You are on page 1of 10

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫قبل استعراض الكتاب‪:‬‬

‫أن يتحدث أحد عن أي انسان بشكل قطعي هذا يثير الشكوك‪ ،‬فل يمكنه إدراك نفسه حتى يدرك غيره مهما‬
‫بلغ من الفهم‪ .‬وأبغض ما أجده أن يحكم أي إنسان على آخر مممن الناحيمة القلبييمة الخفيمة الممتي ل يعلمهمما أحمد! وقمد‬
‫تخفى على صاحب هذا القلب إذ أنه يعيش في طبقات من وعيه بنفسه بعضها فوق بعض!‬

‫فإن كان الشخص قريب ونعرف عنه أكثر وحبيب للقلموب فيحزننما أن يحكمم عليمه أي احمد‪ ،‬وربمما تنبجمس‬
‫في أضلعنا حرارة الدفاع والنتصار لمجرد التلويمح بمالحكم علمى همذا الشمخص‪ ،‬كمما تتحمول الهمرة الليفمة إلمى أنيماب‬
‫وشعر منتفش يخييل إلينا أنه أقرب لظهر قنفذ عندما يقترب أحد من أطفالها!‬

‫فإن تجاوز هذا المر للحكم على من ل ييمكممن أن يمدرك ول أن تحيممط بمه البصممار‪ ،‬وملجممأ قلوبنما وأرواحنما‪،‬‬
‫وأحب إلينا من أنفسنا‪ ،‬ومعنا في كل لحظة وثانية‪ ،‬ومعنا قبل أن نوجد وبعد أن نوجد‪ ،‬وأقرب إلينمما مممن حبممل الوريممد‪،‬‬
‫فماذا نقول حينها؟‬

‫ال أكبر حقا من كل ما حوى العالم ومن كل شيء ومن كل علوم خلقه التي خلقها فممي عقممولهم‪ ،‬المم أكممبر‬
‫من أن نتراشق ونتجادل ونجعله سبحانه وتعالى مادة لموضوعات نزعم أنها معرفيية برهانية! ال أكبر مممن أن نجمميوز‬
‫أو نحيرم في حقه ما نشاء!‬

‫ال أكبر إذ وهبنا العقول لنعقل بها قبل أن تقييدها العلوم وتجعلها عادة رديفة للعقل النظري‪ ،‬المم أكممبر مممن‬
‫أن نجري عليه القياس وأن نقابل به العالم بكل ما حوى وبكل من فيه‪ ،‬ال أكبر من أن نجعل له شريك في الملك‪.‬‬

‫ال أكبر " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ‪ ...‬هذا الكتاب آلمني إذ فيه سوء أدب مع ال من ققبمل‬
‫المؤلف‪ ،‬ثم انتقاص من نظرية السببية لدى الغيزالي والتي تعني حصول الشيء عند الشيء الذي قبله‪ ،‬أي حصممول‬
‫أ عند ب ل أن أ سببا لم ب‪ .‬هذا النتقاص الذي جعل مرتبة النص الشرعي أدنمى ممن مكمان البرهمان العقلمي! وكتبمت‬
‫بالمس تعليقم ا فمي فمورة الغضمب ثمم شمعرت بعمدها بمالظلم وحمذفته‪ ،‬وهمذا المذي قمادني لعمادة القمراءة ومحاولمة فهمم‬
‫الكتاب من جديد‪ ،‬وكتم ما في نفسي ومحاولة استعراض الكتاب بأكبر قدر ممكن من التجرد‪.‬‬

‫ل أعلم إلى متى سيبقى الناس بهذه الغطرسممة والكممبر أمممام خممالقهم‪ ،‬وينسمموا أن مممرد كرامتهممم هممو بتعرفهممم‬
‫على ال‪ ،‬وأن الكرامة خصيصة لهم‪ ،‬ول بشرية لهم إن حاولوا تخطي حدودها فقارنوا أنفسممهم بخممالقهم – تعممالى المم‬
‫عما يقولون علوا كبيرا – فيرتكسون إلى الخزي والنقص‪ .‬وسيتريقون ويتحررون أكثر عندما يتصمملون بممال بقلمموبهم‬
‫أوال‪ ،‬ويتفكرون في أنفسهم وفي الكون وفي آيات ال الشرعية‪.‬‬

‫الصلة بال هي الحياة وهي النجاة وهي الحرية والكرامة وهي كمال النسانية‪ ،‬هي الصلة الوحيممدة القممادرة‬
‫على نقلنا من أنفسنا وتخطيها إلى فضاء أرحب وأعم وأجمل‪ ،‬إلى ال نتحرر من سلطة أنفسنا ونتحرر أكممثر‪ ،‬وكلممما‬
‫زدنا تعلقا بال كلما زدنا حرية‪ ،‬كلما تطهرنا و تقلبنا في مدارج النور والكرامة‪.‬‬

‫فال أكبر ال أكبر ال أكبر‪.‬‬

‫استعراض الكتاب‪:‬‬

‫مفهوم السببية بين المتكلمين والفلسفة ) بين الغزالي وابن رشد (‬

‫د‪ .‬جيرار جهامي‬

‫دار المشرق – بيروت‬

‫ط‪2002 – 3 :‬‬

‫الصفحات‪93 :‬‬

‫مفاهيم‪:‬‬

‫‪ -1‬السببية‪:‬‬
‫بيينت في التقارير السابقة أنها العلقة بين ) السبب ( و ) المسبب ( أو بيممن ) الشمميء ( و ) شمميء‬ ‫‪-‬‬
‫آخر ( يعقبه‪ ،‬ونستعرضها باختصار إوايجاز عند ابن رشد والغزالي‪:‬‬
‫‪ -1‬ابممن رشممد ‪ :‬يثبممت السممببية‪ ،‬وأن أ سممبب لوجممود ب‪ ،‬أي أن حممدوث الول بسممبب الثمماني وبينهممما‬
‫صمملة‪ ،‬هممذه الصمملة ل يمكممن أن تتغيممر أو تتبممدل ) فالنممار تحممرق القطممن ( فالنممار محرقممة بالفعممل‪.‬‬
‫) وهذه ثابتة في فيزياء نيوتن (‬
‫‪ -2‬الغ ازلممي‪ :‬يممرى أن السممببية ناتجممة عممن الطممراد والعممادة‪ ،‬فنحممن نممرى ان أ كلممما حممدث ب‪ ،‬لكممن أ ل‬
‫يسممتطيع أن يخلممق ب‪ ،‬بممل إن العممادة جممرت علممى أن ب يوجممد بعممد أ علممى الممتراخي فممي الزمممن‪،‬‬
‫فالعلقة ليست صلة سببية إنما هممو اطممراد‪ ) .‬وهممذه ممن محماور نقمد هيمموم لفيزيمماء نيموتن‪ ،‬فهممو‬
‫يرى الطراد أيضا ( ‪.‬‬
‫علقة الطار المعرفي بتعريف السببية مهم جداا‪ ،‬وقد استعرضت الكتابين السابقين لم إليمماس بلكمما‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫عبد السلم ميس لجل هذا المر‪ ،‬فأرجو الرجوع لهما‪.‬‬
‫‪ -1‬علقة الفلسفة الرسطية بالسببية عند ابن رشد‪:‬‬
‫لم يسلم ابن رشد بمقولة أرسطو بالكلية بأن الكون أو العالم موجود أزلمي بممالقوة وعلقممة المم بمه‬
‫فقط من ناحية ) التحريك الولي للعالم ( ثم ) النجذاب والشوق للعودة إليه ( وأما الفاعلية لمم‬
‫في الكون ينكرها أرسطو – تعالى ال علوا كبي ار – أي أنه خلق العالم وتركه! – تعالى المم علمموا‬
‫كبيرا ‪ . -‬وابن رشد يضيف أن الكون موجود أزلممي بممالقوة ) مممادة موجممودة منممذ الزل ( وأن المم‬
‫هو الذي أخرجه من القموة إلممى الفعمل فخلممق مممن ممادة الكمون الصمور الولممى للكممون مممن الجمرام‬
‫السماوية والراضين وغيرها‪ ،‬فهو خمالق الصمور‪ ،‬وأيضما ممن وضممع فممي الممواد المخلوقممة قابليمة‬
‫لفعل الثر باعتبارها سبباا‪ .‬فهو لم يخلق العالم ويتركه بل هو فاعل فيه لكن ليس فعلا كليمم ا كممما‬
‫لدى الشاعرة متعلق بالجزئيات والكليات‪.‬‬
‫فهنا لعب المصدر الفلسفي لمدى ابممن رشمد دورا ممؤثرا فمي رؤيتممه للنمص القرآنمي‪ ،‬ولتأويمل العممدم‬
‫كما سيأتي‪.‬‬
‫‪ -2‬علقة النص الشرعي بالسببية عند الغزالي‪:‬‬
‫الغزالي متأثر بمناهج الشاعرة كالباقلني والجويني‪ ،‬وأن القممول بممأن أ هممو السممبب فممي إيجمماد ب‬
‫هو قول بقدرته على الخلق‪ ،‬وفي ذلك إشراك ! فالجواب إذا القمول بمالطراد‪ ،‬وأيضمما هنمماك شماهد‬
‫على ذلك من خلل ) العجاز ( فإبراهيم عليه السلم ألقي في النار لكنها لم تحرقممه‪ ،‬فلممو كممانت‬
‫النار محرقة بالضرورة لحرقته! فإذ ا ال سمبحانه وتعمالى يخلمق فعمل الحمراق إن شماء ويحبسمه‬
‫إن شاء‪.‬‬
‫) وهنا تذكير ولفتة لطيفة للمقارنة بين منهج ابن الهيثم وعلقته بالفقهاء الحنفية‪ ،‬وابممن حيممان‬
‫وعلقته بالسماعلية‪ ،‬ورؤيتهما لمآلت الستقراء‪ ،‬أيؤخذ به يقين ا أم يؤخذ به تغليب ا دللة علمى‬
‫الصحة‪ ،‬أي هل الستقراء التام معتبر بنفممس الدرجمة لمدى كليهمما أم ل‪ .‬مممن أمتممع الموضموعات‬
‫هي علقة الطر المعرفية بالنتائج وطمرق التفكيمر إوان كمانت الكتمب حولهما قليلمة مقارنمة بغيرهما‬
‫(‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫أهم ما فيها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم السببية في أبعاده الفلسفية والكلمية‪:‬‬

‫‪ -1‬السببية نوعان ) حسية ومعنوية ( ‪.‬‬


‫‪ -2‬تعممرف السممببية العظمممى المتعلقممة بالفلسممفة أو بممالوجود عممن طريممق النتقممال مممن الجزئيممات إلممى الكليممات‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬الستقراء أحد طرق إثبات السببية‪.‬‬
‫‪ -4‬أفلطون أثبت سببية معنوية‪ ،‬برد الحوادث كلها إلى محدث‪.‬‬
‫‪ -5‬أرسطو أثبت سببية طبيعية بواسطة العلل الربع‪ ،‬وسممببية ممما ورائيممة للنظممام والحركممة فممي العممالم ردهمما إلممى‬
‫محرك أول ثابت أزي‪.‬‬
‫‪ -6‬الدهريون أنكروا السببية الماورائية وجعلوا الكائنات متسلسلة بنفسها‪.‬‬
‫‪ -7‬ملحظة مهمة‪:‬‬
‫في الفكر العربي الفلسفي والكلمي نجمد العلقمة بيمن السمببية والنظمرة إلمى النسمان ) مفكم ار عماقلا و‬ ‫‪-‬‬
‫إرادة فاعلة ( ‪:‬‬
‫‪ -1‬من أعطى العقل دورا رائد ا في البحث عن السباب بالضافة للمحسوسات‪ ،‬أطلق دور العقل في‬
‫البحث والحكم‪.‬‬
‫‪ -2‬من أوقف العقل عند حدود الحس والتجربمة لعممدم يقينيمة فممي الحكمام العقليممة‪ ،‬أنكممر اسممهامه فمي‬
‫مضماري العمل والنظر‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬ركائز المعارف وأدواتها عند الغزالي‪:‬‬

‫قيدمت لها في مقدمة ممما قبممل اسمتعراض الكتمماب‪ ،‬المهممم معرفممة ) معنمى السممببية ( عنمد الغ ازلممي‪ :‬أن أ عنممد ب ل أن أ‬
‫سبب لوجود ب‪ ) .‬أي العلة التلقي فقط (‬

‫وربط المؤلف بين هذه الطريقة في التحليل والتفسير وبين رؤية العقل عند الغزالي‬

‫ثالثاا‪ :‬منطلقات الفلسفة العقلية عند ابن رشد‪:‬‬

‫أن رفع السببية رفع للعقل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫النتيجة المترتبة على رفع السببية‪ :‬عدم التمييز بين الموجودات‪ ،‬إذ لكل موجود ماهية خاصممة تميممزه‬ ‫‪-‬‬
‫عن غيره‪ ،‬ومساواته بغيره بأنه معدوم القدرة يعني عدم التمييز والنسبية‪ .‬فمثلا أن يكون محمممد بينمماء‬
‫ماهر ‪ ،‬و أحمد ليس ببناء‪ ،‬فالدليل هو بنائهم للبنمماء‪ ،‬أممما قبممل البنمماء فهممما سممواء‪ ،‬فممالقول أن البنمماء‬
‫حدث عند وجود يد محمد على المواد ل أن أحمد هو الباني فيعني تسوية محمد بأحمد!‬
‫المعيار عند ابن رشد هو البرهان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن في المادة قدرة وطاقة لخلق اليمسببات وطبيعة تخصها خلقها ال فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫نستطيع أن نستخلص نحن من المقدمة أيض ا أمر آخر ظهرت روحه ولم يثيبت بالنص وهو ‪:‬‬

‫منطلق الغزالي ) النص ( مستخدم ا العقل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫منطلق ابن رشد ) العقل ( مستخدم ا النص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الباب الول ‪ :‬السببية المحركة‬

‫تحته ثلثة فصول ‪ ) :‬سببية ال المباشرة ( و ) معاني المكان وأبعاده ( و ) طبيعة علقة ال بالعالم (‬

‫قبل الدخول سأشرح شرح ا مموجزا للتيسمير عممن طريمق الرسمم البيماني‪ ،‬ل نممي أظنممه اليسمر فممإن لممم يكممن كتبممت بشممكل‬
‫نصي ) فأخبروني ( ‪.‬‬

‫الفصل الول ‪ :‬سببية ال المباشرة‬

‫أوال‪ :‬مسألة ققدم العالم ‪:‬‬

‫‪ -1‬أرسممطو ‪ :‬يممرى قممدم العممالم كممما تقممدم وأن المم المحممرك الول فقممط ثممم تممرك العممالم ) تعممالى المم علمموا كممبي ار (‬
‫وأرسطو مهم هنا لنه من مصادر ابن رشد الرئيسية في فلسفته‪.‬‬
‫‪ -2‬أفلوطين‪ ) :‬وليس أفلطون ( ‪ :‬ونظرية الفيض ‪.‬‬
‫‪ -3‬الشاعرة‪ :‬العالم محدث لديهم‪ ،‬وينتقدهم ابن رشد بممأن المم عنممدهم فاعممل لفعمملل ممت ارلخ عنممه ) ارجممع‪ :‬مثممال‬
‫محمد وأحمد كما تقدم (‪.‬‬
‫‪ -4‬ابممن رشممد‪ :‬المم والعممالم خممارج الزمممان ول يخضممعان لممه‪ ،‬والمم هممو السممببية المباشممرة لتحريممك العممالم الحركممة‬
‫الولى‪ ،‬وأيضا جعل في المواد قابلية لحداث المسببات‪ ،‬وفرق بين الوجود بالقوة والوجود بالفعل‪:‬‬
‫الوجود بالقوة هو ما يشبه الجوهر أو نظرية الجواهر المفردة فهناك المم وهنمماك العممالم بمالقوة كجموهر‬ ‫‪-‬‬
‫وهناك الزمان كجوهر‪ ،‬ل يلحق عليهما الفناء‪.‬‬
‫الوجود بالفعل هو تحريمك المم للموجممود بممالقوة وتسممببه فممي تخلممق الصممور وهممي صمور أزليممة كمالجرام‬ ‫‪-‬‬
‫السماوية وصور حادثة ومتغيرة كصور الكائنات الخرى‪.‬‬

‫الشماعرة الوجمود عنممدهم محمدود كممما تقمدم‪ ،‬وأمما الفلسمفة فممالواقع عنمدهم ليمس كمذلك لمذلك ينتقممدهم ابممن رشمد عمن‬
‫طريق التفصيل كممما تقمدم بيمن ) الوجمود بممالقوة ( و ) الوجممود بالفعمل ( ‪ .‬وهممذا الممر يتعلمق بمفهمموم الزممان نفسممه‪،‬‬
‫الذي هو مقياس الحركة‪.‬‬

‫والزمن عنده ل نهاية له ول بداية لنه غير حادث‪ ،‬وأنه كله كالكرة الدائرية‪ ،‬بينما الذي يحسب الن هو الزمن الذي‬
‫له بداية ونهاية لن طبيعة العقل البشري تجزء وتقسمم لكنهما ل تلحمق بجمموهر الزمممن كلممه بممل بمالجزاء الممتي ممن هممذا‬
‫الجوهر‪ ،‬ول يعنممي ذلمك أن الزممن قابممل للفنماء أو يسمبقه الفنماء‪ .‬ول يمكمن للعقممل البشممري اإحاطمة بمه‪ .‬لممذلك هممو فممي‬
‫حركة دورية مستمرة‪ ،‬ل الماضي يفنى ول المستقبل يأتي إنما اللحظة الحاضرة دائمة التجدد!‬

‫أعرف أن المر يحتاج لتركيز لذلك سأشرحه بحسب ما فهمته في شكل الزمن‪:‬‬

‫الخلصة‪:‬‬
‫ال سبب للحركة وشرط في وجود كل كائن منذ تكوينه‪ ،‬فبتحريكه للممادة الولممى أخممرج الكائنممات ممن طممور القمموة إلمى‬
‫طور الفعل‪ ،‬فهو الذي حركها بالذات ل بالعرض‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬معاني المكان وأبعاده‬

‫المكان أو الممكن ييرد إلى معنيين ‪:‬‬

‫قال المؤلف تفصيلت كثيرة هذا اختصارها ‪:‬‬

‫‪ -1‬معنى منطقي ذهني‪.‬‬


‫‪ -2‬معنى واقعي طبيعي‪.‬‬

‫وللتوضيح أقول بحسب فهمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود ذهني ممكن ‪ :‬مثل إمكانية وجود شخص لون جلده أزرق أو بنفسجي‪ ،‬فهذا ممكن عقلي ا لكنه غيممر‬
‫موجممود واقعيمم ا أو غيممر موجممود فممي الخممارج‪ .‬وهممذا هممو الوسممط بيممن السممتحالة والضممرورة‪ ،‬بيممن الشمميء‬
‫المسمتحيل بالكليممة ) ل يخطمر علمى بممال ( وبيمن ) المسمتحيل واقعيمما فقممط ( وبيمن ) الممكممن ذهنيما ( غيممر‬
‫الموجود واقعياا‪.‬‬
‫‪ -2‬الممكن ) اليمتويقع ( ‪:‬‬
‫أي المتوقع حدوثه في المستقبل‪ .‬فهو غير ضروري الوجود ) واجب ( وممكن الوقوع ‪.‬‬

‫السممؤال المحمموري‪ :‬هممذا المكممان المجعممول فممي المممادة هممل هممو إمكممان قمموة كممما عنممد الفلسممةف أم هممو إمكممان حصممل‬
‫بالستقراء نتيجة الطراد‪.‬‬

‫يعني قلنا أن السببية بين الطراد وبين الثبات‪ ،‬فهل هذه السمببية قمادرة بمالقوة فعلا أم همي معمترف بهما فقمط كعلقمة‬
‫نتيجة الطراد عند الشاعرة؟‬

‫يتحدث المؤلف عن ‪:‬‬

‫‪ -1‬المكان والقوة‪ ،‬إوان فهمنا المقدمة السابقة تيسر فهم هذا الموضوع‪.‬‬
‫المكان والقوة مثبت عند الفلسفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منفي عند الشاعرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬المكان والعدم ‪:‬‬
‫أيضما متعلمق بمما سمبق‪ ،‬فالعممدم بمعنمى ل شميء ممتنمع لممدى الفلسممفة‪ ،‬والمعمدوم عنمد ابمن رشممد هممو‬ ‫‪-‬‬
‫) الفعل ( الذي قد يوجد أو ل يوجد‪ ،‬وليس اللشيء‪.‬‬
‫العدم عند الشاعرة اللشيء‪ ،‬أي العكس للوجود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬طبيعة المكان‪:‬‬
‫أثبته ابن رشد ذهني ا وواقعي ا عند ابن رشممد المممادة فيهمما إمكممان بممالقوة كممامن ) مثبممت ذهنيمم ا وواقعمماا( ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إوانما الدرجة الثانية من المكممان هممي المكممان عنممد الفعممل ‪ :‬أيكممون أو ل يكممون ) هممذا متعلممق بالممذهن‬
‫فقط ( ‪.‬‬
‫الغزالي يثبت المكان ذهنيا فقط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة علقة ال بالعالم‪:‬‬

‫تقدم تفصيل ذلك‪ ،‬بالضافة لمفهوم الزمن‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬السببية الفاعلة‬


‫تحته فصلين ) من السبب المحرك إلى السبب الفاعل ( و ) ماهية الفعل اللهي (‬

‫الفصل الول‪ :‬من السبب المحرك إلى السبب الفاعل‬

‫خلصته‪:‬‬

‫تقدم أن أرسطو يرى أن ال هو السبب المحرك فقط‪.‬‬

‫ابن رشد ال السبب المحرك والفاعل‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية الفعل اللهي‪:‬‬

‫تعرفنا على مفهوم العدم عند ابن رشد والغزالي‪ ،‬وابن رشد ينتقد الغزالي إذ جعل ابممن رشممد العممدم ماهيممة إذ ا‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج لفاعل‪ ،‬وفعل اليجاد إذ ا هو عكس فعل العدم‪.‬‬
‫ضرورة دوام الفعل اللهي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬السببية العالمة‬

‫تحته فصلين ) ماهية العلم اللهي ( و ) الغائية والنظام في الكون (‬

‫الفصل الول‪:‬‬

‫‪ -1‬أرسطو ال عالم فقط بالكليات‪.‬‬


‫‪ -2‬ابن رشد‪ :‬ال عالم بطريقة تخالف وتختلف عن طريقة العلم النساني‪ ،‬فعلم ال همو المذي أوجمد الصمور "‬
‫العلة الصورية " للشياء‪ ،‬أو صور المادة‪ .‬فعلمه ل يتصف بمالكلي ول بمالجزئي‪ .‬فهمو يفمرق بيمن طبيعمة‬
‫الصفات البشرية وطبيعة الصفات اللهية‪ ،‬وبالتالي الفرق بين العلم اللهي والعلم البشري‪.‬‬
‫‪ -3‬الغزالي‪ :‬ال عالم بكل شيء الجزئي والكلي‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ابن رشد‪ :‬الكون منظم تنظيم ا بديعاا‪ ،‬وهذا التنظيممم يحتماج ليمنظيممم لمه‪ ،‬فمال هممو المنظمم لهممذا الكممون "‬ ‫‪-‬‬
‫الخالق والصانع " سبحانه‪.‬‬

‫ثم الخاتمة‬
‫أما تعليقي‪ :‬أول شيء لم يعجبني الكتاب‪ ،‬وكتبت هذا التقرير فقط كنوع من تكفير الذنب بسبب ذمه أمممس بممدون أن‬
‫أقدم استعراض ا له‪ ،‬فهذا التقرير من نوع ) مكفرات الذنوب – إن كان ذنب ا ( أو تأنيب ضمير ‪( :‬‬

‫‪ -1‬التحييز الواضح جد ا لبن رشد علممى القمل فممي كمم اسمتعراض أفكماره مقابمل أفكمار الغزالمي‪ ،‬فهممو يمورد أفكمار‬
‫الغزالي إيراد ا للرد عليها من خلل ابن رشد‪.‬‬
‫‪ -2‬جعممل الرفممض للسممببية مرتبطمم ا برفممض العقممل ومكممانته‪ ،‬بينممما هنمماك مممن المتكلميممن كممابن تيميممة مممن أثبممت‬
‫السببية‪.‬‬
‫‪ -3‬قياس الشواهد الحسية على المعارف العقلية‪ ،‬وقصر العقل على المنطق والنظر العقلي‪.‬‬
‫‪ -4‬تضييق دائرة البرهان في النظر العقلي‪.‬‬
‫‪ -5‬النطلق من العقل يعني في حقيقته انطلقا من نصوص تراثية لمن أخذ بالعقل‪ ،‬وهم الفلسممفة المشممائية‬
‫ومممن قبلهممم أرسممطو وأشممياعه‪ ،‬بالتممالي الكممل نقلممه‪ ،‬فممإن لممم يأخممذوا بمنقممول النممص الشممرعي أخممذوا بمنقممول‬
‫النص البشري‪.‬‬
‫‪ -6‬جوهرية مفهوم ) الجوهر ( و ) العرض ( في هذا الكتاب‪ ،‬أو الجواهر المفردة وقد استعرضنا سابق ا كتمماب‬
‫الذرة لدى المتكلمين وعلقتها بحكماء فارس‪ ،‬وكذلك لفظ الجوهر‪.‬‬
‫‪ -7‬أهمية معرفة نظرية العناصر الربعة وكذلك نظرية أفلطون‪.‬‬
‫‪ -8‬الكتاب انبنى على مسألة السببية ثم فيرع المسمائل بحسمب الموقمف منهما‪ ،‬لمذلك ممكمن اختصماره لقمل ممما‬
‫هو عليه بكثير‪.‬‬
‫‪ -9‬التمأثير البممالغ للنظريممات الكوزمولوجيمة علممى التنظيمم العقلممي المنطقممي‪ ،‬الممذي إوان اسمتفاد المسمملمون منممه‬
‫كثيرا ومهم لفهمم آليمات قمراءة الن ص المتراثي خاصمة‪ ،‬وكمثير ممن الفلسمفات الحاليمة إل أن محوريمة الكمون‬
‫تحتاج لعادة نظر لمعرفة النسان والكون من جديد‪ .‬ل بسمحب المركمز ممن الكمون إلمى النسمان‪ ،‬بمل ممن‬
‫جعلهما مصدرين واللتقاء بالنص الشرعي‪ ،‬والتعرف على ال من خلل النص الشرعي أولا ثم من الكممون‬
‫والنسان فهنا يتم توسيع العقل‪ ،‬ولعل في كتاب ) العمل الديني وتجديد العقل ( لم د‪ .‬طممه عبممد الرحمممن ممما‬
‫يفيد كثيراا‪.‬‬

‫وال تعالى أعلم‪ ،‬والسلم مسك الختام ‪( :‬‬

You might also like