ْ‬
‫يطمب المرنـ أف ال ينزع اهلل مف فمو كممة الحؽ‪ .‬ونطمب أف ال ينزع اهلل مف فمنا قوؿ اإليماف حتى النفس‬
‫األخير‪ ،‬نقوليا بشجاعة (الشيداء أمثمة) كؿ حيف‪ .‬في الضيؽ والرحب‪ ،‬في المرض وفي الصحة‪ .‬في الغنى وفي‬
‫الرحب وأيضاً في الفقر والعوز‪.‬‬

‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬ ‫شى ِفي َر ْح ٍب‪ ,‬أل ٍَّني طَمَ ْب ُ‬
‫ت َو َ‬ ‫آية (٘ٗ) ‪َ ٗ٘" -‬وأَتَ َم َّ‬
‫مف يسمؾ في وصايا اهلل يخرج مف األنانية واإلنغبلقية إلى الرحب والسعة ومف التعصب إلى سعة القمب ‪،‬‬
‫فيحوي الجميع حباً وبذالً‪ .‬بؿ إذا اضطيد يفرح (أع٘‪.)ٗٔ2‬‬

‫َخ َزى‪",‬‬ ‫اد ِات َك قُدَّام ممُ ٍ‬


‫وك َوالَ أ ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٗٙ‬وأَتَ َكمَّ ُم ِب َ‬
‫ش َي َ‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫َ ُ‬
‫الممؾ يستطيع ولو السمطة أف يقتؿ‪ ،‬والمرنـ بغير خوؼ يقوؿ "شيدت لؾ يا رب أماـ مموؾ وكنت غير ميتـ‬
‫بمف يقتؿ الجسد وليس لو سمطاف عمى الروح" (متٓٔ‪ + ٕٛ2‬أع٘‪ + ٕٜ2‬دا ‪ + ٔٚ2ٖ،ٔٛ‬أعٕٓ‪ .)ٜٔ2ٗ،‬لكف‬
‫ىذا يجب أف يسبقو إيماف قوي‪.‬‬

‫ت‪".‬‬ ‫اك الَِّتي أ ْ‬


‫َح َب ْب ُ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫‪َّ ٗٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٗٚ‬وأَتَمَذ ُذ ِب َو َ‬
‫مف يحب شئ يميج فيو دائماً‪ ،‬لقد صارت الوصية لذتو‪.‬‬

‫اجي ِبفَرِائ ِ‬ ‫اك الَِّتي َوِد ْد ُ‬


‫ت‪َ ,‬وأَُن ِ‬ ‫ي إِلَى َو َ‬
‫‪ٗٛ‬‬
‫ض َك‪".‬‬ ‫َ‬ ‫ص َاي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٗٛ‬وأ َْرفَعُ َي َد َّ‬

‫‪345‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (و))‬

‫اك = رفع اليديف يشير إلى تمسكو الشديد بيا واشتيائو أف ينفذىا‪،‬‬ ‫ي إِلَى َو َ‬
‫ص َاي َ‬ ‫يكرر آية (‪ )ٗٚ‬لمتثبيت‪ْ .‬رفَ ُعت َي َد َّ‬
‫واليديف أداة التنفيذ‪ ،‬فكأنو يرفع يديو إلى اهلل ليعطيو القوة أف ينفذ كؿ الوصايا تماماً‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ز) كبلم اهلل ىو تعزيتنا في وسط الضيقة‬

‫آية (‪ٜٗ" - )ٜٗ‬اُ ْذ ُك ْر لِ َع ْب ِد َك ا ْلقَ ْو َل الَِّذي َج َع ْمتَِني أَ ْنتَ ِظ ُرهُ‪".‬‬


‫أ ْذ ُك ْر = ىذه ال تعني أف اهلل قد نسى وعوده ونحف نذكره بيا‪ .‬ولكف تعني أننا نؤمف بصدؽ وعوده‪ ،‬ونطالبو بأف‬
‫ينفذىا‪ .‬ودائماً تستخدـ الكنيسة ىذه الكممة في صمواتيا‪ .‬ووعود اهلل لداود مثؿ أنو يثبت مممكتو (ٔأي‪-ٚ2ٔٚ‬‬
‫ٖٔ) وغيرىا‪ .‬ووعوده لكؿ مؤمف كثيرة (مت٘‪ + ٕٔ-ٖ2‬مت‪ + ٚ2ٚ،ٛ‬لؤٔ‪ + ٖٔ-ٔٓ2‬يوٗٔ‪+ ٖٔ2ٔٗ،‬‬
‫يوٖٕ‪ + ٕٔ2ٔٗ،‬أشٔ‪ + ٔٛ2‬مزٓ٘‪ + ٔ٘2‬يو‪ + ٖ٘2ٙ‬أش‪ + ٔ٘2ٜٗ،ٔٙ‬زؾٕ‪ )ٙ2‬وغيرىا كثير‪ .‬نحف نعتمد‬
‫في صمواتنا عمى الوعود اإلليية ونطمب بإيماف‪ ،‬وننتظر اهلل بصبر‪.‬‬

‫َح َي ِاني‪".‬‬ ‫ىذ ِه ِى َي تَ ْع ِزَي ِتي ِفي َم َذلَِّتي‪ ,‬أل َّ‬


‫َن قَ ْولَ َك أ ْ‬ ‫آية (ٓ٘) ‪ِ ٘ٓ" -‬‬
‫َح َي ِاني = كبلـ اهلل‬
‫َن قَ ْولَ َك أ ْ‬
‫وعود اهلل أعطتو حياة وتعزية وبدونيا كاف قد ىمؾ (مز‪ )ٜٕ2ٜٔٔ‬وسط ضيقاتو‪ .‬أل َّ‬
‫يعطي رجاء فيحيي النفوس المائتة باليأس أو بالخطية أو بالحزف‪ .‬فكبلـ اهلل روح وحياة (يو‪.)ٖ2ٔ٘ + ٖٙ2ٙ‬‬
‫فالطعاـ يشبع الجسد وكبلـ اهلل يشبع الروح‪ .‬ليس بالخبز وحده يحيا اإلنساف بؿ بكؿ كممة تخرج مف فـ اهلل‬
‫(متٗ‪.)ٗ2‬‬

‫ش ِريع ِت َك لَم أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫استَ ْي َأزُوا ِبي إلَى ا ْل َغ َاية‪َ .‬ع ْن َ َ ْ‬
‫ٔ٘‬
‫َم ْل‪".‬‬ ‫ون ْ‬
‫آية (ٔ٘) ‪ " -‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬
‫استَ ْي َأزُوا ِبي = تجاوزوا الناموس‪ .‬فيـ استي أزوا بو ألنو ينفذ ناموس اهلل‪ ،‬وىذا أسموب إبميس‪ .‬فمف‬ ‫ون ْ‬
‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬
‫يجده متمسكاً بالوصية يسمى ىذا وسوسة وضيؽ أفؽ ومف يتمسؾ بعقيدتو يسمى ىذا تعصب‪ ،‬ومف يحزف عمى‬
‫خطيتو يسمى ىذا اكتئاب‪ ،‬ولو صمي وصاـ يسمى ىذا رياء وحب ظيور‪ ،‬ولو سمـ حياتو هلل قاؿ ىذا استسبلـ‪.‬‬
‫ولكنو لـ َي ِم ْؿ عف شريعة اهلل وتمسؾ بيا مثؿ كؿ الشيداء (ٕتيٖ‪.)ٔٗ-ٕٔ2‬‬

‫َّى ِر َيا َرب‪ ,‬فَتَ َع َّزْي ُ‬ ‫آية (ٕ٘) ‪ " -‬تَ َذ َّك ْر ُ‬
‫ٕ٘‬
‫ت‪".‬‬ ‫ام َك ُم ْن ُذ الد ْ‬
‫َح َك َ‬
‫ت أْ‬
‫الشييد كاف يذكر "كف أميناً إلى الموت فسأعطيؾ إكميؿ الحياة" (رؤٕ‪ )ٔٓ2‬فيتشدد ويتعزى‪ .‬ولنراجع مراحـ اهلل‬
‫عبر تاريخ الكتاب المقدس ‪ ،‬وىذا ما يعطي تعزية‪.‬‬

‫يع ِت َك‪".‬‬ ‫ارِكي َ‬


‫ش ِر َ‬ ‫ار تَ ِ‬ ‫س َب ِب األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫آية (ٖ٘) ‪ٖ٘" -‬ا ْلح ِم َّي ُة أ َ ِ‬
‫َخ َذتْني ِب َ‬ ‫َ‬
‫َخ َذتْ ِني = الكآبة ممكتني(سبعينية) = البار يحزف حيف يرى إنساناً يسمؾ في الشر فيو يعرؼ مصيره‬ ‫ا ْل َح ِم َّي ُة أ َ‬
‫وأنو سوؼ ييمؾ (أع‪ٔ + ٖٓ-ٔٙ2ٔٚ‬كو‪ٕ + ٕ٘2ٕٔ،ٕٙ‬كؤٔ‪.)ٕٜ2‬‬

‫‪347‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ز))‬

‫ض َك ِفي َب ْي ِت ُغ ْرَب ِتي‪".‬‬


‫ص َار ْت لِي فَ َرِائ ُ‬ ‫آية (ٗ٘) ‪٘ٗ" -‬تَرِن ٍ‬
‫يمات َ‬
‫ْ َ‬
‫كأف المرنـ ىنا يعتذر هلل عف ىؤالء األشرار الذيف استيانوا بناموسو ويقوؿ ولكف أنا أعمـ حبلوة ناموسؾ وأليج‬
‫فيو وصار ترنيمتي (الكتاب المقدس كمو)‪.‬‬

‫ص َار لِي‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْظ ُ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫اس َم َك َيا َرب‪َ ,‬و َح ِف ْظ ُ‬ ‫اآليات (٘٘‪َ ٘٘" - )٘ٙ-‬ذ َكر ُ ِ‬
‫ت في المَّْي ِل ْ‬
‫‪٘ٙ‬‬
‫ت‬ ‫يعتَ َك‪ .‬ى َذا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْ‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫َو َ‬
‫كاف المرنـ يستغؿ ىدوء الميؿ في التأمؿ‪ ،‬ويفرح بيذه الخموة مع اهلل‪ .‬والميؿ يشير ليذا العالـ‪ ،‬فنحف اآلف ننتظر‬
‫مجيء المسيح الثاني وىو شمس البر‪ .‬أي أننا في فترة غربتنا ننتظر المسيح‪ ،‬عمينا أف نذكر إسمو فنتعزى في‬
‫ص َار ِلي‪.‬‬
‫ضيقتنا ونتشدد في ضعفنا‪ .‬لقد صارت لو ىذه التعزية وسط الميؿ ألنو حفظ الوصايا= ى َذا َ‬

‫‪348‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))‬

‫قطعة (ح) النفس تسعى لكي يرضى الرب عمييا ويكون ىو نصيبيا‬
‫عودة لمجدول‬

‫ت لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك‪".‬‬ ‫آية (‪َ ٘ٚ" - )٘ٚ‬ن ِ‬


‫صي ِبي َّ‬
‫الرب‪ُ ,‬ق ْم ُ‬
‫يشوع وزع األرض كأنصبة عمى كؿ األسباط ما عدا البلوييف فقد كاف الرب ىو نصيبيـ (عد‪ .)ٕٓ2ٔٛ‬وكؿ مف‬
‫ترؾ العالميات يكوف الرب نصيبو‪ ،‬ويكوف الرب ىو كؿ شئ لو‪ .‬يعطيو بركة عمى األرض ونصيباً في الميراث‬
‫السماوي‪ .‬لِ ِح ْف ِظ َكبلَ ِم َك = مف ىو الذي يكوف نصيبو ىو الرب؟ ىو مف يحفظ وصاياه‪ ،‬لذلؾ حفظيا المرنـ‪.‬‬

‫ب قَ ْولِ َك‪".‬‬ ‫ِ‬


‫ت َو ْج َي َك ِب ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ْ .‬ار َح ْمني َح َ‬
‫‪٘ٛ‬‬
‫سَ‬ ‫َّي ُ‬
‫آية (‪ " - )٘ٛ‬تََرض ْ‬
‫ت َو ْج َي َك = فيو يحاوؿ حفظ الوصايا ويسير الميؿ ليتأمؿ شريعة اهلل وكبلمو المقدس‪.‬‬ ‫َّي ُ‬
‫ىنا نرى الجياد= تََرض ْ‬
‫ولكنو ال يعتمد عمى جياده بؿ يقوؿ ارحمني‪ .‬فنحف ال نعتمد عمى جيادنا‪ ،‬بؿ عمينا أف نجاىد ولكف خبلصنا‬
‫ىو بنعمة اهلل ورحمتو‪ .‬لذلؾ ال تكؼ كنيستنا عف ترديد صبلة "يا رب إرحـ"‪ .‬وكؿ مف يشعر بخطيتو فميصمي‬
‫ىكذا‪.‬‬

‫ت ولَم أَتَو َ ِ ِ ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫ت ِفي طُُرِقي‪َ ,‬و َرَد ْد ُ‬


‫ت قَ َد َم َّي إِلَى َ َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٙٓ-ٜ٘‬تَفَ َّك ْر ُ‬
‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫‪ٜ٘‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫ان لح ْفظ َو َ‬ ‫َس َر ْع ُ َ ْ َ‬
‫ادات َك‪ .‬أ ْ‬
‫ىناؾ طرؽ كثيرة أماـ اإلنساف‪ ،‬وعمينا أف نختبر كؿ طريؽ في ضوء وصايا اهلل‪ .‬وعندما نكتشؼ أف طريقنا غير‬
‫ت قَ َد َم َّي إِلَى‬
‫متفؽ مع وصاياه عمينا أف نعود سريعاً لمطريؽ الصحيح‪ ،‬فتكوف خطواتنا بحسب وصايا اهلل= َرَد ْد ُ‬
‫اد ِات َك ويكوف ىذا بسرعة وبدوف تو ٍ‬
‫اف‪.‬‬ ‫ش َي َ‬
‫َ‬

‫ش ِر َ‬ ‫ار ا ْلتَفَّ ْت َعمَ َّي‪ .‬أ َّ‬ ‫آية (ٔ‪ِ " - )ٙ‬ح َبا ُل األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ٔ‪ٙ‬‬
‫س َيا‪".‬‬
‫يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫َما َ‬
‫ار = قد تكوف اضطياداتيـ والضيقات التي يثيرىا األشرار ضد األبرار‪ ،‬وقد تكوف حيؿ إبميس وغوايتو‬ ‫ِح َبا ُل األَ ْ‬
‫ش َر ِ‬
‫لمبار ليسقط في ممذات العالـ تاركاً طريؽ اهلل‪ .‬والمرنـ ىنا يقوؿ أنو وسط ىذه المضايقات لـ ينس شريعة اهلل‬
‫فكانت تعزيو وتشدده‪.‬‬

‫َح َك ِام ِبٍّر َك‪".‬‬


‫َح َم َد َك َعمَى أ ْ‬
‫وم أل ْ‬ ‫آية (ٕ‪ِ ٕٙ" - )ٙ‬في م ْنتَ َ ِ َّ ِ‬
‫صف الم ْيل أَقُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الميؿ يشير لضيقات وآالـ وتجارب ىذا العالـ‪ .‬وعمينا في ىذا الميؿ أف نصمي‪ .‬فممف نذىب لغير اهلل !!‬

‫ِِ‬ ‫يق أََنا لِ ُك ٍّل الَِّذ َ‬


‫ين َيتَّقُوَن َك َولِ َحافظي َو َ‬ ‫آية (ٖ‪َ " - )ٙ‬رِف ٌ‬
‫ٖ‪ٙ‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫البار يحب صحبة األبرار‪ .‬فيو ال يجمس وسط المستيزئيف حتى ال يعثرونو‪.‬‬

‫ض‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬


‫ض َك‪".‬‬ ‫آية (ٗ‪ٙٗ" - )ٙ‬ر ْحمتُ َك يا رب قَ ْد مؤل ِ‬
‫َت األ َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬

‫‪349‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ح))‬

‫رحمة اهلل واحساناتو تغمر العالـ كمو‪ ،‬األبرار واألشرار يستمتعوف بخيراتو‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))‬

‫عودة لمجدول‬ ‫قطعة (ط) النفس الضالة يؤدبيا اهلل كأب حنون ليعيدىا‬

‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬
‫سَ‬
‫ِ‬
‫ت َم َع َع ْبد َك َيا َرب َح َ‬
‫ص َن ْع َ‬
‫٘‪ٙ‬‬
‫آية (٘‪َ " - )ٙ‬خ ْي ًار َ‬
‫كؿ األشياء تعمؿ معاً لمخير لمذيف يحبوف اهلل (رو‪ .)ٕٛ2ٛ‬ونجد ىنا المرنـ يتأمؿ في معامبلت اهلل معو طوؿ‬
‫تعوج أدبو ببعض الضيقات و َّأذلو حتى ال ينتفخ‬
‫حياتو‪ ،‬فوجد أف اهلل أحسف إليو كثي اًر وغمره بمحبتو ولكف حيف َّ‬
‫ويتكبر فييمؾ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪َ ٙٙ" - )ٙٙ‬ذوقًا ِ‬


‫ت‪".‬‬
‫آم ْن ُ‬
‫اك َ‬ ‫صال ًحا َو َم ْع ِرفَ ًة َعمٍّ ْمني‪ ,‬أل ٍَّني ِب َو َ‬
‫ص َاي َ‬ ‫ْ َ‬
‫صالِ ًحا = صبلحاً وأدباً ومعرفة عممني (سبعينية)‪ .‬ىنا المرنـ يستسمـ تماماً بيف يدي اهلل‪ ،‬واثقاً أف كؿ ما‬ ‫َذ ْوقًا َ‬
‫ص ِال ًحا = ىذه عف األعماؿ الصالحة‪ .‬وىذه اهلل‬‫يسمح بو مف ألـ‪ ،‬إنما ىو ليدربو ويعممو ويرده إذا تعوج‪َ .‬ذ ْوقًا َ‬
‫اعانو فعمميا َم ْع ِرفَ ًة = ىذه عف األقتناع الداخمي‪.‬‬

‫اآلن فَ َح ِف ْظ ُ‬ ‫َن أُ َذلَّ َل أََنا َ‬


‫‪ٙٚ‬‬
‫ت قَ ْولَ َك‪".‬‬ ‫َما َ‬‫ت‪ ,‬أ َّ‬
‫ضمَ ْم ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٙٚ‬قَ ْب َل أ ْ‬
‫اهلل يسمح لنا باف نذؿ بسبب خطية ضممنا فييا‪ ،‬ليؤدبنا فنرجع إليو‪ .‬ونرى أف وسائؿ اهلل في تأديبنا وسائؿ ناجحة‬
‫ت قَ ْولَ َك‪ .‬واهلل سمح بأف يذىب شعبو إلى سبي بابؿ بسبب وثنيتيـ‪ ،‬فمما عادوا‬ ‫اآلن فَ َح ِف ْظ ُ‬
‫َما َ‬ ‫فنرى المرنـ يقوؿ " أ َّ‬
‫وجدناىـ تابوا عنيا تماماً‪.‬‬

‫ون قَ ْد لَفَّقُوا َعمَ َّي َك ِذ ًبا‪ ,‬أ َّ‬


‫َما أََنا فَ ِب ُك ٍّل‬ ‫ت َو ُم ْح ِس ٌن‪َ .‬عمٍّ ْم ِني فََرِائ َ‬
‫صالِ ٌح أَ ْن َ‬
‫‪ٜٙ‬‬ ‫‪ٙٛ‬‬
‫ض َك‪ .‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٜٙ-ٙٛ‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬ ‫َق ْم ِبي أ ْ‬
‫َحفَظُ َو َ‬
‫لنفيـ ىذه اآلية نذكر قصة أيوب‪ ،‬فإبميس المتكبر لفُّؽ كذباً ضد أيوب‪ ،‬ولكف اهلل الصالح سمح إلبميس أف‬
‫يجربو‪ ،‬لكي يؤدب أيوب عمى خطية لـ يكف شاع اًر بيا وكاف يمكف أف تيمكو‪ ،‬وبيذا عممو فرائضو‪ .‬وأيوب كاف‬
‫با اًر باعتراؼ الكتاب المقدس وكاف يحفظ وصايا اهلل‪ .‬ولكف اهلل أراد لعبده البار أف َي ْكمؿ وبيذا أحسف إليو‪.‬‬

‫يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ‪".‬‬ ‫َما أََنا فَ ِب َ‬


‫ش ِر َ‬ ‫س ِم َن ِم ْث َل َّ‬
‫الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم‪ ,‬أ َّ‬
‫ٓ‪ٚ‬‬
‫آية (ٓ‪َ " - )ٚ‬‬
‫س ِم َن ِم ْث َل َّ‬
‫الش ْحِم َق ْم ُب ُي ْم وبسبب ىذا‬ ‫النفس البارة وىي تتألـ مف مؤامرات األشرار تنظر ليـ واذا ىـ في تنعـ َ‬
‫َّ‬
‫التنعـ وشعورىـ بقوتيـ تقست قموبيـ وتصوروا أنيـ في إمكانيـ أف يذلوا أوالد اهلل‪ ،‬ولـ يفيموا أف اهلل يستخدميـ‬
‫يع ِت َك أَتَمَ َّذ ُذ‪.‬‬ ‫َما أََنا فَ ِب َ‬
‫ش ِر َ‬ ‫كأداة ليصمح بيا أوالده ويردىـ إليو‪ .‬ومف يفيـ طرؽ اهلل يتمذذ بيا= أ َّ‬

‫ت لِ َك ْي أَتَ َعمَّ َم فَ َرِائ َ‬


‫آية (ٔ‪َ " - )ٚ‬خ ْيٌر لِي أ ٍَّني تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ٔ‪ٚ‬‬
‫ض َك‪".‬‬

‫‪351‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ط))‬

‫ىنا توصَّؿ المرنـ إلى أف آالمو كانت لمخير‪ .‬ىؿ لو سألنا أيوب اآلف في مجده ماذا كنت تفضؿ؟ ىؿ يجيب أنو‬
‫كاف يود لو رفع اهلل عنو كأس آالمو!! قطعاً ال فآالمو كانت سبباً في مجده وفرحو أبدياً أما آالمو فكانت لمحظة‬
‫(رو‪.)ٔٚ2ٛ،ٔٛ‬‬

‫وف َذ َى ٍب وِفض ٍ‬
‫َّة‪".‬‬ ‫ش ِريع ُة فَ ِم َك َخ ْير لِي ِم ْن أُلُ ِ‬ ‫ٕ‪ٚ‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫آية (ٕ‪َ َ " - )ٚ‬‬
‫ناموس اهلل ووصايا المسيح تقود لحياة أبدية أما الذىب والفضة فزائبلف‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ى) استسبلم كامل لمنفس بين يدي اهلل صانعيا‬

‫ِ‬ ‫اك ص َنعتَ ِاني وأَ ْن َ ِ‬


‫شأَتَاني‪ .‬فَ ٍّي ْمني فَأَتَ َعمَّ َم َو َ‬
‫ٖ‪ٚ‬‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬ ‫َ‬ ‫آية (ٖ‪َ " - )ٚ‬ي َد َ َ َ‬
‫المرنـ يطمب مف اهلل أف يعممو وصاياه فيو صنعة يديو‪ .‬واهلل خمقنا عمى صورتو وعندما خالفنا وصيتو خسرنا‬
‫صورة المجد التي كاف عمييا اإلنساف‪ .‬والمرنـ يطمب أف يعطيو اهلل فيماً لموصية لينفذىا ويقترب مف الصورة‬
‫التي ترضى اهلل صانعو‪ .‬واآلف بعد حموؿ الروح القدس عمى المؤمنيف‪ ،‬يعمؿ روح اهلل فينا ليتصور المسيح فينا‬
‫(غؿٗ‪ ) ٜٔ2‬وىذا لكؿ مف ال يقاوـ عمؿ الروح القدس‪ .‬وكؿ مف يخضع بيف يدي اهلل وال يقاوـ عمؿ الروح وينفذ‬
‫الوصايا يأخذ صورة المسيح "يمبس المسيح" ويكوف لو صورة محبتو ووداعتو وتواضعو‪ .‬وبعد في السماء نكوف‬
‫اك = اليد تشمؿ الذراع واألصابع‪ .‬والذراع تشير لمقوة أي يد اهلل تشير لممسيح قوة اهلل‪،‬‬
‫مثمو أيضاً (ٔيوٖ‪َ .)ٕ2‬ي َد َ‬
‫الذي كاف فداؤه وعممو الخبلصي بقوة (أش٘ٗ‪ )ٕٔ2‬منيا تفيـ أف يد اهلل ىي التي صنعت كؿ الخميقة‪(+ .‬‬
‫يؤ‪ )ٖ2‬منيا نفيـ أنو بدوف الكممة (المسيح) لـ يكف شئ مما كاف‪ ،‬فيو الذي خمؽ كؿ شئ ‪( +‬أش‬
‫ٔٔ‪ )ٔٓ2ٗٓ،‬نرى فييا صورة ذراع الرب (المسيح) تجمع الحمبلف فيو الراعي الصالح‪ .‬وعف التجسد يقوؿ‬
‫أشعياء( ٔ٘‪ )ٜ2‬واألصابع تشير لمروح القدس ونفيـ ىذا بمقارنة اآليتيف (متٕٔ‪ + ٕٛ2‬لؤٔ‪ )ٕٓ2‬فالمسيح‬
‫صنع الخبلص بقوة‪ .‬ولكف مف يعيد تشكيؿ اإلنساف وخمقتو خمقة جديدة ىو الروح‪ ،‬أصابع اهلل التي تشكؿ‬
‫اإلنساف‪ ،‬كأصابع الخزاؼ التي تشكؿ اإلناء ونبلحظ أف اليد واألصابع تخرجاف مف جسد اإلنساف‪ .‬وىكذا االبف‬
‫يولد مف اآلب والروح القدس ينبثؽ منو أيضاً‪.‬‬

‫جبمتاني‬ ‫صنعتاني‬

‫تشير لخمقة الجسد إذ جبل اهلل تراباً من األرض‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تشير لخمقة النفس بنفخة من اهلل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشير إلى إعادة والدتو بالمعمودية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تشير لخمقة آدم أوالً‬ ‫‪-‬‬
‫تشير لخصوصية وضع اإلنسان لدى اهلل فيو جبمو‬ ‫تشير لخمقة اإلنسان كأي خميقة أخرى ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيديو من تراب األرض كخميقة عاقمة‪.‬‬

‫وألف ا إلنساف العاقؿ لو وضع خاص لدى اهلل‪ ،‬فعميو أف يمتزـ بوصاياه‪.‬والوضع المثالي اف عبلمة محبة اهلل آلدـ‬
‫اف يفيض عميو اهلل مف عطايا محبتو ‪ .‬وعبلمة محبة آدـ هلل اف يطيع وصاياه ‪ .‬والمرنـ ىنا يصمي لكي يكمؿ‬
‫اهلل ما نقص مف فيمو‪ ،‬فيعقؿ ويفيـ كيؼ يسمؾ في وصايا اهلل‪.‬‬

‫وك َي َر ْوَن ِني فَ َي ْف َر ُح َ‬


‫ون‪ ,‬أل ٍَّني ا ْنتَظَ ْر ُ‬ ‫آية (ٗ‪ُ " - )ٚ‬متَّقُ َ‬
‫ٗ‪ٚ‬‬
‫ت َكبلَ َم َك‪".‬‬
‫قارف مع "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب" وكؿ مف يحب اهلل يفرح بعودة التائب‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ى))‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ ‪ِ ٚٙ‬‬ ‫ام َك َع ْد ٌل‪َ ,‬وِبا ْل َح ٍّ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٚٚ-ٚ‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬
‫ق أَ ْذلَ ْمتَني‪َ .‬ف ْمتَص ْر َر ْح َمتُ َك لتَ ْع ِزَيتي‪َ ,‬ح َ‬
‫٘‪ٚ‬‬
‫ب‬
‫سَ‬ ‫َح َك َ‬
‫َن أ ْ‬
‫ت َيا َرب أ َّ‬
‫يعتَ َك ِى َي لَ َّذ ِتي‪".‬‬
‫ش ِر َ‬
‫َن َ‬ ‫َح َيا‪ ,‬أل َّ‬ ‫قَولِ َك لِع ْب ِد َك‪ٚٚ .‬لِتَأ ِْت ِني مر ِ‬
‫اح ُم َك فَأ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫إعادة تشكيؿ اإلنساف ليتجدد بحسب صورة خالقو‪ ،‬يستمزـ في بعض األحياف أف يؤدب اهلل النفس ببعض‬
‫التجارب‪ ،‬ليذليا وينزع منيا كبريائيا‪ ،‬والمرنـ المستسمـ لعمؿ اهلل فيو‪ ،‬ال يقاوـ ىذا بؿ يطمب تعزيتو وسط‬
‫التجربة‪.‬‬

‫اجي ِبوصاي َ ‪ِ ٜٚ‬‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛٓ-ٚٛ‬لِ َي ْخ َز ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬


‫جع إِلَ َّي‬ ‫َما أََنا فَأَُن ِ َ َ َ‬ ‫ون أل ََّن ُي ْم ُز ًا‬ ‫‪ٚٛ‬‬
‫اك‪ .‬ل َي ْر ْ‬ ‫َعمَ َّي‪ .‬أ َّ‬
‫ور افْتََر ْوا‬
‫ض َك ِل َك ْيبلَ‬
‫َخ َزى‪".‬‬‫أْ‬ ‫امبلً ِفي فَرِائ ِ‬
‫َ‬
‫اد ِات َك‪ٛٓ .‬لِي ُك ْن َق ْم ِبي َك ِ‬
‫َ‬ ‫ش َي َ‬ ‫وك َو َع ِ‬
‫ارفُو َ‬ ‫ُمتَّقُ َ‬
‫ون = إبميس ومف يتبعو‪ ،‬ىؤالء يشتكوف عمى البار إف أخطأ والمرنـ يصمي حتى يكوف قمبو كامبلً فبل‬ ‫ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬
‫تكوف ىناؾ فرصة لممتكبريف أف يخزوه ويشتكوا عميو‪ .‬وقد يزوروا التيـ وفي ىذا يمجأ المرنـ هلل ويتمسؾ بو=‬
‫اك = وىذا نتعممو مف السيد المسيح الذي كاف يرد عمي خداعات ابميس بوصايا الكتاب ‪ .‬ويفيـ‬
‫ص َاي َ‬ ‫أَُن ِ‬
‫اجي ِب َو َ‬
‫التزوير أيضاً بأنو يشير لخداعات إبميس لؤلبرار مثمما فعؿ مع آدـ وحواء ليسقط األبرار‪ .‬ولكف مف يتمسؾ‬
‫بالوصية ينجو‪ .‬ومف يتمسؾ بالوصية يخزى إبميس‪ .‬والعكس فمف يقبؿ خدات ابميس ويسقط يخزي وذلو ابميس‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ك) النفس التي اختبرت اهلل تشتاق لخبلصو‬

‫ظ ِر إِلَى قَ ْوِل َك‪ ,‬فَأَقُو ُل‬ ‫اي ِم َن َّ‬


‫الن َ‬ ‫ت‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬
‫ٕ‪ٛ‬‬
‫ظ ْر ُ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٛٔ" - )ٕٛ-ٛ‬تَاقَ ْت َن ْف ِسي إِلَى َخبلَ ِ‬
‫ص َك‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَ َ‬
‫«متَى تُعٍّز ِ‬
‫يني؟ »‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىذه صرخة شعب العيد القديـ الذي انتظر مجيء المسيح المخمص‪ .‬وىي صرخة المسيحي الذي ينتظر مجيء‬
‫المسيح الثاني قائبلً مع يوحنا "آميف تعاؿ أييا الرب يسوع" (رؤٕٕ‪ .)ٕٓ2‬ومع بولس الذي يشتيي أف ينطمؽ‬
‫وي ْنقَّ ْذ مف جسد ىذا الموت (فئ‪ + ٕٖ2‬رو‪ .)ٕٗ2ٚ‬والى مجيء المسيح تنظر عيني كؿ‬
‫ليكوف مع المسيح ُ‬
‫مؤمف وتنتظر بثقة وايماف‪ ،‬فطالما وعد اهلل بأنو سيأتي ليخمص‪ ،‬فيو سيأتي أكيداً‪َ .‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬
‫اي تفيد استمرار‬
‫النظر‪ ،‬وعدـ تحوؿ النظر ألي شئ آخر‪ٔ( .‬تسٔ‪ .)ٔٓ2‬وىذه أيضاً صرخة كؿ مظموـ أو متألـ ينتظر خبلص‬
‫الرب بثقة‪.‬‬

‫س َيا‪".‬‬ ‫َما فَ َرِائ ُ‬


‫ض َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫ق ِفي الد َخ ِ‬
‫ان‪ ,‬أ َّ‬ ‫ت َك ِز ّ‬ ‫آية (ٖ‪ٖٛ" - )ٛ‬أل ٍَّني قَ ْد ِ‬
‫ص ْر ُ‬
‫ق=‬‫ويصور نفسو َك ِز ّ‬
‫َّ‬ ‫ان = زؽ في الجميد (سبعينية)‪ .‬داود ىنا يستدر عطؼ اهلل ومراحمو‪،‬‬ ‫ق ِفي الد َخ ِ‬‫ت َك ِز ّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْر ُ‬
‫(قربة مف الجمد تستعمؿ لحفظ الخمر أو الماء) ولكنيا أىممت فترة (سواء بوضعيا في مكاف بجانب حريؽ أو في‬
‫جميد) فكبلىما سيتسبب في أف الجمد سيتشقؽ ويتغضف وال يعود يصمح بعد ألف يضع فيو أحد خمر أو ماء‪.‬‬
‫والماء يشير لمروح القدس والخمر يشير لمفرح‪ .‬واإلنساف بخطيتو خسر الفرح واإلمتبلء مف الروح‪ ،‬بؿ حتى جسده‬
‫(جمده) تغضف إذ شاخ‪ .‬ىذه صورة لئلنساف الذي ينتظر خبلص الرب فيعيد تجديد خميقتو‪ .‬والصورة ىنا أف‬
‫بعض الناس ليتعجموا اختمار عصير العنب يضعوا الزؽ قرب النار‪ ،‬فيختمر بسرعة لكف الزؽ يفسد‪ .‬ومع ىذا‬
‫فيو في انتظاره لخبلص الرب يتمسؾ بفرائضو وذلؾ لثقتو في الخبلص اآلتي‪.‬‬

‫ضطَ ِي ِد َّ‬
‫ي؟"‬ ‫َّام َع ْب ِد َك؟ َمتَى تُ ْج ِري ُح ْك ًما َعمَى ُم ْ‬ ‫ٗ‪ِ ٛ‬‬
‫آية (ٗ‪َ " - )ٛ‬ك ْم ى َي أَي ُ‬
‫إف أيامي قميمة‪ ،‬فخمصني يا رب مف م ْ ِ‬
‫ي = الشياطيف ومف يتبعونيـ حتى ال أقضي بقية عمري في مرار‬ ‫ضطَ ِيد ّ‬ ‫ُ‬
‫وآالـ‪ .‬متى سيأتي اليوـ الذي تمسح فيو كؿ دمعة مف عيني‪.‬‬

‫يع ِت َك‪".‬‬
‫ش ِر َ‬
‫ب َ‬
‫سَ‬‫س َح َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون قَ ْد َك َر ْوا لي َحفَائ َر‪ .‬ذل َك لَ ْي َ‬
‫٘‪ٛ‬‬
‫آية (٘‪ " - )ٛ‬ا ْل ُمتَ َك ٍّب ُر َ‬
‫َك َر ْوا لِي َحفَ ِائ َر = حفروا لي حفرة‪ .‬وابميس يخدعنا بشراكو المخادعة لنسقط‪.‬‬

‫ضطَ ِي ُدوَن ِني‪ .‬أ ِ‬


‫َع ٍّني‪".‬‬ ‫ور َي ْ‬
‫َما َن ٌة‪ُ .‬ز ًا‬ ‫‪ٛٙ‬‬
‫اك أ َ‬
‫ص َاي َ‬
‫آية (‪ُ " - )ٛٙ‬كل َو َ‬

‫‪355‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ك))‬

‫ضطَ ِي ُدوَن ِني = كراىية الشيطاف‪ ،‬ومحاوالتو إلسقاطنا بمخالفة الوصية وتصوير الوصية عمي انيا حرماف‬ ‫ور َي ْ‬
‫ُز ًا‬
‫ص َايا َك‬
‫مف الفرح والممذات واف ىذا حرماف لي مف حقوقي ‪ .‬وداود يقوؿ ابدا فكؿ ىذا خداع اما انت يا اهلل ف ُكل َو َ‬
‫َما َن ٌة = الف اهلل مف محبتو اعطي الوصية لتكوف فرحا لي ىنا عمي ارض ‪ ،‬وخبلصا ابديا ‪ .‬وابميس ال يكؼ‬
‫أَ‬
‫عف محاوالت الخداع ابدا‪.‬‬

‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬‫َما أََنا َفمَ ْم أَتُْر ْك َو َ‬ ‫آية (‪ٛٚ" - )ٛٚ‬لَ ْوالَ َقمِي ٌل ألَ ْف َن ْوِني ِم َن األ َْر ِ‬
‫ض‪ .‬أ َّ‬
‫لوال معونة اهلل لسقطت في شراكيـ وانشغمت بالعالميات الزائمة فأىمؾ‪.‬‬

‫ات فَ ِم َك‪".‬‬
‫اد ِ‬
‫ش َي َ‬
‫ظ َ‬ ‫َح ِي ِني‪ ,‬فَأ ْ‬
‫َحفَ َ‬ ‫ب َر ْح َم ِت َك أ ْ‬
‫سَ‬
‫‪ٛٛ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٛٛ‬ح َ‬

‫‪356‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))‬

‫عودة لمجدول‬ ‫قطعة (ل) النفس التي اختبرت اهلل تثق في صدق وعوده‬

‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫آية (‪ " - )ٜٛ‬إِلَى األ ََبد َيا َرب َكم َمتُ َك ُمثَبَّتَ ٌة في َّ َ َ‬
‫‪ٜٛ‬‬
‫ات‪".‬‬
‫المرنـ يضع ىنا اختباره‪ ،‬إف كممة اهلل ثابتة غير متغيرة (يعٔ‪ ")ٔٚ2‬اهلل ليس عنده تغيير وال ظؿ دوراف" وىكذا‬
‫كؿ مشوراتو وتدبيراتو‪.‬ولذلؾ وصاياه ال ولـ ولف تتغير ‪ ،‬وىي لخيرنا دائما ‪ .‬وىذا ظاىر في خمقة السموات التي‬
‫نراىا ثابتة ال تتغير فأنت تحفظيا بكممتؾ‪ .‬ومف ىـ في السماء أي المبلئكة يحفظوف كممتؾ وىي ثابتة فييـ‬
‫بالمقارنة معنا نحف يا مف في األرض‪ ،‬فاالنساف لـ يستطع اف يحفظ وصايا اهلل ‪ .‬وأحكاـ اهلل بحكمة عالية ال‬
‫نفيميا نحف وىي تعمو عنا وعف إدراكنا‪ ،‬كما تعمو السموات عف األرض‪ .‬وميما كانت وعود اهلل بعيدة كبعد‬
‫السماء‪ ،‬فيي ستتحقؽ في مؿء الزماف‪ .‬وكؿ مف تثبت كممة اهلل فيو يصير سماوياً‪ .‬وتفيـ اآلية عف االبف كممة‬
‫اهلل األزلي الذي خمؽ كؿ شئ‪.‬‬

‫ام َك ثََبتَ ِت ا ْل َي ْوَم‪ ,‬أل َّ‬


‫َن ا ْل ُك َّل‬ ‫َح َك ِ‬ ‫ٔ‪ٜ‬‬
‫ض فَثََبتَ ْت‪َ .‬عمَى أ ْ‬
‫ت األ َْر َ‬
‫سَ‬‫َس ْ‬
‫َما َنتُ َك‪ .‬أ َّ‬ ‫ٓ‪ِٜ‬‬
‫اآليات (ٓ‪ " - )ٜٔ-ٜ‬إلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬
‫َع ِب ُ‬
‫يد َك‪".‬‬
‫دليؿ آخر عمى ثبات كممة اهلل ىو ثبات األرض التي نحيا عمييا‪ .‬واألرض ببحارىا وتوالي فصوليا ىي ىي كما‬
‫ام َك ثََبتَ ِت‬ ‫َح َك ِ‬
‫َما َنتُ َك اهلل بأمانتو حفظ األرض لكؿ األجياؿ‪َ .‬عمَى أ ْ‬ ‫ِ‬
‫تركتيا كؿ األجياؿ السابقة= إلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر أ َ‬
‫ا ْل َي ْوَم = بأحكاـ اهلل ورعايتو ثبتت السموات واألرض إلى ىذا اليوـ‪ .‬العجيب أف كؿ الخميقة تأتمر بأمر اهلل وتثبت‬
‫يد َك = الكؿ خاضع الوامر مشيئتؾ كعبد اماـ سيده ‪ ،‬حتي الخميقة الجامدة كاالرض بماعمييا‬ ‫بكممتو‪ .‬ا ْل ُك َّل َع ِب ُ‬
‫مف بحار وجباؿ‪....‬الخ والكواكب ‪.‬وال يوجد مف يتمرد عمى كممة اهلل سوى اإلنساف‪.‬‬
‫وىذه اآلية تفيـ أف اهلل بأمانتو‪ ،‬كاف أميناً مع جيؿ الييود‪ ،‬ولما رفضو الييود كاف أميناً مع الكنيسة وفي نياية‬
‫األياـ سيرجع الييود وسيكوف أميناً معيـ ألجؿ وعوده الثابتة مع أبائيـ (رؤٔ‪ .)ٜ،ٔٓ،‬وفي السبعينية يقوؿ‬
‫"أسست األرض فيي ثابتة بأمرؾ والنيار أيضاً ثابت" ومف ىذا نفيـ أف األرض ىي الكنيسة التي عمى األرض‬
‫التي آمنت بالمسيح السماوي‪ ،‬شمس البر‪ ،‬فصار ليا أف تعيش في نور نياره‪.‬‬

‫ت ِحي َن ِئ ٍذ ِفي َم َذلَِّتي‪ .‬إِلَى الد ْ‬


‫َّى ِر الَ أَ ْن َ‬ ‫يعتُ َك لَ َّذ ِتي‪ ,‬لَ َيمَ ْك ُ‬
‫ش ِر َ‬
‫ٖ‪ٜ‬‬ ‫ٕ‪ٜ‬‬
‫اك‪,‬‬
‫ص َاي َ‬
‫سى َو َ‬ ‫اآليات (ٕ‪ " - )ٜٖ-ٜ‬لَ ْو لَ ْم تَ ُك ْن َ‬
‫َح َي ْيتَِني‪".‬‬
‫أل ََّن َك ِب َيا أ ْ‬
‫الخطية تذؿ االنساف ‪ ،‬وحينما فقد االنساف حساسية قمبو الذي كاف مكتوبا عميو وصية اهلل ‪ ،‬اعطانا الناموس‬
‫عونا ‪ .‬ومف اتبع الوصايا التى جاءت في الناموس تخمص مف الذؿ ‪.‬ومف اختبر ىذا يردد = إِ َلى الد ْ‬
‫َّى ِر الَ أَ ْن َ‬
‫سى‬
‫اك‬
‫ص َاي َ‬
‫َو َ‬
‫َح َي ْيتَِني‪ .‬ولننظر‬‫وأوالد اهلل يضطيدوف مف العالـ‪ ،‬وما يعزييـ ىو الميج في كبلـ اهلل المحيي وتنفيذه = أل ََّن َك ِب َيا أ ْ‬
‫الشيداء مساقيف لمموت وىـ يسبحوف بكممة اهلل‪ ،‬لذلؾ لـ ينكروا إيمانيـ إذ عزاىـ اهلل وثبتيـ فكانت ليـ حياة‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ل))‬

‫ص ِني‪ ,‬أل ٍَّني طَمَ ْب ُ‬


‫آية (ٗ‪ " - )ٜ‬لَ َك أََنا فَ َخمٍّ ْ‬
‫ٗ‪ٜ‬‬
‫اك‪".‬‬‫ص َاي َ‬
‫ت َو َ‬
‫لَ َك أََنا = رائع أف يصؿ اإلنساف أف يعطي نفسو بالكامؿ هلل ويشعر أيضاً أف اهلل لو "أنا لحبيبي وحبيبي لي"‬
‫اك =اذاً حتى نكوف هلل نحفظ الوصية‪.‬‬‫ص َاي َ‬
‫ت َو َ‬ ‫(نشٕ‪.)ٔٙ2‬ولكي نصؿ ليذا فمنري الطريقة= أل ٍَّني َ‬
‫طمَ ْب ُ‬

‫اد ِات َك أَ ْفطُ ُن‪".‬‬ ‫ش َرُار لِ ُي ْيمِ ُكوِني‪ِ .‬ب َ‬


‫ش َي َ‬ ‫آية (٘‪ " - )ٜ‬إِي َ‬
‫َّاي ا ْنتَظَ َر األَ ْ‬
‫٘‪ٜ‬‬

‫األشرار بقيادة إبميس يضعوف لي شراكاً لِ ُي ْيمِ ُكوِني ‪ ،‬ووصيتؾ تنير لي الطريؽ‪ .‬أَ ْفطُ ُن = ادرؾ ايف الشرؾ‬
‫واعرؼ كيفية التصرؼ الصحيح فبل اىمؾ ‪.‬‬

‫صيَّتُ َك فَو ِ‬
‫اس َع ٌة ِجدًّا‪".‬‬ ‫َما و ِ‬ ‫آية (‪ " - )ٜٙ‬لِ ُك ٍّل َك َمال َأر َْي ُ‬
‫‪ٜٙ‬‬
‫َ‬ ‫ت َحدًّا‪ ,‬أ َّ َ‬
‫اس َع ٌة ِجدًّا = في اآلية السابقة نجد المرنـ قد اكتشؼ أف الوصية تكشؼ لو خداعات الشياطيف فينجو‪،‬‬ ‫صيَّتُ َك فَو ِ‬
‫وِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لقد اكتشؼ في كبلـ اهلل كن اًز ثميناً‪ ،‬فيو يعزيو ويشدده ويكشؼ لو خداعات إبميس‪ .‬وىذه طبيعة كممة اهلل‪ ،‬فكؿ‬
‫يوـ نجد فييا غذاء جديد وشفاء جديد‪ .‬ربما نفس اآلية نقرأىا عمى فترات وفي كؿ مرة نجد فييا معنى جديد‬
‫مشبع ومعزي‪ ،‬ونجد أنيا تكشؼ لنا معنى جديد لحب اهلل بؿ تكشؼ لنا عف المسيح نفسو ويكوف ىذا سر تعزيتنا‬
‫وفرحنا الحقيقي أننا نعرفو‪ .‬أما أي كماؿ آخر في العالـ فميما كاف فيو محدود‪.‬وىذا ما عمـ بو المسيح اف نبني‬
‫بيتنا عمي الصخر وليس عمي الرماؿ ( مت ‪.)ٕٚ – ٕٗ 2 ٚ‬‬

‫‪358‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (م) الوصية لذيذة وتعطي لئلنسان حكمة‬

‫يعتَ َك! ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو ِى َي لَ َي ِجي‪".‬‬


‫ش ِر َ‬
‫ت َ‬
‫َح َب ْب ُ‬
‫‪ٜٚ‬‬
‫(‪َ " - )ٜٚ‬ك ْم أ ْ‬ ‫آية‬
‫يعتَ َك = محبوب ىو اسمؾ يا رب (سبعينية)‪ .‬بولس الرسوؿ يعممنا "صموا ببل إنقطاع"‬ ‫َك ْم‬ ‫ش ِر َ‬
‫ت َ‬
‫َح َب ْب ُ‬
‫أْ‬
‫(ٔتي٘‪ )ٔٚ2‬ويعممنا اآلباء أف نردد صبلة يسوع "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" طوؿ النيار أو‬
‫نميج في آيات مف الكتاب المقدس نتأمؿ فييا ونرددىا كؿ اليوـ‪ .‬وىذا يميب القمب بحب اهلل‪ .‬عمى أف اكتشاؼ‬
‫لذة شريعة اهلل ال يأتي فقط مف ترديدىا‪ ،‬بؿ حينما ينفذىا اإلنساف فيكتشؼ قوتيا وحبلوتيا‪.‬‬

‫َّى ِر ِى َي لِي‪".‬‬
‫َع َد ِائي‪ ,‬ألَنَّ َيا إِلَى الد ْ‬
‫َح َك َم ِم ْن أ ْ‬
‫صيَّتُ َك َج َعمَتْ ِني أ ْ‬
‫آية (‪ٜٛ" - )ٜٛ‬و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َع َدائي = أي أعداء اهلل الذيف‬
‫كؿ مف يحفظ الوصية يصير حكيماً‪ .‬يعطيو اهلل حكمة في كؿ تصرفاتو‪ .‬وقولو أ ْ‬
‫يرفضونو ويرفضوف وصاياه ويعادوف أوالده‪.‬‬

‫اد ِات َك ِى َي لَ َي ِجي‪".‬‬


‫ش َي َ‬
‫َن َ‬ ‫آية (‪ " - )ٜٜ‬أَ ْكثََر ِم ْن ُك ٍّل ُم َعمٍّ ِم َّي تَ َع َّق ْم ُ‬
‫ت‪ ,‬أل َّ‬ ‫‪ٜٜ‬‬

‫ىنا يقارف المرنـ بيف مف تعمَّـ عمى يد معمـ‪ ،‬ومف يتعمـ عمى يد اهلل‪ .‬فشاوؿ الطرسوسي تعمَّـ عمى يد غماالئيؿ‬
‫وكاف أصغر منو‪ ،‬ولكف حيف ظير اهلل لو وتعمـ مف اهلل‪ ،‬صار بولس معمماً لكؿ العالـ‪.‬‬

‫ت‪ ,‬أل ٍَّني َح ِف ْ‬


‫وخ فَ ِط ْن ُ‬
‫آية (ٓٓٔ) ‪ " -‬أَ ْكثََر ِم َن الش ُي ِ‬
‫ٓٓٔ‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫ت َو َ‬
‫ظُ‬
‫مف يتعمـ مف اهلل ووصاياه تصير لو حكمة الشيوخ بؿ أكثر‪ .‬فوصايا اهلل تحوي في داخميا حكمة‪ ،‬يحتاج الشيخ‬
‫عشرات السنيف ليكتشفيا‪ ،‬بؿ ىو اكتشفيا بعد عدة آالـ مرت في حياتو‪ .‬فمف اختبر أف النار تحرؽ‪ ،‬ىو سبؽ‬
‫وتألـ مف عذابات ىذه النار‪ .‬ولكف مف ينفذ الوصية سيسمع قوؿ اهلل ال تقرب مف النار (الخطية) حتى ال تحترؽ‬
‫َّ‬
‫فمو نفذ لحصؿ عمى الحكمة التي وصؿ ليا الشيوخ بعد آالـ عديدة‪.‬‬

‫ام َك لَم أ ِ‬
‫َم ْل‪ ,‬أل ََّن َك‬ ‫َح َك ِ‬
‫َع ْن أ ْ‬
‫ٕٓٔ‬
‫ظ َكبلَ َم َك‪.‬‬ ‫ت ِر ْجمَ َّي‪ ,‬لِ َك ْي أ ْ‬
‫َحفَ َ‬ ‫ش ّر َم َن ْع ُ‬ ‫اآليات (ٔٓٔ‪ِ ٔٓٔ" - )ٕٔٓ-‬م ْن ُك ٍّل طَ ِري ِ‬
‫ق َ‬
‫ْ‬
‫ت َعمَّ ْمتَِني‪".‬‬
‫أَ ْن َ‬
‫ىنا نرى المرنـ يختبر حبلوة الوصية بأنو ينفذىا عممياً‪" ،‬اإلنجيؿ المعاش"‪.‬‬

‫اك أَتَفَطَّ ُن‪ ,‬لِذلِ َك‬


‫ص َاي َ‬ ‫َحمَى ِم َن ا ْلعس ِل لِفَ ِمي‪ِ ٔٓٗ .‬‬
‫م ْن َو َ‬ ‫ََ‬ ‫َحمَى قَ ْولَ َك لِ َح َن ِكي! أ ْ‬
‫ٖٓٔ‬
‫اآليات (ٖٓٔ‪َ " - )ٔٓٗ-‬ما أ ْ‬
‫ق َك ِذ ٍب‪".‬‬
‫ت ُك َّل طَ ِري ِ‬
‫ضُ‬‫أ َْب َغ ْ‬

‫‪359‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (م))‬

‫مف تتحوؿ الوصية عنده لحياة معاشة يختبر حبلوتيا وىكذا قاؿ كثيريف (رؤٓٔ‪ + ٜ2ٔٓ،‬حزٖ‪+ ٖ2‬‬
‫أر٘ٔ‪ .)ٔٙ2‬ومعنى األكؿ‪ ،‬أف الوصية ال تكوف لمكبلـ والمناقشات والتعميـ‪ ،‬بؿ لمحياة بيا كما يتحوؿ الطعاـ‬
‫اك أَتَفَطَّ ُن = بيا ندرؾ مقاصد اهلل مف نحونا ومحبتو لنا‪ ،‬وأنو حيف يمنع‬
‫ص َاي َ‬ ‫ِ‬
‫لطاقة نحيا بيا ونسير بيا‪ .‬م ْن َو َ‬
‫خطية ما عنا قائبلً ال تفعؿ ىذا أو ذاؾ‪ ،‬فإف ىذا يكوف لفائدتنا‪ ،‬وحينما انفتحت عينا المرنـ وعرؼ مقاصد اهلل‬
‫ق َك ِذ ٍب‪.‬‬
‫ت ُك َّل طَ ِري ِ‬
‫ضُ‬‫قاؿ= لِذلِ َك أ َْب َغ ْ‬

‫‪360‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ن) النفس التي تمذذت بالوصية تتعيد بحفظيا‬

‫س ِبيمِي‪".‬‬ ‫آية (٘ٓٔ) ‪ِ ٔٓ٘" -‬سراج لِ ِر ْجمِي َكبلَم َك ونُ ِ‬


‫ور ل َ‬
‫ُ َ ٌ‬ ‫َ ٌ‬
‫المسيح ىو نور العالـ‪ ،‬وىو كممة اهلل األزلي‪ .‬والمسيح نكتشفو ونراه ونعرفو مف خبلؿ كممة اهلل المكتوبة في‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬الذي صارت كمماتو لنا نور لسبيمنا‪ .‬وكممة اهلل تكشؼ لنا كؿ ما ىو خطأ في حياتنا‪ ،‬بؿ كؿ‬
‫حفرة وشرؾ يضعو العدو لنا‪ .‬فالعالـ ظممة ورئيس ىذا العالـ يسمى سمطاف الظممة‪ ،‬وبدوف المسيح سنتعثر في‬
‫ىذا الظبلـ (يؤ‪ .)ٜ2‬والكتاب كمو موحى بو مف الروح القدس‪ ،‬وىو الزيت الذي يمؤل السراج‪ .‬فالوصية ىي‬
‫السراج الذي يظؿ مشتعبلً بزيت الروح القدس‪.‬‬

‫ام ِبٍّر َك‪".‬‬


‫َح َك َ‬
‫َحفَظَ أ ْ‬ ‫ت فَأَِبرهُ‪ ,‬أ ْ‬
‫َن أ ْ‬
‫‪ٔٓٙ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٔٓٙ‬حمَ ْف ُ‬
‫ت فَأَِبرهُ = حمفت فأقمت أو حمفت وعقدت عزمي عمى حفظ أحكاـ برؾ (فأقمت بحسب السبعينية)‪ .‬وكاف اهلل‬ ‫َحمَ ْف ُ‬
‫قد طمب مف الشعب أف يحمفوا باسمو في العيد القديـ عبلمة التصاقيـ بو ال باألوثاف (تثٓٔ‪ .)ٕٓ2‬وحتى ال‬
‫يتشبيوا باألمـ الوثنية ويحمفوا بأليتيـ‪ .‬والمعنى أنني قد عقدت عزمي يا رب أف أظؿ ممتصقاً بؾ وأحفظ‬
‫وصاياؾ ألنني أكتشفت حبلوة تنفيذىا‪.‬‬

‫ب َكبلَ ِم َك‪".‬‬
‫سَ‬
‫ت إِ َلى ا ْل َغاي ِة‪ .‬يا رب‪ ,‬أ ْ ِ‬
‫َح ِيني َح َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫آية (‪ " - )ٔٓٚ‬تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫‪ٔٓٚ‬‬

‫ت = تشير لآلالـ المحيطة باألبرار ف ي ىذا العالـ‪ ،‬وربما تشير ألنو لـ يستطع أف يحفظ الوصية بالكامؿ إذ‬ ‫تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ىو بعد في الجسد‪ ،‬وربما تشير ألنو يتواضع وينسحؽ أماـ اهلل في توبة حقيقية‪ .‬وعموماً فاهلل يسمح لنا ببعض‬
‫اآلالـ حتى نتضع ونطمبو بانسحاؽ ونقدـ توبة عف خطايانا‪ .‬ومف يفعؿ ىذا‪ ،‬أي مف يتوب يحييو اهلل‪.‬‬

‫ام َك َعمٍّ ْم ِني‪".‬‬ ‫ات فَ ِمي َيا َرب‪َ ,‬وأ ْ‬


‫َح َك َ‬
‫ض ِبم ْن ُدوب ِ‬
‫آية (‪ْ " - )ٔٓٛ‬ارتَ ِ َ َ‬
‫‪ٔٓٛ‬‬

‫ات فَ ِمي = تعيدات فمي باركيا يا رب (سبعينية)‪ .‬والمعنى أف المرنـ تعيد أماـ اهلل أف يسمؾ‬ ‫ض ِبم ْن ُدوب ِ‬
‫ْارتَ ِ َ َ‬
‫ات = ىي الشئ الذي اتبرع بو عف طيب خاطر‬ ‫بحسب الوصية ويصمي ليبارؾ اهلل ىذا الوعد ويعينو‪ .‬م ْن ُدوب ِ‬
‫َ َ‬

‫ش ِر َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٜٔٓ‬ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي‪ ,‬أ َّ‬
‫‪ٜٔٓ‬‬
‫س َيا‪".‬‬
‫يعتُ َك َفمَ ْم أَ ْن َ‬ ‫َما َ‬
‫كانت المخاطر التي تعرض ليا داود كافية ألف يموت عدة مرات‪ ،‬وبالرغـ مف ىذا فيو لـ يترؾ وصية اهلل‪ ،‬إذ‬
‫فيـ أف اهلل ىو الذي كاف يحميو‪َ .‬ن ْف ِسي َد ِائ ًما ِفي َكفٍّي = أي أنني ألجؿ محبتؾ يا رب وضعت حياتي في‬
‫كفي‪ ،‬أي أنا مستعد أف أموت في كؿ وقت‪ ،‬وىذا نفس ما قالو بولس الرسوؿ (أعٕٓ‪ + ٕٗ2‬أعٕٔ‪+ ٖٔ2‬‬
‫رو‪ .)ٖ٘2ٛ،ٖٙ‬لذلؾ حسناً ترجمتيا السبعينية "نفسي في يديؾ كؿ حيف"‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ن))‬

‫اك َفمَم أ ِ‬
‫َض َّل َع ْن َيا‪".‬‬ ‫ض ُعوا لِي فَ ًّخا‪ ,‬أ َّ‬
‫ٓٔٔ‬
‫ص َاي َ ْ‬‫َما َو َ‬ ‫ش َرُار َو َ‬
‫آية (ٓٔٔ) ‪ " -‬األَ ْ‬
‫مف كؿ كبلـ اهلل سراجاً لو ييدي خطوات رجمو لف يعثر في شراؾ إبميس‪.‬‬

‫ت َق ْم ِبي أل ْ‬
‫َص َنعَ‬ ‫َعطَ ْف ُ‬
‫ٕٔٔ‬
‫َّى ِر‪ ,‬ألَنَّ َيا ِى َي َب ْي َج ُة َق ْم ِبي‪.‬‬
‫اد ِات َك إِلَى الد ْ‬
‫ش َي َ‬ ‫اآليات (ٔٔٔ‪َ " - )ٕٔٔ-‬و ِرثْ ُ‬
‫ت َ‬
‫ٔٔٔ‬

‫الن َي َاي ِة‪".‬‬


‫َّى ِر إِلَى ٍّ‬ ‫فَ َرِائ َ‬
‫ض َك إِلَى الد ْ‬
‫اإلسرائيمي الحقيقي يرث أرض آبائو كثروة تنتقؿ مف األب البنو وبحسب الشريعة ال يفرط فييا وال يبيعيا‪ .‬وىنا‬
‫داود يعتبر أف الشريعة ىي ميراثو العظيـ والكنز الحقيقي الذي تركو آبائو‪ .‬وكما كانت األرض ال يحؽ بيعيا إذ‬
‫ىي األرض التي أعطاىـ إياىا اهلل‪ ،‬ىكذا الوصية ىي مف اهلل لذلؾ ال ينبغي أف نفرط فييا‪ .‬وىكذا اإليماف‬
‫ت َق ْم ِبي = أي أممت قمبي‪ ،‬بنعمتؾ يا‬
‫ط ْف ُ‬
‫والعقيدة التي تسممناىا مف اآلباء واستشيد المبلييف في سبيميا (يوٖ)‪َ .‬ع َ‬
‫رب ماؿ قمبي وتضيؼ السبعينية "مف أجؿ المكافأة" أي كنت أقنع نفسي أنني لو أطعت سيكوف لي مكافأة‬
‫وكانت نعمتؾ تقنعني ألميؿ قمبي لحفظ وصاياؾ‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ش))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (س) طمب السند اإلليي‬

‫ش ِر َ‬ ‫آية (ٖٔٔ) ‪ " -‬ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ‬


‫ٖٔٔ‬
‫ت‪".‬‬
‫َح َب ْب ُ‬
‫يعتَ َك أ ْ‬ ‫ت‪َ ,‬و َ‬
‫ضُ‬‫ين أ َْب َغ ْ‬
‫ت = لمتجاوزي الناموس أبغضت (سبعينية) فيو لـ يبغض أعداؤه كشاوؿ وغيره‪ ،‬ولكف أبغض‬ ‫ضُ‬ ‫ا ْل ُمتَ َقمٍّ ِب َ‬
‫ين أ َْب َغ ْ‬
‫ت بمعنى رفضت طرقيـ‪ .‬والسيد المسيح طمب‬ ‫ضُ‬‫مف ىو ضد اهلل‪ ،‬ويسبب عثرات لؤلبرياء‪ .‬ويمكف فيـ كممة أ َْب َغ ْ‬
‫أف نبغض أقرباؤنا بالجسد لكي نحب اهلل‪ ،‬ومفيوـ ذلؾ أف ال يعطموننا عف محبتنا هلل‪ ،‬وأف نحب اهلل أكثر منيـ‬
‫ت‪ .‬أما الترجمة اإلنجميزية فأوردت اآلية أبغضت األفكار الباطمة "أي كؿ فكر‬
‫َح َب ْب ُ‬ ‫ش ِر َ‬
‫يعتَ َك أ ْ‬ ‫لذلؾ يقوؿ المرنـ َو َ‬
‫وكؿ شيوة تعطمني عف حب اهلل فأنا أبغضيا‪ .‬ونبلحظ أف األفكار الباطمة ىي أوؿ خطوة في طرؽ الخطية‬
‫واالنفصاؿ عف اهلل لذلؾ ىو يبغضيا فالخطية ستسبب فقدانو لحالة الفرح وتفصمو عف اهلل‪.‬‬

‫آية (ٗٔٔ) ‪ِ " -‬ستْ ِري َو ِم َج ٍّني أَ ْن َ‬


‫ٗٔٔ‬
‫ت‪".‬‬‫ت‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَظَ ْر ُ‬
‫كما احتمى باهلل مف شاوؿ وابشالوـ‪ ،‬ىو يحتمي بو مف أفكاره وشيواتو‪.‬‬

‫ب قَ ْوِل َك‬ ‫اع ُ ِ‬ ‫‪ٔٔٙ‬‬


‫صا َيا إِل ِيي‪.‬‬ ‫ص ِرفُوا َع ٍّني أَي َيا‬ ‫٘ٔٔ‬
‫سَ‬‫ض ْدني َح َ‬ ‫ْ‬ ‫ظ َو َ‬ ‫َحفَ َ‬
‫ش َرُار‪ ,‬فَأ ْ‬‫األَ ْ‬ ‫اآليات (٘ٔٔ‪ " - )ٔٔٚ-‬ا ْن َ‬
‫ض َك َد ِائ ًما‪".‬‬
‫اع َي فَ َرِائ َ‬
‫وأُر ِ‬
‫ََ‬ ‫ص‪,‬‬ ‫َس ِن ْد ِني فَأ ْ‬
‫َخمُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َيا‪َ ,‬والَ تُ ْخ ِزِني م ْن َر َجائي‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٔٔٚ‬‬
‫فَأ ْ‬
‫طمب السند اإلليي في جياده الروحي ضد خطاياه وشيواتو فرجاؤه ىو اهلل‪.‬‬

‫ار‬ ‫ت ُك َّل أَ ْ‬
‫ش َر ِ‬ ‫َك َزَغل َع َزْل َ‬
‫‪ٜٔٔ‬‬ ‫َن م ْكرُىم ب ِ‬
‫اط ٌل‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ت ُك َّل الضَّالٍّ َ‬
‫‪ٔٔٛ‬‬
‫ين َع ْن فَ َرائض َك‪ ,‬أل َّ َ َ ْ َ‬ ‫احتَقَ ْر َ‬
‫ْ‬ ‫اآليات (‪" - )ٜٔٔ-ٔٔٛ‬‬
‫اد ِات َك‪".‬‬
‫ش َي َ‬
‫ت َ‬ ‫ض‪ ,‬لِذلِ َك أ ْ‬
‫َح َب ْب ُ‬ ‫األ َْر ِ‬
‫المعاشرات الردية تفسد األخبلؽ الحسنة‪ ،‬فالمرنـ يرفض صحبة األشرار حتى ال يتأثر بأفكارىـ الباطمة‪ ،‬وعوضاً‬
‫عف الصحبة الرديئة إلتصؽ بشيادات اهلل‪ .‬وحسب األشرار كزغل= ىو الناشئ عف صير المعادف‪ ،‬والزغؿ ىو‬
‫الصدأ والخبث والشوائب التي ترمى كشئ ال قيمة لو‪ ،‬بعد أف يتـ تصفية المعدف نفسو‪.‬وألنو ابتعد عف األشرار‬
‫اد ِات َك‪.‬‬
‫ش َي َ‬
‫ت َ‬ ‫وانفصؿ عنيـ اكتشؼ لذة الوصية = لِذلِ َك أ ْ‬
‫َح َب ْب ُ‬

‫ت‪".‬‬ ‫َح َك ِ‬
‫ام َك َج ِز ْع ُ‬ ‫ش َع َّر لَ ْح ِمي ِم ْن ُر ْع ِب َك‪َ ,‬و ِم ْن أ ْ‬
‫آية (ٕٓٔ) ‪ " -‬قَِد ا ْق َ‬
‫ٕٓٔ‬

‫في السبعينية " سمر خوفؾ في لحمي" فما يساعد عمى حفظ الوصايا أف نذكر يوـ الدينونة وعقاب األشرار‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ع))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ع) صبلة لمثبات في طريق اهلل وحفظ الوصية‬

‫ظالِ ِم َّي‪".‬‬
‫سمِ ْم ِني إِلَى َ‬
‫ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً‪ .‬الَ تُ ْ‬
‫َج َرْي ُ‬
‫ٕٔٔ‬
‫آية (ٕٔٔ) ‪ " -‬أ ْ‬
‫ت ُح ْك ًما َو َع ْدالً = داود ىنا كممؾ يقوؿ أنو قد حكـ بالعدؿ ولـ يظمـ أحد ويصمي أف ينظر اهلل لجياده فبل‬ ‫َج َرْي ُ‬
‫أْ‬
‫يسممو لظالميو‪ .‬وبينما نصمي بيذا فمنذكر تعدياتنا وأخطائنا فنطمب مراحـ اهلل إذ لـ نكف أمناء‪.‬‬

‫ستَ ْك ِب ُر َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (ٕٕٔ) ‪ُ ٕٕٔ" -‬ك ْن َ ِ‬


‫ون‪".‬‬ ‫ضام َن َع ْبد َك ل ْم َخ ْي ِر‪ ,‬ل َك ْيبلَ َي ْظم َمني ا ْل ُم ْ‬
‫كف ضامف (كفيؿ)‪ .‬والمسيح ىو الذي يضمننا عند اآلب‪ ،‬وىو الذي دفع الفدية ليحررنا‪ ،‬وىو الذي يحمينا حتى‬
‫ال نسقط ثانية في أيدي الظالميف (الشياطيف وأتباعيـ) المرنـ ىنا يعمف أنو ال يستطيع أف يحمي نفسو فيمجأ هلل‬
‫ليحميو مف العالـ ويضمنو عند اآلب‪ .‬والمرنـ إذ لـ يعمـ ماذا يطمب‪ ،‬لـ يصؼ هلل كيؼ يضمنو فقاؿ لمخير فاهلل‬
‫صانع خيرات‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ص َك َوِالَى َكمِ َم ِة ِبٍّر َك‪.‬‬ ‫ش ِتياقًا إِلَى َخبلَ ِ‬


‫اآليات (ٖٕٔ‪َ " - )ٕٔ٘-‬كمَّ ْت َع ْي َن َ‬
‫ٕٗٔ‬ ‫ٖٕٔ‬
‫ب‬
‫سَ‬‫اص َن ْع َم َع َع ْبد َك َح َ‬
‫ْ‬ ‫اي ا ْ َ‬
‫اد ِات َك‪".‬‬
‫ش َي َ‬ ‫َع ْب ُد َك أََنا‪ .‬فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ‬
‫َع ِر َ‬
‫ف َ‬
‫ٕ٘ٔ‬
‫ض َك َعمٍّ ْم ِني‪.‬‬
‫َر ْح َم ِت َك‪َ ,‬وفَ َرِائ َ‬
‫ىو ينتظر خبلص اهلل بثقة وليفة‪ .‬واليست ىي شيوة انبياء العيد القديـ "ليتؾ تشؽ السموات وتنزؿ"‬
‫(اشٗ‪.)ٔ 2 ٙ‬‬

‫ش ِر َ‬ ‫ْت َع َمل لِ َّمر ٍّ‬


‫آية (‪ " - )ٕٔٙ‬إِ َّن ُو َوق ُ‬
‫‪ٕٔٙ‬‬
‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫ضوا َ‬
‫ب‪ .‬قَ ْد َنقَ ُ‬
‫لقد انتشر الشر في العالـ وأىمؿ الناس شريعتؾ واحتقروىا‪ .‬وىذا ىو الوقت الذي ينبغي أف نشيد لؾ يا رب‬
‫بحفظنا وصاياؾ أماـ الناس‪ .‬لقد انتشرت الخطية‪ ،‬وىذا ىو الوقت الذي نبحث فيو عف أوالدؾ الذيف ضموا‪ .‬في‬
‫األوقات الشريرة يجب أف نشيد أننا لمرب‪ ،‬نعبده ونمتزـ بما أوصى بو ‪ ،‬واليس ىذا تعميـ المسيح " انتـ نور العالـ‬
‫"‬

‫َج ِل ذلِ َك َح ِس ْب ُ‬
‫ت ُك َّل‬ ‫اك أَ ْكثَر ِم َن َّ‬
‫الذ َى ِب َو ِ‬
‫اإل ْب ِر ِ‬ ‫َج ِل ذلِ َك أ ْ‬
‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫‪ٕٔٚ‬‬
‫يز‪ .‬أل ْ‬ ‫ص َاي َ َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫َح َب ْب ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٕٔٛ-ٕٔٚ‬أل ْ‬
‫ت‪".‬‬
‫ضُ‬‫ق َك ِذ ٍب أ َْب َغ ْ‬ ‫يم ًة‪ُ .‬ك َّل َ‬
‫ط ِري ِ‬ ‫شي ٍء م ِ‬ ‫وصاي َ ِ‬
‫اك في ُك ٍّل َ ْ ُ ْ‬
‫ستَق َ‬ ‫َ ََ‬
‫المرنـ يعبر عف حبو لوصايا اهلل فيي مستقيمة وأغمى مف الذىب واإلبريز‪ .‬واالخبلؽ الفاسدة اضاعت ثروات‬
‫كثيرة‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ف) مفاعيل كممة اهلل في النفس‬

‫ظتْ َيا َن ْف ِسي‪".‬‬


‫اداتُ َك‪ ,‬لِذلِ َك َح ِف َ‬ ‫يب ٌة ِى َي َ‬
‫ش َي َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٕٜٔ‬ع ِج َ‬
‫‪ٕٜٔ‬‬

‫كممة اهلل الواسعة جداً تكشؼ لنا كؿ يوـ عف محبة اهلل وأعمالو العجيبة‪ .‬ففي كؿ مرة نتأمؿ فييا نكتشؼ شيئاً‬
‫جديداً عف المسيح كممة اهلل‪ .‬ونكتشؼ أف كممة اهلل تتوافؽ وتتكامؿ عبر الكتاب المقدس بعيديو في تناغـ‬
‫عجيب‪.‬‬

‫ال‪".‬‬‫ير‪ُ ,‬ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٖٓٔ‬


‫آية (ٖٓٔ) ‪ " -‬فَتْ ُح َكبلَم َك ُين ُ‬
‫ال = األطفاؿ الصغار في السبعينية‪ .‬وفي اإلنجميزية‬ ‫فَتْ ُح َكبلَ ِم َك = إعبلن أقوالك (سبعينية)‪ُ ..‬ي َع ٍّق ُل ا ْل ُج َّي َ‬
‫المدخؿ لكمماتؾ يعطي نو اًر ويعطي فيماً لمبسطاء‪ .‬وىذه تعني أننا حيف نبدأ في دراسة الكتاب‪ ،‬فمجرد البداية‬
‫تعطينا استنارة وعقبلً راجحاً‪ .‬فكـ وكـ إذا تعمقنا‪ .‬ولكف مف يفيـ ويستنير ىو البسيط أي مف لو ىدؼ واحد فقط‬
‫أال وىو أف يبحث عف إرادة اهلل‪ .‬وىناؾ مف فسَّر اآلية بأف فتح كبلـ اهلل ىو العيد الجديد الذي فيو إنكشفت‬
‫أسرار العيد القديـ واستنارت عيوننا بو‪.‬‬

‫ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ‬


‫ت‪ ,‬أل ٍَّني إِلَى َو َ‬
‫ٖٔٔ‬
‫ت‪".‬‬
‫شتَ ْق ُ‬
‫اك ا ْ‬
‫ص َاي َ‬ ‫آية (ٖٔٔ) ‪ " -‬فَ َغ ْر ُ‬
‫ت = كطفؿ يفتح فمو مشتاقاً إلى المبف‪ .‬والميث ىو وسيمة الحصوؿ عمى األكسجيف لمتنفس‬ ‫ت فَ ِمي َولَ َيثْ ُ‬
‫فَ َغ ْر ُ‬
‫والحياة‪ .‬فالمرنـ ىنا ُيص ِّور اشتياقو لكممة اهلل كاشتياؽ الطفؿ لطعامو واشتياؽ اإلنساف لمتنفس‪ ،‬وليس تنفساً‬
‫طبيعياً بؿ ليث كمف يجري ويميث‪ ،‬فيو يجاىد ليحصؿ عمى ىذه المعرفة‪ .‬وفي السبعينية "فتحت فمي واجتذبت‬
‫لي روحاً" بمعنى أف اليواء الذي استنشقو أعطاه حياة‪ .‬وىكذا المعرفة التي يعطينا إياىا اهلل لنعرفو تعطينا وتكوف‬
‫لنا حياة (يو‪ .)ٖ2ٔٚ‬ولكف في ىذا إشارة ألف الفيـ والمعرفة يكوناف بعمؿ الروح القدس فينا الذي يعممنا كؿ شئ‪.‬‬
‫سمَّ ْ‬
‫ط‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٖٖٔ‬ ‫ق م ِح ٍّبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٖٔ ِ ِ‬
‫اسم َك‪ .‬ثٍَّب ْت ُخطُ َواتي في َكم َمت َك‪َ ,‬والَ َيتَ َ‬
‫ْ‬ ‫اآليات (ٕٖٔ‪ " - )ٖٖٔ-‬ا ْلتَف ْت إلَ َّي َو ْار َح ْمني‪َ ,‬ك َح ٍّ ُ‬
‫َعمَ َّي إِثْ ٌم‪".‬‬
‫صبلة ليرحمو اهلل ويثبتو في طريقو وال يتسمط عميو إثـ فتضيع معرفتو‪.‬‬

‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫ظ َو َ‬
‫َحفَ َ‬ ‫سِ‬
‫ان‪ ,‬فَأ ْ‬ ‫آية (ٖٗٔ) ‪ٖٔٗ " -‬اف ِْد ِني ِم ْن ظُ ْمِم ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫إفدنى من ظمم اإلنسان = إنقذني من ظمم أعدائي (سبعينية)= واألعداء الحقيقييف ىـ إبميس والبشر الذيف‬
‫يحركيـ إبميس‪ .‬ومف يسقط في خطية يستعبده إبميس‪ ،‬أما المسيح فاشترانا بدمو‪ .‬وكأف المرنـ يشتاؽ لفداء‬
‫اك‪.‬‬
‫ص َاي َ‬
‫ظ َو َ‬
‫َحفَ َ‬
‫المسيح فيتحرر‪ ،‬وحينئذ ال يكوف إلبميس سمطاف عميو فَأ ْ‬

‫‪365‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ف))‬

‫ئ ِب َو ْج ِي َك َعمَى َع ْب ِد َك‪َ ,‬و َعمٍّ ْم ِني فَ َرِائ َ‬


‫ض َك‪".‬‬ ‫ٖ٘ٔ ِ‬
‫آية (ٖ٘ٔ) ‪ " -‬أَض ْ‬
‫قاؿ القديس أثناسيوس أف المسيح ىو وجو اآلب الذي ظير في العالـ ليعممنا العدؿ والحؽ‪ .‬وتفيـ اآلية أنو في‬
‫عمى‪ ،‬واعطني أف أشعر بوجودؾ وحنانؾ‬ ‫وسط الضيقات وضباب ىذا العالـ إظير يا رب نورؾ‪ ،‬أي رضاؾ ّ‬
‫ورحمتؾ‪ .‬واذا حجب اهلل وجيو عنا فمـ نعد نشعر بسبلـ أو فرح أو تعزية فيذا راجع ألننا أىممنا وصاياه‪.‬‬

‫اه َج َر ْت ِم ْن َع ْي َن َّي‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َ‬


‫ش ِر َ‬
‫او ُل ِمي ٍ‬
‫َج َد ِ َ‬
‫‪ٖٔٙ‬‬
‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫آية (‪" - )ٖٔٙ‬‬
‫ليس معنى الفرح والتعزية أننا نفرح كما يقوؿ البعض بطريقة مفتعمة ألننا قد خمصنا‪ .‬ولكف نضع أماـ عيوننا ىذه‬
‫اآلية‪ ،‬إننا البد أف نبكي عمى إخوتنا الذيف مازالوا يتخبطوف في خطاياىـ‪ ،‬بؿ األولى أيضاً أف نبكي عمى‬
‫خطايانا‪ ،‬ومف يفعؿ يعطيو اهلل تعزية حقيقية وفرح حقيقي‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ص))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ص) غيرة حسنة عمى كممة اهلل‬

‫اد ِات َك‪َ ,‬و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة‪".‬‬ ‫ت ِب َ‬


‫ش َي َ‬ ‫َم ْر َ‬
‫َع ْدالً أ َ‬
‫‪ٖٔٛ‬‬
‫يم ٌة‪.‬‬ ‫َح َكام َك م ِ‬
‫ستَق َ‬
‫ت َيا َرب‪َ ,‬وأ ْ ُ ُ ْ‬
‫‪ٖٔٚ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٖٔٛ-ٖٔٚ‬ب ٌّار أَ ْن َ‬
‫ت = عادل أنت (سبعينية)‪ .‬األشرار دائماً يعترضوف عمى أحكاـ اهلل قائميف لماذا سمح بيذا أو ذاؾ‪ .‬ولكف‬ ‫َب ٌّار أَ ْن َ‬
‫اد ِات َك‪َ ,‬و َحقًّا إِلَى ا ْل َغ َاي ِة = (في‬ ‫ت ِب َ‬
‫ش َي َ‬ ‫َم ْر َ‬
‫المرنـ الذي أحب اهلل اكتشؼ أف كؿ أحكامو ىي بعدؿ وأنو بار‪َ .‬ع ْدالً أ َ‬
‫السبعينية) تترجـ أوصيت كثي اًر بالعدؿ والحؽ المذيف ىما شياداتؾ‪ .‬فيناؾ مف يرفض الوصية بحجة أنيا صعبة‬
‫وغير عممية‪ .‬والمرنـ الغيور يشيد ىنا أنيا عدؿ وحؽ‪.‬‬

‫سوا َكبلَ َم َك‪".‬‬ ‫َن أ ْ ِ‬‫َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي‪ ,‬أل َّ‬ ‫‪ٖٜٔ‬‬
‫َع َدائي َن ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٖٜٔ‬أ ْ‬
‫َىمَ َكتْ ِني َغ ْي َرِتي = غيرة بيتك أكمتني (سبعينية) وىكذا اقتبس العيد الجديد النص مف السبعينية (يوٕ‪ .)ٔٚ2‬ىذه‬ ‫أْ‬
‫غيرة مقدسة لكبلـ اهلل الذي يحتقره األشرار‪.‬‬

‫آية (ٓٗٔ) ‪ِ ٔٗٓ " -‬‬


‫َّيا‪".‬‬ ‫َّص ٌة ِجدًّا‪َ ,‬و َع ْب ُد َك أ َ‬
‫َحب َ‬ ‫َكم َمتُ َك ُم َمح َ‬
‫في مقابؿ احتقار األشرار لكممة اهلل ووصيتو نجد المرنـ ىنا يشيد لكماليا وأنيا نقية مف كؿ شائبة‪.‬‬
‫َّص = نقي مف كؿ خداع أو تممؽ‪ ،‬فاهلل ال يتممؽ اإلنساف فيعطيو ما يتمذذ بو فيموت (ىذا ما يفعمو إبميس)‪.‬‬‫ُم َمح َ‬
‫أما وصايا اهلل فحتى واف كانت ضد رغبة الجسد إال أننا لو إلتزمنا بيا يكوف لنا حياة‪.‬‬

‫س َيا‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔٗٔ) ‪ِ ٔٗٔ " -‬‬


‫اك َفمَ ْم أَ ْن َ‬
‫ص َاي َ‬
‫َما َو َ‬
‫ير‪ ,‬أ َّ‬
‫ير أََنا َو َحق ٌ‬
‫صغ ٌ‬‫َ‬
‫كاف داود ىو األصغر في إخوتو‪ ،‬ولكف اهلل نظر لقمبو الحافظ لموصية‪ .‬وىكذا كؿ مف ينسحؽ ويتذلؿ أماـ اهلل‬
‫يفرح بو اهلل ويسكف عنده (أش‪.)ٔ٘2٘ٚ‬‬

‫َص َاب ِاني‪ ,‬أ َّ‬ ‫ض ْي ٌ ِ‬


‫ش ِريعتُ َك حقٌّ‪ِ ٖٔٗ .‬‬
‫َّى ِر‪َ ,‬و َ َ َ‬ ‫اآليات (ٕٗٔ‪َ " - )ٔٗٗ-‬ع ْدلُ َك َع ْد ٌل إِلَى الد ْ‬
‫ٕٗٔ‬
‫ص َايا َك‬
‫َما َو َ‬ ‫ق َوش َّدةٌ أ َ‬
‫َّى ِر‪ .‬فَ ٍّي ْم ِني فَأ ْ‬
‫اداتُ َك إِلَى الد ْ‬ ‫َع ِادلَ ٌة َ‬ ‫فَ ِي َي لَ َّذ ِاتي‪.‬‬
‫ٗٗٔ‬
‫َح َيا‪".‬‬ ‫ش َي َ‬
‫شيادات اهلل صادقة‪ ،‬ومحبتو مؤكدة‪ ،‬بالرغـ مف الشدة واآلالـ التي يجتاز فييا األبرار‪ .‬والبار بالرغـ مف شدتو‬
‫يحفظ الوصية وال يترؾ شريعة اهلل‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ق))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ق) صراخ إلى اهلل‬

‫ص ِني‪,‬‬
‫َد َع ْوتُ َك‪َ .‬خمٍّ ْ‬
‫‪ٔٗٙ‬‬
‫َحفَظُ‪.‬‬ ‫استَ ِج ْب لِي َيا َرب‪ .‬فَ َرِائ َ‬
‫ض َك أ ْ‬ ‫اآليات (٘ٗٔ‪ٔٗ٘" - )ٔٗٙ-‬صر ْخ ُ ِ‬
‫ت م ْن ُك ٍّل َق ْم ِبي‪ْ .‬‬ ‫ََ‬
‫اد ِات َك‪".‬‬
‫ش َي َ‬
‫ظ َ‬
‫َحفَ َ‬
‫فَأ ْ‬
‫النفس التي عرفت اهلل ال تكؼ عف أف تصرخ إليو مف أجؿ الخبلص والصراخ ال يعني الصوت المرتفع ولكف‬
‫مف عمؽ القمب يمجأ اإلنساف هلل وربما دوف أف يتكمـ (خرٗٔ‪ ٔ٘2‬موسى لـ يتكمـ واهلل يقوؿ لو لماذا تصرخ) ودـ‬
‫ىابيؿ صرخ‪.‬‬

‫ع‪ ,‬لِ َك ْي‬


‫اي ا ْل ُي ُز َ‬
‫َّم ْت َع ْي َن َ‬
‫تَقَد َ‬
‫‪ٔٗٛ‬‬
‫ت‪.‬‬
‫ظ ْر ُ‬
‫ت‪َ .‬كبلَ َم َك ا ْنتَ َ‬
‫ص َر ْخ ُ‬
‫ت في الص ْب ِح َو َ‬
‫اآليات (‪ٔٗٚ" - )ٜٔٗ-ٔٗٚ‬تَقَدَّم ُ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَْل َي َج ِبأَق َْوالِ َك‪.‬‬
‫َح ِيني‪".‬‬ ‫ص ْوِت َي ْ‬
‫‪ٜٔٗ‬‬
‫َح َكام َك أ ْ‬ ‫ب أْ‬‫سَ‬
‫ب َر ْح َمت َك‪َ .‬يا َرب‪َ ,‬ح َ‬
‫سَ‬‫استَم ْع َح َ‬ ‫َ‬
‫في السبعينية "تقدمت قبؿ الصبح وصرخت‪ ..‬سبقت عيناي وقت السحر‪ ..‬فيو ال يكؼ عف الصراخ إلى اهلل في‬
‫كؿ وقت حتى في منتصؼ الميالي‪.‬‬
‫ع = جمع ىزيع وىي أقساـ الميؿ‪ .‬ورمزياً فالميؿ يشير لوقت اآلالـ أما الصبح فيشير لوقت الفرج‪ .‬وعمى كؿ‬‫ا ْل ُي ُز َ‬
‫األحواؿ ىو يصرخ هلل وال يسكت‪.‬‬

‫ش ِر ِ‬
‫الرِذيمَ َة‪َ .‬ع ْن َ َ‬
‫يعت َك َب ُع ُدوا‪ .‬قَ ِر ٌ‬ ‫ب التَّا ِب ُع َ‬
‫ٔ٘ٔ‬ ‫ٓ٘ٔ‬
‫ص َايا َك‬
‫ت َيا َرب‪َ ,‬و ُكل َو َ‬
‫يب أَ ْن َ‬ ‫ون َّ‬ ‫اآليات (ٓ٘ٔ‪ " - )ٔ٘ٔ-‬اقْتََر َ‬
‫َحقٌّ‪"..‬‬
‫الحظ أف األشرار يقتربوف إلى الرذيمة‪ ،‬ولكف بقدر ما يقتربوا منيا بقدر ما يبتعدوا عف ناموس اهلل وبالتالي فيـ‬
‫يبتعدوف عف اهلل‪ .‬أما األبرار فيـ قريبوف مف اهلل وىو قريب منيـ يعرفيـ ويحمييـ مف مضايقات األشرار‪.‬‬

‫ستَ َيا‪".‬‬
‫َس ْ‬ ‫اد ِات َك أ ََّن َك إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر أ َّ‬ ‫ْت ِم ْن َ‬
‫ش َي َ‬ ‫آية (ٕ٘ٔ) ‪ُ ٕٔ٘ " -‬م ْن ُذ َزَم ٍ‬
‫ان َع َرف ُ‬
‫"السماء واألرض تزوالف ولكف كبلمي ال يزوؿ" ىذا بنفس المعنى تماماً‪ .‬فكبلـ اهلل ال يتغير ومقاصده ال تتغير‪،‬‬
‫أما الناس فمف طبيعتيـ أنيـ يتغيروف دائماً‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ر))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ر) رثاء عمى األشرار فيم لن يخمصوا‬

‫ِ ِ‬
‫ش ِر َ‬ ‫آية (ٖ٘ٔ) ‪ " -‬اُْنظُ ْر إِلَى ُذلٍّي َوأَ ْنقذْني‪ ,‬أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ‬
‫ٖ٘ٔ‬
‫يعتَ َك‪".‬‬ ‫س َ‬
‫الطريؽ الوحيد لنحصؿ عمى مراحـ اهلل ىو اإلنسحاؽ والتذلؿ والمسكنة‪.‬‬

‫َح ِي ِني‪".‬‬
‫ب َكمِ َم ِت َك أ ْ‬
‫سَ‬
‫ِ‬
‫اي َوفُ َّكني‪َ .‬ح َ‬
‫آية (ٗ٘ٔ) ‪ٔ٘ٗ " -‬أ ْ ِ‬
‫َحس ْن َد ْع َو َ‬
‫اي َوفُ َّك ِني = أحكـ لي في دعواي ونجني (سبعينية)‪ .‬ىي صبلة لمخبلص‪.‬‬ ‫أْ ِ‬
‫َحس ْن َد ْع َو َ‬

‫سوا فَ َرِائ َ‬ ‫ِ‬


‫ار‪ ,‬أل ََّن ُي ْم لَ ْم َي ْمتَم ُ‬
‫ش َر ِ‬ ‫ص َب ِع ٌ‬
‫يد َع ِن األَ ْ‬
‫٘٘ٔ‬
‫ض َك‪".‬‬ ‫بل ُ‬
‫آية (٘٘ٔ) ‪ " -‬ا ْل َخ َ‬
‫األشرار سوؼ يسمعوف القوؿ المرعب لست أعرفكـ‪ ،‬امضوا عني يا‪( ....‬مت‪.)ٕٖ2ٚ‬‬

‫ضطَ ِي ِد َّ‬
‫ي‬ ‫ون ُم ْ‬
‫ير َ‬ ‫َح ِي ِني‪ِ ٔ٘ٚ .‬‬
‫َكث ُ‬
‫َح َك ِ‬
‫ام َك أ ْ‬ ‫ب أْ‬
‫سَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يرةٌ ى َي َم َراح ُم َك َيا َرب‪َ .‬ح َ‬
‫‪ِ ٔ٘ٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔ٘ٚ-ٔ٘ٙ‬كث َ‬
‫اداتُ َك َفمَم أ ِ‬
‫َم ْل َع ْن َيا‪".‬‬ ‫ش َي َ‬ ‫ضا ِي ِق َّي‪ .‬أ َّ‬
‫َما َ‬ ‫َو ُم َ‬
‫ْ‬
‫المرنـ قد اختبر مراحـ الرب بالرغـ مف اضطياد األشرار لو‪ .‬وكاف في شدة ضيقتو ال يترؾ وصايا اهلل فيو يجد‬
‫فييا تعزيتو وسبلمو ويجد فييا قوة تعينو‪.‬‬

‫ين َو َمقَت‪ ,‬ألَنَّ ُي ْم لَ ْم َي ْحفَظُوا َكمِ َمتَ َك‪ .‬ا ْنظُ ْر أ ٍَّني أ ْ‬
‫ت ا ْل َغ ِاد ِر َ‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫‪ٔ٘ٛ‬‬
‫اك‪َ .‬يا‬
‫ص َاي َ‬
‫ت َو َ‬
‫َح َب ْب ُ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٙٓ-ٔ٘ٛ‬أر َْي ُ‬
‫َح َك ِام َع ْدلِ َك‪".‬‬ ‫ْس َكبلَ ِم َك َحقٌّ‪َ ,‬وِالَى الد ْ‬
‫َّى ِر ُكل أ ْ‬
‫ٓ‪ٔٙ‬‬ ‫رب‪ ,‬حسب ر ْحم ِت َك أ ْ ِ‬
‫َح ِيني‪َ .‬أر ُ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫لقد رأي األشرار يخطئوف فمـ يشتيي أف يصنع مثميـ بؿ ىو كره طرقيـ فيو يعرؼ أف الحياة األبدية وبركة‬
‫ْس َكبلَ ِم َك َح ٌّ‬
‫ق = بدء‬ ‫الحياة الزمنية ىي في حفظ وصايا الرب‪ .‬والمرنـ يثؽ في وعود اهلل لمف يحفظ وصاياه‪َ .‬أر ُ‬
‫كبلمؾ حؽ (سبعينية) أو أف كبلمؾ منذ األزؿ ىو حؽ‪ ،‬فأنت يا رب ىو أنت ال تتغير أو أف مف البدء تعني‪،‬‬
‫منذ أعمنت ذاتؾ وشرائعؾ لآلباء فيي لـ تتغير‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ظ))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ش) سبلم القمب في حفظ الوصية‬

‫س َب ٍب‪َ ,‬و ِم ْن َكبلَ ِم َك َج ِز َ‬


‫ع َق ْم ِبي‪".‬‬ ‫ط َي ُدوِني ِببلَ َ‬
‫ٔ‪ٔٙ‬‬
‫اض َ‬
‫اء ْ‬
‫س ُ‬
‫آية (ٔ‪ُ " - )ٔٙ‬ر َؤ َ‬
‫اء = ىناؾ رؤساء اضطيدوا داود مثؿ شاوؿ مثبلً‪ .‬ونحف نواجو باضطياد إبميس ومف يتبعو‪ .‬ولكف المرنـ‬ ‫س ُ‬
‫ُر َؤ َ‬
‫لـ يجزع مف اضطياد ىؤالء بؿ مف كبلـ اهلل‪ .‬وىكذا نجد الشيداء لـ يرىبوا اضطياد المموؾ ألف قمبيـ جزع مف‬
‫أف يخالفوا كبلـ اهلل‪.‬‬

‫يم ًة َو ِاف َرةً‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫آية (ٕ‪ " - )ٔٙ‬أ َْبتَ ِي ُج أََنا ِب َكبلَم َك َك َم ْن َو َج َد َغن َ‬
‫ٕ‪ٔٙ‬‬

‫ىنا نفيـ أف المرنـ لـ يجزع مف كبلـ اهلل بمعنى الخوؼ مف ضربات اهلل بؿ نجده يفرح ويبتيج بكبلـ اهلل وأنو‬
‫يعتبره مثؿ كنز‪ .‬وكونو يترؾ وصايا اهلل خوفاً مف اضطياد الرؤساء سيجد نفسو وقد خسر ىذا الكنز وفقد سبلمو‬
‫وابتياجو‪.‬‬

‫ضُ ِ‬
‫ش ِر َ‬ ‫ب َو َك ِرْىتُ ُو‪ ,‬أ َّ‬
‫ٖ‪ٔٙ‬‬
‫َح َب ْبتُ َيا‪".‬‬
‫يعتُ َك فَأ ْ‬ ‫َما َ‬ ‫ت ا ْل َكذ َ‬ ‫آية (ٖ‪ " - )ٔٙ‬أ َْب َغ ْ‬
‫نرى ىنا أنو يحب لشريعة اهلل ويبغض أكاذيب إبميس وخداعاتو‪.‬‬

‫َح َك ِام َع ْدلِ َك‪".‬‬


‫َّحتُ َك َعمَى أ ْ‬
‫سب ْ‬‫ار َ‬ ‫ات ِفي َّ‬
‫الن َي ِ‬ ‫آية (ٗ‪ٔٙٗ " - )ٔٙ‬س ْبع م َّر ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫ات = ‪ ٚ‬رقـ كامؿ بمعنى أف كبلـ اهلل وتسبحتو ال تفارؽ فمو كؿ النيار وتصير ىذه اآلية مثؿ صموا ببل‬ ‫س ْبع م َّر ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫انقطاع (ٔتي٘‪ .)ٔٚ2‬ولكف الكنيسة رتبت عمى أساس ىذه اآلية ‪ ٚ‬صموات فعبلً كؿ يوـ ىي صموات األجبية‪.‬‬

‫ش ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سبلَ َم ٌة َج ِزيمَ ٌة ل ُمح ٍّبي َ َ‬
‫٘‪ٔٙ‬‬
‫س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ‪".‬‬ ‫يعت َك‪َ ,‬ولَ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫آية (٘‪" - )ٔٙ‬‬
‫س لَ ُي ْم َم ْعثََرةٌ = ليس‬
‫المرنـ اختبر أف في حفظو وصايا اهلل وفي تأممو في كبلـ اهلل يكوف لو سبلـ يمؤل قمبو‪َ .‬ولَ ْي َ‬
‫ليـ شؾ (سبعينية)‪ .‬فكمما قمت العثرات زاد السبلـ‪.‬‬
‫اد ِات َك‪ ,‬وأ ِ‬
‫ُحب َيا‬ ‫َح ِفظَ ْت َن ْف ِسي َ‬
‫ش َي َ‬
‫‪ٔٙٚ‬‬
‫اك َع ِم ْم ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ص َاي َ‬
‫‪ٔٙٙ‬‬
‫َ‬ ‫ص َك َيا َرب‪َ ,‬و َو َ‬ ‫ت َخبلَ َ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٙٛ-ٔٙٙ‬ر َج ْو ُ‬
‫ام َك‪".‬‬
‫َم َ‬
‫ِ‬ ‫اد ِات َك‪ ,‬أل َّ‬
‫َن ُك َّل طُُرقي أ َ‬ ‫ش َي َ‬
‫اك َو َ‬
‫ص َاي َ‬ ‫َح ِف ْظ ُ‬
‫ت َو َ‬
‫‪ٔٙٛ‬‬
‫ِجدًّا‪.‬‬
‫حينما اختبر المرنـ أف حفظ الوصية يعطيو سبلماً لذيذاً في قمبو وأف طريؽ العثرات والخطايا يبعد عنو سبلمو‪،‬‬
‫قرر أف ال يحيد عف وصايا اهلل‪ .‬بؿ ىو ينتظر خبلصو النيائي‪ ،‬أي أف يترؾ كؿ عثرة فيكوف سبلمو وفرحو ببل‬
‫حدود‪ ،‬وىذا لف يحدث إال في السماء بعد أف نحصؿ عمى الجسد الممجد‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع عشر قطعت (ث))‬

‫عودة لمجدول‬
‫قطعة (ت) التوسل لنوال الخبلص‬

‫ب َكبلَ ِم َك فَ ٍّي ْم ِني‪ .‬لِتَ ْد ُخ ْل ِط ْم َب ِتي إِلَى َح ْ‬


‫ض َرِت َك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َراخي إِلَ ْي َك َيا َرب‪َ .‬ح َ‬
‫‪ِ ٜٔٙ‬‬
‫ٓ‪ٔٚ‬‬
‫سَ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٚٓ-ٜٔٙ‬ل َي ْبمُ ْغ ُ‬
‫َك َكمِ َم ِت َك َن ٍّج ِني‪".‬‬
‫ىناؾ قصة تشرح المقصود‪ ،‬وىي المرأة أصيبت بمرض خطير جداً فإلتجأت إلى اهلل في صموات طويمة‪ .‬وذات‬
‫يوـ قالت ألب اعترافيا "يا أبي سوؼ أموت يوـ كذا‪ ..‬فقاؿ ليا كيؼ عممت بيذا فأجابت السماء أخبرتني أنني‬
‫ِ‬
‫شفاءؾ‪ ..‬أجابت أنا لست خائفة مف الموت‪ ،‬فإف كنت ىنا‬ ‫سوؼ أرتاح في ىذا اليوـ‪ .‬فقاؿ ليا ربما يعني ىذا‬
‫أفرح بيذا المقدار فكـ وكـ سيكوف الفرح في األبدية‪ ،‬معنى الراحة يا أبي أنني سأذىب لمسماء‪ ،‬لذلؾ لست في‬
‫خوؼ مف الموت‪ ،‬بؿ أنا أشتييو‪ .‬وىذا لساف حاؿ بولس الرسوؿ (رو‪ + ٕٗ2ٚ‬فئ‪ .)ٕٖ2‬وىذا ما يعبر عنو‬
‫المرنـ ىنا‪ ،‬أنو يشتاؽ ليذا الخبلص النيائي في السماء حيث ال يعود الجسد يتعبو بشيواتو وعثراتو‪ ،‬فيكوف‬
‫سبلمو ببل حدود‪ .‬وىو يصرخ ليناؿ ىذا‪.‬‬

‫س ِاني ِبأَق َْوالِ َك‪ ,‬أل َّ‬


‫َن ُك َّل‬ ‫ِ‬
‫ُي َغ ٍّني ل َ‬
‫ٕ‪ٔٚ‬‬
‫يحا إِ َذا َعمَّ ْمتَِني فَ َرِائ َ‬
‫ض َك‪.‬‬ ‫س ِب ً‬
‫اي تَ ْ‬
‫شفَتَ َ‬
‫ٔ‪ٔٚ‬‬
‫اآليات (ٔ‪ " - )ٕٔٚ-ٔٚ‬تَُن ٍّبعُ َ‬
‫اك َع ْد ٌل‪".‬‬
‫ص َاي َ‬
‫َو َ‬
‫تَُن ٍّبعُ = تفيض‪ .‬ىنا نرى أنو كمما إلتزـ اإلنساف بوصايا اهلل كمما امتؤل القمب سبلـ‪ ،‬وعبلمة ىذا أف تفيض الشفاه‬
‫بالتسبحة عبلمة الفرح والشكر‪ .‬لذلؾ يصمي المرنـ هلل حتى يعممو الوصايا فيفرح ويسبح‪ ،‬وىكذا ينبغي أف نقضي‬
‫حياتنا بالجسد اآلف‪ ،‬نصرخ هلل ليعيننا عمى حفظ الوصية وعمى أف نسبحو كؿ اليوـ وكؿ العمر في انتظار يوـ‬
‫الخبلص األبدي‪.‬‬

‫ت إِلَى َخبلَ ِ‬
‫ص َك َيا َرب‪,‬‬ ‫شتَ ْق ُ‬
‫اْ‬
‫ٗ‪ٔٚ‬‬
‫اك‪.‬‬
‫ص َاي َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ " - )ٔٚٗ-ٔٚ‬لِتَ ُك ْن َي ُد َك لِ َم ُعوَن ِتي‪ ,‬ألَنَّ ِني ْ‬
‫ٖ‪ٔٚ‬‬
‫ت َو َ‬
‫اختَْر ُ‬
‫يعتُ َك ِى َي لَ َّذ ِتي‪".‬‬
‫ش ِر َ‬
‫َو َ‬
‫طمب المعونة اإلليية‪ ،‬وىكذا ينبغي أف ال نكؼ عف الطمب حتى يعيننا اهلل عمى أف نحفظ الوصايا‪ .‬ونرى شيوة‬
‫المرنـ لمخبلص األبدي‪.‬‬

‫ضالَّ ٍة‪ .‬ا ْطمُ ْب َع ْب َد َك‪,‬‬ ‫شٍ‬


‫اة َ‬ ‫ت ‪َ ,‬ك َ‬
‫ضمَ ْم ُ‬
‫َ‬
‫‪ٔٚٙ‬‬
‫ام َك لِتُِع ٍّني‪.‬‬
‫َح َك ُ‬
‫س ٍّب َح َك‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫٘‪ِ ٔٚ‬‬
‫اآليات (٘‪ " - )ٔٚٙ-ٔٚ‬لتَ ْح َي َن ْفسي َوتُ َ‬
‫اك‪".‬‬
‫ص َاي َ‬ ‫أل ٍَّني لَ ْم أَ ْن َ‬
‫س َو َ‬
‫كؿ منا ىو الخروؼ الضاؿ‪ ،‬والمسيح ىو الراعي الصالح الذي أتى ليفتش عمى الخروؼ الضاؿ ويعينو حتى‬
‫يعود لمحظيرة ثانية‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والعشرون‬

‫المزمور المئة والعشرون (المئة والتاسع عشر في األجبية)‬

‫اب لِي‪".‬‬
‫استَ َج َ‬
‫ت فَ ْ‬
‫ص َر ْخ ُ‬ ‫الر ٍّ ِ ِ ِ‬
‫ب في ض ْيقي َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِلَى َّ‬
‫ٔ‬

‫ىذه اآلية نبوة عف آالـ المسيح (عب٘‪ .)ٚ2‬ىذه اآلية ىي بمساف المسيح في محنتو وأف اآلب استجاب لو‬
‫فأقامو‪ ،‬إذ لـ يكف مف الممكف أف يحجزه الموت‪ .‬وىذه اآلية ىي صرخة إنساف شعر بأنو في خطيتو ىو في ألـ‬
‫وفي لعنة‪ ،‬فيصرخ هلل برجاء‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ش‪َ .‬ما َذا ُي ْع ِط َ‬


‫ان ِغ ٍّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يك َو َما َذا َي ِز ُ‬ ‫سِ‬ ‫اآليات (ٕ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪َ ,‬ن ٍّج َن ْفسي م ْن شفَاه ا ْل َكذ ِب‪ ,‬م ْن ل َ‬
‫ٖ‬ ‫ٕ‬
‫ان‬
‫س ُ‬
‫يد لَ َك ل َ‬
‫ش؟"‬ ‫ا ْل ِغ ٍّ‬
‫ش = صاحب لساف الغش ىو إبميس الذي خدع آدـ وحواء فأسقطيما‪ ،‬ومازاؿ يخدعنا‬ ‫سا ِن ال ِغ ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شفَاه ا ْل َكذ ِب‪ ..,‬ل َ‬
‫إذ يصور لنا أف خطايانا ىي ببل عقوبة ولساف الغش ىو مف يمدحنا بما ليس فينا وبرياء‪ ،‬وقد نكوف سالكيف في‬
‫طريؽ الموت ونسمع مف صاحب لساف غش ما يشجع عمى االستمرار‪ .‬ولساف الغش ىو لساف اليراطقة‪ .‬ولساف‬
‫الغش ىو لساف النماـ وشاىد الزور والمفتري ظمماً (كما حدث مع المسيح) وقد يكوف لساني أنا حيف أنافؽ وال‬
‫أقوؿ الحؽ‪ .‬وىنا يتساءؿ المرنـ ما الذي يستفيده صاحب ىذا المساف الغاش‪ ،‬بؿ كؿ غش سيكوف مصيره نار‬
‫تحرؽ قمب الغشاش‪.‬‬

‫الرتَِم‪".‬‬
‫س ُنوَن ًة َم َع َج ْم ِر َّ‬ ‫ام َجب ٍ‬ ‫ِٗ‬
‫َّار َم ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬س َي َ‬
‫الرتَِم = نوع مف شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكؿ‬
‫س ُنوَن ًة = ىي سياـ إبميس ضدنا‪َّ .‬‬ ‫ام َجب ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّار َم ْ‬ ‫س َي َ‬
‫جذوره‪ ،‬ويصنع منو أحياناً الفحـ‪ .‬فحروب إبميس ضدنا ىي كسياـ جبار مسنونة محماة‪ .‬ولكف اهلل لـ يتركنا ببل‬
‫أسمحة (أؼ‪ٕ + ٔٛ-ٔٔ2ٙ‬كو٘‪ + ٗ2ٔٓ،‬مز٘ٗ‪.)٘2‬‬

‫س َك ِني ِفي ِخ َي ِام ِق َ‬


‫يد َار!"‬ ‫ِ ِ‬ ‫٘ ِ ِ ِ ِ‬
‫آية (٘) ‪َ " -‬وْيمي ل ُغ ْرَبتي في َماش َك‪ ,‬ل َ‬
‫اش َك = قبيمة مف نسؿ يافث (تؾٓٔ‪ )ٕ2‬يقطنوف بجانب البحر األسود ويمثموف روحياً مف ىـ في غربة وفي‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫بعد عف أورشميـ‪ ،‬أو بعيديف عف عشرة الرب ويذكر في (حز‪ )ٖٔ2ٕٚ‬أنيـ يتاجروف في نفوس الناس‪ .‬وىكذا كؿ‬
‫مف يبتعد عف الرب يستعبد‪ِ .‬ق َ‬
‫يد َار = أحد أحفاد إسماعيؿ‪ ،‬وكانت خياميـ سوداء مف شعر الماعز (نشٔ‪.)٘2‬‬
‫يتأوه مف حالو وىو مستعبد في خطيتو‪ ،‬متغرباً عف‬
‫والموف األسود يشير لمخطية (أرٖٔ‪ .)ٕٖ2‬فينا نجد الخاطئ َّ‬
‫الرب‪ .‬بؿ ىو حالنا جميعاً طالما نحف في ىذا الجسد (روٕٗ‪.)ٕٖ2ٚ،‬‬

‫‪372‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والعشرون)‬

‫السبلَِم‪".‬‬
‫ض َّ‬‫س َك ُن َيا َم َع ُم ْب ِغ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َعمَى َن ْفسي َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫أية (‪ " - )ٙ‬طَ َ‬
‫ىنا يشعر بالغربة في العالـ (عبٖٔ‪ + ٔٗ2‬فئ‪.)ٕٖ2‬‬

‫سبلَ ٌم‪َ ,‬و ِحي َن َما أَتَ َكمَّ ُم فَ ُي ْم لِ ْم َح ْر ِب‪".‬‬ ‫‪ٚ‬‬


‫آية (‪ " - )ٚ‬أََنا َ‬
‫ىذه اآلية نبوة عف المسيح ممؾ السبلـ‪ ،‬واىب السبلـ‪ ،‬أما أىؿ العالـ فيبغضوف السبلـ ال سبلـ قاؿ إليي‬
‫لؤلشرار (أش‪.)ٕٕ2ٗٛ‬‬

‫‪373‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والحادي والعشرون‬
‫المزمور المئة والحادي والعشرون (المئة والعشرون في األجبية)‬

‫في المزمور السابؽ شعر المرنـ أنو بعيد عف اهلل‪ ،‬فما ىي الخطوة األولى التي سيتبعيا؟‬

‫ث َيأ ِْتي َع ْوِني!"‬


‫ال‪ِ ,‬م ْن َح ْي ُ‬
‫آية (ٔ) ‪ٔ" -‬أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬
‫ْ‬
‫ال = المسافر إلى أورشميـ ال يرى جبؿ صييوف مباشرة‪ ،‬بؿ يرى عدة جباؿ حوليا‪ .‬و ِم ْن‬ ‫أَرفَعُ َع ْي َن َّي إِلَى ا ْل ِج َب ِ‬
‫ْ‬
‫ىناك َيأْتي َع ْوِني ‪ .‬ما ىي ىذه الجباؿ التي تعطي معونة؟ ىناؾ جباؿ جرزيـ (حيث تتمي البركة)‪ ،‬وجبؿ الزيتوف‬ ‫ِ‬
‫(جبؿ الصبلة والتأمؿ) جبؿ الجمجثة (التأمؿ في حب اهلل العجيب)‪ ،‬جبؿ التجمي (حيث نرى المسيح في بيائو)‬
‫جبؿ الصعود (حيث نرى المسيح ذاىباً ليعد لنا مكاناً)‪ ،‬جبؿ حوريب (حيث رأي موسى اهلل فممع وجيو)‪ ،‬جبؿ‬
‫التجربة (حيث انتصر المسيح عمى إبميس)‪ .‬جبؿ أ ارراط (حيث استقر فمؾ نوح رم اًز لمسبلـ واالستقرار)‪ .‬والعكس‬
‫فيناؾ مف الزاؿ ينظر لطيف أودية ىذا العالـ‪ ،‬الىياً عف ىذه الجباؿ المقدسة‪ .‬ومف يتسمؽ ىذه الجباؿ (أي‬
‫يجاىد في حياتو الروحي ة) يصؿ إلى جبؿ صييوف‪ ،‬رمز لممسيح الذي ىو جبؿ بيت الرب الثابت في رأس‬
‫الجباؿ (أشٕ‪ .)ٕ2‬والجباؿ أيضاً يشيروا لمصديقيف والقديسيف واألنبياء واآلباء (مزٕ٘ٔ‪ .)ٔ2‬ونحف ننظر‬
‫لحياتيـ لنتمثؿ بيـ (عبٖٔ‪ )ٚ2‬ونتشفع بيـ‪.‬‬

‫ض‪".‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ب‪ِ ,‬‬ ‫آية (ٕ) ‪َ " -‬م ُعوَن ِتي ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫ٕ‬
‫صان ِع َّ َ َ‬
‫الر ٍّ َ‬
‫العالـ بكؿ قوتو ال يستطيع أف يعيف إنساف‪ ،‬اهلل وحده يستطيع‪ .‬فمماذا نخاؼ؟‬

‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬الَ ي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل‪ .‬الَ ي ْنعس ح ِ‬


‫افظُ َك‪".‬‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫الَ َي َدعُ ِر ْجمَ َك تَ ِزل = ولكف عمينا أف نطمب‪ ،‬وأف ال نيأس حينئذ ال نسقط‪.‬‬
‫افظُ َك = لقد ناـ المسيح في السفينة ليناديو التبلميذ فيسكت البحر ويزداد إيمانيـ‪.‬‬ ‫الَ ي ْنعس ح ِ‬
‫َ َُ َ‬

‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫ام َحافظُ إِ ْ‬ ‫آية (ٗ) ‪ " -‬إِ َّن ُو الَ َي ْن َع ُ‬
‫ٗ‬
‫يل‪".‬‬ ‫س َوالَ َي َن ُ‬
‫يل = ىي الكنيسة أو النفس البشرية‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬
‫س كناية عف الترؾ واإلىماؿ‪ .‬إِ ْ‬ ‫ال ْن َعا ُ‬

‫الرب ِظ ٌّل لَ َك َع ْن َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى‪".‬‬ ‫الرب ح ِ‬


‫افظُ َك‪َّ .‬‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪َ َّ " -‬‬
‫الرب ِظ ٌّل لَ َك = الظؿ يعني الرعاية‪ ،‬والحماية مف ضربات الشمس والحر‪ ،‬واهلل شبو نفسو بالدجاجة التي تظمؿ‬ ‫َّ‬
‫أفراخيا بجناحييا‪ .‬اهلل ىنا مثاؿ لمشفقة والرعاية َي ِد َك ا ْل ُي ْم َنى = ىي رمز القوة والبر‪ .‬فاهلل أعطانا قوة لننتصر‬

‫‪374‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والعشرون)‬

‫ونحيا في بر وىو قادر أف يحفظنا في ىذه القوة‪ ،‬اهلل أعطانا قوة أف ندوس الحيات والعقارب ولكننا نحتاج ظمو‬
‫ليحفظ ىذه القوة‪.‬‬

‫ار‪َ ,‬والَ ا ْلقَ َم ُر ِفي المَّْي ِل‪".‬‬ ‫س ِفي َّ‬


‫الن َي ِ‬ ‫ض ِرُب َك َّ‬
‫الش ْم ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ " - )ٙ‬الَ تَ ْ‬
‫س تشير لح اررة التجارب واآلالـ‪ .‬وضربات الشمس تأتي بالنيار وتصيب الجسد‪ .‬وضربات القمر‬ ‫ض ِرُبة َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫ْ‬
‫قاؿ عنيا العمماء أف ليا تأثير عمى الحاالت النفسية وىي تأتي بالميؿ‪ .‬واهلل قادر أف يحمينا عموماً مف كؿ ما‬
‫يصيب الجسد أو النفس وأف يحمينا مف ضربات النيار وضربات الميؿ‪ ،‬حروب النيار وحروب الميؿ‪ .‬وقد تشير‬
‫ضربات الشمس لمتجارب الشديدة المؤلمة لشدة ح اررة الشمس ‪ ،‬اما القمر فربما يشير الي تجربة بسيطة ‪ .‬فاهلل‬
‫يحفظنا في كؿ حاؿ ‪.‬‬

‫الرب َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ‬


‫‪ٚ‬‬
‫س َك‪".‬‬
‫ش ّر‪َ .‬ي ْحفَظُ َن ْف َ‬ ‫آية (‪َّ " - )ٚ‬‬
‫ش ّر = الشيوات الجسدية والتجارب الخارجية‪.‬‬ ‫َي ْحفَظُ َك ِم ْن ُك ٍّل َ‬

‫َّى ِر‪".‬‬ ‫وج َك َوُد ُخولَ َك ِم َن َ‬


‫‪ٛ‬‬
‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫الرب َي ْحفَظُ ُخ ُر َ‬
‫آية (‪َّ " - )ٛ‬‬
‫وج َك َوُد ُخولَ َك = دخولنا إلى العالـ وخروجنا منو‪ ،‬فيو الطريؽ‪ ،‬بالمعمودية ندخؿ لمكنيسة جسده‪ ،‬واف ثبتنا فيو‬ ‫ُخ ُر َ‬
‫يحفظ خروجنا مف ىذا العالـ والى الدىر كما حفظ المسيح نفسو في دخولو وفي خروجو (فيذه اآلية نبوة عف‬
‫المسيح)‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثاني والعشرون‬
‫المزمور المئة والثاني والعشرون (المئة والحادي والعشرون في األجبية)‬

‫ين لِي «إِلَى َب ْي ِت َّ‬


‫ت ِبا ْلقَ ِائمِ َ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬فَ ِر ْح ُ‬
‫ٔ‬
‫ب»‪".‬‬
‫ْى ُ‬
‫ب َنذ َ‬
‫الر ٍّ‬
‫كؿ تائب حقيقي يفرح بالذىاب إلى الكنيسة بيت الرب‪ .‬ورجوعنا لمكنيسة ىو عربوف وبداية لوصولنا ألورشميـ‬
‫السماوية‪ .‬ىو صوت المسبييف في بابؿ فرحاً بعودتيـ إلى أورشميـ والعتؽ مف العبودية‪ ،‬وىو صوت كؿ خاطئ‬
‫تحرر مف عبودية الخطية‪.‬‬

‫يم‪".‬‬ ‫ف أَرجمُ َنا ِفي أ َْبوا ِب ِك يا أُور َ ِ‬ ‫ِٕ‬


‫شم ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬تَق ُ ْ ُ‬
‫ىنا يتأمؿ أورشميـ بعد أف وصؿ إلى أبوابيا‪ ،‬ىي وقفة توبة وشعور بعدـ االستحقاؽ لمدخوؿ‪ ،‬ولكنيا أيضاً فرحة‬
‫الوصوؿ‪ .‬الوقوؼ في الكنيسة عمى األرض اآلف ىي لمتوبة والتعزية والتزود بالقوة والحماية في طريقنا إلى‬
‫أورشميـ السماوية‪.‬‬

‫صمَ ٍة ُكمٍّ َيا‪",‬‬


‫شمِيم ا ْلم ْب ِنيَّ ُة َكم ِدي َن ٍة متَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُور َ ُ َ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬أ ُ‬
‫ماذا رأي في الكنيسة؟ المؤمنيف يحيوف في محبة مبنييف كحجارة حية (ٔبطٕ‪ )٘2‬ومما يؤكد أف داود لـ يكف‬
‫يقصد أورشميـ فعبلً‪ ،‬أف أورشميـ كانت مازالت تبنى وما سر اتصاؿ أعضاء الكنيسة ليكونوا في وحدة واحدة‬
‫ىكذا؟‪ ..‬التناوؿ‪.‬‬

‫ب‪".‬‬
‫الر ٍّ‬
‫اس َم َّ‬ ‫ادةً ِإلسرِائ َ ِ‬ ‫ث ِ ِ‬ ‫ٗ‬
‫يل‪ ,‬ل َي ْح َم ُدوا ْ‬ ‫َْ‬ ‫ش َي َ‬
‫ب‪َ ,‬‬
‫الر ٍّ‬
‫َس َباطُ َّ‬
‫َس َباطُ‪ ,‬أ ْ‬
‫صع َدت األ ْ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ح ْي ُ َ‬
‫كاف الييود يصعدوف ألورشميـ ٖ مرات في السنة في أعيادىـ الكبيرة الثبلث (المظاؿ والفطير واألسابيع) وكاف‬
‫ىذا ليشيدوا إللييـ في ىيكمو وال يذبحوف إللو غريب بعيداً عف أورشميـ‪ .‬وىكذا نذىب ونصمي في الكنيسة‬
‫ونشيد لمرب وفدائو في كؿ قداس نصنعو لنذكر عممو ونحمده بتقديـ ذبيحة الشكر (االفخارستيا)‪.‬‬
‫اسي َب ْي ِت َد ُاوَد‪".‬‬
‫اء‪َ ,‬كر ِ‬
‫َ‬
‫ض ِ‬‫اسي لِ ْمقَ َ‬
‫اك استَو ِت ا ْل َكر ِ‬
‫َ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬ألَنَّ ُو ُى َن َ ْ َ‬
‫٘‬

‫أورشميـ كانت مقر الممؾ والقضاء‪ ،‬وكاف الشعب يأتي ليقضي الممؾ في مظالميـ ففي أورشميـ يحكـ الممؾ‬
‫اسي = نصبت الكراسي ‪ .‬والمسيح الممؾ‬ ‫بالعدؿ‪ .‬ولكف ىناؾ معنى آخر لمكراسي‪ ،‬فالكتاب يقوؿ استَو ِت ا ْل َكر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫الحقيقي لمكنيسة يجمس في كنيستو ليحكـ بالعدؿ ‪ .‬والجموس ىو وضع الراحة فاهلل يرتاح في كنيستو لو ساد‬
‫فييا المحبة والعدؿ‪ ،‬فكما يجمس عمى الشاروبيـ يجمس في قموب القديسيف ويرتاح‪ .‬فالعذراء والرسؿ والقديسيف‬
‫وكؿ متواضع القمب يسكف فييـ اهلل (أش‪ + ٔ٘2٘ٚ‬يوٗٔ‪.)ٕٖ2‬‬

‫‪376‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والعشرون)‬

‫شمِيم «لِيستَ ِر ْح م ِحب ِ‬


‫وك‪".‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫ُ‬ ‫ُور َ َ َ ْ‬ ‫سبلَ َم َة أ ُ‬
‫اسأَلُوا َ‬
‫آية (‪ْ " - )ٙ‬‬
‫نصمي دائماً أوشية السبلمة وفييا نطمب السبلـ لمكنيسة وشعبيا مف ممؾ السبلـ‪.‬وصحيح اف المسيح يجمس في‬
‫كنيستو ويحكـ بالعدؿ ‪ ،‬وبيذا يسود السبلـ ‪ .‬لكننا ىنا نرى انو يجب عمينا اف نطمب ذلؾ ‪.‬‬

‫ورِك»‪".‬‬
‫ص ِ‬ ‫اج ِك‪ ,‬ر ِ‬ ‫ِ‬
‫سبلَ ٌم في أ َْب َر ِ َ َ‬
‫اح ٌة في قُ ُ‬
‫‪ِٚ‬‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ُك ْن َ‬
‫صور ىـ المؤمنيف القديسيف‪ ،‬فحيثما يسكف الممؾ‪،‬‬
‫اج ىـ الرسؿ وخمفائيـ ومعممو المعتقدات المستقيمة‪ .‬والقُ ُ‬ ‫األَ ْب َر ِ‬
‫يكوف ىذا المكاف قص اًر‪.‬‬

‫سبلَ ٌم ِب ِك»‪".‬‬ ‫آية (‪ِ " - )ٛ‬م ْن أ ْ‬


‫َج ِل إِ ْخ َوِتي َوأ ْ‬
‫َص َحا ِبي ألَقُولَ َّن « َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫س لَ ِك َخ ْي ًرا‪".‬‬ ‫ِ‬
‫ب إِل ِي َنا أَْلتَم ُ‬ ‫َج ِل َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (‪ِ " - )ٜ‬م ْن أ ْ‬
‫‪ٜ‬‬

‫ب = بيت الرب إشارة لممسيح‪ ،‬الذي بو يستجيب اآلب طمباتنا‪.‬‬ ‫َج ِل َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ِم ْن أ ْ‬

‫‪377‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثالث والعشرون‬
‫المزمور المئة والثالث والعشرون (المئة والثاني والعشرون في األجبية)‬

‫السماو ِ‬ ‫ت ع ْي َن َّي يا ِ ِ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ َ‬
‫ٔ‬
‫ات‪".‬‬ ‫ساك ًنا في َّ َ َ‬
‫َ َ‬
‫كؿ مف اقترب مف اهلل وعرفو يتواضع أماـ عظمتو ومحبتو وقداستو‪ ،‬ويشعر أنو ال شئ‪ ،‬وىنا نرى المرتؿ يرفع‬
‫عينيو ولكف في انسحاؽ فيو عمى األرض حيث الخطية واهلل في السماوات ساكناً في النور والقداسة والمجد‪ .‬اهلل‬
‫في السموات ىو اهلل القدير الذي ال يستحيؿ عميو شئ فممف يمجأ المؤمف إالّ إلى ىذا اإللو القوي طالباً المعونة‪.‬‬
‫حقاً اهلل قدير لكف اهلل يعطي حيف يشاء (آيةٕ)‪ ،‬وفي الوقت المناسب بحسب مراحمو وليس إلستحقاقنا‪.‬‬

‫س ٍّي َد ِت َيا‪ ,‬ى َك َذا‬ ‫ِ‬ ‫َن ع ْي َن ِي ا ْلج ِ ِ‬


‫ارَية َن ْح َو َيد َ‬ ‫َ‬
‫يد َن ْحو أ َْي ِدي س َ ِ‬
‫ادت ِي ْم‪َ ,‬ك َما أ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون ا ْلع ِب ِ‬
‫َن ُع ُي َ َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ُ ٕ" -‬ى َوَذا َك َما أ َّ‬
‫ب إِل ِي َنا َحتَّى َيتََأرَّ َ‬
‫ف َعمَ ْي َنا‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬
‫ُع ُيوُن َنا َن ْح َو َّ‬
‫العبد ينظر لسيده وىكذا األمة لسيدتيا‪ ،‬ويشعر أنو ِمْم ْؾ لسيده‪ ،‬وسيده لو الحؽ أف يمنحو أو يعاقبو‪ ،‬فيو ال‬
‫ينتظر سوى رحمة سيده‪ .‬وأف نكوف عبيداً هلل فيي عبودية تحرر‪ .‬بؿ أف االبف الضاؿ كاف مستعداً أف يقوؿ ألبيو‬
‫إجعمني كأحد أجرائؾ ولكف أماـ محبة أبيو الفياضة لـ يقؿ ىذا الجزء الذي كاف قد أعده‪ .‬عمينا وأف فعمنا كؿ‬
‫البر أف نقوؿ أننا عبيد بطالوف‪ ،‬وننظر هلل كغير مستحقيف واهلل حينما يريد أف يعطي فميعطي‪ ،‬وحينما يريد أف‬
‫يؤدب‪ ،‬فنحف عبيده‪.‬‬

‫س َنا ِم ْن ُى ْزِء‬
‫ش ِب َع ْت أَ ْنفُ ُ‬ ‫امتَؤلْ َنا َى َوا ًنا‪َ ٗ .‬ك ِث ًا‬
‫ير َما َ‬ ‫اآليات (ٖ‪ْ ٖ" - )ٗ-‬ار َح ْم َنا َيا َرب ْار َح ْم َنا‪ ,‬أل ََّن َنا َك ِث ًا‬
‫ير َما ْ‬
‫ستَ ْك ِب ِر َ‬
‫ين‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلمستَ ِر ِ‬
‫ين َوِا َىا َنة ا ْل ُم ْ‬
‫يح َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ىذه يقوليا المسبييف العائديف الذيف شبعوا ىواناً مف البابمييف ويقوليا كؿ خاطئ تائب شبع سخرية مف إبميس‬
‫أثناء فترة خطيتو‪.‬‬
‫وىذه اآلية نبوة عما حدث لممسيح وىو عمى الصميب مف ىزء وسخرية‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرايع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والرابع والعشرون‬
‫المزمور المئة والرابع والعشرون(المئة والثالث والعشرون في األجبية)‬
‫نحف أماـ نفس تتقدـ في الروحيات ووصمت لدرجة اإلنسحاؽ والتواضع والتذلؿ أماـ اهلل فيؿ تتركيا الشياطيف؟‬
‫قطعاً ال فنحف في حرب روحية مستمرة‪ ،‬ولوال معونة اهلل ليمكنا‪.‬‬

‫اس‬ ‫ان لَ َنا ِع ْن َد ما قَام َّ‬


‫الن ُ‬ ‫الرب الَِّذي َك َ‬
‫س َرِائي ُل «لَ ْوالَ َّ‬
‫ٕ‬ ‫ِ‬ ‫الرب الَِّذي َك َ‬
‫ان لَ َنا»‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪« " - )ٕ-‬لَ ْوالَ َّ‬
‫َ َ‬
‫َعمَ ْي َنا‪",‬‬
‫عند عودة المسبييف مف بابؿ كانوا ضعفاء جداً‪ ،‬وكاف األعداء حوليـ يضايقونيـ بشدة‪ .‬وىكذا كؿ تائب في بداية‬
‫طريقو يكوف ضعيفاً جداً ومعرض لئلرتداد سريعاً‪ .‬ولوال معونة اهلل إلرتد وىمؾ‪ .‬إبميس عدونا كأسد زائر‬
‫(ٔبط٘‪.)ٛ2‬‬

‫اح ِتم ِ‬ ‫َحي ِ‬


‫ض ِب ِي ْم َعمَ ْي َنا‪",‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ َ ً‬
‫ٖ‬
‫اء َغ َ‬ ‫اء ع ْن َد ْ َ‬
‫اء = التائب كاف ميتاً فعاش‪ ،‬وابميس ال يحارب سوى األحياء‪.‬‬ ‫إِ ًذا الَ ْبتَمَ ُعوَنا أ ْ‬
‫َح َي ً‬

‫الس ْي ُل عمَى أَ ْنفُ ِس َنا‪٘ .‬إِ ًذا لَعبر ْت عمَى أَ ْنفُ ِس َنا ا ْل ِمياه الطَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬إِ ًذا لَ َج َرفَتْ َنا ا ْلم َياهُ‪ ,‬لَ َع َب َر َّ َ‬
‫ٗ‬
‫ام َي ُة»‪".‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ىنا تصوير لؤلعداء بأنيـ كالسيؿ الطامي‪ ،‬الذي يجرؼ أمامو كؿ شئ‪ .‬ولقد أنقذ اهلل شعبو عند الخروج مف‬
‫مصر مف جيش فرعوف الذي كاف كالسيؿ ومف مياه البحر األحمر‪ .‬وأنقذ نوح وبنيو مف مياه الطوفاف‪ ،‬ويوناف‬
‫مف بطف الحوت‪.‬‬
‫َس َن ِان ِي ْم‪".‬‬
‫يس ًة أل ْ‬
‫الرب الَِّذي لَم ي ِ‬
‫سم ْم َنا فَ ِر َ‬
‫ْ ُْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ُ " - )ٙ‬م َب َار ٌك َّ‬
‫الرب = نحف نبارؾ الرب بأف نظير بركتو لنا وذلؾ بالشكر والتسبيح‪.‬‬ ‫ُم َب َار ٌك َّ‬

‫س َر‪َ ,‬وَن ْح ُن ا ْن َفمَتْ َنا‪".‬‬ ‫الصي ِ‬


‫ور ِم ْن فَ ٍّخ َّ‬
‫صفُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ين‪ .‬ا ْلفَخ ا ْن َك َ‬
‫َّاد َ‬ ‫س َنا م ْث َل ا ْل ُع ْ‬
‫آية (‪ " - )ٚ‬ا ْن َفمَتَ ْت أَ ْنفُ ُ‬
‫ىنا نجد الشيطاف في حربو ضدنا مثؿ الصياد الذي يضع فخاً ويضع فيو حبوب ليجذب العصفور فيمسؾ الفخ‬
‫برجمو‪ .‬والعصفور ىنا ىو كؿ منا‪ ،‬فإف قبمنا الخطايا والممذات التي يضعيا الشيطاف في طريقنا يمسؾ بنا‪.‬‬
‫وعمينا أف نرفض والرب يكسر الفخ المنصوب لنا وجناحي العصفور ىما اإليماف في مساندة اهلل واآلخر ىو إرادة‬
‫رفض الخطية والجياد‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ب‪ِ َّ ,‬‬ ‫اسِم َّ‬


‫آية (‪َ " - )ٛ‬ع ْوُن َنا ِب ْ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ض‪".‬‬‫ات َواأل َْر َ‬ ‫الصان ِع َّ َ َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫كـ مف فخاخ حولنا ال ندري عنيا شئ‪ ،‬ولكف عوننا باسـ الرب فيو الذي يقودنا‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخامس والعشرون‬
‫المزمور المئة والخامس والعشرون(المئة والرابع والعشرون في األجبية)‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ٍّ ِ‬


‫َّى ِر‪".‬‬ ‫ب م ْث ُل َج َب ِل ص ْي َي ْو َن‪ ,‬الَّذي الَ َيتََز ْع َزعُ‪َ ,‬ب ْل َي ْ‬
‫س ُك ُن إِلَى الد ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬اَْل ُمتََوٍّكمُ َ‬
‫ٔ‬
‫ون َعمَى َّ‬
‫قارف مع الذيف إتكموا عمى مصر (حز‪ + ٙ2ٕٜ،ٚ‬أشٖٔ‪ + ٖ-ٔ2‬أشٕٓ‪ )ٙ-ٔ2‬وقولو إلى الدىر يشير لمي ارثنا‬
‫يتزعزع‪ .‬وأما أي شئ مادي نتكؿ عميو (ماؿ‪ ،‬أشخاص‪ ) ....‬فالكؿ زائؿ متزعزع‪ .‬الصديقيف‬ ‫السماوي الذي لف‬
‫ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن ألف الجبؿ ال يتزعزع ويشير لمسمائيات في عموه‪.‬‬ ‫ىنا مشبييف ب َج َب ِل‬

‫َّى ِر‪".‬‬ ‫ش ْع ِب ِو ِم َن ا َ‬
‫آلن َوِالَى الد ْ‬ ‫يم ا ْل ِج َبا ُل َح ْولَ َيا‪َ ,‬و َّ‬
‫الرب َح ْو َل َ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬أُور َ ِ‬
‫شم ُ‬ ‫ُ‬
‫ما أروع ىذا المشيد فالكنيسة حوليا جباؿ تحيطيا (مبلئكة وقديسيف‪ )....‬والرب يحيط شعبو كمو‪.‬‬
‫(عبٕٔ‪.)ٔ2‬الرب يحيط بالكنيستيف المنتصرة في السماء ‪ ،‬والمجاىدة التي ما زالت عمي االرض‪ .‬وكانت‬
‫أورشميـ فعبلً محاطة بالجباؿ مف كؿ ناحية‪.‬‬

‫ون أ َْي ِد َي ُي ْم إِلَى ِ‬


‫اإل ثِْم‪".‬‬ ‫ين‪ ,‬لِ َك ْيبلَ َي ُم َّد ٍّ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫ص ِ‬
‫يب ٍّ‬ ‫ار عمَى َن ِ‬
‫ش َر ِ َ‬
‫صا األَ ْ‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬ألَنَّ ُو الَ تَ ِ‬
‫ستَقر َع َ‬
‫ْ‬
‫اهلل يسمح بالتجارب لشعبو لتأديبيـ‪ ،‬ولكف في حدود إمكانياتيـ حتى ال يفشموا‪ ،‬وعصا الخطاة أي قوتيـ‬
‫وسيادتيـ (كما استعبد ال بابميوف الشعب حتى تخصموا مف وثنيتيـ) فنبوخذ نصر كاف العصا التي استخدميا اهلل‬
‫لمتأديب (ٔكوٓٔ‪.)ٖٔ2‬‬

‫ون إِلَى طُرق معوج ٍ‬


‫َّة‬ ‫َما ا ْل َع ِادلُ َ‬
‫٘‬ ‫ين وِالَى ا ْلمستَ ِق ِ‬
‫يمي ا ْل ُقمُ ِ‬
‫وب‪ .‬أ َّ‬ ‫َح ِس ْن يا رب إِلَى َّ ِ ِ‬ ‫ٗ‬
‫ُ ُ َْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫الصالح َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اآليات (ٗ‪ " - )٘-‬أ ْ‬
‫س َرِائ َ‬
‫يل‪".‬‬ ‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬
‫الرب مع فَعمَ ِة ِ ِ‬
‫اإل ثْم‪َ .‬‬
‫ِ‬
‫فَ ُيذْى ُب ُي ُم َّ َ َ َ‬
‫َّة = يميموف إلى العثرات (بحسب السبعينية)‬ ‫ون إِلَى طُرق معوج ٍ‬ ‫َما ا ْل َع ِادلُ َ‬
‫اهلل سيحسف لمصديقيف في األبدية أ َّ‬
‫ُ ُ َْ‬
‫يل = شعب اهلل سيبقي في سبلـ إلى األبد‪.‬‬ ‫س َرِائ َ‬
‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬
‫فيؤالء نصيبيـ البحيرة المتقدة بالنار (رؤٕٔ‪َ .)ٛ2‬‬
‫والعادلوف ىـ الذيف يرتدوا أو يعدلوا عف الطريؽ الصحيح‪ ،‬طريؽ اإلستقامة‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسادس والعشرون‬
‫المزمور المئة والسادس والعشرون (المئة والخامس والعشرون في األجبية)‬

‫ىي ترنيمة المسبييف العائديف إلى أورشميـ في فرح بعودتيـ‪ ،‬أو عودة الخاطئ المستعبد لممسيح‪.‬‬

‫ص ْرَنا ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ‬
‫صييو َن‪ِ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ِ " -‬ع ْن َد َما َرَّد َّ‬
‫ٔ‬
‫ين‪".‬‬ ‫س ْب َي ْ َ ْ‬
‫الرب َ‬
‫ين = صرنا في ذىوؿ غير مصدقيف أنفسنا مف الفرح‪ ،‬وكأننا في حمـ‪ .‬وقوليـ ىذا يعني بالضرورة‬ ‫ِم ْث َل ا ْل َحالِ ِم َ‬
‫أنيـ كانوا في حزف وىـ في خطيتيـ فالتعزية ال تكوف إال لمحزاني‪.‬‬

‫ب قَ ْد َعظَّ َم‬ ‫ُمِم «إِ َّن َّ‬


‫الر َّ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫اى َنا ِ‬ ‫ٕ ِ ٍِ‬
‫َوأَْلس َنتَُنا تََرن ًما‪ .‬حي َنئذ قَالُوا َب ْي َن األ َ‬
‫ض ْح ًكا‪,‬‬ ‫َت أَف َْو ُ‬
‫امتَؤل ْ‬
‫اآليات (ٕ‪ " - )ٖ-‬حي َنئذ ْ‬
‫فَ ِر ِح َ‬ ‫الرب ا ْلعم َل مع َنا‪ ,‬و ِ‬‫ىؤالَ ِء»‪َ .‬عظَّ َم َّ‬
‫ٖ‬
‫ين‪".‬‬ ‫ص ْرَنا‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫ا ْل َع َم َل َم َع ُ‬
‫فرحيـ وتسبيحيـ ظي ار أماـ األمـ‪ ،‬فيـ شيدوا وسطيـ بعمؿ اهلل‪.‬‬

‫الس َو ِاقي ِفي ا ْل َج ُن ِ‬


‫وب‪".‬‬ ‫س ْب َي َنا‪ِ ,‬م ْث َل َّ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪ْ " -‬ارُد ْد َيا َرب َ‬
‫الس َو ِاقي‪ 2‬ىي مجاري المياه التي تمتمئ بمياه السيوؿ‪ ،‬حيف تذوب الثموج عمى الجباؿ‪ .‬والجنوب يشير ألورشميـ‬ ‫َّ‬
‫فيي جنوب بابؿ‪ ،‬والجنوب مشيور بالح اررة والشمس الساطعة‪ .‬وكنيسة القديسيف يسطع فييا شمس البر‪ ،‬ويذيب‬
‫ثموج فتورىا الروحي ويمؤلىا مياه أنيار تفيض منيا ىي الروح القدس (يو‪ .)ٖٜ-ٖٚ2ٚ‬ومف الذي يصمي ىذه‬
‫اآلية؟ تصمييا الكنيسة كميا مف أجؿ مف ال يزالوا في بابؿ الخطية‪ ،‬ويصمييا العائديف إلى أورشميـ حتى يعود‬
‫باقي الشعب الذي لـ يقبؿ العودة ألورشميـ واستمروا في بابؿ‪.‬‬

‫امبلً ِم ْب َذ َر َّ‬
‫الزْر ِع‪,‬‬ ‫اء ح ِ‬
‫ِ‬
‫ب َذ َى ًابا ِبا ْل ُب َك َ‬
‫االب ِتي ِ ‪ِ َّ ٙ‬‬
‫اج‪ .‬الذاى ُ‬ ‫ون ِب ْ َ‬ ‫ون ِبالد ُموِع َي ْح ُ‬
‫ص ُد َ‬ ‫ين َي ْزَر ُع َ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬الَِّذ َ‬
‫٘‬

‫يئا ي ِجيء ِبالتَّرنِم ح ِ‬


‫امبلً ُح َزَم ُو‪".‬‬ ‫َم ِج ً َ ُ َ َ‬
‫ِبالد ُموِع = ىو مف يقدـ توبة‪ .‬وىذا يمتمئ بالروح القدس فيكوف لو ثمار‪ ،‬ومف ثمار الروح الفرح‪ .‬ىكذا‬ ‫من َي ْزَرعُ‬
‫في توبتو يبمؿ فراشو بدموعو (مز‪ .)ٙ2ٙ‬والبد مف الجياد في الزرع لكي يكوف ىناؾ ثمار‪ ،‬نزرع أعماالً‬ ‫كاف داود‬
‫صالحة وجياد‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع والعشرون‬
‫المزمور المئة والسابع والعشرون(المئة والسادس والعشرون في األجبية)‬

‫كاتب المزمور ىو سميماف باني الييكؿ‪ .‬والييكؿ يرمز لجسد المسيح (كنيستو) (يوٕ‪ .)ٕٔ2‬واهلل ىو الذي كوف‬
‫جسد المسيح في بطف العذراء‪ ،‬وىو الذي يعطينا ميبلداً ثانياً مف المعمودية اآلف لنكوف حجارة حية في بيت‬
‫الرب‪ .‬ونبلحظ أنو في بناء الييكؿ الثاني بعد السبي كانت ىناؾ مقاومة شديدة مف األعداء المحيطيف‪ ،‬وىكذا‬
‫في بناء الكنيسة جسد المسيح حالياً يقاوـ عدو الخير كؿ عمؿ‪ ،‬والمزمور يقوؿ لكؿ مف يعمؿ عمؿ الرب ‪ ،‬اف‬
‫اهلل ىو الذي يعمؿ فبل تخؼ‬

‫س َي ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون‪ .‬إِ ْن لَ ْم َي ْحفَ ِظ َّ‬ ‫ب ا ْل َب َّن ُ‬ ‫ِ‬ ‫آية (ٔ) ‪ " -‬إِ ْن لَ ْم َي ْب ِن َّ‬
‫ٔ‬
‫الرب ا ْل َمدي َن َة‪ ,‬فَ َباطبلً َي ْ‬ ‫اؤ َ‬ ‫ت‪ ,‬فَ َباطبلً َيتْ َع ُ‬
‫الرب ا ْل َب ْي َ‬
‫س‪".‬‬ ‫ا ْل َح ِ‬
‫ار ُ‬
‫ال نخاؼ مف أي مقاومة وال نخاؼ الفشؿ‪ ،‬فاهلل ىو الذي يبني البيت ويحرس المدينة‪ .‬وكما فعؿ نحميا‪ ،‬عمينا أف‬
‫نجاىد ونبني واهلل يقود العمؿ ويحرسو‪ .‬وعمينا أف نعرؼ أف جيادنا كمو ىو كبل شئ بدوف المعونة اإلليية‪ .‬ومف‬
‫يعتمد عمى ذاتو إلكتساب أي فضيمة تفشؿ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ين ُخ ْب َز األَتْع ِ ِ‬


‫آكمِ َ‬
‫ين ا ْلجمُوس‪ِ ,‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬ب ِ‬
‫اب‪ .‬لك َّن ُو ُي ْعطي َح ِب َ‬
‫يب ُو‬ ‫َ‬ ‫َن تَُب ٍّك ُروا إِلَى ا ْلق َيام‪ُ ,‬م َؤ ٍّخ ِر َ ُ َ‬
‫اط ٌل ُى َو لَ ُك ْم أ ْ‬ ‫َ‬
‫َن ْو ًما‪".‬‬
‫ىذه موجية لكؿ مف يظف أنو قادر أف يفعؿ شيئاً بذراعو‪" ،‬بدوني ال تقدروف أف تفعموا شيئا" ( يو ٘ٔ ‪) ٘ 2‬‬
‫ىكذا قاؿ ا لسيد المسيح‪ .‬فمماذا اليـ واهلل ىو الذي يفعؿ كؿ شئ‪ ،‬عمينا أف نعمؿ دوف حمؿ أي ىـ‪ ،‬بؿ نحيا في‬
‫ِ‬
‫سبلـ= ُي ْعطي َح ِب َ‬
‫يب ُو َن ْو ًما = فحبيب الرب وسط ىموـ العالـ يناـ ألنو واثؽ أف اهلل ىو ضابط الكؿ‪ .‬ومف ىو‬
‫حبيب الرب؟ اإلجابة في (يوٗٔ‪ )ٔ٘2‬ونبلحظ أف المرتؿ لـ يمنع العمؿ‪ ،‬بؿ اليـ والضيؽ‪ .‬ولنذكر انو في بناء‬
‫الييكؿ الثاني اف اهلل وبخيـ عف طريؽ النبييف حجي وزكريا انيـ متكاسميف عف البناء ‪ .‬والمعني عمينا اف نعمؿ‬
‫وبكؿ جيد ولكف بكؿ ثقة اف اهلل ىو شريؾ في العمؿ ‪ ،‬فالعمؿ عممو ‪.‬‬

‫ب‪ ,‬ثَ َم َرةُ ا ْل َب ْط ِن أ ْ‬


‫ُج َرةٌ‪".‬‬ ‫اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ير ٌ‬ ‫آية (ٖ) ‪ُ ٖ" -‬ىوَذا ا ْلب ُن َ ِ‬
‫ون م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب (تثٔٔ‪.)ٗ2ٕٛ،‬‬ ‫اث ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ير ٌ‬ ‫كاف العبرانيوف يعتبروف أف كثرة البنوف بركة مف عند الرب= ا ْلب ُن َ ِ‬
‫ون م َ‬ ‫َ‬
‫والمعني انو عمينا اف ال نحمؿ اي ىـ ‪ ،‬فكؿ بركة مصدرىا الرب ‪ ،‬ومثاؿ لذلؾ البنوف ‪.‬اذاً البركة ونجاح العمؿ‬
‫ىو مف اهلل ‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والعشرون)‬

‫وتفيـ اآلية عمى كؿ أبناء الكنيسة التي تمدىـ في المعمودية‪ .‬ىـ ولدوا هلل بالمعمودية وليس مف زرع بشر‪ .‬وىـ‬
‫أجرة المسيح وميراثو ألجؿ تعبو في الخبلص (أشٖ٘‪.)ٔٔ2‬‬

‫يب ِة‪".‬‬
‫الش ِب َ‬
‫اء َّ‬ ‫آية (ٗ) ‪َ ٗ" -‬ك ِس َي ٍام ِب َي ِد َجب ٍ‬
‫َّار‪ ,‬ى َك َذا أ َْب َن ُ‬
‫اء‬ ‫َجب ٍ‬
‫َّار‪ .‬أ َْب َن ُ‬ ‫في َي ِد‬
‫اذا اعطي اهلل انساف ابناء اقوياء يشعر بالقوة اذ ىو محاط بشباب قوي ‪ .‬يكونوف َك ِس َي ٍام ِ‬
‫االنساف مف‬ ‫يب ِة = ىـ الذيف ينجبوف في فترة الصبا‪ ،‬أياـ القوة‪ .‬فاف كاف شعور االطمئناف ىذا يشعر بو‬ ‫الش ِب َ‬
‫َّ‬
‫وجود اوالد اقوياء ‪ ،‬فكـ وكـ عمينا اف نشعر بإطمناف حيف يكوف اهلل معنا ‪.‬‬
‫إلى أقاصي‬ ‫َّارىو اهلل‪ .‬فاهلل أرسؿ تبلميذه وبشروا بكممتو فكانوا كسياـ وصمت‬ ‫في َي ِد َجب ٍ‬
‫والمؤمنوف ىـ ِس َي ٍام ِ‬
‫األرض (روٓٔ‪ .)ٔٛ2‬والمسيح ولدنا حينما عمؿ عممو الخبلصي بقوة‪.‬‬

‫اب‪".‬‬ ‫اء ِفي ا ْل َب ِ‬‫َع َد َ‬


‫ون األ ْ‬ ‫وبى لِمَِّذي َمؤلَ َج ْع َبتَ ُو ِم ْن ُي ْم‪ .‬الَ َي ْخ َز ْو َن َب ْل ُي َكمٍّ ُم َ‬
‫٘‬
‫آية (٘) ‪ " -‬طُ َ‬
‫طوبى لمف حصؿ مف اهلل عمى السبلـ الداخمي فيناـ ىادئاً ويكوف لو األماف‪ ،‬كمف لو كثرة البنيف ويكوف بنوه‬
‫اب = كاف لمقدماء عادة‬ ‫اء ِفي ا ْل َب ِ‬ ‫َع َد َ‬ ‫مرىبيف ألعدائيـ مثؿ السياـ في يد الجبار‪ .‬مثؿ ىذا ال يخزى‪ُ .‬ي َكمٍّ ُم َ‬
‫ون األ ْ‬
‫أنو إذا جاء ليـ سفير مف األعداء ال يسمحوف لو بالدخوؿ لممدينة‪ ،‬بؿ يوقفونو عمى الباب ويردوف لو جواب‬
‫كبلمو‪ .‬وحيف يكوف لئلنساف أوالد أقوياء‪ ،‬ال يخزوف إذا أتي عمييـ األعداء بؿ يكممونيـ في قوة ‪ .‬وال يستطيع‬
‫األعداء أف يعيرونيـ بأف اهلل غير قادر عمى خبلصيـ كما فعؿ ربشاقي أياـ حزقيا‪ .‬وكؿ نفس تخزف كممات اهلل‬
‫كسياـ ضد أفكار إبميس التي تقؼ عمى أبواب قموبنا (حبٖ‪ .)ٜ2‬وىكذا حارب السيد المسيح إبميس بآيات‬
‫الكتاب المقدس‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثامن والعشرون‬
‫المزمور المئة والثامن والعشرون(المئة والسابع والعشرون في األجبية)‬
‫ويص ِ‬
‫َّوْر البركة التي تشمؿ اإلنساف‪ ،‬بأف ىذا اإلنساف التقي‬ ‫ىنا نرى البركة تشمؿ حياة كؿ مف يتقي الرب‪ُ .‬‬
‫يعيش في بيتو سعيداً وسط امرأتو وأوالده‪ .‬وسبب البركة مخافة الرب‪.‬ولذلؾ نصمي ىذا المزمور في صموات‬
‫االكاليؿ ‪.‬‬

‫سمُ ُك ِفي طُُرِق ِو‪".‬‬


‫ب‪َ ,‬وَي ْ‬ ‫وبى لِ ُك ٍّل َم ْن َيتَّ ِقي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ " -‬طُ َ‬
‫العالـ قد يعطي غني أو جاه‪ ،‬أما اهلل فيسكف وسط بيت الصديؽ‪ ،‬بؿ يسكف فيو فيكوف ىذا سبب بركة مادية لو‬
‫وأيضاً سبب سبلـ وفرح في حياتو‪ .‬واجمؿ ما في البيوت التي يسكف فييا اهلل انيا ممموءة محبة وفرح ‪.‬‬
‫ومف ىو الرجؿ التقي الذي لـ يصنع خطية فعبلً إال المسيح‪ .‬لذلؾ فيذا المزمور نبوة عف المسيح‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪ " -‬أل ََّن َك تَأْ ُك ُل تَ َع َ‬


‫ٕ‬
‫اك َو َخ ْيٌر لَ َك‪".‬‬
‫وب َ‬
‫ب َي َد ْي َك‪ ,‬طُ َ‬
‫المسيح حيف يجوع ويريد أف يأكؿ‪ ،‬فيو يطمب إيماف المؤمنيف‪ ،‬وىو يشبع إذا رأى المؤمنيف يدخموف لئليماف‬
‫(يوٕٖ‪ .)ٖٔ2ٗ،‬وحيف لعف المسيح التينة إذ كاف جائعاً ولـ يجد ثم اًر لعنيا ألنو كاف يريد أف يشير لؤلمة‬
‫الييودية التي ال يجد فييا ثمر‪ ،‬بؿ سوؼ تصمبو وترفضو‪ .‬وراجع (أشٖ٘‪ .)ٔٔ2‬ولكؿ مؤمف يتعب ويزرع‬
‫بالدموع يحصد باالبتياج ويأكؿ ويشبع‪.‬‬

‫ون َح ْو َل َم ِائ َد ِت َك‪".‬‬ ‫وك ِم ْث ُل ُغ ُر ِ‬


‫وس َّ‬
‫الزْيتُ ِ‬ ‫ام َأرَتُ َك ِمثْ ُل َك ْرَم ٍة ُمثْ ِم َرٍة ِفي َج َو ِان ِب َب ْي ِت َك‪َ .‬ب ُن َ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ْ " -‬‬
‫إذا فيمنا أف الرجؿ ىو المسيح‪ ،‬فالمرأة ىي كنيستو‪ ،‬والبنوف ىـ المؤمنوف‪ .‬والمسيح شبو نفسو بالكرمة حيف قاؿ‬
‫"أنا الكرمة وأنتـ األغصاف‪ ،‬فالكنيسة ىي الكرمة أي جسد المسيح ولماذا الكرمة بالذات‪ ،‬فكؿ عضو في الكنيسة‬
‫يتغذى عمى جسد المسيح ودمو‪ .‬وىنا نفيـ المائدة أنيا مائدة التناوؿ‪َ .‬ج َو ِان ِب َب ْي ِت َك = البيت ىو الكنيسة‪ُ .‬غ ُر ِ‬
‫وس‬
‫ون = زيت الزيتوف رمز لمروح القدس الذي حؿ عمى الكنيسة‪ ،‬وأبناء الكنيسة يولدوف مف الماء والروح‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الزْيتُ ِ‬
‫وشجر الزيتوف ينمو في البرية‪ .‬ونحف كأوالد اهلل نحيا اآلف في برية ىذا العالـ‪ .‬إال أف ىذا المعنى الرمزي ال‬
‫يمغي أف البيت الذي يتقي اهلل يسكف فيو اهلل ويباركو فعبلً‪ ،‬ومثاؿ لمبركة ‪ ،‬الزوجة تثمر اوالدا صالحيف ممموئيف‬
‫وس َّ‬
‫الزْيتُ ِ‬
‫ون‪.‬‬ ‫مف الروح القدس= ُغ ُر ِ‬

‫شمِيم ُك َّل أَي ِ‬


‫َّام‬ ‫ِ‬ ‫ارُك َك َّ ِ ِ‬
‫ب‪ُ ٘ .‬ي َب ِ‬ ‫الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٙ-‬ى َك َذا‬
‫ُور َ َ‬
‫الرب م ْن ص ْي َي ْو َن‪َ ,‬وتُْبص ُر َخ ْي َر أ ُ‬ ‫الر َّ‬ ‫ُي َب َار ُك َّ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫سبلَ ٌم َعمَى إِ ْ‬ ‫َح َي ِات َك‪َ ,‬وتََرى َب ِني َب ِن َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫يل‪".‬‬ ‫َ‬ ‫يك‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والعشرون)‬

‫ب‪ .‬ويريو خيراتو وبركاتو كؿ أياـ حياتو عمى األرض‪ ،‬بؿ وفي السماء‪ ،‬وفي السماء‬ ‫الر ُج ُل ا ْل ُمتَّ ِقي َّ‬
‫الر َّ‬ ‫اهلل ُي َب َار ُك َّ‬
‫سيرى بني بنيو وأبناء أبنائيـ‪ ،‬فبل موت لمف يذىب لمسماء‪ .‬بؿ سنرى السابقيف والبلحقيف‪ .‬ونعيش في سبلـ‬
‫لؤلبد‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والتاسع والعشرون‬
‫المزمور المئة والتاسع والعشرون(المئة والثامن والعشرون في األجبية)‬

‫في المزمور السابؽ سمعنا أف الرب يبارؾ المتقي اهلل‪ ،‬ىؿ معنى ىذا أنو يحيا ببل ألـ؟ ىنا يكمؿ المرتؿ الصورة‪،‬‬
‫فطالما نحف عمى األرض سنضطيد مف إبميس ومف األشرار‪.‬‬

‫شبا ِبي‪ِ ,‬‬ ‫س َرِائي ُل ٕ« َك ِث ًا‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ «ٔ" - )ٕ-‬ك ِث ًا‬
‫لك ْن لَ ْم‬ ‫ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ َ‬
‫ير َما َ‬ ‫ض َايقُوِني ُم ْن ُذ َ‬
‫ش َبا ِبي»‪ .‬ل َي ُق ْل إِ ْ‬ ‫ير َما َ‬
‫َي ْق ِد ُروا َعمَ َّي‪".‬‬
‫ش َبا ِبي‪ .‬بؿ يقاؿ ىذا أيضاً عف شعب إسرائيؿ الذي‬ ‫ىنا صورة لمكنيسة التي اضطيدىا األشرار منذ بدايتيا= ُم ْن ُذ َ‬
‫اضطيده المصريوف في مصر وعماليؽ في سيناء‪ .‬فعموماً شعب اهلل يثير ضده الشيطاف زوابع االضطياد دائماً‬
‫لك ْن لَ ْم َي ْق ِد ُروا عمييا‪ .‬فالكنيسة صعب أف ييزميا أحد فيي عروس المسيح (ٕتيٖ‪+ ٕٔ2‬‬
‫وألف اهلل وسطيا= ِ‬
‫أع‪.)٘2ٜ‬‬

‫آية (ٖ) ‪َ " -‬عمَى ظَ ْي ِري َح َر َ‬


‫ٖ‬
‫اث‪ .‬طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم»‪".‬‬
‫ث ا ْل ُح َّر ُ‬
‫اث‪ .‬طَ َّولُوا أَتْبلَ َم ُي ْم = عمى ظيري جمدني الخطاة وأطالوا إثميـ (سبعينية) فيذه نبوة عما‬ ‫َعمَى ظَ ْي ِري َح َر َ‬
‫ث ا ْل ُح َّر ُ‬
‫حدث لممسيح‪ .‬أَتْبلَ َم ُي ْم = ىي األخاديد الباقية بعد مرور المحراث في األرض إشارة ألثار الجروح الناشئة مف‬
‫ضرب السياط عمى جسد المخمص‪ .‬واهلل يسمح باف األشرار يحرثوف عمى ظير البار (أي يضطيدونو) لينقي‬
‫البار ويكوف أرضاً صالحة لنمو كممتو‪.‬‬

‫ش َر ِ‬
‫ار‪".‬‬ ‫ط األَ ْ‬
‫ٍّيق‪ .‬قَطَ َع ُرُب َ‬
‫صد ٌ‬ ‫الرب ِ‬ ‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َّ " -‬‬
‫ش َر ِ‬
‫ار إشارة إلى حيميـ ومكائدىـ واضطياداتيـ‬ ‫ار = يقطع أعناؽ الخطاة (سبعينية)‪ .‬وُرُبطَ األَ ْ‬ ‫ش َر ِ‬
‫قَطَ َع ُرُبطَ األَ ْ‬
‫التي يشدونيا عمى أعناؽ المؤمنيف لكف الرب يقطعيا وقطع أعناؽ الخطاة يشير لكسر كبريائيـ وعقوبتيـ بسيؼ‬
‫العدؿ اإلليي‪.‬‬

‫ضي ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫اء ُكل م ْب ِغ ِ‬
‫آية (٘) ‪َ ٘" -‬ف ْمي ْخ َز وْليرتَ َّد إِلَى ا ْلور ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ىي صبلة تشبو (رؤ‪ .)ٔٓ2ٙ‬ونحف نصمي ليبعد عنا اهلل تجارب إبميس الشريرة‪.‬‬

‫اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو َوالَ‬


‫َن ي ْقمَع‪ٚ ,‬الَِّذي َال يمؤلُ ا ْلح ِ‬ ‫ش ِب السطُ ِ ِ‬
‫وح الَّذي َي ْي َب ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٚ-ٙ‬لِ َي ُكوُنوا َك ُع ْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫س قَ ْب َل أ ْ ُ َ‬
‫ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ‬
‫ض َن ُو‪".‬‬

‫‪386‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والعشرون)‬

‫ش ِب السطُو ِح ‪ ،‬إذ ليس لو جذور فييبس سريعاً‪ ،‬فبل شركة ليـ مع الرب‪ ،‬بؿ خطاياىـ وشيواتيـ‬ ‫شبو األشرار ب ُع ْ‬
‫اص ُد َكفَّ ُو ِم ْن ُو = إذ ليس ليـ ثمر‪َ .‬والَ‬
‫تحرقيـ‪ ،‬إذ ال تعزية مف اهلل ليـ‪ .‬بؿ عدلو أيضاً يحرقيـ‪ .‬الَِّذي الَ يمؤلُ ا ْلح ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ض َن ُو = ىؤالء ال يحتضنيـ الرب أبداً‪.‬وعمميا فعشب السطوح يخرج بكميات قميمة وببل فائدة فبل يجمعو‬ ‫ا ْل ُم َحٍّزُم ِح ْ‬
‫احد ‪.‬‬

‫اسِم َّ‬
‫ب َعمَ ْي ُك ْم‪َ .‬ب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ‬ ‫آية (‪َ " - )ٛ‬والَ َيقُو ُل ا ْل َعا ِب ُر َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ب»‪".‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر ٍّ‬
‫ون « َب َرَك ُة َّ‬
‫ب = البركة ىي ألوالد‬ ‫اسِم َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫كؿ مف يراىـ يدرؾ أف ال بركة ليم من الرب‪ .‬اما اوالد اهلل فميـ بركة= َب َارْك َنا ُك ْم ِب ْ‬
‫اهلل وشعبو فقط‪ ،‬ولذلؾ عمييـ أف ال يخافوا مف األعداء األشرار‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثبلثون‬
‫المزمور المئة والثبلثون(المئة والتاسع والعشرون في األجبية)‬

‫في ىذه الساعة نذكر دفف الرب يسوع ونزولو إلى الجحيـ ليخمص قديسيو مف ىناؾ‪ .‬والنوـ يسميو البعض‬
‫الموت الصغير‪ ،‬فالمسيح قاؿ عف لعازر حيف مات "حبيبنا لعازر قد ناـ" ونحف في صبلة النوـ نذكر أننا سنناـ‬
‫أي سنموت يوماً ما‪ ،‬فنقدـ توبة قبؿ أف تأتي تمؾ الساعة‪ ،‬وكما نرجو أف نقوـ في الصباح التالي بعد نومنا‪،‬‬
‫نرجو أف تكوف لنا أبدية سعيدة مع اهلل في القيامة حيف نقوـ في اليوـ األخير‪.‬‬
‫وىذا المزمور ىو مف ضمف ترانيـ المصاعد‪ .‬وكنا قد توقفنا في المزمور السابؽ مباشرة عند االضطيادات‬
‫واآلالـ التي تعاني منيا الكنيسة في ىذا العالـ‪ ،‬أو اآلالـ ومكائد إبميس ضد النفس طالما كنا متغربيف عف‬
‫السماء‪ ،‬وماذا تفعؿ النفس المتألمة؟‬

‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب‪".‬‬ ‫(ٔ) ‪ِ " -‬م َن األ ْ‬


‫َع َما ِ‬ ‫ٔ‬
‫ص َر ْخ ُ‬
‫ق َ‬ ‫آية‬
‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب = مف عمؽ األحزاف أو عمؽ اآلالـ أو عمؽ الخطية (إذ تقدـ النفس توبة‬ ‫ص َر ْخ ُ‬
‫ق َ‬ ‫َع َما ِ‬
‫األ ْ‬ ‫ِم َن‬
‫ترجو معونة اهلل)‪ .‬ومف أعماؽ القمب وليس مف الشفتيف فقط‪ .‬وبالنسبة لممسيح فاالعماؽ تشير لمجحيـ الذي‬
‫ت = ليس المعنى‬
‫ص َر ْخ ُ‬
‫ذىب اليو بعد موتو عمي الصميب ليخمص مف فيو ‪ .‬ولمف نصرخ ونمجأ إال هلل وحده‪َ .‬‬
‫تعمية الصوت‪ ،‬إنما رفع القمب هلل‪ ،‬والصبلة بإرادة عقمية وبكؿ الحواس‪ .‬والمسيح صرخ واهلل استجاب لو وخمص‬
‫الكنيسة ‪.‬‬

‫ضر َع ِاتي‪".‬‬
‫ص ْو ِت تَ َ‬ ‫اك م ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْوِتي‪ .‬لتَ ُك ْن أُ ُذ َن َ ُ ْ‬
‫صغ َيتَ ْي ِن إِلَى َ‬ ‫اس َم ْع َ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬يا َرب‪ْ ,‬‬
‫يجب أف يكوف لنا إيماف بأف اهلل يستجيب إف طمبنا بإيماف‪( .‬عبٗ‪.)ٔٙ2‬‬
‫ف؟"‬ ‫س ٍّي ُد‪ ,‬فَ َم ْن َي ِق ُ‬
‫ام َي َارب‪َ ,‬يا َ‬
‫ب اآلثَ َ‬
‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬إِ ْن ُك ْن َ ِ‬
‫ت تَُراق ُ‬
‫لو عاممنا ا هلل بعدلو كما نستحؽ ليمكنا‪ ،‬وال أمؿ لنا سوى مراحمو لذلؾ ال تكؼ الكنيسة عف ترديد صبلة "يا رب‬
‫إرحـ"‬

‫اف ِم ْن َك‪".‬‬
‫َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ‪ .‬لِ َك ْي ُي َخ َ‬
‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أل َّ‬
‫اف ِم ْن َك = ليس معنى‬
‫َن ِع ْن َد َك ا ْل َم ْغ ِف َرةَ = المسيح الذي صار بو غفراف خطايانا جاء مف عند اآلب‪ .‬لِ َك ْي ُي َخ َ‬ ‫أل َّ‬
‫مراحـ اهلل وغفرانو أف نقوؿ‪ ،‬قد ضمنا الخبلص فمنفعؿ كما نريد‪ ،‬بؿ لنتمـ خبلصنا بخوؼ ورعدة‪ ،‬فاهلل في عدلو‬
‫سمح أف إبنو يصمب‪ ،‬فإف أىممنا خبلصاً ىذا مقداره‪ ،‬ولـ نقدـ توبة ونمتنع عف خطايانا فكـ تكوف عقوبتنا‬
‫(عبٕ‪.)ٖ2‬‬

‫‪388‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخالحون)‬

‫آية (٘) ‪ " -‬ا ْنتَظَ ْرتُ َك َيا َرب‪ .‬ا ْنتَظَ َر ْت َن ْف ِسي‪َ ,‬وِب َكبلَ ِم ِو َر َج ْو ُ‬
‫٘‬
‫ت‪".‬‬
‫عمينا أف ننتظر الرب بثقة في وعوده فيو يحققيا في الوقت الذي يراه مناسباً‪ .‬فيو في أالمو‪ ،‬ونحف في أالـ ىذا‬
‫العالـ عمينا أف نثؽ في الخبلص وفي وعود الرب لنا‪.‬‬

‫ين الص ْب َح‪ .‬أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬


‫ب أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬ ‫آية (‪َ " - )ٙ‬ن ْف ِسي تَ ْنتَ ِظ ُر َّ‬
‫‪ٙ‬‬
‫ين الص ْب َح‪".‬‬ ‫الر َّ‬
‫الحارس عمى األسوار ينتظر الصبح بفارغ صبر ليذىب ليستريح‪ ،‬ىكذا عمينا أف ننتظر مجيء الرب شمس البر‪،‬‬
‫فنستريح مف أالـ ىذا العالـ "ىنا رجاء في القيامة" وفي السبعينية ترجمت اآلية أَ ْكثََر ِم َن ا ْل ُم َر ِاق ِب َ‬
‫ين الص ْب َح = مف‬
‫محرس الصبح إلى الميؿ‪ .‬بمعنى أف الحراسات في الميؿ تنقسـ إلى ٗ نوبات مف الساعة ‪ ٙ‬إلى الساعة ‪ٜ‬‬
‫والثانية مف الساعة ‪ ٜ‬إلى الساعة ٕٔ والثالثة مف الساعة ٕٔ إلى الساعة الثالثة والرابعة وتسمى محرس الصبح‬
‫تبدأ مف الساعة ٖ صباحاً حتى الساعة ‪ ٙ‬صباحاً‪ .‬ويكوف المعنى أننا ننتظر الرب منذ الصباح وحتى المساء‬
‫أي دائماً نحف متكميف عميو‪ ،‬نظرنا عميو دائما متوقعيف منو خبلصا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َن ِع ْن َد َّ‬ ‫س َرِائي ُل َّ‬ ‫‪ِٚ‬‬


‫ير‪",‬‬
‫الر ْح َم َة َوع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ‬
‫ب َّ‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ب‪ ,‬أل َّ‬
‫الر َّ‬ ‫آية (‪ " - )ٚ‬ل َي ْر ُج إِ ْ‬
‫ير = عنده خبلص لكؿ أالمنا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫المرتؿ ينصح كؿ إنساف أف يترجي الرب فَع ْن َدهُ ف ًدى َكث ٌ‬

‫ام ِو‪".‬‬
‫يل ِم ْن ُك ٍّل آثَ ِ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪َ " - )ٛ‬و ُى َو َي ْفدي إِ ْ‬
‫‪ٛ‬‬

‫نبوة واضحة عف عمؿ المسيح الكفاري الفدائي‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والحادي والثبلثون‬
‫المزمور المئة والحادي والثبلثون(المئة والثبلثون في األجبية)‬

‫مزمور يشير لتواضع داود النبي والممؾ‪ ،‬رم اًز لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثـ مات‪ .‬ويقوؿ معظـ‬
‫المفسريف أف داود قاؿ ىذا المزمور رداً عمى إفتراءات شاوؿ وعبيده إذ أتيموه بأنو في كبرياء يفكر في اغتصاب‬
‫الممؾ‪ .‬ومف ناحية أخرى فيذا المزمور يأتي بعد المزمور السابؽ فيو يشير لدرجة أعمى في المصاعد‪ .‬فكمما‬
‫نرتفع روحياً نتضع وكمما نتضع نرتفع‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ب فَ ْوِقي‪".‬‬ ‫ستَ ْع ِل َع ْي َن َ‬
‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬لَ ْم َي ْرتَف ْع َق ْم ِبي‪َ ,‬ولَ ْم تَ ْ‬
‫ٔ‬
‫َسمُ ْك في ا ْل َعظَائم‪َ ,‬والَ في َع َجائ َ‬
‫اي‪َ ,‬ولَ ْم أ ْ‬
‫مف يتفاخر بفضائمو مستجمباً لمديح الناس فيو مذموـ‪ ،‬ويضيع أجر فضائمو‪ .‬والعظمة ىي رأس كؿ الخطايا‪،‬‬
‫فييا سقط المبلؾ مف السماء‪ .‬وداود ىنا يقوؿ أنو ال ينظر إلى عرش شاوؿ‪ .‬وروحياً عمينا أف نفعؿ نفس الشيء‬
‫(رؤٕ‪ )ٙ-ٖ2‬وداود لو الحؽ في أف يفكر في عرش شاوؿ فاهلل سبؽ واختاره وصموئيؿ مسحو‪.‬‬

‫ُم ِو‪َ .‬ن ْف ِسي َن ْح ِوي َكفَ ِط ٍيم‪".‬‬


‫س َّكت َن ْف ِسي َكفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬ب ْل َى َّدأ ُ‬
‫ْت َو َ‬
‫رائع مف داود أف يعترؼ بالحقيقة التي في داخؿ قمبو‪ ،‬فالقمب يشتيي فعبلً الممؾ كما يشتيي كؿ منا الدنيويات‪،‬‬
‫س َّكت َن ْف ِسي‪ .‬والنفس ىنا يقصد بيا رغائبو العاطفية وشيوتو‬ ‫ْت َو َ‬ ‫ىذه حقيقة‪ .‬ولكنو قاوـ ىذه الشيوات= َى َّدأ ُ‬
‫ُم ِو = الفطيـ‬
‫لبلرتفاع والممؾ‪ ،‬فالنفس دائماً صاخبة تشتيي‪ .‬ولكنو جاىد ضد نفسو لييدئ شيوتو‪َ .‬كفَ ِط ٍيم َن ْح َو أ ٍّ‬
‫ىو مف ُح ِرَـ مف ثدي أمو‪ ،‬فيظؿ يصرخ ولكنو مع امتناع أمو عف إرضاعو ييدئ نفسو ويقبؿ األمر الواقع‬
‫مكتفياً بصدر أمو يناـ عميو في راحة‪ .‬ىنا يمثؿ داود مف كاف يشتيي العالـ (لبف أمو) وحرمو اهلل مف بعض‬
‫شيوات العالـ (فطاـ) فثارت نفسو فيو‪ ،‬وظؿ يجاىد ليستريح‪ ،‬وصبر هلل فأعطاه ثقة مطمئنة في اهلل (الراحة عمى‬
‫صدر أمو) عوضاً عف الطمع القمؽ (اشتياء الرضاعة مف صدر أمو)‪ .‬بؿ أف اهلل في بعض األحياف يفعؿ كما‬
‫تفعؿ األـ حينما تريد أف تفطـ أبنيا‪ .‬فبعض األميات يضعف سائؿ لو طعـ مر عمى ثدييف ليكره األطفاؿ‬
‫الرضاعة‪ ،‬واهلل يسمح ببعض اآلالـ وسط شيوات العالـ وببعض الضيقات تمتزج بممذاتو فنكرىو طالبيف أف نفطـ‬
‫منيا‪.‬‬

‫َّى ِر‪".‬‬ ‫ب ِم َن َ‬
‫اآلن َوِالَى الد ْ‬ ‫س َرِائي ُل َّ‬
‫الر َّ‬ ‫ِٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬ل َي ْر ُج إِ ْ‬
‫إذا كاف اهلل يعاممنا كما تعامؿ األـ ابنيا فمف نرجو سواه في كؿ ضيقاتنا‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثاني والثبلثون‬
‫المزمور المئة والثاني والثبلثون(المئة والحادي والثبلثون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور يتكمـ عف إقامة المسيح ممكاً‪ ،‬فبعد أف رأيناه في المزمور السابؽ متضعاً نراه يجمس ممكاً عمى‬
‫كرسي داود (آية ٔٔ) وأعداؤه يمبسوف الخزي (آية ‪.)ٔٛ‬‬
‫مف ناحية المصاعد‪ ،‬فيذا المزمور يرتفع درجة عف المزمور السابؽ‪ ،‬الذي إتضعت فيو النفس تماماً فسكف الرب‬
‫فييا وعندىا (أش‪ )ٔ٘2٘ٚ‬الرب اختار صييوف‪ ،‬اشتياىا مسكناً لو‪.‬‬
‫ونصمي ىذا المزمور في النوـ لنذكر أننا يجب أف نجد مكاناً لمرب في قموبنا قبؿ أف نناـ‪.‬‬
‫يقاؿ أف داود ىو الذي كتب المزمور معب اًر عف اشتيائو أف يبني بيتا لمرب‪ .‬أو حيف نقؿ تابوت العيد في حفؿ‬
‫ورقص‪ .‬ويقاؿ أيضاً أف الذي أنشده سميماف حيف نقؿ التابوت إلى الييكؿ‪ ،‬وربما ىذا ىو األدؽ‪ ،‬إذ نجد بعض‬
‫آيات ىذا المزمور في صبلة سميماف (ٕأيٕٗ‪.)ٗٔ2ٙ،‬‬

‫وب ٖ«الَ أ َْد ُخ ُل َخ ْي َم َة َب ْي ِتي‪.‬‬ ‫ب‪َ ,‬ن َذ َر لِ َع ِز ِ‬


‫يز َي ْعقُ َ‬ ‫ف لِ َّمر ٍّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )٘-‬اُ ْذ ُك ْر َيا َرب َد ُاوَد‪ُ ,‬ك َّل ُذلٍّ ِو‪َ .‬ك ْي َ‬
‫ف َحمَ َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬

‫س َك ًنا لِ َع ِز ِ‬
‫يز‬ ‫ب‪َ ,‬م ْ‬ ‫اما لِ َّمر ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫٘‬
‫َجفَاني‪ ,‬أ َْو أَج َد َمقَ ً‬
‫ُع ِطي وس ًنا لِع ْي َن َّي‪ ,‬والَ َنوما أل ْ ِ‬
‫َ ًْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ٗ‬
‫اشي‪ .‬الَ أ ْ‬ ‫ير ِفر ِ‬
‫س ِر ِ َ‬ ‫َص َع ُد َعمَى َ‬
‫الَ أ ْ‬
‫وب»‪".‬‬ ‫َي ْعقُ َ‬
‫لـ يجد المرتؿ فضيمة في داود أثمف مف ذلو ووداعتو وتواضعو‪ .‬فحيثما يوجد التواضع نجد اهلل ساكناً‪ .‬وكؿ نفس‬
‫مؤمنة ال تستريح وال تيدأ‪ ،‬إال إذا صارت ىيكبلً هلل‪ ،‬واهلل يرتاح فييا كمسكف لو‪ .‬والمرتؿ يذكر أف داود حينما‬
‫ب = أي أنو لف يستطيع أف‬ ‫اما لِ َّمر ٍّ‬ ‫ِ‬
‫بنى بيتو لـ ييدأ ألنو لـ يكف قد بنى بيتاً لمرب يستريح فيو الرب‪ .‬أ َْو أَج َد َمقَ ً‬
‫يناـ في قصره إف لـ يجد مسكناً يقيـ فيو إلو يعقوب‪ ،‬ىكذا نذر داود لمرب ولكف الرب طمب مف داود أف يبني‬
‫سميماف البيت‪ ،‬فابف داود أي سميماف الممؾ يرمز لممسيح ابف داود الذي سيبني الييكؿ أي جسده (يوٕ‪.)ٕٔ2‬‬
‫وسميماف ىنا لو كاف ىو مرتؿ ىذا المزمور‪ ،‬نجده بعد أف أتـ بناء الييكؿ يرتؿ بيذه الكممات بمعنى أنو وفى‬
‫نذر أبيو‪.‬‬

‫س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَفْراتَ َة‪َ .‬و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ‬


‫ول ا ْل َو ْع ِر‪".‬‬ ‫‪ٙ‬‬
‫آية (‪ُ " - )ٙ‬ى َوَذا قَ ْد َ‬
‫َ‬
‫س ِم ْع َنا ِب ِو ِفي أَف َْراتَ َة = عندما ع زـ داود أف ينقؿ تابوت الرب إلى أورشميـ أخذ يسأؿ عف مكانو فقيؿ لو‬ ‫ُى َوَذا قَ ْد َ‬
‫ول ا ْل َو ْعر= وىـ وجدوا تابوت العيد في قرية يعاريـ‬ ‫أنو في أفراتو وىي بيت لحـ (تؾٖ٘‪َ )ٜٔ2‬و َج ْد َناهُ ِفي ُحقُ ِ‬
‫(ٔأئٖ‪ )٘2‬وىي تبعد عف أورشميـ ٔٔ ميؿ مف جية جنوب الغرب‪ .‬وسميت موضع الغابة ألف المنطقة‬
‫مقاطعة ممموءة باألشجار‪ .‬وكممة يعاريـ تعني لغوياً غابات أو وعر (قاموس الكتاب) والكنيسة تفسر ىذه اآلية‬
‫عف اجتياد داود في البحث عف التابوت في بيت لحـ وتعبو في إعداد مكاف مناسب لو يضعو فيو عمى تجسد‬

‫‪391‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫ربنا يسوع المسيح مف القديسة العذراء حيث ولدتو في بيت لحـ‪ .‬ونبلحظ معاني الكممات‪ .‬بيت لحـ= بيت‬
‫الخبز‪ ،‬أَف َْراتَ َة = مثمر‪ .‬فالمسيح قدـ جسده لنا خب اًز نأكمو‪ ،‬وبعد أف كنا غير مثمريف كشجر الوعر صرنا‬
‫مثمريف‪.‬‬

‫س ُج ْد ِع ْن َد َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو»‪".‬‬ ‫آية (‪«ٚ" - )ٚ‬لِ َن ْد ُخ ْل إِلَى م ِ ِ ِ ِ‬


‫ساكنو‪ .‬ل َن ْ‬
‫َ َ‬
‫المعنى المباشر‪ ،‬لندخؿ إلى الييكؿ مسكف اهلل و َم ْو ِط ِئ قَ َد َم ْي ِو لندخؿ‪ .‬وىذه كانت نبوة فالرعاة ذىبوا وسبحوا‬
‫لمولود بيت لحـ‪ .‬والمجوس سمعوا عنو وأتوا ليسجدوا لو‪.‬‬

‫وت ِعٍّز َك‪".‬‬ ‫اح ِت َك‪ ,‬أَ ْن َ‬


‫ت َوتَ ُاب ُ‬ ‫آية (‪ " - )ٛ‬قُ ْم َيا َرب إِلَى َر َ‬
‫‪ٛ‬‬

‫ىذه قيمت غالباً عند نقؿ التابوت إلى الييكؿ‪ ،‬عوضاً عف التنقؿ مع الخيمة‪ ،‬فصار الييكؿ مكاف راحة واستقرار‪.‬‬
‫ولقد وجد السيد المسيح راحتو في بطف العذراء مريـ لذلؾ شبيت الكنيسة في تسابيحيا العذراء مريـ بالتابوت‪.‬‬
‫وتعتبر اآلية نبوة عف قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كاف التابوت مف خشب مغشى بذىب رمز التحاد‬
‫البلىوت بالناسوت) ثـ صعوده بيذا الجسد إلى السموات وجموسو وراحتو عف يميف أبيو‪ .‬والكنيسة المقدسة ىي‬
‫مكاف راحتو‪ .‬وبيذا نصمي قـ واظير أف الكنيسة ىي مكاف راحتؾ واظير مجدؾ فييا‪.‬‬

‫اؤ َك َي ْي ِتفُ َ‬
‫ون ا ْل ِب َّر‪َ ,‬وأَتْ ِق َي ُ‬
‫‪ٜ‬‬
‫ون‪".‬‬ ‫س َ‬‫آية (‪َ " - )ٜ‬ك َي َنتُ َك َي ْم َب ُ‬
‫ىنا المرنـ يتطمع إلى وا جب الكينة إذ حؿ اهلل بمجده وسط ىيكمو بدخوؿ تابوت عيد اهلل‪ ،‬ويوصي الكينة بأف‬
‫يمبسوا البر‪ .‬والشعب األتقياء ييتفوف ويسبحوف لوجود اهلل وسطيـ‪ .‬وىذه الصورة يجب أف تكوف في الكنيسة‪،‬‬
‫ون ا ْل ِب َّر = البر الذي بالمسيح‪ ،‬وليس البر الشخصي‪ .‬فنحف تبررنا بدمو‪.‬‬
‫س َ‬‫ولكن َي ْم َب ُ‬
‫كينة قديسيف وشعب مسبح َ‬
‫والكنيسة كميا تبررت بدـ المسيح‪ ،‬وعمييا أف تحيا حياة الشكر والتسبيح‪.‬‬

‫َج ِل َداوَد ع ْب ِد َك الَ تَرَّد و ْج َو م ِس ِ‬


‫يح َك‪".‬‬ ‫آية (ٓٔ) ‪ِ " -‬م ْن أ ْ‬
‫ٓٔ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫سميماف ىنا يتشفع بأبيو داود المحبوب جداً عند اهلل (عقيدة الشفاعة) أف يرضى عميو ويسمع لو ويبارؾ الييكؿ‬
‫الذي بناه ويسكف فيو ويتقبؿ صمواتيـ فيو‪ ،‬ولقد استجاب اهلل بنزوؿ نار مف السماء وأكمت المحرقة (ٕأي‪)ٔ2ٚ‬‬
‫ويصمي سميماف أيضاً أف يستجيب اهلل لو بشفاعة داود أبيو أف يجمس عمى كرسي داود أبناء سميماف دائماً‪ ،‬كما‬
‫وعد اهلل داود بذلؾ‪.‬‬

‫َج َع ُل َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك‪ٕٔ .‬إِ ْن‬ ‫« ِم ْن ثَ َم َرِة َب ْط ِن َك أ ْ‬ ‫ق الَ َي ْرجعُ َع ْن ُو‬ ‫الرب لِ َد ُاوَد ِبا ْل َح ٍّ‬
‫ْس َم َّ‬
‫ٔٔ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ " - )ٕٔ-‬أَق َ‬
‫ون َعمَى ُك ْر ِس ٍّي َك»‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ِ ِ‬
‫األ ََبد َي ْجم ُ‬ ‫ضا إِلَى‬ ‫وى ْم أ َْي ً‬ ‫ُعمٍّ ُم ُي ْم إِي َ‬
‫َّاىا‪ ,‬فَ َب ُن ُ‬ ‫شي َ ِ ِ‬
‫اداتي الَّتي أ َ‬
‫ظ ب ُن َ ِ‬
‫وك َع ْيدي َو َ َ‬
‫ِ‬
‫َحف َ َ‬

‫‪392‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫راجع وعد اهلل لداود في (ٕصـ‪ .)ٔٙ-ٕٔ2ٚ‬وتحقؽ وعد اهلل جزئياً في ممؾ سميماف وابف سميماف ونسمو لفترة‬
‫طويمة حتى سبي بابؿ‪ .‬وتحققت ىذه النبوة في المسيح فعبلً الذي سيممؾ عمى كنيستو إلى األبد‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ىذ ِه ِىي ر ِ‬


‫اىا مس َك ًنا لَ ُو ٗٔ« ِ‬ ‫اختَار ِ‬ ‫الر َّ ِ‬
‫احتي إِلَى األ ََبد‪ُ .‬‬
‫ىي َنا‬ ‫َ ََ‬ ‫شتَ َي َ َ ْ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪ .‬ا ْ‬ ‫ب قَد ْ َ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ٖٔ" - )ٔٗ-‬أل َّ‬
‫َن َّ‬
‫َس ُك ُن أل ٍَّني ا ْ‬
‫شتَ َي ْيتُ َيا‪".‬‬ ‫أْ‬
‫اهلل أحب صييوف أي أورشميـ ألف عبادتو في الييكؿ كانت فييا‪ ،‬وىناؾ يذكر إسمو بالتسبيح وبالحب‪ .‬ولكف‬
‫قولو إِلَى األ ََب ِد = يجعمنا نفيـ أف المقصود ليس أورشميـ نفسيا فأورشميـ خربت أثناء سبي بابؿ‪ ،‬ثـ عادوا وبنوىا‪.‬‬
‫وخربت نيائياً بعد سنة ٓ‪ٚ‬ـ عمى يد تيطس‪ .‬أما صييوف الذي أحبيا اهلل ويرتاح فييا لؤلبد ىي الكنيسة‪.‬‬

‫اؤ َىا َي ْي ِتفُ َ‬


‫صا‪َ ,‬وأَتْ ِق َي ُ‬ ‫شبعُ ُخ ْب ًزا‪َ .‬ك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ‬
‫ار ُك برَك ًة‪ .‬مس ِ‬
‫ام َيا أ َُب ِ َ َ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫ون‬ ‫س َخبلَ ً‬ ‫اكي َن َيا أُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ط َع َ‬
‫اآليات (٘ٔ‪َ " - )ٔٙ-‬‬
‫ُىتَافًا‪".‬‬
‫ار ُك برَك ًة‪ .‬ومس ِ‬
‫شبعُ ُخ ْب ًاز =‬ ‫اكي َن َيا أُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ام َيا أ َُب ِ َ َ‬ ‫حيف يسكف اهلل وسط جماعة أو كنيسة يباركيا (تث‪ =)ٙ-ٕ2ٕٛ‬طَ َع َ‬
‫ىنا يتكمـ عف الخبز الروحي أي التناوؿ مف جسد المسيح ودمو‪ ،‬فنجد في ىذه اآلية أف اهلل يبارؾ بركة مادية‬
‫ين اي المتضعيف ‪ ،‬فيؤالء يسكف اهلل عندىـ ( اش ‪2 ٘ٚ‬‬ ‫وبركة روحية لمف يسكف عنده‪ .‬ومف يشبع ىـ المس ِ‬
‫اك َ‬ ‫َ َ‬
‫٘ٔ )‪.‬‬

‫صا = ىذا رد عمى آية (‪ )ٜ‬لمتأكيد‪ .‬فاهلل سينفذ وعده ويخمص ويبرر‪.‬‬ ‫َك َي َنتَ َيا أُْل ِب ُ‬
‫س َخبلَ ً‬

‫س ِخ ْزًيا‪َ ,‬و َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر‬ ‫اءهُ أُْل ِب ُ‬


‫َع َد َ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫ت ِسراجا لِم ِس ِ‬
‫يحي‪ .‬أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫اك أُْن ِب ُ‬
‫ت قَ ْرًنا ل َد ُاوَد‪َ .‬رتَّْب ُ َ ً َ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫اآليات (‪ُ " - )ٔٛ-ٔٚ‬ى َن َ‬
‫إِ ْكمِيمُ ُو»‪".‬‬
‫اج فيو نور العالـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ىذه نبوة صريحة عف المسيح (لؤ‪ )ٕٚ-ٙٛ2‬فالمسيح ىو القَ ْرن إشارة لقوة عممو‪ .‬وىو الس َر ً‬
‫ت ِسراجا لِم ِس ِ‬
‫يحي = وىذا الجسد كاف سراجاً‪ ،‬ينير لمعالـ بؿ يضئ‬ ‫واهلل ىيأ جسداً لمسيحو مف بطف العذراء= َرتَّْب ُ َ ً َ‬
‫لكؿ مف يقترب منو فيصير أيضاً نو اًر لمعالـ‪ .‬وألبس المسيح أعداءه الخزي‪ .‬فإبميس إندحر والييود قد تشتتوا في‬
‫العالـ كمو‪ .‬وممؾ ىو عمى كنيستو= َعمَ ْي ِو ُي ْزِى ُر إِ ْكمِيمُ ُو‪ .‬وجاءت العبارة في السبعينية "عميو يزىر قدسي" وفي‬
‫اإلنجميزية "لكف عميو ىو نفسو تاج يشع منو بريؽ مجده" وبيذا نفيـ المعنى أف جسد المسيح صار يشع منو‬
‫مجده وقداستو التي إزدادت إزدىا اًر أو وضوحاً وأصبحنا ندركيا بعد قيامتو وصعوده وجموسو عف يميف اآلب‪،‬‬
‫وانتصاره القوى عمى إبميس وعمى الموت وعمى الخطية‪ .‬وىذه العبارة جاءت بعدما تكمـ عف جسد المسيح الذي‬
‫ظير في إتضاع أوالً‪ ،‬ثـ ظير أنو ييوه نفسو‪ ،‬خاصة بعد قيامتو‪ .‬وىذا ما كاف يعنيو بولس الرسوؿ بقولو "تعيف‬
‫إبف اهلل بقوة مف جية روح القداسة بالقيامة مف األموات" (رؤ‪ .)ٗ2‬وىذا ما رأي التبلميذ الثبلثة قبساً منو في‬
‫التجمي‪ ،‬وىذا ما رآه يوحنا مف صورة المسيح في (رؤٔ)‪ .‬إِ ْكمِيمُ ُو = فيو ممؾ المموؾ قداستي فيو القدوس‬
‫وحده‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي والخالحون)‬

‫وكمما تأممنا في عمؿ المسيح وتجسده وفداءه وعظـ محبتو يزداد اكميمو لمعانا واشراقا وبياءاً ‪ ،‬اكميمو الذي عمي‬
‫راسو الذي ىو عبلمة ممكو عمينا ‪ .‬ونحف نممكو عمينا ليس باالجبار ولكف بيذا الحب الذي مؤل قموبنا‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثالث والثبلثون‬
‫المزمور المئة والثالث والثبلثون(المئة والثاني والثبلثون في األجبية)‬

‫في المزمور السابؽ رأينا عمؿ المسيح الخبلصي لكنيستو‪ ،‬وىنا نرى الكنيسة كشعب يحيا في حب فينسكب‬
‫الروح القدس عمى ىذه الكنيسة‪ .‬رأينا في المزمور السابؽ المسيح يرتاح في كنيستو لذلؾ فالروح القدس الذي‬
‫إنسكب عميو وىو رأس الكنيسة‪ ،‬ينسكب عمى كؿ الكنيسة‪ .‬ولكف الروح القدس ينسكب إذا توافر شرط المحبة‪،‬‬
‫فيذا المزمور دعوة لممحبة بيننا جميعاً‪.‬‬
‫ىناؾ رأياف في المناسبة التي كتب فييا ىذا المزمور‪2‬‬ ‫‪‬‬
‫األوؿ‪ 2‬أنو ُكتب ليصموا بو في األعياد السنوية التي يجتمع فييا كؿ الشعب (ٖ مرات سنوياً) في األعياد‬
‫الكبيرة في أورشميـ‪.‬‬
‫الثاني‪ 2‬أنو كتب لتشجيع العائديف مف السبي‪ .‬ليسكنوا في أورشميـ‪.‬‬
‫مسح بسكب زيت المسحة عمى رأسو وكاف ىذا‬ ‫كاف رئيس الكينة ُي َ‬ ‫‪‬‬
‫الزيث المنسكب‬ ‫الزيت مف زيت الزيتوف (رمز لمروح القدس) مخموطاً ببعض العطور‪.‬‬
‫قنينة‬
‫الدهن‬
‫وكؿ ىذه العطور تشير لشخص السيد المسيح‪ .‬وحيف ينسكب الزيت‬
‫عمى رأس ىروف رئيس الكينة (رمز لممسيح رئيس كينتنا) ينسكب‬
‫عمى لحيتو (المحية ترمز بشعرىا الكثيؼ حوؿ الرأس لمكنيسة الممتفة‬
‫حوؿ المسيح رأسيا) فيفيح مف المحية (الكنيسة) رائحة المسيح الزكية‪.‬‬
‫فالكنيسة رائحة المسيح الزكية (ٕكوٕ‪ .)ٔ٘2‬والروح القدس حيف يمؤل‬
‫شخص مؤمف يحولو إلى صورة المسيح (غؿٗ‪ .)ٜٔ2‬وبشرط أف نسكف‬
‫في محبة‪.‬‬

‫الرائحة‬
‫س ُك َن ِ‬
‫اإل ْخ َوةُ َم ًعا!"‬ ‫َن َي ْ‬
‫س َن َو َما أَ ْج َم َل أ ْ‬
‫َح َ‬
‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪ُ " -‬ى َوَذا َما أ ْ‬
‫اإلخوة حيف يسكنوف في محبة يشبيوف بثمرة التيف‪ .‬ففييا بذور كثيرة تسكف متآلفة بجانب بعضيا داخؿ غبلؼ‬
‫واحد‪ .‬وطعميا حمو‪ .‬فاهلل يحب أف نسكف في محبة في الكنيسة‪.‬‬

‫ف ِث َيا ِب ِو‪".‬‬
‫طر ِ‬ ‫الن ِ ِ ِ‬
‫ازل إلَى َ َ‬ ‫از ِل َع َمى المٍّ ْح َي ِة‪ ,‬لِ ْح َي ِة َى ُار َ‬
‫ون‪َّ ,‬‬ ‫ْس‪َّ ,‬‬
‫الن ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ِ ٕ" -‬م ْث ُل الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب َعمَى َّأ‬
‫الر ِ‬
‫إنسكاب الدىف رمز لمروح القدس (ٔصـ‪ .)ٖٔ2ٔٙ‬وقد حؿ الروح القدس عمى المسيح يوـ عماده‪ ،‬وكاف ذلؾ‬
‫لحساب الكنيسة (المٍّ ْح َية= الشعر الكثير يشير لممؤمنيف) الد ْى ِن الطَّ ٍّي ِب = الزيت ‪ +‬العطور‪ .‬وىذه المحية نازلة‬

‫‪395‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج والخالحون)‬

‫ف ِث َيا ِب ِو ‪ .‬وثياب المسيح ىي كنيستو‪ .‬فبل انفصاؿ بيف جماعة المؤمنيف والكنيسة‪ .‬وال معنى لوجود‬
‫عمى طَر ِ‬
‫َ‬
‫جماعة منشقة عمى الكنيسة‪.‬‬

‫اة إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬


‫الرب ِبا ْلبرَك ِة‪ ,‬حي ٍ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َم َر َّ‬
‫اك أ َ‬
‫از ِل عمَى جب ِل ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن‪ .‬أل ََّن ُو ُى َن َ‬ ‫الن ِ َ َ َ‬ ‫آية (ٖ) ‪ِ " -‬م ْث ُل َن َدى َح ْرُم َ‬
‫ون َّ‬ ‫ٖ‬

‫از ِل عمَى جب ِل ِ‬ ‫ون َّ‬


‫ص ْي َي ْو َن = والندى‬ ‫الن ِ َ َ َ‬ ‫ىذه الجماعة التي إنسكب عمييا الروح القدس تغمرىا البركات‪َ .‬ن َدى َح ْرُم َ‬
‫ينعش النبات ويحافظ عميو مف ح اررة الشمس (التجارب)‪ .‬وىذا عمؿ الروح القدس المعزي لمنفس المتألمة‪.‬‬
‫ص ْي َي ْو َن (أو‬‫ون الشاىؽ العمو وينزؿ عمى التبلؿ المجاورة مثؿ جب ِل ِ‬ ‫ونبلحظ أف الندى يأتي مف عمى جبؿ َح ْرُم َ‬
‫ََ‬
‫سيئوف وىو جبؿ منخفض بجانب جبؿ حرموف حسب الترجمة الدقيقة) وىكذا تنيمر البركات مف السماء عمى‬
‫الكنيسة التي تسكف في محبة‪ .‬فحيثما كانت المحبة تنزؿ بركات اهلل ويكوف ىناؾ حياة‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والرابع والثبلثون‬
‫المزمور المئة والرابع والثبلثون(المئة والثالث والثبلثون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور ىو آخر مزامير المصاعد‪ .‬وما ىي آخر درجة إلنساف إمتؤل في محبة مع إخوتو مف الروح القدس؟‬
‫ال يوجد سوى أف ىذا اإلنساف يحيا مسبحاً مباركاً الرب كؿ أياـ حياتو‪ .‬ونصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‬
‫ونقوؿ باركوا الرب‪ ..‬بالميالي‪ .‬فنذكر أف ىذا ىو عممنا الروحي‪ .‬فبالنيار نعمؿ لحاجة الجسد والميالي ىي هلل‬
‫لنسبحو ونخمو معو في ىدوء الميؿ‪ .‬المزمور السابؽ حدثنا عف إمتبلء شعب اهلل مف الروح القدس‪ .‬وعبلمة‬
‫اإلمتبلء مف الروح ىو التسبيح وىذا ما نراه في ىذا المزمور الذي يأتي بعد (مزٖٖٔ) مباشرة‪ .‬وىذا رأيناه مع‬
‫زكريا وأليصابات فيما سبحا اهلل حينما إمتؤل كبلىما مف الروح (لؤ)‪ .‬والتسبيح ناشئ عف الفرح الداخمي‪ .‬والفرح‬
‫الداخمي مف ثمار الروح (غؿ٘‪ )ٕٕ2‬ومف ىـ في حالة فرح روحي باهلل نجده يسبح اهلل العمر كمو‪.‬‬

‫ب ِبالمَّ َيالِي‪".‬‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬


‫الر ٍّ‬ ‫ب‪ ,‬ا ْل َو ِاق ِف َ‬
‫الر ٍّ‬ ‫ب يا ج ِميع ع ِب ِ‬
‫يد َّ‬ ‫الر َّ َ َ َ َ‬ ‫آية (ٔ) ‪ُ ٔ" -‬ى َوَذا َب ِ‬
‫ارُكوا َّ‬
‫ب = أي خدامو الحقيقييف‪ ،‬الذيف يعبدونو بأمانو‪ ،‬وممكوا الرب عمييـ‪.‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫ع ِب ِ‬
‫يد َّ‬ ‫َ‬

‫ب‪".‬‬
‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬ ‫آية (ٕ) ‪ْ ٕ" -‬ارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم َن ْح َو ا ْلقُ ْد ِ‬
‫س‪َ ,‬وَب ِ‬
‫ْارفَ ُعوا أ َْي ِد َي ُك ْم = كما فعؿ موسى في أثناء حرب يشوع مع عماليؽ‪ ،‬ورفع أيدينا يجعمنا في ىيئة الصميب فترتاع‬
‫الشياطيف مف عبلمة الصميب التي كسرت شوكتيـ‪.‬‬

‫ض‪".‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َواأل َْر َ‬ ‫صييو َن‪ِ َّ ,‬‬ ‫ارُك َك َّ ِ ِ‬
‫آية (ٖ) ‪ُ ٖ" -‬ي َب ِ‬
‫الصانعُ َّ َ َ‬ ‫الرب م ْن ْ َ ْ‬
‫ص ْي َي ْو َن = ىي السماء حيث صعد المسيح‪ ،‬وىي الكنيسة بيت المسيح عمى األرض‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪397‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخامس والثبلثون‬

‫ىو مزمور تسبيح هلل‪ .‬يبدأ وينتيي بيممويا‪ .‬فذبيحة التسبيح ىي التي يسر بيا الرب (يع٘‪.)ٖٔ2‬‬
‫س ٍّب ُحوا َيا َع ِب َ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬
‫ب‪",‬‬
‫الر ٍّ‬
‫يد َّ‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫الر ٍّ‬
‫اس َم َّ‬
‫س ٍّب ُحوا ْ‬
‫ويا‪َ .‬‬

‫ار َب ْي ِت إِل ِي َنا‪".‬‬


‫ب‪ِ ,‬في ِد َي ِ‬ ‫ين ِفي َب ْي ِت َّ‬
‫الر ٍّ‬ ‫آية (ٕ) ‪ " -‬ا ْل َو ِاق ِف َ‬
‫ٕ‬

‫ين = ا لمنتصبيف‪ ،‬المستقيمي اإليماف‪ ،‬المعترفيف هلل بأعماؿ رحمتو‪ .‬في بيت الرب في العيد القديـ كاف اهلل‬ ‫ا ْل َو ِاق ِف َ‬
‫يطمب أف تكوف الصموات في الييكؿ في أورشميـ‪ ،‬حتى ال يقدموا ذبائح في أي مكاف فينحرفوا إلى العبادة‬
‫الوثنية‪ ،‬وحتى يجتمعوا في وحدة ومحبة وعبادة أمامو‪،‬‬

‫اك ُح ْمٌو‪".‬‬ ‫الس ِم ِو أل َّ‬


‫َن َذ َ‬ ‫ب ِ‬
‫صال ٌح‪َ .‬رٍّن ُموا ْ‬
‫الر َّ َ‬
‫َن َّ‬
‫ب أل َّ‬
‫الر َّ‬
‫س ٍّب ُحوا َّ‬
‫ٖ‬
‫آية (ٖ) ‪َ " -‬‬

‫اص ِت ِو‪".‬‬
‫س َرِائي َل لِ َخ َّ‬ ‫اختَار يعقُ ِ ِ ِ‬
‫وب ل َذاتو‪َ ,‬وِا ْ‬
‫الر َّ ِ‬
‫ب قَد ْ َ َ ْ َ‬ ‫آية (ٗ) ‪ٗ" -‬أل َّ‬
‫َن َّ‬
‫فمنسبح الرب الذي جعمنا نعرؼ اإليماف المسيحي‪ ،‬ونفيـ أسرار الخبلص‪.‬‬

‫ص َن َع ِفي‬‫الرب َ‬ ‫اء َّ‬ ‫ش َ‬ ‫يع اآللِ َي ِة‪ُ .‬ك َّل َما َ‬


‫‪ٙ‬‬
‫ق َج ِم ِ‬ ‫يم‪َ ,‬و َربَّ َنا فَ ْو َ‬‫ٌ‬
‫ب عِ‬
‫ظ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫َن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ْت‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ن‬‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫اآليات (٘‪٘" - )ٕٔ-‬أل ٍّ‬
‫َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ِ ,‬في ا ْل ِب َح ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫اب م ْن أَقَاصي األ َْر ِ‬ ‫ار َوِفي ُك ٍّل الم َج ِج‪ .‬ا ْل ُم ْ‬ ‫ات َوِفي األ َْر ِ‬
‫‪ٚ‬‬
‫الصانعُ ُب ُروقًا‬‫ض‪َّ .‬‬ ‫الس َح َ‬
‫صع ُد َّ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ب ِفي‬ ‫ِ‬ ‫اس إِلَى ا ْلبي ِائِم‪ٜ .‬أَرس َل ٍ‬
‫آيات َو َع َجائ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫صر ِم َن َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أ َْب َك َار م ْ َ‬ ‫ض َر َ‬‫يح ِم ْن َخ َزِائ ِن ِو‪ .‬الَِّذي َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫الر ِ‬‫لِ ْم َمطَ ِر‪ .‬ا ْل ُم ْخ ِر ُج ٍّ‬
‫ون َممِ َك‬
‫يح َ‬ ‫َع َّز ٔٔ ِ‬
‫اء س ُ‬
‫ِ‬
‫يرةً‪َ ,‬وقَتَ َل ُممُو ًكا أ َ‬
‫ِ‬
‫ُم ًما َكث َ‬‫ب أَ‬‫ض َر َ‬ ‫يد ِه‪ .‬الَِّذي َ‬
‫ٓٔ‬ ‫وس ِط ِك يا ِمصر‪ ,‬عمَى ِفرعو َن وعمَى ُك ٍّل ع ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ش ْع ِب ِو‪".‬‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يل َ‬ ‫يرثًا‪ِ ,‬م َا‬
‫يرثًا ِإل ْ‬ ‫ض ُي ْم ِم َا‬
‫طى أ َْر َ‬ ‫َع َ‬
‫ٕٔ‬
‫ان‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ان‪َ ,‬و ُك َّل َم َمالِ ِك َك ْن َع َ‬ ‫ش َ‬‫وج َممِ َك َبا َ‬
‫ين‪َ ,‬و ُع َ‬ ‫َم ِ‬
‫ورٍّي َ‬ ‫األ ُ‬
‫نسبح الرب القادر عمى كؿ شئ‪ ،‬والمسيطر عمى كؿ شئ‪ .‬وىو يضرب أعداء شعبو ويخمصيـ‪ ،‬فيو المدافع عف‬
‫شعبو‪ .‬وىو الذي أسكف شعبو في أرضيـ في سبلـ‪.‬‬

‫ب َي ِد ُ‬ ‫َّى ِر‪َ .‬يا َرب‪ِ ,‬ذ ْك ُر َك إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪ٔٗ .‬أل َّ‬ ‫اس ُم َك إِلَى الد ْ‬
‫ٖٔ‬
‫ش ْع َب ُو‪,‬‬
‫ين َ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪َ " - )ٕٔ-‬يا َرب‪ْ ,‬‬
‫َع ُي ٌن َوالَ‬‫اس‪ .‬لَ َيا أَف َْواهٌ َوالَ تَتَ َكمَّ ُم‪ .‬لَ َيا أ ْ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫الن ِ‬ ‫ب‪َ ,‬عم ُل أ َْي ِدي َّ‬ ‫ض ٌة َوَذ َى ٌ‬‫ُمِم ِف َّ‬ ‫٘ٔ‬
‫ش ِف ُ‬ ‫يد ِه ُي ْ‬
‫وعمَى ع ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ام األ َ‬
‫َص َن ُ‬
‫ق‪ .‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫وىا‪َ ,‬و ُكل َم ْن َيتَّ ِك ُل َعمَ ْي َيا‪.‬‬ ‫ص ِان ُع َ‬ ‫ون َ‬ ‫س! ِم ْثمَ َيا َي ُك ُ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫ان والَ تَسمع‪َ .‬كذلِ َك لَ ْي ِ‬
‫س في أَف َْواى َيا َنفَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫تُْبص ُر‪ .‬لَ َيا آ َذ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫ب‪َ .‬يا َخ ِائ ِفي َّ‬ ‫ت الَ ِوي‪َ ,‬ب ِ‬ ‫ون‪َ ,‬ب ِ‬ ‫يل‪َ ,‬ب ِ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫ت إِ ْ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫ب‪,‬‬ ‫الر ٍّ‬ ‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬ ‫ب‪َ .‬يا َب ْي َ‬ ‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬ ‫ت َى ُار َ‬ ‫ب‪َ .‬يا َب ْي َ‬‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬ ‫َيا َب ْي َ‬
‫اك ُن ِفي أُور َ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الرب ِم ْن ِ‬
‫يم‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫َب ِ‬
‫ٕٔ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫شم َ‬ ‫ُ‬ ‫ص ْي َي ْو َن‪َّ ,‬‬ ‫ب‪ُ .‬م َب َار ٌك َّ‬ ‫الر َّ‬
‫ارُكوا َّ‬
‫آلية األمـ ىي ال شئ‪ ،‬أما إلينا فيو إلو قادر فميسبحو كؿ واحد‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسادس والثبلثون‬

‫ىو مزمور حمد تتكرر فيو عبارة ألن إلى األبد رحمتو (‪ )ٕٙ‬مرة‪ .‬بحسب عدد آياتو‪ .‬فكؿ آية تذكر سبباً لمحمد‬
‫ثـ نقوؿ المقطع المتكرر "ألف إلى األبد رحمتو" وىو مف مزامير التسبحة اليومية‪ .‬وتكرار ىذا المقطع يشير ألف‬
‫اهلل يكرر لنا أعماؿ رحمتو لؤلبد‪ .‬ومف أعماؿ رحمتو التي يذكرىا المرنـ أف إلينا عظيـ (ٔ‪ )ٖ-‬وصالح‪ .‬وىو‬
‫خالؽ العالـ (ٗ‪ .)ٜ-‬وألنو مخمص إسرائيؿ (ٓٔ‪ .)ٕٕ-‬وىو فادينا كمنا (ٖٕ‪ .)ٕٗ-‬وىو الميتـ بكؿ إنساف‪،‬‬
‫المحسف لكؿ البشر (ٕ٘‪.)ٕٙ-‬‬

‫َن إِلَى األ ََب ِد‬ ‫لو اآللِ َي ِة‪ ,‬أل َّ‬ ‫اح َم ُدوا إِ َ‬‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ْ .‬‬ ‫صالِ ٌح‪ ,‬أل َّ‬ ‫ب أل ََّن ُو َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٕٙ-‬ا ْح َم ُدوا َّ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫الر َّ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬ ‫ام َو ْح َدهُ‪ ,‬أل َّ‬
‫ظَ‬ ‫ب ا ْل ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ِ َّ ٗ .‬‬
‫الصان َع ا ْل َع َجائ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اب‪ ,‬أل َّ‬ ‫ب األ َْرَب ِ‬ ‫اح َم ُدوا َر َّ‬ ‫ٖ‬
‫َر ْحمتَ ُو‪ْ .‬‬
‫الص ِان َع‬‫َّ‬
‫‪ٚ‬‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬‫اه‪ ,‬أل َّ‬ ‫ض عمَى ا ْل ِمي ِ‬
‫َ‬
‫‪ِ ٙ‬‬ ‫ِ‬
‫َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ا ْل َباسطَ األ َْر َ َ‬ ‫ات ِبفَ ْيٍم‪ ,‬أل َّ‬ ‫السماو ِ‬
‫الصان َع َّ َ َ‬
‫٘ َّ ِ‬
‫ب لِ ُح ْكِم المَّْي ِل‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ِ‬
‫َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬ا ْلقَ َم َر َوا ْل َك َواك َ‬ ‫ار‪ ,‬أل َّ‬ ‫س لِ ُح ْكِم َّ‬
‫الن َي ِ‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َّ ٛ .‬‬
‫الش ْم َ‬ ‫يم ًة‪ ,‬أل َّ‬ ‫أَ ْنو ا ِ‬
‫ار َعظ َ‬ ‫ًَ‬
‫س ِط ِي ْم‪,‬‬ ‫َخرج إِسرِائ َ ِ‬
‫يل م ْن َو َ‬
‫ٔٔ‬ ‫ِ‬
‫َن إلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وأ ْ َ َ ْ َ‬
‫ارَىا‪ ,‬أل َّ ِ‬ ‫ص َر َم َع أ َْب َك ِ‬ ‫بم ْ‬
‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ِ‬
‫َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَّذي َ َ َ‬ ‫أل َّ‬
‫وف إِلَى ُ‬ ‫ق ب ْحر س ٍ‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي َ‬
‫ٖٔ‬
‫ود ٍة‪ ,‬أل َّ‬ ‫يد ٍة َوِذ َر ٍ‬
‫ش ِد َ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ِ .‬ب َي ٍد َ‬
‫ٕٔ‬
‫شقَق‪,‬‬ ‫ش َّ َ َ ُ‬ ‫اع َم ْم ُد َ‬ ‫أل َّ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ ٔ٘ .‬وَدفَ َع ِف ْر َع ْو َن َوقَُّوتَ ُو ِفي َب ْح ِر‬ ‫س ِط ِو‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ٔٗ .‬وعبَّر إِ ِ ِ‬
‫س َرائي َل في َو َ‬ ‫َََ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أل َّ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي َ‬ ‫شع ِب ِو ِفي ا ْلبٍّري ِ‬
‫س َار ِب َ ْ‬
‫‪ِ ٔٙ‬‬ ‫ِ‬
‫َن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَّذي َ‬
‫س ٍ‬
‫‪ٔٚ‬‬
‫ب ُممُو ًكا‬ ‫ض َر َ‬ ‫َّة‪ ,‬أل َّ‬ ‫َ‬ ‫وف‪ ,‬أل َّ‬ ‫ُ‬
‫َن إِلَى‬ ‫َن إِلَى األَب ِد ر ْحمتَ ُو‪ِ .‬سيح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ِ‬ ‫اء‪ ,‬ألَ َّن إِلَى األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وقَتَ َل ُممُو ًكا أَع َّز َ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫ين‪ ,‬أل َّ‬ ‫ورٍّي َ‬ ‫ون َمم َك األ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اء‪ ,‬أل َّ‬ ‫ُعظَ َم َ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪.‬‬ ‫ض ُي ْم ِم َا‬
‫يرثًا‪ ,‬أل َّ‬ ‫َعطَى أ َْر َ‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬وأ ْ‬
‫ٕٔ‬
‫ان‪ ,‬أل َّ‬ ‫ش َ‬‫وج َممِ َك َبا َ‬
‫ٕٓ‬
‫األ ََبد َر ْح َمتَ ُو‪َ .‬و ُع َ‬
‫ِ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪َ ٕٗ .‬وَنجَّا َنا ِم ْن‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ٕٖ .‬الَِّذي ِفي َم َذلَِّت َنا َذ َك َرَنا‪ ,‬أل َّ‬ ‫يل َع ْب ِد ِه‪ ,‬أل َّ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يرثًا ِإل ْ‬ ‫ٕٕ ِم َا‬
‫ات‪,‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫اح َم ُدوا إِ َ‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ْ .‬‬
‫‪ٕٙ‬‬
‫ش ٍر‪ ,‬أل َّ‬ ‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪ .‬الَِّذي ُي ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ُك ٍّل َب َ‬
‫ٕ٘‬
‫َع َد ِائ َنا‪ ,‬أل َّ‬
‫لو َّ َ َ‬ ‫أْ‬
‫َن إِلَى األ ََب ِد َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬ ‫أل َّ‬

‫‪399‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع والثبلثون‬
‫المزمور المئة والسابع والثبلثون(المئة والسادس والثبلثون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور كتب في بابؿ أثناء فترة السبي‪ ،‬والشعب في ذؿ‪ ،‬والبابمييف ييزأوف بيـ في صمؼ وكبرياء السادة‬
‫الذيف يذلوف عبيدىـ‪ .‬وربما قيؿ ىذا المزمور بعد سقوط بابؿ بيد كورش‪ ،‬ألف المرنـ ىنا يقوؿ يا بنت بابؿ‬
‫المخربة (آية ‪ ،)ٛ‬أو ربما دعاىا كذلؾ بسبب خطاياىا ونجاساتيا‪ ،‬فتوقع خرابيا كما خربت أورشميـ بسبب‬
‫خطاياىا والسبعينية تنسب ىذا المزمور ألرمياء‪.‬‬
‫وىذا المزمور يعبر عف حاؿ كؿ خاطئ مستعبد لخطيتو‪ ،‬فيو غير قادر عمى التسبيح طالما ىو مستعبد‪ .‬ومف‬
‫تحرر مف خطيتو يسبح‪ ،‬فالشعب حيف خرجوا مف عبودية فرعوف‪ ،‬كاف أوؿ ما عمموه ىو أنيـ سبحوا (خروج‬
‫٘ٔ)‪ .‬ويعبر ىذا أيضاً عف أننا في السماء سيكوف فرحنا فرحاً حقيقياً كامبلً‪ ،‬حيف نخرج مف ىذا العالـ ونخمع‬
‫ىذا الجسد‪ .‬لذلؾ نجد في السماء الػٓٓٓٗٗٔ (الذيف خمصوا مف العيد القديـ والعيد الجديد) يرنموف‬
‫(رؤٗٔ‪ .)٘-ٔ2‬ولذلؾ في ترنيمنا ليذا المزمور نذكر كؿ إخوتنا الذيف مازالوا مستعبديف لمخطية ونطمب ألجميـ‬
‫أف يتحرروا‪ .‬ونذكر أنفسنا وأننا مازلنا في أالـ ىذا العالـ معرضيف لتجارب وخداعات إبميس ومعرضيف‬
‫إلضطياد أتباعو ونشتاؽ لمجيء المسيح الثاني لنسبح لؤلبد‪.‬‬
‫لذلؾ نرنـ ىذا المزمور في صبلة النوـ لمتعبير عف أننا نشتاؽ لمسماء بعد نياية عمرنا‪ .‬قمة الحياة الروحية‬
‫ظيرت في المزمور السابؽ‪ ،‬وىو اإلمتبلء مف الروح والتسبيح‪ .‬وىنا العكس تماماً فمف ىو مازاؿ في عبودية‬
‫الخطية نجده عاج اًز عف التسبيح‪.‬‬

‫ضا ِع ْن َدما تَ َذ َّكرَنا ِ‬


‫ص ْي َي ْو َن‪".‬‬ ‫س َنا‪َ ,‬ب َك ْي َنا أ َْي ً‬ ‫ار َبا ِب َل ُى َن َ‬
‫آية (ٔ) ‪َ ٔ" -‬عمَى أَ ْن َي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اك َجمَ ْ‬
‫ناح الييود المسبييف عند أنيار دجمة والفرات في بابؿ‪ .‬وأنيار بابؿ ترمز ألمور ىذا العالـ إذا شغمتنا عف اهلل‪،‬‬
‫فننجرؼ لمفتور ثـ لمخطية وبالتالي العبودية‪ .‬وكؿ مؤمف حقيقي حيف يذكر إخوتو الذيف مازالوا في ىذه العبودية‬
‫يبكي مصمياً ليعودوا لمكنيسة (أورشميـ)‪.‬‬

‫س ِط َيا َعمَّ ْق َنا أ ْ‬ ‫الص ْف ِ ِ‬ ‫ٕ‬


‫اد َنا‪".‬‬
‫َع َو َ‬ ‫صاف في َو َ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬عمَى َّ َ‬
‫اف = شجرة تنبت عمى مجاري المياه وىي شجرة عديمة الثمر‪ ،‬شأف كؿ مف ينغمس في ممذات العالـ‬ ‫الص ْفص ِ‬
‫َّ َ‬
‫(أنيار بابؿ)‪ .‬وىناؾ عمقوا قيثاراتيـ (أعواد بحسب النص العبري) والعود أو القيثارة ىي لعزؼ أنغاـ الفرح‪،‬‬
‫وكيؼ يفرحوف وىـ مستعبديف‪ .‬ويذكر أنيـ لـ يكسروا أعوادىـ كرمز لميأس‪ ،‬بؿ عمقوىا عمى رجاء استخداميا في‬
‫المستقبؿ حيف يعودوف إلى أورشميـ‪ ،‬حيث الثمار واألرض التي تفيض لبناً وعسبلً‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫ممحوظة‪ 2‬بابؿ في الكتاب المقدس ترمز لمممكة الشر مف بداية الكتاب المقدس حتى نيايتو ففييا تمرد الناس‬
‫عمى اهلل فبمبؿ ألسنتيـ (تؾٔٔ‪ .)ٜ2‬ومنيا خرج نمرود الذي تجبر أماـ اهلل (تؾٓٔ‪ .)ٜ2ٔٓ،‬وىي الزانية العظيمة‬
‫في (رؤ‪.)ٙ-ٔ2ٔٚ‬‬

‫ين «رٍّنموا لَ َنا ِم ْن تَرِنيم ِ‬‫ِِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ين سبوَنا َكبلَم تَرِن ٍ‬ ‫ِ‬
‫سأَلَ َنا الَّذ َ َ َ ْ‬ ‫آية (ٖ) ‪ " -‬أل ََّن ُو ُى َن َ‬
‫ٖ‬
‫ات‬ ‫ْ َ‬ ‫سأَلُوَنا فَ َر ًحا قَائم َ َ ُ‬
‫يمة‪َ ,‬و ُم َعذ ُبوَنا َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫اك َ‬
‫ِ‬
‫ص ْي َي ْو َن»‪".‬‬
‫حيف رأوىـ البابمييف عمى األنيار سألوىـ في سخرية أف يغنوا ليـ أغنية عمى أعوادىـ‪ ،‬وىؿ يمكف أف يشيد أحد‬
‫نتصور أف خاطئ في وسط مجمس مستيزئيف يستطيع او يقدر اف‬
‫َّ‬ ‫هلل أو يسبحو وىو في أرض عبوديتو؟! ىؿ‬
‫يفتح فمو بالشيادة هلل أو تسبيح اهلل؟!‬

‫يب ٍة؟"‬ ‫ب ِفي أ َْر ٍ‬


‫ض َغ ِر َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫يم َة َّ‬ ‫ِ‬
‫ف ُن َرٍّن ُم تَْرن َ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪َ " -‬ك ْي َ‬
‫ىـ رفضوا إذ تذكروا أف ىذه الترانيـ كانوا ينشدونيا وىـ في الييكؿ في قداسة فيؿ تستخدـ اآلف لتسمية البابمييف‪،‬‬
‫في ىذا إىانة لتمؾ التسابيح "ال تعطوا القدس لمكبلب"‪ .‬وبنفس المفيوـ نجد اف المستعبد لمخطية ىو في ارض‬
‫غريبة عف مكاف اوالد اهلل ‪ ،‬فبل يقدر اف يسبح ‪.‬‬

‫س ِاني ِب َح َن ِكي إِ ْن لَ ْم أَ ْذ ُك ْرِك‪ ,‬إِ ْن لَ ْم أُفَض ْ‬


‫ٍّل‬ ‫صْ ِ‬
‫قلَ‬
‫يني! ‪ٙ‬لِي ْمتَ ِ‬
‫َ‬
‫شمِيم‪ ,‬تَْنسى ي ِم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُور َ ُ‬
‫ِ٘ ِ ِ‬
‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬إ ْن َنسيتُك َيا أ ُ‬
‫ظِم فَ َر ِحي!"‬
‫َع َ‬
‫يم َعمَى أ ْ‬ ‫أُور َ ِ‬
‫شم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساني ِب َح َنكي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سى َيميني = أي ُيشؿ ذراعي وتنتيي قوتي‪ .‬لو أنساني العالـ بأنياره ولذاتو أورشميـ‪ِ .‬وَي ْمتَص ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلَ‬ ‫تَ ْن َ‬
‫= ليخرس لساني إف مدحت غيرؾ يا أورشميـ‪ .‬وىكذا ينبغي أف يكوف والؤنا لكنيستنا واشتياقنا لوطننا السمائي‪،‬‬
‫فبل نفضؿ أي شئ عمييما‪ .‬وىكذا ينبغي أف ننظر لخبلص نفوسنا أف لو األولوية عمى أي شئ‪.‬‬

‫اس َيا»‪َ .‬يا ِب ْن َ‬


‫ت‬ ‫‪ٛ‬‬ ‫ين « ُىدوا‪ُ ,‬ىدوا حتَّى إِلَى أَس ِ‬ ‫يم‪ ,‬ا ْلقَ ِائمِ َ‬ ‫يا رب لِب ِني أ َُدوم يوم أُور َ ِ‬ ‫اآليات (‪ٚ" - )ٜ-ٚ‬اُ ْذ ُك ْر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شم َ‬ ‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب ِب ِي ُم َّ‬ ‫وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ‬
‫ض ِر ُ‬
‫ِ‬ ‫يك ج َز ِ ِ‬
‫اءك الَّذي َج َازْيت َنا! طُ َ‬
‫يج ِ ِ‬ ‫وبى لِ َم ْن‬ ‫َبا ِب َل ا ْل ُم ْخ َرَب َة‪ ,‬طُ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫الص ْخ َرةَ!"‬ ‫از َ َ‬ ‫َُ‬
‫بابؿ استعبدت ييوذا‪ ،‬شعب الرب وسبتيـ إلى ىناؾ‪ ،‬أما أدوـ فقد كاف ليا موقفاً شامتاً لكؿ اآلالـ التي وقعت‬
‫لمشعب‪ ،‬حقاً كاف اهلل يؤدب شعبو بعصا تأديب ىي بابؿ‪ ،‬لكف اهلل ال يحب شماتة أحد في الشرور التي تصيب‬
‫أوالده‪ .‬بؿ إف أدوـ كاف ليا موقفاً معادياً باألكثر فقد كانوا ينتظروف الياربيف مف ييوذا أثناء ضرب البابمييف ليـ‬
‫ويمسكونيـ ويقتمونيـ ىـ أو يبيعونيـ عبيداً (نبوة عوبديا) وأدوـ لو عداوة تقميدية بينو وبيف يعقوب مف البطف‪.‬‬
‫فأدوـ ىو عيسو‪.‬‬
‫ومف ىنا نفيـ أف بابؿ تمثؿ إبميس الذي يسقطنا في الخطية فنسقط‪ ،‬واذا سقطنا يؤدبنا اهلل‪ ،‬ونفيـ أف أدوـ ىي‬
‫الشياطيف التي تشمت في بميتنا‪ .‬وكممة أدوـ تعني أحمر‪ ،‬والشيطاف كاف قتاالً لمناس منذ البدء (يو‪.)ٗٗ2ٛ‬‬

‫‪401‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع والخالحون)‬

‫وفي (‪ ) ٚ‬يذكر المرنـ أف أدوـ يوـ كانت بابؿ تمزؽ أورشميـ ‪،‬أف أدوـ ىذه كانت تشجع في شماتة البابمييف عمى‬
‫أفعاليـ‪ ،‬بؿ كانوا يطمبوف ىدـ أورشميـ حتى األساس‪ .‬وىنا المرتؿ يطمب اإلنتقاـ مف أدوـ عمى ما فعمتو‪ ،‬فشريعة‬
‫العيد القديـ عيف بعيف وسف بسف وأما في العيد الجديد فنفيـ ىذا عف إبميس عدونا الذي يريد ىبلكنا‪ .‬والمرتؿ‬
‫يسمى أدوـ ىنا بنت بابؿ ألنيا شابيت بابؿ في تخريبيا وشرىا‪ .‬وفي (‪ )ٜ‬يشير لحادثتيف سابقتيف‪ ،‬قتؿ فييما‬
‫المموؾ المنتصروف شباف أدوـ وأبطاليا بأف يمقييـ المموؾ مف فوؽ الصخور العالية فينزلوف ميشميف‬
‫(ٔأي‪ ) ٕٔ2ٔٛ‬ويقوؿ المفسروف أف أبيشاي قائد الجيش كاف يسوؽ بني أدوـ إلى صخرة عالية في وادي الممح‪،‬‬
‫ومف ىناؾ يطرحيـ إلى أسفؿ‪ .‬وىناؾ حادثة أخرى أياـ أمصيا الممؾ‪ ،‬إذ ذىب إلى وادي الممح وضرب مف أدوـ‬
‫وأتى بيـ إلى رأس سالع وطرحيـ مف عمييا فتكسروا (ٕأئٕ‪ )ٔٔ2ٕ٘،‬والمعنى‬ ‫ٓٓٓ‪ ،ٔٓ.‬وسبا ٓٓٓ‪ٔٓ.‬‬
‫ب ِب ِي ُم َّ‬
‫الص ْخ َرةَ = ممكف أف نفيمو إذ فيمنا أف الصخرة ىي المسيح‬ ‫أَ ْطفَالَ ِك َوَي ْ‬
‫ض ِر ُ‬ ‫وبى لِ َم ْن ُي ْم ِس ُك‬
‫الروحي لطُ َ‬
‫يضرب بنات بابؿ (الزانية العظيمة) وىف الخطايا والشيوات(*) في ىذه الصخرة‬ ‫(ٔكوٓٔ‪ .)ٗ2‬فطوبى لمف‬
‫األبدية (رؤ‪ .) ٘2ٔٚ‬طوبى لمف يدفف شيواتو أي أطفاؿ بابؿ تحت الصخرة الثابتة أي يسوع المسيح‪ ،‬وذلؾ‬
‫بالتوبة الدائمة واالعتراؼ والتناوؿ‪ .‬وحيف تدفف النفس ىذه البنات سيكوف ليا بنوف صالحيف ىـ الفضائؿ‬
‫المكتسبة‪ .‬ومف لو ىؤالء األوالد (الفضائؿ) ال يخزى إذا كمّـ أعداءه في األبواب)‪.‬‬
‫وقد تكوف بنات بابؿ ىي الخطايا الصغيرة = الثعالب الصغيرة (نش ٕ ‪.)ٔ٘ 2‬‬

‫‪402‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثامن والثبلثون‬
‫المزمور المئة والثامن والثبلثون(المئة والسابع والثبلثون في األجبية)‬

‫داود شعر بعمؿ اهلل معو خبلؿ حياتو إذ اختاره ولداً صغي اًر وراعياً فقي اًر لؤلغناـ وأجمسو عمى كرسي مممكة‬
‫إسرائيؿ ونصره عمى كؿ أعدائو‪ ،‬وربما رتؿ داود ىذا المزمور في أواخر حياتو إذ كاف يتأمؿ في عطايا اهلل معو‬
‫خبلؿ رحمة عمره‪ ،‬فمـ يجد ما يقولو سوى كممات الحمد والشكر‪ .‬وعبر ىنا عف اشتياقو الدائـ لمسجود واالعتراؼ‬
‫هلل في ىيكؿ قدسو‪.‬‬
‫وما أجمؿ أف نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬إذ نتأمؿ في عطايا اهلل وأحساناتو عمينا طوؿ اليوـ بؿ فيما‬
‫مضى مف عمرنا ونحمده ونشكره‪ ،‬مشتاقيف أف يخرج عمينا الصبح بنوره لنذىب إلى بيت اهلل ونسجد أماـ‬
‫المبلئكة‪ ،‬عربوناً لذلؾ اليوـ الذي سيأتي فيو المسيح عمى السحاب ليأخذنا إلى السماء مع المبلئكة‪ ،‬وىناؾ‬
‫نعترؼ لو ونسبحو لؤلبد في صحبة المبلئكة‪.‬‬

‫َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك‪".‬‬


‫َ‬ ‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫َح َم ُد َك ِم ْن ُك ٍّل َق ْم ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ٔ‬
‫آية (ٔ) ‪" -‬‬
‫َّام اآللِ َي ِة أ َُرٍّن ُم لَ َك = ىذه يمكف فيميا أنني أعترؼ لؾ يا‬
‫َح َم ُد َك م ْن ُك ٍّل َق ْمبي = نرى ىنا أىمية حياة الشكر‪ .‬قُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أْ‬
‫رب قداـ كؿ الشعوب الوثنية بآليتيا‪ ،‬ولف أخشى أف أعترؼ لؾ أماميـ‪ ،‬بؿ سأفتخر بؾ أماميـ‪ .‬وقد تفيـ اآللية‬
‫أنيا تشير لمقضاة والمموؾ والرؤساء ولكف الترجمة السبعينية ترجمتيا المبلئكة‪ .‬بمعنى االشتراؾ مع المبلئكة في‬
‫تسبيح اهلل وعبادتو‪ .‬ونحف نعترؼ لو ونسجد لو وىـ يروننا فيفرحوف بعبادتنا وشركتنا معيـ في عبادة اهلل‬
‫وتسبيحو فيـ يعرفوف اهلل ويحبونو ويفرحوف بمف يحب اهلل مثميـ‪ .‬والكنيسة تسمى بيت المبلئكة‪ ،‬فنحف نصمي في‬
‫الكنيسة والمبلئكة حولنا‪ ،‬ىي شركة السمائييف مع األرضييف‪.‬‬

‫ت َكِم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل‬ ‫اس َم َك َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك‪ ,‬أل ََّن َك قَ ْد َعظَّ ْم َ‬ ‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك‪َ ,‬وأ ْ‬
‫َح َم ُد ْ‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪ " -‬أ ْ‬
‫اس ِم َك‪".‬‬
‫ْ‬
‫َس ُج ُد ِفي َى ْي َك ِل قُ ْد ِس َك = أنا‬
‫اس َم َك َعمَى َر ْح َمت َك = أنا مستحؽ كؿ عقوبة‪ ،‬ولكنؾ رحمتني ولذلؾ أشكرؾ‪ .‬أ ْ‬
‫ِ‬
‫َح َم ُد ْ‬‫أْ‬
‫َح َم ُدك‬
‫مستحؽ أف ال تقبمني في بيتؾ‪ ،‬ولكنؾ بمراحمؾ سمحت لي أف أدخؿ وأسجد أنا الغير المستحؽ لذلؾ أ ْ‬
‫َعمَى َر ْح َم ِت َك َو َحقٍّ َك = قد يقصد بالحؽ أف اهلل نصره عمى أعدائو فأظير الحؽ‪ .‬ولكننا نرى الرحمة والحؽ قد‬
‫اس ِم َك = االسـ يشير لمشخص بصفاتو وامكانياتو‪ ،‬واهلل أعمف لنا‬ ‫ظي ار عمى الصميب‪ .‬عظَّم َ ِ‬
‫ت َكم َمتَ َك َعمَى ُك ٍّل ْ‬ ‫َ ْ‬
‫عف نفسو بأشياء متعددة‪ ،‬مثبلً بالخميقة‪ ،‬وبتدبيراتو‪ ،‬ثـ بكممتو وناموسو‪ .‬وداود يرى أف كممة اهلل وناموسو‬
‫وشريعتو أعظـ مف كؿ ما استخدمو اهلل سابقاً في اإلعبلف عف نفسو‪ .‬واذا فيمنا أف كممة اهلل ىو المسيح‪ ،‬فيذه‬
‫نبوة عف المسيح الذي عظمو اآلب‪ ،‬وأعطاه اسماً فوؽ كؿ اسـ (فيٕ‪ .)ٜ2‬فمقد صار المسيح بعممو الفدائي ىو‬

‫‪403‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه والخالحون)‬

‫أعظـ ما عرفناه مف اهلل في كؿ أعماؿ عنايتو السابقة ومراحمو السابقة‪ .‬فميس حب أعظـ مف ىذا الذي صنعو‬
‫المسيح عمى الصميب‪ .‬والسبعينية ترجمت ىذه اآلية عظمت اسمؾ عمى الكؿ‪.‬‬

‫َّعتَِني قُ َّوةً ِفي َن ْف ِسي‪".‬‬


‫شج ْ‬‫َج ْبتَِني‪َ .‬‬ ‫ِٖ‬
‫آية (ٖ) ‪ " -‬في َي ْوَم َد َع ْوتُ َك أ َ‬
‫داود يذكر هلل أف اهلل استجاب لو في كؿ مرة دعاه‪ ،‬بؿ أعطاه قوة خاصة تشجعو داخؿ نفسو‪.‬‬

‫َن‬
‫ب‪ ,‬أل َّ‬
‫الر ٍّ‬
‫ق َّ‬‫ون ِفي طُُر ِ‬
‫ات فَ ِم َك‪َ .‬وُي َرٍّن ُم َ‬
‫٘‬ ‫ض‪ ,‬إِ َذا س ِمعوا َكمِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ي ْحم ُد َك يا رب ُكل ممُ ِ‬
‫وك األ َْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫يم‪".‬‬ ‫الر ٍّ ِ‬
‫ب َعظ ٌ‬ ‫َم ْج َد َّ‬
‫نبوة عف إيماف مموؾ األمـ الوثنية‪.‬‬

‫َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ‬


‫يد‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ٙ" - )ٙ‬أل َّ‬
‫َ‬ ‫ب َعال َوَي َرى ا ْل ُمتََواض َع‪ ,‬أ َّ ُ ُ َ ْ‬ ‫الر َّ‬
‫َن َّ‬
‫يد = أي ال يسانده وال يعضده‪.‬‬ ‫َما ا ْلمتَ َك ٍّبر فَيع ِرفُ ُو ِم ْن ب ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫(مزٖٗ‪ + ٔٛ2‬أش‪ .)ٔ٘2٘ٚ‬أ َّ ُ ُ َ ْ‬
‫ص ِني َي ِمي ُن َك‪.‬‬ ‫ض ِب أ ْ ِ‬
‫َع َدائي تَ ُمد َي َد َك‪َ ,‬وتُ َخمٍّ ُ‬ ‫ق تُ ْح ِي ِني‪َ .‬عمَى َغ َ‬ ‫س ِط ٍّ‬
‫الض ْي ِ‬ ‫ت في َو َ‬
‫اآليات (‪ٚ" - )ٛ-ٚ‬إِ ْن سمَ ْك ُ ِ‬
‫َ‬
‫َعم ِ‬
‫ال َي َد ْي َك الَ تَتَ َخ َّل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرب ُي َحامي َع ٍّني‪َ .‬يا َرب‪َ ,‬ر ْح َمتُ َك إلَى األ ََبد‪َ .‬ع ْن أ ْ َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫َّ‬

‫‪404‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والتاسع والثبلثون‬

‫داود ىنا يحدثنا مرنماً عف اهلل البلمتناىي في المعرفة‪ ،‬الذي ال يحده زماف وال مكاف‪ .‬فيو موجود في كؿ زماف‪،‬‬
‫موجود ف ي كؿ مكاف‪ ،‬يعرؼ كؿ شئ‪ ،‬ىو الذي خمقني‪ ،‬فيو يعرؼ أعماقي‪ .‬كؿ شئ مكشوؼ أمامو‪ .‬داود أماـ‬
‫اكتشافو ىذا يقؼ مبيو اًر (‪ )ٔٛ،ٔٚ‬ويجد نفسو غير مستطيع أف يحصي أعماؿ اهلل العجيبة واحساناتو التي ال‬
‫نياية ليا‪ .‬وفي دىشة بجماؿ وجبلؿ اهلل يتعجب مف الذيف ال يخضعوف لو بؿ يتمردوف عميو‪ ،‬فيتكمـ عنيـ‬
‫باحتقار شاع اًر أنو ال يستطيع أف يتعامؿ مع ىؤالء‪ .‬وينطؽ بروح النبوة بحكـ عمييـ‪ ،‬فالموت ينتظر مثؿ ىؤالء‪.‬‬

‫ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ‬
‫يد‪.‬‬ ‫امي‪ .‬فَ ِي ْم َ‬‫وسي وِقي ِ‬ ‫ْت جمُ ِ‬ ‫اختََب ْرتَِني َو َع َرفْتَِني‪ .‬أَ ْن َ‬
‫ٕ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬يا َرب‪ ,‬قَِد ْ‬
‫ٔ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َع َرف َ ُ‬
‫ت‪َ ,‬و ُك َّل طُُرِقي َع َرف َ‬
‫ْت‪".‬‬ ‫ضي َذ َّرْي َ‬‫ٖمسمَ ِكي ومرب ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫يد = معرفة اهلل‬ ‫ت ِف ْك ِري ِم ْن ب ِع ٍ‬‫اهلل فاحص القموب والكمى كؿ شئ مكشوؼ أمامو‪ ،‬حتى أعماؽ فكر اإلنساف فَ ِي ْم َ‬
‫َ‬
‫ليست كالبشر مبنية عمى االختبار والمعاشرة‪ .‬وألف اهلل يعرؼ كؿ شئ فيو سيديف بالعدؿ‪ .‬واهلل يعرؼ كؿ‬
‫امي بؿ تعرؼ ما أنوي فعمو قبؿ أف أقوـ وأعممو‪ ،‬فأنت تعرؼ فكري مف‬ ‫وسي وِقي ِ‬ ‫ْت جمُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫حركاتنا وسكناتنا = َع َرف َ ُ‬
‫سمَ ِكي = أنت تعرؼ تماماً وتحيط بكؿ شئ ميما كاف صغي اًر في مسمكي وفي مكاف‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْرَبضي و َم ْ‬ ‫بعيد‪َ .‬ذ َّرْي َ‬
‫نومي‪.‬‬

‫اص ْرتَِني‪,‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ٘‬ ‫س ِاني‪ ,‬إِالَّ َوأَ ْن َ‬


‫ت َيا َرب َع َرفْتَ َيا ُكمَّ َيا‪ .‬م ْن َخ ْمف َو ِم ْن قُدَّام َح َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫س َكم َم ٌة في ل َ‬‫اآليات (ٗ‪ " - )ٙ-‬أل ََّن ُو لَ ْي َ‬
‫ٗ‬

‫يع َيا‪".‬‬ ‫ىذ ِه ا ْلمع ِرفَ ُة‪ ,‬فَوِقي ارتَفَع ْت‪ ,‬الَ أ ِ‬‫ت عمَ َّي ي َد َك‪ٙ .‬ع ِجيب ٌة ِ‬
‫َستَط ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َج َع ْم َ َ َ‬
‫معرفة اهلل كأف اهلل يحاصر اإلنساف مف كؿ جية‪ ،‬ويعرؼ عنو كؿ شئ‪ ،‬وكؿ كممة ومعرفة اهلل ىذه عجيبة‪ ،‬ال‬
‫ف و ِم ْن قُد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّام = إف ذىبت لموراء أو تقدمت لؤلماـ فأنت ىناؾ‬ ‫يستطيع إنساف أف يدركيا= فَ ْوِقي ْارتَفَ َع ْت‪ .‬م ْن َخ ْم َ‬
‫ت َي َد َك َعمَ َّي = لتمنعني مف قرار خاطئ يضرني‪،‬‬ ‫عمى= َج َع ْم َ‬
‫ّ‬ ‫عمى بؿ ويدؾ‬ ‫ّ‬ ‫تعرؼ كؿ إتجاىاتي‪ ،‬عينؾ‬
‫ولتؤدبني إف تعوجت‪.‬‬

‫السماو ِ‬ ‫ص ِع ْد ُ‬ ‫ْىب ِم ْن ر ِ‬
‫وح َك؟ َو ِم ْن َو ْج ِي َك أ َْي َن أ ْ‬
‫ت إِلَى َّ َ َ‬ ‫ب؟ إِ ْن َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫اك‪َ ,‬وِا ْن‬
‫ت ُى َن َ‬‫ات فَأَ ْن َ‬ ‫َى ُر ُ‬ ‫ُ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬أ َْي َن أَذ َ ُ‬
‫اوَي ِة فَ َيا أَ ْن َ‬
‫ت‪".‬‬ ‫ت ِفي ا ْل َي ِ‬
‫شُ‬‫فَ َر ْ‬
‫وح َك =‬‫اهلل موجود في كؿ مكاف وبالتالي فيو يعرؼ كؿ شئ‪ ،‬ال يخفي عنو شئ‪ .‬وفي آية (‪ )ٚ‬نرى الثالوث‪ .‬ر ِ‬
‫ُ‬
‫ىو الروح القدس‪َ .‬و ْج ِي َك = المسيح بياء مجد اهلل ورسـ جوىره‪ .‬وألف اهلل غير محدود فيو موجود في السماء‪ ،‬بؿ‬
‫اوَي ِة = رقدت في الياوية‪ .‬فيي إشارة لنوـ القبر األبدي وكانوا يذىبوف‬ ‫ت ِفي ا ْل َي ِ‬
‫شُ‬ ‫وموجود في الياوية‪ .‬فََر ْ‬
‫لمياوية‪ .‬فإف قمنا أنو ال يوجد في الياوية (الجحيـ مكاف الموتي) فيو محدود‪ .‬ىو في السماء حيث عرش مجده‪،‬‬

‫‪405‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫حيث األفراح الدائمة والمجد المستعمف‪ .‬وىو في الياوية حيث قداسة اهلل وعدلو قد استعمنا في دينونة األشرار‪ .‬إِ ْن‬
‫ت إِلَى َّ‬
‫الس َماء = ىذا فعمو المرنـ عقمياً وليس جسدياً‪ ،‬فيو فكر في السماء وكيؼ أف اهلل ىناؾ مسبح مف‬ ‫ص ِع ْد ُ‬
‫َ‬
‫المبلئكة‪ .‬ولعمو اشتياؽ المرنـ لذلؾ‪ .‬ولكنو بروح النبوة رأي نصيب المؤمنيف بعد فداء المسيح ونصيبنا السماوي‪.‬‬

‫ضا تَي ِد ِ‬
‫يني َي ُد َك‬ ‫ت ِفي أَقَ ِ‬
‫اصي ا ْل َب ْح ِر‪ ,‬فَ ُي َن َ‬
‫ٓٔ‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٜ‬إِ ْن أ َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫اك أ َْي ً ْ‬ ‫س َك ْن ُ‬
‫اح ِي الص ْب ِح‪َ ,‬و َ‬
‫ْت َج َن َ‬
‫َخذ ُ‬
‫َوتُ ْم ِس ُك ِني َي ِمي ُن َك‪"..‬‬
‫اح ِي الص ْب ِح (المذاف يفرشاف نور الصبح عمى كؿ األرض) إلى أقاصي‬
‫إف توجيت وبأقصى سرعة عمى َج َن َ‬
‫األرض‪ ،‬فمف أىرب منؾ‪ .‬بؿ سأجدؾ ىناؾ راعياً لي تمسؾ بيدي لتردني‪ .‬ونبلحظ في قولو السماء واألرض أي‬
‫الياوية العميقة (‪ ) ٛ،ٚ‬أنو نظر لمبعد الرأسي‪ .‬وبقولو ىنا أقاصي األرض فيو نظر لمبعد الطولي‪ .‬والمسيح جمع‬
‫بصميبو (خشبة طولية وخشبة عرضية) الكؿ سمائييف وأرضييف‪ .‬جعؿ الكؿ واحداً‪ .‬لقد حدث ىذا مع يوناف‪ ،‬فيو‬
‫ظف أنو ىرب مف اهلل‪ ،‬ولكف اهلل رده بيمينو وىداه‪.‬‬

‫ضا الَ تُ ْظمِ ُم لَ َد ْي َك‪,‬‬ ‫ٕٔ‬ ‫ِ‬ ‫ت «إِ َّنما الظ ْمم ُة تَ ْغ َ ِ‬
‫شاني»‪ .‬فَالمَّْي ُل ُيض ُ‬
‫يء َح ْولِي! الظ ْم َم ُة أ َْي ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٔٔ‬
‫اآليات (ٔٔ‪ " - )ٕٔ-‬فَ ُق ْم ُ‬
‫ِ‬ ‫الني ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‪".‬‬‫يء‪َ .‬كالظ ْم َمة ى َك َذا الن ُ‬ ‫ار ُيض ُ‬ ‫َوالمَّْي ُل م ْث َل َّ َ‬
‫واذا فكرت أف الظممة ىي ساتر لي‪ ،‬يمكنني أف أختبأ بالظممة منؾ‪ .‬فيذا أيضاً غير ممكف فالظممة بالنسبة لؾ‬
‫نور‪ ،‬فأنت يمكنؾ يا رب أف ترى كؿ شئ في الظممة‪.‬‬
‫وفي تأمؿ في ىذه اآلية‪ ،‬إف أحاطت بي التجارب واآلالـ كظممة‪ ،‬فتعزياتؾ تضئ لي طريقي‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َحم ُد َك ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ‬ ‫اآليات (ٖٔ‪ " - )ٔٗ-‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫َجل أ ٍَّني قَد ْ‬
‫ٗٔ‬ ‫ٖٔ‬
‫ت‬‫امتَْز ُ‬ ‫ُمي‪ .‬أ ْ َ‬ ‫ت ُك ْم َيتَ َّي‪َ .‬ن َ‬
‫ت اقْتََن ْي َ‬
‫ف ذلِ َك َي ِقي ًنا‪".‬‬ ‫َع َمالُ َك‪َ ,‬وَن ْف ِسي تَ ْع ِر ُ‬
‫يب ٌة ِى َي أ ْ‬
‫َع َج ًبا‪َ .‬ع ِج َ‬
‫ُمي‪ .‬وحينما تأمؿ في خمقة اهلل‬ ‫س ْجتَِني ِفي َب ْط ِن أ ٍّ‬ ‫ت ُك ْم َيتَ َّي = أي تعرؼ أعماقي‪ ،‬فأنت خمقتني بالكامؿ= َن َ‬ ‫اقْتََن ْي َ‬
‫لئلنساف‪ ،‬رأي أف اإلنساف إمتاز بخمقتو عجباً‪ .‬فاإلنساف بروحو‪ ،‬نفخة اهلل‪ ،‬وعقمو‪ ،‬وامكانياتو يفوؽ أي خميقة وىو‬
‫تاج المخموقات‪ ،‬بؿ أف اهلل خمؽ العالـ ألجؿ اإلنساف "السبت جعؿ لئلنساف وليس اإلنساف ألجؿ السبت"‪.‬‬

‫ق األ َْر ِ‬ ‫ت ِفي أ ْ‬


‫َع َما ِ‬ ‫اء‪َ ,‬وُرِق ْم ُ‬‫ت ِفي ا ْل َخفَ ِ‬ ‫ص ِن ْع ُ‬ ‫ف ع ْن َك ِع َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٔ‬
‫َت‬
‫ض‪َ .‬أر ْ‬ ‫ظامي حي َن َما ُ‬ ‫اآليات (٘ٔ‪ " - )ٔٙ-‬لَ ْم تَ ْختَ َ‬
‫اح ٌد ِم ْن َيا‪".‬‬
‫ض ِائي‪ ,‬وِفي ِس ْف ِر َك ُكميا ُك ِتب ْت يوم تَص َّور ْت‪ ,‬إِ ْذ لَم ي ُك ْن و ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َع َ‬
‫اك أ ْ‬
‫َع ْي َن َ‬
‫ت ِفي‬ ‫امي‪َ ..‬وُرِق ْم ُ‬ ‫ف ع ْن َك ِعظَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت في ا ْل َخفَاء‪ .‬لَ ْم تَ ْختَ َ‬
‫صورني في فكره أوالً‪ ،‬ثـ نسجني في رحـ أمي= ص ِنع ُ ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫اهلل َّ‬
‫عدىا ورسميا‪ ،‬كما رسـ الميندس منزالً عمى‬ ‫ض = اهلل صمـ ىذه العظاـ في فكره ورقميا أي كأنو َّ‬ ‫ق األ َْر ِ‬‫َع َما ِ‬‫أْ‬
‫الورؽ قبؿ أف ينفذ‪ .‬واهلل أخذ عظامي ىذه وكؿ جسمي مف أعماؽ األرض‪ ،‬فأنا مف تراب مأخوذ‪ ،‬ولكنني كنت‬
‫في فك ر اهلل‪ .‬وىكذا أعد اهلل كؿ أعضائي وصورني قبؿ أف أتكوف في الرحـ‪ .‬وطالما أف اهلل ىو الذي خمؽ كؿ‬

‫‪406‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع والخالحون)‬

‫في وصوره فيو يعرؼ دقائؽ أموري‪ ،‬وىو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء‪ .‬ىو يعرؼ كؿ شئ‬
‫جزء ّ‬
‫عني‪.‬‬

‫ص َيا فَ ِي َي أَ ْكثَُر ِم َن َّ‬


‫الرْم ِل‪.‬‬ ‫ُح ِ‬
‫اآليات (‪َ " - )ٔٛ-ٔٚ‬ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك َيا اَهللُ ِع ْن ِدي! َما أَ ْكثََر ُج ْممَتَ َيا! إِ ْن أ ْ‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬

‫ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك‪".‬‬
‫استَ ْيقَ ْظ ُ‬
‫ْ‬
‫ىنا يقؼ المرنـ مبيو اًر بأحسانات اهلل عميو‪ .‬يقدـ لو الشكر عمى أىتمامو بو في خمقتو وتصويره‪ ،‬ثـ عنايتو بو في‬
‫بطف أمو‪ ،‬وحمايتو لو‪ .‬فكؿ أفكار اهلل تجاىو ىي أفكار حب‪ ،‬وأحساف‪ ،‬بؿ حتى ما نظنو ش اًر فاهلل يسمح بو‬
‫لخيرنا‪َ .‬ما أَ ْك َرَم أَ ْف َك َار َك كـ ىي عميقة ال أستطيع فيميا‪ ،‬ولكف كميا محبة‪ ،‬لذلؾ نقؼ أماـ تدبيرؾ بمنتيى الحمد‬
‫ت َوأََنا َب ْع ُد َم َع َك = حينما استيقظ فأنا تحت بصرؾ ورعايتؾ مف أوؿ‬
‫ظُ‬‫استَ ْيقَ ْ‬
‫والوقار والتسبيح حتى أف لـ نفيمو‪ْ .‬‬
‫لحظة في النيار‪ ،‬فأنا في أماف في نومي ألني مسمـ كؿ األمر لؾ‪ .‬ولكف متى أستيقظ يكوف قراري في يدي ومع‬
‫عمى وستنقذني حتى مف ق ارراتي الخاطئة‪ .‬ولذلؾ ينصح كثير مف األباء أنو بمجرد‬‫عمى ويدؾ ّ‬‫ىذا فأنت عينؾ ّ‬
‫أف نفتح عيوننا صباحاً أف نصمي مزمور أو اثنيف‪ ،‬لنبدأ مف أوؿ لحظات النيار االعتماد عمى اهلل‪ ،‬وىكذا نحيا‬
‫اليوـ كمو في خوؼ اهلل‪ ،‬نضعو دائماً أماـ أعيننا‪.‬‬

‫اء‪ْ ,‬اب ُع ُدوا َع ٍّني‪ .‬الَِّذ َ‬


‫ين ُي َكمٍّ ُموَن َك ِبا ْل َم ْك ِر‬ ‫ال الدٍّم ِ‬
‫فَ َيا ِر َج َ َ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫ش َرَار َيا اَهللُ‪.‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٕٕ-ٜٔ‬لَ ْيتَ َك تَ ْقتُ ُل األَ ْ‬
‫ص ُاروا‬ ‫ٕٕ‬
‫او ِم َ‬ ‫ت ُمقَ ِ‬ ‫ض م ْب ِغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٕٔ‬
‫ين ِبا ْل َك ِذ ِب‪ُ ,‬ى ْم أ ْ‬
‫اط ِق َ‬
‫َن ِ‬
‫ضتُ ُي ْم‪َ .‬‬ ‫اما أ َْب َغ ْ‬
‫ضا تَ ًّ‬‫يك؟ ُب ْغ ً‬ ‫َيا َرب‪َ ,‬وأ َْمقُ ُ‬ ‫يك‬
‫ض َ‬ ‫اؤ َك‪ .‬أَالَ أ ُْبغ ُ ُ‬ ‫َع َد ُ‬
‫اء‪".‬‬ ‫لِي أ ْ‬
‫َع َد ً‬
‫بعد أف اشتعؿ قمب المرنـ حباً هلل عمى كؿ تدبيراتو وعنايتو‪ .‬يتعجب أنو مازاؿ ىناؾ أشرار عمياف يكرىوف اهلل‪.‬‬
‫ولقد اعتبر أف أعداء اهلل ىـ أعداؤه فيو أحب اهلل بكؿ قمبو‪ .‬ونحف ال نكره البشر بؿ نصمي ليـ لكي يتوبوا فبل‬
‫ييمكوا‪ .‬لكف نبغض الشياطيف‪ .‬أما داود ىنا فيو ينطؽ بروح النبوة ضد مف يستمر في عدائو هلل‪ .‬وىو كممؾ ال‬
‫يحمؿ السيؼ عبثاً عميو أف يضرب ويؤدب مف يخالؼ (رؤٖ‪.)ٗ2‬‬

‫ان ِف َّي طَ ِر ٌ‬
‫اري‪َ .‬وا ْنظُ ْر إِ ْن َك َ‬
‫ف أَ ْف َك ِ‬ ‫امتَ ِح ٍّني َو ْ‬
‫اع ِر ْ‬ ‫ف َق ْم ِبي‪ْ .‬‬ ‫اختَِب ْرِني َيا اَهللُ َو ْ‬
‫اع ِر ْ‬
‫ٕٗ‬ ‫ٖٕ‬
‫يق‬ ‫اآليات (ٖٕ‪ْ " - )ٕٗ-‬‬
‫اى ِد ِني طَ ِريقًا أ ََب ِديًّا‪".‬‬ ‫ب ِ‬
‫اط ٌل‪َ ,‬و ْ‬ ‫َ‬
‫المرنـ ىنا يمجأ هلل فيو اكتشؼ أف اهلل يعرؼ كؿ شئ عنو‪ ،‬وىو ال يعرؼ شئ عف نفسو‪ ،‬فيناؾ خطايا دفينة‬
‫وميوؿ رديئة فيو ال يراىا وال يعرفيا سوى اهلل‪ .‬وىو يمجأ هلل ليؤدبو بالتجارب والتأديبات المتعددة‪ ،‬لييديو ويرده‬
‫مف كؿ طريؽ باطؿ‪ ،‬فبل ييمؾ‪ .‬وبنفس المفيوـ عمينا أف نسمـ هلل في كؿ ما يسمح بو فيو الطبيب الذي عرؼ‬
‫دواء وعبلج نفوسنا وأرواحنا‪ ،‬ىو وحده الذي يعرؼ ويداوي بمحبة عجيبة‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة واألربعون‬

‫ىو مزمور إستغاثة لداود مف األعداء الذيف يشبيوف الحيات في مكرىـ ولدغاتيـ السامة‪ .‬ىو فيو كاف في حالة‬
‫مؤلمة ربما مف اضطياد شاوؿ‪.‬‬

‫ور ِفي‬ ‫ون ِب ُ‬


‫ش ُر ٍ‬ ‫احفَ ْظ ِني‪ .‬الَِّذ َ‬
‫ين َيتَفَ َّك ُر َ‬
‫ٕ‬
‫الشٍّر‪ِ .‬م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم ْ‬ ‫َى ِل َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪ " - )ٚ-‬أَ ْن ِقذ ِْني َيا َرب ِم ْن أ ْ‬
‫ٔ‬

‫احفَ ْظ ِني َيا‬


‫اى ِي ْم‪ِ .‬سبلَ ْه‪ْ .‬‬
‫ٗ‬ ‫ت ِشفَ ِ‬ ‫ْع َو ِ‬
‫ان تَ ْح َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سنوا أَْلس َنتَ ُي ْم َك َحيَّة‪ُ .‬ح َم ُة األُف ُ‬‫ال‪َ .‬‬
‫ٖ‬
‫ون لِ ْم ِقتَ ِ‬
‫ُقمُوِب ِي ْم‪ .‬ا ْل َي ْوَم ُكمَّ ُو َي ْجتَ ِم ُع َ‬
‫ون فَ ًّخا‬
‫ستَ ْك ِب ُر َ‬ ‫ير ُخطُو ِاتي‪٘ .‬أ ْ ِ‬ ‫ين تَفَ َّك ُروا ِفي تَ ْع ِث ِ‬
‫ير‪ِ .‬م ْن َر ُج ِل الظ ْمِم أَ ْن ِقذ ِْني‪ .‬الَِّذ َ‬ ‫َرب ِم ْن َي َد ِي ٍّ‬
‫الشٍّر ِ‬
‫َخفَى لي ا ْل ُم ْ‬ ‫َ‬
‫ش َار ًكا‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬‫ض ُعوا لِي أَ ْ‬ ‫ق‪َ .‬و َ‬ ‫ش َب َك ًة ِب َج ِان ِب الطَّ ِري ِ‬ ‫َو ِح َباالً‪َ .‬مدوا َ‬
‫ْسي ِفي َي ْوِم‬
‫ت أر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ضر َع ِاتي‪َ .‬يا َرب َّ‬
‫الس ٍّي ُد‪ ,‬قُ َّوةَ َخبلَصي‪ ,‬ظَم ْم َ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ص ْو ِت تَ َ‬
‫َص ِغ َيا َرب إِلَى َ‬
‫ت إِل ِيي»‪ .‬أ ْ‬ ‫ب «أَ ْن َ‬‫ت لِ َّمر ٍّ‬‫ُق ْم ُ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ال‪".‬‬‫ا ْل ِقتَ ِ‬
‫المرنـ يمجأ هلل لينقذه مف األشرار المحيطيف بو‪ ،‬وليحفظو مف مؤامراتيـ‪ .‬وىو يذكر هلل إحساناتو السابقة‪ ،‬فاهلل‬
‫ال ‪ ،‬فإذا كاف قد حفظو مف قبؿ فسوؼ يحفظو اليوـ‪ .‬ونبلحظ أف أعداؤه غير واضحيف‬ ‫ْسو ِفي َي ْوِم ا ْل ِقتَ ِ‬ ‫ظمَّ ْل أر ِ‬
‫َ َ‬
‫فيـ يتفكروف بشرور في قموبيـ وداود ال يرى ما في قموبيـ‪ .‬وىـ كالحيات مخادعيف ويحمموف سماً تحت‬
‫شفاىيـ‪ .‬وىـ أعدوا فخاخاً ليسقط فييا وشراكاً وشبكة‪ .‬ولذلؾ ىو يمجأ هلل كمي المعرفة والرؤية لينقذه مف‬
‫مؤامراتيـ التي ال يراىا وال يعرفيا‪.‬‬

‫ون‪ِ .‬سبلَ ْه‪ .‬أ َّ‬ ‫اص َدهُ‪َ .‬يتََرفَّ ُع َ‬


‫ير‪ .‬الَ تَُن ٍّج ْح مقَ ِ‬ ‫الشٍّر ِ‬‫ات ٍّ‬ ‫شيو ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ٛ‬‬
‫وس‬‫َما ُر ُؤ ُ‬ ‫َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٖٔ-ٛ‬الَ تُ ْعط َيا َرب َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫سقَطُوا ِفي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٓٔ ِ‬ ‫شقَ ِ ِ‬ ‫ا ْل ُم ِحي ِط َ‬
‫وموا‪.‬‬ ‫الن ِ ِ‬
‫ار‪َ ,‬وفي َغ َم َرات فَبلَ َيقُ ُ‬ ‫اء شفَاى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم‪ .‬ل َي ْ‬
‫سقُ ْط َعمَ ْي ِي ْم َج ْمٌر‪ .‬ل ُي ْ‬ ‫ين ِبي فَ َ ُ‬
‫ب ُي ْج ِري ُح ْك ًما‬ ‫الشر إِلَى َىبلَ ِك ِو‪ .‬قَ ْد َعمِ ْم ُ‬ ‫يدهُ َّ‬ ‫ض‪ .‬رج ُل الظ ْمِم ي ِ‬
‫ت في األ َْر ِ َ ُ‬
‫ان الَ يثْب ُ ِ‬
‫سٍ‬ ‫ِ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫الر َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫صُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َر ُج ُل ل َ‬
‫ون ِفي َح ْ‬
‫ض َرِت َك‪".‬‬ ‫ون اسم َك‪ .‬ا ْلمستَ ِقيم َ ِ‬ ‫ين‪ .‬إِ َّن َما ٍّ‬ ‫ين َو َحقًّا لِ ْم َب ِائ ِس َ‬ ‫لِ ْممس ِ‬
‫اك ِ‬
‫ٖٔ‬
‫س َ‬‫ون َي ْجم ُ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ون َي ْح َم ُد َ ْ َ‬
‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ىنا نسمع المرنـ يخبرنا بمصير األشرار‪ .‬وفي المقابؿ فأوالد اهلل المساكيف فاهلل ىو الذي يجري ليم حكماً= أي‬
‫ون‬
‫س َ‬ ‫ِ‬
‫اس َم َك يا رب‪ ..‬وَي ْجم ُ‬ ‫ون ْ‬‫ينقذىـ مف يد األشرار وينجييـ‪ .‬ويحكـ ضد ظالمييـ ويرى الصديقوف ىذا وَي ْح َم ُد َ‬
‫ون= أي‬ ‫ض َرِت َك فرحيف بؾ‪ ،‬ال يجدوف ليـ فرحاً بعيداً عنؾ‪ .‬أما األشرار فاهلل ال ينجح مقاصدىـ‪ .‬ىـ يتََرفَّ ُع َ‬ ‫ِفي َح ْ‬
‫ينتفخوف بقوتيـ‪ ،‬متكبريف يظنوف أنيـ قادريف أف يفعموا ما يشاءوف‪ .‬ولكف اهلل لف يسمح بأف يحققوا شيواتيـ ضد‬
‫اى ِي ْم ُي َغطٍّي ِي ْم = ىـ‬ ‫شقَاء ِشفَ ِ‬ ‫المساكيف البائسيف‪ .‬بؿ يصير ىؤالء األشرار في شقاء= ر ُؤوس ا ْلم ِح ِ‬
‫ين ِبي فَ َ ُ‬ ‫يط َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫سقُ ْط‬
‫دبروا مؤامرات بشفاىيـ ضد األبرياء‪ .‬لكف اهلل حوؿ مؤامراتيـ إلى شقاء يغطي رؤوسيـ‪ .‬وغضب اهلل ِِ َي ْ‬
‫ار = وىذا عقابيـ األبدي (رؤٕٓ‪ .)ٔٓ2‬لذلؾ يكمؿ‪ .‬وِفي َغمر ٍ‬ ‫سقَطُوا ِفي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ات فَبلَ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َعمَ ْي ِي ْم مثل َج ْمٌرمشتعؿ ل ُي ْ‬
‫وموا = أي في حفر عميقة‪ ،‬فييا نار أبدية‪ .‬ولعؿ قولو ليسقطوا في النار وليسقط عمييـ جمر يشير إلى سقوط‬ ‫َيقُ ُ‬

‫‪408‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت واألربعون)‬

‫نار مف السماء عمى سدوـ عمورة‪ .‬وقولو وفي غمرات يشير لميبلؾ بالطوفاف‪ .‬وكبلىما كاف بسبب غضب اهلل‪.‬‬
‫ض = أي رجؿ يغش ويدبر مؤامرات بمسانو‪ ،‬ىذا قد ينجح إلى حيف ولكف اهلل ال‬ ‫ت ِفي األ َْر ِ‬ ‫سٍ‬
‫ان الَ َيثْ ُب ُ‬ ‫ِ‬
‫َر ُج ُل ل َ‬
‫يدعو يثبت‪ ،‬بؿ يفسد اهلل مؤامراتو وال يدعيا تنجح‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والحادي واألربعون‬
‫المزمور المئة والحادي واألربعون(المئة واألربعون في األجبية)‬

‫كتب داود ىذا المزمور في أثناء فترة ضيقو وأالمو‪ ،‬ربما حيف كاف شاوؿ يريد قتمو فنجده ىنا يصمي ويتوسؿ إلى‬
‫اهلل ليعطيو عزاء ويرفع عنو ضيقتو‪.‬‬
‫نصمي ىذا المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬ليقبؿ اهلل صمواتنا كذبيحة مسائية مقبولة وتكوف صمواتنا كرفع بخور أماـ‬
‫اهلل‪ ،‬ليا رائحة مقبولة‪ .‬باإلضافة إلى أننا نذكر المسيح الذي قُ ِّد َـ ذبيحة مسائية عنا ورفع يديو عمى الصميب‬
‫لنصير نحف مقبوليف لدى اآلب‪.‬‬

‫ِ‬
‫ص ْوِتي ع ْن َد َما أ ْ‬
‫َص ُر ُخ إِلَ ْي َك‪".‬‬ ‫َص ِغ إِلَى َ‬
‫ع إِلَ َّي‪ .‬أ ْ‬
‫َس ِر ْ‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬يا َرب‪ ,‬إِلَ ْي َك َ‬
‫ٔ‬
‫ت‪ .‬أ ْ‬
‫ص َر ْخ ُ‬
‫الصراخ في الصبلة ىو الصبلة مف القمب بحماس‪ ،‬ولكف ليس بصوت ٍ‬
‫عاؿ‪.‬‬

‫ي َك َذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ‬
‫َّة‪".‬‬ ‫َّام َك‪ .‬لِ َي ُك ْن َرفْعُ َي َد َّ‬ ‫صبلَ ِتي َكا ْل َب ُخ ِ‬ ‫آية (ٕ) ‪ٕ" -‬لِتَ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ور قُد َ‬ ‫ستَق ْم َ‬
‫ْ‬
‫المؤمنيف كميـ كينة بمفيوـ الكينوت العاـ‪ ،‬فالمؤمف يقدـ ذبائح التسبيح وذبائح العطاء والتوزيع‬
‫(عب‪ )ٔ٘2ٖٔ،ٔٙ‬ويقدـ نفسو ذبيحة حية (رؤٕ‪ )ٔ2‬والروح المنكسرة (مزٔ٘‪ ...... )ٔٚ2‬أما الكينوت‬
‫الخاص في الكنيسة فيو سر مف األسرار السبعة‪ ،‬والكاىف ُيساـ ليخدـ خدمة األسرار‪( ،‬عب٘‪ .)ٗ2‬فخدمة‬
‫األسرار يقوـ بيا كاىف شرعي وليست لكؿ مؤمف‪ .‬وفي ىذه اآلية نرى صورة ليذا الكينوت العاـ‪ .‬ونرى داود ىنا‬
‫يرفع يديو‪ ،‬وىكذا نرى أف رفع اليديف ميـ في الصبلة لنشبو وضع الصميب‪ .‬واهلل يشتـ صمواتنا كرائحة بخور لو‬
‫َّة= فكانت الشريعة تحتـ تقديـ ذبيحة‬‫كانت مف قمب نقي وبإيماف قوي (ىذا معنى الصراخ)‪َ .‬ذ ِبيح ٍة مس ِائي ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫صباحية وذبيحة مسائية‪ .‬والمسيح قٌ ِّدـ عمى الصميب كذبيحة مسائية (فيو مات عمى الصميب وقت تقديـ الذبيحة‬
‫المسائية)‪ .‬والعجيب في ىذه النبوة اإلشارة لرفع اليد فيكذا صمب المسيح فالنبوة إذاً قدمت لنا الطريقة التي سيقدـ‬
‫بيا المسيح ذبيحة ووقت تقديميا في المساء‪.‬‬
‫وفي رفع يدينا عند الصبلة نذكر ىذه النبوة وكأننا نذكر أنو حتى تكوف صمواتنا مقبولة كما قبمت ذبيحة المسيح‬
‫عمينا أف نقدـ أنفسنا ذبائح حية فنصمب أىوائنا مع شيواتنا حينئذ تكوف صمواتنا كرائحة بخور صاعدة إلى فوؽ‪،‬‬
‫أما صموات الخطاة فيي ال تصعد إلى فوؽ‪.‬‬

‫يء‪ ,‬ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل‬


‫شفَتَ َّي‪ٗ .‬الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫اب َ‬ ‫سا لِفَ ِمي‪ْ .‬‬
‫احفَ ْظ َب َ‬ ‫اج َع ْل َيا َرب َح ِ‬
‫ار ً‬
‫ٖ‬
‫اآليات (ٖ‪ْ " - )ٗ-‬‬
‫اعمِي إِثٍْم‪َ ,‬والَ آ ُك ْل ِم ْن َنفَ ِائ ِس ِي ْم‪".‬‬
‫اس فَ ِ‬
‫الشٍّر َم َع أَُن ٍ‬
‫َّ‬

‫‪410‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫ىنا داود يصمي ليحفظ اهلل شفتيو‪ ،‬وفي ىذا يتفؽ مع (يعٖ) أف المساف يقود الجسـ كمو‪ ،‬فمو تقدس المساف يقود‬
‫الحياة كميا لمقداسة‪ ،‬ويصمي حتى ال يميؿ إلى األشرار ويشترؾ في والئميـ الممموءة فساداً‪ ،‬وحينما يتنقى يقبؿ‬
‫يء = فالقمب أخدع مف كؿ شئ (أر‪ .)ٜ2ٔٚ‬وىو منبع‬ ‫اهلل صمواتو كرائحة بخور‪ .‬الَ تُ ِم ْل َق ْم ِبي إِلَى أَم ٍر رِد ٍ‬
‫ْ َ‬
‫الشر‪ .‬فيا رب ال تجعؿ قمبي يميؿ وراء نداء األشرار‪ .‬ألَتَ َعمَّ َل ِب ِعمَ ِل َّ‬
‫الشٍّر = الشرير دائماً يعطي لنفسو أعذا اًر في‬
‫شروره‪ .‬وىكذا فعؿ آدـ وحواء ولـ يعترفا مباشرة بخطيتيما‪.‬‬

‫صبلَ ِتي َب ْع ُد ِفي‬


‫َن َ‬
‫ْس‪ .‬الَ يأْبى أر ِ‬
‫ْسي‪ .‬أل َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ت لِ َّأ‬
‫مر ِ‬ ‫ٍّيق فَ َر ْح َم ٌة‪َ ,‬وْل ُي َوٍّب ْخ ِني فَ َزْي ٌ‬ ‫ض ِرْب ِني ٍّ‬
‫الصد ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬لِ َي ْ‬
‫٘‬

‫ص ِائ ِب ِي ْم‪".‬‬
‫َم َ‬
‫القمب دائماً معرض لمخداع‪ .‬ومف خداعات إبميس أنو يجعمنا نرفض نصائح األصدقاء المخمصيف‪ ،‬ونفرح برياء‬
‫األشرار‪ .‬وداود ىنا يصمي حتى يحفظو اهلل مف ىذا الخداع فيستمع لمشورات األصدقاء المخمصيف‪ ،‬إف أخطأ‬
‫يرجع وأف أصاب يتشجع‪ .‬أما المنافقيف األشرار الذيف ريائيـ مثؿ الزيت فعميو أف ال يقبؿ ريائيـ (وكاف القدماء‬
‫ٍّيق فََر ْح َم ٌة = المرتؿ ال يقبؿ التأديب مف يد اهلل فقط‪ ،‬بؿ ىو‬
‫الصد ُ‬ ‫يدىنوف بزيت معطَّر في أفراحيـ)‪ .‬لِ َي ْ‬
‫ض ِرْب ِني ٍّ‬
‫يقبؿ التأديب مف يد كؿ صديؽ مخمص تقي‪ ،‬ويعتبر توبيخو لو رحمة‪ .‬وسفر األمثاؿ ممموء مف اآليات التي‬
‫تشرح ىذه الفكرة وما ينطبؽ عمي ىذه اآلية تماماً (أـ‪ .)ٙ2ٕٚ‬ولقد طبؽ داود ىذه الفكرة تماماً حيف قاؿ "اهلل قاؿ‬
‫ل شمعي بف جي ار اشتـ داود" فيو قبؿ التأديب عمى أنو مف اهلل‪ ،‬واعتبر أف اهلل يؤدبو بواسطة شمعي الشرير‪ ،‬فإف‬
‫ْس‪ .‬الَ يأْبى أر ِ‬
‫ْسي = أي أنو اعتبر أف توبيخات‬ ‫ت لِ َّأ‬
‫مر ِ‬ ‫كاف قد قبؿ توبيخ الشرير‪ ،‬أفبل يقبؿ توبيخ الصديؽ‪ .‬فََزْي ٌ‬
‫ََ َ‬
‫الصديؽ ىي كزيت يشفي جروحو الناشئة عف خطاياه‪ ،‬وأنو سيقبؿ ىذه التوبيخات ولف يرفضيا رأسو‪ ،‬بؿ‬
‫ستصير لو كزيت لمرأس‪ .‬أما السبعينية فترجمت اآلية أما زيت الخاطئ فبل يدىف رأسي‪ .‬وىذا تـ شرحو بأف داود‬
‫يرفض الكممات المينة مف األشرار المخادعيف الذيف يشجعونو عمى ممارسة الخطأ‪ .‬والترجمة السبعينية أقرب‬
‫ص ِائ ِب ِي ْم = ألف صبلتي أيضاً ضد رغباتيـ الشريرة=‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صبلَ تي َب ْع ُد في َم َ‬
‫َن َ‬
‫لمصحة فيي متمشية مع باقي اآلية أل َّ‬
‫أي ىو يصمي حتى يعينو اهلل في مكائد وخداعات المرائيف األشرار ورغبتيـ أف يسقطوه في الشر ويسمى ىذا‬
‫مصائبيـ‪ .‬وبصبلتو يحفظو اهلل مف ىذه المصائب‪.‬‬

‫س ِم ُعوا َكمِ َم ِاتي أل ََّن َيا لَِذي َذةٌ‪".‬‬ ‫ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ‬
‫الص ْخ َرِة‪َ ,‬و َ‬ ‫آية (‪ " - )ٙ‬قَِد ا ْن َ‬
‫ط َر َح قُ َ‬
‫‪ٙ‬‬

‫ىذه قد تنطبؽ عمى شاوؿ الذي اضطيد داود جداً‪ .‬وحيف أتت الفرصة لداود أف ينتقـ لـ يمد يده إلى مسيح الرب‬
‫بؿ عفا عنو وعاتبو عتاباً رقيقاً (كمماتي لذيذة) جعمتو يبكي‪ .‬وقد انتيت حياة شاوؿ بمأساة ىو وكؿ قادتو=‬
‫ضاتُ ُي ْم ِم ْن َعمَى َّ‬
‫الص ْخ َرِة = وىذه نياية كؿ مف يقؼ موقؼ عداء مع اهلل صخرتنا‪ ،‬أو مع شعب اهلل‪.‬‬ ‫ا ْنطَ َر َح قُ َ‬
‫وقد تشير اآلية لعدو الكنيسة‪ ،‬إبميس‪ ،‬الذي إنطرح أماـ المسيح صخرتنا (لو‪ )ٔٛ2ٔٓ،ٜٔ‬وكؿ الييود والوثنييف‬
‫الذيف أ قاموا مف أنفسيـ قضاة لمكنيسة إنطرحوا مف عمى الصخرة بينما استمرت الكنيسة تردد كمماتيا المذيذة‬
‫(ك ارزة وتسابيح وايماف)‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى واألربعون)‬

‫اوَي ِة‪".‬‬
‫ام َنا ِع ْن َد فَِم ا ْل َي ِ‬ ‫ض‪ ,‬تَبد َ ِ‬
‫َّد ْت عظَ ُ‬ ‫شق األ َْر َ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫آية (‪َ " - )ٚ‬ك َم ْن َي ْفمَ ُح َوَي ُ‬
‫قد تشير اآلية إلى التجارب األليمة التي وقعت لداود ورجالو أثناء ىروبيـ وأف بعضاً منيـ مات وتناثرت‬
‫عظاميـ‪ ،‬وكانت الضربة شديدة‪ .‬كمثؿ الفبلح حيف يحرث األرض ىكذا إنشقوا‪ ،‬فمنيـ مف مات فعبلً ومنيـ مف‬
‫كاف قاب قوسيف أو أدنى مف فـ الياوية أو القبر‪ .‬وقد تشير إلى أف النياية المؤكدة لكؿ منا أف سيدفف وتتناثر‬
‫عظامو كنتيجة لنجاح مؤامرة إبميس ضد آدـ أبينا والحكـ الصادر ضده بالموت (ونجد الرجاء في آية‪ )ٛ‬عمى أف‬
‫الترجمة السبعينية ترجمت ىذه اآلية تبددت عظاميـ عند الجحيـ= أي عظاـ األشرار والترجمة السبعينية ىي‬
‫األكثر إتساقاً مع بقية كممات المزمور‪ .‬وىذه ىي نفس كممات الترجمة اإلنجميزية التي ترجمت اآلية ىكذا "مثؿ‬
‫مف يتسمؽ صخرة فيقع وتنتثر عظامو عمى األرض‪ ،‬فإف ىؤالء األشرار تتبدد عظاميـ عند الجحيـ"‪.‬‬

‫احفَ ْظ ِني ِم َن ا ْلفَ ٍّخ الَِّذي‬


‫غ َن ْف ِسي‪ْ .‬‬
‫‪ٜ‬‬
‫ت‪ .‬الَ تُ ْف ِر ْ‬ ‫اي‪ِ .‬ب َك ْ‬
‫احتَ َم ْي ُ‬ ‫َيا َرب َع ْي َن َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٔٓ-ٛ‬أل ََّن ُو إِلَ ْي َك َيا َ‬
‫س ٍّي ُد‬ ‫‪ٛ‬‬

‫َّة‪".‬‬‫اك ِيم حتَّى أَ ْنجو أََنا ِبا ْل ُكمٍّي ِ‬ ‫ٓٔلِيسقُ ِط األَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫اعمِي ِ‬
‫اإل ثِْم‪.‬‬ ‫اك فَ ِ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫ش َرُار في ش َب ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ص ُبوهُ لي‪َ ,‬وم ْن أَ ْ َ‬
‫قَ ْد َن َ‬
‫مف يرفع عينيو إلى اهلل يحفظو مف األشراؾ المنصوبة لو‪ ،‬بؿ يقع األشرار فييا‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبوي واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثاني واألربعون‬
‫المزمور المئة والثاني واألربعون(المئة والحادي واألربعون في األجبية)‬

‫صمى داود ىذا المزمور وىو مختبئ في مغارة ىارباً مف وجو شاوؿ‪ .‬ىو مزمور صبلة لنفس متألمة‪ ،‬لـ تجد‬
‫معونة مف البشر وكاف ممجأىا الوحيد ىو اهلل فصرخت إليو لينقذىا‪.‬‬
‫في الساعة الثانية عشرة (وقت صبلة النوـ) كاف المسيح قد ِ‬
‫دف َف‪ .‬ونزؿ إلى الجحيـ ليخرج كؿ أسرى الرجاء‪.‬‬
‫وكأنو وىو رأس الذيف خرجوا مف الجحيـ إلى الفردوس يقوؿ "إخرج مف الحبس نفسي"‪ .‬ولذلؾ نصمى ىذا‬
‫المزمور في صبلة النوـ‪ ،‬لنذكر أننا بعد موتنا تخرج أرواحنا مف حبس الجسد وحبس العالـ إلى الراحة إذ فتح لنا‬
‫المسيح الباب (رو‪.)ٕٗ2ٚ‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬ ‫ص ْوِتي إِلَى َّ‬


‫اي‪ِ .‬بضيق ْي قُد َ‬ ‫َص ُر ُخ‪ِ .‬ب َ‬ ‫اآليات (ٔ‪ِ " - )ٕ-‬ب َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫َّام ُو‬ ‫ش ْك َو َ‬
‫ام ُو َ‬
‫َم َ‬
‫ب أَ‬
‫َس ُك ُ‬
‫ض َّرعُ‪ .‬أ ْ‬
‫ب أَتَ َ‬
‫الر ٍّ‬ ‫بأ ْ‬
‫الر ٍّ‬
‫ُخ ِب ُر‪".‬‬
‫أْ‬
‫عمينا أف نتعمـ أف ال نشتكي سوى هلل فيو القادر وحده عمى خبلصنا وليس غيره‪.‬‬

‫َخفَ ْوا لِي فَ ًّخا‪.‬‬ ‫ْت مسمَ ِكي‪ِ .‬في الطَّ ِري ِ ِ‬
‫ق الَّتي أ ْ‬
‫َسمُ ُك أ ْ‬ ‫ت َع َرف َ َ ْ‬ ‫َوأَ ْن َ‬ ‫وحي ِف َّي‪,‬‬‫َعي ْت ر ِ‬ ‫ِٖ‬
‫اآليات (ٖ‪ " - )ٗ-‬ع ْن َد َما أ ْ َ ُ‬
‫سأَ ُل َع ْن َن ْف ِسي‪".‬‬
‫س َم ْن َي ْ‬ ‫َع ٍّني ا ْل َم َن ُ‬
‫اص‪ .‬لَ ْي َ‬ ‫اد‬
‫ف‪َ .‬ب َ‬ ‫س لِي َع ِ‬
‫ار ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٗا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َي ِم ِ‬
‫ين َوأ َْبص ْر‪َ ,‬فمَ ْي َ‬
‫في بعض األحياف مف شدة الضيؽ وكثرة المؤامرات الشريرة ضد اإلنساف يشعر أنو غير قادر عمى االحتماؿ=‬
‫إلى يا جميع المتعبيف‬ ‫ِ ِ‬
‫َع َي ْت ُروحي ف َّي = أصبح الحمؿ أعظـ مف أف يبقى عمى كتفي‪ .‬ولذلؾ قاؿ المسيح تعالوا ّ‬ ‫أْ‬
‫ين وأ َْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْر = إشارة لمقوة البشرية‪ ،‬فاإلنساف يمسؾ سبلحو بيده‬ ‫والثقيمي األحماؿ وأنا أريحكـ"‪ .‬ا ْنظُ ْر إِلَى ا ْل َيم ِ َ‬
‫اليميف‪ ،‬وقد تعني أي قوة بشرية مثؿ األصدقاء األقوياء‪ .‬وىذا حدث مع المسيح في ىذا الموقؼ إذ تخمى عنو‬
‫الجميع‪ .‬لكف عموما فكؿ مف وضع رجاءه في البشر لينقذوه فيو يجري وراء سراب ‪ ،‬ويقبض عمي ىواء ‪.‬‬

‫اخي‪,‬‬ ‫اء»‪ٙ .‬أَص ِغ إِلَى صر ِ‬


‫َحي ِ‬ ‫صي ِبي ِفي أ َْر ِ‬
‫م ْمجِإي‪َ ,‬ن ِ‬ ‫ت إِلَ ْي َك َيا َرب‪ُ .‬ق ْم ُ‬
‫٘‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ض األ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت‬‫ت «أَ ْن َ‬ ‫ص َر ْخ ُ‬ ‫اآليات (٘‪َ " - )ٚ-‬‬
‫اس ِم َك‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َخ ِر ْج ِم َن ا ْلح ْب ِ ِ‬
‫س َن ْفسي‪ ,‬لتَ ْحميد ْ‬ ‫َ‬ ‫شد ِم ٍّني‪ .‬أ ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫أَ َ‬ ‫ي‪ ,‬أل ََّن ُي ْم‬‫ضطَ ِي ِد َّ‬‫ت ِجدًّا‪َ .‬ن ٍّج ِني ِم ْن ُم ْ‬ ‫أل ٍَّني قَ ْد تَ َذلَّ ْم ُ‬
‫ون َي ْكتَِنفُوَن ِني‪ ,‬أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن إِلَ َّي‪".‬‬ ‫الصدٍّيقُ َ‬
‫ٍّ‬
‫ون َي ْكتَِنفُوَن ِني‪ ,‬أل ََّن َك تُ ْح ِس ُن‬
‫الصدٍّيقُ َ‬ ‫ا ْل َح ْب ِ‬
‫س = قد يشير لكثرة األحزاف‪ ،‬إذ حاصره األعداء فصار كأنو في حبس‪ٍّ .‬‬
‫إِلَ َّي = أي يحيطوف بي‪ ،‬يفرحوف لخبلصي‪ ،‬يسبحونؾ معي عمى كؿ أعمالؾ العجيبة معي‪ .‬قد يعني الخروج مف‬
‫الحبس‪ ،‬الخروج مف الجسد حينما نناـ نوماً نيائياً بالموت حينئذ يحيط بنا كؿ الصديقيف والمبلئكة في فرح أبدي‬
‫لذلؾ اشتيى الرسوؿ أف ينطمؽ ليحاط بكؿ ىؤالء الصديقيف (فئ‪ .)ٕٖ2‬ىناؾ يكوف نصيبي في أرض األحياء‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المائة والثالث واألربعون‬
‫المزمور المائة والثالث واألربعون(المائة والثاني واألربعون في األجبية)‬

‫ص ِّور المرتؿ نفسو وقد جمس في الظممات وكاد يفنى ويموت مف كثرة الضيقات‬
‫ىنا صبلة استغاثة بالرب‪ .‬فينا ُي َ‬
‫حولو‪ ،‬واألعداء المحيطيف بو‪ ،‬ال قدرة لو عمى المقاومة أو حتى العمؿ‪ ،‬ولقد أوشؾ أف يدخؿ إلى القبر‪ ،‬ولقد‬
‫ٍ‬
‫كأرض ناشفة‪ .‬وىو يمجأ هلل لكي ينقذه‪ .‬ونبلحظ أننا نصمي ىذا المزمور في صبلة باكر فيو ُيعبِّر عف‬ ‫صار‬
‫األحداث التي حدثت ليمة القبض عمى المسيح والمحيطيف بو مف األعداء وأنو قريب جداً مف الموت‬
‫( ولكننا نجد في اية ٔٔ صورة واضحة عف القيامة ) وأنو يصرخ ويصمي لنجاتو أي خبلص كنيستو وشعبو‪.‬‬
‫أما داود فغالباً صمى ىذا المزمور وىو ىارب مف شاوؿ‪ ،‬ولكنو بروح النبوة أشار لممسيح‪ .‬ونحف نصمي بكممات‬
‫ىذا المزمور الرائعة ننظر في طمباتنا إلى عطايا اهلل الروحية لخبلصنا حتى ال نيمؾ في خطايانا‪.‬‬

‫استَ ِج ْب لِي‪ِ ,‬ب َع ْدلِ َك‪َ ٕ .‬والَ تَ ْد ُخ ْل ِفي‬ ‫ضرع ِاتي‪ِ .‬بأ ِ‬
‫َما َنت َك ْ‬
‫َ‬ ‫َص ِغ إِلَى تَ َ َ‬
‫ِ‬
‫صبلَ تي‪َ ,‬وأ ْ‬ ‫اس َم ْع َ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬يا َرب‪ْ ,‬‬
‫َّام َك َح ٌّي‪".‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل ُم َحا َك َمة َم َع َع ْبد َك‪ ,‬فَإن ُو لَ ْن َيتََب َّرَر قُد َ‬
‫المرتؿ ىنا يعترؼ بأنو ال يمكف أف يتبرر أماـ اهلل‪ ،‬لذلؾ يطمب أف ال يدخؿ اهلل معو في المحاكمة‪ .‬والعجيب‬
‫استَ ِج ْب لِي ِب َع ْدلِ َك فإذا استجاب اهلل بعدلو فسوؼ ييمؾ داود ألنو يعترؼ بأنو لف‬ ‫بعد ىذا أننا نجده يقوؿ ِبأ ِ‬
‫َما َنت َك ْ‬ ‫َ‬
‫يتبرر‪ .‬ولكف حؿ ىذا السؤاؿ كامف في الصميب الذي ظير فيو عدؿ اهلل ورحمتو‪ .‬عدؿ اهلل الذي ظير في عقوبة‬
‫الخطية التي تحمميا المسيح‪ ،‬ورحمتو التي ظيرت في غفراف خطايانا بموتو عنا‪ .‬وكأف المرتؿ ىنا بروح النبوة‬
‫يطمب رحمة الصميب‪.‬‬

‫ات ِم ْث َل ا ْل َم ْوتَى ُم ْن ُذ‬


‫َجمَس ِني ِفي الظمُم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ق إِلَى األ َْر ِ‬
‫ض َح َياتي‪ .‬أ ْ َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ِ‬ ‫َن ا ْل َع ُد َّو قَِد ْ‬
‫اضطَ َي َد َن ْفسي‪َ .‬‬ ‫آية (ٖ) ‪ٖ" -‬أل َّ‬
‫َّى ِر‪".‬‬
‫الد ْ‬
‫قد يكوف العدو ىذا ىو شاوؿ أو إبشالوـ‪ ،‬ولكف العدو الحقيقي لكؿ البشر ىو إبميس الذي استعبدنا كمنا وأجمسنا‬
‫اء عف الخطية‪.‬‬
‫في الظممات محروميف مف نور اهلل بعد سقوطنا‪ .‬بؿ كاف نصيبنا الموت جز ً‬

‫اخمِي َق ْم ِبي‪".‬‬
‫وحي‪ .‬تَحيَّر ِفي َد ِ‬
‫َ َ‬
‫َعي ْت ِف َّي ر ِ‬
‫ُ‬
‫ٗ‬
‫آية (ٗ) ‪ " -‬أ ْ َ‬
‫وحي = كنا ببل أمؿ‪ ،‬وكنا في حيرة قمب ال ندري طريؽ الخبلص‪.‬‬ ‫َعي ْت ِف َّي ر ِ‬
‫ُ‬ ‫أ َْ‬

‫ص َن ِائ ِع َي َد ْي َك أَتَأ َّ‬ ‫ت ِب ُك ٍّل أ ْ ِ‬


‫َع َمال َك‪ِ .‬ب َ‬ ‫َّام ا ْل ِق َدِم‪ .‬لَ ِي ْج ُ‬ ‫آية (٘) ‪ " -‬تَ َذ َّك ْر ُ‬
‫٘‬
‫َم ُل‪".‬‬ ‫ت أَي َ‬

‫‪414‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبلج واألربعون)‬

‫ىنا يتذكر كيؼ أخرج اهلل شعبو مف أرض مصر وكانوا في حالة مماثمة‪ .‬إذاً ىو قادر أف يجد حؿ‪ .‬وفي كؿ‬
‫ضيقة تعصؼ بحياتنا عمينا أف نذكر خبلص اهلل السابؽ فيكوف لنا رجاء‪.‬‬

‫س ٍة‪ِ .‬سبلَ ْه‪.‬‬ ‫ي‪َ ,‬ن ْف ِسي َن ْح َو َك َكأ َْر ٍ‬


‫ض َيا ِب َ‬ ‫ت إِلَ ْي َك َي َد َّ‬
‫س ْط ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اآليات (‪َ " - )ٚ-ٙ‬ب َ‬
‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬
‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬ ‫َج ْب ِني يا رب‪ .‬فَ ِني ْت ر ِ‬
‫وحي‪ .‬الَ تَ ْح ُج ْب َو ْج َي َك َع ٍّني‪ ,‬فَأُ ْ‬ ‫ع أِ‬
‫َس ِر ْ‬
‫‪ٚ‬‬
‫ب‪".‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫أْ‬
‫المرتؿ يصرخ ويعممنا أف نصرخ هلل وحده في كؿ ضيقة‪ .‬فنحف بدوف اهلل كأرض يابسة تحتاج لمماء‪ .‬وبسط‬
‫اليديف إ عبلف عف التسميـ الكامؿ لممشيئة اإلليية والعجز الكامؿ عف أف نجد الحؿ بأنفسنا‪ .‬ومف يفقد صمتو باهلل‬
‫ب = لو اسـ أنو حي وىو ميت‪( .‬رؤٖ‪ .)ٔ2‬فمف يفقد نور وجو اهلل فيو في‬ ‫ين ِفي ا ْل ُج ٍّ‬
‫ش ِب َو ا ْل َيا ِب ِط َ‬
‫وي ْ‬
‫يموت‪ُ ..‬‬
‫الظممة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ت‪ .‬عٍّرف ِْني الطَّ ِر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (‪ٛ" - )ٕٔ-ٛ‬أ ِ ِ‬
‫ييا‪ ,‬أل ٍَّني‬
‫َسمُ ُك ف َ‬ ‫يق الَّتي أ ْ‬ ‫َسم ْعني َر ْح َمتَ َك في ا ْل َغ َداة‪ ,‬أل ٍَّني َعمَ ْي َك تََو َّك ْم ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ت إِل ِيي‪.‬‬ ‫اك‪ ,‬أل ََّن َك أَ ْن َ‬
‫ض َ‬ ‫َع َم َل ِر َ‬
‫َن أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْت‪َ .‬عمٍّ ْمني أ ْ‬
‫ٓٔ‬ ‫ِ‬
‫َع َدائي َيا َرب‪ .‬إِلَ ْي َك ا ْلتَ َجأ ُ‬ ‫ت َن ْف ِسي‪ .‬أَ ْن ِقذْني م ْن أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫إِلَ ْي َك َرفَ ْع ُ‬
‫يق َن ْف ِسي‪,‬‬‫الض ْ‬ ‫يني‪ِ .‬ب َع ْدلِ َك تُ ْخ ِر ُج ِم َن ٍّ‬ ‫َج ِل اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ستَ ِوَي ٍة‪ِ .‬م ْن أ ْ‬
‫ٔٔ‬
‫ض ُم ْ‬ ‫يني ِفي أ َْر ٍ‬ ‫الصالِح يي ِد ِ‬
‫وح َك َّ ُ َ ْ‬ ‫ُر ُ‬
‫ضا ِي ِقي َن ْف ِسي‪ ,‬أل ٍَّني أََنا َع ْب ُد َك‪".‬‬‫يد ُك َّل ُم َ‬‫َع َد ِائي‪َ ,‬وتُِب ُ‬ ‫ٕٔوِبر ْحم ِت َك تَستَأ ِ‬
‫ْص ُل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫يق = ىو المسيح‬ ‫اة = ىو ينتظر مراحـ جديدة هلل في كؿ صباح ولينقذه اهلل مف أعدائو َعٍّرف ِْني الطَّ ِر َ‬ ‫با ْل َغ َد ِ‬
‫ستَ ِوَي ٍة =‬
‫ض ُم ْ‬ ‫يني ِفي أ َْر ٍ‬ ‫الصالِح‪ .‬ليرشدنا فبل نيمؾ= يي ِد ِ‬
‫َْ‬ ‫وح َك َّ ُ‬ ‫(يوٗٔ‪ .)ٙ2‬والمسيح أرسؿ الروح القدس= ُر ُ‬
‫يبكت عمى خطية فنتوب وال نفقد نصيبنا األبدي‪ .‬وىنا المرتؿ ال ينظر إلى بره الذاتي بؿ لمراحـ اهلل= ِم ْن أ ْ‬
‫َج ِل‬
‫َع َد ِائي= أي بمجيء المسيح الثاني سيمقي إبميس في بحيرة النار‬ ‫يني‪ِ .‬بر ْحم ِت َك تَستَأ ِ‬
‫ْص ُل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫اس ِم َك يا رب تُ ْح ِي ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫(رؤٕٓ‪.)ٔٓ2‬‬

‫‪415‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والرابع واألربعون‬

‫المزامير األربعة السابقة كانت لداود حيف كاف ىارباً مف شاوؿ‪ .‬أما ىذا المزمور فيبدو أف داود كتبو بعد أف‬
‫ممؾ‪ .‬ولكننا نسمع فيو أنو مازاؿ يحارب وأف ىناؾ أعداء‪ .‬فمتى كاف ىناؾ سبلـ نيائي ببل حروب في ىذا‬
‫العالـ‪ .‬فمقد قاـ عميو الفمسطينييف والعمونييف‪ ..‬الخ‪ .‬وداود ىنا يقدـ الشكر هلل الذي أجمسو عمى العرش‪ .‬ويصمي‬
‫هلل حتى ينصره عمى أعدائو وىو واثؽ أنو سينتصر فيو اختبر ىذا م ار اًر مف قبؿ‪ ،‬أف اهلل ال يتركو‪ .‬ويصمي‬
‫ألجؿ إزدىار مممكتو وشعبو‪ .‬وروحياً فنحف نمر كؿ يوـ في حروب روحية جديدة ولكننا نجتاز مف نصرة إلى‬
‫نصرة بمعونة اهلل‪ .‬وحقاً لقد أقامنا اهلل مموكاً (رؤٔ‪ )ٙ2‬ولكف مازاؿ ىناؾ قتاؿ كثير وحروب كثيرة‪ .‬واهلل يعيننا‬
‫فيو خرج غالباً ولكي يغمب (رؤ‪ )ٕ2ٙ‬وكما فعؿ داود وصمى لشعبو‪ ،‬ىكذا فمنصمي لكؿ الكنيسة ليعطيا الرب‬
‫بركة ونعمة وانتصا اًر ضد أعدائنا الحقيقييف أي الشيطاف وجنوده‪( .‬راجع اؼ‪.)ٙ‬‬

‫ص ْر ِحي‬ ‫ال وأَصا ِب ِعي ا ْلحر ٕ ِ‬


‫ب‪َ .‬ر ْح َمتي َو َم ْم َجِإي‪َ ,‬‬
‫َْ َ‬
‫الرب ص ْخرِتي‪ ,‬الَِّذي يعمٍّم ي َد َّ ِ‬
‫ي ا ْلقتَ َ َ َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ٔ‬
‫اآليات (ٔ‪ُ " - )ٕ-‬م َب َار ٌك َّ‬
‫ش ْع ِبي تَ ْح ِتي‪".‬‬ ‫ت‪ ,‬ا ْلم ْخ ِ‬
‫ضعُ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َو ُم ْنقذي‪ ,‬م َج ٍّني َوالذي َعمَ ْيو تََوك ْم ُ ُ‬
‫اهلل عمـ داود القتاؿ ضد أسد ثـ ضد دب ثـ ضد جميات حتى ال يرىب الحروب اآلتية ضده‪ .‬فاهلل دربو ويدربنا‬
‫كيؼ نغمب أعدائنا‪ ،‬بأف يسمح ببعض التجارب‪ ،‬وحينما نستعيف بو نغمب‪ ،‬نستعيف بالصبلة والصراخ لو‪،‬‬
‫باإليماف‪( ،‬باقي األسمحة في اؼ‪ )ٙ‬وحينما نغمب تكوف يدانا قد تعممت القتاؿ‪ .‬ونحف نقاتؿ ببل خوؼ فمنا ثقة في‬
‫اهلل ممجأنا‪.‬‬

‫ان‬
‫س ُ‬ ‫ان َحتَّى تَ ْفتَ ِك َر ِب ِو؟ ٗ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫سِ‬ ‫ان َحتَّى تَ ْع ِرفَ ُو‪ ,‬أ َِو ْاب ُن ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫س ُ‬ ‫شي ٍء ُى َو ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ٖ‬
‫" َيا َرب‪ ,‬أَي َ ْ‬ ‫اآليات (ٖ‪- )ٗ-‬‬
‫ِم ْث ُل ِظ ّل َعا ِب ٍر‪".‬‬ ‫َّام ُو‬
‫ش َب َو َن ْف َخ ًة‪ .‬أَي ُ‬
‫أَ ْ‬
‫يقؼ داود مندىشاً مف محبة اهلل وعممو مف أجؿ اإلنساف الترابي الحقير‪.‬‬
‫ام َك‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ا ْل ِج َب َ‬
‫ال فَتُ َد ٍّخ َن‪ .‬أ َْب ِر ْ‬
‫‪ٙ‬‬
‫س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل‪ .‬ا ْل ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫٘‬
‫ٍّد ُى ْم‪ .‬أ َْرس ْل س َي َ‬ ‫ق ُب ُروقًا َوَبد ْ‬ ‫ئ َ‬
‫اآليات (٘‪َ " - )ٛ-‬يا َرب‪ ,‬طَأْط ْ‬
‫اء الَِّذ َ‬
‫ِ ‪ٛ‬‬
‫ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ‬
‫اى ُي ْم‬ ‫يرِة‪ِ ,‬م ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغ َرَب‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٚ‬‬
‫َوأ َْزع ْج ُي ْم‪ .‬أ َْرس ْل َي َد َك م َن ا ْل َعبلَء‪ .‬أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬
‫ِ‬
‫ين َك ِذ ٍب‪".‬‬
‫اط ِل‪َ ,‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬
‫ِبا ْلب ِ‬
‫َ‬
‫المرنـ يصرخ هلل لكي يعينو وينصره ضد أعدائو‪ ،‬ويظير قوتو فيرعبيـ يرسؿ بروقاً وسياماً فيزعجيـ‪ .‬ولكف النبي‬
‫ام نشرت الك ارزة فأزعجت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بروح النبوة كاف يتكمـ عف المسيح الذي طأطأ السموات ونزؿ وتجسد وأ َْرس ْل رسمو كس َي َ‬
‫ين َك ِذ ٍب = اليميف إشارة لمقوة‪ ،‬والشيطاف يوىمنا بقوتو ولكف‬ ‫الشياطيف الذيف تكممت أفواىيـ بالباطؿ‪َ .‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬
‫س َم َاو ِات َك َوا ْن ِز ِل‪.‬‬‫ئ َ‬
‫ِ‬
‫قوتو باطمة مخادعة‪ ،‬وأي مؤمف بعبلمة الصميب بإيماف وباسـ يسوع يغمبيـ وقوؿ النبي طَأْط ْ‬
‫ال تعني أف اهلل سيترؾ السماء وينزؿ عمى األرض فيو في كؿ مكاف حتى في الياوية (‪ )ٛ2ٖٜٔ‬ولكف معناىا‬

‫‪416‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والرابع واألربعون)‬

‫أظير قوتؾ فتدخف الجباؿ فيرتعب األعداء‪ .‬وىذا حدث فعبلً عمى جبؿ سيناء‪ .‬ولكف المعنى النبوي لآلية ىو‬
‫تجسد المسيح ونزولو عمى األرض‪ .‬والنبي كاف يتكمـ عف القتاؿ‪ .‬والمسيح جاء لمقتاؿ فعبلً ضد إبميس الذي في‬
‫يرِة = أي‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كبريائو كالجبؿ وبصميبو لمسو فدخف‪ .‬وبصميبو أنقذنا مف الموت= أَ ْنقذْني َوَن ٍّجني م َن ا ْلم َياه ا ْل َكث َ‬
‫اء = الشياطيف‪ .‬أ َْر ِس ْل َي َد َك ِم َن ا ْل َعبلَ ِء = ىي مرة أخرى نبوة عف تجسد المسيح قوة اهلل ويد اهلل‬
‫الموت‪ِ .‬م ْن ا ْل ُغرب ِ‬
‫ََ‬
‫التي ىزمت أعدائنا‪.‬‬
‫س َم َاو ِات َك = طأطئ = ‪ = bow down‬إحني ‪ .‬والحظ الدقة في النبوة ‪ ،‬فالمسيح لـ يترؾ السماء حيف‬
‫ئ َ‬
‫ِ‬
‫طَأْط ْ‬
‫تجسد (يو ٖ ‪ )ٖٔ 2‬بؿ ىو اتي بالحياة السماوية الينا عمي االرض لنحيا في السماء (اؼ ٕ ‪.)ٙ 2‬‬

‫ٓٔ ِ‬ ‫ش َرِة أ َْوتَ ٍ‬ ‫اب َذ ِ‬


‫يدةً‪ِ .‬برَب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار أ َُرٍّن ُم لَ َك‪ .‬ا ْل ُم ْعطي َخبلَ ً‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٔ-ٜ‬يا اَهللُ‪ ,‬أ َُرٍّن ُم لَ َك تَْرن َ‬
‫‪ٜ‬‬
‫صا‬ ‫ات َع َ‬ ‫يم ًة َجد َ َ‬
‫ف السو ِء‪.‬‬ ‫الس ْي ِ‬
‫وك‪ .‬ا ْل ُم ْن ِق ُذ َد ُاوَد َع ْب َدهُ ِم َن َّ‬
‫لِ ْمممُ ِ‬
‫ُ‬
‫ين َك ِذ ٍب‪".‬‬
‫اط ِل‪َ ,‬وَي ِمي ُن ُي ْم َي ِم ُ‬
‫اىيم ِبا ْلب ِ‬ ‫اء‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ين تَ َكمَّ َم ْت أَف َْو ُ ُ ْ َ‬
‫ٔٔأَ ْن ِقذ ِْني وَن ٍّج ِني ِم ْن أ َْي ِدي ا ْل ُغرب ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ماذا يفعؿ مف شعر بخبلص المسيح وامتؤل بالروح إال أف يشكر اهلل ويسبحو‪ .‬ويعود ويصرخ لينقذه اهلل‪ .‬فالحرب‬
‫ال تيدأ وال تتوقؼ طالما نحف أحياء‪.‬‬
‫الزوايا م ْنحوتَ ٍ‬ ‫ش ِبيب ِتيا‪ .‬ب َناتَُنا َكأ ْ ِ ِ‬ ‫وس َّ ِ ِ ِ‬ ‫ون َبنُوَنا ِم ْث َل ا ْل ُغ ُر ِ‬
‫اآليات (ٕٔ‪ " - )ٔ٘-‬لِ َك ْي َي ُك َ‬
‫َعم َدة َّ َ َ َ ُ‬
‫ٕٔ‬
‫ات‬ ‫النام َية في َ َ َ َ‬
‫ارِع َنا‪َ ٔٗ .‬بقَُرَنا‬ ‫ات ِفي َ‬
‫ش َو ِ‬ ‫ف‪ .‬أَ ْغ َنام َنا تُْن ِتج أُلُوفًا و ِرْبو ٍ‬
‫ص ْن ٍ‬
‫ف فَ ِ‬
‫ص ْن ٍ‬ ‫يض ِم ْن ِ‬ ‫اؤَنا َمآل َن ًة تَ ِف ُ‬ ‫حسب ِب َن ِ‬
‫ٖٔ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َى َر ُ‬
‫اء َى ْي َكل‪ .‬أ ْ‬ ‫َ ََ‬
‫مش ْع ِب الَِّذي َّ‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫مش ْع ِب الَّذي لَ ُو َكي َذا‪ .‬طُ َ‬ ‫وبى لِ َّ‬ ‫ارِع َنا‪ .‬طُ َ‬ ‫ش ْك َوى ِفي َ‬
‫ش َو ِ‬ ‫ِ‬
‫٘ٔ‬
‫الرب‬ ‫وم‪َ ,‬والَ َ‬ ‫ام َوالَ ُى ُج َ‬
‫ُم َح َّممَ ًة‪ .‬الَ اقْت َح َ‬
‫لي ُو‪".‬‬‫إِ ُ‬
‫صبلتو ألجؿ شعبو ليحيوا في سبلـ‪ .‬فالبنوف في صحة‪ .‬والبنات في قداسة و أ ْى َار ُؤَنا= اي مخازننا ممموءة والبقر‬
‫ممموء لبف ليشبع الجميع‪ .‬واألعداء خاضعيف ال يقتحموا أسوارنا‪ .‬ىذه ىي صورة الكنيسة والمسيح في وسطيا‪.‬‬
‫ممموءة وقادرة أف تشبع الجميع‪ .‬ومعممييا قادريف أف يرضعوا أوالدىـ لبناً‪ .‬واألوالد ممموئيف صحة وحيوية ونشاط‬
‫َع ِم َد ِة َّ‬
‫الزَو َايا = تبني بيتيا وىي بأخبلقيا قادرة أف تربط عائمتيا بعائمة زوجيا‬ ‫ات َكأ ْ‬
‫قادريف عمى الخدمة‪ .‬وال َب َن ُ‬
‫ات حسب ِب َن ِ‬
‫اء ال َي ْي َكل كانت الحجارة تنحت وتيذب ليؤتي بيا إلى مكاف‬ ‫ٍ‬
‫برباط محبة فتترابط العائمتيف‪َ .‬م ْن ُحوتَ َ َ َ‬
‫الييكؿ وتوضع في مكانيا‪ .‬والمعنى لتكف بناتنا ىكذا قد تـ تيذيبيـ وىف عمى جماؿ خمقي ويؤتي بيف ليسكنوا‬
‫مع أزواجيف في فرح‪ .‬وعموماً فبيوت أوالد اهلل ىي كنائس صغيرة أو ىياكؿ صغيرة‪ٔ( .‬كو‪.)ٜٔ2ٔٙ‬‬

‫‪417‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمص واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخامس واألربعون‬

‫اشتعؿ قمب داود حباً هلل فبدأ يسبحو‪ ،‬عينيو انفتحتا فرأى كؿ أعماؿ محبة اهلل فمـ تستطع شفتيو أف تسكتا‪ .‬وىذا‬
‫المزمور وكؿ ما يميو ىي مزامير تسبيح‪ .‬وىذا المزمور معنوف باسـ داود‪ .‬ولكف يرى معظـ الدارسيف أف بقية‬
‫المزامير (‪ )ٔ٘ٓ-ٔٗٙ‬ىي لو أيضاً‪.‬‬
‫كانت المزامير السابقة (الخمسة السابقيف) ىي مزامير صبلة وصراخ إلى اهلل ليستجيب ويرفع الضيقة‪ .‬وكاف‬
‫داود قد وعد أنو يسبح (ٗٗٔ‪ )ٜ2‬وىا ىو يفعؿ‪ .‬ونحف عمينا أف نتعمـ لغة التسبيح‪ ،‬فيذه ىي المغة التي سوؼ‬
‫نستخدميا في األبدية‪ ،‬فيؿ نذىب إلى ىناؾ ونحف نجيؿ لغتيـ السمائية‪.‬‬

‫اس َم َك‬‫ُس ٍّب ُح ْ‬ ‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪ِ ٕ .‬في ُك ٍّل َي ْوٍم أ َُب ِ‬
‫ارُك َك‪َ ,‬وأ َ‬ ‫اس َم َك إِلَى الد ْ‬ ‫ار ُك ْ‬ ‫اآليات (ٔ‪ٔ" - )ٕٔ-‬أ َْرفَ ُع َك َيا إِل ِيي ا ْل َممِ َك‪َ ,‬وأَُب ِ‬
‫يد ِجدًّا‪ ,‬ولَ ْيس لِعظَم ِت ِو ِ‬ ‫الرب َو َح ِم ٌ‬ ‫ِ ٖ ِ‬
‫اء‪َ .‬د ْوٌر إِلَى َد ْو ٍر ُي َ‬ ‫َّى ِر َواأل ََبد‪َ .‬عظ ٌ‬ ‫إِلَى الد ْ‬
‫ٗ‬
‫َع َمالَ َك‪,‬‬
‫س ٍّب ُح أ ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫است ْق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫يم ُى َو َّ‬
‫ٍّث‪ِ ٚ .‬ذ ْك َر‬
‫ُحد ُ‬ ‫ِ‬
‫ون‪َ ,‬وِب َعظَ َمت َك أ َ‬ ‫اوِف َك َي ْن ِطقُ َ‬
‫ور َع َج ِائ ِب َك أَْل َي ُج‪ِ ٙ .‬بقُ َّوِة َم َخ ِ‬ ‫ُم ِ‬ ‫وِبجبروِت َك ي ْخ ِبر َ ٘ ِ ِ ِ‬
‫ون‪ِ .‬ب َجبلَ ل َم ْجد َح ْمد َك َوأ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ون‪َ ,‬وِب َع ْدلِ َك ُي َرٍّن ُم َ‬
‫ون‪.‬‬ ‫صبلَ ِح َك ُي ْب ُد َ‬‫َكثَْرِة َ‬
‫َع َمالِ ِو‪َ ٔٓ .‬ي ْح َم ُد َك َيا‬ ‫الرب صالِح لِ ْم ُك ٍّل‪ ,‬ومر ِ‬
‫اح ُم ُو َعمَى ُك ٍّل أ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫الر ْح َمة‪ٌ َ َّ .‬‬
‫ِ ‪ٜ‬‬
‫ير َّ‬ ‫ِ‬
‫يم‪ ,‬طَ ِوي ُل الرو ِح َو َكث ُ‬
‫‪ٛ‬اَ َّلرب ح َّن ٌ ِ‬
‫ان َو َرح ٌ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ,‬لِ ُي َعٍّرفُوا َب ِني َ‬
‫ون‪َ ,‬وِب َج َب ُروِت َك َيتَ َكمَّ ُم َ‬ ‫اؤ َك‪ِ .‬ب َم ْج ِد ُم ْم ِك َك َي ْن ِطقُ َ‬ ‫ارُك َك أَتْ ِق َي ُ‬
‫َع َمالِ َك‪َ ,‬وُي َب ِ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٔٔ‬
‫آد َم قُ ْد َرتَ َك َو َم ْج َد‬ ‫َرب ُكل أ ْ‬
‫س ْمطَا ُن َك ِفي ُك ٍّل َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪.‬‬ ‫ور‪َ ,‬و ُ‬ ‫َجبلَ ِل ُم ْم ِك َك‪ُ ٖٔ .‬م ْم ُك َك ُم ْم ُك ُك ٍّل الد ُى ِ‬

‫ين ِو‪.‬‬
‫ت تُع ِطي ِيم طَعاميم ِفي ِح ِ‬
‫َّاك تَتََرجَّى‪َ ,‬وأَ ْن َ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ‬
‫٘ٔ‬
‫ين‪ .‬أ ْ‬ ‫ين‪َ ,‬و ُمقٍَّوٌم ُك َّل ا ْل ُم ْن َح ِن َ‬
‫اق ِط َ‬
‫الس ِ‬
‫اض ٌد ُك َّل َّ‬ ‫ٗٔاَ َّلرب ع ِ‬
‫َ‬
‫يب لِ ُك ٍّل الَِّذ َ‬
‫الرب قَ ِر ٌ‬ ‫َع َمالِ ِو‪.‬‬
‫يم ِفي ُك ٍّل أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الرب َب ٌّار في ُك ٍّل طُُرقو‪َ ,‬و َرح ٌ‬ ‫شبعُ ُك َّل َح ٍّي ِر ً‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫ين‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ضى‪.‬‬ ‫تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ‬
‫الرب ُك َّل م ِح ٍّب ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َي ْد ُعوَن ُو‪ ,‬الَِّذ َ‬
‫ضر َع ُي ْم‪ ,‬فَ ُي َخمٍّ ُ‬ ‫ين َي ْد ُعوَن ُو ِبا ْل َحقٍّ‪َ .‬ي ْع َم ُل ِر َ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫يو‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫ص ُي ْم‪َ .‬ي ْحفَظُ َّ‬ ‫س َمعُ تَ َ‬ ‫ضى َخائفيو‪َ ,‬وَي ْ‬
‫َّى ِر َواأل ََب ِد‪".‬‬
‫وس إِلَى الد ْ‬ ‫اس َم ُو ا ْلقُد َ‬ ‫ش ٍر ْ‬ ‫ار ْك ُكل َب َ‬ ‫ق فَ ِمي‪َ ,‬وْل ُي َب ِ‬ ‫ب َي ْن ِط ُ‬ ‫الر ٍّ‬
‫يح َّ‬ ‫س ِب ِ‬
‫ار‪ِ .‬بتَ ْ‬
‫ٕٔ‬
‫ش َر ِ‬
‫يع األَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوُي ْيم ُك َجم َ‬
‫المرنـ يرى أف عظمة اهلل طبيعية‪ ،‬وأعمالو عجيبة‪ ،‬ومراحمو كثيرة‪ ،‬فيو ينبغي لو التسبيح دائماً‪ .‬فكؿ الطبيعة‬
‫التي خمقيا تنطؽ بمجده وتسبيحو فكـ بالحرى اإلنساف الذي يستطيع التعبير‪ .‬وقولو نبارك الرب كل حين= أي‬
‫إلى األبد‪ .‬في حزننا وفي أفراحنا فنحف نثؽ في أف كؿ مايعممو اهلل ىو لخيرنا‪ .‬دور إلى دور= مف جيؿ إلى‬
‫شبعُ ُك َّل‬ ‫َع ُي ُن ا ْل ُك ٍّل إِي َ‬
‫َّاك تَتََرجَّى = أنت مصدر كؿ خير‪ .‬تَ ْفتَ ُح َي َد َك فَتُ ْ‬ ‫جيؿ‪ .‬فعممو العجيب دائـ عبر العصور‪ .‬أ ْ‬
‫ضى = أي تعطيو طعاماً وتعطيو معو رضى وسرور فأنت تعطي بسخاء وال تعير‪.‬‬ ‫َح ٍّي ِر ً‬

‫‪418‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسادس واألربعون‬
‫المزمور المئة والسادس واألربعون(المئة والخامس واألربعون في األجبية)‬

‫المزامير الثبلثة األخيرة في صبلة النوـ ىي مزامير تسبيح‪ ،‬نسبح فييا اهلل عمى خبلصو العجيب‪.‬‬

‫ب ِفي َح َي ِاتي‪َ ,‬وأ َُرٍّن ُم ِإل ل ِيي َما ُد ْم ُ‬ ‫س ٍّب ِحي َيا َن ْف ِسي َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫ودا‪".‬‬
‫ت َم ْو ُج ً‬ ‫الر َّ‬
‫ُس ٍّب ُح َّ‬
‫ب‪ .‬أ َ‬
‫الر َّ‬ ‫ويا‪َ .‬‬
‫كؿ مؤمف ممتمئ بالروح القدس المحيي يكوف حياً‪ ،‬وعبلمة حياتو ىو أف يسبح اهلل‪ .‬لذلؾ لف نكؼ عف التسبيح‬
‫بعد الموت‪ ،‬فالنفس تظؿ حية‪ ،‬واإلنساف الممموء بالروح عند موتو بالجسد ينتقؿ مف حياة إلى حياة‪ .‬أما مف يرتد‬
‫لمخطية يموت‪ ،‬ومف يتوب يحيا "إبني ىذا كاف ميتاً فعاش"‪.‬‬

‫ود إِلَى‬
‫وح ُو فَ َي ُع ُ‬
‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ٖ" - )ٗ-‬الَ تَتَّ ِكمُوا عمَى الر َؤس ِ‬
‫اء‪َ ,‬والَ َعمَى ْاب ِن َ‬
‫ص ع ْن َدهُ‪ .‬تَ ْخ ُر ُج ُر ُ‬
‫ث الَ َخبلَ َ‬
‫آد َم َح ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تَُارِب ِو‪ِ .‬في ذلِ َك ا ْل َي ْوِم َن ْف ِس ِو تَ ْيمِ ُك أَ ْف َك ُارهُ‪".‬‬
‫قارف مع (أر‪ + ٘2ٔٚ‬أشٖٔ‪ + ٖ-ٔ2‬أشٕٓ‪.)ٙ-ٔ2‬‬

‫ض‪ ,‬ا ْل َب ْح َر‬ ‫السماو ِ‬


‫ات َواأل َْر َ‬ ‫ب إِل ِي ِو‪ِ َّ ٙ ,‬‬ ‫وب ُم ِعي ُن ُو‪َ ,‬و َر َج ُ‬ ‫وبى لِ َم ْن إِ ُ‬
‫٘‬
‫الصان ِع َّ َ َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫اؤهُ َعمَى َّ‬ ‫لو َي ْعقُ َ‬ ‫اآليات (٘‪ " - )ٙ-‬طُ َ‬
‫َما َن َة إِلَى األ ََب ِد‪".‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُك َّل َما ف َ‬
‫ييا‪ .‬ا ْل َحافظ األ َ‬
‫إلو يعقوب ىو الذي خمؽ السماء واألرض والبحر فطوبى لمف يجعؿ إتكالو عمى إلو قوي‪.‬‬

‫الرب ُي ْطمِ ُ‬ ‫ين‪ ,‬ا ْل ُم ْع ِطي ُخ ْب ًاز لِ ْم ِج َي ِ‬


‫اآليات (‪ " - )ٛ-ٚ‬ا ْل ُم ْج ِري ُح ْك ًما لِ ْم َم ْظمُو ِم َ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬
‫َع ُي َن‬
‫الرب َي ْفتَ ُح أ ْ‬
‫َس َرى‪َّ .‬‬
‫ق األ ْ‬ ‫اع‪َّ .‬‬
‫ين‪".‬‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق َ‬ ‫الرب ُي ِحب ٍّ‬ ‫ين‪َّ .‬‬‫الرب ُيقَ ٍّوُم ا ْل ُم ْن َح ِن َ‬
‫ا ْل ُع ْم ِي‪َّ .‬‬
‫المسيح في حياتو فتح أعيف العمياف وصنع كثير مف المعجزات‪ .‬وبفدائو أطمؽ األسرى مف الجحيـ‪ ،‬وأسرى‬
‫الخطية‪ .‬وأعطانا جسده خب اًز وفتح أعيننا عمى طريؽ السماء بالمعمودية (اإلستنارة)‪ .‬وجاءت عبارة يفتح أعين‬
‫العمى فى السبعينية ُي َح ٍّك ْم العميان = والمعنى أف الرب قادر أف يجعؿ األعمى قاد ار أف يحكـ فى األمور‬
‫بحكمة أكثر مف المبصر‪.‬‬

‫ار فَ ُي َع ٍّو ُج ُو‪َ .‬ي ْممِ ُك َّ‬


‫الرب إِلَى‬ ‫ش َر ِ‬ ‫َما طَ ِر ُ‬ ‫ِ‬
‫ٓٔ‬ ‫‪ٜ‬‬
‫يق األَ ْ‬ ‫يم َواأل َْرَممَ َة‪ ,‬أ َّ‬
‫ض ُد ا ْل َيت َ‬
‫اء‪َ .‬ي ْع ُ‬‫الرب َي ْحفَظُ ا ْل ُغ َرَب َ‬
‫اآليات (‪َّ " - )ٔٓ-ٜ‬‬
‫ِ‬ ‫األَب ِد‪ ,‬إِ ِ‬
‫ليك َيا ص ْي َي ْو ُن إِلَى َد ْو ٍر فَ َد ْو ٍر‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪419‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطبدش واألربعون)‬

‫بؿ ىو احتضف كؿ غريب أممي وثني عاد باإليماف هلل‪ ،‬وبعد أف كنا يتامى صار اهلل أباً لنا‪ .‬وصار عريساً لنا‬
‫ش َرار‪ .‬يعوج ترجمت يبيد في السبعينية‪.‬‬ ‫نحف كنيستو‪ ،‬فيو يسند المؤمنيف‪ ،‬أما األشرار فيبيدىـ= ُي َع ٍّو ُج طَ ِر ُ‬
‫يق األَ ْ‬
‫لكف نفيـ كممة يعوج أف كؿ طرؽ األشرار ال بركة فييا‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)‬
‫المزمور المئة والسابع واألربعون(أ)(المئة والسادس واألربعون في األجبية)‬

‫ىذا المزمور في النسخة العبرية ينقسـ إلى مزموريف في النسخة السبعينية (األجبية)‪.‬‬
‫والمزمور بشقيو أي اآليات (ٔ‪ )ٕٓ-‬يدور حوؿ تسبيح اهلل عمى عودة الشعب مف السبي واعادة بناء أورشميـ‪.‬‬
‫ونحف نفيـ أورشميـ عمى أنيا رمز لمكنيسة‪ ،‬والمسيح بعممو الخبلصي أعادنا مف سبي إبميس وأعاد بناء كنيستو‬
‫حوؿ الخراب الذي فييا مسكناً لو‪.‬‬
‫أي ىيكمو‪ .‬وكؿ نفس تجددت بالتوبة عمييا أف تسبح الرب الذي َّ‬
‫(ٔكوٖ‪.)ٔٓ2‬‬

‫الرب ي ْب ِني أُور َ ِ‬ ‫يح الَ ِئ ٌ‬ ‫ِ ٌّ‬ ‫َن التَّرنم ِإل ل ِي َنا ِ‬
‫صال ٌح‪ .‬أل ََّن ُو ُممذ‪ .‬التَّ ْ‬
‫س ِب ُ‬
‫ٕ‬ ‫ٔ‬
‫يم‪.‬‬
‫شم َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‪َ َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ,‬أل َّ َ َ‬ ‫الر َّ‬
‫س ٍّب ُحوا َّ‬
‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬‬
‫س َرُى ْم‪".‬‬ ‫ش ِفي ا ْلم ْن َك ِس ِري ا ْل ُقمُ ِ‬
‫وب‪َ ,‬وَي ْج ُب ُر َك ْ‬
‫ٖ‬
‫يل‪َ .‬ي ْ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫َي ْج َمعُ َم ْنف ٍّيي إِ ْ‬
‫ُ‬
‫اهلل جمع المنفييف والمسبييف في بابؿ وأعادىـ إلى أورشميـ‪ .‬والمسيح بعممو الخبلصي شفى المنكسري القموب‬
‫وجبر كسرىـ‪ ،‬فقد كنا مذلوليف إلبميس في حزف دائـ‪.‬‬

‫يم ا ْلقُ َّوِة‪ .‬لِفَ ْي ِم ِو الَ‬ ‫ِ‬


‫يم ُى َو َرب َنا‪َ ,‬و َعظ ُ‬
‫اك ِب‪ .‬ي ْدعو ُكمَّيا ِبأ ٍ ٘ ِ‬
‫َس َماء‪َ .‬عظ ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫صي ع َد َد ا ْل َكو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )٘-‬ي ْح ِ‬
‫ُ‬
‫اء‪".‬‬
‫ص َ‬‫إِ ْح َ‬
‫قد يتساءؿ البعض وىـ في عمؽ عبوديتيـ لمخطية‪ ،‬ىؿ اهلل قادر أف يشفيني مف خطيتي ويردني؟ وقد يتساءؿ‬
‫المسبييف في بابؿ تحت سمطة ممؾ بابؿ أعظـ مموؾ األرض وأقواىـ في ىذا الوقت‪ ،‬ىؿ يستطيع اهلل أف‬
‫يخمصنا؟ ونفس السؤاؿ يسألو العالـ قبؿ مجيء المسيح‪ .‬واإلجابة لف يستطيع أحد سوى اهلل أف يخمص‪ ،‬وميما‬
‫اء لِفَ ْي ِم ِو‪.‬‬
‫ص َ‬‫بدت المشكمة معقدة فاهلل الَ إِ ْح َ‬

‫ب ِب َح ْم ٍد‪َ .‬رٍّن ُموا ِإل ل ِي َنا ِب ُعوٍد‪.‬‬


‫الر َّ‬
‫يبوا َّ‬ ‫ض‪ٚ .‬أ ِ‬
‫َج ُ‬ ‫ش َرَار إِلَى األ َْر ِ‬
‫ضعُ األَ ْ‬
‫اء‪َ ,‬وَي َ‬
‫الرب َي ْرفَعُ ا ْل ُوَد َع َ‬
‫‪ٙ‬‬
‫اآليات (‪َّ " - )ٜ-ٙ‬‬
‫ض‬‫س َح ًابا‪ ,‬ا ْل ُم َي ٍّي ِئ لِؤل َْر ِ‬ ‫اسي َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َ‬
‫‪ٛ‬ا ْل َك ِ‬

‫اخ ا ْل ِغرب ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال ع ْ ‪ِ ِ ِ ِ ٜ‬‬ ‫ِ‬


‫ص ُر ُخ‪".‬‬‫ان الَّتي تَ ْ‬ ‫ام َيا‪ ,‬لف َر ِ ْ َ‬
‫ش ًبا‪ ,‬ا ْل ُم ْعطي ل ْم َب َيائم طَ َع َ‬ ‫َمطَ ًرا‪ ,‬ا ْل ُم ْن ِبت ا ْل ِج َب َ ُ‬
‫ش ًبا‪ .‬يحب‬ ‫اهلل القوي يعطي رزقاً لكؿ الخميقة فيو الذي يييئ المطر لؤلرض‪ ،‬بؿ ا ْل ُم ْن ِب ِت ا ْل ِج َب َ‬
‫ال (القفر) ُع ْ‬
‫الودعاء البسطاء غير المتكبريف‪ ،‬غير المعتمديف عمى ذواتيـ‪ .‬وليس ما يشير ألف اهلل ىو الذي يتحكـ في رزؽ‬
‫ان الَِّتي تدعوه = لماذا اختار فراخ الغرباف بالذات؟! يقولوف إف الغراب‬ ‫اخ ا ْل ِغ ْرَب ِ‬
‫البشر قدر األمطار فيي بيده‪ .‬لِ ِف َر ِ‬
‫حينما يخرج فرخو الصغير مف البيضة يخاؼ منيا ألف لونيا يكوف أبيضاً‪ ،‬وييجر أفراخو فترة بدوف أف يعوليا‪،‬‬
‫ولكف الفراخ تفتح مناقيرىا وتنعب مف شدة الجوع كأنيا تطمب طعاماً مف الرب الذي خمقيا‪ ،‬وفعبلً يييئ اهلل‬

‫‪421‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(أ))‬

‫بحكمتو العجيبة أسراباً مف الحشرات الصغيرة تأتي عمى رائحة فميا المفتوح فتبتمعيا تمؾ األفراخ وتتغذى بيا‪.‬‬
‫وتظؿ ىكذا إلى أف تكبر ويتغير لوف ريشيا إلى السواد فيأنس بيا أبوىا ويرعاىا‪ .‬ولكف نبلحظ أيضاً أف الغراب‬
‫كاف طائ اًر نجساً في العيد القديـ‪ .‬والسحاب الذي يكسي السماء إشارة لمقديسيف‪ .‬واهلل قادر أف يحوؿ النجس إلى‬
‫قديس (عبٕٔ‪ + ٔ2‬أش‪.)ٔ2ٜٔ‬‬

‫الرب ِبأَتْ ِق َي ِائ ِو‪ِ ,‬ب َّ‬


‫الر ِ‬ ‫الر ُج ِل‪َ .‬ي ْر َ‬ ‫سر ِبقَُّوِة ا ْل َخ ْي ِل‪ .‬الَ َي ْر َ‬
‫ضى ِب َ‬
‫ٔٔ‬ ‫ٓٔ‬
‫ين‬
‫اج َ‬ ‫ضى َّ‬ ‫ساقَ ِي َّ‬ ‫اآليات (ٓٔ‪ " - )ٔٔ-‬الَ ُي َ‬
‫َر ْح َمتَ ُو‪".‬‬
‫الر ُج ِل رمز لقوتو الجسدية‪ .‬واهلل طمب أف ال يمتمؾ شعبو‬ ‫ا ْل َخ ْي ِل = كانت أقوى سبلح في العيد القديـ‪ .‬و َ‬
‫ساقَ ِي َّ‬
‫خيبلً كثي اًر فيشعروف بقوتيـ وال يعودوا يعتمدوف عميو‪ ،‬بؿ يعتمدوف عمى قوتيـ (تث‪ .)ٔٙ2ٔٚ،ٔٚ‬واالعتماد عمى‬
‫الذات دوف النظر إلى اهلل يجعؿ النفس تتكبر وتسقط في خطية إبميس وىي الكبرياء وبالتالي اإلنفصاؿ عف اهلل‪.‬‬
‫ولقد خالؼ سميماف الممؾ ىذه الوصية وامتمؾ الخيؿ بكثرة والماؿ بكثرة وماذا كانت النتيجة؟ لقد انشقت المممكة‬
‫ين‬
‫اج َ‬ ‫القوية بعده‪ .‬والعكس فجدعوف ومعو ٖٓٓ رجؿ ىزـ مئات األلوؼ ألف اهلل معو‪ .‬واهلل يكون مع أَتْ ِق َي ِائ ِو َّ‬
‫الر ِ‬
‫َر ْح َمتَ ُو = نفس ما قيؿ عف الخيؿ وقوة الجسد نقولو عف الفضائؿ‪ ،‬فعمينا إف امتمكنا فضيمة أف ال نظف أنيا‬
‫تخمصنا‪ ،‬بؿ نظؿ نطمب رحمة اهلل كأننا ال نممؾ شئ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والسابع واألربعون(ب)‬
‫المزمور المئة والسابع واألربعون(ب) (المئة والسابع واألربعون في األجبية)‬

‫ض أ َْب َوا ِب ِك‪.‬‬ ‫َّد َع َو ِ‬


‫ار َ‬ ‫شد َ‬ ‫ب‪ ,‬س ٍّب ِحي إِلي ِك يا ِ‬
‫ص ْي َي ْو ُن‪ .‬أل ََّن ُو قَ ْد َ‬
‫ٖٔ‬
‫َ َ‬ ‫الر َّ َ‬
‫يم َّ‬ ‫اآليات (ٕٔ‪ٕٔ" - )ٖٔ-‬س ٍّب ِحي يا أُور َ ِ‬
‫شم ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اخمَ ِك‪".‬‬
‫بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫صييوف وأورشميـ ترمزاف لمكنيسة ككؿ ولمنفس أيضاً‪ .‬واهلل سور لكنيستو‪ ،‬ىو يشدد عوارض أبوابيا‪.‬‬
‫(أع٘‪ .)ٗ2ٜ،‬وتشير عوارض األبواب إلى عقيدة الكنيسة الثابتة التي يحمييا الرب لتظؿ نقية‪ .‬وقد تشير عوارض‬
‫األبواب إلى حواس اإلنساف التي يحفظيا اهلل فبل يتسمؿ إلى قمبو ما يفسد نقاءه‪ .‬وحينئذ تستمر فضائؿ اإلنساف‬
‫اخمَ ِك‪ .‬ىنا تشير األبناء لفضائؿ النفس وقد تشير ألبناء الكنيسة الذيف يحفظيـ اهلل‪.‬‬
‫فيو نقية= بار َك أ َْب َناء ِك َد ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬

‫ط ِة‪ُ ٔ٘ .‬ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو ِفي األ َْر ِ‬


‫ض‪.‬‬ ‫ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ‬
‫ش ِب ُع ِك ِم ْن َ‬
‫سبلَ ًما‪َ ,‬وُي ْ‬ ‫اآليات (ٗٔ‪ٔٗ" - )ٔ٘-‬الَِّذي ي ْجع ُل تُ ُخ ِ‬
‫ومك َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يعا ِج ًدا ُي ْج ِري قَ ْولَ ُو‪".‬‬
‫س ِر ً‬
‫َ‬
‫أعاد اهلل شعبو إلى أورشميـ مف السبي ولـ يتركيـ عرضة ليجمات األعداء بؿ كاف ليـ سو اًر مف نار (زؾٕ‪)٘2‬‬
‫وم ِك = اي حدودؾ ‪ ،‬ومف الحدود يأتي األعداء والمعني اف‬ ‫ليحمييـ مف ىجمات العدو‪ ،‬فيعيشوا في سبلـ‪ .‬تُ ُخ َ‬
‫سبلَ ًما انو يحفظ كنيستو مف اي ىجوـ لؤلعداء ‪ .‬وىـ زرعوا أرضيـ فبارؾ الرب غمتيـ‬ ‫اهلل ي ْجع ُل تُ ُخ ِ‬
‫ومك َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وأشبعيـ‪ .‬ي ْر ِس ُل َكمِ َمتَ ُو = كؿ ما يحدث عمى األرض ىو تنفيذ لمشيئة اهلل‪ .‬وأعماؿ عنايتو اإلليية‪ .‬وما يتكمـ بو‬
‫يحدث سريعاً‪.‬‬
‫وبالنسبة لمكنيسة فالمسيح ممؾ السبلـ أتى لييب كنيستو سبلماً فيو قاؿ "سبلمي أترؾ لكـ‪ ..‬واهلل أرسؿ كممتو‬
‫(األقنوـ الثاني) وعف طريؽ رسمو انتشر اإليماف سريعاً جداً في كؿ األرض‪ .‬وأشبع كنيستو مف سر التناوؿ=‬
‫ط ِة‪.‬‬
‫ش ْحِم ا ْل ِح ْن َ‬
‫ش ِب ُع ِك ِم ْن َ‬
‫ُي ْ‬

‫َّام َب ْرِد ِه‬ ‫ٍ‬ ‫الص ِقيع َك َّ ِ ‪ِ ٔٚ‬‬


‫الرَماد‪ُ .‬ي ْمقي َج ْم َدهُ َكفُتَات‪ .‬قُد َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ٔٙ‬‬
‫اآليات (‪ " - )ٔٛ-ٔٙ‬الَّذي ُيعطي الث ْم َج َكالصوف‪َ ,‬وُي َذٍّري َّ َ‬
‫يح ِو فَتَ ِسي ُل ا ْل ِم َياهُ‪".‬‬
‫ف؟ ‪ٔٛ‬ير ِس ُل َكمِمتَ ُو فَي ِذيبيا‪ .‬ييب ِب ِر ِ‬
‫َ ُ َُ َُ‬ ‫ُْ‬ ‫َم ْن َي ِق ُ‬
‫نرى ىنا سمطاف اهلل عمى الطبيعة‪ ،‬واهلل قادر أف يغير طبيعة األشياء مف طبيعة إلى طبيعة أخرى‪ .‬وىكذا كاف‬
‫المسيح لو سمطاف عمى الطبيعة (تيدئة البحر) وتغيير طبيعة األشياء (الماء إلى خمر)‪ .‬الثَّ ْمج بارد الص ِ‬
‫وف‬ ‫َ‬
‫يع بارد والرماد ناشئ عف نار مشتعمة‪ .‬وال َج ْم َدهُ الجميد صعب تكسيره ولكف اهلل‬ ‫يشير لمح اررة‪ .‬والضباب أو َّ ِ‬
‫الصق َ‬
‫قادر أف يفتتو‪ .‬بؿ إذا أ ارد اهلل أف يؤدب فيو يستخدـ ىذه الطبيعة في تأديب البشر‪ .‬فاهلل يرسؿ َب َرده ليؤدب‬
‫ف = قداـ ضرباتو مف يستطيع أف يقؼ‪ .‬وحيف يريد‬ ‫َّام َب ْرِد ِه َم ْن َي ِق ُ‬
‫(خر‪ + ٔٛ2ٜ‬يشٓٔ‪ + ٔٔ2‬رؤ‪ .)ٕٔ2ٔٙ‬قُد َ‬
‫يح ِو وقبؿ المسيح كاف العالـ في برودة روحية‪ ،‬كاف في الشتاء‪ .‬وبعد المسيح‬ ‫يرفع اهلل ىذه الضربات= ييب ِب ِر ِ‬
‫َُ‬

‫‪423‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والطببع واألربعون(ة))‬

‫"الشتاء قد مضى" (نشٕ‪ .)ٔٔ2‬وتحولت برودة العالـ الروحية إلى ح اررة روحية‪ .‬فالثمج يشير لشدة البرودة‬
‫الروحية (متٕٗ‪ .)ٕٔ2‬وبعد عمؿ المسيح تحوؿ ىذا إلى صوؼ إشارة لمح اررة الروحية‪ .‬والضباب (الصقيع)‬
‫عبلمة عمى إنعداـ الرؤية (لؤ‪ٔ + ٜٚ2‬بطٕ‪ )ٜ2‬ومف كانوا في ظممة بعد المسيح قدموا توبة‪ ،‬فالرماد يرمز‬
‫لمتوبة‪ ،‬بؿ حينما حؿ الروح عمى المؤمنيف أحرؽ فييـ كؿ شيوة وخطية وحوليا إلى رماد‪ .‬والجميد يشير لمقسوة‪،‬‬
‫وكاف شاوؿ الطرسوسي ىكذا‪ ،‬وكاف الروماف في اضطيادىـ لممسيحييف ىكذا‪ ،‬بؿ في حياتيـ اليومية أيضاً‪ ،‬فيـ‬
‫كانوا يفرحوف ويتسموف بيبلؾ وموت البشر مف العبيد‪ .‬وىؤالء فتت المسيح قموبيـ الحجرية بؿ صاروا فتاتاً أي‬
‫خب اًز (ٔكوٓٔ‪ .) ٔٚ2‬أي أعضاء في جسد المسيح‪ .‬وتحوؿ غضب اهلل (البرد) النازؿ مف السماء‪ ،‬إلى مياه نازلة‬
‫يب َيا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مف السماء (الروح القدس)‪ .‬فقد أذاب كممة اهلل العداوة بيف اآلب والبشر= ُي ْرس ُل َكم َمتَ ُو فَ ُيذ ُ‬

‫ِ ِ ٕٓ‬ ‫ضِ‬‫يل ِبفَرِائ ِ‬ ‫اآليات (‪ٜٔ" - )ٕٓ-ٜٔ‬ي ْخ ِبر يعقُوب ِب َكمِم ِت ِو‪ ,‬وِاسرِ‬
‫ُمِم‪,‬‬
‫َ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ى‬‫د‬‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ص َن ْع ى َك َذا ِبِ‬
‫إ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬‫و‬ ‫ام‬‫ك‬‫َ‬ ‫َح‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ائ‬‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ َ‬
‫ويا‪".‬‬‫وىا‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ام ُو لَ ْم َي ْع ِرفُ َ‬
‫َح َك ُ‬
‫َوأ ْ‬
‫ىذه اآليات تشير ألف اهلل أرسؿ األنبياء ولشعبو إسرائيؿ حامميف كممتو وشرائعو بينما كاف العالـ غارقاً في‬
‫وثنيتو‪ .‬واآلف أسرار اهلل لدى الكنيسة عوضاً عف الشعب الييودي‪ .‬وكؿ مف أنعـ عميو بأف يفيـ أسرار ممكوت‬
‫اهلل فميسبح اهلل بيذه اآلية‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والثامن واألربعون‬

‫المزامير (‪ )ٔ٘ٓ ،ٜٔٗ ،ٔٗٛ‬ىي اليوس الرابع مف التسبحة اليومية‪.‬‬


‫المرنـ ىنا يطمب مف كؿ الخميقة اف تسبح اهلل‪ .‬فباألولى يسبحو اإلنساف الذي لو ىبة النطؽ‪.‬‬
‫كيؼ تسبح الخميقة غير الناطقة إلييا؟ أي أنيا في دقة خمقتيا وروعة تكوينيا وانتظاميا تظير روعة عمؿ‬
‫الخالؽ‪ .‬فتوالي ظيور الشمس والقمر والنجوـ يظير مقدرة اهلل الخالؽ في ضبط الكوف‪ .‬وىذا ما عناه بولس‬
‫الرسوؿ في (رؤ‪ .)ٕٖ-ٜٔ2‬وكأف بولس يفسر المعنى في تسبيح الخميقة هلل وأف ىذا يعني انيا تشيد لو‪ .‬وكـ‬
‫يجب عمى اإلنساف أف يفيـ أف وراء ىذه الخميقة إلياً جبا اًر قاد اًر قدي اًر استطاع خمقة وضبط كؿ الخميقة‪ .‬فكاف‬
‫عميو أف يسبحو ويؤمف بو‪.‬‬

‫يع َمبلَ ِئ َك ِت ِو‪.‬‬ ‫ِ‬


‫س ٍّب ُحوهُ َيا َجم َ‬
‫ٕ‬ ‫ات‪ .‬س ٍّبحوه ِفي األ ِ‬
‫َعالي‪َ .‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫السماو ِ‬ ‫الر َّ ِ‬
‫ب م َن َّ َ َ‬ ‫س ٍّب ُحوا َّ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٕ-‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪َ .‬‬
‫ٔ‬

‫ود ِه‪".‬‬
‫س ٍّب ُحوهُ َيا ُك َّل ُجنُ ِ‬
‫َ‬
‫دعوة لممبلئكة وكؿ السماوييف أف يسبحوا اهلل‪ .‬وليس معنى ىذا أنيـ ال يفعموف ولكف المرنـ يقصد أنت يا رب‬
‫تستحؽ كؿ ىذا الحب وىذا التسبيح منيـ‪.‬‬

‫ور‪ِ ِ ٗ .‬‬ ‫اك ِب الن ِ‬ ‫يا ج ِميع َكو ِ‬ ‫الشمس وا ْلقَمر‪ .‬س ٍّب ِح ِ‬ ‫اآليات (ٖ‪ِ ِ ٖ" - )ٙ-‬‬
‫اء‬
‫س َم َ‬ ‫س ٍّبحيو َيا َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫يو‬ ‫س ٍّبحيو َيا أَيَّتُ َيا َّ ْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َم َر فَ ُخمِقَ ْت‪َ ,‬وثَبَّتَ َيا إِلَى الد ْ‬
‫َّى ِر‬ ‫الر ٍّ َّ‬ ‫ق َّ ِ ِ‬ ‫ات‪َ ,‬وَيا أَيَّتُ َيا ا ْل ِم َياهُ الَِّتي فَ ْو َ‬ ‫السماو ِ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫٘‬
‫ب ألَن ُو أ َ‬ ‫َّ‬ ‫اس َم‬
‫س ٍّب ِح ْ‬‫الس َم َاوات‪ .‬لتُ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َواأل ََب ِد‪َ ,‬و َ‬
‫ض َع لَ َيا َحدًّا َفمَ ْن تَتَ َعدَّاهُ‪".‬‬
‫المرنـ يطمب أف يسبح اهلل خميقتو السماوية الجامدة كاألفبلؾ والشمس‪ ..‬وىذا يعني أنيا في انتظاميا وجماليا‬
‫تشيد هلل العظيـ الذي خمقيا ويضبطيا في حدود‪.‬‬

‫الن ُار َوا ْل َب َرُد‪ ,‬الثَّْم ُج َوالض َ‬


‫الم َج ِج‪َّ ٛ .‬‬ ‫ين َو ُك َّل‬ ‫ض‪َ ,‬يا أَيَّتُ َيا التََّن ِان ُ‬
‫ب ِم َن األ َْر ِ‬ ‫س ٍّب ِحي َّ‬
‫‪ٚ‬‬
‫اب‪,‬‬
‫َّب ُ‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (‪َ " - )ٔٓ-ٚ‬‬
‫وش َو ُكل ا ْل َب َي ِائِم‪,‬‬
‫َو ُكل األ َْر ِز‪ ,‬ا ْل ُو ُح ُ‬
‫ٓٔ‬
‫الش َج ُر ا ْل ُمثْ ِم ُر‬
‫الص ِان َع ُة َكِم َمتَ ُو‪ٜ ,‬ا ْل ِج َبا ُل َو ُكل اآل َك ِام‪َّ ,‬‬
‫اصفَ ُة َّ‬‫الريح ا ْلع ِ‬
‫ٍّ ُ َ‬
‫َج ِن َح ِة‪",‬‬
‫ات األ ْ‬
‫ور َذ َو ُ‬
‫ات َوالط ُي ُ‬
‫َّاب ُ‬
‫الدَّب َ‬
‫المرنـ يطمب لمخميقة الحيوانية اف تسبحو‪ ،‬فيو يعتني بيا ويعوليا‪ .‬ومجرد بقائيا شاىد عمى قدرة اهلل في عنايتو‬
‫بكؿ جنس حيواني في السماء أو البحر أو عمى األرض التََّن ِان ُ‬
‫ين = الحيتاف العظيمة والتماسيح‪ .‬والم َج ِج =ىي‬
‫البحار وكؿ ما يعيش فييا اي المخموقات البحرية والمخموقات التي تعيش في أعماؽ البحار‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخبمه واألربعون)‬

‫ضا‪,‬‬
‫اث َوا ْل َع َذ َارى أ َْي ً‬
‫َح َد ُ‬
‫ٕٔ‬
‫ض‪ ,‬األ ْ‬ ‫اة األ َْر ِ‬ ‫ضِ‬ ‫اء َو ُكل قُ َ‬ ‫ض َو ُكل الش ُع ِ‬ ‫اآليات (ٔٔ‪ُ ٔٔ" - )ٔٗ-‬ممُو ُك األ َْر ِ‬
‫س ُ‬ ‫وب‪ ,‬الر َؤ َ‬
‫السماو ِ‬ ‫الشيو ُخ مع ا ْل ِفتْي ِ ٖٔ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ض َو َّ َ َ‬ ‫ق األ َْر ِ‬ ‫ب‪ ,‬أل ََّن ُو قَ ْد تَ َعالَى ْ‬
‫اس ُم ُو َو ْح َدهُ‪َ .‬م ْج ُدهُ فَ ْو َ‬ ‫الر ٍّ‬
‫اس َم َّ‬‫س ٍّب ُحوا ْ‬
‫ان‪ ,‬ل ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫الشع ِب ا ْلقَ ِر ِ ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫شع ِب ِو‪ ,‬فَ ْخ ار لِج ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗٔ ِ‬
‫يب إِلَ ْيو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫يل َّ ْ‬ ‫يع أَتْق َيائو‪ ,‬ل َبني إِ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ب قَ ْرًنا ل َ ْ‬
‫َوَي ْنص ُ‬
‫ىنا يطمب المرنـ مف الخميقة الناطقة أف تسبح اهلل‪ ،‬مموؾ وعامة الشعب‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والتاسع واألربعون‬

‫المزمور السابؽ تسبيح لمخالؽ وىنا نجد تسبيح هلل كفادي‪ .‬ىو مزمور تسبيح لمنصرة التي أعطاىا اهلل لشعبو عمى‬
‫أعدائيـ‪ .‬ربما كتبو داود بعد انتصاره عمى بعض أعدائو‪ .‬ولكنو كاف ينظر بعيف النبوة عمى انتصار المسيح عمى‬
‫إبميس ونصرة الكنيسة عمى أعدائيا‪.‬‬

‫س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو‪.‬‬ ‫ِ ِ ِٕ‬ ‫يدةً‪ ,‬تَس ِبيحتَ ُو ِفي جم ِ‬


‫اعة األَتْق َياء‪ .‬ل َي ْف َر ْح إِ ْ‬‫ََ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫ويا‪َ .‬غنوا لِ َّمر ٍّ ِ‬
‫ب تَْرن َ‬ ‫اآليات (ٔ‪َ " - )ٖ-‬ىمٍّمُ َ‬
‫ٔ‬

‫ود لِ ُي َرٍّن ُموا لَ ُو‪".‬‬


‫ف َو ُع ٍ‬‫ْص‪ِ .‬ب ُد ّ‬
‫اس َم ُو ِب َرق ٍ‬ ‫ِ ِ ِٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل َي ْبتَ ِي ْج َبنُو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم‪ .‬ل ُي َ‬
‫س ٍّب ُحوا ْ‬
‫يدةً = ىي جديدة ألف عممو الفدائي لخبلص اإلنساف كاف عمبلً جديداً يستحؽ نوع جديد‬ ‫يم ًة َج ِد َ‬ ‫َغنوا لِ َّمر ٍّ ِ‬
‫ب تَْرن َ‬
‫س َرِائي ُل ِب َخالِ ِق ِو = فالمسيح أعطانا أف‬ ‫ِ‬
‫اعة األَتْق َياء = الذيف بررىـ المسيح بدمو‪ .‬ل َي ْف َر ْح إِ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫مف التسبيح ِفي جم ِ‬
‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ٍّب ُحو‬‫نكوف خميقة جديدة (ٕكو٘‪ )ٔٚ2‬ل َي ْبتَ ِي ْج َب ُنو ص ْي َي ْو َن ِب َممك ِي ْم = المسيح ممؾ عمينا بصميبو ومحبتو‪ .‬لن َ‬
‫ْص = ليس المقصود رقص الخبلعة الجسدية = بؿ بأف تكوف أعضاء جسدنا آالت بر‪ ،‬تشيد لو‪ ،‬وتخدمو‬ ‫ِب َرق ٍ‬
‫وتتقدس لو‪ ،‬أما في العيد القديـ فكانوا يفيموف أف الرقص عبلمة جسدية لبلبتياج لذلؾ رقص داود أماـ تابوت‬
‫العيد‪ .‬واآلف مف يصمب األىواء مع الشيوات يفرح جسده باهلل‪.‬‬

‫اء ِب َم ْج ٍد‪ .‬لِ ُي َرٍّن ُموا َع َمى‬ ‫ِ‬ ‫شع ِب ِو‪ .‬يج ٍّم ُل ا ْلوَدعاء ِبا ْل َخبلَ ِ ٘ ِ‬
‫ص‪ .‬ل َي ْبتَ ِي ِج األَتْق َي ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫اض َع ْن َ ْ ُ َ‬ ‫ب َر ٍ‬ ‫الر َّ‬ ‫اآليات (ٗ‪ٗ" - )ٚ-‬أل َّ‬
‫َن َّ‬
‫ات ِفي‬ ‫ف ُذو حد َّْي ِن ِفي ي ِد ِىم‪ٚ .‬لِيص َنعوا َن ْقم ًة ِفي األُمِم‪ ,‬وتَأ ِْديب ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫س ْي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫اج ِع ِيم‪ٙ .‬تَ ْن ِويي ُ ِ ِ‬
‫ات اهلل في أَف َْواى ِي ْم‪َ ,‬و َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِ‬‫َم َ‬
‫وب‪".‬‬ ‫الش ُع ِ‬
‫اض عف شعبو‪ .‬وكؿ مف يطيع وصاياه ويتشبو بو ‪ ،‬ىؤالء يصيروف ُي َج ٍّم ُل‬ ‫بعد خبلص المسيح أصبح الرب ر ٍ‬
‫اج ِع ِي ْم = لقد صارت حياتيـ تسبيحة دائمة الميؿ‬
‫ض ِ‬‫ص‪ .‬ويجعميـ يبتيجوف بمجد‪ .‬لِ ُي َرٍّن ُموا َعمَى َم َ‬
‫اء ِبا ْل َخبلَ ِ‬
‫ا ْل ُوَد َع َ‬
‫والنيار‪ .‬بؿ قد ولى ليؿ التكاسؿ والنوـ والخطية‪ .‬وىـ يستمروف في تسبيحيـ بعد أف يضطجعوا في قبورىـ ألف‬
‫اهلل ِفي أَفْو ِ‬
‫ات ِ‬
‫اى ِي ْم = تنوييات مف َن َوهَ التي تعنى رفع ذكر انساف ويصير‬ ‫َ‬ ‫أرواحيـ أنطمقت لمسماء مسبحة تَ ْن ِو َ‬
‫يي ُ‬
‫المعني ىو اعطاء المجد هلل الذي يستحقو عف طريؽ تسابيح النصر والتيميؿ فيو الذي اعطاىـ النصر عمى‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ف ُذو َحد َّْي ِن في َيدى ْم بو يغمبوف (اؼ‪ )ٙ‬ل َي ْ‬
‫ص َن ُعوا َن ْق َم ًة = انتقموا‬ ‫س ْي ٌ‬
‫أعدائيـ الذيف حاربوىـ ولكف اهلل أعطاىـ َ‬
‫مف إبميس‪ .‬فإبميس يغتاظ ويندحر حيف يجد المؤمنيف فرحيف يسبحوف اهلل و يختاروف طريؽ اهلل ويتركوه في‬
‫احتقار‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ٍ ‪ِٜ‬‬ ‫ِ‬ ‫ود‪ ,‬و ُ ِ‬ ‫ِ‬


‫ش َرفَائ ِي ْم ِب ُك ُبول م ْن َحديد‪ .‬ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ‬ ‫َس ِر ُممُوك ِي ْم ِبقُ ُي ٍ َ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ام ٌة ى َذا‬
‫وب‪َ .‬ك َر َ‬ ‫اآليات (‪ " - )ٜ-ٛ‬أل ْ‬
‫لِج ِم ِ ِ ِ ِ‬
‫يع أَتْق َيائو‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪".‬‬ ‫َ‬

‫‪427‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والتبضع واألربعون)‬

‫الممؾ المأسور ىو الممؾ السابؽ‪ ،‬إبميس الذي قيده اهلل بسمسمة لمدة ٓٓٓٔسنة أي حتى مجيئو الثاني‪.‬‬
‫(رؤٕٓ‪ .)ٖ-ٔ2‬ولقد أعطى اهلل كنيستو سمطاناً أف تدوس الحيات والعقارب وكؿ قوة العدو إبميس (لوٓٔ‪=)ٜٔ2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل ُي ْج ُروا ِب ِيم ا ْل ُح ْك َم ا ْل َم ْكتُ َ‬
‫وب‪ .‬وكما داسوا إبميس داسوا أعمالو ورفضوا شيواتو‪ ،‬وىزموا أفكاره الميرطقة‪ .‬وكانت‬
‫تعاليـ أثناسيوس كقيود مف حديد عمى ىرطقات آريوس‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬
‫المزمور المئة والخمسون‬

‫كؿ المزامير السابقة ىي مزامير تسبيح ألجؿ خبلص صنعو اهلل‪ ،‬ومازاؿ يصنعو ألجؿ أتقيائو مدة حياتيـ عمى‬
‫األرض‪ .‬أما ىذا المزمور فيو مزمور ترتيؿ وتسبيح لنفس أحبت اهلل ألجؿ نفسو‪ ،‬ال لخبلص قدمو‪ ،‬وال لبركة‬
‫حصمت عمييا‪ ،‬بؿ ىي تسبح اهلل الذي اكتشفت محبتو وروعتو‪ ،‬والمرنـ يطمب أف نسبح اهلل بكؿ آلة يمكف أف‬
‫نصؿ إلييا رم اًز لكؿ عضو في جسدنا‪ ،‬بؿ كؿ خمجة في مشاعرنا‪ .‬وىكذا سيكوف حالنا في السماء إذ نرى اهلل‬
‫في مجده(ٔكؤٖ‪ٕ+ ٕٔ2‬كوٖ‪ .)ٔٛ2‬وحيف نرى مجده وما أعده لنا لف نكؼ عف التسابيح‪ .‬وأحمى اآلالت التي‬
‫يحبيا اهلل ىي حناجرنا‪ ،‬وىناؾ ما ىو أحمى‪ ،‬حتى إف لـ ننطؽ بحناجرنا فيو يشعر بخفقات قموبنا وخمجات‬
‫مشاعرنا التي تنطؽ بالتسبيح لو في حب‪ .‬وىذا المزمور تسبح بو الكنيسة في التوزيع (التناوؿ) لتسبح اهلل عمى‬
‫نعمتو العظيمة التي أعطانا بيا حياة‪.‬‬

‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قُ َّوِت ِو‪".‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫س ٍّب ُحوا اهللَ في قُ ْدسو‪َ .‬‬ ‫آية (ٔ) ‪َ " -‬ىمٍّمُ َ‬
‫ويا‪َ .‬‬
‫ٔ‬

‫س ٍّب ُحوا اهللَ ِفي قُ ْد ِس ِو = وفي ترجمات كثيرة ومنيا القبطية في جميع قديسيو‪ .‬أي سبحوا اهلل الذي جعؿ ىؤالء‬ ‫َ‬
‫القديسيف ليـ نفس صورتو وانعكست عمييـ أنوار بيائو ىنا نرى أنفسنا ونحف نسبح‪ ،‬وقد وقفنا في صفوؼ‬
‫المبلئكة والقديسي ف أماـ عرش اهلل أي قدسو‪ ،‬والكؿ يسبحو‪ .‬لذلؾ نرتؿ ىذا المزمور أثناء التوزيع‪ .‬والمسيح‬
‫س ٍّب ُحوهُ ِفي َفمَ ِك قَُّوِت ِو = أو في جمد قوتو= الجمد ىو السماء وىناؾ نوعيف مف الجمد جمد السماء أي‬
‫وسطنا‪َ .‬‬
‫الطبقة التي تحمؿ السحاب‪ .‬وجمد الكواكب والمقصود بيا قبة السماء المرصعة بالنجوـ‪ .‬ونرى في كمييما قدرة‬
‫اهلل عمى الخميقة‪ .‬وجمد الكواكب يشير لمكنيسة السماوية والنجوـ يشيروا لمقديسيف فييا‪.‬‬

‫ظ َم ِت ِو‪".‬‬
‫ب َكثَْرِة َع َ‬
‫سَ‬‫س ٍّب ُحوهُ َح َ‬
‫ِِ‬
‫س ٍّب ُحوهُ َعمَى قَُّواتو‪َ .‬‬
‫ٕ‬
‫آية (ٕ) ‪َ " -‬‬
‫ب َكثَْرِة َعظَ َم ِت ِو = عظمتو التي ظيرت في‬
‫سَ‬‫س ٍّب ُحوهُ َح َ‬
‫ِِ‬
‫س ٍّب ُحوهُ َعمَى قُ َّواتو = ومقدرتو في الخمؽ وضبط الكوف‪َ .‬‬ ‫َ‬
‫الخمقة وفي تجديدىا بالتجسد والفداء‪.‬‬

‫س ٍّب ُحوهُ ِبأ َْوتَ ٍ‬


‫ار‬ ‫ف َو َرق ٍ‬
‫ْص‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ‬
‫ٗ‬
‫اب َو ُع ٍ‬
‫ود‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِبرَب ٍ‬
‫َ‬ ‫ص ْو ِت الص ِ‬
‫ور‪َ .‬‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب َ‬
‫ٖ‬
‫اآليات (ٖ‪َ " - )ٗ-‬‬
‫َو ِم ْزَم ٍ‬
‫ار‪".‬‬
‫ىي دعوة لمتسبيح بكؿ اآلالت المعروفة‪ .‬والمطموب أف نسبح اهلل بكؿ قوتنا وبأعضائنا التي نجعميا آالت بر‪.‬‬
‫وبحناجرنا وقموبنا‪ .‬وكؿ مف يكرز بكبلـ الرب فيو يسبح بصوت بوؽ‪ .‬والقديسيف سمموا أجسادىـ وأرواحيـ لمروح‬
‫القدس فعزؼ الروح عمييـ أعذب ألحاف القداسة‪ .‬الص ِ‬
‫ور = بوؽ مف قرف الكبش أو الفضة (رمز لكممة اهلل)‬

‫‪429‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والخمطون)‬

‫ْص = الدؼ ىو (الرؽ)‪ .‬والرقص ىو كنارة بحسب الترجمة السبعينية وترجمت في القبطية‬ ‫ف َو َرق ٍ‬
‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُد ّ‬
‫َ‬
‫صفوؼ‪ .‬وما أحمى أف تفيـ صفوؼ المسبحيف المنشديف هلل‪.‬‬

‫ف‪ُ .‬كل َن ٍ‬ ‫وج ا ْليتَا ِ‬ ‫ِ‬


‫ب‪َ .‬ىمٍّمُ َ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬
‫ص ِويت‪َ .‬‬
‫وج التَّ ْ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬
‫٘‬
‫ويا‪".‬‬ ‫الر َّ‬
‫س ٍّب ِح َّ‬
‫س َمة َف ْمتُ َ‬
‫َ‬ ‫ص ُن ِ ُ‬ ‫ص ُن ِ‬ ‫آية (٘) ‪َ " -‬‬
‫وج ا ْليتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اف= ىو الدؼ‬ ‫ص ُن ِ ُ‬ ‫ص ِويت = ىي قطع مستديرة نحاسية توضع في األصابع‪ُ .‬‬ ‫وج التَّ ْ‬ ‫س ٍّب ُحوهُ ِب ُ‬
‫ص ُن ِ‬ ‫َ‬
‫ب = ىنا وصؿ المرنـ إلى الذروة‪ ،‬فيو‬ ‫الر َّ‬
‫س ٍّب ِح َّ‬ ‫المستخدـ في الكنيسة القبطية‪( .‬ويسمى ناقوس) ُكل َن ٍ‬
‫س َمة َف ْمتُ َ‬
‫َ‬
‫يريد مف كؿ إنساف أف يسبح ويسبح بكؿ حواسو وبكؿ أعضائو ومف قمبو‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫ضفر المسامير ( المسمور المئت والحبدى والخمطون)‬

‫عودة لمجدول‬ ‫المزمور المئة والحادي والخمسون‬

‫يوجد في الترجمات السبعينية والقبطية والفاتيكانية‪.‬‬

‫اآليات(ٔ‪ ٔ" - )ٛ-‬أنا صغير كنت في إخوتي‪ ,‬وحدثاً في بيت أبي‪ .‬راعياً غنم أبي‪ ٕ .‬يداي صنعتا األرغن وأصابعي‬
‫ألفت المزمار ٖ من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو ٗ ىو أرسل مبلكو وأخذني‬
‫من غنم أبي ومسحني بدىن مسحتو ٘ أخوتي حسان وىم أكبر مني والرب لم يسر بيم ‪ ٙ‬خرجت لمقاء الفمسطيني‬
‫فمعنني بأوثانو ‪ ٚ‬ولكن أنا سممت سيفو الذي كان بيده وقطعت رأسو ‪ ٛ‬ونزعت العار عن إسرائيل ىممويا‪" .‬‬
‫ىذا المزمور كتبو داود عف نفسو‪ .‬وبروح النبوة تنبأ عف المسيح الراعي الصالح‪ .‬وكما احتقر يسي وأوالده الكبار داود‬
‫لصغره‪ ،‬ىكذا احتقر رؤساء الييود وكينتيـ المسيح‪ .‬فيسى لـ يدع ابنو الصغير إلى وليمة صموئيؿ‪ .‬والمسيح أخذ مف‬
‫وسط البشر= أخذني من غنم أبي ومسح يوـ عماده‪ .‬واألخوة الكبار يرمزوف لمييود الذيف لـ يسر الرب بيـ وقبؿ بدالً‬
‫منيـ األمـ في شخص المسيح‪ .‬وقصة انتصار داود عمى جميات ىي رمز النتصار المسيح عمى الشيطاف لنزع عار‬
‫البشر إذ كاف قد استعبدىـ‪ .‬ولذلؾ تق أر الكنيسة ىذا المزمور ليمة أبو غممسيس أي ليمة سبت النور بعد أف كاف المسيح‬
‫قد ىزـ إبميس بالصميب أي سيفو الذي كاف قد أعده إبميس لضرب المسيح فضرب المسيح بو إبميس‪.‬‬

‫آية (ٕ) ‪" -‬يداي صنعتا األرغن وأصابعي ألفت المزمار‪".‬‬


‫األرغن = قطع ب وص مفرغة صنعيا داود وفرح ألنو وجد وصنع آلة يسبح بيا الرب ولقد صنع المسيح بفدائو كنيسة‬
‫مرنمة مسبحة‪.‬‬

‫آية (ٖ) ‪" -‬من ىو الذي يخبر سيدي ىو الرب الذي يستجيب لمذين يصرخون إليو‪".‬‬
‫تعنى اهلل يعرؼ ما في قمبي ويستجيب‪.‬‬

‫‪431‬‬

You might also like