Professional Documents
Culture Documents
ابي البركات عبد الرحمن الجامي
ابي البركات عبد الرحمن الجامي
اتسمت كتابات الجامي بالتنوع والعمق والكثرة ،فقد أوصلها سام ميرزا إلى
خمسة وأربعين مؤلفاً ،أما بسودي فأكد أنها تسعة وتسعون مؤلفاً ،وأورد تلميذ
الجامي عبد الغفور الالري أسماء سبعة وأربعين كتاباً ،وقد أصدرت دار
الكتب المصرية فهرسا ً بمؤلفات الجامي عنوانه" :نور الدين عبد الرحمن
الجامي ،فهرست بمؤلفاته المخطوطة والمطبوعة التي تقتنيها الدار" ويشتمل
على خمسة وأربعين كتابا ً ورسالة.
والكتاب الذي بين يدينا يدخل ضمن أهم مؤلفاته في كتب التراجم وقد بناه
"الجامي" على بابين :مقدمة :جعلها تحت عنوان التمهيدات تناول فيها بعض
القضايا األساسية المتعلقة بالتصوف تناولً جديداً ،بل إن التمهيد الثالث في
معرفة الصوفي والمتصوف والمالمتي والفقير والفرق بينهم فريد في بابه،
يحتوي على تحليالت عميقة ،وفروق دقيقة ،ومعلومات عن واقع بعض
الطرق الصوفية ،وحكم على بعض الفرق المنتسبة إلى التصوف ،وهذا ما
أعلى مكانة الجامي وقدرته بين الكتاب.
الباب الثاني :وجعله على ثالثة فصول :الفصل األول :اشتمل على ()584
ترجمة لرجال التصوف ،والفصل ذو أهمية عظيمة ،فكثير من تراجمه ل
نجدها إل في هذا الكتاب .الفصل الثاني :اشتمل على ( )25ترجمة للنساء
العارفات الواصالت إلى مراتب الرجال ،وجعل لهذا الفصل مقدمة قصيرة
تحدث فيها عن فضل النساء على كثير من الرجال .الفصل الثالث :اشتمل
على ذكر تسع متعبدات قانتات مجهولت .وبهذا يكون عدد تراجمه ()618
ترجمة.
وهذا الباب رافد حقيقي ذو شأن لمكتبتنا العربية ،وذلك لكثرة التراجم التي
ذكرها ،والتي ل نجد لها ذكرا ً في المصادر العربية ،فقد بلغ عدد التراجم التي
لم أجد لها ترجمة في مصادرنا ( )203ترجمة ،أي ما يعادل ثلثي الكتاب،
وتفصيلهم )191( :رجالً ،وخمس نساء ،وسبع مجاهيل.
لم يعتمد الجامي في سرد تراجمه على أسلوب محدد ،فسرده ل يندرج تحت
تصنيف الطبقات ،ول يندرج أيضا ً تحت ترتيب كتب التاريخ ،ول هو يعتمد
الترتيب الهجائي .ساق تراجمه عموما ً حسب تاريخ الوفاة لكنه لم يلتزم بهذا
إل نادراً ،فنراه يغيب أكثر من قرن ،قرنا ً ثم يعود لذكر من فاته ،ويقدم
ويؤخر .فهو يسوق ترجمة ما فإن أنس بها يسرد ما شابهها وما شاكلها ،فإن
تكلم عن إشغال النفس جاء بترجمة أبي منصور بحفر البئر ،ول رابط بين
الترجمتين إل إشغال النفس .وإن ذكر رجالً مات بحال السماع ،جاء برجال
كانت منيتهم كذلك .وإن أعجب بقول ،جاء بمن تكلم بهذا القول.
ولما كان المال الجامي قد اعتنى على الكثير من األلفاظ العربية عربية سواء
كانت أحاديث نبوية ،أو أقوالً ،أو أشعاراً ،فقد ميز المحقق هذا عما ترجم
بجعلها بخط أسود مغاير .وأورد األشعار العربية كما هي ،أما األشعار
الفارسية فقد جعلها في منتصف الصفحة ،ولم يجعلها شطرين ولو كانت
موزونة ،تمييزا ً لها .وقد أبقى على النص كما جاء -ولو كان خطأ ،أو تعبيرا ً
عاميا ً -ليكون صورة صادقة عن ثقافة العصر ولغته.