Professional Documents
Culture Documents
الأسلوب الخبري و الأسلوب الإنشائي في قصيدة قذى بعينك للخنساء PDF
الأسلوب الخبري و الأسلوب الإنشائي في قصيدة قذى بعينك للخنساء PDF
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ:
1436/1435ﻫـ
2015/2014م
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺒﻊ اﻟﺤﻨﺎن واﻟﺼﺪر اﻟﺤﻨﻮن إﻟﻰ اﻷم اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺪوﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﺬي ﺿﻤﻨﺎ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ إﻟﻰ اﻷب اﻟﺤﻨﻮن
إﻟﻰ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺻﻐﻴﺮ إﻟﻰ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻧﺒﺪأﻫﻢ ﺑﺎﻷخ اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﻨﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
اﻷب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن وﻣﺰﻋﺎش وﺳﻠﻴﻢ وﻛﺘﻴﺐ ،درﻳﺲ وﺑﺎﻷﺧﺺ إﻟﻰ أﺧﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﻤﻴﺪ.
إﻟﻰ أﺧﺘﻲ ﻧﻮرة ،دﻟﻴﻠﺔ
إﻟﻰ أﺑﻨﺎء أﺧﻮات وأﺧﻮة ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺸﺎم ،ﻋﻤﺎر ،أﻳﻤﻦ ،ﺷﻬﺎب ،ﺑﺪور ،أﻣﻴﻦ ،ﺷﻴﻤﺎء ،ﻳﺴﺮى روﻓﻴﺪة
رﺣﺎب ،أﻳﻤﻦ.
إﻟﻰ ﻛﻞ ﺻﺪﻳﻘـﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺷﺎرﻛﻮﻧﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ :ﺳﻬﺎم ،ﺳﻬﻴﺮ ،رﺑﺎب ،ﻧﻮرة ،ﺳﺎرة زﻳﻨﺐ،
ﻣﺸﻴﺮة ﻓﻴﺮوز ،ﻓـﺎﻃﻤﺔ وﻏﻴﺮﻫﻦ.
"ﺟﻠﻮل وإﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺮج أﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺸﺮف
ﺑﺸﻴﺮ" واﻷﺳﺘﺎذ "ﻗﻮراري ﺳﻌﻴﺪ".
وإﻟﻰ ﻣﻦ أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﻟﻤﺬﻛﺮة ﺟﺎزﻩ اﷲ ﺧﻴﺮًا
ﻣﻘدﻣﺔ:
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﺷرف اﻟﻣرﺳﻠﯾن ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد أﻓﺻﺢ اﻟﻌرب وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن
أﻣﺎ ﺑﻌد
ﺗﻌد اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت ﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻛﺗﺎب واﻟدارﺳﯾن ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ
ﺑﻣوﺿوﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﺷﻌﺑﺔ وﻋﻠوم اﻟﻛﺛﯾرة ﻣﻣﺎ أدى ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠم ﺑﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ أﺣد ﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﺄﺧذﻧﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻠم اﻟﻛﺑﯾر أﺣد اﻟﻣﺑﺎﺣث ﻫو ﻣﺑﺣث ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وﺧﺻﺻﻧﺎ ﻣﻧﻪ اﻷﺳﻠوب
اﻟﺧﺑري واﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﺳﺎﻋﯾن ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ ﻋز وﺟل أن ﯾوﻓﻘﻧﺎ وﻟو ﺑﻘﻠﯾل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل
وﻣﺣﺎوﻟﯾن أن ﻧطﺑق ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ ﺷﻌر اﻟﺧﻧﺳﺎء اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت وأﺣﺳﻧت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
ﻓﻧﺣن ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺻب أﻋﯾﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧراج اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺧﺑرﯾﺔ واﻹﻧﺷﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ
ﺳرد ﻗﺻﺗﻬﺎ ﻣﻊ رﺛﺎﺋﻬﺎ ﻷﺧﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺑوب ﻓﺗﻧوﻋت أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ ﻓﺄﺧذت ﻣن ﺷﻌرﻫﺎ ﻗﺻﯾدة ﻗذى ﺑﻌﯾﻧك –
ﻓﻬذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ واﻟذي ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻣن طرﻓﻬﺎ ﻓﺄﻋطﯾﻧﺎ ﻟﻪ ﻋﻧوان
)اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﻗذى ﺑﻌﯾﻧك( ﻟﻠﺧﻧﺳﺎء ﻣﺗﺑﻌﯾن ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﺣﯾث
أ
ﻣﻘدﻣﺔ:
اﺳﺗﻬﻠﯾﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﺑﻣﻘدﻣﺔ وﺛم ﺗﻣﻬﯾد ﻣﻌﻧون ﺑﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﺛم أردﻓﻧﺎﻩ ﺑﻔﺻل ﻧظري ﯾﺗﺿﻣن
ﻣﺑﺣﺛﯾن ﺛم اﺗﺑﻌﻧﺎﻩ ﺑﻔﺻل ﺗطﺑﯾﻘﻲ وﻫو آﺧر ﻓﯾﻪ ﻣﺑﺣﺛﯾن ﺛم ﻣﻠﺣق إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧﺎﺗﻣﺔ وﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر
واﻟﻣراﺟﻊ وﻓﻬرس ﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ وﺻﻔﻲ اﺳﺗﻘراﺋﻲ ﻷﻧﻪ اﻷﻧﺳب ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﻟوﺻﻔﻲ ﻷﻧﻧﺎ ﻧﺻف ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﻧﺳﺎء أﻣﺎ ﻋن اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ ﻷﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗﻘرء اﻷﺣداث
وﻧﺣﺎول اﺳﺗﺧراج ﻣن اﻟﺑﯾﺎت أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ .ﻓﻔﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﺻﺎدﻓﺗﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم
ﺗﻛن ﺣﺟرة ﻋﺛرة أﻣﺎم ﻣواﺻﻠﺗﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺿﯾق اﻟوﻗت وﻋدم ﺣﺻوﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ دﯾوان
اﻟﺧﻧ ﺳﺎء وﻟﻛن ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺟﺎوزﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت وﻗﻣﻧﺎ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺑﺣث ﺣﯾث ﺳﺎﻋدﺗﻧﺎ اﻟﻣراﺟﻊ
واﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺗوﻓرة وﻛﺛﯾرة ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﺑﺣث وﻧذﻛر ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣﻧﻬﺎ :ﻣﻌﺟم
اﻟﻌﯾن ﻟﻠﺧﻠﯾل ،واﻟﺳﯾد أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺟواﻫر اﻟﺑﻼﻏﺔ وأﯾﺿﺎ ﻋﺎﻛف ﻓﺿل اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻠطﺎﻟب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ وﻛﺗﺎب اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻟﻠﻘزوﯾﻧﻲ .وﺑﺈذن اﻟﻣوﻟﻰ ﻋز وﺟل ﯾوﻓﻘﻧﺎ ﻓﻲ
وﻓﻲ أﺧﯾر ﻧﻘدم ﺷﻛرﻧﺎ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﻧﺎ ﻫذا ﻣن ﺑﻌﯾد أو ﻗرﯾب وﻧﻘدم ﺷﻛرﻧﺎ
ب
مدخل
مصلحات البالغة
-1تعريف البالغة:
أ -لغة
ب -اصطالحا
ت -المقتضى
ه -بالغة
-2علوم البالغة
* تعريفه
* تعريفه
* تعريفه
* أقسام البديع
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﺗﻣﻬﯾد:
ﯾﻌد ﻋﻠم اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻌﻠوم اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗراث اﻟﻠﻐوي اﻟﻌرﺑﻲ ﻗدﯾﻣﺎ
وﺣدﯾﺛﺎ واﻟﺑﻼﻏﺔ ﻋﻠم ﻣﺗﺷﻌب ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎم وﻫﻲ ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ ،ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن ﻛﻣﺎ أن
ﻫذﻩ اﻷﻗﺳﺎم ﺗﺣﺗوي ﺣﺗﻰ ﻫﻲ ﺑدورﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻓروع ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ،اﻟطﺑﺎق اﻟﺟﻧﺎس
ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻼﻏﺔ:
أ -ﻟﻐﺔ:
اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﻧﻲ اﻟوﺻول واﻻﻧﺗﻬﺎء وﯾﻘﺎل ﺑﻠﻎ ﻓﻼن ﻣرادﻩ إذا )(1
ﯾﻌرف ﻋﺎطف ﻓﺿل
وﺻل إﻟﯾﻪ وﺑﻠﻎ اﻟرﻛب إذا وﺻل إﻟﯾﻬﺎ وﺑﻠﻎ اﻷﻣر وﺻل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺗﻪ وأﺑﻠﻐﻪ اﻟﺷﻲء أوﺻﻠﻪ إﻟﯾﻪ.
واﻟﺑﻠﯾﻎ ﻣن اﻟرﺟﺎل ﺣﺳن اﻟﻛﻼم ﻓﺻﯾﺣﻪ واﻟﺟﻣﻊ ﺑﻠﻐﺎء وﻗد ﺑﻠﻎ ﺑﻼﻏﺔ ﺻﺎر ﺑﻠﯾﻐﺎ.
وأﯾﺿﺎ ﻋرف ﯾوﺳف أﺑو اﻟﻌدوس) (2اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟوﺻول واﻻﻧﺗﻬﺎء وﺑﻠﻎ اﻟرﺟل ﺑﻼﻏﺔ ﻓﻬو ﺑﻠﯾﻎ إذا
) -(1ﻋﺎطف ﻓﺿل ،اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻟب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،دار اﻟرازي ،ﻋﻣﺎن ،ط ،2006 ،1ص .36
) -(2ﯾوﺳف أﺑو اﻟﻌدوس ،ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ،ﻋﻣﺎن ،ط ،2007 ،1ص .48
5
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﯾﻌرﻓﻬﺎ "اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ") (1ﻫﻲ ﺑﻠوغ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺣدًا ﻟﻪ اﺧﺗﺻﺎص ﺑﺗوﻓﯾﻪ ﺧواص اﻟﺗراﻛﯾب
ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻛﻼم ﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ﻣﻊ ﻓﺻﺎﺣﺗﻪ وﻣﻘﺗﺿﻰ )(2
وﯾﻌرﻓﻬﺎ "اﻟﻘروﯾﻧﻲ"
أي أن ﻟﻛل ﻣﻘﺎم ﻣﻘﺎل ﻓﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﻣﻠوك ﺗﺧﺗﻠف ﻏﯾر
واﻟﺑﻼﻏﺔ ﻋﻧد "ﻋﺎﻛف ﻓﺿل") (3ﻫﻲ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﻠﯾل اﻟواﺿﺢ ﺑﻌﺑﺎرة ﻓﺻﯾﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس أﺛر
ﻣﻊ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻛل ﻛﻼم ﻟﻠﻣوطن اﻟذي ﻗﯾل ﻓﯾﻪ واﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺧﺎطﺑون ﺑﻪ.
) -(1اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ ،ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم ﺗﺢ أﻛرم ﯾوﺳف ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ط ،1981 ،1ص
) -(2اﻟﻘروﯾﻧﻲ ،اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺗﺢ ﻟﺟﻧﺔ أﺳﺎﺗذة اﻷزﻫر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ﺑﯾروت ،ط ،2003 ،1ص
6
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻫﻲ اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ وﺗﺄﻟﯾف ﻟﻸﻟﻔﺎظ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ ﻗوة وﺗﺄﺛﯾرا وﺣﺳﻧﺎ
ﺛم دﻗﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﻠﻣﺎت واﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻣواطن اﻟﻛﻼم وﻣواﻓﻘﺔ ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ ﺛم اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﻣﻌﯾن.
أن اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻫﻲ وﺻف ﻟﻠﻛﻼم دون اﻟﻣﺗﻛﻠم دون اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻟﻌدم )(2
ﻛﻣﺎ أوﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق
اﻟﺳﻣﺎع.
ﺑﻼﻏﺔ اﻟﻣﺗﻛﻠم :اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ ﺣﺎل ﻣﻊ ﻓﺻﺎﺣﺔ أﻟﻔﺎظﻪ ﻣﻔردﻫﺎ وﻣرﻛﺑﻬﺎ.
ﺣﺎل اﻟﺧطﺎب :ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم ﻫو اﻷﻣر اﻟﺣﺎﺻل اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻋﻠﻰ أن ﯾورد ﻋﺑﺎرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻورة
ﻣﺧﺻوﻣﺔ.
اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ :وﯾﺳﻣﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳب وﻫو اﻟﺻورة اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧورد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﺑﺎرة.
7
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﺑﻼﻏﺔ :ﻫﻲ ﻣﻠﻛﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس ﯾﻘﺗدر ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﯾف ﻛﻼم ﺑﻠﯾﻎ ﻣطﺎﺑق ﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ﻣﻊ
ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ:
اﻟﺑﯾﺎن:
ﺗﻌرﯾﻔﻪ:
اﻟﺑﯾﺎن ﻫو اﻟﻣﻧطق اﻟذي ﻓﺿل ﺑﻪ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾوان وﻧﺟد ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻧد ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎ
طﺎﻫر). (1
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :اﻟرﺣﻣﺎن ﻋﻠم اﻟﻘرآن ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻣﻪ اﻟﺑﯾﺎن﴾ اﻟرﺣﻣﺎن 4-1وﻗد وﺻف اﻟﻘرآن
ﺑﺄﻧﻪ ﺑﯾﺎن ﻟﻠﻧﺎس ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻫذا ﺑﯾﺎن ﻟﻠﻧﺎس وﻫدى وﻣوﻋظﺔ ﻟﻠﻣﺗﻘﯾن﴾ آل ﻋﻣران 138وظﻠت
) -(1ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر ،اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻟﯾﺑﯾﺎ ،ط ،2008 ،1ص .212 -211
8
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺑﯾﺎن ﺗﺣﻣل ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ واﻟﻔﺻﺎﺣﺔ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟﺎج وا ٕ ﻗﻧﺎع اﻵﺧرﯾن ﺣﺗﻰ ﺟﺎء
وﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن ﻫو ﻋﻠم ﯾﻌرف ﺑﻪ إﯾراد اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺣد ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ وﺿوح اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن ﻫو اﻟﺻور اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدﻋﻬﺎ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻓﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺣد ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻌﺿﻬﺎ أﻛﺛر ﺟﻣﺎﻻ ﻣن ﺑﻌض وﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس
ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن إﺑداع ﻓﻲ رﺳم ﺗﻠك اﻟﺻور وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗرﯾﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘل واﻟوﺟدان.
ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ:
ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠم ﺗﺗﺑﻊ ﺧواص ﺗراﻛﯾب اﻟﻛﻼم ﻓﻲ إﻓﺎدة وﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻬﺎ ﻣن )(2
ﻗدم ﻟﻪ اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن وﻏﯾرﻩ ﻟﯾﺣﺗرز ﺑﺎﻟوﻗوف ﻋن اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺣﺎل ذﻛرﻩ.
.2وﺿﻊ ﻫذا اﻟﻛﻼم ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳﺑﻪ ﻣن ﻣﻘﺎم وﻫو ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل.
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﺎطف ﻓﺿل) (3ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻌﺑﺎرات وﻋﻠﻰ أﺳﻠوب ﻣﻌﯾن.
9
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻫو أﺻول وﻗواﻋد ﯾﻌرف ﺑﻬﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ )(1
وأﻋطﻰ ﻟﻪ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ
ﻓﻌﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﯾﻌﻠﻣﻧﺎ ﻛﯾف ﻧرﻛب اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻧﺻﯾب ﺑﻬﺎ اﻟﻐرض اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﻧرﯾدﻩ ﻋﻠﻰ
دراﺳﺔ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗراﻛﯾب اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻧوع اﻟﺟﻣﻠﺔ ،أﻧواع اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛب ﻣﻧﻬﺎ وطرﯾﻘﺔ ﺗرﻛﯾﺑﻬﺎ ﻣن
ﻓﻌﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋﻠم واﺳﻊ وﻛﺑﯾر ﺗﺗﻔرع ﻋﻧﻪ ﻣﺑﺎﺣث ﻛﺛﯾرة وﻣﻬﻣﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ﻗدﯾﻣﻪ وﺟدﯾدﻩ
اﻟﺧﺑر واﻹﻧﺷﺎء
اﻟﻘﺻر
اﻟﻔﺻل واﻟوﺻل
10
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
اﻟﺑدﯾﻊ:
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺑدﯾﻊ:
أ -ﻟﻐﺔ:
ﺑدع اﻟﺷﻲء ﯾﺑدع ﺑدﻋًﺎ إذ أﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺛﺎل ﺳﺎﺑﻘﺎ واﺑﺗدﻋت اﻟﺷﻲء اﺧﺗرﻋﺗﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺛﺎل وﯾﻘﺎل
)(1
أﺑدع أي أﺗﻰ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﺗﻛر ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺛﺎل ﺳﺎﺑق.
ب -اﻻﺻطﻼح:
11
ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻼﻏﯾﺔ ﻣدﺧل:
ﻫو ﻋﻠم ﺗﻌرف ﺑﻪ وﺟوﻩ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻛﻼم ﻣن ﺣﯾث اﻷﻟﻔﺎظ ووﺿوح اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻛﺳب اﻟﺗﻌﺑﯾر
)(1
طراﻓﺔ وﺟدة.
أﻗﺳﺎم اﻟﺑدﯾﻊ:
اﻟﻣﺣﺳﻧﺎت اﻟﺑدﯾﻌﯾﺔ:
وﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﺳﯾن راﺟﻌًﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ أوﻻ ﺛم ﯾﺗﺑﻌﻪ ﻟﻠﻔظ ﺛﺎﻧﯾﺎ وﻧذﻛر ﻣن اﻟﻣﺣﺳﻧﺎت اﻟﻠﻔظﯾﺔ
اﻟطﺑﺎق واﻟﺗورﯾﺔ.
اﻟﻣﺣﺳﻧﺎت اﻟﻠﻔظﯾﺔ:
12
الفصل األول
اﻟﺧﺑر ﻋﻧد اﺑن ﻣﻧظور) (1ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻓﻧﺟد ﻋﻧدﻩ اﻟﺧﺑﯾر ﻣن أﺳﻣﺎء اﷲ ﻋز وﺟل اﻟﻌﺎﻟم
ﺑﻣﺎ ﻛﺎن وﻣﺎ ﯾﻛون وﺧَ ﺑُر ْ تُ ﺑﺎﻷﻣر أي ﻋﻠﻣﺗﻪ وﺧَ ﺑَر ْ تُ ﻷﻣر أﺧﺑُرﻩُ إذا ﻋرﻓﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ واﻟﺧَ ﺑَرُ
ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾك واﺣد اﻷﺧﺑﺎر واﻟﺧﺑر ﻣﺎ أﺗﺎك ﻣن ﻧﺑﺄ ﻋﻣن ﺗﺳﺗﺧﺑر واﻟﺟﻣﻊ أﺧﺑﺎر وﺟﻣﻊ اﻟﺟﻣﻊ أﺧﺎﺑﯾر
أﻣﺎ ﻋن اﻟﺧﺑر ﻋﻧد اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي)(2وﻫو ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻠﻐوي ﺧﺑر أﺧﺑرﺗﻪ وﺧَﺑرّﺗﻪ واﻟﺧﺑر اﻟﻧﺑﺄ
وﯾﺟﻣﻊ أﺧﺑﺎر واﻟﺧﺑﯾر اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻷﻣر واﻟﺧُ ﺑْرُ ﻣﺧﺑرة اﻹﻧﺳﺎن إذا ﺧﺑر أي ﺟرّب ﻓﺑدت أﺧﺑﺎرﻩ أي أﺧﻼﻗﻪ
وﻛذﻟك ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻠﺧﺑر ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط)» (3اﻟﺷﻲءﺧَ ﺑْرًا وﺧﺑِرﻩ وﻣﺧﺑرة ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﻓﻬو
ﺧﺎﺑر وﯾﻘﺎل أﯾن أﺧﺑرت ﻫذا اﻷﻣر وﯾﻘﺎل اﻷﺧﺑرن ﺧﺑرًا وﺧﺑرة ﻷﻋﻠﻣن ﻋﻠﻣك اﻟرﺟل ﺻﺎر ﺧﺑﯾرًا واﻷﻣر
) -(1اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،دار اﻟﺻﺎدر ﺑﯾروت ،ط ،2000 ،1ﻣﺟﻠد ،5ص .10
) -(2اﻟﺧﻠﯾل ﺑن اﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي ،ﻣﻌﺟم اﻟﻌﯾن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ،ط ،2000 ،1اﻟﺟزء اﻷول ،ص .372
14
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
)(1
اﻟﺧﺑر :ﻗول ﯾﺣﺗﻣل اﻟدق واﻟﻛذب وﯾﺻﺢ أن ﯾﻘﺎل ﻟﻘﺎﺋﻠﻪ أﻧﻪ ﺻﺎدق أو ﻛﺎذب.
واﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺻﺎدق اﻟﺧﺑر وﻛذﺑﻪ ﯾﻛون ﺑﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻟﻠواﻗﻊ أو ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ دون اﻟﻧظر إﻟﻰ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺗل أو
ﻓﻠو ﻗﺎل ﻟﻧﺎ ﻗﺎﺋل اﻟﻣطر ﯾﻬطل ﻓﻬذا ﺧﺑر ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق واﻟﻛذب ﻓﺈذا ﺧرﺟﻧﺎ ﻣن اﻟﺑﯾت ﺗﺄﻛدﻧﺎ ﻣن
وﻫﻧﺎك أﺧﺑ ﺎر ﻣﻘطوع ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ وﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﻛذب اﻟﺑﺗﺔ ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﺧﺑرﻧﺎ اﷲ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺧﺑﺎر اﻟرﺳل
واﻟﺑدﯾﻬﯾﺎت اﻟﻣﻌروﻓﺔ وﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﻘواﻧﯾن اﻟﻛون واﻷﺷﻬر واﻟﺳﻧﯾن ﻛﻠﻬﺎ أﺧﺑﺎر ﻣﻘطوع ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ.
ﻣؤﻛدات اﻟﺧﺑر:
ﻋﺗﯾق ﻣؤﻛدات اﻟﺧﺑر واﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد اﻟﺧﺑر وﻫﻲ ﻛﺛﯾرة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ: )(2
ﻟﻘد أوﺟد ﻟﻧﺎ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
.1إنّ :ﻣﺷددة اﻟﻧون واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب اﻻﺳم وﺗرﻓﻊ اﻟﺧﺑر ووظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﺛﺎل :إنّ اﷲ ﻣﻊ
اﻟﺻﺎﺑرﯾن.
) -(1ﺑﻛري ﺷﯾﺦ اﻷﻣﯾن ،اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺛوﺑﻬﺎ اﻟﺟدﯾد ،دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ﺑﯾروت ،اﻟﺟزء اﻷول ،ط1979 1
ص .53
15
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
.2ﻻم اﻻﺣﺗواء :ﻓﺎﺋدﺗﻬﺎ ﺗوﻛﯾد ﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم وﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗدأ ﻧﺣو :ﻷﻧك ﺧﯾر ﻣن ﻋرﻓت
.3أﻣّﺎ اﻟﺷرطﯾﺔ :اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ اﻟﻬﻣﺔ اﻟﻣﺷددة اﻟﻣﯾم وﻫﻲ ﺷرط ﺗﻔﺿﯾل وﺗوﻛﯾد.
.6ﺿﻣﯾر اﻟﻔﺻل :وﻫو ﻋﺎدة ﺿﻣﯾر ﻣﻧﻔﺻل وﯾؤﺗﻰ ﺑﻪ ﻟﻠﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺧﺑر واﻟﺻﻔﺔ ﻧﺣو :ﻣﺣﻣد ﻫو
اﻟﻧﺑﻲ.
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣؤﻛدات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺄﻛﯾد اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري وﺗﻣﻛن اﻟطﺎﻟب واﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﻓﻬﻣﻪ
واﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻪ.
أﺿرب اﻟﺧﺑر:
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﺧﺑر أن ﯾﺄﺧذ ﻋﻧد إﻟﻘﺎء اﻟﺧﺑر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎطب وذﻟك ﺑﺄن ﯾﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺻورة
ﻛﻼﻣﯾﺔ ﺗﻼﺋم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ﻓﺈن ﻟﻠﻣﺧﺎطب ﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻫﻲ:
.1أن ﯾﻛون اﻟﻣﺧﺎطب ﺧﺎﻟﻲ اﻟذﻫن أو ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻣﺿﻣوﻧﻪ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠﻘﻰ إﻟﯾﻪ اﻟﺧﺑر ﺧﺎﻟﯾﺎ
16
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
.2إن ﯾﻛون اﻟﻣﺧﺎطب ﻣﺗرددًا ﻓﻲ اﻟﺣﻛم وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣﺳن أن ﯾؤﻛد ﻟﻪ ذﻟك ﺑﻣؤﻛد واﺣد وﻫذا
.3أن ﯾﻛون اﻟﻣﺧﺎطب ﻣﻧﻛرا ﻟﻪ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻠﻘﻰ إﻟﯾﻪ اﻟﺧﺑر ﻣؤﻛدًا ﺑﻣؤﻛدﯾن أو أﻛﺛر
إن اﻟﻘﺳم وﻻم اﻹﺑﺗداء وﻧون اﻟﺗوﻛﯾد وأﺣرف اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ واﻟﺣروف اﻟزاﺋدة وﻗد ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻐرض أو
اﻟﻧوع إﻧﻛﺎرﯾﺎ.
أﻏراض اﻟﺧﺑر:
وذﻟك إذا ﻗﺻد اﻟﻣﺗﻛﻠم أن ﯾﻌرف اﻟﻣﺧﺎطب ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠم وﻓﺎﺋدﺗﻪ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌرﻓﺔ
ﻟﻶﺧرﯾن واﻟﻧوع اﻷول ﯾﺳﻣﻰ ﻓﺎﺋدة اﻟﺧﺑر ﺣﺳب اﻟدﻛﺗور ﻋﺎطف ﻓﺿل) (1وﻛذﻟك ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻋﺑد
اﻟواﺣد ﺣﺳن اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺎﺳم آﺧر ﯾﻌرف إﻓﺎدة اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﺧﺎطب ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
17
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
وﯾﻘول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺣﺳن اﻟﺷﯾﺦ) (1ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطب أو اﻟﻣﺗﻛﻠم أو اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻋﻠﻰ
اﻹﻗرار واﻻﻋﺗراف ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﻟم وﻋﺎرف ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺧﺑر ﯾﻘﺻد اﻟﻣﺗﻛﻠم أن ﯾظﻬر
ﻟﻠﻣﺧﺎطب أن ﯾﻌرف اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺧﺑرﯾﺔ أو إﻓﺎدة اﻟﻣﺧﺎطب ﻋﺎﻟم ﺑﺎﻟﺣﻛم.
ﻓﺎﻟﻐرض ﻣن اﻟﺧﺑر إذًا ﻫو ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ اﻟﺑﻼﻏﯾون ﺑـ :ﻻزم اﻟﻔﺎﺋدة وﻓﺎﺋدة اﻟﺧﺑر وﻟﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻷدﺑﻲ ﻣﺎ
ﯾﺧﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﻐرض إﻟﻰ أﻟوان ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﺎﻟﺳﺧرﯾﺔ ،اﻟﻣدح ،اﻻﺳﺗرﺣﺎم
وﻗد ﯾﺧرج اﻟﺧﺑر ﻋن ﻫذﻩ اﻷﻏراض إﻟﻰ أﻏراض أﺧرى وﻫﻲ أﻏراض ﻣﺟﺎزﯾﺔ ﺑﻼﻏﯾﺔ وﻫﻲ:
.1اﻟﺗﺣﺳر
.2اﻻﺳﺗرﺣﺎم
.3إظﻬﺎر اﻟﺿﻌف
.4إظﻬﺎر اﻟﻔرح
.5اﻟﻔﺧر اﻟﺗﺣذﯾر
.6اﻟﻣدح
.7اﻟﺗوﺑﯾﺦ
.8اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻧﺻﺢ
18
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
.9اﻟﻬﺟﺎء ،اﻟرﺛﺎء
وﻫذﻩ اﻷﻏراض ﻋددﻫﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻼﻏﯾون وﻧذﻛر ﻣﻧﻬم ﻋﺎطف ﻓﺿل وﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق وﻣﺣﻣد
رﺑﯾﻊ.
-1ﺗﻌرﯾف اﻹﻧﺷﺎء:
أ -ﻟﻐﺔ:
ﺗﻌرﯾف ﻟﻐوي ﻟﻺﻧﺷﺎء ﺣﯾث ﻗﺎم اﺳﺗﻌﻣل اﻹﻧﺷﺎء ﻓﻲ اﻟﻐرض اﻟذي ﻫو اﻟﻛﻼم )(1
ﻗدم اﺑن ﻣﻧظور
واﻧﺷﺄ ﯾﺣﻛﻲ ﺣدﯾث ﺟﻌل وأﻧﺷﺄ ﯾﻔﻌل ﻛذا وﯾﻘول ﻛذا إﺑﺗدأ وأﻗﺑل ﻓﻼن ﯾﻧﺷﺄ اﻷﺣﺎدﯾث أي ﯾﺿﻌﻬﺎ.
ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻺﻧﺷﺎء ﻓﺎﻹﻧﺷﺎء ﻋﻧد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻛﻼم اﻟذي )(2
ﻛﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط
وﻋﻧد أﻫل اﻷدب ﻓن ﯾﻌﻠم ﺑﻪ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺗﻧﺳﯾﻘﺎ ﺛم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌﺑﺎرات أدﺑﯾﺔ
ﺑﻠﯾﻐﺔ.
19
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
وﻛﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻪ طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل) (1ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻌرب آﺧر ﺣﯾث أن اﻹﻧﺷﺎء ﻋﻧدﻩ ﻫو "اﻹﯾﺟﺎد".
وﻛذﻟك اﻹﻧﺷﺎء ﻫو اﻻﺑﺗداء واﻻﺑﺗداع ﻓﻛل ﻣن اﺑﺗداء ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻘد أﻧﺷﺄﻩ واﺑﺗﻛرﻩ.
ب -اﻻﺻطﻼح:
اﻹﻧﺷﺎء ﻫو ﻛﻼم اﻟذي ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق أو اﻟﻛذب ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻪ ﺣﻛﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،ﺑل
ﻫو ﻛﺎﺳﻣﻪ إﺣداث ﻣﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﻛﻼم ﻟم ﯾﻛن ﺣﺎدﺛﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ ﻗﺻد اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق
ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻣدﻟول ﻟﻔظﻪ ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﻪ واﻗﻊ ﺧﺎرج ﺗطﺎﺑﻘﻪ أو ﻻ ﯾطﺎﺑﻘﻪ.
وﻗد أﻋطﻰ ﻟﻪ ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺣﯾث ﻗﺎل» :إن اﻹﻧﺷﺎء ﻫو اﻟﻛﻼم اﻟذي ﯾﺳﺗﺷرف اﻟﻣﺗﻛﻠم إﻟﻰ
وﯾﻌرﻓﻪ اﻟﺑﻼﻏﯾون ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻛﻼم اﻟذي ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﯾﻘﺎل ﻟﻘﺎﺋﻠﻪ اﻧك ﺻﺎدق أو ﻛﺎذب ،أو ﻟﯾس ﺣدوﺛﻪ
«)(2
ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗدم ﻟﻪ ﺗﻌرﯾﻔًﺎ آﺧر ﻓﺎﻹﻧﺷﺎء ﻋﻧدﻩ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل ﺻدﻗﺎ أو ﻛذﺑًﺎ أو
)(3
ﻫو ﻛﻼم ﻻ ﯾﺣل ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ إذا ﺗﻠﻔظﻧﺎ ﺑﻪ.
ﻓﻬو إذن ﻧوع ﻣن اﻟﻛﻼم ﯾﻧﺷﺋﻪ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﺑداﯾﺔ دون أن ﺗﻛون ﻟﻪ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑطﺎﺑﻘﻬﺎ أو ﯾﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﻓﻬو
) -(1طﺎﻟب إﺳﻣﺎﻋﯾل ،ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﻛﻧوز اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻋﻣﺎن ،ط ،2012 ،1ص .2
) -(2ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ،ﻋﻠوم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر ﻋﻣﺎن ،ط ،2007 ،1ص .113
20
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
-2أﻧواع اﻹﻧﺷﺎء:
ﻫو أﺳﻠوب ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوب ﺣﺎﺻل وﻗت اﻟطﻠب وﻫو اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻛﻼم اﻟذي ﺗﻘوﻟﻪ ﺷﯾﺋﺎ ﻏﯾر
ﺣﺎﺻل ﻋﻧد اﻟﻧطق ﻧﺣو :أﻛﺗب اﻟدرس ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻘول ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﻏﯾر ﺣﺎﺻل ﻋﻧد ﺗﻠﻔظك ﺑﻪ ﻷن
أﻣﺎ أﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟطﻠﺑﻲ ﻓﻬو ﻋﻧد اﻟﺳﯾد أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ ﻓﻧﺟدﻩ ﻫو اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوب ﻏﯾر
ﺣﺎﺻل ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﻛﻠم وﻗت اﻟطﻠب ،وﯾﻛون ﺑﺧﻣﺳﺔ أﺷﯾﺎء :اﻷﻣر ،اﻟﻧﻬﻲ ،اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ،اﻟﺗﻣﻧﻲ
)(1
اﻟﻧداء.
وﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻼﻏﯾون ﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوب ﻏﯾر ﺣﺎﺻل ﻓﻲ وﻗت ،أو ﻫو ﻛﻣﺎ ﯾﻘوﻟون
اﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟط ﻠﺑﻲ ﻓﯾﻪ ﺗﻧوع ﻷﺳﺎﻟﯾب وﺗﻔﻧن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺟﺎزي ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﻹﻧﺷﺎء اﻟطﻠﺑﻲ ﺧﻣﺳﺔ أﻧواع ﻫﻲ :اﻷﻣر ،اﻟﻧﻬﻲ ،اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ،واﻟﺗﻣﻧﻲ واﻟﻧداء.
أوﻻ :اﻷﻣر ﻫو اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺗﺑﺎدر إﻟﻰ اﻟذﻫن ﻣن اﻷﻣر وﻫو ﯾﺻدر ﻣن اﻷﻋﻠﻰ إﻟﻰ اﻷدﻧﻰ.
21
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
ﺻﯾﻎ اﻷﻣر:
)(1
أ -ﻓﻌل اﻷﻣر﴿ :وأﻗﯾﻣوا اﻟﺻﻼة﴾
)(2
ب -اﻟﻣﺿﺎرع اﻟﻣﻘرون ﺑﻼم اﻷﻣر :ﻧﺣو﴿ :ﻟﯾﻧﻔق ذو ﺳﻌﺔ ﻣن ﺳﻌﺗﻪ﴾
ﻗد ﻧﺟد اﻷﻣرﺧرج ﻫذﻩ اﻷﻏراض اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻠﻪ ﻣﻌﺎنٍ أﺧرى ﺗﻔﻬم ﻣن اﻟﺳﯾﺎق ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
)(3
-اﻟدﻋﺎء :وﯾﻛون ﻣن أدﻧﻰ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﴿رب اﻏﻔر ﻟﻲ وﻟواﻟدي﴾
)(4
-اﻟﺗﺣﻘﯾر :ﻧﺣو ﴿ﻓذوﻗوا اﻟﻌذاب ﺑﻣﺎ ﻛﻧﺗم ﺗﻛﻔرون﴾
)(5
-اﻟﺗﺣذﯾر﴿ :ﺗﻣﺗﻌوا ﻓﺈن ﻣﺻﯾرﻛم إﻟﻰ اﻟﻧﺎر﴾
)(6
-اﻟﻧﺻﺢ﴿ :ﻓﺎﺗﻘوا اﷲ وأطﯾﻌون ) (150وﻻ ﺗطﯾﻌوا أﻣر اﻟﻣﺳرﻓﯾن )﴾(151
22
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
)(1
-اﻟﺳﺧرﯾﺔ :ﻧﺣو﴿ :ذُق إﻧّك آﻧت اﻟﻛرﯾم﴾
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧﻬﻲ
اﻟﻧﻬﻲ ﻫو طﻠب اﻟﻛف ﻋن ﻋﻣل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻻﺳﺗﻌﻼء وﯾﻛون إﯾراد اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع ﻣﺳﺑوﻗﺎ ﺑـ ﻻ
اﻟﻧﺎﻫﯾﺔ اﻟﺟﺎزﻣﺔ.
وﻗد ﯾﺧرج اﻟﻧﻬﻲ إﻟﻰ أﻏراض أﺧرى وﻗد ﯾﻧزل ﻣن ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻏﻠﻰ ﻣﻌﺎن أﺧرى ﯾدل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎق.
)(3
أ -اﻟدﻋﺎء :ﻧﺣو ﴿رﺑﻧﺎ ﻻ ﺗزغ ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺑﻌد إذ ﻫدﯾﺗﻧﺎ﴾
ب -اﻻﻟﺗﻣﺎس :وﯾﻛون ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧزﻟﺔ ﻧﺣو﴿ :ﻗﺎل ﯾﺑﻧؤم ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻠﺣﯾﺗﻲ وﻻ
)(4
ﺑرأﺳﻲ﴾
23
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
ج -اﻟﺗﻣﻧﻲ
د -اﻟﺳﺧرﯾﺔ
وﻫﻧﺎك اﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد واﻟﺗﯾﺋﯾس واﻟﺗﺣﻘﯾر واﻟﺗﻌﻠﯾم وﻛل ذﻟك ﻟﻔﻬم اﻟﻛﻼم
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم
ﻫو طﻠب ﻓﻬم اﻟﻔﻬم ﻣﻌرﻓﺗك اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻘﻠب وﻓﻬﻣﻪ إﯾﺎﻩ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻔﻬﻣﻪ.
اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم :ﻫو طﻠب اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻣن ﻣﺧﺎطﺑﻪ أن ﯾﺣﺻل ﻓﻲ ذﻫﻧﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﺣﺎﺻﻼ ﻣﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻧﻪ.
أدوات اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم:
أﺳﻣﺎء اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم:
-1اﻟﻬﻣزة:
أﺻل أدوات اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم وأﻛﺛرﻫﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﯾﯾن ﻫﻣﺎ :اﻟﺗﺻدﯾق واﻟﺗﺻور
أ -اﻟﺗﺻدﯾق :ﻫو ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺟواب ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت أو اﻟﻧﻔﻲ واﻟﺟواب ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﺑـ "ﻧﻌم" إن أرﯾد اﻹﺛﺑﺎت
ﻣﺛﺎل :أﻟم ﺗﻘرأ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب؟ اﻟﺟواب ﺑﻠﻰ أو ﻧﻌم إذا ﺗﺳﺗﻌﻣل ﺑﻠﻰ ﻫﻧﺎ ﻟﻺﺛﺑﺎت وﻧﻌم ﻟﻠﻧﻔﻲ.
24
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
ب -اﻟﺗﺻور :ﻫو إدراك اﻟﻣﻔرد أي ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ وﯾﻛون اﻟﺟواب ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن
2ﻫل وﺗﻛون ﻟﻠﺗﺻدﯾق ﻓﻘط وﯾﻛون ﺑـ ﻧﻌم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت وﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﻲ ﻧﺣو ﻫل ﺣﺿر ﻣﺣﻣد؟
أ -أن اﻟﻬﻣزة ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠب ﺑﻬﺎ اﻟﺗﻌﯾﯾن وﯾﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ "أﻣر" ﻧﺣو ﴿أذﻟك ﺧﯾرﻧُزُﻻ أم ﺷﺟرة
اﻟزﻗوم﴾
)(1
)(2
ب -اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﺑﺎﻟﻬﻣزة ﯾﻧﺎﺳب ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗردد أو اﻟﻣﻛذب ﻧﺣو ﴿ﻓﻘﺎﻟوا أﺑﺷر ﻣﻧﺎ واﺣدًا ﻧﺗﺑﻌﻪُ﴾
أﺳﻣﺎء اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم:
-ﻣﺎ :ﯾطﻠب ﺑﻬﺎ ﺗﺣدﯾد ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﻬم ﻋﻧﻪ ﻧﺣو ﻣﺎ اﻹﯾﻣﺎن ﻣن ﯾطﻠب ﺑﻬﺎ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺳﺗﻔﻬم ﻋﻧﻪ
25
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
-أي :ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺿﺎف إﻟﯾﻪ ﻧﺣو :أي وﻟد ﻟك ﺗﺣب؟ أي ﯾوم ﺣﺿرت؟
ﻗد ﯾﺧرج اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم إﻟﻰ أﻏراض ﺑﻼﻏﺔ أﺧرى ﻏﯾر ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﺗﻔﻬم ﻣن اﻟﺳﯾﺎق وﻗراﺋن اﻷﺣوال
)(1
-اﻟﻧﻔﻲ﴿ :ﻓﻬل ﺗرى ﻟﻬم ﻣن ﺑﺎﻗﯾﺔ﴾
)(2
-اﻷﻣر﴿ :ﻫل أﻧﺗم ﻣﺳﻠﻣون﴾
-اﻟﺗﻘرﯾر :ﻫو ﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطب ﻋﻠﻰ إﻗرار ﺑﺄﻣر ﻗد اﺳﺗﻘر ﺛﺑوﺗﻪ ﻧﺣو﴿ :أﻟﯾس اﷲ ﺑﻛﺎف
)(3
ﻋﺑدﻩ﴾
)(4
-اﻟﺗﻌﺟب﴿ :ﻛﯾف ﺗﻛﻔرون ﺑﺎﷲ وﻛﻧﺗم أﻣوات ﻓﺄﺣﯾﺎﻛم﴾
26
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
-اﻟﺳﺧرﯾﺔ
-اﻹﻧﻛﺎر
-اﻟﺗﺷوﯾق
وﻏﯾرﻫم ﻣن اﻷﻏراض اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧرج إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻣﺗﺧﻠﯾﺎ ﻋن ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷﺻﻠﻲ.
راﺑﻌﺎ :اﻟﺗﻣﻧﻲ
اﻟﺗﻣﻧﻲ ﻫو طﻠب أﻣر ﻣﺣﺑوب وﻻ ﯾﺷﺗرط ﺣﺻوﻟﻪ أو وﻗوﻋﻪ ﻟﻛوﻧﻪ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ أو ﻟﻛوﻧﻪ ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻏﯾر
ﻣطﻣوع ﻓﻲ ﻧﯾﻠﻪ وﯾدل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺣرف ﻟﯾت ﻧﺣو ﴿ﻓﺟﺎءﻫﺎ اﻟﻣﺧﺎض إﻟﻰ ﺟذع ﻧﺧﻠﺔ ﻗﺎﻟت ﯾﺎ ﻟﯾﺗﻧﻲ
)(1
ﻣت ﻗﺑل ﻫذا وﻛﻧت ﻧﺳﯾﺎ ﻣﻧﺳﯾﺎ﴾
ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣﻧﻲ:
أداﺋﻪاﻷﺻﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﻟﯾت وا ٕ ذا أرﯾد إﺑراز اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺗﺑﻌد أو اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻓﻲ ﺻورة اﻟﻣﻣﻛن ﻹﻓﺎدة ﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺣﺳرة ﻓﻘد ﻧﺳﺗﻌﻣل ﻟﻪ ﺣرف اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم "ﻫل" أو ﺣر ﻓﺈن اﻟﺗﺣﺿﯾض "ﻟوﻻ"" ،ﻟوﻣًﺎ" وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻘﻊ ﻟو
وﻟﻌل.
واﻟﻐرض اﻟﺑﻼﻏﻲ اﻟﻣﻧﺷود ﻣن وراء اﻟﺗﻣﻧﻲ ﺑـ ﻟﻌل وﻫل ﻫو إﺑراز اﻟﺗﻣﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل وا ٕ ظﻬﺎرﻩ ﻓﻲ ﺻورة
اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻘرﯾب اﻟﺣﺻول واﻟﻐرض ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟم ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻧﻲ ﻫو اﻹﺷﻌﺎر ﺑﻌزة اﻟﻣﺗﻣﻧﻲ وﻗدرﺗﻪ.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟﻧداء
27
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
اﻟﻧداء ﻫو ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣﺧﺎطب ﻷﻣر ﯾرﯾدﻩ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺑوﺳﺎطﺔ ﺣرف ﻣن ﺣروف اﻟﻧداء
أدوات اﻟﻧداء:
اﻟﻬﻣزة وأي ﻟﻧداء اﻟﻘرﯾب وﺗﺳﺗﺧدم ﺳﺎﺋر اﻷدوات ﻟﻧداء اﻟﺑﻌﯾد وﻗد ﯾﻧﺎدى اﻟﺑﻌﯾد ﺑﺄداة اﻟﺗﻲ ﻟﻠﻘرﯾب
ﻟﻘرﺑﻪ ﻣن اﻟﻘﻠب أو ﺣﺿورﻩ اﻟﻘوي ﻓﻲ اﻟذﻫن وﻗد ﯾﻧﺎدى اﻟﻘرﯾب ﺑﺄداة اﻟﻧداء اﻟﺗﻲ ﻟﻠﺑﻌﯾد ﻟﺑﻌدﻩ ﻣﻌﻧوﯾﺎ أو
ﻟﺑﯾﺎن ﻋﻠو وﻗدر ورﻓﻌﺔ ﺷﺎﻧﻪ أو ﯾﻧﺎدى إﺷﻌﺎرًا ﺑﺄن اﻟﻣﺧﺎطب ﻧﺎﺋم أو ﻏﺎﻓل.
وﻗد ﻧﺟد اﻟﻧداء ﻗد ﯾﺧرج اﻟﻧداء ﻋن ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺎنٍ أﺧرى ﻛﺎﻟﺗﺣﺳر واﻹﻏراء واﻟﺗﻌﺟب
)(1
-اﻟﺗﻌﺟب﴿ :ﯾﺎ ﺣﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎد﴾
-اﻟﺗﺣﺳر
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺳم اﻷول ﻣن اﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻧﺟد ان ﻟﻪ ﻗﺳم ﺛﺎﻧﻲ ﻫو ﻏﯾر طﻠﺑﻲ.
28
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
ﺣﯾث ﯾﻘول :ﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوﺑﺎ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻧﺷﺊ أﻣرا ﻣرﻏوﺑﺎ )(1
ﻗد ﻋرف ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎ طﺎﻫر
ﻓﯾﻪ.
واﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻐﯾر طﻠﺑﻲ ﻫو اﻟذي ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻹﻧﺷﺎء وﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوﺑﺎ ﻏﯾر ﺣﺎﺻل
وﻗت اﻟﻛﻼم ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﺑر ﻋﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻟدى اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ ﺣﯾز اﻟﺧﺑر وﻫذا اﻟﻧوع ﻻ
ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺑﻼﻏﺔ أﻧﻣﺎ ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﺣو ﻷن أﻛﺛر ﺻﯾﻐﻪ أﺧﺑﺎر ﻧﻘﻠت ﻟﻺﻧﺷﺎء.
وﻗد أﻋطﻰ ﻋﻠﻲ اﻟﺟﺎرم وﻣﺻطﻔﻰ أﻣﯾن ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻺﻧﺷﺎء اﻟﻐﯾر طﻠﺑﻲ ﻓﻬو :ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣطﻠوﺑﺎ وﻟﻪ
ﺻﯾﻎ ﻛﺛﯾرة.
أ -اﻟﻣدح :ﯾؤﺗﻰ ﺑﻔﻌل اﻟﻣدح ﻧﻌﻣﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ":ووﻫﺑﻧﺎ ﻟداوود ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻧﻌم اﻟﻌﺑد إﻧﻪ ﻛﺎن
)(2
ﺗواﺑﺎ".
ب -اﻟذم :ﯾؤﺗﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﺋس ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :أﻓﻣن اﺗﺑﻊ رﺿوان اﷲ ﻛﻣن ﺑﺎء ﺑﺳﺧط ﻣن اﷲ وﻣﺄواﻩ ﺟﻬﻧم
وﺑﺋس اﻟﻣﺻﯾر"
29
اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول )اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري(:
-2أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺳم:
وﯾﻛون ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻋدﯾدة ﻛﺄﻗﺳم ﺑﺎﷲ وأﺣﻠف ﺑﺎﷲ وﻛﺛﯾرا ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﯾﺣذف ﻓﻌل اﻟﻘﺳم وﯾﻌوض أو ﯾﺷﺎر
-3ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻌﺟب:
اﻟﺗﻌﺟب اﻧﻔﻌﺎل ﻧﻔﺳﻲ ﯾﻌﺑر ﻋن اﺳﺗﻌظﺎﻣﻧﺎ ﻟﺷﻲء ﻣﺎ ﻧظن أﻧﻧﺎ ﻟم ﻧراﻩ ﻣن ﻗﺑل وﯾﺄﺗﻲ ﺑﺻﯾﻐﺗﯾن
-4ﺻﯾﻎ اﻟرﺟﺎء:
وأﻓﻌﺎل اﻟرﺟﺎء ﻫﻲ ﻋﺳﻰ ،ﺣرى ،اﺧﻠوﻟق ،ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ":ﻓﻌﺳﻰ اﷲ أن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ أو أﻣر ﻣن
-5أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻘود:
وﻫﻲ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻧﺷﺎء ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ وﻋﻘود اﻟزواج وﻗرارات اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻟﻠﻣوظﻔﯾن وا ٕ ﻗﺎﻟﺗﻬم
واﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠطﻼق واﻟﻌﺗق وﻣﺑﺎﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎﻛم وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
د -ﻋﺑﺎرات اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :ﺑﺎﻋﻼن اﻟﺷﻬﺎدﺗﯾن وﻫذا ﻋﻘد ﻣﻊ اﷲ ﺑﺎﻟﺧﺿوع ﻟﻪ ﻣﻊ ﻋﻘد اﻟﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻻﻋﻼن.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب أﺧرى ﻟﻠﻌﻘود وﻫﻲ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة وﻧﺣن ذﻛرﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻘط.
ﻧﻼﺣظ أن ﻓﻲ اﻻﻧﺷﺎء اﻟطﻠﺑﻲ أن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﯾﺗﺄﺧر ﻋن وﺟود ﻟﻔظﻪ ﻣﺛل ﻗوﻟﻲ أﻛﺗب اﻟدرس
ﻓﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻟطﻠب أي اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ .أﻣﺎ اﻹﻧﺷﺎء اﻟﻐﯾر طﻠﺑﻲ ﻓﯾﺗﺣﻘق وﺟود ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ وﺟود ﻟﻔظﻪ ﻓﺈذا ﻗﺎل ﺷﺧص ﻵﺧر أﺑﺎﯾﻌك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻌﻧﻰ
31
الفصل الثاني
التطبيقي
ﻟﻘد ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺗﻌﺎرﯾف أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺧدم ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻓﻘدﻣﻧﺎ ﺗﻌرﯾﻔﺎت
1
أﺣﻣد أﺑو اﻟﻣﺟد "ﻓﻬو ﻗول ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق أو اﻟﻛذب ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻗﺎﺋﻠﻪ".
وﻛﻣﺎ ﻗدم ﻟﻪ ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﺧﺑر ﺣﯾث ﻗﺎل ﻫو ﻗول ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق واﻟﻛذب
وﯾﺻﺢ أن ﯾﻘﺎل ﻟﻘﺎﺋﻠﻪ أﻧﻪ ﺻﺎدق أو ﻛﺎذب واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺻدق ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻟﻠواﻗﻊ واﻟﻣﻘﺻود
2
ﺑﺎﻟﻛذب ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻟﻠواﻗﻊ".
واﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﺎﻟﯾﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺔ وا ٕ ﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗﻌﺑﯾر ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ ﻓﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺧﺑرﯾﺔ ﺗﺧﺑرﻧﺎ ﺗؤﻛد ﻟﻧﺎ
ﻧﺟد أن اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺧﺑرﻧﺎ ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓذﻛرى ﻣؤﻟﻣﺔ ﻟرﺣﯾل أﻋز
اﻷﺣﺑﺎب وﺗرك اﻟﻔؤاد ﻣﺟروح واﻟﺧﺎطر ﻣﻛﺳور ﻓﻣﺟرد اﻟذﻛرى ﺗﺟﻌل اﻟﻌﯾن ﺗذرف ﻣن
اﻟدﻣوع أﻧﻬﺎرا ﻓﺎﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﺗﻘرﯾر .ﺣﯾث ﺷﺑﻬت ﻛﺛرة ﺑﻛﺎﺋﻬﺎ
ﻋﻠﻰ أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر ﺑﺎﻟﻔﯾض اﻟﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎرف ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺗﺷﺑﯾﻪ ﺗﺎم ﻟﯾزﯾد ﻣن
-1أﺣﻣد أﺑو اﻟﻣﺟد اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ دار ﺟرﯾر ،ﻋﻣﺎن ،ط ،2010 ،1ص.143
33
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻗوة اﻹﺧﺑﺎر ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ آﻟت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء إﺛر ﻣﻘﺗل أﺧﯾﻬﺎ اﻟﺣﺑﯾب ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت
اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻟث:
ﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﻧﺑﻛﻲ ﻣوﺗﻧﺎ وﻫذا ﺣﺎل اﻟﺧﻧﺳﺎء اﻟﺗﻲ ﺑﻛﯾت أﺧﯾﻬﺎ ﺑﺄﻟم وﺣﺳرة ﻓﻛﻠﻣﺎ ذﻛرﺗﻪ وﻟﻬت أي
اﺷﺗد ﺣزﻧﻬﺎ وﻣﺻﯾﺑﺗﻬﺎ واﺷﺗﺎﻗت ﻟﻪ وﻫذا ﻫو ﺣﺎل اﻟﻣﺣب وﻟﻛن ﻫل ﻟﻠﺷوق ﻟﻠﻘﺎء؟ ﻟن ﯾﻛون
ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن أﺧﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎت ﻣن اﻟﺗراب ﺣﯾث أﻧﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠت أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﺗوﻛﯾد
ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك إﺣدى أدوات اﻟﺧﺑر وﻫﻲ اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل "ﻫﻲ" واﺳﺗﻌﻣﻠت أﻟﻔﺎظ ﻣؤﺛرة
وﻗوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع ﺗﺑﻛﻲ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻣوﺟزة اﻟﻣﻌﺑرة اﻟﻌﺑرى وﻟﻬت ﻟدﻻﻟﺔ
ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣزرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﺑرى ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻓﻛرة ﻋدم ﺟﻔﺎء
دﻣوع اﻟﺧﻧﺳﺎء وﻛذﻟك وﻟﻬت ﻟدﻻﻟﺔ ﻋن اﺷﺗداد اﻟﺟزع واﻟﻣﺻﯾﺑﺔ وﻗد ﺳﺑق اﻟﻔﻌل وﻟﻬت أﺣد
اﻟﻣؤﻛد وﻫو ﻗد اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟراﺑﻊ ﻧﺟد أن اﻟﺧﻧﺳﺎء أﻧﻬﺎ ﺳﺗﺑﻛﻲ ﻋﻠﻰ
ﺻﺧر ﻣﺎ ﻋﺎﺷت وﺑﻘﯾت ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗرى ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻘﺻرة ﻓﻲ اﺑﻘﺎء ﺣق أﺧﯾﻬﺎ
ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻬم ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺻﯾر واﻟﻌﺟز وﻗد اﺳﺗﻌﻣل أﺳﻠوب ﺧﺑرﯾﺎ ﻟﺗوﺻﻠﻧﺎ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
وﯾﺗﺿﺢ أﻛﺛر اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري أﻛﺛر ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣؤﻛد اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻫو
اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل "ﻫﻲ" ﻟﺗﺧرج ﺑﻧﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻣن ﻏرض اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻺﺧﺑﺎر إﻟﻰ ﻏرض ﺛﺎﻧوي
ﻫو ﺗﻘرﯾر ﺣﯾﺎﻟﺔ اﻟﻣزرﯾﺔ ﺟراء ﻣﻘﺗل ﺻﺧر.
34
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗؤﻛد ﻟﻧﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺧﺎﻣس أﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺑﻛﺎء ﻋﻠﻰ أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر وﯾﺗﻣﺛل
ذﻟك ﻓﻲ ﺻدر اﻟﺑﯾت ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك أﺳﻠوب ﺧﺑري ﻏرﺿﻪ ﻻزم اﻟﻔﺎﺋدة ﻷن أي ﻗﺎرئ أو
ﻣﺧﺎطﺑﺔ ﯾﻛون ﻫﻧﺎ ﻋﺎﻟم أو ﻋﺎرف ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ أي ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣوت ﺻﺧر ورﺛﺎء اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻟﻪ وأن
ﻟﻬﺎ ﻛل اﻟﺣق ﻓﻲ ﺑﻛﺎءﻫﺎ ورﺛﺎءﻫﺎ ﻷﺧﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺗول أﻣﺎ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت اﻟﺧﺎﻣس ﻓﻧﺟد أن
اﻟﺧﻧﺳﺎء اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻛذﻟك أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣؤﻛد "إن" اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب اﻻﺳم وﺗرﻓﻊ
اﻟﺧﺑر وﺟﺎءت ﺑﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟدﻫر ﺿرار ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎب ﻟﻠدﻫر
وﺗﻧﻌﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿرار ﻷﻧﻪ أﺧذ ﻣﻧﻬﺎ أﻋز اﻟﻧﺎس وﻫو أﺧﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺑوب ﺻﺧر وأﺣل اﻟﻔراق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎدس ﻧﺟد أن اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗﻘول أن اﻟﻣوت ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣن ﻣﻔر وا ٕ ن ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛل
واﺣد ﻣﻧﺎ ﻫﻲ اﻟﻣوت ﻓﺎﻟﻣوت ﻓﻲ ﺣدوﺛﻬﺎ وﺗﺻرﯾﻔﻬﺎ ﻋﺑرة ﻟﻣن ﯾﻌﺗﺑر واﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء
أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺎ ﻏرﺿﻪ ﻻزم اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﺎﻟﻣﺧﺎطب أو اﻟﺳﺎﻣﻊ ﯾﻛون ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﺧﺑرﻩ ﻓﻠﯾس
ﻣﻧﺎ ﻣن ﻟﻪ ﻟﯾس ﻟﻪ ﻋﻠم ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛل واﺣد ﻣﻧﺎ ﻓﺎﻟدﻫر ﯾﺗﻐﯾر وﻓﯾﻪ أطوار ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾوﻟد ﯾﻛﺑر
دﻋﻣت اﻟﺧﻧﺳﺎء اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن ﻗﺻﯾدﺗﻬﺎ ﺑﺄﺣد اﻟﻣؤﻛد وﻫﻲ "ﻗد" اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻬﻲ
ﺗﺄﻛد ﻟﻧﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﺻﺧر ﻛﺎن ﻗﺎﺋدا وﺻﺎﺣب ﻫﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺑﯾﻠﺗﻪ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أﺳﻠوب ﺧﺑري
ﻟﺗﻧﻘل ﻟﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻲ ﺗﺧﺑرﻧﺎ ﺑﺄن أﺑﺎ ﻋﻣرو ﻛﺎ ن ﺳﯾدا وﻧﻌم اﻟﺳﯾد وﻛﺎن ﻟﻠداﻋﯾن أي
35
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺧﯾراﺗﻬم ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﺻدر اﻟﺑﯾت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗذﻛﯾر ﻟﻠﻘوم ﺑﺄﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر اﻟذي ﻛﺎن ﻗﺎﺋدﻫم
وﺳﯾد أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ﻣدح وﺗﻌظﯾم ﺣﯾث ذﻛرت أﻧﻪ ﻛﻠن ﻟﻠداﻋﯾن
ﻧﺻﺎر وﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻣن اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ﻣدح أﺧﯾﻬﺎ وذﻛر ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺗﺎ ﻓﻲ ذﻟك
أﺳﻠوب ﺧﺑري ﻏرﺿﻪ اﻟﻣدح ﺣﯾث أﻧﻪ ﺗﻣدح ﺑﺻﻔﺎت أﺧﯾﻬﺎ ﻓذﻛر أﻧﻪ ﻗوي اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻫﺎب
ﻣﻬﺻﺎر1 وأﻧﻪ ﺑطل اﻟﺣروب واﻟﻣﻌﺎرك وأﻧﻪ ﺟريء ﻻ ﯾﺧﺷﻰ اﻟﻣوت وذﻛرت ﻛذﻟك ﻛﻠﻣﺔ
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛﺛﯾر اﻟدﻗﺔ ﻟﻸﻋﻧﺎق وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﺷﻰ اﻟﻣوت وأﻧﻪ ﺑطل
ﻟَﻪُ ﺳِ ﻼﺣَﺎنِ أَﻧﯾَﺎبٌ وأظﻔﺎرُ ﻣﺷَﻰ اﻟﺳﺑَﻧﺗﻰ إﻟﻰ ﻫﯾﺟَﺎءَ ﻣُﻌﺿِ ﻠﺔٍ
ﺷﺑﻬت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻌﺎﺷر أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر ﺑﺎﻟﺳﺑﻧﺗﻰ و اﻟﺳﺑﻧﺗﻰ ﻫو اﻟﻧﻣر) (2ﻓﺻﺧر
ﻓﻲ ﻧظرﻫﺎ ﻫو ذﻟك اﻟﻧﻣر ﯾﺟﺎري وراء ﻓرﯾﺳﺗﻪ ﻓﻬو ﯾﺟري ﻏﻠﻰ اﻟﺣروب واﻟﻣﻌﺎرك ﺑﺻدر
رﺣب ﻣﻣﻠوء ﺑﺎﻟﺗﻔﺎؤل واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ دون ﺧوف أو ﺷك ﻓﻲ اﻟﻬزﯾﻣﺔ وﻗد اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ذﻟك
أﺳﻠوب ﺧﺑري ﻟﺗﺧﺑرﻧﺎ ﻋن أﺧﯾﻬﺎ اﻟﺑطل اﻟذي ﻻ ﯾﻬﺎب أي ﺷﻲء ﯾﺻﺎدﻓﻪ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺑﺎب ﺗﻣدح وﺗﻌظم اﻟﻣﻘﺗول ﻓﺎﻟﻐرض ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﻣدح واﻟﺗﻌظﯾم وﻣﺎ زاد ﻣن ﻗوة اﻷﺳﻠوب
-1أﻣﯾل ﻧﺎﺻف ،أروع ﻣﺎ ﻗﯾل ﻓﻲ اﻟرﺛﺎء ،دار اﻟﺟﯾل_ ﺑﯾروت ،ط ،2د.ت ،ص.16
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر أﺳﻠوب ﺧﺑرﯾﺎ ودﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺟود
ﻣؤﻛد أﻻ وﻫو اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل "ﻫﻲ" اﻟذي ﻓﺻل ﺑﯾن ذﻛري وﺟود ﺻﺧر وﺑﯾن اﻟذي
ذﻫب ﻓﯾﻪ دون أن ﯾﻌود ﻛﺄﻧﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌش إﻻ ﻣدة وﺟﯾزة ﻓﺎﻟﻐرض ﻫذا ﻣن اﻷﺳﻠوب
ﻓﺈِﻧﱠﻣﺎ ﻫِ ﻲَ ﺗﺣﻧﺎنٌ وﺗَﺳﺟﺎرُ ﻻَ ﺗﺳﻣَن اﻟدَﻫرَ ﻓِﻲ أرضٍ وا ِٕن وﺗَﻌت
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود أﺳﻠوب ﺧﺑري ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ،ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﯾﻪ اﻟﺧﻧﺳﺎء
ﻣؤﻛدﯾن ﻫﻣﺎ "إن" اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣؤﻛد آﺧر ﺿﻣﯾر ﻣﻧﻔﺻل "ﻫﻲ".
وا ٕ ن ﺻﺧرًا إذَا ﺟَﺎﻋُ وا ﻟﻌﻘﺎرُ وا ٕ نﱠ ﺻَﺧرًا ﻟﻣﻘدَامٌ إِذَا رﻛِ ﺑُوا
ﻛﺄﻧّﻪ ﻋﻠمٌ ﻓِﻲ رأﺳِ ﻪِ ﻧﺎرُ وا ٕ ن ﺻﺧرًا ﻟﺗﺄﺗمﱠ اﻟﻬُداةُ ﺑِﻪِ
ﺻﺎدﻓﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﯾﺎت اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر واﻟﺳﺎدس ﻋﺷر واﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﻏرﺿﻪ ﻓﻲ
اﻷﺑﯾﺎت ﻫو اﻟﻣدح ﻷن اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣدح وﻏﻧﺎء ﺑﺻﻔﺎت واﻟﺧﺻﺎل اﻟﺣﻣﯾدة اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ أﺧﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺗول ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن ﺑﻧﻲ ﻗوﻣﻪ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻣؤﻛد واﺣد ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ
ﻛﻼﻣﻬﺎ وﻫو "إنّ " ﻓﻬذا اﻟﻣؤﻛد ﻻزم ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت ﻓﻲ ﺻدرﻫﺎ وﻛذﻟك ﻋﺟزﻫﺎ.
ﻓﻔﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗﻘول أن ﺻﺧر ﻫو ﺳﯾدﻫم ووﻟﯾﻬم ﺣﯾث إﻧﻪ ﻛﺎن
ﺣﺎﻛم اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ وأﺣﺳن اﻟﺳﯾﺎدة .وأن ﺻﺧر إذا ﺣل ﺻﯾف اﻟﺷﺗﺎء ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻧﺣر ﻓﺎﻟﺟود ﻣن
37
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻔﺻل اﻟﺷﺗﺎء ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﻌﺳف وﻧﻘص اﻟزاد إﻻ أن ﻫذا اﻟرﺟل اﻟﺟواد واﻟﻣﻛرم ﻓﻬو
ﺑﻣﺟرد ﻗدوم ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻧﺣر ﻣن اﺟل ﺳد ﺣﺎﺟﺔ أﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر زادت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻣدح أﺧﯾﻬﺎ ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗذﻛر وﺗﺧﺑر ﺑﺄن
ﺻﺧر ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﺟﺎﻫز ﻷي ﺣرب ﻓﻬو ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺷﺟﺎﻋﺔ
وﺑطوﻟﺔ اﻟرﺟل وﻛذﻟك ﺗﻣدح ﺑﺄﻧﻪ اﻟوﺣﯾد اﻟﻣوﺟود وﻗت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﺈذا ﺟﺎع أﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ ﯾﻛون
ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ﺗﻘول ﻋن أﺧﯾﻬﺎ أﻧﻪ ﻫو اﻟذي ﯾﻬﺗدي ﺑﻪ اﻟﻬداة ﻓﻲ
رﺣﻠﺗﻪ واﻟذي ﯾﺳﺗدل ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرك ﺣﯾث ﺷﺑﻬت ﺑﺎﻟﻣﺷﻐل اﻟذي ﯾﺳﺗﻧﺎر ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺔ
ﻛذﻟك ﻫو ﺣﺎل ﺻﺧر ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻬﺗدي ﺑﻪ ﻓﻲ أﺣﻠك اﻟظروف ﻟﺧﺑرﺗﻪ وذﻛﺎﺋﻪ اﻟذي ﻻ
ﯾظﺎﻫﻰ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ان اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗواﺻل ﻓﻲ ﻣدح ﺻﺧر ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أﺳﻠوﺑًﺎ
ﺧﺑرﯾًﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﻣدح ﺣﯾث اﻧﻬﺎ ﺗﻣدح أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر ﻓﺗذﻛر اﻧﻪ ﺟﻣﯾل اﻟﺧﻠﻘﺔ وﻛﺎﻣل اﻟﺑدن
واﻟﺟﺳد وأﻧﻪ ﻟﻠﺣروب داﺋﻣﺎ ﻣﺗﺄﻫب ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻘدم دون رﺟﻌﺔ أو ﺧوﻓﺎ ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻣﺎزاﻟت ﺗﻣدح
ﺷَ ﻬَﺎدُ أَﻧدِﯾﺔٍ ﻟﻠﺟَ ﯾْشِ ﺟَرّارُ ﺣَ ﻣّﺎلُ أَﻟوِﯾﺔٍ ﻫﺑّﺎطُ أودِﯾﺔٍ
38
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗواﺻل اﻟﻣدح ﻓﻲ ﻗﺎﻟب أﺳﻠوب ﺧﺑري ﻏرﺿﻪ اﻟﻣدح
واﻟﺗﻌظﯾم ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ذﻛرت أن ﺻﺧر ﻫو ﺻﺎﺣب ﻗوة وﺷﺄن ﻓﻬو اﻟﻘﺎﺋد اﻟذي ﯾﺟري ﺗﺣت
ﻟواءﻩ ﺟﯾش ﺟرار ﻓﺻﺧر ﻛﺛﯾر ﻫﺑوط اﻷودﯾﺔ وذﻟك دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﺑطل وﻛﺎن دﻟﯾل ﻋﻠﻰ
ﻛﺛرة اﻟﺣروب واﻟﻣﻌﺎرك اﻟﻛﺛﯾرة وﻻﻧﺗﺻﺎرات اﻟﻌدﯾدة دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻓطﻧﺔ وذﻛﺎء وﺣﺳن اﻟﺗﺧطﯾط
وﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت ﻫﻲ ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻌظﯾم ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺗﻣدح وﺗﻌظم ﺻﺧر.
ﻓﻛّﺎكُ ﻋَﺎﻧِﯾَﺔٍ ﻟﻠﻌَظمِ ﺟَ ﺑّﺎرُ ﻧﺣّﺎرُ راﻏِ ﯾَﺔٍ ﻣِﻠﺟﺎءُ طﺎﻏِ ﯾﺔٍ
ﺟَ ﺑّﺎرُ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﺣﯾث ذﻛرت أﻧﻪ ﻧﺣﺎر ﺑﻣﻌﻧﻰ ﯾﻧﺣر ﻷﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ وﯾﻠﺟﺄ
ﻛﺎﻧت ﺗُرَ ﺟّ مُ ﻋﻧﻪُ ﻗﺑلُ أﺧﺑَﺎرُ ﻟﻘد ﻧَﻌَﻰ اﺑنُ ﻧَﻬِﯾك ﻟِﻲ أﺧَ ﺎﺛِﻘَﺔٍ
اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﺗﺧﺑرﻧﺎ ﻋن أﺧﯾﻬﺎ ﺧر وﺷﻬرﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﻣﺎت ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزال
ﻣوﺟودة ﺗﻧﻘل ﺑﯾن أﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ ﻓﻘد أﺗت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺑﻣؤﻛد وﻫو ﻟﺗﺄﻛد ﻟﻧﺎ وﺗﻘوي اﻟﺧﺑر واﻟﻐرض
اﻟﻣﻧﺷود وراء ذﻟك ﻫو ﺗﻌظﯾم ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺧر واﻟرﻓﻊ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أﻛﺛر وﻫو ﺻﺎﺣب ﺛﻘﺔ ﺑﯾن
ﻗوﻣﻪ.
ﺣﺗّﻰ أﺗﻰ دونَ ﻏَورِ اﻟﻧَﺟمِ أﺳّﺎرُ ﻓﺑتﱡ ﺳﺎﻫِ رةٍ ﻟﻠﻧَﺟمِ أرﻗُﺑُﻪُ
39
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗﺑﯾت اﻟﻠﯾل ﺳﺎﻫرة ﺗﺗرﻗب ﻗدوم اﻟﻧﺟم ﻓﯾﻬﺎ ﻫن ﻻ ﺗﻘﺻد ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻧﺟم اﻟﻧﺟم اﻟﻌﺎدي
إﻧﻣﺎ ﻫو ﻗدوم طﯾف أﺧﯾﻬﺎ وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺷدة ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻪ وﻟوﻋﺔ اﻟﺷوق ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ
ذﻟك أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﺗﻣﻧﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺳﻬر اﻟﻠﯾل ﻛﻠﻪ ﻣﺗﻣﻧﯾﺔ رؤﯾﺔ طﯾف أﺧﯾﻬﺎ ﻟﻛن
ﺻﺧر ذﻫب دون رﺟﻌﺔ ﺗطﻔﺊ ﻟﻬﯾب اﻻﺷﺗﯾﺎق وﻟوﻋﺔ اﻟﺷوق وﻟﻬﻔﺔ اﻟﻠﻘﺎء.
ﺗﻘول اﻟﺧﻧﺳﺎء أﻧﻪ ﻛرﯾم وﺟوّاد ﺣﯾث ﯾطﻌم أﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ وﻗت ﺟوﻋﻬم وﻻ ﯾﺑﺧل ﻋﻠﯾﻬم
ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﻏرﺿﻪ اﻻﻓﺗﺧﺎر ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺗﺧر ﺑﻣﻛﺎرم اﻷﺧﻼق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻠﻰ
ﻓﻘد أُﺻِ ﯾبَ ﻓﻣﺎ ﻟﻠﻌَﯾشِ أوطَﺎرُ ﻗد ﻛﺎنَ ﺧﺎﻟِﺻﺗﻲ ﻣن ﻛلّ ذِي ﻧﺳبٍ
اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾﺎ وﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻣؤﻛدًا "ﻗد" ﻟﯾزﯾد ﻣن ﻗوة اﻹﺧﺑﺎر ﺣﯾث
اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻛﻠﻣﺔ ﺧﺎﻟﺻﺗﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟﺧﻠص اﻟﻣودة وذﻟك ﻣن ﻛل ذي ﻧﺳب وﻗد
اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻣؤﻛد "ﻓﻘد" ﻟﺗﺄﻛﯾد أﻛﺛر ﻋﻠﻰ إﺧﺑﺎر ﻟﻛﻧﻪ ﺻﺧر أﺻﯾب وطﻌﻧﻪ اﻟدﻫر ﻷن اﻟﻌﯾش
اﻟﺧﺑري اﻟﺗذﻛﯾر.
آﺑﺎؤﻩُ ﻣن طِ والِ اﻟﺳﻣكِ أﺣرارُ ﺟَﻬمُ اﻟﻣُﺣﯾّﺎ ﺗُﺿﻲءُ اﻟﻠﯾلَ ﺻورَ ﺗُﻪُ
40
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻧﺗﻘﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت إﻟﻰ وﺻف اﻟﺧِ ﻠﻘﺔ ﻟﻠﺻﺧر ﺣﯾث ﺗﻘول أن ﺿﯾﺎء وﺟﻪ
ﺻﺧر ﯾزﯾل ظﻠﻣﺔ اﻟﻠﯾل ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ذﻟك أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ﺗذﻛر
ﺑﻣﺎﺿﻲ ﺻﺧر وﻣﺎﺿﻲ آﺑﺎؤﻩ اﻟذي ﻛﺎن زاﺧرا ﺑﺎﻟﺑطوﻻت واﻟﺗﺿﺣﯾﺎت ﻓﻬﻲ ﺗﻘول أﻧﻪ طوال
اﻟزﻣن ﻋﺎﺷوا أﺣرارًا وﻣﺎﺗوا أﺣرار ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﺗﻣدح ﺻﺧر ﺑذﻛر ﺻﻔﺎﺗﻪ وﻓﻲ ﻣﻘﺎم
اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺗذﻛر ﺑﺎﻟﻣوروث اﻷﺟداد اﻟذي ﺗرك ﻣن أﺟداد ﺻﺧر ﻣن طرف
ﺻﺧر ﻫو أﯾﺿﺎ ﻣوروث ﻣﺷرف وﯾﺗﺑﺎﻫﻰ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑطوﻻت واﻟﺗﺿﺣﯾﺎت ﻓﺻﺧر ﺿﺧم
ﻣن ﺧﻼل أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎﻟدة ﻓﻬو ﻣﻐوار ﻓﻘد ﺟﺳدت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري
ﺟﻠدُ اﻟﻣرﯾرةِ ﻋﻧدَ اﻟﺟﻣﻊِ ﻓﺧّﺎرُ ﻓرعٌ ﻟﻔرعٍ ﻛرِﯾمٍ ﻏﯾر ﻣُؤﺗَﺷَبٍ
ﺗواﺻل اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬﺎ ﻣدﺣﻬﺎ ﻷﺧﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ذﻛرت ﻛرﯾم ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت
أﺳﻠوﺑﺎ ﺧﺑرﯾﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﻣدح ﻓﺻﻔﺔ اﻟﻛرم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء
ﻓﻲ رﻣﺳﺔٍ ﻣﻘﻣَطرَاتُ وأﺣﺟَﺎرُ ﻓﻲ ﺟوفٍ ﻟﺣدٍ ﻣُﻘﯾمٌ ﻗد ﺗﺿﻣّ ﻧَﻪُ
41
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ ﺧﺑرﯾًﺎ ﻏرﺿﻪ اﻻﻓﺗﺧﺎر وﻗد اﺳﺗﻌﻣل ودﻋم ذﻟك ﺑﻣؤﻛد ﯾزﯾد ﻣن
ﻗوة ﻣﻧﺎ آﺗت ﺑﻪ ﻫو "ﻗد" ﺣﯾث ﺗﻔﺗﺧر ﺑﺄﺧﯾﻬﺎ وﺗﻘول أن ﺟوف ﺻﺧر ﯾﺿم اﻟﻣﺟوﻫرات
وأﺣﺟﺎر اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟطﺎﻫر إﻧﻣﺎ ﺑﻘﺻد ﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺧﻔﻲ وﻫو ﻣﻛﺎرم
اﻷﺧﻼق واﻟﺻﻔﺎت اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻲ زادت ﻣن ﺷﻬرة ﺻﺧر.
ﺻﺧر إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻣن ﺷﺟﺎﻋﺔ وﻗوة ﺷﻬرة ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺛﯾر اﻟﻔﻌل اﻟﺧﯾر
ﻣن ﺧﻼل ﻗول اﻟﺧﻧﺳﺎء طﻠق اﻟﯾدﯾن ﻟﻔﻌل اﻟﺧﯾر وأن ﻟﻪ ﻓﺟر ﻋظﯾم ﻓﻲ ﻓﻌل اﻟﺧﯾرات واﻧﻪ
آﻣﺎر داﺋﻣﺎ ﺑﻧﻲ ﻗوﻣﻪ ﻟﻔﻌل اﻟﺧﯾر واﻟﺳﺑﺎق ﻧﺣو اﻟﺧﯾرات ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻧﻘل
اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﺎﻟﯾب إﻧﺷﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة ،وأﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻫو ﻛل
ﻛﻼم ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻدق أو اﻟﻛذب وأﻋطﻰ ﻟﻪ ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺣﯾث ﻗﺎل »إن اﻹﻧﺷﺎء ﻫو
اﻟﻛﻼم اﻟذي ﯾﺳﺗﺷرف اﻟﻣﺗﻛﻠم إﻟﻰ ﺣدوﺛﻪ«) (1ﺣﯾث أن اﻟﺧﻧﺳﺎء اﺳﺗﻬﻠﺗن ﻗﺻﯾدﺗﻬﺎ ﺑﺎﺳﻠوب
أَم ذَرﱠﻓت إذ ﺧﻠت ﻣِن أَﻫﻠﻬﺎ اﻟدارُ ﻗَذى ﺑِﻌﯾﻧِكِ أَمِ ﺑﺎﻟﻌَﯾنِ ﻋُوّارُ
42
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻫﻧﺎ اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗﺧﺎطب ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻫذﻩ ﻗﻣﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ وﻫﻲ ﺗﺟرد ﻣن ﻧﻔﺳﻬﺎ إﻧﺳﺎﻧﺎ ﺗﺧﺎطﺑﻪ وﺗﺑﻛﻲ
ﻟﻪ اﻟﺣزن واﻷﻟم وﻫذا ﺣﺎل اﻟﻣﺗﺄﻟم دوﻣًﺎ ﻟﯾﺣث ﻋن ﯾﺧﻔف ﻟﻪ ﺣزﻧﻪ وﺟرﺣﻪ .ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
وﯾوﺟﻌﻬﺎ ورﺑﻣﺎ ﯾﺻﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻣد أو اﻟﻣرض وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟطوﯾﻠﺔ اﺳﺗطﺎﻋت ﺷﺎﻋرﯾﺗﻬﺎ
اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ أن ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻷول أي ﺻدر اﻟﺑﯾت ﺑﺄﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ طﻠﺑﻲ ﻧوﻋﻪ
اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم واﻷداة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﻬﻣزة اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ )أم( اﻟﻐرض ﻣن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻫو
اﻟﺗوﺑﯾﺦ ﻓﻬﻲ ﻫﻧﺎ ﺗوﺑﺦ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﻣﻘﺻرة ﻓﻲ ﺑﻛﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﺧر وﻣﺎ ﻫو ﺳﺑب أﻟم اﻟﻌﯾن اﻫو
اﻟﻘذى اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﻌﯾن أم ﺧﻠو اﻟدار ﻣﻣن ﯾﺟب ﻣﺎ أﺻﻌب ﺑﻠوى اﻟﻔراق.
اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ إﻧﺷﺎﺋﯾﺎ طﻠﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﻏرﺿﻪ اﻟﻧداء ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أداة
اﻟﻧداء اﻟﯾﺎء واﻟﻣﻧﺎدى ﻫو ﺻﺧر ﺣﯾث ﻗﺎﻟت ﻟﻪ وراد اﻟﻣﺎء وﻫﻲ ﻟﻘﺻد ﺑﻪ ﻫﻧﺎ أرادت إﻗداﻣﻪ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوت وأﻧت ﻗد أﻧذرﺗﻬم ﺑﺻﻌوﺑﺔ وﻫول اﻷﻣر أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ﻓﻘد وردت ﻣﺎ
اﻟﻧﺎﻓﯾﺔ ،أي اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻏرﺿﯾن ﻟﻺﻧﺷﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾن ﺻدر اﻟﺑﯾت ﺗﺿﻣن اﻟﻧداء
وﻋﺟزﻩ ﺗﺿﻣن اﻟﻧﻔﻲ ﻓﺗﻘول "أﻫل اﻟﻣوارد ﻣﺎ ﻓﻲ وردﻩ ﻋﺎر" ﻷﻫل اﻟﻣوارد
43
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻫﻣﺎ اﻹﺑطﺎل أﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﺗﺿﺣﯾﺗﻬﻣﺎ ﻋﺎر إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺷﺟﺎﻋﺔ وﺑطوﻟﺔ ﻓﺎﻟﻐرض اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ
ﻟَﻬَﺎ ﺣﻧِﯾﻧﺎن إﻋﻼنٌ وا ٕ ﺳرَارُ وﻣﺎ ﻋَﺟولٌ ﻋﻠﻰ ﺑَوٍ ﺗُطﯾفُ ﺑِﻪِ
ﯾوﺟد ﻓﻲ ﺻدر اﻟﺑﯾت أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ ﻏرﺿﻪ اﻟﻧﻔﻲ وﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻗول اﻟﺧﻧﺳﺎء )ﻣﺎ ﻋﺟول(
ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أداة اﻟﻧﻔﻲ وﻫﻲ "ﻣﺎ" اﻟﻧﺎﻓﯾﺔ ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻧﻔﻲ ﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻋﻧد أﺧﯾﻬﺎ
ﺻﺧر وﺻﺧر ﺣﺳب اﻟﺧﻧﺳﺎء ﯾﺄﺧذ اﻷﻣور ﺑروﯾﺔ دون ﻋﺟﻠﺔ واﻟﻐرض اﻟﻣﻧﺷود ﻣن ﻫذا
ﻻَ ﺗﺳﻣَن اﻟدَﻫرَ ﻓِﻲ أرضٍ وا ِٕن وﺗَﻌت ﻓﺈِﻧﱠﻣﺎ ﻫِ ﻲَ ﺗﺣﻧﺎنٌ وﺗَﺳﺟﺎرُ
ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ طﻠﺑﻲ ﻏرﺿﻪ اﻟﻧﻬﻲ ﻓﺎﺳﺗﻌﻣل أداة اﻟﻧﻬﻲ "ﻻ" ﻓﻬﻲ
ﺗﻧﻬﻲ أﺧﯾﻬﺎ ﻋن ﺗﺳﻣﯾن اﻟدﻫر واﻟﻐرض ﻣن وراء اﻟﻧﻬﻲ ﻫو اﻟﺗﺣذﯾر ﻓﻬﻲ ﺗﺣذر أﺧﯾﻬﺎ
ﺻﺧر ﻣن اﻟدﻫر.
ﻣُﻌﺎﺗِبٌوﺣدَ ﻩُ ﯾﺳْ دِي ﻧِﯾّﺎرُ ﻓَﻘُﻠتُ ﻟﻣّﺎ رأﯾْتُ اﻟدَﻫرَ ﻟَﯾس َ ﻟَﻪُ
اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺗﻘول أن ﻟﯾس ﻟﻠدﻫر ﻣﻌﺎﺗب ﻏﯾر أﻧﻪ أﻓﻘدﻫﺎ أﻋز ﻣﺎ ﺗﻣﻠك وأﺻﻌب
اﻟﻔراق ﻓراق اﻷﺣﺑﺔ ﻟﻬذا ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺎﺗﺑﺔ اﻟدﻫر وﻣﻌﺎدﯾﺗﻪ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﻧﻘل ﻣﺷﺎﻋرﻫﺎ
أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ طﻠﺑﻲ وﻧوﻋﻪ اﻟﻧﻔﻲ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣﻠت أداة ﻟﯾس ﻟﻠﻧﻔﻲ واﻟﻐرض اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟرِﯾﺑﺔٍ ﺣﯾن ﯾُﺣﻠِﻲ ﺑﯾّﻪُ اﻟﺟﺎرُ ﻟمْ ﺗَرﻩُ ﺟﺎرةٌ ﯾَﻣﺷِ ﻲ ﺑِﺳﺎﺣﺗِﻬَﺎ
اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺧﻧﺳﺎء أﺳﻠوﺑًﺎ إﻧﺷﺎﺋﯾًﺎ طﻠﺑﯾﺎ ﻏرﺿﻪ اﻟﻧﻔﻲ وﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك أداة ﻧﻔﻲ وﺟزم
"ﻟم" ﻓﻬﻲ ﺗﻧﻔﻲ وﺗﺟزم ﺑﺄن أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر ﻻ ﯾﺧرج إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ ﻟﯾﺗﻣس ﻓﻲ ﻏﺎب ﺟﺎرﻩ ﺧوﻓﺎ
ﻣن ﺳوء اﻟظن واﻟﺷك اﻟذي ﺳﺗﺑﺎدر إﻟﻰ أذﻫﺎن اﻟﻧﺎس وﻫذا اﻟﺳﻣﺔ ﻻ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻛل اﻟﻧﺎس
ﻏﻧﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻘل اﻟﺳدﯾد واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟرﺟﯾﺢ ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا ﺑﺎب ﺗﻔﺗﺧر
وﺟود أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ ﻏرﺿﻪ اﻟﻧﻔﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻧﻔﻲ رؤﯾﺗك ﻟﻛﻧﻪ ﺑﺎﻟﺻﺣن ﺑﺎرز ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل ﻻ
اﻗﺗران اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺻﺎرع ﺑﻼم اﻷﻣر وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻣﻲ أﺳﻠوب اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻷﺳﻠوب
اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ اﻟطﻠﺑﻲ ﺣﯾث أن اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺗﺄﻣرﻫم ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺑطل اﻟذي ﻗﺗل وأﻓﻧﻰ اﻟدﻫر
ﺣرﺑﯾﺗﻪ وﻛﺎﻓﺋﻪ ﺑﺎﻟﺑﺄس وﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ أﻣرﻫﺎ ﻟﻠﺑﻛﺎء دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﻌظﯾم ﻟﻠﺑطل
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﻫو أﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻏرﺿﻪ اﻟﻧﻔﻲ ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺑﯾت ﺗﻘول إن ﺻﺧر ﻻ ﯾﻣﺎﻧﻊ إن أﻗرر أﺑﻧﺎء ﻗوﻣﻪ ﻋزﻟﺗﻪ ﻋن اﻟﺣﻛم إي إﻗﺎﻟﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﯾرى
أﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺻواب ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬم أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘول أن اﻟﻠﯾل ﻻ ﯾﺟﺎوز ﺑﻣرارﺗﻪ
وﻗﺳوﺗﻪ ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت ﻻ ﯾﻣﺗﺎز ﺑﻬﺎ ﻛل اﻟﺑﺷر إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺻﻔﺎت أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻘول
46
ﻣﻠﺧص اﻟﻘول:
ﺗﻧوﻋت اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻣن طرف اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻗذى ﺑﻌﯾﻧﯾك" ﻓﺗراوﺣت ﺑﯾن اﻷﺳﻠوب
اﻟﺧﺑري ﺑﺄﻏراﺿﻪ وﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧواﻋﻪ ﻷﻧﻬﻣﺎ اﻷﻧﺳب ﻟﻧﻘل ﻣﺷﺎﻋرﻫﺎ اﻟﻣﺗﺄﻟﻣﺔ وﻛذا ﻟﻧﻘل
ﻓﺎﺟﻌﺗﻬﺎ.
ﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﺷﻌر اﻟﺧﻧﺳﺎء اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري أﻛﺛر ﻣن اﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻷن اﻟﺧﺑر ﻫو اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
وﻓﻲ أﺧﯾر ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟﻣﺗواﺿﻊ واﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻓﻲ
.1ﻋﺑﻘرﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋرة ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ أﺷﻌر اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻣن ﻗﺑل وﻣن ﺑﻌد وذﻟك ﺣﺳب ﺷﻬﺎدة
.2ﻛﺗﺑت اﻟﺷﺎﻋرة اﻟﺷﻌر ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻌرﯾف ﺑﻪ وﻋرﻓت ﻣن ﺧﻼل ﺷﻌر اﻟﻣراﺛﻲ ﻷﺧوﯾﻬﺎ ﺻﺧر
وﻣﻌﺎوﯾﺔ.
.3ﺗطﺑﯾق اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻬﺎ "ﻗذى ﺑﻌﯾﻧﯾك" اﻷﺳﻠوب اﻟﺧﺑري واﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻟﺗوﺻﯾل ﻣﺷﺎﻋرﻫﺎ
.5ﻏﻧﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻘﺻﺎﺋد ر اﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﻛﻘﺻﯾدة "ﻗذى ﺑﻌﯾﻧﯾك" وﻗﺻﺎﺋد ﺗﺳﺗﻐﯾث
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧرﺟوا أﻧﻧﺎ وﻓﻘﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا وﻟو ﺑﻘﻠﯾل ﻓﺈن وﻓﻘﻧﺎ ﻓﻛﺎن ذﻟك ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ ﻋز وﺟل وا ٕ ن
48
اﻟﻣﻠﺣق:
)(1
ﺣﯾﺎة اﻟﺧﻧﺳﺎء:
ﺗﻣﺎﺿر ﺑﻧت اﻟﺷرﯾد أي ﺑﻧت ﻋﻣرو ﺑن رﯾﺎح ﺑن ﯾﻘظﺔ ﺑن ﻋﺻﺑﺔ ﺑن ﺧﻔﺎف ﺑن اﻣرى اﻟﻘﯾس ﺑن
ﺑﻬﺛﺔ ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎ ﻏرﻓت ﺑﺎﻟﺧﻧﺳﺎء )اﻟﺧﻧس ﺗﺄﺧر اﻷﻧف ﻋن اﻟوﺟﻪ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﻗﻠﯾل ﻓﻲ اﻷرﻧﺑﺔ( وﻫﻲ
ﺻﺎﺣﺑﯾﺔ ﻗدﻣت ﻋﻠﻰ اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻣﻊ ﻗوﻣﻬﺎ ﻣن ﺑﻧﻲ ﺳﻠﯾم وأﺳﻠﻣت ﻣﻌﻬم واﻟﺧﻧﺳﺎء
ﻫﻲ أم اﻟﻌﺑﺎس ﺑن ﻣرداس وا ٕ ﺧوﯾﻪ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻛﻠﻬم ﺷﻌراء .وﻗﯾل إﻧﻬﺎ أم وﻟد ﻣرداس ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺎﻋدا اﻟﻌﺑﺎس
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت أﻣﻪ .وﻛﺎن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﯾﻌﺟﺑﻪ ﺷﻌرﻫﺎ وﯾﺳﺗﻧﺷدﻫﺎ ،وﻗﯾل اﺗﻔق أﻫل اﻟﻌﻠم أﻧﻪ
ﻟم ﺗﻛن اﻣرأة ﻗﺑﻠﻬﺎ وﻻ ﺑﻌدﻫﺎ اﺷﻌر ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻓﻲ أول أﻣرﻫﺎ ﺗﻘول اﻟﺑﯾﺗﯾن أو اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺗل أﺧوﻫﺎ
ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺛم أﺧوﻫﺎ ﺻﺧر ﻓﺄﻛﺛرت ﻓﻲ رﺛﺎﺋﻬﻣﺎ ،وﻛﺎن ﺻﺧر أﺣﺑﻬﻣﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﺣﻠﯾﻣًﺎ ﺟوادًا ﻣﺣﺑوﺑًﺎ
ﻓﻲ اﻟﻌﺷﯾرة وﻣﺎ زاﻟت ﺗرﺛﻲ أﺧﺎﻫﺎ ﺻﺧر وﺗﺑﻛﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﻋﻣﯾت .وﻗﯾل ﺧﺿرت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﺣرب اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ
)اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ ﻗرب اﻟﻛوﻓﺔ ﻣر ﺑﻬﺎ إﺑراﻫﯾم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم ﻓوﺟد ﻋﺟوزًا ﻓﻐﺳل رأﺳﻪ ﻓﻘﺎل ﻗدﺳت ﻣن أرض
ﻓﺳﻣﯾت اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ( وﻣﻌﻬﺎ ﺑﻧوﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻬم ﯾﺎ ﺑﻧﻲ أﻧﺗم أﺳﻠﻣﺗم طﺎﺋﻌﯾن وﻫﺎﺟرﺗﻬم ﻣﺧﺗﺎرﯾن
ﻓﺎﻏدوا إﻟﻰ ﻗﺗﺎل ﻋدوﻛم ﻣﺳﺗﺑﺻرﯾن ﻓﻘﺎﺗﻠوا ﺣﺗﻰ اﺳﺗﺷﻬدوا ﺟﻣﯾﻌًﺎ ﻓﻠﻣﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ اﻟﺧﺑر ﻓﻘﺎﻟت »اﻟﺣﻣد ﷲ
-1ﻋزﯾزة ﻓوال ﺑﺎﺑﺗﻲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﺷﻌراء اﻟﻣﺧﺿرﻣﯾن ﺣروس ﺑرس طراﺑﻠس ،ط ،1998 ،1ص .135 -134
50
اﻟﻣﻠﺣق:
ﻛﺎن ﻋﻣر اﻟﺧطﺎب –رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﯾﻌطﯾﻬﺎ رزق أوﻻدﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺿت وﻣﺎﺗت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻗﯾل
أن وﻓﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﻧﺔ 42ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ 662م وﻛﺎﻧت ﻗد ﺗزوﺟت رواﺣﺔ ﺑن ﻋﺑد اﷲ ﻋﺑد اﻟﻌزى اﻟﺳﻠﻣﻲ
ووﻟدت ﻟﻪ ﻋﺑد اﷲ ﺛم ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣرداس ﺑن أﺑﻲ ﻋﺎﻣر ﻓوﻟدت ﻟﻪ زﯾد وﻣﻌﺎوﯾﺔ وﻋﻣرو وﻗﯾل أﯾﺿﺎ
ﻓﺎﻟﺧﻧﺳﺎء ﻟﻬﺎ دﯾوان ﺷﻌر ﻛﻠﻪ ﻣراﺛﻲ ﻷﺧوﯾﻬﺎ وﻻﺳﯾﻣﺎ ﺻﺧر ﻓﯾﺷﻌر ﻣن ﯾﻘرأ ﺷﻌرﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺄﺗم
ﯾﺳﻣﻊ ﻓﯾﻪ ﻋوﯾل اﻟﻧﺎﺋﺣﺎت وﻧدب اﻟﻧﺎدﺑﺎت وﻫو دﯾوان اﻣرأة أﺻﯾﺑت ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم وﻓﻘدت ﻣن ﺗﺣب وﻣن
ﻠﺣرب ﻟﻓﺎرﺳًﺎ وﺳﯾﻔﺎ ﺑﺗﺎرًا وﻟﻠﻣﺟﺎﻟس ﺳﯾدًا ﻣﺧﺗﺎرًا وﻟﻠﻘرى واﻟﺻﯾﺎﻓﺔ ﻧﺣﺎرًا وﻟﻠﻧﺟدة ﻓﺎرﺳًﺎ ﻣﻐورًا.
ﻛﺎن
وﻫﻲ ﻓﻲ رﺛﺎﺋﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل أﺧﺎﻫﺎ ﺻﺧر ،وﺗﺧﺎطﺑﻪ وﺗﺑﻛﻲ وﻻ ﺗﻣل اﻟﺑﻛﺎء وﻣﺧﺎطﺑﺔ ﻋﯾﻧﯾﻬﺎ ﻓﺗﺳﺄﻟﻬﻣﺎ اﻟدﻣﻊ
ﻓﺗﺟﯾﺑﺎﻧﻬﺎ.
ﺷﺎﻋرﯾﺗﻬﺎ:
ﺗﻌد اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻣن أﺷﻬر ﺷﻌراء اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷﻌر ﺧﺻوﺻً ﺎ ﺑﻌد رﺣﯾل أﺧوﯾﻬﺎ
ﻗﺻﺎﺋد ﻛﺛﯾرة إﻻ أن ﺷﻬرة اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻗد ذاﻋت واﺷﺗﻬرت ﺻﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻣن ﺧﻼل ﻣراﺛﯾﻬﺎ ﻷﺧﯾﻬﺎ
51
اﻟﻣﻠﺣق:
وﻗد أﺟﻣﻊ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺷﻌر أﻧﻪ ﻟم ﺗﻛن اﻣرأة أﺷﻌر ﻣﻧﻬﺎ وﺷﻌرﻫﺎ ﻓﻲ رﺛﺎء أﺧوﯾﻬﺎ ﺻﺧر وﻣﻌﺎوﯾﺔ.
ﯾﻣﺗﺎز ﺷﻌرﻫﺎ وأﺳﻠوﺑﻬﺎ ﺑوﺿوح اﻟﻠﻔظ وا ٕ ﺣﻛﺎم ﻟﻠﺻﯾﺎﻏﺔ وﺻدق اﻟﺗﻌﺑﯾر وﺟﻣﺎل اﻟﺗﺻوﯾر.
ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻘﺻﯾدة:
ﻛﺗﺑت اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﻟﺗرﺛﻲ أﺧﯾﻬﺎ ﺻﺧر اﻟذي ﻗﺗل .ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻫذا ﺗﺗﻐﻧﻰ ﺑﺧﺻﺎل أﺧﯾﻬﺎ اﻟﻔذ
ﻓﺗﺎرة ﺗﻣدﺣﻪ ﺑﺧﺻﺎﻟﻪ وﺗﺗﻐﻧﻰ ﺑﻬﺎ وﺗﺎرة ﺗﻧدب اﻟدّﻫر اﻟذي أﺧذﻩ وﺗﺎرة أﺧرى ﺗذﻛر ﻗوﻣﻪ ﺑﺎﻟذي ﻛﺎن
ﻗﺎﺋدﻫم ،ﻓﺎﻟﺳﺎﻣﻊ واﻟﻘﺎرئ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﯾﺳﻣﻊ وﯾل اﻟﺧﻧﺳﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻊ اﻟذي ﺳﺑﺑﻪ ﻟﻬﺎ اﻟدﻫر.
ﻗَذى ﺑِﻌﯾﻧك
أَم ذَرﱠﻓت إذ ﺧﻠت ﻣِن أَﻫﻠﻬﺎ اﻟدارُ ﻗَذى ﺑِﻌﯾﻧِكِ أَمِ ﺑﺎﻟﻌَﯾنِ ﻋُوّارُ
ﻓَﯾض َ ﺳَﯾلُ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﱠﯾنِ ﻣِدرَارُ ﻛَ ﺄَن ﻋَﯾﻧِﻲ ﻟذِﻛرَاﻩُ إذَا ﺧطَرَت
ُربِ أﺳﺗَﺎرُ
ودوﻧَﻪُ ﻣن ﺟَدﯾدِﺗ اﻟ ﺗَﺑﻛِﻲ ﻟﺻَﺧرٍ ﻫِﻲ اﻟﻌﺑرى وﻗد وﻟَﻬَت
ﻟﻬﺎ ﻋَﻠﯾﻪِ رَ ﻧِﯾنٌ وﻫﻲ ﻣﻔﺗَﺎرُ ﺗﺑﻛِﻲ ﺧُﻧﺎس ُ ﻓﻣَﺎ ﺗﻧﻔكﱡ ﻣﺎ ﻋﻣرت
إذ راﺑﻬﺎ اﻟدّﻫرُ إن اﻟدﻫرَ ﺿرّارُ ﺗﺑﻛِﻲ ﺧُﻧﺎسٌ ﻋﻠﻰ ﺻﺧْ رٍ وﺣُ قﱠ ﻟﻬﺎ
52
اﻟﻣﻠﺣق:
ﻟَﻬَﺎ ﺣﻧِﯾﻧﺎن إﻋﻼنٌ وا ٕ ﺳرَارُ وﻣﺎ ﻋَﺟولٌ ﻋﻠﻰ ﺑَوٍ ﺗُطﯾفُ ﺑِﻪِ
ﺗﺣﻧﺎ وﺗَﺳﺟﺎرُ
ﻓﺈِﻧﱠﻣﺎ ﻫِ ﻲَ نٌ ﻻَ ﺗﺳﻣَن اﻟدَﻫرَ ﻓِﻲ أرضٍ وا ِٕن وﺗَﻌت
وا ٕ ن ﺻﺧرًا إذَا ﺟَﺎﻋُ وا ﻟﻌﻘﺎرُ وا ٕ نﱠ ﺻَﺧرًا ﻟﻣﻘدَامٌ إِذَا رﻛِ ﺑُوا
ﻛﺄﻧّﻪ ﻋﻠمٌ ﻓِﻲ رأﺳِ ﻪِ ﻧﺎرُ وا ٕ ن ﺻﺧرًا ﻟﺗﺄﻧمﱠ اﻟﻬُداةُ ﺑِﻪِ
وﻟﻠﺣُرُ وبِ ﻏَداةَ اﻟرﱠ وعِ ﻣﺳﻌﺎرُ ﺟَﻠدٌ ﺟَ ﻣِﯾلُ اﻟﻣُ ﺣَﯾﺎ ﻛﺎﻣِ لٌ وَرِعٌ
ﺷَ ﻬَﺎدُ أَﻧدِﯾﺔٍ ﻟﻠﺟَ ﯾْشِ ﺟَرّارُ ﺣَ ﻣّﺎلُ أَﻟوِﯾﺔٍ ﻫﺑّﺎطُ أودِﯾﺔٍ
ﻓﻛّﺎكُ ﻋَﺎﻧِﯾَﺔٍ ﻟﻠﻌَظمِ ﺟَ ﺑّﺎرُ ﻧﺣّﺎرُ راﻏِ ﯾَﺔٍ ﻣِﻠﺟﺎءُ طﺎﻏِ ﯾﺔٍ
ﻣُﻌﺎﺗِبٌ وﺣدَ ﻩُ ﯾﺳْ دِي ﻧِﯾّﺎرُ ﻓَﻘُﻠتُ ﻟﻣّﺎ رأﯾْتُ اﻟدَﻫرَ ﻟَﯾس َ ﻟَﻪُ
ﻛﺎﻧت ﺗُرَ ﺟّ مُ ﻋﻧﻪُ ﻗﺑلُ أﺧﺑَﺎرُ ﻟﻘد ﻧَﻌَﻰ اﺑنُ ﻧَﻬِﯾك ﻟِﻲ أﺧَ ﺎﺛِﻘَﺔٍ
ﺣﺗّﻰ أﺗﻰ دونَ ﻏَورِاﻟﻧَﺟمِ أﺳّﺎرُ ﻓﺑتﱡ ﺳﺎﻫِ رةٍ ﻟﻠﻧَﺟمِ أرﻗُﺑُﻪُ
ﻟرِﯾﺑﺔٍ ﺣﯾن ﯾُﺣﻠِﻲ ﺑﯾّﻪُ اﻟﺟﺎرُ ﻟمْ ﺗَرﻩُ ﺟﺎرةٌ ﯾَﻣﺷِ ﻲ ﺑِﺳﺎﺣﺗِﻬَﺎ
وﻓﻲ اﻟﺟُدوبِ ﻛرﯾمُ اﻟﺟدّ ﻣﯾﺳَﺎرُ وﻣُطﻌِ مُ اﻟﻘومِ ﺷﺣﻣًﺎ ﻋﻧدَ ﻣﺳﻐﺑِﻬم
53
اﻟﻣﻠﺣق:
ﻓﻘد أُﺻِ ﯾبَ ﻓﻣﺎ ﻟﻠﻌَﯾشِ أوطَﺎرُ ﺻﺗﻲﺧﺎﻟِﻣن ﻛلّ ذِي ﻧﺳبٍ
ﻗد ﻛﺎنَ
ﻛﺄﻧّﻪُ ﺗﺣت طﻲّ اﻟُردِ أُﺳوارُ ﻣﺛلَ اﻟرُ دَﯾﻧِﻲ ﻟم ﺗﻧﻔذ ﺷﺑﯾﺗُﻪُ
آﺑﺎؤﻩُ ﻣن طِ والِ اﻟﺳﻣكِ أﺣرارُ ﺟَﻬمُ اﻟﻣُﺣﯾّﺎ ﺗُﺿﻲءُ اﻟﻠﯾلَ ﺻورَ ﺗُﻪُ
ﺟﻠدُ اﻟﻣرﯾرةِ ﻋﻧدَ اﻟﺟﻣﻊِ ﻓﺧّﺎرُ ﻓرعٌ ﻟﻔرعٍ ﻛرِﯾمٍ ﻏﯾر ﻣُؤﺗَﺷَبٍ
ﻓﻲ رﻣﺳﺔٍ ﻣﻘﻣَطرَاتُ وأﺣﺟَﺎرُ ﻓﻲ ﺟوفٍ ﻟﺣدٍ ﻣُﻘﯾمٌ ﻗد ﺗﺿﻣّ ﻧَﻪُ
54
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ:
-اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم
-1اﻹﯾﺿﺎح ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻟﻘزوﯾﻧﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻟﺟﻧﺔ أﺳﺎﺗذة اﻷزﻫر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ط1
.2003
-2اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟطﺎﻟب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻋﺎطف ﻓﺿل ،دار اﻟرازي ،ﻋﻣﺎن ،ط.2006 ،1
-3اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،دط ،دس.
-4اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﯾﺑﯾﺎ ،ط.2008 ،1
-5ﺟواﻫر اﻟﺑﻼﻏﺔ ،اﻟﺳﯾد أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ ،ﺗدﻗﯾق ﯾوﺳف اﻟﺻﻣﻠﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ط
.1999
-6ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﯾوﺳف أﺑو اﻟﻌدوس ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ،ﻋﻣﺎن ،ط.2007 ،1
-7ﻣﻌﺟم ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ﻻﺑن ﻣﻧظور ،دار اﻟﺻﺎدر ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط .2001
-8ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ﻻﺑن ﻓﺎرس ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون ،دار اﻟﺟﯾل ،ﺑﯾروت ،اﻟﻣﺟﻠد
اﻟﺧﺎﻣس.1999 ،
-9ﻣﻌﺟم اﻟﻌﯾن ،ﻟﻠﺧﻠﯾل اﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ط ،2000 ،1اﻟﺟزء اﻷول.
-10ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم ،ﻷﺑﻲ ﺑﻛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻛرم ﻋﺛﻣﺎن ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ط.1981 ،1
-11ﻣﻌﺟم اﻟﺷﻌراء اﻟﻣﺧﺿرﻣﯾن ،ﻓوال ﺑﺎﺗﻲ ﺟروس ﺑرس ،طراﺑﻠس ،ط .1998
56
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ:
-12ﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ﻗﺎم ﺑﺈﺧراﺟﻪ إﺑراﻫﯾم ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﺣﺳن اﻟزﯾﺎت وﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر وﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ
-13ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻛﻧوز اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ط.2012 ،1
-14ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ،دار اﻟﻔﻛر ﻋﻣﺎن ،ط.2007 ،1
57
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت:
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﺣﺗوى
أ-ب ﻣﻘدﻣﺔ .......................................................................................................................
59
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت:
60
ﻤﻠﺨص اﻟﺒﺤث:
ﺘﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ اﻟﻤﺘواﻀﻊ واﻟﻤوﺴوم ﺒﺎﻷﺴﻠوب اﻟﺨﺒري واﻹﻨﺸﺎﺌﻲ ﺒﻘﺼﯿدة "ﻗذى ﺒﻌﯿﻨك
ﻟﻠﺨﻨﺴﺎء"ﻤﻘدﻤﺔ ﻛﺎﻨت ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ إﺤﺎطﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﻤوﻀوع ﺜم ﻤدﺨل ﻀم ﻤﺼطﻠﺤﺎت ﺒﻼﻏﯿﺔ
ﻛﺎﻟﺒﻼﻏﺔ وﻋﻠم اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻟﺒﯿﺎن واﻟﺒدﯿﻊ .ﺜم ﻋرﺠﻨﺎ إﻟﻰ ﻓﺼل أول إﺤﺘوى ﺘﻌرﯿﻔﺎت ﻟﻛل ﻤن
اﻷﺴﻠوب اﻟﺨﺒري واﻹﻨﺸﺎﺌﻲ وأﻏراﻀﻪ وأﻗﺴﺎﻤﻪ ،أﻤﺎ اﻟﻔﺼل اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺤﺎوﻟﻨﺎ ﻓﯿﻪ إﺴﺘﺨراج
اﻻﺴﺎﻟﯿب اﻟﺨﺒرﯿﺔ و اﻹﻨﺸﺎﺌﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻤن طرف اﻟﺨﻨﺴﺎء أﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺎﺘﻤﺔ ﻓﻛﺎﻨت
ﺤوﺼﻠﺔ ﻟﻠﻤوﻀوع.
اﻟﻛﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺤﯿﺔ: