You are on page 1of 76

‫الدورة التاسعة عشرة‬

‫إمارة الشارقة‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫التورق‬
‫حقيقته ‪ ،‬أنواعه‬
‫( الفقهي المعروف والمصرفي‬
‫المنظم )‬
‫ملخص دراسة أعدتها‬
‫الدكتور هناء محمد هالل الحنيطي‬
‫بإشراف‬
‫األستاذ الدكتور عبد السالم العبادي‬
‫األستاذ الدكتور خالد أمين عبد هللا‬
‫للحصول على درجة الدكتوراه من األكاديمة العربية للعلوم المصرفية‬
‫مقدمة‬
‫لمجمع الفقه اإلسالمي الدولي‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تقديم‬

‫هذه الدارسة هي حصيلة جهد تم في األكاديمية العربيةة للعلة م المصةرفية كانة‬


‫قد أعدتها الدكت ره هناء محمد الحنيطي بإشراف األستاذ الدكت ر عبةد السة م العبةاد‬
‫بعن ان ( بيع العينة الت رق ‪ :‬دراسة تطبيقية على المصةارف اسسة مية ‪ ،‬بلة عةدد‬
‫صفحاتها ‪ 622‬صفحة عدد مصةادرها مراجعهةا ‪ ، 672‬حصةل بهةا الطالبةة علةى‬
‫شهادة الدكت راه من األكاديمية بدرجة امتياز ‪.‬‬
‫قد أُنجز هةذا العمةب بجهةد متميةز م صة ب مةن الطالبةة هنةاء محمةد الحنيطةي ‪،‬‬
‫تابعه األستاذ الدكت ر عبد الس م العباد بالت جيه اسثةراء اععتمةاد العلمةي ‪ ،‬هة‬
‫فكةةةرة مشةةةر علمةةةي حتةةةى صةةةب الةةةى دراسةةةة سةةةد حاجةةةة ملحةةةة فةةةي المكتبةةةة‬
‫اعقتصةةادية اسسة مية قةةد شةةار فةةي اسشةةراف علةةى الرسةةالة األسةةتاذ الةةدكت ر الةةد‬
‫الجانةةا المةةالي المصةةرفي ‪ .‬قةةد ن قش ة الرسةةالة بتةةاري‬ ‫أمةةين عبةةد هللا ب ص ة‬
‫‪. 6007/5/66‬‬
‫اننا اذ نضع صة هذه الدراسة بين يد مجمع الفقه اسس مي الةد لي ‪ ،‬بعةد‬
‫أن تقرر ادراج هذا الم ضة المهةم علةى جةد ب أعمةاب د رتةه التاسةعة عشةرة التةي‬
‫ستعقد بالشارقة ‪ ،‬نتطلع الى صد ر قرار مجمعي يعةال أبعةاد هةذا الم ضة الهةام ‪،‬‬
‫نظراً ألهمية صد ر هذا القرار علةى هةذا المسةت ل العلمةي العةالي فةي ت جيةه البنة‬
‫المؤسسا اسس مية تقديم دمة متميزة لمسيرة اعقتصاد اسس مي ‪.‬‬
‫أمانة المجمع‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫يقول هللا عز وجل ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َّ‬
‫هللا ماااان‬
‫شااااى َ‬ ‫‪ ‬إِ َّن َمااااا َيخ َ‬
‫عِ َبااا ِد ِه ال َع َل َماااء إِنَّ ََّ‬
‫هللا َع ِزيااز‬
‫َغفَور ‪ ‬صدق هللا العظيم‬
‫( فاطر‪( 62/‬‬

‫‪2‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪.............................................................................................................‬‬ ‫‪ ‬المل‬
‫اسطار العام للدراسة‪...............................................................................................‬‬
‫المبحث األ ب‪ :‬الت رق لغة اصط حا‪........................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا األ ب‪ :‬الت رق لغة ‪.......................................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الثاني‪ :‬الت رق اصط حاً‪.................................................................................‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬حكم الت رق عند الفقهاء ‪.....................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا األ ب‪ :‬حكم الت رق عند الحنفية ‪.........................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الثاني‪ :‬حكم الت رق عند المالكية ‪........................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الثالث‪ :‬حكم الت رق عند الشافعية‪........................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الرابع‪ :‬حكم الت رق عند الحنابلة ‪....................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الت ريق‪..........................................................................................‬‬
‫‪ ‬المبحث الرابع‪ :‬أن ا ض ابط الت رق طريقة اجرائه في المصارف اسس مية‪...........‬‬
‫‪ ‬المطلا األ ب‪ :‬أن ا الت رق‪......................................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الثاني ‪ :‬عق د الت رق كما ُتمارس من قِ َبب المصارف اسس مية الت ري الفقهي لها‬
‫‪ ‬المبحث الخامس‪ :‬م قف العلماء المعاصرين من الت رق المصرفي المنظم ‪.............................‬‬
‫‪ ‬المطلا األ ب‪ :‬ادلة القائلين بج ازالت رق المصرفي المنظم ‪............................................‬‬
‫المطلا الثاني‪ :‬مزايا الت رق من جهة نظر من أجازه ‪......................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الثالث‪ :‬ادلة القائلين بتحريم الت رق المصرفي المنظم ‪...............................................‬‬
‫‪ ‬المطلا الرابع‪ :‬الرد على ادلة المانعين ‪..........................................................................‬‬
‫‪ ‬المطلا ال امس ‪ :‬الرد على ادلة المجيزين ‪..............................................................‬‬
‫المطلا السادس ‪ :‬المناقشة الترجيح ‪...........................................................................‬‬
‫الخاتمة ( النتائج والتوصيات ) ‪..................................................................................‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية واألحاديث الشريفة مرتبة‬
‫المراجع‬

‫‪3‬‬
‫التورق‪:‬حقيقته‪ ،‬أنواعه (الفقهي المعروف والمصرفي المنظم)‬
‫تتنةةا ب هةةذه الدراسةةة الت ة رق‪:‬حقيقتةةه‪ ،‬أن اعةةه أثةةره علةةى مسةةيرة مسةةتقبب‬
‫المؤسسا المصارف اسس مية حيث يعتبةر التة رق المصةرفي المةنظم أداة تم يليةة‬
‫حديثة تم تطبيقها في المصارف اسس مية الن افذ اسس مية في المصارف التقليدية‪.‬‬
‫عرض الدراسة بيع التة رق بينة مفه مةه أن اعةه الفةرق بينهةا أحكامةه‬
‫تطبيقاته المعاصرة تنا ل الدراسة الت رق المصرفي المنظم تطبيقاته‪ ،‬ت صةل‬
‫الدراسة الى أن الت رق المصةرفي المةنظم باسضةافة لم الفتةه ألحكةام الشةريعة يةؤد‬
‫الى تهجير أم اب المسلمين تةراكم المدي نيةة لةدل العمة ء‪ ،‬أن اسقبةاب المتزايةد مةن‬
‫قبةةب العمة ء علةةى التة رق المصةةرفي يعة د الةةى بحةةث العمة ء عةةن البةةديب اسسة مي‬
‫للمصارف التقليدية الى تدني نسبة الم اطرة سرعة اسنجاز ‪.‬‬
‫قةةةد أ ضةةةح الدراسةةةة عةةةدم جةةة از التةةة رق المصةةةرفي المةةةنظم ان تطبيةةةق‬
‫الت رق المصرفي المةنظم يةؤد الةى ضةعف الفةارق بةين العمةب المصةرفي اسسة مي‬
‫عمةةب المصةةارف التقليديةةة حيةةث أن الت ة رق اسقتةةرات بالفائةةدة يتفقةةان فةةي نتيجةةة‬
‫الحص ة ب علةةى السةةي لة المطل بةةة للعم ة ء‪ .‬نبه ة الدراسةةة ال ةى عةةز ف كثيةةر مةةن‬
‫المصارف اسس مية عن الد ب في صةي اعسةتثمار التم يةب التةي تقة م علةى مبةدأ‬
‫المشاركة في الربح ال سارة‪ .‬اعكتفاء بصي التم يةب التةي تنتهةي بع قةة المدي نيةة‬
‫بين المصرف العميب ‪.‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬
‫‪ ‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫أصبح نجاح المصارف اسس مية في ال قة الحاضةر يقةاس بمةدل ابتكارهةا‬
‫تط يرهةةا لصةةي اعسةةتثمار التم يب اد اتةةه‪ ،‬تطبيق أحكةةام الشةةريعة اسس ة مية فةةي‬
‫هةةةذه األد ا حديثةةةة العهةةةد حيةةةث يعتبةةةر اعلتةةةزام باعحكةةةام الشةةةرعية أسةةةاس عمةةةب‬
‫المصةارف اسسة مية‪ ،‬ب اصةةة اذا كنةةا نتحةةدث عةةن أد ا التم يةةب المنتجةةا التةةي‬
‫تعد الركن األساسي الحي في هذه المصارف‪.‬‬
‫قد بين الدراسة كيف بدأ بعةت المصةارف اسسة مية بطةرح صةي ماليةة‬
‫جديدة تط يرها التي كان من أبرزها الت ّ رق المصرفي المةنظم‪ ،‬الةذ أ ةذ النةاس‬
‫يتعةةةامل ن فيةةةه د ن قيةةة د أ ضةةة ابط شةةةرعية‪ .‬مةةةن هنةةةا فقةةةد اهتمةةة هةةةذه الدراسةةةة‬
‫بةةالتعريف بكيفيةةة تطبيةةق مفهة م التة ّ رق فةةي بعةةت المصةةارف اسسة مية مةةن منطلةةق‬
‫اسيمةان بأهميةة دراسةة مثةب هةذه األد ا ‪ ،‬ادراكةا ً منهةا حاجةة المصةارف اسسة مية‬
‫الى زيادة المعرفة ح ب حقيقة التم يب بأد ا الت ّ رق لتمكينها من تحقيق أهةدافها فةي‬
‫المنافسةةة اعسةةتمرارية النمة فةةي ظةةب بيئةةة عالميةةة اقليميةةة تتسةةم بالتعقيةةد التغيةةر‪،‬‬
‫ذل عن طريق التأكيد على ايجاد بدائب تم يليةة قائمةة علةى أسةس ضة ابط شةرعية‬
‫تحقق هذه األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تنحصةةر أهةةم األهةةداف التةةي تسةةعى هةةذه الدراسةةة الةةى تحقيقهةةا علةةى النح ة‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫‪ 6‬مفه م بيع الت رق‪.‬‬
‫‪ )1‬بيةةان مةةدل ض ة ح المفه ة م العلمةةي المعاصةةر لبيةةع الت ة ّ رق لةةدل المصةةارف‬
‫اسس مية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المالية المعاصرة للت ّ رق المصرفي المةنظم حقيقةة تطبيةق‬ ‫‪ )2‬تحليب المعام‬
‫الت صةب الةى نقةاط‬ ‫آلية الت ّ رق المصرفي المنظم الذ يمارس من قبب البنة‬
‫الضعف ال لب أ الق ة في أدائها الحالي‪.‬‬
‫‪ )3‬بيان م قف المجامع الند ا الفقهية من اعجتهادا المعاصةرة فةي التة ّ رق‬
‫المصرفي المنظم‪ ،‬الذ لم يكن م ج داً من قبب بص رته الحقيقية الحالية‪.‬‬
‫‪ )4‬بيان اتجاها المصارف اسس مية في ات ةاذ التة ّ رق أداة مةن أد ا التم يةب‬
‫الجديدة أثره على مستقبب العمب المصرفي اسس مي ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكلة الدراسة وأسئلتها‪:‬‬
‫تتمثب مشكلة هذه الدراسة فةي محا لةة البحةث فةي أحةد الم اضةيع المهمةة فةي‬
‫الماليةةةة المعاصةةةرة ( بيةةةع التةةة ّ رق مةةةن الناحيةةةة النظريةةةة التطبيقيةةةة‪،‬‬ ‫المعةةةام‬
‫د رعقةة د التةة ّ رق فةةي مسةةيرة العمةةب المصةةرفي اسسةة مي آثارهةةا علةةى النشةةاط‬
‫اعقتصاد بل رة ج انا هةذا الةد ر التعريةف بةه ادراكةه‪ ،‬مةدل التزامةه بأحكةام‬
‫الشةةريعة اسس ة مية‪ ،‬أيض ةا ً ابةةراز ج ة د ص صةةية المصةةارف اسس ة مية مقارنةةة‬
‫بالمصارف األ رل‪.‬‬
‫بالتةةةالي لةةةن تحةةةا ب الدراسةةةة البحةةةث فةةةي القضةةةايا التفصةةةيلية ذا الصةةةلة‬
‫بالم ض اذ يكفي اعقتصار علةى مةا يفةي بةالغرت منهةا ‪ ،‬هةذا ع يعنةي اعسةتغناء‬
‫عن بحث الجانا الفقهي لهذا الم ضة ‪ ،‬بةب ع بةد مةن بحثةه لك نةه المصةدر الةرئيس‬
‫الذ اعتمد عليه الدراسة في الحكم على ضبط التطبيقا المعاصرة له ه المحدد‬
‫لمدل امكانية ت سيع دائرة تطبيقه ‪.‬‬
‫لذلك تحاول الدراسة األجابة على األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ 6‬ما مفه م بيع الت ّ رق؟‬
‫‪ 6‬ما الحكم الشرعي للت رق؟‬
‫‪ 3‬ما هي الفر قا الرئيسة بين الت رق الفقهةي التة رق المصةرفي المةنظم‬
‫؟‬
‫‪ 4‬مةةا درجةةة ال ضةة ح فةةي المفهةة م العلمةةي المعاصةةرللت ّ رق المصةةرفي‬
‫المنظم في المصارف اسس مية؟‬
‫‪ 5‬هب الت ّ رق المعاصر يراد منه البيع الشراء أم التم يب؟‬
‫‪ 2‬هةةب يحسةةن الت ة ّ رق المصةةرفي د ر المصةةارف اسس ة مية فةةي مسةةاعدة‬
‫العم ء للحص ب على السلع تم يب الحةرفيين فةي المصةارف اسسة مية‬
‫؟‬
‫‪ 7‬ما هي مزايا الق ة الضعف في الت رق المصرفي المنظم ؟‬
‫‪ 2‬ما أثر الت سةع فةي التة ّ رق علةى د ر المصةارف اسسة مية فةي المغةاعة‬
‫في معدب ربح الت ّ رق حتى يك ن أعلى من سعر الفائدة ؟‬
‫‪ 9‬هب في صيغة الت رق المصرفي المنظم ت اطؤ تحايب على الربا ؟‬
‫‪ 60‬هب ينط الت ّ رق المصرفي على استغ ب ضعف المت ّ رق أ حاجتةه‬
‫لسي لة ؟‬
‫‪ 66‬هب يحسن التة ّ رق المصةرفي د ر المصةارف اسسة مية فةي تنةاق‬
‫مدي نية األفراد ؟‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بيع التورق يعتبر مةن الم ضة عا الحديثةة الهامةة ‪ ،‬الةذ‬ ‫ان م ض‬
‫يحتاج الى الكثير من البحث الدراسة المستفيضةة المتعمقةة التةي تجمةع بةين الجانةا‬
‫النظر التحليلي‪ ،‬من ب البحث اعستقصاء ع ي جد فةي األدبيةا المتاحةة َمةن‬
‫التورق مةن الناحيةة التحليليةة‪ ،‬فهنةا مةن تطةرق لمسةألة التة ّ رق‬ ‫بيع ّ‬ ‫تنا ب م ض‬
‫في مسائب ذا صلة به كالربا الحيب‪،‬لةذل اهتمة الدراسةة بجمةع كةب مةا يمكةن أن‬
‫يك ن له صلة بم ض البحث الذ كان من أبرزه ‪:‬‬
‫بحث بعن ان " تعقيبا على البح ث ال اصة بالتطبيقةا المصةرفية للتة ّ رق "‬ ‫‪‬‬
‫الةةذ قدمةةه علةةي محمةةد القةةرة دارةةي فةةي مةةؤتمر "د ر المؤسسةةا المصةةرفية‬
‫اسسة مية فةي اعسةةتثمار التنميةة" فةي الشةةارقة المنعقةدة مةن ‪ 62 – 62‬صةةفر‬
‫‪6463‬هةةا الم افةةق ‪ ،6006/5/ 9 – 7‬الةةذ أجةةاز فيةةه الت ة ّ رق فةةق شةةر ط‬
‫ض ابط سشبا حاجة أ ضر رة‪.‬‬
‫بحث بعن ان " التطبيقا المصرفية لعقد التة ّ رق آثارهةا علةى مسةيرة العمةب‬ ‫‪‬‬
‫المصةةةرفي اسسةةة مي " قدمةةةه أحمةةةد محةةةي الةةةدين أحمةةةد فةةةي مةةةؤتمر" د ر‬
‫المؤسسا المصرفية اسس مية في اعستثمار التنميةة "مةن ‪ 62 – 62‬صةفر‬
‫‪6463‬ها – الم افق ‪ 6006/5/ 9 – 7‬في الشارقة الةذ ت صةب فيةه الةى أن‬
‫الت رق اذا أصبح أتجاهةا ً مصةرفيا ً عامةا ً فهة ضةار فةي األجةب الط يةب بالعمةب‬
‫المصرفي اسس مي‪ ،‬حيث يعمب علةى اربةا النشةاط اعقتصةاد يثقةب كاهلةه‬
‫بالدي ن المست دمة ألررات استه كية‪.‬‬
‫بحةةةث بعنةةة ان "التأصااايل الفقهاااي للتا ّااورق فاااي تاااوء الحتياجاااات التمويلياااة‬ ‫‪‬‬
‫المعاصرة " قدمه الشي عبدهللا بن سليمان المنيع عض هيئة كبةار العلمةاء فةي‬
‫السةةع دية فةةي مةةؤتمر "د ر المؤسسةةا المصةةرفية اسسةة مية فةةي اعسةةتثمار‬
‫التنميةةة" مةةن ‪ 62 -62‬صةةفر ‪6463‬هةةا الم افةةق ‪ ، 600/5/9-7‬ت صةةب فيةةه‬
‫الى ان الت ّ رق يعتبر آلية ذا أثر فعٌةاب فةي سةبيب تحقيةق الفلسةفة اعقتصةادية‬
‫لت فير النقد تحصيله ه في ال ق نفسه صةيغة شةرعية مة فرة القةدرة علةى‬
‫اعنط ق باعسةتثمارا اسسة مية الةى مةا فيةه تحقيةق مصةالح الكسةا النمةاء‬
‫للمد را النقدية من أفراد مؤسسا ‪.‬‬
‫التورق واستخداماته في العمل المصرفي اإلساالمي " قدمةه‬ ‫بحث " تطبيقات ّ‬ ‫‪‬‬
‫م سةةةى آدم عيسةةةى فةةةي مةةةؤتمر" د ر المؤسسةةةا المصةةةرفية اعسةةة مية فةةةي‬
‫اعستثمار التنميةة" مةن ‪ – 62 -62‬صةفر ‪6463‬هةا الم افةق ‪،6006/5/9-7‬‬
‫الذ أكد فيةه الباحةث أنةه بةالررم مةن مشةر عية التة ّ رق اع انةه مةن األفضةب‬
‫قصةةر اسةةت دامه فةةي مجةةاب التم يةةب الش صةةي لحفةةراد فةةي الحةةاع التةةي ع‬
‫يمكن تم يلها عن طريق الصي المصرفية اسسة مية األ ةرل كةذل لتمكةين‬
‫العمةةة ء مةةةن سةةةداد المةةةدي نيا الرب يةةةة التةةةي فةةةي ذممهةةةم بغيةةةة التحةةة ب الةةةى‬
‫المصارف اسس مية‪.‬‬
‫بحةةث " تعليااق علااى بحااوث التااورق " قدمةةه حسةةين حامةةد حسةةين فةةي مةةؤتمر‬ ‫‪‬‬
‫"د ر المؤسسةةا المصةةرفية اسس ة مية فةةي اعسةةتثمار التنميةةة" مةةن ‪62 -62‬‬
‫صةةفر ‪6463‬هةةا – الم افةةق ‪ ،6006/5/ 9-7‬الةةذ رأل فيةةه حرمةةة الت ة ّ رق‬
‫الفرد المؤسسي المنظم لمنافاته لمقاصد الشريعة العامة مبادئها الكليةة أن‬
‫ظهةةر جة ازه مةةن بعةةت األدلةةة الجزئيةةة‪ ،‬قةةد قةةاب بهةةذا المحققة ن مةةن العلمةةاء‬
‫كشي اعس م ابن تيمية تلميذه ابن القيم ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بحث " ملخص أبحاث في التورق " قدمه عةز الةدين محمةد جةه ‪ ،‬فةي نةد ة‬ ‫‪‬‬
‫البركةةة الثانيةةة العشةةرين ل قتصةةاد اسس ة مي – مملكةةة البحةةرين – مةةن ‪9-2‬‬
‫ربيع األ ر ‪6463‬ها الم افق ‪ 60-69‬ي نية ‪ ، 6006‬التةي دعةا فيةه الباحةث‬
‫المصةةارف المؤسسةةا الماليةةة اسس ة مية للتعةةا ن بشةةكب ثيةةق مةةع الهيئةةا‬
‫المؤسسا الداعمة للصناعة المصرفية اسسة مية مثةب المجلةس العةام للبنة‬
‫المؤسسةةا الماليةةة اسسة مية المجلةةس الشةةرعي لهيئةةة المحاسةةبة المراجعةةة‬
‫اسسةةة مية للتعريةةةف بهةةةا أبةةةراز صائصةةةها كيفيةةةة تطبيقهةةةا فةةةي م تلةةةف‬
‫المؤسسا المالية اسس مية ‪.‬‬
‫بحةةةث بعنةةة ان "حكااام التاااورق كماااا تجرياااه المصاااارف اإلساااالمية فاااي الوقااات‬ ‫‪‬‬
‫الحاتر" قدمةه الشةي عبةدهللا بةن سةليمان المنيةع‪ ،‬مقةدم ضةمن البحة ث المعةدة‬
‫للد رة السابعة عشرة لمجمع الفقه اسس مي التابع لرابطة العالم اسسة مي فةي‬
‫الفترة من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬هةا‪ ،‬الم افةق ‪ 67 -63‬كةان ن األ ب ‪. 6003‬‬
‫ت صب فيه الى األ ذ ببي الت رق أنه بيع صحيح مست ف متطلبا ج ازه‬
‫صحته من شر ط أركان ‪.‬‬
‫بحث بعن ان"أحكام التورق وتطبيقاته المصرفية" قدمه محمد تقةي العثمةاني‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدم ضمن البح ث المعدة للد رة السابعة عشرة لمجمع الفقةه اسسة مي التةابع‬
‫لرابطة العالم اسس مي في الفترة من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬هةا‪ ،‬الم افةق ‪-63‬‬
‫‪ 67‬كان ن األ ب ‪ . 6003‬الةذ أكةد فيةه بصةفة عامةة علةى ضةر رة اعمتنةا‬
‫عن الت سُّع في است دام الت رق في األعمةاب المصةرفية قصةره علةى حاجةا‬
‫األفراد الحقيقية ‪ ،‬ن على منع بعت ص ره ‪.‬‬
‫بحث بعن ان"حكام التاورق كماا تجرياه المصاارف فاي الوقات الحاتار" قدمةه‬ ‫‪‬‬
‫الصةةديق محمةةد األمةةين الضةةرير‪ ،‬مقةةدم ضةةمن البحة ث المعةةدة للةةد رة السةةابعة‬
‫عشرة لمجمع الفقه اسس مي التابع لرابطة العالم اسس مي في الفترة مةن ‪-69‬‬
‫‪ 63‬شةةة اب ‪6464‬هةةةا‪ ،‬الم افةةةق ‪ 67 -63‬كةةةان ن األ ب ‪ . 6003‬بةةةين فيةةةه أن‬
‫عملية الت رق المصرفي هي استح ب للربا باسم البيع‪.‬‬
‫بحةةث بعن ة ان"العينااة والتااورق‪ ،‬والتااورق المصاارفي" قدمةةه علةةي السةةال س‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدم ضمن البح ث المعدة للد رة السابعة عشرة لمجمع الفقةه اسسة مي التةابع‬
‫لرابطة العالم اسس مي في الفترة من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬هةا‪ ،‬الم افةق ‪-63‬‬
‫‪ 67‬كةةان ن األ ب ‪ .6003‬الةةذ بةةين فيةةه أن الت ة رق المصةةرفي ربةةا صةةريح‬
‫محرم‪ ،‬اذا كان التة رق المصةرفي هة البةديب للقةر ت الرب يةة فبةئس البةديب‪،‬‬
‫بئس المبدب منه‪ ،‬ع حاجة اذن لمصارف تسمى اس مية‪.‬‬
‫بحث بعن ان"التورق كما تجريه المصارف في الوقات الحاتار" قدمةه عبةدهللا‬ ‫‪‬‬
‫بن محمد بن حسن السعيد ‪ ،‬مقدم ضمن البح ث المعدة للد رة السةابعة عشةرة‬
‫لمجمع الفقه اسس مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي الفتةرة مةن ‪63 -69‬‬
‫شة اب ‪6464‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪ 67 -63‬كةةان ن األ ب ‪ .6003‬ت صةةب بةةه الةةى أن‬
‫الت رق المصرفي في المصارف اسسة مية يمثةب رجة القهقةر ‪،‬اذ تراجعة‬
‫من له عن أهدافها سياستها‪.‬‬
‫بحث بعن ان "التورق ‪ ...‬والتورق المنظم" قدمةه سةامي بةن ابةراهيم السة يلم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدم ضمن البح ث المعدة للد رة السابعة عشرة لمجمع الفقةه اسسة مي التةابع‬
‫لرابطة العالم اسس مي في الفترة من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬هةا‪ ،‬الم افةق ‪-63‬‬
‫‪ 67‬كةةان ن األ ب ‪ .6003‬الةةذ بةةين بةةه أن أد ا العينةةة بصةة رها الم تلفةةة‬

‫‪7‬‬
‫تسهب المداينا د ن أ أرتباط بالنشاط اعقتصاد الفعلي‪ ،‬أن الت رق المنظم‬
‫أقةةرا الةةى الربةةا ان مسةةيرة التم يةةب اسسة مي بحاجةةة الةةى مراجعةةة م لصةةة‬
‫جادة‪.‬‬
‫بحةةث بعنة ان"التااورق كمااا تجريااه المصااارف دراسااة فقهيااة اقتصااادية" قدمةةه‬ ‫‪‬‬
‫محمد العلي القر ‪،‬مقةدم ضةمن البحة ث المعةدة للةد رة السةابعة عشةرة لمجمةع‬
‫الفقه اسسة مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي الفتةرة مةن ‪ 63 -69‬شة اب‬
‫‪6464‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪ 67 -63‬كةةان ن األ ب ‪.6003‬ت صةةب بةةه الةةى أن التعامةةب‬
‫بالت رق المصرفي يؤد الى تمكين األفراد مةن الحصة ب علةى النقة د بطريةق‬
‫البيع‪ ،‬أنه يؤد الى مآع اقتصادية نافعة على مست ل اعقتصاد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫التورق‪ :‬أحكامه وتطبيقاته‬

‫ت اجه المصارف الن افذ اسس مية في المصارف التقليديةة‪ ،‬بعةت الصةع با‬
‫فةةي السةةي لة الزائةةدة لةةديها‪ ،‬كيفيةةة تم يةةب العم ة ء مةةن ة ب عق ة د أد ا اس ة مية‬
‫تحكمها ض ابط شرعية‪ ،‬قد ظهر في الفترة األ يرة معاملةة جديةدة للحصة ب علةى‬
‫التم يةةب عةةن طريةةق أداة التم يةةب (الت ة رق المصةةرفي المةةنظم انتشةةر علةةى نطةةاق‬
‫اسةةةع أ ةةةذ تمارسةةةها الكثيةةةر مةةةن المصةةةارف اسسةةة مية الن افةةةذ اسسةةة مية فةةةي‬
‫المصةةارف التقليديةةة علةةى مةةا بينهمةةا مةةن فةةر ق فةةي هةةذا المجةةاب ‪ .‬قةةد ا تلةةف الفقهةةاء‬
‫العلماء المعاصر ن في حكم الت رق تطبيقاته ‪.‬‬
‫لةةذل سةةتبين الدراسةةة فيمةةا يلةةي ‪ :‬معنةةى التةة رق التةة رق المصةةرفي المةةنظم‪،‬‬
‫التمييز بينه بين الت ريق ‪ ،‬أراء الفقهاء في مشر عيته تطبيقاته المعاصرة‪ ،‬ذل‬
‫في مسة مباحث ‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫التورق لغة واصطالحا‬
‫نبةةين أ عً معنةةى التةة رق لغةةة ثةةم نسةةتعرت معنةةاه اعصةةط حي فةةي المةةذاها‬
‫األربعة ‪.‬‬
‫التورق لغة‪:‬‬
‫"الت رق‪( :‬ال َ رق ال َّدراهم المضر بة‪ ،‬كةذل الرقة ُة‪ ،‬الهةا َء مةن الة ا ‪َ .‬رجُة ُب‬
‫( َ ّراق كثيةةر ال ة ّدرا ِه َم‪( .‬ال ة َ َر ُق بفةةتح الةةراء ال َمةةا ُب مةةن د ََرا ِه ة َم ابةةب‪ .‬المُس ة َت ِر ُق ‪:‬‬
‫الذ يطلا ال َ ِر َق"‪.6‬‬
‫التورق اصطالحا في المذاهب األربعة‪:‬‬
‫لم يذكر الت رق في اعصط ح الفقهي عند كثير مةن الفقهةاء ان ذكةر يكة ن فةي‬
‫ص ة رة مةةن ص ة ر بيةةع العينةةة‪،‬أ البي ة المنهةةي عنهةةا أ الربةةا‪ ،‬المقص ة د بةةه فةةي‬
‫المذاها األربعة كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التورق عند الحنفية‪:‬‬
‫ذكر الحنفية الت رق على أنه ص رة من ص ر بيع العينة يق ب ابن الهمام‪ " :‬من‬
‫النةةاس مةةن صة ّ ر للعينةةة صة رة أ ةةرل هة أن يجعةةب المقةةرت المسةةتقرت بينهمةةا‬
‫ثالث فيبيع صاحا الث ا الث ا باثنى عشر مةن المسةتقرت ثةم ان المسةتقرت يبيعةه‬
‫من الثالث بعشرة يسلم الث ا اليه ثم يبيةع الثالةث الثة ا مةن المقةرت بعشةرة يأ ةذ‬
‫منه عشرة يدفعه الةى المسةتقرت فتنةدفع حاجتةه‪ ،‬انمةا ت سةطا بثالةث‪ ،‬احتةرازاً عةن‬
‫شراء ما با بأقب مما با قبب نقد الثمن‪ ،‬ه مذم م ا ترعه أكلة الربا"‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫ل ستزادة أنظر‪:‬الحنيطةي ‪،‬هنةاء محمةد‪ ،‬بيةع العينةة الت ّ رق‪:‬دراسةة تطبيقيةة علةى المصةارف‬
‫اسسةةة مية‪ ،‬رسةةةالة دكتةةة راه ‪،‬قسةةةم المصةةةارف اسسةةة مية‪،‬األكاديمية العربيةةةة للعلةةة م الماليةةةة‬
‫المصرفية‪.6007،‬‬ ‫‪6‬‬
‫الةةراز ‪ ،‬محمةةد بةةن ابةةي بكةةر بةةن عبةةد القةةادر‪ ،‬م تةةار الصةةحاح‪ ،‬بيةةر ‪،‬دط‪ ،‬لبنةةان ‪ :‬مكتبةةة‬
‫‪. 767‬‬ ‫بير ‪6465 ،‬ها‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ابن الهمام‪،‬اسمام كماب الدين محمد بن عبد ال احد السي اسي الحنفي‪،‬امةام مةن فقهةاء الحنفيةة‪،‬‬
‫مفسر حافظ متكلم‪ ،‬كةان معظمةا ً عنةد أربةاا الد لةة‪ .‬أشةتهر بكتابةه القةيم " فةتح القةدير " مةن‬
‫‪ . 335‬فةةتح‬ ‫مصةةنفاته‪ " :‬التحريةةر فةةي أص ة ب الفقةةه " أنظةةر‪ :‬الم س ة عة الفقهيةةة‪ ،‬ج ‪/6‬‬
‫‪.692-697‬‬ ‫القدير‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتا العلمية‪6465 ،‬ها‪،6995 ،‬ج‪/7‬‬

‫‪9‬‬
‫صار من العينة التي ترجةع فيهةا‬ ‫فالسلعة ع تع د الى صاحبها األ ب‪ ،‬ان عاد‬
‫السلعة الى بائعها األ ب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التورق عند المالكية‪:‬‬
‫لةةم يةةذكر المالكيةةة الت ة رق بمسةةماه أنمةةا ذكةةر ه ضةةمن بي ة اآلجةةاب ‪ .‬جةةاء فةةي‬
‫الشرح الصغير‪( :‬ك ذ أ كق ب بائع لمشتر ةذ منةي (بمائةة مةا أ سةلعة (بثمةانين‬
‫قيمة لما فيه من رائحة الربا‪ ،‬ع سيما اذا قاب له المشتر سلفني ثمانين أرد ل عنها‬
‫مائةةة‪ ،‬فقةةاب المةةأم ر هةةذا ربةةا‪ ،‬بةةب ةةذ منةةي بمائةةة ‪ . . .‬ال ة ‪ .6‬فالمالكيةةة نص ة ا عل ةى‬
‫الكراهةةة فةةي صة رة الت رق‪ ،‬ذلة ك نهةةا رائحةةة الربةةا‪ ،‬فهةةي الزيةةادة فةةي الةةثمن ألجةةب‬
‫األجب‪.‬‬
‫ج‪ -‬التورق عند الشافعية‪:‬‬
‫أما الشافعية فقد ذكر ا الت رق في مسألة العينة اعستدعب على ج ازها‪ ،‬حيةث‬
‫قاس ا بيع السلعة لبائعها األ ب على بيعها لغيره‪ ،‬بيع السلعة التي اشةتراها ألجةب الةى‬
‫رير بائعها األ ب ه الت رق‪ ،‬يسمى لديهم بالزرنقة‪.6‬‬
‫د‪ -‬التورق عند الحنابلة‪:‬‬
‫شا مصطلح الت رق عند الحنابلة لم يعرف بهذا األسم اع عندهم من الفقهاء‪.‬‬
‫يق ة ب البه ة تي‪ . . . " :‬مةةن احتةةاج لنقةةد فاشةةترل مةةا يسةةا ل ألف ةا ً بةةأكثر ليت سةةع‬
‫بثمنه ف بأس به نصا ً‪ .‬يسمى الت رق"‪.3‬‬
‫بذا يتضح من ب ما تقدم ذكره أن الت رق الفقهي لم يكن معر فةا ً بهةذا األسةم‬
‫اع عند الحنابلة معظم الفقهاء ذكر ها ضمن بي العينة المشتر في الصة ر التةي‬
‫ذكر ها ه عدم رجة السةلعة الةى األ ب حاجةة المسةت رق الةى النقةد‪ .‬فيشةترط فةي‬
‫الت رق أن تبا السلعة لغير بائعها األ ب‪ ،‬اع كان من العينة التةي ترجةع فيهةا السةلعة‬
‫الى بائعها األ ب‪.‬‬
‫أما مجمع الفقه اسس مي برابطة العالم اسس مي فقد عرفه‪" :‬ان بيع الت رق هة‬
‫شراء سةلعة فةي حة زة البةائع ملكةه بةثمن مؤجةب‪ ،‬ثةم يبيةع المشةتر بنقةد لغيةر البةائع‬
‫للحص ب على النقد "ال رق""‪.4‬‬
‫بحاجة ماسة الى نقةد ع يجةد‬ ‫مما تقدم ذكره يظهر أن الت رق ه ‪ :‬لج ء ش‬
‫من يقرضه الى شراء سلعة في ح زة البائع ملكها بثمن مؤجب‪ ،‬ثةم يبيةع السةلعة علةى‬
‫آ ةةر ريةةر الةةذ اشةةتراها منةةه‪ ،‬بةةثمن أقةةب ممةةا اشةةتراه‪ ،‬د ن أن يك ة ن هنةةا‬ ‫شة‬

‫‪ 6‬الصا ‪ ،‬الشي أحمد‪ ،‬بلغة السال عقرا المسال على الشرح الصةغير للقطةا سةيد أحمةد‬
‫ال َّدردير‪ ،‬ط‪ ،6‬لبنان‪ ،‬بير ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6465 ،‬ها‪.6995،‬‬
‫‪ 6‬أنظر‪ :‬الشافعي‪،‬اسمام ابي عبةد هللا محمةد بةن ادريس‪،‬مةن بنةي المطلةا مةن قةرين‪ ،‬لةد سةنة‬
‫‪650‬ها‪ ،‬أحد أئمة المذاها األربعة‪ ،‬اليه ينتسا الشافعية‪ .‬جمع الى علم الفقه القراءا علم‬
‫األص ب الحديث اللغة الشعر‪ .‬نشر مذهبه بالحجاز العراق‪ .‬تة فى بمصةر سةنة ‪604‬هةا‪،‬‬
‫نشر بها مذهبه‪ ،‬من تصانيفه‪ " :‬األيام " في الفقه‪ " ،‬الرسةالة " فةي أصة ب الفقةه ريرهةا‪.‬‬
‫‪ . 369‬األم مع م تصةر المزنةي‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪:‬‬ ‫أنظر‪ :‬اعع م‪ ،‬للزركلي‪ ،‬ج‪/6‬‬
‫‪ ، 72‬الزم شةر ‪ ،‬محمةد بةن عمةر‪،‬‬ ‫دار الفكر‪ ،‬كتاا البية ‪6403 ،‬هةا‪ ،6923 ،‬ج‪/3‬‬
‫الفائق في رريا الحديث‪ ،‬ط‪ ،3‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪6399 ،‬هةا‪ ،6979 ،‬المجلةد الثةاني‪،‬‬
‫‪. 602‬‬
‫‪ 3‬البه تي‪،‬منص ر بن أدريس‪ ،‬شرح منتهى األرادا المسةمى دقةائق أ لةي النهةي لشةرح المنهةى‪،‬‬
‫‪. 62‬‬ ‫د‪.‬ط‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬عالم الكتا‪6462 ،‬ها‪ ،6992 ،‬ج‪/6‬‬
‫‪ 4‬مجمع الفقه اسس مي‪ ،‬برابطة العالم اسسة مي‪ ،‬القةرار ال ةامس‪ ،‬الةد رة ال امسةة عشةرة‪66 ،‬‬
‫رجا ‪6469‬ها ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ت اطؤ بين األطراف الث ثة‪ ،‬فه عمةب يقة م بةه فةرد لسةد حاجتةه للنقة م بعقة د حقيقيةة‬
‫يجريها‪.‬‬
‫فالعناصر اعساسية للت رق الفرد هي‪:‬‬
‫على النقد‪.‬‬ ‫‪ -6‬حص ب ش‬
‫‪ -6‬شراء سلعة نسيئة‪.‬‬
‫‪ -3‬بيع السلعة بأقب من ثمن الشراء‪.‬‬
‫‪ - 4‬بيعها لغير بائعها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫حكم التورق الفردي عند الفقهاء‬

‫الت ة رق ن ة مةةن البي ة ا ُتلةةف فةةي ج ة ازه‪ ،‬فقةةد منعةةه بعةةت الفقهةةاء كرهةةه‬
‫بعضهم أجازه بعضهم‪ ،‬فيما يلي بيان لحكمه في المذاها األربعة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حكم التورق عند الحنفية‪:‬‬
‫أجاز بعت فقهاء الحنفية كأبي ي سف الت رق جاء في حاشية ابن عابةدين‪" :‬قةاب‬
‫أب ي سةف‪ :‬ع يكةره هةذا البيةع ألنةه فعلةه كثيةر مةن الصةحابة حمةد ا علةى ذلة ‪ .‬لةم‬
‫يعد ه من الربا" ‪.6‬‬
‫ب‪ -‬حكم التورق عند المالكية‪:‬‬
‫جاء في المد نة‪ " :‬لقد سأل مالكا عن الرجب يبيع السلعة بمئة دينةار الةى أجةب‪،‬‬
‫فةةإذا جةةا البيةةع بينهمةةا‪ ،‬قةةاب المبتةةا للبةةائع‪ :‬بعهةةا لةةي مةةن رجةةب بنقةةد‪ ،‬فةةإني ع أبصةةر‬
‫البيةةع؟ قةةاب‪ :‬ع يةةر فيةةه نهةةى عنةةه"‪ .6‬فةةالت رق عنةةدهم حكةةم الزيةةادة فةةي الةةثمن ألجةةب‬
‫األجب لذل نه ا عنه ‪.‬‬
‫ج‪ -‬حكم التورق عند الشافعية‬
‫جاء في األم‪":‬فإذا اشترل الرجب من الرجةب السةلعة فقبضةها كةان الةثمن الةى‬
‫أجةةب ف ة بةةأس أن يبتاعهةةا مةةن الةةذ اشةةتراها منةةه مةةن ريةةره بنقةةد أقةةب أ أكثةةر ممةةا‬
‫اشتراها به أ بدين"‪.3‬‬
‫ان أص ب المذها الشافعي التي ع ترل اتهام المسلم المتعامةب بمعاملةة يمكةن أن‬
‫تك ن تبطن الربا‪ ،‬يبنيها على الس مة حتى يظهر القصد‪ ،‬فإنه تبعا ً لةذل ع يةرل فةي‬
‫ال رق بأسا ً ل عاد السلعة الى بائعها األ ب‪.4‬‬
‫د‪ -‬حكم التورق عند الحنابلة‬
‫أكثر ما ظهر الت رق بمسماه عند الحنابلة‪ .‬يق ب المردا ‪" :‬لة احتةاج الةى نقةد‪،‬‬
‫فاشةةترل مةةا يسةةا مائةةة بمائةةة مسةةين فة بةةأس‪ ،‬نة عليةةه‪ .‬هة المةةذها عليةةه‬
‫األصحاا‪ .‬هي مسألة الت رق"‪.5‬‬
‫مما سبق بيانه ُي حظ ا ت ف الفقهاء في حكم الت رق على ث ثة أق اب‪:‬‬
‫‪ 6‬أنه حرام‪ ،‬ه مذها ابن تيمية‪ ،‬ابن القيم اسمام أحمد بن حنبب ‪ -‬رضةي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في احدل الر ايتين‪ ،‬نسا تحريمه الى الحنابلة في ر اية‪.2‬‬
‫‪6‬‬
‫ابةةن عابةةدين‪ ،‬ابةةن عابةةدين ‪ ،‬محمةةد أمةةين بةةن عمةةر ‪ ،‬المعةةر ف بةةابن عابةةدين ‪ ،‬دمشةةقي ‪ ،‬لةةد‬
‫بدمشق سنة ‪6692‬ها ‪ ،‬فقيه الديار الشامّية ‪ ،‬امام الحن ّفية في عصره ‪ ،‬كان شافعّيا ً أ ً ب عمةره‬
‫‪ ،‬من كتبه ‪ ( :‬رد المحتار على الةدر الم تةار فةي الفقةه الحنفةي ‪ ،‬عةرف هةذا الكتةاا باسةم‬
‫حاشية ابن عابدين ‪ ،‬له ( نسما األسحار في أص ب الفقه ‪ ،‬ت في سنة ‪6656‬ها بدمشق ‪،‬‬
‫‪ ، 46‬حاشةةية ابةةن عابةةدين ‪ ،‬ط‪،6‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان‪ :‬دار‬ ‫أنظةةر ‪ :‬األعةة م‪ ،‬للزركلةةي ج ‪/2‬‬
‫‪. 255‬‬ ‫المعرفة‪6460 ،‬ها‪،6000 ،‬ج‪/7‬‬ ‫‪6‬‬
‫مال ‪،‬مال ة بةةن أنةةس‪ ،‬المد نةةة الكبةةرل ‪،‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان‪ :‬دار الفكةةر‪ ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬د‪ ، .‬ج‪/4‬‬
‫‪. 665‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.79‬‬ ‫الشافعي‪،‬األم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪4‬‬
‫الس ة مي‪ ،‬محمةةد م تةةار‪ ،‬التةة رق التةة رق المصةةرفي‪ ،‬اعقتصةةاد اسسةة مي‪،‬مجلة محكمةةة‪،‬‬
‫‪.66‬‬ ‫مجلد(‪ ، 64‬العدد(‪ ، 674‬محرم ‪6465‬ها‪ ،‬مارس ‪،6004‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪. 643‬‬ ‫المردا ‪ ،‬اعنصاف‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ،643‬ابةةن مفلح‪،‬شةةمس الةةدين محمةةد‪،‬‬ ‫أنظةةر‪ :‬المةةردا ‪ ،‬اسنصةةاف‪،‬مرجع سةةابق‪ ،‬ج‪/4‬‬
‫الفر ‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪6464 ،‬هةا‪،6003 ،‬ج‪،362 /4‬أبةي شةيبة‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 6‬أنةةه مكةةر ه فكرهةةه عمةةر بةةن عبةةد العزيز‪ ،‬اسمةةام أحمةةد بةةن حنبةةب فةةي احةةدل‬
‫الر ايتين أشار الى أنه مضطر محمةد بةن الحسةن الشةيباني‪ .‬قةاب عمةر بةن‬
‫عبةةد العزيز‪":‬الت ة رق أ يةةة‪ 6‬الربةةا أ ‪ :‬أصةةب الربةةا"‪ .6‬فجمه ة ر الفقهةةاء علةةى‬
‫كراهته‪ ،‬حيث كرهه الحنفية المالكية‪ ،‬الحنابلة في ر اية‪.3‬‬
‫‪ 3‬أنةه جةائز‪ ،‬ر ة فيةةه ايةاس بةن معا يةة‪ 4‬بعةةت الحنفيةة كةأبي ي سةف جةةائز‬
‫عنده‪ ،‬مذها الحنابلةة فةي ر ايةة هةي المةذها الشةافعية‪ .5‬فمةن أجةاز العينةة‬
‫أجاز الت رق‪.‬‬
‫الت رق الفقهي هة الةذ قةاب بجة ازه مجمةع الفقهةي اسسة مي التةابع لرابطةة‬
‫العالم اسس مي في قرارة ال امس فةي الةد رة ال امسةة عشةرة الةذ جةاء نصةه كمةا‬
‫يلي‪:‬‬
‫القرار الخامس‬
‫التورق‬
‫ُّ‬ ‫بشأن حكم بيع‬
‫الحمد هلل حده ‪ ،‬الص ة الس م على مةن ع نبةي بعةده ‪ ،‬سةيدنا نبينةا محمةد‬
‫على آله صحبه ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فةإن مجلةس المجمةع الفقهةي اسسة مي ‪ ،‬برابطةة العةالم اسسة مي ‪ ،‬فةي د رتةةه‬
‫ال امسة عشرة المنعقدة بمكةة المكرمةة ‪ ،‬التةي بةدأ ية م السةب ‪ 66‬رجةا ‪6469‬هةا‬
‫الم افق ‪6992/60/36‬م ‪ ،‬قد نظر في م ض حكم بيع الت رُّ ق ‪.‬‬
‫بعد علتدا ب المناقشةة ‪ ،‬الرجة الةى األدلةة ‪ ،‬الق اعةد الشةرعية ‪ ،‬كة م‬
‫العلماء في هذه المسألة ‪ ،‬قرر المجلس ما يأتي ‪:‬‬
‫أول‪ :‬أن بيع الت رُّ ق‪ :‬ه شراء سلعة في ح زة البائع ملكه‪ ،‬بثمن مؤجب‪ ،‬ثةم يبيعهةا‬
‫المشتر بنقد لغير البائع‪ ،‬للحص ب على النقد (ال رق ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن بيةةع الت ة رق هةةذا جةةائز شةةرعاً‪ ،‬بةةه قةةاب جمه ة ر العلمةةاء‪ ،‬ألن األص ةب فةةي‬
‫البي اسباحة‪ ،‬لق ب هللا تعالى ( َ أَ َح َّب َّ‬
‫هللا ُ ال َبي َع َ َحرَّ َم الربا (البقرة‪ 675 :‬لةم‬

‫ُصة ّنف ابةن ابةي شةيبة ‪،‬ط‪،6‬‬‫عبدهللا بن محمد بن أبي شيبة ابراهيم بن عثمان أبةن أبةي بكةر‪ ،‬م َ‬
‫‪. 375‬‬ ‫بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪6409 ،‬ها‪ ،6929 ،‬ج‪/4‬‬ ‫‪6‬‬
‫األ يّة‪ :‬ه الحبب الذ يربط به الحي ان‪ ،‬استعير هنةا لمعنةى أن التة رق مةرتبط بحكةم الربةا‬
‫في التحريم‪ ،‬أنظر‪ :‬ابن تيميةة‪ ،‬كتةاا بيةان الة ّدليب علةى بطة ن التحليةب‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪:‬‬
‫‪. 79‬‬ ‫المكتا اسس مي‪6462 ،‬ها‪،6992 ،‬‬ ‫‪6‬‬
‫ابةةن تيميةةة‪ ،‬مجم عةةة الفتةةا ل‪ ،‬ط‪،6‬الريةةات‪ ،‬المملكةةة السةةع دية‪ :‬مكتبةةة العبيكةةان‪6462 ،‬هةةا‪،‬‬
‫‪. 632‬‬ ‫‪،6997‬ج‪/69‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظةةر‪ :‬المنةةذر ‪ ،‬زكةةي الةةدين عبةةد العظةةيم بةةن عبةةد القة ‪ ،‬م تصةةر سةةنن ابةةي دا د‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫بيةةر ‪ ،‬لبنةةان‪ :‬دار الكتةةا العلميةةة‪6466 ،‬هةةا‪،6006 ،‬ج‪، 52 /3‬المةةردا ‪ ،‬اعنصةةاف‪،‬‬
‫‪ ،643‬الحطاا‪ ،‬أبي عبدهللا محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربةي‪،‬‬ ‫مرجع سابق‪،‬ج‪/4‬‬
‫‪،404‬‬ ‫م اهةةةةا الجليةةةةب ‪ ،‬ط‪ ،3‬بيةةةةر ‪ ،‬لبنةةةةان‪ :‬دار الفكةةةةر‪6466 ،‬هةةةةا‪،6996 ،‬ج‪/4‬‬
‫الدس قي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفه ‪ ،‬المالكي من علماء العربية ‪ ،‬من أهب دسة ق تعلةم أقةام‬
‫تة فى بالقةاهرة كةان مةن المدرسةةين فةي األزهةر‪ ،‬لةه كتةا منهةةا ( الحةد د الفقهيةة فةي فقةةه‬
‫المالكية ‪ ،‬ح ان على مغنى اللبيةا السةعد التفتةازاني الشةرح الكبيةر علةى م تصةر ليةب‬
‫شرح السن س لمقدمة أم البراهين ‪( ،‬أنظر ‪ :‬م س عة الفقه اعس مي المعر فةة بم سة عة‬
‫جماب عبد الناصر الفقهية ‪ ،‬يصدرها المجلس األعلةى للشةئ ن اسسة مية ‪ ،‬القةاهرة ‪ ،‬مصةر ‪،‬‬
‫‪ ، 656‬حاشية الدس قي ‪ ،‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار الفكةر‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪6460‬ها ‪ ،6990 ،‬ج‪/6‬‬
‫‪. 602‬‬ ‫‪ ،29‬شرح ال رشد ‪ ،‬ج‪/5‬‬ ‫د ‪،‬ج‪/3‬‬ ‫‪4‬‬
‫ابن القيم‪ ،‬تهذيا السنن‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار الكتةا العلميةة‪6466،‬هةا‪،6006،‬ج‪/3‬‬
‫‪.52‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪،255‬‬ ‫‪ ،72‬ابةةن عابةةدين‪،‬رد المحتةةار‪ ،‬ج‪/7‬‬ ‫أنظر‪:‬الشةةافعي‪ ،‬األم‪،‬مرجةةع سةةابق‪،‬ج‪/3‬‬
‫‪ ،6462‬ابةن الهمةام‪ ،‬شةرح فةتح القةدير‪،‬مرجع سةابق‪ ،‬ج‪/7‬‬ ‫البه تي‪ ،‬كشةاف القنةا ‪ ،‬ج‪/3‬‬
‫‪.643‬‬ ‫‪ ،699‬المردا ‪ ،‬اسنصاف‪،‬مرجع سابق‪،‬ج‪/4‬‬

‫‪13‬‬
‫يظهةةر فةةي هةةذا البيةةع رب ةا ً ع قصةةداً ع ص ة رة‪ ،‬ألن الحاجةةة داعيةةة الةةى ذل ة‬
‫لقضاء دين‪ ،‬أ ز اج أ ريرهما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ج از هذا البيع مشر ط‪ ،‬بةأن ع يبيةع المشةتر السةلعة بةثمن أقةب ممةا اشةتراها‬
‫بةةه علةةى بائعهةةا األ ب‪ ،‬ع مباشةةرة ع بال اسةةطة‪ ،‬فةةإن فعةةب فقةةد قعةةا فةةي بيةةع‬
‫العينة‪ ،‬المحرم شرعاً‪ ،‬عشتماله على حيلة الربا فصار عقداً محرماً‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ان المجلس ‪ -‬ه يقرر ذل ‪ -‬ي صةي المسةلمين بالعمةب بمةا شةرعه هللا سةبحانه‬
‫لعباده من القرت الحسن من طيا أمة الهم‪ ،‬طيبةة بةه نف سةهم‪ ،‬ابتغةاء مرضةاة‬
‫هللا‪ ،‬ع يتبعه منّ ع أذل ه من أجب أن ا اسنفةاق فةي سةبيب هللا تعةالى‪ ،‬لمةا‬
‫فيةةه مةةن التعةةا ن التعةةاطف‪ ،‬التةةراحم بةةين المسةةلمين‪ ،‬تفةةري كربةةاتهم‪ ،‬سةةد‬
‫المحرمةة‪ ،‬أن‬ ‫حاجاتهم‪ ،‬انقاذهم من اسثقاب بالدي ن‪ ،‬ال ق فةي المعةام‬
‫الشرعية في ثة اا اسقةرات الحسةن‪ ،‬الحةث عليةه كثيةرة ع ت فةى‬ ‫النص‬
‫كما يتعين على المستقرت التحلي بال فاء‪ ،‬حسن القضاء عدم المماطلة‪.‬‬
‫صلى هللا على سيدنا محمد‪ ،‬على آله صةحبه سةلم تسةليما ً كثيةراً‪ ،‬الحمةد هلل‬
‫‪6‬‬
‫را العالمين‪".‬‬

‫(‪363 -366‬‬ ‫قرارا مجمع الفقهي اسس مي التابع لرابطة العالم اسس مي‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التوريق‬
‫ي حةةظ أن هنةةا لةةبس بةةين مفه ة م الت ة رق الت ريةةق س ة اء مةةن ناحيةةة اللفةةظ أ‬
‫المعنى عند البعت لذل ع بد أن نبين معنى الت ريق لبيان مفه م كب منهما‪.‬‬
‫بدأ الت ريق كظاهرة بشكب ا في نهاية الثمانينا بال عيا المتحدة الى حد‬
‫اطة ق صةف "جنة ن الثمانينةا " ‪ The frenzy of the 1980's‬سظهةار تكالةا‬
‫البن علةى ت ريةق دي نهةا‪ ،6‬حيةث يةتم بم جبهةا تبةديب أحةدل أ جةه اسةت دام األمة اب‬
‫المصرفية مثب القر ت‪ ،‬ب رقة مالية‪ ،‬أ تجارية (مث اصدار السندا ‪.6‬‬
‫هنا عدة تعاريف للت ريق أ تار الباحثة أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫يعني مصطلح أ لفظ الت ريةق أ التسةنيد ‪ Securitization‬فةي أبسةط صة ره‬
‫"الحص ب على األم اب باعستناد الى الدي ن المصرفية القائمة ذل عن طريق ايجةاد‬
‫أص ب مالية جديدة"‪ .‬بعبارة أ رل فإن مصطلح "الت ريق" يعني تح يب الم جة دا‬
‫الماليةةة مةةن المقةةرت األصةةلي الةةى اآل ةةرين‪ ،‬الةةذ يةةتم رالبةا ً مةةن ة ب " الشةةركا‬
‫المالية"‪ .‬أ "الشركا ذا األررات ال اصة" ‪Special Purpose Companies‬‬
‫‪.3‬‬
‫امةةا المفه ة م اعصةةط حي لكلمةةة الت ريةةق فةةي المفه ة م اسس ة مي "الت ريةةق ه ة‬
‫مصطلح اقتصاد حديث نسبيا ً تعني كلمة الت ريق "جمع األص ب ريةر السةائلة لةدل‬
‫مؤسسةةة مةةا تح يةةب ملكيتهةةا الةةى صةةند ق أ مؤسسةةة أ ةةرل تق ة م بإصةةدار صةةك‬
‫تساندها تل األص ب يج ز تدا لها بعةد تمةام تصةنيفها ائتمانيةاً‪ ،‬أ هةي (تح يةب أمة اب‬
‫منق لة أ رير منق لة محددة الى أداة ماليةة محةددة مفصة لة الذمةة محةددة المةدة ذا‬
‫عائةةد معةةين لهةةا صةةف محدد ‪ .‬قةةد كةةان المسةةلم ن يسةةم ن هةةذا النة ا(الم ارقةةة‬
‫هةةي اسةةتعماب الصةك تقابةةب الةةدراهم الفضةةية"‪ .4‬المصةةارف اسسة مية ع تلجةةأ الةةى‬
‫ت ريق الدي ن انما الى ت ريق األص ب‪.‬‬
‫(فةةالت ريق ريةةر الت ة رق‪ ،‬الت ريةةق جعةةب الةةدي ن مد نةةة فةةي صةةك أ سةةندا ‪،‬‬
‫جعلها قابلة للتدا ب بالطرق التجارية ‪ .‬أ هة جعةب الةدين المؤجةب فةي ذمةة الغيةر –‬
‫في الفترة ما بين ثب ته في الذمة حل ب أجله – صك كا ً قابلة للتدا ب في سة ق ثان يةة‬
‫‪ .‬قد تبين من البحث أن بيع الدين للمدين أ هبته جائز عند الجمه ر ريةر الظاهريةة‪،‬‬
‫بشرط قبت الدائن الع ت في المجلس اذا كان الماب رب يةا ً كةالنق د‪ ،‬ع يجة ز البيةع‬
‫الرب مؤج ً‪ ،‬حتى ع يقع العاقدان في ربا النساء ‪ .‬حينئذ ع فائدة مةن تصةكي هةذا‬
‫الةةدين فةةي التصةةرف بةةه للمةةدين‪ ،‬اذ ع يجة ز جعةةب الصة أ السةةند أداة قابلةةة للتةةدا ب‪،‬‬
‫حتى ع يقع المتعاقدان في ربا النساء ‪ .‬كذل ع يج ز تصكي الدي ن مةن بةاا أ لةى‬
‫فةةي بيةةع الةةدين لغيةةر مةةن عليةةه الةةدين‪ ،‬حتةةى عنةةد المالكيةةة‪ ،‬لةةذل ع يج ة ز ت ريةةق ديةةن‬
‫المرابحةةة المؤجةةب تدا لةةه مةةن قبةةب المصةةارف اسس ة مية أ األفةةراد‪ ،‬ع يج ة ز بيةةع‬
‫صك المضاربة لدل البنة اسسة مية اذا كانة م جة دا عةاء المضةاربة دية ن‬
‫‪6‬‬
‫أنظةةر‪ :‬عثمةةان ‪ ،‬حسةةين فتحةةي‪ ،‬الت ريةةق المصةةرفي للةةدي ن ( الممارسةةة اسطةةار القةةان ني‬
‫مؤتمر تشريعا عمليا البن بةين النظريةة التطبيةق ‪،‬عقةد بتةاري ‪ ، 64 -66‬كةان ن أ ب‬
‫‪.3‬‬ ‫‪ ،6006‬نظمته جامعة اليرم ‪ ،‬أربد ‪ ،‬األردن ‪ ،‬الهامن ‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫الشةةما ‪ ،‬ليةةب ‪ ،‬الت ريةةق ‪ ،‬كتةةاا قيةةد التحةةديث النشةةر‪ ،‬األكاديميةةة العربيةةة للعل ة م الماليةةة‬
‫‪.6‬‬ ‫المصرفية‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫عبدهللا‪ ،‬الةد أمةين‪ ،‬ال لفيةة العلميةة العمليةة للت ريةق‪ (،‬الت ريةق كةأداة ماليةة حديثةة ‪ ،‬اتحةاد‬
‫المصارف العربية‪. 39 ،6995،‬‬ ‫‪4‬‬
‫صي اعستثمار‪،‬ط‪،6‬عمان‪،‬األردن‪ :‬دار المتقدمةة للنشةر‪،‬‬ ‫ال ياط‪،‬عبد العزيز‪ ،‬فقه المعام‬
‫‪،643‬بالهامن‪.‬‬ ‫‪،6004‬‬

‫‪15‬‬
‫مرابحةةا مؤجلةةة فقةةط ‪ ،‬أ كانة م جة دا عةةاء المضةةاربة ليطةا ً مةةن سةةلع عينيةةة‬
‫منافع دي ن مرابحا ‪ ،‬قيمةة األعيةان المنةافع أقةب مةن مقةدار ديةن المرابحةة‪ ،‬فةإن‬
‫كان أكثر أ كب الم ج دا سلعا ً عينية‪ ،‬جاز بيعها ‪.6‬‬

‫‪6‬‬
‫الماليةةةة المعاصةةةرة ‪ ،‬ط‪ ،6‬دمشق‪،‬سةةة ريا‪ :‬دار الفكةةةر‪6463،‬هةةةا ‪،‬‬ ‫الزحيلي‪ ،‬هبةةةة‪،‬المعام‬
‫‪.636 ،6006‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫أنواع وتوابط التورق وطريقة اجرائه في المصارف اإلسالمية‬

‫المطلب األول‬
‫أنواع التورق‬

‫هنا ث ثة أن ا من الت رق يجا التفريق بينهما‪:6‬‬


‫‪ 6‬التااورق الفقهااي (الفااردي)‪ :‬ه ة الةةذ تحةةدث عنةةه الفقهةةاء قةةديماً‪ ،‬قةةد تةةم بيانةةه‬
‫تعريفةةه يسةةمى هةةذا الن ة بةةالت رق الفقهةةي نسةةبة الةةى كتةةا الفقةةه القديمةةة أ‬
‫بالت رق الفرد نسبة الةى أن الةذين يمارسة نه هةم األفةراد ‪ .‬فهة الحصة ب علةى‬
‫النقةةد مةةن ة ب شةةراء سةةلعة بأجةةب ثةةم بيعهةةا نقةةدا لطةةرف آ ةةر ريةةر البةةائع هةةذه‬
‫العملية تتميز بما يلي‪:‬‬
‫من حيث الع قة التعاقدية‪ :‬ج د ث ثة أطراف م تلفة ‪.‬‬ ‫(أ‬
‫(ا من حيث الض ابط الشرعية للتعاقةد‪ :‬جة د عقةدين منفصةلين د ن ت اطةؤ‬
‫بين األطراف‪.‬‬
‫(ج من حيث الغاية القصد‪ :‬الحص ب على السي لة النقدية‪.‬‬
‫‪ 6‬التاااورق المااانظم‪ :‬هةةة أن يتةةة لى البةةةائع ترتيةةةا الحصةةة ب علةةةى النقةةةد للمتةةة رق‬
‫(المشةةتر ‪ ،‬بةةأن يبيعةةه سةةلعة بةةثمن آجةةب‪،‬ثم يبيعهةةا (البةةائع نيابةةة عةةن المتة رق‬
‫(المشةةتر بةةثمن نقةةد لطةةرف آ ةةر أقةةب مةةن الةةثمن األ ب‪ ،‬يس ةلّم الةةثمن النقةةد‬
‫للمت رق‪ .‬فيسمى منظما ً لما تق م عليه هذه المعاملة من تنظةيم بةين أطةراف عةدة‪،‬‬
‫فقد يتفق البائع مع الطرف اآل ر مسبقا ً ليشتر السلعة نقداً بثمن أقةب مةن السةعر‬
‫الف ر السائد‪. 6‬‬
‫‪ 3‬التااورق المصاارفي‪ :‬سةةمي بالمصةةرفي سنتسةةاا هةةذه المعاملةةة الةةى المصةةارف‬
‫كثيراً ما يست دم هذا المصطلح ردفا ً للت رق المنظم‪ .‬لكن يمكن التمييةز بينهمةا‬
‫بةةأن الت ة رق المصةةرفي ه ة ت ة رق مةةنظم يسةةبقه مرابحةةة لرمةةر بالشةةراء‪ ،‬حيةةث‬
‫اآلمر بالشراء ه المت رق‪ .‬السبا أن المصارف ع تمل سلعا ابتداء‪.‬‬
‫صورته‪:‬‬
‫لمبل ة معةةين مةةث ً سةةبعين ألةةف ( حةةدة نقديةةة فيشةةتر مةةن‬ ‫أن يحتةةاج ش ة‬
‫ً‬
‫المصرف سلعة( رالبا معدن بثمةانين ألةف ( حةدة نقديةة بالتقسةيط ي كةب المصةرف‬
‫ببيعهةةا فةةي الس ة ق بسةةبعين ألةةف ( حةةدة نقديةةة نقةةداً‪ ،‬أ ي كةةب البةةائع األ ب الةةذ بةةا‬
‫السلعة الى المصرف بأن يبيعها لصالح العميب يقبت ثمنها يسلمه اليه‪ .‬فإذا ررةا‬

‫‪ 6‬أنظر‪ :‬جه‪،‬عزالةةةدين محمةةةد‪ ،‬مل ةةة أبحةةةاث فةةةي الت رق‪،‬مقةةةدم الةةةى نةةةد ة البركةةةة الثانيةةةة‬
‫العشةةرين ل قتصةةاد اعس ة مي‪ ،‬مةةن ‪ 9 -2‬ربيةةع اآل ةةر ‪6463‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪ 60 -69‬ي ني ة‬
‫‪ ،6006‬المنيع‪ ،‬عبدهللا بن سليمان‪ ،‬حكم الت رق كما تجريةه المصةارف اسسة مية فةي ال قة‬
‫الحاضةةر ‪ ،‬مقةةدم ضةةمن البح ة ث المعةةدة للةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع الفقةةه اسس ة مي التةةابع‬
‫لرابطةة العةةالم اسسة مي فةةي الفتةةرة مةةن ‪ 63 -69‬شة اب ‪6464‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪ 67 -63‬كةةان ن‬
‫األ ب ‪،6 ،6003‬السعيد ‪،‬عبدهللا بن محمد بةن حسةن‪ ،‬التة رق كمةا تجريةه المصةارف فةي‬
‫ال ق الحاضر‪ ،‬مقدم لمجمع الفقه اسس مي في د رته السابعة عشرة المنعقةدة بمكةة المكرمةة‬
‫في ‪69‬جماد الثانية ‪6464‬ها‪ 63-‬ارسطس ‪.6003‬‬
‫‪ 6‬السة يلم‪ ،‬سةةامي بةةن ابةراهيم‪ ،‬التة رق ‪ . . .‬التة رق المةةنظم دراسةة تأصةةيلية‪،‬مقدم لمجمةةع الفقةةه‬
‫اسس مي في د رته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في ‪69‬جماد الثانية ‪6464‬ها‪63-‬‬
‫ارسطس ‪ ،40 ،6003‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫العميةةةب فةةةي الحصةةة ب علةةةى النقةةةد مةةةن ةةة ب التةةة رق المةةةنظم عبةةةر المصةةةرف يقةةة م‬
‫المصرف بما يلي‪:‬‬
‫في مرحلة أ لى يق م المصرف بشةراء السةلعة أصةالة عةن نفسةه مةن البةائع‬ ‫أ‪-‬‬
‫األصلي بناء على عد العميب بالشةراء منةه أ شةراء كميةا مةن السةلع د ن‬
‫ج د عد مسبق بالشراء‪.‬‬
‫ا ‪ -‬يبيةةع المصةةرف تلة السةةلعة المشةةتراه أ كميةةا محةةددة منهةةا للعميةةب باألجةةب‬
‫بثمن محدد (بالمسا مة أ المرابحة ‪.‬‬
‫فةةي مرحلةةة تاليةةة يق ة م المصةةرف ببيةةع تل ة السةةلعة التةةي أصةةبح ممل كةةة‬ ‫جا ‪-‬‬
‫للعميب الةى مةن يررةا شةراءها نقةداً بنةاء علةى ت كيةب العميةب لةه بةذل ‪ ،‬قةد‬
‫يك ن المشتر النهائي للسلعة ه ‪:‬‬
‫‪ – 6‬البةةائع األصةةلي الةةذ اشةةتري منةةه السةةلعة فيةةتم التةة رق حينئةةذ عبةةر ث ثةةة‬
‫أطراف‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يك ن المشتر رير البائع األصلي فيتم الت رق عبر أربعة أطراف‪.‬‬
‫فةةالت رق المصةةرفي المةةنظم سةةمي بهةةذا األسةةم ألنةةه يةةنظم التعامةةب المسةةتقبلي مةةع‬
‫البائع المشتر من ب اعتفاق على اجراءا ‪ ،‬أحكام معينة‪.‬‬
‫فهذه العملية تتميز بما يلي‪: 6‬‬
‫أن المصرف يشتر السةلعة سةلفا‪،‬قبب طلةا العميةب‪ ،‬ريةر أن بعةت البنة ع‬ ‫‪6‬‬
‫ً‬
‫تشتر اع بعد طلةا العميةب‪ ،‬هةذا ع ي رجةه عةن ك نةه ت رقةا عنةدهم لتميةزه‬
‫بالميزتين ال حقتين‪.‬‬
‫أن المصرف يرتا تنظيما مع البائع المشتر ‪ ،‬ذل قبب عقد البيع ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أن المصةةرف يق ة م ببيةةع السةةلعة التةةي اشةةتراها منةةه عميلةةه‪ ،‬نيابةةة عنةةه‪ .‬هةةذه‬ ‫‪3‬‬
‫أظهر ما يميز الت رق المنظم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ،3‬بتصرف‪.‬‬ ‫السعيد ‪ ،‬الت رق كما تجريه المصارف في ال ق الحاضر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫الفروق الرئيسة بين التورق الفقهي (الفردي) والتورق المصرفي المنظم تتلخص فيما‬
‫‪6‬‬
‫يلي‬
‫‪ 6‬في الت رق الفرد تبدأ العمليةة تنتهةي بصة رة شةبه عف يةة مةن د ن ترتيبةا‬
‫مسبقة أ اجراءا مقننة‪ ،‬كما أنها تةتم فةي ضةم عمليةا البيةع الشةراء التةي‬
‫تقةةع فةةي األسة اق حتةةى ع تكةةاد تعةةرف بضةةاعة المتة رق مةةن بةةاقي مةةا يقةةع مةةن‬
‫مبادع في األس اق‪.‬‬
‫أمةةا الت ة رق المصةةرفي المةةنظم‪ ،‬فه ة مؤسسةةي مةةنظم اذ أن لةةه اجةةراءا مقننةةة‬
‫مةةة ظفين مت صصةةةين صةةةيغا ً نمطيةةةة منظ مةةةا تعاقديةةةة‪ ،‬لةةةه اجراءاتةةةه‬
‫ثائقه التي تتكرر فةي عملياتةه بشةكب يجعةب التة رق ذاتةه نشةاطا ً شةبه مسةتقب‬
‫عن األنشطة التجارية المعتادة له السلعة التي است ف شرائط السةي لة ب جة د‬
‫أس اق جاهزة للتبادب باعة مشترين متفررين لهذا العمب ‪.‬‬
‫فةةي التةة رق الفةةرد البةةائع ع ع قةةة لةةه ببيةةع السةةلعة مطلقةةاً‪ ،‬ع ع قةةة لةةه‬ ‫‪6‬‬
‫بالمشةةتر النهةةائي‪ .‬أمةةا التة رق المصةةرفي المةةنظم فةةإن البةةائع يت سةةط فةةي بيةةع‬
‫السلعة بنقد لمصلحة المست رق‪ ،‬ففي الت رق الفرد يك ن العميب بال يةار بةين‬
‫أن يحتفظ بالسلعة أ يبيعها بنفسه في الس ق‪ ،‬ألنه قبضها قبضةا ً يةتمكن بةه مةن‬
‫التصرف فيهةا بمةا يشةاء بينمةا فةي التة رق المصةرفي المةنظم العميةب ع يقةبت‬
‫السةةلعة ثةةم يبيعهةةا بنفسةةه فلةةيس أمامةةه اع يةةار احةةد هة أن ي كةةب المصةةرف‬
‫ببيعها‪.‬‬
‫أن الثمن في الت رق الفةرد يقبضةه المسةت رق مةن المشةتر النهةائي مباشةرة‬ ‫‪3‬‬
‫د ن أ تةد ب مةن البةائع ‪ .‬أمةا التة رق المصةرفي فيسةتلم المسةت رق النقةد مةن‬
‫البائع نفسه‪ ،‬الذ صار مدينا ً له بالثمن اآلجب‪.‬‬
‫فةةي التة رق الفةةرد قةةد ع يعلةةم البةةائع أصة ً هةةدف المشةةتر ‪ .‬أمةةا فةةي التة رق‬ ‫‪4‬‬
‫المصرفي فهنا تفةاهم مسةبق بةين الطةرفين علةى أن الشةراء بأجةب ابتةداء انمةا‬
‫هدفه ال ص ب للنقد من ب البيع الحاب ال حق‪.‬‬
‫في الت رق المصرفي قد يتفق البائع مسبقا ً مع المشتر النهائي لشراء السةلعة‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫هذا اعتفاق يحصب من ب التزام المشتر النهائي بالشراء‪ ،‬لتجنةا تذبةذا‬
‫اعسعار‪ .‬أما الت رق الفرد ف يك ن هنا اتفاق انما تتم العملية عف يه‪.‬‬
‫فةةةي التةةة رق الفةةةرد عةةةدد األطةةةراف ث ثةةةة البةةةائع المشةةةتر (المسةةةت رق‬ ‫‪2‬‬
‫المشتر النهائي للسلعة ج د عقدين منفصلين‪ ،‬أمةا فةي التة رق المصةرفي‬
‫فةةإن عةةدد األطةةراف أربعةةة المصةةرف العميةةب طالةةا التةة رق البةةائع األ ب‬
‫للسةةلعة المشةةتر النهةةائي للسةةلعة‪ .‬فالمصةةرف ع يمل ة السةةلعة ابتةةداء‪ ،‬انمةةا‬
‫يشتريها بناء على طلا العميب (المست رق ‪،‬ثم يبيعها له بثمن مؤجب‪ ،‬ثم ينة ا‬
‫عنه في بيعها مرة ثانية لطةرف رابةع بةثمن نقةد أقةب مةن ثمةن الشةراء‪ .‬فهنةا‬
‫ث ثة عق د منفصلة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫‪6‬‬
‫عقود التورق كما َتمارس من قِ َبل المصارف والتكييف الفقهي لها‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،3‬الشبيلي‪ ،‬ي سةف عبةد هللا‪ ،‬حكةم‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫الت رق الذ تجريه البن ‪ ،‬م قع الشبكة المعل ماتية ‪ www.Shubily.com‬بتصرف ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫المصةرفية‪ ،‬م قةع الشةبكة‬ ‫أنظر‪ :‬الشباني‪،‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬الت رق نافذة الربا في المعام‬
‫المعل ماتية ‪ ، www.Saaid.net‬شحاته‪ ،‬حسين حسين‪ ،‬الت رق المصرفي في نظةر التحليةب‬
‫المحاسةةبي التق ة يم‪ ،‬اعقتصةةاد اسس ة مي‪،‬مجلة علميةةة محكمةةة‪ ،‬العةةدد (‪ ، 674‬مجلةةد (‪، 64‬‬
‫‪. 64‬‬ ‫محرم‪6465 ،‬ها‪،6004 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫لقد تم الت سع باسةت دام أداة التم يةب بةالت رق مةن قبةب العديةد مةن المصةارف‪،‬‬
‫حيةةث ية فر لهةةا سةةيلة جةةذا للعم ة ء تحقيةةق الةةربح ذل ة مةةن ة ب القيةةام بتم يةةب‬
‫األفراد المؤسسا الشركا أ جذا المد را من قبب األفراد المؤسسةا يةتم‬
‫ذل بطريقين‪:‬‬
‫األول‪ :‬طريق تتبعه المصارف لت فير المةاب للمحتةاجين اليةه مةن األفةراد الشةركا‬
‫المؤسسةةةا ‪ ،‬فيكةةة ن البةةةائع للسةةةلعة هةةة المصةةةرف‪،‬أ أن المصةةةرف يقةةة م‬
‫بت فير السي لة النقدية من ب أداة التة رق تحة مسةمى عقةد بيةع بالتقسةيط‬
‫بيع المرابحة‪.‬‬
‫الثاني‪( :‬التة رق العكسةةي جةةذا المةةاب للمصةةارف كبةةديب لل دائةةع اآلجلةةة التةةي تمةةنح‬
‫عليها ف ائد فق مةا يطلةق عليةه الصةيغة اسسة مية للتعامب‪ ،‬ذلة بةأن يكة ن‬
‫البةةائع ه المة د الةةذ يررةةا فةةي ايةةدا أم الةةه فةةي المصةةرف أ ةةذ أربةةاح‬
‫عليها‪ ،‬است دام صيغة الت رق أل ذ الربح على الماب الم د ألجب‪.‬‬
‫في حالة الطريقة األولى التي يقاوم المصارف بهاا بتاوفير السايولة مان خاالل‬
‫بياع المرابحاة تاامن أداة التمويال باالتورق فااإن اإلجاراءات التاي يااتم اتباعهاا لتنفيااذ‬
‫هذه األداة تتمثل في اآلتي‪:1‬‬
‫يتقدم المست رق"طالا التم يةب" الةى المصةرف اسسة مي طالبةا ً التم يةب بةأداة‬ ‫‪6‬‬
‫التم يب بالت رق يحدد المبل الذ ه في حاجة اليه‪ .‬ذل بطلا شةراء سةلعة‬
‫بالتقسيط من السةلع التةي تعةرت فةي سة ق السةلع الد لية‪،‬أ المحليةة مةن ة ب‬
‫أنم ذج يعده البن سلفاً‪ ،‬يست في البيانا المطل بة‪.‬‬
‫يقةةة م المصةةةرف اسسةةة مي بدراسةةةة طلةةةا المسةةةت رق القيةةةام بمجم عةةةة مةةةن‬ ‫‪6‬‬
‫اسجراءا المصرفية الم تلفة من أهمها‪ :‬الحص ب على معل ما عن طالا‬
‫التم يب من حيث اماكنياته المالية‪ ،‬أ قدرته علةى السداد‪ ،‬الضةمانا ‪ ،‬حةد د‬
‫السقف اعئتماني نح ذلة ‪ ،‬تحديةد نة السةلعة التةي يتعامةب المصةرف فيهةا‬
‫في س ق السلع الد لية الس ق المحلية‪.‬‬
‫يق ة م المصةةرف اسس ة مي باعتصةةاب بالبةةائع الةةذ س ة ف يشةةتر منةةه السةةلعة‬ ‫‪3‬‬
‫المشتر الذ س ف يتعهد بشرائها تحديد األسعار الترتيبةا ال زمةة‪(.‬يتم‬
‫تحديد الثمن األ ب الثمن الثاني مسبقا ً لتجنا ال ق في الم اطر ‪.‬‬
‫بعةةد دراسةةة الطلةةا مةةن قبةةب المصةةرف يق ة م المصةةرف بتحديةةد عةةدد حةةدا‬ ‫‪4‬‬
‫السلعة المباعة عليةه م اصةفاتها‪ ،‬ثمةن بيعهةا‪ ،‬يةرتبط تحديةد عةدد ال حةدا‬
‫التةةي س ة ف تبةةا عليةةه بقدرتةةه علةةى السةةداد‪ ،‬تنتهةةي الدراسةةة امةةا بةةالقب ب أ‬
‫بالرفت‪ ،‬في حالة الم افقة يق م المست رق بالت قيع على عقد ال عد بالشةراء‪،‬‬
‫تقديم الضمانا المطل بة‪ ،‬فق ما تطلق عليه المصارف (بيع المرابحة ‪.‬‬
‫يق م المست رق بالت قيع على ت كيب المصرف ببيةع السةلعة التةي اشةتراها فةق‬ ‫‪5‬‬
‫ً‬
‫نم ذج كالة‪ ،‬قد يدفع مبلغا يسمى ضمان الجدية‪.‬‬
‫يق م المصرف بشراء السلعة نقداً مةن مصةدرها يتملكهةا يح زهةا فةي ضة ء‬ ‫‪2‬‬
‫المبل المطل ا للمست رق‪.‬‬
‫ثم يقة م المصةرف ببيةع هةذه السةلعة المشةتراه الةى المسةت رق باألجةب (بصةيغة‬ ‫‪7‬‬
‫المرابحة ألجب ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أنظر‪ :‬الشكب رقم (‪. 6‬‬

‫‪21‬‬
‫بعةةد ذل ة يق ة م المصةةرف بنةةاء علةةى ال كالةةة مةةن قبةةب المسةةت رق ببيةةع نفةةس‬ ‫‪2‬‬
‫السلعة نقداً لحسابه‪ ،‬قد يك ن ذل الةى نفةس المصةدر(الم رد بةائع السةلعة أ‬
‫الى مصدر آ ر حسا الترتيبا المنظمة سلفاً‪.‬‬
‫بعد اتمام عملية البيع يقة م المصةرف بإيةدا قيمةة المبيةع فةي الحسةاا الجةار‬ ‫‪9‬‬
‫للمست رق بعد أن ت صم منه المصةاريف الفعليةة العمة ع ربةح المرابحةة‪،‬‬
‫نح ذل من األعباء التي تحمب عليه حسا اعتفاق‪.‬‬
‫يق م المست رق بسداد أقساط المرابحة حسا اعتفاق‪ ،‬تطبق عليه شر طها‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪21‬‬
‫خطوات التمويل بأسلوب التورق المصرفي المنظم‬

‫‪ )1‬طلب تمويل بأسلوب التورق المصرفي المنظم‬


‫‪ )2‬توقيع المستورق على الوعد بالشراء والتوكيل بالبيع‬

‫‪ )6‬بيع السلعة لحساب المستورق نقدا‬

‫المشتري‬
‫‪ )3‬شراء سلعة‬
‫نقداً بقيمة‬
‫طالب‬ ‫المبلغ المطلوب‬
‫الممول‬
‫البائع‬
‫التمويل‬ ‫(المصرف‬
‫االسالمي)‬
‫المستورق‬
‫‪ )4‬بيع السلعة مرابحة ألجل للمستورق‬
‫‪ )5‬توكيل المصرف ببيع السلعة لحساب المستورق نقدا‬

‫‪ )7‬ايداع المبلغ في الحساب الجاري للمتورق‬


‫‪ )8‬سداد المستورق اقساط المرابحة‬

‫الشكب رقم (‪. 6‬‬

‫أما الطريقة الثانية(التورق العكسي) فهي معكوسة واإلجراءات التي تتم كاآلتي‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ – 6‬يطلا عميب المصةرف نمة ذج عةرت بيةع سةلعة‪ ،‬طلةا شةراء سةلعة‪ ،‬كالة‬
‫شراء السةلعة‪ ،‬تفة يت المصةرف ببيةع السةلعة ‪ .‬فةق أداة التة رق المصةرفي‬
‫المنظم‪.‬‬
‫‪ - 6‬يقدم المصرف عرت األسعار مع تحديد ن السلعة العملة األجب‪.‬‬
‫‪ – 3‬يطلا العميب شراء السلعة بعد الم افقة على العرت مع تحديةد المبلة العملةة‬
‫األجب‪.‬‬
‫‪ – 4‬يقة م المصةرف نيابةةة عةن العميةةب بإتمةام عمليةة شةةراء السةلعة مةةن سة ق السةةلع‬
‫الد ليةة أ السة ق المحلةي لصةالح العميةب مةع اصةدار المصةرف ايجابةا ً بشةةراء‬
‫السلعة من العميب‪ .‬بأسل ا (بيع المرابحة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬ي افق العميب على بيع السةلعة الممل كةة لةه للمصةرف‪ ،‬يةتم سةداده عنةد األجةب‬
‫المحدد (المبل مع ربحه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬في حالة التعجيب بسداد المبل ‪ ،‬يتم ذل من ب نم ذج عقد تعجيةب سةداد بعةد‬
‫أن يتم صم جزء من أ كب هامن الربح مقابب السداد المبكر‪ .‬أما التمل فهة‬
‫يتم من ب تمل المستندا ‪ .‬د ن الحاجة الى أن يتم تملكهةا عينةاً‪ ،‬هةذا فةي‬
‫عمليا البيع الشراء التي يتم التعامب بها على أداة التم يب بالت رق‪.6‬‬
‫من خالل ما تم بيانه من آلية التورق المصرفي نجد أن الطراف المشتركة هي ‪:6‬‬
‫‪ 6‬الم رد (التةاجر ‪ :‬ه البةائع األ ب للسةلعة أ الجهةة المالكةة للسةلعة م ضة‬
‫الت رق (الس ق المحلي‪ ،‬س ق السلع الد لية ‪.‬‬
‫‪ 6‬المشتر (الدائن ‪ :‬هة الجهةة التةي تشةتر السةلعة نقةداً بقصةد بيعهةا باألجةب‬
‫الى العميب المت رق‪.‬‬
‫‪ 3‬العميةةةب المتةةة رق (المةةةدين ‪ :‬هةةة الجهةةةة التةةةي تشةةةتر السةةةلعة باألجةةةب مةةةن‬
‫المشتر الدائن بقصد بيعها الى المشتر النهائي الحص ب على ثمنها نقداً‪.‬‬
‫‪ 4‬المشتر النهائي للسلعة‪ :‬ه الجهة التي تشةتر السةلعة مةن العميةب المتة رق‬
‫نقداً قد يك ن المشتر النهائي للسلعة ه الم رد األصلي الةذ أشةتري منةه‬
‫السلعة في هذه الحالة يك ن الت رق قةد تةم عبةر ث ثةة أطةراف ‪ .‬فةي حةاع‬
‫أ رل يتم بيع السلعة على جهة رير م ردهةا األصةلي فةي هةذه الحالةة تكة ن‬
‫أطراف الت رق أربعة‪.‬‬
‫التكييف الفقهي للتورق المصرفي المنظم‪:3‬‬
‫من ب ما تقدم ذكره من آلية الت رق المصرفي المنظم نجد أنةه عقةد مركةا‬
‫يتك ن من العق د التالية‪:4‬‬
‫أول‪ :‬عقد بين المصةرف الشةركة التةي تبيعةه السةلعة‪ ،‬بةالقطع فةإن المصةرف لةم‬
‫يكن ليشتر ل ع أنه يقصد البيع لعم ئه المت رقين‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫عيسى‪،‬م سى آدم‪ ،‬تطبيقا الت رق است داماته في العمب المصرفي‪ ،‬مقةدم الةى نةد ة البركةة‬
‫الثانيةةة العشةةرين ل قتصةةاد اعسة مي‪ ،‬مةةن ‪ 9 -2‬ربيةةع اآل ةةر ‪6463‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪60 -69‬‬
‫‪ ،5‬بتصرف ‪.‬‬ ‫ي ني ‪، 6006‬‬ ‫‪3‬‬
‫السعيد ‪،‬عبد هللا بن حسةن‪ ،‬التة رق كمةا تجريةه المصةارف فةي ال قة الحاضةر‪،‬مرجع سةابق‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫أنظر‪ :‬حسان‪،‬حسين حامد‪ ،‬الت رق م قف الشريعة اسسة مية منةه‪ ،‬اعقتصةاد اسسة مي‪،‬مجلة‬
‫‪. 66‬‬ ‫محكمة‪،‬العدد( ‪ ، 627‬مجلد ( ‪ ، 63‬جماد األ ر ‪6464‬ها‪ ،‬أرسطس ‪،6006‬‬

‫‪23‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد بين المصرف المست رق من المقط به أن المت رق لم يكن ليشتر‬
‫السلعة ل ع أن المصرف سيبيع هةذه السةلعة لحسةابه لتة فير النقةد المطلة ا ‪.‬‬
‫فةةالعرف القةةرائن ظةةر ف الحةةاب الةةذ يتكة ن لةةدل مسةةت دمي هةةذه العقة د‬
‫يقطع بارتباطها بعضُها مع بعت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد كالة بين المصرف العميب ‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬عقةد بةين المصةرف بصةفته كةةي ً عةن المسةت رق بةين الشةركة التةي تشةةتر‬
‫السلعة‪ ،‬بالطبع فإن هنا اتفاقا ً مسبقا ً ترتيبةا متفةق عليهةا بةين المصةرف‬
‫هذه الشركة على الشراء بثمن معين محدداً أساسه في هذه اعتفاقية‪.‬‬
‫يتصةةف الت ة رق المصةةرفي المةةنظم بةةأن البةةائع يت كةةب عةةن المشةةتر فةةي بيةةع‬
‫السلعة التي اشتراها منه‪ ،‬نيابة عنه‪ ،‬في الس ق المحلي أ في الس ق الد ليةة هة مةا‬
‫عليه العمب قد يك ن بعده‪ ،‬هذا م تلف با ت ف المصارف‪ ،‬رالبها يك ن الت كيةب‬
‫فيه قبب تمام عقد البيع ‪ .‬قةد يتة لى المصةرف البيةع مباشةرة فةي السة ق الد ليةة‪ ،‬قةد‬
‫يقيم سيطا يق م مقامه‪ ،‬ه م تلف با ت ف المصارف‪.‬‬
‫تكييف التورق المصرفي المنظم‪:‬‬
‫العقد األول‪ :‬عقد بين المصرف الشركة التةي تبيعةه السةلعة (السة ق المحلةي‪،‬‬
‫س ق السلع الد لية ‪ ،‬بناء علةى عةد مةن العميةب بالشةراء‪،‬هذا العقةد مةن حيةث الشةكب‬
‫عقد بيع صحيح اسةت فى أركانةه شةر طه ‪ .‬حيةث يقة م المصةرف بت قيةع اتفاقيةة مةع‬
‫شركة معينة "اتفاقية شراء سلع" هذه اعتفاقية تمثب اسطار العةام الةذ يةنظم الع قةة‬
‫بةةين المصةةرف باعتبةةاره مشةةتريا ً بةةين شةةركة معينةةة باعتبارهةةا بائع ةا ً ‪ .‬تةةتم عمليةةا‬
‫الشراء عن طريق قيام المصرف بطلا كميةة معينةة مةن سةلعة محةددة مثةب الحديةد أ‬
‫الب دي م أ األلمنية م بمبلة معةين ذلة باعتصةاب بالشةركة طلةا الكميةة المةذك رة‬
‫طبق ةا ً لشةةر ط اعتفاقيةةة الم قعةةة بةةين الطةةرفين‪ .‬تحةةرر الشةةركة للمصةةرف المشةةتر‬
‫شةةةهادة ت ةةةزين بم اصةةةفا السةةةلعة كميتهةةةا رقةةةم تصةةةنيفها ‪ .‬يمكةةةن أن يشةةةتر‬
‫المصرف البضاعة لنفسه ع ي كب مؤسسة ارجيةة لتتة لى عمليةا البيةع نيابةة عنةه‬
‫(التم يب الش صي ‪ ،‬أما في حالة مرابحة السلع الد لية فإن المصةرف ي كةب مؤسسةة‬
‫ارجيةةة فةةي س ة ق السةةلع الد ليةةة لشةةراء البضةةاعة‪ .‬لتحقيةةق مطلةةا القةةبت تصةةدر‬
‫الشةةركة البائعةةة للمصةةرف شةةهادة تسةةمى "شةةهادة ت ةةزين"‪ ،‬مقيةةد فيهةةا كميةةا المعةةدن‬
‫المشتر من قبب المصرف ت اري الشراء‪ .‬ان كمية المعدن المشترل سيتم تعيينها‬
‫عن طريق رقم الصنف للمعدن الذ قع عليه البيع تحديد مكةان ت اجةده ‪ .‬يتحمةب‬
‫المصرف الم اطر التي يمكن أن تلحةق بةذل المعةدن كمةا يتحمةب التكةاليف المرتبطةه‬
‫بةه بالتةالي فةإن عمليةةة الشةراء التةي يتملة المصةةرف بم جبهةا المعةدن تعةد صةةحيحة‬
‫مست فية للشر ط الشرعية طبقا ً للفت ل الشرعية الصادرة من مجمع الفقه اسسة مي‬
‫الد لي التي تجيز اجراء العق د ب سائب استصاب الحديثة‪.6‬‬
‫العقد الثاني‪ :‬قيام المصرف ببيع السلعة للعميب "المست رق" مرابحة بناء علةى‬
‫عد العميب بالشراء تقسيط الثمن‪ ،‬فالبيع مرابحة لحجب بالتقسيط جائز‪.6‬‬

‫‪6‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫عيسى‪ ،‬تطبيقا الت رق است داماته في العمب المصرفي اسس مي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫أفتى مجمع الفقه اسس مي في د رة مؤتمره السادس بجدة المنعقدة في شهر شةعبان ‪6460‬هةا‬
‫الم افق مارس ‪ 6990‬بج از اجراء العق د ب سائب اعتصاب الحديثة‪.‬‬
‫أن ال فاء بال عد اجا اذا كان ال عد مرتبطا ً بسبا د ب الم عة د فةي السةبا‪" ،‬ان ال فةاء‬ ‫‪6‬‬

‫بال عد ع يجا قضةا ًء اع اذا أد ةب ال اعةد الم عة د فةي السةبا بالفعب‪ ،‬هةذا هة الةراح فةي‬
‫المذها المالكي‪ ،‬ه ق ب مال ‪".‬أنظر‪ :‬الشةر ‪ :‬صة ح عبةد الغنةي ‪ ،‬ماهيةة العقةد فةي الفقةه‬
‫اعس مي‪،‬مجلة البح ث الفقهية المعاصرة ‪ ،‬مجلة علمية محكمة ‪ ،‬العدد الثةامن ال مسة ن –‬

‫‪24‬‬
‫العقااد الثالااث‪ :‬تعاقةةد المصةةرف بم جةةا كالةةة مةةن العميةةب "المشةةتر " مةةع‬
‫طةةرف آ ةةر "مشةةتر" للسةةلعة‪،‬ريربائعها األ ب‪ ،‬الفةةرت أنةةه عقةةد بيةةع صةةحيح‪ ،‬قةةد‬
‫اسةةت فى أركانةةه شةةرائطه‪ ،‬حيةةث اجمةةع الفقهةةاء علةةى صةةحة ق ة ال كالةةة فةةي البيةةع‬
‫الشراء الدليب على ذل ق له تبار تعالى فيما أ بر عن أهةب الكهةف حيةث بعةثهم‬
‫ساااءلَوا َبي ا َن َهم َقااال َ َقائِاال‬ ‫هللا ‪ -‬عةةز جةةب ‪ -‬مةةن رقةةدتهم الط يلةةة‪َ :‬و َك ا َذلِ َك َب َعث َناااهَم لِ َي َت َ‬
‫ض َيو ٍم َقالَوا َر ُّب َكم أَعلَ َم ِب َماا لَ ِبثا َتم َفااب َع َثوا أ َحا َد َكم‬
‫َ‬ ‫ِّمن َهم َكم لَ ِبث َتم َقالَوا لَ ِبث َنا َيوما أَو َبع َ‬
‫ِب َو ِرقِ َكم َه ِذ ِه إِلَاى ال َمدِي َنا ِة َفل َين َظار أَ ُّي َهاا أَز َكاى َط َعاماا َفل َياأتِ َكم ِب ِارز ٍق ِّمنا َه َول َي َتلَ َّطاف َو َل‬
‫َيشع َِرنَّ ِب َكم أَ َحدا ‪ .6‬جه اعستدعب من اآلية الكريمة أن هللا ‪ -‬تعةالى – أقةرهم علةى‬
‫تصرفهم حيث أناب ا عنهم احدا منهم لشةراء مةا يحتاج نةه مةن طعةام أقةرهم رسة ب‬
‫هللا سيدنا محمد صل ا هللا س مه عليه على آلةه – فلةم يةرد مةا ينسة ذلة شةر‬
‫من قبلنا شر لنا ما لم يرد ناس ‪.6‬‬

‫‪،653 -656‬‬ ‫السنة ال امسةة عشةرة ‪ ،‬محةرم – ربيةع ا ب ‪6464‬هةا ‪ -‬حزيةران ‪،6003‬‬
‫ج از بيع المرابحة بالتقسيط قرار لجنة الفت ل األردنيةة فةي الفتةرة ال اقعةة بةين العشةرين مةن‬
‫رجا عام ‪6397‬ها‪ ،‬الثامن العشرين من رمضان عةام ‪6397‬هةا‪ ( ،‬الم افقةة للسةادس مةن‬
‫‪ 6‬تم ز عام ‪ 6977‬الحاد عشر من ايل ب عام ‪. 6977‬‬
‫س رة الكهف‪ ،‬اآلية ‪. 69‬‬
‫‪ 6‬مقبب‪ ،‬طالةا قائةد‪ ،‬ال كالةة فةي الفقةه اسسة مي‪ ،‬ط‪ ،6‬الريةات‪ ،‬المملكةة العربيةة السةع دية‪ :‬دار‬
‫‪.640‬‬ ‫الل اء‪6403 ،‬ها‪،6923 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫موقف العلماء المعاصرين من التورق المصرفي المنظم‬

‫انتشر التم يب فةي المصةارف الن افةذ اسسة مية فةي المصةارف التقليديةة مةن‬
‫ة ب مةةا يعةةرف بةةالت رق المصةةرفي المةةنظم‪ ،‬قةةع ال ة ف النةةزا بةةين العلمةةاء‬
‫البةةاحثين المعاصةةرين ح ة ب مشةةر عية هةةذه األداة مةةن التم يةةب‪ ،‬فقةةدم العديةةد مةةن‬
‫الدراسا اعبحاث‪،‬بين مؤيةد داعةم معةارت فمةنهم مةن قةاب ‪ :‬ا َّنهةا جةائزة‪ ،‬ذلة‬
‫للحاجة الماسة اليها‪ ،‬حيث أن ليس كب من يحتاج الى نقد يجد مةن يقرضةه فةي ال قة‬
‫المعاصر‪ .‬مةنهم مةن قةاب ‪ :‬انهةا ريةر جةائزة‪ ،‬ألن القصةد منهةا دراهةم بةدراهم بينهمةا‬
‫التةة رق المةةنظم‬ ‫حريةةرة‪ .‬مةةنهم مةةن فةةرق بةةين التةة رق الفقهةةي (التةة رق الفةةرد‬
‫الت رق المصرفي المنظم‪ ،‬فأعطى لكب حكمه‪.‬‬
‫مما عمب على س ء الفهم لدل البعت لةط األم رهة صةد رقرار المجمة ُع‬
‫الفقهةةي اسس ة مي فةةي د رتةةه ال امسةة عشةةرة المنعقةةدة بمكةةة المكرمةةة ‪ -66‬رجةةا –‬
‫‪6469‬هةةا ‪ -‬الم افةةق ‪ .6922 /60 /36‬بج ة از الت ة رق الفقهةةي ي حةةظ أن المجمةةع‬
‫الفقهي أطلق العبارة في الت رق الفقهي‪.‬‬
‫ثم صدر القرا ُر الجديد من المجمع الفقهي اسسة مي بعةدم جة از "التة رق كمةا‬
‫تجريه بعت المصارف في ال ق الحاضر" في د رته السابعة عشةرة المنعقةدة بمكةة‬
‫المكرمة في ‪6464/60/69‬ها ‪ -‬الم افق ‪.6003/66/63‬لةذل سةتحا ب الباحثةة بيةان‬
‫أراء كب منهم ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫أدلة القائلين بجواز التورق المصرفي المنظم‬

‫قاب بج ازالت رق المصرفي المنظم من المعاصرين‪:‬‬


‫من األفراد‪:‬‬
‫‪ 6‬الشي عبدهللا بن سليمان المنيع‪ ،‬بحث "التأصيب الفقهي فةي ضة ء اعحتياطةا‬
‫التم يلية المعاصرة" مقةدم الةى مةؤتمر "د ر المؤسسةا المصةرفية اسسة مية‬
‫فةةةي اعسةةةتثمار التنميةةةة" جامعةةةة الشةةةارقة‪ ،‬صةةةفر ‪6463‬هةةةا‪ ،‬مةةةاي ‪.6006 ،‬‬
‫كذل بحثه بعن ان "حكم الت رق كما تجريه المصارف اسسة مية فةي ال قة‬
‫الحاضر" مقدم الى مجمةع الفقةه اسسة مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي‬
‫د رته السابعة عشرة ( أعماب بح ث الد رة ‪. 363 :‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬محمد عبد الغفار الشريف‪ ،‬بحث "التطبيقا المصرفية للتة رق" مقةدم الةى‬
‫ند ة البركة الثالثة العشرين‪ ،‬رمضان ‪6463‬ها‪ ،‬ن فمبر ‪. 6006‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬م سةةةى آدم عيسةةةى‪ ،‬بحةةةث " تطبيقةةةا التةةة رق اسةةةت داماته فةةةي العمةةةب‬
‫المصرفي اسس مي" مقدم الى مةؤتمر "د ر المؤسسةا المصةرفية اسسة مية‬
‫في اعستثمار التنمية " جامعة الشارقة‪ ،‬صفر‪6463،‬ها‪ ،‬ماي ‪.6006 ،‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬علةةي القةةرة دارةةي‪" ،‬حكةةم الت ة رق فةةي الفقةةه اسس ة مي" " مقةةدم الةةى "د ر‬
‫المؤسسةةا المصةةرفية اسس ة مية فةةي اعسةةتثمار التنميةةة " جامعةةة الشةةارقة‪،‬‬
‫صفر‪6463،‬ها‪ ،‬ماي ‪.6006 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬محمد تقي العثماني‪ ،‬بحث "أحكةام التة رق تطبيقاتةه المصةرفية" مقةدم الةى‬
‫الةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع الفقةةه اسس مي‪،‬شة اب ‪6464‬هةةا‪ ،‬كةةان ن األ ب‬
‫‪.6003‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محمد علةي القةر بحةث ( التة رق كمةا تجريةه المصةارف ‪ :‬دراسةة فقهيةة‬
‫اقتصةةادية منش ة ر فةةي أعمةةاب بح ة ث الةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع الفقةةه‬
‫اسس مي التابع لرابطة العالم اسس مي ‪. 334 – 605 :‬‬
‫من الهيئا التي يُنسا اليهةا القة ب بةالت رق المصةرفي ‪ :‬هيئةة كبةار العلمةاء فةي‬
‫السع دية‪ ،‬المجمع الفقهي بمكة المكرمة‪ ،6‬الم س عة الفقهيةة الك يتيةة ‪ .‬الحقيقةة‬
‫أنها تق ب بج از الت رق الفقهي ‪.‬‬
‫أدلة المجيزين‪:‬‬
‫الر َبا ‪. 6‬‬ ‫الدليل األول‪ :‬ق له تعالى ‪َ  :‬وأَ َحل َّ ّ‬
‫هللا َ ال َبي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫الر َبا ‪ ‬ع يعني أن كةب بيةع حة ب‪ ،‬ع‬ ‫ان ق له تعالى ‪َ ‬وأَ َحل َّ ّ‬
‫هللا َ ال َبي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫كب ربا حرام‪ ،‬فمعل م مةن كتةا السةنة الفقةه أن هنةا بي عةا ً رب يةة محرمةة‪ ،‬بي عةا ً‬
‫أ ةةرل محرمةةة ألسةةباا أ ةةرل ريةةر الربةةا‪ ،‬كةةالغرر الغةةن ريةةر ذلة ‪ ،‬فةةاهلل سةةبحانه‬
‫تعةةالى أحةةب جميةةع صة ر البيةةع اع مةةا دب دليةةب علةةى تحريمةةه‪ ،‬فلفةةظ الربةةا يةةدب علةةى‬
‫العم م‪ ،‬فاأللف ال م فيه للجنس‪ ،‬لذل فجميع ص ر الربا التي رد الشر بها تةد ب‬
‫تح حكم التحريم الذ دل عليه اآلية‪ .‬لفظ البيةع يةدب علةى العمة م‪ ،‬فةاأللف الة م‬
‫الدالة على استغراق جميع أن اعه صيغه اع ما دب دليةب علةى ت صيصةه مةن العمة م‬
‫بتحريم‪.3‬‬
‫الر َبا ‪ ‬جه اعسةتدعب‬ ‫يق ب المنيع‪ :‬في ق له تعالى‪َ  :‬وأَ َحل َّ ّ‬
‫هللا َ ال َبي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫بذل ‪ ،‬أن هللا تعالى احب جميع ص ر البيع اع ما دب دليةب علةى تحريمةه‪ ،‬حيةث جةاء‬
‫اآلية الكريمة بلفظ العم م في كلمةالبيع – أحب هللا البيةع – العمة م فةي ذلة مسةتفاد‬
‫من األلف ال م الدالة على استغراق جميع أن ا البيع صيغة اع مةا دب الةدليب علةى‬
‫ت صيصه من العم م أ كراهة‪ .‬الت رق من البي المشم لة بالعم م في الحب فيبقى‬
‫على أصب اسباحة الحب أنه ن من البي المباحة بن اآلية الكريمة "‪.4‬‬
‫فمن اشترل سلعة قرضاً‪ ،‬سة اء قصةد ذاتهةا أ ثمنهةا فاآليةة مقيةدة بجة از هةذا‬
‫البيع يتأكد هذا باألصب في حكم العق د المعةام ‪ ،‬فة ي ةرج عةن هةذا األصةب اع‬
‫بدليب‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫القرار ال امس‪ ،‬الةد رة ال امسةة عشةرة‪ 66 ،‬رجةا ‪6469‬هةا‪ ،6929/60/36 ،‬كةان قةراره‬
‫التة رق كمةا تجريةه المصةارف فةي‬ ‫الت رق الفقهي‪ ،‬له قرار ب صة‬ ‫بالج از ب ص‬
‫ال ق الحاضر بالمنع ‪،‬في د رته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في ‪69‬جمةاد الثانيةة‬
‫‪6464‬ها‪ 63-‬ارسطس ‪.6003‬‬ ‫‪6‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪. 675‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظةةر‪ :‬الهيتي‪،‬عبةةد الةةرزاق رحةةيم جةةد ‪ ،‬المصةةارف اسسةة مية بةةين النظريةةة التطبيةةق ‪،‬‬
‫‪ ،99‬شةةةةعبان‪ ،‬زكةةةةي الةةةةدين‪ ،‬أصةةةة ب الفقةةةةه‬ ‫ط‪،6‬عمةةةةان‪ ،‬األردن‪ :‬دار أسةةةةامة ‪،6992 ،‬‬
‫‪ ،405‬المصر ‪ ،‬رفيةق ية نس‪،‬‬ ‫اسس مي‪ ،‬ط‪ ،6‬الك ي ‪ :‬مؤسسة علي الصباح‪،6922 ،‬‬
‫‪.47‬‬ ‫الجامع في اص ب الربا‪ ،‬ط‪ ،6‬دمشق‪ ،‬س ريا‪ :‬دار القلم‪6466 ،‬ها‪،6996،‬‬ ‫‪4‬‬
‫المنيع‪،‬عبدهللا‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية في ال ق الحاضر‪،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫‪.4-3‬‬ ‫‪5‬‬
‫العل ان‪ ،‬سليمان بن ناصر‪،‬بحث" العينة محرمة‪ ،‬التة رق جةائز بة قيةد أ شةرط"‪،‬كتا هةذا‬
‫البحث ج ابا ً على سؤاب رد لفضيلة الشي ح ب صة رة التة رق العينةة حكمها‪.‬نشةر علةى‬
‫م قع الشبكة المعل ماتية ‪www.Islamtoday.net/article‬‬

‫‪27‬‬
‫فق له تعالى " أحب هللا البيع" يةدب علةى اباحةة التة رق‪ ،‬ألنةه ع دليةب هنةا علةى‬
‫حرمة الت رق‪ ،‬فهذه المعاملة دا لة في عم م ما أحب هللا من البيع ‪.6‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬ق له تعالى‪  :‬لَ َتأ َكلَوا أَم َوالَ َكم َبي َن َكم ِبال َباطِ ِل إِلَّ أَن َت َكونَ‬
‫اض لَ َتاأ َكلَوا أَم َاوالَ َكم َبيا َن َكم ِبال َباطِ ِال إِلَّ أَن َت َكاونَ ت َِج َ‬
‫اارة َعان‬ ‫ارة َعن َت َر ٍ‬‫ت َِج َ‬
‫اض ِّمن َكم ‪. ‬‬
‫‪6‬‬
‫َت َر ٍ‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫ينهةةى هللا تبةةار تعةةالى عبةةاده المةةؤمنين عةةن أن يةةأكل ا أمة اب بعضةةهم بعضةا ً‬
‫بالباطب أ بةأن ا المكاسةا التةي هةي ريةر شةرعية كةأن ا الربةا القمةار مةا جةرل‬
‫مجرل ذل من سائر صن ف الحيب ان ظهةر فةي رالةا الحكةم الشةرعي ممةا يعلةم‬
‫هللا أن متعاطيها انما يريد الحيلة علةى الربةا ‪ . . .‬لكةن ال َمتةاجر المشةر عة التةي تكة ن‬
‫عن ترات من البائع المشتر فافعل ها تسبب ا بها في تحصةيب األمة اب‪ .3‬أن الةذ‬
‫يشتر ليبيع بعد ذل لم يرتكةا أمةراً منهيةا ً عنةه‪ ،‬كةب صةفقة تجاريةة مةن البةائع هةي‬
‫أصلها دراهم تح ل الةى سةلعة‪ ،‬ثةم ان صةاحبها يبيعهةا فتتحة ب الةى دراهةم أكثةر مةن‬
‫األ لى ‪ .‬ه ربح التجار الح ب‪ ،‬ه التجارة بالنق د يشةتر بةالنق د سةلعة‪ ،‬ثةم يبيةع‬
‫بالنق د سلعة‪ ،‬أما المنهي عنه فه أن يبيع النق د لتع د اليه النق د‪ ،‬الفرق بينهما كبيةر‬
‫فالتعامب بالنق د يتحمب التاجر تبعة الرد بالعيا‪ ،‬تبعةة العة د عنةد اعسةتحقاق النقة د‬
‫هة تحصةةيب نقة د أكثةةر‬ ‫ع تتعةةين بةةالتعيين‪ .4‬ان مقصة د التجةةارة رالبةا ً فةةي المعةةام‬
‫بنق د أقب‪ ،‬السلع المبيعةة هةي ال اسةطة فةي ذلة ‪ ،‬انمةا يمنةع مثةب هةذا العقةد اذا كةان‬
‫احد كمسألة العينة‪ ،‬فإن ذلة يت ةذ حيلةة علةى الربةا ‪ .5‬لةم‬ ‫البيع الشراء من ش‬
‫يقةةب أحةةد ان التةةاجر اذا كةةان يقصةةد بتجارتةةه الحصة ب علةةى نقةةد أكثةةر ان هةةذه التجةةارة‬
‫تك ن مكر هة فكذل الت رق‪ ،‬فإن المقص د منه النقد‪ ،‬المبيع هة ال اسةطة بينهمةا ‪.2‬‬
‫بةدليب قةد ة البيةع متفاضة ً‬ ‫يقتضي ج از كب بيع‪ ،‬اع ما‬ ‫فظاهر النص‬
‫ً‬
‫علةةى المعيةةار الشةةرعي فبقةةي البيةةع متسةةا يا علةةى ظةةاهر العمة م‪ ،‬فةةالت رق مةةن البية‬
‫الجائزة لم يأ دليب يقضي بأن الت رق رير جائز‪.7‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬العم م المستفاد من ق له تعةالى ‪  :‬إِ َذا َتدَ ا َين َتم ِبدَ ي ٍن إِلَى أَ َج ٍل‬
‫س ّمى َفاك َت َبوهَ َول َيك َتب َّبي َن َكم َكاتِب ِبال َعد ِل ‪.2‬‬
‫ُّم َ‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫المشةةةةةيقح‪ ،‬الةةةةةد بةةةةةن علةةةةةي‪ ،‬التةةةةة رق المصةةةةةرفي عةةةةةن طريةةةةةق المعادن‪،‬مجلةةةةةة البحةةةةة ث‬
‫اسس مية‪،‬الريات‪،‬المملكة العربية السع دية‪ :‬مجلة د رية محكمة تصدر عةن الرئاسةة العامةة‬
‫سدار البح ة ث العلميةةة اسفتةةاء الةةدع ة اسرشةةاد‪6465،‬هةةا‪،‬العدد الثالةةث السةةبع ن‪،‬‬
‫‪.626‬‬ ‫‪6‬‬
‫س رة النساء‪،‬اآلية ‪.69‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪479‬‬ ‫ابن كثير‪،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪ ، .‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار التراث العربي‪،‬ج‪/6‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫الس مي‪ ،‬محمد م تار‪ ،‬الت رق الت رق المصرفي‪ ،‬اعقتصاد اعس مي‪،‬مجلة محكمةة‪ ،‬مجلةد‬
‫‪.66‬‬ ‫(‪ 64‬العدد ‪ ، 674‬محرم‪6465 -‬ها‪،‬مارس‪،6004 -‬‬ ‫‪5‬‬
‫مجلة البح ث اسس مية‪ ،‬أن ا البي التةي يسةتعملها كثيةر مةن النةاس‪ ،‬اعةداد‪ :‬اللجنةة الدائمةة‬
‫للبح ث العلمية اسفتاء‪ ،‬الريات‪ ،‬المملكة العربية السع دية‪:‬مجلة د رية محكمةة تصةدر عةن‬
‫الرئاسة العامة سدار البح ث العلميةة اسفتةاء الةدع ة اسرشةاد‪6463 ،‬هةا‪ ،‬العةدد السةابع‬
‫‪. 55‬‬ ‫الث ث ن‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫المشيقح‪ ،‬الت رق المصةرفي عةن طريةق المعةادن‪ ،‬مجلةة البحة ث اسسة مية‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪.647‬‬ ‫العدد الثالث السبع ن‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫أنظر‪ :‬الف زان‪ ،‬صالح‪ ،‬الفرق بين البيع الربا في الشريعة اسس مية‪ ،4 ،‬بتصةرف‪ .‬نشةر‬
‫‪www.Alfuzan.net/islam‬‬ ‫على م قع الشبكة المعل ماتية‬ ‫‪2‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪. 626‬‬

‫‪28‬‬
‫ذكر الزم شر في الكشاف‪":‬اذ بين لماذا قيب تداينتم بدين الى أجب مسةمى‪ ،‬لةم‬
‫يحذف لفظ (الدين فقاب ليرجع الضمير اليه في ق له‪( :‬فاكتب ه ‪ ،‬اذ ل لم يةذكر ل جةا‬
‫أن يقةةاب ‪ :‬فةةاكتب ا ال ة َّدين‪ ،‬فلةةم يكةةن الةةنظم بةةذل الحُس ة ِن‪ ،‬ألنةةه أبةةين لتن يةةع الةةدين الةةى‬
‫مؤجب حاب"‪.6‬‬
‫فةةي الةةدي ن سة اء كانة دية ن سةةلم أ شةةراء‬ ‫يقة ب السةةعد ‪" :‬جة از المعةةام‬
‫مؤج ثمنه فكله جائز‪ ،‬ألن هللا أ بر به عن المؤمنين‪ ،‬ما أ بر به عن المؤمنين فإنةه‬
‫من مقتضيا اسيمان‪ ،‬قد أقرهم عليه المل الديان‪ ،‬فهذه اآلية فيها ارشاد من البةار‬
‫لعباده فةي معةام تهم الةى حفةظ حقة قهم بةالطرق النافعةة اعصة حا التةي ع يقتةرح‬
‫العق ء أعلى ع أكمب منها" ‪. 6‬‬
‫فالت رق ن من المداينة الجائزة الدا لة في عم م اآلية ‪.3‬‬
‫نزب منزلة الضر رة‪ ،‬عامة كان أ اصة"‪.4‬‬ ‫الدليل الرابع‪ :‬قاعدة‪" :‬الحاجة ُت َّ‬
‫معنى القاعدة‪ :‬أن الحاجة تنزب فيما يحظره ظاهر الشر منزلة الضر رة عامةة‬
‫كانة أ اصةةة‪ .‬تنزيلهةةا منزلةةة الضةةر رة فةةي ك نهةةا تثب ة حكم ةاً‪ .‬فالضةةر رة هةةي‬
‫الحالة الملجئة الى ما ع بد منه‪ ،‬الحاجةة هةي الحالةة التةي تسةتدعي تيسةيراً أ تسةهي ً‬
‫ألجب الحص ب على المقص د‪ ،‬فهةي د ن الضةر رة مةن هةذه الجهةة‪ ،‬ان كةان الحكةم‬
‫الثاب ألجلهةا مسةتمراً‪ ،‬الثابة للضةر رة م قتةا‪ .‬ان مةا يجة ز للحاجةة فيمةا رد فيةه‬
‫ن ة يج ة زه‪ .‬أ تعامةةب‪ ،‬أ لةةم يةةرد فيةةه شةةيء منهةةا لكةةن لةةم يةةرد فيةةه ن ة يمنعةةه‬
‫ب ص صه كان له نظير في الشر يمكن الحاقه بةه جعةب مةا رد فةي نظيةره ارداً‬
‫فيه‪ .‬أ ما لةم يةرد فيةه نة يجة زه أ تعامةب‪ ،‬لةم يةرد فيةه نة يمنعةه‪ ،‬لةم يكةن لةه‬
‫نظير جائز في الشر يمكن الحاقه به‪ ،‬لكن كان فيه نفع مصلحة‪.5‬‬
‫فةةةالنفع المصةةةلحة متحقةةةق فةةةي التةةة رق‪ ،‬هةةة مسةةةيس الحاجةةةة الةةةى النقةةة د‪،‬‬
‫فالمست رق ليس أمامه للحص ب على السي لة س ل القرت الحسن‪ ،‬قد يك ن صةعا‬
‫ه حرام‪ .‬فبذل أفتى سماحة الشةي عبةد العزيةز ابةن بةاز‬ ‫المناب‪ ،‬أ القرت الرب‬
‫ً‬
‫بج از الت رق لمسيس الحاجةة قةائ ‪ :‬اذا كةان مقصة د المشةتر لكةيس السةكر نح ه‬
‫بيعه اعنتفا بثمنه ليس مقص ده اعنتفا بالسلعة نفسها فهذه المعاملةة تسةمى مسةألة‬
‫الت رق يسميها العامة "ال عدة" قد ا تلةف العلمةاء فةي ج ازهةا علةى قة لين‪ :‬األ ب‪:‬‬
‫أنهةةا ممن عةةة أ مكر هةةة‪ ،‬ألن المقص ة د منهةةا شةةراء الةةدراهم بةةدراهم‪ ،‬انمةةا السةةلعة‬
‫المبيعة اسطة رير مقص دة ‪.‬‬
‫الق ب الثاني للعلماء‪ :‬ج از هذه المعاملة لمسيس الحاجة اليها‪ ،‬ألن لةيس كةب أحةد‬
‫اشتد حاجته الى النقد يجد من يقرضةه بةد ن ربةا‪ ،‬لةد لها فةي عمة م ق لةه تعةالى‪:‬‬
‫"وأحاال هللا البيااع"‪ 2‬ق لةةه تعةةالى‪" :‬يااا آيهااا الااذين آمنااوا إذا تااداينتم باادين إلااى أجاال‬
‫اع ما قام الةدليب علةى‬ ‫مسمى فاكتبوه"‪ 7‬ألن األصب في الشر حب جميع المعام‬
‫‪6‬‬
‫الزم شر ‪،‬أبي القاسةم محمة د بةن عمةر‪ ،‬ال ة ارزمي‪ ،‬الكشةاف عةن حقةائق التنزيةب عية ن‬
‫األقا يب في ج ه التأ يب‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار احيةاء التةراث‪6467 ،‬هةا‪ ،6997 ،‬ج‪/6‬‬
‫‪.406‬‬ ‫‪6‬‬
‫السعد ‪،‬عبد الرحمن بن ناصر‪ ،‬تفسير الكريم الرحمن في تفسير كة م المنةان‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬بيةر ‪،‬‬
‫لبنان‪ :‬مؤسسة الرسالة‪6462،‬ها‪.92 ،6992 ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬المشيقح‪ ،‬الت رق المصرفي عن طريق بيع المعةادن‪ ،‬مجلةة البحة ث اسسة مية‪ ،‬مرجةع‬
‫‪ ،647‬بتصرف ‪.‬‬ ‫سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫الزرقةةةا‪ ،‬أحمةةةد بةةةن الشةةةي محمةةةد‪ ،‬شةةةرح الق اعةةةد الفقهيةةةة‪ ،‬ط‪،6‬دمشةةةق‪ ،‬سةةة ريا‪ :‬دار القلةةةم‪،‬‬
‫‪6409‬ها‪.655 ،6929 ،‬‬
‫الزرقا‪ ،‬شرح الق اعد الفقهية‪ ،‬مرجع سابق‪. 660 -609 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪.675‬‬ ‫‪7‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪.626‬‬

‫‪29‬‬
‫منعةةه ع نعلةةم حجةةة شةةرعية تمنةةع هةةذه المعاملةةة أمةةا تعليةةب منعهةةا أ كرهةةه يك ة ن‬
‫المقص د منها ه النقد فليس ذل م جبةا ً لتحريمهةا ع لكراهتهةا‪ ،‬ألن مقصة د التجةار‬
‫ه تحصيب نق د اكثر بنق د أقب السلع المبيعةة هةي ال اسةطة فةي‬ ‫رالبا ً في المعام‬
‫احةد كمسةألة العينةة فةإن‬ ‫ذل ‪ ،‬انما يمنع هذا العقد اذا كةان البيةع الشةراء مةن شة‬
‫ذل حيلة على الربا‪ .‬أما الت رق التي يسميها بعت الناس ال عةدة فهةي معاملةة ا ةرل‬
‫ليس من جنس مسألة العينة‪.6‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬استدل ا على اسباحة الج از بما في الصةحيحين ريرهمةا عةن‬
‫أبي سعيد ال در أبي هريرة رضي هللا عنهمةا‪ .‬أن رسة ب هللا صةلى هللا عليةه سةلم‬
‫استعمب رج ً من يبر فجاءه بتمر جنيا‪ ،‬فقاب رسة ب هللا صةلى هللا عليةه سةلم أكةب‬
‫تمةةةر يبةةةر هكةةةذا؟ قةةةاب هللا يةةةا رسةةة ب هللا انةةةا لنأ ةةةذ الصةةةا مةةةن هةةةذا بالصةةةاعين‪،‬‬
‫الصاعين بالث ثة‪ ،‬فقاب رس ب هللا صلى هللا عليه سةلم ‪:‬ع تفعةب بةع الجمةع بالةدراهم‬
‫ثم ابتع بالدراهم جنيبا ً‪.6‬‬
‫ووجه الستدلل‪:‬‬
‫ان هذا الحديث اجازة هذا الم رج ل بتعاد ب اسطته عن حقيقة الربةا صة رته‬
‫الى طريقة ليس فيها قصد الربا ع ص رته انمةا هةي عقةد بيةع صةحيح مشةتمب علةى‬
‫تحقق شر ط البيع أركانةه انتفةاء أسةباا بط نةه أ فسةاده لةم يكةن قصةد الحصة ب‬
‫على التمر الجنيا األ ذ بالم رج الى ذل مانعا ً من اعتبار اسجةراء الةذ جةه اليةه‬
‫رس ب هللا صلى هللا عليه سةلم فةدب ذلة علةى جة از البية اذا كانة بصةي شةرعية‬
‫معتبرة بعيدة عن صي الربا صة ره لة كةان الغةرت منهةا الحصة ب علةى السةي لة‬
‫للحاجة اليها ‪ .3‬فاستدل ا على أن األصب في العق د ه تحقيق ص رته الشرعية على‬
‫أن الشيء قد يك ن حراما ً لعدم تحقق ص رته الشرعية كما رد في هذا الحديث‪ ،‬أنه‬
‫يتح ب الى الح ب اذا رير ص رته المحرمة مع أن القصد األساسي احةد‪ .‬يتضةح‬
‫من ذل أن الذ يعتد به ه صيغة العق د ص رتها‪ ،‬ليس النيا القص د‪.4‬‬
‫الحةةب اعباحةةة حتةةى يق ة م‬ ‫الاادليل السااادس‪ :‬أن اعصةةب فةةي العق ة د المعةةام‬
‫الدليب على تحريمها‬
‫وجه الستدلل‪:‬‬
‫تشمب القاعدة كب ما لم يرد بشأنه شيء محدد أ دليب ةا بةالرج الةى هةذه‬
‫القاعدة لمعرفة حكمه ‪ . . .‬يت رج من هةذه القاعةدة العقة د التصةرفا التةي لةم يةرد‬

‫‪6‬‬
‫‪ ،‬لبنةان‪:‬‬ ‫ابن باز‪ ،‬عبد العزيز بن عبد الرحمن‪ ،‬مجم فتا ل مقةاع متن عةة‪ ،‬ط‪،6‬بيةر‬
‫‪. 93‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪6466،‬ها‪ ،6000،‬كتاا البي ‪،‬ج‪/69‬‬ ‫‪6‬‬
‫أ رجه الب ار ذكر الحديث في أربعةة م اضةع مةن " صةحيحه " فةي " البية " – بةاا اذا‬
‫‪ ، 693‬فةي " ال كالةة " – بةاا ال كالةة فةي الصةرف‬ ‫أراد بيع تمر بتمر ير منه‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫‪ ،302‬في " المغاز " – باا استعماب النبي صلى هللا عليه سلم على‬ ‫الميزان‪ ،‬ج‪/ 6‬‬
‫‪ ،209‬في اععتصام – باا اذا اجتهد العامب أ الحاكم‪ ،‬فأ طأ ف‬ ‫أهب يبر‪ ،‬ج‪/6‬‬
‫‪ .6096‬أنظةةر‪:‬‬ ‫رسة ب هللا صةةلى هللا عليةةه سةةلم – مةةن ريةةر علةةم‪ ،‬فحكمةةه مةةرد د‪ ،‬ج‪/6‬‬
‫الزيلعي‪ ،‬اسمام جماب الدين أبن محمد عبد هللا بن ي سف الحنفي المت في سنة ‪726‬ها ‪ ،‬نصا‬
‫الراية ألحاديث الهداية‪ ،‬ط‪ ،3‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار احيةاء التةراث العربةي‪6407 ،‬هةا ‪،6927 ،‬‬
‫‪ .43‬أ رجةه الةدارقطني بلفةظ أ ةر فةي سةننه‪ ،‬ةديث رقةم ‪ ،54‬ج‪/ 3‬‬ ‫الهامن‪ ،‬ج‪/4‬‬
‫‪( . 67‬أما الجنيا فبجيم مفت حة ثم ن ن مكس رة ثم مثناة تح ثم م حدة ه ن من التمةر‬
‫من أع ه أما الجمع فبفتح الجيم اسكان الميم ه تمر رد ء ه ال لط مةن التمةر معنةاه‬
‫‪ ،‬ط‪ ،3‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ : ،‬دار‬ ‫مجم من أن ا م تلفة أنظةر ‪ :‬صةحيح مسةلم بشةرح النة‬
‫‪. 66‬‬ ‫احياء التراث العربي‪6404 ،‬ها‪،6924 ،‬ج‪/66‬‬ ‫‪3‬‬
‫المنيع‪،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية في ال ق الحاضر‪،‬مرجع سابق‪. 4 ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫أبحاث في الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫أنظر‪ :‬جه‪ ،‬مل‬

‫‪31‬‬
‫ن ة صةةريح بج ازهةةا ع بتحريمهةةا‪ ،‬لةةيس فيةةه شةةبهة الربةةا الضةةرر‪ ،‬فإنهةةا تعتبةةر‬
‫مباحة عم ً بهذه القاعدة‪ ،‬األصب في األشياء اسباحة‪.6‬‬
‫يق ة ب ابةةن القةةيم‪" :‬األصةةب فةةي العبةةادا الةةبط ن‪ ،‬حتةةى يق ة م دليةةب علةةى األمةةر‪،‬‬
‫الصحة‪ ،‬حتى يق م دليب علةى الةبط ن التحةريم ‪. . .‬‬ ‫األصب في العق د المعام‬
‫فإن الح ب ما أحله هللا الحرام ماحرمه‪ ،‬ما سك عنه فه عفة ‪ .‬فكةب شةرط عقةد‬
‫معاملة سةك عنهةا فإنةه ع يجة ز القة ب بتحريمهةا‪ ،‬فإنةه سةك عنهةا رحمةة منةه مةن‬
‫بأنهةا علةى اسباحةة فيمةا عةدا مةا‬ ‫رير نسةيان اهمةاب‪ ،‬فكيةف قةد صةرح النصة‬
‫حرمه"‪.6‬‬
‫حقيقة هذه القاعدة أن مةن الق اعةد المقةررة عنةد الفقهةاء أن األصةب فةي األشةياء‬
‫األعيان اسباحة مالم يرد ن باسلزام أ المنةع حقيقةة هةذه القاعةدة‪":‬ما لةم يُعلةم فية ِه‬
‫القرآنيةةة تشةةهد‬ ‫تحةةري ٌم يجةةر علةةى حُكةةم الح ةبّ"‪ .‬هةةذه القاعةةدة تعضةةدها النص ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪،‬قاب تعةالى‪  :‬ه ََاو الاذِي َخل َ‬
‫اق ل َكام َّماا فِاي‬ ‫لها‪ ،‬تقررها أيَّما تقرير مةن هةذه النصة‬
‫ض َجمِيعا ‪ .3‬رد السنة بما ع يُحصى كثرة في ارساء هذه القاعدة تقريرها‬ ‫األَر ِ‬
‫ابانةةة فضةةب هللا علةةى لقةةه بتشةةريعها حيةةث ان لهةةم فيهةةا الفسةةحة ال اسةةطة الر صةةة‬
‫التةةي تبعةةد كةةب أسةةباا الضةةيق الحةةرج‪ .‬ر ل مسةةلم فةةي صةةحيحه عةةن سةةعد بةةن أبةةي‬
‫قا رضةي هللا عنةه أن رسة ب هللا صةلى هللا عليةه سةلم قةاب‪(:‬إن أعظام المسالمين‬
‫َحرما من ساأل عان شايء لام َي َح َّارم علاى النااس َف َح ّار َم مان أجال َمساألته ‪ .4‬فاسةتدل ا‬
‫الحةب‪ ،‬أن‬ ‫على ج از ذل بما أ ذ به جمه ر أهب العلم من أن األصب في المعام‬
‫األصب في العق د الشر ط األباحة اع ما دب دليب على حرمته‪ ،‬ممةا يةد ب فةي ذلة‬
‫بي ة الت ة رق هةةذا يعنةةي أن القائةةب بج ة از الت ة رق ع يطالةةا بةةدليب علةةى ق لةةه‪،‬ألن‬
‫األصب معه‪ ،‬أنما المطالا بالدليب من يق ب بحرمةة التة رق‪ ،‬حيةث أنةه يقة ب ب ة ف‬
‫األصب‪ ،‬فعليه الدليب على ت صي عم م الج از بالتحريم قد قةاب بجة ازه مجم عةة‬
‫من أهب العلم‪.5‬‬
‫قةةد اثبة ابةةن تيميةةة ان األصةةب فةةي العقة د الشةةر ط اسباحةةة اع مةةا دب الةةدليب‬
‫على حرمته‪ .‬مةن السةنة علةى األحاديةث فةي البيةع هةي فةي نفةس المعنى‪.‬امةا القيةاس‬
‫مةن المفسةدا كةالغرر الجهالةة الربةا‬ ‫ف ن البيع ت افر فيه أركانه شر طه‬

‫‪6‬‬
‫‪،‬‬ ‫زيدان‪،‬عبد الكريم‪ ،‬الة جيز فةي شةرح الق اعةد الفقهيةة فةي الشةريعة اسسة مية‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر‬
‫‪. 620 -679‬‬ ‫لبنان‪ :‬مؤسسة الرسالة‪6466 ،‬ها‪،6006،‬‬ ‫‪6‬‬
‫ا لج زية‪،‬ابن قيم‪ ،‬محمد بن ابي بكر بن أي ا بن سعد الزرعي‪ .‬شمس الدين من أهب دمشق ‪.‬‬
‫من أركان اسص ح اسس مي ‪ ،‬أحد كبار الفقهاء تتلمذ على ابن تيمية انتصر له لم ي رج‬
‫عن شةيء مةن أق الةه ‪.‬مةن تصةانيفه‪ " :‬الطةرق الحكميةة "‪ "،‬مفتةاح دار السةعادة "‪ " ،‬مةدراج‬
‫‪، 333‬ابةةن القةةيم‪ ،‬اع ة م الم ة قعين ‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫السةةالكين "‪ ،‬أنظةةر‪ :‬الم س ة عة الفقهيةةة ‪،‬ج‪،6‬‬
‫راجعه قدم له ‪ ،‬علق عليه طه عبةد الةرء ف سةعيد‪ ،‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار الجيةب‪ ،‬د‪، .‬ج‪/6‬‬
‫‪.325-324‬‬ ‫‪3‬‬
‫س رة اليقرة‪ ،‬اآلية ‪. 69‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ . 6236‬ر اه الب ةار ‪ ،‬كتةاا‬ ‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاا الفضائب‪ ،‬حديث رقم ‪ ،6352‬ج‪/4‬‬
‫اب َ َت َكلُّةةفِ َمةةاع َيعنيةهِ‪ ،‬حةةديث رقةةم‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫س‬
‫ُّ‬ ‫اععتصةةام بالكتةةاا السةةنة‪ ،‬بةةاا مةةا يُكة َةرهُ ِمةةن َكثةةر ِة ال‬
‫‪ .6252‬السّدعن‪ ،‬صالح بن رانم‪ ،‬الق اعد الفقهية الكبرل ما ت َفةرَّ َ عن َهةا‪،‬‬ ‫‪ ،2259‬ج‪/2‬‬
‫‪. 669 -662‬‬ ‫ط‪ ،6‬الريات‪ ،‬المملكة العربية السع دية‪ :‬دار بلنسية‪6460 ،‬ها‪،6999 ،‬‬ ‫‪5‬‬
‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف في ال ق الحاضر‪ ،‬مرجع سابق‪. 4 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫نحة ذل ة ‪ .6‬لةةم يةةأ دليةةب يقضةةي بةةأن التة رق ربةةا أ فيةةه شةةبهة ربةةا‪ .6‬فةةالت رق ع‬
‫ي رج من ك نه بيعا ً شراء فلم يظهر في هذا البيع ربا ً ع قصداً ع ص رة‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫القةةةةر ‪ ،‬محمةةةةد علةةةةي‪ ،‬التةةةة رق‪ ،‬معنةةةةاه حكمةةةةه‪ ،‬مقةةةةاب علةةةةى م قةةةةع الشةةةةبكة المعل ماتيةةةةة‬
‫‪.www.Islamifn.com‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.6‬‬ ‫العل ان‪ ،‬بحث " العينة محرمة‪ ،‬الت رق جائز ب قيد أ شرط " ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫عيسى‪،‬م سةةى آدم‪ ،‬بحةةث " تطبيقةةا الت ة رق اسةةت داماته فةةي العمةةب المصةةرفي" مقةةدم الةةى‬
‫مؤتمر " د ر المؤسسا المصرفية اسس مية في اعستثمار التنمية" جامعة الشارقة‪ ،‬صفر‪،‬‬
‫‪6463‬ها‪ ،‬ماي ‪. 6 ،6006‬‬

‫‪32‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫‪6‬‬
‫مزايا التورق من وجهة نظر من أجازه‬

‫من ب ما تم ذكره سابقا ً يتبين لنا أن المجيز ن للت رق يةر ن لةه مزايةا تميةزه‬
‫عن ريره من أد ا التم يب المتعةارف عليهةا (مضةاربة استصةنا ‪ . . .‬الة يمكةن‬
‫ايجازها بما يلي ‪:‬‬
‫أن الت رق منت جديةد مةن منتجةا المصةرفية اسسة مية يلبةي حاجةا العديةد‬ ‫‪-6‬‬
‫من العم ء في الحص ب على ائتمةان بةد ن فائةدة رب يةة‪،‬أ أنةه بةديب شةرعي‬
‫عن عقد القرت الرب ‪.‬‬
‫يقلب من سارة العديد من العم ء الذين كان ا يتحايل ن على صيغة المرابحةة‬ ‫‪-6‬‬
‫ألجب ك سيلة للحص ب علةى النقةد‪ ،‬حيةث كةان ا يشةتر ن السةلع مرابحةة ألجةب‬
‫عاب‪ ،‬يبيع نها نقداً بثمن من فت ألن مقصةدهم األسةاس هة الحصة ب‬ ‫بثمن ٍ‬
‫علةةى النقةةد لةةيس السةةلعة عسةةت دامه فةةي أرةةرات أ ةةرل مثةةب سةةداد ديةة ن‬
‫مستحقة‪.‬‬
‫المساهمة في تم يب بعت ال دما التي ع تصلح لهةا صةيغة المرابحةة مثةب‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫سداد األج ر المصر فا سداد المدي نيا نح ذل ‪.‬‬
‫يعتبر الت رق أداة مةن أد ا التم يةب قصةير األجةب الةذ يناسةا المؤسسةا‬ ‫‪-4‬‬
‫المالية اسس مية‪.‬‬
‫ت فيت نسبة ال سارة التي تحيق بالعميب عند اعادة بيع السلعة التةي اشةتراها‬ ‫‪-5‬‬
‫من المصرف ‪.‬‬
‫السرعة في انجاز المعاملة مقارنة بالصي األ رل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ان التةةة رق المصةةةرفي يفةةةتح مجةةةاعً للمصةةةارف اسسةةة مية لتم يةةةب بعةةةت‬ ‫‪-7‬‬
‫المشاريع ذا ال ط رة العالية التي ع تررا المصارف بالد ب فيها‪.‬‬
‫ان الت ة رق يمثةةب "صةةيغة نافعةةة" قابلةةة للتطبيةةق تمكةةن مةةن ت ة فير تك ي ةب‬ ‫‪-2‬‬
‫الم ز ن للشركا المنتجة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أنظر ‪ :‬حسان‪ ،‬تعليق على بح ث الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬عيسى‪،‬تطبيقا الت رق است داماته‬
‫في العمةب المصةرفي اسسة مي‪ ،‬مرجةع سةابق‪ ،‬السةعيد‪ ،‬عبةدهللا بةن محمةد بةن حسةن‪ ،‬التة رق‬
‫المصرفي المنظم‪ ،‬اعقتصاد اسسة مي‪،‬مجلة علميةة محكمةة‪ ،‬مجلةد( ‪ 64‬العةدد(‪ 674‬محةرم‬
‫‪.49‬‬ ‫‪6465‬ها‪ /‬مارس ‪،6004‬‬

‫‪33‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫أدلة القائلين بتحريم التورق المصرفي المنظم‬

‫قاب بتحريم مسألة الت رق المصرفي المنظم من العلماء المعاصرين‪:‬‬


‫عبدهللا بن محمد بن حسن السعيد‪.6‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪6‬‬
‫علي السال س ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫حسين حامد‪.3‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪4‬‬
‫سامي بن ابراهيم الس يلم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الصديق محمد األمين الضرير ‪.5‬‬ ‫‪-5‬‬
‫رفيق ي نس المصر ‪.2‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪7‬‬
‫المجمةةع الفقهةةي التةةابع لرابطةةة العةةالم اسس ة مي بمكةةة المكرمةةة ‪ ،‬أعضةةاؤه‬ ‫‪-7‬‬
‫الم قع ن علةى القةرار هةم ‪( :‬محمةد رشةيد رارةا قبةاني‪ ،‬مصةطفى سةيربتن‪،‬‬
‫نصةةر فريةةد محمةةد اصةةب‪ ،‬الصةةديق محمةةد الضةةرير‪ ،‬محمةةد سةةالم ابةةن عبةةد‬
‫ال د د‪ ،‬محمد ابن عبدهللا السبيب‪،‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬هبةة مصةطفى الزحيلةي‪،‬‬
‫ي سةةف القرضةةا ‪،‬عبد السةةتار فةةتح هللا السةةعيد‪ ،‬صةةالح بةةن زابةةن المرز قةةي‪،‬‬
‫عبد هللا بن عبةد المحسةن التركةي ‪ .‬شةار فةي صةيارة القةرار الةدكت ر عبةد‬
‫الس م العباد بصفته بيراً قبب أن يصبح أمينا ً عاما ً لمجمع الفقهي اسس مي‬
‫الد لي ‪.‬‬
‫سةةيرد نةة ّ هةةةذا القةةرار الةةذ يميةةةز ب ضةة ح بةةين التةةة رق الفقهةةي التةةة رق‬
‫المصرفي المنظم في نهاية هذه الدراسة ‪.‬‬
‫أدلة من قال بالتحريم‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬أن التورق من بيع المتطر‬
‫وجه الستدلل‪:‬‬
‫يق ب ابةن القةيم‪ . . . " :‬هةذا المضةطر ان أعةاد السةلعة الةى بائعهةا فهةي العينةة‪،‬‬
‫ان باعها لغيةره فهة التة رق‪ ،‬ان رجعة الةى ثالةث يةد ب بينهمةا فهة م َُحلةب الربةا‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫السعيد‪،‬عبد هللا محمد بن حسن‪ ،‬الت رق المصةرفي المةنظم‪ ،‬اعقتصةاد اعسة مي‪،‬مجلة علميةة‬
‫محكمة‪ ،‬مجلد (‪ ، 64‬العدد( ‪ ، 674‬محرم‪6465 -‬ها‪ ،‬مارس‪.6004 -‬‬ ‫‪6‬‬
‫السةةال س‪،‬علي‪ ،‬العينةةة الت ة رق – الت ة رق المصةةرفي‪،‬مقدم ضةةمن البح ة ث المعةةدة للةةد رة‬
‫السابعة عشرة لمجمع الفقه اسس مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي الفتةرة مةن ‪63 -69‬‬
‫ش اب ‪6464‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 67 -63‬كان ن األ ب ‪.6003‬‬ ‫‪3‬‬
‫حامد‪،‬حسةةين‪ ،‬تعليةةق علةةى بحة ث التة رق‪ ،‬مةةؤتمر د ر المؤسسةةا المصةةرفية اسسة مية فةةي‬
‫اعستثمار التنمية‪ ،‬من ‪ 62 -62‬صفرها الم افق ‪ 9 -7‬ماي ‪. 6006‬‬ ‫‪4‬‬
‫الس ة يلم‪ ،‬سةةامي بةةن ابةةراهيم‪ ،‬الت ة رق ‪ . . .‬الت ة رق المةةنظم‪ ،‬بحةةث مقةةدم الةةى مجمةةع الفقةةه‬
‫اعس مي‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬جماد الثانية ‪6464‬ها ‪ -‬ارسطس ‪. 6003‬‬ ‫‪5‬‬
‫الضرير‪،‬الصةةديق محمةةد األمةةين‪ ،‬الت ة رق الت ة رق المصةةرفي‪،‬مقدم الةةى نةةد ة البركةةة الثانيةةة‬
‫العشةةرين ل قتصةةاد اعس ة مي‪ ،‬مةةن ‪ 9 -2‬ربيةةع اآل ةةر ‪6463‬هةةا‪ ،‬الم افةةق ‪ 60 -69‬ي ني ة‬
‫‪. 6006‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.67‬‬ ‫المصر ‪ ،‬رفيق ي نس‪ ،‬الجامع في أص ب الربا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫ا لد رة السابعة عشةرة لمجمةع الفقةه اسسة مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي الفتةرة مةن‬
‫‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 67 -63‬كان ن األ ب ‪ ،600،‬القرار الثاني "التة رق كمةا‬
‫تجريه المصارف في ال ق الحاضر" قع القرار مع التحفظ سماحة الشةي عبةد العزيةز بةن‬
‫عبد هللا آب الشي المفتي العام للملكة العربية السع دية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫األقسةةةام الث ثةةةة يعتمةةةدها المرابةةة ن‪ ،‬أ فهةةةا التةةة رق‪ ،‬قةةةد كرهةةةه عمةةةر بةةةن عبةةةد‬
‫العزيز‪ ،‬قاب‪ :‬ه أ يَّة الربا‪ ،‬عن أحمةد فيةه ر ايتةان‪ ،‬أشةار فةي ر ايةة الكرا َهةة الةى‬
‫أنةه مضةةطر‪ ،‬هذا مةةن فقهةةه رضةةي هللا عنةةه‪ ،‬قةاب‪ :‬فةةإن هةةذا ع يةةد ب فيةه اع مضةةطر‪،‬‬
‫كان شي نا يمنع من مسألة الت رق ر جع فيها بعينه مع زيةادة الكلفةة بشةراء السةلعة‬
‫بيعها ال سارة فيها‪ ،‬فالشريعة ع تحرم الضرر األدنى تبيح ما ه أعلى منه"‪.6‬‬
‫فمطالب ا الت رق هم المضطر ن الى النقةد ع يجةد ن مةن يقرضةهم فمقصة دهم‬
‫الثمن‪ ،‬فالمست رق يقصد الحص ب على النقد الحاضر مقابب ثمن مؤجب في ذمته أكثةر‬
‫منه‪.‬‬
‫جاء في تهذيا السنن‪":‬فإن قيب فما تق ل ن اذا لم تعد السلعة اليه بةب رجعة الةى‬
‫ثالث هب تسم ن ذل عينة ؟ قيب هذه مسةألة التة رق ألن المقصة د منهةا الة رق عةن‬
‫أحمد فيها ر ايتان منص صتان‪ ،‬علب الكراهة في احداهما بأنه بيع مضطر قةد ر ل‬
‫أب دا د عن علي أن النبي نهى عن المضطر في المسةند عةن علةي قةاب سةيأتي علةى‬
‫الناس زمان يعت المؤمن على ما في يده لم يؤمر بةذل ‪ ،‬قةاب تعةالى ‪َ  :‬ولَ َتن َ‬
‫س َاوا‬
‫هللا ِب َماا َتع َملَاونَ َبصِ اير ‪ 6‬يبةايع المضةطر ن‪ ،‬قةد نهةى رسة ب هللا‬
‫‪3‬‬ ‫ال َفتل َ َبي َن َكم إِنَّ ّ َ‬
‫صلى هللا عليه سلم عن بيع المضطر" ‪ .‬فأحمد أشار الى أن العينة انما تقع من رجةب‬
‫مضطر الى نقد ألن الم سر يضن عليه بالقرت فيضطر الى أن يشتر منه سلعة ثةم‬
‫يبيعهةةا فةةإن اشةةتراها منةةه بائعهةةا كانةة عينةةة‪ ،‬ان باعهةةا مةةن ريةةره فهةةي (الت ة رق‬
‫مقص ده في الم ضةعين ‪ :‬الةثمن فقةد حصةب فةي ذمتةه ثمةن مؤجةب مقابةب الةثمن حةاب‬
‫أنق منه‪ ،‬ع معنى للربا اع هذا لكنه ربا بسةلم لةم يحصةب لةه مقصة ده اع بمشةقة‪،‬‬
‫ل لم يقصده كان ربا بسه لة‪.4‬‬
‫فةةالمت رق مضةةطر ل قترات‪،‬لكنةةه ع يجةةد مةةن يقرضةةه‪ ،‬لةةذل يبيةةع السةةلعة التةةي‬
‫اشتراها بثمن أقب مما حصةب فةي ذمتةه‪ .‬فاعمةام أحمةد عنةدما أجةاز التة رق فةي أحةدل‬
‫ر ايتيه انما أجازه مع الكراهة‪ ،‬يق ب ابةن القةيم‪ " :‬عةن أحمةد فيةه (التة رق ر ايتةان‬
‫الحرمةةة الكراهةةة"‪ ،5‬أشةةار فةةي ر ايةةة الكراهةةة الةةى أنةةه (المتعامةةب فةةي التةةة رق‬
‫مضطر‪.‬‬
‫بالتالي فإن ل ضطرار أحكامه‪ ،‬فليس كب من ررا في الماب لشراء ما تشةتهيه‬
‫نفسه أ يت سع في تجارته يعتبر مضطراً‪ ،‬فيتم التعامب بصةيغة التة رق ليصةبح األمةر‬
‫ح عً صرفاً‪ ،‬كما يتم اسع ن عنه في الصحف من قبب المصةارف التةي تةدع النةاس‬
‫الةى اعقتةةرات بأسةةل ا صةةيغة الت رق‪،‬مةةع عةدم اعلتةةزام بق اعةةد التعامةةب فةةي التة رق‬
‫فةةق مةةا تمة اجازتةةه مةةن قبةةب أعضةةاء مجلةةس مجمةةع الفقةةه اسسة مي‪ ،‬حيةةث اشةةترط‬
‫التمل الحيازة لبائع السلعة لمشتريها من المصةرف‪ ،‬فهةذا الشةرط مفقة د فةي التعامةب‬
‫الذ تمارسه المصارف‪.2‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬أن التورق حيلة ووسيلة من وسائل الربا‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.626‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪6‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪. 637‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظةةةةر‪:‬ابن القيم‪،‬تهةةةةةذيا السةةةةنن‪ ،‬ط‪ ،6‬ب يةةةةةر ‪ ،‬لبنةةةةان‪ :‬دار الكتةةةةةا العلميةةةةة‪6466 ،‬هةةةةةا‪،‬‬
‫‪،6006‬ج‪. 306 /3‬‬ ‫‪4‬‬
‫المنذر ‪،‬زكي الدين عبد العظيم بن عبد الق ‪ ،‬م تصر سنن ابي دا د ‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪:‬‬
‫‪. 609 – 602‬‬ ‫دار الكتا العلمية‪6466،‬ها‪،6006،‬ج‪/5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪. 626‬‬ ‫ابن القيم اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪2‬‬
‫المصةةرفية‪ ،‬م قةةع الشةةبكة‬ ‫الشةةباني‪،‬محمد بةةن عبةةد هللا‪ ،‬التةة رق نافةةذة الربةةا فةةي المعةةام‬
‫‪.6‬‬ ‫المعل ماتية ‪، www.Saaid.net‬‬

‫‪35‬‬
‫يق ب ابن تيمية‪" :‬فةإن هللا حةرم أ ةذ دراهةم بةدراهم أكثةر منهةا الةى أجةب لمةا فةي‬
‫ذل من ضرر المحتةاج أكةب مالةه بالباطةب‪ ،‬هةذا المعنةى م جة د فةي هةذه الصة رة‪،‬‬
‫انما األعماب بالنيا انما لكب امر ء ما ن ل‪ ،‬انما الذ أباحه هللا البيةع التجةارة‪،‬‬
‫هة أن يكة ن المشةتر ررضةةه أن يتجةةر فيهةا‪ ،‬فأمةةا اذا كةةان مقصةده مجةةرد الةةدراهم‬
‫بدراهم أكثر منها فهذه ع ير فيه"‪.6‬‬
‫تعليةةب ابةةن تيميةةة للتحةةريم اضةةح‪ ،‬ع رمة ت فيةةه‪ .‬فهة يةةرل أن النتيجةةة التةةي‬
‫يريد المت رق أن يصب اليها‪ ،‬هي عةين النتيجةة التةي يصةب اليهةا المقتةرت بربةا‪ ،‬فهة‬
‫يةةرل أن النيةةة تةةؤثر فةةي العقة د أن األعمةةاب بالنيةةا ‪ .‬المتة رق ينة حصة ب النقةةد‬
‫حاضراً مقابب دين في الذمة أكثر منةه هة عةين ربةا النسةيئة المحةرم‪ ،‬فمةن نة ل هةذه‬
‫‪6‬‬
‫النتيجة فله ما ن ل‪.‬‬
‫فةةةاألم ر بمقاصةةةةدها‪ ،‬أن العبةةةةرة فةةةةي العقةةةة د للمقاصةةةةد المعةةةةاني ع لحلفةةةةاظ‬
‫المباني‪ ،‬بم جا ذل فإن العمب التصرف الصحيح ع يقع اع بالنية‪ ،‬العامب لةيس‬
‫لةةه اع مةةا ن ة اه‪ ،‬هةةذا دليةةب علةةى أن مةةن ن ة ل بةةالبيع عقةةد الربةةا حصةةب لةةه الربةةا‪ ،‬ع‬
‫يعصمه من حرمة الربا ص رة البيع‪.3‬‬
‫ان جميةةع العق ة د المشةةر عة انمةةا شةةرع لتحقيةةق مصةةالح لعاقةةديها‪ ،‬فةةإذا قصةةد‬
‫العاقدان بها ما شةرع ألجلةه كانة صةحيحة اع كانة باطلةة‪ .4‬فنيةة البيةع الشةراء‬
‫رير م ج دة في عملية الت رق‪ ،‬فالسلعة محب العقد ع تهم العميب فةي أ شةيء‪ ،‬هة‬
‫ع يريد شراؤها ع بيعها‪ ،‬انما يريد من هذا التعاقد مجرد الحصة ب علةى مةاب نقةد‬
‫الذ ع يتم اع بمقابب كلفة زائدة مؤجلة ‪ .5‬فالت اطؤ التحايةب علةى الربةا اضةح فةي‬
‫صيغة الت رق المصةرفي‪ ،‬فةالت رق المصةرفي حيلةة محرمةة ألن المقصة د بهةا تحليةب‬
‫حرام‪ ،‬ه الحص ب على النقد الحاب في مقابب دفع أكبر منةه مقابةب األجةب‪ ،‬ات ةذ‬
‫اعتفاقيةا شةارك فيهةا مجم عةة مةن المؤسسةا ب طةة محكمةة‪،‬‬ ‫سلسلة من البية‬
‫هذه العق د ع هدف ع راية للمت رقين فيها‪ ،‬بب انها الرابطةة التةي تجمةع عقة داً فةي‬
‫عقةةد احةةد ان لةةم يصةةرح بةةذل لكنةةه معل ة م بةةالقطع مةةن القةةرائن األح ة اب طبيعةةة‬
‫المعاملة ‪.2‬‬
‫يق ب محةي الةدين‪" : 7‬هنةا ت اطةؤ اتفةاق بةين المصةرف الشةركة التةي سة ف‬
‫تعيد الشراء ‪ ...‬علما بأن الت رق يست جا أع يك ن هنا ت اطؤ"‪.‬‬
‫أضاف‪":‬في عملية الت رق ي جد فصب كامب في التصرفا التعاقديةة لكةن فةي‬
‫عملية الت رق المصرفي في جلسة احدة بمجرد الت قيةع علةى األ راق تتةدا ب كةب‬
‫التصرفا التعاقدية ‪.2" . .‬‬
‫الاادليل الثالااث‪ :‬ان بيااع التااورق المقصااود منااه شااراء دراهاام باادراهم والساالعة‬
‫واسااطة بينهمااا‪ ،‬حيااث إن غاارض طرفااي التعاماال الحصااول علااى نقااد بنقااد م جاال‬

‫‪6‬‬
‫‪. 632‬‬ ‫ابن تيمية‪ ،‬مجم عة الفتا ل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪6‬‬
‫أنظر‪ :‬الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم دراسة نأصيلية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.3‬‬ ‫أبحاث في الت رق ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫جه‪،‬عز الدبن‪ ،‬مل‬ ‫‪4‬‬
‫‪. 64‬‬ ‫حسان‪،‬تعليق على بح ث الت رق‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫أنظةةر‪ :‬أحمةةد‪ ،‬محيةةي الةةدين‪ ،‬التطبيقةةا المصةةرفية لعقةةد الت ة رق أثارهةةا علةةى مسةةيرة العمةةب‬
‫المصرفي اسس مي‪ ،‬مقدم الى ند ة البركة الثانيةة العشةرين ل قتصةاد اعسة مي‪ ،‬مةن ‪9 -2‬‬
‫ربيع اآل ر ‪6463‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 60 -69‬ي ني ‪. 6006‬‬ ‫‪2‬‬
‫أنظر‪:‬حسان‪ ،‬تعليق على بح ث الت رق‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫محيةةي الةةدين‪ ،‬التطبيقةةةا المصةةرفية لعقةةد التةةة رق أثارهةةا علةةى مسةةةيرة العمةةب المصةةةرفي‬
‫‪. .5‬‬ ‫اسس مي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫والسلعة واسطة بين النقدين وهو منطبق على قول بعض أهل العلم‪ :‬درهم بادرهمين‬
‫بينهما حريرة‪.1‬‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫يق ب ابن تيمية‪":‬أع يك ن مقص ده ع هةذا ع هةذا ( ا المشةتر بةب مقصة ده‬
‫دراهم لحاجته اليها‪ ،‬قد تعذر عليه أن يستلف قرضاً‪ ،‬أ سلما فيشةتر سةلعة ليبيعهةا‪،‬‬
‫يأ ةةذ ثمنهةةا‪ ،‬فهةةذا هة "التة رق" هة مكةةر ه فةةي أظهةةر قة لي العلمةةاء‪ ،‬هةةذا احةةدل‬
‫الر ايتين عةن أحمةد‪ ،‬كمةا قةاب عمةر بةن عبةد العزيةز‪ :‬التة رق أ يةة الربةا ‪ .‬قةاب ابةن‬
‫عباس‪ :‬اذا استقم بنقد‪ ،‬ثم بع بنقد‪ ،‬ف بأس به‪ ،‬اذا اسةتقم بنقةد‪ ،‬ثةم بعة نسةيئة‪،‬‬
‫فتل ة دراهةةم بةةدراهم ‪ .‬معنةةى‪ :‬اذا اسةةتقم ‪ :‬اذا ق م ة ‪ ،‬يعنةةي‪ :‬اذا ق م ة ‪ ،‬يعنةةي‪ :‬اذا‬
‫ق م السلعة‪ ،‬ابتعتها الى أجب‪ ،‬فإنما مقص د دراهم بدراهم‪ ،‬هكةذا "التة رق" يقة م‬
‫السلعة في الحاب‪ ،‬ثم يشةتريها الةى أجةب بةأكثر مةن ذلة "‪ .6‬ق لةه "اسةتقم بنقةد" أ ‪:‬‬
‫حدد قيمة السلعة نقداً‪ .‬معنى ك مه‪ :‬أن البةائع اذا حةدد للمشةتر قيمةة السةلعة نقةداً‪،‬‬
‫ثم باعها له بأجب بثمن أعلى منه‪ ،‬دب ذلة علةى أن مقصة د المشةتر هة بيةع السةلعة‬
‫للحصة ب علةةى الةةدراهم لةةيس اعنتفةةا بهةةا‪ ،‬فتكة ن المعاملةةة دراهةةم حاضةةرة بةةدراهم‬
‫مؤجلة‪ .3‬فقصد الشار من تشريع عقد البيةع هة تلبيةة حاجةا المشةتر الةى السةلعة‪،‬‬
‫البائع الى الثمن‪ ،‬فإذا اشترل المت رق سلعة ع حاجة له فيها‪ ،‬ع فةي اسةتعمالها‪ ،‬ع‬
‫في اعتجار بها‪ ،‬انما يقصد الحص ب على نقد حاب‪ ،‬على أن يدفع أكثر منةه بعةد أجةب‬
‫‪4‬‬
‫معين فقد قصده الشار في تشريع عقد البيع‬
‫الدليل الرابع‪ :‬يدخل التورق في بيع العينة الذي منعه جمهور الفقهاء‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫الت ة رق ص ة رة مةةن ص ة ر بيةةع العينةةة‪ ،‬حيةةث ان القصةةد مةةن بيةةع الت ة رق ه ة‬
‫الحص ب على النقد‪ ،‬فيتم شراء سلعة مؤجلة السداد ليبيعها بقصةد الحصة ب علةى النقةد‬
‫‪ .‬يد ب الت رق المصةرفي فةي بيةع العينةة ذلة ألن المصةرف هة الةذ يبيةع السةلعة‬
‫للمت رق نسيئة بأكثر من ثمنها نقداً‪ .‬ه الذ يتة لى بيعهةا لمةن يشةاء نقةداً بأقةب مةن‬
‫ثمنهةةا الةةذ باعهةةا هةة بةةه‪ .‬فةة فةةرق بةةين هةةذا مةةا لةة اشةةتراها المصةةرف لنفسةةه‪.‬‬
‫فالمصرف يت لى كب شيء في الت رق المصةرفي‪ ،‬لةيس علةى المسةت رق سة ل بيةان‬
‫مبل التم يب‪.5‬‬
‫جةةاء فةةي اعة م المة قعين‪" :‬ان مةةن أراد أن يبيةةع مائةةة بمائةةة عشةةرين الةةى أجةةب‬
‫فأعطى سلعة بالثمن المؤجةب ثةم اشةتراها بةالثمن الحةاب‪ ،‬ع رةرت ل احةد منهمةا فةي‬
‫السلعة ب جه ما‪ ،‬انما هي كمةا قةاب فقيةه األمةة‪ :‬دراهةم بةدراهم د لة بينهمةا حريةرة‪،‬‬
‫ف فرق بين ذل بين مائة بمائة عشرين درهما ً ب حيلة البتة‪ ،‬ع في شةر ع فةي‬
‫عقب ع في عرف‪ ،‬بب المفسةدة التةي ألجلهةا حُةرّم الربةا بعينهةا قائمةة مةع اعحتيةاب أ‬
‫أزيد منها‪ ،‬فإنها تضاعف باعحتياب لم تذها لم تنق ‪ ،‬فمةن المسةتحيب علةى شةريعة‬
‫أحكةةم الحةةاكمين أن يحةةرم مةةا فيةةه مفسةةدة يلعةةن فاعلةةه يؤذنةةه بحةةرا منةةه رس ة له‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫منيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريةه المصةارف اسسة مية فةي ال قة الحاضةر‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪.67‬‬ ‫‪6‬‬
‫ابةةن تيميةةة‪ ،‬مجم عةةة الفتةةا ل‪ ،‬ط‪ ،6‬الريةةات‪ ،‬المملكةةة العربيةةة السةةع دية‪ :‬مكتبةةة العبيكةةان‪،‬‬
‫‪. 646‬‬ ‫‪6462‬ها‪ ،6997 ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪. 63‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق الت رق المنظم ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫حسان‪ ،‬تعليق على بح ث الت رق‪،‬مرجع سابق‪. 5 ،‬‬ ‫‪5‬‬
‫الضةةةةرير‪ ،‬الصةةةةديق محمةةةةد األمةةةةين‪ ،‬الةةةةرأ الفقهةةةةي فةةةةي التةةةة رق المصةةةةرفي‪ ،‬اعقتصةةةةاد‬
‫اعس مي‪،‬مجلة محكمة‪ ،‬مجلد( ‪ ، 64‬العدد (‪ ، 674‬محرم‪6465 /‬ها‪ ،‬مةارس‪،6004 /‬‬
‫‪. 46‬‬

‫‪37‬‬
‫ي عده أشد ال عيد ثم يبي ُح التحيب على حص ب ذل بعينه‪ ،‬س اء مع قيام تل المفسةدة‬
‫زيادتها بتعا اعحتياب في معصية م ادعة هللا رس له‪ ،‬هذا ع يأتي بةه شةر ‪. . .‬‬
‫فأ فةرق بةين بيةع مائةة بمائةة عشةرين درهمةا ً صةريحا ً بةين اد ةاب سةلعة لةم تقصةد‬
‫أص ً بةب د لهةا ل ر جهةا‪ .‬لهةذا ع يسةأب العاقةد عةن جنسةها ع صةفتها ع قيمتهةا‬
‫رقةة مقطعةة أ أ ُ ُذ َن شةاة أ عة داً‬ ‫ع عيا فيها ع يبالي بةذل ألبتةه حتةى لة كانة‬
‫من حطا أد ل ه محل ً للربا‪ ،‬لما تفّطن المحتال ن الى أنَّ هذه السةلعة ع اعتبةار بهةا‬
‫في نفس األمر‪ ،‬أنها ليس مقص دة ب جةه‪ ،‬أن د لهةا ك ر جهةا – تهةا ن ا بهةا –‬
‫كة للبائع أ رير ممل كة‪ ،‬بب لم يُباب بعضُهم بك نها مما يُبةا ُ أ‬ ‫لم يبال ا بك نها ممل ٌ‬
‫ممةا ع يبةةا ُ ‪ . . .‬كةةب هةةذا اقةةع مةةن أربةاا الحيةةب‪ ،‬هةةذا لمةةا علمة ا أنَّ المشةتر ع‬
‫ررت له في السلعة فقال ا‪ :‬أ سلعة اتفق حض رها حص َب بها التحلي ُب"‪.6‬‬ ‫َ‬
‫"فجمهة ر الفقهةةاء يةدرج ن التة رق ضةةمن معةاني العينةةة التةي رد بهةةا الحةةديث‪.‬‬
‫اذا كان الحديث ذكرها في معرت الذم التحذير‪ ،‬دب على أن هذه المعاملةة مذم مةة‬
‫شرعاً‪ ،‬هذا يقتضي التحريم ‪ .‬فإن قيب ‪ :‬ان الفقهاء الذين ذكر ا الت رق ضمن صة ر‬
‫العينة لم يحكم ا بتحريمه‪ ،‬بب حكم ا بالج از‪ .‬فل َم يؤ ذ ببعت ق لهم د ن بعت ؟‬
‫قيب‪ :‬ادراج الت رق ضمن العينةة مبنةي أ عً علةى معنةى العينةة فةي اللغةة‪ ،‬اذ هةي‬
‫الحص ب على النقد من ب البيع‪ .‬هذا المعنى مطابق لمفه م الت رق‪.‬‬
‫ثةةم أنةةه لةةةيس صةةحيحا ً أن الفقهةةاء أطلقةةة ا القةة ب بجةة از التةةة رق‪ ،‬بةةب صةةةرح ا‬
‫بالكراهةةة‪ ،‬اصةةة المتقةةدم ن مةةنهم‪ .‬معل ة م أن الكراهةةة عنةةد المتقةةدمين تفيةةد التح ةريم‬
‫رالباً‪ ،‬كما يقة ب ابةن تيميةة ‪ .6‬ت رّعةا ً مةنهم عةن اطة ق القة ب بةالتحريم‪ .‬انمةا صةرح‬
‫بالج از المتأ ر ن‪ ،‬ألسباا سبق اسشةارة الةى بعضةها ‪ .‬قةد نة اسمةام أحمةد فةي‬
‫ر اية على تحريم الت رق‪ .‬معل م من أص ب مذها أحمد أنةه يمنةع الحيةب كلهةا‪ .‬قةاب‬
‫الم فق ابن قدامة ‪" :‬قد ثب مةن مةذها أحمةد أن الحيةب كلهةا باطلةة"‪ .3‬التة رق حيلةة‬
‫ب ريا‪ ،‬انما قع ال ف هةب هة حيلةة جةائزة أ ممن عةة‪ .‬فةإذا ا تلفة الر ايةا‬
‫عنه رحمه هللا فالر اية الم افقة لحصب أ لى مما ي الفه‪ ،‬يمكةن حمةب ر ايةة الجة از‬
‫على حالة الضر رة‪ ،‬بذل يز ب اع ت ف بينهما‪ ،‬الجمع مقةدم علةى التةرجيح‪ .‬أمةا‬
‫ترجيح ر اية الج از فه اهمةاب لر ايةة التحةريم مةن جهةة‪ ،‬ألصةب مةذها أحمةد فةي‬
‫الحيب‪ ،‬مةن جهةة أ ةرل‪ .‬فتفسةير العينةة بمةا يشةمب التة رق هة مةن بةاا الر ايةة التةي‬
‫تناقلها الفقهاء عن السلف‪ ،‬أيدها ك م أهب اللغة‪ .‬أمةا الحكةم بةالج از أ عدمةه‪ ،‬فهة‬
‫من باا الرأ اعجتهةاد‪ .‬اذا ا تلفة ر ايةة العةالم رأيةه‪ ،‬فةالعبرة بمةا ر ل ع بمةا‬
‫رأل‪ ،‬كما ه مقرر في الق اعد‪ .5"4‬كب ص ر العينة تتضمن البيةع صة رياً‪ ،‬لكنهةا ع‬
‫تتضةةمن منفعةةة البيةةع الحقيقيةةة التةةي ألجلهةةا افتةةرق البيةةع عةةن الربةةا‪ .‬فةةالمت رق ع ينتفةةع‬
‫بالسلعة ع يربح منها‪ ،‬ألنه ع بد أن يت ل منها ب سارة ليحصب على النقد‪ ،‬فتصبح‬
‫بذل عبئا ً اضافيا ً عليه فة ق الزيةادة مقابةب األجةب التةي تحملهةا ابتةداء‪ .‬فبةدعً أن يكة ن‬
‫‪6‬‬
‫‪. 645 -646‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪6‬‬
‫ابةةن تيميةةة‪،‬كتاا بيةةان الة ّدليب علةةى بطة ن التحليةةب‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان‪ :‬المكتةةا اسس ة مي‪،‬‬
‫‪6462‬ها‪. 466 ،6992 ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ابن قدامة‪،‬عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة‪ ،‬من أهب جمّاعيةب مةن قةرل نةابلس بفلسةطين ‪.‬‬
‫رج من بلده صغيرا مع عمه عندما ابتلي بالصليبين‪ ،‬استقر بدمشق‪ .‬رحب الى بغداد أربع‬
‫سنين ثم عاد الى دمشق ‪ ،‬ت في سنة ‪ 260‬ها ‪ .‬من تصانيفه " المغني في الفقه شرح م تصر‬
‫ال رقةةي " عشةةر مجلةةدا ‪ " ،‬الكةةافي " ‪ " ،‬المقنةةع " ‪ " ،‬العمةةدة "‪ ،‬لةةه فةةي األص ة ب "‬
‫‪ . 333‬المغنةي‪ ،‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪:‬دار‬ ‫ر ضة الناظر " ‪ .‬أنظةر‪ :‬الم سة عة الفقهيةة ‪،‬ج ‪/ 6‬‬
‫‪.654‬‬ ‫الكتا العربي‪ ،6923 ،6403 ،‬طبعة جديدة باأل فس ‪،‬ج‪/2‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ، 90‬ابن القةيم‪،‬اع م المة قعين‪ ،‬مرجةع‬ ‫أنظر‪ :‬ابن تيمية‪،‬الفتا ل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪/33‬‬
‫‪. 394‬‬ ‫سابق‪ ،‬ج‪/4‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪. 60 -69‬‬ ‫أنظر‪ :‬الس يلم‪ ،‬الت رق‪ . . .‬الت رق المنظم ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪38‬‬
‫البيع سببا ً لجبةران تكلفةة التأجيةب‪ ،‬صةار سةببا ً لمزيةد مةن التكةاليف األعبةاء النفقةا ‪.‬‬
‫فالمت رق من هذا ال جه أس أ من الربا الصريح‪.6‬‬
‫فهناك تشابه بين العينة والتورق من وجوه أهمها‪:6‬‬
‫‪ - 6‬أن قصد المشتر في الحالتين احد ه الحص ب علةى النقة د حتةى لة كةان ذلة‬
‫بكلفة سارة‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن البائع ه مصدر السي لة للمشتر فةي الحةالتين‪ .‬فالنقةد يحصةب عةن طريقةه‬
‫ب اسطته‪.‬‬
‫‪ - 3‬ع ي جةةد فةةرق بةةين المصةةرف بةةين البةةائع فةةي العينةةة‪ ،‬ألن الطةةرفين ضةةامنان‬
‫لتصريف السلعة‪.‬‬
‫‪ - 4‬العينة الت رق ك هما فيه بيعتان‪.‬‬
‫‪ - 5‬العينة الت رق ك هما فيه بيعة مؤجلة أ رل معجلة‪.‬‬
‫‪ - 2‬العينة الت رق ك هما فيه سلعة سيطة عرية ريةر مقصة دة حقيقيةة‪ ،‬تقةبت ثةم‬
‫تعاد‪ ،‬ربما ع يتم تقابضةها بةالمرة‪ ،‬قةد ع تتحةر مةن أرضةها‪ .‬قةد ع يكة ن‬
‫لها ج د أص ٍ (سلعة افتراضية ‪.‬‬
‫‪ – 7‬حاجة العميب في كب منهما الى الماب‪ .‬باعتباره جهة عجز مالي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪. 33‬‬ ‫المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫أنظر‪:‬الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬المصر ‪ ،‬رفيق ية نس‪ ،‬التة رق‬
‫في البن ‪ ،‬بحث رير منش ر‪،‬بتصرف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪1‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬اآلثار الوارده عن السلف تفيد تحريم التورق‬
‫ان هذا البيةع كةان معةر ف منةذ القةرن األ ب للهجةرة‪ ،‬ان فتةا ل السةلف بشةأنها‬
‫كان صريحة حاسمة في منعه منها‪:‬‬
‫‪ ‬فتوى سعيد بن السيب‪.6‬‬
‫حدثنا أب بكر قاب حدثنا ابن مهد عن سعيد بن السائا عن دا د بن أبي عاصةم‬
‫ر ل عبد الرزاق ابن أبي شيبة عن دا د بن أبي عاصم الثقفي أن أ ته قال له‪ :‬اني‬
‫أريد أن تشتر متاعةا ً عينةة‪ ،‬فاطلبةه لةي‪ .‬قةاب‪ :‬فقلة فةإن عنةد طعامةاً‪ ،‬قةاب ‪ :‬فبع ُتهةا‬
‫طعاما بذها الى أجب اس َت َفته‪ .‬فقال ‪ :‬انظر لي مةن يبتاعةه منةي ‪ .‬قلة ‪ :‬أنةا أبيعةه‬
‫ل ‪ .‬قاب ‪ :‬فبعتها لها ‪ .‬ف قع في نفسي من ذل شيء ‪ .‬فساُل ُ سعيد بن المسةيا فقةاب‪:‬‬
‫(انظر أع تك ن أن صاحبه ؟ قاب‪ :‬قل فأنا صاحبه‪ .‬قاب‪( :‬فذل الربةا محضةاً‪ ،‬ف ةذ‬
‫رأس مال ‪ ،‬أردد اليها الفضب هذا لفظ عبد الرزاق‪.3‬‬
‫هذا األثر يتضمن عدد من الدعع المهمة ‪:4‬‬
‫ان هةةذه المعاملةةة التةةي تم ة بةةين دا د أ تةةه كان ة مةةن الت ة رق المةةنظم‪ ،‬ألن‬ ‫‪-6‬‬
‫دا د هة الةةذ بةةا السةةلعة بأجةةب ثةةم تة لى بيعهةةا نقةةدا نيابةةة عةةن أ تةةه لطةةرف‬
‫ثالث‪ .‬يدب على أن البيع النقد كان لطرف ثالث أم ر أهمها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التصريح بأنها ( أ َمرته أن يبيعه ‪ ،‬هذا صريح أنه نائا عنها في البيةع‪،‬‬
‫ع أنه ه المشتر ‪.‬‬
‫ا ‪ -‬ق لةةه‪( :‬أنةةا أبيعةةه لة ‪ .‬هةةذا معنةةاه أنةةه يبيةةع نيابةةة عنهةةا‪ ،‬ع أنةةه يشةةتر‬
‫منها‪ ،‬هذا معر ف عند السلف‪ ،‬اذا قاب‪ :‬أبيعه ل ‪ ،‬أ أبيعه لمصلحت‬
‫نيابة عن ‪.5‬‬
‫جا ‪ -‬ق لها‪( :‬أنظرلي من يبتاعه مني ‪ ،‬هذا يدب على أنها طلب البحةث عةن‬
‫المشتر بعد شةرائها مةن أ يهةا بأجةب‪ ،‬لة كةان المقصة د أن يشةتريها‬
‫ه نفسه لما كان هنا حاجة للبحث عن مشتر‪.‬‬
‫د‪ -‬أن عبد الرزاق أبن أبي شيبة ذكرا هذا األثر في باا أ ر ة ف أبة اا‬
‫العينة الثنائية فهذه المعاملة مةن بةاا التة رق المةنظم ليسة مةن العينةة‬
‫الثنائية التي ترجع فيها السلعة للبائع‪.6‬‬

‫‪6‬‬
‫السةةةةةةة يلم‪ ،‬م قةةةةةةةف السةةةةةةةلف مةةةةةةةن التةةةةةةة رق المةةةةةةةنظم ‪ ،‬م قةةةةةةةع الشةةةةةةةبكة المعل ماتيةةةةةةةة‬
‫‪www.aldaawah.com‬‬
‫سعيد بن المُسيا بن َحزن بن أبي ها بن عمر بن عائذ بن عمران بن م ُز م بن َي َقظةة (‬ ‫‪6‬‬

‫‪94 -63‬هةةا ‪ ،‬قرشةةي‪ ،‬م ز مةةي‪ ،‬عةةالم أهةةب المدينةةة‪ ،‬سةةي ُد التةةابعين فةةي زمانةةه‪ .‬رأل عُمةةر‪،‬‬
‫سمع عثمان‪ ،‬عل ّياً‪ ،‬زيد بن ثاب ‪ ،‬عائشة أبا هُريرة كان ِممَّةن بةرَّ ز فةي العِلةم العمةب‪.‬‬
‫كان من أعبر الناس للرؤيا‪ ،‬من كبار التابعين‪ ،‬أحةد الفقهةاء السةبعة بالمدينةة المنة رة‪ ،‬جمةع‬
‫بين الحديث الفقه الزهد ال ر ‪ .‬كان ع يأ ذ عطاءاَ‪ .‬يعةين مةن التجةارة بالزية ‪ .‬تة في‬
‫‪.6262‬‬ ‫بالمدينة‪ ،‬أنظر ‪ :‬الذهبي‪ ،‬أع م النب ء‪ ،‬ج ‪/6‬‬ ‫‪3‬‬
‫أبي شيبة‪ ،‬اسمام الحافظ عبةد هللا بةن محمةد بةن أبةي شةيبة ابةراهيم بةن عثمةان ابةن ابةي بكةر ‪،‬‬
‫ُص ّنف ابن أبي شيبة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬كراتشي‪ ،‬باكستان‪ :‬منش را ادارة القرآن العلة م اسسة مية ‪،‬‬ ‫م َ‬
‫‪6402‬ها‪ ،6922 ،‬ج‪ . 675 / 7‬فظ بن أبي شيبة ‪ :‬عن د د بن أبي عاصم أنةه بةا مةن‬
‫أ ته بيعا ُ الى أجب‪ ،‬ثم أمرته أن يبيعه‪ ،‬فباعه ‪.‬قاب ‪ :‬فسأل سعيد بن المسةيا فقةاب ‪ ( :‬أبصةر‬
‫أع يكة ن هة أنة ؟ قلة ‪ :‬أنةةا هة ‪ .‬قةةاب‪ ( :‬ذلة الربةةا‪ ،‬فة تأ ةةذ منهةةا اع رأس مالة ‪.‬‬
‫الصّنعاني‪ ،‬اسمام الحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع‪،‬المصنف‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان‬
‫‪. 695 -694‬‬ ‫‪ :‬دار الكتا العلمية‪6466 ،‬ها‪ ،6000 ،‬ج‪/ 2‬‬ ‫‪4‬‬
‫الس يلم‪ ،‬م قف السلف من الت رق المنظم ‪ ،‬مرجع سابق‪. 6 ،‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪. 642 -644‬‬ ‫أنظر‪ :‬اسمام مال ‪ ،‬المد نة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/4‬‬

‫‪41‬‬
‫ان فت ل سعيد بن المسيا كان بتحةريم هةذه المعاملةة ألنهةا ربةا‪ ،‬بةب صةفها‬ ‫‪-6‬‬
‫بأنها (الربا محضا ‪ ،‬أن دا د ليس له من أ ته اع رأسماله الذ يعادب الثمن‬ ‫ً‬
‫النقد ‪ ،‬تبطب الزيادة ف ق ذل ‪.‬‬
‫ان فت اه كان حاسمة اضحة‪ ،‬هذا يشعر أن هذه المعاملةة لةم تكةن جديةدة‬ ‫‪-3‬‬
‫على سعيد‪ ،‬بب قف عليها علم حكمها قبب ذل ‪ .‬اذا كان سعيد بن المسةيا‬
‫لقي جمعا ً كبيراً من الصحابة‪ ،‬كان صهر أبي هريرة رضةي هللا عنةه‪ ،‬كةان‬
‫مقيما ً بالمدينة النب ية فيهةا أصةحاا النبةي صةلى هللا عليةه سةلم‪ ،‬كةان أعلةم‬
‫النةةاس بأقضةةية النبةةي صةةلى هللا عليةةه سةةلم أبةةي بكةةر عمةةر‪َ ،‬فيبعةةد الحةةاب‬
‫كذل أن تك ن هذه الفت ل‪ ،‬بهذا الجزم‪ ،‬محت اجتهاد منه‪ ،‬بب األقرا أن لةه‬
‫فيها سلفا ً يتصب بأصحاا النبي صلى هللا عليه سلم ‪.‬‬
‫دا د س ّم معاملتها عينة‪ ،‬ألنها قال ‪ :‬أريةد أن تشةتر متاعةا ً عينةة‪،‬‬ ‫أن أ‬ ‫‪-4‬‬
‫مع أن مقص دها ليس العينة الثنائية انما التة رق‪ .‬فةدب علةى أن التة رق كةان‬
‫يسةةمى عينةةة‪ .‬يؤيةةد ذل ة مةةا ر اه ابةةن أبةةي شةةيبة فةةي المصةةنف عةةن سةةليمان‬
‫التيمي‪( :‬أن اياس بن معا ية كان يةرل التة رق يعنةي العينةة ‪ .6‬ففسةر التة رق‬
‫بأنه عينة‪.‬‬
‫‪ ‬الحسن بن يسار البصري‪.3‬‬
‫ر ل عبةةد الةةرزاق عةةن أبةةي كعةةا‪ ،‬عبةةد ربةةه بةةن عبيةةد األزد ‪ ،‬أنةةه قةةاب‪ :‬قل ة‬
‫للحسن‪ :‬اني أبيع الحرير‪ ،‬فتبتا منةي المةرأه األعرابةي‪ ،‬يق لة ن‪ :‬بعةه لنةا فأنة أعلةم‬
‫بالسة ق‪ .‬فقةةاب الحسةةن‪(:‬ع تبعةةه‪ ،‬ع تشةةتره‪ ،‬ع ترشةةده‪ ،‬اع أن ترشةةده الةةى الس ة ق ‪.‬‬
‫ر ل أيض ةا َ عةةن رزيةةق بةةن أبةةي سةةلمى أنةةه قةةاب‪ :‬سةةأل الحسةةن عةةن بيةةع الحريةةرة‪،‬‬
‫فقاب‪(:‬بع اتق هللا ‪ .‬قاب‪ :‬يبيعه لنفسةه‪ .‬قةاب‪( :‬اذا بعتةه فة تةدب عليةه أحةداً‪ ،‬ع تكة ن‬
‫منه في شيء ‪.‬ادفع اليه متاعه دعه ‪.4‬‬
‫هذا األثر يتضمن عدد من الدعع ‪:5‬‬
‫‪ -6‬ق له‪ :‬اني أبيع الحرير‪ ،‬كان الغالا آنذا ه اسةتعماب الحريةر للحصة ب علةى‬
‫النقةد مةةن ة ب شةةرائه بأجةب ثةةم يبيعةه نقةةداً‪ ،‬لهةذا قةةاب ابةن عبةةاس فةي العينةةة‪:‬‬
‫دراهم بدراهم بينهما حريرة‪ ،‬تسمى العينة أحياناً‪( :‬بيع الحريرة ‪ .2‬يفهةم أن‬
‫أبةةا كعةةا ربمةةا بةةا بأجةةب لمةةن يريةةد ن العينةةة‪ ،‬لهةةذا قةةاب الحسةةن فةةي الر ايةةة‬
‫الثانية‪( :‬بع اتةق هللا أ لكثةرة مةا ي بةس بيةع الحريةر مةن ال قة فةي العينةة‬
‫بص رها الم تلفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ذكر عبد الرزاق في المصنف العينة الثنائية في باا الرجب يبيع السلعة ثم يريد اشتراءها بنقد‬
‫‪ ،646‬بينما ذكر أثر سعيد في باا‪ :‬الرجب يعيّن الرجب هةب يشةتريها منةه أ يبيعهةا‬ ‫ج‪/ 2‬‬
‫لنفسه ‪ ،‬أما أبن أبي شيبة فقد ذكر في مصنف ابن أبي شيبة العينة الثنائية في باا‪ :‬الرجب يبيع‬
‫السلعة بالنقد ثم يشتريها ج‪،593 /2‬بينما ذكر أثر سعيد في باا‪ :‬في الرجب يبيع الدين الى‬
‫أجب ج‪. 375 /5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪. 47‬‬ ‫أبن شيبة‪ ،‬مصنف أبن أبي شيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/2‬‬ ‫‪3‬‬
‫الحسةةن بةةن يسةةار البصةةر ‪ ،‬أب ة سةةعيد‪660 -66 ( .‬هةةا ‪ .‬تةةابعي‪ ،‬كةةان أب ة ه يسةةار مةةن سةةبي‬
‫ميسان‪ ،‬م لى زيد بن ثاب األنصار ‪ ،‬لد بالمدينةة‪،‬رأل بعةت الصةحابة‪ ،‬سةمع مةن قليةب‬
‫منهم‪ ،‬كان سيد أهب زمانه عِ لما ً عم ً‪ .‬كان شجاعاً‪ ،‬فقيهاً‪ ،‬ثقة‪ ،‬فصيحاً‪،‬شهد له أنس بن مال‬
‫‪.6452‬‬ ‫ريره‪ .‬كان امام أهب البصرة ‪ ،‬أنظر‪ :‬الذهبي‪ ،‬سير أع م النب ء‪،‬ج‪/6‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪. 695‬‬ ‫أنظر‪ :‬عبد الرزاق‪ ،‬المصنف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.3‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬م قف السلف من الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬المصنف عبن ابي شيبة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،42 /2‬ابن تيمية‪ ،‬بيان الدليب على بط ن‬
‫‪. 74‬‬ ‫التحليب ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪41‬‬
‫ان ج اا الحسن صريح في منع البائع بأجب مةن أن يتةد ب بةأ صة رة مةن‬ ‫‪-6‬‬
‫الص ر لتحصيب النقد للمشتر ‪ ،‬لهةذا قةاب‪(:‬ع تكة ن منةه فيةه شةيء ادفةع اليةه‬
‫متاعه دعه ‪ .‬هذا يقتضةي منةع ت سةط البةائع بأجةب لمةن يريةد النقةد حتةى لة‬
‫كةةان بمجةةرد الدعلةةة علةةى مةةن يشةةتريه نقةةداً‪ ،‬هةةذا صةةريح فةةي منعةةه للت ة رق‬
‫المنظم‪.‬‬
‫ق ب الحسن‪(:‬ع تبعه أ ع تبع الحريةر نيابةة عمةن اشةتراه منة بأجةب‪ ،‬هةذا‬ ‫‪-3‬‬
‫منةع للتة رق المةنظم ‪ .‬ق لةةه‪ (:‬ع تشةةتره أ ع تشةتره منةةه‪ ،‬هةذا منةةع للعينةةة‬
‫الثنائية‪ .‬ق له‪ ( :‬ع ترشده أ ع تدله على من يشةتريه منةه نقةداَ ً ‪ .‬قةاب فةي‬
‫الر ايةةةة األ ةةةرل‪( :‬اذا بعتةةةه فةةة تةةةدب عليةةةه أحةةةداً يعنةةةي هللا أعلةةةم اذا بعةةة‬
‫الحريرة أشتراه من المت رق ف تةدب عليةه مةن يشةتر منةه بنقةد ‪ .‬فمجمة‬
‫الر ايتين من ٌع للدعلة من الجهتين‪ ،‬علةى كةب تقةدير فهة نهةي عةن التةد ب فةي‬
‫عملية الت رق‪ ،‬لهذا قاب‪( :‬ادفع اليه متاعه دعه ‪.‬‬
‫ان كان المشتر ع يحسن التعامب فةي السة ق‪ ،‬لق لةه‪:‬‬ ‫ان هذا التد ب ممن‬ ‫‪-4‬‬
‫فتبتا مني المرأة األعرابي‪ ،‬يق ل ن‪ :‬بعه لنةا فأنة أعلةم بالسة ق‪ ،‬مةع ذلة‬
‫نهاه الحسن عن التد ب‪ ،‬لعلمه أن مراد هؤعء النقد‪ .‬ل كان هذا المراد حة عً‬
‫طيبا ً لكان اسعانةة عليةه مشةر عة مطل بةة‪ .‬فلمةا كانة اسعانةة علةى تحصةيب‬
‫النقد بهذا الطريق ممن عة‪ ،‬علم أن هذا الغرت محب شبهة على أقب تقدير ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلمام مالك بن أنس ‪.‬‬
‫قاب ابن القاسم‪ :‬سأل ُ مالكا ً عةن الرجةب يبيةع السةلعة بمائةة دينةار الةى أجةب‪ ،‬فةإذا‬
‫ا البيع بينهما قاب المبتا للبائع‪ :‬بعها لي من رجب بنقد فإني ع أبصر البيع ‪ .‬فقةاب‬ ‫َج َ‬
‫‪6‬‬
‫مال ‪ :‬ع ير فيه‪ ،‬نهى عنه ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫هذا الن يتضمن عدد من الدعع ‪:‬‬
‫‪ -6‬أن المعاملةةة التةةي َسةةأب ابةةنُ القاسةةم عنهةةا مالكةا ً هةةي عمةةاد التة رق المةةنظم‪ ،‬ألن‬
‫المشةةتر بأجةةب يطلةةا مةةن البةةائع أن يبيةةع السةةلعة نقةةداً نيابةةة عنةةه لرجةةب أ ةةر‪،‬‬
‫ا البيةع بينهمةا قةاب المبتةا للبةائع‪ :‬بعهةا لةي مةن رجةب بنقةد‪ ،‬أ‬ ‫فق له‪ :‬فإذا َج َ‬
‫قاب المشتر للبائع بعها لي‪ ،‬أ بعها نيابة عنةي‪ .‬ق لةه‪( :‬مةن رجةب أ ريةر‬
‫البائع نفسه كما ه ظاهر‪.‬‬
‫ان اسمام مالكا منع هذا التعامب بق له‪( :‬ع ير فيه بنهيه عنه أيضاَ‪ ،‬نحة ه‬ ‫‪-6‬‬
‫ما جاء في الن ادر الزيادا ‪( :‬قاب مالة ‪ :‬ع يلةي بيعهةا لمبتاعهةا منةه يسةأله‬
‫ير فيه‪ ،‬فإن فعب كان بيعا ً صةحيحا ً بعةد قةبت المبتةا‬ ‫ذل ‪ .‬قاب أشها ‪ :‬ع َ‬
‫فةأكثر نقةداً‪ ،‬فة‬
‫َ‬ ‫بعشةرة‬ ‫ها‬‫ع‬‫َ‬ ‫يبي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ع‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫فس‬ ‫يقبضها‬ ‫قبب‬ ‫لها‪ ،‬لم يفس ‪ ،‬ان كان‬
‫يُف َس ُ ‪ .3‬هذا ي افق فت ل سعيد بن المسيا في هذه المسةألة‪ .‬ع ررابةة فةي‬
‫ذل ‪ ،‬فاسمام مال ارث علم أهب المدينة قبله‪ ،‬من أبرزهم سعيد بن المسيا‪.‬‬
‫‪ - 3‬قة ب المشةةتر ‪" :‬انةةي ع أبصةةر البيةةع" هة نفةةس التعليةةب الةةذ ُسةةئب عنةةه الحسةةن‬
‫البصر ‪ .‬مع ذل فةإن اسجابةة كانة حاسةمة بةالمنع‪ .‬هةذا يؤكةد أنةه لة كةان‬
‫مقصة د المشةةتر مةةن تحصةةيب النقةةد بهةةذا األسةةل ا أمةةراً مشةةر عا ً محمة داً‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪. 665‬‬ ‫مال ‪ ،‬المد نة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/4‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.4‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬م قف السلف من الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫القير اني‪ ،‬ابي محمد عبد هللا بن عبد الرحمن ابي زيد‪ ،‬الن ادر الزيادا على ما في المد نة‬
‫‪. 94‬‬ ‫من ريرها من األمها ‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الغرا اعس مي‪ ،6999 ،‬ج‪/2‬‬

‫‪42‬‬
‫لكان ة اعانتةةه عليةةه محم ة دة كةةذل ‪ ،‬فلمةةا كان ة اسعانةةة مذم مةةة‪،‬علم أن هةةذا‬
‫األسل ا رير محم د أص ً‪.‬‬
‫‪ - 4‬قة ب اسمةةام مالة هةةذا ي افةةق مةةا رد عنةةه مةةن مسةةائب التة رق التةةي ذكرهةةا عنةةه‬
‫أصةةحابه‪ ،‬تتفةةق جميعهةةا علةةى أن أ تةةد ب للبةةائع لتسةةهيب الت ة رق للمت ة رق‬
‫يجعب المعاملة محرمة‪. 6‬‬
‫اإلمام محمد بن الحسن الشيباني‪.6‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقيه المجتهد المح ّدث‪ ،‬صةاحا أبةي حنيفةة مةن أئمةة المةذها الحنفي‪ .‬قةد جةاء‬
‫عنه أكثر من ن ‪:‬‬
‫جاء في كتاا األصب‪ " :‬ل باعه لرجب‪ ،‬لم يكن ينبغي له أن يشةتريه بأقةب مةن‬ ‫أ‬
‫ذل ‪ .‬قبب أن ينقد ‪ :‬فليس ينبغةي لةه ذلة ع لنفسةه ع لغيةره ‪ .‬ع ينبغةي للةذ‬
‫باعه أن يشتريه أيضا ً بأقب من ذل لنفسه ع لغيره‪ ،‬ألنه ه البائع"‪.3‬‬
‫لهذا الن دعع هي‪:‬‬
‫ذكر محمد بن الحسن هةذا الةن بعةد أن ذكةر صة رة العينةة الثنائيةة‪ ،‬هةي أن‬ ‫‪6‬‬
‫السةةلعة بةةثمن مةةؤ ر ثةةم يشةةتريها بةةثمن حاضةةر‪ ،‬يسةةميها فقهةةاء‬ ‫يبيةةع الشة‬
‫الحنفيةةة‪( :‬شةةراء مةةا بةةا بأقةةب ممةةا بةةا قبةةب نقةةد الةةثمن ‪ ،‬ب ةيّن أن هةةذا الشةةراء‬
‫مرد د ثم بعد أن تعرت لبعت التفاصةيب انتقةب الةى مسةألة التة رق‪ ،‬هةي مةا‬
‫اذا كان الشراء أصالة أ كالة‪.‬‬
‫ق له‪ ( :‬ل باعه لرجب ‪ ،‬سةبق أن عبةارة (بةا لةه تعنةي بةا لمصةلحته نيابةة‬ ‫‪6‬‬
‫عنه‪ .‬فق له‪ :‬ل باعه لرجب‪ ،‬أ با المبيع لمصلحة رجب آ ةر‪ ،‬فالةذ يباشةر‬
‫البيع هنا كيب نائا عن مال المبيع ‪ .‬ثم قةاب‪( :‬لةم يكةن ينبغةي لةه أن يشةتريه‬
‫بأقب من ذل قبب أن ينقد‪ .‬أ لم يكن ينبغي للمال األصةيب أن يشةتر المبيةع‬
‫بأقب ‪ .‬فيك ن معنى العبارة‪ :‬ل كب مال السلعة من يبيعها بأقب قبب انتقاد ثمن‬
‫الشةةراء‪ .‬ق لةةه ‪( :‬لنفسةةه ع لغيةةره أ ع ينبغةةي لةةه أن يشةةتر سةة اء كةةان‬
‫الشراء لنفسه أ لغيره‪ .‬اضح مةن ذلة أنةه ع يلةزم أن ترجةع السةلعة للمالة‬
‫األصلي‪ ،‬مع ذل حكم اسمام محمد بمنع هذا الشراء‪.‬‬
‫قاب‪ ( :‬ع ينبغةي للةذ باعةه أن يشةتريه أيضةا ً بأقةب مةن ذلة لنفسةه ع لغيةره‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ألنه هة البةائع‪ .‬ق لةه (الةذ باعةه يريةد ال كيةب الةذ باشةر البيةع نيابةة عةن‬
‫المال ة األصةةلي‪ .‬فيك ة ن معنةةى العبةةارة‪ :‬ع يج ة ز لل كيةةب الةةذ باشةةر البيةةع أن‬
‫يشتر المبيع بأقب من الثمن الذ با به قبب أن ينقد المشتر الثمن‪ .‬ق لةه‪(:‬‬
‫لنفسه ع لغيره أ ع يصح الشراء‪ ،‬س اء كان الشراء لمصلحة ال كيب نفسةه‬
‫أ لمصلحة ريره‪ .‬اضح مرة أ رل أن المنع ع يشترط فيه أن تك ن السلعة‬
‫قد عاد للمال األصلي‪ ،‬بب قد تبا لطةرف ثالةث‪ ،‬بةذل تكة ن المعاملةة مةن‬
‫ص ر الت رق ليس العينة الثنائية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪. 64 -60‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم دراسة تأصيلية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫محمد بةن فرقةد الشةيباني ( ‪ 629 -636‬هةا ‪ ،‬نسةبته الةى بنةي شةيبان بةال عء‪ .‬أصةله مةن قةرل‬
‫دمشق‪ ،‬امام في الفقةه األصة ب‪ ،‬ثةاني أصةحاا أبةي حنيفةة بعةد أبةي ي سةف‪ .‬مةن المجتهةدين‬
‫المنتسةةبين‪ .‬مةةن تصةةانيفه ‪" :‬الجةةامع الكبيةةر"‪" ،‬الجةةامع الصغير"‪"،‬المبسة ط"‪،‬أنظر‪ :‬الزركلةةي‪،‬‬
‫‪.309‬‬ ‫األع م‪ ،‬ج‪/2‬‬
‫الشةةيباني‪ ،‬اسمةةام أبةةي عبةةد هللا محمةةد بةةن الحسةةن‪ ،‬كتةةاا األَصةةب المعةةر ف بالمبس ة ط‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪. 696‬‬ ‫بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬عالم الكتا‪6460 ،‬ها‪ ،6990 ،‬ج‪/5‬‬

‫‪43‬‬
‫ان هذا الحكم ليس رأيا ً اصا ً باسمام محمد حده‪ ،‬بةب هة رأ أئمةة المةذها‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫أبةةي حنيفةةة‪ ،‬باسضةةافة لمحمةةد بةةن الحسةةن‪ ،‬لهةةذا كةةان كتةةاا األصةةب مةةن كتةةا‬
‫ظاهر الر اية‪ ،‬أ الكتا المعتمدة في المذها الحنفي‪ .‬لهذا السبا جدنا هذا‬
‫الحكةةم منص صةةا ً عليةةه فةةي كتةةا الفقهةةاء ممةةن بعةةدهم ‪ .‬ففةةي تبيةةين الحقةةائق‬
‫للزيلعي‪ ،‬بعد أن ذكر المنع من شراء ما با بأقب مما با قاب‪ ( :‬ل اشترل ما‬
‫بيع له بأن بةا كيلةه لةم يجةز أيضةا ً ألنةه لمةا بةا باذنةه صةار كبيعةه بنفسةه ثةم‬
‫اش ةترل باعقةةب كةةذا ل ة كةةب رج ة ببيةةع عبةةده بةةالف درهةةم‪ ،‬فباعةةه‪ ،‬ثةةم أراد‬
‫ال كيب أن يشتر العبد بأقب مما با لنفسةه أ لغيةره بةأمره‪ ،‬قبةب نقةد الةثمن لةم‬
‫يجز أما شراؤه لنفسه فحن ال كيب بالبيع بائع لنفسه في حق الحق ق ‪.6‬‬
‫يزيد ابن عابدين في حاشيته هذا المعنى تأكيداً فيق ب‪( :‬فأفةاد أنةه لة بةا شةيئا ً‬
‫أصالة بنفسه أ كيله أ كالة عن ريره‪ ،‬ليس لةه شةراؤه باألقةب ع لنفسةه ع‬
‫لغيره ‪.6‬‬
‫هذه العبارا من فقهةاء المةذها عبةر القةر ن صةريحة فةي منةع هةذا التعامةب‬ ‫‪5‬‬
‫أصةةالة أ كالةةة‪ ،‬فةةي أ مةةن العقةةدين‪ :‬البيةةع أ الشةةراء‪ ،‬تعلةةيلهم لهةةذا المنةةع‬
‫يعكةةس حرصةةهم علةةى سةةد البةةاا مةةن أصةةله‪ .‬فيعلةةب الزيلعةةي المنةةع مةةن شةةراء‬
‫ال كيب لنفسه بق له‪( :‬أما شراؤه لنفسه فةحن ال كيةب بةالبيع بةائع لنفسةه فةي حةق‬
‫الحق ق‪ ،‬فكةان هةذا شةراء البةائع مةن جةه‪ ،‬الثابة مةن جةه كالثابة مةن كةب‬
‫جه في بةاا الحرمةا ‪ ،‬ثةم يعلةب المنةع مةن الشةراء لغيةره بق لةه‪ :‬أمةا لغيةره‬
‫فحن شراء المأم ر اقع له من حيث الحقة ق‪ ،‬فكةان هةذا شةراء مةا بةا لنفسةه‬
‫من جه‪ .‬ذكر ابن عابدين تعليب الزيلعي أقره ‪.‬‬
‫تؤكد أن من بةا سةلعة بةثمن مةؤ ر‪ ،‬لةم يجةز لةه أن يشةتر‬ ‫ان هذه النص‬ ‫‪2‬‬
‫ً‬
‫هةةذه السةةلعة ع لنفسةةه ع لغيةةره‪ ،‬حتةةى ل ة كةةان فةةي البيةةع األ ب كةةي يعمةةب‬
‫لمصلحة ريةره‪ ،‬حتةى لة لةم ترجةع السةلعة لمالكهةا األ ب ‪ .‬هةذا ارة ق محكةم‬
‫لكةةب أن ة ا ال سةةاطة‪ ،‬حتةةى لة كان ة المعاملةةة مةةن بةةاا الت ة رق لةةيس العينةةة‬
‫الثنائية‪.‬‬
‫الدليل السادس‪ :‬إن مسألة التورق فيها كلفة وخسارة للمحتاج للنقد‬
‫وجه الدللاة‪ :‬يقة ب ابةن القةيم‪" :‬قةال ا بجة از مسةألة التة رق هةي شةقيقة مسةألة‬
‫العينة‪ ،‬فأ فرق بين مصير السلعة الى البائع بين مصيرها الى ريره ؟ بب قةد يكة ن‬
‫ةق بالمشةةتر أقةةب كلفةةة عليةةه أرفةةع ل سةةارته تعينةةه‪ .‬فكيةةف‬ ‫َع دهةةا الةةى البةةائع أر َفة َ‬
‫ُتحرم ن الضرر اليسةير تبيحة ن مةا هة أعظةم منةه الحقيقةة فةي الم ضةعين احةدة‬
‫هي عشرة ‪ .‬ب مسة عشر بينهما حريرة رجعة فةي أحةدل الصة رتين الةى مالكهةا‬
‫في الثانية الى ريره"‪ .3‬فالمست رق يبيع السلعة بسعر التكلفة أ أقب‪.‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫الرد على أدلة المانعين‬
‫الدليل األول‪ :‬أن التورق من بيع المتطر‬
‫الجواب‪ :‬يق ب المنيع‪":‬الق ب بأن الت رق ع يأ ذ به اع مضةطر قةد نهةى رسة ب‬
‫هللا صلى هللا عليه سلم عن بيع المضطر‪ .‬ق ب فيه نظر ع تظهر جاهةة اعسةتدعب‬
‫‪6‬‬
‫الزيلعي‪،‬ف ر الدين عثمان بن علي‪ ،‬الحنفي‪ ،‬من أهب زيلع بالص ماب‪ ،‬فقيه حنفي‪ .‬قدم القاهرة‬
‫سنة ‪705‬ها‪ .‬درس أفتى قرر نشر الفقه‪ .‬كان مشه راً بمعرفة النحة الفقةه الفةرائت‪.‬‬
‫‪ .373‬تبيين‬ ‫ه رير الزيلعي صاحا " نصا الراية "‪ ،‬أنظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬اعع م‪ ،‬ج‪/4‬‬
‫‪. 54‬‬ ‫الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الكتاا اعس مي‪،‬د‪ ، .‬ج‪/3‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪. 664‬‬ ‫ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪/4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪. 663 -666‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬

‫‪44‬‬
‫عليه بحديث النهي عن بيع المضطر‪ ،‬ألن اعستدعب به استدعب في رير محلةه‪ ،‬حيةث‬
‫ان حقيقة الت رق ظه ر الرربة من صاحبها في الحص ب علةى نقةد يغطةي بةه حاجتةه‬
‫اليه س اء أكان الحاجة مما تقتضيها مصةلحته فةي اعكتسةاا أم ممةا تقتضةيها حاجتةه‬
‫أ رير ذل هذا ع يعد اضطراراً الةى الحصة ب علةى النقةد ‪ .‬انمةا هةي الرربةة فةي‬
‫الحص ب عليه لتغطية الحاجة به‪ ،‬الرربة حاجة ليس ضر رة"‪.6‬‬
‫ليس للمعترت على الت رق حجة فيما ذكره ابن تيمية لسببين‪:6‬‬
‫األ ب‪ :‬لضةةعف اسةةناد هةةذه األحاديةةث فهةةي ع تةةنهت حجتةةه للق ة ب بةةالمنع‪ .‬قةةاب‬
‫ال طابي في معالم السنن‪" :‬في استناده رجب مجه ب ع ندر من ه "‪.3‬‬
‫الثاني‪ :‬ان المعنى الذ من أجله منع بيع المضطر ع يظهر في الت رق ب اصةة‬
‫فةةي تطبيقاتةةه المصةرفية‪ .‬قةةاب ال طةةابي فةةي بيةةع المضةةطر‪ ":‬بيةةع المضةةطر يكة ن مةةن‬
‫جهةةين أحةةدهما ان يضةةطر الةةى العقةةد عةةن طريةةق اسكةةراه عليةةه فهةةذا فاسةةد ع ينعقةةد‬
‫الثاني ان يضطر الى البيع لدين يركبه أ مؤنة ترهقه فيبيةع مةا فةي يةده بةال كس مةن‬
‫أجب الضر رة فهذا سبيله في حةق الةدين المةرؤة أن ع يبةا علةى هةذا ال جةه أن ع‬
‫يفتا عليه بمثله لكن يعان يقرت يستمهب له الى الميسرة حتى يك ن له في ذلة‬
‫ب غ فإن عقد البيع مع الضر رة على هذا ال جه جاز في الحكم لم يفسة ‪ . . .‬اع أن‬
‫عامة أهب العلم قد كره ا البيع على هذا ال جه"‪.4‬‬
‫ان هذا الدليب بني على أن المشتر مضطر ل قترات‪ ،‬أنه ما با السلعة التي‬
‫اشتراها اع ألن البائع امتنع من قرضه‪ .‬هذه كلها فر ت رير محققة‪.‬‬
‫أما أ عً فإنه ع دليب من الكتاا ع من السنة أن من طلا من ريره قرضا يجا‬
‫ً‬
‫عليه أن يسعفه له ان كان اجداً‪ .‬اذ أن م جا هذا أن ينقلا المعر ف عزماً‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ان الطالا للقرت ع ينقلا مضةطراً اذا طلةا مةن احةد لةم يسةعفه حتةى‬
‫في رير الضر ريا ‪ .‬بب ه ع ينقلا مضطراً اع عندما تضةيق بةه السةبب‪ .‬أ أن ع‬
‫يقتصةةر علةةى فةةرد احةةد‪ ،‬يكة ن األمةةر الةةذ حملةةه علةةى اعقتةةرات مةةن الضةةر ر‬
‫كطعام الجائع‪ .‬كما أن تفسير بيع المضطر بمن يتمكن من شراء شيء بيعه بأقب منةه‬
‫ف الظاهر‪ ،‬بب ان هذه الص رة ترفع عنه اعضطرار‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬ان قصد البائع باألجب الثمن المرتفع قصد مشر ع كراهة فيه‪.5‬‬
‫ثةةم أن أكثةةر المتة رقين انمةةا هةةم مةةن ذ اليسةةار فةةي الحملةةة ليسة ا مضةةطرين‪،‬‬
‫المصةةارف ع تتعامةةب مةةع الفقةةراء المعةةدمين‪ ،‬انمةةا عم ؤهةةا هةةم أصةةحاا الةةد ب‬
‫الجيدة‪ ،‬لذل ليس الت رق الي م من بيع المضطر ‪ .‬حتةى لة قلنةا بمنةع بيةع المضةطر‬
‫فةةإن المعنةةى الةةذ مةةن أجلةةه منةةع بيةةع المضةةطر ع يظهةةر فةةي الت ة رق ب اصةةة فةةي‬
‫تطبيقاته المصرفية الحديثة ‪.2‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬القول بأنه حيلة ووسيلة إلى الربا‬

‫‪6‬‬
‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية فةي ال قة الحاضةر‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪.2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.6‬‬ ‫القر ‪ ،‬الت رق ‪ .‬معناه حكمه‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ال طابي‪ ،‬اسمام ابي سليمان حمد بن محمد‪،‬معالم السنن‪،‬ط‪،6‬حلا‪ ،‬سة ريا‪ :‬المطبعةة العلميةة‪،‬‬
‫‪. 27‬‬ ‫‪6356‬ها‪،6933،‬ج ‪/3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.27‬‬ ‫ال طابي‪ ،‬معالم السنن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫أنظر‪ :‬الس مي‪ ،‬محمد م تار‪ ،‬الت رق الت رق المصرفي‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫القر ‪ ،‬محمد علي‪ ،‬الت رق كما تجريه المصارف ‪ . . .‬دراسة اقتصادية‪ ،‬مقدم ضمن البح ث‬
‫المعدة للد رة السابعة عشرة لمجمع الفقه اسس مي التةابع لرابطةة العةالم اسسة مي فةي الفتةرة‬
‫‪.5‬‬ ‫من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 67 -63‬كان ن األ ب ‪، 6003‬‬

‫‪45‬‬
‫الجواب‪ :‬قيب‪ :‬ان الربا اسم لعقد بين طرفين‪ ،‬الت رق ليس عقداً بين طرفين‪ ،‬بب‬
‫مةةع أكثةر مةن طةرف‪ ،‬كةةب منهمةةا مسةتقب عةةن اآل ةةر‪.‬ف‬ ‫هة معاملةةة يجريهةا الشة‬
‫ينطبق عليه اسم الربا‪ .‬من ثم ع يجر عليه حكمه‪.6‬‬
‫ان البي اذا كان بصةي شةرعية معتبةرة بعيةدة عةن صةي الربةا صة ره فأنهةا‬
‫جائزة اذا كان يت صب بها الى تحقيةق المطالةا الغايةا ‪ .6‬القة ب أن حقيقةة التة رق‬
‫أيل لته الى الربا فيه نظر ل أردنا أن نطبق حاب من احتاج الى نقد سةل فةي سةبيب‬
‫تحصيله مسال الحص ب عليه مةن بية المرابحةة أ المشةاركة المتناقصةة‪ ،‬أ بية‬
‫السلم‪ ،‬أ رير ذل من سائب الحص ب على اعستزادة من النق د مما ه جائز شرعا ً‬
‫لقلنا بمنع ذل ‪ ،‬ألن قصده الحص ب على النقد ب اسطة شراء السلع ثةم بيعهةا‪ .‬هةذا ع‬
‫يق ب به أحد‪ ،‬ثم ان تطبيق مسألة الت رق على مسألة‪ :‬درهم بدرهمين بينهمةا حريةرة‬
‫تطبيةةق مةةع الفةةارق ذلة أن الحريةةرة ع تسةةا قيمتهةةا الةةدرهم الزائةةد انمةةا جةةيء بهةةا‬
‫للتحليب‪ ،‬أما الت رق فالرارا في النقد يشتر سةلعة بةثمن مؤجةب هة مثةب الةذ تبةا‬
‫به على آ ر بيعا ً مؤج ً‪ ،‬ثم أن مشتريها يبيعها في الس ق بثمن مثلها َحاعًّ فظهر بهةذا‬
‫الفرق بين المسألتين‪.3‬‬
‫ان ابن تيمية يرل الت رق حيلةة علةى الربةا ربمةا كةان كةذل فةي زمةن ابةن تيميةة‬
‫لكن اآلن ‪ -‬ان كان حيلة – ه حيلةة للهةر ا مةن الربةا‪ .‬يقة ب ابةن تيميةة فةي مسةألة‬
‫الحيلة‪ ":‬أصب هذا الباا ان األعماب بالنيا أنما لكب امرء ما ن ل فإن كان قد ن ل‬
‫ما أحب هللا ف بأس ان ن ل ما حرم هللا ت صةب اليةه بحيلةة فةان لةه مةا نة ل"‪ .4‬فة‬
‫تك ن حيلةة اع ان ينة محرمةا ً يت صةب اليةه بالتحايةب‪ .‬المتة رق لةيس نيتةه ارتكةاا‬
‫الحرام بب نيته اجتناا الحةرام كيةف ع الحةرام مُشةرعة اب ابةه امامةه هة أقةب كلفةة‬
‫نفقة ثم يتركه يأ ذ بالت رق عجتناا الحرام‪.‬‬
‫يضيف في اب اا الحيب‪ " :‬كةذل اذا اتفقةا علةى معاملةة رب يةة ثةم اتيةا صةاحا‬
‫حان ‪ . . .‬فهذا دليب على ان المحتاب يقصد الحرام يلبس بلبةاس المبةاح "‪ .5‬يقة ب‬
‫"هذه المعاملة امثالها التةي يقصةد بهةا بيةع الةدراهم بةأكثر منهةا الةى أجةب هةي معاملةة‬
‫فاسةةدة"‪ .2‬جلةةي ان لةةيس ه ة مقصةةد همهةةا‪ .7‬فتعليةةب مةةن منعهةةا بك ة ن المقص ة د منهةةا‬
‫التحايب على الربا‪ ،‬فليس فيه تحيب علةى الربةا ب جةه مةن ال جة ه‪ ،‬مةع مسةيس الحاجةة‬
‫اليها‪ ،‬ألنه ليس كب احد اشتد حاجته الى النقد يجد من يقرضه بد ن ربا‪ ،‬ما دع‬
‫اليه الحاجة‪ ،‬ليس فيه محذ ر شرعي‪ ،‬لم يجز تحريمه على العباد‪.2‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬القول‪ :‬أنها دراهم بدراهم بينهما حريرة‬
‫الجواب‪ :‬يق ب المنيع‪": 9‬الق ب بتحةريم التة رق مةن أن قصةد المشةتر النقةد د ن‬
‫السلعة ‪ .‬هذا القصد ع يعتبر سةببا ً فةي القة ب بةالتحريم فقةد جةه صةلى هللا عليةه سةلم‬
‫عامله لتحقيق قصد الحص ب على الجنيةا مةن التمةر بةأن يبيةع الجمةع يشةتر بثمنةه‬
‫جنيبا ً لم يكن هذا القصد مانعا َ من صحة هذا التصرف األ ذ بهذا الم رج الصحيح‬
‫‪6‬‬
‫‪.66‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ،7‬بتصرف ‪.‬‬ ‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.2‬‬ ‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪. 447‬‬ ‫ابن تيمية‪ ،‬الفتا ل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.646‬‬ ‫المرجع السابق‪ ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.432‬‬ ‫المرجع السابق‪ ،‬ج‪/69‬‬
‫‪ 7‬القةةةةر ‪ ،‬التةةةة رق ‪ .‬معنةةةةاه حكمةةةةه‪ .‬بحةةةةث منشةةةة ر علةةةةى م قةةةةع الشةةةةبكة اعلكتر نيةةةةة‬
‫‪www.islamifn.com‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.6‬‬ ‫العل ان‪ ،‬العينة محرمة الت رق جائز ب قيد أ شرط ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية فةي ال قة الحاضةر‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪. .5‬‬

‫‪46‬‬
‫للحصة ب علةةى تحقيةةق الرربةةة قةةد َ جةةد مةةن بعةةت فقهةةاء عصةةرنا هةةاجسُ حة َذ ٍر مةةن‬
‫الت سة َةع فةةي األ ةةذ بةةالت رق مةةن قبةةب المصةةارف اسس ة مية َيظهةةر لةةي أنةةه هةةاجسُ‬
‫اس ان اعتقد أهله أنه هاجس تق ل ر "‪.‬‬ ‫س ٍ‬
‫يق ب ابن باز‪" :‬ان تعليب من منعها أ كرهها بك ن المقص د منه ه النقد‪ ،‬فلةيس‬
‫هة‬ ‫ذل ة م جب ةا ً لتحريمهةةا ع لكراهتهةةا‪ ،‬ألن مقص ة د التجةةار رالب ةا ً فةةي المعةةام‬
‫تحصيب نق د أكثر بنق د أقةب السةلع المبيعةة هةي ال اسةطة فةي ذلة ‪ ،‬انمةا يمنةع مثةب‬
‫احد كمسألة العينة"‪.6‬‬ ‫هذا العقد اذا كان البيع الشراء من ش‬
‫رأ عمر بن عبد العزيز صة رته ان هللا حةرم أ ةذ دراهةم بةدراهم أكثةر منهةا‪،‬‬
‫لما في ذلة مةن ضةرر المحتةاج ‪ ،‬هةذا الةدليب يسةر حتةى علةى الصة رة التةي نة‬
‫عليها البه تي‪ .‬الدليب صحيح لكن ع ينطبةق علةى ال اقةع ‪ :‬فةإن المتمة ب بةا سةلعة‬
‫الةةى أجةةب قبضةةها منةةه المشةةتر ‪ .‬فلةةيس فيهةةا دراهةةم بةةدراهم أكثةةر منهةةا‪ ،‬اع لحرمة‬
‫التجارة الى أجب‪ ،‬لحجب حصة من الةثمن‪ ،‬كمةا أن الحكةم علةى الرارةا فةي السةي لة‬
‫أنه محتاج تصميم الص رة محتملة على جميةع الصة ر‪ ،‬ذلة أن الرارةا فةي السةي لة‬
‫المالية قد يك ن ررضه الت سع في النفقا على عرس أ سةفر‪ ،‬أ تكملةة لةثمن عقةار‬
‫اشتراه من صاحبه نقداً لم يجد فةي مد راتةه مةا يفةي بةالثمن أ ريةر ذلة مةن صة ر‬
‫الح ب الحرام ‪ :‬فليس كب رارا فةي التحصةيب علةى سةي لة ماليةة محتاجةا ً ‪ .‬كمةا أن‬
‫من يبيع الى أجب ليس مةن أدا التعامةب أن يسةأب المشةتر لمةاذا يشةتر باألجةب‪ .‬أ‬
‫في أ مصرف سيصرف النق د التي يتحصب عليها ل با ما اشتراه‪.6‬‬
‫ثم أن ذل ع تأثير له على صةحة المعاملةة اذ أن التة رق كسةائر العقة د األ ةرل‬
‫المطل ا فيه تحقق ص رته الشرعية أما نيةة العاقةد فة أثةر لهةا فالن ايةا ع يعلمهةا اع‬
‫هللا عز جب‪ .‬فيحرم البيع اذا لم تتحقق الص رة الشرعية يج ز بتحققها‪ .‬يشةهد لةذل‬
‫ما رد في صحيحي الب ار مسلم في حديث الرس ب صلى هللا عليه سلم اسةتعمب‬
‫رج ً على يبر فجاءه بتمر جنيا فقاب له‪ :‬أكب تمر يبر هكذا‪ ،‬قاب يا رس ب هللا أنةا‬
‫لنأ ذ الصا من هذا بالصاعين الصاعين بالث ثة فقاب له عليةه الصة ة السة م "ع‬
‫تفعب بع الجمع بالدراهم ثم اشتر بالةدراهم جنيبةاً"‪ .3‬اذ أن مبادلةة التمةر بةالتمر يشةترط‬
‫فيها التسا ألن التمر من األم اب الرب ية التةي رد فةي حةديث اعصةناف السةتة‪.‬‬
‫فانظر كبف ان تغير ص رة العقد نقله من الحرمة الةى الحةب مةع ان الغةرت القصةد‬
‫فةي كة الحةاليين احةد‪ .4‬فالشةار الحكةيم شةر ‪ 5‬البيةع لتحقيةق مصةالح ال لةق‪ ،‬مةةن‬
‫ضمنها اعنتفا بالسلع‪ :‬باستعمالها‪ ،‬أ اعتجار بها‪ ،‬أ اعنتفا بثمنها‪ ،‬كمةا هة الشةأن‬
‫فةةي الت ة رق‪ ،‬مةةا اسةةتدب بةةه علةةى ا ةةراج هةةذا اعنتفةةا مةةن دليب‪،‬ه ‪":‬مناقضةةة قصةةد‬
‫الشار " ع يظهر لل اصة‪ ،‬فض ً عن العامة‪ ،‬ما كان هللا ليحرم شةيئاً‪ ،‬ب فةي دليلةه‬
‫اع عن اصة الناس‪ ،‬فهذه مشقة تتنزه عنها الشريعة‪.‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬القول بأن التورق من بيع العينة المجمع على تحريمه‬
‫الجواب‪ :‬ان الفقهاء الذين ذكر ا الت رق ضمن ص ر العينة لم يحكم ا بتحريمةه‪،‬‬
‫بةةب حكم ة ا بةةالج از‪ .‬فلةةم يؤ ةةذ بةةبعت ق ة لهم د ن بعةةت‪.2‬ع يةةد ب الت ة رق فةةي بيةةع‬
‫العينة الذ أجازه الشافعي‪ ،‬ألن الشافعي يشترط أع يك ن هنا أرتباط بين البيعتين ‪:‬‬
‫البيعةةة التةةي باألجةةب البيعةةة التةةي بالنقةةد‪ ،‬ع تظهةةر نيةةة الحص ة ب علةةى النقةةد‪ ،‬ك ة‬
‫‪6‬‬
‫‪. 56 -50‬‬ ‫اابن باز‪ ،‬مجم الفتا ل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج ‪/69‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫الس مي‪ ،‬الت رق الت رق المصرفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 60‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫سبق ت ريجه‬ ‫‪4‬‬
‫‪.6‬‬ ‫القر ‪ ،‬الت رق‪ .‬معناه حكمه‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫أنظر‪:‬السعيد ‪ ،‬الت رق كما تجريه المصارف في ال ق الحاضر‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪. 60‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫عليةه‬ ‫الشرطين رير متحقق في الت رق المصرفي‪ ،‬فاعرتبةاط بةين البيعتةين منصة‬
‫في العقد‪ ،‬فالمصرف ه الذ يبيع السلعة نسيئة بأكثر مةن ثمنهةا نقةداً‪ ،‬يشةترط علةى‬
‫المست رق أنه ي كله في بيعها نقداً بأقب مما باعها له بةه نسةيئة يسةلمه الةثمن‪ ،‬يلتةزم‬
‫المصةةرف بهةةذا‪ ،‬لةة ع التةةزام المصةةرف ببيةةع السةةلعة نقةةداً تسةةليمه الةةثمن مةةا قبةةب‬
‫المست رق شراء السلعة من المصرف بأكثر من ثمنها نقداً‪.6‬‬
‫يقةةة ب المنيةةةع‪":‬ع ي فةةةى أن جميةةةع سةةةائب التجةةةارة مةةةن بيةةةع شةةةراء مشةةةاركة‬
‫مرابحة رير ذل من آليا اعستثمار الغرت من است دامها ممارسة التجةارة عةن‬
‫طريق الحص ب على النق د اعستزادة منها جميع هةذه األليةا سةيلة ذلة ‪ ،‬كمةا ع‬
‫ي فةةى أن التة رق ي تلةةف عةةن العينةةة حيةةث ان العينةةة معناهةةا رجة السةةلعة الةةى مةةن‬
‫باعها حيث انه لم يبعها اع باعتبار رج عها اليه حصة له علةى رربتةه فةي أن تكة ن‬
‫المائة مائة عشرين مث ً د ن ف ا سلعته عليه‪ ،‬فض ً عن أن هةاتين البيعتةين‪ -‬بيعةة‬
‫البائع على المشتر ‪ ،‬بيعة المشةتر علةى البةائع – بيعتةان فةي بيعةة احةدة فسةرها‬
‫بعت المحققين من أهب العلم منهم ابن القيم بأنها العينة ب ف الت رق‪ ،‬فةإن السةلعة‬
‫التي باعها البائع على الرارا في الشراء ت رقةا ً لةن ترجةع للبةائع حيةث ان شةرط بيةع‬
‫التة رق أع يبيةةع المشةةتر السةةلعة علةةى مةةن باعهةةا عليةةه فةةإن باعهةةا عليةةه فهةةي العينةةة‬
‫المحرمة"‪.6‬‬
‫في فت ل ألابن باز‪ 3‬التفريق بين ص ر الربةا مةن ذلة العينةة مسةألة التة رق‬
‫قاب‪ ":‬أما مسألة الت رق فليسة مةن هةذا البةاا هةي أ ةذ سةلعة بةدراهم الةى أجةب ثةم‬
‫يبيعها ه بنقد فةي ي مةه أ رةده أ بعةد ذلة علةى ريةر مةن اشةتراها منةه‪ .‬الصة اا‬
‫حلها لعم م األدلة لما فيهةا مةن التفةري لتيسةير قضةاء الحاجةة الحاضةرة‪ .‬أمةا مةن‬
‫باعها على من اشتراها منه فهذا ع يج ز بب ه من أعماب الربا تسمى مسألة العينة‬
‫هي محرمة ألنها تحيّب على الربا"‪.‬‬
‫أما مسألة الت رق التي يسميها بعت الناس ال عدة فهي معاملة أ ةرل‪ ،‬لةيس مةن‬
‫الى أجب باعها مةن‬ ‫جنس مسألة العينة‪ ،‬ألن المشتر فيها اشترل السلعة من ش‬
‫ا ر نقةداً مةن أجةب حاجتةه للنقةد لةيس فةي ذلة حيلةة علةى الربةا‪ ،‬ألن المشةتر ريةر‬
‫البائع‪.4‬‬
‫يق ب ابن باز‪":5‬أما اذا كان المشتر اشترل السلعة الى أجةب ليبيعهةا بنقةد بسةبا‬
‫حاجتةةه الةةى النقةةد فةةي قضةةاء الةةدين أ لتعميةةر مسةةكن أ للتةةز ي نح ة ذل ة ‪ ،‬فهةةذه‬
‫المعاملة اذا كان من المشتر بهةذا القصةد ففةي ج ازهةا ة ف بةين العلماء‪ .‬تسةمى‬
‫عند الفقهاء مسألة (الت رق يسميها بعت العامة ( ال عدة األرجح فيها الج از"‪.‬‬
‫الفرق بين بيع العينة والتورق‪:2‬‬
‫ان بيع العينة أن يشتر محتاج النقد سلعة من أحد النةاس بةثمن مؤجةب ثةم يبيعهةا‬
‫بةةثمن َحةةا ّب أقةةب مةةن ثمنهةةا المؤجةةب علةةى مةةن اشةةتراها منةةه‪ ،‬سةةمي بالعينةةة ألن عةةين‬

‫‪6‬‬
‫‪. 46‬‬ ‫الضرير‪ ،‬الرأ الفقهي في الت رق المصرفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف اسس مية فةي ال قة الحاضةر‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪.2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.642 -645‬‬ ‫اابن باز‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬مجم الفتا ل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪-5‬‬ ‫أنظر‪ :‬المنيع‪ ،‬حكم الت رق كما تجريه المصارف في ال ق الحاضر‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬
‫‪.67‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.99‬‬ ‫اابن باز‪ ،‬مجم الفتا ل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/69‬‬ ‫‪2‬‬
‫أنظةةر‪ :‬المنيةةع‪ ،‬حكةةم التة رق كمةةا تجريةةه المصةةارف اسسة مية فةةي ال قة الحاضةةر‪ ،‬مرجةةع‬
‫سابق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫السلعة التي باعها رجع اليه بعينها فهي محرمة‪،‬ألنةه يغلةا علةى الظةن أنهةا ات ةذ‬
‫حيلة للت صب بها الى الربا فصار بذل محرمة لدل كثير من أهب العلم‪.‬‬
‫أمةةا التة رق فهةةي أن يشةةتر محتةةاج النقةةد سةةلعة مةةن أحةةد النةةاس بةةثمن مؤجةةب ثةةم‬
‫يبيعها بثمن حاب الغالا أنه أقب من ثمنهةا المؤجةب ذلة علةى ريةر مةن اشةتراها منةه‬
‫لينتفي بذل رلبة الظن بالتحيُّب بهذا البيع الى الربةا فصةار بةذل بيعةا ً صةحيحا ً جةائزاً‪.‬‬
‫حيث ان السلعة لم َتعُد الى بائعهةا انمةا اشةتراها طةرف ثالةث‪ ،‬فبيةع العينةة يةتم مةابين‬
‫طرفين أما الت رق فأنه يتم بين ث ثة أطراف‪.‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬أن مسألة التورق فيها كلفة وخسارة‬
‫الجواب‪ :‬ع نسلم أن المت رق ي سر‪ ،‬أ أنه ع يحصب علةى مصةلحة مقابةب البيةع‬
‫‪ ،‬بب يستفيد الحص ب على النقد الحاضةر‪ ،‬هة مصةلحة معتبةرة شةرعا ً تجبةر‬ ‫بر‬
‫فرق الثمن‪ ،‬ف يك ن في الحقيقةة اسةراً‪ .‬فمةا المةانع مةن أن يتحمةب المةرء زيةادة فةي‬
‫التكلفةةة فةةإن مةةا يحصةةب عليةةه‬ ‫الةةثمن مقابةةب الحص ة ب علةةى السةةي لة‪ .6‬أمةةا ب ص ة‬
‫المصةةةرف مةةةن ربةةةح فةةةي التةةة رق المصةةةرفي‪ ،‬فإنةةةه مقةةةارا لمةةةا يحصةةةب عليةةةه فةةةي‬
‫المرابحة‪ -،‬حسا افادة المصارف – هي نسةبة ‪ %2‬تقريبةا ً ‪ .‬أمةا مةا ي سةره العميةب‬
‫عنةةد بيةةع السةةلعة فةةي الس ة ق‪ ،‬حيةةث تبةةا بسةةعر التكلفةةة فةةي الت ة رق المصةةرفي‪ ،‬فةةإن‬
‫العميب في المرابحة قد يبيع السلعة في الس ق ب سارة ‪ %6 -6‬هة مبلة يسةير‪ ،‬أمةا‬
‫فرق سرعة اسنجاز فه يسةير أيضةاً‪ ،‬فإنةه ي تلةف بةا ت ف المصةارف‪ ،‬األفةراد أ‬
‫الشركا ‪ ،‬يترا ح من ي م الى ث ثة أيام في مسألة الت رق‪.6‬‬
‫المطلب الخامس‬
‫الرد على أدلة المجيزين‬
‫الستدلل األول‪ :‬استدعلهم بعم م ق له تعةالى‪" :‬وأحال هللا البياع وحارم الرباا"‪.3‬‬
‫على ج از الت رق حيث أن هذه المعاملة دا لة في عم م مةا أحةب هللا مةن البيةع ‪ .‬فقةد‬
‫استدب من قاب بذل باستناده الى أنها ع ت رج مةن ك نهةا بيعةا ً شةراء‪ ،‬قةد أحةب هللا‬
‫البيع حرم الربا بناء على ذل فأن تق يم هذه المعاملة من الناحية اعقتصةادية يعتمةد‬
‫على الفر ق الحقيقية بين البيع الربا فلم يكن عبثا ً ان يثبة القةرآن شةبهة الةذين قةال ا‬
‫"إنماا البياع مثال الرباا"‪ 4‬لةيس مقصة دهم بطبيعةة الحةاب البيةع الحاضةر‪ ،‬انمةا البيةةع‬
‫المؤجب‪ ،‬ففي البيع المؤجب يزيد الثمن اآلجب عن الثمن الحاب‪ ،‬فإذا كان هةذه الزيةادة‬
‫جةةائزة مشةةر عة‪ ،‬فلمةةاذا ع تجة ز الزيةةادة فةةي القةةرت ؟ فالزيةةادة فةةي الحةةالتين هةةي‬
‫مقابب األجب‪ ،‬فما الذ يجعلها مشر عة في البيع ممن عة في القرت ؟‬
‫أن الحكم الشرعي انما جاء ليحقق مصالح الناس‪ ،‬هةذه المصةالح أمة ر حقيقيةة‪،‬‬
‫فا ت ف الحكم دليب على ج د ا ت ف حقيقي بين األمرين‪ ،‬فالشر كمةا هة معلة م‬
‫ع يمكةن أن يفةرق بةةين أمةرين متمةةاثلين فةي اقةع األمةةر‪ ،‬كمةا ع يمكةةن أن يسة بةةين‬
‫أمةةرين م تلفةةين‪ ،‬بةةب جةةاء الشةةريعة الكاملةةة بةةالتفريق بةةين الم تلفةةا التس ة ية بةةين‬
‫‪ .‬هذا يقتضي ج د فرق حقيقي بين البيع ألجب بين الربا‪ ،‬ترتا علةى‬ ‫المتماث‬
‫هذا الفرق ا ت ف حكم كب منهما‪.‬‬
‫هذا الفرق يتضح من جهتين‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪.67‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪. 69‬‬ ‫السعيد ‪ ،‬الت رق كما تجريه المصارف في ال ق الحاضر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪.675‬‬ ‫‪4‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬آية ‪.675‬‬

‫‪49‬‬
‫أن البيةةع مبادلةةة لشةةيئين م تلفةةين‪ ،‬ا ةةت ف البةةدلين هة الةةذ يسةةمح أن تكة ن‬ ‫‪-6‬‬
‫المبادلة نافعة ك الطرفين‪ ،‬أن تحقق ما يسةميه اعقتصةادي ن ‪ :‬منةافع التبةادب‬
‫فكةةب طةةرف فةةي المبادلةةة يبةةذب مةةا يسةةتغني عنةةه ليأ ةةذ مةةا يحتةةاج اليةةه‪ ،‬فتك ة ن‬
‫النتيجة اشبا حاجة ك الطرفين ‪.‬‬
‫أما القرت فه مبادلةة بةين متمةاثلين‪ ،‬مةن الممتنةع فةي هةذه الحالةة تحقيةق ربةح‬
‫أل من الطةرفين‪ ،‬اذ أن أ زيةادة لمصةلحة أحةدهما تمثةب بالضةر رة نقصةا ً فةي حةق‬
‫اآل ر‪ ،‬ألن البدلين من جنس احد‪ ،‬فإذا كان أحدهما رابحا ً كان اآل ر اسراً ع بد‪.‬‬
‫أن الزيادة مقابب األجب التةي ت جةد فةي البيةع تجبرهةا منفعةة التبةادب‪ ،‬ذلة أن‬ ‫‪-6‬‬
‫‪6‬‬
‫المبةةادع اآلجلةةة‪ ،‬كةةالبيع بأجةةب أ السةةلم‪ ،‬تتضةةمن أمةةرين‪ :‬مبادلةةة تم يةةب‬
‫منفعةةة المبادلةةة مةةن شةةأنها أن تجبةةر الزيةةادة التةةي يتضةةمنها التم يةةب‪ ،‬بةةذل‬
‫تصةبح المبادلةة اآلجلةة نافعةةة للطةرفين‪ ،‬أمةا الزيةادة فةةي القةرت فهةي ديةن فةةي‬
‫الذمة د ن منفعة اقتصادية تقابلها‪ ،‬لذل كان ممن عة‪.‬‬
‫فالبيع حقق منافع اقتصادية للطرفين‪ :‬البائع المشةتر ‪ ،‬انتفا المشةتر بةالمبيع‬
‫ه الذ يجبر الزيةادة ألجةب األجةب‪ ،‬فتكة ن النتيجةة انتفةا كة الطرفين‪،‬البةائع بةربح‬
‫األجب‪ ،‬المشةةتر بمنفعةةة المبيةةع‪ .‬هةةذا مةةا تبةةين مةةن حكمةةة التشةةريع فةةي التفريةةق بةةين‬
‫األمرين‪.‬‬
‫فحقيقة الربا‪ .‬هةي ديةن فةي الذمةة بة مقابةب‪ ،‬تسةتلزم نمة الةدين تلقائيةاً‪ ،‬معنةى‬
‫النم التلقائي عدم ج د تكلفة لنم الدين تح ّد منه‪ ،‬بةب يكفةي فةي ذلة مجةرد تراضةي‬
‫الطةةرفين‪،‬ع أكثةةر‪ ،‬فةةإذا اشةةترط لثبة الةةدين جة د مقابةةب اقتصةةاد كةةان هةةذا بمثابةةة‬
‫صمام أمان ل قتصةاد بةأع تنشةأ مدي نيةة اع فةي جة د قيمةة اقتصةادية مضةافة‪ ،‬هةذا‬
‫المقابب ه الذ يجبةر تكلفةة الةزمن علةى المةدين‪ ،‬فالقيمةة المنفعةة التةي يحققهةا البيةع‬
‫تؤد هذين الد رين معا ً في نفس ال ق ‪ :‬كبح جماح المدي نية‪ ،‬جبةر تكلفةة التم يةب‪،‬‬
‫هذا من حكمة الشريعة اسس مية‪.‬‬
‫أما تقيّم الت رق من ب ذلة فنجةد أن منفعةة التبةادب التةي تجبةر الزيةادة لحجةب‬
‫منتفية‪ ،‬فالمت رق ع يريد السةلعة‪ ،‬معنةى ذلة أنةه ع ينتفةع بهةا بحةاب‪ ،‬ع باعسةته‬
‫ع باعستثمار‪ ،‬انما هي ذريعة لتحصيب النقد‪ ،‬فإذا انتف منفعة السلعة بقية الزيةادة‬
‫لحجب التي تحملَّها المت رق د ن مقابب‪ ،‬من ثم انتفى الفرق بين البيع بين الربا‪ ،‬بب‬
‫ان التةةة رق يصةةةبح أسةةة أ مةةةن الربةةةا ألنةةةه يتضةةةمن تكةةةاليف البيةةةع الشةةةراء القةةةبت‬
‫الحيةازة‪ ،‬هةةذه ع ت جةةد فةةي الربةةا‪ ،‬هةةذا مةا أدركةةه ابةةن تيميةةة حيةةث يقة ب‪" :‬المعنةةى‬
‫الذ ألجله َحرم الربا م ج د فيها بعينه مع زيادة الكلفة بشراء السلعة ال سارة فيهةا‬
‫بعينه فالشريعة ع تحرم الضرر األدنى تبيح ما ه أعلى منه"‪. 6‬‬
‫ممةةا سةةبق ذكةةره يتبةةين أن ذلة ينطبةةق علةةى الحيةةب الرب يةةة التةةي تت ةةذ مةةن البيةةع‬
‫ستاراً ذريعة لتحصيب النقد مقابب زيادة في الذمة‪ ،‬فهذه الحيب تمنع من تحقيةق منفعةة‬
‫التبادب الحقيقةي‪ ،‬مةن ثةم ع ي جةد فيهةا مةا يجبةر الزيةادة فةي الةثمن مقابةب األجةب‪ ،‬بةب‬
‫تك ن نتيجتها دينا ً في الذمة أكثر من النقد المقب ت‪ ،‬هذه حقيقة الربا‪.3‬‬
‫"لقد قرر الشريعة اسس مية أن ع ينعقد البيع اع اذا كةان هنةا نيةة للبيةع نيةة‬
‫بتعبيةره معا ضةة مةاب بمةاب يقصةد‬ ‫للشراء‪ ،‬النية في البيع تعني أن يقصد الشة‬

‫‪6‬‬
‫‪. 365‬‬ ‫المصر ‪ ،‬الجامع في أص ب الربا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.626‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظةر‪ :‬السة يلم‪ ،‬التكةةافؤ اعقتصةةاد بةةين الربةةا التة رق‪ ،‬اعقتصةةاد اسسة مي‪،‬مجلة محكمةةة‪،‬‬
‫‪. 34 -36‬‬ ‫العدد ‪ ،674‬محرم‪6464-‬ه‪،‬مارس – ‪ ،6004‬مجلد (‪، 64‬‬

‫‪51‬‬
‫كذل آثاره هي التملي التمل يق ب ابن القيم‪ " :‬النية ر ح العمب لبه ق امه هة‬
‫تابع لها يصح بصحتها يفسد بفسادها"‪ .6‬نية البيع نية الشراء يعبر عنهمةا بةاسرادة‬
‫ف بد أن يك ن التعبير صادر عن ارادة‪ ،‬تتجه سنشاء التزام عقد ‪ ،‬فةي البيةع تكة ن‬
‫اسرادة عبارة عن نية التملي التمل ما يترتا على ذل مةن تسةليم للمبيةع اسةت م‬
‫الثمن"‪.6‬‬
‫لما كان النية أمراً باطنا ً فمن المقةرر فةي أصة ب الفقةه أنةه اذا فةي اسسةتدعب‬
‫على الباطن فالعبرة بالظاهر‪،‬ألن الظةاهر دليةب البةاطن يعة ب علةى القةرائن الظةاهرة‬
‫ألنها تدب على اسرادة الباطنية‪ ،‬عليه فإذا كان هنا قرينة يستدب بها على نية البيع‬
‫الشراء فالنية بالقرينة‪ ،‬كذل اذا كان هنةا قرينةة يسةتدب بهةا علةى عةدم نيةة البيةع‬
‫الشراء فإن عدم النية يثب بهذه القرينة‪ .‬في عمليةا التة رق نجةد أن السةلعة محةب‬
‫العقد ع تهم العميب في أ شيء فهة أصة ً ع يريةد شةراء سةلعة ع بيةع سةلعة لكةن‬
‫يحتةةاج الةةى تم يةةب لةةن يحصةةب عليةةه اع بكلفةةة زائةةدة … فعقةةد البيةةع مجةةرد سةةيلة‬
‫للحص ب على ماب نقد بمقابب أجب زائد‪ ،‬اذن فهذه قرينة تةدب علةى عةدم قصةد البيةع‬
‫الشةةةراء عةةةدم قصةةةد آثةةةار العقةةةد الغايةةةة اذا اتضةةةح اماراتهةةةا شةةة اهدها تفسةةةد‬
‫التصةةرف‪ ،‬المقةةرر أن مةةا يةةؤد اليةةه العقةةد اذا اتضةةح اماراتهةةا ش ة اهدها تفسةةد‬
‫التصةةرف‪ ،‬المقةةرر أن مةةا يةةؤد اليةةه العقةةد اذا كةةان ي ةةالف ارادة الشةةار مقاصةةده‬
‫جا منعه ‪ .3‬يق ب الشاطبي ‪":‬ان المكلف انما كلف باألعماب من جهةة قصةد الشةار‬
‫بها في األمر النهي‪ ،‬فإذا قصد بها رير ذل كانة بغةرت القاصةد سةائ َب لمةا قصةد‬
‫ع مقاصد‪ ،‬اذ لم يقصد بها قص َد الشار فتكة ن مقصة دة‪ ،‬بةب قصةد قصةداً آ ةر جعةب‬
‫الفعب أ التر سيلة له‪ ،‬فصار ما ه عنةد الشةار مقصة ٌد سةيلة عنةده ‪ .‬مةا كةان‬
‫شأنه هذا نق سبرام الشار هد ٌم لما َبناه"‪.4‬‬
‫اذن طالما أن نيةة البيةع الشةراء لةم تثبة فةي عقةد التة رق فةإن العقة د بمراميهةا‬
‫معانيهةا ع بألفاظهةا مبانيهةا‪ .‬فالعمليةة مجةرد أ راق للتحايةب علةى فعةب لةم يةبح فعلةه‬
‫مباشرة د ن هذه األ راق ه الحص ب على النقد التم يب بفائدة لصالح الدائن‪.5‬‬
‫يق ب الس يلم‪":‬أن مضةم ن هةذه الحجةة أن التة رق يتكة ن مةن عقةدين كةب منهمةا‬
‫حة ب‪ ،‬فةةالمجم اذن حة ب‪ .‬هةةذا طةةأ‪ ،‬ألن حكةةم البيةةع المفةةرد ي ةةالف البيةع الةةذ‬
‫انظم اليه عقد آ ر‪ .‬فالبيع مفةرداً مشر ‪ ،‬السةلف أيضةا ً مشةر ‪ ،‬لكةن اجتمةا البيةع‬
‫مةةع السةةلف ممن ة بةةن الحةةديث‪ .‬لةةذل قةةاب العلمةةاء‪" :‬حكةةم الجمةةع ي ةةالف حكةةم‬
‫التفريق"‪ .2‬فقد نهى عليه الص ة الس م عن بيع سلف‪ ،‬كةب احةد منهمةا لة انفةرد‬

‫‪6‬‬
‫‪. 666‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/ 3‬‬ ‫‪6‬‬
‫السةةنه ر ‪ ،‬ال سةةيط فةةي شةةرح القةةان ن المةةدني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القةةاهرة‪ ،‬مصةةر ‪ :‬مجم عةةة دار النشةةر‬
‫‪.679‬‬ ‫للجامعا المصرية‪،6920 ،‬ج‪/6‬‬ ‫‪3‬‬
‫محمة د‪ ،‬جمةاب الةدين‪ ،‬سةبا اسلتةزام شةرعيته فةي الفقةه اسسة مي‪،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪،‬مصةةر‪ :‬دار‬
‫‪. 672‬‬ ‫النهضة العربية‪،6972 ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫الشةةةاطبي‪،‬اب اسةةةحق ابةةةراهيم بةةةن م سةةةى اللم ةةةي‪ ،‬الم افقةةةا فةةةي أصةةة ب الشةةةريعة ‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪ ، 335 -334‬الهامن‪ ،‬فالنكاح مث طلبه‬ ‫د‪، .‬بير ‪ ،‬لبنان ‪:‬دار الكتا العلمية ‪،‬ج ‪/6‬‬
‫الشار للنسب لغيره من ل احقه‪ ،‬فةإذا قصةد بةه تحليةب الز جةة لغيةره كةان النكةاح سةيلة لمةا‬
‫قصد من التحليب‪ ،‬لم يكن مقص داً بقصد الشار فما كان مقص داً عند الشار صةار سةيلة‬
‫عنده‪ ،‬هذا مناقضة للشريعة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أحمد‪ ،‬محيي الدين‪ ،‬التطبيقا المصرفية لعقد الت رق‪ ،‬أثارها على مسةيرة العمةب المصةرفي‬
‫‪. 7-5‬‬ ‫اسس مي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫ابةةن تيميةةة‪ ،‬الق اعةةد الن رانيةةة‪ ،‬ط‪ ،6‬الريةةات‪ ،‬المملكةةة العربيةةة السةةع دية ‪ :‬مكتبةةة الرشةةيد‪،‬‬
‫‪. 666‬‬ ‫‪6466‬ها‪،6006 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫لجاز‪ .‬نهى هللا تعالى عن الجمةع بةين األ تةين فةي النكةاح‪ ،‬مةع جة از العقةد علةى كةب‬
‫احدة بانفرادها"‪.6‬‬
‫الت رق اسم لمعاملة تجمع بين عقدين‪ :‬أحدهما الشراء بةثمن مؤجةب مةن طةرف‪،‬‬
‫الثاني البيع حاعً لطرف آ ةر بةثمن أقةب مةن المؤجةب ‪ .‬كة ن كةب عقةد علةى انفةراده‬
‫مشر عا ً ع يعني أن المجمة مشةر ‪ . . .‬اآليةة انمةا تنا لة "البيةع" مطلقةاً‪ ،‬د ن‬
‫أن يفهم منه أ شر ط أ عق د اضافية ت ب بمقص ده‪ .‬فلفظ البيع في اآلية ع يتنةا ب‬
‫ص رة الت رق‪.6‬‬
‫الستدلل الثاني‪:‬‬
‫الرد على من استدب بق له تعالى ‪َ  :‬يا أَ ُّي َها الَّذِينَ آ َم َنوا لَ َتأ َكلَوا أَم َاوالَ َكم َبيا َن َكم‬
‫اض ِّمن َكم ‪.3‬‬ ‫ِبال َباطِ ِل إِلَّ أَن َت َكونَ ت َِج َ‬
‫ارة َعن َت َر ٍ‬
‫أن هللا حةةرم أ ةةذ دراهةةم بةةدراهم أكثةةر منهةةا الةةى أجةةب‪ ،‬لمةةا فةةي ذل ة مةةن ضةةرر‬
‫المحتةةاج‪ ،‬أكلةةه مالةةه بالباطةةب هةةذا المعنةةى م جة د فةةي هةةذه الصة رة‪ ،‬انما اععمةةاب‬
‫بالنيا انما لكب امر ء ما ن ل‪.4‬‬
‫أسند ا من قاب بذل الى أن هذه المعاملة من التجارة التي أباحها هللا تعةالى يقة ب‬
‫ابن تيمية‪ " :‬انما الذ أباحه هللا البيع التجارة‪ ،‬هةي أن يكة ن المشةتر ررضةه أن‬
‫يتجر فيها‪ ،‬فأما ان كان قصده الدراهم بدراهم أكثر منها فهذا ع ير فيه"‪.5‬‬
‫فاسةةةتند ا الةةةى أن المتةةة رق شةةةأنه شةةةأن التةةةاجر فكمةةةا أن التةةةاجر يشةةةتر يبيةةةع‬
‫لتحص ةيب النقةةد‪ ،‬فكةةذل المت ة رق ع فةةرق‪ .‬هةةذا الم قةةف يعكةةس الغفلةةة عةةن طبيعةةة‬
‫النشةةاط اعقتصةةاد الةةذ يهةةدف اليةةه كةةب مةةن التةةاجر المت ة رق‪ ،‬فالتةةاجر يقصةةد مةةن‬
‫الشةةراء البيةةع الةةربح‪ ،‬أ أن يك ة ن ثمةةن البيةةع أعلةةى مةةن ثمةةن الشةةراء‪ ،‬هذه حقيقةةة‬
‫التجارة‪،‬لكن المت رق يقصد العكس بالضةبط ‪ :‬فهة يشةتر بةثمن آجةب مرتفةاع لياةابيع‬
‫بةةثمن نقةةد أقةةب‪ ،‬أ أن المتة رق هدفةةه ال سةةارة‪ .‬فكيةةاف يقةةارن بالتاجاةةارالذ يهةةدف‬
‫للربح ؟ التاجر يبيع ليربح‪ ،‬س اء أكةان الةثمن حاضةراً أم مةؤج ً‪ ،‬فة يقةاب ان هدفةه‬
‫النقد‪ ،‬بب هدفه الربح‪ ،‬أما المت رق فه يبيع ليحصب على النقد الحاضةر‪ ،‬لة عةرت‬
‫عليه ثمن مؤجب أعلى من الثمن الذ اشترل بةه السةلعة لةرفت بيعهةا به‪،‬ألنةه يبحةث‬
‫عن السي لة ليس الربح‪ ،‬ع يمكن الحص ب علةى السةي لة اع بتكلفةة تعةادب سةارته‬
‫في بيع السلعة‪.2‬‬
‫يق ب الس يلم ‪ " :7‬من أبرز صائ الحيب منافاتها لحكمةة التشةريع مةن العقةد‬
‫الذ يتذر به المحتاب ‪ .‬هذا اضح في الت رق ‪ :‬اذ يشتر المت رق السلعة ليبيعها‬
‫ب سةةارة‪ .‬فةةالبيع ب سةةارة ينةةافي مقتضةةى الشةةراء ابتةةداء‪ ،‬ألن الشةةراء شةةر لتحقيةةق‬
‫مصلحة المشتر ‪ ،‬هي اما اعنتفا بالسلعة‪ ،‬اما التجارة فيها من ب بيعها بربح‪.‬‬
‫فةةي كلتةةا الحةةالتين يحقةةق العق ةد مصةةلحة المشةةتر ‪ .‬أمةةا المت ة رق فه ة يشةةتر ليبيةةع‬
‫ب سارة‪ ،‬ف ه انتفع باسته السلعة ع ه ربح بالمتاجرة فيها‪ .‬ع ريةا أن هةذا‬
‫ينافي حكمة تشريع البيع أص ً‪ .‬لذل يصبح الشراء عبثاً‪ ،‬هذا شأن الحيب المذم مة‬

‫‪6‬‬
‫‪.696‬‬ ‫الشاطبي‪ ،‬الم افقا ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ج ‪/3‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.33-36‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫س رة النساء‪،‬اآلية ‪.69‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫الس مي‪ ،‬الت رق الت رق المصرفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬الفتا ل الكبرل‪ ،‬مرجع ساق‪ ،‬ج‪. 434 -466 /9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪.64‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬التكافؤ اعقتصاد بين الربا الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪،67 -65‬بتصرف‪.‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫عم ما ً‪ .6‬بب يصبح مقصة د المتة رق مناقضةا ً لمقصة د العقةد الةذ شةر ألجلةه‪ .‬قةد‬
‫قرر كب من ابن تيمية الشاطبي أن العقد ع يجة زأن يةراد بةه نقةيت مقصة ده‪ .6‬فةإن‬
‫قيب‪ :‬ع يلزم أن ي سر المت رق في بيعته الثانية‪ ،‬بب قد يربح‪ .‬اذا كان كذل لةم يكةن‬
‫عليةةةه تثريةةةا فةةةي شةةةرائه بيعةةةه‪ ،‬اع فالتجةةةارة بيةةةع شةةةراء هةةةي معرضةةةة أيضةةةا ً‬
‫لل سارة‪ ،‬فهب يقاب بمنعها ؟ قيةب ‪ :‬الكة م فةي مقصة د المتة رق‪ ،‬مقصة ده كمةا نعلةم‬
‫هة بيةةع السةةلعة بأقةةب ممةةا اشةةتراها بةةه‪ ،‬فةةالمت رق ع حاجةةة لةةه فةةي السةةلعة‪ ،‬بةةب قصةةده‬
‫ال حيد ه الحص ب على نقةد حةاب ليةدفع أكثةر منةه بعةد أجةب معةين‪ ،‬أن السةلعة هةي‬
‫سيلة ذل ‪ ،‬بذل يحكم على هذه المعاملةة علةى أسةاس قصةد المتة رق‪،‬ععلى أسةاس‬
‫اعتفاقيا العق د التي قدم سةيلة لل صة ب الةى هةذه الغايةة‪ ،‬فالمقاصةد فةي العقة د‬
‫معتبرة‪ .3‬فمن األص ب الكلية القطعيةة أن قصةد المكلةف فةي العمةب يجةا أن يتفةق مةع‬
‫قصد الشار في تشريع ذل العمب‪ ،‬فإذا الف قصد المكلف في العمب قصةد الشةار‬
‫في تشريع هةذا العمةب بطةب قصةد المكلةف صةح قصةد الشةار ‪ .‬فيبطةب بةذل العمةب‬
‫الم الف ع يترتا عليه أثر‪ .4‬ثم أن احتماب الربح في البيعة الثانية نةادر‪ ،‬النةادر ع‬
‫حكم له‪ ،‬ارادة العاقب ع تت جه الى اعحتماع القليلة أ النادرة‪ ،‬كمةا يقة ب العةز بةن‬
‫عبد الس م ‪ ،‬بب الى اعحتماع الغالبة‪ 5‬اذا كان ه الغالا‪ ،‬الغالةا هة ال سةارة‪،‬‬
‫كةةان الحكةةم مبني ةا ً علةةى ذل ة ‪ .‬اذا قيةةب ‪ :‬هنةةا فةةرق بةةين قصةةد ال سةةارة مةةع احتمةةاب‬
‫حص ب الربح‪ ،‬بين قصد الربح مع احتمةاب حصة ب ال سةارة‪ .‬فالتةاجر يقصةد الةربح‬
‫قد تعرت له ال سارة د ن قصةد‪،‬أما المتة رق فهة يقصةد ال سةارة قةد يعةرت لةه‬
‫الربح د ن قصد‪ .‬فكيف يقةارن أحةدهما بةاآل ر مةع تنةاقت مقاصةدهما ؟ نظيةر ذلة‬
‫النكاح بنية الط ق‪ .‬فالةذين يجيةز ن هةذا النكةاح يق لة ن‪ :‬ان كةب نكةاح قةد يعةرت لةه‬
‫الط ة ق‪ ،‬فلةةيس هنةةا محةةذ ر فةةي تبيي ة نيةةة الط ة ق ابتةةداء‪ .‬المةةانع ن يق ل ة ن‪ :‬ان‬
‫النكاح يراد به اعتصاب الد ام‪ ،‬ع يراد بةه اعنقطةا ‪ .‬فةرق بةين األمةرين ‪ .‬مقصةد‬
‫اعسةةتدامة مةةع احتمةةاب طةةر ء الةةد ام ‪ " .‬فةةرق بةةين اتصةةاب يقبةةب اعنقطةةا ‪ ،‬اتصةةاب‬
‫يقصد به اعنقطا "‪ .2‬فقياس أحد األمرين على األ ر قيةاس للشةيء علةى ضةده‪،‬ان هللا‬
‫حرم أ ذ دراهم بدراهم أكثر منها الةى أجةب‪ ،‬لمةا فةي ذلة مةن ضةرر المحتةاج‪ ،‬أكةب‬
‫ماله بالباطب هذا المعنى م ج د في هذه الص رة‪ ،‬انما اععمةاب بالنيةا انمةا لكةب‬
‫امرلء ما ن ل‪.7‬‬
‫الستدلل الثالاث‪ :‬اعسةتدعب مةن ق لةه تعةالى‪َ  :‬ياا أَ ُّي َهاا الَّاذِينَ آ َم َناوا إِ َذا َتادَا َين َتم‬
‫س ّمى َفاك َت َبوهَ ‪ .2‬اسناده أن الت رق من المداينة الجائزة‪.‬‬ ‫ِبدَي ٍن إِلَى أَ َج ٍل ُّم َ‬
‫الجاااواب‪ :‬أن العمليةةةة ليسةةة مةةةن المداينةةةة بشةةةيء‪ ،‬فالبةةةائع هةةة مصةةةدر السةةةي لة‬
‫للمشتر ‪ ،‬فالنقد يحصب عن طريقه ب اسطته‪ ،‬ل عه لما جد العمليةة‪ ،‬المشةتر‬
‫انما يقبب على الت رق لعلمه بأن البائع سةيدبر لةه السةي لة النقةد الحاضةر عحقةاً‪ ،‬لة‬
‫علم المشتر أن البائع لن ية فر لةه النقةد لمةا رضةي بالشةراء ابتةداء‪ .‬فحاصةب العمليةة‬
‫اذن أن المصةرف يقة ب للعميةةب ‪ :‬أ فةر لة مائةة نقةداً مقابةةب أن تكة ن مةةدينا ً لةي بمائةةة‬
‫عشرين مؤجلة‪ ،‬هذا ه الربا‪ ،‬فالبائع ظيفته ت فير النقد للمةدين مقابةب ديةن بزيةادة‬
‫‪6‬‬
‫‪.679‬‬ ‫ابن تيمية‪ ،‬بيان الدليب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪،670‬المردا ‪ ،‬اسنصاف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/2‬‬ ‫ابن تيمية‪ ،‬بيان الدليب ‪،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫‪ ،67‬حامةد‪ ،‬حسةين‪ ،‬تعليةق علةى بحة ث‬ ‫‪ ،464‬الشاطبي‪ ،‬الم افقا ‪ ،‬مرجةع سةابق‪ ،‬ج‪/3‬‬
‫‪.40‬‬ ‫الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.667‬‬ ‫ابن تيمية‪،‬بيان الدليب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.4‬‬ ‫حسان‪،‬تعليق على بح ث الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪.300-662‬‬ ‫الس ّدعن‪،‬الق اعد الكبرل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪. 402‬‬ ‫ابن تيمية‪،‬بيان الدليب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪.66‬‬ ‫اعس مي‪،‬الت رق الت رق المصرفي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫س رة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.626‬‬

‫‪53‬‬
‫فةةي ذمتةةه‪ ،‬فحقيقةةة العمليةةة هةةي نقةةد حاضةةر بمؤجةةب أكثةةر منةةه‪ .‬لةةذل فهةةي ليس ة مةةن‬
‫المعاملة الدا لة في المداينة‪.6‬‬
‫فالمشةتر ع يشةتر السةلعة اع ألنةةه يعلةم أنةه يبيةع مةةا اشةتراه بةثمن مؤجةب بنقةةد‬
‫حاب أقب منه‪ ،‬المشةتر الثةاني أ األ يةر اذا لةم يكةن هة البةائع األ ب يشةتر ليبيةع‬
‫ه أيضاً‪ .‬فهذه العملية يجا الحكم عليها في مجم عها د ن الحكم على كةب عمليةة أ‬
‫عقد منها على انفراد ثم ينظر الةى قصةد أطةراف المعاملةة‪ ،‬هة أنهةم يتعةا ن ن علةى‬
‫ال ص ب الةى هةدف احةد تتحةد فيةه ارادتهةم‪ ،‬هة تة فير مبةال نقديةة للمتعةاملين حتةى‬
‫يدفع ا أكثر منها بعد أجب‪ ،‬ع ش في أن راية هذه العملية محرمة نتيجتها ممن عةة‬
‫شرعاً‪ ،‬أع هي حص ب المت رقين على نق د حالة في مقابب اعلتزام بنق د أكثةر منهةا‬
‫بعد أجب ‪ .‬للمجم في الشريعة حكم ي تلف عن حكم كةب فةرد مةن أفةراده‪ ،‬فالسةلف‬
‫جائز حده‪ ،‬البيع جائز حده فإذا اجتمعا حرما معا ً‪.6‬‬
‫الستدلل الرابع‪ :‬الحاجة تنزل منزلة الترورة‬
‫الجااااواب‪ :‬أن الضةةةةر رة تقةةةةدر بقةةةةدرها ‪ . . .‬ع تطلةةةةق هكةةةةذا د ن ضةةةة ابط‪،‬‬
‫فالضةةر را التةةةي كفلهةةا اسسةةة م هةةي الضةةةر را السةة ‪ :‬الةةةدين‪ ،‬الةةنفس‪ ،‬العقةةةب‪،‬‬
‫العرت‪ ،‬النسب‪ ،‬الماب‪ ،‬فأ ب هذه الضر را ‪ :‬الدين‪ ،‬لةذل ع يضةحى بالةدين فةي‬
‫سةةبيب شةةيء ‪ .‬لكةةن يضةةحى بكةةب شةةيء فةةي سةةبيب الةةدين‪ .‬أ رهةةا ‪ . . .‬المةةاب ‪. . .‬‬
‫يضةةحى بةةه فةةي سةةبيب كةةب مةةا يسةةبقه‪ ،‬لهةةذا نضةةحي بةةالنفس المةةاب فةةي سةةبيب الةةدين‪،‬‬
‫نضةةةحي بةةةالعرت فةةةي سةةةبيب الةةةنفس ‪ . . .‬اذاً ع بةةةد مةةةن مراعةةةاة هةةةذه الضةةة ابط‬
‫الشرعية‪ ،‬لذل فإن مجمع البح ث اسس مية عنةدما بحةث م ضة المصةارف عةام‬
‫‪6325‬هةةا‪ ،6925 ،‬انتهةةةى الةةةى أن ف ائةةد البنةةة حةةةرام‪ ،‬فةةي نفةةةس المةةةؤتمر بحةةةث‬
‫م ض اسقرات اعقترات‪ ،‬فاسقرات بالربا محرم ع تبيحه حاجة ع ضةر رة‪،‬‬
‫اعقترات بالربا محةرم كةذل يرتفةع اثمةه عنةد الضةر رة‪ .‬هةي فتة ل دقيقةة ‪. . .‬‬
‫ألن اسنسان المقرت عنده فائت‪ ،‬فلةيس فةي ضةر رة ع حاجةة‪ ،‬أمةا المقتةرت فقةد‬
‫يقترت بغير حاجة ع ضر رة فيصبح كالمقرت‪ .‬لكنه قد يضطر الى مةاب لمأكةب‬
‫أ لمشرا أ لملبس أ ع ج أ رير ذلة مةن الحاجةا األساسةية‪ ،‬ع يجةد مةاعُ‪ ،‬ع‬
‫يجد من يعطيه بغير ربا‪ ،‬فهنا يرتفع عنه اسثم أيضا ً ‪ .‬نضرا كذل مث ً ‪ . . .‬معهةد‬
‫الفكر اسس مي في اشنطن بال عيا المتحدة أرسب الى مجمع الفقه اسس مي يسةأله‬
‫عن حكم اعقترات من البن الرب ية لشراء أ بناء مسةكن‪ ،‬فةأفتى المجمةع بةأن هةذا‬
‫ع يج ز ‪ . . .‬لماذا؟ مع أن المسكن من األساسيا لإلنسان‪ ،‬فل أن انسانا ً ع يجةد ع‬
‫يستطيع أن يجد مسكنا ً اع بالربا ‪ . . .‬جاز‪ ،‬لكةن المجمةع الفقهةي يعلةم أن المسةلم فةي‬
‫هذه الب د يمكنةه أن يسةتأجر‪ ،‬مةن هنةا كانة الفتة ل ‪ .‬لةذل نجةد أن بعةت النةاس‬
‫يت سع ن في مفه م الضر رة‪ ،‬لكن هةذا ع يرفةع اسثةم عةنهم‪ .3‬ان مجةرد الحاجةة ع‬
‫يكفي عستباحة المحرم‪ .‬رفع الحرج من أص ب التشريع ب ريةا‪ ،‬لكةن رفةع الحةرج‬
‫يستلزم سد أب اا الربا‪ ،‬ألن الربا من أعظم مصةادر الحةرج المشةقة العنة ‪.4‬ثةم أن‬
‫المضةطر يبةةاح لةةه مةا ع يبةةاح لغيةةره‪ .‬لكةن هةةذه اسباحةةة تقةدر بقةةدرها عنةةد الضةةر رة‪،‬‬
‫ا سباحتهةا‪ ،‬أمةا المحتةاج فأنةه ع يصةب الةى مرتبةة‬ ‫فالضر رة ع تحتاج الى ن‬
‫‪5‬‬
‫المضطر‪ ،‬لذل يجا التفريق بين الضر رة الحاجة ‪ .‬من حيث ك ن الحاجة ع تبةيح‬
‫‪6‬‬
‫‪،32‬بتصرف ‪.‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬التكافؤ اعقتصاد بين الربا الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.7‬‬ ‫حسان‪،‬تعليق على بح ث الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫السال س‪ ،‬علي‪ ،‬الضر رة التي كفلها اسس م لها ض ابطها شةر طها‪ ،‬اعقتصةاد اسسة مي‪،‬‬
‫‪. 66‬‬ ‫مجلة علمية محكمة‪،‬مجلد (‪ ، 64‬العدد(‪ ، 674‬محرم‪6465 -‬ها ‪ ،‬مارس‪،6004 -‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.32‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫أنظر‪:‬الحنيطي‪،‬هناء‪،‬بيع العينة الت رق‪ ،‬أن هنال لطةا ً بةين الضةر رة الحاجةة مةع الفةارق‬ ‫‪5‬‬

‫الكبير بينهمةا‪ :‬مراعةاة الضةر رة تقةدير الحاجةة تعتبةران مةن مقاصةد الشةريعة‪ ،‬لكةب منهمةا‬

‫‪54‬‬
‫الحرام ‪ .‬يق ب هبة الزحيلي‪" :‬الضر رة‪:‬هي أن تطرأ على اسنسان حالة مةن ال طةر‬
‫أ المشقة الشديدة بحيث ي اف حد ث ضرر أ أذل بالنفس أ بالعرت أ بالعقب أ‬
‫بالماب ت ابعها يتعين أ يباح عندئذ ارتكاا الحةرام أ تةر ال اجةا‪،‬أ تةأ يره عةن‬
‫قته دفعا ً للضرر عنه في رالا ظنه ضمن قي د الشر ‪.6‬‬
‫فالضةةر رة تقةةدر بقةةدرها‪ ،‬ف ة يص ةبح المبةةاح للضةةر رة أص ة ً قاعةةدة‪،‬بب ه ة‬
‫اسةةتثناء مؤق ة يةةز ب بةةز اب الضةةر رة‪".‬فما أبةةيح للضةةر رة يتقةةدر بقةةدرها‪ ،‬أ أن‬
‫الشةةيء الةةذ يج ة ز بنةةاء علةةى الضةةر رة يج ة ز اجةةراؤه بالقةةدر الكةةافي عزالةةة تل ة‬
‫الضةةر رة فقةةط‪ ،‬ع يجة ز اسةةتباحة أكثةةر ممةةا تةةز ب بةةه الضةةر رة‪ .6‬فالضةةر رة‪:‬هي‬
‫الحالة الملجئة لتنا ب الممن شرعاً‪.‬أما الحاجةة ‪ :‬فإنهةا ان كانة حالةة جهةد مشةقة‬
‫فهي د ن الضر رة‪ ،‬ع يتأتى معها الهة فلةذا ع يسةتباح بهةا الممنة شةرعاً‪،‬مثاب‬
‫لةه اسفطةةار لحاجتةةه‬ ‫ذل ‪:‬الصةائم المسةةافر بقةاؤه صةةائما ً يحملةةه جهةداً مشةةقة فيةةر‬
‫للقة ةعلى السةةفر‪ .3‬ممةةا سةبق ذكةةره يتبةةين أن التة رق ع ينةزب منزلةةة الضةةر رة فلةةيس‬
‫هنا ضر رة تصب بنا الةى ال قة فةي المشةتبها أ الشةبها ‪ ،‬فة ي جةد ضةر رة‬
‫معتبةةةرة شةةةرعا ً تصةةةب بنةةةا الةةةى التعامةةةب بةةةالت رق تةةةر صةةةي اعسةةةتثمار التم يةةةب‬
‫اسس ة مية‪،‬أ أن هنةةا حاجةةة يصةةبح معهةةا التم يةةب الشةةرعي صةةعبا ً فيةةه مشةةقة حتةةى‬
‫اغ َولَ َعا ٍد َفاال إِثا َم َعلَيا ِه ‪4‬أ‬ ‫نطمئن الى تطبيق ق ب هللا تعالى‪َ  :‬ف َم ِن ات َط َّر َغي َر َب‬
‫ٍ‪5‬‬
‫تطبيق القاعدة الشرعية‪" :‬الضر را تبيح المحظ را " ‪.‬‬
‫الساتدلل الخااامس‪ :‬اساتدللهم بحااديث ابااي ساعيد الخاادري وأباي هرياارة‪ ،‬وهااو‬
‫حديث الجنيب ‪.‬‬
‫الجااواب‪ :‬ان هةةذا الحةةديث يُسةةتدب بةةه علةةى جميةةع صة ر العينةةة‪ ،‬الثنائيةةة الث ثيةةة‬
‫الت رق‪ .‬جمه ر المجيةزين للتة رق ع يجيةز ن بقيةة صة ر العينةة‪ .‬فمةا كةان ج ابةا ً‬
‫لهم عن هذا الحديث فه ج اا للمانعين منها مطلقاً‪ .‬فةإن قيةب‪ :‬العينةة الثنائيةة تحصةب‬
‫بين طرفين‪ ،‬الحديث ع يدب على أن مبادلة التمر بين طرفين‪ .‬قيب‪ :‬ليس فةي الحةديث‬
‫الن على ذل ‪ ،‬بةب هة مطلةق‪ .‬ثةم أن العينةة الث ثيةة ليسة بةين طةرفين ‪ .‬فةإن قيةب‪:‬‬
‫العبرة بالت اطؤ‪ ،‬فإذا لم ي جد ت اطؤ بين األطراف‪ ،‬جةاز‪ ،‬سة اء كةان ا اثنةين أم ث ثةة‬

‫مرتبةةة اصةةة بةةه فالضةةر ر مرتبتةةه تقةة م علةةى حفةةظ الضةةر را ال مةةس هةةي‪ :‬حفةةظ‬
‫الدين‪،‬حفظ النفس‪ ،‬حفظ العقةب‪ ،‬حفةظ النسةب (النسةا ‪ ،‬حفةظ المةاب‪ ،‬الضةر رة تبةيح المحةرم‬
‫ةاغ َ َع َعةا َل ٍد َفة َ م اِ طثة َم َعلَ طية ِهۚ)(سة رة البقةرة‪ ،‬آيةة‬
‫َل‬ ‫ةن ط ُ‬
‫ضضةطرَّ َر طي َةر َب ٍ‬ ‫بشر ط مقيدة قاب تعةالى ( َف َم ِ‬
‫ا سباحتها‪ ،‬ذل ألنه المضطر لةيس أمامةه طريةق‬ ‫‪ 673‬فالضر رة ع تحتاج الى ن‬
‫سنقاذ حياته أ ماله أ عرضه س ل اباحة المحةرم لكةن هةذه اسباحةة تقةدر بمقةدار الضةرر‪،‬‬
‫المضطر حده‪ .‬أما مرتبة الحاجا فأنها ع تصب الى مرتبة الضر ريا ع تت قف‬ ‫ت‬
‫عليها حياة أحد‪ ،‬ف اتها ع يؤد الى ف ا الضر ريا ال مسة‪ ،‬هي تق م على دفةع المشةقة‬
‫الحرج رفع الضيق عن الناس‪ ،‬لذل فهي تحتاج الى ن سباحتهةا حتةى يصةبح عامةا ً لكةب‬
‫الناس مثب‪ :‬عقد السلم ‪ ،‬القرت‪ ،‬بيع العرايا‪ ،‬فإنهمةا ردا علةى ة ف القيةاس‪ .‬لةذل يجةا‬
‫التفريةةق بةةين الضةةر رة الحاجةةة‪ ،‬بين الض ة ابط التةةي تميةةز الضةةر ر عةةن الحاجةةه‪،‬مرجع‬
‫سابق‪. 62 ،‬‬ ‫‪6‬‬
‫ح ار‪،‬علماء الشريعة يحدد ن الضر را التي تبيح المحظة را ‪ ،‬اعقتصةاد اعسة مي‪،‬مجلة‬
‫علمية محكمة‪ ،‬مجلد ( ‪ ، 63‬العةدد ( ‪، 627‬جمةادل اآل ةر‪6464 -‬هةا‪ ،‬ارسةطس‪،6003 ،‬‬
‫‪.65‬‬ ‫‪6‬‬
‫أنظر‪ :‬حيدر‪،‬علي‪ ،‬درر الحكام شرح مجلة األحكةام ‪ ،‬د‪ ، .‬د‪.‬ط‪ ،‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪ :‬دار الكتةا‬
‫العلمية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫حةة ار علمةةاء الشةةريعة يحةةدد ن الضةةر را التةةي تبةةيح المحظ را ‪،‬محمةةد رأفةة ‪ ،‬مرجةةع‬
‫سابق‪.67 ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫البقرة‪ ،‬اآلية ‪.673‬‬ ‫‪5‬‬
‫شحاته‪،‬حسةةةةةةين حسةةةةةةين‪ ،‬الت رق المصةةةةةةرفي فةةةةةةي نظةةةةةةر التحليةةةةةةب المحاسةةةةةةبي التقةةةةةة يم‬
‫اعقتصاد ‪،‬اعقتصةةاد اعسةةة مي‪ ،‬مجلةةد( ‪ ، 64‬العةةةدد ( ‪ ، 674‬محةةرم‪6465 -‬هةةةا‪ ،‬مةةةارس‪-‬‬
‫‪. 65‬‬ ‫‪،6004‬‬

‫‪55‬‬
‫أم أكثةةر‪ ،‬هةةذا مقتضةةى الحةةديث‪ .‬قيةةب ‪ :‬ع ريةةا أن الت اطةةؤ معتبةةر شةةرعاً‪ ،‬لكةةن‬
‫الت اطةةؤ ي جةةد فةةي الت ة رق أيض ةاً‪ ،‬حةةين يبيةةع سةةلعة تسةةا قيمتهةةا الحاضةةرة حاجةةة‬
‫المت رق من النقد‪ ،‬ذل بثمن مؤجب أعلى منه‪ ،‬فاعتبار الت اطؤ في جانةا د ن آ ةر‬
‫تح ّكةةم ‪ .‬فةةإن قيةةب‪ :‬العبةةرة بعةة دة السةةلعة الةةى البةةائع‪ ،‬فةةإن عةةاد ‪ ،‬ب اسةةطة أ بغيةةر‬
‫اسطة‪ ،‬فه ربا‪ ،‬اع ف ‪ .‬قيب ‪ :‬أين في الحديث أن السلعة ع يج ز أن تع د للبائع ؟‬
‫ثم يقاب‪ :‬ع تعة د السةلعة للبةائع اع بعةد أن ت ةرج مةن يةد المتة رق‪ .‬فلةم كانة ع دتهةا‬
‫محرمة لم يكن ر جها محرماً‪ ،‬مع أن ر جها شرط بب سبا لع دتها ؟ ع ريةا‬
‫أن ع دة السلعة الى البائع تكمّب أركان القرت الرب ‪ ،‬ألن المت رق يك ن قةد قةبت‬
‫نقداً مقابب زيادة في الذمة‪ ،‬البائع قد سلّم نقداً مقابب زيادة له في ذمة المدين‪ .‬فلم كةان‬
‫الربةةا محرمةا ً أصة ً ؟ ألةةيس بسةةبا الظلةةم ال اقةةع علةةى المةةدين ؟ فةةإذا جةةد هةةذا الظلةةم‬
‫بعينه‪ ،‬أليس ذل م جبةا ً للحكةم نفسةه؟ الشةر حةرم الظلةم مطلقةاً‪ ،‬سة اء أكةان المةرء‬
‫لنفسه أم ظلمه لغيره‪ .‬فإذا عاد السةلعة للبةائع صةار البةائع ظالمةاً‪ ،‬أمةا ظلةم المتة رق‬
‫لنفسه فه ثاب مسبقاً‪ ،‬لة عه لمةا طمةع فيةه البةائع‪ .‬ةر ج السةلعة مةن يةد المتة رق‬
‫ايجةةاا منةةه للظلةةم علةةى نفسةةه‪ ،‬ع دتهةةا للبةةائع قبة ب منةةه لةةد ر الظةةالم‪ .6‬كةةب منهمةةا‬
‫محرم‪ ،‬فإذا اجتمعا كان أشةد تحريمةا ً ‪ .‬معلة م أن العقةد المحةرم يحةرم ايجابةه يحةرم‬
‫قب لةةه لةةيس المحةةرم هة اجتمةةا اسيجةةاا القبة ب فقةةط‪ ،‬بةةب كةةب منهمةةا محةةرم علةةى‬
‫انفراده‪ .‬فالت رق يتضمن ايجابا ً للربا بشغب ذمة المت رق د ن مقابب‪ ،‬فه أحد ركنيةه‪،‬‬
‫هذا يستلزم تحريمه‪ .6‬فة يمكةن اعحتجةاج بهةذا الحةديث بةالت رق‪ ،‬ألن الغةرت مةن‬
‫الحديث ه ال ر ج مةن الربةا‪ ،‬الغةرت مةن التة رق هة الةد ب فةي الربةا‪ .‬كمةا أن‬
‫بةةائع الجمةةع لةةيس ملزم ةا ً بالشةةراء مةةن بةةائع الجنيةةا‪ ،‬فالبيعتةةان فةةي الحةةديث مسةةتقلتان‬
‫احداهما عن األ رل‪ ،‬ليس كذل الت رق المتفق عليه بين أطرافه الث ثة‪.3‬‬
‫الدليل السادس‪ :‬قالوا إن األصل في المعامالت الحل واإلباحة‬
‫الجواب‪ :‬ع ريا أن األصب في اعشياء الحب‪ ،‬لكن هذا األصب يقابلةه أن األصةب‬
‫متضافرة من الكتاا السنة أق اب‬ ‫في الحيب التحريم‪ ،‬ه أصب شهد له نص‬
‫الحةب‪ ،‬ألنهةا تتنةا ب‬ ‫الصحابة‪ .‬هذه القاعدة أ ة مةن قاعةدة األصةب فةي المعةام‬
‫الحيب د ن ريرها‪ .‬معلة م أنةه اذا تعةارت العةام ال ةا قةدم ال ةا ألنةه اعمةاب‬
‫للدليلين معا ً ‪ .‬ع نزا في أن الت رق حيلة للحص ب على النقد‪ ،‬انما النزا هب هة‬
‫حيلةةة جةةائزة أ ممن عةةة‪ .‬اذا كةةان األصةةب فةةي الحيةةب التحةةريم‪ ،‬فةةالت رق محةةرم حتةةى‬
‫يثب الدليب على ف ذل ‪ .4‬فالت رق له صلة بالربا العينة الحيب الرب ية‪ ،‬فصةار‬
‫األصب فيه ه المنع‪ .5‬ليس اسباحة‪.‬‬
‫المطلب السادس‬
‫المناقشة والترجيح‬
‫بعةةد هةةذا العةةرت ألدلةةة الفةةريقين‪ ،‬المةةانعين المجيةةزين للتة رق ( سة اء التة رق‬
‫الفقهي‪ ،‬أ الت رق المصرفي المنظم الرّد عليهم يتضح أن هنا د افع أدلة لك‬
‫الطرفين ن حظ أن األساس الذ بني عليه أدلة كب فريق ه هب العق د مبنية علةى‬
‫ألفاظها مبانيها أم على مقاصدها معانيها هب الحيةب جةائزة كم ةرج شةرعي أم ع‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ،‬لبنةةان ‪ :‬دار الفكةةر‪ ،‬ج‪/6‬‬
‫الزرقةةا‪ ،‬مصةةطفى‪ ،‬المةةد ب الفقهةةي العةةام‪ ،‬ط‪ ،6‬د‪ ، .‬بيةةر‬
‫‪.326‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ،32 -34‬بتصرف ‪.‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪.3‬‬ ‫المصر ‪ ،‬الت رق في البن ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.32 -37‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫المصر ‪ ،‬الت رق في البن ‪ ،‬مرجع سابق‪.3 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫فيجا التفريق في الحكم على مسألة الت رق هب ه مبني على الفعب الظةاهر أ علةى‬
‫النيّة‪.‬‬
‫ان من منع الت رق نظر الى مآع األفعاب القصد مةن العقةد‪،‬ان كةب فعةب يفعلةه‬
‫اسنسان من تصرفا عق د يتضمن أساسةا َ ناحيةة الباعةث الةدافع الةى الفعةب‪ ،‬ناحيةة‬
‫المآب الذ يؤد اليه الفعب‪ ،‬لذل من المهم أن ننظر الى مسألة الت رق من جانبين‪:6‬‬
‫الى الفعب (مرعةاة‬ ‫‪ 6‬النظر الى الباعث الى نية المتعاقد التي ينطلق منها الش‬
‫مقاصد المكلفين ‪.‬‬
‫‪ 6‬النظر الى ج د الت اطؤ التحايب على ارتكاا المحرم‪.‬‬
‫‪ ‬النظر الى الباعث نية المتعاقد‪:‬‬
‫استدب المجيز ن للت رق بأن األصب في العق د ه تحقيق ص رته الشرعية أن‬
‫اعحتمةةاع الةة اردة لنيةةة العاقةةد ع أثةةر لهةةا‪ .‬أن الةةذ يعتةةد بةةه هةة صةةيغة العقةة د‬
‫ص رتها‪ .‬ليس النيا القص د ‪ .‬يؤكد المجيز ن أن الشيء قد يك ن حراما لعةدم‬
‫تحقق ص رته الشرعية‪ .‬أنه يتح ب الى الح ب اذا ريةر صة رته المحرمةة مةع أن‬
‫المقصد األساسي احد ‪.‬‬
‫أما المانع ن للت رق فإنهم يعتمد ن على قاعدة األم ر بمقاصدها أن العبرة فةي‬
‫العق د للمقاصد المعاني ع لحلفاظ المباني‪ ،‬أن األعماب بالنيا ‪ .‬فمةن نة ل بةالبيع‬
‫عقد الربا حصب له الربا‪ ،‬ع يعصمه من حرمة الربا ص رة البيع‪.‬‬
‫‪ ‬النظر الى ج د الت اطؤ التحايب على ارتكاا المحرم ‪.‬‬
‫ان النية القصةد مقابةب اللفةظ الصةيغة فةي العقة د مةن المسةائب التةي اتجةه الفقةه‬
‫اسس مي فيها الى اتجةاهين‪ ،‬أكثةر المةذاها أ ةذا باأللفةاظ المبةاني مةذها الشةافعي‬
‫قريا منه مذها أبي حنيفة‪ ،‬في حين يتشدد مذها ابن حنبب كذل اسمام مال فةي‬
‫رعاية النية القصد د ن اللفظ ‪ .‬لكن ينحصر هذا ال ة ف بةين المةذاها فيمةا اذا لةم‬
‫يظهةةر بالةةدليب ان المتعاقةةدين قصةةدا بةةذل التعاقةةد الت سةةب الةةى الربةةا‪ ،‬امةةا اذا ظهةةر‬
‫ف بين األئمة في أنةه ممنة ألنةه ع يعقةب أن يقة ب امةام‬ ‫قصدهما ذل بالدليب ف‬
‫مةةن هةةؤعء بجة از التحايةةب علةةى ارتكةةاا المحةةرم ‪ .‬مةةن هنةةا يمكةةن القة ب بأنةةه حتةةى‬
‫أ لئ الذين يأ ذ ن باأللفاظ المباني الصي د ن المقاصد المعاني‪ ،‬فةإنهم يمنعة ن‬
‫التعاقد في حالة ظه ر الت اطةؤ التحايةب المكشة ف ممةا يحة ب التة رق كةذل بية‬
‫العينة الى بي محرمة عندهم أيضا ً ‪ .‬فالمانع ن للتة رق يةر ن أن الت اطةؤ التحايةب‬
‫على الربا اضح في صيغة الت رق المصرفي‪.‬‬
‫ثم أن من أجاز الت رق أجازه مةع شةر ط ضة ابط ع بةد مةن ت فرهةا‪ .‬أهةم هةذه‬
‫‪6‬‬
‫الشر ط‪:‬‬
‫‪ 6‬أن يك ن المست رق محتاجا ً الى النق د‪ ،‬فإن لم يكن محتاجا ً لها ف يج ز‪.‬‬
‫‪ 6‬أن ع يسةةتطيع المحتةةاج الحصةة ب علةةى المةةاب بطةةرق أ ةةرل مباحةةة ريةةر هةةذه‬
‫الطريقة – كالقرت‪ ،‬أ السلم مث ً‪ ،‬فإن كان يمكنه الحصة ب علةى حاجتةه بةد ن‬
‫الت رق لم يجز له ذل ‪.‬‬

‫ابحاث في الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ 66‬انظر‪ :‬جه‪ ،‬عز الدين محمد‪ ،‬مل‬
‫الطيار‪ ،‬عبد هللا بن محمد‪ ،‬ص رة من بيع الت رق المنظم‪ ،‬م قع الشبكة المعل ماتية‬
‫‪www. Olamaashareah.net‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ 3‬أن ع يشتمب العقةد علةى مةا يشةبه صة رة الربةا كةأن يقة ب لةه بعتة هةذه السةلعة‬
‫العشرة أحد عشر‪ ،‬فهذا كأنه دراهم بدراهم ع يصح‪ ،‬أمةا الطريقةة الصةحيحة فةي‬
‫ذل أن يق ب له بعت اياها بكذا كذا الى سنة‪.‬‬
‫‪ 4‬أن يمتلة البةةائع األ ب (المصةةرف السةةلعة تكة ن بح زتةةه قبةةب أن يبيعهةةا علةةى‬
‫المست رق (المشتر لعدم ج از بيع ما ليس عند ‪.‬‬
‫‪ 5‬أن ع يبيع المست رق (المشتر السلعة المشتراه اع بعد حيازتهةا تملكهةا ملكةا ً‬
‫حقيقيا ً يقبضها من المصةرف (البةائع األ ب القةبت المعتبةر شةرعا ً‪ .‬ذلة بةأن‬
‫تست في الشر ط الشرعية لعقد البيع‪.‬‬
‫‪ 2‬أع يبيع المسةت رق (المشةتر السةلعة علةى البةائع األ ب (المصةرف ع علةى‬
‫الذ باعها على البائع األ ب (المصرف أ عً‪ ،‬أع يك ن هنةا ت اطةؤ‬ ‫الش‬
‫الشةةريعة‬ ‫أ عةةرف بةةذل ‪ ،‬ألن هةةذا مةةن العينةةة المحرمة‪،‬الةةذ جةةاء نص ة‬
‫بتحريمه‪.‬‬
‫مما سبق استعراضه تنتهي الدراسة الى أن التة رق مةن البية الممن عةة شةرعا ً‬
‫ذل لحسباا التالية‪:‬‬
‫‪ -6‬ان است دام الت رق كأداة للبيع الشراء في تحديد مقدار الربةا الةذ سة ف يؤ ةذ‬
‫على الماب الذ س ف يتم اقراضه لحفراد المؤسسةا الشةركا ‪،‬أ أقتراضةه‬
‫من الم دعين‪ ،‬انما ه حيلة أل ةذ الربةا اعطائةه‪ ،‬تجة يز ذلة يتنةاقت مةع مةا‬
‫رد مةةةن النهةةةي عةةةن الحيةةةب عسةةةتح ب الحرام‪ ،‬هةةةذا التحايةةةب الةةةذ تمارسةةةه‬
‫المصةةارف فةةتح الطريةةق ألكةةب الربةةا ت سةةيع نطاقةةه بةةين المسةةلمين‪ ،‬معل ة م ان‬
‫الحيب تتناقت مع القاعدة الشةرعية‪ ،‬هة مةا يعةرف بةا "سةد الةذرائع"‪ ،‬فالشةار‬
‫يسةةد الطريةةق الةةى المفاسةةد بكةةب سةةيلة ممكنةةة‪ ،‬المحتةةاب يفةةتح الطريةةق بالحيةةب‪،‬‬
‫است دام أداة الت رق في التعامب مع المصارف مةن ة ب البيةع الشةراء للسةلع‬
‫أدل الى ال ق فةي الحةرام‪ .6‬فقاعةدة سةد الةذرائع‪ ،‬التةي تة اتر بهةا النصة‬
‫الشريعة‪ ،‬تضافر عليها عشرا األدلة الشرعية‪ ،‬فسد الذرائع متفةق عليةه فةي‬
‫الجملة بين الفقهاء ان قع ال ة ف فةي جزئياتةه‪ ،‬الةذرائع كمةا هة معلة م هةي‬
‫ال سائب التي يتبعها المكلف تك ن طريقا ً س اء لمحةرم أ محلةب‪ .‬فةإن اسةتعمل‬
‫تل ال سائب طريقا َ لمحرم فهي تك ن محرمة يجا سدها‪ ،‬ان استعمل طريقا ً‬
‫للح ب فهي جائزة مطل ا فتحها اتباعها‪ .6‬هذه القاعدة تقتضي تحريم الت رق‬
‫حتةةى لة فةةرت جةةدعً أنةةه ريرمحةةرم فةةي ذاتةةه‪ .‬ع يمكةةن فهةةم هةةذه القاعةةدة علةةى‬
‫حقيقتها اع بفهةم ال اقةع الةذ تطبةق فيةه األحكةام الشةرعية‪ .‬فالفقةه يتطلةا أمةرين‬
‫كما يق ب ابن القيم‪ :‬فهةم ال اقةع حقيقتةه‪ ،‬فهةم ال اجةا الةذ أ جبةه هللا فةي هةذا‬
‫ال اقةةةةةع‪ .3‬فهةةةةةم ال اقةةةةةع ضةةةةةر ر لمعرفةةةةةة كيفيةةةةةة افضةةةةةاء ال سةةةةةائب الةةةةةى‬
‫راياتها‪ ،‬األسةةةباا الةةةى مسةةةبباتها‪ ،‬لمعرفةةةة أنةةة ا الغايةةةا التةةةي تفضةةةي اليهةةةا‬
‫األعماب الم تلفة‪ ،‬ما لم ت جد هذه المعرفة الدقيقةة‪ ،‬فسةي جد مةن يمنةع كةب شةيء‬
‫سداً للذريعة‪ ،‬من يسمح بكب شيء نفيا ً للذريعة‪ . . .‬لذل حةذر النبةي صةلى هللا‬
‫الماليةة‪ ،‬لمةا تتضةمنه تفضةي اليةه مةن معةاني‬ ‫عليه سلم من عدد من المعام‬
‫الربا حقيقتةه‪ ،‬ان بةد فةي الصة رة علةى ة ف الربةا‪ .‬فحةرم اجتمةا السةلف‬
‫البيع‪ ،‬ان لةم يقصةد الطرفةان الربةا‪ ،‬ألن ذلة ذريعةة الةى أن يجةار المقةرت‬
‫‪6‬‬
‫المصةرفية‪،‬مرجع سةابق‪،‬‬ ‫أنظر‪ :‬الشباني‪ ،‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬الت رق نافذة الربا في المعةام‬
‫‪. 62 -65‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪.3‬‬ ‫أبحاث في الت رق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫جه‪ ،‬مل‬ ‫‪3‬‬
‫‪.625‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/6‬‬

‫‪58‬‬
‫في البيع‪ ،‬فيزيده في الثمن ان كان مشترياً‪،‬أ ينق له منه ان كان بائعةاً‪ ،‬فتكة ن‬
‫المحاباة ألجةب القرت‪ ،‬هةذا هة الربةا‪ .‬مةن هةذا البةاا تحريمةه صةلى هللا عليةه‬
‫سلم مبادلة الدراهم بالدراهم أ التمر بالتمر متفاضة ً‪ ،‬حتةى لة ا تلفة الجة دة‬
‫فةةي أحةةد الجةةانبين ‪ .‬لةةيس فةةي هةةذا اهةةدار للج ة دة أ انكةةار لقيمتهةةا‪ ،‬لكةةن سةةداً‬
‫لذريعة الربا‪ ،‬فإذا بلغ دقة الشةر فةي سةد أبة اا الربةا الةى هةذه الدرجةة‪ ،‬كةان‬
‫اتباعه في سد ما ه أقرا من ذل ‪ ،‬أ جا آكد ‪ . . .‬الذرائع أ ال سةائب التةي‬
‫تفضي الى المحرم ن عان‪ :‬ن يفضي الى المحةرم رالبةا ً‪ ،‬يعلةم بةذل بالتجربةة‬
‫المشاهدة‪ .‬كما في منع النبي صلى هللا عليه سلم لبيع التمةر قبةب بةد الصة ح‪،‬‬
‫حةةين رأل مةةا يفضةةي اليةةه مةةن النةةزا الشةةقاق‪ .6‬الن ة الثةةاني‪ :‬قةةد ع يتحقةةق‬
‫افضاؤه الى المحرم‪ ،‬لكن الح افز الفطرية تقتضيه‪ .‬من هذا الباا تحةريم النبةي‬
‫صلى هللا عليه سلم ‪ -‬للدينار بالدينارين الدرهم بالةدرهمين‪ ،‬شةية ال قة فةي‬
‫الربا‪ .‬قاب النبي صلى هللا عليه سةلم ‪ (:‬ل تبيعاوا الادينار بالادينارين‪ ،‬ولالادرهم‬
‫صاااعين‪،‬فإني أخاااف علاايكم الرماااء) والرماااء‪ :‬هااو‬ ‫صاااع بال َّ‬
‫بالاادرهمين‪ ،‬ول ال َّ‬
‫الربا‪ .6‬فلم ينتظر النبي صلى هللا عليه سلم الى حين تحقق افضاء ذل الى الربا‬
‫كي ينهي عنه‪،‬لعلمه أن الطبا تقتضةيه‪ .‬أكثةر الةذرائع التةي حرمهةا الشةر فةي‬
‫الماليةةة هةةي مةةن الن ة الثةةاني‪ ،‬ألن النشةةاط اعقتصةةاد مبنةةي علةةى‬ ‫المعةةام‬
‫الح ة افز بالدرجةةة األ لةةى‪ .‬اذا كةةان هةةذا ه ة مةةنه التشةةريع فةةي الةةذرائع‪ ،‬فمةةن‬
‫السهب أن ندر م قفه من الت رق حتى ل فرت جدعً أنه رير محةرم فةي ذاتةه‪.‬‬
‫ذل أن جميع التكاليف األعبةاء المتصةلة بالسةلعة‪ ،‬كةالقبت الحيةازة التسةليم‬
‫المعاينة النافية للجهالة كب ما يتصب بةذل مةن اعجةراءا ‪ ،‬لةيس مةن مصةلحة‬
‫أ طرف اعلتزام بها‪ ،‬ألنه ع ررت أل منهما فيها‪ .‬في هذه الحالة فإن الربةا‬
‫الصريح أجدل اقتصاديا ً من التة رق سةائر صة ر العينةة الحيةب الرب يةة‪ .‬فكةب‬
‫معاملةةة تةةؤد الةةى نفةةس نتيجةةة الربةةا‪ ،‬هةةي ثمةةن حاضةةر بمؤجةةب أكثةةر منةةه‪ ،‬مةةع‬
‫زيادة التكلفة‪ ،‬فةإن الحة افز الفطريةة تقتضةي الةت ل مةن هةذه التكةاليف لتحقيةق‬
‫مصةةلحة الطةةرفين‪ ،‬فيك ة ن مةةآب ذل ة الةةى الربةةا‪ .‬ب ة ف البي ة الشةةرعية التةةي‬
‫تتضمن من المصالح المنافع ما يجبةر تكةاليف الشةر ط اسجةراءا الشةرعية‪،‬‬
‫من ثم ع ت جد ح افز كافية للت ل مةن هةذه التكةاليف‪ ،‬فة تفضةي الةى الربةا‪.‬‬
‫ان الربةا هة أيسةةر الطةةرق أقلهةةا كلفةةة للحصة ب علةةى السةةي لة مقابةةب زيةةادة فةةي‬
‫الذمة‪ .‬الحياة اعقتصادية قائمة على البحث عن األقةب كلفةة األكثةر ربحةا ً‪ .‬فكةب‬
‫معاملة تحقق نتيجة الربا مع زيةادة التكلفةة‪ ،‬فةإن ضةغط المنافسةة طلةا الربحيةة‬
‫سيؤد تدريجيا ً الى ازالة هذه التكاليف‪ ،‬عاج ً أ آج ً‪ ،‬من ثةم اعقتةراا أكثةر‬
‫فأكثر من الربا‪ .‬اذا كان كذل فيجا منعه عم ً بقاعدة الشر المحكمة فةي سةد‬
‫الذرائع‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ،627‬اسناده ضعيف‪ ،‬لجهالة الشي من بنةي‬ ‫مسند اسمام أحمد‪،‬حديث رقم (‪ ، 937‬ج‪/6‬‬
‫تمةةيم‪ .‬أب ة عةةامر المزنةةي‪ :‬هة صةةالح بةةن رسةةتم ال ةةزاز‪ ،‬ضةةعفه ابةةن معةةين‪ ،‬ثقةةه أب ة دا د‬
‫الطيالسةةي أب ة دا د السجسةةتاني ذكةةر ابةةن حبةةان فةةي الثقةةا ‪ .‬الحةةديث ر اه أب ة دا د فةةي‬
‫البي ‪ ،‬باا في بيع المضطر‪ ،‬رقم ‪،3326‬ج‪ ،42 /5‬صححه الترمذ ‪ ،‬الجامع الصحيح‪،‬‬
‫أب اا البي (‪ ، 66‬باا ما جاء في كراهية بيةع الغةرر (‪ ، 67‬رقةم الحةديث( ‪ ، 6630‬ج‪/3‬‬
‫‪.536‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ،665‬اسةةناده ضةةعيف ‪ ،‬أ رجةةه مالة فةةي‬ ‫ر اه اسمةةام أحمةةد بةةن حنبةةب‪ ،‬م َُسةةند‪ ،‬ج‪/60‬‬
‫الم طأ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪. 234 /6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ،36 -69‬بتصرف ‪.‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -6‬من الق اعد التي يق م عليها التشريع اسس مي‪":‬ان العبةرة فةي العقة د للمعةاني ع‬
‫لحلفاظ المباني"‪ 6‬فالعبربالمقاصد النيةا ‪ ،‬لهةذا عبةد مةن النظةر الةى المقصةاد‬
‫الغاية مةن أداة التة رق فةي تعامةب هةذه المصةارف فةي حقيقةة أمرهةا‪ ،‬بم جةا‬
‫عق د تأسيسها‪ ،‬فإنها مبنية علةى أسةاس أن النقة د هةي مجةاب عملهةا‪ ،‬فهةي تتةاجر‬
‫فةةي النق ة د ليس ة تتةةاجر بةةالنق د‪ ،‬كمةةا يمةةارس مةةن قبةةب األنشةةطة اعقتصةةادية‬
‫األ ةةرل‪ ،‬مةةن مجةةاع األعمةةاب التةةي تمارسةةها هةةذه المصةةارف المبنيةةة علةةى‬
‫أسس رب ية ‪ :‬المتاجرة باعستثمارا المالية فةي األسة اق الد ليةة‪ ،‬مةن ضةمنها‬
‫المضاربة فةي سة ق السةلع المسةتقبلية ( ب رصةة البضةائع ‪ ،‬حيةث يةتم احتسةاا‬
‫التةةي تمارسةةها فةةق مةةا أطلةق عليةةه المرابحةةة فةةي سة ق السةةلع‬ ‫أربةاح المعةةام‬
‫المسةةتقبلية فةةق المعادلةةة الرب يةةة فةةي احتسةةاا األربةةاح‪ ،‬المتمثلةةة فةةي احتسةةاا‬
‫الربح على أساس القيمة‪ ،‬المدة الزمنيةة للتم يةب‪ ،‬معةدب الةربح (نسةبة الفائةدة ‪.‬‬
‫مةةن هنةةا ن حةةظ أن أداة الت ة رق المعم ة ب بهةةا مةةن ِق َبةةب المصةةارف فةةي ت ة فير‬
‫هةي سةيلة سيجةاد الم ةرج عسةتح ب الربةا تحة‬ ‫التم يب لمن يحتاج اليةه‪ ،‬انمةا َ‬
‫مسمى الشراء البيع في الس ق الد ليةة للسةلع‪ ،‬فالقصةد مةن بيةع المرابحةة للسةلع‬
‫التي يتم التعامب بها في س ق المعادن الد لي (الب رصة ‪ ،‬من ثةم بيعهةا لصةالح‬
‫المشتر من المصرف انما قصد من ذل استح ب اسقرات أ األقترات ‪. . .‬‬
‫"فقاعةةدة الشةةريعة التةةي ع يجةة ز هةةدمها أن المقاصةةد اععتقةةادا معتبةةرة فةةي‬
‫التصرفا العبادا ‪ ،‬كمةا هةي معتبةره فةي التقربةا العبةادا ‪ ،‬فالقصةد النيةة‬
‫اععتقاد يجعب الشيء ح عً أ حراماً‪ ،‬صحيحا ً أ فاسداً‪ ،‬طاعة أ معصةية‪،‬‬
‫كمةا أن القصةد فةي العبةادة يجعلهةا اجبةة أ مسةتحبة أ محرمةة‪ ،‬أ صةةحيحة أ‬
‫فاسدة"‪ .6‬ف اقع ممارسة المصارف ألداة التة رق بالشةراء البيةع‪ ،‬ع ينةز عنهةا‬
‫صفة الربا‪ .‬أن ما يؤ ذ من ربح ه ربا علةى المةاب المقةرت‪ ،‬كةذا مةا يعطةى‬
‫علةةةى المةةةاب المقتةةةرت‪ ،‬ان تغيةةةر المسةةةميا ‪ ،‬ان عمةةةب عقةةة د باسةةةم بيةةة‬
‫التقسةةةةيط أ المرابحةةةةة أ شةةةةراء السةةةةلع بيعهةةةةا فةةةةي سةةةة ق السةةةةلع المسةةةةتقبلية‬
‫(الب رصة ع يغير من طبيعة التعامب مقصده رايته‪.3‬‬
‫ان مةةن يجيةةز الت ة رق ينظةةر للص ة رة فةةي حةةين أن صةةاحا المعاملةةة نفسةةه ع‬
‫ينظر للص رة بب للحقيقة‪ ،‬هي الحص ب على نقد حاضر بمؤجب أكثر منه‪ .‬هةذا مةا‬
‫جعةةةةب كثيةةةةراً مةةةةن النةةةةاس يظنةةةة ن أن الشةةةةريعة ع تتعامةةةةب بالحقةةةةائق بةةةةب بالرسةةةة م‬
‫المظاهر‪ ،‬لذل جنح ا الى انكار حكمة التشةريع المصةالح التةي جةاء بهةا‪ ،‬ألن هةذه‬
‫المصةةالح الحكةةم ع تكة ن اع باعتبةةار الحقةةائق الغايةةا ‪ .‬فبنةةاء الحكةةم علةةى الصة رة‬
‫د ن الحقيقةةة يجعةةب النةةاس أقةةب ايمان ةا ً بالشةةريعة تعظيم ةا ً لهةةا‪ ،‬مةةن ثةةم أقةةب التزام ةا ً‬
‫بأحكامها ‪ . . .‬أن مقصد الشر من ربط التم يةب بةالبي هة أن يكة ن التم يةب تابعةا ً‬
‫للمبادع ‪،‬أمةةةا التةةة رق سةةةائر صةةة ر العينةةةة فهةةةي علةةةى النقةةةيت مةةةن ذلةةة ‪ ،‬تجعةةةب‬
‫المبةةادع تابعةةة للتم يةةب‪ .‬هةذا مةةع مناقضةةته لحكمةةة التشةةريع‪ ،‬فهة منةةاقت للمنطةةق‬
‫اعقتصةةاد ‪.‬ألن تكلفةةة التم يةةب ع يمكةةن ال فةةاء بهةةا اع مةةن ة ب النشةةاط اعقتصةةاد‬
‫ادما ً للتم يب‪ .‬فإذا انعكس ال ضع صةار النشةاط اعقتصةاد ادمةا ً للتم يةب‪،‬انعكس‬
‫الهةةةدف مةةةن النشةةةاط اعقتصةةةاد أصةةة ً‪ ،‬فبةةةدعً مةةةن أن يكةةة ن سةةةببا ً لتحقيةةةق الرفةةةاه‬

‫‪6‬‬
‫شةةبير‪،‬محمد عثمةةان‪ ،‬الق اعةةد الكليةةة الض ة ابط الفقهيةةة فةةي الشةةريعة اسس ة مية‪ ،‬ط‪،6‬عمةةان‪،‬‬
‫األردن‪ :‬دار الفرقان‪6460 ،‬ها‪،6000،‬‬
‫‪. 666‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪. 206 -706‬‬ ‫ابن القيم‪ ،‬اع م الم قعين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪/3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ،62 -67‬بتصةرف‬ ‫المصرفية‪ ،‬مرجةع سةابق‪،‬‬ ‫الشباني‪ ،‬الت رق نافذة الربا في المعام‬
‫‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الر اء‪،‬صار مس ّ راً لسداد تكاليف التم يب دمة الدي ن‪ .‬فيصبح التم يب نزيفا ً في‬
‫جسم اعقتصاد لمصلحة أصحاا الماب‪ ،‬كما ه الحاب في النظام الرب ‪.6‬‬
‫ثةةم ان المصةةارف أصةةبح تسةةتغب حاجةةة النةةاس للنقةةد فتركةةا لهةةم مجم عةةة مةةن‬
‫العق د لتمكنهم من الحص ب علةى التم يةب بالربةا مةن ة ب التة رق‪ ،‬بغطةاء م ةر ق‬
‫بأكثر من جانا‪ ،‬ذل بإضافة الجانا الشرعي على المعاملة‪.‬‬
‫فالتورق المصرفي المنظم محرم لالسباب التالية‪:6‬‬
‫‪ -6‬ان العقد حيلة على الربا‪ ،‬فالعميب لم يقبت من البن اع نق داً سةيرد اليةه تلة‬
‫النق د بعةد أجةب بزيةادة‪ ،‬فحقيقتةه قةرت مةن المصةرف للعميةب بفائةدة‪ ،‬السةلعة‬
‫المسماة في العقد انما جيء بها حيلةة سضةفاء الشةرعية علةى العقةد‪ ،‬لهةذا فةإن‬
‫العميةب ع يسةةأب عةةن السةةلعة ع يمةةاكس فةي ثمنهةةا بةةب ع يعلةةم حقيقتهةةا‪ ،‬ألنهةةا‬
‫ريةةر مقص ة دة أص ة ً‪ ،‬انمةةا المقص ة د مةةن المعاملةةة ه ة النق د‪ ،‬يقتصةةر د ر‬
‫العميب على الت قيع على أ راق يزعم فيها أنه مل السلعة ثم بيع لصالحه ثةم‬
‫أ د ثمنهةةةةا فةةةةي حسةةةةابه‪ ،‬مةةةةا اعتةةةةرف بةةةةه بعةةةةت المصةةةةارف الشةةةةركا‬
‫العالميةةة‪،‬ه أن عةةدم ج ة د ايصةةاع م ةةازن أصةةلية يعنةةي عةةدم جة د سةةلع‪،‬‬
‫فاألمر ع يعد ان يك ن قي داً ع يقابلها شيء في ال اقع العملةي‪ .‬ثةم ان التة رق‬
‫ع يمكةةن مةةن ت ة فير تم يةةب الم ةةز ن ألن مةةا عليةةه العمةةب يف ة ق حاجةةة تم يةةب‬
‫الم ز ن‪ ،‬فبعت المصارف تشتر من السلع الد لية مةا تجةا ز قيمتةه مسةة‬
‫م ييين د عر ي مياً‪ .‬تبيعها في نفس الي م‪ ،‬بعضها تشتر مةا تجةا ز قيمتةه‬
‫عشةةرة م يةةين د عر ي ميةةاً‪ ،‬تبيعهةةا فةةي نفةةس اليةة م‪ .‬فهةة مقصةة د لتم يةةب‬
‫العم ء المت رقين ‪.‬‬
‫‪ -6‬ان الص ة رة المفترضةةة لهةةذا العقةةد هةةي أن النقةةد الةةذ يأ ةةذه العميةةب ه ة ثمةةن‬
‫السةةلعة التةةي بيع ة لةةه‪ ،‬هةةذا األمةةر يكذبةةه ال اقةةع‪ ،‬فةةإن عق ة د الت ة رق المةةنظم‬
‫تجةةر علةةى سةةلع م صة فة أ ريةةر معينةةة‪ ،‬فهةةي ليسة ممل كةةة ع للمصةةرف‬
‫الذ باعها على العميب‪ ،‬ع للعميب الذ كب البن في بيعهةا‪ ،‬بةب ع للمة رد‬
‫الذ يبيع على البن ‪ ،‬فه يعقد صفقا مةع المصةرف بكميةا أكبةر ممةا عنةده‬
‫حقيقةةة مةةن السةةلع ‪ .‬ممةةا يؤكةةد عةةدم ارتبةةاط مبل ة التم يةةب بالسةةلعة ثمنهةةا أن‬
‫المصرف يلتزم بإيدا المبل المتفق عليه في حساا العميب ب فتةرة جيةزة‬
‫مع أن من المعل م أن بيع أ سلعة مهما كان ع ي ل من الم اطرة اما لتقلا‬
‫األسعار أ لعدم فاء المشتر أ لظه ر عيا في السلعة أ التأ ر في البيةع‪،‬‬
‫أ لغيةةةةر ذلةةةة ‪ ،‬مةةةةع ذلةةةة يةةةةتم ايةةةةدا المبلةةةة المتفةةةةق عليةةةةه د ن تةةةةأ ير أ‬
‫نقصان‪.‬بإلضافة ان ما يق م به المصرف من بيع شراء في السة ق الد ليةة قةد‬
‫تقدمه اتفةاق عةدد اسجةراءا األحكةام التةي ينبغةي أن ي ضةع لهةا عقةد البيةع‬
‫عند ج ده‪.‬‬
‫‪ -3‬ان هةةذا العقةةد يةةؤد الةةى العينةةة الث ثيةةة‪ ،‬هةةي محرمةةة ففةةي السةةلع المحليةةة –‬
‫كالسةةيارا مةةث ً يشةةتر المصةةرف السةةيارة مةةن المعةةرت ببيعهةةا ثةةم يبيعهةةا‬
‫المعرت على المصرف‪ ،‬ثم يبيعهةا المصةرف علةى عميةب آ ةر‪ ،‬هكةذا تةد ر‬
‫أ راق السيارة مئا المرا بين المصرف العميب المعةرت‪ ،‬السةيارة فةي‬
‫مكانها لم تتحر ‪ ،‬مما يؤكد أن المعاملة ما هي اع مبادلة ماب بماب أن السةلعة‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،33 -63‬بتصرف ‪.‬‬ ‫الس يلم‪ ،‬الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫ل ستزادة‪ ،‬أنظر‪ :‬الشباني‪ ،‬الت رق نافذة الربا في البن ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الشبيلي‪،‬حكم الت رق‬
‫الةةذ تجريةةه البن ة ‪ ،‬مرج ة ع سةةابق‪ ،‬السةةعيد ‪ ،‬الت ة رق كمةةا تجريةةه المصةةارف فةةي ال ق ة‬
‫الحاضر‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫انما اد ل حيلة‪ ،‬هذا التد ير ان لم يكن مشر طا ً في العقد أ متفقا ً عليه اع‬
‫أنةةةه معةةةر ف‪ ،‬القاعةةةدة عنةةةد أهةةةب العلةةةم‪" :‬أن المعةةةر ف عرفةةةا ً كالمشةةةر ط‬
‫شرطاً"‪ .6‬ع ي تلف األمر في السلع الد لية عما هة عليةه فةي السةلع المحليةة‪،‬‬
‫فإن من المعتاد أن المصرف يشتر المعدن مةن أحةد المة ردين ثةم يبيعةه علةى‬
‫العميب‪ ،‬ثم يت كب عن العميب في بيعه فيبيعةه علةى المة رد األ ب نفسةه أ علةى‬
‫م ر ٍد آ ر يك ن مت اطئةا ً مةع المة رد األ ب علةى نقةب ملكيةة المعةدن اليةه ‪ -‬أ‬
‫الةةى األ ب – فيةةتم تةةدا ب شةةهادة الحيةةازة ال اصةةة بالمعةةدن بةةين هةةذه األطةةراف‬
‫عشرا المرا ‪ ،‬المعدن فةي مكانةه لةم يتحةر ‪ .‬ان الةذ ينظةر الةى مةا تسةير‬
‫الت رق المصرفي المنظم يجد أن السلعة في بلةد‪،‬‬ ‫عليه المصارف في معام‬
‫المصرف فةي بلةد آ ةر ع يقبضةها ع يراهةا ع يعلةم عنهةا شةيئا ً هةذا أيضةا ً‬
‫ينطبةةق علةةى المشةةتر ‪ ،‬أفةةاد القةةرة دارةةي أنةةه زار م ةةزن بمدينةةة "ليفرب ة ب"‬
‫جد أن البضاعة ع تصلح ل سةت دام‪ ،‬أفةاد صةالح كامةب تحةدث عةن شةركة‬
‫"بي سي سي أ " قاب‪ :‬تبين أنه ليس هنا بضاعة ‪ . . .‬ان ت كيةب المصةرف‬
‫الةةى العميةةب لةةيس مشةةكلة‪ ،‬الةةذ طرفةةاه المصةةرف المنةةت ‪ ،‬لكةةن لةةيس هنةةا‬
‫قبت ع حقيقي ع حكمي في البيع الثاني الذ طرفاه المشةتر العميةب‪ ،‬فةإن‬
‫المصةةرف يشةتر حةةدة كاملةةة مةةن المسةةت د يقة ب‪ :‬انهةةا معينةةة بم جةةا رقةةم‬
‫معين‪،‬لكن المصرف يق م بتجزئتهةا بيعهةا للعم ءفةي شةكب أجزاء‪ ،‬كةب جةزء‬
‫ريرمتميز رير معين رير محدد فليس هنا قبت‪.6‬‬
‫حيث يتم الت رق في س ق السلع الد لية‪ ،‬يعتمةد علةى القةبت الحكمةي‬
‫في مرحلة البيع التي طرفاهةا المصةرف البةائع األجنبةي‪ ،‬كمةا ع ي جةد قةبت‬
‫ع تعيةةةةةةين فةةةةةةي مرحلةةةةةةة البيةةةةةةع التةةةةةةي طرفاهةةةةةةا المصةةةةةةرف المشةةةةةةتر‬
‫"المست رق"‪،‬فالعملية يكتنفها شيء من الغم ت‪.‬‬
‫ان ك ة ً مةةن المصةةرف العميةةب يبيةةع السةةلعة قبةةب قبضةةها‪ ،‬قةةبت ص ة رة مةةن‬ ‫‪-4‬‬
‫شةةهادة الحيةةازة للمعةةدن‪،‬أ صة رة مةةن البطاقةةة الجمركيةةة للسةةيارة ع يكفةةي فةةي‬
‫تحقيةق القةةبت الشةةرعي‪ ،3‬ألن الصة رة ع تعةد ثيقةةة بالتملة ‪ ،‬بةةب المشةةاهد أن‬
‫المعرت الذ يتعامب مع المصارف في التة رق المةنظم يبيةع السةيارة ال احةدة‬
‫فةةي ق ة احةةد علةةى مصةةارف م تلفةةة يسةةلم ك ة ً مةةنهم مةةن شةةهادة الحيةةازة‬
‫للمعدن الذ عنده‪ .‬ت كيب المصرف أ الم رد األ ب بالقبت ع يصح أيضةاً‪،‬‬
‫ألن ك ً منهما – أ المصةرف المة رد – بةائع‪ ،‬فالسةلعة مقب ضةة لةه أصة ً‪،‬‬
‫فل صح ت كيله لم يكن عشتراط القبت أ معنى‪ .‬ألجب هذه التجةا زا فةإن‬
‫اشتراط قبت السلع قبب بيعها ان كان م تلفا ً فيةه اع أنةه فةي مثةب هةذه العقة د‬
‫التي يقصد منها التم يب ع ينبغي أن يك ن من المسائب ال فيةة‪ ،‬ذلة لتجنةا‬
‫الصة رية فةةي العقةةد‪ ،‬للبعةةد عةةن مضةةارعة التم يةةب الرب ة ‪ .‬يةةتم الت ة رق فةةي‬
‫س ق السلع الد لية‪ ،‬يعتمد على القبت الحكمي في مرحلة البيع التةي طرفاهةا‬
‫المصرف البائع األجنبي‪ ،‬كما ع ي جد قبت ع تعيين فةي مرحلةة البيةع التةي‬
‫طرفاها المصرف المشتر "المست رق"‪،‬فالعملية يكتنفها شيء من الغم ت‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪،‬‬ ‫السةةي طي‪ ،‬ج ة ب الةةدين‪ ،‬األشةةباه النظةةائر‪ ،‬تحقيةةق المعتصةةم بةةاهلل البغةةداد ‪،‬ط‪ ،6‬بيةةر‬
‫لبنان‪:‬دار الكتاا العربي‪6407،‬ها‪.92 ،‬‬ ‫‪6‬‬
‫السةةةعيد ‪ ،‬مناقشةةةا حةةة ب التةةة رق المصةةةرفي‪ ،‬اعقتصةةةاد اسسةةة مي‪،‬مجلة علميةةةة محكمةةةة‪،‬‬
‫مجلد(‪ ، 64‬العدد(‪ ، 674‬محرم ‪6465‬ها‪،‬مارس ‪.57 ،6004‬‬ ‫‪3‬‬
‫أنظر‪:‬قرار مجلس مجمع الفقه اسس مي المنعقد في د رة مؤتمره السادس بجدة فةي المملكةة‬
‫العربيةة السةع دية مةن ‪ 63 -67‬شةةعبان ‪6460‬هةا الم افةق ‪ 60 -64‬آذار ( مةةارس ‪،6990‬‬
‫م ض القبت‪.‬‬ ‫ب ص‬

‫‪62‬‬
‫ان العميب ي كب المصرف في بيةع السةلعة قبةب أن يتملكهةا‪ ،‬فةي حةديث حكةيم‬ ‫‪-5‬‬
‫‪6‬‬
‫بن حزام ‪ -‬رضي هللا عنه (ل تبع ما ليس عندك ‪.‬‬
‫ان العميب لم يتحمب م ةاطرة السةلعة أ ضةمانها‪ ،‬فهةي لةم تةد ب فةي ضةمانه‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فةةي حةةديث عبةةد هللا ب ةن عمةةر – رضةةي هللا عنهمةةا‪( :‬نهااى عاان ربااح مااا لاام‬
‫يتمن ‪.6‬‬
‫فةق مةن جملةة مةن ر ة المةذاها التةي قةد‬ ‫بما سبق بيانةه يتبةين أن العقةد مل ٌ‬ ‫‪-7‬‬
‫يس غ ال ف في احدة منهةا اذا انفةرد أمةا مةع اجتماعهةا فةأحرل بالعقةد أن‬
‫يك ن ص ريا ً ع حقيقيةاً‪ .‬الحكةم علةى العقةد يجةا أن يكة ن عليةه بمجم عةه ع‬
‫بةةأفراده ‪ .‬فقةةد يكة ن الشةةراء بةةه باألجةةب البيةةع بالنقةةد‪ ،‬السةةلعة ريةةر معينةةة ع‬
‫مقب ضة‪ ،‬البائع هة الممة ب ال كيةب بةالبيع ال كيةب بةالقبت ال كيةب بتسةلم‬
‫الثمن‪ ،‬المبل مضم ن‪ ،‬الزيادة بسبا األجب بقةدر سةعر الفائةدة فةي السة ق ‪.‬‬
‫فما الفرق بين عقد كهذا بين التم يب الرب ؟ أع ما أحسن مق لة ابةن عبةاس‬
‫‪ -‬رضي هللا عنهمةا – فةي العينةة‪" :‬هةي دراهةم بةدراهم د لة بينهمةا حريةرة"‪،‬‬
‫فالت رق المنظم نق د بنق د د لة بينهمةا سةلعة‪ .‬فةالعبرة فةي العقة د بحقائقهةا ع‬
‫بألفاظها‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم ذكره يظهر ب ض ح أن الق ب بعدم ج ازالت رق المصةرفي‬
‫المنظم ه الص اا‪ .‬أنه ع يج زاع للحاجة القص ل‪ .‬فةالت رق عقةد مركةا مةن عةدة‬
‫عق د في عقد احد‪ ،‬س اء كان تة رق مصةرفي أ مةنظم‪ ،‬فبدايتةه عقةد بيةع فةي مآلةه‬
‫قرت بزيادة‪،‬فأصبح الت رق بديب للقرت بفائدة ‪.‬‬
‫فيما يلي ن ّ القرار الذ ات ذه المجمع الفقه اسسة مي التةابع لرابطةة العةالم‬
‫اسس مي ألهميته ‪:‬‬
‫القرار الثاني‬
‫بشأن موتوع ‪ :‬التورق كما تجريه بعض المصارف في الوقت الحاتر‬

‫الحمد هلل حده ‪ ،‬الص ة السة م علةى رسة ب هللا ‪ ،‬علةى آلةه صةحبه‪ .‬أمةا‬
‫بعد‪:‬‬
‫فةةإن مجلةةاس المجمةةاع الفقهةةاي اسس مةةاي برابطةةة العةةالم اسسة مي فةةي د رتةةه‬
‫السابعة عشرة المنعقادة بمكاة المكرماة ‪ ،‬فةي الفتةرة مةن ‪6464/60/63-69‬هةا الةذ‬
‫ي افقةةه‪6003/66/67-63 :‬م ‪ ،‬قةةد نظةةر فةةي م ضة ‪ ( :‬التة رق كمةةا تجريةةه بعةةت‬
‫المصارف في ال ق الحاضر ‪.‬‬
‫بعد اعستما الى األبحاث المقدمة ح ب الم ض ‪ ،‬المناقشا التةي دار‬
‫ح له‪ ،‬تبين للمجلس أن الت رق الذ تجريه بعت المصارف في ال ق الحاضةر هة‬
‫‪ :‬قياام المصرف بعمب نمطي يتم فيه ترتيا بيع سلعة ( ليس من الذها أ الفضةة‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،674‬أب دا د‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاا البي ‪ ،‬باا ‪ :‬في الرجب يبيع‬ ‫أ رجه أحمد‪ ،‬المسند‪ ،‬ج‪/6‬‬
‫‪ ، 35‬الترميذ ‪ ،‬السةنن‪ ،‬أبة اا البية ‪ ،‬بةاا ‪ :‬كراهيةة بيةع مةا لةيس‬ ‫ما ليس عنده‪ ،‬ج‪/3‬‬
‫‪ ، 663‬النسائي‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاا البية ‪ ،‬بةاا‪ :‬مةا لةيس عنةد البةائع‪ ،‬ج‪/7‬‬ ‫عند ‪ ،‬ج‪/4‬‬
‫‪،662‬‬ ‫‪ ،426‬ابن ماجه‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاا اعتجار‪ ،‬باا‪ :‬النهي عن بيع ما ليس عند ‪ ،‬ج‪/7‬‬
‫‪ ،67‬قاب الترميذ ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬ ‫اسناده صحيح‪ ،‬صححه الحاكم‪ ،‬المستدر ‪ ،‬ج‪/6‬‬ ‫‪6‬‬
‫اسجارا (‪ ، 67‬باا في الرجب يبيع مةا لةيس عنةده ( ‪70‬‬ ‫أ رجه‪ ،‬أبي دا د‪ ،‬كتاا البي‬
‫‪ ،729‬الترمذ ‪ ،‬الجامع الصةحيح‪ ،‬فةي كتةاا البية ( ‪66‬‬ ‫رقم الحديث( ‪ ، 3505‬ج‪/3‬‬
‫‪،535‬‬ ‫باا ما جةاء فةي كراهيةة بيةع مةا لةيس عنةد (‪ ، 69‬رقةم الحةديث ( ‪ ، 6634‬ج‪/3‬‬
‫قاب حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مةةن أس ة اق السةةلع العالميةةة أ ريرهةةا ‪ ،‬علةةى المسةةت رق بةةثمن آجةةب ‪ ،‬علةةى أن يلتةةزم‬
‫المصرف – اما بشرط في العقد أ بحكم العرف العادة – بةأن ينة ا عنةه فةي بيعهةا‬
‫على مشتر آ ر بثمن حاضر‪ ،‬تسليم ثمنها للمست رق‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫بعد النظر الدراسة ‪ ،‬قرر مجلس المجمع ما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬عدم جواز التورق الذي سبق توصيفه في التمهيد لألمور اآلتية ‪:‬‬
‫‪ 6‬أن التزام البائع في عقد الت رق بال كالة في بيةع السةلعة لمشةتر آ ةر أ ترتيةا‬
‫مةةن يشةةتريها يجعلهةةا شةةبيهة بالعينةةة الممن عةةة شةةرعا ً ‪ ،‬سةة اء أكةةان اعلتةةزام‬
‫مشر طا ً صراحة أم بحكم العرف العادة المتبعة‪.‬‬
‫‪ 6‬أن هةةذه المعاملةةة تةةؤد فةةي كثيةةر مةةن الحةةاع الةةى اس ة ب بشةةر ط القةةبت‬
‫الشرعي ال زم لصحة المعاملة‪.‬‬
‫‪ 3‬أن اقع هذه المعاملة يق م على منح تم يب نقةد بزيةادة لمةا سةمي بالمسةت رق‬
‫البيةةع الشةةراء التةةي تجةةر منةةه التةةي هةةي‬ ‫فيهةةا مةةن المصةةرف فةةي معةةام‬
‫ص رية في معظم أح الها ‪ ،‬هدف البن من اجرائها أن تع د عليه بزيادة علةى‬
‫ما قدم من تم يب ‪ .‬هذه المعاملة رير الت رق الحقيقي المعر ف عند الفقهاء ‪،‬‬
‫الةةذ سةةبق للمجمةةع فةةي د رتةةه ال امسةةة عشةةرة أن قةةاب بج ة ازه بمعةةام‬
‫حقيقية شر ط محددة بينها قراره‪ ..‬ذل لما بينهمةا مةن فةر ق عديةدة فصةل‬
‫الق ب فيهةا البحة ث المقدمةة‪ .‬فةالت رق الحقيقةي يقة م علةى شةراء حقيقةي لسةلعة‬
‫بثمن آجب تد ب في مل المشتر يقبضها قبضا ً حقيقيا ً تقع في ضةمانه ‪ ،‬ثةم‬
‫يق م ببيعها ه بةثمن حةاب لحاجتةه اليةه ‪ ،‬قةد يةتمكن مةن الحصة ب عليةه قةد ع‬
‫يتمكن ‪ ،‬الفرق بين الثمنةين اآلجةب الحةاب ع يةد ب فةي ملة المصةرف الةذ‬
‫طرأ على المعاملة لغرت تس ي الحص ب على زيادة لما قدم مةن تم يةب لهةذا‬
‫صة رية فةي معظةم أح الهةا ‪ ،‬هةذا ع يتة افر فةي المعاملةة‬ ‫بمعام‬ ‫الش‬
‫المبينة التي تجريها بعت المصارف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يوصي مجلس المجمع جميع المصارف بتجنب المعامالت المحرمة‬
‫امتثاعً ألمر هللا تعالى ‪ .‬كما أن المجلس اذ يقدر جهة د المصةارف اسسة مية فةي‬
‫انقةةاذ األمةةة اسس ة مية مةةن بل ة ل الربةةا ‪ ،‬فإنةةه ي صةةي بةةأن تسةةت دم لةةذل المعةةام‬
‫ص رية تؤ ب الى ك نها تمة ي ً محضةا ً‬ ‫الحقيقية المشر عة د ن اللج ء الى معام‬
‫بزيادة ترجع الى المم ب ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫أول ‪ :‬أهم النتائج‬
‫ان الجدب ال اسع الذ حظي به بيع الت رق ح ب مشةر عية التعامةب بةه‪ ،‬لةدل‬
‫المصارف اسس مية الن افذ اسس مية في المصارف التقليديةة أ جةا القيةام بدراسةة‬
‫شاملة لم ض البحث س اء من ناحية فقهية أ ناحية تطبيقيةة(‪ 6‬مةن أجةب أن يسةاعد‬
‫ذل على تك ين ص رة شاملة أقرا الى ال اقع العملي الذ تطبقه من له عمليةة‬
‫بيع الت رق‪.‬‬
‫لقد لص الدراسة الى عدد من اعستنتاجا يمكن تل يصها فيما يلي‪:‬‬
‫بحاجةةة ماسةة الةةى نقةةد ع يجةد مةةن يقرضةه الةةى شةةراء‬ ‫‪ -6‬التة رق‪ :‬لجة ء شة‬
‫آ ةر‬ ‫سلعة في حة زة البةائع ملكةه بةثمن مؤجةب‪ ،‬ثةم يبيةع السةلعة علةى شة‬
‫رير الذ اشتراها منه‪ ،‬بثمن أقب مما اشتراه‪ ،‬د ن أن يك ن هنا ت اطؤ بةين‬
‫األطراف الث ثة‪.‬‬
‫‪ -6‬ان اسةةاس قيةةام المصةةارف اسسةة مية مبةةرر ج دهةةا أنهةةا تجمةةع مةةد را‬
‫المسلمين ت جهها ل ستثمار بصي استثمار شرعية مسةاهمة فةي طةة التنميةة‬
‫الشاملة ليس تقديم التم يب منح اعئتمةان الةذ يتمثةب فةي تة فير سةي لة نقديةة‬
‫للمتعاملين معها فهنا م اطرة في اعسةتثمار اسسة مي يتحملهةا كة الطةرفين‬
‫المم ب المستثمر ف فائدة مةن اعسةتثمار اع مةن ة ب ايجةاد قيمةة اقتصةادية‬
‫نافعة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعدد أراء الفقهةاء البةاحثين فةي بيةع التة رق ص صةا ً التة رق المصةرفي‬
‫المنظم الذ أت ذ حيلة للحص ب على النقةد‪ ،‬ذلة عةن طريةق الشةراء باآلجةب‬
‫البيةع بالعاجةةب‪ ،‬قةد رأل بعةةت البةاحثين القة ب بصةحته أن الحاجةةة للسةةي لة‬
‫أمر معتبر‪ .‬أما المانعين لت رق فير ن أن الت اطؤ التحايةب علةى الربةا اضةح‬
‫في صيغة الت رق‪ .‬فحقيقة الت رق هي نقد حاضر بمؤجب أكثر منه ه تحايةب‬
‫على الربا التحايب أس أ من الربا الصريح ألنه استح ب للمحرم ‪.‬‬
‫‪ -4‬ان تطبيةةق التةة رق المصةةرفي المةةنظم يةةؤد الةةى ضةةعف الفةةارق بةةين العمةةب‬
‫المصرفي اسسة مي عمةب المصةارف التقليديةة حيةث ان التة رق اعقتةرات‬
‫بالفائدة يتفقان في نتيجةة الحصة ب علةى السةي لة المطل بةة للعمة ء‪ ،‬ممةا يةؤد‬
‫الى زيادة الدي ن اعسته كية‪ .‬فنية الحص ب على النقد مصرح بها في التة رق‬
‫المصةةةرفي المةةةنظم ‪ .‬بالتةةةالي فةةةأن التةةة رق المصةةةرفي سةةةيؤد الةةةى فقةةةدان‬
‫المصارف اسس مية مصداقيتها مبرر ج دها‪ .‬ه جمةع مةد را العمة ء‬
‫ت جهها ل ستثمار بصي استثمار شرعية تشار في التنمية اعقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تزايةةد اسقبةةاب علةةى التعامةةب بةةالت رق المصةةرفي المةةنظم يع ة د الةةى تةةدني نسةةبة‬
‫الم ةةاطرة سةةرعة اعنجةةاز ربحيةعاليةةة بالنسةةبة للمصةةارف‪ ،‬بعكةةس عقةة د‬
‫المشاركة المضاربة القائمة على الربح ال سارة‪.‬‬
‫‪ -2‬اسقبةةاب المتزايةةد علةةى الت ة رق المصةةرفي يؤكةةد أن هنةةا مجم عةةة كبيةةرة مةةن‬
‫العم ء تبحث عن البديب اسس مي للبنة التقليديةة‪ ،‬ممةا يؤكةد جة د العاطفةة‬
‫الدينية لدل العم ء أقبالهم على األد ا المالية اسس مية ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫قام الدراسة األصلية بت صي ن ّ كامب لدراسة تطبيقية ل اقع تطبيق هذا العقةد فةي عةدد‬
‫من البن التي تعتمد أسل ا الت رق المصرفي المنظم على نطاق اسع في أعمالها ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -7‬ان تطبيةةق الت ة رق المصةةرفي المةةنظم يةةؤد الةةى زيةةادة تةةراكم المدي نيةةة لةةدل‬
‫العم ء‪ ،‬الى تهجيةر أمة اب المسةلمين الةى ال ةارج ألنهةا تةتم مةن ة ب سة ق‬
‫الب رصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬بةةدأ الت ة رق المصةةرفي المةةنظم يحةةب تةةدريجيا ً محةةب عق ة د اعسةةتثمار التم يةةب‬
‫األ رل فةي المصةارف اسسة مية الن افةذ اسسة مية فةي المصةارف التقليديةة‬
‫سيسةةتمر هةةذا اسحة ب حتةةى يسةةيطر التة رق المصةةرفي المةةنظم العينةةة علةةى‬
‫صةةةي اعسةةةتثمار األ ةةةرل ‪ .‬فمعظةةةم المصةةةارف اسسةةة مية جهةةة نشةةةاطها‬
‫التمةةة يلي الةةةى التةةة رق المصةةةرفي المةةةنظم ضةةةيق دائةةةرة صةةةي اعسةةةتثمار‬
‫األ ةةرل مةةن مشةةاركة مضةةاربة مةةع أهميتهةةا فةةي مجةةاب النشةةاط اعقتصةةاد ‪.‬‬
‫حيث أن أم اب الت رق لم تست دم في مشر عا تحقق تدفقا نقدية‪.‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫‪ -6‬عدم أ ذ بيع الت رق سيلة للتحايب على الربا‪ ،‬ضع الق اعد الض ابط التي‬
‫تمنع مثب هذا التحايب الت عا‪.‬‬
‫‪ -6‬منع الت رق المصرفي المنظم ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن مسةةيرة المؤسسةةا المصةةارف اسس ة مية بحاجةةة الةةى مراجعةةة مسةةتمرة‬
‫ل طمئنان علةى سة مة التزامهةا بأحكةام الشةريعة ‪ .‬هةذا د ر مهةم يجةا علةى‬
‫المجمةةع الفقهيةةة التصةةد لةةه ‪ ،‬كمةةا أن هةةذا يحمةةب جهةةا الرقابةةة الشةةرعية فةةي‬
‫هذه البن مسؤ لية التأكد من التزامهةا المسةتمر بأحكةام الشةريعة ‪ ،‬قيامةا ً منهةا‬
‫نحة أبنةاء األمةة الةذين يتطلعة ن الةى تعامةب شةرعي‬ ‫ب اجبها نح هذه البنة‬
‫ح ب‪.‬‬
‫‪ -4‬العمب على ابتكار تط ير منتجا ماليةة اسة مية مت افقةة مةع أحكةام الشةريعة‬
‫اسس مية‪ .‬ت ضع ل عتماد من المجامع الفقهية اسس مية‬
‫‪ -5‬اعهتمام بأن تق م المصارف اسس مية باعستثمار فةي انتةاج السةلع ال ةدما‬
‫‪ ،‬ليس مجرد التم يب النقد ‪ ،‬فتحب المشاركة المضاربة محب القر ت‪.‬‬
‫آ ر دع انا أن الحمد هلل را العالمين ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‬
‫(مرتبة حسب ما وردت بالقرآن الكريم)‬
‫الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫السورة‬
‫‪66‬‬ ‫‪69‬‬ ‫البقرة‬
‫‪40‬‬ ‫‪673‬‬ ‫البقرة‬
‫‪63‬‬ ‫‪637‬‬ ‫البقرة‬
‫‪62،60،35‬‬ ‫‪675‬‬ ‫البقرة‬

‫‪69،60،32‬‬ ‫‪626‬‬ ‫البقرة‬

‫‪62‬‬ ‫‪69‬‬ ‫النساء‬

‫‪37‬‬ ‫‪69‬‬ ‫النساء‬

‫‪67‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الكهف‬

‫‪6‬‬ ‫‪62‬‬ ‫فاطر‬

‫فهرس اآلحاديث الشريفة‬


‫(مرتبة حسب األحرف األبجدية)‬
‫الصفحة‬ ‫الحديث‬

‫‪11‬‬ ‫أن أعظم المسلمين‬

‫‪12‬‬ ‫أن رس ب هللا صلى هللا عليه سلم أستعمب رج ً‬

‫‪64‬‬ ‫ع تبع ما ليس عند‬

‫‪63‬‬ ‫ع تبيع ا الدينار بالدينارين‬

‫‪64‬‬ ‫نهى عن ربح ما ع يضمن‬

‫‪68‬‬
‫المــــراجـع‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬السنة النب ية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ابةةن القيم‪،‬الج زيةةة‪ ،‬محمةةد بةةن ابةةي بكةةر بةةن أي ة ا بةةن سةةعد الزرعةةي‪ ،‬اع ة م‬ ‫‪.6‬‬
‫الم قعين‪ ،‬ط‪ ،6‬راجحه قدم له‪ ،‬علق عليه طه عبد الرء ف سعيد ‪ ،‬بيةر ‪،‬‬
‫لبنان ‪ :‬دار الجيب‪ ،‬د‪. .‬‬
‫ابةن القةيم‪ ،‬تهةةذيا السةنن‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةةان ‪ :‬دار الكتةا العلميةة‪6466 ،‬هةةا‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.6006‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬الق اعد الن رانية الفقهية‪ ،‬ط‪ ،6‬الريات‪ ،‬المملكة العربيةة السةع دية ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مكتبة الرُشد‪6466 ،‬ها‪.6006 ،‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬كتاا بيان ال ّدليب على بط ن التحليب‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪ :‬المكتةا‬ ‫‪.5‬‬
‫اسس مي‪6462 ،‬ها‪.6992 ،‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬مجم عة الفتا ل‪ ،‬ط‪ ،6‬الريات‪ ،‬المملكةة العربيةة السةع دية ‪ :‬مكتبةة‬ ‫‪.2‬‬
‫العبيكان‪6462 ،‬ها‪.6997 ،‬‬
‫ابةةةن تيميةةةه ‪ ،‬الفتةةةا ل الكبةةةرل ‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةةةر ‪ ،‬لبنةةةان ‪ :‬دار الكتةةةا العلميةةةة‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪6402‬ها‪.6927 ،‬‬
‫أبن حنبب‪ ،‬أب عبةدهللا أحمةد بةن محمةد الشةيباني‪ ،‬المسةند‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دار الفكر‪. 6996 ،‬‬
‫ابةةن عابةةدين ‪ ،‬محمةةد أمةةين بةةن عمةةر ‪ ،‬المعةةر ف بةةابن عابةةدين ‪ ،‬حاشةةية ابةةن‬ ‫‪.9‬‬
‫عابدين‪ ،‬ط‪،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار المعرفة‪6460 ،‬ها‪.6000 ،‬‬
‫ابن قدامة ‪ ،‬عبد هللا بةن أحمةد بةن محمةد بةن قدامةة ‪ ،‬المغنةي ‪ ،‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪:‬‬ ‫‪.60‬‬
‫دار الكتا العربي‪ ،6923 ،6403 ،‬طبعة جديدة باأل فس ‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة‪ ،‬الكافي في فقه اسمام أحمد بةن‬ ‫‪.66‬‬
‫حنبب‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6464 ،‬ها‪.6994 ،‬‬
‫ابن كثير ‪ ،‬محمد بن اسماعيب بن كثير ‪ ،‬اب عبدهللا ‪ ،‬البصر ‪ ،‬تفسةير ابةن‬ ‫‪.66‬‬
‫كثير‪ ،‬ط‪ ،6‬الريات‪ ،‬السع دية ‪ :‬دار طيبة‪6460 ،‬ها‪. 6999 ،‬‬
‫ابن مفلح‪،‬شمس الدين محمد‪ ،‬الفر ‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنةان ‪ :‬مؤسسةة الرسةالة‪،‬‬ ‫‪.63‬‬
‫‪6464‬ها‪.6003 ،‬‬
‫ابن منظ ر ‪ ،‬محمد بن مكرم بن علي بن منظة ر األفريقةي المصةر ‪ ،‬لسةان‬ ‫‪.64‬‬
‫العرا ‪ ،‬ط‪ ، 6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار صادر بير ‪ ،‬د ‪.‬‬
‫أبةةي دا د‪ ،‬سةةليمان بةةن األشةةعث األزد السجسةةتاني‪ ،‬سةةنن أبةةي دا د مةةع عة ن‬ ‫‪.65‬‬
‫المعب د‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪ ، .‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العربي ‪.‬‬
‫أبةةةي دا د‪ ،‬سةةةليمان بةةةن األشةةةعث األزد السجسةةةتاني‪ ،‬سةةةنن أبةةةي دا د‪،‬ط‪،6‬‬ ‫‪.62‬‬
‫بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬شركة دار األرقم بن أبي األرقم‪6460 ،‬ها‪.6999،‬‬
‫أبي شيبة‪ ،‬اسمام الحافظ عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة ابراهيم بن عثمةان ابةن‬ ‫‪.67‬‬
‫ص ّنف ابن أبي شيبة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬كراتشةي‪ ،‬باكسةتان ‪ :‬منشة را ادارة‬ ‫ابي بكر ‪ُ ،‬م َ‬
‫القرآن العل م اسس مية ‪6402 ،‬ها‪.6922 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫أحمةد‪ ،‬محيةةي الةةدين‪ ،‬التطبيقةا المصةةرفية لعقةةد التة رق أثارهةةا علةةى مسةةيرة‬ ‫‪.62‬‬
‫العمب المصرفي اسس مي‪ ،‬مقدم الى ند ة البركةة الثانيةة العشةرين ل قتصةاد‬
‫اعس مي‪ ،‬من ‪ 9 -2‬ربيع اآل ر ‪6463‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 60 -69‬ي ني ‪. 6006‬‬
‫الب ار ‪ ،‬أب عبدهللا محمةد بةن اسةماعيب بةن ابةراهيم‪ ،‬صةحيح الب ةار ‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪.69‬‬
‫بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6466 ،‬ها‪.6996 ،‬‬
‫ابةةن بةةاز‪ ،‬عبةةد العزيةةز بةةن عبةةد الةةرحمن‪ ،‬مجم ة فتةةا ل مقةةاع متن عةةة‪،‬‬ ‫‪.60‬‬
‫ط‪،6‬بير ‪ ،‬لبنان مؤسسة الرسالة‪6466،‬ها‪.6000،‬‬
‫البه تي ‪ :‬منص ر بن ي نس بن ص ح الدين بةن حسةن أبةن ادريةس ‪ ،‬كشةاف‬ ‫‪.66‬‬
‫القنةةا ‪ ،‬ط ‪ ،6‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان ‪ :‬دار الكتةةا العلميةةة ‪ ،‬حققةةه ابة عبةةدهللا محمةةد‬
‫حسن اسماعيب الشافعي ‪6462 ،‬ها ‪.6997 ،‬‬
‫البهةةةة تي‪ ،‬الةةةةر ت المربةةةةع بشةةةةرح زاد المسةةةةتقنع‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القةةةةاهرة‪ ،‬مصةةةةر ‪:‬‬ ‫‪.66‬‬
‫مكتبةالتراث اسس مي‪6465 ،‬ها‪.6994 ،‬‬
‫البه تي‪ ،‬كشاف القنا عن متن األقنا ‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬مكة‪ ،‬المملكة العربية السةع دية‬ ‫‪.63‬‬
‫‪ :‬مطبعة الحك مة‪6394 ،‬ها‪.‬‬
‫البه تي‪،‬منص ر بن أدريس‪ ،‬شرح منتهى األرادا المسمى دقائق أ لي النهةي‬ ‫‪.64‬‬
‫لشرح المنهى‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬عالم الكتا‪6462 ،‬ها‪6992 ،‬‬
‫الترميةةذ ‪ ،‬ابةة عيسةةى محمةةد بةةن عيسةةى بةةن سةة رة‪ ،‬سةةنن الترميةةذ ‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪.65‬‬
‫بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6402 ،‬ها‪.6927 ،‬‬
‫حسةةان‪ ،‬حسةةين حامةةد ‪ ،‬تعليةةق علةةى بح ة ث الت ة رق‪ ،‬مةةؤتمر د ر المؤسسةةا‬ ‫‪.62‬‬
‫المصرفية اسس مية في اعستثمار التنمية‪ ،‬من ‪ 62 -62‬صفرها الم افق ‪-7‬‬
‫‪ 9‬ماي ‪. 6006‬‬
‫الحّطةةاا‪ ،‬أبةةي عبةةدهللا محمةةد بةةن محمةةد بةةن عبةةد الةةرحمن المغربةةي‪ ،‬م اهةةا‬ ‫‪.67‬‬
‫الجليب‪ ،‬ط‪ ،3‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الفكر‪6466 ،‬ها‪.6996 ،‬‬
‫الحنيطةي‪ ،‬هنةاء محمةد‪ ،‬بيةع العينةة التة رق‪ :‬دراسةة تطبيقيةة علةى المصةارف‬ ‫‪.62‬‬
‫اسس مية‪،‬رسالة دكت راه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلة م الماليةة المصةرفية‪ ،‬قسةم‬
‫المصارف اسس مية‪.6007،‬‬
‫الحم ‪ ،‬أحمد بن محمد شهاا الدين المصر ‪ ،‬رمز عية ن البصةائر شةرح‬ ‫‪.69‬‬
‫األشباه النظائر‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪.‬‬
‫ح ار‪ ،‬علماء الشريعة يحدد ن الضر را التي تبةيح المحظة را ‪ ،‬اعقتصةاد‬ ‫‪.30‬‬
‫اعسةةةةة مي‪ ،‬مجلةةةةةد ( ‪ ، 63‬العةةةةةدد( ‪ ، 627‬جمةةةةةادل اآل ةةةةةر‪6464 -‬هةةةةةا‪،‬‬
‫ارسطس‪.6003 ،‬‬
‫حيةةدر‪،‬علي‪ ،‬درر الحكةةام شةةرح مجلةةة األحكةةام ‪ ،‬د‪ ، .‬د‪.‬ط‪ ،‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان ‪:‬‬ ‫‪.36‬‬
‫الكتا العلمية‪.‬‬
‫ال رشي‪ ،‬ابي عبدهللا محمد‪ ،‬ال رشي على م تصةر سةيد ليةب ‪ ،‬د‪ ، .‬د‪.‬‬ ‫‪.36‬‬
‫ط‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار صادر‪.‬‬
‫ال طابي‪ ،‬اسمام ابي سليمان حمةد بةن محمةد‪،‬معالم السةنن‪،‬ط‪،6‬حلةا‪ ،‬سة ريا ‪:‬‬ ‫‪.33‬‬
‫المطبعة العلمية‪6356 ،‬ها‪.6933،‬‬
‫أبحاث في الت رق‪ ،‬مقدم الى ند ة البركة‬ ‫جه‪ ،‬عز الدين محمد‪ ،‬مل‬ ‫‪.34‬‬

‫‪71‬‬
‫الثانيةةة العشةةرين ل قتصةةاد اعسةة مي‪ ،‬مةةن ‪ 9 -2‬ربيةةع اآل ةةر ‪6463‬هةةا‪،‬‬ ‫‪.35‬‬
‫الم افق ‪ 60 -69‬ي ني ‪. 6006‬‬
‫صةي اعسةتثمار‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫ال ياط‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬العياد ‪ ،‬أحمد‪ ،‬فقةه المعةام‬ ‫‪.32‬‬
‫عمان‪،‬األردن ‪ :‬دار المتقدمة للنشر‪. 6004 ،‬‬
‫داري‪ ،‬علي القره‪ ،‬حكم الت رق في الفقه اسس مي‪ ، ،‬مؤتمر د ر المؤسسا‬ ‫‪.37‬‬
‫المصرفية اسس مية في اعستثمار التنمية‪ ،‬من ‪ 62 -62‬صفرها الم افق ‪-7‬‬
‫ماي ‪. 6006‬‬
‫الدس قي ‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفه ‪ ،‬حاشية الدس قي ‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار‬ ‫‪.32‬‬
‫الفكر‪ ،‬دط‪ ،‬د ‪.‬‬
‫الةةةةةذهبي‪،‬اسمام شةةةةةمس الةةةةةدين محمةةةةةد بةةةةةن أحمةةةةةد بةةةةةن عثمةةةةةان‪ ،‬المتةةةةة فى‬ ‫‪.39‬‬
‫‪742‬هةةةةا‪ ،6374،‬سةةةةير أعةةةة م النةةةةب ء‪ ،‬ط‪،66‬بيةةةةر ‪ ،‬لبنةةةةان ‪ :‬مؤسسةةةةة‬
‫الرسالة‪6467،‬ها‪. 6992 ،‬‬
‫الةةراز ‪ ،‬محمةةد بةةن ابةةي بكةةر بةةن عبةةد القةةادر‪ ،‬م تةةار الصةةحاح‪ ،‬بيةةر ‪،‬دط‪،‬‬ ‫‪.40‬‬
‫لبنان ‪ :‬مكتبة بير ‪6465 ،‬ها‪.‬‬
‫الراز ‪ ،‬محمد بن عمر بةن حسةن ف ةر الةدين‪ ،‬التفسةير الكبيةر‪،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫لبنان ‪ :‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬د ‪.‬‬
‫الماليةةة المعاصةةرة ‪ ،‬ط‪ ، 6‬دمشق‪،‬س ة ريا ‪ :‬دار‬ ‫الزحيلةةي ‪ ،‬هبةةة‪ ،‬المعةةام‬ ‫‪.46‬‬
‫الفكر‪6463،‬ها ‪.6006 ،‬‬
‫الزرقا ‪ ،‬مصطفى أحمةد ‪ ،‬المةد ب الفقهةي العةام ‪ ،‬ط ‪ ، 6‬دمشةق ‪ ،‬سة ريا ‪:‬‬ ‫‪.43‬‬
‫مطبعة طربين ‪6327 ،‬ها ‪.‬‬
‫ال ّزرقا‪ ،‬أحمد بةن الشةي محمةد‪ ،‬شةرح الق اعةد الفقهيةة‪ ،‬ط‪ ،6‬دمشةق‪ ،‬سة ريا ‪:‬‬ ‫‪.44‬‬
‫دارالقلم‪6409 ،‬ها‪.6929 ،‬‬
‫الزركلةةةةةةي‪ ،‬يةةةةةةر الةةةةةةدين‪ ،‬األعةةةةةة م‪ ،‬ط‪،6‬بيةةةةةةر ‪ ،‬لبنةةةةةةان ‪ :‬دار العلةةةةةةم‬ ‫‪.45‬‬
‫للم يين‪.6996،‬‬
‫الزم شر ‪ ،‬محمد بن عمر‪ ،‬الفائق في رريا الحديث‪ ،‬ط‪ ،3‬بير ‪ ،‬لبنان ‪:‬‬ ‫‪.42‬‬
‫دار الفكر‪6399،‬ها‪.6979 ،‬‬
‫الزم شر ‪،‬محم د بن عمر بن محمد بن أحمد ‪ ،‬ابة القاسةم‪ ،‬تفسةير الكشةاف‪،‬‬ ‫‪.47‬‬
‫ط‪،3‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتاا العربي‪6407،‬ها‪.6927 ،‬‬
‫الزم شةةر ‪،‬أبي القاسةةم محمة د بةةن عمةةر‪ ،‬ال ة ارزمي‪ ،‬الكشةةاف عةةن حقةةائق‬ ‫‪.42‬‬
‫التنزيب عية ن األقا يةب فةي جة ه التأ يةب‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪ :‬دار احيةاء‬
‫التراث‪6467 ،‬ها‪.6997 ،‬‬
‫زيدان‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬ال جيز في شرح الق اعةد الفقهيةة فةي الشةريعة اسسة مية‬ ‫‪.49‬‬
‫ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪6466 ،‬ها‪.6006 ،‬‬
‫الزيلعةةي‪ ،‬ف ةر الةةدين عثمةةان بةةن علةةي‪ ،‬الحنفةةي‪ .،‬تبيةةين الحقةةائق شةةرح كنةةز‬ ‫‪.50‬‬
‫الدقائق‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪،‬مصر ‪ :‬دار الكتاا اعس مي‪،‬د‪. .‬‬
‫الزيلعةي‪ ،‬سمةةام جمةةاب الةةدين أبةةن محمةد عبةةد هللا بةةن ي سةةف الحنفةةي المتة في‬ ‫‪.56‬‬
‫سنة ‪726‬ها ‪ ،‬نصا الراية ألحاديث الهدايةة‪ ،‬ط‪ ،3‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار احيةاء‬
‫التراث العربي‪ 6407،‬ها ‪.6927 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫الس ةال س‪ ،‬علةةي‪ ،‬الضةةر رة التةةي كفلهةةا اسس ة م لهةةا ض ة ابطها شةةر طها‪،‬‬ ‫‪.56‬‬
‫اعقتصاد ‪ ،‬اسس مي‪،‬مجلد (‪ ، 64‬العدد(‪ ، 674‬محرم‪6465 -‬ها ‪ ،‬مارس‬
‫؛ العينة الت رق – التة رق المصةرفي‪ ،‬مقةدم ضةمن البحة ث المعةدة للةد رة‬
‫السابعة عشرة لمجمع الفقه اسس مي التابع لرابطة العالم اسس مي فةي الفتةرة‬
‫من ‪ 63 -69‬ش اب ‪6464‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 67 -63‬كان ن األ ب ‪.6003‬‬
‫ال ّسةةدعن‪ ،‬صةةالح بةةن رةةانم‪ ،‬الق اعةةد الفقهيةةة الكبةةرل مةةا ت َفةةرَّ َ عن َهةةا‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪.53‬‬
‫الريات‪ ،‬المملكة العربية السع دية ‪ :‬دار بلنسية‪6460 ،‬ها‪.6999 ،‬‬
‫السةةعد ‪ ،‬عبةةد الةةرحمن بةةن ناصةةر ‪ ،‬تفسةةير الكةةريم الةةرحمن فةةي تفسةةير ك ة م‬ ‫‪.54‬‬
‫المنان‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪6462 ،‬ها‪.6992 ،‬‬
‫السةةعيد‪ ،‬عبةةدهللا بةةن محمةةد بةةن حسةةن‪ ،‬الت ة رق المصةةرفي المةةنظم‪ ،‬اعقتصةةاد‬ ‫‪.55‬‬
‫اسس مي‪،‬مجلد( ‪ 64‬العدد(‪ 674‬محرم ‪6465‬ها‪ /‬مارس ‪.6004‬‬
‫السعيد ‪ ،‬عبدهللا بن محمد بن حسن‪ ،‬الت رق كما تجريه المصارف في ال قة‬ ‫‪.52‬‬
‫الحاضر‪ ،‬مقدم لمجمع الفقه اسس مي في د رته السابعة عشةرة المنعقةدة بمكةة‬
‫المكرمةةة فةةي ‪ 69‬جمةةاد الثانيةةة ‪6464‬هةةا‪ 63-‬ارسةةطس ‪.6003‬؛ مناقشةةا‬
‫ح ب الت رق المصرفي‪ ،‬اعقتصاد اسس مي‪ ،‬مجلد(‪ ، 64‬العدد(‪، 674‬محةرم‬
‫‪6465‬ها‪،‬مارس ‪.6004‬‬
‫السة مي‪ ،‬محمةةد م تةةار‪ ،‬التة رق التة رق المص ةرفي‪ ،‬اعقتصةةاد اعس ة مي‪،‬‬ ‫‪.57‬‬
‫مجلةةةةد(‪، 64‬العةةةةدد( ‪ ، 674‬محةةةةرم‪6465 -‬هةةةةا‪ ،‬مةةةةارس‪.6004 -‬؛ التةةةة رق‬
‫الت رق المصةرفي‪ ،‬اعقتصةاد اعسة مي‪ ،‬مجلةد (‪ 64‬العةدد ‪ ، 674‬محةرم‪-‬‬
‫‪6465‬ها‪،‬مارس‪. 6004 -‬‬
‫السةةنه ر ‪ ،‬عبةةد الةةرزاق‪ ،‬ال سةةيط فةةي شةةرح القةةان ن المةةدني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬القةةاهرة‪،‬‬ ‫‪.52‬‬
‫مصر‪ :‬مجم عة دارالنشر للجامعا المصرية‪.6920 ،‬‬
‫الس يلم‪ ،‬سامي بن ابراهيم‪ ،‬التكافؤ اعقتصاد بين الربا الت رق‪ ،‬اعقتصةاد‬ ‫‪.59‬‬
‫اسس مي‪ ،‬العةدد ‪ ، 674‬محةرم‪6464-‬هةا‪،‬مارس – ‪ ،6004‬مجلةد (‪. 64‬؛‬
‫الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم دراسة تأصيلية" مقدم لمجمع الفقه اسس مي في‬
‫د رته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في ‪69‬جماد الثانية ‪6464‬هةا‪-‬‬
‫‪ 63‬ارسطس ‪ 6003‬؛ الت رق ‪ . . .‬الت رق المنظم‪ ،‬بحةث مقةدم الةى مجمةع‬
‫الفقه اعس مي‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬جماد الثانية ‪6464‬ها ‪ ،‬ارسطس ‪. 6003‬‬
‫السةةي طي ‪ ،‬جةة ب الةةدين ‪ ،‬األشةةباه النظةةائر ‪ ،‬تحقيةةق محمةةد المعتصةةم بةةاهلل‬ ‫‪.20‬‬
‫البغداد ‪ ،‬ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتاا العربي ‪6407 ،‬ها ‪.‬‬
‫السي طي‪ ،‬الحافظ ج ب الدين‪ ،‬سنن النسائي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكةر‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪6392‬ها‪. 6972 ،‬‬
‫الشةةاطبي ‪ ،‬اب ة اسةةحق ابةةراهيم بةةن م سةةى اللم ةةي ‪ ،‬الم افقةةا فةةي أصةة ب‬ ‫‪.26‬‬
‫الشريعة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪ ، .‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية ‪.‬‬
‫الشةةافعي‪ ،‬اسمةةام ابةةي عبةةد هللا محمةةد بةةن ادريةةس‪ .،‬األم مةةع م تصةةر المزنةةي‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪ ،‬كتاا البي ‪6403 ،‬ها‪. 6923 ،‬‬
‫شبير‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬الق اعد الكلية الض ابط الفقهية فةي الشةريعة اسسة مية‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫ط‪ ،6‬عمان‪ ،‬األردن ‪ :‬دار الفرقان‪6460 ،‬ها‪.6000،‬‬

‫‪72‬‬
‫شحاته‪ ،‬حسين حسين‪ ،‬الت رق المصرفي في نظر التحليب المحاسةبي التقة يم‬ ‫‪.25‬‬
‫اعقتصةةةةاد ‪ ،‬اعقتصةةةةاد اعسةةةة مي‪ ،‬مجلةةةةد( ‪ ، 64‬العةةةةدد( ‪ ، 674‬محةةةةرم‪-‬‬
‫‪6465‬ها‪ ،‬مارس‪.6004 -‬‬
‫الشر ‪ :‬ص ح عبد الغني ‪ ،‬ماهية العقةد فةي الفقةه اعسة مي ‪ ،‬مجلةة البحة ث‬ ‫‪.22‬‬
‫الفقهية المعاصرة ‪ ،‬مجلة علمية محكمة مت صصة في الفقه اعس مي ‪ ،‬العةدد‬
‫الثامن ال مس ن – السةنة ال امسةة عشةرة ‪ ،‬محةرم – ربيةع ا ب ‪6464‬هةا ‪-‬‬
‫حزيران ‪. 6003‬‬
‫شةةعبان‪ ،‬زكةةي الةةدين‪ ،‬أص ة ب الفقةةه اسس ة مي‪ ،‬ط‪ ،6‬الك ي ة ‪ :‬مؤسسةةة علةةي‬ ‫‪.27‬‬
‫الصباح‪.6922 ،‬‬
‫الشما ‪ ،‬ليب ‪ ،‬الت ريق ‪ ،‬كتاا قيد التحديث النشر‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫الشةةيباني‪ ،‬اسمةةام أبةةي عبةةد هللا محمةةد بةةن الحسةةن‪ ،‬كتةةاا األَصةةب المعةةر ف‬ ‫‪.29‬‬
‫بالمبس ط‪ ،‬ط‪،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬عالم الكتا‪6460 ،‬ها‪.6990 ،‬‬
‫الصا ‪ ،‬أحمدبن محمد ال ل تي‪ ،‬بُل َغة السال ألَ َ‬
‫قةرا الم َسةال علةى الشةرَّ ح‬ ‫‪.70‬‬
‫الصَّةةغير للقطةةاُ سُةةيد أحمةةد الةة َّدردير‪ ،‬ط‪6465 ،6‬هةةا ‪ ،6995 ،‬بيةةر ‪،‬‬
‫لبنان ‪ ،‬دار الكتا العلمية ‪.‬‬
‫الصّنعاني‪ ،‬اسمةام الحةافظ أبةي بكةر عبةد الةرزاق بةن همةام بةن نافع‪،‬المصةنف‪،‬‬ ‫‪.76‬‬
‫ط‪ ،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6466 ،‬ها‪.6000 ،‬‬
‫الضرير‪ ،‬الصديق محمد األمين‪ ،‬التة رق التة رق المصةرفي‪ ،‬مقةدم الةى نةد ة‬ ‫‪.76‬‬
‫البركةةةةة الثانيةةةةة العشةةةةرين ل قتصةةةةاد اعسةةةة مي‪ ،‬مةةةةن ‪ 9 -2‬ربيةةةةع اآل ةةةةر‬
‫‪6463‬هةةةا‪ ،‬الم افةةةق ‪ 60 -69‬ي نيةةة ‪. 6006‬؛ الةةةرأ الفقهةةةي فةةةي التةةة رق‬
‫المصةةةةرفي‪ ،‬اعقتصةةةةاد اعسةةةة مي‪ ،‬مجلةةةةد( ‪ ، 64‬العةةةةدد (‪ ، 674‬محةةةةرم‪/‬‬
‫‪6465‬ها‪ ،‬مارس‪. 6004 /‬‬
‫العباد ‪ ،‬عبد الس م دا د‪،‬نظرة شم لية لطبيعة بيةع المرابحةة لرمةر بالشةراء‪،‬‬ ‫‪.73‬‬
‫الد رة ال امسة لمؤتمر مجمع الفقه اسس مي‪ ،‬العةدد ال ةامس‪ ،‬الجةزء الثةاني‪،‬‬
‫‪6409‬ها‪.6922،‬‬
‫عبدهللا ‪ ،‬الد أمين ‪ ،‬ال لفية العلمية العمليةة للت ريةق ‪ (،‬الت ريةق كةأداة ماليةة‬ ‫‪.74‬‬
‫حديثة ‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪.6995 ،‬‬
‫عثمةةةان‪ ،‬حسةةةين فتحةةةي ‪ ،‬الت ريةةةق المصةةةرفي للةةةدي ن (الممارسةةةة اسطةةةار‬ ‫‪.75‬‬
‫القةةان ني مةةؤتمر تشةةريعا عمليةةا البنةة بةةين النظريةةة التطبيةةق ‪ ،‬عقةةد‬
‫بتةةةاري ‪ ،64 -66‬كةةةان ن أ ب ‪ ، 6006‬نظمتةةةه جامعةةةة اليرمةةة ‪ ،‬أربةةةد ‪،‬‬
‫األردن ‪.‬‬
‫العثماني‪ ،‬محمد تقي‪ ،‬أحكام الت رق تطبيقاته المصرفية‪ ،‬مقدم ضمن البحة ث‬ ‫‪.72‬‬
‫المعةةدة للةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع الفقةةه اسس ة مي التةةابع لرابطةةة العةةالم‬
‫اسس مي في الفتةرة مةن ‪ 63 -69‬شة اب ‪6464‬هةا‪ ،‬الم افةق ‪ 67 -63‬كةان ن‬
‫األ ب ‪.6003‬‬
‫عيسى‪ ،‬م سى آدم‪ ،‬تطبيقا الت رق است داماته فةي العمةب المصةرفي‪ ،‬مقةدم‬ ‫‪.77‬‬
‫الى ند ة البركة الثانية العشرين ل قتصاد اعسة مي‪ ،‬مةن ‪ 9 -2‬ربيةع اآل ةر‬
‫‪6463‬ها‪،‬الم افق ‪ 60 -69‬ي ني ‪.6006‬‬

‫‪73‬‬
‫القةةر ‪ ،‬محمةةد علةةي‪ ،‬الت ة رق كمةةا تجريةةه المصةةارف ‪ . . .‬دراسةةة اقتصةةادية‪،‬‬ ‫‪.72‬‬
‫مقةةدم ضةةمن البح ة ث المعةةدة للةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع الفقةةه اسس ة مي‬
‫التةةةةةةابع لرابطةةةةةةة العةةةةةةالم اسسةةةةةة مي فةةةةةةي الفتةةةةةةرة مةةةةةةن ‪ 63 -69‬شةةةةةة اب‬
‫‪6464‬هةةةةةةا‪،‬الم افق ‪ 67 -63‬كةةةةةةان ن األ ب ‪. 6003‬؛ مرابحةةةةةةا السةةةةةةلع‬
‫الد لية‪،‬جةةدة‪ ،‬المملكةةة العربيةةة السةةع دية ‪ :‬مركةةز أبحةةاث اعقتصةةاد اسسة مي‪،‬‬
‫جامعة المل عبد العزيز‪ ،‬رير منش ر‪.‬‬
‫القير اني‪ ،‬ابةي محمةد عبةد هللا بةن عبةد الةرحمن ابةي زيةد‪ ،‬النة ادر الزيةادا‬ ‫‪.79‬‬
‫على ما في المد نة من ريرها من األمها ‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان‪ :‬دار الغةرا‬
‫اعس مي‪.6999 ،‬‬
‫مال بن أنس ‪ ،‬المد نة الكبرل ‪ ،‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬د‪. .‬‬ ‫‪.20‬‬
‫مجلة البح ث اسس مية‪ ،‬أن ا البي التي يستعملها كثير من الناس‪ ،‬اعداد ‪:‬‬ ‫‪.26‬‬
‫اللجنة الدائمة للبح ث العلمية اسفتاء‪ ،‬الريةات‪ ،‬المملكةة العربيةة السةع دية ‪:‬‬
‫مجلةةة د ريةةة محكمةةة تصةةدر عةةةن الرئاسةةة العامةةة سدار البحةة ث العلميةةةة‬
‫اسفتاء الدع ة اسرشاد‪ ،‬العدد السابع الث ث ن‪6463،‬ها ‪.‬‬
‫مجمةةع الفقةةه اسسةة مي‪ ،‬برابطةةة العةةالم اسسةة مي‪ ،‬القةةرار ال ةةامس‪ ،‬الةةد رة‬ ‫‪.26‬‬
‫ال امسة عشرة‪ 66 ،‬رجا ‪6469‬ها ‪.‬‬
‫مجمع اللغة العربية ‪ ،‬المعجم ال جيز ‪ ،‬ط‪ ،6‬القةاهرة ‪ ،‬مصةر ‪ :‬دار التحريةر ‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫‪.6922‬‬
‫محمةة د‪ ،‬جمةةةاب الةةةدين‪ ،‬سةةبا اسلتةةةزام شةةةرعيته فةةي الفقةةةه اسسةةة مي‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪.24‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪.6972 ،‬‬
‫المةةردا ‪ ،‬ع ة ء الةةدين أبةةي الحسةةن علةةي بةةن سةةليمان‪ ،‬اسنصةةاف فةةي معرفةةة‬ ‫‪.25‬‬
‫الراجح من ال ف على مذها اسمام أحمةد بةن حنبةب‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةر ‪ ،‬لبنةان ‪:‬‬
‫دار احياء التراث العربي‪6469 ،‬ها‪.6992 ،‬‬
‫مسةةلم‪ ،‬أبةة الحسةةن مسةةلم بةةن الحجةةاج‪ ،‬صةةحيح مسةةلم بشةةرح النةة ‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر‪6406،‬ها‪.6926 ،‬‬
‫المشيقح‪ ،‬الد بن علي‪ ،‬الت رق المصرفي عن طريق المعادن‪ ،‬مجلة البح ث‬ ‫‪.27‬‬
‫اسس مية‪ ،‬الريات‪ ،‬المملكة العربية السع دية ‪ :‬مجلة د ريةة محكمةة تصةدر‬
‫عةةةةةةن الرئاسةةةةةةة العامةةةةةةة سدار البحةةةةةة ث العلميةةةةةةة اسفتةةةةةةاء الةةةةةةدع ة‬
‫اسرشاد‪6465،‬ها‪ ،‬العدد الثالث السبع ن‪.‬‬
‫المصر ‪ ،‬رفيق ي نس‪ ،‬الت رق فةي البنة ‪ ،‬بحةث ريةر منشة ر‪.‬؛ الجةامع فةي‬ ‫‪.22‬‬
‫اص ب الربا‪ ،‬ط‪ ،6‬دمشق‪ ،‬س ريا ‪ :‬دار القلم‪ 6466 ،‬ها‪.6996،‬‬
‫مفلح‪،‬شةةمس الةةدين محمةةد‪ ،‬الفةةر ‪ ،‬ط‪ ،6‬بيةةر ‪ ،‬لبنةةان ‪ :‬مؤسسةةة الرسةةالة‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪6464‬ها‪.6003 ،‬‬
‫مقبب‪ ،‬طالا قائد‪ ،‬ال كالة في الفقه اسس مي‪ ،‬ط‪ ،6‬الريةات‪ ،‬المملكةة العربيةة‬ ‫‪.90‬‬
‫السع دية‪ :‬دار الل اء‪6403 ،‬ها‪.6923 ،‬‬
‫المنذر ‪ ،‬زكةي الةدين عبةد العظةيم بةن عبةد القة ‪ ،‬م تصةر سةنن ابةي دا د‪،‬‬ ‫‪.96‬‬
‫ط‪،6‬بير ‪ ،‬لبنان ‪ :‬دار الكتا العلمية‪6466 ،‬ها ‪.6006 ،‬‬
‫المنيع‪ ،‬عبدهللا بن سليمان‪ ،‬حكةم التة رق كمةا تجريةه المصةارف اسسة مية فةي‬ ‫‪.96‬‬
‫ال ق ة الحاضةةر‪ ،‬مقةةدم ضةةمن البح ة ث المعةةدة للةةد رة السةةابعة عشةةرة لمجمةةع‬

‫‪74‬‬
‫الفقةةه اسس ة مي التةةابع لرابطةةة العةةالم اسس ة مي فةةي الفتةةرة مةةن ‪63 -69‬‬
‫ش اب ‪6464‬ها‪ ،‬الم افق ‪ 67 -63‬كان ن األ ب ‪. 6003‬‬
‫الم س ة عة الفقهيةةة ‪ ،‬يصةةدرها المجلةةس اععلةةى للشةةئ ن اسس ة مية ‪ ،‬ط ‪، 4‬‬ ‫‪.93‬‬
‫القةةاهرة مصةةر‪ :‬مطةةابع دار الصةةف ة للطباعةةة النشةةر الت زيةةع ‪6464 ،‬هةةا ‪،‬‬
‫‪ ،6993‬حقةةة ق الطبةةةع محف ظةةةة لةةة زارة األ قةةةاف الشةةةئ ن اسسةةة مية –‬
‫الك ي ‪.‬‬
‫الم س عة العلمية العملية للبن اعس مية ‪،‬ط‪6406 ،6‬ها ‪.6926 ،‬‬ ‫‪.94‬‬
‫م س ة عة الفقةةه اعس ة مي المعر فةةة بم س ة عة جمةةاب عبةةد الناصةةر الفقهيةةة ‪،‬‬ ‫‪.95‬‬
‫يصدرها المجلةس األعلةى للشةئ ن اسسة مية ‪ ،‬القةاهرة ‪ ،‬مصةر ‪6460 ،‬هةا ‪،‬‬
‫‪.6990‬‬
‫النسةائي‪ ،‬أبة عبةدهللا الةرحمن أحمةد بةةن علةي بةن شةعيا‪ ،‬سةنن النسةةائي‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬ ‫‪.92‬‬
‫بير ‪ ،‬لبنان دار ابن حزم ‪6460‬ها‪.6999 ،‬‬
‫الهمةةةام مةةةن علمةةةاء م عنةةةا الشةةةي نظةةةام جماعةةةة مةةةن علمةةةاء الهنةةةد األعةةة م‬ ‫‪.97‬‬
‫الفتةةا ل الهنديةةةة فةةي مةةذها اسمةةةام األعظةةم أبةةي حنيفةةةة‬ ‫الهةةامن فةةي‬
‫النعمان‪ ،‬تأليف الع مة ‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫بير ‪ ،‬لبنان‪ :‬دار احياء التراث العربي‪6402 ،‬ها‪.6922 ،‬‬ ‫‪.92‬‬
‫الهيتةةي ‪ ،‬د ‪ .‬عبةةد الةةرزاق رحةةيم جةةد ‪ ،‬المصةةارف اسس ة مية بةةين النظريةةة‬ ‫‪.99‬‬
‫التطبيق ‪،‬ط‪،6‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ :‬دار أسامة ‪6992 ،‬‬

‫مواقع الشبكة المعلوماتية‬

‫‪www.Islamacademy.net /articles/show.‬‬
‫‪www.Islamtoday. net/articles/show .‬‬
‫‪www.Shubily.com .‬‬
‫‪www.islamifn.com .‬‬
‫‪www.almoslim.com.‬‬
‫‪www.alahli.com‬‬

‫‪75‬‬

You might also like