You are on page 1of 1403

‫الكتاب ‪ :‬نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن‬

‫في القرف الثاني عشر‬


‫تأليف‬
‫السيد العبلمة إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني‬
‫‪www.alzaidia.com‬‬

‫كتاب‬
‫نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن‬
‫في القرف الثاني عشر‬
‫تأليف‬
‫السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ‬
‫صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني الحسيني‬
‫(ُُٕٖ‪ُُِّ-‬ىػ‪َُٖٖ-ُّٕٕ/‬ـ)‬
‫دراسة كتحقيق كتعليق‬
‫عبد اهلل بن عبداهلل بن أحمد الحوثي‬
‫ُ‪ّ-‬‬
‫الجزء األكؿ‬

‫(ُ‪)ُ/‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة التحقيق‪.‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين كأصلي كأسلم على أشرؼ الخلق سيدنا كموالنا محمد كعلى آلو‬
‫مصابيح الدجى‪ ،‬كقرنا السنة كالكتاب كعلى صحابتو الذين ساركا على نهجو كاتبعوا طريقتو‬
‫القومية كعلى التابعين لهم بإحساف إلى يوـ الدين‪ .‬كبعد‪،،،‬‬
‫فهذا كتاب‪ :‬نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر" من الهجرة‬
‫النبوية" على صاحبها كآلو أفضل الصلوات كالتسليم أحد مؤلفات المحقق العبلمة الفهامة‬
‫األديب المؤرخ‪ :‬إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫ينشر للمرة األكلى بعد دراستو كتحقيقو بالصورة التي بين يديك‪.‬‬
‫لقد كانت البداية األكلى لئلىتماـ بهذا الكتاب الهاـ منذ العاـ ُْٗٗـ‪.‬‬
‫إذ قمت بمطالعة كتابي‪ :‬نشر العرؼ كنيل الوطر للعبلمة محمد بن محمد زبارة الصنعاني‪.‬‬
‫كخبلؿ ذلك كجدت أنو عوؿ على كتابنا ىذا كثيران إذ رجع إليو مشيران إلى ذلك غالبان‪ ،‬ككاف‬
‫يرجع إليو مع عدـ اإلشارة أحيانان أك نادران‪ ،‬كىذا دليل على أىمية الكتاب كأنو أجمع كأنفس‬
‫كتاب في موضوعو‪ ،‬فبحثت عن ىذا الكتاب ىنا كىناؾ حتى كجدت بعض نسخو بدار‬
‫المخطوطات بصنعاء كسعيت للحصوؿ على نسخة منو من تلك الدار‪ ،‬كخبلؿ تصوير ذلك‬
‫علي الوالد العبلمة أحمد بن عبد الرزاؽ الرقيحي خطيب كإماـ الجامع الكبير بصنعاء‬
‫أشار ٌ‬
‫بتحقيقو‪ ،‬نظران ألىميتو فقمت بتصوير نسختين من الكتاب المذكور إحداىن حسب علمي‬
‫المسودة األكلى للكتاب الذم قاـ بجمعو كالد المؤلف بإيعاز أك طلب من اإلماـ المتوكل على‬
‫اهلل أحمد بن ىاشم بن محسن ((الويس))‬

‫(ُ‪)ُ/‬‬

‫كىذه النسخة لم يتوفر منها سول الجزء األكؿ كالثاني فقط‪.‬‬


‫ثم بعد فترة زمنية ليست بالبعيدة كقفت على نسخة ثالثة بمكتبة العبلمة علي بن محمد بن‬
‫أحمد بن عبد الرحمن بن إبراىيم بن المهدم‪-‬صنعاء‪ .‬فوافق مشكوران على تصوير ىذه النسخة‬
‫كالمكونة من ثبلثة أجزاء‪ ،‬األكؿ منها ناقص حسبما يأتي توضيحو في موضعو‪.‬‬
‫إف من أىم األسباب التي دعتني للقياـ بتحقيق الكتاب تتمثل في أىمية موضوعو‪،‬إذ يعتبر‬
‫أجمع كأنفس كتاب في السير كالتراجم لبعض علماء كأعياف القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫كمؤرخاه أمينان‪ .‬كلكي يتضح ما‬
‫ن‬ ‫كصل مؤلفو إلى مرحلة االجتهاد رغم صغر سنو‪ .‬ككاف فيلسوفان‬
‫عملتو في المخطوطة قدمت للكتاب بمقدمة أكضحت خبللها للموضوعات اآلتية‪:‬‬
‫أكالن‪ :‬خطة كمنهج تحقيق المخطوطة‪.‬‬
‫(أ) خطة التحقيق‪:‬‬
‫تدكر خطة تحقيق المخطوطة التي بين أيدينا على عدة زكايا من أىمها‪ :‬التثبت من صحة‬
‫النصوص كنسبتها لمؤلفها ككذا التثبت من صحة العنواف من الناحية اللغوية كما مدل مطابقة‬
‫العنواف للمحتول‪.‬‬
‫ككذا توضيح أىمية كتحليل موضوع المخطوطة باإلضافة إلى توضيح مصادر المؤلف التي‬
‫اعتمدىا في سبيل تأليفو لكتابة ىذا الكتاب‪ ،‬ككذا كصف النسخ الخطية المعتمد في التحقيق‬
‫كصفان منهجيان صحيحان كاإلشارة إلى أماكن النسخ الخطية المعتمدة في الدراسة كالتحقيق‪ ،‬ىذه‬
‫الزكايا في نظرم ىي الطريقة المثلى في تحقيق كنشر كتب التراث اإلسبلمي كفقان لمنهجية‬
‫علمية يستفاد من التطور المعرفي الحاصل في الوقت الراىن‪ ،‬كاعتبار التراث المرآة التي ينظر‬
‫العالم من خبللها إلى أية أمة من األمم كما تملكو منو في نطاؽ خزائنها كملكياتها الخاصة‬
‫كالعامة‪.‬‬
‫(ب) منهج التحقيق (عملي في التحقيق)‬
‫لقد اتبعت في تحقيق المخطوطة منهجان يتمثل في النقاط التالية‪:‬‬
‫(ُ) التثبت من صحة عنوانها كنسبتها لمؤلفها ككذا ترجمة المؤلف كتوضيح منهجو كمصادره‬
‫في تأليف الكتاب إضافة إلى توضيح أىميتو‪.‬‬

‫(ُ‪)ِ/‬‬

‫(ِ) تخريج اآليات القرآنية كذلك بذكر اسم السورة كرقم اآلية كبعد اآلية مباشرة‪.‬‬
‫(ّ) تخريج األحاديث النبوية الشريفة من كتب الحديث كطبقان لما ىو متعارؼ عليو بين‬
‫الباحثين كالمحققين لكتب التراث اإلسبلمي ىذا إف كجدت أحاديث ضمن النص‪.‬‬
‫(ْ) ضبط كتصحيح األخطاء اإلمبلئية التي كقع فيها النساخ كىي كثيرة كعديدة (الرسم‬
‫اإلمبلئي)‪.‬‬
‫(ٓ) المقابلة بين النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق كإثبات أىم الفوارؽ بينهن‪.‬‬
‫(ٔ) كضع عبلمات الترقيم‪.‬‬
‫(ٕ) تفسير كتوضيح بعض األلفاظ اللغوية‪.‬‬
‫(ٖ) كضع كل ترجمة من التراجم التي تناكلها المؤلف بين قوسين مركنين ىكذا [() ‪].......‬‬
‫مع ترقيم التراجم من الجزء األكؿ كحتى الجزء الثالث بصفة عامة‪ ،‬ثم اإلشارة إلى تأريخ مولده‬
‫ككفاتو أسفل االسم ثم اإلشارة إلى مصادر ترجمتو في الحاشية فإف كاف المترجم لو ممن انفرد‬
‫بو المؤلف بترجمتو أشرنا إلى ذلك بالقوؿ‪ :‬ممن انفرد المؤلف بترجمتو كىكذا‪.‬‬
‫(ٗ) كضع عناكين جانبية للمترجم لو مثل‪ :‬نسبو‪ ،‬بعثو‪ ،‬مولده‪ ،‬نشأتو‪ ،‬كنماذج من شعره‪،‬‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬
‫(َُ) كضع نهاية كل صفحة من صفحات النسخ المعتمدة في التحقيق كطبقان لما ىو متعارؼ‬
‫عليو في ترقيم صفحات المخطوطات‪.‬‬
‫(ُُ) توثيق مادة الكتاب‪ ،‬كذلك بالرجوع إلى المصدر الذم ذكره المؤلف إف كاف موجودان‬
‫لدينا‪ .‬كإذا لم يكن موجودان لدينا لم أشر إلى ذلك‪.‬‬
‫(ُِ) توضيح أىم الفوارؽ بين ما أثبتو المؤلف في حالة اعتماده على مصدر ما‪ .‬كبين ذلك‬
‫المصدر فإف كاف المصدر الذم اعتمد عليو المؤلف محققان تحقيقان علميان صحيحان أثبت ما فيو‬
‫كأشرت إلى ذلك في الحاشية مع كضع اللفظ بين قوسين صغيرين ىكذا (( ))‪.‬‬
‫(ُّ) أشرت إلى مواضع بعض القصائد كاألبيات الشعرية التي ذكرىا المؤلف في من ترجمهم‪،‬‬
‫كذلك بوضع تهميش كذكر المصدر الذم ذكرت تلك األبيات فيو كنشر العرؼ كنيل الوطر‬
‫كنسمة السحر ك‪...‬إلخ‪.‬‬

‫(ُ‪)ّ/‬‬

‫(ُْ) قابلت بعض النصوص بالمصادر التي أخذت عن المؤلف خصوصان نشر العرؼ كنيل‬
‫الوطر كذلك بذكر ما كردت عليو في تلك المصادر‪.‬‬
‫(ُٓ) ترجمت لبعض األعبلـ الذين ذكركا في النص كليسوا من شرطو الذم ذكره في مقدمة‬
‫كتابو ىذا‪.‬‬
‫فإذا ألم أترجم أشرت إلى بعض مصادر ترجمة ذلك العالم أك ذاؾ كلم أستوؼ جميع ذالكم‬
‫األعبلـ كإنما ‪ ...‬منهم إف لم يكن الغالب منهم‪.‬‬
‫(ُٔ) بالنسة لمن أسترطهم المؤلف في بعض التراجم كضعت بعضها بين قوسين مركنين‬
‫كالبعض اآلخر لم أضعها بين ذلك‪ ،‬ككل ذلك حسب حجم االستطراد‪ ،‬فإف كاف كبير أشرت‬
‫إلى مصادر ترجمتو كالتراجم األخرل كإف كاف صغيران أشرت إلى مصادر ترجمتو بقدر اإلمكاف‬
‫بعد كضع تمشية بعد اسمو‪.‬‬
‫(ُٕ) أكضحت أىمية المخطوطة أك باألصح الكتاب الذم بين أيدينا باعتباره المعين األكؿ‬
‫لكتاب نشر العرؼ كنيل الوطر كغير ذلك من الكتب التي تناكؿ مؤلفوىا ىذا القرف من ناحية‬
‫السير كالتراجم‪.‬‬
‫(ُٖ) أكضحت المصادر كالمراجع التي رجع إليها المؤلف في جمع مادة كتابو‪ ،‬كذلك بذكر‬
‫العنواف كاسم المؤلف‪ ،‬كتحديد كضعو أكاف مخطوطان أـ مطبوعان‪.‬‬
‫عرفت ببعض الكتب المذكورة في النص تعريفان مختصران أحيانان‪ ،‬كاإلشارة إلى المصادر‬
‫(ُٗ) ٌ‬
‫التي تناكلت المؤلفات العامة بشيء من التوضيح ككشف الظنوف كأبجد العلوـ كمعجم سركيس‬
‫كما شابو ذلك‪.‬‬
‫(َِ) ترجمت للمؤلف ترجمة موسعة كذلك من خبلؿ الكتب المتوفرة كمن خبلؿ كتابة ىذا‬
‫أيضان إذ ذكر بعض المعلومات عن نفسو في بعض التراجم كأخيران أشرت إلى مصادر ترجمتو‬
‫تفصيبلن‪.‬‬
‫(ُِ) كصفت النسخ المعتمدة في الدراسة كالتحقيق كذلك كل نسخة على حدة كمن خبلؿ‬
‫عدة نقاط مع كضع نماذج منهن قبيل النص كبعد مقدمة التحقيق‪.‬‬
‫عرفت ببعض األماكن خصوصان غير المشهور منها‪ ،‬فإذا لم أعرؼ بذلك أشرت إلى‬
‫(ِِ) ٌ‬
‫المصادر التي تتحدث عن مثل تلك األماكن كجموع العبلمة الحجرم كاألستاذ إبراىيم‬
‫المحقحفي في معجمو (ط(ُ))‪.‬‬

‫(ُ‪)ْ/‬‬

‫باإلضافة إلى نقاط أخرل يجدىا المطلع على الكتاب كتعكس مدل حرصي على خركج‬
‫الكتاب بشكل جيد كأمين ليستفيد منو الباحثوف كالمهتموف كطلبة العلم كرجاؿ األسانيد‪ ،‬كمن‬
‫ىو مهتم بهذا الجانب‪ ،‬أسأؿ اهلل أني قد كفقت في عملي‪ ،‬كأسألو أف يجعل ىذا العمل خالصان‬
‫لوجهو الكريم آمين‪.‬‬
‫(ج) أماكن النسخ المعتمدة‬
‫لقد اعتمدت في تحقيق ىذا الكتاب على ثبلث نسخ اثنتين منهن أماكن كجودىن مكتبة دار‬
‫المخطوطات بصنعاء كيمكن توضيح أرقامهن على النحو التالي‪:‬‬
‫النسخة األكلى‪ :‬كقد رمزت لها بالحرؼ (أ) كىي المسودة األكلى للكتاب حسب علمي‪-‬الذم‬
‫قاـ بجمعو كالد المؤلف كىي نسخة لم يتوفر منها سول الجزء األكؿ كالثاني فقط‪ .‬كجزءىا‬
‫األكؿ يحمل رقم (ِّٔٔ) جديد‪ ،‬ك(ُٓٗ) قديم كالجزء الثاني يحمل رقم (َِْٔ) جديد‬
‫ك (َِٕ) قديم‪.‬‬
‫كىذه النسخة ىي األقرب للصحة من غيرىا‪ .‬كعليها تمت المقابلة‪.‬‬
‫النسخة الثانية‪ :‬كقد رمزت لها بالحرؼ (ب) كتتكوف من ثبلثة أجزاء أرقاـ تلك األجزاء ىي‬
‫على الترتيب (ِّٓٔ) جديد (َُِ) قديم‪ .‬الجزء الثاني‪ .)ِِْٔ( :‬الجزء الثالث‪:‬‬
‫(ِْٓٔ)‪ .‬جديد ك (َِٗ) قديم‪.‬‬
‫كىذه النسخة تأتي في المرتبة الثانية بعد النسخة السابقة‪.‬‬
‫النسخة الثالثة‪ :‬كتقع ىذه النسخة ضمن مكتبة العبلمة علي بن محمد بن أحمد بن عبد‬
‫الرحمن بن إبراىيم بن المهدم‪.‬‬
‫صنعاء كتقع في ثبلثة أجزاء األكؿ منها ناقص كالمتوفر منو إلى بعض ترجمة أحمد بن الحسن‬
‫بركات حسبما سيأتي توضيحو في موضعو‪.‬‬
‫كىذه النسخة بأجزائها الثبلثة نسخة نفيسة كجيدة كقد رمزت بالحرؼ (جػ)‪.‬‬
‫كبالنسبة لبقية المعلومات األخرل فسنذكرىا خبلؿ ىذه المقدمة الحقان‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬التثبت من صحة عنواف المخطوطة‬
‫كنسبتها لمؤلفها‪:‬‬
‫(أ) عنواف الكتاب من خبلؿ النسخ المعتمدة‬
‫كرد العنواف في النسخة (أ) ىكذا‪:‬‬

‫(ُ‪)ٓ/‬‬

‫الجزء األكؿ‪ :‬نفحات العنبر لفضبلء اليمن الذين في القرف الثاني عشر‪ .‬كقد أثبت بخط أكبر‬
‫من ذلك العنواف ىكذا‪ :‬نتيجة البرىاف بذكر من في القرف الثاني عشر من األعياف‪ ،‬ثم قاـ‬
‫بشطبو كأثبت إلى جوار العنواف ما لفظو شطب الناسخ‪ ،‬ىذا العنواف كجعلو ما أثبتناه سابقان‪.‬‬
‫َّأما الجزء الثاني من ىذه النسخة فلم يثبت فيها العنواف أم بيضت صفحة العنواف‪.‬‬
‫َّأما النسخة (ب) فقد كرد فيها العنواف ىكذا‪ :‬الجزء األكؿ من نفحات العنبر في تراجم األعياف‬
‫في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫الجزء الثاني فيها كرد العنواف فيها ىكذا‪ :‬الجزء الثاني من ثبلث أجزاء من كتاب نفحات العنبر‬
‫في تراجم العلماء األعياف في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫الجزء الثالث من نفحات العنبر في تراجم (رجاؿ القرف الثاني عشر)‬
‫تصنيف السيد العبلمة األكحد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫َّأما النسخة (جػ) فقد كرد العنواف فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫الجزء األكؿ‪ :‬كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬الجزء األكؿ من نفحات العنبر بفضبلء اليمن الذين في‬
‫القرف الثاني عشر‪ .‬تأليف السيد العبلمة‪ /‬صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي‪.‬‬
‫الحسيني كافاه اهلل بالحسني الحسنى كزيادة‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪-:‬‬
‫(ب) عنواف الكتاب من خبلؿ بعض المصادر‬
‫كرد عنواف الكتاب في بعض المصادر التي ترجمة المؤلف على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) أعبلـ المؤلفين الزيدية‪ .‬لعبد السبلـ الوجيو كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬نفحات العنبر في‬
‫تراجم نببلء اليمن في القرف الثاني عشر))‪ .‬ص (ْٓ) ترجمة (ُٓ)‪.‬‬
‫(ّ) مصادر الفكر العربي اإلسبلمي في اليمن لعبد اهلل بن محمد الحبشي ص (ِٓ) كرد‬
‫العنواف فيو ىكذا‪ :‬نفحات العنبر بفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫(ْ) مصادر تأريخ اليمن أليمن فؤاد السيد ص(ِٖٔ) كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬نفحات العنبر‬
‫بفضبلء اليمن الذين في القرف الثاني عشر‪.‬‬

‫(ُ‪)ٔ/‬‬

‫(ٓ) معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (ُ‪ )ِٓ/‬كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬نفحات العنبر بفضبلء‬
‫اليمن في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫(ٔ) كتاب األعبلـ للزركلي (ُ‪ )َٓ/‬كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬نفحات العنبر في تراجم فضبلء‬
‫اليمن في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫(ٕ) الركض األغن لعبد الملك بن أحمد بن قاسم بن حميد كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬نفحات‬
‫العنر في تراجم فضبلء اليمن في القرف الثاني عشر"‪.‬‬
‫كىناؾ مصادر أخرل غير ما سلف ذكر مؤلفوىا عنواف الكتاب بما ال يخرج عما ذكرنا‪.‬‬
‫كقد أثبت عنواف الكتاب ىكذا‪ :‬نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني‬
‫عشر‪ .‬مستفيدان من نسخ الكتاب أكالن ثم ممن ذكركا عنواف الكتاب في مؤلفاتهم خبلؿ‬
‫ترجمتهم للمؤلف‪.‬‬
‫ذلك ألف الكتاب تناكؿ فيو مؤلفو علماء كأعياف عصره كتحديدان خبلؿ القرف الثاني عشر من‬
‫الهجرة النبوية على صاحبها كآلو أفضل كأزكى التسليم‪.‬‬
‫(جػ) نسبة الكتاب لمؤلفو‬
‫من خبلؿ نسخ الكتاب كجميع المصادر التي ترجمة المؤلف كجدت أف ىناؾ إجماع على أف‬
‫الكتاب الذم بين أيدينا ىو من تأليف العبلمة إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي كأف اسمو اقترف‬
‫قل أف يقرف بو كتاب آخر‪ ،‬فزبارة على سبيل المثاؿ عندما ترجم للمؤلف قاؿ‪:‬‬
‫بكتابو اقترانان ٌ‬
‫السيد إبراىيم بن عبد الو الحوثي مؤلف النفحات‪ .‬كأشار الشوكاني في البدر الطالع إلى ذلك‬
‫ألي‬
‫بقولو‪ :‬كىو اآلف يشتغل بجمع تراجم علماء القرف الثاني عشر من أىل اليمن‪ ،‬كقد بعث ٌ‬
‫بعضها فرأيتو قد جود غالب تلك التراجم كطولها كىو كمشايخو في اجتهاد رأيو كالعمل بما‬
‫يقتضيو الدليل‪.‬‬
‫كأيمن السيد يذكر الكتاب كيقرنو باسم مؤلفو الحوثي كمصادر أخرل عديدة كليس أدؿ دليل‬
‫على نسبة الكتاب لمؤلفو إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ما أخذه العبلمة زبارة في كثير من تراجم‬
‫كتابيو نشر العرؼ كنيل الوطر‪ ،‬إذا يقوؿ غالبان كترجمو مؤلف نفحات العنبر كيورد فيو الترجمة‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕ/‬‬

‫كبالجملة فإف الكتاب الذم بين أيدينا أحد مؤلفات العبلمة المحقق إبراىيم بن عبد اهلل بن‬
‫إسماعيل الحوثي رحمو اهلل تعالى كرحمنا بفضلو كمنو إنو على ما يشاء قدير كباإلجابة جدير‪.‬‬
‫ثالثان‪ :‬ترجمة المؤلف‪.‬‬
‫(أ) نسبتو‪:‬‬
‫ىو العبلمة إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد‬
‫اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحيى‬
‫بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن محمد إدريس بن علي بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر‬
‫بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسيني الحمزم اليمني‬
‫الحوثي الصنعاني‪.‬‬
‫(ب) مولده كأسرتو كنشأتو‪.‬‬
‫مولده يوـ الثامن من شهر شواؿ سنة (ُُٕٖ)ى‪ ،‬بصنعاء‪ ،‬كىو من أسرة اشتهرت بالعلم‬
‫كالفضل كالصبلح كالعفاؼ كحب الخير كالسعي فيو‪ ،‬أسرة كاف لها أكبر األثر في نشأتو كتربيتو‬
‫تربيةن صالحة‪ ،‬فقد نشأ في حجر كالده فغذاه لباف العلوـ كالمعارؼ كىذبو كتعلم منو المبادئ‬
‫األكلى للقراءة كالكتابة كعلم الحسات‪ ،‬ككاف آية في الذكاء من صغره كما شهد بذلك كالده‬
‫في أكثر من مناسبة من حياتو‪ ،‬كبعد كفاة كلده صاحب الترجمة‪.‬‬
‫(جػ) نعتو كما قاؿ العلماء فيو‪:‬‬
‫ىو العبلمة المجتهد المطلق المحقق الفهامة المؤرخ‪ ،‬نعتو كثير من العلماء الذين ترجموه بمثل‬
‫ىذه الصفات كغيرىا كممن نعتو العبلمة زبارة في نيل الوطر (ُ‪ )ُٕ/‬بقولو‪ :‬السيد العبلمة‬
‫الفهامة األشهر مؤلف نفحات العنبر ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖ/‬‬

‫كالشوكاني في البدر الطالع (ُ‪ )ُٗ/‬كجحاؼ في درر نحور العين (خ) فقاال‪ :‬ىو العبلمة‬
‫الفهامة المجتهد المطلق‪ ،‬أقبل على العلم بفهم صادؽ‪ ،‬كرغوب كامل‪ ،‬فحقق العربية بجميع‬
‫أنواعها‪ ،‬كطالع كبلـ الحكماء اليونانيين فحفظ أقاكيلهم كناظر بها كاحتج عليها كقطع في‬
‫تحصيلها الدىر الطويل‪ ...‬أدرؾ بفهمو ما أدرؾ من علوـ األكائل كأعجب منو‪ ،‬ككاف لو إدراؾ‬
‫في علم الفلك كمشارفو على االسطرالب كمعرفة بالعلم اليوناني كل ذلك فهمان ال عن‬
‫شيخ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫كنعتو مؤلف أعبلـ المؤلفين الزيدية‪-‬عبد السبلـ الوجيو‪ -‬بقولو‪ :‬شاعر فيلسوؼ‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬أديب‪،‬‬
‫كاتب ‪ ...‬برع في علوـ النحو كالصرؼ كالمنطق كالمعاني كالبياف كاألصوؿ كالحديث‬
‫كالتفسير‪..‬‬
‫كنعتو صاحب األعبلـ (ُ‪ )َٓ/‬بقولو‪ :‬فاضل مؤرخ‪ .‬كنعتو العبلمة عبد الملك بن أحمد بن‬
‫قاسم حميد الدين في كتابو الركض األغن بقولو‪ :‬العبلمة األديب كالمؤرخ الفهامة األريب‪....‬‬
‫مؤرخ كفاضل كشاعر كناقد ككاتب مترسل‪.‬‬
‫كنعتو األكوع في ىجره بقولو‪ :‬عالم محقق في النحو كالصرؼ كالمنطق كالمعاني كالبياف‬
‫كاألصوؿ كالحديث كالتفسير لو مشاركة في غير ذلك‪ .‬شاعر أديب مؤرخ‪.)ُٓٔ/ُ( .‬‬
‫كذكر جحاؼ في درره أنو ناظر اليهود كباحثهم كلم يجادلهم إال بالتي ىي أحسن‪ ،‬كأنو كاف‬
‫كثيران ما يسأؿ الفركعي عن األصوؿ فيهجن عليو‪ ،‬أم يعيبو كيسأؿ األصولي عن الفركع‪ ،‬ككاف‬
‫في حفظو للقواعد المؤصلو آية باىرة‪.‬‬
‫كيكفي ممن سبق التنويو إليهم أنهم أجمعوا على أنو كاف عالمان مؤرخان فيلسوفان شاعران مجتهدان‬
‫مطلقان رغم صغر سنو لغويان منطقيان ناقدان مترسبلن ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫فرحم اهلل مؤلفنا كرحمنا بفضلو كمنٌو آمين‪.‬‬
‫(د) مقركاءتو كمشايخو‬
‫أخذ عن كالده في بهجة المحافل للعامرم كغيره من الكتب‪ ،‬باإلضافة إلى المبادئ األكلية‬
‫للقراءة كعلم الحساب كقراءة القرآف كتجويده كبعض كتب اللغة البسيطة التي تعتبر كمدخل‬
‫لتعلم علوـ العربية‪.‬‬

‫(ُ‪)ٗ/‬‬

‫كعلى السيد العبلمة إبراىيم بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم‬
‫الصنعاني‪ :‬الخبيصي كالمناىل كالشرح الصغير كفي شرح الكافل البن لقماف‪ ،‬كما ذكر ذلك‬
‫في ترجمتو‪.‬‬
‫كعلى السيد العبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ‪ :‬شرح الرضي كمغني اللبيب كشركحو‪ ،‬كالمطوؿ‬
‫كالرسالة الوضعية كالركض الناضر في آداب المناظر‪ ،‬كعصاـ المخلصين من مزالق المؤصلين‬
‫كفيض الشعاع للعبلمة الجبلؿ‪ ،‬كفي البحر الزخار كتخريجو البن بهراف كالموجود من شرحو‬
‫لئلماـ عز الدين كفي إيثار الحق على الخلق للعبلمة محمد بن إبراىيم الوزير‪.‬‬
‫كعلى الفقيو العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني الصنعاني في شرح الغاية للحسين بن القاسم‬
‫حسبما يأتي بيانو في بعض التراجم الخاصة بالكتاب الذم بين أيدينا‪.‬‬
‫كعلى السيد الحافظ عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل األمير في صحيح مسلم‪ ،‬كشرحو للنوكم‪.‬‬
‫كعلى العبلمة المحقق على بن إبراىيم عامر الشهارم في شرح القبلئد للنجرم‪ ،‬كحاشيتو‬
‫للجبلؿ‪ ،‬كشرح الجزازم في العركض كالقوافي‪ ،‬كفي سنن أبي داكد‪ ،‬كأكائل نحو سبعين‪ ،‬كتابان‬
‫في الحديث كاستجاز منو فيها‪ ،‬كفي غيرىا أجازة عامة‪.‬‬
‫كعلى السيد العبلمة عبد القادر بن أحمد في صحيح البخارم كأكائل مسلم‪ ،‬كفي السنن‬
‫األربع‪ ،‬كأكائل نحو سبعين كتابان من السنن كالمسانيد‪ ،‬كأجازه فيها كفي غيرىا إجازة عامة‪.‬‬

‫(ُ‪)َُ/‬‬

‫كانقطع صاحب الترجمة في آخر مدتو إلى شيخو العبلمة إبراىيم بن عبد القادر بن أحمد كلم‬
‫يفضل عليو أحدان من الناس‪ ،‬يقوؿ خبلؿ ترجمتو لشيخو ىذا ما لفظو‪((:‬كقد قرأت عليو في‬
‫علم النحو شرح الجامي كحاشيتو لعصاـ الدين كعبد الغفور‪ ،‬كغاية التحقيق‪ ،‬ككثيران من شرح‬
‫الرضي كالمنهل الصافي‪ ،‬كفي علم الصرؼ في شرح الجاربردم‪ ،‬كفي علم البياف‪ ،‬كفي الشرح‬
‫الصغير‪ ،‬كحاشيتو للخطابي كالشيخ لطف اهلل الغياث‪ ،‬كفي المجاز‪ ،‬كمراجعة سائر كتب البياف‬
‫كفي علم الوضع في شرحي الهركم كعصاـ الدين على الرسالة العضدية كفي غاية الرفع إلى‬
‫ذركة الوضع لشيخ شيخنا عطاء اهلل األزىرم المكي رحمو اهلل‪ ،‬كفي علم المنطق‪ :‬شرح القطب‬
‫على الرسالة الشمسية كحاشيتو للشريف كفي علم أدب البحث شرح يمبلحنفي كحواشيو‬
‫كالركض الناضر للعبلمة الجبلؿ كنظمو للمولى الوجيو رحمو اهلل‪ ،‬كفي علم أصوؿ الفقو شطران‬
‫صالحان من شرح الغاية‪ ،‬كحاشيتها لسيبلف تلفيقان‪ ،‬كفي علوـ الحديث شرح ألفية الزين العراقي‪،‬‬
‫كفي التدريب كفي علم الحديث‪ :‬صحيح البخارم كإمبلء شرحيو للحافظ ابن حجر‬
‫كللقسطبلني كفي شرح العمدة البن دقيق العيد كحاشيتها العدة لشيخ شيوخنا البدر األمير كفي‬
‫المواىب اللدنيو للقسطبلني كفي علم التفسير شرح الكشاؼ كحاشيتو لسراج الدين كللسعد‬
‫مع مراجعة البيضاكم كأبي السعود كالدر المنثور‪.‬‬
‫كغيرىا من كتب التفسير‪ ،‬كفي علم الفقو‪ :‬ضوء النهار كحاشيتو المنحسة كفي شرح الفتح كفي‬
‫شرح األزىار البن مفتاح كالجزء الثاني من البحر الزخار كحاشيتو للمقبلي كشطران صالحان من‬
‫البياف البن مظفر ‪ ......‬كقرأت عليو في علم الفرائض كما يتعلق بها من الوصايا كالتركات‬
‫شرح السيد صارـ الدين جحاؼ على المفتاح‪ ،‬كفي علم المساحة كالحساب ما كضعو‬
‫الخالدم في آخر شرحية مع مراجعة التفاحة كشرحها الركضة النفاحة كحساب الكافي‬
‫الصركفي‪ ،‬كالرسائل الموضوعة في ذلك‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُ/‬‬

‫كفي علم الجبر كالمقابلة‪ :‬شرح القوؿ المبدع في تلخيص المقنع لشيخ شيوخنا عطا اهلل‬
‫األزىرم‪ ،‬كفي العلم الطبيعي شرح ىداية الحكمة لميرحنكي كحاشيتها كشطران من شرح‬
‫المواقف للسيد الشريف‪ ،‬كفي علم الرياضي في شرح أشكاؿ التناسب للقاضي زادة الركمي‬
‫كفي علم الهيئة في شرح تلخيص الجغميني‪.‬‬
‫كقرأت عليو رسائل كثيرة في علم المعمى كعلم التشريح كعلم الطب كفي القبض كفي علم‬
‫النجوـ كفي علم المعقوؿ كفي كتب الرقائق كمدارج السالكين شرح منازؿ السائرين البن‬
‫القيم‪ ،‬كفي حادم األركاح‪ ،‬كغير ذلك‪.‬‬
‫كقرأت في شرح ديواف المعرم كالمتنبي كفي القاموس كمقدمتو لوالده الوجيو‪ .‬كبالجملة فإني ال‬
‫أقدر على إحصاء مقركءاتي كمسموعاتي عليو في جميع العلوـ‪ ......‬كيقوؿ موضحان‬
‫لمقركاءاتو‪ :‬فإني لم أتخرج إال عليو‪-‬أم إبراىيم بن أحمد بن عبد القادر‪ -‬في جميع العلوـ‬
‫العقلية كالنقلية كما استفدت إال منو كلقد اعتنى بي كىذبني كرقاني إلى أعلى الدرجات‬
‫إلي جزاه اهلل عني خيران‪.‬‬
‫كاستفرغ كسعو في إفادتي كأحسن ٌ‬
‫كلمزيد حوؿ مقركءاتو على شيخو المذكور انظر ترجمة شيخو إبراىيم بن عبد القادر رحمو اهلل‪،‬‬
‫كىي الترجمة رقم (ُ) كقد كضعت عنوانان على ذلك بما لفظو ((مقركءات المؤلف على‬
‫صاحب الترجمة)) أم على شيخو المذكور‪.‬‬
‫(ى) من أخذ عنه‬
‫ذكر زبارة في نيل الوطر (ُ‪ )ُٗ/‬نقبلن عن درر نحور الحور العين لجحاؼ أنو تولى التدريس‬
‫بجامع صنعاء أياـ قبلئل فما رأيت‪-‬أم جحاؼ‪ -‬أحدان يلقي الدركس مثلو كما أذكره إالٌ كصغر‬
‫في عيني كثير من األعياف ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫كما ذكر في موضع آخر من ترجمتو أنو أخذ عنو عدة‪.‬‬
‫كممن أخذ عنو‪ :‬السيد محمد بن إسماعيل الشامي الصنعاني كخلق كثر إالٌ أنو كنتيجة لتوليو‬
‫أكقاؼ سناع كبيت سبطاف كغيرىا لم يكثر طبلبة‪ ،‬ككفاتو المنية كىو في ريعاف شبابو (ّٖ) سنة‬
‫كذلك سنة (ُِِّى)‪.‬‬
‫(ك) األعماؿ الموكلة إليو‪:‬‬

‫(ُ‪)ُِ/‬‬

‫لم يتولى أعماؿ كثيرة سول نظارة أكقاؼ سناع كبيت سبطاف من أعماؿ صنعاء إذ كاله في آخر‬
‫أيامو السيد العبلمة محمد بن إسماعيل الشامي ذلك‪.‬‬
‫(ز) نماذج من شعره‪:‬‬
‫طارح صاحب الترجمة كفاكو ككاتب عدة من علماء كبلغاء كأكابر عصره ككاتبوه‪ ،‬كراسلهم‬
‫كراسلوه كممن كاتببهم كراسلهم كراسلوه عبد الرحمن بن يحيى اآلنسي الصنعاني كذلك سنة‬
‫(ُُِٕ)ىبقصيدة ر ٌدان على قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫بينام انظر دىرم عاطبلن تفبلن‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو من البسيط‪:‬‬
‫جاءت على غير كعد بعد ما انقطعت‬
‫عنها الظنوف كذابت دكنها المهج‬
‫لكن رأت من رقيب خلة فأتت‬
‫في ركعة الظبي بالقناص ينزعج‬
‫فقد سرت ككماؿ الحي دائرة‬
‫من حولها كسيوؼ الهند تختلج‬
‫و‬
‫لبانات بها بعدت‬ ‫حتى قضيت‬
‫عن التصور لوال أنو الفرج‬
‫ما كنت أحسب دىرم قط يسعدني‬
‫بها كال بسموط زانها البلج‬
‫إف كاف سحران أتاني أك كؤكس ًطبلى‬
‫إثم كال حرج‬
‫فالقوؿ حق كلم ي‬
‫جاءت إلى الرؽ فيو حين كاتبني‬
‫عوج‬
‫فزدت رقٌان كما في قصتي ً‬
‫من كاحد في المعالي ال نظير لو‬
‫كمن عبل النجم قد أضحت لو درج‬
‫عبلمة العصر زين الدىر أفضل من‬
‫جج‬
‫بفيصل الحكم منو تقطع الل ي‬
‫كما عجبت لشيء مثلما عجبي‬
‫من مثلو في بني األياـ ينتسج‬
‫كما أردت بمثل غيره كمتى‬
‫رأيت للشمس مثبلن إف زىت يس يرج‬
‫يا سالكان طرؽ العلياء كما كضحت‬
‫بها لغيرؾ من طرؽ فتنتهج‬
‫شرفتني بدرا ور منك لست لها‬
‫أىبل كإف قلت أىبل حين تندرج‬
‫لكنها من أياديك التي عبقت‬
‫فكل ً‬
‫ناد بو من نشره أرج‬
‫كممن كاتبو شعران العبلمة إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم زبيبة المتوفي سنة (ُِٗٓ) إذ‬
‫بعث إليو بأبيات أكلها‪:‬‬
‫يا صارـ اإلسبلـ يا خير من‬
‫رقى في سماء المجد كالفخر‬
‫فأجابو صاحب الترجمة بقولو من السريع‪:‬‬
‫يا كاحد العصر يا ساحر‬
‫األلباب بالمنظوـ كالنثر‬
‫أتى نظاـ منك في ضمنو‬
‫مخايل السحر ببل نكر‬
‫ي‬
‫كخذ جوابان في المثاؿ الذم‬
‫ألغزتو كلفتو فكرم‬
‫لو الؾ كالمنظوـ إذ جا لي‬
‫لم يبرز المضمر في شعرم‬

‫(ُ‪)ُّ/‬‬
‫ككتب السيد العبلمة عبد الوىاب بن حسين بن يحيى الديلمي الذمارم إلى صاحب الترجمة‬
‫قصيدة على كزف قصيدة ابن بليطة األندلسي التي أكلها‪:‬‬
‫براقو ريم بعد ما زارني شطا ‪ ...‬تقنصتو بالحلم في الشط فاشتطا‬
‫كأكؿ قصيدة الديلمي‬
‫لقد عقدكا في كصل مضناىم شرطان‬
‫فجاز طريق االمتثاؿ كما أخطأ‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بهذه القصيدة الفريدة من الطويل‪:‬‬
‫يراع الهول في القلب للحب قد خطا‬
‫كأحكمو شكبلن كأكضحو نقطا‬
‫كحرر في مرسومو العهد أنني‬
‫ٌ‬
‫أدكـ على حكم التصابي كإف شطا‬
‫كالزـ بين الجفن كالسهد في الدجى‬
‫كلم يلتزـ لي للكرل في النول شرطا‬
‫إلى اهلل قلبان تاه في لجة الصبا‬
‫كقد كاف في بحر الغراـ عبل الشطا‬
‫فسمى الذم قد أخلص النصح عاذالن‬
‫ٌ‬
‫كظن الذم أبدل الصواب لو أخطا‬
‫كعهدم بو ال يجهل القوؿ إنما‬
‫لعل الهول العذرم على سمعو غطَّا‬
‫بركحي من الغادين من لم أبح بو‬
‫على أنو كسط الجوانح قد ىحطٌى‬
‫مليك حباه قيصر الحسن تاجو‬
‫على تختو الكف مارية القرطا‬
‫كقلده في دكلة الحسن تاجو‬
‫على تختو ألكف مارم القرطا‬
‫كبوأه في معدف التاج مقعدان‬
‫كأكاله في إعراضنا األخذ كاإلعطاء‬
‫إذا سعدت عيناؾ منو بنظرة‬
‫فد كنك في ازراره البدر يتخطٌى‬
‫ترل دكف لقياه أسودان أك ذيبٌبلن‬
‫كجرد أعتافان ال العرار كال الخمطا‬
‫كدكف األماني أف رأل الطرؼ خطة‬
‫يراع كجيو الدين أبلغ من خطا‬
‫كأف يجتلى من جوىر النظم أسطران‬
‫صيّْرت الرقاع لو سمطا‬
‫كقد ي‬
‫بليغ يسوؽ القوؿ إف شاء ناظمان‬
‫و‬
‫كسوؽ مليك من بطانتو رىطا‬
‫أجل بها ليل الزماف بأسرىم‬
‫كأشرفهم أصبلن كأكرمهم سبطا‬
‫سما في سماء العلم كالفضل رتبة‬
‫بها صار عن إدراكو البدر منحطا‬
‫أموالم ىذا السحر أيحكمت عقدهي‬
‫ى‬
‫بعقدؾ أـ بالسحر جودتو خلطا‬
‫كإال فما باؿ اختبلب عقولنا‬
‫كما باؿ قلب فارع لم يجد ربطا‬
‫كما كنت أدرم قبل نظمك أف من‬
‫طركس كؤكسان أك من النظم أسقطا‬
‫كجيو الهدل أكريت بالنظم كامنا‬
‫من الوجد في قلبي قدحت بو سقطا‬
‫جول كصبابة‬
‫كقد كنت حلوان عن ن‬

‫(ُ‪)ُْ/‬‬

‫فبل أبتغي كصبلن كال أشتكي شخطا‬


‫فعاد بو مخضر عيش فقدتو‬
‫زماف عبل شيبي على لًمنٌى كخطا‬
‫كدـ ساحبان ذيل الفخار متوجا‬
‫بكل كماؿ البسان للعبل ًمرطا‬
‫كقوؿ صاحب الترجمة‪ .‬اسفنطا اإلسنفط بالكسر كالفتح المطيب من عصير العنب أك ضرب‬
‫من األشربة أك أعلى الخمر ‪.‬‬
‫كقولو‪ :‬سقطا‪ .‬أم شرران‪.‬‬
‫كمن شعره ما أجاب بو على العبلمة أحمد بن عبد الكريم إسحاؽ (ت ُِِّى) ردان على‬
‫قصيدة بعث بها إليو مطلعها من الكامل‪:‬‬
‫كرفل النسيم بنشره المتأرج‬
‫فأجاب بقولو‪:‬‬
‫شمس اللقاء قد أذىنىت بتبرج‬
‫من بعد أف يحجب البعاد بزبرج‬
‫فعساه بخطى الوصاؿ متيم‬
‫كعساه ييحي ميت القلب الشجي‬
‫كلعلو صد ليلو يم ٍحلولوك‬
‫قد آف صبح كصالو بتبلج‬
‫كلقد شجى قلبي كىج لوعتي‬
‫برؽ بدا بتألق كتفرج‬
‫كركل عن الضحاؾ عن بشر أحا‬
‫ديثان بإسناد صحيح المخرج‬
‫أفضت بسر سرني كيسؤلي‬
‫كقضت بحق في اللقا كببهرج‬
‫كأثارت األشواؽ في فلم تزؿ‬
‫تيذكي الحشا بلهيبها المتأجج‬
‫يا برؽ قد ضعفت ما أسندت من‬
‫خبر ألشجاف المتيم مزىج‬
‫أك لست تحكيى ثغر حبي سارقان‬
‫لوميض جوىره كلم تتحرج؟‬
‫كتنم بي بخفوؽ قلبي عند من‬
‫أىول كواش بيننا مترحرج‬
‫كمعلل باإلضطراب معارض‬
‫بصحيح موصوؿ النسيم البهيج‬
‫صححتو لعلوه إذ أسندت‬
‫خبر اللقا عن نشره المتأرج‬
‫أنبا بعكس البرؽ فيما بيننا‬
‫كبعطف قلب مثل قلب الدملج‬
‫فوددت أف الجسم أنف كلو‬
‫مستنشق ألريجو المتوىج‬
‫كغدكت في حلل المسرة رافبلن‬
‫متنعمان في ركض أنس سجسج‬
‫كشربت من طرب رحيق ببلغة‬
‫يسول بياف نظامو لم بمزح‬
‫نظم عليو من البديع مبلبس‬
‫كالوشي بين موشح كمدبج‬
‫ال غرك منشيو مجل في ميا‬
‫دين الذكاء بالفهم أم مدجج‬
‫كمحقق في كل علم فاتح‬
‫في كل فن كل باب مرتج‬
‫في‬
‫مولى رفى فلك الكماؿ ففاؽ ٌ‬
‫علياه كل مسود كمتوج‬
‫ما كنت أحسب قبل أف رقاعو‬
‫صدؼ بدر من ببلغتو تجى‬
‫حتى أقاـ المعجزات بأنو‬
‫يأتي بسحر في طركس مدمج‬
‫كأعذر مقابلتي لدرؾ بالحصا‬
‫كبياف ما نظمتو بمشبح‬
‫ىيهات ال يأتي لمعجز أحمد‬
‫بمعارض غير السفيو األىوج‬
‫كاسلم كدـ نعمة‬

‫(ُ‪)ُٓ/‬‬
‫ما غنت الورقا بغصن عسلج‬
‫كسيجد المطلع على ىذا الكتاب بعض النماذج األخرل من شعر صاحب الترجمة خبلؿ بعض‬
‫التراجم التي احتواىا الكتاب‪.‬‬
‫(ز) مؤلفاتو‪:‬‬
‫لصاحب الترجمة العديد من المؤلفات كيمكن حصرىا على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) نفحات العنبر كىو الذم بين يديك‪.‬‬
‫(ِ) حاشية على ضوء النهار في في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر الكوكباني ذكره خبلؿ ذكره‬
‫لمقركاءاتو على المذكور‪ ،‬إذ قاؿ كقد قرأت على البرىاف‪-‬أم إبراىيم بن عبد القادر‪ -‬ضوء‬
‫النهار كصنعنا قريبان من ذلك حتى كملت بحمد اهلل تعالى‪.‬‬
‫(ّ) حاشية على شرح الوصايا للخالدم قاؿ في نفس الترجمة السابقة ككنت قد شرعت في‬
‫حاشية عليو‪-‬أم شرح الوصايا للخالدم‪ -‬حاؿ قراءتي فيو على البرىاف كأرجو من اهلل اإلعانة‬
‫على إكمالها‪.‬‬
‫(ْ) العيوف المساحة في رياضة المساحة‪.‬‬
‫قاؿ في نفس الترجمة السابقة‪ :‬كجعلت مختصران مفيدان في المساحة يكوف كالخاتمة للشرح‬
‫كسميتو العيوف المساحة (خ) منو نسخة بمكتبة الجامع الكبير‪ ،‬المكتبة الغربية‪ ،‬مجاميع (ٔ)‬
‫في كرقتين خط سنة (ُُِْ) بخط المؤلف‪.‬‬
‫(ٓ) قرة النواظر بترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر كجميع مشايخو‬
‫كمشايخهم‪ ،‬كمن أخذ عنو‪ ،‬أككاتبو من األكابر‪.‬‬
‫لم أقف على مكاف كجوده كتأريخ نسخو كعدد النسخ المتوفرة منو‪.‬‬
‫(ٔ) حاشية على فرائض جحاؼ العبلمة إبراىيم بن يحيى بن المهدم جحاؼ (ُٗٗ‪-‬‬
‫َُٓٔى)‪ .‬كالكتاب الذم عمل صاحب الترجمة عليو حاشية ىو فتح الفتاح في شرح مفتاح‬
‫الفرائض‪.‬‬
‫(خ) كفاتو كمراثيو‪:‬‬
‫لقد اخترمت المؤلف المنية قبل إكماؿ كتابو ىذا‪ ،‬كذلك بقصد تهذيبو كترتيبو كجمعو على‬
‫شرطو الذم ذكره في مقدمة كتابو‪ ،‬إذ سار المؤلف بو إلى حصن كوكباف كترؾ البعض من‬
‫كراريسو ىناؾ‪ ،‬كالبعض اآلخر بصنعاء فذىبت بعضها أيدم الضياع‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٔ/‬‬
‫ككانت كفاتو بصنعاء في يوـ األحدٖ‪/‬شواؿ سنة ُِِّى‪ .‬كعمره حين كفاتو (ّٔ) سنة كقيل‬
‫(ّٖ) سنة‪ ،‬كممن رثاه تلميذه السيد العبلمة محمد بن إسماعيل بن الحسن الشامي‪ ،‬كنعى‬
‫نفسو في البيت الرابع فتوفي ناظم المرثية بعد شيخو المرثي بأربعة أشهر‪ ،‬كالقصيدة ىي‪:‬‬
‫سقى موضعان ضم الخليل المودعا‬
‫كمن شط بعد اليوـ يملقى كمجمعا‬
‫أال في سبيل اهلل نفس تقدمت‬
‫كشخص إلى أعلى المقاـ يس َّرعا‬
‫كحياة من سحب الرضا كل ىاطل‬
‫يمد عليو برد عفو موسعا‬
‫مضى صاحبي كاستقبل الموت مصرعي‬
‫كال بد أف ألقى حمامان كمصرعا‬
‫كلكنني فارقت منو فضائبلن‬
‫لجيد زماني كن حليان مرصعا‬
‫فأسعداني بعبرة‬
‫ى‬ ‫خليلي ىعرجا‬
‫على حفرة قد ضمت الفضل أجمعا‬
‫كال تسأال عن قبره إف جهلتما‬
‫سيهديكما طيب عليو تضوعا‬
‫كأني بو لم يعلموه كإنو‬
‫رزا كل قلب ما دىاه كأكجعا‬
‫فرزء ابن عبد اهلل ال رزء كاحد‬
‫كلكنو بنياف قوـ تصدعا‬
‫كقوال فقدنا أرفع الناس ربتة‬
‫كأىداىم في منهج الحق مهيعا‬
‫ذ‬
‫فتى كاف إف ساؽ الحديث فإنما‬
‫ن‬
‫يغذم ركحان أك يشنف مسمعا‬
‫فتى كاف مهما قاـ في كل مشكل‬
‫ركل ما أزاح اللبس عنو كأقنعا‬
‫فبل أرضعت أـ المفاخر بعده‬
‫كليدان كال سحب المفاخر مربعا‬
‫كيا ريح عين لم تقض فيو أبحران‬
‫كنفس عليو حسرة لن تقطعا‬
‫كيا دىر خذ ما شئت من بعد فقده‬
‫فمصرعو لم يبق للحزف موضعا‬
‫إلف حل قبران في فبلة فإنما‬
‫تجاكز ىاـ النجم شاكان كأرفعا‬
‫كإف عاد عنو حاملوه محولو‬
‫فؤلنك غفر حامبلن كمشيعا‬
‫أيا جبل العلم الذم سار ذكره‬
‫مسير ضياء الشمس غربان كمطلعا‬
‫فقدنا علومان إذ فقدتك جمة‬
‫كخلقان ىو الركض الذم طاب مرتعا‬
‫سقى حفرة ضمتك ذاتان كأفرغت‬
‫عليها العزالي مربعان ثم مربعا‬
‫ىكذا كجدتها في أكؿ النسخة (ب) الجزء األكؿ منها‪.‬‬
‫(م) مصادر ترجمتو‪:‬‬

‫(ُ‪)ُٕ/‬‬

‫درر نحور الحور العين (خ) البدر الطالع (ُ‪ )ُٗ/‬نيل الوطر (ُ‪ .)ُٕ/‬شعراء اليمن ترجمة‬
‫(ِٗ) ص (ُِِ‪ .)ُِٗ-‬فهرس مكتبة الجامع الكبير بصنعاء المكتبة الغربية (انظر فهارسو)‬
‫فهرس مكتبة األكقاؼ صنعاء (انظر فهارسو) معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ِٓ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫ص (ِْٓ)‪ )ِٕٔ،ُْٗ( ،‬المؤرخوف اليمنيوف في العصر الحديث للعمرم (ْٖ‪،)ٖٔ-‬‬
‫طبق الحلول ص (ّّ) ىامش‪ ،‬مصادر أيمن فؤاد سيد (ِٖٔ‪ ،)ِٖٕ-‬فرجة الهموـ ط (ِ)‬
‫ص (ِّٗ)‪ ،‬المستدرؾ على معجم المؤلفين ص (َِ)‪ ،‬األعبلـ (ُ‪ ،)ٓ/‬التقصار‪ ،‬ص‬
‫(ِْٔ)‪ ،‬بغية األماني كاألمل (خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٓ‪ )ْٓ-‬ترجمة (ُٓ)‪،‬‬
‫الركض األغن (ُ‪ )ُْ/‬ترجمة (ُٔ) كمنو تحفة األخواف ص (ٓ)‪ .‬ثم ىجر األكوع‬
‫(ُ‪ ،)ُٓٔ/‬أعبلـ آؿ الحوثي (خ) للمحقق‪ ،‬نفحات العنير لصاحب الترجمة (تراجم مختلفة)‬
‫خصوصان الترجمة رقم (ُ)‪ .‬ترجمة شيخ المؤلف‪.‬‬
‫رابعان منهج كمصادر المؤلف‪.‬‬
‫(أ) منهج المؤلف‪:‬‬

‫(ُ‪)ُٖ/‬‬

‫أكضح المؤلف منهجو في كتابو الذم بين أيدينا بأجزاءه الثبلثة بصورة مختصرة مفيده بقولو‪ :‬ثم‬
‫ترجح لي أف أجعل ما أردت جمعو‪-‬أم في قرة النواظر‪-‬على كضع ممكن كىو أني أترجم‬
‫لجميع من في القطر اليمني من العلماء الشعراء‪ ،‬كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا في القرف‬
‫الثاني عشر‪ ،‬كذلك من سنة إحدل كمائة كألف‪ ،‬إلى سنة مائتين كألف‪ .‬كأذكر أيضان كل من ىو‬
‫على ىذا الشرط ممن ترجمت لو في قرة النواظر‪ ،‬فاستفرغت الوسع في التفتيش بقدر اإلمكاف‬
‫كالتزمت أف ال أذكر من األحواؿ إال ما ىو الصحيح المطابق للواقع كأف أتحرل فيو الصدؽ‪.‬‬
‫كأستثبت في النقل كأستوفي حاؿ الشخص بحسب ما بلغ إليو علمي كانتهى إليو‪ ،‬فهمي كأف‬
‫أترؾ تكلف التسجيع الذم التزمو المتأخركف من المؤرخين كاألديب الحيمي في طيب السمر‬
‫كالفاضل الجرموزم في صفوة العاصر كالمولى ضياء الدين في نسمة السحر‪ ،‬كغيرىم‪ .‬فإنها ال‬
‫تفيد عباراتهم تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال اإلطبلع على كنو حقيقتو‪ ،‬كإنما تفيد‬
‫تخييبلن في النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٗ/‬‬

‫كالمقصود من كضع ىذا الكتاب ىو ذكر أحواؿ الرجل كتشخيصو لما لو من الفضائل كاإلشارة‬
‫إلى ما أتفق لو من األخبار كاالستطراد لما لو من األشعار‪ ،‬كتاريخ المواليد كبعض الوفيات‬
‫كالتزـ السجع مع قصد جميع ذلك يؤدم إلى التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كينبوا عنو‬
‫الطبع‪ ،‬كقد استطرد فيو تراجم من قرب زمانو من المشاىير‪ ،‬كأف يكوف في أكاخر القرف‬
‫الحادم عشر لدعا الحاجة إلى ذلك كلتشوؽ المطالع إلى معرفتهم‪ .‬كسميتو نفحات العنبر‪،‬‬
‫بفضل علماء اليمن في القرف الثاني عشر‪ .‬كرتبتو على حركؼ المعجم ليقرب تناكلو‪ ،‬كإف لم‬
‫أستوؼ الحركؼ كلها لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ‪ ،‬أك لعدـ اإلطبلع عليو كلم‬
‫احتفل بترتيب اآلباء كما يضعو كثير من المؤرخين آلدائو إلى تفويت نظم الترتيب بتقديم‬
‫المفضوؿ على الفاضل كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ‪.‬‬
‫كالتزمت أف أقدـ في الحرؼ تراجم أىل البيت عليهم السبلـ على الترتيب المذكور‪ ،‬ثم من‬
‫بعدىم كذلك‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ىذا ىو األساس العاـ لمنهج المؤلف في كتابو ىذا‪ ،‬كلكن كآه من لكن كنظران ألنو رحمة عليو‬
‫خرمتو المنية قبل إكمالو كتهذيبو فقد اختلت بعض تلك األسس المبنية كالمبينة لمنهجو‪،‬‬
‫فالمؤلف رحمة اهلل عليو اخترمتو المنية كما قلت قبل إكمالو‪ ،‬لتهذيبو كترتيبو كجمعو على شرطو‬
‫المذكور سلفان؛ ألنو سار بو إلى حصن كوكباف كترؾ البعض من كراريسو ىناؾ كالبعض بصنعاء‪،‬‬
‫فذىبت ببعضها أيدم الضياع‪ ،‬كعقيب كفاتو طلب المتوكل أحمد ابن محسن بن ىاشم‬
‫الموجود من كراريس الكتاب فجمع فيها كالد المؤلف حوالي النصف أك أكثر بقليل كجعلها‬
‫ثبلثة أجزاء غير مترتبة على شرط المؤلف‪ ،‬كتم إحراؽ ما كجده منها بعد ذلك‪ .‬ال حوؿ كال قوة‬
‫إال باهلل‪.‬‬
‫كرغم كل ذلك فإف منهج المؤلف من خبلؿ الموجود من مادة الكتاب يمكن توضيحو في‬
‫شكل نقاط على النحو التالي‪:‬‬

‫(ُ‪)َِ/‬‬

‫(ُ) ترجم لبعض من في القطر اليمني من الشعراء كالعلماء كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا‬
‫خبلؿ القرف الثاني عشر الهجرم‪ .‬ابتداءى من سنة (َُُُى) كحتى سنة (ََُِى)‪.‬‬
‫(ِ) شرط على نفسو شرطان يتمثل في أنو ال يترجم إالٌ من كلد أك مات خبلؿ القرف الثاني فقط‬
‫موضحان فيو كل من كاف على ىذا الشرط ممن ترجمهم في كتابو قرة النواظر بترجمة شيخ‬
‫اإلسبلـ عبد القادر‪ ،‬كالذم يقوؿ فيو المؤلف أنو يشتمل على ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر‬
‫بن أحمد بن عبد القادر‪ ،‬كذكر أسانيده في األمهات الحديثية كالمسانيد كسائر كتب الفنوف‪،‬‬
‫كترجم لجميع مشايخو كمشايخهم المذكورين في األسانيد إلى المؤلفين كأيضان من أخذ عنو أك‬
‫كاتبو كاستطرد لجملة من األعياف الذين لم يكونوا من مشايخو كال من تبلميذه كال ممن كاتبو‪،‬‬
‫غير أنو رأل من استطرد فيو من األعياف كاألمثاؿ‪ ،‬لم يكن ترتيبهم سهل المأخذ كال قريب‬
‫المناؿ ‪ ......‬إلى أف قاؿ‪ :‬ثم أردت أف أجمع على تأليف آخر من كنت قد استطرتو أكالن من‬
‫بقي ممن لم أستطرده فأقعدني عجزم عن ذلك‪ ...‬إلى أف قاؿ‪ :‬ثم ترجح لي أف أجعل ما‬
‫أردت جمعو على كضع ممكن كىو أني أترجم لجميع من في القطر اليمني‪...‬إلخ‪.‬‬
‫(ّ) عندما يترجم للشخص ال يذكر من أحوالو إالٌ ما كاف صحيحان كمطابقان للواقع متحريان في‬
‫ذكر كل تلك األحواؿ الخاصة بالمترجم لو الصدؽ كالدقة في التناكؿ كالتعبير الجيد كبحسب‬
‫ما بلغ إليو علمو كانتهى إليو منهجو كىو فهم ثاقب‪.‬‬
‫(ْ) اعتمد على بعض المصادر الخاصة بالسير كالتراجم كالثغر الباسم إلسحاؽ بن يوسف‪،‬‬
‫كنسمة السحر‪ ،‬كدمية القصرلقاطن ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫مستثبتان في نقل المعلومات المطلوبة كالمناسبة مع أحواؿ الشخص المترجم لو كبصورة أمينة‬
‫كفاحصة ألحواؿ الشخص قل أف توجد في مؤلف آخر في موضوعو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِ/‬‬

‫(ٓ) عندما يرجع إلى المصادر التي رجع إليها ال يذكر العنواف غالبان‪ ،‬كإنما يذكر اسم كلقب‬
‫المؤلف‪ ،‬كإف ذكر المصدر فيذكره بقولو‪ :‬ترجمو صاحب النسمة‪ ،‬كالقاضي في تأريخو أم‬
‫القاضي أحمد قاطن في دمية القصر‪ ،‬كصاحب طيب السمر‪-‬أم العبلمة أحمد بن محمد‬
‫الحيمي‪ -‬كىكذا ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫(ٔ) يذكر اسم المترجم مبتداءن بنسبة كنعتو كإف تكرر النسب في ترجمة أخرل الحقة يذكر‬
‫االسم مسلسبلن إلى االسم المشترؾ مع ترجمة آخر الحقة‪ ،‬ثم يتبع ذلك بقولو‪ :‬كبقية النسب‬
‫تقدـ‪.‬‬
‫(ٕ) عندما ينعت المترجم لهم فإنو ينعتهم بأسلوب أدبي بعيدان عن التسجيع المخل كملتزمان بما‬
‫يؤدم إلى الفهم كالقصد المطلوب كبعيدان عن التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كبنبو عنو‬
‫الطبع‪ ،‬تاركان األسلوب كالطريقة التي اتبعها بعض المتأخرين من المؤرخين‪ ،‬كاألديب أحمد بن‬
‫محمد الحيمي في طيب السمر كالعبلمة القاسم بن الحسن الجرموزم في صفوة العاصر‪،‬‬
‫كالسيد العبلمة يوسف بن يحيى بن الحسين في نسمة السحر فيمن تشيع كشعر‪.‬‬
‫منوىان إلى أف التسجيع المخل ال يفيد في تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال اإلطبلع على‬
‫كنو حقيقتو‪ ،‬كإنما يفيد تخييبلن في النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط‪ ،‬على نمط القياسات الشعرية‬
‫كالقضايا التخييلية‪.‬‬
‫(ٖ) قصد المؤلف من كضع كتابو ىذا ذكر أحواؿ الرجل كتشخيصو‪ ،‬لما لو من الفضائل‬
‫كاإلشارة إلى ما اتفق لو من األخبار كاالستطراد لما لو من األشعار ك‪...‬إلخ‪.‬‬
‫(ٗ) يذكر الكثير من أحواؿ بعض المترجم لهم كما كاف لهم من المكانة العلمية كاألدبية كأثرىا‬
‫في الحياة السياسية كاإلجتماعية خبلؿ فترة زمنهم‪.‬‬
‫(َُ) يورد تاريخ المولد كالوفاة ألغلب من ترجمهم‪ ،‬كإف كاف المترجم لو ما يزاؿ حيان إلى زمن‬
‫المؤلف ذكر تاريخ مولده فقط‪.‬‬
‫سواء‬
‫كإذا لم يقف المؤلف على ذلك التاريخ بالتحديد‪-‬أم باليوـ‪-‬ترؾ فراغان مناسبان إلكمالو ن‬
‫في تاريخ المولد أك الوفاة‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِ/‬‬

‫(ُُ) يورد كثيران من النماذج الشعرية كالنثرية للكثير ممن ترجمهم‪ ،‬كلم يشذ عن ذلك إالٌ من‬
‫لم يكن لديو ملكة الشعر‪ ،‬كمن لم يجيده بالفعل‪ ،‬كتلك النماذج يختلف حجمها من ترجمة‬
‫إلى أخرل كبحسب ما كصل إليو من تلك النماذج الشعرية كالنثرية‪.‬‬
‫(ُِ) يوضح مقركءاتو كالمشايخ الذين أخذ عنهم المترجم لو‪ ،‬ككذا من أخذ عنو غالبان موردان ما‬
‫أخذه المترجم لو من الكتب بصورة موجزة كمختصرة في الغالب‪.‬‬
‫(ُّ) يستطرد أحيانان لبعض التراجم التي قرب أصحابها من زمن المشاىير المترجم لهم في‬
‫كتابو ىذا‪ ،‬كأف يكوف في آخر القرف الحادم عشر كلدعا الحاجة إلى ذلك كلتشوؽ المطالع‬
‫إلى معرفتهم حسبما ما أفاد في مقدمة كتابو ىذا‪.‬‬
‫(ُْ) رتب كتابو على حركؼ المعجم ليقرب تناكلو كموضحان أنو لم يستوؼ الحركؼ كلها‬
‫لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ أك لعدـ االطبلع عليو‪.‬‬
‫كأنو لم يحتفل بترتيب اآلباء كما يضعو كثير من المؤرخين آلدائو إلى تفويت نظم الترتيب‬
‫بتقديم المفضوؿ على الفاضل كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ‪.‬‬
‫(ُٓ) التزـ المؤلف أف يقدـ في الحرؼ تراجم أىل البيت عليهم السبلـ على الترتيب‬
‫المذكور‪ ،‬ثم من بعدىم كذلك ىكذا ذكر في مقدمتو‪ ،‬كإف لم يحصل ذلك على كجو الدقة في‬
‫الكتاب المذكور؛ ألف المؤلف توفي قبل أف يرتبو كيهذبو‪ ،‬كعلى شرطو كمنهجو المذكور في‬
‫مقدمة الكتاب‪.‬‬
‫(ٔ) يبين خبلؿ التراجم الذين أخذ عنهم بعض العلوـ ما أخذه تفصيبلن‪،‬كمنزلة المترجم لو‬
‫بالنسبة للمؤلف‪ ،‬كمن ذلك على سبيل المثاؿ ما ذكره في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر‬
‫الكوكباني كغيره‪.‬‬
‫(ُٕ) عندما يذكر بعض التراجم المشهورة كالمؤثرة علميان كاجتماعيان ينعتها بالصفة التي يطلقها‬
‫أىل صنعاء كبعض مناطق اليمن على من تسمى باسم معين كعبد القادر ينعتو بالوجيو أك‬
‫البرىاف‪ ،‬كمحمد العزم كعبد اهلل الفخرم‪ .‬كأحمد صفي الدين‪ ،‬كىكذا دكاليك‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّ/‬‬
‫(ُٖ) يورد أحيانان مباحث كفوائد لغوية كغير ذلك خبلؿ ترجمتو لبعض التراجم كمن ذلك على‬
‫سبيل المثاؿ ما أكرده في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر من مباحث كفوائد لغوية كببلغية تدؿ‬
‫على منزلتو العلمية‪.‬‬
‫(ُٗ) يورد خبلؿ بعض التراجم بعض األحداث كالقضايا التاريخية كاالجتماعية‪ ،‬كتأثير المترجم‬
‫لو في سير كل ذلك إيجابان أك سلبان‪ ،‬كمن أمثلة تلك األحداث كالقضايا االجتماعية قصة‬
‫الساحر المحطورم كصاحب العدين‪ ،‬كما إلى ذلك‪.‬‬
‫(َِ) يورد األعماؿ الموكلة في شئوف الدكلة لبعض التراجم التي تولت أك ككل إليها شيء من‬
‫ذلك كرأل المؤلف في قدرة كمنزلة األشخاص الذين أككل إليهم‪ .‬أيان من ذلك كلو بصورة غير‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫(ُِ) إذا كاف المترجم لو من العلماء كالمؤلفين أكرد شيء من تلك المؤلفات مبينان أىمية‬
‫البعض منها أحيانان كأحيانان أخرل ال يوضح األىمية‪.‬‬
‫(ِِ) يذكر مصادر بعض التراجم خصوصان التراجم المشهورة كالتي كاف لها منزلة علمية مرموقة‬
‫أك منزلة سياسية أك‪....‬إلخ‪.‬‬
‫(ِّ)يختلف حجم التراجم من ترجمة إلى أخرل ممن كاف للمترجم لو صلة علمية أك معنوية‬
‫ككقف المؤلف على أخباره كبشكل جيد‪ ،‬توسع في ترجمتو كأكرد أخباره المطلوب توضيحها‬
‫بشكل جيد كمفيد كمن تلك التراجم على سبيل المثاؿ ترجمو شيخو إبراىيم بن عبد القادر‬
‫كشيخو عبد القادر بن أحمد كترجمة لعبلمة محمد بن إسماعيل األمير‪ ،‬كغير ذلك يجده‬
‫المطلع خبلؿ قراءتو الكتاب‪.‬‬
‫(ِْ) إذا لم يعرؼ شيء عن المترجم لو يذكر اسمو كبعض نعوتو‪ ،‬كأنو كاف عالمان أك ما سول‬
‫ذلك‪ ،‬كمن ثم يقف عند تلك المعلومات‪.‬‬
‫(ِٓ) جاءت في النسخة (أ) بعض التراجم التي تثبت في النسخ األخرل كىي تراجم بسيطة‬
‫اقتصر فيها المؤلف على ذكر االسم كنعتو كبعض أحوالو بصورة مختصرة‪.‬‬
‫(ِٔ) أكرد بعض التراجم خالية من ذكر أم معلومات عنها إذ اقتصر على ذكر االسم فقط كلم‬
‫يكمل المعلومات الخاصة بذلك كلعل كاف قصده إكمالها الحقان‪ ،‬كفاجأه الحماـ قبل إكمالها‪.‬‬
‫كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْ/‬‬
‫(ب) مصادر المؤلف‪:‬‬
‫أشار المؤلف في مقدمة كتابو كبصورة غير مباشرة إلى أنو اعتمد على بعض المصادر إذا قاؿ‬
‫(كاستثبت في النقل) كيمكن توضيح المصادر التي أفصح عنها المؤلف في كتابو خبلؿ ذكره‬
‫للمترجم لو أكلهم كالتي كانت عونان لو في تأليف كجمع مادة كتابو ىذا‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) الثغر الباسم في تراجم أعياف العصر من آؿ القاسم بن محمد كغيرىم للعبلمة إسحاؽ بن‬
‫يوسف بن اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل المتوفي سنة (ُُِٕى)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫(ِ) الحدائق المطلعة من زىور أبناء العصر شقائق للعبلمة عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن‬
‫الحسين شرؼ الدين (ت (ُِِْى)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫(ّ) طيب السمر في أكقات السحر للعبلمة األديب أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي‬
‫المتوفي سنة (ُُُٓى)‪ .‬طبع الجزء األكؿ منو كالخاص بشعراء كأدباء كوكباف‪.‬‬
‫(ْ) إتحاؼ األحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أىل العصر للعبلمة أحمد بن محمد‬
‫قاطن المتوفي سنة (ُُٗٗى)‪ .‬كقد قمت بتحقيقها‪.‬‬
‫(ٓ) طبقات الزيدية الكبرل‪-‬القسم الثالث منها‪ -‬للعبلمة المسند إبراىيم بن القاسم اإلماـ‬
‫المؤيد باهلل (ت ُُِٓ) طبع ىذا القسم بتحقيق‪ /‬عبد السبلـ بن عباس الوجيو‪.‬‬
‫(ٔ) نسمة السحر فيمن تشيع كشعر للعبلمة يوسف بن يحيى الحسني (تُُُِ)ىػ‪ ،‬كقد‬
‫طبع الكتاب بتحقيق‪ /‬كامل سليماف الجبورم‪.‬‬
‫(ٕ) درر نحو الحور العين‪ ،‬لسيرة اإلماـ المنصور علي‪-‬بن المهدم عباس بن المنصور حسين‬
‫(ت ُِِْى)‪-‬كأعبلـ دكلتو الميامين للعبلمة لطف اهلل بن أحمد بن لطف اهلل بن أحمد‬
‫جحاؼ الصنعاني المتوفي سنة (ُِّْى) (خ)‪.‬‬
‫(ٖ) مطلع البدكر كمجمع البحور للعبلمة أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (خ)‪.‬‬
‫(ٗ) صفوة العاصر في أدب المعاصر للعبلمة األديب القاسم بن الحسين بن مطهر الجرموزم‬
‫المتوفي سنة (ُُْٔى)‪( .‬خ)‪.‬‬
‫(َُ) تحفة األخواف بسند سيد كلد عدناف للعبلمة أحمد بن محمد قاطن (خ)‪.‬‬
‫(ُُ) سبلفة العصر في محاسن أىل العصر للعبلمة علي بن أحمد بن معصوـ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٓ/‬‬

‫(ُِ) عصارة القند كنفحة الورد للعبلمة علي بن الحسن الحوثي‪.‬‬


‫(ُّ) طوؽ الصادح المفصل بجواىر البياف الواضح من تأليف يوسف بن علي بن ىادم‬
‫الوكباني المتوفى (َُُُىػ)‪.‬‬
‫(ُْ) رجع إلى الكشاؼ للزمخشرم كشرح الكافية للرضي كبعض الحواشي عليها خصوصان‬
‫في ترجمة شيخو إبراىيم بن عبد القادر بن أحمد الكوكباني‪.‬‬
‫خامسان‪ :‬أىمية كتحليل موضوع الكتاب‪.‬‬
‫(أ) لمحة تاريخية عن الكتابة التاريخية في اليمن‪.‬‬
‫موضوع الكتاب ىو تاريخ كتحديدان سير كتراجم كىذا العلم اىتم بو علماء المسلمين منذ أمد‬
‫طويل كظهرت فنوف عديدة تدخل في نطاؽ ىذا العلم كالسيرة النبوية كقصص األنبياء كتاريخ‬
‫الخلفاء كتاريخ الملوؾ كالدكؿ‪ ،‬كتاريخ الوزراء كاألمراء كاألكابر كتأريخ الفقهاء كالقراء‬
‫كالحفاظ كالمؤرخين كالنحاة كالقضاة كاألطباء كالفبلسفة كالمتكلمين كالبخبلء ك‪....‬إلخ‪.‬‬
‫سواء في المذاىب كاألسانيد أك في ما عدل ذلك‪ ،‬كمن ذلك‬
‫كظهرت مؤلفات في الطبقات ن‬
‫مثبلن طبقات الزيدية كالمالكية كالحنفية ك‪....‬إلخ‪ .‬ىذا بشكل عاـ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لليمن فقد نشأت الكتابة التأريخية قبل العصر اإلسبلمي‪ ،‬كمن يطالع كتب التاريخ‬
‫بتأمل كحيادية يجد صحة ما ذىبنا إليو‪ ،‬فعلى سبيل المثاؿ نجد ابن عساكر كالسخاكم يرجعاف‬
‫بداية التاريخ من الناحية الزمنية إلى أىل اليمن‪ ،‬إذا يقولوف‪ :‬قدـ رجل من اليمن إلى عمر بن‬
‫الخطاب فقاؿ رأيت باليمن شيئان يسمونو التاريخ‪ ،‬كىذا دليل كاضح أف الكتابة التأريخة كجدت‬
‫في اليمن قبل اإلسبلـ‪.‬‬
‫أما في العصر اإلسبلمي فقد كاف أكؿ يمني يقوـ بالكتابة في التاريخ ىو عبيد بن شرية في زمن‬
‫معاكية ثم تبله كىب ف منبو في القرف الثاني‪ ،‬كىناؾ ركاية البن ىشاـ صاحب السيرة مفادىا أف‬
‫أكائل الكتب التاريخية لدل أىل اليمن ىو كتاب التاريخ ألبي محمد عبيد الكشورم خبلؿ‬
‫القرف الثالث من الهجرة‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٔ/‬‬

‫كمع ظهور القرف الرابع بدأت الكتابة التاريخية في اليمن تنتقل إلى مرحلة أخرل ىامة تتصف‬
‫بالتخصص‪ ،‬فظهر جماعة من المؤرخين أخذ كل كاحد منهم من علم التاريخ ناحية‪ ،‬فالعبلمة‬
‫المؤرخ الحسن بن أحمد الهمداني أخذ بتخصص معين إذا كتب في األنساب كتدكين أخبار‬
‫حمير‪ ،‬ثم تبله جماعة من المؤرخين كل كاحد منهم تخصص في مجاؿ بعينو‪.‬‬
‫ككاف أكؿ من كتب في التاريخ من حيث أنو عبارة عن حوادث ىو عمارة صاحب المفيد ثم‬
‫الفقيو أحمد بن علي العرشاني‪ ،‬ثم تطورت بعد ذلك الكتابة التاريخية‪ ،‬كظهر جماعة من كتاب‬
‫التاريخ أمثاؿ الحجورم كغيره من العلماء‪ ،‬كخبلؿ القرف التاسع ظهر الكثر من المؤرخين‬
‫كتعددت أتجاىاتهم كالكتابة في الحوادث كالحوليات‪.....‬إلخ‪.‬‬
‫كل على حدة‪،‬‬
‫ثم ظهرت بعد ذلك ظهوران من التخصص في مجاؿ ىاـ كىو تاريخ البلداف ه‬
‫فألف في ىذا المجاؿ خبلؿ القرف الخامس الهجرم الملك جياش بن نجاح تأريخ مدينة زبيد‬
‫كالرازم تأريخ مدينة صنعاء‪ ،‬ثم ذيلو للمؤرخ إبراىيم العرشاني من علماء القرف السابع كىكذا‪.‬‬
‫كإذا ما انتقلنا إلى جانب آخر من جوانب علم التأريخ كىو كتابة السير كالتراجم كىو ما يهمنا‬
‫ىنا‪ ،‬فإننا نجد أف المؤرخ اليمني اىتم بهذا الجانب جنبان إلى جنب مع الكتابة في التاريخ العاـ‬
‫من حيث كونو عبارة عن حوليات كحوادث‪ ،‬بل نجد أحيانان أف بعض الكتابة في ىذا المجاؿ‬
‫اختلط بالتاريخ كليان‪.‬‬
‫ككاف أكؿ كتاب في مجاؿ السير كالتراجم ىو تأريخ مسلم بن محمد بن جعفر اللحجي‬
‫المتوفي سنة (ْٓٓى‪َُُٓ/‬ـ)‪.‬‬
‫كالذم جعلو في طبقات كأخبار الزيدية‪.‬‬
‫ثم من بعده جاء اإلماـ المتوكل أحمد بن سليماف (ٔٔٓى‪ُُُٕ/‬ـ)‪ .‬إذ ألف كتابو‪ :‬الحكمة‬
‫الدرية كالداللة النبوية النورية‪.‬‬
‫كىو كتاب في سيرة المصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم كفضائلو كفضائل أىل البيت عليهم‬
‫السبلـ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ثم من بعده جاء عمارة اليمني المتوفي سنة (ٗٔٓى)‪ .‬كالذم ألف كتابو‪ :‬المفيد في أخبار‬
‫صنعاء كزبيد كشعراء ملوكها كأعياف أدبائها‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕ/‬‬

‫ثم جاء من بعده ابن سمرة الجعدم (بعد ٖٔٓى) كالذم ألف طبقات فقهاء اليمن ثم ابن أبي‬
‫الخير العمراني (ت ٕٖٓى)‪ .‬إذ ألف كتاب‪ :‬تاريخ طاىر بن يحيى العمراني‪.‬‬
‫ثم العرشاني أحمد بن علي (ت َٗٓ) كالذم ألف كتاب من دخل اليمن من الصحابة‪ ،‬ثم‬
‫جاء بعده العبلمة حميد بن أحمد المحلي (تِٓٔى)‪ .‬كألف كتابو‪ :‬الحدائق الوردية في‬
‫مناقب كذكر تراجم األئمة الزيدية‪.‬‬
‫ثم كتاب ذيل طبقات ابن سمرة لمحمد بن الحسن الحميرم (تٕٔٔى)‪ .‬ثم سيرة اإلماـ‬
‫المهدم لدين اهلل أحمد بن الحسين بن القاسم (أبو طير) للعبلمة شرؼ الدين يحيى بن أبي‬
‫القاسم بن يحيى الحمزم (ت ٕٕٔى)‪.‬‬
‫ثم ركضة الحجورم يوسف بن محمد بن الحفيص‪ .‬ثم السمط الغالي الثمن في أخبار الملوؾ‬
‫من الغز باليمن البن حاتم اليامي‪ .‬ثم كنز األخبار في معرفة السير كاألخبار تأليف إدريس بن‬
‫علي الحمزم (ت ُْٕى) ثم صلة األخواف في حلية بركات أىل الزمن ليحيى بن المهدم إلى‬
‫غير ذلك من المؤلفات الدالة على اىتماـ اليمنيين بالكتابة في التاريخ‪-‬السير كالتراجم‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖ/‬‬

‫غير أف ما يجب التنويو إليو أف الكتابة في التاريخ في اليمن تعددت كتنوعت ككفقان لمبدأ‬
‫التخصص فظهرت كتب أك مؤلفات في الطبقات‪ ،‬كمن ذلك كتاب الؤللئ المضيئة في مراتب‬
‫أئمة الزيدية لئلماـ على بن المؤيد (ت ّٖٔى)‪ .‬كطبقات الصوفية لمحمد بن شكيل‪ ،‬كنزىة‬
‫األنظار للمقرائي‪ ،‬كطبقات الزيدية الكبرل إلبراىيم بن القاسم كالمستطاب (طبقات الزيدية‬
‫الصغرل) ليحيى بن الحسين‪ ،‬كما اىتم كاعتنى بكتابة سير كتراجم العلماء المتخصصة العديد‬
‫من العلماء اليمنيين‪ ،‬كالذين أرخو لؤلدباء كالنحاة كغير ذلك‪ .‬كمن ذلك كتاب المفيد الذم‬
‫سبقت اإلشارة إليو إذا عقد مؤلفو فصبلن خاصان‪ .‬لتراجم األدباء ثم كتاب طبقات التحاة‬
‫للعرشاني ككتاب إشارة التعيين إلى تراجم النحاة كاللغويين‪ .‬لعبد الباقي اليماني‪ ،‬ككتاب تركيح‬
‫المشوؽ للعبلمة أحمد بن الحسن حميد الدين‪ ،‬كطيب السمر للعبلمة أحد بن محمد الحيمي‬
‫كنسمة السحر فيمن تشيع كشعر للعبلمة يوسف بن الحسين‪ ،‬كصفوة العاصر للعبلمة األديب‬
‫الجرموزم‪ .‬كغيرىم يطوؿ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٗ/‬‬

‫كما كاف للكتابة التاريخة في اليمن‪-‬السير كالتراجم‪ -‬تخصص آخر يعنى بأخبار األسر‬
‫كالعشائر ككل على حدة‪ ،‬كقد ظهر مثل ىذا النوع من الكتابة خبلؿ القرف الثامن الهجرم‪ ،‬كمن‬
‫ذلك كتاب العقد الفريد في أنساب بني خالد بن أسيد البن دعسين (تِٕٓ) ثم كتاب‬
‫المحصوؿ في أنساب بني ناشر للناشرم‪ ،‬ككتاب البستاف الزاىر للعبلمة حمزة بن علي‬
‫الناشرم‪ ،‬كمن المؤلفات في ىذا الجانب كتاب أعبلـ أك تاريخ بني الوزير للمؤرخ أحمد بن‬
‫عبد اهلل الوزير‪ ،‬ثم قرة العين لمعرفة بني دعسين للمؤرخ عبد الملك بن دعسين المتوفي سنة‬
‫(َُُٔى) ثم كتاب األحساب العلية في األنساب األىدلية للعبلمة أبي بكر بن أبي القاسم‬
‫األىدؿ المتوفي سنة (َُّٓى)‪ .‬ثم تحفة الدىر في تراجم بن بحر للمؤرخ محمد الطاىر بن‬
‫بحر (تّّٖى) كقبل ذلك كذاؿ ألفت العديد من الكتب في أنساب األيسر الهاشمية في‬
‫اليمن‪ ،‬كمن ذلك على سبيل المثاؿ ال الحصر مشجر أبي عبلمة المشهور‪.‬‬
‫كما كجدت أشكاؿ أخرل من الكتابة التاريخة في السير كالتراجم كالمتمثلة في المجاميع التي‬
‫تعنى بتراجم أىل مدينة أك بلد بعينو‪ ،‬كمن ذلك ما عملو كدكنو الفقيو المؤرخ عثماف بن محمد‬
‫الشرعبي (تُٖٕ) كالذم جعلو لعلماء بلدتو تعز‪ ،‬ككتاب علماء كادم سهاـ للمعلم كطيوط‪،‬‬
‫ككتاب المؤرخ عبد اهلل بامخرمة الذم جعلو في تراجم علماء مدينة عدف‪ ،‬ككتاب مكنوف السر‬
‫في ذكر نحارير الشر‪-‬للعبلمة يحيى بن محمد المقرائي المتوفي سنة (ُٗٗى)‪ ،‬ككتاب تحقيق‬
‫من عرؼ بالرحلة إلى ببلد الشرؼ للعبلمة الحيمي‪ ،‬ككتاب مطلع األقمار عن تراجم علماء‬
‫مدينة ذمار للعبلمة الحسن بن الحسين حيدرة الذمارم كغير ذلك يطوؿ‪.‬‬

‫(ُ‪)َّ/‬‬

‫كما اىتم مؤرخوا اليمن بالمؤلفات الجامعة للتراجم كالسير من شتى الطبقات كالبلداف‪ ،‬كمن‬
‫ذلك على سبيل المثاؿ كتاب السلوؾ للجندم‪ ،‬ثم تحفة الزمن للخزرجي فالعطايا السنية‬
‫للملك الرسولي‪ ،‬ثم كتاب في تراجم فضبلء الزيدية للعبلمة عبد اهلل بن شرؼ الدين‪ ،‬ثم كفيات‬
‫األكابر في القرف العاشر للعيدركس‪ ،‬كذيل البسامة لداكد بن الهادم‪ ،‬ككتاب الؤللئ المضيئة‬
‫للشرفي‪ ،‬ثم مطلع البدكر كمجمع البحور البن أبي الرجاؿ‪ ،‬ثم المستطاب ليحيى بن الحسين‬
‫فالطبقات الكبرل إلبراىيم بن القاسم فتتمة اإلفادة للحبسي‪ ،‬كالنسمة السحرية كالنسبة‬
‫الشجرية للسحولي‪ ،‬ثم نفح الصور في ذكر آؿ اإلماـ القاسم المنصور ليحيى بن أحمد‬
‫العلوم‪ ،‬ثم حسنة الزماف في أعياف األكاف للمهبل كقبلئد الجوىر في أنباء بني المطهر‬
‫للجرموزم‪ ،‬كالؤللئ كالمرجاف في ذكر جماعة من األعياف بالزماف إلبرايهم بن زيد جحاؼ‪ ،‬ثم‬
‫نسمة السحر السالف الذكر‪ ،‬ثم بغية المريد كأنس الفريد للرشيدم‪ ،‬كغير ذلك يطوؿ ذكرىم‬
‫إلى زمن المؤلف‪.‬‬
‫أما بعد كتاب المؤلف أك خبلؿ فترتو كما بعدىا فقد كجدت العديد من المؤلفات في ىذا‬
‫المجاؿ كمن ذلك على سبيل المثاؿ‪ :‬الحدائق المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق لعبد اهلل‬
‫بن عيسى الكوكباني (تُِِْى)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّ/‬‬
‫ثم التاريخ المختصر للعبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ (ت ُِِٓى)‪ .‬ثم درر نحو الحور العين‬
‫لجحاؼ المتوفي (ُِّْى)‪ .‬ثم تأريخ علماء ذمار كصنعاء ألحمد بن محمد الذمارم‬
‫(تُِّْى)‪ .‬ثم الشوكاني البدر الطالع‪ .‬ثم التقصار في ذكر جيد عبلمة األقاليم كاألمصار‬
‫للشجني‪ ،‬ثم حدائق الزىر كالديباج الخسركاني لعاكش الضمدم‪ ،‬ثم طيب السمر المختصر‬
‫من نفحات العنبر لعبد الكريم أبو طالب‪ ،‬ثم نشر العرؼ كنيل الوطر كنزىة النظر للعبلمة‬
‫محمد بن محمد زبارة ىذا بالنسبة للسير كالتراجم كمما يدخل في نطاؽ ذلك اىتماـ المؤرخ‬
‫اليمني بكتب السير كالتراجم الذاتية كالخاصة بأعبلـ معينين كمشهورين‪ ،‬كمن ذلك على سبيل‬
‫المثاؿ سيرة اإلماـ الهادم يحيى بن الحسين للعبلمة علي بن محمد العلوم (ؽّى)‪ .‬كسيرة‬
‫اإلماـ القاسم العياني كسيرة اإلماـ عبد اهلل بن حمزة كسيرة اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين‬
‫المكنى بأبي طير كسيرة اإلماـ القاسم بن محمد للجرموزم‪ ،‬ثم سيرة اإلماـ المتوكل إسماعيل‬
‫للجرمومزم‪ ،‬كغير ذلك من مثل تلك السيرة الخاصة باألعبلـ كاألئمة‪.‬‬
‫كما اىتم المؤرخ اليمني بالجانب الثقافي في األفراد‪ ،‬كمن ذلك على سبيل المثاؿ كتاب‬
‫المناقب للعبلمة محمد بن سليماف الكوفي‪ ،‬ككتاب مناقب الصياد البن بشار‪ ،‬ككتاب مناقب‬
‫المهتار‪ ،‬كغير ذلك يطوؿ(ُ)‪.‬‬
‫(ب) أىمية موضوع الكتاب‪.‬‬
‫بين كثير من العلماء الذين ترجموا المؤلف بأف ىذا الكتاب أجمع كأنفس كتاب في بابو‪.‬‬
‫كأىمية الكتاب ال تنحصر في زاكية بعينها‪ ،‬كإنما تتعدد كيمكن توضيح أىمية الكتاب من خبلؿ‬
‫نقاط على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) يعرض الكتاب لبعض تراجم أعياف كعلماء اليمن في القرف الثاني عشر كىي حقبة تأريخية‬
‫مهمة لم تلقى اإلىتماـ من قبل الباحثين كالمهتمين بتأريخ اليمن كخصوصان الناحية السياسية‬
‫كالعلمية كاإلجتماعية‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر مصادر الحبشي ص (ّٔٗ‪ ،)ِْٕ-‬مصادر تأريخ اليمن أليمن فؤاد سيد‪.‬‬
‫ص(َُْ ّْٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّ/‬‬

‫(ِ) يوضح المكانة العلمية كالحراؾ الفكرم كالعلمي خبلؿ ىذا القرف المذكور‪ ،‬كما قدمو‬
‫علماء اليمن خبلؿ ىذه الفترة من معارؼ كعلوـ ككذا مدل اىتماـ العلماء كطلبة العلم‬
‫بتحصيل العلوـ كالسعي الجاد من أجل ذلك كاإلىتماـ بو تعلمان كسندان‪.‬‬
‫(ّ) يتضمن العديد كالعديد من األشعار أك القصائد الشعرية المنسوبة للمترجم لهم‪/‬لو‪ /‬كالتي‬
‫تعكس مستول الحركة األدبية خبلؿ ىذا القرف كأف اليمن لم يعرؼ عصر االنحطاط األدبي ال‬
‫من بعيد كال من قريب‪ ،‬بل كاف األدب اليمني خبلؿ فتراتو جميعان يتمتع بصفات كمقومات‬
‫تعكس براعة أبناء ىذا القطر في ىذا المجاؿ قوالن كفعبلن‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أف تلك األبيات الشعرية انتقاىا المؤلف بحس أدبي مرىف كبأسلوب لغوم‬
‫فائق المستول كبما يتناسب مع منزلة المترجم لو علميان كأدبيان كاجتماعيان‪.‬‬
‫(ْ) الكتاب بما اشتمل عليو من تراجم كمعلومات مفيدة‪....‬إلخ‪ .‬يعد أجمع كأنفس كتاب في‬
‫السير كالتراجم لهذا القرف حتى اآلف‪ ،‬رغم أنو لم يصل إلينا كامبلن كما سبق التوضيح‪.‬‬
‫(ٓ) يعكس المستول العلمي كاللغوم الذم كصل إليو المؤلف فأسلوبو رفيع المستول يسلسل‬
‫المعلومات بطريقة خالية من التعقيد كعدـ الوضوع‪ ،‬ككذا سبلسة عبارتو كجزالة ألفاظو كجمعها‬
‫بين الرقة كالشاعرية كاإلحساس األدبي المرىف كاللغة الفائقة‪.‬‬
‫(ٔ) احتول الكتاب على الكثير من المباحث كالمسائل النحوية كالصرفية كالببلغية‪ ،‬ككذا‬
‫بعض الوثائق السياسية التي تعكس الوضع السياسي السائد خبلؿ القرف الذم ترجم ألعيانو‬
‫كعلمائو‪.‬‬
‫(ٕ) يتزكد المطلع لهذا الكتاب بالكثير من الفوائد كالمعلومات التاريخية كاألدبية كالسياسية‬
‫كمعرفة الكثير من المنصفات اإلسبلمية التي زخرت بها المكتبة اإلسبلمية في اليمن‪ ،‬كبالجملة‬
‫فالكتاب يعد موسوعة للتاريخ كالنحو كالببلغة كالصرؼ كاألدب كغير ذلك‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّ/‬‬

‫(ٖ) يوضح الكتاب خبلؿ عرض المؤلف لمقركءات المترجم لهم‪-‬المقررات الدراسية‪-‬بلغة‬
‫العصر‪-‬التي كانت متبعة خبلؿ أخذ طالب العلم على شيخو كما مدل تعددىا كشموليتها‬
‫لمختلف أفرع العلوـ كالمعارؼ‪.‬‬
‫(ٗ) الكتاب قبل نشره ظل المعين األكؿ الذم استقى منو العبلمة محمد بن محمد زبارة الكثير‬
‫من تراجم كتابيو نشر العرؼ كنيل الوطر مشيران إلى ذلك كغير مشير أحيانان أخرل إلى مصدره‬
‫ىذا‪.‬‬
‫(َُ) الكتاب في مضمونو العاـ يوضح الحراؾ الفكرم كالعلمي السائد خبلؿ القرف الثاني‬
‫عشر بما تضمنو من توضيح المقركءات العلمية لكثير من المصنفات اإلسبلمية كاللغوية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫كأسانيد تلك الكتب من ناحية‪.‬‬
‫(ُُ) الكتاب في مضمونو العلمي يعكس مستول اإلىتماـ بالعلم ككثرة كتعداد المدارس‬
‫العلمية في ىذا القرف كالتي كاف مركزىا أك مراكزىا المساجد‪ ،‬كمن ذلك جامع صنعاء كالركضة‬
‫كالمدرسة في كوكباف كثبلء كغيرىا من المساجد المشهورة في المدف الكبيرة كالمتوسطة‪.‬‬
‫(ُِ) الكتاب من حيث المنهجية التعلمية كالمناىج التعليمية يعكس كيوضح المناىج‬
‫الدراسية التي كانت سائدة آنذاؾ‪ ،‬سواء في المراحل األكلية للتعلم أك في المراحل المتقدمة إذ‬
‫عرؼ خبلؿ ىذا القرف ما يسمى بالشعب الدراسية تبدأ بالشعبة األكلى كتنتهي بالشعبة‬
‫الخامسة‪ ،‬كفي كل شعبة من تلك الشعب مقركءات معينة يأخذىا الطالب على مشايخو‪.‬‬
‫(ُّ) الكتاب في مضمونو السياسي مصدران ىامان من المصادر السياسية إذ يعكس درك بعض‬
‫الشخصيات المترجم لها في تسيير األكضاع السياسية كمدل تأثير كتأثر مثل تلك الشخصيات‬
‫بأكضاع الببلد بشكل عاـ‪.‬‬
‫(ُْ) يعكس الكتاب في مضمونو العاـ مدل الصراع السياسي اإلجتماعي على السلطة من‬
‫بعض أكالد كأحفاد اإلماـ القاسم بن محمد كتأكيد مثل ذلك الصراع على الحياة اإلجتماعية‬
‫كاإلقتصادية ك‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْ/‬‬

‫(ُٓ) يبرز الكتاب مدل اىتماـ أكلي األمر من األئمة كالوالة كاألمراء بالعلم كأىلو كمدل‬
‫المكانة العالية التي كاف يتمتع بها العلماء كدكرىم اإليجابي في إصبلح كتسيير األكضاع‬
‫السياسية نحو بر األماف خصوصان مع كجود أكثر من إماـ في مكاف أك عدة أماكن في زمن‬
‫كاحد‪.‬‬
‫(ُٔ) الكتاب يعد مصدران مهمان للباحثين كالمهتمين بشئوف الحياة اإلقتصادية كالسياسية‬
‫كاإلجتماعية كالعلمية خبلؿ القرف الثاني عشر للهجرة النبوية على صاحبها كآلو أفضل‬
‫الصلوات كأزكى التسليم‪.‬‬
‫(ُٕ) الكتاب في سياقة الموضوع يوضح اىتماـ علماء اليمن يكتب السير كالتراجم‪ ،‬كأف ىذا‬
‫الموضوع اعتنى بو علماء ىذا القطر عبر مراحل مختلفة من المراحل الخاصة أك المتعلقة‬
‫بكتابة التاريخ أك كتب التاريخ كتعدد كتنوع تلك الكتابة في ىذا القطر‪.‬‬
‫(ُٖ) الكتاب في مضمونو المنهجي كالعلمي يمتاز بالدقة كالموضوعية في إيراد المعلومات‬
‫المتعلقة بالمترجم لهم كإيراد الصفات الموجودة حقان في تلك التراجم كأصحابها‪ ،‬كبعيدان عن‬
‫التسجيج كاأللفاظ الببلغية التي كجدت في بعض المؤلفات األخرل كما أشار إلى ذلك‬
‫المؤلف خبلؿ مقدمة كتابو ىذا‪.‬‬
‫(ُٗ) الكتاب رغم أنو لم يستوؼ جميع تراجم رجاؿ القرف الثاني عشر بسبب كفاة مؤلفو‬
‫كضياع بعض الكراريس بعد كفاتو كإحراؽ بعضها بعد جمع المسودة األكلى للكتاب ترؾ الباب‬
‫مفتوحان لعلماء آخرين صنفوا في ىذا المجاؿ كمستدرؾ عليو‪ ،‬إذ عليو أكثر مستدرؾ حسب‬
‫علمي كسار مؤلفوا تلك المستدركات على منواؿ المؤلف تقريبان‪.‬‬
‫(َِ) كأخيران فالكتاب ال يستغنى عن مع معلوماتو باحث السياسة كاإلجتماع كالتاريخ‬
‫ك‪...‬إلخ‪ .‬لما احتول على مادة علمية ثرية من المعلومات المترابطة كالمفيدة‪.‬‬
‫فرحم اهلل المؤلف كرحمنا بفضلو كمنو إنو على ما يشاء قدير آمين‪.‬‬
‫سادسان‪ :‬كصف النسخ المعتمد‪.‬‬
‫سبق التنويو إلى أنني اعتمدت في تحقيق الكتاب الذم بين أيدينا على (ّ) نسخ كيمكن‬
‫كصف تلكم النسخ على النحو التالي‪:‬‬

‫(ُ‪)ّٓ/‬‬

‫النسخة األكلى‪( .‬أ)‪:‬‬


‫ىذه النسخة تقع في جزأين فقط كىو المتوفر من الكتاب كىي ضمن مقتنيات دار المخطوط‪،‬‬
‫الجزء األكؿ منها تحت رقم (ُٓٗ) قديم ك (ِّٔٔ) جديد كالجزء الثاني تحت رقم‬
‫(َُٕ) قديم ك (َِْٔ) جديد‪.‬‬
‫أما الجزء الثالث فبل يوجد‪ ،‬كىذه النسخة ىي األقرب إلى الصحة من ما عداىا كحسب علمي‬
‫فهذه النسخة ىي المسودة األكلى للكتاب الذم قاـ بجمعو كالد المؤلف بعد كفاة المؤلف‬
‫يطلب من اإلماـ المتوكل على اهلل أحمد بن محسن بن ىاشم الويسي‪.‬‬
‫كيمكن كصف ىذه النسخة على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) قياس ىذه النسخة (ِّ‪)x 19‬سم‪.‬‬
‫(ِ) عدد صفحات الجزء األكؿ فيها (ّْٕ) صفحة كعدد صفحات الجزء الثاني (ُّٓ)‬
‫صفحة‪.‬‬
‫(ّ) أثبت العنواف في الجزء األكؿ منها ىكذا‪ :‬نتيجة البرىاف بذكر من في القرف الثاني عشر‬
‫من األعياف‪.‬‬
‫ثم قاـ الناسخ بشطب ذلك العنواف كأثبت بدالن عنو نفحات العنبر بفضبلء اليمن الذين في‬
‫القرف الثاني عشر جمع الفقير إلى اهلل الغني بو عمن سواه خادـ العلم الشريف إبراىيم بن عبد‬
‫اهلل بن إسماعيل بن الحسن الحوثي الحسيني لطف اهلل بو‪.‬‬
‫(ْ) تسبق صفحة العنواف كرقة لم يثبت على الوجو األكؿ منها سول‪ :‬تاريخ كتراجم (ُٓٗ)‬
‫كأسفل منو (ِّٔٔ) كأسفل الصفحة الرقم (ٖٔ)‪.‬‬
‫(ٓ) بالنسبة لصفحة العنواف فقد أثبت فيها العديد من التمليكات‪ ،‬كيمكن مبلحظتها خبلؿ‬
‫نماذج من النسخ المعتمدة آخر مقدمة التحقيق‪.‬‬
‫(ٔ) يلي صفحة العنواف صفحة أثبت بها فهرس بأسماء المترجم لهم خبلؿ ىذا الجزء‪.‬‬
‫(ٕ) يلي الصفحة األكلى من الكتاب ثم التي تليها‪،‬محتول الكتاب كىكذا إلى آخر الصفحات‬
‫الخاصة بالكتاب كالذم ينتهي ىذا الجزء في الصفحة (ّْٕ)‪.‬‬
‫(ٖ) ليس لهذه النسخة مسطرة موحدة‪ ،‬كإنما يختلف عدد األسطر من صفحة إلى أخرل‪.‬‬
‫سواء في الجزء األكؿ أك الثاني‪.‬‬
‫ن‬
‫(ٗ) الخط في ىذه النسخة نسخي جيد يميل إلى خط الثلث تقريبان‬

‫(ُ‪)ّٔ/‬‬

‫(َُ) يستخدـ الناسخ التعقيبات التي تثبت أسفل الصفحة اليمنى لتدؿ على أكؿ كلمة في‬
‫الصفحة اليسرل كلتدؿ على تتابع النص‪.‬‬
‫سواء بين السطور أك‬
‫(ُُ) في ىذه النسخة الكثير من الخدكش كالشطب كالحذؼ كاإلضافة ن‬
‫في الحواشي أك ما سول ذلك مما يدؿ على أف ىذه النسخة ىي المسودة للكتاب‪ ،‬كاهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫إذ ىناؾ عدة قرائن دالة على ذلك منها‪ :‬ترؾ بعض الصفحات بيضاء إضافة بعض المعلومات‬
‫بين السطور‪ ،‬الخدش كاإلضافة التي كجدت خبلؿ بعض صفحات ىذه النسخة‪.‬‬
‫(ُِ) كثيران ما يترؾ الناسخ بعض الصفحات ككذا بقيتها بياضان بقصد إكماؿ النقص كلم‬
‫يكملو‪ ،‬كىذا دليل آخر على أف ىذه النسخة مسودة الكتاب األكلى‪ ،‬فعلى سبيل المثاؿ ترؾ‬
‫الجزء األكؿ من الصفحة (ُّ) ثم أتى بترجمة إبراىيم بن محمد بن يحيى بن المهدم ثم‬
‫صفحة (ّّ) ترؾ فيها أكثر من الثلثين بياضان كأثبت في جزء منها كبلـ ليس من نص الكتاب‪،‬‬
‫إلى غير ذلك من الصفحات العديدة‪ ،‬كقد أشرت إلى كل ذلك خبلؿ تحقيقي للنص‪.‬‬
‫(ُّ) بالنسبة للجزء الثاني لم يثبت فيو العنواف كقد تركت صفحة العنواف بياضان كلم يثبت فيها‬
‫سول ما لفظو‪ :‬تأريخ كتراجم (َِٕ) كأسفلو (َِْٔ) ثم الصفحة التالية لصفحة العنواف‬
‫كالصفحة التالية لها‪ ،‬أثبت فهرس ما اشتمل عليو ىذا الجزء من التراجم أكلهم السيد حسين بن‬
‫حسن الحوثي كآخرىم القاسم بن عبد الرب بن محمد بن الحسين من كوكباف‪ .‬ثم يلي صفحة‬
‫أثبت فيها بعض األبيات الشعرية أكلها‪:‬‬
‫إقبس متى شئت نار الشوؽ من كبدم‬
‫كآخرىا‪:‬‬
‫ىم يحسدكني على موتي ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫(ُْ) في الجزء الثاني من ىذه النسخة بيض الناسخ كثيران من الصفحات‪ ،‬كمن ذلك على‬
‫سبيل المثاؿ صفحة (ّٗ‪ ... ،ُِ،ُِ،ّّ،ْٗ،ّٔ،ٕٔ،ّٕ،ٕٗ،‬إلخ)‪.‬‬
‫كغير ذلك يطوؿ كقد أشرت إلى ذلك خبلؿ تحقيقي للنص‪.‬‬
‫(ُٓ) عدد صفحات ىذا الجزء (ُّٓ) صفحة‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٕ/‬‬

‫(ُٔ) لم يذكر في ىذه النسخة تأريخ النسخ كاسم الناسخ كلعلو ذكر ذلك في الجزء الثالث‬
‫من ىذه النسخة التي لم نعلم أين توجد‪ ،‬كما ىي مواصفاتها‪.‬‬
‫(ُٕ) يثبت الناسخ المداخل الخاصة بالحركؼ بخط أكبر نسبيان عن خط النص‪.‬‬
‫(ُٖ) خطت ىذه النسخة بالقلم األسود من أكلها إلى آخرىا‪ .‬كبنفس الشدة من حيث حجم‬
‫الخط فيما عدا بعض الصفحات البسيطة‪.‬‬
‫(ُٗ) يستخدـ الناسخ لهذه النسخة التعقيبات التي تدؿ على تتابع النص‪.‬‬
‫(َِ) معدؿ عدد الكلمات في السطر الواحد محصور بين (ُِ‪ )ُٓ-‬كلمة تقريبان‪.‬‬
‫(ُِ) بلغ عدد أسطر الجزء األكؿ من ىذه النسخة (ََٕٖ) سطر‪ .‬كبالنسبة للجزء الثاني‬
‫(ََْٖ) سطران تقريبان‪ .‬بما ذلك الصفحات التي لم يثبت فيها شيء‪( .‬بياضان)‪.‬‬
‫النسخة الثانية‪( .‬ب)‪.‬‬
‫كىذه النسخة تقع ضمن ممتلكات دار المخطوطات بصنعاء‪ ،‬كتحمل األرقاـ على النحو‬
‫التالي‪ :‬الجزء األكؿ (ِّّٓ) جديد (َُِ) قديم‪ .‬الجزء الثاني (ِِْٔ) جديد الجزء‬
‫الثالث (ِْٓٔ) ك (َِٗ) قديم‪.‬‬
‫كىذه النسخة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصحة كالضبط بعد النسخة السابقة (أ)‪ .‬كقد‬
‫رمزت بالحرؼ (ب)‪.‬‬
‫كيمكن كصف ىذه النسخة على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) قياس ىذه النسخة ىو (ِّ‪)x19‬سم تقريبان‪ .‬ألجزائها الثبلثة‪ ،‬ككل جزء على حدة‪.‬‬
‫(ِ) عد أكراؽ الجزء األكؿ منها (ٖٗ) كرقة‪ ،‬كالثاني (ِٗ) كرقة‪ ،‬كالثالث (ٖٗ) كرقة‪.‬‬
‫(ّ) أثبت بأكؿ الجزء األكؿ منها قصيدة شعرية تقع في (ّٔ) بيتان‪ ،‬ثم في الورقة الثانية منو‪:‬‬
‫ترجمة المؤلف منقولة من البدر الطالع للشوكاني‪ ،‬ثم بعد ذلك صفحة العنواف‪.‬‬
‫(ْ) كرد العنواف في ىذه النسخة ىكذا‪:‬‬
‫‪-‬الجزء األكؿ‪ :‬الجزء األكؿ من نفحات العنبر في تراجم األعياف في القرف الثاني عشر تأليف‬
‫اإلماـ الصواـ القواـ صارـ الدين كترجماف الموحدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي بل اهلل بوابل‬
‫الرحمة ثراه‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖ/‬‬

‫‪-‬الجزء الثاني‪ :‬كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬الجزء الثاني من ثبلثة أجزاء من كتاب نفحات العنبر في‬
‫تراجم العلماء األعياف في القرف الثاني عشر ألفو السيد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي‬
‫بل اهلل بوابل الرحمة ثراه‪ ،‬كجعل الجنة مصيره كمأكاه‪ ،‬نسخت ىذه النسخة من نسخة بقلم‬
‫المؤلف‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا محمد كآلو كسلم‪.‬‬
‫‪-‬الجزء الثالث‪ :‬كرد فيو العنواف ىكذا‪ :‬الجزء الثالث من نفحات العنبر في تراجم رجاؿ القرف‬
‫الثاني عشر تصنيف السيد العبلمة األكحد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي‪.‬‬
‫(ٓ) أثبت في صفحة العنواف ما لفظو‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم من خزانة موالنا المالك العبلمة‬
‫سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن أمير المؤمنين المنصور باهلل رب العالمين محمد بن‬
‫يحيى بن محمد بن يحيى أطاؿ اهلل تعالى بقاءىما كحفظهما بجاه محمد كآلو الطاىرين تأريخو‬
‫شهر صفر سنة (ُُِّى)‪ .‬ىذا بالنسبة للجزء األكؿ‪.‬‬
‫الجزء الثاني كرد في صفحة العنواف ما لفظو‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم من خزانة موالنا المالك‬
‫العبلمة سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحيى‬
‫أطاؿ اهلل بقاءىما بمحمد كآلو (ٖ) ذم القعدة الحراـ سنة (َُِّى)‪ .‬بمحركس حصن‬
‫سعداف بجبل األىنوـ عمره اهلل بالعلماء‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬كرد في صفحة العنواف ما تم إثباتو في الجزئين السابقين‪ ،‬ككما كجد بتلك‬
‫الصفحة ما لفظو‪ :‬من خزانة موالنا المالك العبلمة سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن‬
‫أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحى أطاؿ اهلل بقاءىما شهر ذم القعد سنة (َُِّى‪.‬‬
‫(ٔ) مسطرة ىذه النسخة ليس لها مسطرة موحدة كيمكن القوؿ أف مسطرتها تنحصر ما بين‬
‫(ِٓ‪ )ِّ-‬سطران في األجزاء الثبلثة تقريبان‪.‬‬
‫(ٕ) يترؾ الناسخ بعض أجزاء من بعض الصفحات‪ ،‬كمثاؿ ذلك أمر نادر مقارنة بالنسخة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٗ/‬‬

‫فعلى سبيل المثاؿ تركت بعض أجزاء من الورقة (ُْب) خبلؿ الجزء األكؿ‪ ،‬كقد أشرت لمثل‬
‫ذلك خبلؿ تحقيقي للنص‪.‬‬
‫(ٖ) الخط في ىذه النسخة نسخي جيد يميل إلى خط الثلث تقريبان‪.‬‬
‫(ٗ) تأريخ نسخ ىذه النسخة ىو كالتالي‪:‬‬
‫الجزء األكؿ‪ :‬شهر شعباف سنة (ُُِّى)‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬يوـ السبت حادم كعشرين شهر القعدة الحراـ سنة (ُُّٗى)‪.‬‬
‫الجز الثالث‪ :‬لم يذكر تاريخ النسخ خبلؿ ىذا الجزء‪ ،‬كانتهى في (ٕٗب) كلعل تأريخ ىذا‬
‫الجزء شهر القعدة سنة (َُِّى)‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(َُ) ناسخ ىذه النسخة ال يثبت األبيات الشعرية في شكل مرتب كما يثبت الشعر الشطر‬
‫األكؿ ثم الثاني‪ ،‬كإنما يثبت كل ذلك في تتابع دكف األخذ بتلك القاعدة المتبعة في إثبات‬
‫الشعر‪.‬‬
‫(ُُ) لم يذكر اسم ناسخ ىذه النسخ‪.‬‬
‫(ُِ) يثبت الناسخ بآخر كل جزء من أجزاء الكتاب‪ .‬فهرس ما اشتمل عليو كل جزء من‬
‫المترجم لهم خبلؿ ذلك الجزء أك ذاؾ فيما عدا الجزء الثالث من ىذه النسخة‪.‬‬
‫(ُّ) يثبت أحيانان تأريخ كفاة المترجم لو إذا لم يذكره المؤلف‪ ،‬كقد ألحقت مثل ذلك كحاشية‬
‫خصوصان لو كأف تاريخ الوفاة بعد تاريخ كفاة المؤلف‪.‬‬
‫(ُْ) عندما ينتقل من ترجمة إلى أخرل يثبت أكؿ الترجمة الجديدة بخط أكبر من خط النص‬
‫نسبيان‪.‬‬
‫(ُٓ) ىذه النسخة خطت بالقلم األسود بأجزائها الثبلثة كخطها بنفس الشدة من حيث‬
‫الحجم‪.‬‬
‫(ُٔ) يستخدـ الناسخ التعقيبات الدالة على تتابع النص‪ ،‬كلم يشر عن ذلك إال صفحات‬
‫بسيطة ال تذكر‪.‬‬
‫(ُٕ) تأتي ىذه النسخة في المرتبة الثانية من حيث الصحة إذ جعلتها في المرتبة الثانية في‬
‫النسخ المعتمدة في التحقيق‪.‬‬
‫(ُٖ) عدد أسطر ىذه النسخة يمكن توضحيها على النحو التالي‪:‬‬
‫الجزء األكؿ‪ :‬عد أسطره (ََِٔ) سطران تقريبان‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬عدد أسطره (ََٓٓ) سطران تقريبان‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬عدد أسطره (ََٕٓ) سطران تقريبان‪.‬‬
‫(ِٗ) أثبت بأكؿ الجزء الثالث قصيدة لسيف اإلسبلـ يحيى بن أمير المؤمنين كمطلعها‪:‬‬
‫من لمن شاقو الحمى للصبل‬

‫(ُ‪)َْ/‬‬

‫كليالي العذيب حاالن كقببلى‬


‫النسخة الثالثة (ج)‪:‬‬
‫ىذه النسخة بأجزائها الثبلثة ضمن مقتنيات الوالد العبلمة علي بن محمد بن أحمد بن عبد‬
‫الرحمن بن إبراىيم بن المهدم‪ .‬كيمكن كصف ىذه النسخة على النحو التالي‪:‬‬
‫الجزء األكؿ‪:‬‬
‫(ُ) مقاسو (ِْ×ُٖسم)‪.‬‬
‫(ِ) عد أكراؽ ىذا الجزء (َُِ) كرقة‪ .‬كىو ناقص إذ لم يستوفي جميع التراجم الموجودة في‬
‫النسخ األخرل‪.‬‬
‫كانتهى ىذا الجزء في ترجمة العبلمة أحمد بن الحسن بركات‪ .‬كتحديدان عند األلفاظ‪( :‬ككاف‬
‫صاحب الترجمة يهواه) كقد أشرت إلى ذلك في موضعو‪.‬‬
‫(ّ) ىذا الجزء مرقم من قبل مالكو كآخر صفحة موجودة منو ىي (ُْٗ)‪ .‬اتبع بعد ذلك‬
‫بأربع كريقات كتب فيهم فوائد أدبية كشعرية‪.‬‬
‫(ْ) الجزء مكتوب بالقلم األسود كيخالط بعض صفحات اللوف األحمر كيستخدـ الناسخ‬
‫التعقيبات الدالة على تتابع النص‪.‬‬
‫(ٓ) الخط الذم كتب بو ىذا الجزء خط نسخي خط يميل إلى خط الرقعة غالبان‪ ،‬كعندما يبدأ‬
‫الناسخ التراجم يثبت أكلها بخط غليظ‪.‬‬
‫(ٔ) يقدـ الناسخ أحيانان بعض المعلومات كيؤخر البعض اآلخر مقارنة بالنسختين األخيرتين‬
‫(أ‪،‬ب)‪.‬‬
‫(ٕ) أثبت العنواف في ىذا الجزء ىكذا‪ :‬الجزء األكؿ من نفحات العنبر بفضبلء اليمن في‬
‫القرف الثاني عشر تأليف السيد العبلمة صارـ الدين‪ :‬إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي‬
‫الحسيني كافاه اهلل بالحسنى كزيادة آمين‪.‬‬
‫(ٖ) أثبت في صفحة العنواف ما لفظو‪ :‬الحمد هلل في دكؿ الحقير إلى ربو على بن محمدبن‬
‫أحمد بن عبد الرحمن بن إبراىيم بن المهدم غفر اهلل لهم جميعان كرحمنا بفضلو كمنو آمين‪.‬‬
‫(ٗ) أثبت على صفحة العنواف رقم الجزء المذكورفي مكتبة مالكو كىو رقم (ٕ) إذ أثبت بخط‬
‫كبير ىذا الرقم انظر نماذج من المخطوطة كإلى جانب ذلك الرقم أثبت نمرة (ٓٔ) يبدأ ىذا‬
‫الجزء من الورقة (ُب) أك (صفحة ِ)‪.‬‬
‫كينتهي بالورقة (ٖٗب) أك ص (ُْٗ) بالنبسة لنص الكتاب‪.‬‬
‫(َُ) ىذا الجزء من حيث الترتيب يأتي في المرتبة الثالثة مقارنة بالنسخ األخرل‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْ/‬‬

‫ككم كنت أتمنى لو أكمل الناسخ ىذا الجزء إلى آخره‪.‬‬


‫(ُُ) ال يوجد فيو اسم الناسخ كال تاريخ النسخ كلعل تاريخ نسخو تم خبلؿ القرف الرابع عشر‬
‫الهجرم‪.‬‬
‫(ُِ) مسطرة ىذا الجزء محصورة بين (ُٖ) ك (ِْ) سطران كفي بعض الصفحات (ُٖ)‬
‫سطران كالبعض اآلخر (ِّ) سطران ككل ذلك حسب كجود الشعر من عدمو في الصفحة‪.‬‬
‫(ُّ) معدؿ الكلمات في السطر الواحد محصورة بين (ٗ) ك (ُٓ) كلمة‪.‬‬
‫(ُْ) معدؿ عدد أسطر ىذا الجزء (الموجود) حوالي (ََْٓ) سطران تقريبان‪ ،‬كقد يزيد أك‬
‫ينقص‪.‬‬
‫(ُٓ) يثبت الناسخ لهذا الجزء بعض الكلمات كاألبيات الشعرية في الحاشية خصوصان‬
‫الصفحات الزكجية‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫كيمكن كصف ىذا الجزء في ىذه النسخة على النحو التالي‪:‬‬
‫(ُ) مقاس ىذا الجزء (‪ )x‬سم‪.‬‬
‫(ِ) كرد العنواف فيو ىكذا‪:‬‬
‫(ّ) تاريخ نسخ ىذا الجزء ىو‪:‬‬
‫(ْ) عدد أكراؽ ىذا الجزء ىو‪ ) (:‬كرقة‪ .‬أك ( ) صفحة‪.‬‬
‫(ٓ) ىذا الجزء مكتوب بالقلم األسود من أكلو حتى آخره يستخدـ المداخل الخاصة باألسماء‬
‫بخط أكبر من خط النص‪.‬‬
‫(ٔ) يستخدـ الناسخ التعقيبات الدالة على تتابع النص‪.‬‬
‫(ٕ) مسطرة ىذا الجزء‪:‬‬
‫الجزء الثالث‪:‬‬
‫كيمكن كصف ىذا الجزء من خبلؿ النقاط التالية‪:‬‬
‫(ُ) مقاس ىذا الجزء (ِْ×ُٕ) تقريبان‪.‬‬
‫(ِ) كرد العنواف فيو ىكذا‪ :‬الجزء الثالث من كتاب نفحات العنبر المشتمل على تراجم الكثير‬
‫من علماء كنببلء القرف الثاني عشر تأليف سيدم العبلمة الفهامة األشهر‪ :‬إبراىيم بن عبد اهلل‬
‫بن إسماعيل ‪ ......‬الحوثي‪( .‬انظر ّ)‪.‬‬
‫(ّ) جاء في صفحة العنواف ما لفظو‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم كبو نستعين فهذا الجزء‬
‫الثالث‪ ...‬إلخ‪ .‬ما تم إثباتو في النطقة السابقة‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْ/‬‬

‫بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي‬
‫بن عبد اهلل بن محمد اإلماـ المؤيد باهلل يحيى بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن محمد بن‬
‫إدريس بن علي بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي‬
‫بن أبي طالب الهاشمي الحسيني الحجزم اليمني الحوثي الصنعاني‪.‬‬
‫مولده في شواؿ سنة (ُُٕٖى) كفاتو في ٖ شواؿ سنة (ُِِّى)‪.‬‬
‫(ْ) إلى جانب ما أثبت في النقطتين السابقتين ما لفظو‪ :‬نمرة (ٓ) الحمد هلل في ملك الحقير‬
‫إلى اهلل علي بن محمد بن إبراىيم سامحو اهلل ككفقو‪.‬‬
‫(ٓ) عدد صفحات ىذا الجزء(ُْٖ)صفحة بما في ذلك الفهرس‪ .‬كالنص ينتهي في (ص)‬
‫(ُّْ)‪.‬‬
‫(ٔ) أفرد في آخره فهرس محتويات الجزء كيبدأ من الصفحة (ُْْ) كينتهي بالصفحة‬
‫(ُْٖ)‪.‬‬
‫(ٕ) ىذا الجزء خط بخط كاضح يميل إلى خط الثلث كيخط المداخل بقلم أكبر شدة من‬
‫النص إضافة إلى بعض األلفاظ مثل كمن شعره مجيبان كلو ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫(ٖ) يستخدـ الناسخ التعقيبات الدالة على تتابع النص‪.‬‬
‫(ٗ) تركت الصفحة (ٖٖ) منو بيضاء كلم يثبت فيها شيء‪ ،‬كأشار الناسخ في آخر صفحة‬
‫(ٕٖ) إلى أف التماـ في الصفحة اليسرل بعد ىذه (أم بعد ص ٖٖ)‪.‬‬
‫(َُ) الخط في ىذا الجزء موحد من أكلو كحتى ص (ٕٖ) ثم بعد ذلك كحتى األخير مختلف‬
‫من حيث الحسن كالدقة كاإلثبات كشدة الخط‪ ،‬كيبدك أف الناسخ لهذا الجزء أكثر من كاحد‪.‬‬
‫(ُُ) خط الجزء المذكور بالقلم األسود من أكلو كحتى آخره‪ ،‬كلم يستخدـ النساخ لو أم لوف‬
‫من المداد غير األسود‪.‬‬
‫(ُِ) لم يذكر اسم الناسخ كال تاريخ النسخ‪ ،‬كلعل الناسخ لهذا الجزء مالك النسخة ىذه‪،‬‬
‫كىو علي بن محمد بن إبراىيم‪.‬‬
‫(ُّ) يترؾ بعض أجزاء من الصفحات فارغان بقصد إكماؿ النقص كلم يكملو‪.‬‬
‫(ُْ) ىذا الجزء يبدأ بترجمة محسن بن المتوكل إسماعيل كينتهي بترجمة ىاشم بن يحيى‬
‫الشامي‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْ/‬‬

‫(ُٓ) معدؿ عدد الكلمات في السطر الواحد محصور بين (ٗ) ك(ُّ) كلمة للسطر الواحد‬
‫كقد ينقص أحيانان خصوصان إذا كاف المثبوت شعران‪.‬‬
‫(ُٔ) مسطرة ىذا الجزء (متردد) األسطر فمن الصفحة (ُ) كحتى (ٕٖ) المسطرة محصورة‬
‫بين (ُِ‪ )ِّ-‬سطران‪.‬‬
‫أما بعد ذلك كىو من الصفحة (ٖٗ) كحتى األخير فالمسطرة موحدة تقريبان بػ(َِ) سطران فيما‬
‫عدا الصفحة األخيرة (ُّْ)‪.‬‬
‫كبذلك فعدد أسطر ىذا الجزء (َْٖٔ) سطران تقريبان‪.‬‬
‫(ُٕ) ىذا الجزء يحمل الرقم (ٓ) في المكتبة التي يوجد بها ىذا الجزء كالتي سبقت اإلشارة‬
‫إليها‪.‬‬
‫(ُٖ) لم يذكر الناسخ صفات النسخة التي خط عليها ىذا الجزء باعتباره الجزء األخير من‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫كفي نهاية ىذه المقدمة الخاصة بما قمت بو في الكتاب تحقيقان كتعليقان كما أكضحتو من ترجمة‬
‫للمؤلف ك‪ ....‬إلخ‪ ،‬كانطبلقان من قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪((:‬من ال يشكر الناس ال يشكر‬
‫اهلل))‪ .‬أخرجو الترمذم كحسنو (ح‪ .)ُْٗٓ/‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم((ال يشكر اهلل‬
‫من ال يشكر الناس))‪ .‬أخرجو أبو داكد في سنة (ْ‪ِٓٓ/‬حُُْٖ)‪.‬‬
‫أحب أف أتقدـ بخالص كفائق تقديرم كجميل عرفاني إلى كل من ىم ٌد يد العوف كالمساعدة في‬
‫سبيل إخراج الكتاب إلى حيز التداكؿ كىم كثر أخص منهم األخ العزيز‪ /‬عبد الملك بن محمد‬
‫المقحفي أمين عاـ دار المخطوطات بصنعاء كالذم لواله كما كفره لي من النسخ البلزمة‬
‫للتحقيق لما تمكنت من تحقيق كإخراج ىذا الكتاب‪،‬كما ىو كذلك ألكالدم كزكجتي‬
‫عز كجل أف‬
‫المخلصة كالذين كفركا لي األجواء الصالحة للبحث كالتنقيب راجيان كداعيان اهلل َّ‬
‫يوفقهم إلى ما يحبو كيرضا‪ ،‬كأف يصلح شأنهم‪ ،‬كأف يجعل ما بذلوه معي في ميزاف حسناتهم‪،‬‬
‫كأف يسدد خطاىم‪ .‬بحق محمد كآلو‪.‬‬

‫(ُ‪)ْْ/‬‬

‫كأخيران أسأؿ اهلل تبارؾ كتعالى أف يجعل عملي خالصان لوجهو الكريم‪ ،‬كأف يوفقنا إلى خدمة‬
‫العلم كأىلو‪ ،‬كاهلل من كراء القصد‪ ،‬كىو حسبنا كنعم الوكيل‪ ،‬نعم المولى كنعم النصير‪ ،‬كآخر‬
‫دعوانا أف الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬كصلى اهلل كسلم على سيدنا محمد كعلى آلو الطاىرين‪.‬‬
‫…………عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي‪.‬‬
‫يوـ اإلثنين (ُٓ) شهر القعدة الحراـ سنة (ُِِْى) الموافق ِٖ‪ََِِ/ُ/‬ـ‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٓ/‬‬

‫مقدمة المؤلف‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬ك الصبلة كالسبلـ على رسولو المصطفى‪،‬‬
‫كآلة الطاىرين كبعد (ُ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كبعد‪ :‬ىي أفصح كلمة قالتها العرب‪ ،‬كتستعمل في الخطابة غالبان كىي تدؿ على االنتقاؿ‬
‫من موضوع إلى آخر‪ ،‬ككاف العرب يستعملونها بعد تداكؿ الرأم في الخطابة‪ .‬كتسمى فصل‬
‫الخطاب‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٓ/‬‬

‫فيقوؿ الفقير إلى اهلل الغني إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني كنت قد جعلت‬
‫مؤلفان‪ ،‬يشتمل على ترجمة شيخنا‪ ،‬العبلمة‪ ،‬شيخ اإلسبلـ خاتمة المحققين‪ ،‬كجيو الدين عبد‬
‫القادر بن أحمد بن عبد القادر(ُ) رضي اهلل عنو‪ ،‬كيشتمل أيضا على أسانيده‪ ،‬في األمهات‬
‫الحديثية‪ ،‬كالمسانيد كسائر كتب الفنوف‪ ،‬كترجمت لجميع مشايخو‪ ،‬كمشايخهم المذكورين في‬
‫األسانيد إلى المؤلفين كترجمت أيضان لمن أخذ عنو أك كاتبة‪ ،‬كاستطردت ذكر جملة من األعياف‬
‫الذين لم يكونوا من مشايخو‪ ،‬كال من تبلميذه‪ ،‬كال ممن كاتبو‪ ،‬كسميتو‪ :‬بػ(قرة النواظر بترجمة‬
‫شيخ اإلسبلـ عبد القادر)(ِ) كلكني رأيت من استطردت فيو من األعياف األمثاؿ لم يكن‬
‫ترتيبهم سهل المأخذ كال قريب المناؿ؛ ألف استطراد الذكر‪ ،‬إنما كاف على حسب الداعي إليو‪،‬‬
‫ين بنشر فضائلهم‬
‫كمقتضى الباعث عليو‪ ،‬كرأيت إلى أعياف لم يذكركا فيهمع أنهم ممن تيػ ىز ٌ‬
‫الدفاتر‪ ،‬كتقر بحميد أكصافهم النواظر‪ ،‬فخطر في بالي أف أقصر الدائرة فيو على المقصود من‬
‫كضعة كىو ذكر جميع أسانيده‪ ،‬ثم تراجم جميع الرجاؿ المذكورين في طريق السند فأذكر‬
‫جرا (ّ)‬
‫ترجمة شيخنا‪ ،‬كتراجم مشايخو‪ ،‬كشيوخهم‪ ،‬كىلم َّ‬
‫__________‬
‫(ُ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثاني إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫(ِ) سبق التوضيح في ترجمة المؤلف‪.‬‬
‫جرا‪ :‬ىىليم فعل أمر بني على الفتح فاعلو ضمير مستتر كجوبان (أنت)‪.‬‬
‫(ّ) ىلم ٌ‬
‫كجرا‪ :‬مصدر في محل نصب نائب مفعوؿ مطلق‪.‬‬
‫…كمعناه أقبل كتعالى‪ٌ .‬‬
‫…كقاؿ بعض النحاة‪ :‬ىىليم بمعنى أقبل ليس إقباالن حسيان كإنما استمراران على الشيء كمبلزمتو‬
‫الحسي‬
‫الحسي بل التعميم الذم يشتمل ّْ‬
‫كجرا مصدر ىج ٌر يجر إذا سحبو كليس المقصود الجر ّْ‬
‫ٌ‬
‫جرا كاف المعنى‪ :‬كاستمر ذلك في بقية‬
‫كغيره‪ ،‬كإذا قيل كل كاحد أخذ يفعل ذلك كىلم ٌ‬
‫األشخاص استمراران كىذا ما قصد بو المؤلف رحمو اهلل تعالى‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٔ/‬‬

‫كأرتبهم [أب‪-‬جػ] على طبقاتهم‪ ،‬كأذكر أيضا من أخذ عنة من شيوخنا‪،‬كغيرىم استكماالن‬
‫للفائدة‪ .‬ثم أردت أف أجمع في(ُ) تأليف أخر من كنت قد استطردتة أكالن‪ ،‬كمن بقي ممن لم‬
‫استطرده‪ ،‬فأقعدني عجزم عن ذلك‪ ،‬كقصور باعي عن معرفة جميع أكلئك مع قلة البضاعة في‬
‫ىذا الشأف‪ ،‬كعدـ عناية أىل [ُ‪-‬ب] العصر بنقل أخبار األعياف‪ ،‬كعدـ ميلهم إلى التفتيش‬
‫عن أحواؿ أبناء الزماف‪ ،‬كالسيما مع تباعد األقطار‪ ،‬كانقطاع األخبار‪.‬‬
‫[منهج المؤلف]‬
‫ثم ترجح (ِ) لي أف أجعل ما أردت جمعة على كضع ممكن كىو أني أترجم لجميع من في‬
‫القطر اليمني‪ ،‬من العلماء‪ ،‬كالشعراء‪ ،‬كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا في القرف الثاني‬
‫عشر‪ ،‬كذلك من سنة إحدل كمائة كألف‪ ،‬إلى سنة مائتين كألف(ّ) ‪.‬‬
‫كأذكر أيضان كل من ىو على ىذا الشرط ممن ترجمت لو في (قرة النواظر) فأستفرغت الوسع‬
‫في التفتيش بقدر اإلمكاف‪ ،‬كالتزمت أف ال أذكر من األحواؿ أال ما ىو الصحيح المطابق‬
‫للواقع‪ ،‬كأف أتحرل فيو الصدؽ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في‪ :‬في (ب) على‪.‬‬
‫(ِ) أم غلب على غيره‪.‬‬
‫(ّ) لم يستوؼ المؤلف رحمو اهلل جميع من في القطر اليمني من العلماء ك‪...‬إلخ‪.‬‬
‫…إذ خرمتو المنية قبل إكمالو كما سبق التوضيح في الدراسة‪.‬‬
‫…كما أف بعض التراجم أشار إليها المؤلف كىي غير موجودة أساسان في الكتاب كذلك بسبب‬
‫ترتيب مادة الكتاب إذ تم ترتيبو عن طريق كالد المؤلف ككجدت بعض التراجم أك األكراؽ منو‬
‫بعد ذلك فأحرقت فبل حوؿ كال قوة إال باهلل من ىذا العمل غير البلئق‪ .‬إذ كاف من األكلى‬
‫إضافة مثل تلك األكراؽ كل في موضوعو أك بابو‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٕ/‬‬

‫كاستثبت في النقلوأستوفي حاؿ الشخص بحسب ما بلغ إليو علمي‪ ،‬كانتهى إليو فهمي‪ ،‬كأف‬
‫ي‬
‫أترؾ تكلف التسجيع(ُ) الذم التزمو المتأخر كف من المؤرخين‪ ،‬كاألديب الحيمي (ِ) في‬
‫(طيب السمر) كالفاضل الجرموزم(ّ) في (صفوة العاصر) كالمولى ضياء الدين(ْ) في (نسمة‬
‫السحر) كغيرىم فأنها ال تفيد عباراتهم تشخيص الرجل‪ ،‬كال معرفة أحوالو‪ ،‬كال اإلطبلع على‬
‫يك ٍن ًو(ٓ) حقيقتو [ّب‪-‬ب] كإنما تفيد تخييبلن في النفس‪ ،‬كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط‬
‫القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية (ٔ) كالمقصود من كضع‬
‫__________‬
‫(ُ) التسجيع‪ :‬ىو الكبلـ المقفي‪ ،‬كالسجع أحد المحسنات اللفظية كىو توافق الفاصلتين في‬
‫الحرؼ األخير‪ ،‬كأفضلو ما تساكت فقره‪ ،‬كال يحسن إالَّ إذا كاف رصين التركيب سليمان من‬
‫التكليف‪ ،‬خاليان من التكرار في غير فائدة‪ .‬كموطنو النثر كقد يأتي في الشعر أيضان كقد سمي‬
‫سجعان الشتباه أكاخره كتناسب فواصلو كالمؤلف يشير إلى التسجيع في كتب السير كالتراجم‬
‫بأنو ال يفيد تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال االطبلع على كنو حقيقتو كإنما يفيد تخيبلن في‬
‫النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط القياسات الشعرية كالقضايا التخيلية‪.‬‬
‫(ِ) ىو العبلمة األديب أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي الكوكباني لو من المؤلفات‬
‫((طيب السمر في أكقات السحر)) يقع في أكثر من جزء قاـ بتحقيقو األستاذ‪ /‬عبد اهلل بن‬
‫محمد الحبشي كتداكؿ منو الجزء األكؿ فقط كالخاص بشعراء كوكباف‪.‬‬
‫(ّ) ىو العبلمة األديب المؤرخ القاسم بن الحسن بن مطهر الجرموزم (تُُْٔىػ) لو من‬
‫المؤلفات‪ :‬صفوة العاصر في أدب المعاصر (خ)‪.‬‬
‫(ْ) ىو العبلمة يوسف بن يحيى بن الحسين (تُُُِىػ‪ )َُٕٗ/‬لو من المؤلفات‪ :‬نسمة‬
‫السحر فيمن تشيع كشعر‪ .‬طبع بتحقيق‪ :‬كامل سلماف الجبورم في ثبلثة مجلدات‪.‬‬
‫(ٓ) كنو‪ :‬الكنو جوىر الشيء كحقيقتو كغايتو كنهايتو‪.‬‬
‫(ٔ) لمزيد حوؿ القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية انظر‪ :‬أبجد العلوـ (ُ‪ )ٖٔ/‬كما بعدىا)‪،‬‬
‫(ِ‪.)ُّْ،ّْْ/‬‬

‫(ُ‪)ْٖ/‬‬

‫ىذا الكتاب ىو ذكر أحواؿ الرجل‪ ،‬كتشخيصو لًما لو من الفضائل‪ ،‬كاإلشارة إلى ما اتفق لو من‬
‫األخبار‪ ،‬كاالستطراد لمالو من األشعار‪ ،‬كتاريخ المواليد‪ ،‬كبعض الوفيات‪ ،‬كالتزاـ السجع مع‬
‫قصد جميع ذلك‪ .‬يؤدم إلى التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كينبوا عنة الطبع كقد‬
‫ب زمانو من المشاىير‪ ،‬كأف يكوف في أخر القرف الحادم عشر‬
‫استطرد(ُ) فيو تراجم من قىػ ير ى‬
‫المطىالع إلى معرفتهم‪ .‬كسميتو‪( :‬نفحات العنبر بفضل علماء‬
‫لدعا الحاجة إلى ذلك‪ .‬كلتشوؽ ي‬
‫ً‬
‫استوؼ‬ ‫اليمن في القرف الثاني عشر)(ِ) كرتبتو على حركؼ المعجم‪ ،‬ليقرب تناكلو كإف لم‬
‫الحركؼ كلها[ِ‪-‬أ] لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ أك لعدـ االطبلع عليو‪ ،‬كلم‬
‫احتفل بترتيب األباء كما يضعو كثير من المؤرخين ال دائة إلى تفويت نظم الترتيب؛ بتقديم‬
‫المفضوؿ على الفاضل‪ ،‬كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ كما‪ :‬قاؿ‬
‫أبو العبل‪)ّ(:‬‬
‫الحلي على‬
‫ٌ‬ ‫فرتب النظم ترتيب‬
‫الشخص الحلي ببل طيش كال خرؽ‬
‫الحجل للرجل كالتاج المنيف لما‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كقد استطرت‪.‬‬
‫(ِ) في النسخة (أ) كرد العنواف ىكذا‪ :‬نتيجة البرىاف بذكر من في القرف الثاني عشر من‬
‫األعياف((ثم قاـ الناسخ بشطب العنواف المذكور كأثبت العنواف المشار إليو في النص‪ ،‬كعلق‬
‫الناسخ بعد ذلك في الحاشية على العنواف بما لفظو‪ :‬ال يخفى لطف ىذه التسمية فإف نتيجة‬
‫البرىاف مفركغة في علم المنطق كالبرىاف ىو الدليل اليقيني كىو القياس‪ ،‬المؤلف من اليقينيات‬
‫كالبرىاف قد محا لو في العرؼ لقبان لكل من اسمو إبراىيم)) ىذا ما كرده الناسخ باللفظ كفيو‬
‫بعض النقص من حيث الموضوعية‪.‬‬
‫(ّ) ىو أحمد بن عبد اهلل بن سليماف المعرم أبو العبلء‪ .‬حكيم شاعر أديب كلد سنة‬
‫(ّّٔىػ‪ُّٕٗ/‬ـ) من مؤلفاتو (لزكـ ماال يلزـ)‪( ،‬سقط الزند) توفي سنة (ْْٗىػ‪َُٕٓ/‬ـ)‪.‬‬
‫معجم المؤلفين (ُ‪.)َِٗ/‬‬
‫…كاألبيات في ديوانو سقط الزند‪ .‬شرح كتعليق ‪ :‬د‪ .‬ف ‪ .‬رضا ص(ْٕ) القصيدة رقم (ُٕ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٗ/‬‬

‫فوؽ الحجاج كعقد الدر للعنق‬


‫كالتزمت أف أيقدـ في الحرؼ تراجم اىل البيت عليهم السبلـ على الترتيب المذكور‪ ،‬ثم من‬
‫بعد ىم كذلك‪ ،‬كليعلم الواقف على ىذا أني لم أكجو الخاطر إليو بالكلية‪ ،‬كال اعتنيت بشأنو‬
‫العناية التامة‪[،‬ك] إنما جعلتو في أكقات مختطفة‪ ،‬كسويعات مختلسة‪ ،‬كفرص منتهزة‪ ،‬الشتغالي‬
‫بما ىو أعم من ذلك‪ ،‬كىو تحصيل العلم النافع‪ ،‬الموصل إلى درؾ السعادة األبدية‪ ،‬كالعكوؼ‬
‫على الدرس كالتدريس‪ ،‬كااللتقاط من جواىر المعارؼ لكل نفيس‪ ،‬كلم اجعل ىذا إال تركيحان‬
‫ألكقاتي‪ ،‬كتنشيطان لساعاتي‪ ،‬فمن كجد فيو عيبا فقد أكضحت لو عذرم‪ ،‬كأىطٍلعتو على يخبرم‪،‬‬
‫كخبرم كلو أنى استفرغت فيو الوسع كبلغت في تهذيبو الجهد‪ ،‬ما خبل من الغلط‪ ،‬كال سلم من‬
‫ى‬
‫اللغط‪ ،‬لصدكره ممن ليست لو عصمة كال يتنزه عن الوصمة‪ ،‬فسبحاف من ال يسلم من الباطل‬
‫إال كتابو‪ ،‬كال يتنزه عن السهو كالنسياف إال جنابو‪ ،‬كىو حسبي ككفى كنعم الوكيل[ّ‪-‬أ]‪.‬‬
‫حرؼ األلف‬
‫[(ُ) إبراىيم بن عبد القادر بن أحمد الكوكباني] (ُ)‬
‫(ُُٗٔ‪ُِِّ-‬ىػ‪ َُٖٖ -ُٕٓٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ُ‪ .)ُٔ-ُُ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُٕ/‬األعبلـ (ُ‪ ،)ْٖ/‬شعراء اليمن ترجمة‬
‫(ِٖ) ص(ُُْ‪ ،)ُِِ-‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُُّ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫ص(ّٕ‪ )ََّ،ّٓ،ُْٖ)ٖٔ،‬معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ْٗ/‬المستدرؾ على معجم المؤلفين‬
‫ص(ُِ‪ )ُ،‬كمنو المورد (ّ‪ ،)ُٗٔ-ُٖٕ/‬ثم الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬التقصار ص(ِْٔ)‪،‬‬
‫درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬الموسوعة اليمنية ط (ُ)‬
‫(ُ‪ )ُّ/‬ديواف الشوكاني (ُُْ) أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِٓ) ترجمة (ُْ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َٓ/‬‬

‫شيخنا المولى العبلمة شيخ اإلسبلـ أبو إسماعيل برىاف الدين‪ ،‬إبراىيم بن شيخ اإلسبلـ‬
‫الحافظ الحجة كجيو الدين‪ :‬عبد القادر بن أحمد بن المولى أحمد بن األمير الرئيس عبد‬
‫القادر بن األمير الشهير الناصر بن األمير المعظم عبد الرب بن األمير جماؿ الدين‪ :‬علي بن‬
‫األمير المؤيد باهلل شمس الدين بن اإلماـ المتوكل على اهلل يحيى شرؼ الدين بن شمس الدين‬
‫بن اإلماـ المهدم لدين اهلل أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد المرتضى بن المفضل بن‬
‫منصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن اإلماـ الداعي إلى اهلل يوسف‬
‫بن اإلماـ المنصور باهلل يحيى بن اإلماـ [ْأ‪-‬ب]الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم إلى الحق‬
‫يحيى بن الحسين بن اإلماـ القاسم بن إبراىيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن اإلماـ إبراىيم‬
‫الشبو بن اإلماـ الحسن المثنى بن اإلماـ الحسن السبط بن أمير المؤمنين اإلماـ علي بن أبي‬
‫طالب عليهم السبلـ‪.‬‬
‫[نعتو كمكانتو العلمية]‬

‫(ُ‪)ُٓ/‬‬

‫ىو المولى ىعلىم األئمة األعبلـ‪ ،‬كسيد علماء اإلسبلـ‪ ،‬خاتمة المحققين‪ ،‬كإماـ الحفاظ‬
‫كالمحدثين‪ ،‬عبلمة البشر‪ ،‬كالمجدد لدين األمة في القرف الثالث عشر‪ ،‬مجتهد الزماف على‬
‫اإلطبلؽ‪ ،‬كحجة اهلل في أرضو على أىل اآلفاؽ‪ ،‬سلطاف العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬كملك المعارؼ‬
‫الفرعية كاألصلية‪ ،‬الحائز لجميع الفضائل‪ ،‬كالجامع لما تفرؽ من الكماؿ بين األكاخر كاألكائل‪،‬‬
‫زينة الدىر‪ ،‬كفخر العصر‪ ،‬أجمع على (فضائلو) المخالف كالموافق‪ ،‬كاعترؼ بحقو أىل‬
‫المغارب كالمشارؽ‪ ،‬فما عسى أف يقوؿ فيو الواصف كلوا ستعمل كل مجاز كحقيقة أك‬
‫يستكمل جميع صفاتو الحميدة كلو تفنن بأنواع العبارات كأتى بكل طريقة‪ ،‬فهو أكبر من أف‬
‫تفي األقواؿ بفضائلو ككماالتو‪ ،‬كأعظم من أف ييستقصى جميع أحوالو‪ ،‬كسماتو‪ ،‬نسب تردد بين‬
‫نبي‪ ،‬كإماـ‪ ،‬كرئيس‪ ،‬كعالم‪ ،‬كحسب‪ ،‬يخضع لجبللتو جميع العوالم‪ ،‬كشرؼ ينطح النجوـ‪ ،‬كعز‬
‫يقلقل األجياؿ‪ ،‬ككرـ يفضح الغيث السجوـ (ُ)كعزـ يركع األشباؿ(ِ)‪ ،‬كعلم يخجل البحار‪،‬‬
‫كخلق يفوؽ نسيم األسحار إلى ذات مقدسة‪ ،‬كنفس على التقول مؤسسة‪ ،‬كصفات شريفة‪،‬‬
‫كسمات لطيفو‪ ،‬كعفاؼ ككرع‪ ،‬كزىادة‪ ،‬كفخامة‪ ،‬كرئاسة‪ ،‬كسيادة‪ ،‬كقياـ بما يجب عليو‪،‬‬
‫يى اهلل [ّب‪-‬جػ]‬
‫أح ى‬
‫كعبادة‪ ،‬كإخبات(ّ)‪ ،‬ككقار‪ ،‬كخشوع‪ ،‬كتواضع‪ ،‬كسكينة‪ ،‬كخضوع‪ ،‬بو ٍ‬
‫العلوـ بعد مماتها‪ ،‬كجمع فيو الفضائل بعد شتاتها‪ ،‬كطالما سمعت شيخ اإلسبلـ الوجيو يقوؿ‪:‬‬
‫(إف كلدم إبراىيم أعلم مني كإنو قد بلغ في العلم كالتحقيق مبلغان ما بلغتو [ْ‪-‬أ]أنا كال أحد‬
‫من شيوخي‪ ،‬كال من عرفت من رفقائي‪ ،‬كتبلميذم)‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أم المطر الدائم‪.‬‬
‫(ِ) مفرد شبل كىو كلد األسد إذا أدرؾ الصيد‪.‬‬
‫(ّ) إخبات‪ :‬أم تواضع‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٓ/‬‬

‫كقد أقر لو أىل عصره ببلوغو في العلم أعلى الدرجات‪ ،‬كحيازتو لقصب السبق (في) ميداف‬
‫الكماالت‪ ،‬كشهدكا بفضائلو‪ ،‬كاعترفوا بفواضلو كرجعوا في المشكبلت إليو‪ ،‬كعولوا في جميع‬
‫المهمات عليو‪ ،‬كاقتبسوا من أنواره‪ ،‬كاغترفوا من تيار بحاره‪ ،‬كاعتمدكا أقوالو‪ ،‬كاقتفوا أفعالو‪،‬‬
‫كعملوا بما يصح عنده (ُ) في الفتاكم من االجتهاد‪ ،‬كصار كبلمو ىو الذم عليو االعتماد‪،‬‬
‫كتناقلوا رسائلو‪،‬كعلقوا [على] أنظاره‪ ،‬كمسائلو‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو كمشايئخو]‬
‫ككاف مولده في سحر ليلة ثامن عشر شهر رمضاف سنة تسعو كستين كمائة كألف (ِ)‬
‫بػ(صنعاء)‪ ،‬ثم أنتقل مع أىلو إلى كالده بػ(كوكباف)(ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كعملوا بما عنده في الفتاكم‪.‬‬
‫(ِ) علق في النسخة (جػ)‪ :‬ككانت كفاتو يوـ ثالث أك رابع عشر شهر رمضاف سنة ُِِّىػ‬
‫كجملة عمره أربعة كخمسين سنة يعجز أربعة أياـ‪.‬‬
‫(ّ) كوكباف‪ :‬حصن منيع كمدينة تأريخية تطل على مدينة شباـ ترتفع عن سطح البحر بحوالي‬
‫(َََّـ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم الحجرم (ِ‪ ،)ّٕٔ-ٖٔٔ/‬معجم المقحفي ص(ّٔٓ‪.)ْٓٔ-‬‬

‫(ُ‪)ّٓ/‬‬

‫كىو ابن سنة‪ .‬فنشأ في حجر كالده‪ ،‬كقرأ القرآف العظيم كحفظو غيبان كتجويدان‪ ،‬كحفظ المتوف‬
‫المتعلقة بعلوـ القراءة كاآلداب‪ ،‬كقرأىا على الفقيو العبلمة الورع الزاىد يحي بن صالح بن‬
‫محمد المعركؼ بالبصير ثم أخذ في قراءة مختصرات النحو‪ ،‬فحفظ األيجركمية كمتتممتها البن‬
‫الخطاب(ُ)‪ ،‬كالملحة (ِ) كمنظومة بن الهايم(ّ) في قواعد اإلعراب‪ ،‬كقرأ على كالده شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو شركح ىذه المختصرات‪ ،‬كشرح األجركمية لؤلزىرم(ْ) كالفواكو الجنية شرح‬
‫المتممة للفاكهي (ٓ) كشرح الملحة لبحرؽ كالفاكهي(ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ الموضع انظر‪ :‬معجم سركيس ص(ِٓ‪.)َٕٖ،ُِّْ( ،)ِٔ-‬‬
‫(ِ) الملحة‪ :‬انظر حوؿ ذلك‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُُٖٕ/‬‬
‫(ّ) منظومة ابن الهايم‪ :‬ىو شهاب الدين أحمد بن محمد بن العماد المصرم (تُٖٓىػ)‬
‫انظر حوؿ الموضوع كشف الظنوف (ِ‪.)َُٖٗ/ِ(،)ُٕٔٗ/‬‬
‫(ْ) انظر معجم سركيس ص(ُِٖ)‪.‬‬
‫(ٓ) انظر‪ :‬ف‪ .‬ـ‪ .‬ص(ُِّْ)‪.‬‬
‫(ٔ) ىو‪ :‬تحفة األحباب كنزىة األداب للعبلمة محمد بن عمر بحرؽ (ت َّٗىػ) طبع مراران‪.‬‬
‫…أما الفاكهي فهو كشف النقاب عن مخدرات ملحة اإلعراب للعبلمة عبد اهلل بن أحمد‬
‫الفاكهي طبع مراران‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٓ/‬‬

‫‪ ،‬كشرح نظم القواعد البن الهايم‪ ،‬ثم حفظ السلم المنورؽ في المنطق (ُ) كالرحبية في‬
‫الفرائض (ِ) كالمية [ْأ‪-‬ج] األفعاؿ البن مالك في التصريف كقرأ شركحها على كالده قلت‪:‬‬
‫كجميع قراءاتو التي سنذكرىا إنما كانت على كالده‪ ،‬فإنو لم يتخرج إال عليو‪ ،‬كلم يأخذ إال عنو‪،‬‬
‫كاعتنى بو كالده عناية عظيمة‪ ،‬كرتب لو القراءات‪ ،‬كأختار لو المتوف‪ ،‬كاستفرغ كسعو في تدريسو‬
‫حتى صار بدران يستضيء بنوره الحيراف‪ ،‬كبحران يغترؼ من علومو اللهفاف‪ ،‬ثم ترقى صاحب‬
‫الترجمة إلى مطوالت[ٓ‪-‬أ]المتوف‪ ،‬فحفظ (الكافية) (ّ) البن الحاجب كقرأ شرحها‬
‫للجامي(ْ) كحواشيو لعصاـ الدين(ٓ)‪ ،‬كعبد الغفور(ٔ) ‪ ،‬ككجيو الدين(ٕ) ‪ ،‬كعيسى‬
‫صفوم(ٖ) ككاف يملي حاؿ القراءة شرح الرضي(ٗ) كغاية التحقيق(َُ) كحاشية‬
‫الهندم(ُُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر مجموع المتوف ص(ِِٔ‪.)ُِٕ-‬‬
‫(ِ) انظر حوؿ ذلك معجم سركيس ص(ِٖٗ)‪ ،‬مجموع مهمات المتوف ص(ْٔ‪.)ٕٓ-‬‬
‫(ّ) الكافية‪ :‬انظر حوؿ ذلك معجم سركيس ص(ُٕ)‪.‬‬
‫(ْ) انظر‪ :‬ف‪ .‬ـ‪ .‬ص (ِٕٔ)‪.‬‬
‫(ٓ) انظر حوؿ ذلك‪ :‬معجم سركيس ص(َُّّ‪ ،)ُِّّ-‬كشف الظنوف‬
‫(ِ‪.)ْٕٕ،ُِّٕ/‬‬
‫(ٔ) انظر حوؿ الموضوع‪ :‬معجم سركيس ص(ُْٖٓ)‪.‬‬
‫(ٕ) إنظر األعبلـ (ٖ‪.)َُُ/‬‬
‫(ٖ) ىو العبلمة عيسى بن محمد بن عبد اهلل قطب الدين الحسيني المعركؼ بالصفوم لو‬
‫حاشية على شرح الكافية البن الحاجب توفي سنة (ّٓٗىػ‪ُْٓٔ/‬ـ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬األعبلـ (ٓ‪.)َُٖ/‬‬
‫(ٗ) ىو شرح على كافية ابن الحاجب للشيخ رضي الدين محمد بن الحسن االستراباذم‬
‫النحوم المتوفي سنة (ٖٔٔىػ)‪ .‬انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪ ،)َّٕ/‬معجم سركيس ص(َْٗ‪-‬‬
‫ُْٗ)‪.‬‬
‫(َُ) ىو كتاب عنوانو‪ :‬غاية التحقيق في النحو تأليف صفي الدين بن نصير دلوالي منو نسخة‬
‫مخطوطة بمكتبة الجامع الكبير ((األكقاؼ)) تحت رقم (ُِٖٕ)‪.‬‬
‫(ُُ) كجيو الدين العلوم الكجراني من علماء الهند لو حاشية على الجامي‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬األعبلـ (ٖ‪.)َُُ/‬‬

‫(ُ‪)ٓٓ/‬‬

‫كما رأيت ذلك بخط كالده في أخر نسخة ال[ الجامي(ُ) جامي ككتب كالده شيخ اإلسبلـ‬
‫حاؿ القراءة حاشية نفيسة على الجامي كعلى حاشية عصاـ الدين(ِ) ‪ ،‬تفتح منهما األقفاؿ‬
‫كتحل اإلشكاؿ‪.‬‬
‫[بحث حوؿ ترتيب قراءة بعض كتب اللغة]‬
‫ككاف كالده شيخ اإلسبلـ يقوؿ‪( :‬إنو ال ينبغي قراءة (شرح الجامي) إال مع قراءة (شرح‬
‫الرضي)‪ ،‬ك(غاية التحقيق) ((التي ىي كالشرح (لحاشية الهندم) ))(ّ) كذلك أف (الجامي)‬
‫بنى كتابو على رد اعتراضات (الرضي)‪ ،‬ك(الهندم)‪ ،‬كتقويم عبارات الشيخ ابن الحاجب‪،‬‬
‫كاإلشارة إلى قواعد متقررة‪ ،‬كبعبارة ال يفهم منها الرد إال الماىر ً‬
‫الخريّْت(ْ)‪ ،‬فإذا ركجع ذلك‬
‫الشرحين‪ ،‬اتضح مراد (الجامي) كظهرت إشاراتو النفيسة‪ ،‬كمع ذلك فًإف كل (كاحد) يأخذ منو‬
‫بقدر فهمو‪ ،‬فيقرؤه المبتدئ كالمنتهي‪ ،‬كيظهر لكل أحد منو ما ال يظهر لآلخر‪ ،‬فتراه في‬
‫اإلبتداء كاضح العبارة‪ ،‬فإذا أعطى حق النظر ظهرت دقة العبارة كقولو مثبلن‪ :‬عند قوؿ ابن‬
‫الحاجب (كيجوز صرفو) أم ال يمتنع‪ ،‬فأشار بهذه إلى أف تلك العبارة ممكنة عامة ليشمل‬
‫يسلب الضركرة عن الجانب المخالف كأف يقوؿ‪ :‬أم عدـ‬
‫الصرؼ ‪-‬الوجوب‪ ،‬كالجواز‪ ،‬كلم ي‬
‫الصرؼ غير ضركرم‪ ،‬بل سلب االمتناع من الجانب الموافق للتنبيو على جواز األمرين في‬
‫الممكنة العامة كما [ْب‪-‬جػ] نبو عليو الشريف في (حاشية القطب)(ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬ترؾ الناسخ قدر ثبلثة أسطر بياضان ثم كتب بخط مختلف ما لفظو‪ :‬للجامي‬
‫كحواشيو لعصاـ الدين كعبد الغفور ككجيو الدين كعيسى ككاف يملي حاؿ اإلقراء شرح‬
‫الرضى))‪ ...‬إلخ‪ .‬ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) انظر حوؿ ذلك‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية (ِٓٓ) ترجمة (ْٓٓ)‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) أم الحاذؽ الماىر‪.‬‬
‫(ٓ) حاشية القطب‪ :‬القطب ىو محمد أك محمود بن محمد الرازم أبو عبد اهلل قطب الدين‬
‫عالم بالحكمة كالمنطق من أىل الرأم لو العديد من المؤلفات‪.‬‬
‫…أما الشريف فهو علي بن محمد بن علي المعركؼ بالشريف الجرجاني‪ .‬عالم فيلسوؼ لو‬
‫العديد من المؤلفات‪ .‬انظر حوؿ ترجمتهما‪ :‬األعبلـ (ٕ‪ ،)ّٖ/ٓ(،)ّٖ/‬مفتاح السعادة‬
‫(ُ‪ ،)ُٕٔ/ُ(،)ِْٔ/‬كشف الظنوف (ِ‪.)َُّٔ/‬‬

‫(ُ‪)ٓٔ/‬‬

‫كلم يكن بهذه المثابة بأف يكوف ظاىران في بادئ الرأم‪ ،‬كغلقان عند النظر إال (الكشاؼ) (ُ)‬
‫كما سمعت ذلك من شيخ اإلسبلـ البرىاف(ِ)‪ ،‬كرأيتو عند قراءتي عليو فيو؛ كلهذا أنتفع بو‬
‫كثير من الناس ألخذ كل أحد منو بقدر استعداده‪ ،‬كإنما تظهر دقة العبارة عند مراجعة حواشيو‪،‬‬
‫كالسراج كالسعد كالطيبي(ّ) [ٔ‪-‬أ] كمما نظمو المولى الوجيو رحمو اهلل حاؿ قراءة كلده‬
‫المولى شيخ اإلسبلـ البرىاف عليو في (شرح الجامي) لقصد شحذ ذىنو كإيقاظ فكرتو قولو‪:‬‬
‫يا أيها الناجي المحقق كتبو‬
‫صوا على تجويز زيد قائم‬
‫نى ُّ‬
‫كالقائم األبواف ال زيد فما ‪ٌ ...‬ك ّْجو مقاالن في المتوف مقررا‬
‫أبويو في كل اللغات ببل مرا‬
‫توجيو غير الدفع يا خير الورل‬
‫قاؿ المولى الوجيو‪ :‬كىي عن المسائل الظاىرة [ٓأ‪-‬ب]إنما تورد على المبتدئ تذكيران لو‪ ،‬كىو‬
‫إشارة إلى قوؿ بن الحاجب في بحث الصفة المشبهة كأسماء الفاعل كالمفعوؿ غير المتعديين‬
‫مثل الصفة‪ ،‬فيما ذكركا من ذلك قولو‪:‬‬
‫يا سيبويو العصر بين لنا‬
‫نبقوؿ ما أظرؼ زيدان كال‬
‫‪ ...‬لفظين إعرابهما أشكبل‬
‫تقوؿ ما أضربو في المبل‬
‫كذلك ألف أفعاؿ التعجب ال تشتق إال من األفعاؿ الطبيعية كما نص عليو (الرضي)(ْ) كمن‬
‫ذلك قولو‪:‬‬
‫ياأيها الناجي أبن قوالن يخاؿ مشكبل‬
‫كال يجوز أف تقوؿ نعم زيد مفضبلنرجبل ‪ ...‬قالوا يجوز حبذا من قبل زيد رجبل‬
‫إنما جازكا (حبذا زيد رجبل‬
‫__________‬
‫(ُ) أم الكشاؼ عن حقائق التنزيل للزمخشرم انظر‪ :‬األعبلـ (ٕ‪.)ُٕٖ/‬‬
‫(ِ) أم صاحب الترجمة ككل لفظة كهذه المقصود بو صاحب الترجمة في سائر الكتاب‪.‬‬
‫(ّ) حوؿ السراج كالسعد انظر‪ :‬معجم المفسرين (ُ‪ )َٕٔ/ِ(،)ّٗٓ/‬طبقات ابن شهية‬
‫(ْ‪ ،)ّٔ/‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُْٕٖ/‬‬
‫(ْ) انظر‪ :‬الكافية شرح الرضي (ِ‪ )َّٕ/‬كما بعدىا ‪.)َّٕ/ِ( .‬‬

‫(ُ‪)ٕٓ/‬‬
‫كمنعوا نعم زيد رجبل حتى قاؿ ابن الحاجب في نعم‪ :‬كبعده ((أم بعد الفاعل كالتمييز))(ُ)‬
‫المخصوص بالمدح‪ ،‬كقاؿ في حبذا‪( :‬كيجوز أف يأتي قبل المخصوص كبعده تمييز)(ِ) ‪.‬‬
‫قاؿ الفاضل الهندم‪( :‬لفضل الظاىر على المضمر‪ ،‬كلعدـ اللبس المخصوص فيو عند تركو‬
‫بالفاعل بخبلؼ نعم [ٓأ‪-‬جػ]‪ ،‬كبئس) كمن ذلك قولو‪:‬‬
‫إماـ العصر لم منعوا مقاالن‬
‫لو أنك زائد من غير كعد ‪ ...‬تراه في اللساف شبيو شهد‬
‫أزلت عذاب ىجراف ً‬
‫كصد‬
‫أك يقوؿ في ذلك‪)ّ(:‬‬
‫إماـ العصر لم منعوا مقاالن‬
‫لو أنك كل يوـ حاسب ما فػ ‪ ...‬ببيت فاشف صدرم بالجواب‬
‫ػعلت نجوت في يوـ الحساب‬
‫إشارة إلى قوؿ ابن الحاجب في حركؼ الشرط‪( :‬كانطلقت بالفعل موضع منطلق)‪.‬‬
‫كنحو ذلك قوؿ أبي الطيب‪)ْ( :‬‬
‫كلنا عادة الجميل من الصبر ‪ ...‬لو أتَّا يسرل(ٓ) نىػ ىو ى‬
‫اؾ نيساـ‬
‫كمن ذلك قولو‪:‬‬
‫سألت أكحد ىذا العصر مسألة‬
‫ال زاؿ طوؿ المدل في نعمة كسنا‬
‫عن نصب خيران يلي ماذا كرفعهػ‬
‫ػم من بعد ماذا أساطير أبنو لنا‬
‫ين}[النحل‪ ]ِْ:‬بالرفع‪ ،‬كاآلية التي‬‫ً‬ ‫يعني في قولو تعالى‪{ :‬ماذىا أىنز ىؿ ربُّ يكم قىاليوا أ ً‬
‫ىساط يير األ ٍىْ َّكل ى‬
‫ى‬ ‫ى ى ى ٍ‬
‫بعدىا‪{ :‬كقً ً ً‬
‫يل للَّذ ى‬
‫ين اتَّػ ىق ٍوا ىما ىذا أىنٍػ ىز ىؿ ىربُّ يك ٍم قىاليوا ىخ ٍيران}[النحل‪ ]َّ:‬بالنصب‪ ،‬كالجواب‪ :‬أف‬ ‫ى ى‬
‫المشركين لما لم يؤمنوا بالتنزيل‪ ،‬قالوا‪ :‬أساطير األكلين‪ ،‬يعني ىي أساطير األكلين ليست مما‬
‫أنزؿ ربنا‪ ،‬كلما كاف المؤمنوف مقرين بالتنزيل قالوا‪ :‬أنزؿ ربنا خيران‪.‬‬
‫كمن ذلك قولو‪-ٕ[:‬أ]‪:‬‬
‫سؤاؿ إلى من حققوا كل مبحث‬
‫كمن بهم قد قاـ في عصرنا الحق‬
‫مررت بزيد مثل قوؿ مكلمي‬
‫ذىبت بو أـ بين ىذا كذا فرؽ‬
‫ين (ٔ) فيهما‬
‫كأف عصاـ الدين بى ٌ‬
‫من الفرؽ ما ىو في رؤكس العبل فرؽ‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (أ‪،‬ب)‪.‬‬
‫(ِ) الكافية شرح الرضي (ِ‪.)ُُّ/‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬كقولو‪.‬‬
‫(ْ) ديواف المثنيى‪ .‬بشرح الشيخ ناصيف اليازجي ‪ .‬ط (ِ) ص(ِٖٔ)‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬بسول‪.‬‬
‫(ٔ) بين‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٓ/‬‬

‫كلكن بلفظ (ُ) دؽ مستدرج مدرج فهمو‬


‫فإيضاحو منكم عليكم لنا حق‬
‫كمن ذلك قولو‪:‬‬
‫ياإمامان حول مقاالت أىل النحو‬
‫كيف قاؿ النحاة في مثل قولي‬
‫ككذا (قولنا) عليك توكلت ‪ ...‬يبين بين (لً ىمن) أتاؾ يسائل‬
‫إف زيدا بسيفو لمقاتل‬
‫إلهي يا من تيجيب السائل‬
‫قاؿ‪ :‬العبلمة [ٓب‪-‬جػ] في كشافو كالسراج في حواشيو عند قولو سبحانو‪{ :‬إًنَّوي ىعلىى ىر ٍج ًع ًو‬
‫اد هر}[الطارؽ‪ ]ٖ:‬على رجعو‪ :‬على إعادتو ‪-‬خصوصان‪ -‬لقادر‪ :‬لبين القدرة ال يلتاث عليو‪ ،‬كال‬ ‫لىىق ً‬
‫يعجز عنو‪ ،‬جعل الجار في صلة القادر‪ ،‬أك مدلوالن على موصبلن بو على المذىبين (ِ) انتهى‪.‬‬
‫ثم قاؿ السراج بعد‪ :‬كالحق أف الفاصل بين (رجعو) كبين (يوـ تبلى) يعني بو لقادر غير أجنبي؛‬
‫ألنو إما تفسير أك عامل على المذىبين انتهى‪ .‬يريد‪ :‬أف اسم الفاعل لضعفو ال يعمل النصب كال‬
‫يتعلق بو [ٓب‪-‬ب]الجار إف تأخر اسم الفاعل على رأم فيقدر العامل قبل الجار مفسران‬
‫بالمتوخر ىكذا (إنو لقادر ‪ -‬على رجعو لقادر) كمن قاؿ‪ :‬يعمل في الظرؼ لزمو‪ .‬رابحة الفعل‬
‫لم يحتج إلى ذلك‪ ،‬كمن ذلك قولو‪:‬‬
‫إماـ العبل كالعلم كالفضل من لو‬
‫محل على ىاـ النجوـ على الشعرل‬
‫أترفع فعبلن أـ ترل نصبو متى‬
‫ركيت لنا بيتان سألنا بو دىرا‬
‫أكصل لليلي أـ تصد امرأن إذا‬
‫يجود بنفس في الهول يحرز األجرا‬
‫أجبني بنص للنحاة بو كال تجب‬
‫بقياس دمت يا منيتي ذخرا‬
‫كالجواب أنو قاؿ ابن الحاجب‪ :‬في أخر نواصب الفعل كالعاطفة يعني بنصب الفعل بأف مقدرة‬
‫إذا كاف المعطوؼ عليو اسمان‪ ،‬كأـ من حركؼ العطف‪.‬‬
‫[مقرؤاتو على كالده]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬بفضل‪.‬‬
‫(ِ) الكشاؼ (ْ‪.)ُِْ/‬‬

‫(ُ‪)ٓٗ/‬‬

‫ثم أخذ شيخنا البرىاف على كالده في (شرح الرضي) قراءة أخرل مع مراجعة (المنهل‬
‫الصافي)(ُ) كمطوالت كتب (فيمن) النحو [ٖ‪-‬أ]‪ ،‬كأخذ صاحب الترجمة شيخنا البرىاف‪ ،‬في‬
‫علم الصرؼ (ِ) فقرأ (شرح الجاربردم)(ّ) على (الشافية) بعد حفظو ألكثر المتن غيبان‪،‬‬
‫ككاف يستكمل (ْ) (شرح الرضي على الشافية)‪ ،‬ك(المناىل) ككاف شيخنا يقوؿ‪ :‬إف كل كاحد‬
‫ىخ ىريٍ ًن؛ ألف في (شرح الرضي) فوائد ليست في‬
‫من ىذه الثبلثة الشركح (ٓ) ال تغني عن األ ى‬
‫(شرح الجاربردم)‪ ،‬كفي (شرح الجاربردم) [ٔأ‪-‬جػ] ((فوائد جليلة ليست في (شرح الرضي)‬
‫))(ٔ) ‪ ،‬كما يظهر في كبلـ الجاربردم (ٕ) في الديباجة‪ ،‬فإنو قاؿ‪ :‬إنو لم يقف على شرح‬
‫للشافية‪ ،‬فكأنو لم يصل إليو شرح الرضي لتباعد البلداف‪ ،‬كإف كاف زمن (ٖ) الرضي‪،‬‬
‫كالجاربردم متقارب‪(( ،‬فالرضي كاف قد فرغ من شرحو على الكافية سنة (ٖٔٔىػ) ))(ٗ)‬
‫كالجاربردم توفي سنة (ْٕٔىػ)‪ .‬كمما يظهر بو عدـ اطبلعو عليو أنو تكلم في شرح (تفاعل‬
‫في بحث الماضي بوىم قد رده الرضي) فلو أطلع عليو لم يتكلم بو‪ ،‬كفي (شرح الرضي)‬
‫توىيم الزمخشرم في تصغير الخحماسي كالجاربردم تبع بر ٌده الزمخشرم‪ ،‬كلم يرد على الرضي‬
‫كبلمو ىذا‪ ،‬كأما (المناىل)‪ ،‬فإنما اختصر مؤلفها رحمو اهلل فيها (الرضي)‪ ،‬كأصلح ما فيو من‬
‫األكىاـ‪ ،‬كمما نظمو نضمو المولي الوجيو‪ ،‬عند قراءة كلده البرىاف عليو في شرح الجاربردم‬
‫قولو‪:‬‬
‫بين لنا مسألة دمت لنا مؤيدا ‪ ...‬ما اسم يكوف جمعو كلفظو إف أفرد‬
‫كاسم إذا ثنيتو كاف كجمعو ابتداء‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ المنهل الصافي انظر كشف الظنوف (ِ‪.)ُٖٗٗ/‬‬
‫(ِ) حوؿ تعريف علم الصرؼ انظر‪ :‬أبجد العلوـ (ِ‪ ،)ّْٓ/‬التعريفات للجرجاني‬
‫ص(ُْٕ)‪.‬‬
‫(ّ) انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ََُِ،َُُِ/‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬ككاف يستكمبلف‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬من ىذه الشركح الثبلثة‪.‬‬
‫(ٔ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ٕ) في (جػ)‪ :‬كما يظهر من كبلمو‪.‬‬
‫(ٖ) في (جػ)‪ :‬من‪.‬‬
‫(ٗ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َٔ/‬‬

‫كذلك مفلك‪ ،‬كصنواف كقولو‪:‬‬


‫يا أيها الحبر الذم ألفاظو‬
‫إف قلت زيدان أنبل الفتياف ‪ ...‬بين البرية دائمان تستحسن‬
‫أك أخواؾ أنبل فتية ما يحسن‬
‫كجوابو يؤخذ من أكؿ بحث الجمع في (شرح الشافية) للرضي‪.‬‬
‫كقولو‪:‬‬
‫يا أيها الحبر بين محل شافية التصريف‬
‫من نحو سيدم بقيت ىدا‬
‫أباف بابان لطي فيو ثم ثنى‬
‫كحي موضحان رشدا‬
‫طي ّْ‬
‫بباب ّْ‬
‫فهل ثناه لمعنى يستفاد بو‬
‫أـ ال أبنو كدـ للعلم قطر ندا‬
‫كحاصل السؤاؿ أف ابن الحاجب‪ ،‬قاؿ في (الشافية)‪( :‬كتحذؼ الياء الثانية من نحو سيدم‬
‫كمنيتي) إلى قولو‪( :‬كطال شاذ)(ُ) فبين فيو باب طي أىثَّم بياف [ٔب‪،‬جػ]‪ ،‬ثم أعاد ذلك بعد‬
‫أبحاث فقاؿ‪ :‬كباب طي كحي …إلخ‪ ،‬فأم فائدة إلعادة ذلك‪.‬‬
‫كالجواب‪ :‬أف قولو‪ :‬كتحذؼ الثانية من ‪-‬نحو سيدم ‪...‬إلخ‪ -‬يفيد أف باب طي ‪-‬بفتح الطاء‬
‫كتشديد الياء كىمزة في أخره كزنو‪ ،‬فيعل بزنة سيد‪ -‬فالنسبة إليو بحذؼ الياء الثانية فيقاؿ‪:‬‬
‫طي ‪-‬بفتح الطاء كسكوف الياء ككسر الهمزة ثم ياء النسبة‪ -‬كشذ قلب الياء الساكنة ألفان‪ -‬كما‬
‫قالوا‪ :‬طائي‪.‬‬
‫كأما قولو‪( :‬كباب طي) فإنو تكلم على فىػ يعل ال على فيعل‪ .‬فطي ‪-‬بفتح الطاء كبالياء المشدكدة‬
‫مع حذؼ الهمزة للتخفيف‪( -‬فهي) (ِ) بزنة حي ((‪ ،‬كىو مصدر طول‪ ،‬كطول الشئ طيان‪،‬‬
‫كأصلو طول فبلف األكؿ فترد األكؿ إلى أصلها‪ ،‬كتقلب الثانية كاكان))(ّ) فيقاؿ‪ :‬طوكم‪،‬‬
‫كطيوىوحيوم‪ .‬كاهلل أعلم (ْ) كقولو‪:‬‬
‫ى‬
‫يا أيها العالم ال زلت في‬
‫بين لنا كيف يقولوف في ‪ ...‬ركض نعيم غيثو يهمي‬
‫النسبة إلى الكرسي كالمرمي‬
‫كالجواب‪ :‬أف ما آخره ياء مشددة بعد ثبلثة فإما أف تكوف أحدىا أصلية كمرمى أكال ككرسي‬
‫فالنسبة إلى مرمي مرموم‪ ،‬كيستوم المنسوب كالمنسوب إليو في كرسي مطلقان بحذؼ الياء‬
‫الزائدة كيلحق ما بقي ياء النسبة‪.‬‬
‫كقولو‪:‬‬
‫إماـ العبل ال زلت في الفضل مفردا‬
‫__________‬
‫(ُ) الشافية‪ :‬مصدر سابق‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬فهو‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) فيو تقديم كتأخير في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) نهاية‪ٔ[ :‬أ‪-‬ب]‪-ٗ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٔ/‬‬

‫متى منعوا لفظ البخاتي مفردان ‪ ...‬إليك سؤاؿ من تجبو تيعظم‬


‫كجمعان كحينا صرفو متحتم‬
‫كبمعنى ذلك قولو أيضان‪:‬‬
‫إماـ الصرؼ مسألة‬
‫فأعرب جمع بختي‬
‫كإف نسبوا إليو كيف ‪ ...‬أفد فيها الذم سأال‬
‫إذا سموا بو رجبل‬
‫تعربو لذم النيٍببل‬
‫كالجواب‪ :‬البختي من اإلبل الخراسانية‪،‬أسانيد الجمع‪ :‬بخاتي بزنة مصابيح‪ ،‬كبخاتي امتنع‬
‫أيضان‪ ،‬فإذا نسبت إلى بخاتي اسم رجل فإف الياء المشددة [ٕأ‪-‬جػ] بعد أربعة تحذؼ‪،‬‬
‫فيستوم لفظ المنسوب كالمنسوب إليو‪ ،‬كيصرؼ المنسوب لعدـ الصيغة‪ ،‬ألف ياء النسبة كلمة‬
‫أخرل كتاء التأنيث‪ ،‬كإنما قيدنا بقولنا اسم رجل؛ ألف الجمع في النسبة يرد إلى كاحدة كقولو‪:‬‬
‫يم ىهيً ٌم من ىيم العشق كمن‬
‫هوما‬
‫ىوـ في تصغيرىم ىم ى‬
‫أيستول لفظيهما أـ ال إذا ‪ٌ ...‬‬
‫نسبت يومان رجبل إليهما‬
‫كنظم ىذا السؤاؿ أيضان بقولو‪:‬‬
‫يا عالمان ال زلت بدران مشرقان‬
‫أبن لنا في أم لفظ ثقلت‬
‫كإنما التخفيف بالحذؼ فما ‪ ...‬ينيلنا في كل آف فايدة‬
‫أربع ياءات فزادكا كاحدة‬
‫بالهم قد خففوا بالزائدة‬
‫كم ىه ٍي ًم ُّي ‪...‬‬
‫كجوابو يظهر من قوؿ (الجاربردم) عند قوؿ ابن الحاجب في التصغير المنسوب ي‬
‫إلخ‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫ياذا النهى بين لنا لفظان نراه يشكل ‪ ...‬في قولهم ذا رجل كما تراه رجبلن يؿ‬
‫نقل (الجاربردم)‪ ،‬عن (الزمخشرم) أف رجبلن يكوف بمعنى راجل خبلؼ الراكب‪ ،‬فنقوؿ رجل‬
‫كما نقوؿ رجل راجل‪ .‬كقولو‪:‬‬
‫يا أيها الحبر الذم سما على‬
‫فهل يجوز طالق كطالقة‬
‫كضامر لبازؿ ىل سمعوا‬
‫كذا ابن خايص كخائصة‬
‫كحامل ياذا النهى كمرضع‬
‫كىل على الفعل جرل كتامر‬
‫كقولو عن السماء منفطرة ‪ ...‬ىاـ السماكين ارتفاعان كعبل‬
‫أـ ال كما في عاشق كعاشقو‬
‫ضامرة لناقة أك منعوا‬
‫خبلؼ أبحر العلوـ الفايظو‬
‫تأنيثو بالتاء ىل يمتنع [َُ‪-‬أ]‬
‫أـ ال كىل أنث في الدفاتر‬
‫فارضة بينهم مشتهرة‬
‫كأجوبة ىذه المسائل بسطها الجاربردم عند قوؿ ابن الحاجب رحمو اهلل ككثر مجي فعاؿ في‬
‫الحركؼ الحرؼ ‪ ...‬إلخ‪ ،‬كفي أخر النسبة من (ُ) (الشافية)‪.‬‬
‫كقولو‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬مثل‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٔ/‬‬

‫يا أيها العالم دمت ىاديان‬


‫سقاية كراية متحدمتجدد‬
‫فقيل رائى كراكم كرايي‬
‫كليس في سقاية سول سقائي(ُ) ‪ ...‬لكل شخص منجدان كمتهما‬
‫يا ذا النهى مزيد كل منهما‬
‫إذا نسبت شيئان لهما‬
‫فما الفرؽ الذم بينهما‬
‫كالجواب‪ :‬أنو قاؿ الرضي‪ :‬إف التاء طارئة في رأيو‪ ،‬كقاؿ الجاربردم‪ :‬إف التاء فيها فارقة بين‬
‫المذكر كالمؤنث‪ ،‬يعنياف أنها لطردىا كالمعدكمة فرأيو في الحكم مثل [ٔب‪-‬ب] رأم مما‬
‫آخره ياء متطرفة بعد ألف أصلي يجوز فيو الوجوه الثبلثة بخبلؼ سقاية فإف التاء فيو طارئة‬
‫كغير فارقة‪.‬‬
‫[مقركاتو مقركءات صاحب الترجمة في علم البياف]‬
‫ثم أخذ شيخنا البرىاف في علم البياف (ِ) فقرأ‪( :‬أنوار المباني شرح أبيات المعاني) (ّ)‬
‫للفاضل الجرازم بعد حفظو لمتنها غيبان‪ ،‬كىو كتاب نفيس جدان مع صغر حجمو‪ ،‬كإحاطتو لما‬
‫في (التلخيص)‪ ،‬ك(شرحو المطوؿ) من القواعد‪ ،‬كزيادات أخر‪ ،‬كرده على السعد في أحواؿ‬
‫متعلقات الفعل من جعل الشرط قيدان للجزاء‪ ،‬كبنى على ما ذىب إليو الشريف ثم حفظ‬
‫(اإليجاز) للشيخ لطف اهلل الغياث (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ٕب‪-‬جػ] ‪.‬‬
‫(ِ) حوؿ علم البياف انظر‪ :‬أبجد العلوـ (ِ‪ُِٗ/‬كما بعدىا)‪ ،‬التعريفات للجرجاني ص(ٕٔ‪-‬‬
‫ٖٔ)‪ .‬كشف الظنوف (ُ‪.)ِٓٔ/‬‬
‫(ّ) ينظر حوؿ ذلك‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُٕٓٗ/‬‬
‫(ْ) انظر حوؿ ذلك‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٕٔٗ‪ )ٕٖٗ-‬ترجمة (ّٖٓ)‪.‬‬
‫…ترجمة لطف اهلل بن محمد الغياث‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٔ/‬‬

‫كقرأ شرحو المسمى (بالمجاز) على كالده قراءة تحقيق كإتقاف‪ ،‬ككتب المولى الوجيو على‬
‫المجاز في حاؿ (التدريس) حاشية مفيدة جدان رأيتها بخطو في ىوامش نسختو‪ ،‬كفي سواقط‬
‫كثيرة‪ ،‬كقرأت أكثرىا على شيخنا البرىاف في حاؿ قراءتي عليو في (المجاز)‪ ،‬ككانا يستكمبلف‬
‫في حاؿ الدرس قراءة (المطوؿ) كما عليو من الحواشي للفاضل الشلبي ك(الشريف)(ُ) ‪،‬‬
‫كأكثر مباحث‪( :‬األطوؿ) لعصاـ الدين(ِ) ككثيران من (حاشية الصغير) (ّ) للشيخ لطف اهلل‬
‫رحمو اهلل مع مراجعة ما يتعلق بالشواىد القرآنية‪ ،‬كالقواعد البيانية في (الكشاؼ) ك(حاشيتو‬
‫أجل كتب البياف‪(( ،‬كأحسنها‪ ،‬كأجمعها‬
‫لسراج الدين) كىذا (اإليجاز) كشرحو (المجاز) من َّ‬
‫للقواعد‪ ،‬كأضبطها قى َّل أف تشذ عنو قاعدة مذكورة في كتب البياف))(ْ) ‪ ،‬إال أنو دقيق العبارة‬
‫بعيد اإلشارة‪ ،‬كلهذا عز فهمو على كثير من الناس فتركوه[ُُ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[مقركءاتو في علم المنطق]‬
‫كأخذ البرىاف في علم المنطق (ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر حوؿ الموضوع‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪ ْْٕ/‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ِ) انظر كشف الظنوف (ُ‪ ،)ْٕٕ/‬األعبلـ (ٕ‪ ،)ٔٔ/‬ترجمة إبراىيم بن محمد بن عرب شاة‬
‫اإلسفراييني عصاـ الدين‪ ،‬معجم سركيس ص (َُّّ)‪.‬‬
‫(ّ) إحدل حواشي لطف اهلل الغياث على شرح التلخيص‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٕٕٗ‪….)ٕٖٗ-‬‬
‫(ْ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ٓ) حوؿ تعريف علم المنطق انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪ ،)ُّٖٔ-ُِٖٔ/‬أبجد العلوـ‬
‫(ِ‪.)َّٓ-ُِٓ/‬‬

‫(ُ‪)ْٔ/‬‬

‫فقرأ شرح القطب (للرسالة الشمسية) ك(حاشيتو للشريف)‪ ،‬ك(حاشية العماد) (ُ) عليها ‪ -‬مع‬
‫مراجعة كثيرة من شرح [المطالع](ِ) كحاشيتو‪ -‬كشرح السعد على الرسالة(ّ) كنحو ذلك‬
‫بعد حفظو لجميع (متن الشمسية) (ْ)غيبان متقنان‪ ،‬مع اشتباه ألفاظو‪ ،‬كعسر ضبطو‪ ،‬بل كاد أف‬
‫يتعذر حفظو من العكس المستول إلى الخاتمة لتمثيلو بػ(ج) التي ىي عبارة عن الموضوع‪،‬‬
‫ك(ب) التي ىي عبارة عن المحموؿ‪ ،‬فيضمنهما األمثلة‪ ،‬كيجعلها في غضوف االستدالؿ على‬
‫المسألة كلم أرل أحدان من أىل العصر حفظ ىذا المتن غيبان‪ ،‬بل كال سمعت عن و‬
‫أحد فيمن‬
‫تقدـ إال عن رجلين‪:‬‬
‫أحدىما‪ :‬المولى شمس الدين بن اإلماـ المهدم أحمد بن يحي (ٓ) عليو السلم كما ركاه‬
‫السيد العبلمة أحمد بن عبد اهلل الوزير (ٔ) في شرح (سلسلة اإلبريز في النسب العزيز)‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬اإلماـ الحسن بن علي بن داكد (ٕ) عليو السبلـ كما ذكره صاحب (بغية المريد) كفي‬
‫خبلؿ قراءة المنطق‪ ،‬قرأ شركح رسائل علم الوضع (ٖ) للهركم كالسمرقندم (ٗ)‬
‫__________‬
‫(ُ) حاشية العماد‪ :‬انظر كشف الظنوف (ِ‪.)َُّٔ/‬‬
‫(ِ) المطالع‪ .‬من (أ)‪ .‬كحوؿ المطالع ينظر كشف الظنوف (ِ‪.)ُُٕٔ-ُُٕٓ/‬‬
‫(ّ) شرح السعد‪ :‬انظر كشف الظنوف (ِ‪.)َُّٔ/‬‬
‫(ْ) متن الشمسية‪ :‬انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)َُّٔ/‬‬
‫(ٓ) ىو العبلمة شمس الدين بن اإلماـ أحمد بن يحيى المرتضى‪ .‬كاف حسن العبادة عالمان‬
‫فاضبلن أخذ عن كالده توفي سنة (َُٗ) ىػ‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬الجواىر المضيئة للقاسمي‪ .‬ترجمة (ّْْ)‪(،‬بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ٔ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٗ) ترجمة (َُُ)‪.‬‬
‫(ٕ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر نفس المصدر السابق ص(ّّْ) ترجمة (ُّٗ)‪.‬‬
‫(ٖ) علم الوضع‪ :‬انظر‪ :‬أبجد العلوـ (ِ‪ ،)ٓٔٗ/‬كشف الظنوف (ِ‪.)َُِٓ/‬‬
‫(ٗ) السمرقندم‪ :‬ىو أبو القاسم بن بكر الليثي السمرقندم‪ .‬انظر كشف الظنوف (ُ‪.)ّٖٗ/‬‬
‫…كحوؿ الهركم انظر‪ :‬معجم سركيس ص(ُّٖٗ)‪ ،‬األعبلـ (ٕ‪.)ٔٔ-ٔٓ/‬‬

‫(ُ‪)ٔٓ/‬‬

‫كعصاـ الدين‪ ،‬ك(شرح غاية الرفع) لشيخ شيوخنا عطاء اهلل األزىرم(ُ)‪ .‬كآداب البحث (ِ)‬
‫كنظم المولى الوجيو حاؿ القراءة‪( ،‬ركض الناظر) للعبلمة الجبلؿ(ّ) ‪ ،‬كشرحو شرحان نفيسان‬
‫قرب فيو القواعد‪ ،‬كضبط الشوارد‪ ،‬ثم أخذ في علم العركض كالقوافي فقرأ شرح الجزازية(ْ)‪،‬‬
‫كحفظ [ٖب‪-‬جػ] المتن حفظان متقنان حتى صار يقطع األبيات‪ ،‬كمعرفة عللها سليقة لو‪.‬‬
‫[مقركءاتو في علم األثر]‬
‫كأخذ في علم األثر‪ /‬فقرأ (شرح ألفية الزين العراقي)(ٓ) في علم مصطلح أىل األثر‪ ،‬كحفظ‬
‫كثيران من األلفية نحو أربعمائة بيت‪ ،‬كأمبل حاؿ األخذ في (تدريب الراكم شرح تقريب‬
‫المناكيالننواكم) (ٔ) [ٕأ‪-‬ب] للسيوطي كراجع (رسالة ابن الصبلح)‪ ،‬كقرأ (كنز األسماء في‬
‫المعمى)(ٕ)‪ ،‬كأخذ في علم اللغة كما يتعلق بها من مداخلها كاصطبلحاتها كمؤلف كالده‬
‫َّ‬ ‫علم‬
‫المسمى –بػ(فلك القاموس)‪ ،‬ك(المزىر) (ٖ) للسيوطي‪ ،‬كحفظ نظم (كفاية المتحفظ)‬
‫للطبرم(ٗ) (كأخذ في شرح ديواف المعرم لصدر األفاضل)‪.‬‬
‫[مقركآتو في علم الطبيعي]‪].....‬‬
‫__________‬
‫(ُ) األزىرم‪ :‬ىو عطاء اهلل بن أحمد بن عطاء اهلل بن أحمد األزىرم حوؿ ترجمتو انظر‪:‬‬
‫األعبلـ(ْ‪.)ِّٔ/‬‬
‫(ِ) انظر حوؿ تعريفو‪ :‬أبجد العلوـ (ِ‪.)ّْ/‬‬
‫(ّ) انظر حوؿ الموضوع‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِٗٗ‪ ،)َِّ-‬ص(ِٓٓ‪.)ّٓٓ-‬‬
‫(ْ) ىكذا في أصولي كلعلها الخررجية قصيدة الرامزة في علمي العركض كالقوافي للشيخ‬
‫األديب ضياء الدين أبي محمد عبد اهلل الخزرجي (تِٔٔىػ) عليها شركح كثيرة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪.)ّٕٓ/ِ( ،)َّٖ/‬‬
‫(ٓ) ىو نظم علوـ الحديث البن الصبلح‪ .‬انظر معجم سركيس ص(ُُّٖ)‪.‬‬
‫(ٔ) انظر حوؿ ذلك‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪.)ْٔٓ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُِْٕ-ُُْٕ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬معجم سركيس ص(َُْٖ)‪.‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ََُٓ/‬‬

‫(ُ‪)ٔٔ/‬‬

‫كقرأ في علم الطبيعي(ُ)‪ ،‬كالحساب)) (ِ)‪ ،‬كعلم الهيئة‪ ،‬كالمساحة‪ ،‬كالهندسة‪ ،‬كفي (رسائل‬
‫الربع المجيب)‪ ،‬ك(الخطابية في حساب األشهر الركمية كالتقويم)‪ ،‬كنظمها المولى الوجيو في‬
‫حاؿ القراءة نظمان حلوان‪ ،‬كشرحو شرحان مفيدان‪ ،‬كأخذ أيضان علىوالده في علم الطب كالتشريح‪.‬‬
‫[مقركآتو في علم اصوؿ الفقو كأصولو]‬
‫ثم أخذ في علم األصوؿ (ّ) (بعد أف حفظ غاية السؤؿ غيبان)‪ .‬فقرأ (ىداية العقوؿ شرح غاية‬
‫السؤؿ)(ْ)‪ ،‬ك(حاشية العبلمة سيبلف)(ٓ) ‪ ،‬مع استكماؿ (شرح العضد) ك(حاشية السعد)‬
‫عليو‪ ،‬حاؿ القراءة‪ ،‬ألف مباحث شرح الغاية ال يكاد يتعقل تعقبلن تامان إالَّ بشرح العضد لكونها‬
‫يد على (العضد)‪ ،‬كبالجملة فأحدىما ال يغني‬ ‫مأخوذة منو كإف زادت بزكائد آخره فكم لها من و‬
‫[ُِ‪-‬أ]عن األخر‪.‬‬
‫أما (شرح الغاية) فلمعرفة مذاىب أئمتنا ‪-‬عليهم السبلـ‪ ،-‬كالتنصيص عليها كعزكىا إليهم‪،‬‬
‫كأما‬
‫فمعرفة قواعدىم في كتب الفقو‪ ،‬كػ(البحر)‪ ،‬ك(ضوء النهار)‪ ،‬كغيرىما متوقفة على ذلك‪َّ ،‬‬
‫(العضد) فلكونو أصل للغاية‪ ،‬كالفرع إنما يكمل بعد معرفتو أصلو؛ كىذا الذم ذكرناه ىو‬
‫[ٗأ‪-‬جػ] القوؿ الفصل القاطع للنزاع في التفضيل بين الشرحين‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) علم الطبيعي‪ :‬انظر‪ :‬أبجد العلوـ (ِ‪ ،)ّٔٓ/‬كشف الظنوف (ِ‪.)َُُٖ/‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) أصوؿ الفقو انظر‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪ ،)َُُ/‬أبجد العلوـ (ِ‪.)َٕ/‬‬
‫(ْ) انظر حوؿ الموضوع أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٖٖ‪.)ّٖٗ-‬‬
‫…ترجمة (ّٖٔ)‪ ،‬ترجمة العبلمة الحسين بن القاسم بن محمد‪… .‬‬
‫(ٓ) انظر حوؿ ذلك أعبلـ الزيدية ص (ّٔٓ) ترجمة سيبلف‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕٔ/‬‬
‫ثم قرأ (شرح جمع الجوامع)(ُ) للسبكي كحاشيتو البن أبي شريف ككثيران من شرح ابن فرشتو‬
‫على (المنار) (ِ) في أصوؿ الحنفية كىو كتاب نفيس جدان‪ ،‬كاشتمل على تحقيق باىر‪ .‬رأيت‬
‫بخط شيخنا الوجيو أنو قرأه مرات بػ(مكة)‪.‬‬
‫ككثيرىا ‪-‬يمثل مؤلفو‪ -‬المسألة األصولية بمسائل فقهية‪ ،‬تبتني على تلك المسألة‪ ،‬فيحصل‬
‫بذلك ملكة للناظر في األشباه كالنظائر‪ ،‬كرأيت–لؤلسنوم‪ -‬كتابان سلك فيو نحو ىذا المسلك؛‬
‫إال أنو في التحقيق لم يكن مثلو‪ .‬ثم شرع بعد ذلك في الفقو بعد أف حفظ (األزىار) فقرأ على‬
‫كالده في الفقو قراءة عظيمة‪ ،‬على صفة عجيبة ما سمعت عن أحد أنو قراءه كذلك‪ ،‬كىي‪ :‬أنو‬
‫يقرأ المعشر (ّ) على كالده في (شرح األزىار) أكالن ثم يقرر المذىب كقواعد المسائل في‬
‫(الوابل المغزار) (ْ) كفي شرح الفتح البن حميد (ٓ) ثم يقرأه ثانيان في (البحر الزخار) (ٔ)‬
‫كحاشيتو (المنار) للمقبلي(ٕ) ؛ ثم يقرأه ثالثان في (ضوء النهار)(ٖ) ‪ ،‬كحاشيتو (المنحة ) لشيخ‬
‫شيوخنا البدر األمير(ٗ)‪ ،‬ثم يكتب المولى الوجيو حاشيتو على الضوء نفيسة‪ ،‬ككل ىذا في‬
‫موقف كاحد من كقت الشركؽ إلى الغداة‪.‬‬
‫[مقركآت المؤلف على صاحب الترجمة]‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو جمع الجوامع لعبد الوىاب بن علي السبكي ‪ .‬انظر كشف الظنوف (ِ‪-ُِّٖ/‬‬
‫ُِٕٖ)‪.)ٓٗٓ/ُ(،‬‬
‫(ِ) انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُِٖٕ-ُِّٖ/‬‬
‫(ّ) أم الدرس‪.‬‬
‫(ْ) أحد مؤلفات العبلمة يحيى بن محمد بن حسن يحميد المقراني (َٖٗ‪َٗٗ-‬ىػ)‪….‬‬
‫…انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُْٕ‪.)َُُٓ-‬‬
‫(ٓ) انظر نفس المصدر ص(ُُْٕ‪.)َُُٓ-‬‬
‫(ٔ) انظر حوؿ البحر‪ :‬ف‪.‬ـ‪.‬ص (َِٕ)‪ .‬ترجم أحمد بن يحيى المرتضى‪.‬‬
‫(ٕ) حوؿ حاشية المقبلي على البحر انظر‪ :‬ف‪.‬ـ‪.‬ص(ُْٗ‪.)ّْٗ-‬‬
‫(ٖ) حوؿ ضوء النهار للعبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ‪ .‬انظر نفس المصدر ص (ََّ)‪.‬‬
‫(ٗ) حوؿ محمد بن إسماعيل األمير انظر نفس المصدر ص(ُٕٖ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٔ/‬‬
‫كقد قرأت على البرىاف (ضوء النهار)‪ ،‬كصنعنا قريبان من ذلك حتى كملت بحمد اهلل تعالى؛ كلم‬
‫يزؿ البرىاف مستمران على ىذه القراءة حتى أكملها بهذه الصفة فأتقن الفقو إتقانان عظيمان كحققو‬
‫ت مسائلو في ذىنو بأصولها كأدلتها كقواعدىا الفقهية‪ ،‬كأشباىها‬
‫ص ٍ‬
‫تحقيقان بالغان‪ ،‬ىك ىش يخ ى‬
‫كنظائرىا‪ ،‬كصارت لو ملكة فيو يعجز البليغ عن التعبير عنها‪.‬‬
‫كمما نظمو المولى الوجيو حاؿ القراءة قولو‪:‬‬
‫أيهذا أم ىذا الفقيو ما الفرؽ في‬
‫كل من قاؿ خلوة توجب العدة‬
‫برص غير مانع لديو من العدة ‪ ...‬الخلوة ال زلت منتهى التأميل‬
‫كالمهر قاؿ بالتفصيل‬
‫عقبلن ال المهر فاشف عليلي‬
‫كذلك أنو قاؿ في األزىار‪( :‬كمن ىس ٌمى مهران تسمية صحيحو‪ ،‬أك في حكمها لزمو كامبلن بموتهما‬
‫كبدخوؿ أك خلوةو إال لمانع شرعي –كمسجد‪ -‬أك عقلي فيهما) (ُ)‬‫و‬ ‫أك أحدىما بأم سبب‬
‫كعد الشراح الجذاـ كالبرص من المانع العقلي ىنا‪ ،‬كقاؿ في (العدة)‪( :‬ىي إما عن طبلؽ‪ ،‬كال‬
‫تجب إال بدخوؿ أك خلوة ببل مانع عقلي لم يعد الشراح الجذاـ كالبرص ىنا من المانع العقلي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كلعل الفرؽ في األكؿ أف أخذ ماؿ المسلم لمجرد الظنوف البعيدة ال يجوز‪ ،‬فإنو ال‬
‫يجامع ذكم العاىات عاقل‪ ،‬كأما في الثاني فلئلحتياط في المنع عن اختبلط الماءين ضركرم‬
‫كاهلل أعلم‪ٕ[ .‬ب‪-‬ب]‬
‫[مقركءاتو في الفرائض]‬
‫__________‬
‫(ُ) متن األزىار ص(َُٓ) كتاب النكاح‪.‬‬

‫(ُ‪)ٔٗ/‬‬

‫كقرأ في الفرائض‪ : )ُ(:‬شرح السيد صارـ الدين جحاؼ (ِ) على مفتاح الفائض (ّ) كىو‬
‫شرح لم يؤلف في الفرائض مثلو لما بناه عليو من تقرير القواعد كتحقيقها ً‬
‫كذ ٍك ًر األدلة كالتعرض‬
‫لمسائل غريبة‪ ،‬كاستوفى فيو (شرح الوصايا) كاستكمل مباحث مسائل التركات كالقسمة كذكر‬
‫مقدمات لها جليلة‪ ،‬ككنت قد شرعت في حاشية عليو حاؿ قراءتي فيو على البرىاف‪ ،‬كأرجو من‬
‫اهلل اإلعانة على إكمالها‪ ،‬كجعلت مختصران مفيدان في المساحة يكوف كالخاتمة للشرح‪ ،‬كسميتو‬
‫المساحة) لكونو لم يتعرض السيد صارـ الدين للمساحة‪.‬‬
‫بػ‪( :‬العيوف َّ‬
‫كمما قالو المولى الوجيو حاؿ قراءة كلده البرىاف عليو قولو‪-ُّ[:‬أ]‬
‫يا فرضيان دمت في‬
‫إذا أخ أقر بابن األخ ‪ ...‬عز يدكـ رسمو‬
‫ماذا حكمو‬
‫كالجواب‪ :‬أنو قاؿ السيد صارـ الدين‪ :‬إذا مات الميت كخلف أخان يحوز جميع الماؿ فأقر‬
‫األخ بابن للميت لم يصح إقراره؛ ألنو لو صح اسقط األخ فبل يكوف األخ كارثان كال يصح إقرار‬
‫غير الوارث‪.‬‬
‫[انتقالو إلى صنعاء]‬
‫__________‬
‫(ُ) الفرائض‪ :‬حوؿ تعريفها انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ُِْْ/‬‬
‫(ِ) انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٕٔ‪.)ٕٕ-‬‬
‫(ّ) ىو من تأليف العصيفرم‪ .‬انظر ف‪.‬ـ ص(ّٕٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َٕ/‬‬

‫قلت‪ :‬كفي خبلؿ ذلك ارتحل صاحب الترجمة [َُأ‪-‬جػ] مع كالده من (كوكباف) إلى‬
‫(صنعاء) ((كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمة كالده فكاف كصولهما إلى (صنعاء) من نعم‬
‫اهلل))(ُ) على أىلها الجليلة كأياديو الجزيلة‪ ،‬فإنو بسببهم انتشرت العلوـ‪ ،‬كظهرت الفنوف‪،‬‬
‫كتخرج األعياف كطاؿ صيتهم في جميع البلداف‪ ،‬كاعتنى العلماء بالقراءة عليهما‪ ،‬كالركاية‬
‫عنهما‪ ،‬كأخذ أسانيدىما العوالي كالفوائد التي ال توجد إال عندىما كذلك من فضل اهلل تعالى‬
‫كنعمتو‪ ،‬كأخذ صاحب الترجمة على كالده في علم الحديث (ِ) فقرأ (صحيح البخارم)‬
‫كاستكمل أكثر شرحو‪( :‬فتح البارم) ك(القسطبلني) كالمراجعة لغيرىما‪ ،‬كالبحث على الرجاؿ‬
‫في كتب الجرح كالتعديل (ّ) ثم قرأ (صحيح مسلم) ىو كجماعة من العلماء بػ(صنعاء)‪ ،‬كفاتو‬
‫مواضع يسيرة منو؛ كقرأ (الموطأ) لئلماـ مالك ك(صحيح الدارمي) ك(الترغيب كالترىيب)‬
‫للحافظ المنذرم‪ ،‬ككثيران من (سنن البيهقي الكبرل)‪ ،‬كشطران من (شرح الجامع الصغير)‬
‫للمناكم‪ ،‬ك(شرح العمدة) البن دقيق العيد‪ ،‬ككثيران من (طرح التثريب) للحافظ العراقي‪ ،‬كقرأ‬
‫في (جامع األصوؿ) إلى أخر حرؼ التاء المثناه من فوؽ‪ ،‬كأجازه كالده في جميع مقركءاتو‬
‫كمسموعاتو كمجازاتها كمؤلفاتو‪ ،‬كقد جمعت أسانيده‪ ،‬كطرقو إلى كتب الحديث في جزء‪،‬‬
‫كترجمت لجميع المشايخ المشائخ كرجاؿ السند في كتابي الموسوـ‪ :‬بػ(قرة النواظر)‪.‬‬
‫[مقركءاتو في التفسير]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) فيو تقديم كتأخير في (جػ)‪،‬‬
‫(ِ) علم الحديث‪ :‬انظر كشف الظنوف (ُ‪ ّٔٓ/‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ّ) حوؿ الجرح كالتعديل انظر كشف الظنوف (ُ‪.)ِٖٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُٕ/‬‬

‫كأخذ على كالده في التفسير‪ ،‬فقرأ في (الكشاؼ)‪ ،‬كحاشيتو لسراج الدين كلسعد الدين‪ ،‬مع‬
‫المراجعة لكتب التفسير‪ ،‬كأكثر الحواشي‪ ،‬كالبحث فيما يتعلق بعلوـ التفسير من كتب‬
‫اإلعراب كالبياف كالقراءات (ُ) كأحكاـ القرآف كالنظر في شركح الشواىد الشعرية كاللطائف‬
‫األدبية‪ ،‬كالتعليق لؤلنظار الحسنة‪ ،‬كالجوابات على المشكبلت‪ ،‬كالغوص إلستخراج الدقائق‪،‬‬
‫كالتوفيق بين المتعارض كالتطبيق على القواعد‪ ،‬كبالجملة فإف قراءتو على كالده في العلوـ‬
‫العقلية كالنقلية [َُب‪-‬جػ] مما ال (يمكن) كصف تحقيقها تحققها كإتقانها كضبطها كبلوغها‬
‫ضربت (بها) األمثاؿ‪ ،‬كأقسم باهلل ما كصفت إال دكف ما عرفت‪،‬‬ ‫في الحسن غاية الكماؿ حتى ي‬
‫ك ًمثٍ يل ىخبًير} [فاطر‪ ]ُْ:‬فإني الزمتو في ابتداء طلبي‬
‫{كالى ييػنىبّْئي ى‬
‫كال ذكرت إال بعض ما علمت ى‬
‫للعلوـ كلم أفارؽ حضرتو ليبلن كال نهاران [ٖأ‪-‬ب] إال في كقت النوـ فرأيت من علمو ما يبهر‬
‫األلباب [ُْ‪-‬أ] كما يتعذر التعبير عنو كلو أتيت بكل نوع من الخطاب‪ ،‬ككقفت على الكتب‬
‫التي قرأ فيها على كالده فوجدت العجب العجاب‪ ،‬فلم أر مشكبلن إال كقد أجاب عنو‪ ،‬كال بحثان‬
‫غريبان إال كقد نبو عليو‪ ،‬كال كىمان إال كقد رده‪ ،‬كال مطلقان إال كقد قيده‪ ،‬كال مهمبلن إال كقد‬
‫ضبطو‪ ،‬كال مسألة تحتاج إلى مزيد نقل إال كقد نقل عليها من الكتب كالحواشي من مواضع قل‬
‫إف يهتدم إليها من ليس لو اىتماـ إال بذلك الفن فقط فكيف بمن تصدل لجميع الفنوف‬
‫(كرضع) في كل فن منها ما يقصر عنو إماـ ذلك الفن‪ ،‬كرأيت التبليغات كالسماعات بخط‬
‫كالده في جميع ما ذكرت مع كوني بحمد اهلل ممن ال تخفى عليو الحقائق‪ ،‬كلم أيقى ّْ‬
‫صر في‬
‫ميداف العلوـ عن شأك السابق‪.‬‬
‫[من مقركءات المؤلف على صاحب الترجمة]‬
‫__________‬
‫(ُ) القراءات‪ :‬ينظر حوؿ تعريف ذلك كشف الظنوف (ِ‪ ُُّٕ/‬كما بعدىا)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕ/‬‬
‫كقد قرأت عليو في علم النحو (شرح الجامي) كحاشيتو لعصاـ الدين كعبد الغفور ك(غاية‬
‫التحقيق) ككثيران من (شرح الرضي) ك(المنهل الصافي) كفي علم الصرؼ في (شرح‬
‫الجاربردم)‪ ،‬كفي علم البياف في (الشرح الصغير)‪ ،‬كحاشيتو للخطابي كالشيخ لطف اهلل‬
‫الغياث‪ ،‬كفي المجاز كمراجعة سائر كتب البياف كفي علم الوضع في شرحي الهركم كعصاـ‬
‫الدين على (الرسالة العضدية)‪ ،‬كفي (غاية الرفع إلى ذركة الوضع) لشيخ شيخنا عطاء اهلل‬
‫األزىرم المكي [ُُأ‪-‬جػ] رحمو اهلل‪ ،‬كفي علم المنطق (شرح القطب على الرسالة الشمسية)‬
‫كحاشيتو للشريف‪ ،‬كفي علم آداب البحث شرح يمبل حنفي كحواشيو ك(الركض الناظر) للعبلمة‬
‫الجبلؿ كنظمو للمولى الوجيو رحمو اهلل(ُ) ‪ ،‬كفي علم أصوؿ الفقو شطران صالحان من (شرح‬
‫الغاية) كحاشيتها لسيبلف تلفيقان‪ ،‬كفي علوـ الحديث (شرح ألفية الزين العراقي) كفي (التدريب)‬
‫كفي علم (ِ) الحديث (صحيح البخارم) كإمبلء أكثر شرحيو للحافظ بن حجر كللقسطبلني‪،‬‬
‫كفي (شرح العمدة) البن دقيق العيد كحاشيتها العدة لشيخ شيوخنا البدر األمير كفي (المواىب‬
‫اللدنية) للقسطبلني [ُٓ‪-‬أ]‪ ،‬كفي علم التفسير (شرح الكشاؼ) كحاشيتو لسراج الدين‬
‫كللسعد مع مراجعة البيضاكم(ّ) كأبي السعود (ْ) ك(الدر المنثور)(ٓ) كغيرىا من كتب‬
‫التفسير‪ ،‬كفي علم الفقو (ضوء النهار) ك(حاشيتو المنحة) كفي (شرح الفتح)‪ ،‬كفي (شرح‬
‫األزىار) البن مفتاح كالجزء الثاني من (البحر الزخار) كحاشيتو للمقبلي‪ ،‬كشطران صالحان من‬
‫(البياف) البن مظفر(ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم العبلمة عبد القادر بن أحمد الكوكباني‪.‬‬
‫(ِ) لعلو يقصد من األكؿ كحتى األخير كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(ّ) أم تفسير البيضاكم عبد اهلل بن عمر بن محمد بن علي المتوفي سنة (ُٗٔىػ)‪ .‬انظر‪:‬‬
‫معجم المفسرين لنويهض (ُ‪.)ُّٖ/‬‬
‫(ْ) أم تفسير محمد بن مصطفى العمارم‪ .‬انظر‪ :‬األعبلـ (ٕ‪.)ٓٗ/‬‬
‫(ٓ) الدر المنثور‪ :‬ىو كتاب في التفسير للسيوطي انظر‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪.)ّّٕ/‬‬
‫(ٔ) ابن مظفر ىو يحيى بن أحمد بن علي عمار الدين بن مظفر‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُّٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٕ/‬‬
‫‪ ،‬ككاف شيخنا البرىاف صاحب الترجمة يؤلف في حاؿ قراءتي عليو في (ضوء النهار) حاشية‬
‫عليو نفيسة تخرج في مجلدات كسماىا‪( :‬خبلصة األنظار) ككل بحث قولو منها يصلح أف‬
‫يكوف رسالة؛ ألنو يذكر صدر المسألة فيقرر المذاىب فيها ثم يسوؽ األدلة على كل قوؿ‪ ،‬فإف‬
‫كاف قد ذكره الجبلؿ في (ضوء النهار) أشار إليو كإال استكمل ذكره كأشار إلى جميع أطرافو‬
‫ثم يرجح بعد ذلك ما أدل إليو نظره كيزيف ما خالفو بإنصاؼ كحسن عبارة [ُُب‪-‬جػ]‬
‫كسبلمة خاطر كفعل فيو شيئان كثيرانظ‪ ،‬كلكنو كاف ينقطع التأليف فيو أحيانان الشتغالو بتدريس‬
‫الطلبة كأجوبة السؤاالت الحادثة (ُ) كىو عازـ على إتمامة‪ ،‬نسأؿ اهلل تعالى إعانتو أمين‪،‬‬
‫كقرأت عليو في علم الفرائض كما يتعلق بها من (الوصايا كالتركات) (ِ) شرح السيد صارـ‬
‫الدين جحاؼ على (المفتاح)‪ ،‬كفي علم المساحة كالحساب ما كضعو الخالدم في آخر‬
‫شرحيو مع مراجعة (التفاحة) كشرحها (الركضة النفاحة) (ّ) كحساب الكافي الصركفي (ْ)‬
‫كالرسائل الموضوعة في ذلك‪ ،‬كفي علم الجبر كالمقابلة (ٓ) (شرح القوؿ المبدع في تلخيص‬
‫المقنع) لشيخ شيوخنا عطا اهلل األزىرم‪ ،‬كفي علم الطبيعي (شرح ىداية الحكمة) لميرحنكي‬
‫كحاشيتها (ٔ) كشطران من (شرح المواقف)(ٕ) للسيد الشريف كفي علم الرياضي في (شرح‬
‫أشكاؿ التأسيس) (ٖ) للقاضي زاده الركمي كفي علم الهيئة في (شرح تلخيص الجغميني)(ٗ)‬
‫‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) الحادثة‪ :‬أم القادمة في كل كقت كحين‪.‬‬
‫(ِ) يعد اللفظ‪ :‬الوصاية‪ :‬نهاية [ٖب‪-‬ب]‪.‬‬
‫(ّ) الركضة النفاحة كشركحها‪ :‬انظر‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪.)ِْٔ/‬‬
‫(ْ) انظر كشف الظنوف (ُ‪ )ِٔٔ/‬كما بعدىا‪.‬‬
‫(ٓ) انظر نفس المصدر (ُ‪.)ٕٓٗ-ٕٖٓ/‬‬
‫(ٔ) انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)َِّ-َِِٖ/‬‬
‫(ٕ) انظر نفس المصدر (ِ‪.)ُْٖٗ-ُُٖٗ/‬‬
‫(ٖ) انظر نفس المصدر (ُ‪.)َُٓ/‬‬
‫(ٗ) ف‪ .‬ـ‪.)َْٖ/ُ( .‬‬

‫(ُ‪)ْٕ/‬‬
‫كقرأت عليو رسائبلن رسائل كثيرة في علم المعمى كعلم التشريح كعلم الطب كفي القبض كفي‬
‫علم النجوـ (ُ) كفي علم المعقوؿ (ِ) كفي كتب الرقائق (كمدارج السالكين شرح منازؿ‬
‫السائرين) البن القيم كفي (حادم األركاح) (ّ) كغير ذلك‪ ،‬كقرأت في (شرح ديواف المعرم)‬
‫ك(المتنبي) كفي (القاموس)(ْ) كمقدمتو لوالده الوجيو‪ ،‬كبالجملة فإني ال أقدر على إحصاء‬
‫مقركءاتي‪ ،‬كمسموعاتي عليو في جميع العلوـ كأما علم الكبلـ (ٓ) على قانوف اإلسبلميين‬
‫كعلم اإللهى على قانوف الفبلسفة فإف شيخنا البرىاف [ُِأ‪-‬جػ] صاحب الترجمة كاف ينفر‬
‫عنو كثيران كيحذر من قراءة كتبو كمطالعتها تحذيران بالغان كيشدد في ذلك كيقوؿ‪ :‬إف النظر فيها‬
‫يعمي البصيرة كيوقع في الشبو كالشكوؾ [ُٔ‪-‬أ]كيزؿ قدـ الناظر فيها في مداحض األكىاـ‬
‫كيهدـ أساس اإليماف كينبت النفاؽ في القلب كلو يد طولى في نقض أدلة الفبلسفة(ٔ)‪،‬‬
‫كساعد قوم في رد أبحاثهم (ٕ) كاألشعار كاألنظار كاالنتظار خبلؼ ما ذىبوا إليو كالنقض‬
‫لمسائلهم كالهدـ لما أسسوه‪ ،‬كإقامة البراىين العقلية العقلة على القواعد اإلسبلمية التي جاءت‬
‫بها األنبياء عليهم السبلـ‪ ،‬ككاف يذىب مذىب بن تيمية كابن القيم كلكنو كاف ال يعجبو أكثر‬
‫أبحاثهما (ٖ) مع الفبلسفة لما يطلقانو من مستبشع العبارات كتقريراتهما لمذاىب الحكماء‬
‫حتى يوقعاف الناظر في الشكوؾ بسبب تصريحهما بما ينبغي ستره كإلزاماتهما بما يليق كتمو‬
‫فما كل من نظر يعرؼ الحقائق كال كل من طالع يخلص من المضائق‪ ،‬ككاف يرشد إلى‬
‫__________‬
‫(ُ) علم النجوـ‪ :‬ينظر كشف الظنوف (ِ‪ َُّٗ/‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬المعقوؿ‪.‬‬
‫(ّ) حوؿ مدارج السالكين كحادم األركاح انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)ِّٔ/ُ( ،)َُْٔ/‬‬
‫(ْ) ديواف المتنبي كالقاموس‪ :‬انظر كشف الظنوف (ُ‪.)َُُّ-َُّٔ/ِ( .)ُِٖ-َٖٗ/‬‬
‫(ٓ) علم الكبلـ ينظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪ )َُّٓ/‬أبجد العلوـ (ِ‪.)ّْٓ-َْْ/‬‬
‫(ٔ) في (ب)‪ :‬الفبلسفة‪.‬‬
‫(ٕ) في (جػ) ألحانهم‪.‬‬
‫(ٖ) في (ب)‪ :‬أبحاثهم‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕٓ/‬‬

‫قراءة (إيثار الحق على الخلق)(ُ) ك(العبر كاالعتبار) كإلى التأمل في كتب التشريح كعلم‬
‫الهيئة المجرد عن األحكاـ النجومية كيقوؿ‪ :‬إف ذلك يثمر إيمانان في القلب كيوجب اليقين‬
‫الذم ينثلج بو الصدر‪.‬‬
‫[مؤلفاتو](ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو من تأليف محمد بن إبراىيم علي الوزير انظر لمزيد حوؿ الموضوع أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ِٖٓ‪.)َّٖ-‬‬
‫(ِ) لمزيد حوؿ مؤلفات صاحب الترجمة انظر مصادر ترجمتو سابقان كعلى كجو الخصوص‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٓ‪.)ّٓ-‬‬

‫(ُ‪)ٕٔ/‬‬

‫كلصاحب الترجمة المؤلفات(ُ) العجيبة‪ ،‬كالرسائل النفيسة‪ ،‬كاألنظار الثاقبة‪ ،‬كالتعليقات‬


‫الحسنة‪ ،‬كاالعتراضات الرصينة‪ ،‬كاألجوبة المفيدة‪ ،‬كاألبحاث المقررة‪ ،‬كالمسائل المحققة‪ ،‬في‬
‫كل علم كفي كل نوع‪ ،‬كقد جمعت من أجوبتو مجلدان فيما أجاب بو في نحو ثبلث سنين‪،‬‬
‫كأرجو من اهلل تعالى أف أجمع جميع فوائده كأجوبتو كأنظاره‪ُِ[ ،‬ب‪-‬جػ] فإف كل مسألة منها‬
‫تشد إليها الرحاؿ كلو جمع كل مالو من األبحاث لجاءت في مجلدات كمن مؤلفاتو (فتح‬
‫الرحمن في بياف حكم الختاف)‪ ،‬كمنها (كشف المحجوب في صحة الحج بماؿ مغصوب)‬
‫ك(القوؿ القيم في حكم تلوـ المتيمم) ك(إبانة المقاؿ في حكم التأديب بالماؿ)‪ ،‬ك(إنباة اإلنباه‬
‫في حكم الطبلؽ المعلق بإف شاء اهلل) ك(حبلكة الذكؽ في الكبلـ على شب عمرك عن الطوؽ)‬
‫جوابان على بعض علماء (تهامة) لما كقف على رسالة متقدمة لشيخنا استعار فيها لفظ‪ :‬شب‬
‫عمرك عن الطوؽ لعظم ما كصفو في رسالتو من الشوؽ فبين‪ ،‬صاحب الترجمة المراد لما خفي‬
‫عليو كجو ذلك كذكر فيها فوائد جليلة [ٗأ‪-‬ب] كمنها (فتح المتعاؿ بجوابات صاحب رجاؿ)‬
‫كىو الشيخ العبلمة الصوفي‪ :‬أحمد بن عبد القادر الرجالي الحفظي الحجازم الشيعي (ِ)‬
‫[ُٕ‪-‬أ]‪ ،‬كشيخنا البرىاف صاحب الترجمة في مصنفاتو كأجوبتو (ّ) طويل النفس‪ ،‬حسن‬
‫األسلوب‪ ،‬كثير التعرض لؤلطراؼ‪ ،‬كالتوشيح بالفوائد‪ ،‬بديع الوضع عجيب الصنع مستوفي‬
‫األقواؿ كاألدلة‪ ،‬كيحقق المسألة كيقرر محل النزاع‪ ،‬كيستوفي جميع ما يتعلق بذلك كنفسو‬
‫ككضعو يشبو من نفس العبلمة (ابن) القيم في مؤلفاتو حتى أنو يلتبس بو ككثيران ما يحذكا في‬
‫رسائلو حذك العبلمة الجبلؿ في صنعة التأليف‪ ،‬كيعجبو في مصنفاتو استعماؿ التقاسيم كاألنواع‬
‫كذكر الفصوؿ كاألكجو كما يفعلو العبلمة ابن دقيق العيد‪ ،‬كاإلماـ يحي بن حمزة (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬التعليقات الحسنة كاالعتراضات الرضية‪.‬‬
‫(ِ) انظر‪ :‬األعبلـ (ُ‪ ،)ُْٓ/‬حلية البشر (ُ‪.)ُٖٗ/‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬كأجوباتو‪.‬‬
‫(ْ) انظر لمزيد حوؿ ترجمتو‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِِْ‪ ،)ُُُّ-‬ترجمة‬
‫(ُُّٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕٕ/‬‬

‫في مؤلفاتهما كغالب مصنفات صاحب الترجمة ينهج نهج فيها ىذه المناىج‪ ،‬فيجمع بين طوؿ‬
‫النفس كاستيفاء األطراؼ كابن القيم كبين حسن األسلوب كتوزيع الفوائد كتنويع [ُّأ‪-‬جػ]‬
‫األبحاث كذكر األكجو كابن دقيق العيد‪ ،‬كبين جودة الوضع كتحقيق المسائل كالفحص عن‬
‫األدلة كالعبلمة الجبلؿ كلقد أعطاه اهلل تعالى ملكة في العلوـ يعجز البلغاء عن التعبير عنها‪،‬‬
‫جها بالقواعد األصولية‪ ،‬كالقوانين اآللية كيربطها‬
‫مز ى‬
‫فإنها تورد عليو مثبلن مثل المسألة الفرعية فىػيي ٍ‬
‫بالضوابط الكلية‪ ،‬كيورد لها األشباه كالنظائر‪ ،‬كيستدؿ عليها بالدالئل النقلية‪ ،‬كالقياسات‬
‫التمثيلية كأك المنطقية‪ ،‬حتى يبتهت السامع المحقق‪ ،‬كيتحير اللبيب الحاذؽ‪ ،‬ككذلك إذا‬
‫أكردت عليو المسألة األصولية ىخ َّرج عليها المسائل الفرعية‪ ،‬كفرع عليها األحكاـ الجزئية‪،‬‬
‫كأكرد ما يناسبها كأشباىها كنظائرىا كما يرد عليها كدليلها كما يختاره فيها كمزجها بالقواعد‬
‫النحوية كالبيانية‪ ،‬كالقضايا المنطقية حتى يتخيل للسامع أنو يستملي من كتاب كيظن من لم‬
‫يمارسو أنو ال يعرؼ إال تلك المسألة لما يرل من شدة تحقيقو لها كجودة بحثو فيها‪ ،‬كطالما‬
‫رأيتو يجيب في الفتاكم بالجوابات التي ال يقدر عليها غيره من دكف أف ينظر في كتاب أك‬
‫يبحث لها في باب‪ ،‬ككاف يسأؿ طلبتو المحققين عن موضع قراءتهم على غيره من المشايخ‬
‫المشائخ في أم فن فإذا أجاب الطالب بأنو بلغ الدرس إلى موضع كذا ككذا‪ ،‬أك مسألة كذا‬
‫ككذا‪ ،‬أكرد عليو إشكاالت في ذلك الموضع‪ ،‬أك في تلك المسألة ال يكاد ينقضى عنها أحد‪،‬‬
‫حتى يخجل الطالب لقرب عهده بالبحث كمركره فيو من غير خطور تلك المشكبلت في بالو‪،‬‬
‫أك باؿ شيخو‪ ،‬ثم يجيب صاحب الترجمة عنها بأحسن األجوبة‪ ،‬كطالما أكردت عليو أنا كغيرم‬
‫مباحثان يظن أنها تحتاج إلى مزيد بحث‪ ،‬كفضل تأمل فيبحث عنها بسرعة كأنو ال يعرؼ إال تلك‬
‫فقط‪ ،‬ككثيران ما يراجعو المحققوف بأبحاث قد حققوىا كنظركا فيها قبيل مجيئهم إليو‪ ،‬فيراجعهم‬
‫حتى‬

‫(ُ‪)ٕٖ/‬‬
‫يظن أنو أقرب عهدان منهم بمراجعة كتبها‪ ،‬كبالجملة فما ىو إال من اآليات الباىرة‪ ،‬ككاف ال‬
‫ينظر في الكتب التي يدرس فيها‪ ،‬كال يراجعها كما يفعلو المشايخ المشائخ من [ُٖ‪-‬أ]‬
‫درسهم لمعاشر األدكاؿ‪ ،‬كنظرىم في الحواشي كالمتعلقات‪ ،‬بل قد يأخذ التلميذ نسخة‬
‫صاحب [ُّب‪-‬جػ] الترجمة الذم يي ىد ًر ىسو فيها لينقل منها حواشي أك شيء من أنظاره أك‬
‫يصحح منها نسختو ثم ال يرجعها إال كقت التدريس فيقرل التبلميذ إقراء لو درسو غيره أيامان‬
‫لما كاف مثلو‪ ،‬ثم يورد على ذلك األنظار‪ ،‬كيجيب عما أشكل فيو كيعلق على مواضع منو مع‬
‫كوف الكتب التي يدرس فيها من المطوالت [ٗب‪-‬ب] المحتاجة إلى مزيد تأمل كفضل عناية‬
‫كػ(الكشاؼ) كحواشيو‪ ،‬ك(ضوء النهار) ك(المجاز) ك(المطوؿ) كحواشيو‪ ،‬ك(شرح الرضي) في‬
‫النحو كشرحو أيضان (ُ) في الصرؼ‪ ،‬ك(شرح الرسالة الشمسية) كحواشيهما‪ ،‬ك(العضد)‬
‫أج ّْل‬
‫ك(الهداية) كحواشيهما‪ ،‬دع عنك غيرىا من المتوسطات كالمختصرات مع كوف تبلميذه من َّ‬
‫أىل العصر كأعظمهم تحقيقان كتدقيقان‪.‬‬
‫[من أخذ كتخرج عليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) أيضان‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕٗ/‬‬

‫كقد تخرج عليو منهم جماعة كمؤلف ىذه التراجم‪ :‬إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي غفر اهلل لو فإني‬
‫لم [ُْأ‪-‬جػ] أتخرج إال عليو في جميع العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬كما استفدت إال منو‪ ،‬كلقد‬
‫اعتنى بي كىذبني كرقَّاني إلى أعلى الدرجات‪ ،‬كاستفرغ كسعو في إفادتي كأحسن إلي جزاه اهلل‬
‫عني خيران‪ ،‬ككافأه بالحسنى‪ ،‬كممن تخرج عليو المولى العبلمة حساـ اإلسبلـ المحسن بن عبد‬
‫الكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ كالقاضي العبلمة الحسين بن محمد العنسي اآلتي‬
‫ذكرىما إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬فإنهما قرءا عليو في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كالمنطق‪،‬‬
‫كنظم المولى الحساـ (مغني اللبيب) حاؿ قراءتو على شيخنا البرىاف صاحب الترجمة نظمان‬
‫نفيسان حل ًوان بعبارات رشيقة موجزة‪ ،‬كشرحو شرحان لطيفان محققان مبينان لمقاصده‪ ،‬موشحان بالفوائد‪،‬‬
‫ككاف يعرض النظم كالشرح على صاحب الترجمة فيقره أك يهذب منو مواضع حتى جاء مؤلفان‬
‫مغنيان عما سواه‪ ،‬كقد أمرني شيخنا صاحب الترجمة أف أشرحو شرحان مبسوطان أك أيعلق عليو‬
‫حاشية مستوفية لجميع األبحاث كأنا عازـ على امتثاؿ أمره الشريف إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫كمما قالو الحساـ في الخطبة‪:‬‬
‫ككلما استفدتو من مسألة‬
‫الفاضل الحبر أبي إسماعيل‬
‫فإف علمي نقطة من يمو ‪ ...‬فمن علوـ شيخنا محصلة‬
‫كسيد األئمة البهاليل(ُ)‬
‫ككالشعاع من شموس علمو‬
‫__________‬
‫(ُ) البهاليل‪ :‬الجامعوف لصفات الخير كالعلم كالقدكة‪.‬‬

‫(ُ‪)َٖ/‬‬

‫كممن(ُ) كمن أخذ عنو في العلوـ الوزير العبلمة الكريم شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش‬
‫األتي ذكره كأنا مرافق لو في قراءتو عليو‪ ،‬كسيأتي ذكرىا في ترجمتو كغيرىم ممن يطوؿ‬
‫تعدادىم[ُٗ‪-‬أ] كجعل اهلل تعالى [ُْب‪-‬جػ] في تدريسو بركة (عظيمة) كأعطاه ملكة باىرة‬
‫في حسن التعليم كإلقاء دقائق المسائل كالتعبير بالعبارات العذبة السهلة التي يفهمها كل أحد‪،‬‬
‫فإف التلميذ ال يمضي في البحث إال كىو في الظهور كشمس النهار‪ ،‬كال يقرأ عليو أحد إال نبل‬
‫كناؿ حظان كافران كطالما كاف يعرض لي عدة إشكاالت مظلمة فيما أقرأه عليو فإذا كقفت بين‬
‫يديو زالت بمجرد إمبلئو ببركتو كحسن إلقائو‪ ،‬كسهولة عباراتو‪ ،‬ككاف شديد التواضع في اإلقراء‬
‫ال يرل لنفسو حقان كال فضيلة‪ ،‬كربما ظهر لو في البحث ما ىو مرجوح فإذا ً‬
‫ركجع كظهر لو‬
‫الراجح بادر إلى التسليم كنسب الغلط إلى نفسو‪ ،‬كشكر لتلميذه ذلك الصنيع(ِ)‪ ،‬كإذا رأل‬
‫من تلميذه أدنى فائدة أك رآه استشكل أم عبارة حسن لو ذلك كعظمو كرفع شأنو‪ ،‬كنوه بذلك‬
‫عند أصحابو حتى ينشطو للنظر كيرغبو للتأمل‪ ،‬كىذا مع اشتغالو بالفتيا كجوابات األسئلة‬
‫الواردة عليو‪ ،‬كتأليف الرسائل كمجالسة إخوانو كمعاشرة أصدقائو‪ ،‬كقضاء حوائج المتوسلين‬
‫إليو‪ ،‬فإف مقامو في كل يوـ ال يبرح عن األعياف كالعلماء كالطلبة كاألغراب الوافدين‬
‫كالمسترشدين كالمستشفعين كالمتوسلين كنحوىم من كبير كصغير[َُأ‪-‬ب] كعظيم كحقير‪،‬‬
‫كىو يقبل على كل كاحد منهم‪ ،‬كيقضي حوائجهم كل أحد بحسبو‪ ،‬كيراجع العلماء كيفيد‬
‫الطالبين‪ ،‬كيطابق مقتضى حاؿ كل أحد منهم مع تواضع شديد [ُٓأ‪-‬جػ] كاحتماؿ[َِ‪-‬أ]‬
‫ال يقدر علية أحد‪ ،‬كتودد كصبر كتعظيم للصغير كالكبير‪ ،‬كحسن خلق يعجز قلمي كلساني عن‬
‫كصفة‪ ،‬حتى يضرب بو المثل‪ ،‬كلم أرل كاهلل مثل حسن خلقو ألحد من الناس‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كممن‪ :‬في (أ‪،‬ب)‪:‬من‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬الصنع‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٖ/‬‬

‫كأما سائر صفاتو العلية كسماتو المصطفوية‪ ،‬كخبللو النبوية‪ ،‬كأحوالو المرضية‪ ،‬كلطف طباعو‬
‫ككرمو كمركءتو ككرعو كزىده كسكينتو كلين جانبو كقوة ساعده في جميع الكماالت‪ ،‬ككفور عقلو‬
‫كمعرفتو بالحقائق كنقادتو كسعة صدره‪ ،‬كسبلمة طويتو‪ ،‬كحسن عقيدتو كطريقتو فكل ذلك مما‬
‫ال يمكن التعبير عنو‪ ،‬فإنو شيء يفوت العد كلو شرحت قطرة من بحاره لخشيت كاهلل من‬
‫التكذيب‪ ،‬كال يهمني من لم يعرؼ الحقيقة‪ ،‬كما أقوؿ إال كما قاؿ القاضي أحمد بن‬
‫خلكاف(ُ) في ترجمة الشيخ كماؿ الدين بن يونس‪( : )ِ(:‬كىذا مع رئاسة قعساء‪ ،‬كضخامة‬
‫جليلة‪ ،‬كشرؼ باذخ‪ ،‬كنفس أبية‪ ،‬كىمة ىعلًيَّة‪ ،‬كحظ كبير‪ ،‬كجاه عظيم‪ ،‬كديانة صميمة‪ ،‬ككرع‬
‫كطهارة‪ ،‬كلقد أخبرني مراران أنو يمتنع في النوـ من الوقوع في الشبهات كما يمتنع في اليقظة‪،‬‬
‫كلم يحتلم قط في المناـ إال بمن يحل لو كطئها؛ كقد ركم نحو ىذا عن بن سيرين (ّ)رحمو‬
‫اهلل‪ ،‬كفي ىذا المعنى يقوؿ أبو الحسن بن طباطبا(ْ)‪.‬‬
‫اهلل يعلم ما أتيت خنا ‪ ...‬إف أكثر العذاؿ أك سفهوا [ُٓب‪-‬جػ]‬
‫ماذا يعيب الناس من رجل ‪ ...‬خلص العفاؼ من األناـ لو‬
‫يقضانو كمنامو شرع ‪ ...‬كل بكل منو مشتبو‬
‫إف ىم في حلم بفاحشة ‪ ...‬زجرتو عفتو فينتبو‬
‫__________‬
‫(ُ) ابن خلكاف‪ :‬انظر ترجمة في معجم المؤلفين (ِ‪.)ٓٗ/‬‬
‫(ِ) ىو موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد الفقيو الشافعي‪ .‬ينظر ترجمتو بوفيات األعياف‬
‫(ّ‪ .)َُٔ-ُٓٔ/‬البن خلكاف‪.‬‬
‫(ّ) ابن سيرين ىو محمد بن سيرين البصرم‪.‬‬
‫…انظر حوؿ ترجمتو معجم المؤلفين (َُ‪.)ٓٗ/‬‬
‫(ْ) ىو محمد بن أحمد أحمد بن إبراىيم طباطبا أبو الحسن‪ ،‬أديب شاعر توفي سنة‬
‫(ِِّىػ‪ُّْٗ/‬ـ) انظر‪ :‬معجم المؤلفين (ٖ‪.)ُِّ/‬‬

‫(ُ‪)ِٖ/‬‬
‫ىذا كأما آدابو فإنو الركض النضير‪ ،‬كالمجمع على لطافتو كحسنو عند الصغير كالكبير‪ ،‬كليس‬
‫المراد من األدب مجرد حفظ األشعار‪ ،‬بل حفظها مع حسن االنتقاد‪ ،‬كمعرفة النكات‬
‫كاإلشارات اللطيفة‪ ،‬كالوجوه البيانية‪ ،‬كالمحسنات البديعة‪ ،‬كإصابة الغرض‪ ،‬كمناسبة المقامات‪،‬‬
‫كمراعاة مقتضيات األحواؿ‪ ،‬كالتفريق بين الفاضل من المفضوؿ‪ ،‬كالمجيد من غيره‪ ،‬كإيراد‬
‫األشباه كالنظائر كالقضايا كاألخبار كاألمثاؿ المناسبة للمقصود‪ ،‬كاالطبلع على السابق‬
‫كالبلحق‪ ،‬كالمبتكر كالسارؽ‪ ،‬كاآلخذ كالموافق‪ ،‬مع ما تضمنو من الببلغة كاشتملت عليو من‬
‫الفصاحة كنحو ذلك من االعتبارات التي ال يعقلها إال من رسخت ملكتو في العلوـ‪ ،‬كضرب‬
‫فيها بسهم قاسر(ُ) قامر كباع طويل [ُِ‪-‬أ]‪ ،‬كلو شعر أرؽ من النسيم‪ ،‬كلكنو لجبللة قدره‬
‫ال يرضى على شيء منو‪ ،‬كال يمكن أصحابو من إثباتو كال حفظو‪ ،‬ككثيران ما يكتب القصيدة من‬
‫إنشائو ثم يمزقها في الحاؿ‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬إف الشعر فضيلة الناقص‪ ،‬كلو عدة مقطعات ينشئها في‬
‫الحاؿ كيودعها في غضوف [ُٔأ‪-‬جػ] رسائلو كنثره‪ ،‬كربما أضطر إلى إجابة مكاتبات إخوانو‪،‬‬
‫فينشئ الجوابات في الحاؿ كيرسلو في ثوب كالدتو من غير تهذيب كال تسويد‪ ،‬كيأمر المجاب‬
‫عليو بتمزيقو كقولو مجيبان على شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد األمير كقد كتب‬
‫إليو أبياتان يعتذر فيها‪ ،‬كسيأتي ذكرىا قريبان‪ ،‬فأجاب شيخنا صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫زارت فوافت بالحمى مكمدا‬
‫مبلبل األشواؽ يشكو الصدا‬
‫عقيلة لو أف لي قدرةن‬
‫األسود‬
‫ى‬ ‫فرشت من عيني لها‬
‫جاءت إلينا من قصور العبل‬
‫فصار لي دىرم بها مسعدا‬
‫تنفث بالسحر كلكنها‬
‫قد أرشدتنا(ِ) لطريق الهدل‬
‫كافت إلى ربعي نهاران فلن‬
‫تجعل عندم لليالي يدا‬
‫كأنو حين بدت شمسو‬
‫عرض لعبد اهلل عالي المدل‬
‫مجتهد العصر كنظاره‬
‫كمن ألركاف التيقى شي ىد‬
‫العالم المفضاؿ من زينت‬
‫علومو(ّ) المتهم كالمنجدا‬
‫__________‬
‫(ُ) قاسر‪ :‬أم قاىر كغالب‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬شبنا‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬علوـ‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖ/‬‬

‫كسيد العترة في كقتو‬


‫كمن بو التعليم كاالقتدا‬
‫من فاخرت صنعاء بو غيرىا‬
‫لذاؾ يدعى في المبلء أكحدا‬
‫يا قمر العلم الذم نوره‬
‫يجلو ظبلـ الجهل لما بدا [ُٔب‪-‬جػ]‬
‫شرفتني إذ جاء من عندكم‬
‫عقد من النظم غدل مفردا‬
‫قلدتني منو بما زانني‬
‫فأعجب لمن قيػلٌد قد قىل ىد[ِِ‪-‬أ]‬
‫كإنني كاهلل أكلى بأف‬
‫أطلب منك العذر بادم بدأ‬
‫في حقكم ال يمترم عاقل‬
‫كحبكم في القلب قد أيكد‬
‫فكيف ال أقصدكم الثمان‬
‫لكفك الطاىر بحر الندل‬
‫كأنك الكعبة للعلم‬
‫كالكعبة ال بد كأف تقصد‬
‫كاهلل يبقيك لنا سالمان‬
‫تغيض أىل الزيغ كاالعتدا‬
‫في نعمة ليس لهاغاية‬
‫موفقان في الختم كاالبتدا‬
‫ككقولو في غضوف جواب إلى بعض إخوانو كىي من أبيات[من الطويل]‪:‬‬
‫وجع‬
‫ص يدكدؾ يم ي‬
‫كفي القلب ىج ٍمر من ي‬
‫يب ثنائي فوقو يتضوع(ُ)‬ ‫ً‬
‫كط ي‬
‫سكونوي‬
‫المحب ي‬
‫ّْ‬ ‫كمن كاف في قلب‬
‫يخل في القلب موضع‬ ‫ً‬
‫من يحبٌو لم ي‬
‫فسياف منو قربو كبعاده‬
‫أف قرب الدار للمرء أنفع‬‫كعلى َّ‬
‫ككقولو على لساف ابن أخيو المولى بدر اإلسبلـ محمد بن أحمد بن عبد القادر كتبها إلى كالده‬
‫المولى صفي الدين‪ ،‬كىو بجبلة (ِ)كصاحب الترجمة إذ ذاؾ بالركضة (ّ) [من الخفيف]‪:‬‬
‫للسبلـ تأخ يذ عهدان‬
‫ص ىدرت َّ‬ ‫ى‬
‫و‬
‫غصوف‬ ‫نت طيورىا في‬‫قد تىػغى َّ‬
‫يم فيها عليبلن‬ ‫ً‬
‫شى النٌس ي‬‫كتم ٌ‬
‫بعد أف تبلغ السبلـ إليكم‬
‫تخبر المالك األجل أماـ العلم‬
‫أنني في النعيم كالخير كاإلحساف‬
‫عن قريب يعود أحسن عود‬
‫كأبلغوا أشرؼ التحيات كاإلكراـ‬
‫ككذا من حول مقامكم الرحب ‪ ...‬من رياض تيزًرم (ْ) بنهر األإلبلة‬
‫ألبستها الغماـ أحسن يحلَّة‬
‫__________‬
‫(ُ) يتضوع‪ :‬أم يفوح كينتشر‪.‬‬
‫(ِ) جبلة‪ :‬مدينة مشهورة بالجنوب الغربي من مدينة إب بينهما أربعة أمياؿ تقريبان أكؿ من‬
‫اختطاىا عبد اهلل بن محمد الصليحي في سنة (ْٖٓىػ) بأمر أخيو الملك علي بن محمد‬
‫الصليحي‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي ط(ُِِْىػ‪ََِِ/‬ـ) (ُ‪.)ِٖٓ/‬‬
‫(ّ) الركضة‪ :‬سيأتي التعريف بهذا الموضع الحقان‪.‬‬
‫(ْ) تزرم‪ :‬أم تحقر‪.‬‬

‫(ُ‪)ْٖ/‬‬
‫كسقاىا جوف السحائب كبلٌو(ُ)‬
‫كتؤدم في الكف سبعين قبلو كتؤدم في الكف سبعين قبلو‬
‫[ُٕأ‪-‬جػ ]‬
‫كالمكرمات من صار رحلو‬
‫ال نشتكي سول البين علة‬
‫كيحط الرحاؿ في سفح (جبلو)‬
‫من سادكا الزماف كأىلو‬
‫من األصدقاء الكراـ األجلو[ِّ‪-‬أ]‬
‫ككتب إليو كالده المولى الوجيو رحمو اهلل تعالى من (حماـ علي)(ِ) المعركؼ بببلد (آنس)‬
‫كقد كاف المولى الوجيو عزـ إليو للتداكم من (كوكباف)‪:‬‬
‫تحية تخص كوكبانا‬
‫تبلغ سادات األناـ فيو‬
‫فهم للفظ المكرمات معنا‬
‫كخص من بينهم نجلي الذم‬
‫فسيبوه الفرد في اإلتقاف‬
‫لو عرفوه كقفوا ببابو‬
‫ككيف ال يصدؽ فيو قولي‬
‫كليس في اإلسبلـ علم يوجد‬
‫كقل لو أبوؾ من فقدؾ قد‬
‫فاهلل أرجو أف يمن باللقاء‬
‫كىاؾ فاسمع خبر الطريقلطريق ‪ ...‬حيث ترل اإليماف كاألمانا‬
‫من عالم أك ما جد نبيو‬
‫فاترؾ لديهم حاتمان كمعنا‬
‫غدل بتدقيق العلوـ يغتذم‬
‫كالشيخ عبد القاىر الجرجاني‬
‫كاكتحلوا بالتراب من أعتابو‬
‫كىو سليل بضعة الرسوؿ‬
‫من غير بيت المصطفى ال يجحد‬
‫زاد بو ىح ُّر النول كقد ىكقَّد‬
‫في نعم يزينها حسن التقى‬
‫كما رايناه على التحقيق[ُٕب‪-‬جػ]رأيناه على التحقيق‬
‫كىي طويلة حسنو كسنثبتها إف شاء اهلل في ترجمة الوجيو (ّ) كمما خاطبو بو كالده كىو في‬
‫سن الطلب يحثو على اإلجتهاد في العلوـ قولو‪:‬‬
‫ني اجتهد في اكتساب العلوـ‬
‫بي َّ‬
‫أما تنظر البدر لما سعى‬
‫كقد شاد أباؤنا للورل‬
‫كإف جميع العلوـ التي‬
‫فإف نحن نسكن (ْ) ما قد ‪ ...‬لوجو الذم[ُّأ‪-‬ب] بالمنى خصنا‬
‫أفيد كماؿ السنى‬
‫ضئيبلن أفيو ٍ‬
‫علومان كما قد أشادكا لنا‬
‫بأيدم البرية من بيتنا‬
‫__________‬
‫(ُ) جوف‪ ..‬كهلل‪ :‬أم ماؤه المنهمر الشديد‪.‬‬
‫(ِ) حماـ علي‪ :‬كطن من أعماؿ آنس ضوراف اشتهر بمياىو المعدنية الحارة التي يستشفي بها‬
‫الناس‪.‬‬
‫…انظر حوؿ آنس كحماـ علي ‪ :‬معجم الحجرم (ُ‪ )ُّ-ُِ/‬المقحفي ص(َُِ‪.)ٓ،‬‬
‫(ّ) انظر بقية القصيدة في ترجمة العبلمة عبد القادر بن أحمد خبلؿ الجزء الثاني إف شاء اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬فنحن نسكن‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٓ/‬‬

‫بنوا كإال سيسكنو غيرنا‬


‫ككتب إليو (ُ) األخ العبلمة محسن بن عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ في ىذه‬
‫األياـ يتشكي من تخلف شيخنا صاحب الترجمة عن القراءة لزكاـ منعو فقاؿ الحساـ‪:‬‬
‫موالم من لوال معين ‪ ...‬علومو لم اشف غلو‬
‫ىاجرت إخواني الذين ‪ ...‬ىم األحبة كاألخلو‬
‫كقطعت شطر الليل في ‪ ...‬درس المسائل كاألدلة‬
‫كأتيت كي أشفى عقابيل ‪ ...‬الجهالة كالمظلو‬
‫فرجعت مكسور الجناح ‪ ...‬كناقة عادتو علة‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫موالم عمدة ذم الفضائل ‪ ...‬كالعبل كسواه‬
‫فضلو كمحقق المعقوؿ ‪ ...‬كالمنقوؿ تفصيبلن كجملة‬
‫كإماـ كل المكرمات ‪ ...‬كسيد القوـ األجلة‬
‫كاهلل ال أرضى سول ‪ ...‬درس المسائل كاألدلة‬
‫لكن كالدكم شفاه اهلل ‪ ...‬يشكو اليوـ نزلو‬
‫فالمنع للتدريس يا موالم ‪ ...‬ليس لغير عليو [ُٖأ‪-‬جػ]لغير علو‬
‫فأعذره فأنت أجل من ‪ ...‬يعفو إذا جنت األخلو‬
‫قاؿ شيخنا‪ :‬كال يقاؿ إف النظر إلى الجناية من عدـ العناية؛ ألنو يقاؿ إف حسنات األبرار‬
‫سيئات المقربين [ِْ‪-‬أ] ككتب إليو شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد األمير ىذه‬
‫القصيدة‪ ،‬كقد كاف شيخنا صاحب الترجمة كصل إلى بيتو مرتين لتعويد عيد فلم يجده في‬
‫البيت‪ ،‬فأرسل بهذا معتذران كقد تقدـ جواب صاحب الترجمة عليها‪:‬‬
‫موالم موالم إماـ الهدم‬
‫كمن ىو العمدة في عصرنا‬
‫شمس عبل عم الورل نورىا‬
‫كالشمس تهدم سالكان نهجو‬
‫عم البرل َّبر ا فإحسانو‬
‫ازدحم الوفاد في بابو‬
‫محقق أبرز من علمو‬
‫محدث صح لنا رفعة‬
‫قد كصل الطالب من جوده‬
‫كمذ غدل الدين غريبا لقد‬
‫ي‬
‫أحسن إذا أعز نظير لو‬
‫قد شنف الشمس بأف زرتني‬
‫كلست أىبلن أىل أف أرل زائران‬
‫كحق مثلي أف أرل خامبلن‬
‫حلسان لدارم فلعلي إذا‬
‫فاعذر فدتك النفس عن غيبتي‬
‫فأنت أعلى أف ترل قاصدان‬
‫كدـ إمامان في العبل مالكان‬
‫كمزؽ القرطاس ستران لو‬
‫قد شمل اإلىماؿ ألفاظو ‪ ...‬كمن بأثواب العلوـ ارتدل‬
‫لطالب التعليم كاالىتدا‬
‫لكنو يهدم لنهج الهدا‬
‫إف ضل أك نهج الهدل أرشد‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬إلى‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٔ/‬‬

‫كم طوؽ الطبلب منو يدا‬


‫طالب علم كمريد الندا‬
‫أبريز علم المصطفى أحم ىد‬
‫مسلسل اإلفضاؿ إذ أسند‬
‫إذ قطع اإلحساف منو الغدل‬
‫راح لتشييد الهدل كاغتدل‬
‫أكرد‬
‫في كضع ذم الجهل بما ى‬
‫مثنى ككل الفضل منك ابت ىد‬
‫كيف مزكران مرة أقص ىد‬
‫في قعر بيتي كاحدان مفردا‬
‫أعرؼ قدرم نادمان ما بدل [ُٖب‪-‬جػ]ما بدل‬
‫فلم يكن في الذىن أف تقص ىد‬
‫مثلي فعندم صار ذا أبع ىد‬
‫أزمة العلم بك االقتدا‬
‫أكرد‬
‫فلفظو يثقل إف ى‬
‫عساه بالتحريق أف يسعدا [ِٓ‪-‬أ] ‪...‬‬
‫كقد كاتبو كمدحو علماء عصره‪ ،‬كأعياف مصره‪ ،‬كنببلء دىره بما لو يجمع لجاء في مجلد ضخم‬
‫خبل أنها أخذت القصائد أكف الضياع لعدـ العناية بجمعها‪ ،‬كلميل صاحب الترجمة إلى ىضم‬
‫نفسو‪ ،‬كعدـ محبة مدحو‪ ،‬كلم أظفر من ذلك إال بما كرد إليو في حاؿ تأليفنا ىذا فمن ذلك ما‬
‫كتبو إليو بدر الدين محمد بن علي سعد الحداد(ُ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪:‬‬
‫ا تلمني فإنها األشواؽ‬
‫لم تدع من خياؿ جسمي عظمان‬
‫أججت في غضوف قلبي ناران‬
‫أسهرت أعيني فطوؿ زماني‬
‫تركتني أبوح بالسر حتى‬
‫كيف كتمي كمن كشاتي نحولي‬
‫ال كربي ال يقدر الكتم أمثالي‬
‫ىي أشواقنا إلى ربت الخاؿ‬
‫عبلة الساعدين ناحلة الخصر‬
‫شتاء‬
‫ىي غصن ال يزدريو ن‬
‫ىي ظبي من أين للظبي خد‬
‫ذات طرؼ تراش منو سهاـ‬
‫ساحر يترؾ اللبيب ببل لب‬
‫ذات ثغر لماه من خمرة الكأس‬
‫راؽ حسنان كرؽ لفظان ففيو‬
‫عز لها مثل‬
‫غادت في المبلح َّ‬
‫فقديم الهول لها بفؤادم‬
‫علي فمثواىا‬
‫إف نأل شخصها َّ‬
‫آه كم ركب القياس قضايا‬
‫يا سقى اهلل بالبواكر عهدان‬
‫حين كردم فيو خدكد ًككًر ٍ‬
‫دم‬
‫ليت شعرم بعوده تسعد‬
‫لم أزؿ ما حييت فيو معنا‬
‫يا عذكلي مهبلن فبل ينفع العذؿ‬
‫فكؤكس العشاؽ (من) (ِ) حب ليلى‬
‫كلقلبي في الصبح منو اصطباح‬
‫لست أسلو إال بمدحي يىمامان‬
‫صارـ الدين كالهدل نجل عبد القادر‬
‫ىو بدر يهدل بو في دياجي‬
‫حافظ للعلوـ فهي سطور‬
‫ىو من معشر كراـ السجايا‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر ترجمتو في موضعو‪ .‬الجزء الثالث‪.‬‬
‫(ِ) في (ب) ‪ :‬في‬

‫(ُ‪)ٖٕ/‬‬

‫يى ٍحيويوف (ُ) ىم يأكلي الشرؼ الجم‬


‫للمعالي بحيث حلوا قراران‬
‫تحبر الصوارـ كالسمر‬
‫عنهم ٍ‬
‫كم أزالوا من مقلة الدىر أقذاءن‬
‫شيدكا فوؽ ىامة الشهب بيتان‬
‫في ذرل الشامخ الذم يعترم‬
‫كإذا طابت األكاصر طاب الفرع‬
‫شاىدم في المقاؿ من ملئ الدىر‬
‫عالم فاضل أديب أريب‬
‫الخليل الجليل من لنظامي‬
‫من إذا أنكر الحسود مقالي‬
‫سدتم الناس آؿ شمس (ِ) بمجد‬
‫دمتم في صحائف المجد بسمان‬
‫؟‬
‫؟‬
‫تركت أدمع العيوف تراؽ‬
‫أك دمان يذىب الضنى كالفراؽ‬
‫ضرني من ضرامها االحتراؽ‬
‫ما ألجفانها عليها انطباؽ‬
‫ما اختفى ما تجنو الحمبلؽ‬
‫كلدمعي على الخدكد استباؽ‬
‫كظنى بأنو ال يطاؽ‬
‫الذم لي من مسكو انتشاؽ‬
‫الذم ال يرل عليو نطاؽ‬
‫ىي بدر ال يعتريو محاؽ‬
‫ىي شمس من أين للشمس ماؽ‬
‫فؤلركاحنا بها إزىاؽ‬
‫إذا يسلىت السيوؼ الرقاؽ‬
‫لو إف تبسمت إئتبلؽ [ُٗأ‪-‬جػ]إئتبلؽ‬
‫لعناء كل مهجة درياؽ‬
‫كما عز في ىواىا النفاؽ‬
‫كإليها حديثو ينساؽ‬
‫بقلبي كىكذا العشاؽ‬
‫سالبات ما أكجب االتفاؽ‬
‫لشموس اللقاء بو إشراؽ[ِٔ‪-‬أ]‬
‫من ثغور كنرجس أحداؽ‬
‫األقدار صبان كيمنح الخبلؽ‬
‫مستهامان كمثلو يشتاؽ‬
‫كللسمع دكنو إصفاؽ‬
‫غير مملؤة ككأسي دىاؽ‬
‫كلو في األصيل منو اغتباؽ‬
‫كل مدح فيمن سواه اختبلؽ‬
‫األكرع الفتى المصداؽ‬
‫مشكبلت منيرىا أغساؽ‬
‫طرسها الصدر منو ال األكراؽ‬
‫ملئت من نداىم اآلفاؽ‬
‫عليهم لواءه خفاؽ‬
‫كلهم بانطبلقها انطبلؽ [ُٗب‪-‬جػ]انطبلؽ‬
‫كجرهد من المذاكي عتاؽ‬
‫بما أرىفوا بها كأراقوا‬
‫فاحتواىم كالمكرمات ركاؽ‬
‫النجم لخوؼ من نطحو إطراؽ‬
‫نببلن كطاؿ منو ابتساؽ‬
‫خبلؿ لجمالها براؽ‬
‫عز من راـ ما حواه لحاؽ‬
‫بدرارم صفاتو انتساؽ‬
‫كرآه يزكؿ عنو الشقاؽ‬
‫و‬
‫كآياد على المبل أطواؽ (ّ)‬
‫كإلى سوحكم تساؽ النياؽ تساؽ النياؽ (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) يحيويوف‪ :‬نسبة إلى اإلمامين يحيى بن الحسين بن القاسم كاإلماـ يحيى شرؼ الدين‪.‬‬
‫(ِ) آؿ شمس‪ :‬أم شمس الدين بن أحمد بن يحيى المرتضى رحمو اهلل‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬أطراؽ‪.‬‬
‫(ْ) نهاية [ُِأ‪-‬ب]‪-ِٕ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٖ/‬‬

‫كمن ذلك ما قالو المولى بدر الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن الحسين بن‬
‫الحسن بن اإلماـ القاسم األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى كأرسل بو إلى صاحب الترجمة في سنة‬
‫(ُُِٓىػ) إلى (الركضة)‪.‬‬
‫عى اهلل عصران مضى باللواء‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كعيشان قطعناه فيو خصيبا‬
‫؟؟‬
‫؟كساعات كصل بركض الحمى‬
‫؟‬
‫؟‬
‫سقى اهلل ركض الحمى كالكثيبا‬
‫؟؟‬
‫؟ملت ملث من القطر كاىي العرل‬
‫؟‬
‫؟‬
‫يعم بو حزنها كالشعوبا‬
‫؟؟‬
‫؟معاىد فيها لبسنا الشباب‬
‫؟‬
‫؟‬
‫غضي كبرد التصابي قشيبا‬
‫؟؟‬
‫؟كفتياف صدؽ حساف الوجوه‬
‫؟‬
‫؟‬
‫يعاطوني الراح كوبان فكوبا [َِأ‪-‬جػ]فكوبا‬
‫؟؟‬
‫؟فشط المزار بأىل الديار‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كبانوا فلم تلف منهم غريبا‬
‫؟؟‬
‫؟كمن صاحب الدىر حينان يرل‬
‫؟‬
‫؟‬
‫من أحداثو كل يوـ عجيبا‬
‫؟؟‬
‫؟يراه يهب ىبوب الرياح‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فطوران شماالن كطوران جنوبا‬
‫؟؟‬
‫؟كلكن يمر بعكس المراد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فيدني بغيضان كيقصي حبيبا‬
‫؟؟‬
‫؟فيا من لصب كثير النحيب‬
‫؟‬
‫؟‬
‫لفقد الحبيب تشق الجيوبا‬
‫؟؟‬
‫؟غدا بالبعاد كليم الفؤاد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫حليف السهاد حزينان كئيبا‬
‫؟؟‬
‫؟فيا قلب صبران لحكم القضاء‬
‫؟‬
‫؟‬
‫عسى من أطاؿ النول أف يؤكبا‬
‫؟؟‬
‫؟كعاقبة الصبر نيل المنى‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فما لسول الصبر نلقى الخطوبا‬
‫؟؟‬
‫؟كإنا كإف ناؿ منا النول‬
‫؟‬
‫؟‬
‫لنرجوا من اهلل كصبلن قريبا‬
‫؟؟‬
‫؟لعل المعيد يجيب العميد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فيدني البعيد كينفي الكركبا‬
‫؟؟‬
‫؟نعم ذاؾ يأتي سريعان فقد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫رجونا كريما سميعان مجيبا‬
‫؟؟‬
‫؟فيا جيرة إرفعوا أزمعوا رحلةن‬
‫؟‬
‫؟‬
‫ؤموف بالعيش ركضان رحيبا‬
‫يي ي‬
‫؟؟‬
‫؟فبل طابت البير من بعدكم‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كأنى ككيف لها أف تطيبا‬
‫؟؟‬
‫؟كقد فارقت منكم بهجة‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كركضان أريضان كحسنان كطيبا‬
‫؟؟‬
‫؟ككنتم بها كعبة الوافدين‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فكل إلى سوحكم مستثيبا‬
‫؟؟‬
‫؟يبلقوف منكم جنابان مريعان‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كعزا منيعان كربعان خصيبا‬
‫؟؟‬
‫؟ففارقتموىا فلم تتركوا‬
‫؟‬
‫؟‬
‫لها بعدكم من سركر نصيبا‬
‫؟؟‬
‫؟فيا من لنفس لفقدانكم‬
‫؟‬
‫؟‬
‫غداة النول أكشكت أف تذكبا‬
‫؟؟‬
‫؟ككادت تبلقي شعوبان كقد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫رأت عيشكم حين جازت حين جازتشعوبا [َِب‪-‬جػ]شعوبا‬
‫؟؟‬

‫(ُ‪)ٖٗ/‬‬

‫؟ألكدعتم القلب مني األسى‬


‫؟‬
‫؟‬
‫كأضرمتموا في حشاه اللهيبا‬
‫؟؟‬
‫؟ككم قد ىممت لشوقي لكم‬
‫؟‬
‫؟‬
‫بأني أطير إليكم كثوبا‬
‫؟؟‬
‫؟فأقعدني الدىر عن قصدكم‬
‫؟‬
‫؟‬
‫(كأرسلت) (ُ) مدحي لكم مستنيبػ‬
‫كمن ذلك ما كتبو سيدم العبلمة الجمالي علي بن علي القارة األتي ذكره كقد بقى لدل شيخنا‬
‫بػ(الركضة) أيامان ثم رجع (صنعاء) كأرسل إليو بهذه األبيات‪:‬‬
‫ف يسر جسمي فما سار فؤادم‬
‫لم تزؿ تلقى عيني كعلى‬
‫عجبان أمكن سيرم كعلى‬
‫عم من راـ يومان حصرىا‬‫ً‬
‫ن ي‬
‫إلماـ لم تزؿ أكصافو‬
‫شيم‬
‫شنَّفت أذف المعالي ه‬
‫مالو في جودة ثاف كال عنو‬
‫كىو إف كاف يسمى ثالثان‬
‫كىو في اللطف نسيم المنحنى‬
‫كىو يوـ الفضل ما تعرفو‬
‫سل فنوف العلم من صاحبها‬
‫كذكم الحاجات أما صعبت‬
‫كسل األضياؼ ىل يومان شكى‬
‫مالو مشترؾ بين الورل‬
‫ال تقس قط أياديو على‬
‫أيها السابق للناس إلى‬
‫أنت من ىحيَّػ ىر فكرم نعتو‬
‫إنما ذلك شيئان لم ً‬
‫أطق‬
‫فلكم مانعت من يسأؿ ما‬
‫ال أرل طوؿ نجاد حسنان‬
‫؟‬
‫؟‬
‫عنك يا جم الندا جم األيادم‬
‫خاطر منى كفي كسط السواد‬
‫كاىلي ما ىو كالسبع الشداد‬
‫راـ حصر الرمل في أطوؿ ناد‬
‫سكر الدىر كتعطير الببلد‬
‫منو إذ بلٌت لها غلة صادم‬
‫ذا جوىرة ذات انفراد‬
‫فلشيئين خضم كعغواد‬
‫كىو في حلم لو صخرة كادم‬
‫أنت إف لم تك من صم الجماد‬
‫كالذم أضحت لو طوع القياد‬
‫كغدت من دكنها خرط القتاد‬
‫منهم غير صدكد كبعاد [ُِأ‪-‬جػ]كبعاد‬
‫إنما الفضل لو دكف العباد‬
‫غيرىا يا من غدا قس إياد‬
‫ما كبى في طرقو كل جواد‬
‫كخبى في مدحو قدح ز ً‬
‫ناد‬
‫رقمو لو أصبح البحر مداد‬
‫نعت موالم كلم يدر مرادم‬
‫في الكنى عنو كال كثر رما‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة يوـ ثبلثة عشر خلت من رمضاف سنة ُِِّىػ‪-ِٗ[ .‬أ] (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬فارسلت‪.‬‬
‫(ِ) كرد في أصولي بعد ذلك‪ :‬كبينو كبين المؤلف لهذا‪ :‬خمسة كعشرين يومان كلحق بعده إلى‬
‫جوار اهلل تعالى رحمهم اهلل تعالى جميعان‪.‬‬
‫…كىذا ليس من أصل المؤلف كإنما من النساخ‪.‬‬

‫(ُ‪)َٗ/‬‬

‫[(ِ‪ )/‬إبراىيم بن القاسم بن المؤيد] (ُ) (مؤلف طبقات الزيدية)]‬


‫(‪ُُّٓ-.....‬ىػ‪َُّٕ-...../‬ـ) (كفاتو نحو سنة ُُّٓىػ‪ -‬نحو َُّٕـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى صارـ الدين إبراىيم بن القاسم بن المؤيد باهلل محمد بن المنصور باهلل القاسم بن محمد‬
‫بن علي بن الرشيد بن أحمد بن األمير الحسين بن علي بن يحي بن محمد بن يوسف األشل‬
‫(ِ) ‪-‬نسبة لو إلى قرية من قرل (صعده)(ّ) تسمى (األشل) ‪ -‬بن القاسم ابن اإلماـ الداعي‬
‫يوسف بن المنصور باهلل يحي بن الناصر لدين اهلل أحمد بن اإلماـ الهادم إلى الحق عليهم‬
‫السبلـ كبقية النسب تقدـ‪. )ْ(.‬‬
‫[نشأتو كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) البدر الطالع (ُ‪ ،)ِّ-ِِ/‬جامع المئوف في أخبار كتراجم اليمن الميموف (خ)‪ ،‬بلوغ‬
‫األماني(خ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ْٔ-ٖٓ/‬األعبلـ (ُ‪.)ٖٓ-ٕٓ/‬‬
‫…الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ِّ) بتحقيقنا‪ ،‬طبق الحلول (ِّ) ىامش‪ ،‬المؤرخوف‬
‫اليمنيوف في العصر الحديث (ٗٓ) مصادر أيمن السيد (ِٖٔ‪.)ِٔٗ-‬‬
‫…مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)ِْٕ/ُ( )َُِ/‬المستدرؾ على معجم المؤلفين‪ ،‬كمنو‪ :‬مجلة‬
‫المخطوطات (ُ‪ .)َُِ-َِٗ/‬ثم أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٗٓ‪ )َٔ-‬ترجمة (ُِ)‪،‬‬
‫مقدمة تحقيق الجزء الثالث من كتابو الطبقات عبد السبلـ الوجيو‪.‬‬
‫(ِ) األشل‪ :‬من قرل ببلد صعدة نسب إليها األمير يوسف االشل بن القاسم‪،‬‬
‫…انظر معجم الحجرم (ُ‪ ،)ِٖ/‬المقحفي ص(ّٕ)‪.‬‬
‫(ّ) صعدة‪ :‬مدينة تأريخية تقع في الشماؿ من صنعاء كعلى بعد (ِّْ)كم‪،‬منها كترتفع على‬
‫سطح البحر بػ (ُِِٔـ) كانت تسمى قديمان باسم جماع‪ .‬كلم تعرؼ بهذا اإلسم إال منذ الف‬
‫عاـ تقريبان‪ .‬انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ّ‪ )َْٖ-ْٕٔ/‬المقحفي ص(َّٗ‪.)ُّٗ-‬‬
‫(ْ) تقدـ بقية النسب في الترجمة السابقة (ُ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٗ/‬‬
‫نشأ صاحب الترجمة بػ(شهارة)بشهارة‪ ،‬كقرأ على المشايخالمشائخ‪ ،‬كنظر كطالع كاشتغل‬
‫بالتاريخ‪ ،‬ككتب الرجاؿ حتى مهر في ذلك‪ ،‬كتفرد كعكف على كتب المذىب كنحوىا على‬
‫مشايئخ عصره‪ ،‬كطلب اإلجازة ممن ال(ُ) يمكنو األخذ عنو‪ ،‬كمن مشايخو مشائخو السيد‬
‫العبلمة إبراىيم بن الهادم القاسمي المعركؼ بالمغربي(ِ)‪ ،‬كالسيد العبلمة أحمد بن محمد بن‬
‫الحسن الكبسي (ّ) الحاكم بػ(الركضة)‪ ،‬كالسيد العبلمة أحمد بن محمد العياني(ْ)‪ ،‬ككلده‬
‫القاسم بن المؤيد(ٓ)‪ ،‬كأخواه المولى الحسين بن القاسم كالحسن بن القاسم‪ ،‬كالقاضي‬
‫العبلمة الحسن بن محمد المغربي‪ ،‬كالسيد العبلمة الحسين بن أحمد زبارة‪ ،‬كالمولى زيد بن‬
‫محمد بن الحسن‪ ،‬كالسيد صبلح األخفش‪ ،‬كالسيد عبد اهلل بن علي الوزير‪ ،‬كالقاضي‬
‫[ُِب‪-‬جػ] طو بن عبد اهلل السادة(ٔ)‪ ،‬كغيرىم‪.‬‬
‫كأخذ عن الفقيو العبلمة أحمد بن محمد األكوع(ٕ)‪ ،‬كعن القاضي أحمد بن سعد الدين‬
‫المسورم(ٖ)‪ (( .‬كمداد أسانيده عليو)) (ٗ) ‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كأخذ عنو جماعة منهم المولى العبلمة أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن ابن المنصور‬
‫األتي ذكره قريبان إف شاء اهلل‪.‬‬
‫[ طريق سند المؤلف بصاحب الترجمة]‬
‫كمنو اتصل إسنادم إلى صاحب الترجمة‪ ،‬فإني أركم عن المولى العبلمة علي بن إبراىيم بن‬
‫عامر رحمو اهلل تعالى‪ ،‬عن شيخو العبلمة حامد بن حسن شاكر(َُ)‪ ،‬عن المولى أحمد بن‬
‫يوسف عنو‪ ،‬كقد تضمن ذلك ثبت إجازاتي‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬لم‪.‬‬
‫(ِ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ‪.)ِٕ-ُٕ/‬‬
‫(ّ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ‪.)َِٓ-ِْٖ/‬‬
‫(ْ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ‪.)ِٖٔ-ِٖٓ/‬‬
‫(ٓ) ترجمتو بنفس المصدر (ِ‪.)َّٕ-َّٓ/‬‬
‫(ٔ) نشر العرؼ (ُ‪.)َٖٕ-َٖٔ/‬‬
‫(ٕ) ترجمتو بنفس المصدر (ُ‪.)ِٖٕ-ِٖٔ/‬‬
‫(ٖ) ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َُٖ‪.)َُُ-‬‬
‫(ٗ) ما بين (( )) ساقط في (أ‪،‬ب)‪.‬‬
‫(َُ) ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َِٗ) ترجمة (ِٔٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٗ/‬‬

‫كصنف صاحب الترجمة (الطبقات) (ُ) في مجلدين ضخمين جمع فيو أسماء الركاة الذين في‬
‫كتب األئمة الزيدية (ِ)‪ ،‬فأكعى كلم يشذ عنو أحد‪ ،‬كدؿ على تمكنو في ىذا الفن كتبحره‪،‬‬
‫كسعة إطبلعو‪ ،‬كقوة باعو‪ ،‬كاستوفى جميع طبقاتهم إلى زمانو فذكر رجاؿ عصره‪ ،‬كمشايئخ‬
‫قطره‪[ ،‬كجعلو ثبلث طبقات‪:‬‬
‫األكلى‪ :‬في أسماء الصحابة‪.‬‬
‫كالثانية‪ :‬في أسماء التابعين كتابعيهم إلى رأس الخمسمائة‪.‬‬
‫كالثالثة‪ :‬من ركل كتبهم ككتب شيعتهم متصل السند إلى زمنو(ّ)‪((،‬كفرغ من تأليفو سنة‬
‫ُُّْىػ كلم تكن لو عناية بكتب الحديث كرجالها كأسانيدىا)) (ْ) كىذه الطبقة مشتملة‬
‫على ثبلثة فصوؿ‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬في األئمة كشيعتهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬فيمن ركل عنو األئمة أك شيعتهم من علماء الحديث‪ ،‬كأىل السند كذكر‬
‫أسانيدىم[ُّأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) الزيدية ‪ :‬إحدل فرؽ اإلسبلـ تنسب إلى اإلماـ زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‬
‫طالب عليهم السبلـ كعقيدة الزيدية‪ :‬العدؿ كالتوحيد كصدؽ الوعد كالوعيد‪ ،‬كاف العبد لو‬
‫الخيرة الكاملة في جميع أفعالو ك‪...‬إلخ‪.‬‬
‫…لمزيد حوؿ الموضوع انظر ذلك نشأة الزيدية للمحقق (خ)‪.‬‬
‫…الشافي لئلماـ عبد اهلل بن حمزة (ُ‪ ،)ُٗ/‬الفركؽ الواضحة البهية بين الفرؽ اإلمامية كبين‬
‫الفرقة الزيدية‪ ،‬الزيدية للفضيل الزيدية للدكتور صبحي‪ ،‬بلوغ األرب ككنوز الذىب في معرفة‬
‫المذىب لبلمير الشهارم ((بتحقيقنا)) الزيدية بين السيف كالقلم للمحقق‪.‬‬
‫(ّ) نشر ىذا القسم بتحقيق عبد السبلـ الوجيو‪.‬‬
‫(ْ) ما بين (( )) ساقط من (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٗ/‬‬
‫كالثالث‪ :‬في إسناد كتب أىل المذىب‪ ،‬ككل ىذه الطبقات كالفصوؿ كاألسانيد مرتبة على‬
‫حركؼ المعجم](ُ)‪ ،‬كسلك في حسن الصناعة‪ ،‬كجودة التأليف‪ ،‬كلطيف األسلوب مسلك‬
‫الحافظ الذىبي(ِ) في تصانيفو لم يغادر من حسن صناعتو شيئان كلقد أباف عن عناية تامة‪،‬‬
‫كمعرفة جيدة‪ ،‬كفهم صادؽ‪ ،‬كإطبلع باىر‪ ،‬كىذه الطبقات قليلة الوجود في عصرنا‪ ،‬فإني ال‬
‫أعلم منها إال نسخة أك نسختين فقط؛ كذلك لعدـ عناية (الزيدية) بهذا الفن كجهلهم لنفائس‬
‫مصنفات رجالهم‪ ،‬كعدـ التفاتهم إلى النببلء منهم كجحدىم لفضائل أعيانهم‪ ،‬كاشتغالهم‬
‫باألموات ال باألحياء منهم كال قوة إال باهلل (ّ) كنفذ صاحب الترجمة إلى مدينة تعز (ْ)‬
‫حاكمان فيها من جهة اإلماـ المنصور باهلل بن المتوكل (ٓ) كذلك في أياـ المولى أحمد بن‬
‫المتوكل(ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] من أكؿ كجعلو ثبلث طبقات كحتى على حركؼ المعجم فيو تأخير كنقص في‬
‫(جػ)‪.‬‬
‫(ِ) الحافظ الذىبي‪ .‬ىو محمد بن أحمد بن عثماف أبو عبد اهلل‪ .‬مولده سنة (ّٕٔىػ ـ‬
‫ُِْٕـ) ككفاتو سنة (ْٖٕىػ‪ُّْٖ/‬ـ) من مؤلفاتو سير أعبلـ النببل‪ ،‬تأريخ اإلسبلـ كغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المؤلفين (ٖ‪ ،)ُِٗ-ِٖٗ/‬النصب كالنواصب (انظر فهارسو)‪.‬‬
‫(ّ) في حاشية النسخة(أ) ما لفظو‪ :‬كفرغ من تأليفو سنة أربع كثبلثين كمائة كألف كلم يكن لو‬
‫عناية بكتب الحديث كرجالها كأسانيدىا‪ .‬قلت كىو من أصل الكتاب كما سبق التنويو‪.‬‬
‫(ْ) تعز‪ :‬مدينة مشهورة في سفح جبل صبر الشمالي تبعد عن صنعاء بػ (ِٔٓؾ‪.‬ـ) كانت‬
‫تعرؼ قديمان باسم ((العدينة)) كيرجع تأريخها إلى القرف الثالث الهجرم‪.‬‬
‫(ٓ) …انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ُ‪ )ُٓٓ-ُْٓ/‬المقحفي ص(َُٕ)‪.‬‬
‫( ) ىو اإلماـ الحسن بن القاسم ابن الحسين بن أحمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن محمد‬
‫مولده سنة (َُُٕىػ) كدعوتو سنة (ُُّٗىػ) ككفاتو سنة (ُُُٔىػ)‪.‬‬
‫…كمشهده بمسجد األبهر بصنعاء‪.‬‬
‫…انظرؾ إتحاؼ المهتدين‪ .‬لزبارة ص(ٖٗ)‪.‬‬
‫(ٔ) ىو العبلمة أحمد بن الحسين بن اإلماـ المنصور القاسم بن محمد‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُِْ-ُِِ/‬‬

‫(ُ‪)ْٗ/‬‬
‫كلم يزؿ [َّ‪-‬جػ] صاحب الترجمة حاكمان (ُ) بها حتى توفى فيها رحمو اهلل‪.‬‬
‫[(ّ‪ )/‬إبراىيم بن محمد بن يحيى المهدم] (ِ)‬
‫(ُُْٕ‪ُِِٓ-‬ىػ‪ُُِٖ-ُُٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى صارـ الدين‪ :‬إبراىيم بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم‬
‫أحمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم المنصور باهلل(ّ)‪.‬‬
‫ىو المحقق العبلمة‪ ،‬المتقن المتفنن الفهامة‪ ،‬زينة األعبلـ ككاسطة عقد األكابرالفخاـ‪ ،‬شغل‬
‫أكقاتو بالدرس كالتدريس كتحقيق العلوـ‪ ،‬كبذؿ الجهد في ما يرضي الحي القيوـ‪ ،‬كإفادة‬
‫الطالبين‪ ،‬كاألخذ عن المشايخ المشائخ المحققين‪ ،‬مع فهم جيد كذكاء متوقد‪ ،‬كفكرة صائبة‪،‬‬
‫ظ متقن كميل إلى المعالي‪ ،‬كمحافظة على المركءات‪ ،‬كحسن خلق عظيم‪ ،‬كلطافة طبع‬
‫كحف ي‬
‫كتواضع كشرؼ نفس‪ ،‬ككسب للمحامد‪ ،‬كأدب عجيب‪ ،‬كسمت حسن‪ ،‬كىدم مستحسن‪،‬‬
‫كحسن نية كسبلمة طوية‪.‬‬
‫[مولده كمشايئخو]‬
‫مولده سنة أربع أك خمس كسبعين كمائة كألف بػ(صنعاء) (ْ) كبها نشأ‪ ،‬فحفظ المتوف‪ ،‬كقرأ‬
‫على عدة مشايئخ في جميع الفنوف‪ ،‬كحقق كمهر كنظر‪ ،‬كبحث حتى قول ساعده‪ ،‬كطاؿ باعو‪،‬‬
‫كصار زينة للزمن (ٓ) كحسنة من محاسن اليمن‪ ،‬كأخذ عنو كثير‪ ،‬كلحسن نيتو ينبل غالب من‬
‫يأخذ عنو كقرأت عليو في ابتداء طلبي (شرح الخبيصي) (ٔ) ك(المناىل الصافية) ك(الشرح‬
‫الصغير) كأكثر (شرح الكافل)(ٕ)‬
‫__________‬
‫(ُ) حاكمان‪ :‬الحاكم ىو قاضي الشرع‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ُ‪ )ّْ-ِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) بقية النسب سبق توضيحو في الترجمة (ِ)‪.)ُ( ،‬‬
‫(ْ) في نيل الوطر مولده سنة (ُُْٕىػ)‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬الزمن‪.‬‬
‫(ٔ) أم شرح الخبيصي على الكافية انظر كشف الظنوف (ِ‪.)ُُّٕ/‬‬
‫(ٕ) ىو الكاشف لذكم العقوؿ عن كجوه معاني الكافل بنيل السؤؿ في علم األصوؿ‪ .‬للعبلمة‬
‫أحمد بن محمد بن لقماف (ٕٔٗ‪َُّٗ-‬ىػ)‪.‬‬
‫…انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٖ‪.)ُِٖ-‬‬
‫(ُ‪)ٗٓ/‬‬

‫البن [ِِب‪-‬جػ] لقماف‪ ،‬ثم ترافقت أنا كإياه في القراءات على المشايخ المشائخ‪ ،‬فقرأنا‬
‫على شيخنا العبلمة جماؿ الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ في (شرح الرضي) على الكافية‪ ،‬كفي‬
‫(الشرح المطوؿ على تلخيص المفتاح)‪ ،‬كفي (مغني اللبيب) كفي النصف األكؿ من (البحر‬
‫الزخار)‪ ،‬كحاشيتو للمقبلي‪ ،‬كفي شرح (الرسالة الوضعية)(ُ) ‪ ،‬كأخذت أنا كإياه على شيخنا‬
‫العبلمة جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن عامر في (شرح القبلئد) للنجرم (ِ) كحاشيتو‬
‫للمحقق الجبلؿ(ّ) كفي (شرح الجزازم في علمي العركض كالقوافي)(ْ) ‪ ،‬كفي سنن أبي‬
‫داكد السجستاني‪ ،‬كتصاحبنا أيضان في القراءة على شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد‬
‫األمير‪ ،‬في (صحيح مسلم) كشرحو للنوكم‪ ،‬كأسمعنا أيضان على شيخنا اإلماـ شيخ اإلسبلـ‬
‫كجيو الدين عبد القادر بن أحمد رضي اهلل عنو في (صحيح البخارم) كأكائل (صحيح مسلم)‪،‬‬
‫كأجازنا جميعان إجازة عامة‪ ،‬كترافقت أنا كإياه أيضان قديمان في األخذ على كالدم العبلمة فخر‬
‫الدين عبد اهلل بن إسماعيل الحوثيفي (بهجة المحافل)(ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) الرسالة الوضعية‪ :‬انظر كشف الظنوف (ُ‪.)ٖٖٗ/‬‬
‫(ِ) ىو شرح القبلئد في تصحيح العقائد تاليف العبلمة عبد اهلل بن محمد بن أبي القاسم‬
‫النجرم (ِٖٓ‪ٖٕٕ-‬ىػ) شرح فيو كتاب القبلئد لئلماـ المهدم أحمد بن أبي المرتضى‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٕٔ‪.)َِٕ-‬‬
‫(ّ) ىي حاشية على شرح القبلئد السالف الذكر للعبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ انظر‪:‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ََّ)‪.‬‬
‫(ْ) بعد اللفظ‪ :‬شرح نهاية [ُّ‪-‬أ]‬
‫(ٓ) ىو بهجة المحافل في السير كالمعجزات كالشمائل تأليف العبلمة يحيى بن أبي بكر‬
‫العامرم المتوفي سنة (ّٖٗىػ) كيقع في مجلد‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬كشف الظنوف (ُ‪.)ِٖٓ/‬‬

‫(ُ‪)ٗٔ/‬‬

‫للعامرم كتبلزمت أنا كإياه مدة طويلة في مراجعة العلوـ كالتنقير عن المسائل‪ ،‬كالتفتيش عن‬
‫الدقائق‪ ،‬كالنظر في فن اآلداب كالمجاذبة ألطراؼ األخبار‪ ،‬كالمساجلة (ُ) بلطيف األشعار‪،‬‬
‫كالبحث في علم المعمى كالهيئة كالمنطق كغيرىا و‬
‫فواىا(ِ) فواىان لذلك الزماف ما أطيبو ‪:‬‬
‫كنا في اجتماع كالثريا‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فصيرنا الزماف بناة نعػ‬
‫[ُّب‪-‬ب] كأخذ صاحب الترجمة قديمان على أخيو المولى العبلمة جماؿ الدين علي بن‬
‫محمد بن يحيى في النحو كالمنطق‪ ،‬كعلى السيد العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي‪ ،‬كانفرد‬
‫صاحب الترجمة باألخذ عن شيخنا العبلمة الجبلؿ في (شرح الغاية) للمولى [ِّأ‪-‬جػ]‬
‫الحسين بن اإلماـ‪[،‬القاسم بن محمد] كفي(المناىل الصافية) كفي النصف اآلخر من (البحر‬
‫الزخار)‪ ،‬كفي (تفسير الكشاؼ) لجار اهلل رحمو اهلل‪ ،‬كحاشيتو للسعد‪ ،‬كانفرد باألخذ على‬
‫شيخنا فخر الدين األمير في (سنن الترمذم) ك(النسائي) ك(صحيح البخارم)‪ ،‬كبالجملة فإنو‬
‫حقق في(النحو) ك(الصرؼ) ك(المعاني) ك(البياف) ك(البديع) كالوضع كآداب البحث‪،‬‬
‫كالمنطق‪ ،‬كأصوؿ الفقو‪ ،‬كأصوؿ الدين‪ ،‬كالحديث كالتفسير‪ ،‬كمصطلح أىل األثر كالفقو‪،‬‬
‫كالحساب‪ ،‬كالهيئة كالمعمى‪ ،‬كلو مشاركة في التاريخ كالسير‪ ،‬كميل إلى مطالعة الدكاكين‬
‫الشعرية‪ ،‬كالتفتيش عن معانيها كنكاتها(ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) المساجلة‪ :‬المعارضة في جرم أك قوؿ شعر كأيضان المباراة كالمفاخرة‪.‬‬
‫(ِ) فواىا‪ :‬كاىان‪ :‬اسم فعل مضارع بمعنى (أعجب)‪.‬‬
‫(ّ) كنكاتها‪ :‬النكتة مسألة لطيفة أخرجت بدقة نظر كلو إمعاف من نكت رمحو بأرض إذا أثر‬
‫فيها كسميت المسألة الدقيقة‪ :‬نكتة لتأثير الخواطر في استنباطها‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬التعريفات للجرجاني ص (ُّٔ) تعريف رقم (َُٕٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٕٗ/‬‬

‫‪ ،‬كمحافظة على اقتناص الشوارد‪ ،‬كتقييد الفوائد(ُ)‪ ،‬كنظم الفرائد‪ ،‬كنسخ بخطو عدة كتب‪،‬‬
‫كىو كثير العناية بالطلبة كمساعدتهم‪ ،‬كالصبر على تفهيمهم‪ ،‬كإعانتهم بالكتب‪ ،‬كغيرىا مع‬
‫حسن أسلوب في التدريس كصناعة في التعليم‪ ،‬كصبلح نية كىو اآلف بػ(صنعاء) أحد األعياف‪،‬‬
‫كحسنة من محاسن الزماف زاده اهلل كماالن‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر لطيف‪ ،‬فمنو قولو‪:‬‬
‫صرفان كمن في ً‬
‫بعد ىم ٍزًجها (ِ)‬ ‫ىْقىػ ٍتني الهول ً‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫السقم‬
‫ككأس الهوىي يدنىالصحيح إلى ُّ‬
‫؟؟‬
‫؟رشي ىقةي قى ٍّد ما لًسهم ً‬
‫لحاظها‬ ‫ى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ب راـ يسلم عن كلػ‬ ‫ص ّْ‬ ‫ً ً‬
‫يمجيهر ل ى‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ت ع ٍنػها سلوةن قاؿ ز ً‬
‫اعج‬ ‫ذا يرٍم ي ى ى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫اله ّْم‬ ‫من الشوؽ ال يسلو ً‬
‫ب من عن ى‬
‫المح ي‬
‫ىٍ ي‬
‫؟؟‬
‫عني رسائل تحتىوم‬
‫؟فمن مبلغ ٌ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على شرح حالي ىع َّل ًتع ي‬
‫دؿ عن ظلمي؟!‬
‫؟؟‬
‫؟كيخبرىا أنٌي طىليق مدامعي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كمأسور و‬
‫قيد للغراـ على ىر ٍغ ًمػ‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي في ليلة اإلثنين من شهر محرـ سنة [‪[ )ّ( ]...........‬خمس كعشرين كمائتين كألف]‬
‫ُِِٓ ىػ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) تقييد الفوائد ‪ :‬أم إثباتها في شكل سفينة أك ما شابو ذلك‪.‬‬
‫(ِ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬كفي‪.‬‬
‫(ّ) ما بين [ ] في أصولي صاحب الترجمة توفي سنة (ُِِٓىػ)‪.‬‬
‫…كذلك ليلة اإلثنين (ُِ) من شهر محرـ الحراـ كىو ليس من كبلـ المؤلف كإنما من‬
‫الناسخ‪.‬‬
‫…قلت‪ :‬كقد أثبت في النسخة (أ‪،‬جػ) تأريخ الوفاة كأثبت بعد ذلك بخط مختلف عن خط‬
‫النسخة ما لفظو‪ :‬كبينو كبين مؤلف ىذا خمس عشر شهران إال عشرين يومان كرأيت لصاحب‬
‫الترجمة بيتين شعر شرحهما الولد إبراىيم شرحان عجيبان كأكرد فيو كل عجيبة نحو كلغة كشعر‬
‫كسحر كبياف رحمهم اهلل جيمعان آمين‪.‬‬

‫(ُ‪)ٖٗ/‬‬

‫[(ْ‪ )/‬إبراىيم بن محمد إسحاؽ بن المهدم] * (ُ)‬


‫(ُُُْ‪ُُِْ-‬ىػ‪ُِٖٖ-ُِٕٖ /‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور‪،‬‬
‫ىو الكريم المفضاؿ الجليل‪ ،‬كالجواد األريحي النبيل‪ ،‬أكحد األعياف‪ ،‬كإنساف عين الزماف‪ ،‬بدر‬
‫الفضل السافر‪ ،‬كبحر اإلفضاؿ الزاخر‪.‬‬
‫[تاريخ كمكاف مولده كنشأتو]‬
‫مولده في سنة إحدل كأربعين كمائة كألف (ِ) بػ(كوكباف) أياـ بقاء أىلو ىنالك‪ ،‬كنشاء‬
‫بػ(صنعاء) في حجر كالده فغذاه بلباف الفضائل‪ ،‬كالحظو بأسراره‪((( ،‬كأشرقت عليو أشعت‬
‫أنواره) ))(ّ) فتخلق بخلقو الحسن‪ ،‬كسلك طريق ىديو المستحسن حتى حاز الكماؿ‪ ،‬كأجرل‬
‫ينابيع اإلفضاؿ‪ ،‬كتعلق بالرئاسة‪ ،‬كفوض إليو كالده في ببلده أحكاـ السياسة‪ ،‬ككاف يحبو كيميل‬
‫إليو أكثر من سائر إخوتو‪ ،‬كجعلو كصيان لو في أىلو ككليان على ما أكصى بو من مالو‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫كقرأ صاحب الترجمة على مشايخ مشائخ في الحديث كاألثر كشارؾ في العلوـ‪ ،‬كترافق ىو‬
‫كشيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد باألخذ عن الشيخين العالمين محمد بن‬
‫عبلء الدين المزجاجي‪ ،‬كعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي كغيرىما‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ِْ/‬نيل الوطر (ُ‪ )ِٕ-ِٓ/‬شعراء‬
‫اليمن ترجمة (ُّ) ص (َُّ‪ ،)ُُّ-‬مصادر الحبشي ص(ْٖٗ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية رقم‬
‫(ُٕٕٗ)‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ )ّّ/‬ديواف الشوكاني (َُٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪)ِّ-ِِ/‬‬
‫بغية األمل (خ) أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٔ)‪.‬‬
‫(ِ) في نيل الوطر‪ :‬كقيل سنة أربعين كمائة كألف‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ٗٗ/‬‬

‫ثم ترؾ الرئاسة كأقبل على العبادة‪ ،‬كمجالسة الفقراء كالزىد في الحياة الدنيا‪ ،‬كالمعاملة لها‬
‫على مقتضى إستحقاقها‪ ،‬كعدـ اإلشتغاؿ باألعراؼ كالعادات التي يعتادىا أبناء جنسو غير مباؿ‬
‫بملبوس كال غيره‪ ،‬كمحلو مجمع لؤلعياف كمحط رجاؿ األعبلـ‪ ،‬كثير الضيافات كاسع النفقات‪،‬‬
‫كلو خلق عظيم كتودد باىر‪ ،‬كاحتماؿ كلين جانب‪ ،‬كتواضع كشرؼ نفس كمحافظة على‬
‫المركءات كميل إلى العمل بما صح من األحاديث النبوية‪ ،‬كإشتغاؿ بالمذاكرة كالمراجعة في‬
‫مشكبلت من العلوـ ال يخلى موقفو عن المسائل كعن [ُْأ‪-‬ب]الخوض في طرائف‬
‫األخبار‪ ،‬كلطائف األشعار‪ ،‬ككثيران ما يورد ماجريات عجيبة كقضايا من المتفقات غريبة؛ ألنو قد‬
‫حلب الدىر أشطره‪ ،‬كعرؼ األكابر كشاىد أحواؿ الزماف‪ ،‬كمارس كثيران من القضايا‪ ،‬كاصطحب‬
‫ىو كشيخنا [ِْأ‪-‬جػ] المولى عبد القادر بن أحمد دىران طويبلن ككثيران ما يصف منو صاحب‬
‫الترجمة ما يبهر األلباب ككذلك ىو كسيدم البدر محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كالفقيو ضياء‬
‫الدين سعيد بن علي القركاني رحمهما اهلل (لم) (ُ) يكادكا يفترقوف نهاران كعشيان‪ ،‬كاستمركا‬
‫على االجتماع حتى فرؽ بينهما الحماـ (ِ) كجمع صاحب الترجمة شعر كالده في مجلد سماه‬
‫(سلوة المشتاؽ)(ّ) ‪ ،‬كرتبو على الحركؼ‪ ،‬كقد ذكره القاضي أحمد قاطن في تأاريخو (ْ)‬
‫كقاؿ‪( :‬كاف باران بوالده‪ ،‬مطيعان لو في كل ما يركمو ال يخالفو في أمره‪ ،‬كنالو بسبب ذلك‬
‫امتحانات يطوؿ شرحها مع تسليم عجيب لما كقع معو كرضى بما جرل بو القلم كأنقضى‬
‫مطرحان للكبر بالمرة كاسع المحبة كالمركءة كاألخبلؽ الحسنة)(ٓ) انتهى‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر قليل‪ ،‬فمنو ما أنشده لنفسو ملغزان‪:‬‬
‫ا اسم غدا ىعلمان كأضحى يحبَّوى‬
‫ىيهات أف يخليو ال ىفتىى من يحبَّ ًو‬
‫ى‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬كال‪.‬‬
‫(ِ) الحماـ‪ :‬أم الموت‪.‬‬
‫(ّ) انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٔ)‪.‬‬
‫(ْ) أم اتحاؼ األحباب الشهير بدمية القصر‪.‬‬
‫(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬

‫(ُ‪)ََُ/‬‬

‫كتراه مشتركان إذا أبصرتىوي‬


‫؟‬
‫؟‬
‫لوما‬
‫في كل قلب في المبل ىم ٍع ي‬
‫ملزكما‬ ‫ً‬
‫فىل ىذا غدل في أمره ى‬
‫كأراه فيما قلتو مفهومػ‬
‫كلو رحمو اهلل في إمرار الصبلة على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (تسليما)‪)ُ(:‬‬
‫النبي فإنها‬
‫ما الصبلةي على ّْ‬
‫كبىػ ىها الصبلة مع السبلـ فقم بها‬
‫فامؤلٍ بها األكوا ىف تحظى بالذم‬
‫تيكفى بها في الدّْين كالدنيا كفي‬
‫ككذا الشفاءي فًيها فطوبى للذم‬
‫؟‬
‫؟‬
‫تنفي الهموـ كتذىب األخبلطا‬
‫إف خفت من كل الهموـ شطىاطىا‬
‫ط كحاطا‬ ‫أحاى ى‬
‫ترجوه من ىح ّْي ى‬
‫شاىطىا‬
‫مها تزدؾ ن ى‬‫أيخراؾ فال ًز ى‬
‫جعل الصبلةى إلى النَّجاة ًس ىراطىا‬
‫(ِ)‬
‫[(ٓ‪ )/‬إبراىيم بن محمد األمير] (ّ)‬
‫(ُُُْ‪ُُِّ-‬ىػ‪ُِٕٗ /‬ـ‪ُٕٗٗ-‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) تسليما‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) كرد في (أ) بعد ذلك‪ :‬كتوفي في جمادم األكلى سنة (ُُِْىػ) [ّٓ‪-‬أ]‪.‬‬
‫…قلت‪ :‬توفي صاحب الترجمة في (ِٖ‪ُُِْ/ٓ/‬ىػ) عن (ٗٗ) سنة من مولده كعند سراطا‬
‫نهاية [ِْب‪-‬جػ]‪.‬‬
‫(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬الحدائق المطلعة من زىور أبناء العصر شقائق (في) البدر‬
‫الطالع (ُ‪ ،)ِْْ-ِِْ/‬نيل الوطر (ُ‪ )ّْ-ِٖ/‬سبل الحسنيين (ٓٗ‪.)ٖٗ-‬‬
‫…األعبلـ (ُ‪ )ٔٗ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)َْ/‬شعراء اليمن في الجاىلية كاإلسبلـ ص(َُٖ)‬
‫ترجمة (ِٔ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬إيضاح المكنوف (ِ‪ )ِٓ/‬مصادر الحبشي‬
‫(ُْٕ‪ ،)ُّ،ُّٗ،ٕٔ،ِّٔ،‬النفس اليماني (خ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ٖٔ/‬معجم‬
‫المفسرين (ُ‪ ،)ُِ/‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ ،)ِّ/‬مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬المستدرؾ‬
‫على معجم المؤلفين (ِٗ) كمنو‪ :‬المورد (مجلد‪ )ّ/‬العدد الخاص (ِّٕ) الديباج الخسر‬
‫كاني (خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ْٔ)‪ ،‬ترجمة (ِٔ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)ِٓ-ِْ/‬‬

‫(ُ‪)َُُ/‬‬

‫السيد (ُ) العبلمة أبو علي صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن إسماعيل األمير‪ ،‬كبقية نسبو‬
‫سيأتي في ترجمة كالده البدر األمير في حرؼ الميم إف شاء اهلل تعالى كصاحب الترجمة ىو‬
‫السيد العبلمة الواعظ البليغ األلمعي‪ ،‬جامع الكماالت‪ ،‬أكحد األذكياء‪ ،‬بهجة المجالس‪ ،‬حلو‬
‫المجوف‪ ،‬بديع المحاضرة‪ ،‬ذك اليد الطولى في فصاحة الكبلـ كحسن المحاكرة كالمخاطبة‬
‫كالوعظ كالنفس الطويل في المؤلفات‪ ،‬كاألسلوب العجيب في التعبير عن المراد‪ ،‬كجودة‬
‫السبك كالترصيف‪.‬‬
‫[تأريخ مولده]‬
‫مولده في شهر جمادل اآلخرة(ِ)‪ ،‬سنة إحدل كأربعين كمائة كألف بػ(صنعاء) بحضرة جده‪،‬‬
‫ككاف كالده آنذاؾ في (شهارة) فكتب جده الضياء إلى البدر األمير يهنئو بمولده بهذه األبيات‪:‬‬
‫ًْالى يؿ يىدل جادت بو الشمس للبدر‬
‫كغصن نى ىم ٍتوي دكحة ىاشميَّة‬
‫كيركم المعالي عن أبيو كجده‬
‫كالحادث الذم‬
‫ي‬ ‫المولود‬
‫ي‬ ‫ليهنئك ذا‬
‫سمي كحسبو‬
‫باسم خليل اهللي ٌ‬
‫ات لكم كتتابعت‬
‫مسر ي‬
‫توالت َّ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫ىكطالً يع ىس ٍع ود الى ىح في غيرةَّ الدىر‬
‫سيثمر بالمجد المؤثل (ّ) كالفخر‬
‫أبي أ ٌيمة تاج العلىى سامي القدر‬
‫تبسم ثغر الدىر إذ جاء بالبشر‬
‫َّ‬
‫بو شرفان يسمو على الشمس كالبدر‬
‫فإياؾ أف تلهو عن الحمد كالشكر‬
‫كجده أبو أمو الذم أشار إليو الناظم ىو المولى ىاشم بن يحي الشامي(ْ) ‪.‬‬
‫[نشأتو كمقركءاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) كتحديدان صباح يوـ الجمعة الحادم كالعشرين من نفس الشهر المذكور‪.‬‬
‫(ّ) المؤثل‪ :‬األصل القديم‪.‬‬
‫(ْ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثالث إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫(ُ‪)َُِ/‬‬

‫كنشأ صاحب الترجمة [ُْب‪-‬ب] في حجر جده‪ ،‬كلما عاد كالده البدر إلى (صنعاء) تخرج‬
‫عليو‪ ،‬كأخذ عنو في علوـ اآللة‪ ،‬كالحديث كالتفسير‪ ،‬كقرأ عليو أكثر مؤلفاتو‪ ،‬كاستنابو كالده في‬
‫الخطابة بػ(جامع صنعاء) (ُ) لما عزـ إلى (تعز) حسبما يأتي ذكر ذلك في ترجمتو‪ ،‬كاستنابو‬
‫أيضان في نظر األكقاؼ ككاف لو صوت حسن جدان‪ ،‬كحفظ القرآف حفظان متقنان كجوده على‬
‫مشايخ مشائخ الحرمين‪ ،‬ككاف حسن األداء‪ ،‬حسن اإلمبلء‪ ،‬لطيف الشمائل ظريفان‪ ،‬كثير‬
‫االستشهاد بلطيف األشعار‪ ،‬كالتوشيح بعجيب األخبار ال يتلعثم في الخطاب‪ ،‬كال يتوقف كال‬
‫يخرج من كبلـ إلى كبلـ [ِٓأ‪-‬جػ] آخر‪ ،‬كال ييمل حديثو‪ ،‬ككاف لو اقتدار باىر على الجد‬
‫كالهزؿ في موقف كاحد‪ ،‬فتراه يعظ (ِ) حتى يبكي الحاضرين‪ ،‬ثم يمزح كيأخذ في الهزؿ حتى‬
‫يضحكهم‪ ،‬كيحسن الشيء حتى يرغب فيو السامع‪ ،‬ثم يقبحو في حالة كاحدة حتى ينفر عنو؛‬
‫ككاف ال يستقر على حاؿ بل يوافق كل كاحد‪ ،‬على مراده كيساعدىم على مطلوبهم‪ ،‬كيدخل‬
‫فيما ىم فيو‪ ،‬كيجالس العلماء كاألكلياء كأرباب الدكلة كالتجار كالعواـ كغيرىم؛ كيخوض مع‬
‫كل أحد منهم بمقتضى حالو؛ كتردد إلى (مكة) المشرفة مراران عديدة [ّٔ‪-‬أ] كلقى بها‬
‫المشايخ المشائخ فأخذ عنهم ككاف يميل إلى (الصوفية)(ّ) كيشتغل بكتبهم كيسلك سبيلهم؛‬
‫ككاف كالده منحرفان عنهم أشد االنحراؼ فربما تألم من كلده صاحب الترجمة لذلك‪.‬‬
‫[ممن ترجم لو]‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ تاريخ جامع صنعاء انظر‪ :‬مساجد صنعاء للحجرم‪ .‬ص (ِّ‪.)ّٖ-‬‬
‫(ِ) يعظ‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) الصوفية‪ :‬مذىب ركحي‪ .‬لمزيد حوؿ ذلك انظر‪ :‬المدخل إلى دراسة األدياف كالمذاىب‬
‫(ِ‪.)ّٗ-ٕ/‬‬

‫(ُ‪)َُّ/‬‬

‫كقد ترجم لو القاضي أحمد قاطن في (دميتو) فقاؿ‪( :‬ىو ذك الذىن الوقاد‪ ،‬كالفكر المشتعل‬
‫النقاد‪ ،‬الحاكم لخصاؿ الكماؿ بأكمل الخصاؿ‪ ،‬الراقي إلى أكج الببلغة في جميع األحواؿ‪،‬‬
‫إف كعظ خلتو الحسن‪ ،‬كإف خطب أعلن السنن كأيقظ الوسن(ُ) ‪ ،‬كقلد المنن كنىػغىص‬
‫كحبَّب الحسن‪ ،‬كضيق العطن‪ ،‬ككسع الحزف كشجع الجباف‪ ،‬كشيع الجناف‪ ،‬كزين‬‫الشجن‪ ،‬ى‬
‫الجناف‪ ،‬كشيد األماف‪ ،‬يخلط الترغيب بالترىيب‪ ،‬كالتبعيد بالتقريب‪ ،‬كالوعيد بالوعد‪ ،‬كالمطر‬
‫بالرعد‪ ،‬كإف فاكو اإلخواف فجنة قطوؼ آدابها داف‪ ،‬كثمراتها أفناف ذات حلو كألواف طعمها‬
‫شهي‪ ،‬كنظرىا بهي‪ ،‬تلتذ بها األسماع قبل كصولها إلى الرقاع كلها زىور كأنوارىا سركر‪ ،‬كإف‬
‫ىران‪ ،‬كالجهر سران‪ ،‬كالحلو مران‪ ،‬كالصبر‬
‫ىزؿ خلت الحصى يد َّرا كالشعير بيػ َّران (ِ) كالقمرم (ّ) ٌ‬
‫جزعان كالوقار ىلعان‪ ،‬كالعالي في رتبة القصور‪ ،‬كلدغ الذباب كالزنبور‪ ،‬كإف تصوؼ أراؾ محبة‬
‫َّ‬
‫االتباع مزرية بمحبة االبتداع [ِٓب‪-‬جػ]‪ ،‬كسلك بالطريقة إلى درر الحقيقة‪ ،‬فالتقطت بسفينة‬
‫النجاة جواىر اإلحساف‪ ،‬ككصلت إلى المحبوب بكماؿ اإليماف‪ ،‬كإف سافر فنعم األنيس‬
‫للمسافر كالبدر السافر‪ ،‬كالخبير المسائر(ْ) ‪ ،‬كالحبيب المسامر‪ ،‬يؤثر على نفسو الرفيق‪،‬‬
‫كيهديو إلى أكضح طريق‪ ،‬كيقضي لو ما يريد‪ /‬كيبدم لو البشر كيعيد)(ٓ) ‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫[(ٔ‪ )/‬استطراد ترجمة‪ :‬عقيل بن عمر الحضرمي]*‬
‫__________‬
‫كالسنة‪ :‬نوـ الضحى‪ ،‬كمن المجاز ىو في ًسنى وة أم في غفلة‪.‬‬
‫(ُ) الوسن‪ :‬كسن أخذه الوسن ّْ‬
‫…أساس الببلغة للزمخشرم‪ .‬مادة‪ :‬كسن‪.‬‬
‫(ِ) البر‪ :‬القمح‪.‬‬
‫(ّ) القمرم‪ :‬طائر مشهور كنيتو أكب زكرل‪ ،‬كأبو طلحةف كىو حسن الصوت كاألنثى قمرية‪.‬‬
‫انظر‪ :‬حياة الحيواف (ِ‪،)َّْ/‬‬
‫(ْ) أم الصاحب المرافق في السفر‪.‬‬
‫(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬

‫(ُ‪)َُْ/‬‬

‫كلم يزؿ على حالو إلى سنة بضع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬فوصلت رسالة من السيد عقيل بن عمر‬
‫الحضرمي كىو رجل ساكن بػ(مكة) المشرفة كثير التجارة‪ ،‬متصوؼ‪ ،‬منحرؼ عن أىل (مكة) ال‬
‫يخالطهم‪ ،‬كال يصلي معهم‪ ،‬كلكنو رجل صالح عامل كثير العبادة كالتقبيح لما يفعلو الوالة‬
‫كاالنكار لما يقبضو الجباة‪ ،‬كربما زعم أنو من طبلئع (المهدم المنتظر) (ُ) كلو أتباع من‬
‫ٍعم يهم كيقوريهم [ُٓأ‪-‬ب] في رسائلو (ِ) كىي مشتملة على معنى ما ذكرناه من‬
‫الفقراء ييط ي‬
‫أحوالو‪ ،‬ككاف يحسن إلى صاحب الترجمة ((ككثيران ما يتواصبل في (مكة) فلما كصلت تلك‬
‫الرسالة ككاف صاحب الترجمة)) (ّ) بػ(الحديدة) (ْ) متوجهان للحج فقرأىا في الجامع‪ ،‬فزعم‬
‫حاكم (ٓ) الحديدة أنو دعى إلى المهدم المنتظر‪ ،‬كفعل مرسومان (ٔ) رفع بو إلى حضرة اإلماـ‬
‫المنصور باهلل بن المهدم فأمر اإلماـ بطلوعو إلى (صنعاء) تحت الحفظ‪ ،‬فركب بحران كسافر‬
‫إلى (مكة) كاستقر فيها بقية عمره‪ ،‬ككتب لو اإلماـ خط أماف في رجوعو فلم تطب نفسو‬
‫بمفارقة البيت العتيق‪ ،‬كاتصل بأمير (مكة) كأشرافها كأخذ جوائزىم ككاف الشريف سركر (ٕ)‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ المهدم المنتظر انظر‪ :‬مطمح األىدؿ ‪ .‬للمهبل‪( .‬بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ِ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬في رسائلو‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) الحديدة‪ :‬أكبر مدف تهامة اآلف كأشهر موانيها عن البحر األحمر تأريخ استخدامها كمنطقة‬
‫صيد إلى القرف الثامن الهجرم ثم استخدمت عاـ (ٖٗٓىػ) كمرسى ثم قرية كميناء صغير عاـ‬
‫(َِٗىػ) كىي اآلف ميناء ىاـ كمحافظة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬الحجرم (ُ‪ )ُِٓ-َِٓ/‬المقحفي ص(ُٕٓ‪.)ُٕٔ-‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬صاحب‪.‬‬
‫(ٔ) مرسومان‪ :‬ىو المكتوب كيخصص بما يكتبو الوالة‪.‬‬
‫(ٕ) ىو الشريف سركر بن مساعد بن سعيد بن زيد ‪ ،‬شريف حسني من أمراء مكة ثار على‬
‫عمو أحمد بن سعيد أربع عشرة مرة‪ .‬انتهى األمر باالستيبلء على اإلمارة سنة (ُُٖٓىػ)‬
‫كاستمر فيها إلى اآلف توفي بمكة سنة (َُِِىػ)‪.‬‬
‫…األعبلـ (ّ‪.)ُٖ/‬‬

‫(ُ‪)َُٓ/‬‬

‫كثير الميل إليو كاإلفضاؿ عليو كقبوؿ نصائحو‪.‬‬


‫كأما أمراء المحامل الركمية كالمصرية كالشامية كأعياف الواردين إلى (مكة) من التجار كأرباب‬
‫الدكؿ‪ ،‬فكاف يسحرىم بخطابو كيستميلهم بلطف كعظو‪ ،‬كيهادكنو بنفائس الهدايا كالتحف‪،‬‬
‫كيعطونو األمواؿ الجزيلة كيتبركوف بو كيستمدكف [ِٔأ‪-‬جػ] دعائو‪ ،‬كيقرركف لو معلومان في كل‬
‫سنة يرسلوف بو إليو من محبلتهم‪.‬‬
‫[مؤلفاتو صاحب الترجمة]‬
‫كألف شرحان على األسماء الحسنى في مجلدين ضخمين كأكثر ميلو إلى التصوؼ‪ ،‬كمزج كبلمو‬
‫بالوعظ كالخطابات‪.‬‬
‫كألف أيضان تاريخان ذكر فيو مؤلفات كالده كأسبابها‪ ،‬كقد يتعرض فيو لتراجم بعض أىل زمانو‪،‬‬
‫كلو مؤلفات أخرل(ُ) ‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في شهر شواؿ سنة ثبلث عشرة كمائتين كألف‪ُُِّ[،‬ىػ] كدفن بػ(مكة) رحمو‬
‫اهلل تعالى(ِ) ‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر غالبو في اإللهيات كالتصوؼ‪( ،‬فمنو) (ّ) ما أجاب بو على المولى علي بن صبلح‬
‫الدين كقد كتب إليو معاتبان بقولو[من الطويل]‪:‬‬
‫يج ُّر ًز ي‬
‫ماـ‬ ‫ليك كإالَّ ال ى‬
‫كعنك كإالَّ ال استفادة المرئ‬
‫كمنك كإال فالعطاء ليس يرتجى‬
‫فبل غرك إف فاؽ األماجد منهم‬
‫أب ًن لي أخا الفضل (ْ) كالفخر كالعبلى؟‬
‫؟‬
‫كفيك كإالَّ الى يركؽ نظاـ‬
‫ى‬
‫ركل عن سواؾ العلم فهو لغاـ؟رغاـ‬
‫ككيف كأبناء الزماف لئاـ‬
‫شريف فقد فاؽ الجديد حساـ‬
‫كىي يم ىد ياـ‬
‫ىعبلى ىـ انقطاع الكتب ى‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو[من الطويل]‪:‬‬
‫ذا كانت األركاح في عقدة اإلخا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كمقاـ‬
‫فسيَّاف فيها رحلة ي‬
‫؟؟‬
‫؟كال خير في و‬
‫عهد يعاىده الجفا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫رحاـ‬
‫لتىرؾ الوفا للصد فيو ي‬
‫؟؟‬
‫نقض المواثيق يسنَّة يسبَّوي‬
‫؟كخل يرل ى‬
‫ٌ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ الموضوع انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‪ .‬مصدر سابق في أكؿ صاحب‬
‫الترجمة‪.‬‬
‫(ِ) ككانت كفاتو يوـ الثبلثاء ثاني عشر شهر شواؿ من السنة المذكورة‪.‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬فمنها‪.‬‬
‫(ْ) اإلفضاؿ جمع فضل كالمعنى يا أخا األفضاؿ الكثيرة‪.‬‬

‫(ُ‪)َُٔ/‬‬

‫أيخ ىف ير(ُ) أتخ ىف ير منو للخليل ذماـ‬


‫؟؟‬
‫؟كلكنو يقضى إلى حل مبرـ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كنقض أكيد للكراـ حماـ‬
‫؟؟‬
‫؟أيطلب كصل الوصل في ىشطة النول‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كقاطع آماؿ الرجاؿ حساـ(ِ) [ّٖ‪-‬أ]حساـ‬
‫؟؟‬
‫؟فىػليذ ً‬
‫بغياث المستغيثين إنو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لو نعم في النشأتين جساـ‬
‫؟؟‬
‫؟كعنو صدكر الكائنات بقوؿ‪ :‬كن‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كمنو كإال ال يناؿ مراـ‬
‫؟؟‬
‫؟ككل إماـ في الوجود محقق‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ركل عن سواه العلم فهو لغاـ (ّ) رغاـ‬
‫؟؟‬
‫؟أليس يقوؿ اهلل ثم رسولو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يحرـ حل أك يحل حراـ‬
‫؟؟‬
‫؟إليو كإال ال يجر زماـ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كفيو كإال ال يركؽ نظاـ‬
‫؟؟‬
‫؟كعنو كإال ال استفادة المر وئ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كىل عن سواه يستفاد مقاـ‬
‫؟؟‬
‫؟كمنو كإال فالعطا ليس يرتجىى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كىل لًسول جود اإللو دكا‬
‫منها‪:‬‬
‫من فضلو أف كاتب الرؽ ماجد‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ىماـ لو بالمكرمات غراـ‬
‫؟؟‬
‫؟كقرب من المختار خيرتو التي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بها كاف للرسل الكراـ ختاـ‬
‫؟؟‬
‫و‬
‫جالهةجهاتو‬ ‫؟ أضاءت بنور الحق كل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فسياف خلف عنده كأما‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ل‬
‫سو ى‬
‫با محسن ىذا ىو الفخر ال ى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫حاد عنو فطاـ‬
‫فهل لرضيع ى‬
‫؟؟‬
‫؟كىل لمريض القلب من ألم الجفا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫طبيب كىل يثني الجموح لجاـ‬
‫؟؟‬
‫نجد ً‬
‫مجد المصطفى كىو مهيع‬ ‫؟سول ً‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫سواه دليل السفر فيو سهاـ (ْ)‬
‫[(ٔ‪ )/‬إبراىيم بن أحمد بن عيسى الكوكباني] (ٓ) *‬
‫(ُُْٕ‪ -‬ؽ ُّ ىػ‪ -.../‬ؽُٗـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى صارـ الدين إبراىيم بن أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد القادر بن الناصر بن عبد‬
‫الرب بن علي بن شمس الدين بن اإلماـ المتوكل يحي شرؼ الدين‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ (ٔ) ىو‬
‫األديب الكريم المفضاؿ المتصوؼ‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) يخفر‪ :‬ينقص‪ .‬كفي (جػ)‪ :‬أيحجر‪.‬‬
‫(ِ) نهاية [ّٖ‪-‬أ] ‪ِٔ[ ،‬ب‪-‬جػ]‪.‬‬
‫(ّ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬رغاـ‪.‬‬
‫(ْ) نهاية [ُٓب‪-‬ب] ‪-ّٗ[ ،‬أ]‪.‬‬
‫(ٓ) الحدائق المطلعة لعبد اهلل بن عيسى (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪.)َُٓ-َُّ/‬‬
‫(ٔ) تقدـ بقية النسب في الترجمة (ُ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َُٕ/‬‬
‫مولده في سنة سبع كأربعين كمائة كألف بػ(شباـ) (ُ) ‪ ،‬كبها نشأ‪ ،‬كقد ذكره(ِ) (كترجم لو)‬
‫المولى فخر الدين في حدائقو (ّ) فقاؿ‪( :‬لو ذىن يتوقد[ِٕأ‪-‬جػ]‪ ،‬ككرـ يناؿ منو الطالب ما‬
‫يود‪ ،‬بيتو (ْ) للوفود مجمع‪ ،‬كللغرباء مربع‪ ،‬محاسن محاضر تقصر عن كصفو العبارة‪ ،‬فلسانو‬
‫بسلسبيل الكبلـ فواره‪ ،‬سريع البادرة‪ ،‬مليح النادرة‪ ،‬كىو في حفظ األنساب دكنو محمد بن‬
‫السايب(ٓ)‪ ،‬كفي التواريخ كالسير يصور الغايب‪ ،‬كىم أىل بيت لهم شغلة بذلك‪ ،‬كاطبلع‬
‫على ما ىنالك مع اتسامهم بسمة المبلئكةالمبلئك‪ ،‬كقعودىم من الفضل على األرائك‪،‬‬
‫فألسنتهم مشغولة باألذكار‪ ،‬كقلوبهم للنظر كاالستبصار‪ ،‬ككاف كالده من الفضل بمحل يتمناه‬
‫لرفعتو زحل‪ ،‬مع استحضار للقضايا كدراية بخبايا الزكايا‪ ،‬يحفظ األياـ بأخبارىا كأشعارىا‪ ،‬كيدير‬
‫على السامع ما يهز باأللحاف كأكتارىا‪ ،‬كصاحب الترجمة ممن أستضاء في دياجي العلوـ بذكائو‬
‫كطالع كتب القوـ كغيرىا على حسب ىوائههواية‪ ،‬كتختم بالفصوص‪ ،‬كتقلد بالظواىر‬
‫كالنصوص‪ ،‬كقد رحل إلى (زبيد)(ٔ) فوجد من العلماء من بو يستفيد‪ ،‬فمما استحليت من‬
‫شعره‪ ،‬كالتقطت من دره قولو مضمنان[من الخفيف]‪:‬‬
‫خبر العاذلوف عنا بأنَّا‬
‫ثم قالوا جنيت كردة خديػ‬
‫بل بلحظ غرست كردان فأضحى‬
‫لم أكن من يجناتها علم اللػ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫قد خلونا في بعض تلك الليالي‬
‫ػيو فسحقان لكل و‬
‫كاش كقىالي‬
‫__________‬
‫(ُ) شباـ‪ :‬اسم لعدة مواضع باليمن كالمقصود بو ىذا شباـ كوكباف كتقع أسفل كوكباف من جهة‬
‫الشرؽ كإلى الغرب الشمالي من صنعاء على بعد (ّْؾ‪.‬ـ) منها‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬كقد ذكره كترجم لو‪.‬‬
‫(ّ) أم الحدائق المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق للعبلمة عبد اهلل بن عيسى الكوكباني‬
‫سيأتي ترجمتو‪..‬‬
‫(ْ) ما يود‪ :‬في (جػ)‪ :‬يود كبقية األلفاظ ساقطة‪.‬‬
‫(ٓ) ىو نساية مشهور غني عن التعريف‪.‬‬
‫(ٔ) زبيد‪ :‬كانت تسمى الحصيب كقد سميت باسم كادم زبيد الذم يصب في تهامة ثم البحر‬
‫األحمر‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ِ‪ ،)ّْٗ-ُّٖ/‬المقحفي (ُِٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َُٖ/‬‬

‫ً‬
‫اشتعاؿ‬ ‫لهبان في الفؤاد ذا‬
‫صالي‬
‫لحرىا اليوـ ى‬
‫ػو كإني ى‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫ا يؤيسنك من حبيب بعده‬
‫بينا ترل ماء السحابة في السماء؟‬
‫؟‬
‫ما كل برؽ قد تراه يخلَّب ترل [ِٕب‪-‬جػ]أخلب‬
‫فإذا جميع الناس منو تشر‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫ّْر (ُ) كجهو‬
‫قولوف من تهواه يجد ى‬
‫كلكن أ ىشاركا بالبناف لحسنو (ِ) ً‬
‫لخده‬ ‫ي‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فقلت لهم حا ىشاهي من ألى وم يىػ ٍرًدم‬
‫فأثَّر إبهاـ األنامل في الخػ‬
‫قلت‪ :‬كلصاحب الترجمة يد طولى في نظم الشعر الحميني‪ ،‬كالهزليات كمحلو بػ(شباـ كوكباف)‬
‫مأكل القاصدين‪ ،‬كمحط رحاؿ الوافدين‪ ،‬يجتمع عنده الحاضر كالبادم‪ ،‬كيبقى لديو الغريب‬
‫كالوافد من األياـ ما أراد كىو ال يتكلف في أحوالو كال يشتغل بعادات الببلد‪ ،‬كىو اآلف زينة‬
‫في األياـ‪ ،‬كحسنة من محاسن (شباـ)‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬أحمد بن عيسى بن محمد الكوكباني] (ّ) *‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫ككالد صاحب الترجمة ذكره القاضي أحمد [قاطن] في تاريخو(ْ)‪ ،‬ككصفو بالعلم كالفضل‬
‫كقاؿ‪ :‬إنو قرأ على كالده األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬كقد كقفت لو على شعر يسير فمنو ما‬
‫أجاب بو على المولى علي بن صبلح الدين اآلتي ذكره في قولو‪:‬‬
‫ذيرؾ من أبناء دىرؾ إنهم‬
‫إذا جاءىم ذك الماؿ قاموا كرامة‬
‫عبيد لدينار أك عبيد لدرىم‬
‫فبل يذكركف الموت (ٓ) كالبعث كاللقاء‬
‫ككنا سمعنا في الزماف بما د ور‬
‫؟‬
‫؟‬
‫على ما بأيديهم ذئاب كواشر‬
‫إليو كقالوا قولو كىو خاسر‬
‫ككل إمرئ منهم لئيم كغادر‬
‫كألهاىم عن ذكر ذاؾ التكاثر‬
‫فهذا زماف كل أىليو ماد‬
‫فأجاب بقولو‪:‬‬
‫إف إمرءان سب الرجاؿ لما لهم‬
‫ليصدؽ فيو القوؿ كالناس كلهم‬
‫كذلك إقرار الفتى الزـ لو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫__________‬
‫(ُ) يجدّْر‪ :‬أم أصابو الجدرم فهو مجدر كالجدرم‪ :‬مرض جلدم يم ٍع ًد يتميز بطفح يحليمي‬
‫يتقيح كيعقبو ً‬
‫قشر‪.‬‬
‫(ِ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬لخدة‪.‬‬
‫(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُِ-ََِ/‬‬
‫(ْ) أم اتحاؼ األحباب المشهور بدمية القصر للعبلمة أحمد بن محمد قاطن‪.‬‬
‫(ٓ) الموت‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َُٗ/‬‬
‫كلم يسأؿ الرحمن من ىو قادر (ُ)‬
‫بريئوف مما قاؿ كاألمر ظاىر‬
‫كقد صرحت فيما ذكرت الدفا‬
‫[(ٖ‪ )/‬إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم زبيبو الكوكباني ] *(ِ)‬
‫(ُُّٖ‪ُِٓٗ-‬ىػ‪ُْٖٔ-َُٕٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫األخ صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم المعركؼ (ّ) بزبيبة‪ ،‬كنسبو يرجع إلى‬
‫السيد العبلمة علي بن إبراىيم الحيداني(ْ) المجاىد مع اإلماـ القاسم(ٓ) [ِٖأ‪-‬جػ] كينتهي‬
‫نسبو إلى جده اإلماـ القاسم العياني(ٔ)‪ ،‬كىو عبد اهلل بن محمد (ٕ) بن اإلماـ القاسم الرسي‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو كمنشأتو كمقركءاتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو األجل األديب العبلمة الذكي الشاعر‪ ،‬كلد في شهر جمادل اآلخرة سنة‬
‫ثبلث كثمانين كمائة كألف (ُُّٖىػ)‪ ،‬كنشأ بػ(كوكباف)‪ ،‬كقرأ على األعبلـ في النحو كالصرؼ‬
‫كالمنطق‪ ،‬كالزـ المولى علي بن محمد بن علي األتي ذكره‪ ،‬كطالع الدكاكين(ٖ) الدياكين‬
‫الشعرية‪ ،‬كاشتغل بالشعر كحفظو حتى نظم كنثر‪ ،‬ثم رحل إلى (صنعاء) فقرأ على شيخنا العبلمة‬
‫البرىاف في (الشرح الصغير) كحاشيتو‪ ،‬كفي (مغني اللبيب) كىو صاحب فهم كذكاء كألمعية‬
‫كنقاده كمعرفة للحقائق‪ ،‬كامل الرجولية‪ ،‬حسن المحاظرة‪ ،‬لطيف الشكل‪ ،‬ظريف المجالسة‪.‬‬
‫[مكاتبتو للمؤلف]‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)ُْ-ّٗ/‬ىجر األكوع (ْ‪.)ََُٗ/‬‬
‫(ّ) المعركؼ‪:‬ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) بن عبد اهلل بن إبراىيم بن عبد اهلل بن صبلح بن المهدم بن الهادم بن علي بن محمد بن‬
‫الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبد اهلل بن عيسى بن إسماعيل بن عبد اهلل بن إبراىيم‬
‫بن القاسم بن إبراىيم‪.‬‬
‫…نيل الوطر (ُ‪.)ّٗ/‬‬
‫(ٓ) أم اإلماـ القاسم بن محمد‪.‬‬
‫(ٔ) أم اإلماـ القاسم بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ القاسم الرسي‪.‬‬
‫…ينظر حوؿ ترجمتو‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٕٕ‪.)ْٕٕ/‬‬
‫(ٕ) كقيل‪ :‬عبد اهلل بن إبراىيم بن القاسم بن إبراىيم ‪.‬‬
‫(ٖ) في أصولي‪ :‬الدياكين‪.‬‬
‫(ُ‪)َُُ/‬‬

‫إلي (في سنة تسع كمائتين كألف) (ُ) ىذا اللغز كىو قولو [من السريع]‪:‬‬
‫كتب ّْ‬
‫ا صارـ اإلسبلـ يا خير من‬
‫ما يمضمر يج َّر بحرؼ كلم‬
‫واء أىعدت الحرؼ أـ لم تيعد‬
‫ىس ن‬
‫فأكشف دجى إشكالنا يموضحان؟‬
‫؟‬
‫رقى سماء المجد كالفخر‬
‫يى يجز عليو العطف بالجر‬
‫فما سول الرفع بو يجرم‬
‫فأنت فينا البدر في العصر‬
‫فأجبتو بقولي [من السريع]‪:‬‬
‫ا كاحد العصر يا ساحر‬
‫أتى نظاـ منك في ً‬
‫ضمنو‬
‫كخذ جوابان في المثاؿ الذم‬
‫ي‬
‫لوالؾ كالمنظوـ إ ٍذ جاءنًي‬
‫؟‬
‫؟‬
‫األلباب بالمنظوـ كالنَّثر(ِ)‬
‫مخايل السحر ببل نكر‬ ‫ي‬
‫ألغزتو كلَّفتو فً ٍك ًرم‬
‫المضمر في شعر‬
‫ي‬ ‫لم يبرز‬
‫كأنشدني لنفسو [من الكامل]‪:‬‬
‫اـ العواذؿ إ ٍذ ىويت يمجدران‬
‫ً‬
‫تشبيهو‬ ‫كأتوا بما قىد قيل في‬
‫ً‬
‫بجسمو؟‬ ‫الحسن ماىج‬
‫ىذاؾ بحر ي‬
‫؟‬
‫ساطع‬
‫ي‬ ‫ىبه ىر الغزالة منو نور‬
‫فأجبتهم كالقلب مضنَّى كالً يع‬
‫فطفت عليو من الجماؿ فواقػ‬
‫كأراد بما قد قيل في تشبيهو قوؿ أىل البياف في تشبيهو بسلحة (ّ) جامدة [ِٖب‪-‬جػ] قد‬
‫كاف نقرتها الديكة؛ كلكن ىذا إنما يكوف تشبيهان آلثار الجدرم‪.‬‬
‫(( كنظم بعضهم‪:‬‬
‫جدرم تركو‬
‫ٌ‬ ‫أنما جبينو من‬
‫؟‬
‫؟‬
‫و‬
‫كسلحة جامدة قد نقرتها الديكة))(ْ)‬
‫كيبل يدؿ على الدكاـ‬
‫السبلـ‬
‫نصب القرينة في َّ‬
‫معميان في حسين‪[:‬من السريع]‬
‫كلو ّْ‬
‫ً‬
‫شاد ًف (ٓ) سألتو ما إسمو‬
‫كقاؿ يح ٍسني فاؽ كل الورل‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فا ٍزكَّر (ٔ) من و‬
‫تيو كمن يع ٍج ً‬
‫ب‬ ‫ى‬
‫ذاؾ بالقلػ‬
‫لكنني مع ى‬
‫كمن شعره ما أرثى بو شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد رحمو اهلل‪:‬‬
‫اؿ لو مصو يف األدمع‬
‫طب يي ىذ ي‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬سنة تسع كمائة كألف كىو خطأ‪.‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) بسلحة‪ :‬كلد الحجل‪.‬‬
‫(ْ) ما (( )) ساقط في (أ‪،‬ب)‪%&.‬‬
‫كتشبيهو بالفواقع يقضي بأنو في حاؿ حصوؿ الجدرم فيو بالفعل كحب الشباب؛ كلصاحب‬
‫الترجمة [من مجزكء الكامل]‪:‬‬
‫طر الحبيب مسلمان‬
‫نصب السبلـ تعمدان‬
‫فعلمتو ملكان كقد‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كالبدر أشرؽ في الظبلـ‪ ) (&%$‬في (جػ)‪ :‬أشرؼ بالظبلـ‪.‬‬
‫(ٓ) الشادف‪ :‬كلد الظبية كالمراد المحبوب‪.‬‬
‫فازىكَّر‪ :‬أم ماؿ كانحرؼ‪.‬‬
‫(ٔ ) ى‬

‫(ُ‪)ُُُ/‬‬

‫كادت لموقعو تزلزؿ ركعةن‬


‫خبر يصك مسامعان من ًذ ًل النهى‬
‫كالعلىى‬
‫بوفاة ىحي أبي المفاخر ي‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كتشب منو جذكة في األضليع‬
‫الخ َّ‬
‫شع‬ ‫ً‬
‫لهجومو يش ُّم الجباؿ ي‬
‫كيثير أحزاف الفؤاد الموجع‬
‫العالم الفطن األديب األرك‬
‫منها‬
‫ا عين ال تبقي دموعان بعده‬
‫قد كنت قًدمان بالدموع أبٌيةن‬
‫؟‬
‫؟‬
‫ىذا الذم شاىدت أعظم مصرع‬
‫فاليوـ أبكيو بجفن طىيّْػ‬
‫منها‪:‬‬
‫ا دىر قد نغصت ل ىذة عيشنا‬
‫ما زاؿ سهمك للورل متخيٌران‬
‫يكفيك من تلك الطبائع كلها‬
‫من للعلوـ كمن لكل دقيقة‬
‫من للفصاحة كالبراعة كالحجى‬
‫من للوفود إذا تزاحم ىج ٍم يعها‬
‫؟‬
‫؟‬
‫قبحان لفعلك ذا العظيم األشنع‬
‫منزع‬
‫يا ليت قوسك ما لو من ً‬
‫خلق كعذب الماء صافي المشرع‬
‫ً‬
‫األلمعي‬ ‫أعيت على الفطن الذكي‬
‫من للمكارـ كالفخار[ِٗأ‪-‬جػ] األرفع‬
‫خلفتهم بيباب قفر بلقػ‬
‫منها‪:‬‬
‫ادت بدكر التم تكشف حسرة ؟‬
‫؟‬
‫إلفوؿ تلك الشمس تحت البرقػ‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر (ُ)‪.‬‬
‫[(ٗ‪ .)/‬إبراىيم بن محمد العجمي] (ِ) *‬
‫(…‪َُُٓ-‬ىػ‪ُّٕٕ-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ُٔب‪-‬ب] ‪-ّْ[ ،‬أ] ‪ ،‬كصاحب الترجمة توفي ليلة عيد الفطر سنة (ُِٗٓىػ)‬
‫بكوكباف عن (ٕٔ) سنة من مولده‪.‬‬
‫(ِ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ‪.)ُٕ-ٔٗ/ُ( .‬‬

‫(ُ‪)ُُِ/‬‬

‫الشيخ المبل إبراىيم بن محمد العجمي الفاضل الزاىد التقي العبلمة‪ ،‬ذكره المولى إسحاؽ (ُ)‬
‫أجل غريب كصل إليها‬
‫فقاؿ‪ :‬كصل إلى (صنعاء) في سنة خمسين كمائة كألف (َُُٓىػ) كىو ٌ‬
‫فيما عرفنا‪ ،‬ككانت أكقاتو مستغرقة في الذكر كالوعظ‪ ،‬كلكبلمو كقع كقبوؿ في األسماع‬
‫كالقلوب‪ ،‬ككاف يقف بػ(جامع صنعاء) فيجتمع إليو خلق كىو مع ذلك فصيح العبارة‪ ،‬حسن‬
‫األخبلؽ‪ ،‬لطيف في كعظو‪ ،‬ال يلتفت إلى الدنيا كمتاعها كال يقصد بوعظو غير نفع المسلمين‪،‬‬
‫كمع ذلك فهو إماـ في كثير من الفنوف في الفقو كاألصوؿ كالعربية كالتفسير‪ ،‬ككاف يملي على‬
‫الناس شيء من تفسير القرآف كيزيده للسامعين بيانان بعبارة حسنة كيد قوية في العلوـ‪ ،‬ككاف يمر‬
‫في الطرقات كاألسواؽ‪ ،‬كىو يعظ الناس كيأمرىم بما يليق بكل مخاطب‪ ،‬كبالجملة فهو من‬
‫العلماء الربانيين‪ ،‬كأحسبو متصوفان يشاىد حالة االنقطاع إلى اهلل في جميع أكقاتو‪ ،‬ككاف يقنع‬
‫من القوت بأم شيء يأكلو في الجامع أك غيره‪ ،‬ال تطمح نفسو إلى شيء فلقد أخبرني جماعة‬
‫أنو طالما كقف في الجامع ليس لو من الطعاـ إال نحو ملء الكف من الباقبل(ِ) يستغني بو‬
‫عن الطعاـ كىذا دأبو في أكثر أحوالو‪ ،‬كسئل يومان عن مذىب العجم في شأف الصحابة فقاؿ‪:‬‬
‫الجهاؿ يسبوف كالعلماء يتوقفوف‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفى صاحب الترجمة بػ(صنعاء) في أخر العاـ المذكور(ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم إسحاؽ بن يوسف في الثغر الباسم‪.‬‬
‫(ِ) الباقبلء‪ :‬نبات عشبي حولي من الفصيلة القرنية تؤكل قركنو مطبوخة ككذلك بذكره‪.‬‬
‫(ّ) أم سنة(َُُٓ)ىػ كقد أرخ األديب أحمد بن حسين الرقيحي كفاتو بنظم منو‪:‬‬
‫ناداه رضواف بتأريخو‬
‫يا خلد إبراىيم أسنى الجناف‬
‫(َُُٓىػ)‬

‫(ُ‪)ُُّ/‬‬

‫ككانت كفاتو من أعظم الخطوب فإنو كاف قد ألقى اهلل المحبة لو في جميع القلوب‪ ،‬كظهر منو‬
‫(من)(ُ) حسن الطريقة ما ال يمكن التعبير عنو‪ ،‬فما راع الناس إال كفاتو كلم يطل بو المرض‪،‬‬
‫فإنو أمتنع عن الناس يومان أك يومين ثم فقد إلى منزلو فوجد ميتان فعظم المصاب كاجتمع لقبره‬
‫من الناس خلق كثير كقبر عدني(ِ) (صنعاء) كىو مزكر إلى األف فيو إعتقاد‪ ،‬ككاف قد عقد‬
‫مجلسان للوعظ في (جامع صنعاء) [ِٗب‪-‬جػ] فأثَّر في الناس كبلمو كأجتمع لسماعو خلق‬
‫كانتفع بو عالم ال يحصوف‪ ،‬ثم لما توفي تطلب الناس من يخلفو في ذلك المقاـ فخلفو البدر‬
‫األمير األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬فكاف يقعد للناس للوعظ على كرسي‪ ،‬كانتفع بو كثيركف‪،‬‬
‫كلما تخلف البدر األمير عن الوعظ على ذلك الكرسي كتب إليو الفقيو األديب أحمد الرقيحي‬
‫الشاعر المشهور بقولو‪:‬‬
‫رل غرس إبراىيم ما زاؿ ينتمي‬
‫فدع جسدان ملقى بكرسي غيو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فمنك اجتنينا بعده ثمر الغرس‬
‫فإنك أكلى بالقعود على الكرس‬
‫فأجاب البدر األمير بقولو‪)ّ(:‬‬
‫في الهدل أبدعت فيما نظمتو‬
‫إذا الشعراء جاءكا بقرآف شعرىم؟‬
‫؟‬
‫فداؾ بنو اآلداب بالماؿ كالنفس‬
‫فشعرؾ في أشعارىم آية الكرس‬
‫[(َُ‪ )/‬إبراىيم بن خالد بن أحمد العلفي] (ْ) *‬
‫(َُُٔكقيل ُُُُىػ‪ُْٔٗ/‬ـ‪ُّْٕ -‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتهونتعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) منو‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) عدني‪ :‬أم جنوب‪.‬‬
‫(ّ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(َِٔ)‪.‬‬
‫(ْ) الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َُ) (بتحقيقنا)‪ :‬كمنو‪ :‬مصادر التراث للعمرم‬
‫(ُِٗ) مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو) المستدرؾ على معجم المؤلفين الزيدية ص(ُٓ)‪،‬‬
‫مجلة المورد‪ )ّ( .‬عدد (ُ)ص(ِِٕ) البدر الطالع (ُ‪ )ٕٔ/‬التراث اإلسبلمي في المكتبات‬
‫الخاصة‪ .‬للوجيو (انظر فهارسو)‪.‬‬
‫…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٗ‪ ،)َٓ-‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ‪ ،‬مطلع األقمار‬
‫ترجم(ٕٓ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)ُُ/‬‬

‫(ُ‪)ُُْ/‬‬
‫العبلمة المحقق صارـ الدين إبراىيم بن خالد[بن أحمد بن قاسم] العلفي القرشي‪ ،‬الورع الزاىد‬
‫التقي الثبت الحجة الصدكؽ‪ ،‬القانت العبادة‪ ،‬إماـ العلوـ كجبل الحلوـ‪ ،‬عين [ُٕأ‪-‬ب]‬
‫أكابر المحققين‪ ،‬كزينة العلماء الراسخين‪ ،‬نشأ بػ(صنعاء) كالزـ المولى ىاشم بن يحي الشامي‪،‬‬
‫كقرأ عليو في فنوف العلم حتى أتقن‪ ،‬كحقق كأجتهد كتفنن‪ ،‬كألف المولى ىاشم حاشيتو على‬
‫(شرح القبلئد) كحاشيتو (على البحر الزخار) حاؿ قراءة صاحب الترجمة عليو في الكتابين‪.‬‬
‫[مؤلفاتو](ُ)‬
‫ككاف صاحب الترجمة يؤلف حاشية على (األزىار) من أجل الحواشي كأحسنها تحقيقان حتى أف‬
‫كل مبحث منها يصلح أف يكوف رسالة مستقلة كربطها باألدلة كاألصوؿ كبناىا على االجتهاد‪،‬‬
‫كأكمل (ِ) منها مجلد إلى كتاب الصبلة كلم يتم‪ ،‬كمن مؤلفاتو (رسالة في حكم النوـ قبل‬
‫الصبلة)‪ ،‬ك(رسالة في حكم القصر في السفر)‪ ،‬كلو رسائل عديدةعدة‪ ،‬كمسائل في الفقو كثيرة‪،‬‬
‫كلو كتاب في فتاكيو [َّأ‪-‬جػ] جليل القدر جمعو المحدث العبلمة حامد بن حسن شاكر‬
‫(ّ) رحمو اهلل تعالى كرتبو على األبواب الفقهية‪ ،‬كجواباتو معتمد عليها موثوؽ بها‪ ،‬ككاف ال‬
‫يفتي حتى يراجع المسألة في مضانها من الكتب لشدة تحريو‪ ،‬كتخرج عليو عدة من العلماء‪،‬‬
‫ككاف قانعان من الدنيا باليسير معتزالن للدكؿ كأرباب المناصب‪ ،‬كأريد(ْ) على القضاء فأبى‬
‫كأمتنع منو تورعان كخوفان على نفسو‪ ،‬كلم يأكل مما فيو شبهة قط بل اقتصر على ما يحصل لو‬
‫من موضع يقرأ بو‪ ،‬كلم يقبض من أحد ىبة أك نذران أك معاشرةن (ٓ) معاش‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ الموضوع انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٗ‪.)َٓ-‬‬
‫(ِ) في (جػ) ‪ :‬ككل‪.‬‬
‫(ّ) انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َِٗ) ترجمة (ِٔٔ)‪.‬‬
‫(ْ) أم راكدكه كداركه على أف يتولى فأبى‪.‬‬
‫(ٓ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬معاش‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُٓ/‬‬

‫ككاف يقلق ممن يريد التبرؾ بو‪ ،‬كطريقتو في الورع كالزىد كطريقة السيد صبلح بن الحسين‬
‫األخفش كالزـ السكوف في إحدل منازؿ (مسجد الفليحي) (ُ) كالتدريس بمسجده كلم يتزكج‬
‫قط‪ ،‬كبالجملة فإنو كاف من العلماء الراسخين كالفضبلء الزاىدين‪ ،‬ككاف كثيران ما يدكر بينو كبين‬
‫البدر األمير كالمولى الحسن بن إسحاؽ مراجعات كمناظرات ككل كاحد منهم يكتب رسالة‪،‬‬
‫كلكنو في تحقيق (ِ) القواعد الفقهية ال يجاريو أحد‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫كتوفي رحمو اهلل في سنة ست كخمسين كمائة كألف (ُُٔٓىػ)‪ ،‬كحزف الناس عليو (ّ) حزنان‬
‫عظيمان‪ ،‬كشيع جنازتو جميع أىل (صنعاء)‪ ،‬كأرخ كفاتو األديب الرقيحي فقاؿ‪:‬‬
‫قد عظم المصاب كجل قدران‬
‫المرجى‬
‫َّ‬ ‫بموت الصارـ الحبر‬
‫فمن للزىد كالورع المص ٌفى‬
‫تزينت الجناف كصافحتو‬
‫فهنأ ما حكى التاريخ يعطي؟‬
‫؟‬
‫ككدرت المصادر كالموارد‬
‫إماـ العلم في كل المقاصد‬
‫من األدناس بعدؾ كالمحامد‬
‫بها الحور الحساف ككل زاىد‬
‫(بعليين إبراىيم خالد) (ْ)‬
‫………(ُُٔٓىػ)‬
‫كرثاه المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل بقولو‪:‬‬
‫عاه ناعي التقى للعلم كالورع‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فالدىر في فزع كالناس في جزع[َّب‪-‬جػ]‬
‫؟؟‬
‫؟كقاـ يندب في نادم الهدل علمان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫علومو نشرت في كل مجتمع‬
‫؟؟‬
‫؟ماذا تراه نعى الناعي كفاه بو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فقد أصم كما يقول لذاؾ يعي‬
‫يْ؟؟‬
‫اسود الضحى كغدا‬
‫؟فأم خطب بو ي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫منو الورل في مضيق غير متسع‬
‫؟؟‬
‫؟كأنجم الفضل خرت عند و‬
‫كاقعة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫جلٌت فأم فؤاد غير منصدع‬
‫؟؟‬
‫؟قضى الذم شاد ركن الدين كانطمست‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بالعلم منو رسوـ الجهل كالبدع[ُٕب‪-‬ب]‬
‫؟؟‬
‫؟قضى الذم طاؿ باعان في العلوـ لذا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يراعو في مضيق البحث لم يرع‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) مسجد الفليحي أحد مساجد صنعاء ينظر حولو مساجد صنعاء للحجرم ص(َٗ‪.)ُٗ-‬‬
‫(ِ) التحقيق‪ :‬إثبات المسألة بدليل أك على الوجو الحق‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬كحزف عليو الناس‪.‬‬
‫(ْ) إذا حسبت الحركؼ طبقان لؤلعداد األبجدية فإف مجموع ذلك يكوف (ُُٔٓىػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُٔ/‬‬

‫؟قضى الذم كانت الفتيا تدكر على‬


‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫علومو فاستمع للحق كاتبع‬
‫؟؟‬
‫؟قضى الذم كاف عن علم كمعرفة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لما يشين تقاه أم ممتنع‬
‫؟؟‬
‫؟قضى الذم خاؼ من أمر القضا كمضى؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على الهدل في سبيل غير منقطع[ْٔ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫؟مضى حميد المساعي كىو مشتغل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بنشر علم لً يم ٍم ول أك لمستمع‬
‫؟؟‬
‫؟فكم فوائد أبداىا معلقة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫و‬
‫لمستهد كمبتدع‬ ‫ىي النجوـ‬
‫؟؟‬
‫؟فذا لرجم شياطين الضبلؿ كذا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫و‬
‫ىاد إلى الحق يهدم كل متبع‬
‫؟؟‬
‫؟ككم رسائل أمبلىا محررة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ضمت مسائل فاسمع ما تراه كعي‬
‫؟؟‬
‫؟كاستمل حاشية للشرح (ُ) و‬
‫قائلة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أنا مع الحق إف ما دار فهو معػ‬
‫منها‪:‬‬
‫ا ثلمة عظمت في الدين كانكشفت‬
‫كعالم زاف بالتقول معارفو‬
‫كفاضل ألجم النفس الجموح فما‬
‫كحازـ جد في أمر النجاة كلم‬
‫كزاىد خف حمل الظهر منو لقد‬
‫كعارؼ ببني الدنيا فكم نصبت‬
‫كجاىد النفس حتى جاء موعده‬
‫كشيعوه ككاركه فقيل لو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫عن صارـ بالهدل كالحق منقطع‬
‫كإنما العلم إف حققت بالورع‬
‫ألقى عناف ىواىا في يد الطمع‬
‫يغتر في الدين من دنياه بالخدع‬
‫فاز المخفوف منها ساعة الفزع‬
‫لو الشباؾ كراموه فلم يقع‬
‫إلى اللقاء كناؿ القرب حين دعى [ُّ‪-‬أ‪-‬جػ]دعي‬
‫نم آمنان في جوار اهلل كاضطجػ‬
‫كىي أكثر من ىذا رحمو اهلل تعالى(ِ) ‪..‬‬
‫[(ُُ‪ )/‬إبراىيم بن الحسين المحبشي الشهارم]* (ّ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم على شرح األزىار البن مفتاح ‪ .‬كمتن األزىار لئلماـ أحمد بن يحيى المرتضى‬
‫(تَْٖىػ)‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬ك إيانا آمين كاهلل الموفق‪.‬‬
‫(ّ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬تهذيب الزيادة للعابد (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز‪( ،‬خ) ملحق البدر‬
‫الطالع ص(ُِٗ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٗ/‬ىجر األكوع(ِ‪)َُْٗ/‬ديوف محمد بن إسماعيل‬
‫األمير ص(ُْٓ‪.)ِْٓ-‬‬

‫(ُ‪)ُُٕ/‬‬

‫الفقيو صارـ الدين [ك]اإلسبلـ إبراىيم بن الحسين المحبشي‪ ،‬الشهارم المولد كالنشأة‬
‫كالوفاة‪ ،‬كاف عبلمة في جميع الفنوف‪ ،‬كلما سكن البدر األمير المنير في (شهارة) قرأ عليو‬
‫صاحب الترجمة في كتب السنة‪ ،‬كعمل بما صح لو من األدلة ككاف صالحان عبَّادة‪ ،‬مشتغبلن‬
‫بالتدريس مع حسن خلق كسعة صدر كانتهت الفتيا في ببلد (شهارة) إليو (رحمو اهلل تعالى)‬
‫(ُ ) ‪.‬‬
‫[(ُّ‪ )/‬إبراىيم بن صالح الهندم] (ِ) *‬
‫(…‪ََُُ-‬ىػ‪َُٔٗ-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) قاؿ زبارة في نشر العرؼ‪ :‬لعل كفاتو بعد انتقاؿ صنوه ناصر بن الحسين إلى صنعاء سنة‬
‫(ُُٗٔىػ)‪ .‬ككاف السيد محمد بن إسماعيل األمير قد أجازىما إجازة عامة ختمها بهذه‬
‫القصيدة كالنصيحة المفيدة كىي‪:‬‬
‫أجزتكما يا أىل ك ٌدم ركايتي‬
‫لما أنا من علم األحاديث أركيو‬
‫… انظر‪ :‬نشر العرؼ(ُ‪ ،)ُِ-ُٗ/‬ديواف األمير ص (ُْٓ‪.)ِْٓ-‬‬
‫(ِ) سبلفة العصر لعلي بن معصوـ ص(ْٕٕ‪ ،)ْٖٕ-‬البدر الطالع (ُ‪ )ُٔ/‬نشر العرؼ‬
‫(ُ‪ ،)َْ-ِٗ/‬ىدية العارفين (ُ‪ )ّٓ/‬كفيو كفاتو سنة (َُٗٗىػ) األعبلـ (ُ‪ ،)ّْ/‬الركض‬
‫الحرمين إلبراىيم رفعت ط‪ .‬مصر (ُّْْىػ)‪.‬‬
‫األغن (ُ‪ ،)ُّ/‬مرآة ى‬

‫(ُ‪)ُُٖ/‬‬

‫الشيخ صارـ اإلسبلـ إبراىيم بن صالح الهندم البليغ الفصيح‪ ،‬ذك الشعر الجزؿ المطبوع‪،‬‬
‫كالمقاطيع البديعية المشهورة‪ ،‬كىو (ُ) حنفي المذىب‪ ،‬ككاف أبوه قبل إسبلمو من (البانياف)‬
‫(ِ) فأسلم على يد أحد أكالد اإلماـ(ّ)‪ ،‬كصلح حالو كنشأ الشيخ إبراىيم فاشتغل باألدب‬
‫كمهر فيو كقوم ساعده في النظم كلو ديواف شعر جمعو كلد أخيو‪ ،‬كيقاؿ أنو ترؾ أكثر شعره‬
‫تحامبلن منو على الممدكحين فأضاع شعر عمو‪ ،‬بسبب ىذه الحماقة‪ ،‬كغرر شعره في اإلماـ‬
‫المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور كلو أرجوزة سماىا (براىين االحتجاج كالمناظرة فيما‬
‫كقع بين البندؽ كالقوس من المفاخرة) (ْ) كجرل بينو كبين أدباء زمانو مداعبات كمشاحنات‬
‫كمهاجاه كالينبعي كالمرىبي كغيرىما‪ ،‬كمدح (ٓ) المتوكل على اهلل بن المنصور (ٔ) كالمولى‬
‫محمد بن الحسن بن المنصور(ٕ) ‪ ،‬كالشريف زيد بن محسن (ٖ) صاحب (مكة) ككاف يفد‬
‫إلى المولى علي بن المتوكل (ٗ) إلى (اليمن) (َُ)عامان كإلى صاحب (المنصورة) (ُُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ) كىو (ح) أم حنفي المذىب‪.‬‬
‫(ِ) البانياف‪ :‬أم الهنود‪.‬‬
‫(ّ) أم اإلماـ القاسم بن محمد‪.‬‬
‫(ْ) انظر مجموع المقامات اليمنية جمع‪ /‬عبد اهلل الحبشي نشر مكتبة الجيل صنعاء‪.‬‬
‫ص(ُٔ‪.)ٔٗ-‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬كامتدح‪.‬‬
‫(ٔ) أم اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم‪ .‬ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ)‪.‬‬
‫(ٕ) ىو محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن محمد (ََُُ‪َُٕٗ-‬ىػ) انظر نفس‬
‫المصدر‬
‫ص (ٕٖٖ‪.)ٖٖٖ-‬‬
‫(ٖ) ىو زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمى أمير مكة كلد فيها ككليها سنة‬
‫(َُُْىػ) كمولده سنة(َُُْىػ) ككفاتو منو (َُٕٕىػ)‪.‬‬
‫…انظر األعبلـ (ّ‪.)ُٔ-َٔ/‬‬
‫(ٗ) انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ِ‪.)ُٕٔ/‬‬
‫(َُ) أم اليمن األسفل كىو عبارة عن المحافظات الغربية الجنوبية كمحافظة تعز كإب‪.‬‬
‫(ُُ) ىو محمد بن الحسن بن القاسم‪ .‬انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ِ‪.)َِْ/‬‬
‫…كالمنصورة من قرل الصلو المعافر انظر المقحفي ص (ٕٔٔ‪.)ٖٔٔ-‬‬

‫(ُ‪)ُُٗ/‬‬

‫عامان كلما توفي المؤيد (ُ) [ُٖأ‪-‬ب] كتنازع آؿ اإلماـ في القياـ باألمر تكلم شعراء الزماف‬
‫فيما ال يعنيهم‪ ،‬فلما قاـ باألمر صاحب (المنصورة) بقي في نفسو من أكلئك الشعراء‪ ،‬فوفد‬
‫إليو الشيخ إبراىيم‪ ،‬ككاف قد كىم [ُّب‪-‬جػ] أنو منهم فقاؿ لو حين رآه‪( :‬من أمنَّك يا‬
‫ىندم‪ ،‬كقد أىدرت دمك)‪ ،‬أك قاؿ‪( :‬كأنا عازـ على إخراج لسانك من قفاؾ)‪ ،‬فقاؿ لو‪:‬‬
‫شفيعي القرآف كأشار إلى مصحف كاف على صدره فقاؿ‪( :‬قد شفعتو فيك) ثم طرده كأمره‬
‫بالخركج من المدينة فخرج منها خائفان يترقب‪ ،‬كأرسل لو الوزير الحريبي (ِ) بكسوة كدراىم‬
‫كأمرىم بتغييب شخصو؛ ثم أنو بعد ذلك تصوؼ كتألو كترؾ الدنيا كانقطع إلى اهلل تعالى‪ ،‬ككاف‬
‫إذا حاف كقت الصبلة خرج عن الوجود كاصفر لونو كحج في آخر أيامو‪ ،‬كلما عاد من الحج لم‬
‫يلبث أف توفي بػ(ركضة حاتم) (ّ) ككاف أكثر إقامتو بها‪.‬‬
‫[كفاتو كنماذج من شعره]‬
‫كلعل كفاتو في سنة إحدل كمائة كألف (َُُُىػ) أك قبلها بيسير‪)ْ(.‬‬
‫فمن شعره قولو‪:‬‬
‫شبو ثغره كالقات فيو‬
‫ًْأل وىؿ آلؿ قد نبتن على عقيق‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كقد النت لرقتو القلوب‬
‫كبينهما زمردة تذكب [ْٖ‪-‬أ‬
‫كلو في مليح ىع َّواـ‪:)ٓ(:‬‬
‫أبيض عاينتو سابحان‬
‫فقلت ىذا البدر في لجة؟‬
‫؟‬
‫في لجة للماء زرقاء‬
‫أـ ذا خياؿ الشمس في المػ‬
‫كلو في مليح في صدره خاؿ‪)ٔ(:‬‬
‫قبل كالرمح لو ىزة‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو اإلماـ محمد بن المتوكل بن القاسم انظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٕٖ‪-‬‬
‫ّٖٕ)‪.‬‬
‫(ِ) الوزير الحريبي‪ :‬ىو صالح الحريبي انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ُ‪.)ٕٕٖ-ُٕٕ/‬‬
‫(ّ) ركضة حاتم‪:‬مدنية بالقرب من صنعاء تنسب إلى بانيها السلطاف حاتم بن أحمد اليامي‬
‫خبلؿ القرف السادس الهجرم كتسمى ركضة أحمد أيضان‪.‬‬
‫(ْ) أرخ كفاتو الشيخ صبلح األحمر بقولو‪:‬‬
‫لقد فاز إبراىيم بالعفو كالرضى‬
‫كناؿ مقامان لم تنلو األماثل‬
‫في جنة الفردكس صار مكرمان‬
‫لتأريخ إبراىيم في الخلد نازؿ‬
‫(َُُُىػ)‪.‬‬
‫(ٓ) عواـ‪ :‬أم يجيد السباحة‪.‬‬
‫(ٔ) حبىة سوداء تنسب إلى الخاؿ‪.‬‬

‫(ُ‪)َُِ/‬‬

‫َّ‬
‫كأف ذاؾ الخاؿ في صدره‬
‫؟‬
‫؟‬
‫تحت قباء غير مزركر‬
‫حبة مسك فوؽ كافور‬
‫كلو في مليح طويل‪:‬‬
‫د أفرطت أعطاؼ من أحببتو‬
‫فلو أرتجى المشتاؽ منو قبلةن‬
‫؟‬
‫؟‬
‫في الطوؿ حتى جل عن لثم الفم‬
‫سلم [ِّأ‪-‬جػ]بً َّ‬
‫سلػ‬ ‫كسخى بها لرقى إليو بً َّ‬
‫كلو في مليح ينفخ فحمان‪:‬‬
‫نظر إليو يشب فحم لظا‬
‫دنا إلى نفخها بوجنتو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كيسعر الجمر أم إسعار‬
‫فقابل الجلنار (ُ) بالنا‬
‫كلو في مليح في ثغره خاؿ كفيو االكتباس مع االكتفاء‪:‬‬
‫شادف خلت على ثغره‬
‫أضحى رضاب الراح من ريقو؟‬
‫؟‬
‫خاالن لنيراف الهول مالك‬
‫ختامو مسك((كفي ذلك)) (ِ)‬
‫كلو في مليح كبسي‪)ّ(:‬‬
‫فدم الذم لم نخشى من تيهو‬
‫فجسمو كالماء من رقة‬
‫؟‬
‫؟‬
‫يحي بو المغرـ أك يهلك‬
‫كقلبو من حجر مسبكيسبػ‬
‫كاتفق أف الفقيو محمد الحيراني(ْ) كلو شعر في المرتبة الوسطى ىم َّر ىو كالشيخ إبراىيم‬
‫الهندم من بعض األزقة فعبر بهم رجل اسمو مرزؽ على بغلة ضعيفة فقاؿ الحيراني للشيخ‪:‬‬
‫ىلم نشبو ىذه البغلة ثم أنشد‪:‬‬
‫بهت بغلة مرزؽ لما عل‬
‫فقاؿ الشيخ‪:‬‬
‫ف ظهرىا السامي أعز مكػ‬
‫فقاؿ الحيراني‪:‬‬
‫رطت ضراطان منتنان فكأف‬
‫فقاؿ الشيخ إبراىيم‪:‬‬
‫عر الفقيو محمد الحيرانيالحير‬
‫فتعب منو كىاجره مدة‪.‬‬
‫كىاجى الشيخ أيضان شاعر يعرؼ بمحمد الحبورم (ٓ) ككاف الشيخ في ذلك الوقت البسان‬
‫لخف ليس بو غير كجهو فقاؿ الحبورم‪:‬‬
‫رل شيخ القريض قوم بطش‬
‫كيمشي مشية الحربا يىوينا؟‬
‫؟‬
‫كيعجز عن إقامة كل فرض‬
‫كبشمقو (ٔ) سماء بغير أ‬
‫فأفحم الشيخ كىذا عجيب‪ ،‬كمن شعره قولو يمدح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫[ُٖب‪-‬ب]‪:‬‬
‫عيشك ىذا الصادح المترنٌم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أىاجك أـ برؽ على الخيف يبسم‬
‫؟؟‬
‫؟ذكرت بو عيشان كرعت نميره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) الجلنار‪ :‬زىر الرماف‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (أ‪،‬ب)‪.‬‬
‫(ّ) كبسي‪ :‬نسبة إلى الكبس من ببلد خوالف العالية‪.‬‬
‫(ْ) ترجمتو بنشر العرؼ (ّ‪.)َُّ/‬‬
‫(ٓ) ىو محمد مجلي السوطي الحبورم اليمني انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ّ‪.)َِٗ/‬‬
‫(ٔ) بشمقو‪ :‬أم حذاءه أك نعلو‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُِ/‬‬

‫كعودؾ مخضر كفودؾ أسحم[ِّب‪-‬جػ]‬


‫؟؟‬
‫؟كركض الشباب الغض نظر كردىوبرده‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فشيب كنبت العارضين منمنم[ْٗ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫؟تذكرت دكحاكم جررت بفيو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فضافيض (ُ) زىو نسجهن مسهم‬
‫؟؟‬
‫؟كربعان كربع لذات الخاؿ كم رقرقت (ِ) بو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫دموع كصب كصوب الغيث يهمو كيسحم‬
‫؟؟‬
‫بحلة‬
‫؟تراءت بو للعاشقين ٌ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫تبيت بحبات القلوب توسم‬
‫؟؟‬
‫؟إذا ىي ناطت عن شنيب لثامها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كمحرـ‬
‫ي‬ ‫كحلتو كم يصبو يمحلّّ‬
‫؟؟‬
‫؟ديار سعاد حسبك اهلل إنها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫معاىد قرب ىن للوصل موسم‬
‫؟؟‬
‫؟كفي ظضل ىاتيك الخميلة كقفة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بها فزت كالواشوف (ّ) كالواشين عني نوـ‬
‫؟؟‬
‫؟كباع الضحى قد مد كفان خضيبة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يضل لزند الورد منها تضرـ‬
‫؟؟‬
‫؟كسلت أيادم الخضب من غمد نسجها؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على المحل سيفان ساؿ في متنو الدـ‬
‫؟؟‬
‫؟كألقتو في سجن الغدير مص ىفدان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فناح عليو الطير كالنهر يلطم‬
‫؟؟‬
‫؟كشق لو ثوب الشقيق جيوبو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كعين الحيا تبكيو كىي تهكم‬
‫؟؟‬
‫؟كلؤلؤ عقد الطل ينثر سلكو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كثغر األقاحي الجماني ينظم‬
‫؟؟‬
‫؟كقد بسطت أيدم الغصوف أنامبلن‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لها من يواقيت الزىور تختم‬
‫؟؟‬
‫؟كىاـ الركابي بالمركج مقنع‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كطوران بجلباب السحاب معمم‬
‫؟؟‬
‫؟كصادح كرؽ األيك باللحن معرب‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فصيح كصوت الرعد في الجو معجم‬
‫؟؟‬
‫؟فناىيك منها ركضة لم أقف بها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عيانان كلكن القريض توىم‬
‫؟؟‬
‫؟أكنى بها عن ركضة ذات و‬
‫بهجة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بها لرسوؿ اهلل ثم يمخيٌم‬
‫؟؟‬
‫و‬
‫محمد‬ ‫؟أبو القاسم الهادم النبي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كأحمد أسماء تجل كتعظم‬
‫؟؟‬
‫؟نكررىا كىو الشهير (ْ) بذاتو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كلكن ذكر الحب يحلو بو الفم‬
‫؟؟‬
‫؟إذا قالت األفواه ىذا محم هد‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫رأيت قفا إبليس بالشهب يرجم[ّّأ‪-‬جػ]‬
‫؟؟‬
‫؟نبي براه اهلل من كنو نوره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يتجس يم‬
‫كآدـ في صلصالو َّ‬
‫؟؟‬
‫؟تشعشع بالدين الحنيف سناؤه‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فمنو كعاء الكوف بالنور مفعم‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬فصا فوض‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬رقرت‪.‬‬
‫(ّ) في (أ‪،‬ب)‪ ،‬كالواشين‪.‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬التشهيد‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِِ/‬‬

‫؟؟‬
‫؟أكلو العزـ (ُ) جسم كىو ركح مبشر‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بو الركح كالركح األمين (ِ) خويد‬
‫كىي طويلة‪ ،‬كاستطرد فيها مدح المهدم أحمد بن الحسن فقاؿ بعد أف ذكر مكة المشرفة‪:‬‬
‫أنشد فيها بالبشارة معلنان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كجيش صفي الدين ثم عرمرـ‬
‫؟؟‬
‫؟مهيج المغازم من لديو صداقها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كخطى كزعف كمخذـ‬
‫ه‬ ‫جواد‬
‫؟؟‬
‫؟زعيم بني المنصور نباؿ غابها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫إذا دار من كأس المنية صيلم (ّ)‬
‫؟؟‬
‫؟تبلج يوـ الركع من متن عضبو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫صباحان كجنح النقع في الجو مظلم‬
‫؟؟‬
‫؟أخو الحرب إف صلت مواضي سيوفو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على قمم الباغين للقتل يسلَّ يم[َٓ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫؟إذا ما سرا الليل بالبيض أشهب‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أدىم‬
‫ككجو الضحى إف سار بالنقع ي‬
‫؟؟‬
‫؟كإف ثار خلط في العداة فسيفو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كيحسم‬
‫ي‬ ‫طبيب ردم يستفرغ الداء‬
‫؟؟‬
‫؟تحاكؿ أمبلؾ الزماف فخاره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ديلم‬
‫كىيهات من دكف الفريسة ي‬
‫؟؟‬
‫؟كأبلج في برج اإلمامة نىػيَّػ هر‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يلوح كفي جيش الخبلفة ضيغم‬
‫كلو يمدح المهدم أحمد بن الحسن من قصيدة طويلة مستهلها‪ُٓ[:‬ب‪-‬أ](ْ)‬
‫حسسا (ٓ) باهلل عن فؤادم‬
‫كسائبل أىل الديار ما الذم‬
‫قصاه في الحي فإف ظللتما (ٔ)‬
‫َّ‬
‫فمن عبلمات فؤادم أنو‬
‫كأنو دامي الكلوـ خافق‬
‫باهلل اف آنستما نيرانو‬
‫كحاذرا أف تعثرا بزينب‬
‫فاستلما بالسلمات دمنة‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كالتمساه في حمى سعاد‬
‫كاف لو في ربقة البعاد(ٕ)‬
‫مكانو فاستمعا إرشادم‬
‫مؤجج مضطرـ الزناد‬
‫خلف الجول من الفراؽ صاد‬
‫ففتشا فيو عن السواد[ّّب‪-‬جػ]‬
‫فطرفها للقلب بالمرصاد‬
‫لحي ذاؾ الربع من جيا‬
‫كمنها‪:‬‬
‫يا كميضان كاللواء خافقان‬
‫تركت قلبي طائران كأنما‬
‫ذكرتني تلك الثنيات التي‬
‫كبت من تلقائها مستشريان‬
‫مختضبان لكن بماء مهجتي‬
‫أبدعت يا برؽ الحمى استعارة‬
‫من أجل ذا كاف التفات عنقي‬
‫كتبت بالتلميح عن مفلج‬
‫__________‬
‫(ُ) أم من الرسل‪.‬‬
‫(ِ) ىو جبريل‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬ىم ٍيلم‬
‫(ْ) انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪ .)ّْ-ِّ/‬عما ىنا‪.‬‬
‫تحيَّا‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬ى‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬فاظللتما من دكف ‪ :‬فاءف‪.‬‬
‫(ٕ) في (جػ)‪ :‬المعاد‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫كأنما أنت بأثناء الضحى؟‬


‫؟‬
‫على اللواء مستعر اإليقاد‬
‫علق في قادمتي جراد‬
‫دكف الثنيات من األنجاد‬
‫تنسل كالسيف من األغماد‬
‫ملتهبان لكن من أكبادم‬
‫لما استهليت بذاؾ الوادم‬
‫كانسجاـ الدمع باطراد‬
‫من الشنيب األشسنب البراد‬
‫سيف بكف أحمد الجواد[ُٓ‪-‬أ‬
‫[(ُّ‪ )/‬إبراىيم بن أحمد اليافعي الصنعاني] (ُ) *‬
‫(…‪َُُُ-‬ىػ‪ُٕٔٗ-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫الشيخ أبو الحسن إبراىيم بن أحمد اليافعي‪ ،‬الشاعر المشهور‪ ،‬الصنعاني المولد كالدار‬
‫كالوفاة‪ ،‬ذكره صاحب (نسمة السحر) (ِ) كأثنى عليو‪ ،‬كقدمو على شعراء كقتو في الجزالة‬
‫كالرقة كالمتانة كحسن السبك‪ ،‬ككانت لو دكاف يحظى (ّ) بها العمائم كاألردية كيجتمع إليو بها‬
‫كلع بشعره‪ ،‬كفيو تصوؼ مع لطف طبع بليغ حلو المجالسة‪ ،‬مطرب اإلنشاد‪ ،‬قنوع على‬
‫من لو ه‬
‫الفاقة التي أصابتو لما كسد شعره بكساد أىل الفضل‪ ،‬ككاف قد مدح الرؤكساء في شبيبتو (ْ)‬
‫كناؿ منهم أمواالن فلما شاخ كاف إذا اضطر إلى مدح أحد من أىل زمانو غير مخلصان من قصائده‬
‫التي امتدح بها من تقدـ‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي في سنة (َُُُىػ)‪.‬‬
‫كمن شعره مادحان [ّْأ‪-‬جػ] المولى محمد بن الحسن بن المنصور القاسم‪)ٓ( :‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ )ََُ-ٖٔ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪ )ُُ-ٓ/‬معجم‬
‫المؤلفين (ُ‪ )َُ/‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ .)ّ/‬األدب اليمني في عصر خركج األتراؾ (ِٔٗ)‪،‬‬
‫تأريخ أبي طالب (ُِٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ )ٖ/‬شعراء الجاىلية كاإلسبلـ ص(ٕٗ)‪ ،‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ْٕ)‪.‬‬
‫(ِ) سبقت ترجمتو في ترجمة إبراىيم بن أحمد عبد القادر‪ .‬كانظر حوؿ الموضوع أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ُُٕٗ) ترجمة (َُِْ)‪.‬‬
‫(ّ) يخطي‪ :‬أم يضع العمائم كالقلنسوات كالمبلبس‪.‬‬
‫(ْ) أم في شبابو‪.‬‬
‫(ٓ) نقل زبارة في نشر العرؼ المطبوع قصيدة أخرل غير ما ىنا‪ ،‬كأكرد القصيدة التي ذىب‬
‫المؤلف إلى أنها في محمد بن الحسن بن القاسم على أنها في الملك المسعود كمطلع‬
‫القصيدة التي أكردىا زبارة‪.‬‬
‫أعيدكا على سمعي الحديث ككرركا‬
‫قديم اللقاء كالوقت كالعيش أخضر‬
‫كالقصيدة المشار إليها في النص أكردىا صاحب نسمة السحر (ُ‪.)ٖٗ-ٖٖ/‬‬
‫(ُ‪)ُِْ/‬‬

‫ذا العذيب بدا فقل بشراكا‬


‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كالزـ إخائي ال عدمت أإخاكا‬
‫؟؟‬
‫؟كاسمع حمامات الحمى إذ نيحن من‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫شجول كنىحن بربعو نتشاكا‬
‫؟؟‬
‫؟باتت تقوؿ مدامعي لسجوعها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لي دكنك الفضل الجزيل بذاكا‬
‫؟؟‬
‫مسائي أحرل عن (عودىا) (ُ)‬
‫؟أمساؾ مثل ى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ال أستطيع لبثٌو إمساكاإمساؾ‬
‫؟؟‬
‫؟أجرل دمان ل يدمى لدماء نصبن(ِ) نصبي لمهجتي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يوـ الوداع من الرنا أشراكا‬
‫؟؟‬
‫؟يا صاحبي قد صاح بي داعي الهول‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فدع العتاب كما إليو دعاكا‬
‫؟؟‬
‫؟ألم الفراؽ ألم بي كبمهجتي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫وؿ عساكا‬
‫فعسى ترؽ لما أقي ي‬
‫ى‬
‫؟؟‬
‫؟باهلل إف جزت العقيق كسفحو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فأقم ىنياؾ بو النزكؿ ىناكا‬
‫؟؟‬
‫؟كأقل بظل الضاؿ فيو يمسلمان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عنا كشرؼ بالتحية فاكا‬
‫؟؟‬
‫؟ىل أنت يا كادم العقيق كما مضى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫زاه كمن ثمر الجناف جناكا‬
‫؟؟‬
‫؟ال زلت باألحباب معموران كمغموران‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫غنان كعداؾ مكر عيداكا[ُٗب‪-‬ب]‬
‫؟؟‬
‫؟كاالؾ من ٌنو الربيع كليٌهوليتو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫سمى الحياء حياكا‬
‫كنعيم بغيم ك ّْ‬
‫؟؟‬
‫؟كسقى رباؾ رباب غيث مسرة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ينمو كيمؤل بالغنا بالغنى مغناكا‬
‫؟؟‬
‫؟كإذا الربيع جفاؾ ربع أحبتًي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫محبلن فمن مقلي الغزار سقاكا‬
‫؟؟‬
‫؟كالذاريات دمان كىن دماؤىن مدامعي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كالعاديات بنا كىن بناؤىن دماكا (ّ)‬
‫؟؟‬
‫؟ما أقلعت تلك الدموع كلم تغظ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫إال قلوب عواذؿ تشناكا‬
‫؟؟‬
‫؟كلكم أبيت مساىدان (ْ) كمشاىدان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫للنجم أرقب من سماؾ سماكا‬
‫؟؟‬
‫كل إبراىيم يرقب كوكبان‬
‫؟أك ُّ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫مهما بدا كيسامر األفبلكا‬
‫؟؟‬
‫؟كلف كلفان بريمك يمذ عرفت مكلفان‬
‫ه‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ال أستطيع عن الغراـ فكاكا‬
‫؟؟‬
‫؟يا ريم كادم المنحنى كم قائل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لي في غرامك ما نهاؾ نهاكا[ّْب‪-‬جػ]‬
‫؟؟‬
‫؟مالي كللعذاؿ فيك عدمتهم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫مالي كركحي ياحبيب فداكا‬
‫؟؟‬
‫؟قد عنٌفوا من لو قطعت فؤاده‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬دىا‪ .‬كفي نسمة السحر‪ (( :‬أجرل عندما))‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬يضيء‪.‬‬
‫(ّ) في نسمة السحر ؾ كماكا‪.‬‬
‫(ْ) في (ب)‪ :‬مسهدان‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٓ/‬‬

‫؟؟‬
‫كقليتو ما ٌأـ نهج قًبلكا (ُ)‬
‫؟؟‬
‫صب ماء جفونو‬
‫؟إيبلـ صبان َّ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أضحى لقا مستنظران للقاكا‬
‫؟؟‬
‫؟من غير ما جرـ (فتكتكنت) بصارـ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫من لحظك الفتاؾ من أفتاكا‬
‫؟؟‬
‫؟كطحنت ىحبٌات القلوب تعمدان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫برحى الهول كأذقتها بيرحاكا‬
‫؟؟‬
‫؟لم أجن من خديك كردان ناضران‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فلما جنيت كما رشفت لماكا‬
‫؟؟‬
‫؟ال كالذم من مقلتيك (برىيرل لنا)‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫نببلن لكي نبلي بها كبرا ىكا‬
‫؟؟‬
‫؟ما كنت أحسب أف قتلك يمتلفى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أبدان كال أف (الهول) (ِ) ىىواكا[ِٓ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫؟لم ترع لي كدان كال عهدان كال‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫إالَّ كلم تيك قاتلي إالٌكاإالؾ‬
‫؟؟‬
‫؟لوالؾ كاليت العذكؿ كأنو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أعدال العدل يامنيتي لوالكا‬
‫؟؟‬
‫؟أك يسنة ًسنة الكرل منفيَّة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عن عين من أتو أنول يقبل فاكا‬
‫؟؟‬
‫؟أرضيت تمرضنا كأنت طبيبنا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بالبعد ما أرضاؾ في مرضاكا‬
‫؟؟‬
‫؟أنت الطبيب فبل تزدني بعد ذا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫جعلت فداكا‬
‫ي‬ ‫بعدان فدائي ذا‬
‫؟؟‬
‫؟كاخشى الذم كيواف مع مريخة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫صارا لنعلي أخمصيو شراكا‬
‫؟؟‬
‫سامو‬
‫بح ى‬
‫؟عز الهدل الهادم الذم ي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أضحى بكل و‬
‫معاند فتاكا‬
‫؟؟‬
‫؟ملك ترل من صفحو كصفاحو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كيمينو اإلنجاء كاإلىبلكا‬
‫؟؟‬
‫؟لو شاء أف الشاء مع ريم ال ىفبلى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫تمسي كتضحى ال ترل إنهاكا‬
‫؟؟‬
‫؟حبر إذا استمليتو مسترشدان‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫علمان يفرؽ في المؤل أمبلكا‬
‫؟؟‬
‫؟ملك لو تعنوا الملوؾ مهابة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كبسره تستنزؿ األمبل ىكا‬
‫؟؟‬
‫؟بالمسلمين أبر من آبائهم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فإذا سمعت بو أبيت أباكا (ّ)‬
‫كىي طويلة‪ ،‬كمن شعره من قصيدة طويلة مادحان للمذكور أيضان‪)ْ( :‬‬
‫عيدكا على سمعي الحديث ككرركا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أخضر‬
‫ي‬ ‫قديم اللقا كالوقت كالعيش‬
‫؟؟‬
‫؟حديث (بو)(ٓ) ىاـ الفؤاد صبابة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كيسحر[ّٓأ‪-‬ب]‬
‫ي‬ ‫كفي الحب ما يسبي العقوؿ‬
‫؟؟‬
‫؟حديث المصلى كالمحصب من منى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) في نسمة السحر ‪ً :‬سواكا‪.‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ :‬الهواف‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪.)ٖٗ-ٖٖ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪.)ْٗ/‬‬
‫(ٓ) في (ب)‪ :‬بها‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٔ/‬‬

‫كتعمر‬
‫منازؿ بالتقول تشاد ي‬
‫؟؟‬
‫؟منازؿ ىاـ الصب حبان (بذكرىا) (ُ)‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أحور‬
‫كلم يسبو (ِ) ظبي من الغيد ي‬
‫؟؟‬
‫؟أىيم بذكر المنحنى كضويلع(ّ)‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يعبر‬
‫كأنشق أنفاس الصبا حين ي‬
‫؟؟‬
‫؟كما ىمت في قد كجيد كمقلة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫معطر‬
‫كال شاقني ثغر شنيب ي‬
‫؟؟‬
‫؟كلعت بها ما عشت لست بقائل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫مقالة مبلؿ ثناه التفخر(ْ)‬
‫؟؟‬
‫؟قفي فانظرم يا اسم ىل تعرفينو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أىذا المعيدم الذم كاف يذكر‬
‫؟؟‬
‫؟لئن كاف إياه لقد حاؿ بعدنا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عن العهد كاإلنساف قد يتغير‬
‫؟؟‬
‫؟أميل إلى ذكر الغضى كأنثني‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫تتسعر‬
‫كنيرانو في مهجتي ى‬
‫؟؟‬
‫؟كأصبو إلى كادم العقيق كأىلو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على كجنتي من مقلتي تتحدر‬
‫؟؟‬
‫؟مهابط كحي اهلل مطلع نوره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ففي سوحها اآليات تتلى كتنشر‬
‫؟؟‬
‫؟منازؿ ساداتي الذين ىم ىم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫علي كسبطاه شبير كشبَّر(ٓ)‬
‫؟؟‬
‫؟بهم عصمتي مهما دعيت لموقف‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫مهوؿ بو كل الخبلئق تذعر‬
‫؟؟‬
‫؟كقد نصب الميزاف أكبر و‬
‫شاىد‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫إلمضاء أمر اهلل كاهلل أكبر‬
‫؟؟‬
‫؟كأنا قرار لي كقد كىن القول‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كقد ضمني في مهمة الحشر موقف [ّٓ‪-‬أ‬
‫ككاف بين صاحب الترجمة كبين الشيخ إبراىيم بن صالح الهندم مداعبات ظريفة‪ ،‬كىما فرسا‬
‫رىاف فمن ذلك أنو جاء الشيخ إبراىيم الهندم إليو في بعض الليالي فقرع الباب ككاف اليافعي‬
‫قد ناـ فأمر كالدتو تنظر إليو من الطاقة (ٔ) فلم تثبتو معرفة فقاـ لينظر إليو كأطل من فوؽ أمو‬
‫فقاؿ الهندم‪ :‬رجل ىابط على الجوزاء فلم يلبث أف أجاب عليو اليافعي بقولو‪:‬‬
‫ثقيل قد جاء في ظلم الليل‬
‫كغدا كاقفان ببابي قليبلن‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كعيني في لذة اإلغفاء‬
‫قلت ىذا منازؿ العوا‬
‫كبلغو عن الهندم أنو فعل فيو ىذا المقطوع كىو‪ّٓ[:‬ب‪-‬جػ]‬
‫يافع بالقريض ذا كلع‬
‫فاستخرج المتنات منو فبل‬
‫؟‬
‫؟‬
‫في رجرج طاؿ سبحو فرسا‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬بمذكرىا‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬كلم ينسو‪.‬‬
‫(ّ) في نسمة السحر‪ :‬كسويلع‪.‬‬
‫(ْ) فيو‪ :‬التضجر‪.‬‬
‫(ٓ) شبير كشبر‪ :‬ىما الحسن كالحسين عليهما السبلـ‪.‬‬
‫(ٔ) أم النافذة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٕ/‬‬

‫عيب إذا جاء شعره نجسػ‬


‫فأجاب عليو بقولو‪:‬‬
‫مهتدم (ُ) بالقريض ذا كلع‬
‫ما زاؿ للقات آكبلن أبدان‬
‫؟‬
‫؟‬
‫يقدح من زند فكره قبسا‬
‫حتى أتى نظم شعره سلسػ‬
‫ككاف بػ(صنعاء) رجل يعرؼ بالسراجي يعارضهم في أشعارىم كيعترضهم كيمسخ أقوالهم فنصبوا‬
‫لو العداكة كلم يبق منهم بليغ إال ىجاه(ِ)‪ ،‬ككاف قاصران عن بلوغ شأكىم فقاؿ الفقيو سعيد‬
‫السمحي اآلتي ذكره يحثهم على ىجوه‪:‬‬
‫كلتكم يا (بنوا) اآلداب إف لم‬
‫فليس يعد في األدباء من ال؟‬
‫؟‬
‫تبثوا في المؤل طرؽ األىاجي‬
‫يبوؿ معي على نار السراج‬
‫فقاؿ اليافعي‪:‬‬
‫ال طوعان ألمرؾ يا سعيد‬
‫أمرت بأف نبوؿ على السراجي؟‬
‫؟‬
‫كسمعان ما حييت كما حيينا‬
‫فها طوعان ألمرؾ قد خرينػ‬
‫كاتفق أنو كاف للسراجي ىذا فرس‪ ،‬فوفد إلى (صنعاء) فارس من (كوكباف) لو معرفة برياضة‬
‫الخيل فعوؿ عليو السراجي في إصبلحو فركب عليو [ْٓ‪-‬أ] ذلك الفارس كىرب بو إلى‬
‫اليمن (ّ) فانفتح لهم باب الشماتة بو فمن جملة ذلك ما قالو عبد اهلل مولى المهدم أحمد‬
‫بن الحسن بن المنصور‪:‬‬
‫ؿ للسراجي بعد أخذ حصانو‬
‫ال تبك إف سرقوا عليك ظمرة؟‬
‫؟‬
‫مهما عبر بك ساخطان مبهوتا‬
‫فلكم سرقت على األناـ بيوتػ‬
‫[(ُٓ‪ ) /‬استطراد ترجمة عبد اهلل مولى المهدم بن أحمد بن الحسن]‬
‫كىذا المولى كاف شاعران مجيدان‪ ،‬كمن شعره من قصيدة يرثي بها مواله المهدم رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫ؿ للسيوؼ تقر في أغمادىا‬
‫كاثب؟‬
‫كالكل مجدكؿ األعنة ي‬
‫؟‬
‫من بعد أحمد ما لهن مضاء‬
‫عش آمنان كلك الهناء كالمػ‬
‫ككفد اليافعي ىو كابن أختو األديب الينبعي إلى المولى علي بن المتوكل كىو في اليمن األسفل‬
‫فأمتدحاه بقصيدتين فأكرمهما كاستحسن شعرىما كأبطأ عليهما [ّٔأ‪-‬جػ] بالجائزة فكتب إليو‬
‫اليافعي‪:‬‬
‫ماؿ الهدل إنا نظمنا قصائدان‬
‫كعندؾ للنقدين ذىن كراحة‬
‫كىل نحن إال عصبة أدبية‬
‫كلو ىجت البدر المنير ألكضحت‬
‫فإياؾ كالشح المطاع فإنو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫__________‬
‫(ُ) المهتدم‪ :‬يطلق كل شخص من اليهود أسلم فيسمى يمهتٌدم‪.‬‬
‫(ِ) على ىجوه‪ :‬أم السراجي‪.‬‬
‫(ّ) أم اليمن األسفل‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٖ/‬‬

‫حكمت لنا فيها كأنت المقلٌد‬


‫فذا ناقد شعران كىاتيك تنقد‬
‫نقيم الثناء فيمن نشاء كنقعد‬
‫بو كضحان كىو الرفيع المسود‬
‫لشر و‬
‫أب منو الهجا يتولػ‬
‫كلصاحب الترجمة‪ ،‬معجز الصدكر أبيات فعلها ىو كالشيخ إبراىيم الهندم كأرسبلىا إلى‪.‬‬
‫[(ُٔ‪ )/‬استطراد ترجمة أبي الفرج البصرم]‬
‫القاضي أبيو الفرج البصرم الشاعر‪ ،‬ككانت لو دعول عريضة مع ركة شعره ككاف قد قدـ‬
‫(اليمن) كمدح أيمر ًاءىا ثم كصل إلى (ذم جبلة) كعليو عباءة من جوخة خضراء فمر بجاموس‬
‫فنطح القاضي تخيبلن منو أف العباءة قضب أك حشيش‪)ُ(:‬‬
‫لقل ركابك كأترؾ التعريسا‬
‫كأنزؿ بجبلة حبذا من بلدة‬
‫حقت بها األنهار حتى شمرت‬
‫كبها سليماف كخاتم ملكو‬
‫قد أمن الغزالف في فلواتها‬
‫كمن العجائب كالعجائب جمة‬
‫إف الفتى القاضي أبا فرج غدا‬
‫جاموس و‬
‫حرث قد نحاه بكلكل‬
‫يا قاضي األدباء بل يا فاضبلن‬
‫صبران لحادثة أتت من أقرف‬
‫فالمرء قد يزىى بركنق لبسو ؟‬
‫؟‬
‫حتى تجوز المربع المأنوسا‬
‫تحكي ببهجة حسنها الفردكسا[ٓٓ‪-‬أ]‬
‫ساقان فحاكت في البها بلقيسا‬
‫سيف يفض بو طبلء كرؤكسا‬
‫حتى لقد سكن الغزاؿ الخيسا‬
‫كالدىر مثخن جرحو ال يوسا‬
‫في دىره ال يأمن الجاموسا‬
‫كالطور دؾ كما أتاه موسى‬
‫في المكرمات كفي الفخار رئيسا‬
‫أصبحت فيو مقلبان كنسيسا‬
‫فدع التلبس كاترؾ التلبيسا‬
‫كشعره يدخل في مجلدات‪ ،‬كلكنو كاف في آخر مدتو يبيع شعره من جماعة الحمقى بالنزر‬
‫اليسير‪ ،‬كىو موجود عند من ابتاعو منو كال يخفى فيو نفسو كقد فقد مختاره كال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬حسين بن إبراىيم اليافعي] (ِ)‬
‫(‪.........-......‬ىػ‪.........-........./‬ـ)‪.‬‬
‫[كلصاحب الترجمة](ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪.)ِٗ/‬‬
‫(ِ) ىذه الترجمة كاملة من (أ‪،‬جػ) كمصادر ىذه الترجمة نشر العرؼ (ُ‪ )ُُ/‬استطرادان في‬
‫ترجمة كالده عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) أم إبراىيم اليافعي السالف الذكر‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٗ/‬‬

‫كلدان‪ :‬الشيخ حسين بن إبراىيم اليافعي‪ ،‬ككاف شاعران مغلقان‪،‬مفلقان في علوـ األدب كلكنو ضيف‬
‫العطن(ُ) منحرؼ الطبع يتكدر طبعو سريعان كيتوجع من الزماف كأىلو‪ ،‬كلما لم يطب لو‬
‫بػ(صنعاء) مقامان رحل إلى (الشاـ) كانقطع خبره كحزف أبوه على فراقو ككاف شديد الحسد‬
‫كالمنافسة للشيخ إبراىيم الهندم لما يرل من تعظيم الناس لو كشغفهم ببديع نظامو كإذا اجتمع‬
‫ىو كإياه لدل أحد أنعزؿ عنو في مكاف آخر كالمو كالده على ذلك أشد اللوـ فلم ينجع فيو‬
‫كالطبع أغلب‪ ،‬كمن شعره قولو‪:‬‬
‫تكتم كجد نفسك كالكبلؿ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كقد زموا الترحاؿ جماال‬
‫؟؟‬
‫؟فريق فرقوا ما بين نومي‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كحفني إف أصادفهم خياال‬
‫؟؟‬
‫؟تأكم عن ذم الغضي كغدركه‬
‫؟‬
‫؟‬
‫بقلب الصب يشتعل اشتعاال‬
‫؟؟‬
‫؟كقفنا للوداع غداة كلوا‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كأدمعنا لما نلقا تواال‬
‫؟؟‬
‫؟فلم أرل ناعيان للبين مما‬
‫؟‬
‫؟‬
‫ذىلت دعي يمينان أك شماالن‬
‫؟؟‬
‫؟ىجرت الصبر قسران ال سلوان‬
‫؟‬
‫؟‬
‫عن الخل الذم ىجر الوصاال‬
‫؟؟‬
‫؟أذكب إذا جفاني عن دالؿ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فكيف كقد نئا عني مبلال‬
‫؟؟‬
‫؟كمن راـ التسلي عن غراـ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫تعلقو فقد طلب المحاؿ‬
‫؟؟‬
‫؟إذا ما افتر برؽ عن سحاب‬
‫؟‬
‫؟‬
‫قد أرفضت مدامعها سجاال‬
‫؟؟‬
‫؟بكا طرفي لبدر حل قلبي‬
‫؟‬
‫؟‬
‫إذا عقد اللثاـ حكى الهبلؿ‬
‫كىي طويلة كمن شعره‪:‬‬
‫حى اهلل دىران خصني بخصاصة‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كأقعدني عما سعا فيو أمثالي‬
‫؟؟‬
‫؟تنوب صديقي نائبات زمانو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فيمنعني عن رفده الماؿ [ّٕأ‪-‬جػ‬
‫كلو أيضان ‪:‬‬
‫لحب طرؼ ضعيف‬
‫؟‬
‫بالسقم غير بربي‬
‫؟‬
‫كإف غدا فاتكالي‬
‫؟‬
‫يوما فحبك حرب‬
‫[ ( ) استطراط‪ )/ُٖ( :‬أحمد بن محمد الينبعي الحجازم الصنعاني] (ِ) *‬
‫(‪-...‬نحو َُٓٗىػ‪ُِٖٔ-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم ضيق الصبر كالحيلة عند الشدائد بخيل كثير الماؿ كالعكس كاسع العطن‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ِّٔ-ُّٕ/‬نفحة الريحانة (ّ‪ )ْٓٔ-ّٓٔ/‬كصاحب الترجمة ىو‬
‫ابن اخت إبراىيم اليافعي‪.‬‬

‫(ُ‪)َُّ/‬‬
‫كحيث قد (ذكرنا)(ُ) األديب [أحمد بن محمد]الينبعي فبل بأس بذكره‪ ،‬كلم نفرد لو ترجمة؛‬
‫ألنو ليس من شرطنا ألنو توفي في أخر المائة الحادية عشر (ِ) كىو األديب الفاضل أحمد بن‬
‫محمد الحجازم الينبعي األصل‪ ،‬الصنعاني المولد كالوفاة‪ ،‬الشاعر المشهور تخرج على خالو‬
‫اليافعي‪ ،‬فأجاد في النظم‪ ،‬كأحسن في الوصف‪ ،‬كشعره قليل الوجود بسبب عدـ العناية في‬
‫جمعو ككاف كالده في نهاية الغفلة كالبلو‪ ،‬كشدة اإلمبلؽ‪ ،‬كقد ذكره صاحب (النسمة) كأثنى‬
‫عليو كأكرد من شعره قولو يمدح الخليفة‪)ّ(:‬‬
‫لو عن فؤادم إف مررتم بذم ىسلٍع‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فعهدم بو لما التقى الركب بالجزع‬
‫؟؟‬
‫؟يلم بو تذكاره فيشوقو‬
‫ُّ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كتغريو كرقاء الحمائم بالسجع‬
‫؟؟‬
‫؟كبي قاصرات الطرؼ حوراء كلٌو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫توالت على بيني كآلت على قطعي[ٔٓ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫لمع بارؽ‬
‫؟كلما رأت أحمالها ي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫سحائبهسحابتو جفني ككابلو دمعي‬
‫؟؟‬
‫؟أطعن السرل لما شرل البرؽ في الدجى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عرامس لم تحنث بسوط سول اللمع‬
‫؟؟‬
‫؟كخلن بأف الرعد زجر جداتها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فأتبعنو رعد الحنين إلى الربع‬
‫؟؟‬
‫؟كباتت تباريها العواصف فأنبرت‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫خفافان كذعن الريح في موضع الوضع‬
‫؟؟‬
‫؟بليل ترل فيو النجوـ كأنها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫زىور رياض أينعت أحسن الينع‬
‫؟؟‬
‫؟كتنظر في الغرب الهبلؿ كأنو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫من العاج مشط غاص في آخر الفرع‬
‫؟؟‬
‫؟كأف الثريا كىي في شرؽ أفقها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كقد طلعت طلع على كرب كرت الجذع‬
‫؟؟‬
‫؟كأف سهيبلن غرة فوؽ أدىم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يجاذبو رب العناف عن الرفع[ُِأ‪-‬ب]‬
‫؟؟‬
‫؟كأف شخوص العيش في فاحم الدجى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أحاديث س ور أكدعت جيد السمع[ّٕب‪-‬جػ]‬
‫؟؟‬
‫؟فبل كأبيها ما أنيني ما كنين من السرىاء‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كال كأبيها ما جزعن من الجزع‬
‫؟؟‬
‫؟إلى أف تجلى عن دجى الليل صبحو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫تجلى أمير المؤمنين عن النقع‬
‫؟؟‬
‫؟أجل إماـ تحمل الخيل شخصو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كأكرـ إنساف تسربل بالدرع‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬ذكر‪.‬‬
‫(ِ) توفي في حدكد سنة (َُٓٗىػ)‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪.)ُّٖ-ُّٕ/‬‬

‫(ُ‪)ُُّ/‬‬

‫؟خليفة حق أظهر اهلل سره‬


‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بو كاجتباه للخبلفة كالشرع‬
‫؟؟‬
‫؟نمى نما أصلو عن دكحة نبوية‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فيا حبذا أصل نماه إلى الفر‬
‫منها‪:‬‬
‫صرؼ تفرؽ كفاه النواؿ كإنها‬
‫ي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لكف لكفا كريم ليس تدرم سول الصنع‬
‫؟؟‬
‫؟رجوت يداه فاسترحت عن الورل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فناب مناب الدر عن خزر الجزع‬
‫؟؟‬
‫؟كإني كإف أغرقت في مدح جوده‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كحبرت فيو رائق النظم كالسجع‬
‫؟؟‬
‫؟فليس يركؽ الشعر في مدح غيره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كما اختص معنى الفاعلية بالرفع‬
‫؟؟‬
‫؟لو حضرة نيل الغنى في حضورىا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كمن لم يقف فيها كمن غاب عن جمع؟؟‬
‫؟كمن فاتو سعي الطواؼ بمكة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يطوؼ بها سبعان قضى تلكم السبع[ٕٓ‪-‬أ]‬
‫؟؟‬
‫؟فيا كعبة الجود التي نجعت إلى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ذراىا حجيج الوفد محمودة النجع‬
‫؟؟‬
‫؟كمن كفو الركن العراقي مقببلن‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على أنو السيف اليماني بالقطع‬
‫؟؟‬
‫؟لئن ألف يك عيد الفطر كافى فعيدنا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بقاءؾ للدين الحنيف كالشرع‬
‫؟؟‬
‫؟كصلى على من أنت من نسلو كمن‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لو أقسم الرحمن بالوتر كالشفػ‬
‫كلو كىي على كزف قصيدة ابن قاضي (ُ) ميلو المشهورة‪)ِ(:‬‬
‫فرت ليالينا ككن خنادسا‬
‫كبلغت ما ترجوه بالناس الذم‬
‫كفتحت بالنصر المبين معاقبلن‬
‫كلكم سلكت عظيم طود قبلها‬
‫كحميت يا أحم الخليفة ناىضان‬
‫يهتابها المريخ بهراـ الذم‬
‫كفوارس ليث الكريهة عندىم‬
‫كخميس جيش لو رميت بعشره‬
‫مؤل الفضا حتى تخوؼ كحشو‬
‫كشفقن عقباف الطيور فلم تضل‬
‫من كل مقداـ إذا التحم الوغى‬
‫قوـ كقوـ آخركف قد اكتفوا‬
‫برزكا بجأشاة األسود فلم يركا‬
‫ببنادؽ مثل األراقم نكست‬
‫حذرتهم األعداء حتى لو رأكا‬
‫حرب البسوس تراه ًسلمان عندىم‬
‫فاشكر لموالؾ الذم أكالؾ من‬
‫كجزيت عن دين النبي محمد‬
‫كبقيت لئلسبلـ أمنع معقل؟‬
‫؟‬
‫لما أتيت لثوب نصرؾ البسا‬
‫ما زاؿ في كل الحركب ممارسا‬
‫خلنا الكواكب دكنهن كوانسا‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو أبو محمد عبد اهلل بن محمد التنوخي ذكره ابن خلكاف في كفيات األعياف استطرادان‬
‫في ترجمة يحيى بن أكتم‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪.)ِّٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫كطويت في طلب العدك بسابسان‬


‫بعزيمة لو شئت نالت فارسا[ّٖأ‪-‬جػ]‬
‫جعل اإللو لو المحل الخامسا‬
‫مثل ابن عرس حب ملك فوارسا‬
‫كسرل لوافى طائعان أك تاعسا‬
‫كرأل المفاكز كالربوع أكانسا‬
‫من أف يقعن على الرماح قفبلنسا‬
‫تلقاه في حلل الدركع منافسا‬
‫بالبأس عن جعل الحديد مبلبسا‬
‫حمل التركس كمن أعد متارسا‬
‫كاأليم أقتل حين ينفث ناكسا‬
‫برقان لضنوه فتيبلن قابسا‬
‫ككذاؾ غبرا إف ذكرت كداحسا‬
‫عاداتو نصران لملكك حارسان‬
‫خيران فلست من المثوبة آيسا‬
‫لتغيث مطلوبان كتنقذ بائسػ‬
‫كفيها زيادة (ُ) على ىذا كلو[ٖٓ‪-‬أ]‪)ِ( :‬‬
‫م في النقابين في نعماف تشبيب‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كلي بجيرة ذاؾ الحي محبوب‬
‫؟؟‬
‫؟ممنع بسهاـ الترؾ يرسلها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫عن حاجب بسيوؼ الهند محجوب‬
‫؟؟‬
‫؟بديع منطقو يعني البديع ككم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫معنى فتن بو الغيد الرعابيب[ُِب‪-‬ب]‬
‫؟؟‬
‫خليلي عرجا عوجا بي منازلو‬
‫َّ‬ ‫؟فيا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فلي فؤاد بنار الحب مشبوب‬
‫؟؟‬
‫؟كعرجام بي على أطبللو فعسى‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يفيق قلب عن السلواف مقلوب[ّٖب‪-‬جػ]‬
‫؟؟‬
‫؟حيث الجآذر الجأزر كاآلألراـ راتعة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫الصم األنابيب‬
‫حمت مراتعها ُّ‬
‫؟؟‬
‫؟كحيث مضرب ذات الخاؿ يمنعو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أبناء حرب لها الخطي أصاحيب‬
‫؟؟‬
‫؟كخبراني عن العيس التي ذىبت‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بمن أحب كأقصتها األعاريب‬
‫؟؟‬
‫؟أبعد رحلتها كجد تواصلو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫أـ بعد رحلتها رجع كتأكيب‬
‫؟؟‬
‫؟لم يبق لي بعد ما أدلجن عن ظلل‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فيو مراـ كال في عيشتي طيب‬
‫؟؟‬
‫؟ليس الوقوؼ على األطبلؿ تحمل لي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫بعد القطين كال التعريس محبوب‬
‫؟؟‬
‫؟أقوت فاقول اصطبارم بعدىا كنأت‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فباف كجدم كلؤلشياء تسبيب‬
‫؟؟‬
‫؟لم يحل لي بعد تشبيبي بذكرىم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫شيء تظمن شعران فيو تشبيب‬
‫؟؟‬
‫؟كال مديح سول مدح الخليفة من‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫قصرف دكف أياديو الشآبيبالشئابيب‬
‫؟؟‬
‫؟من معشر فوؽ ىاـ النجم مجدىم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫يرل فمنو ضياء الشمس مكسوب‬
‫؟؟‬
‫؟قوـ إذا نزؿ العافي بساحتهم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫(ُ) أكردىا صاحب النسمة (ُ‪.)ِّٓ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪.)ِّٔ-ِّٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُّّ/‬‬

‫كافاه شبٌانهم بالبشر كالشيب‬


‫؟؟‬
‫؟ليث أباد ً‬
‫العدل في كل معركة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كسيخة بدـ األعداء مخضوب‬
‫؟؟‬
‫؟صيارـ تنظر الهيجاء مسكنو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ال غيرىا فلو في الحرب تطنيب‬
‫؟؟‬
‫؟فطرؼ كل مليك منو في و‬
‫أرؽ‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كقلب كل شجاع منو مرعوب‬
‫؟؟‬
‫؟أخبلقو عظمت شأنان كخلقتو‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ما شانها قط تعبيس كتقطيب‬
‫؟؟‬
‫؟ما دكنو حاجب عن قصد زائره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫كليس في يزىكور منو الحواجيب‬
‫؟؟‬
‫؟كال برحت كعين اهلل ناظرة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لوب) (ُ)‬
‫فينا مطاع كمن ناكاؾ (مغ ي‬
‫كتوفي في حدكد سنة خمس كتسعين كألف (َُٓٗىػ) بصنعاء رحمو اهلل [ٗٓ‪-‬أ] تعالى‪.‬‬
‫[(ُُٗٔ‪ )/‬أحمد بن محمد الحيمي الشبامي كجده](ِ) *‬
‫(َُّٕ‪ُُُٓ-‬ىػ‪ُّٕٗ-ُِٔٔ/‬ـ)‬
‫القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن الحسن [ّٗأ‪-‬جػ] بن أحمد الحيمي‪ ،‬الشبامي‪،‬‬
‫األديب‪ ،‬الخطيب صاحب (طيب السمر) كغيره من المؤلفات الجليلة‪ ،‬كسيأتي ذكر كالده في‬
‫حرؼ الميم‪.‬‬
‫[(َِ‪ )/‬استطراد ترجمة الحسن بن أحمد بن صالح الحيمي]*‬
‫(‪ََُٕ-...‬ىػ‪ُٕٔٓ-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) علق الناسخ في النسخة (أ) على رفع مغلوب بقولو‪ :‬ينظر ما كجو الرفع فحقو النصب إذ‬
‫ىو معطوؼ على مطاع إالٌ أف يقاؿ ىو خبر المبتدأ كالجملة حالية لكنو غير ظاىر فتأمل‪.‬‬
‫(ِ) مقدمة المحقق لكتابو طيب السمر (ٖ‪ ،)ُّ-‬نسمة السحر (ُ‪ )ِٖٗ-َِٗ/‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪ )َُّ/‬زىر الكمائم (خ)‪ ،‬بر ككلماف (تأريخ األدب العربي)‪ .‬كمنو‪ :‬األدبيات‬
‫اليمنية‪ ،‬ثم األعبلـ (ُ‪ ،)َِّ/‬معجم المؤلفين (ِ‪ ،)ٖٗ/‬مصادر العمرم ص(ُُِ‪،)ُُٔ-‬‬
‫مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬ىدية العارفين (ُ‪ )ُِٕ/‬فهرس دار الكتب المصرية‬
‫(ٕ‪ )ُِٖ/‬إيضاح المكنوف (ُ‪ ،)ُِٗ،ِْٗ،ٕٕٔ/ِ( ،)َِٗ،ََٓ،َّٓ/‬مصادر‬
‫الحبشي (ّْٓ)‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ )ِٔ/‬الرحالة اليمنيوف (ٕٔ‪ )ِٖ-‬الركض األغن‬
‫(ُ‪ ،)ُِِ/‬مجلة اليمامة (ْٕ)‪.‬‬
‫…مخطوطات الرياض ‪ -‬عن المدينة القسم (ِ‪ ،)َُْ/‬كمصادر أخرل عديدة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬

‫كجده ىو القاضي العبلمة شرؼ الدين[الحسن بن أحمد بن صالح الحيمي] الذم أرسلو‬
‫المتوكل على اهلل بن اإلماـ القاسم إلى ملك الحبشة‪ ،‬كقد ألف في صفة دخولو سيرة عجيبة‪،‬‬
‫ككاف عالمان‪ ،‬أديبان‪.‬‬
‫ترجم لو (ُ) صاحب (مطالع البدكر) ؛ كلصاحب الترجمة أيضان مؤلف في ذكر جده الحسن‬
‫كنسبو ينتهي إلى القاضي نشواف بن سعيد الحميرم‪.)ِ(.‬‬
‫نشأ صاحب الترجمة (ّ) بػ(شباـ) فقرأ في العلوـ حتى حققها‪ ،‬ثم طالع األدب‪ ،‬كحفظ‬
‫األشعار‪ ،‬كضبط التواريخ‪ ،‬ككلع بكتب اإلنشاء كالببلغة‪ ،‬فقوم ساعده في النثر كالنظم‪ ،‬كطاؿ‬
‫باعو في إنشاء الخطب كالرسائل كالمكاتبات‪ ،‬ككاف خطيب الجهاد مع المنصور بن المتوكل‬
‫(ْ)قبل الخبلفة‪ ،‬ثم استمر خطيبان في (صنعاء) بعد الخبلفة في حضرة المنصور حتى توفي‪،‬‬
‫ككاف من خواص أصحابو كمن أىل الصبر لديو‪ ،‬كممن أقبل بقلبو كقالبو عليو‪ ،‬ككاف يستعمل‬
‫األدب البديع في خطبو‪ ،‬كلو اقتدار عظيم على إنشاء الرسائل المطولة‪.‬‬
‫[مؤلفاتو] (ٓ)‬
‫كألف عدة كتب تنيف على األربعين غالبها (ٔ) في فن األدب (فمنها)‪( :‬األصداؼ المشحونة‬
‫بالآللئ المكنونة) كىو شرح لقصيدة المولى محمد بن عبداهلل بن اإلماـ شرؼ الدين التي‬
‫أكلها‪)ٕ( :‬‬
‫لهي بسر الذات ذاتك باألسمػ‬
‫كمنها‪:‬‬
‫عطر نسيم الصبا (ٖ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم لجد صاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ِ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ََُٔ‪.)َُّٔ-‬‬
‫(ّ) أم أحمد بن محمد الحيمي الشبامي‪.‬‬
‫(ْ) ىو اإلماـ المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين‪.‬‬
‫(ٓ) لمزيد حوؿ ذلك انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِْٗ‪.)ٗٓ-‬‬
‫(ٔ) في (ب)‪ :‬غبلبها‪.‬‬
‫(ٕ) انظر ديواف األديب محمد بن عبد اهلل شرؼ الدين الديواف الحكمي ص(ُِّ‪.)ُْٓ-‬‬
‫(ٖ) نهاية [ِِأ‪-‬ب] ككتاب عطر نسيم الصبا طبع سنة (ُُّٔىػ)‪….‬‬
‫…بمطابع صنعاء‪ ،‬كىو أكؿ كتاب يقوـ بتحقيقو يمني من كتب التراث كقد حققو األديب‪:‬‬
‫أحمد أحمد المطاع‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٓ/‬‬

‫[ِِأ‪-‬ب] كىو مؤلف نفيس على مسلك (نسيم الصبا) البن حبيب الحلبي (ُ) ألفو كىو‬
‫دكف العشرين العشركف السنة‪ ،‬كمنها‪( :‬حدائق النماـ فيما جاء في الحماـ) كشرح رسالة الواثق‬
‫بن المظلل بالغماـ (ِ) المسماة (بالدر المنظوـ) المتضمنة معاني العلوـ(ّ)‪ ،‬كشرح على‬
‫قصيدة المولى الحسين بن عبد القادر(ْ) التي أكلها‪( :‬أىدىي النسيم) كذيل السحب ينسحب‬
‫(ٓ) ‪ ،‬كمؤلف يشتمل على ذكر الخيل كلو (معارضة ألقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة‬
‫كبير العزب)(ٔ) [َٔ‪-‬أ]‪ ،‬كلو (رحلة الشرؼ سماىا تحقيق من عرؼ)‪ ،‬كشرح رسالة المولى‬
‫عبد اهلل بن علي الوزير التي فعلها على نحو رسالة ابن زيدكف (ٕ) كسماىا (الركض المطلوؿ)‪.‬‬
‫[رأم المؤلف في طيب السمر]‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ِ‪ )َِٗ-َِٖ/‬ترجمة‪ :‬الحسن بن عمر بن حبيب‪.‬‬
‫(ِ) ىو المطهر بن محمد بن المطهر ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُّٗ)‪.‬‬
‫…كعند اللفظ بالغماـ نهاية [ّٗب‪-‬جػ]‪.‬‬
‫(ّ) ىو كتاب شرح رسالة الواثق باهلل المطهر بن محمد بن المطهر المسماة‪ :‬الدر المنظوـ‬
‫المتضمن معاني العلوـ‪.‬‬
‫(ْ) ىو الحسين بن عبد القادر بن الناصر ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّْٕ‪-‬‬
‫ّٕٓ)‪.‬‬
‫(ٓ) ىو سبلفة العصر شرح قصيدة الحسين بن عبد القادر (خ)‪.‬‬
‫(ٔ) انظر المقامات اليمنية‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ص (ُّٕ‪.)َِٖ-‬‬
‫(ٕ) بن زيدكف‪ :‬انظر ترجمتو باألعبلـ (ُ‪.)ُٖٓٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُّٔ/‬‬

‫كأما مؤلفو (طيب السمر في أكقات السحر) فهو من أحسن كتب التاريخ المتأخرة‪ ،‬كقد جمع‬
‫فيو فأكعى كخرج في مجلدين ضخمين‪ ،‬كلكنو ال يتميز فيو في حاؿ الرجل المترجم لو كلية‬
‫التمييز اللتزامو فيو التسجيع من أكلو إلى آخره؛ كربما سارع القاضي رحمو اهلل إلى اإلعتراض‬
‫(ُ) بما ال كركد لو أك بما يتسامح بمثلو أك بما قد كثر كشاع كركده‪ ،‬كاألمر في ذلك سهل‪،‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة طويل الباع‪ ،‬كاسع اإلطبلع‪ ،‬حسن المحاضرة‪ ،‬لطيف المذاكرة‪ ،‬طيب‬
‫األخبلؽ طويل النفس في الرسائل كالخطب‪ ،‬عظيم التمكن من اإلنشاء‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب‬
‫(النسمة) (ِ) كأثنى عليو كذكر شيئان من أشعاره‪ ،‬كمكاتباتو إليو‪ ،‬ككذلك المولى إسحاؽ(ّ)‪،‬‬
‫كسيدم محسن بن الحسن (ْ) في تاريخو كغيرىم‪.‬‬
‫كلو ديواف شعر جمعو لنفسو‪ ،‬كديواف آخر في شعره الملحوف‪ ،‬كديواف صغير جمعو في جميع‬
‫أنواع الجناس‪.‬‬
‫فمن شعره مجيبان على سيدم محمد بن الحسين الكوكباني الحمزم اآلتي ذكره كىو قولو‪:‬‬
‫كنت زفرة الجوانح منا‬
‫ذكركا العهد بعد طوؿ تجاؼ‬
‫كاتبونا فكل صب معنٌى‬
‫ألف سهبلن منهم بمن حل قلبان‬
‫لحظة ينصب الفؤاد لهم‬
‫كم لقينا على ىواه ىوانان‬
‫رشاشان كل المحب بخصر‬
‫لما‬
‫ضب الكف بالمدامع ٌ‬
‫خٌ‬
‫آه لهفي على النقا كىو خ هد‬
‫رمت كتمان فلست أكؿ صب‬
‫مثل ذكرم للرمح كىو يراع‬
‫فهو رمح على الحقيقة إالَّ ؟‬
‫؟‬
‫حين جادكا بالوصل فضبلن كمنٌا‬
‫فظفرنا بالقرب منهم كفزنا‬
‫لم يزؿ بعد في المحبة قنٌا[َْأ‪-‬جػ]‬
‫لنواة كطوؿ ذا البعد مضنا‬
‫كىو عند العتاب يكسر جفنا‬
‫كحوينا فيو اكتئابان كحزنا (ٓ)‬
‫ذم اختصار قد كاد للسقم يفنا (ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬اإلعراض‪.‬‬
‫(ِ) أم نسمة السحر انظره (ُ‪.)ِٖٗ-َِٗ/‬‬
‫(ّ) أم إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل‪ .‬كقد ترجمو في الثغر الباسم‪( .‬خ)‪ :‬انظر‪ :‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(َِِ‪.)ِِِ-‬‬
‫(ْ) ىو محسن بن الحسن أبو طالب (تَُُٕىػ) كىو كتاب‪ :‬طيب أىل الكساء‪.‬‬
‫(ٓ) البيت فيو تورية‪.‬‬
‫(ٔ) البيت في (جػ) ىكذا‪:‬‬
‫رشاشا كالمحب بخصر‬
‫ذم اختصار قد كاف للمنعم معنى‬

‫(ُ‪)ُّٕ/‬‬

‫أف شوقان إلى لقاه كحنٌا (ُ)‬


‫كرده الغض باللواحظ يجنا‬
‫بالنقا في الهول عن الخد كنا‬
‫جاء فينا جافينا بما بو قد عجرنا‬
‫أننا في عبله لم نر طعنا [ُٔ‪-‬ج‬
‫[مولده ككفاتو]‬
‫كمحاسن صاحب الترجمة كثيرة كمولده في نيف كسبعين كألف (ِ) ككانت كفاتو في بضع‬
‫كخمسين كمائة كألف‪.‬‬
‫[خطبة البدر األمير بعد كفاتهاألمير بعد كفاة صاحب الترجمة]‬
‫كجعلت خطابة جامع صنعاء بعده إلى البدر األمير (ّ) فخطب بعد موتو بخطبة عظيمة منها‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت فيو تورية‪.‬‬
‫(ِ) مولده سنة (َُّٕىػ)‪ ،‬ككفاتو في شهر ذم القعدة سنة (ُُُٓىػ)‪.‬‬
‫(ّ) أم العبلمة محمد بن إسماعيل األمير ستأتي في ترجمتو في الجزء الثالث‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٖ/‬‬

‫أما بعد‪ ،‬أيها الناس فإف ىذا المنابر لو نطقت لوعظت‪ ،‬كلو تكلمت لقالت كصدقت؛ لكنها‬
‫كإف لم تنطق بلساف المقاؿ‪ ،‬فإنها قائلة بلساف الحاؿ‪ ،‬كم من خطيب [ِِب‪-‬ب]قاـ عليها‬
‫خاطبان مزىدان لكم في الدين كفي كعظكم راغبان طاؿ ما حبر في مواعظكم المقاؿ‪ ،‬ككثيران ما‬
‫ضرب في نصحكم األمثاؿ‪ ،‬ككم من أمم اجتمعت لديها الستماع الخطب‪ ،‬ككم من زم ور عندىا‬
‫اصطفت على الركب‪ ،‬ما بين عيوف جامدة كدامعة‪ ،‬كقلوب قاسية كخاشية خاشعة‪ ،‬فما زالت‬
‫سهاـ المنايا قاصدة لكل جمع [َْب‪-‬جػ] بالتفريق‪ ،‬كما برحت رماحها مشرعة إلى نحر كل‬
‫فريق‪ ،‬سهاـ ال تعصم عن إصابتها المعاقل المرتفعات‪ ،‬كال يمنع نفوذىا الدركع السابغات‪،‬‬
‫سهاـ ال يمنع البليغ عنها ببلغتو‪ ،‬كإف كاف أبلغ من سحباف (ُ) كال يردىا عنو كإف فاؽ كل‬
‫إنساف‪ ،‬سهاـ ال يردىا عن قصد الملوؾ كالدكؿ ما لديهم من األجناد كالخيوؿ كالخوؿ(ِ) ‪،‬‬
‫سهاـ ال تحتشم العالم لعلومو‪ ،‬كال األديب لحسن منثوره كمنظومو‪ ،‬سهاـ ال يخلص من إصابتها‬
‫المنجم بالنجوـ كاألفبلؾ‪ ،‬كال الكاىن عن الكهانة ينجو عن الهبلؾ‪ ،‬سهاـ ال تسلم منها‬
‫الطيور في الهول‪ ،‬كال ينجو منها الحيتاف في الماء‪ ،‬سهاـ ال تدفع بالعطايا من األمواؿ‪ ،‬كال‬
‫تجدم فيها حيلة الداىية من الرجاؿ‪ ،‬سهاـ ال يتخاؼ الشجعاف كاألبطاؿ‪ ،‬كال تهاب كل ىوؿ‬
‫من األىواؿ‪ ،‬سهاـ نفذت في ربات الخدكد كأخرجتو الغواني إلى الحفر من القصور‪ ،‬سهاـ‬
‫طافت األقطار (فاستقصت) (ّ) كنزلت األغوار كاألنجاد‪ ،‬فما أبقت سهاـ قد أصابت األنبياء‬
‫كالمرسلين كىي سهاـ تلحق اآلخرين باألكلين‪:‬‬
‫ا الدىر يبقى ((كال الدنيا))(ْ) كال‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫الفلك األعلى كال النيراف كالشمس كالقمر‬
‫؟؟‬
‫__________‬
‫أخطب‬
‫ي‬ ‫(ُ) سحباف‪ :‬ىو سبحاف زفر بن إياس الوائلي خطيب يضرب بو المثل في البياف‪ ،‬يقاؿ‬
‫من سحباف كأفصح من سحباف توفي سنة (ْٓىػ‪ْٕٔ/‬ـ)‪ ،‬أنظر‪ :‬األعبلـ (ّ‪.)ٕٗ/‬‬
‫(ِ) الخوؿ‪ :‬العبيد كالخدـ‪.‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬كاستقصت‪.‬‬
‫(ْ) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٗ/‬‬

‫؟ليرحلن عن الدنيا كإف كرىت‬


‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫فراقها الثاكياف البدك كالحضر[ِٔ‪-‬أ‬
‫‪ ،‬ال الدىر يبقى كال الدنيا‪ ،‬كال الفلك األعلى كال النيراف كالشمس كالقمر‪:‬‬
‫فيا من ىم أعراض المنية كىدؼ ترميو سهامها كل بكرة كعشية‬
‫إف فيما نراه عزاء ىل يغني عن المواعظ‪ ،‬كفيما نشاىده من كثوب المنايا على األحياء ما‬
‫يخرس الواعظ‪ ،‬كأف في خطيبكم الذم طاؿ (ما قاـ) على أعواد ىذه المنابر‪ ،‬كطاؿ ما ىدرت‬
‫شفتاه بالكلمات كالزكاجر‪ ،‬عبرة للمعتبرين‪ ،‬كموعظة للمتعظين [ُْأ‪-‬جػ]‪ ،‬على أف حالو اليوـ‬
‫أعظم موعظة من مقالهة باألمس‪ ،‬كأبلغ في العبرة كاإلتعاظ كاأللفاظ لمن تفكر في مآلو‬
‫بالرمس‪ ،‬إذا صار رىين حفرتو منتظران من ربو لرحمتو‪ ،‬قائبلن بلساف حالو‪:‬‬
‫صحلت بقعر حفرتي مرتهنا‬
‫يا من كسعت عباده رحمتو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫لم أجد من دنيايا إال الكفنا‬
‫من بعض عبادؾ المساكين أنػ‬
‫فمالكم تعرضوف عما إليو من الحساب معرضوف(ُ)‪ ،‬كما لكم ال تقبلوف عما إليو عن قريب‬
‫تنقلبوف‪ ،‬كما لكم لباب التوبة ال تقرعوف‪ ،‬كإلى التمسك بأذيالها ال تفزعوف‪ ،‬فأتقو اهلل كتوبوا‬
‫إلى اهلل أيها المؤمنوف لعلكم تفلحوف‪ .‬إلى أخر ما ذكره فيها‪ ،‬نسأؿ اهلل العفو كالعافية في الدنيا‬
‫كاألخرة كالتوفيق كحسن الختاـ أمين أمين أمين‪.‬‬
‫[(ُٕ)ُِ‪ )/‬أحمد بن ناصر بن محمد المخبلفي] (ِ) *‬
‫(َُٓٓ‪ُُُٔ-‬ىػ ‪َُُٕ-َُْٔ/‬ـ)‪.‬‬
‫[نسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬تعرضوف‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِٗٓ،َََّ/‬عن ما ىنا‪ ،‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬انظر فهارسو)‪ ،‬ملحق‬
‫البدر الطالع (ْٕ)‪ ،‬مقدمة ديواف الهبل بتحقيق أحمد الشامي طػ (ُ) (َُْْىػ)‪ ،‬مصادر‬
‫الحبشي (َّْ‪ ،)ٓٗ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ُِٗ) بتحقيقنا األدب اليمني‬
‫عصر خركج األتراؾ (ّْٖ)‪ ،‬تأريخ اليمن لمحسن أبو طالب (ِٔٗ) األعبلـ (ُ‪،)ِّٔ/‬‬
‫الركض األغن (ُ‪ ،)ٖٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٗ‪.)ُّٗ-‬‬

‫(ُ‪)َُْ/‬‬
‫القاضي شمس الدين‪ ،‬أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق بن شايع (بن علي)‬
‫(ُ) ينتهي نسبو إلى سحاـ بن يحوالف ‪-‬بضم الحاء المهملة‪ -‬بن عنس بالنوف – ابن خوالف –‬
‫بن عمرك بن الحارث (ِ) [ِّأ‪-‬ب] بن قضاعة بن مالك المخبلفي األصل‪ ،‬الصنعاني‬
‫المولد كالنشأة (ّ) ‪..‬‬
‫[مولده كنعتو كمشايخو مشايخو]‬
‫كانت كالدتو في سنة خمس كخمسين كألف [َُٓٓىػ]‪ ،‬كأخذ العلم عن المولى يحي بن‬
‫أجل أصحابو‪ ،‬كأخصهم بو‪ ،‬ثم تعلق بصحبة المؤيد بن‬
‫الحسين بن المؤيد بن المنصور‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫المتوكل فواله (ببلد الحيمة)(ْ) قبل أف يلي الخبلفة‪ ،‬ثم بعد الخبلفة أضاؼ إليو كالية القضاء‬
‫ثم صار كزيره ككاتبو‪ ،‬كاختص بو مع الوالية للببلد كالقضاء‪ ،‬كلما حج قبل كفاة المؤيد استعفى‬
‫عن كالية الحيمة‪ ،‬كاستمر كزيران بيده الحل كالعقد حتى توفي المؤيد‪ ،‬ثم صار مع أخيو المولى‬
‫يوسف بن المتوكل عند دعوتو كحمل صاحب الترجمة أىل مخبلؼ الحيمة على إجابتو‪ ،‬ككانوا‬
‫ال يخالفونو أصبلن؛ ألف بني المخبلفي كانت لهم رئاسة في الحيمة‪ ،‬كقد جرت بينهم كبين‬
‫المولى الحسين بن اإلماـ [ُْب‪-‬جػ] القاسم متفقات مذكورة في سيرتو‪ .‬ثم لما استمد استبد‬
‫صاحب المنصورة باألمر كاف صاحب الترجمة من جملة من كقع في شراؾ المحنة فحبسو‬
‫بػ(صيرة عدف)(ٓ) كىي ‪-‬بكسر الصاد المهملة فياء ساكنة مثناة من تحت فراء مهملة‬
‫مفتوحة‪ -‬كبقي بها مدة‪ ،‬ثم أطلقو ككاله القضاء بػ(صنعاء)‪ ،‬كرد لو ما كاف قد قبض عليو من‬
‫أموالو كضياعو‪ ،‬كأحسن إليو‪ ،‬كلما جهز األمراء لقتاؿ المحطورم الساحر (ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬الحاؼ‪.‬‬
‫(ّ) لمزيد حوؿ نسبتو انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪.)ِٗٓ/‬‬
‫(ْ) لمزيد حوؿ ببلد الحيمة انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ُ‪.)ِٓٔ-ِِٓ/‬‬
‫…معجم المقحفي (مادة الحيمة)‪.‬‬
‫(ٓ) انظر‪ :‬المقحفي ص(ََْ‪ ،)َُْ-‬كأشار الحجرم إلى حبس صاحب الترجمة في‬
‫معجمو انظر‪.)ْٖٓ/ّ( :‬‬
‫(ٔ) ستأتي فتنة المحطورم في ترجمة العبلمة الحسين بن ناصر المهبل‪.‬‬
‫…كانظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪ )ْٖ-َْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُْ/‬‬
‫جعل صاحب الترجمة خطيبان للعساكر‪ ،‬كناصحان لهم كمشيران‪ ،‬ثم كجهو مع كلده المحسن‪،‬‬
‫خطيبان للعساكر أيضان حين جهزه إلى عياف لقتاؿ ىمداف (ُ) كرئيسهم بن حبيش في سنة أربع‬
‫عشرة كمائة كألف فصالحو المحسن فغضب عليو كالده لذلك كحبسو حتى مات‪ ،‬كحبس‬
‫القاضي صاحب الترجمة في عدف ثم أفرج عنو كجعلو قاضيان ببندر (عدف) فاستمر فيو حتى‬
‫توفي في شهر المحرـ سنة ست عشرة كمائة كألف‪ ،‬كقد أرخ كفاتو الفقيو زيد بن علي الخيواني‬
‫فقاؿ‪:‬‬
‫د قضى قاضي القضا في عدف‬
‫كبأقبلـ الرثاء أرختو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫فعلوـ اآلؿ للشجو تباكا‬
‫يا بن عبد الحق قد طاب ثراؾ‬
‫…………( ُُُٔىػ)‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلصاحب الترجمة رسائل كفوائد كثيرة‪ ،‬كأبحاث خصوصان في فضائل أىل البيت عليهم السبلـ‪،‬‬
‫كحقوقهم‪ ،‬كعلومهم(ِ)‪ ،‬ككاف كاسع اإلطبلع على الكتب‪ ،‬كثير النقل فيها‪ ،‬كالتعليق على‬
‫ىوامشها‪ ،‬كلو خط حسن‪،‬ككاف شديد الغيرة على العترة الزكية‪ ،‬كثير التحامل على من انحرؼ‬
‫عنهم كفضائلو كثيرة‪ ،‬كجمع شعر القاضي حسن بن علي بن جابر الهبل في ديواف سماه (قبلئد‬
‫الجواىر من شعر الحسن بن علي بن جابر) (ّ) ككاف بينهما كماؿ االتصاؿ كالمكاتبة‪ ،‬كمن‬
‫شعره ما نظمو في صيرة كىو قولو‪:‬‬
‫ف يغشني في صيرة‬
‫فلسوؼ يفجر ليلها‬
‫؟‬
‫؟‬
‫كرب أتت متواليو‬
‫كالفجر يتلو الغاشيو[ِْأ‪-‬جػ‬
‫كلو في أرجوحة العيد كىي المعركفة بالمدراىة‪)ْ(:‬‬
‫دراىة بالضبا دارت كأنهم‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫البدكر في فلك أيامهم عيد‬
‫؟؟‬
‫؟قالت لهم حين مالوا رايحين كقا‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫لوا كيف حالك يا أىل الهول عودكا[ْٔ‪-‬أ‬
‫كلو أيضان فيها‪:‬‬
‫دراىة دارت بأفبلؾ‬
‫لما دنا كقت الركاح‬
‫َّت ىوان كصبابةن‬
‫يجن ٍ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫بهاكم من ىبلؿ‬
‫كآذنوىا بالزكاؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ ىمداف انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ْ‪.)ٕٓٗ-ِٕٓ/‬‬
‫(ِ) لمزيد حوؿ الموضوع انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية (ُِٗ‪.)ُّٗ-‬‬
‫(ّ) الكتاب طبع بتحقيق العبلمة أحمد بن محمد الشامي‪.‬‬
‫(ْ) ىي األرجيحة‪ .‬ككانت كال زالت معركفة عند أىل اليمن بهذا اإلسم خصوصان المناطق‬
‫الشمالية الغربية‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِْ/‬‬

‫فلذاؾ شدت بالحباؿ [ِّب‪-‬ب‬


‫كاتفق أنو خرج يومان من الحماـ فلقيو بعض أصدقائو كسألو عن سبب دخولو الحماـ فأنشده‬
‫البيتين الذين مطلعهما‪:‬‬
‫لم أدخل الحماـ من أجل لػ‬
‫ككاف قد تناكؿ شيئان من الحناء كأثره عل يده فقاؿ لو فما ىذا يشير إلى الحناء فقاؿ‬
‫ارتجاالن‪)ُ(:‬‬
‫كليس خضابان ما بكفي كإنما ؟‬
‫؟‬
‫مسحت بو أثر الدموع السواؼ‬
‫ثم صدر البيتين كعجزىما كنقل معناىما إلى الوعظ فقاؿ‪:‬‬
‫لم أدخل الحماـ من أجل لذة‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ككيف التذاذم بالنيار اللوافح‬
‫؟؟‬
‫؟كال جئتو أبغي اصطبلء بناره‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫ككيف كنار الشوؽ بين جوانحي‬
‫؟؟‬
‫؟ كلكنو لم يكفني فيض مقلتي‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫على ماضيات من ذنوبي فواضح‬
‫؟؟‬
‫؟كلما رأيت العين لم يكفي كبلها‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫دخلت ألبكي من جميع جوارحيجوانحي‬
‫؟؟‬
‫؟كليس خضابان (ما بكفي كإنما‬
‫؟‬
‫؟؟‬
‫؟؟‬
‫مسحت بو أثر الدموع السوافح] (ِ)‬
‫[استطراد‪ :‬الحسن بن علي بن جابر الهبل] (ّ) *‬
‫(َُْٖ‪َُٕٗ-‬ىػ‪ُٔٔٔ-ُّٔٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫كالحسن بن علي بن جابر الهبل الذم أشرنا إليو(ْ) كاف أديبان ألمعيان فطنان شاعران مفلقان‪ ،‬كىو‬
‫جاركدم المذىب رأس في الشيعة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (أ) كأكرد كلمة‪ :‬البيت كلم يكملو‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [ ]‪ :‬ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ّ) مطلع البدكر (خ)‪ ،‬استطرادان في ترجمة علي بن سعيد الهبل ‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪)ُٗٗ/‬‬
‫نسمة السحر (ُ‪ ،)ِٓٗ-ُٓٓ/‬األعبلـ (ِ‪ )َِٓ/‬خبلصة األثر (ِ‪ ،)ّّ-َّ/‬بهجة‬
‫الزمن (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ّّْ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ )ُُٓ-َُٓ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫ص(َّّ‪ ،)ُّّ-‬ترجمة (ُّْ)‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ُُّٕٖ) الجواىر المضيئة للقاسمي‬
‫(ّ‪( )ُُِ/‬بتحقيقنا) األدب اليمني عصر خركج األتراؾ (ْٕٕ‪ )ْٗٓ-‬تاريخ اليمن ألبي‬
‫طالب (َّ)‪ ،‬نفحة الريحانة (ّ‪ ،)ّٓٓ/‬خبلصة األثر (ِ‪ )ّْ-َّ/‬شرح الزلف ص(ُٕٓ)‬
‫ط (ُ)‪ ،‬كلمن أراد التوسع في ترجمتو فليراجع مقدمة ديوانو بتحقيق العبلمة أحمد بن محمد‬
‫الشامي ط(ُ) َُْْىػ ‪ُّٖٗ/‬ـ ص(ٓ‪.)ُٔ-‬‬
‫(ْ) أم في ترجمة أحمد بن ناصر المخبلفي‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬

‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬


‫قرأ على المولى يحي بن الحسين بن المؤيد‪ ،‬كشارؾ في سائر العلوـ‪ ،‬كمولده في سنة ثماني‬
‫كأربعين كألف‪ ،‬كمهر في صناعة اإلنشاء‪ ،‬كطاؿ باعو في نظم [ِْب‪-‬جػ] الشعر‪ ،‬قصائده‪،‬‬
‫كمقاطيعو‪ ،‬مع حدة ذىن كرشاقة لفظ‪ ،‬كغزرر مادة‪ ،‬كأناقة معنى‪ ،‬كرقة مسلك‪ ،‬كانسجاـ نظم‪،‬‬
‫كديواف شعره معركؼ‪ ،‬ككاف قد اتصل بالمهدم أحمد بن الحسن بن المنصور قبل الخبلفة‪،‬‬
‫ككزّْر لو‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫فلم تطل حياتو بعد ذلك كتوفي سنة تسع كسبعين كألف‪ ،‬كيقاؿ أنو سمو بعض حساده لما رآه‬
‫مترعرعان في دست الوزارة‪.‬‬
‫كأصل (بني الهبل) من (خوالف الطياؿ) (ُ) كىم من (قضاعة)‪ ،‬ككاف [ٓٔ‪-‬أ] يدعي الخؤلة‬
‫في من بني ىاشم‪ ،‬كذكر ذلك في شعره‪ ،‬كمن مقاطيعو قولو‪)ِ(:‬‬
‫د كتب اهلل على خده‬
‫فقلت للعشاؽ لما بدل؟‬
‫؟‬
‫بالمسك سطران دؽ معناه‬
‫صبران على ما كتب اؿ‬
‫كلو‪)ّ(:‬‬
‫نا من إذا سمع الورل‬
‫قالوا أجاد كما دركا‬
‫؟‬
‫؟‬
‫غزلي الرقيق كما حول‬
‫أني نطقت عن الهول‬
‫؟؟‬
‫؟قالوا أجاد كما دركا‬
‫؟‬
‫؟‬
‫أني نطقت عن الهو‬
‫كلو‪)ْ(:‬‬
‫أبي قواـ منك لم‬
‫ثت‬
‫كلواحظ قد أكر ٍ‬
‫؟‬
‫؟‬
‫يحكي الرديني اعتدالو‬
‫فيك الصوارـ عن كبللىػ‬
‫كلو موريان‪)ٓ(:‬‬
‫سات ور خده بمصح ىف ًو‬
‫خفت على الخدين الخد من لواحظنا؟‬
‫؟‬
‫قلت لو كالفؤاد في ً‬
‫قلق‬
‫يا غصن حتى استترت بالورؽ!‬
‫كلو مضمنان‪)ٔ(:‬‬
‫ا قليل الحفظ للذمم‬
‫ىل لمن أتلفت مهجتو‬
‫؟‬
‫؟‬
‫أم شرع يح َّل فيك دمي؟‬
‫يا شقيق الركح من حكم‬
‫كلو موريان‪)ٕ( :‬‬
‫ا ساكني السفح مذ رحلتم‬
‫أسرتموني فأطلقوني‬
‫؟‬
‫؟‬
‫دمعي من بعدكم غزير‬
‫ىا أنا في حبكم أسي‬
‫كلو في الجناس‪)ٖ(:‬‬
‫ا ذقت حر صبابتي‬
‫فالنار من أسمائها‬
‫؟‬
‫؟‬
‫ككفيت ما ألقى بها‬
‫كالموت من ألقابها‬
‫؟‬
‫كلو كمنو التقسيم‪)ٗ(:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ خوالف الطياؿ انظر‪ :‬مجموع الحجرم (ِ‪.)ِِّ-ُّّ/‬‬
‫(ِ) ديوانو ص (ُّٕ قصيدة (ُّٗ)‪.‬‬
‫(ّ) نفسو ص(ّّٔ)‪.‬‬
‫(ْ) نفسو ص(ّْٖ)‪.‬‬
‫(ٓ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُّّٗ)‪.‬‬
‫(ٔ) نفسو (ّٓٓ)‪.‬‬
‫(ٕ) نفسو ص(َّٕ)‪.‬‬
‫(ٖ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّْٕ)‪.‬‬
‫(ٗ) نفسو ص(ّٓٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْْ/‬‬

‫أما الوشاة فأنت أعلم منهم‬


‫بجميع ما أبديو أك (ُ) أخفيو‬
‫سددت مسامعي‬
‫ي‬ ‫ككذا العواذؿ قد‬
‫عن عذلهم ما عشت لست أعيو[ّْأ‪-‬جػ]‬
‫صنفاف أمرىما يسير ىىيٌن‬
‫أما الرقيب فحار(فكرم) (ِ) فيو‬
‫كلو‪)ّ(:‬‬
‫أترل يسلو الهول كلىوي‬
‫مغرـ في قلبو حزف‬
‫عظمت أسقامو فغدا‬
‫لو رأل من ظى َّل يعذلو‬
‫قاؿ َّأما فيك ال حرج ‪ ...‬عند سكاف الحمى ىكلىوي (ْ)‬
‫فصل الهجراف ىم ٍج ىملىوي‬ ‫َّ‬
‫تأملىوي‬
‫ال يراه من َّ‬
‫كجو (ٓ) د من في الحب أنحلو‬
‫إف قضى كجدان يح ٌق لو (ٔ)‬
‫كمن شعره [ِْأ‪-‬ب]‪)ٕ( :‬‬
‫الساجي‬
‫من علم اللفظ سحر الناظر َّ‬
‫كصاغ تحت الطُّلى يح َّقين من عاج؟‬
‫كمن أقاـ قضيب الباف منتصبان‬
‫على و‬
‫كثيب من األرداؼ رجراج؟‬
‫كأطلع البدر من ً‬
‫ألالء غي َّرتها‬
‫الطرة الدَّاجي؟‬
‫يضيء في جنح ليل ٌ‬
‫يف‬ ‫القد من ىى و‬
‫هلل ما حاز ذاؾ ُّ‬
‫كذلك الخد (من) (ٖ) حسن كإبهاج‬
‫شمس تنقل في أحشاء من فتنت‬
‫من األناـ بأفبلؾ كأبراج‬
‫فبل تسل كم سبت كجدان ككم قتلت‬
‫يوـ الفراؽ كلكن سل عن الناجي[ٔٔ‪-‬أ]‬
‫[(ُٕ‪ ) /‬أحمد بن الحسن الزىيرم الثبلئي]* (ٗ)‬
‫(َُُْ‪ُُِْ-‬ىػ‪ُٕٗٗ-ُِٕٕ/‬ـ)‬
‫الفقيو صفي الدين أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن الزىيرم‪ -‬بزام معجمة مضمومة فهاء‬
‫مفتوحة‪ ،‬فياء ساكنة‪ ،‬فراء مهملة‪ -‬كىو نسبةن إلى (زىير) كىو بطن من (أرحب)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬كما‪.‬‬
‫(ِ) في الديواف‪ :‬أمرم‪.‬‬
‫(ّ) ديوانو ص(ِّٓ)‪.‬‬
‫الولو‪ :‬الحزف الشديد كالتحسير من الوجد‪.‬‬
‫(ْ ) ى‬
‫(ٓ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬كجد‪.‬‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬أف تضي كجد قضى كجد الحق لو‪.‬‬
‫(ٕ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُُّ)‪.‬‬
‫(ٖ) في (ب)‪ :‬في‪.‬‬
‫(ٗ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬مصادر العمرم (ُُٗ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ )ْٖ/‬نيل الوطر‬
‫(ُ‪ ،)ُٖ-ٕٓ/‬معجم المؤلفين (ُ‪ )ُِٗ/‬مصادر الحبشي (ِّٓ)‪ ،‬األدب اليمني في عصر‬
‫خركج األتراؾ (ُّّ‪ )ُّْ-‬الحدائق المطلقة (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬الركض األغن‬
‫(ُ‪ )ّّ-ِّ/‬تاريخ ثبل (ِ‪/‬خ)‪ .‬دمية القصر (بتحقيقنا) أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٗ)‪.‬‬
‫ىجر األكوع (ُ‪.)ِّٖ/‬‬

‫(ُ‪)ُْٓ/‬‬

‫ىو العالم الزاىد‪ ،‬الولي العابد‪ ،‬الشاعر البليغ‪ ،‬أديب كقتو‪ ،‬كشاعر عصره‪.‬‬
‫نشأ بمدينة (ثبلء) (ُ) كشارؾ في العلوـ‪ ،‬كقرأ على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي‪،‬‬
‫((كتخرج على السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي))(ِ)‪ ،‬كاشتغل بالحديث كطالع‬
‫كتب األدب‪ ،‬كحفظ األشعار‪ ،‬كىو في سن الطفولية‪ ،‬كاعتنى بنقل كل ما اطلع عليو كنظم‬
‫الشعر الحسن‪ ،‬كالقصائد المطولة كالطنانة (ّ) كأجاد في التغزؿ كالمدح‪ ،‬كقصائده على طولها‬
‫كلها غرر مختارة [ّْب‪-‬جػ]‪ ،‬كلما أراد المنتقد أف يختار قصيدة من شعره كيحكم لها‬
‫باألحسنية جاءت البواقي ببدائع من المعاني‪ ،‬يقضي لها أيضان باإلختيار‪ ،‬كعلى الجملة‪ ،‬فكلها‬
‫جزلة المعاني بليغة المباني متمكنة القوافي كىو أشعر فقهاء عصره‪ ،‬ككثير ما يدمج الحماسة‬
‫في شعره كيفتخر فيو افتخار ذكم المجد كالفضل‪ ،‬لعلو ىمتو كشرؼ نفسو‪ ،‬كالمتنبي كابن‬
‫المقرب (ْ) كأضرابهما كقد جمع شعره في ديوانين (ٓ) أحدىما للمولى فخر الدين عبد اهلل‬
‫بن عيسى اآلتي ذكره كاآلخر للمولى يحيى بن إبراىيم بن محمد بن الحسين‪.‬‬
‫كقصد (كوكباف) ((في سنة [‪ ].........‬كستين كمائة كألف))(ٔ) فمدح المولى أحمد بن‬
‫محمد بن الحسين المتقدـ ذكره (ٕ) بقصيدتو الميمية التي مستهلها‪:‬‬
‫سبل ىل سبل قلبي العميد المتيم‬
‫حبيبة تقضي علينا كتحكم‬
‫يمانية ما أف ترل العين مثلها‬
‫لها من فؤادم اليوـ مغنى كمغنم‬
‫أدكر على أطبللها متغزالن‬
‫كألوم عليها باكيان أتظلم‬
‫كقائلة يا عز إف محببان‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ مدينة ثبل انظر‪ :‬تاريخ ثبلء للمحقق (ُ‪ )ِ-‬جزء‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) الطنانة‪ :‬أم الذائعة الصيت كالذكر في اآلفاؽ كاألقطار‪.‬‬
‫(ْ) ابن المقرب‪ :‬ىو علي بن المقرب االحسائي توفي سنة (ُُُُىػ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المؤلفين (ٕ‪.)َْٖ/ُّ( ،)ِْٓ/‬‬
‫(ٓ) انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َٗ‪.)ُٗ-‬‬
‫(ٔ) ما بين (( )) ساقط في (أ‪،‬ب) كما بين [‪ ]........‬بياض في (جػ)‪.‬‬
‫(ٕ) ستأتي ىذه الترجمة الحقان‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٔ/‬‬

‫إلينا كقالوا إنو بك مغرـ‬


‫فتى من نصاب المجد في ىيكل العبل‬
‫على لفظو عقد الكبلـ المنظم‬
‫فقالت نعم لكنني من أركمة‬
‫تجل كما قد تعلمين كيىعلم‬
‫علينا نجازم الحب ((بالحب)) (ُ) في الهول‬
‫كال الحبل موصوؿ كال الحب يصرـ[ٕٔ‪-‬أ]‬
‫كغاية ما أعنى تقولين أنو‬
‫يعز علينا ظلمو كالتجرـ‬
‫ٌ‬
‫فجاءت تسلٌيني أسان كتقوؿ لي‬
‫لك اهلل ما ىذا البكاء كالتهلم(ِ)‬
‫حياء يا خليلة إنما‬
‫فقالت ن‬
‫يحن المتيم‬
‫على الطلل البالي ٌ‬
‫فقالت أال ظني ضني بأنك يا فتى‬
‫معنى فقلت اهلل بالغيب أعلم‬
‫ن‬
‫فقالت يقوؿ الناس ما ليس (ّ) خافيان‬
‫كرجموا‬
‫عليك كقد ظنوا بهذا ٌ‬
‫كما ربة الدار البعيد منالها (ْ)‬
‫بخالية كالحب بالعدؿ ييقسم[ْْأ‪-‬جػ]‬
‫فأصبل فؤادم لفظها جمرة الغضى‬
‫كليجت بما قد كنت أخفي كأدغم‬
‫كقلت بلى كاهلل قد قادني الهول‬
‫إليها كأحلى الحب ما ليس يكتم‬
‫كقالت أال لكن من رمت كصلها‬
‫ممنعة من دكنها الموت أقدـ[ِْب‪-‬ب]‬
‫فبل ترـ باألىواء نفسان عزيزة‬
‫تيفدَّل بآباء الرجاؿ كتخدـ‬
‫كأكثر خوفي أف تكوف درية‬
‫لزرؽ نصاؿ تستباح كتثلم‬
‫فقلت كىل حب السبلمة للفتى‬
‫يخلده أك عن مناياه يعصم‬
‫سأجهد إما ظافران فمسلم‬
‫إليو كإما ىالك فمسلم‬
‫علي عزيمة‬
‫كإال فبل كانت ٌ‬
‫يذؿ لها الخطب العصيب كيهزـ‬
‫فلما رأت ما بي من الوجد كالهول‬
‫كصدقي كأف الخطب أدىى كأعظم‬
‫أشارت إلى ما لست عنو بغافل‬
‫كقالت كسحر القوؿ في القلب يرسم‬
‫أترضى بعيش الهوف في دار غر وبة أما‬
‫كمجدؾ أعبل في الفخار كأجسم‬
‫أما قد بنت آباؤؾ الغر منزالن‬
‫كأنت تخلي ما بنوه كتهدـ‬
‫كيثنيك رعنان من مساعي أكاصر‬
‫أال إف ىذا للخطاب للخطأ المذمم‬
‫فألول عناني سحرىا عن مرامو‬
‫كصرمت الحب الذم اليصرـ‬
‫فقلت جزاؾ اهلل عني مركءة‬
‫أتاؾ بها عني الجزاء المتمم‬
‫كرحت بقلب قد سبل غير أنني‬
‫أقوؿ كأفكارم تغور كتتهم[ٖٔ‪-‬أ]‬
‫إذا خلت بالوصل جادت فنعمة‬
‫كإف ىجرتنا فالتجلد أنعم‬
‫كما كصل ربات الحجوؿ ىو العبل‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬كالتهلم‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬ما كاف‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬منالة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٕ/‬‬

‫كال الهجر منهن الوشيح المقوـ[ْْب‪-‬جػ]‬


‫أنهنو من عزمي سليمان طغى بو‬
‫من العزـ محمي الذمار مصمم(ُ)‬
‫فيطغى إلى شأك العبل كتصبرم‬
‫يجاذبو فالعزـ بالصبر ملجم(ِ)‬
‫كإني لتزىيني لدل الفضل ظمرة‬
‫كما يزدىي عندم لدل الجود حضرـ‬
‫أسير أخا طمرين كالفضل فيهما‬
‫كذك الجهل يزىيو الرد ىالمنمنم‬
‫كيعجبني سيف لدل الركع يتقيفتقي‬
‫كطرؼ أشم المنكبين مطٌهم‬
‫صبور على العبلٌت ال يستفزه‬
‫خطير كال يثنيو خطب ململم‬
‫ه‬
‫أجاذبو علك الشكيم فينثني‬
‫كأرخي لو جذب البرم فيجمجم‬
‫كشمليلة مثل الشهاب إذا مشت‬
‫تقوؿ بأعلى قنٌة ال ٌدك قشعم‬
‫عرفت بها كل النواحي عسى أرل‬
‫محبلن بو يحلو من العيش مطعم‬
‫كال علم لي كاألرض كاسعة الفبل‬
‫بأنك يا مولى المعالي ميمم‬
‫كريم من البطحا من آؿ ىاشم‬
‫ىماـ تيليذ المستغيث كتيعصم‬
‫ي‬
‫مليك بعلياء الخبلفة كاقف‬
‫عليو من الفضل الركاؽ المخيٌم‬
‫و‬
‫ىاشمية‬ ‫إذا ما انتمى في و‬
‫نسبة‬
‫تسامى بو البيت العتيق المحرـ‬
‫نداه يجارم بطشو كانتقامو‬
‫فلم أدر أم السابقين المعلم‬
‫كمطمع نفس في معاليك مقلة‬
‫تراءت لها في صفحة البحر أنجم‬
‫يساعدؾ الجبل األبي الخيل اآلتي بما ترل‬
‫على أنو في حومة الركع ديلم‬
‫كتأتي فبل يتدرم أيلقى بنفسو‬
‫إليك فينجو أـ يفر فيسلم‬
‫كيأتيك بعض الجيش بالبعض رىبة‬
‫كأنك ما بين الخميسين طلسم‬
‫إذا منعت منك الخبلفة نفسها‬
‫فبل جادىا إال الحديد المثلم‬
‫ككيف بها لم ترض إياؾ مالكان‬
‫كأنت لها كف كزند كمعصم[ٗٔ‪-‬أ]‬
‫فأجازه الممدكح فيها بما أقر عينو‪ ،‬ثم كفد إليو في سنة سبع كستين كمائة كألف [ْٓأ‪-‬جػ]‬
‫فلم يحظ منو بطائل‪ ،‬فرجع خائبان كأرسل إليو برسالة بليغة تتضمن عتابان كاستعطافان كمدحو في‬
‫أخرىا بقصيدة عظيمة أكلها‪:‬‬
‫بلوغ المنى كصل األحبة فأعلم ‪ ...‬كال تنثني عن مغنم خوؼ مغرـ‬
‫__________‬
‫(ُ) بعد ىذا البيت في (جػ)‪ :‬البيت كإني لتزىيني ‪ ...‬إلخ‪ .‬البيت التالي للبيت التالي في‬
‫القصيدة‪.‬‬
‫(ِ) ىذا البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٖ/‬‬

‫فأحسن جائزتو ثم مدحو بغدزار القصائد كمنها قصيدتو الرائية كقد تقدمت في ترجمة الممدكح‬
‫(ُ) كحظيت منزلتو لدل أىل (كوكباف)‪ ،‬كناؿ منهم حظان كأنقطع إليهم كمدحهم بغرر المدائح‬
‫كجل شعره فيهم‪.‬‬
‫[مؤلفاتو ككفاتو]‬
‫كنظم (القواعد) البن ىشاـ ككاف لو ميل إلى التصوؼ كالتزىد كنظم في ذلك قصيدتو التائية‬
‫التي مطلعها‪:‬‬
‫طريقة أىل الحق علم الشريعة[ِٓب‪-‬ب]‬
‫كجعلها فصوالن كىي من البدائع‪ ،‬كطريقتو فيها طريقة الجنيد كأضرابو ككاف يقرأ في جامع صنعاء‬
‫قراءة عامة كيمزجها بوعظ‪ ،‬فنفع اهلل بو خلقان‪ ،‬كىو كثير الخشوع كالخوؼ كالبكاء كالتفكر‪،‬‬
‫طويل الصمت حسن األخبلؽ كقور لطيف الطبع‪ ،‬كتألو آخر أمره كانقطع عن الخلق‪ ،‬كأقبل‬
‫على عبادة اهلل تعالى كأصابو فالج فأقعده نحو سنة‪ ،‬ثم توفاه اهلل في شهر المحرـ سنة أربع‬
‫عشرة كمائتين كألف بػ(كادم ضهر) (ِ) ككاف لو بالوادم غىراـ طويل كتغزؿ في بيتو المسمى‬
‫بػ(دار حجلة) ‪-‬بحاء مهملة مكسورة فجيم ساكنة فبلـ مفتوحة‪ -‬كالحجلة‪ :‬موضع معركؼ‬
‫بالوادم‪ ،‬كمن شعره لما كصل إلى (حصن طيبة)(ّ) المشهور فيو‪ ،‬ككاف قد أخنى عليو الزماف‬
‫كأخرب دكره كأفنى أىلو كسلب محاسنو‪ ،‬كىو مما أنشدناه من لفظو‪ ،‬كلعلو من قصيدة طويلة‬
‫[َٕ‪-‬أ]‪)ْ(:‬‬
‫أخاطب أطبلالن ألفت خطابها‬
‫أتيت إليها زائران بعد برىة‬
‫كسألتها عن أىلها أين يمموا (ٓ) ؟‬
‫عفاىا رسيم المزف (ٔ) حتى كأنها‬
‫كأف بقايا رسمها قاـ كاعظان‬
‫كأف لم يكن قد حلها ملك معشر‬
‫كال طلعت شمس على غرفاتها‬
‫كقفت بها كالعين شكول كأنني‬
‫__________‬
‫(ُ) ستأتي ترجمتو الحقان‪.‬‬
‫(ِ) كادم ضهر‪ :‬أحد منتزىات صنعاء من الجهة الغربية الشمالية يبعد عن صنعاء بػ(ٕؾ‪.‬ـ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي ص(َْٖ‪)َْٗ-‬‬
‫(ّ) حصن أثرم مشهور يطل على كادم ضهر بالقرب من صنعاء يتراكح ارتفاعو بحوالي‬
‫(ِِّْـ) كاف يعرؼ قديمان بػ( دكرـ)‪.‬‬
‫(ْ) أكرد فيها زبارة نيل الوطر (ُ‪.)َٖ-ٕٖ/‬‬
‫(ٓ) أم توجهوا كقصدكا‪.‬‬
‫(ٔ) السحاب يحمل الماء‪ .‬مفرد مزنة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٗ/‬‬

‫كرحت كقلبي لم يرح عنو كرحت كقلبي لم يرح عنو كشجوة(ُ) شجوه‬
‫كذك قسطل(ِ) يخفي من الشمس نور‬
‫سلوت بو عنها كعمن أحبو ‪ ...‬على عهد أياـ طويت كتابها‬
‫فلم ألقى إال صفرىا كيىػبىابىػ ىها (ّ)‬
‫فكن الرسوـ الدارسات جوابها‬
‫كنائحة الحيين تشجي ربابها [ْٓب‪-‬جػ]‬
‫يحذرنا ظفر الليالي كنابها‬
‫كال سكنت بيض الغواني قبابها‬
‫تغازؿ منها بدرىا ك يشهابها‬
‫أخطط أظفاران أصفاران أعاني حسابها‬
‫كملت كعيني ال تمل انسكابها‬
‫ىا كيكشف عن كجو الثريا نقابها‬
‫كأنسيتها نسياف نفسي ذىابها‬
‫كمن شعره يمدح اإلماـ المهدم بن المنصور من قصيدة مستهلها‪)ْ(:‬‬
‫حققت ظني فيك كالتأميبل ‪ ...‬كشفيت ذا كلف أتاؾ(ٓ) عليبل‬
‫منها‪:‬‬
‫حققت ظني فيك كالتأميبل‬
‫صبر يقصره الغراـ كموعد‬
‫عجبان أعند الناس كنت محببان‬
‫كلو اشتهيت من الغزالة قبلة‬
‫ما كنت أحسبها تعود بخيلة‬
‫علي مشورةن كتظاىران‬
‫عقدا ٌ‬
‫كعليهما أخذ الزماف مراده‬
‫أكما أدرل (ٔ) أني صحبت مهندا‬
‫منها‪:‬‬
‫خل ادكارؾ للصبابة كالضبا‬
‫كاجعل رسولك للمطالب فهمو‬
‫فالناس بين يديو أحرؼ دفتر‬
‫ملك الخبلفة كىي تعرؼ قدره‬
‫كرأت أمير المؤمنين فسرىا‬
‫ملك تكمل فاستقر برأيو‬
‫فكأنما فيض العقوؿ بقلبو‬
‫كرمى العدك بهيبة من بأسو‬
‫تظمى لرؤيتو العيوف كإف بدا‬
‫كالشمس تنظره العيوف فكلما‬
‫ما رحت أنظره ليشفى ناظرم‬
‫كململمان كالبحر إال أنو‬
‫عقدت عليو القسطلية أعوجان األعوجية (ٕ) قسطبلن‬
‫لم تلق فيو لها األسنة مسلكان‬
‫لو َّأمو البطل العنيف بضربة‬
‫صرعت مناكبو الرياح فيسمع‬
‫كقضت عليو السمهرية يشرعان‬
‫لما ألفن ىنٌي مجدؾ مشربان ‪ ...‬كشفيت ذا كلف أتاؾ عليبل‬
‫يقضي عليو متى يكوف طويبل‬
‫فيهم كعند حبيبتي مملوال‬
‫__________‬
‫(ُ) أم شوقة كحزنة‪.‬‬
‫(ِ) ذك قسطل‪ :‬ىو الغبار كالمعنى أف الغبار الكثيف الواقع على ىذه الديار يكاد يخفي ضوء‬
‫الشمس عنها‪.‬‬
‫(ّ) أم خرابها كالخالي الذم ال شيء فيو‪.‬‬
‫(ْ) ديواف صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬عليك‪.‬‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬أك نادران‪.‬‬
‫(ٕ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬األعوجية قسقبل‪.‬‬

‫(ُ‪)َُٓ/‬‬

‫مدت إلي فنلتها (ُ) تقبيبل‬


‫إال الشباب نأل فعاد بخيبل‬
‫أف يظهرا مني أسى كنحوال‬
‫مني كناؿ المطلب المأموال‬
‫باسم اإلماـ كبأسو مكحوال‬
‫كاجعل مثابك ذكره المقبوال‬
‫ككفى بفطنتو إليك رسوال‬
‫قد عرؼ المنقوط كالمشكوال‬
‫فتذللت لجبللو تذليبل[ُٕ‪-‬أ]‬
‫عدؿ رأتو زانو بغيره مجهوال[ْٔأ‪-‬جػ]‬
‫لما رأ من رأيو التكميبل‬
‫فلقد كسى كل القلوب عقوال‬
‫حتى حسبت عدكه مقتوال‬
‫خجلت فما يشفين منو غليبل‬
‫أرسلت طرفك عاد عنو كليبل‬
‫إال رأيت أسنةن كنصوال‬
‫السفين فوارسان كخيوال‬
‫جعل َّ‬
‫جعل السماؾ لرأسو إكليبل‬
‫حتى تكوف عيونهن الحوال[ِٓب‪-‬ب]‬
‫لرأل الحساـ مثلمان مفلوال‬
‫الناجين منها أنٌةن كعويبل‬
‫طربان كغنتها الجياد صهيبل‬
‫عفن الفرات كما اشتهين النيبل‬
‫منها‪:‬‬
‫لو كنت برؾ في البرية لم ير‬
‫أك كنت ذكرؾ في الببلد مسحتها‬
‫أك كاف شاىدؾ النصارل ما عصوا‬
‫كرأكا بفضلك منو مثبلن بينان ‪ ...‬أحد بفقدؾ عانيان مقبوال متبوال‬
‫كلجبت منها عرضها كالطوال‬
‫عيسى بطاعتهم كال اإلنجيبل‬
‫كأبادكا الصلباف كالتمثيبل‬
‫كمن شعره من قصيدة يمدح بها المولى عبد القادر بن محمد بن الحسين‪)ِ(:‬‬
‫أبشر كإف ىي أعرضت بوصاؿ‬
‫فالحب ما بين الرجاء كالخوؼ عند‬
‫كإذا تعذر كصل من أحببتو‬
‫فأدر خيالك في محاسنو فقد‬
‫كاطلب بمتسع المنى ما شئت من‬
‫إف المنى لهو الخياؿ كإنما‬
‫كلقد حببت من الحساف كشافعي‬
‫بين الشباب كبين كل مليحة‬
‫فكأنما أجتمعا معان كتعاىدا‬
‫كاصلنني كصبلن بغير مبلؿ‬
‫حتى قنعت من الحساف بزكرتي‬
‫كمدامعي بين السحاب كبينها‬
‫تسقي األىاضيب اللواتي خيمت (ّ)‬
‫يسرين ما يدرين ما تعب السرل‬
‫من كل مائلة اليدين كأنها (ْ)‬
‫((بيضاء حمراء العقود كأنماالعقود كأنما‬
‫)) (ٓ)‬
‫أك أنو شفق األصيل قد انحنى‬
‫ضمها‬
‫ككأنو عرؼ الفراؽ ك ٌ‬
‫قد كنت أذكر بينها من قبلو ‪ ...‬يشفي كلو قد أذنت بمطاؿ‬
‫أكلى النهى من أحسن األحوالي‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬قبلتها‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة(خ)‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬حفت‪.‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬كأنما‪.‬‬
‫(ٓ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُٓ/‬‬

‫كالصبر ال يغنيك عنو بحالي‬


‫يهدم إليك الفكر بعض كصاؿ[ِٕ‪-‬جػ]‬
‫أمل يطاكعك العزيز العالي[ْٔب‪-‬جػ]‬
‫الدنيا إذا حققت لهو خياؿ‬
‫ركؽ الشباب بمنتهى آمالي‬
‫الع َّذاؿ‬
‫حب يحيٌر فطنة ي‬
‫عهدان على اإلدبار كاإلقباؿ‬
‫كىجرنني ىجران بغير مآلًي‬
‫لديارىا كخوالي األطبلؿ‬
‫خطر اصطحاب أك سباؽ سجاؿ‬
‫فيها ذكات األينق الرحاؿ‬
‫مس كبلؿ‬
‫أبدان كال يعرفن ٌ‬
‫في أعين الفلوات طيف خياؿ (ُ)‬
‫زىر الشقيق يحف بدر كماؿ‬
‫يهول اعتناؽ غزالة اآلصاؿ‬
‫بيمينو في غربها كشماؿ‬
‫فيدب ماء الموت في أكصاؿ‬
‫كمنها في المديح‪:‬‬
‫تمل من العطا‬
‫بيمين أركع ما ٌ‬
‫نصب الرماح على الجياد تزفها‬
‫علقت محبتو بقلبي مثلما‬
‫كالحب يعتلق القلوب لعلة‬
‫جزؿ الندا مرىوب بارقو العدا ‪ ...‬إال إذا ىي رفهت بشماؿ‬
‫معقودة بذكائب اآلجاؿ‬
‫علقت محبتو بنثر الماؿ‬
‫إما جميل أك شخوص جماؿ‬
‫كالغيث تحت البارؽ المتؤللي‬
‫كلو من قصيدة مدح بها المولى عيسى بن محمد بن الحسين‪)ِ( :‬‬
‫صبر يظم على فؤادم معصما‬
‫كمتى يكف الدمع صبرم جاىدان‬
‫كىول يديل الدمع من عيني دما‬
‫ن‬ ‫فلقد أذاب الحب جسمي أدمعان ‪...‬‬
‫ما كاف دمعي بالتصبر ملجما بالتصبر ملجما [ّٕ‪-‬أ]‬
‫(ّ) حتى ركيت تخيبلن كتوىما‬
‫منها‪:‬‬
‫بأبي التي عرضت لها شدنية‬
‫كأتتك مهدية إليك جمالها‬
‫قالت كقد رأت البياض بعارضي‬
‫فدىشت من جزعي كقلت كليتو‬
‫الشمس تينكسر الظبلـ لنورىا‬
‫فتمايلت طربان كىزة سربها‬
‫كثنت تحادثني كقالت أيما‬
‫فقطعت ليبلن تحت طي ظبلمهظبللو‬
‫يفعلن ما شاءت كما أنا شئتو‬
‫طوران يراجعن الحلي كتارة‬
‫حتى إذا لمع الصباح تناكلت‬
‫كىناؾ آخر عهد ما قالت إذنإذا‬
‫أتراه يغفل خاطرم عن ذكرىا‬
‫عيسى األجل األفضل بن محمد‬
‫منها‪:‬‬
‫عرضت بخاطرم الخطير صفاتو‬
‫كرأيت بحران دكف زخر عبابو‬
‫خلقت أناملو فكن مكارمان ‪ ...‬فتحيرت منها الفتيق األعلما‬
‫__________‬
‫(ُ) شطر ىذا البيت في (جػ)‪ :‬زىر الشقيق‪....‬إلخ‪ .‬كىو شطر البيت التالي‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة (حخ)‪.‬‬
‫(ّ) نهاية [ْٕأ‪-‬جػ] أيضان‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٓ/‬‬

‫األسنى (ككجهك) (ُ) كالفؤاد المغرما‬


‫عن مثل ىذا تعرض البيض الدما‬
‫استحيا (فأغمض) لونو أك كتما‬
‫كبياض كجهك راع مني األسحما‬
‫عجبان كنازعن الحديث تبسما‬
‫أدب لذلك ال أطيع اللوما‬
‫ىما لى ٍو أبوح بو كفرت المنعما‬
‫فعلت ككنت أنا الرئيس األفخما‬
‫أخرل يجبن الطائر المترنما‬
‫مني يد اإلصباح تلك األنجما‬
‫كلعلما‬
‫سنعود كأخلص من عسى ٌ‬
‫إال إذا ذكر اإلماـ األعظما‬
‫األريحي األكحدم األكرما‬
‫فتمانعت لجبللها أف تنضما‬
‫مسلم‬
‫ن‬ ‫علي‬
‫كقف القريض بو َّ‬
‫كنمت فضائلو فكن عرمرما‬
‫كلو من أخرل يمدح بها المولى محمد بن الحسين (ِ) مستهلها‪)ّ(:‬‬
‫آال أنشد بأعبل صوتك اليوـ كأنشد‬
‫كال تنس ذكرا إبانة الجزع فاللول‬
‫كمعشوقة مثل الغزاؿ تربعت‬
‫يغير (ْ) قواـ الغصن لذة قوامها‬
‫بوجو يريك البدر من فوؽ و‬
‫بانة‬
‫كخصر كصب نتحتو مثل عشقو‬
‫تريك إذا ما كلمت أك تبسمت‬
‫كيفتر من مسركد حبات جوىر‬
‫أظن كإني لم أذقو بأنو‬
‫آال ال أرل لي عن ىواىا مخلصان‬
‫كاف جناني في الهول من جنانو‬
‫لك اهلل يا رعن الحمى من مليحة‬
‫كلما رأيت الصبر أحسن ملبس‬
‫أتبني الليالي بالذم اقترح المنى‬
‫بفضل مليك ريشتني ىباتو ‪ ...‬كغن بذكرل حسن ليلى كغرد‬
‫فزعن الحما األدنى ببرقو تهمدثهمد‬
‫رياض قرار كاستقت عين(ٓ) أصلد[ْٕب‪-‬جػ]‬
‫إذا ىي حاست بالطراؼ المعمد[ْٕ‪-‬أ]‬
‫تأك ٌد في دعص الكثيب المسند‬
‫تعلق في غصن من الباف أملد‬
‫ظفير آلؿ لم يسف بأثمدبأثممد‬
‫نبتن على ماء العذيب المبٌرد‬
‫كما قيل يشفي ريقو العطش الصد‬
‫كقد صرت فيها مخلصان كالموحد‬
‫ثم فأخلد‬
‫كأمره قالت لو َّ‬
‫لو اهلل قلبي المبتبل من مسهد‬
‫كأف دكاء دائي عظيم التجلد‬
‫فقارف منى بدره اليوـ أسعد‬
‫حس ًد‬
‫كقد كنت كالشي اللقا بين َّ‬
‫كلو من أخرل مستهلها‪)ٔ(:‬‬
‫صافتك صافية الخمار المسبل‬
‫كسقتك حالية الموشم خمرة‬
‫بيضاء يسترىا الحياء فما ترل‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ‪،‬جػ)‪ :‬كركحك‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُّٖ/‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬غير‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬تعبر‪.‬‬
‫(ٔ) ديواف صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٓ/‬‬

‫صيغت فمن نور الغزالة جسمها‬


‫كالخيزرانة ليتها في حكمها‬
‫آلت لتسعدني فزدت تولهان‬
‫أك ما علمت بأنني رجل إذا‬
‫أخفيت ما قصد الهول متغزالن‬
‫بنت المعارؾ كالمصارع كالوغاء‬
‫حسنان تغدكىا مجددة الضباء‬
‫لبست مذللة كال مبذكلة‬
‫ما عز قصد المرء عز نظيره‬
‫كأخ أبر من "التي"لي أرضعت‬
‫كلقد يقوؿ كدمعو متحدر‬
‫ال تلق نفسك في مهيل فادح‬
‫كاستعمل الرأم المدبر قبل ما‬
‫فأجبتو كالنفس في زفراتها‬
‫كإذا تخبطت األمور كأظلمت‬
‫ليزؿ ىمك إف فعل ذكم النهى‬
‫فلرب سهم طاش غير موازف‬
‫كم ناؿ قصدان بالجرأة جاىل‬
‫لن يعد كاإلنساف ما قد خطو ‪ ...‬كجلت محاسن جونو لم تؤفل‬
‫من أشنب صافي القراح مقبل‬
‫إال إذا غفلت عن المتحيل‬
‫كالركح فيو من أريج المندؿ‬
‫عدلت كليت قوامها لم يعدؿ‬
‫بالوعد كىي تقوؿ ما لم تفعل‬
‫طفقت عليو ىمومو لم يكسل‬
‫كمشى نظامي في مراعي مغزؿ‬
‫كنتيجة الوقعات تحت القسطل‬
‫كتبرىا سمر الرماح الذبل‬
‫أبدان لمن لم للنفيسة يبذؿ‬
‫كالناس أرغب في الدني األسهل‬
‫ىدرت شقاشقو بعذؿ العذؿ‬
‫يجرم على خديو كيحك فاعقلي‬
‫حتى يكوف على الطريق األعدؿ‬
‫ترد األمور ىديت غير مضلل‬
‫كالفكر بين مشجع كمذلل‬
‫فأعمل من العمبلت ما لم يعمل‬
‫كالعزـ يعضد بالقضاء المنزؿ‬
‫كىول فصادؼ كقعو في األكحل‬
‫غا وك كسيم الخسف من لم يجهل‬
‫ذك العرش فاسمع لهجتي كتأمل‬
‫كىي طويلة كلو‪)ُ(:‬‬
‫إف كاف عقبي ما كسبت ذىابو‬
‫فؤلم شئ كسب ما تعني بو ‪ ...‬كغدا عليك حسابو كعقابو‬
‫إف كنت ذا عقل فأنت مصابو‬
‫كلو‪)ِ(:‬‬
‫ايح‬
‫يا باكيان حزنان على ر و‬
‫ال تجزعن إال على ساعة‬
‫كابك على يوـ مضى لم يكن ‪ ...‬كىو يرل ما بعده رابحا[ْٖب‪-‬جػ]‬
‫فوت فيها المتجر الرابحا‬
‫عملت فيو عمبلن صالحا‬
‫كربما يأتي من شعره في ترجمة شيخنا الوجيو ألنو أتصل بشيخنا كالزمو مبلزمة كلية ككاتبو‬
‫كمدحو رحمهم اهلل تعالى جمعيان[ٕٔ‪-‬أ] (ّ)‪..‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬
‫(ِ) نفسو ‪(.‬خ)‪.‬‬
‫(ّ) توفي صاحب الترجمة بصنعاء يوـ األربعاء (ُٖ‪ُُِْ/ُ/‬ىػ)‪.‬‬
‫…عن نحو (ْٕ) سنة من مولدة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٓ/‬‬

‫[ ( )(ِْ‪ )/‬أحمد بن الحسين الرقيحي الصنعاني] (ُ) *‬


‫(َُٖٔ‪ُُِٔ-‬ىػ‪ُُٕٓ-ُٕٔٓ/‬ـ)(َُٖٔ‪ُُِٔ-‬ىػ‪...-.../‬ـ )‬
‫الشيخ (ِ) صفي الدين أحمد بن الحسين بن عبد اهلل الرقيحي الصباغ‪ ،‬األديب الشاعر‬
‫المشهور‪.‬‬
‫كنسبتو إلى (الرقيح) (ّ) ‪-‬بضم الراء المهملة‪ ،‬فقاؼ مفتوحة فياء مثناة ساكنة‪ ،‬فحاء مهملة‪-‬‬
‫بلدة من أعماؿ (ذمار)(ْ) بينها كبين (صنعاء) ثبلث لياؿ‪.‬‬
‫[نشأتو كمقركءاتو ككفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ِْٓ-ِّٗ/‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪،)ُّّ-ُِٓ/‬‬
‫مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)َِِ/ِ( ،)ْٖٔ/‬مصادر الحبشي(ّْٔ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪،)ِٓ/‬‬
‫معجم المؤلفين (ُ‪ )َِٓ/‬األعبلـ (ُ‪ )ُُٓ/‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ )ّٓ/‬أعياف الشيعة‬
‫(ِ‪ ،)َُٓ/‬نفحات كنفحات (ِْٓ‪ ،)ْْٔ-‬األدب اليمني (ُٕٔ‪)ِّٕ-‬أنس الجليس‬
‫لعباس الموسوم الركض األغن (ُ‪ ،)َْ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٗٗ‪.)ََُ-‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬الفقيو‪.‬‬
‫(ّ) انظر‪ :‬معجم المقحفي ص (َِٖ‪.)ُِٖ-‬‬
‫(ْ) ذمار‪ :‬انظر حولها‪ :‬معجم المقحفي ص (ِٗٓ‪.)َِٔ-‬‬

‫(ُ‪)ُٓٓ/‬‬

‫نشأ صاحب الترجمة بػ(صنعاء)‪ ،‬كشارؾ في العلوـ‪ ،‬كقرأ على الفقيو العبلمة محسن الشقرم في‬
‫(الشرح المطوؿ) لسعد الدين‪ ،‬كاشتغل باألدب حتى مهر في نظم الشعر الحسن‪ ،‬ككاف حسن‬
‫التبلكة للقرآف‪ ،‬كأخذ عنو جماعة‪ ،‬حسن األداء كالتجويد‪ ،‬كلو ميل إلى التزىد كال يأكل إال من‬
‫كد يده‪ ،‬ككاف صباغان‪ ،‬كجمع شعره الفقيو العبلمة أحمد بن الحسين الهبل في حياتو‪ ،‬كتناقلو‬
‫الناس‪ ،‬كلو بعد ذلك شعر كاسع كىو مجيد في جميع أنواع الشعر‪ ،‬كفي مطوالتو‪ ،‬كمقاطيعو‪،‬‬
‫كلو اليد الطولى في الشعر الملحوف المعركؼ بالحميني‪ ،‬كاالشتغاؿ باللطائف كالتوارم كاأللغاز‬
‫كاألحاجي‪ ،‬ككانت كفاتو سنة إثنين ((كستين))(ُ) كمائة كألف كقد ناىز الثمانين رحمو اهلل‬
‫تعالى (ِ)‪ ،‬ككاف في آخر مدتو قد بلغو أف بعض أىل (كوكباف) قاؿ‪ :‬إنو قد شاخ شعره ككبر‬
‫ففعل قصيدة ككجهها إلى المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر‪ ،‬كعرض فيها بالقدح عن‬
‫من قاؿ بذلك كىي‪)ّ(:‬‬
‫كفاؾ من األشواؽ ما أنت حاملو‬
‫تحملت أثقاؿ الهول غير طائق‬
‫كما ىي إال أعين كسوالف‬
‫ترحلت األحداج عنك بسحره‬
‫ىم سلبوا منك النهى كترحلوا‬
‫كما كدعوا إال احتياالن لسلبو‬
‫فإف كنت مغركران بما يصنع الهول‬
‫أيا معشر العذاؿ مالي كمالكم‬
‫فتنتم بعذلي كالمبلـ جهالة‬
‫سلوا من مضى من أسرىة الحب قبلنا‬
‫فللو أيامان تقضت برامة‬
‫بركض شدت فيو الحماـ فهيجت‬
‫كنحن على سلك النظاـ كواحد‬
‫كأيامنا مقركنة بسركجها‬
‫تناىيت قدران لو سألنا زماننا‬
‫فيابن الحسين الفذ سرؾ شامل‬
‫إذا ما على ىذا المطوؽ في الذرل‬
‫لك الشرؼ العالي على كل ماجد‬
‫كأبنائك الغر الكراـ أكلو النهى‬
‫كمن كاف من أبناء حيدرة انتهى‬
‫بلغت من اإلقباؿ ما ليس ينتهي‬
‫فهاؾ من السحر الحبلؿ منضدان‬
‫فإنك أىل للمحاسن كلها‬
‫كما شاب شعرم عندما شاب مفرقي‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في(جػ)‪.‬‬
‫(ِ) كذلك ليلة اإلثنين ِٔ‪/‬ربيع اآلخر من السنة المذكورة عن (ٕٔسنة) كمولده في عشرة‬
‫ربيع األكؿ سنة (َُٖٔىػ)‪.‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٓٔ/‬‬

‫ىو التبر عند العارفين بسبكو‬


‫فما مقصدم إال القبوؿ كحبذا ‪ ...‬كمن دمعك المهراؽ ما ساؿ سائلو[ْٗأ‪-‬جػ]‬
‫عليها ككم صبٌت لديو طوائلو‬
‫ال راـ و‬
‫كاد شاكلتها عواطلو‬
‫كقلبك في طي الركاب كوافلو‬
‫بكل عزيز عز منك تواصلو‬
‫كما كل مسلوب تي ُّ‬
‫رد عقائلو‬
‫ففي شرعو أف يغلب الحق باطلو‬
‫شغلتم بشيء خالفتكم غوائلو‬
‫كقد يكره اإلنساف من ال يشاكلو [ٕٕ‪-‬أ]‬
‫أىل من محب أنصفتو عواذلو‬
‫كعصر شباب لم تشبو كواىلو‬
‫ببلبل شوؽ حركتها ببلبلو‬
‫تفرد إجبلالن فند مشاكلو[ِٕأ‪-‬ب]‬
‫لغرة كقت أنت فيو حبلحلو‬
‫إليك أشارت باألكف أناملو‬
‫بكل مقاـ منو قامت جحافلو‬
‫فكل مليك شاكلتو معاقلو‬
‫كأم عزيز أف يقاؿ تماثلو‬
‫نجوـ ىدل إف ضل في الليل راحلو‬
‫إلى غاية يشقى بها من يطاكلو‬
‫كنلت من اآلماؿ ما أنت آملو‬
‫جواىر نظم قل في الناس قائلو‬
‫كشرط الوفا أف يأخذ السهم نائلو[ْٗب‪-‬جػ]‬
‫أكاخره محمودة كأكائلو‬
‫كلكن يعيب الشيء من ىو جاىلو‬
‫قبولي منكم بالذم أنا سائلو‬
‫كمن شعره كفيو إشارة إلى حرفتو‪:‬‬
‫كلما اعتنقنا ساؿ دمعي بخده‬
‫كقاؿ عذكلي دع ىواه فقد بدا‬
‫فقلت لو مهبلن فتلك مدامعي ‪ ...‬كأبديت من سكر الصبابة ما أخفي‬
‫سواد على خديو من موضع القطف‬
‫مسحت كأثار الصباغة في كفي‬
‫كلو في شخص يدعى الديك يحب شخصان يعرؼ ُّ‬
‫بالشقرم‪)ُ( :‬‬
‫قل للفتى الديك من قد ىاـ في و‬
‫رشاء‬
‫يفوؽ ريم النقا في الدؿ كالحور‬
‫ما أنت أكؿ من قاسى الهول كصبا‬
‫كال بأكؿ ديك ىاـ في الشقرم‬
‫كلو في قواد‪)ِ(:‬‬
‫ىذا الذم نختاره صاحبان‬
‫كأنو الناظور في فعلو ‪ ...‬يسعى بما تهول على ما تريد‬
‫يأتيك في الحاؿ بقرب البعيد‬
‫كلو في التورية‪:‬‬
‫كلما رأيت الخاؿ من فوؽ ثغره‬
‫تيقنت أف الخاؿ حوليو حارس ‪ ...‬مقيمان على العذب الذم عز جانبو‬
‫__________‬
‫(ُ) الشقرم في عرؼ أىل اليمن فراخ الدجاجة كىو الكدكود‪.‬‬
‫…كالديك ذكر الدجاج‪.‬‬
‫(ِ) القواد‪ :‬الساعي بين الرجل كالمرأة للفجور كمن إذا أقبل بوجهو على شيء لم يكد ينصرؼ‬
‫عنو كمن الرجاؿ‪ :‬الشديد العنف‪.‬‬
‫…المعجم الوسيط‪ ،‬مادة‪( :‬قاد)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٓ/‬‬

‫مخافة أف يسطو على الثغر شاربو‬


‫كلو‪:‬‬
‫صنعاء من غرؼ الجناف كإنما‬
‫فقميص ىمك داخبلن أك خارجان ‪ ...‬سلبت محاسنها يد األكصاب‬
‫يلقى كيسلب عنك في األبواب‬
‫كلو‪:‬‬
‫يا قوـ ىذا الرشا المهبل‬
‫ال تطلبوا في دمي سواه ‪ ...‬رمى فؤادم بسهم بينو‬
‫فإف ذا قاتلي بعينو‬
‫(( كلو‪:‬‬
‫جاءت بجارم نزلة‬
‫كسمرت أعضاءه ‪ ...‬أبكتو ماء منهمر‬
‫فصار جارم مستمر)) (ُ)‬
‫كلو إلى المولى إسحاؽ بن يوسف‪:‬‬
‫يقولوف لما أف بعثت رسائلي‬
‫على ما تناسى عهد كدؾ (ِ) كانثنى‬
‫فقلت دعوه ربما الف قلبو ‪ ...‬لما لك رقي كاعترفت بحقو[َٓأ‪-‬جػ]‬
‫يريك من األطماع خلَّب برقو‬
‫كجادت أياديو بتحرير رقو‬
‫كلو مجيزان لمقطوع المولى إسحاؽ بن يوسف كىو‪:‬‬
‫ليفزع القلب إلى ربو‬
‫كيفرغ الدمع على ذنبو ‪ ...‬كما ىو المندكب للواجب‬
‫كما ىو الواجب للنادب‬
‫كمقطوع صاحب الترجمة ىو قولو‪:‬‬
‫أفدم الذم صلٌى بميدانو‬
‫قلت كقد كلمني طرفو ‪ ...‬ثم تبل التسليم بالحاجب‬
‫ال تتبع المسنوف بالواجب‬
‫كلو أيضان مجيزان لمقطوع المولى محسن بن المتوكل الذم مستهلو‪:‬‬
‫كرشيقة األعطاؼ ما سمحت‬
‫كسيأتي في ترجمتو‪ ،‬فقاؿ صاحب الترجمة‪:‬‬
‫مياسة األعطاؼ إف خطرت‬
‫ظفرت بعقلك بعد أف ظفرت‬
‫كأرتك أقبلـ الشعور كقد ‪ ...‬تركتك في خطر ببل عقل‬
‫أكصالها كحمت حمى الوصل‬
‫رقمت لديك طرائق الرمل (ّ)‬
‫كمن شعره معارضان لقصيدة الواثق باهلل (ْ) التي أكلها‪:‬‬
‫كلي في ىواكم يا بثينة ملزـ‬
‫كىو قولو‪:‬‬
‫علمتم بأني في ىواكم متيم‬
‫كىممتم ىيامي في سواكم كلوعتي ‪ ...‬فص ٌديتم كالصد شيء محرـ‬
‫لغيركم يابعد ما تتوىم‬
‫توشيح‪:‬‬
‫لي بدعول الحب برىاف ‪ ...‬ليس يغني عنو كتماف ‪ ...‬فيو سر الحب إعبلف‬
‫كعليو الدمع عنواف‬
‫كمن ذا يضاىي ال عدمت جمالكم‬
‫أكابد فيكم كاشيان كمفندان ‪ ...‬كىذا لساف الدىر فيكم يترجم‬
‫سعى بمبلمي كالمبلمة تؤلم‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) كدؾ‪:‬ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) نهاية [ِٕب‪-‬ب]‪-ٕٗ[ ،‬أ]‪.‬‬
‫(ْ) ىو ىاركف بن محمد بن ىاركف الرشيد العباسي أبو جعفر ‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬نسمة السحر (ّ‪.)َّْ-ِٗٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُٖٓ/‬‬

‫توشيح‪:‬‬
‫كاف عهدم باألحبة ‪ ...‬حافظي عهد المحبة ‪ ...‬كيركف الوصل قربو‬
‫ليس فيهم قط خواف‬
‫ىم عرفوا حق الهول كفنونو‬
‫ىم‬
‫قضينا لبانات الهول في ربوعهم ‪ ...‬فراعوا فؤادم بالوفى كىم ي‬
‫كأنا بجيد الدىر عقد منظم[َٓب‪-‬جػ]‬
‫توشيح‪:‬‬
‫حجبوؾ في الدار أىلك ‪ ...‬قصدىم أفديك أىلك ‪ ...‬كالجول إف طاؿ أسلك‬
‫عز أك ىاف‬
‫في الهول من ٌ‬
‫حراـ على قلبي السلو كإف دنت‬
‫ىم نصب عيني حيث كانوا كإف نأك ‪ ...‬ديارىم أك أنجدكا ثم أتهموا‬
‫لهم بين أكناؼ الضلوع مخيم‬
‫توشيح‪:‬‬
‫بالذم أنشأ جمالك ‪ ...‬ىات قل لي من أمالكأمملك ‪ ...‬كثنى كثن عني كصالك‬
‫كائنان في الناس من كانابالذم أنشأ جمالك‬
‫كحق الهول ماحلت عن عهد كدكم‬
‫فإف تقبلوا فالعذر ال شك كاضح ‪ ...‬كال فهت بالشكول كمن يتظلم‬
‫كإال فسلطاف المحبة أحكم[َٖ‪-‬أ]‬
‫[( )(ِْ‪ )/‬أحمد بن علي النهمي الصنعاني كجده ككلده] (ُ) *‬
‫(َُُّ‪ُُٖٔ-‬ىػ‪...ُٕٕٓ-...ُُٕٗ/‬ـ)‬
‫الوزير صفي الدين أحمد بن علي بن ىادم النهمي‪.‬‬
‫[(ِٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬ىادم النهمي اليمني]*‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫كاف جده ىادم من قبيلة من قبائل (نهم)(ِ) يقاؿ لهم النعيمات‪ ،‬ككاف من مشايخو‬
‫مشايخهم‪ ،‬كممن يرجع إليو أمرىم‪ ،‬ككاف يتردد إلى حضرة المهدم أحمد بن الحسن بػ(الغراس)‬
‫(ّ ) ‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ِٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُٕٗ-ُْٗ/‬‬
‫(ِ) نهم‪ :‬حوؿ الموضوع انظر معم المقحفي ‪ .‬مادة ‪( :‬نهم)‪.‬‬
‫(ّ) الغراس‪ :‬تقع بالقرب من صنعاء‪.‬‬
‫…انظر حوؿ ذلك‪ :‬معجم المقحفي مادة (غرس)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٓٗ/‬‬

‫كتزكج المتوكل القاسم بن الحسين (ُ) بابنتو‪ ،‬فتعلق ىو كأكالده بالرئاسة كتنقلوا في األعماؿ‬
‫الدكلية (ِ)‪ ،‬ككاف أكالده بمحل من النجابة كالكماؿ‪ ،‬كجعل إلى الحاج علي ىادم النظر في‬
‫(مخزاف دار الجامع) (ّ)‪ ،‬ثم جعل بنظر كلده صاحب الترجمة‪ ،‬كاتصل باإلماـ المهدم بن‬
‫المنصور قبل الخبلفة كتعلق بخدمتو‪ ،‬كلما عرؼ المنصور من صاحب الترجمة كماؿ األمانة‬
‫كالرصانة‪ ،‬كحسن التدبير كالديانة‪ ،‬جعل بعض أمور كلده المهدم بنظره‪ ،‬كركن عليو في سياستو‬
‫فأحبو المهدم كخف عليو كصار من الخواص لديو‪ ،‬كلما أفضت الخبلفة إلى المهدم‪ ،‬ككاف‬
‫الحل كالعقد بيد المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كالقاضي يحي بن صالح‬
‫السحولي(ْ)‪ ،‬كلكن المولى أحمد بن عبد الرحمن قد كاف كبر سنو‪ ،‬كضعف قواه فشق‬
‫[ُٓأ‪-‬جػ] عليو التصدر لئلصدار كاإليراد‪ ،‬كرأل أف صاحب الترجمة خليق بالوزارة لما ىو‬
‫عليو من الصفات الحميدة كاألخبلؽ الحسنة من الديانة كصدؽ اللهجة كحسن التدبير كجودة‬
‫الرأم كاختبار األمور كسخاء النفس‪ ،‬فحسن للمهدم تقليد صاحب الترجمة الوزارة العظمى‪،‬‬
‫مع معرفتو بميل المهدم إلى ذلك فقلده إياىا‪ ،‬فباشرىا مباشرة حسنة يضرب بها المثل إلى‬
‫اآلف‪ ،‬كدبَّر األمور كساس الجمهور‪ ،‬كضبط الببلد‪ ،‬كتقصى في مصالح بيت الماؿ‪ ،‬كاستحسن‬
‫كضع قوانين آخرة غير القوانين المعتادة في كزارة[ِٖأ‪-‬ب] بني راجح‪ ،‬كبني الحريبي (ٓ)‬
‫كاقتصد كاقتصر في جميع أحوالو‪ ،‬ككاف فارسان جليل المقدار دينان خيران‪ ،‬صدكقان معظمان ألىل‬
‫السنة محسنان إليهم مقرب ألىل الفضل‪ ،‬مؤثران لما‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ‪.)ِِّ-ُّٕ/‬‬
‫(ِ) الدكلية‪ :‬نسبة إلى الدكلة‪.‬‬
‫(ّ) المخزاف‪ :‬مكاف الخزف الخاص بالحبوب كالجمع مخازف كىو بمثابة صوامع الغبلؿ في‬
‫الوقت الراىن‪ .‬كىذه الدار تقع شماؿ الجامع الكبير بصنعاء‪.‬‬
‫(ْ) انظر ترجمتو بالبدر الطالع (ِ‪ ،)ّّّ/‬نيل الوطر (ِ‪ )ّْٕ/‬األعبلـ (ٖ‪.)ُُٓ/‬‬
‫(ٓ) انظر حوؿ الموضوع‪ :‬نشر العرؼ (ِ‪.)ّْٓ-ّّٓ( ،)ُٔٔ/‬‬

‫(ُ‪)َُٔ/‬‬

‫يطابق الوجو الشرعي‪ ،‬كموقفو محفوؼ باألعياف كاألدباء‪ ،‬كشيخنا [ُٖ‪-‬أ]العبلمة الوجيو‪،‬‬
‫كالمولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم‪ ،‬كسيدم الحسن بن زيد الشامي‪،‬‬
‫كسيدم بدر الدين محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كالقاضي أحمد قاطن‪ ،‬كالفقيو سعيد القركاني‪،‬‬
‫كسيدم أحمد بن شرؼ الدين العوامي‪ ،‬كغيرىم‪ ،‬ككاف يواضب على الصلوات جماعة في‬
‫المسجد الذم يلي بيتو‪ ،‬كيبلزـ األذكار‪ ،‬ككاف كثير الصبلت‪ ،‬كالصدقات‪ ،‬كالسعي عند‬
‫المهدم في قضاء حوائج المسلمين‪ ،‬ككاف يبلحظ مواضع اإلستحقاؽ في العطايا كمقادير‬
‫الرجاؿ‪ ،‬كيبالغ في الكتم‪ ،‬كقرر لخلق من الفقراء كأىل االستحقاؽ مرسومان في كل شهر‪،‬‬
‫كانقطع ذلك بموتو‪ ،‬كلم يؤثر عنو الكذب أك خلف الوعد أصبلن‪ ،‬ككاف سهل الحجاب مبادران‬
‫بالسعي في قضاء الحاجة‪ ،‬ال يقبض من ىدايا العماؿ شيئان‪ ،‬كال من معاشرتهم‪ ،‬كلم يشتغل‬
‫بكسوبة‪ ،‬كال شراء أمواؿ‪ ،‬أك نفائس‪ ،‬بل كاف ينفق جميع ما يجيء لو من األمواؿ‪ ،‬ككانت لو‬
‫صولة على المهدم في قضاء الحوائج كاألمور الدينية‪ ،‬كلو أخبار كحكايات يطوؿ شرحها‪ ،‬كىي‬
‫متناقلة عند الناس‪.‬‬
‫[(ِٕ‪ )/‬محمد بن أحمد النهمي]*‬
‫(‪ُُّٖ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫ككاف لو كلد اسمو محمد (ُ) أعاف كالده على الخير ككاف في الصبلح كالعطاء [ُٓب‪-‬جػ]‬
‫كحسن األخبلؽ آية باىرة لم يرل الناس مثلو‪ ،‬كامتحن كالده بموتو في حياتو فصبر كاحتسب‪،‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة‪ ،‬يحب األدب‪ ،‬كجمع ديواف السيد العبلمة عبد اهلل بن صبلح العادؿ‪،‬‬
‫ككاف صاحبو كلو شعر يسير‪ ،‬فمنو ما تساجل بو ىو كالقاضي أحمد قاطن‪ ،‬كقد خرجوا إلى‬
‫(ىجرة سامك)‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر لمزيد حوؿ ترجمتو‪ :‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪)ُٖٗ-ُٕٗ/‬‬
‫استطرادان في ترجمة كالده‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُٔ/‬‬

‫(ُ) لطيافة (ِ) (ىجرة دبر) (ّ) الذم ذكرىا اإلماـ الشافعي بقولو‪:‬‬
‫البد من صنعاء كإف طاؿ السفر ‪ ...‬لطيبها كالشيخ فيها من (دبر)‬
‫[(ِٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬إسحاؽ بن إبراىيم الدبرم الصنعاني]*‬
‫(ُٓٗ‪...-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫كالشيخ الذم أراده الشافعي ىو إسحاؽ بن إبراىيم الدبرم (ْ) محدث كبير‪ ،‬ركل عن عبد‬
‫الرزاؽ الصنعاني كقد ترجم لو األئمة في كتب أسماء الرجاؿ‪ ،‬كقبره في (كادم الفركات) ‪-‬بفاء‬
‫كراء مهملة‪ ،‬فواك مفتوحات‪ ،‬كبعد األلف مثناة فوقية‪ -‬كىو كادم بينو كبين صنعاء أمياؿ‪.‬‬
‫كالعامة يسمونو الطبرم ‪-‬بالطاء المهملة‪ -‬كإنما ىو الدبرم بالداؿ‪ ،‬كىذه الهجرة قد كاف‬
‫شراىا بعض اليهود‪ ،‬كفيها مسجداف‪ ،‬فانتزعت منو‪ ،‬كسلمت قيمتها إليو من صاحب الترجمة‪،‬‬
‫كمن المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كمن القاضي أحمد قاطن‪ ،‬كجعلت كقفان على‬
‫الفقراء يصرؼ إليهم ما تحصل من غبلتها فيما مضى‪ ،‬كمستهل األبيات المشار إليها‪)ٓ( :‬‬
‫لك اهلل من كادم بو زىرة الهول‬
‫إذا قطفت أيدم النسيم شميمها ‪ ...‬على غصن األركاح األفراح تزىو كتمرح‬
‫ترل ظبيات القاع تلو كتسنح‬
‫منها‪:‬‬
‫إذا ما تغنى الطير يستعبد الهول‬
‫تمو‬ ‫كدامس و‬
‫ليل يجتلي (ٔ) بدر ٌ‬
‫طوينا بو البيد اليباب بعسكر‬
‫إذا زاـ راـ راوـ بيد صيد ريم ببندؽ ‪ ...‬قلوبان لها في الحب مسران كمسرح‬
‫عركسان إليو أنجم الليل تسبح‬
‫لهم طوؿ باع بالرماية تميمدح‬
‫تجلجل رعد في الهول حين تقرح‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر حوؿ ذلك‪ :‬معجم المقحفي ص(َُّ)‪.‬‬
‫(ِ) أم الزيارة كتقدير المستحق من المزارع الخاصة ببيت الماؿ كغيره‪.‬‬
‫(ّ) انظر حوؿ الموضوع معجم الحجرم (ِ‪.)ِّٔ/‬‬
‫(ْ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر‪ :‬أعبلـ النببلء (ّ‪ )ُْٖ-ُْٔ/‬كمصادره‪.‬‬
‫(ٓ) األبيات في دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ٔ) في (ب)‪ :‬يختفي‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٔ/‬‬

‫كىي أكثر من ىذا القدر(ُ) كلم يزؿ على حالو الجميل إلى أف توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع‬
‫اآلخر سنة ست كثمانين كمائة كألف (ُُٖٔىػ) ‪-ّٖ[.‬أ]‬
‫[(ِٗ‪ ) /‬أحمد بن حسين الهبل] (ِ) *‬
‫(َُُٖ‪ُُٕٔ-‬ىػ‪...ُٕٔٓ-...ُٕٔٗ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو كمشايخو مشايخو]‬
‫الفقيو صفي الدين أحمد بن حسين الهبل العبلمة [ِٓأ‪-‬جػ] المحقق الفاضل المتفنن أخذ‬
‫عن البدر األمير في الصرؼ كالنحو كالمنطق كالبياف كالزمو سبع سنين‪ ،‬كحج معو‪ ،‬كأخذ عن‬
‫المولى ىاشم (بن يحي الشامي)(ّ) كجماعة من المحققين‪ ،‬كأخذ عن شيخنا الوجيو عبد‬
‫القادر بن أحمد‪ ،‬كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ‪ ،‬كالشيخ عبد اهلل [بن محي‬
‫الدين]العراسي (ْ) كغيرىم‪ ،‬كانتفع بو الطلبة كثيران كنبل من تبلمذتو تبلميذه خلق كاسع‪ ،‬ككاف‬
‫حسن المقصد لين العريكة (ٓ) حلو المجوف(ٔ)‪ ،‬كاسع األدب‪ ،‬محبوبان عند كل أحد مطرحان‬
‫لؤلعراؼ مؤثران للخموؿ‪ ،‬متخليان عن األىل كالولد كسكن في (تعز) عشر سنين في حضرة‬
‫المولى أحمد بن المتوكل‪ ،‬ككاف أحد أعواف الخير في حضرتو كزينة أعياف دكلتو‪ ،‬ثم سكن‬
‫ياء‬
‫(صنعاء) فدرس بها كأفاد‪ ،‬ككاف لو ميل إلى التصوؼ كمعاناة كتبو‪ ،‬كلكنو كاف يكتم ذلك ىح ن‬
‫من شيخو البدر كتعظيمان لو‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفي بػ(صنعاء) في شهر رمضاف سنة ست كسبعين كمائة كألف‬
‫(ُُٕٔىػ) ((كىو في ثماف أك تسع كستين سنة‪ ،‬كاهلل أعلم)) (ٕ) ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أكرد بعضها‪ :‬زبارة في نشر العرؼ (ُ‪ )ُٗٔ/‬كقاطن في دميتو(بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُّْ-ُّّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) ما بين ( ) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ْ) انر ترجمتو بنشر العرؼ َِ‪.)ُْٕ-ُُْ/‬‬
‫(ٓ) العريكة‪ :‬السناـ أك بقيتو كالطبيعة كالنفس‪.‬‬
‫أبي شديد النفس‪.‬‬
‫…كأيضان ‪ :‬يقاؿ شديد العريكة‪ :‬أم ُّ‬
‫(ٔ) أم يخلط الجد بالهزؿ‪.‬‬
‫(ٕ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٔ/‬‬

‫[(َِّّ‪ )/‬أحمد بن علي الحبشي الصعدم]* (ُ)‬


‫(‪ُُّٓ-...‬ىػ‪...ُِْٕ-...-‬ـ)‬
‫الفقيو صفي اإلسبلـ أحمد بن [علي]الحبشي الصعدم العبلمة المحقق المتفنن‪.‬‬
‫كاف من أجل المحققين بػ(صعدة)‪-ْٖ[ .‬أ] (ِ)‬
‫[(ُِّْ‪ )/‬أحمد عبد اهلل السلمي األصابي] (ّ) *‬
‫(…‪ ُُُٖ-‬كُُُٔىػ‪َُٕٔ-… /‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫الشيخ أحمد بن عبد اهلل السلمي النسابة العبلمة إماـ التحقيق(ْ) المحققين في العلوـ‬
‫كسلطاف التدقيق في الحساب كالجبر كالمقابلة‪ ،‬صاحب التصانيف المفيدة العديدة‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمؤلفاتو]‬
‫قرأ على الشيخ العبلمة عبد اهلل بن محمد باقي المزجاجي في الفرائض كالحساب كالجبر‬
‫كالمقابلة كالنحو كالصرؼ كالبياف كالحديث‪ ،‬حتى صار إمامان محققان في ىذه العلوـ‪ ،‬كاطلعت‬
‫على بعض مؤلفاتو فرأيت فيها من التحقيق ما يشهد لو بالتقدـ على غيره كىي (تركيح ذكم‬
‫اإلمعاف) ك(المحاكلة في علم الجبر كالمقابلة) ك(شرح اإلفهاـ المراحة في رياض الميسرة)‬
‫ك(اإلراحة لطالبين علم المساحة)‪ ،‬كىو شرح منظومة لو في المساحة فرغ من نظمها سنة‬
‫ثبلث كمائة كألف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طبقات الزيدية (ّ‪/‬انظر فهارسو)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (َْ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪،)َُٗ/‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُْْ‪ )ُْٓ-‬كفيو كفاتو في شهر رجب سنة (ُُِّىػ) الجواىر‬
‫المضيئة للقاسمي ترجمة (ٖٓ) (بتحقيقنا)‪ ،‬مصادر التراث اليمني في المكتبات الخاصة (انظر‬
‫فهارسو)‪.‬‬
‫(ِ) حوؿ ترجمتو كبعض أخباره انظر‪ :‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬انظر فهارسو)ف نشر العرؼ‬
‫(ُ‪.)َُٗ/‬‬
‫(ّ) ملحق البدر الطالع (ّٕ‪ ،)ّٖ-‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُٖٔ،ّّٗ،ِّٗ/‬مصادر‬
‫الحبشي (َْٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ّٓ/‬األعبلـ (ُ‪ ،)ُِٔ/‬كمنو‪ :‬دار الكتب‬
‫(ٔ‪ ،)َُٖ/‬ثم نشر العرؼ (ُ‪.)ُٖٓ-ُْٖ/‬‬
‫(ْ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬المحققين‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٔ/‬‬

‫كمن مؤلفاتو‪( :‬إعانة اإلخواف في توريث لو كاف كمؤلف) (ُ) في الرد على (الصوفية)‪ ،‬ككتاب‬
‫على منواؿ (عنواف الشرؼ[الوافي] للمقرم) فيو سبعة علوـ [ِٓب‪-‬جػ]‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة من أىل ذم أصاب (ِ) كرحل لطلب العلم إلى (زبيد) كتولى كقف زبيد‪ ،‬من صاحب‬
‫(المواىب) ككاف من أقراف السيد يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ ككقعت بينهما مناظرات‬
‫كمواحشة بسبب أف صاحب الترجمة فعل زيادة عمارة في الجامع زيادة عمارة‪ ،‬فسعى السيد‬
‫يحي في ىدمها‪ ،‬ففعل صاحب الترجمة مؤلفان في ذلك سماه‪( :‬الضوء البلمع في زيادة‬
‫الجامع)‪ ،‬كأرسل بفتول إلى القاضي طو السادة (ّ) فقرر الزيادة‪ ،‬كآؿ األمر أف صاحب‬
‫الترجمة ىرب من زبيد؛ ألف أصحاب السيد يحيى سعوا في أذيتو‪ ،‬كلعل ذلك كاف في سنة‬
‫ست عشرة كمائة كألف‪.‬‬
‫[(ِِّٓ‪ )/‬أحمد بن محمد الحرازم]* (ْ)‬
‫(ُُٖٓ‪ُِِٕ-‬ىػ‪ُُٖٔ-ُْٕٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫القاضي صفي اإلسبلـ أحمد بن محمد [بن أحمد بن مطهر]الحرازم‪ ،‬شيخ الفقو بػ(صنعاء)‬
‫كمن عليو في تقرير المذىب اإلعتماد‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو كمشايخو مشايخو]‬
‫مولده في سنة ثماف كخمسين كمائة كألف (ُُٖٓىػ)‪ ،‬كنشأ بػ(ذمار)‪ ،‬كقرأ على مشايئخها في‬
‫الفقو‪ ،‬حتى أتقنو ثم انتقل إلى (صنعاء)‪ ،‬كأتصل بالقاضي أحمد قاطن‪ ،‬كبالقاضي إسماعيل بن‬
‫يحيى الصديق‪ ،‬كتعلق لديهما بفضل الخصومات‪ ،‬كطيافة محل الشجارات‪ ،‬كىو مع ذلك‬
‫يدرس في الفقو [ِٗأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين ( ) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) ذم أصاب ‪ :‬انظر معجم المقحفي ص(ْٕٓ‪.)ْٕٔ-‬‬
‫(ّ) انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ُ‪.)َٖٖ-َٖٔ/‬‬
‫(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬مطلع األقمار (بتحقيقنا) نيل الوطر (ُ‪ ،)ُٕٗ/‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪.)ٕٗ-ٗٔ/‬‬

‫(ُ‪)ُٔٓ/‬‬

‫ثم قلد القضاء بػ(صنعاء)‪ ،‬كلم يزؿ يترقى بو الحاؿ حتى اتصل بالسيد أحمد بن إسماعيل فايع‬
‫أحد كزراء اإلماـ المنصور فعلق بنظره كالية األكقاؼ الزبيديةالزيدية‪ ،‬كصدقات الثلث الراجحي‬
‫(ُ) كالمشارفة على أعماؿ أخرل‪ ،‬كىو لديو معظم الجاه مقبوؿ الكلمة‪ ،‬كلو عقل كافر كرصانة‬
‫كجودة رأم‪ ،‬كحسن مسلك في الفتاكم‪ ،‬كىو اآلف على حالو الجميل [كتوفي في شهر شواؿ‬
‫سنة سبعة عشرين كمائتين كألف] (ُِِٕ) (ِ)‪..‬‬
‫[( ّّ‪ )/‬أحمد بن علي بن أحمد سبلمة ]** (ّ)‬
‫(َُُٔ‪ُُْٕ-‬ىػ‪ُّٕٔ-ُٔٗٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫القاضي ((الصفي))(ْ) أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد (ٓ) سبلمة‪ ،‬كاف جده‬
‫محمد من أعياف الزيدية‪ ،‬كترجم لو صاحب (مطلع البدكر) كأسرتو األتراؾ مع اإلماـ الحسن بن‬
‫علي بن داكد فشفع فيو السادة بنو الشويع‪ ،‬كحبس بقصر صنعاء‪.‬‬
‫[نعتو كنشأتو ككفاتو]‬
‫كصاحب الترجمة كاف عالمان في الفقو كفي أصوؿ الدين كلو مشاركة في غيرىما‪ ،‬ككاف حسن‬
‫األخبلؽ يحب إطعاـ الوافدين‪ ،‬كمنشأه بذم بىػ ٍين كتوفي بها سنة أربع كسبعين كمائة كألف كقد‬
‫قارب عمره السبعين السنة‪ ،‬كقرأ عليو جماعة [ّٓأ‪-‬جػ] من األعياف منهم شيخنا العبلمة‬
‫الوجيو (عبد القادر بن أحمد)(ٔ) ‪.‬‬
‫[(ِّْٕ‪ )/‬أحمد بن عبد القادر الورد الثبلئي]* (ٕ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الوقف الراجحي‪ :‬ىو الثلث المنسوب إلى كزراء آؿ راجح‪.‬‬
‫(ِ) تاريخ الوفاة من نساخ النسخ المعتمدة‪ .‬كليس من كبلـ المؤلف‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُِٗ-ُُٗ/‬مطلع البدكر (خ) بالنسبة لجدة‪.‬‬
‫(ْ) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ٓ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ٔ) ما بين ( ) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ٕ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٓٗ-ُٖٓ/‬تأريخ مدينة ثبلء (ِ‪/‬خ)‪،‬‬
‫تحفة اإلخواف (خ)‪ ،‬ىجر األكوع (ُ‪.)َِٖ/‬‬

‫(ُ‪)ُٔٔ/‬‬

‫القاضي صفي الدين أحمد بن عبد القادر الورد خطيب (ثبلء) كىو كالد شيخنا لطف البارم‬
‫خطيب (صنعاء) ككاف عالمان عامبلن فاضبلن لو شغلة بعلوـ الكتاب كالسنة كالعمل بما فيهما‪،‬‬
‫عاكفان على التبلكة آناء الليل كالنهار‪ ،‬ككاف في آخر أمره ال يرقد الليل الشتغالو بالذكر‬
‫كالتبلكة‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو ككفاتو]‬
‫كأخذ في العلم عن القاضي عبد الرحمن بن محمد الحيمي إماـ العلوـ المشهور‪ ،‬كأخذ على‬
‫المحقق صالح بن مهدم المقبلي‪ ،‬كنسخ كتبان بخطو عرفت كثيران منها‪ ،‬ككاف يكتب ما اطلع‬
‫عليو في ىوامش النسخ فربما كتب قضايا من التاريخ أك أبياتان شعرية في ىامش كتاب األصوؿ‬
‫كبالعكس‪ ،‬ككانت كفاتو سنة [……] (ُ) ‪.‬‬
‫[(ِّٖٓ‪ )/‬أحمد بن لطف البارم بن الورد]* (ِ)‬
‫(ُُِٗ‪ُِِٖ-‬ىػ‪...ُُٖٕ-...ُُٕٖ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده كنشأتو]‬
‫حفيده الخطيب صفي الدين أحمد بن لطف البارم بن أحمد الورد‪ ،‬مولده في سنة اثنين‬
‫كتسعين كمائة كألف بصنعاء كنشأ في حجر كالده فهذبو [ٖٔ‪-‬أ] كالحظو بعين أسراره كأشرؽ‬
‫عليو بأشعة أنواره‪ ،‬كأكثر من الدعاء لو في خلواتو كجلواتو‪ ،‬فحقق اهلل رجاه كاستجاب دعاه‪،‬‬
‫كتخلق بأخبلؽ كالده من الديانة كالمواظبة على األعماؿ الصالحة كالعمل بمقتضى السنة‬
‫النبوية كسبلمة الصدر كصدؽ اللساف كطهارة العرض كالذيل‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫كقرأ على كالده في النحو كالصرؼ كأخذ عنو علم الحديث‪ ،‬كالسير النبوية‪ ،‬كترافقت أنا كإياه‬
‫في سماع (صحيح البخارم) على كالده‪ ،‬كقرأ على شيخنا العبلمة البرىاف في (صحيح مسلم)‬
‫كعلى قاضي القضاة بدر الدين الشوكاني كفي الفقو على الفقيو العبلمة أحمد بن إسماعيل‬
‫ببلبل الصعدم‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] بياض في أصولي كلعل كفاتو كانت في أكائل القرف الثالث عشر كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(ِ) البدر الطالع (ُ‪ ،)ٖٔ/‬التقصار (ّٖٓ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪.)َُٕ/‬‬
‫… نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٓٗ-ُٖٓ/‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ىجر األكوع (ُ‪،)ِّٖ/‬‬
‫تأريخ مدينة ثبل (ِ‪/‬خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٔ/‬‬

‫كلما توفى كالده في التاريخ اآلتي في ترجمتو قاـ كلده صاحب الترجمة مقامو في الخطابة‬
‫بجامع صنعاء كسلك طريقتو فحمده الناس كعقد مجلسان للتدريس في الحديث [ّٓب‪-‬جػ]‬
‫بعد صبلة الجمعة كما صنعو أبوه‪ ،‬كقد كاف كالده أخذ لو إذنان من اإلماـ المنصور في استنابة‬
‫[ِٗب‪-‬ب]كلده المذكور عنو في الخطابة فأذف لو فخطب في حضور كالده كأقر اهلل عينو‬
‫بو‪ ،‬كسنو إذ ذاؾ دكف العشرين السنة‪ ،‬كىو اآلف على حالو الجميل‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر يسير فمنو قولو‪:‬‬
‫متى يشفى المشوؽ لو أكاما يهيجو إذا ما الح برؽ‬
‫ككرقاء من األكراؽ تملى‬
‫تشكي البين عن إلف كتبدم‬
‫كىاىي خضبت كفان كغنت‬
‫أيا عجبان لقلبي راـ بيرءان‬
‫كما فاضت دمان عينام إال‬
‫كذم كد يقوؿ كقد رآني‬
‫أما يسليك عنو طركؽ طيف‬
‫كال عجب إذا ما ىمت سكران ‪ ...‬كنار جواه تضطرـ اضطراما‬
‫على نجد فيعدمو المناما‬
‫صبابتها فتبعث لي ىياما‬
‫شجوف شج كما حملت غراما‬
‫على فرع ثعابثو النعاما‬
‫كقد سل الحبيب لو حساما‬
‫كقد أحسست في كبدم كبلما‬
‫لبين الحب نضوان مستهاما‬
‫فقلت لو كمن لي أف أناما‬
‫فإني ذقت من فمو المداما‬
‫[(ّٔ) أحمد الراعي الصنعاني]* (ُ)‬
‫(‪ُُّٓ-...‬ىػ‪...ُِْٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن [……] (ِ) الراعي العابد الزاىد الولي المتألو الفاضل المشهور‪.‬‬
‫ككاف أبوه كإخوتو يتعلقوف بالتجارة‪ ،‬فنشأ صاحب الترجمة كالزـ أىل العلم كالصالحين‪ ،‬كاشتغل‬
‫بكتب الرقائق‪ ،‬ككاظب على الطاعات‪ ،‬ثم اعتزؿ عن الناس كأقبل على عبادة اهلل تعالى‪ ،‬ككاف‬
‫يحب الخلوة في جبل نقم كإذا رأل أحدان من الناس فر منهم كربما ناداه من كاف يتصل بو في‬
‫االبتداء فيعتذر بأف معو ٌعلة كيشير إلى بطنو [ْٓأ‪-‬جػ] موىمان بأف تلك العلة تمنعو عن‬
‫المبلقاة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُّٔ-ُّٓ/‬‬
‫(ِ) ما بين [ ] بياض في أصولي‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٖٔ/‬‬
‫ككاف ال يرضى بأكل ما يسد رمقو من عند إخوتو أك لبس ما يستر عورتو إال بعد أف يعمل لهم‬
‫أشق األعماؿ‪ ،‬كيتولى غسل ثيابهم‪ ،‬كتربية أكالدىم كغير ذلك‪ ،‬كاشتهرت عنو كرامات كثيرة‬
‫عديدة مع نفوره عن اإلتصاؿ بالناس‪ ،‬كعن من يريد التبرؾ بو أك التماس الدعاء منو أك نحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قاؿ القاضي أحمد بن محمد قاطن‪ )ُ(:‬إني حدثت نفسي في بعض األياـ بأف صبلة الجمعة‬
‫كالجماعة لعلها تفوتو كلم يشعر أحد بما حدثت بو نفسي فلم ألبث أف جاء الفقيو أحمد بن‬
‫لي في النحو فأخبرني أنو صلى الجمعة في مؤخر‬
‫سعيد الحطوار‪ ،‬كىو رجل فاضل يقرأ ىع َّ‬
‫الجامع بجانب الفقيو أحمد الراعي كأنو سلم عليو كأمره أف يسلم علي‪ ،‬كأف يقوؿ لي أنو‬
‫يحضر الجمعة كالجماعة‪.‬‬
‫[بعض كراماتو]‬
‫قاؿ القاضي (ِ) كأخبرني من أثق بو عن بعض أىل صنعاء أنو دخل من بير العزب بعد صبلة‬
‫المغرب‪ ،‬كأراد الدخوؿ من (باب اليمن) أحد أبواب صنعاء المعركفة‪ ،‬فوجد الباب قد أغلق‬
‫فحصل معو قلق عظيم كاعتراه ذؿ ككحشة فبينما ىو يفكر في أمره عند المقابر إذ رأل شخصان‬
‫كبيده فانوس‪ ،‬كقد جاء من جهة جبل نقم فأنس بو‪ ،‬كقصده فإذا ىو الفقيو أحمد الراعي‬
‫فأخبره أف (باب اليمن) قد أغلق‪ ،‬فأجاب الفقيو أحمد بأنو مفتوح‪ ،‬كإنما تخيلت أنو قد أغلق‪،‬‬
‫ثم أنو قبض على يده كدخبل جميعان من باب اليمن‪ ،‬كرآه مفتوحان‪ ،‬فلما فارؽ الفقيو أحمد رجع‬
‫إلى الباب ينظره فوجده مغلقان‪ ،‬فسأؿ الموكلين بو فأخبركه أف لو مدة طويلة من حين أغلق‪ ،‬كأنو‬
‫لم يفتح‪ ،‬كلم يركا أحدان دخل منو‪ ،‬انتهى كبلـ القاضي[َّب‪-‬ب] (ّ) ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كسمعت أنو استكتمو ذلك كأمره أف ال [ْٓب‪-‬جػ] يخبر بو أحدان كاشتهرت عنو‬
‫كرامات أخرل‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ِ) أم أحمد قاطن صاحب الدمية‪.‬‬
‫(ّ) كنهاية [ٖٖ‪-‬أ] أيضان ‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٔٗ/‬‬
‫توفي سنة نيف كخمسين كمائة كألف‪ ،‬كأكصى أف الييعرؼ أخوه أحدان بموتو كلما شاع موتو‬
‫خرج جميع أىل صنعاء إلى فوؽ قبره (أفواجان) (ُ) رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[(ِّٕٗ‪ )/‬أحمد بن عبد اهلل الجربي الركضي]* (ِ)‬
‫(‪ُُُٓ-...‬ىػ‪...َُْٕ-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن عبد اهلل الجربي ‪-‬بجيم مكسورة‪ ،‬فراء ساكنة‪ ،‬فباء موحدة‪ ،‬فياء النسبة‪.-‬‬
‫كىو الزاىد الولي الفاضل المشهور‪ ،‬ككاف ساكنان بػ(الركضة) بالقرب من (دار المتوكل) القاسم‬
‫بن حسين‪ ،‬كأراد المتوكل زيارتو ففر من منزلو ثم عاد‪ ،‬كترؾ لو حالو‪ ،‬ككاف لو مكاف أرضي‪،‬‬
‫ككاف من العبادة كالتقول بمحل عظيم‪ ،‬انقطع إلى اهلل من سنة ثماف كثمانين كألف‪ ،‬كاشتهرت‬
‫عنو كرامات عظيمة ككاف عالمان كرعان ال يقبل من أحد شيئان حسن األخبلؽ كىو الذم أراده‬
‫المولى عبد اهلل بن علي الوزير بقولو‪:‬‬
‫جود عماد الدين مع جنة ‪ ...‬خضراء كالجامع كالجربي‬
‫قيل‪ :‬إنو لما تعارض المولى يوسف بن المتوكل كصاحب المنصورة في القياـ باألمر ككاف الناس‬
‫جميعهم يميلوف إلى المولى يوسف لعلمو كفضلو‪ ،‬كيدعوف لو بالنصر‪ ،‬إالَّ الفقيو أحمد الجربي‪،‬‬
‫فكاف يدعو اهلل تعالى بأف يتم األمور لصاحب المنصورة‪ ،‬فكاف الناس يتعجبوف من ذلك فتم‬
‫األمر لصاحب المنصورة كاتفقت فتنة السيد إبراىيم المحطورم الساحر فجهز عليو الجيوش‪،‬‬
‫ككجو إليو األمراء كاألجناد حتى اضمحل أمره كقتل بعد ذلك كانفق الخليفة أمواالن جليلة فقاؿ‬
‫صاحب الترجمة‪ :‬ألجل ىذا الفعل الذم فعلو كنت أدعو لو بإتماـ األمر‪ ،‬كأنو ال يقدر على‬
‫مقاتلة ذلك الساحر إال ىو‪.‬‬
‫[من كراماتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) أفواجان‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُْٕ-ُُٔ/‬‬

‫(ُ‪)َُٕ/‬‬

‫كمن كراماتو ما حدثني بو كالدم عن كالده كىو الجد أف الوالد علي بن محمد الحوثي إماـ‬
‫(جامع صنعاء) خرج (الركضة) في شتاء ىو كأىلو الفتقاد أعنابو فأقاـ ثبلثان ثم نول الدخوؿ‬
‫آخر النهار فحصل مطر عظيم استمر إلى بعد صبلة العشاء‪ ،‬كلم يكن بقي معهم من الزاد‬
‫كتوابعو شيء‪( ،‬فما) (ُ) شعركا إال بالفقيو أحمد الجربي يدؽ الباب بين المطر فأعطاىم‬
‫دقيقان‪ ،‬كسمنان كقشران‪ ،‬كسليطان‪ ،‬ككاف بيتو بعيدان عنهم‪ ،‬كال عند أحد خبر بما ىم عليو‪ ،‬فهذه من‬
‫مكاشفاتو[ٖٗ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[(َّّٖ‪ )/‬إبراىيم بن محمد القاسمي الشرفي]* (ِ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫السيد إبراىيم بن محمد القاسمي الشرفي األصل‪ ،‬الصنعاني الوطن‪.‬‬
‫كاف أديبان شاعران لزـ حضرة المتوكل القاسم بن الحسين‪ ،‬كمدحو كناؿ جوائزه‪ ،‬ثم صار مع‬
‫المنصور فحضي عنده‪ ،‬كناؿ رفده‪ ،‬كمن شعره فيو قولو من قصيدة كشبب (ّ) فيها بأكطانو‪:‬‬
‫سرا ليبلن فهيج لي اد ٌكارم‬
‫كالح فباح قلب الصب لما‬
‫كحن إلى أحبتو بنجد‬
‫سقى ربع (القويعة)(ْ) كل جوف‬
‫كال برحت يد األنواء تسقي‬
‫كجوح الجاىلي(ٓ) فإف فيو‬
‫مبلعب رب غانية إذا ما‬
‫إذا سفرت فما للبدر حسن‬
‫شغفت بو كغصن اللهو غصن‬
‫فلو غنت ألغنت كل سمع‬
‫سرل من طيفها النائي خياؿ‬
‫ألم بمضجعي فظفرت منو‬
‫كقدمان كنت ذا حذر فلما‬
‫فقل لمفندم فيها أرحني‬
‫كما سلبت بحسن الذدؿ مني‬
‫كحلت من سواد القلب بيتان‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬فلم كنهاية [ٓٓأ‪-‬جػ]‪.‬‬
‫(ِ) ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ٔٗ-ٕٔ/‬ىجر األكوع(ّ‪.)َُٕٕ/‬‬
‫(ّ) كشبب‪ :‬أم ذكر أياـ الشباب‪.‬‬
‫(ْ) القويعة‪ :‬بضم ففتح فسكوف قرية في الجانب األيمن من مديرية الشاىل كأعماؿ محافظة‬
‫حجة‪.‬‬
‫…سكنها بعض آؿ الشرفي كآؿ النهارم كآؿ الوظاؼ انظر‪ :‬معجم المقحفي َِ‪.)َُّٔ/‬‬
‫الجبىر من مديرية مبين كأعماؿ محافظة حجة كانت من األماكن‬
‫(ٓ) الجاىلي‪ :‬بلدة كحصن في ى‬
‫التي يقصدىا طلبة العلم لما سكنها نفر من العلماء آؿ الشرفي كآؿ النهارم انظر معجم‬
‫المقحفي (ُ‪.)ِٕٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُُٕ/‬‬

‫كما سكن الخليفة في لمعالي ‪ ...‬كحل كميضة عقد اصطبارم‬


‫رأل لمعانو فالدمع جارم‬
‫حنين الحاسيات من األكار‬
‫بطيء السير محلوؿ اإلزار‬
‫ثرا (الشعبين)(ُ) بالديم الغزار‬
‫أحبة مهجتي كبو قرارم‬
‫تبدت خلتها شمس النهار‬
‫فكيف النيرات من الدرا ًرم‬
‫كثوب صبابتي فيها شعارم‬
‫عن األكتار أك نغم الهزار‬
‫فأرقني على بعد المزار‬
‫بما ظفر الفرزدؽ من نوار‬
‫ثول فينا تجافاني حذارم‬
‫فإني قد خلعت بها عذارم‬
‫إذا ثوب السكينة كالوقار‬
‫منيع الربع مرتفع المنار[ٓٓب‪-‬جػ]‬
‫قصوران غير كاىية الجدار[َٗ‪-‬أ]‬
‫[( ّٗ‪ )/‬أحمد بن محمد بن الحسين الكوكباني]* (ِ)‬
‫(ُُِِ‪ُُُٖ-‬ىػ‪َُٕٕ-ُُُٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن‬
‫علي بن شمس الدين بن اإلماـ شرؼ الدين كبقية نسبو تقدـ (ّ) ‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫إماـ العلوـ‪ ،‬رأس الزاىدين‪ ،‬زينة الفضبلء‪ ،‬قدكة األمجاد فخر الرؤكساء‪ ،‬أكحد أىل الدىر‪ ،‬كلد‬
‫في شهر القعدة الحراـ سنة اثنتين كعشرين كمائة كألف بػ(شباـ كوكباف)‪ ،‬كبها نشأ في أثواب‬
‫الطهارة فرقاه أبوه في مراتب الكماؿ كغذاه بلباف المجد كالفخار‪.‬‬
‫[مشايخهمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الشعبين‪ :‬اسم موضع في القويعة السالفة الذكر‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪.)َُْ/‬‬
‫…درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬المواىب السنية (خ)‪ ،‬الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬خبلصة‬
‫العسجد (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ) ‪،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِِٕ-ِٖٓ/‬ىجر األكوع‬
‫(ْ‪.)ُِٖٖ/‬‬
‫(ّ) تقدـ بقية النسب في الترجمة (ُ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٕ/‬‬

‫كقرأ في العلوـ على المشايخ المشائخ منهم السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي‬
‫بصنعاء‪ ،‬كمنهم المولى محمد بن (زيد) بن محمد بن الحسن بن المنصور أياـ بقائو في‬
‫(كوكباف)‪ ،‬فحقق في النحو كالصرؼ كالبياف كاألصولين‪ ،‬كالفقو‪ ،‬كالحديث‪ ،‬كالتفسير‪ ،‬كقرأ‬
‫أياـ إمارتو على المولى شيخنا شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر في‬
‫كتب السنة‪ ،‬ككاف يصفو شيخنا بجودة الذكاء كصفاء الذىن كقاؿ‪ :‬إنو استفاد بالمطالعة‬
‫كالمراجعة أكثر مما استفاد على المشايخالمشائخ‪ ،‬كلما حج ىو كإخوتو في سنة أربع كخمسين‬
‫كمائة كألف ((أخذ في (مكة) على الشيخ محمد حيوة السندم (ُ) في أكائل األمهات الست‬
‫كأجاز لو‪ ،‬ككذلك قرأ على الشيخ محمد أشرؼ النقشبندم))(ِ) ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ٔ‪.)ُُُ/‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٕ/‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة من فحوؿ الرجاؿ كدىاة العصر‪ ،‬كعظماء الرؤكساء صاحب رأم‪ ،‬كفطانة‬
‫كنظر في العواقب كنفس شريفة كىمة سامية كسيادة كمركءة دينان خيران صالحان يعمل بما صح لو‪،‬‬
‫آمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر‪ ،‬ال تأخذه في اهلل لومة الئم‪( ،‬ثم)(ُ) بذؿ نفسو للشرع‬
‫الشريف كالتسوية بين القوم كالضعيف‪ ،‬كاالنتصاؼ للدنيء من الشريف))(ِ)‪ ،‬كجذب العلماء‬
‫كالفضبلء إليو‪ ،‬كاعتنى بالعلم كأىلو فكثر طالبوه‪ ،‬كنشر علوـ الكتاب كالسنة بكوكباف ىو‬
‫كالمولى [ٔٓأ‪-‬جػ] شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد‪ ،‬ككاف يحضر صاحب الترجمة‬
‫ىو كجميع األعياف كالرؤكساء للقراءة على المولى الوجيو في المدرسة (ّ) فانتفعت العامة‬
‫كالخاصة حتى صار (كوكباف) من أجل مساكن (اليمن)‪ ،‬بعد أف كاف خاليان‪ ،‬كلم يزؿ العلم في‬
‫ذلك الوقت بناديو في الزيادة‪ ،‬ككاف كالده قد أناط بو إمارة (كوكباف)‪ ،‬كىو في إباف شبابو‪،‬‬
‫فضبط الببلد كحمدت سيرتو‪ ،‬ككاف خليفة أبيو على أىلو أياـ حبسو ككقوع تلك الحوادث التي‬
‫سيأتي اإلشارة إلى شيء منها كجرت بينو كبين قبائل بكيل من ذك حسين ملحمة مشهورة في‬
‫بيت (مذكور)ر (ْ) فقتل منهم خلقان كأسر نحو ستمائة نفر [ُّأ‪-‬ب]منهم‪ ،‬كذلك في أياـ‬
‫الدكلة المنصورية‪ ،‬كأرسل باألسرل إلى اإلماـ المنصور بن المتوكل‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كفيها مدحو الفقيو أحمد بن الحسن الزىيرم بقصيدتو الرائية كىي‪-ِٗ[:‬أ]‬
‫كعدت بوصل عميدىا بشر‬
‫فرقبتها كالليل منسدؿ‬
‫كالزىر ثاملة تأملو العيوف كأف‬
‫كأتت بما كعدت فماؿ بها‬
‫ثم استنابت طيفها فأتى‬
‫حيا طلولك عارض غدؽ‬
‫هلل أم غريب و‬
‫بادية‬
‫رحلوا كما رحلت مكارمهم‬
‫كضعائن رقصت ىوادجها‬
‫لم يكفها أف (تحمها) (ٓ) كلل‬
‫راحت بأركاح كأفئدة‬
‫كعلى الركاب فؤاد كل شج‬
‫ىيفاء طعن قناة قامتها‬
‫__________‬
‫(ُ) ثم‪ :‬ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) أم مدرسة اإلماـ شرؼ الدين المشهورة بكوكباف‪.‬‬
‫(ْ) بيت مذكور‪ :‬انظر معجم المقحفي في موضعو‪.‬‬
‫(ٓ) في (ب)‪ :‬تحملها‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٕ/‬‬

‫كجمالها بهج كمنظرىا‬


‫كبثغرىا (بلج) (ُ) يزينو‬
‫يا بعدىا مع أف منزلها‬
‫كلقد أقوؿ لها إذا برقت‬
‫ردم الوصاؿ كقيت من المحاألمي‬
‫كلدكف رؤيتها أغيلمة‬
‫عرب لهم في كل ملحمة‬
‫يحموف بيض ظبائهم بظبان‬
‫كالبيض كالسمر اللوات ترل‬
‫كمليحة كجب الفؤاد لها‬
‫ناديتها كببلدتي دىشان‬
‫أمحلة لدمي ببل سبب‬
‫المنتقى من ذركة الشرؼ العالي‬
‫ملك لو في المجد مرتبة‬
‫كمكارـ جلت ببل كذب‬
‫لم يلقو يومان مسائلو‬
‫دعني كمن دفنت مكارمهم‬
‫إف ضيعوا فالحزـ أكلها‬
‫أعطوا إمائهم (العدا) (ِ) جزعان‬
‫كإذا دعوتهم لمكرمة‬
‫أما إذا كفد النزيل بهم‬
‫قوـ لهم في المكر مطلع‬
‫أفعالهم غلط كعزىم‬
‫آليت أمدحهم كلو ذىبت‬
‫فلقد ىممت بمدحهم غرران‬
‫كإذا مدحتهم فعن سبب‬
‫لكن يأبى ذاؾ لي شرؼ‬
‫حاشى الذم طافت بساحتو األماؿ‬
‫فهو الذم قسمت أناملو‬
‫جزؿ النواؿ كعند نائلو‬
‫كلقد أقوؿ لرجل داجيو‬
‫يتسآلوف ردكا إلى حرـ‬
‫كشموا بركؽ أبي المكارـ‬
‫كاستمطركا دفعات جود‬
‫ينحدر المعركؼ من يده‬
‫كأماجد شرفت مسامرىم‬
‫لو نازلوا رضوا بعزمهم‬
‫ال تظلم الدنيا لنازلة‬
‫ب‬‫نج ه‬
‫بيض الوجوه أغرةي ي‬
‫كم من أخ فقر تعوده العيش‬
‫حتى استغاث بمن يخلصو‬
‫كالمرء في دنياه ذك عم ور ‪ ...‬صدقت كما فرؽ المنى صبر‬
‫كالصبح دكف قدكمو ستر‬
‫الفجر في أحداقها خمر‬
‫كىم يشاكلو لها خصر‬
‫كطريقو منسدة كعر‬
‫كمجئ رسوـ ديارؾ القطر‬
‫بوجودىم يستحسن الدىر‬
‫كنأكا كما ينأل لهم ذكر‬
‫لو أسفرت لتذاىل السفر‬
‫حتى حماىا الطلح كالسدر‬
‫فجسومنا كديارىا قفر[ٔٓب‪-‬جػ]‬
‫ملكتو ثم لعوبة بكر‬
‫سمح كطعن لحاظها شزر‬
‫أحول كغنج لحاظها سحر‬
‫حلو المذاؽ كأنو مر‬
‫حجر األراؾ كدارم الحجر‬
‫كبمهجتي من أجلها زفر‬
‫ككفيت مما يفعل الهجر‬
‫خلقت لها الهندية البتر‬
‫ضرب يدين لوقعو النصر‬
‫بيض لهن القتل كاألسر‬
‫من دكنهن البيض كالسمر‬
‫موتي لفرض كجوبو بر‬
‫ترنوا ككف نباىتي صفر‬
‫أكما علمت بمن لو األمر‬
‫الكريم السيد البر‬
‫ينحط دكف علوىا البدر‬
‫عن أف أقوؿ كعابها الدىر‬
‫إال كفي صفحاتو البشر‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬ثلج‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬العدك‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٓ/‬‬

‫تحت الثرل فثراىم تبرفقر‬


‫أك أحرزكا فالخدع كالمكر‬
‫أيضان كىن بمنسلهم بنسلهم حر‬
‫يومان ففي أذانهم كقر‬
‫فلنيلهم أعراضهم ستر‬
‫قتلوا بو كلربي المكر[ٕٓأ‪-‬جػ]‬
‫ذؿ كنادر نيلهم نزر‬
‫نفسي ضنا كجفاني الدىر[ّٗ‪-‬جػ]‬
‫فأبى العبل كتأنف الشعر‬
‫كمن العنا يستعبد الحر‬
‫كعزل إليو كفتية غر‬
‫حين تضايق العسر‬
‫أرزاقنا كلو بنا أمر‬
‫يغنى المديح كينقضي الشكر‬
‫كخدت بهم شمليلة ضمر‬
‫من بيتو المعركؼ كاليسر‬
‫إذا خلب الحياء كتألق البشر‬
‫فتى في كفو قد يغرؽ البحر[ُّب‪-‬ب]‬
‫جودان كما تتحدر القطر‬
‫كبهم تزينت القنا السمر‬
‫أضحى كليس أليسو أثر‬
‫أبدان ككيف كىم بها زىر‬
‫بوجودىم يتزين الدىر‬
‫الزرم كعابو الفقر‬
‫فاستخلصتو أماجد غي ُّر‬
‫يفنى كيبقى بعده الذكر كيبقى بعده الذكر[ٕٓ‪-‬جػ]‬
‫كلما توفي المنصور بن المتوكل في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كستين كمائة كألف‪ ،‬كقاـ بعده‬
‫كلده المهدم‪ ،‬دعا صاحب الترجمة إلى نفسو من (كوكباف) كتلقب بالمؤيد باهلل‪ ،‬ككاف المهدم‬
‫قد أرسل إليو كإلى أبيو المولى محمد بن الحسين‪ ،‬بالسيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم‬
‫الكبسي يدعوىم إلى الدخوؿ في الطاعة كعقد البيعة‪ ،‬كأف أمور ببلدىم تكوف إليهم كيضاؼ‬
‫إليها ببلد (حفاش) (ُ) ك(ملحاف)(ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) حفاش‪ :‬بظم ففتح سلسلة جبلية في ببلد المحويت بالقرب من جبل ملحاف‪ .‬تشكل‬
‫بلدانها مديرية من مديريات محافظة المحويت‪.‬‬
‫…معجم المقحفي (ُ‪.)ّْٖ-ِْٖ/‬‬
‫(ِ) ملحاف‪ :‬بكسر فسكوف ففتح الحاء سلسلة جبلية في غرب المحويت ككثيران ما يقرف جبل‬
‫ملحاف بجبل حفاش التصالهما ببعض‪.‬‬
‫…انظر نفس المصدر (ِ‪.)ُّٔٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُٕٔ/‬‬

‫‪ ،‬فلم يسعد إلى ذلك كقاؿ‪ :‬إف دعوتو لم تكن ألمر دنيوم‪ ،‬فجهز عليو المهدم األجناد كتابع‬
‫الجيوش الجرارة مع أحد عشر أميران فأحاطوا بببلد كوكباف من جميع الجهات‪ ،‬ككقعت حركب‬
‫كمبلحم عظيمة كقتلى كثيرة من الجانبين [ْٗ‪-‬أ] ثم آؿ األمر إلى ترؾ الدعوة كمبايعة‬
‫المهدم على شركط عامة كخاصة‪ ،‬كنفذ القاضي يحي بن صالح السحولي إلى (كوكباف) لتقرير‬
‫أمر الصلح‪ ،‬كلم يزؿ األمر على ذلك إلى سنة اثنين كستين كمائة كألف‪ ،‬ثم انتقض الصلح‬
‫ألسباب‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٕ/‬‬

‫فجهز المهدم عليو أجنادان كأمراء ككقعت حركب عظيمة‪ ،‬كباشر صاحب الترجمة القتاؿ‬
‫بنفسو‪ ،‬كثبت ثبات أىل النجدة كالشجاعة‪ ،‬كاتفق في بعض المبلحم أف حرؽ الباركد كىي‬
‫شيء كاسع فقتل من أصحاب صاحب الترجمة خلقان‪ ،‬كاتصل الحريق إلى صاحب الترجمة‬
‫فحرؽ أكثر ما عليو من الملبوس‪ ،‬كركض بو حصانو كىو من أجود الفرساف حتى أبلغو األمن ثم‬
‫كقع الصلح كاستقرت األحواؿ كجعلت أمور ببلده إليو‪ ،‬كاستمر على ذلك آمران بالمعركؼ‬
‫ملجأ للمظلوـ‪ ،‬كهفان للضعفاء‪ ،‬مأكل للقاصدين‪ ،‬غوثان للمستصرخين‪ ،‬موئبلن للعفاة‪ ،‬ناشران للعدؿ‬
‫في جميع ببلده ال يقبض من رعيتو إال الزكاة كالفطرة فقط على الوجو الشرعي ال يظلموف في‬
‫نقير كال قطمير‪ ،‬كال يتظلموف في حبة من الطعاـ أك بعض درىم‪ ،‬بل إذا رأكا من العماؿ شيئان‬
‫لجأكا إليو فيجرم عليهم الوجو الشرعي‪ ،‬كيباشر ذلك بنفسو‪ ،‬ككاف قريبان الجناب [ٖٓأ‪-‬جػ]‬
‫إذا كصل إليو أدنى الرعية أك أم مظلوـ كائنان من كاف‪ ،‬لم يستقر إال في مقامو كقضى غرضو في‬
‫أقرب كقت‪ ،‬كزادت مواد ببلده بسبب العدؿ زيادة عظيمة جدان‪ ،‬ككاف في مبادئ إمارتو أياـ‬
‫كالده يحض كالده على قبض الواجبات الشرعية من الرعية فقط كال يزاد على ذلك شيئان مما‬
‫تقتضيو القوانين الدكلية‪ ،‬كالمكوس كالمعونات‪ ،‬كالمعتادات التي كاف قد كضعها الرؤكساء‬
‫المتقدموف فاعتذر كالده باختبلؿ النظاـ‪ ،‬كنقص المقبوضات عن كفاية المعتاد كالتقصير (فيما)‬
‫يقوـ بمؤنة األجناد‪ ،‬فأجاب بأف العدؿ يعمر الببلد كيحسن بو نظاـ العباد‪ ،‬كأنو ليس الخير‬
‫كالصبلح إال فيما طابق مراد الشارع الحكيم‪ ،‬كأنو يجرب ذلك في بعض الببلد ليقاس عليها‬
‫غيرىا كيظهر مصداؽ قوؿ الشارع فوقع االتفاؽ بينهما على أنو يقع التجريب في قرية تسمى‬
‫(حبابة) (ُ) ‪-‬بفتح الحاء المهملة كتخفيف الباء الموحدة كبعدىا ألف [ِّأ‪-‬ب] فباء‬
‫موحدة فهاء التأنيث‪ -‬كىي بالقرب من مدينة (ثبلء)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) حبابة‪ :‬سيأتي التعريف بها‪ .‬الحقان‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٖ/‬‬

‫ككاف يتحصل منها في كل سنة سبعمائة قدح طعامان بظلم عظيم‪ ،‬كتشك من الرعية‪ ،‬كعدـ طيبة‬
‫من نفوسهم كمعاملتهم بما يخالف مقتضى العدؿ كالشرع‪ ،‬فتقدـ األمر إلى عاملها بأنو ال‬
‫يقبض إال العشر من األجراف (ُ) كال يزاد على الواجب شيئان‪ ،‬فكاف الحاصل منها في تلك‬
‫السنة ثمانية عشر مائة قدح مع طيبة نفوسهم كرضاىم بذلك الرضاء المحقق‪ ،‬ثم حصل منها‬
‫في السنة الثانية زيادة على ألفي قدح‪ ،‬كلما رأل تلك المصلحة العظمى مع إقامة العدؿ أجرل‬
‫ذلك في سائر الببلد الكوكبانية فزادت موادىا زيادة عظيمة كعمرت جميع الببلد‪ ،‬كقد كاف‬
‫صلب منها كثير بسبب الظلم كلم يبق موضع إال زرع حتى زرعت السوائل كالجباؿ‪ ،‬كصارت‬
‫الرعية في ظل العدؿ[ٖٓب‪-‬جػ] آمنين‪ ،‬كفي ركضة الراحة راتعين‪ ،‬كتتابعت األمطار كدرت‬
‫الخيرات كحصلت البركات‪.‬‬
‫كل ذلك إلقامة األحكاـ الشرعية كالعمل بما يطابق الشرع الشريف‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة‬
‫يخرج إلى المدرسة في أكقات الصلوات فيصلي بالمسلمين جماعة كيشدد على من لم يؤقت‬
‫الصبلة‪ ،‬أك ناـ عن صبلة الفجر حتى طلعت الشمس أك ظهر منو شئ من المعاصي‪ ،‬صلبان في‬
‫دينو متشددان في ذلك‪ ،‬زاىدان في الملبوس‪ ،‬مخالطان للفقراء ال يأكل إال مع المساكين كاأليتاـ‪،‬‬
‫كحصل بينو كبين البدر األمير رسائل كمراجعات في عدة مسائل كمسألة الشاطر‪ ،‬كمسألة‬
‫التأديب بالماؿ‪ ،‬ككاف ال يراه عمبلن كأكصى بصرؼ غالب ما في داره من األثاث إلى الفقراء‪،‬‬
‫كأف حكمة حكم بيت الماؿ‪ ،‬فصرفو شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد‪.‬‬
‫[(َْ‪ )/‬استطراد‪ :‬عبدالرحمن بن أحمد الكوكباني]*‬
‫ككلد صاحب الترجمة المولى عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ككاف كلده ىذا بمكاف عظيم من‬
‫التقول كالصبلح كالمجد‪ ،‬كشرؼ النفس ككماؿ السيادة كالرئاسة كالتحلي بحلية سلفو الكراـ‪،‬‬
‫ككاف أميران مع أبيو كعلق بو أموران من ببلده‪ ،‬كلو مشارفة في العلم كاألدب‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) األجراف‪ :‬مفرد جرف كىو ما يوضع فيو الثمار من قمح كشعير قبل إزالة التبن عن الحبوب‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٗ/‬‬

‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة في شعباف سنة إحدل كثمانين كمائة كألف‪ ،‬كدفن جوار مسجد الظلعي‬
‫في كوكباف كرثاه جماعة من الفضبلء منهم الفقيو أحمد الزىيرم [ٔٗ‪-‬أ] بقصيدة رائية طنانة‬
‫مستهلها‪:‬‬
‫رزء ألم كحادث غدار‬
‫كرزية ىي أـ كل رزية‬
‫عصفورىا مستنشر كخضجرىا ‪ ...‬كمصيبة عميت لها األبصار‬
‫تبقى كتفنى دكنها األعصار‬
‫مستأسد كنسيمها إعصار‬
‫كلصاحب الترجمة شعر قليل جيد فمنو ما قالو في تشبيو القهوة في الفنجاف‪ ،‬كعليها‬
‫المصطكى كقد خاض فيو آؿ إسحاؽ كمن تبعهم كاجتمعت من ذلك كراسة لطيفة مسماة‬
‫بػ(سبلفة النشوة)[ٗٓ‪-‬جػ]‪.‬‬
‫كثغر ذا الدىر إف تبسم لي‬
‫كأصبحت شجر األفراح يانعة‬
‫كالح كالفجر تحت الليل حين بدا‬
‫كأحضرت قهوة لؤلنس جالبة‬
‫كجاء بالكأس من أىواه حين بدت‬
‫كقاؿ شبو كال تأتي بما سمعت‬
‫فقلت كالمقلة الشهبل فإف بها‬
‫أك أف جيش الهنا باد فذا علم‬
‫أكال فقل زرد صاغرة من ذىب‬
‫أك ىيئة الشمس إف حدقت طرفي في ‪ ...‬عن موقف حفل بالملح كالظرؼ‬
‫لكل ملتقط منها كمقتطف‬
‫من مالكي كجهو في جعده الوحف‬
‫صار السركر لها كالبشر في كنف‬
‫مطارؽ المصطكا تعلوه كالسجف‬
‫أذناؾ من كلم كالدر في الصدؼ‬
‫لمن تأمل تمثاالن كليس خفي‬
‫في الكأس ينثره ثغر لمرتشف[ِّب‪-‬جػ]‬
‫قد ألبست خشية من شارب لهف‬
‫تمويهها حين أف تبدك من السدؼ‬
‫كلو في التشبيو‪:‬‬
‫كركض ىبت األرياح فيو ‪ ...‬كعانقت الغصوف الباسقات‬
‫فلم أر كالنسيم لجمع شمل ‪ ...‬يؤلف بين أرباب الشتات‬
‫فكذب من يقوؿ الريح كاش ‪ ...‬فما الواشي يكوف بذم الصفات‬
‫[كلو‪:‬‬
‫أركب إلى الوصل أماد كنت ذا شغف‬
‫دىم الليالي مهما كنت ذا حذر‬
‫مخافة العين فابذلها إذا طلعت‬
‫من قبل تجرم أك تضنيك بالسهر‬
‫كلو في تشبيو أثر الشتاء بنجد المحبوب‪:‬‬
‫ما أثر البرد بخد الذم‬
‫أىواه إال كي يتم النظير‬
‫فإنو نار كال بد أف‬
‫يعلوا على النار رماد يسير‬
‫أك أف سقط الزند من لوعتي‬
‫طاؼ على ماء المحيا النضير‬
‫كلو في التشبيو‪:‬‬
‫كأنما العارض لما بدا‬
‫كتائب قد صففت للقتاؿ‬
‫كرعدىا كالبرؽ قد شابها‬

‫(ُ‪)َُٖ/‬‬
‫بنادقان في الصوت كاإلشتغاؿ‬
‫كبعضها راـ بقوس كمن‬
‫تراكش السحب تجر النباؿ‬
‫كلو ملغزان‪:‬‬
‫أال أيها النحرير‬
‫غد قاطفا زىر كيجتني‬
‫إبن لي ما غين غدان‬
‫أجيم كسطها كفيو ببلشك ثبلثة عين] (ُ)‬
‫كلو‪:‬‬
‫إذا ماىمى الوسمي في ركضنا كلم‬
‫تيقنت أف عند الولي شفاء من ‪ ...‬يؤثر في ذاكم األزاىير كالنجم‬
‫ألم بو يشف كلم تشف بالوسم‬
‫قاؿ شيخنا الوجيو‪ :‬سألني بعض العلماء عن فتح راء لم يؤثر في ىذا المقطوع فقلت‪ :‬يمكن أف‬
‫أصلو يؤثرف بنوف التأكيد الخفيفة‪ ،‬فقلبت الفاء ثم حذفت األلف تخفيفان‪ ،‬كىذا كإف لم يكن‬
‫مأنوسان عند الطلبة فالتخريج عليو كجو مشهور‪.‬‬
‫قاؿ صاحب المجيد (ِ) عند الكبلـ على إعراب (سورة اإلنشراح)‪ :‬كقرأ أبو جعفر المنصور‬
‫(ّ) بفتحها أم بفتح الحاء في ألم نشرح(ْ)‪ ،‬كخرجو ابن فطيمة (ٓ) على (ٔ) أف األصل ألم‬
‫نشرحن [ٗٓب‪-‬جػ] بالنوف الخفيفة أبدؿ منها الفاء ثم حذفها [ٕٗ‪-‬أ] تخفيفان كما أنشده‬
‫أبو زيد (ٕ) في نوادره‪:‬‬
‫أفر ‪ ...‬يوـ لم يقدر أـ يوـ قيدر‬
‫من أم يومي من الموت ٌ‬
‫كقولو‪:‬‬
‫إضرب عنك الهموـ طارقها ‪ ...‬ضربك بالسوط قونس الفرسالغرس‬
‫كقاؿ‪ :‬قراءة مرذكلة‪.‬‬
‫كقاؿ الزمخشرم‪( :‬لعلو بين الحاء كأشبعها في مخرجها فظن السامع أنو فتحها)(ٖ) ‪ ،‬كخرجها‬
‫الشيخ علي على أنها لغة لبعض العرب‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] ساقط في (ب)‪ ،‬ك(ب)‪.‬‬
‫(ِ) ىو أبو إسحاؽ إبراىيم بن محمد السفافسي المالكي (تِْٕىػ)‪.‬‬
‫…من مؤلفاتو المجيد في إعراب القرآف المجيد انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪.)َُٕٔ/‬‬
‫(ّ) ىو عبد اهلل بن محمد بن علي أحد ملوؾ بني العباس انظر‪ :‬سير أعبلـ النببلء (ٕ‪.)ّٖ/‬‬
‫(ْ) انظر‪ :‬الكشاؼ (ْ‪.)ِٔٔ/‬‬
‫(ٓ) ىو أبو عبد إبن الحسين بن أحمد بن علي بن حسن بن فطيمة الشافعي انظر‪ :‬سير أعبلـ‬
‫النببلء (َِ‪.)ِٔ-َٔ/‬‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬ابن عطية‪.‬‬
‫(ٕ) أبو زيد ىو سعد اهلل أكس األنصارم لو لغات القرآف انظر‪ :‬كشف الظنوف (ِ‪،)َُٖٗ/‬‬
‫معجم المفسرين لنويهض (ُ‪.)َِٕ/‬‬
‫(ٖ) الكشاؼ في (ْ‪.)ِٔٔ/‬‬

‫(ُ‪)ُُٖ/‬‬

‫كاألكلى تخريج البيت السابق على ىذه اللغة‪.‬‬


‫[(ُِّْ‪ )/‬أحمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم] (ُ) *‬
‫(ُُِْ‪ُُُٗ-‬ىػ‪...َُٕٖ-...ُُّٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى صفي اإلسبلـ أحمد بن محمد بن إسحاؽ ابن المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور‬
‫كبقية نسبة تقدـ‪.‬‬
‫ىو محقق العلوـ كركض المعارؼ‪ ،‬كمجمع الكماالت‪ ،‬ذك المجد كالرئاسة كجودة الرأم ككرـ‬
‫األخبلؽ‪ ،‬كشرؼ النفس كبعد الهمة مع التقول كالتواضع‪ ،‬كلين الجانب كالكرـ الباىر‪ ،‬كطوؿ‬
‫الباع في علم العربية‪ ،‬كاألصولين‪ ،‬كالمنطق‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كلد في سنة أربعة كعشرين كمائة كألف‪ ،‬بدف نعماف إصاب (ِ) فنشأ كتعلم القرآف كالرماية‪،‬‬
‫حتى صار ال يجارل فيها كاشتهر بين من لو عناية بها من قبائل بكيل‪ ،‬باإلصابة الغرض‪ ،‬ثم‬
‫حفظ القرآف غيبان كأخذ القرآف على الشيخ محسن اليامي‪ ،‬ككاف حسن التبلكة جدان‪ ،‬كقلٌده‬
‫كالده أعماؿ (حيس) (ّ) قبل أف يعتم(ْ) ‪ ،‬كاستمرت إليو مع انضماـ غيرىا كأصاب‪ ،‬كببلد‬
‫الركس (ٓ) كغيرىا من الببلد في أكثر أياـ كالده كبعد كفاتو إلى أف لقى ربو‪.‬‬
‫ككاف حسن السيرة‪ ،‬ىعدالن في الرعية‪ ،‬محمود اآلثار‪ ،‬كامل الرئاسة‪ ،‬محبوبان عند الناس‪ ،‬معظمان‬
‫عند الصغير كالكبير‪ ،‬مقبوؿ الشفاعة عند المهدم بن المنصور‪ ،‬كسائر أعياف دكلتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ِْٖ-ِّٕ/‬‬
‫(ِ) إصاب‪:‬ببلد كاسعة في مغارب مدينة ذمار كالعامة ينطقونها بالواك المضموـ ((كصاب))‬
‫السلمي األصابي‪.‬‬
‫ينسب إليها العبلمة أحمد بن عبد اهلل ي‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي ‪.)ٕٓ/ُ( .‬‬
‫(ّ) حيس‪ :‬بفتح فسكوف‪ .‬مدينة جنوب زبيد بمسافة (ّٓ) كم‪ .‬كىي أقدـ مدينة تهامية على‬
‫اإلطبلؽ كما ذكر ذلك الهمداني‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي‪.)ْٓٔ/ُ( .‬‬
‫(ْ) أم يلبس العمامة‪.‬‬
‫(ٓ) ببلد الركس‪ :‬مديرية من أعماؿ محافظة صنعاء كفي جنوبها بمسافة (َّ)كم‪ .‬سميت‬
‫ببلد الركس ألف جبالها تعتبر رؤكسان لجباؿ خوالف انظر معجم المقحفي (ُ‪.)َٕٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٖ/‬‬

‫يستمد آراءه كيشاكره في المهمات كيثق بو في النصح كيعظمو أبلغ التعظيم‪ ،‬كيطلعو على‬
‫أسراره‪.‬‬
‫ككاف لصاحب الترجمة شهرة بين الناس [َٔأ‪-‬جػ] كحظ‪ ،‬كذكر سائر ال تفد األغراب من‬
‫أطراؼ األقطار إال إليو من فاضل كعالم كشاعر‪ ،‬فيحسن نزلهم كيبقوف لديو مدة إقامتهم‪،‬‬
‫كيقوـ بمؤنة ما يحتاجونو كيستخرج لهم من الخليفة ما يؤملوف من العطاء‪ ،‬ككانت أيامو مواسم‬
‫ال تبرح األعبلـ من حضرتو للقراءة كالقراء‪ ،‬ككاف يخلو بنفسو في الليل للمطالعة كالتعليق‬
‫لؤلبحاث‪ ،‬كقضاء أغراضو‪ ،‬ككاف ال يدخر شيئان كال يضع ما يصل إليو من الدراىم في كيس كال‬
‫صندكؽ بل ينفقها أك يضعها عند أحد أكالده لوقت الحاجة إليها حتى كاف ال يعرؼ مقدار‬
‫صرؼ القركش من الدراىم كال[ّّأ‪-‬ب] يشتغل بملبوسو كال مفركشو كال مركوبو كال يتأنق‬
‫فيها إنما شغلتو العلم كجمع الكتب‪ ،‬كمطالعة األسفار‪ ،‬كلقد أخبرني تلميذه شيخنا جماؿ الدين‬
‫علي بن إبراىيم بن عامررحمو اهلل [ٖٗ‪-‬أ]تعالى‪ ،‬أنو كاف ال يترؾ القراءة ىو كإياه كىو في‬
‫(أصاب) أياـ الحرب‪ ،‬كمبلقاة األبطاؿ‪ ،‬ككاف ال يحب الظهور في شيء قليل االعتراض على‬
‫العلماء محسنان إلى الطلبة يصل محاكيجهم‪ ،‬كيكسو عراتهم‪ ،‬كيعينهم بالكتب‪ ،‬كيهب لهم منها‬
‫ما يحتاجونو‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫كقرأ في الفقو على القاضي العبلمة حسين السياغي الحيمي ككاف يصفو بالملكة في الفقو‬
‫كبالذكاء‪ ،‬كقرأ على كالده في النحو كاألصولين كالفقو‪ ،‬كعلى المولى ىاشم بن يحيى الشامي‬
‫في كثير من العلوـ‪ ،‬كعلى المولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم‪ ،‬كالمولى محمد بن‬
‫زيد بن محمد بن الحسن في (العضد) كحواشيو‪ ،‬ك(الكشاؼ) كحواشيو‪ ،‬كغيرىا‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٖ/‬‬

‫كأسمع أكثر األمهات الست على الشيخ العبلمة عبد الخالق بن الزين المزجاجي بصنعاء‪،‬‬
‫كأجاز لو‪ ،‬كممن أجاز لو الشيخ العبلمة أبو الحسن السندم كالشيخ العبلمة محمد حيوة‬
‫السندم(ُ)‪ ،‬كالشيخ العبلمة محمد بن الطيب المغربي مع دخولو (مكة) للحج كعمو المولى‬
‫الحسن بن إسحاؽ‪ ،‬ككاف لو اشتغاؿ كامل بضبط الكتب كتصحيحها كتقييد الشوارد‪ ،‬كال يكاد‬
‫يوجد كتاب [َٔب‪-‬جػ] من كتبو إال كقد جرل عليو قلمو من أكلو إلى آخره‪ ،‬كأخذ عنو كثير‬
‫من أىل عصره كغالب أىل بيتو في العلوـ حتى كاف ال يطلق عليو كالده كعمو إال شيخ األكالد‪،‬‬
‫كلو فوائد محررة‪ ،‬كأنظار حسنة‪ ،‬ككاف جيد النثر في المكاتبات‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر حسن يقولو بديهة لكنو كاف قليل الشغلة بو كبمطالعتو حتى قاؿ كالده المولى كجيو‬
‫الدين عبد الكريم بن أحمد‪ :‬إنو منذ نشأ لم يعلم أنو أخذ ديواف شعر لمطالعتو‪ ،‬ككتب إليو عمو‬
‫الحسن يعاتبو في ترؾ القراءة لؤلكالد بقولو‪:‬‬
‫كحقك ليس البخيل الذم‬
‫كلكنو عالم إف أتاه‬
‫كيغلق من دكنو بابو‬
‫كيأتي من العذر في رده‬
‫بمثل اشتغاؿ بأمر الزماف‬
‫مكارـ من حاتم عنده‬
‫حليف الندل كمخيف العدل‬
‫كفى أبناؤه أمر دنياىم‬
‫كدعول قصور بكل الفنو‬
‫يفوت المطوؿ إف مده‬
‫إلى نحو رافع طرفو‬
‫إليك صفي الهدل من بو‬
‫يساؽ الحديث بإسناده‬
‫يعنعنو حسن رافعان‬
‫عن العدؿ يحيى كعن إخوة‬
‫شكوا ملبلن منك عن قصدىم‬
‫كقالوا إذا ما نرد بحره‬
‫كبالرد دكف الورل خصنا‬
‫كمهما أتيناه في محفل‬
‫كيخرج مهما دخلنا كإف‬
‫فكم من نعاؿ لنا قيطٌعت‬
‫كنحن بنو العم لكنو‬
‫أبونا شقيق أبيو الذم‬
‫فليس لو من مداف سول‬
‫كإف كاف معتقبلن فهو ال‬
‫فلم يكن السجن عن ريبة‬
‫عليك بما أنت أدرل بو‬
‫ككل الدعاكل انتمت أنت ىاىنا‬
‫فأكضح لي األمر إني لما‬
‫أظني فيك كحقي عليك‬
‫كلي بك دكف بني أخوتي‬
‫كإني رضيتك في المدعى‬
‫بقيت كدمت لبذؿ الندل ‪ ...‬لنزر من الماؿ ال يبذؿ‬
‫طالب علم بو يبخل‬
‫كيدبر عنو إذا يقبل‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ٔ‪.)ُٕٖ-ُٕٕ/‬‬

‫(ُ‪)ُْٖ/‬‬
‫بما ال يليق كال يقبل‬
‫كذا باطل كلو مبطل‬
‫إذا جاد من مادر أبخل‬
‫كرب العلى األكرـ األفضل‬
‫كللدين قاؿ بني اعملوا‬
‫ف كفيها غدا باعو األطوؿ‬
‫كيقصر عن نيلو األطوؿ‬
‫غدا النجم كالبدر ال يكمل‬
‫اعتذار عن العلم ال يجهلبل يجمل‬
‫عليان كفي سوحكم ينزؿ‬
‫إلى من بو يكشف المعضل‬
‫لو ما بهم أحد يعدؿ‬
‫كميبلن إلى غير ما أملوا [ٗٗ‪-‬أ] (ُ)‬
‫نرد عطاشان كال ننهل‬
‫كللغير منو صفى المنهل‬
‫بنا ال يبالي كال يحفل‬
‫خرجنا إلى سوحو يدخل‬
‫كخيل حفت لم تزؿ تنعل‬
‫بما حاز من علمو أفضل‬
‫ىو البر في أىلو المفضل‬
‫أبينا كما مثل ذا يجهل‬
‫يعاب بو عند من يعقل‬
‫كسل صحة العقل كالمعقل‬
‫من الناس لوال ىول مذىل‬
‫أردت برمتها تنقل‬
‫عليك أدعوه لمستشكل‬
‫ىذا يخيب كذا (يهمل) (ِ)‬
‫مزيد اختصاص فبل تغفل‬
‫علي كلي حاكمان تفصل‬
‫كللعلم بحران لمن يسأؿ‬
‫[ظهور ساحر العدين]*‬
‫كجهز المهدم رحمو اهلل صاحب الترجمة في جيش كبير كذلك في سنة اثنين كستين كمائة‬
‫كألف إلى (حيس) لجهاد الساحر الذم ظهر بالعدين(ّ) (كجواز) (ْ) حيس‪ ،‬كىو رجل يقاؿ‬
‫لو الحساس ادعى أنو من الصوفية فاستحوذ عليو الشيطاف‪ ،‬فجمع لو من أىل ببلده كانضاؼ‬
‫إليهم مجاذيب من (أخداـ العدين) كمخاليف (شرعب) (ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) كنهاية [ُٔأ‪-‬جػ] أيضان‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬يذىل‪.‬‬
‫(ّ) العدين‪ :‬بضم ففتح فسكوف‪ .‬سلسلة جبلية مترامية األطراؼ في الجهة الغربية الشمالية من‬
‫مدينة إب تشكل في أعمالها ثبلث مديريات‪.‬‬
‫…انظر لمزيد حوؿ الموضوع‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)َُُّ-ِٗ/‬‬
‫(ْ) في نشر العرؼ ‪ :‬كأطراؼ حيس‪.‬‬
‫(ٓ) شرعب و‬
‫كاد في القرب الشمالي من مدينة تعز على بعد نحو (َْكم)‪ .‬كيشكل في أعمالو‬
‫مديريتاف شرعب السبلـ كشرعب الركنة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ٖٓٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُٖٓ/‬‬

‫كأظهر لهم أف الرصاص كضرب [ُٔب‪-‬جػ] السيوؼ ال تعمل فيهم‪ ،‬فاجتمعوا إلى موضع‬
‫بقرب (جبل راس) ثم تقدـ عصابة إلى (العدين)‪ ،‬كشاع في الناس عدـ قطع الرصاص فيهم‬
‫فهابوا ذلك كلما كصلوا العدين قتلوا من كجدكا فرماىم بعض العسكر فقتلت منهم كعند ذلك‬
‫انثالت عليهم العسكر فانهزموا كقتل منهم شيء كثير‪ ،‬كبعد انهزامهم قصدكا (قلعة حيس) كلم‬
‫يكن عند العامل ما يردىم عن دخوؿ القلعة فدخلوىا كانتهبوا ما كاف فيها من الماؿ المحفوظ‪،‬‬
‫كقبضوا العامل‪ ،‬كلما بلغ المهدم ىذه الوقائع جهز عليهم صاحب الترجمة في جيش كأنفذ‬
‫إلى األمير الماس عبد الرحمن عامل (بيت الفقيو) (ُ) يأمره بحفظ األطراؼ‪ ،‬كبإنفاذ خيل‬
‫كرجل من عنده مع صاحب الترجمة‪ ،‬ككاف قد اجتمع مع الساحر جمع عظيم كلما التقى‬
‫الجمعاف كانت الدائرة على أصحاب الساحر قتبلن كأسران‪ ،‬كحملت الرؤكس إلى المهدم كقيل‬
‫ث أىتىى}‬ ‫الس ً‬
‫اح ير ىح ٍي ي‬ ‫كاختفى{كالى ييػ ٍفلً يح َّ‬ ‫إنها كانت فوؽ [ََُ‪-‬أ] أربعمائة‪ ،‬كانهزـ الساحر‬
‫ى‬
‫[طو‪ ]ٔٗ:‬كلم يزؿ صاحب الترجمة بػ(صنعاء) حتى تغير خاطره ألسباب فأكجب عزمو مغاضبان‬
‫للمهدم في سنة ثمانية كستين كمائة كألف فخرج من (صنعاء) خفية ىو كبعض إخوتو كبني‬
‫عمو إلى (جبل برط) (ِ) فلبث فيو أشهران‪ ،‬ثم جمع جيشان من (بكيل) (ّ) كعزـ إلى (أصاب)‬
‫كضرب دراىم كاستبد بالببلد‪ ،‬فجهز عليو المهدم األمير سليم بأجناد جرارة كحاصره بالقلعة‪،‬‬
‫كآؿ األمر إلى اإلصبلح‪ ،‬كخرج السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي لتقرير أمر‬
‫الصلح كالشركط‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫__________‬
‫(ُ) بيت الفقيو‪ :‬مدينة مشهورة جنوب شرؽ الحديدة بمسافة (ٕٔ)كم‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)ُُِِ/‬‬
‫(ِ) جبل برط‪ :‬بفتحات‪ .‬جبل مشهور شماؿ شرؽ صنعاء ‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ُٓٓ/‬‬
‫(ّ) بكيل‪ :‬إحدل قبائل اليمن كأكثرىا شهرة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ُُٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُٖٔ/‬‬

‫كتوفي المولى محمد بن إسحاؽ في خبلؿ ذلك كجعل إلى كلده صاحب الترجمة ما كاف ألبيو‬
‫من الببلد كغيرىا‪ ،‬كرجع صنعاء مبجبلن معظمان كصار بها زينة للزماف كمحطان لرجاؿ األعياف‪،‬‬
‫كمفزعان من طوارؽ الحدثاف‪ ،‬حتى توفاه اهلل تعالى في (شهر)[…‪ )ُ( ]..‬سنة إحدل كتسعين‬
‫كمائة كألف (ِ) كقبره في خزيمة غربي [ِٔأ‪-‬جػ] صنعاء رحمو اهلل تعالى‪ ،‬ككاف كالده المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ قد فعل لبعض أكالده كمنهم صاحب الترجمة أعراسان عظيمان‪ ،‬ككاف المولى‬
‫إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كعمو المولى الحسن بن إسحاؽ في الحبس ففعبل إلى المولى‬
‫محمد ىذه القصيدة البديعة‪:‬‬
‫لقد قيل لي أبناؤؾ اليوـ أعرسوا‬
‫كقد ضربوا دكف العرائس بالسجف‬
‫كقد قرنت األعراس بالييمن كانثنت‬
‫ببهجة األياـ مائسة العطف‬
‫كقد زخرفت فيو القصور كنوعت‬
‫بو فرش في الحسن جاءت على كصف‬
‫كقد (رصعت))فيو األرائك حولها‬
‫كراسي لؤلفراح محكمة الرصف‬
‫كقد زينت للناظرين كأيظهرت‬
‫نمارقها لطف الوصائف بالصف‬
‫كقد نزلت فيها الغواني كحركت‬
‫معاطفها الغزالف لؤلنس بالزؼ‬
‫كقد أبرزت معنى السركر كأعلنت‬
‫على جهة الترخيص بالغرض المخفي‬
‫كقد أطلعت فيها الشموع لمن يرل‬
‫نجوـ فخذ عنها الحديث من الطرؼ‬
‫كقد أشرقت من حسنو األرض كاكتست‬
‫من النور ثوبان قد جلى ظلمة السدؼ‬
‫كقد نشرت فيو المجامر مطرفان‬
‫فبلذت بو األبصار من خشية الخطف‬
‫فطرت سركران عند ذاؾ كلم أجد‬
‫سبيبلن لمقصوص الجناح إلى األلف‬
‫كضقت بذا ذرعان كلم أر شافيان‬
‫لمثلي سول التفصيل من شقة الوصفشقة الوصف[ّْأ‪-‬جػ]‬
‫كما الجهل باألشياء إال مضرة‬
‫لذا الكتب باألقبلـ من دائها يشفي‬
‫أنبام أنبايا العماد كصنوىوصنفوا‬
‫لقد كتب ى‬
‫إلي بما يغني اللبيب كما يكفي‬
‫كقد رفعا عني الحجاب كأبديا‬
‫بذلك ما كاف البعاد لو يخفي[َُُ‪-‬أ]‬
‫كقد حققا األطراؼ حتى كأنني‬
‫أشاىد ىاتيك المشاىد بالطرؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ]......‬بياض في أصولي‪ .‬كشهر ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) توفي يوـ الجمعة سادس كعشرين جمادل اآلخرة سنة (ُُُٗىػ)‪.‬‬
‫(ُ‪)ُٖٕ/‬‬

‫بلطف مساؽ كاد يسمع لفظو‬


‫لنا نغمات العود عن كتر اللطف‬
‫إذا مر ذكر الطيب فيو أكاد أف‬
‫أمد لمن أضحى يدكر بو كفي[ِٔب‪-‬جػ]‬
‫كإف ذكرت بالوصف أكؤس قهوة‬
‫أضم شفاتي ضم مستعجل الرشف‬
‫كإف ذكركا فيو النثار حشسرت عن‬
‫ذراعي كمي للتهيُّؤ للجحف‬
‫كإف ذكركا حر المقاـ لكثرة‬
‫من الشمع فيو قلت أؼ كمن يطف‬
‫كإف ذكركا حسن الزفاؼ بليلة‬
‫غدت بين أياـ الهنا شامة الطرؼ‬
‫تخيلت أف األرض ترقص بالورل‬
‫سركران كأشفقت السقوط عن (ُ) السقف‬
‫كإف ذكركا عالي مقاـ محمد‬
‫إماـ الورل بدر الهدل كسط الصف‬
‫تطاكلت كالرائي إليو يدم على‬
‫العمامة من خوؼ السقوط إلى ً‬
‫خلفيالخلف‬
‫كإف ذكركا كثر الزحاـ بسوحو‬
‫رفعت يميني كالمشير إلى الكف‬
‫تزاحمت األعبلـ من حولو فلو‬
‫يشاء مشى فوؽ العمامة بالخف‬
‫كإف ذكركا ما شاىدكا من سماتو‬
‫نظرت إلى الرايات من جانب الزحف‬
‫كاف ذكركا منو الوقار كحلمو‬
‫عرفت بو التفسير للطور كالكهف‬
‫كاف ذكركا منو زكاخر جوده‬
‫كما كاف فيو من متابعة العرؼ‬
‫ىتفت برباف السفين ككدت أف‬
‫ألف على رأس اإلزار من الوكف‬
‫كاف ذكركا أخبلقو كابتسامو‬
‫نشقت زىور الركض طيبة العرؼ‬
‫فللو أياـ المسرة إنما‬
‫أحاديثها في مسمع الدىر كالشنف‬
‫كهلل آثار العلى عن محمد‬
‫فركض لمستمل كغيث لمستعفي‬
‫فحتف ألعداء كأمن لخائف‬
‫كنور لمستهد كنجح لمستقفي‬
‫فدامت معاليو كمدت حياتو‬
‫فطوؿ بقاه لؤلناـ من اللطف‬
‫كال زاؿ إنسانان لعين زمانو‬
‫مساعيو صدر في المحافل كالصحف[ّٔأ‪-‬جػ]‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة ما كتبو إلى المولى القاسم بن الحسين بن إسحاؽ رحمو اهلل‪.‬‬
‫يامبديان من النول غرائبا‬
‫رفقان بصب قد غدا لهجركم‬
‫كالطرؼ منو اليزاؿ دائمان‬
‫كجسمو مما بو من الضنا‬
‫كصبره قد خانو لما رأل‬
‫فهل عسى ذاؾ الوفاء عائدان‬
‫كىل زماف بالحمى قد انقضى‬
‫كىل لبعد قد أتى عميدكم‬
‫أـ ىل تركف كصلو محرمان‬
‫فصبكم قد خاؿ باب كصلكم‬
‫لكنو قد ارتجى لفتحو‬
‫ابن الحسين المنتقى أخا العلى‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬على‪.‬‬
‫(ُ‪)ُٖٖ/‬‬

‫من صار في ىذا ا ألكاف كاحدان ‪ ...‬كمائبلن عن اللقاء جانبا‬


‫من كجده يسامر الكواكبا‬
‫لدمعو على الخدكد ساكبا‬
‫لو النحوؿ قد غدل مصاحبا‬
‫جفاكم لشيق محاربا‬
‫عليل ىجر منكم كآيبا‬
‫يأتي إلى الصب العميد كاثبا‬
‫من باعث أـ خلتموه كاذبا[َُِ‪-‬أ]‬
‫كقطعو من اللقا كاجبا‬
‫منعطفان كدكنو الحواجبا‬
‫حامي الذمار معطي الرغائبا‬
‫ال زاؿ للمجد األثيل صاحبا‬
‫لذا بو أستدفع النوائبا‬
‫كلو موجهان بها إلى ابن عمو ضياء الدين المطهر بن يحيى بن إسحاؽ‪ ،‬ككاف قد كصل منو عتاب‬
‫من قصر صنعاء في عدـ معاىدتو‪:‬‬
‫أتتني سيوؼ من عتاب قواطع ‪ ...‬ضياء الهدل من نحوكم كلوامع‬
‫منها‪:‬‬
‫بعيشك خبرني أعتب بعثتو ‪ ...‬بطرسك أـ نصل من البيض قاطع‬
‫بعثت سطوران للعتاب فأصبحت ‪ ...‬سهامان لها في القلب مني مواقع‬
‫كىي طويلة‪ ،‬كلما اطلع عليها المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ ككاف فعل إلى صاحب‬
‫الترجمة قصيدة فتراخا عن الجواب‪ ،‬أرسل إلى أخيو الصفي بهذه القصيدة من (قصر صنعاء)‬
‫(ُ) كىي[ّْب‪-‬ب]‪:‬‬
‫أبثك ما عندم فهل أنت سامع‬
‫أناشد في أىل الحمى ذمة الوفا‬
‫كقلبان لديهم مودعان رحت للجفا‬
‫كأرمي سهاـ العتب حين تنوشني‬
‫فما زاؿ قلبي من موالي كالئهم‬
‫تطالبو نفسي بميل كينثني‬
‫متى خطرت في النفس حينان خواطر‬
‫فيصعق من نور الجماؿ كقد بدت‬
‫أال في سبيل الحب قلب إذا غدا‬
‫قد استغرقت كلي صفات جمالو‬
‫أطالع فيها فالبسيطة كلها‬
‫لعزه‬
‫تشير قلوب بالخضوع ٌ‬
‫إذا مادنى من حضرة الذكر أفصحت‬
‫كضاقت محاريب الثنا بجبللو‬
‫كعج مقاـ الجمع شكران فكل من‬
‫ترامت بنا حسن الظنوف إلى حمى‬
‫كجدت مطايا الشوؽ في السير كاشتكت‬
‫كساؽ بها حادم الرجا فتواثبت‬
‫كثبنا إلى باب الكريم كمن أتى‬
‫كمدت أكف ضارعات كإنو‬
‫فدع كل باب غيره كارض بالذم‬
‫كالسيما ىذا الزماف فأىلو‬
‫تعددت األىواء كاختلفت بهم‬
‫فهذا أخي أبدا الجفا كغدا الوفا‬
‫ترفع مع قربي إليو كإنما‬
‫رآني بعين ال تليق بفضلو‬
‫كما زاؿ سجني للجفاء ذريعة‬
‫__________‬
‫(ُ) عند اللفظ‪ :‬قصر نهاية [ّٔب‪-‬جػ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٖٗ/‬‬

‫بعثت إليو من نظامي بقطعة‬


‫فماطلني دىران طويبلن كراعني‬
‫كأ ٌف أبا جاد إذا خط كفو‬
‫ككنت إذا ما قلت في اليأس راحة‬
‫إلى أف تيقنت القطيعة إذ أتت‬
‫على كل حاؿ ال يزاؿ بشكره ‪ ...‬كأدعوا كقلبي باإلجابة طامع‬
‫فعهدم مع حفظي المودة ضائع‬
‫أسائل فيهم ىل تضاع الودائع‬
‫سيوؼ الجفا كالسهم للقلب راجع‬
‫بناضل عنهم جهده كيدافع‬
‫فبينهما في كل حين كقائع‬
‫تغشاه نور حين ذكراه ساطع‬
‫لعينيو من خلف الحجاب اللوامع‬
‫من اليأس في شك جلتو المطامع‬
‫كقامت براىين عليها قواطع‬
‫نجوـ سوار أك بدكر طوالع‬
‫كتعظم قدران أف تشير األصابع‬
‫بتوحيده رىبانها كالصوامع‬
‫فكم ساجد للشكر يتلوه راكع‬
‫بو خافض صوت الثناء كرافع‬
‫بو سائل المعركؼ بالنجح قاطع‬
‫كبلالن كخافت أف تصد موانع‬
‫إلى مورد منو تفيض الصنائع‬
‫لو قارعان ىابت حماه القوارع[ْٔأ‪-‬جػ]‬
‫يجيب سريعان حين يدعوه ضارع[َُّ‪-‬أ]‬
‫أتاؾ فأبواب األماني مصارع‬
‫شعارىم عند التصافي التقاطع‬
‫كما اختلفت بين األناـ الطبائع‬
‫يقوؿ لو كاصل فما ثم مانع‬
‫يزين أخو المجد الرفيع التواضع‬
‫كحاجب سجني قاؿ لي ال تنازع‬
‫رب حق أبطلتو الذرائع‬
‫كيا ي‬
‫تركؽ كقلبي باإلجابة قاطع‬
‫جفاه كضاعت لي قواؼ ركائع‬
‫عليو عيوف للعدا كمسامع‬
‫يلوح لقلبي من كفاه مطامع‬
‫أتتني سيوؼ من عتاب قواطع‬
‫لساني رطبان فهو للفضل جامع‬
‫فأجاب صاحب الترجمة‪:‬‬
‫طبلئع عتب منك كافت ركائع‬
‫غدكت كلؤلدكل طبيب من الرجا‬
‫تخيلت‬
‫سماء ى‬
‫أرل قصر غمداف ن‬
‫لساني حياء منو غير مصرح‬
‫رمتني سهاـ العتب منك فأصبحت ‪ ...‬لركضة سلواف المشوؽ ركاتع‬
‫كرحت كركحي للمبلـ ينازع‬
‫بعيني فلم ال يقرع السن قارع[ْٔب‪-‬جػ]‬
‫بعذرم كقلبي عن كدادم ينازع‬
‫مجنات كدم للسهاـ تدافع‬
‫كمنها‪:‬‬
‫توىمت أني للوداد مضيع‬
‫شموس كداد بالوالء سوافر‬
‫فكيف سلوكي بعد كدم سبيل من‬
‫فرفقان بقلب حل فيو لك الهول‬
‫كقد كردت نفسي من العفو أبحران ‪ ...‬كلي شاىد فيما ادعيت يراجع‬
‫لكم كبدكر بالوفاء طوالع‬
‫تشاىده عند التصافي يقاطع‬
‫كشيدت لمن يهواه فيو مرابع‬

‫(ُ‪)َُٗ/‬‬
‫كمدت شباؾ الصفح فيها األصابع‬
‫منها‪:‬‬
‫كقد كردت نفسي من العفو أبحران ‪ ...‬كمدت شباؾ الصفح فيها األصابع‬
‫كىي أكثر من ىذا تركناىا اختصاران[َُْ‪-‬أ]‪ .‬كلو‪:‬‬
‫جعل العذار العذارل على صفيحة خده‬
‫كأرل سبلسلو شباكان مدىا ‪ ...‬سوران لماء الحسن كيبلن يطفحا‬
‫ليصيد قلبان عن ىواه ما صحى‬
‫كلو فيها التوجيو كاللف كالنشر‪:‬‬
‫أفدم الذم حاز الجماؿ كلو‬
‫ضوء النهار كالزىور كالشفاء‬
‫كخلقو إذا طلبت شرحو ‪ ...‬كلم يدع للغيد منو بقية‬
‫في كجهو كخده كالشفة‬
‫خذه عن النسيم كالحديقة[ّٓأ‪-‬ب]‬
‫كربما يأتي لو شيء من الشعر في ترجمة كالدنا العبلمة جماؿ الدين علي بن الحسن الحوثي‬
‫رحمو اهلل مما دار بينهما في المكاتبات‪ ،‬كاهلل الموفق للصواب‪.‬‬
‫[(ِّّْ‪)/‬أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم الصنعاني]* (ُ)‬
‫(َُُٕ‪ُُٖٓ-‬ىػ‪...ُْٕٓ-...ُٔٗٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى أبو عبد اهلل صفي الدين أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم أحمد بن الحسن بن‬
‫جم الفضائل زينة العلماء العاملين كاألذكياء‬
‫المنصور‪ ،‬العبلمة الجليل المتقن المتفنن الزاىد‪ٌ ،‬‬
‫المحققين‪ ،‬قرأ في العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬كدرس في الفرعية كاألصلية‪ ،‬كالزـ اإلقراء كاإلفادة‬
‫مع كماؿ التفهيم للطلبة كحسن الخلق اليشتغل إال بما يعنيو‪ ،‬ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ‪ :‬ىو‬
‫زينة العصر كفرد الدىر نشأ طالبان للعلوـ مبلزمان لطاعة الحي القيوـ‪ ،‬فبرز في كل فن كىو اآلف‬
‫كما قاؿ ابن حجاج (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ُِ) نشر العرؼ‬
‫(ُ‪،)ُٔ-ُٖ/‬مصادر الفكر للحبشي (ُٓٔ‪ ،)ُٔ،‬معجم المؤلفين (ُ‪ .)ُٓٗ/‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ُ‪ ،)َْْ،َْٓ/‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ْٓٓ‪ ،)ّْٕ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫ص(ْٖ) ترجمة (ْٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪،)ُّ/‬‬
‫(ِ) ىو الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج النيلي البغدادم أبو عبد‬
‫اهلل ‪ .‬شاعر فحل توفي سنة (ُّٗىػ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬األعبلـ (ِ‪ ،)ُِّ/‬سير أعبلـ النببلء (ُٕ‪.)ٓٗ/‬‬
‫…كفيات األعياف (ُ‪.)ِٕٔ-ِْٕ/‬‬

‫(ُ‪)ُُٗ/‬‬

‫في كصف نفسو‪:‬‬


‫حدث السن لم يزؿ يتلها ‪ ...‬علمو بالمشايخالمشائخ الكبراء[ٓٔأ‪-‬جػ]‬
‫نشأ بذمار‪ ،‬كأخذ عن أعيانها كأتقن بها الفقو كقرأ بها شيئان يسيران في النحو‪ ،‬ثم ارتحل إلى‬
‫صنعاء فأخذ بها النحو‪ ،‬كالتصريف كالمنطق كاألصولين كالبياف كالتفسير كالحديث‪ ،‬كعاكد‬
‫قراءة الفقو فصار بها عين األعياف كلو ذكاء خارؽ كنظر مطابق كسمت كإنصاؼ‪ ،‬كبالجملة‬
‫يعز كجود نظيره في الزمن األكؿ فكيف ال يكوف إماـ ىذا العصر الذين ىم حثالة‬
‫فهو ممن ٌ‬
‫ليس عليهم معوؿ‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫كمن مشايخو مشائخو القاضي عبد اهلل بن علي األكوع أخذ عنو بذمار كبصنعاء في آخر مدتو‪،‬‬
‫كبلغني أف ذلك القاضي عرؼ فيو مخائل النجابة‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا سيكوف آية في أىل ىذا البيت‪.‬‬
‫ثم أخذ في صنعاء في علم المنطق كأخذ عن البدر األمير في (الخبيصي) ك(الجامي) كحواشيو‬
‫كفي (المناىل) كفي المنطق كأخذ عن المولى محمد بن إسحاؽ كالمولى ىاشم بن يحيى‬
‫كالزمو كثيران قاؿ المولى إسحاؽ‪ :‬كتذاكرت أنا يومان كالمولى ىاشم الطلبة كأف منهم المقبل‬
‫المحصل كمنهم اآلخذ بطرؼ من التحصيل‪ ،‬فقلت لو‪ :‬كمن أعجب الطلبة فبلف أعني صاحب‬
‫الترجمة فقاؿ لي‪ :‬ذاؾ من العلماء‪ ،‬يعني أنو ال يذكر في الطلبة فقد ارتقى إلى درجة [َُٓ‪-‬‬
‫أ]رفيعة‪ ،‬ىذا كىو في سن الطلب نحو نيف كثبلثين سنة‪.‬‬
‫كأخذ عن المولى عبد اهلل بن علي الوزير في (الكشاؼ) كعن السيد العبلمة أحمد بن محمد‬
‫العياني في (البحر) كعن المولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ القاسم في (البحر)‬
‫أيضان‪ ،‬كعن المولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن كغيرىم‪.‬‬
‫[من أخذ عنو كمؤلفاتو]‬
‫كأخذ عنو كثير من العلماء كولده فخر الدين كسيدنا العبلمة حامد بن حسن شاكر‪ ،‬كالمولى‬
‫إسحاؽ بن يوسف كغيرىم‪ ،‬كلم يكن أحد مثلو في نفع الطالب كفهم مقاصد السائل‪،‬‬
‫كاإلنصاؼ في الجدؿ‪ ،‬كالذكاء كالتحقيق في البحث‪.‬‬
‫(ُ‪)ُِٗ/‬‬

‫ككاف يتجنب مخالطة الدكؿ مع قرب النسب‪ ،‬كلو حواش على (شرح الغاية) في األصوؿ‬
‫كحواش على (شرح العمدة) كعدة رسائل كجوابات مسائل‪.‬‬
‫قاؿ القاضي أحمد قاطن‪( :‬ككاف صاحب الترجمة يفتي أف المحبوس إذا أقر بشيء حبس‬
‫ألجلو ال يصح إقراره كال يحل الحكم عليو مثل أف يدعي عليو شخص أنو أخذ عليو ماالن من‬
‫حرز فينكره فيحبس للتهمة فيقر ليخلص من الحبس فإقراره غير صحيح؛ ألنو مضطر إلى‬
‫اإلقرار مكره كال يلزمو غرامة كال قطع عليو‪.‬‬
‫قاؿ القاضي‪ :‬كلقد شاىدت في [ٓٔب‪-‬جػ] الحبس من يدعى عليو دين فيقر بما ليس في‬
‫ذمتو ليتخلص منو كظهر لي ذلك مع طوؿ إقامتي فيو)(ُ) ‪ .‬انتهى كبلـ القاضي‪.‬‬
‫قلت‪ّٓ[:‬ب‪-‬ب](ِ)‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو]‬
‫ككاف مولد صاحب الترجمة في سنة سبع كمائة كألف كتوفي سنة ثماف كخمسين كمائة كألف‬
‫بعد عوده من الحج‪ ،‬كرثاه ىو كشيخو المولى ىاشم بن يحيى رحمهما اهلل المولى إسماعيل بن‬
‫محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل تعالى؛ ألف موتهما كاف في شهر كاحد كمستهل المرثية‪:‬‬
‫مصاب بو غرب المدامع محلوؿ‬
‫كبيت الهنا في القلب بالحزف محلوؿ‬
‫كخطب لديو الصبر عز كإنما‬
‫على عصمة التقول رجوع كتعويل‬
‫كأظلم أفق الفضل بعد ضيائو‬
‫فثوب األسىمن ظلمة الخطب مسدكؿ‬
‫منها في ذكر صاحب الترجمة‪:‬‬
‫كزاد التهاب الخطب في الناس شدة‬
‫بتلميذه إذ كاف في األمر تعجيل‬
‫صفي الهدل المحمود أحمد من رقى‬
‫إلى مرتقى ما غيره عنو مسؤكؿ‬
‫كسار إلى البيت العتيق بأىلو جميعان‬
‫فشمل الخير بالجمع مشموؿ[َُٔ‪-‬أ]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ِ) ترؾ حوالي أربعة أسطر في النسخة (أ) بياضان بعد اللفظ نحلت ‪ .‬كفي (جػ) قدر أربع‬
‫كلمات‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٗ/‬‬

‫[( ّْ) أحمد بن يوسف بن الحسين الحديث]*] (ُ)‬


‫(ُُُُ‪ُُُٗ-‬ىػ‪ُٕٕٕ-ََُٕ /‬ـ)‪.‬‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫المولى أبو يوسف شهاب الدين أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن‬
‫محمد ((عليهم السبلـ)) (ِ) كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫ىو العبلمة المتفنن المسند المحدث المؤرخ الضابط الحجة الورع الزاىد األديب الشاعر‬
‫البليغ زينة العصر كنادرة الدىر‪.‬‬
‫[بعض من ترجمو]‬
‫ترجم لو جماعة منهم القاضي الحيمي في (الطيب) (ّ) كالمولى فخر الدين عبد اهلل بن عيسى‬
‫في (الحدائق) (ْ) ككالدنا العبلمة علي بن الحسن الحوثي في كتابو الموسوـ بػ(عصارة القند‬
‫كنفحة الورد) (ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) الجواىر المضيئة للقاسم ترجمة (ُُْ) (بتحقيقنا)‪ .‬كمنو‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪-َّٔ/‬‬
‫ُّْ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُِٗ/‬كفيو مولده بعد سنة (َُُِىػ)‪ .‬دمية القصر لقاطن‬
‫(بتحقينا) درر نحور العين (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ْٔ) األدب اليمني (َّ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪ )َُْ/ّ( ،)َّٗ/ِ( ،)ِٕٕ/‬الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬عصارة القند كنفحة الورد‬
‫للحوثي(خ) تحفة اإلخواف (خ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ .)ْٗ/‬كمنو األعبلـ (ُ‪ ،)ِٕٓ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ‪ )ُِٔ-‬ترجمة (َِْ) طيب السمر (خ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ّ) سبق التعريف بطيب السمر للحيمي‪.‬‬
‫(ْ) سبق التعريف بمؤلف الحدائق المطلقة‪.‬‬
‫(ٓ) ىو كتاب عصارة القند كنفحة الورد‪.‬‬
‫…تأليف العبلمة علي بن الحسن الحوثي‪ .‬لم أقف على نسخة منو كلعلو بإحدل المكتبات‬
‫الخاصة بصنعاء‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٗ/‬‬

‫ككاف صهره كرفيقو كصديقو كممن ترجم لو خالو المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ‪ :‬ىو غرة في‬
‫كجو الزمن‪ ،‬كحسنة من محاسن اليمن‪ ،‬أحاطت بو خصاؿ الكماؿ إحاطة الهالة ببدر الكماؿ‪،‬‬
‫فشعره في الذركة العلياء من اإلجادة‪ ،‬كأدبو أدب األذكياء ذكم النقادة‪ ،‬يقصر عن كصفو قلمي‬
‫كلساني‪ ،‬كيضيق صدر ىذه األكراؽ عن التعبير بما اشتمل عليو من جبلؿ قدرة جناني‪ ،‬كلو‬
‫معرفة في العلوـ تضاىي عظم جبللو ال سيما في علم الحديث‪ ،‬كنقد رجالو [ٔٔأ‪-‬جػ]‬
‫كفوائده أغزر من الوسمىي كالولي‪.‬‬
‫[مؤلفاتو](ُ)‬
‫منها شرح مجموع اإلماـ زيد بن علي فلقد شرح بذلك صدكر الصدكر‪ ،‬كاستحق التصدير بما‬
‫رقم في تلك السطور‪ ،‬كدار مع الحق حيث يدكر‪ ،‬خرج ما فيو من األحاديث كأسندىا كنسبها‬
‫إلى كل را وك وْمن األمهات‪ ،‬كشيدىا ثم أطنب في مدح الكتاب حتى قاؿ‪ :‬تفرد بهذا التأليف‬
‫الشهير‪ ،‬كاجتمع لسماعو الكبير كالصغير‪ ،‬كسماه (فتح العلي في تخريج مجموع اإلماـ زيد بن‬
‫علي) لم يأت الزماف بمثلو كال يدعي أحد التقدـ عليو لفضلو‪ ،‬فهو في الحقيقة مسند أحمد‬
‫كفي مجاز الطريقة علم آؿ محمد‪ ،‬كما أحسن قولو حيث قاؿ في مسانيد اآلؿ‪:‬‬
‫كحديث طو قد ركتو عصابة‬
‫كىم السفين إلى النجاة كحالهم‬
‫إف الركاة مطارؽ كىم لها ‪ ...‬من آلو كسبللة اإلبريز‬
‫بالصدؽ يعرفو ذكك التمييز‬
‫ال شك كالتفويف كالتطريز[َُٕ‪-‬أ]‬
‫كلو اآلثار الحميدة‪ ،‬كالمناقب المشيدة‪ ،‬كىو ذك محبة للقرابة مع حسن طوية في الصحابة‪،‬‬
‫يركم فضائلهم كيعتقدىا‪ ،‬كيحدث عن مناقبهم كال يجحدىا‪ ،‬كىي طريقة اإلماـ يحيى بن حمزة‬
‫كمن سلف من األعبلـ (ِ)‪ ،‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كقد اختصر أيضان (فتح العلي) في مجلد ضخم سماه‪ :‬النص الجلي كىو كتاب مفيد‬
‫جدان‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ مولفاتو انظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ‪.)ُِٔ-‬‬
‫(ِ) الثغر الباسم (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٗٓ/‬‬

‫كممن ترجم لو القاضي أحمد قاطن فقاؿ في تحفتو‪(( :‬ىو المحقق الفاضل [ّٔأ‪-‬‬
‫ب]كاإلنساف الكامل‪ ،‬إماـ العلوـ كمحقق الرسوـ‪ ،‬كالفايت أىل الزماف في سبلمة الصدر‬
‫كالتقول كاإليماف المحمود الخصاؿ‪ ،‬المتفرد بخصاؿ الكماؿ‪ ،‬الكامل العناية في تخريج‬
‫األحاديث النبوية‪ ،‬السالك مسالك أىل الزىد بين البرية‪ ،‬النقاد لرجاؿ الحديث بذىنو الوقاد‬
‫كفكره الصادؽ فيما شملتو مصنفات أىل االنتقاد‪ ،‬كتمييزه بين الصحيح كالسقيم كالمعوج منها‬
‫كالمستقيم‪ ،‬لم يزؿ مشغوفان باإلقراء كالقراءة كالنسخ كالتأليف‪ ،‬كشعره في الذركة العليا من‬
‫الببلغة كالقبوؿ‪ ،‬كحسن السبك كالجزالة كاللطف كالرقة ثم قاؿ‪ :‬كىو من أىل اإلنصاؼ المائل‬
‫عن طرؽ الجور كاإلعتساؼ‪ ،‬كممن يميل مع الدليل أين ماؿ‪ ،‬كمن أىل الزىد كالورع [ٔٔب‪-‬‬
‫أ] في الدنيا‪ ،‬كىذه القصيدة تدؿ على ما قلناه كىي‪)ُ(:‬‬
‫أيها القاصر الفعاؿ(ِ) على اللهو‬
‫قد أتاؾ المشيب فيو من اهلل‬
‫فاترؾ اللهو جانبان كاحتشمو‬
‫إف سكر الشباب لم يبق منو‬
‫قد تولى ريعانو كىو ليل‬
‫أضبلؿ من بعد أف كضػ‬
‫ضحك الشيب فيك فابك خطا‬
‫ليس خمسوف حجة بعدىا عزؼ‬
‫فاتق اهلل إف تقواه خير الزاد‬
‫ذىب المتقوف هلل بالعز‬
‫كاتبع في الورل الذين قفوا أحمػ‬
‫سلكوا نهجو القويم فللحػ‬
‫مذىب سول الخبر المػ‬
‫ه‬ ‫مالهم‬
‫نصركه كىاجركا السوء حتى‬
‫فهم في المهاجرين إذا ما‬
‫كرثوا علم من ٌتوفى كلم يورث‬
‫كعلوا ذركة المحامد إذ كانوا‬
‫فهم العسجد المصفى ككل الناس‬
‫ي‬
‫طران‬
‫كىم الرأس كالعوالم ٌ‬
‫كىم لؤلناـ إف أظلم البا‬
‫كم جلوا رين بدعة حين ثاركا‬
‫فإليهم يسار من كل قطر‬
‫كعليهم من بعد أحمد كاآل ‪ ...‬ألما يئن لك اإلقصار‬
‫إليك اإلعذار كاإلنذار‬
‫فهو ضيف قراه منك الوقار‬
‫بعد صحو المشيب إالٌ الخمار‬
‫كأنار القتير كىو نهار‬
‫ػح الصبح لرائيو فاستباف المنار‬
‫ياؾ كاقلل فحتفك اإلكثار‬
‫__________‬
‫(ُ) تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُّ/‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬أكرد الناسخ أماـ اللفظ‪ :‬المقصر كأتبعو بالحرؼ (ظ) أم ظنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٗٔ/‬‬

‫كال صبوة كال استهتار‬


‫إف حاف منك يومان صغار‬
‫كذؿ العصاة كالذؿ عار[َُٖ‪-‬أ]‬
‫ػد في فعلو كما عنو جاركا‬
‫ػق على الخلق عندىم إيثار‬
‫ػركم عنو كال لهم اختيار‬
‫حمدت في المؤل لهم أثار‬
‫حصلوا يا أخي كىم أنصار‬
‫لو درىم كال دينار‬
‫بما سار في البرية ساركا‬
‫بعد الرغاـ كاألحجار‬
‫بي يدف كالخيار كاألخيار‬
‫طل فينا الشموس كاألقمار‬
‫ثم جلوا كالسنة المضمار‬
‫لرشاد كبالبناف يشار‬
‫ؿ صبلة كشمسها كسميها مدرار)) (ُ)‬
‫انتهى كبلـ القاضي‪ٕٔ[ .‬أ‪-‬جػ]‪.‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة شديد التواضع مطرحان لؤلعراؼ بالكلية ال يرل لنفسو حقان‪ ،‬كال يعرؼ‬
‫الكبر أصبلن يجيب كل من دعاه من صغير ككبير‪ ،‬كعظيم كحقير‪ ،‬كلو أخبلؽ نبوية‪ ،‬كسمات من‬
‫الوقار كالصمت مرضية‪ ،‬مع شرؼ نفس كعلو ىمة‪.‬‬
‫ككاف جليل القدر فخيمان لو جبللة في صدكر الناس‪ ،‬كمحبة عظيمة في القلوب يشتاؽ إلى‬
‫مجالستو كل أحد كيتبركوف بحضوره كيتشرفوف بو[َُٗ‪-‬أ] كأراده المتوكل على اهلل القاسم‬
‫بن الحسين على الرئاسة كتزكيجو بإحدل بناتو فأبى من ذلك‪ ،‬كمع اشتغالو بالمدارس فهو في‬
‫أم فارس لم يزؿ مطيان في محراب مضمارىا مجليان على األقراف إذا‬
‫جيل أىل الخيل فارس ٌ‬
‫تلعب بخطىي خطارىا‪ ،‬ال يجاريو فارس في ميداف‪ ،‬كال يباريو أحد في تصريف العناف‪ ،‬ثم ترؾ‬
‫ذلك كأقبل على الجمع كالتأليف كاإلفادة [ّٔب‪-‬ب]كاإلجتماع بإخوانو‪ ،‬ككاف من جبلؿ‬
‫قدره كتحقيقو في علم التجويد ربما حضر للعرض على بعض مشايخ مشائخ القرآف كزاحم‬
‫طالبي التجويد من الصبياف‪.‬‬
‫[بعض مشايخو مشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٕٗ/‬‬

‫كقرأ في علم الحديث على جماعة منهم‪ :‬صاحب الطبقات المولى العبلمة إبراىيم بن القاسم‬
‫بن المؤيد محمد بن اإلماـ القاسم (ُ)‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة إمامان ضابطان في علم الجرح‬
‫كالتعديل كمعرفة الرجاؿ‪ ،‬أخبرني المولى شيخ اإلسبلـ برىاف الدين (ِ) حفظو اهلل عن كالده‬
‫شيخ اإلسبلـ الوجيو (ّ) أنو كثيران ما يسألو عن بعض رجاؿ الحديث الذين ليس لهم شهرة‬
‫فيذكر صاحب الترجمة نسب ذلك الرجل كأحوالو كزمانو كما قيل فيو‪ ،‬كمن خرج لو حتى كأنو‬
‫مشاىدان لو‪.‬‬
‫[مولده كفاتو]‬
‫ككانت كالدتو في سنة إحدل عشرة كمائة كألف‪ُُُُ(.‬ىػ)‬
‫كتوفى ليلة الخميس (ِٓ) شهر جماد اآلخرة سنة إحدل كتسعين كمائة كألف (ُُُٗىػ)‬
‫توفى في (الركضة) كحمل إلى (صنعاء) كقبره في (خزيمة) (ْ) رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره في الوعظ قولو‪:‬‬
‫فيما التواني كالهدل العجل‬
‫أمل على أمل ككم أمل‬
‫إف كنت تأمل أف تعيش غدان‬
‫ماىذه الدنيا بدار بقاء‬
‫ال تطمئن إلى زخارفها (ٓ)ال تطمئن إلى زخارفها‬
‫كاسلك مسالك معشر لهم‬
‫كاعلم فإف الجهل منقصة‬
‫كانظر إليك بعين مفتق ور‬
‫كاجعل رجاؾ في اإللو غدا‬
‫ال حوؿ إال باإللو كال ‪ ...‬كإلى متى التسويف كاألمل‬
‫قد حاف دكف بلوغو األجل‬
‫فلقد أردت الخلد يارجل‬
‫كل امرئ منها سينتقل‬
‫إف المقيم بها لمرتحل‬
‫دار المقامة من غد نيػ يزؿ‬
‫كاعمل فاف ليبابو العمل‬
‫فالنفس فيها الزيغ كالخطل‬
‫سببان بو األعماؿ تتصل‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف سابقان‪.‬‬
‫(ِ) أم إبراىيم بن عبد القادر السالف الذكر ترجمة (ُ)‪.‬‬
‫(ّ) ىو عبد القادر بن أحمد الكوكباني ستأتي ترجمتو في الجزء الثاني‪.‬‬
‫(ْ) مقبرة خزيمة‪ :‬مقبرة قديمة تقع بالعاصمة صنعاء بالقرب من باب اليمن كلها تأريخ كقد قبر‬
‫جل علماء اليمن خبلؿ القرف الحادم عشر كالثاني عشر الهجرم كىي اآلف محفوفة بسور‬
‫كقد أخذت بعض أرضها بعد عاـ ُِٔٗـ كإالٌ فكانت تصل ميداف التحرير شماالن كباب اليمن‬
‫شراقان كبعض أجزاء الصافية جنوبان‪.‬‬
‫(ٓ) نهاية [ٕٔب‪-‬جػ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٖٗ/‬‬

‫شيي سواه عليو نتكل‬


‫كلو‪)ُ(:‬‬
‫رضيت من األياـ ما لم يكن يرضي‬
‫كقنعت نفسي كالقناعة قرةه‬
‫كرفعتها عن سيب (ِ) كل مبخل‬
‫إذا أنت سمت الباخلين نوالهم‬
‫فربك لؤلرزاؽ كاف مقدران‬
‫فسلم فإف األمر هلل كلو ‪ ...‬فإف لها دكني الغناء كلي عرضي‬
‫لعين عن األطماع ناظرىا يقضي‬
‫(ّ) يرل أف مذؽ الجود كالكرـ المحض‬
‫تعرضت منهم للعداكة كالبغض‬
‫قضى حكمو تفضيل بعض على بعض‬
‫كال تسع في إبراـ أمر كال نقض‬
‫كلو‪)ْ(:‬‬
‫يا رب إني ىالك‬
‫مابي مخافة أف تجور ‪ ...‬إف لم تداركني بفضلك‬
‫علي لكن خوؼ عدلك‬
‫َّ‬
‫كلو‪)ٓ(:‬‬
‫قد كاف تشبيو كجو خلٌي‬
‫ككاف يسبي النهى و‬
‫بخد‬
‫حتى اغتشى صبح كجنتيو‬
‫كأصبح الماء فيو غوران‬
‫كصح جسمي كمقلتاه‬
‫كمقلتاىوكاف فيو الغراـ حتمان‬
‫ككاف فيو الغراـ حتمان‬
‫يا برده عارضان بقلبي‬
‫كأنو أيما و‬
‫دكاء ‪ ...‬بالبدر عند التماـ ظلما‬
‫تآلف النار فيو كالما‬
‫ليل من الشعر كادلهَّما[َُُ‪-‬أ]‬
‫كعادت النار بعد فحما‬
‫شيئاف ال يعدماف سقما‬
‫السلو حتما‬
‫فعاد عنو ٌ‬
‫حمدتو كالحبيب ذما‬
‫يحسم داء الغراـ حسما‬
‫كلو‪:‬‬
‫دع عنك ذكر المعاىد الدرس‬
‫كاعكف على شرب نبت سكرىينيب كسكره‬
‫تغسل قلبي من الهموـ كما‬
‫بصاحب حلوة فكاىيتو‬
‫من كف ظبي مقرطف غنج‬
‫بحلة الحسن إف أشبهو‬
‫حتىإذا صرعتو سورتها‬
‫قضى شوقو بحبو أربان‬
‫كلست أعني بذلك فاحشة‬
‫فذاؾ خير من الوقوؼ على ‪ ...‬ككصف ذات النطاؽ كالحرس‬
‫تخالها في الدجا سنا قبس[ٖٔأ‪-‬جػ]‬
‫تغسل بالماء الثوب من دنس‬
‫في غمرات المجوف منغمس‬
‫مهذب الخلق لين شرس‬
‫أكل يدان من سواكن الكنس‬
‫كأسلمت نطقو إلى الحرس‬
‫ككاف صيدان بكف مفترس‬
‫سول اعتناؽ كضم مختلس‬
‫ربع خبل موحشان من األنس‬
‫كلو‪)ٔ( :‬‬
‫كشادف زارني كىنان كقد عميت‬
‫عين الرقيب كنامت أعين الحرس‬
‫أحول كأف بديع الخلق بارئو‬
‫سواه من بلج شخصا كمن لعس‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُُّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬سيد‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬مقضى‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ُ‪.)ُُّ/‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ُ‪.)َُّ-َّٗ/‬‬
‫(ٔ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُّّ-ُِّ/‬عن ما ىنا‪ .‬كاللفظ لو ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُٗٗ/‬‬

‫كالشمس في بهجة كالركض في نظ ور‬


‫كالظبي في جيد كالغصن في ميس‬
‫بتنا أعاطيو كاسات المداـ‬
‫كيعطيني كسكرم من أعيانو النعس‬
‫كأنو حين يدنيها ليشربها‬
‫من ثغره قمر يحسو سنىا قبس‬
‫حتى إذا الصبح أبدل عن طبلئعو‬
‫كسن للفجر غارات على الغلس‬
‫كأدبر الليل عنو كىو منهزـ‬
‫كأنو طالب ثأران على فرس‬
‫نادل ىلم لتوديع كبادرني‬
‫دمع كشد لساني عنو بالحبس‬
‫كراح عني كقلبي في حبائلو‬
‫عاف كدمعي طليق أم منبجس‬
‫كالصبر عاؼ كجسم قد براه ضنى‬
‫كفي حشائي رسيس غير مندرس‬
‫هلل من ليلة جاد الزماف بها‬
‫عفوانحلت لي كمرت مثلما نفس‬
‫غراء قد بات فيها البدر معتنقي‬
‫كالغيض يكحل عين النجم بالشوس‬
‫إذا عرتني لهجر كحشة جعلت‬
‫تركم فتشفي حديث النفس عن أنس‬
‫سل عن فؤادؾ بعد اليوـ ما صنعت‬
‫فيو اللواحظ كأبحث عنو كالتمس‬
‫ما أف يفك كال يفدا أسير ىول‬
‫أضمتو عين لها نبل بغير ً‬
‫قس[ٖٔب‪-‬جػ]‬
‫كلو‪)ُ(:‬‬
‫خذ فؤادم فإنو بعض مالك‬
‫يا رشيق القواـ قدؾ مياؿ‬
‫أنت في قالب المبلحة أفرغت‬
‫قد تنحلت الغزاؿ عينان كجيدان‬
‫كعلى الشمس مسحة من محياؾ‬
‫أنت في الحسن آيةن كفؤادم‬
‫فلقد صرت غاية فيو حتى‬
‫كل من راـ في ىواؾ سوم (ِ)‬
‫يا سقيم اللحاظ إف قلت زرني‬
‫كأصخ لي سمعان كال تصغ ما عشت‬
‫حسن منك أف تزرني محبان‬
‫تحسب القطع منك كصبلن كيعػ‬
‫كإذا لم تزر كأمكن غمض‬
‫كترفق بمهجة ليس فيها‬
‫أنت في مكاف ركحي من جسمي‬
‫قادني نحوؾ الهول بزماـ ‪ ...‬أنا عبد كأنت أفديك مالك‬
‫كقلبي يميل مع ميَّالك‬
‫فما للبدكر معنى كمالك‬
‫كمنحت القضيب حسن اعتدالك[ُُُ‪-‬أ]‬
‫كفي الحور نظرة من جمالك‬
‫عامل في الجسيم من عمالك‬
‫ال تعد المبلح من أشكالك‬
‫سمتو أف يجيئني بمثالك‬
‫فاحتمل لي إساءتي بسؤالك‬
‫إلى الئميك أك ع ٌذالك‬
‫كصل الحب حبلو بحبالك‬
‫ػتد صدكدان أردتو من كصالك‬
‫لجفوني استنبت طيف خيالك‬
‫موضع ما رشقتو بنبالك‬
‫فصلني أكال فحسبي ذلك‬
‫سالكان بي إليك أىدل المسالك‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪.)ُّّ/‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬سلول‪.‬‬

‫(ُ‪)ََِ/‬‬

‫كلو مجيبان على عم كالدم السيد العبلمة جماؿ الدين علي بن الحسن الحوثي اآلتي ذكره إف‬
‫شاء اهلل‪.‬‬
‫لبياض (ُ) الطبلء كسود الحدؽ‬
‫كأحور يرنو بنبالو‬
‫يقوؿ فؤادم إذا ما رنى‬
‫كيعجبني أنني لم أشم‬
‫كألقى لو أثران في الحشا‬
‫كيذىلني سحر ألحاظو‬
‫جعلت لو مقلتي منزالن‬
‫أرض سكناه في مهجتي‬‫كلم ى‬
‫فسبحاف من صاغو فتنةن ‪ ...‬لجسمي كعيني الظنا كاألرؽ‬
‫كتبسم عن لؤلؤ في نسق‬
‫رمى كيقوؿ عيوني رمق‬
‫سهامان كاف دمان لم يرؽ‬
‫فاعلم أف فؤادم صدؽ[ٗٔأ‪-‬جػ]‬
‫فاحسبو باطبلن كىو حق‬
‫فمن أجل ذا (جفنهجفنها)(ِ) ما انطبق‬
‫ألني خشيت عليو الحرؽ‬
‫كحملني منو ما ال أطق‬
‫كلو مجيبان على المذكور أيضان‪)ّ(:‬‬
‫حديث غرامي مستفيض مصحح‬
‫ىل الوجد إال لوعة تحرؽ الحشا‬
‫كريم حكتو العين جيدان كمقلة‬
‫القلب مرعى كالمدامع مورد‬
‫ى‬ ‫لو‬
‫سلول عنو باللوـ عاذليًعاذؿ‬
‫يركـ ٌ‬
‫يفوه بعذؿ كىو صاح من الهول‬
‫أأفرؽ من سكر الغراـ بأىيف‬
‫كلو ىب من نوـ الجهالة عاذلي‬
‫ألبصر شمسان يهتدم بضيائها‬
‫جماؿ الهدل كافى نظاـ النظاـ مهذب‬
‫كأف سبلؼ الراح أحرؼ رسمو‬
‫كال غرك منشيو كناسج كشيو‬
‫شرفت قدرم بمدحو‬
‫ي‬ ‫نظاـ بو‬
‫كما كنت أىبلن للمديح كللثنا‬
‫ألنت زىير في القريض كأنت من‬
‫مقامك يحوم المكرمات كأىلها‬
‫فكم لك من يوـ أغر محجل‬
‫غدكنا بو في ظل جودؾ كارفان ‪ ...‬ركتو جفوني كىي بالدمع تجرح‬
‫بنار كدمعي في ثرل السفح يسفح‬
‫كلكنو في العين أحلى كأملح‬
‫يعني المعنى إذ يغن كيسفح‬
‫العذؿ أجنح‬
‫كلست إلى مانمق ي‬
‫كقلبي من سكر الصبابة يطفح‬
‫كأعطافو من نشوة تترنح‬
‫يمسح[ّٕب‪-‬بّٖ‪-‬أ]‬
‫كراح بعين من كراىا ٌ‬
‫كأيقن أف العذؿ في الحسن يقبح‬
‫الصب يسلوا كالحزين يركح‬
‫ٌ‬ ‫بو‬
‫فمن أجل ذا ممليو يشدك كيشطح‬
‫إماـ لصدر العلم بالفهم يشرح‬
‫تمنتتمت بنشر طيو المسك ينفح‬
‫كلكنما مثلي لمثلك يمدح‬
‫ممدحو أندل يمينان كأسمح‬
‫فقد صار عنو الفضل ال يتزحزح‬
‫بو عن ذنوب الدىر يعفو كيصفبو عن ذنوب الدىر يعفو كيصفح ح[ٗٔب‪-‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬بياض‪.‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ :‬جفنها‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪.)ُّْ/‬‬

‫(ُ‪)َُِ/‬‬

‫تلذ كفي بحر من العلم يسبح[ُُِ‪-‬أ]‬


‫كلو أيضان‪:‬‬
‫كشادف توقف األبصار طلعتو‬
‫أسيل خد يسيل الماء فيو على‬
‫قد غادرتني لو بين الورل مثبلن‬
‫في لحظو فترة للحب تنشطني‬
‫كقامة تسرؽ (ُ) األغصاف ميلتها‬
‫قد أطلق الدمع من عيني كقيدىا‬
‫عاب البكاء عليها معشر جهلوا‬
‫كأنكركا أف تراعيو كما علموا‬
‫يا موسعي فيو لومان لست أسمعو‬
‫دع المبلـ فلي طبع يسيل ىوان‬
‫ماذا عليك إذا استعذبت من كلف‬
‫نم ملء عينك حلوان من ىول رشا‬
‫كال ترؽ مدمعان من إثر منتزج‬
‫كقد محضتك نصحي فابتعد ىربان‬
‫كيا غزاالن غزا قلبي بناظره‬
‫ملكت أمرم فأحسن في معاملتي ‪ ...‬للعين في كجهو كردان ببل صدر‬
‫نار كيجمع بين الزىو (ِ) كالزىر‬
‫نجبلء مكحولة بالسحر كالحور‬
‫لم تبق من مهجتي شيئان كلم تذر‬
‫إف نثر عادلها ريح الصبا بحر‬
‫فصار كقفان عليو دائمان تطرم‬
‫ما الشأف في فيض شأف أم منهمر‬
‫بأنها من رعاة الشمس كالقمر‬
‫أصمني عنك ما غطى على بصرم‬
‫ٌ‬
‫إف كاف طبعك مقدكدان من الحجر‬
‫فيو العذاب كبعت النوـ بالسهر‬
‫أمسيت فيو سميران ألنجم الزىر‬
‫بيين بالصد ال بالنائي كالسفر‬
‫مما أعاني فليس الخبر كالخبر‬
‫فاعجب لمنتصر يومان بمنكسر‬
‫فإف أحسن شيء عفو مقتدر‬
‫كلو‪:‬‬
‫محياؾ جيش الشهب للصب باعث‬
‫كطرفك من طرؼ الصبابة عاقد‬
‫كلم أدر ما أمبل فلباه مسرعان‬
‫أحاديث مكحوؿ ركاىا مسدد‬
‫أأسلوؾ ال أسلو كلحظك راشق‬
‫كقدؾ ميَّاد (ّ) يلوث إزاره‬
‫تغنت حماـ الحلي فيو كأنها‬
‫ثنيت عناف الوصل عني تجنبان‬
‫فأصبحت أما النوـ عني فراحل‬
‫ي‬
‫أتجفو مشوقان من تجافيك كالرجاء‬
‫قديم غراـ فيك يأبى لو الوفا‬
‫صددت كال شي جرل غير مدمع‬
‫لئن كنت في حسن ليوسف كارثان ‪ ...‬كللبدر كالشمس المنيرة ثالث‬
‫كلكنو من مبرـ الصبر ناكث‬
‫فؤادم كألفا عقلو كىو رايث‬
‫لها في قلوب العاشقين حوادث[َٕأ‪-‬جػ]‬
‫إلى كبدم نببلن كبالسحر نافث‬
‫على حقف رمل ذاه فيك اليث‬
‫مثاف على أعطافو كمثالث‬
‫كحبك و‬
‫عاث في حشائي كعابث‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬سرؽ‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬الزىر‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬مياؿ‪.‬‬

‫(ُ‪)َِِ/‬‬

‫كأما الجول في مهجتي فهو البث‬


‫مميت لو في كل يوـ كباعث‬
‫بأف يعتريو من صدكدؾ حادث(ُ)‬
‫سأصبر لكني عن األمر باحث‬
‫فإني (بقبس) (ِ) في المحبة كارث‬
‫كلو‪:‬‬
‫ماداـ قلبك منزالن من داره‬
‫كاصبر لو إف المحبة جنة‬
‫من لم يكن بالصبر يبدا طائعان‬
‫فاشدد يديك على التصبر سائبلن‬
‫كأغن يرمي عن قسي حواجب‬ ‫َّ‬
‫يضمي القلوب إذا رنا كإذا بدا‬
‫يستعذب التعذيب منو أخو الهول‬
‫أنا إف كلفت بو فعذرم كاضح‬
‫كقوامو المياد يعطفو الصبا‬
‫نشر الذم أطويو منو بمهجتي‬
‫هلل قلبي ما أحس كمدمعي‬
‫ما لمتو في أف أذاع كإنما ‪ ...‬كالعذؿ منتصب عليك فداره‬
‫لكنها محفوفة بمكاره‬
‫في الحب عاد إليو عود الكاره‬
‫مولى الورل حرؽ العذكؿ بناره[ّٖأ‪-‬ب] ألحاظو كالنبل من أسفاره‬
‫للبدر غاب البدر من إسفاره‬
‫كتلذ للمشتاؽ خلع عذاره‬
‫في كرد خديو كآس عذاره‬
‫فيميل كاألخطار في خطاره‬
‫فلح القلب في إنكاره‬
‫دمعي ٌ‬
‫الفياض ما أبداه من أسراره[َٕب‪-‬جػ]‬
‫لوميو إف لم يطف حر أكاره[ُُّ‪-‬أ]‬
‫ٍ‬
‫كلو‪:‬‬
‫لم أبك رسمان عفت معالمو‬
‫كلم أفي ٍو بالهجاء في نف ور‬
‫ال خيفة منهم كال حصران‬
‫قلوبهم ريح منطقي عصفت‬
‫كإنما صرت ناعتان أبدان‬
‫مشمولة في اإلناء ساطعة‬
‫كرباىا‬
‫يتيمة صانها الزماف ٌ‬
‫بكر عجوز قد عتقت حقبا‬
‫يلقحها كالظبلـ معتكر‬
‫ساؽ غرير على النداـ لو‬
‫إف شئت أسقتكها لواحظو‬
‫ما أنصف الشرب كلما أخذت ‪ ...‬كلم أقل قط مدحو كذبا‬
‫قطعت بيني كبينهم سببا‬
‫بل عن ىجاىم ترفعان كإباء‬
‫يومان لطاركا بها الجميع ىبا‬
‫مدامو لذة لمن شربا‬
‫يخاؿ منها بكأسها لهبا‬
‫كأضحى أمان لها كأبى‬
‫كقوبلت في اكتهالها نصبا‬
‫بالماء خرؽ فتنتج الطربا‬
‫كجو غدا بالجماؿ منتقبا‬
‫صرفان كإف شئت غلها طربا‬
‫بغير كجو شارب قطبا‬
‫كلو كفيو لزكـ ما ال يلزـ‪:‬‬
‫ىم معشر ال يزاؿ دأبهم‬
‫قد كنت للنايبات أدخرىم‬
‫تبان لهم كيف أصبحوا عمدان ‪ ...‬نقض األقاكيل باألفاعيل‬
‫لي‬
‫أفاعي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫فصح لي أنهم‬
‫كأمس كانوا من المفاعيل‬
‫كلو مع التضمين‪:‬‬
‫كأسود يحكى البدر معنى جمالو‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬حوادث‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬لقيس‪.‬‬

‫(ُ‪)َِّ/‬‬

‫رحلنا مطايا الشوؽ حرل كصلعان‬


‫فجأت بنا إنساف عين زمانو ‪ ...‬كإف كاف يحكي لونو الليل داجيا‬
‫إليو كلم نقطع ٌبهن الموانيا‬
‫كخلت بياضان خلفها كمآقيا‬‫ً‬
‫كلو أيضان‪:‬‬
‫كأسود فوؽ خد الحسن خاؿ‬
‫أقوؿ لو كقد شاىدت منو‬
‫فإف نفق األناـ كأنت منهم ‪ ...‬غزير عن ىول في القلب خالي‬
‫محاسن بلبلت عقلي كبالي‬
‫فإف المسك بعض دـ الغزاؿ[ُٕأ‪-‬جػ]‬
‫كلو‪:‬‬
‫تعشقتو لوف الشبيبة أسود‬
‫محبب ‪ ...‬كحسبك حسنان راؽ للبيض منظرا‬
‫ه‬ ‫حبيب إلى كل النفوس‬
‫حب القلب مصورا‬
‫كأف كاف من ٌ‬
‫كلو‪:‬‬
‫عجبت من العيوف يقاؿ سود‬
‫كأعجب منو قولهم مراض ‪ ...‬كليس سواىا البيض الصفاح كىن الممرضات لنا الصحاح‬
‫كلو‪:‬‬
‫بنفسي من أذكب أسا عليو أغار‬
‫أيغارعليو حتى من عيوني‬
‫كأضمر في الفؤاد لو عتابان‬
‫كتسعف ساعة منو بلقيا ‪ ...‬كأكتم حبو جهدم كأخفى‬
‫إذا أبصرتو كأغض طرفي‬
‫إذا خاليتو يومان بلطف‬
‫فأبهت ال أكلمو بحرؼ[ُُْ‪-‬أ]‬
‫كلو كىو من قديم شعره‪:‬‬
‫من راؽ في ناظر لو دعج‬
‫سوداء من مهجتي بما نزلت‬
‫ترنو بعين شكبل تحسبها‬
‫إىابها كالظبلـ حلكتو‬
‫ما أف رأت مقلتي لؤلؤة‬
‫رؤبها القلب شبهة فغدا‬
‫حسب الغواني بأنهن لنا ‪ ...‬فلي حبيب جميعو دعج‬
‫لها من المسك اللوف كاألرج‬
‫عضبا غدا كمن دـ ضرج‬
‫كحسنها كالصباح منبلج‬
‫عظمان سواىا كجسمها سج‬
‫كأنو بالشبيو ممتزج‬
‫حوائج في الصدكر تختلج‬
‫كلو‪:‬‬
‫ككجو لك مثل القمر‬
‫ال ٍ‬
‫كخدكد كردىن ال يجتنا كردىا‬
‫كإذا عين شج منها جنت‬
‫ما لقلبي عنك سلواف كال ‪ ...‬كقواـ كالقضيب النظر‬
‫إال بأيدم الفكر‬
‫حست العين بها باألثر‬
‫لوركدم في الهول من صدر[ّٖب‪-‬ب]‬
‫كلو‪:‬‬
‫أراد امتحاني بالجفى فأطالو‬
‫كيعرؼ قدر المرء عند امتحانو‬
‫فألفى محبان ال يميل لسلوة‬
‫مبلالن كال يثنى القبل من عنانو‬
‫فقاؿ مشوؽ ترجم السقم حالو‬
‫كأنبأنا عن شأنو فيض شأنو[ُٕب‪-‬جػ] (ُ)‬
‫لياف كلي للديوف على غنى‬
‫__________‬
‫(ُ) بيض الناسخ صفحة (ِٕأ‪ِٕ،‬ب)‪ .‬في النسخة (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َِْ/‬‬

‫ككأ تلفان من ليو كليانو(ُ)‬


‫كلو …مضمنان‪:‬‬
‫كنبيت من أىواه أضحى يسبني‬
‫يقوؿ كعضب ذم غرارين باتر‬
‫فقلت كلم أفحش فقاؿ شاعر‬
‫عليم بأحكاـ المحبة شاعر‬
‫كقد زادني أف ناؿ مني ىوان لو‬
‫ىنيئان مريئان غير داء مخامر‬
‫كلو‪:‬‬
‫يلومونني في أف غدكت كفاعل‬
‫كلو كنت عمران بينهم لتعاكرت‬
‫كلو كنت مقصوران على البعض منهم‬
‫فبل غركا إف أصبحت في الناس مفردان‬
‫كمعرفتي قد عاذرتني منكران ‪ ...‬من الناس طي الفعل قد صار مضمرا‬
‫عوامل شتى كاجب الصرؼ مظهرا‬
‫لقد كاف إعراب علي مقدرا‬
‫فلم أر جمعان قط إال مكسرا‬
‫على أنني لم آت في ذاؾ منكرا‬
‫كلو‪:‬‬
‫بشرل فقد عقب الضراء سراء‬
‫كشق جيب ظبلـ اإلمتحاف يد‬
‫كذا قضى اهلل أف العسر يتبعو‬
‫فالحمد هلل حمدان ال كفاء لو‬
‫كما استهلت سحاب اللطف منو على‬
‫صلى إلهي على طو كعترتو ‪ ...‬كصحح األمر حتى ما بو داء‬
‫لصبح ركح من الرحمن بيضاء‬
‫يسر كهلل في بلواه آالء‬
‫في ذاؾ ما عقب اإلصباح إمساء‬
‫عبيده صوبها فضل كنعماء‬
‫ما غردت في غصوف الباف كرقاء‬
‫كلو‪:‬‬
‫أغزالة أآغزالة سنحت لعينيك أـ رشا‬
‫أنا لم أكن آنست ضبيان أنسان‬
‫ىي غرة سفرت فغرؾ جسمها‬
‫أعلي لوـ إف دىشت بطلعة‬
‫ماست فخر الباف يخضع ساجدان‬
‫كأرتك خدان بالعيوف مصرحان‬
‫ىيفاء يلعب بالعقوؿ جمالها‬
‫لدعا الغراـ فكنت أكعي سامع‬
‫كتنكب العذاؿ طرقي في الهول‬
‫أنا إف عشقت فلست أكؿ و‬
‫عاشق‬
‫فالغانيات سلبن قيسان لبو‬
‫ما للغواني ملن عنك كقد رأين‬
‫أحسين نار الشيب ناران يلتضى‬
‫فسقى الحياء عصر الشباب كال رأت ‪ ...‬نفذت لواحظها سهامان في الحشا‬
‫أبدان كال شمسان بها غصنان مشا‬
‫علينا كنفر عن ىواؾ كفتشا‬
‫غرا حق لمثلها أف يدىشا‬
‫كبدت فغاب البدر من خجل غشا‬
‫خفران كقدان بالظنوف مخمشا‬
‫كيريك ناظرىا الحليم األطيشا‬
‫كفشا المبلـ فكنت عنو األطرشا[ّٕأ‪-‬جػ]‬
‫فتعسفوا كعران خبلء موحشا‬
‫كتم الهول كببعضو بعض فشا‬
‫كقتلن عركة بالهول كمرقشا‬
‫__________‬
‫(ُ) ىذا البيت أثبتو الناسخ في (جػ)‪ :‬في ص (ّٕأ)‪ .‬رغم أنو ترؾ كرقة كاملة بيضاء كلم يثبت‬
‫فيها شيء‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٓ/‬‬

‫الباز في ككر الغراب معشعشا‬


‫كنهاره جنح الظبلـ إذا غشا‬
‫عين المراقب للزيارة من عشا[ُُٓ‪-‬أ]‬
‫كلو‪:‬‬
‫كلي صاحب يا لو صاحبان‬
‫كذا ال تضاؼ إلى مضم ور ‪ ...‬غدا ال يضر كال ينفع‬
‫كال عن إضافتها نقطع‬
‫كلو‪:‬‬
‫كصاحب لي مما دؽ ملق‬
‫كالشرل راقتك منو صفرتو ‪ ...‬يبين لي غير ما يغيٌبو‬
‫ٍ‬
‫كالمرئ مهما نقفتو فيهنقفتو فيو‬
‫كلو‪:‬‬
‫كلرب مغتاب لنا حسدان‬
‫فإذا أشهدت رأيتو كجمان‬
‫كيصدني من أف أعاتبو ‪ ...‬إف لم يكن لي في العلى خطرا‬
‫فكأنما ألقمتو حجرا‬
‫كوني لو ما عشت محتقرا‬
‫كلو‪:‬‬
‫ياطالبان للعلم ال تجعل سواه قط شغلك‬
‫فالعلم ال يعطيك بعضانمنو أكتعطيو كلك‬
‫كلو‪:‬‬
‫أؼ لها دنيا إذا أقبلت‬
‫ليس لما فيها دكاـ ‪ ...‬كلت على أعقابها ناكصو‬
‫كال توجد فيها لذة خالصو‬
‫كلو‪:‬‬
‫ال تطلب الرزؽ ممن راح يطلبو‬
‫كال تكن و‬
‫لغد ما عشت مدخران ‪ ...‬كاستغن عنو بسيب الواحد الصمد‬
‫ب]‬ ‫يا صاح رزقان فعند اهلل رزؽ ً‬
‫غد[ّٗأ‪ً -‬‬
‫كلو‪:‬‬
‫إذا فكرت في ذنبي عرتني لوعة الكرب‬
‫كإف فكرت في عفوؾ كالغفراف يا ربي‬
‫تجاسرت فما باليت ما قارفت من ذنبي‬
‫كحسبي حسن ظني فيك يا موالم من حسبي[ّٕب‪-‬جػ]‬
‫[(ّْْٓ‪ )/‬أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين الشامي]* (ُ)‬
‫(َُٓٗ‪ُُِٕ-‬ىػ‪ُٕٓٗ-ُِٖٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن أيضان (بتحقيقنا) البدر الطالع (ُ‪-ٕٓ/‬‬
‫ٕٔ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ٖٔ) (بتحقيقنا) تأريخ اليمن ألبي طالب (ْٕٗ)‪،‬‬
‫نشر العرؼ (ُ‪ )ُٓٓ-ُْٖ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِّ‪ )ُِْ-‬ترجمة(ْٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٔ/‬‬

‫المولى شمس اإلسبلـ أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين (ُ) بن عز الدين بن الحسن بن‬
‫محمد بن صبلح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليماف بن أحمد بن اإلماـ‬
‫الداعي إلى اهلل يحيى بن المحسن بن محفوظ بن محمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن‬
‫الحسن بن األمير عبد اهلل بن اإلماـ المنتصر‪ ،‬محمد بن اإلماـ المختار القاسم بن اإلماـ‬
‫الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم ((يحيى بن الحسين)) (ِ) عليهم السبلـ كبقية نسبو‬
‫تقدـ[ُُٔ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫ىو إماـ العلوـ كجبل الحلوـ‪ ،‬ذك التحقيقات الباىرة كاألنظار الحسنة‪ ،‬فخر المتؤخرين أقضى‬
‫قضاة المسلمين المعركؼ بالشامي‪ ،‬كلد في سنة خمس كتسعين كألف‪ ،‬كنشأ بصنعاء نشأة‬
‫سلفو من أىل البيت من الديانة كالنجابة كالصبلح كطلب العلوـ حتى اشتهر بين الناس‬
‫بالصبلح كالعفاؼ كالورع‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركءاتو]‬
‫كقرأ على المولى زيد بن محمد بن الحسن بن المنصور‪ ،‬كعلى كلده المولى محمد بن زيد‪،‬‬
‫كعلى المولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كعلى المولى صبلح بن الحسين األخفش حتى حقق‬
‫النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوليين‪ ،‬كالمنطق‪ ،‬كالحساب‪ ،‬كالفقو‪ ،‬كالتفسير‪ ،‬كأخذ علم‬
‫(القراءات) (ّ) على المحقق صالح (بن علي)(ْ) اليماني‪ ،‬كأخذ علم الدراية كالركاية عن‬
‫شيخو العبلمة الحسين بن أحمد زبارة‪ ،‬كأخذ علم الركاية فقط على الشيخ عبد الخالق بن‬
‫الزين المزجاجي في كفادتو إلى صنعاء سنة اثنتين كخمسين كمائة كألف بطريق السماع كاإلجازة‬
‫العامة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) علق ناسخ النسخة (أ) بقولو‪ :‬لعلو أحمد بن الحسين بن محمد بن صبلح إلى آخر‬
‫النسب ىكذا كجدتو في مشجر نسبهم كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) من المحقق‪.‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬الفرائض‪.‬‬
‫(ْ) ما بين ( ) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٕ/‬‬

‫كلما حج في سنة [……](ُ) أخذ عن علماء الحرمين الشريفين كالشيخ محمد بن الحسن‬
‫العجمي كالمسند سالم بن عبد اهلل البصرم(ِ)‪ ،‬كالمحقق محمد حيوة السندم‪ ،‬كالعبلمة‬
‫محمد بن الطيب المغربي المدني‪ ،‬كالشيخ محمد الدقاؽ كلهم بالسماع ألكائل األمهات‬
‫الست كاإلجازة لسائر الكتب في الفنوف‪ ،‬كاثنوا عليو فيما كتبوا لو من اإلجازات ثناءن عظيمان‬
‫كمدحوه مدحان كثيران‪ ،‬كأجاز لو السيد العبلمة يحي بن عمر بن مقبوؿ األىدؿ الزبيدم‪،‬‬
‫كالقاضي طو بن عبد اهلل السادة الجبلي كغيرىم‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] بياض في اصولي‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪:‬المصرم ‪ .‬قلت كىو سالم بن عبد اهلل البصرم المكي توفي بمكة يوـ‬
‫(ِ‪َُُٔ/ُ/‬ىػ)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬نزىة الفكر (ِ‪ )ٗ/‬ترجمة ُٖٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٖ/‬‬

‫كأخذ عنو جماعة كالقاضي أحمد قاطن كما سيأتي في ترجمتو‪ ،‬كالسيد يوسف بن الحسين‬
‫زبارة‪ ،‬كالفقيو العبلمة العامل حسين بن علي العوامي‪ ،‬ككانت طريقتو في اإلفادة كطريقة شيخنا‬
‫البرىاف‪ ،‬كقد ذكرتها في ترجمتو من أنو يورد الكبلـ على التلميذ فإف أشكل عليو أك فهم غير‬
‫المراد استفسره كعد نفسو كالمتعلم فإف يكن قد فهم المراد قرره كإف يكن فهمو قاصران كلمو‬
‫أك ينقلب عليو الخوض فهمو مراد المصنف على أسلوب ليس فيو تغليظ كال تغليط‪ ،‬ثم ال يمل‬
‫المراجعة كال يحتد لو طبع كال يعتريو كبر بل إف ظهر الحق مع المراجع لو رجع إليو كصرح لو‬
‫بأف الحق ما قالو كإف أشكل البحث راجعو كقرره في موقف آخر [ُُٕ‪-‬أ] فإذا كاف الحق‬
‫مع تلميذه (أعلى) بأف البحث الفبلني الحق فيو ىو ما فهمتو أنت منو‪ ،‬كنحن غلطنا أك حصل‬
‫معنا تركيب أك نحو ذلك‪ ،‬كإذا رأل أنو قد أتعب تلميذه أدنى تعب‪ ،‬استعطفو كاعتذر إليو بل‬
‫ىذا حالو مع فتيانو كمماليكو‪ ،‬ككاف عمو السيد العبلمة علي بن الحسين الشامي متوليان أكقاؼ‬
‫صنعاء ثم كليها بعده كالده العبلمة [ّٗب‪-‬ب]عبد الرحمن بن الحسين الشامي‪ ،‬كلما جاءت‬
‫الدكلة المتوكلية أرسل المتوكل القاسم بن الحسين لصاحب الترجمة كرغبو في أف يكوف بنظره‬
‫من قصد من الفقراء كاألغراب من تهامة كغيرىا‪ ،‬فساعده على ذلك كعمر لو بيتان ليستقل‬
‫بنفسو‪ ،‬ككاف يرسل إليو بالكسوات الكثيرة المتنوعة‪ ،‬كيفوضو فيها و‬
‫لكل بما يليق بو كيرسل إليو‬
‫بشيء كاسع من الدراىم يفرقو على الواصلين‪ ،‬ككاف مثلو في ىذه الوظيفة الفقيو علي بن أمير‬
‫الدين‪ ،‬كىو أيضان من الصالحين‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬

‫(ُ‪)َِٗ/‬‬

‫ثم قلد صاحب الترجمة القضاء بصنعاء ككاف أحد أعياف حضرتو كرؤكساء أعبلـ دكلتو‪ ،‬كاستمر‬
‫ذلك إلى أف جاءت الدكلة المنصورية فزاد حظو كعظمت رياستو‪ ،‬كجعل بنظره القضاء في‬
‫جميع البلداف‪ ،‬كالنظر في المظالم‪ ،‬ككاف كثير القياـ في دفعها كإعانة المظلوـ كإنقاذه بحسب‬
‫الحاؿ‪ ،‬ككاف أيضان شديد التحرم في الدماء كيقوؿ‪ :‬إف التدارؾ في األمواؿ‪ ،‬كالتعزير كالحدكد‬
‫كغيرىا مما يمكن بخبلؼ الدماء‪ ،‬ككاف يعتني بدفع الضرر أكثر من جلب النفع‪ ،‬ككاف الوزراء‬
‫آؿ راجح يميلوف عنو كيتتبعوف ما يجدكنو بو سبيبلن إلى ميل المنصور عنو‪ ،‬كنكبو أيامان يسيرة‬
‫كصادرىة [……](ُ) آالؼ قرش‪ ،‬ثم أعاده إلى أعظم من حالو األكؿ لعدـ كجود من يقوـ‬
‫مقامو كيجمع [ْٕب‪-‬جػ] أكصافو الحميدة من العقل كالرصانة كالعلم كحسن التدبير كجودة‬
‫الرأم كالدىاء‪ ،‬كإصابة المشورة كالدين المتين‪ ،‬كالتأني كالحلم كحسن الخلق كالببلغة في‬
‫اإلنشاء كالخط الحسن العجيب‪ ،‬كالكماالت الكثيرة[ُُٖ‪-‬أ] ككاف عند المنصور عظيم‬
‫الجاه مقبوؿ النصيحة‪ ،‬نافذ الكلمة‪ ،‬معظمان مبجبلن‪ ،‬مساعدان على ما يركنو من المعاكنة‪ ،‬كعلقو‬
‫بأعماؿ كثيرة‪ ،‬ككذلك كاف عند المتوكل‪ ،‬كلم يزؿ على حالو الجميل حتى جاءت الدكلة‬
‫المهدكية فسعى في التدبير كبذؿ النصيحة كالمعاكنة حتى استقاـ الحاؿ‪ ،‬ككاف قد كبر سنو‬
‫كرأل أف الوزير صفي الدين النهمي مما يطمئن بو خاطره لما ىو عليو من صدؽ اللهجة كمحبة‬
‫الخير كتأثيرما يطابق مراد اهلل تعالى‪ ،‬فكاف صاحب الترجمة ال يتصل بالمهدم إال يوـ الخميس‬
‫من الوعد (ِ) فقط فيقضي أغراضو كيسعى في نفع المسلمين كالمناصحة‪ ،‬ككاف يغلظ‬
‫للمهدم في القوؿ كالمهدم يعظمو غاية التعظيم‪ ،‬كيتلقى أقوالو بالقبوؿ كيعمل بنصائحو‬
‫كمشوراتو‪ ،‬ككاف يحذره من المسارعة في قتل النفوس كمن التعرض لئلجبار كاألكقاؼ كيقوؿ‪:‬‬
‫إف من تعرض لها سلب اهلل عنو الملك‪ ،‬ككاف يقوؿ‪ :‬لوال أف في بقائو في التعليقات‬
‫__________‬
‫(ُ) بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) أم من األسبوع‪.‬‬

‫(ُ‪)َُِ/‬‬

‫بالدكلة(ُ) مصلحة دينية من تقليل المفاسد لما بقي فيها لحظة كاحدة‪ ،‬كمع ىذا فاألمر خطير‬
‫ما يدرم اإلنساف ما حالو عند اهلل؛ ألنو قد يرل أف المظلوـ سيأخذ مالو كلو فيشير بأخذ بعض‬
‫منو كيرل أنو سيضرب فيقوؿ‪ :‬يكفيو الحبس يرل يراد (دفع) المفسدة الكبيرة بما ىو دكنها‪،‬‬
‫كعاتبو المنصور يومان فقاؿ‪ :‬إني قد جعلت إليك تقليد الحكاـ قضاء البلداف‪ ،‬كأنو بلغني أنك‬
‫تولي من ال يعف (عن) أمواؿ الناس‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬الناس صنفاف‪ ،‬فالصنف األكؿ الذين يفركف من‬
‫الدكلة كما يفركف من األسد كالسيد صبلح األخفش كالفقيو إبراىيم بن خالد العلفي كنحوىما‪،‬‬
‫فهؤالء ال يرضوف بالدخوؿ في أعماؿ القضاء أصبلن أبدان [ٕٓأ‪-‬جػ] ‪.‬‬
‫كالصنف اآلخر سائر الناس على اختبلؼ مراتبهم كإني‬
‫[َْأ‪-‬ب]أتوخى منهم من غلب خيره على شره‪ ،‬ككاف إذا رأل منكران لم يمكنو مباشرتو بنفسو‬
‫أشار إلى البدر األمير بالمناصحة فيو كاإلببلغ إلى الخليفة‪ ،‬ككاف الخليفة إذا كرد (إليهعليو)‬
‫(ِ) شيء من الرسائل أك الواردات [ُُٗ‪-‬أ] الدينية بادر إلى اإلرساؿ لصاحب الترجمة‬
‫كأطلعو عليها‪ ،‬فيعرفو بما يحسن كيشير عليو بالصواب‪ ،‬ككاف يتم لو ما أراده من األمر‬
‫بالمعركؼ كالنهي عن المنكر لحسن تدبيره كلطيف صنعو كجودة رأيو‪.‬‬
‫ككاف كاسطة العلماء األعبلـ‪ ،‬كاألغراب الوافدين في قضاء أغراضهم‪ ،‬كالسعي في مصالحهم؛‬
‫ككاف كثير اإلجتماع بالمولى ىاشم بن يحيى الشامي‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬الدكلة‪ :‬قلت كالمعنى بقائو بوظيفة الدكلة‪.‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ :‬عليو‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُِ/‬‬

‫ككل كاحد منهما قرأ على اآلخر‪ ،‬كمحاسنو كثيرة كيضرب المثل بببلغتو كحسن مسلكو في‬
‫الرسائل كالجوابات كميلو إلى اإليجاز مع الوفاء بالمعنى المراد‪ ،‬كتعلم رشاقة الخط كحسنو‬
‫على بني دغيش ككاف شديد اإلحتماؿ لمن آذاه كتحمل المكركه لمن ناكأه‪ ،‬كال يقابلو إال‬
‫باإلحساف إليو كقضاء حوائجو‪ ،‬كأرسل لو بعض أعدائو بتمر مسموـ فأسهلة بطنو نحو سنة ثم‬
‫كقاه اهلل منو‪ ،‬كلم يظهر ذلك ألحد‪ ،‬كلو مناقب جمة كفضائل كثيرة‪.‬‬
‫كخطب أيامان بجامع صنعاء بعد البدر األمير كما سيأتي سبب ذلك في ترجمتو‪ ،‬ثم سعى في‬
‫جعل الخطابة للسيد العبلمة يوسف بن الحسين زبارة رحمو اهلل تعالى نيابة عنو ككاف صهره؛‬
‫ألف صاحب الترجمة تزكج بالشريفة خديجة بنت الحسين زبارة‪ ،‬كلم يخلف إال بنتين فقط‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في شهر جمادل اآلخرة سنة اثنين كسبعين كمائة كألف‪ ،‬كدفن في خزيمة كقبره‬
‫مشهور مزكر رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫كلم يكن يحسن نظم الشعر‪ ،‬كأما انتقاده األشعار فأمر باىر كلو في النثر اليد الطولى (كاهلل‬
‫تعالى الموفق) (ُ) ‪.‬‬
‫[( )(ْٓ‪ )/‬أحمد بن زيد بن محمد الصنعاني]* (ِ)‬
‫(َُُٕ‪ُُِٖ-‬ىػ‪ ُُٕٕ- ُٔٗٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن زيد (ّ) بن محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ‬
‫كسيأتي ذكر أبيو كأخيو في موضعو‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو ككفاتو]‬
‫قرأ صاحب الترجمة على أبيو كغيره[ٕٓب‪-‬جػ]‪ ،‬ككاف محققان في النحو كالصرؼ كالبياف‬
‫كالمنطق كاألصوؿ‪ ،‬كقرأ في الحديث‪ ،‬كلو عناية بالنقل كالضبط‪ ،‬ككاف حسن األخبلؽ متواضعان‬
‫جليبلن كتوفي في شهر شواؿ سنة ُُُُِِٖٖىػ[َُِ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[(ّْٕٔ‪ )/‬أحمد بن محمد المصطكا]** (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين ( )) ساقط في (ب)‪ .‬كترؾ الناسخ بعد اللفظ ىذا قدر سطرين بياضان‪.‬‬
‫(ِ) تهذيب الزيادة لتاريخ األئمة السادة للعابد(خ)‪ ،‬كفيو أف كفاتو في صفر سنة (ُُّٖىػ)‪،‬‬
‫نشر العرؼ (ُ‪.)ُّٕ-ُّٔ/‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬أحمد بن محمد بن الحسن‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٗ/‬عن ماىنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِِ/‬‬

‫(‪ُُْٗ-...‬ىػ‪...ُّٕٖ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم‪ ،‬ىو‬
‫األجل األكحد الكريم‪ ،‬أحد األعياف‪ ،‬ككاف يلقب بالمصطكا لبياض كجهو‪.‬‬
‫[نعتو ككفاتو]‬
‫ككاف في الكرـ آية باىرة‪ ،‬حسن األخبلؽ‪ ،‬شديد التواضع‪ ،‬عارفان باألدب‪ ،‬حافظان للتاريخ‪ ،‬لو‬
‫مشاركة في العلوـ كمحبة لؤلعياف‪ ،‬ككلي ديواف الحساب‪ ،‬ككاف المنصور خالو‪ ،‬فجعلو من‬
‫جملة أكالده في الرتبة كالمبلحظة كتوفي سنة أربع كتسعين كمائة كألف‪.‬‬
‫[(ّْٕٗ‪ )/‬أحمد بن الحسن حميد الدين الكوكباني]* (ُ)‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين بن‬
‫المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين بن شمس الدين بن المهدم كبقية نسبو تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫[( ْٖ‪ )/‬أحمد بن صبلح بن يحيى الخطيب ]* (ّ)‬
‫(ُُّٕ‪ُُٗٔ-‬ىػ‪ُِٕٖ-ُِّٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫موالنا شهاب الدين أحمد بن صبلح بن يحي بن صبلح بن يحي بن الحسين بن علي بن‬
‫اإلماـ المتوكل شرؼ الدين‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ (ْ)؛ كسيأتي ذكر كالده في حرؼ الصاد ككاف‬
‫يعرؼ [ٕٔأ‪-‬جػ] بالخطيب‪.‬‬
‫[نشأتو كمشايخو مشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ممن أنفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) نهاية [َْب‪-‬ب]‪-ُُِ[ ،‬أ] ‪ ،‬كقد تركت بقية الصفحة (ُُِ‪-‬أ) بياضان بغرض‬
‫إكماؿ الترجمة إالٌ أنو لم يكملها إذ خرمتو المنية قبل إتمامها بل كإتماـ الكتاب أيضان‪ .‬على‬
‫شرطو‪ .‬كقد ترؾ بعد اللفظ تقدـ في (جػ) قدر ثمانية أسطر بياضان‪.‬‬
‫(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬درر نحور العين (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُّْ/‬معجم‬
‫المؤلفين(ُ‪ ،)ِْٓ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُٔٓ/‬مؤلفات الزيدية (ُ‪،)ُٕٗ،َِِ،ِٓٓ/‬‬
‫(ِ‪ ،)ُُ،ٖٓ،ٖٔ/‬الجامع الوجيز (خ) مصادر الحبشي (ِّّ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪-ُّْ/‬‬
‫ُْٔ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِِ‪ ،)ُِّ-‬ترجمة (ّٗ) الركض األغن (ُ‪.)ْٔ/‬‬
‫(ْ) تقدـ بقية النسب في الترجمة (ُ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫نشأ صاحب الترجمة بػ(شباـ)‪ ،‬كقرأ على كالده ثم رحل إلى (صنعاء) فقرأ على المولى أحمد بن‬
‫إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم المقدـ ذكره‪ ،‬كالزمو كتخرج بو‪ ،‬كأخذ عنو علمي المعقوؿ‬
‫كالمنقوؿ حتى بلغ في العلم ما ال يلحقو فيو غيره‪ ،‬كاعتنى بالتفسير كالحديث ركاية كدراية‪،‬‬
‫كنظر لنفسو كعمل بما أدل إليو اجتهاده‪ ،‬كعلق األنظار الحسنة‪ ،‬كجانب أرباب الدكلة‪ ،‬ككاف‬
‫يعظ من يتصل بو منهم على كجو لطيف‪ ،‬ثم عزـ على أف ال يأكل إال من الحبلؿ الطلق الذم‬
‫ليس فيو شبهة‪ ،‬ثم اعتزؿ عن الناس مدة كانغلق في بيتو كماؿ إلى التصوؼ‪ ،‬ككاف يتردد بين‬
‫(صنعاء) ك(شباـ) يسير الليل دخوالن كخركجان ال لغرض‪ ،‬كاشتغل بو كثيران من الناس كادعوا أنو‬
‫يكاشفهم‪ ،‬كاستقر أخر أمره بصنعاء في منزلو بػ(مسجد محمود)(ُ) ‪ ،‬كالزمو جماعة من أىل‬
‫(صنعاء)‪ ،‬كربما تكلم بكبلـ ال انتظاـ لو كقد يفعل رسالة فيخرج من كبلـ إلى كبلـ أخر غير‬
‫مرتبط بعضو ببعض‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو حصل معو يبس في دماغو فاختل عقلو كاهلل أعلم بحقيقة حالو‪،‬‬
‫ثم امتحن بالعمى في آخر مدتو (ِ) [ُْأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[( ْٗ‪ )/‬أحمد بن الحسن إسحاؽ]* (ّ)‬
‫(‪ُُّٗ-...‬ىػ‪َُٕٖ-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر حوؿ المسجد المذكور مساجد صنعاء للحجرم ص(ٓٗ)‪.‬‬
‫(ِ) نهاية [ُْأ‪-‬ب] ‪-ِِ[ ،‬أ] كقد تركت الصفحة (ُْأ‪-‬ب)‪ .‬من بدايتها كحتى نصفها‬
‫تقريبان بياضان ثم استأنف الكبلـ كما ترؾ قدر ثلث الصفحة (ُِِ‪-‬أ) بياضان أيضان كقاؿ ناسخ‬
‫النسخة (ب) بعد ذلك ‪ :‬بياض في األـ‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)َُٔ-َُْ/‬مصادر الحبشي (ِِّ‪ ِّّٗ ،‬معجم المؤلفين‬
‫(ُ‪ )َُٗ/‬تأريخ اليمن ألبي طالب (انظر فهارسو)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ٖٖ‪ .)ٖٗ-‬ترجمة (ٔٓ) تأريخ مدينة ثبلء (ِ‪/‬خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِْ/‬‬

‫المولى صفي الدين أحمد بن الحسن بن إسحاؽ بن المهدم‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ كسيأتي ذكر‬
‫أبيو كأخيو في موضعو (ُ)‪.‬‬
‫[( َٓ‪ )/‬أحمد بن قاسم عشيش الحوثي] *(ِ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪)...-.../‬‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الوالد صفي الدين أحمد بن قاسم [……‪ )ّ(]..‬بن عبد اهلل بن محمد بن إبراىيم بن علي‬
‫بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحي بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن يوسف بن‬
‫علي بن إبراىيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي التقي بن محمد التقي‬
‫بن علي الرضاء بن موسى الكاظم بن جعفر الصادؽ بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن‬
‫الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب صلوات اهلل عليهم أجمعين‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو السيد العبلمة الجليل العامل الكريم الحوثي الملقب يعشيش ‪-‬بضم‬
‫العين المهملة كفتح الشين المعجمة كبعدىا ياء مثناه من تحت‪ ،‬فشين معجمة‪ -‬كىو لقب‬
‫جده السيد العبلمة المجتهد عبد اهلل بن محمد بن إبراىيم المذكور في سيرة اإلماـ القاسم‬
‫كابنو المؤيد باهلل عليو السبلـ (ْ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ُِّ‪-‬أ] كقد ترؾ بعد الترجمة في ىذه النسخة بياضان كفي (أ) ترؾ قدر ثمانية‬
‫أسطر بياضان ثم استأنف الكبلـ في الترجمة التي بعدىا‪ .‬قلت كصاحب الترجمة كاف عالمان‬
‫متفننان ناثران ناظمان نشأ بحجر كالده كأخذ العلوـ عن كبار علماء عصره كلو من المؤلفاتك إذعاف‬
‫النفوس الناطقة بالتصديق لقطع التسلسل لبرىاف التطبيق‪ ،‬كمشارؽ األنوار في تخريج أدلة‬
‫مسائل األزىار كغير ذلك‪.‬‬
‫(ِ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪ .‬انظر‪ :‬أعبلـ آؿ الحوثي‪ .‬للمحقق‪.‬‬
‫(ّ) بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ْ) نهاية [ُِّ‪-‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٓ/‬‬

‫[( ِٓ‪ )/‬أحمد بن الحسن الجرموزم]* (ُ)‬


‫(َُٕٓ‪ُُُٓ-‬ىػ‪َُّٕ-ُْٔٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد شمس الدين أحمد بن الحسن بن المطهر بن محمد بن أحمد بن عبد اهلل بن محمد بن‬
‫المنتصر بن أحمد بن القاسم بن يوسف بن المرتضى بن المفضل بن المنصور بن اإلماـ‬
‫المفضل بن الحجاج بن علي بن يحي بن القاسم بن اإلماـ يوسف الداعي إلى اهلل اإلماـ يحي‬
‫المنصور بن اإلماـ أحمد الناصر بن اإلماـ الهادم عليهم السبلـ‪ ،‬الحسني الجرموزم الصنعاني‬
‫المولد كالدار‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬
‫كلد في شهر صفر سنة خمس كسبعين كألف(ِ)‪ ،‬كأخذ العلم (عن) مشايخ مشائخ صنعاء‪،‬‬
‫كتفنن‪ ،‬كقرأ المنطق على المولى الحسن بن الحسين بن اإلماـ القاسم ثم انتقل إلى المخا لما‬
‫كاف كالده عامبلن بو‪ ،‬كمهر في األدب كنظم الشعر الحسن‪ ،‬ككتب الخط الذم يعمي حسنو ابن‬
‫مقلو كىو من بيت رياسة فإف جده المطهر كاف أحد أعياف دكلة اإلماـ القاسم ككلده المؤيد‪،‬‬
‫كىو المؤلف لسيرتهما ككاف عامبلن لهم بببلد عتمة كلو شعر كحرب معهما لمعسكر‬
‫الركـ[ٕٔأ‪-‬جػ]‪.‬‬
‫[نعتو كنماذج من شعره]‬
‫ككاف المترجم لو فاضبلن عالمان حسن األخبلؽ كاسع المعيشة[ُْب‪-‬ب] ذا كقار كحظ‪ ،‬كمن‬
‫شعره ما كتبو إلى القاضي يوسف صاحب (طوؽ الصادح) (ّ) يلتمس منو عارية كتابو المذكور‬
‫كأكثر فيها من ذكر الطوؽ ألجل ذلك (ْ)‪.‬‬
‫نسمات النسيم في مسراىا‬
‫كأىاجت صبابتي ككلوعي‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪،‬نسمة السحر (ُ‪ ،)ُِِ-َُِ/‬ملحق البدر الطالع ص(ِٓ)‪ ،‬ذكب‬
‫الذىب(خ)‪ ،‬ثم معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ُٕٗ/‬األدب اليمني (ّْٖ)‪ ،‬األعبلـ (ُ‪،)ُُِ/‬‬
‫مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ّّٓ-َُٗ-َُٖ/ِ( ،)ّٖٖ/‬الركض األغن (ُ‪ ،)ّٓ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ّٗ‪ ،)ْٗ-‬ترجمة (ّٔ)‪ ،‬ىجر األكوع ص(َِِٖ)‪.‬‬
‫(ِ) كقيل أنو كلد في ذم الحجة سنة ََُٕٔىػ)‪ ،‬كتوفي عن نحو (َٖ) سنة من مولده كاهلل‬
‫اعلم‪.‬‬
‫(ّ) ىو يوسف بن علي بن الهادم الكوكباني صاحب طوؽ الصادؽ ز(خ)‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َِٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُُٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٔ/‬‬

‫فلكم لي بدكرىا من ربوع (ُ)‬


‫لست أنسى عند الوداع دموعان‬
‫من لنفس ذابت فلو متعوىا (ِ)‬
‫أذكرتها ريح الصباحين ىبت‬
‫كم عذكؿ لحبها قد لحاىا‬
‫لو سرل طيفها (ّ) سرل عني الهم‬
‫ىم نفوا نوـ مقلتي كأباحوا‬
‫كأىانوا دمي فها ندمي فهاف كم‬
‫ليت شعرم أما نوت لي نواالن‬
‫كم حماـ قد كاف منها حمامي‬
‫كم أفاضت (ْ) جراة أدمع العين‬
‫ىيجت من فركعها لي شجونان‬
‫فشجوني منها فيا ليت شعرم‬
‫أم حزف لها كىاىي في الدكح‬
‫ما جفاىا خبلن كما قد جفاني‬
‫كلها مثل ما علمت جناح‬
‫كم تغني ككم تنوح كلم أدر‬
‫إف يكن ما ادعت من الحزف حقان‬
‫خضبت كفها كطوقت الجيد‬
‫أين منها صبابتي ككلوعي‬
‫ليت أني إذ لم يكن لي إلى ‪ ...‬قد ألمت بنا بطيب شذاىا‬
‫بربوع ىيهات أف أنساىا‬
‫تخجل النيرات عند سناىا‬
‫قد أذيلت عشية في رباىا‬
‫بأحاديثهم شفاىان شفاىا‬
‫من ثنياتهم لياؿ صباىا‬
‫كنهاىا لما أضاعت نهاىا‬
‫كلكن من للمقال بكراىا‬
‫مهجتي مذ نأك فعز عزاىا‬
‫من دماء تريق منا دماىا‬
‫أـ نوت لي بل الدماء نواىا‬
‫عندما ناحت الضحى بحماىا‬
‫فيا لئللو ما أجراىا‬
‫ىي أصل األشجاف ال ما سواىا‬
‫ما الذم ساقها كما أبكاىا[ُِٔ‪-‬أ]‬
‫مع اإللف دائمان سكناىا‬
‫دىر ببعد مناىا‬
‫أك مناىا ي‬
‫إف نأىناء من تحب عن مغناىا[ٕٔب‪-‬جػ]‬
‫بذاؾ النواح ما معناىا‬
‫فلماذا قد خالفت مدعاىا‬
‫كغنت فأين منها جواىا‬
‫بربوع ىيهات أف أنساىا‬
‫العود سبيل عند المناء أراىا‬
‫كلو في التضمين مع نقل المعنى كالتورية‪)ٓ(:‬‬
‫كشمس مبلحة قد قلت لما‬
‫لقد أجرل الذم عاينت عيني ‪ ...‬رأيت لنمل عارضو دبيبا‬
‫فبل دانيت بالشمس الغركبا‬
‫كالغركب‪ :‬جمع غرب كىو الدلو العظيم [ك] الناحية المقابلة للشركؽ كالمصدر من غرب‪.‬‬
‫كلو‪)ٔ( :‬‬
‫كغادت مذ رأت عذارم‬
‫فلم أزؿ بعد في البرايا ‪ ...‬قد الح مالت إلى النفار‬
‫__________‬
‫(ُ) في نسمة السحر ‪ :‬ربوعها من بدكر‪.‬‬
‫(ِ) فيو ‪ :‬منحوىا‪.‬‬
‫(ّ) فيو‪ :‬طيفهم‪.‬‬
‫(ْ) في نسمة السحر‪ :‬بجرأة‪.‬‬
‫(ٓ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َِٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُِ/‬‬
‫(ٔ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َِٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُِ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٕ/‬‬

‫ألجلها خالعان عذارم‬


‫كلو‪)ُ(:‬‬
‫هلل خشف لم يزؿ‬
‫أصبحت مملوكان لو ‪ ...‬كقفان عليو غراميو‬
‫كالعين مني جارية‬
‫كلو في التوجيو بطرؽ الرمل‪)ِ(:‬‬
‫تجنى نقي الخد لما طلبتو إجتماعان‬
‫فقلت آستلقاني غدان بك ضاحكان ‪ ...‬ككلى من مقالي غضبانا‬
‫إذا صرت من بعد المبلحة لحيانا‬
‫كلو في غبلـ يعرؼ بالميل‪)ّ(:‬‬
‫رأيت الميل محبوبان‬
‫كليس بمنكر للميل ‪ ...‬على ما فيو من شين‬
‫أف يدخل في العين‬
‫كلو‪)ْ(:‬‬
‫كل من راـ العبل كلم‬
‫ال تخل نجحان لمأربة ‪ ...‬تهم بالجدكل أناملو‬
‫أك تخل طبوع األناـ لو‬
‫ككتب إليو (ٓ) بعض األعبلـ يسألو عن قوؿ المنطقين أف األفعاؿ الناقصة [ٕٕأ‪-‬جػ] أدكات‬
‫كالحركؼ بقولو‪)ٔ( :‬‬
‫صفي الهدل يا من حول كل مفخر‬
‫إذا كاف في عرؼ النحاة جميعهم‬
‫فما كجو قوؿ المنطقيين أنها ‪ ...‬كحاز من العلياء أعلى سماتها‬
‫ترل كاف في األفعاؿ مع أخواتها‬
‫أداة فهذا القوؿ عكس صفاتها‬
‫فأجاب بقولو‪)ٕ(:‬‬
‫عرفنا الذم قد قلت كىو مسلم‬
‫ألف اصطبلح النحو غير اصطبلحهم‬
‫كذا في حواشي الشرح للقطب قالو ‪ ...‬فبل صارؼ عن قولهم بأداتها‬
‫كما شاحجوا عند اختبلؼ سماتها[ِْأ‪-‬جػ]‬
‫الشريف ببل خلف ركل عن سراتها‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كللسيد أحمد بن الحسن صاحب الترجمة مؤلف سماه‪( :‬قبلئد الجوىر في أبناء بني المطهر)‬
‫ذكر فيو جماعة من أىلو كأكثرىم علماء كشعراء كرؤساء؛ كقد ترجم لهم كثيران من متأخرم‬
‫المؤرخين كاألديب الحيمي في الطيب‪ ،‬كضياء الدين في نسمة السحر كغيرىما؛ كاثنوا عليهم‬
‫ثناء جميبلن كأكردكا لهم محاسن األشعار كعجائب األخبار فمنهم كالد المترجم لو‪:‬‬
‫ن‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪.)َِٔ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َِٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُِ/‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َِٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َُِ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪.)َِّ/‬‬
‫(ٓ) في (ب)‪ :‬إلى‪.‬‬
‫(ٔ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َُِ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُُِ/‬‬
‫(ٕ) في (ب)‪ :‬فقاؿ‪ ،‬نسمة السحر (ُ‪ ،)َُِ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُُِ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٖ/‬‬

‫[استطراد‪ :‬الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزم]* (ُ)‬


‫(َُْْ‪ََُُ-‬ىػ‪ُٖٕٔ-ُُّٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كمشايخو مشايخو]‬
‫السيد العبلمة الحسن بن المطهر [بن محمد] الجرموزم‪ ،‬برع في المعارؼ‪ ،‬كمهر في العلوـ‬
‫اآللية كالفقو كقرا في الحديث كالتفسير على عدة مشايخ مشائخ كالقاضي محمد بن إبراىيم‬
‫السحولي‪ ،‬كالقاضي عبد الرحمن الحيمي‪ ،‬كالقاضي علي الطيرم الوحش‪ ،‬كاتصل بالمتوكل‬
‫إسماعيل فقرأ عليو كعلى القاضي أحمد بن سعد الدين المسورم؛ كتنقل في كاليات الببلد‬
‫كحراز كالمخا (ِ) ككاف لو إقباؿ كسعادة؛ كلو مؤلفات منها (نظم الكافل) في األصوؿ‪،‬‬
‫ك(شرح نهج الببلغة) كلم يكمل‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو]‬
‫كمولده في سنة (َُْْىػ) بعتمة (ّ)‪ ،‬ككفاتو بصنعاء في جمادل اآلخرة سنة مائة كألف‬
‫كدفن بخزيمة (ْ)‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َٓٔ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُُِ-َُِ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)َُٓ/‬تاج‬
‫العركس (ْ‪ ،)ُٓ/‬مصادر الحبشي (ّّٔ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ ،)ُُٓ/ّ( ،)َِ/‬األدب‬
‫اليمني (ُّْ‪ ،)ّّْ-‬تأريخ أبي طالب (ُِٕ‪ ،)ُِٖ-‬نفحة الريحانة (ّ‪،)ّٗٔ-َّٗ/‬‬
‫بهجة الزمن (خ)‪ ،‬طيب السمر (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِّٓ)‪،‬‬
‫ترجمة (ّْٓ)‪ ،‬االعبلـ (ِ‪ ،)ِِّ/‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُٕٓ-ُٓٔ/‬ىجر األكوع‬
‫(ْ‪.)َِِٕ/‬‬
‫(ِ) حراز‪ ،‬المخا‪ :‬بالنسبة لحراز فعبارة عن سبعة جباؿ يجمعها اسم حراز ىي مناخة‪ ،‬صعفاف‪،‬‬
‫مسار‪ ،‬لهاب‪ ،‬بيح‪ ،‬شباـ‪ ،‬ىوزاف‪،‬كانت تشكل كحدة إدارية معان‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ُْْ/‬‬
‫… ٌأما المخا‪ :‬فمدينة مشهورة على ساحل البحر األحمر غربي مدينة تعز بمسافة (ْٗكم)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)ُْْٓ/‬‬
‫(ّ) عتمة‪ :‬مديرية كبيرة من مديريات محافظة ذمار تقع بالغرب الجنوبي منها بمسافة نحو‬
‫(ِٓكم)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)َُُْ/‬‬
‫(ْ) توفي يوـ اإلثنين ُٖ‪/‬جمادل اآلخرة من نفس السنة المذكورة‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٗ/‬‬

‫كنظمو أرؽ من النسيم كأبهى من العقد النظيم فمنو ما كتبو إلى شيخو القاضي محمد بن‬
‫إبراىيم [ٕٕب‪-‬جػ] السحولي‪)ُ( :‬‬
‫حتاـ تنهل المحاجر‬
‫كيصدني ريم الفبل‬
‫ال تعجبوا من فتنتي‬
‫فالجفن منو كالقواـ‬
‫أكما تركف خدكده‬
‫كتركف في الثغر األنيق‬
‫يهدين كالمصباح مهما‬
‫كتبين ( أسرار الببلغة) في‬
‫فعلمت إف (دالئل اإلعجاز) من‬
‫فبوجنتي غدرانها‬
‫كحكت جفوني المعصراتالمعسرات‬
‫كالجمر في كبدم كفي ‪ ...‬كأإالـ أغد كالدىر ساىر‬
‫ة أما لذاؾ الصد آخر‬
‫بمملك في الحب جائر‬
‫اللدف فتاف كساحر‬
‫بدمي أقرت كىو ظاىر‬
‫در بل جواىر‬
‫سموط ٌ‬
‫حرت في ظلم الدياجر‬
‫البياف لكل ناظر‬
‫تلك المحاجر(ِ)‬
‫كعلى الخدكد لو غداير‬
‫فدمعها ىاـ كىامر‬
‫كجناتو زاه كزاىر‬
‫كىي طويلة كمن شعره مادحان المتوكل بن المنصور كمعارضان لفائية لغائية ابن قاضي ميلة كىي‪:‬‬
‫(ّ)‬
‫لك الخير دعني أيهذا المعنف‬
‫بسمعي عن العذاؿ كقر فلم يصح‬
‫آإف شمتني ذا لوعة كصبابة‬
‫حسبت بأني ىائم القلب في الدما ‪ ...‬كنفسي فمنك النصح قوؿ مزخرؼ‬
‫متأنف‬
‫ي‬ ‫كقلبي عصي عنهم‬
‫يكفكف‬
‫ي‬ ‫كدمعي على الخدين ىاـ‬
‫أكلف[ٖٕأ‪-‬جػ]‬
‫ي‬ ‫فكلت كإني بالخرائد‬
‫كمنها في المديح‪)ْ(:‬‬
‫إذا قاؿ فالدر الثمين جنادؿ‬
‫قرأ أقتربت أعداؤه فتلى لهم‬
‫ككم صنعوا من إفك أسحارىم لو‬
‫فألقى عليهم عزمو متوكبلن ‪ ...‬كإف صاؿ فالشم الشواىق ترجف‬
‫إذا جاء نصر اهلل كالفتح مرىف‬
‫كألقوه لما جمعوه كألقوا‬
‫فكاف عصى موسى لو تتلقف‬
‫كمن شعره في الزئبق‪:‬‬
‫أنظر إلى الزيبق األنيق كقد‬
‫كمثل قنديل فضة غرست ‪ ...‬أبدع في شكلو كفي نمطو‬
‫شموع ثبر تضيئ في كسطو‬
‫كمنهم السيد‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ُٓٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َٕٓ/‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر بعد ىذا البيت بيت آخر ىو‪:‬‬
‫مذ صدني جرت الدموع‬
‫على الخدكد من النواظر‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪.)ِٓٔ-ُٓٔ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪ )ِٓٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)َٖٓ-َٕٓ/‬‬

‫(ُ‪)َِِ/‬‬

‫[استطراد‪ :‬جعفر بن المطهر بن محمد الجرموزم]* (ُ)‬


‫(‪َُٗٔ-...‬ىػ‪ُّٖٔ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كاألعماؿ الموكلة إليو]‬
‫السيد جعفر بن المطهر [بن محمد] الجرموزم ككاف فاضبلن أديبان كاتبان بليغا لو شهرة كحظ‪،‬‬
‫استعملو المتوكل بن المنصور على ببلد (العدين) بعد كفاة المولى إسماعيل بن محمد بن‬
‫الحسن‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫ككاف السيد جعفر يحب التشبو بالصاحب الكافي‪ ،‬كأبي إسحاؽ الصابي كيرتاح بذكرىما كثيران‬
‫كمن شعره‪)ِ( :‬‬
‫تعانقت أغصاف باف النقى‬
‫كمذ صبا قلبي صبا صاحبي ‪ ...‬فشابهت أعطاؼ أحبابي‬
‫آىا على الصاحب كالصابي[ّْأ‪-‬ب]‬
‫كلو في ذـ بغلة‪)ّ(:‬‬
‫كقائل لي‪ :‬بغلة إف سعت‬
‫كقاؿ من أكصافها أنها ‪ ...‬في ربوة ازرت بأجناسها‬
‫كاقفة قلت على رأسها‬
‫كلو‪)ْ(:‬‬
‫قالت كقد أفنت جميع تصبرم (ٓ)‬
‫إف رمت مني زكرة في ليلة ‪ ...‬كنفت لذيذ النوـ من أجفاني‬
‫فاصبر كليس لديا صبر ثاني‬
‫كلو يهنئ المولى زيد بن محمد بن الحسن بن المنصور بعيد النحر‪،‬كىو بالعدين كبالغدير‪)ٔ( :‬‬
‫خليلي أما سرت اليوـ فاز‬
‫كال يشعر الواشوف أني فيكما‬
‫إلى الحي ال مستأنسين بقاطن‬
‫فإف شمتما برقان الح ببلئح‬
‫فبل تحسبو بارؽ الح بالحمى‬
‫كلكنو ثغر تألق جوه‬
‫كتأاتنكما لبنى كأقصى لبانتي‬
‫بعيدة مهول القرط من حومة السرا ‪ ...‬جرا المطي كسيرا حيث سار الحبايب‬
‫حليف جوا قد أضرمتني الحقائب‬
‫يريب كأىل الحي آت كذاىب‬
‫متى يبدك منو جانب يخف جانب‬
‫متى طلعت بين البيوت السحائب‬
‫من الدر سمط لم يثقبو ثاقب‬
‫أراىا فقد أكدت بقلبي السبايب‬
‫ىضيمة ما بين الوشاحين كاعب‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ْٕٓ/‬بهجة الزمن (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُّٖ/‬الجامع الوجويز‬
‫(خ)‪ ،‬الغدير (ُُ‪ ،)ُّٖ-ُّٕ/‬ديواف الهبل (َْٔ‪ ،)َٔٓ-‬نفحة الريحانة (ّ‪-ّٕٗ/‬‬
‫َْٓ)‪ ،‬ىجر األكوع (ْ‪.)َِِٔ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪.)ْٕٔ/‬‬
‫(ّ) نفسو (ُ‪.)َْٖ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪،)ْٕٔ/‬نفحة الريحانة َّ‪.)َْٓ/‬‬
‫(ٓ) في نسمة السحر‪ :‬تبصرم‪.‬‬
‫(ٔ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ْٕٖ-ْٕٕ/‬الغدير (ُُ‪ ،)ُّٖ-ُّٕ/‬نقبلن عن نسمة السحر‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِِ/‬‬

‫منها‪:‬‬
‫كعيشكما لو شمتما ذلك السنا‬
‫لشاركتماني في الصبابة كاألسى‬
‫أعلل فيك النفس بالبر ذاكران‬
‫كلي منك ما لو كاف بالنجم ما سرل‬
‫ىول دكنو ضرب الرقاب كغرمو‬
‫إماـ براه اهلل من طينة العبل‬
‫لو الشرؼ األعلى لو نقطة السماء‬
‫بهم قاـ دين اهلل في األرض كاعتلت‬
‫لهينك ذا العيد الذم انت عنده‬
‫كيومان أقاـ اهلل لآلؿ حقهم‬
‫فكاف أمير المؤمنين علي الوصي‬
‫كحسبك نفس المصطفى ككليو ‪ ...‬كغالكما ألحاظها كالحواجب‬
‫كجازت بأعناؽ المطي المداىب‬
‫خليلي كما لي غير حبك صاحب[ُِٗ‪-‬أ]‬
‫كبالبدر ما التفت عليو الغياىب‬
‫يشاكل غرمات الضياء كلصاقب‬
‫ىماـ لو نهج من المجد الزب‬
‫ىو البدر كاالؿ الكراـ الكواكب‬
‫ألمة خير المرسلين المذاىب‬
‫كعيدم كمن يحنوا عليو األقارب‬
‫كزحزح عنها األبعدكف األجانب‬
‫بنص (رسوؿ) اهلل فاألمر كاجب‬
‫كىاركنو الندب الهماـ المحارب (ُ)‬
‫قاؿ صاحب نسمة السحر‪ :‬ىذا منهج حسن ككميت مطلق الوسن‪ ،‬ككنت أشتهي لو حذؼ‬
‫لفظو كتأتكماتانكما من البيت السابع فغلطتو التخفى كحبلكة األلفاظ رأس ماؿ األديب‬
‫الكامل(ِ) ‪.‬‬
‫[تاريخ كفاتو]‬
‫ككاف كفاتو في حدكد سنة ست كتسعين كألف بالعدين رحمو اهلل تعالى(ّ) ‪.‬‬
‫كمنهم السيد‪:‬‬
‫[استطراد‪ :‬الحسين بن المطهر بن محمد الجرموزم] (ْ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫الحسين بن المطهر [بن محمد] الجرموزم كاف شاعران فاضبلن ماجدان كريمان تولى بعد أبيو‪.‬‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫أذكب إذا ذكركا يومان مسماه‬
‫خسف فقدت اصطبارم مذ كلعت‬
‫ظبي عزيز كمن إفراط عزتو‬
‫يفتر إف ىملت عيني كيسأؿ ما‬
‫فقلت ذاب فؤادم من ىواؾ بو‬
‫ال يعرؼ النصح في طوؿ المطاؿ كال‬
‫كال يخاؼ قصاص قط من أحد‬
‫ما ىكذا فعل و‬
‫كاؿ في رعيتو‬
‫__________‬
‫(ُ) المقصود بذلك‪ :‬أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرـ اهلل كجهو في الجنة‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪.)ْٕٖ/‬‬
‫(ّ) توفي في (ُٔ‪ )ُِ/‬من السنة المذكورة‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ِ‪ ،)ّٔ-ٓٗ/‬سبلقة العصر (ْْٗ‪ ،)ُْٓ-‬خبايا الزكايا للشهاب‬
‫الخفاجي صاحب الريحانة‪ .‬ريحة األلباء (ُ‪.)ْٓٗ-ْٖٓ/‬‬

‫(ُ‪)ِِِ/‬‬

‫كتمت يا منيت القلب الهول طمعان‬


‫ككيف يكتم كجدان أك يسر ىول‬
‫هلل أياـ حسن صرت أحسبها‬
‫إذا كاف يجمعني كالخل منزلو‬
‫في غرة العمر كاألياـ مسعدة‬
‫طارت ل ٌذات قلبي إذ ظفرت بها‬
‫في حلبة أدركت المنى فعلى‬
‫ياسارم البرؽ خص الحي من و‬
‫إضم‬
‫فإف لي فيهم قلبان يسائلهم‬
‫كيا نسيم الصبا إف جزت حبهم‬
‫فقل لو قد أفادت طوؿ غيبتو‬
‫ضحت ‪ ...‬فكيف إف شهدت عيني محيٌاه‬ ‫كىل تعطف بعد البعد كات ٌ‬
‫بو ككيف صبر فؤاد بات يهواه‬
‫يظل يحرؽ قلبي كىو مثواه‬
‫ىذا الذم قد راء في الخد مجراه‬
‫ففاز من زفرتي ما الوجد ابداه‬
‫يصغي لسمع إلى من بات ينهاه‬
‫ىذا ككم فتكت في الناس عيناه‬
‫يا من على الناس حكم الحسن كاله‬
‫أف يختفي كدموع العين تأباه‬
‫كالدمع في خدم المصفر أدماه‬
‫من حسنها طيف نوـ طاب مسراه‬
‫كال علي رقيب كنت أخشاه‬
‫كالدىر يدني لكل ما تمناه[َُّ‪-‬أ] (ُ)‬
‫ككل من طارد المطلوب أضناه‬
‫تلك الليالي من الوسمي اىناه‬
‫بصيب من غزير المزف يغشاه[ّْأ‪-‬ب]‬
‫عمن دعاه إلى سلع فلباه‬
‫فالقلب في سفحهم قد طاؿ مثواه‬
‫عني كىل رؽ قلبان حين ناداه‬
‫شكواه يا ليت إنا ما عرفناه‬
‫كىي طولية‪.‬‬
‫كمنهم السيد‪::‬‬
‫[استطراد‪ :‬محمد بن المطهر بن محمد الجرموزم]* (ِ)‬
‫(‪-...‬ؽ ُِىػ‪ -.../‬ؽُٖـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫السيد محمد بن المطهر الجرموزم كاف أديبان‪ ،‬كاتبان‪ ،‬فاضبلن‪ ،‬فصيحان‪ ،‬يتكلم باللساف الهندية‬
‫كالفارسية كغيرىما من اللغات‪ ،‬ككاف ال يقدر أحد اف يجاريو في الحديث‪ ،‬كقل أف يفوتو خبران‬
‫من أخبار الببلد القاصية‪ ،‬كربما يزيد فيو كينمقو كيورده بألفاظ مفخمة كعبارات مزخرفة؛ ككاف‬
‫مع أخيو الحسن في المخا يترجم لو كقد يوىم الهنود كاألغراب أنو األمير كلو نوادر من ذلك‪.‬‬
‫كىو أفصح أىلو في الترسل‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كنهاية [ٖٕب‪-‬جػ] أيضان ‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ )ُٗٔ-ُّٗ/‬حديقة األفراح للشركالي (ِْ)‪ ،‬نفحة الريحانة‬
‫(ّ‪ .)َْٗ-َْٔ/‬معجم المؤلفين (ُِ‪ ،)ّٕ/‬األدب اليمني (ّْٕ)‪ ،‬ىجر األكوع‬
‫(ْ‪ )َِِٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٔٗٗ‪ ٕٗٗ-‬ترجمة (َُٖٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِّ/‬‬

‫قاؿ صاحب النسمة‪ :‬ككاف يعرؼ قوؿ أىل الدىر كربما أتهم بما ذكره ابن خاقاف عن ابن‬
‫الصانع بين أىل العصر‪.‬كلو من شعر ما كتبو إلى أخيو الحسين كىو‪)ُ(:‬‬
‫قفا حدثا عن صبوتي كغرامي‬
‫كعني خذا األشواؽ كالوجد كالهول‬
‫كفي الجزع حي كلما ىاج ذكرىم‬
‫جفوا مغرمان لم يلهو عن كدادىم‬
‫كال لحن شاد معيدم غنائو‬
‫إذا سلوة رامت إلى القلب مسلكان‬
‫رعى اهلل دىران قد مضى لسبيلو‬
‫كال حاسد يؤذم كال كاسح يسي‬
‫بركض سقاه اهلل اغزر صبب‬
‫كغنى بو النهر المصفق فرحة‬
‫كىز لها غصنان نسيم معلل‬
‫فخلنا زىور الركض لما تناثرت‬
‫كغنى بو الطير المغرد منشدان‬
‫كال نخشى من إثم إذا ما عذلتني‬
‫كىبوا إلى ما خوؿ الدىر من بد‬
‫أال ليت شعرم ىل تعودكف مرة‬
‫كىل أقض حق الحافظين عهودىم‬
‫كىل تسمح األياـ بالجمع بيننا ‪ ...‬ففي القلب نار أججت بضراـ‬
‫فليس دعى في الهول كإماـ‬
‫نسيم اشتياؽ ال يلذ منامي‬
‫سلوا كال ألهاه شرب مداـ‬
‫سلوا كال ألهاه شرب مداـ [ٕٗأ‪-‬جػ]‬
‫يسجع ألحانان كسجع حماـ‬
‫يقوؿ لها النائي ارجعي بسبلـ‬
‫كأمتعني فيو بكل مراـ‬
‫كال عاذؿ يغرم بطوؿ مبلـ‬
‫ينظم فيو الدىر أم نظاـ‬
‫فلول غصوف الباف كىي طوامي‬
‫يرنح أعطافان بلين قواـ‬
‫آلؿ أك نجوـ ظبلـ‬‫عقود و‬
‫أدر ذكر من أىول كلو بمبلـ‬
‫فإف أحاديث الحبيب مدامي‬
‫فكم من ىبات للزماف كراـ‬
‫ليالي أنس لي قبيل حمامي‬
‫بعهد امرئ يرعى أكيد ذماـ‬
‫كأضرب في ذاؾ الجناب خيامي‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو رسالة سماىا‪( :‬شفاء النفوس في معارضة انتصاؼ ابن زيدكف من ابن عبدكس)‪ .‬شاىدة لو‬
‫بالسبق في ميداف اإلنشاء كسببها أف األمير محمد بن سناف الركمي (ِ) ترؾ بصنعاء ابنة لو‬
‫محتشمة فخطبها رجل معلم‪ ،‬ككانت تترفع عن إجابة األكابر فأنشأ المذكور تلك الرسالة على‬
‫لسانها كتهكم بالمعلم فيها‪ ،‬كلم يزؿ يرتفع أكانو كيقع أخرل حتى توفي بالحصين [ٕٗب‪-‬جػ]‬
‫[من ضوراف] رحمة اهلل تعالى‪.‬‬
‫كمنهم السيد‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ُٗٓ-ُْٗ/‬‬
‫(ِ) الركمي‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِْ/‬‬
‫[( ٕٓ‪ )/‬استطراد‪ :‬الهادم بن أحمد الجرموزم]* (ُ)‬
‫(َُْٖ‪َُٕٗ-‬ىػ‪...ُٖٔٔ-...ُّٕٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫السيد الهادم بن أحمد بن زكي الدين الجرموزم كاف شاعران‪ ،‬ظريفان‪ ،‬جيد الفكرة كبينو كبين‬
‫القاضي الحسن بن علي بن جابر الهبل عدة مكاتبات كمودة كاملة ككذلك بينو كبين السيد‬
‫أحمد بن محمد اآلنسي كتنقل في األعماؿ عند عمو الحسين بن المطهر ثم اتصل بعد موت‬
‫الحسين بأخيو جعفر بن المطهر‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]‬
‫كتولى أخران مدينة (حيس) فمات بها سنة سبع كتسعين كألف‪ .‬كمن شعره قولو‪ّْ[:‬ب‪-‬ب]‪:‬‬
‫أقوؿ إذا ىمت بها زىرة‬
‫ياذلة القلب شمس الضحى ‪ ...‬غيدا تحكي الشمس بالغرة‬
‫كيا سهاد الطرؼ بالزىرة‬
‫ككتب إلى أخيو جعفرانمناديان‪:‬‬
‫سلوه ما غيره من بعدم‬
‫فأبدؿ الود األكيد بالقلى‬
‫كغير الود اختياران بالجفا‬
‫كجر ذيل التيو عني مائبلن‬
‫تراه انسى موقفي على الحمى‬
‫كصفو كد لم يكدره جفى‬
‫أـ سمع الواشي الكذكب بعدنا‬
‫ما حلت عن فؤادم الذم أسلفتو‬
‫كإف يفل الدىر حد صبوتي‬
‫أحبابنا بحق من أعطاكم الحسن‬
‫رفقان بصب أنتم مبلكو‬
‫إف كاف رشدان ما يقوؿ عاذلي‬
‫أصد عن ماء العذيب كالنقى‬
‫أجوب فيو كالهول مطيتي‬
‫سقى الحيا المنهل أكناؼ الحمى‬
‫إف الحمى ركحي فدا من حلو‬
‫أكتم ما القاه من حر الهول‬
‫أعلل النفس بعل كعسى‬
‫كيبله من حلو اللما مر الجفا‬
‫اطاع دىرم "كرماني" بالقلى‬
‫أعود من أعراضو بحسنو ‪ ...‬حتى لول كما كفى بعهدم‬
‫كشاف حسن كصلو بالصد‬
‫كذلك القرب بهذا البعد‬
‫كمن أنا لتيهو ما جهدم[ُِّ‪-‬أ]‬
‫ككلهي كحيرتي ككجدم‬
‫أم جفا مكدر الود‬
‫حتى ثناه كالكذكب بعدم‬
‫حاشام أف ارعى بنكث العهد‬
‫كىي التي حازت أقاصي الح ٌد‬
‫كأعطاني الغراـ كجدم[َٖأ‪-‬جػ]‬
‫ما اجدر المولى بحفظ العبد‬
‫لديكم فقد عدمت رشدم‬
‫كعن ظبلؿ أثلو كالزبد‬
‫كاللهو خدني كالغراـ يردم‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٖٖ-ِٖٓ/‬البدر الطالع (ِ‪ )ُّٖ/‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ِٔٗ/‬كفيو‪:‬‬
‫الهادم بن المطهر بن محمد قبلئد الجواىر في أنباء بني المطهر (خ)‪ ،‬ىجر األكوع‬
‫(ْ‪.)َِِٗ/‬‬

‫(ُ‪)ِِٓ/‬‬

‫مركيان لغور كالنجد‬


‫غاية أشجاني كجل قصدم‬
‫لهم كأخفي كالدموع تبدم‬
‫كقد علمت أنها ال تجدم‬
‫مختصر الخصر رشيق القد‬
‫كراح خالي الباؿ مما عندم‬
‫كمن جفا الدىر يبرر المجدم‬
‫كسيأتي ذكر جماعة من بني الجرموزم إف شاء اهلل كإنما ذكرنا ىؤالء في ىذا الموضع لتقارب‬
‫عصورىم‪ ،‬كإف لم يكونوا على شرطنا‪ ،‬لكن الفائدة مطلوبة‪ .‬كاهلل كلي التوفيق‪.‬‬
‫[( ٖٓ‪ )/‬أحمد بن الحسن بن المتوكل إسماعيل]* (ُ)‬
‫(‪ُُّْ -...‬ىػ‪َُّٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن الحسن بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم ((عليو‬
‫السبلـ)) (ِ) كاف لو اليد الطولى في العلوـ كاشتغاؿ بالحديث كالتفسير‪ ،‬كالبحث في‬
‫مسائلها‪-ُّّ[ ،‬أ] كلو نقادة كاملة كحفظ كاسع لفن التاريخ‪ ،‬مع حسن أخبلؽ كشرؼ‬
‫أنفاس‪ ،‬كاشتغاؿ بما يعنيو‪ ،‬حلو الحديث طلق المحيا كاسع الصدر‪ ،‬ككاف كثير اإلتصاؿ‬
‫بالمولى [َٖب‪-‬جػ] ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كبينهم‬
‫كماؿ المحبة‪ ،‬ككانوا يجتمعوف يوـ اإلثنين كيوـ الخميس دائمان ؼ(م بير العزب) عند المولى‬
‫ىاشم فيشتمل موقفهم على كل عجيبة من مسائل العلوـ كاألدب‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫توفي صاحب الترجمة في سنة بضع كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كأكصى إلى المولى ىاشم(ّ) رحمو‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫[( ٗٓ‪ )/‬أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن أحمد الكوكباني]* (ْ)‬
‫(ُُِٕ‪ُِِِ-‬ىػ‪َُٖٗ-ُٕٓٗ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )َُٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ّ) أم ىاشم بن يحيى الشامي‪ .‬رحمو اهلل‪.‬‬
‫(ْ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)ُِٔ/‬مصادر الحبشي (ُّ)‪ ،‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ُ‪ ،)ّْٖ/‬الركض األغن (ُ‪ ،)َٓ-ْٗ/‬فهرس المكتبة العربية ص(ُُ‪،)ُِ-‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٕ‪ ،)ُِٖ-‬ترجمة (ٗٗ)‪ ،‬مصادر التراث في المكتبات‬
‫الخاصة في اليمن‪ ،‬ىجر األكوع (ْ‪ .)ُٖٖٗ-ُُٖٗ/‬كلصاحب الترجمة كتاب ((تيسير‬
‫المناف في تفسير القرآف)) يقع في ثبلثة مجلدات من القطع الكبير (خ)‪.‬‬
‫(ُ‪)ِِٔ/‬‬

‫المولى أبو محمد صفي الدين أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر؛ كبقية‬
‫نسبو تقدـ في ترجمة أخيو شيخنا البرىاف‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬
‫كلد صاحب الترجمة في شهر ربيع األكؿ سنة اثنين كسبعين كمائة كألف [ُُِٕىػ] بكوكباف‪،‬‬
‫كنشأتو في حجر كالده فغذاه بلباف الفضائل‪ ،‬كالحظو بعين عنايتو‪ ،‬كأشرؼ عليو بأشعة إسراره‬
‫حتى نهج منهج سلفو الكراـ‪ ،‬كسلك سبيل آبائو األعبلـ‪ ،‬كتخرج عليو في المعارؼ كأحرز‬
‫خصاؿ الكماؿ كشارؾ في علوـ اآللة كالحديث كالتفسير‪ ،‬كحفظ القرآف العظيم غيبان كاعتنى‬
‫بخدمة كالده كالنظر في مصالحو كالقياـ بمؤنة متعلقاتو‪ ،‬كانتقل مع كالده إلى صنعاء‪ ،‬كرافقني‬
‫في األخذ على شيخ اإلسبلـ البرىاف في (شرح عمدة بن دقيق العيد) كحاشيتها‪ ،‬كفي سماع‬
‫[ْْأ‪-‬ب] صحيح البخارم كفي (حادم األركاح إلى ديار األفراح) البن القيم‪ ،‬كىو إلى اآلف‬
‫يحضر تدريس أخيو في الفنوف كيذاكر في المسائل كيسأؿ عن المشكبلت‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككلي األكقاؼ اليمنية كالصوافي المنصورية بإب كجبلة (ُ) بعد كفاة أبيو فباشرىا مباشرة‬
‫حسنة‪ ،‬كحمد الناس كاليتو[ُّْ‪-‬أ]‪ ،‬كأقاـ األمواؿ إقامة عظيمة كاستخرج ما كاف قد أخذتو‬
‫أيدم الغصب‪ ،‬كما كاف قد أىملو الوالة من قبلو‪ .‬كأقاـ باليمن زيادة على خمس سنين‪ ،‬ككاف‬
‫بها مأكل للوافدين‪ ،‬كموقفو مجمع األعياف كالفضبلء كالعلماء‪ ،‬ثم رجع "إلى" صنعاء كىو‬
‫شريف النفس سامي الهمة تاـ المركءة حسن األخبلؽ‪ ،‬لطيف الشمائل‪ ،‬ال يفتر عن درس‬
‫القرآف أك مطالعة االسفار أك استماع تدريس أخيو أك مفاكهة إخوانو‪ ،‬كقد رحل للحج كالزيارة‬
‫قي سنة خمس كمائتين كألف ىو‪.‬‬
‫[(َٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬كالدة كالدتهصاحب الترجمة]‬
‫__________‬
‫(ُ) إب‪ ،‬كجبلة‪ :‬سبق التعريف بجبلة َّأما إب فمدينة جنوبي صنعاء بمسافة (َُْكم)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ُِ-َُ/‬‬

‫(ُ‪)ِِٕ/‬‬
‫ككالدتو رابعة الزماف حليفة القرآف ذات الفضل كالدين كعبادة رب العالمين كمداكمة الصياـ‬
‫كمبلزمة لذكر اهلل تعالى كالتهجد كالقياـ كىي أيضان كالدة أخيو شيخنا البرىاف كاهلل الموفق‬
‫للصواب‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككاف كفاتو في أياـ تشرين في شهر الحجة الحراـ سنة (ُِِِىػ) كسيدم إبراىيم في شهر‬
‫رمضاف سنة ُِِّىػ كسيدم محمد بن أحمد بن عبد القادر في شهر رمضاف بعد عمو‬
‫إبراىيم بنحو ثمانية أياـ رحمهما اهلل تعالى جميعان‪.‬‬
‫[( ُٔ‪ )/‬أحمد بن محمد بن إبراىيم المفضل]* (ُ)‬
‫(‪ -..‬بعد َُُّىػ‪..ُُٕٗ.-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى صفي الدين أحمد بن محمد بن إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ‬
‫المتوكل شرؼ الدين كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نشأتو كنعتو]‬
‫نشأ بشباـ كاخذ العلوـ عن كالده كحقق جميع الفنوف ككاف بالمحل الرفيع من العبادة كالتقول‪،‬‬
‫كبذؿ نفسو لنفع المسلمين كتدريس الطالبين‪ ،‬كالسعي في قضاء حوائج الناس مع الشفقة‬
‫كالكرـ كحسن األخبلؽ‪ ،‬كترؾ التكلفات كالتواضع كالصبر‪ ،‬كرأيت كتبان إليو من عند اإلماـ‬
‫المتوكل بن المنصور يعظمو فيها غاية التعظيم‪ ،‬كتقضي لو بمزيد التجليل كالتفخيم‪.‬‬
‫[كفاتتو]‬
‫كتوفي في عشر الثبلثين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع البدكر (خ)‪ ،‬تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع‬
‫(ِْ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِِّ/‬ىجر األكوع (ِ‪.)َُُٖ/‬‬

‫(ُ‪)ِِٖ/‬‬

‫[( ) استطراد‪ )/ِٔ( :‬محمد بن إبراىيم بن مفضل الشامي] (ُ) *‬


‫(َُِِ‪َُٖٓ-‬ىػ‪ُْٕٔ-ُُّٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫ككالده ىو شيخ مشايخ مشائخ اإلسبلـ‪ ،‬كإماـ األئمة األعبلـ‪ ،‬الحبر النحرير‪ ،‬كالجهبذ العبلمة‬
‫الشهير‪ ،‬بدر الدين [ُٖب‪-‬جػ] محمد بن إبراىيم‪.‬‬
‫كاف إمامان في جميع الفنوف كمبرزا في الفركع كاألصوؿ‪ ،‬كمحققا في علمي المعقوؿ كالمنقوؿ‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫أخذ عن عدة مشايخ مشائخ أجلهم القاضي العبلمة عبد الرحمن بن محمد الحيمي كالقاضي‬
‫أحمد بن صالح العنسي‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو مؤلفات منها‪" :‬نظم الورقات في أصوؿ الفقو"‪ ،‬كاألصل للجويني كقد شرحو شيخ شيوخنا‬
‫البدر؛ كمنها "السلوؾ الذىبية في السيرة المتوكلية" (ِ) كىي سيرة جده اإلماـ شرؼ الدين‬
‫[ُّٓ‪-‬أ]‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬بغية المريد (خ)‪ ،‬زىر الكمائم (خ)‪ ،‬دمية القصر‬
‫لقاطن(بتحقيقنا)‪،‬طبقات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬المواىب السنية (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز(خ)‪،‬‬
‫مطلع البدكر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِِٗ-ِِّ/‬البدر الطالع (ِ‪ ،)ٗٓ/‬األعبلـ‬
‫(ٓ‪ ،)َّْ/‬خبلصة األثر (ّ‪ ،)ُّٖ/‬مصادر التراث للعمرم (ْٗ)‪ ،‬الركض األغن (ّ‪-ٔ/‬‬
‫ٕ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٖ‪ ،)ُِٗ/‬الجواىر المضيئة القاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬كشف الظنوف‬
‫(َِٔ)‪ ،‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ُّٕ) األدب اليمني (ّٖ)‪ ،‬المؤرخوف اليمنيوف (ُٓ‪-‬‬
‫ِٓ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)ٕٗ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُّٖ)‪ ،‬ترجمة (ِٖٖ)‪.‬‬
‫(ِ) لدل المحقق نسخة منو كقد طبع أخيران حسب علمي‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِٗ/‬‬

‫كلو أنظار عدة كجوابات أسئلة كفوائدة منشورة‪ ،‬رأيت منها مجلدان عند شيخنا العبلمة البرىاف؛‬
‫ككاف لو خط حسن‪ ،‬كنسخ كتبان كثيرة كتفسير البيضاكم كمغنى اللبيب‪ ،‬ككاف كقوران حليمان‬
‫متواضعان ال يعد نفسو شيئان كال يفتخر بما ىو فيو من العلم كجبللة القدر‪ ،‬كال يكثر المراجعة بل‬
‫إذا سئل عن مسألة من أم علم قاؿ‪ :‬ىذه المسألة قد تكلم عليها فبلف في كتاب كذا في باب‬
‫كذا ثم يطلب الكتاب كيقرأ منو الجواب؛ ككاف المتوكل بن المنصورة يعظمو كثيران ككفد إليو في‬
‫بعض األياـ كموقفو غاص بالعلماء فتذاكركا في مسأالة نحوية فطاؿ الخوض فيها‪ ،‬كالمولى‬
‫محمد بن إبراىيم ساكت ككاف أحد تبلمذتو حاضران ذلك المقاـ فقاؿ لو‪ :‬لم ال تتكلم يا سيدم‬
‫فإف ىؤالء قد يخطر ببالهم أنك التعرؼ شيئان فالتفت اإلماـ كالحاضركف إليو كطلبوا ما لديو‬
‫فقاؿ‪ :‬ىذه المسألة ذكرىا صاحب المغني [في مؤلفو بعينها كقاؿ فيها كذا ككذا ! ثم أياحضر‬
‫المغني كفتح عليو كلم يقلب إال كرقتين كأمر من يقرأىا‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كقد تخرج عليو عدة من المحققين [ْْب‪-‬ب]كأجلهم [ِٖأ‪-‬جػ] المحقق المقبلي فإنو لم‬
‫يأخذ إال عنو‪ ،‬كلم يتخرج إال عليو كلواله لما بلغ المقبلي إلى تلك الدرجة في العلم‪.‬‬
‫كلو كاف للعبلمة الجبلؿ شيخ في العلم مثل المولى محمد بن إبراىيم تكرر ذكره في مؤلفاتو‬
‫كلها‪ ،‬كالفتخر بو فيها ككشحها بفوائده؛ كلكن المحقق المقبلي كاف مذىبو عدـ اإللتفات إلى‬
‫ما لؤلباء كالمشايخ المشائخ‪ ،‬كقد ذكره في أكائل "العلم الشامخ" كلو شعر عجيب فمنو ما‬
‫أجاب بو على بعض الطلبة كقد سألو أف يدرسو في يوـ الخميس كالجمعة كالعادة عند مشايخ‬
‫مشائخ اليمن ترؾ التدريس فيها تركيحان لهم فقاؿ‪-ُّٔ[:‬أ] (ُ)‪..‬‬
‫أتاني منك يا سامي الخبلؿ‬
‫كزىر الركض باكرة غماـ‬
‫قضى أف الذم إف شاء سبكان‬
‫كصار من الفخار إلى محل‬
‫لبيب فخاره سمك رفيع‬
‫طلبت مبالغان توسيع درس‬
‫فإني لست آلو فيو جهدان‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ُ‪)َِّ/‬‬

‫كقد بالغت في توزيع كقتي‬


‫كصار لكل درس فيو قسط‬
‫فمن راـ الزيادة بعد ىذا‬
‫كفي اليومين تركيح يسير‬
‫كتم الحكم في ىذا كعنو ‪ ...‬نظاـ كالنظيم من الآلؿ‬
‫أك الزىر المنيرة في الليالي‬
‫حول شرؼ المعاني كالمعالي‬
‫أطاعتو األماني كاألمالي‬
‫لرفعتو األسانيد العوالي‬
‫كما التضييق فيو عن مبللي‬
‫على مقدار رحلي كارتحالي‬
‫على ما يقتضيو كفاؽ حالي‬
‫بقسطاس كميزاف اعتداؿ‬
‫فقد راـ اشتغالي كاشتعالي‬
‫يصوف الفكر عن كدر المبلؿ‬
‫أدافع بالجبلد كبالجداؿ‬
‫كلو مجيبان على السيد إسماعيل بن إبراىيم جحاؼ اآلتي ذكره ‪:)ُ(:‬‬
‫في ىواكم رضيت ىجران ككصبلن‬
‫فصلوا إف بدا لكم أك فصدك‬
‫يا نزكالن في مهجتي كفؤادم‬
‫كل صعب حملتو في ىواكم‬
‫مر عصر الصبا علي كفيكم‬
‫لي قلب كثاقو في يديكم‬
‫في ىواكم موتي كلكن ذكراكم‬
‫يا رعى اهلل عهدكم كسقاه ‪ ...‬لست أسلوكم كلو بت أصبل‬
‫كاحكموا في المحب جوران كعدال‬
‫ال بكثباف رامة كالمصلى‬
‫ككذا من يحب صدقان كإال‬
‫صبوتي صبوتي غبلمان ككهبل‬
‫عاملوه باللطف إف كاف أىبل‬
‫حياتي فما أمر كأحلى‬
‫غيث دمعي إذا جرا مستهبل‬
‫كىي طويلة‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في سنة خمس كثمانين كألف كقبره في شباـ قبلي (ِ) المشهد‪ ،‬كىو مشهور (ّ)‬
‫مزكر رحمو اهلل تعالى [ُّٕ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[(ّّٔٓ‪ )/‬أحمد بن عبد الكريم بن أحمد إسحاؽ] (ْ) *‬
‫(ُُْٗ‪ُِِّ -‬ىػ‪َُُٖ-ُُٕٖ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫األخ صفي الدين أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم؛ كبقية‬
‫نسبو تقدمت‪ ،‬كقد تقدـ ذكر جده‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٓ/‬كقد أكرد منها بيتان كاحدان فقط‪ ،‬كعند اللفظ اآلتي ذكره نهاية‬
‫[ِٖب‪-‬جػ]‪.‬‬
‫(ِ) أم شمالي‪.‬‬
‫(ّ) توفي يوـ اإلثنين عشرة شهر رجب من السنة المذكورة‪.‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ُ‪.)ُُٔ/‬‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫كلد صاحب الترجمة بصنعاء في سنة أربع كتسعبن كمائة كألف كنشأ في حجر كالده كعمو‬
‫المولى جماؿ الدين‪ ،‬كلم يزؿ يجد في طلب العلم حتى برع في علوـ اآللة كطالع الدكاكين‬
‫الشعرية كالكتب التاريخية حتى مهر فيها‪ ،‬كلو ذىن سياؿ كذكاء متوقد‪ ،‬كفكر صادؽ كفهم‬
‫جيد‪ ،‬فلم يحتج في معرفة الفنوف إال إلى قراءات يسيرة‪.‬‬
‫ثم اشتغل بعلم المعقوؿ شغلة عظيمة كنظر في (ىداية الحكمة)(ُ) لؤلبهرم كشرحها‪ ،‬كفي‬
‫(شرح التجريد) (ِ) للطوسي بعد حفظ التجريد غيبان‪ ،‬كفي (النجاة) (ّ) البن سينا كفي‬
‫(تحرير إقليدس) [ّٖأ‪-‬جػ] في الهندسة ككقف على أسرار علوـ اإلشراقيين فانفتحت لو‬
‫مقفبلت المباحث الصوفية‪ ،‬كمشى في تلك الطريقة حتى كقف على الحقيقة كبالجملة فلو ميل‬
‫كلي إلى علوـ المعقوؿ كتحقيق مباحثها‪ ،‬ككشف أستار مسائلها‪.‬‬
‫كلو محبة للخموؿ كقطع العبلئق‪ ،‬ىذا كعذاره مخضر كركض شبيبتو أنظر‪ ،‬ككاف قد أقبل على‬
‫الشعر فنظم منو درران‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمنو ما كتبو إلى جامع ىذه التراجم إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي [ْٓأ‪-‬ب]‪ ،‬كذلك في سنة‬
‫إحدل عشرة كمائتين كألف‪)ْ(:‬‬
‫رفل النسيم بنش ًرهً المتأرج (ٓ)‬
‫ىو خندريس (ٔ) الشم في كأس الصبى‬
‫ما ضر من خلعوا عليو يحلى ًي َّ‬
‫الشذا‬
‫فلقد غدا ملك النسيم بنشر ىم‬
‫قد كاف لي كقميص يوسف للجوىى‬
‫يا نازحان ليس السقاـ يم ًحبَّةي‬
‫تعبان أعلل في ىواكم مهجةن‬
‫رسم الزماف بكم سطور يسليونا‬
‫كبهجركم كبهجركم ختم الكتابة طاكيان‬
‫إني ألشكو للصبا دمع النول (ٕ)‬
‫فببعدكم عبست ليالينا التي ضحكت‬
‫أذكيتم نار الكليم يثيرىا‬
‫كبمهجتي بردان سبلـ فلتكن‬
‫ىو ركح أجساـ العلى كلشمسو‬
‫كخليل كل فضيلة ككليها‬
‫يا صارمان يهدل إليك تحية‬
‫تغشى حماؾ لنشر طي كريقها ‪ ...‬كأتاؾ يسحب ذيل برد مزعج‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر كشف الظنوف (ِ‪.)َِِٖ/‬‬
‫(ِ) ينظر نفس المصدر (ُ‪.)ُّٓ-ّْٔ/‬‬
‫(ّ) نفسو (ِ‪.)ُِٗٗ/‬‬
‫(ْ) نيل الوطر(ُ‪ )ُِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) أم الفواح العطر‪.‬‬
‫(ٔ) من أسماء الخمر‪.‬‬
‫(ٕ) النول‪ :‬البعد كالفراؽ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِّ/‬‬

‫يركم شذاه عن الغزاؿ األدعج (ُ)‬


‫الش ًجي‬
‫لو ٌتوجوه تحية تحيي َّ‬
‫كالغصن يسجد إف أتاه كيلتجي‬
‫لو لم يكن فيو السعيد بيمدرج‬
‫لوفي الكرل كاصلتو لم ينسج‬
‫ىزأت بكأس بالحباب(ِ) مدمج (ّ) مدحج‬
‫بصحيفة الركض الرحيب السجسج (ْ)‬
‫كرقان عست منى بعد بيعد المنهج‬
‫كظبلـ ليل لم يجد بتبلج(ٓ) [ّٖب‪-‬جػ]‬
‫بثغر في الوصاؿ مفلج‬
‫بثغر في الوصاؿ مفلج (ٔ)‬
‫كيهيجها برؽ يلوج كدملج (ٕ)‬
‫فبتلك إبراىيم خير معرج‬
‫ىو يوشع لسواه لم تتبرج‬
‫الساقي فداـ ببلغة لم تمزج‬
‫صب كركض بالحياء مدبج‬
‫عرؼ يفوح كنرجس كبنفسج‬
‫كأصحبها من النثر بقولو‪:‬‬
‫المسفر صبح فضائلو‪ ،‬المندم عبير شمائلو‪ ،‬المخضل عود نسبو‪ ،‬الصفي منهل مذىبو‪،‬‬
‫الشمس الطالعة بأفبلؾ الكماؿ‪ ،‬المشرقة بها حنادس األماؿ‪ ،‬المولى النبيل كالصارـ الخليل‪،‬‬
‫إبراىيم بن عبد اهلل المتحف بشريف السبلـ كنوامي التحيات كاإلكراـ يضاىي ركض خلقو‬
‫الناظر كإف تنزه عن المشاكل كالمناظر‪ ،‬كيلثم رفيع جنابو الرحيب‪ ،‬كأف تعالى أف يلثمو ثغر الثريا‬
‫الشنيب‪ ،‬كيشير إلى ما لديا من األشواؽ إشارة الشمس إلى النهار‪ ،‬مصحوبان بما ليس فيو‬
‫انتساؽ كعليو من الخجل اصفراران‪ ،‬لكنو راح اإلغضاء "عن" عيوبو‪ ،‬كالعفو عن (ٖ) ذنوبو‪،‬‬
‫كتلقى مواليا للحصى كمقابلتها بالدر النظيم فمقابلة األقصى لؤلدنى تزيده بها كسنا فمرآة البدر‬
‫المظلمة لو لم يقابل الشمس لما أضاءت كالسبح لو لم يقابل بالدر لكاف أسمح كالدجا لولم‬
‫يقابل بالبلج لكاف فيو حرج كالصفح الكريم [ُّٗ‪-‬أ]في صحف إبراىيم كالسبلـ‪.‬‬
‫فأجبتو بقولي كىو مما يستعاف فيو بالقاموس‪.)ٗ(.‬‬
‫شمس اللقا قد آذنت بتبرج‬
‫فعساه يخطى بالوصاؿ متيم‬
‫__________‬
‫(ُ) شديد السواد مع شدة بياض العين مع اتساعها‪.‬‬
‫(ِ) الحباب‪ :‬الفقاقيع‪.‬‬
‫(ّ) مدمج‪ :‬أم مختلط ممتزج‪.‬‬
‫(ْ) السجيج‪ :‬أم الواسعة‪.‬‬
‫(ٓ) بتبلج‪ :‬أم بوضوح كإسفار‪.‬‬
‫(ٔ) مفلج‪ :‬أم متبا عدما بين األسناف‪.‬‬
‫(ٕ) دملج‪ :‬عبارة عن سوار يحيط بالعضد‪.‬‬
‫(ٖ) في (ب)‪ :‬من‪.‬‬
‫(ٗ) نيل الوطر (ُ‪.)ُِْ-ُِّ/‬‬

‫(ُ‪)ِّّ/‬‬

‫كلعل صدا ليلوي ٍمحلىو لك (ُ)‬


‫ٌ‬
‫كلقد شجى قلبي كىيج لوعتي‬
‫كركل عن الضحاؾ عن بشر‬
‫أفضت بسر سرني كيسؤني‬
‫كأثارت األشواؽ في فلم تزؿ‬
‫يا برؽ قد ضعفت ما أسندت من‬
‫أك لست تحكي ثغر حبي سارقان‬
‫كتنم بي بخفوؽ بحقوؽ قلبي عند من‬
‫كمعلل باإلضطراب معارض‬
‫صححتو لعلوه إذا أسندت‬
‫أنبا بعكس البرؽ فيما بيننا‬
‫فوددت أف الجسم آنف كلو‬
‫كغدكت في حلل المسرة رافبلن‬
‫كشربت من طرب رحيق ببلغة‬
‫نظم عليو من البديع مبلبس‬
‫ال غركا منشيو مجل في ميا‬
‫كمحقق في كل علم فاتح‬
‫مولى رقى فلك الكماؿ ففاؽ في‬
‫ما كنت أحسب قبل أف رقاعو‬
‫حتى أقاـ المعجزات بأنو‬
‫كأعذر مقابلتي لدرؾ بالحصا‬
‫ىيهات ال يأتي لمعجز أحمد‬
‫كأسلم كدـ في نعمة كمسرة ‪ ...‬من بعد أف حجب البعاد بزبرج (ِ)‬
‫كعساه يحي ميت القلب الشجي[ْٖأ‪-‬جػ]‬
‫قد آف صبح كصالو بتبلج‬
‫برؽ بدا بتألق كتضرج‬
‫أحاديثان بإسناد صحيح المخرج‬
‫كقضت بحق في اللقا كببهرج (ّ)‬
‫تذكي الحشا بلهيبها المتأجج‬
‫خبر ألشجاف المتيم مرىج (ْ)‬
‫لوميض جوىره كلم تتحرج‬
‫أىول كواش بيننا مترجرج (ٓ)‬
‫بصحيح موصوؿ النسيم البهيج‬
‫خبر اللقا عن نشره المتأرج‬
‫كبعطف قلب مثل قلب الدملج‬
‫مستنشق ألريجو المتوىج‬
‫متنعمان في ركض أنس بسجسج[ْٓب‪-‬جػ]‬
‫يسوم بياف نظامو لم يمزج‬
‫كالوشي بين موشح كمدبح (ٔ) كمدحج‬
‫دين الذكاء بالفهم أم مدحج (ٕ) مدجج‬
‫في كل فن كل باب مرتج (ٖ)‬
‫علياه كل مسود كمتوج‬
‫صدؼ بدر من ببلغتو تجي‬
‫يأتي بسحر في طركس مدمج‬
‫كبياف ما نظمتو بمشبج (ٗ)‬
‫بمعارض غير السفيو األىوج‬
‫__________‬
‫(ُ) أم شديد السواد كالظلمة‪.‬‬
‫(ِ) أم السحاب الرقيق الذم بو حمرة كالمقصود حجب البعاد بستار‪.‬‬
‫(ّ) أم زائف باطل‪.‬‬
‫(ْ) مرىج‪ :‬أم مثير باعث‪.‬‬
‫(ٓ) أم متنقل بالنميمة بيننا‪.‬‬
‫(ٔ) الوشح‪ :‬ما كاف على ىيئة الوشاح‪ ،‬كالمدبج ما كاف على ىيئة الديباج‪.‬‬
‫(ٕ) أم ذكر عبقرم‪.‬‬
‫(ٖ) أم مغلق كموصدز‬
‫(ٗ) أم مردكد‪ :‬كعند اللفظ‪ :‬بمشبج نهاية [ْٖب‪-‬جػ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫ما غنت الورقا بغصن عسلج (ُ)‬


‫كلو مكاتبان األخ العبلمة الحسين بن محمد الجرموزم األتي ذكره إنشاء اهلل تعالى‪[:‬من‬
‫البسيط]‬
‫قلب على ًمقة (ِ) الغزالف مشتمل‬
‫فأمدد لها شرؾ األىوا عن مهل‬
‫عفر يعفر باإللحاظ كل فتى‬
‫ترتد عنا أماقيها كقد خلعت‬
‫برد الصبابة ال الهجراف يخلقو‬
‫مثل األباريق تلوم جيدىا طربان‬
‫كفي المرابع سرب لم تسر بو‬
‫فركنق الصبح رشح من أسرتو‬
‫محجب كثرت فيو العدا حسدان‬
‫تعبر الريح منو كل ما عبرت‬
‫كتب تحمل ال األقبلـ نرسمها‬
‫يا طيب ما خطرت ىدم النسيم بو‬
‫ال زلت موصولة األنفاس مرسلة‬
‫فأشرب على ذكره مشمولة لطفت‬
‫ال تسطيع تراىا العين إف خفيت‬
‫كأسحب ذيولك في ضل الصبا مرحان‬
‫يا جاىبلن الـ من تفريو مهجتو‬
‫تحن إف فارقت أسر الهول فرقان‬
‫أكريت في الجسم ناران غير خامدة‬
‫ىيجت ذكر طويناىا على كمد‬
‫كفي المدامة سر لو ظفرت بو‬
‫كفي نظاـ الحسين الفذ تذكرة‬
‫صافي المذاىب سهل الخلق ذك شرؼ‬
‫يا من يؤمل أف تحصى محامده‬
‫فكل مجد إذا ما كنت تحسبو‬
‫كىاؾ قافيتو أمتك خاضعة ‪ ...‬ال يستطيع يهدم شوقو العذؿ (ّ)‬
‫فقد يركع أراـ النقا العجل (ْ)‬
‫ال يعترم سهمها عن مقتل خبل‬
‫على الهياكل برد ما لو بدؿ‬
‫كليس يحدث عن طوؿ اللقا ملل‬
‫فكل من سف من مشمولها ثمل‬
‫في كل ذم ملح من حسنو مثل‬
‫كفي األماليد منو العدؿ كالميل‬
‫كقلت الرسل كاألشياع كالحيل‬
‫نحوم فافهما كالصحب ما عقلوا‬
‫مني إليو كال غير الصبا الرسل‬
‫معنى يهز بو غصن النقا الخضل‬
‫فقد نصرت سرايا الحب إذ خذلوا‬
‫ككاف في كأسها من قبلها ثقل‬
‫شخصان كمن نورىا كانت لها حلل‬
‫ألست تعلم أف الضل ينتقل‬
‫بما تحذره كاألعين النجل‬
‫فأعجب لذا كلو في عودىا جذؿ[ٖٓأ‪-‬جػ]‬
‫فكل جزء لو من جزئوي "شعل"‬
‫شأف الكريم على أمثالها البخل‬
‫لم تعذؿ الشرب عنها أيها الرجل‬
‫لذم الحجا قصرت عن دركها األكؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) أم أخضر لين‪ .‬كعند عسلج نهاية [َُْ‪-‬أ]‬
‫(ِ) مقة‪:‬أم حب‪.‬‬
‫(ّ) العذؿ‪ :‬اللوـ كالمعاتبة‪.‬‬
‫(ْ) النقا‪ :‬الكثيب من الرمل كالمقصود بذلك‪ .‬الصحرا‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٓ/‬‬

‫لذم الحجا قصرت عن دركها األكؿ[ُُْ‪-‬أ]‬


‫غاؿ لو سند في الفضل متصل‬
‫في بعض أكصافو ال يصدؽ األمل‬
‫لغيره فهو من علياه منتحل‬
‫يكاد يمحو الذم ثبتو الرجل‬
‫كلو "مكاتبان" (ُ) إلى المذكور أيضان‪:‬‬
‫بالصبر سر ىواؾ منعقد‬
‫قد أكدعتني حبها مقل‬
‫ضداف في لحظاتها اجتمعا‬
‫كمعللين الصب عن قمر‬
‫بسطوا لو إشراؾ سحرىم‬
‫فعليو في شرع الهول كعلى العدؿ‬
‫رفقان بمن أعطاؾ مهجتو‬
‫فبحمل جورؾ ال ينؤ كإف‬
‫أثنيت طيفك في زيارتو‬
‫كانعم بو للمغرمين شفا‬
‫يا نسمة خطرت بركضهم‬
‫كاألكراؽ الفريد ذا نغم‬
‫كغصونو ماست كقد بسطت‬
‫ىل ىم لحق ذمامنا حفظوا‬
‫يا قلب بينك كالصبا نسب‬
‫ىبل تصاحبها متى رجعت‬
‫كأرل التخلص بالحسين حمى‬
‫بدر تنير المشكبلت بو‬
‫حبر على األقراف مرتفع‬
‫ال زاؿ قدرؾ كل آكنة ‪ ...‬لكنو بالدموع منقض‬
‫قلبي لموقع سهامها غرض‬
‫عجبان لذاؾ البرء كالمرض‬
‫كىم ألخذ فراده أعترضوا‬
‫لكنهم بسطوا كما قبضوا‬
‫كالتوحيد مفترض‬
‫طمعان بأف كصالك العوض‬
‫ىو بالمبلمة فيك منتهض‬
‫أنى ينوب الجوىر العرض[ْٔأ‪-‬ب]‬
‫لو أنهم في ليلهم غمضوا‬
‫كطيوره بالطل تنتفض‬
‫في الدكح مرتفع كمنخفض[ٖٓب‪-‬جػ]‬
‫ظبللهم كالحر منقبض‬
‫أـ ىم لعقد عهودنا نقضوا‬
‫للطف كالخفقاف كالمرض‬
‫نحوم إذا استأذنتهم فرضوا‬
‫من مدحو مغر أم كالغرض‬
‫فيو حنادسها لنا بيض‬
‫كإلى ذرا العليا منتهض‬
‫يسمو كفخرؾ ليس ينقرض‬
‫كلو في اإلعتذار عن "الكتب"‪.‬‬
‫إذا لم يكن قطع الرسائل عن قلى‬
‫كحبل الوفاء كالود في البعد موصوؿ‬
‫ككاف لترؾ الكتب عذر سول القلى‬
‫فعند التصافي ذلك العذرمقبوؿ‬
‫كقد يحفظ األسرار عنها فإنها‬
‫كحقك عقد السر في الطرس محلوؿ‬
‫[تاريخ كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة في كصاب في شهر […](ِ) سنة ُِِّىػ‪ .‬كتوفى سيدم أحمد بن‬
‫عبد الكريم في كصاب لعلو سنة ألف كمائتين كاثناف كعشرين [ُِْ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[(ْٔٓٓ‪ )/‬أحمد بن محمد بن أحمد بن حم الشتارة]* (ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ ]...‬بياض في أصولي ‪.‬‬
‫(ّ) الحدائق المطلقة (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪.)ُّٗ/‬‬

‫(ُ‪)ِّٔ/‬‬

‫(ُُٕٕىػ‪ -‬ؽُّىػ‪ -ُْٕٔ/‬ؽ ُٗـ)‬


‫[اسمو كنسبو]‬
‫األخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن المؤيد باهلل محمد بن‬
‫المنصور ابن القاسم الفطن األديب اللطيف المعركؼ جده بالشتارة‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬
‫كلد بصنعاء في سنة سبع كسبعين كمائة كألف‪،‬كنشأ في حجر خالو المولى أحمد بن محمد بن‬
‫إسحاؽ كأكالده اإلعبلـ كالزمهم مبلزمة كلية كتخرج بهم كقرأ عليهم كعلى غيرىم في الفنوف‬
‫حتى أحرزىا كقرأ علي في (شرح المنهاج) لئلماـ المهدم في األصوؿ‪ ،‬كفي "شركح" رسائل‬
‫علم الوضع كطالع كتب األدب‪ ،‬كعكف على نقل الفوائد كتقييد الشوارد؛ كلو ذكاء كألمعية‬
‫كلطافة طباع كحسن خلق كنقادة كميل إلى الخموؿ‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر حسن كنثر بليغ فمن شعره ما كتبو إلي في سنة َُِٔىػ‪ .‬يستنجز كعدان بقراءة في‬
‫(شرح الغاية) ألبن اإلماـ كفي (شرح القطب)‪)ُ(:‬‬
‫ليت شعرم ىل للتباعد حد‬
‫أـ أره لي من جفاؾ برسم‬
‫ال بقرب يضرب حظيت منك كال‬
‫فأجبني فيما سألتك يا من ‪ ...‬منك يا عالمان بطرد كعكس[ٖٔأ‪-‬جػ]‬
‫خاصة في األناـ من غير لبس‬
‫التدريس بلغت من علومك نفس‬
‫صرؼ القلب عن ىواه كأنس‬
‫كمما كتبو إلى المولى فخر الدين عبد اهلل بن عيسى صاحب الحدائق‪ ،‬كذلك في سنة سبع‬
‫كتسعين كمائة كألف كىو قولو مع نثر بليغ تركناه اختصاران‪)ِ(:‬‬
‫حتاـ تكتم يا زماف عنادم‬
‫كيبعد من أىواءه تهضم جانبي‬
‫خفف عليك فلست ممن يختشي‬
‫إني أمرء من معشر جعل التقى‬
‫كىم إذا ما الحرب شبت نار‬
‫ىإف جردكا بيض الصفاح فما لها‬
‫كإذا الرماح تشاجرت بأكفهم‬
‫جعلوا كبل األقراف في البيداء لها‬
‫كإذا جرل ذكر النداء فسوحهم‬
‫كرثوا تراث المجد عن أبائهم‬
‫ثكلتني العليا إذا لم تلقني‬
‫كأنا الذم عرؼ الورل قدران كما‬
‫ذك ىمة بسموىا ال مرتضى‬
‫كلسوؼ تأتي يا زماني راىبان‬
‫كأراؾ عند السلم رقالي كإف‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬شرح القطب‪ .‬كقد سبق التوضيح حوؿ شرح القطب كحوؿ القصيدة انظر نيل‬
‫الوطر (ُ‪ ،)ُْٗ/‬إذ أكرد بعضها‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ُ‪.)ُٗٔ-ُْٗ/‬‬

‫(ُ‪)ِّٕ/‬‬
‫إني ألىول الضيم في طلب العبل‬
‫من ذم اعتداؿ إف تثنى أك رنا‬
‫فسقى النقا كالجزع من سقط اللول‬
‫كم باكرت فيو المسرة بعدما‬
‫إذ زار من أحببتو متكتمان‬
‫فأرتاع من دمعي كأعرض منشدان‬
‫فأجبتو كالقلب من فرج بو‬
‫من لم يبت كالحب يصدع قلبو‬
‫فثنى العناف ككر نحوم قائبلن‬
‫أمسى يدبر بلفظو كبلحظو‬
‫صهبا معنقة كأخرل لم تكن‬
‫يسعى بها كىنا كقد مالت بو‬
‫ككأنما ىو حين مد بكأسو‬
‫حتى إذا شاب الظبلـ كقاـ فوؽ‬
‫عاىدتو أف ال يميل كىكذا‬
‫كثنيت عزمي نحو بدر مقلتي‬
‫فأرقت قلبي عند ما عاىدتو‬
‫أعني أخي الفخرم الذم ال يختفي‬
‫كمن ارتقى في الفخر أعلى ذركة‬
‫كإذا ذكرت فعن و‬
‫أب إسناده‬
‫كإذا سألت عن المكارـ كالندل‬
‫لو حاتم في العصر حيان جازه‬
‫أك كاف في الزمن القديم تشرفت‬
‫يا ماجدان سبق األناـ إلى العبل‬
‫كم ذا أكابد في ىواؾ على النول‬
‫فمتى أراؾ لفرط سقمي عائدان‬
‫ليعود للجفن الكرل كتقر عين‬
‫كأليكها عذران لها من تيهها‬
‫صدرت كمن لي أف يعاض بياضها‬
‫فأنظر إليها نظرة تزىو بها‬
‫كأمنن كجد بالصفح إفضاالن على‬
‫كاسلم كدـ ما كحد البارم كما‬
‫كبذاتو العظمى عليو كحقو ‪ ...‬كتحوؿ ما بيني كبين مرادم‬
‫عمدان كأنك لي من األضداد‬
‫بأسان كإف كثرت في اإلنكاد‬
‫كالصبر عند السلم افضل زاد‬
‫يومان يعدكه من األعياد‬
‫غم يد يواريها سول األجساد‬
‫ما بين ذم خمص كأخر صادم[ُّْ‪-‬أ]‬
‫طعمان كسقياىا دـ األكباد‬
‫حرـ العفاؼ ككعبة الوفاد‬
‫ككراثة األباء لؤلكالد‬
‫من سلكهم في جملة التعداد‬
‫تحتاج في عليائي ععليائي إلى إسناد‬
‫فوؽ الطباؽ السبع كضع مهاد[ْٔب‪-‬ب]‬
‫أك راغبان طوعان بغير قياد‬
‫آف لضراب تعد من أجناد[ٖٔب‪-‬جػ]‬
‫ما لم يكن عن جفوة كبعاد‬
‫يسطو بسمر أك بيض حداد‬
‫من باكر الوسمي صوب عهاد‬
‫أمسيت من كجد حليف سهاد‬
‫في غفلة الواشين كالحساد‬
‫ما للدموع تسيل سيل الوادم‬
‫دىشا يخالط غية برشاد‬
‫لم يدر كيف تفتت األكباد‬
‫إف الكئيب أحق باإلسعاد‬
‫كبثغره كبكفو في الناد‬
‫قد لومست في عصرىا بأيادم‬
‫ميبلن كغصن البانة المياد‬
‫شمس تمد بكوكب كقاد‬
‫(ُ‪)ِّٖ/‬‬

‫الغصن طيران بالصباح يناد‬


‫أعطيت في إخبلص محض كدادم[ُْٓ‪-‬أ]‬
‫لم تكتحل من فقده برقادم‬
‫فكأنما كانا على ميعاد‬
‫في الناس بين السادة األمجاد‬
‫دع عنك ذكر مفاخر األجداد‬
‫عن جده طو النبي الهادم[ٕٖأ‪-‬جػ]‬
‫فلكم لو في المكرمات أيادم‬
‫سبقان كىل سبق لغير جواد‬
‫بشريف خدمتو بنو عباد‬
‫سبق الجياد لضمر يوـ جبلد‬
‫حرفان تفتت قلب كل جماد‬
‫يا مالكي في زمرة العواد‬
‫باللقا كيقر خفق فؤادم‬
‫مابين أرباب النظاـ تهادم‬
‫ببياض عيني كالسواد مدادم‬
‫إف أبرزت في أعين النقاد‬
‫ما كاف من عيب بها كفساد‬
‫ناداه للكرب العظيم منادم‬
‫أف ال قضى بيننا ببعاد[ُْٔ‪-‬أ]‬
‫[( ٓٔ‪ )/‬أحمد بن أحمد اآلنسي القهدة (الزنمة)]* (ُ)‬
‫(…‪ُُُٗ-..‬ىػ‪َُٕٕ -..../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد شهاب الدين أحمد بن أحمد بن محمد اآلنسي الحسني القهدة المعركؼ بالزنمة‪،‬‬
‫الشاعر المشهور‪.‬‬
‫كىو شاعر المؤيد باهلل بن المتوكل‪ ،‬ككاف المؤيد يدخره لئلنشاء‪ ،‬كقت الحوادث لمناسبتو‬
‫المناسبة المقامات كاألحواؿ‪ ،‬كفيو حدة مفرطة كعدـ رعاية للتأدب مع األكابر‪.‬‬
‫ككاف المؤيد يحلم عليو كثيران فإنو كتب إليو يومان يشكو حاجبو المعركؼ بقسوة كخادمو‬
‫المعركؼ بمانع (ِ)‪::‬‬
‫موالم طاؿ اإلنتظار فهل إلى‬
‫كيف السبيل كدكف بابك قسوة‬
‫ىذم الثبلث من الموانع بيننا ‪ ...‬تقبيل كفك في قبوؿ شافعي‬
‫قاسي الحجاب كدكف ذلك مانع‬
‫ككما علمت لهن مطلك رابع‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ِْٓ/‬نشر العرؼ َُ‪ ،)ُٖ-ْٕ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪)ٖٓ/َِ،)ْٖٕ/‬ف مصادر العمرم ََُِ‪ ،)َُْ-‬معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ُّٓ/‬مصادر‬
‫الحبشي ص(ّّٗ)‪ ،‬كمنو‪ :‬طبق الحلول ثم إيضاح المكنوف (ُ‪ ،)َٓٗ/‬ىدية العارفين‬
‫(ُ‪ ،)ُٕٔ/‬األدب اليمني (َّٓ‪ ،)ُٕٓ-‬تأريخ أبي طالب (انظر فهارسو)‪ ،‬نفحة الريحانة‬
‫(ّ‪ ،)َٔٔ-ٓٗٔ/‬كذيلها حديقة االفراح ص(ٔ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)َّ/‬الجامع الوجيز‬
‫(خ)‪ ،‬الغدير (ُُ‪ ،)ّّْ-ِّْ/‬سبلفة العصر (َْٕ‪ ،)ّْٕ-‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫(ُٖ‪ ،)ِٖ-‬ترجمة (ْٔ)‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ِْٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ٕٓ/‬‬

‫(ُ‪)ِّٗ/‬‬

‫كلما توفى المؤيد جرل لو تخوؼ من صاحب (المواىب) كما كقع لغيره فهرب قاصدان‬
‫[ٕٖب‪-‬جػ] للمولى القاسم ابن المؤيد بن المنصور كىو (بالسودة )(ُ) كمعو اليافعي فأكرـ‬
‫نزلو كمدحو بقصائد جيدة؛ كلما أسر المولى القاسم بن المؤيد عزـ صاحب الترجمة إلى حضرة‬
‫المولى علي بن أحمد بن المنصور بصعدة كمدحو بقصيدة [ْٕأ‪-‬ب] مطلعها‪:‬‬
‫سرا نحو الحمى سران ًسراراأسرارا‬
‫فبالمتوكل الداعي عساىا ‪ ...‬كنار األفق قد طارت شرارا‬
‫تغاث كال نغاث حمى كدارا‬
‫ثم التجأ إلى حرـ اهلل تعالى فلبث بمكة أعوامان كامتدح الشريف أحمد بن غالب أمير الحجاز‬
‫بقصيدة بائية كحظو فيها على النهوض إلى اليمن كاستنقاذ الرعية من شراؾ المحن فمنها قولو‪:‬‬
‫موالم إف علوـ الجفر قد نطقت‬
‫فانهض إلى اليمن الميموف قد عبثت‬
‫كمنهم من دعا للحق محتسبان‬
‫تبت يداه كأيد بايعتو على ‪ ...‬بحسبو كلك في األرضين فاحتسب‬
‫بو األراذؿ أىل البغي كالعطب‬
‫بزعمو كىو أطغى من أبى لهب‬
‫ما يدعى أنها حمالة الحطب[ُْٕ‪-‬أأ]‬
‫كحكم لو أدباء مكة بالسبق‪ ،‬كىو أشعر من أبيو؛ كلو ديواف شعر كبير‪ ،‬كديواف أخر سماه‪:‬‬
‫"الركض النادم في مدح اإلماـ الهادم" (ِ) يعني صاحب المواىب‪.‬‬
‫ككاف كثير الهجاء محسنان إلنشاد الشعر‪ ،‬كاتفق أنو اجتمع في مكة في منزؿ الشريف أحمد بن‬
‫غالب‪ ،‬أدباء مصر كالشاـ كالهند كاليمن فقاؿ الخفاجي‪ ،‬حفيد صاحب الريحانة أنا في عمل‬
‫ذيل على الريحانة‪ ،‬فهلموا معاشر األدباء فلينظم كل كاحد منا في ىذه الليلة قصيدة نبوية كمن‬
‫أحرز قصبات السبق حكمت بانحياز األدب إلى قطره‪ ،‬فنظم كل كاحد منهم قصيدة‪ ،‬كنظم‬
‫صاحب الترجمة قصيدة عينية كىي (ّ)‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) السودة‪ :‬مديرية من أعماؿ محافظة عمراف جنوب مديرية السود مركزىا الرئيسي مدينة‬
‫السودة الواقعة بذركة جبل يطل على كادم أخرؼ كعقماف‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ِٖٖ/‬‬
‫(ِ) لدل المحقق نسخة منو ‪ .‬مصورة عن بعض المكتبات الخاصة بصنعاء‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ُِٓ/‬نشر العرؼ (ُ‪ )ٕٕ/‬كما بعدىا‪.‬‬

‫(ُ‪)َِْ/‬‬

‫ال حي ذاؾ الحي من ساكني صنعاء‬


‫فكم أحسنوا للنازلين بهم صنعا‬
‫ب ماء جفونو‬
‫ص َّ‬
‫صب ى‬
‫أتحية ٌ‬
‫يشوقو برؽ الدجى إف سرل لمعا‬
‫كيعرؼ من عرؼ النسيم رسائبلن‬
‫تجرعو تذكار من سكن الجرعا‬
‫نسيم الصبا إف جزت معهد صبوتي‬
‫فتم فؤادم سلو أك سل بو سلعا[ٖٖأ‪-‬جػ]سلعى‬
‫الحي مربعان‬
‫فحي الحيا من ذلك ٌ‬
‫لو في فؤادم قد اشاد الهول ربعا‬
‫تستعرم‬
‫ٌ‬ ‫فلواله ما اذكرم البركؽ‬
‫كال امتاز كف المزف من مقلتي دمعا‬
‫كال دعيت عني النسيم عليلة‬
‫كال ناحت الورقاء كأبدعت السجعا‬
‫بعيشك إف شارفت حي (ُ) أحبتي‬
‫فطف حولو يا عمرك عن عمرتي سبعا‬
‫كرد زمزـ الود النمير حياضو‬
‫كحلق إذا قصرت في ذلك المسعى‬
‫كمنها‪:‬‬
‫سيعلم من عاديت أني حتفو‬
‫فلي قلم في رقمو سم أرقم‬
‫يزيد سنا الشمس بالمدح بهجة ‪ ...‬كيقرع سنان من ندامتو قرعا‬
‫تراه إذا أرسلتو حية تسعى‬
‫كيلبسها من ىجوة خطة شنعا‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كإف كاف ال بد المديح لناظم‬
‫فنوع كجنس في امتداح محمد‬
‫فيا من إليو الجذع حن تبركان‬
‫كإني ألرجوؾ السبلمة في غد‬
‫كآمل أف اهلل يقبل توبتي‬
‫أجيبوا بني اآلداب صوت ببلغتي ‪ ...‬فمدح رسوؿ اهلل أحسنو كضعا‬
‫فأكصافو لم تبق جنسان كال نوعا‬
‫إليك رجائي ىز من جودؾ الجذعا[ُْٖ‪-‬جػ]‬
‫إذا ضاؽ حالي في القيامة بي ذرعا‬
‫كيغفر زالتي باللطف لي يرعا‬
‫إذا كاف فيكم من يجيب إذا يدعى‬
‫إليك رجائي ىز من جودؾ الجذعا [ُْٖ‪-‬أ]‬
‫كقد عارضو فيها ثبلثوف شاعران كحكم الخفاجي لو بالسبك بالسبق كاإلحساف كانحياز األدب‬
‫إلى اليمن فداخل بعض األدباء من ذلك حسد عظيم كزعموا أنو تزندؽ بمثل قولو فيها‪ :‬كحلق‬
‫إذا قصرت في ذلك المسعى‪ .‬كأفتى األفندية بإباحة دمو فاستجار ببعض األشراؼ كأمر‬
‫باالرتحاؿ "عن"(ِ) مكة‪.‬‬
‫كقيل أف الساعي في قتلو في مكة ىو ىو الشيخ مصطفى حموم الوارد إلى اليمن كأف صاحب‬
‫الترجمة ىجاه بهذا المقطوع كىو‪:‬‬
‫أفتح الدين إنك أـ عمرك‬
‫إذا ذىب الحمار بأـ عمرك ‪ ...‬كعندؾ مصطفى الشامي حمار‬
‫فبل رجعت كال رجع الحمار[ٖٖب‪-‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬عيش‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬من‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِْ/‬‬

‫فرجع صاحب الترجمة إلى اليمن كقصد حضرة صاحب المواىب تائبان فقبلو كمدحو بغرر‬
‫المدائح‪ ،‬كلم ينل أحد من الشعراء ما نالو منو بشعره كخولو أنعامان كثيرة كنقلو في األعماؿ‪.‬‬
‫ككاف الوزير الحريبي منحرفان عنو‪ ،‬كأرسلو [ْٕب‪-‬ب]صاحب المواىب في سنة ثبلث عشرة‬
‫كمائة كألف إلى (اللحية) ك(الزيدية) (ُ) لطلب العاملين"فيهما" (ِ) إليو فنفذ إليهما كأفرط‬
‫في عقوبتهما كنالها منو ضرر كثير كانتهب أموالهما‪ ،‬كلم يؤمر بذلك فلما قدما الحضرة شكيا‬
‫ما صادرىما بو فغضب صاحب المواىب عليو كأمر بو إلى زيلع (ّ) كىي جزيرة في أكؿ ببلد‬
‫الحبشة فلبث بها مسجونان‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفي سنة خمس عشرة كقيل سنة تسع عشرة كمائة كألف‪.‬‬
‫ككاف قد أكدع بعض التجار ماالن نحو عشرة آالؼ قرش فحملو ذلك التاجر بعد موتو إلى‬
‫صاحب المواىب كحسن لو بعض الحاضرين في أخذه فدعا بأـ صاحب الترجمة كسلم الماؿ‬
‫إليها جميعان‪ ،‬فعدت من مناقبو‪.‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة قد جمع أمواالن كاسعة مع شح مفرط كدارت بينو كبين [ُْٗ‪-‬أ]أدباء‬
‫عصره مكاتبات كمماجنات كاتفق أف الشيخ إبراىيم الهندم كاف يتعشق بعض أبناء القضاة‬
‫فلقيو في بعض األياـ فأزكر منو كلم يكلٌمو فكتب إليو أبياتان كضمن فيها قوؿ ابن‬
‫الخيميالحيمي‪:‬‬
‫لقد حكيت كلكن فاتك الشنب‬
‫كأكؿ أبيات الشيخ إبراىيم‪:‬‬
‫فيمن أزكر أراؾ ال ذنبان كال عتب ‪ ...‬كإنما نار أشواقي ىي السبب‬
‫فلما بلغت األبيات صاحب الترجمة كتب إليو‪:‬‬
‫من مبلغ الشيخ عني ما أقوؿ لو‬
‫أرل الغزاؿ الذم قد صرت تعشقو‬
‫دع المقاطيع فيما فيمن أنت عاشقو‬
‫حكيت ما فيو من حسن منفره‬
‫‪ ...‬إف النصيحة فيما بيننا تجب‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ اللحية‪ ،‬كالزيدية انظر‪ :‬معجم المقحفي كل في بابو‪.)ٕٓٓ/ُ(،َُّٕ/ِ( .‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬فيها‪.‬‬
‫(ّ) زيلع‪ :‬جزيرة في البحر األحمر ما بين أرض اليمن كببلد الحبشة استمرت تابعة لليمن حتى‬
‫استولت عليها بريطانيا خبلؿ احتبللها لعدف عاـ (ُِٓٓىػ) ثم استولت عليها الصوماؿ‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ٕٓٓ/‬‬

‫(ُ‪)ِِْ/‬‬

‫من التغزؿ فيو منك يحتجب‬


‫فللقطيعة قد قالوا ىي السبب‬
‫لقد حكيت كلكن فاتك الشنب [ٖٗأ‪-‬جػ]‬
‫كمن شعره يمتدح المؤيد في يوـ غدير‪)ُ( :‬‬
‫سبل إف جزتما بالركب طيٌا‬
‫كإال فأسئبل أين استقلت‬
‫(فلوال تلكم األىداب نبل‬
‫لعمرك أبيك ما شغفي بهند‬
‫كلن أىول قويم الهند إال‬
‫كأسمر ذابل األعطاؼ لدف‬
‫كلن أصبوا إلى أكقات لهو‬
‫كما زىر (ِ) الرياض أماؿ طرفي ‪ ...‬فؤادان قد طواه الحب طيٌا‬
‫حداة العيس إذا رحلوا عشيا‬
‫لما كانت حواجبها قسيا) (ّ)‬
‫كال ما قلت من غزؿ بميا‬
‫إذا ما كاف نهدان أعوجيا‬
‫كأسمر مشبو عزمي مضيا‬
‫كقد أصبحت عن لهوم نجيا‬
‫كأف قد صار مطلوالن نديا‬
‫كمنها قبل المخلص‪:‬‬
‫إذا ما البرؽ سل عليو سيفان‬
‫على ذاؾ الغدير غدير دمعي‬
‫غدير طاب لي ذكراه شوقان‬
‫السابريا‬
‫ٌ‬ ‫غدير قد مضى المختار فيو ‪ ...‬رأيت لو الغدير‬
‫جرل من أجلهم بحران أذيا‬
‫إلى من ذكره يركم الصديا‬
‫كاليتة كألبسها عليا[َُٓ‪-‬أ]‬
‫كمن شعره يمدح المؤيد أيضان ككجو فيها بعلم البديع كأسماء الكتب‪.‬‬
‫في عبرتي لك(من)(ْ) كجدم عبارات‬
‫بديع حسنك يامن ال نظير لو‬
‫كطرفو في انسجاـ من مدامعو‬
‫مستخدمان لك لكن ما اكتفيت بو‬
‫فليت ليتك تثني األلتفات لكى‬
‫فهو الذم قد غدا في حبو مثبلن‬
‫يطوم كينشر قلبي من ثنيتو‬
‫كمن خفوؽ فؤادم بل كرقتو‬
‫يا غاية السؤؿ (ٓ) شرحي للغراـ غدا ‪ ...‬كفي الكنايات عن كصفي إشارات‬
‫ما فيو للوالو المضنى مراعات‬
‫كقلبو فيو للوجد استعارات‬
‫بئس الجزا منك في الشرط اإلساءات‬
‫تستدرؾ الصب منو اإللتفاتات‬
‫كقوفت نظمو فيك الجناسات‬
‫برؽ لو من ثناياؾ ابتسامات‬
‫كناره ثم للبرؽ اقتباسات‬
‫مطوالن مالو (فيو) (ٔ) نهايات‬
‫كأنت كشاؼ (ٕ) ما ألقى كبهجتو‬
‫__________‬
‫(ُ) أم يوـ غدير خم‪.‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ :‬زىو‪.‬‬
‫(ّ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ْ) في (أ)‪ :‬عن‪.‬‬
‫(ٓ) إشارة إلى كتاب غاية السؤؿ للعبلمة الحسين بن القاسم‪.‬‬
‫(ٔ) في (ب)‪ :‬فيها‪ .‬كالمطوؿ سبق التوضيح حولو في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر‪.‬‬
‫(ٕ) أم الكشاؼ للزمخشرم‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫حديث كجدم قديم كالمعاىد لي‬


‫أنت الشفاء (ُ) كما بين الشفاة لو‬
‫عساؾ تسمح لي بالوصل منعطفان‬
‫بسود عينيك كىي البيض فاتكة‬
‫صل من بنار الهول أصليت مهجتو‬
‫بيني كبينك في التشبيو تسوية ‪ ...‬فهل لمصباح كجدم منك مشكاة‬
‫فيها الشواىد تملى كالمقامات[ٖٗب‪-‬جػ]‬
‫مناىل عذبت عنها الركايات‬
‫فكم لعطفك يا غصن إنعطافات‬
‫كما بجفنيك كىي المشرفيات‬
‫فالما كصلك كالنار الحشاشات‬
‫لوال اختبلؼ بو تقضي الصبابات‬
‫كىي طويلة‪:‬كحيث قد جرل ذكر كالده فبل بأس (بذكر)(ِ) [شئ]من أحوالو [ْٖأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[( ٔٔ) استطراد‪ :‬أحمد بن محمد اآلنسي القهدة]* (ّ)‬
‫(‪َُٕٗ-...‬ىػ‪ُٔٔٔ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫كىو السيد األديب شاعر آؿ القاسم المنصور‪ ،‬ذك الذكاء كالفطنة صفي اإلسبلـ أحمد بن‬
‫محمد اآلنسي الجاركدم العقيدة قرأ على المولى يحيى بن الحسين بن المؤيد كلو في العقائد‬
‫أشعار كثيرة كمدح المتوكل ابن المنصور ثم غاضبو كعزـ إلى مكة فامتدح أميرىا الشريف زيد‬
‫بن المحسن كعرض بهجاء المتوكل ككاف عازمان على قصد [ُُٓ‪-‬أ]الركـ ثم بدالو الرجوع‬
‫إلى اليمن ككاف المتوكل يتقي لسانو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أم شفاء األكاـ لؤلمير الحسين (طبع)‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬يشرح‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ُ‪ ،)ِٖٗ/‬سبلفة العصر (َْٕ‪ ،)ّْٕ-‬بهجة الزمن (خ)‪ ،‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)ّٕ/‬نفحة الريحانة (ّ‪ .)ٓٗٓ-ٖٓٓ/‬الغدير (ُُ‪.)َّٔ/‬‬

‫(ُ‪)ِْْ/‬‬

‫ذكر صاحب النسمة (ُ) أنو حدثو شيخو العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي قاؿ‪ :‬دخل السيد‬
‫أحمد اآلنسي إلى المتوكل بػ(السودة) فجعل يحدثو كيعاتبو على تقصيره في حقو فقضى جميع‬
‫حوائجو كقاؿ أنا ال استحل أف أرد لك حاجةن كاحدةن أبدان‪ ،‬فقاؿ السيد كاحتاج ىذه السجادة‬
‫كأشار إلى سجادة ىندية نفيسة كانت تحتو فقاـ المتوكل عنها كأخذىا السيد قاؿ كإنما قاؿ‬
‫المتوكل أنو ال يستحل أف يرد لو حاجة أراد انو من المؤلفين كاتفق أف المتوكل كصل من‬
‫(ضوراف) (ِ) إلى صنعاء في أكائل ذم الحجة كدخلها كقت صبلة الفجر فأقبل إلى الجامع‬
‫متنكران كصلى مع الناس ففطن لو السيد مع جماعة فقاؿ‪:‬‬
‫قد طلع الفجر كاإلماـ معان‬
‫كاقترف الصبح كاألصيل "كمان"‬
‫بخ لصنعاء بطلعتو حكت‬
‫ذكرتها يا إماـ طلعتو خيرمختار‬
‫فبل تلمها إذا أرقصت ‪ ...‬فمرحبان باإلماـ كالفجر‬
‫أحسن ىذا القراف في الدىر‬
‫البدر ككاف المحاؽ للبدر‬
‫الورل من تبوؾ تقوؾ بالنصر‬
‫كصفقت للسركر بالعشر[َٗأ‪-‬جػ]‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫ككاف للسيد أحمد بذلك العصر شهرة كبيرة كلو "ديواف شعر" كقد ذكره السيد العبلمة علي بن‬
‫أحمد بن معصوـ في كتابو الموسوـ "بسبلفة العصر في محاسن أىل العصر"‪ ،‬فقاؿ فيو (ّ)‪:‬‬
‫ىو شاعر حظي من األدب بنصيب‪ ،‬كىو مع ذلك تارة يخطئ كطوران يصيب‪ ،‬كرد إلى مكة‬
‫المشرفة فمدح بها سلطانها السيد الشريف زيد بن المحسن بقصيدة طويلة الذيل فأجازه عليها‬
‫جائزة سنية النيل على أف نظاـ أبياتها غير مؤتلف كانتساؽ معانيها يتفاكت كيختلف‪ ،‬فهي كما‬
‫قيل درة كاجرة‪ ،‬قبحو تجاكرىا حدة‪ ،‬كأكلها‪:‬‬
‫سلوا آؿ نعم بعدنا أيها السفر‬
‫تصدأ لشت "تصد" لقت الشمل بيني كبينها ‪ ...‬أعندىم علم بما صنع الدىر‬
‫__________‬
‫(ُ) أم نسمة السحر انظره (ُ‪.)ِٖٗ-ِٗٗ/‬‬
‫(ِ) ضوراف‪ :‬جبل مشهور في آنس كىو المعركؼ بالدامغ كفي سفحو الشمالي تقع بلدة‬
‫ضوراف‪ .‬التي كانت تحمل اسم الحصين‪ .‬ثم غلب عليها إسم جبلها‪.‬‬
‫…معجم المقحفي (ُ‪.)َٗٓ/‬‬
‫(ّ) سبلفة العصر ص(َْٕ‪.)ّْٕ-‬‬

‫(ُ‪)ِْٓ/‬‬

‫فمنزلي البطحاء كمنزلها القصر‬


‫ثم أكرد القصيدة بكمالها كنبو على األبيات الساقطة كالملحونة منها‪ ،‬كقاؿ في أثناء كبلمو‬
‫كإنما نبهت على ذلك كلو ألف بعض أىل العصر يغالي في استحسانها زاعمان أنها من أعلى‬
‫طبقات الشعر‪ ،‬كليس األمر كما توىم كمن مديحها قولو‪:‬‬
‫خفي كأنما‬
‫سر ه‬‫مليك لو ه‬
‫فإف كذبت اعداء زيد فحسبو‬
‫ليالي إف جاء الحصى كأكثركا‬
‫فأيقظو من نومو بعد ىجعة‬
‫كأف لم يكن أمر كال كاف كائن‬
‫‪ ...‬يناجيو بالغيب ابن داكد كالجفر‬
‫من الشاىد المقبوؿ قصتو البكر‬
‫أقاكيل عني ضاؽ فاؽ ذرعان بها الصدر‬
‫من الليل بيت زاد فخران بو الشعر‬
‫أكاف بو أمر بقى ذلك األمر‬
‫يشير بذلك إلى ما كقع للشريف المذكور كىو أف سلطاف الركـ كجو خادمان خصيان من أعاظم‬
‫خدامو إلى مكة المشرفة كأمره بالقبض على الشريف كتقييده‪ ،‬كأف يأتي بو إليو كشاع الخبر‬
‫بذلك فلما بلغ الشريف قلق كاىتم‪ ،‬فسمع في بعض الليالي ىاتفان ينشد بهذا البيت‪:‬‬
‫كأف لم يكن أمران‬
‫إلى أخره فلم يصل الخادـ إلى كادم فاطمة حتى كافا [ْٖب‪-‬ب]البريد بخبر موت السلطاف‬
‫كاألمر بعدـ [َٗب‪-‬جػ] التعرض للشريف بمكركه‪ ،‬فعد ذلك من غرائب الوقائع‪ .‬انتهى‬
‫كبلمو‪.‬‬
‫[( ٕٔ‪ )/‬أحمد بن محمد الشرفي ‪)ُ( *].‬‬
‫(‪َُُِ-...‬ىػ‪ُٕٕٗ-.../‬ـ)‪.‬‬
‫السيد أحمد بن محمد بن إبراىيم القاسمي الحسني الشرفي‪.‬‬
‫كاف عالمان فاضبلن من أعياف تلك الجهة "ككاف" محلو بالقويعة من الشاىل كلو شعر حسن‪،‬‬
‫كتوفي سنة عشر كمائتين كألف‪-ُّٓ[.‬أ]‪.‬‬
‫[( ٖٖٔٓ‪ )/‬أحمد بن محمد بن عبد الهادم قاطن المقحفي] (ِ) *‬
‫(ُُُٖ‪ُُٗٗ-‬ىػ‪ُٕٖٓ-ُٕٓٔ /‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الدرة المضيئة للجرموزم (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪.)ُٖٗ/‬‬
‫(ِ) مقدمة التحقيق لكتابو إتحاؼ األحباب المشهور بدمية القصر للمحقق‪ .‬كفيو ينظر مصادر‬
‫ترجمتو‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٔ/‬‬
‫القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن عبد الهادم بن صالح بن عبد اهلل بن أحمد قاطن‬
‫المقحفي نسبو إلى مقحف (ُ) بن ثبلء‪ ،‬كقاطن اسم أحد جدكده كصاحب الترجمة ىو األجل‬
‫الصدكؽ الثبت الضابط المحدث المسند العبلمة حافظ السنة زينة الدىر‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫مولده في شهر المحرـ سنة ثماني عشرة كمائة كألف بقرية حبابة (ِ) بفتح الحاء المهملة فباء‬
‫موحدة مخففة فألف فباء موحدة‪ ،‬كىي بالقرب من شباـ كوكباف كبها قرأ القرآف ثم انتقل إلى‬
‫شباـ فنشأ بها كقرأ على كالده في الفقو كعلى القاضي علي بن عبد الوىاب النزيلي في‬
‫الفرائض كالحساب‪ ،‬كقرأ في النحو كالقراءات على السيد العبلمة صبلح بن يحيى الخطيب‬
‫كالد السيد العبلمة أحمد بن صبلح المقدـ ذكره‪.‬‬
‫كعلى المولى العبلمة علي بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫كتعلق صاحب الترجمة فيها بالتجارة في المعطارة ككاف مشغوفان بحبها ألنها دار نشأتو كصباه‬
‫ملعب أترابو كأحبابو كمربع إخوانو كأصدقائو كقد كصفها في بعض مؤلفاتو فقاؿ‪)ّ(:‬‬
‫[كصف مدينة شباـ](ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) مقحف‪ :‬قرية في الجزء الغربي من المدينة (ثبلء)‪ .‬كال زاؿ أطبلؿ ىذه القرية موجود بعضو‬
‫إلى اليوـ‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬تأريخ مدينة ثبلء للمحقق (ُ‪/‬خ)‪.‬‬
‫(ِ) حبابة‪ :‬مدينة بالناحية الغربية من مدينة ثبلء‪ .‬كانت قرية سعى صاحب الترجمة في تسويرىا‬
‫بالسور الذم ال زاؿ موجود إلى الوقت الراىن‪.‬‬
‫…انظر تأريخ ثبلء (ُ‪/‬خ)‪.‬‬
‫(ّ) الوصف المشار إليو أكرده في كتاب إتحاؼ األحباب الشهير بدمية القصر (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ْ) دمية القصر لصاحب الترجمة (بتحقيقنا)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٕ/‬‬

‫شباـ كما أدراؾ ما شباـ‪ ،‬تركؽ النواظر‪ ،‬كتكل عن كصفها األلسن كالمحابر‪ ،‬ال أطيب من‬
‫ىواىا‪ ،‬كال أرؽ من أرضها كسماىا‪ ،‬ال يشبهها في الطيب محل‪ ،‬كال يضاىيها شيئ من المدف‬
‫كأف عظم كجل‪ ،‬قطعة شردت من صنعاء فالتقاىا جبل كوكباف‪ ،‬كغرفة من غرؼ الجناف‪ ،‬لم‬
‫يسكنها إال ألو اللطف من نوع اإلنساف‪ ،‬حوراء ال ترضى إال من لطف طبعو‪ ،‬غيداء ركاح ال‬
‫تقبل إال على من ألقى سمعو‪ ،‬ال ترل فيها ما يكدر الطباع‪ ،‬إال ما تلتذه القلوب كاألسماع‪،‬‬
‫أنهارىا متدفقة‪ ،‬كأشجارىا مغدقة مؤنقة‪ ،‬كمزارعها عجيبة‪ ،‬كتحفها في الخيرات رغيبة‪ ،‬ليس‬
‫بينها كبين كوكباف فارؽ بل ىي في أصلو "كعنها" (ُ) نشأ كبها افتخر كأنتشا‪ ،‬يصعد منها إليو‬
‫اللطف كالظرافة‪ ،‬فأتصف أىلو [ُٗأ‪-‬جػ] ألجلها باللطف كالتحافة‪ ،‬ىي لو ركضة يشتم شميم‬
‫أزىار لطافتها‪ ،‬كيتفكو ببدائع ربقات سماتها كصفاتها‪ ،‬إلى أف قاؿ‪ :‬كلما بعدت عنها لما كقع‬
‫بيني كبين سيدم محمد بن الحسين بن عبد القادر من المواحشة قلت متشوقان إليها(ِ)‪:‬‬
‫زادني حب شباـ أرقا‬
‫نشأتي فيها كأحبابي بها‬
‫يا أحبائي بطفراف كبالشعبة‬
‫في رياض النرجس الغصن الذم‬
‫فهو صحن الدر فيو الكأس من‬
‫دائب الدر جرل من تحتها ‪ ...‬فرعاىا اهلل عني كسقى‬
‫كبها األتراب لي كاألصدقا‬
‫الغنا لقد عز اللقا‬
‫طرح األكراؽ منو كرقا‬
‫عسجد يسقيك منو عرفان عبقاعبقا‬
‫جدكال يكسو رباىا ركنقا‬
‫كمنها‪:‬‬
‫فرعا اهلل شباـ إنها‬
‫فلكم أىول بها من و‬
‫رشاء‬
‫كسقاني فسقاني حبو‬
‫يا رشيق القد يا من ثغره اللؤلؤ‬
‫سحر عينيك تولى الفتك بي ‪ ...‬تركت قلبي عميدان موثقا‬
‫راش من عينيو سهمانا رشقا[ُٓٓ‪-‬أ]‬
‫كىوائي لهواني كانتقى [ْٗأ‪-‬ب]‬
‫الرطب كيا غصن النقا‬
‫أنت ال ترحم من قد عشقا‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركآتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬كفيها‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لصاحب الترجمة‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٖ/‬‬

‫ثم رحل صاحب الترجمة إلى صنعاء فقرأ على المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬في علم‬
‫النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالوضع كالمعاني كالبياف‪ ،‬كالبديع كالمنطق‪ ،‬كفي األصوؿ الفقهية‪ ،‬كفي شرح‬
‫الغاية‪ ،‬كفي العضد كجميع حواشيو للشريف‪ ،‬كالسعد كميرزاجاف كجواىر التحقيق‪ ،‬كقرأ عليو‬
‫التيسير كشفاء القاضي عياض‪ ،‬ككثيران من صحيحي البخارم كمسلم‪ ،‬كمسند أحمد كسنن‬
‫البيهقي كالمدخل لو كسنن النسائي كأبي داكد كموطأ مالك كفتح البارم كشرح النوكم على‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كقرأ عليو شرح العمدة؛ كأخذ عنو في الفقو مع البحث كالنظر المحقق‪ ،‬كقرأ‬
‫"عليو" الكشاؼ جميعو ككتبو بخطو الحسن ككذلك قرأ حواشي الكشاؼ لسراج الدين كللسعد‬
‫كللشريف كلعبد الكريم الركمي كقرأ عليو في غير ذلك من الكتب‪ ،‬ككاف مبلزمان لو ال يبرح من‬
‫عنده بل أعد المولى أحمد بن عبد الرحمن لصاحب الترجمة مكانان في بيتو كأحسن إليو إحسانان‬
‫عظيمان كفوضو في مالو يأخذ منو ما شاء‪ ،‬كأعطاه كتبان جليلة المقدار كشرل لو أسفاران عظيمة‬
‫كسعى في تخليصو من شراؾ المحن التي ستأتي اإلشارة إلى شيئ منها؛ كقرأ صاحب الترجمة‬
‫أيضان [ُٗب‪-‬جػ] على المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علوـ اآللة‪ ،‬كفي فتح البارم‪،‬‬
‫كشرح القبلئد للنجرم مرافقان للفقيو إبراىيم بن خالد العلفي كلكنو كاف علم الكبلـ غير موافق‬
‫لفطرتو فتركو‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٗ/‬‬

‫كقرأ أيضان على العبلمة صالح بن علي اليماني في شرح الشاطبية كعلى الشيخ العبلمة يوسف‬
‫بن يوسف المحلي في الزيج كالهيئة‪ ،‬كشرح الربع المجيب‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة متقنان‬
‫ألعماؿ الربع كاشتغل بالزباحوالرمل كاألكقاؼ كقرأ أيضان على البدر العبلمة السيد صبلح‬
‫األخفش كعلى البدر األمير في علم الحديث‪ ،‬كحضر دركسو العامة اعتنى صاحب الترجمة‬
‫بعلم اإلسناد كرجاؿ الحديث كطلب اإلجازات من المشايخ المشائخ فأجاز لو مشايخو‬
‫مشائخو المذكوركف كأجاز لو أيضان السيد العبلمة يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ‪ ،‬كالشيخ العبلمة‬
‫عبد الخالق بن الزين المزجاجي‪ ،‬كالشيخ العبلمة عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي‪ ،‬كالشيخ‬
‫العبلمة محمد بن عبلء الدين المزجاجي‪ ،‬كالشيخ العبلمة محمد بن الطيب المغربي المدني‪،‬‬
‫كالشيخ العبلمة محمد بن حيوة السندم المكي‪ ،‬كاعتنى بجمع الطرؽ كتخريج األسانيد كضبط‬
‫المشايخ المشائخ‪ ،‬كصنف في ذلك مصنفات فمنها‪:‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫(قرة [ُٔٓ‪-‬أ]العيوف في أسانيد الفنوف)‪ ،‬كىو من أجل المؤلفات في ىذا الباب فإنو ال يكاد‬
‫يشذ عنو كتاب في كل فن إال كقد ذكر إسناده إلى مصنفو‪ ،‬كيترجم للمؤلفين في ىوامشو‪ ،‬كقد‬
‫اتصل لي أسانيده من طرؽ عديدة كأكدعتها في ثبت إجازتي‪.‬‬
‫كتاب (اإلعبلـ بأسانيد كتب أىل البيت عليهم السبلـ)‪ ،‬ك(نفحات الغوالي باألسانيد العوالي)‪،‬‬
‫ك(تحفة اإلخواف بسند سيد كلد عدناف)‪ ،‬كىو كتاب جليل في بابو شرح بو قصيدة لو في سند‬
‫صحيح البخارم "جمع" فيو طرقو من جميع شيوخو الذين أجازكا لو‪ ،‬كترجم لو في الشرح لكل‬
‫رجل منهم كاستطرد فيو فوائد كمهمات يحتاج إليها طالب الحديث‪ .‬كمن مؤلفاتو كتابو‬
‫الموسوـ‪( :‬بأتحاؼ األحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أىل العصر) كىو أخر مؤلفاتو‬
‫كألفو كىو في القصر بدار اإلعتقاؿ‪ .‬كمن مؤلفاتو شرح العقد الوسيم في أحكاـ الجار‬
‫كالمجركر كالظرؼ كما لكل منهما من التقسيم كاألصل لشيخو العبلمة صبلح بن الحسين‬
‫األخفش رحمو اهلل تعالى [ْٗب‪-‬ب]‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٓ/‬‬

‫كمنها أيضان (شرح القاموس في الفرائض)‪ ،‬ك(القاموس) ىو لئلماـ المهدم [ِٗأ‪-‬جػ] أحمد‬
‫بن يحيى المرتضى كىو من أعجب المختصرات كأجمعها للمسائل مع خلوه عن اإلسهاب‬
‫كالتطويل‪ ،‬كما فعلو العصيفرم في مفتاحو‪ ،‬كمنها مقدمة في الضرب كالقسمة ككاف صاحب‬
‫الترجمة أية باىرة في معرفة رجاؿ الحديث كضبط المشتبو في أسمائهم ككناىم‪ ،‬كالجرح‬
‫كالتعديل يلحق في ىذا الفن باألكائل‪ ،‬ككاف صلبان في دينو ال يمارم أحدان كال يحابي كبيران كال‬
‫صغيران‪ ،‬كإذا أعتقد شيئان أك ظنو فبل يكاد يرجع عنو أصبلن كخلقو كخلق المحدثين مع كونو يميل‬
‫إلى التصوؼ‪ ،‬كقلده اإلماـ المنصور ابن المتوكل القضاء بثبلء مدة كبصنعاء أيضان مدة‪ ،‬ككلي‬
‫األكقاؼ الثبلئية ككاف يتردد كثيران بين صنعاء كثبلء‪.‬‬
‫ثم كاله اإلماـ المهدم بن المنصور األكقاؼ الصنعانية‪ ،‬كقلده القضاء أيضان فعمر األكقاؼ‬
‫كزادت مستغبلتها زيادة كبيرة‪ ،‬كجرل بينو كبين القاضي العبلمة يحيى بن صالح السحولي اآلتي‬
‫ذكره ما يجرم بين األقراف‪ ،‬فلم يزؿ ينافسو كسعى بو عند اإلماـ المهدم رحمو اهلل حتى حبسو‬
‫اإلماـ المهدم في القصر نحو سنتين كأخربت داره التي عمرىا بمدينة ثبلء‪ ،‬كاتفقت أمور‬
‫يطوؿ شرحها [ُٕٓ‪-‬أ]‪.‬‬
‫ككتب إليو سيدم محمد بن ىاشم الشامي يسليو كيواسيو بهذه القصيدة البليغة‪:‬‬
‫ترقب بعد ذا الريح انفتاحان‬
‫ككم متجرع في السير مران‬
‫كرب كريهة سأت فسرت‬
‫كخير من ىنا نخشى انقضاه‬
‫و‬
‫إختبلؼ‬ ‫فتركيب الدىور على‬
‫كحاؿ المرء كالمراءة تحكي‬
‫ككل يحسب األشياء مما‬
‫المنعم‬
‫إذا صدح الحماـ يقوؿ غنى ّْ‬
‫كإف برؽ أنار يقوؿ ىذا افترار‬
‫كقطر المزف شبهو دموعان‬
‫كقاؿ الشهب حائرة أناس‬
‫كجمع الفرقدين يقاؿ كصل‬
‫كقاؿ الفجر قاطع لذة من لها‬
‫كقبل الغصن لما ماؿ ُّ‬
‫قد‬
‫كقضى الصبح كاآلصاؿ نوحان‬
‫َّ‬
‫كميزاف الزماف بكفتيو‬
‫يقرب ىازالن كيريح جدان‬
‫ككم ياسوا بوزف راجح كي‬
‫ككم دار الزماف فراح يسقي‬
‫ككم أعطى فتى من بعد سلب‬
‫ككم سهم بريش كرب طير‬
‫ككم رقاء إلى العلياء ندبا‬

‫(ُ‪)ُِٓ/‬‬
‫ككم فدا خرس المنطيق يوما‬
‫ككم من حكمة خفيت علينا‬
‫ككم أمر تشاىده فسادان‬
‫ككم ضاؽ الفتى بالخطب ذرعا‬
‫كذخرتك الدعا لدل الرزايا‬
‫فكم سلت لو يوما لسانا‬
‫كمن ركح فبل تيأس فعما‬
‫كيسمع كرؽ سعدؾ في غصوف ‪ ...‬فمن قطع الظبلـ رأل الصباحا‬
‫مشوبان أجنا بلغ القراحا‬
‫مسائتها فأعقبت انشراحا‬
‫عناء ترتجي منو أنتزاحا‬
‫كما دامت غدكا اك ركاحا‬
‫تقلبها أغتمانمان كارتياحا‬
‫يعانيو كئيبان أك مراحا‬
‫كالحزين يقوؿ ناحا‬
‫إف يقل ذاؾ اقتراحا‬
‫حليف شجى كمنتجع سماحا‬
‫كقاؿ اآلخركف مضت جماحا‬
‫كما قد قيل للشكول استراحا[ِٗب‪-‬جػ]‬
‫مسرج اآلحا‬
‫كمسهد ٌ‬
‫تغني (ُ) أف يقاؿ حكى النياحا‬
‫فتى كفتى عبوقان كأصطباحا‬
‫ترل ج ٌد العجائب كالمزاحا‬
‫ككم عكس المقرب كالمزاحا‬
‫يوفى من يزف لو جراحا‬
‫بكاسيو الورل صابا كراحا‬
‫ككم سلب العطية إذا أتاحا‬
‫لو قد بات ب يسلبو الجناحا‬
‫كآخر من شواىقها أطاحا‬
‫كاعطى الخرس السنة فصاحا‬
‫كآخرل كجهها الوضاح الحا‬
‫كذاؾ فساده كاف الصبلحا‬
‫كطي مضيقو يلقى الفساحا‬
‫فسل إذا أعدت منو سبلحا‬
‫فغلت من كتابتها صفاحا[ُٖٓ‪-‬أ]‬
‫قريب تزمع الكرب الركاحا‬
‫من اإلقباؿ بالبشر امتداحا‬
‫فأجاب عليو بأبيات منها‪:‬‬
‫كقد حصل التفاكت في البرايا‬
‫كمن حفظ الشريعة ال يبالي‬
‫كمن تبع النبي قوالن كفعبلن‬
‫كمن يملك زماـ النفس ينجو‬
‫كمن صافى كذكبان ناؿ منو‬
‫كمن جعل الظنوف لو طريقا‬
‫كمن سلم الهول في الناس أضحى‬
‫كإني قد ىويت كصاؿ صحبي‬
‫كغنَّى يا ىزار بكل صوت‬
‫كقلي يا ىزار لقد رأينا ‪ ...‬كمن منح الهدل فقد استراحا‬
‫بما قد جاء في الدنيا كراحا[َٓأ‪-‬جػ]‬
‫فقد القى سركران كانشراحا‬
‫كمن األىواء كيمنحها ارتياحا[َٓأ‪-‬ب]‬
‫خصاالن ال تليق بو قباحا‬
‫أثار للومو اللسن الفصاحا‬
‫فريد العصر أكفرىم رباحارياحا‬
‫فيا سرب الحماـ أعر جناحا‬
‫كذكرني كال تخشى جناحا‬
‫كجوىان من أحبتنا صباحا[ّٗأ‪-‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬ثتنى‪.‬‬
‫(ُ‪)ِِٓ/‬‬

‫ككتب صاحب الترجمة من الحبس إلى المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن‬
‫المهدم اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫حبسوا المحب كحبو لم ينحبس‬
‫يحلوا بذكر حبيبو كبقلبو ‪ ...‬أكما تره إلى معاىدة أنس‬
‫ما ليس يوصف ما رجاه أك أيس‬
‫منها‪)ُ(:‬‬
‫ما للوشاة تحزبوا كتكلفوا‬
‫ال تخشى مهما كنت حافظ كده‬
‫كإذا رأيت ركاب أحبابي سرت‬
‫كأذكر لهم شوقي القديم فإنو‬
‫حبي لهم طبع كغيرم شيّْق‬
‫سرم المصوف أذعتو بين الورل ‪ ...‬كأتو بزكر بين لم يلتبس‬
‫من باع بالحب السلو فما بخس‬
‫قف بالديار كحي رب وع ربعان قد درس‬
‫ضاؽ الرحيب ككاد صبرم ينعكس‬
‫من نار كجدم يصطلي أك يقبس‬
‫كأنا على ما بي حريص محترس‬
‫منها‪)ِ(:‬‬
‫كأنا الذم أرجوا الخبلص بحقو‬
‫ال يدرؾ اإلنساف ساعة راحة ‪ ...‬من سجن سجن ضاؽ فيو من جلس‬
‫فيو كسل عن حالو من قد حبس‬
‫فأجاب المولى الفخرم بقولو‪:‬‬
‫ثق باإللو كمنو نصرؾ فالتمس‬
‫كاقطع رجاؾ عن البرية كلها‬
‫في يوسف الصديق أعظم أسوة‬
‫تاهلل ما في حبس مثلك سبة‬
‫كبل كال في ىدـ بيتك كصمة‬
‫كإذا الفتى في الدين أضحى سالمان‬
‫كالحبس لمالم يكن في عن ريبة‬
‫في الحبس جم فضائل مجهولة‬
‫كالدىر ذك دكؿ تنقل في الورا‬
‫فاصبر كقف بالباب كقفة عارؼ‬
‫كأجعل أنيسك ذكر يونس إنو‬
‫كالنت أدرم بالذم أىديتو‬
‫فألبسو أثواب القبوؿ تفضبلن‬
‫كعليك من صافي الوداد تحية‬
‫‪ ...‬تظفر بركح عنو مثلك ما أيسآنس‬
‫كبزكر كاش قد كشى ال تبتئس‬
‫كبحاؿ يونس كل مكركب أنس أيس‬
‫إذ فضل ذاتك مطلق لم ينحبس‬
‫فمشيد مجدؾ شامخ لم يندرس‬
‫ىانت عليو رسوـ خط ينطمس‬
‫صقل لقلب في المعارؼ قد غمس‬
‫لسواؾ لكن عنك لما يلتبستلتبس‬
‫كالدكر منها عن قريب ينعكس‬
‫بجميع ما في الكوف ىذا ال تحس[ّٗب‪-‬جػ]‬
‫عند اشتداد الكرب أفضل ما درس‬
‫فأنا الذم من نور ىديك أقتبس‬
‫كعليو من عين األعادم فاحترس‬
‫كعلى أخ في اهلل ظلمان قد حبس‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٓ/‬‬
‫ثم أفرج عنو من الحبس كعزـ للحج اللحج كالزيارة كلما رجع أكرمو اإلماـ المهدم ككىب لو‬
‫داران عظيمة [بصنعاء]في الميداف بالقرب من المدرسة (ُ) كقلده القضاء‪ ،‬كأجرل لو الجرايات‬
‫الواسعة كالمقررات المعلومة كفوض "إليو" النظر في أكقاؼ اليمن األسفل كاألكقاؼ الثبلئية‬
‫كغيرىا‪ ،‬كجعلو رئيس القضاء بالديواف األمامي فباشره مباشرة حسنة مع كرع شحيح كتقول‬
‫كصبلبة في الدين كصدع بالحق كتعفف عما في أيدم الناس‪ ،‬ككاف بينو كبين الوزير صفي الدين‬
‫النهمي كماؿ الصداقة كاإلتصاؿ (فكانا ال يفترقاف) (ِ) في غالب األياـ‪ ،‬ككانت لو رئاسة‬
‫كفخامة‪ ،‬كىو مع ذلك مشتغل بالتدريس كنشر السنة النبوية؛ كقرأ عليو عدة أعياف كالوزير‬
‫العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش كالزمو مدة طويلة يأخذ عنو العلوـ‪،‬ككالمولى‬
‫محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي المتوكل كالوالد العبلمة محمد بن الحسين‬
‫الحوثي كغيرىم[َُٔ‪-‬أ]‪.‬‬
‫ثم حبسو اإلماـ المهدم مرة أخرل في سنة ثماف كثمانين كمائة كألف فأقبل على‬
‫العبادة[َٓب‪-‬ب] كاإلشتغاؿ بما يعود عليو نفعو كصبر صبران جميبلن‪ ،‬كرضى بالمقدكر‪ ،‬كلم‬
‫يزؿ على ذلك حتى أفرج عنو اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم في سنة ست كتسعين كمائة‬
‫كألف ككتب اإلماـ المنصور إطبلقو بخط يده كأرسلو إليو بعد العشاء‪ ،‬كلم يشعر بذلك أحد‬
‫فكانت ىذه من مناقب اإلماـ أيده اهلل مع كوف اإلماـ رجع من حرب البغاة في اليوـ الذم‬
‫أفرج عنو في ليلتو فلم يكن ذلك مظنة إلحاطة خاطره الكريم بو كاإللتفات إليو إلشتغالو بتدبير‬
‫أمر األجناد كاستئصاؿ شأفة أىل البغي كالفساد‪ ،‬كلكن قلوب الملوؾ بيد اهلل تعالى يقلبها كيف‬
‫يشاء‪.‬‬
‫كمن المكاشفات العجيبة أف صاحب الترجمة كاف قد فعل في الحبس قبيل إطبلقو قصيدة‬
‫أكلها‪:‬‬
‫إف رجواؾ للذم يملك الملك‬
‫كسواه ال يملك النفع كاإلضرا‬
‫فتوكل عليو في كل حاؿ‬
‫كلما قلت يا إلهي أجبني‬
‫__________‬
‫(ُ) أم مدرسة اإلماـ شرؼ الدين بصنعاء‪.‬‬
‫(ِ) ساؽ في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٓ/‬‬
‫فانتظر غارة يحارلها العقل‬
‫فاستقم يا عبيد حيث أقمنا‬
‫بين أىليك كالمبل من محبيك‬
‫فارح منا تفريج كرب كيسران‬
‫كسماحا لمان علمناه ذنبا‬
‫فرضانا عن المحبين حب‬
‫إنما اإلبتبلء منا إصطفاء‬
‫فالزـ الباب كأترؾ الخلق كبلن ‪ ...‬حقيق بأف يسمى رجاء‬
‫ر إال إذا أراد كشاء‬
‫كأدعو إنو يجيب الدعاء[ْٗأ‪-‬جػ]‬
‫قاؿ فتحي يأتي إليك عشاء‬
‫عساىا فالوعد مني مساء‬
‫ؾ فعند الصباح تولى اللقاء‬
‫كنؤتيك نعمة كبقاء‬
‫بعد عسر كعزة كعطاء‬
‫كغنى ظاىران تراه رضاء‬
‫َّ‬
‫كأبتبلنا أنى يكوف ابتبلء‬
‫يورث القرب كالحياء كالصفاء‬
‫كقل اهلل حسبنا ككفاء‬
‫فكاف اإلطبلؽ كقت العشاء‪ ،‬كبقى صاحب الترجمة في بيتو منعزالن عن الناس مشتغبلن بالعلم‬
‫كأكثر من الزمو كأخذ عنو بعد خركجو من الحبس [ُُٔ‪-‬أ]العبلمة جماؿ "الدين" علي بن‬
‫إسماعيل النهمي‪ ،‬كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى (ُ) في شهر جمادل‬
‫األكلى سنة تسع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬كدفن في حوطة شيخو المولى أحمد بن عبد الرحمن‬
‫الشامي يماني داير (ِ) صنعاء رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[( ٗٔ‪ )/‬أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (الصغير)]* (ّ)‬
‫(َُُْ‪ُُُٗ-‬ىػ‪ُٕٕٕ-ُِٕٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) علق الناسخ في (ب) بقولو‪ :‬لعلو الجمعة‪.‬‬
‫(ِ) أم سور صنعاء‪.‬‬
‫(ّ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬كمنو‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُّْ-ُّٕ/‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪ ،)ُٔ/‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُٕٗ/‬مصادر الحبشي‬
‫(ُٔٔ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ْٓ-ْْ/‬معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ِِٓ/‬معجم المفسرين‬
‫(ُ‪ ،)ُْ/‬خبلصة األثر (ُ‪ ،)َِِ/‬دائرة المعارؼ (ُ‪ ،)ٕٓ/‬األعبلـ (ُ‪ ،)ُّٕ/‬مؤلفات‬
‫الزيدية (انظر فهارسو) أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٕ)‪ ،‬ترجمة (ٕٖ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٓٓ/‬‬

‫القاضي العبلمة صفي الدين أحمد بن صالح بن محمد –القاضي العبلمة أحمد بن صالح بن‬
‫محمد ابن علي بن محمد بن سليماف بن محمد بن أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن سليماف بن‬
‫أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الرجاؿ كبقية النسب معركؼ (ُ)‪.‬‬
‫[استطراد أبناء سليماف بن أحمد بن محمد أبو الرجاؿ]‬
‫[(َٕ‪ )/‬أحمد‪ ) /ُٕ( ،‬محمد‪ ) /ِٕ( ،‬علي]*‬
‫كالقاضي أحمد بن سليماف بن أحمد بن محمد ىو العبلمة المذاكر كأخوه محمد بن سليماف‬
‫ىو إماـ المذاكرين كلهما أخ ثالث كىو علي بن سليماف كاف من العلماء قيل أنو لم يثبت طريق‬
‫مجموع [اإلماـ] زيد بن علي عليهم السبلـ إال لو؛ كبالجملة فبيت أبي الرجاؿ من مشاىير‬
‫بيوتات اليمن خرج منهم عدة علماء كفضبلء كشعراء‪ ،‬كقد ذكرىم القاضي أحمد بن صالح‬
‫الكبير في مطالعو (ِ)‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو المحقق العبلمة الثبت الجليل الرئيس النبيل‪ ،‬كاف من فحوؿ العلماء‬
‫كعيوف العظماء كآكابر الجهابذة كمحققي األساتذة‪ ،‬كممن تبهرجت عنده زيوؼ الجهاالت‪،‬‬
‫كاستنارت بشموس علومو دياجي المشكبلت‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) حوؿ بقية النسب انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُّٕ/‬‬
‫(ِ) أم في مطلع البدكر كمجمع البحور (ُ‪ )ْ-‬أجزاء (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٓٔ/‬‬
‫مولده في شهر محرـ سنة أربعين كمائة كألف (َُُْىػ) كنشاء بصنعاء فقرأ العلوـ اآللية على‬
‫عدة مشايخ مشائخ كالعبلمة أحمد بن الحسين الهبل كمن في طبقتو كعلى آؿ المولى إسحاؽ‬
‫بن المهدم‪ ،‬كعلى السيد يوسف العجمي كغيرىم[ْٗب‪-‬جػ]‪ ،‬كلم يزؿ يجتهد في الطلب‬
‫كيستفرغ كمستفرغ الوسع في التحقيق حتى برز في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاللغة‬
‫كالمنطق كاألصولين‪ ،‬ثم اشتغل بعلم الفقو كالحديث كالتفسير كأعانو ذكاه كفهمو كسرعة‬
‫حدسو‪ ،‬كإال فقراءتو على المشايخ المشائخ لم تكن على قدر علمو كلم يزؿ يطالع كيراجع‬
‫حتى مهر كحقق[ُٓأ‪-‬ب] كأتقن كتفنن‪ ،‬كصارت لو ملكة في جميع العلوـ راسخة؛ كقرأ أيضان‬
‫على البدر األمير[ُِٔ‪-‬أ]‪ ،‬ثم اتصل باإلماـ المهدم بن المنصور فعرؼ حقو كعظمو كما‬
‫يستحقو كقربو لديو ككازر لو‪ ،‬كأمر كلده المولى علم الدين القاسم بن المهدم بالقراءة عليو‬
‫فبلزمو صاحب الترجمة كأقرأه في العلوـ حتى تخرج عليو كتهذب بو كأناط اإلماـ لصاحب‬
‫الترجمة األعماؿ التي بنظر كلده العلم كالتوسط على ببلد الحيمة (ُ)‪ ،‬كجعل بنظرة كتابة‬
‫األكقاؼ‪ ،‬ككاف الشيخ العبلمة عبد اهلل بن محي الدين العراسي ىو المتولي لها فكاف تتفق‬
‫بينهما إجتماعات في كل كعد (ِ) تضرب بها األمثاؿ يشتمل على النظر في مصالح الوقف‬
‫كالمراجعة في العلوـ كاإلمبلء لمحاسن األدب كغير ذلك؛ ككاف صاحب الترجمة حسن‬
‫األخبلؽ كامل المحاضرة بديع المذاكرة‪ ،‬عذب العبارة حسن اإللقاء لطيف الشمائل كاسع‬
‫الحفظ نقادان لؤلشعار مع كقار كسكينة كدعابة طريفة كاف لو أنظار حسنة كتعليقات رصينة‬
‫متمكنة كأبحاث نفسية كرسائل محققة‪ ،‬كقد أطلعت على رسالة لو رد فيها على السيد العبلمة‬
‫أحمد بن صبلح الخطيب في العمل بالحساب في صوـ رمضاف تدؿ على تمكنو كحسن‬
‫تصرفو كرسوخ ملكتو‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الحيمة‪ :‬ببلد كاسعة غربي مدينة صنعاء بمسافة (ّٕ)‪ ،‬إلى أكائلها‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ِٓٓ-َٓٓ/‬‬
‫(ِ) أم في كل اسبوع‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٓ/‬‬

‫كقد تخرج عليو جماعة من األعبلـ كالسيد العبلمة إسماعيل بن ىادم المفتي‪ ،‬كالقاضي حسن‬
‫بن إسماعيل المغربي‪ ،‬كشيخنا القاسم بن يحيى الخوالني‪ ،‬كالمولى عبد اهلل بن حسن بن علي‬
‫بن الحسين ككالدم كغيرىم ؛ ككاف كثير التحقيق في تدريسو فإنو يحضر في موقف اإلقراء‬
‫عدة أسفار كيملي جميع ما قيل في المسألة كما عليها من الحواشي كاألنظار‪ ،‬كبهذا السبب‬
‫يقل األخذ في الكتاب فبل ينتهي ختمو إال بعد سنين فإنو أخبرني كالدم العبلمة الفخرم أنو قرأ‬
‫عليو شرح الخبيصي ىو كرفقاه في عشر سنين‪.‬‬
‫[نماذج من نثره كشعره]‬
‫ككانت لو اليد الطولى في صنعاعة اإلنشاء‪ ،‬فمن نثره كنظمو ما أجاب بو على المولى يحيى بن‬
‫الحسن بن إسحاؽ رحمو اهلل‪:‬‬
‫المولى الذم يقتنص شوارد العلوـ بسابق فهمو‪ ،‬كيقتبس‬
‫أنوار [ٓٗأ‪-‬جػ] الهدل من ضيا شمس علمو‪ ،‬مالك أزمة العلوـ‪ ،‬بمنطوقها كالمفهوـ‪،‬عبلمة‬
‫العلماء كاللج (ُ) الذم ال ينتهي كلكل بحر ساحل‪ ،‬المحيي لرسوـ الفضل [ُّٔ‪-‬أ]بعد‬
‫اإلندراس‪ ،‬كالمجرم لمعين اآلداب بعد اإلنحباس مشنف (ِ) البياف ببدائعو الحساف‪ ،‬ركضة‬
‫اآلداب المتضاحكة األزىار كبحر العلوـ المشرقة درره في ضؤ النهار‪ ،‬من اعجز السباؽ في‬
‫ميداف فضلو عن اللحاؽ‪ ،‬كشخصت إليو األحداؽ عند كركد المشكبلت كتطاكلت األعناؽ‪،‬‬
‫كانعقد الوفاؽ على بلوغو الغاية في كرـ األخبلؽ‪ ،‬كتعطرت بذكي بذكر ذكره األفاؽ‪ ،‬عماد‬
‫اإلسبلـ يحيى بن الحسن بن إسحاؽ ال زالت سرابيل النعم عليو سوابغ‪ ،‬كمضاعفات البركات‬
‫إلى عالي مقامو بوالغ‪ ،‬فهداء إلى مقامو الرفيع‪ ،‬كمحل شرفو المنيع‪:‬‬
‫سبلـ كما نمت تمت بركض زكاىر‬
‫تحية من شطت بو عنك داره ‪ ...‬كذكر كما نامت عيوف سواىر‬
‫كأنت لها قلب كسمع كناظر‬
‫__________‬
‫(ُ) اللج‪ :‬أم المبلزـ‪.‬‬
‫(ِ) مشنف‪ :‬أم أمتع البياف‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٓ/‬‬

‫كبعد حمد من جعلك للعلوـ زينا‪ ،‬كاقر بك لآلداب عينان‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على من نالك من‬
‫شرفو النصيب األكفر‪ ،‬كعلى آلو أرباب العلى كالمفخر‪ ،‬فإنها كصلت البطاقة مشتملة‬
‫[ُٓب‪-‬ب]على ما لم يكن للمحب بو من طاقة‪ ،‬جامعة بين منثور الآلؿ‪ ،‬كمنظومها الذم ىو‬
‫السحر الحبلؿ‪ ،‬ناطقة بما استشكلو الفهم الوقاد‪ ،‬كانطبع في مراه الخاطر من اإلنتقاد‪ ،‬إال أف‬
‫من كجهتم السؤاؿ إليو‪ ،‬لم يكن في مثل ذلك ممن يعوؿ عليو‪ ،‬فيا ليت شعرم ىل ذلك‬
‫استسماف‪ ،‬كرـ أـ امتحاف‪ ،‬لمن لم يكن لو في المعارؼ رسوخ قدـ‪ ،‬كقد جرة القلم بما ىو‬
‫على القصور علم بمعزؿ‪ ،‬عن مسالك التحقيق جرل بالتمريق بالتمزيق كالتحريق‪.‬‬
‫سفرت عن الدر الذم‬
‫((كلها معاف ذات حس ون‬
‫جاءت بانواع البديع‬
‫لو أف فرساف البياف‬
‫الستنبطوا الستنطقوا منها معان‬
‫لكن نطاؽ علومهم‬
‫ما مثلها كأبيك قد‬
‫فانعم بما أكالؾ من‬
‫يا من تسارعت المعا‬
‫يحدك بها شوؽ اليػ ‪ ...‬تصغي القلوب إليو سمعا‬
‫تسلب األلباب طبعا)) (ُ) )‬
‫صنعا‬
‫كأحسنت فيهن ي‬
‫دركا بما حازتو كضعا‬
‫ف تترؾ البلغاء صرعا‬
‫عن حصرىا قد ضاؽ ذرعا[ٓٗب‪-‬جػ]‬
‫قرع المسامع قط فرعا‬
‫جمع الفضائل فيك جمعا[ُْٔ‪-‬أ]‬
‫رؼ نحوه كترا كشفعا‬
‫ػو فتقطع الفلوات قطعا‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ما كنت أنسى معهدا‬
‫فيو تدار سبلفة ساغت لنا‬
‫جاماتها من لفظك المنظوـ‬
‫كمديرىا الفهم الذم (منو) ‪ ...‬سحقا لناسيو كجدعا‬
‫عقبلن كشرعا‬
‫كالمنثور سجعا‬
‫استعار البرؽ لمعا‬
‫ككقفت لو على جواب طويل مشتمل على نثر بليغ كنظم جيد أجاب بو على "المولىموالنا" (ِ)‬
‫علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كقد كتب إليو كتاب طويل السياؽ‪ ،‬كاشتمل على نثر‬
‫كنظم جرل فيهما إلى غاية ما كرائها سباؽ‪.‬‬
‫فراجعو صاحب الترجمة بمثل ذلك كقابل السجعة بالسجعة فمن نظمو في الجواب قولو‪:‬‬
‫لصارمها الماضي من الحسن(افترد)‬
‫حمائلو من فاحم قد تظفرت‬
‫يشاـ التماع البرؽ إف لحظت بو‬
‫كيقصد مرتاد الكبل نحو أرضها‬
‫علىأنها ما أكذبتهم ضنونهم‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬موالنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٓٗ/‬‬

‫إذا طلعت في ليلة من ذكائب‬


‫لقد عمها حسن ككمل خالها‬
‫ىي المطلب األسنى كرؤيتها المنى ‪ ...‬كفي كل قلب إف نضتو لو غمد‬
‫غدائره البلتي بها الليل مسود‬
‫لذلك ال يسطاع النظر الرد‬
‫لظنهم بظنهم صوب الحياء عندما يبدك‬
‫كلكن سقياىا المدامع ال العهد‬
‫أرتنا شعاع الشمس كالليل مشتد‬
‫مبلحتها حتى انثنت كلها الجد‬
‫كليس لصب في ىوا غيرىا قصد‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كيطمعني في كصلها لين قدىا‬
‫ككيف يراـ الوصل منها كحجبها‬
‫كمن عجب أف الغزاؿ التي غدت‬
‫إذا حسن السلواف للقلب ىجرىا‬
‫ككيف سلوا القلب عنها كقد غدا‬
‫كليس بساؿ بعدما علقت بو‬
‫إذاما ادعت شمس الضحى نور كجهها‬
‫كإف شابهت غزالف كجرة جيدىا‬
‫كما لرحيق الخمر حسن رضابها‬
‫كإف يشبو الرمح المثقف قدىا‬
‫كدعول كثيب الرمل شبهان لردفها‬
‫تكامل فيها الحسن حتى حسبتها‬
‫على اف ذا الحسباف ليس بكاذب‬
‫كلكنني لما تمادل بي الهول‬
‫رجعت إلى قلبي المعنى ألومو على‬
‫كألقيتو كألفيتو في سكرة الحب كالهان‬
‫كذلك من كفا الفضائل مهرىا‬
‫فيا لك إعراسان زكيا مباركان ‪ ...‬كيؤيسني قلب ىو الحجر الصلد‬
‫رماح كدكف الحي من قومها اسد‬
‫من األنس في حجابها األسد الورد‬
‫تمثل منها الحسن فازدحم الود‬
‫يرل حبها فرضان بو يكمل الرشد[ٔٗأ‪-‬جػ]‬
‫محاسن ال يأتي على بعضها العد[ُٓٔ‪-‬أ]‬
‫فإني فإف لها جيدان بو يحسن العقد‬
‫فليس لها خدان يطيب بو الورد‬
‫كأنى لو مسك يمازجو الشهد‬
‫فليس لو صدر يزينو النهد‬
‫يكذبو خصر لها كاد ينقد‬
‫اتت من جناف الخلد داـ لها الخلد‬
‫كلو لم تكن حوراء كاف لها ند‬
‫كأضرـ في األحشاء نيرانو الوجد‬
‫حب من قصول أنالتها الصد[ِٓأ‪-‬جػ]‬
‫فأيقظتو باسم الذم كسبو الحمد‬
‫فزفت إليو بعد أف كقع العقد‬
‫تولد منو الفخر كالشرؼ العَّد‬
‫كمنها في مدح القصيدة‪:‬‬
‫حساف معانيو معانيها إذا ما تصورت‬
‫كلم ال يهيم الفكر فيها كقد غدا‬
‫كصرت بما حررت في الرؽ مالكان‬
‫ككاتبت من ال يستطيع كتابة ‪ ...‬فليس لفكر من كلوع بها بي ُّد‬
‫بها كل معنى كىو في حسنو فرد‬
‫كقد كاف بالتحرير يستخلص العبد‬

‫(ُ‪)َِٔ/‬‬

‫ككيف يؤديها كليس لو جهد‬


‫كمنها‪:‬‬
‫كما يطلب الرؽ الكتابة بعد ما‬
‫كدكنك يا ابن األكرمين خريدةنخريبة‬
‫كلم ال كقد شامت عقيلتك التي‬
‫فاف تولها منك القبوؿ فأىلو‬
‫كدـ في سماء الفضل شمسان الكوف سماء منيرة ‪ ...‬يرل أف مواله لو الفخر كالمجد‬
‫تعثر في ذيل الحيا منك إذ تبدك‬
‫بها الحسن صب ال يركح كال يغد‬
‫كإف تكن األخرل فما انعكس الطرد‬
‫كبحران ألىل العلم من شأنو المد‬
‫ثم عاد من المولى الجمالي تقريض لهذه األبيات أكلو [ُٔٔ‪-‬أ]‪:‬‬
‫طراز العلى كافى رقيمك مخبران‬
‫و‬
‫بركضة ‪ ...‬بأفصح لفظ راع زاع معناه عن قس‬ ‫يقولوف سحر حيث جئت‬
‫مكللة تطوم كتنشر في طرس[ٔٗب‪-‬جػ]‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫لقد غالنا في اليوـ ما غاؿ باألمس‬
‫إذا قلت عل القلب يصحو تداىقت‬
‫مداـ بها داـ السركر لناظر‬
‫كما يفعل الراح المعتق فعلها‬
‫كإف نظامان من بحارؾ درة‬
‫كما قدرىا حتى يرل في عداده‬
‫كلكنني لما ذىلت لحسنو‬
‫ذكرت بو فعل المداـ لشارب ‪ ...‬رحيق ترشفناه في أسطر الطرس‬
‫كؤكس تقاضاني إلى رشفها نفسي‬
‫كراح بها ركح القلوب ببل لبس‬
‫كإف نلتو من ثغر فتاتو فنانة األنس‬
‫إذا شبهت خمر بو سيم بالبخس‬
‫ألست تراىا أكؿ العد في الرجس‬
‫كخامرني معنان معنى فقدت بو حسي‬
‫على أف ذكر الشيئ بالشيئ قد ينسي‬
‫كلو مجيبان على القاضي عبد الرحمن بن حسن الحسن البهكلي‪:‬‬
‫مداـ أـ نظاـ أـ اللئ‬
‫فإف يكن الذم أىدل مدامان‬
‫كإف نظما فما عهدم بنظم‬
‫كإف درءان دران فما فيو ارتياب‬
‫كظني أنو سحر كلكنو‬
‫فيا من إف أراه الناس قالوا‬
‫لقد أضحت بك األياـ تزىي ‪ ...‬أتى من ذم الفخامة كالجبلؿ‬
‫فإني قد حسوت كال أبالي‬
‫يفك بو العقوؿ عن العقاؿ‬
‫فاءف بإف البحر يأتي بالبللئ‬
‫ضرب من السحر الحبلؿ‬
‫إلى ذا يعتزم معتر شرؼ الحبلؿ‬
‫كترفل في ذيوؿ اإلختياؿ‬
‫[كفاتو]‬
‫كمحاسنو كثيرة ككانت كفاتو في شهر شواؿ سنة إحدل كتسعين كمائة كألف كدفن بخزيمة‬
‫رحمو اهلل تعالى [ُٕٔ‪-‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ُِٔ/‬‬

‫[( ّٕ‪ )/‬أحمد بن الحسن بركات]* (ُ)‬


‫(ُُِٓ‪ُُٗٔ-‬ىػ‪ُّٕٖ-ُُِٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫العبلمة صفي الدين أحمد بن الحسن بركات ‪.‬كبنو بركات من قبيلة نهم كجده ىو الذم انتقل‬
‫إلى صنعاء‪.‬‬
‫كصاحب الترجمة ىو العبلمة المحقق الفطن األديب البليغ األملعي صاحب النوادر الغريبة‬
‫كالذكاء المفرط‪ ،‬كحدة الطباع كاللطافة كالظرافة‪.‬‬
‫[نعتو كتاريخ مولده]‬
‫مولده في ربيع األكؿ سنة خمس كعشرين كمائة كألف‪ ،‬كقد نظم مولده فقاؿ‪:‬‬
‫(من عاـ) خمس بعد عشرين أطلب في ىذا الوجود كلم أجد ‪ ...‬مضت قد سبقتها مائة كألف‬
‫من عطفتو رحمة كألف‬
‫من عطفتو رحمة كالف [ٕٗأ‪-‬جػ]‬
‫[نشأتو كمشايخو]‬
‫كنشأ بصنعاء فقرأ على المشايخ المشائخ‪ ،‬كبرز في علم اآللة كأخذ في الفقو كالحديث‬
‫كالتفسير كطالع التورايخ كاألشعار حتى حفظ كضبط كلما حج أخذ عن الشيخ محمد حيوة‬
‫السندم‪ ،‬كقرأ عليو رسالتو في العقائد الدينية؛ كدرس صاحب الترجمة في عدة فنوف كآخر أمره‬
‫اشتغل بالتدريس في التفسير[ِٓب‪-‬ب] ككانت لو يد طولى في تعبير الرؤيا كالتفرس في حاؿ‬
‫الرائي‪ ،‬كيخرجها كتخريجها على كجو البد أف يكوف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)َُٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص((َٗ)‪،‬‬
‫ترجمة (ٗٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِٔ/‬‬
‫ككاف دمث األخبلؽ رقيق الحاشية‪ ،‬حسن المحاضرة‪ ،‬لطيف الطبع شريف النفس كثير الدعاب‬
‫حلو المجوف بديع اللطائف كاإلستعارات معرضان عن التعلقات بكلو‪ ،‬مطرحان للكبر بجملتو‪،‬‬
‫عارفان بأحواؿ أبناء زمانو غير مشتغل بالتكلفات (ُ) العرفية‪ ،‬كال يتأنق في ملبوس كال يبالي‬
‫على أم كجو كاف كليس ىمو إال مجالسة اإلخواف كمسامرة الخبلف‪ ،‬كمصاحبة األعياف‪ ،‬كاتصل‬
‫باإلماـ المنصور بن المتوكل كالزـ حضرتو ككاف المنصور يعجب بو كثيران لذكائو كفطنتو كحسن‬
‫محاضرتو ؛ ككاف المنصور كثير الميل إلى األحاجي ككثيران ما يستمع األحاجي التي ال يفهمها‬
‫أحد إال صاحب الترجمة لقوة حدسو فوقع في قلبو أعظم موقع كأحسن إليو ككاف كثير التردد‬
‫من صنعاء إلى كوكباف‪.‬‬
‫كاتفق أنو ىول مملوكان حبشيان لبعض أعياف كوكباف ككاف المملوؾ مشغوالن بخدمة سيده؛ فلم‬
‫يظفر منو بطائل فوقع في بعض األياـ مطر كبرد تساقط منو األثمار‪ ،‬ككاف مخدكـ المملوؾ‬
‫متنزىان بظفراف [ُٖٔ‪-‬أ]فعاقو المطر عن اللحوؽ بمخدكمو؛ كأقاـ عند صاحب الترجمة بقية‬
‫يومو فكتب مع المملوؾ إلى من يأنس بو من أصحابو ظفراف‪.‬‬
‫إف يومي كمثل أمسك يا من‬
‫فإذا ماؿ عنك غصن فمن خوؼ‬
‫كيف تسلو كمنزلي مطلع البدر‬
‫كإذا صدت اصددت ظبي كحش بمرماؾ‬
‫سقطت عنك عندؾ الوركد الورد كد كأضحى‬
‫إجماؿ األناـ عذران فقلبي‬
‫فتراه كمنخل الترب ال يحفظ‬
‫كإذا الركح صار عندؾ فالجسم‬
‫‪ ...‬بك أصبحت مثلما أنا أمسي‬
‫مصاب الغصوف عندؾ أمس‬
‫كمن كوكباف مطلع شمسالشمس‬
‫فقد صدت بالذكاء ظبي أنسظبيأنس‬
‫بوركد الخدكد تركيح نفسي‬
‫لنباؿ اللحاظ أصبح ترسي‬
‫سران كال يفيق لحدسي‬
‫كميت ككوكباف كرمسي[ٕٗب‪-‬جػ]كرمس‬
‫كمن شعره قولو يمدح اإلماـ المهدم بن المنصور كقد كصل إلى حضرتو أسداف‪:‬‬
‫أبلغ إماـ العصر من مسترشد‬
‫ىذا األسود أتت إليك مطيعة‬
‫ما شأف من خضعت لو أقرانو‬
‫أترىأثرا أتى ملك السباع مخبران‬
‫أـ خاؼ من ملك سواؾ كلم‬
‫أـ أـ صوح إمامنا ليكوف من‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬بالتكليفات‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٔ/‬‬

‫أك أنو ألف األسود فلم يجد‬


‫أكال فسل ىذا الذم صفدتو‬
‫يأيها المولى الذم عم الورل‬
‫إف كاف ليث الغاب حين أمرتو‬
‫فمر الملوؾ بما تشاء فإنو‬
‫‪ ...‬كتب السؤاؿ إلى ذراه محررا‬
‫فمن الذم يعصيك من ىذا الورل‬
‫ما شأف من دانت لو أسد الشرل‬
‫إف الملوؾ تؤـ بابك زكرا‬
‫يجد عونان لديو فقد أتى مستنصرا‬
‫أجناده فتراه يطلب عسكرا‬
‫خبر الخليفة قد حكاىا منظرامخبرا‬
‫فعسى يكوف على اإلجابة أقدرا‬
‫فضبلن ككابل عدلو مؤل القرا‬
‫نادل فلبا إذا دعاه األخرا‬
‫يأتيك كسرا حين تدعو قيصرا[ُٗٔ‪-‬جػ]‬
‫كقولو إذا دعاه األخر‪ .‬ىذه القافية فيها إسناد ال يجوز في شعر العرب ألف القافية المؤسسة‬
‫بألف باأللف ال يجوز إدخالها في أبيات غير مؤسسة كما ىنا‪ ،‬كىذا كثير كقوعو في شعر‬
‫المتأخرين لعدـ المعرفة بعلم العركض كالقوافي‪.‬‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫أمثلي يخل بشرط الوفا‬
‫كلي مهجة أشربت حبكم‬
‫كفي كل ناد أسقي الورل‬
‫كلكن لما ركل عنكم‬
‫رأيت الفرار بكم طاعة‬
‫سلوا الناس غيرم عن حبكم ‪ ...‬كيرضى كيركض بنقض عهود اإلخاء‬
‫كقلب أقر لكم بالوالء‬
‫محاسنكم بكؤكس الثنا[ّٓأ‪-‬ب]‬
‫أحاديث تقضي ببعض اللقاء‬
‫فواريت شخص بثوب الثناء‬
‫فمدح الفتى النفس غير الهجاء‬
‫كلو‪:‬‬
‫أنا عند الجفاء (ُ) أزداد كجدان‬
‫أصل القاطعين في ىذه الدار‬
‫ككفاني إني إذ أشغل (ِ) الناس‬
‫بعد خمسين حجة كثبلث ‪ ...‬لخليلي إذا جفاني الخليل[ٖٗأ‪-‬جػ]‬
‫لعلمي بأنها ستزكؿ‬
‫كثير منها كفاني القليل‬
‫نحو دار الفنا حاف الرحيل‬
‫كلو ككتبو إلى كوكباف مع عنب "من(ّ) " البياض‪.‬‬
‫يا ساكني تلعات كجرة كالنقا‬
‫يا من أضاءت كوكباف بفضلهم‬
‫حاشا مقامكم إذا كليتكم‬
‫كلكم خلعت النعل في ساحاتكم‬
‫ماقلت إف خطائ قد ذىبت سدل‬
‫كأغن بين خيامكم فأرقتو‬
‫ىذا كقد أىديت ما كتمانو‬
‫شيئ كبل شيئ ألم بسوحكم‬
‫مما حوتو كركـ ركضة حاتم‬
‫كالجوىر الشفاؼ إال أنو ‪ ...‬كنزيلهم فوؽ السماؾ مقيم‬
‫كىم ألىل الخافقين نجوـ‬
‫ظهرم فذنب المدبرين عظيم‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬الوفاء‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬اشتغل‪.‬‬
‫(ّ) من‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٔ/‬‬

‫كرحلت عنكم كالفؤاد كليم‬


‫أك خاب سعيي سعي أك أنا المظلوـ‬
‫بالمسك كأس رضابو مختوـ‬
‫أكلى كما موجوده معدكـ‬
‫فكأف مرسلو بذاؾ حليم‬
‫إذ خصها بخصالو القيوـ‬
‫يشفى بو ذك علة كسقيم[َُٕ‪-‬أ]‬
‫كمن شعره ما أجاب بو على المولى علي بن أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد القادر إلى‬
‫كوكباف كأشار فيها إلى رجل كاف في غاية المبلحة‪ ،‬كىو من بني الناصر ككاف صاحب الترجمة‬
‫يهواه (ُ)‪:‬‬
‫أتراني ارتشفت خمر الدناف‬
‫من نظاـ الكريم فخر بني الدنيا‬
‫أنت كالشمس ياعلي كإف كنت‬
‫أنت بحر قد طبق الشرؽ كالغرب‬
‫حسبك اهلل من أراد يجارؾ‬
‫بين قلبي كبين قلبك فرؽ‬
‫أنت خاؿ من الغراـ كقلبي‬
‫ملك سيفو الصقيل ككفاه‬
‫قده كالقناة عند لقاء األسد‬
‫جده كالجدكد في المبلء األعلى‬
‫خلقو ركضة النديم فسبحاف من‬
‫من بني الناصر الكراـ ملوؾ األرض‬
‫كاحد منهم كألف إذا ما لبس ‪ ...‬أـ تنزىت في رياض المعاني‬
‫إماـ العلوـ تاج الزماني‬
‫مقيمان في السعد من كوكباف‬
‫فأغنى الببلد عن جنحاني‬
‫تردل في أكؿ الميداني‬
‫أطليق كموثق بعناف‬
‫في يدم يد فارس األعنة عاني‬
‫سؤ في الفتك باألقراف‬
‫في حومة الوغى سياف‬
‫فمن دكف قده قدره الملواف‬
‫أنشأ الرياض من إنساف‬
‫زىر الربيع في نيساف‬
‫السابغات عند الطعاف‬
‫كلو كقد كعده بعض أصحابو بدخولو معو الحماـ فلم يأت إليو إال كقد فرغ من اإلستحماـ‬
‫فقاؿ‪:‬‬
‫أيا صاحبي باهلل كيف كعدتني‬
‫بمؤمل‬
‫كعدت إلى الحماـ ثم سبقتني ‪ ...‬كأخلفت كعدان لم يكن ٌ‬
‫بمؤؿ كلم تلقني إال بوجو مغسل‬
‫كلو‪:‬‬
‫الـ كلم يدر أنو نصحا‬
‫بعد ثبلث كأربعين مضت‬
‫عاؼ الدنيات منذ الح لو‬
‫دع حسبك اهلل ذا المبلـ فكم‬
‫ىذا كمن سار قلبو كرة‬
‫__________‬
‫(ُ) إلى ىنا انتهى الجزء األكؿ من النسخة (جػ) كبقية ما ىنا بعد ذلك ال يوجد ككتب بعد‬
‫ذلك ىذا ما تحصل نقلو من نفحة العنبر كسيكوف إكماؿ الباقي إف شاء اهلل تعالى كانتهت ىذه‬
‫النسخة في ص (ُْٗ) أك (ٖٗ) كرقة بترقيم المحقق على اعتبار الترقيم المزدكج (ُأ‪ُ،‬ب)‬
‫كىكذا كقد سبق التنويو إلى ذلك في كصف النسخ الخطية‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٔٓ/‬‬

‫كشارب الخمر كلما جليت ‪ ...‬سكراف من خمر غية فصحاء‬


‫في شطر مضمار عمره مرحا‬
‫عذاره كيف في المشيب لحا‬
‫يغرم أخا الغي غي كل من نصحا‬
‫بكف غاف يسومو البرحا‬
‫أعرض عمان يقولو النصحا[ُُٕ‪-‬أ]‬
‫كمن شعره كقد ألح عليو بعض األدباء في جواب أبيات‪:‬‬
‫أيعجز مثلي النظم أك يفحم الشعر‬
‫كفيو أطاعتني اليراعات كالحبر‬
‫كلم يبق بحر لم أخض فيو موجو‬
‫كلم يعيني في خوضو المد كالجزر‬
‫إذا خضت في البحر البسيط مصليان‬
‫يسلم لي أىل البسيطة كالبحر[ّٓب‪-‬ب]‬
‫كلكن لما خضت بحرؾ سابحان‬
‫قعر‬
‫غرقت دىران كليس لو ي‬
‫فصادفت في تياره النوف فاتحان‬
‫لفيو فأضحى جوفو كىو لي ككر‬
‫كفي ظلمات البحر عمرت حقبة‬
‫كليس لغير اهلل في خاطرم ذكر‬
‫فناديت في تلك الشدائد معلنان‬
‫بسبحانك اللهم فأنفرج العسر‬
‫ترامت بي األمواج في كل ساحل‬
‫كىآنا عار بالعراء كال صبر تذكرت‬
‫نجوت بلى استغفر اهلل إنما‬
‫أني حين عربدني السكر‬
‫تخيلت أني بالفرات كأف لي‬
‫صناعة مبلح قد (ُ) كقد كقف النهر‬
‫فألقيت في كسط البحيرة راميان‬
‫بنفسي كي ترضى كما بيننا الجسر‬
‫نعم ليس شرب الراح شاني شالي كإنما‬
‫نظامك كافاني فقل لي ىو الخمر‬
‫كإال فبين لي متى كنت عاصران‬
‫متى كنت نباذان متى فنك السحر‬
‫متى صغت لي القرطاس تاج مرصعان‬
‫جواىر ألفاظ متى رخص الدر‬
‫أقل عثرتي قد صرت كلهاف حائران‬
‫فمن بعض ما لقيت يتضح العذر‬
‫ككاف الذم لو كاف ما كاف كائنان‬
‫كلم يكن القوؿ الذم صدقو ىجر‬
‫((كلو‪:‬‬
‫مدحنا عليان بالذم تمدحونو‬
‫كقلتم بأف الحق في الدين فعلكمفعلكمو ‪ ...‬كسبيتموا أصحاب أحمددكننا‬
‫آال لعن الرحمن منا أضلنا)) (ِ)‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في شهر محرـ سنة ست كتسعين كمائة كألف؛ كقد أرخ كفاتو الفقيو محمد بن‬
‫حسن دالمو بأبيات‪ ،‬كبيت التاريخ ىو‪:‬‬
‫كيا حبذا التاريخ جاء لعالم ‪-ُِٕ[ ...‬أ]أعاد علينا اهلل من بركاتو[ُِٕ‪-‬أ] (ّ)‬
‫…………(ُُٔٗ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬كقد‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ّ) تركت بقية الصفحة التالية للصفحة (ُِٕ‪-‬أ) بياضان في ىذه النسخة ام (أ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٔٔ/‬‬
‫[( ْٕ‪ )/‬أحمد عبد الرحمن النزيلي الصنعاني]* (ُ)‬
‫(‪-...‬أكؿ ؽُِىػ‪ -.../‬ؽُٖـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الفقيو أحمد بن عبد الرحمن الولي النزيلي الطرائفي؛ ترجم لو صاحب (الطيب) كقاؿ‪:‬‬
‫كاف من أىل الطريقة‪ ،‬كأرباب المجاز إلى الحقيقة‪ ،‬قطب الزماف الذم عليو دار‪ ،‬ككاحد أبدالو‬
‫الذم بنيت لو فوؽ قطب النجوـ دار‪ ،‬غوث غيثو غيث صائب‪ ،‬كطراز على راس الكوف من‬
‫العصائب‪ ،‬الحاضر الغائب‪ ،‬الفاني الغاني القائلة لساف حالو كل الحق ما ألفاني‪.‬‬
‫اتفقت لو من الكرامات ما لو نظرىا الحاسد في الكرل مات الكرامات إلى أف قاؿ‪ :‬كىم أىل‬
‫بيت ما لشكرىم من صحف اإلمكاف محو‪ ،‬كليس لسكرىم المعركؼ عند الصوفية أبدان من‬
‫صحو فالسلف منهم كالخلف بدكر في البراىين ما شأنها الكلفالمكلف‪ ،‬ككاف كثير ما يشملني‬
‫بدعائو المقبوؿ‪،‬كيحث كالدنا على مبلزمة الدعاء لي كما ىو عليو مجبوؿ‪ ،‬كمن سنتو كثرة‬
‫التزكيج التركيج فلبضايع النساء بسوقو يسوقو تزركيج‪ ،‬ككاف كثير الجوب للببلد كالتنقل في كل‬
‫ناد‪ ،‬كيصحبو من تبلمذتو جم غفير فكأنو بين العالم كبين ربهم سفير‪ ،‬كلو في المحاضرة‬
‫طرائف كفي المحاكرة ما يدؿ على إنجاب بلده الظرائف‪ ،‬كقد ألف كتابان سماه‪( :‬سلوة الحياة‬
‫كالممات في المضحكات كالمبكيات)؛ ككاف مشاركان في العلوـ كلو شعر كقولو على منهج‬
‫التصوؼ (ِ)‪:‬‬
‫قفا بي على الباب الكريم أناديو‬
‫فلي فيو من حق اليقين لوامع‬
‫فسرىيحضى مسرة ‪ ...‬كأنزؿ مع قوـ كراـ بناديو‬
‫عسى العبد العيد بالتحقيق يخطى ٌ‬
‫يحقق أسرار الفؤاد كما فيو‬
‫مصوف كخوؼ الحاؿ بالجمع يكفيو‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُّٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٕٓ/‬مصادر الحبشي (ِٖٗ) معجم‬
‫المؤلفين (ُ‪ ،)َٕ/‬الركض األغن (ُ‪ ،)ْٖ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٔ) ترجمة (ٕٗ)‪،‬‬
‫ىجر األكوع (ْ‪.)ِِّٗ/‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ِّٔ/‬‬

‫(ُ‪)ِٕٔ/‬‬
‫[( ٕٓ‪ )/‬الشيخ أحمد الموقرم]* (ُ)‬
‫(الشيخ أحمد بن [الحسن] الموقرم)‬
‫[( ٕٔ‪ )/‬أحمد بن عبد اهلل الهبل (بالكحيل)]** (ِ)‬
‫(‪ -...‬نحو َُُُىػ‪ُٕٔٗ -.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫القاضي أحمد بن عبد اهلل الهبل الملقب بالكحيل لجماؿ كجهو‪.‬‬
‫ترجم لو صاحب (الطيب) ككصفو بالعلم كاألدب‪ ،‬كأنو كفد إلى كوكباف رسوالن فكاف يجتمع بو‬
‫في مقاـ أبيو كيسمع من محاكرتو ما يخلب يحلب بو حجى النبيو‪ .‬النية من علم يخوض في‬
‫يمو كأدب يجني زىوره من كمو‪ ،‬سيما في المعاني كالبياف [ْٓأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره قولو من قصيدة‪:‬‬
‫تركتني في الهول حيراف ذا قلق‬
‫تمر بي كتثني غير ملتفت‬
‫تسارؽ اللحظ نحوم تشتهي تلفي‬
‫يا قاتل اهلل ألحاظان تسارقها ‪ ...‬كقد تصبرت حتى الف مصطبرا‬
‫كأنما أنت من كصلي على حذر‬
‫تيهان علي كما حظي سول النظر‬
‫ترمي فؤادم عن قوس ببل كتر‬
‫كلو في التورية‪:‬‬
‫بداني بدالمن أحب فقلت أىبلن‬
‫كقلت سيمنح سنمنح المطلوب منو ‪ ...‬كقد شاىدت منو علي عطفا‬
‫فناكؿ إذ دنا كما ككفا‬
‫كلو في عقد الحديث المعركؼ‪:‬‬
‫ال يخدعنك حسن الظن في أحد‬
‫كال تعرض لما تبليو معذرة ‪ ...‬فإنما الحزـ سؤ الظن بالناس‬
‫كاستغن عما بأيدم الناس بالياس‬
‫كلو في الحكمة‪:‬‬
‫إذا رمت كل العز أعياؾ نيلو‬
‫الكل‬
‫فإف نلت بعضان منو الزمت حفظو ‪ ...‬كفوت منو البعض في طلب ٌ‬
‫الذؿ‬
‫كلم يحتفظ إال بجزء من ٌ‬
‫__________‬
‫(ُ) عقود الؤللي (ُٗٗ)‪ ،‬النفس اليماني‪ ،‬مصادر الحبشي (ِٕٗ)‪ ،‬الركض األغن‬
‫(ُ‪ )ُّّ/‬كىذه الترجمة ساقطة في (ب) كقد أثبت االسم في النسخة (أ) ثم تركت بقية‬
‫الصفحة (ُّٕ‪-‬أ) بياضان كصاحب الترجمة ىو الفقيو أحمد بن الحسن الموقرم كاف من‬
‫علماء زبيد رحل إلى مكة كأخذ عنو جماعة من علماء اليمن كىو من أىل القرف الثاني عشر‬
‫الهجرم كلو مؤلفات‪ :‬مسطور اإلفادة بما يعين على الخطور كالعبادة بمكتبة تريم (ُُٕٔ) كلو‬
‫أيضان (مجموع رسائلو كمكاتباتو) ككانت كفاتو في القرف الثاني عشر‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ )ُّٖ-ُِٖ/‬ىجر األكوع(ُ‪.)ِْٕ/‬‬

‫(ُ‪)ِٖٔ/‬‬

‫[( ٕٕ‪ )/‬أحمد بن الحسن السحولي] (ُ) *‪.‬‬


‫(‪ -...‬ؽُِىػ‪ -.../‬ؽُٗ ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫القاضي أحمد بن الحسن السحولي‪ .‬ذكره صاحب الطيب فقاؿ‪ :‬حاكم أريج بعلمو الجهل‬
‫المتراكم‪ ،‬كاستدرؾ بو اإليضاح كال غرك من كوف المستدرؾ للحاكم‪ ،‬تنحدر منو علومو تحدر‬
‫السيل من الجبل‪ ،‬كتلذ مواقع أقبلمو فهي على كجنات األكراؽ بمنزلو القبل‪:‬‬
‫ناظم ناثر حميد خبلؿ كمآثر ‪ ...‬شمس أدبو يشرؽ من فلك الطركس‬
‫الطوس‬
‫كنبات فكره تدكر على القدماف بالكؤكس‪ ،‬كلو في أشعاره مجموع‪ ،‬كديواف باذاف القبوؿ‬
‫مسموع‪ ،‬جمعو بنفسو كخالط لنا إليو بين شح نفسو‪ ،‬كقد جرت عليو فادحة [‪)ِ( ].......‬‬
‫كانت لزنده فادحة طاش لها حجاه كآيس معها عن النجاة إذ نزؿ بو [ُْٕ‪-‬أ]عظيم من‬
‫الخطب سلبو من نفيس عيشو اللؤلؤ الرطب حتى فرج اهلل ىمو‪ ،‬كأزاح عنو غمو‪ ،‬كقد أستوزره‬
‫بعض من ملك فجرل في كزارتو بسعد بعده الفلك‪ ،‬كىو أحسن من كزر‪ ،‬كعقد حلة التدبير‬
‫كزر‪ ،‬يتقلب في الدست بآراء مسددة‪ ،‬كيترنم قلمو في الدرج بأغاريد مردده‪ ،‬كشعره كأبيو‬
‫حسن‪ ،‬إنقادت لو فيو الجزالة بالطف رسن فمن شعره قولو‪:‬‬
‫فرجت كربي بحسن النظر البهيج‬
‫يا ظبية في سول أحشائي لم تلج‬
‫نزىت طرفي كقلبي عن سواؾ فما‬
‫للقلب غيرؾ يا ذات الجماؿ نجي‬
‫فقد تفردت بالحسن البديع كما‬
‫أصبحت في الحزف فردان أم منزعج‬
‫ملكت قلبي بما أبديت من ملق‬
‫كمن دالؿ كمن تيو كمن غنج‬
‫يا منية القلب قد فقت الغزالة من‬
‫جبينك الواضح األنوار بالبلج‬
‫كما عيوف غزاالت الصريم حكت‬
‫ما في عيونك من سحر كمن دعج‬
‫هلل لحظك كم سهم يريش لنا‬
‫عن قوس حاجبك المقركف (ّ) بالزجج‬
‫لوالؾ لم أتخذ سفح اللول كطنان‬
‫كحين تذكر لوال أنت لم أىج‬
‫فيا فؤادم عرج بالمحاجر من‬
‫سفح اللول تلق من تهول بو كعج‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ِٖ)ف مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ُُِ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ٖٗ‪ )َٗ-‬ترجمة (ٖٓ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ ].......‬كلمة غير مقركءة‪.‬‬
‫(ّ) المقركف‪ :‬ساقط في (أ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٔٗ/‬‬

‫كحين تساؿ من ذا أنت ذاؾ فقل‬


‫أنا القتيل ببل إثم كال حرج‬
‫فإف أعاد سؤاالن عنك أين فصح‬
‫ما بين معترؾ األحداؽ كالمهج‬
‫عسى لضعفك يرثا من فتنت بو‬
‫فليس يرحم بين الناس غير شجي‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫بي من يرل الظبي عينيو فيسقط في‬
‫حلو الشمائل يبدم من تذهلل‬
‫رأيتو فكساني لوف كجنتو‬
‫بالبيت أقسم كاألستار مرسلة‬
‫إف الهول ىو معنى النار يدركو الػ ‪ ...‬عرم الحبائل مبهوتان من الحور‬
‫تيهان فيمزجو اإلدالؿ بالحفر‬
‫ثوبان من الجمر ال يطفا مدل مد العمر‬
‫كالطائفين بو كالحجر كالحجر‬
‫ػفتى فيدرؾ حر النار في األثر‬
‫كلو من أخرل [ُٕٓ‪-‬أ]‪:‬‬
‫أطلعت بدر تم أـ غزاؿ غزت‬
‫رأت مقل األناـ رنت إليها‬
‫سلوىا قبل تطلع أين حلت‬
‫أـ أبتهجت بها غرؼ حساف‬
‫فإف بهاىا كالجيد منها‬
‫مهفهفة إذا ماست أبابت‬
‫غدتها الحاضنات لها كىنت‬
‫فجأت بضة بيضاء تبدك‬
‫تظلل جسمها بالشعر منها‬
‫زىت قدمان زركد بها ففاقت‬
‫لقد كانت تمر على رياض‬
‫رياض ما جناف الخلد تحكي في ابتهاج‬
‫مضى لي فيو عيش أم عيش‬
‫فعارضني الزماف على نعيمي‬
‫إلى أف رحت أنشد مخبران عن‬
‫رماني الدىر باإلزراء حتى‬
‫فيا أسفي على ما فات قسران‬
‫أقوؿ لمن يساميني ترفق‬
‫آال إف الهول صعب المراقي‬
‫فإف حاكلت حظان منو فأسمح‬
‫كصن كفيك عن فعل لشيئ‬
‫فكم بأس لو يسطو اقتداران‬
‫لقد ذقت الهول فطعمت منو‬
‫ككافحت الرقيب بو كفاحان‬
‫إلى آؿ إف ضقت باألىواؿ ذرعان‬
‫كبالغ في نحاكرتي ككفي ‪ ...‬بالحسن الباب الرجاؿ[ْٓب‪-‬ب]‬
‫فجاءت من رناىا رماىا بالنباؿ‬
‫أكانت قبل تلعب في الرماؿ‬
‫مبانيها الجواىر كالبللئ‬
‫يفوؽ على الغزالة كالغزاؿ‬
‫لغصن الباف ميبلن بالدالؿ‬
‫بأىنا الزاد كالماء الزالؿ‬
‫بوجو دكنو بدر الكماؿ‬
‫فتهدم حين ذلك بالظبلؿ‬
‫جناف الخلد كالسبع العوالي‬
‫بو فتضوع بمن عرؽ الغوالي‬
‫محاسنها بجد كانتحاؿ‬
‫كبالي مستجد غير بالي‬
‫ككايدني بأكجاؿ طواؿ‬
‫خطاياه القبيحة في الفعاؿ‬
‫فؤادم في غشا من نباؿ‬
‫ككا حزني على تلك الليالي‬
‫بنفسك عن مسامات الجباؿ‬
‫ىو أف المرء فيو ببل محاؿ‬

‫(ُ‪)َِٕ/‬‬
‫لنفسك بالتهاكف كالتقالي‬
‫كصن فيك عن قيل كقاؿ‬
‫على األكباد من ىجراف قالي‬
‫مذاقان مر لي من قبل حالي[ُٕٔ‪-‬أ]‬
‫بأقواؿ تنوب عن النصالي‬
‫كخانني الزماف عن اغتيالي‬
‫عن األىواؿ بأىواؿ ثقاؿ‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كمن نظمو أرجوزة سماىا‪( :‬أسبلؾ الدرر في نسب العربي من خير البشر) تحف بها بعض‬
‫الملوؾ‪.‬قلت‪ :‬كلم أتحقق كفاتو ىل كانت في القرف أك قبلو بيسير‪.‬‬
‫[( ٖٕ‪ )/‬أحمد بن إسماعيل العلفي]* (ُ)‬
‫(‪ -...‬بعد َُُٕىػ‪)ُٕٕٓ-.../‬‬
‫[اسمو كنعتو][اسمو كنعتو)‬
‫الفقيو أحمد بن إسماعيل العلفي القرشي‪.‬‬
‫كاف فاضبلن عبلمة محققان؛ لو محاسن جمة كفضائل عديدة‪ ،‬الزـ المولى محمد بن إسحاؽ‬
‫مبلزمة طويلة‪ ،‬كاجتنى من ثمار علمو‪ ،‬كتهذب بو طبعو ككزر لو أياـ دعوتو‪،‬كلم يفارؽ مقامو‪،‬‬
‫كأسره اإلماـ المنصور بن المتوكل مع من أسر كسجنو بقصر صنعاء مدة طويلة‪.‬‬
‫كلصاحب الترجمة أدب جمعو إلى علمو كرياستو‪ ،‬كقد كانت األعياف كالبدر األمير كغيره؛كقد‬
‫ترجم لو صاحب (الطيب) كأطاؿ الثناء عليو‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كأكرد لو من شعره قصيدة كتبها إليو مع نثر طويل في غاية من الببلغة تركناه اختصاران‪:‬‬
‫ألم بي كظبلـ الليل معتكران‬
‫كزارني كبياض الصبح قد طويت‬
‫جادت بو في الكرل من باللقا بخلت‬
‫ثم انتبهت كما عندم يسامرني كازددت فوؽ الذم بي من جوانكضػ‬
‫كىاجت النار في قلب ستذىب إف‬
‫هلل قلبي المعنى كم أشاىده‬
‫بو مبلعب طرؼ زانو دعج‬
‫ككم يركح كيغدك في الغراـ كمن‬
‫فهل بما ينبغي منهم يفوز كما‬
‫شمس األناـ كقاضيهم ككاحدىم ‪ ...‬طيف الحبيب فطاب الليل كالسمر‬
‫بركده كسواد الليل منتشر‬
‫فيا لعيني لهذا في يقظتي فلهذا يشتكي السهر‬
‫إال النجوـ كدمع دكنو المطر‬
‫ػنى كزاد شوقي كالتذكار كالفكر‬
‫طاؿ التفرؽ منو العين كاألثر[ٓٓأ‪-‬جػ]‬
‫كفيو نار الهول العذرم تستعر[ُٕٕ‪-‬أ]‬
‫يسبي العقوؿ فتور فيو بل حور كصل األحبة ال يقضي لو كطر‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ِّ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِٗ-ُٗ/‬ىجر األكوع‬
‫(ّ‪.)ُْْٖ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٕ/‬‬

‫بالفضل قد فاز من بالفضل يفتخر‬


‫كمن لهم منهم طاب الخير كالخبر‬
‫[( ٕٗ‪ )/‬أحمد الناخوذة الصنعاني]* (ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن عبد القادر الناخوذة الخياط الشاعر األديب‪.‬‬
‫ترجم لو صاحب (الطيب) كاثنى عليو كثيران؛ ككاف كثير اإلتصاؿ بو في صنعاء في دكلة المنصور‬
‫بن المتوكل‪ ،‬كأدركتو حرفو صرفة األدب قليل الحظ متنكد الحفظ فتنكد العيش‪ ،‬كمدح‬
‫األعياف فلم يقف من جوائزىم على طائل‪.‬‬
‫كىو مع ذلك لهج (ِ) بتحصيل الفوائد‪ ،‬كضبط الشواردكالنوادر‪ ،‬كما ذكر ذكركا في بحث إال‬
‫شفى كال نوقش في فن إال كفى بحفظ الضوابط كإال كابد كيورد المستفيد أطيب الموارد‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن شعره‪:‬‬
‫بعتك قلبي بيع بخس على‬
‫فسمتني ىجران كأبدلتني‬
‫فهات لي قلبي كخذ غيره ‪ ...‬شرط الوفا بالوصل كالقرب‬
‫بعد الرضا سخطان ببل ذنب‬
‫أقالك الرحمن في قلبي‬
‫كلو‪:‬‬
‫سألت مبسمو الضحاؾ يخبرني‬
‫فقاؿ برؽ الثنايا كيف تجهل ما‬
‫كالجوىرم عن النظاـ يرفعو ‪ ...‬أريقو العذب من مستقطر البرد‬
‫يركم كقطر الندل في فيو أف ترد‬
‫عن المبرد فأحفظ صحة السند‬
‫كلو‪:‬‬
‫أقوؿ لذات الطوؽ لما ترنمت‬
‫ركيدؾ قد أذكيت في القلب لوعة‬
‫حملت من األشواؽ ما الأطيقو (فلو)(ّ) لم يكن حمل الهوىدكف طو ‪ ...‬على فرعها العالي‬
‫عتيما كغنت‬
‫كأجريت في الخدين سائل عبرتي‬
‫احتماالن كأعديت النسيم برقتي‬
‫قها لما فما خضبت منها منو البناف كحنت‬
‫كلو‪:‬‬
‫أصلى فؤادم بالصدكد كقاؿ لي‬
‫فأجبتو تلك الحرارة أرسلت ‪ ...‬ما ذا أراه أرل على خدكدؾ ساعيا‬
‫ماء جاريا‬
‫مستقطر األجفاف ن‬
‫كلو‪:‬‬
‫يب تحت الثرل‬
‫أرل الجود غي ٌ‬
‫كلم يبق منو سول رسمو ‪ ...‬كمات النضار كمات اللجين‬
‫فصار الندل أثران بعد عينعيني‬
‫كلو‪:‬‬
‫كلما رأيت الدىر ىوف جانبي‬
‫كساـ ذكم الهيئات خفان كذلة‬
‫كعاملني عكس القضية عابسان‬
‫قنعت من الدنيا بدكف كفاية‬
‫كجانبت ىذا الناس لما بلوتهم‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُُٔ-َُٔ/‬‬
‫(ِ) أم مولع‪.‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬فلم‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِٕ/‬‬

‫فخذ جانبان عنهم إذا كنت كاثقان‬


‫كال تعطهم كدان كال تخشى من قبلمؤل‬
‫كقدـ إلى الرحمن توبة و‬
‫نادمنادمان‬
‫كال تشك ما القيت من غير منصف‬
‫‪ ...‬ككاف لفرط اللؤـ يسلبني ملكي‬
‫كراح حصيف القوـ مستعبران يبكي‬
‫كضاحك من بالدؼ يضرب كالحنك‬
‫لعلمي بأف الحرص مجلبة الهلك‬
‫زيوفان إذا أحققت تظهر بالسبك‬
‫برزؽ من المولى يقينان ببل شك‬
‫فما راحة األركاح عندم سول الترؾ‬
‫فقد يذىب الذنب العظيم مع النسك‬
‫إلى مثلو لكن كلكن إلى منصف تشكي‬
‫[( َٖ‪ )/‬أحمد بن علي الشارح الصنعاني ] (ُ) *‬
‫(‪َُُُ-...‬ىػ‪ُٕٔٗ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن علي الشارح‪ .‬ذكره في (الطيب) فقاؿ‪:‬‬
‫ىو لصدر األدب شارح إال أف سانحة لسؤ لواء الخط بارح‪ ،‬كبازه المنقض مجركح غير جارح‪،‬‬
‫كاف أدبو أكصى بو فأذاقو [ٓٓب‪-‬ب] الزماف مدير أكصابو زماف من مريد كجرعو منو شراب‬
‫حنظلة أكأصابو‪ ،‬كشعره اكثر من ذنوب الدىر إليو‪ ،‬كقطب قريحتو‪ ،‬قوم فما دارت رحى‬
‫المدائح إال عليو فالنظم عليو غير عسير كربمان باعو بالتافة اليسير يبيع الغالي بأبخس القيم‪،‬‬
‫كيتخلق من أرخاص شعر الشعر بأقبح الشيم‪ ،‬بينا بين كاف دررا إذ جعلو حصى كبينا فلم تحريره‬
‫كبين قلم تحرره رمح‪ ،‬إذا ىو عصى‪ ،‬كلما عرؼ بهذا الحاؿ قصد فأكثر منالنظم كلم يقتصد‪،‬‬
‫كلو خط يباىي العذار كيقوؿ لو الحذار الحذار‪ ،‬فلست عند محاسني بمشتهي [ُٕٗ‪-‬أ]‪،‬كلو‬
‫انتهى حسنك إلى ما انتهى‪ ،‬فكم ضمخ كافور األكراؽ بمسك مداده‪ ،‬ككم صفف على جبينها‬
‫طرز سواده‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن متن ىذا الشارح كنظمو الذم يتزين بطرحو المطارح الطارح قولو‪:‬‬
‫كأغيد نزه عن نده‬
‫ركل أبو تماـ عن كجهو ‪ ...‬يحي المحبين شذا نده‬
‫كما ركل الوردم عن خده‬
‫كلو‪:‬‬
‫الخاؿ تحت عذار‬
‫قد لذ منو نزكلي ‪ ...‬كمبسم منو عذب‬
‫ما بين رعى كشرب‬
‫كلو‪:‬‬
‫جاكرت موالنا فما‬
‫من جاكر البحر فبل ‪ ...‬أظفرني بما أشا‬
‫يخاؼ قالوا عطشا‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬زىر الكمائم (خ) صفوة العاصر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪-ُٖٔ/‬‬
‫ُٖٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٕ/‬‬

‫كذكره أيضان صاحب "صفوة العاصر" فقاؿ‪:‬‬


‫ىو من السابقين في حلية الببلغة الماىرين في صناعة الصياغة‪ ،‬تظهر اإلجادة فيما نظمو‬
‫ككشاه‪ ،‬كيطيب بو عرؼ األدب كشذاه‪ ،‬كبدائعو سهلة المرتشف‪ ،‬غضة المجنى كالمقتطف‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫لو مرثية في الوالد الحسن حسن بن المطهر الجرموزم‪ .‬قلت‪ :‬ككانت كفاتو في سنة مائة‬
‫كألف‪ .‬كقد تقدـ ذكره استطرادا في ترجمة كلده أحمد كمستهل المرثاه قولو‪:‬‬
‫ىي دار شيدت بالحزف‬
‫كقصارل من ثواىا ذكقو‬
‫قط ال يصفو بها من مشرب‬
‫كم غركر لفتاىا ظلة‬
‫كم محيا خفيت أنواره‬
‫في شباب نضر مقتبل‬
‫كالذم أسس في القلب األسى ‪ ...‬فألهنا فيها كحي الوىن‬
‫من ثراىا منحا محن في محن‬
‫كإف استعذبتو عن آسن‬
‫بعد أف أصبح ممتدان فني‬
‫بعد محيا مستطاب حسن‬
‫أك مشيب راع عين الزمن‬
‫شيبو شبيو الحمد قويم السنن[َُٖ‪-‬أ]‬
‫[(ُٖٖٔ‪ )/‬أحمد بن عبد اهلل الزكـ ككالده]* (ُ)‬
‫(‪َُُٕ-...‬ىػ‪ُْٔٗ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫األمير أحمد بن عبداهلل بن محمد أغاالزكـ؛‪ -‬بالزام المعجمة المفتوحة كالواك الساكنة‬
‫كالميم‪ -‬ىو شاعر أديب‪ ،‬فاضل لطيف‪ ،‬كىو من بيت رياسة كبير ككاف ساكنان بحبيش من‬
‫اليمن األسفل‪.‬‬
‫[(ِٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬عبد اهلل بن محمد الزكـ]*‬
‫ككاف كالده (ِ) أيضان شيخان كبيران صدران محتشمان‪ ،‬تأمر كقاد العساكر كىو كثير الثركة‪.‬‬
‫ترجم لهما صاحب (الطيب) كأثنى عليهما‪ ،‬كذكر صاحب الترجمة أيضان صاحب (صفوة‬
‫العاصر) فقاؿ‪:‬ىو لبيب ال يدرؾ باعو‪ ،‬كال يرجى في الظرؼ اتباعو‪ ،‬من بيت مجد كبير‬
‫كبحبوحة حسب شهير‪ ،‬كىو المشهور بسيادتهم‪ ،‬ككاسطة قبلدتهم‪ ،‬كفضلو في اليمن األسفل‬
‫معركؼ‪ ،‬كأثاره عند أىلو باىرة الشغوؼ‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫من لطائفو قولو‪:‬‬
‫حمل اللول من لو شهدت‬
‫فقلوبنا كلوا ؤه ‪ ...‬جمالو ما لمت عاشق‬
‫كل تراه عليو خافق‬
‫كلو في مليح طباؿ‪:‬‬
‫كشادف يحمل طببلن لو‬
‫يشن غارات الهول مسرعان ‪ ...‬كيربط السير على عاتقو‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬صفوة العاصر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ )َُٖ-ُٕٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (خ) ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٕ/‬‬

‫كيضرب الطبل على عاشقو‬


‫كلو‪:‬‬
‫رأيت الركض كاألكماـ فيو‬
‫سول الكاذم فبل يبديو إال‬
‫إذا ما سل في األفاؽ سيفان ‪ ...‬يفتقو الربيع بكل كجنو‬
‫خفوؽ البرؽ في داجي الدجنو‬
‫بدت في الركض للكاذم أسنو‬
‫قلت‪ :‬كقد رأيت ىذه األبيات في (طيب السمر) منسوبة للشريفة زينب بنت محمد بن أمير‬
‫العدين األتي ذكرىا إف شاء اهلل(ُ)‪.‬‬
‫ككاف بين صاحب الترجمة كبين الشيخ إبراىيم الهندم[ٔٓأ‪-‬ب]صداقة أكيدة‪ ،‬كلو عليو‬
‫إفضاؿ كبينهما مكاتبات كثيرة؛ كلما توفي الشيخ إبراىيم رثاه صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫إف في اهلل عزاء‬
‫قبل شيخ قبلشيخ العلم أكدل‬
‫كعيوف الشعر عشوا‬
‫قيل صفو قلت أما‬
‫كاف إبراىيم شمسان‬
‫كاحدان أسقط فأرخ ‪ ...‬مخلفان عن كل فائت[ُُٖ‪-‬أ]‬
‫فعليو الفضل خافت‬
‫كفؤاد المجد باىت‬
‫فضلو للوصف فائت‬
‫فوؽ أفبلؾ الثوابت‬
‫أمة يا صاح قاتت‬
‫أمو يا صاح قاتت‪.‬‬
‫(ُْْ‪َُُِ-َٓٓ-َُُ-‬ىػ)‬
‫………‬
‫يصح بعد إسقاط الواحد سنة (َُُُىػ) ‪.‬‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة قولو‪:‬‬
‫إف لم يكن لي من لحاظك جاني‬
‫فلقد حمى نعماف خدؾ سفحو‬
‫ال تنكرف دمي مراقان في الهول‬
‫يا طلعة البدر التي لتمامها‬
‫كتمايلت ىيف الغصوف لقده‬
‫اهلل في قلبي المقطع في الهول‬
‫كبمقلة أجرت عقيق عفيف دموعها‬
‫كبمهجت ذىبت بخد مذىب‬
‫أرأيت إف بددت عقد مدامعي‬
‫أك زيد في عينيك أسود ناظرم‬
‫ىيهات ال دمعي عليك بمنقض‬
‫كبل كال مرضي يزكؿ كإنما‬
‫كالسقم مالسقم في جسدم عليك بزائل‬
‫يا عاذلي كالشاف انك شائن‬
‫أتلومني جهبلن كلم تدر الهول‬
‫كتطل بالعذؿ المرير تشوب من‬
‫دعني فلو شاىدت كجو معذبي‬
‫كلو استمعت السحر من ألفاظو‬
‫فجزاء شرطي في الغراـ بأنني‬
‫ال انثني لهول لهوان العذكؿ كإف ثنى‬
‫أبدان كال ألوم على غير اللول‬
‫كلو‪:‬‬
‫دعاني فالهول بر رفيق‬
‫كما عقت عقيق الدمع عيني‬
‫كمن لي كالغضي قلبي كدارم‬
‫كلو عسى أتى يحي سلوىسلوتي‬
‫كىا كىائي من فرط تحوط سقم‬
‫__________‬
‫(ُ) ال توجد ترجمة الشريفة زينب بن محمد بن أمير العدين كلعلها سقطت أثناء الجمع أك أف‬
‫المؤلف خرمتو المنية كلم يترجمها‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٓ/‬‬

‫بديع الحسن في خديو أضحى‬


‫نعمت بو كركض الحسن غفنغصن‬
‫يدير كؤكس ألحاظ كلفظ‬
‫لياؿ كلما مرت بفكرم ‪ ...‬فعبلـ خديك تحمي الجاني‬
‫عن قاطف لشقائق النعماني‬
‫ما بين مرىف ناظر كسناف‬
‫رميت بدكر التم بالنقصاف‬
‫كلفان كرحن نواكس األذقاف‬
‫يو النول بصوارـ األجفاف‬
‫كقفا على األياـ في نعماف‬
‫كسوادىا خاؿ على األكجاف‬
‫أيكوف لي من در ثغرؾ ثاني‬
‫حتى تفوؽ نواظر الغزالف‬
‫كبل كال شوقي إليك بفاف‬
‫مرض الجفوف بسقمو أعداني‬
‫كسقاـ خصرؾ دائم النقصاف‬
‫بل شائني دعني عليو كشاني‬
‫يومان كلم تعرؼ سول الهذياف‬
‫حمل الهول ما كاف في حلواني‬
‫ما رحت إال عن فؤاد عاني‬
‫لسمعت ما ينسيك باأللحاف‬
‫حي الصبابة ميت السلواف‬
‫غصن النقا بزعازع البهتاف‬
‫كسفوحو كمرابع الغزالف[ُِٖ‪-‬أ]‬
‫دعاني كالمجاب ىو الصديق‬
‫لفرقتو فليس بها عقوؽ‬
‫بأف يطفي لجا نحتي حريق‬
‫لبلقى في العيا ماال يطيق‬
‫بو خصر الرشا الغاني خليق‬
‫لبدر التم كالزىر الشقيق‬
‫كغصن القد لاير رشيق‬
‫حديث الخمر بينهما عقيق‬
‫حبلكتها تكدر ما يركؽ‬
‫كلو مجيبان على بعض أصحابو‪:‬‬
‫أذؿ األعنة كأنزؿ الجزعا‬
‫كركض المدامة تنبرم شفقان‬
‫تحكي زجاجتها مجاجتها‬
‫آية أبا عمرك أفده خلدم‬
‫كأدر على عيني مشعشعة‬
‫كتغن إف سقيتني قدحا‬
‫كعلى "أعالي" (ُ) الجزع بارقة‬
‫شقت ثياب الليل موىنة‬
‫كجرل طليق الدمع مستقيان‬
‫مهبل بريق الدمع حسب فتى‬
‫كسرل الصبا النجدم منطبعان‬
‫فنشقت من رياه عرؼ ثرل‬
‫رعيا لها من تربة نسجت‬
‫كلسربها شرب جاء ذره‬
‫كبمهجتي جذالف ذك بخل‬
‫للحسن زرع منو أخرج كرد‬
‫كترل الحشاشة سهم ناظره‬
‫كنضت سيوؼ الهند مقلتو‬
‫جفناف ىاركت ىما نكسا‬
‫كنظم إذا ما كنت ذا غزؿ‬
‫ثغر إذا ما الدر جانسو‬
‫‪ ...‬كاغب في كرد الوفا جدعا‬
‫تحت السنا في ليلة درعا‬
‫فتخالها قد ألبست درعا‬
‫طبان يداكم مهجة لسعا‬
‫ضاءت لها أكوانها لمعا‬
‫لتقر مع عيني بها سمعا‬
‫الحت سقى األىلين كالجزعا‬
‫كتجلدم أكفت بها صدعا‬
‫ليفيد تفنيد الهول كضعا‬
‫لوال الهول لما يرؽ دمعا[ٔٓب‪-‬ب]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬األعالي‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٔ/‬‬

‫بالمسك فاعتل الهول طبعا‬


‫بالركح كالريحاف مسترعا[ُّٖ‪-‬أ]‬
‫ثوبان لها من زىرىا صنعا‬
‫بلحاظها أسادىا صرعا‬
‫أفرغت في حبي لو الوسعا‬
‫الخد شطايا لو زرعا‬
‫كتراه كتران يرتمي سفعا‬
‫كجفونو تغني الدموع نزعا‬
‫للسحر فأحذر منها خدعا‬
‫في ثغره دران كال بدعا‬
‫نظمان أباف الفرؽ كالجمعا‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة رحمو اهلل في سنة سبع كمائة كألف (َُُٕ)؛ كقد رثاه الشيخ‬
‫محمد بن الحسين المرىبي بقصيدة مستهلها‪:‬‬
‫ما راؽ لي بعدؾ يا أحمد‬
‫كلم يطب لي بعدؾ مأكل‬
‫ككيف ال أبكي على ماجد ‪ ...‬نجد كال الغور كال ثهمد‬
‫كمشرب كبل كال مرقد‬
‫نظيره في الناس ال يوجد‬
‫كمنها بيت التاريخويبث التاريخ منها‪:‬‬
‫بفوزه صرح تاريخو ‪( ...‬في جنة عالية أحمد)‬
‫…………(ّْٓ) (ُُٓ) (ّٓ)‬
‫………………سنة َُُٕىػ ‪.‬‬
‫[(ّٖ‪ ) /‬استطراد‪ :‬الحسن الزكـ]* (ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫كأخوه الحسن بن عبد اهلل الزكـ‪.‬‬
‫كاف ناظمان ناثران تلو أخيو ككاف ذا ثركة كنعمة ظاىرة ترجم لو صاحب (الطيب) كأكرد لو من‬
‫شعره ما كتبو إلى أخيو أحمد لما فارقو كىو قولو‪:‬‬
‫كفارقتنا رياض من شمائلكم‬
‫أزرل بزىر الدياجي في مجرتها‬
‫لهفي على طيب أكقات بكم سلفت‬
‫راقت كرقت حواشيها كزبرجها‬
‫تنوير‬
‫"فالليل" كاليوـ مصقوؿ سوالفو ‪ ...‬لنورىا بكماـ الزىر ي‬
‫كمنثور‬
‫ي‬ ‫من زىرىا الغصن منظوـ‬
‫تكفير‬
‫كأنها لذنوب الدىر ي‬
‫توشير‬
‫كأنها في ثنايا الدىر ي‬
‫تغدير[ُْٖ‪-‬أ]‬
‫كأنو فوؽ خد الدىر ي‬
‫كلو كقد أرسل إليو الفقيو محمد بن عبد الهادم العلفي الخزاف بشعير عوض الكلية‪:‬الكبلة (ِ)‬
‫بدلت قمحي شعيران يابن عثمانا‬
‫عحب ‪ ...‬كلم يكن فوتنا من قبل أك كانا‬
‫ي‬ ‫فأنت أكلى بو منا كال‬
‫أليس أنكم من نسل مركانا‬
‫كلما بلغ الشيخ إبراىيم المرىبي ذلك كتب إليو‪:‬‬
‫تنازع في فبلف ناسبوه‬
‫إلى من ينتمي في عبد شمس‬
‫فمذ خزف الشعير علمت حقا ‪ ...‬ككاد يطوؿ بينهم الشجار‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪.‬‬
‫(ِ) الكبلة‪:‬ما كاف يصرؼ ألئمة المساجد كسدنتها من حبوب من أمواؿ األكقاؼ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٕ/‬‬

‫كآؿ أمية منو نجار‬


‫بأف أباه مركاف الحمار‬
‫[( ْٖ‪ )/‬أحمد بن علي السلفي ]* (ُ)‬
‫(‪ -...‬ؽُِىػ‪ -.../‬ؽ ُٖـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن علي السلفي‪ .‬ترجم لو صاحب (الطيب)؛ كقاؿ ىو من بيت رئاسة تعلق‬
‫باألدب كقاؿ الشعر الحسن كمدح األكابر فلم ينجح‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كصنف ركح النسيم النجدم في مدح اإلماـ المهدم؛ ككتاب (الركض الباسم في مدح اإلماـ‬
‫القاسم)؛ كمجموعان سماه (الدر المنثور في مدح اإلماـ المنصور)‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كفي شعره لحن قليل فمن مختارة‪:‬‬
‫ال تأمن الدىر الخؤكف فطالما‬
‫كأغنم من األياـ إقباالن لها‬
‫قم ال عدمتك في الورل متجردان‬
‫فبنوا الزماف جميعهم نبذكا الوفاء‬
‫إف رمت أشرفهم فأشرفهم غدا‬
‫صور تركعك منظران كخبلئقا‬
‫غلط الزماف برفعهم فتخالو ‪ ...‬غر الورل يومان كعاد إلى الورل‬
‫فالدىر أسرع ما يعود القهقرا‬
‫لمبلـ من نبذ العهود مشمرا‬
‫كتصلفوا بغيان كأساد الشرل‬
‫في القوـ أكضعهم كذا قد قدر قدير‬
‫أؼ لها كغدت تسؤؾ مخبرا‬
‫متحسران مما جناه مفكرا‬
‫كلو‪:‬‬
‫كبي أحور العينين سلت لحاظو‬
‫كراشت من األحداب للرشق اسهمان ‪ ...‬لقتلى من األجفاف بيضان مراضيا‬
‫رمتني فكم أدركت منها مراميا[ٕٓأ‪-‬ب]‬
‫[(ُٖٕٓ‪ )/‬أحمد بن علي الجوىرم] (ِ) **‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الشيخ أحمد بن علي (ّ) الجوىرم‪ .‬ذكره صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪ :‬أديب جواىر أدبو‬
‫صحاح‪ ،‬كخرائد معانيو صباح‪ ،‬كفاضل كاضح المنهج شمائل أخبلقو تتأرج‪ ،‬كسبائك إبريزه‬
‫تثبت على اإلنتقاد كال تتبهرج‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كانت بينو كبين المولى االلوالد حسن بن المطهر الجرموزم مودة كثيقة العرا رفيعة الذرا كمن‬
‫من نظمو‪:‬‬
‫كظبي عزيز بالدالؿ محجب‬
‫رماني بطرؼ أسبل الدمع دكنو ‪ ...‬يرل إف فرض العين ستر المحاجر‬
‫لئبل أرل عينيو من غير ساتر‬
‫فأجازىما الوالد الحسن حسن ارتجاالن‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُّّ) ترجمة (َُٕ) كفيو أحمد بن عبد‬
‫اهلل‪..‬‬
‫(ِ) صفوة العاصر (خ)‪.‬‬
‫(ّ) في (أ)‪ :‬أحمد بن محمد‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٖ/‬‬

‫كريم فبل أصل المحاسن فرعو‬


‫سباني سيأتي بجفن أدعج ماج ماؤه ‪ ...‬تبدا كبدر مشرؽ للنواظر‬
‫فطرز شهب الدمع ليل الغدائر‬
‫كمن نظم صاحب الترجمة‪:‬‬
‫أأرسلت كتبك أـ قرقفا‬
‫فلم يحسن الختم إال لها ‪ ...‬أـ الشهد أـ ظلم عذب اللٌماللماء‬
‫كحق المدامة أف تختما‬
‫كقولو‪:‬‬
‫بدا مثل الهبلؿ فصار بدران‬
‫فهم بالبدر كاألياـ بيض ‪ ...‬بأفق الحسن في عين التماـ‬
‫فهذا الفضل أباف الهياـ‬
‫كقولو‪:‬‬
‫إف حزت علمان فأتخذ حرفةن‬
‫يبذؿ‬
‫كال تهنو إف ترل سائبلن ‪ ...‬تصوف ماء الوجو ال ي‬
‫فشأف أىل العلم أف يسألوا‬
‫كقولو‪:‬‬
‫الشوؽ نار لذم األقبلـ عاجزة‬
‫لكن معجز حبي قد أثار ىول ‪" ...‬من" (ُ) أف تحرره باللوح في الكتب‬
‫مؤلفان بين نار الشوؽ كالقصب‬
‫قلت‪ :‬كلم أتحقق تأريخ كفاتو ىل كانت في أكؿ القرف أك قبلو بيسير [ُٖٔ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[( ِٖٕٔ‪ )/‬أحمد بن علي مشرح الكوكباني ] (ِ) *‬
‫(‪ -..‬نحوَُُٕىػ‪ُٕٕٓ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن علي مشرح الكوكباني النشأة‪ .‬كاف شاعران ظريفان لطيف الشمائل‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫مدح المولى محمد بن الحسين (ّ) كأكالده فمن ذلك قولو‪:‬‬
‫سرت سحران كالليل بالوصل شافع‬
‫فنم عليها طيبها كحليها‬
‫على قامة كالغصن عند اىتزازىا‬
‫مهفهفة أما كثيب ردفها‬
‫لها اهلل من براقة الثغر إنها‬
‫كذاؾ السحاب الجوف ينهل مزنها‬
‫بركحي أفدم ربة الحسن أنها‬
‫إذا سلسلت سللت تركم حديثان تساقطت‬
‫كال عيب فيها غير أف جفونها‬
‫إذا فوقتها عن قسى فسي حواجب‬
‫فيا اليمي رفقان بقلب متيم‬
‫فآه لو من مغرـ عيل صبره‬
‫فكم ليلة قد بات يرعى نجومها‬
‫إذا شاـ في سفح العقيق بوارقان‬
‫فكن عاذرم يا عاذلي غير عاذؿ ‪ ...‬كزارت كأجفاف الرقيب ىواجع‬
‫كضؤ جبين كالغزالة طالع‬
‫يميل بها ريح الصبا كىو جازع‬
‫فباد كاما خصرىا فهو صائع‬
‫إذا ابتسمت سالت عليها المدامع‬
‫إذا كمضت أكمضت منها البركؽ اللوامع‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬عن‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪ .)ُِٗ/‬ىجر األكوع (ْ‪.)َُُٗ/‬‬
‫(ّ) أم محمد بن الحسين بن عبد القادر المتوفى سنة (ُُِٔىػ)ػ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٗ/‬‬
‫لها منطق قد ىذبتو البدائع‬
‫نجوـ لها كسرل كبهراـ كيهراـ راكع‬
‫سهاـ حداد راشقات قواطع‬
‫فليس لها إال القلوب مواقع‬
‫تجافتو دكف النائمين المضاجع‬
‫كضاؽ بو رحب الفضا كىو كاسع‬
‫إلى أف تبدت للصباح طبلئع‬
‫أسيل بخديو دموعان ىوامع‬
‫فما مغرـ في حبها لك سامع‬
‫كىي طويلة كمن ذلك قولو‪:‬‬
‫ثغر المسرة باألفراح مبتسم‬
‫كالشمس تزىر كاألنوار ساطعة‬
‫بدر على فلك البرجيس مطلعو‬
‫من كل أصيد من أنبائو شرس ‪ ...‬كركضة البشر قد فاضت بها الديم‬
‫من كجو أزىر تستجلي بو الظلم‬
‫كاألنجم الزىر من حوليو تزدحم‬
‫في ذرعو أسد في فتكو غشم‬
‫منها‪:‬‬
‫فقل لمن يدعى في المجد ىمتو‬
‫ثنتك عنها رماح الخط كالخدـ‬
‫كظنك المجد طرفان حلية ذىب‬
‫ككسب ماؿ كدار حشوىا حشم‬
‫ىيهات ذاؾ فكم صالت مناصلو‬
‫على الممالك حتى دانت األمم‬
‫ككم سعى لتراث بعد أف ذىبت‬
‫بو األعاصير فاستولى بو العدـ‬
‫حتى حواه بأياـ لها غرر‬
‫معلومة كحجوؿ ليس تنفهم [ٕٓب‪-‬ب]تنغصم‬
‫لها من السمر زىر غير آفلة‬
‫كمن "قتاـ" المذاكي غيهب عتم‬
‫كمن سرنديب نيراف مؤجحة‬
‫ىاـ الكماة على أشفارىا فحم‬
‫لمعشر الوحش حظ من مضاربها‬
‫شهب البزاة سواء فيو كالرخم‬
‫[( ّٕٖٕ‪ )/‬أحمد بن علي بن يحيى المهبل ككالده] (ُ) *‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫الفقيو أحمد بن علي بن يحيى المهبل؛ كبنو المهبل كانوا مشهورين بالعلم في القرف العاشر؛‬
‫كسيأتي ذكر بعض منهم في موضعو‪.‬‬
‫[(ٖٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬علي بن يحيى المهبلء]‬
‫ككاف كالد صاحب الترجمة الفقيو علي بن يحيى بمحل من الفضل كالكماؿ‪ ،‬ككاف كزيران للمولى‬
‫محمد بن إسحاؽ فنظم أموره‪ ،‬كاعتنى بالقياـ بمصالحو ثم عذره في أخر األمر كعمر طويبلن‪،‬‬
‫ككسب أمواالن جمة‪.‬‬
‫كأما صاحب الترجمة فكاف أديبان ظريفان كريمان كلو شعر حسن فمنو قولو‪:‬‬
‫لفرط كدادم قد سكنت بمهجتي‬
‫كلما سكنت اللحظ خفت بأف ترل ‪ ...‬لئبل ترل ال بل سكنت بإنساني‬
‫فغطيت من دمعي عليك بطوفاف‬
‫__________‬
‫(ُ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬

‫(ُ‪)َِٖ/‬‬

‫[( ٖٗ‪ )/‬أحمد بن علي بن أبي الرجاؿ] * (ُ)‬


‫(‪َُُٔ-...‬ىػ‪ُْٕٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو أحمد بن علي […‪ )ِ( ]..‬بن أبي الرجاؿ ‪.‬ذكره صاحب (الحدائق) فقاؿ‪:‬‬
‫قرأ في (مكة) على أبي الحسن السندم؛ كنقل عنو فائدة حسنو في موجهات المنطق؛ كقرأ‬
‫بصنعاء على المولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم المهدم أنواع الخمسة العلوـ‪ ،‬كحقق‬
‫المنطوؽ كالمفهوـ؛ ككاف يحفظ المباحث غيبان كعزـ إلى (كوكباف) في سنة بضع كخمسين‬
‫كمائة كألف؛ فأخذ عنو المولى عيسى بن محمد في المنطق‪ ،‬ككاف موصوفان بالذكاء كالحفظ‬
‫الباىر ككاف يحفظ كل يوـ غرائب من األشعار كنوادر من األخبار ككاف يطلع في الوعد(ّ)‬
‫مدينة (ثبلء) للقراءة على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي كيبقى ىنالك ثبلثة أياـ ثم‬
‫يرجع (كوكباف) ثم إف عقلو بعد ذلك اختلط كبدؿ صحيح لفظو بالغلط‪ ،‬فصار في أىل العصر‬
‫نادرة ككاف يسمى جنيتو زامرة كلكن ليس في جنانو ما يؤذم بل صار يغير مفهوـ الكبلـ يهذم‬
‫فيتكلم بالهندية كالفارسية على زعمو‪ ،‬كيأتي للشئ الواحد بمائة اسم على كزف كاحد ال يخرج‬
‫عن حده كرسمو‪ ،‬ككاف إذا سئل عن شئ أجاب كخلط الخطأ بالصواب كغاية األمر أنو كاف من‬
‫ظرفاء المجانين‪ ،‬كأنفس البساتين كما كاف في حاؿ عقلو كإباف فضلو؛ كلو مضحكات تركل‬
‫كأعاجيب تعشق كتهول‪ ،‬يتداكلها الناس ككاف رقيق الحاشية فلو مع ريم اللواء لواء حب أكقعو‬
‫في الغاشية‪ ،‬كلو شعر ملحوف كمن شعره قولو من قصيدة طويلة مستهلها‪:‬‬
‫عن كثيب البانة الخضر‬
‫حدثا مضنى أسير جول ‪ ...‬كالرشا الفتاف بالحور‬
‫يهول األحباب من مضر‬
‫[( َٗ‪ )/‬أحمد بن محمد بن حسن البهكلي] (ْ) *‬
‫(‪ُِِٕ-...‬ىػ‪ُُْٖ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٖٔ-ُٖٓ/‬الحدائق المطلعة (خ)‪ .‬تأريخ مدينة ثبلء (ِ‪/‬خ)‪ ،‬دمية‬
‫القصر لقاطن‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ [.......‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ّ) أم في كل اسبوع‪.‬‬
‫(ْ) الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬عقود الدرر (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ )ِّْ/‬ىجر األكوع‬
‫(ّ‪.)ُُِّ/‬‬

‫(ُ‪)ُِٖ/‬‬

‫القاضي أحمد بن محمد بن حسن البهكلي ؛ىو بن أخي القاضي عبد الرحمن بن حسن األتي‬
‫ذكره في حرؼ العين [ُٖٗ‪-‬أ] ذكره صاحب (الحدائق) ككصفو بالذكاء كالفطنة‪ ،‬ككاف في‬
‫(بندر اللحية) في سنة ُُٖٗىػ‪ .‬كلم يقدر اإلجتماع بو عند عزمو للحج‪ ،‬كانو كاتبو بقصيدة‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫ماس كالغصن بالقواـ الرشيق‬
‫حزت في كصفو كقد صار عني‬
‫حيل بيني كبينو كفؤادم‬
‫رمت منو تقبيل خد كثغر‬
‫ختمو المسك ال يضاىى بشبو‬
‫إف تجد بالذم أركـ سريعان‬
‫أك ترل غير مسعف فخبلصي‬
‫كىياـ في كصف فذ ىماـ ‪ ...‬رشا ذك سنا كخصر دقيق‬
‫في مكاف من الصدكد سحيق‬
‫في زفير مما أرل أك شهيق‬
‫كالتثامان بسلسبيل رحيق‬
‫كشفاه محمرة كالعقيق‬
‫يطف ما بالحشا لي من حريق‬
‫بمديح للسامعين رقيق‬
‫طود حلم كبحر علم عميق‬
‫كىي طويلة (ُ)‪.‬‬
‫[( ُٗ‪ )/‬إسحاؽ بن أحمد بن الحسن] (ِ)‬
‫(‪ُُُِ-...‬ىػ‪...َُُٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو محمد ضياء الدين إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور كبقية نسبو‬
‫تقدـ‪.‬‬
‫ىو العبلمة الجليل الرئيس الكريم أكمل أىل عصره مجدان كأعظمهم فخران كأحسنهم أدبان؛ كلو‬
‫مشاركة في علم الفلك قوية؛ ككاف بذم الكف كامل الرئاسة كافر الفضل‪ ،‬ككاف كالده يميل إليو‬
‫بالطبع كيحبو كثيران‪ ،‬كاشتغل بالعلوـ حتى حققها كنظر في األدب فمهر فيو كتولى (ذم أشرؽ)‬
‫(ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ٖٓأ‪-‬ب]‪-َُٗ[ ،‬أ]‪.‬‬
‫(ِ) الطوؽ الصادح(خ)‪ ،‬نسمة السحر (ُ‪.)ّّٖ-ُّّ/‬‬
‫…الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ّٓ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُّْ/‬ىجر األكوع‬
‫(ّ‪.)ُٕٓ/‬‬
‫(ّ) ذم أشرؽ‪ :‬قرية كبيرة أعبل كادم نخبلف من مديرية السياني كأعماؿ محافظة إب‪،‬كىي‬
‫على مقربة من مدينة جبلة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)َٕ/‬‬

‫(ُ‪)ِِٖ/‬‬

‫في اليمن األسفل بعد كفاة كالده كلم يزؿ مدة خبلفة المؤيد بن المتوكل ككاف لو بو غراـ طويل‬
‫كمآثر حميدة‪ ،‬كلما قاـ باألمر أخوه صاحب المواىب اتفق لصاحب الترجمة ما إتفق لغيره من‬
‫آؿ اإلماـ ككاف من جملة األمراء الذين تقدموا لحربو إلى المنصورة كجرت بينهما حركب‬
‫كخطوب كآؿ أمره إلى أف حبسو أخوه‪ ،‬كلبث في الحبس أعوامان كلما طاؿ حبسو كتب إلى‬
‫أخيو يستعطفو‪ ،‬ككاف قد سمع حمامة تغرد فشجاه ذلك الصوت فقاؿ كضمن فيها البيت‬
‫الرابع‪:‬‬
‫كحمامة صدحت على فنن اللول‬
‫فغدا يسيل دمي من األحداؽ‬
‫تش يد تشدك كقد خلصت من القفص الذم‬
‫قد قيدت فيو عن اإلطبلؽ‬
‫ناديتها لما سمعت ىديلها‬
‫يا ذات طوؽ نحن في األطواؽ‬
‫بي مثلما بك يا حمامة فاسألي‬
‫يحل كثاقي‬ ‫من َّ‬
‫فك أسرؾ أف َّ‬
‫فاستجاب اهلل سؤالو كأفرج عنو في سنة عشر كمائة كألف‪.‬‬
‫كحكى لي غير كاحد من حفدتو أف كالده المهدم كتب يومان قطعة صغيرة بيتان كىو‪:‬‬
‫كالقائم الملك الخوات من شهدت ‪ ...‬لو المبلئك بالعالي بالعالي من الدرج‬
‫ثم طواىا كختمها كأعطاىا بعض جواريو‪ ،‬كقاؿ ىذه تكوف عندؾ كديعة للولد إسحاؽ فإنو‬
‫سيحتاجها بعد موتي فأخذتها الجارية ثم نسجت عليها عناكب النسياف فلم تذكرىا إال قريب‬
‫إخراجو من السجن فأنفذتها إليو فلما قرأىا أرسل بها إلى أخيو كذكر لو القصة فأفرج عنو ككاله‬
‫ببلد (خمر) (ُ) كما إليها؛ ثم أسكنو ببلد (أصاب) كجعل نظرىا إليو فاستقر بها كاكتسب بها‬
‫مدة أمواالن جمة ثم طلبو أخوه للخركج على (يافع) (ِ) فوصل إلى اليمن كبقى في (جبلة)‪،‬‬
‫يسيران‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) خمر‪ :‬مدينة مشهورة من ببلد حاشد في شماؿ مدينة عمراف بمسافة (َْكم)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)َٖٓ/‬‬
‫(ِ) يافع‪ :‬بفتح فكر الفاء قبيلو مشهورة تقع منا زلها فيما بين الضالع كلحج في المنطقة‬
‫المعركفة قديما باسم سرك حمير‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)ُْٖٗ/‬‬

‫(ُ‪)ِّٖ/‬‬

‫كتعلق بو مرض فلما كصل إلى قعطبة (ُ) توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع األخر سنة إحدل‬
‫كعشرين كمائة كألف‪ ،‬كقبر ىنالك كعليو ضريح كىو مشهور مزكر كقد ترجم لو صاحب‬
‫"النسمة" [ُُٗ‪-‬أ] كصاحب "طوؽ الصادح" كغيرىما‪ :‬ذكر في النسمة أنو قاؿ القاضي‬
‫العبلمة أحمد بن ناصر بن محمد[بن عبد الحق] أنشدني الفقيو األديب بدر الدين محمد بن‬
‫المقرم الشافعي يوـ الخميس (ِٓ)من المحرـ سنة [ستة] "عشرة" (ِ) كمائة كألف ‪ /‬كقد‬
‫جزنا بحائط الليم في كادم لحج (ّ) كفيها دكحات تترنم فيها الببلبل فتثير الببلبل للمولى‬
‫إسحاؽ بن المهدم كذكر أنو قاؿ لها ارتجاالن كىما‪)ْ( :‬‬
‫سقى اهلل ىذا الركض قد حجاز كلما‬
‫نخيل كأنهار كزىر كبلبل ‪ ...‬يركؽ كيحلو للنفوس كيطرب (ٓ)‬
‫كلوا كأشربوا كاستنشقوا الزىر فاطربوا كأطربوا‬
‫قاؿ صاحب النسمة‪ :‬كقد أجاد كأحسن؛ كأخذ بأىداب ثوب األدب القشيب فل ٌفو كنشره‬
‫كرتب فضلو كدؿ عليو كبرىن(ٔ)‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫قلت كرأيت ىذا المقطوع في ديواف كلده محمد كلكن الفرع من تلك الشجرة فهو كمآلو ألبيو‪.‬‬
‫كرأيت بخط شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ كجيو الدين عبد القادر بن أحمد رحمو اهلل ما لفظو‪:‬‬
‫سمعت أف القاضي أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي صاحب (طيب السمر) أكرد في (اللف‬
‫كالنشر) ىذين البيتين ثم اعترض بأف تكرير الزىر في البيت األكؿ [ٖٓب‪-‬ب] كالثاني‬
‫معيب‪ ،‬كلو قاؿ‪:‬كاستنشقوا الطيب لكاف أعطر رائحة كقد كىم القاضي في الثبلثة المواضع‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) قعطبة‪ :‬مدينة بالجنوب الشرقي من مدينة يريم بمسافة (ِٕكم)‪ .‬كىي حديتو العمارة‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)ُِٖٕ/‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬عشرين‪.‬‬
‫(ّ) لحج‪ :‬بفتح فسكوف‪ .‬صقع كاسع شماؿ مدينة عدف‪.‬‬
‫…لمزيد حوؿ الموضوع انظر‪ :‬معجم المقحفي (ِ‪.)ُّٔٗ-ّٔٔ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ُ‪.)ّّّ/‬‬
‫ذب‪.‬‬
‫(ٓ) في نسمة السحر‪ :‬كيع ي‬
‫(ٔ) نسمة السحر (ُ‪.)ّّّ/‬‬

‫(ُ‪)ِْٖ/‬‬

‫الوىم األكؿ‪ :‬في جعل ذلك من أمثلة اللف كالنشر كقد اتفق البيانيوف على انو ذكر داؿ على‬
‫متعدد ثم ذكر ما لكل كاحد من أجاد ذلك المتعدد كمن غير تعيين لواحد منها ثقة بأف السامع‬
‫يرد كل كاحد إلى ما ىو لو كإنما قالوا من غير تعيين لنخرج التقسيم كىذا البيت األخر إنما‬
‫يصح مثاالن للنشر لو حذؼ منو الزىر‪ ،‬أعني مفعوؿ استنشقوا كما حذفت مفاعيل كلوا كاشربوا‬
‫كاطربوا‪ ،‬كال يصح جعلو من التقسيم ألف التقسيم ذكر متعدد‪.‬ثم إضافة ما لكل كأحد إليو على‬
‫التعيين كال يكفي إضافة البعض على التعيين فهذا البيت نوع من البديع مبتكر مركب من اللف‬
‫كالنشر كالتقسيم‪ ،‬كإنما كقع كذلك لنكتة بيانية سنذكرىا بعد‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٓ/‬‬

‫الوىم الثاني‪ :‬في جعلو تكرار اللفظ معيبان مطلقان كنعم قد رأيت ذلك في مدة قديمة في عمدة‬
‫بن رشيق أك في "المثل السائر" البن األثير كأغلب ظني أنو في األكؿ كلكن صاحب العمدة‬
‫يذكر طرفان من النوع البياني كال يستوفي أقسامو‪ ،‬كإنما المعتمد في ذلك كبلـ أئمة اإلعجاز‬
‫كاستعماؿ البلغاء السابقين في حلبة الحقيقة كالمجاز فنقوؿ اتفق البيانيوف على اف التكرير لغير‬
‫نكتة تطويبلن ال إطنابان كعليو [ُِٗ‪-‬أ]يحمل كبلـ ابن رشيق؛ كاتفقوا على أف التكرير لنكتة من‬
‫قسم األطناب جاء في القرآف كالسنة ككبلـ البلغاء قاؿ اهلل [] تعالى { ىكبلَّ ىس ٍو ى‬
‫ؼ تىػ ٍعلى يمو ىف‪ ،‬ثي َّم‬
‫ؼ تىػ ٍعلى يمو ىف}[التكاثر‪ ]ْ-ّ:‬فنكتة التكرير تأكيد اإلنذار كفي "ثم" داللة على أف‬ ‫ىكبلَّ ىس ٍو ى‬
‫الر ىش ً‬ ‫ً ً ً ً ً‬ ‫اإلنذار الثاني أبلغ‪ .‬كقاؿ اهلل تعالى‪{] [ :‬قى ى ً‬
‫اؿ الَّذم ى‬
‫اد‪،‬‬ ‫آم ىن يىاقىػ ٍوـ اتَّب يعوني أ ٍىىد يك ٍم ىسب ى‬
‫يل َّ‬
‫ًً‬ ‫ً‬
‫ع}[غافر‪ ]ّٗ-ّٖ:‬فنكتة التكرير ىنا التنبيو على ما ينفي‬ ‫الدنٍػيىا ىمتىا ه‬ ‫يىاقىػ ٍوـ إًنَّ ىما ىىذه ال ى‬
‫ٍحيىاةي ُّ‬
‫التهمة كزياد إيقاظ عن سنو الغفلة ليكمل تلقي الكبلـ بالقبوؿ إذا الرجل ال يريد لقومو إال ما‬
‫يريد لنفسو‪ ،‬كقد تكوف النكتة زيادة إظهار اإلبتهاج كالتلذذ بذكر المحبوب نحو اللهم صلي‬
‫على محمد كعلى آؿ محمد؛ كمنو تكرير الزىر في البيت ألنو من الطيب الذم قاؿ رسوؿ اهلل‬
‫كالطيب)) (ُ) ككل ما أحبو النبي‬
‫ي‬ ‫إلي من يدنىيا يك يم النساءي‬
‫ب َّ‬‫]((حبّْ ى‬
‫صلىاهلل عليو كآلو كسلم‪ [ :‬ي‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ -‬محبوب إلىكل مؤمن بل قد جاء عن العشاؽ ما ىو أعجب من‬
‫ذلك قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫أحب لخالها السوداف حتى ‪ ...‬أحب لحبو سود الكبلب‬
‫__________‬
‫(ُ) الحديث أخرجو أحمد في مسنده كالنسائي في سسنو كالحاكم في المستدرؾ‪ ،‬كالبيهقي‬
‫في سننو‪ ،‬كالسيوطي في الجامع الصغير (ُ‪ ،)ٕٓٔ،ّٔٔٗ/‬كىو حديث حسن‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٔ/‬‬

‫كألف الطيب من لذة األركاح كىي لذة ملكية بخبلؼ األكل كالشرب فإف اإلنهماؾ فيو لذة‬
‫بهيمية كىذه نكتة حذؼ المتعلقين في{كلوا كاشربوا}[البقرة‪ ]َٔ:‬فإف قيل أف الطرب لذة‬
‫ركحية فما باؿ حذفو قلت‪ :‬ىو ىذا الطرب كإف لم يكن محرمان لكنو شارؾ الطرب المحرـ في‬
‫اإلسم؛ ككاف رضواف اهلل عليو بكرىو يكره كما قاؿ المولى محمد بن إسحاؽ من أبيات‪:‬‬
‫كصمت إذا كانت بو تتبلىا‪ ،‬كقد تكوف النكتة زيادة التوجع كالتحسر كقولو‪:‬‬
‫فيا قبر معن أنت أكؿ موضع‬
‫كيا قبر معن كيف كاريت جوده ‪ ...‬من األرض حطت للسماحة موضعا‬
‫كقد كاف منو البر كالبحر مترعا‬
‫كقد تكوف النكتة تذكير ما بعد بسبب زيادة طوؿ الكبلـ إما مع رابط كقولو تعالى‪{] [:‬الى‬
‫ازةو ًم ٍن‬
‫َّه ٍم بً ىم ىف ى‬
‫سبىػنػ ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ين يىػ ٍف ىر يحو ىف ب ىما أىتىوا ىكييحبُّو ىف أى ٍف يي ٍح ىم يدكا ب ىما لى ٍم يىػ ٍف ىعليوا فىبلى تى ٍح ى‬
‫َّ ً‬
‫سبى َّن الذ ى‬
‫تى ٍح ى‬
‫اب}[آؿ عمراف‪ ]ُٖٖ:‬فقولو{فبل تحسبنهم} تكرير لقولو {كال تحسبن} لبعده عن‬ ‫ال ىٍع ىذ ً‬
‫المفعوؿ الثاني كالرابط الفا أك مجردان عن الرابط كما في قولو تعالى‪{ :‬ثي َّم إً َّف ربَّ ى ً ً‬
‫ك للَّذ ى‬
‫ين‬ ‫ى‬
‫ك ًمن بػع ًدىا لىغى يف ً‬ ‫ً ً‬
‫يم}[النحل‪]َُُ:‬‬ ‫ور ىرح ه‬ ‫ه‬ ‫صبىػ يركا إً َّف ىربَّ ى ٍ ى ٍ ى‬ ‫اى يدكا ىك ى‬‫اج يركا م ٍن بىػ ٍعد ىما فيتًنيوا ثي َّم ىج ى‬
‫ىى ى‬
‫ككقولو‪:‬‬
‫لقد علم الحي اليمانوف أنني ‪ ...‬إذا قلت أما بعد أني خطيبها[ٗٓأ‪-‬ب]‬

‫(ُ‪)ِٖٕ/‬‬
‫الوىم الثالث قولو‪ :‬لو قاؿ استنشقوا الطيب إلى أخر كبلمو بيانو ال يخلوا إما أف يكوف من‬
‫استعماؿ الكل في الجزء أك العاـ في الخاص كذلك إنما يكوف لنكتة‪ ،‬كال نكتة ىنا فإف كاف‬
‫من استعماؿ الكل كىو الطيب في الجزء كىو الزىر بناءن على أف الطيب مركب من أجزاء‬
‫ىصابً ىع يه ٍم ًفي‬
‫أحدىا الزىر فالمجاز فيو ال يحسن‪ ،‬إال لنكتة كقولو تعالى‪{] [ :‬يى ٍج ىعليو ىف أ ى‬
‫آ ىذانً ًه ٍم}[البقرة‪ ]ُٗ:‬إشارة إلى مبالغتهم في سد اآلذاف باألصابع حتى كأنهم أدخلوا بقية‬
‫األصابع مع األنامل؛ كأما ىنا فبل توجد نكتة قط غير نكتة المجاز كإف كاف من استعماؿ العاـ‬
‫َّاس}[آؿ‬ ‫َّ ً‬
‫اؿ لى يه ٍم الن ي‬ ‫ين قى ى‬‫في الخاص فذلك أيضان إنما يحسن لنكتة كقولو تعالى[ ]{الذ ى‬
‫عمراف‪ ]ُّٕ:‬يريد نعيم بن مسعود جعلو الناس لشدة ما أرجف كنصب من القرائن على صدؽ‬
‫خبره حتى صار خبره كالخبر المتواتر عن الناس‪ ،‬كال توجد مثل ىذه النكتة في البيت‪ .‬انتهى‬
‫[ُّٗ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[( ِٗ‪ )/‬إسحاؽ بن محمد بن قاسم العبدم] (ُ) *‬
‫(ََُٓ‪ُُُٓ-‬ىػ‪َُُٕ-ُّٔٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫القاضي ضياء الدين إسحاؽ بن محمد [بن قاسم]العبدم‪.‬‬
‫نشأ بصعدة كطلب العلم أياـ صغره فأحرز فنونو‪ ،‬ككتب بخطو الحسن‪ ،‬كحصل الفوائد‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِّْ-ُّٖ/‬البدر الطالع (ُ‪ )ُّّ/‬معجم المؤلفين (ِ‪)ِّٖ/‬‬
‫مصادر الحبشي (ْٖٔ‪ ،)ُّّ،‬مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ،‬المواىب السنية استطرادان في‬
‫ترجمة الحسين بن عبد القادر ‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)ُٖٗ-ٕٗ/‬‬
‫…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٗ‪ ،)َِِ-‬ترجمة (َُِ) الجواىر المضيئة للقاسمي‬
‫(بتحقيقنا) مقدمة المحقق لكتابو (إبطاؿ العناد)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٖ/‬‬

‫كصنف التصانيف المفيدة خصوصان في علم العقيدة كأكبرىا كتاب‪ :‬اإلحتراس "من" نار (ُ)‬
‫النبراس في مجلدين ضخمين‪ ،‬كلو رد على‪ :‬المرجومي كىو ضرير كاف بالمخا أياـ كالية‬
‫الحريبي؛ كألف في تحليل السماع رسالة‪ ،‬فرد عليو العبدم بكتاب بناه على التشجيع‪ ،‬ككاف‬
‫يختم كل فصل منو بأبيات من شعره‪ ،‬فدبر عليو المرجومي بواسطة الحريبي بأف جعل فتول‬
‫أرسلها إلى صاحب المواىب كحاصلها السؤاؿ عن رأم اإلماـ في نكاح الربيبة كزعم أف‬
‫العبدم أباح ذلك كأفتى بو كىو كذب عليو فانشأ اإلماـ رسالة أباف فيها داللة التحريم‪ ،‬ككاف‬
‫ذلك أحد أسباب الغضب عليو كما قيل‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كشعره جيد ككثير ما يحرص على النكات البديعة فيو كيجيد في سبك األلفاظ‪.‬‬
‫أنشدنا المولى العبلمة عبد القادر بن أحمد قاؿ أنشدنا المولى العبلمة محمد بن إسحاؽ بن‬
‫المهدم‪ ،‬قاؿ‪ :‬أنشدنا القاضي إسحاؽ العبدم لنفسو‪.‬‬
‫أمر بربعها فأطوؼ سبعان‬
‫فسموني بعبد الدار جهبلن ‪ ...‬كألثم ركنها من بعد لمس‬
‫كما علموا بأني عبد شمس‬
‫ككاف صاحب الترجمة في أكؿ أمره في شظف من العيش‪ ،‬كاتفقت لو محنة رحل منها إلى‬
‫(مكة) ثم رجع اليمن كقصد (الخضرا) فحظي عند صاحب المواىب أثَّم حظوة‪ .‬ككتب لو‬
‫كاستوزره ككاف في طبعو حده؛ ثم جرت بينهما منافرة رحل منها إلى (الهند) فحظي عند ملكها‬
‫كنالتو دنيا عريضة طويلة‪ ،‬ككافقو على خزائن جليلة في كتب العلوـ‪ ،‬فألف (اإلحتراس) ىنالك‪.‬‬
‫ثم رجع اليمن موفور الماؿ كالعرض‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫كتولى القضاء بػ(أبي عريش) من أعماؿ (تهامة) كتوفي ىنالك في سنة خمس عشرة كمائة‬
‫كألف‪ .‬فمن شعره قولو[ُْٗ‪-‬أ]‪:‬‬
‫قف بالرسوـ العافيات العادفات نادبان‬
‫كناد كصل الغانيات نادمان‬
‫فبل تبلـ إف كقفت شاكيان‬
‫معاىدان عهدتها مبلعبان‬
‫أذيل دمعي إف رأيت دارسان‬
‫ما زلت في شرع الغراـ قاضيان‬
‫كلم تكن عزمي عزائمي نوائيان‬
‫فما لمخضوب البناف معرضان‬
‫كيا أميران في الجماؿ ىل ترل‬
‫إياؾ أعني يا بثين إنما‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬عن‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٗ/‬‬

‫غزالة كم رمتها مغازالن‬


‫سألت على متونها غدائرم ‪ ...‬كأد من حق البكاء كاجبا‬
‫يا أبيان أف ال يكوف أبيا‬
‫أك أف كقفت الدمع فيها ساكبا‬
‫فقد غدت برغمنا متاعبا‬
‫كمن ذيوؿ جررت مساحبا‬
‫لكنو غدا علي قاضيا‬
‫ككم رفعت في النول نوائبا‬
‫عن كصل مسلوب الجناف جانبا‬
‫بأف يكوف للعميد صاحبا‬
‫قد صار رشدم من نواؾ عازبا[ٗٓب‪-‬ب]‬
‫مغازيان مداريان مداعبا‬
‫من أجل ذاؾ سميت ذكائبا‬
‫كلو‪:‬‬
‫قف برسم الصبوة المندرس ‪ ...‬باكيان فيو بأعلى نفس‬
‫ذاكران أياـ كصل عبرت ‪ ...‬كالمنى أك خلسة المختلس‬
‫بدموع للهول في سبق ‪ ...‬كظلوع للجول في قبس‬
‫شاكيان أياـ بين قد رمت ‪ ...‬مالها غير قساىا من قسي‬
‫فالثم الترب الذم كم جررت ‪ ...‬فيو أذياؿ مبلح اللعس‬
‫كخذ العرؼ الذم تعرفو ‪ ...‬لو يكن بين طباؽ األرمس‬
‫عرؼ من ألبسني حبي لها ‪ ...‬حلة الملبوس ثوب "الملبس"‬
‫أم داع لي لوال زينب ‪ ...‬في طلوؿ كرسوـ درس‬
‫إف في المعنى لمن يعرفو ‪ ...‬أم معنى ليس بالملتبس [ُٓٗ‪-‬أ]‬
‫"ال تلمني"في سؤالي طلبلن ‪" ...‬كخطابي" لؤلحم األملس‬
‫كل من ذاؽ غرامان كنول ‪ ...‬كاد أف يفهم صوت الجرس‬
‫كم غزاؿ في رباه غوزلت ‪ ...‬كمهاة رفلت في سندس‬
‫فدع الشاف عليو سائبلن ‪ ...‬سائبلن عن شأنو المنعكس‬
‫سدد الدىر عليو أسهمان ‪ ...‬مرسبلت فوقت عن عبسي‬
‫كغدا الخطب عليو خاطبان ‪ ...‬كاعظان يذكرنا ما قد نسي‬
‫عبران تورث من يعبره ‪ ...‬حيرة الضب كحذؽ الكيس‬
‫كم كصاؿ ظفرت كفي بو ‪ ...‬بعدما نامت عيوف الحرس‬
‫كحديث آنست نفسي لو ‪ ...‬فهو عندم مسند عن أنسي‬
‫كأنا اليوـ كئيب مفرد ‪ ...‬بين أطماع كبين مؤيس‬
‫فليت شعرم ىل ألياـ اللقا ‪ ...‬نفس يذىب حر األنفس‬
‫فأيك حالي أيها الطرؼ فما ‪ ...‬أحسن الطيب لمثل العرس‬
‫كاندب الربع بصوت متعب ‪ ...‬كبكاء من زماف متعس‬
‫كاف فيو للدرارم شبو ‪ ...‬كلها األطلس شبو األطلس‬
‫ما للحطى كلما جاذبتو ‪ ...‬في حضيض العيش كالمنتكس‬
‫يا حماـ األيك صف لي نائحان ‪ ...‬فتوسيني فراؽ المؤنسي‬
‫كم فيك كحالي شبهان ‪ ...‬كلنوحي ىائمان في الفلس‬

‫(ُ‪)َِٗ/‬‬

‫غير أف الدمع مني أبحركا ‪ ...‬فلك صبرم حولو في تبس‬


‫آه قد ذبت غرامان كنول ‪ ...‬سلف الصبر لو في فلس‬
‫على أف يرحمني ربي غدان ‪ ...‬بالصفا كالحجر كالملقس‬
‫يا حماـ األيك صف لي نائحان ‪ ...‬فتوسيني فراؽ المؤنس‬
‫كم فيك لحالي شبهان ‪ ...‬كلنوحي ىائمان في الغلس‬
‫أبحرك ‪ ...‬فلك صبرم حولو في تبس‬
‫ي‬ ‫غير أف الدمع مني‬
‫آه قد ذبت غرامان كنول ‪ ...‬سلف الصبر لو في فلس‬
‫عل أف يرحمني ربي غدان ‪ ...‬بالصفا كالحجر كالملتمس‬
‫كلو‪:‬‬
‫أال إنما العلم الذم قد أشدتو‬
‫كال تك ذا بخل بعلمك دائمان‬
‫فإف خلت ثبتان طالبان عقد مجلس ‪ ...‬كبيتك فأنظر يا فتى من يحلو‬
‫فذلك مما شرعنا ال تحلو‬
‫لحلك عقد أكنت ممن يحلو‬
‫كلو‪:‬‬
‫يا من رأل عوجان في شيخو فناء‬
‫عن التعلم كاستغني عن الطلب‬
‫الجهل أقبح منو لو علمت فكم‬
‫قد نيل من ذم اعوجاج غاية األرب‬
‫إف السهاـ كإف كانت مقومة‬
‫لوال مصاحبة األقواس لم تصب[ُٔٗ‪-‬أ]‬
‫كلو تخميس لقصيدة الشهركردم المشهورة كمطلعو قولو‪:‬‬
‫صاح طاؿ الطريق كانقطع الحي‬
‫فارض بالنشر إنها يا أخاطي‬
‫لمعت نارىم كقد عسعس الليل ‪ ...‬كمطايا العقوؿ تعثر بالفي‬
‫(‪)ُ( )،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،‬‬
‫كمل الحادم كحار الدليل[ُٕٗ‪-‬أ] (ِ)‬
‫[( ّٗ‪ )/‬إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل إسماعيل] (ّ) *‬
‫(ُُُُ‪ُُّٕ-‬ىػ‪ُٕٓٗ-ُٕٔٗ/‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) ترؾ بقية الصفحة (ُٕٗ‪-‬أ) بياضان‪.‬‬
‫(ّ) مطلع األقمار (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬نشر العرؼ َُ‪)ِّْ-ِّّ/‬ز‬
‫…البدر الطالع (ُ‪ ،)َِّ/‬فهرس دار الكتب المصرية (ّ‪ّٖ/‬رقم ُُِٖ)‪ ،‬بر ككلماف‬
‫(ّٔٓ‪ ،)َْٓ،‬مصادر الحبشي ص(ْْٖ‪ ،)ِٗ،َِّ،ِٔ،ّْٖ،‬الموسوعة اليمنية‬
‫(ُ‪ ،)َُُ/‬ديواف الشوكاني بتحقيق العمرم (ّٗ) مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو)‪ ، .‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(َِِ‪ )ِِّ-‬ترجمة (ُُِ)‪ ،‬الجواىر المضيئة (بتحقيقنا) التراث‬
‫العربي المخطوط في مكتبة المرعشي (َِ‪ ،)ٔٔ/‬مصادر التراث في المكتبات الخاصة في‬
‫اليمن (انظر فهارسو)‪….‬أعبلـ‬
‫…‬
‫(ُ‪)ُِٗ/‬‬

‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو محمد إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم كبقية‬
‫نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫ىو العبلمة الكريم زينة الدىر كفرد العصر‪ ،‬أكحد األعبلـ ذك الفهم الصادؽ كالقريحة الوقادة‬
‫كالذكاء المفرط كالهمة السامية كاإلطبلع العظيم كالباع الطويل في األدب؛ أحد فحوؿ الرجاؿ‬
‫كالمتقدـ في إجادة القريض كمن إليو في الشعر النهاية‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫مولده في سنة إحدل عشرة كمائة كألف‪ .‬نشأ في صنعاء كترقى في درج السيادة كالفخار كجاز‬
‫رىاف السبق في مضمار الكماؿ كحقق [َٔأ‪-‬ب] في النحو كالصرؼ كالبياف كاألصولين‬
‫كالمنطق كاشتغل بعلم الحديث كالفقو‪ ،‬كمارس في سائر الفنوف‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركآتو]‬
‫كقرأ على أعبلـ كمشايخ عصره‪ ،‬كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالمولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير في الكشاؼ‪ ،‬كالفركع‪ ،‬كالمولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم كانتفع بو كثيران‬
‫"كعلى" " المولى صبلح بن الحسين األخفش في (مجموع اإلماـ زيد بن علي) كغيره‪ ،‬كالمولى‬
‫البدر األمير في شرح الرضي‪ ،‬كألف عليو حاؿ الدرس حاشية لم تكمل‪ ،‬كفي شرح العمدة‪،‬‬
‫كألف البدر أيضان عليها حاشيتو العدة على العمدة في حاؿ الدرس ككملت في مجلدين‬
‫ضخمين‪ ،‬كقرأ عليو في (الصرؼ كالمعاني كالبياف كالمنطق كحصة في الكشاؼ كضؤ النهار)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِٗ/‬‬

‫كأعانو الذكاء المتوقد كإال فقراءتو ليست على قدر علمو‪ ،‬ككاف كثيران اإلقراء كالصبر على‬
‫الطلبة‪ ،‬كمكارـ األخبلؽ كالميل إلى أىل اهلل كالمحبة للفقراء كالقعود معهم‪ ،‬كأما كرمو كعدـ‬
‫التفاتو إلى الدنيا كزىده عن متاع الغركر فمما ال يجاريو في ذلك مجار كال يلحقو أحد في ذلك‬
‫المضمار‪ ،‬كاشتهار أخباره في الكرـ تعني عن التطويل كاإلكثار‪ ،‬فإنو ينفق ما كجد في بيتو من‬
‫أمواؿ كفراش كمتاع في يوـ كاحد‪ ،‬ككثيران ما تجيئ إليو الخلع‪ ،‬كاألمواؿ من الخلفاء فبل تمر‬
‫عليو إال كىي منطلقو كربما يخرج في اليوـ األكؿ بزم الملوؾ ثم يصرفو أخر يومو‪ ،‬كيخرج في‬
‫اليوـ الثاني بزم الفقراء كال يبالي على أم ىيئة كقع كال يفترؽ عنده مزية األمير على المأمور‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو المؤلفات الحسنو منها‪( :‬تفريج الكركب) مجلد ضخم في فضائل أمير المؤمنين عليو‬
‫السبلـ؛ كمنها الوجو الحسن كمنها‪( :‬ثغر الدىر الباسم) جمع فيو تراجم ألعياف عصره‪ ،‬كلعلو‬
‫لم "يكملو" ككاف تأليفو لو في (سنة ثبلثين كمائة كألف)‪ ،‬كلم يزد فيو ما حدث في أخر أمره‪،‬‬
‫كلو رسائل كمسائل أخرل‪ ،‬كاشتغل بعلم التصوؼ اشتغاالن كليان كماؿ إليها‪ ،‬كرحل إلى حضرة‬
‫المولى صفي اإلسبلـ أحمد بن المتوكل القاسم بن الحسين بمدينة (تعز) (ُ)‪ ،‬فبلزـ السيد‬
‫يحيى بن علي الشنطبي الشطبي مدة طويلة كلو في ذلك أخبار يطوؿ شرحها كطالع في علوـ‬
‫المعقوؿ كاستعمل عبارات الحكما في كبلمو كمحاكراتو فربما نفر عنو لذلك علما الظاىر‪ ،‬كمن‬
‫لم يمارس كتب التصوؼ كاهلل أعلم بالحقيقة‪ ،‬كمدح المولى أحمد بن المتوكل بغرر المدائح‬
‫فرأل لو حقو كأعطاه العطاء الواسع ككتب إليو في شهر رمضاف سنة (ُُِْىػ)‪ .‬يطلب إذنو‬
‫بطلوعو (صنعاء) قولو‪:‬‬
‫شهر السعادة قد كافى فحي على‬
‫بالفوز بالعمل المقبوؿ كاألمل‬
‫تبارؾ اهلل كم من نعمة كعلي‬
‫__________‬
‫(ُ) تعز‪ :‬مدينة كبيرة في السفح الشمالي لجبل صبر تبعد عن صنعاء بمسافة (ِْٓكم)‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬معجم المقحفي (ُ‪.)ِّّ-ُِّ/‬‬

‫(ُ‪)ِّٗ/‬‬

‫ما ليس بزكرتو عزان كعافية‬


‫من حل ناديك مقبوط بنعمتو‬
‫كقد سألتك عزمي ألغترابي عن‬
‫كىاؾ بحران ىو البحر الركم على‬
‫فعن عجائبو حدث كال حرج‬
‫‪ ...‬قدكمو فهو بالخيرات مضموف‬
‫المسؤؿ كالذكر كالقرآف مقركف‬
‫جرل بها لك فيو الكاؼ كالنوف‬
‫فإف طالعو بالسعد ميموف‬
‫ككل مرتحل عنو لمغبوف‬
‫أىلي فقلبي كقاؾ اهلل محزكف‬
‫الركم منو عيانان يسبح النوف‬
‫كإف شككت فهذا الدر مكنوف‬
‫كقاؿ أيضان يستنجز كعده بإذنو بطلوعو صنعاء‪:‬‬
‫يا عظيم الشأف في أىل العبل‬
‫ذكرؾ المشهور في اآلفاؽ قد‬
‫ليت شعرم أنت تدرم ما الذم‬
‫كالذم يبقيك لوال زاعج‬
‫لتوطنت كلم يجرم على‬
‫غير أف العقل كالشرع قضى‬
‫ألمور كجبت ليس لها‬
‫عجبان كعدؾ قد أبطى كمن‬
‫فأجبني بنعم ال زلت في ‪ ...‬أنت شمس في السموات العبل‬
‫سيركه في المعالي مثبل‬
‫لك عندم من كداد ككالء‬
‫منع األجفاف أف تتصبل‬
‫خاطرم ذكر سواكم في المبل‬
‫حكمة المحتوـ إف ارتحبل‬
‫أحدان أرجوه مني بدال‬
‫يتسقى الغيث يأتي عجبل‬
‫الفضل من رب السماء متصبل‬
‫قاؿ صاحب الترجمة كلم يجب بنعم [َٔب‪-‬ب] كلكنو أجاب بإسباؿ النعم‪.‬‬
‫ككاف لصاحب الترجمة ىو كإخوتو صافية عظيمة بقرية سرب‪- )ُ(-‬بسين كراء مهملتين فباء‬
‫موحدة‪ ،-‬كىي من أعماؿ (ذمار)؛ ككاف شديد الغراـ بسكونها‪ ،‬كالشوؽ إليها ثم باعوىا إلى‬
‫الشيخ علي بن أحمد راجح كزير المنصور ابن المتوكل بأمواؿ عظيمة‪ ،‬كانفق صاحب الترجمة‬
‫حصتو من القيمة على عادتو في الكرـ‪ .‬ثم حصلت منو المطالبة بإرجاعها كأف البيع لم يكن‬
‫على كجو الصحة كأف ما أنفقت يكوف من بيت الماؿ‪ ،‬كآؿ األمر إلى عزـ صاحب الترجمة‬
‫مغاضبان إلى (أبي عريش) فتوسط الشريف محمد بن أحمد في أف يرجع لو جانبان منها يستغلو‬
‫مدة حياتو كيرجع بعد موتو للمشترم فرجع صاحب الترجمة كاستقر بػ(سربو)‪ ،‬ثم جعلها الشيخ‬
‫علي بن راجح من جملة ثلثو الموقوؼ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫__________‬
‫(ُ) سربة‪ :‬قرية من قرل ببلد جهراف‪ .‬انظر‪ :‬معجم المقحفي ص(ُّٖ‪.)ُّٗ-‬‬

‫(ُ‪)ِْٗ/‬‬

‫ككاف لو حظ في الشهرة فاعتنى لشعره ككبلمو كما ذىب إليو من المسائل جم غفير من األعبلـ‬
‫كتناقلوا ذلك إلى اآلف [ُٖٗ‪-‬أ]‪.‬‬
‫كسكن بػ(ذمار) دىران كصحبو جماعة من أىلها فهذبهم كحسن لهم النظر في كتب الرقائق‪،‬‬
‫كمدح (ذمار) كأىلها بأبيات ذكرىا ستأتي في ترجمة شيخنا الوجيو رحمو اهلل‪ ،‬كبالجملة‬
‫فمحاسن صاحب الترجمة كثيرة؛ ككاف رحمو اهلل نقادان حاذقان لبيبان ألمعيان بعيد الهمة شريف‬
‫النفس‪ ،‬كلهذا لم يصف يضق لو زمانو عن اإلكدار كما يريده‪ ،‬كلم تساعده األقدار مرامو البعيد‬
‫فربما تحرـ من دىره كذمو في عدـ دخولو تحت طوع الطوع نهيو كأمره كستنظر مصداؽ ذلك‬
‫فيما تسمع من شعره‪.‬‬
‫((كسكن أيضان بكوكباف لدل المولى أحمد بن محمد بن الحسين حين دعا إلى نفسو كما‬
‫تقدمت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬كخرج مع من خرج من األعياف إلى (كوكباف) كأخذ عنو جماعة من‬
‫العلماء كربما يمر في ىذا شئ مما مدحهم (بو) )) (ُ) ‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كلم يزؿ على حالو الحميد حتى توفاه اهلل تعالى في شهر ذم الحجة الحراـ سنة ثبلث كسبعين‬
‫كمائة كألف بػ(بير العزب) كدفن في (خزيمة) ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪-‬؛ كلو ديواف شعر جمعو المولى‪:‬‬
‫محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي كبلغني أنو لم يستوؼ جميع أشعاره لعدـ الظفر بها‪،‬ككذلك‬
‫جمعو بعض أصحابو من الفقهاء في حياتو كىو موجود بأيدم الناس‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن شعره قولو‪:‬‬
‫لعمرؾ ما في الدىر يوـ مسالم‬
‫كالفي المبل شخص من العيب سالم‬
‫فأم خطوب الدىر أنكر مسها‬
‫كفي كل حين للخطوب تراجم‬
‫فما كانت الدنيا نعيمان كإنما‬
‫أىين بها لما عصى اهلل آدـ‬
‫أتطمع في خفض من العيش رائع‬
‫كرفع كلم تعمل عليك الجوازـ‬
‫فكم راـ ىذا من مليك متوج‬
‫مهيب تخافاه األسود الضراغم‬
‫أطاع لو شرؽ الببلد كغربها‬
‫كألقت إليو عربها كاألعاجم‬
‫توىم أف قد ناؿ منها مراده‬
‫فأيقضو صرؼ القضاء كىو نائم‬
‫فقد جرد الدىر الخؤف لحربنا‬
‫سيوؼ عنا تنبوا لديها الصوارـ‬
‫إذا ما انتضاىا لم يصب غير مقتل‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٗٓ/‬‬

‫كإف جرحت لم يشف منها المراىم‬


‫كلو‪:‬‬
‫نعم إف الزماف ىو الزماف‬
‫فإف حمدت خبلئقو كذمت‬
‫كقد شهد األكائل ما شهدنا‬
‫فبل أصغي لمن قد قاؿ يومان كلكني رأيت كما أراه‬
‫كلم"يظهر"على علمي كخبرم ‪ ...‬تعاطينا بكأسيو الدناف‬
‫فعن كأسيو ما أنشأ اللساف‬
‫كيغنينا عن الخبر العياف‬
‫لقد كاف الزماف لهم ككانوا‬
‫أبونا حين باف بو المكاف‬
‫بإف خبلئق الدىر افتناف‬
‫كلو يستدعي حمامة من صديق‪:‬‬
‫ابلغ إلى الورقاء تحية اكرؽ‬
‫كأشرح لمسمعها كماؿ صفاتو‬
‫الورد ينشره حواشي برده‬
‫فكأنو لهب من الكبريت في‬
‫كتشاىد النسرين في أعطافو‬
‫من أبيض يفق كأصفر فاقع‬
‫فكانو نور الصباح يضئ في‬
‫يركم األغاني بالسماع كيحفظ الػ‬
‫‪ ...‬عن صدؽ كد من فؤاد شيق‬
‫كجماؿ منظره كحسن المنطق‬
‫كالبلزكرد بجيده المتطوؽ‬
‫األنبيق فيو إنارة من زئبق‬
‫كالنار حشو رمادىا المتعلق‬
‫بادم الشعاع كاحمر في أزرؽ (ُ)‬
‫شفق يلوح خبلؿ غيم مطبق‬
‫قانوف في النغمات حفظ محقق‬
‫كلو أيضان على لساف صديق يستدعي حمامة من المولى يوسف بن الحسين بن المهدم ككاف إذ‬
‫ذاؾ بػ(كادم ظهر) في دار الحجر المعركؼ‪:‬‬
‫يا يوسف العصر العزيز كمن رقى‬
‫كافتك معلنة بشكول أعربت‬
‫يهول األليف مطارحان لسجوعو‬
‫لم يأت ينشد كىو مسلوب الحجى‬
‫أحمامة الوادم بشرقي الحمى‬
‫يا ليت شعرم ىل يكوف جوابو ‪ ...‬سبلسيل الفخار إلى المحل األمنع‬
‫عن صادح يشدك (بلحن) مبدع‬
‫فامنن بالف للعميد المولع‬
‫لفراؽ من يهول بقلب موجع‬
‫إف كنت مسعدة الكئيب فرجعي‬
‫ىبطت إليك من المحل األرفعي‬
‫كلو يمدح أحمد بن المتوكل رحمو اهلل تعالى‪ ،‬أياـ ً‬
‫بقاءه لديو في (تعز)‪:‬‬
‫يا سيد السادات من آؿ الحسن‬
‫ال زلت في منازؿ السيادة‬
‫قرينك السعد على طوؿ المدل‬
‫فدمت في قاعدة الملك تعز‬
‫أنت من الظاىر فيها اظهر‬
‫جدؾ عالي الشأف كالجد علي‬
‫فإف تيجاف بني رسولي‬
‫كأنما األلسن حين تثنى‬
‫شهديو كالشهد في مذاقها‬
‫معناه راح لقطة الكؤكس‬
‫فهي تعد الحرؼ من صفاتك‬
‫تفرغ في الكاسات ما تمليو‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ُٔأ‪-‬ب]‪-ُٗٗ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٗٔ/‬‬

‫فاعجب لها يسكرىا الكبلـ‬


‫كتحسب األسماع كاألفكار‬
‫سناه يغشي أعين الحساد‬
‫يعم أقطار الببلد كإف لمع‬
‫ال زلت مرجوان األمر األمة‬
‫تحمي الحمى كماحمى الفيل األسد ‪ ...‬كبدرىا المشرؽ في قطر اليمن‬
‫تطلع "في" مطالع السعادة‬
‫أغماد أسيافك ىامات العدا‬
‫كتزىو بعلياؾ الببلد كتعز‬
‫كأنت أنت األشرؼ المظفر‬
‫كالفخر أجلى فيك كالنصر جلي‬
‫نعاؿ أقداـ بني الرسوؿ‬
‫عليك تجني ثمرات عدف‬
‫كالمسك كالعنبر في انتشاقها ترتاح إف دار لها النفوس‬
‫من أعظم المنة من ىباتك‬
‫لنا فيو شينا الذم تنشيو‬
‫كأنما دار لها المداـ‬
‫إف الذم تسمعو األكتار‬
‫يغشوا إليو حاضر كبادم‬
‫تلحظو األبصار خوفان كطمع‬
‫ككشف كل كربة كغمو‬
‫كتصلح الفاسد بالرأم األسد‬
‫كلو أيضان في جواد أشقر أغر محجل‪:‬‬
‫كأشقر تحكيو البركؽ إذا اختفى‬
‫رال الشفق القاني كقد الح نوره‬
‫كلما جرل نهر السما بعد فجره‬
‫فصلت جياد خلفو قد تيممت ‪ ...‬بجنح سحاب من عجاج أثاره‬
‫فطار إلى أفق السماء فاستعاره‬
‫توضأ منو فاستتم شعاره ثراه كعادت لم تشق غباره‬
‫كلو‪:‬‬
‫فهمت بكلي سر معنى خطابو‬
‫كقد صرت من فكر كذكر كرقة‬
‫"كلو كنت حرفا كنت شاىدت صورتي‬
‫كلو كنت "معنى" كنت شيئان كإنما ‪ ...‬فأخر سني إعجازه عن جوابو‬
‫كرسم حركؼ خطها في كتابو‬
‫كلكنني معنى حركؼ خطابو" (ُ)‬
‫أغاليط عشق قد أتى بعجابو‬
‫كلو مهنيان للمنصور الحسين بن المتوكل رحمو اهلل بدار سعداف‪:‬‬
‫حقيقة عشق في الفؤاد مجازىا‬
‫لها فرض عين في الخدكد جوازىا‬
‫كما كنت ادرم أف للغيد دكلة‬
‫تذؿ لها ابطالها كعزازىا‬
‫فكم أبرزت يوـ اللقا نصالها‬
‫فصدع أكباد الكماة برازىا‬
‫فيا ليلة في األنس قصر طولها‬
‫انتهاب الهول ألبابنا كابتزازىا[ُٔب‪-‬ب]‬
‫فطار غراب الليل فيها مركعان‬
‫ككافى على قرف الغزالة بازىا‬
‫كقد لبس الجو الرقيق مطارفان‬
‫من السحب تلميع البركؽ طرازىا‬
‫إذا أرتعد البرؽ لخطوؼ حسبتو‬
‫قناة ثناىا لينها كانغمازىا‬
‫كأف بو كف الخليفة قد ىمت‬
‫كركع قلب الفيلقين جرازىا‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٕٗ/‬‬

‫ألنت أبو المجد التليد أك ابنو‬


‫كعلياؾ باد في المعالي امتيازىا‬
‫إليك العلى قد القت المجد كلو‬
‫فما فرصة إال إليك انتهازىا‬
‫ىي الخطة العظمى إليك اعتزاؤىا‬
‫ىي الملة الكبرل لديك اعتزازىا‬
‫منها‪)ُ( :‬‬
‫كلو راـ طي األرض لباه مسرعان‬
‫كلو طالب الدنيا بما في ضميرىا ‪ ...‬لطاعتو شاماتها كحجازىا‬
‫لفاء إليو كنزىا كركازىا‬
‫كمنها‪)ِ( :‬‬
‫فدامت لك النعماء كالملك كالثنا‬
‫بمعمورة بمعمودة راؽ العيوف العيوؿ طرازىا‬
‫زىت بك زىو الخرد الغيد في الحلى‬
‫كزاف جمالها العين بالكحل الزىا‬
‫كمنها‪)ّ( :‬‬
‫كماعز عني في القوافي ارتجالها ‪ ...‬كال عزني تطويلها كارتجازىا‬
‫كلو إلى صديق يستدعي مدادان‪:‬‬
‫أيها الحبر جد بشيء من الحبر‬
‫ىذه نوف نحوكم قد تلت ساؿ‬
‫كلقد شاب رأسها فلهذا ‪ ...‬يسير فكم بذلك من مد‬
‫كقالت أين الكريم المسود‬
‫عاملتها األقبلـ بالهجر كالصد‬
‫كلو‪:‬‬
‫ال يعظم التأليف ممن نقل‬
‫أما الذم قد قيل من قبلو ‪ ...‬إال إذا جاء بما لم يقل‬
‫فإنما ينسخ ما قد حصل[َُِ‪-‬أ]‬
‫كلو يمدح اإلماـ المهدم بن المنصور‪:‬‬
‫ببل سبب قد كاف لي منك كصل‬
‫فعودكا بو كالفضل يتبعو الفضل‬
‫فجودكا بوصل يحسب الوصل قبلو‬
‫قطيعو صد مر منها الذم يحلو‬
‫كأني لم أدر الهول قبلو كلم‬
‫يكن لي فرض في ىواكم كال نفل‬
‫لعل تباشير اللقا يمحي بها‬
‫ظبلـ التجافي أك ينير بها السبل‬
‫كإني إذا رمت الوصاؿ لممت ور‬
‫ىناؾ أباف البين أـ خيل الوصل‬
‫كفي يقظة لو زارني من أحبو‬
‫لقلت خياؿ قد حباني بو الخل‬
‫إذا أشرؽ النادم بنور جمالو‬
‫لفت فألقيت النول كىي لي ظل‬
‫كلو أنني قابلت غرة كجهو‬
‫جهاران كقد أبقى لي الحسن كالعقل‬
‫لقلت محاؿ قد تمحلو الهول‬
‫كإف داـ صوب الغيث داـ بو المحل‬
‫سماء من المجد استقل ارتفاعها‬
‫ببل عمد إلى المثقف كالنصل‬
‫بدكر بها شمس كبدر كأنجم‬
‫تنير كسقف ظلو األمن كالعدؿ‬
‫لها غرؼ من فوقها غرؼ فما‬
‫تهدم إلى أعلى العبل لي بها عقل‬
‫تجمع للمهدم من سرذاتهاشارداىا‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ّ) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِٖٗ/‬‬

‫كمفترقات قط ما اجتمعت شمل‬


‫ىو الباس كالمجد المؤثل كالندل‬
‫كحسن الثنا كالجود كالحلم كالفضل‬
‫كما لمديح عن مقامك معدؿ‬
‫كال لفصيح جار عن سمتو عدؿ‬
‫كال لبليغ يرخص الدر عنده‬
‫يبالغ في اعراقو البرع أك يغلو‬
‫كيعرب عن فكرم كقد رمت مدحو‬
‫مبالغ إغراؽ إليها انتهى الحبل‬
‫فلوال ترقى ىمة الشعر لم يكن‬
‫إلى رتبة من مدحو ىمة يعلو‬
‫غلو كطبع النار يسمو إلى العلى‬
‫فما ىو في أكج السماء لهب تعلو‬
‫فلوال الندل ما زاؿ في صعداتو‬
‫إلى أف يواريو عن األعين النبل‬
‫كلكنو يثنيو عن شأك مجده‬
‫ليسقى الثرل من جوده الطل كالوبل‬
‫تسائلو البيض الصفاح عن الطبل‬
‫فيسكنها عزـ امرؤ قولو الفعل‬
‫بحزـ كعزـ ذا يطير شراره‬
‫كذاؾ لو في كل منعقد حل [ِٔأ‪-‬ب]‬
‫إذا شئت أف تتلو أحاديث ذكم العلى‬
‫قديمان كتستقصي محاسن من تبلو‬
‫فمثل "لعين" الفكر منك صفاتو‬
‫تجد بعض ما فيو الذم حازه الكل‬
‫كجور ألم تطمث فبل األنس أنست‬
‫بهاىا كال الجن اجتنت زىرىا قبل‬
‫مصونة حسن للورل قد تبرجت‬
‫كما زادىا إال صيانتها البذؿ‬
‫كشمس الضحى ما شاف منها إنفرادىا‬
‫لحسن المحي أف يشاىدىا الكل‬
‫مداـ على ذكؿ الزماف مدامو‬
‫لشاربها من كل فاكهة نقل‬
‫إذا ما حساىا الفكر طاؿ ارتياحو‬
‫كطاب لو من راحها العل كالنهل‬
‫كلو يمدح اإلماـ المهدم أيضان‪:‬‬
‫لمعاف في المجد ال لمعاني‬
‫فإذا مد كفو من قعود‬
‫ىابط في خبلفة كل عاؿ‬
‫نشأت ىذه الخبلفة كالمهدم‬
‫كركل عاليان حديث المعالي‬
‫عن سراة تركم العوالي ثقات‬
‫رفع الجور عن رعاياه إال‬
‫إف دعتو للفحة من ىجير الجو‬
‫أمنت ىذه الخبلفة في أك‬
‫فحقيق على العباد لو الشكر‬
‫إف سهوا عن شكره من عباد‬
‫كجدير أف يذكركه صباحان‬
‫ما لمن راـ أف يداني مقاما‬
‫كالمجلي السباؽ كم غلق الرىن‬
‫ما الذم يصنع الحسود كقد خلد‬
‫كالذم قدـ السعاية في البغا‬
‫يا بني القاسم الذم رد في جسم‬
‫كالذم صدقت سريرة سر اهلل‬
‫علم ال تناؿ ذركتو الطير‬
‫كبو يعجز األخير من العصر‬
‫قد بنى كعبة من المجد إذ‬
‫كتبله بنوه فيما بنوه‬
‫كإذا أكضح الفعاؿ بيانان‬

‫(ُ‪)ِٗٗ/‬‬

‫كإذا الحت النجوـ فما‬


‫فتلت مدحهم بما حكموىا‬
‫كأطاؿ الثناء عليهم من‬
‫كالكتاب المبين كالسنة البيضاء‬
‫كابنو القاسم الذم قسم الملك‬
‫كاف يهواه المجد تربان كخدنا‬
‫ال أطيل الثناء عليو بما‬
‫كلنا في ابنو صاحب التمكين‬
‫فهو الفرد نافذ العزـ ال‬
‫شاد من مجده كإيواف كسرل‬
‫ذكره في فواتح الحرب يذكي‬
‫كإذا أجرمت صوارمو صلت‬
‫رب عصب في رقو الخاشع األكاه‬
‫عابد يعشق السجود على‬
‫فيسلم حظ المعادين كاألعمار‬
‫منتهى ما أنالو الحظ قومان‬
‫مثل دكر األفبلؾ يستقل‬
‫لك مني عقد الضمير على الود‬
‫كعبيد يمشي على الرأس في‬
‫فلم تشرؽ الديار بو نوران‬
‫أرج في األرجا فاح فما ‪ ...‬يتهيأ ما لم تنلو األماني‬
‫قبضت أنجم السماء ببناف‬
‫صاعد في كفاقو كل داف‬
‫في مهده رضيع لباف‬
‫عن أبيو كجده يركياف‬
‫عدلتهم عوادؿ المراف‬
‫لمريب قد لج في الطغياف‬
‫عادت من ظلو في أماف‬
‫كارىان من طوارؽ الحدثاف‬
‫كفى لنعمو الرحمن‬
‫اهلل كفر لمنة المناف‬
‫كمساء في كرد كل أكاف‬
‫لك في المجد كالفخار يداف‬
‫لمن راـ سبقو في الرىاف‬
‫منو الفؤاد في النيراف‬
‫كساع ليست لو قدماف‬
‫موات ركحان من اإليماف‬
‫فيو شواىد اإلعبلف‬
‫كبحر مغاصو غير داف‬
‫على سالف من األزماف‬
‫يرفع منو قواعد البنياف‬
‫فأناقوا سوامع األركاف‬
‫غني القوؿ ثم عن تبياف‬
‫تبعت كصفان لمن لو عيناف‬
‫مقتضاىا صوادع القرآف‬
‫السنة قوؿ يصغي لو السمعاف‬
‫شهود لهم إلى الدياف‬
‫لو كىو في يد السجاف‬
‫كالمعالي قليلة اإلخواف [َِّ‪-‬أ]‬
‫يقصر في سمع من رأل بعياف‬
‫مرعى األماف كالسعداف‬
‫يثنيو عن غاية المجد ثاني‬
‫كبنى أسو على كيواف (ُ)‬
‫الحد من كل صارـ كسناف‬
‫بمحرابها بغير أذاف‬
‫سقما في كحده الرىباف‬
‫الهاـ فينحي عبادة األكثاف‬
‫كأسلم من حادثات الزماف‬
‫مبتدا ما مشت بك القدماف‬
‫كاألخر منها أكائل الدكراف‬
‫كإطبلؽ خاطر كلساف‬
‫الخدمة زنجي اللوف كىو يماني‬
‫كإف كاف أسود الطيلساف‬
‫باح بو قبل ذلك األرجاني[َِْ‪-‬أ]‬
‫__________‬
‫(ُ) كبواف‪ :‬ىو المريخ‪.‬‬
‫(ُ‪)ََّ/‬‬

‫كمن شعره قصيدتو البلمية التي رد بها على قصيدة المولى البدر األمير التي قالها حين اطلع‬
‫على كتاب (اإلنساف الكامل) لعبد الكريم الكيبلني ككاف البدر شديد اإلنكار على الكيبلني‬
‫كابن عربي كأضرابهما كالميل عن كتبهم كالتحذير عن االغترار بها كصنف في ذلك كتابو‬
‫الموسوـ [ِٔأ‪-‬ب] (نصرة المعبود في الرد على أىل كحدة الوجود) كأكؿ قصيدة البدر‬
‫األمير قولو‪)ُ(:‬‬
‫ىذا كتاب كلو جهل ‪ ...‬كخبلؼ ما جاءت بو الرسل‬
‫كقصيدة صاحب الترجمة ىي قولو‪:‬‬
‫عذؿ الخلي لذم الهول عدؿ‬
‫لم يؤؿ إال النصح بمحضو‬
‫عطف عليك لو بحملتو‬
‫لو راح يومان كداع أنفسنا‬
‫طلت دماء القوـ ليس لهم‬
‫يا عمرك لم نبل الغراـ فيستولي‬
‫يا للفتى نجل الصبابة قد‬
‫بيناه يشكو جرحو دنفا‬
‫يا عاذلي خذ من سهامك ما‬
‫تهول النباؿ إلى مفاضتها‬
‫يا عمرك عمرم لست من نفرم‬
‫سلّْم على دارم التي فنيت‬
‫كعلى المقيم بربعها أسفا‬
‫ما استيقظوا اللقاء الجيب كال‬
‫أبدان لهم في كل ما يحلوا‬
‫بت أتبعو‬
‫كحليف شوؽ ّْ‬
‫فلقد لعمر أبيك َّ‬
‫شف بو‬
‫ال سقم يعنيو كال رمق‬
‫يمشي على أثارة عصب‬
‫يوحي العيوف إلى قلوبهم‬
‫ال لفظ يعرب في المقاـ كال‬
‫دقت مسالكهم فمد رحبهم‬
‫موضوع أمرىم السبلمة عن‬
‫باهلل قل لي ما سجنك حموؿ‬
‫أعبلمهم في الكوف قد نشرت‬
‫لو أف نسمة طيب نشرىم ‪ ...‬حق عليو لو بو الفضل‬
‫صدؽ الوالء لو كلم يآؿ‬
‫قد ساغ فيو الوصل كالفصل‬
‫معنى لزاح بعلمو الجهل‬
‫في الحب ال قود كال عقل‬
‫بحملو عقلك التبل‬
‫صرعتو تلك األعين النجل‬
‫كشقتو من عذالو النبل‬
‫ردتو سابغة لها فضل‬
‫فهول الفراش كحتفها قبل‬
‫من ىاىنا تتفرؽ السبل‬
‫فغدت كما لفنائها ظل‬
‫حيراف ال حل كال رحل‬
‫قاموا فيبعث طيفو الخل‬
‫منحل‬
‫ُّ‬ ‫عقدان بطوؿ العهد‬
‫تطرل كلي عن شغلو شغل‬
‫حكم الغراـ فرسمو محل‬
‫يبقى كال جزء كال كل‬
‫بين الغراـ كبينهم َّ‬
‫اؿ‬
‫سر انطبق بحملو النقل‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف البدر األمير ص(ّْٖ)‪.‬‬
‫… كالكتاب المذكور أحرقو البدر األمير كصنع لو طعامان على ناره ككاف فيو الشفا لباطنو من‬
‫اإلسهاؿ‪.‬‬
‫(ُ‪)َُّ/‬‬

‫حرؼ كال اسم كال فعل‬


‫ال تستطيع سلوكو النمل[َِٓ‪-‬أ]‬
‫كصم فإني بحملو الحمل‬
‫القوـ مذ رحلوا كمذ حلوا‬
‫أعبلمهم لعلومهم تتلوا‬
‫ىبَّت عليك لمازىا العقل‬
‫كمما اشتهر لو في األقطار كسار مير شمس النهار لغزه الذم حارت"بو" حلو األفكار كعجز‬
‫عنو أعبلـ عصره النظار أرسل بو من (تعز) إلى (صنعاء) كمستهلو‪:‬‬
‫ىدية كافت إلى صنعاء اليمن‬
‫كتصطفي من بينهم فبلنان ‪ ...‬تخص أرباب العلوـ كالفطن‬
‫الزاؿ في عين العلي إنسانا‬
‫كىو قريب ستين بيتان كأرسلو أيضان إلى (زبيد) كجعل أكلو‪:‬‬
‫ىدية كافت إلى زبيد ‪ ...‬تخب في مهامو كبيد‬
‫كأجاب عنو الفقيو الجهمي من اىل أصاب‪ ،‬بجواب حسن كلكنو لم يصب‪ ،‬كأجاب عنو أيضان‬
‫السيد بدر الدين محمد بن ىاشم بن (يحيى) الشامي اآلتي ذكره كلم أقف على جوابو‪،‬‬
‫كسمعت أنو أخذ عنو كثيران من ألفاظ أرجوزة صاحبة الترجمة كاستعمل ما يناسب ذلك اللغز من‬
‫المعاني كاختبلؼ األكصاؼ‪ ،‬كالتعبير بطرؽ مختلفة كما فعلو صاحب الترجمة كأنو لما كصل‬
‫ىذا الجواب إلى صاحب الترجمة ظن أف المجيب قد كقف على حقيقتو‪ ،‬كظهر لو ما ألغزه‪،‬‬
‫فأجاب عليو بأبيات كسلم لو فيها حلو للغز فقاؿ من أبيات‪:‬‬
‫إال فتى أكحى إليو كحيان ‪ ...‬محمد بن ىاشم بن يحيى‬
‫كأنهما لما اجتمعا قاؿ لو صاحب الترجمة قد سلمت لك حلو كلكنك ألغزت في جوابك كلم‬
‫تبين المراد بو‪ ،‬فأخبرني ما ىو؟‪ ،‬كما أردت بو في جوابك فقاؿ ىو في الماء‪ .‬فقاؿ لو صاحب‬
‫الترجمة كاهلل ما ىو فيو ككيف يكوف ذلك كقد قلنا‪:‬‬
‫كىاىنا يحسبو الظمآف‬
‫ألنو كالنار قد توافقا ‪ ...‬ماء فبل يسعده البياف‬
‫كقلبو لقلبها قد كافقا‬
‫كسمعت أيضان أف المتفق منو ىذا مع صاحب الترجمة [َِٔ‪-‬أ]ىو الفقيو ضياء الدين سعيد‬
‫بن علي القركاني‪ ،‬كأنو قاؿ لو‪ :‬إف أصبت في الجواب فذاؾ كإال أفضلتم بحلو فخدعو صاحب‬
‫الترجمة بالتسليم حتى بين ما ألغزه في الجواب‪ ،‬ثم أنكر أف مراده ذلك‪.‬‬

‫(ُ‪)َِّ/‬‬

‫كممن أجاب المولى عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر‪-‬رحمهم اهلل‪-‬‬
‫كمشاه أيضان في الماء‪.‬‬
‫كأجاب عليو المولى صاحب الترجمة بجواب بليغ ال بأس بإيراده كىو‪:‬‬
‫حي ىبل بضيف طرؽ أبياتي‬
‫طركؽ الطيف ما أكرمو من نازؿ‬
‫لطيف الشمائل كما ألطفو[ّٔأ‪-‬ب]‬
‫من زائر كريم العناصر‬
‫حل معناه في بيوتي فأضحت‬
‫عاطبلت من حليها كحبلىا‬
‫كأنما الظل فيها قد نسخ بالفي‬
‫كضاع عرؼ سرل من نشرىا بالطي‬
‫كبدلت بعد شئ كاف فيها شئ‬
‫فقل خلقنا من الماء كل شئ حي‬
‫فإذا الحلة قد حلها غير بانيها‬
‫كالحلة قد اكتساىا غير كاشيها‬
‫كأنها ربوع طم عليو البحر فمبلء منها السهل كالفجاج‪ ،‬أك شمع طلع عليها الفجر فبطل حظ‬
‫السراج‪ .‬فأصبحت خاكية على العركش لم يبقى فيها مما تهش إليو النفوس إال النقوش‪ .‬كأنو‬
‫نفخ في أجسادىا أركاح معانيو كىبت أركاح ذكائو فهاج الماء حين ادعى أنها من مغانيو‪،‬‬
‫كالغرض من ىذا الكتاب قد قطعتو عوارض األسباب‪،‬كأخره إلى ىذه الغاية التحير في أم‬
‫مسلك من الخطاب كطالب المفاكهة كجالب الفاكهة كالقرطاس يريك كجو أخيك كإف بعد‬
‫المزار فيبتهج السمع كالبصر ببلوغ األكطار‪ ،‬كأنما نفح فيها ركح معناه فقامت بو سوية‪ ،‬كلعل‬
‫ذلك كاف بمشاركة عيويو‪ ،‬قد صار كالمرآة ككالماء يحكي كل صورة‪ :‬فبأم شئ تلتقيو النفس‬
‫يحكيها ضركرة‪:‬‬
‫إذا رؽ منو أديمو ‪ ...‬كصفى فلم يحجب ضميره‬
‫غيره‪:‬‬
‫الماء عذب سائغ شراب‬
‫عذب كمنو يخرج البللئ‬
‫سيف يفل غرب كل عضب‬
‫كالنهر عين مائو تفور‬
‫تحملو جارية إذا طغى‬
‫ذاؾ سداد جائع كضامي‬
‫((ذاؾ محيط فهو للماء صورة‬
‫كبلىما من السماء ينزؿ‬
‫ككم أجاب غيركم من الفرؽ‬
‫أبلغو عني القوؿ يا نسيم‬
‫أعني مقر المجد كالمعالي ‪ ...‬كذاؾ أف حقيقتو سراب‬
‫نور كمنو تظلم الليالي‬
‫عقد يحل عصب كل غرب‬
‫فيها كمن تنوره يفور‬
‫ماء كتبغي كصلو إذا بغى‬
‫كالماء يطفي علل األكامي‬
‫كالماء في إنائو ماء سوره)) (ُ) )‬
‫فهامل ىذا كذاؾ مهمل‬
‫فبل بما ىو ىو كال بالماء صدؽ‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)َّّ/‬‬

‫إف كنت في ركض العبل تسيم‬


‫كذركة العز الرفيع العالي‬
‫كبالجملة فبعض تلكم التخريجات دخلت البيوت لظهورىا‪.‬‬
‫كحق أف يقاؿ في البعض كال تأتو البيوت من ظهورىا‪ ،‬كما أعجب الطباؽ بين تلك المعاني‬
‫كتقريب البعيد من تلك المباني‪ ،‬غير أف المشهود من الوجو الجميل غير خاؿ من كلف‬
‫التكلف في القليل‪ ،‬فكأنو سهل تعسر الولوج في تلك المضائق‪ ،‬ما تيسر في غيره من المعنى‬
‫المطابق‪.‬‬
‫فقلت لقد أعطى ىذا الشريف مفتاح البياف في التعريف‪ ،‬فكأنما صيغة تلك األلفاظ صارت‬
‫لذلك المعنى مستحقة‪ ،‬فكانت لو كطبقو‪ ،‬على زعم قائلها‪ ،‬كإباف بعض معاقلها فتراه يعجب‬
‫لبيوتو العامرة بسكانها‪ ،‬كقد أكحش معهد جيرانها‪ ،‬فترل البيت قد سكنو غير عامر‪ ،‬كالركض‬
‫قد راد بو غير ناظر‪ ،‬ىذا ككلما أنحل عقد الوسط من خيط ملتقى الطرفين فما أنحل منو أنعقد‬
‫لضركرة العقدين‪ .‬فإف تكن بعض تلك العبارات قد أصابت المجز فلقد تباعد غيرىا عن ذلك‬
‫المراـ كعز‪ ،‬كلئن أمكن في سهوؿ المجاز‪ ،‬فلقد يعجز في كعورة الجواز على اف اللغز ال يجوز‬
‫أف تكوف أبوابو مغلقة‪ ،‬بحيث تصير مقصورات معانيو كالمعلقة‪ ،‬بل يجب أف ال يخلو عن مفك‬
‫لحل المبهم‪ ،‬كمحك لسير الدرىم‪ ،‬فإف قلت سبحاف اهلل كىل مثل ىذا اإلنغبلؽ كاإلبهاـ‬
‫الذم بلغ الغاية من المراجعة بالكبلـ‪ ،‬كإنا هلل ىل يضل الخريت إال في تلك المسالك‪ ،‬كىل‬
‫ينسب اإلبهاـ كلو إالإلى ذلك‪ ،‬كال حوؿ كال قوة‪ ،‬ىل بقي لجنس اإلنساف خط في حلو‬
‫بالقوة‪.‬‬

‫(ُ‪)َّْ/‬‬

‫قلت ليس القصد ىو اإليقاع في النية‪ ،‬فلو باب في الولوج لمن يأتيها ليس يأتيهليس دكنو إال‬
‫إشارات دقائق لطفية‪ ،‬كمجازات مشهورات أك ىي حقائق عرفية كىو منغلق جدان لمن حاكؿ‬
‫فتحو بغير مفتاحو‪ ،‬مظلم األرجاء لمن مشى بغير مصباحو‪ ،‬كليس القصد [ّٔب‪-‬ب]في‬
‫ابتدائو ما بلغ إليو في انتهائو‪ .‬كلكنو لما كضع ىب أف بعض ما ينزؿ من مسارحو يجرم فيو‬
‫الماء‪ ،‬فكيف بو في شواىقها الذاىبة في السماء‪ ،‬فلقد اسعد البياف لوال القاطع‪ ،‬كقاـ البرىاف‬
‫لوال المانع‪ ،‬فبعض تلك المعاني‪ ،‬قد حل تلك المعاني[َِٖ‪-‬أ]‪ ،‬كبعضها يظهر لو من الفلق‪،‬‬
‫ما ىو أبين من عمود الفلق‪ ،‬لكن األرض إذا زلزلت زلزالها‪،‬كأخرجت أثقالها‪ ،‬تحدث أخبارىا‪،‬‬
‫كتكشف أستارىا‪.‬‬
‫كإف الكاتب بعد أف أذاقو اهلل حبلكة نعمو الوافية كأياديو الكافية‪ ،‬كألبسو ثياب بره الصافية‪ .‬لم‬
‫يكن لو بعد اإلستقرار على تخت النعم‪ ،‬كالشكر على ما اجزؿ اهلل من القسم‪ ،‬من اإلستركاح‬
‫إلى شئ أركاح من تذكر سابق بركم إليو‪ .‬كرائع فضلكم كإحسانكم عليو‪.‬‬
‫ما أنس اآلنس نعماىم عليا كقد‬
‫كأنني فيهم أحرزت ما تركت ‪ ...‬فارقت أىلي كجيراني كأصحابي‬
‫أسبلفهم حق ميراث بأسباب‬
‫كإف موجب التحير إلى ىذه الغاية ىو اضطراب الخاطر عند كركد ذلك الكتاب بأم كجو يتلقى‬
‫من الجواب‪ :‬بشرح يسير معو في كل مجاؿ‪ ،‬فيجاريو في الممكن كيفارقو في المحاؿ‪ ،‬أـ‬
‫بأبيات تكوف تكملة لؤلصل يكوف فيها الفصل‪ ،‬مع التعجب لتلك التوجيهات التي احتملها‬
‫احتماالن ال ظاىران‪ ،‬كالتخريجات من اللغة التي استحق بها المعنى مظهر بدره سافران‪ ،‬كحينان‬
‫يخطر في الباؿ اإلسعاد إلى ذلك المراـ كاحتمالو كإف لم يخطر من قائلو على بالو‪ ،‬كىذا فيو‬
‫ما فيو فإنو يباين الصدؽ كينافيو‪ ،‬كقد ذكرت ىنا‪:‬‬
‫تمانعت إذ غدت في الذىن تزدحم‬
‫كإنو لم يزؿ على الخاطر توجيو الخطاب‬
‫إليكم بأبيات كالحلية على الحركؼ‬
‫فأشيد من مباني الثنا عرفا‬

‫(ُ‪)َّٓ/‬‬

‫فصل‪ :‬ىو في الحقيقة كصل مفصل من الخطاب ىو زبدة الفصل بما قضاه الرب للعبد يجرم‬
‫ببل عمد كعن عمد ليس لو "من" حكمو معدؿ كلما يقضيو من رد‪:‬‬
‫أحمده في كل حاؿ على‬
‫عهد لو اختير لو مشبو‬
‫لو كاف من قصدم نسيانو ‪ ...‬دكاـ ذكرل ذلك العهد‬
‫ما كاف إال جنة الخلد‬
‫أنسيت من تذكاره قصدم‬
‫غيره‪:‬‬
‫برزكا للوفود سيما الخدكد الصيد‬
‫فرعوا كل ربوة في المعالي‬
‫لمساميح ما تزيدىم األيا‬
‫فهم ما ىم بدكر تسرم‬
‫ال يباريهم المكمل في الرأم ‪ ...‬مثل البدكر خلقا كسيما‬
‫فرغوا في القرار منها النعيما‬
‫ـ إال فضائبلن كحلوما‬
‫حائران الركب أك تسرم الهموما‬
‫صوابان كنجدة كحلوما‬
‫غيره‪:‬‬
‫ال تقل أينما سمعناه في الكتب‬
‫لو تأتي يقينها لرأينا‬
‫كجعلناه شاىدان للذم قيػ‬
‫ال تقل ىكذا فقد أفصح الدىػ‬
‫إف في العصر من لو يشفع ‪ ...‬كما قيل من صفات الكراـ‬
‫كاحدان في صحائف األياـ‬
‫ػل كلكن ىيهات ذا من مراـ‬
‫ػر بحسن المبدأ أك حسن الختاـ‬
‫الدىر بتصريف حادث األياـ‬
‫انتهى كبلمو‪ ،‬كعلى الجملة فإنو لم يحل لغزه أحد‪ ،‬ككنت أياـ قرأتي في (شرح المواقف‬
‫العضدية) على شيخ اإلسبلـ البرىاف‪ ،‬كثيران ما يخطر ببالي أنو يتمشى في النفس الناطقة على‬
‫طريقة الحكماء المشائين كاإلشراقيين كمن تبعهم من (حكماء الصوفية) كالشيخ بن عربي‪،‬‬
‫كالشهر كردم كغيرىما؛ كقد كاف لصاحب الترجمة اليد الطولى في علم الحكمة اإللهية‬
‫كمعرفة علوـ أرباب الطريقة‪ ،‬كىو القائل‪:‬‬
‫تأمل بعينيك ما خط في‬
‫فأنت الكتاب المبين الذم ‪ ...‬سطورؾ من كل معنى خفي‬
‫طويت على سور المصحف‬

‫(ُ‪)َّٔ/‬‬

‫كتطبيق لغزه على النفس الناطقة يحتاج إلى مزيد تطويل يخرجنا عن المقصود‪ ،‬كمن لو ملكة‬
‫راسخة في ىذا العلم عرؼ الطريقة‪ ،‬كسلك في مجاز قولو إلى قنطرة الحقيقة‪،‬ككنت أىم برسالة‬
‫أبين فيها كجو المراد ألنو ليس ىناؾ إال كشف معاني مجازات ككفايات استعملها كما نبو عليو‬
‫في الجواب حتى كقفت على شرح لطيف [ْٔأ‪-‬ب]بهذا اللغز علقو صاحبنا القاضي العبلمة‬
‫الحسين بن أحمد السياغي األتي ذكره إف شاء اهلل‪ ،‬فرأيتو قد مشاه في الركح كاعتمد في النقل‬
‫على الغزالي كلكنو كثيران ما يشير إلى تقرير ما ىو غير معوؿ عليو عند أئمة ىذا العلم لعدـ‬
‫االعتماد على قوؿ المحققين فيو كالشيخ الرئيس (ُ) أك صاحب (حكمة األشراؽ)‪ ،‬أك صدر‬
‫الدين الشيرازم‪ ،‬كالنظر فيما ذىب إليو حكماء (الصوفية) كلكنو عجيب في بابو‪-َُِ[.‬أ]‬
‫[( ْٗ‪ )/‬إسماعيل بن صبلح األمير الكحبلني كخالو ككالده ] (ِ)‬
‫(َُٕٔ‪ُُْٔ-‬ىػ‪ُّْٕ-ُُْٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫العبلمة ضياء الدين أبو محمد إسماعيل بن صبلح بن محمد بن علي بن حفظ الدين بن شرؼ‬
‫الدين؛ كبقية نسبو ستأتي في ترجمة كالده البدر المنير إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫ىو األجل الزاىد‪ ،‬الفاضل الناسك العابد‪ ،‬العبلمة األديب البليغ‪ ،‬المعركؼ باألمير كىو كالد‬
‫البدر األمير األتي ذكره إف شاء اهلل‪.‬‬
‫ذكره صاحب (طيب السمر)‪ ،‬كالمولى إسحاؽ كغيرىما كأثنوا عليو كىو من بيت رياسة قديمة‪.‬‬
‫[(ٓٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬الحسن بن شرؼ الدين الكحبلني]*‬
‫(ْٖٗ‪َُِٖ-‬ىػ‪ُُٕٔ-ُّٕٓ/‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم ابن سينا‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر للحيمي(خ)‪ ،‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪)ِّٔ/‬ف األعبلـ‬
‫َُ‪ ،)ُّٔ/‬ملحق البدر الطالع ص(َٔ)‪ ،‬معجم المؤلفين الزيدية (ِ‪ ،)ُِّ/‬مصادر‬
‫الحبشي (َّْْ) الركض االغن (ُ‪ ،)َُٕ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ِّْ) ترجمة (ِِٗ) األدب اليمني (َّٗ) دكب الذىب (خ)‪ ،‬الجامع‬
‫الوجيز (خ)‪.‬‬

‫(ُ‪)َّٕ/‬‬

‫فإف عم جده‪ :‬الحسن بن شرؼ الدين (ُ) ىو العبلمة اإلماـ الجليل الرئيس المجاىد ناصر‬
‫اإلماـ القاسم‪ ،‬كاستفتح ببلدان كثيرة كثيؤل كعفار كىو عمدة الثبلثة الذين قاموا بدعوة اإلماـ‬
‫القاسم كىم الحسن المذكور‪ ،‬كالسيد عامر بن علي‪ ،‬كالسيد أمير الدين بن عبد اهلل رحمهم‬
‫اهلل؛ كقد ترجم للحسن المذكور القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ في المطالع كالسيد‬
‫عامر في (البغية) كغيرىما‪.‬‬
‫[(ٔٗ‪ )/‬صبلح بن محمد األمير الكحبلني]*‬
‫(‪َُُِ-...‬ىػ‪ُٖٔٗ-.../‬ـ)‬
‫ككاف كالد صاحب الترجمة السيد صبلح (ِ)‪ ،‬عالمان‪ ،‬فاضبلن‪ ،‬سلك سبيل سلفو في المعارؼ‬
‫كمحاسن األخبلؽ‪ ،‬فاشتغل باألدب حتى مهر فيو‪ ،‬أثنى عليو صاحب الطيب كأكرد لو قولو‪:‬‬
‫اؾ ببلبليو‬
‫تغنت على غصن األر ى‬
‫كناحت فباحت للمعنى ببلبلو‬
‫لقد أفهمتو من معاني نواحها‬
‫شكا من أليف طاؿ عنها تغافلو‬
‫ككل أليف نازح عن أليفو‬
‫فبل شك في أف التباعد قاتلو‬
‫كإف اجتماعان يعتريو تفرؽ‬
‫يمر كإف أسقتك شهدان أكائلو‬
‫لحي اهلل دىران دأبو الجور دائمان‬
‫لقد حاؿ ما بين األليفين حائلو‬
‫كفى منو جوران إنو صار قاطعان‬
‫لوصل الذم أحببت إني أكاصلو‬
‫جماؿ الهدل بحر الندل مردم العدل‬
‫جزيل الجدل من ال يخيب أملو‬
‫كريم فكم أعطى األماني تكرمان‬
‫لقد أخجلت أيدم الغماـ أناملو‬
‫لو خلق ضاىى النسيم لطافة‬
‫ككف يحاكي السحب إف جاد كابلو‬
‫فصيح فما جاراه في النظم جركؿ‬
‫كال قيس ليلى كالكميت يماثلو‬
‫أتاني نظاـ منك يا نجم قاسم‬
‫ىواللؤلؤ المكنوف كالبحر باذلو‬
‫يفوؽ كيزرم بالجواىر لفظو‬
‫كما فاؽ أرباب المفاخر قائلو‬
‫رفعت بو فوؽ الشوامخ رتبتي‬
‫كنلت بو ما كنت أرجو كآملو‬
‫تضمن عتبان ال تقل أقلو الركا‬
‫سي فما قلبي ركيدؾ عاملو‬
‫كما لي ذنب قد جرل غير مدمع‬
‫من البين سالت في خدكدم سوائلو‬
‫كما كاف بعدم عنك صدان كجفوة‬
‫ككيف يجافي القلب من ىو داخلو‬
‫كلكن لم تنفك عنكم تصدني‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع البدكر (خ)‪ ،‬بغية المريد (خ) لعامر‪.‬‬
‫(ِ) انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ّٖ/‬طيب السمر (خ) ‪.‬‬

‫(ُ‪)َّٖ/‬‬

‫صركؼ زماني دائمان كشواغلو‬


‫فرفقان جماؿ الدين ال تك جائران‬
‫ككن عادالن فالعدؿ يحمد فاعلو‬
‫كعذران فقد أىديت دران كجوىران‬
‫إلي كىذا الجزع مني مقابلو‬
‫بعث بو لما طلبت إجابتي‬
‫كلي حسن ظن فيك أنك قائلو‬
‫كدـ كابق في عز كمجد كرفعة‬
‫كفي خفض عيش صافيات مناىلو‬
‫كصلي على المختار كاآلؿ كلما‬
‫تغنت على غصن األراؾ ببلبلو‬
‫[عودة لترجمة إسماعيل بن صبلح]‬
‫ككانت كالدة ضياء الدين (ُ) المترجم لو سنة إحدل أك اثنين أك ثبلث كسبعين كألف بكحبلف‬
‫كنشا بها كحقق الفقو كالفرائض‪ ،‬كدرس كنقل‪ ،‬كاشتهر بالعلم كالفضل كالزىد كالورع كالتقول‬
‫كحسن الخلق كلطف الطبع كالتقشف الباىر‪ ،‬كالكرـ‪ ،‬كلين الجانب‪ ،‬كمجانبة الدكؿ‪،‬‬
‫كالمحافظة على طلب الحبلؿ كمحبة الصالحين كالتواضع كىضم النفس كإثيار الخموؿ‪ ،‬كعدـ‬
‫التكلم فيما ال يعنيو‪.‬‬
‫[رحبلتو]‬
‫رحل إلى صنعاء بأىلو في سنة (ُُٖٓىػ ) كصار بها أحد األعياف‪ ،‬كزينة الزماف‪ ،‬كأراد المتوكل‬
‫القاسم بن الحسين اإلتفاؽ كمعرفتو فلم يسعد ككذلك كلده المنصور؛ ككاف في الذكاء آية‬
‫باىرنة حتى أف المولى زيد بن محمد بن الحسن كاف يجمع ما يؤلفو أياـ األسبوع لعرضو على‬
‫صاحب الترجمة يوـ الخميس كيقوؿ ما أظن ذىن السيد الشريف يفصل (ذىن السيد إسماعيل‬
‫األمير)‪ .‬ككاف نافذ الفكر كثير اإلرتياح لؤلدب سلو المجوف حسن المحاضرة‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركآتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) أم إسماعيل بن صبلح األمير ‪.‬‬

‫(ُ‪)َّٗ/‬‬

‫أخذ في العلم على المولى زيد بن محمد مرافقو لولده‪ ،‬كاخذ أيضان على كلده البدر األمير في‬
‫الصرؼ كالبياف كفي (شرح العمدة)‪ ،‬كفي (الكشاؼ) كحواشيو لسعد الدين كلسراج الدين‬
‫كللقطب مع اإلمبلء في (تفسير أبي السعود)‪ ،‬كترافق فيها على كلده ىو كجدم السيد العبلمة‬
‫المجتهد عماد الدين‪ :‬يحيى بن محمد الحوثي اآلتي ذكره إف شاء اهلل‪ .‬ككصفو كلده البدر بأنو‬
‫ما رأل مثل ذكاء كالده‪ ،‬كأنو في اكثر األبحاث التي يعقب بها أبو السعود على جار اهلل‪ ،‬كفي‬
‫النكات التي يستخرجها من غصوف اآليات الشريفة يتبادر إلى ذىن كالده فينظر كلده في‬
‫التفسير المذكور فيجدىا بعينها ال يفوت إال العبارة؛ ككذلك ما في الحواشي‪ ،‬كلو أنظار جيدة‬
‫كمباحث شريفة‪ ،‬كقرأ على كلده في علم الحديث فنظر كحقق كرجح كعمل بالسنة‪ ،‬ككاظب‬
‫على (الهدم النبوم) حتى لقي اهلل تعالى‪ ،‬كقد أشار المترجم لو إلى قراءتو على كلده البدر في‬
‫جواب لو على البدر إلى (كحبلف) (ُ) في سنة (ُُّْىػ) [ُِّ‪-‬أ]كىي قولو‪:‬‬
‫ما في الهول لي مشرب‬
‫ليس الهول فني كال‬
‫فلست أرتاح إلى‬
‫كبل كال شوقني‬
‫كال يهز صبوتي‬
‫كليس لي مع الظبا‬
‫كال بأياـ الصبا‬
‫ككيف يصبو للهول‬
‫لكن بذكر ماجد‬
‫كالمكرمات كلها‬
‫بدر الهدل كالدين تا‬
‫كإف ذكرت العلم فهػ‬
‫جبل على أقرانو‬
‫أعجزىم أف يلحقوا‬
‫من ذا يركـ يرـ شأكه‬
‫ما زاؿ في كسب العلوـ‬
‫حتى ارتقى مرتبة‬
‫و‬
‫بفطنة تبدك فما‬
‫سنانو في النحو كم‬
‫كفي اللغات إف ركل‬
‫بل العلوـ كلها‬
‫الحظو حظ بها‬
‫حتى لقد تشوقت‬
‫أنظاره بديهةن‬
‫يمشي مع الحق فبل‬
‫ما زاؿ يهديني إلى‬
‫حتى كأني كل هد‬
‫فاعجب لها قضية‬
‫كإف أرتنا عجبان‬
‫فالفرع قد يزكو على‬
‫ىذم الثمار كلها‬
‫كاهلل يعطي من يشاء‬
‫كما كذبت في الذم‬
‫فهذه صفاتو‬
‫قد أعجزت كاصفها‬
‫كإف جرت أقبلمو‬
‫قريحة بأمرىا‬
‫كقد أتى منو الذم‬
‫نظم ىو الدر أك الػ‬
‫يطلب في دعوة‬
‫فإنني أحوج من‬
‫__________‬
‫(ُ) كحبلف‪ :‬ىو كحبلف عفار كىي مدينة جبلية في الشرؽ الشمالي من حجة بمسافة‬
‫(ُٕكم) معجم المقحفي (ِ‪.)ُِّٗ/‬‬

‫(ُ‪)َُّ/‬‬

‫يارب عفوان إنني‬


‫كاغفر لنا فإنما‬
‫كاختم بمن بذكرىم‬
‫محمد كآلو ‪ ...‬كماؤه ال أشرب‬
‫مذىب‬
‫ي‬ ‫مذىبو لي‬
‫كاطرب‬
‫ي‬ ‫ذكر الحمى‬
‫برؽ بو يلتهب‬
‫نسيمو المطيب‬
‫في اإلبرقين ملعب‬
‫كذكرىا أشبب‬
‫كاللهو كهل أشيب‬
‫إليو ينهي األدب‬
‫إلى عبله تنسب‬
‫ج العترة المذىب‬
‫ػو الفارس المجرب‬
‫إذ سابقوه ككبوا‬
‫بمجده فأضربوا‬
‫ىل ىو إالٌ أشعب‬
‫دأب‬
‫من صباه يى ي‬
‫تنحط عنها الرتب‬
‫عنها الصواب يحجب‬
‫يركغ عنو ثعلب (ُ)‬
‫يكتب عنو قطرب (ِ)‬
‫عن ذىنو ال تعرب‬
‫كىمة كطلب‬
‫إلى لقاه الكتب‬
‫للمبهمات تثقب‬
‫يقتاده التعصب‬
‫كيندب‬
‫ي‬ ‫نهج الهدل‬
‫مؤدب كىو األب‬
‫لمثلها يستغرب‬
‫فإنني ال أعجب‬
‫أصولو كينجب‬
‫أصولهن الخشب‬
‫كيهب [ٓٔأ‪-‬ب]‬
‫من فضلو ي‬
‫قلت كأين الكذب‬
‫كالشمس ال تحتجب‬
‫فأكجزكا كأطنبوا‬
‫بالشعر فهو النجب‬
‫بالنظم فهي تكتب‬
‫شببومشبب‬
‫بمثلو يي ى‬
‫ػسحر الحبلؿ الطيب‬
‫كمنو مثلي يطلب‬
‫لدعوة يستجلب‬
‫أنا المسيء المذنب‬
‫منك إليك المهرب‬
‫كل كبلـ يعذب‬
‫فهو الختاـ الطيب‬
‫كمما يحسن أف نذكره قصيدة البدر األمير (ّ) الشتمالها على بعض صفات المترجم لو‬
‫[ُِْ‪-‬أ](كىي قولو)‪)ْ(:‬‬
‫عساه يرضي المغضب‬
‫أـ ليس لي من توبة‬
‫يا عجبان ككلما‬
‫من حيرة في حبهم‬
‫ما رمت منهم مطلبان‬
‫كم يبعدكف كلما‬
‫ككلما طلبتهم‬
‫ناشدتهم في مهجتي‬
‫فأرسلوا من الجفو‬
‫لوال نحولي في الهول‬
‫لكنو لم يبق في‬
‫يا برؽ زر سوح الحما‬
‫كأنت يا ريح الصبا‬
‫كابتسمت زىورىا‬
‫فىقبًلي منها الثرل‬
‫كاىدم إلي نشرىا‬
‫عسى عسى بركحو‬
‫فيا لو من منزؿ‬
‫لبست أثواب الصبا‬
‫ككنت في أيامو‬
‫كاآلف كاد طيفو‬
‫لم يبق إال طمع‬
‫في أف أرل تلك الربى‬
‫من فوقها حمائم‬
‫تكاد تهتز لها‬
‫كالنهر في تصفيقو‬
‫كيح العذكؿ قاؿ لي‬
‫فقلت من يعرفو‬
‫فقاؿ مهبل كم فتى‬
‫فقلت ما كل فتى‬
‫قاؿ ألم يجمعهم‬
‫فقلت بلى لكنو‬
‫فحاتم كمارد‬
‫كذا سحاب كاكف‬
‫كليس مثل باقل‬
‫عي أبكم‬
‫فذاؾ ٌ‬
‫كذا بليغ نحوه‬
‫__________‬
‫ثعلب اللغوم المشهور‪.‬‬
‫(ُ) أم أحمد بن يحيى ي‬
‫(ِ) أم اللغوم قطرب الشهير‪.‬‬
‫(ّ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(َٕ‪.)ِٕ-‬‬
‫(ْ) ما بين ( )‪ :‬ساقط في (أ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُُّ/‬‬

‫ما كل سحب ماطر‬


‫ما كل بدر دحيو‬
‫ما كل ماء كالعذيب‬
‫ما كل أرض طيبة‬
‫ما كل شخص كالظباء‬
‫قطب كلي زاىد‬
‫يستنزؿ ال ىقط يٍر بو‬
‫كإف دعا للمبتلى‬
‫كفي العلوـ شأكه‬
‫بفطنة كقادة‬
‫مع كقار كامل‬
‫كشعره في رقة‬
‫كالزىد في ىذم الدنا‬
‫لقد تساكل عنده‬
‫مؤثران خمولو‬
‫آثر خدمة فطنو الذم‬
‫على ملوؾ مالهم‬
‫فبل تراه سائبلن‬
‫كال تراه شاكيان‬
‫لذاؾ كجهت إلى‬
‫من ىكلًم لف ٌقتو‬
‫أطلب منو دعوة‬
‫كأرتجي ممن إلى‬
‫يلحقنا بو كمن‬
‫قد قالها الحقنا بهم‬
‫ثم سبلـ نشره‬
‫من طيبو أرجاؤكم‬
‫‪ ...‬أف استقاؿ المذنب‬
‫المؤنّْب‬
‫يقبلها ى‬
‫عشت يزيد العجب‬
‫قلب المعنى يلهبينهب‬
‫إال كعز المطلب‬
‫أريد منهم أقرب‬
‫في الشرؽ يوما غربوا‬
‫رفقان بها ال تذىب‬
‫ف أسهمان تنسكب‬
‫لكاف فيها العطب‬
‫ما يصيب الصيٌب‬
‫كأسقهوسقو يا سحب‬
‫إف صافحتك العذب‬
‫فيها كدار الشنب‬
‫فذاؾ حق يجب‬
‫فهو األريج األطيب‬
‫يذىب عني الوصب‬
‫لمثلو يشببيشيب‬
‫فيو كىن قشب‬
‫ألهو بو كألعب‬
‫عن مقلتي يحتجب‬
‫منو يغار أشعب‬
‫ترقص فيها القضب‬
‫بكل لحن تطرب‬
‫كجدان ىناؾ الكتب‬
‫كأنو يمشببمشيب‬
‫في كصفو كم تطنب‬
‫لفقده ينتحب‬
‫فارقو ال يندب‬
‫من الرجاؿ يحسب‬
‫في األصل أـ كأب ؟‬
‫ليس يفيد النسب‬
‫يجمع دذين يعرب‬
‫كذا جماد خشب‬
‫سبحاف حين يخطب‬
‫عن نفسو ال يعرب‬
‫طوعان تساؽ الخطب‬
‫ما كل برؽ يسكب‬
‫ما كل خود زينب‬
‫في كل حين يتعذب‬
‫ما كل مصر حلب‬
‫كإف تساكل الحسب‬
‫إليو تسمو الرتب‬
‫قوـ إذا ما أجدبوا‬
‫فهو الدكاء المجرب‬
‫نثب‬
‫لسنا إليو ي‬
‫أخاؼ ال يلهب‬
‫كاهلل ىذا العجب [ُِٓ‪-‬أ]‬
‫من الطركس يشرب‬
‫لغيره الينسب‬
‫ترابها كالذىب‬
‫على ظهور يطلب‬
‫إليو ينهى المطلب‬
‫في الدين إال اللقب‬
‫ىل قعدكا أك ركبوا‬
‫منهم إذا ما احتجبوا‬
‫علياه ما ال يكتب‬
‫من كل معنى يجلب‬
‫بما تزاؿ النوب‬
‫جنابو ينقلبتنغلب‬
‫رجاه ال يخيب‬
‫كقولو اليكذب‬
‫من كل نشر أطيب‬
‫ال برحت تحتضب‬
‫[(ٕٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬القاسم بن أحمد بن محمد العياني]‬
‫(‪ُُٓٗ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫كاتفق أف المترجم لو عزـ إلى المواىب [ٓٔب‪-‬ب]في سنة أربع كعشرين كمائة كألف لزيارة‬
‫بعض أرحامو (ُ) لدل السيد العبلمة العلم القاسم بن أحمد العياني (ِ) رحمو اهلل‪ ،‬ككاف‬
‫حاكمان بها‪ ،‬فأمر صاحب المواىب (ّ) بإنفاذ السيد العلم إلى جهات صنعاء لسبب اقتضى‬
‫فعوؿ العلم على المترجم لو أف ينوب عنو في القضاء فقاؿ يتضجر من البقاء في النيابة‪:‬‬
‫ذلك َّ‬
‫كلقد سئمت من البقا‬
‫أنا راغب عنها كلسػ‬
‫فبقيت كالمحبوس قد‬
‫كنصبت فيها نائبان‬
‫من لي برفع نيابتي‬
‫أف الزماف كما عرفت‬
‫صبران عليو فإنو‬
‫ما حلت أقبلمي بأف‬
‫أك أف أخوض من الشجا‬
‫قوـ ال ٌد من البها‬
‫قد كنت اكره ذكرىم‬
‫فبليت منهم باللقا‬
‫كشهودىم ما اف يبين‬
‫فؤلصبرف تجلدان ‪ ...‬كطوؿ لبثي في المواىب‬
‫ػت إلى المقاـ بها براغب‬
‫ضاقت علي بها المذاىب‬
‫كالنصب من أردل المذاىب‬
‫كأنا البرئ من النواصب‬
‫يجئ بالنكت العجائب‬
‫ما زاؿ يرمي بالمصائب‬
‫تجرم بإحضار لغائب‬
‫ر مع القبائل في غياىب‬
‫ئم من تكلم من تخاطب‬
‫كىم بأبعد كل غائب‬
‫كبالخصومة في المطالب‬
‫الصادقوف من األكاذب‬
‫كلصبر محمود العواقب‬
‫كقاؿ أيضان ككتب بها إلى السيد العلم يستحثو كيشكو لبثو‪:‬‬
‫عزمت باليمن تبغي نقطة نفطة اليمن‬
‫كنلت ما كنت تهواه كتأملو‬
‫كباجتماع بإخواف تشوقهم‬
‫فاشكر لموالؾ ما أكالؾ من نعم‬
‫يا ليتو ضمني في سلك رفقتكم‬
‫بل أفردتني يد األياـ بعدكم‬
‫في بلدة قل كجداف األنيس بها‬
‫إف المواىب ليست لي بمسعدة‬
‫ضاقت علي مغانيها بما رحبت‬
‫لوال انتضارم كتاميلي لعودكم‬
‫أرجو من اهلل تعجيل اإلياب فما‬
‫ككل آت قريب كىو أحسن ما‬
‫فعجلوا عجلوا بالعود عن كثب‬
‫كما انتظارم لكم في كل آكنة‬
‫ال زلت يا علم اإلسبلـ مرتديان‬
‫ثم السبلـ عليكم كلما سجعت‬
‫__________‬
‫(ُ) كاف ذلك في يوـ ٗ ربيع األكؿ من سنة(ُُُْىػ)‪.‬‬
‫(ِ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر‪ :‬نشر العرؼ (ِ‪.)َّٓ/‬‬
‫(ّ) المواىب‪ :‬مدينة بالشرؽ من ذمار بمسافة (َُؾ‪.‬ـ) ارتبطت باسم اإلماـ المهدم محمد‬
‫بن أحمد بن الحسن بن القاسم‪.‬‬
‫…انظر‪ :‬المقحفي ص(ِٕٔ)طِ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّّ/‬‬

‫‪ ...‬كسرت كالسعد كاإلقباؿ في قرف‬


‫من اىلك العهد باألىلين كالوطن‬
‫إلى لقائك شوؽ الطفل للبن‬
‫كاحمده على ما جل من منن‬
‫دىرم كيا بعد ما ارجوه من زمني‬
‫صبا كئيبان حليف الهم كالحزف‬
‫يؤنسني‬
‫فلم أجد قط إنسانان ٌ‬
‫من بعدكم غير أف الدمع يسعدني‬
‫لما أقاسيو من شجو كمن شجن‬
‫كاف المقاـ قليبلن ليس يمكنني‬
‫صبرم على البين إال غاية المحن‬
‫بو تسليت في سر كفي علن‬
‫ففي كصولك إيصالي إلى كطني‬
‫إال انتظار الربى للعارض الهتن‬
‫برد السعادة في حل كفي ظعن‬
‫كرؽ الحماـ كما غنت على فنن‬
‫ككاف المترجم لو كثير التردد إلى البيت الحراـ‪ ،‬كزيارة المصطفى عليو كعلى آلو أفضل الصبلة‬
‫كالسبلـ‪ ،‬فإنو حج على قدمو أربع عشر موسمان كزار على قدمو ماران‪ ،‬ككثيران ما يتشوؽ في‬
‫أشعاره إلى (مكة) المشرفة‪ ،‬كامتحن بفراؽ كالده البدر األمير لؤلسباب التي سيأتي ذكرىا في‬
‫ترجمتو إف شاء اهلل تعالى فإف البدر فارؽ كالده من سنة (ُُّٖىػ) كلم يقدر بينهما اتفاؽ‬
‫حتى توفاه اهلل فكاف كالده يتألم من ذلك كثيران كيتشوؽ إلى اللقاء كيقوؿ في ذلك رقائق‬
‫األشعار‪ ،‬فمن ذلك ما كتبو إلى كلده أياـ بقاء البدر في (شباـ) في عيد اإلفطار سنة أربعين‬
‫كمائة كألف‪:‬‬
‫تطاكؿ البين بين األب كالولد‬
‫مرت كمرت شهور للنول كمضت‬
‫ذقت المرارات في الدنيا كشدتها‬
‫قالوا تجلد يا ىذا فقلت لهم‬
‫كيف التجلد بعد الحوؿ كيحكم‬
‫كبعد ذا ليت شعرم ىل لو أمد‬
‫قالوا شباـ قريب من أزاؿ فما‬
‫قلنا صدقتم كلكن حاؿ بينهما‬
‫ما لي كللدىر ما زالت عجائبو‬
‫ال يسلم المرئ يوما من نوائبو‬
‫يكفيك في صدؽ ىذا قوؿ خالقنا‬
‫يا قاتل اهلل ىذا البين كم جلبت‬
‫لوال الرسائل تأتي بالشفاء لما‬
‫فقد يفرج ما ألقاه من كرب‬
‫فبل تميلوا مبلالن عن معاىدتي‬
‫قد يكتفي يقتفي المرئ باألدنى كيقنع إأف‬
‫عسى الذم قد قضت بالبين حكمتو‬
‫كانعم بمقدـ ىذا العيد عدت إلى‬
‫ال زلت بدر الهدل كالدين مرتديان‬
‫جم المحامد تحكي كل مكرمة‬
‫تملي أحاديث خير الرسل خاتمهم‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬

‫كصنوه ثم سبطيو كفاطمة الزىراء ‪ ...‬ما كاف يخطر ىذا قبل في ً‬


‫خلد‬
‫حتى انقضى الحوؿ ىذا منتهى العدد‬
‫أمر من فرقة األحباب لم أجد‬
‫مالي إلى البين من صبر كال جلد‬
‫كال أراه يطيق الصبر من أحد‬
‫فنرتجي اف تقضي مدة األمد‬
‫عنك الوصاؿ كال عنهم بمتعد‬
‫(ُ) حاؿ الزماف فهذا القرب لم يفد‬
‫تأتي بكل غريب غير مطرد‬
‫حتى يفرؽ بين الركح كالجسد‬
‫سبحانو خلق اإلنساف في كبد‬
‫إلي فيو من األحزاف كالنكد‬
‫أبقى لي البين من قلب كال كبد‬
‫كقد تيخفف بعض الوجد كالكمد‬
‫كامنن كجدد كتابع بينها بينهما كجد‬
‫تعذر المطلب األعلى كلم يجد‬
‫يمنن علينا بوصل دائم األبد‬
‫أمثالو في سركر ال إلى أمد‬
‫للمجد ترفل في أثوابو الجدد‬
‫حتى يموت بغيظ كل ذم حسد‬
‫دامت عليو صبلة الواحد الصمد‬
‫كاآلؿ من داع كمقتصد‬
‫فأجاب كلده البدر عليو من شهارة بعد عزمو إليها بقولو‪)ِ(:‬‬
‫تجدد البين فاستأنفت في العدد‬
‫لكنو حين كاف البين في سفر‬
‫فانو ىجرة عن كل منكرة‬
‫مثلي "يقيم" (ّ) بأرض ال يقاـ بها‬
‫كال يقيم على ذؿ يراد بو‬
‫الكنت الكنت من نسل الرسوؿ إذا‬
‫الحر يرضى بحمل الفخر من جبل‬
‫كليس يرضيو حمل الذؿ في كطن‬
‫اهلل يعلم أني ما رحلت عن األك‬
‫كال سمحت بلقيا كالدم كأخي‬
‫اآلخذين صفات المجد عن كمل‬
‫أف غبت عنكم فركحي في منازلكم‬
‫ما غير فقدكم أشكو تطاكلو‬
‫ما زلت أعرؼ منو الفضل متصبلن‬
‫إني ألرجو قريبان جمع فرقتنا‬
‫كدر كرد نظم أتى لم يأت من صدفوصدؽ‬
‫قابلتو بالحصى فاقبلو مغتفران‬
‫كاستقبل العيد عيد النحر في دعة‬
‫دامت عليكم تحيات مكررة‬
‫مر عندم غايةى األمد (ْ)‬
‫بعد الرسوؿ كمن بعد الوصي كمن ‪ ...‬ككاف ما ٌ‬
‫يرضى بو ربنا ما فت في عضد‬
‫قد أحدثتها ملوؾ الجور في بلد‬
‫شريعة المصطفى كالواحد الصمد‬
‫غير األذلين غير الحي كالوتد‬
‫أقمت بين ذكم الشحناء كالحسد‬
‫عاؿ كفي جيده حبل من المسد‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ُِٕ‪-‬أ] ‪ٔٔ[ ،‬أ‪-‬ب]‪.‬‬
‫(ِ) ديواف محمد إسماعيل األمير ص(ُّٗ)‪.‬‬
‫(ّ) في (ب)‪ :‬يقوـ‪.‬‬
‫(ْ) بعد ىذا البيت بيت آخر في ديواف محمد إسماعيل األمير‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٓ/‬‬

‫قد فارقتو بعيش ناعم رغد‬


‫طاف إال كنار الشوؽ في كبد‬
‫هلل من كالد بر كمن كلد‬
‫كالفائزين بخلق كالرياض ندم‬
‫ص َّير غير الركحين في جسد‬
‫سبحاف من ى‬
‫إلى اإللو كال أشكو إلى أحد‬
‫مهما رحلت كمهما كنت في بلد‬
‫كاإلتصاؿ على خير يدا بيد‬
‫كال ركل مثلو في غيثة الصفد‬
‫كقل عفى اهلل عما جاء من كلدم‬
‫كنعمة كسركر دائم األبد‬
‫ال تنقضي بانقضاء الدىر كاألمد‬
‫بعد البتوؿ كأىل البيت ذم الرشد‬
‫كقاؿ صاحب الترجمة أيضان كأرسلها إلى كلده البدر األمير (ُ) إلى شهارة‪:‬‬
‫بعدتم فصبرم يا محمد أبعد‬
‫لكل و‬
‫امرء شوؽ على قدر حبو‬
‫كإني من بين المحبين آخذ‬
‫إلى اهلل أشكو طوؿ بعدؾ إنو‬
‫تنقلت منها بلدة بعد بلدة‬
‫إلى أف تسنمت المحل الذم عبل‬
‫إلى الجبل السامي المنيع الذم بو‬
‫مهاجر اىل كالعلم كالدين كالتقى‬
‫أماـ الهدل المنصور أصل أساسو‬
‫كما زاؿ منهم سيدان بعد سيد ‪ ...‬ككجدم على طوؿ المدل يتجدد‬
‫كليس سول سواه مطلق كمقيد‬
‫بأكفر حظ كالمدامع تشهد‬
‫شديد كىل شئ من البعد انكد‬
‫كللدىر في ىذا التنقل مقصد‬
‫على الشم فهو الشامخ المتفرد‬
‫تمر طيور الجو حبوان حيوان فتقعد‬
‫كخير محل للفضائل يقصد‬
‫كشيده بعد اإلماـ المؤيد‬
‫يشيد أركاف (العلى) (ِ) كيؤيد‬
‫منها‪:‬‬
‫كدار ألىل العلم كم من محقق‬
‫كأنت إذف تحيي بها سنة الهدل‬
‫كليس سول التدريس في العلم مفخر‬
‫كقد نلت ما أملت فيك من العبل‬
‫كلي أمل أف يجمع اهلل بيننا‬
‫كتفتح أبواب التبلقي و‬
‫بمنةبمنو‬
‫عليك سبلـ كلما ىبت الصبا‬
‫كدامت على المختار طو كآلو ‪ ...‬لو رحلة قصد لها كتردد[ٔٔب‪-‬ب]‬
‫فترشد في نشر العلوـ كترشد‬
‫كليس سول التقول مع العلم سؤدد‬
‫كإني لمن أكالؾ ذلك أحمد‬
‫كنحظى سريعان بالوصاؿ كنسعد‬
‫كتغلق ابواب الفراؽ كتوصد‬
‫سحيران كما غنى الحماـ المغرد‬
‫صبلة على طوؿ المدل تتجدد‬
‫فأجاب كلده البدر رضي اهلل عنهما بقولو[ُِٗ‪-‬أ] ‪.)ّ(.‬‬
‫إً َّ‬
‫لي أحاديث الصبا بة تسند‬
‫كمرسل دمعي قد رككه ألنو‬
‫__________‬
‫(ُ) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ :‬الهدل‪.‬‬
‫(ّ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(ُُْ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٔ/‬‬

‫ككم أخذ العشاؽ من نار صبوتي‬


‫فلي في الهول العذرم أرفع رتبة‬
‫ىنيئان ألحبابي تناـ جفونهم‬
‫أقلب أجفاني فبل الليل ينقضي‬
‫فيا دار أكطاني كمنزؿ صبوتي‬
‫كىل لي بأحبابي كسكاف مهجتي‬
‫كيانسمة الركض التي عبرت ضحى‬
‫قفي فاحملي عني تحية كامق‬
‫كيا برؽ خذ من نار كجدم جذكة‬
‫كقف بآزاؿ سائبلن عن منازلي‬
‫بعيشك قبل كف أفضل عالم‬
‫كمن كأكيس في تقاه كزىده‬
‫كمن ىو نور في المساجد ساطع‬
‫فتلك بيوت اهلل تزىو بنوره‬
‫كما أشرقت نوران بدر نظامو‬
‫أعاد لها عصر الشباب بمدحها‬
‫إماـ الهدل من شيد العلم كالعبل‬
‫كذكرنٌي صنعاء كما كنت ناسيان‬
‫أنس الفتى أكطانو كدياره‬
‫قطعت بها عصر الشباب مدرسان‬
‫كقد كاف طرؼ الدىر كسناف نائمان‬
‫ككاف لنا فيما نريد مساعدان‬
‫فما بالو أبدا الجفاء لمغرـ‬
‫أبعد سكوني حركتني عوامل‬
‫عجبت لسعي الدىر بيني كبينهم‬
‫إذا ما قربنا منهم أقبل النول‬
‫فقل الجتماع الشمل سعيان لعصره‬
‫كيا دىرم الجافي أما منك عطفة‬
‫كيا دمعي الهتاف ىل أنت مقلع‬
‫كيا قلبي الولهاف صبران فإنو‬
‫كيا من أقاموا في الفؤاد ترفقوا‬
‫كال تتركونا من نظامكم الذم‬
‫لقد سرني إذ قلت فيو بأنني‬
‫كذكرنٌي ما كنت من قبل قائبلن‬
‫كإني ألرجو أف تفوز بنيلو‬
‫ككل الذم أدركت اك أنا مدرؾ‬
‫فما زلت تدعوني لكل فضيلة‬
‫كدكنك نظمان طاؿ لفظان كانو‬
‫عليك سبلـ بعد طو كآلو ‪ ...‬كعني ركاة الحب في الوجد أسندكا‬
‫بما أرسلوه عن غرامي يشهد‬
‫ككم كردكا من نهر دمعي كأكردكا‬
‫إلى مثلها أىل الصبابة تقصد‬
‫كجفني إذا جن الظبلـ المسهد‬
‫كال النوـ يأتيني كال الدمع ينفد‬
‫كمربع أنسي ىل بك الدىر يسعد‬
‫كقرة أجفاني كصاؿ يجدد‬
‫فرقصت األغصاف فهي تأكد‬
‫إلى جيرة بالبعد حاركا فأبعدكا‬
‫كزر أرض من أىول لعلك تسعد‬
‫فقد كاف لي فيها عهاد كمعهد‬
‫كمن ىو بحر للمعارؼ يورد‬
‫كمثل إياس في الذكاء يتوقد‬
‫إذا قاـ ليبلن خاشعان يتهجد‬
‫كىذا ىو الفخر الذم يتأبد‬
‫شهارة بل كادت لما قاؿ تنشد‬
‫كذكرىا إذ كاف فيها المؤيد‬
‫كخلف أبناء لما شادكا كشيدكا‬
‫رباىا كلكن لوعة تتجدد‬

‫(ُ‪)ُّٕ/‬‬

‫إذان فهو من بين العوالم جلمد‬


‫بها كل فن كالمدارس تشهد[َِِ‪-‬أ]‬
‫كنحن بركضات اللواء نتردد‬
‫كيا حبذا دىران بما شئت يسعد‬
‫أحسدان لو فالدىر قد قيل يحسد‬
‫كبعد اجتماعي باألحبة أفرد‬
‫إلى ما أراىم يتهموف كأنجد‬
‫يبعدنا من دارىم كيشرد‬
‫كحق لو مني الثناء المخلد‬
‫يفوز بها الصب الغريب المشرد‬
‫يا نوـ أجفاني أما لك موعد‬
‫إذا لم يكن صبر فأين التجلد‬
‫بنا كلنا بالكتب منكم تعبد‬
‫بأمثالو جيد الزماف مقلد‬
‫حويت الذم أملت أقلت ال زلت ترشد‬
‫بنظم لو األفواه تملي كتنشد‬
‫كتدرؾ مجدان ذكره يتخلد‬
‫بفضلك ما لي فيو فضل كال يد‬
‫كما زلت تدعو لي اإللو كتحمد‬
‫لتقصير منشيو بذلك يشهد‬
‫على ربعكم في كل حين يردد‬
‫على ربعكم في كل حين يردد [ٕٔأ‪-‬ب]‬
‫ككتب صاحب الترجمة إلى كلده البدر في سنة (ُُّْىػ)‪:‬‬
‫ال تضق باألمر صدران‬
‫إف في القرآف حرفان‬
‫إف بعد العسر يسران‬
‫إف يسران مع يسر‬
‫رب نفع كامن قد‬
‫إف في تدبير أمر العالم‬
‫حكمة دقت كجلت‬
‫أنو ال بد يحلو‬
‫كنرل للوصل في أفق‬
‫كيعيد اهلل ألنس‬
‫ككما كنا نسينا الوصػ‬
‫فعلى ىذا مضى الدىػ‬
‫كإذا الشدة زادت‬
‫فانتظر فتحان كال تنػ‬
‫دمت في منزلة المجد‬
‫كادحان في العلم تحصي‬
‫كابق ال زلت عليكم‬
‫كلما أىدم نسيم الصبػ‬
‫كأسبلوا فضبلن على ما‬
‫لست أستدعي جوابان‬
‫كصبلة كسبلـ‬
‫تبلغاف المصطفى ‪ ...‬كاعتمد صبران كشكران‬
‫فيو للمكركب بشرا‬
‫إف بعد العسر يسرا‬
‫يطرداف العسر قسرا‬
‫ظنو اإلنساف ضران‬
‫الكلي سران‬
‫عند رب العرش قدران‬
‫ما تجرعناه مران‬
‫اللقا كالجمع بدرا‬
‫بجمع الشمل ذكران‬
‫ػل ننسا البين دىران‬
‫ػر فكم ساء كسرا‬
‫كتناىت فهي بشرل [ِِِ‪-‬أ]‬
‫ػس الدعا سران كجهران‬
‫تسود الناس طران‬
‫جمعو نظمان كنثران‬
‫نعم الرحمن تترا‬
‫ػح من تلقاؾ عطران‬
‫يشبو المنظوـ ستران‬
‫فهي باإلىماؿ أحرل‬
‫يمآلف الكوف عطران‬
‫كاآلؿ أعلى الخلق قدرا‬
‫فأجاب كلده البدر بقولو‪)ُ(:‬‬
‫قرت العين بيشرل‬
‫بمنامات أراىا‬
‫نلتقي في الليل حتى‬
‫فسواد اليل أعلى‬
‫إف في الرؤيا من الرؤيػ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف البدر األمير ص(َُِ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٖ/‬‬
‫كلها س ور فقل سبػ‬
‫كىي من أصدؽ ما‬
‫صدؽ اهلل بها‬
‫كالعبلمات أراىا‬
‫من مناـ كنظاـ‬
‫شرحت أسطره منى‬
‫جاءنا باليسر كالبشر‬
‫آمران بالصبر كالشكر‬
‫مخبران أف سوؼ يحلو‬
‫من بعاد طاؿ حتى‬
‫كانتهى لما تناىى‬
‫كدنا الوصل فيا هلل‬
‫فكأف قد جمع الشمل‬
‫ككأني من ضياء الدين‬
‫كالتثمنا منو كفان‬
‫ثم صار البين أخبا‬
‫فترقب عن قريب‬
‫دمت في أرغد عيش‬
‫كصبلة اهلل ال زالت‬
‫كعلى اآلؿ جميعان ‪ ...‬كردت سران كجهران‬
‫كقد اتت بالوصل قسرا‬
‫أتمنى الليل شهران‬
‫من بياض الصبح قدران‬
‫ػة في التحقيق شطران‬
‫حاف من بالركح أسرا‬
‫يهدم إلى اإلنساف بشرا‬
‫المختار في الفتح كبدرا‬
‫بالذم نهواه تترا‬
‫رائق بالنظم أزرا‬
‫بما أىواه صدرا‬
‫فولى العسر قسران‬
‫فصبران ثم شكران‬
‫ما تجرعناه مران‬
‫أعجز الحاسب حصران‬
‫كمضى عنا كمران‬
‫ما أىنى كامرا‬
‫بمن اىواه طرا‬
‫قد شاىدت بدرا‬
‫قد غدت للجود بحرا‬
‫ران كما قد كاف خبرا‬
‫مابو يشرب جهرا‬
‫ال ترل بؤسا كضرا‬
‫على المختار تترا‬
‫قرناء الذكر ذكران‬
‫كاتفق أف المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ استدعى من المترجم لو شرح (التحفة العلوية)‬
‫فوجد األبيات السابقة ساقطة فظنها إليو فأجاب بقولو كىو بالسجن‪:‬‬
‫قد سرا الطيف فسرا‬
‫مؤل األرجاء بالطيب‬
‫حبذا الطيف لقد‬
‫آمران بالصبر لكن‬
‫فرأل حالي كأزداد‬
‫كاد ال يعرفني حين‬
‫كيف بالصبر كما أبقى‬
‫عز لما ذؿ عزم‬
‫قد برت جسمي لي اهلل‬
‫أترل يمكن صبرم‬
‫طار من قلبي فأضحى‬
‫من لموتور إليو‬
‫مذ أتاه حادث الدىر‬
‫ليت شعرم أم أمر‬
‫ما أرل الذنب سول‬
‫فأرادكا حسدان أف‬
‫شيم كالشم ىل يخفى‬
‫يا فؤادم سلم األمر إذا‬
‫كدع الناس كإف قالػ‬
‫ىل يضر البدر إف‬
‫كىي األقدار إف حققت‬
‫ثق برب العرش ال غػ‬
‫كتأمل نظم إسماعيل‬
‫زينة العصر الذم زادت‬
‫فلقد أبدع ما شاه‬
‫أطلعت في ظلم السجن‬
‫فرأيت الصبر سهبلن‬
‫كأزالت لي ىمان‬
‫فجزاه اهلل خيران‬
‫كعليو كما سرل البر ‪ ...‬كأتى المجنوف سرا‬
‫فعاد السر جهرا‬
‫ألقى إلى المسجوف بشرا‬
‫لم يحط بالحاؿ خبرا‬
‫بو شجول كذعرا‬
‫رأل في الحاؿ نكرا‬
‫زماني لي صبرا‬

‫(ُ‪)ُّٗ/‬‬

‫كارتدل ذالن كقهرا[ِِّ‪-‬أ]‬


‫سهاـ منو تبرا‬
‫كخطوب الدىر تترا‬
‫للهموـ اآلف ذكرا‬
‫قد أتت شفعان ككترا‬
‫جفاه الناس طرا‬
‫جئت شيئان فيو أمرا‬
‫أني بكسب المجد مغر‬
‫يكتموا ما شاع ذكرا‬
‫لمثل السكر نشرا[ٕٔب‪-‬ب]‬
‫ما الخطب مرا‬
‫ػوا كنالوا منك ىجرا‬
‫شاىده الكلب فهرا‬
‫حطت منك قدرا‬
‫ػير كدع زيدا كعمرا‬
‫كاعمل فيو فكرا‬
‫بو العلياء فخرا‬
‫كابدا لي بشرا‬
‫كليل الخطب بدرا‬
‫بعد ما قد كاف كعرا‬
‫موقدان في القلب جمرا‬
‫فلقد أذىب شرا‬
‫ؽ سبلـ طاب نشرا‬
‫ككاف للمولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ عقيدة صالحةصالة في صاحب الترجمة كبينهما‬
‫من المكاتبات األدبية ما يركؽ الناظر فمما كتبو المولى إسماعيل بن محمد إلى صاحب‬
‫الترجمة قولو‪:‬‬
‫أباف تنجو لي كعودة‬
‫كنزكؿ نحس نحن بعادىة‬
‫رشا عزيز الحسن ساجي الطرؼ‬
‫سلطاف حسن طالما‬
‫ملك القلوب جمالو‬
‫ذك مقلة يسطو بها‬
‫صادت قلوب العاشقين‬
‫كتملكت قلبي العميد‬
‫كم بت في غسق الدجى‬
‫مترقبان صبح الوصاؿ‬
‫لم ادر أسود فرعو‬
‫كالركض تبسم زىره‬
‫أفنى جميل تصبرم‬
‫رفقان فإني مستهاـ القلب‬
‫رفقان بقلب مغرـ‬
‫يشكو البعاد كليتو‬
‫صب تريد لو الصبا‬
‫كسقيم جسم ما على‬
‫يخفي الهول كدموعو‬
‫ما الغيث إال دمعو‬
‫كلقد تحمل من ثقيل الهجر‬
‫فرثى لما قاسا‬
‫ىيهات ينكر حبو‬
‫لوال غزاؿ المنحنى‬
‫كلما قطعت بو الصبا‬
‫كلما نظمت من النيب قبل‬
‫كعقود مدح في الذم‬
‫بحر الندل كالعلم من‬
‫ذك فطنة كقادة‬
‫مع فكرة ليست إلى‬
‫متطلع من حين ما‬
‫من ذا يناؿ محلو‬
‫عرفت عداه بفضلو‬
‫كإليك قد نظمت عقػ‬
‫مستخرجان من ذلك البحر‬
‫كلفت فكرم خوضو‬
‫فاقبل ىدية مخلص‬
‫كاجب بفضلك داـ أفق ‪ ...‬منو الوصاؿ كما اريده‬
‫بالوصل إذ تبدك سعوده‬
‫قد شرفت جدكده‬
‫طفرت بما يهول جنوده‬
‫فجميعها أبدان عبيده‬
‫ذلت لسطوتها أسوده‬
‫كأم قلب ال تصيده‬
‫فبلف من جلد جليدة‬
‫أىارقان كقد نامت رقوده‬
‫كما بدا منو عموده‬
‫كالليل أطوؿ اـ عموده‬
‫المطلوؿ أندـ أم خدكده‬
‫كأطاؿ أفكارم صدكده‬
‫مغرمة عميدة‬
‫كلهاف ما نقضت عهوده‬
‫يجدم شكاه أك يفيده‬
‫كصبان كنصبو كركده‬

‫(ُ‪)َِّ/‬‬

‫طيف األحبة لو تعوده‬


‫تبديو ىل يجدم جحوده‬
‫كحنين مهجتو رعوده[ِِْ‪-‬أ]‬
‫قلبي ما يؤده‬
‫لوائمو كرؽ لو حسوده‬
‫كالدمع مع سقمي شهودىة‬
‫ما شافو منو زركده‬
‫كتمزقت فيو بركده‬
‫ئدان راقت عقوده‬
‫قد زين الدنيا كجوده‬
‫أغنى عن التسائل جوده‬
‫يعطيو منو ما يريده‬
‫غير الهدل أبدان تقوده‬
‫ضمتو للعليا فهوده‬
‫في المجد اك من ذا يسوده‬
‫كأقر معترفان حسوده‬
‫ػد المدح زينو فريده‬
‫الذم يحلو كركده‬
‫لما رأيتك تستجيده‬
‫قصد بك رائقو قصيدة‬
‫عبلؾ طالعة طالعو سعوده‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫سمح الحبيب بما أريده‬
‫ككفى على طوؿ المطاؿ‬
‫كلرب كعد كاف منو‬
‫رشا أغن أمير حسن‬
‫كلقد كلفت بو كلما‬
‫للظبي حق استيرت‬
‫ما الغصن إال قده‬
‫الوصل منو ىو النعيم‬
‫لم أنس ليلة زارني‬
‫كعصى العذكؿ كليس‬
‫أنعم بها من زكرة‬
‫أحيا بها ركح العميد‬
‫نظمت عقود اإلتصاؿ‬
‫كعقود نظم من ضياء‬
‫كالدر أك كالسحر أك‬
‫أك كالنجوـ نعم كليس‬
‫من سيد ساد األناـ معان‬
‫كرقى إلى رتب الكماؿ فناؿ‬
‫مهبلن حويت المكرمات‬
‫كعلى سمو مقامو‬
‫فضبلن علي فيبتديني‬
‫كأنا بليد الشعر‬
‫أقصر فقد طولت‬
‫ككسوتني ثوبان من‬
‫‪ ...‬كسخى الزماف كالف عوده‬
‫كطالما كذبت كعوده‬
‫كلم يكن إال كعيده‬
‫كالمبلح معان عبيده‬
‫تبدء من صفر نهوده‬
‫منو مقلتو كحيده‬
‫الورد ىل إال خدكده‬
‫كما الشقا إال صدكده‬
‫كالدىر قد طلعت سعوده‬
‫ينفعو المبلـ كال يفيده[ٖٔأ‪-‬ب]‬
‫كرـ الزماف كصح جوده‬
‫فمات من غيظ حسوده‬
‫بها كما نظمت عقوده‬
‫الدين شرفني كركده‬
‫كالركض زينة كركده‬
‫سعودىا إال سعوده‬
‫كما سادت جدكده‬
‫أقصى ما يريده‬
‫فأم شئ تستزيده‬
‫ما زاؿ يقصدني قصيده‬
‫بالمديح كيستعيده‬
‫يا عجبان كيقصدني لبيده‬
‫في مدحي بما ال أستفيده‬
‫اإلحساف ال يبلى جديده‬
‫كىي أطوؿ من ىذا كقد نسخ على منوالها جماعة من آؿ إسحاؽ كسيأتي بعض ذلك إف شاء‬
‫اهلل [ِِٓ‪-‬أ]‬
‫كلصاحب الترجمة جوابان على المولى إسماعيل بن محمد كىو في السجن كسيأتي كقد تقدـ‬
‫األصل في ترجمتو‪:‬‬
‫أتاني من نظمكم ما شجاني‬
‫معانيو تحزف منو القلوب‬
‫فأسلو الرقة الفاظو‬

‫(ُ‪)ُِّ/‬‬

‫أتى شاكيان من صركؼ الزماف‬


‫كما زاؿ في حكمو جائرا‬
‫فأعياف آؿ النبي الكراـ‬
‫كهلل في شأنهم حكمة‬
‫كلو شاء مزؽ أعدائهم‬
‫كمتع من شاء بدار الغنا‬
‫كأكلى أكلي الفضل دار البقا‬
‫فبل تجزعن لخطب الزماف‬
‫ففي الصبر عن كل ذا راحة‬
‫فإني رضيت بما جم لي‬
‫فسياف عندم ما سرني‬
‫لعمرؾ ما ازددت إال عبل‬
‫كما ضرت التبر نار الغضى‬
‫كال بد من فرج عاجل‬
‫كما زلت مبتهبلن بالدعاء‬
‫عقيب الصبلة ككقت النداء‬
‫كال بد أف يستجاب الدعا‬
‫فكن كاثقان ببلوغ المراـ قريبا‬
‫ستبدؿ بالضيق رحب المكاف‬
‫كعن فرقة األىل كباالجتماع‬
‫كتأتي األحبة مسترسلين‬
‫فما كل و‬
‫آت بعيد كإف‬
‫فبل تسأؿ اهلل غير الرضى‬
‫كحسبك صبرم على فرقتي‬
‫كقد كنت قببلن أرل بعده‬
‫فمرت كمرت لنا مدة‬
‫فلما قضى بيننا بالنول‬
‫كفوضت أمرم إلى خالقي‬
‫فحمدان كشكران لو دائمان ‪ ...‬شكا كمن لفظو ما سباني‬
‫كألفاظو كعقود الجماف‬
‫كأبكى لتذكار تلك المعاني‬
‫كىل منصف من صركؼ الزماف‬
‫علي كل قاض شريف كداني‬
‫كما ىم جمعيان بسم الهواف‬
‫ليرفعهم في رفيع الجناف‬
‫كلم يظفركا عنهم باألماف‬
‫ليزداد إثمان مع اإلثم ثاني‬
‫كشتاف ما بين باؽ كفاني‬
‫كإف ناؿ منك عدك كشاني‬
‫فقل للكركب دعيني كشأني‬
‫كفوضت أمرم إلى من يراني‬
‫كماسا من غاية االمتحاف‬
‫بما نالكم يا رفيع المكاف‬
‫كال كتم الشمس نسج العياف‬
‫يفك بو ألسر عن كل عاف‬
‫إلى اهلل مستفتحان بالمثاني‬
‫كعند الفطور كختم القرآف‬
‫كلكن بإحدل الثبلث المعاني‬
‫على رغم أنف الشواني‬
‫كبالخوؼ تلبس ثوب األماف‬
‫بهم في معاىدىم كالمغاني‬
‫إليك سراعان بأسنى التهاني‬
‫تراضي الزماف فيو فهو داني‬
‫كصبر الصبر الحساـ اليماني‬
‫لبدر األناـ كفخر الزماف‬
‫شديدا كلو ساعة من أكاف‬
‫فراقان ككنا رضيعي لباف‬
‫صبرت على الدىر فيما دىاني‬
‫رضا بما كاف مما ابتبلني‬
‫على كل حاؿ كفي كل شاف[ِِٔ‪-‬أ]‬
‫كمما كتبو صاحب الترجمة إلى كالده البدر كقد خرج إلى (سناع) (ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) سناع‪ :‬قرية شرقي حدة على بعد (ٖ) ؾ‪.‬ـ من صنعاء‪.‬‬
‫…كانت ىجرة علم قديمة درس بها العلماء كاألفاضل‪.‬‬

‫(ُ‪)ِِّ/‬‬

‫أحد منتزىات (صنعاء) ىو كجماؿ الدين علي بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ الحسن‪ ،‬ككاف ىو‬
‫العامل على (سناع) كغيره من [ٖٔب‪-‬ب] ببلد البستاف ككاف المستدعى لهما السيد أحمد‬
‫بن ىادم المطاع رحمو اهلل فقاؿ معاتبان لهم‪:‬‬
‫ليهنكم الخركج إلى سناع‬
‫كاشجار ىنالك باسقات‬
‫كبرقوؽ تناىى الطيب فيو‬
‫فأحييتم بها زمن التصابي‬
‫ككاف لكم بو يوـ حمي يد‬
‫كأخرني الزماف لسؤ حظي‬
‫كتقصير الصفي فلم يعرج‬
‫فوجهت العتاب إلى علي‬
‫ليحكم في رعيتو بعدؿ‬
‫فينقلب المطاع لو مطيعان‬
‫كقد بالغت في تقليل عتبي ‪ ...‬كنزىتكم بسلواف المطاع‬
‫كأنهار تسابق كاألفاعي‬
‫كأينع فهو سقط في البقاع‬
‫كمات الحاسدكف ببل نزاع‬
‫كتم نظاـ عقد اإلجتماع‬
‫كطوؿ عناده كقصور باعي‬
‫علي كقد توفرت الدكاعي‬
‫جماؿ الدين محمود المساعي‬
‫كإنصاؼ كيذكر كل راعي‬
‫كيحكم فيو باألمر المطاع‬
‫كما كثر المبلمة من طباعي‬
‫كخرج أيضان كلده البدر مع جماعة من إخوانو إلى (الركضة) في سنة (ُُِٓىػ)‪ .‬فكتب إليهم‬
‫صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫يا جيرة في الرياض طبتم‬
‫آنستم من بهاء كلكن‬
‫تركتموني حليف كرب‬
‫مستسلمان للفراؽ فردا‬
‫قد جار حكم الزماف عضبل‬
‫كناصح لي يقوؿ صبرا‬
‫كعاذؿ قد أطاؿ عذلي‬
‫ما رد ذا في السبلـ قوالن‬
‫شنفت بذكر الرياض سمعي‬
‫ال زاؿ أسنى السبلـ يهدم‬
‫مهما تغنت مطوقات ‪ ...‬كطاب ذاؾ المحل ربعا‬
‫أكحشتم من بربع صنعاء‬
‫مستبدالن بالوصاؿ قطعا‬
‫كفزتم بالتبلؽ جمعا‬
‫فهل حكمت بذاؾ شرعا‬
‫فإف بعد البعاد رجعا‬
‫كلم أضخ للعذكؿ سمعا‬
‫إال رددت الجواب دمعا‬
‫كدع لهم حاجزان كسلعا‬
‫كترا إلى ربعكم كشفعا‬
‫كرددت في الغصوف سجعا‬
‫فأجاب كلده البدر عليو‪)ُ( :‬‬
‫بستاف ركض بو (ِ) أقمنا‬
‫مع رفقة كلهم نجوـ‬
‫كأعين الزىر شاخصات‬
‫يعثر فيو النسيم كىنا‬
‫حديث كلو عجيب‬
‫لقد عقد الوصاؿ منا‬
‫أنت جماؿ الوجود طبعا‬
‫لكنها صنعة الليالي‬
‫ننصب لئلجتماع سهمان‬
‫ص ٍنػ ىعا‬
‫مهما رأت كعبة اجتماع ‪ ...‬أجاد فيو الربيع ي‬
‫ألطف أىل الزماف طبعا‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف األمير ص(ِٔٔ)‪.‬‬
‫(ِ) في الديواف‪ :‬أنس‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّّ/‬‬

‫تحسب فيو الرذاذ دمعا‬


‫كلم نثر للتراب نفعا‬
‫تصغي إليو الحماـ سمعا‬
‫منفصم إذ نأيت قطعا‬
‫كأنت ركح الزماف كضعا‬
‫قد أقسمت ال تتم جمعا[ِِٕ‪-‬أ]‬
‫كتبتغي للوصاؿ رفعا‬
‫طافت بها للوداع سبعا‬
‫كمما قالو صاحب الترجمة‪:‬‬
‫إني أرل العمر قد تقضىيقضى‬
‫ما أقرب الموت بعد ىذا‬
‫يا نفس ىبل انتبهت يوما‬
‫كأنت في فسحة فتوبي‬
‫فليس بعد الممات إال ‪ ...‬كقد مضت مدة اإلقامو كأقرب الحشر كالقيامو‬
‫من نومة تورث الندامو‬
‫كاستفرغي الوسع في السبلمو‬
‫الجحيم داران أك المقامو‬
‫كأجازىا كلده البدر بقولو‪)ُ( :‬‬
‫أبشر فإف اإللو برا‬
‫سوؼ ترل عفوه كتلقى‬
‫فناده تلقو مجيبان‬
‫إف تعتقوني فليس عتقي‬
‫قد شاب في رقكم فجودكا‬
‫يا سيد الرسل لي عليكم‬
‫عليك دامت صبلة ربي ‪ ...‬أعد للوافد الكرامو‬
‫جودان جواد بو تنتقي الندامو‬
‫قل عبدكم أحسنوا ختامو‬
‫ينقص عن ملككم قبلمو‬
‫ال تطعموا ناركم عظامو‬
‫رحامة بلوا الرحامو (ِ)‬
‫مهما أقيمت لها إقامو‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في ذم الحجة الحراـ سنة ست كأربعين كمائة كألف بعد أف علقت بو البواسير‬
‫خمس سنين؛ ككاف ال يكاد يناـ الليل من شدة ألمها كإدرار المها كأدرار البوؿ كربما قاـ في‬
‫الليل نحو من ثبلثين مرة كمع ىذا لم يظهر عليو التضجر كال أنقطع عن مسجده كال فاه من‬
‫الشكول بنت ببنت شفو‪ ،‬كال تغير عن عادتو أصبلن‪ ،‬كحضر قبره كالصبلة عليو غالب أىل‬
‫صنعاء كقبر بػ(جربة الركض) عدني (ّ) (صنعاء) رحمو اهلل كرضي عنو [ٗٔأ‪-‬ب]كلو ديواف‬
‫شعر لطيف جمعو حفيده شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل األمير‬
‫كلكنو لم يقف إال على اليسير ألنو فات أكثره قبل نشؤ كلده فلم يدرؾ منو إال ما دار بينهما‬
‫كبينو كبين المولى إسماعيل بن محمد كلو أعتنى بجمعو من أكؿ األمر لجاء في مجلد ضخم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف البدر األمير ص(َّٕ)‪.‬‬
‫(ِ) ىذا البيت كالذم يليو ال يوجدا في ديواف محمد إسماعيل األمير‪.‬‬
‫(ّ) أم جنوبي‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫كلو من الملحوف ما ىو أرؽ من النسيم ككاف في أكؿ زمانو ساكنان في (كحبلف) محل يقاؿ لو‬
‫(ح ىْ ٍك يد ىْمر) ‪-‬بضم الحاء المهملة فواك ساكنة فداؿ مهملة مفتوحة فميم مضمومة فراء‪ -‬كىو‬
‫ي‬
‫محل أبائو كقد ذكره في قصيدة لو كتب بها إلى كالده ككاف كالده إذ ذاؾ بها‪:‬‬
‫رحلت فأكحشت األحبة كالمغنى‬
‫فما نافع الصبر الجميل كما أغنا‬
‫كرحت إلى الرحب الفسيح من الربا‬
‫كخلفتني في ضيق يشبو السجنا‬
‫على أنها ضاقت أزاؿ كقبحت‬
‫إلي كقد كانت لكم رحبة حسنا‬
‫ككل محب سائل عنك سائل‬
‫لو مدمع من فقدكم يشبو المزنا‬
‫فأما بلغتم حودمر فعرجوا‬
‫على أربع كانت قديمان لنا سكنا‬
‫قطعنا بها عصر الشباب كطالما‬
‫عهدنا ثمار األنس من ركضها تجنا‬
‫فمن لي بأياـ الشباب تعود لي‬
‫كإني على سن الصبا أقرع السنا‬
‫كإني مهما عشت ال أنسى أنها‬
‫كعيشان نقضي ما ألذ كما أىنا‬
‫تهز نشاطي نحوىا نسمة الصبا‬
‫كيطربني سجع الحماـ إذا غنا‬
‫كيلهب نار الشوؽ بين جوانحي‬
‫سرل البرؽ من تلقائها إف شرل ىنا‬
‫مضت برىة للدىر ثم تصرمت‬
‫كأف لم يكن ذاؾ الزماف كال كنا‬
‫منها‪:‬‬
‫سقاىا الحيا من أربع كمنازؿ‬
‫غرامي بها ال بالعذيب كحاجر‬
‫إذا كدت أسلو فينة عن ذكرىا‬
‫كال أرتضي ذمان لصنعاء كإنها‬
‫حوت من صفات الحسن ما لو تقسمت‬
‫كلكنني أسكنتها بعدما انقضى‬
‫كمن بعد أف شب المشيب بعارضي‬
‫فهل ترل يصفو بعد ذلك مشرب‬
‫كلكنها األياـ أضحت خطوبها‬
‫كحكم زماف شأنو ىضم جانبي‬
‫ثنى ىمتي عن مكسب العلم كالعبل‬
‫كما زاؿ شأف الدىر ينحط عنده‬
‫كليس سول التسليم كالصبر كالرضا‬
‫كنرجو من الرحمن عفوان كرحمة ‪ ...‬كأىبلن بها طابوا لنا كلهم طبنا‬
‫كقلبي إليها ال إلى المنحنى حنا‬
‫كإف غيبت أكنافها كنأت عنا‬
‫لفي اليمن الميموف كالمقلة اليمنا‬
‫على األرض عادت كل ناحية حسنا‬
‫شبابي كاستبدلت من قوتي كىنا‬
‫كفارقت فيها األخ األىل كاألبنا‬
‫لحر كقد عز الزماف بو الحزنا‬
‫تدكر على أقصى البرية كاألدنا‬
‫كإغبلؽ أبواب الفنا دائمان منا‬
‫إلى حرفة صدت ككم صدت الذىنا‬

‫(ُ‪)ِّٓ/‬‬

‫أكلو الشأف من أعلى كيعلو بو األدنا‬


‫بنحن قسمنا بينهم نحن قدرنا‬
‫كلطفان كتوفيقان كخاتمة حسنا‬
‫[(َٖٖٗ‪ )/‬إسماعيل بن محمد إسحاؽ بن المهدم] (ُ) *‬
‫(َُُُ‪ُُْٔ-‬ىػ‪ُِٕٓ-ُٖٔٗ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى ضياء الدين كاإلسبلـ‪ :‬إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن‬
‫المنصور‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫ىو إماـ العلوـ النظار‪ ،‬كبحر التحقيق الزخار‪ ،‬المتقن المتفنن األديب‪ ،‬الرئيس الماجد األلمعي‬
‫األريب‪.‬‬
‫ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ‪ :‬ىو حامل راية الذكاء‪ ،‬كالنجابة كمن ال يرمي بقوس ىمتو مطلب‬
‫كماؿ إال أصابو‪.‬‬
‫[نشأتو]‬
‫نشأ في حجر كالده كعمو الحسن فغذياه بكؤكس العلوـ كاآلداب كجنيا لو من ثمرتها كل‬
‫مستطاب حتى برز على األقراف كصار كحبلن لجفن الزماف‪ ،‬كأخذ في علوـ األدب على كالده‬
‫فقلده من كل نفيس فرائده‪ ،‬كلم يزؿ حريصان على مبلزمة رياض التدريس على كالده كعلى غيره‬
‫حتى أحرز كل نفيس‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫قلت‪ :‬ككانت كالدة صاحب الترجمة‪ ،‬في سنة عشر كمائة كألف بقصر صنعاء أياـ حبس جده‬
‫المولى إسحاؽ بن المهدم؛ كلم يزؿ يترقى في درجات الفضائل حتى حاز جميع[ٗٔب‪-‬ب]‬
‫الفخار كطار ذكره في األقطار كلما اعتقل كالده كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمتو‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركآتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الثغر الباسم إلسحاؽ بن يوسف (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُّٓ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫ص((ِِٗ)‪ ،‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُِِ/‬معجم المؤلفين (ِ‪ ،)ِٖٖ/‬الجواىر المضيئة‬
‫للقاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬األدب اليمني (ّٖٓ)‪ ،‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ْٓٓ‪.)ُِْ،ُِٓ،‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِٓٓ) ترجمة (ِِْ) الركض األغن (ُ‪ ،)َُُ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(انظر فهارسو)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٔ/‬‬

‫أتصل صاحب الترجمة بالبدر األمير فأخذ عنو في فن البياف كاألصولين كالمنطق كفي النحو‬
‫كالصرؼ كأعجب البدر بو كاثنا عليو ثناء كثيران كماؿ بكليتو إليو‪ ،‬كىو أجل من أخذ عنو كالزمو‬
‫المبلزمة الكلية‪ ،‬كحصل "عنو" (ُ) علومان كاسعة حتى صار من أكابر المحققين كأجل العلماء‬
‫الراسخين كتهذب كتأدب كنظم الشعر الحسن كتوسع ككاتب شيخو بكل بديع من النظاـ‪،‬‬
‫ككاف قد فتح على شيخو البدر قراءة في (شرح الغاية) فكاف ينظر في (العضد) مع حواشيو‬
‫فيطوؿ بسبب ذلك الكبلـ كيقل األخذ في األصل فقاؿ لو شيخو البدر‪:‬إف األحسن نقل‬
‫القراءة من ىذا الكتاب كالخوض في ذلك البحر العباب‪ ،‬فإنو أجل أصوؿ ىذا المشركح‪ ،‬كىو‬
‫في كتب األصوؿ بمنزلة الركح‪ ،‬فأخذ في (العضد) مع حاشية الشعر ك(جواىر التحقيق)‬
‫كحاشية سيف الدين األبهرم‪ ،‬كلم يزؿ يجتهد في العلوـ حتى خرج كالده إلى شاطب (ِ)‬
‫فخرج صاحب الترجمة مع أبيو كالزمو حضران كسفران ككقعت جميع تلك المتفقات التي سيأتي‬
‫اإلشارة إليها كىو الذم عليو االعتماد [َِّ‪-‬أ]في جميع الواردات كإليو الحل كالعقد؛ كلما‬
‫دعا كالده إلى نفسو عقب موت المتوكل(ّ) أنفد كالده صاحب الترجمة على (بندر المخاء)‬
‫فبقي فيو حتى جهز عليو المولى أحمد بن المتوكل من جهة أخيو المنصور‪ ،‬فثبت بػ(المخاء)‬
‫كأباف عن شجاعة عظيمة كصبر باىر كتدبير حسن فضاؽ الحصار على أىل المخاء كخدعو‬
‫بعض من كاف لديو من الفقهاء‪ ،‬فأخذ أسيران كأطلع إلى (قصر صنعاء) كلم يزؿ في دار اإلعتقاؿ‬
‫حتى توفي المنصور في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كستين كمائة كألف‪ ،‬كقاـ باألمر كلده‬
‫المهدم فأخرجو من السجن بشفاعة كالده كعظمو كأحسن إليو بعد إخراجو ككجهو لمناجزة‬
‫صاحب برط القاضي حسن العنسي رئيس بكيل كجعلو المهدم أمير األمراء‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬عليو‪.‬‬
‫(ِ) شاطب‪ :‬بلدة من أعماؿ ذم بين‪.‬‬
‫(ّ) كذلك في شهر رمضاف سنة (ُُّٗىػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٕ/‬‬

‫كلم يزؿ من أعياف األعياف‪ ،‬كممن يشار إليهم بالبناف حتى توفاه اهلل بعد مرض طويل كذلك في‬
‫شهر ذم القعدة أربع كستين كمائة كألف‪ ،‬كصلى عليو كالده كقت صبلة الجمعة بػ(جامع‬
‫صنعاء)‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫ككاف في الحبس ال تزاؿ المراجعة كالمباحثة كالمناظرة دائرة بينو كبين عمو الحسن كبين البدر‬
‫األمير؛ كصنف في الحبس الفواصل شرح بغية األمل في نظم "الكافل" (ُ) في علم األصوؿ‪،‬‬
‫كالمتن لشيخو البدر نظم فيو الكافل نظمان بديع اللفظ حلو المعنى سهل المأخذ مغنيان للطالب‬
‫الذكي عن غيره من كتب األصوؿ‪،‬كاشتمل على زيادات على اصلو فشرحو صاحب الترجمة‬
‫بإشارة شيخو شرحان نفيسان مبسوطان أكسع فيو كنقل كحقق الباحث كطوؿ حتى خرج في مجلدين‬
‫ككاف يرسل إلى شيخو ما شرحو فيهذبو كيزيد فيو أك ينقص ثم أف شيخو أختصر الفواصل بعد‬
‫موت تلميذه بكتاب سماه‪( :‬إجابة السائل) خرج في مجلد تفتح فيو الباحث كأعتمد على‬
‫أرجح األقواؿ كلصاحب الترجمة عدة رسائل ككاف كثير التحقيق طويل النفس في أبحاثو راسخ‬
‫الملكة كثير التعظيم لشيخو البدر كالمحبة لو كاإلفتخار بو كالولع بذكره في جميع مسائلو‬
‫كبالجملة فمحاسنو كثيرة‪ ،‬كىو بعد أبيو أكسع آؿ إسحاؽ علمان كأدبان كأطولهم باعان كأعظمهم‬
‫تفننان كإتقانان كأدقهم فهمان [ِِّ‪-‬أ]كأجلهم رياسة [َٕأ‪-‬ب] كمخافة كأما شعره فهو ألطف‬
‫من النسيم كأنفس من الدر النظيم كقد أدار كؤكس أدبو على كثير من شعراء زمانو مستخرجان‬
‫من بحور أدبهم الدرر كمقتضيان لها بنظمو الذم سلب األلباب كسحر‪ ،‬خصوصان شيخو كالبدر‬
‫كالد شيخو المقدـ ذكره‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن أكؿ ما كتبو إلى شيخو قولو‪:‬‬
‫طاؿ النول شهران فشهران‬
‫ىجران طويبلن لم أطق‬
‫يا ىند رقي للذم‬
‫كترفقي بفؤاده‬
‫أنكرت ما بي من جول‬
‫فعبلـ دمعي كالسهاد‬
‫هلل عيش قد حلى‬
‫أياـ جادت لي‬
‫كشهدت من كجناتها‬
‫كرشفت خمر رضابها‬
‫كضممت غصن قوامها‬
‫في ركضة في خيمة‬
‫سقيا لها من ركضة‬
‫ما زلت أنعت حسنها‬
‫__________‬
‫(ُ) الكافل‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٖ/‬‬

‫كأخوض بحر الشعر كي‬


‫فيها الشباب الغض قد‬
‫كبها مضى الوصل الذم‬
‫كالدىر طوع بدم فبل‬
‫ال أنس ذاؾ العيش أك‬
‫فاترؾ مبلمك إف نظرت‬
‫ما كاف احبله فما‬
‫كلكم أياد منو عندم‬
‫كفضائل المولى عظيم‬
‫أعني محمد األمير‬
‫حاكم العلوـ مع الندل‬
‫جبل ظبلـ المشكبلت بعلمو ‪ ...‬حتى قطعت الدىر ىجران‬
‫لزمانو عدان كحصرا‬
‫أضرمت في أحشأه جمرا‬
‫ال تحملي إثمان ككزرا‬
‫ىل تنكرين الشمس ظهرا‬
‫كما الذم للدمع أجرا‬
‫لكنو من بعد مرا‬
‫المليحة باللقاء سرا كجهرا‬
‫كالجفن دينارا ككسرا‬
‫من لؤلؤ سموه ثغرا‬
‫ضم النطاؽ عليو خصرا‬
‫من ركضها المخضر حصرا‬
‫قد طاب فيها العيش دىرا‬
‫طوؿ المدل نظمان كنثرا‬
‫أىدل إلى األسماع درا‬
‫كلى على رغمي كفرا‬
‫لم يبق منو غير ذكرا‬
‫أخشى من الحدثاف أمرا‬
‫أحضى بو فيعود أخرا‬
‫الدمع في الخدين نهرا‬
‫أكاله اف يبكي كأحرا‬
‫ال أطيق لهن حصرا‬
‫القدر من بالفضل مغرا‬
‫كمن لو قد طاب ذكرا‬
‫فتراه في الحالين بحرا‬
‫فدعوه بدرا‬
‫كمما كتبو صاحب الترجمة كىو بالسجن إلى المولى إسماعيل األمير رحمو اهلل قولو‪:‬‬
‫ىل من يجيب ندا من يشتكي‬
‫مستصرخان من جوره فعسى‬
‫في حالة المسكين مرتديا‬
‫كالمسك فيما مر كل فتى‬
‫أضحى مقيد األسر ممتهنان‬
‫مع أدىم صعب القياد على‬
‫كانت تذيب الصخر سطوتو‬
‫حتى لقد رؽ الحسود لو‬
‫قد نكدت حاالتو كعدت‬
‫قالوا طلعت على اليقين بما‬
‫حيراف ما أحد يساعده‬
‫يدعو فبل أحد يجيب ككم‬
‫متذكران دىران حبل كخبل‬
‫متغزالن فيمن يغازلني‬
‫رب الجماؿ ترل القلوب لو‬
‫متفرد بالحسن ليس لو‬
‫رشا يلين قناه معطفو‬
‫ذك منطق أضحى كمبسمو‬
‫فعقوده كحليو أخذت‬
‫كنظاـ من حاز العلى كغدا ‪ ...‬جور الزماف كطرفو يبكي‬
‫أحد يرؽ لحالو المبكي‬
‫للذؿ بعد العز كالملك[ِّّ‪-‬أ]‬
‫مغران بو كاليوـ كالمسكي‬
‫يا عرفي ترح كفي ضنك‬
‫قدميو كىو الفارس المحكي‬
‫كاليوـ كاد يلين إذ يشكي‬
‫كبكى ككاف عليو في ضحك‬
‫طلبل فقلت لها قفا نبكي‬
‫قد صار فيو لعدت في شك‬
‫في النوح غير حمامة األيك‬
‫لبى الندا باأللف كالملك‬
‫ذكراه فاح كنفحة المسك‬
‫عند الوصاؿ بطرفو التركي‬

‫(ُ‪)ِّٗ/‬‬
‫قد أذعنت يا صاح بالملك‬
‫ند فنزىة من الشرؾ‬
‫كلحاظو تغريك بالفتك‬
‫فالكل مثل الدر في السلك‬
‫من ذاؾ حسن النظم كالسبك‬
‫في علمو ينسيك بالسبك‬
‫ثم خرج إلى المديح كقد قرضها عمو المولى الحسن كأجاب عليو في ىذا الوزف كالركم‪،‬‬
‫كالكل مثبت في ديواف السيد إسماعيل األمير كلصاحب الترجمة مكاتبان للمذكور أيضان كىو إذ‬
‫ذاؾ بالسجن سنة ُُّْىػ‪.‬‬
‫إلى من ترل اشتكي ما عناني‬
‫يصرفني صرفو كيف شا‬
‫كأنزلني بطن سجن بو‬
‫كليس يليق بشأف السرل‬
‫فعوضني عنهما ادىما‬
‫كأصبحت في األسر عن أسرتي‬
‫فيا ليت شعرم ىل محبي‬
‫فكم ساـ طرفي لمع البركؽ‬
‫فما للزماف أتانا بما‬
‫كفرؽ بين الخليلين ال‬
‫كشدد في األمر حتى لقد‬
‫فبل كالذم كىو كل المنى‬
‫إذا مر ذكراه في خاطرم‬
‫كىل بعد ىذا ترجى الحياة‬
‫كمن ذا مجيرم من جوره‬
‫تنكر لي فالصديق الوفي‬
‫كىذا ابي كاخي كلما‬
‫كما ذاؾ عن جفوة منهما‬
‫كلكن أمر القضاء غالب‬
‫كقد سالماه على كيفما‬
‫فلم يبق لي غير حرفي عسى‬
‫كلكن قد غلب اليأس ما‬
‫بل حسن ظني في خالقي‬
‫كخل الملوؾ كما حاكلوا‬
‫لقد صرت انظر ما أرتجيو‬
‫ككم كف عني كف األذل‬
‫فأحمده كلو الشكر كالثناء‬
‫كأسالو العفو كالصفح كالتجاكز‬
‫‪ ...‬كفي قبضة الدىر أضحى عناني‬
‫ذات الشماؿ كذات اليماني‬
‫جميع الهموـ ككل الهواف‬
‫غير السرير كظهر الحصاف[َٕأ‪-‬ب]‬
‫حديدان كسجنان لقصد امتهاني‬
‫كعن أىل كدم بعيد المكاف‬
‫بغمداف أـ صار فوؽ العناف‬
‫من تحتو مثل لمعاف السناف‬
‫لدل ذكره تكشف النيراف‬
‫لذنب لقد فرؽ الفرقداف‬
‫تجافى الزيارة طيف الغواني‬
‫أراه كال ىو أيضان يراني‬
‫زجرت من الخوؼ عنو لساني‬
‫كالموت أىوف مما دىاني‬
‫كمن ذا معيني فيما عناني‬
‫من خوؼ قيل كقاؿ قبلني[ِّْ‪-‬أ]‬
‫دعوتهما ينقذاني دعاني‬
‫كحاشاىما رغبة يتركاني‬
‫فقف عند طوع حكم الزماف‬
‫يشاء كالي كفو سلماني‬
‫كعل كما العيش إال أماني‬
‫رجوت كأملتو في فبلف‬
‫كصدؽ الرجا عن كعن يكفياف‬
‫فكل سول مالك الملك فاني‬
‫من غارة اهلل مراء العياف‬
‫ككم محنة عظمت قد كفاني‬
‫الجميل على ما ابتبلني‬
‫عن عثرات اللساف‬

‫(ُ‪)َّّ/‬‬

‫ثم خرج إلى المديح كطلب الدعاء بتفريج كربتو‪.‬كلصاحب الترجمة مجيبان على المذكور أيضان‪:‬‬
‫دعني من التشبيب في‬
‫كبحاجب حجب السلو‬
‫كالنوف فيو النور ىل‬
‫كبوجنتو كالورد في‬
‫كبمبسم فلح بو‬
‫كبقامة ألفية‬
‫كبطلعة فتانة‬
‫من اغيد لما دعا‬
‫لطفت شمائلو لذا‬
‫كتخل من ىذا كذا‬
‫كاستجل أبياتان أتت‬
‫ككافت ككجهي عابس‬
‫كاليأس قد طرد الرجا‬
‫كتغلقت أبوابو‬
‫تاهلل ما دخلت علي‬
‫هلل درؾ من ىماـ‬
‫أحسنت في البأساء‬
‫كالصبر أجمل بالفتى‬
‫كالصبر عند الخطب مثل‬
‫‪ ...‬طرؼ سباني بالدعج‬
‫عن السجى بو ارج‬
‫مزجت بحبر من سبج‬
‫لوف كفي طيب األرج‬
‫ىاـ الشجى بو كلج‬
‫ما في الغراـ بها عوج‬
‫جبلت على سلب المهج‬
‫قلبي لي العشق انزعج‬
‫ؾ ىواه بالركح امتزج‬
‫فلذاؾ أكعى للهوج‬
‫في الخطب كالصبح ابتلج‬
‫من جور دىر فابتهج‬
‫عني فولى كاندرج‬
‫فاتت بمفتاح الفرج‬
‫كأقبلت األخرج‬
‫قد على أعلى الدرج‬
‫للقلب الكئيب بمن درج‬
‫كبذا تظافرت الحجج‬
‫الفلك في كسط اللجج‬
‫كمطلع أبيات ضياء الدين األمير رحمو اهلل قولو‪:‬‬
‫صبران على غصص الزماف‬
‫ال تجز عن كال يكن‬
‫إف اللطيف البر عز‬
‫كم من غريق قد أغاث‬
‫فغدل كراح كعاش‬
‫ال تنس دعوة يونس‬
‫كرر تبلكتها بليلك‬
‫فبشرىا من بطن حوت‬
‫كعليك بالتفويض كارج‬
‫لو يعلم اإلنساف ما‬
‫فيو من الصبر الجميل‬
‫كالدار فاعلم دار قلعة‬
‫ما أحلولوت إال كمرت‬
‫كمصاب زيد كالحسين‬
‫لك فيو أعظم أسوة‬
‫كاهلل أساؿ أف يمن‬
‫كلكل من في السجن ‪ ...‬فسوؼ يأتيك بالفرج‬
‫في الصدر من ىذا حرج‬
‫كجل يفتح ما ارتتج‬
‫كقد توسط في اللحج[ِّٓ‪-‬أ]‬
‫أرغد عيشو ثم ابتهج‬
‫لما ألج بها كعج‬
‫كالنهار إذا كلج‬
‫بطن بحر قد خرج‬
‫كغير ربك ال ترج‬
‫في الشر يطوم ما انزعج‬
‫يعود مرتفع الدرج‬
‫ال تزاؿ على عوج‬
‫ذا بذاؾ قد امتزج‬
‫ككم ككم ممن درج‬
‫كىم ىم كىم الحجج‬
‫لكم بتعجيل الفرج‬
‫من داف كعاؿ في الدرج‬
‫كلصاحب الترجمة مكاتبان للمذكور أيضان من ىجرة شاطب سنة (ُُّٖىػ) [ُٕأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫ما حبل لي غير صافي مشربك‬
‫كن كما شئت كلو أنكرت من‬
‫فتحكم في فيما تشتهي‬
‫طاؿ تعذيبي في نار النول‬

‫(ُ‪)ُّّ/‬‬
‫غير أني قائل ال ذنب لي‬
‫فعبلـ الهجر قل لي فلقد‬
‫كلئن أذنبت إني تائب‬
‫فأجرني كاقل عثرة من‬
‫أيها النازح عني أنت في‬
‫أنا اشكو منك شكول عندىا‬
‫جد بي السقم كأنت اليوـ يا‬
‫فمتى يطول بساط األرض يا‬
‫كلقد آنس قلبي جدكة‬
‫بشرتني بالتبلقي فعسى‬
‫عجبان يا نار خديو لمن‬
‫عاذلي دعني كشأني في الهول‬
‫قدمي راسخة في الحب ال‬
‫يا فؤادم في التصابي لم يكن‬
‫تعب سعيك في الحب كيا‬
‫فاترؾ الحب ألىليو كفي ‪ ...‬الكخمر عتقت من شنبك‬
‫ىو أف انصفتني من نسبك‬
‫لم امل يا مالكي عن مذىبك‬
‫آح يا نار النول من لهبك‬
‫غير كد صادؽ يختص بك‬
‫رابني منك تراخي كتبك‬
‫مستجير خائف من غضبك‬
‫في الهول مشربو من مشربك‬
‫مهجتي ال في معاني كتبك‬
‫رقة تبكي غوادم سحبك‬
‫نور عيني تائو في لعبك‬
‫ىاجرم للقرب أبدم نحبك‬
‫ىي من جديك ال من خطبك‬
‫نارىا تطفي لظى من كصبك‬
‫يدعي جنتو في لهبك‬
‫أنا لم أقبل دعاكم كذبك‬
‫ارتضى المشي بها في عقبك‬
‫لي نصيب فاسترح من نصبك‬
‫ليتو يحمد عقبى تعبك‬
‫مدح إسماعيل أقصى مأربك‬
‫كىي طويلة [ِّٔ‪-‬أ]‪:‬‬
‫كاشتغل في أخر أمره بعلم التصوؼ فسلك في منازؿ السائرين‪ ،‬كسار في مدارج السالكين‪.‬‬
‫كقاؿ ىذه القصيدة البديعة التي تبنئ بحالة‪.‬‬
‫ثم أدرىا في كؤكس الحكم [ِّٕ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[( ٗٗ‪ )/‬إسماعيل بن علي بن القاسم الشهارم] * (ُ)‬
‫(……‪َُُِ-‬ىػ‪ُٕٖٗ……/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل ابن اإلماـ القاسم‪.‬‬
‫[نشأتو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر(ُ‪ ،)َّّ-ِٗٗ/‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ُ‪،)ِٗٗ/‬‬
‫مصادر الفكر للحبشي (ُّٓ)‪ ،‬الحدائق المطلعة(خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ)‬
‫ترجمة (ِّٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّّ/‬‬

‫نشأ بػ(شهارة) كسلك سبيل آبائو الكراـ‪ ،‬كنهج منهج سلفو األعبلـ‪ ،‬كقرأ في العلوـ‪ ،‬كاشتغل‬
‫بعالي األمور حتى نبل كصار أحد األعياف‪ ،‬ككاف لو خلق عظيم كسيادة كشهامة كنجابة‪ ،‬كمرؤة‬
‫كاملة كتواضع ككرـ كرئاسة‪ ،‬كفضائل جمة؛ ككاف يفد إلى حضرة اإلماـ المهدم بن المنصور‬
‫فيعظمو تعظيمان بالغاء كيعرؼ حقو‪ ،‬كيعطيو الخلع النفيسة كالخيوؿ المسومة‪ ،‬كالجوائز العظيمة‪،‬‬
‫كال يزاؿ األعياف مدة إقامتو بصنعاء يزكركنو إلى محلو كيتهادكنو كيجتمعوف بسببو اجتماعات‬
‫عجيبة‪ ،‬ككاف محبوبان في الصدر معظمان في النفوس‪ ،‬صاحب تقول كعبادة‪ ،‬ككرع كزىادة‪،‬‬
‫كعمل بالسنة كمواظبة على الهدم النبوم كتخرج عليو جماعة من أىل بيتو ك [……‪]..‬‬
‫(ُ) كمحاسنو كثيرة‪.‬‬
‫[مؤلفاتو كنماذج من شعره]‬
‫كلو ديواف شعر جمعو كلده جماؿ الدين‪ ،‬كشعره جيد فمنو قولو‪)ِ(:‬‬
‫ضحك البرؽ من فنوف الغمامة‬
‫كافاضت شؤكنو كاكف الدمع‬
‫مذ تؤلأل على الغوير كحاكا‬
‫فلقد ىمت كأنما ما أالقي‬
‫كتحملت عهده الشوؽ حتى‬
‫كبدا الدمع في الخدكد فأبدا‬
‫كالصبابات ليس تخفي على من‬
‫يا عذكلي على الهول ال تلمني‬
‫لم تبلقي في بحره ما أالقي‬
‫فألغ تنميق حاسد يتخطى‬
‫كارث لي سالكان طريقة عشقى‬
‫إنما العاشقوف في الناس صنف‬
‫من يمت عاشقان يمت كشهيد‬
‫كلذا قمت في المحبين داع‬
‫خالعان للعذار في الحب راؽ‬
‫مستقيمان على الطريقة فيو‬
‫ظلت اشكو إلى الحمامة كجدم‬
‫تتغنى على الغصوف فأبكي‬
‫قلت لما سمعتها ذات يوـ‬
‫يا حماـ الغصوف رفقا بقلبي‬
‫بك ما بي أـ أنت ذات غراـ‬
‫أـ قضى اهلل بالهياـ على من‬
‫ما أرل من يحب إال قريبا‬
‫زار ناديك كل حين كأبدا‬
‫لم يزؿ ساىران في البين ساه‬
‫كلفان بالحلوؿ من سفح نجد‬
‫راعو البين كالتباعد لما‬
‫يا حلوؿ الحمى أعيدكا زمانان‬
‫كارفقوا فالمحب في الحب أضحى‬
‫كاسمحوا بالوصاؿ عما قريب‬
‫كاعيدكا لو ليبلت كصل‬
‫كارفعوا الحجب عن غزاؿ تجنى‬
‫كم تصورت حسنو في الدياجي‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬بياض قدر ثبلثة اسطر‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ُ‪ )َِّ-َُّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّّ/‬‬

‫بالعيوف المبلح كاف غرامي‬


‫بالقلب أمسى أسير الغواني‬
‫كلصب مر النسيم الذم يظهر‬
‫ما غدا خافق الصباح إذا ما‬
‫‪ ...‬كبكى الصب حين شاـ ابتسامو‬
‫فركل يويلهن مقامو‬
‫ىو كالسحب مبسمان كلثامو‬
‫من شجوف كصبوة كمبلمو‬
‫أنفذ الحب في الفؤاد سهامو‬
‫كامن الحب فهو فيو عبلمو‬
‫خاض في الحب عارفان أحكامو‬
‫أنت منو في صحة كسبلمو‬
‫ال كال خضت لجة بزعامو‬
‫باألقاكيل كاذبان ككبلمو‬
‫مستقيمان كالزـ اإلستقامو‬
‫كعدكان في الجزاء بدار المقامو‬
‫كنيل بعد جنة ككرامو‬
‫في سبيل الهول فكنت إمامو‬
‫منبر الشوؽ ناشران أعبلمو[ِّٖ‪-‬أ]‬
‫بالغان فيو يا عذكؿ سنامو‬
‫كىي تشكو من المحب الظبلمو‬
‫كتباكي فابتدل في المبلمو‬
‫كىي تبكي فيما البكاء كعبلمو‬
‫كفؤادم كمهجتي المستهامو‬
‫كاف حيتمان حتى تقوـ القيامو‬
‫في الهول كاف ربعو يا حمامو‬
‫من معانيك في فركع البشامو‬
‫في المحبين كجده كىيامو‬
‫يسلب الشوؽ لبو كمنامو‬
‫ضاربان في الهول لديهم خيامو‬
‫سكن المنحنى كحلوا برامو‬
‫حفظ الصب عهده كذمامو‬
‫سلىمان دمتم إليكم زمانو‬
‫يم ى‬
‫للمعنى بكم كردكا كإسبلمو‬
‫يتمنى في سلكهن انتظامو‬
‫فجنى في الفؤاد حتى أضامو‬
‫فهجرت الرقاد فيها ظبلمو‬
‫و‬
‫كبنجد و‬
‫مورد كبقامو‬
‫كلطرؼ عدمت فيها منامو‬
‫في الناس كجدة كسقامو‬
‫ىبت من سفح حاج ور كتهامو (ُ)‬
‫كلو‪ :‬مجيبان على كلده جماؿ الدين كقد كتب إليو أبياتان من (صنعاء) يستقنص منو جوابها لما‬
‫طلب منو جماعة من األعياف أطلعهم على شعر جديد لصاحب الترجمة فقاؿ‪:‬‬
‫ذكرتني بسالفات الليالي‬
‫كعهود قضيت فيها للبانات‬
‫نسمة عطرت كقد عبرت بي‬
‫بأريج أذكى من المسك نشران‬
‫كأتتني كقد ألم بجفني‬
‫فأقامت كأقعدت من غرامي‬
‫كأعادت أىبلبها من شبابي‬
‫من مليح شقيقة البدر سنان‬
‫طاؿ ما طاؼ من مقبلو العذب‬
‫كتمليت من شمائلو الغر‬
‫كجرت بيننا أحاديث كجد‬
‫كأذلنا من الدموع سركران‬
‫إذ شكى غب ما شكوت من البين‬
‫كتثني نشواف من طلب اللقيا‬
‫يخجل الغصن إف ثار تثنيو‬
‫__________‬
‫(ُ) القصيدة أكردىا زبارة في نيل الوطر (ُ‪ )َِّ-َُّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّْ/‬‬

‫كإذا ما أحنة فاحم الجعد‬


‫خلت ليبلن أجن بدران كأبدا‬
‫أك محيا أبي الوجيو كقد طاب‬
‫بنداماه السادة القادة الصيد‬
‫من إليهم يعز حديث المعالي‬
‫من بهم يهتدم كما صح في النص‬
‫حلفا الوفاء بالذمم‬
‫المجلوف عنو من كرب الغربة‬
‫كم أخ لي منهم كابن على ريب‬
‫ال اسميهم لمن سأؿ عنهم‬
‫حافظوا الجار باذلوا العرؼ‬
‫حفظ اهلل لي ذكاتهم الطاىرة ‪ ...‬بمغاف حفت بسرب الجماؿ‬
‫على راحة من العذاؿ‬
‫من مهب الجنوب فج الشماؿ‬
‫لشذاه تحي الرفات البوالي‬
‫سحران من شذاه طيب الكماؿ‬
‫كل ميت كجددت كل باؿ‬
‫ما دعاني إلى ادكار الوصاؿ‬
‫كسناء كبهجة في الكماؿ‬
‫ن‬
‫على الصب بالمعين الزالؿ‬
‫بمغن عن نشوة الجرياؿ [ِّٗ‪-‬أ]‬
‫نشرىا قد حكى نظيم الؤللى‬
‫بالتبلقي الواكف الهطاؿ‬
‫كعهد الجفى كطوؿ المطاؿ‬
‫بقد كاألسمر العساؿ‬
‫آكاف اللقا نسيم الدالؿ‬
‫كأبدا جبينو المتؤللي‬
‫أك صباحان أزاح سود الليالي‬
‫لو األنس في ربوع أزاؿ‬
‫الميامين عمدة األقياؿ‬
‫كالي مثلهم مشد الرحاؿ‬
‫عن المصطفى ببل إشكاؿ‬
‫الوافي بأشراطها ثقات الرجاؿ‬
‫حقان عظائم األثقاؿ‬
‫زماني ىم أسهمي كنضاؿ [ِٕأ‪]-‬‬
‫فهم يعرفوف أىل المعالي‬
‫معرفوف بالفضل في حميد الخصاؿ‬
‫الغر عن تغير حاؿ‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر‪ .‬كلو مهنيان لولده بأعراس من قصيدة مستهلها‪:‬‬
‫دنا فتجلى زائران كىو كالبدر‬
‫عزيز جماؿ ناب صبح جبينو‬
‫كأخجل بالتفتير ناعس طرفو‬
‫كصاؿ بأسحار الجفوف كطالما جلبن‬
‫كأطلع ماء الحسن في ركض خده‬
‫كفي ثغره إف قيل ما ضم ثغره‬
‫كعنو ابتساـ البرؽ يحكي مشبها‬
‫فينشده من ىاـ في حبو لقد حكيتػ‬
‫كعنو لنا نركم قبليد جيده‬
‫كينعتو صبي الجميلة مقلة‬
‫كتحكيو أغصاف البشامة قامة‬
‫كأكذبها تفاحتا صحن صدره‬
‫كرقة أعطاؼ يرؽ للفظها‬
‫طبلئع حسن اشرقت من صفاتو‬
‫عيوف عليها خاطرم فمدارىا‬
‫ككم آية للحسن أغفلت ذكرىا‬
‫ألم بها ركحي كإف كنت نائيان‬
‫خلعت عذارم دكنها في شبيبتي‬
‫كقمت مقامان في الهول لم يقم بو‬
‫فما عفى حتى ناؿ غاية قصده ‪ ...‬كمن حولو األتراب كاألنجم الزىر‬

‫(ُ‪)ّّٓ/‬‬

‫كقد الح في الظلماء عن طلعة الفجر‬


‫عيوف المها بين الرصافة كالجسر‬
‫الهول من حيث أدرم كال أدرل‬
‫من الورد كما يعني المقل عن التبر‬
‫جرل سلسبيل في عقيق على در‬
‫إذا أفتر في داج أثبت من الشعر‬
‫ػت كلكن فاستمع في الهوىعذرم‬
‫كىو ما تركل العقود عن الثغر[َِْ‪-‬أ]‬
‫كجيدان كلكن لم يصب صنعو السحر‬
‫حكاية زكر ردىا ناحل الخصر‬
‫كأقراط تبر صوتها يخجل القمر‬
‫كرقتها سقيان لها جلمد الصخر‬
‫مشارقها قلبي كمغربها صدرم‬
‫بأفبلؾ قلبي كىو ال غيرىا بدرم‬
‫لقصد احتشاـ أكلصوف الهول العذرم‬
‫كمثلها قلبي كمازجها فكرم‬
‫كألحقت بالماضي المقابل من عمرم‬
‫سوام كأثواب العفاؼ سترم‬
‫جماؿ الهدل سم العدا أطيب الذكر‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة بشهارة موئبلن للعفاة كركن عظيمان ألىل تلك الجهات كمفرعان يلجأ إليو‬
‫لحل المشكبلت‪ ،‬نافذ الكلمة مطاعا في أىلو‪ ،‬محبوبان عند رعيتو كإليو كالية كصية المولى‬
‫الحسين بن المؤيد كإقطاعات شهارة كمشارفة على سياسة تلك المحبلت‪.‬‬
‫[كفاتو كمؤلفاتو]‬
‫إلى أف توفاه اهلل تعالى في شهر محرـ سنة إحدل كمائتين كألف بشهارة رحمو اهلل تعالى كلو‬
‫ديواف شعر لطيف جمعو كلده جماؿ الدين كأخر ما قالو من الشعر قولو من أبيات‪:‬‬
‫على أف ما أسلفت في زمن الصبا‬
‫خبل أف أبواب المتاب ألىلو‬
‫كفي حسن ظني فيو جل جبللو ‪ ...‬كعصر مشيبي كاف غير جميل‬
‫مفتحة في بكرة كأصيل‬
‫على العفو كالغفراف أم دليل‬
‫[( ََُ‪ )/‬إسماعيل بن ىادم المفتي] (ُ) *‬
‫(‪ُٕٖٓ-.../ُُٖٗ-...‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ ( ‪ ،)ُْٓ-ُّْ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُٓٔ-ُٓٓ/‬طبق الحلول (ُٖ)‪،‬‬
‫طبقات الزيدية القسم الثالث‪( .‬انظر فهارسو)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّٔ/‬‬
‫السيد العبلمة أبو محمد ضياء الدين إسماعيل بن ىادم بن إبراىيم[ُِْ‪-‬أ] بن الحسين بن‬
‫أحمد بن عز الدين بن محمد ‪-‬مؤلف الحاشية على الكافية‪ -‬ابن عز الدين بن صبلح بن‬
‫الحسن بن اإلماـ الهادم علي بن المؤيد بن جبريل بن األمير المؤيد بن أحمد المهدم بن‬
‫األمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن األمير عبد اهلل‬
‫بن اإلماـ المنتصر محمد بن اإلماـ المختار القاسم بن اإلماـ الناصر أحمد بن الهادم كبقية‬
‫نسبو معركؼ‪.‬‬
‫[نعتو كمشايخو مشايخو]‬
‫ىو السيد العبلمة الورع الزاىد‪ ،‬إماـ العلماء العاملين‪ ،‬كرأس الفضبلء المتقين‪ ،‬قرأ بػ(صنعاء)‬
‫(ُ) على القاضي العبلمة أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ [ِٕب‪-‬ب]‪ .‬كانتفع بو كثيران‬
‫كتخرج عليو كالزمو كقرأ في السنة على القاضي أحمد قاطن كلم يزؿ يدأب في العلوـ حتى‬
‫فاؽ األقراف كحقق النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين كالمنطق كالفقو كالحديث‬
‫كالتفسير‪ ،‬ككانت لو عناية كلية بالعلم كرغبة كاملة في كل تأليف‪ ،‬مع خلق عظيم ككرع شحيح‪،‬‬
‫كىدم حسن كديانة تزين ذاتو الشريفة كأمانة تحيط بسماتو اللطيفة‪ ،‬كصبر على ضيق العيش‬
‫كثير المراقبة هلل تعالى‪ ،‬كالخوؼ كالبكاء من خشية اهلل‪ ،‬كتخرج عليو جماعة من األعبلـ منهم‬
‫شيخنا العبلمة جماؿ الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ ككالدم كغيرىما‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫كلم يزؿ مدرسان للعلوـ باذالن نفسو في رضى الحي القيوـ حتى توفاه اهلل تعالى في شهر رجب‬
‫سنة ثماف كتسعين كمائة كألف بصنعاء كرثاه تلميذه المولى محمد بن محمد بن أحمد بن‬
‫الحسين بن علي بن المتوكل رحمو اهلل بقولو‪:‬‬
‫يالو فادح ألم كخطب‬
‫كمصاب أجرل الدمع فأضحت‬
‫إذا فقدنا حبران كبحران خضما‬
‫كجب‬
‫طود علم مضى كللقلب ه‬
‫سيد ماجد كندب كريم‬
‫حاكلت نيل ما حواه فحوؿ‬
‫فغدت عن عبل عبله كإني‬
‫ىو ال شك بالرثاء حرم‬
‫كيف ال كىو في سماء الفضل شمس‬
‫__________‬
‫(ُ) كفي طبق الحلول كفاتو سنة (ََُٓىػ) ككذا في طبقات الزيدية‪.‬‬
‫(ُ‪)ّّٕ/‬‬

‫فإذا ما قصدت عن ترؾ الماء‬


‫عاش فينا كلم ترقو قصور‬
‫راضيان بالقليل من عيش دنيا‬
‫لو سئلنا فداه بالنفس كالما‬
‫غير أنا بما قضى الرب نرضى‬
‫يا سقاة الغماـ ما ضم لحد ‪ ...‬منو كادت شيم الجباؿ تمور‬
‫سافحات كأنهن بحور‬
‫حجبتو عن العيوف صخور‬
‫كحنين كأنة كزفير‬
‫كصبور لدل الخطوب كقور‬
‫فاعتراىا لدل المراـ قصور‬
‫لرجاؿ على السماؾ عبور‬
‫كامتداحي كما أقوؿ جدير‬
‫بسناىا يهدم السبيل حبور‬
‫موؿ منو فشأني التقصير‬
‫شامخات كزخرؼ كحرير‬
‫قنوعان علي اليسير شكور‬
‫ؿ فهو فعلنا كذاؾ فيو يسير‬
‫فهو فيما قضى حكيم خبير‬
‫كحوتو مسرة كحبور‬
‫[( َُُ) إسماعيل بن إسماعيل ناصر الدين الصنعاني] (ُ) *‬
‫(…‪…-…/…-‬ـ)‬
‫[اسمو كبعض أحوالو]‬
‫السيد العبلمة ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن إسماعيل بن ناصر الدين الزـ البدر األمير دىران‬
‫طويبلن‪ ،‬كزكجو البدر بابنتو كقرأ عليو في فنوف العلم‪ ،‬كلم يزؿ يجتهد في الطلب كيقرأ على‬
‫مشايخ مشائخ عصره حتى حقق علوـ اآللة كالمنطق كاألصولين كالفقو كالحديث كبرز في كل‬
‫فن ككاف لو ذىن كقاد كذكاء كفطنة كألمعية‪ ،‬كميل إلى المسائل الدقيقة كاألبحاث الغامضة‪،‬‬
‫كنسخ بخطو عدة كتب‪ .‬كجمع شيئان كثيران من شوارد الرسائل النفسية في كل فن [ِّْ ‪ -‬أ]‬
‫[( َُِ‪ )/‬إسماعيل بن أحمد الكبسي الركضي] (ِ) *‬
‫(بعدَُُٓ‪ُِِّ-‬ىػ‪َُِٖ-ُّٕٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ِ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)ِٔٔ-ِِٔ/‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)َُْ/‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ )ِْٖ/‬استطرادان في ترجمة كالده‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّٖ/‬‬

‫السيد العبلمة ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن الحسن‪ ،‬ىو السيد العبلمة‬
‫الجليل الورع الزاىد النبيل المعركؼ بالكبسي قدكة العلماء العاملين كرأس الفضبلء المتقين‬
‫كلد بػ(الركضة) كبها نشأ كقرأ في العلوـ على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي كعلى‬
‫السيد العبلمة الحسين عبد اهلل الكبسي‪ ،‬كحقق النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين‪،‬‬
‫كأما الفقو فهو إمامو‪ ،‬كقرأ في كتب السنة كالتفسير‪ ،‬كمهر في كل فن كناظر كراجع كبحث‬
‫حتى صارت لو الملكة الراسخة في الفنوف‪ ،‬كدرس في كل فن منها مع تقول كعبادة‪ ،‬كزىادة‬
‫كخشوع‪ ،‬كتواضع كحسن خلق‪ ،‬كلين جانب‪ ،‬كإطراح لؤلعراؼ‪،‬كعدـ ميل إلى الدنيا الدنيئة كال‬
‫رغبة في المناصب[ّٕأ‪-‬ب] ينفر عن أرباب الدكؿ أشد النفور‪ ،‬كال يأكل كال يلبس إال مما‬
‫يسوغ لو شرعان مقبل على العبادة مؤثر للخموؿ ليس ىمو إالنشر العلوـ كالمراجعة‪ ،‬كالنظر في‬
‫المسائل كابتلى بعدـ كماؿ النظر لعينيو‪ ،‬فصبر ككاف إذا درس أك أراد البحث أمر من يمليو ما‬
‫يريده من الكتاب كربما ظافر بمناصر‪ ،‬ككاف لطيفان حسن المحاضرة‪ ،‬حافظان للتواريخ كسيرة‬
‫األئمة مشغوالن بفضائل اىل البيت عليهم السبلـ كأخبار الشيعة الكراـ‪ ،‬مائبلن إلى اإلنصاؼ ال‬
‫يحابي أحدان كلو شعر غالبو في مسائل كأبحاث‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره مجيبان على المولى علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ إلى دار االعتقاؿ‪:‬‬
‫سجع الحماـ بالشجوف حماـ‬
‫من كاف في أسر الهول فدموعو‬
‫يا بارقان من نحو غمداف (ُ) أتى‬
‫كسل الصبا ىل حملت عن صبهم‬
‫تركم أحاديث الغراـ مما جرل‬
‫ال معضل فالقطع عن كصلي لمن‬
‫من ىاـ في سبل الغراـ رمت بو‬
‫ارضى من الواشين ذكراىم كاف‬
‫مهبلن فبل أنسى العقيق كقد جرل‬
‫كبدكر ثم اشرقت في سوحو‬
‫زىر األقاح شنيها كإذا رمت‬
‫كيبله اف نظرت كاف ىي أعرضت‬
‫فسواد عيني لو طراه الرؽ نا‬
‫ما الغيد االالبيض تحمل سرنا‬
‫بييض لها الحبر الخضاب كنقطها‬
‫__________‬
‫(ُ) نحو غمداف‪ :‬أم نحو قصر غمداف كىو قصر مشهور بصنعاء‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّٗ/‬‬

‫كرؽ حكت سجع الحماـ إذا رقت‬


‫بلقا ء موالنا الكريم بجاره ‪ ...‬فلديو إطبلؽ العيوف مراـ‬
‫برد لنيراف الجول كسبلـ‬
‫بحديثهم ىل لؤلسير ذماـ‬
‫سر جواه القلب فهو غراـ[ِْْ‪-‬أ]‬
‫سندا لو عقد الوداد لزاـ‬
‫أىول بوضع الحاسدين مراـ‬
‫أطماعو في يمها فيضاـ‬
‫قد اسخطوا بكلومهم إذ الموا‬
‫من مقلتي فالركح فيو مقاـ‬
‫كشموس انس برجهن خياـ‬
‫بلوا حظ خلصت إليك سهاـ‬
‫كقع السهاـ كنزعهن آالـ‬
‫ؿ لقاىم فجرت بو األقبلـ‬
‫في طيها فصطورىن مداـ‬
‫خاؿ كمرات الحركؼ لثاـ‬
‫بفنوف دكحتها كطاب مقاـ‬
‫كهف الضعيف كللكراـ ختاـ‬
‫[( َُّ‪ )/‬إسماعيل بن علي بن المتوكل] (ُ) *‬
‫(…‪… -…/…-‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى ضياء الدين إسماعيل بن علي بن يحيى بن علي بن المتوكل إسماعيل بن اإلماـ القاسم‪.‬‬
‫[نشأتو كمشايخو مشايخو]‬
‫نشأ صاحب الترجمة‪ ،‬بصنعاء كقراء على القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ كعلى السيد‬
‫إسماعيل المفتي‪ ،‬كعلى القاضي الحسن بن إسماعيل المغربي‪ ،‬كعلى المحقق رزؽ سعد اهلل‪،‬‬
‫كغيرىم ؛ ككاف عبلمة في علوـ اآللة كالمنطق محققان متقنان كلو مشاركة قوية في علم األصوؿ‪،‬‬
‫كتخرج عليو جماعو‪ ،‬كىو خاؿ كالدم كشيخو قرأت عليو (شرح الشيرازم على التهذيب) في‬
‫المنطق ‪ ،‬ك(حاشية اليزدم) مع الحواشي‪ ،‬كمراجعة كتب الفن قراءة بحث كتحقيق‪ ،‬ككاف في‬
‫المنطق بحران زاخران‪ ،‬فإف أبحاث اليزدم صارت على ظهر قلبو يوردىا حفظان بلفظها‪ ،‬كأخذت‬
‫عليو شطران صالحان من شرح الغاية في األصوؿ كشيئان كثيران من شرح الجامي على الكافية‪ ،‬ككاف‬
‫حسن األخبلؽ لطيف الطباع حلو المحاضرة محبان للخموؿ قانعان باليسير‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو بصنعاء في شهر […‪ ].‬سنة […‪ )ِ( ]..‬ككاف كالده يلقب بالشتاء "ألف أخاه‬
‫كاف يلقب بالربيع لجماؿ كجهو فراعوا فيو النظير بالشتاء " (ّ)‬
‫[(َُْٖٔ‪ )/‬إسماعيل بن علي إسحاؽ] (ْ) *‬
‫__________‬
‫(ُ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ ]..........‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ُ‪.)َِٗ-ِْٗ/‬‬

‫(ُ‪)َّْ/‬‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى ضياء الدين إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم‪،‬‬
‫قد تقدـ ذكر جده كسيأتي ذكر آبائو‪.‬‬
‫[نشأتو]‬
‫نشأ صاحب الترجمة بصنعاء في حجر كالده كسلك طريق أىلو في األدب كمحاسن األخبلؽ‬
‫كشرؼ النفس‪ ،‬كلطف الطباع‪ ،‬كالتحلي بالفضائل‪ ،‬كلما عزـ كالده إلى جبل بني جرموز (ُ)‬
‫كاف في صحبتو [ّٕ ب –ب] كلم يفارقو سفران كال حضران‪ ،‬كقاـ بخدمة كالده كاالشتغاؿ‬
‫بمصالحو‪ ،‬مع التعلق باآلداب كمطالعة األسفار‪ ،‬كالتواريخ كالسؤاؿ عن المشكبلت كالمراجعة‬
‫في المسائل كالقراءة على كالده في النحو كالصرؼ‪ ،‬كعلى ابن عمو "الحساـ" (ِ) في المنطق‬
‫كالوضع كالبياف‪ ،‬كلما اعتقل كالده في سنة سبع كمائتين كألف كاف معو في (قصر صنعاء)‪،‬‬
‫فأقبل في الحبس على علوـ اآلالت كمراجعة كتب األدب كالتاريخ مع ذكا كالمعية كفطنة‬
‫كفكرة صائبة‪ ،‬كىو إلى اآلف سنة ست عشر كمائة كألف (ّ) في السجن مقبل على ذلك‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كبينو كبين أكالد عمو حساـ اإلسبلـ كصفي الدين عدة (ْ) [ِْٔ‪-‬أ] مكاتبات شعرية‬
‫كمطارحات أدبية‪ ،‬كشعره في غاية الجودة كالببلغة فمنو قولو مكاتبان للحساـ‪:‬‬
‫ركيدؾ أيها البدر المنير‬
‫قوامك عادؿ كاراؾ ظلما‬
‫كتمت ىواؾ في خلدم فأبدل‬
‫كأزعج خاطرم شوؽ ملح‬
‫فأبرز من لواعجو سطوران‬
‫ككم نظمت من غزلي عقودان‬
‫ككنت أظن كدؾ ليس يبلى‬
‫كخاب الظن فيك فليت شعرم‬
‫ىنيئان إف دمعي في ىواكم‬
‫منحتم بالقساكة نضو شوؽ‬
‫كأيسر ما لقيت األسر فيكم‬
‫نصرتم بالسلو على اجتنابي‬
‫كما ترؾ الجواب علي إال‬
‫إذا (ٓ) شابهتم األعداء كأنتم‬
‫كمن أصغى إلى قوؿ األعادم‬
‫فإف أنساكم السلواف عنو‬
‫نزلتم كاديان قرت عيوف‬
‫كأحشائي لكم كاد رحيب‬
‫__________‬
‫(ُ) بني جرموز‪ :‬بلدة من ناحية بني الحارث قرب صنعاء إليها ينسب السادة بنو الجرموز‪.‬‬
‫…انظر‪:‬معجم الحجرم (ُ‪.)ُْٖ/‬‬
‫(ِ) الحساـ‪ :‬أم محسن بن عبد الكريم‪.‬‬
‫(ّ) كفي نيل الوطر سنة (َُُِىػ)‪.‬‬
‫(ْ) عدة‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ٓ) في (ب)‪ :‬كإف‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬

‫كلوال أف في القلب اكتئابان‬


‫ألمبلت الدفاتر أم عتب‬
‫فجودكا بالجواب فكل قوؿ‬
‫كعذركم ينوب رضام عنو (ُ) ‪ ...‬كعطفك أيها الغصن النضير‬
‫علي بما حكمت بو تجور‬
‫سرائر كجدم الدمع الغزير‬
‫يهيجو التلهف كالزفير‬
‫لتشرح بعض ما حوت الصدكر‬
‫تزاف بها السوالف كالنحور‬
‫كعهدؾ ال تغيره الدىور‬
‫إذا لك منك عذران أـ نفور‬
‫طليق كالفؤاد بكم أسير‬
‫لو حاؿ تلين لو الصخور‬
‫كإف لم يكفكم منني الكثير‬
‫كمالي في محبتكم نصير‬
‫ليعرؼ بالجفا الخط الحقير‬
‫كالة قلوبنا فمن المجير‬
‫تكدر خلقو الصفو النمير‬
‫فما كلفني بكم إال غركر‬
‫لو بكم كطاب لها السركر‬
‫كقلبي الركض كالجفن الغدير‬
‫كحزنا دكف لفحتو السعير‬
‫كفهمت بما يكتمو الضمير‬
‫أشاعتو العدا كذبان كزكر‬
‫كذنب جفاكم عندم يسير‬
‫كلو إلى المذكور مشيران إلى قصة‪:‬‬
‫طيف خياؿ كاد من سفحنا يمضي‬
‫فركعو السجاف فارتد كالومض‬
‫أـ الشوؽ إف جد التذكر بالحشا‬
‫فبالوىم يدني البعض منا إلى البعض‬
‫أـ الطرؼ لما فارؽ النوـ كارىان‬
‫يمثل مسرل الطيف في زمن الغمض‬
‫أـ القلب مذ فارقتموه كلم يطق‬
‫ال يثاقو من بعدكم سرعة النهض‬
‫يمثل أشخاصان تداني جسومها‬
‫كلكن إلى غير التبلقي بو يفضي‬
‫أبينوا ففرط الحب لم يبق لي حجى‬
‫إلى ظاىر المحسوس من بعدكم يفضي‬
‫كلم أنس يومان بالكثيب تبرح الحبيب‬
‫لنا لما استراح من المض‬
‫كقد كست الجو السحاب مطارفان‬
‫تطرزىا بيض اللوامع بالومض‬
‫كلكنو لما رأل أعين الورل‬
‫عليو نطاقان عاد في سرعة النبض‬
‫كتشبيهو مذ حاؿ بيني كبينو‬
‫مهندا بغي ال يكل كال يغضي‬
‫كشخص بمرآءة تدانى كدكنو‬
‫من البعد ما بين السماكات كاألرض‬
‫فوا لهف نفسي كم أرل متسجعا‬
‫كأعرض إخبلصي لمن لم يرـ عرضي‬
‫كابذؿ كدم للذم عز نيلو‬
‫كأدنوا لمن يعطي القليل مع المحض‬
‫أأحبابنا ألهتكم عن كدادنا‬
‫رياض زىت بالنور كالنرجس الغض‬
‫كدار كؤكس األنس من راح سعدؾ‬
‫ـ كقد كللت في الدف بالحبيب الفضي‬
‫كخوذ إذا ما أرسلت سهم لحظها‬
‫يشق فؤاد الصب من قبل أف يمضي‬
‫كإف بسمت الليل عن در ثغرىا‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬منو‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫سمعت منادم الفجر يهتف بالفرض‬


‫سقى اهلل دىران لم يرعنا بفرقة‬
‫يصيب عهد لم يزؿ أثر مرفض‬
‫كلو أنها تشفي سقى اهلل علة‬
‫كصلت بها طوؿ البسيطة بالعرض‬
‫كال أعتب الدىر الخؤكف بفعلو‬
‫ألني قد أقرضتو (أحسن) القرض‬
‫كال ضامني منو التباعد كالجفا‬
‫كإف صار محني الضلوع على بغضي‬
‫كال ىد مني ركن مجد مشيدا‬
‫إذا عشت ما بين الورل كمعي عرضي‬
‫إذا عشت ما بين الورل كمعي عرضي‬
‫فيا ليت شعرم كاألماني ظلو‬
‫أحظى بما أملتو قبل أف أقضي‬
‫كذاؾ يسير ال عسير منالو‬
‫بفضل مليك األمر في البسط كالقبض‬
‫كىاؾ حساـ المكرمات خريدة‬
‫إلى الغير تلقي نجمها غير منقض‬
‫لقد رقمت من قبل تهذيب نظمها‬
‫مع الجهد في حث القريحة كالحض‬
‫بقيت ألحياء الفضائل كالندل‬
‫كللمجد كالعليا كالكرـ المحض‬
‫كلصاحب الترجمة إلى المذكور معاتبان لو بسبب تأخر جوابو عن أبيات كتبها إليو‪:‬‬
‫لقد كاف ذكركم مؤنسي‬
‫كساني ىواكم لباس السقاـ‬
‫كشوقي أكدم بصبرم الجميل‬
‫فيا قافبلن رد غير الدموع ىنيئان‬
‫كعرج سحيران بوادم الحبيب‬
‫أدراف كصلت كؤكس العتاب‬
‫كقل كنت من قبل ترؾ الجواب‬
‫فلما تركتم تيقنت ما‬
‫فليلي للسهد مثل الصباح‬
‫كقد كخط البين قلبي العميد‬
‫فيا عجبان لخطوب الزماف‬
‫زماف لنا كلجمع العدا‬
‫كيظهر عند قراع الخطوب‬
‫فهل يعتب الدىر في فعلو‬
‫سقى اهلل أيامنا بالعقيق‬
‫كغيدا أطلبها في المنى‬
‫كىيت لها محظ كدم األكيد‬
‫كملت إلى كصف بدر السماء‬
‫كشبهت برؽ الدجى بالثغور‬
‫كقد خجل البدر عند الكماؿ‬
‫كلكن ال أكتم حبي لها‬
‫كقد حجبت بطواؿ القنا‬
‫كقالت كقد سمحت مرة‬
‫منحتك كدم كصن الذماـ‬
‫كال أنقض العهد مهما حييت‬
‫فقلت صدقت بما قد نطقت‬
‫فقالت بلى إف كدم األكيد‬
‫كقد تنجلي غمرات الخطوب‬
‫فكم من فتى بعد طوؿ الخموؿ‬
‫ككم أسوة لك في يوسف ‪ ...‬ففيم تنوسيت فيمن نسي‬
‫كذلك من أشرؼ الملبس‬
‫كالنار في الحطب األيبس‬
‫كمن نار قلبي أقبس‬
‫كفي سفح معهده عرس‬
‫مدار المدامة في األكوس‬
‫عن صوف كدم لم أيأس‬
‫ظننت كأصبحت كالمبلس‬
‫كصبحي للشوؽ كالخندس‬
‫كخط المهند في القونس‬

‫(ُ‪)ّّْ/‬‬

‫نلت جناىا كلم أغرس‬


‫كالزبد كالصخر في الملمس‬
‫سعد النجوـ من األنحس‬
‫فتى ذؿ من حظو األككس‬
‫كثوب التفرؽ لم يلبس‬
‫كعند المناـ كلم أنعس‬
‫تحسن في فعلها أك تسي‬
‫كنعت غصوف النقا الميس‬
‫كأطنبت في أعين النرجس‬
‫كالبرؽ من ثغرىا األلعس‬
‫كأرعى ىواىا فلم يدنس‬
‫كبيض الصوارـ كاألقوس‬
‫كقد شرفت باللقا مجلسي‬
‫فلم يضمحل كلم يدرس‬
‫كإف كنت في سجنك المؤنس‬
‫لو لم أذؿ كلم أحبس‬
‫إذا خرس الرد لم يخرس‬
‫بإشراؽ إطبلقك المشمس‬
‫يرفع جدان على األرؤس‬
‫ككم أسوة لك في يونس[ِْٗ‪-‬أ]‬
‫كلو إليو‪:‬‬
‫يا دار علوة بالكثيب العافي‬
‫كم فيك لي من مربع قبل النول‬
‫أياـ كنت لحج الهول قبلة‬
‫أياـ أسحب فيو ذيل للهو ال‬
‫كرباؾ قد نسج الربيع بساطها‬
‫تحنو الغصوف على المقيم بظلها‬
‫كالزىر يبتسم للنزيل بسفحها‬
‫كشربت من سلساؿ كد معاشر‬
‫ما كنت احسب أف أركل عنك من‬
‫كعن الذم سفكت دمي بلحاظها‬
‫لكنو جار الزماف بحكمو‬
‫كبخيلة بالوصل إال أنها‬
‫أضمت فؤادم بالفراؽ تحكمان‬
‫أدنو فتبعد في الهول عن مطلبي‬
‫كانت تطارحني الهول قبل النول‬
‫كتدير من ألحاظها كرضابها‬
‫حتى نضا عني الزماف لباسو‬
‫كلقد رجوت شفاء السقاـ بفعلها‬
‫فلبعد من أىول كصرـ كداده‬
‫يا علو عودم للناصف في الهول‬
‫قد كنت ملت إلى اللقا قبل النول‬
‫لو لنت الف لي الزماف بعطفو‬
‫كلقد رضيت بأف أموت صبابة‬
‫فتحكمي ما استطعت كاعرضي‬
‫يا جيرة جاركا علي ببعدىم‬
‫ضاقت اراضي الصبر بعد فراقهم‬
‫كعدكا بقرب اإلتصاؿ كاخلفوا‬
‫ستركا رحيلهم لكي يخفى كىل‬
‫يا ليت شعرم ىل بسفح البير قد‬
‫كلكم لهم من منزؿ لو أنصفوا‬
‫يا أنشر الفضائل في الدنى‬
‫كأركب جسيمات األمور فإنها‬
‫ال يخدعنك خوؼ ضعف الدىر عن‬
‫كأعلم بأف الموت لئلنساف في‬
‫هلل در عصابة ما منهم‬
‫أخاذ أركاح الكماة بسيفو‬
‫جمعوا خبلؿ األمجدين ببأسهم‬
‫ال يرتضوف الزىر عند نظامهم‬
‫كبر الملوؾ لهم على أعدائهم‬
‫إف كاف ينكر فضلهم بين الورل‬
‫كعسى بديلهم الزماف من العدل‬
‫كلكم لو من غارة شعول كمن ‪ ...‬حياؾ فهل الحيا الوكاؼ‬
‫سمح الزماف بو كمن مصطاؼ‬

‫(ُ‪)ّْْ/‬‬

‫غراء سجي حولها كطواؼ‬


‫كآف كال مصغ لقوؿ خبلؼ‬
‫كثمارىا قد أذنت بقطاؼ‬
‫كالما تلقاه بقلب صاؼ‬
‫إف التبسم من قرل األضياؼ‬
‫خلقوا جميعان من كفاء كتصاؼ‬
‫حذر العدا بمنازؿ كطراؼ‬
‫بمها العقيق كمائد األعطاؼ‬
‫كصطى عليا بفرقة األالؼ‬
‫قد أفرطت في الظلم باإلسراؼ‬
‫من بعد ما علقت لو بشغاؼ‬
‫كأجود كىي تظن باإلسعاؼ‬
‫لم تخش من عذؿ كال أرجاؼ‬
‫كأساف كأس ىول ككأس سبلؼ‬
‫فقفتو في اإلعطاء كاإلتبلؼ‬
‫لو كاف من ذا الصبابة شافي‬
‫أشفى لدم من الحبيب الجافي‬
‫فلقد بلوت تكرمي كعفافي‬
‫كبذلت محض الود كاإلنصاؼ‬
‫بعد اإلبا كجاد باإلتحاؼ‬
‫إف كاف ال يرضيك غير تبلفي‬
‫فأنا الذم صافيت غير مصافي‬
‫ىبل خياؿ في المناـ يوافي‬
‫بالشوؽ كىي رحيبة األكناؼ‬
‫الميعاد كحاشاىم من اإلخبلؼ‬
‫يخفى مسير الشمس في اإلسراؼ‬
‫نزلوا غداة البين أـ بجراؼ‬
‫طي الفؤاد كركضة ميناؼ‬
‫أعزـ لطي مهامو كفيافي‬
‫سبب النيل مراتب األشراؼ‬
‫طلب العلى كتقدـ األطراؼ‬
‫مؤل البقاء كالموت باألسياؼ‬
‫إال الكمي كتابع األسبلؼ‬
‫يوـ النزاؿ ككاىب األالؼ‬
‫كتفردكا ببدائع األكصاؼ‬
‫كلما فخل جواىر األصداؼ‬
‫كلدل القرا ىم أعبد األضياؼ‬
‫جسدان ففضل الشمس ليس بخاؼ‬
‫فلكم لدل الملكوت من ألطاؼ‬
‫فرج لكل ملمة كشاؼ‬
‫كلما تأخر الجواب على ىذه الفائية شنعها بقصيدة كافية فقاؿ‪:‬‬
‫ركيدؾ قلبي عنك ليس بمنفك‬
‫كشاىد كجدم مدمعي كدمي الذم‬
‫سمعت كبلـ الحاسدين كىجرىم‬
‫كأرسلت ألحاظان لقلب متيم‬
‫كعادت بو قسران كقد فعلت بو‬
‫كأفسدت منو بالهول كل صالح‬
‫فهبل صرمت الود كالصبر ممكن‬
‫كما كنت أخشى الترؾ منك كإنما‬
‫لك الود من قلبي على الغدر كالوفاء‬
‫إذا عن لي ذكراؾ ىيج لي األسى‬
‫كأفرغ كسعي في رضاؾ توددان‬
‫كلم أنس يوـ البين إذ قرح البكاء‬
‫كقد غاض من بعد التفرؽ كانقضى‬
‫كقامت على ساؽ لحربي حمائم‬
‫كجادت بتكرار الهدير كأنها‬
‫فداىقت كأس الدمع لما ترنمت‬
‫كمرت بنا ىوج الرياح عليلة‬
‫كلما سرت من نحوكم خلت أنها‬
‫كىيج سارم الطيف مذارم عابدان‬
‫كعاد كلم أظفر لسهدم بوصلو‬

‫(ُ‪)ّْٓ/‬‬

‫أأحبابنا إف فرؽ الدىر شملنا‬


‫كتبت كتابان أطلب الوصل صلة‬
‫فعاد نظامي خائبان بعد قصدكم‬
‫فكنت كمن يستعتب الدىر طامعان‬
‫لقد لعبت أيدم الخطوب بنا كما‬
‫كال عار فيما ناب منها كإف دجت‬
‫كمن كاف للعلياء طرازان مرصعان‬
‫ككم أسوة للمرء فيما ينوبو‬
‫كما ناؿ في حاؿ القياـ من العدل‬
‫كىيهات ما خطب الزماف بدائم ‪ ...‬كإف كنت في دعول الصبابة في شك‬
‫بحكم الهول أفنيت بالسفح كالسفك‬
‫كطاكعت أرباب الوشاية كاإلفك‬
‫فعلمت البيض الضبا صنعة الفتك‬
‫كفعل سيوؼ األؿ في عصب الترؾ‬
‫علي فبل قلب لدم كال نسكي‬
‫كىبل نقضت العهد كالقلب في ملكي‬
‫أرل طوؿ أسرم قد دعاؾ إلى تركي‬
‫كإف لم يكن غير القطيعة لي منك‬
‫كخلت ضياء الصبح للسوؽ كالحلك‬
‫فيفرغ باإلىماؿ كسعك في ىلكي‬
‫اآلماقي كثغر الدىر يفتر بالضحك‬
‫فمن ذا يعير الصب عينا بها يبكي‬
‫كقد خطت في الركض من منير األيك‬
‫لخوؼ النول إلف إلى إلفو يشكي‬
‫بألحاف سجع دكنها نغم الجنك‬
‫كاف بها ما بالفؤاد من الوعك‬
‫تعطرت األرجاء بالند كالمسك‬
‫تلهب شوؽ برده للظى يزكي‬
‫ككيف يزكر النوـ في منزؿ ضنك‬
‫فلم تمنعوا عن حبكم درر السلك‬
‫كأشكو من البين المفرؽ بالوشك‬
‫ككم مرة قد عاد بالرد كالترؾ‬
‫فيعتبو في الحاؿ بالهضم كالهتك‬
‫تلعبت األمواج في البحر بالفلك‬
‫فوادحها فالتبر يظهر بالسبك‬
‫فبل بد يومان للطراز من الحبك‬
‫بطو رسوؿ الخالق المجتبى المكي‬
‫إلى أف محت أنواره ظلم الشرؾ‬
‫فكم فك كىن كاف مستبعد لفك‬
‫[( َُٓ‪ )/‬إسماعيل بن محمد فايع ككالدىالقاسمي الصنعاني] (ُ) *‬
‫(َُُٔ‪ُُٖٖ-‬ىػ‪ُٕٕٓ-ُّٔٗ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)َْْ/‬معجم المؤلفين (ِ‪ ،)ِّٗ/‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬ذكب‬
‫الذىب (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ْْٗ‪ )ّْٗ،‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ ،)ُّٕ/‬الركض األغن‬
‫(ُ‪،)ُُِ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدة ص(ِٖٓ)‪ ،‬ترجمة (ِْٔ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٔ/‬‬
‫السيد ضياء الدين إسماعيل بن محمد بن علي فايع القاسمي الصنعاني الدار كالنشأة كالوالدة‪،‬‬
‫ككاف أجداده ساكنوف في جهات (صعدة) ثم تعلق جده بخدمة المولى [……] (ُ) كانتقل‬
‫إلى (صنعاء) مع مخدكمو المذكور ثم جعلو ككيبلن‪ .‬كلما توفي مخدكمو تزكج بحظية من جواريو‬
‫فحصل منها على أمواؿ كاسعة جدان كىي أـ كلده؛ ككانت لو معرفة في الخيل كالجماؿ كعلم‬
‫بمقدار أثمانها‪ ،‬فجعل الخليفة شراؤىا بنظره كاستمرت ىذه العهدة معو كمع كلده ككلد كلده‬
‫مع النظر فيها نحو مائة سنة‪.‬‬
‫[(َُٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬محمد بن علي فايع]‬
‫(‪ُُّْ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫ككاف السيد محمد بن علي فايع كثير اإلنفاؽ كالصدقات مع حسن نية ككرـ كخلق كسجية‬
‫كتوفي بصنعاء سنة ثبلث كأربعين كمائة كألف‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ].......‬بياض في أصولي‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٕ/‬‬

‫كأما صاحب الترجمة فإنو كلد في سنة ست كمائة كألف كنشأ نشأة حسنة‪ ،‬كلو جماؿ كنجابة‬
‫كنزكع إلى الفضائل فصحب المولى المحسن بن الحسين بن المهدم أياـ إمارتو بػ(صنعاء)‪،‬‬
‫كذلك في حدكد العشرين بعد المائة كاأللف‪ ،‬كلم يفارؽ حضرتو فبدت أىلة الكفاءة من غرتو‪،‬‬
‫كبزغ قمر الكماؿ من أسرتو‪ ،‬ثم حظي في الدكلة المتوكلية ككاف من أعيانها يستخص للجلوس‬
‫كيدخر لليوـ العبوس‪ ،‬كما زاؿ ملحوظان من المتوكل بعين التعظيم مقدمان في ديواف النعيم‪ ،‬مفاضان‬
‫عليو أنواع التكريم‪ ،‬حتى جاءت الدكلة المنصورية فعلت مرتبتو كزادت رفعتو‪ ،‬كانتظم في سلك‬
‫كزرائو‪ ،‬كفوض إليو الكثير من األعماؿ‪ ،‬كتوسط في بعض الببلد كاليمن األسفل ككاف المنصور‬
‫[ٕٓب‪-‬ب]يرل لو حق اإلخبلص‪ ،‬كيركن عليو في المشورة كالنصح‪ ،‬كيحتمل لو احتماالن‬
‫كثيران ألنو كاف حاد المزاج‪ ،‬سريع البادرة؛ ككاف صاحب الترجمة محبان للفضل كأىلو مبالغان في‬
‫فعل الخير كالمعركؼ كثير الصدقات قريب الجناف سهل الحجاب دينان خيران صالحان [ِْٓ‪-‬‬
‫أ] كثير العبادة كاإلشتغاؿ باإلكراد كمقببلن على الجناب اإللهي بقلبو كقالبو‪ ،‬محبان ألىل العلم‬
‫مغرمان بشراء الكتب حتى جمع خزانة كاسعة‪ ،‬كرأيت البدر األمير كتب إليو قصيدة يعزيو في كلد‬
‫صغير لصاحب الترجمة مات قبل التكليف ككاف عابدان كمطلعها‪:‬‬
‫جرل القضا بشموؿ الموت للبش ًر‬
‫ال تمنع الملك المرىوب أىبتو ‪ ...‬فالحمد هلل حمدان غير منحصر‬
‫كال الغواني حسن ّْ‬
‫الدؿ كالحور‬
‫كمنها‪:‬‬
‫صبران ضياء الهدل فالموت غاية من‬
‫فما لسهم المنايا حين توتره‬
‫فالصبر أحسن درع أنت البسو ‪ ...‬على البسيطة من بدك كمن حضر‬
‫قوس المقادير غير الصبر من كزر‬
‫عند الحوادث في كرد كفي صدر‬

‫(ُ‪)ّْٖ/‬‬

‫كلم يزؿ صاحب الترجمة من أعياف الدكلة كأركاف الخبلفة حتى توفاه اهلل تعالى في […]‬
‫(ُ)كلو ديواف شعر صغير فمن شعره مضمنان‪:‬‬
‫في الـ عارضو كرمح قوامو‬
‫فخشيت من فتك الرقيب فقاؿ لي‬
‫أترل الرقيب يحوـ حولك بعد ما ‪ ...‬كافا كقد فضح الغزالة بالسنا‬
‫ال تخش كانظر بالحقيقة ما ىنا‬
‫زرناؾ في زرد الحديد كفي القنا‬
‫كلما اطلع عليها المولى عبد اهلل بن علي الوزير نسج على منوالها فقاؿ‪:‬‬
‫كافا الحبيب بعارضيو كقده‬
‫فخشيت من عين الرقيب فقاؿ لي‬
‫زرناؾ في زرد الحديد كفي القنا ‪ ...‬كرناه كىو على جواد أشهب‬
‫ال تخش إنا مانعوه بموكب‬
‫كالمشرفية كالخيوؿ الشرب‬
‫كمن شعره مرثيتو في المتوكل على اهلل القاسم بن الحسين كىي مخمسة طويلة مستهلها‪:‬‬
‫أما العيوف فقد أفاضت أبحران ‪ ...‬دمعان غزيران كالعيوف تفجرا‬
‫كمن شعره قصيدتو التي مدح بها المنصور بن المتوكل كمطلعها‪:‬‬
‫سنابك الخيل بالتحجيل كالغرر‬
‫لها من الحلي ما للركض من ملح ‪ ...‬تلهو بها ال بنجم األرض كالشجر‬
‫إذا تزين باألكراؽ كالزىر‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ككاألىلة تعلوىا السركج إذا‬
‫ككم ركاب لها قد صيغ من ذىب‬
‫تفاكت السهم في مهراه حين برل ‪ ...‬الحت كمن فوقها المنصور كالقمر‬
‫غدا لها كجناح غير منتشر‬
‫مفوقان من يد الرامي من الوتر‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ينوب عن كتبو في الطرس ما كتبت‬
‫يا زينة الملك كاألياـ ىل ملك‬
‫فإف أبصارنا ترنو إليك كما‬
‫عليك بهجتها كالبعد يسترىا‬
‫‪ ...‬منها سنابكها بالقدح في الحجر‬
‫صورت أـ أنت قد صورت من بشر‬
‫نراؾ إال كضوء الشمس كالقمر(ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ]..........‬بياض في أصولي‪ .‬كذىب زبارة إلى أف كفاة صاحب الترجمة لعلها‬
‫كانت في سنة (ُُٖٖىػ) تقريبان ككاف عمره ينيف عن ثمانين سنة‪.‬‬
‫(ِ) في النسخة (أ) بعض االخطاء بعد ترجمة فايع السالف الذكر إذ كتب بعد القصيدة‬
‫األخيرة أبيات أخرل من ترجمة القحيف أما ص (ِٔٓ‪-‬أ) فقد تركت بياضان ككرر أسفلها‬
‫القصيدة السابقة التي مطلعها‪( :‬في الـ عارضة) إلى ((دمعان غزيران كالعيوف تفجرا))‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٗ/‬‬

‫كأنت بالقرب منا غير مستتر‬


‫[( َُٕ‪ )/‬إسماعيل بن أحمد القحيف الذمارم] (ُ) *‬
‫(‪ُُُِ-...‬ىػ‪َُٕٖ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الشيخ ضياء الدين إسماعيل بن أحمد [بن علي] القحيف نشأ بػ(ذمار) ككاف أديبان كنجيبان لطيفان‬
‫كلو في نظم األدب كلما رؽ كطاب‪ ،‬كتنقل في أعماؿ جليلة في أياـ صاحب المواىب ككاف‬
‫صاحب ثركة كحالة جميلة كبينو كبين المولى محمد بن يوسف بن المتوكل مكاتبات أدبية فمن‬
‫ذلك ما كتبو المولى محمد بن يوسف إلى صاحب الترجمة يستدعي إليو شيئان من الزنبق منها‬
‫في معرض ذكر ذمار‪:‬‬
‫ضياء الهدل إف الفؤاد مركع‬
‫تقضت بدار غير مخضرة الربا‬
‫كما سمحت عيني القريحة بالبكاء‬
‫فما آثرت إال نحوؿ رسومها‬
‫كأترح شيء نلتو بجوارىا‬
‫كرحلة أظعاف تود مسامعي‬
‫كذكرل أىاجت في الجوانح زفرة‬
‫كلوال الهول ما بت في شرؾ األسى‬
‫كللحب سورات على المرء لم يكد‬
‫سقى اهلل أكتاؼ العقيق كحاجر‬
‫فكم لذة قضيت فيها كصبوتي‬
‫أسرح طرفي في مركج كأنها‬
‫بثثتك فيو ما أجن من الجول ‪ ...‬لفرقة اياـ الربيع كما فيها‬
‫على شجن ايامها كلياليها‬
‫على سفحها إال ليمرع ناديها‬
‫كال أثمرت إال جفاكة أىليها‬
‫كلوـ فؤاد عز عني أسيها[ٕٔأ‪-‬ب]‬
‫تصم كال تصغي لرنة حاديها‬
‫يقوـ معوج الضلوع تماديها‬
‫أسامر أفبلؾ السماء كأناجيها‬
‫إذا أمرت لوال التجلد يعصيها‬
‫كحيا رباىا بالحيا كمعانيها‬
‫قشيبة أذياؿ الغراـ مباديها‬
‫قطائف أنبت عن تفرد موشيها‬
‫إلى زىر يسبي القلوب كيسلبها‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫أباف النول عن لوعة كاف يخفيها‬
‫ككاف على كعد من الصبر صادؽ‬
‫كباف ألىل الحي أف فؤاده‬
‫نعم ىو معذكر بريا فإنها‬
‫من الغيد مقبلؽ الوشاح يركدىا‬
‫مهفهفة ال تستطيع قركطها‬
‫تبين سرار البدر عند سفورىا‬
‫كتنظر عن عيني مهاة كما المها ‪ ...‬فهاىو ذا يبكي الديار كيبكيها‬
‫فأخلفو لما حدا الظعن حاديها‬
‫لريا كإف أبدم التجلد تمويها‬
‫معودة ترمي القلوب فتصميها‬
‫إذا انتهضت كعث اإلزار كيثنيها‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع األقمار (بتحقيقنا)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ِّْ/‬‬

‫(ُ‪)َّٓ/‬‬

‫على شغف منها بلثم تراقيها‬


‫كتخجل غصن الباف عند تثنيها‬
‫كال الترنم في حسن المقلد يحكيها‬
‫منها في المديح‪:‬‬
‫عقود تناىي في انتقاد فريدىا‬
‫أكاحد ىذا العصر نفسان كشيمة‬
‫كأثبتها قوالن كأطولها يدان‬
‫أتأسف من فوت الربيع كىذه‬
‫تنوب مناب الركض باكرة الحيا‬
‫تضاحك في حافاتها النور عندما‬
‫كأنت ربيع أينما كنت مخصب‬
‫كقد بعث المملوؾ نحوؾ ما بو‬
‫من الورد كالتفاح كالكل تحتو‬
‫كما الزنبق المطلوب حسنان كهذه‬
‫كدكنك أبياتان تكلف نظمها‬
‫كدمت قرير العين في ركضة المنى‬
‫كال زلت تبني ما بناه من العلى ‪ ...‬كما قد تناىى في السيادة منشيها‬
‫كسابق ابنا ىاشم كمجليها‬
‫إذا بسطت نحو المكارـ أيديها‬
‫لديك رياض صوب فكرؾ يسقيها‬
‫كصافحة سارم السحاب كغاديها‬
‫تخاطبها ريح الصبا كتحييها‬
‫فما عدمتو بلدة أنت ثاكيها‬
‫تعلل نفس المستهاـ فيحيها‬
‫لطائف تهواىا النفوس كتجنيها‬
‫تبارؾ موالىا الجميع كموليها‬
‫محبك فاختلت لذاؾ قوافيها‬
‫تخير أزىى الكبلـ فتجنيها‬
‫جدكدؾ حتى ينطح النجم عاليها‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة قولو‪:‬‬
‫يا برؽ من أفق ذمار لقد‬
‫أنائب يا برؽ عن مدمعي‬
‫كىل رقى دمع سليم غرا‬
‫يا برؽ في غزالنها شادف‬
‫فرؽ لي ساعة كدعتو‬
‫فرحت من دمعي كمن لوعتي‬
‫كراح الىي القلب من حلية‬
‫قولوا لو إف لم يكن محسنان ‪ ...‬ىيجت من العج أشواقي‬
‫فيها فدمعي ليس بالراقي‬
‫محلو ناء عن الراقي‬
‫أقلق قلبي أم إقبلقي‬
‫سهاـ ألفاظ كأحداؽ‬
‫ما بين إحراؽ كإغراقي‬
‫ما بين إرعاد كإبراؽ‬
‫رقى فليمنن بإعتاؽ [ِٔٓ‪-‬أ]‬
‫كلو معارضان ألبيات عمرك بن معدم كرب (ُ) المشهورة‪.‬‬
‫أعددت للحدثاف رحمة‬
‫إف كاف عمرك عد سا‬
‫كلنعم ما أعددتو‬
‫من كاف غير اهلل عدتو‬
‫يا من تميد الراسيا‬
‫يا من لو تعنوا الملو‬
‫أرجوؾ لؤلمر الذم‬
‫فأجب دعام كال تذر‬
‫كأغفر لعبدؾ كابن عبدؾ ‪ ...‬محصى ألنفاس عدا‬
‫بغة كعدان غلندا‬
‫كلبئس ما عمركا أعدا‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو عمرك بن معدم كرب بن ربيعة بن عبد اهلل الزبيدم فارس اليمن كصاحب الغارات‪.‬‬
‫…انظر لمزيد حوؿ ترجمتو‪ :‬األعبلـ (ٓ‪ )ٖٔ/‬كمصادره‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّٓ/‬‬

‫بحادثة تردل‬
‫ت لسخطو كتخر ىدا‬
‫ؾ ككلهم آتية عبدا‬
‫ال أستطيع لو مردا‬
‫ني يا جميل الصنع فردا‬
‫ما جنى سهوان كعمدا‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة بذمار سنة إحدل كعشرين كمائة كألف [ٕٔب‪-‬ب] كأرخ كفاتو‬
‫الفقيو زيد الخيواني بقولو‪:‬‬
‫عز المطهر في أخيو كإنو‬
‫قد كاف إسماعيل بحر معارؼ‬
‫ناداه مواله فلبى مسرعا‬
‫كلو البشارة قد أتى تاريخو ‪ ...‬ألخ يعز من األناـ مثيلو‬
‫فاضت مكارمو كفاض جميلو‬
‫كسبيل كل العالمين سبيلو‬
‫(في جنة الفردكس طاب مقيلو) (ُ)‬
‫( ُُُِ ىػ)‪ ُُُِ (.‬ىػ)‪.‬‬
‫[( َُٖ‪ )/‬إسماعيل ين يحي السلفي] (ِ) *‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنشأتو]‬
‫الفقيو ضياء الدين إسماعيل بن يحيى بن […‪ )ّ( ]..‬السلفي‪ ،‬نشأ بصنعاء كطلب العلم كجد‬
‫كاجتهد‪ ،‬كضرب منو بسهم قامر‪ ،‬ككاف لو ذىن سياؿ كذكاء متوقد‪ ،‬كقد أثنى عليو القاضي‬
‫أحمد قاطن في دميتو كقاؿ‪ :‬أنو قرأ عليو بعض مؤلفاتو‪.‬‬
‫[من أخذ عنو ككفاتو]‬
‫كتخرج عليو جماعة من األعبلـ كعزـ للحج في سنة أربع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬فتوفاه اهلل‬
‫تعالى في أياـ التشريق بمنى كدفن ىنالك رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره ما كتبو مقرضان (لتحفة اإلخواف)‪)ْ( :‬‬
‫صفي الهدل ىل صفت ذا النظم أنػ‬
‫جمان جعلت لو ىذم المهارؽ أفبلكا‬
‫أـ الدر قد نظمتو كجعلتو‬
‫على طابة العليا عقودان كأسبلكا‬
‫فإف كاف عالي الزىر صفت فقل لنا‬
‫إلى أفقها العالي المنيع من أدناكا‬
‫نعم نلت كاستدنيت عاليها كقد‬
‫نصبت لها كقاد ذىنك أشراكا‬
‫كذا الشرح للدر المنظم ركضو‬
‫عليها الحيا كشى األزاىير قد حاكا‬
‫أـ السحر ال فالسحر يعقد ألسن‬
‫"الفصاح" كذا أضحى من الغي فكاكا‬
‫ككل رقوـ السحر إفك كباطل‬
‫كما أحمد فيما أتى قط أفاكا‬
‫فللو منو عالم نور علمو‬
‫__________‬
‫(ُ) اثبات األعداد من المحقق‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪-ُْٓ/‬‬
‫ُْٔ)‪.‬‬
‫(ّ) ما بين [‪ ].......‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ْ) تحفة اإلخواف من تأليف العبلمة أحمد قاطن سبق التنويو إلى ترجمتو‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٓ/‬‬

‫جلى من ديباجي الجهل في الناس أحبلكا‬


‫خبلئقو كالزىر طيبان كنفحة‬
‫تباكت عليها السحب فافتر ضحاكا‬
‫يخالط لين الخلق منو صبلبة‬
‫من الدين مثل السيف في اللين تباكا‬
‫ككم راـ أىل المجد أف يلحقوا بو‬
‫كىيهات أف يسطاع للشهب إمساكا‬
‫فمذ خلقوا يبغوف علياه قصركا‬
‫كعادكا كما استطاعوا لو قط إدراكا‬
‫[( َُٗ‪ )/‬إسماعيل بن الحسن بن أبي أحمد أبو الرجاؿ] (ُ)‬
‫(‪َُُٗ-...‬ىػ‪ُٕٕٕ-.../‬ـ)‬
‫الفقيو إسماعيل بن الحسن [بن أحمد] بن أبي الرجاؿ‪ ،‬ذكره صاحب الحدائق فقاؿ‪ :‬ىو‬
‫بهلوؿ الزماف كجعيفراف األكاف‪ ،‬جن من فرط ذكائو‪ ،‬كجن كغلب ليل الجنوف على ذكائو‪ ،‬كلو‬
‫أدب نضير‪ ،‬كشعر كثير‪.‬‬
‫سالم عن اللحن خاؿ عن التقصير يظهر فيو كامن جنونو كيثير‪ ،‬ككانت ىيئتو ىيئة العقبل كلباسو‬
‫لباس ذكم الهيئات‪ ،‬كأما العقل فبل‪ ،‬إال انو يرجم بالحجارة‪ ،‬كال يؤذم في طريق المارة‪ ،‬فليس‬
‫جنانو‪ ،‬إال بلسانو‪ ،‬يظهر ما يوسوس بو في جنانو يشكوا من الجن كغلبتهم على لبو‪ ،‬كيكلمهم‬
‫بلسانو ما ال يقصده قلبو‪ ،‬كينسب من أذيتهم لو ما يضحك السامع كيناـ كىو شاد لفيو بخرقو‬
‫كي ال يقولوف على لسانو ما ليس بواقع فمن شعره المشار إليو ما مدح بو المولى عيسى بن‬
‫محمد بن الحسين‪:‬‬
‫ىبت نسيم صبا من نحو ذم سلم‬
‫فطاؿ شوقي لذكر الباف كالعلم‬
‫كبرؽ نعماف في الديجور مؤتلقان‬
‫من نار شجو فؤاد بالمحاؿ رمي‬
‫أشكو إلى اهلل أحواالن يضيق لها‬
‫صدرم كيزداد من كجدانها عدمي‬
‫من ساحر في الهول كالدار ما برحت‬
‫منو الكآبة كاإلضرار في األمم‬
‫غير القدير كيشفيني من األلم (ِ)‬
‫قوـ لهم صولة في الجو قد ىدمت‬
‫أركاف عزم كقدمان غير منهدـ‬
‫ىم الشياطين من نار الغضى خلقوا‬
‫__________‬
‫(ُ) الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ٖٓ)‪ ،‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬مصادر‬
‫الفكر للحبشي (ّْٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)َُْ/‬األدب اليمني عصر خركج األتراؾ‬
‫(ِْٔ‪ ،)ِْٓ-‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َِّ) ترجمة (ِِْ)‪ .‬نشر العرؼ (ُ‪-ُّْ/‬‬
‫ّٓٓ)‪.‬‬
‫(ِ) نهاية [ٕٕأ‪-‬ب]‪-ِِٔ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)ّّٓ/‬‬

‫لهتك عرضي البرم بالزكر كالتهم‬


‫كسحرىم في لساني كالضلوع كفي‬
‫قلبي كلبي كذاتي غير منفصم‬
‫يصورا كل صوت من صناعتهم‬
‫كيخدعوا بلساف الزكر خير سمي‬
‫باإلفك كالزكر يرموني كيختلقوا‬
‫ما نمقوا غير موجود من العدـ‬
‫إذا أقر على المسحور ساحره‬
‫كصونو حرـ اإلقرار سفك دمي‬
‫فليس في ذمتي مثقاؿ خردلة‬
‫كما مشيت بعصياف على قدمي‬
‫كليس يصرؼ عني كل نائبة‬
‫غير القدير كيشفيني من األلم‬
‫حرؼ الحاء‬
‫[( َُُ‪ )/‬الحسن بن القاسم بن المؤيد الشهارم] (ُ) *‬
‫(َُٕٔ‪ُُٕٓ-‬ىػ‪ُْٕٓ-ُٔٔٓ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسن بن القاسم بن المؤيد (باهلل) محمد بن المنصور (القاسم بن‬
‫محمد) (ِ) –عليهم السبلـ‪.-‬‬
‫[نشأتو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طبقات الزيدية (القسم الثالث) انظر فهارسو‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة‬
‫للقاسمي (بتحقيقنا) نشر العرؼ (ُ‪.)ْٖٗ-ْٗٓ/‬‬
‫(ِ) في (أ)‪ .‬اإلماـ القاسم‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٓ/‬‬

‫نشأ في حجر أبيو بػ(شهارة) كقرأ العلوـ ككاف ىديّْنان خيران صالحان زاىدان شفيقان متواضعان سهل‬
‫الحجاب لين الجانب‪ ،‬ككاف سيفان مع أخيو المولى الحسين الداعي بشهارة األتي ذكره‪ ،‬كنصره‬
‫في دعوتو ككاف صاحب الترجمة أكبر سنان منو كأجود رأيان كاشد صبران كإناءة كجهزه أخوه أميران‬
‫لؤلجناد كعلق بنظره في كثير من الببلد‪ ،‬كلما توفي أخوه في سنة ثبلثين كمائة كألف‪ ،‬دعا‬
‫صاحب الترجمة إلى نفسو كتلقب بالمؤيد باهلل كبايعو جميع أىل (شهارة)‪ ،‬كببلدىا‪ ،‬كنفذت‬
‫رسائلو إلى أطراؼ اليمن فصالحو المتوكل القاسم بن الحسين على (أصاب) فاستمر أمرىا إليو‬
‫أعوامان حتى أعتذر عنها في "أياـ" (ُ) دكلة المنصور بن المتوكل تحرجان منها ككرعان‪ ،‬ككاف‬
‫المشير عليو باإلعتذار عنها البدر األميررحمو اهلل كما سيأتي اإلشارة إلى ذلك في ترجمتو‪ ،‬كلم‬
‫يزؿ على الحاؿ الجميل‪ ،‬كأمره نافذان في (شهارة) كببلدىا أمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر‪ ،‬إلى‬
‫سنة اثنتين كخمسين كمائة كألف‪ ،‬فجدد الدعوة كتلقب بالهادم كذلك في خبلفة المنصور‪،‬‬
‫كاستدعى (بني حبيش) كرؤساء (حاشد) كمن معهم من القبائل ككجهم مع أمير إلى (حراز)‬
‫فدخلوىا كتغلبوا عليها كعلى األطراؼ‪ ،‬ككاف المولى أحمد بن المتوكل صاحب (تعز) قد أطمع‬
‫صاحب الترجمة في المواالة كشجعو في التجهيز كتجديد الدعوة‪ ،‬فلما فعل ذلك أخلفو ما‬
‫كعده‪ ،‬ككاف المنصور بن المتوكل قد جعل جماؿ الدين علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد‬
‫على (خمر) كببلدىا كثبت بها أمره فلما أظهر عمو الدعوة من شهارة صار إليو فجهزه في‬
‫جيش جرار كأمده بالمدد الواسع كصار إلى قريب من (السودة) فرأل حصنان يقاؿ لو المعصفي‬
‫فساؿ عنو فقيل لو أف فيو أنفاران من الرتبة من قبل عامل (السودة) فقاؿ ال ينبغي أف نسير من‬
‫عنده إال كقد استفتحناه فحط عليو إلى أف أنفد العدد كالمدد مع أف ىذا الحصن ليس في‬
‫أخذه فائدة أصبلن كلكن قدر اهلل كما شاء فعل ‪ .‬كقيل أنو إنما فعل‬
‫__________‬
‫(ُ) في (أ)‪ :‬أثناء‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٓٓ/‬‬

‫ذلك مخاذلةن لعمو ليحظى عند المنصور‪ ،‬كقيل حمقان منو كغفلة كاهلل أعلم‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كاستمر صاحب الترجمة على دعوتو إلى أف توفي سنة ست كخمسين كمائة كألف ككاف قد‬
‫جفاه بعض أىلو في أخر أيامو‪ ،‬كخالفوا بعض أكامره ككاف فيو شفقة كتواضع كبرارة‪ ،‬فلم يجسر‬
‫على تأديبهم مع قدرتو عليهم كاتفق أنو خرج يومان لصبلة الجمعة كلما رجع إلى الميداف أمر‬
‫باف ينصب لو [ِْٔ‪-‬أ] كرسي فقعد عليو كطلب أعبلـ حضرتو من أىلو كخاصتو‪ ،‬ثم عاتبهم‬
‫عتابان شديدان في التهاكف بأمره كعدـ المواالة الكلية لو‪ ،‬ثم دعا إلى اهلل ككاف من دعائو اللهم‬
‫لقني خيران منهم كلقهم شران مني‪ ،‬ثم فاضت نفسو في ساعتو فحمل إلى داره كانتظركا إفاقتو‬
‫فلما أيسوا منو دفنوه رحمو اهلل تعالى؛ ككاف قد آكل البدر األمير أياـ بقاءه في (شهارة) كما‬
‫سيأتي ذكر ذلك في ترجمتو‪ ،‬كقد أشار البدر األمير ككالده إلى شئ من أحواؿ صاحب الترجمة‬
‫في شعرىم كال بأس بذكر بعضو ليكوف شاىدان على فضائلو‪ ،‬فمن ذلك قوؿ المولى إسماعيل‬
‫بن صبلح األمير فيما كتبو إلى كلده البدر إلى شهارة كقد تقدـ بعضان منها في ترجمتو كمنها‪:‬‬
‫إلى شرؼ اإلسبلـ كارث مجدىم‬
‫يجدد ما قد أسسوا من مكارـ‬
‫إليو انتهت كل الفضائل كالعبل‬
‫تأزر ثوب المجد طفبلن كيافعان‬
‫بو شرفت بين البقاع شهارة‬
‫تحامى حماىا كل ملك مسلط‬
‫كما ىي إال دار عز كىجرة ‪ ...‬يقوـ بما يركيو عنهم كيسند‬
‫بهمتو فهو اإلماـ المجدد‬
‫كساد على أقرانو فهو مفرد‬
‫ككهبلن فما زالت سجاياه تحمد‬
‫كصارت لها الشم الشوامخ ترعد‬
‫فليس لسلطاف على أىلها يد‬
‫إليها تساؽ اليعمبلت كتطرد‬
‫كمن جواب كلده عليو في ذكر صاحب الترجمة‪:‬‬
‫قد أشرؽ اإلسبلـ أحيا مأثران‬
‫كريم لطيف حالف الجود كالندل‬
‫غدا كعبة للفضل نحو فنائو‬
‫أتيت إليو ال أريد إقامة‬
‫إلى أف تناسيت الرحيل كصرت في ‪ ...‬بها بين أرباب الفضائل يحمد‬
‫فليس لو ند من الناس يوجد‬
‫يحج جميع العالمين كيقصد‬
‫فقيدني إحسانو المتعدد‬
‫رباه لتدريس المعارؼ أقصد‬

‫(ُ‪)ّٓٔ/‬‬
‫[( ُُُ‪ )/‬الحسن بن إسحاؽ بن المهدم] (ُ) *‬
‫(َُّٗ‪َُُٔ-‬ىػ‪ُْٕٕ-َُٖٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو أحمد شرؼ اإلسبلـ الحسن بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ‬
‫القاسم‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫ىو المحقق الكبير كالعبلمة الجهبذ الشهير المتقن المتفنن الحجة الشاعر المفلق المفضاؿ‬
‫الرئيس العظيم الجليل المشهور الملقب بالملك الضحاؾ‪ ،‬ترجمو لو غير كاحد‪ ،‬في األعبلـ‬
‫كذكره في تراجم سفينة المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ‪ :‬ىو بحر جود ال تكدره الدالء‪ ،‬كمعدف‬
‫كماؿ ال يستمد منو إال الفضبلء‪ ،‬جمع الكماالت فهي إلى سواه ال تنسب‪ ،‬كحاز ما تفرؽ في‬
‫الفضبلء كليس لها عنو مذىب‪ ،‬لو الشعر الذم يسترؽ لفظو األركاح كالشجاعة التي تخبرؾ‬
‫عنها أسنة السيوؼ كالرماح‪ ،‬كالجود الذم يخجل األنول‪ ،‬كالمعرفة في العلوـ ففي كل فن‬
‫حدث عنو بما تهول‪ ،‬أقسم بحرفة اآلداب ال يستطيع قلمي حصر معاليو‪ ،‬كال يدخل تحت‬
‫طاقة عبارتي كصف الكماؿ الذم جمع فيو‪ .‬قد ألم شيخو البدر األمير ببعض من صفات مجده‬
‫كنبلو فيما دار بينهما من النظم كذلك كقولو‪:‬‬
‫ملك إذا عد الملوؾ كعالم‬
‫كإذا أراد من القريض كؤكسو‬
‫كتراه في الهيجاء إف شب الوغا‬
‫طلق المحيا مطلقان لعنانو‬
‫أما المكارـ فهو فيها مفردان‬
‫حاز الفواضل كالفضائل كلها‬
‫عز النظير لو كذؿ مناظر ‪ ...‬إف عد أىل محابر كدفاتر‬
‫أنسا بقيس كاليها كالحاجرم‬
‫نيرانو بعوامل كبواتر‬
‫نحو العدا للموت غير محاذر‬
‫فبجمعها ال أتعبن محابرم‬
‫كحول المآثر كابران عن كابر‬
‫منو فما أحد لو بناظر‬
‫انتهى‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ُْٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِْٗ/‬مصادر العمرم‬
‫(ِّٗ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ّْٔ‪ ،)ُْٗ ،ِِٗ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‬
‫األدب اليمني (ّْٓ)‪ ،‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ََٓ‪ )ُّٕ،ْْٔ،‬مؤلفات الزيدية (انظر‬
‫فهارسو)‪ ،‬األعبلـ (ِ‪ )ُْٖ/‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُُْ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َّٖ)‬
‫ترجمة (ِٕٖ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٕٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككانت كالدتو في سنة ثبلث كتسعين كألف بػ(الغراس) كىو شقيق أخيو محمد كنشأ في‬
‫حجر أبيو كأخذ العلم عن مشايخ مشائخ من العلماء‪ ،‬كوالده كأخيو محمد كموالنا ىاشم بن‬
‫يحيى الشامي كالقاضي العبلمة إبراىيم بن أحمد بن أبي الرجاؿ كىذا القاضي [ِٔٔ‪-‬أ] ممن‬
‫أختص بهم كبأبيهم كلم يفارقهم إال مفارقة دار الزكاؿ‪.‬‬
‫قرأ عليو في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف ثم قرأ الفقو في (ذمار) على جماعة من مشائخها‬
‫كقرأ فيها على القاضي عبد اهلل بن علي األكوع في البياف‪ ،‬أيضان كلما كلي (تعز) كببلدىا أخذ‬
‫في علم األثر على علماء اليمن‪ ،‬ثم قرأ بعد ذلك على البدر األمير كجرل بينهما كبين ابن أخيو‬
‫المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ من األبحاث كالرسائل كالمناظرة كالمكاتبات ما يدخل‬
‫في مجلدات كخصوصان في أياـ الحبس ككاف عمو صاحب المواىب يرل لو حق الكماؿ فنقلو‬
‫في الواليات كاألعماؿ كلما دعى صاحب (شهارة) إلى نفسو كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمتو‬
‫تابعو صاحب الترجمة‪ ،‬كاعترؼ لو بحقو كبقى على طاعتو حتى آؿ األمر إلى قياـ المتوكل على‬
‫اهلل‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة إذ ذاؾ عامبلن على مدينة تعز كما كالىا‪ ،‬فجهز المتوكل عليو‬
‫الجيوش كاستولت أجناده على (تعز) كاخذ صاحب الترجمة أسيران ثم حمل إلى (صنعاء)‬
‫كاعتقل في السجن مدة‪ ،‬كمن عجيب ما اتفق لو أنو لما انهزـ انحاز إلى بيت من بيوت الرعايا‬
‫مختفيان‪ ،‬فأحاطت بو الجيوش فسأؿ عن صاحب البيت [ٖٕأ‪-‬ب] فقيل لو ىو الغراـ فتطير‬
‫بذلك ألنو ذكر شيئان من قصيدة لو ملحونة كىو قولو‪:‬‬
‫أنا الذم دقيت باب الغراـ ‪ ...‬من قبل ما انظر في العواقب‬

‫(ُ‪)ّٖٓ/‬‬
‫ثم أخرجو المتوكل من السجن أيامان يسيرة ثم رده إليو مرة أخرل للسبب الذم ألجلو اعتقل‬
‫أخوه المولى محمد بن إسحاؽ كمن معو من إخوانو فأكب في السجن على دراسة العلوـ‬
‫كضبط قواعده كتحقيقو كمطالعة كتبو‪ ،‬كاعتنى بنقل مؤلفات العبلمة الجبلؿ كضوء النهار‪،‬‬
‫كمؤلفات العبلمة المقبلي كغيرىا من نفائس المصنفات الجليلة فاستفاد كتفنن [ِٕٔ‪-‬أ]‬
‫كقول ساعده في العلوـ كبحث كعلق األنظار الحسنة كألف الرسائل النافعة كانتفع بالمطالعة‬
‫انتفاعان ال يحصلو غيره بالمذاكرة كالمراجعة ككاف يراسل شيخو البدر األمير بأبحاث تبهر الناظر‬
‫كتشعر بذكاء لم يتصف بو معاصر‪ ،‬ككاتبو بقصائد طنانة فمن ذلك قولو‪:‬‬
‫كعدت أسير الوجد ظبية حاجر‬
‫إف أصدقت كعدم بذاؾ فكيف لي‬
‫كالدمع مغتصب عليو محلو‬
‫ما كاف أحسن كعدىا لو أقلعت‬
‫عجبان لدىر ما رعى حقان لذم‬
‫أعدتهم لنوايب كمصايب‬
‫حتى إذا ناديتهم لمسلمة‬
‫كىم من القوـ الذين لهم ببل‬
‫شادكا بيوت المكرمات فطاكلت‬
‫كرأيت ما شادكه معموران سول‬
‫قسمان لو اف المكرمات تشخصت‬
‫كلكاف من ىذا الورل إنسانو‬
‫بدر الهدل المخصوص بالشيم التي‬
‫حاز العبل طران فقلنا ما الذم ‪ ...‬بالطيف تطرؽ في الظبلـ محاجرم‬
‫برجوع نوـ في عيوني نافر‬
‫متصرؼ فيو تصرؼ قادر‬
‫سحب المدامع عن سماء نواظر‬
‫فضل كأعجب منو فعل عشائر‬
‫كظننتهم في الخطب خير ذخائر‬
‫فكأنما ناديت أىل مقابر‬
‫شك أجل محاسن كمآثر‬
‫منها الدعائم كل نجم زاىر‬
‫بيت الوفاء فأراه ليس بعامر‬
‫كاف الوفاء منها مكاف الناظر‬
‫أكفى البرية في الزماف الغادر‬
‫تعدادىا قد فات حصر الحاصر‬
‫أبقيتو لذكم الزماف األخر‬
‫كىي طويلة؛ كمما كتبو صاحب الترجمة إلى شيخو البدر كاصفان لنكتو كىي أنو دخل عليو بعض‬
‫من ككل بحفظو في القصر فوجد عنده دكاة فقبضها ألنو منع من الكتابة كمن كصوؿ الدكاة‬
‫كالقرطاس إليو كما ىي عادة الخلفاء في المنع في ذلك‪ ،‬فوصف ذلك الواقع كشكى للقلم من‬
‫فراؽ الدكاة كىي قولو‪:‬‬
‫إف كنت تعلم إنصافان لمن ظلما‬

‫(ُ‪)ّٓٗ/‬‬

‫يشكو بصوت حزين لو يمر على‬


‫يشكو ظلومان أتاه كىو يرضع من‬
‫ففرؽ الظالم المحتاؿ بينهما‬
‫فظل يشكو كأبكي رحمة لهما‬
‫ككم أعللو بالماء أسكتو‬
‫فابيض رأس لو مما يكابده‬
‫فأعجب لرأس من األنوار مكتسبان‬
‫ككلنا يشتكي ما قد عراه إلى‬
‫القلم‬
‫‪ ...‬فالق سمعان عسى أف تنصف ى‬
‫سمع الركاسي ألبكي عينهن دما‬
‫أـ لو بأماف اهلل معتصما‬
‫كمثلو لم يعش يومان إذا ظلما‬
‫كبات مثلي يشكو الفقد كاأللما‬
‫ماء يزيد ظما‬
‫ككلما زدتو ن‬
‫كباف شق بو قد كاف منكتما‬
‫كالشق كالفرؽ لكن شابو الظلما‬
‫رب رحيم صبوران رحم الرحما‬
‫من أبيات كثيرة اشتملت على سؤاؿ اهلل تعالى تفريج الكرب كبعد مدة نحو سبع سنين أخرجو‬
‫المتوكل من السجن كصار من خواصو كأكابر أعياف دكلتو مشتغبلن بالعلوـ كاكتساب الفضائل‬
‫كاإلحساف إلى الوافدين كاإلكراـ للعلماء كالمجالسة ألىل الفضل مع خلق حسن كحاؿ جميل‬
‫ككرـ مشهور؛ كلما مات المتوكل جرل لصاحب الترجمة من المنفقات ما سيأتي ذكره في‬
‫ترجمة أخيو محمد‪.‬‬
‫[كفاتو]‬

‫(ُ‪)َّٔ/‬‬

‫كآؿ األمر إلى اعتقالو في سجن (صنعاء)‪ ،‬كلبث فيو إلى أف توفاه اهلل تعالى سنة ستين كمائة‬
‫كألف [ٖٕب‪-‬ب] ككاف مدة لبثو في السجن األخير نحو عشرين سنة فاقبل فيو على العلم‬
‫كالمطالعة كالتأليف كجرل بينو كبين ابن أخيو المولى إسماعيل بن محمد‪ ،‬ككاف معتقبلن أيضان‬
‫بقصر صنعاء كبين شيخهما البدر األمير ما يطوؿ ذكره من المطارحات األدبية كالمباحث‬
‫العلمية كالمناظرات كالرسائل بحيث أنو لو جمع ذلك لجاء في مجلدات‪ ،‬كنظم صاحب‬
‫الترجمة العبادات من الهدم النبوم نظمان نفيسان كشرحان جليبلن في مجلدين ضخمين استوفى فيو‬
‫األدلة كذكر أقواؿ أىل المذىب كنقل فيو كثيران من غير الهدم كاعتمد على (ضوء النهار)‬
‫كحاشيتو المنحة لشيخو البدر كعلى [ِٗٔ‪-‬أ](حاشية المنار) للمحقق المقبلي كغيرىا؛ ككاف‬
‫يعرض كلما ألف فيو على شيخو البدر‪ ،‬كيرسل بو إلى (شهارة)‪ ،‬ألنو كاف بها إذ ذاؾ كما سيأتي‬
‫في ترجمتو كمع ىذا فإنو كاف في أكؿ األمر ممنوعان في السجن من دخوؿ القرطاس كالدكاة‬
‫إليو‪ ،‬كمن مكاتبة أحد من أصحابو كغيرىم‪ ،‬كإنما كانوا يتحيلوف بإدخاؿ ما يريده من ذلك بأف‬
‫يجعل في أنية طعاـ كيجعل الطعاـ من فوقو بعد أف يجعل فوقو ما يمنع من كصوؿ الدىن أك‬
‫نحوه إليو‪ ،‬كربما كضع ذلك في كعاء النار كيجعل فوقو صفيحة من حديد ثم توضع النار من‬
‫فوقها كربما كتب إلى شيخو بأشياء من األحواؿ كاألخبار على كجو غريب كأسلوب عجيب‬
‫بحيث لو ضاع الكتاب على الرسوؿ لما فهم المقصود أحد‪ ،‬كبينهم اصطبلحات ككنايات لمن‬
‫ال يريدكف التصريح باسمو كلصاحب الترجمة حاشية على (الشمائل للترمذم)‪.‬‬
‫ككتب إليو شيخو البدر في صدر كتاب قولو‪:‬‬
‫كم تحيات طوينا عنكم‬
‫ثم قلنا زىرىم في خفية‬
‫كانتظرنا عودة من سوحكم‬
‫ليت شعرم ىل بها قد شعرت‬
‫أتراىم قيدكا ريح الصبا ‪ ...‬في جنوب الريح ىل عنها نشر‬
‫في سواد الليل أك كقت السحر‬
‫كانتظار العجم عصر المنتظر‬
‫حرس الدار فمسوىا بشر‬
‫ىل لها ساؽ كأقداـ البشر‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬

‫(ُ‪)ُّٔ/‬‬

‫أحسن الحيلة سارم الريح إذ‬


‫بعد أف قاسا الذم أذىلو‬
‫عميت عنو عيوف ككلت‬
‫فانتشقنا منو نشران طيبان‬
‫كاطمأف الريح لكن راعو‬
‫قاؿ ماذا ىذه صاعقة‬
‫ثم حانت لفتة منو إلى‬
‫قلت صبران ال تخافن فما‬
‫ىات خبرني عن األحباب من‬
‫ىل دركا أني من جملة من‬
‫ما أراىم علموا ىذا كال‬
‫فلموع البرؽ قد أخبرني‬
‫فاضحكوا ال زلتم في نعمة‬
‫ما سميرم بعد بعدم عنكم‬
‫شاخص الطرؼ إلى الباب فما‬
‫مالليلي لم تغب أنجمو‬
‫ليت شعرم أين ىذا الطوؿ إذا كنت‬
‫في لياؿ أشرقت أنوارىا‬
‫حين زارت صبها غانية‬
‫حياء إذ بدت ككذا غصن النقا إذ خطرت‬
‫خجل البدر ن‬
‫كأعار الظبي لما التفتت‬
‫من يقل شمس الضحى تشبهها‬
‫فهي أضحت آية بينة‬
‫إف هلل تعالى حكمة ‪ ...‬جآنا مستخفيان كقت السحر‬
‫بقطع البيد على خيل الخطر‬
‫بأسير شابهتو في السهر‬
‫إذ لما في طيو عنكم نشر‬
‫صوت قيد منكر في الساؽ صر‬
‫قد أتتنا إنها إحدل الكبر [َِٕ‪-‬أ]‬
‫ذلك القيد فقاؿ أين المفر‬
‫يغلب األقدار إال من صبر‬
‫لهم في كسط قلبي مستقر‬
‫أسر المنصور فيمن قد أسر‬
‫عندىم من بعض ما عندم خبر‬
‫إنهم في ضحك كقت السمر‬
‫منكم البرؽ كمن عيني المطر‬
‫غير دمعي كأحاديث الفكر‬
‫طرؼ النجم كال الفجر ظهر‬
‫أتراىا سئمت طوؿ السفر‬
‫أشكو منك بالليل القصر‬
‫ىي للدىر حجوؿ كغرر‬
‫من رآىا قاؿ ما ىذا بشر‬
‫تحت ذيل السحب منها كاستتر‬
‫نكس الرأس حيا نء كانكسر‬
‫ما رأل من طوؿ جيد كحور‬
‫قلت في التشبيو كالعقل نظر‬
‫مارآىا جاحد إال أقر‬
‫اقتضت تفصيلة بعض الصور‬
‫فأجاب البدر األمير على قولو‪ :‬فلموع البرؽ قد اخبرني بقولو‪)ُ(:‬‬
‫آه من برؽ أ تاكم مخبران‬
‫ال يريد الصب أف يكذبو‬
‫كإذ صدقتو ساءكم‬
‫إنو خاؼ بأف يوحشكم‬
‫حين أخفت نار كجدم ضوءه‬
‫فأتاىا خاضعان مستجديان‬
‫فحمتو جذكة من نارىا‬
‫كأراد الصب أف يصحبو‬
‫من كشاة شتتوا ما بيننا‬
‫سمع اآلية فارتاع لها‬
‫إنها أنة صب قد قضى‬
‫بعدىا الطوفاف من أدمعو‬
‫فرقان من فرؽ آفاؽ السماء‬
‫كغدا ينظرىا مسترقان‬
‫كأتى من سوحكم ريح الصبا‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف البدر األمير ص(ُِٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٔ/‬‬

‫رحت من عندم نسيمان فلما‬


‫فأجابت ال تعنفني فقد‬
‫جئت محبوؾ في مجلسو‬
‫لم يقم لي مثلما أعهده‬
‫ثم أكما لي أف اقعد ىاىنا‬
‫فعلينا أعين ترقبنا‬
‫كإذا السجاف خلفي قائبلن‬
‫فلقد ألزمت أف أسجنو‬
‫قلت يا ريح كما ذا اإلفتراء‬
‫ىذه أشعاره تشعرنا‬
‫أك على أفق السماكات العبل‬
‫أك خبل فافيض أبكار العبل‬
‫أكلو اآلداب قيدت فهى‬
‫أكلو قلب صبور ال يرل‬
‫أسأؿ الرحمن أف يعقبو‬
‫مطلعان شمس كصاؿ أشرقت‬
‫كيرينا راحة نلثمها ‪ ...‬أإنني في ضحك كقت السمر‬
‫فلكم أسند عنكم من خبر‬
‫فالذم عندم من العذر ظهر‬
‫إف ركل عني لكم ما قد نظر‬
‫كرمتو إذ رأتو بشرر‬
‫من سناكم طالبان بعض أثر‬
‫قسمان لوال سناىا ما ظهر‬
‫جذكة تحرؽ من ضل كضر‬
‫غير أف البرؽ عندم ما استقر‬
‫قاؿ ذا رعد فقالوا ذا مطر‬
‫نحبو كجدان كلم يقض كطر‬
‫فانج إف كاف ينجيك الحذر‬
‫ليس للسحب قميصان ثم زر‬
‫ما تراه كلما الح استتر‬
‫قلت يا ريح لقد طاؿ السفر‬
‫عدت باهلل سموـ الشر‬
‫كاف من أمرم لغيرم مزدجر‬
‫قاعدان في خلقو بعض كدر‬
‫لعناقي بل رآني كاكفهر‬
‫خلف ذا الستر كبالجفن كشر‬
‫ليتو لم يبق للعين أثر‬
‫ىل لديكم من نسيم قد عبر‬
‫قاؿ ما عندم من ىذا خبر‬
‫حسبك اهلل أما خفت سقر‬
‫إنو في البحر يختار الدرر‬
‫كأتي بالشهب لفظان إذ شعر‬
‫كحبانا كل معنى مبتكر‬
‫بالذم يهواه فيها كأمر‬
‫جازعان إف مسو سهم القدر‬
‫راحة تنسيو أنواء الضرر‬
‫كيرينا طلعة مثل القمر‬
‫طالما أبكت من الجود المطر‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫كلما توفي صاحب الترجمة بكتو األعبلـ كرثوه بكل بليغ من النظاـ‪ ،‬كأما أخوه محمد فإنو‬
‫اشتد حزنو عليو كثيران كقاؿ فيو المراثي المتعددة فمما قالو كخاطب بها كلده إسماعيل بن‬
‫محمد‪:‬‬
‫قل إلسماعيل الفطيم الهماـ‬
‫أم خطب أفاض من عبرات‬
‫أم خطب نفى المناـ فمن أين‬
‫أم خطب صك المسامع حتى‬
‫أم خطب كول العيوف فما فيها‬
‫أم خطب كسىالضحى ظلمة الػ‬
‫أم خطب ذكل بو الركض‬
‫أم خطب كموت عمك عبلمة ذا‬
‫عصمة الهاربين من‬
‫كزر المستجير من ظلم الظلم‬
‫منبع العلم شامخ األنف ببل‬
‫قمر العلم شمسو شرؼ الدين‬

‫(ُ‪)ّّٔ/‬‬
‫كل ألقابو لها شرؼ‬
‫ىي مرضاة مراة ما لو من صفات‬
‫تتباىا بو كتزىو كتسموا‬
‫كبإطبلقها عليو المعاني‬
‫كل كجو عبوسة منو باد‬
‫يتلقى الوفود بالرحب كالبشر‬
‫كصريح اإلرشاد منو أيضان‬
‫كملح السؤاؿ يعطي ببلمن‬
‫كم بدا بنا من المحاسن كاإلحساف‬
‫حسن اإلسم كالفعاؿ سديد الرأم‬
‫كم فقدنا بياف مستهمات‬
‫كتعاليق في تصانيف لم‬
‫قيدتها أنظاره كذكاءه‬
‫يا بني اصطبر فإف اصطبار المرء‬
‫يابني اصطبر فصبر الفتى منو ىجوـ‬
‫أنت منو استفدت بأديب‬
‫كأخذت العلوـ عنو كقد ركيت‬
‫كم جرت في السجوف بينكما‬
‫كتحاكرتما بما حاز فيو‬
‫كتجاذبتما طرائف أطراؼ‬
‫كقبور األحياء للعلماء‬
‫يا بني ابق عن أخي عوضان‬
‫خفف الحزف ما حويت من‬
‫كعلوـ إذ سودتك‬
‫كذكاء يستنزؿ العصم حتى‬
‫فاتح المقفبلت من غير كسر‬
‫كاياد أغنت فكم من فقير‬
‫كسجايا تساجل الركض لطفان‬
‫كرضا بالقضاء فيو لدل الصبر‬
‫ىذه كلها صفات كماؿ‬
‫عظم اهلل فيو لي كلك األجر ‪ ...‬أم خطب أكىما قول األحبلـ‬
‫العين ما قرح الدموع الدكامي‬
‫يزكر العيوف طيب المناـ‬
‫لست تلقى فيها كلوج الكبلـ‬
‫لبرد السركر من إلماـ‬
‫ليل فأىل الزماف في إظبلـ‬
‫فالركنق منو خاؿ كسجع الحماـ‬
‫العصر حجة اإلسبلـ‬
‫ريب الدىر إليو ككافل األيتاـ‬
‫كخوؼ األعداء كاإلعداـ‬
‫كبر كراسخ األقداـ‬
‫جماؿ اإلسبلـ عز األناـ‬
‫ألقابو عنده علو المقاـ‬
‫قد تجبل بعقدىن كبلمي‬
‫إذا تسمى بها على األعبلـ‬
‫مشرفات كفي سواه أسامي‬
‫من فراؽ لصاحبك بساـ‬
‫كبسط المقاؿ كاالبتساـ‬
‫المعاني يلقى بلوغ المراـ‬
‫كال استثقاؿ كال استعظاـ‬
‫بعد الندب الهماـ اإلماـ‬
‫في إقداـ كفي إحجاـ‬
‫كنكات غابت عن اإلفهاـ‬
‫تخل عن استدراؾ كعن أكىاـ‬
‫حين أرخا أعنة األقبلـ‬
‫منظوـ في سلوؾ الصياـ‬
‫الخطوب طبع الكراـ‬
‫نفس قبلت ما أفاض باإللهاـ‬
‫لو لما ركيتها كل ضاـ‬
‫مستغربات الفنوف كاألحكاـ‬
‫موضح المشكبلت لؤلحكاـ‬
‫من النثر برىة كالنظاـ‬
‫الجنة كالجاىلين دار انتقاـ‬
‫من نعم اهلل كاسع اإلنعاـ‬
‫الفضل الذم من مواىب العبلـ‬
‫كجدنا صفران في تسويد نقش عصاـ‬

‫(ُ‪)ّْٔ/‬‬

‫ما لها عنو عاصم لعصاـ‬


‫قائد كل جامح بزماـ‬
‫أغرقت فقره بجودىا ىاـ‬
‫كيظاىيها الغيث في اإلنسجاـ‬
‫من الموبقات أم اعتصاـ‬
‫خففت حزف بهجة األياـ‬
‫كسادات عصرنا األعبلـ‬
‫[رسالتو إلى المنصور المتوكل]‬
‫ككتب صاحب الترجمة رسالة إلى المنصور باهلل الحسين بن المتوكل كىو في دار االعتقاؿ‬
‫يستعطفو كأصحبها كتابان ألفو‪ ،‬كىو (بلوغ المراد في الحث على الجهاد) أكلها‪ :‬الحمد هلل الذم‬
‫يقبل التوبة عن عباده كيعفو عن السيئات كيغفر للمستغفرين القائل في كتابو المبين [ ]{إً َّف‬
‫ك ًذ ٍكرل لً َّ ً‬ ‫ات ي ٍذ ًىبن َّ ً ً‬ ‫الٍح ً‬
‫ين}[ىود‪.]ُُْ:‬كالصبلة كالسبلـ على نبيو‬ ‫لذاك ًر ى‬ ‫السيّْئىات ذىل ى ى‬ ‫سنى ي ٍ ى‬ ‫ىى‬
‫كرسولو خاتم رسلو الكراـ الذم كاف العفو أحب إليو من األخذ كاالنتقاـ‪ ،‬كعلى آلو الطيبين‬
‫ين‬ ‫ًً‬
‫{كالٍ ىكاظم ى‬
‫األكرمين الذين اقتدكا بأخبلؽ جدىم األمين‪ ،‬فأخذكا بأكفر نصيب من قولو‪ ] [:‬ى‬
‫ين}[آؿ عمراف‪ ]ُّْ:‬الذم منهم موالنا كمالك‬ ‫ًً‬ ‫َّاس ىكاللَّوي يي ًح ُّ‬
‫ين ىع ٍن الن ً‬ ‫ً‬
‫ب ال يٍم ٍحسن ى‬ ‫ظ ىكال ىٍعاف ى‬
‫الٍغىٍي ى‬
‫أمرنا أمير المؤمنين المنصور باهلل رب العالمين؛ ثم ساؽ أحاديث في العفو حتى قاؿ في سياؽ‬
‫حديث أبي سفياف بن الحارث بن عبد المطلب‪ ،‬لما ىاجر عاـ الفتح أنو مدح رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم بقصيدتو التي تظمنها كتاب بلوغ المراد في ىدم المصطفى كسيرتو في‬
‫الجهاد‪ ،‬كالصادر كالوارد إلى نحر علمو كظل عدلو الوريف الصائر من جملة خزائن كتبو‬
‫الجامعة لكل حسن ظريف مصحوبان بما اقتضاه الحاؿ كدعا إليو حسن الظن كساقو إليو حادم‬
‫الرجاء كسائق اآلماؿ ككفد إلى كعبة الجود كالبر كالفضل التي تشد إليها الرحاؿ متعلقان بستور‬
‫عفوىا كأذياؿ برىا ككرمها بخضوع كإذالؿ منشدان في الحضرة التي بسطت منها أنوار المهابة‬
‫كالجبلؿ‪.‬‬
‫دعوت كأنت اليوـ بالحاؿ تعلم‬
‫كجئت أمير المؤمنين لك البقاء‬
‫تحيرت في أمرم فلم أدر ما الذم‬
‫أفكر في ذنبي فأحجم عنده‬
‫عجبت لضيق الحلم عن ذنب عبده‬
‫كما أحد إال كقد ذاؽ عفوه‬

‫(ُ‪)ّٔٓ/‬‬

‫لو الشمل مجموع بأىليو ضاحك‬


‫كعم الرضا بر اإلماـ كخصني‬
‫كحاشاه يعطي الحلم كالعفو من أسا‬
‫ككيف يرىوجو الرضاء كىو باسم‬
‫كإف كاف ذنبي جاكز الحد قدره‬
‫كإني لدل ذلي كفقرم كحاجتي‬
‫سحاب خطابي بره كىو مسبل‬
‫كبدر أضاء األرض شرقان كمغربان ‪ ...‬كحلمك من ذنبي أجل كأعظم‬
‫بحاؿ لها الواشي يرؽ كيرحم‬
‫أقوؿ كىل في حاجتي أتكلم‬
‫كأنظر في األمر الجميل فأقدـ‬
‫ككل إلى المولى مسيئ كمجرـ‬
‫كأصبح في ركض الهناء يتنعم‬
‫كبرؽ الرضاء من فوقو يتبسم‬
‫عقاب لديو العيش مر كعلقم‬
‫كذك الرحم بي ترد كتحرـ‬
‫لغيرم كإف كافيتو يتجهم‬
‫فأحسن عفو عند الذنب يعظم‬
‫لو منشد كالحاؿ بالسر يفهم‬
‫كيجر عدائي جوده كىو مفعم‬
‫كموضع رجلي منو أسود مظلم‬
‫كإف أمير المؤمنين زاده اهلل تمكينان كبوأه من العز كقد فعل محبلن مكينان قد اشتهر كاسع حلمو‬
‫عن العاصي‪ ،‬كاكتفى عن اإلنتقاـ بهيبتو التي تدرؾ بها الصياصي‪ ،‬كأنو لعارؼ بما كرد عن‬
‫الرحم القربى كرغب فيو جده المصطفى‪ ،‬أكمل ترغيب‪ ،‬ال سيما بعد اإلسترضاء كطلب العتبى‬
‫ثم ساؽ أحاديث في صلة الرحم (ُ) كفي العفو ثم قاؿ‪:‬‬
‫كإف إماـ العصر أعرؼ بالذم‬
‫لساني تمليو ككفي يرقم‬
‫كأنت بو أدرل كأىدل كإنما‬
‫امرنا بتذكير لمن ىو أعلم‬
‫لذاؾ تراني ذاكران بعض ما أتى‬
‫لمن منو أحكاـ الهدل تتعلم‬
‫كتطويل صوت المشتكى إذا شكى‬
‫تضئ بو في ليل شكواه أنجم‬
‫كقد طاؿ صبرم كاصطبرت كإنما‬
‫تخوفت من موت على العبد يهجم‬
‫مفارؽ أرحاـ كأىل كإخوة‬
‫فبل زائر حتى الخياؿ المسلم‬
‫يحاكؿ كل أف يزكر قريبو‬
‫فلم ير طير القلب أال يحوـ‬
‫كيزداد ما بي إذا غدا غير ممكن‬
‫عبادة شخص منهم حين يسقم‬
‫كأني مع قرب المسافة منجد‬
‫ككل من كاإلخواف كاألىل متهم‬
‫كركعني موت الصفي أخي فلم‬
‫أزؿ باكيان حولي من الكرب مأتم‬
‫كمن قبل صنوم الفخرأكحش فقده‬
‫فجرح األسى ما زاؿ تدمي كتكلم‬
‫كجدد أحزاني كفاة أبنتي التي‬
‫لها في فؤادم كالضلوع مخيم‬
‫__________‬
‫(ُ) األحاديث المشار إليها أكردىا زبارة في نشر العرؼ (ُ‪.)ْْْ-ّّْ/‬‬

‫(ُ‪)ّٔٔ/‬‬

‫لقد كاف لي في السجن سلوة خاطر‬


‫بها كجرح الهم كالكرب مرىم‬
‫كقد كنت ذا صبر فلما تطاكلت‬
‫سنوف اعتقالي كاد صبرم يعدـ‬
‫مضت لي في ذا السجن أربع عشرة‬
‫أبيت بها سهراف كالناس نوـ‬
‫كقد كبرت سني كعني تساقطت‬
‫فلم يرل عظم حازه اليوـ لي فم‬
‫كشبت فرأسي كالثغامة أبيض‬
‫كقد نحلت من تحت لحمي أعظم‬
‫كليت حجاب السجن يرفع ريثما‬
‫يراني كيعطي نفسو في تحكم‬
‫لنلت الذم أرجو بأكؿ نظرة‬
‫كقاـ لضعفى بره يتظلم‬
‫كأشفق مما مس جسمي كرؽ لي‬
‫كأمسى لما بي رحمة يتألم‬
‫كإف أكلى الناس اتصافان لصفتي الشفقة كالرحمة ىم األئمة الذين كالىم اهلل تعالى أمر ىذه‬
‫األمة؛ ثم ساؽ أحاديث في الرحمة (ُ) حتى قاؿ ىذاكأف أسير ذنوبو المعترؼ بعيوبو‪ ،‬قد كبر‬
‫سنو كدؽ عظمو كضعفت قواه‪ ،‬كنحل جسمو‪ ،‬حتى سئم الحياة كمل ككثر تخوفو من ىجوـ‬
‫األجل‪ ،‬كأفادتو التجربة بأحواؿ [ِٕٓ – أ] األياـ كعلم اليقين كماذا يرجو العاقل كيطمع من‬
‫لذات الدنيا كشهواتها عند مجاكزتو على الستين‪:‬‬
‫كإنامرءان قد سار سبعين حجة ‪ ...‬إلى منهل من كرده لقريب‬
‫ثم قاؿ‪.:‬‬
‫فدارؾ أمير المؤمنين بقية‬
‫ىي الرحم القربى نظن افتراقها‬
‫ترؽ كإف طاؿ الشقاؽ كبعضها‬
‫فخذ بيدم عند العثار كقل لها‬
‫كجد لي بحسن العفو منك تعظمان‬
‫كاحسن إلى من قد أساء تكرما‬
‫كمن بما أملت منك فلم تزؿ‬
‫َّ‬
‫تحب بأف تعطي فتعفوا لنبل ما‬
‫من الفضل كاألجر الجزيل لمن عفا‬
‫كقد يجد العافوف للعفو لذة‬
‫كما لهم اهلل الرحيم أعده‬
‫قصور مشيدات كحور كواعب ‪ ...‬لذم رحم منك الرضى تتوسم‬
‫كما ىي إال البر يسدم كيلحم‬
‫تحن إلى بعض كبالكف تلزـ‬
‫لعلي بها من عثرتي أتقوـ‬
‫كإنك أىدل للتي ىي أقوـ‬
‫فشأنك عند الجهل تقضي كتحلم‬
‫على من عصى لعفو كللغيظ تكتم‬
‫ركاه البخارم في الصحيح كمسلم عن المذنب العاصي كإف ىو أظلم‬
‫من الشهد أحلى إذ يذاؽ كيطعم‬
‫من األجر في األخرل اجل كأعظم‬
‫كأكبر رضواف من اهلل أعظم‬
‫ثم ساؽ أحاديث في فظل الكاظمين الغيظ كالعافين عن الناس ثم قاؿ‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر‪ :‬نشر العرؼ (ُ‪.)ْْٓ/‬‬

‫(ُ‪)ّٕٔ/‬‬
‫كحاشا سجاياؾ الكريمة أنو‬
‫كال تصغ للواشي بقوؿ فطالما‬
‫فكم حاسد بين األقارب قد سعى‬
‫كماذا عسى الواشي يقوؿ كإنني‬
‫يبالغ في بعد الخليفة عامدان‬
‫كيصرفو إذ ىم بالعفو ذاكران‬
‫كتلك أمور كالخياؿ قد انقضت‬
‫كإف أمير المؤمنين لعلمو‬
‫لقد أعقبتني حسرة فأنا ملي‬
‫فما طاب لي من بعدىا قط مشرب‬
‫كلو كنت ممن يعلم الغيب أنني‬
‫فأنت الذم أثقلت بالجود ظهر من‬
‫كتعطي الذم كافاؾ أضعاؼ ما رجا‬
‫كأنت الذم ككاؼ جودؾ للورل‬
‫كغيث السماء أضحى يخص مواضعان‬
‫كأنت الذم فيك السخاء سجية‬
‫كأنت الذم حزت العبل بعزيمة‬
‫كأنت الذم تحمي الحمى بمهابة ‪ ...‬يخيب بها ظني الجميل كيهظم‬
‫أشاعوا أباطيل الكبلـ كأقسموا‬
‫ككاد بو أف يبكي اللحم كالدـ‬
‫مقر بذنبي كىو للغش يكتم‬
‫إلى ظهرنا بالزكر يرمي كيرجم‬
‫لو ما مضى يا بئس ما يتوىم‬
‫فقلت صبران أىل نائم يحلم‬
‫بحاؿ الورل أدرا بهذا كأعلم‬
‫لدل ذكرىا يرفض من رأسها الدـ‬
‫كال لذ لي من سؤ حالي مطعم‬
‫لديك بديواف النعيم المقدـ‬
‫يرجيك حتى ربما يترنم‬
‫كفوؽ الذم قد ظنو المتوىم‬
‫كقطر ند كفيك بر كأنعم‬
‫ككرقتا كبحر الجود منك يعمم‬
‫ككف الحياء عند النداء يتكرـ‬
‫بها السبق في كقت اللقاء يترنم‬
‫بها األسد العادم يكف كيلجم‬
‫ثم ساؽ أحاديث في السخاء كقضاء حوائج المسلمين ثم قاؿ‪:‬‬
‫كإني إلى المولى اإلماـ لتائب‬
‫اتوب إليو توبة لو قسمتها‬
‫كبين يدم نجوام قد مت نحوه‬
‫توليت تأليفان كجمعان لو فبل‬
‫كصيرتو فيما طلبت كسيلة‬
‫يحفا بأنوار القبوؿ كما ترل‬
‫يجر ذيوؿ الفخر إذ ضم سيره‬
‫كخاتم رسل اهلل من لصفاتو‬
‫كسميتو باسم توسمت عنده‬
‫تضمن ىدل المصطفى في جهاده‬
‫كنحو أمير المؤمنين بعثتو‬
‫فكم موطن فيو األسود تزاحمت‬
‫ككم موطن بالرعب أيضان ىزمتو‬
‫كما نصر المختار في خير موطن‬
‫كدكنك سفر ليس غيرؾ أىلو‬
‫يكاد اشتياقا أف يرل بجناحو‬
‫كلم يخف في مغزاه إذ ذاؾ كانو‬
‫كإني بجاه المصطفى متشفع‬
‫يقوؿ لو إنا قبلنا شفاعة نبي الهدل المخصوص بالحوض كاللواء‬
‫شفيع الورل يوـ الحساب إذا شكوا‬

‫(ُ‪)ّٖٔ/‬‬
‫فأقدـ خير المرسلين كقاـ في‬
‫ففرج عنهم كربة بدعائو‬
‫نبي الهدل كن لي بجاىك شافعان‬
‫عليك من اهلل السبلـ تحية‬
‫كما عبد اهلل العباد كما دعا‬
‫كما استسلم األركاف حجاج بيتو‬
‫فبل برحت في كل حين تزكره‬
‫مع اآلؿ سادات الورل أىل بيتو ‪ ...‬كمستغفر مما جرل متندـ‬
‫على سيئات الناس لم يبق مجرـ‬
‫كتابان بو فقت الذين تقدموا‬
‫نظير لو في بابو اليوـ يعلم‬
‫كأرسلتو عني إليك يترجم‬
‫كبرؽ الهدل من أفقو يتبسم‬
‫لخير الورل فهو النبي المكرـ‬
‫غدان يبدأ الذكر الجميل كيختم‬
‫بلوغ مرادم فهو بالنجح يفهم‬
‫كبالسيف دين اهلل في األرض قيم‬
‫ألنك في أمر الجهاد المقدـ‬
‫كأقدمت فردان فيو كاألسد تحجم‬
‫كمن كثرة قد ظن إذ ليس يهزـ‬
‫يرعب كأف الرعب جيش عرمرـ‬
‫فما بالجهاد اليوـ غيرؾ معزـ‬
‫يطير كللكف الكريمة يسلم‬
‫لمن راـ تحقيق المغازم لمغنم‬
‫كحسبي شفيع ال يضاـ كيهضم‬
‫لمن ىو في الحشر الشفيع المعظم‬
‫كمن قد ىدانا للتي ىي أقوـ‬
‫على الرسل من ضيق المقاـ فأحجموا‬
‫مقاـ الدعا يدعو بما اهلل يلهم‬
‫كفاز بحسن الذكر كالحمد منهم‬
‫فإنك من تشفع لو ليس يحرـ‬
‫كأزكى صبلة ما تشهد مسلم‬
‫محل كما لباه بالحج محرـ‬
‫كقد ضاؽ بالوفد الحطيم كزمزـ‬
‫صبلة بها ذا النظم بالمسك يختم‬
‫نجوـ الهدل ما الح في الليل أنجم‬
‫ثم دعا لئلماـ يعطف قلبو عليو ثم قاؿ‪ :‬كىاىنا يكف عناف القلم فقد استطاؿ منو الجموح‪.‬‬
‫كبقولو لو كفيت فهذه أنوار القبوؿ من أفق الرضا تلوح كنسمات عطف أمير المؤمنين رزقنا اهلل‬
‫شفقتو كبره بطيب نفسو كرضاه يفوح كركح البر كاإلحساف منو على ساحاتنا تغدك كتركح‪ .‬انتهت‬
‫الرسالة (ُ)‪.‬‬
‫[جواب المنصور على رسالة صاحب الترجمة]‬
‫__________‬
‫(ُ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثالث‪.‬‬
‫…كانظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ‪ ،)ُِْ/‬البدر الطالع (ِ‪.)ُٔٔ/‬‬

‫(ُ‪)ّٔٗ/‬‬

‫فتولى الجواب على لساف المنصور القاضي العبلمة محمد أحمد مشحم (ُ) فقاؿ‪ :‬بعد‬
‫الخطبة بحمد اهلل كالصبلة كالسبلـ على رسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ما لفظو كبعد فإنها‬
‫كصلت الرسالة المشتملة على بديع المنظوـ كالمنثور كالورقات التي في كل لفظة منها عقد من‬
‫الدرر كمن المنثور من تلقا الصنو السيد العبلمة القلم النفيس‪ ،‬كالحبر الفهامة الصدر الرئيس‬
‫شرؼ اإلسبلـ [ِٕٕ‪-‬أ] الحسن بن إسحاؽ صانو اهلل عن كل ضير‪ ،‬كأخذ بيده إلى ما فيو‬
‫الخير كالسبلـ عليو كرحمة اهلل كبركاتو ما ترنم طير‪ ،‬فطالعنا رياضها األنيقة كتصفحنا عباراتها‬
‫الرشيقة‪ ،‬كأحطنا علمان بالمجاز منها كالحقيقة‪ ،‬كتأملنا ما جمعت من المحاسن كالببلغة التي‬
‫ترد عذبان فراتان غير آسن فللو ما اشتملت عليو من حسن المطلع المقبوؿ‪ ،‬كغرابة االسلوب‬
‫المحتوم على لباب العقوؿ‪ ،‬كلطف اإلستعطاؼ كحسن االعتذار كاالعتراؼ‪ ،‬كرقة الشكول‬
‫التي عظم موقعها في النفوس‪ ،‬كاإلعبلف بالتوبة كالرجوع إلى الملك القدكس‪ ،‬مع ما أصحبها‬
‫من السفر النفيس‪ ،‬كالمجموع الذم ىو من ملوؾ الكبلـ كىو سيد المجاميع كالرئيس‪،‬‬
‫المشتمل على ىدم النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم في الجهاد كالحاكم ما لم يحوه غيره فهو‬
‫كاسمو بلوغ المراد فلقد أبدع فيو اإلبداع العجيب كأكدعو من عجائب الفوائد ما يغني اللبيب‪،‬‬
‫فلو طالعو ابن القيم لحقر زاده (ِ) كاعترؼ بأف طريقو الحسن ىي الحسنى كزيادة‪ ،‬كتحقق‬
‫صدؽ المثل السائر‪ :‬كم ترؾ األكؿ لآلخر‪ ،‬فللو دره من مطلع أعرب عن ملكة في العلوـ كدؿ‬
‫على حسن التصرؼ في المنثور كالمنظوـ‪ ،‬كلما تحققنا ما انطوت عليو الرسالة من األطراؼ‪،‬‬
‫ككرعنا من معين عذبها الصاؼ‪ ،‬رأينا الجواب عنها مثبلن بمثل أخذان باإلنصاؼ‪ ،‬كتعظيمان لما‬
‫اشتملت عليو من الدالئل كتوقي األعراض كاألستخفاؼ‪ ،‬كدفعان لما يتوىم من إيثار عرض‬
‫النفس بالذم ىو‬
‫__________‬
‫(ُ) الرسالة أكردىا زبارة في نشر العرؼ كاملة (ُ‪.)ُْٓ-ُْْ/‬‬
‫(ِ) أم زاد المعاد البن القيم الجوزية‪.‬‬

‫(ُ‪)َّٕ/‬‬

‫شأف أكلى التعصب كاالعتساؼ‪:‬‬


‫أنظمك أـ طلع أـ العقد ينظم‬
‫كتأليفك الحاكم البديع عن يد‬
‫بعثت بو أحسن بو من ىدية‬
‫كلم ال كقد ضمنتو من بدائع الفػ‬
‫جمعت بو ىدم الجهاد ملخصان‬
‫فجئت من اإلحساف فيو بمعجز‬
‫بلغت بو كل المراد من العلى‬
‫فللو ما أكدعتو من فوائد‬
‫كهلل ما أصحبتو من رسالة‬
‫شكوت بها حاالن فقلت لضعفها‬
‫كطوؿ اعتقاؿ صرت من عظم ىولو‬
‫كفارقت من تهول كأنك منجد‬
‫كرغبت في العفو الذم نحن أىلو ‪ ...‬كنثرؾ في القرطاس أـ ىو أنجم‬
‫أـ الركض أضحى زىره تتبسم‬
‫معظمة أضحت تعز كتكرـ‬
‫ػوائد ما اليمترم فيو مسلم‬
‫كهلل ىدم كاضح النهج قيم‬
‫كفخر بو فقت الذين تقدموا‬
‫كال غرك إذ أنت اللبيب المقدـ‬
‫تسطر بالتبر المذاب كتنظم‬
‫بها قد حلى للدىر جيد كمعصم‬
‫باف لها الواشي يرؽ كيرحم‬
‫تبيت بو سهراف كالناس نوـ‬
‫على القرب فيما بينكم كىو متهم‬
‫كنحن بو أكلى كأحرل كأقدـ‬
‫كال شك أف العفو فضلة جاء الحث عليها‪ ،‬كطريق ندب الشارع الحكيم إليها كنحن أىل البيت‬
‫أحق من حافظ على مكارـ األخبلؽ كأكلى [ِٖٕ‪-‬أ] البرية بالشمائل النبوية على اإلطبلؽ ال‬
‫سيما من أقعده اهلل من الخبلفة سنامها‪ ،‬كملكو من أمور الخاصة كالعامة زمامها‪ ،‬ثم ساؽ في‬
‫ذكر العدؿ حتى [ُٖب‪-‬ب] قاؿ‪ :‬كمن العدؿ األخذ على أيدم من فتح باب الخبلفة كقطع‬
‫أسباب االجتماع كاالئتبلؼ؛ فإف من العدؿ التشديد على من عظم منو جرـ الشقاؽ‪ ،‬كنزع اليد‬
‫عن الطاعة حتى كاف بسببو اتساع دائرة االفتراؽ دفعان لكثير من مفاسد الخبلؼ كجلبان‬
‫للمصالح التي أساسها االعتصاـ بحبل اهلل كاالئتبلؼ ثم ذكر نحو ىذا كاستدؿ عليو من السنة‬
‫ثم قاؿ‪:‬‬
‫فما ذاؾ منا للهول كاتباعو‬
‫كلكن ألمر طبق األرض سرة‬
‫غضبنا بو هلل كاألمر كلو‬
‫فملكنا غلب الرقاب بحكمو‬
‫كقاد إلينا كل عاص بمنو ‪ ...‬ببل مرية كاهلل بالسر أعلم‬
‫كنادل بو جهران فصيح كأعجم‬
‫لو فهو يقضي ما يشاءكيعزـ‬
‫يعم بها نفع العباد كيعظم‬
‫كحكمنا فيو فبالعدؿ نحكم‬
‫ثم ذكر ما يناسب مقاـ الغضب كالتأديب ثم قاؿ‪:‬‬

‫(ُ‪)ُّٕ/‬‬
‫كنحن كما قد قلت أعرؼ بالذم‬
‫كإنا لنشكوا ما شكوتم طبيعة‬
‫كذلك حق الناس في ذات بينهم‬
‫تذكر إذا علمت من ىو عارؼ‬
‫فما زجت بالمكر الخداع ممهدان‬
‫كبادرت نكث العهد كالنكث زلة‬
‫فكم جاء في نكث المواثيق ما بو ‪ ...‬لسانك تمليو ككفك ترقم‬
‫كمما تألمتم لو نتأ لم‬
‫كلكن حق اهلل أكلى كأعظم‬
‫كحاكؿ ما حاكلت كاهلل أحكم‬
‫لبغى علينا لم نكن نتوىم‬
‫مبل بسها في كل حاؿ مذمم‬
‫تجل ذنوب الناكثين كتعظم‬
‫ثم استدؿ من السنة بما يناسب ىذا المعنى ثم قاؿ‪:‬‬
‫كىذا عتاب كاعتذار حقيقة‬
‫كإال فما كاف قد كاف كانقضى‬
‫كلوال أمور عم في الناس نفعها‬
‫شملناكم بالعفو منا بديهة‬
‫كلكنو ال يستوم الذنب منكم‬
‫بهذا غدت بالنصح للرعية منا محوطة ‪ ...‬يرد بو ما ظنو المتوىم‬
‫فلسنا عليكم للتشفي ننقم‬
‫كصار بها شأف الوفاؽ يعظم‬
‫كسائر أقواـ أسآؤا كأجرموا‬
‫كمن سائر األفراد فالفرؽ يعلم‬
‫جميع الرعايا يوـ نسأؿ عنهم‬
‫ثم عقب ىذا بما يناسبو من النثر كاألدلة على النصح للرعية ثم قاؿ‪:‬‬
‫فلو كنت عن تلك الخطيئة خالصان‬
‫ككنت لدنيا أنت أكؿ سابق‬
‫كلكن أمران في الحقيقة قد جرل‬
‫فصبران فإف الصبر خير مصاحب‬
‫فبل بد من تحرير رأم مسدد‬
‫كما قلت في فضل القرابة موردان‬
‫فذلك ىدم المصطفى تهتدم بو‬
‫سجية فضل قد خصصنا بحوزىا ‪ ...‬لكنت على التحقيق أنت المقدـ‬
‫كأنت بديواف النعيم المقدـ‬
‫قضاء بها كاهلل بالغيب أعلم‬
‫كيسر فبعد العسر يسر كانعم‬
‫يجر إليو عالم السر يلهم‬
‫أحاديث تهدل للتي ىي أقوـ‬
‫فذك الذنب نعفو عنو كالغيظ نكتم‬
‫فكم رحم في برنا متنعم‬
‫ثم أردؼ ىذا بما يشابهو من صلة الرحم كتعظيمو للمولى محمد بن إسحاؽ كغيره ثم قاؿ‪:‬‬
‫كأنت الذم بالقطع كنت بدأتها‬
‫عفا اهلل رب العرش عنك بكل ما‬
‫ألنك من بيت كريم كعترة‬
‫كإنا لنرجوا اهلل توفيقو لما‬
‫كنسألو سبحانو أف يعيذنا‬
‫كإنا قبلنا منك إذ جئت تائبان‬
‫كبالغت في استعطافنا متشفعان‬
‫كمطلبك اإلطبلؽ كالعفو كالرضا‬
‫كما رمتو قد كاف منا معلقان‬
‫فإف كنت نيتم إلى اهلل توبة‬

‫(ُ‪)ِّٕ/‬‬

‫كنسألو التوفيق للخير كلو ‪ ...‬كمثلك منو القطع ال يتوىم‬


‫جنيت فإف اهلل اعفى كأرحم‬
‫مطهرة منها الخطيئة تعظم‬
‫يحب كما يرضيو منا كمنكم‬
‫من القطع لؤلرحاـ فالقطع مأثم‬
‫كمستغفران مما جرل متندـ‬
‫بخير شفيع ال يضاـ كيهضم‬
‫كفيما جرل منكم عفى اهلل عنكم‬
‫بنذر ألمر خيره يتوسم‬
‫نصوحان كأخلصتم إليو خلصتم‬
‫كإياه نرجوا فهو بالخير يختم‬
‫فقد حررت النية على كشف ما شكوتم بحل الوثاؽ كقبوؿ التوبة كاإلعتذار على اإلطبلؽ‪.‬‬
‫انتهى الجواب‪.‬‬
‫[رسالتو ليوسف بن المتوكل]‬
‫ككتب صاحب الترجمة من السجن إلى المولى يوسف بن المتوكل بن اإلماـ القاسم يلتمس منو‬
‫الشفاعة عند المنصور بأف يتصل بو أىلو كأكالده في السجن بعد منعهم عنو كذلك في أياـ‬
‫عشر ذم الحجة ككاف محبوسان في دار في القصر منفصلة عن السجن المعركؼ‪:‬‬
‫دعوتك لما عيَّل يا سيدم صبرم‬
‫كما حاجتي ماؿ كال مقصدم غنا‬
‫كالبي طوؿ السجن في محبس غدت‬
‫كلكنو كاهلل فقد حبائب‬
‫جاف غواف ناعمات كواعب جلبن‬
‫فهذا يريني قرىا الغصن إف مشت‬
‫كأخرل تريني الطرؼ منها إذا رنت‬
‫كأما التي قد حازت الحسن كلو‬
‫فما نظرت عيني لها مشبهان كال‬
‫كخمسة أكالد منعت لقاىم‬
‫ككاسطهم قد كاد يمشي كطفلة على‬
‫ككالدة قد كاد ينشق قلبها‬
‫فمن أجلهم ما زلت في السجن ساىران‬
‫كأرسل من عيني إذا ما ذكرتهم‬
‫كما زاؿ فكرم في تطلب حيلة‬
‫فأرسلت أمالي إلى كل مطمع‬
‫كسرحت عيني ىل أرل ركضة الوفا‬
‫كقد كاف أىل العصر ذا يعرفونني‬
‫فأنكرني من كنت أحسب كده‬
‫فمن ذا أرجيو لبث شكايتي‬
‫لقد خاب ظني في األناـ سول الذم‬
‫لذاؾ تراني قارعان باب جاىو‬
‫أيوسف إنا مسنا الضر فأغتنم‬
‫ككؼ لنا الكيل الذم الذم نبتغيو من‬
‫تصدؽ علينا بالشفاعة قاصدان‬
‫لياؿ يكوف األجر فيها مضاعفان‬
‫مواسم فعل الخير ىا ىي أقبلت‬
‫كأفضل بر منك تنفيس كربة‬
‫كما مطلبي فكي من األسر إنما‬
‫فحبسي يا موالم سبعة أشهر‬
‫كإني أرل فرضان عليك إجابتي‬
‫فجاىك مقبوؿ كأمرؾ نافذ‬
‫أما األمر بالمعركؼ كالنهي كاجب‬
‫كدكنك شيئان يشبو الشعر زانو‬

‫(ُ‪)ّّٕ/‬‬

‫كما قلت شعران في سواؾ ألنني‬


‫كلكن رأيت اليوـ قدرؾ عاليان‬
‫فقلدتو من در مدحي قبلئدان‬
‫كجائزتي يا عين أىل زمانو‬
‫كال تقبلن عذران ككعدان فإنو‬
‫بقيت لنا كهفان كذخران كموئبلن ‪ ...‬كجئتك لما ضاؽ من حاجتي صدرم‬
‫فربي قد أعطى كأغنى من الفقر‬
‫تذكرني أىوالو كحشة القبر‬
‫يغار عليهن المحب من الذكر‬
‫الهول من حيث أدرم كال أدرم‬
‫كتلك تريني كجهها طلعة البدر‬
‫عيوف المها بين الرصافة كالجسر‬
‫فقد حار في تفضيل أكصافها فكرم‬
‫رات عين غيرم مثلها قط في الدىر‬
‫كأكبرىم لم يبلغن إلى العشر‬
‫المهد قد صارت كأخرل في الحجر‬
‫من الفقد لوال عصمة اهلل بالصبر‬
‫أقلب طوؿ الليل جنبي على الجمر‬
‫دموعان على الخدين ما برحت تجرم‬
‫يكوف بها قطع التباعد كالهجر‬
‫فعادت بكف من مطامعها صفر‬
‫فما كقعت إال على مهمة قفر‬
‫كأعرفهم حتى تنكر لي دىرم‬
‫صحيحان كأبدا نخوة التيو كالكبر‬
‫كمن ذاؾ يرضا أف أبيح لو سر‬
‫علمت يقينان أنو يوسف العصر‬
‫كمهبط أسباط الرجاء إلى مصر‬
‫مثوبة رب العرش في نفع مضطر‬
‫خزائن جاه منك يا كاسع البر‬
‫بذاؾ كجو اهلل في ىذه العشر‬
‫بها أقسم الرحمن في محكم الذكر‬
‫فقم لشراء ما نبتغيو من األجر‬
‫كتخليص من قد صار في ربقة األسر‬
‫طبلبي لتخفيف يسير من العسر‬
‫عن األىل كاألكالد من أعظم الوزر‬
‫إلى رفع ما القيت في السجن من ضر‬
‫كمالك في التقصير عن ذاؾ من عذر‬
‫كسعيك فيما رمت من أكجب األمر‬
‫مديحك عني صار يزىو على الزىر‬
‫أرل الشعر شيئان ال يليق بذم القدر‬
‫على الناس طران دكنو رتبة البدر‬
‫كألبستو ثوب المحامد كالشكر‬
‫قيامك فيما رمت بالصدر كالنحر‬
‫يضيق الذم أشكو عن الوعد كالعذر‬
‫كمفتخران يا جامع القدر كالفخر‬
‫[(ُُِّٗ‪ )/‬الحسن بن زيد بن حسين الشامي] (ُ) *‬
‫(‪ُُٕٓ-...‬ىػ‪ُِٕٔ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪،‬‬
‫البدر الطالع (ُ‪.)ُّٕ/‬‬

‫(ُ‪)ّْٕ/‬‬

‫السيد العبلمة الحسن بن زيد بن حسين بن ىادم بن السيد العبلمة إماـ الفركع أحمد بن علي‬
‫بن الحسن بن محمد صبلح بن الحسن بن جبريل الشامي كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫كصاحب الترجمة ىو إماـ السنة الجليل الورع الزاىد قدكة العاملين كرأس العابدين‪ ،‬ككاف‬
‫عارفان بالعلوـ العربية‪ ،‬كالشرعية جيد المذاكرة حسن اإلستنباط لؤلحكاـ كلو اليد الطولى في‬
‫تعليم الطالبين كالعناية التامة في تفهيمهم كالصبر على ذلك كتوضيح المسالك كالمحبة إلى‬
‫ىدايتهم كإرشادىم إلى الطريق القويم فصلح عليو [ِٖ ب – ب ] خلق من العامة كأقبل على‬
‫تدريسو كاألخذ عن كثير من الخاصة مع حسن نية كسبلمة طوية كإقباؿ على المتعلم بكليتو‬
‫كتبليغو أقصى أمنيتو‪ ،‬كمعاكنتو للصغير كالكبير كإببلغ جهده في األمر كالنهي للمأمور كاألمير‪،‬‬
‫ككاف كثير اإلتصاؿ بالوزير صفي الدين النهمي كللوزير ميل إليو كمحبة لو كإقباؿ عليو ككذلك‬
‫مخدكمو اإلماـ المهدم بن المنصور فإنو كاف يعظم صاحب الترجمة كيقبل قولو في مناصحاتو‬
‫كرسائلو ككثيران من مشوراتو‪ ،‬كقرر المهدم بنظره للفقراء سبعين قرشان حجران في كل شهر من‬
‫غير ما كاف يستخرجو من الوزير كغيره؛ كلو شغلة عظيمة بمعاكنة الفقراء كتحصيل مأربهم‪،‬‬
‫كالسعي في مصالح الضعفاء كالمساكين كالحض على صلتهم كمواساتهم كقضاء حوائجهم‪،‬‬
‫ككاف يتعب نفسو في ذلك حتى قاؿ لو شيخو المولى ىاشم بن يحيى الشامي ىوف على نفسك‬
‫التعب أتريد أف تغني من أراد اهلل فقره فقاؿ لو قد أمرنا بالسعي فقاؿ‪ :‬لكن بالتي ىي أحسن‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي رحمو اهلل في (((سنة ُُٕٓىػ)) (ُ)) في جمادل األخرل[ِّٖ‪-‬أ]‪.‬‬
‫[(ُُّْٗ‪ )/‬الحسن بن أحمد الحوثي] (ِ) *‬
‫(‪-...‬أكؿ ؽ ُِىػ‪ -.../‬ؽُٖـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (أ) كأرخ جحاؼ كفاتو بسنة (ُُٓٗىػ) في جمادل األكؿ بمسور‬
‫خوالف كقيل توفي سنة (ُُٔٗىػ) في جمادل األكؿ‪.‬‬
‫(ِ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِْٖ-ِْْ/‬ىجر األكوع (ُ‪.)ُْٓ/‬‬

‫(ُ‪)ّٕٓ/‬‬

‫السيد العبلمة الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين‬
‫بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل بن يحيى بن حمزة‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫ىو السيد العبلمة إماـ األصوؿ الفقهية كمحقق العلوـ الشرعية المعركؼ بالحوثي الحسيني‬
‫حقق العلوـ على كالده كدرس في كل فن كتخرج عليو عدة من األعبلـ كتوفي في أكؿ القرف‬
‫(ُ)‪.‬‬
‫[( ُُْٓٗ‪ )/‬أحمد بن محمد الحوثي] (ِ) **‬
‫(‪ -...‬نحو ََُُىػ‪)ُٖٕٔ-.../‬‬
‫كأما كالده فكاف إمامان من أئمة العلم ذكره المولى عبد اهلل بن علي الوزير في كتابو (نشر العبير)‬
‫فقاؿ في ذكر أخذ شيخو البرطي على الفاضل الهبل ما لفظو‪( :‬كأحسب أف ىذا الفاضل أخذ‬
‫في علوـ العربية على السيد العبلمة شمس الدين رحلة الطالبين أحمد بن محمد الحوثي‪ ،‬كىو‬
‫الذم كاف في العربية خاالن في كجنة دىره كغرة شادخة في جبين عصره‪ ،‬استفاد عليو في النحو‬
‫خلق كثير كتخرج لو جمع غفير أعاد اهلل من بركتو كرزؽ البركة في أكقات تدريسو كىو من ذرية‬
‫اإلماـ األعظم يحيى بن حمزة قدس اهلل أركاحهم)‪ ،‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أم القرف الثاني عشر الهجرم‪.‬‬
‫(ِ) نشر العبير لفضائل عبلمة العصر األخير (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِْٖ/‬ىجر األكوع‬
‫(ُ‪.)ُّٓ/‬‬

‫(ُ‪)ّٕٔ/‬‬

‫كصاحب الترجمة ىو الذم ذكره أيضان المولى عبد اهلل بن علي الوزير في قصيدتو الدالية‬
‫المشهورة‪ ،‬التي عاتب بها أصحابو أىل (الركضة)‪ ،‬كىم صاحب الترجمة المذكور‪ ،‬كالمولى‬
‫يحيى بن علي بن المتوكل‪ ،‬كأخوه الحسين‪ ،‬كالمولى زيد بن محمد‪ ،‬كسيدم محمد بن‬
‫الحسين الكوكباني الحمزم‪ ،‬كالفقيو زيد الخيواني‪ ،‬كالفقيو أحمد بن عبد اهلل الذيبة‪ ،‬ككاف لو‬
‫معرفة بالطب‪ ،‬كصورة لفظ ما كتبو إليهم‪ :‬أما بعد‪ :‬حمدان هلل الذم جعل األطراؼ‪ ،‬منازؿ‬
‫األشراؼ‪ ،‬كأكدع ثمرات العتاب في مفارس ببلغة اإليجاز كاألطناب‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على من‬
‫يفدم(ُ) يفدا (بياض) راحتيو بسواد العيوف ككاف فيما أنزؿ على قلبو { كالتين كالزيتوف}؛‬
‫كعلى أف الذين حسنت شرعتهم في مدارج السيادة كطالت نبعتهم في معارج السعادة‪ ،‬فهذه‬
‫جريدة كخريدة يخر لها من صومعتو الراىب‪ ،‬راجعت بها حضرة أكلئك األعياف [ِْٖ‪-‬أ]‬
‫الذين أكلهم في الفضل أخر كأخرىم فيو أكؿ‪ ،‬كقرنتها نشر محاسن أكلئك األقراف الذين ثكلت‬
‫الفضل إف كنت أعرؼ أيهم أفضل‪.‬‬
‫تحيرت ال مستنكر في أفاضل‬
‫إذا أنا شاىدت الكماؿ مقسمان ‪ ...‬لهم في معاليهم خطيب كمنبر‬
‫عليهم سواء كيف ال أتحير‬
‫ىذا كإف أعظم مغزاىا اإلتحاؼ كتنازع كؤكس األدب الذم ىو سبلفة األسبلؼ فدكنكم قطعة‬
‫من مسك دارين؛ كخلعة من خلع ملوؾ الصين تتعطر يذكي عرفها [ّٖأ‪-‬ب] المجالس‪،‬‬
‫كيتجمل بجميل بردتها كل البس كلتلك الخمائل بها أنس كثير فأىبوا منها نسمة ما بين ركضها‬
‫كالغدير‪ ،‬كاعرفوا قدرىا عند كردىا‪ ،‬كشيوعو تشييع العرس عند كفودىا‪ ،‬فإنها مما خرست عنها‬
‫ألسنة النظم كالنثر‪ ،‬كما أنا قلت ىذا كحدم كال عجب كال فخر كىي‪:‬‬
‫من يبلغ الركضة الغناء صادحة‬
‫إلى الحسين كال أنسى العماد كقد‬
‫كالفذ زيد العلى زيد العلوـ معان‬
‫كصنوه أحمد المحمود مسلكو كمن‬
‫كالعالم الفاضل الحوثي من قذفت‬
‫كالواقدم الذم أثار حكمتو‬
‫كابن الحسين بن زيد من جداكلو‬
‫__________‬
‫(ُ) يعد ذلك بياض في أصولي ثم استئناؼ للكبلـ‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٕٕ/‬‬

‫أفي شريعة أىل الجود أف تردكا‬


‫كم جاؿ في بير جواؿ لكم رشا‬
‫ككم مليك يبارم الغيث منسجمان‬
‫إذا تبسم من تلك الرياض شذا‬
‫كيطرد الهم باألنهار حين غدت‬
‫يسقى قوارير كرـ للبياض بدا‬
‫كرازقيان غدا في كف آكلو‬
‫كالمؤمن العائدات الطير يمسحها‬
‫ما يعدؿ الركضة الغناء كبهجتها‬
‫ال أخطر الركضة الفيحا في فكرم‬
‫فنونها نعمة للناظرين كفي‬
‫أقمارىا عانقت أغصانها جذالن‬
‫كالفوج يحمل في راحات ساحتها‬
‫كالنهر يمشي الهوينا في مخارفها‬
‫ىل حاكم أيها اإلخواف في مثل‬
‫رم الفتى كىنة أف يأت صاحبو‬
‫أما جدرتم مشوؽ باإلضافة أك‬
‫أكلى فبل بد لي في كل آكنة‬
‫فكل غانية تنسى ببلغتها‬
‫قصدم البياض دعوني من سوادكم‬
‫ىذا ابن لقماف في حكم كفي حكم‬
‫كأنو من عرفتم في أمانتو‬
‫ككيف يعتمد المهدم حكومتو ‪ ...‬من العتاب أطارتها بناف يدم‬
‫رقا سماء من العليا ببل عمد‬
‫كابن الحسين معيد الدرس في العضد‬
‫حول الدرب من شيخ كمن كلد‬
‫قواه من زيد التحقيق بالزبد‬
‫ببرء شعثائها برء على الجسد‬
‫تستخدـ الفلك الدكار بالرصد‬
‫بحران كلم ترسلوا ما فاض من ثمد‬
‫يثني العواطف مثل الغصن بالميد‬
‫نوالو فيركع الغيث بالصفد [ِٖٓ‪-‬أ]‬
‫يستنشق الركض من ركض ىناؾ ندم‬
‫ما بين منعكس منها كمطرد‬
‫كلؤلؤ بين منثور كمنتضد‬
‫كانو ذىب في كف منتقد‬
‫ركباف مكة بين الغيل كالسند‬
‫سول الجناف فبل تنقص كال تزد‬
‫إال كالحت جناف الخلد في خلدم‬
‫أفنائها نغمة للطائر المغرد‬
‫فصافحتها قماراىا يدان بيد‬
‫مجامر الند في الحافات كالسدد‬
‫كأنو الملك يمشي مشي مقتصد‬
‫تداكلتو األيادم دائم األبد‬
‫ضمآف لم يركل من ماء كلم يرد‬
‫نصبتموه على التعبير بالعدد‬
‫من العتاب الذم يشفى من الكمد‬
‫يا درامية بالعلياء كالسند‬
‫كسط البياض فعندم محكم القصد‬
‫ما بيننا حكم في الغي كالرشد‬
‫في عقد حل كفي حل لذم عقد‬
‫كال يكوف لنا فيها بمعتمد [ِٖٔ‪-‬أ]‬
‫(ُ‪)ّٕٖ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككاف المولى الفخرم عبد اهلل بن علي الوزير غراـ بػ(الركضة) طويل كتفضيل لها على‬
‫(بير العزب)‪ ،‬كقد صنف في ذلك كتابو المسمى "أقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبير‬
‫العزب"‪ .‬كحكم فيو لها بالحسن ككاف القاضي علي العنسي يخالفو في ذلك‪ ،‬كيفضل (بير‬
‫العزب)‪ ،‬كفعل في ذلك قصيدتو القافية التي سيأتي ذكرىا في ترجمتو‪ ،‬كقاؿ فيها أيضان‪:‬‬
‫لم يطب في الركضة الغناء سول‬
‫كبغربي أزاؿ جنة‬
‫طلق الهم بها ساكنها ‪ ...‬كرمها أما ىواىا فكرب‬
‫جوىا يستوقف الطرؼ طرب‬
‫فلهذا سميت بير العزب‬
‫كقد تبعو في تفضيل بير العزب الشيخ محمد بن خليل سمرجي‪ ،‬كلو فيها قصيدتو الجيمية‬
‫المذكورة في [ّٖب‪-‬ب] ترجمتو ككذلك سيدم محمد بن ىاشم ين يحيى الشامي كلو فيها‬
‫قولو‪:‬‬
‫إف بير العزب الركح الذم‬
‫ىي كالفادة يلهي حسنها‬
‫فترل كاصفها في حيرة‬
‫مثل معنى الحسن ال يدرم الفتى‬
‫كأرل أقرانها زينت بما‬
‫بمدح المحسن منها عرضا‬
‫مثل صب يصف الحسن الذم‬
‫كإذا ما شئت تصديقي كقد‬
‫فتصورىا بكانوف كرد ‪ ...‬تسلك الراح إلى الركح طريقو‬
‫عن حبللها كىي بالمدح خليقة‬
‫ما الذم منها بو النفس مشوقو‬
‫ما سباه من معانيو الدقيقو‬
‫يفرح الجائع إف شاـ يركقو‬
‫فإذا فارقها ذـ رفيقو‬
‫قد سباه بالمبلبيس األنيقو‬
‫أخذ األنصاؼ لي منك الوثيقو‬
‫ما سواىا فيو نطفر بالحقيقو‬
‫كىذه األبيات جعلها سيدم محمد كالجواب على أبيات المولى أحمد بن يوسف ابن الحسين‬
‫بن الحسن بن اإلماـ القاسم المقدـ ذكره‪ ،‬ككاف يرا أم المولى عبد اهلل بن علي في تفضيل‬
‫(الركضة) أياـ الخريف كأبياتو ىي قولو‪:‬‬
‫إنما الركضة في أيامها‬
‫جنة ذات قطوؼ قد دنت‬
‫رازقي كبياض ألبسا‬
‫كعيوف كعيوف الغيد قد‬
‫كلها جو رقيق لم يزؿ‬
‫كم جناف حوؿ صنعاء قد غدت‬
‫ىي إف حققنها بعثالها‬
‫أنا ال أرضى بأف تعدلها‬
‫كبدر أنا إف قلدتها‬
‫لست أكفيها كإف بالغت ما‬
‫يا سقاىا اهلل أخبلؼ الحيا‬
‫كحباىا اللطف منو دائمان‬
‫كعلى أحمد صلى اهلل ما‬
‫كعلى اآلؿ نجوـ اإلىتداء ‪ ...‬ركضة تستوقف الطرؼ أنيقو‬

‫(ُ‪)ّٕٗ/‬‬

‫جنها أكراؽ أعناب كريقو‬


‫من خدكد البيض أبشاران رقيقو‬
‫حدقت منو بها كل حديقو‬
‫كل من حل بو يسقى رحيقو‬
‫عندىا مثل مجاز كحقيقو‬
‫شبو ملك كىي اتباع كسوقو‬
‫في األرض الغوطة الغناء شقيقو‬
‫من نظامي فهي بالمدح خليقو‬
‫ىي في الحق بو عندم حقيقو‬
‫ككفاىا كل ما تخشى طركقو‬
‫ما غدا الصبح بها يبدم شركقو‬
‫سل صوب المزف في األفق بركقو‬
‫صلوات ىي عن حبس طليقو‬
‫كلم يزؿ األدباء يختلفوف في التفضيل بين المحلين بعد إجماعهم على تفضيل ىو (بير‬
‫العزب)‪ ،‬كطيب عنب (الركضة)‪ ،‬كافترقوا بعد ذلك في الترجيح بين الهول كالعنب فرجح‬
‫المولى عبد اهلل الوزير طيب العنب كقاؿ مضمنان‪:‬‬
‫ىول البير من غربي صنعاء يلذ لي‬
‫نصحتك علمان بالهول كالذم أرل ‪ ...‬ككرـ سواىا في حبلكتو فضل‬
‫مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو‬
‫كقاؿ يذـ بير العزب بعدـ طيب عنبها‪:‬‬
‫إذا بارؾ اهلل في مخرؼ‬
‫أكلت بو الكحب طويل الخريف‬
‫أعلمت يا شرؼ الهداية أنني ‪ ...‬فبل بارؾ اهلل بير العزب‬
‫كأذىبت فيها كثير الذىب‬
‫جهبلن سكبت الدلو في بير العزب‬
‫كقاؿ مخاطبان بعض سكانها‪:‬‬
‫أنا مدع أني امرء ذك مخرؼ ‪ ...‬فيو كبينتي على سوؽ العنب‬
‫كرجح القاضي علي لطف الهول كرد على من خالفو بقولو من قصيدتو القافية‪:‬‬
‫كينفر عنها كل قدـ مغفل‬
‫قصارل مناه أكلة ترفع الطول ‪ ...‬بهيمي طبع إف رأل األكل ينهق‬
‫كلو فوؽ حر الحمير أك جوؼ مطبق‬
‫كلما بلغ المولى إسحاؽ بن يوسف قوؿ القاضي على ىذا قاؿ ما لفظو‪:‬‬
‫نحمدؾ على ما خولتنا من النعم ‪ ...‬كنسألك اإلعتراؼ بقدر إحسانك األتم‬
‫كنشكرؾ كال نكفرؾ‪ ،‬كنثني أعنة الثناء نحوؾ كنذكرؾ ما أطلعت الثمار طلعها كأدركت ينعها‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬

‫(ُ‪)َّٖ/‬‬
‫فهم من جهل النعم‪ ،‬كغفل عن نعمة المشرب كالمطعم‪ ،‬يحسب أنو ارتفع عن مطالب النفس‪،‬‬
‫كشهواتها‪ ،‬كترقى إلى مقاـ المعصومين عن طلباتها‪ ،‬زاعمان أف اختيار البقاع للتنزه ال للمتاع‪ ،‬كإف‬
‫طلب ذكم العقل ىو الظل ال األكل ما ابعد [ْٖأ‪-‬ب] ما طوحت بو طونح األكىاـ‪ ،‬كما أشد‬
‫ما شذ فهمو عن مطارح اإلفهاـ‪ ،‬كما ىو إال جهوؿ بحكم الشرع كالنقل عقوؿ عن قضية الطبع‬
‫كالعقل‪ ،‬فقد عطل فوائد اإلمتناف بجناف الجناف‪ ،‬كرفع من بين يديو موائد اإلحساف‪ ،‬فيا لها من‬
‫غفلة توجب لقائلها اإلغفاؿ‪ ،‬كفكرة ليس لها في الصواب مجاؿ‪ ،‬كقد جرل ىذا على ألسنة‬
‫كثير ممن دأب في األدب كبلغ أرفع الرتب فقاؿ‪ :‬إف تفضيل المنازؿ كالمفازة بالمأكل‬
‫كالفواكو مما ال يليق بهمة اإلنساف الكامل كال يلتفت إليو العاقل محتجان [ِٖٔ‪-‬أ] في ذلك‬
‫يقوؿ القائل‪:‬‬
‫كينفر عنها كل قدـ مغف ‪ ...‬بهيمي طبع إف رأل األكل نهق‬
‫فقلت لو بعد اكتشاؼ ىذا الخبلؼ كانتظاـ ىذا الكبلـ فيحق أف أبدم كجو ىذه الجهالة‬
‫كأىدم في فهامو ىذه الضبللة فإف ذلك ىو المطلب الذم تقف دكاعي النفس عليو كالمقصد‬
‫الذم ال يطمح إلى غيره إال مضافان إليو أيكوف كصف الحكيم لجنات النعيم غير مطابق للهمة‬
‫كال موافقان لتماـ النعمة‪ ،‬كبل فقد جذب النفوس بأركمتها كاقتادىا بمقتضى حبلتها لم يهمل‬
‫البياف‪{:‬ك ىجنىى الجنتين‬
‫ى‬ ‫تعالى شيئان مما تزىى بو الجناف كيرتاح بذكره الجناف كمن أكضح‬
‫اف}[الرحمن‪ ]ْٓ :‬كتقديم ما ىو أعظم النعمة كأصلها في قولو {أكلها دائم كظلها}[الرعد‪:‬‬ ‫ىد و‬
‫ّٓ] ككم من آية ىي أكضح حجة كبيانان [ ]{كإذا تليت عليهم آياتو زادتهم‬
‫إيمانان}[األنفاؿ‪ ]ِ:‬كالنظر السليم لو الحكم القاطع للخبلؼ المحيط باألطراؼ‪:‬‬
‫ألم شئ تحمد الديار‬
‫آلم شئ تسكن البقاع‬
‫قد كصف الجناف من أنشأىا‬
‫األكل منها دائم كظلها ‪ ...‬إال إذ جادت بها الثمار‬
‫إف لم يكن آلىلها متاع‬
‫كرغب النفوس من يراىا‬
‫ألسدرىا كخمطها كأثلها [َِٗ‪-‬أ]‬

‫(ُ‪)ُّٖ/‬‬
‫[( ُُٓ‪ )/‬الحسن بن الحسين بن القاسم الصنعاني] (ُ) *‬
‫(َُْْ‪ُُُْ-‬ىػ‪)َُّٕ-ُُّْ/‬‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ الدين الحسن بن الحسين بن اإلماـ القاسم بن محمد‪ .‬ىو العبلمة المحقق‬
‫الصوفي‪ ،‬إماـ العلوـ العقلية كاآللية‪ ،‬كسلطاف المعارؼ الصوفية ترجم لو صاحب (النسمة)‬
‫كأثنى عليو ثناء عظيمان‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كقاؿ‪ :‬كانت كالدتو سنة أربع كأربعين كألف في ضوراف كأرتحل سنة (َُُٓىػ‪ ).‬إلى (ذمار)‪،‬‬
‫كأخذ بها العلم عن السيد العبلمة الهادم [بن أحمد] الجبلؿ كغيرىم ‪ .‬ثم رحل إلى (صنعاء)‪،‬‬
‫كاستوطنها كأخذ عنو الناس‪ ،‬كانتفعوا بو‪ ،‬ككاف إماـ كقتو‪ ،‬في علم الحكمة خاصة المنطق‬
‫كالحساب‪ ،‬كعلم الحرؼ؛ كلو اليد القوية في السيميا كفي علم التصوؼ‪ ،‬كالسير في طريقهم‪،‬‬
‫كىو مع اإلعتزاؿ يخالفهم‪ ،‬كيجنح إلى الحقيقة؛ ككاف زاىدان في الدنيا منقطعان عن الناس‬
‫بالكلية نافران عنهم غاية النفور مقتسطان في مأكولو كملوبسو‪ ،‬كألف في كل فن كالمزف الهتوف‬
‫بقطرات الثبلثة الفنوف "المعاني كالبياف كالبديع‪ " ،‬كجماؿ الجبلؿ في علم المنطق‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪ ،)َٓٔ/‬صفوة العاصر (خ) نشر العرؼ (ُ‪ ،)ْٖٔ/‬ىدية العرافين‬
‫(ُ‪ ،)ِٗٔ/‬معجم المؤلفين (ِ‪ ،)ُِٗ/‬مصادر الفكر للحبشي (ََٓ‪ ،)ُّ،‬الجواىر‬
‫المضيئة (بتحقيقنا)‪ ،‬طبق الحلول (ٗٓ) ىامش‪ ،‬تأريخ اليمن ألبي طالب (َّٕ)‪ ،‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ُ‪ ،)ِٖ،ّّٔ/‬كانظر فهارسو‪ ،‬نفحة الريحانة (ّ‪ ،)ْٔٓ-ْْٔ/‬الركض األغن‬
‫(ُ‪ )ُْْ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُّٓ) ترجمة (ِٓٗ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٖ/‬‬

‫كلو الحكمة الرسمية في شرح األبيات الميمية "كىي أبيات لو لهو ذكر فيها مباحث قسمي‬
‫التصور كالتصديق ثم شرحها كذكر أف اإلرادة بالحكمة الرسمية المكتسبة بالنظر‪ ،‬كالمشي‬
‫إلستفادة العلوـ‪ ،‬كالسالكوف طريقها ىم الحكماء المشاؤف كأرسطا طاليس كأتباعو‪ ،‬كيقابلها‬
‫الحكمة اإلشراقية‪ ،‬كطريقتها تصفية النفس‪ ،‬فإذا صفت أنبسقت فيها العلوـ كىي طريقة‬
‫أفبلطوف كمن تبعو من الحكماء اإلسبلميين كالشهركردم كمن مؤلفاتو "شرح الورقات للجويني"‬
‫في أصوؿ الفقو‪ ،‬ك"مقاالت الصابية كالحنفا" كلو في علم الحرؼ مؤلف اشتهر بػ(مكة)‬
‫المكرمة كعمل في النحو قصيدة كشرحها كشرح بعض قصائد العفيف التلمساني في اصطبلح‬
‫القوـ‪ .‬كىو شاعر مجيد كثير الشعر سريع البديهة كمن مشهور شعره القصيدة التي عارض بها‬
‫الشيخ الرئيس ابن سيناء التي كرل بها عن النفس الكلية السارية أشعتها في حنادس األجساد‪،‬‬
‫كصاحب الترجمة كرل بقصيدتو عن محبوبو كأحب الوجود السارم فيضو في جميع العالم كىي‬
‫قولو [ْٖب‪-‬ب]‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫لجماؿ ذاتك في الهول تطلعي‬
‫كلوجهك الزاىي بحسن جمالو‬
‫فإذا استلمت الركن كنت مسلمان‬
‫كإذا سعيت فللصفا نحو الصفا‬
‫يا من تمنع أف أراه حقيقة‬
‫أرخى الحجاب كلو تجلى مسفرا‬
‫كمحت كجودم ساطعات جمالو‬
‫لواله ما ظهر األناـ فوصفهم‬
‫كأعلم بأف الكوف معدكمان إذا‬
‫إف الكريم لو التفرد كالبقا‬
‫فإليك أشكو منك فاجعل بغيتي‬
‫فالنفس قد حبست بسجن مظلم‬
‫كالبعد أضرـ في الحشا جمر الغضى‬
‫هلل أياـ اللوا البلتي مضت‬
‫حيث الحصى در كترب مسيلو‬
‫فتبدلت تلك المسرة حسرة‬
‫يا كعبة الشرؼ التي طافت بها‬
‫جودم على ركحي بلطف إفاضة‬
‫فالنفس تطلب عطفة يحي بها‬
‫بمعادىا ارتفعت كعزت بقدما ‪ ...‬كلنيل كصلك في الحياة تطمعي‬
‫حجى كتطوافي نداؾ المربع‬
‫قلبي المتيم للمليك األرفع‬
‫كإذا اعتمرت فللجناب األمنع‬
‫هلل لي من حسنو المتمنع‬
‫الندؾ طور القلب عند المطلع‬
‫كجو بغير النور لم يتبرقع‬
‫ككجودىم من جوده فأفهم كعي‬
‫لم يرتبط بوجوده المترفع‬

‫(ُ‪)ّّٖ/‬‬

‫كاإلنعداـ لحادث متقشع‬


‫كشف الغطاء بغير أمر مفزع‬
‫ترجو من السجن الخبلص فأسرع‬
‫كالعين تسقيو بفيض األدمع‬
‫ما كاف أطيبها بوادم لعلع‬
‫مسك يفوح بنشره المتضرع‬
‫لما تناءا عن حماىا موضعي‬
‫تلك النفوس لسرىا المستودع‬
‫لقود سامعو بما لم تسمع‬
‫أبدان كال تصغى لركع مركع‬
‫ىبطت إليك من المحل األرفع‬
‫كمما كتبو إلى صاحب النسمة قولو‪)ُ(:‬‬
‫باسم القدكس استفتح أنوار سطعت من مشكاة قوالب القلوب ككجوه لمحت من كراء أستار‬
‫الغيوب فأالحت لؤلبصار كالبصائر منهجان غير ذم عوج كأفاحت بمساـ األركاح بنسيم‬
‫األسحار أطيب األرج فانشقها النفس الرحماني سر ذلك النسيم فارتاحت كلوال إمساكها بزماـ‬
‫تلك القيود لهامت في بيد اإلطبلؽ كساحت فطوبى لمن صفى عملو من ركيتو لو كإف جل كلم‬
‫يولو على غيره في جميع الحاالت مزية فضل ىذب بالتواضع نفسو ما سقط حظوظها كخشع‬
‫قلبو لربو فأقاـ لو مسنوف أعمالو كمفركضها كصحت لو المراقبة كالمحاسبة بهذا الشهود فصار‬
‫لديو التخلق خلقان ال يفتقر إلى بذؿ مجهود كانفتح لو باب [ِّٗ‪-‬أ] الذكؽ كالشرب كالرأم‪،‬‬
‫فهو في صحوه كسكره كمحوه كفناه كبقاءه حتىحي‪:‬‬
‫ترنم نم حادم الشوؽ كىو مزمزـ‬
‫يخبرنا أف الفتوة جودىم‬
‫بقبض كبسط ثم انس كىيبة‬
‫طوالعهم ثم اللوامع إف بدت‬
‫إلى أف تناؿ النفس علم يقينها‬
‫كإف شاىدت عين اليقين ارتقت بو‬
‫فتخرج من فوؽ لجمع بريها‬
‫فإف كاف سطحان فالحقيقة لبو ‪ ...‬فرعيان و‬
‫لحاد بالهول يترنم‬
‫بأنفسهم كالوقت بالحكم يحكم‬
‫كستر ككشف كالهواجم تهجم‬
‫تلوح كلكن برقها ال يخيم‬
‫فيرتفع الشك الذم يتوىم‬
‫إلى حضرة الحق الذم يتحكم‬
‫كتذىب أكصاؼ النفوس كتجسم‬
‫كإف كاف مدحان فالنسيب المقدـ‬
‫فأجاب عليو بعد نثر بقولو‪)ِ(:‬‬
‫لقاؤكم لو تسعدكني مغنم‬
‫أحبتنا كم تهجركف معذبان‬
‫كلم يبق منو الشوؽ غير عبارة‬
‫كما البدر لوال الشمس فاض شعاعها‬
‫سرينا بليل كالقناة كشبهة‬
‫فبلح لنا كالليل ملق ركاقو‬
‫كفي نار موسى جنة لموفق‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ُ‪.)َُٓ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ُ‪.)ُُٓ/‬‬

‫(ُ‪)ّْٖ/‬‬
‫شر بنا عليها كأس خمر أباحها‬
‫فحيينا بها ذكر السلو كما محى‬
‫فما الصحو بعد المحو دين متيم‬
‫فإف كنت في القوـ السرل فتحونا‬
‫كإف كنت حبلج المقاؿ فسرنا‬
‫فقل مثلنا بعد التذلل حطة‬
‫كدف بالفنا عن ذم الوجود فإنو‬
‫كإف شئت شطحان فاليقين اتحادنا‬
‫كفي الحسن القطب النسيب تقدـ ‪ ...‬كسهدم كشوقي منكم كإليكم‬
‫يراعي الثريا كالخبلئق نوـ‬
‫حقيقتها لوال البقية أنتم‬
‫على كجو إال كما قيل مظلم‬
‫كما الح في أعلى المثقف لهذـ‬
‫منانان كما في الركب إال متيم‬
‫بها فاز عيسى بعد ذاؾ كمريم‬
‫لنا كجدنا الصافي ككانت تحرـ‬
‫مداد الدجى اإلصباح إذ يتبسم‬
‫سقاه المحيا حبة المتحكم‬
‫لعلك تحظى باللوامع منهم‬
‫إذا باح سران كفي الرقاب مصمم‬
‫كسلم كما ذؿ الكراـ كسلموا‬
‫خياؿ كعين الحق ما ليس يكتم‬
‫كمذىبنا اإلصباح ما كنت تحلم‬
‫إلى كل سر كالنسيب المقدـ‬
‫كقد اشتملت القصيدتاف على بعض مصطلحات الصوفية‪ ،‬كىي محققة في كتبهم كرسالة‬
‫القشيرم كقد نظمها العبلمة الجبلؿ كشرح ذلك في جزء لطيف‪ ،‬كلم يزؿ صاحب الترجمة‬
‫على حالو الجميل‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫حتى توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع األكؿ سنة أربعة عشر كمائة كألف بعلة اإلستسقاء ككاف الورـ‬
‫قد تخلل أكثره منو فتردد إليو بعض جهاؿ المتطببين‪ ،‬كدىن قدميو بدىن بارد كرطب فهاج بو‬
‫الورـ في يوـ كتصاعد في بعض يوـ حتى ضغط ركحو؛ كرثاه صاحب النسمة بقولو من قصيدة‬
‫ككاف كفاتو يوـ اإلثنين (ُ)‪.‬‬
‫إثنين بالواحد الميموف كعنا‬
‫كما رضى بخميس دكنو شرس‬
‫يا بحر قد كنت من ذم النوف مقتبسان‬
‫فانعم بذاؾ السرل في حضرة القدس‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة ما أكرده لو صاحب (سلوة العاصر) كىو‪:‬‬
‫مليح لو قلب المتيم كامق‬
‫محياه لما أف تبدا جمالو‬
‫يلوح على غصن رطيب إذا مشى‬
‫فيا أيها الريم الذم عز كصلو‬
‫ترفق بمضناؾ العميد فإنو‬
‫كأسعفو باللقيا كلو قدر ساعة ‪ ...‬كللذات منو كالشمائل عاشق‬
‫تجلت لطبلب المجاز حقائق‬
‫عليو لواء الحسن في الناس خافق‬
‫__________‬
‫(ُ) كذلك (ٗ) ربيع األكؿ من سنة (ُُُْىػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖٓ/‬‬

‫كما نالو إال المحب الموافق‬


‫سمير الدجى عن عينو النوـ طالق‬
‫فقدس في شرع الغراـ التوافق‬
‫كلو‪:‬‬
‫سنت لحاظك مرىفان كسنانان‬
‫فلذا جرت خمران دموعهم كقد‬
‫فارحم فديتك مغرما قد صار من‬
‫كامنع قسي حواجب من رميها‬
‫كامنن برشف رضاب ثغر بارد‬
‫فالمن من شيم الكراـ كمن يرد ‪ ...‬سفكا دماء العاشقين عيانا‬
‫سالت نفوسهم بها سيبلنا‬
‫سحر العيوف متيمان كلهانا‬
‫بسهاـ لحظ يصرع الشجعانا‬
‫يحي لذيذ مذاقو قتبلنا‬
‫نيل المثوبة باعد الهجرانا[ِٓٗ‪-‬أ]‬
‫[( ُُٔ‪ )/‬الحسن بن عبد الرحمن الكوكباني] (ُ) *‬
‫(ُُٕٗ‪ُِٔٓ-‬ىػ‪ُْٖٗ-ُٕٔٓ /‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو أحمد شرؼ اإلسبلـ الحسن بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحسين بن‬
‫عبد القادر بن الناصر‪ .‬كبقية نسبو تقدـ في ترجمة جده أحمد‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) المواىب السنية (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)ِّٗ/‬األعبلـ (ِ‪ ،)ُْٗ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫(ّٓٓ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو) األدب اليمني (ُّٓ‪ ،)ُّٕ-‬األغصاف (ُُٓ)‪،‬‬
‫الركض األغن (ُ‪ ،)ُْٖ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِِّ)‪ ،‬ترجمة (َّٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖٔ/‬‬

‫كلً ىد صاحب الترجمة في سنة ثمانين كمائة كألف بكوكباف كنشأ (بو)(ُ) متخلقان بأخبلؽ أىلو‬
‫من الكرـ كاللطافة كحسن الخلق‪ ،‬كشرؼ النفس كاإلقباؿ على قراءة العلوـ كالمذاكرة في‬
‫الفنوف كالتضلع من األدب كاألخبار كالتواريخ كالتحلي بخصاؿ الكماؿ حضر على شيخنا‬
‫البرىاف في قراءة (شرح الجامي)‪ ،‬كعلى المولى علي بن محمد بن علي في النحو‪ ،‬كعلى‬
‫سيدم العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي في الصرؼ‪ ،‬كعلى القاضي علي بن ىادم عرىب‬
‫في علم البياف‪ ،‬كجود القرآف على الفقيو القارم يحيى بن صالح البصير الشهارم‪ .‬ثم طالع‬
‫(الدكاكين الشعرية) (كغرائب األخبار) كالكتب التاريخية ك(حفظ نفائس األشعار‪ ،‬كغرائب‬
‫األخبار) (ِ) كبحث في "شركح األدب كراجع في غريب لغة العرب‪ ،‬كفتش عن المعاني‪،‬‬
‫كفحص عن مشكبلت المباني‪ ،‬حتى صارت لو ملكة راسخة كنظم الشعر الحسن كىو في سن‬
‫الصغر‪ ،‬كجاد في قسيمة الحكمي كالملحوف‪ ،‬كىو اآلف من الشعراء المجيدين كالبلغاء‬
‫المعدكدين كتقدـ في صناعة اإلنشاء[ٖٓ ب –ب] فهو من أبلغ أىل طبقتو فيو‪ ،‬لحسن‬
‫مسلكو كلطافة أسلوبو كعذكبة ألفاظو‪ ،‬كفخامة معانيو‪ ،‬كسبلسة تراكيبو كىو القائم اآلف بعهده‬
‫إنشاء الرسائل كالكتب لعمو أمير كوكباف المولى شرؼ الدين بن أحمد فهو ممن برز في التقدـ‬
‫في صناعتي النظم كالنثر بكوكباف‪ ،‬كقد جمع شعره الحكمي في ديواف سماه عقود الجماف في‬
‫نظم الحسن بن عبد الرحمن كجمع شعره الحميني في ديواف أخر سماه الحسن المصاف عن‬
‫أبناء الزماف كجمع مالو من اإلنشاء في كتاب سماه الشهب السيارة من الكتب المختارة كطبعو‬
‫أرؽ من نسيم السحر كخلقو من الركض النظير [ِٔٗ – أ ] مع كرـ كلطافة طبع كميل إلى‬
‫التخلي من متاع الدنيا كترؾ التعلقات بواردات السياسة‪( ،‬كعدـ إشتغاؿ) بما ال يعنيو كإقباؿ‬
‫على عبادة اهلل تعالى‪ .‬كأما مفاكهتو كمحاكراتو فيشتاؽ إليها كل فاضل كيرغب فيها جميع‬
‫األعياف‬
‫__________‬
‫(ُ) أم بكوكباف‪ .‬كبو‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين ( ) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖٕ/‬‬

‫كاألماثل لظرافة محادثتو كعجيب مذاكرتو كحسن أدبو كعدـ قنوعو من تصور المسائل إال‬
‫بالتصديق كال بما قرر من القواعد إال بالتحقيق لمبادئها كالتدقيق‪ ،‬كعدـ التسليم ألحد بأكؿ‬
‫نظرة إال بعد أف يصدؽ خبرة مخبره كحج ىو كأخوه موالنا بدر الدين كجماعة من أىلو في سنة‬
‫ثماف كمائتين كألف كلما كصل بندر الحديدة كاتب إخوانو بقولو‪:‬‬
‫صدرت إلى اإلخواف طران‬
‫تصف المسير إلى الحديدة‬
‫كتقبل الكف المشرؼ‬
‫كتخصص الفخرين كالعلم الذم‬
‫كيخبر اإلخواف أنا‬
‫في صحة كسبلمة‬
‫من مالك الملك الذم‬
‫أعطى من النعم التي‬
‫كاف الخركج كقد مضت‬
‫في عاـ ألف بعده مائتاف‬
‫من كوكباف إلى الطويلة‬
‫من بعده شمساف ما شمساف‬
‫من بعد المحويت عند‬
‫حتى نزلنا بالقفاؼ‬
‫من بعدىا الحرات كىي‬
‫حتى أقمنا بالخميس‬
‫لكنو يوـ فيا يوـ‬
‫كقياس مرحلتين من سوؽ‬
‫يدعي بسردد لو رأيت‬
‫حتى سكهنا بعده الجمرات‬
‫من بعد بيت حميدة‬
‫حتى كردنا الفانمية‬
‫كلقى إلى بعض الطرؽ‬
‫ما أف تسير كال يرل من‬
‫منها المسير إلى الحديدة‬
‫ىذا كال تنسى فضائل‬
‫فلقد تلقانا كأنزلنا‬
‫كاهلل أسالو يسهل‬
‫فهو الذم ال يستطيع‬
‫كلقد سرت ألطافو‬
‫كختامو أزكى الصبلة مع‬
‫تغشى الرسوؿ المصطفى الهادم‬
‫كاآلؿ ما أنا منشد ‪ ...‬تهدم سبلمان مستمران‬
‫ال أرانا اهلل شران‬
‫فهو بالتقديم أحرا‬
‫قد شاع ذكرا‬
‫ما عرفنا قط ضرا‬
‫كبعيشو أىنا كأمرا‬
‫يوليك بعد العسر يسرا‬
‫ال تستطيع لهن حصرا‬
‫في الشهر من شواؿ عشرا‬
‫بعد ثماف تترا‬
‫كىو حصن جل قدرا‬
‫أفق حاز بدرا‬
‫الوالد المشهور برا‬
‫نجومها سهبلن ككعرا‬
‫كإسمها ال شك حرا‬
‫كتلك مرحلتاف كبرا‬
‫الخميس ازلت كزرا‬
‫الخميس تشق نهرا [ِٕٗ ‪ -‬أ]‬
‫حسبتو سيحوف مجرا‬
‫كىي تشب جمرا‬
‫الكريم ىلم جرا‬
‫عند عبد اهلل أقرا‬
‫بقدـ اإليماف تترا‬
‫أف نقيم لديو عذرا‬
‫في ظبلـ الليل مسرا‬
‫سند دركس كتلك ذكرا‬
‫من اإلكراـ قصرا‬
‫سيرنا بران كبحرا‬
‫لفضلو حمدان كشكرا‬
‫حتى ظننا الحر قرا‬
‫السبلـ أجل ذخرا‬
‫لنا سران كجهرا‬
‫سافر إذا حاكلت أمرا‬

‫(ُ‪)ّٖٖ/‬‬
‫كلو كاصفان (لغيل علي) (ُ) كىو منتزه بكوكباف كيمدح مالكو أخاه بدر الدين‪:‬‬
‫جادؾ العارض يا غيل علي‬
‫فلكم مرت لنا من كقفة‬
‫كم رأينا فيك من ريحانة‬
‫عصرات أنفاسها ريح الصبا‬
‫فإذا أدنيت منها بصبلن‬
‫كسمعنا من أغاف أكدعت‬
‫خطرت فيك الغواني بكرة‬
‫كجرل نهرؾ سلساال فكم‬
‫مسيبلت الشعر كالليل على‬
‫أخذت الحسن من معدنو‬
‫صبيات بأسود فتكت‬
‫فكأني أمرؤ القيس رأل‬
‫كاف فيهن لو معشوقة‬
‫فدنا حتى إذا أمكنو‬
‫قاؿ ما أعطيت ثوبان غير من‬
‫فاتتو كل عذرل كاعب‬
‫فقضى ممن ىواىا كطران‬
‫ىل على ذم مقة إثم إذا‬
‫ليس لي من ناقة أنحرىا‬
‫كلعمرم إف بي شوقان إلى‬
‫من ثغور كاأقاح الركض في‬
‫فلقد ىمت كما ىمت سول‬
‫نرجسي الطرؼ من ألحاظو‬
‫حل قبلي كحبللي مشربي‬
‫كلما عنفتني ىاج الهول‬
‫كإذا ما لك علم (بالهول)(ِ)‬
‫إم عذر في التصابي لغتي‬
‫أنت إف لم تعرؼ الحب فما‬
‫أك فكن جلمد صخر صلب‬
‫الهول يصقل أخبلؽ الفتى‬
‫للدما ىاف دمي ىاندمي‬
‫كإذا قلب من الشوؽ خبل‬
‫فسبلىا ىل سبلىا مغرـ‬
‫ال كمن صبر حسنان في الورل‬
‫ما تناسيت ىواىا ساعة‬
‫رب بلوا غرست من لحظو‬
‫للهول شرح طويل فيو قد‬
‫كيف ال أمدح ركضان قد زىا‬
‫من بني أحمد سادات الورل‬
‫كرموا أصبلن كطابوان منبتان‬
‫كإذا طاشت حلوـ في الوغى‬
‫قل لمن راـ انتقاصان لهم ‪ ...‬ىاطبلن بالواكف المنهمل‬
‫فيك في ليل شباب أليل‬
‫طلعت البسة يحمر الحلي‬
‫فسرل في الكوف عرؼ المندؿ‬
‫غليت بالمسك ريح البصل‬
‫كل إذف نغمات الموصل‬
‫كتمشت فيك كقت األصل‬
‫جفن فيو كافرات الكفل‬
‫نور أجساـ كصبح مقبل‬
‫سالبات للنهى بالمقل‬
‫غابها سمر القنا كاألسل‬
‫نسوة سابحة في منهل‬
‫ذات ىجر دائم متصل‬
‫أخذ ما يلبسنو من حلل‬
‫برزت عارية كالمنصل‬
‫تتهادل في ثياب الخجل‬
‫كشفا نفسأ نبيل األمل‬
‫كاف ال يشفى بغير القبل‬
‫في رضاكن كال من جمل‬
‫شربة ممزكجة بالعسل‬
‫شهدىا فعل الرحيق السلسل‬
‫بغزالة فيو يحلو غزلي‬
‫قطعت قلبي بسيف الكحل‬
‫__________‬
‫(ُ) غيل علي‪ :‬متنزه بكوكباف يقع عرض الجبل أسفل كوكباف بقليل‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬في الهول‪.‬‬

‫(ُ‪)ّٖٗ/‬‬

‫في الهول يا عاذلي دع عذلي‬


‫ليس ذك قلب شجي مثل خلي‬
‫كبمن قد مات عشقان فسل‬
‫من بني عذرة إف لم يقتل‬
‫كنت إال الدب فأشرب ككلي‬
‫كل قاس قطعة من جبل‬
‫أم سيف صارـ لم يصقل(ُ)‬
‫كعذاب الحب عذب لذ لي‬
‫كسبل خبلن فلي قلب ملي‬
‫قد سلت عنو لفرط الملل‬
‫لمعاني حسنها كالتمثل‬
‫لو سبل قلبي تدانا أجلي‬
‫أثمرت في القلب داء الخبل‬
‫دخل التفصيل طي الجمل‬
‫بأبي عبد الكريم المفضل‬
‫بهجة الملك كتاج الدكؿ‬
‫كقف اآلخر إثر األكؿ‬
‫برزكا مثل الجياؿ المثل‬
‫دكنك الشمس أكاف الطفل‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫أيحسب إني في المحبة باقيان‬
‫كإف بقلبي من فراقك لوعة‬
‫لعمرؾ ما في القلب مثقاؿ حبة‬
‫كما أنت أىبلن أف تحب دائمان‬
‫ألم ترل ما قد قيل في النفس أكالن‬
‫إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم ‪ ...‬أذكب من الهجر الطويل كأجزع‬
‫يذؿ لها القلب العصي كيخضع‬
‫من الحب تثنيني إليك كترجع‬
‫يحب الذم للخلق كبخلق يجمع‬
‫كذلك قوؿ ال يرد كيرفع‬
‫يكد إليو بوجو أخر الدىر ترجع‬
‫كمن شعره لما اطلع على قصيدة القاضي العبلمة عبد الرحمن بن يحيى اآلنسي المذكورة في‬
‫ترجمتو التي كاتب بها المولى عبد اهلل بن عيسى فقاؿ سالكان تلك الطريقة‪:‬‬
‫أم شح في الحب لم يكتب‬
‫يا بارقان الح على بارؽ‬
‫رمح عقيق ىزه فارس‬
‫طوران يرل فوؽ بشاـ الحما‬
‫كأنو السوط بكف امرء‬
‫إف كجدت اضرب عنها كإف‬
‫مهبلن ما تعلم أف الحشا‬
‫كالمطر الدمع على خده‬
‫إني كإف لم تراني سائبلن‬
‫يا دار قد كنت أرل عامران‬
‫كم من شموس طلعت في الضحى‬
‫(لو) يعلم السائل أف الحما‬
‫لكنو األزلم من لم يخف‬
‫ال كرمان يعطي كال ظنو ‪ ...‬كأم نفس باللقاء لم تطب‬
‫يفتر عن كاضح ثغر شنب‬
‫حتى التقا لهذمو بالعقب‬
‫شاد كفي أكنة يحتجب‬‫و‬
‫بات ال ىجاف الحيا يجتلب‬
‫أعيت أدار السوط كيما تثت‬
‫مثلك في داجي الدما يلتهب‬
‫كالرعد منو متونو المنتحب‬
‫سأساؿ الدار كإف لم تجب‬
‫فيما مضى ربعك ىذا الحزب‬
‫منك سوكم من قمر لم تغب‬
‫سيبعد المرمى كلم يحتسب‬
‫طالب ثائ ور فهو ال يرتهب‬
‫يمنع فهو الواىب المنتهب‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ٖٗأ‪-‬ب] ‪-ِٖٗ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)َّٗ/‬‬

‫كلو مشبهان كملغزان في شجرة من النحاس عليها شمع‬


‫ملصى(ُ) ملصان [ٖٔب‪-‬ب]‬
‫يا أيها المولى الذم‬
‫قد حاز فكرم عجبان‬
‫أغصانها من فضة ‪ ...‬على رفيع المرتب‬
‫في دكحة ذىب‬
‫مثمرة بالشهب [َُّ‪-‬أ]‬
‫كلو مكاتبان أخيو الوجيو عبد الرب بن علي من (غيل علي) كذلك في فصل الخريف سنة‬
‫(ُُِْىػ)‪.‬‬
‫نظرت إلى كجو الثرل كىو كاضح ‪ ...‬كقد لبست حمر الدالص الفحاضح الضحاضح‬
‫كم ٌد جناح األرض طاككس ريشو ‪ ...‬كسالت بأعناؽ المطي األباطح‬
‫كرؽ الهول حتى لقد كاد تشربو‬
‫كرعد السماء بمليك كالقطر يكتبو‬
‫صف جيش الغيث أجناد موكبو‬
‫كقد ٌ‬
‫أرخا السحاب الجوف بردان ممتكا ‪ ...‬لو القطر ىدب كالبركؽ صفائح‬
‫أناخ شذل الوادم فطار نسيمو ‪ ...‬كأرجت األرجاء منو الفوايح‬
‫كبو فوؽ جسم األرض حلة من الذىب‬
‫كسيل الجباؿ صاغ الزـ لجين صب‬
‫كقد فاح ريح الركض بالمسك حين ىب‬
‫كجدت على الدنيا مغارس صرصر ‪ ...‬تلوح لنا فيها العداة لوايح‬
‫فهل تلك أطواؽ الحمائم جمعت ‪ ...‬لها حلةن قد جل كاش كسانح‬
‫فسبحاف من صور كسبحاف من خلق‬
‫كمن ىم َّد فوؽ األرض طرحو من الشفق‬
‫عليها شريط السيل الكم قد التفق [َِّ‪-‬أ]‬
‫تقاصر تشبيهي لقدرة صانع ‪ ...‬حكيم ىو الغفار كىو المسامح‬
‫فهل أدر ما فيها أقوؿ كانما ‪ ...‬أجرب فكرم ىل ىو اليوـ صالح‬
‫كقد كلها الدنيا مراران مكسرة‬
‫كتارة كىي في نقشها بيت مبصرة‬
‫كحين قائمة فيها الزراعة محرزة‬
‫كما األرض إالَّ كوكباف مركقة ‪ ...‬لثور النجوـ الدائرات بناطح‬
‫تمر جياد الريح من تحت راحة ‪ ...‬لو كل يوـ للنسيم تصافح‬
‫كمن تحتها الدنيا ترل مثل معشرة‬
‫ترا كلو ىالت كل فكرة مفكرة‬
‫كفيها فصوص الماس من كل جوىرة‬
‫كىاؾ كجيو الدين نظمان جرل بو ‪ ...‬لساف يراع ما ارتضتو القرائح‬
‫كدع عنك أعماؿ النجاة لقولو ‪ ...‬كمحتبط مما يطيح الطوايح‬
‫كجوب عليَّا ال تقع شيء مغالطة‬
‫كاصف عقود النظم من غير كاسطة‬
‫بسرعة على فهبنيو كىدـ مشارطة‬
‫كصلي بتسليم على خير شافع ‪ ...‬يكوف لنا يوـ الشهود الحواز‬
‫__________‬
‫(ُ) أم مضيء‪.‬‬
‫(ُ‪)ُّٗ/‬‬

‫كذا اآلؿ كاألصحاب ما الح بارؽ ‪ ...‬كما سار عاد في الطريق كراـ‬
‫انتهى [َّّ‪-‬أ]‬
‫[ىنا نقص في الشعر]‬
‫[(ُُٕٖٗ‪ )/‬الحسن بن عبد اهلل بن مهدم بن مهدم الكبسي]* (ُ)‬
‫( ‪َُُْ-.........‬ىػ ‪َُّٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد الحسن بن عبد اهلل بن مهدم الكبسي؛ كىو عم السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم‬
‫الكبسي؛ ككاف شاعران أديبان‪ ،‬ترجم لو صاحب النسمة كصاحب الطيب كأثنيا عليو كثيران ككاف‬
‫فاضبلن نبيهان ماجدان لطيفان متواضعان عارفان بالحساب كلي الكتابة ببندر اللحية فجمع أمواالن‪ ،‬ثم‬
‫عاد إلى (صنعاء)‪ ،‬كاستقر بها حتى توفاه اهلل تعالى في دكلة المنصور بن المتوكل‪.‬‬
‫كلو ديواف شعر‪ ،‬كىو مكثر من نظم المقاطيع‪ ،‬كأما نظم التواريخ فلو اليد الطولى فيو‪ .‬فمن‬
‫نظمو قولو‪:‬‬
‫مورد الوجنة ىل من جنا‬
‫فعمك الحسن بها أمران‬
‫كجدؾ الشامي عليو أبي ‪ ...‬لبائس يهول جنا كردتك‬
‫كخالك الناىي على كجنتك‬
‫كقاؿ ال يطمع في قبلتك‬
‫كلو في مليح افتصد فجعل الدـ يجرم على ساعده‪:‬‬
‫قد قلت في فصد الحبيب ككجهو‬
‫كالدـ يجرم أحمر في أبيض ‪ ...‬كالبدر يزىو سافران بالنور‬
‫ىذا العقيق يسيل من بلور‬
‫كلو في مليح يلقب بالنزارم بالزام ثم الراء المهملة كقد ضمن في ذلك‪:‬‬
‫أىاب عيونان للنزارم فواتكان‬
‫(تهاب سيوؼ الهند كىي حدائد ‪ ...‬أصابت مواضيها الحشاشة كالقلبا‬
‫فكيف إذا كانت نزارية عربا)‬
‫كلو في سيد مليح يلقب بالعوامي كقد عاـ (ِ) في بر ً‬
‫كة ماء كجعل يسبح فيها‪:‬‬
‫قد عاـ من أىول بلجة بركة‬
‫ىاـ الورل بسواه ممن لم يعم ‪ ...‬من آؿ ىاشم ما سواه مرامي‬
‫لكنني قد ىمت بالعوامي‬
‫كلو لما قرب المتوكل القاسم بن الحسين إليو النقيب على ردماف فبعده عن الناس [ٕٖأ‪-‬‬
‫ب]‪:‬‬
‫باب الخليفة معجز في عصرنا‬
‫ردـ لذم القرنين ما أسطاعوا لو ‪ ...‬كتأملوا في محكم القرآف‬
‫نقيان فكيف كدكنو ردماف‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬مصادر العمرم (ّّْ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُِٕٓ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ِّٕ) ترجمة (ُُّ)‪.‬‬
‫(ِ) أم سبح‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّٗ/‬‬

‫كمن شعره قولو من قصيدة طويلة‪:‬‬


‫ىات بنت الكراـ بكران توقدة‬
‫إف نبدء فبدرتم ثم تجبل‬
‫أنا من لحظة كمايس قد‬
‫ىاكها الشمس في محياه الحت‬
‫قد أذابت عقوؿ من يحتسها‬
‫فلها في الجسوـ ذب خفي‬
‫سفها كأجلها زبيبة كرـ‬
‫كيزيد يزيد فيها غرامان‬
‫كاستمع صوت مزىر من لبيب‬
‫كم قطعنا بقرية من لياؿ‬
‫ال نبالي بعذؿ كاش رقيب‬
‫ما الشجي كالخلي لنا كقلبان‬
‫ناـ عنا الزماف حينا كلكن‬
‫كسعى بيننا بفرقة شمل‬
‫كم رأينا بو رفيعان كضيعان ‪ ...‬كأدرىا من كف فتاف أغيد[َّْ‪-‬أ]‬
‫أك تثنا فغصن باف تاكد‬
‫رحت ما بين ذابل كمهند‬
‫كبها الخد عن سناىا تورد‬
‫حين ذابت في كأسها ذكب عسجد‬
‫دؽ معنى بلطفو ليس يوجد‬
‫سفها قبلك الوليد كمربد‬
‫عاش رقان لحبها كتعبد‬
‫إف تغنى فما الغريض كمعبد‬
‫كنظمنا بوصلو ما تبدد‬
‫لح عذلنا بزكر كفند‬
‫ال كمن ناـ طرفو كالمسهد‬
‫قاـ مستيقظان فصاؿ كشرد‬
‫ككذا صرفو إذا الف شدد‬
‫ككضيعان إلى المعالي يصعد[َّٓ‪-‬أ]‬
‫[(ُُٖٗٗ‪ )/‬الحسن بن محمد بن سعيد المغربي]* (ُ)‬
‫(ََُٓ‪ُُِْ-‬ىػ‪ُِٕٗ-ُّٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫القاضي شرؼ اإلسبلـ الحسن بن محمد[بن سعيد بن عيسى] المغربي‪ ،‬ىو العبلمة ناموس‬
‫أىل التحقيق كالمتفرد بالنظر الدقيق‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ ،‬طبقات الزيدية (القسم الثالث) (انظر فهارسو)‪ ،‬مصادر الفكر‬
‫للحبشي (ُّٓ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ )ََٓ/‬الجواىر المضيئة (بتحقيقنا( ‪ ،‬طبق الحلول‬
‫ص(َّ) ىامش‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)َْٓ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)َِّ/‬استطرادان في ترجمة‬
‫أخيو‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّْٔ) ترجمة (ّّٓ)‪ .‬الركض األغن (ُ‪.)ُٓٔ/‬‬

‫(ُ‪)ّّٗ/‬‬
‫مولده في سنة خمسين كألف بػ(صنعاء)‪ ،‬كنشأ مجتهدان في تحصيل العلوـ‪ ،‬كفائقان ألخيو العبلمة‬
‫الحسين اآلتي ذكره إف شاء اهلل‪ ،‬فأدرؾ ما أدرؾ كسلك في تحقيق الفنوف كل مسلك‪ ،‬كقرأ‬
‫على أخيو‪ ،‬كعلى القاضي محمد بن إبراىيم السحولي‪ ،‬كالسيد العبلمة عز الدين بن علي‬
‫العبالي‪ ،‬كالقاضي العبلمة محمد بن علي العنسي‪ ،‬كغيرىم‪ ،‬ككاف لو خلق رضي كنسك مرضي‪،‬‬
‫كشرب مع أىل الطريقة كميل إلى مسلك أىل الحقيقة‪ ،‬فكم فيو هلل من أسرار خفية‪ ،‬ككم لو من‬
‫سجايا ىي بقياـ حق العبودية حفية‪ ،‬ككاف فصيحان ناظمان ناثران سليم الصدر متواضعان مع الطلبة‬
‫كغيرىم من سائر المسلمين‪ ،‬كلم يتزكج قط‪ ،‬ككف نظره مدة‪ ،‬ثم شفي من ذلك كصار أبصر‬
‫من الزرقاء‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كقد أخذ عنو عدة من المحققين كالمولى عبد اهلل بن علي الوزير‪ ،‬كلو حاشية نفيسة على شرح‬
‫القبلئد للنجرم في أصوؿ الدين‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره مجيبان على القاضي أحمد بن محمد الحيمي الخطيب‪ ،‬كأصحبها بنثر طويل بليغ‬
‫تركناه اختصاران‪:‬‬
‫يا حبذا ما سرل من ريحة العبق‬
‫أىاج كجدم بلمع منو فانهملت‬
‫أىبلن بزائرة قد عطرت أرجان‬
‫أنزلتها في فؤادم عن رضام كقد‬
‫جاءت إلي من المولى الشهاب كما‬
‫موالم أحمد مهبلن بالمحب فقد‬
‫ىيجت شوقي بتذكار اللقا رعيت‬
‫ما إف تمشت نسيم نحو سفحكم‬
‫رعا اإللو زمانان كنت فيو بكم‬
‫أياـ كنت ككردم غير ذم كدر‬
‫كما تناسيت حاشا اهلل عهدكم ‪ ...‬كحبذا ما شرل من برقو اللمق‬
‫لو الجفوف ندان بالعارض الغدؽ‬
‫لما تمشت إلينا سائر الطرؽ‬
‫حلت بمنزلة اإلنساف من حدؽ‬
‫جاءت نجوـ منيرات إلى األفق‬
‫أفنيت منو يسير الصبر حين بقي‬
‫أيامو كسقاه كل مندفق [َّٔ‪-‬أ]‬
‫إال سفحت دموع العين في نسق‬
‫ألقاه مبتسمان عن كجهو الطلق‬
‫كلم أقل أبدان ذا الورد لم يرؽ‬
‫ككيف أنسى كما النسياف من خلقي‬
‫[(ُُٗ‪ ) /‬حسن شاكش التعزم اليمني]* (ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ذكب الذىب (خ)‪ ،‬طيب السمر (خ) ‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ْْٖ-َْٖ/‬‬

‫(ُ‪)ّْٗ/‬‬

‫حسن شاكش التعزم‪ ،‬قاؿ صاحب (ذكب الذىب) أنو عرفو بتعز سنة إحدل كعشركف كمائة‬
‫كألف‪ ،‬كىو من أبناء األجناد‪ ،‬كشعراء تلك الببلد‪ ،‬كلو شعر كثير‪ ،‬كلكنو استولت عليو خزانة‬
‫تلك الضياع‪ ،‬كأكرد لو تخميس قصيدة الشيخ بها الدين العاملي (ُ) كمستهلو‪:‬‬
‫ما ألذ المداـ كالتحريك‬
‫صاح صاح النديم في ناديك ‪ ...‬مع نديم بكأسو يسقيك‬
‫يا نديمي بمهجتي أفديك‬
‫قم فملئ فمل الكؤكس من ىاتيك (ِ) ىاتيك‬
‫[(َُِ‪ ) /‬الحسين بن القاسم بن محمد الشهارم]* ] (ّ)‬
‫(ََُٕ‪ُُُّ-‬ىػ‪ُُٕٖ-ُٕٔٓ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ الدين الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل محمد بن اإلماـ المنصور القاسم‪ ،‬كبقية‬
‫نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو مؤلف الكشوؿ‪.‬‬
‫(ِ) نهاية [ٕٖب‪-‬ب] ‪-َّٖ[ ،‬أ]‪.‬‬
‫(ّ) طبقات الزيدية (القسم الثالث) انظر فهارسو‪.‬‬
‫…اللطائف السنية (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ٗٔ)‪ ،‬ذبل البسامة (خ)‪،‬‬
‫ذبل البسامة لعبد اهلل بن علي الوزير(خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُٕٔ-َُٔ/‬‬

‫(ُ‪)ّٗٓ/‬‬

‫ىو اإلماـ العبلمة الزاىد الجليل المجمع على علمو ككرعو كفضلو كجبللة قدره‪ ،‬كلد بػ(شهارة)‬
‫كاشتغل فيها بالعلوـ‪ ،‬ثم رحل إلى (صنعاء) مراران في طلب العلم‪ ،‬كتردد إليها لما سجن كالده‬
‫بها‪ ،‬ككاف ال يقرب موائد كالده‪ ،‬كرعان كزىدان كيقنع باليسير من الحبلؿ‪ ،‬كعاتبو كالده في ذلك‪،‬‬
‫فاعتذر إليو‪ ،‬ككاف صاحب المواىب قد أقطع كالده (ببلد الركس) حين أفرج عنو من السجن‬
‫كاتفقت أسباب من جهة ىذه الببلد‪ ،‬أكجبت عزـ صاحب الترجمة إلى حضرة صاحب‬
‫المواىب في سنة ثبلث كعشرين كمائة كألف فهظم جانبو فأكجس في نفسو خيفة فخرج منها‬
‫ليبلن خائفان يترقب حتى كصل صنعاء ماشيان على رجلو‪ ،‬فوافق المولى زيد بن محمد بن الحسن‪،‬‬
‫كالمولى يوسف بن المتوكل‪ ،‬كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين‪ ،‬كطلب من أحدىم القياـ‬
‫باألمر كدعاىم إلى ذلك فاعتذركا ككاجبوه عليو ككعدكه اإلجابة متى دعا ثم توجو للحج‪ ،‬كلما‬
‫عاد من مكة‪ ،‬كصل إلى صاحب أبي عريش كأفاض عليو ما في نفسو من إرادة القياـ فوعده‬
‫اإلجابة‪ ،‬كعاىده على مناصرتو بنفسو كمالو ثم رجع شهارة كظهر لو إرادة صاحب المواىب‬
‫للقبض عليو فخرج من شهارة ىو كرجبلف من أصحابو كأظهر أنو يريد طيافة أرض لو كانت‬
‫تحت يد شيخ من مشايخ العصيمات يسمى مفلح‪ ،‬فلما كصل إليو أكرمو كخرج معو في اليوـ‬
‫الثاني لطيافة األرض كلم تكن الطيافة من قصده كإنما خرج يرتاد موضعان منيعان فبينما ىو يطوؼ‬
‫إذ نظر إلى بيت مشرؼ على الخراب في حصن قافر فساؿ عنو فقاؿ الشيخ مفلح ىو لي‬
‫كيسمى مركباف فابتاعو منو فوىبو لو كلما خلى بو أخبره بما في نفسو كما يتخوؼ فجمع الشيخ‬
‫قبائلو كأخبرىم بذلك فقالوا‪ :‬ىو سيدنا كموالنا يبقى بين أظهرنا كيظهر ما في نفسو‪.‬‬
‫[دعوتو كبعض أخباره]‬

‫(ُ‪)ّٗٔ/‬‬

‫فأعلن صاحب الترجمة بالدعوة في شهر الحجة سنة أربع كعشرين كمائة كألف‪ ،‬كتلقب‬
‫بالمنصور باهلل ككتب إلى األفاؽ كترسل فأجابو أىل الببلد جميعان كقصدكه كتبركوا بو‪ ،‬كظهرت‬
‫لهم منو كرامات‪ ،‬كساقوا إليو النذر الكثيرة‪ ،‬ككصلت رسائلو إلى صعدة فأجاب المولى الحسين‬
‫بن علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم‪ ،‬ككاف قد دعا إلى الرضى كتلقب بالمؤيد باهلل بعد كفاة أبيو‬
‫المولى علي بن أحمد‪ ،‬ككصل إلى صاحب الترجمة السيد محمد الغرباني الذم كاف دعا أياـ‬
‫المتوكل كالمهدم‪ ،‬ككاف قد أرسلو إليو المولى الحسين بن علي صاحب (صعدة)‪ ،‬كأكدعو‬
‫العلماء بذؿ الطاعة كالمبايعة (لو) كأرسل معو بحصاف كعدد كمدد لصاحب الترجمة كأجابتو‬
‫ببلد الشرؼ‪ ،‬كحجة‪ ،‬كالسادة بنو النعمي في تهامة‪ ،‬كاألكثر من أشراؼ صبيا‪ ،‬ثم كصلت‬
‫رسائلو إلى صنعاء كذمار كاليمن األسفل كجميع ىجر اليمن‪ ،‬فمنهم من أجابو على خيفة من‬
‫صاحب المواىب‪ ،‬كمنهم من ترؾ الجواب‪ ،‬كمنهم من قبلها ظاىران كأرسل بها إليو‪ ،‬كلفظها [أم‬
‫رسالتو] بعد الخطبة‪:‬‬

‫(ُ‪)ّٕٗ/‬‬

‫أما بعد [َُّ‪-‬أ] يا أمة الدعوة كاإلجابة‪ ،‬كيا أيها المخاطبوف بأركاف اإلسبلـ كبالتوبة كاإلنابة‪،‬‬
‫كيا من علم من العلم ما يكوف حجة عليو‪ ،‬كعرؼ عواقب اإلخبلؿ بالواجب فيما بين يديو‪،‬‬
‫فإنكم تعلموف ما قد اشتهر (من) الضبللة كالمظالم كما قد انتهك هلل سبحانو مما قد نهى عنو‬
‫من المحارـ‪ ،‬حتى لقد نبذت الشريعة الغراء كاتخذت ظهريان‪ ،‬كعد كبلـ اهلل من الحق اليقين‬
‫قوالن فريا‪ ،‬كتعدل على الضعفاء بهتك أعراضهم كاستئصاؿ أموالهم كتشريدىم أشتاتان في‬
‫المفاكز ال يرثي لحالهم كلويت الصدقات عن مصارفها الثمانية القرآنية‪ ،‬فأخذت أضعافان‬
‫مضاعفة حتى لم يبق ألرباب األمواؿ من األصل بقية كىجرت الواجبات فبل صبلة [ٖٖأ‪-‬ب]‬
‫ألكثرىم تامة‪ ،‬كصارت ىذه المفاسد بقرل المسلمين كأمصارىم عامة‪ ،‬كأصبح ماؿ اهلل دكالن‬
‫كنهبان بين الفساؽ‪ ،‬كعباده خوال قد استعبدىم العتو كالشقاؽ‪ ،‬ثم قاؿ بعد أف ذكر منكرات‬
‫عديدة‪ ،‬كبعد ذلك انتدبنا للقياـ هلل كىو المستعاف بعلو ىمة‪ ،‬كشدة عزيمة‪ ،‬كسارعنا في اإلغاثة‬
‫كىي من اهلل تعالى أقرب من لمح البصر لضعف ىذه األمة‪ ،‬سالكين إف شاء اهلل مهيع سيرة‬
‫سلفنا األخيار‪ ،‬كحامين عن حوزة دين اهلل الواحد القهار‪ ،‬على كفق الكتاب كالسنة معلنين‬
‫بالحق كداعين إلى سبيل ربنا بالحكمة كالموعظة الحسنة‪ ،‬كل ذلك لما أخذ اهلل على العلماء‬
‫من الميثاؽ بتبيين أحكامو كتبليغ أمانتو كإحياء ما اندرس من معالم الكتاب كالسنة الحجتاف‬
‫القائمتاف على خليقتو‪ ،‬غير متجاكزين حدان‪ ،‬كال منتهكين محرمان‪ ،‬ثابتين على ذلك‪ ،‬كال نتعدل‬
‫الشريعة‪ ،‬كال نقدـ إلى غيرىا قدمان نأمر بالمعركؼ كننهى عن المنكر المخوؼ‪ ،‬كنحمل على‬
‫الواجبات من قد تساىل في أمرىا من المئين كاأللوؼ‪ ،‬نأخذ النصاب الشرعي على كجهو‬
‫فنرده في تلك األصناؼ‪ ،‬كنقيم الحدكد الشرعية على من كجب من الضعفة كاإلشراؼ‪ ،‬فمن‬
‫بلغتو دعوتنا الشاىدة لنا باإلببلغ ككاعيتنا التي ليس للتأني منها كالتثاقل مساغ‪ ،‬فأخلد إلى‬
‫األرض كاتبع‬

‫(ُ‪)ّٖٗ/‬‬

‫ىواه فقد باء بخزم الدارين‪ ،‬كانحل لدنيا عند كالة فسارعوا عباد اهلل كفقكم اهلل كإيام للطاعة‬
‫كالجهاد‪ ،‬كسابقوا إلى الخيرات تنالوا بذلك رضاء رب العباد‪ ،‬كاقبلوا علينا بقلوب خالصة عن‬
‫شوب كدكرات النفاؽ‪ ،‬مهتمين على نصرتنا كعلى الوقوؼ عند مراد اهلل الخبلؽ‪ ،‬كاتركوا‬
‫َّ ً‬
‫التلعثم عن مراقبة الظلمة عن أف تصدعوا بالحق أيها المسلموف{ ىكالى تىػ ٍرىكنيوا إًلىى الذ ى‬
‫ين ظىلى يموا‬
‫نص يرك ىف}[ىود‪ ]ُُّ:‬إلى أف قاؿ فيها‪:‬‬ ‫ً َّ ً ً ً‬ ‫ً‬
‫اء ثي َّم الى تي ى‬
‫َّار ىكىما لى يك ٍم م ٍن يدكف اللو م ٍن أ ٍىكليى ى‬
‫س يك ٍم الن ي‬
‫فىػتى ىم َّ‬
‫نحن قد صدعنا بالحق معلنين للدعوة للخاص كالعاـ [ُُّ‪-‬أ] قائلين في رسالتنا ىذه ما‬
‫يشترؾ في معرفة معناه جميع األفهاـ‪ ،‬لتكوف الحجة ألزـ للعباد‪ ،‬كالطريق نيرة بينة لمزيد‬
‫الرشاد‪ ،‬كتركنا الدالئل الشتهار معاني ىذه المقدمات‪ ،‬كالمرجع ما أنزؿ اهلل تعالى في ذلك‬
‫(من) الحجج البينات الواضحات فمن ارتاب كتثبط لعدـ االختيار فعليو النهوض ليبلو ذلك‬
‫بأم الطرؽ التي بها اإلعتبار إلى آخر ما قالو‪ ،‬كلما ترسل بمثل ىذه أجابتو الببلد القبلية‬
‫جميعان‪ ،‬كنفذت أكامره كخطب لو في كثير من جهات القبلة‪ ،‬كأجابو األمير الشريف عز الدين‬
‫القطبي صاحب (أبي عريش)‪ ،‬كانضاؼ إليو قبائل جهاتو كتتابع الناس في الدخوؿ تحت طاعتو‪،‬‬
‫كلم يبق بيد صاحب المواىب من الببلد إال بعض تهامة كالبنادر كمن ذمار إلى اليمن األسفل‬
‫كعند ذلك فزع صاحب المواىب كقاـ كقعد كتأىب كبذؿ األمواؿ كجهز علي األحمر لحرب‬
‫صاحب الترجمة فقاـ المولى الحسن بن القاسم أخو صاحب الترجمة كاستصرخ القبائل‬
‫كاجتمع إليو خلق ال يحصى كثره‪ ،‬كلما عرؼ علي األحمر أف ال قدره لو بتلك الجموع رجع‬
‫عن قصده‪ ،‬ثم جهز صاحب المواىب ابن أخيو المحسن بن الحسين بن المهدم ككاف عامبلن‬
‫لو على صنعاء فسار في حنود جراره حتى كصل قرب السودة كبها أخو صاحب الترجمة‬
‫بجيوش كاسعة فالتقى الجيشاف ككانت الدائرة على أجناد المحسن بن الحسين فانهزموا‬

‫(ُ‪)ّٗٗ/‬‬

‫كقتل منهم كثير‪ ،‬كلما بلغ صاحب المواىب ىذه الهزيمة طلب الرتب (في) جميع البنادر‬
‫كجمع العساكر فاجتمع إليو من العبيد النوبة الشجعاف الذين ال يفهموف الكبلـ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إنما‬
‫أدخرتكم للنائبات كىذه المفاسد منشأىا القطبي بأبي عريش فإنو أعظم [ٖٖب‪-‬ب] فتنة من‬
‫فتنة الداعي بالماؿ كالرجاؿ‪ ،‬ثم جهزىم إلى أبي عريش كأعطاىم الماؿ كالبنادؽ كالسيوؼ‬
‫كالخيوؿ أضعافان مضاعفة كأمر عليهم أمراء مشهورين فانفصلوا عنو كأضاؼ إليهم من بقي (من)‬
‫الرتب كأمر العماؿ بكفايتهم كرعايتهم فوصلوا إلى أبي عريش‪ ،‬ككاف الشريف القطبي كتب إلى‬
‫صاحب الترجمة كإلى صاحب صعدة يستمد منهما الغارة‪ ،‬فأنفذ إليو صاحب صعدة أخاه‬
‫القاسم بن علي في قبائل خوالف فقامت الحرب على ساؽ‪ ،‬ككثر القتل من الجميع كآؿ األمر‬
‫إلى انهزاـ صاحب أبي عريش كرجع أىل صعدة إلى ببلدىم مغلوبين‪ ،‬كطاؿ الحصار على‬
‫الشريف القطبي حتى طلب األماف كتسلم إليهم‪ ،‬فتوجهوا بو إلى صاحب المواىب فنالو من‬
‫الهواف ما ال مزيد عليو‪ ،‬ثم أمر بضرب عنقو كلم يراجع في ذلك من لو معرفة بالعواقب‪ ،‬فعظم‬
‫مصابو كثيران على الناس كأراع القلوب كندـ على قتلو ندمان عظيمان حين ال ينفعو الندـ [ُِّ‪-‬‬
‫أ] كفي خبلؿ ذلك توفي الحسين بن علي صاحب صعدة‪ ،‬كأكصى لصاحب الترجمة بماؿ‬
‫كاسع كاف قد أكصى بو جده المولى أحمد بن اإلماـ القاسم القائم حق‪ ،‬ثم جهز عليو صاحب‬
‫المواىب أجنادان عظيمة ككقع الحرب في بيت ابن عبل فانهزمت محاط صاحب المواىب‬
‫كأخذت أموالهم كأثقالهم كسبلحهم كأسرت سراتهم كأميرىم كمشايخ مشائخ األجناد‪.‬‬

‫(ُ‪)ََْ/‬‬

‫كبعد ذلك جهز صاحب الترجمة ابن أخيو زيد بن علي بن القاسم في جيش كاسعة كمعو علي‬
‫بن ىادم حبيش‪ ،‬كىو من أعظم مناصريو (فا) ستولوا على ببلد عفار كحجة كالمغارب‪ ،‬كلما‬
‫ظهر زيد بن علي كطار ذكره في األقطار عظم األمر على صاحب المواىب فوضع األنطاع (ُ)‬
‫كصب عليها األمواؿ‪ ،‬كفتح بابع للناس كطلب السوداف من كل بندر كألبسهم الطرابيش‬
‫كالجوخ األحمر‪ ،‬كبذؿ لهم األمواؿ‪ ،‬كفرؽ لهم البنادؽ من عشرين قفلو فصاعدان‪ ،‬كجعل معهم‬
‫ثبلثين بيرقان(ِ) فاجتمع خلق ال يحصى كثره كجعل أمير األمر أبخيت شلح قاتل القطبي‪،‬‬
‫كعلى بعضهم األمير الماس عبد الرحمن كىي أكؿ إمارة دخل فيها كألزمهم بوضع السيف من‬
‫باب شباـ إلى أطراؼ الشاـ فتلقاىم زيد بن علي بمن معو من الجموع إلى مرع كاتفق حصوؿ‬
‫مطر فغنم زيد بن علي الفرصة فحمل أصحابو على معسكر صاحب المواىب‪ ،‬فأحاطوا بهم‬
‫كقتلوا منهم قتبلن لم يسمع بوقوع مثلو في الزمن األخير‪ ،‬كقتلوا بخيت شلح‪ ،‬كاستولوا على‬
‫جميع ما بأيديهم كسلبوىم ثيابهم كأطلقوا من بقي منهم عريانان فوصلوا إلى صنعاء كبها‬
‫المحسن بن الحسين عامبلن فلما رآىم على ذلك الحاؿ أمدىم بما يستر عورتهم ككتب إلى‬
‫صاحب المواىب بحقيقة الواقع فلما بلغو الخبر علم أف الزماف قد قلب لو ظهر المجن فتحيل‬
‫ببذؿ األمواؿ الواسعة ألمراء صاحب الترجمة فبعث بماؿ جزيل إلى علي بن ىادم حبيش‬
‫كبذؿ لزيد بن علي من الذىب ما أفسده على عمو فرجع إلى شهارة بجميع المحاط ككتب إلى‬
‫العماؿ يأمرىم باالرتفاع من الببلد كاالنهزاـ فارتفعوا من حفاش كالعتين كحجو ككحبلف كعفار‬
‫كالسودة فأمر صاحب الترجمة صنوه الحسن بإيداع زيد بن علي السجن فسجنو مقيدان‪،‬‬
‫كاستولى أصحاب صاحب المواىب على جميع الببلد فنفذ الحسن بن القاسم إلى حبور‬
‫لحفظها كجهز [ُّّ‪-‬أ] صاحب المواىب المولى علي بن الحسين بن على بن المتوكل إلى‬
‫__________‬
‫(ُ) األنطاع‪ :‬مفرد نطع كىو ما يوضع عليو الطعاـ أثناء تناكلو‪.‬‬
‫(ِ) بيرقان‪ :‬أم علمان‪.‬‬

‫(ُ‪)َُْ/‬‬

‫عمراف كمعو خيل كرجل كاسع‪ ،‬ككجو أيضان ابنو المولى إبراىيم إلى صنعاء كأمده بالجيوش‬
‫كاألمواؿ كجعلو أمير األمراء كفوضو في جميع األمور‪ ،‬فجهز صاحب الترجمة المولى محمد بن‬
‫الحسين بن عبد القادر بن الناصر كمعو علي بن ىادم حبيش كأحمد بن محمد حبيش‪ ،‬كابن‬
‫أحمد ّْ‬
‫الشعر كأصحابهم من بكيل كدىمة كسفياف فاستفتحوا (كحبلف) ك(عفار) كأنفق المولى‬
‫محمد بن الحسين نحو سبعة عشر ألف قرش [ٖٗأ‪-‬ب] في تأليف قلوب القبائل ثم حاصر‬
‫عمراف‪ ،‬ككقع بينو كبين المولى علي بن الحسين حرب ثم تقدـ المولى محمد بن الحسين بمن‬
‫معو فأخذ ببلد ىمداف‪ ،‬كنفذ إلى (الركضة) ثم تقدموا لحصار بصنعاء كطرحوا (بير العزب)‬
‫ككاف المولى إبراىيم قد أمر جميع أجناده بالكف عن القتاؿ كأغلق أبواب صنعاء فبلغ صاحب‬
‫المواىب ذلك فشاكر كزرائو فأجمع رأيهم على أنو يطلق ابن أخيو المولى العلم القاسم بن‬
‫الحسين من السجن كيجهزه للقتاؿ ككاف المولى العلم من فحوؿ الرجاؿ‪ ،‬نافذان الكلمة‪ ،‬محبوبان‬
‫مطاعان قد حنكتو التجارب‪ ،‬كخبر األمور‪ ،،‬ككاف محسودان كما ىي القاعدة في الكراـ كلن ترل‬
‫للئاـ الناس أحسادان‪ ،‬ككاف أعظم أمراء عمو فأساء إليو عمو مرة بعد أخرل كحبسو كأجرح‬
‫صدره‪ ،‬ككاف الوزير الحربي يميل إليو كثيران ككذلك الوزير الحيمي فلذلك أشار بإخراجو من‬
‫السجن كتجهيزه فطلبو عمو كأفاض إليو مراده فأسعده بشركط منها‪ :‬رفع أكالده إبراىيم من‬
‫صنعاء كببلدىا‪ ،‬كعبد الرحمن من كوكباف‪ ،‬كرفع المولى علي بن الحسين من عمراف كأف‬
‫الحصوف في جميع تلك الببلد يكوف نظرىا إليو كأف يعطيو من السبلح كالخيل ما ينص عليو‬
‫فأسعده عمو إلى ما طلب كجهزه فلما كصل صنعاء استبشر أىلها كخرجوا إليو فتفقد األمور‬
‫كأنفذ الجنود الستفتاح الببلد فاستولى على حجو كعفار ككحبلف كتقدـ الى أصحابو الى‬
‫الشرفين كلما بلغ ذلك صاحب الترجمة أطلق ابن أخيو زيد بن علي كجهزه إلى الشرؼ فالتقا‬
‫الجيشاف فانتصر زيد بن علي ثم تقدـ المولى العلم القاسم‬

‫(ُ‪)َِْ/‬‬

‫بن الحسين إلى عمراف كجعل على صنعاء ابن أخيو أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم‬
‫فثبت كرتب المدينة كجعل أمرىم إلى السيد حسين بن يحيى األخفش كظهر للمولى العلم أف‬
‫عمو نصب لو شباؾ المخادعة كعدـ استقراره على الشركط التي كضعت بينهما فأمر نائبو‬
‫بصنعاء أال يدخل صنعاء أحد (من) أرباب المواىب ثم طبع الخيل الذم لديو بعمراف باسمو‬
‫[ُّْ‪-‬أ]كترؾ ذكر عمو في الخطبة ككقعت المشاكرة على مواالة صاحب الترجمة فأرسل‬
‫ببيعتو إليو كطلبها من الذين كانوا بحضرتو‪ ،‬كأكدع جماعة من أعياف أصحاب عمو السجن‬
‫باختيارىم خوؼ العاقبة منهم الوزير الحيمي‪ ،‬كمحمد بن حسن العنسي‪ ،‬كالزنجي كغيرىم‪ ،‬ثم‬
‫أنفذ إلى صنعاء لطلب البيعة‪ ،‬كعند ذلك جهز صاحب الترجمة أخاه عبد اهلل‪ ،‬كالمولى محمد‬
‫بن الحسين بن عبد القادر كمعهما جيش عظيم إلى حضرة المولى العلم‪ ،‬ككاف العلم كقد تقدـ‬
‫إلى صنعاء كجهز ابن أخيو المولى محمد بن على بن الحسين بن علي صاحب المواىب‪ ،‬كفتح‬
‫دار الضرب بصنعاء‪ ،‬كنقش عليها اسم المنصور فمؤلت الشرؽ كالغرب‪ ،‬كأمر بإبطاؿ الضربة‬
‫المواىبية فتعطلت دار الضرب(ُ) بالمواىب‪ ،‬كتابع الجيوش لحرب صاحب المواىب‪،‬‬
‫فوقعت مبلحم يطوؿ شرحها‪ ،‬كجهز كلده المولى الحسين بن القاسم كمعو السيد ناصر بن‬
‫صبلح‪ ،‬كالفقيو عبد اهلل بن علي جميل‪ ،‬كالسيد محسن الشامي كغيرىم من رؤساء حاشد‬
‫كبكيل في جيوش عظيمة‪ ،‬كصار الجمع إلى محل بجهراف‪ ،‬فجهز صاحب المواىب أكالده في‬
‫الخيوؿ الصواىل‪ ،‬كاألجناد المقاتلة نحو عشرة آالؼ‪ ،‬كبرز صاحب المواىب بنفسو إلى ذم‬
‫ماجد‪ ،‬فكاف بينهم كبين المولى الحسين القتاؿ حتى اختلطت الرايات‪ ،‬كاتفقت ملحمة يضرب‬
‫بها المثل‪ ،‬ككادت الدائرة أف تكوف على أصحاب المولى الحسين فاحتازكا بقرية‪ ،‬كأحاطت‬
‫بهم األجناد المواىبية‪ ،‬كضاؽ الخناؽ إلى الليل‪ ،‬ككاف صاحب المواىب قد أمر أف ينفذ‬
‫الجماؿ لحمل العشاء للجنود إلى ذلك المحل فتثاقل بإشارة من الوزير الحربي‪،‬‬
‫__________‬
‫(ُ) دار الضرب‪ :‬أم ضرب العملة‪.‬‬
‫(ُ‪)َّْ/‬‬

‫كلم يأت بو إال في الصباح‪ ،‬كقد رجع القوـ‪ ،‬ككاف الوزير الحربي أيضان قد خوؼ أكالد [ٖٗ ب‬
‫– ب] صاحب المواىب في المبيت بذلك المحل فعملوا بقولو كتم لو ما أراد‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫تقدمت األمراء لحصار المواىب كىم‪ :‬المولى الحسين بن القاسم بن الحسين‪ ،‬كالمولى محمد‬
‫بن علي بن الحسين‪ ،‬كالمولى محمد بن الحسين بن عبد القادر فاشتد بالمواىب الحاؿ‪،‬‬
‫كغلت األسعار‪ ،‬كانقطعت عنهم الميرة‪ ،‬كعز الخطب‪ ،‬فاضطركا إلى خراب البيوت كإيقاد‬
‫أخشابها كأبوابها‪ ،‬كانقطع الداخل إلى المواىب من تاسع شهر رمضاف سنة سبع كعشرين كمائة‬
‫كألف إلى غرة شهر شواؿ من السنة المذكورة‪ ،‬ككاف بالمواىب من الجند نحو سبعمائة نفر‬
‫كجملة كافرة من الخيل‪ ،‬كنحو ألفي نفر من خواصو كأىلو كجواريهم كخدمهم‪ ،‬كلما اشتد‬
‫الحصار كضاؽ الخناؽ أرسل صاحب المواىب كزيره الشيخ الصدر سعيد بن محمد المنوفي‪،‬‬
‫ككاف ىذا المنوفي قد كفد من مكة ىو ككلده [ُّٓ –أ ] الشيخ العبلمة زين العابدين بن‬
‫سعيد بن محمد فكاف من كزرائو المعظمين‪ ،‬كذكم الجاه كالكماؿ كالخدمة لديو‪ ،‬ككاف يضاىي‬
‫بو الوزير الحربي‪ ،‬كأرسل معو المولى الحسين بن علي المتوكل فخاضا في اإلصبلح كحقن‬
‫الدماء‪ ،‬كتسليم األمر على شركط‪ ،‬فأجيبوا إلى ذلك فاستسلم صاحب المواىب‪ ،‬كبايع ككتب‬
‫مرسومان بخط يده كلفظو‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ :‬عبد اهلل محمد ابن أمير المؤمنين كفقو اهلل‪ .‬الحمد هلل الذم شرح‬
‫صدر من فوض أموره إليو‪ ،‬كجعل اعتماده في حلو كإبرامو عليو‪ ،‬راض بقضائو فيما ظهر كبطن‪،‬‬
‫شاكران إلنعامو في السر كالعلن‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على محمد الصادع بأمره‪ ،‬الصادؽ فيما‬
‫عاىد اهلل عليو في سره كجهره‪ ،‬كعلى آلو كعترتو المقتدين بأسماء الخبلفة الراشدين‪ ،‬كاألئمة‬
‫المعظمين‪ ،‬الذين جعلوا الصوارـ لعيوف الخبلفة أىدابان‪ ،‬كاتخذكا األسنة لثغورىا أنيابان‪.‬‬

‫(ُ‪)َْْ/‬‬

‫كبعد‪ ..‬فإنو لما اتصل الحرب بيننا كبين محاط الولد األغر علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين بن‬
‫أمير المؤمنين حفظو اهلل على ما دعى إليو من مواله الولد األفضل شرؼ اإلسبلـ كالدين‪،‬‬
‫المنصور باهلل رب العالمين الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل حيث أجاب دعوتو أىل اليمن‬
‫كبايعوه كناصركه‪ ،‬ككانت دائرة الحرب محيطة بالمواىب المحركسة كنحن نحمد اهلل في منعة‬
‫كقوة من أىل النجدة كالفتوة‪ ،‬حتى توسط في ىذا المقصد الصالح‪ ،‬كالمتجر المفيد الرابح‪،‬‬
‫الولد النجيب الهماـ‪ ،‬عز اإلسبلـ محمد بن الحسين بن عبد القادر بيننا كبين الولد علم‬
‫اإلسبلـ القاسم بن الحسين حفظو اهلل فيما شرط لنا كعليو من الشركط التي تتم بها أمر‬
‫المواالة‪ ،‬كالبيعة المشركطة‪ ،‬فما برحنا نكرر االستخارة في ذلك‪ ،‬كتردد المفاكضة كالمشاركة‬
‫في سلوؾ ىذه المسالك‪ ،‬فرجح عندنا كعند ذكم الدين أف نحقن دماء المسلمين‪ ،‬كنسعى في‬
‫جمع كلمة المؤمنين‪ ،‬كنخمد نيراف الفتن التي كادت أف تهلك سكاف اليمن بالبيعة الصحيحة‪،‬‬
‫كالمواالة الصريحة للسيد العبلمة المنصور باهلل الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل بن اإلماـ‬
‫اقتداء بالسلف الصالحين‪ ،‬كاقتفاء‬
‫ن‬ ‫على كتاب اهلل كسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫لمنهجهم المبين‪ ،‬كشرطنا عليو شركطان ارتضيناىا لنا كعليو‪ ،‬كارتضاىا لو كعليو‪ ،‬كبنينا أساس‬
‫مبايعتو كمواالتو على مقتضاىا‪.‬‬

‫(ُ‪)َْٓ/‬‬

‫فأكالن‪ :‬إقامة الشريعة المطهرة‪ ،‬كإعبلء مناراتها المعتبرة‪ ،‬كإزالة المظالم‪ ،‬كاألخذ بيد المظلوـ من‬
‫الظالم‪ ،‬بتقليد أعواف صالحين‪ ،‬كإزاحة أسباب الشر كالضر‪ ،‬كمشاكرة العلماء األعبلـ في أمور‬
‫العباد‪ ،‬كجهاد أرباب البغي كالفساد‪ ،‬كمطابقة مراد اهلل عز كجل‪ ،‬كتنفيذ ما كضعو لنا الولد عز‬
‫اإلسبلـ محمد بن الحسين بن عبد القادر في الببلد‪ ،‬كقضاء الدين كغير ذلك من الشركط‬
‫التي تضمنتها موضوعاتو الكريمة‪ ،‬كاستند في المواالة المذكورة إليها‪ ،‬كاعتمادنا في البيعة‬
‫المذكورة عليها بمقتضى (ُ) ما معو من التفويض عن اإلماـ المنصور باهلل الحسين بن القاسم‪،‬‬
‫كمن في الولد الجليل القاسم بن الحسين حماه اهلل تعالى‪ ،‬كعلى شرط الوفاء بجميع ما ضمنو‬
‫الولد المشار إليو محمد بن الحسين من الشركط المذكورة أكدنا ما نحن عليو من المواالة‪،‬‬
‫كتوفير شركطها المبركرة‪ ،‬كالدخوؿ في جمعة ىذا الداعي كجماعتو كالتحريض على مواالتو‬
‫كمناصرتو‪ ،‬كلو علينا الكف من مناجزتو كمنابذتو‪ ،‬كعدـ السعي إال فيما يدخل فيو الناس تحت‬
‫طاعتو‪ ،‬كضمنا لو علينا كفي الوفاء بجميع ما اشترط علينا أبناؤنا السادة النجباء الولد ضياء‬
‫اإلسبلـ الصادؽ‪ ،‬كالولد صارـ الدين إبراىيم‪ ،‬كالولد كجيو اإلسبلـ عبد الرحمن كما شرط الولد‬
‫علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين حماه اهلل في الموضوع الشرعي الذم عليو توقيع من لديو من‬
‫أبناء اإلماـ كالعلماء األعبلـ‪ ،‬كقد أشهدنا اهلل عز كجل لنا كعلينا‪ ،‬كنسألو السلوؾ إلى أحسن‬
‫المسالك‪ ،‬كأف يجعلنا على ذلك من المعاكنين عل البر كالتقول‪ ،‬كمن المتمسكين في طاعة‬
‫اهلل بالسبب الوثيق األقول‪ ،‬كالحمد هلل في المبدأ كالختاـ‪ ،‬كالصبلة على محمد كآلو كالسبلـ‪،‬‬
‫ثم دخل جماعة من الرؤساء إلى المواىب لحضور صبلة الجمعة كسماع الخطبة‪ ،‬فخطب‬
‫خطيب المواىب بهذه الخطبة كلفظها‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [َٗأ‪-‬ب] ‪-ُّٔ[ ،‬أ]‪.‬‬

‫(ُ‪)َْٔ/‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ :‬الحمد هلل الذم لو الملك كالكبرياء كالعظمة‪ ،‬من عز بو كتوكل عليو‬
‫فما كضعو كال ىضمو‪ ،‬أحمده حمدان كثيران‪ ،‬الذم خلق السماكات كاألرض كما بينهما في ستة‬
‫أياـ ثم أستول على العرش الرحمن فاسأؿ بو خبيران‪ ،‬كأشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو‬
‫ٍح ىخ ٍيػ هر}[النساء‪ ]ُِٖ :‬كأشهد أف محمد عبد اهلل رسولو الذم طالما‬
‫الصل ي‬
‫{ك ُّ‬
‫القائل في كتابو‪ :‬ى‬
‫نهض إلى اإلصبلح كحث فيو السير‪ ،‬صلى اهلل عليو كعلى آلو الكراـ‪ ،‬أفضل صبلة كاملة‬
‫كأزكى سبلـ‪ ،‬أما بعد‪ ..‬أيها الناس فقد علم الخاص كالعاـ أنو كاف أمير المؤمنين ىذا ىو‬
‫الحريص على جمع كلمة اإلسبلـ‪ ،‬كأنو الذم أقاـ إكد الدين حتى استقاـ‪ ،‬كعمل بما في كتاب‬
‫اهلل كسنة رسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ماحابى في الدين‪ ،‬كال فرؽ بين كلمة المسلمين{إً َّف‬
‫ت ًم ٍنػ يه ٍم فًي ىش ٍي وء إًنَّ ىما أ ٍىم يريى ٍم إًلىى اللَّ ًو ثي َّم ييػنىبّْئيػ يه ٍم بً ىما ىكانيوا‬
‫ين فىػ َّرقيوا ًدينىػ يه ٍم ىكىكانيوا ًشيىػ نعا لى ٍس ى‬ ‫َّ ً‬
‫الذ ى‬
‫يىػ ٍف ىعليو ىف}[األنعاـ‪.]ُٓٗ:‬‬

‫(ُ‪)َْٕ/‬‬

‫كلما حصل من سفك الدماء ما حصل‪ ،‬ككصل إلى النفوس من الهبلؾ ما كصل دكف دكائر(ُ)‬
‫المواىب من رمي البنادؽ‪ ،‬كدكس الخيوؿ السبلىب‪ ،‬كاشتغاؿ المحربين في أكقات الطاعة‬
‫بالحرب‪ ،‬كأعرضوا عن ليلة القدر المباركة بالطعن كالضرب‪ ،‬كعظم التفريط بأداء الصبلة‬
‫المكتوبة‪ ،‬ككانت مواظبتهم على القتاؿ مفسدة عظيمة مشوبة‪ ،‬ثم لما رفع إلى سمعو الشريف‬
‫بأف القبائل ممن دخلت تحت إمرة المنيف‪ ،‬متوقعوف منو بعد ىذا الخبلؼ العقاب في‬
‫المصادرة بالماؿ كخراب الديار‪ ،‬كضرب الرقاب‪ ،‬أخذ في استخارة اهلل العزيز الرحيم‪ ،‬كذلك‬
‫في ليلة الجمعة آخر جمعة من شهر رمضاف الكريم فألهمو اهلل بأف يبالغ في حقن الدماء‪،‬‬
‫كتأمين النفوس المركعة كتسكين الدىماء لمصلحة دينية‪ ،‬كألمر ماال عن فشل كخوؼ [ُّٕ‬
‫‪ -‬أ]‪ ،‬كال عجز موقع بين سين كسوؼ‪ ،‬كال نقص في مدد‪ ،‬كال كىن في جند كعدد‪ ،‬فقد آتاه‬
‫اهلل من المملكة مالم يؤتو أحدان من العالمين‪ ،‬كإنما كاف ذلك مطابقة لمراد اهلل الذم ينبغي أف‬
‫يطابق‪ ،‬كتأدبان لآليات القرآنية التي ينبغي لها أف توافق‪ ،‬كجمعان لكلمة المسلمين التي يحسن‬
‫جمعها‪ ،‬كدفعان لمكائد الشيطاف التي ينبغي دفعها‪ ،‬فكاف من حفظة اهلل تعالى المواالة لئلماـ‬
‫المنصور بشركط شرطها عليو كأمور‪ ،‬منها العمل بكتاب اهلل تعالى كسنة رسولو‪ ،‬كأف يجعل‬
‫إقامة الشريعة غاية سؤلو كالسيرة المرضية في الرعية‪ ،‬كإنصاؼ المظلوـ من الظالم‪ ،‬كإزالة‬
‫المنكرات‪ ،‬كمنها رعاية المجاىدين المحصورين في المواىب‪ ،‬كال يحقد على أحد منهم أبدان‪،‬‬
‫كال يصادر من يصادر منهم غدان‪ ،‬كمنها الوفاء لما اشترطو من الببلد مما يقوـ بتكليفو العظيم‬
‫كبيوتو كبيوت أكالده [َٗ ب –ب ]كخاصتو كعبيده‪ ،‬كسائر األجناد‪ ،‬ككاف الشرط لجميع‬
‫ىذه األطراؼ كتماـ الصلح بواسطة الكامل في اإلشراؼ كلده السيد األجل محمد بن الحسين‬
‫بن عبد القادر فسح اهلل لو في األجل‪ ،‬كما توسط بو إف شاء اهلل فهو تاـ‪ ،‬كالمهلة ما حده‬
‫كرسمو من‬
‫__________‬
‫(ُ) دكائر‪ :‬أم أسوار المواىب‪.‬‬

‫(ُ‪)َْٖ/‬‬

‫األياـ‪ ،‬إف تم الشرط تمت المواالة كإال فهو باؽ على دعوتو ببل مباالة‪ ،‬كال يتزلزؿ عن سريرىا‬
‫الممهود‪ ،‬كال يتحوؿ عن مقامها المعهود كالمؤمنوف على شركطهم ببل اختبلؼ‪ ،‬كالوافوف على‬
‫كفائهم كلو كاف فيو التبلؼ‪ ،‬جعل اهلل ىذا الصلح للشجار حسمان‪ ،‬كطمس بو من دكاعي الفرج‬
‫حدان كرسمان‪ ،‬كأمن بو الطرقات كالمسالك‪ ،‬كجنب عباده بو أسباب الموبقات كالمهالك‪ ،‬فهو‬
‫القادر على دفع المحن‪ ،‬المزيل عن قلوب المؤمنين ما تعاظم من اإلحن‪ ،‬أعوذ باهلل من‬
‫الشيطاف الرجيم{قي ٍل إً ٍف يك ٍنتي ٍم تي ًحبُّو ىف اللَّوى}[آؿ عمراف‪ ]ُّ :‬اآلية‪ ،‬كذكر في الخطبة الثانية بعد‬
‫أف صلى على الخمسة أىل الكساء صلوات اهلل كسبلمو عليهم ما لفظو‪ :‬كعلى إماـ العصر‬
‫الذم دعاء فأجيب‪ ،‬كظهر من آؿ القاسم كما منهم إال نجيب في أثر يجيب‪ ،‬كخطب العلياء‬
‫فأجابو ىذا الخليفة إلى إنكاحها‪ ،‬كبادر كىي تحتو بطبلقها كسراحها‪ ،‬فزفت من كفو إلى كفو‬
‫مثلو لما كاف من أىل البيت اشتركا في مجده كنبلو‪ ،‬موالنا أمير المؤمنين‪ ،‬كسيد المسلمين‪،‬‬
‫المنصور باهلل رب العالمين‪ ،‬الحسين بن القاسم بن أمير المؤمنين‪ ،‬اللهم اجعل سعيو لك‬
‫خالصان‪ ،‬كظلو ممدكدان ال قالصان‪ ،‬كأعنو على حمل ىذه األمانة‪ ،‬كأيده في صيانة ىذه الجمانة‪،‬‬
‫كأمن بو الثغور‪ ،‬كأصلح بقيامو األمور‪ ،‬كاعرض بو للدين كسادان كسلطة على من يريد علوان‬
‫كفسادان‪ ،‬إلى آخر الدعاء‪ ،‬كبعد كقوع ىذا الصلح سكنت الفتن‪ ،‬كارتفعت المحاط على‬
‫المواىب‪ ،‬كاستقر القياـ لصاحب الترجمة‪ ،‬فسبحاف مالك الملك الذم يؤتي الملك من يشاء‬
‫كينزعو ممن يشاء [ُّٖ‪-‬أ]كيعز من يشاء كيذؿ من يشاء بيده الخير كىو على كل شئ قدير‬
‫ثم كقعت المقاسمة للببلد على حسب الشركط المتقدمة فصار صاحب المواىب ببلد خباف‬
‫كريمة كبيت الفقيو‪ ،‬كصار إلى المولى القاسم بن الحسين بندر عدف كالمخاء كلحج كحيس‬
‫كصنعاء كببلدىا كاللحية كالزيدية كأبي عريش‪ ،‬كحجة‪ ،‬ككحبلف‪ ،‬كعفار‪ ،‬كالشرفين‪ ،‬كالسودة‪،‬‬
‫كإلى المولى محمد بن إسحاؽ‬

‫(ُ‪)َْٗ/‬‬

‫كإخوتو ببلد أصاب‪ ،‬كتعز‪ ،‬كالعدين‪ ،‬كشرعب‪ ،‬كمغارب ذمار‪ ،‬كإلى المولى محمد بن الحسين‬
‫بن عبد القادر ببلد كوكباف جميعها‪ ،‬ككاف التفويض في جميع الببلد للعلم كالنظر إليو فيها‬
‫راجعة إلى صاحب الترجمة فرجح المولى العلم عدـ إنفاذ بعض ما شرط لعمو صاحبو المواىب‬
‫من الببلد مثل ريمة‪ ،‬كبيت الفقيو‪ ،‬ككاف المولى محمد بن إسحاؽ ىو الواسطة بين صاحب‬
‫المواىب كبين صاحب الترجمة فكاف ترجيح المولى العلم لذلك ىو سبب التفاكت يينو كبين‬
‫أكالد عمو المولى إسحاؽ بن المهدم‪ ،‬كلم تزؿ المباينة إلى زيادة حتى طلب المولى العلم من‬
‫صاحب الترجمة رفع يد أكالد عمو إسحاؽ من اليمن فوقعت المفاكضة على رفع يد الجميع‬
‫كيكوف كاليتها إلى صاحب الترجمة‪ ،‬كأنفذ من يرفع العماؿ من الجهتين فامتثل المولى محمد‬
‫بن إسحاؽ كرفع عسكره من ريمة فخلفهم عسكر المولى العلم كدخلوىا عن أمره‪ ،‬ككانت لو‬
‫الغنيمة الباردة‪ ،‬فقلق صاحب الترجمة من ذلك‪ ،‬كفي خبلؿ ذلك فتح صاحب الترجمة دار‬
‫الضرب في شهارة كأذف بفتح دار أخرل في كوكباف كارتفع الصرؼ‪ ،‬كقاـ أكالد المولى إسحاؽ‬
‫لعدـ الوفاء إلى عمهم كحصلت المراجعة في شأنهم‪ ،‬فأرسل المولى العلم إلى صاحب الترجمة‬
‫بالمولى المحسن بن المؤيد‪ ،‬كالسيد العبلمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي [ُٗأ‪-‬ب]‬
‫كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين‪ ،‬كأراد المولى العلم إقامة الحجة بهم عليو‪ ،‬كطلب منو‬
‫رفع يد أكالد عمو في جميع األمور فلم يسعدىم إلى ذلك فرجعوا كرجح المولى العلم استبداده‬
‫باألمر كخلع صاحب الترجمة كجميع األعياف إليو كقاؿ‪ :‬أنا سيف من أجمعتم عليو‪ ،‬ككجو‬
‫الخطاب إلى المولى يوسف بن المتوكل كقاؿ لو‪ :‬أنت المرجع عند المشكل‪ ،‬فقاؿ إذا كاف قد‬
‫رأل الصنو محمد بن عبد اهلل كالولد محسن بن المؤيد كاألعياف من العلماء بقصور المنصور‬
‫الموجب لخلعو فنحن بهم مقتدكف‪ ،‬كأما أنا فبل طاقة لي بهذا األمر العظيم‪ ،‬كقد مضى زمن‬
‫االستحقاؽ لي في العصر القديم‪ ،‬كإنما الصنو محمد بن عبد‬
‫(ُ‪)َُْ/‬‬

‫اهلل أىل لذلك‪ ،‬فقاؿ المولى محمد بن عبد اهلل‪ :‬أنا أتحمل ىذا األمر إذا كنتم لي عونان كظهران‪،‬‬
‫فرجح المولى العلم تأخير الخوض إلى غد ذلك اليوـ‪ ،‬كلما حضر األعياف في اليوـ األخر قاؿ‬
‫المولى محسن بن المؤيد‪ :‬ال نرتضي غير العلم إمامان فهو األنهض كاألقول على المسلمين‪ ،‬ثم‬
‫أرسل يده فبايعو كاقتدا بو من حضر كتلقب بالمتوكل على اهلل رب [ُّٗ‪-‬أ] العالمين ككاف‬
‫ىذا اللقب تاريخان لدعوتو كذلك في سنة ثماف كعشرين كمائة كألف فوقعت التجاىيز للجيوش‬
‫من الجهتين‪ ،‬كحصلت بينهم معارؾ كحركب يطوؿ شرحها‪ ،‬كلم يبق تحت طاعة صاحب‬
‫الترجمة كفي حوزتو من الببلد إال مخبلؼ شهارة ككحبلف كالسودة كالشرفين‪ ،‬ثم تنكرت عليو‬
‫قلوب القبائل كمالت عنو لذىاب ما في يده من األمواؿ كلم يزؿ كذلك‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفي سنة ثبلثين كمائة كألف كدفن بػ(شهارة) في قبة جده المؤيد باهلل رحمو اهلل تعالى‪،‬‬
‫كاهلل أعلم بالحقائق‪.‬‬
‫[(ُُِ‪ ) /‬الحسين بن علي الحسني الصعدم]* (ُ)‬
‫(‪ُُِٓ-...‬ىػ‪ُُِٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم المنصور عادت بركاتو‪.‬‬
‫كاف سيدان جليبلن‪ ،‬ىمامان نبيبلن‪ ،‬لو معرفة في العلوـ‪ ،‬كاطبلع ككرـ نفس كجودة رأم‪ ،‬ككفور‬
‫عقل‪ ،‬ككاف عامبلن لوالده على جهة رازح‪ ،‬كلو حركب مع كالده أياـ خبلفتو‪ ،‬كلما توفي كالده في‬
‫التاريخ اآلتي إف شاء اهلل تعالى دعى إلى نفسو في صعدة كتلقب بالمؤيد باهلل فبايعو األعياف من‬
‫السادة كالقضاة ككبراء الناس كاجتمعت القبائل إليو للمبايعة فاستقاـ أمره كحسنت سيرتو‬
‫كنفذت كصية كالده كلما دعا صاحب (شهارة) (ِ) إلى نفسو خلع نفسو من الدعوة كبايع‬
‫كأخذ البيعة لو من جميع أىل حضرتو كبالغ في تقويتو كإعانتو كتجهز في طاعتو إلى أبي عريش‬
‫كما تقدمت اإلشارة إلى شيء منو‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ّٕٓ-ِٕٓ/‬‬
‫(ِ) أم صاحب الترجمة السابقة‪.‬‬
‫(ُ‪)ُُْ/‬‬

‫ثم عاد كقد علق بو مرض‪ ،‬قيل‪ :‬إنو سم في الطريق؛ ألنها سقطت أسنانو دفعة كاحدة‪ ،‬كفاض‬
‫دمان فتوفي في صعدة سنة خمس كعشرين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[(ُِِ‪ ) /‬الحسين بن عبد القادر الكوكباني]** (ُ)‬
‫(َُُٔ‪ُُُِ-‬ىػ‪ََُٕ-ُُٔٓ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ الدين الحسين بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين‬
‫بن اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫ىو إماـ المعالي‪ ،‬كزينة األياـ كالليالي‪ ،‬جامع أشتات المفاخر‪ ،‬ككاسطة عقد األكابر‪ ،‬نشأ‬
‫بكوكباف كحقق العلوـ كاشتغل باألدب فمهر فيو كطاؿ باعو‪.‬‬
‫قاؿ المولى إسحاؽ‪ :‬إف لو فيو طريقة انفرد بسلوكها كسليقة جيدة مع طبلكة كانسجاـ في‬
‫غالب نظمو كنثره‪ ،‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو مشايخو]‬
‫كمولده في سنة (َُُٔىػ)‪ ،‬كلو مشايخ مشائخ منهم المولى محمد بن إبراىيم بن المفضل‬
‫فإنو قاؿ‪ :‬كنا نتعلم من الوالد محمد بن إبراىيم كل شيء من األقواؿ كاألفعاؿ حتى قولو حين‬
‫يدعو يا فبلف تعاؿ مع إشارتو بيده كمن مشايخ مشائخ القاضي العبلمة محمد بن الحسن‬
‫الحيمي كما نص عليو في طيب السمر [َِّ‪-‬أ] كلما توفي كالده المولى عبد القادر بن‬
‫الناصر في شهر محرـ سنة (َُٕٗىػ) كىو كاف أمير كوكباف‪ ،‬كالقائم بأعباء الوالية في تلك‬
‫الببلد‪ ،‬قاـ صاحب الترجمة مقامو كقعد في دست اإلمارة بعده فحسنت سيرتو كأحبتو الرعية‬
‫حبان شديدان لعدلو [ُٗب‪-‬ب] كلفضائلو‪ ،‬كاعتقدت فيو اعتقادان كبيران‪ ،‬كقصد حضرتو األعياف‪،‬‬
‫كقيلًد بمننو األطواؽ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) ‪ َٖ/ُ( ،‬كفيو الحسن نسمة السحر (ِ‪ ،)ّْ/‬ذكب الذىب (خ)‪،‬‬
‫مصادر العمرم (ٖٗ‪ ،)ٗٗ-‬خبلصة األثر (ِ‪ ،)ْٔٗ/‬الموسوعة اليمنية (ُ‪ ،)َّٗ/‬األدب‬
‫اليمني (َِٖ‪ ،)ِِٖ-‬نفحة الريحانة (ّ‪ ،)ِّٔ-َّّ/‬كمنو‪ :‬حديقة األفراح (ٗ)‪ ،‬ثم‬
‫طوؽ الصادح (خ)‪ ،‬المواىب السنية (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫ص(ّْٕ)‪ ،‬ترجمة (ّْٕ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ََُ/ّ( ،)ّٓٗ/‬الركض األغن‬
‫(ُ‪.)ُٔٗ/‬‬

‫(ُ‪)ُِْ/‬‬

‫[دعوتو كبعض أخباره]‬


‫كلم يزؿ مستمران على ذلك حتى توفي المؤيد بن المتوكل يوـ الخميس ِّ شهر جمادل‬
‫اآلخرة سنة سبع كتسعين كألف فدعا صاحب الترجمة إلى نفسو كتلقب بالمتوكل على اهلل‬
‫كبايعو أىل ببلده كجماعة من غيرىم كأىل (عفار) ككاف لديو عدة عظيمة من الخيل كالرجل‬
‫كاستمر على ذلك أيامان ككتب لو القاضي يوسف بن ىادم صاحب طوؽ الصادح(ُ) ككاف‬
‫المولى يوسف بن المتوكل قد دعا إلى نفسو فجرت بينو كبين صاحب الترجمة مكاتبات‬
‫كمراسبلت في شأف الدعوة كأف كل كاحد أحق من اآلخر في القياـ باألمر‪ ،‬كعارضهما في‬
‫الدعوة صاحب المنصورة محمد بن المهدم فتم األمر لو‪ ،‬كاستبد بالخبلفة‪ ،‬كاستولى على‬
‫الرؤكساء‪ ،‬كلما طلع من المنصورة إلى ذمار كقتل الحملولي‪ ،‬كزير المولى الحسين بن المتوكل‬
‫خاؼ منو رؤكساء آؿ اإلماـ فهرب بعضهم إلى مكة‪ ،‬كالمولى الحسين بن المتوكل صاحب‬
‫صنعاء كأخيو المولى الحسن بن المتوكل صاحب اللحية كمنهم صاحب الترجمة فإنو لما رأل‬
‫فساد القلوب ككثرة المرجفين في المدينة كعدـ كثوقو بمن ىنالك عزـ إلى صعدة بخيلو كرجلو‬
‫كجماعة من إخوانو كالمولى محمد بن عبدالقار ليكوف ىو كخالو المولى علي بن أحمد [ابن‬
‫اإلماـ القاسم] يدان كاحدة على صاحب المنصورة فلم يشعر بعض األناـ إال كالخطيب يخطب‬
‫للناصر على منبر صعدة فشق عليو ذلك ثم ارتحل إلى مكة كذلك في سنة َُٗٗىػ كبقي‬
‫‪...‬إلخ‪ ،‬فر إلى مكة كبقي ىنالك معظمان مكرمان برىة من الزماف كحج كزار ثم رجع إلى عند‬
‫خالو المولى علي بن أحمد بن القاسم صاحب صعدة لعل ذلك في سنة اثنين كمائة كألف‪ ،‬كلما‬
‫تقدـ المولى علي بن أحمد لحصار صنعاء حين دعا إلى نفسو كاف صاحب الترجمة من جملة‬
‫أمرائو فطول ما بين صعدة كصنعاء فاستعمل صاحب الترجمة على كوكباف كحجة كالسودة كما‬
‫كاالىا كسار إلى كوكباف لضبط الببلد ثم آؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو طوؽ الصادح المفصل بجواىر البياف الواضح من تأليف يوسف بن علي بن ىادم‬
‫الكوكباني المتوفي سنة (َُُُىػ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬
‫األمر إلى رجوع المولى علي بن أحمد إلى صعدة لما خدعو أصحابو بحيلة الوزير الحيمي كما‬
‫سيأتي اإلشارة إلى ذلك في ترجمتو فانكسرت المراكز كناؿ أتباعو بسبب ذلك محن عظيمة‬
‫كلحقو بعض من أمرائو كبقي البعض كجهز صاحب المنصورة كلده إسماعيل [ُِّ‪-‬أ] للحوؽ‬
‫المولى علي بن أحمد كألخذ صعدة‪ ،‬فلما كصل إلى عمراف أنفذ إلى صاحب الترجمة‬
‫بػ(كوكباف) مرسومان من كالده مضمونو أنو يكوف كفارة خركجو مع خالو علي بن أحمد الخركج‬
‫عليو مع كلده إسماعيل‪ ،‬كأف الحسنات يذىبن السيئات فغره ذلك كيحمل بمن معو من‬
‫العسكر كالخيل فلما كصل عمراف فرؽ جميع أصحابو كلبث عنده إلى الليل ثم أبرز لو مرسومان‬
‫آخر يتضمن األمر بإيداعو السجن بػ(قصر صنعاء)‪ ،‬فسرل بو ليبلن كذلك في سنة أربع كمائة‬
‫كألف كلبث في السجن إلى سنة عشر كمائة كألف ثم أفرج عنو كبقي بشباـ محترمان غاية‬
‫االحتراـ في كالية ربانية كعناية رحمانية‪ ،‬فحسده العامل على كوكباف كىو السيد شرؼ الدين‬
‫القاسم المنجم ككشي بو أنو مهما بقى بػ(شباـ) فهو صاحب الحل كاإلبراـ فخير أف يختار لو‬
‫محل غير شباـ فاختار حدة ككاف قد اقترب أجلو فلم يلبث بها غير أربعين يومان كتوفاه اهلل‬
‫تعالى في شهر ربيع اآلخر سنة اثنتي عشرة كمائة كألف كحمل إلى شباـ بوصية منو كدفن مع‬
‫أىلو رحمو اهلل تعالى كذكر المولى إسحاؽ بن يوسف عن كالده أنو قاؿ لما استولى صاحب‬
‫المنصورة على األمر كأكدعنا في السجن بقصر صنعاء أتى إلى السجن بالصنو حسين بن عبد‬
‫القادر فصعدت إلى سطح البيت الذم كنت فيو في بعض األياـ كإذا ىو على سطح بيتو أيضان‬
‫فلما رآني انقبض كنزؿ عن السطح ككتب إلي يعتذر عن [ِٗأ‪-‬ب] ذلك بهذين البيتين‬
‫كىما‪:‬‬
‫إذا ما الشمس قابلني سناىا‬
‫كلم يكن ذاؾ عن ملل كلكن ‪ ...‬كسرت بسرعة عنها جفوني‬
‫أخاؼ من الشعاع على عيوني‬
‫قاؿ‪ :‬فكتبت إليو أنو لو كاف بدؿ قولو الشعاع الضياء لتمت لو التورية فاستحسن ذلك كأمر‬
‫بكتبهما في ديوانو كذلك‪ ،‬انتهى كبلمو‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْْ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككجو التورية أف من اسمو يوسف فإنو يلقب بضياء الدين في لساف أىل صنعاء‪ ،‬كقد‬
‫ترجم لصاحب الترجمة جماعة من المؤرخين كاألديب الحيمي في طيب السمر [ِِّ‪-‬أ]‬
‫كالقاضي يوسف في الطوؽ‪ ،‬كالمولى يوسف في النسمة‪ ،‬كقاؿ فيو‪( :‬فاضل ج ٌدد األدب في‬
‫اليمن كقد خلق‪ ،‬كأبرزه من صدؽ الخموؿ لؤلؤان يتسق‪ ،‬كحمل لواء األدب كبيٌض كجهو كأظهر‬
‫قناة‪ ،‬كما شغف بغير أسود الطرس كأسمر القناة‪ ،‬فإذا أنظم الجوىر الفرد أخجل النظاـ‪ ،‬كإذا‬
‫فاخر ىشم بو فهو أبو ىاشم عند علماء الكبلـ‪ ،‬مع إلمامو بالعلوـ‪ ،‬كخوفو للملك القيٌوـ‪،‬‬
‫ككمالو بالرئاسة‪ ،‬كاجتذابو لطرة السياسة‪ ،‬رأل كوكباف منو شمسان فما شمس‪ ،‬كقرأ سورة النصر‬
‫في مصحف غرتو فعوذ بالفجر كما عبس) حتى قاؿ‪ :‬ككاف كامل الفضائل إمامان من أئمة األدب‪،‬‬
‫ككتب الخط الحسن‪ ،‬كشارؾ في سائر العلوـ‪ ،‬كلو إلماـ بعلم الطب‪ ،‬كشعره كثير مشهور‪،‬‬
‫كجمع ديوانو أخوه المولى محمد بن عبدالقادر بعد موتو‪ ،‬كسمعت أنو أمره أف ال يذكر لو إال‬
‫أشياء عيَّنها لو كسكت عن البقية لغرض لو فلم يدكف إال القليل فمن شعره ما أجاب بو على‬
‫القاضي أحمد الحيمي يحل ألغازان لوالده في القمر كسيأتي ذكره في ترجمتو كصدر األبيات لو‬
‫كإعجازىا ألبي الطيب في سيف الدكلة‪ ،‬كلحسن تصرفو في الكبلـ سبكها غزالن بعد أف كانت‬
‫حماسة كىي‪:‬‬
‫ىو القمر السارم كأما المنازؿ‬
‫كقد ضمت األجفاف منو صوارمان‬
‫بعينيو سهم ال تقي منو المة‬
‫يلوح دـ العشاؽ في ماء خده‬
‫مكاف تمناه الشفاه كدكنو‬
‫عجبت لو قالوا مراض جفونو‬
‫يزج بلحظ فهو عامل قده‬
‫كقد غاض ثقل الردؼ رقة خصره‬
‫فما كاف أىنى قهوتي لو أدارىا‬
‫أيا من عذكلي منو أصبح عاذران‬
‫سميرم إذا ما غبت في غسق الدجى‬
‫إذا ذكر الناس المبلح بأسرىا‬
‫لحاظك أنهبنا كأقبلـ أحمد‬
‫حفيد الذم خاض الجيوش بعزمو‬
‫كأقبلـ ذا تغني عن السيف كالقنى‬
‫تقوؿ قناه آه من قلم لو‬
‫أأحمد لو لم يأت ذا المجد كلو‬
‫إذا العلماء أحيوا بغيت علومهم‬
‫كنظمك قد كافى كأحكاـ سبكو‬

‫(ُ‪)ُْٓ/‬‬

‫كنظمي إذا كقاؾ فامنن بستره‬


‫يسائل‬
‫ي‬ ‫كإف زانو اإلبداع من قوؿ أحمد ‪ ...‬فما حل غير القلب يا من‬
‫كيناضل‬
‫ي‬ ‫يرد بها عن نفسو‬
‫األنامل‬
‫ي‬ ‫كال حده مما تحس‬
‫المناىل‬
‫ي‬ ‫كلم تصف من مزج الدماء‬
‫الذكابل‬
‫ي‬ ‫صدكر المذاكي كالرماح‬
‫القواتل‬ ‫ً‬
‫السالبات‬ ‫كى َّن الغوازم‬
‫ي‬
‫ي‬
‫العوامل‬
‫ي‬ ‫كما ينكب الفرساف إال‬
‫يشاكل‬
‫ي‬ ‫كأغيظ من عاداؾ من ال‬
‫المتناكؿ‬
‫ي‬ ‫كألطفها ال أنو‬
‫عاذؿ‬
‫كعاد إلى أصحابو كىو ي‬
‫ينازؿ‬
‫سميك كالخل الذم ال ي‬
‫الحبلحل‬
‫ي‬ ‫فأنت فتاىا كالمليك‬
‫فاعل‬
‫فقد فعلوا ما القتل كاألسر ي‬
‫متضائل‬
‫ي‬ ‫ككل كمي كاقف‬
‫باطل‬
‫يعيش بها حق كيهلك ي‬
‫يطاكؿ‬
‫ي‬ ‫ضعيف يقاكمني قصير‬
‫الشمائل‬
‫ي‬ ‫إليك انقيادان القتضتو‬
‫كابل‬
‫فوابلهم طل كطلك ي‬
‫كفضائل‬
‫ي‬ ‫عليك ثناء شايع‬
‫قائل‬
‫كال تعطين الناس ما أنا ي‬
‫الرسائل‬
‫ي‬ ‫دركع لملك الركـ ىذا‬
‫كلو موريان كقد شرل جارية على أنها بكر من رجل يسمى بأبي بكر فانكشف أنها غير بكر‪:‬‬
‫شرينا من أبي بكر فتاة‬
‫ككم من حيلة جازت علينا ‪ ...‬كدلَّس أنها بكر بمكر‬
‫كما ىي من أبي بكر ببكر‬
‫كلو‪:‬‬
‫ما للمشوؽ مجيب في دجى الغسق‬
‫شج‬
‫يا قوـ لو كاف للورقا شجوف و‬
‫لو أنها فقدت إلفان لما خضبت‬
‫كلم تحرؾ لها عودان كتنشد من‬
‫كىي التي دمعها ما زاؿ منحبسان‬
‫كحسبها أنها باتت يعانقها‬
‫أبيت ليلي أراعي النجم مكتئبان‬
‫ما أعجب الحب يشتاؽ العميد إلى‬
‫يا كردم الخد دع إنكار قتل فتى‬
‫في خدؾ الشفق القاني بدل على ‪ ...‬غير الصبا أك ىديل الورؽ في الورؽ‬
‫ما صفقت من سركر طلعة الفلق‬
‫كفان كال جعلت طوقان على العنق‬
‫ألحاف إسحاؽ أصواتان على نسق‬
‫كالصب من صب دمع العين في غرؽ‬
‫غصن كبت لغصني غير معتنق‬
‫لفرط ما بي من كجد كمن أرؽ‬
‫ريم الصريم كقد أرداه بالحدؽ‬
‫ما قط أبقت لو عيناؾ من رمق‬
‫قتل الحسين دليل حمرة الشفق‬
‫كالبيت األخير جاد فيو كسبق إليو‪ ،‬كقد كرر ىذا المعنى فقاؿ في قصيدة أخرل‪:‬‬
‫عبلمات‬
‫ي‬ ‫في خدؾ الشفق القاني كفيو على ‪ ...‬قتل الحسين كما قالوا‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫خفف على ذم لوعة كشجوف‬
‫فلكم فؤاد كاجب من سهمها اؿ‬
‫كاترؾ مبلمة مغرـ في حب من‬

‫(ُ‪)ُْٔ/‬‬
‫رشا أغن غضيض طرؼ لم يزؿ‬
‫ستر الضحى من شعره بدجى كما‬
‫كتراه منتصب القواـ كلم يزؿ‬
‫كإذا مشى مر النسيم بعطفو‬
‫نابت عن الصهباء سبلفة ريقو‬
‫ما ماؿ كالنشواف تيهان عطفو‬
‫كترل العميد بصارـ من لحظو‬
‫فلحاظو فيها الممات كريقو‬
‫يا شادنان شاد الغراـ كناسو‬
‫لك في فؤادم مربع كحشاشتي‬
‫يا من لو الخد األسيل كمن لو الػ‬
‫ما زلت مغرل بالخبلؼ لشافعي‬
‫كيبله من ال فى الجواب ككربها‬
‫لما تحملت الغراـ أقاـ في‬
‫يا من يدكـ على البعاد أما ترل‬
‫زفرات مشتاؽ كلوعة عاشق‬
‫كرضيت ظلمي في ىواؾ كلم أقل ‪ ...‬كاحفظ فؤادؾ من عيوف العين‬
‫مسموـ أك من سيفها المسنوف‬
‫أغنت محاسنو عن التحسين‬
‫يسطو بسحر من رناه مبين‬
‫كشف الدجى منو بصبح جبين‬
‫عن ضمو ينهى بكسر جفوف‬
‫فيكاد يلويو لفرط اللين‬
‫كخدكده أغنت عن النسرين‬
‫إال كفي فيو ابنة الزرجوف‬
‫يحيا برشف رضابو في الحين‬
‫ماء الحياة لمغرـ مفتوف‬
‫في مهجتي ال في ربا جيركف‬
‫لك مرتع كالورد ماء عيوني‬
‫طرؼ الكحيل كحاجب كالنوف‬
‫كتقوؿ ال يا مالكي ترديني‬
‫يا كرب ال أرضيت قتل حسين‬
‫جسمي السقاـ كساؿ ماء شنوني‬
‫قد حل بي من ذاؾ ما يضنيني‬
‫كحنين تذكار كدمع حزين‬
‫أكذا يجازل كد كل قرين [ِّٔ‪-‬أ]‬
‫[(ُِّ‪ ) /‬الحسين بن الحسن بن القاسم الصنعاني]* (ُ)‬
‫(َُُْ‪ُُُِ-‬ىػ‪َُٕٖ-ُِٖٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم‪ ،‬ىو العبلمة الجليل‪ ،‬كالرئيس‬
‫المعظم النبيل‪ ،‬الشجاع المقداـ‪ ،‬كالبليغ األلمعي الهماـ‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) بغية المريد (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ِٓٓ-ْٓٔ/‬‬

‫(ُ‪)ُْٕ/‬‬

‫مولده في كوكباف سنة إحدل كأربعين كألف كختن بصنعاء كبها نشأ‪ ،‬ككاف يوـ ختانو يومان‬
‫مشهودان‪ ،‬فإنها ضربت الخياـ كاألكطقة (ُ) في جميع ما حول الدار المسماه (بدار العغلف)‬
‫إلى قريب (دار الجامع) كفرشت األسواؽ كزخرفت‪ ،‬كضربت الطبوؿ كآالت الزمر‪ ،‬كمدت‬
‫الموائد كالضيافات‪ ،‬كفرؽ من الدراىم كالخلع شيء ال يحصى‪ ،‬كأعذر من أكالد الفقراء ما‬
‫ينيف على خمسمائة صبي‪ ،‬كأعطى كل كاحد منهم ما يكوف بو غنيان‪ ،‬ككانت أياـ مسرات‪،‬‬
‫كغني المفلس من كثرة العطاء كالصدقات‪ ،‬كلم يصنع أحدان ممن تقدـ من الملوؾ ما صنع‬
‫المولى الحسن لولده‪ ،‬فكاف مسعودان من شبابو إلى مشيبو‪ ،‬كلما بلغ رشده كفد على عمو‬
‫المتوكل إلى السودة ثم طلع شهارة كتزكج بالشريفة ميمونة بنت المؤيد‪ ،‬ثم رجع إلى حضرة‬
‫أخيو [ّٗأ‪-‬ب] المولى محمد بن الحسن كلما استفتح أخوه صفي اإلسبلـ ببلد المشرؽ في‬
‫سنة خمس كستين كألف‪ ،‬ككاف مع صنوه كاله المتوكل جميع ببلد المشرؽ من مدينة رداع إلى‬
‫حضرموت‪ ،‬كأضاؼ إليو جهة خباف‪ ،‬كببلد الحبيشية كغيرىا‪ ،‬كىي ببلد متسعة جدان فكانت‬
‫أيامو مسعودة‪ ،‬مع صبلح الببلد كسكوف الحركب‪ ،‬كحسنت سيرتو‪ ،‬كقصده األعياف‪ ،‬كاستمر‬
‫على ذلك برىة من الزماف‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو كمقركءاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) األكطقة‪ :‬ىكذا في أصولي كلعل ذلك ما يثبت بو الخياـ‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(ُ‪)ُْٖ/‬‬

‫ككاف محققان في النحو كالصرؼ‪ ،‬كالمعاني كالبياف‪ ،‬قرأ في النحو على أخيو من أمو المولى‬
‫العبلمة أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين‪ ،‬كفي الفقو على القاضي الحسن بن حابس‬
‫كفي علم الكبلـ على القاضي صالح بن داكد اآلنسي‪ ،‬كفي النحو كالتصريف على السيد‬
‫العبلمة الشهير أحمد بن محمد الحوثي‪ ،‬كفي الفقو كالحديث على القاضي العبلمة علي بن‬
‫أحمد السماكم‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة كثير الدرس دائم المذاكرة‪ ،‬مع اشتغالو بالنظر في‬
‫األعماؿ‪ ،‬كلو اطبلع كامل على السير كأخبار الزماف‪ ،‬مع حفظ كذىن كقاد‪-ِّٕ[ ،‬أ]‬
‫كألمعية كدىاء‪ ،‬كلطافة طبع كفصاحة‪ ،‬كحلم كأناة‪ ،‬ككاف القاضي أحمد بن سعد الدين المسورم‬
‫يقوؿ‪ :‬أما كتب الحسين بن الحسن إلى عمو المتوكل فما كجدتها تصلح إال خطبان‪ ،‬كجمع كتبان‬
‫كثيرة كصححها بخطو‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر فمنو في قولو‪:‬‬
‫في أفرؽ الثغر كم أقاسي‬
‫يلوـ جهبلن على حبيب ‪ ...‬من عاذؿ بالمبلـ أفرؽ‬
‫أذكب في حبو كأفرؽ‬
‫كذيلهما األديب الحيمي صاحب طيب السمر بقولو‪:‬‬
‫أغص بالدمع من عيوني‬
‫فهل أرل منو شمس حسن‬
‫أشكو الهول ثم ال أراه‬
‫غصن من الباف ال أراه‬
‫أنشر شكوام فوؽ خد‬
‫شجا فؤادم إذا تغنى ‪ ...‬عند طويل الجفا كأشرؽ‬
‫أبهى من الشمس لي كأشرؽ‬
‫ما الف منو الفؤاد أكرؽ‬
‫بغير نسج الطراز أكرؽ‬
‫بالدمع في اإلنسكاب أكرؽ‬
‫فطوؽ في الغصوف أكرؽ‬
‫ككتب إليو السيد العبلمة إبراىيم بن المفضل بقولو‪:‬‬
‫إياؾ تلهيك الرئا‬
‫فالعلم يحرس كالرئا‬
‫من قاس ذاؾ بتلك أؽ‬
‫كعن الدراسة ليس تمنعك‬
‫فبخدمة العلم الوضيع‬
‫كبجهلو الملك الرفيع‬
‫فعليك بالتقول كبالعلم‬
‫كالعلم حين العلم يحسن‬
‫كالسيف فيمن كاف ال‬
‫كاحذر تعلم خصلتين‬
‫إال على عاصي الشريعة‬
‫ىذا كفيك مخائل الخير‬
‫كأبوؾ أحسن من قرأ ‪ ...‬سة يا حسين عن الدراسو‬
‫سة ال تكوف ببل حراسو‬
‫سم أنو أخطأ قياسو‬
‫الرئاسة كالفراسو‬
‫إذا توجو ساد ناسو‬
‫األصل قيمتو كناسو‬
‫الشريف كبالنفاسو‬
‫كالحماسة في الحماسو‬
‫يعنو ألمرؾ بالسياسة‬
‫ىما التكبر كالشكاسة‬

‫(ُ‪)ُْٗ/‬‬
‫كالمقيم على الدناسة‬
‫ات تدرؾ بالفراسة‬
‫كدر األمور كشد باسو‬
‫فاسلك طريقتو كقم‬
‫شيد مآثره كرب‬
‫كبقيت ما رفض الشجى‬
‫ككذاؾ ما سجع الحماـ ‪ ...‬بعزيمة جدد أساسو‬
‫بجودؾ الطامي غراسو [ِّٖ‪-‬أ]‬
‫على أحبتو نعاسو‬
‫كىز للتغريد رأسو‬
‫كلما توفي المهدم أحمد بن الحسن في سنة اثنين كتسعين كألف كاف صاحب الترجمة من‬
‫جملة من دعا إلى نفسو من آؿ اإلماـ‪ ،‬كىم صاحب الترجمة في رداع‪ ،‬كالمؤيد محمد بن‬
‫المتوكل في صنعاء‪ ،‬كالقاسم بن المؤيد في شهارة‪ ،‬كعلي بن أحمد في صعدة‪ ،‬كمحمد بن‬
‫المهدم في المنصورة من أعماؿ المعافر‪ ،‬ثم حصل االتفاؽ على قياـ المؤيد باألمر كمبايعتهم‬
‫لو‪ ،‬كلما عرفت سبلطين المشرؽ تفاكت الرأم فيما بين آؿ اإلماـ طمعت في التغلب على‬
‫الببلد كالرجوع إلى ما كانوا عليو قبل االستفتاح‪ ،‬كقد كانوا جميعان في حضرة صاحب الترجمة‬
‫في حكم األجناد‪ ،‬بجوامك كمواد‪ ،‬ككاف الحاؿ بين [ٗب‪-‬ب] صاحب الترجمة كبين أخيو‬
‫محمد بن المهدم صاحب المنصورة غير مؤتلف‪ ،‬فكتب صاحب المنصورة إلى بعض سبلطين‬
‫المشرؽ كجعل لو يدان في يافع كمرسومان يتضمن السلطنة عليهم‪ ،‬كأمره بمتابعتو كإخراج العامل‬
‫من ببلد يافع‪ ،‬ككاف ذلك للعداكة التي بين الرجلين‪ ،‬فجاء ذلك لما عند أىل المشرؽ مزاجان‪،‬‬
‫فطردكا العامل كخلعوا الطاعة‪ ،‬فوقعت بين صاحب الترجمة كبينهم حركب يطوؿ شرحها‪ ،‬كجهز‬
‫المؤيد عليهم الجيوش كتابع األجناد‪ ،‬كجعل أمير األمراء المولى الحسين بن المهدم‪،‬‬
‫فانكسرت جميع ىذه المراكز كاستشهد كثير منهم كاستشهد من األمراء المولى أحمد بن‬
‫محمد بن الحسين بن اإلماـ القاسم الملقب ىح ىج ٍر كآؿ األمر إلى إغبلؽ باب المشرؽ بالكلية‬
‫إلى اآلف‪ ،‬كلما قاـ باألمر صاحب المنصورة‪ ،‬ككصل إلى ذمار أمر عمو صاحب الترجمة أف‬
‫يجهز على المشرؽ‪ ،‬كأمده بالجيوش كاألمواؿ‪ ،‬فتقدـ إلى الزىراء‪ ،‬كلم يكن لو ميل إلى ذلك‬
‫لما قد عرفو من حاؿ أىل المشرؽ‪ ،‬فإف لم يكن بد من ذلك فليكن التوجو على نمط ترتيب‬
‫استفتاحة في اإلبتداء‪ ،‬كيحذك‬
‫(ُ‪)َِْ/‬‬

‫حذك أخويو فلم يساعد على ذلك‪ ،‬كتابع إليو الرسل يأمره بالمبادرة إلى العزـ كىو يراجع بطلب‬
‫اإلناءة كعدـ العجلة‪ ،‬فظن أنو لم يتمثل فعزلو عن اإلمارة على الجنود‪ ،‬كرأل صاحب الترجمة‬
‫منو بعض جفاء كجب ذلك إنشاء الدعوة [ِّٗ‪-‬أ] (لنفسو) كقيامو باألمر‪ ،‬فبايعو كل من‬
‫حضر‪ ،‬كتوجو للخركج إلى رداع‪ ،‬فجهز عليو بن أخيو الجنود‪ ،‬ككقعت بينهم معارؾ كحركب‬
‫يطوؿ شرحها حتى كقع الصلح بمبايعتو البن أخيو الناصر كبقائو على ما كاف عليو كلم يزؿ يدبر‬
‫الناصر لو الحيلة كينصب لو شباؾ المكر حتى قبض عليو‪ ،‬كسجنو بقصر صنعاء نحو عشر‬
‫سنين كضيق عليو‪ ،‬كقبض على جميع أموالو‪ ،‬كضياعو برداع ثم أفرج عنو كجعل إليو ببلد‬
‫حفاش كملحاف‪ ،‬كموادىا تنساؽ إليو كلم يزؿ على حالو الجميل‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفاه اهلل إليو في شهر جمادل األكؿ سنة إحدل كعشرين كمائة كألف كقبر في خزيمة‪.‬‬
‫[( ُِْ‪ )/‬استطراد‪ :‬ز كية بنت عبد الرب الكوكباني]* (ُ)‬
‫(‪َُْٕ-...‬ىػ‪ُُٔٔ-.../‬ـ)‬
‫ككالدتو ىي الشريفة المطهرة ذات الفضل كالكماؿ زكية بنت عبد الرب بن علي بن شمس‬
‫الدين بن اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كىذه الشريفة قد كاف تزكج بها المولى الحسن بن أحمد بن‬
‫حميد الدين بن المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كلها منو أكالد كىم المولى أحمد بن الحسن‬
‫صاحب (تركيح المشوؽ) كأخوه المولى محمد بن الحسن‪ ،‬كالشريفة فاطمة‪ ،‬كأختها حورية‬
‫ابنتا الحسن بن أحمد‪ ،‬ككاف السبب في تزكيجها المولى الحسن بن اإلماـ القاسم أنها لما‬
‫اتفقت كقعة أىنوا ٍد المعركفة ككاف المولى الحسن بن أحمد في جند آؿ شمس الدين مع المولى‬
‫عبد الرب بن علي بن شمس الدين فقتل في المعركة ككاف من األعياف‪ ،‬لو كرـ كنبل ثم تعقب‬
‫ذلك دخوؿ المولى الحسن بن اإلماـ كوكباف كاستقراره بها فتزكج بالشريفة زكية المذكورة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) معجم النساء اليمنيات (ٕٖ‪ ،)ٖٗ-‬ديواف الهبل (َْٓ) ‪ ،‬النور المشرؽ (ُٕ)‪ ،‬غاية‬
‫األماني (ّْٖ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُُٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُِْ/‬‬
‫[(ُِٓ‪ )/‬استطراد‪ :‬فاطمة بنت الحسن بن أحمد حميد الدين]‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫فولدت لو صاحب الترجمة كزكج أخاه المولى إسماعيل كىو المتوكل بربيبتو الشريفة فاطمة‬
‫بنت الحسن بن أحمد فولدت لو المولى علي بن المتوكل‪ ،‬كزكج كلده المولى أحمد بن الحسن‬
‫كىو المهدم بربيبتو اآلخرة كىي الشريفة حورية فولدت لو صاحب المواىب‪.‬‬
‫[(ُِٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬فاطمة بنت المهدم بن حم بن الحسن]‬
‫كأختو الشريفة العظيمة الرئيسة فاطمة بنت المهدم كىذه الشريفة فاطمة بنت المهدم تزكجها‬
‫المولى علي بن المتوكل‪ ،‬فولدت لو المولى يحيى بن علي كأخاه الحسين اآلتي ذكرىم إف شاء‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬كإنما ذكرت ىذا لمزيد الفائدة كالنتسابى إليهم كاتصالي بهم فإف المولى يحيى بن‬
‫علي [ْٗأ‪-‬ب] بن المتوكل جد أـ كالدم كمعرفة األرحاـ مما ندب إليها الشارع كحث على‬
‫تعلم األنساب [َّّ‪-‬أ] لفائدتها‪.‬‬
‫قاؿ جعفر الصادؽ‪( :‬كاهلل لقد كلدني أبو بكر مرتين)(ُ)‪..‬‬
‫[( ُِٕ‪ )/‬الحسين بن علي بن المتوكل إسماعيل]* (ِ)‬
‫(ُُِٕ‪ُُْٗ-‬ىػ‪ُّٕٔ-ُٕٓٗ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ألف أمو فركة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق‪.‬‬
‫(ِ) الركض الباسم (خ)‪ ،‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نسمة السحر (ِ‪ )ِٓ،ْٓ،ٓٓ/‬البدر‬
‫الطالع(ُ‪ )ِِِ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ٖٓٔ-ّٕٓ/‬‬

‫(ُ‪)ِِْ/‬‬

‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم ىو‬
‫الكريم المفضاؿ‪ ،‬الشاعر‪ ،‬البليغ الرئيس العظيم‪ ،‬القانت األكاه‪ ،‬ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ‪:‬‬
‫ىو بحر يفيض بأنواع الجواىر‪ ،‬كيطلع في فلك األداء أنجم فكرتو الزكاىر‪ ،‬إذ أخذ القرطاس‬
‫كالقلم‪ ،‬أذعنت األلفاظ كالمعاني لما حكم‪ ،‬كإذا ساجلو الغماـ جودان‪ ،‬ىملت دموعو غيطان‪ ،‬أك‬
‫راـ يحاكيو البحر فاضت نفسو فيضان‪ ،‬ما حاتم طي عند عد فواضلو إال قاطع‪ ،‬كما عرؼ‬
‫المسك عند نشر فضائلو إال ضائع‪ ،‬كم لو من منقبة يود لو تحلى بها األفق عوضان عن دراريو‪،‬‬
‫فهو سماء للمجد قصر عنها من راـ يساميو‪ ،‬كأما خلقو فهو الركض النادم‪ ،‬كالعذب الفرات‬
‫للصادم‪ ،‬كنشأ في حجر الخبلفة المتوكلية‪ ،‬كرقى درجة المعالي بهمة علية‪ ،‬إلى أف قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫لي السيد عبد اهلل بن علي الوزير‪ :‬أشعر آؿ القاسم على اإلطبلؽ الحسين بن علي بن‬
‫المتوكل‪ ،‬كشعره يدخل في مجلدات غالبو في اإللهيات‪ ،‬ككاف في آخر أمره ال ينظم شيئان في‬
‫غير اإللهيات‪ ،‬انتهى كبلـ المولى إسحاؽ‪.‬‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫ككاف في صغر سنو ساكنان عند كالدتو الشريفة فاطمة بنت المهدم ككاف يتردد إلى جده‬
‫المهدم بػ(الغراس) فإذا رجع أعطاه المهدم أمواالن كاسعة‪ ،‬فبل يصل إلى عند كلدتو بشيء منها‬
‫بل يفرقها على من كجده من الناس‪ ،‬ككاف دأبو ذلك من سن طفوليتو‪ ،‬ثم رحل إلى كالده‬
‫المولى علي بن المتوكل ككاف أمير اليمن‪ ،‬كاستقر عنده كجعلو أمير خيلو كقائد عسكره‪ ،‬فكاف‬
‫يخرج بهم مع أبيو فيتفق السباؽ بالخيل على القاعدة التي يقاؿ لها اآلف الجريد فيزرؽ الفارس‬
‫ثم يعطيو بعض ما عليو من الملبوس في تلك الحالة كال ينتظر إلى رجوعو إلى داره لما يعتريو‬
‫من المكارـ‪ ،‬ككاف ينفق كل ما كجده من فراش الدار كآالتها حتى أف كالده كاف يجدد فراش‬
‫داره في األسبوع كفي الشهر‪ ،‬كبلغ من الرئاسة في الشبيبة مبلغان عظيمان‪ ،‬كلما مات كالده في‬
‫سنة ست كتسعين كألف بقي على ما كاف عليو أبوه من اإلمارة‪ ،‬كاستقر [ُّّ‪-‬أ] على ذلك‬
‫حتى مات المؤيد في سنة سبع كتسعين كألف‪ ،‬فبايع عمو المولى يوسف بن المتوكل ككاف من‬
‫أجل أعوانو كأعظم أمرائو الذين تقدموا لحرب صاحب المنصورة‪ ،‬ككقعت بينهم حركب ككقائع‬
‫يطوؿ شرحها‪ ،‬كانجلت المعارؾ على أسر األمراء‪ ،‬كقيامو باألمر‪ ،‬كحبس صاحب الترجمة‬
‫ببعض البيوت مع فخر الدين عبد اهلل بن يحيى بن محمد بن الحسن بن اإلماـ‪ ،‬كقد كاف قبض‬
‫عليو مثلو فالتطفا في الحيلة حتى أمكنتهما الفرصة‪ ،‬ففرا كلحقتهما مشقة عظيمة كخلصا بعد‬
‫ىوؿ‪ ،‬ثم إف صاحب الترجمة لحق بعمو ضياء الدين زيد بن المتوكل ككاف بػ(المخاء) ككقف‬
‫بػ(المخاء) على ماؿ كثير ثم لحق بوالدتو ككانت بػ(الركضة) كجاءت طريقو على تهامة فشفعت‬
‫فيو إلى أخيها فسكت عنو كلبث برىة حتى دعا المولى يوسف بن المتوكل دعوتو الثانية فبايعو‬
‫صاحب الترجمة كىرب معو في خفية كأرادكا المسير إلى (برط) فكمنوا بكهف (بوادم صرؼ)‬
‫كتقدـ صاحب الترجمة إلى الركضة متخفيان ليأخذ عهدان بأىلو فعرفو بعض بني الشاطبي فنم بو‬
‫إلى كالي األمر فقبض عليو فوران‬

‫(ُ‪)ِْْ/‬‬
‫كأمر بهم إلى رداع حضرة الخليفة فتهددىم بالقتل أيامان‪ ،‬ثم أمر بهم إلى السجوف فحبس‬
‫صاحب الترجمة بترسخانة[ْٗب‪-‬ب] سنتين‪ ،‬ككاف العامل في المخاء الفقيو حسن اآلنسي‬
‫فأحسن إليو كأعطاه األمواؿ الجزيلة‪ ،‬ثم أطلقو كتنقلت بو الحاؿ مع خالو صاحب المواىب‬
‫إلى رفعة كرئاسة أخرل‪ ،‬ككاله ببلد حاشد كبكيل‪ ،‬ثم شهارة كالشرفين‪ ،‬ثم كوكباف بعد قتل‬
‫أخيو‪ ،‬كمدح خالو صاحب المواىب بقصائد كثيرة منها قولو يهنئو بأعراس(ُ)‪:‬‬
‫قمت في مركز الجماؿ بذاتك‬
‫أنت للحسن جامع فلهذا‬
‫إنما الشمس شمسو فوؽ خديك‬
‫كاسفرار البدكر ما ىو إال‬
‫ياأخا الظبي في السوالف من أين‬
‫كلغصن النقا إذا ماؿ من أين لغصن‬
‫يا حبيبي أدر عليا كؤكسان‬
‫كاسقني من لماؾ خمران بكأس‬
‫فعلى خدؾ المورد نار‬
‫لست أنسى الوصاؿ ليلة لقيا‬
‫كىديل البريم كالكشح كالمسلس‬
‫كعلى جيدؾ النجوـ اللواتي‬
‫كارتشافي من ريقك العذب ماء‬
‫يا سقاؾ الدموع يا دار مي‬
‫كتمشى فيك النسيم عليبلن‬
‫كتغنى فيك الحماـ بسجع‬
‫فلكم فيك قد كقف اشتياقان‬
‫كسرل البرؽ ضاحكان فوؽ أرجا‬
‫لم أزؿ في منى منائي مقيمان‬
‫ياإماـ األناـ يا خير ملك‬
‫لك حاؿ الملوؾ في ظاىر األمر‬
‫أنت مثل النبي في النسك كالتقول‬
‫قد أطاعت لك األقاليم حتى‬
‫ككذا الهند قد أطاعوؾ لما‬
‫كأعانوؾ بالجيوش كقالوا‬
‫ككذا الركـ عن قريب تراه‬
‫فلعمرم ما الشاـ عنك و‬
‫بناء‬
‫كعجيب من صاحب الشاـ لما‬
‫أنت تعطي األلوؼ البيض كالسمر‬
‫أنت غيث عند العطاء كغوث‬
‫أنت بر عند الصبلة كبحر‬
‫ما لفصل الربيع فضل إذا ما‬
‫ال كال النسيم طيب سجايا‬
‫تجتلي األعين التي ىي عمش‬
‫يا إماـ الهدل إليك نظامان‬
‫دكنو الدر في العقود إذا ما‬
‫من محب ال يبتغي منك شيئان‬
‫لي فخر إذا كنت خالي كإني‬
‫فارـ بي من تريد إني شهاب‬
‫كتهنى األعراس كالدىر كافا‬
‫يا لو موجبان يحق بأف تنثر فيو‬
‫يا لو موجبان بو ابتهج الدىر كأف‬
‫إف ىذا الهناء منك حديث‬
‫__________‬
‫(ُ) القصيدة نظمت كتهنئة لخالو المهدم صاحب المواىب لتزكجو سنة (ُُُْىػ) بابنة‬
‫الرصاص من مشايخ يافع‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٓ/‬‬

‫كم تغنت بو الحداة غرامان‬


‫قد غدا الشرؽ طائعان لك كالغر‬
‫سوؼ يصلى من حر بأسك ناران‬
‫كعليك الصبلة بعد رسوؿ اهلل ‪ ...‬كتفردت في بديع صفاتك‬
‫كل حسن في الكوف من حسناتك‬
‫تزين الجماؿ من سماتك‬
‫آية في الجماؿ من آياتك‬
‫لظبي اللواء معاني التفاتك[ِّّ‪-‬أ]‬
‫النقا حبل حركاتك‬
‫مترعات تدار من لحظاتك‬
‫من عقيق كخلني من سقاتك‬
‫طبخت خمرة اللما في شفاتك‬
‫ؾ كسجع األكصاؿ في عذباتك‬
‫كالقرط في حدائق ذاتك‬
‫تستفز األلباب من لباتك‬
‫ىو ماء الحياة لي كحياتك‬
‫أف تناء الغماـ عن ساحاتك‬
‫ساحبان ذيلو على ركضاتك‬
‫كتثنى منو قدكد العواتك‬
‫مهديان مهجتي إلى عرفاتك‬
‫ئك يحكي الثغور في عاداتك‬
‫راميان بالرجا إلى جمراتك‬
‫جعل اهلل سره نور ذاتك‬
‫كحاؿ األمبلؾ في خلواتك‬
‫كمثل الوصي في صوالتك‬
‫فارس قد جبا إلى عرصاتك‬
‫عرفوا منك ما اختفى عن عداتك‬
‫كل صعب يهوف في مرضاتك‬
‫جابيان مالو إلى ساحاتك‬
‫إف أتتو جحافل من سراتك‬
‫ظن عجزان بأنو من كفاتك‬
‫كجرد الخيوؿ عند ىباتك‬
‫أنت ليث عند الكريهة فاتك‬
‫عندما تغني الورل من صبلتك‬
‫ذكرت عندنا رياض صفاتك‬
‫ؾ كال للزالؿ صفو سماتك‬
‫أف ترأل لها سما قسماتك‬
‫من محب يعد من حسناتك‬
‫طوقت بالعقود بيض العواتك‬
‫من أمور الدنيا سول مرضاتك‬
‫فرع مجد بسقت من دكحاتك‬
‫محرؽ كل مارد من عداتك‬
‫بالتهاني مقببلن عتباتك‬
‫النجوـ في حضراتك‬
‫ابتهاجو منهباتك‬
‫أنت منشيو كالعلى من رفاتك‬
‫فأىاجت بو المطي الركاتك‬
‫ب فما الشاـ من سطا عزماتك‬
‫أضرمتها لها السيوؼ الفواتك‬
‫ما دمت باذالن لعفاتك‬
‫كأجازه عليها كالية متسعة األقطار‪ ،‬بعد أف قضى لو من آمالو كل األكطار كمن شعره فيو قولو‪:‬‬
‫سمعت في ركض الحمى ببلببلن‬
‫كذكرتني في اللواء لياليا‬
‫كلست أنسى في الحمى عقيلة‬
‫غنيت عن حليها فحسنها‬
‫إف قلت ما أثقلها ركادفان‬
‫أك قلت ما أنصفها مناصفان‬
‫من الضباء الساكنات في الحشا‬
‫عقيلة إذا جنت جفونها‬
‫إف أدبرت رأيت ردفان جائران‬
‫أنظر إلى أكجانها ترل بها‬
‫كإف رأيت قدىا كثغرىا‬
‫يا بارقان بدل لنا كميضو‬

‫(ُ‪)ِْٔ/‬‬
‫أردت تحكي ثغر ىند باسمان‬
‫إذا رأيت ردفها كخصرىا‬
‫تميل إف أردت لثم ثغرىا‬
‫قالت فقلت منشدان إذ شمتها‬
‫يا ظبية ما زلت عنها سائبلن‬
‫فقوست حواجبان مقركنة‬
‫كأعرضت تيهان كقالت يا فتى‬
‫ىبل مدحت خير من تحت السماء ‪ ...‬أثارت األشجاف كالببلببل‬
‫ككانت لنا من حسنها أصائبل‬
‫صارت لها قلوبنا معاقبل‬
‫ألبسها الحلي كالغبلئبل‬
‫قلت كما ألطفها شمائبل‬
‫قلت كما أخرسها خبلخبل‬
‫ال الساكنات في الحمى منازال‬
‫جناية ال يلزـ العواقبل‬
‫أك أقبلت رأيت قدان عادال‬
‫ماء الشباب كالجماؿ جائبل‬
‫رأيت معسوالن بو كعاسبل‬
‫في السحب من حمر الغضى سبلسبل‬
‫أقصر كىوف كاترؾ التطاكال‬
‫رأيت ذا مثر كذاؾ ناحبل‬
‫بغصن قد ال يزاؿ مائبل‬
‫كالبدر في جنح الظبلـ كامبل‬
‫تركت دمعي كالعقيق سائبل‬
‫كسددت سهامها القواتبل‬
‫حتى متى تكوف لي مغازال‬
‫كخير ملك يرسل الجحافبل‬
‫كمن شعره يمدح عمو المولى يوسف بن المتوكل كىو في االعتقاؿ كلم يصرح بذكره خوفان‬
‫عليو‪:‬‬
‫آه كم أطوم علي الضيم جناحي‬
‫كلكم ألقى بوجو و‬
‫باسم‬
‫كلكم ألوم على الجود يدا‬
‫كبرغم المجد أف أسقيهم‬
‫كبرغم المجد أف ألقى العدا‬
‫كبرغم المجد أجفو جيرة‬
‫نزحوا شخصان كىم طي الحشا‬
‫مزجوني بهواىم مثلما‬
‫لم يريحوني من البعد على‬
‫بهم فتر شنيب الدىر عن‬
‫إف تكن يا صاح من خمر الهول‬
‫أنا سكراف ىواىم دائمان‬
‫كإذا راح إلى الراح امرؤ‬
‫ال تعرج بسواىم أبدان‬
‫ففساد الخلق من أجلهم‬
‫من غديرم من أناس ضيعوا‬
‫عبثوا بالمجد كالجود كما‬
‫كأقاموا في ظبلؿ كالضياء‬
‫يا مليكان صاغو الرحمن في‬
‫أنت للدين جناح إذ غدا‬
‫كالح‬
‫قاؿ ً‬‫أنت سيف مغمد ال بد أف ‪ ...‬كأدارم في الهول و‬
‫اح‬
‫معشران ما اندملت منهم جر ً‬
‫برة ما ألفت غير السماح‬
‫ساعة من كؤكس الهم صواح‬
‫كاحدان من غير ضرب ككفاح‬
‫حجبوا عني بأطراؼ الرماح‬
‫كخفوا ذاتان كىم ملء النواح‬
‫تمزج الصهباء بالماء القراح‬
‫أنهم ركحي كريحاني كراح‬
‫لؤلؤ رطب كطلع كأقاح‬
‫بهم صاح فإني غير صاح‬
‫فاغتباقي بهواىم كاصطباح‬
‫فإلي راح الهول منهم مراحي‬
‫كاطرح غيرىم مثل اطراحي‬

‫(ُ‪)ِْٕ/‬‬

‫كرشادم كاف منهم كصبلح‬


‫رفقة المجد كأرباب السماح‬
‫عبثت بالركض أمواج الرياح‬
‫كاف فيهم مثل أسفار الصباح‬
‫قالب المجد على كفق اقتراح‬
‫بسيوؼ الظلم مقصوص الجناح‬
‫ينتضى للحق في يوـ الكفاح‬
‫كمن شعره يخاطب المتوكل القاسم بن الحسين كيناصحو في موازرة الوزير الحربي لو حين ظهر‬
‫منو الظلم كذلك في سنة اثنين كثبلثين كمائة كألف‪:‬‬
‫إماـ الهدل يخ ٍذ من أخيك نصيحة‬
‫لقد شاىدت عيناؾ باألمس معشران‬
‫أثاركا عليو الغدر من كل و‬
‫جانب‬
‫كساقوا إليو الماؿ من غير حلو‬
‫فبل تركنن منهم على كد باغض‬
‫لقد كازركا فيما مضى لمقلد‬
‫ككم كلكم انشبوا من مخالب‬
‫فأنت الذم قد حنكتك تجارب‬
‫إماـ الهدل أنت الذم قمت ناىضان‬
‫فبل يسعركا ناران بسيفك أخمدت‬
‫إماـ الهدل قد صاغك اهلل عسجدان ‪ ...‬فمثلي ال غش لديو كال مكر‬
‫لدل ملك أخنى على ملكو الدىر‬
‫فتم لهم فيو كفي ملكو الغدر‬
‫بظلم فراح الماء ثم انقضى األمر‬
‫آال ربما أغنى عن الخبر الخبر‬
‫لهم فعليهم من كزارتهم كزر‬
‫من الظلم أكدت بالعباد ككم ضركا‬
‫من الدىر فيها من مكائدىم حذر‬
‫إلطفاء نيراف كقد خمد الجمر‬
‫فتستعر الدنيا كأنت بها الصدر‬
‫فبل يمتزج منهم بعسجدؾ الصفر‬
‫منها‪:‬‬
‫فبل خير في دنيا تزكؿ كإثمها‬
‫كال تتهم مني سول النصح إنني‬
‫فما قلت ىذا الشعر إال تخوفان‬
‫كتأبى لك النفس األبية أف ترل‬
‫كأنت أمين اهلل في الخلق كالذم ‪ ...‬سيبقى كال يبقى لصاحبها عذر‬
‫قنوع سول عندم الترب كالتبر‬
‫لمجدؾ أف يغتاؿ كالمرء يغتر‬
‫كزيرؾ قدمان جاىبلن ما لو قدر‬
‫أقامك فيها من لو النهي كاألمر‬
‫ككاف صاحب الترجمة في شبيبتو شديد الرفاىية‪ ،‬محبان لمجالس األنس مع عفة كشهامة نفس‪،‬‬
‫كثير النفقات ربما بلغت نفقتو على مجلس كاحد مائتا من القركش‪ ،‬كلو في ذلك حكايات‬
‫عجيبة جدان ثم ترؾ ذلك كتزىد‪ ،‬كانقطع عن الدنيا‪ ،‬كرغب عن الرئاسات‪ ،‬كلبس الخشن‪،‬‬
‫كجالس الفقراء‪ ،‬كأغضب ىواه‪.‬‬

‫(ُ‪)ِْٖ/‬‬

‫أخبرني حفيده المولى فخر الدين عبد اهلل بن حسن بن علي بن الحسين عن أبيو أف جده‬
‫صاحب الترجمة كصل إلى موقف كلده المولى جماؿ الدين علي بن الحسين كقد أخذ نعليو‬
‫بيده فسألو عن سبب ذلك كالموقف غاص باألعياف فذكر لهم أف الباعث على ذلك أنو لماؿ‬
‫خرج من بيتو قصده كل أحد يراه في الطريق من صغير ككبير‪ ،‬كعالم كجاىل‪ ،‬كأرملة يتبركوف بو‬
‫كيسلموف عليو‪ ،‬كيستمدكف منو الدعاء‪ ،‬فخاطب نفسو بأنو ليس أىبلن لمثل ذلك‪ ،‬فأجابت عليو‬
‫نفسو مهبلن فإنك الحسين بن علي بن المتوكل كالدؾ العظيم العبلمة الشهير‪ ،‬كجدؾ المتوكل‬
‫إسماعيل‪ ،‬كأعمامك المؤيد‪ ،‬كيوسف‪ ،‬كالحسن‪ ،‬كالحسين‪ ،‬كالمحسن‪ ،‬كسائر إخوتهم ككل‬
‫و‬
‫كاحد ملك عظيم‪ ،‬كسيد فخيم‪ ،‬ككالدتك فاطمة بنت المهدم رئيسة زمانها‪ ،‬كجدؾ أبو أمك‬
‫المهدم‪ ،‬كأخوالك صاحب المواىب‪ ،‬كالحسين‪ ،‬كإسحاؽ‪ ،‬كسائر إخوتهم ككل منهم رئيس‬
‫جليل‪ ،‬كىماـ نبيل‪ ،‬قاؿ‪ :‬فرأيت نفسي قد تطلعت فما كجدت بدان من تنزيلها تلك المنزلة كلو‬
‫كجدت [ّّٕ‪-‬أ] ما ىو أدكف لفعلت‪ ،‬ككاف ال يدخر شيئان بل يتصدؽ بو بالغان ما بلغ‪ ،‬ككثيران‬
‫ما يتصدؽ بما فوقو من الملبوس فيرجع كليس إال رداء كاحد‪.‬‬
‫كأما فراش بيتو فقل أف يترؾ منو شيئان في أكثر الحاالت‪ ،‬كربما باع داره فيجيئ السائل يصف‬
‫لو حاجتو إلى بيت فيعطيو قيمتها جميعان كبالجملة فجوده كزىده كحقارة الدنيا عنده أمر ال‬
‫يمكن التعبير عنو‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في شهر القعدة الحراـ سنة تسع كأربعين كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬ككالدتو كانت‬
‫بضوراف سنة اثنين كسبعين كألف‪ ،‬كمن شعره في أياـ تزىده قولو‪:‬‬
‫ىباني مضى العمر مني ىبا‬
‫كأني ترشفت ثغر الهول‬
‫كإني ذىبت إلى حبو‬
‫أطارح فيو حماـ الحما‬
‫أليس لرب السماء رحمة‬
‫كسيف لحز رقاب الذنوب‬
‫فيا قلب أنبيك أف الكريم ‪ ...‬أكاف المشيب كعصر الصبا‬
‫فقبلتو ألعسان أشنبا‬
‫فصيرتو مذىبان مذىبا‬
‫كأسأؿ عنها نسيم الصبا‬
‫تصير ىذا كىذا ىبا‬
‫شبا حده دائمان ما نبا‬
‫لو في التجاكز عنا نبا‬

‫(ُ‪)ِْٗ/‬‬
‫كلو (رحمو اهلل تعالى) [ٔٗأ‪-‬ب]‪:‬‬
‫صل في رضا اهلل كل من قطعك‬
‫كاقبل على اهلل بالرجا طمعان‬
‫فطالما قد طمعت من سفو‬
‫فكن قنوعان عن الورل آنفان‬
‫كاخفض جناح الخضوع منكسران‬
‫كلذ بعفو الكريم معتقدان ‪ ...‬كأعط على حبو الذم منعك‬
‫كاقطع عن الخلق كلهم طمعك‬
‫في غيره يا أخي فما نفعك‬
‫ترعى بمرعى اإللو في كرعك‬
‫لو فكم بالخضوع قد رفعك‬
‫بأف عفو الكريم قد كسعك‬
‫كلو‪:‬‬
‫شربنا من محبتكم كؤكسان‬
‫كزفت نحونا من كل ركح‬
‫كمذ ضحكت إلى الندماف أنسان‬
‫لذلك قد مؤلنا في ىواكم‬
‫كفي أرض القلوب لكم غرسنا‬
‫فكم أطلعتموا في ليل ىمي‬
‫ككم أطلعتموا في شرؽ سعدم ‪ ...‬فسلت من خواطرنا نفوسا‬
‫كريحاف ببل شرط عركسا‬
‫لهم لم نلقى بينهم عبوسا‬
‫بذكركم الدفاتر كالطركسا‬
‫محبتكم كسقينا الغركسا[ّّٖ‪-‬أ‬
‫كقد أدجى على أنسي شموسا‬
‫نجومان أذىبت تلك النحوسا‬
‫كلو‪:‬‬
‫ما زاؿ ذكرؾ في الظبلـ سميرم‬
‫سفرم إليك مدا الزماف كخاطرم‬
‫لم أنس إذ كافا خيالك مضجعي‬
‫كالشهب في الفلك المدار كأنها‬
‫ماذا على ريح الصبا لو عبرت‬
‫كعلى الحمائم لو أتت من نحوكم‬
‫فأنا سليماف الهول في حبكم‬
‫كبلغت فوؽ بساط ذلي فيكم‬
‫يا ليت شعرم كاألماني ظلو‬
‫كأرل قبابكم التي قد منعت‬
‫لكن إذا شاء المهيمن قيضت‬
‫من أف قضى أمران أتاؾ مبادران‬
‫ملك إذا رمت الغنا من غيره ‪ ...‬فابعد كشط فأنت طي ضميرم‬
‫في كل آكنة إليك سفيرم‬
‫كالنجم تنظرنا بعين غيور‬
‫طي الدجى كاللؤلؤ المنثور‬
‫عنكم بنشرم عنبر كعبير‬
‫بعبارة قصرت عن التعبير‬
‫علمت فيكم منطقان للطير‬
‫عزان سما بي رفعة عن غيرم‬
‫ىل أرتوم من قربكم بنمير‬
‫عني بكل مؤمر كأمير‬
‫أسباب قربكم يد التدبير‬
‫كشاء من خير قضاه كضير‬
‫رمت الغنا من بائس كفقير‬
‫كلو كىو من آخر شعره رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫نحن في حمى ملك‬
‫ليس غير عركتو‬
‫سبحت بقدرتو‬
‫كالعباد في طرؼ‬
‫ال يضرىم أبدان‬
‫يا غياث كل فتى‬
‫ما على سواؾ لما‬
‫الهموـ تكشفها‬
‫عجبان لمن ظفركا‬
‫كالصبلة دائمة‬
‫للنبي كعترتو‬
‫‪ ...‬ليس غيره ملك‬
‫لؤلناـ ممتسك‬
‫في بحارة السمك‬
‫نحو جوده احتركوا‬

‫(ُ‪)َّْ/‬‬

‫أم مسلك سلكوا‬


‫علقت بو الشبك‬
‫قد أىمنا الدرؾ‬
‫كىي سود تحتلك‬
‫برضاه ما تركوا‬
‫كلما جرل الفلك‬
‫كالصحابة النسك‬
‫[(َُُِٖٕ‪ )/‬الحسين بن عبد القادر الركضي]* (ُ)‬
‫(َُُِ‪ُُٖٗ-‬ىػ‪ُٕٖٓ-َُٕٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن عبد القادر بن علي بن الحسين بن المهدم أحمد بن‬
‫الحسن بن اإلماـ القاسم‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫العالم الفاضل رأس الزاىدين‪ ،‬قدكة المتورعين‪ ،‬المحدث الضابط الجليل‪ ،‬كلد في شهر ربيع‬
‫األكؿ سنة عشرين كمائة كألف بالركضة‪ ،‬كبها نشأ كقرأ‪ ،‬كلو كلع بها كأشعار فيها رائقة‪ ،‬منها‬
‫قولو‪:‬‬
‫في رياض األنس قلبي يمرتهن‬
‫نزىة تاىت على شعب اللواء‬
‫ما لها في األرض طران شبو‬
‫ما سرل البرؽ بها ليبلن كمن‬
‫كىمى المزف بها إال جرل‬
‫يا شماؿ الريح ىبي عجبلن‬
‫كانشرم نشر شذاىا فلها‬
‫يا سقى اهلل زمانان مر لي‬
‫إنو غرة عيش لمعت ‪ ...‬حبها خالط قلبي كالبدف‬
‫كزىت تيهان بها صنعاء اليمن‬
‫إف من قاس بها داران غبن‬
‫نحوىا كالرعد فوؽ السحب حن‬
‫دمع عيني كانتفى عني الوسن‬
‫عل يقوم بدني بعد الوىن‬
‫أرج المسك إذا فاح علن‬
‫في رباىا كرعى ذاؾ الزمن‬
‫بمحيا ذلك الدىر الحسن‬
‫كىي طويلة [َّْ‪-‬أ]‪.‬‬
‫ككاف حسن الخط ال يكاد يغلط فيو كال يتغير خطو مع سرعتو‪ ،‬نسخ أكثر من ثبلثمائة مجلد؛‬
‫ألنو نسخ كىو في اثني عشرة سنة‪ ،‬كليس المراد بالمجلد المعركؼ عند المتقدمين كما ذكر‬
‫ابن خلكاف أف المجلد عشر كرقات بل المجلد من ثبلثين كراسة إلى أربعين كينقص على ذلك‬
‫كتزيد على حسب الحاؿ‪ ،‬كالكراسة ثماف كرقات كىذا ىو المراد [ٔٗب‪-‬ب] من مجلد في‬
‫العرؼ المتأخر‪.‬‬
‫[مشايخو مشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪.)َٓٔ-ٓٓٓ/‬‬

‫(ُ‪)ُّْ/‬‬

‫قرأ صاحب الترجمة على المولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كعلى البدر األمير كعلى العبلمة‬
‫إبراىيم بن خالد العلفي‪ ،‬كعلى المولى محمد بن زيد بن محمد‪ ،‬كعلى السيدين العبلمتين‬
‫يوسف بن أحمد زبارة‪ ،‬كالحسن بن زيد الشامي كغيرىم‪ ،‬كحقق في النحو كالصرؼ‪ ،‬كاألصوؿ‬
‫كالفقو‪ ،‬كالحديث‪ ،‬ككاف يحب العزلة كالفرار من الناس‪ ،‬ككثيران ما يتمثل بقوؿ القائل‪:‬‬
‫قنعت بالقوت من زماني‬
‫من كنت عن مالو غنيان‬
‫أكده إف أراد كدم ‪ ...‬كصنت نفسي من الهواني‬
‫فبل أبالي كإف قبلني‬
‫كأقطع الوصل إف جفاني‬
‫كبقوؿ المولى إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ شرؼ الدين‪:‬‬
‫لقرص شعير بارد غير مالح‬
‫مع العز في بيتي كطيبة خاطرم‬
‫ج ‪ ...‬بغير إداـ كالذم يسمع النجول‬
‫ألذ على قلبي من المن كالسلول‬

‫(ُ‪)ِّْ/‬‬

‫كأما زىده كانحرافو من الدنيا فبل يجاريو فيهما أحد من أىل عصره‪ ،‬كلم يجمع بين قميصين‬
‫كال عمامتين كال غيرىما من أم ملبوس‪ ،‬ككاف إذا طاؿ الكم على الكف قطعو‪ ،‬كلم يلبس في‬
‫عيد جديدان‪ ،‬كلم يلبس جنبية مدة عمره‪ ،‬كلم يملك بيتان كال ضيعة‪ ،‬ككرث من بعد زكجاتو ما‬
‫قيمتو مائة قرش فلم يمر عليو حتى باعو كتصدؽ بثمنو[ُّْ‪-‬أ] ككاف لو جراية من عمو‬
‫المولى الهماـ محمد بن علي بن الحسين بن المهدم من طعاـ كدراىم كسمن كغير ذلك‬
‫فردىا كلم يقبل منها شيئان بعد أف حرضو بعض العلماء على قبولها‪ ،‬كأنو يسوغ لو فلم يسعد‪،‬‬
‫ككاف لو كقف يقرأ بو كىو حضيرة عنب عظيمة كأثل يقوـ بمؤنتها‪ ،‬فوصل إليو بعض كرثة‬
‫الواقف كشكى حاجتو فأمره بإسماعو شيئان من القرآف ليختبر حسن قراءتو فأسمعو فوجد قراءتو‬
‫حسنة فأمره أف يقرأ بها كاستكتمو مخافة أف يلومو أىلو قبل أف يحسن لهم االعتذار‪ ،‬كجعل لو‬
‫المهدم إمامة مسجده في البستاف ثم أرسل لو من المسجد فاختفى كجعل إمامة المسجد بعد‬
‫ذلك ألحد أكالده فعذره بعد عن اإلنفاؽ‪ ،‬ككاف ال يدع ذكر اهلل إال عند قراءة كتاب أك نسخ‪،‬‬
‫كاختصر كثيران من الكتب المبسوطة ككتب مجلدات كل مجلد مجموع من عدة علوـ‪ ،‬كلو‬
‫أبيات في الحث على قراءة السنة مطلعها‪:‬‬
‫لذ بالكتاب كسنة المختار ‪ ...‬فهما نجاتك يوـ عقبى الدار‬
‫كلو أبيات في التحذير من مزالق الصوفية‪ ،‬كلما نظم البدر األمير (بلوغ المراـ) كاشتغل عن‬
‫إتمامو كملو صاحب الترجمة تكميبلن حسنان خاؿ عن التضمين‪ ،‬كمن شعره قولو‪:‬‬
‫جيدؾ يا زينب القد قد‬
‫ال غرك إف زدت بأمرين في الػ ‪ ...‬فاؽ على غصن النقا كالظبا‬
‫جماؿ قد زدت على الزين با‬
‫كلو كقد لطم عبد اسمو فرج بأبيات فأخرج عينو‪:‬‬
‫ككافر أصبحت جوارحو‬
‫فيسر اهلل من فضائلو كمان ‪ ...‬يزيدىا سوء كفره حرجا‬
‫إلخراج عينو فرجا‬
‫كلو‪:‬‬
‫صبران على ىذا الزماف كأىلو‬
‫فارج اإللو فبل تسل عنهم بكسوة ‪ ...‬فملوكو قد أصبحوا أمبلؾ سوء‬
‫في العيد من يعتادىا أمبلؾ سوء‬
‫كلو مكاتبان‪:‬‬

‫(ُ‪)ّّْ/‬‬

‫عيوف المها أمضى من البيض كالسمر‬


‫كأسهمها أقول نفوذان إلى الحشا‬
‫إذا نظرت كم من قتيل كإف مشت‬
‫يكاد يسيل الدمع من مقلتي دمان‬
‫كجدت لها بالركح كالقلب دائمان‬
‫كبعت نفيس العمر منها بوصلها‬
‫فيا عجبان للصب ماذا ينالو‬
‫لك دع كادم المحبة جانبان كسر‬
‫كحث ركاب السير باألمن قاصدان‬
‫ىماـ رقى في ذركة المجد كالعلى‬
‫لو أدب كالركض باكره الحيا‬
‫لو الرم من بحر الفضائل كلها‬
‫إذا ما على ظهر الجواد فإنما‬
‫فما قصدتو العين إال لتستضي‬
‫كال السمع إال الشتياؽ خطابو‬
‫كال القلب إال كي يناؿ بسوحو‬
‫فيا عز دين اهلل دـ في سعادة ‪ ...‬تقد فؤاد الصب من حيث ال يدرم‬
‫في النبل ترمي في الحشا لهب الجمر‬
‫فأين غصوف الباف أك لين السمر‬
‫إذا نظرت عينام مبسمها الدرم‬
‫كما سمحت بالوصل حينان من الدىر‬
‫كقد عوضتني مستقبح الهجر‬
‫كيا رحمتا كم للعذكؿ من الوزر‬
‫غيره إف كنت بالحب ال تدرم‬
‫ركاب المطايا مسرعان طلعة البدر‬
‫كحاز جليبلت الفضائل كالقدر‬
‫تراه لتفتيش الكمائم بالزىر‬
‫كما غيره يمتص من قاطر نزر‬
‫ترل البحر يجرم بالمنير من الدر‬
‫كال الكف إال للجزيل من التبر‬
‫فبادر مشتاقان إلى لفظو الدر‬
‫ىدل في علوـ قد أفيضت من البحر‬
‫كعز كيسر في الطويل من العمر‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو رحمو اهلل في شهر محرـ سنة ثماف كتسعين كمائة كألف [ٕٗأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫ٗ‬
‫[( ُِٗ‪ )/‬الحسين بن أحمد زبارة كجده ككلده](ُ)‬
‫(َُٖٔ‪ُُُْ-‬ىػ‪ُِٕٖ-ُٔٓٓ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طبقات الزيدية (القسم الثالث) انظر فهارسو‪ ،‬تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬النفحات‬
‫المسكية (خ)‪ ،‬البدر الطالع(ُ‪ ،)ُِٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ّٕٓ-ُِٓ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪ ،)ُْٓ/ِ( ،)ّٗٗ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪ ،‬األدب اليمني َُٗ‪،)ّ/‬‬
‫الثغر الباسم(خ)‪ ،‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ّ‪ ،)ُُّ/‬مصادر الحبشي (َٔ)‪،‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ْ‪ ،)ّٔ/‬ترجمة (ّٖٓ)‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْْ/‬‬

‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن أحمد بن صبلح بن علي بن أحمد بن األمير الحسين‬
‫المعركؼ بزبارة بن علي بن األمير الهادم بن الخضر بن أحمد بن عبد اهلل بن يحيى بن علي‬
‫بن الحسن بن زيد بن محمد بن األمير الحسن بن جعفر بن عبد اهلل بن جميل بن الحسن‬
‫المليح بن محمد بن عبد اهلل بن اإلماـ المختار بن اإلماـ الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم عليو‬
‫السبلـ ىكذا ضبطناه عن بعض حفدتو‪ ،‬كالذم في مشجر السيد أبي عبلمة يخالف ما ىنا فإف‬
‫الحسن بن زيد كىو الملقب عيشاف ىو الحسن بن زيد بن أحمد بن محمد بن حسن بن جعفر‬
‫بن عبد اهلل بن جميل بن الحسين بن زيد بن إبراىيم المليح بن اإلماـ المنتصر محمد بن اإلماـ‬
‫المختار بن الناصر بن الهادم عليهم السبلـ‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو السيد العبلمة‪ ،‬المجتهد الجهبذ‪ ،‬النحرير الضابط‪ ،‬شيخ األسانيد‪ ،‬إماـ‬
‫العلوـ‪ ،‬رأس المتورعين كيعرؼ بزبارة ‪-‬بفتح الزام المعجمة كباء موحدة بعد األلف راء مهملة‬
‫فتأء التأنيث‪.-‬‬
‫[مولده]‬

‫(ُ‪)ّْٓ/‬‬

‫كمولده بمسور خوالف في سنة ثماني كستين كألف‪ ،‬كنشأ في حجر الخبلفة المتوكلية‪ ،‬كقرينو‬
‫في التربية المولى يوسف بن المتوكل ألنهما كلد في عاـ كاحد‪ ،‬كبلغني أف السبب في طلبو‬
‫للعلم أنو كاف في حضرة المتوكل بضوراف [ّّْ‪-‬أ] كىو صغير السن في عداد أكالده فسمع‬
‫في بعض األياـ المتوكل يقوؿ ألكالده كأعياف حضرتو‪ :‬إف السيد حسن الجبلؿ سيصل إلينا يوـ‬
‫كذا كرآه مستعظمان لقدكمو كمستعدان لوصولو‪ ،‬كفشي ىذا الخبر في دار المتوكل عند أىلو‬
‫كخدمو كفي ضوراف عند الناس كسمع كل أحد يخبر بذلك‪ ،‬كلم يكن صاحب الترجمة قد عرؼ‬
‫العبلمة الجبلؿ‪ ،‬كال ظن أف العالم يكن لو تلك المزية لصغر سن صاحب الترجمة بل اعتقد أف‬
‫ىذا السيد حسن الجبلؿ من رؤكساء الدكلة األكابر‪ ،‬كأنو سيصل باألجناد كالطبلخانة كالخيوؿ‬
‫كنحو ذلك‪ ،‬فلبث إلى صبح ذلك اليوـ الموعود بقدكـ الجبلؿ فيو كخرج لينظر إليو حاؿ‬
‫قدكمو فبينما ىو متشوؼ (ُ) ذلك كإذا برجل معتم بنوع من الثياب اليمنية يسمى ريزة ‪-‬‬
‫بكسر الراء المهملة كسكوف الياء المثناة من تحت كزام مفتوحة معجمة‪ -‬كعليو قميص أسود‬
‫من الشقة المعركفة كسراكيل كذلك كىو راكب على حمار فرأل الناس يتلقونو كيسلموف عليو‬
‫فسئل عنو فقالوا لو‪ :‬ىذا السيد حسن الجبلؿ فعجب في ذلك غاية العجب كسأؿ عن السبب‬
‫الموجب لتعظيمو كالتنويو بذكره فًأخبركه أف ذلك السبب ىو العلم كأف ىذا الرجل من أكابر‬
‫العلماء فعرؼ فضل العلم كأىلو كاعتنى بالطلب كحفظ المتوف حتى أدرؾ العلوـ‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة من بيت رئاسة قديمة‪.‬‬
‫[(َُّ‪)/‬استطراد‪ :‬الحسين علي زبارة]‬
‫فإف جده الحسين بن علي كاف من أمراء اإلماـ شرؼ الدين ككاله كثيران من الجهات‪.‬‬
‫[(ُُّ‪ )/‬استطراد‪ :‬حم بن الحسين زبارة]‬
‫ككلده أحمد كاف من أصحاب اإلماـ القاسم كجاىد معو كأخربت األتراؾ داره التي كانت بدار‬
‫الشريف كنسبتها إلى جده صاحب الترجمة الحسين بن علي فإنو أكؿ من عمرىا‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) متشوؼ‪ :‬أم ناظر‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٔ/‬‬

‫[(ُِّ‪ )/‬استطراد‪ :‬صبلح بن علي زبارة]‬


‫كجده صبلح كاله المؤيد خوالف كأما أبوه أحمد فكاف لو خط جيد كمعرفة في العربية قوية‪،‬‬
‫ككتب للمهدم أحمد بن الحسن قبل الخبلفة‪.‬‬
‫[عودة لصاحب الترجمة]‬
‫كأما صاحب الترجمة فإنو قرأ على عدة من الشيوخ الوافدين إلى حضرة المتوكل ككلده المؤيد‪،‬‬
‫ثم بعد ذلك انتقل إلى صنعاء كأخذ على القاضي الحسين بن محمد المغربي‪ ،‬كأخيو الحسن‪،‬‬
‫كالقاضي علي بن يحيى البرطي‪ ،‬كالقاضي محمد بن صالح العلفي‪ ،‬كالمولى زيد [ّْْ‪-‬أ] بن‬
‫محمد ككاف لو منزلة رفيعة لديو‪ ،‬حكى المولى إسحاؽ بن يوسف عن المولى محمد بن زيد أنو‬
‫قاؿ‪ :‬كاف كالدم يصف الحسين بن أحمد بكماؿ العرفاف كالحفظ‪ ،‬كيعظمو كثيران‪ ،‬كيفضلو على‬
‫كثير من علماء صنعاء‪ ،‬كحسبك من يكوف عند مثل ذلك اإلماـ بهذه المنزلة‪.‬‬
‫كقاؿ المولى إسحاؽ‪ :‬كأخبرني صاحب الترجمة أنو قرأ في األزىار قبل البلوغ‪ ،‬كأنو حقق الفقو‬
‫كىو في سن الطفولة‪ ،‬كقرأ على اإلماـ المؤيد بن المتوكل قاؿ‪ :‬كسألتو [ٕٗب‪-‬ب] عن‬
‫عرفاف المؤيد فبالغ في كصفو إلى الغاية‪ ،‬كقاؿ‪ :‬لم أرل مسألة من نحو أك تصريف أك فقو أك‬
‫غيرىا إال كقد بحث فيها كحقق كنظر كدقق كأنو قرأ في (الثمرات) قراءة حافلة جمعت األعياف‬
‫ممن كاف بحضرتو منهم السيد العبلمة إسماعيل بن إبراىيم الجحافي الحبورم‪ ،‬فقاؿ السيد‪:‬‬
‫لقد أعطى ىذا اإلماـ منحة إلهية‪ ،‬كلقد أخذنا عنو من العلوـ ما لم يكن نعرفو إال منو‪ ،‬انتهى‬
‫كبلـ المولى إسحاؽ‪ ،‬كبالجملة فإف صاحب الترجمة أتعب نفسو في خدمة العلم حتى فاؽ‬
‫األقراف كحقق في النحو كالصرؼ كالبياف‪ ،‬كاألصولين كالفقو كالحديث كالتفسير‪ ،‬كراجع‬
‫األسفار‪ ،‬ككتب كثيران منها بخطو الحسن‪ ،‬كاعتنى بالركاية كضبط الرجاؿ كاألسانيد‪.‬‬

‫(ُ‪)ّْٕ/‬‬

‫[من أجازه]‬
‫كأجاز لو السيد العبلمة عامر بن عبد اهلل بن عامر‪ ،‬كالقاضي علي بن أحمد السماكم‪ ،‬كالقاضي‬
‫عبد الواسع‪ ،‬كمحمد بن صالح العلفي‪ ،‬كالفقيو جعفر بن علي الظفيرم شارح (لب األساس)‬
‫للمؤيد‪ ،‬كأحمد بن محمد الضبوم‪ ،‬كالحافظ محمد بن عبد العزيز المفتي‪ ،‬كأحمد بن عمر‬
‫الحبيشي‪ ،‬كأخذ عنو جماعة منهم‪ :‬المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كمن طريقو اتصلت‬
‫لنا األسنايد بكتب أىل البيت عليهم السبلـ فإنا نركيها عن شيخنا العبلمة الوجيو عبد القادر‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن شيخو المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬عن صاحب الترجمة‪ ،‬عن مشايخو‬
‫مشائخو الذين منهم المؤيد‪ ،‬عن كالده المتوكل‪ ،‬عن اإلماـ القاسم‪ ،‬كأسانيده معركفة قد ذكرتها‬
‫جميعان في ثبت إجازاتي كالحمد هلل‪.‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة صديقان للمولى يوسف بن المتوكل كصهران‪ ،‬كبينهما كماؿ المودة‪ ،‬كلما‬
‫سجنو صاحب المواىب كتب إليو صاحب الترجمة قصيدة مستهلها [ّْٓ‪-‬أ]‪:‬‬
‫نسيم الصبا إف جد منك مسير‬
‫كفيو رياض للمعالي أريضة‬
‫كفيو الذم قد حاز في المجد غاية‬
‫كفيو الذم إف رمت تحقيق حده‬
‫فانو إليو من محب تحية‬
‫يردد في ساحاتو كل فينة‬
‫كانو إليو أف توقى مضاعف‬
‫كأف فؤادم كلما عن ذكره‬
‫فلوال اعتصامي باصطبارم على النول‬
‫كحسن رجائي بالمهيمن إنو‬
‫كعلمي بأف الصبر عقباه راحة‬
‫لما عشت يومان ال أراه ضياؤه‬
‫كلكن مهبلن كل شيء فإنو ‪ ...‬إلى معقل فيو السماح أسير‬
‫كفيو قراح المكرمات نمير‬
‫بعزـ يرد الطرؼ كىو حسير‬
‫فليس لو في المكرمات نظير‬
‫يحاكي شذاىا مندؿ كعبير‬
‫يكوف بها بعد الركاح بكور‬
‫إليو أشواقي إليو كثير‬
‫كذلك ال يخلو يكاد يطير‬
‫كمعرفتي أف الكريم صبور‬
‫على كل ما أرجوه منو قدير‬
‫كأف جزاء الصابرين خطير‬
‫فكيف كقد مرت علي شهور‬
‫لو غاية كالدائرات تدكر‬
‫كىي طويلة‪ ،‬ككتب إليو جوابان على قصيدتو كتبها من السجن إلى كالدتو كأىلو كىم في معبر‬
‫مستهلها‪:‬‬
‫اآل يا لهذا الشوؽ أعظم بشأنو ‪ ...‬إلى جيرة حلوا بساحة معبر‬

‫(ُ‪)ّْٖ/‬‬

‫كقد تأتي في ترجمتو إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬فأجاب صاحب الترجمة بقصيدة طويلة كتوسل بجميع‬
‫أئمة أىل البيت عليهم السبلـ‪ ،‬كىي حقيقة بأف تشرح فتكوف سيرة لؤلئمة كالبسامة كمستهلها‪:‬‬
‫نظامك أبهى من و‬
‫ألؿ كجوىر‬
‫حول كل حسن كانسجاـ كرقة‬
‫بتعجيل ركح كاجتماع بنعمة‬
‫كمن أمل الرحمن جل جبللو‬
‫فإف لو سبحانو من مقد ور‬
‫فينصف مظلومان كيقصف ظالمان‬
‫كما اختاره للعبد ال شك أنو ‪ ...‬كلفظك أشهى من زالؿ كسكر‬
‫ككافى بأفراح كفاؿ مبشر‬
‫كيسر بتيسير الكريم الميسر‬
‫رأل منتهى المأموؿ غير معسر‬
‫من األمر كالتقدير ما لم يقدر‬
‫كيطلق مأسوران بلمحة مبصر‬
‫ىو الخير فاحمد صنع ربك كاشكر‬
‫كبسبب صحبتو للمذكور لم يتصل بصاحب المواىب‪ ،‬ككاف يتخوؼ منو‪ ،‬كبقى على ذلك حتى‬
‫صحب كلده يوسف أياـ كاليتو لجهاتهم فحثو على زيارة كالده‪ ،‬فلما كصل إليو كبخو بالقوؿ ثم‬
‫الف لو كأنالو‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]‬
‫كتولى القضاء للمتوكل القاسم بن الحسين في ضوراف‪ ،‬ككاف بو حتى كافاه الحماـ في سنة‬
‫إحدل كأربعين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى‪ ،‬ككاف من [ٖٗأ‪-‬ب] أعياف كقتو‪ ،‬حسن األخبلؽ‪،‬‬
‫متواضعا‪ ،‬ذكيان‪ ،‬فإنو ذكر القاضي أحمد قاطن عن السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي أنو‬
‫لجودة ذكائو كاف يقرأ ما يكتبو الكاتب بمجرد حركة القلم في يد الكاتب كىو من التقول‬
‫بمحل رفيع‪ ،‬كلو رسائل كجوابات أسئلة‪ ،‬كفتاكم كأنظار‪ ،‬كتعاليق حسنة تخرج في مجلدات‪،‬‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫يقولوف لي ىبل غدكت إلى الغنى‬
‫فإنا فبلف ناؿ ما ناؿ إذ غدا‬
‫فقلت نعم لكن لي ىمة سمت‬
‫كلست بناظر إلى جانب الغنى‬
‫كما شغفي إال بتقييد شارد‬
‫كحفظ علوـ اآلؿ آبائي األكلى‬
‫تراجمة القرآف صفوة من أتى ‪ ...‬كرحت إلى زيد كصرت إلى عمر ًك‬
‫كراح فأضحى بعد ذلك ذا كفر‬
‫كنفسان ترل قصد الرجاؿ من النكر‬
‫إذا كانت العلياء في جانب الفقر‬
‫كإبراز أسرار تدؽ عن الفكر‬
‫كشهب السماء بل كالبدكر التي تسرم‬

‫(ُ‪)ّْٗ/‬‬

‫بمعجزة كالشمس قامت إلى الحشر(ُ)‬


‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ٖٗب‪-‬ب] ‪-ّْٔ[ ،‬أػ]‪ ،‬كقد كرد في (ب) ما لفظو بعد ذلك‪ :‬تمت تراجم‬
‫الجزء األكؿ من نفحات العنبر بمن اهلل العزيز الوىاب‪ ،‬حرر بتأريخ شهر شعباف (ُُِّىػ)‪،‬‬
‫َّأما في (أ) فلم يرد بعد ذلك شيء‪َّ ،‬أما (جػ) فقد سبقت اإلشارة إلى موضع الموجود منها‪.‬‬

‫(ُ‪)َْْ/‬‬

‫كتاب‬
‫نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر‬
‫تأليف‬
‫السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ صارـ الدين‬
‫إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني‬
‫(ُُٕٖ‪ُُِّ-‬ىػ‪َُٖٖ-ُّٕٕ/‬ـ)‬
‫دراسة كتحقيق كتعليق‬
‫عبد اهلل بن‬
‫عبد اهلل بن أحمد الحوثي‬
‫الجزء الثاني‬
‫[(ُّّ) الحسين بن الحسن بن محمد الحوثي](ُ)‬
‫(َُُّ‪َُُٓ-‬ىػ‪ُّٕٕ-َُُٗ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الوالد شرؼ الدين الحسين بن حسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد يحيى بن حمزة‪ ،‬كبقية نسبو‬
‫تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫[نعتو كمشائخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ّّٓ-ِٓٓ/‬عن ما ىنا‪ .‬ملحق البدر الطالع (ُٖ)‪ ،‬أعبلـ آؿ الحوثي‬
‫(خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ) (ترجمة ّّٔ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ّٖٖ)‪ ،‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ّ‪ ،)ُُّ/‬ىجر األكوع (ُ‪.)ُٓٓ/‬‬
‫(ِ) تماـ نسبو بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُ/‬‬

‫ىو السيد العبلمة الحفاظة األديب الشاعر المعركؼ بالحوثي‪ ،‬كىو عم كالدم‪ ،‬ككاف إمامان في‬
‫النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كمشاركان في سائر العلوـ‪ ،‬كقرأ على المولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير(ُ)‪ ،‬كعلى المولى محمد بن إسحاؽ(ِ) كغيرىما‪ ،‬كاتصل بآؿ إسحاؽ اتصاالن كليان‪،‬‬
‫كجرت بينو كبينهم عدة مكاتبات كأشعار كمفاكهات أدبية‪ ،‬كمسائل علمية‪ ،‬لم يحضرني حاؿ‬
‫الرقم منها شيء كاتصل أيضان بالمتوكل كمدحو بعدة قصائد‪ ،‬ككاف المتوكل يخلع عليو كثيران‬
‫كيصلو مع العلماء كالشعراء‪ ،‬كأىل البيوت‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة شاعران مجيدان كحافظان ذكيان‬
‫فإنو ال يطلع على شيء إال حفظو‪ ،‬ككاف يدرس كيملي حفظان فبل ينقص أك يزيد على ما في‬
‫الكتاب شيئان‪ ،‬ككاف يحفظ جميع خطب الكتب‪ ،‬كاتفقوا أنو ذكر حفظو لبعض الحكماء‬
‫الوافدين في مقاـ الوزير علي راجح(ّ) فقاؿ ذلك الحكيم‪ :‬إف ىذا السيد ال بد أف يفلج(ْ)‬
‫كينسى كل شيء‪ ،‬فلبث بعد ذلك مدة‪ ،‬ثم فلج‪ ،‬كنسي كل شئ حتى أسماء أىلو كإخوتو كأمتعة‬
‫بيتو‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو كمؤلفاتو]‬
‫كتوفى بعد ذلك في سنة خمسين كمائة كألف‪ ،‬كمولده بصنعاء في سنة ثبلث أك أربع كمائة‬
‫كألف‪ ،‬ككاف لو شغلة بنظم الفوائد كالقواعد ك(نظم الشافية)(ٓ) في التصريف نظمان حسنان كما‬
‫أخبرني بذلك كلده عز اإلسبلـ [محمد بن الحسين](ٔ)اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ينظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ‪.) /‬‬
‫(ْ) يفلج‪ :‬أفلج فبلنان على خصمو‪ :‬غلبو كفضلو عليو‪ .‬ىكفيلج الرجل‪ :‬أصابو داء الفالج فهو‬
‫مفلوج‪.‬‬
‫كالفالج‪ :‬شكل يصيب أحد شقي الجسم طوالن‪ .‬ينظر المعجم الوسيط‪ :‬مادة "فلج"‪.‬‬
‫(ٓ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ)‪.‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِ/‬‬

‫[(ُّْ‪ ) /‬الحسين بن عبد اهلل الكبسي الركضي](ُ)‬


‫(ُُْٕ‪َُُٖ-ُّْٕ/ُِِّ-‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫موالنا شرؼ الدين الحسين بن عبد اهلل بن محمد بن حسن بن قاسم بن مهدم بن قاسم بن‬
‫مهدم بن قاسم بن عبد اهلل بن يحيى بن أحمد بن الحسن بن الناصر بن المعتق بن الهيجاف‬
‫بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي ىاشم بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد اهلل‬
‫بن الحسين بن اإلماـ القاسم الرسي عليهم السبلـ‪.‬‬
‫[نعتو كمولده كمشائخو]‬
‫ىو العبلمة الورع الزاىد المعركؼ بالكبسي كلد بسنة سبع كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ‬
‫بػ(الركضة) كبػ(صنعاء) كاجتهد في الطلب‪ ،‬كقرأ على السيد العبلمة محسن بن إسماعيل‬
‫الشامي(ِ)‪ ،‬كتخرج على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي(ّ)‪ ،‬كالزمو كلم يزؿ مقببلن‬
‫على قراءة العلوـ حتى حقق النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كاألصوؿ الفقهية كالحديث[ِأ‪-‬ب]‪،‬‬
‫كالفقو‪ ،‬كالتفسير‪ ،‬كشارؾ في المنطق‪ ،‬كحصل كتبان كثيرةن بخطو‪( ،‬كالبحر) ك(ضوء النهار) ك‬
‫(شرح الغاية) كاهلل أعلم‪ .‬ككاف آية من آيات اهلل في التقول كالصبلبة في الدين كاإلعتناء‬
‫بالعلوـ كالمطالعة كالنقل‪ ،‬ال يفتر عن التدريس أك العبادة أك نقل الفوائد مشتغبلن بما يعنيو قانعان‬
‫من الدنيا بالكفاؼ مع حسن خلق‪ ،‬كتواضع كصبر على تفهيم الطلبة‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ُ‪ )َّٖ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)َِِ/‬الركض األغن (ُ‪ )َُٕ/‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص (ّٖٕ) (ترجمة (ّٕٔ)‪ .‬مصادر الحبشي ص (ِّٖ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪)ُّٔ/‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ّ/‬‬

‫كقد أخذ عنو خلق كلو عظمة في الصدكر‪ ،‬كىيبة في النفوس‪ ،‬كجبللة مقدار‪ ،‬كاستدعي إلى‬
‫(كوكباف) إلحياء العلوـ كالتصدر للفتيا‪ ،‬فرحل إلى ىنالك كتصدل لحل المعضبلت‪ ،‬كصار‬
‫مرجعان في األمور الدينية فحمده الناس‪ ،‬كقرأ عليو األعياف‪ ،‬كأحيا معالم الهدل‪ ،‬كعرض عليو‬
‫القضاء مراران فلم يسعد مع تعلقو بفصل الخصومات كاستشارتو في المهمات‪ ،‬كاستمر ىنالك‬
‫برىة من السنين‪ ،‬كلما لم يطب لو المقاـ في (كوكباف) رجع إلى (الركضة) في سنة خمسة‬
‫عشرة كمائة كألف‪ ،‬كجعل إماـ الصلوات بجامعها الكبير‪ ،‬كىو على حالو الجميل من التدريس‬
‫كالفتيا كالعبادة‪.‬‬
‫[مؤلفاتو ككفاتو]‬
‫كلو رسائل كثيرة كأبحاث كأنظار(ُ)‪ ،‬كتوفى صاحب الترجمة في االعتقاؿ(ِ) سنة ثبلث‬
‫كعشرين كمائتين كألف ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[(ُّٓ)الحسين بن علي بن محمد الكوكباني](ّ)‬
‫(ُُّٕ‪َُِٓ-‬ىػ‪ُّٖٕ-َُٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر بن عبد الرب‬
‫بن علي بن شمس الدين بن اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كسيأتي ذكر أبيو في حرؼ العين(ْ)‪.‬‬
‫[مولده كمشائخو]‬
‫كلد صاحب الترجمة بػ (كوكباف) سنة ثبلثة كسبعين كمائة كألف‪ ،‬كبو نشأ فتحلى بالفضائل‬
‫كأحرز خصاؿ الكماؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٕ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)َُٕ/‬‬
‫(ِ) اعتقل نتيجة لتزعمو تمردان على المنصور علي بن المهدم العباس‪ ،‬كالذم قاـ بذلك التمرد‬
‫نفر من آؿ الكبسي كنفر من آؿ أبي طالب‪ .‬ينظر البدر الطالع (ُ‪.)َِِ/‬‬
‫(ّ) ** الحدائق المطلقة (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)ّٗٓ/‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬ىجر األكوع‬
‫(ْ‪ )َُُٗ-ََُٗ/‬كفيو‪ :‬ككفاتو يوـ الخميس ُْ‪/‬شواؿ سنة (َُِٓىػ)‪.‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( )‪.‬‬

‫(ِ‪)ْ/‬‬

‫كقرأ على كالده في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كالمنطق‪ ،‬كالعركض‪ ،‬كعلى جده في الفقو‬
‫كالفرائض‪ ،‬كقد ذكره المولى فخر الدين(ُ) في حدائقو فقاؿ‪" :‬ىو نكتة عطارد‪ ،‬كعقلة الصادر‬
‫كالوارد‪ ،‬كسكينة ككقار يطفئاف اضطراـ النار‪ ،‬كبركدة طبع‪ ،‬مع ذكاء قلب كسمع‪ ،‬فلو ساؿ‬
‫طبعو كاف رضابان‪ ،‬أك تجسم لطفو لكاف شرابان‪ ،‬كلو خط بديع‪ ،‬كاقتدار على التدبيج‬
‫كالترصيع(ِ)‪ ،‬إف خط ترؾ ابن مقلة(ّ) باكيا‪ ،‬أك نقش الطرس ظننت أنو معصم فتاة فتضمو‬
‫إليك ىساىيان‪ ،‬إلى أف قاؿ‪ :‬كأكؿ ما شعر كنظم من الدرر قولو في القات معميان(ْ)‪:‬‬
‫مليح فاؽ حسنان في (الجماؿ)(ٓ) ‪ ...‬فأردل عاشقيو ببل مبلـ‬
‫ككل قاتل أبدان ببلـ ‪ ...‬كىذا قاتل من غير الـ‬
‫ثم قاؿ‪ :‬كصاحب الترجمة ىو‪ :‬المقصود بقوؿ الوالد العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر(ٔ)‪ ،‬كقد‬
‫صنع زىرة على شكل الزىر المطابق‪ ،‬كمخترع من رايق الصنع ما بو‪ ..‬تبين لليوناف ما حاؾ‬
‫زىرىاف‪:‬‬
‫لو راحة قد أطلعت ثمر الربا ‪ ...‬كلم تعد إال من يداه زىورىا‬
‫انتهى كبلمو كىو اآلف [ِأ‪-‬ب]عين من أعياف ذلك المحل‪ ،‬موصوؼ بالعقل كالرصانة‬
‫كالسيادة كشرؼ النفس‪ ،‬كعلو الهمة كالفكرة الحسنة (‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.)ٕ()-‬‬
‫[(ُّٔ‪ )/‬الحسين بن يوسف بن الحسين زبارة](ٖ)‬
‫(بعدَُُٓ‪ُُِّ-‬ىػ‪ُُٖٖ-ُّٕٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن يوسف بن الحسين بن أحمد زبارة‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ في‬
‫ترجمة جده الحسين(ٗ)‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) التدبيج كالترصيع‪:‬‬
‫كالترصيع‪ :‬نوع من أنواع البديع كىو أف تكوف األلفاظ مستوية األكزاف متفقة األعجاز‪ .‬تتمة‬
‫فهرس (ّ‪.)ْٕٓ/‬‬
‫(ّ) ابن مقلة‪:‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ُ‪ )ّٗٓ/‬عن ما ىنا كالمقصود بقولو‪ :‬معميان أم ملغزان‪.‬‬
‫(ٓ) فيو "الدالؿ"‪.‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٕ) ما بين ( ) من ( )كليس من كبلـ المؤلف إذ أنو توفي بعد المؤلف بفترة‪.‬‬
‫(ٖ) * نيل الوطر (ُ‪ ،)َْٖ-َْٕ/‬البدر الطالع (ُ‪.)ِّٕ/‬‬
‫(ٗ) الترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٓ/‬‬

‫كلد صاحب الترجمة في سنة "تسعة كأربعين كمائة كألف"(ُ)‪ ،‬كنشأ بػ(الركضة) ك (صنعاء) في‬
‫حجر كالده‪ ،‬كقرأ عليو كعلى غيره في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كاألصوؿ‪ ،‬كأخذ في الحديث‬
‫على شيخنا الوجيو(ِ) كطالع كدرس كنهج منهج كالده في التقول كالصبلح‪ ،‬كىو اآلف على‬
‫حالو الجميل(ّ) كأجاز لشيخ اإلسبلـ محمد بن علي الشوكاني جميع ما يركم عن أبيو عن‬
‫جده‪ ،‬ثم كانت كفات المترجم لو في أكؿ المحرـ سنةُُِّىػ أحد كثبلثين كمائتين كألف‪.‬‬
‫[(ُّٕ‪ )/‬الحسين بن يحيى الديلمي](ْ)‬
‫(ُُْٗ‪ُِْٗ-‬ىػ‪ُّْٖ-ُّْٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو كمشائخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين " " ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ِ) أم عبد القادر بن أحمد الكوكباني‪.‬‬
‫(ّ) في (ب) كرد بعد اللفظ"الجميل" ثم توفي في أكائل شهر محرـ سنة (ُُِّىػ) كىو‬
‫ليس من نص المؤلف كإنما أثبتو الناسخ إذ ككما سبق التنويو أف المؤلف رحمو اهلل توفي سنة‬
‫(ُِِّىػ)‪.‬‬
‫(ْ) * ‪-‬مطلع األقمار لحيدرة ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬نيل الوطر (ُ‪ ،)َُْ/‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪ ،)ِِّ/‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)َِٖ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫(َٕ‪ ،)ُُْ،ُٔٔ،ُِْ،ِٕٔ،َُّ،َّٗ،‬مجلة التراث موضوع (معجم ما كتبو عن‬
‫الزىراء) لعبد الجبار الرفاعي العدد (ُْ) سنة َُْٗىػ‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُُٖ/‬التقصار‬
‫(ٕٓ‪ )ٕٔ-‬كانظر الفهارس العامة ص (ْْٓ)‪ ،‬ذيل أجود المسلسبلت‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ترجمة (ّٓٗ) تحت الطبع‪.‬األعبلـ (ِ‪.)ِِٔ/‬‬

‫(ِ‪)ٔ/‬‬

‫سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن يحيى الديلمي(ُ)‪ ،‬نشأ بػ(ذمار) كحقق الفقو كالفرائض على‬
‫المشائخ كالفقيو عبد اهلل بن حسين دالمة(ِ)‪ ،‬كالفقيو علي بن أحمد بن ناصر الشجني(ّ)‪،‬‬
‫حتى مهر في ذلك كطاؿ باعو كأفتى كدرس كاعتمدت فتياه‪ ،‬ثم رحل إلى شيخنا الوجيو‬
‫بػ(صنعاء)‪ ،‬فقرأ عليو (صحيح مسلم) كأجازه إجازةن عامةن‪ ،‬كلو مشاركة في النحو كشغلة‬
‫بالحديث كالتفسير‪ ،‬كعمل بما صح لو من األدلة‪ ،‬كقد كاف رحل في سنة خمسة كسبعين كمائة‬
‫كألف‪ ،‬إلى (صنعاء) فقرأ على البدر األمير(ْ) في (سنن أبي داكد) كغيرىا‪ ،‬كقرأ على السيد‬
‫العبلمة القاسم بن محمد الكبسي(ٓ) في الحديث‪ ،‬كعلى سيدم العبلمة يوسف بن الحسين‬
‫زبارة(ٔ) في األصوؿ‪ ،‬كعلى سيدم إسماعيل بن الحسن بن المهدم أحمد بن الحسن(ٕ) في‬
‫علم العربية كالمنطق‪.‬‬
‫[مولده كمؤلفاتو]‬
‫كمولده في سنة تسعة كأربعين كمائة كألف(ٖ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية نسبو‪ :‬بن إبراىيم بن يحيى بن علي بن ناصر بن محمد بن المنتصر الديلمي الحسني‬
‫الذمارم كعلي بن ناصر الديلمي ىو الجامع لذرية اإلماـ المنصور باهلل الناصر أبو الفتح‬
‫الديلمي الذين بمدينة ذمار‪.‬‬
‫(ِ) ينظر ترجمتو بمطلع األقمار ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪.‬‬
‫(ّ) ينظر ترجمتو بمطلع األقمار ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪.‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٓ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٕ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٖ) * في مطلع األقمار‪ :‬كلد بشهر رجب ُُْٖىػ‪ .‬كصاحب الترجمة عمر طويبلن إذ توفي‬
‫في (ُٕ‪ُِْٗ/ُُ/‬ىػ)‪ ،‬كأرخ تاريخ كفاتو (كىو مكتوب على ضريحو) بعض أدباء عصره‬
‫بأبيات منها‪:‬‬
‫(شيد الخلد للحسين بن يحيى)‪.‬‬

‫(ِ‪)ٕ/‬‬

‫كلو مؤلفات(ُ) منها‪( :‬اإلقناع في الرد على من أحل السماع) ك (العركة الوثقى في أدلة‬
‫مذاىب ذكم القربى)‪ ،‬قد بيض من اآلف مائة كراس‪ ،‬كلو (منظومة في األسماء الحسنى) نحو‬
‫مائة بيت على نظم (نخبة الفكر) البن حجر‪ ،‬كشرحها كنظم (المعيار في األصوؿ) في نحو‬
‫اثني عشر مائة بيت(ِ) على نحو نظم (الشاطبية)(ّ)‪.‬‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى بعض العلماء من أصحابو كقد كلي بعض األعماؿ الدكلية في قصيدة‬
‫طويلة منها(ْ)‪:‬‬
‫آه من دىر خؤكف أىلو ‪ ...‬ال يركف العلم للدين شعارا‬
‫جمعوا علمان بماضي عمرىم ‪ ...‬حالهم أحسن إذا كانوا صغارا‬
‫فإذا ما الشيب في أذقانهم ‪ ...‬مؤلكا اآلفاؽ ظلمان كبوارا[ٓأ]‬
‫(ُّٖ‪ )/‬الحسين بن محمد الجرموزم](ٓ)‬
‫(نحوَُُٗ‪ُُِٕ-‬ىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫األخ شرؼ اإلسبلـ الحسين بن محمد بن حسين بن قاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد‬
‫الجرموزم‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ في ترجمة عم جده السيد أحمد بن حسن الجرموزم(ٔ)‪.‬‬
‫[نشأتو كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٗٗ‪.)ََْ-‬‬
‫(ِ) أم (ََُِبيت)‪.‬‬
‫(ّ) الشاطبية‪.:‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ُ‪ )َِْ/‬عن ما ىنا كلصاحب الترجمة أشعار كثيرة‪ .‬ينظر مطلع األقمار‬
‫مصدر سابق‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪.)َْْ-َِْ/‬‬
‫(ٓ) ** ‪-‬نيل الوطر (ُ‪.)ّٖٗ-ّٗٔ/‬‬
‫(ٔ) الترجمتو ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٖ/‬‬
‫نشأ صاحب الترجمة بػ(صنعاء) كقرأ على سيدم العبلمة حسين بن يوسف زبارة(ُ)‪ ،‬كعلى‬
‫القاضي العبلمة الحسين بن أحمد السياغي(ِ) كغيرىما‪ ،‬كبالجملة فإنو قرأ في النحو‪،‬‬
‫كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كالمنطق‪ ،‬كحضر [ّأ‪-‬ب]على شيخنا (البرىاف) في سماع بعض من‬
‫(صحيح مسلم) كأخذ عنو شطران من (شرح الرضى على الكافية)‪ ،‬كطالع اللغة كالدكاكين‬
‫الشعرية‪ ،‬كالمجموعات األدبية كالكتب التاريخية‪ ،‬كنظم الشعر البديع ككاتب األدباء‪ ،‬ككتب‬
‫الخط الحسن‪ ،‬كلو شمائل لطيفة جدان‪ ،‬كرقة طبع ككقار كسكينة‪ ،‬كسمت حسن كتواضع كمحبة‬
‫للخموؿ‪ ،‬ككثيران ما ينقبض عن الناس كال يشتغل إال بما يعنيو‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو]‬
‫كمولده في حوالي التسعين كمائة كألف‪.‬‬
‫كتوفي في شهر رمضاف سنة سبعة عشرة كمائة (كألف)(ّ)‪ ،‬ككاف قد اعتراه في سنة كفاتو‬
‫كساكس سوداكية(ْ)‪ ،‬فتغير بها عقلو حتى ألقى نفسو في (بير البيت) الذم كاف فيو كمات بين‬
‫الماء من حينو –رحمو اهلل تعالى‪-‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن شعره ما كتبو إلى جامع ىذه التراجم لطف اهلل بو ككفقو لما يحب كيرضاه‪ ،‬كذلك في شهر‬
‫رمضاف سنة خمس عشرة كمائة كألف(ٓ)‪:‬‬
‫كقوؼ بالطلوؿ كبل كقوؼ ‪ ...‬كما بالربع أقفر عن أليف‬
‫أيهدأ خافق البرؽ اليماني ‪ ...‬كقلبك من بثينة في كجيف‬
‫كترقا أدمع السحب الهوامي ‪ ...‬كلم يسترؽ جفنك عن نز ً‬
‫يف‬
‫فدع رسمان بو األعبلـ تبدك ‪ ...‬كعبراني مسطور الحركؼ‬
‫كشق نواصي البيداء كارسم ‪ ...‬على ىاماتها بيد الحركؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ما بين ( ) ساقط في (أ)‪.‬‬
‫(ْ) كساكس سوداكية‪ :‬الوسواس مرض يحدث من غلبة السوداء يختلط معو الذىن‪ ،‬كىو أف‬
‫المتكلم يخلط في كبلمو بما يدىش السامع‪َّ ،‬أما السوداكية‪ :‬فأحد األخبلط األربعة التي ذىب‬
‫األقدموف أف الجسم مهيأ عليها‪ ،‬منها قوامو كمنها صبلحو كمشاذه كىي‪ :‬الصفراء كالدـ أك‬
‫انفصاـ الشخصية أك ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫(ٓ) في (أ)‪ :‬سنة خمس عشرة كمائة كألف‪.‬‬
‫(ِ‪)ٗ/‬‬

‫فما األحباب إال حيث كانوا ‪ ...‬بجنب لي شتائي أك مصيفي‬


‫كدار ما بها حب دثار ‪ ...‬كإف خلت ذراىا بالشنوؼ‬
‫كقفنا نستقي العذرات ريان ‪ ...‬و‬
‫لناد مثل جثماف نحيف‬
‫بلى تثنى بحيرتها المعاني ‪ ...‬كما افتقرت إلى رم كريف‬
‫كما أف الغناء لنفس حر ‪ ...‬بتأليف الكماؿ عن األلوؼ‬
‫كما التحرير كالتهذيب إال ‪ ...‬لسعد ما أتيح للشريف[ٔأ]‬
‫كخير مقلد دران تخلت ‪ ...‬بو األكراؽ ماجيد الوصيف‬
‫إماـ العلم كالعمل المزكى ‪ ...‬أصيل الرأم كالحسب المنيف‬
‫تى ينمو كل عميد قوـ ‪ ...‬تجهم ما سول الخلق العفيف‬
‫ف ن‬
‫توقد بالذكاء فنار منو ‪ ...‬سنان جلى دجى المعنى اللطيف‬
‫كمن شعره مكاتبان للحساـ محسن بن عبد الكريم[بن أحمد بن محمد إسحاؽ] كلعل جوابو‬
‫سيأتي في ترجمتو(ُ)‪:‬‬
‫أرؽ حسبت لو الكرل لم يخلق ‪ ...‬كجول لفرط صبابة كتشوؽ‬
‫كحشاشة نفذت فهل أجريتها ‪ ...‬من مقلتي بماء دمع مطلق‬
‫كظنى أذاب الجسم حتى كدت أف ‪ ...‬أخفي على الزرقاء ما لم أنطق‬
‫ن‬
‫كلطالما ركعت قدمان بالنول ‪ ...‬فرقا كلما يأف يوـ تفرقي‬
‫فاليوـ يا قلب الذم فارقتني ‪ ...‬باف الخليط كبنت عني فافرؽ‬
‫كسرل نسيم الفجر أحسب إنو ‪ ...‬من رامة فسواه لم استنشق‬
‫لطفت على قلب الشجي أنفاسو ‪ ...‬أتراه ضاع بعرؼ ذم الثغر النقي‬
‫سقيا لذاؾ الحي من كادم منى ‪ ...‬كىو الذم بغزير دمعي قد سقي‬
‫كمعاىد أبلى الجديد جديدىا ‪ ...‬ككأنو لم يبق منها ما بقي‬
‫الحت لعيني بعد ألم دمنو ‪ ...‬تبدك كأكؿ شيب شعر المفرؽ‬
‫كلقد كقفت بها نهارم سائبلن ‪ ...‬كمن العنا سؤاؿ من لم ينطق‬
‫عز اصطبارم اليوـ بعد ىنيدة ‪ ...‬كأعز مطلوب عزان من شيق‬
‫كصحا لحائي في ىواؾ كإنني ‪ ...‬لم أصح عن تبريح كجد محرؽ‬
‫ملت عليك اللوـ أـ رقت لما ‪ ...‬ألقى فهبل كنت أكال ترفقي‬
‫يا ىذه تلفت فإف لم تدركي ‪ ...‬ركحي فدتك بيوـ كصل تزىق‬
‫ما كاف حظي منك إال ذا النول ‪ ...‬أبدان على مثلي قضى الحظ الشقي‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف كاألبيات أكردىا زبارة عن ما ىنا (ُ‪.)ّٗٔ/‬‬

‫(ِ‪)َُ/‬‬

‫ىيهات تعركني لحبك سلوة(ُ) ‪ ...‬فتحكمي جوران علي أك ارفقي‬


‫حبي على مر الزماف كمجد فخػ ‪ ...‬ػر بني البتوؿ كبلىما لم يخلق‬
‫كلو مكاتبان للمذكور[ٕأ]‪:‬‬
‫معاىدان سمراء الكثيب سقاؾ ‪ ...‬كجاد بهطاؿ الرباب ذراؾ‬
‫متى يك عهد الراحلين عن اللول ‪ ...‬كأنك ال تدرين عهدان أكالؾ‬
‫يشابهني جسمان كال ريب أنو ‪ ...‬الببلء محى جسمي معان كمحاؾ‬
‫سعدت بهم دىر فلما ناء سعت ‪ ...‬إليك من األياـ خيل شقاؾ‬
‫كىيفاء أما كجهها مما اقتسم ‪ ...‬كأف ىبلؿ في األسرة حاكي‬
‫ً‬
‫كاإلىبلؾ‬ ‫تفرؽ ما بين القلوب كأىلها ‪ ...‬كتجمع بين الوجد‬
‫تعرض لي منها على حين غفلة ‪ ...‬أغن غضيض الطرؼ خوط أراؾ‬
‫إذا خلق السلواف برد صبابة ‪ ...‬لبست قشيب الشوؽ إثر نواؾ‬
‫كأعجب من لوـ الوشاة كأنما ‪ ...‬سوام محبان مغرمان بسواؾ‬
‫ففي كل قلب منهم كل جمرة ‪ ...‬بكل حريق أين صار ثواؾ‬
‫لك اهلل ما أدناؾ من كد محسن ‪ ...‬كدادان لو في القلب فعل ىواؾ‬
‫سلي تخبرم عن صادؽ العزـ كالذكاء ‪ ...‬شديد صفات القلب يوـ شجاؾ‬
‫كفي السلم أال تسألي الركض فاسألي ‪ ...‬النسيم بو لطفان يجبك بذاؾ‬
‫كفي الفهم ال تسألي السيف فاسألي ‪ ...‬بو البرؽ ذاكي البرؽ كيف نداكي‬
‫كفي النظم أال تسألي الخمر فعلة ‪ ...‬فما ىو إال في رحيق لماكي‬
‫كلو مكاتبان في شهر رمضاف سنة إحدل عشر كمائة كألف‪:‬‬
‫طلولك ال يجدم بها اليوـ تسألي ‪ ...‬كىل مسعدم بالرد أشخاص أطبلؿ‬
‫كطيفك أما زارني عنك لم يكن ‪ ...‬بغي كىل يركم عليل من اآلؿ‬
‫كمن لي كقد أرضا بطيفك زائران ‪ ...‬كطيب الكرل عن سوح جفن بأمياؿ‬
‫تألف ما بين السهاد كناظرم ‪ ...‬تألف ما بين الفؤاد كبالباؿ‬
‫كأف الكرل حرؼ السكوف كمقلتي ‪ ...‬لساف يركـ النطق من دكف إيصاؿ‬
‫أطلت كقوفي بالطلوؿ فعلة ‪ ...‬كىل أنا إال مستشير ألعبللي‬
‫كقوؼ ج وو لم يفرؽ الشوؽ ساعة ‪ ...‬كلم يخطر السلواف يومان على بالي‬
‫إذا راـ كتماف الهول بعثت بو ‪ ...‬بواد رجفنا بالمدامع ىطاؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬ىيهات أكاف حظي سلوة‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُ/‬‬

‫ركيدؾ بي يا ىند فالحب كالذم ‪ ...‬حباؾ بديع الحسن أسرع قتاؿ‬


‫تبلفي تبلفي بالوصاؿ فمهلكي ‪ ...‬نواؾ كأني عنك لم أؾ بالسالي‬
‫كال تحسبي صدؽ ‪ ..............‬كاشح ‪ ...‬سلي عن ىواؾ القلب يا ربة الخاؿ‬
‫لك اليوـ مني خالص الود فاعلمي ‪ ...‬كإف أكثركا لومي عليك كتعذالي‬
‫ىواؾ حياتي كالحياة ذميمة ‪ ...‬إذا لم أنل من طيب كصلك آمالي‬
‫لعل زمانان يجمع الشمل بيننا ‪ ...‬كنسعد باآلماؿ من بعد إىماؿ‬
‫كحقك ما للقلب من أرب سول ‪ ...‬لقاؾ كمدح المحرز الفضل في اآلؿ‬
‫كلو إلى المولى العبلمة ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن علي بن حميد الدين(ُ)‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعزية‬
‫بموت حفيده العبلمة الجليل شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي بن إسماعيل(ِ)‪-‬رحمو اهلل‬
‫تعالى‪ ،-‬ككانت كفاتو في شهر جمادل األخرل سنة خمس عشرة كمائة كألف‪:‬‬
‫نوسيك أـ آسى كقارؾ أخلق ‪ ...‬كمنا بأدكاء الحوادث أحذؽ‬
‫ككيف نواسي من بو حسن األسى ‪ ...‬كيرتاب صدع الصيلم المتفتق‬
‫لئن جل رزء ما دىينا بمثلو ‪ ...‬كال كلعمر كاهلل كاليوـ مزىق‬
‫ففي جلل األخطار فضل ذكم النهى ‪ ...‬كأجدر بالفضل الخطير كأليق‬
‫كليس بمجد أسفان طوؿ حزنو ‪ ...‬كال معتب من صارؼ الدىر محنق‬
‫كىن المنايا إف رمت بسهامها ‪ ...‬تقرطس في آجالنا كتفوؽ‬
‫كأعيانها ما أف تزاؿ بصيرة ‪ ...‬بأمثالنا ترنو لو كتحدؽ‬
‫كفي كل يوـ تلك رجفة تذيقو ‪ ...‬مجاسده تحت الصفيح تمزؽ‬
‫كال لحدين فت باألمس شخصو ‪ ...‬كمن دكنو باب من الموت مغلق‬
‫فللو متكوؿ إلي محبب ‪ ...‬كمصحف علم غودر اليوـ مطلق‬
‫كميت على رغم المحامد كالعبل ‪ ...‬بأثناه في الحي المحافل تنطق‬
‫تقاـ مواسم للمعالي نوائحان ‪ ...‬على قبره منها الجيوب تشقق‬
‫يعز على العلياء فقداف طلعة ‪ ...‬لها قمر من أكضح البشر مشرؽ‬
‫كبدر تماـ عوجلت لمحاقو ‪ ...‬كذلك شأف البدر في التم يمحق‬
‫كنصل حساـ لهزـ أغمد الردل ‪ ...‬كيا بعد ما إف جرد النصل يلحق‬
‫تعينني فيو الزماف كإنما ‪ ...‬تصاف ذخيرات النفوس فتنفق‬

‫(ِ‪)ُِ/‬‬

‫فبل تحسبن الصبر مشرب عبرتي ‪ ...‬عليو كال ثوب األسى فيو يخلق‬
‫تلقاه غفر اهلل من ميت ثول ‪ ...‬كمن يلقو الغفراف فهو الموفق‬
‫كسقيا لقلب في الببلقع جنة ‪ ...‬أجش سماكي يحن كيبرؽ‬
‫كلو مهنيان للحساـ بالعافية من مرض ألم بو في سنة ُُِِىػ‪:،‬‬
‫بربك اليوـ قلي من نهنيو ‪ ...‬فكلنا ندعي أف الشفاء فيو‬
‫جسم ألم بو الشكول فوا عجبان ‪ ...‬ما للقلوب تشكي من تشكيو‬
‫كأنما أنت ركح للجسوـ كىل ‪ ...‬للجسم إال شفاء الركح يشفيو‬
‫عوفيت من ألم ما كنت أحسبو ‪ ...‬إال بجسمك جزء من تجزيو‬
‫لك البشارة فاىن اليوـ عافية ‪ ...‬كصحة في ثرل عيش كتنويو‬
‫كللقلوب لقد ألبستها جلل السلواف ‪ ...‬من بعد ما كادت تسنيو‬
‫سرت بربك حقان كاستسر بو ‪ ...‬كجو الزماف طليق البشر باقيو‬
‫كظل سحب مختاؿ كال عجب ‪ ...‬على العصور ذيوؿ الزىو كالتيو‬
‫ككيف ال تفخر أياـ بو كقد ‪ ...‬تقلدت بعقود من آلليو‬
‫لقد طلعت علينا اليوـ بدر على ‪ ...‬كل يود إلى األحشاء يؤكيو‬
‫كأشرقت بك شمس المجد في أفق ‪ ...‬العلياء كاتسقت أقمار ناديو‬
‫فاىنا السبلمة كاظفر ما ظفرت بو ‪ ...‬من المثوبة كاذكر فضل معطيو‬
‫لقد حباؾ ببر آجل كأتى ‪ ...‬بعاجل البر طوالن من أياديو‬
‫ىي المسرة تخضر الرياض لها ‪ ...‬كينشد الورؽ تطوينا أغانيو‬
‫أنزه الطرؼ منها في خيالك ‪ ...‬أحيانان كطوران بأفكارم أناجيو‬
‫كما عسى تبلغ المشتاؽ من كطر ‪ ...‬إال تقاصر عنها في تناىيو‬
‫أزينة العصر كالمولى الذم ملكت ‪ ...‬رؽ القلوب رقاؽ من حواشيو‬
‫فيما المبلـ لدىر قد كجدت بو ‪ ...‬ما ساء قط زمانان محسنان فيو‬
‫بحسب دىرؾ إف أضحى كأنت لو ‪ ...‬شمس النهار كبدر في دياجيو‬
‫لقد رضيت بود منك عن مبلئي ‪ ...‬كسمتكم فيو صافيو ككافيو‬
‫كللمودة معنى عز مدركو ‪ ...‬لدل القلوب عبارات تأديو‬
‫لو من قصيدة‪:‬‬
‫أغمدت نصل الشعر ما لم أنتخب ‪ ...‬لفريده فوالذ كل نظاـ‬
‫كأسمتو خسفان إذا قلدتو ‪ ...‬جيدان تعطل من يحلى األعبلـ‬
‫[(ُّٗ‪ )/‬الحسين بن أبي الغيث بن المطهر الحسني](ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّ/‬‬

‫(…‪…-‬ىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن أبي الغيث بن المطهر بن عز الدين بن محمد بن أحمد بن‬
‫محمد بن علي بن عز الدين بن علي بن يحيى بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر بن‬
‫محمد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد اهلل بن يحيى بن المنصور باهلل أحمد الناصر بن‬
‫اإلماـ الهادم‪ -‬عليو السبلـ‪.-‬‬
‫ىكذا ضبطتو عن صاحب الترجمة كقاؿ‪ :‬أف علي بن يحيى ىو الذم انتقل من ىجرة‬
‫(غرباف)(ُ) إلى ىجرة (منقذة) (ِ) من ببلد (ذمار)‪ ،‬كسكن فيها ىو كأكالده‪ ،‬ثم انتقل مع‬
‫أكالده‪ :‬محمد بن أحمد(ّ) كسكن في (مسيب) (ْ) من ببلد (بني شهاب) (ٓ) انتهى‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬أبناء محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحس ون]‬
‫[(َُْ‪ )/‬علي(ٔ)‪ )/ُُْ( ،‬يحيى(ٕ)]‬
‫(ٕٗٔ‪ّٖٕ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫قلت‪ :‬كيحيى بن محمد بن أبي القاسم ىو أخو السيد العبلمة علي بن محمد بن أبي القاسم‬
‫العالم المشهور‪ ،‬صاحب (التفسير الكبير)‪ ،‬ك(تجريد الكشاؼ)‪ ،‬كغيرىما‪.‬‬
‫كىو شيخ السيد العبلمة محمد بن إبراىيم الوزير(ٖ)‪ ،‬كجرل بينهما ما ىو معركؼ كألف السيد‬
‫محمد [بن إبراىيم كتبان] من أجلو كتابو "العواصم كالقواصم"ك"مختصر الركض الباسم" ككاف‬
‫ىذا يحيى بن محمد رئيسان ذا ىمة ككاله اإلماـ المهدم علي بن محمد(ٗ) (حصن ظفار) بعد‬
‫أف قبضو فقتلو األشراؼ الحمزيوف كلو ذرية باقية في نواحي (حوث)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر‪:‬‬
‫(ِ) ينظر‪:‬‬
‫(ّ) ىو محمد بن أحمد‪.‬‬
‫(ْ) مسيب‪:‬‬
‫(ٓ) بني شهاب‪:‬‬
‫(ٔ) * الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ّٔٓ‪)َٖ/‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬مطلع البدكر (خ)‪،‬‬
‫المستطاب (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ْٖٓ/‬لوامع األنوار (ِ‪ ،)ِٗ/‬مصادر الحبشي (ِِ)‪،‬‬
‫معجم المؤلفين (ٕ‪ ،)ِِٔ/‬معجم المفسرين(ِ‪ ،)ّٖ/‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ُٕٕ‪ )ُٕٖ-‬ترجمة (ُٕٕ) كمصادره‪.‬‬
‫(ٕ) ** بالنسبة ليحيى ينظر‪:‬‬
‫(ٖ) ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٖٓ‪ )َّٖ-‬ترجمة (َٖٖ)‪.‬‬
‫(ٗ) ينظر ترجمتو نفس المصدر ص (ُٕٓ‪ )ُٕٔ-‬ترجمة (ٕٗٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُْ/‬‬

‫ككاف مولد صاحب الترجمة [……‪)ُ(].‬كشارؾ في المعارؼ كطالع التواريخ كاتصل بالمولى‬
‫صفي اإلسبلـ‪ :‬أحمد بن اإلماـ المنصور باهلل فانتظم في سلك جلسائو‪ ،‬كىو حسن المحاضرة‪،‬‬
‫لبيب في المذاكرة[ُُأ]‪ٓ[،‬أ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[(ُِْ‪ )/‬الحسين بن الحسن األخفش](ِ)‬
‫(…‪-‬بعد ََُُىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد شرؼ كاإلسبلـ الحسين بن الحسن بن علي بن محمد األخفش بن الحسن بن محمد‬
‫بن صبلح كىذا الحسن ابن محمد ىو الجد الجامع (لبني األخفش) ك(بني الشامي)‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) تركت الصفحة (ُِ) في النسخة (أ) بياضان‪.‬‬
‫(ِ) * طيب السمر (ُ‪ ،)ُٕٔ-ُْٕ/‬كالمطبوع (ُ‪ )ُْٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ّْٓ/‬نشر‬
‫العبير (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ُُّ)‪ ،‬تاريخ أبي طالب (انظر الفهرس) مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪ ،)ّْٖ(،)ُّْ/ِ(،)ُّٔ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ) ترجمة (ِّٔ)‪ ،‬الركض‬
‫األغن (ُ‪ ،)ُٔٓ/‬فهارس المكتبات الخاصة (خ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٓ/‬‬

‫ككاف عالمان فاضبلن‪ ،‬كىو أكؿ من خرج من (صعدة) كسكن في (مسور خوالف)‪ ،‬كبقية نسبو‬
‫تقدـ في ترجمة السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ُ)–رحمو اهلل‪ -‬كصاحب الترجمة ذكره‬
‫صاحب "طيب السمر"فقاؿ‪( :‬ىو مجتهد أيامو لم يقلد إال جيد الزىر بدرر كبلمو‪ ،‬عين األعياف‬
‫في الزمن‪ ،‬كسعد العصر كيمن اليمن‪ ،‬أما في النحو فهو األخفش(ِ) على الحقيقة‪ ،‬كالمترع‬
‫منو بكأس عبارتو خندريسو كرحيقو‪ ،‬كأما في األصوؿ فهو طيب الفركع‪ ،‬كأما في التفسير فهو‬
‫ثبت الجناف ال يهولو المشكل كال يركع‪ ،‬كعلى الجملة فهو جامع الفنوف الذم إذا راـ العلماء‬
‫مجاراتو قيل لهم ما ىذا إال جنوف ال يفتر عن الطلب لحظة‪ ،‬كال يبرح يرعى في حدائقو لحظة‪،‬‬
‫مع زىد كقنوع‪ ،‬فهو على النعيم غير ىلوع‪ ،‬ال يبالي كيف أمسى‪ ،‬كال تسمع في ناديو من‬
‫الجزع على الدنيا إال ىمسا‪ ،‬طاىر الحشا عن الشبهات‪ ،‬ال كسائر األكابر الذين ال تسمع‬
‫منهم فيها غير ىات‪ ،‬فهو مذ جعل القناعة لو ىما‪ ،‬كبلغ برد الزىادة لما‪ ،‬يأكل التراث أكبلن‬
‫لما‪ ،‬إلى أف قاؿ‪ :‬كقد كلي الخطابة في أكقات مرت كمر السحابة‪ ،‬كأطاؿ الثناء عليو حتى قاؿ‪:‬‬
‫كلو شعر مسك مداده دارم‪ ،‬ككافور قرطاسو يفوح بما يطيب لكل لبيب دارم‪ ،‬كقولو‪ :‬كقد‬
‫رحل عن كطنو فازدادت أسباب اكتئابو كحزنو(ّ)‪:‬‬
‫يا رفاقي إف غبت عنكم فقد طا ‪ ...‬ر بركحي إليكم االشتياؽ‬
‫لست أرضى بالبعد عنكم كلكن ‪ ...‬قدر اهلل دفعو ال يطاؽ‬
‫أضرـ البين في فؤادم ناران ‪ ...‬تتلظى كمدمعي مهراؽ‬
‫غير أني فوضت أمرم إلى اهلل ‪ ...‬فأرجو أف ينقضي االفتراؽ‬
‫كيطيب اللقاء كنفتح أبوا ‪ ...‬ػبان من العلم نابها اإلغبلؽ‬
‫خانها الدىر مسها الهجر لما ‪ ...‬رفع الجهل رأسو كالنفاؽ‬
‫يسر اهلل فتحها كاجتماعي ‪ ...‬بكراـ طابوا كفاء كفاقوا‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر الترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) األخفش‪ :‬ىم ثبلثة‪ ،‬األخفش الكبير كىو ‪ ،.....‬ككاسط كىو ‪ ،......‬كأصغر كىو ‪،....‬‬
‫ينظر‪.‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪.)ُٕٔ/‬‬

‫(ِ‪)ُٔ/‬‬

‫قلت‪ :‬كصاحب الترجمة قد ذكره أيضان السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير في مؤلفو "نشر‬
‫العبير " مستطردان لذكره كقاؿ‪ :‬إنو أخذ عن القاضي علي بن يحيى البرطي "شرح العضد"مع‬
‫حاشيتو كقاؿ‪ :‬أنو كاف أعجوبة في الذكاء كالفضل كلو فهم كقاد‪ ،‬كطبع منقاد‪ ،‬كإقباؿ على‬
‫التحصيل‪ ،‬كاقتناع من العاجلة بالقليل‪ ،‬مات سنة […‪ ]..‬كمائة كألف[ُّأ]‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو رسائل كمسائل ككعظيات‪ ،‬كمن مؤلفاتو التي فرغ من تسويدىا كتنوقلت "أعبلـ األعبلـ‬
‫بأشكاؿ محاجة آدـ كموسى عليهم السبلـ"كىو عندم في جزء لطيف قرر فيو أف المحاجة‬
‫التي كقعت بينهما ليست في الخركج كاإلخراج كزيف األجوبة التي كاف الصدر األخير قد‬
‫اعتمدىا مما ذكره النوكم في (شرح مسلم) كالحافظ السيوطي‪ ،‬كابن أبي شريف‪ ،‬كالسيد‬
‫محمد بن إبراىيم‪ ،‬كتبعهم في ذاؾ الشيخ العبلمة صالح المقبلي‪ ،‬ككنت علقت على ىذا‬
‫المؤلف "حاشية كشف اللثاـ عن حقيقة األعبلـ"‪ ،‬كقبره بػ(كوكباف) مشهور مزكر كلي فيو مرثية‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫أقضاء جفت بو األقبلـ ‪ ...‬أـ مصاب خفت لو األحبلـ‬
‫كمنها في كصفو‪:‬‬
‫كذكاء ما كاف البن دقيق ‪ ...‬العيد يومان ببعضو إلماـ‬
‫انتهى‪ .‬قلت‪:‬كمن مؤلفات صاحب الترجمة "رسالة في قراءة الفاتحة خلف اإلماـ"‪.‬‬
‫[(ُّْ‪ )/‬استطراد‪ :‬محمد بن الحسن بن علي األخفش](ُ)‬
‫(…‪ُُِٓ-‬ىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫كلصاحب الترجمة أخ اسمو‪ :‬محمد بن الحسن‪ ،‬ككاف فاضبلن عالمان‪ ،‬كتخرج على السيد‬
‫العبلمة عبد اهلل بن يحيى بن المفضل كقد ترجم لو (صاحب الطيب) كأكرد من شعره قولو في‬
‫مليح يلقب بالقانصي(ِ)‪:‬‬
‫ريم أخاطبو بود خالص ‪ ...‬أنت الذم أبديت فيك خصائصي‬
‫حليت مذ أحكمت عقد جوانحي ‪ ...‬في القلب ال تعدك شراؾ القانصي‬
‫[(ُْْ‪ )/‬استطراد‪ :‬الحسن بن علي األخفش](ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * طيب السمر (ُ‪ ،)ُٕٖ-ُٕٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ْٓٔ-ْٓٓ/‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ُٕٖ-ُٕٕ/‬‬
‫(ّ) ** طيب السمر (ُ‪ ،)ُّٕ-ُِٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ْٓٔ/‬‬

‫(ِ‪)ُٕ/‬‬

‫كأما أبوىما السيد الحسن بن علي‪ ،‬فكاف سيدان فاضبلن عالمان‪ ،‬لطيفانأديبان‪ ،‬ككاف عامبلن على‬
‫بعض الببلد‪ ،‬كسكن (كوكباف)‪ ،‬كمن شعره قولو من أبيات(ُ)‪:‬‬
‫فوا عجباه من ًغنى وج ‪ ...‬لعهد محبٌة غدرا‬
‫كيا يح ىرقاه من دعج ‪ ...‬بسحر لحاظو سحرا‬
‫ككم القيت من خطر ‪ ...‬كقد عاينتو خطرا‬
‫ككم كجد أكابده ‪ ...‬أثار بمهجتي شررا‬
‫أقوؿ لو كقد عاينػ ‪ ...‬ػت بدر جمالو سفرا‬
‫سلبت القلب أحرقت ‪ ...‬الفؤاد أذقتني الصبرا‬
‫كيا غصن األراؾ أما ‪ ...‬كفى ما في ىواؾ جرا‬
‫فلي قلب يذكب جول ‪ ...‬كطرؼ حالف السهرا‬
‫كال انفك من كلو ‪ ...‬أدير تقلبي الفكرا‬
‫كصلى اهلل ما لمعت ‪ ...‬بركؽ في الدجا سحرا‬
‫كما غنت مطوقة ‪ ...‬كأبكى شجوىا المطرا‬
‫على من طاب عنصره ‪ ...‬كمن أسرم بو فسرا[ُّ]‬
‫[(ُْٓ‪)/‬الحسين بن مهدم النعمي](ِ)‬
‫(ُُّٗ‪ُُٖٕ-‬ىػ‪ُّٕٕ-ُِٕٔ/‬ـ)‬
‫السيد الحسين بن مهدم النعمي(ّ)‪.‬‬
‫[(ُْٔ‪)/‬الحسين بن الحسن العوامي](ْ)‬
‫(…‪ُُُٓ-‬ىػ‪َُِٕ-…/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد الحسين بن الحسن بن صبلح بن المطهر تاج الدين العوامي‪ ،‬كسيأتي بقية نسبو في‬
‫ترجمة سيدم عبد اهلل بن أحمد العوامي(ٓ)‪ ،‬كنسبهم يرجع إلى الحسين بن اإلماـ يوسف‬
‫الداعي‪.‬‬
‫[نعتو كمشائخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُّٕ-ُِٕ/‬نشر العرؼ (ُ‪ )ْٓٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) * خبلصة العسجد (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٕٔ/‬دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪) /‬‬
‫بتحقيقنا‪ .‬مقدمة معارج األبيات (ُُ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ُّٕ)‪ ،‬فهرست المخطوطات في‬
‫حضرموت (ُٖ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية (ترجمة ّّٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُٕٖ/‬الجامع‬
‫الوجيز (خ)‪ ،‬كفيو كفاتو سنة (ُُُٓىػ)‪.‬‬
‫(ّ) ىكذا في النسخة(أ) أما (ب) فساقط كصاحب الترجمة ىو‪ :‬السيد العبلمة النبيل الحسين‬
‫بن مهدم النعمي التهامي ثم الصنعاني كفد من مدينة صبيا إلى صنعاء لطلب العلم……لمزيد‬
‫حوؿ ترجمتو انظر المصادر السابقة‪.‬‬
‫(ْ) ** طيب السمر (ُ‪ ،)ِٕٔ/‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِْٓ/‬عن ما ىنا‪،‬‬
‫بتحقيقنا‪.‬‬
‫(ٓ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُٖ/‬‬

‫كصاحب الترجمة كاف فاضبلن‪ ،‬كرعان‪ ،‬زاىدان‪ ،‬عبلمة متفننان‪ ،‬ذكيان‪ ،‬قرأ على القاضي علي‬
‫البرطي(ُ) في "األصوؿ" كعلى غيره من علماء صنعاء‪ ،‬كقرأ على القاضي محمد بن الحسن‬
‫الحيمي(ِ)‪ ،‬كقرأ في الفقو على كالده السيد العبلمة الحسن بن صبلح العوامي(ّ)‪ ،‬كبالجملة‬
‫فإنو حقق في علوـ العربية‪ ،‬كفي الفقو كاألصوؿ‪ ،‬كقد ترجم لو تلميذه صاحب الطيب كأثنى‬
‫عليو كقاؿ‪( :‬إف لو حدة كأنها جذكة كحرارة طبع‪ ،‬ما حذا أحد فيها حذكه‪ ،‬إذا راجع فمنتقد‪،‬‬
‫كإذا ركجع فنار تتقد‪ ،‬يرجع مباريو باليأس‪ ،‬ألنو في جميع الفنوف ذك نص ما لو قياس‪ ،‬بمرىف‬
‫ذىن أمضى من أمس‪ ،‬كحجج نيرة أضول من الشمس‪ ،‬يهز رمح يراعو‪ ،‬فيهزـ من ىز رمحو‬
‫عند قراعو‪ ،‬إذا أفعم مداده بالشميم‪ ،‬توارل نشر المسك تحت أذياؿ النسيم)(ْ)‪ ،‬انتهى‬
‫كبلمو‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككلي القضاء بببلده (بني عواـ)(ٓ) بعد موت كالده بها‪ ،‬ككاف عفيفان متورعان ال يحابي أحدان‪،‬‬
‫كمات بعد أف بلغ األربعين‪ ،‬كمن شعره ما كتبو إلى السيد العبلمة الحسين بن الحسن‬
‫األخفش(ٔ) المقدـ ذكره(ٕ)‪:‬‬
‫رماح كال أعني الردينية السمرا ‪ ...‬إذا خطرت صار األناـ لها أسرل‬
‫كبرؽ من الثغر الشنيب تؤلألت ‪ ...‬بأيماضو أرجاء كاظمة الخضرا‬
‫ملتفتى شزرا‬
‫ن‬ ‫كجيد كما يعطوا إلى الباف شادف ‪ ...‬تراه إذا أعطاؾ‬
‫كبي رشا ال يستطاع فراقو ‪ ...‬كيفتك بي ظلمان كيمنعني النزرا‬
‫إذا ما رآه دمعي على الخد سائبلن ‪ ...‬يقوؿ إذ ال أمنع السائل النهرا‬
‫كضيف من الطيف الملم بنا سرا ‪ ...‬فقلت لو أىبلن كسهبلن لك البشرا‬
‫عسى خبران من ظبي نجد كرعيو ‪ ...‬تزيل بو عني لظى الفقد كالحرا‬
‫فقاؿ نعم كالحاؿ ما تعهدكنو ‪ ...‬على أف سر الهجر أظهره جهرا‬
‫أجل ككذا المحبوب يظهر جفوة ‪ ...‬كيزداد مهما قيل يحلو إذا مرا‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو‪:‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ينظر ترجمتو‪:‬‬
‫(ْ) طيب السمر (ُ‪.)ِٕٔ/‬‬
‫(ٓ) بني العواـ‪:‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٕ) طيب السمر (ُ‪ ،)ِٔٗ-ِٖٔ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ّْٓ/‬‬

‫(ِ‪)ُٗ/‬‬

‫فقلت دعوني أترؾ الحب سلوة ‪ ...‬كأمدح من في العصر أكرمهم طرا‬


‫كثير العطاء جم النداء كاسع الحداء ‪ ...‬بو ازداف أىل العصر إذ زين العصرا‬
‫منها‪:‬‬
‫إماـ لو كل العلوـ ركاية ‪ ...‬كلكنو دكف األناـ بها أدرل[ُٔ‪-‬أ]‬
‫كىي طويلة فأجابو(ُ) بقصيدة أكلها(ِ)‪:‬‬
‫أيا ماجدان حاز النباىة كالفخرا ‪ ...‬كخص بعلم راسخ فعلي قدرا‬
‫كحقق بالذكؽ السليم حقائقان ‪ ...‬تحير فيها كل من أعمل الفكرا‬
‫كغاص إلدراؾ الدقائق فارتقى ‪ ...‬مقامان على الجوزاء كالشمس كالبدرا‬
‫كسابق فرساف البراعة يافعان ‪ ...‬فجبلٌ كصبلٌ أنو اآلية الكبرل‬
‫نظامك كافى يخجل البدر نضده ‪ ...‬كإشراقة لكنو جاكز السحرا‬
‫تعالى عن الشعر المنقح كارتقى ‪ ...‬إلى فلك الشهب الثوابت كالشعرا‬
‫كقصر عنو نظم كل يم ىحبّْر ‪ ...‬فما ابن دريد ما الصفي كما الورا‬
‫كما الصاحب الكافي إليو كما البها ‪ ...‬زىير كقصدم كل من نظم الشعرا‬
‫ىم ابن عطاء كاصل كنظامك البليغ ‪ ...‬إذا ما عارضوه كحرؼ الرا‬
‫منها‪:‬‬
‫كلوال اتساع القوؿ في كصف مجدؾ ‪ ...‬العلي لما استطعت القريض كال النثرا‬
‫لذلك جانبت النسيب كلم أقل ‪ ...‬ركيدان بصب مغرـ بكم مغرا‬
‫على أنني في حلية الحب سابق ‪ ...‬عرفت الهول من قبل أف أعرؼ األمرا‬
‫كآيات شرعي في الغراـ ثوابت ‪ ...‬تجل عن اإلنشاء كالنسخ كاإلغرا‬
‫كمرسل دمعي سنة غير أنو ‪ ...‬عن النار ينبي ال عن الجنة الخضرا‬
‫كيا حبذا نار الغراـ كحبذا ‪ ...‬الغراـ كما أحلى الغراـ كما أمرا‬
‫فما الحي إال من يقارنو الهول ‪ ...‬شبابان كشيبان ثم يقتلو صبرا‬
‫كلو قاـ بالضم التعشق للدما ‪ ...‬الغواني لفاقت في نظارتها التبرا‬
‫كدكنك أبيات القصور جرت على ‪ ...‬طراز مبانيك التي تخجل الزىرا‬
‫كعذران عن الترغيب في مذىب الهول ‪ ...‬نفيت فإني ما شرحت بو صدرا‬
‫كلي في كبلـ ظاىر فيو مقصدم ‪ ...‬سواه ىو األكلى بذلك كاألحرا‬
‫كفي منهج التعريض مندكحة ‪ ...‬عن القبيح كموالنا الكريم بذا أدرا‬
‫__________‬
‫(ُ) أم العبلمة الحسين بن الحسن األخفش‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)َِٕ-ِٔٗ/‬‬

‫(ِ‪)َِ/‬‬

‫أليس رسوؿ اهلل عرض مخبران ‪ ...‬لمن سألتو الكشف عن حالها األخرل‬
‫كال زلت بحران في المعارؼ كلها ‪ ...‬كبران كبدران في سماء بني الزىرا‬
‫(تمت كهلل دره)(ُ)‪.‬‬
‫[(ُْٕ‪ )/‬حسين بن محمد جحاؼ الحبورم](ِ)‬
‫(…‪-‬قبلُُْٔ ىػ‪ُّّٕ-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫السيد حسين بن محمد شعباف الجحافي الحبورم(ّ) ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪:‬‬
‫"ىو أديب شهير‪ ،‬ركض أدبو نظير‪ ،‬طويل الباع‪ ،‬مديد النفس‪ ،‬كأف خاطره جذكة قبس‪ ،‬رمى‬
‫الغرض فأصاب‪ ،‬كدعا كل معنى فأجاب‪ ،‬جميع شعره عجيب بديع‪ ،‬ترتع منو األذىاف في ركض‬
‫مريع‪ ،‬كسأكرد طرفان مما ينشيو‪ ،‬كأشرح خاطرؾ في ركائع ما يوشيو‪ ،‬لتقف منو على ركض‬
‫أضحكو الوابل كتوشع من البياف بخمائل فمن ذلك قولو متغزالن(ْ)‪:‬‬
‫ىل عائد كقتنا الرقيق ‪ ...‬كعيشنا الناعم األنيق‬
‫إذ دىرنا أخبر الحواشي ‪ ...‬طلق المحيا بنا (رقيق)‬
‫يدني لنا كلما افتر حسنان‬
‫\ ‪ ...‬كأنو الوالد الشفيق‬
‫زماف لهو بو ظفرنا ‪ ...‬ما العيش من بعده يركؽ‬
‫زماف جادت يد التبلقي ‪ ...‬بجمعنا كاشتفى المشوؽ‬
‫يا ذلك العيش إف قلبي ‪ ...‬لسلوت عنك ال يطيق‬
‫لقد (ثوت) منك في فؤادم ‪ ...‬ذكرل لها في الحشا حريق‬
‫يشبها مر كل ريح ‪ ...‬لها الحمى نحونا طريق‬
‫سقى حمى المنحنى عريض ‪ ...‬لقطرة كابل مريق(ٓ)‬
‫كجاد سفح العقيق ريان ‪ ...‬فحب ذا السفح العقيق‬
‫أحبابنا كالنول بعرؼ ‪ ...‬كالدىر في صرفو عقوؽ‬
‫متى متى تجمع الليالي ‪ ...‬شملي بكم أيها الفريق‬
‫__________‬
‫(ُ) من (ب)‪ ،‬كساقط من (أ)‪ ،‬كلعل الناسخ أثبتها‪.‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(ِ) * صفوة العاصر(خ)‪ ،‬نسمة السحر (خ)‪ ،‬المطبوع (ِ‪ )ٓٗ-ٕٓ/‬طيب السمر للحيمي‬
‫(خ) ىجر األكوع (ُ‪)ِْٕ/‬كمنو طبقات الزيدية (خ)‪.‬‬
‫(ّ) ينتهي نسبو إلى الحسن بن محمد المعركؼ بجحاؼ‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ِ‪ ،)ٖٓ-ٕٓ/‬نشر العرؼ(ُ‪.)ِْٔ/‬‬
‫(ٓ) في نسمة السحر(ُ‪ ،)ٕٓ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِْٔ/‬بعد البيت بيتين آخرين ىما‪:‬‬
‫كجاد سفح العتيق ريٌان‬
‫فى ىحبَّذ السفح كالعقيق‬
‫أحبابنا كالنول تعوؽ‬
‫كالدىر في صرفو عقوؽ‬

‫(ِ‪)ُِ/‬‬

‫ال كاف صبح أدار فيو ‪ ...‬زمت بكم للفراؽ نوؽ‬


‫لي بعدكم سكرة بوجد ‪ ...‬يتلو صبوحي بها الغبوؽ‬
‫سكرة و‬
‫كجد ثملت منها ‪" ...‬ىيهات من سكرتي أفيق"(ُ)‬
‫كذات طوؽ كأنما في ‪ ...‬لحاظها شعشع الرحيق‬
‫لها قميص بنفسجي ‪ ...‬ما شابو الوشي كالحلوؽ‬
‫رقت قضيبان زبرجديان ‪ ...‬يقلها فوقو العقيق‬
‫غدت صباحان عليو تشدك ‪ ...‬كما درت قلب من تشوؽ‬
‫حمامة األيك لست مثلي ‪( ...‬فبيننا)(ِ) في الهول فركؽ‬
‫قد علم اهلل ما كتمنا ‪ ...‬كأينا باألسى خليق‬
‫يا برقة األبرقين لوال ‪ ...‬أىلوؾ لم تشجني البركؽ‬
‫عليك من بعدىم سبلـ ‪ ...‬ختامو األذفر السحيق[ُٖ‪-‬أ]‬
‫كمن شعره(ّ)‪:‬‬
‫أيها العاذؿ أكثرت العذؿ ‪ ...‬لشج للعدؿ أصبلن ما عقل‬
‫دع فؤادم كىواه يا فتى ‪ ...‬يفعل الحب بقلبي ما فعل‬
‫أتراني تاركان حبي لها ‪ ...‬أك أرل يا عاذلي ترؾ الغزؿ‬
‫ال كعينيها كما في فمها ‪ ...‬كبنهديها كذياؾ الكفل‬
‫لست أنساىا ضحى لما بدت ‪ ...‬بين أتراب لها دعج المقل‬
‫رحن يمشين كغزالف الفبل ‪ ...‬كتعثرف بأطراؼ الحلل‬
‫يت ‪ ...‬من لها القلب المعنى في شغل[ٕأ‪-‬ب]‬
‫رع ٍ‬
‫قلت لما ملن نحوم ي‬
‫فتبسمن جميعان كانثت ‪ ...‬تستر الوجو بكم من خجل‬
‫ساعة ثم ثنت لي خدىا ‪ ...‬كغزاؿ حشفها منها اختبل‬
‫فهي ترنو نحوه شوقان لو ‪ ...‬كتوقى قربو خوؼ األجل‬
‫ضلت أرعى الشمس حتى غربت ‪ ...‬كدجى ثوب الدياجي كانسدؿ‬
‫كرعيت الحي حتى لم أجد ‪ ...‬غير طرؼ األفق يرنو كزحل‬
‫كمن شعره(ْ)‪:‬‬
‫رعى اهلل من كدعتهم ككأنما ‪ ...‬أكدع نفسي من حجاب حشائي‬
‫أشرت إليهم ما تركتم لصبكم ‪ ...‬كقد صد نطقي كربتي كبكائي‬
‫فقالوا سهادان كاشتياقان على المدل ‪ ...‬كسقمان إلى أف تشتفي بلقاء‬
‫اء كسلوتي ‪ ...‬كلذة عيشي بعدكم كعنائي(ٓ)‬
‫فقلت خذكا نومي جز ن‬
‫__________‬
‫(ُ) في نسمة السحر (ُ‪ ،)ٕٓ/‬نشر العرؼ (ُ‪:)ِٔٓ/‬‬
‫عجز البيت ىكذا‪ :‬ىيهات ىيهات ال أفيق‪.‬‬
‫(ِ) في نشر العرؼ "كبيننا"‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِٔٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ِ‪ ،)ٖٓ/‬نشر العرؼ (ُ‪ )ِْٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) بعد ىذا البيت بيت آخر ىو‪:‬‬
‫ضنى كال ساكرتكم لوعتي كعنائي‬
‫كسيركا بحمد اهلل ال مسكم ن‬
‫ينظر نسمة السحر (ِ‪.)ٓٗ/‬‬

‫(ِ‪)ِِ/‬‬

‫كلم ىأر يومان مثل يوـ فراقنا ‪ ...‬أالح لحتفي صبحة كشقائي‬
‫كمن شعره(ُ)‪:‬‬
‫المصلى ‪ ...‬أىواىم يدركف أـ ال‬
‫صحب بأكناؼ ي‬
‫بانوا فبل كاهلل لم ‪ ...‬أرل مثلهم صحبان كأىبل[ُٗ‪-‬أ]‬
‫منها‪:‬‬
‫يا غائبوف كما أعز ‪ ...‬على فقدىم كأغبل‬
‫قسمان لقد كثر اشتياقي ‪ ...‬نحوكم كالصبر قبل‬
‫يا دىر إنك جرت فيما ‪ ...‬قد قسمت لنا فعدال‬
‫صيرت سهل لقائنا حزنان ‪ ...‬كحزف البعد سهبل‬
‫قل للذين تخيركا ‪ ...‬سمعناه عن قلبي محبل‬
‫كنسوا عهودم كالوداد ‪ ...‬كما كذا فعل األخبل‬
‫قالوا الوشاة سبل كال ‪ ...‬كاهلل عنكم ما تسلى(ِ)[َِ‪-‬أ]‬
‫[(ُْٖ‪ )/‬الحسين بن محمد المغربي](ّ)‬
‫(َُْٖ‪ُُُٗ-‬ىػ‪َُٕٕ-ُّٖٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫القاضي شرؼ اإلسبلـ الحسين بن محمد [بن سعيد بن عيسى البلعي]المغربي ىو إماـ العلوـ‬
‫كالنظر‪ ،‬كقدكة من بدأ كمن حضر‪ ،‬نشأ على طلب المعارؼ حتى أقنص شواردىا كاقتاد‬
‫أكابدىا‪ ،‬ككقف على كنزىا المدفوف‪ ،‬كاطلع على سرىا المخزكف‪.‬‬
‫[مشائخو]‬
‫كلو مشائخ تقدموا في الشيوخ كسبقوا في اإلتقاف كالرسوخ‪ ،‬منهم القاضي محمد بن إبراىيم‬
‫السحولي(ْ)‪ ،‬كالسيد العبلمة عز الدين بن علي العبالي‪.‬‬
‫[(ُْٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬محمد بن علي العنسي](ٓ)‬
‫(‪َُٖٗ-...‬ىػ)‬
‫كالقاضي العبلمة المتفنن محمد بن علي العنسي(ٔ)‪ ،‬ككاف ىذا القاضي محمد العنسي ممن‬
‫رزقو اهلل الجمع بين الدنيا كالعلم‪ ،‬كمات في سنة ثماف كتسعين كألف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ُ‪)ِٔٔ/‬‬
‫(ِ) تركت بقية صفحة (َِ‪-‬أ)بيضاء كلم يثبت فيها سول الػ(ٕ) أبيات السابقة كما تركت‬
‫صفحة (ُِ‪-‬أ) فارغة أيضان كلم يكتب فيها شئ‪.‬‬
‫(ّ) * طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ِّٔ-َِٔ/‬معجم‬
‫المؤلفين (ْ‪ ،)ُٓ/‬البدر الطالع (ُ‪ )َِّ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُُّ،ِّْ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪ ،)ٖٓ،ُُٓ/ِ( )ُٗٓ/‬مصادر الفكر للحبشي (َْٖ‪ ،)ٓٗ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(ّّٗ) ترجمة (ُّٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُٕٖ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة‬
‫(َِٖ‪ )ُّ/‬بتحقيقنا‪.‬‬
‫(ْ) ترجمتو‪:‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِّ/‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫ككاف صاحب الترجمة متفننان في كل العلوـ محققان لمنطوقها كالمفهوـ‪.‬كمن مؤلفاتو (البدر التماـ‬
‫شرح بلوغ المراـ) في مجلدين ضخمين‪ ،‬كلو رسائل كثيرة كأنظار ثاقبة‪ ،‬كأبحاث نفيسة كفتاكيو‬
‫ال تحصى‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كقد أخذ عنو كتخرج عليو جماعة من المحققين كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالمولى عبد‬
‫اهلل بن علي الوزير(ُ)‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككلي القضاء بػ(صنعاء) من جهة اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين‪ ،‬ككاف ذا رأم سليم كطبع‬
‫مستقيم كنظر سديد‪ ،‬ككرع شديد‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو كمراثيو]‬
‫كمولده في سنة ثماف كأربعين كألف بػ(صنعاء)‪ ،‬كتوفى في سنة خمسة عشرة كمائة كألف(ِ)‪،‬‬
‫كرثاه تلميذه المولى عبد اهلل بن علي الوزير [ٕب‪-‬ب]بقصيدة مطلعها(ّ)‪:‬‬
‫مصاب لو خفت من الصيد أحبلـ ‪ ...‬كجفت بو في سالف العلم أقبلـ‬
‫أرل القدر المحتوـ ليس يصده ‪ ...‬من الجدؿ المحكوـ منع كإلزاـ‬
‫كفي كل داء لئلساءة تعلة ‪ ...‬كسيموا بخسف حين أعياىم الساـ‬
‫كلو كاف في برج البقاء طمع لما ‪ ...‬تخطاه برجيس المنع كبهراـ‬
‫كال صح عن أىل الرياضات إنما ‪ ...‬تعاطوه للبقيا رجوـ كأكىاـ‬
‫فوا عجبان من غفلة تحت سلمها ‪ ...‬جيوش قصاراىا إلى الحرب إسبلـ‬
‫كال بد من يوـ تفك طبلسم ‪ ...‬بقولو الوافي كيندؾ أىراـ‬
‫كىي طويلة كمن شعره في مدح يم ىؤلىف صاحب الترجمة(ْ) [البدر التماـ]‪:‬‬
‫ىذا كتاب ما رأينا لو ‪ ...‬مجانسان في حسن تعبيره‬
‫قد جاء للمذىب فيما حكى ‪ ...‬عن خاتم الرسل بتقريره‬
‫حرره مجتهد عالم ‪ ...‬أرشد من حسن تحريره‬
‫__________‬
‫(ُ) كممن أخذ عنو‪ :‬الحسين بن أحمد بن صبلح زبارة‪ ،‬كالسيد المحسن بن اإلماـ المؤيد‬
‫محمد بن المتوكل كالفقيو محمد بن الهادم الخالدم‪.‬‬
‫(ِ) قاؿ الشوكاني في البدر الطالع (كتوفي صاحب الترجمة سنة ُُُٗىػ)كقيل سنة‬
‫(ُُُٓىػ)‪ ،‬ينظر البدر الطالع (ُ‪ ،)ُِّ/‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة‬
‫(بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪)ِِٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ِْ/‬‬

‫حبره حبر أباف العمى ‪ ...‬من الهدل محكم تحبيره‬


‫بدأ فأفبلؾ سطور بو ‪ ...‬بدر ىدل الخلق بتنويره‬
‫قد أكضح السبل بإنجاده ‪ ...‬في مسلك الهدم كتغويره‬
‫فقل لمن ألفو دافعان ‪ ...‬شبهة من جاء بتزكيره‬
‫مهبلن فقد أعجزت ذا ىمة ‪ ...‬لم تقصر السعي بتشميره[ِِ‪-‬أ]‬
‫جزاؾ أسنى ما جزاه الورل ‪ ...‬مقدر العبد بتصويره‬
‫كدمت ما حرؾ حادم السرل ‪ ...‬لما حدا األشواؽ من غيره‬
‫[(َُٓ‪ )/‬الحسين بن عبد اهلل الشبامي](ُ)‬
‫(…‪ُُْٔ-‬ىػ‪ُّّٕ-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كمشائخو]‬
‫القاضي الحسين بن عبد اهلل بن مسعود الشبامي المسعودم‪ ،‬ىو من قوـ عملهم الجباية‬
‫كالوزانة(ِ) بػ(شباـ) ك(ببلد كوكباف)‪ ،‬فنشأ ىذا الفاضل منهم‪ ،‬كقرأ في العلوـ على مشائخ‬
‫عصره منهم القاضي محمد بن الحسن الحيمي(ّ)‪ ،‬كحقق في جميع الفنوف تحقيقان كبيران‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * طيب السمر للحيمي (ُ‪ )ِٖٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪)ٓٔٗ-ٕٓٔ/‬عن ما ىنا‪ ،‬صفوة‬
‫العاصر للجرموزم (خ)‪ ،‬مصادر الفكر للحبشي (ّٖٖ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)ُُٕ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ترجمة (ّٕٕ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)ُُٕ/‬‬
‫(ِ) الجباية كالوزانة‪ :‬نقوؿ جبى جباية الخراج جمعو‪ .‬كجبى بجبيو‪ :‬كضع يديو على ركبتيو أك‬
‫على األرض كقت السجود‪ ،‬قولو كالوزانة‪ :‬كزف يزف كزنان كزنة الشئ‪ :‬راز ثقلو كخفتو كامتحنو بما‬
‫يعادلو ليعرؼ كزنو كالوزاف‪ :‬أم تاـ يقاؿ ىذا رجل راجح الوزف كالمقصود بذلك أف صاحب‬
‫الترجمة من قوـ عملهم ككظيفتهم جمع الخراج كالزكاة كغيرىا ككزنو بعد ذلك‪.‬‬
‫قاؿ الحيمي في طيب السمر‪" :‬كال يحط من شرؼ الرماح ىواية المنبت كالمربع ألنو من قوـ‬
‫عملهم الجباية كالوزانة‪ ،‬كإنما ىذا الفاضل رفعو فضلو كزانو‪ ،‬كالدىر كالميزاف يرفع كيخفظ"‪.‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِٓ/‬‬

‫كألف في النحو كتابان سماه‪":‬اإلغراب في اإلعراب"(ُ) ككاف إليو المنتهى في علم القراءات‬
‫السبع كانتفع بو الناس كثيران‪ ،‬كلكنهم لم يعرفوا لو قدره بل نزلوه منزلة آبائو فضجر من ذلك‬
‫كرحل إلى (صنعاء) فحسنت حالتو‪ ،‬كدرس كأخذ عنو الطلبة‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫كلم يزؿ كذلك حتى كلي القضاء (بذم السفاؿ) من (اليمن األسفل) فبقى بها أيامان كتوفى –‬
‫رحمو اهلل تعالى‪-‬كمن نظمو قولو في حصر كصوؿ النعم(ِ)‪:‬‬
‫س‬ ‫ً‬
‫رض ىى لديٍها النَّفائ ي‬
‫الحي ال تي ى‬
‫كهلل في النعماء أصوؿ أفاضها ‪ ...‬ىعلىى ٌ‬
‫سادس‬
‫ي‬ ‫حياة كخلق بعد ىذين قدرة ‪ ...‬مع الشهوة التمكين كالعقل‬
‫كقولو في حصر الواجبات على البارم تعالى على رأم أىل االعتزاؿ(ّ)‪:‬‬
‫الواجبات على الرحمن يجمعها ‪ ...‬ست أبينها في النظم تبييًنا‬
‫لطف بياف كتمكين كذا عوض ‪ ...‬مع القبوؿ ثواب للمطيعينا‬
‫كقولو في حصر ما يعمل فيو بالظن(ْ)‪:‬‬
‫يسار‬
‫كسبع يكتفي بالظن فيها ‪ ...‬فتعديل كإفبلس ي‬
‫كاشتهار‬ ‫كملك‬
‫جاف ‪ ...‬كقيمي ي‬ ‫كارش و‬
‫جناية من كل و‬
‫ي‬
‫كقولو في األيماف التي ال تيرد(ٓ)‪:‬‬
‫كىاؾ سبعان من األيماف ليس لها ‪ ...‬رد كليس سواىا عند من عرفا‬
‫مردكدة تهمة تمم مؤكدة ‪ ...‬قسامة كلعاف كارـ من قذفا[ٖأ‪-‬ب]‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية (ترجمة ّٕٕ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪ )ٖٓٔ/‬عن ما ىنا‪ ،‬طيب السمر (ُ‪.)َِٗ/‬‬
‫أمر مختلف حولو فالزيدية ترفض فكرة الوجود على‬
‫(ّ) حصر الواجبات على اهلل عز كجل ي‬
‫البارم تعالى أيان كاف المقصود بذلك‪ .‬كفلسفة ذلك كىو الحق أف كلمة الوجوب تعني الكلفة‬
‫كالمشقة كما قرره علماء األصوؿ‪ ،‬كىذا محاؿ على اهلل تعالى إذ ال يجوز بأم حاؿ من‬
‫األحواؿ إطبلؽ أك حتى التوىم في نسبة ذلك إليو تعالى عن ذلك علوان كبيران كجاءت فكرة‬
‫الوجوب على اهلل انظر الصلة بين الزيدية كالمعتزلة لعارؼ ص (ِٔٓ)‪.‬‬
‫(ْ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُِٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ٖٓٔ/‬‬
‫(ٓ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُِٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ٖٓٔ/‬‬

‫(ِ‪)ِٔ/‬‬

‫كقولو في الشمعة(ُ)‪:‬‬
‫كما قائم قد قاـ في نفع غيره ‪ ...‬على أنو في النفع قد حمل الضرا‬
‫ترل دمعو يجرم على صحن خده ‪ ...‬كذم و‬
‫شغف أجرل على خده نهرا‬
‫كما دمعو إال على فقد إلفو ‪ ...‬كلواله ما أبدل دموعان كال أجرل‬
‫يبيت عليبلن كل ما طاؿ رأسو ‪ ...‬كيمسي صحيحان كلما زدتو قصرا‬
‫كذكر صاحب الترجمة أيضان صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪ :‬ىو قاض لمعت أنوار كمالو‬
‫كسطعت نجوـ أقوالو‪ ،‬ملك من الببلغة طرفا كسكن بيوتان مشيدة‪ ،‬كغرفان‪ ،‬أغرب بها كأبدع‪،‬‬
‫كسلك فيها قويم المهيع‪ ،‬كلو عدة تصانيف باىرة األفاكيف‪ ،‬أباف فيها عن طوؿ باعو‪ ،‬كاقتفائو‬
‫ألثار الفضل كأتباعو‪ ،‬كأما نظمو فيزرم بعقود الجماف‪ ،‬كيحير األلباب كاألذىاف‪ ،‬ليس للبحر‬
‫لججة‪ ،‬كال للبدر ثلجة‪ ،‬كال للركض تأرجو‪ ،‬كسأكرد من نظمو كنثره‪ ،‬ما تخلب األلباب بسحره‪،‬‬
‫كيدير على األسماع سبلفة خمره‪ ،‬كإف كانت فضائلو تغني عن اإليضاح‪ ،‬كتسفر إسفار الصباح‪،‬‬
‫من ذلك(ِ)‪:‬‬
‫شجاني كميض البرؽ في ليلة ظلما ‪ ...‬فهيج أشجاني كأكرثني سقما‬
‫كغردت الورقاء من فوؽ أيكة ‪ ...‬فلم أستطع صونان لوجدم كال كتما‬
‫أثارت غرامان في حشا الصب كامنان ‪ ...‬كأبكت كأنكت في جوانحو كلما‬
‫كما برح الشوؽ الشديد يهزني ‪ ...‬كأرتاح من نشر الحبيب إذا نما‬
‫كجرعت كأس الحب حتى كأنني ‪ ...‬أخو نشوة منو كلم أعرؼ اإلثما‬
‫كلما رأيت البرؽ في جنح ليلة ‪ ...‬تذكرت برؽ الثغر إذ الح من سلما‬
‫ففاضت شأبيب الحيا من سيوفو ‪ ...‬فإف قيل ما أجراه ماء فقل نيل ما‬
‫كبي دمية أرخت عليها نقابها ‪ ...‬كقد أرشفتني من لواحظها سهما‬
‫جفتني كمالت عن كصالي كما رعت ‪ ...‬عهودم كال رقت لرؽ ىول أضما‬
‫أصاخت إلى الواشي فزخرؼ قولو ‪ ...‬علي فأبدت من زخارفو صرما‬
‫رعا اهلل أيامان صفى لي معينها ‪ ...‬بقرب أناس شأكىم سامت النجما‬
‫لهم خلق أغلى من الدر قيمة ‪ ...‬كأطيب من نشر العبير إذا شما‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ُ‪ ،)ِِٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ٓٔٗ-ٖٓٔ/‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪)ٓٔٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕ/‬‬

‫إذا ما ألم الضيف أضحى مكرمان ‪ ...‬لديهم كأمسى مادحان يطرد الذما‬
‫[(ُُٓ‪ )/‬الحسين بن ناصر المهبل](ُ)‬
‫(…‪ُُُُ-‬ىػ‪ََُٕ-…/‬ـ)‬
‫القاضي العبلمة الحسين بن ناصر بن عبد الحفيظ المهبل النسائي الشرفي‪ ،‬ىو من بيت علم‬
‫كفضل كلو سلف مشهوركف منهم‪:‬‬
‫[(ُِٓ‪)/‬استطراد‪ :‬عبد الحفيظ بن عبد اهلل المهبل](ِ)‬
‫(…‪َُٕٕ-‬ىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫جده القاضي عبد الحفيظ بن عبد اهلل بن سعيد بن علي النيسائي ككاف فقيهان عالمان لو مؤلف‬
‫في الفقو ابتدأ فيو بذكر اللباس ألنو أكؿ ما يباشره المكلف في يومو ككمل كتاب (األكائل‬
‫للعسكرم)‪ ،‬كلو شعر كتولى الخطابة بػ(زبيد) كأخذ في شرح غاية السؤؿ على مؤلفها المولى‬
‫الحسين بن اإلماـ ىو ككالده ناصر كالد صاحب الترجمة‪ ،‬كقرأ معهما في شرح‬
‫المذكور[ٖب‪-‬ب] السيد العبلمة أحمد بن علي الشامي‪ ،‬كالسيد العبلمة إبراىيم بن أحمد بن‬
‫عامر بن علي‪ ،‬كالقاضي عبد الرحمن بن المنتصر العشي‪ ،‬ككانت القراءة في سنة سبع كثبلثين‬
‫كألف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ِٖٓ‪)ّٔ/‬بتحقيقنا‪ .‬مقدمة‬
‫تحقيقنا لكتابو (مطمح اآلماؿ)‪ ،‬طيب السمر للحيمي (خ)‪ ،‬خبلصة األثر (ْ‪ ،)ُِْ/‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪ ،)ُِّ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ّّٔ-ِٖٔ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ِّّ/‬األعبلـ‬
‫(ِ‪ ،)ِٖٔ/‬معجم المؤلفين (ْ‪ ،)ٔٓ/‬زىر الكمائم (خ)‪ ،‬بغية المريد (خ)‪ ،‬نفحة الريحانة‬
‫(ّ‪ ،)ّٕٔ/‬مصادر العمرم (َِٗ‪ ،)ِٖٖ،‬مصادر الحبشي (ِِٓ‪،ُّّ ،ٓٗ ،ِِٔ ،‬‬
‫ُْٔ‪ ،)ّّٕ،ْْْ،َْٖ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة (ّْٗ)‪ ،‬الركض األغن‬
‫(ُ‪ ،)َُٖ-ُٕٗ/‬طبق الحلول (ىامش (ُّ)‪.‬‬
‫(ِ) ** طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬مطلع البدكر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُّٔ/‬ملحق البدر‬
‫الطالع (ُُِ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ِّٔ/ِ( ،)ِْْ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة‬
‫(ّٕٖ‪)ُ/‬بتحقيقنا كفيو ينظر بقية المصادر التي لم تذكر ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٖ/‬‬

‫[(ُّٓ‪ )/‬استطراد‪ :‬عبد اهلل بن المهبل النيسائي](ُ)‬


‫(َٓٗ‪َُِٖ-‬ىػ‪ُُٔٓ-ُّٕٓ/‬ـ)‬
‫كمن أعياف بني المهبل الفقيو العبلمة المحدث المفسر عبد اهلل بن المهبل بن سعيد بن علي‪،‬‬
‫كاف إماـ المحققين كسلطاف المدققين‪ ،‬كجامع علوـ المعقوؿ كالمنقوؿ‪ ،‬رحل إليو الطلبة من‬
‫كل فج عميق للقراءة عليو‪ ،‬كممن قرأ عليو اإلماـ القاسم بن محمد‪ ،‬ككاف مستقران (بباب‬
‫األىجر) ككاف أكثر العلماء في زمانو عياالن عليو‪ ،‬كتشوؽ للقائو الباشا جعفر عند كاليتو‬
‫لػ(صنعاء) كما إليها من القطر اليمني‪ ،‬فلم يتيسر لو لقائو حتى نكب الفقيو المذكور بنكبة من‬
‫العماؿ بمطالبتو كمطالبة شركائو في الماؿ بخراج فتمنع كرحل إلى الباشا فعدىا الباشا من‬
‫سعادة األياـ فأجلو كأعظم محلو كساؽ إليو من النفقات ما جل حصره‪ ،‬كاستمر على ذلك‬
‫كرسم لو مرسومان نافعان لشركائو من المطلوب منهم‪ ،‬ككاف يعده الباشا عين أىل الحضرة مع كثرة‬
‫العلماء فيهم‪ ،‬كاتفق أف الباشا أراد امتحاف أىل حضرتو بحديث أختلقو من عند نفسو كنمق‬
‫ألفاظو‪ ،‬فلما أمبله أبتدر الحاضركف من الفقهاء لكتابتو كأثنوا على الباشا بركايتو كقالوا نتشرؼ‬
‫بعلو إسناده فلم يتحرؾ المهبل لشئ من ذلك فقاؿ لو الباشا لما ال تكتب كاألصحاب فقاؿ يا‬
‫موالنا قد أفدتم كالجماعة كتبوا كنحن حفظنا‪ .‬فقاؿ الباشا‪ :‬ىذا كاهلل العالم كأثنى عليو كذكر‬
‫لهم أف الحديث مختلف‪ ،‬كإنما المراد بو االختبار ككانت كفاتو بػ(الشرؼ) سنة ثماني كعشرين‬
‫كألف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬المستطاب (خ)‪،‬مطلع البدكر (خ)‪ ،‬بغية المريد (خ)‪ ،‬نشر‬
‫العرؼ (ُ‪ ،)ّّٔ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ََْ/‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬إجازات األئمة (خ)‪ ،‬ملحق‬
‫البدر الطالع (ُِّ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ْْٔ‪ )ّْ/‬بتحقيقنا كفيو ينظر بقية‬
‫المصادر التي لم تذكر ىنا‪.‬كصاحب الترجمة مولده في ىجرة الوعلية في شهر صفر سنة‬
‫َٓٗىػ‪ ،‬ثم استقر بالشجعة حتى توفي بها في (ُٕ‪َُِٖ/ُِ/‬ىػ‪ ،‬كقيل (َُِٗىػ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٗ/‬‬
‫[(ُْٓ‪)/‬استطراد محمد بن عبد اهلل بن المهبل](ُ)‬
‫(…‪-‬ؽ ُُىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫كلو أكالد علماء منهم محمد بن عبد اهلل قرأ عليو المتوكل على اهلل‪ :‬إسماعيل ككاف بليغان كمن‬
‫شعره‪:‬‬
‫كأغيد معسوؿ الشنائب كاللمى ‪ ...‬يسائلني عن شرح جمع الجوامع‬
‫فقلت لو كالعين تسكب عبرة ‪ ...‬نعم يا خليلي شرح جمع الجول معي‬
‫[(ُٓٓ‪ )/‬استطراد المهدم بن محمد المهبل](ِ)‬
‫(……‪ََُٕ-‬ىػ‪……-……/‬ـ)‬
‫ككلده مهدم بن محمد بن عبد اهلل كاف من أكابر المحققين في العلم خصوصان في األصوؿ‬
‫كقد طاؿ الكبلـ كلكنو ال يخلو عن فائدة‪.‬‬
‫[عودة إلى الحسين بن ناصر المهبل]‬
‫كصاحب الترجمة كاف إمامان في العلوـ محققان كبحران متدفقان‪ ،‬كتفنن فيها كألف المؤلفات‬
‫الحسنة منها‪":‬المواىب القدسية في شرح البوسية"ستة مجلدات كبار‪.‬‬
‫[تعريف بكتاب البوسية] (ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ** ‪-‬مطلع البدكر (خ)‪ ،‬استطرادان في ترجمة أبيو‪ ،‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬الجواىر‬
‫المضيئة للقاسمر ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬سيرة اإلماـ المتوكل إسماعيل (خ)‪ ،‬سيرة اإلماـ‬
‫القاسم (خ)‪ ،‬فهرس مكتبة األكقاؼ (ُٕٕٗ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ )ّْٔ/‬عن ما ىنا‪ .‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص (ّٔٗ) ترجمة (ََُُ)‪.‬‬
‫(ِ) * ‪-‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ) ملحق البدر الطالع (ُِٕ) بهجة الزمن (خ)‪ ،‬طبق الحلول‬
‫(أخبار سنة ََُٕىػ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة (ُُّْ)‪ ،‬الجواىر المضيئة ترجمة ( ‪/‬‬
‫)بتحقيقنا‪ .‬كصاحب الترجمة توفي في ربيع اآلخر سنة (ََُٕىػ)‪.‬‬
‫(ّ) * عرفة‪:‬‬

‫(ِ‪)َّ/‬‬

‫كالبوسية منظومة طويلة في الفقو كسلك في الشرح قريبان من مسلك ضوء النهار‪ ،‬كاعتمد عليو‬
‫في األبحاث كبالجملة فإنو شرح يدؿ على غزارة علمو كتحقيقو كفحوليتو‪ ،‬كقوة ساعده‬
‫كاطبلعو على الخبلؼ كتضلعو في علوـ الحديث‪ ،‬ككاف ساكنان بالشرؼ كلو تبلمذة كأتباع‬
‫كثيركف‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪ :‬ىو من حملة العلوـ كالمعارؼ المتفيئين‬
‫ظبللها الوارؼ[ٗأ‪-‬ب] آيات فضلو باىرة الشفوؼ‪ ،‬كرياض علمو دانية القطوؼ‪ ،‬كآثاره في‬
‫الفضل أقراط كشنوؼ‪ ،‬كتصانيفو في تشييد المذىب أنقى من (الطراز المذىب) (ُ)‪ ،‬كاتصل‬
‫بالحضرة الهادكية(ِ)فآكل من إكرامو إلى نعم سوافر كجنات كمقاصر كأضاء لو الظفر عن‬
‫نجاحو‪ ،‬كأسفر لو كجو صباحو‪ ،‬فحمد عقبى ذلك السر‪ ،‬كتنبو جفن ىمتو من سنة الكرا‪ ،‬ككاف‬
‫يقوؿ في النظم كالنثر قوالن سديدا‪ ،‬كال يرىق خاطره فيهما صعودا‪ ،‬كتب إلى السيد يحيى بن‬
‫أحمد الشرفي(ّ)‪:‬‬
‫تقرم بركح علومك األركاح ‪ ...‬كبجود جودؾ في الورل األشباح‬
‫أمواجنا بك للسماح فنولوا ‪ ...‬أسنى المطالب كالسماح رباح‬
‫كجدكا بطور ىداؾ نور ىداية ‪ ...‬فلهم غدك نحوىا كركاح‬
‫كلهم إلى الواد المقدس من طول ‪ ...‬ذاؾ الجناب تشوؽ كطماح‬
‫من يغترؼ من نهر فضلك غرفة ‪ ...‬يأتيو من بركاتها اإليضاح‬
‫فلذاؾ جالوت الخبلؼ مدمر ‪ ...‬بسيوؼ طالوت العبل مجتاح‬
‫يوليك صاحبو محاسن لم تكن ‪ ...‬عرضان كلكن جوىر لياح‬
‫كم أكضح المعنى لنا بكبلمو ‪ ...‬فكبلمو (الكشاؼ) ك(اإليضاح)‬
‫فالعقل يدرؾ حسنو لما اغتدل ‪ ...‬من حكمو للمنطق استصبلح‬
‫كلو ‪-‬رحمو اهلل‪.)ْ(-‬‬
‫أال إنما الدنيا غضارة أيكة ‪ ...‬إذا اخضر منها جانب جف جانب‬
‫ىي الدار ما اآلماؿ إال فجائع ‪ ...‬عليها كما اللذات إال مصائب‬
‫فكم سنحت باألمس عينان قريرة ‪ ...‬كقرت عيونان دمعها قبل ساكب‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٕٔ)‪.‬‬
‫(ِ) نسبة إلى صاحب المواىب حم بن‪.‬‬
‫(ّ) ترجمتو‪......:‬كينظر مطمح اآلماؿ‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّ/‬‬
‫فبل تكتحل عيناؾ منها بعبرة ‪ ...‬على ذاىب منها فإنك ذاىب‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو شهيدان مقتوالن في شهر رجب في سنة إحدل عشرة كمائة كألف بػ(القويعة) من‬
‫(ببلد الشرؼ)‪ ،‬كذلك في فتنة الساحر المحطورم‪ ،‬كىي فتنة عظيمة لم يقع في اليمن أشد‬
‫منها على قصر أيامها كحصرت القتلى من قيامو في شهر رجب إلى سلخ شهر رمضاف كذلك‬
‫ثبلثة أشهر فكانت عشرين ألف كقتل من اليهود كالبانياف ما ال يحصى عدده كختن جم غفير‬
‫من (البانياف) كقتل من العلماء خلقان كثيران‪.‬‬
‫[(ُٔٓ‪ )/‬استطراد‪ :‬إبراىيم بن علي المحطورم](ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ىجر ُٕٓٗـ‪.‬‬

‫(ِ‪)ِّ/‬‬

‫ككاف من خبره أف رجل يقاؿ لو السيد إبراىيم بن علي بن الحسن المدكمي من أكالد القاسم بن‬
‫علي العياني(ُ) كىو من أىل (الشرؼ) ككاف في ابتداء أمره متصوفان كمعتزالن عن الناس‪ ،‬ثم‬
‫صار مجذكبان على قاعدة المجاذيب‪ ،‬كتبعو الناس ككاف يدخل أسواؽ المغارب من (حجة)‬
‫ك(الشرؼ) كلم ينتبو عليو عماؿ تلك الجهات‪ ،‬كحرـ التتن ككسر آالتو كصاؿ في األسواؽ‬
‫بذلك فطلبو عامل (الشرؼ)‪ ،‬فلم يزجر بل خرج من عنده بأصحابو[ِٕ‪-‬أ] كىو يصيح‬
‫بكلمة التوحيد كيفعل فعل المجاذيب[ٗب‪-‬ب]‪ ،‬ثم لحقو أصحاب العامل مجذكبين فأراد‬
‫الفتك بالعامل كانتهبو فلم يخلص بنفسو إال بعد مشقة كخرج من كاليتو خائفان يترقب‪ ،‬كاختلف‬
‫الناس فيو فقيل‪ :‬أدرؾ علم الطبلسم كالشعبذة كاألكفاؽ‪ ،‬كقيل‪ :‬أدرؾ سر الوفق الثبلثي كقصر‬
‫حجاه عن تحمل ذلك السر‪ ،‬فاستعملو فيما ال يليق‪ ،‬كقيل‪ :‬أنو كاف ساحران كاستفحل أمره بعد‬
‫ذلك كأرسل إلى صاحب الترجمة القاضي الحسين المهبل إلى (القويعة) يأمره بالدخوؿ فيما‬
‫دخل فيو الناس من جملتو‪ ،‬كيتدين بدينو كألزـ رسلو أنو إذا لم يمتثل قتلوه ىو كجميع أىلو‬
‫كنهبوا بيتو‪ ،‬كأخربوا ببلده‪ ،‬فلما كصل إليو الرسل كىم نحو خمسة أنفار من المجاديب فقط‪،‬‬
‫ككاف القاضي المهبل متبوعان في حشمو كأصحابو نحو مائتي نفر فأنكر أعمالهم كظن أف األمر‬
‫أىوف من ذلك كلم يكن عنده خبر أف عامل (الشرؼ) قد صار أسيران كأراد القاضي مدافعتهم‪،‬‬
‫فحملوا عليو بأصواتهم من التوحيد كالجذب فقتلوه ككلده كجماعة من أصحابو كانتهبوا جميع‬
‫ما حواه داره كجميع ما في القرية حتى لم يتركوا شيئان كانضاؼ إليهم غيرىم كحملوا رأس‬
‫القاضي إلى عند المحطورم فأمرىم بالمسير إلى (شمساف) كيفعلوف كذلك‪ ،‬كفيو المشائخ‬
‫(بني المحبشي) فاستولوا على الجميع قتبلن كأسران كنهبان‪ ،‬ثم دعا لنفسو بالخبلفة كأمر بالخطبة‬
‫لو في جهات (الشرؼ) جميعان‪ ،‬كركب بالمظلة‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمة اإلماـ القاسم العياني بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٕٕ‪ )ْٕٕ-‬كمصادره‪.‬‬

‫(ِ‪)ّّ/‬‬

‫ككاف يقوؿ من قبل أنو منصور المهدم المنتظر‪ ،‬كجعل على الرصاص كالسبلح رصدان‪ ،‬فكاف ال‬
‫يعمل فيهم ككانت الرصاص إذا بلغت إلى أحد المجاذيب أمسكها بيده كأعادىا إلى صاحبها‪،‬‬
‫كيقوؿ امسك رصاصتك‪ ،‬كقويت شوكتو كعظم أمره‪ ،‬كخفق (اليمن) لهذا الحادث بل‬
‫ك(الشاـ)‪ ،‬حتى قيل أف ملك الركـ كتب إلى (مصر) يسأؿ عن القائم باليمن الذم ال يعمل‬
‫السبلح كالرصاص في أصحابو ثم جمع أصحابو كجعل منهم نقباء كأمراء ككعدىم بالنصر‬
‫كبأخذ (صنعاء)[ِٖ‪-‬أ] كجمع المشرؽ كالمغرب من قطر (اليمن)‪ ،‬فكاف من النقباء الشيخ‬
‫الرغافي كآخر يسمى الهائم‪ ،‬كالسيد زيد بن نهشل من (غرباف)‪ ،‬كالسيد زيد الضاعني كابن‬
‫عيشاف‪ ،‬فكاف الرغافي إلى (صنعاء)‪ ،‬كالهايم إلى (حجة) كما إليها‪ ،‬كالضاعن إلى (السودة)‬
‫كببلدىا‪ ،‬كزيد بن نهشل إلى (غرباف) ك(شهارة) ك(االىنوـ) ك(كادعة)‪ ،‬كابن عيشاف إلى‬
‫(كحبلف) ك(ظفار)‪ ،‬كعقد لهم رايات كدخل جميع ىذه الجهات إلى طاعتو من ساداتها ككبراىا‬
‫كقتل في (حجة) ك(عفار) ك(كحبلف) ك(الصلبة) فوؽ ألف نفر من اليهود كالبانياف كدخلوا‬
‫(ظفير حجة)‪ ،‬فقتلوا كنهبوا ككذلك فعلوا في (عفار) ك(كحبلف) ككاجهة (شهارة) إلى (كادعة)‬
‫إلى (خمر) ك(بني جبر) ك(ذم بين) ك(السودة) كما إليها‪ ،‬كانتهوا[َُأ‪-‬ب] إلى (ثؤل) كلما‬
‫دخلوا إليها أبلس أىلها لكوف الرصاص كالسبلح ال يعمل فيهم فاتفق أف بعض نساء أىل (ثؤل)‬
‫ألقت على رجل من المجاذيب ركاؽ البيت خجبلن منها ألنو طلب منها أف تفتح لو الباب أك أف‬
‫يثب من األرض إليها فقتلتو بالحجر فلما رأل أىل (ثؤل) أف الحجر تعمل فيهم اشتدت‬
‫نفوسهم كثبتوا لهم فقبضوا المجاذيب بعد قتل كثير منهم كقبضوا مقدمهم الرغافي أسيران‬
‫كراحت البشائر بذلك‪ ،‬كلما كصلت البشارة إلى (الركضة) أمر المولى الحسين بن علي بن‬
‫المتوكل ككاف بها أف تعلن البشرل بضرب آالت الريح‪ ،‬ككاف ذلك في نصف الليل‪ ،‬فحصل‬
‫مع الناس ركعة عظيمة كظنوا أف المجاذيب قد كصلوا إليهم كلم ينكشف لهم األمر إال‬

‫(ِ‪)ّْ/‬‬
‫بعد ساعة‪ ،‬كقد كاف صاحب (المواىب) كصلت إليو األخبار كالكتب من عماؿ األتراؾ بظهور‬
‫ىذا الساحر المحطورم‪ ،‬ككاف كصوؿ ذلك حين كصولو إلى (المواىب)‪ ،‬كانتقالو من الخضراء‬
‫إليها‪ ،‬فجمع األجناد العظيمة كالخيل كجهز تجهيزان لم يسمع بمثلو[ِٗ‪-‬أ] ألحد من ملوؾ‬
‫اليمن في غابر الزمن‪،‬ك أمر أكالده الثبلثة المحسن كيوسف كالصادؽ كزماـ األمر إلى المحسن‬
‫كأصحب معهم أكثر رؤساء حضرتو كجعل القاضي أحمد بن ناصر المخبلفي المقدـ ذكره‬
‫خطيب ىذه العسكر مع المشاكرة منو كالمناصحة كقد كاف جهز صاحب (المواىب) من قبل‬
‫ذلك المولى يحيى بن علي بن المتوكل فأسره المحطورم كأسر معو المولى إسماعيل بن‬
‫الحسين بن المهدم كأشرؼ في أسرىما على الهبلؾ كخلصا بعد اليأس ككاف لو غدارة يقوؿ‬
‫أنها ىي التي تأمره بإزىاؽ النفوس كانتهاؾ المحارـ كانتهاب األمواؿ كالمثلة بأىل الذمة‪ ،‬فكاف‬
‫المولى يحيى بن علي يسمع تلك الغدارة تصل في غمدىا‪ ،‬فلما كصل ذلك الجيش الجرار إلى‬
‫(ريمة ابن حميد) لقيتهم األشراؼ المجاذيب التي قد كاف أىل (ثؤل) قد أسركىم كىم نحو‬
‫الثمانين فأمر المحسن بإعادتهم إلى (باب صنعاء) كضرب أعناقهم‪ ،‬ثم تقدـ الجيش إلى‬
‫(عمراف) كبثوا الطبلئع من ىناؾ للقتاؿ كلما كصلوا إلى (عفار) لقيهم الهايم مأسوران‪ ،‬فأمر‬
‫المحسن بقتلو صبران‪ ،‬ثم استقرت األمراء في (صبرة)‪.‬‬
‫[حصن مدكـ]‬

‫(ِ‪)ّٓ/‬‬

‫ككاف المحطورم قد تحصن في (حصن مدكـ) من ببلد (حجور)‪ ،‬كىو حصن عظيم‪ ،‬كمنو‬
‫تحرؾ علي بن أحمد الصليحي(ُ) الباطني الذم قتل اإلماـ أبي الفتح الديلمي(ِ)‪ ،‬ككاف‬
‫المحطورم قد جمع أمواالن جليلة ال تحصى بعد كسبلح كثير كعمر في الحصن بيتان حصينان‪،‬‬
‫كلديو من أصحابو خلق من القبائل‪ ،‬ال ينحصر(ّ) ككاف قد استماؿ قلوب القبائل كنمق لهم‬
‫األكاذيب كزخرؼ األقواؿ الباطلة كأنو يعرؼ المحق من المبطل‪ ،‬كلو سيف سماه سيف‬
‫االنتقاـ ال يقطع إال في العصاة‪ ،‬كبالجملة فإنو فعل من التمويهات كالخرافات ما حمل العواـ‬
‫على فعل أنواع المفاسد كاقتحاـ المهالك كالقياـ التاـ معو كالقتاؿ بكل ممكن‪ ،‬كأعظم من‬
‫ناصره من القبائل أىل (عاىم) ك(ضاعن) ك(الجعافرة) ك(بنو حماد) كأىل (الجميمة) ك(بنو‬
‫جديلة) ك(ظليمة) ك(عذرين) كبعض (العصيمات) كالكثير من (كادعة) كما كاالىم من تلك‬
‫الجهات‪ ،‬كمنعوا عنو كأقاموا جمعتو كجماعتو فحطوا على (حصن مدكـ) كقاتلوا ككقعت بينهم‬
‫مبلحم يطوؿ شرحها كأبلى المتوكل على اهلل‪ :‬القاسم بن الحسين ببلء عظيمان كباشر القتاؿ‬
‫بنفسو ككاف من جملة األمراء كتابع صاحب (المواىب) لهم المدد كأمدىم بالجيوش ككاتر‬
‫إليهم العدد كاألمواؿ كالكتائب كقاـ[َّ‪-‬أ] القياـ الذم يعجز عنو الملوؾ كأنفق لكوكان من‬
‫األمواؿ ال تنحصر بعد‪ ،‬كلما ضاؽ الخناؽ بالمحطورم ىرب من الحصن كحجب بسحره نفسو‬
‫عن أف يراه أحد مع إحاطة الجيوش بالحصن إحاطة الهالة بالقمر‪ ،‬كذلك في آخر شهر رمضاف‬
‫من السنة المذكورة‪ ،‬كقصد ببلد (الشاـ) فوصل إلى ببلد (سحار) ك(آؿ عمار)‪ ،‬كقد كانوا‬
‫توجهوا قاصدين إليو فسحرىم كأخبرىم أنو صلح لو (اليمن)‪ ،‬كأنو داخل إلى‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) ىو اإلماـ الناصر لدين اهلل أبو الفتح الناصر بن الحسين بن محمد الديلمي‪ .‬لمزيد حوؿ‬
‫ترجمتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٕٗ‪ )ُٕٓ-‬ترجمة (ُّٖ)‪.‬‬
‫(ّ) في (ب) كرد بعد اللفظ ال ينحصر ما لفظو"كنمق لهم األكاذيب كزخرؼ لهم األقواؿ"‪.‬‬

‫(ِ‪)ّٔ/‬‬

‫(الشاـ) لصبلحو فظنوا صدقو فتلطف أمير صعدة المولى علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم‪،‬‬
‫ككاف داعيان بها إلى نفسو‪ ،‬كاستنقصو إليو‪ ،‬كقد كاد أىل جهتو أف يسلموه إلى المحطورم لما‬
‫خامرىم من شدة العقيدة‪ ،‬كلما حصل عنده‪ ،‬طلب العلماء كاألعياف كمشائخ الببلد‪ ،‬كسألو عن‬
‫سبب إزىاقو للنفوس كقتل العلماء كاستحبلؿ المحرمات فلم يجد عنده سول أنو جاىل‬
‫كأجاب بأنو لم يقم إال ألجل التتن كالبانياف‪ ،‬ثم ككل بحفظو كأمر بو إلى السجن كصبر حتى‬
‫دخل أىل اليمن للحج في شهر شواؿ كقتلو ذبحان كصلبو كأرسل إلى صاحب (المواىب)‬
‫ين ظىلى يموا‬ ‫ً َّ ً‬ ‫ً ً‬
‫بغدارتو كأعلمو بقتلو فلم يعجبو تولي صاحب (صعدة) لذلك {فىػ يقط ىع ىداب ير الٍ ىق ٍوـ الذ ى‬
‫ين}‪ ،‬ككجدت مع أصحاب المحطورم أكراقان صغيرة مكتوبة بالعبراني‬ ‫ً‬ ‫ٍح ٍم يد لًلَّ ًو ىر ّْ‬
‫ب ال ىٍعالىم ى‬ ‫ىكال ى‬
‫حركفان مقطعة كعلى أسطر الكتابة محيط صغير‪ ،‬ككانوا يفعلونها في قلنسواتهم كزعموا أنها‬
‫كانت إذا ذىبت من على رؤكسهم حاؿ القتاؿ أمكنهم قتل المقاتل منهم‪ ،‬كبعد ذلك صلحت‬
‫تلك الجهات كذىبت تلك العقيدة كفي ذلك يقوؿ السيد أحمد بن أحمد اآلنسي الشاعر في‬
‫قصيدة طويلة جدان مستهلها(ُ)‪:‬‬
‫ما بعد إبراىيم إبراىيم من دينو ‪ ...‬كىو الحنيف قويم‬
‫نسخت شرائع سحره بمحمد ‪ ...‬كلكل رجاؿ يقوـ كليم‬
‫أيطاكؿ الدجاؿ مهدم الهدل ‪ ...‬كبكفو سيف المسيح زعيم‬
‫منها‪:‬‬
‫أيظنها تنجيو عنا صعدة ‪ ...‬كسنانها بوريده مسموـ‬
‫كيف النجاة لهارب من ذنبو ‪ ...‬كلو أمير المؤمنين خصيم‬
‫من كاف داء البغي فيو فإنما ‪ ...‬بالسيف يشفى كىو منو أليم‬
‫منها‪:‬‬
‫عجبان لدجاؿ دعى من مدكـ ‪ ...‬كأجاب صوت ندائو األىنوـ‬
‫ككذا أجاب بنو حماد صوتو ‪ ...‬الجنس منو لجنسو مضموـ‬
‫كمن ذلك قوؿ األديب السمحي(ِ)‪:‬‬
‫ركعت إبراىيم ملة أحمد ‪ ...‬كأطعت فيها كل غاك مفسد‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ىو األديب سعيد السمحي اآلنسي‪ .‬ينظر ترجمة المؤلف( ‪ ،) /‬نشر العرؼ (ُ‪)ْٕ/‬عن‬
‫ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ّٕ/‬‬

‫أكما علمت بأف سحرؾ باطل ‪ ...‬كعصاة موسى في يمين محمد[ُّ‪-‬أ]‬


‫[(ُٕٓ‪ )/‬الحسين بن علي العباسي (سافوف)](ُ)‬
‫(…‪-‬بعد َُُٓىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫[نسبو كمشائخو]‬
‫القاضي العبلمة الحسين بن علي العباسي المعركؼ بسافوف(ِ) الحاكم بػ(كوكباف)‪ .‬قرأ على‬
‫القاضي حسن بن أحمد الحيمي كالزمو كحقق الفقو كالفرائض كالمساحة كالحساب كاعتمدت‬
‫فتاكيو كلو في الفرائض مسائل محررة‪ ،‬كفوائد على أثبت القواعد مقررة‪ ،‬كأراجيز منظومة نظم‬
‫العقود الناسقة‪ ،‬كرياض مديحو في أكراقها ذات فركع باسقة‪ ،‬كلو في علم الكبلـ أراجيز أيضان‪،‬‬
‫ككانت لو اليد الطولى في حل المناسخات(ّ) كالعوؿ(ْ) في المواريث كقسمة األمواؿ على‬
‫األنصب‪ ،‬ككلي القضاء بببلد (كوكباف) فحمدت مباشرتو كلو قواعد معتمد عليها إلى اآلف‬
‫كدرس كأفتى كأصابو في آخر عمره خلط في عقلو‪ ،‬فكاف يبكي في بعض األكقات أشد البكاء‪،‬‬
‫ثم يضحك ضحكان مستغربان في أسرع من لمحة البصر‪ ،‬ال ألمر يوجبهما فحجب في بيتو حتى‬
‫كافاه األجل كلو شعر لطيف فمنو قولو(ٓ)‪:‬‬
‫مر زماف الصبا النضير فهل ‪ ...‬يقاؿ للقلب بعد ذاؾ سبل‬
‫ككيف لي بالسلو في زمني ‪ ...‬يومان كخضب الشباب قد نصبل‬
‫شمس مشيبي علي قد بزغت ‪ ...‬فالليل من عارضي قد ارتحبل‬
‫كلم أزؿ عاكفان على عمل ‪ ...‬ال يرتضيو اإللو لي عمبل‬
‫__________‬
‫(ُ) * طيب السمر (ُ‪ ،)ِٖٕ-ِْٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ٖٕٓ-ٖٓٔ/‬األدب‬
‫اليمني(ّْٗ)‪ ،‬فهرس المكتبة الغربية (َّٖ‪ ،)ّّٔ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِّٖ)‬
‫ترجمة (ِّٖ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ْ‪ ،)ِّ/‬ىجر األكوع (ْ‪.)َُٖٖ/‬‬
‫(ِ) كفي طيب السمر‪ :‬الحسين بن علي العباسي المعركؼ بسافوف‪.‬‬
‫(ّ) المناسخات‪ :‬ىو أف يموت كرثة بعد كرثة‪ ،‬كأصل الميراث قائم لم يقسم بين الورثة‬
‫المستحقين لو شرحان ثم ال يقسم أيضان إال بعد أجياؿ كىكذا‪.‬‬
‫(ْ) العوؿ‪:‬ىو زيادة السهاـ على الفريضة أك زيادة في عدد السهاـ كنقص في مقاديرىا‪.‬‬
‫(ٓ) طيب السمر (ُ‪ )ِٖٔ-ِٖٓ/‬كفيو بعض نماذج من شعره‪.‬‬

‫(ِ‪)ّٖ/‬‬

‫يا عين ىبي أراؾ نائمة ‪ ...‬كالجفن بالغمض منك قد كحبل‬


‫لهفي لدىر مضى كما صنعت ‪ ...‬نفسي بو الخير فانقضى ىمبل‬
‫يا رب فامنن بحسن خاتمة ‪ ...‬كال تخيب آلمل أمبل[ِّ‪-‬أ]‬
‫[(ُٖٓ‪ )/‬الحسين بن يحيى السلفي](ُ)‬
‫(بعدَُُٔ‪َُِّ-‬ىػ‪…-…/‬ـ)‬
‫القاضي شرؼ اإلسبلـ الحسين بن يحيى السلفي‪.‬‬
‫كقد تقدـ ذكر أخيو إسماعيل في حرؼ الهمزة(ِ)‪ ،‬كصاحب الترجمة ىو العبلمة الفاضل‬
‫العبادة زينة الفضبلء العاملين كلد بصنعاء في سنة [……‪ ].‬كنشأ بها‬
‫فقرأ……‪-ّّ[)ّ(..‬أ]‪.‬‬
‫[(ُٗٓ‪)/‬الحسين بن أحمد السياغي الحيمي](ْ)‬
‫(َُُٖ‪ُُِِ-‬ىػ‪َُٖٔ-ُٕٔٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو كنعتو]‬
‫القاضي العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسين بن أحمد بن الحسين السياغي الحيمي عبلمة المعقوؿ‬
‫كالمنقوؿ‪ ،‬كمحقق الفركع كاألصوؿ‪ ،‬جامع الفنوف العلمية كالمعارؼ الدينية‪ ،‬كاآلداب اللطيفة‬
‫كالشمائل الظريفة‪ ،‬مع ديانة صميمة ككرع كحلم ككقار كسكينة كحسن خلق‪ ،‬كذكاء كألمعية‬
‫كنقادة كنجابة كشرؼ نفس كاشتغاؿ بما يعنيو كإقباؿ على درس العلوـ كتدريسها كميل إليها‬
‫بكليتو كاجتهاد في التحصيل كالتأليف كتعليق األنظار‪ ،‬كجمع الفوائد‪ ،‬كىو أحد أعياف (صنعاء)‬
‫المشار إليهم بجمع الكماؿ كالتحقيق كقوة الساعد في العلوـ كالتفنن فيها‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو كمشائخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة (ُٔٗ‪ )ٔٗ/‬بتحقيقنا‪ ،‬نيل الوطر (ُ‪ ،)َْٓ/‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪.)ِّٕ/‬‬
‫(ِ) ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) تركت باقي صفحة [ّّ‪-‬أ] بيضاء‪.‬‬
‫(ْ) ** نيل الوطر (ُ‪ )ّٔٔ/‬مقدمة الركض النضير (ُ‪ )ٓ-ِ/‬البدر الطالع (ُ‪،)ُِٓ/‬‬
‫مصادر الفكر للحبشي (ٕٔ‪)،‬ص (ِْٔ‪)ِّٓ،ِٕٓ،ِٖٓ،‬مؤلفات الزيدية (انظر الفهرس)‬
‫الموسوعة اليمنية (ُ‪ ،)ّٖٗ/‬الجواىر المضيئة ترجمة (َِٓ‪ )ُ/‬بتحقيقنا‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص (ِّٔ) ترجمة (ّٓٓ) ‪ ،‬الركض األغن (ُ‪.)َُٔ/‬‬

‫(ِ‪)ّٗ/‬‬

‫كلد صاحب الترجمة بػ(صنعاء) سنة ثمانين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ في حجر كالده أحد الحكاـ‬
‫بػ(صنعاء) المشهورين كالقضاة المعتبرين‪ ،‬كقد تقدـ ذكره في حرؼ الهمزة(ُ)‪ ،‬فحقق الفقو‬
‫على كالده كحفظ (متن األزىار) غيبان‪ ،‬كقرأ عليو جميع شرحو كما عليو من الحواشي‪ ،‬كقرأ في‬
‫(بياف ابن مظفر) كحقق النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالمعاني‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كاألصولين‪ ،‬كالمنطق‪ ،‬كالحديث‪،‬‬
‫كالتفسير‪ ،‬كجميع ما يتعلق بهذه العلوـ من الحساب كالمساحة‪ ،‬كقرأ فيها على مشائخ عصره‬
‫إال أف الذم أخذ عنو كثيران كتخرج عليو كالزمو ىو القاضي العبلمة الحسن بن إسماعيل‬
‫المغربي(ِ) كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني(ّ)‪ ،‬فأما القاضي الحسن المغربي فقرأ‬
‫عليو في (المطوؿ) كحواشيو كفي (الكشاؼ) من أكلو إلى أخره ك(حاشية السعد) عليو كفي‬
‫(البدر التماـ شرح بلوغ المراـ) للمحقق ك"شرح الرضي في النحو" ك"شرح مختصر المنتهى‬
‫للعضد في األصوؿ الفقهية" كحاشيتو للمحقق المغربي كفي "شرح القبلئد‬
‫للنجرم"كحاشيتو[ّْ‪-‬أ]‪.‬‬
‫كأما شيخنا القاسم بن يحيى الخوالني ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬فترافقت أنا كصاحب الترجمة في القراءة‬
‫عليو في (شرح الغاية) للمولى الحسين بن اإلماـ كحاشيتها لسيبلف كانفرد في القراءة عليو في‬
‫(صحيح مسلم)‪ ،‬كأجاز لو شيخنا العبلمة عبد القادر بن أحمد(ْ) كقد حصل صاحب الترجمة‬
‫بخطو الحسن البديع عدة مجلدات من الكتب الكبار كالصغار‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َْ/‬‬

‫كألف مؤلفات حسنة منها حاشية على "شرح الركض الناظر في آداب المناظر" للعبلمة الجبلؿ‬
‫كمنها‪" :‬شرح على اللغو المشهور "للمولى إسحاؽ بن يوسف المتوكل كمشاه في الركح كنقل‬
‫كبلـ أئمة المعقوؿ كالتصوؼ في ذلك كاعتمد كبلـ الغزالي كقد تقدـ ذكر ذلك في ترجمة‬
‫المولى إسحاؽ(ُ) كىو اآلف في تأليف شرح نفيس جدان على مجموع اإلماـ زيد بن علي عليو‬
‫السبلـ خرج فيو األحاديث كشرحها كاستنبط األحكاـ المأخوذة منها كذكر أقواؿ العلماء في‬
‫مسائل الخبلؼ فيما عارضها من األحاديث في الجمع أك الترجيح كبالجملة فإنو دؿ على طوؿ‬
‫باعو في التحقيق كرسوخ ملكتو في القواعد كشدة إتقانو لؤلصوؿ كحسن نظره كصناعتو في‬
‫االستنباط[ّٓ‪-‬أ]‪.‬‬
‫كأما ما لو من المسائل كاألنظار كالفتاكم فشيء كثير كىو اآلف زينة في الزمن‪ ،‬كحسنة من‬
‫محاسن (اليمن)‪ ،‬كقد عرض عليو القضاء فأباه كلم يلتفت إلى شئ مما تعلق بو أقرانو من أبناء‬
‫القضاة كلو شعر حسن كنثر مستحسن جمعهما إلى علمو كفضلو فمن شعره ما كتب إلى سيدم‬
‫بدر الدين بن ىاشم بن يحيى الشامي ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬كذلك في سنة ست كمائتين كألف‬
‫كمستهلو‪:‬‬
‫زعم الواشوف في الحب جناحا ‪ ...‬كيف يسلو من ىول البيض المبلحا‬
‫كيف يسلو من إذا ىب الصبا ‪ ...‬سلبت منو فؤادان مستباحا‬
‫كأنار البرؽ كىنان خالو صارمان ‪ ...‬كالى على القلب الجراحا‬
‫أكرؽ الورؽ على أفنانها ‪ ...‬كتغنت ظنو شجوان فناحا‬
‫لست أدرم ىل تباريح الجول ‪ ...‬لم تجد غيرم مناحان كمراحا‬
‫أـ كذا المشتاؽ في حاالتو ‪ ...‬ال يرل في دىره قط ارتياحا‬
‫لج في تبريحو لما رأل ‪ ...‬في ابتساـ الثغر طلعان كأقاحا‬
‫كتجلو عن خدكد غادرت ‪ ...‬جل نار الورد ىزكان كمزاحا‬
‫أسبلوا فرعان كليل فاحم ‪ ...‬ثم قالوا بعد ىذا ال صباحا‬
‫ماست األغصاف لينان مثلما ‪ ...‬القت القضباف بالركض الرياحا‬
‫نهلوا من خمر كأسات الصبا ‪ ...‬حين لم يرتشفوا في الطاس راحا‬
‫أيها الجيرة في ذم سلم ‪ ...‬كاألكلى عن صبهم بانوا انتزاحا‬

‫(ِ‪)ُْ/‬‬

‫ىل لمن أضحى قتيبلن في الهول ‪ ...‬دية أـ ىدران يغدك مباحا‬


‫يا لثارات المحبين فقد ‪ ...‬ذىبت أركاحهم ظلمان صراحا‬
‫ظنى ‪ ...‬ككذا القامات ىزكىا رماحا[ّٔ‪-‬أ]‬
‫فجفوف اللحظ شاموىا ن‬
‫كالعيوف النجل مهما نظرت ‪ ...‬بعثوا من نحوىا الموت المباحا‬
‫ىكذا من راـ آراـ النقى ‪ ...‬يتحسى أكؤكس الحب ذباحا‬
‫كلهم لو أحسنوا مندكحة ‪ ...‬يتعالى النظم للبدر امتداحا‬
‫سيد األسرة في آؿ كمن إلى آخرىا[ُِأ‪-‬ب]‬
‫بذا أىل العصر فضبلن كسماحا‬
‫فأجاب بقصيدة مستهلها‪:‬‬
‫أدر الراح غبوقان كاصطباحا ‪ ...‬كأجلها في ظلمة الليل صباحا‬
‫راح ذكرل من تناسوا مغرمان ‪ ...‬لسواىم ميل قلب ما أباحا‬
‫بعد أف لم يدعوا عن ذكرىم ‪ ...‬لجناح الفكر مغدا كمراحا‬
‫كلما راـ مجاالن في الهول ‪ ...‬لم يجد عن غير ما راـ انتزاحا‬
‫كإذا خادعو الصب بذكر ‪ ...‬السوم ألقى لو عنو جماحا‬
‫كعذكؿ الطرؼ كم أبدل لو ‪ ...‬أكجهان في حجج النصح صباحا‬
‫كقدكدان طاردت غصن الربا ‪ ...‬فارتدل بالورؽ الخضر افتضاحا‬
‫كرياضان زاىرات ركحها ‪ ...‬يبدؿ القلب عن الهم انشراحا‬
‫أبدع الطير على دكحاتها ‪ ...‬نغمات ترشف األسماع راحا‬
‫ضاحك البرؽ بها األزىار ‪ ...‬فافتر فيها النور كردان كأقاحا‬
‫تنفث العرؼ ذكيان فننت ‪ ...‬نسمات منو ما طاب كفاحا‬
‫كترل األغصاف غيداء أكسيت ‪ ...‬سندسان قد زىيت فيو ارتياحا‬
‫حسبت صلصلة النهر على ‪ ...‬ملدىا الخضر حجوالن ككشاحا‬
‫فهي تختاؿ على رناتها ‪ ...‬كالصبا تولى الصبا منها مزاحا‬
‫كالنشاكل تنثر اللؤلؤ من زىرىا ‪ ...‬للنهر جودان كسماحا‬
‫كلكم أبدل لو العاذؿ أفناف فضح ‪ ...‬ذادىا عنو إطراحا‬
‫كإذا الح سلواف كحاشاه أف ‪ ...‬يرمقو الح االحا‬
‫المتا عن زخرؼ العذؿ ‪ ...‬فمنذ أتعب الطرؼ انطباقان كانفتاحا‬
‫ىباه السمع بسحر لو درل ‪ ...‬منو ىاركت كماركت لصاحا‬
‫أم سحر غير ما قد علم ‪ ...‬مؤمن جاء بو حبلن مباحا‬
‫كلو أتى من حبره البن سليماف كػ ‪ ...‬حل حاز أنصاران صحاحا‬
‫كال طفا سقطو ثم احتذل ‪ ...‬من سناه باىر النور اقتداحا‬

‫(ِ‪)ِْ/‬‬

‫جزؿ لفظو بريشقات المعاني ‪ ...‬متاح من لذا المزح أباحا‬


‫كل معنى غادة صيغ لها إلخ ‪ ...‬اللفظ إبداعان صبا ككجاحا‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة ما كتبو إلى الفقيو سعيد بن علي القركاني(ُ) في سنة ثبلث كمائتين‬
‫كألف‪:‬‬
‫سرل الهول فيك مفهوـ كمنطوؽ ‪ ...‬لو على صفحات الدىر تحقيق‬
‫حاكلت أخفي حالي في الهول فرقان ‪ ...‬عمن لو بسهاـ العذؿ تفويق‬
‫فكلما رمت كتمان في تصوره ‪ ...‬أنبا بو من غزير الدمع تصديق‬
‫يا راعيان ثمرات الود في مهج ‪ ...‬سالت لها نهران بالدمع مسبوؽ‬
‫لما سكنت فؤادم ظل مبتهجان ‪ ...‬خفوقو أبدان رقص كتصفيق‬
‫فارفق بأكطانك البلتي نزلت بها ‪ ...‬فحقها بذماـ العهد محقوؽ‬
‫ىذا محبك أضحى في ىواؾ لو ‪ ...‬ركح يغتاؿ قد منك مزىوؽ‬
‫بسهم لحظك قلبي إذ أتيح لو ‪ ...‬من قوس حاجبك الممشوؽ مرشوؽ‬
‫كمنها‪:‬‬
‫أما النسيم فخانتني أمانتو ‪ ...‬إذ نم مكتوب سرم كىو موثوؽ‬
‫فشاقو الركض ما أخفيتو فإذا ‪ ...‬زىر الحدائق يحوم منو تحديق‬
‫اهلل للصب حتى للصبا كلع ‪ ...‬بوشيها كي يرل في الوصل تعويق‬
‫كيف الخبلص كنار الشوؽ مضرمة ‪ ...‬كذىن من فضلو في الناس مدفوؽ‬
‫عذب الموارد مشهور المحامد ‪ ...‬محمود المقاصد من يغشاه مرزكؽ‬
‫حلو الشمائل سباؽ األماثل ‪ ...‬مبركر الفضائل قد قامت لو سوؽ‬
‫فأجاب‪:‬‬
‫يا للنهى ىل لباب الهجر تغليق ‪ ...‬لمطلق دمعو كالقلب موثوؽ‬
‫حيراف في الحب ال يلوم على أحد ‪ ...‬لفكره في الدجى كجد كتفييق‬
‫إف ىبت الريح أذكت منو نار جوان ‪ ...‬للعدؿ منها كرب العدؿ تحريق‬
‫كأكمض البرؽ فالهتاف مقلتو ‪ ...‬لها على الدكاء إطباؽ كتطبيق‬
‫أك ناحت الورؽ في األفناف ساجعة ‪ ...‬فعن عساه لها كجد كتشويق‬
‫قد ذاب سقمان فلو ال أف رائحة ‪ ...‬من األحبة لم يشرؽ بو الريق‬
‫كألبستو الظبا للوجد ثوب ظنى ‪ ...‬لو بأيدم اللقاء كالوصل تمزيق‬
‫(إف زاره الطيف لم يعلم لو شبحان ‪ ...‬يأكم إليو كضيف الطيف معشوؽ‬
‫كإف دنى منو حالت عنو أدمعو ‪ ...‬كأنها بلذيذ الغمض تغريق)‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ّْ/‬‬

‫فالدمع يجرم على الخدين مستبقان ‪ ...‬كأنو عقد نظم منو منسوؽ‬
‫ما للعجائب خبل منو عاطلة ‪ ...‬من الدرارم تشنيف كتطويق‬
‫نظم كأف معاني السكر تسكنو ‪ ...‬للكوف من كونو رقص كتصفيق‬
‫كمنها في المديح‪… :‬‬
‫كللمدامة نذر من خبلئقو ‪ ...‬فالعصر من ذاؾ مصبوح كمغبوؽ‬
‫منها‪:‬‬
‫فالسعد كالفخر في التحقيق خادمو ‪ ...‬في كل فن كما قامت بو سوؽ‬
‫فكيف كبعد إبدار كقد نشرت ‪ ...‬لو من العلم كالتقول صناجيق‬
‫كارضعتو العبل أخبلؽ درتها ‪ ...‬شيخان كحط السول منها أفاكيق‬
‫منها‪:‬‬
‫كعمدة القوـ ما أكاله من نظر ‪ ...‬لفكره في دجى األشكاؿ تشقيق‬
‫فليس البن رشيق حسن فطنتو ‪ ...‬كليس البن دقيق العيد تدقيق‬
‫فكيف أثنى على شمس الضحى كلها ‪ ...‬على المساكن تغريب كتشريق‬
‫ماذا أقوؿ كقولي قد غدا ىدران ‪ ...‬كما يصوت في أسماعنا البوؽ[ّٗ‪-‬أ]‬
‫إف قلت أنوارىا في الكوف ىازمة ‪ ...‬جيش الظبلـ فذا في العين تحقيق‬
‫أك قلت قد سمت األفبلؾ في شرؼ ‪ ...‬فليس ينكر ىذا القوؿ مخلوؽ‬
‫منها‪:‬‬
‫قس الفصاحة بل قيس الرجاحة ‪ ...‬بل كعب السماحة مفهوـ كمنطوؽ‬
‫جم الفضائل بل ثم الفواضل ‪ ...‬بل عين األماثل حلو القوؿ منطيق‬
‫بدر الدياجر نظاـ الجواىر ‪ ...‬حساف األكاخر إف أعيت مناطيق‬
‫كلصاحب الترجمة كقد رأل في رأسو شعرات بيضاء فقاؿ‪:‬‬
‫يقولوف ما ىذا المشيب الذم نرل ‪ ...‬عليك كفي العشرين عمرؾ غالبو‬
‫فقلت إذا ما النفس رامت ظبللها ‪ ...‬شياطينها كانت رجومان ثواقبو‬
‫[نجوـ اىتداء في ظبلـ شبيبتي ‪ ...‬إذا حير السارين فيو غياىبو]‬
‫كأف بياض الشعر منذ حل مفرقي ‪ ...‬كأسوده ليل تهاكل كواكبو‬
‫…منها‪:‬‬
‫تأملت في نظم القريض كما مضى ‪ ...‬عليو األكلى سنوا لنا السنن الحسنى‬
‫فلم أرل إال ناقبلن لفظ شاعر ‪ ...‬ببل حشمة أك من يغير على المعنى‬
‫( [كفاتو]‬
‫"كتوفى –رحمو اهلل‪ -‬في شهر جمادل األكلى سنة ُُِِأحد كعشرين كمائتين كألف[َْ‪-‬‬
‫أ]‪ ،‬قبل كالده بثبلث سنين"(ُ) )‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين " " ساقط في (أ) أما (أ) فقد تركت بقية الصفحة (َْ) بياض‪.‬‬

‫(ِ‪)ْْ/‬‬

‫[(َُٔ‪ )/‬حسين بن محمد العنسي](ُ)‬


‫(‪ُِّٓ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫القاضي شرؼ الدين الحسين بن محمد بن عبد اهلل العنسي العبلمة الفطن الذكي‪ ،‬كلد بصنعاء‬
‫في سنة [‪ ]............‬كنشأ بها كقرأ في العلوـ الشرعية‪.‬‬
‫[مشائخو كمقركآتو]‬
‫كتخرج علىشيخنا العبلمة البرىاف إبراىيم بن عبد القادر كثر اهلل فوائده‪ ،‬كأخذ عنو الشرح‬
‫الصغير في علم البياف كحاشيتو للشيخ لطف اهلل الغياث كالمجاز شرح اإليجاز للمولى زيد بن‬
‫محمد(ِ)‪ ،‬ككثيران من (مغني اللبيب)‪ ،‬كفي المنطق‪ ،‬كفي (شرح العمدة) البن دقيق العيد‪ ،‬كىو‬
‫اآلف يقرأ عليو في (ضوء النهار) زاده اهلل كماالن‪ ،‬كقرأ عليو أيضان شطران في (شرح غاية السؤؿ)‪،‬‬
‫كقرأ على الفقيو العبلمة عبد اهلل بن محمد مشحم(ّ) في النحو كالفقو‪ ،‬كأخذ عن قاضي‬
‫القضاة البدر محمد بن علي الشوكاني(ْ) في شرحو على المنتقى‪ ،‬كبالجملة فإف صاحب‬
‫الترجمة قد حقق النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كاألصوؿ‪ ،‬كالمنطق‪ ،‬كالفقو‪ ،‬كلو ذىن كقاد‪ ،‬كفكر‬
‫سليم كفهم جيد كرصانة كإناءة كثير الصبر على البحث كالمراجعة كالتأمل لؤلبحاث‪ ،‬كالفحص‬
‫عن المشكبلت‪.‬‬
‫يسيران فمرض كانتقل إلى (بيت الفقيو) يتصحح فمات بها في (ىذه) السنة المذكورة‬
‫(ُِّٓىػ‪).‬‬
‫[(ُُٔ‪)/‬الحسين بن علي الخياط](ٓ)‬
‫( ‪َُُْ -‬ىػ‪ - /‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ٓ) ** دمية القصر لقاطن ترجمة ( )بتحقيقناػ كمنو‪ :‬نسمة السحر (خ) كالمطبوع (ِ‪،)ّٕ/‬‬
‫طيب السمر (خ)‪ ،‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نشر العرؼ(ُ‪ ،)ِٓٗ-ٖٕٓ/‬ملحق البدر الطالع‬
‫(ٖٖ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ْٓ/‬‬

‫األديب الحسين بن علي بن موسى الخياط الصنعاني الشاعر الظريف‪ ،‬األديب‪ ،‬ترجم لو‬
‫صاحب النسمة كقاؿ‪ :‬ىو معاصر اآلف يكتسب بالخياطة مطبوع في الشعر كعبد القادر الخيمة‬
‫كنظراه‪ ،‬كىو مقل مجيد كإنما تحسن من العقود الفريد‪ ،‬فمن مشهور شعره الذم شاع لو في‬
‫كصف المعصوبة كىي نوع من األطعمة مشهورة عند أىل صنعاء كالكسار كاف خبازان معركفان‬
‫بصنعاء‪ ،‬ككاف ذلك في سنة ستة كثبلثين كمائة كألف‪ ،‬حين كقع القحط في صنعاء كأكثر جباؿ‬
‫اليمن‪ ،‬كىلك أكثر الناس من الجوع كخلت القرل من أىلها‪ ،‬ال سيما ببلد حجة كالظفير‬
‫كالعتين كالمحويت كالرجم‪ ،‬فلم يبق منهم إال اليسير كأكل الناس الميتة‪ ،‬كاستول سعر‬
‫الحبوب جميعها‪ ،‬كبلغ سعر القدح ثمانية قركش كبذؿ أىل اليسار ما معهم كتصدقوا بو كأخرج‬
‫المتوكل جميع ما في مخازينو مما يأكل من يسكر كعسل كتمر كحلويات‪ ،‬فقسم [جميع] ذلك‬
‫على الفقراء في أزقة صنعاء‪ ،‬ثم أقبلت الخيرات من أكؿ سنة سبع كثبلثين كاستمر الخير حتى‬
‫بلغ سعر األربعة األقداح الحنطة بقرش‪ ،‬كستة أقداح من الذرة بقرش‪ ،‬كثمانية أقداح من الشعير‬
‫بقرش‪ ،‬فسبحاف اهلل رب العالمين كمما قالو الخياط‪:‬‬
‫صاح صاح الهزار في األشجار ‪ ...‬كتجلى الصباح باألنوار‬
‫فانتبو للصبوح قد رقم الظل ‪ ...‬كأمحت أسطر النجوـ السوار‬
‫كالرحى في الصباح قد أطربتنا ‪ ...‬بسماع يغني عن األكتارم‬
‫فارتشف قهوة من البن تغني ‪ ...‬عن سبلؼ الرحيق في األبكار‬
‫كإذا ما أردت كصل حبيب ‪ ...‬فانهض مسرعان إلى الكسارم‬
‫تنظر القرص طالعان في يديو ‪ ...‬مستديران كمثل شمس النهارم‬
‫بياض مرقم بالسواد ‪ ...‬كبياض الخدكد حوؿ العذارم‬
‫ككعوب عليو تزىو فتغني ‪ ...‬عن كعوب الخرائد األبكار‬
‫أنا في حبو عميد معنى ‪ ...‬قد حلى لي تهتكي كاشتهارم‬
‫ال تلمني في حبو يا عذكلي ‪ ...‬قد رأيت الصواب خلع العذارم‬
‫ما نقي الخدكد إال نقيان ‪ ...‬عند أىل الحجا كأىل الوقار‬
‫رب معصوبة ألذ لقلبي ‪ ...‬من كصاؿ الخرائد األقمار‬

‫(ِ‪)ْٔ/‬‬

‫أحكموىا كدققوىا بفهم ‪ ...‬إذ رأكىا من أعظم األسرار‬


‫مازجوا جسمها بإكسير ملح ‪ ...‬قبل تركيب جرمها في النار‬
‫فاستحالت سبيكة من لجين ‪ ...‬كعلى السمن فوقها كالنظار‬
‫عظموا قدرىا كقوموا إليها ‪ ...‬فهي ال شك منتهى األكطار‬
‫كىي الكيمياء كما قيل فيها ‪ ...‬في كتاب الشذكر من أشعارم‬
‫فعلى مثلها يناح كيبكى ‪ ...‬ال على درىم كال دينار‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫فتنت بأىيف يسبي النهى ‪ ...‬ألح المحبوف في عشقو‬
‫لو مقلة سهمها صائب ‪ ...‬كثغر يكاد سنا برقو‬
‫كلو في مليح صلى بأمثالو جماعة‪:‬‬
‫أقاـ صبلة العصر غصن مهفهف ‪ ...‬بكل كحيل الطرؼ نوف الحواجب‬
‫فقلت إلى المحراب قد قاـ يوسف ‪ ...‬فقد شاىدت عيني سجود الكواكب‬
‫كلو في الدراىم التي نحلت من طوؿ الضرب بغير ذنب أياـ القاضي زيد بن علي الجملولي‪:‬‬
‫قبح اهلل ضربة رخموىا ‪ ...‬في القوانين في يد إسحاؽ‬
‫كنا فيما مضى بدكران بدكر ‪ ...‬فاستحالت أىلة في محاؽ‬
‫كالترخيم في اللغة القطع كفي االصطبلح حذؼ في آخر اإلسم تخفيفان كالرخيم إحدل أكتار‬
‫العود‪ ،‬كإسحاؽ الذم شار إليو كاف رئيس الضرابين كأكىم بذلك إرادة إسحاؽ الموصلي‬
‫فكانت تورية مرشحة‪ ،‬كزادىا حسنان ذكر الضرب كالقوانين كلو موجهان بالرمل‪:‬‬
‫يا أيها الساؽ المورد خده ‪ ...‬حث الكؤكس إلي حثان عاجبل‬
‫إني أرل ببياض كأسك حمرة ‪ ...‬لم تبق في األكياس قبضان آجبل‬
‫كلو مضمنان‪:‬‬
‫جواد من أىواه شاىدتو ‪ ...‬كالطير في الميداف لن يسبقا‬
‫كقده كالغصن من فوقو ‪ ...‬كالطير ال يحمل غصن النقا‬
‫كلو قصيدة بديعة يهني بها المهدم لما رجع من سفياف باألسارل كمطلعها‪:‬‬
‫بكر الحيا في الركضة الغنا ‪ ...‬كحلى الغصوف بلؤلؤ األندل‬
‫طبع الكريم على البشاشة في اللقا ‪ ...‬كاإلنقباض سجية اللؤما‬

‫(ِ‪)ْٕ/‬‬

‫كعلى الجملة فمحاسنو كثيرة كشعره القديم في غاية اإلجادة‪ ،‬ثم ضعف جدان أك جاء بالساقط‬
‫كأسهب على غير قياس‪ ،‬ألمر جرل لو كىو أنو سقاه بعض األطباء مسهبلن أخرج لو كل رطوبة‬
‫في بدنو فلبث ثبلث عشرة سنة ال يذكؽ فيها نومان‪ ،‬فاختل مزاجو كبرد شعره‪ ،‬ككاف يشكو من‬
‫ذلك الطبيب‪ ،‬كأنو صنع ذلك عمدان يريد ىبلكو لمقطوع ىجاه بو‪ ،‬ثم أفاؽ من ذلك العارض‪،‬‬
‫كاقتصر على مدح المتوكل القاسم بن الحسين كأجزا لو الكفاية‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ثم عاكده العارض‪ ،‬فانقطع ثمانية أشهر حتى توفاه اهلل تعالى في جمادل األكلى سنة أربعين‬
‫كمائة كألف‪ ،‬كمن جيد شعره المتأخر ما قالو فيمن أرسلو المتوكل لقسمة تركة صاحب المواىب‬
‫كزعم الناس أنو ظفر بنفائس اصطفاىا لنفسو‪ ،‬كمنها مفارش ركمية ككسوة الكعبة‪ ،‬كأنو أدخلها‬
‫إلى (صنعاء) على جماؿ‪ ،‬كىو إذ ذاؾ يعمر داران لو فقاؿ صاحب الترجمة‪:‬‬
‫صفي الدين كافا بعد عزـ ‪ ...‬مطيعان أمر موالنا اإلماما‬
‫كحث إلى حما صنعاء جماالن ‪ ...‬عليها كسوة البيت الحراما‬
‫ككاف صاحب الترجمة يحضر حلقة الفقيو الصالح بن حسين الظهرين(ُ) في مسجد موسى(ِ)‬
‫كىو يقرأ في (متن األزىار) جماعة من الصغار‪ ،‬ككاف فيهم مليح فقاؿ صاحب الترجمة‪:‬‬
‫يا قاريان في حلقة الظهرين ‪ ...‬علما كقد أىلكتني بالبين‬
‫ما قاؿ في األزىار في صب إلى ‪ ...‬أزىار خدؾ ناظران بالعين‬
‫كحميتو عنها بسود لواحظ ‪ ...‬مكحولة بالسمر كالسيفين‬
‫ىل جائز للمستهاـ جنيها ‪ ...‬للشفاه بالتقبيل قبل الحين‬
‫كإذا أبيت عن الجواب جهالة ‪ ...‬فاسأؿ حسينان عن جواب حسين‬
‫كقد أجاب عنو بعض أدباء عصره فقاؿ‪:‬‬
‫إف صح دعول المستهاـ بأنو ‪ ...‬بالبين يخشى من دنو الحين‬
‫أك أف يطوؿ سقامو كشفائو ‪ ...‬في كرد خد يجتنى بالعين‬
‫فالضم كالتقبيل عندم جائز ‪ ...‬إف كاف فيو برء داء حسين‬
‫كركاية األزىار تجوثن اللقا ‪ ...‬كالضم بين الجنس ال الجنسين‬
‫ما لم يقارف شهوة كخبلفو ‪ ...‬يركم بإسناد إلى الشيخين‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة قاطن‪.‬‬

‫(ِ‪)ْٖ/‬‬

‫لكنو منع الجواز ثبلثة ‪ ...‬كبها جرل دمعي على الخدين‬


‫سيف اللحاظ كرمح قد ناعم ‪ ...‬كسهاـ قوسي حاجب كالنوف‬
‫فانجو بنفسك أف تموت صبابة ‪ ...‬كاحفظ فؤادؾ من عيوف العين‬
‫فلكم ككم من فاتك فتكت بو ‪ ...‬كم باسل سلبت ككم مفتوف‬
‫كلصاحب الترجمة في مليح‪:‬‬
‫معذرة بركحي رشا فاؽ بدر السما ‪ ...‬كحيبلن شمائلو مرقصو‬
‫كأف العذار على خده ‪ ...‬كخاؿ على فضة مخلصو‬
‫كلو فيو مع التضمين‪:‬‬
‫قد قلت مذ الح مخضر العذار على ‪ ...‬محمر خد حبيبي ساجي الحدؽ‬
‫ماذا أىاجك يا طير الفؤاد بو ‪ ...‬فيركز في الصبح أـ ياقوتة الشفق‬
‫كلو في ذـ العذار‪:‬‬
‫قاؿ الحبيب كقد ماتت محاسنو ‪ ...‬كسرت أكثر في التهليل كالنظر‬
‫ماذا بوجهي قد شاىدت قلت لو ‪ ...‬خسفان عظيمان قد استولى على القمر‬
‫كلو فيو أيضان‪:‬‬
‫يا أيها الرشى الذم فيما مضى ‪ ...‬قد كاف بذؿ الركح فيك يهوف‬
‫عذبتني أياـ حسنك بالجفا ‪ ...‬فانظر عذاب الذقن كيف يكوف‬
‫كالذقن لفظة عرفية كىي عبرانية‪ ،‬كقد استعملها كثير من الشعراء‪ ،‬كلو في مليح تعذر فكاف‬
‫يرسل أخاه إلى عاشقو‪:‬‬
‫انظر حبيبي ما أحلى شمائلو ‪ ...‬ىذا الذم صادني بالكحل كالكحل‬
‫لما تبدل بو ريحاف عارضو ‪ ...‬أىدل الشقيق إلى عشاقو األكؿ‬
‫كمثلو قوؿ المولى عبد اهلل بن علي الوزير –رحمو اهلل‪.-‬‬
‫كمهفهف عبث العذار بخده كشقائقو‬
‫لما تكاثر آسو أىدل الشقيق لعاشقو‬
‫كلو في غبلـ كسيم مطرب‪:‬‬
‫قاؿ لي العاذؿ جهبلن ‪ ...‬ال تبوحن بسرؾ‬
‫قلت يا عاذؿ مهبلن ‪ ...‬ساكن القلب محرؾ‬
‫كقولو في تشبيو المراف‪:‬‬
‫نزه لحاظك في الرياض كحسنها‬
‫يزىو بحمرة لونو فكأنها ‪ ...‬كاعجب لزىر حدائق الرماف‬
‫فيها قناديل من المرجاف‬
‫كلو في تشبيو النهر‪:‬‬
‫ىلموا إلينا نحن في ظل ركضة ‪ ...‬تنزىت األبصار في ظلها الندم‬
‫ترل النهر في ظل الغصوف كأنو ‪ ...‬صفيحة سيف في قراب زمرد‬
‫[(ُِٔ) حسين بن علي الحداد](ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * طيب السمر (خ‪.) /‬‬
‫(ِ‪)ْٗ/‬‬

‫الفقيو حسين بن علي الحداد‪ ،‬كاف شاعران أديبان ظريف المجاؿ‪ ،‬لطيف المحاكرة‪ ،‬ككاف يعمل‬
‫في الخز كالحرير‪ ،‬كينسج منهما ماال ينسجو من الزىر الركض النظير‪ ،‬ترجم لو صاحب الطيب‬
‫كقاؿ‪ :‬إنو كفد على كالده إلى (كوكباف) ثم اجتمع بو في مدينة إب بعد برىة من الزماف‪ ،‬كأكرد‬
‫من شعره قصيدة كتبها إليو كمستهلها‪:‬‬
‫خطرت فأزرت بالقنا السمر ‪ ...‬كزىت بطلعتها على البدر‬
‫سحارة األلحاظ فاتنة ‪ ...‬تسبي النهى بطبلسم السحر‬
‫كخدكدىا كالركض مشرقة ‪ ...‬بالورد مطلوالن كبالزىر‬
‫ناديتها رفقان بذم كلف ‪ ...‬أضماه طوؿ البين كالهجر‬
‫فتمايلت بالقد كابتسمت ‪ ...‬عن سلك منظوـ من الدر‬
‫ىل يا رفاؽ منكم أحد ‪ ...‬أشكو لو كأبثو سرم‬
‫فهي التي بسيوؼ مقلتها ‪ ...‬سفكت دمي ظلمان كلم تدرم‬
‫يا الئمي في حبها أبدان ‪ ...‬ال انتهى كزرم على ظهرم‬
‫كاللوـ لوـ كالنصيحة قد ‪ ...‬تفضي بصاحبها إلى الشر‬
‫فلعلها بالوصل تسمح لي ‪ ...‬كأناؿ ما أملت بالصبر‬
‫أك ال ألتفت لمدح من شرفت ‪ ...‬منو المراتب في ذكم الفخر‬
‫[(ُّٔ‪ )/‬الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمي](ُ)‬
‫(‪َُُْ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫القاضي الوزير الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمي‪ ،‬كاف من نببلء الزماف كفحوؿ الرجاؿ‪،‬‬
‫حسن الرأم جيد الحفظ بديع اإلنشاء‪ ،‬مستجمع األدكات‪ ،‬مشاركان في العلوـ صاحب دىاء‬
‫كألمعية‪ ،‬كنظر في العواقب‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكل إليو]‬
‫كزر للمهدم أحمد بن الحسن في (الغراس)‪ ،‬كىو حديث السن‪ ،‬ثم كزر لصاحب المواىب‬
‫كىو في الحضر كاستفحل أمره‪ ،‬كتأثل كجمع فأكعى‪ ،‬ثم تغير عليو كنكبو كصادره بقبض أمواؿ‬
‫جليلة القدر‪ ،‬حتى قيل أنو قبض من مالو نصف كر كذلك خمسوف لحا كقيل أيضان أف ذلك‬
‫مخرج الدنانير الذىب كاهلل أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) **‬

‫(ِ‪)َٓ/‬‬

‫ككاف القبض عليو في سنة خمس كمائة كألف‪ ،‬كالسبب في ذلك كيد أعدائو لو عند صاحب‬
‫المواىب بسبب مشورة فاتهمو بذلك‪ ،‬ككاف قد أراد قطع رأسو فشفع فيو أخوه المحسن بن‬
‫المهدم فقبل شفاعتو‪ ،‬كحبسو بػ(ثؤل) ثم نقلو إلى كمراف‪ ،‬ثم نقلو ثالثان إلى بعداف‪ ،‬كأطلقو أخيران‬
‫فلزـ بيتو كعكف على الكتب‪ ،‬ككاف قد جمع منها خزانة ال تحصى كثرة‪ ،‬ككاف كاسع المعيشة‬
‫بعدما احتيط على أموالو‪ ،‬ككاف يدخل إلى صاحب المواىب مع عامة أصحابو‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]‬
‫كاستشاره في آخر األمر بعد ذلك حين جهز المتوكل على اهلل إلى الببلد القبلية‪ ،‬بعد أف عرؼ‬
‫أف تجهيزه عائد إليو بالنقض‪ ،‬كأف المتوكل قد امتؤل قلبو منو‪ ،‬فأشار عليو صاحب الترجمة‬
‫بتوجهو للذىاب معو كرفع الحقيقة إليو‪ ،‬فأذف لو بذلك‪ ،‬فكاف ذلك الحاجة التي في نفس‬
‫يعقوب‪ ،‬فوزر للمتوكل ثم كزر لولده المنصور كاستشهد في أكؿ خبلفتو سنة أربعين كمائة‬
‫كألف‪ ،‬في الوقعة التي كانت بعصر حين قتل المنصور النقيب علي األحمر‪ ،‬كلعلو يأتي تفصيلها‬
‫إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬كقبر بمسجده المعركؼ بصنعاء‪ ،‬كشعره قليل فمنو ما كتبو إلى صاحب‬
‫(طيب السمر)‪ ،‬كقد أىدل لو كتاب (الحساـ المرىف في تفسير غريب المصحف) كىو قولو‬
‫من أبيات‪:‬‬
‫يا أيها القاضي الكريم كخير من ‪ ...‬ساد الورل كصل الحساـ المرىف‬
‫أثنيت في مؤل عليك فأصبحت ‪ ...‬تثني عليو في المقاـ المصحف‬
‫هلل درؾ إذ بو أتحفتني ‪ ...‬فلقد حبيت بما حباه المتحف‬
‫[(ُُْٔ‪)/‬حسين بن عبد اهلل بن محمد الشرفي الكوكباني](ُ)‬
‫الفقيو حسين بن عبد اهلل بن الحسين بن محمد بن صبلح الشرفي الكوكباني ذكره في الحدائق‬
‫فقاؿ‪ :‬لو شعر عجيب‪ ،‬يرتاح الكئيب‪ ،‬سلك فيو كل طريق‪ ،‬كخاض كل بحر عميق‪ ،‬كلو في‬
‫الموشح اليد الطولى كالقدح المعلى‪ ،‬ككاف حسن المجالسة‪ ،‬لطيف الموانسة‪ ،‬ككاف كاتبان‬
‫للعسكر بكوكباف أياـ المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر‪ ،‬كلو فيو مدائح كمدح أكالده‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * الحدائق المطلعة (خ)‪.‬‬
‫(ِ‪)ُٓ/‬‬

‫[(ُٓٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬صبلح بن عبد اهلل بن محمد الشرفي](ُ)‬


‫كلو أخ يسمى صبلح الدين كاف من العلماء العاملين‪ ،‬ككاف يدرس في الخبيصي كالحاشية‬
‫كالفرائض كاألزىار‪ ،‬كيتولى أعماالن بكوكباف‪ ،‬كمن شعر صاحب الترجمة‪:‬‬
‫ىذا رياض المكرمات فواتها ‪ ...‬فلقد تغنى الطير فوؽ نباتها‬
‫كامزج كؤكسك بالرضاب فطالما ‪ ...‬مزجت بماء المزف عند شفافها‬
‫قد سددت سهم الجفوف كأطلقت ‪ ...‬للصب من خمر الدموع كماتها‬
‫غازلتها في ركضة قد أينعت ‪ ...‬كتذللت للقطف من ثمراتها‬
‫كأصابع المنثور ترمي نحونا ‪ ...‬حسدان كتغمرىا عيوف مياتها‬
‫كالزنبق المخضل أبدا تركسان ‪ ...‬من رقصة فيها نباؿ رماتها‬
‫كالطير حرؾ في الحديقة مزىران ‪ ...‬منو الغصوف تميل في عذباتها‬
‫كالنهر بالتصفيق ينشيها فما ‪ ...‬أحلى تكسره على حافاتها‬
‫كالرعد يعجم صوتو فتبينو ‪ ...‬الورقاء ذات الطوؽ في سجعاتها‬
‫كالزىر يبسم مثل ثغر قد حكى ‪ ...‬ممن أحب الدر في لباتها‬
‫كالورد في األغصاف قاف مثلما ‪ ...‬قد فتحت في خدىا كضاتها‬
‫كىي طويلة كلو غير ذلك من الشعر‪ ،‬كاشتهر لو من الشعر الملحوف القصيدة المشهورة التي‬
‫أكلها‪:‬‬
‫لقيت باىي المحيا ‪ ...‬ساجي المقلتين‬
‫كأقاربو كأىلو اآلف ىم عسكر بكوكباف‪.‬‬
‫حرؼ الزام‬
‫[(ُٔٔ‪)/‬زيد بن محمد بن الحسن الصنعاني](ِ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ِ) * الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ّٖ‪ )ٖ/‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو نسمة السحر (خ)‪ ،‬المطبوع‬
‫(ِ‪ ،)ُُٔ-ُْٓ/‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نفحات األسرار المكية‪ ،‬طيب السمر(خ)‪ ،‬طبقات‬
‫الزيدية(ّ‪/‬خ)‪ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ِّٓ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ٔٗٗ-ٖٔٗ/‬األعبلـ (ّ‪،)ُٔ/‬‬
‫معجم المؤلفين(ْ‪ ،)ُُٗ/‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسة)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(ْْٕ‪ )ْْٖ-‬ترجمة (ّْٔ)‪ ،‬الركض األغن(ُ‪ ،)ُُٗ/‬ىدية العارفين(ُ‪ ،)ّٕٕ/‬إيضاح‬
‫المكنوف (ُ‪ ،)ِِٔ،ِْٖ/ِ( ،)ِِٗ/‬مصادر الحبشي (ّٖٖ‪ ،)ُّْ،ِْٗ،‬تأريخ أبي‬
‫طالب (ّّ‪ ،)ُّْ/‬مقامات في األدب اليمني (ُٕٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٓ/‬‬

‫المولى ضياء الدين أبو محمد زيد بن محمد بن الحسن بن اإلماـ المنصور باهلل‪ :‬القاسم بن‬
‫محمد كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫إماـ العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬كسلطاف المعارؼ األصلية كالفرعية‪ ،‬سيد المحققين‪ ،‬كالمتأخرين‬
‫عبلمة الزماف‪.‬‬
‫ترجم لو صاحب النسمة فقاؿ‪ :‬فاضل تزين العصر بوجوده تزين المشرؽ بالفجر‪ ،‬كحمل لو‬
‫الحد على المعنيين بين أفاضل الدنيا لواء الفخر‪ ،‬كتبسمت بفضلو العليا تبسم ثغر الركض عن‬
‫شنف القطر‪ ،‬كدبت علومو إلى تبلمذتو دبيب عذار الظل في كجنة الزىر‪ ،‬كأصبح الزىر من‬
‫نتائج فكرتو الزكية‪ ،‬إلنبائو قابسان كلو كمضت برقو من أشعة علومو باليمن أضائت قابسان‪ ،‬كأيقن‬
‫أنو مجدد إذ ذقنا من حديث العتيق‪ ،‬كتنزىنا من علومو بين رياض كردية ليس لها سواه شقيق‪،‬‬
‫كم ركت فكرتو البن معين(ُ) كالواقدم(ِ)‪ ،‬فأركت الصادم(ّ)‪ ،‬ككم قر بعين نوالو من المو‬
‫على كثرة دكرانو حي العيس كالحادم‪ ،‬إلى أدب يتكدر بحسنو عيش الصفي(ْ)‪ ،‬كيتمنى‬
‫حبيب الطائي(ٓ) لو قيل سماعو طوم‪ ،‬كشعران كأنو عذبات الباف‪ ،‬كمن لها أف يتحلى بعذباتو‬
‫التيجاف‪ ،‬كددتو على أطواقها الورقا‪ ،‬كحسدتو الرياض إذ غلبها إلى زىر الزرقاء‪ ،‬فسجع المطوؽ‬
‫بنسيبو‪ ،‬كثمرات األكراؽ ما يجتنيو السامع من حلواتو كطيبو‪ ،‬كعلم لو رأه ابن إدريس(ٔ)‬
‫العترؼ البن محمد‪ ،‬كلو أدركو النعماف(ٕ) لساح كترؾ الخورنق(ٖ) كتزىد‪ ،‬كلقاؿ مالك أنا‬
‫عبد ىذا النبوم المحتد‪ ،‬كلود لو رآه أنو مات في المحنة أحمد(ٗ)‪ ،‬جمع علمي العقل‬
‫كالنقل‪ ،‬كأحاط بطريق القوؿ كالعقل‪ ،‬فأصبح كىذا المجتهد المطلق‪ ،‬فكم راـ شأكه أسير‬
‫الببلد‪ ،‬فقصر كأما ىو فحلق‪ ،‬فالمعالي إليو بعد ىذا الكماؿ أشواؽ من يعقوب إلى يوسف‪،‬‬
‫كمن ادعى بغبائتو أنو يساكيو فقل أحاديث العيافة زخرؼ‪ ،‬حتى قاؿ‪ :‬كأما أخبلقو فيترؾ برد‬
‫النسيم أخبلقا‪ ،‬فهي أرؽ من عتاب حجلو كالزماف‪ ،‬كألطف من شمائل مخضوب البناف)‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫[مولده]‬

‫(ِ‪)ّٓ/‬‬
‫قلت‪ :‬ككانت كالدتو بجهات صنعاء قبل كفاة كالده بنحو أربع سنين‪ ،‬ككانت كفاة كالده في سنة‬
‫تسع كسبعين كألف‪ ،‬فربتو خالتو الشريفة خديجة بنت علي بن إبراىيم الحيداني(ُ)‪ ،‬كىي‬
‫كالدة أخويو يحيى كإسماعيل‪ ،‬كنشأ مترددان من صنعاء إلى الركضة كالجراؼ‪ ،‬ككانت كالدتو أمة‬
‫حبشية‪ ،‬ثم الزـ حضرة عمو المهدم أحمد بن الحسن حتى بلغ مبلغ أىل الكماؿ كلما توفى‬
‫المهدم الزـ حضرة المؤيد بن المتوكل كقرأ عليو‪ ،‬ثم احتاجو المؤيد فيما بينو كبين ابن أخيو‬
‫عبد اهلل بن يحيى بن محمد بن الحسن في عمالة مخبلؼ جعفر فأقاـ بالعدين أيامان‪ ،‬فكاف‬
‫يتردد إليو كثيران‪ ،‬كلما مات المؤيد لزـ بيتو بصنعاء كالجراؼ على القراءة كالدرس كالتدريس‪.‬‬
‫كقرأ على عدة مشائخ من أجلهم القاضي العبلمة علي بن يحيى البرطي‪ ،‬كحقق جميع العلوـ‪،‬‬
‫كمهر في كل فن‪ ،‬ككاف رئيسان مبجبلن عظيمان ىمامان سريان منظوران إليو بعين التعظيم كالجبللة‪،‬‬
‫ككاف يفد إلى صاحب المواىب فيعظمو غاية التعظيم‪ ،‬كيتزيا لو بزم أىل العلم‪ ،‬كيحضر في‬
‫مقامو نفائس الكتب‪ ،‬كيعرض عليو األسفار الجليلة كالنسخ المعظمة‪ ،‬كال يواجو لو إال كقد‬
‫جمع خزائن كتبو في المقاـ‪ ،‬كجعلها عن يمينو كشمالو كقدامو‪ ،‬ككاف يخاؼ من قيامو كمبايعة‬
‫أىل صنعاء لو‪ ،‬كىم بحبسو فقاؿ لو بعض خواصو‪ :‬إف صاحب الترجمة ليس لو اىتماـ كال‬
‫غرض إال نشر العلوـ‪ ،‬كإفادة الطالبين‪ ،‬كإنك إذا حبستو تحدث الناس عنك بأنك حسدتو على‬
‫العلم‪ ،‬فتركو‪ ،‬ككاف لصاحب الترجمة شهرة في جميع الببلد‪ ،‬كحظ باىر كمقامو محفوؼ‬
‫باألكابر كاألعياف كالعلماء‪ ،‬كمدحو أدباء العصر‪ ،‬كقصده الفضبلء كأخذ عنو العلماء‪ ،‬كانتفع بو‬
‫الخلق كنبل أكثر من تخرج عليو‪ ،‬كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالمولى أحمد بن عبد‬
‫الرحمن الشامي‪ ،‬كالمولى محمد بن إسماعيل األمير‪ ،‬ككلده المولى محمد بن زيد كغيرىم‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬

‫(ِ‪)ْٓ/‬‬

‫كلو مؤلفات عدة من أجلها (شرحو على اإليجاز) الذم لم يؤلف مثلو في األعصار‬
‫كسماه‪(:‬المجاز إلى حقيقة اإلجازة كاإليجاز) ألفو الشيخ العبلمة لطف اهلل بن محمد الغياث‬
‫لخص فيو تلخيص للقزكيني كخلصو عما يرد من االعتراضات كىذبو تهذيبان بالغان‪ ،‬كحذؼ‬
‫الشواىد كزاد فيو جميع القواعد التي في المطوؿ‪ ،‬فجاء كتابان نفيسان عديم النظير كثير الفائدة‬
‫مع صغر حجمو‪ ،‬ككثيران ما كاف شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ البرىاف إبراىيم بن عبد القادر‬
‫المقدـ ذكره يحض طلبتو على حفظو كينوه بشأنو كيرغب في العناية بو‪ ،‬كحسبو في الداللة‬
‫على فضلو شهادة ىذا اإلماـ‪ ،‬فشرحو صاحب الترجمة شرحان لم ينسخ على منوالو‪ ،‬كال أتى‬
‫الدىر بمثالو‪ ،‬كلخص فيو المطوؿ كمختصره كحواشيهما كأصولهما‪ ،‬كقد ذكرت في ترجمة شيخ‬
‫اإلسبلـ البرىاف أنو لدقة عبارتو‪ ،‬عسر فهمو على أكثر علماء العصر‪ ،‬كلصاحب الترجمة كتاب‬
‫في الرد على صاحب النبراس سماه‪( :‬القسطاس) كبلغ فيو إلى األجل فاحترمو كلو رسالة‬
‫سماىا‪(:‬تشييد أركاف القبتين) كسبب تأليفها أف رجبلن بصنعاء يعرؼ بالقثين كاف لو عادة يجمع‬
‫أشخاصان يحيطوف بو بالجامع المقدس ثم يرفعوف أصواتهم بالجبللة‪ ،‬فتحزب جماعة من‬
‫الفقهاء كعضدىم السيد صبلح بن الحسين األخفش(ُ) اآلتي ذكره‪ ،‬فمنعوىم عن ذلك‬
‫كأخرجوىم من المسجد بعنف كشدد السيد صبلح في منعهم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إف ذلك شغلة للمصلين‬
‫فجرد صاحب الترجمة لنصرة القبتين‪ ،‬ككضع الرسالة كجرل بين صاحب الترجمة كبين السيد‬
‫صبلح مواحشة بسبب ذلك‪ ،‬كأراد البدر األمير أف يسعى بينهما باإلصبلح كيستطيب نفس كل‬
‫منهما إلى اآلخر‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة شديد التواضع لين الجانب حسن األخبلؽ‪ ،‬كالسيد‬
‫صبلح كاف قليل االختبلط بالناس كثير النفور فقصده صاحب الترجمة إلى الجامع فنفر منو‬
‫السيد صبلح كلم يواجهو‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬

‫(ِ‪)ٓٓ/‬‬

‫كلم يزؿ صاحب الترجمة على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى في سنة ُُِّىػ‪ ،‬بصنعاء‬
‫كدفن بمدرسة اإلماـ شرؼ الدين إلى جانب المنارة‪ ،‬كعليو قبة كىو مشهور مزكر كأكدع السيد‬
‫العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير ضريحو ىذه األبيات مؤرخان لو‪:‬‬
‫ىاىنا عبلمة الدنيا فزر ‪ ...‬قبره تظفر بأنوار كتسعد‬
‫ىو سعد الدين في تحقيقو ‪ ...‬كىو في التحقيق عند اهلل أسعد‬
‫لقي اهلل فأرخ‪:‬‬
‫جاؿ في جنة الفردكس زيد بن محمد ‪[ ...‬ا أتى تاريخو عبلمة الدنيا توفى]‬
‫كللفقيو زيد بن علي الخيواني فيو مؤرخا‪:‬‬
‫ىذا ضريح حلو خير الورل ذاتان ككصفا‬
‫فلذا أتى تأريخو عبلمة الدين توفا‬
‫كقاؿ فيو أيضان القاضي علي بن محمد العنسي مرثيان‪:‬‬
‫دجى األفق ال شمس تنير كال بدر ‪ ...‬كضاؽ فبل بر رحيق كال بحر‬
‫كما حجب الليل النهار فينجلي ‪ ...‬كينجاب عن كجو الضحى للدجا ستر‬
‫كلكنو غاب الضياء عن مكانو كقد ‪ ...‬طويت شمس الضحى كدنى الحشر‬
‫أمن بعد زيد تطلع الشرؽ شمسو ‪ ...‬كتشرؽ أقمار كيسرم بها سفر‬
‫عجبت إلسرافيل ماذا يصده ‪ ...‬عن الصور قد مات الورل كانقضىاألمر‬
‫ضياء الهدل ما بعد فقدؾ راحة ‪ ...‬فلم نتمنى أف يطوؿ بنا العمر‬
‫أرل النحو يا طبلبو عز نيلو ‪ ...‬فمطلبو كاهلل بعد الضياء كعر‬
‫انقاد مضركبان إليكم مثالو ‪ ...‬أال بعد زيد ال يلين لكم عمر‬
‫كيا طالب التحقيق في الصرؼ لم يكن ‪ ...‬لدنيا سول الصرؼ الذم أخذ الدىر‬
‫كيا سالكي نهج األصوؿ ركيدكم ‪ ...‬فقد سد ذاؾ النهج كانقطع السفر‬
‫كيا راغبان في كشف معنى استعارة ‪ ...‬تخبط منها في تصورىا الفكر‬
‫أتطلبنا أخت المجاز فعلمها ‪ ...‬كعالمها باألمس كارىما قبر‬
‫كإف لم ترد إال تلهب جذكة ‪ ...‬فدكنك قلبان فيو ينتقد الجمر‬
‫كيا كاقفان بين القضايا تفكران ‪ ...‬كقوؼ أسير ال يفك لو ستر‬
‫إذا انقادت الصغرل إليك مطيعة ‪ ...‬لو عادت كبرل فماؿ بها الكبر‬
‫أتسلك من علم ابن سيناء حنادس ‪ ...‬نعم أشرقت عصر الضياء كانقضىالعصر‬
‫كيا راحبلن قد قرر الشوؽ بعده ‪ ...‬فأضحى كطوؿ األرض في عينو شبر‬

‫(ِ‪)ٓٔ/‬‬

‫يفتش عن تفسير آيات ربو ‪ ...‬كيخبط ليبلن ما لديجوره فجر‬


‫مفسرىا قد كاف باألمس جارنا ‪ ...‬كىاىو جار اهلل ساعدؾ الصبر‬
‫فقم كالتثم تربان حكى المسك نفحة ‪ ...‬كقد فاتك المطلوب فليهنك األجر‬
‫إلف صدمت صنعاء عليو مصيبة ‪ ...‬تضعضع منها السور كانصدع القصر‬
‫فيا طالما طالت بعلياه كارتقت ‪ ...‬محبلن لنثر الشهب من دكنو ككر‬
‫كما بالها ال تلبس الفخر معلمان ‪ ...‬كمن أجلو في كل قطر لها ذكر‬
‫أما شق أحشاء العراقين علمو ‪ ...‬كشنف سمع الركـ مما حفظت مصر‬
‫كأملى خراساف المجاز مطارحان ‪ ...‬على ما كراء النهر فارتقص النهر‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كىبت على النبراس منو عواصف ‪ ...‬فعاد رماد ال لهيب كال جمر‬
‫نجوـ العبل صبران كإف غلب األسى ‪ ...‬على الصبر فالمحزكف غايتو الصبر‬
‫كىذا رثاء كالبكاء بي غالبان ‪ ...‬فمن شفتي نظم كمن مقلتي قطر‬
‫سأقضى بشعرم جل أيسر نعمة ‪ ...‬كيا ليت ىل يقوـ بها الشعر‬
‫قاؿ المولى البدر األمير‪ :‬كمن أعجب ما اتفق أنا كنا عنده في بعض األياـ أنا كجماعة من‬
‫األعبلـ منهم‪ :‬كالدم ضياء اإلسبلـ‪ ،‬فجرل الخوض في ذكر شعر اآلؿ الكراـ‪ ،‬فأنشد كل من‬
‫الحاضرين ما حضره من نفائس النظاـ‪ ،‬ككاف مما أنشدنا ىو‪-‬رحمو اهلل‪ -‬قوؿ محمد الباقر ‪-‬‬
‫عليو السبلـ‪ -‬يرثي أخاه زيد بن علي عليو السبلـ بقولو‪:‬‬
‫يا موت أنت سلبتني إلفا ‪ ...‬قدمتو كتركتني خلفا‬
‫كا حسرتا ال نلتقي أبدان ‪ ...‬حتى نقوـ لربنا صفا‬
‫ثم تفرؽ الحاضركف كنزؿ بو من األلم ما كاف فيو مبلقاة المنوف‪ ،‬كلم يبلقي أحد من الحاضرين‬
‫إال عائدان أك لجنازتو شاىدان –رحمو اهلل تعالى‪ ،-‬كمن شعر صاحب الترجمة قولو‪:‬‬
‫أتراه يكتم ما يحن ضلوعو ‪ ...‬كيصح عن دعول الغراـ رجوعو‬
‫صب ينم بما يكتم دمعو ‪ ...‬كيبث منو من شجونو كيذيعو‬
‫بحر العقيق من الدموع إذا سرل ‪ ...‬برؽ عليو فيستبين كلوعو‬
‫لم يثنو قوؿ العذكؿ كقل من ‪ ...‬في الحب إف عذؿ العذكؿ يطيعو‬
‫جهدم لو نشر الصبا في طيبو ‪ ...‬عرفان تقطر من ذكاه ربوعو‬

‫(ِ‪)ٕٓ/‬‬

‫فيزيده كجدان إلى كجد كمن ‪ ...‬يشجيو نوح مطوؽ كسجوعو‬


‫كبمهجتي من كجهت ألحاظو ‪ ...‬جيشان علي فلم تكل جموعو‬
‫بدر يحف بليل شعر فاحم ‪ ...‬كالبدر في الليل البهيم طلوعو‬
‫أحواؿ لعاشقو الصبابة كلها ‪ ...‬كلو من الحسن البديع جميعو‬
‫إف فوقت أسهاـ لحظيو إلى ‪ ...‬صب فليس سول الفؤاد صريعو‬
‫كلربما لم تغني رب شجاعة ‪ ...‬من فك ناظره الضعيف دركعو‬
‫كالحسن لفظ كىو معنى لفظو ‪ ...‬كبزىر خديو النظير ربيعو‬
‫ظلمان يركـ البرؽ يحكي ثغره ‪ ...‬أين الشنيب كأين منو لموعو‬
‫كلو أيضان‪:‬‬
‫من لي برشف رحيق حل في فيكا ‪ ...‬ففي الفؤاد حريق من تجنيكا‬
‫سل المدامع عن حبي فليس سول ‪ ...‬تجميعها بغراـ الصب ينبيكا‬
‫أفديك من شادف أسحار مقلتو ‪ ...‬ال تستطيع لها األفكار تفكيكا‬
‫كفاتن ما تبدل نور غرتو ‪ ...‬إال كأصبح نور البدر مشكوكا‬
‫فأكضح الغصن ق هد منو ذك ىيف ‪ ...‬دـ المحب بو قد صار مسفوكا‬
‫فتى ‪ ...‬حر على كل ما يرضيك مملوكا‬
‫بدر لفظك قد صيرت كل ن‬
‫كال محاسن للظبي العزيز ففي ‪ ...‬سمو جيدؾ ما عن ذاؾ يثنيكا‬
‫إف قلت تفديك ركحي فهي قاصرة ‪ ...‬فمن على األرض باألركاح يفديكا‬
‫حللت عقد اصطبارم بالبعاد كقد ‪ ...‬حللت قلبي فقلت حيلتي فيكا‬
‫كلم تمن بوصل للحبيب فما ‪ ...‬قد ناؿ من زفرات الحب يكفيكا‬
‫رضيت ما ترتضيو من تبلقي إف ‪ ...‬كاف التبلؽ لمن يهواؾ يرضيكا‬
‫فكن كما شئت إني ال أزاؿ على ‪ ...‬عهدم القديم كقلبي ليس يسلوكا‬
‫فاسلك بصبك ما تختار من طرؽ ‪ ...‬مسلوكة أك طريق ليس مسلوكا‬
‫فليس عنك بديل في المبلح كال ‪ ...‬أرل المبلح لمعنى الحسن تحكيكا‬
‫عذب بما شئت كاصنع ما تريد سول ‪ ...‬تحريق قلب المعنى فهو يأكيك‬
‫كلو أيضان‪:‬‬
‫سقت العهاد معاىد الشعب ‪ ...‬كىمت عليو ىواطل السحب‬
‫كغدت على أرجائو ديم ‪ ...‬ما بين منهل كمنصب‬
‫كلو‪:‬‬
‫نسيم الصب ال برحت تهدم‬
‫شميم المندؿ الرطب‬
‫فبسفحو ألحبتي خيم‬
‫كالحاؿ أف محلهم قلبي‬
‫[سلبو الفؤاد فهمت للسلب‬
‫فارقهم جسمان ‪ .......‬ركحي كأدمع مقلتي تنبي‬
‫أكجبت حبهم علي كقد‬

‫(ِ‪)ٖٓ/‬‬
‫سلبوا الفؤاد فهمت للسلب‬
‫فارقتهم جسمان كعندىم ركحي‬
‫كأدمع مقلتي تنبي‬
‫كبمهجتي في سفحهم قمر‬
‫تغنيو مقلتو عن الغضب‬
‫فضح األىلة طلعة كزىت‬
‫ىيفاء قامتو على القضب‬
‫في ريقو خمر معتقة‬
‫تزرم بخمرة أكؤكس الشرب‬
‫كدعتو كالقلب متقد‬
‫كمدامعي تنهل بالسكب‬
‫كالحاؿ ينشد كالدموع دـ‬
‫دمعي عليك مجانس قلبي‬
‫كظننت أني بعد فرقتو‬
‫أقضي كجوبان عندىا نجبي‬
‫فجنحت عند تذكارىا كغدل‬
‫لي مذىبان مدح الفتى الندب‬
‫كلو من قصيدة مكاتبان بها القاضي محمد بن إبراىيم السحولي(ُ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل‬
‫تعالى‪:‬‬
‫بانوا فسالت عن خديو أدمعو ‪ ...‬مورؽ الجفن مغرل القلب مولعو‬
‫كقوضوا خيمان عنو كإف لهم ‪ ...‬مضاربان قد حوتها منو أضلعو‬
‫كفارقوه فبل يدرم أكدعهم ‪ ...‬أـ ركحو قد غدا جهران يودعو‬
‫كيسأؿ الركب عنهم أين أـ بهم ‪ ...‬حادم المطي فبل نبي فيتبعو‬
‫ما كاف يحسب تفريق الزماف لما ‪ ...‬قد كاف من قبل أف يقضيو يجمعو‬
‫كفيهم رشا ما زارني حدثان ‪ ...‬إال كنور محياه يركعو‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كم ليلة بت أجني كرد مقلتو‬
‫كلست أدرم ما األياـ تصنعو‬
‫كال رقيب سول صبح يلم بنا‬
‫كأدمعي مستهبلت كأدمعو‬
‫أفديو من خوط باف مثمران قمران‬
‫في قلب مغرمو المشتاؽ مطلعو‬
‫كرب فتية عذاؿ تعنفني‬
‫على ىواه كال أقول فأدفعو‬
‫تغرم بتخديرىا قلبي فأنشدىا‬
‫ال تعذليو فإف العذؿ يولعو‬
‫كلو‪:‬‬
‫جمع الحسن فأضحى ساكنا بين ضلوعي‬
‫بأبي جامع حسن كصفو جارم دموعي‬
‫كلو‪:‬‬
‫نسيم الصبا إف جرت سلعان عليلة‬
‫صفى بعض ما يلقاه من سقم جسم‬
‫كإياؾ كاألخبار عما كراءه‬
‫فأصدؽ أخبار العليل من السقم‬
‫كلو في ثقيل‪:‬‬
‫كمثقل لو حل عندنا لم يكن ‪ ...‬فيها السكوف لمن عداه ممكنا‬
‫إف لم يكن في النار كاف عذابها ‪ ...‬للساكنين بها يسيران ىينا‬
‫كلو كقاؿ أنو لم يعثر على ىذا المعنى ألحد قبلو‪:‬‬
‫إف شمت كجهك في الصباح فيومو ‪ ...‬يوـ بكل سعادة مقركف‬
‫ماذاؾ إال أف غصن قوامك المياد ‪ ...‬فيو الطائر الميموف‬
‫فكتب تحتها القاضي علي العنسي‪:‬‬

‫(ِ‪)ٓٗ/‬‬

‫يا قلب قد طرت على قضيب قوامو ‪ ...‬كرقيت غصنان ما حكتو غصوف‬
‫محجب ‪ ...‬قسمان ألنت الطائر الميموف‬
‫ه‬ ‫كيف اتصلت بو كذاؾ‬
‫ىذين من المقطوع كالبيت الثاني للقاضي علي العنسي(ُ) –رحمهم اهلل جميعا‪ -‬كقولو‪:‬‬
‫قالوا سلى قلبك يا مدعي ‪ ...‬قلت عن السلواف في فاتني‬
‫قالوا أشر البرؽ من نحوه ‪ ...‬فقلت طيب النوـ من أعيني‬
‫كمن شعره رحمو اهلل‪:‬‬
‫حمامة الوادم لقد أشعلت ‪ ...‬في قلب المشوؽ من الغراـ جحيما‬
‫كسقيتو كأس السجوع معتقا ‪ ...‬لو لم يكن منو المزاج حميما‬
‫كلو‪:‬‬
‫كمهفهف ما البدر ‪ ...‬عند جبينو إال قبلمو‬
‫ما زاؿ يستر ساقو ‪ ...‬عن مغرـ يهول التثامو‬
‫كيركـ كشفان عند ‪ ...‬كشف الصبح عن ليل لثامو‬
‫فيقوؿ دعني إف كشف ‪ ...‬الساؽ في يوـ القيامو‬
‫كلو‪:‬‬
‫نظمت دمي عقدان كتزعم أنو الياقوتا ‪ ...‬تتقن نظمو كتنضد‬
‫كتقلدت ظلمان بو ككأنها ‪ ...‬لم تدرم أف دمي الذم تتقلد‬
‫كلو‪:‬‬
‫كشادف مجتهد في الفتك بي ‪ ...‬يظن سهبلن في ىواه ما أجد‬
‫قلت لو أنت يا ذا مقلد ‪ ...‬فقاؿ ال غرك فإني مجتهد‬
‫[(ُٕٔ‪)/‬زيد بن يحيى بن الحسين بن المؤيد](ِ)‬
‫(َُٕٕ‪َُُْ-‬ىػ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى ضياء الدين زيد بن يحيى بن الحسين بن المؤيد باهلل محمد بن اإلماـ المنصور باهلل‬
‫القاسم ‪-‬عليو السبلـ‪ -‬الشاعر األديب األجل‪.‬‬
‫[مولده كمشائخو]‬
‫__________‬
‫(ِ) * نسمة السحر (ِ‪ ،)ُْٓ-ُّْ/‬نفحات األسرار المكية‪ ،‬مصادر الحبشي (ّّٕ)‪،‬‬
‫معجم الملفين(ْ‪ ،)ُٗٔ/‬المستطاب(خ)‪ ،‬األدب اليمني ص (َِٕ)‪ ،‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)ِٓٔ/‬نشر العرؼ(ُ‪ ،)َُٕ-ََٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َْٓ‪ )ُْٓ-‬ترجمة‬
‫(ّْٗ)‪.‬‬

‫(ِ‪)َٔ/‬‬
‫مولده في ذم الحجة سنة سبعة كسبعين كألف‪ ،‬بصنعاء كىو أخو صاحب (النسمة)‪ ،‬كقد أثنى‬
‫عليو كقاؿ‪ :‬إنو انتفع بو كتخرج عليو في األدب‪ ،‬كقرأ في النحو على المولى الحسن بن‬
‫الحسين بن منصور(ُ)‪ ،‬كعلى القاضي الحسين بن عبد اهلل المسعودم الشبامي(ِ) كحفظ‬
‫اللغة‪ ،‬كقرأ على القاضي أيضان طرفان من العركض‪ ،‬ككاف ال ينسى شيء مع إتقاف حفظ‪ ،‬كنظم‬
‫الشعر‪ ،‬كىو في العشر من السنين‪ ،‬كلما كلد ىنأ كالده بوالدتو القاضي الحسن بن علي بن‬
‫[جابر] الهبل(ّ) بقولو‪:‬‬
‫كنانة عز فوقت بالغدا نصبلن ‪ ...‬كغاية مجد أطلعت بالعبل شببل‬
‫كأفق فخار أطلع البدر زاىران ‪ ...‬ينير فيمؤل نوره الحزف كالسهبل‬
‫كركضة فضل أنبتت غصن سؤدد ‪ ...‬على فوؽ دكحات المكارـ كاستعلى‬
‫كنجم بو ترمي حواسد مجده ‪ ...‬كنجل بخير الرسل أكرـ بو نجبل‬
‫كفرع كماؿ أصلو سيد الورل ‪ ...‬فيا حبذا فرعان كيا حبذا أصبل‬
‫كملكان نضاه اهلل سيفان لدينو ‪ ...‬يقود إلى أعدائو الخيل كالرجبل‬
‫يشتت شمل الكافرين بعزمو ‪ ...‬كيجمع للدين الحنيف بو شمبل‬
‫كيهدـ ربع الظلم بالبيض كالقنا ‪ ...‬كيوسع أىل األرض من حكمو عدال‬
‫أرل اهلل منو الخلق باىر صنعو ‪ ...‬كصور للناس السماحة كالفضبل‬
‫كأبرزه في حلية المجد كالعبل ‪ ...‬جوادان إذا صلت فوارسها جبل‬
‫ليهنأ عماد الدين منو مسودان ‪ ...‬بو جمع اهلل السيادة كالنببل‬
‫غدا للمعالي قبلة في جبينها ‪ ...‬إذا كانت األمبلؾ في ساقها حجبل‬
‫كىي طويلة كأما شعره فهو ألطف من الخصور‪ ،‬كأعذب من مرتشف الثغور‪ ،‬فمنو ما كتبو إلى‬
‫أخيو ضياء الدين(ْ)‪:‬‬
‫قم فقد ألممت صبا األبكار ‪ ...‬كاكتسى األفق حلة األنوار‬
‫[كاحتلى جيده قبلدة تبران ‪ ...‬من سنا الشمس بعد در الدرارم]‬
‫__________‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪ ) /‬كما ىنأ بو الهبل صاحب الترجمة‪ .‬ينظره في ديوانو ص ( )‪ .‬كينظر‬
‫نسمة السحر (ِ‪.)ُْٓ-ُْْ/‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( )‪ .‬كينظر األبيات في نسمة السحر (ِ‪.)ُْٕ-ُْٔ/‬‬

‫(ِ‪)ُٔ/‬‬
‫دب حمر الصباح في فحمة الليل ‪ ...‬فطارت نجومو في الشرار‬
‫خاؿ شمس الضحى عركسان فأضحى ‪ ...‬ينقض الشهب قبلها كالنفار‬
‫كانجلى الزىر في الرياض فقلنا ‪ ...‬نقلت نحوىا النجوـ السوارم‬
‫فأجبني إلى رياض زكاهو ‪ ...‬قد دعتنا بألسن األطيار‬
‫ككفتنا عن مزىر كرباب ‪ ...‬بغناء عندليبها كىزار‬
‫فرشت تحتنا النبات كأرخت ‪ ...‬خيمان فوقنا من األشجار‬
‫شجر كالجاف أكراقها اللبن ‪ ...‬كفي جيدىا حبل األزىار‬
‫كيسل النسيم فيها من النهر ‪ ...‬حسامان لقطع محل الديار‬
‫فاز من بات في الربيع كأضحى ‪ ...‬يلتهي بالجناف كاألنوار‬
‫يعقد األنس فوؽ بعض السواقي ‪ ...‬تحت ظل الغصوف ذات الثمار‬
‫بين كرد كنرجس كأقاح ‪ ...‬كشقيق كسوسن كبهار‬
‫يحتوم فضة من النرجس الغض ‪ ...‬كيحظى من كرده بالنظار‬
‫إف ذكل نرجس ككرد بكاه ‪ ...‬ال على درىم كال دينار‬
‫ما لفصل الربيع في الحسن شبو ‪ ...‬غير أكصاؼ يوسف ذم الفخار‬
‫نجم أفق العبل الذم قد تساما ‪ ...‬عن محل الشموس كاألقمار‬
‫خلقو كالنسيم كالخلق كالزىر ‪ ...‬كنداه كغيثو المدرار‬
‫مفرد العصر في فخار جليو ‪ ...‬كسنى الشمس الح للنظار‬
‫كإماـ البياف فالكل منا يهتدم ‪ ...‬من سناه باألنوار‬
‫فكره خمرة فسبحاف ربي ‪ ...‬قد قضى للخليل برد النار‬
‫ىاكها بنت فكرة زفها الفهم ‪ ...‬إلى كفؤىا زفاؼ الجوارم‬
‫طالبان في صداقها صدؽ كد ‪ ...‬كودادم في سره كالجهار‬
‫دمت ما قاؿ باشق الركح صبحان ‪ ...‬قم فقد ألممت صبا األبكار‬
‫كمن شعره(ُ)‪:‬‬
‫ماذا ركت لك عنو النسمة العطرة ‪ ...‬حتى علقت بأسباب الشجى الخطره‬
‫ىل بشرتك بوصل منو حينئذ ‪ ...‬فاشتقت أـ أىدت التسليم مقتصره‬
‫كما أسرت إليك الورؽ إذ ىتفت ‪ ...‬صبحان فأسبلت من غيم البكا مطره‬
‫تلك الحماـ حكاني نوحهن كلو ‪ ...‬حاكت ضنايا عدت بالصدؽ مشتهره‬
‫[بعت التصبر من كرؽ الغصوف ضحان ‪ ...‬أرجو فبلح الهول في بيعة الشجره‬
‫أضحت تذكر بالمحبوب ذا كلو ‪ ...‬ما زاره الرشا األحول كال ذكره]‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر(ِ‪.)ُْٕ/‬‬

‫(ِ‪)ِٔ/‬‬

‫بدر من اإلنس يحكي حسنو ملكان ‪ ...‬كم الـ فيو شياطين المبل الفجره‬
‫ه‬
‫ككم نهى جاىل عن غصن قامتو ‪ ...‬كليس عندم لذاؾ القوؿ من ثمره‬
‫قبحان لو عذؿ المضنى كلو عرفت ‪ ...‬نفس المليح بما يلقى بو عذره‬
‫أىواه معتزالن لم يبق معطفو ‪ ...‬في الركض حظان ألغصاف اللوا النظره‬
‫ذك طلعة لو أطاؽ األفق حين بدت ‪ ...‬لما جلى شمسو يومان كال قمره‬
‫لما استقل بملك الحسن صار إذا ‪ ...‬كافاه مني كثير الصبوة احتقره‬
‫بالعين أسقمني كالبر ضم يد ‪ ...‬للخصر منك كرشف الريقة الخضره‬
‫نومي ببسمة المنظوـ شرده ‪ ...‬عن مقلتي كمضى صبر الحشا أثره‬
‫قد كاف قدمان يواصل كصل عاشقو ‪ ...‬كاآلف حل ىجير الشوؽ إذ ىجره‬
‫كلو‪:‬‬
‫ىاب عينك عاشق ال يهاب ‪ ...‬كبها يغلب الفتى الغبلب‬
‫ذؿ قلبي لمقلتيك كعطفيك ‪ ...‬كما رعنو الظبا كالجراب‬
‫أعين قد أسلتها من جفوني ‪ ...‬فغدت تستسقي بها األعشاب‬
‫كقواـ سئلت ىل فيو ميل ‪ ...‬قلت عني كما أنا الكذاب‬
‫غرني كعده كما غر يومان ‪ ...‬ضاميان في لظى البقاع السراب‬
‫كيف لي باللقا كدكف حما الظبي ‪ ...‬أسود بهم يعز الجناب‬
‫صوف عرضي كخوؼ سخط حبيبي ‪ ...‬صدني عنو ال الحماة الغضاب‬
‫كنت لو ترتضي أزكر كلو ‪ ...‬خضت سيوفان يموج منها العباب‬
‫بيدم صارـ متى ما أنتضيو ‪ ...‬ركع األسد من شباه الذئاب‬
‫كأضم الكعوب بيدم سنانان ‪ ...‬مثلما خذ باللساف أسباب‬
‫بهما أخرؽ الصفوؼ إلى أف ‪ ...‬أشهد البدر حولو األتراب‬
‫كالحج ً‬
‫اب‬ ‫َّ‬ ‫الحجاب‬
‫ي‬ ‫كيقوؿ الوشاة عند دخولي ‪ ...‬أين ذاؾ‬
‫عاص صبرم عن المليح كفاضت ‪ ...‬عبرتي كاعترل جنابي التهاب‬
‫فرؽ ما بين حالتي فللرفرفة مرقى ‪ ...‬كللدموع انصباب‬
‫ىمت كجدان لفاضح الغصن ‪ ...‬كالبدر بما ضم برده كالنقاب‬
‫قمر تختفي لدل كجهو الشمس ‪ ...‬كما غصن من سناىا السحاب‬
‫كلو من قصيدة كتبها إلى السيد علي بن القاسم العاذؿ(ُ)‪:‬‬
‫ألمت ‪ ...‬إف صدىا عنكم الواشي فبل رحمت‬
‫نفس المحب من اللوـ قد ٍ‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف( ‪ .) /‬كينظر القصيدة في النسمة(ِ‪.)ُْٗ-ُْٖ/‬‬

‫(ِ‪)ّٔ/‬‬

‫كالعين إف شبهتكم بالمبلح فبل رقت ‪ ...‬كال عادىا النوـ الذم عدمت‬
‫أما الحشا فهي بالسلواف باخلة ‪ ...‬عنكم كلكن جفوني بالبكا كرمت‬
‫تنشي الدموع لكم عيني فقد ألفت ‪ ...‬تلك القريحة بنثر الدمع كانسجمت‬
‫كمن شعره(ُ)‪:‬‬
‫من قدر الليث لظبي الصريم ‪ ...‬ذلك تقدير العزيز العليم‬
‫كمن قضا رب القنا كالظبا ‪ ...‬لبلبس العقد كالكم البريم‬
‫كصير لقائك في درعو ‪ ...‬طوع جباف في رداه الرقيم‬
‫أسير خجل قد سبا مطلقان ‪ ...‬خل بو سجن الغراـ الغريم‬
‫بات سليمان عن ىوائي الذم ‪ ...‬بت بو في مثل ليل السليم‬
‫من لي بو محجبان قد غدل ‪ ...‬تلقاء عيني كثول بالصميم‬
‫بالبيض كالسمر حموه كقد ‪ ...‬كفت رناه كالقواـ القويم‬
‫مبسمو قد عز عن الثم ‪ ...‬فاعجب بو كيف يعز اللثيم‬
‫حكم الهول صيرني طوعو ‪ ...‬كالحب قد يسلب لب الحكيم‬
‫يشبو من الوجو في شعره ‪ ...‬صبحان بهيان كظبلمان بهيم‬
‫فاعجبو لبدر قاـ في تمو ‪ ...‬كصرت كالعرجوف فيو القديم‬
‫كم من رقيب كعذكؿ لنا فيو ‪ ...‬ككاش قد كشى بالنميم‬
‫لم يقدر الكل على سلوتي ‪ ...‬كلم يبح سرم لغير النسيم‬
‫تحمل تسليمي إليهم فإف رد السبلـ ‪ ...‬عاد طيب الشميم‬
‫كلو في قهوة القشر الشرسي(ِ) كىو منسوب إلى شرس(ّ)‪:‬‬
‫لو قهوة قشر في اإلناء بدت ‪ ...‬كالمسك في لونها المرموؽ كالنفس‬
‫أىدل لنا شرس منها لطافتو ‪ ...‬فأعجب اللطف حويناه من الشرسي‬
‫كلو في االقتباس مع التشبيو(ْ)‪:‬‬
‫إذا قىػبَّلتها خجلت فيسرم‬
‫‪ ...‬على كجناتها البيض إحمر يار‬
‫كأف بخدَّىا مصباح نوور ‪ ...‬يكاد يضيء كلم تمسسو نار‬
‫كلو(ٓ)‪:‬‬
‫أراد أىلي سلوم عن ىول رشا ‪ ...‬من سحر عينيو القت مهجتي كصبا‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ِ‪.)َُٓ-ُْٗ/‬‬
‫(ِ) نسبة إلى كادم شرس بفتح الشين المعجمة ككسر الراء ثم السين المهملة مشهور بزراعة‬
‫البن كالقهوة مشهورة‪َّ .‬أما القشر فهو فهو عبارة عن قشور البن‪.‬‬
‫(ّ) األبيات في نسمة السحر (ِ‪.)َُٓ/‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ِ‪.)ُُٓ/‬‬
‫(ٓ) نفسو (ِ‪.)ُُٓ/‬‬

‫(ِ‪)ْٔ/‬‬

‫فصار يعصيهم قلبي الحزين كما ‪ ...‬أطاع أمان عليو في الهول كأبا‬
‫مؤلفاتو ككفاتو كمراثيو]‬
‫كلو ديواف شعر جمعو أخوه ضياء الدين كسماه (طلوع الضياء) كمحاسنو كثيرة‪ ،‬ككانت كفاتو يوـ‬
‫عيد النحر من سنة أربع كمائة كألف‪ ،‬كدفن بػ(جربة الركض) جنوبي مدينة (صنعاء) –رحمو اهلل‬
‫تعالى‪ -‬كرثاه أخوه بقصيدة مستهلها(ُ)‪:‬‬
‫سقى ثراؾ غزير الدمع كالمطر ‪ ...‬يا كارد الخلد كالمجزكف في السحر‬
‫راحوا بنعشك كاألمبلؾ تحملو ‪ ...‬لو يكشفوا لرأل جبريل بالبصر‬
‫كقطعت جيدىا الجوزاء من أسف ‪ ...‬كغرة الشهب أفق المجد في العمر‬
‫رحلت عنا على كره كليس لنا ‪ ...‬رجا اإلياب كما يرجى أخو السفر‬
‫أبكيتنا بدموع كالعقيق جرت ‪ ...‬أك كالذم ندمت عيناه من درر‬
‫كىي طويلة‪.‬‬
‫[(ُٖٔ)زيد بن علي الخيواني]‬
‫(ُُّٕ‪َُِٓ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الفقيو زيد بن علي قيس الخيواني الصنعاني الوالدة كالنشأة كالدار‪ ،‬كاف من أعياف الشيعة‬
‫كالمحبين ألىل البيت ‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬كلو معرفة تامة بعلوـ اآلؿ‪ ،‬كرأيت لو جوابان على سؤاؿ‬
‫المذىب في الفقو‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كمولده في سنة ثبلث كسبعين كألف‪ ،‬كاتصل بالمولى زيد بن المتوكل(ِ)‪ ،‬ثم كلي المخزاف(ّ)‬
‫لصاحب المواىب فناؿ أىل االستحقاؽ منو النصيب الوافر بحسن مقصده‪ ،‬كجرل في الدكلة‬
‫المتوكلية كالمنصورية‪ ،‬مجرل النصيح‪ ،‬كتعلق بعدة أعماؿ كالحساب كنحوه‪ ،‬كلو شغلة في‬
‫السعي لنفع المسلمين مع حسن الخلق كسبلمة طوية‪ ،‬ككاف بينو كبين المولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير(ْ) كماؿ الصحبة‪ ،‬كتجرم بينهما مداعبات ظريفة‪ ،‬كلو باع طويل في نظم التواريخ‬
‫كحساب الجمل‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫__________‬
‫(ُ) مفسو (ِ‪.)ُْٓ-ُّٓ/‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) المخزاف‪ :‬فكاف الخزف كالمقصود بذلك أنو كلي مخزاف بيت الماؿ لصاحب المواىب‪.‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٔٓ/‬‬

‫كلو شعر كثير خصوصان في الغديريات(ُ) المتضمنة لمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‪-‬‬
‫عليو السبلـ‪ -‬كمدح الخليفة فمن ذلك قولو(ِ)‪:‬‬
‫لغدير دمعي في محبتكم صفا ‪ ...‬كحديث كجدم لم يكن فيو خفا‬
‫فأنا الذم أركم حديث غرامكم ‪ ...‬لم أركم فيو مصحفان كمحرفا‬
‫أفدم الذم طرفي لفرط غرامو ‪ ...‬لما نأ ىجر المناـ كما غفى‬
‫كيركؽ لي فيو الجناس مطرفان ‪ ...‬لما شهدت بو البناف مطرفا‬
‫كلخاطرم رحل بديع عندما ‪ ...‬عاينت قرط سالفيو غطرفا‬
‫أأرل لفرط صبابتي كلفان فما ‪ ...‬بالي أرل منو الوداد تكلفا‬
‫لي رتبة في الحب قد رسخت فمن ‪ ...‬ىذا الذم لرسوخها قد زحلفا‬
‫يا بدر أنصف مغرـ في شرح ما ‪ ...‬أكتيتو في الحسن صاغ مصنفا‬
‫كارحم جناح جوانح لمتيم ‪ ...‬أىول لقدؾ كالهزار كرفرفا‬
‫كلنص جيدؾ ما يذكرني بما ‪ ...‬في ذلك النص الذم عدـ الخفا‬
‫بغديرىم قاـ طو خاطبان ‪ ...‬بمقالة فيها أباف كعرفا‬
‫من كنت مواله فحيدرة لو ‪ ...‬موالن بهذا كل سمع شنفا‬
‫ىاركف موسى في جميع صفاتو ‪ ...‬إال النبوة للحبيب المصطفى‬
‫كمن رقيق شعره قولو‪:‬‬
‫تعلم عليك كتستحق ‪ ...‬أني لهجرؾ لم أطق‬
‫إف لم ترؽ لرامق ‪ ...‬في بحر حبك قد غرؽ‬
‫فؤلفعلن قضية ‪ ...‬كليحصلن كنتفق‬
‫لوال لواحظك التي ‪ ...‬تسطو على المضنى القلق‬
‫كنباؿ ىدب أرشقت ‪ ...‬بمتيم كلف أرؽ‬
‫كرماح قد أشرعت ‪ ...‬كم تستلين كتسترؽ‬
‫لجملة حلت بهن ‪ ...‬ال بالجباف كال الفرؽ‬
‫كأخذت قلبان من يديك ‪ ...‬سرقتو يا مسترؽ‬
‫كمن شعره(ّ)‪:‬‬
‫ىذه بابل فخذ لك حذرا ‪ ...‬فأنا منك باللواحظ أدرل‬
‫ال تقل إف لي عليها عهودان ‪ ...‬سلبت قيصران حجاه ككسرل‬
‫تترآل لناظر الصب كسلى ‪ ...‬فلكم أبدلت لك العهد غدرا‬
‫كم أراقت دمان ككم من جفوف ‪ ...‬كىي عند السيوؼ أنفذ أمرا‬
‫يا خل الفؤاد خذىا كضاءة ‪ ...‬من محب أبلى المحبة خبرا‬
‫خذ يمينان إف جئت بانات نجد ‪ ...‬فلكم مهجة ىناؾ حرا‬
‫__________‬
‫(ُ) الغديريات‪:‬‬
‫(ِ) لمزيد حوؿ بعض نماذج شعره ينظر نشر العرؼ (ُ‪.)ٖٔٗ-ْٖٔ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪.)ٖٕٔ-ٖٔٔ/‬‬

‫(ِ‪)ٔٔ/‬‬
‫علمت بالهول فظننتو سهبل ‪ ...‬فهي في قبضة الصبابة أسرل‬
‫أنا من ذلك الفريق فلمني ‪ ...‬أك فدعني كالعذر بالصب أحرل‬
‫كنت ال أعرؼ الغراـ فلما ‪ ...‬جئت تلك الربوع شاىدت بدرا‬
‫يتصدل لصيد كل فؤاد ‪ ...‬قلدكه من المهابة سرا‬
‫فتوىمتو نزاؿ كمي ‪ ...‬كأنا من عرفت بأسان كحذرا‬
‫فغدا كلما سللت حسامان ‪ ...‬شاىران من جفونو السود بترا‬
‫كلو ما ىززت رمحان طويبلن ‪ ...‬صاؿ نحوم و‬
‫لقامة منو سمرا‬
‫كإذا ما أردت منو فراران ‪ ...‬مد لي من حبائل الصيد شعرا‬
‫فأخذت األماف منو لقلبي ‪ ...‬ثم سلمتو ىنالك قسرا(ُ)‬
‫[(ُٗٔ‪ )/‬زينب بنت محمد بن أحمد النهارية](ِ)‬
‫( ‪ُُُْ/‬ىػ‪ - /‬ـ)‬
‫زينب بنت‬
‫[(َُٕ‪)/‬زين العابدين بن سعيد المنوفي](ّ)‬
‫(‪ُُُٓ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الشيخ زين العابدين بن سعيد[بن محمد] المنوفي –بميم مفتوحة فنوف مضمومة كبعدىا كاك‬
‫ساكنة ففاء مكسورة‪ -‬المكي كرد إلى اليمن مع أبيو في أياـ صاحب المواىب‪ ،‬فأعجب بدرسو‬
‫ككمالو‪ ،‬كلم يزؿ الجد يتناىى بو‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) كفاة صاحب الترجمة سنة (َُُٓىػ) عن (ٖٕ) سنة كما في نشر العرؼ‪.‬‬
‫(ِ) * نسمة السحر (ِ‪ )ُّٗ-ُٖٖ/‬طيب السمر (خ)‪ ،‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)ٖٓ/‬نزىة الجليس (ِ‪ ،)ُْ/‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ُٕٗ-َٕٗ/‬األعبلـ (ّ‪ ،)ٕٔ/‬أعبلـ‬
‫النساء في اليمن‪ :‬زينب بنت محمد النهارية‪ .‬عبد السبلـ الوجيو‪ ،‬معجم النساء اليمنيات ( )‪،‬‬
‫مصادر الحبشي (ّّٗ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُْٓ‪.)ِْٓ-‬‬
‫(ّ) * نشر العرؼ (ُ‪ ،)َِٕ/‬درر نحور الحور العين(خ)‪ ،‬حوادث سنة (ُُّٕىػٗ قاؿ في‬
‫نشر العرؼ‪ :‬كقد ترجمو السيد اإلماـ محمد بن إسماعيل األمير في مجموع لو كأرخ كفاتو‬
‫الشيخ عبد الرحمن الجبرتي المعرم في الجزء األكؿ من تأريخو في سنة (ُُُٓىػ) كغيره‪،‬‬
‫ككفاتو بالمدينة المنورة في سنة (ُُٔٓىػ)‪ .‬كستأتي بعض أخباره في في ترجمة محمد بن‬
‫إسماعيل األمير ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ِ‪)ٕٔ/‬‬

‫حتى كزره فأفاد أمواالن جليلة كدنيا عريضة طويلة‪ ،‬ثم قامت الدكلة المتوكلية فكاف من أعيانها‬
‫كأكابر دكلتها كالموالين لها‪ ،‬كأفاد أمواال عظيمة‪ ،‬ككلى (بيت الفقيو ابن العجيل) مراران ثم تغير‬
‫المتوكل[القاسم بن الحسين] عليو فرجع إلى (مكة) المشرفة بثركة عظيمة كأمواؿ جسيمة‪،‬‬
‫كاحتول على كظائف جمة كاقتطع من القصر السلطاني كثيران بالبشراء على قواعد أىل‬
‫الحرمين‪ ،‬كتوفى كالده بمكة في نيف كثبلثين كمائة كألف‪.‬‬
‫[(ُُٕ‪ )/‬استطراد‪ :‬سعد بن محمد المنوفي](ُ)‬
‫(‪ُُّّ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫ككاف ىذا كالده الشيخ سعيد يقوؿ شعران متوسطان كتب إليو المولى عبد اهلل بن علي الوزير ‪-‬‬
‫رحمو اهلل‪ -‬مع رجل اسمو لطف اهلل يستدعيو إلى حديقة يعتمد الشيخ سعيد على موصولو من‬
‫أجل أكل الكباب‪:‬‬
‫ككل يوـ لم يكن عندنا فيو ‪ ...‬فما فيو علينا الحساب‬
‫فأجاب‪:‬‬
‫أىبلن بلطف اهلل إذ جاءنا ‪ ...‬رسوؿ موالم العزيز المهاب‬
‫يأمرني بالوصل فوران إلى مقامو ‪ ...‬العالي رفيع الجناب‬
‫فقلت أىبلن ثم سهبلن بكم ‪ ...‬سعيان على رأسي بغير ارتياب‬
‫كأما كلد صاحب الترجمة فكاف عبلمةن محققان رئيسان ىمامان كامبلن شاعران أديبان‪ ،‬كلو اإلنشاء‬
‫الحسن كالرسائل العجيبة‪ ،‬ككاف بينو كبين [المولى] البدر األمير كماؿ الصحبة كالصداقة‪ ،‬كلما‬
‫ارتحل البدر األمير إلى ىنالك أقاـ [لديو] بمكة كالطائف(ِ)‪ ،‬كما سيأتي في ترجمتو‪ ،‬كمن‬
‫شعره مجيبان على بعض من استرفده أياـ عمالتو ببيت الفقيو(ّ)‪:‬‬
‫حبي لذاتك من أجل كسائلي ‪ ...‬إف كنت عن عين الحقيقة سائلي‬
‫يا مايس القد الذم أزرل على ‪ ...‬غصن النقا المتمايد المتمايل‬
‫كجماؿ كجهك كىو أعظم حجة ‪ ...‬للعذؿ عندم اىتزاز العاذؿ‬
‫ما حاؿ قلبي في ىواؾ كلم أكن ‪ ...‬باهلل عن عهد الوداد بحائل‬
‫فهواؾ كىو المستلذ من الهول ‪ ...‬ككالء إنساف الكماؿ الكامل‬
‫__________‬
‫(ُ) * نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) كاف ذلك سنة (ُُّٗىػ) على ما سيأتي في ترجمة األمير‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُِٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ٖٔ/‬‬

‫نبراس مشكاة الفكاىة كالذكا ‪ ...‬إنساف كل فواضل كفضائل‬


‫أال سيد النقض المكي مهذب ‪ ...‬األخبلؽ ذم الطوؿ الجني الطائل‬
‫إف حاؿ أكاف قاؿ في حاليهما ‪ ...‬فلو العبل من حائل أك قائل‬
‫بحر يدقق موجو بآللئ غر ‪ ...‬كلكن مالو من ساحل‬
‫برؽ ترقرؽ بآكل مركة في كجهو ‪ ...‬فغدا دليل السائل‬
‫كإلى ابن خير الرسل قد حبرتها ‪ ...‬بيت ارتجاؿ ضمن شغل الشاغل‬
‫فليغض عن زالتها متفضبلن ‪ ...‬فقبولها شأف الغفور الواصل‬
‫كليجعلن عذرم عن التقصير ما ‪ ...‬لم يخف عنو من القصور الحاصل‬
‫كمن شعره مجيبان(ُ)‪:‬‬
‫أدر من آللئ أجتبيو ‪ ...‬كزىر من رياض أجتنيو‬
‫ه‬
‫كمسك در في كافور طرس ‪ ...‬كسحر حار فيو حجا البنيو‬
‫أجل كأبيك ليس سول عقود ‪ ...‬ينظمهن خير بني أبيو‬
‫بو كبنظمو الدرم أضحى ‪ ...‬غرامي ألندل الوجو الوجيو‬
‫كحيل الطرؼ عيل الردؼ أحول ‪ ...‬كأف جماؿ حور العين فيو‬
‫تجمعت المحاسن فيو حتى ‪ ...‬بلغت بوصلو ما أشتهيو‬
‫كما جمعت محاسن كل كصف ‪ ...‬يفضل في أبي الفضل النبيو‬
‫حرؼ السين‬
‫[(ُِٕ‪ )/‬سعيد بن صالح السمحي اآلنسي](ِ)‬
‫(‪ُُِِ-...‬ىػ‪َُٕٗ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الفقيو أبو محمد‪ :‬ضياء الدين سعيد بن محمد السمحي ىكذا في النسمة كفي طيب السمر‬
‫أنو سعيد بن صالح‪ ،‬كلعل ىذا ىو الصحيح بأنو كاف بينو كبين صاحب (الطيب) كماؿ الصحبة‬
‫كاالتصاؿ‪ ،‬كما ذكر ذلك في تأريخو –كالسمحي بكسر السين المهملة كإسكاف الميم كبعدىا‬
‫حاء مهملة‪ -‬نسبة إلى سمح [بلدة] من أعماؿ [ببلد] أنس كىو الشاعر المشهور‪.‬‬
‫[نشأتو نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ُ‪ )ِِٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نسمة السحر (ِ‪ ،)ُِْ-َُِ/‬مصادر الحبشي (ِّْ)‪ ،‬ملحق‬
‫البدر الطالع‪ ،‬معجم المؤلفين (ْ‪ ،)ِِْ/‬األدب اليمني (ِٖٓ)‪ ،‬تأريخ أبي طالب‬
‫(ُّْ‪ ،)َِٕ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْْٔ) ترجمة (ْٕٓ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ٔٗ/‬‬

‫قوم‬
‫نشأ بصنعاء كمهر في األدب كأجاد في نظم الشعر‪ ،‬قاؿ صاحب النسمة‪ :‬إف شعره ٌ‬
‫المباني‪ ،‬يذىب فيو مذىب أبي تماـ‪ ،‬كيتشبو بو كأنو أنفرد من بين شعراء الزماف بمعرفة اللغة‬
‫استعملها في شعره كعادة الفصحاء‪ ،‬كسبكها في قالب حسن كابن نباتة السعدم(ُ) كابن‬
‫التعاكيدم(ِ) كابن الركمي(ّ) كالحيص بيص(ْ) كجميع العراقيين كقبلهم الطائيين‪ :‬حبيب‬
‫كالوليد(ٓ)‪ ،‬كشعراء المغاربة كابن ىاني(ٔ) كابن خفاجة(ٕ) كابن الحداد(ٖ) كابن زيدكف(ٗ)‬
‫كابن ت ٌقي(َُ)‪ ،‬بل ال ينبغي للشاعر الفصيح استعماؿ المبتذؿ إالَّ مضطران في [مع] المقاطع‬
‫عمن لم يبحث في أصوؿ‬
‫العامة لمعانيها‪ ،‬فإنو ينبغي سترىا ٌ‬
‫قصد البديع‪ ،‬كال يعبأ بعدـ فهم ٌ‬
‫األدب‪ ،‬ككتب ‪-‬صاحب الترجمة‪ -‬كثيران من نسخ ديواف أبي تماـ‪ ،‬كلو ديواف شعر ذىب منو‬
‫مع ثياب سرقت معو‪ ،‬كلو مع األدب نسك كصبلح كمدح صاحب الترجمة اإلماـ المهدم‬
‫أحمد بن الحسن بن المنصور‪[ ،‬كصحب ابنو أحمد بن المنصور‪ ،‬ككذلك المولى الحسين بن‬
‫المتوكل[إسماعيل كأخاه الحسن بن المتوكل](ُُ) في بندر اللحية كاستقر آخر أيامو بصنعاء‬
‫ككجو الحظ عنو مكفهر(ُِ) فكاف ال يبالي من مدح كيرضى من الجوائز عن المديح‬
‫باليسير]‪.‬‬
‫[كفاتو كنماذج من شعره]‬
‫[كتوفي بصنعاء سنة اثنين كعشرين كمائة كألف‪ ،‬كمن شعر صاحب الترجمة قولو لسبب‬
‫ظاىر](ُّ)‪:‬‬
‫كالبرا‬
‫لقد حرـ الشعر الحبلؿ إمامنا ‪ ...‬كلكنو ما حرـ الجود َّ‬
‫ىو الشمس إشراقان عليو كبهجة ‪ ...‬فغير عجيب أنو يطمس الشعر‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو‪:‬‬
‫(ِ) ىو‪ :‬ينظر ترجمتو‪.‬‬
‫(ّ) ىو‪:‬‬
‫(ْ) ىو أبو الحسين‬
‫(ٓ) ىما‪:‬‬
‫(ٔ) ىو‪:‬‬
‫(ُُ) ما بين [ ]بياض في أصولي كما أثبتناه من نشر العرؼ (ُ‪.)ّٕٖ/‬‬
‫(ُِ) مكفهر‪ :‬اكفهر الرجل‪ :‬عبس كالليل اشتد ظبلمو‪ .‬كالمكفهر كل متراكب‪ ،‬كمن الوجوه‪:‬‬
‫القليل اإلحساس ال يستحي‪ .‬المعجم الوسيط ‪ .‬مادة‪( :‬اكفهر)‪.‬‬
‫(ُّ) نسمة السحر(ِ‪.)َُِ/‬‬

‫(ِ‪)َٕ/‬‬

‫كلو كقد ركب الحسن بن المتوكل بحر اللحية مجتازان إلى جدة(ُ)‪:‬‬
‫قد أكحش اليمن الخصيب كما بقى ‪ ...‬في عيشو أنس كال سلواف‬
‫كلقد شجتنا غربة الحسن الذم ‪ ...‬طارت بو كبأىلو الغرباف‬
‫[ كالغرباف جمع غراب(ِ)‪ ،‬كلو‪:‬‬
‫كاحبذا معنية السفينة الصغيرة ]‬
‫كلو فيو أيضان(ّ)‪:‬‬
‫كالوصب‬
‫ي‬ ‫اهلل في مهجة ذابت عليك أسى ‪ ...‬كمغرـ َّ‬
‫شقو التبريح‬ ‫ن‬
‫فبل قربت فشمل الوصل يجمعنا ‪ ...‬كال بعدت فتبق بيننا الكتب‬
‫[كلو فيو أيضان(ْ)‪:‬‬
‫سقاه اهلل ريان حيث كلى ‪ ...‬يطير بو كيحملو العباب‬
‫‪ ... .............................................................‬من الدنيا كال يسب‬
‫الغراب‬
‫كلو من قصيدة] (ٓ)‪:‬‬
‫نائم‬
‫فيا أيها الركب المجدكف عرشوا ‪ ...‬بها ريثما يرتاح بالغمض ي‬
‫كالمخازـ‬
‫ي‬ ‫كال تجهدكا العيس المراسيل بالسرل ‪ ...‬فقد أخذت منها الفبل‬
‫نوائم‬
‫كإنا كإف كنٌا مقيمين إنها ‪ ...‬تسير بنا الدنيا كنحن ي‬
‫قاسم‬
‫كما الك ٌد يغني في نصيب زيادة ‪ ...‬كال ينقص التسليم ما اهلل ي‬
‫كلو من أخرل(ٔ)‪:‬‬
‫كإني ألىول صوف ديباجة الحيا ‪ ...‬كأرغب في ىجر القريض كأطمع‬
‫كألبس من درع القناعة سابغان ‪ ...‬برد سهاـ الضيم عني كيدفع‬
‫فكم أتحسى الثمد من كل محس ون ‪ ...‬كحوض المنا منو لمثلي مترعي‬
‫كلكنني كالحمد هلل لم أجد ‪ ...‬لمثلي رزقان غير ما كنت أصنع‬
‫قريض كما الدر النضيد أصوغو ‪ ...‬ككالركض بالعذب النمير يي َّ‬
‫وش يع‬
‫َّع‬
‫يطاكعني ىذا القريض صناعو ‪ ...‬كأكثر من أكفى بو يتصن ي‬
‫كمن شعره مضمنان لما شق بعض اللصوص جيبو كاستل منها دراىم(ٕ)‪:‬‬
‫كأقسم أف لصان شق جيبي ‪ ...‬كسل دراىمان فيو خبيت‬
‫أللطف من نسيم الريح جرمان ‪ ...‬فإني ما سمعت كال رأيت‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ِ‪.)ُُِ/‬‬
‫(ِ) قاؿ في نسمة السحر (أحد معنيي الغرباف‪ :‬جمع غراب كىو السفينة الصغيرة التي ىي‬
‫الخراقة)‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ِ‪.)ُُِ/‬‬
‫(ٓ) نسمة السحر (ِ‪ ،)ُُِ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ُْٕ/‬‬
‫(ٔ) النسمة (ِ‪.)ُِِ/‬‬
‫(ٕ) نشر العرؼ(ُ‪ )ّٕٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٕ/‬‬

‫كلما علم بذلك الشيخ إبراىيم بن أحمد اليافعي(ُ) بحصوؿ ىذه النكتة كتب إليو من نظمو‬
‫مداعبان لو فقاؿ(ِ)‪:‬‬
‫قل لسعيد كيف أجفانو ‪ ...‬ىل رقدت من بعد فقد النقود‬
‫ما بعد شق الجيب يا سيدم ‪ ...‬إال بكاء العين كلطم الخدكد‬
‫كمن لطائف صاحب الترجمة قولو كقد حوؿ لو على رجل أعمش بعد رجل أسود اللوف(ّ)‪:‬‬
‫حولت لي كأخوؾ يا شمس الهدل ‪ ...‬صلة فردت بالمطاؿ الموحش‬
‫كغدت أحاديث الندامة فوقو ‪ ...‬ما بين مكحوؿ كبين األعمش‬
‫كلو(ْ)‪:‬‬
‫لو كنت من أسر الهول مكاني ‪ ...‬لرحمت كل متيم كلهاف‬
‫كعلمت أف ال جود إال ما قضت ‪ ...‬في العاشقين محاجر الغزالف‬
‫تفتير لحظ مثل ضرب مهند ‪ ...‬كمزاح قد مثل طعن السناف‬
‫فاشدد يديك على فؤادؾ كاسترح ‪ ...‬مما يقاسي المستهاـ العاني‬
‫ال تحسبن نحوؿ جسمي خلقة ‪ ...‬قد كنت ذا ركح كذا جثماف‬
‫كلقد دفعت إلى الصبابة كالهول ‪ ...‬كبلوتو في السر كاإلعبلني‬
‫فوجدتو حلو المذاؽ كأنو ‪ ...‬مر على المهجات كاألجفاف‬
‫إف الثبلثين التي ناىزتها ‪ ...‬قد شيبت فودم قبل أكاف‬
‫ال يبعدف اهلل ركض محاسن ‪ ...‬نزىت فيها ناظرم كجناف‬
‫فبثغره نور األقاح مفلجان ‪ ...‬كبوجنتيو شقائق النعماف‬
‫كلو(ٓ)‪:‬‬
‫نفسي الفداء لشادف ‪ ...‬حلو اللما حلو الرضاب‬
‫بدر على غصن يميس ‪ ...‬من الشبيبة في ثياب‬
‫قد دب سكر التيو ‪ ...‬في أعطافو الهيف الرطاب‬
‫كل الجماؿ بأسره ‪ ...‬كقلوب أبناء التصاب‬
‫كلو كىو بحضرة المولى القاسم بن المؤيد(ٔ) بشهارة فرأل أكامر تصل إلى ببلده‪ ،‬كىو مقلد‬
‫ألعمالها الفقيو حسن شملة ككاف غالبان عليو فقاؿ‪:‬‬
‫َّشمر عزيمة ماجد ‪ ...‬كاحفظ بها األقطار جملو‬
‫أك فاطرحها كاعتزؿ ‪ ...‬كاقنع من الدنيا بشملو‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪.)ّٕٗ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪.)ّٕٗ/‬‬
‫(ْ) األبيات من قصيدة في مدح أمير المؤمنين علي (ع)‪ .‬ينظر نسمة السحر (ِ‪-ُِِ/‬‬
‫ُِّ)‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ُ‪.) /‬‬
‫(ٔ) ترجمة‪:‬‬

‫(ِ‪)ِٕ/‬‬
‫كلو كقد اجتمع آؿ اإلماـ [القاسم] على حرب الناصر(ُ) صاحب المنصور لما عارض دعوة‬
‫المولى يوسف بن المتوكل(ِ)‪ ،‬ككاف عبد اهلل بن الناصر قد خرج عن طاعة كالده كانخرط في‬
‫سلك المحاصرين لو من األمراء فحاصركه كضيقوا عليو‪ ،‬فقاؿ السمحي عند ذلك مضمنان(ّ)‪:‬‬
‫يقوؿ كقد ضاؽ الخناؽ محمد ‪ ...‬كجل بو داع الردل كالحوادث‬
‫أخ كابن صلب كابن عم تحالفوا ‪ ...‬فما تتقي منهم رماح غوايب‬
‫كلو كاف رمحان كاحدان التقيتو ‪ ...‬كلكنو رمح كثاف كثالث‬
‫كالبيت اآلخر للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية(ْ)‪ ،‬كقيل‪ :‬ألبي بكر بن‬
‫العربي(ٓ) من مقطوع في مليح[ىز عليو رمحان](ٔ)‪:‬‬
‫كىو يهز على الرمح ضبي مهفهف ‪ ...‬لعوب بالباب البرية عابث‬
‫كلو كاف رمحان كاحدان التقيتو ‪ ...‬كلكنو رمح كثاف كثالث‬
‫كلو لما خرج أىل المشرؽ عن الطاعة ككقع بينهم كبين المولى الحسين بن الحسن بن‬
‫المنصور(ٕ) حرب بموضع يقاؿ لو (الزاىر)(ٖ)‪ ،‬كبو تغلق باب المشرؽ إلى اآلف‪ ،‬ككاف ذلك‬
‫بعد موت المهدم أحمد بن الحسن‪ ،‬كإنما دخلوا بالطاعة خوفان منو‪ ،‬ككاف المولى الحسين بن‬
‫الحسن كثير التجني على أخيو‪ ،‬كلم يملك ما ملك إال بصوتو فقاؿ السمحي(ٗ)‪:‬‬
‫شرؼ العبل أبلغ أخاؾ تحية ‪ ...‬كأقم عليو مأتمان كعويبل‬
‫ما كنت إال في عزيز جواره ‪ ...‬ملكان بأقصى المشرقين جليبل‬
‫كانظر عشية غاب عنك فإنها ‪ ...‬بلغت بنو الزىراء بك المأموال‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو محمد بنأحمد بن الحسن بن القاسم‪ .‬ترجمة المؤلف( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ُ‪ )َْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) ىو‪:‬‬
‫(ٓ) ىو محمد بن علي بن محمد بن عربي المتوفي سنة (ّٖٔىػ)‪ .‬ينظر األعبلـ (ٔ‪-ُِٖ/‬‬
‫ِِٖ)‪.‬‬
‫(ٔ) البيت ىو‪:‬‬
‫علي الرمح ظبي مهفهف‬
‫يهز ٌ‬
‫لعوب بألباب البرية عابث‬
‫كلو كاف رمي كاحدان‬
‫كالصحيح أف البيت لػ‪:‬‬
‫(ٕ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٖ) ىي الزىراء من ببلد‪.‬‬
‫(ٗ) نشر العرؼ (ُ‪ )ُْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ّٕ/‬‬

‫كالبيت األخير مضمن كىو من أبيات للمولى محمد بن شمس الدين(ُ) في المولى الحسن‬
‫بن اإلماـ المنصور باهلل(ِ)‪ ،‬كلو في المولى علي بن أحمد[بن القاسم](ّ) صاحب (صعدة)‪،‬‬
‫كالحسن بن المتوكل لما صاؿ عليو صاحب المواىب(ْ)‪:‬‬
‫هلل در الناصر الليث الذم ‪ ...‬قهر الملوؾ كقادىم بالحين‬
‫لم يستقم حسن على ساؽ لو ‪ ...‬كعلي لم يثبت على ساقين‬
‫حرؼ الشين‬
‫[(ُّٕ‪)/‬شعباف بن سليم بن عثماف](ٓ)‬
‫(َُٓٔ‪ُُْٗ-‬ىػ)‬
‫[اسمو كنسبتو]‬
‫الحكيم شعباف بن سليم بن عثماف حاسكي الصنعاني الوالدة كالنشأة كالدار‪ ،‬الركمي األصل‬
‫كىو من أكالد من تخلف عن الرجوع إلى الركـ من األتراؾ لما قامت الدكلة القاسمية‪ ،‬ككاف‬
‫كالده جنديان مع المولى علي بن المؤيد باهلل(ٔ)‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة طبيبان ماىران كعالمان‬
‫شاعران لطيف الطباع حسن األخبلؽ‪ ،‬ذا سمة ككقار‪ ،‬كطاعة هلل تعالى‪ ،‬كقياـ في األسحار‪،‬‬
‫كتزىد عن ىذه الدار‪ ،‬كأرتاض(ٕ) لمعرفة الحقائق كقطع العبلئق‪ ،‬ككاف كاعظان كلكبلمو تأثير في‬
‫القلوب لتأثير معالجاتو لؤلجساـ كاشتهر صيتو في الطب‪ ،‬كحمدت أكصافو في إبراء األمراض‪،‬‬
‫كصناعة التدبير‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر‪:‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ(ُ‪ )ُْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) نسمة السحر (ِ‪ ،)ِّٓ-ِِٖ/‬دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كفيو نفحات‬
‫األسرار المكية ( )‪ ،‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ُْٕ/‬معجم المؤلفين (ْ‪ ،)ََّ/‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)َِٖ/‬إيضاح المكنوف(ِ‪ ،)ُِٔ/‬مقامات من األدب اليمني ص (ُّْ‪ ،)ُْٓ-‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص (َْٖ) ترجمة (ْٕٔ)‪ ،‬مصادر الحبشي ص (ّْْ)‪ ،‬ذكب الذىب‬
‫(خ)‪ ،‬األعبلـ ( ‪ ،) /‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ٕٔٓ-ِٕٓ/‬الركض األغن ( ‪.) /‬‬
‫(ٔ) ىو علي بن المؤيد محمد بن القاسم أمير صنعاء آنذاؾ‪ .‬ترجمة المؤلف‪.‬‬
‫(ٕ) أرتاض‪:‬‬

‫(ِ‪)ْٕ/‬‬

‫كصنف في فنو كنظم منظومة حسنة سماىا‪":‬نتائج الفكر في المقابلة على خواص الثمر" ككاف‬
‫رقيق الطبع لم يزؿ الجماؿ يستميل فؤاده كلم يبرح الغراـ يملك قياده‪ ،‬كنظم من ذلك كجاء‬
‫بالسحر الحبلؿ كتفنن في الطرائق‪ ،‬كأطاؿ كأجاد في المقاطيع كالمطوالت كالموشحات‪،‬‬
‫كبالجملة فمحاسنو كثيرة كابتلي في آخر عمره بفالج أقعده في بيتو حتى ال يقدر على المشي‬
‫أصبلن‪ ،‬كسبب ذلك أنو دخل مسجد صبلح الدين(ُ) في جوؼ الليل فصك كجهو في جداره‪،‬‬
‫ككاف يقصده من يريد لقاءه إلى منزلو‪ ،‬كقد يحمل إلى األكابر إذا أرادكه كمدح المنصور بن‬
‫المتوكل بديواف كامل‪ ،‬كمدح أيضان بديواف آخر كزرائو آؿ راجح‪ ،‬فأجزلوا لو اإلنعاـ ككاتبو‬
‫األدباء كطارحهم بالقصائد المطولة‪.‬‬
‫[مولده ككفاتو]‬
‫ككاف مولده في سنة خمس كستوف كألف‪ ،‬كتوفى سنة [ُُْٗىػ]‪ ،‬فمن شعره ما قالو في‬
‫الرماف(ِ)‪:‬‬
‫ضب‬
‫انظر إلى الرماف لما غدا ‪ ...‬في ثركة ليست مع ال يق ٍ‬
‫ذ‬
‫قمع بمرجاف أطرافو ‪ ...‬كاختزف الياقوت في الحب‬
‫ٌ‬
‫كلو فيو حين تناثر زىره كقت المطر(ّ)‪:‬‬
‫مذ قلد الرماف عقد آللئ ‪ ...‬غيم ىما بالوابل الهتاف‬
‫أخذتو نخوة زىوه فرمى الذم ‪ ...‬قد كاف قلده من المرجاف‬
‫كلو لما قطع السر الذم كاف بالركضة كعوض عنو سياؿ‪:‬‬
‫عطلت الركضة من سركىا ‪ ...‬فالدمع منو أطبلؿ‬
‫قالوا فما النبت بها بعده ‪ ...‬كالنهر فيها قلت سياؿ‬
‫كلو في الجدكؿ كالبرؽ‪:‬‬
‫من لجين جدكؿ الركض انتضى ‪ ...‬صارمان الح بو منو غضب‬
‫كراـ الغيم قد صاؿ بو ‪ ...‬فتلقاه بسيف من ذىب‬
‫كلو في الغصن كالنسيم‪:‬‬
‫قد طوؽ الطل غصوف الربا ‪ ...‬بمجلس أنس عقود الآلؿ‬
‫فكلما مر نسيم الصبا ‪ ...‬منها بغصن صد عنو كماؿ‬
‫كلو في المنثور الخمر كالخيرم األصفر‪:‬‬
‫ما أصفر منثور الربا من ضنا ‪ ...‬كال بمكركه من الضر‬
‫كإنما النرجس أغرابو ‪ ...‬رقيقو إذ دب للخمرم‬
‫كقاؿ فيو أيضان‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر مساجد صنعاء للحجرم ص ( )‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ(ُ‪)ّٕٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نفسو (ُ‪ )ّٕٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ٕٓ/‬‬

‫در لماه الشنيب‬


‫ثغر أقاح الركض أدنى إلى ‪ ...‬خيريها ه‬
‫كأحمر خد الورد من غبرة ‪ ...‬كخده أصفر لخوفي الرقيب‬
‫كلو في مشركط على خديو‪:‬‬
‫كمشرط الخدين قلت كقد رنا ‪ ...‬بلواحظ قد راعني إفراطها‬
‫ىب ساعة لي من لقاؾ فهذه ‪ ...‬في صحن خدؾ قد بدت أشراطها‬
‫كلو في الحمامة موريان‪:‬‬
‫شكوت إلى الحمامة حين غنت ‪ ...‬ضنا جسدم كأشجاني كشوقي‬
‫فرقت لي كقالت مثل ىذا ‪ ...‬كحقك ليس يدخل تحت طوقي‬
‫كلو في تأثير اللحظ‪:‬‬
‫أرل نبل اللواحظ ليس يخطي ‪ ...‬ككم راـ رمي عرضان فأخطأ‬
‫يؤثر شكلها في كل قلب ‪ ...‬كما أثبت لؤلعجاـ نقطا‬
‫كلو في الشيب‪:‬‬
‫كقالت بياض شاب لحيتك التي ‪ ...‬بها كنت مختاالن يركقك حسنها‬
‫فقلت بياض العين زاف سوادىا ‪ ...‬كلو لم يكن ذا فيك لم تسلبي النهى‬
‫كقاؿ في التحذير من الهول‪:‬‬
‫رأيت الهول مهما استقر بمهجة ‪ ...‬فلم يبق فيها فضل سمع لبلئم‬
‫[فإياؾ منو فهو ما بين مقلة ‪ ...‬كخصر كردؼ مع فم مثل خاتم]‬
‫كربما لم يكفو فيريك من حبائلو ‪ ...‬مثل القدكد النواعم‬
‫كلو في دعول التسلي الكاذبة‪:‬‬
‫إذا غاب عني الحبيب الذم ‪ ...‬تجافى كصد كأبدل الملل‬
‫فلي في الشقيق كفي األقحواف ‪ ...‬كفي النرجس الغض عنو بدؿ‬
‫كلو في الثريا‪:‬‬
‫كليل بت أرتقب الثريا ‪ ...‬بو ككأنو يوـ التنادم‬
‫كأف نجومها نار تبدت ‪ ...‬لعيني فيو من خلل الرماد‬
‫كلو في العاذؿ الرقيب‪:‬‬
‫أطعت الهول حتى ابتبلني أشده ‪ ...‬بشخصين لم يحمل أخفهما رضول‬
‫رقيب كظلي ثابت كمعنف ‪ ...‬يظن جليسي أف عندم لو دعول‬
‫ككاف شعباف في أياـ صباه يهول كسيمان كلهذا الوسيم دكاف بإزاءه فماؿ الوسيم عن شعباف إلى‬
‫رجل آخر يعرؼ باألصفهاني‪ ،‬كرحل عن دكانو إلى دكاف آخر بإزاء األصفهاني‪ ،‬ككاف بين‬
‫شعباف كرجل يعرؼ بالحنظلي مجوف فعوؿ الحنظلي على بعض الشعراء‪ ،‬فكتب على لسانو إلى‬
‫شعباف‪:‬‬
‫أيا شعباف إنا قد رأينا ‪ ...‬كحيل الطرؼ بل رطب البناف‬
‫يهاجر ربعكم كي ال يراكم‬
‫ْ ‪ ...‬كيكحل طرفو باألصفهاف‬

‫(ِ‪)ٕٔ/‬‬

‫ككاف للحنظلي ىذا محبوب اسمو إسماعيل فكتب إليو شعباف كجعلها جوابان عليو‪:‬‬
‫قل إلسماعيل عني مخبرا ‪ ...‬إف جيش الحسن عنو ارتحبل‬
‫كانقضى إذ ىاـ فيو حنظل ‪ ...‬فلهذا مر منو ما حبل‬
‫كمن شعره على نهج أىل التصوؼ‪:‬‬
‫ىلموا إلى راح بو يشرح الصدر ‪ ...‬كتستدفع البلول كيستفتح األمر‬
‫معتقة يحي النفوس نسيمها ‪ ...‬إذا ىبت أىدل المسك من طيها النشر‬
‫كما كأنها إال اللجين ألنها ‪ ...‬من التبر ال كأس زجاج كال خمر‬
‫إذا مزجت أيدم الحباب نجومها ‪ ...‬بكأس بو الشمس المنيرة كالبدر‬
‫كما كرمها كرـ لو ثم عاصر ‪ ...‬يجد بوصف أك يحيط بو عصر‬
‫رحلنا بها عنا إليها بأنفس ‪ ...‬تجلت لها بيداىا إذ بدا الفجر‬
‫عرامتها منا قلوب يحثها ‪ ...‬على السير جاد لحنو الفكر كالذكر‬
‫إلى ربوة حل المقيم بسوحها ‪ ...‬سركر كأفراح بها الهم ال يطر‬
‫أقاـ بها الساؽ كناد بفتية ‪ ...‬بو لهم من دكف أذنابها سكر‬
‫كطاؼ بها صرؼ عليهم فما صحوا ‪ ...‬كقد شربوا إال كقد ككف القطر‬
‫بهتاف جود من فرات كرامة ‪ ...‬يلوح بها برؽ أضاء بو بر‬
‫سقى ركض فيهم نوع العلم زىرة ‪ ...‬فسر نفوس بالمنا ذلك الزىر‬
‫كأجرا عيونان من صخور ألنها ‪ ...‬فساؿ بها من كل ناحية نهر‬
‫سرايرىا تبدم ينابع حكمة ‪ ...‬فبل ذرة إال في طيها سر‬
‫ألكسيرىا صنع يعبد بفعلو ‪ ...‬زيوؼ المعاني كىي خالصة تبر‬
‫بواتقها في طي كل حشاشة ‪ ...‬ببرجها للسبك من حرة الجمر‬
‫بها يتحلى العارفوف بصنعها ‪ ...‬كينفي عن المكد بوجدانو الفقر‬
‫فهيا إليها كاقطعا كل عانق ‪ ...‬يعوضكما من قبل ينقطع السفر‬
‫كإياكما أسد غدت في سبيلها ‪ ...‬تصد من القصاد من مالو حدر‬
‫خذا مسلكان يهديكما في طريقها ‪ ...‬يمنان كلو أف السلوؾ بو كعر‬
‫كمهما بدل من جانب الحي منزؿ ‪ ...‬يلوح بو للنازلين بو البشر‬
‫فذلك أقصى ما إليو ارتحلتما ‪ ...‬ككل مكاف فهو من بعده قفر‬
‫كلو من قصيدة تخلص فيها إلى مدح المنصور بن المتوكل‪:‬‬
‫لعمرؾ ما ليلي كقد طاؿ مسفر ‪ ...‬بضوء صباح بعده لمراقب‬

‫(ِ‪)ٕٕ/‬‬

‫كأف السما قد زملت بثيابو ‪ ...‬كسمر في أقطاره بالكواكب‬


‫كأف سهيبلن كأس تبر براحو ‪ ...‬لذم رعشة ال يستقر بجانب‬
‫كأف السهى لص يراقب فرصة ‪ ...‬لينزعو عنها بهمة سالب‬
‫كأف الثريا راحة لمؤمل ‪ ...‬كقد بسطت للقبض من كف كاىب‬
‫كأف بو المريخ شعلة قابس ‪ ...‬ألم بها ريح سريع التعاقب‬
‫كأف بني نعش قيامان بمأتم ‪ ...‬يصخوف أسماعان لنوح النوادب‬
‫كأف بو نهر المجرة كاقف ‪ ...‬لشدة برد جامد غير ذائب‬
‫كأف بو نهر أـ خد لغادة ‪ ...‬تورد محمران لعتب معاتب‬
‫كأف سنا برؽ يلوح كيختفي ‪ ...‬بو مسرعان أجفاف مقلة غاضب‬
‫كأف بو نوف الهبلؿ تمكنت ‪ ...‬لتشخيصها بالتبر أنمل كاتب‬
‫كأف الذم ينقض من شهب الدجا ‪ ...‬من الركـ فتياف طواؿ الذكائب‬
‫كأف بو زىر الدرارم أشعلت ‪ ...‬شماعان لموعود بوصل الحبائب‬
‫كأف محيا الصبح إذ الح أبلج ‪ ...‬جبين ابن عباس بين الكتائب‬
‫خليفتنا المنصور قائم ‪ ...‬كأكرـ فرع من لؤم بن غالب‬
‫سما رفعة في أكج عز من العبل ‪ ...‬فأشرؽ شمسان في سماء المناصب‬
‫كأسس للمجد األثيل سرادقان ‪ ...‬كحلق منو في أدؿ المراتب‬
‫حرؼ الصاد‬
‫[(ُْٕ‪ )/‬الصادؽ بن محمد بن زيد الصنعاني](ُ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫موالم ضياء الدين‪ :‬الصادؽ بن محمد بن زيد بن المتوكل على اهلل‪ ،‬إسماعيل بن اإلماـ‬
‫القاسم‪ ،‬كسيأتي ذكر كالده في حرؼ الميم إف شاء اهلل تعالى(ِ)‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة لطيفان‬
‫حسن المجالسة مطالعان لكتب التاريخ‪ ،‬توفى سنة[ ]‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر غير خاؿ من اللحن فمن شعره ما كتبو إلى سيدم محمد بن ىاشم [الشامي](ّ) من‬
‫قصيدة مطلعها(ْ)‪:‬‬
‫ال غرك إف سجع الحماـ كغردا ‪ ...‬فالطير أمبله الربيع فأنشدا‬
‫كالركض حياه الحياة فكأنما ‪ ...‬خديو من فرط الحياء توردا‬
‫كاألرض قد نثرت على أرجاءىا ‪ ...‬دران من الزىر البديع كعسجدا‬
‫__________‬
‫(ُ) نشرالعرؼ (ُ‪ )ٕٕٔ-ٕٔٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ُ‪ )ٕٔٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ‪)ٕٖ/‬‬

‫كمن شعر سيدم محمد بن ىاشم في الجواب في كصف القصيدة(ُ)‪:‬‬


‫يا خجلة الغيد الحساف إذا بدت ‪ ...‬كلو اتقت باالبتساـ تجلدا‬
‫نظم ىو التبر المذاب بل الآللئ ‪ ...‬بل نجوـ أشرقت باالىتداء‬
‫كالشعر مثل النبت منو حدائق ‪ ...‬تجلو النواظر إف ألم بها صدان‬
‫كقتاد قفر ال يطيب لقائل ظبلن ‪ ...‬كال رأم كيجوب الفدفدا‬
‫متفاكت الدرجات في إبداعو ‪ ...‬كالناس يفضل مالكوىم أعبدا‬
‫كىم السبللة من تراب ‪ ...‬صورت كترل مسودان منهم كمسودا‬
‫منهم بدكر في الفخار كأنجم ‪ ...‬تهدم كتزىر في الوجود كتوقدا‬
‫مثل النجوـ تفاكتت في أفقها ‪ ...‬رتبان كأفبلكا كيجمعها الهدل‬
‫فترا بها كيواف أرفع مرتقى ‪ ...‬كالصادؽ بن محمد أعلى مدا‬
‫ىو نجم أفاؽ العبل ىو بدرىا ‪ ...‬بل شمسها بل في المنار تفردا‬
‫كأقبل من الحصبا جزعان لم أطق ‪ ...‬تثقيبو إذ كاف الود أملدا‬
‫لم أستطع تنظيمو فجعلتو ‪ ...‬عقدان في نسج العنكبوت معقدا‬
‫ال زلت مرفوعان ألنك فاعل ‪ ...‬الفعل الجميل مكاتبان أك مبتدأ‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ُ‪.)ٕٔٔ/‬‬

‫(ِ‪)ٕٗ/‬‬

‫[(ُٕٓ‪ )/‬صالح بن مهدم المقبلي الثبلئي](ُ)‬


‫(َُْٕ‪َُُٖ-‬ىػ‪ُٔٗٔ-ُّّٔ/‬ـ)‬
‫العبلمة ضياء الدين صالح بن المهدم بن علي بن عبد اهلل بن سليماف بن عبد اهلل بن أسعد بن‬
‫منصور المقبلي الثبلئي‪ ،‬ثم المكي‪.‬‬
‫[(ُٕٔ‪ )/‬استطراد‪ :‬أسعد بن منصور المقبلي](ِ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫كجده أسعد بن منصور‪ ،‬ىو صاحب (اليتيمة على الخبلصة) لنسبتها إليو في كثير من النسخ‪،‬‬
‫ككاف أسعد في أياـ اإلماـ صبلح الدين(ّ) مبجبلن معظمان ككاله اإلماـ كالية عامة في األمر‬
‫بالمعركؼ كالنهي عن المنكر‪ ،‬كلما ألف (اليتيمة) كضعها على منبر (جامع صنعاء)‪.‬‬
‫[عودة لترجمة المقبلي]‬
‫كصاحب الترجمة ىو المجتهد المطلق المحقق المتقن الورع الزاىد العابد األكاه‪ ،‬صاحب‬
‫المصنفات المتعددة‪ ،‬كاألبحاث المسددة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)ُٖٖ/‬نشر العرؼ (ُ‪ )ُٕٖ/‬تأريخ مدينة ثآل (ِخ )‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ينظر الفهرس)‪،‬‬
‫خبلصة األثر (ِ‪ ،)ُٔ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ّٔٓ‪ )ٖ/‬بتحقيقنا‪ ،‬معجم‬
‫المؤلفين(ٓ‪ ،)ُْ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ِْْ/‬المجددكف في اإلسبلـ (ِ‪ ،)ْ،ُْ/‬إيضاح‬
‫المكنوف (ِ‪ ،)ُُٖ،ٓٓٓ/‬الجامع الوجيز(خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُْٗ) ترجمة‬
‫(ِْٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)َُِ-َِٗ/‬مصادر الحبشي (ُِّ‪،)ُْٔ ،ِٖ،ٖٓ،‬‬
‫مصادر العمرم (ِّٖ‪ ،)ِٖٓ-‬األعبلـ (ّ‪ ،)ُٕٗ/‬طبقات الزيدية(ّ‪/‬خ)‪ ،‬الشيخ صالح‬
‫المقبلي كفكره اإلسبلمي حم بن عبد العزيز المليكي (رسالة ماجستير)‪ ،‬معجم المؤلفين‬
‫(ٓ‪ ،)ُْ/‬كمنو‪ :‬فهرس األزىرية (ٔ‪ ،)َُٖ،ِٓٔ/‬ثم فهرس مكتبة األكقاؼ (ينظر فهارسو)‪،‬‬
‫الموسوعة اليمنية (ُ‪ ،)ٓٓٗ/‬األدب اليمني ص (ِّٓ)‪ ،‬ىجر األكوع(ُ‪ ،)ِٕٕ/‬كمنو‪:‬‬
‫نتائج السفر أخبار القرف الحادم عشر للحموم‪ ،‬الدر الفريد (ّٕ) كما ترجمو الحموم باخر‬
‫العلم الشامخ كذيلو لصاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ِ) مطلع البدكر (خ)‪ ،‬ىجر األكوع(ُ‪ ،)َِٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِِّ) ترجمة‬
‫(ُِِ)‪.‬‬
‫(ّ) ينظر ترجمتو‪.‬‬

‫(ِ‪)َٖ/‬‬

‫[مولده]‬
‫مولده في حوالي األربعين كألف‪ ،‬في قرية المقبل من أعماؿ ببلد (كوكباف) من جهة (العة)‪ ،‬ثم‬
‫انتقل إلى (ثؤل)‪.‬‬
‫[مشائخو]‬
‫كقرأ على الشيوخ من أجلهم القاضي العبلمة مهدم بن عبد الهادم الحسوسة(ُ)‪ ،‬كأجل‬
‫مشائخو على اإلطبلؽ‪.‬‬
‫المولى العبلمة [محمد بن] إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ شرؼ الدين(ِ)‪،‬‬
‫ككاف في ابتداء قراءتو عليو يسير إليو من (ثؤل) إلى (شباـ) كل يوـ‪ ،‬ثم أعطاه شيخو بيتان‬
‫بػ(شباـ) كقاـ بمؤنة ما يحتاج إليو‪ ،‬فبقى بػ(شباـ) كبرع في الفنوف كلها‪ ،‬كحقق العلوـ العقلية‬
‫كالنقلية كالفرعية كاألصلية‪ ،‬كراجع علماء (اليمن)‪ ،‬كلو مواقف عدة في ذلك ألنو تنزه عن‬
‫التقليد‪ ،‬كناظر العلماء فيما تخفى دليلو من المسائل‪ ،‬كانتقد كثيران مما أطلق عليو الكافة من‬
‫قواعد أصولية كفركعية‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر ترجمة ( )بتحقيقنا‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُٖ/‬‬

‫كقد حكى في مؤلفاتو عدة مراجعات مع علماء عصره سيما في أكائل (العلم الشامخ)‪ ،‬كذكر‬
‫في أكائلو ما كقع بينو كبين سيد المحققين العبلمة الجبلؿ(ُ) –رحمو اهلل‪ -‬في مسألة الدكر‬
‫في القوؿ الذم أكردىا الجبلؿ معارضان بها أىل الكبلـ في إثبات الدكر في السمعيات لذا‬
‫استدؿ بها على العقليات كما حقق ذلك في أكؿ شرحو على (الفصوؿ في علم األصوؿ)‪،‬‬
‫ككاف سبب المراجعة بين ىذين المحققين أف المولى محمد بن إبراىيم المفضل كاف يقرأ ىو‬
‫كصاحب الترجمة في (شرح العضد) على مختصر المنتهى‪ ،‬فأراد العزـ للحج فقاؿ لو تلميذه‬
‫صاحب الترجمة‪ :‬إف مراده باستمرار للقراءة فيو على من يشير بو عليو‪ ،‬كمشائخ العلم فأشار‬
‫عليو بالقراءة على العبلمة الجبلؿ‪ ،‬فعزـ صاحب الترجمة إلى (الجراؼ) إلى محل الجبلؿ‪،‬‬
‫فلما اتفق بو رأل عند شرحو على (الفصوؿ) فأخذه لينظر فيو فلم يقع نظره إال على تلك‬
‫المسألة‪ ،‬فتناظر فيها ثم قاـ صاحب الترجمة من موقف المناظرة كتركو كرجع‪ ،‬ككاف لصاحب‬
‫الترجمة قوة نفس كعدـ مباالة بإزاء الخلق في مخالفتهم كالنكير عليهم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِٖ/‬‬
‫كقرأ على المتوكل على اهلل إسماعيل ‪-‬عليو السبلـ‪ -‬كراجع في حضرتو‪ ،‬ككاف يواجو كل أحد‬
‫بالحق كالمناصحة‪ ،‬كينهى عن التقليد لمذىب معين‪ ،‬كما زاؿ في اليمن مشاران إليو بالبناف حتى‬
‫ارتحل إلى (مكة) المشرفة كأقاـ بها ىو كأىلو‪ ،‬كاتفقت بينو كبين علماء الحرمين مناظرات‬
‫طويلة كعظم صيتو ىنالك‪ ،‬كعاداه بعض علمائها حتى سعى بو إلى ملك الركـ‪ ،‬كممن عاداه‬
‫السيد العبلمة محمد البرزنجي(ُ) كرد عليو في مؤلفو (العلم الشامخ)‪ ،‬فذيلو بػ(األركاح‬
‫النوافذ)‪ ،‬كرد فيو على البرزنجي‪ ،‬كبالجملة فإف الحق لم يترؾ لو صديقان كاستوزره صاحب‬
‫(مكة) المشرفة أحمد بن غالب(ِ) أيامان‪ ،‬كزارة مشاكرة كمناصحة‪ ،‬كألف في (مكة) مؤلفاتو‬
‫كلها منها‪(:‬المنار حاشية البحر الزخار) فرغ منها في سنة اثنتين كمائة كألف‪ ،‬كمنها‪( :‬العلم‬
‫الشامخ في إيثار الحق على األباء كالمشائخ)‪ ،‬فرغ منها سنة ثماف كثمانين كألف كأتبعو‬
‫بػ(األركاح النوافح)‪ ،‬كبها ألف حاشية على الكشاؼ‪ ،‬سماىا‪( :‬اإلتحاؼ لطلبة الكشاؼ) أتى‬
‫فيها بنفائس من األبحاث كاستكثر فيها من األحاديث‪ ،‬كألف (األبحاث المسددة في فنوف‬
‫متعددة)‪ ،‬كأتى فيها بنفائس من الكبلـ على آيات قرآنية كأحاديث نبوية‪ ،‬كمسائل فقهية‪،‬‬
‫كأبحاث بيانية‪ ،‬كتحقيقات غريبة كغير ذلك‪ ،‬كألف حاشية لطيفة على مختصر بن الحاجب‬
‫سماىا‪( :‬نجاح الطالب على منتهى ابن الحاجب) كلو أبحاث كتبها على كتاب البياضي الركمي‬
‫سماىا‪( :‬حب الغماـ) كمؤلفاتو كلها مقبولة‪ ،‬كجميع أبحاثو باألدلة مربوطة‪ ،‬كأنظاره نافعة‪،‬‬
‫كبالجملة فلم يأت لو مناظر في أنظاره‪ ،‬ككاف زاىدان كرعان متقنان عبَّادةن‪ ،‬راسخ القدـ في الصبلح‬
‫كالتقول‪ ،‬ككاف يرل النبي ‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ -‬في المناـ في كل كعد‪ ،‬أك كل شهر‪،‬‬
‫كرأيت بخطو نبذة ذكر فيها بعض ما رآه في منامو من االتصاؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو محمد بن عبدالرسوؿ بن عبد السيد الحسني البرزنجي‪ ،‬مولده سنة (ََُْىػ)‪،‬‬
‫ككفاتو سنة (َُُّىػ)‪ .‬ينظر األعبلـ (ٔ‪.)َِْ-َِّ/‬‬
‫(ِ) ىو‪:‬‬

‫(ِ‪)ّٖ/‬‬

‫بالجناب النبوم‪ ،‬كربما رجح عنده العمل بمسألة إذا تعارضت أدلتها بما يراه‪ ،‬كقد ذكر في‬
‫مؤلفاتو شيئان من ذلك‪ ،‬كلو مقامات نبوية دالة على علو شأنو عند اهلل تعالى قد ذكر شطران منها‬
‫في العلم كاألبحاث‪ ،‬ككاف يحفظ متوف أحاديث األمهات الست التي ىي دكاكين اإلسبلـ‪،‬‬
‫ككاف جليل القدر عند علماء الحرمين كغيرىم من الوافدين‪ ،‬كصارت بتصانيفو الركباف‪.‬‬
‫[من كراماتو]‬
‫كلو عدة كرامات لكنو ال يلتفت إليها‪ ،‬كأخبرني كالدم العبلمة عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي(ُ)‬
‫أف أحد أجدادنا حج في بعض السنين كشرل بضاعة كجعلها في عدلتين في بعض أحواش‬
‫(مكة) المشرفة‪ ،‬فوقعت فتنة كنهب بعض (مكة) فعزـ الجد إلى الفقيو صالح كأخبره بما معو‪،‬‬
‫كأف غالب ما معو بضاعة للناس‪ ،‬ككتب كرقة صغيرة كقاؿ لي افعل عدلة فوؽ عدلة كافعل ىذه‬
‫الورقة في العليا‪ ،‬كأمره بردىا ففعل‪ ،‬فلما سكنت الفتنة استأجر جمبلن لحملها فلم يقدركا عشرة‬
‫أنفار يزحزحوا العدة فقاؿ الجماؿ‪ :‬ىذا حديد أنا ال أحملو فذكر الجد تلك الورقة فاستخرجها‬
‫ثم قذؼ العدلة بيده كقلبوىا‪ ،‬كإذا ىي يحملها الواحد الضعيف‪ ،‬ثم رجع إلى سيدنا صالح‬
‫فأخبره كناكلو الورقة فقاؿ لو‪ :‬أتطيب بها ثم فتحها كإذا فيها بسم اهلل الرحمن الرحيم فقط‪،‬‬
‫صو بالمقراص‬
‫ككاف ىذا الجد كثير ما يحج كيهدم لو كوفية‪ ،‬فإذا كاف فيها من الذىب الجر قى َّ‬
‫كتبقى الكوفية محركقة مثل القرش‪ ،‬ككاف الجد يفعل عزائم إلرجاع السرقة علمو الفقيو صالح ‪-‬‬
‫رحمو اهلل تعالى(ِ)‪.-‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) كفاتو‪:‬‬

‫(ِ‪)ْٖ/‬‬

‫[(ُٕٕ‪ )/‬صبلح بن الحسين األخفش](ُ)‬


‫(‪ُُِْ-...‬ىػ‪ُِٕٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى ضياء الدين صبلح بن الحسين بن علي بن محمد األخفش كبقية نسبو تقدـ في ترجمة‬
‫ابن عمو السيد العبلمة الحسين بن الحسن األخفش(ِ) في حرؼ الحاء‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو قطب الزماف كنادرة األكاف‪ ،‬العبلمة اإلماـ الجليل الزاىد الورع الثقة‬
‫الحجة الولي القانت األكاه‪ ،‬كاف من األئمة المحققين كالفضبلء المتفننين‪ ،‬انتهى إليو التدريس‬
‫في (شرح الرضى) كالكافية‪ ،‬كفي الفقو كعلوـ آؿ محمد‪ ،‬كلم يكن لو في النحو نظير إال‬
‫المولى عبد اهلل بن علي الوزير(ّ) اآلتي ذكره‪ ،‬كلكنو كاف أكثر تدريسان منو كإعانة للطلبو كدرس‬
‫في جميع الفنوف‪.‬‬
‫[مشايخو]‬
‫كمن مشايخو‪ :‬القاضي علي البرطي(ْ)‪ ،‬كفي التصريف كالبياف كاألصوؿ‪ ،‬على السيد العبلمة‬
‫عز الدين بن علي العبالي(ٓ)‪ ،‬كعلى ابن عمو الحسين األخفش كغيرىم‪ ،‬كلو أنظار جيدة‬
‫كتحقيقات كأبحاث في عدة مسائل‪ ،‬ككبلمو رصين متين‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬ذكب الذىب (خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة‬
‫للقاسمي ترجمة (ّٓٔ‪ )ٕ/‬بتحقيقنا‪ ،‬مصادر الحبشي (ّٖٖ‪ ،)ُّْ،ُٔٓ،ِِٕ،‬نشر‬
‫العرؼ(ُ‪ ،)ٕٗٔ-ٕٖٗ/‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ِٗٔ/‬مؤلفات الزيدية (ِ‪،)ِِْ،ِٓٓ،ِْٕ/‬‬
‫معجم المؤلفين (ٓ‪ ،)ُِ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ِْٕ/‬إيضاح المكنوف (ِ‪ ،)ْٕٔ/‬األعبلـ‬
‫(ّ‪ ،)ِٖٗ/‬األدب اليمني (ُّٗ)‪ ،‬الركض األغن (ُ‪ ،)ُِّ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(ََٓ‪ )َِٓ-‬ترجمة (ََٓ)‪.‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٖٓ/‬‬

‫كألف مختصرات نافعة منها‪( :‬العقد الوسيم في الجار كالمجركر كالظرؼ) كما و‬
‫لكل منهما من‬
‫التقسيم كسماه بعض اآلخذين عنو أيضان‪( :‬نزىة الطرؼ في الجار كالمجركر كالظرؼ)‪ ،‬كقد‬
‫شرحو القاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن(ُ)‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كشرحو أيضان شيخنا شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬بشرح نفيس موشح بالفوائد‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪:‬‬
‫(عجالة الجواب في شأف معاكية بن أبي سفياف لعنو اهلل) كلو رسائلة في الصحابة اإلمامية‪ ،‬كلو‬
‫أيضان رسالة كقصيدة قافية كثيرة في تحقيق علوـ االجتهاد كذـ المنطق سماىا‪( :‬ىداية‬
‫المسترشدين إلى علوـ المجتهدين)(ِ) كالقصيدة زىاء مائة كأربعين بيتان‪ ،‬كقد كتب عليها‬
‫المولى الحسن بن الحسين بن اإلماـ(ّ) رسالة مسماه‪( :‬بالرماح العسالة المشرعة إلى بحر‬
‫القصيدة كالرسالة) كلم يكن لصاحب الترجمة فيما سمعنا نظير في حراسة األكقات عن المضي‬
‫في غير طاعة اهلل‪ ،‬فبل يترؾ القراءة في جميع األكقات [أك الصلوات] أك تبلكة القرآف‪ ،‬ككاف‬
‫حافظان للقرآف محسنان للتبلكة‪ ،‬ككاف إذا تبل ذىلت العقوؿ كخشعت القلوب لسماع تبلكتو‪،‬‬
‫ككاف إذا أحس بأحد يسمعو سكت خوفان من الوقوع في الرياء‪ ،‬ككاف صلبان في دينو متقشفان‬
‫بعيد االستئناس بالناس كثير النفور عنهم‪ ،‬كللناس فيو اعتقاد كبير كمحبة شديدة‪ ،‬كرغبة إليو‬
‫مفرطة‪ ،‬يتوسلوف على لقائو كيستمدكف دعائو على كجو ال يظهر لو‪ ،‬ككاف ال يأكل إال من كسب‬
‫يده‪ ،‬ككاف حرفتو عمل القلنسوات ككثير ما يرغب إليها الناس للتبرؾ‪ ،‬كلكنهم إذا زادكا على‬
‫قيمتها زيادة يسيرة لم يرض بيعها‪ ،‬ككذلك إذا ظهر لو أنهم إنما شركىا للتبرؾ‪ ،‬ككاف يشترم‬
‫لما يعملو شئ من الحرير من الفقيو الولي الزاىد أحمد الراعي(ْ) المشهور بالكرامات أياـ‬
‫تجارتو‪ ،‬فكاف يحافظ على النقص في الميزاف‪ ،‬كال يسمح بأدنى شئ‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) أكردىا قاطن في دميتو‪ .‬ينظر الترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٖٔ/‬‬

‫استجبلبان لمواصلة صاحب الترجمة‪ ،‬كتبركان لما يعطيو من القيمة‪ ،‬كإظهاران من المحافظة على‬
‫التقصي في الميزاف أنو ال اعتقاد لو فيو‪ ،‬ككثيران ما يخاطبو من يريد التبرؾ منو بشئ بخطاب غير‬
‫لين‪ ،‬كأنو ال يعرفو كاف يقوؿ لو يا رجل إذا كنت تحسن الكتابة فاكتب لي بصورة الفاتحة في‬
‫ىذا اإلناء لمريض‪ ،‬ككاف شديدان في األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر‪ ،‬ال يبالي بأحد كال‬
‫يأخذه في اهلل لومة الئم‪ ،‬كيتعب نفسو في ذلك غاية التعب‪ ،‬كيعادم أصدقائو في ذلك كيبالغ‬
‫في نصر المظلوـ باللساف كالقلم‪ ،‬ككاف يشتد على المتوكل القاسم بن الحسين في اإلنكار في‬
‫أمور ليست مما يجب التشديد فيو‪ ،‬ككاف المتوكل محل من الكماؿ كالحلم كاإلناءة كالعقل‬
‫يعرؼ أف صاحب الترجمة لم يقصد إال الحق‪ ،‬فحاكؿ منو قبوؿ العذر كأف يحملو على محمل‬
‫جميل‪،‬كبالغ المتوكل في االجتماع بو لذلك‪ ،‬فلما كصل إليو خاطبو بخطاب عنيف كلم يقع‬
‫بينهما القياـ‪ ،‬ككاف من أعظم ما يشدد فيو صاحب الترجمة اإلنكار على المزامير المعركفة في‬
‫النوبة‪ ،‬ككاف يتفق ضربها كقت العصر في باب الجامع الكبير بصنعاء‪ ،‬حاؿ القياـ إلى الصبلة‪،‬‬
‫ككاف المتوكل إذ ذاؾ في داره المعركفة بدار الجامع‪ ،‬كصاحب الترجمة كاف إماـ المحراب‬
‫بالجامع المقدس‪ ،‬فبلغ ذلك معو مبلغان عظيمان كخرج في بعض األياـ يرجم أىل النوبة‬
‫بالحجارة‪ ،‬كقاؿ قصيدتو المشهورة التي أحرز فيها الغاية من التوبيخ كاإلنكار كالتشديد‬
‫كمستهلها‪:‬‬
‫ناصر دين اإللو قد عدما ‪ ...‬كباب أعزاز أىلو ردما‬

‫(ِ‪)ٖٕ/‬‬

‫ككاف شديد التحامل على المولى عبد اهلل بن علي الوزير لظنو أنو يركج ألكلي األمر شئ التصالو‬
‫بهم كعدـ النفرة عنهم‪ ،‬كعرض بذكره في أشعاره‪ ،‬كىكذا حاؿ األقراف‪ ،‬ككاف زيدم المذىب‬
‫ألنو أخذ عن السيد العبلمة عز الدين العبالي‪ ،‬عن المولى يحيى بن الحسين بن المؤيد بن‬
‫المنصور‪ ،‬كلهم غزارة بمجموع اإلماـ زيد بن علي ‪-‬عليو السبلـ‪ -‬حتى أنو ذكر صاحب‬
‫النسمة في ترجمة كالده يحيى بن الحسين بن المؤيد أنو جمع القرآف العظيم كمجموع اإلماـ‬
‫زيد في مجلد كاحد(ُ)‪ ،‬كما قالو صاحب الترجمة في ذلك‪.‬‬
‫إنما الزيدم من تابع زيد بن علي ‪ ...‬من أصوؿ كفركع كخفي كجلي‬
‫اإلماـ الطاىر األعظم ‪ ...‬ذك الفخر الجلي‬
‫كقاؿ‪:‬‬
‫أيها السالك منهاج العما ‪ ...‬إف للحق لمنهاج جلي‬
‫إف ترد دين النبي المصطفى ‪ ...‬فهو في مجموع زيد بن علي‬
‫ثم نظر بعد ذلك في كتب السنة كماؿ إلى الترجيح كاطلع على الهدم النبوم عند البدر‬
‫األمير‪ ،‬فاشتغل بو كعمل بما أدل إليو نظره‪ ،‬كاتفق أنو رآه بعض الصالحين من إخوانو يرفع‬
‫بيده عند تكبيرة االفتتاح‪ ،‬فاستنكر ذلك لمخالفتو المألوؼ فقاؿ لو (اختم بخير يا صبلح)‬
‫فأرسلها مثبلن إلى اآلف‪ ،‬كلو شعر كثير غالبو في الحث على طلب العلم كفي األمر بالمعركؼ‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫موالم فضلك شامل لي كلما ‪ ...‬حركت أك سكنت بعض جوانحي‬
‫كأنا الذم قابلت نعماؾ التي ‪ ...‬جلت عن اإلحصاء بكسب قبائحي‬
‫ما كنت بين اثنين أجلس لحظة ‪ ...‬لو كانت الزالت ذات ركائح‬
‫مهمى مضى يوـ فضلك زايدان ‪ ...‬كأزيد في كسبي لغير الصالح‬
‫أفضلت حتى قيل ذلك فاضل ‪ ...‬بالسر للعمل القبيح الفاضح‬
‫مشهورة بين األناـ فضائلي ‪ ...‬مستورة عنهم جميع فضائحي‬
‫لوال جميل الفضل منك لكاف ‪ ...‬عبدؾ شر و‬
‫غاد في األناـ كرايحي‬ ‫ه‬
‫كم بين حاالتي التي أخفي كما ‪ ...‬ظن الصديق ككل خل ناصح‬
‫بالبشر القاني الصديق كلو يرل ‪ ...‬حالي لبلقاني بوجو كالح‬
‫يا محسنان للظن بي أقصر فقد ‪ ...‬خلت الفرات لذم األجاج المالح‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر نسمة السحر( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ٖٖ/‬‬

‫أحسنت لما أحسن الرحمن بي ‪ ...‬ظنان كحسن الظن دأب الصالح‬


‫كلقد كشفت لك الغطاء فبل تقل ‪ ...‬إني غررتك إذ كتمت قبائحي‬
‫كاهلل ما أنا حيث الذم تظنو ‪ ...‬بي من صبلح فاقتصد يا مادح‬
‫ال يزىدنك في لمز منافق ‪ ...‬حسدان كال يغررؾ مدح المادح‬
‫أنا دكف ما زعم الولي كفوؽ ما ‪ ...‬في نفس ذم الحسد العدكم الكاشح‬
‫إف لم أكن بين الورل المرجوح لم ‪ ...‬أس ًر بينهم في الفضل قط برابح‬
‫لم أخل من خل بخير مادح ‪ ...‬منا كال لي في القبح مسامح‬
‫كمخالف عادل الهول بعداكة ‪ ...‬متنعم بشقائو المتفاضح‬
‫في قدحو يسعى كليس بحاصل ‪ ...‬إال على صلد الزناد القادح‬
‫متفاقم في الشر مني ناقم ‪ ...‬إني مشيت على الطريق الواضح‬
‫ذنبي إليو أنني ما كنت في الغوغاء ‪ ...‬كالهمج الرعاع برايح‬
‫مالي نصيحة من يد يف بريبة ‪ ...‬من إربو كإليو لست بطامح‬
‫لم أرض إال ذم الرشاد كمن لو ‪ ...‬عرض مصوف كالصباح البارح‬
‫ما ىاـ إال بالعبل ذك ىمة ‪ ...‬حلت بو فوؽ السماؾ الرامح‬
‫دعني من األرذاؿ لست بسالك ‪ ...‬في برىم كالبحر لست بسابح‬
‫كاجنح إلى أىل الفضائل بي كدع ‪ ...‬فرقان إليهم لست بجانح‬
‫فهم الدكاة لداء قلبي كالجول ‪ ...‬كىم الشفاء كبرد نار جوانحي‬
‫من لي بصب ناصح في طبو ‪ ...‬أين العليل من الطبيب الناصح‬
‫بمرامهم من كعظ شخص ما بو ‪ ...‬غير الجرائم من أليم جرائح‬
‫إف القلوب من الذنوب جريحة ‪ ...‬كشفاءىا في كعظ شيخ صالح‬
‫لهفي إذا ما جئت أحمل في ً‬
‫غد ‪ ...‬جببلن من الوزر العظيم القادح‬
‫كقعدت أنظر الحساب لموقف ‪ ...‬الهوؿ العظيم كغاب عني ناصح‬
‫قرأت إذ نشرت ىناؾ صحيفتي ‪ ...‬كرأيت أعمالي ىناؾ فواضح‬
‫كال أستطيع اليوـ إنكاران لما شهدت ‪ ...‬علي بو جميع جوارحي‬
‫كتزايدت حسرات نفسي إذ رأت ‪ ...‬فوز المتاجر بالشراء الرابح‬
‫هلل قوـ ساكموه فاشترل ‪ ...‬منهم نفوس بالنفيس الراجح‬
‫صدقوا بما كعدكا فأنكحهم ‪ ...‬حساف الحور إذ كفوا صداؽ الناكح‬
‫صاركا بليل مدلجين فأحمدكا ‪ ...‬غيث الثرل عند الصباح البارح‬

‫(ِ‪)ٖٗ/‬‬

‫سبقوا كما بلغ المقصر شأكىم ‪ ...‬أين الفضيل من المسن القادح‬


‫برح الجفى كباح شخص بالذم ‪ ...‬ما كاف ‪ ...........‬فباح ببائح‬
‫صرحت لئلخواف للخافي على ‪ ...‬غير الذم ىو خالقي كمسامحي‬
‫ما كاف قصدم بالقصيدة أنهم ‪ ...‬يزركف لي كيعددكف قبائحي‬
‫لكن ليقصر مقصر عن ظنو ‪ ...‬ظن الصبلح بغير شخص صالح‬
‫كاهلل أسألو السبلمة كالهدل ‪ ...‬كالعفو عن ذنب العظيم الفادح‬
‫كالفوز بالجنات كالرضواف ‪ ...‬لي كالوالدين مع الرفيق الصالح‬
‫كلصاحب الترجمة [قصيدة] توجع فيها في زمانو مستهلها‪:‬‬
‫أتخاؿ جرل الدـ من أجفاني ‪ ...‬لفراؽ من عني ناء كجفاني‬
‫كأرسل بها إلى تلميذه القاضي علي العنسي(ُ) كأصحبها إليو قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫ال تحسبن العذؿ للولهاف ‪ ...‬يثنيو عن حب الرشا الفتاف‬
‫كأجاب القاضي علي العنسي عليو بهذه القصيدة الفريدة‪ ،‬كقد أثبتها ىنا بكمالها لما اشتملت‬
‫عليو من ذكر بعض أحواؿ صاحب الترجمة ‪-‬رحمو اهلل تعالى كرحمنا‪:-‬‬
‫ىذل الحما كمبلعب الغزالف ‪ ...‬كديار من أىول فأين زماف‬
‫كمطارحي أخبار باف المنحنى ‪ ...‬أين الطليق من األسير العاني‬
‫إف الليالي كىي أنك للحشا ‪ ...‬من العج األشراؼ كاألشجاف‬
‫أرجعن لي عهدم القديم كصبوتي ‪ ...‬لهفي كلم يرجعن عيشي الهاني‬
‫فإليك عني يا سبلـ كأنت يا ‪ ...‬كف الغراـ خذم إليك عناني‬
‫كانزؿ بغيرم يا سلو فإف لي ‪ ...‬بببلبلي شغل عن السلواف‬
‫كتنح يا طيب الكرل عن ناظرم ‪ ...‬كلع الصبابة كالكرل ضداف‬
‫كاغنم رقادؾ يا رقيب فطالما ‪ ...‬كاهلل بت بليلة السهراف‬
‫كمعانقي بدران تقلد أنجمان ‪ ...‬للشمس منو خجلت الغيراف‬
‫إف شئت تسل عن منازلو سول قلبي ‪ ...‬فهذا خذه عن رضواف‬
‫لم أنس إذ ناديت منو معرضان ‪ ...‬يا ظبي أين تلفت الغزالف‬
‫فافتر متبسمان كماؿ تثنيان ‪ ...‬فعرفت منو تعطف األغصاف‬
‫كدنى المزار فبات من أقداحو ‪ ...‬كجفونو يا صاح لي سكراف‬
‫فأشد ما جنت الخطوب بعاده ‪ ...‬عني كقربي من عد وك شاف‬
‫فبرغم أنفي أف أكوف مقلدان ‪ ...‬جيد الخطوب قبلئدم كجماف‬
‫ا‬

‫(ِ‪)َٗ/‬‬

‫شلت يداؾ قطفت زىرة راحتي ‪ ...‬يا دىرم الجاف الذم ألجاني‬
‫كلفت شعرم غير ما في طبعو ‪ ...‬كشغلتو بنشكي الحد ثاني‬
‫قد كنت أنظمو فينهب لفظو ‪ ...‬خمر الكؤكس كنغمة العيداف‬
‫كإذا التفت إلى ليالي صبوتي ‪ ...‬طرب الحماـ كماؿ حوط الباف‬
‫فإذا جننت إلى الديار مشببان ‪ ...‬أغناؾ تشنيبي عن األلحاني‬
‫كإذا أردت من النسيم سبلفة ‪ ...‬ألبست رضوا حلة النشواف‬
‫أياـ أشتاؽ الرياض تنفست ‪ ...‬أنفاسها بركائح الريحاف‬
‫عكف النسيم على محاسن زىرىا ‪ ...‬فأتاؾ كىو معطر األرداف‬
‫كافتر ثغر اإلقحواف معجبان ‪ ...‬لبكاء الغواني كفرحة العذراف‬
‫كتغنت الورقاء فقلنا ‪ ... .......‬في الطير أك أسحق بالندماف‬
‫كإليكها خجبلن لم يعرؼ لها ‪ ...‬في الشعر غير صناعة الميزاف‬
‫ً‬
‫الوحداف‬ ‫لم أدرم ىل طويت ىوان كصبابة ‪ ...‬مثلي فقد يتشابو‬
‫ثم أنشدت البن الحسين بديعةن ‪ ...‬أزرت بصوت مثالث كمثاني‬
‫يا ابن الحسين أرل صفاتك أعجزت ‪ ...‬كتباعدت نيبلن عن اإلمكاف‬
‫فسهولية شعرية كصبلبة ‪ ...‬دينية كالسيل من ثهبلف‬
‫يا سيف أىل الحق في أقطارنا ‪ ...‬كالسيف أمضى ما يكوف يماني‬
‫بأبي كبي تلك الخشونة إنها ‪ ...‬النة عليك عزائم القرآف‬
‫كاهلل مالك قط عن نهج الهدل ‪ ...‬أبدان كال في عصرنا من ثاف‬
‫العلم كاآلداب أشرؼ رتبة ‪ ...‬ىو أكؿ كىي المحل الثاني‬
‫برزت في أمديهما متمهبلن ‪ ...‬تجرم كراؾ سوابق الفرساف‬
‫فالنحو يعلم أف بدرؾ مشر هؽ ‪ ...‬في أفقو كالنجم كالحيراف‬
‫إف صلت فيو مجادالن كمناظران ‪ ...‬بأشد بادرة كفصل بياف‬
‫درج بن عصفور ىنا لعشو ‪ ...‬متهيبان لكواسر العقباف‬
‫كمؤل زئير األسد مهجة و‬
‫ثعلب ‪ ...‬رعبان كىل يقول فؤاد جباف‬
‫كإذا المعاني في بياف بديعها ‪ ...‬زفت طرائدىا إلى األذىاف‬
‫فالسعد يعرؼ للشريف محلو ‪ ...‬فيها كأعني سيد األعياف‬
‫كالفقو إف دانيت منو بحره ‪ ...‬درسان ترل البحرين يلتقياف‬
‫أما األصوؿ فأنت غايتها التي ‪ ...‬ما كاف في غاياتها لك ثاف‬
‫نفسي الفداء لما أجادت رقمو ‪ ...‬للبيرؽ العالي أجل بناف‬

‫(ِ‪)ُٗ/‬‬

‫كاقتنى الجود التي لما سرت ‪ ...‬خرت على أقدامها القمراف‬


‫جاءت تذكر بالوداد كإنما ‪ ...‬ذكر الوداد لمعشر اإلخواف‬
‫كالعبد يكفيو التشرؼ أف يرل ‪ ...‬مولى لمولى الفضل كاإلحساف‬
‫إلي قبلئد العقياف‬
‫فبمهجتي تلك الخريدة أنها ‪ ...‬أىدت ٌ‬
‫ككأنها غبرت ببابل عندما ‪ ...‬مر الركاب بها على نعماف‬
‫فتعلمت سحر العقوؿ أما ترل ‪ ...‬من قلبها بحقائق األعياف‬
‫أىدت لنا البستاف في كرؽ ‪ ...‬على أنا نرل األكراؽ في البستاف‬
‫كلربما اشتدت شكيمة لفظها ‪ ...‬فأرتك بأس فراصة الحمداني‬
‫عصبة رقعتهم ‪ ...‬قدـ الحضوض من الحضيض الداني‬ ‫و‬ ‫كتجرمت من‬
‫دخلوا بيوت المكرمات تطفبلن ‪ ...‬كرىان على العلياء ببل استئذاف‬
‫كلقد عجبت من التجرـ منهم ‪ ...‬لقعودىم عن نصرة اإليماف‬
‫ليسوا بذاؾ الشأف عند أكلي النهى ‪ ...‬كالعتب يلقى للعظيم الشاف‬
‫لو تسأؿ العلياء عنهم ما درت ‪ ...‬كأظنهم حشوان من الحيواف‬
‫كإليكها خجبلن لم يعرؼ لها ‪ ...‬في الشعر غير صناعة الميزاف‬
‫ىجرت معانيها منازؿ لفظها ‪ ...‬فهي البيوت خلت عن السكاف‬
‫فأسبل لها الستر الجميل إذ انتهى ‪ ...‬منها إليك شوارد اإلضعاف‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة سنة اثنتين كأربعين كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬كشيع جنازتو جميع أىل‬
‫صنعاء كتغلقت األسواؽ كدفن بخزيمة كأرخ موتو األديب الرقيحي فقاؿ‪:‬‬
‫قضى صبلح نحبو ‪ ...‬أفضل من فيها مشى‬
‫السيد الحبر الذم ‪ ...‬ما مثلو قط نشأ‬
‫ال شك أف ربو ‪ ...‬قد خصو بما يشا‬
‫إف تأنس الحور بة ‪ ...‬فكم لنا قد أكحشا‬
‫في رجب من عامو ‪ ...‬أرخ صبلح األخفشا‬
‫[(ُٖٕ‪ )/‬صبلح بن أحمد بن فارع الرازحي](ُ)‬
‫(‪ُُُٓ-...‬ىػ‪َُِٕ-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العبير (خ)‪ ،‬طبقات الزيدية(ّ‪/‬خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ّْٔ‪)ٔ/‬‬
‫بتحقيقنا‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ ،)ٕٖٖ/‬كىو‪ :‬صبلح بن حم بن فارع بن صبلح بن إبراىيم الرازحي‬
‫العلوم اليمني الصنعاني‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٗ/‬‬

‫السيد العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي ذكره صاحب (نشر العبير) فقاؿ‪ :‬ىو من محاسن‬
‫السادة‪ ،‬كممن بذؿ نفسو للتدريس كاإلفادة‪ ،‬استفاد على يده خلق كثير في عامة الفنوف مع‬
‫قصد صالح‪ ،‬كنظر قادح‪ ،‬كلو مع جبللة قدره تواضع مع الطلبة‪ ،‬فكثير ما يسأؿ من ىو دكنو‬
‫على طريق المفاكهة‪ ،‬كمحبتو الخوض في العلميات‪ ،‬كقد يظن ذك البلو أف سؤالو لقصوره في‬
‫المسألة‪ ،‬كما ىي إال خلة شريفة كمنقبة منيفة‪ ،‬على أف الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث‬
‫كجدىا‪ ،‬كقد رزقو اهلل الكفاءة كالقناعة‪ ،‬فبل يرل في أحوالو إال في أحبها كأجملها قاؿ‪ :‬كىو‬
‫اآلف بركة للطالبين كرحلة للمسترشدين‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫كقاؿ أيضان أف صاحب الترجمة قرأ على القاضي علي[بن يحيى] البرطي في شرح اآليات‬
‫للنجرم كقطعة من (جامع البياف)‪ ،‬كىو أجل اآلخذين عنو‪ ،‬كأعظمهم شأنان‪ ،‬ككاف القاضي علي‬
‫البرطي قد أخذ عنو أيضان لتقدـ صاحب الترجمة في الفنوف كعلو سنو(ُ)‪.‬‬
‫أكؿ حرؼ العين‬
‫__________‬
‫(ُ) قاؿ صاحب الطبقات‪ :‬كمات بعد سنة (ُُُٓىػ)‪ ،‬كصاحب الترجمة أخذ أيضان عن‬
‫القاضي صديق بن رساـ‪ ،‬كيحيى بن حم الحاج‪ ،‬كعنو‪ :‬السيدزين بن محمد بن الحسن بن‬
‫القاسم‪ ،‬كشيخو علي بن يحيى البرطي‪ ،‬كالسيد الحسين بن حم زبارة‪ ،‬كغيرىم‪.‬‬

‫(ِ‪)ّٗ/‬‬

‫[(ُٕٗ‪ )/‬عبد اهلل بن علي الوزير](ُ)‬


‫(َُْٕ‪ُُْٕ-‬ىػ‪ُّٕٓ-ُّٔٔ/‬ـ)‬
‫المولى فخر الدين عبد اهلل بن علي بن محمد بن عبد اإللو بن أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫إبراىيم ‪-‬مؤلف الهداية كالفصوؿ‪ ،-‬بن محمد بن الهادم بن إبراىيم بن علي بن المرتضى‬
‫المفضل بن المنصور بن محمد العفيف بن مفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن‬
‫اإلماـ الداعي يوسف بن المنصور بن الناصر بن الهادم ‪-‬عليو السبلـ‪.-‬‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ)‪ ،‬البدر الطالع‬
‫(ُ‪ ،)ّٖٖ/‬الثغر الباسم(خ)‪ ،‬نسمة السحر(خ)‪،‬كالمطبوع(ِ‪ ،)ُّٕ/‬طيب السمر (خ)‪ ،‬طبق‬
‫الحلول مقدمة محققة (ِٕ‪ ،)ّٕ-‬المؤرخوف اليمنيوف (ٖٓ)‪ ،‬األدب اليمني (ِٓٔ)‪ ،‬مصادر‬
‫العمرم(َُٗ‪ ،)ُُُ-‬مقامات من األدب اليمني (َُّ‪ ،)ُِْ-‬الموسوعة‬
‫اليمنية(ِ‪ ،)ِٔ/‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ُِِ-ُُِ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة‬
‫(ْْٖ‪ )ِٕ/‬بتحقيقنا‪ ،‬مساجد صنعاء (ٕٗ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٔ‪ ،)ٖٔ/‬كفيو عبد اهلل لن علي‬
‫بن أحمد‪ ،‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ِْٖ/‬إيضاح المكنوف (ُ‪ ،)ْٕٔ،َٖ/ِ( ،)ُُِ/‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة (ُٔٔ) ص (َِٔ)‪ ،‬مصادر‬
‫الحبشي(ّْٔ‪ ،)َٔ،ّْْ،‬كمنو‪ :‬مجلة العرب عدد رجب سنة ُّْٗىػ ص (َِ)‪ ،‬ثم‬
‫غهرس دار الكتب المصرية (ّ‪ ،)ٕٖ/‬فهرس المكتبة الغربية صنعاء (ُٕٓ‪ ،)ِٕٓ،‬فهرس‬
‫مخطوطات حضرموت‪ ،‬تأريخ أبي طالب (ينظر فهارسو)‪ ،‬مصادر أيمن فؤاد سيد (ِٓٔ)‪،‬‬
‫تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬مراجع تأريخ اليمن للحبشي (ُُِ)‪ ،‬اليمامة‪ :‬العدد (ُْٕ)‪،‬‬
‫العبلـ ( ‪ ،) /‬تأريخ عبد الرحمن الذىبي الدمشقي‪.‬‬
‫(ِ‪)ْٗ/‬‬

‫ىو السيد العبلمة المحقق المتقن [المتفنن] الجليل المعظم الفخيم‪ ،‬الشاعر البليغ المشهور‪،‬‬
‫أحد أكابر األعياف المعركؼ بالوزير‪ ،‬كيعرؼ أيضان بالسيد عبده ‪-‬بإضافة عبد إلى الضمير‪-‬‬
‫ترجم لو غير كاحد من المؤرخين‪ ،‬كذكره المولى إسحاؽ فقاؿ‪( :‬كاف فريد العصر في التحقيق‬
‫ككثرة اإلخبلؿ كاطبلع كالحفظ كجودة القريحة‪ ،‬أتقن علوـ األدب كحقق األصوؿ كالتفسير‪،‬‬
‫كشارؾ في الفركع كالحديث‪ ،‬كحفظ مختصرات كحضرت معهم في قراءات عديدة في الفركع‪،‬‬
‫كفي الكشاؼ كالحديث‪ ،‬فلم أر مثلو في ضبط األلفاظ كمعرفة اللغة كاستحضار المسألة في‬
‫أم فن من الفنوف بلفظها من حفظو‪ ،‬ككاف يحرص على استحضار المتوف عند الحاجة إليها‪،‬‬
‫كيسأؿ أكالن الطلبة‪ ،‬فإف كاف فيهم من يحفظ كإال أمبلىا‪ ،‬كشعره في الدرجة العليا من الببلغة‪،‬‬
‫كلو معاف ابتكرىا كنكت من التورية كغيرىا من أنواع البديع اخترعها)(ُ)‪.‬انتهى‪.‬‬
‫[نشأتو كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الثغر الباسم (خ)‪ ،‬السفينة (خ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ٗٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬كنشأ صاحب الترجمة بصنعاء‪ ،‬كقرأ في فنوف العلم‪ ،‬كجد كاجتهد كلزـ المشايخ كجل‬
‫قراءتو على القاضي العبلمة علي بن يحيى البرطي(ُ)‪ ،‬ففعل كتابان في مناقب شيخو ىذا‪،‬‬
‫سماه‪( :‬نشر العبير المودع طي نسمة التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير) (ِ) كقراءتو عليو‬
‫في (الكشاؼ) كحواشيو‪ ،‬كما اشتملت عليو من البحث كالنظر مشهورة إلى اآلف‪ ،‬حتى أنو‬
‫يضرب بها المثل‪ ،‬كقرأ أيضان على المولى الحسن بن الحسين بن اإلماـ (القاسم) (ّ) قيل‪ :‬كلو‬
‫كتاب أيضان في مناقبو(ْ)‪ ،‬كقرأ على السيد العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي(ٓ) في (أصوؿ‬
‫الدين)‪ ،‬كفي (شرح مقدمة البحر)‪ ،‬كعلى القاضي محمد بن إبراىيم السحولي(ٔ) في النصف‬
‫اآلخر من (شرح الرضى) في النحو‪ ،‬كعلى القاضي الحسين بن محمد المغربي(ٕ) في‬
‫(الكشاؼ) أيضان‪ ،‬كحاشية للسراج‪ ،‬كفي (شرح الرضى)‪ ،‬كفي (شرح الغاية)‪ ،‬كفي (تفسير‬
‫الديبع)‪ ،‬كعلى أخيو القاضي حسن المغربي(ٖ) في (شرح األزىار)‪ ،‬ك(شرح الخبيصي)‪ ،‬كعلى‬
‫القاضي العبلمة محمد بن علي قيس(ٗ) في الفقو كاألصوؿ‪[ ،‬كعلى القاضي الحسن بن‬
‫الحسين قيس](َُ)‪ ،‬في الفقو كاألصوؿ] كعلى أخيو عثماف بن علي الوزير(ُُ) في الفقو‬
‫كالفرائض‪ ،‬كعلى القاضي محمد بن صالح العلفي(ُِ) في (شرح الغاية) ك(العضد)‬
‫ك(المطوؿ)‪ ،‬كعلى السيد الفاضل الحسين بن لطف اهلل الزبارم(ُّ) في (شرح األزىار)‪،‬‬
‫ككانت لهذا الزبارم يد نافعة في الفركع كلو زىد كخضوع كتدين كامل‪ ،‬كعلى الفقيو العارؼ‬
‫المجود في علم الفركع كأصوؿ الدين‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪ّ.) /‬‬
‫(ِ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َْٔ)‪.‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) قاؿ في نسمة السحر(ِ‪ :)ُّٖ/‬كسمعت أف لو كتابان ذكر فيو مناقب شيخو‪...‬الحسن بن‬
‫الحسين‪.‬‬
‫(ٓ) قترجمة المؤلف ) ‪.) /‬‬
‫(ٕ) ترجمة‬
‫(ٖ) ترجمة‬
‫(ٗ) ترجمة‬
‫(َُ) ترجمة‬
‫(ُُ) ينظر ترجمتو باعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َْٔ)‪.‬‬
‫(ُِ) ترجمة‪.‬‬

‫(ِ‪)ٗٔ/‬‬

‫[(َُٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬الحسين بن الحسن بن ذرة الصنعاني](ُ)‬


‫الحسين بن الحسن بن ‪ ..........‬في الفقو‪ ،‬ككاف لهذا الفقيو ببلىة أىل الجنة‪ ،‬كشك أىل‬
‫الصبلح كىو من مشائخ الفقو المقررين لقواعده‪ ،‬كعلى السيد العبلمة أحمد بن محمد العياني‬
‫في التصريف‪ ،‬كحضر صاحب الترجمة في تدريس اإلماـ المؤيد محمد بن المتوكل (للثمرات)‬
‫بمحركس (ضوراف)‪ ،‬ككاف ىذا التدريس يحضره جماعة من أعياف علماء السادة كالشيعة‪،‬‬
‫كالسيد العبلمة إسماعيل بن إبراىيم الجحافي(ِ)‪ ،‬كالقاضي محمد بن علي العنسي(ّ)‪،‬‬
‫كصادؼ إذ ذاؾ كصوؿ السيد العبلمة أحمد بن إبراىيم المؤيدم(ْ) الداعي إلى نفسو في‬
‫الخبلفة المتوكلية كالمهدكية‪ ،‬فكاف يحضر في ىذا التدريس كينفق في ذلك مراجعات كأبحاث‬
‫شريفة‪ ،‬كلم يزؿ صاحب الترجمة يجتهد في تحصيل العلوـ كتحقيقها حتى كاف إماـ عصره في‬
‫العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬كالفرعية كاألصلية‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كدرس في كل الفنوف‪ ،‬كأخذ عنو األعبلـ كالبدر األمير كغيره(ٓ)‪ ،‬كقول ساعده في النظم‬
‫كالنثر كأجاد في ذلك‪ ،‬كبلغ فيهما إلى غاية ال تناؿ‪ ،‬حتى كاف السيد أحمد بن أحمد‬
‫اآلنسي(ٔ) الشاعر المشهور يستمنح من صاحب الترجمة قصائد من شعره كيستعين بو في‬
‫نظم الشعر‪.‬‬
‫[مؤلفاتو](ٕ)‬
‫__________‬
‫(ٕ) * لمزيد حوؿ مؤلفات صاحب الترجمة ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية مصدر سابق‪.‬‬

‫(ِ‪)ٕٗ/‬‬

‫كلصاحب الترجمة مؤلفات فمنها‪( :‬طبق الحلول كصحائف المن كالسلول) كجعلو تأريخان‬
‫للحوادث من سنة ستة كأربعين بعد األلف إلى سنة تسعين كألف‪ ،‬كمنها‪ :‬كتاب (جامع المتوف‬
‫في أخبار اليمن الميموف) ىذب بو تأريخ المولى يحيى بن الحسين بن اإلماـ القاسم المسمى‪:‬‬
‫(بأنباء الزمن في أخبار اليمن) كمنها‪ :‬كتاب (أقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبير‬
‫العزب)‪ ،‬كىو كتاب ممتع غزير النظير في بابو ذلك على قوة ساعده في الببلغة كحسن‬
‫التصرؼ في النظم كالنثر‪ ،‬كمنها‪( :‬إرساؿ الذكابة بين جنبي مسألة الصحابة) رد بو على رسالة‬
‫السيد العبلمة صبلح بن الحسين األخفش(ُ)‪ ،‬كجرل بينهما ما يجرم بين األقراف من‬
‫المواحشة ألف السيد صبلح كاف يظن أف صاحب الترجمة يركج ألكلي األمر أشياء ال يحل‬
‫تركيجها كتجرـ منو في أشعاره‪ ،‬لذلك كاهلل أعلم بالحقيقة‪ ،‬ككاف لصاحب الترجمة اتصاؿ‬
‫بالمتوكل القاسم بن الحسين(ِ) كمدحو بعدة قصائد‪.‬‬
‫ككاف المتوكل يقرأ عليو كيحضر القراءة جماعة من العلماء األعبلـ‪ ،‬كمدح أيضان كلده المنصور‬
‫كعمو صاحب المواىب‪ ،‬كصحب صاحب الترجمة المولى زيد بن محمد بن الحسن(ّ)‬
‫كمدحو بغرر القصائد منها قصيدتو السينية التي مستهلها‪:‬‬
‫مؤل الكاسات حرفان كاحتسى ‪ ...‬كانثنى نحوم يحث األكئوسا‬
‫فتعاطينا كؤكسان أفصحت ‪ ...‬أنها قد غادرتني أخرسا‬
‫[كسقاني من كميت سبحت ‪ ...‬بالحجا في غمرات فرسا]‬
‫عجبان ضل بها عقلي كقد ‪ ...‬شعشعت لي من سناىا قبسا‬
‫كم رساالت إليو لم تفد ‪ ...‬منو فيظان في حشاه قد رسا‬
‫كأساطير عذكلي طمست ‪ ...‬فلكم نمق زكران كأسا‬
‫كم تبل األعمى مبلمان كإذا ‪ ...‬جاءه كالليل يتلو عبسا‬
‫لم يزؿ كالعقد يتلو زخرفان ‪ ...‬فهما في صدرم قد كسوسا‬
‫ليس بالقاسي على الصب فإف ‪ ...‬راـ لي فتكان فلي دعول القسا‬
‫بعت خلي مهجتي نقدان إذا ‪ ...‬ذكر المشتاؽ يومان أك نسا‬
‫رشا يسرقني ركحي إذا ما ‪ ...‬تبدأ في القبا مختلسا‬
‫كجهو كنز كماؿ فلذا ‪ ...‬بعضو بالبعض عنا حرسا‬

‫(ِ‪)ٖٗ/‬‬

‫فسيوؼ اللحظ تحمي سوسنان ‪ ...‬كنباؿ الهدب تحمي نرجسا‬


‫لو تراني كعناف الراح قد ‪ ...‬راض من أخبلقو ما شمسا‬
‫قلت في ميداف سكرم بعدما ‪ ...‬صرت فيو للطبل مفترسا‬
‫يوـ أنس فيو أنسين النول ‪ ...‬كنسيم القرب فيو نسنسا‬
‫أيها الغاني بدينارين في ‪ ...‬كجنتيو أتواسى مفلسا‬
‫إنما شعرؾ الليل فلذا ‪ ...‬حولو العذاؿ أمست حرسا‬
‫أنا للغرة كالشعر معان ‪ ...‬شاكران كل صباح كمسا‬
‫إنما كجهك من نور الضيا ‪ ...‬مستمدان فهو يجلو الحندسا‬
‫من عبله قد عبل فوؽ ذكا ‪ ...‬كعلى ىامو برجيس رسا‬
‫من لو نسمة آداب إذا ‪ ...‬زارت األنفس أىدت أنفسا‬
‫بأبي يا عمرك زيدان طاىران ‪ ...‬ثوبو بين بني أىل الكسا‬
‫مالك أثاره محمودة ‪ ...‬كىو في اآلثار تلو النسا‬
‫ىو كالبحر فذره للندا ‪ ...‬كاخشو يوـ الوغا إف خمسا‬
‫مغنم التقول زكاة حازىا ‪ ...‬فطرة من لم نحو منها خمسا‬
‫كلو جد حول كل العبل ‪ ...‬عجبان كالجد يحوم السدسا‬
‫قلمي صدقني في مدحو ‪ ...‬فلهذا المداد غطسا‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫عبلما بعدؾ عني ما ىو السبب ‪ ...‬يا من لقاه لقلبي السؤؿ كاألرب‬
‫أظل دىرم من معناؾ مغتربا ‪ ...‬كأنت دىرؾ عن عيني مقترب‬
‫إف كنت تزعم أني عنك مصطبران ‪ ...‬أك كنت تحسب قلبي عنك ينقلب‬
‫فقد ذكرتك كاألبطاؿ دائرة ‪ ...‬حولي أزاؿ عليها البيض كالليب‬
‫عدت كأف صنعاء سماىا رمة ملك ‪ ...‬إال الكماة على أرجائها الشهب‬
‫كالخيل في موطن الحرب الزنوف ‪ ...‬تمشي الهوينا فبل رفع كال خبب‬
‫بالدارعين لها يمشي بها ثقل ‪ ...‬كأنهم خندريس فوقو حبب‬
‫كأف كل جواد راىن كعلى ‪ ...‬متنيو من صور اإلنجيل مكتئب‬
‫كللبنادؽ كأصوات الرعود فمن ‪ ...‬أجوافها الحتف مثل القطر ينسكب‬
‫من كل مصبوبة كسط البواتق قد ‪ ...‬تحدرت من سماء ما لها صبب‬
‫ال بل صواعق تجتذ العبلئق من ‪ ...‬حشو البنادؽ يبدك قبلها اللهب‬
‫كأنهم مهجتي يوـ الرحيل ففي ‪ ...‬أثنائها الوجد يذكي فهو يلتهب‬
‫أميل في السرب طرفي كي أراؾ بو ‪ ...‬كالخيل حولي من أجل الوغى شرب‬

‫(ِ‪)ٗٗ/‬‬

‫لدم غير قسي رميها كثب‬


‫كاف كجرة عندم كالكثيب كما ‪ٌ ...‬‬
‫تبدك األسنة نحوم كىي المعة ‪ ...‬كيستر النقع مرءاىا فيحتجب‬
‫و‬
‫ابتساـ بثغر زانو شنب‬ ‫حتى أرل منك معنى في عبوسك ‪ ...‬من بعد‬
‫لو كنت للجيش في يوـ الوغى فيئة ‪ ...‬لجد منهم إليك الزحف كالهرب‬
‫أك كنت فيهم الود كالحرب دائرة ‪ ...‬عليهم من جفوف منك تستلب‬
‫كاجهز عليهم بسيف اللحظ قد رضيوا ‪ ...‬بقتلهم كلك المسلوب كالسلب‬
‫كليلة فيك ناجيت الخياؿ كمن جبل ‪ ...‬ؿ حسنك من دكف اللقاء حجب‬
‫كللركايب إيضاع تضمن من ‪ ...‬تزكير قوؿ كشاتي ما ىو الضرب‬
‫كفي النميمة ما بين المحب كمن يهول كصاؿ كذاؾ الوصل مطلب‪.‬‬
‫لوال العواذؿ لم يحل المبلـ كلم ‪ ...‬يقول الغراـ كلم يستحسن الكذب‬
‫كمن مختار شعره ما كتبو إلى القاضي علي بن محمد العنسي(ُ) كالتزـ التورية في كل بيت‬
‫كمستهلها‪:‬‬
‫أنادـ من دمع العيوف جواريان ‪ ...‬فبل غرك إف نادمت منها سواقيا‬
‫كأشرب في تلك الربوع مدامعي ‪ ...‬كأطرب إف شاىدت تلك المغانيا‬
‫فلو ساجلت بحران ركيان بمقلتي ‪ ...‬سحائب مزف لم يصرف قوافيا‬
‫أال ليت شعرم ىل أجوز معرجان ‪ ...‬بوجرة كم أىول ىناؾ جواريا‬
‫كعن ضعف حالي ال تسل إذ مضين ‪ ...‬بي كجركب أسياؼ الجفوف مواضيا‬
‫فقل للعيوف البابليات إنني ‪ ...‬إذا لحظت أدركت منها مراميا‬
‫تمنيت لما خفت إزىاؽ مهجتي ‪ ...‬أمانان فما أدركت منها أمانيا‬
‫[(ُُٖ‪ )/‬عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ](ِ)‬
‫(‪ُُُٗ-..‬ىػ‪ُٕٕٖ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم أحمد بن الحسن بن‬
‫المنصور‪.‬‬
‫[نعتو كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ِ) * دمية القصر ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬ديواف محمد بن‬
‫إسماعيل األمير ص ( )‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ْٖ-ٕٗ/‬عصارة القند‪ .‬للحوثي (خ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ََُ/‬‬

‫ىو العبلمة المحقق الجليل الشاعر البليغ عين أعياف زمانو‪ ،‬أخذ العلوـ عن كالده المقدـ‬
‫ذكره(ُ)‪ ،‬كبرع في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين كالمنطق‪ ،‬كاشتغل بعلوـ‬
‫الكتاب كالسنة‪ ،‬كبلغ منهما غاية األمل‪ ،‬كفاز بالقدح المعلى من العلم كالعمل‪ ،‬كفاؽ أقرانو‬
‫كبدأ إخوانو كأخذ في (جامع الترمذم) على القاضي أحمد قاطن(ِ)‪ ،‬كأسمع أكائل األمهات‬
‫الست على الشيخين شيوخنا العبلمين الحافظين الشيخ أبو الحسن السندم الصغير(ّ)‪،‬‬
‫كالشيخ عطاء اهلل بن أحمد األزىرم(ْ)‪ ،‬كأجازا لو كذلك في مكة المشرفة سنة اثنين كستين‬
‫كمائة كألف‪ ،‬كقد أثنى عليو القاضي أحمد قاطن في دميتو كقاؿ‪( :‬كاف صادؽ المقاؿ في كل‬
‫أحوالو‪ ،‬شديد النفر ممن يفتر عليو بكذب‪ ،‬كثير النصح لئلصدقاء إف رأل منهم ما ينقم بو‬
‫عليهم‪ ،‬ال يداىن كال يمارم‪ ،‬كال يتخلق بما ال ينبغي لو‪ ،‬بل يحب هلل كيبغض هلل كيحب أىل‬
‫الصبلح‪ ،‬كيسعى في قضاء حوائجهم‪ ،‬كيتعب نفسو في حقوؽ إخوانو غاية التعب‪ ،‬ككاف كثير‬
‫االتصاؿ بالوزير األجل صفي الدين أحمد بن علي النهمي معظم الجاه لديو مقبوؿ الشفاعة‬
‫عنده‪ ،‬كلو صولة عليو كعلى مخدكمو المهدم بن المنصور‪ ،‬كانقبض في آخر عمره عن الناس‬
‫مع سيادة كشهامة نفسو كنجابتو‪ ،‬كصبره على البر بوالديو ألف طبعو كاف في غاية الحدة) (ٓ)‪،‬‬
‫كممن ترجم لو كالدنا العبلمة جماؿ الدين‪ :‬علي بن الحسن الحوثي في (العصارة)‪ ،‬فقاؿ فيو‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٓ) دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َُُ/‬‬

‫(ىو فرع الشجرة العلوية‪ ،‬كسر أنفاس العوالم العلوية‪ ،‬من سارت بمآثره الركباف‪ ،‬كتحلى بذكره‬
‫كل لساف‪ ،‬تخرج على أبيو منذ نشأ كبلغ إلى كل غاية في العلوـ كما شاء كنشأ‪ ،‬ثم قرأ على‬
‫علماء صنعاء‪ ،‬فأحسن في كل فن صنعا‪ ،‬فهو رب ًي حجر القلم كاألدب‪ ،‬ذىب في طرائقو إلى‬
‫كل مذىب‪ ،‬لم يزؿ في جميع أكقاتو مكبان على الدرس كالتدريس‪ ،‬كبذؿ في ذلك النفس‬
‫كالنفيس‪ ،‬بحل المشكبلت بألطف عبارة كأحسن إشارة‪ ،‬كيتلقى الطالبين بالبشرل كاإلكراـ‪،‬‬
‫كيتهلل بركؽ االبتساـ‪ ،‬يجيب مسائبلن كال يخيب سائبلن‪ ،‬سعد البياف كالمعالي‪ ،‬عذب المنطق‬
‫كىو فيو الدكاني يقر لو بالفضل كالشرؼ شريف جرجاف‪ ،‬كيتملى بركائح أريجو شيخ الرجاف‪،‬‬
‫كحج إلى بيت اهلل الحراـ مرتين كاجتمع بعلماء الحرمين) إلى أخر ما قالو فيو كممن ذكره أيضان‬
‫المولى فخر الدين عبد اهلل بن عيسى(ُ) في حدائقو‪.‬‬
‫[كفات كنماذج من شعره]‬
‫ككانت كفاتو في شهر شواؿ سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬كدفن في خزيمة ‪-‬رحمو‬
‫اهلل‪ -‬تعالى فمن نظمو [الذم] ىو السحر الحبلؿ‪ ،‬قولو(ِ)‪:‬‬
‫ماذا يفيدؾ ندب المربع الدرس ‪ ...‬كشرح سالف عيش بالعذيب نس‬
‫فشنف السمع من ذكرل معتقو ‪ ...‬جلوتها كشموس في دجا الغلس‬
‫مدامة صح عندم من تقادمها ‪ ...‬إف صنفوىا كما في الكوف من أنس‬
‫قد مزقت جيش ىمي بعد أف ىزمت ‪ ...‬جيش الظبلـ بنور الح كالقبس‬
‫من كف و‬
‫غاف لنا من كفو سكر ‪ ...‬كضعف ذلك من أعيانو النعس‬
‫ملتفتى ‪ ...‬كيخجل الغصن منو القد بالميس‬
‫ن‬ ‫أحول بغير غزاؿ الرمل‬
‫ركبت كىم الليالي نحوه شمسان ‪ ...‬كأنني طالب ثأران على فرس‬
‫كما لها غير زىر أفق من غرر ‪ ...‬كال سول الفجر تحجيل على شمس‬
‫حثثتها نحو لج الهوؿ معتسفان ‪ ...‬فكم عليو من الحجاب كالحرس‬
‫فقد أحاطت بو شرس غطارفو ‪ ...‬في الحي تزأر مثل الضيغم الهرس‬
‫ىذا كللربع عندم ذمة فلكم ‪ ...‬قضيت أكقات أنس فيو كالعرس‬
‫لذا طلبت كقوفي في معالمو ‪ ...‬كصار دمعي عليو أم منبجس‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف‪.‬‬

‫(ِ‪)َُِ/‬‬

‫فبل تلمني على طوؿ الوقوؼ بو ‪ ...‬كانظر لدائي دكاء فيو كالتمس‬
‫كيا نسيم الصبا إف جزت حيهم ‪ ...‬كأطربت منك سمعان نغمة الجرس‬
‫إلي سريعان مثلما نفس‬
‫فابلغ إليو تحياتي معبرة ‪ ...‬كارجع ٌ‬
‫لكي أركح قلبي من شذاؾ بما ‪ ...‬حملتو عنهم من أطيب النفس‬
‫كيا عذكلي دع التفنيد في قمر ‪ ...‬أضمأ حشائي بنبل لم ينط نفسي‬
‫قدحت شوقي إذا أكسعتني عذالن ‪ ...‬إلى الوركد بثغر زين باللعس‬
‫ىيهات صفو فؤادم من ىوا رشا ‪ ...‬حلو الحديث بحر الظلم منغمس‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫حتاـ طرفي ال يزاؿ عائمان ‪ ...‬بلج دمع نبتو اللوائما‬
‫فازدحم الوشاة عند فيضو ‪ ...‬كأنهم قد شهدكا مواسما‬
‫فبل تسل عما لقيت منهم ‪ ...‬ايسر شيءه بثهم نمايما‬
‫ككلما الحت بركؽ رامة ‪ ...‬حسبتها في مهجتي صوارما‬
‫فبل تلمني يا نصيح جاىبلن ‪ ...‬إذا طلبت بذؿ المعالما‬
‫فلي بسكاف العتيق شادف ‪ ...‬يختاؿ في كد الشباب ناعما‬
‫تعلق القلب بو من قبل أف ‪ ...‬يعلق بجيده تمائما‬
‫فكم سفحت عبرة لبينة ‪ ...‬ما برحت تساجل الغمائما‬
‫كشأف من ىاـ نصب شأنو ‪ ...‬مطارحان بنوحة الحمائما‬
‫حسب النول ما منعت فإنها ‪ ...‬ما تركت لي قط عبوان سائما‬
‫إالَّ فؤادم فهو عني غائب ‪ ...‬طار عن الجسم كأـ دارما‬
‫كدعني يوـ الرحيل مسرعان ‪ ...‬كصار يغفو األنيق الركاسما‬
‫كلست أدرم ىل غدا بنجدىم ‪ ...‬أـ شردكه فانتحى التهائما‬
‫كمن شعره مكاتبان إلى المولى أحمد بن يوسف بن الحسين(ُ) المقدـ ذكره‪:‬‬
‫ماذا استفدت من الهول ‪ ...‬غير ارتحاؿ جيوش صبرؾ‬
‫[كسول سهاد دائم قد ضاؽ ‪ ...‬منو رحيب صدرؾ]‬
‫كسول دموع لم تزؿ تنهل ‪ ...‬أعبلمان بسرؾ‬
‫كسول و‬
‫سهاد و‬
‫دائم ‪ ...‬قد ضاؽ منو رحيب صدرؾ‬
‫كم ليلة كابدتها ‪ ...‬أضحت لعمرم مثل حشرؾ‬
‫يا ليل ما لي مسعد ‪ ...‬أشكو إليو غير زىرؾ‬
‫باهلل بشرني بو ‪ ...‬ليناؿ في عظيم أجرؾ‬
‫أتركـ من ليلى كصاالن ‪ ...‬كىي من عرفت بهجرؾ‬
‫كم في الحما للحاظها ‪ ...‬قتلى ككم أسرل كأسرؾ‬
‫تفتير ألحاظ الغواني دكنو ‪ ...‬فتكات سمرؾ‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َُّ/‬‬

‫سر الهول ما ليس يرجى ‪ ...‬العتق منو طوؿ عمرؾ‬


‫كرمى من قبل الهول ‪ ...‬حل فبل طلب لو ترؾ‬
‫إف كنت ترغب في السبلمة ‪ ...‬فاعتصم منها بحذرؾ‬
‫كامدح مليكان مدحو ‪ ...‬من يعد اليوـ فخرؾ‬
‫أقصر فعشر صفاتو ‪ ...‬ما ليس يدخل تحت حصرؾ‬
‫أنى يقوـ بمدحو ‪ ...‬ىيهات ذاؾ جميع شعرؾ‬
‫منو استمد مقدمان ‪ ...‬قبل المديح قبوؿ عذرؾ‬
‫موالم يا عم المعارؼ ‪ ...‬أنت أنت فريد عصرؾ‬
‫حزت العلوـ بأسرىا ‪ ...‬كبذلتها كتليد كفرؾ‬
‫ما إف رأيت كلن أرل ‪ ...‬أحد يداني شأك قدرؾ‬
‫قد فقت في كل العلوـ ‪ ...‬كفي الفرائض أىيل دىرؾ‬
‫ألقت إليك عنانها ‪ ...‬العليا كأضحت طوع أمرؾ‬
‫فلبست أثواب التواضع ‪ ...‬خالعان لثياب كبرؾ‬
‫كافقت أبيك خريدة ‪ ...‬ال ترتضى كصبلن لغيرؾ‬
‫كعدت تعثر حجلو ‪ ...‬إذ لم تكن كبنات فكرؾ‬
‫بالود أكرـ بذلها ‪ ...‬كاخلع عليها ثوب سترؾ‬
‫فأجاب المولى صفي الدين بقولو‪:‬‬
‫أنى يكوف عصي صبرؾ ‪ ...‬إف صد خلك طوع أمرؾ‬
‫يا مولعان بالهجر لي ‪ ...‬ىبل كلعت بهجر ىجرؾ‬
‫يا مصليان قلبي جوان ‪ ...‬دع موضعان فيو لسرؾ‬
‫كارفق بو فلقد غدكت ‪ ...‬عليو سلطانان بقهرؾ‬
‫كبو من الود الصميم موحد ‪ ...‬لك ليس يشرؾ‬
‫إف كاف دائي مقلتاؾ ‪ ...‬فإف برئي رشف ثغرؾ‬
‫كشهى ضمك يا أخا غصن ‪ ...‬النقا كحنى خصرؾ‬
‫يا قد من أىواه ‪ ...‬ما عند الغصوف نظير نظرؾ‬
‫يا طرؼ لو أف ‪ ...‬ىاركتان رآؾ غنى لسحرؾ‬
‫تشجو ككم في ظبي شجوؾ ‪ ...‬للصبابة من محرؾ‬
‫فلكم نصبت برفع جفنك ‪ ...‬للهول نشران ككسرؾ‬
‫فخر الهدل ما للرياض ‪ ...‬تضاحكت أنوار بشرؾ‬
‫كبل كال ألريجها ‪ ...‬النفاح عاطر طيب ذكرؾ‬
‫تستعظم األخبار عنك ‪ ...‬ثناء كتصغر عند خبرؾ‬
‫من راـ شأكؾ في العبل ‪ ...‬فقد ابتغى ما ليس يدرؾ‬
‫يأتي لك النجل الندا ‪ ...‬كيجوؿ خيرؾ دكف شرؾ‬
‫يهول الحياء لو أف ‪ ...‬كابلو يحاكي طل قطرؾ‬
‫كتود أجياد الغواني ‪ ...‬لو تقلد ذر شعرؾ‬
‫فليهنك الفضل الذم ‪ ...‬أصبحت فيو فريد عصرؾ‬
‫إف العلوـ بأسرىا ‪ ...‬يا سيدم أضحت بأسرؾ‬
‫اهلل قد أعطاكها ‪ ...‬كرمان كأرساىا بصدرؾ‬

‫(ِ‪)َُْ/‬‬
‫فمقامها في القلب منك ‪ ...‬كفي لسانك ال قطرؾ‬
‫إني ألفخر أنني ‪ ...‬فيها غدكت صنيع بصرؾ‬
‫إف كنت أستاذم كحسبي ‪ ...‬قطرة من ماء بحرؾ‬
‫فلئن أدمت لك المديح ‪ ...‬لما قدرتك حق قدرؾ‬
‫كلئن شكرتك ما حييت ‪ ...‬لما كفيت ببعض شكرؾ‬
‫كمتى تصد للقريض ‪ ...‬فإنما أنا عبد حرؾ‬
‫أمشي كراءؾ آخذان ‪ ...‬من نظمك العالي كنثرؾ‬
‫خولتني شرفان كقد ‪ ...‬حليتني بفريد درؾ‬
‫كتبتني فأجبت ممتثبلن ‪ ...‬كىل جزعي كشذرؾ‬
‫فخذ الجواب مقصران ‪ ...‬كاسبل عليو ثياب سترؾ‬
‫كاهلل أسأؿ عونو ‪ ...‬لك في األمور كطوؿ عمرؾ‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫من لصب ذاب من حزنو ‪ ...‬عند بين القلب من بدنو‬
‫قد حث أشواقو سحران ‪ ...‬ساجعات الركض في فننو‬
‫ال تسل عما ألم بو ‪ ...‬يا خلي الباؿ من محنو‬
‫لم يطق شرحان لما كتمت ‪ ...‬ألسن القوؿ من شجنو‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كلساف الدمع باح بما ‪ ...‬مالو في الحب من فننو‬
‫ال ترـ فيها الوصاؿ فما ‪ ...‬غير بذؿ الركح من ثمنو‬
‫صرت فيو منشدان علنان ‪ ...‬ببحر ملك فاؽ في زمنو‬
‫ظن بي من قد كلفت بو ‪ ...‬فهو يجفوني على ظننو‬
‫ليس يدرم ما أكابده ‪ ...‬من سهاد كىو في كسنو‬
‫ليتني أحضى بطيف كرل ‪ ...‬فهو عندم منتهى مننو‬
‫نمق الواشي مقالتو ‪ ...‬ليرل السلواف من غصنو‬
‫راـ منو المستحيل فكم ‪ ...‬ذاد جيش العدؿ عن أذنو‬
‫ال ير منو السلو إلى ‪ ...‬أف يرل المحزكف في كفنو‬
‫كنسج من منوالها المولى صفي الدين أحمد بن يوسف فقاؿ‪:‬‬
‫عاؽ طرؼ الحب عن كسنو ‪ ...‬كفؤاد ذاب من شجنو‬
‫كيف يخفي كجده كلف ‪ ...‬سره بالدمع عن علنو‬
‫كغزاؿ بات يمنحني لحظة ‪ ...‬كالموت في مننو‬
‫من مضناه الحجا كنضا ‪ ...‬سقم جفنيو على بدنو‬
‫ماؿ نحو الغراـ بو ‪ ...‬ما تميل الريح عن غصنو‬
‫يا ألرباب الهول لشيخ ‪ ...‬مستهاـ القلب مرتهنو‬
‫يتحسى الدمع كىو دـ ‪ ...‬كيمج العذؿ من أذنو‬

‫(ِ‪)َُٓ/‬‬

‫[(ُِٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬علي بن حسن الحوثي الصنعاني](ُ)‬


‫(‪ -...‬بعد َُُٗىػ‪ُٕٕٕ -.../‬ـ)‬
‫ككاف بين صاحب الترجمة كبين المولى أحمد بن يوسف كالوالد جماؿ الدين الحوثي كماؿ‬
‫المحبة كالصداقة‪ ،‬لم يفترقوا ليبلن كال نهاران في غالب األياـ‪ ،‬كتقضت لهم في مواقف المسرات‬
‫أعواـ‪ ،‬كجرل بينهم من المكاتبات ما ىو أعذب من الفرات‪ ،‬للضمآف‪ ،‬كمن المساجبلت ما‬
‫ىو أرؽ من ترديد ألحاف الورؽ على األغصاف‪ ،‬ككاف محل اجتماعهم يسمى (سمرقند)‪ ،‬كىو‬
‫منظرة بهية كانت في بيت الوالد جماؿ الدين الحوثي‪ ،‬مضى لهم فيها دىر طويل كجمع الوالد‬
‫جماؿ الدين ما قيل فيها من األدب في مؤلف سماه‪( :‬عصارة القند فيما قيل في سمرقند) فمن‬
‫ذلك قوؿ ىؤالء الثبلثة ارتجاالن مساجلة(ِ)‪:‬‬
‫حبذا ركض نزلت بو ‪ ...‬طاب فيو الورد ال الصدر‬
‫رقصت أغصانو طربان ‪ ...‬كعلى أزيادىا درر‬
‫نظمت من دمع غادية ‪ ...‬في الحشا من برقها شرر‬
‫كدموع من عيوف شبح ‪ ...‬جعلت في الخد تبتدر‬
‫أك ثغور في ترشفها ‪ ...‬لي من جر الهول حصر‬
‫كسعى بالراح فيو لنا ‪ ...‬رشا في طرفو حور‬
‫شمس الراح عند شاربها ‪ ...‬بذلت في كصلها البدر‬
‫عتقت في دينها زمنان ‪ ...‬كلدل مكنونها الخبر‬
‫قد حكت ناران بوجنتو ‪ ...‬كىي من خديو تعتصر‬
‫كىي في الكاسات شمس ضحى ‪ ...‬كىي في خديو تستعر‬
‫كلنا من كفو سكران ‪ ...‬كلنا من لحظو سكر‬
‫بين صحب كالنجوـ ىم ‪ ...‬كليالي جمعنا غرر‬
‫رمت تحبير المديح كفي ‪ ...‬باع مدحي عنهم قصر‬
‫قد حكى يا صاح نائلهم ‪ ...‬فيو عذب البحر كالمطر‬
‫عبرت عن لطف طبعهم ‪ ...‬نسمات ضمها السحر‬
‫ال تأخر فرصة لغد ‪ ...‬سمحت فضبلن بها القدر‬
‫__________‬
‫(ُ) * أعبلـ آؿ الحوثي(خ)‪ ،‬كمنو‪ :‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ُٖٓ-ُّٖ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ِ‪ ،)ِِٔ/‬األدب اليمني عصر خركج األتراؾ ص (ُِٕ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(ٕٔٔ‪ )ٖٔٔ-‬ترجمة (َٕٓ)‪ ،‬كصاحب الترجمة ىو عم كالد المؤلف‪ :‬إبراىيم بن عبد اهلل‬
‫بن إسماعيل بن الحسن الحوثي‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َُٔ/‬‬

‫فاغنم اللذات منتهزان ‪ ...‬إنما ساعاتها العمر‬


‫يا لو يوـ أغر بو ‪ ...‬سيئات الدىر تفتقر‬
‫كيف ال تمحى إساءتو ‪ ...‬بنعيم ليس ينتظر‬
‫طويت عنا النول كغدا ‪ ...‬أبدان منها لنا كزر‬
‫نعم اهلل تشملنا ‪ ...‬لم يمازج صفوىا كدر‬
‫كمن ذلك قولهم مساجلة ارتجاالن(ُ)‪:‬‬
‫قم أدر لي خمرة القدح ‪ ...‬كاسقني يا صاح كانشرح‬
‫فلقد جلى الزماف لنا ‪ ...‬بنعيم كفق مقترح‬
‫فأحل في الليل صافية ‪ ...‬تسبق اإلصباح بالوضح‬
‫ىي ترياؽ لشاربها ‪ ...‬من سموـ الهم كالترح‬
‫فاطرح األحزاف عنك بها ‪ ...‬كلقوؿ البلئم أطرح‬
‫ما ترل األغصاف مائلة ‪ ...‬ميبلف الشارب المرح‬
‫كنقى الخد قد نشرت ‪ ...‬في يديو راية الفرح‬
‫رشا أحول مبلحتو ‪ ...‬طرزت من فيو بالملح‬
‫كمما تساجلوا بو قولهم‪:‬‬
‫طاب المقاـ كبادر ‪ ...‬إلى ارتشاؼ الرحيق‬
‫تخالها النار لكن ‪ ...‬ما آف لها من حريق‬
‫كاستحل غزالف أنس ‪ ...‬في ذا المقاـ األنيق‬
‫ما بين كرد كآكس ‪ ...‬كنرجس كشقيق‬
‫على غنا قياف ‪ ...‬يشق قلب المشوؽ‬
‫كيترؾ الدمع يحكي ‪ ...‬انسجاـ شعر رقيق‬
‫كمن ذلك قوؿ صاحب الترجمة كنظمو بسمرقند ارتجاالن‪:‬‬
‫كيف يخفى سر الغراـ كدمع ‪ ...‬العين أضحى مترجمان عن لسانك‬
‫كأرل شاىد النجوؿ دليبلن ‪ ...‬ليس فيو شك لدل إخوانك‬
‫ال ترج الخلوص من غمرة الصبوة ‪ ...‬كالحب آخذان بعنانك‬
‫فقاؿ المولى أحمد بن يوسف‪:‬‬
‫إف لمس السماء بالكف ‪ ...‬لو حققت أدنى إليك من سلوانك‬
‫يا صدكحان على الشكايل ‪ ...‬طارحني فنوف الغراـ من أفنانك‬
‫ثم نح نادب المحبين نوحي ‪ ...‬كاذر فيض الدموع من أجفانك‬
‫جمع الحب بيننا كافترقنا ‪ ...‬في محب فليس باني كبانك‬
‫لو رأت مقلتاؾ قد حبيبي ‪ ...‬يتثنى لملت عن أغصانك‬
‫فقاؿ صاحب الترجمة‪:‬‬
‫أطربت عاشقيو كرؽ من الحلي ‪ ...‬أعادت ما صنعت من ألحانك‬
‫كنديم كافى إلي براح قائبلن ‪ ...‬ىذا جبل أحزانك‬
‫شمس راح تقادـ العهد منها ‪ ...‬فهي تنبي عما مضى من أزمانك‬
‫فاحتسيها من كف بد ور أمالت ‪ ...‬قده السمهرم كرؽ قنانك‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٖ/‬عن ماىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َُٕ/‬‬

‫قلت أحسنت في النصيحة لكن ‪ ...‬شأف من ىاـ في الهول غير شأنك‬


‫قد سقانا من فأك اللحظ أضعاؼ ‪ ...‬كؤس أدرتها من دنانك‬
‫كشهدنا من خده الغض كردان ‪ ...‬راؽ مزان فناب عن ريحانك‬
‫فقسمان لو سقيت من خمرة اللحظ ‪ ...‬كؤكسان لغبت عن أشجانك‬
‫كلما جاذبت فؤادؾ أشواقان ‪ ...‬إلى من ألفت من أخدانك‬
‫ال كال طار من جفونك طير النوـ ‪ ...‬مذ غبت من ربا أكطانك‬
‫كلما صيرت فؤادؾ مكلومان بركؽ ‪ ...‬حكت كميض سنانك‬
‫ال كلكن حكت لعينك مرأل ‪ ...‬ثغر من بنت عنو من غزالنك‬
‫فقاؿ المولى أحمد بن يوسف‪:‬‬
‫مبسم كل ما غدا البرؽ منو ‪ ...‬شائيان كاف كبلو دمع شأنك‬
‫أفؤادم لك الزعامة إذ ‪ ...‬صار أمير المبلح من سكانك‬
‫[(ُّٖ‪ )/‬عبد اهلل بن محمد األمير](ُ)‬
‫(َُُٔ‪ُِِْ-‬ىػ‪ُِٖٔ-ُْٕٕ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫شيخنا المولى فخر الدين عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل األمير‪ ،‬كبقية نسبو [تقدـ] في ترجمة‬
‫كالده البدر في حرؼ الميم(ِ)‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو بدر العلم السافر‪ ،‬كركض المعارؼ الناظر‪ ،‬كإماـ التحقيق‪ ،‬كسلطاف‬
‫التدقيق‪ ،‬حافظ السنة النبوية‪ ،‬كقدكة العاملين‪ ،‬باألدلة الشرعية‪ ،‬مجتهد العصر‪ ،‬كفخر الدىر‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) تحفة اإلخواف(خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬البدر‬
‫الطالع(ُ‪ ،)ِٗٔ/‬نيل الوطر (ِ‪،)ٕٗ/‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ْٖٓ‪)ّٕ/‬‬
‫بتحقيقنا‪ ،‬مصادر الحبشي (َّٗ‪ ،)ٖٔ،‬جلية البشر للبيطار (ِ‪ ،)ّٕٓ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ينظر فهارسو)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬األعبلـ (ْ‪ ،)ُُّ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِٔ)‬
‫ترجمة (ِٗٔ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٔ‪.)َُُ/‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َُٖ/‬‬

‫مولده في شهر شواؿ سنة ستين كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬كنشأ بحجر كالده فنالتو بركتو كأشرقت‬
‫عليو أنوار أسراره‪ ،‬كأدبو كىذبو كاختصو من بين أخوتو لخدمتو‪ ،‬فقاـ كلده بخدمتو أتم القياـ‪،‬‬
‫ككاف ال يفارقو ليبلن كال نهاران‪ ،‬كحفظو القرآف العظيم غيبان‪ ،‬ككاف يدارسو في كثير من األكقات‬
‫كحضر درسو فاستفاد من ذلك مع صغر سنو ما ال يستفيده العالم مع كبر سنو في مدة طويلة‪.‬‬
‫[مشايخو]‬
‫ككاف يقابل ىو كإياه مؤلفات كغيرىا كيضبطانها كيصححانها‪ ،‬كىو مع ذلك مشتغل بحفظ‬
‫المتوف كالقراءة في علوـ اآللة على السيد العبلمة إسماعيل بن ناصر الدين(ُ)‪ ،‬كالسيد العبلمة‬
‫محسن بن إسماعيل الشامي(ِ) كغيرىما‪ ،‬كلما توفى كالده البدر ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬فرغ‬
‫كسعو لطلب العلم على المشايخ كأقبل على التحصيل كالدرس‪ ،‬كقرأ على شيخنا العبلمة لطف‬
‫البارم بن أحمد الورد(ّ) خطيب (صنعاء)‪ ،‬في فنوف عدة كالزمو مدة‪ ،‬كالزـ أيضان السيد‬
‫العبلمة محسن بن إسماعيل الشامي‪ ،‬كقرأ على القاضي العبلمة أحمد بن صالح [بن] أبي‬
‫الرجاؿ(ْ)‪ ،‬كعلى المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ(ٓ)‪ ،‬كعلى السيد العبلمة الحسين بن‬
‫عبد اهلل الكبسي(ٔ)‪ ،‬كعلى القاضي العبلمة الحسن بن إسماعيل المغربي(ٕ)‪ ،‬كغيرىم‪.‬‬
‫فحقق النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوؿ الفقهية‪ ،‬كالحديث كالفقو كالتفسير‪ ،‬كصار في كل فن‬
‫من ىذه الفنوف إمامان جليبلن محققان‪ ،‬كأما حفظ األحاديث كتميزه بين صحيحها كضعيفها‪،‬‬
‫خرجها من األئمة فأمر باىر ال يلحقو فيو غيره‪ ،‬كال يشاركو فيو أحد‪ ،‬كلو‬
‫كمعرفتو بعللها كمن َّ‬
‫مشاركة قوية في المنطق كفي علم الكبلـ كاطبلع عجيب على كتب التاريخ كالسيرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) ترجمتو‪.‬‬

‫(ِ‪)َُٗ/‬‬

‫كأما سيرة النبي ‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ -‬كأحوالو كسيرة أصحابو كأحواؿ التابعين‪ ،‬فهو‬
‫المتفرد بحفظها كقد أخذ عن الشيخ العبلمة عبد الخالق بن علي المزجاني(ُ)‪ ،‬شطران من‬
‫األمهات الست كغيرىا كأجاز لو ركاية جميع مركياتو‪[ ،‬ككذلك أجاز لو] كلما حج في سنة‬
‫[‪ ].......‬اجتمع بالشيخ العبلمة أبي الحسن السندم كأجاز لو(ِ)‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كقد قرأت على صاحب الترجمة في موطأ اإلماـ مالك في صحيح مسلم كشرحو للنوكم ‪-‬‬
‫رحمو اهلل‪ ،-‬كأجازني فرأيت من علمو كتحقيقو كذكاه كألمعيتو كنقادتو كجودة فهمو‪ ،‬كصفاء‬
‫ذىنو‪ ،‬كطوؿ باعو‪ ،‬ما يبهر األلباب‪ ،‬كيفضي للناظر بالعجب العجاب‪ ،‬كلو عناية شديدة بالعمل‬
‫على كفق ما صح عن النبي ‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ -‬كالتحرم في جميع العبادات على‬
‫اإلتياف بأفضل األنواع‪ ،‬كالمبلزمة الكلية لجميع السنن النبوية كاآلداب الشرعية في أحوالو‬
‫كأقوالو كأفعالو‪ ،‬ثم ال يبالي بأحد كال يترؾ شيئان من السنن في الصبلة خشية من الجهاؿ‪،‬‬
‫كاإلغمار أصبلن‪ ،‬كقد آذاه جهاؿ المقلدين مراران‪ ،‬كنالتو بسببهم مشقة بعد أخرل كامتحن‬
‫بمعاداتهم فصبر على ذلك كاحتسب‪ ،‬كلم يصده صنيعهم عما [ىو] فيو كانعزؿ بتدريس العلم‬
‫في بيتو‪ ،‬كلو كجاىة كقدر كبير كعظمة في صدكر الخاصة من العلماء كأرباب الدكلة كغيرىم‪،‬‬
‫كشهرة بين الناس‪ ،‬كلو أبحاث نفيسة‪ ،‬كرسائل شريفة‪ ،‬كأنظار محققة كتعليقات مفيدة‪ ،‬كجوابات‬
‫كثيرة على سؤاالت متنوعة في كل فن‪ ،‬كقد جمع شعر أبيو في ديواف‪ ،‬كاعتنى بجمع مؤلفات‬
‫كالده كتهذيب كثيران من مسوداتو التي اخترمتو المنية قبل تبيضيها‪.‬‬
‫[مؤلفاتو](ّ)‬
‫__________‬
‫(ّ) * لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِٔ‪.)ُّٔ-‬‬

‫(ِ‪)َُُ/‬‬

‫كنظم عمدة األحكاـ في أحاديث الحبلؿ كالحراـ‪ ،‬للمقدسي بنظم حسن عذب اللفظ مستوفي‬
‫المعنى‪ ،‬كلو يد قوية كقدرة عظيمة على نظم الشعر كإنشاء الخطب كالرسائل مع فصاحة كببلغو‬
‫كعدـ تكلف‪ ،‬فإني أطلعتو على قصيدة لجده السيد صبلح بن األمير(ُ) كقد تقدـ ذكرىا في‬
‫ترجمة جده السيد العبلمة إسماعيل بن صبلح األمير(ِ) كمطلعها‪:‬‬
‫تغنت على غصن األراؾ ببلبلو‬
‫كلم يكن صاحب الترجمة قد كقف عليها‪ ،‬كطلبت منو أف يرسل إلي بشيء من شعره فأرسل‬
‫إلي بعد يوـ أك يومين بهذه القصيدة من نظمو‪ ،‬جعلها [على] كزف قصيدة جده كأشار إلى ذكر‬
‫أبيو كجديو كمستهلها‪:‬‬
‫أدارت حياء الحب فينا شمائلو ‪ ...‬فغربد منها اللب من ىو حاملو‬
‫كغنت بذكراه الببلبل جهرة ‪ ...‬فساؿ بها من أحمر الدمع سايلو‬
‫كأيقظ كسناف الغصوف نسيمو ‪ ...‬فراح برجول الوصل للبدر سائلو‬
‫كأكفى ليعقوب مبشر يوسف ‪ ...‬فخر سجود الشكر في الجمع أىلو‬
‫كمزؽ كف القرب بالرد بعاده ‪ ...‬كبرد التبلقي أذىب الحر كابلو‬
‫كمن بلقياه فأمن مدنفان ‪ ...‬كمن على المأسور بالوصل باذلو‬
‫كأضحى عذكلي عاذران كمساعدان ‪ ...‬كقد يسعد المحسود من ال يماثلو‬
‫كما راقني إسعاد سعد بوصلها ‪ ...‬كال سرني شوؽ لما أنا نائلو‬
‫أيصبو إلى لهو بدنياه أشيب ‪ ...‬كقد رحلت نحو المنايا ركاحلو‬
‫كأصبح شيخان كىو عار من التقى ‪ ...‬سباه من التسويف في الخير باطلو‬
‫كأنذره شيب كضعف كفرقة ‪ ...‬ألترابو قد طاؿ عنها تغافلو‬
‫كلما يفق من سكرة الجهل كالهول ‪ ...‬فؤاد عن المقصود صدت شواغلو‬
‫فتى ‪ ...‬فأضحت بوسواس كزكر تخاتلو‬
‫كأمارة بالسوء طاكعها ن‬
‫كقادتو باآلماؿ فانقاد طائعان ‪ ...‬كقد تقطع اآلجاؿ ما العبد آملو‬
‫ألم تعلمي يا نفس كم من مؤمل ‪ ...‬حياةن أصيبت بالمنايا مقاتلو‬
‫ككم ملك قد طبق األرض ىيبة ‪ ...‬كغرتو دنياه كعزة جحافلو‬
‫فوافاه من ال يدفع الجيش دكنو ‪ ...‬دكيهية تصفر منها أناملو‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُُُ/‬‬

‫ككاف حريران فرشو ثم بعد ذا ‪ ...‬ففي شق قبر حمل الترب كاىلو‬


‫كأنزلو عن قصره كبدا لو ‪ ...‬من اهلل أمر يصدع القلب نازلو‬
‫ككاف بصفو العيش فيو منعمان ‪ ...‬فأصبح فينا خاليات منازلو‬
‫فكل إذا حاف التفرؽ خاذلو‬
‫ككم من جيوش ظنها تدفع الردل ‪ ...‬ه‬
‫فتى آباه قد تواردكا ‪ ...‬إلى مورد كل من الناس داخلو‬
‫كإف ن‬
‫حقيق بأف يبكي على نفسو دمان ‪ ...‬لتفريطو في حق من ىو سائلو‬
‫ألم ترني خلفت فردان ككم أب ‪ ...‬أتاه حماـ يقطع العمر عاملو‬
‫قضى كالدم خدف العبل زينة المبل ‪ ...‬إماـ علوـ ليس تحصى فضائلو‬
‫ىو البر ذك التقول ىو البحر مده ‪ ...‬من اهلل ال بدر لدل البحر ساحلو‬
‫حول السنة البيضاء فأحيا منارىا ‪ ...‬كأرشد ذا جهل فعمت فواضلو‬
‫كبالغ في نشر الكتاب كسنة ‪ ...‬الرسوؿ فبل يثنيو عن ذاؾ عاذلو‬
‫ىدل نحو ىدم المصطفى فاستنار من ‪ ...‬شموس ىداة للسعيد منازلو‬
‫كجاىد في التبليغ حق جهاده ‪ ...‬كما خاؼ يومان كيد من ىو خاذلو‬
‫كراـ بو فتكان جهوؿ لقدره ‪ ...‬فخاب كيأبى اهلل ما راـ فاعلو‬
‫ككالده من حاز في الزىد رتبة ‪ ...‬يقصر عنها كل شخص يطاكلو‬
‫لقد زين التقول بزىد و‬
‫كعفة ‪ ...‬فناؿ غنان في القلب عزت معاقلو‬
‫كآثر ما يبقى كأىمل فانيان ‪ ...‬كثمر ما في الحشر يكرـ عاملو‬
‫ككالده في العلم كاألدب الذم ىو ‪ ...‬الركض بل أنهى كأعلى منازلو‬
‫كقد أفصحت عما حول من ببلغة ‪ ...‬تغنت على غصن األراؾ ببلبلو‬
‫ككم من أب لي ليس يدرؾ شأكه ‪ ...‬تجود عن العافين فضبلن مناىلو‬
‫تقضى كأبقى من جميل صفاتو ‪ ...‬حديثان إذا ما قيل صدؽ قائلو‬
‫ككنت لهم نجبلن كلم أحو بعض ما ‪ ...‬حباىم بو الرحمن من عم نائلو‬
‫فبل العلم قد أحرزت كالزىد كالتقى ‪ ...‬كال نلت ما أبغيو مما أحاكلو‬
‫فبل باب لي يغشى كال جاه يرتجى ‪ ...‬كال جار لي يحمي فيأمن نازلو‬
‫أكاعد نفسي بالمتاب تسليان ‪ ...‬كأكىم كاإليهاـ يزىق باطلو‬
‫كأزعم أني قد أصبت كإنما ‪ ...‬أصبت ذنوبان في الذم أنا عاملو‬
‫فيا رب جد بالعفو عني معجبلن ‪ ...‬فخير العطايا للمسيء عواجلو‬

‫(ِ‪)ُُِ/‬‬

‫كطهر من األدناس قلبي فليس ‪ ...‬للفؤاد سول نهر من العفو غاسلو‬


‫كأحسن ختاـ العمر مني متابعان ‪ ...‬الحمد فيما عنو صحت دالئلو‬
‫كصلي عليو ثم آؿ كمن قفى ‪ ...‬ىداه كسلم ما أديرت فضائلو‬
‫[بين المؤلف كصاحب الترجمة]‬
‫كأرسلت إلى صاحب الترجمة [في] سنة تسع كمائتين كألف بسؤاؿ نظمتو عند قراءتي في‬
‫المجاز على المولى البرىاف كلفظو‪:‬‬
‫سؤاؿ إلى من حققوا كل مشكل ‪ ...‬كمن كل ضمآف إلى كردىم يأكم‬
‫كذلك قالوا في البياف قرأتو ‪ ...‬مخالفة القانوف في نحونا المؤكم‬
‫ك[قد] قاؿ أرباب البياف بأنو ‪ ...‬إذا قدـ التالي كفى عن جزان منوم‬
‫كقدر أعبلـ النحاة لمثل ذا ‪ ...‬جزاء فهل فيو مخالفة النحو‬
‫فأجاب كأصحبو بنثر بليغ كنظم معاتبان لي في عدـ التبلقي كمستهل النظم قولو‪:‬‬
‫كقد كنا ظننا قبل ىذا ‪ ...‬بأنا عند من نهول نسينا‬
‫كقد طاؿ الجفا كالهجر حتى ‪ ...‬تذكرنا زماف الوصل حينا‬
‫فلم نذكر سول أكىاـ لقيا ‪ ...‬نرل األحبلـ تشبهها يقينا‬
‫كحاكلنا تذكر أم ذنب ‪ ...‬أتيناه بو عمدان بلينا‬
‫كليس سول المودة في و‬
‫فؤاد ‪ ...‬حوادثو بغيرؾ لن تهونا‬
‫كلكن من جفاه الوقت يومان ‪ ...‬جفاه الناس كلهم سنينا‬
‫ثم قاؿ في جواب السؤاؿ‪ :‬ما لفظو‪:‬‬
‫جواب سؤاؿ العالم الحبر من أتى ‪ ...‬بو المتحاني حين كجو نحوم‬
‫بتخصيص قانوف النحاة بما دعت ‪ ...‬إلى المعاني الغر في ذلك النحو‬
‫كفيو مجاؿ للمباحث عند من ‪ ...‬لو فضل علم بالبياف كبالنحو‬
‫نقلت لكم ما دار بين ذكم النهى ‪ ...‬كلست بأىل لئلجابة بل أركم‬
‫و‬
‫بمطوؿ ‪ ...‬كال أقوؿ فأعدده من جملة السهو‬ ‫فليس لفهمي خبرة‬

‫(ِ‪)ُُّ/‬‬

‫كقد أجاب على ىذا السؤاؿ نظمان جماعة من علماء العصر كالقاضي العبلمة البدر محمد بن‬
‫علي الشوكاني(ُ)‪ ،‬كالمولىعلي بن محمد بن علي بن أحمد الناصر(ِ)‪ ،‬كالمولى عبد اهلل بن‬
‫عيسى(ّ)‪ ،‬كحاصل السؤاؿ أف النحاة يقولوف في مثل إكرامك أف يكرمني أف الجزا محذكؼ‬
‫كالمتقدـ على الشرط داؿ عليو بعدـ صحة تقديمو على الشرط‪.‬‬
‫كأما أىل المعاني فيجعلوف المتقدـ نفس الجزا كما صرح بو صاحب (المطوؿ)‪ ،‬في بحث‬
‫اإليجاز كاإلطناب كالمساكاة‪ ،‬كقاؿ‪ :‬حذؼ جزا الشرط في مثل التركيب كحذؼ المستثنى منو‬
‫في االستثناء المفرع لرعاية أم ور لفظي ال يعتبره علماء ىذا الفن‪ ،‬فإذا تقرر ىذا فلو جعل‬
‫أكرمك أف تكرمني من تقديم الجزاء على الشرط كاف فيو مخالفة القانوف النحو المشهور‪ ،‬فبل‬
‫يكوف بليغان النتفاء الفصاحة كما قدره أرباب البياف في بحث التنافر‪ ،‬كبعد مدة كقفت على‬
‫األطوؿ لعصاـ الدين فرأيتو قد تعرض لهذا السؤاؿ كأجاب ما لفظو‪( :‬أنو ال شبهة في قوة ىذه‬
‫الشبهة‪ ،‬كال يندفع إال بتخصيص قولهم مخالفة قانوف النحو المشهور بقانوف لم يدع إليو أمر‬
‫لفظي كاهلل أعلم) (ْ)‪.‬‬
‫كىذا الجواب ىو معنى جواب شيخنا صاحب الترجمة‪ ،‬كلقائل أف يقوؿ إف ذلك التركيب لم‬
‫يخالف قانوف النحو المشهور‪ ،‬كإنما الخبلؼ في توجيهو كمخالفة القانوف النحوم غير مخالفة‬
‫النحوم فالنحوم يقوؿ ىذا التركيب موافق لقانوننا من حذؼ الجزاء مع كجوده ما يدؿ عليو‪،‬‬
‫كقد أشار إلى ىذا من أجاب من العلماء‪ ،‬كال بأس بذكر باقي الجوابات تكميبلن للفائدة‪.‬‬
‫فأكؿ من أجاب قاضي القضاة البدر محمد بن علي الشوكاني [حفظو اهلل] بقولو(ٓ)‪:‬‬
‫نظاـ يحاكي الدر أىدتو نحونا ‪ ...‬قريحة من يركم الفهوـ بما يركم‬
‫كفي طيو بحث يدؽ بيانو ‪ ...‬إذا رامو فكر البياف كالنحو‬
‫كربما قاؿ البياني منصبي ‪ ...‬أكشف أسرار الكبلـ كال أطوم‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) ينظر األطوؿ‪.‬‬
‫(ٓ) ديواف الشوكاني( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُُْ/‬‬

‫كمن قدـ التالي فذلك مهيع ‪ ...‬لو منهج القانوف من نحونا يحوم‬
‫كما تركي التقدير إال ألنني ‪ ...‬إلىغير محض اللفظ في مقصدم أكم‬
‫كقد قدر النحوم كذلك فنو ‪ ...‬كأما فنوني فهي عن مثلو تلوم‬
‫على أف أىل النحو يذىب بعضهم ‪ ...‬إلى أنو نفس الجزاء ببل سهوم‬
‫فقد قاؿ أىل الكوفة الكل رتبة ‪ ...‬الجزاء قبيل الشرط في كل ما نركم‬
‫كقالوا جميعان كالمبرد إنو الجزاء ‪ ...‬مع التقديم ليس الذم تنوم‬
‫كخالفهم جمهور سكاف بصرة ‪ ...‬فقالوا دليل للجزاء كىو المطوم‬
‫كال شك أف األصل يأبى مقالهم ‪ ...‬كمن خالف التأصيل في راجح يهوم‬
‫كما قاؿ من قاؿ الجزاء مقدر ‪ ...‬بضعف مقاؿ للمخالف في المنوم‬
‫كقد قاؿ سعد الدين في الضعف أنو ‪ ...‬يمنع لو قاؿ الجماىير في النحو‬
‫كما منعوا المسؤؿ عنو كإنما ‪ ...‬تفاكت في التقدير قولهم المركم‬
‫كدـ في نعيم ما بقيت كسؤدد ‪ ...‬تركح أركاح العلوـ بما تحوم‬
‫كحرؼ الركم ما ذؿ يوما لرائض ‪ ...‬فراكبو يوطئ إذا طاؿ أك يقوم‬
‫كجواب المولى عبد اهلل بن عيسى [ىو] قولو‪:‬‬
‫أتانا سؤاؿ رائق من مدامة ‪ ...‬حقيقان بقاريو يميل من الزىوم‬
‫يسائلنا كىو العليم لنهتدم ‪ ...‬إلى سر معنى مطرب دكنما شدكم‬
‫فدكنك مني ما أفدت كإف أكن ‪ ...‬جهلت فسامحني فإني أخو لهوم‬
‫فراعي النحاة اللفظ فاحتج أنو ‪ ...‬يقاؿ بتقدير لهذا الجزاء المنوم‬
‫كراع البياني المعاني كحدىا ‪ ...‬فبل حاجة فيما يقدره النحوم‬
‫كصاحب الترجمة ىو اآلف حسنة من محاسن (صنعاء)‪ ،‬مشتغل بتدريس العلوـ كإفادة الطالبين‪،‬‬
‫كجمع الفوائد‪ ،‬كمطالعة األسفار كتصحيحها كعرضها‪ ،‬كتعليق األنظار على األبحاث‪ ،‬كاإلقباؿ‬
‫على عبادة اهلل تعالى‪ ،‬كالمواضبة على فعل المأثور(ُ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كرد في ‪ ،‬كتوفي‪-‬رحمو اهلل‪ -‬يوـ السبت تسعة كعشرين صفر (ُُِْ) اثنين كأربعين ك‬
‫كألف‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُٓ/‬‬

‫[(ُْٖ‪ )/‬عبد اهلل بن عيسى الكوكباني](ُ)‬


‫(ُُٕٓ‪ُِِْ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو علي فخر الدين عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن‬
‫الناصر‪ ،‬كبقية نسبو تقدمت مراران(ِ)‪ ،‬كقد مر ذكر جده(ّ) كعمو(ْ) كسيأتي ذكر كالده(ٓ)‬
‫إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬كصاحب الترجمة ىو حبر العلوـ كبحرىا‪ ،‬كشمس التحقيق كبدرىا‪ ،‬كجامع‬
‫شتاتها‪،‬كرافع راياتها‪ ،‬كإماـ أحكامها‪ ،‬كناسق نظامها‪ ،‬ركض األدب النظير‪ ،‬كالماجد الذم ليس‬
‫لو نظير‪ ،‬كالجامع بين الدراسة كالرئاسة‪ ،‬كالحائز لجميع أنواع النفاسة‪ ،‬من علم كاسع‪ ،‬كجود‬
‫متتابع‪ ،‬كفضل كأدب‪ ،‬كحسب كنسب‪ ،‬كببلغة كفصاحة‪ ،‬كرصانة كرجاحة‪ ،‬كحسن أخبلؽ‪،‬‬
‫كطهارة أعراؽ‪ ،‬كمركة كاملة‪ ،‬كأياد في المعالي طائلة‪ ،‬كنجابة كسيادة‪ ،‬كتقول كعبادة‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬البدر‬
‫الطالع (ُ‪ ،)ِّٗ/‬نيل الوطر (ِّٗ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬معجم‬
‫المؤلفين(ٔ‪ ،)َُ/‬ىدية العارفين (ُ‪ ،)ْٖٖ/‬إيضاح المكنوف (ُ‪ ،)ٖٓ/‬الجامع الوجيز(خ)‪،‬‬
‫األغصاف (َُُ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ُْٖ‪ ،)ِّٖ،ّّٓ،ِْٓ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(َٔٔ‪ )َٖٔ-‬ترجمة (َِٔ)‪ ،‬الركض األغن ( ‪،) /‬األعبلـ ( ‪ ،) /‬كمصادر أيمن فؤاد السيد‬
‫( )‪ ،‬مراجع تأريخ اليمن للحبشي ( )‪.‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُُٔ/‬‬

‫مولده في شهر رجب سنة خمس كسبعين كمائة كألف بكوكباف‪ ،‬كنشأ في حجر كالده فغذاه‬
‫بلباف المعالي كالفضائل‪ ،‬كأدبو تأديب أمثالو من األعبلـ‪ ،‬كلم يزؿ يرشده كالده بحسن تعليمو‬
‫إلى سلوؾ طرائق آبائو الكراـ‪ ،‬حتى أقبل على ذلك كسلك في تلك المسالك‪ ،‬فجود القرآف‬
‫على الفقيو القارئ محمد بن صالح البصير‪ ،‬ثم حفظ (األزىار) ك(الكافية) ك(الشافية)‬
‫ك(التهذيب) غيبان‪ ،‬ككثيران من (تلخيص المفتاح)‪ ،‬كقرأ في (حاشية السيد)(ُ) في النحو على‬
‫الفقيو العبلمة يحيى بن صالح الشهارم(ِ)‪ ،‬كقرأ على كالده المولى الركح في الحاشية أيضان‪،‬‬
‫و‬
‫حواش عليها سماىا بػ(التصويب الجيد على حاشية السيد)‪ ،‬ثم قرأ على كالده‬ ‫كشرع في جمع‬
‫(شرح الخبيصي) ك(المناىل الصافية) في التصريف‪ ،‬ك(الشرح الصغير في علم البياف) كحاشيتو‬
‫للخطابي‪ ،‬كالشيخ لطف اهلل‪ ،‬ثم قرأ عليو (شرح غاية السؤؿ) في علم األصوؿ كحاشيتها‬
‫لسيبلف‪ ،‬كقرأ كل ىذه الفنوف قراءة تحقيق كإتقاف‪ ،‬كنظر كإمعاف‪ ،‬كمراجعة للكتب المطولة‪،‬‬
‫حتى رسخت قدمو في ىذه العلوـ‪ ،‬كقويت يده كأخذ قبل ذلك في (شرح األزىار) على بعض‬
‫الفقهاء‪[ ،‬كفي النحو على المولى علي بن محمد بن علي(ّ) اآلتي ذكره‪ ،‬كعلى الفقيو العبلمة‬
‫يحيى بن أحمد بن زيد الشامي](ْ)‪ ،‬ثم قرأ بعد ذلك على كالده في (ضوء النهار) كحاشيتو‬
‫المنحة‪ ،‬ككصل إلى كتاب الوديعة‪ ،‬ثم اخترمت كالده المولى الركح المنية قبل التماـ‪ ،‬كأخذ عنو‬
‫أيضان في ديواف أبي الطيب المتنبي‪ ،‬مع إمبلء شرحيو العكبرم كالواحدم(ٓ)‪ ،‬كفي (مغني‬
‫اللبيب) كفي شركح التهذيب في علم المنطق‪ ،‬كشطران صالحا في شرح القطب على الرسالة‬
‫الشمسية كحاشيتها للشريف كالعماد‪ ،‬كأخذ عنو شيئان كثيران من‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو مصباح الراغب كمفتاح حقائق المآرب شرح كافية ابن الحاجب‪ ،‬اشتهر بحاشية السيد‬
‫للعبلمة محمد بن عز الدين بن صبلح بن اإلماـ علي بن المؤيد (ت ّٕٗىػ)‪ .‬ينظر أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص (ّٗٗ‪ )َْٗ-‬ترجمة (َُُٓ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُٕ/‬‬
‫(فتح البارم شرح صحيح البخارم)‪ ،‬كفي غير ذلك كالزمو مبلزمة كلية‪ ،‬كاستفاد عنو علمان‬
‫غزيران‪.‬‬
‫كقرأ على شيخنا العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر(ُ) في (شرح القبلئد) في علم الكبلـ‪ ،‬كفي‬
‫حاشيتو للجبلؿ كللمولى ىاشم كفي (شرح الجزارية) في علم العركض كالقوافي‪ ،‬كاستفاد‬
‫بمجالستو فوائد جمة بطوؿ إقامتو لديهم كتردده في كثير من السنين إلى (كوكباف)‪ ،‬كأجاز لو‬
‫أف يركم عنو جميع مركياتو‪ ،‬ككذلك استفاد من المولى شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن‬
‫أحمد علومان جمة(ِ)‪ ،‬كمسائل مهمة‪ ،‬كفوائد عديدة‪ ،‬كالزمو كجالسو كسلك طريقتو في األدب‬
‫كالتحلي بالفضائل‪ ،‬كاإلفادة كحسن األخبلؽ‪ ،‬كلطف الطباع‪ ،‬ككرـ النفس‪ ،‬كلما رحل [المولى]‬
‫الوجيو من كوكباف إلى كادم ضهر كما سيأتي في ترجمتو اإلشارة إلى ذلك‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كتب صاحب الترجمة إليو يطلب منو اإلجازة في العلوـ فأجابو بجواب بليغ كشحو بفوائد‬
‫جليلة كأجازه في جميع الفنوف كمستهلو‪:‬‬
‫أفضل ما صدر في الرقيم بعد االفتتاح باسم اهلل الرحمن الرحيم حمدان هلل على سوابغ نعمو‪،‬‬
‫كح ىكمو‪ ،‬كعلى آلو سفن النجاة كرضي اهلل عن صحبو‬ ‫كالصبلة كالسبلـ على معدف حكمو ً‬
‫الهداة‪ ،‬كسبلـ لو كاف طيبان لكاف المسك كالند بعضو كالعنبر يبلغ الحضرة التي من حصاىا‬
‫الشمس كالبدر المستدير المنير‪ ،‬حضرة العالم الهماـ أجل الناس كالبيهس الكريم الشهير‪،‬‬
‫كأحد الفضل كالببلغة عبد اهلل من لفظو الفرات المميز نجل عيسى عبلمة العصر من ليس لو‬
‫قط في األناـ نظير‪ ،‬كىو جواب طويل‪ ،‬كلما كصل إلى صاحب الترجمة أجاب بقولو‪:‬‬
‫سمع متى حسي المبلـ لمجو ‪ ...‬كاللوـ ينفذ كل سمع رجو‬
‫أخفي الهول من لي بذاؾ فإنو ‪ ...‬قد فاح من ثمر الضبا أترجو‬
‫مالي أكتم ما نفى عن ناظرم ‪ ...‬طيب المناـ فثار منو موجو‬
‫إنساف عيني مغرؽ في أدمعي ‪ ...‬ما ذاؾ ينفذ من عبله لجو‬
‫لو لم يكن ىدبي يناط بحاجبي ‪ ...‬لبدا لو نحو الشباؾ توجو‬

‫(ِ‪)ُُٖ/‬‬

‫ال يستطيع الطيف خوضان نحوه ‪ ...‬إف المناـ سفينو أك سرجو‬


‫باهلل يا ريح النعامي أنشقيني ‪ ...‬طيبهم مهما تفاكح مزجو‬
‫فلعلو يشفي شميم رياضهم ‪ ...‬كيدؿ من أخفى عليو نهجو‬
‫أك خبريو أنو لفراقهم ‪ ...‬يبكي كيكثر عجو أك شجو‬
‫جعل الطواؼ ببيتهم من فرضو ‪ ...‬فكأنما تلك الزيارة حجو‬
‫تنفك من صدرم ببلبل لوعتي ‪ ...‬حتى أرل المولى الذم ىو ثلجو‬
‫ذاؾ الذم قد حل في فلك العبل ‪ ...‬فلقد على عمن تطاكؿ أكجو‬
‫سبق األناـ إلى الغماـ كيممت ‪ ...‬من تربو لما تقدـ عوجو‬
‫عبلمة العلماء كالبحر الذم ‪ ...‬يعطي الآلؿ كغيره لم نرجو‬
‫لو أنو بلغ السماء كسألتو ‪ ...‬أعطاؾ منها ما حواه برجو‬
‫قد خصني بإجازة من علمو ‪ ...‬كلتلك جائزة اإلماـ كخرجو‬
‫كإليك شعرا إف يكن من حانة ‪ ...‬إف السبلـ عليك مني مزجو‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة يجد في تحصيل العلوـ حتى صار زينة للدىر‪ ،‬كحسنة من محاسن‬
‫العصر‪ ،‬فاعتنى باألدب‪ ،‬فطالع الدكاكين الشعرية‪ ،‬كالكتب التاريخية‪ ،‬كحفظ كثيران من األشعار‪،‬‬
‫كفتش عن معانيها كضبط مبانيها‪ ،‬كمهر في النظم كاإلنشاء‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كصنف في ذلك مصنفات عجيبة الصنع‪ ،‬عظيمة النفع‪ ،‬حسنة األسلوب‪ ،‬فمنها‪( :‬كتاب‬
‫الحدائق المطلع من دىور أبناء العصر شقائق) كيسمى أيضان (بحدائق التحف فيمن تردا برد‬
‫األدب كالتحف) ترجم فيو لمن عاصره من األدباء اليمنيين كغيرىم‪ ،‬كالتزـ أف ال يذكر فيو إال‬
‫من لو شعر‪ ،‬كىو مجلد ضخم كجعلو على نمط (قبلئد العقياف) ك(الريحانة)‪ ،‬لكنو استوفى فيو‬
‫حاؿ الشخص كذكر أكصافو كمحاسنو‪ ،‬كمولده ككفاتو بعبارة منسجمة رشيقة‪ ،‬كصناعة في‬
‫التعبير أنيقة‪ ،‬ككثيران ما يستطرد ذكر فوائد نفيسة‪ ،‬كينبو على مأخذ الشعراء لما سبكوه من‬
‫المعاني‪ ،‬كبين السابق إليها كالبلحق‪ ،‬كقد قرضو جماعة من [العلماء] األعبلـ بتبليغ النظاـ‬
‫ككنت قد كقفت عليها سابقان‪ ،‬فكتبت عليها مقرضان‪:‬‬
‫قف يا أخا الفهم غير منحرؼ ‪ ...‬في ركضة من حدائق التحف‬

‫(ِ‪)ُُٗ/‬‬

‫كمن مؤلفاتو‪ :‬كتاب (اللواحق ) كىو ذيل على كتابو الحدائق‪ ،‬ترجم فيو لجماعة من أىل العصر‬
‫ممن لم يذكرىم في الحدائق‪ ،‬إما لعدـ اطبلع على شئ من أشعارىم كقت تصنيف الحدائق أك‬
‫لصغر سنهم‪ ،‬كتأخر إجادتهم في نظم الشعر عن ذلك الوقت‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪ :‬كتاب (خلع العذار‬
‫في ريحاف العذار) جمع فيو كل ما قيل في العذار من األشعار كالمقطعات‪ ،‬كجعلو فصوالن كذكر‬
‫في كل فصل معنى مما شبو العذارية كأكرد جميع ما قالتو الشعراء في ذلك‪ ،‬كىو كتاب غزير‬
‫النظر جدان داؿ على قوة باعو كسعة اطبلعو‪.‬‬
‫كمن نظم صاحب الترجمة كنثره ما أجاب بو على شيخنا العبلمة الجمالي علي بن إبراىيم بن‬
‫عامر‪ ،‬كقد كتب شيخنا الجمالي في سنة سبع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬ما صورتو بعد حمده من‬
‫اطلع في سماء الفضائل شموس األفاضل‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على المبعوث من خير القبائل‪،‬‬
‫بالقوؿ الفاصل‪ ،‬كعلى آلو كأصحابو طاىرم الشمائل‪ ،‬السادة األماثل‪ ،‬يطلع بسماء الطرس‬
‫الشهب الخنس‪ ،‬كتجرم على ألسنة األقبلـ الجوارم الكنس‪ ،‬مما قدحتو الفطنة الخامدة‪ ،‬أك‬
‫تبيضت بو القريحة الجامدة‪ ،‬موجهة إلى المولى الفخرم من قعد على الكوكب الدرم‪ ،‬ال زاؿ‬
‫‪-‬عليو السبلـ‪ -‬ينثر التحية كاإلنعاـ‪ ،‬ما طلع صبح كىجم ظبلـ‪:‬‬
‫ىل تقاؿ عثرة من ‪ ...‬في الغراـ يريبك‬
‫في سويقة علقت ‪ ...‬بالمتيم الشبك‬
‫ال تزاؿ أدمعو ‪ ...‬بالدماء تسفك‬
‫حسنو بخيف منى ‪ ...‬فيض دمعو نسك‬
‫طرفي استعر كسنان ‪ ...‬إف أجنك الحلك‬
‫عل طيفهم كىنأ ‪ ...‬بالمناـ يمتسك‬
‫قد سرا على عجل ‪ ...‬يستطيره الرتك‬
‫حرمة الغراـ غدت ‪ ...‬بالمبلـ تنتهك‬
‫ىل على ىواء رشان ‪ ...‬بطيبك موتفك‬
‫كم عليو أفئدة ‪ ...‬في ىواه تنهمك‬
‫بين مقلتيو ‪ ...‬كبين الفؤاد معترؾ‬
‫أنت في ركايبهم ‪ ...‬أم مسلك سلكوا‬
‫ليلة الوصاؿ حنا ‪ ...‬من صباحها الدرؾ‬
‫يترؾ الظبلـ كما ‪ ...‬للظبلـ مترؾ‬
‫ليت شبهها ركدت ‪ ...‬لم يدر بها فلك‬
‫فخر دينا عبقت ‪ ...‬بادكاره السكك‬
‫نجل سادة لهم ‪ ...‬في سماء العبل حبك‬
‫كل مرتق درجان ‪ ...‬فهي عنده درؾ‬

‫(ِ‪)َُِ/‬‬
‫فاز في صباه بما ‪ ...‬لم يحزه محتنك‬
‫لو يقوؿ ذك سفو ‪ ...‬في عبله يشترؾ‬
‫عد رأيو أفنا ‪ ...‬ما نراه يستبك‬
‫دمت تجتني نعمان ‪ ...‬قد أتى لك الملك‬
‫فأجاب عليو صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫كبعد فوصل من موالم الكتاب الذم لفظو الدر‪ ،‬فأصغيت إليو إصغاء الحديث إلى الدر فللو‬
‫دره كهلل دره يا لها من مطرة صيبة نمت بها ثمرات األكراؽ‪ ،‬كزكت كال غرك فقد قاؿ تعالى‪[:‬‬
‫ت}[ ‪ ] :‬فما أحسن موقع ىذا المطر السجوـ‪ ،‬المطلع‬ ‫ت ىكىربى ٍ‬
‫اء ٍاىتىػ َّز ٍ‬ ‫]{فىًإذىا أ ى‬
‫ىنزلٍنىا ىعلىٍيػ ىها ال ىٍم ى‬
‫في ىذه األكراؽ للنجوـ‪ ،‬فبل تحسبن ما أتى في ىذا الطرس إال ثمرة ذلك الغيث‪ ،‬الذم أنساه‬
‫الهاجس‪ ،‬فليس جنى المغركس إال للغارس‪ ،‬كإال فما أنا ممن يمشي قلمو في ىذه البيداء‪،‬‬
‫كممن ال يراع يراعو إذا زمجرت الصيداء‪ ،‬فلساف الحاؿ الذم ىو عن الذكر الجميل ما حاؿ‪،‬‬
‫نشد قوؿ البلغاء في الماضي كالحاؿ‪ ،‬سيدم إنما محبك يستركم كيركم مقاكالت الناس‬
‫األبيات‪ ،‬كما قطعت ىذا البحر الذم طمأ ماءه إال كقد نبذ إلي من كبلمو عصى موسى‪ ،‬كما‬
‫سلكت في ىذا السبيل المحلوكة‪ ،‬إال كلو علي اليد البيضاء‪ ،‬لم أقتبس إال من نوره‪ ،‬كلم أقطف‬
‫إال من نوره‪ ،‬فمن لم يقف عند طوره فقد تعدل على طوره‪ ،‬لقد أعطي اآليات التسع‪ ،‬كحملني‬
‫من علمو فوؽ الوسع‪ ،‬فيا حيرة األذىاف لو بعث سحر البياف‪ ،‬قبل أف تلقى إلي عصى موسى‬
‫بن عمراف‪ ،‬فلو لم أكن بها أتلقف لما يقوـ رمح قلمي‪ ،‬كال يثقف‪ ،‬كلم يمنعني من أف أكوف‬
‫بادئ بالكتاب‪ ،‬ملقيان لجباؿ المداد في مجاؿ الخطاب‪ ،‬إال كوني مؤمنان باليد البيضاء فبل‬
‫أحتاج إلى االختبار‪ ،‬مقران بالسحر الحبلؿ‪ ،‬فكيف أتحرش لشئ ال يقوـ لو نظاـ كال نثار‪ ،‬فأقوؿ‬
‫مستقريان تلك اآلثار‪ ،‬غير خاؿ عن العثار‪:‬‬
‫ال يقاؿ عثرة من ‪ ...‬أنشبت بو الشرؾ‬
‫حامل الهول تعب ‪ ...‬أك يمسو الهلك‬
‫خاض الدموع إلى ‪ ...‬أف رثى لو السمك‬
‫قد كنت فما ‪ ...‬أف يقلو الورؾ‬
‫كاصطباره ىبا ‪ ...‬إذ عراه تنبتك‬
‫إف سرت بويرقو ‪ ...‬ال يملها الضحك‬

‫(ِ‪)ُُِ/‬‬
‫فالغيوث أدمعو ‪ ...‬أعشبت بها الحبك‬
‫كالرعود زفرتو ‪ ...‬إذ يصوت الملك‬
‫فتى ‪ ...‬للعقوؿ تمتلك‬
‫قد أتى نظاـ ن‬
‫قاد منو سابحة ‪ ...‬للشكيم تعتلك‬
‫مذ حلت مذاقتو ‪ ...‬فاؽ ما حوت علك‬
‫شنفت بو أذني ‪ ...‬كاستلذه الحنك‬
‫عرؼ ما يقوؿ ذلك ‪ ...‬كالذم لنا سهك‬
‫أنت من سبللة من ‪ ...‬سوغت لهم فدؾ‬
‫قد قطفت ما غرسوا ‪ ...‬كاعتليت ما سمكوا‬
‫بل مشيت في طرؽ ‪ ...‬ما لنا بها درؾ‬
‫فأسبل الستور ‪ ...‬فإف الجواب منهتك‬
‫كالعركض معرضة ‪ ...‬كالبسيط مفترؾ‬
‫كالمديد منقبض ‪ ...‬قد أصابو كعك‬
‫دمت في بلهنية ‪ ...‬ال يشوبها ضنك‬
‫كمن شعره مهنأ للمولى شرؼ الدين بن أحمد(ُ) أمير (كوكباف) المتقدـ ذكره في حرؼ الشين‬
‫بأعراس‪ ،‬ككاف ذلك في أياـ الربيع‪:‬‬
‫أعرست فابتسم الزماف العابس ‪ ...‬كتعزت الثكلى كعز البائس‬
‫رش الغماـ فركضت أركاحنا ‪ ...‬كشدا الحماـ فماد غصن مائس‬
‫كتبسمت زىر الربيع كرنقت ‪ ...‬أحداقها فمدقق كمقايس‬
‫ككأنما جاء الربيع مراقبان ‪ ...‬فاهلل من أعيانو لك حارس‬
‫كنزلت دار النصر ال مستكثران ‪ ...‬ماالن ليهدل أك تحاز نفائس‬
‫كلقد ىممت بأف أكجو أبلقان ‪ ...‬مرحا يجاذبو العتاف الفارس‬
‫فرأيت إىدام لخمسة أسطر ‪ ...‬تهول الملوؾ مثالها كتنافس‬
‫ككتب إلى بن عمو المولى عبد اهلل بن أحمد بن محمد(ِ) اآلتي ذكره قريبان‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة بػ(شباـ) في أكؿ أياـ الربيع‪:‬‬
‫نزه بها ماء الحياة ببل ترل ‪ ...‬خضر النبات يحل في أرجائها‬
‫فرشت بها األرض القطائف رغبة ‪ ...‬أف تصبح األغصاف من ضجعائها‬
‫ككأف قامات الغصوف كقد نضت ‪ ...‬أكراقها بكران رمت بمبلئها‬
‫ككأنما قد ضاجعت تفاحة ‪ ...‬مالت بها ريح لبعض ىوائها‬
‫نصبت لها المرآة من شمس الضحى ‪ ...‬كتزينت بآللئ من مائها‬
‫كتختمت بخواتم من زىرىا ‪ ...‬كتفصصت بفصوص طل سمائها‬
‫قد ضاع شاذركانها كتمائم ‪ ...‬نميت عليها غير نم ذكائها‬
‫كلقد بعثت مع النسيم رسالة ‪ ...‬تدعوؾ يا فخر الهدل بندائها‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِِ/‬‬

‫فتخلفت تلك النسيم بسوحكم ‪ ...‬فرأيت تعزيرم لها بثنائها‬


‫فبعثت نظمان كالنسيم لطافة ‪ ...‬إف لم يكنها فهو من أبنائها‬
‫كمن شعره مجيبان على ابن عمو المولى يحيى بن إبراىيم(ُ) اآلتي ذكره في حرؼ الياء‪ ،‬كذلك‬
‫في سنة ََُّىػ‪:‬‬
‫تطلع لي شبو الغزالة في البعد ‪ ...‬بجيد كمثل الظبي تعطو إلى الزبد‬
‫تبسم عن مثل الجماف كإنما ‪ ...‬أراد التباس الثغر في درر العقد‬
‫مخافة أف يهدل إلى ثغره فمي ‪ ...‬فيظفر من تلك األقاحة بالشهد‬
‫فلوال ضياء الوجو في ليل شعره ‪ ...‬لما الح لي من ثغره كوكب الرشد‬
‫سقت أدمعي ما مر مما خبل لنا ‪ ...‬كما سوؼ يحلو عند إنجازىا كعد‬
‫كمعترؾ في حومة الصد خضتو ‪ ...‬بصبر يفوؽ الدرع محكمة السرد‬
‫كقد قامت الحرب الزبوف بساقها ‪ ...‬كسلت من األجفاف سيفان على نهد‬
‫كلم أنس إذ جاءت كبي مثل شوقها ‪ ...‬كتبدم من األشواؽ أضعاؼ ما يهد‬
‫كنحن ضجيعا عفة غير أنها ‪ ...‬تجوؿ يدم بين الترائب كالنهد‬
‫أباحتني الورد الجني ككردىا ‪ ...‬الهني من الثغر المبرد كالخد‬
‫فيا لك من ليل يقصر طولو ‪ ...‬عتاب كلطف النوـ في موضع السهد‬
‫فأشرؽ صبح الفجر كالفرؽ كاضح ‪ ...‬فيالك من صبحين قاما على فرد‬
‫كثنت قوامان مفردا فكأنها ‪ ...‬تذكرت العهد القديم مع الملد‬
‫كما يحسن الغصن النظير اىتزازىا ‪ ...‬كقد ىزأت بالسمهرم على األيدم‬
‫كما يصنع الرمح الطويل كقد حكت ‪ ...‬أبا الفضل يحيى حين يهتز للحمد‬
‫لو خلق مثل النسيم كىيبة ‪ ...‬تذيب حديد المشرفية في الغمد‬
‫ككتب صاحب الترجمة ىو كابن عمو المولى القاسم بن عبد الرب(ِ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل‬
‫إلى شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد(ّ)‪ ،‬ككاف المولى الوجيو استدعى شيخنا جماؿ الدين‬
‫علي بن إبراىيم بن عامر(ْ) إلى نزىة تعرؼ بالبهجة‪ ،‬فاعتذرا لو منو مداعبين لو بقولهما‪:‬‬
‫ىيجت أشجانان بذكراؾ ىيجة ‪ ...‬كقد حركت أشجانها األركاح‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬

‫ما خلت إال النسر يألف سوحها ‪ ...‬فمتى يفرخ كسطها األفراخ‬
‫كالريح تعبر كىي خائفة بها ‪ ...‬من أف يضيع عبيرىا التفاح‬
‫كيف السبيل إلى سلوؾ صراطها ‪ ...‬لئلنس إال أف يكوف جناح‬
‫كالعذر أجدر بالصديق لتعلموا ‪ ...‬أنا على أركاحنا لشحاح‬
‫كجناح محل [معركؼ] بػ(كوكباف) فأجاب المولى الوجيو مخاطبان للمولى الركح عيسى بن‬
‫محمد كمعتذران عن دعوة كصلت منو‪:‬‬
‫يا عالم العصر الذم بعلومو ‪ ...‬قد قامت األشباح كاألركاح‬
‫لوال انقضاء الوقت سرت إليكم ‪ ...‬ألشيم علمان نوره كضاح‬
‫كأبلغ عليان نجل إبراىيم من ‪ ...‬بعلومو يأتي نجا كنجاح‬
‫ككذاؾ أبلغ قاسمان خير الورل ‪ ...‬من للعلوـ بمدحو إفصاح‬
‫ككذاؾ عبد اهلل نجلك من بو ‪ ...‬لعيوف علم المصطفى أفراح‬
‫بلغهم ىذا النظاـ فنظمهم ‪ ...‬كافى فطابت من شذاه رياح‬
‫قل ما علمت بأف سحر القوؿ قد ‪ ...‬بدع الظبلـ الجوف كىو صباح‬
‫قالوا صباح ال طريق لها غدا ‪ ...‬للنسر في أرجائهن صياح‬
‫النسر كالورقاء ككل الطير في ‪ ...‬أرجائها كغديرىا سفاح‬
‫منها شذل األركاح ضاع إذا يكن ‪ ...‬في غيرىا ضاع الشذل الفواح‬
‫ما اعتل غير نسيمها فيها كقد ‪ ...‬عادت بها عين الرقيب أقاح(ُ)‬
‫[(ُٖٓ‪ )/‬عبد اهلل بن أحمد بن محمد الكوكباني](ِ)‬
‫(ُُِٕ‪...-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى أبو محمد فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد القادر‪ ،‬كقد‬
‫تقدـ ذكر أبيو(ّ) كجده كأخيو(ْ)‪ ،‬كجماعة من أىلو في مواضعو‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) كفاتو‪:‬‬

‫(ِ‪)ُِْ/‬‬

‫كصاحب الترجمة ىو أحد الرؤساء األكابر‪ ،‬كجامع أشتات المحامد كالمفاخر‪ ،‬بدر المعالي‬
‫الطالع في سماء الكماؿ‪ ،‬كبحر الندا الباذؿ لنفائس اإلفضاؿ‪ ،‬الماجد الذم كرع في نمير‬
‫المجد‪ ،‬كنهل كانطول على كل مكرمة‪ ،‬كاشتمل الراقي من المكارـ ذراىا‪ ،‬كالمتمسك منها‬
‫بأكثق عراىا‪ ،‬مع مشاركة قوية في العلوـ‪ ،‬كباع طويل في المنثور كالمنظوـ‪ ،‬فهو فاضل العصر‬
‫ككحيده‪ ،‬كإماـ األدب كمجيده‪ ،‬إلى كرـ يخجل المزف الهاطل‪ ،‬كشيم يتحلى بها الزمن العاطل‪،‬‬
‫كحذؽ كدىاء كألمعية كنقادة كجودة رأم‪ ،‬كفحولية كحسن خلق‪ ،‬كلطف طباع‪ ،‬كمركة كشرؼ‬
‫نفس‪ ،‬كسعة صدر‪ ،‬كاحتماؿ كعفو عن اإلساءة مع القدرة على االنتقاـ‪ ،‬كمساعدة إلخوانو‪،‬‬
‫ككلع بكل ما يهونو كقرب جناب كمسارعة إلى قضاء أغراض الناس‪ ،‬كإنصاؼ المتظلمين‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫مولده في سنة اثنتين كسبعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر أبيو كإخوانو كأعمامو‪،‬‬
‫فتأدب بآدابهم كسلك طريقهم في التحلي بالفضائل كاالشتغاؿ بمحاسن األفعاؿ‪ ،‬كاإلقباؿ‬
‫على المعاني بكليتو‪ ،‬كالمجالسة ألكابر األعياف‪ ،‬كاالستفادة منهم كالتخلق بأخبلقهم‪.‬‬
‫[مشايخو كمقركآتو]‬
‫كقرأ على شيخنا البرىاف إبراىيم بن عبد القادر في (شرح الكافي)‪ ،‬ك(حاشية عصاـ الدين)‬
‫عليو‪ ،‬كسمعت شيخنا يصفو بجودة الذىن كحسن التأمل كشدة الفحص عن الغوامض كالتحقيق‬
‫البالغ‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٓ/‬‬
‫كقرأ على عمو المولى عيسى بن محمد بن الحسين(ُ) في النحو‪ ،‬كعلى المولى علي بن‬
‫محمد بن علي(ِ) في علم المعاني كالبياف‪ ،‬كنظر في األدب كطالع الدكاكين‪ ،‬ككتب التاريخ‬
‫كنظم الشعر الحسن‪ ،‬كطارح األدباء‪ ،‬كلما كلي أخوه المولى شرؼ الدين ابن أحمد(ّ) إمارة‬
‫كوكباف كما تقدـ ذكر ذلك في ترجمتو‪ ،‬كآزره أخوه صاحب الترجمة كناصره كتصدر ألمور‬
‫الببلد‪ ،‬كالنظر في الواردات فحسن إيراده كإصداره‪ ،‬كباشر ذلك مباشرة حسنة‪ ،‬فدبر النظاـ‬
‫على كفق مطابقة مقتضى األحواؿ كراع قانوف السياسة بما تقتضيو جلب المصالح‪ ،‬كدفع‬
‫المفاسد على الوجو الشرعي مع نظر في العواقب كتحسر لما يطابق مراد اهلل تعالى كبالجملة‬
‫فمحاسنو كثيرة‪.‬‬
‫كأما كرمو كاحتفالو بتحصيل مراد صديقو فأمر عجيب فإنو أخبرني سيدم العبلمة علي بن علي‬
‫القارة(ْ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫أف صاحب الترجمة ال يزاؿ يعطي حتى ال يبقى لديو من الدراىم شيئان‪ ،‬ثم يعطي ما عليو من‬
‫الملبوس أك من نفائسو التي قل أف يسمح بها أمثالو‪ ،‬كقد ترجم لو بن عمو في الحدائق كأطاؿ‬
‫الثناء عليو‪ ،‬كذكر شيئان من نظمو كنثره‪ ،‬ككثيران ما يلحظ في شعره إلى السبلسة كاإلنسجاـ‬
‫كالسلوؾ لطريقة عمرك بن أبي ربيعة(ٓ)‪ ،‬فمن ذلك ما كتبو إلى شيخنا الوجيو عبد القادر بن‬
‫أحمد(ٔ) كجعلو على نمط قانوف التعاريف كىو قولو‪:‬‬
‫سيدم مالكي صديقي حبيبي ‪ ...‬منتهى السؤؿ غاية المطلوب‬
‫الوجيو بن أحمد حاكم الفضل ‪ ...‬كريم األعراؽ جالي الكركب‬
‫حرس اهلل ذاتو كحماه ‪ ...‬بالمثاني عن طارقات الخطوب‬
‫كسبلـ من السبلـ عليو ‪ ...‬ما تغنى الحماـ فوؽ قضيب‬
‫كمن اهلل رحمة تغشاه ‪ ...‬دكامان في بكرة كغركب‬
‫بعد حمد اإللو ثم صبلتي ‪ ...‬كسبلمي على النبي الحبيب‬
‫كعلى اآلؿ كالصحابة ‪ ...‬كاألتباع أىل المسنوف كالمندكب‬
‫__________‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ٓ) ينظر ترجمتو باألعبلـ ( ‪.) /‬‬
‫(ٔ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِٔ/‬‬
‫فالكتاب الكريم كافى إلينا ‪ ...‬كقميص كافى إلى يعقوب‬
‫فعلى الرأس كالعيوف كضعناه ‪ ...‬كقمنا لو بفرض الوجوب‬
‫كعلى الماجد الكريم عرضناه ‪ ...‬على الشرط خاليان عن رقيب‬
‫كإليكم جوابو باسم األسرار ‪ ...‬خافي الرموز مغني اللبيب‬
‫كمنها‪:‬‬
‫جمع اهلل شمل كل محب ‪ ...‬بأبي الفضل كالعبل عن قريب‬
‫فأجاب شيخنا بقولو‪:‬‬
‫سيدم خير عالم كأديب ‪ ...‬من بأكصافو جلى الكركب‬
‫أم معنان لحاتم كلمعن ‪ ...‬عند ذكر جدكاه للمكركب‬
‫كحليم يعفو فلم يعلم ‪ ...‬األعداء نالوا رضاه في الذنوب‬
‫كىو بر لوصاؿ في فيلق ‪ ...‬األبطاؿ أضحوا أذؿ من خرعوب‬
‫حائز المجد كالكماالت عبد اهلل ‪ ...‬غيثان بو جبلء الخطوب‬
‫من سراة أبوىم خيرة الخلق جميعان ‪ ...‬كغاية المطلوب‬
‫فعليو كاآلؿ طر صبلة ‪ ...‬كسبلـ ما راؽ كعظ خطيب‬
‫كسبلـ عليك يا طيب العرض ‪ ...‬كيا طاىر المؤل كالجيوب‬
‫ما أقاـ الصبلة من عبد هلل ‪ ...‬كراقت أكراؽ غصن رطيب‬
‫قد أتى نظمك الذم يستعير الركض ‪ ...‬منو أسنى ثياب كطيب‬
‫رافبلن في الشباب قد أشرؽ ‪ ...‬القرطاس منو بكل معن عجيب‬
‫فاعذركني إذا أجبت بنظم ‪ ...‬لم يكن في النظاـ بالمحسوب‬
‫فلقد نلت جمع البرايا ‪ ...‬نفثات من ذلك المكتوب‬
‫كمن شعره مجيبان قولو في كيوس الطركس‪:‬‬
‫كافت إلينا قرقف ‪ ...‬شكل قطبها كالحباب‬
‫مالها حانة سول ثغر من ‪ ...‬فاؽ جميع الورل بحسن الخطاب‬
‫مزجت بالبديع يومان فأزرت ‪ ...‬بمداـ شجت بماء سحاب‬
‫أسكرتنا ألفاظها فكأف ‪ ...‬قد حسينا معتقان من شراب‬
‫إف أكصافها التي ليس تحصى ‪ ...‬أخرست مقولي عن اإلطناب‬
‫في لياؿ العجوز زفت إلينا ‪ ...‬فأعادت لنا ليالي الشباب‬
‫كلياؿ العجوز ىي سبعة أياـ من فصل الربيع ثبلثة منها في آخر شهر شباط كأربعة في أكؿ‬
‫آذار‪ ،‬كلو مجيبان على ابن عمو المولى عبد اهلل بن عيسى‪ ،‬كالمولى القاسم بن عبد الرب‪ ،‬كقد‬
‫كتبا إليو قصيدة من بندر اللحية حين توجو للحج كالعزـ إلى بلد اهلل الحراـ‪ ،‬في سنة ثماف‬
‫كتسعين كمائة كألف كمستهل القصيدة التي كتباىا إليو‪:‬‬

‫(ِ‪)ُِٕ/‬‬

‫صدرت بالسبلـ من شاطئ البحر ‪ ...‬على حين أىبة للركوب‬


‫كأراحت من الهموـ فؤادان ‪ ...‬بعدكم صار تركشان للخطوب‬
‫فأجاب حينئذ أرفعو يلوح عليها ‪ ...‬رد نظم ما كاف بالمثقوب‬
‫أذىبت ما بنا من الغم دىران ‪ ...‬كشفتنا من العج كلهيب‬
‫بعد أف كاف في اللذ نعيم ‪ ...‬كسركر بكم كعيش خصيب‬
‫ال مداـ يرتاح منها كال يسليو ‪ ...‬عنكم ىيفاء ذات كعوب‬
‫فصح الشمس من سناىا سراران ‪ ...‬كسر البدر جانحان للغركب‬
‫في رياض من خدىا غرست ‪ ...‬كرد ألحاظي كما جنيت نصيبي‬
‫كحمت ثغرىا سيوؼ لحاظ ‪ ...‬شهرتها ذات البناف الخضيب‬
‫كيف يسلو كقد نأت عصبة ‪ ...‬عنو كراـ ما آف لهم من ضريب‬
‫قيل قد أجرموا فقلت منامي ‪ ...‬كأخلوا فقلت بل تعذيبي‬
‫كافاضوا فقلت دمع عيوني ‪ ...‬كرموا قلت جمرة في القلوب‬
‫كسعوا في الصفى فقلت صفى الود ‪ ...‬ببل مرية كال تكذيبي‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫قرنوا قلت أعيني بسهاد ‪ ...‬كقفوا قلت فؤادم الكئيب‬
‫فعليهم مني السبلـ جميعان ‪ ...‬ضاع من عرفو الذكي كل طيب‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫بخلت بطيف خيالها كلقاىا ‪ ...‬كسخت بنيل صدكدىا كنواىا‬
‫كتذللت لما رأتني ىائمان ‪ ...‬قلق الفؤاد مولعان بهواىا‬
‫إحدل بنات أبي لما أف رأت ‪ ...‬عيني القريحة بالدماء مجراىا‬
‫ذرفت مقاىا بالدموع كأقبلت ‪ ...‬نحوم تغيض عبرتي برداىا‬
‫كتقوؿ ىبل بما تريد فقلت ال ‪ ...‬أىول التي سفكت دمعي عيناىا‬
‫من ال أنوه باسمها حذر العدا ‪ ...‬ال يفهموف حديثنا رغباىا‬
‫إف كاف قلبي في العذيب فمقلتي ‪ ...‬سفح العقيق فموىا مرماىا‬
‫فتبسمت مني كقالت إنها ‪ ...‬قد أعلنت بهواكم أعداىا‬
‫عرفوؾ لما أف رأكؾ كقد بدت ‪ ...‬تصفر لونان أك جرل ذكراىا‬
‫فدع التغزؿ يا جميل بثينة ‪ ...‬تهول سواؾ كلست أنت مناىا‬
‫كبدار مخظوب البناف مقرطف ‪ ...‬أضحت لو عفراء الظبا إشباىا‬
‫تهوم اجتماعكما كلكن صدىا ‪ ...‬عما تركـ عفافها كحياىا‬
‫ترنو بعيني جؤذر قد سددت ‪ ...‬سهمان تصدم مهجتي فرماىا‬
‫كجيد أدمى ركعت في سربها ‪ ...‬لفتت كحيت بالسبلـ شفاىا‬

‫(ِ‪)ُِٖ/‬‬

‫فرأت خياالن راعها فتلفتت ‪ ...‬حذر الرقيب عدمتو بمبلىا‬


‫فتكلمت مني لسانان ناطقان ‪ ...‬في غير نفس ركت كحشاىا‬
‫أال تراعي يا بنين فإنني ‪ ...‬من تعرفين فكدرت مراىا‬
‫كتنهدت جزعان لما بي كانثنت ‪ ...‬تزرم عقيقان من دموع مقاىا‬
‫كشكت على طيف الخياؿ فزارني ‪ ...‬برسالة فيها لذيذ شكاىا‬
‫فرأل خياالن مثلو ال يهتدم ‪ ...‬لسول التذكر للتي يهواىا‬
‫كلو في ىذا المعنى األخير قصيدة طويلة‪:‬‬
‫سقم تراني بت منو آمنان ‪ ...‬عين الرقيب فبل يطيق يراني‬
‫كالظل بل كالوىم سيرني الهول ‪ ...‬فخفى على طيف الخياؿ مكاني‬
‫كلو من قصيدة نبوية مستهلها‪:‬‬
‫بساجية العينين قلبي مولع ‪ ...‬كنفسي عليها حسرة تتقطع‬
‫كطرفي لم يعرؼ منامان ‪ ...‬كال رقى لو في ىواكم يا بثينة مدمع‬
‫لكم في السويدا من القلب منزؿ ‪ ...‬كبين ضلوعي كالحشاشة مرتع‬
‫عشقتكم كالقلب ال يعرؼ الهول ‪ ...‬عفافان كال بالغانيات مولع‬
‫كال شاقني طرؼ كحيل كقامة ‪ ...‬كغصن النقا كرؽ الحلي فيو تسجع‬
‫كجذا سيل فيو نار كجنة ‪ ...‬كثغر إذا ما افتر كالبرؽ يلمع‬
‫كلكن ىو قلبي ىواكم كناظرم ‪ ...‬دمع فوؽ خدم من فراقك يدمع‬
‫ىويتك ال عهدان قديمان ذكرتو ‪ ...‬كال نظرة إال صفاتك أسمع‬
‫فإف كنت ذا قلب رقيق فواصلي ‪ ...‬على غفلة من صار بالموت يقطع‬
‫فما الصب ذا صبر كال القلب ساليان ‪ ...‬كال مدمعي راؽ كال الحل يخشع‬
‫فبا هلل دكايني بلقياؾ كاطرح ‪ ...‬مقاؿ عذكؿ فهو مني أكلع‬
‫بو مثل ما بي غير أني لم أذؽ ‪ ...‬منامان كعيناه تناـ كتهجع‬
‫كأمسي سمير النجم حيراف ساىران ‪ ...‬اقلب فكرم خائفان أتوقع‬
‫أحس حنين الرعد بين جوانحي ‪ ...‬بركؽ التهاب ضوءىا يتسطع‬
‫نظرت إليها نظرة فتركعت ‪ ...‬كقامت حذار القوـ بالمشي تسرع‬
‫كقالت أما تخشى من اهلل يا فتى ‪ ...‬كحرمت بيت حولو الناس يركع‬
‫مقاـ إذا ما أمو ذك مخافة ‪ ...‬غدا كىو ال يخشى كال يترع‬
‫فقلت ببل يا عز لوالؾ أنني ‪ ...‬أطوؼ كأسعى باكيان أتضرع‬
‫فولت كقالت حسبك اهلل إننا ‪ ...‬على كجل مما تقوؿ كتصنع‬

‫(ِ‪)ُِٗ/‬‬

‫فدع خطرات النفس فالقلب كلما ‪ ...‬تذكر عهدان للصبابة يرجع‬


‫كمنها‪:‬‬
‫كحث المطي اليعمليات زائران ‪ ...‬لقبر ثول فيو الرسوؿ المشفع‬
‫‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.-‬‬
‫[(ُٖٔ‪ )/‬عبد اهلل بن إسحاؽ بن المهدم](ُ)‬
‫(‪ُُُٓ-...‬ىػ‪...-...-‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى فخر الدين عبد اهلل بن إسحاؽ بن المهدم بن أحمد بن الحسن بن اإلماـ [القاسم]‬
‫بن محمد‪ ،‬كاف بطبلن شجاعا‪ ،‬كقوران دمث األخبلؽ كبير القدر لو مواقف في الحركب مشهورة‪،‬‬
‫كسيأتي ذكر شئ من أخباره في ترجمة أخيو محمد(ِ)‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككلي (العدين) أياـ كالية أخيو ألصاب كتلك الببلد‪ ،‬ككاف يكثر الحنين إلى (كصاب) ك(حيس)‬
‫في حصن مسار ثم نقل إلى (ثؤل)‪ ،‬كحضر حركب أخيو مع المنصور بحده‪ .‬كلو شعر رائق‬
‫كأخبار حميدة‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب (طيب السمر)‪ ،‬كأثنى عليو‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى أخيو الحسن‪-‬رحمهما اهلل تعالى‪ -‬نسجان على منواؿ قصيدة ابن أخيو‬
‫ضياء الدين المتقدـ ذكره(ّ)‪:‬‬
‫لوالؾ ما جرحت خدكده ‪ ...‬ببكاه كاستعصى رقوده‬
‫كبل كال عبث الغراـ ‪ ...‬بقلبو كغدا يقوده‬
‫يا ممرضي بصدكده ‪ ...‬قلبي العليل متى تعوده‬
‫كاىان لو اشتعل الغراـ ‪ ...‬بو فبل يرجى خموده‬
‫كمتى يبرد الوصل منك ‪ ...‬أراه منطفيان كقوده‬
‫كيح المتيم ال يرؽ ‪ ...‬لو الحبيب كال حسوده‬
‫ىذا يسر بما يراه ‪ ...‬كذاؾ لم يبرح صدكده‬
‫أشكو فيلوم جيده ‪ ...‬يا ليتو لم يلو جيده‬
‫كمكلفي حمل الهول ‪ ...‬ما بالو كثرت كعوده‬
‫كمتى شكوت المطل قاؿ ‪ ...‬حديث مطلك كم تعيده‬
‫كمتى رجوت القرب منو ‪ ...‬تباعدت عني نجوده‬
‫أين الفرار لعاشق ‪ ...‬في العشق قد ثقلت قيوده‬
‫قد طاؿ في حبس الهول ‪ ...‬من غير ال ذنب قعوده‬
‫يا ظبي نعماف الذم ‪ ...‬كالركض زاىرة خدكده‬
‫إني لحكمك طائع ‪ ...‬فاصنع بعبدؾ ما تريده‬
‫كاعطف على الصب الذم ‪ ...‬في الحب ما نقضت عهوده‬
‫__________‬
‫(ُ) * ىجر (ُُٖٓ)‪ ،‬طيب السمر (خ)‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) بعض أبياتها بنشر العرؼ (ِ‪.)ٖٖ/ٖٕ/‬‬

‫(ِ‪)َُّ/‬‬

‫كىواؾ ما انحلت عراه ‪ ...‬كال كىت أبدان عقوده‬


‫كارفق بو كارحمو ‪ ...‬طار من النول ىذا ىجوده‬
‫أكال فحسن تخلصي ‪ ...‬بمدح من شرفت جدكده‬
‫شرؼ العبل المفضاؿ من ‪ ...‬أحيا العبل فينا كجوده‬
‫أعني ابن إسحاؽ الذم ‪ ...‬نصرت على األعداء جنوده‬
‫مجرم القضاء بمراده ‪ ...‬في الحرب إف رجفت عديده‬
‫فرنت على رغم العدا ‪ ...‬بالنصر كالبشرل بنوده‬
‫كعدكه يوـ الوغى ‪ ...‬إف لم يسالمو بيده‬
‫بحران إذا لم تأتو ‪ ...‬فنوالو كافاؾ جوده‬
‫متبلطم األمواج باإلحساف ‪ ...‬إف كفدت كفوده‬
‫عمت مكارمو األناـ ‪ ...‬فكلهم طران عبيده‬
‫كبو غدا أفق العبل ‪ ...‬كالمجد طالعة سعوده‬
‫ما المجد إال مجده ‪ ...‬كالفخر إال ما يشيده‬
‫فليهن ىذا الدىر إنك ‪ ...‬العلي فيو كحيده‬
‫كإليك نظمان رائقان ‪ ...‬بمدحكم أضحى نشيده‬
‫خلدت مدحك في األناـ ‪ ...‬فحبذا فيهم خلوده‬
‫فأقبلو كامنن بالجواب ‪ ...‬بنظمك الزاىي قصيده‬
‫كأسلم كدـ ما الح من ‪ ...‬صبح الدجا أبدان عموده‬
‫فأجاب المولى الحسن بقولو‪:‬‬
‫بشرام قد صدقت كعوده ‪ ...‬بوصالو كبدت سعوده‬
‫رشا أغن نظيره في الغيد ‪ ...‬معدكـ كجوده‬
‫ما البدر إال كجهو ‪ ...‬كالغصن ما ضمت بركده‬
‫طفبلن علقت بو كما ‪ ...‬فصلتو من صغر مهوده‬
‫ما بالحمى يلقى كال ‪ ...‬بزركد يدركو مريده‬
‫ما غير أحشائي حماه ‪ ...‬كال سول قلبي زركده‬
‫كلكم أشيب بالظنا ‪ ...‬كالقصد مقلتو كجيده‬
‫كأطيل كصفي للرياض ‪ ...‬كإنما قصدم خدكده‬
‫فالركض لوال خده ‪ ...‬ما شاقني منو كركده‬
‫كلما أطلت الوصف في ‪ ...‬زمانو لوال نهوده‬
‫كلما نظمت من النسيب ‪ ...‬قبلئد اللؤلؤ عقوده‬
‫لم أنسى ليلة زارني ‪ ...‬كالليل ىاجعة رقوده‬
‫من بعد أف أغفى مراقبنا ‪ ...‬كطاب لو ىجوده‬
‫أملي عليو حديث ما ‪ ...‬القيت فيو فيستعيده‬
‫كيقوؿ مالك ما كتمت ‪ ...‬عن العواذؿ ما تريده‬
‫كيف السبيل لكتمو ‪ ...‬أـ كيف يمكنني جحوده‬
‫كمن أدعاه عليا قد ‪ ...‬قامت لو مني شهوده‬
‫دمع جرل كلظى ىول ‪ ...‬في القلب ال يطفى كقوده‬
‫كيطيل لومي عاذلي ‪ ...‬فؤلجل ذكر أستريده‬

‫(ِ‪)ُُّ/‬‬

‫ىيهات ما القيت فيك ‪ ...‬كمنك ال يحصى عديده‬


‫فاشف العليل كداكه ‪ ...‬كسول رضابك ال يفيده‬
‫جد لي بو متعممان ‪ ...‬لجوده ممن عم جوده‬
‫فخر األناـ مليكهم ‪ ...‬من زين الدنيا كجوده‬
‫كىو بحر جود زاخر ‪ ...‬يحلو لقاصده كركده‬
‫بطل إذا حضر الوغى ‪ ...‬ذلت لسطوتو أسوده‬
‫قد ساد أبناء الكراـ ‪ ...‬كشاد ما عمرت جدكده‬
‫كالمجد في يمناه طارفو ‪ ...‬كفي اليسرل تليده‬
‫ألقى الزماف زمامو ‪ ...‬في كفو فغدا يقوده‬
‫أحيا بهمتو لو ‪ ...‬ذكران يموت لو حسوده‬
‫كافى إلي نظامو ‪ ...‬كالدر يبهر في فريده‬
‫متقاضيان لي إف أجيب ‪ ...‬قصيدة الباه نضيده‬
‫مهبلن أبا يحيى فقد ‪ ...‬حملت صنوؾ ما ينوده‬
‫كإليك شيئان جاء من ‪ ...‬ذىنان أضر بو خموده‬
‫كيزيده قلق الجفا ‪ ...‬دىر يشيب لو كليده‬
‫فأقبل كسامح إف عزت ‪ ...‬على الذم ال يستجيده‬
‫ال زلت في خير إليك ‪ ...‬على المدل يأتي مزيده‬
‫كلو مجيبان على ابن أخيو المولى ضياء الدين إسماعيل بن محمد(ُ) ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪:-‬‬
‫أىدت إلى المشتاؽ ما لطفا ‪ ...‬من قهوة كالقطر مرتشفا‬
‫قد أحكمت بالعصر صنعتها ‪ ...‬رحبت بها صبا غدا دنفا‬
‫كأتت كذكب التبر حالية ‪ ...‬راقت كرقت مطمعان كصفا‬
‫كافت بها شمس بطلعتها ‪ ...‬بدر السماء من شمسها اتصفا‬
‫فعليو ما افتحرت كال حجبت ‪ ...‬عند الشعاع الشعاع إليو فانخسفا‬
‫كأظن لوال أنها حجبت ‪ ...‬ليبلن لدل ما الدىر منتصفا‬
‫ىيفاء بالفنجاف ما خطرت ‪ ...‬إال كخلت قوامها انقصفا‬
‫كالغصن إذ تهول تناكلني ‪ ...‬نونان تصير كتنثني ألفا‬
‫لطف النسيم يكاد يعقدىا ‪ ...‬لوال حمت أردافها الهيفا‬
‫من إكماؿ يزيد منزلة ‪ ...‬حتى ركايحها لها كقفا‬
‫فالحسن ما اشتملت عليو بو ‪ ...‬لوال محاسنها لما عرفا‬
‫قمر ببيت البدر إف كشفت ‪ ...‬كجهان لها في األفق منخسفا‬
‫كاهلل ما خطرت كال حضرت ‪ ...‬إال رأيت الركضة األنفا‬
‫فترل الحماـ فوؽ غصن النقا ‪ ...‬من قدىا كالحلي إذ ىتفا‬
‫كالزىر ما تحوم الخدكد لها ‪ ...‬قد طاب منتشقا كمقتطفا‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬

‫كالورد كالتفاح ما اجتمعا ‪ ...‬في كجنة كالصدر كاختلفا‬


‫نجني بكف الضم ذاؾ كذا ‪ ...‬بأنامل التقبيل قد قطفا‬
‫أما العيوف الساحرات إذا ‪ ...‬نفثت بقلب متيم تلفا‬
‫لما طلت فنجاف قهوتها ‪ ...‬بالمصطكى ىامت بو الظرفا‬
‫كغدت تشبهو كتنعتو ‪ ...‬إذ راؽ ملتثمان كمرتشفا‬
‫فكأنما ألقت جواىرىا ‪ ...‬من ذكب تب ور كالمداـ صفا‬
‫ككأنو دينار كجنتها ‪ ...‬ألقت عليو كشامها ظرفا‬
‫ككأنو عذراء مخدرة ‪ ...‬ألقت عليو المصطكى سجفا‬
‫ككأنما طبعت بخاتمها ‪ ...‬قلبان يذكب في حبها شغفا‬
‫كعليو اثر خلوقها فغدا ‪ ...‬رسمان عليو الطيب حين طفا‬
‫كإذا رشفت بدت عجائبو ‪ ...‬كترل إذا ما المصطكى انكشفا‬
‫حلق الدركع بدت مفككة ‪ ...‬كجوىران في السيف مختلفا‬
‫فاعكف على حمراء صافية ‪ ...‬ال إثم فيو يوجب األسفا‬
‫كالخمر إال أنها شرفت ‪ ...‬ال غوؿ فيها أال كال نزفا‬
‫تبقى الهموـ كتنجلي فرحان ‪ ...‬فلذم السركر ترل بها كلفا‬
‫يا حبذا من قهوة منعت ‪ ...‬عني دكاعي الهم فانصرفا‬
‫من ذا يعاطيني يدان بيد ‪ ...‬كأساف من خبللو رشفا‬
‫من قهوة تأتي كما كصفت ‪ ...‬مع كأس نظم فوؽ ما كصفا‬
‫من ذا يساعدني كامنحو ‪ ...‬مني كماؿ مودة كصفا‬
‫مثل ضياء الملك حين غدا ‪ ...‬أبدان يطارحني بما لطفا‬
‫من كل نظم لو بدت سحران ‪ ...‬أسبلكو لجلت لنا السدفا‬
‫نظم لو فاقت جواىره ‪ ...‬الزاىرين العقد كالشنفا‬
‫ما زاؿ يبعث لي فرائده ‪ ...‬درران غدا قرطاسها الصيفا‬
‫كبحث ما أمبله خاطره ‪ ...‬نحوم كيهديها لنا تحفا‬
‫أعظم بو فضبلن أتاني من ‪ ...‬كف الزماف أراه مختطفا‬
‫ىات اسقني كأسات ما عثرت ‪ ...‬أقبلمو حسبي بها ككفى‬
‫عاقرتها سمعي معتقو ‪ ...‬كأدر عليو ما حلى كصفا‬
‫من كصف من لم تبق مكرمة ‪ ...‬إال بها دكف الورل اتصفا‬
‫أم مواف بالغت فيسرفا ‪ ...‬كصفي تقوـ ببعض ما كصفا‬
‫كأقل ما قد قيل فيو غدا ‪ ...‬كالبحر ملتمسان كمغترفا‬
‫فهو اإلماـ الفرد ليس لو ‪ ...‬ثاف يعاصره كال سلفا‬
‫أىدل إلي الدر مقترحان ‪ ...‬لجوابو كالترؾ قاؿ جفا‬
‫فأينو طالت كما تركت ‪ ...‬مبلمو عند التلقط فا‬

‫(ِ‪)ُّّ/‬‬

‫إال الذم معناه مطرح ‪ ...‬من يلتقط منو فقد سخفا‬


‫ككقعت في أمرين شأنهما ‪ ...‬أعي كما لعياه قط شفا‬
‫أمرين ما افترقا كال اتفقا ‪ ...‬كبل كال اختلفا كال أتلفا‬
‫ىذا الذم حارت لو فكرم ‪ ...‬كقول ذىني عنده ضعفا‬
‫مخافة من أف يقاؿ لم ‪ ...‬يبق في أىل الزماف كفا‬
‫كأرل الضركرة قد يباح بها ‪ ...‬خطر كمنها طاعة الخلفا‬
‫فلذلك من آياتو أخذت ‪ ...‬درران لو أخذان بغير حفا‬
‫كمقلدان جيد الجواب بها ‪ ...‬فلذا لجودتو قد اتصفا‬
‫ىذا كإني اليوـ معترؾ ‪ ...‬أني لذنب صرت مقترفا‬
‫كمؤمبلن منك القبوؿ لما ‪ ...‬أنكرت منو بجنب ما عرفا‬
‫ال زلت في عز كفي نعم ‪ ...‬تحوم الكماؿ من العبل زلفا‬
‫كربما منشوؽ الناظر إلى قصيدة المولى إسماعيل فبل بأس بإثباتها كىي قولو‪:‬‬
‫ىاـ الفؤاد بذكر ما كلفا ‪ ...‬فأدر علي حديث ما سلفا‬
‫كاقرع بو سمع الزماف كخذ ‪ ...‬منو بما اعطيتو سلفا‬
‫كعسا يفيئ إلى الوفا كيرل ‪ ...‬تفريطو فيقوؿ ما أسفا‬
‫كاستنجز األياـ ما كعدت ‪ ...‬من رده فالمطل أم جفا‬
‫مثلي يناـ على القذا كيرل ‪ ...‬عما مضى تذكاره خلفا‬
‫هلل أياـ لنا سلفت ‪ ...‬عن مثلها طرؼ الزماف عفا‬
‫كلياليان مرت إذا ذكرت ‪ ...‬فكأنما السلول بها رشفا‬
‫حيث القصور على الرياض فما ‪ ...‬أبهى الجناف كأرفع الغرفا‬
‫قد زخرفت فيكاد ساكنو ‪ ...‬من حسنها يستنطق السقفا‬
‫فرش الحرير بها منوعة ‪ ...‬كنمارؽ كالعقد إذ رصفا‬
‫النت مفارشها فداخلها ‪ ...‬للخوؼ من زلق بها كقفا‬
‫كالغانيات الناعمات شكت ‪ ...‬منها الخشونة إذا مشت ترفا‬
‫من كل ساحرة العيوف غدا ‪ ...‬قلبي بلمح الطرؼ مختطفا‬
‫ما البدر ال كاهلل يشبهها ‪ ...‬كالشمس خلفو صادؽ خلفا‬
‫ىيفاء حالية الدالؿ لها ‪ ...‬طرؼ يناجيني بما ظرفا‬
‫باتت تغازلني فقل عميت ‪ ...‬عين الوشا إذ فاتو الوطفا‬
‫صبت إلى الفنجاف قهوتها ‪ ...‬مثل العقيق مبلحة كصفا‬
‫رقت فكاد يضيء ركنقها ‪ ...‬فعلى عليها المصطكى كطفا‬
‫كأزاؿ ركنقها كنظرتها ‪ ...‬إف الصدل يشين ما لطفا‬
‫كىوت تناكلني كقد رشفت ‪ ...‬منها فخلت الغصن منعطفا‬

‫(ِ‪)ُّْ/‬‬
‫كرأيت أخت الشمس في يدىا ‪ ...‬قمر بدا في األفق منخسفا‬
‫فكرىت في صفو المقاـ أرل ‪ ...‬كدران كقد طاب النقا كصفا‬
‫فسالتها حمراء صافية ‪ ...‬من قهوة ىي للقلوب شفا‬
‫تعطيك صفو العيش ركنقها ‪ ...‬كتريك معناه بغير خفا‬
‫يزىي بو الفنجاف حين غدا ‪ ...‬منها بحسن الفاؿ متصفا‬
‫ما خط فيو المصطكا فترل ‪ ...‬صادان كال داالن كال ألفا‬
‫أكرـ بها من قهوة لطفت ‪ ...‬كادت تناجيني بما سلفا‬
‫أىدت إلى قلبي النشاط فهل ‪ ...‬كانت لو من أنسو خلفا‬
‫فاستغربت كصفي فقلت لها ‪ ...‬ىيهات ما استوفى الذم كصفا‬
‫أىول العقيق ألجل ساكنو ‪ ...‬كالمرء مفتوف بما ألفا‬
‫فتبسمت عجبان فدكنك في ‪ ...‬سلك العقيق الدر مؤتلفا‬
‫يهدم إلى فخر الهدل كعسى ‪ ...‬بقبولو أف تكتسي شرفا‬
‫السيد الراقي إلى رتب ‪ ...‬كم ماجد من دكنها كقفا‬
‫كالممتطي شرفان أقر لو ‪ ...‬بالفضل فيو السادة الشرفا‬
‫حاز الكماؿ جميعو كغدا ‪ ...‬بالنقص من ساماه معترفا‬
‫أكصافو الحسنى إذا ذكرت ‪ ...‬كانت طراز محاسن الخلفا‬
‫كرـ بقوؿ الغيث من حسد ‪ ...‬ىذا العد بمثلو شرفا‬
‫قد أتعب اآلماؿ إذا سبحت ‪ ...‬فيو فما كجدت لو طرفا‬
‫كعزيمة لوال إنائتو ‪ ...‬ألستأصل األعداء كاجتحفا‬
‫حلمي كإقدامي فكيف ترل ‪ ...‬رضوم على األعداء إذا رجفا‬
‫مع حسن إنصاؼ كمعرفة ‪ ...‬قد عاد عنها النجم منصرفا‬
‫كفصاحة عجز البليغ بها ‪ ...‬كأقر باإلعجاز كاعترفا‬
‫خذىا على ضمأ إلى أدب ‪ ...‬حلو الحسن من طالب قطفا‬
‫كافتك قاطعو بحسن كفا ‪ ...‬ليست تخاؼ قطيعة كجفا‬
‫كاتتك تسأؿ ما حلى كعبل ‪ ...‬كالدر ليس يوازف الصدفا‬
‫كالشعر فاكهة فمصدره ‪ ...‬رطبان يعد بأرضكم حشفا‬
‫أنت الذم أعطيت يا درة ‪ ...‬منها رأينا السحر مختطفا‬
‫كقريحة إف جئت مقترحان ‪ ...‬شيئان ظفرت تحفة الظرفا‬
‫فامنن بما أرجوه منك كجد ‪ ...‬فضبلن كحسبي الغيث إف ككفا‬
‫كاسلم كدـ تولى الجميل ككم ‪ ...‬تملي الثنا كتملي الصحفا‬
‫(ِ‪)ُّٓ/‬‬

‫كمن معجزات صاحب الترجمة مؤرخان لمفرج أخيو المولى محمد بن إسحاؽ ‪-‬رحمو اهلل‬
‫تعالى‪-‬كمهنيان لو بعيد النحر في سنة ست كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كفي كل بيت منها تأريخ كىي‬
‫زىاء ثبلثة كعشرين بيتان مستهلها(ُ)‪:‬‬
‫يا مفرج البدر الذم لكمالو ‪ ...‬نادل على اإلقباؿ (ممن ختامو)‬
‫طاب الهول من طيبو كلذا غدا ‪( ...‬يزىو الصبا عن كرده كخزامو)‬
‫عجز الصبا عن كتم سر شذاه إذ ‪( ...‬يركم حديث المسك عن تمامو)‬
‫كغدا يباىي البدر في كبد السما ‪ ...‬في صدره ملك كسرا تمامو‬
‫غرس اآليادم في غراس بنانو ‪ ...‬فجنى الثنا أرجا جليل مرامو‬
‫ملك تشوؽ الركض فيض نوالو ‪ ...‬فيميد (ذيل جاىو عن كمامو)‬
‫ما راقو كرؽ الغصوف كلطفها ‪ ...‬إال كما تأتيو عن أعبلمو‬
‫فالصدر فياض من بحر علومو ‪ ...‬كالكف ىطاؿ نحوه كغمامو‬
‫كالملك من تدبيره للعقد في ‪ ...‬جيد العبل حافان بحسن نظامو‬
‫كالنصر مقركف بنشر لوائو ‪ ...‬فالهاـ ساجدة لضرب حسامو‬
‫ىذا كعبدؾ قد أتى بطريقة ‪ ...‬رقت لو لم تأت من قدامو‬
‫في كل بيت منو تاريخ غدا ‪ ...‬كالركض رؽ بو غناء حمامو‬
‫فاعذر لتأخير الهنا عن مثلو ‪ ...‬في مفرج يهنيو فخر مقامو‬
‫أترل فؤادم أف يميل كداده ‪ ...‬حاشاه كفك قابض لزمامو‬
‫كبما ألم حمدت تأخيرم لو ‪ ...‬قد يجمع األطراؼ في إلمامو‬
‫جمع الهنا فيو كفي العيد الذم ‪ ...‬الحظ جاء بسعده كدكامو‬
‫فليهن موالنا الذم في دىره ‪ ...‬أضحى جماؿ العيد في أيامو‬
‫عيد أغر كسعد دىر قاده ‪ ...‬خد زىا بالفجر في أعوامو‬
‫راؽ الهنا نظمان بعيد كائن ‪ ...‬النصر كالفتح الجليل لعامو‬
‫[(ُٕٖ‪ )/‬عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي](ِ)‬
‫(َُُُ‪ُُّٕ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد العبلمة فخر اإلسبلـ عبد اهلل بن لطف البارم بن عبد اهلل المعركؼ بالكبسي‪ .‬كبقية‬
‫نسبو تقدـ في ترجمة سيدم العبلمة الحسن بن يحيى الكبسي(ّ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ٖٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬نشر العرؼ (ِ‪.)ُّٖ-ُّٓ/‬‬
‫(ّ) بقية النسب في الترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُّٔ/‬‬

‫كلد صاحب الترجمة في سنة‪ :‬عشر كمائة كألف في صنعاء(ُ)‪ ،‬كنشأ في أثواب الزىد كالتقى‪،‬‬
‫كحقق النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كلم يبلغ سنو العشرين السنة‪ ،‬ثم قرأ األصولين كالمنطق‬
‫كالفقو‪ ،‬كالحديث كالتفسير‪ ،‬كأخذ عنو الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي(ِ)‪ ،‬كأكثر قراءتو‬
‫عليو كعن المولى محمد بن إسحاؽ(ّ) في (الكشاؼ)‪ ،‬ك(شرح الرضي)‪ ،‬كبعض األمهات‬
‫الست‪ ،‬كعن المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ْ)‪ ،‬كعن خالو السيد العبلمة أحمد بن‬
‫محمد الكبسي(ٓ) حاكم (الركضة)‪ ،‬كعن الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجي(ٔ)‪،‬‬
‫كالقاضي علي بن محمد العنسي كغيرىم‪.‬‬
‫كبعد كمالو لقراءة علوـ االجتهاد اشتغل بحفظ القرآف العظيم‪ ،‬كعلم القراءات السبع‪ ،‬كقرأ فيها‬
‫على الفقيو األستاذ شيخ القراء صالح اليماني(ٕ)‪ ،‬كعرض سماع القرآف عليو حتى صار مرجعان‬
‫للمشايخ‪ ،‬كنظم فيما يتعلق بالقرآف فوائد كضوابط مهمة‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كقرأ عليو عدة من األعبلـ كالشيخ عبد اهلل الغراسي‪ ،‬كالقاضي يحيى السحولي‪ ،‬كالفقيو حامد‬
‫شاكر‪ ،‬كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ‪ ،‬كالسيد محسن بن إسماعيل الشامي‪ ،‬كسيدم‬
‫حسن بن عبد اهلل الظفرم‪ ،‬كالسيد حسين بن مهدم النعمي‪ ،‬كالسيد حسن بن محمد األخفش‬
‫كالسيد العالم الزاىد إبراىيم بن أحمد الكبسي الحاكم بالركضة‪ ،‬كسيدم العبلمة إسحاؽ بن‬
‫محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كالقاضي حسن المغربي‪ ،‬كالفقيو الزاىد محمد بن صبلح الطويل‪ ،‬كسيدم‬
‫إبراىيم بن محمد األمير كغيرىم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كقيل سنة (ُُُّىػ)‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُّٕ/‬‬
‫كلما اشتهر علمو كصبلحو أمر المنصور بن المتوكل كلديو المهدم العباس بن المنصور كأخاه‬
‫عليان بأف يقرأ عليو في النحو كالفقو‪ ،‬فكانا يأتياف إليو صباح كل يوـ إلى (مسجد األبهر)‬
‫المعركؼ‪ ،‬ككاف المهدم في أياـ خبلفتو يجلو كيعظمو كثيران‪ ،‬كيقبل شفاعتو كيشاكره في بعض‬
‫أموره كيتوقى صولتو كإنكاره فيما رأل فيو أدنى مخالفة للوجوه الشرعية‪ ،‬كفوض إليو األمر‬
‫بالمعركؼ كالنهي عن المنكر في صنعاء كأمر بتنفيذ أمره في ذلك على الصغير كالكبير فهابو‬
‫الناس‪ ،‬كخاؼ منو أرباب البطاالت كجرت لو في ذلك أخبار يطوؿ شرحها‪ ،‬ككاف عبلمةن فهامةن‬
‫إمامان في السنة النبوية مجتهدان كرعان زاىدان متصلبان في دينو‪ ،‬ال تأخذه في اهلل لومة الئم‪ ،‬صادعان‬
‫بالحق مبلذان للضعفاء كالمساكين‪ ،‬ناصران للمظلومين كهفان للفقراء كالمحتاجين‪ ،‬يقصده ذك‬
‫الحاجات كالمظلومين من الرعية في أطراؼ الببلد‪ ،‬فيبذؿ جهده في إعانتهم كيتعب نفسو في‬
‫تفريج كربتهم‪ ،‬كيقوـ في ذلك أتم القياـ‪ ،‬كقنع من الدنيا بالكفاؼ كزىد فيها زىد أىل الطريقة‪،‬‬
‫كرغب عن زخرفها مع قدرتو كتمكنو من األمواؿ‪ ،‬ككجاىتو عند المهدم‪ ،‬حتى كاف ال يدخر من‬
‫الطعاـ شيئان فضبلن عن الدراىم كالملبوس‪ ،‬ككاف مضيافان مفضاالن كثير العبادة متواضعان حسن‬
‫التبلكة‪ ،‬جيد الخط شديد البغض للمتصوفين لو عظمة في الصدكر‪ ،‬كجبللة في النفوس‪،‬‬
‫ككسطو المهدم على إصبلح المولى أحمد بن محمد بن الحسين(ُ)‪ ،‬كإصبلح المولى أحمد‬
‫بن محمد بن إسحاؽ(ِ)‪ ،‬كما تقدـ ذكر ذلك كخاض مع المهدم في إخراج اليهود كالبانياف‬
‫من جزيرة العرب‪ ،‬كفعل سؤاالن كأجاب فيو البدر األمير كالمولى أحمد بن عبد الرحمن‬
‫الشامي(ّ) كغيرىما‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٖ/‬‬

‫كحبس المهدم جماعة من مشايخهم كأراد اإلرساؿ لمن في الببلد منهم كتنفيذ الوجيو فيو فلم‬
‫يتم ذلك كحج في آخر عمره‪ ،‬كلما قرب عزمو كصل إليو بالليل رجل مستتر بثياب لو لئبل‬
‫يعرفو أحد كأعطاه قدران كثيران من الذىب‪ ،‬فتصدؽ بو جميعان في طريق الحج كسمعو بعض‬
‫الفضبلء يقوؿ كىو متعلق بأستار الكعبة باكيان‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫اللهم أحيني ما كانت الحياة خيران لي‪ ،‬كتوفني ما كانت الوفاة خير لي‪ ،‬فرجع إلى صنعاء كلم‬
‫يلبث إال أقل من شهر ثم توفاه اهلل في سنة ثبلث كسبعين كمائة كألف‪-،‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[(ُٖٖ‪ )/‬استطراد‪ :‬لطف البارم بن عبد اهلل الكبسي](ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫ككاف كالده السيد لطف البارم من الفضبلء األجواد‪ ،‬كالكرماء األمجاد‪ ،‬مع حذؽ كحسن خلق‬
‫كصبلح‪ ،‬كلو أخبار عجيبة كنوادر ظريفة‪.‬‬
‫[(ُٖٗ‪ )/‬عبد اهلل بن صبلح العادؿ الصنعاني](ِ)‬
‫(‪ُُٔٓ-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كبعض أحوالو]‬
‫السيد العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن صبلح العادؿ‪ ،‬نشأ بصنعاء كقرأ على المولى ىاشم بن‬
‫يحيى الشامي في (شرح القبلئد)‪ ،‬كاليزدم كدرس فيهما‪ ،‬كحقق في علوـ اآللة ككانت لو عناية‬
‫تامة بالعلوـ‪ ،‬كالميل إلى االشتغاؿ بكتب الحديث‪ ،‬ككاف ذكيان كامبلن متخليان عن التكاليف لم‬
‫يتزكج أصبلن‪ ،‬كلم يخلف شيئان من متاع الدنيا‪ ،‬كلم يكن لو شئ من األعماؿ الدنيوية‪ ،‬كىاجر في‬
‫(مكة) سنة‪ ،‬ثم عاد إلى (صنعاء)‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفى بعد عوده في شهر ربيع األكؿ سنة خمس كستين كمائة كألف‪ ،‬كدفن بجربة الركض عدني‬
‫(صنعاء)‪ ،‬ككاف لو شغلة باألدب مع حسن أخبلؽ كلطافة طبع‪ ،‬كحسن عشرة‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ،) /‬نشر العرفق (ِ‪ ،)ُّٖ/‬استطرادان في ترجمة كلده عن‬
‫ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬البدر الطالع (ّْٖٖ)‪ ،‬مصادر‬
‫الحبشي(ّْٕ)‪ ،‬األدب اليمني ص (ِٖٗ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ْٖٗ/‬نشر العرؼ‬
‫(ِ‪ ،)َُٔ-َُّ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٗٓ) ترجمة (َِٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٗ/‬‬

‫كلو ديواف شعر جمعو الفقيو الوزير صفي الدين النهمي(ُ)‪ ،‬كقد تخرج عليو جماعة من‬
‫األعبلـ‪ ،‬كبالجملة فمحاسنو كثيرة كمن شعره ما كتبو إلى المولى إسحاؽ بن يوسف كإليها نثر‬
‫بليغ تركتو اختصاران‪:‬‬
‫سفرت على قرب كلم تتبرقع ‪ ...‬كتبرقعت بتعزز كتمنع‬
‫شمس بغير سماء أكف سقاتها ‪ ...‬كمطالع األفراح لم تشعشع‬
‫نفحة فخامرة العقوؿ فأصبحت ‪ ...‬سكرل بنفحة نشرىا المتضوع‬
‫آنست لما فض ختم إنائها ‪ ...‬نار الكليم بطور سيناء موضع‬
‫مزجت فكم شبهت من جناتها ‪ ...‬درر شعر مغير ريم األجرع‬
‫أخذت تورد خدىا من خده ‪ ...‬فبو إلي كشفعت بمشفع‬
‫ما زاؿ بي حتى تمكن حبو ‪ ...‬فيو نظرت كصار حاسة مسمعي‬
‫فأراني األكواف كيف تكونت ‪ ...‬بي في ىواه على اختبلؼ الموقع‬
‫كعلمت أني في الهول العذرم بو ‪ ...‬عن قيس ليلى في المحل األرفع‬
‫قطرت سرح النوـ عن سفح المقا ‪ ...‬في حبو كىجرت طيب المضجع‬
‫كعذرت عذالي فما صنعوا سول ‪ ...‬أف تيموا بصفاتو غيرم معي‬
‫فبطيفة إف أسعف الجفن الكرل ‪ ...‬كبمدح شمس اآلؿ يا نفس اقنع‬
‫ملك كليس الملك من عقدت لو ‪ ...‬األعبلـ في جهة الرياح األربع‬
‫ما الملك إال من إذا ذكر الثنا ‪ ...‬فإليو بالطمع التفات المسمع‬
‫كإذا أرادت منو أفواه العداء ‪ ...‬نطقت بمعجز حمده المتنوع‬
‫كبو إذا أعتصم أمرؤ عن دىره ‪ ...‬عصمتو أقدار الحمى المتمنع‬
‫أك ظل خريت الببلغة ألىتدل ‪ ...‬منو بنور ذكاء فهم ألمع‬
‫لو كاف للطوفاف فيض يمينو ‪ ...‬ما غاض لما قيل يا أرض ابلع‬
‫فاقصر كال تطل الصفاة فربما ‪ ...‬شذت عن الفذ األديب المصقع‬
‫كاستعمل اإليجاز في إمداحو ‪ ...‬فالدىر إف أطنبت غير موسع‬
‫كقل المداني شاء كإسحاؽ أمراء ‪ ...‬مرقاه في الشرؼ األعز األمنع‬
‫كإليكها عذر بديع جمالها ‪ ...‬يزرم بأزىار الربيع الممرع‬
‫كبنشرىا طويت محاسن ركضة ‪ ...‬غنا بها للطرؼ أشهى مرتع‬
‫فاحسن بها إف صافحتك فإنها ‪ ...‬كرقا ذات تعذر كتمنع‬
‫[كقل المداني شأك اسحاب امرء ‪ ...‬مرقاة في الشرؼ األعز األمنع]‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمتو‪:‬‬

‫(ِ‪)َُْ/‬‬
‫دعتك النوافل حزت الرجاال ‪ ...‬فهبل أقمت كصنت الجماال‬
‫ترامت بك البيد دىران فكم ‪ ...‬تجدد بيتان كتبلى كصاال‬
‫فتى ال يمس الكبلال‬
‫فكم مهمة خضت أرجائو ‪ ...‬بعزـ ن‬
‫كليل قدحت بو للسرل ‪ ...‬مصابيح جود كستني جبلال‬
‫كأني بو للسراء عاشق ‪ ...‬كما مذىب العاشقين المبلال‬
‫كأف الرماؿ طوت حاجتي ‪ ...‬فرحت أفتش عنها الرماال‬
‫كأني مغر بسير النجوـ ‪ ...‬فأدركت فيما نظرت الهبلال‬
‫فما فاتني منو في سيره ‪ ...‬سول نقصو ال عدمت الكماال‬
‫فيومان كفي الشرؽ لي منزؿ ‪ ...‬كفي الغرب يومان أحث الرحاال‬
‫فيا سعد إف كنت لي مسعدان ‪ ...‬فلتمش سهوؿ الحمى كالجباال‬
‫كسل عن فؤادم بأم الربى ‪[ ...‬أقاـ كبلغو عني سؤاال]‬
‫أىل طاكعتو بحكم الهول ‪ ...‬فطاكع في البين عني كزاال‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى الشيخ محسن بن أحمد راجح(ُ) كزير المنصور بن المتوكل يشكو إليو‬
‫صنيع رجل (بني الشايف)‪ ،‬كىم فرقة من بكيل معركفة ككانت البيوت تصرؼ في أياـ المنصور‪،‬‬
‫كأياـ المتوكل كتبقى بكيل فيها مدة بقائهم في صنعاء كمستهلها‪:‬‬
‫أما كابتساـ الطلع عن أشنب در ‪ ...‬بأخضر ركض شقو أزرؽ النهر‬
‫كياقوت كرد في غصوف زمرد ‪ ...‬بلؤلؤ دمعي كللتو يد القطر‬
‫كرقص غصوف كلما ىبت صبا ‪ ...‬كغيد تثنت في غبلئلها الخضر‬
‫كتغريد شحركر بألحاف معبد ‪ ...‬أذا ب فؤادم شجوه كىو ال يدرم‬
‫ككمض لبرؽ زاد في نار لوعتي ‪ ...‬كإيماء محبوب بسقط من التبر‬
‫ككأس ركم من رحيق رضابو ‪ ...‬سكرت بو ال من معتقو الخمر‬
‫سقى فيو الماء نصب عامل قده ‪ ...‬يعلم جفنيو البنا على الكسر‬
‫أغن عزيز كامل الحسن ما بو ‪ ...‬من النقص إال منطق جاء بالسحر‬
‫[يركؽ لعيني منظر منو عندما ‪ ...‬يركؽ لما قد قيل فيو من الشعر]‬
‫لقد زارني كالنجم في حومة الدجى ‪ ...‬غريق كقلب األفق في قبضة النسر‬
‫كطالع سعد زاىران فراح خاطرم ‪ ...‬بأفبلؾ أنسي في بركج الهنا تجرم‬
‫ككيواف ىمي ذاب من شمس راحتي ‪ ...‬كراح يقفر البعد بقطر عن جمر‬

‫(ِ‪)ُُْ/‬‬
‫فدارت علينا بكر راح كأنها ‪ ...‬ككأساتها من ذائب الدر كالتبر‬
‫كباتت تعاطيني كؤكس حديثو ‪ ...‬بليل جزينا عب مرآه بالسكر‬
‫فما شكر الناس الوزير بن أحمد ‪ ...‬حساـ الهدل جم الندا طيب الذكر‬
‫فتى جوده يرجى كيخشى انتقامو ‪ ...‬كىذا شهودم إف منعت بني الدىر‬
‫على كل جيد منهم طوؽ نعمة ‪ ...‬كفي كل قلب منو شخص من الذعر‬
‫فيا أيها المولى الذم عم فضلو ‪ ...‬إليك اشتكي دىران جفاني ببل عذر‬
‫كأتحفني فيما قضاه بشائف ‪ ...‬لطف ىيكبلن ما مثلو شفت في عمرم‬
‫بطلعتو أفبلؾ بيتي تزحلفت ‪ ...‬فانقض منو كوكب القطب مع صبرم‬
‫أجرني بما أكالؾ ما أنت أىلو ‪ ...‬تفز عاجبلن بالحمد مني كباألجر‬
‫كلو كقد أسهره النامس كالبرغوث‪:‬‬
‫ككم ليلة طار نومي بها ‪ ...‬كمالي سول صبحها مخلص‬
‫يبيت سميرم بها نامس ‪ ...‬كبرغوثها في اإلناء يخرص‬
‫كقد شربا من حمى دمي ‪ ...‬فهذا يغني كذا يرقص‬
‫فيا رب جارؾ من بلدة ‪ ...‬عزيز القريض بها يرخص‬
‫فبل مطرب عرفوا حقو ‪ ...‬من الشعر يومان كال مرقص‬
‫كال ما البراعة في مطلع ‪ ...‬كال ما بو يحسن المخلص‬
‫ككتب إلى المولى إسحاؽ بن يوسف سؤاالن لفظو‪:‬‬
‫موالم ال زلت في نعيم ‪ ...‬يحف باليمن كالسعادة‬
‫تجرم بما تشتهيو طوعان ‪ ...‬كحسبما تأمر اإلراده‬
‫فأنت أحرل بكل فضل ‪ ...‬من غير نقص كال زياده‬
‫فقت بني األكرمين طران ‪ ...‬في الحلم كالعلم كالسياده‬
‫يا سيدم إف لي فؤادان ‪ ...‬يهدـ بالفكر ما أشاده‬
‫يهيم بالشي كالليالي ‪ ...‬تصده أف يرل مراده‬
‫فاكشف بجد علي لبسان ‪ ...‬لواله لم أطلب اإلفاده‬
‫ىل يدرؾ المرء ما تمنى ‪ ...‬بالسعي في مقتضى اإلراده‬
‫[أـ كل شئ قضى كقلنا ‪ ...‬قد أبرـ اهلل ما أراده]‬
‫ىذا سعيد كذا شقي ‪ ...‬قد حم من ساعة الوالده‬
‫فالعقل ما بين ذا كىذا ‪ ...‬حيراف ال يهتدم رشاده‬
‫يرل الهدل منك في جواب ‪ ...‬في غاية الحسن كاإلفاده‬
‫إذا تأملتو كفاني ‪ ...‬دليلو عن نفى سهاده‬
‫فأجابو بقولو‪:‬‬
‫اقطع عن القلب كل شك ‪ ...‬كاعزـ فعزـ الفتى سياده‬
‫فهل ترل يستقيم بيتان ‪ ...‬بدكف رفع كال إشاده‬

‫(ِ‪)ُِْ/‬‬

‫كاهلل ذك حكمة كعلم ‪ ...‬جرت لو في العباد عاده‬


‫سبب كل األمور حتى ‪ ...‬أنفذ في الكوف ما أراده‬
‫كالسعي كالرزؽ في قضاه ‪ ...‬للمرء من ساعة الوالده‬
‫كم جاىل قد سعى لعلم ‪ ...‬فحصل العلم كاستفاده‬
‫ككم فقير سعى لرزؽ ‪ ...‬أعطاه مطلوبو كزاده‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى بعض الرؤساء كقد أرسل لو بذرة قد أكلتها السوس(ُ)‪:‬‬
‫سبل ىل الصب بعد النار حين سلى ‪ ...‬أـ ىل بغير ىواىم عنهم اشتغبل‬
‫ىيهات يسلو محبان عن ىول رشا ‪ ...‬من أجلو طلق السلواف كاعتزال‬
‫مهفهف حنث في ثغره شنب ‪ ...‬قد أخجل الظبي جيدان كالمها مقبل‬
‫أغن ملكتو ركحي كملكني ‪ ...‬ركح الغراـ بو ىذا بذا بدال‬
‫كغاب عني كركحي في يديو فما ‪ ...‬أدرم أأسلمو من بعد أـ قببل‬
‫فهذه الركح في جسمي محبتو ‪ ...‬فإف أمت فاعلموا حبي قد انتقبل‬
‫لو أنصف العاذؿ المهدم مبلمتو ‪ ...‬في حبو كاستباف الرشد ما عذال‬
‫أعارني سقم جفنيو كصيرني ‪ ...‬ما بين أىل الهول في حبو مثبل‬
‫منع الوصل حسبي أف أكوف بو ‪ ...‬مقران تراحمني في حبو النببل‬
‫كأنما الوصل منو للضياء صلة ‪ ...‬قد أشبهت طيف و‬
‫ليل زار كارتحبل‬
‫يا حبذا درة كافت كقد عدمت ‪ ...‬من لبها فاعتراىا الطيش كالخيبل‬
‫فكلما سبحت ريح لها رقصت ‪ ...‬كشبت فيك أما في سواؾ فبل‬
‫دنوت منها فنادل ملك كقدتها ‪ ...‬ىي المنازؿ فاضرب دكنها الكلبل‬
‫فقلت مهبلن أعاذ اهلل منزلنا ‪ ...‬من ركية الجن في ساحاتو نزال‬
‫فاسترجعت ثم قالت كىي باكية ‪ ...‬أحيا كأيسر ما القيت ماقتبل‬
‫سألتها عن تغير لونها فتلت ‪ ...‬كمن نعمره ثم استعجبت خجبل‬
‫فقلت كم حقب عمرت في حقب ‪ ...‬قالت أصفح كدع التفصيل كالجمبل‬
‫سكنت دىران بدار كاف ساكنها ‪ ...‬دار أك داريت أىبلن األعصر األكال‬
‫قلت الجديداف إف مرت حركفهما ‪ ...‬على جديد كستو لليلي حلبل‬
‫فكيف عمرت حتى صرت في زمن ‪ ...‬كاىلو بثياب اللوـ اشتمبل‬
‫قالت دعاء الخضر كاليأس عودني ‪ ...‬عن متلف ثم إعطاء في البخبل‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُّْ/‬‬

‫حتى أتيت إلى سوح أقاـ بو ‪ ...‬كريم قوـ تحلى بالندا فحبل‬
‫فكنت سناء عطاء من مواىبو ‪ ...‬أتت إليك كتأتي المكرمات على‬
‫فتى ‪ ...‬حلوان كاف على أخبلقو العسبل‬
‫فقلت ىل تحمدين العود نحو ن‬
‫قالت نعم فيو قد كنت آمنة ‪ ...‬كسيفو دكف نبلي يقطع األجبل‬
‫ثم انثنت تنثني كىي قائلة ‪ ...‬ال كاخذ اهلل من أىول بما فعبل‬
‫فقلت ال تجزعي فالدىر ذك غير ‪ ...‬كمن لم يذؽ طرفان منها فقد كيبل‬
‫لوال مفارقة األحباب ما كجدت ‪ ...‬لها المنايا إلى أركاحنا سببل‬
‫[(َُٗ‪ )/‬عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي](ُ)‬
‫(ُُُٔ‪ُِّْ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫كالدنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن‬
‫عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل‬
‫يحيى بن حمزة‪ .‬كبقية نسبو تقدـ(ِ) الحسيني الحوثي‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) * نيل الوطر (ِ‪ ،)ٖٔ-ٕٔ/‬فهرس المكتبة الغربية صنعاء‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص‬
‫(ٖٔٓ‪.)ٓٔٗ-‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُْْ/‬‬
‫العبلمة الجليل‪ ،‬الورع الزاىد النبيل‪ ،‬أكحد األذكياء‪ ،‬كزينة األتقياء‪ ،‬رأس الصالحين‪ ،‬كقدكة‬
‫العاملين‪ ،‬كلد في يوـ الجمعة حادم عشر شهر جمادل اآلخر سنة إحدل كستين كمائة كألف‬
‫بصنعاء‪ ،‬كبها نشأ في أثواب العفة كالنجابة كالطهارة كالسيادة‪ ،‬لم يفارؽ أدنى شئ مما ينافي‬
‫المركة من صغره إلى كبره‪ ،‬كلم يكن لو ىمة في غير ما يعود نفعو عليو‪ ،‬من خدمة كالده‪ ،‬كقرأة‬
‫العلوـ كعبادة الحي القيوـ فإني منذ عقلت لم أره إال مطالعان في كتاب‪ ،‬كمفيد للطلبة‪ ،‬أك تاليان‬
‫للكتاب العزيز‪ ،‬أك ذكر اهلل تعالى أك دائبان فيما ينويو من قضى أغراضو‪ ،‬كإذا اجتمع بإخوانو ال‬
‫يفتر عن ذكر اهلل تعالى إال إذا تكلم‪ ،‬كال يشتغل إال بما يعنيو متجنبان عن أرباب الدكلة كعن‬
‫التسبب إلى ما يكوف ذريعة لصحبتهم تاركان للتعلق بالمناصب كالحرؼ‪ ،‬كال يمل كال يراقب غير‬
‫اهلل أحدان‪ ،‬كال يبالي بأحد قانعان من الدنيا بالكفاؼ‪ ،‬زاىدان فيها مستكثران من الطاعات كالنوافل‬
‫عامبلن بما صح من السنن النبوية‪.‬‬
‫[مشايخو كمقركآتو]‬
‫قرأ العلوـ فحقق في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالحديث‪ ،‬كالتفسير‪ ،‬كالتاريخ‪ ،‬كاألنساب كالحساب‪،‬‬
‫كالمساحة‪ ،‬كشارؾ في سائر العلوـ مشاركة قوية‪ ،‬كلو يد طولى في كل فن‪ ،‬كاشتغل في بدء أمره‬
‫بالقرآف كحفظ المتوف المتعلقة بالقراءات كعرض القرآف مع قراءة علوـ األداء على شيخ‬
‫مشايخ القراء الشيخ األستاذ المحقق صالح بن الجرادم الضرير(ُ)‪ ،‬كالزمو أعوامان‪ ،‬كأخذ عنو‬
‫في (شرح الشاطبية) كثيران‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمتو‪.‬‬

‫(ِ‪)ُْٓ/‬‬

‫كقرأ على الفقيو العبلمة أحمد بن إسماعيل جار اهلل السرم(ُ) في النحو‪ ،‬كعلى المولى عبد‬
‫اهلل بن أحمد بن إسحاؽ(ِ) أيضان‪ ،‬كعلى العبلمة الخطيب لطف البارم بن أحمد الورد(ّ) في‬
‫الصرؼ‪ ،‬كعلى القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ(ْ) في النحو‪ ،‬كالمعاني‪ ،‬كالبياف‪،‬‬
‫كالمنطق‪ ،‬كعلى خالو المولى إسماعيل بن علي بن يحيى بن علي بن المتوكل(ٓ) في المنطق‬
‫أيضان‪ ،‬كعلى المحقق رزؽ سعد اهلل(ٔ) فيو أيضان‪ ،‬كعلى السيد العبلمة إسماعيل بن ىادم‬
‫المفتي(ٕ) في األصوؿ‪ ،‬كعلى المولى محقق الفركع عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل بن عبد‬
‫اهلل بن اإلماـ القاسم(ٖ) في الفقو‪ ،‬كعلى السيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي(ٗ) في‬
‫الحديث كغيرىم‪.‬‬
‫كالزـ المولى علي بن صبلح الدين(َُ) مبلزمة كلية فاستفاد علومان جمة ثم عكف على‬
‫المطالعة كمراجعة المشايخ‪ ،‬حتى صارت لو ملكة عظيمة‪ ،‬كلو اقتدار باىر‪ ،‬على مطالعة‬
‫األسفار في جميع الفنوف‪ ،‬فما من كتاب مشهور إال كقد طالعو مراران كحفظ غالبو‪.‬‬
‫كأما األحاديث النبوية فبل يكاد يشد على حفظو منها إال قليل‪ ،‬كلو في الطب معرفة جيدة‪،‬‬
‫ككذلك العقاقير كخواصها‪ ،‬كالتمييز بين رديئها كجيدىا‪ ،‬استفاد ذلك بكثرة المطالعة للكتب‪،‬‬
‫كمبلزمة المولى يحيى بن محمد(ُُ) قاضي القضاة‪ ،‬كأما معرفتو بأنساب بني ىاشم األحياء‬
‫منهم كاألموات كحفظو لسير األئمة كبلدانهم كأزمانهم كسائر أحوالهم‪ ،‬فمما ال يشاركو فيها‬
‫أحد‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُْٔ/‬‬

‫كقد شرع اآلف في تأليف كتاب في أنساب بيوت الهاشميين باليمن‪ ،‬كلو يد طولى في التاريخ‬
‫في جميع أنواعو‪ ،‬كفي علم الحساب بجميع أقسامو‪ ،‬كلصاحب الترجمة ذىن كقاد‪ ،‬كذكاء‬
‫مفرط‪ ،‬كحدس صادؽ‪ ،‬كرأم شديد‪ ،‬كنظر في العواقب‪ ،‬كلساف فصيحة كمعرفة بالمقامات‪،‬‬
‫كفهم كفطنة كألمعية‪ ،‬فإنو كثير ما يستخرج قواعد في الحساب غير القواعد المقدرة في كتب‬
‫الفن‪ ،‬كىي في غاية الصحة كاإلتقاف مطردة في جميع الجزئيات‪ ،‬كفعل أنموذجان ينطبقا على‬
‫نمط (عنواف الشرؼ) للمقرم‪ ،‬كقرأ منو المولى محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي‬
‫بن المتوكل بن المنصور(ُ) بنظم جعلو في خبلؿ نثر على نمط العنواف أيضان كىو فخر‬
‫الهدل‪:‬‬
‫دمت تبدم كل مكرمة ‪ ...‬بها تشاد الس الفضل أركانا‬
‫مصباح ذىنك قد أضحى توقده ‪ ...‬يهدل بو في ظبلؿ الجهل حيرانا‬
‫ككيف ال كبما أبدعت قاـ على ‪ ...‬ما أدعيو لدل شأنيك برىانا‬
‫بقيت قرة عين ما حييت بما ‪ ...‬تصوغ تفتخر الدنيا كتزدانا‬
‫ضو أيضان المولى علي بن إسماعيل بن علي بن قاسم بن أحمد بن المتوكل(ِ) على نمط‬
‫كقر ٌ‬
‫التقريض األكؿ أيضان‪:‬‬
‫الفخر للفخر أنت اآلف حسبك من ‪ ...‬علياؾ إنك في األعياف عنواف‬
‫فاهلل يوليك فضبلن كل من مكرمة ‪ ...‬فما لعمرؾ غير اهلل معواف‬
‫من كاف صنفان قدمان مثل ذا فلقد ‪ ...‬أمد ماالن فمنو كاف إمكاف‬
‫كأنت حظك آداب فأنت لها ‪ ...‬بين الخبلئق لآلداب ميزاف‬
‫كلصاحب الترجمة شعر يقولو بديهية بغير تكلف كتأمل في سنة اثنتين كثمانين كمائة كألف‪:‬‬
‫أحقان عباد اهلل مات محمد ‪ ...‬أحقان عباد اهلل قد قضى األمر‬
‫ألف كاف ىذا الخطب قد صح حادثان ‪ ...‬لقد دكت الدنيا كقد قرب الحشر‬
‫كلما أتاني يوـ مات نعيو ‪ ...‬بهت فبل عرؼ لدم كال نكر‬
‫عجبت لهذا الموت أردل محمد ‪ ...‬كأبقى أناسان ليس في عمرىم فخر‬
‫إماـ نشأ في العلم كالزىد كالتقى ‪ ...‬حليف كتاب اهلل منبسم الثغر‬
‫إماـ كمثل الطور في الناس جملة ‪ ...‬على أنو في علمو البحر كالبر‬

‫(ِ‪)ُْٕ/‬‬

‫فتى صار سير الشمس في الناس فضلو ‪ ...‬ككاف لهم كهفان إذا قدح األمر‬
‫ن‬
‫فتى قد غدا فوؽ السماؾ محلو ‪ ...‬سما رتبة في العلم ليس لها حصر‬
‫ن‬
‫فتى لم يحط منا برقم صفاتو ‪ ...‬إذا نحن جاكلناه نظمان كال نثر‬
‫ن‬
‫تود سويداء كل قلب لو أنها ‪ ...‬لو إذ ثول في لحده من حبو قبر‬
‫كاف بني الزىراء عند فراقو ‪ ...‬نجوـ سماء خر من بينها البدر‬
‫كىي طويلة كمن شعره ما كتبو إلى كالده كىو بالركضة يعاتبو في ترؾ الجواب على أبيات كاف‬
‫قد أرسلها إليو‪ ،‬كلم يجب عنها لشغلة عرضت لو كمستهلها‪:‬‬
‫أحبابنا ىل للنظاـ جواب ‪ ...‬ففي رده لو تشعركف ثواب‬
‫أـ الركضة الغناء كستكم طباعها ‪ ...‬فمن طبعها أف ال يفيد عتاب‬
‫أـ الكرـ أنساكم بلين بياضو ‪ ...‬مودتنا فالنيل عنو صواب‬
‫أـ النظم في ضعف كىذا أصحها ‪ ...‬فكم أسبلت لك ترميك ثياب‬
‫كلم أحفظ منها إال ىذا القدر كمن مقاطيعو في التورية قولو‪:‬‬
‫كعاذلة رأتني في اغتراب ‪ ...‬أحث السير حثان نحو خلي‬
‫فقالت ألدؿ عليك إف لم ‪ ...‬تقل لي أين تبغي قلت دلي‬
‫ككتب إلى السيد العبلمة علي بن أحمد بن حسن قاضي(ُ) صاحب (شهارة) اآلتي ذكره‬
‫يستدعيو بأبيات لم تخطر في حاؿ الرقم فأجاب بقولو‪:‬‬
‫نظاـ أتانا من ربا الفخر ساريان ‪ ...‬فزار كقد زار النعاس األماقيا‬
‫أتا موىنان من نحو قرـ إلى العبل ‪ ...‬بهمتو العليا إلى النجم راقيا‬
‫حليف الندا كالمجد كالسؤدد ‪ ...‬الذم تسامي على ىاـ المجرة عاليا‬
‫أجل أخ صلى الحي خلف جوده ‪ ...‬لو قائم بالسبق سلم راضيا‬
‫ىو المشترم بالفضل حمد محبو ‪ ...‬فيكسب ما بق كيبذؿ فانيا‬
‫يقوؿ لمملوؾ لو طوع أمره ‪ ...‬ىلم بنا إف كنت خبل مواتيا‬
‫لنقضي حقان للشكو كنشتفي ‪ ...‬بجمع نجدد للسركر مبانيا‬
‫فقلت لو أىبلن كسهبلن كمرحبا ‪ ...‬على العين مشيان ال على الرجل ساعيا‬
‫لك الفضل إذ شرفت موالؾ بالندا ‪ ...‬كقلدتو عقدان من الطوؿ زاىيا‬
‫كخولتو اإلحساف كىو مقصر ‪ ...‬كنولتو قسمان من الرفد ناميا‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُْٖ/‬‬

‫فماذا يجازم أك يكافي على الحيا ‪ ...‬سول أنو مثن كللشكر تاليا‬
‫بقيت لنا يا من ىو األنس دائمان ‪ ...‬ىبلالن على ضوء المطالع باديا‬
‫[(ُُٗ‪ )/‬عبد اهلل بن أحمد شرؼ الدين العوامي](ُ)‬
‫(ُُٔٓ‪...-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫سيدم أبو يوسف فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن شرؼ الدين بن أحمد بن حسن بن صبلح‬
‫بن المطهر بن تاج الدين بن المطهر بن علي بن محمد بن الهادم بن أحمد بن محمد بن‬
‫سليماف بن القاسم بن يحيى بن الحسين بن اإلماـ الداعي إلى اهلل يوسف بن المنصور باهلل‪:‬‬
‫يحيى بن الناصر بن الهادم‪-‬عليو السبلـ‪ -‬ىو السيد العالم الفاضل األديب المعركؼ‬
‫بالعوامي‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫مولده في سنة تسع كخمسين كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬كقرأ على القاضي أحمد قاطن(ِ)‪ ،‬كعلى‬
‫شيخنا لطف البارم بن أحمد(ّ) خطيب (صنعاء)‪ ،‬كعلى شيخنا العبلمة الوجيو عبد القادر‬
‫[بن أحمد](ْ) كأجازه‪ ،‬كعلى المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم(ٓ)‬
‫كغيرىم‪.‬‬
‫فشارؾ في الصرؼ النحو كالحديث‪ ،‬كطالع كتب الحديث كنظم الشعر الحسن‪ ،‬كتأدب‬
‫باآلداب الشرعية‪ ،‬كأطرح التكلفات العرفية‪ ،‬كىو لطيف الطباع‪ ،‬حسن األخبلؽ صادؽ األقواؿ‬
‫صالح األفعاؿ‪ ،‬يكتب الخط الحسن‪ ،‬كلو شغلة بحساب النجوـ‪ ،‬كعمل الجداكؿ‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر في غاية من السبلسة‪ ،‬فمنو ما كتبو إلى شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد في سفرتو‬
‫إلى (حماـ علي) المعركؼ بببلد آنس كسيأتي ذكره مستوؼ في ترجمتو‪ ،‬كجعل صاحب‬
‫الترجمة إليو ىذا النظم على نهج قانوف التعاريف كمستهلو‪:‬‬
‫سيدم عمدتي حبيبي مبلذم ‪ ...‬خضرـ الفضل ذم األيادم الجساـ‬
‫الكريم العظيم عبلمة العصر ‪ ...‬كجيو األناـ عالي المقاـ‬
‫مفرد الجود كالمكارـ عبد القادر ‪ ...‬بن أحمد كجيو األناـ‬
‫حرس اهلل ذاتو كحماه ‪ ...‬ككقاه حوادث األياـ‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا كفيو‪.‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف‪.‬‬

‫(ِ‪)ُْٗ/‬‬

‫صدرت للسبلـ ثم لتجديد ‪ ...‬عهاد بألسن األقبلـ‬


‫كتمهيد عذر رزقكم القن ‪ ...‬كنفى الشكوؾ كاألكىاـ‬
‫طاؿ كاهلل ما علل نفسي ‪ ...‬مذ رحلتم من كوكباف شباـ‬
‫بتبلقي يشفي غليل فؤادم ‪ ...‬كاجتماع يبرئ من األسقاـ‬
‫كرأيت البعاد قد جاكز الحد ‪ ...‬إلى جده إلى الحماـ‬
‫فدنى قربكم فبشرت نفسي ‪ ...‬باتصاؿ فيو بلوغ المراـ‬
‫فاستعدت لقربكم فتخطاىا ‪ ...‬مناىا فقهقرت باغتماـ‬
‫مع أني ما زلت في كل يوـ سائبلن ‪ ...‬كل من لقيت أمامي‬
‫أم يوـ يكوف مقدـ موالم ‪ ...‬كحبيبي الصفي مدينة ساـ‬
‫فقدمتم ككاف مقدمكم ‪ ...‬خير قدكـ إلى المقاـ اإلمامي‬
‫كتلقاكم عماد المعالي ‪ ...‬ناجز العزـ نافذ األحكاـ‬
‫كأقمتم مكرمين لديو ‪ ...‬في محل شباـ بعيد المراـ‬
‫فحجبتم من العيوف كما ‪ ...‬يحجب شمس الضحى برد الغماـ‬
‫لم يقر منكم بركيو كجو ‪ ...‬غير من حفو رفيع المقاـ‬
‫فتيقنت سوء حظي إذ ‪ ...‬يحجب عن مقلتي بدر التماـ‬
‫غير أف األمور تجرم على ‪ ...‬غير مراد األناـ في األياـ‬
‫كم تحينت عاىدان كل يوـ ‪ ...‬فرمتو الغتناـ فرض السبلـ‬
‫فوجدت الطريق كعران إلى نيل ‪ ...‬مرادم كمقصدم كمراـ‬
‫فتصبرت حين حالت عن القصد ‪ ...‬مقادير ربنا العبلـ‬
‫كتذكرت ما أسلي بو النفس ‪ ...‬كما يرتجى ليوـ الزحاـ‬
‫آية في الحديد أرشدت القلب ‪ ...‬عن ما جرل إلى استسبلـ‬
‫كإذا كنت ال تبالي فذنبي ‪ ...‬كاسع فيو مسرح للمبلـ‬
‫غير أني أقر من غير عذر ‪ ...‬بقصور من غير ما احتشاـ‬
‫كاعتمادم على الرجاء كحسن الظن ‪ ...‬بالعفو من سليل الكراـ‬
‫فحق السماح منك كبالعفو ‪ ...‬كبالصفح من ذنوب عظاـ‬
‫كبما قد صلت من حسن خلق ‪ ...‬مرتج النفع كالغيوث الهواـ‬
‫قل كقابل عبيدؾ بالعفو ‪ ...‬كضعفو في موضع االنتقاـ‬
‫ككتب محل العبلمة على ظهر الكتاب مستمد الدعاء‪ ،‬كبادلو المملوؾ عبد اهلل أحمد العوامي‬
‫كلو إلى المولى الوجيو يستدعيو إلى (بير العزب)‪:‬‬
‫أيا أيها المولى الذم صح أنني ‪ ...‬رىين أياديو الجساـ أسيرىا‬
‫بعثت من األشواؽ نحوؾ داعيان ‪ ...‬بمالي ركضة في الحسن عز نظيرىا‬

‫(ِ‪)َُٓ/‬‬

‫كقد كسيت أشجارىا من زبرجد ‪ ...‬مطارؼ كش وي كالطراز زىورىا‬


‫فقد برزت كالخود في حسن منظر ‪ ...‬كأحسن غادات الرياض نظيرىا‬
‫كقد غردت فيها الحماـ تغنيان ‪ ...‬بألحاف شجو كالغراـ يثيرىا‬
‫غناء فالسماع ىديرىا‬
‫فتغريدىا مغني اللبيب عنا فإف ‪ ...‬أردت ن‬
‫إذا ما الصبا فيها تمشت فإنما ‪ ...‬يعبر عن طيب الزماف عبيرىا‬
‫فإف زماف الهول ساقي مره ‪ ...‬كأناتو كاسات راح يديرىا‬
‫فبادر إلى جمع السبلمة كاغتنم ‪ ...‬غنائم إنس قد دعاؾ سركرىا‬
‫كاتفق أنو كفد صاحب الترجمة إلى (كوكباف)‪ ،‬فاجتمع بالمولى عبد اهلل بن عيسى بن‬
‫محمد(ُ) كآخر الكبلـ إلى ذكر الكوز المصطنع من الفخار‪ ،‬كحسنو مع رشح الماء فيو كفوح‬
‫رائحة الطين منو‪.‬‬
‫قاؿ في (القاموس) كالعصارة الطين البلزب األخضر الحر كالفخار كالنعمة كالسعة كالخصب‬
‫انتهى‪.‬‬
‫فقاؿ المولى الفخرم مستشهدان يكاد من العصارة يقطر‪ ،‬كىذا المصرع من بيت ألبي تماـ‬
‫أكلو‪:‬‬
‫مطر يذكب الصخر منو كبعده ‪ ...‬صحو يكاد من الغضارة يقطر‬
‫ثم قاؿ إنو يحسن نقل ىذا المصراع على جهة التضمين ال الكوز‪ ،‬فقاؿ صاحب الترجمة كأشار‬
‫بماء الزجاجة إلى محل في بعض منتزىات (كوكباف) فيها ماء عذب‪:‬‬
‫ماء الزجاجة مثل ماء زجاجة ‪ ...‬مستعذبان لكنو ال يسكر‬
‫قد راؽ منظره كرؽ لطافو ‪ ...‬حتى يكاد من الغضارة يقطر‬
‫تحكي من المولى الوفي سجيو ‪ ...‬صفو الوداد الذم ال يتكدر‬
‫كالركض يحكي خلقو في حسنو ‪ ...‬غب الحياء إف داـ بل ىو أنظر‬
‫فخر المعالي كالكماؿ كمن بو ‪ ...‬األعبلـ في طود العبل تتختر‬
‫فأجاب المولى الفخرم كجعل المعنى في نفس الكوز إال في الماء فقاؿ‪:‬‬
‫كوز تأنق صانعوه بو فما ‪ ...‬في جسمو اإلعصار أخضر‬
‫فترل عليو نظارة من حسنو ‪ ...‬حتى يكاد من العصارة يقطر‬
‫دارت بو راح السقاة كأنما ‪ ...‬دارت علينا راحة أك كوثر‬
‫في مجلس طلعت بو أقماره ‪ ...‬كشذت قماره كفاح المجمر‬
‫فيو من الريحاف ما تحيا بو ‪ ...‬األركاح كالمعصور منو أعطر‬

‫(ِ‪)ُُٓ/‬‬

‫كالنرجس الغض أقصى استخدامو ‪ ...‬أف يخفض الجنس الصحيح كيكسر‬


‫كالورد كالملك المبجل قاعدان ‪ ...‬كلو عليها شوكة ال تكسر‬
‫فكأنو الفخر الذم دانت لو ‪ ...‬الفصحاء كذؿ لو المجيد المكثر‬
‫عبد اهلل الغواص للدرر التي ‪ ...‬سحر الخليل مغاصها ال األخضر‬
‫كتشير نسبتو إلى ما قلدتو ‪ ...‬من أخذه الدرر التي ال تقدر‬
‫نمت زجاجة طبع عن لطفو ‪ ...‬ككذاؾ فاح من الشمائل عنبر‬
‫قد خف ركحان مثلما ثقلت ‪ ...‬على الحساد كطيئو كلما يخطر‬
‫أبدا على األكباد من قطر الندا ‪ ...‬كأجل من فصل الربيع كأنظر‬
‫[(ُِٗ‪)/‬عبد اهلل بن أحمد بن يحيى المفضل](ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫السيد [العبلمة] فخر اإلسبلـ عبد اهلل بن أحمد بن يحيى بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن‬
‫اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كبقية نسبو معركؼ(ِ)‪ ،‬ترجم لو صاحب (طيب السمر)‪ ،‬ككاف صاحبو‬
‫كصديقو كنديمو‪ ،‬كقاؿ إنو خاض من العلوـ أعمق عباب‪ ،‬كأتاه اهلل كتابها فقاؿ {إني عبد اهلل‬
‫فحصل‪،‬‬
‫أتاني الكتاب}[مريم‪ ،]َّ:‬قرأ على كالده القاضي محمد بن الحسن الحيمي(ّ)‪ٌ ،‬‬
‫كلبس من تاج النحو المفصل(ْ) كأضحى في علم البياف كالمعاني ذا مقاـ نير على بلوغ‬
‫المعاني‪ ،‬فعليو بعد كالده(ٓ) المعوؿ‪ ،‬لما الحظو السعد فيو بشرح مطوؿ‪ ،‬كلو في اللغة عقد‬
‫لهج بشعر أبي الطيب الكندم‪ ،‬كنظم‬
‫نضيد‪ ،‬يقصر عنو الجوىرم(ٔ) فيعافو كل جيد‪ ،‬ككاف ذا و‬
‫الشيخ إبراىيم الهندم‪ ،‬قد كضع منو على طرؼ الثٌماـ يغرد بهما في المجالس‪ ،‬كال كتغريد‬
‫الحماـ‪ ،‬كشعره يقصر عن كمالو‪ ،‬كالنظم الحسن ال يطاكعو بانعمالو(ٕ)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪.)ُْٗ-ُّٖ/‬‬
‫(ِ) بقية نسبو في الترجمة (ُ‪.) /‬‬
‫(ّ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) أم‪ :‬التاج المكلل شرح المفصل لئلماـ حم بن يحيى المرتضى‪ ،‬كالمفصل في النحو‬
‫للزمخشرم‪.‬‬
‫(ٓ) أم‪ :‬كالد مؤلف طيب السمر‪.‬‬
‫(ٔ) ىو إسماعيل بن حماد الجوىرم صاحب الصحاح‪.‬‬
‫(ٕ) طيب السمر (ُ‪.)ُّٗ-ُّٖ/‬‬

‫(ِ‪)ُِٓ/‬‬
‫كقد أطاؿ الكبلـ في ترجمتو‪ ،‬كأكرد كثيران من مكاتباتو فمن نظمو قولو من قصيدة كتبها‬
‫إليو(ُ)‪:‬‬
‫إليكها يا شهاب الدين صادرةن ‪ ...‬عن الوداد كمنو يعذب الصدر‬
‫ُّرير‬ ‫و‬
‫أكدعت سمعي دران في محاكرة ‪ ...‬فقد بدت من نظامي تلكم الد ى‬
‫[(ُّٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬حم بن يحيى بن المفضل](ِ)‬
‫ككاف كالده السيد أحمد من العلماء الفضبلء األعياف‪ ،‬كمقامو مجمع األدباء كاألكابر‪ ،‬ككاف‬
‫خطيبان في (كوكباف) ذا ىمة في جمع األدب‪ ،‬ككتابة جميع ما كقف عليو حتى جمع كتابان سماه‬
‫"نزىة النواظر" في أربعة مجلدات كبار‪ ،‬اشتمل على الغث كالسمين كشعره كثير جدان إال أنو‬
‫كشعر كلده في التوسط بين الركاكة كاإلجادة‪.‬‬
‫[(ُْٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬يحيى بن المفضل إبراىيم](ّ)‬
‫أما جده يحيى بن المفضل‪ ،‬فكاف فاضبلن تقيان جوادان مفضاالن ترجم لو صاحب الطيب كأكرد من‬
‫شعره قولو(ْ)‪:‬‬
‫القضا‬
‫ض األمر لحكم ى‬
‫مفو ى‬
‫دنياؾ ال تركن إليها ككن ‪ٌ ...‬‬
‫مضى‬
‫فما مضى منها كأف لم يكن ‪ ...‬كما بقى منها كما قد ى‬
‫[(ُٓٗ‪)/‬عبد اهلل بن أحمد بن المهدم بن الناصر](ٓ)‬
‫[أسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ُ‪.)َُْ/‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُّٕ-ُّٓ/‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)َُُ/‬مصادر الحبشي (ّٓ)‪،‬‬
‫نشر العرؼ (ِ‪ ،)ٖٓ/‬نفحة الريحانة(ّ‪ ،)ُّٔ-ِٓٔ/‬كمنو‪ :‬حديقة األفراح (ٔ)‪ ،‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص (ُِٓ) ترجمة (َِّ)‪.‬‬
‫(ّ) ** طيب السمر(ُ‪ ،)ُّْ/‬نشر العرؼ (ِ‪.)ٖٔ/‬‬
‫(ْ) طيب السمر (ُ‪.)ُّْ/‬‬
‫(ٓ) * الحدائق المطلقة (خ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٓ/‬‬

‫موالم فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن المهدم بن الناصر بن عبد الرب‪ ،‬كبقية نسبو‬
‫تقدـ(ُ)‪ ،‬ترجم لو صاحب (الحدائق) فقاؿ‪( :‬ىو الفخر الرازم كاللبيب العديم الضريب‬
‫كالموازم‪ ،‬لو أخبلؽ كالنسيم مرت على الركض النظير‪ ،‬كحسن تعبير أزرل بنفح العبير‪ ،‬كذكاء‬
‫يتوقد‪ ،‬كحفظ في درجات الكماؿ يتصعد‪ ،‬كحدة حركات كالحركة فيها البركة‪ ،‬فإف رمت كقفتو‬
‫فإنها بين الحركة كالسكوف مشتركة‪ ،‬تضحك الثكلى بحسن إشارتو‪ ،‬كما حدة فلو رآه مالك‬
‫ألفتر عن نواجذه‪ ،‬كلو طريقة في الهزؿ انتقص بها من الغزؿ الغزؿ‪،‬كىو ممن أخذ عن الفقيو‬
‫العبلمة أحمد بن الحسن بركات‪ ،‬ككاف يتغزؿ فيو كيهواه كإياه عني بقولو‪:‬‬
‫ملك سيفو الصقيل ككفاه سول ‪ ...‬في الفتك باألقراف‬
‫قلت كقد تقدـ ذكر ىذه القصيدة في ترجمتو(ِ)‪ ،‬كمن شعر صاحب الترجمة ما كتبو إلى‬
‫صاحب الحدائق في سنة ُُٕٗىػ‪:‬‬
‫صدرت بغير ترقب كتوسم ‪ ...‬كشفت من الهجر الطويل تألم‬
‫كتقسمت كتنسمت بالمسك كالياقوت ‪ ...‬كالمرجاف من ميم الفم‬
‫لعسا ناعسة الجفوف كمن غدت ‪ ...‬تعز إلى حور العيوف كتنتمي‬
‫كجناتها جنات عدف كىي ‪ ...‬للرائي لها يا مالكي كجهنم‬
‫كجبينها نور الصباح كفرعها ‪ ...‬في اللوف كالليل البهيم المظلم‬
‫ترمي بلحظها إلي كليس لي ‪ ...‬ترس يقيني رمي تلك األسهمي‬
‫قسما بحاجبها األزج كنونو ‪ ...‬كبسين طرتها كميم المبسم‬
‫إني عليها مغرـ كبحبها ‪ ...‬مغرل على رغم الحسود األرقم‬
‫ما في المبلح نظيرىا كبل كال ‪ ...‬في اآلؿ مثل المصقع المتكلم‬
‫[(ُٔٗ‪ )/‬عبد اهلل بن أحسن بن علي بن الحسين](ّ)‬
‫(ُُِٕ‪َُُِ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى عبد اهلل بن حسن بن علي بن الحسين بن علي بن المتوكل على اهلل‪ :‬إسماعيل بن‬
‫اإلماـ القاسم عليهم السبلـ كقد سبق ذكر جده ابن الحسين(ْ)‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية النسب في الترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) أم في ترجمة صاحب الحدائق ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) بقية النسب في الترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُْٓ/‬‬
‫كلد صاحب الترجمة بصنعاء في سنة تيف كسبعين كمائة كألف‪ ،‬كبها نشأ في أثواب النجابة‪،‬‬
‫كالسيادة‪ ،‬كقرأ في العلوـ على القاضي أحمد بن صالح [بن] أبي الرجاؿ‪ ،‬كعلى القاضي حسن‬
‫بن إسماعيل المغربي‪ ،‬كعلى المولى عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل بن عبد اهلل بن اإلماـ‬
‫القاسم‪ ،‬كحقق النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوؿ الفقهية كالفركع‪ ،‬كالتفسير‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كأخذ عنو جماعة من العصرين‪ ،‬ككاف من أعياف عصره‪ ،‬ككاف حسن األخبلؽ لطيف الطباع‪،‬‬
‫محبوبان في الصدكر‪ ،‬مائبلن إلى تدريس العلوـ مع تعلقو بالرياسة‪ ،‬كنظر في السياسة‪ ،‬ألنو كاف‬
‫كاسطة عقد أىلو‪ ،‬كتوفى سنة عشر كمائتين كألف ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[(ُٕٗ‪ )/‬عبد القادر بن أحمد الكوكباني](ُ)‬
‫(ُُّٓ‪َُِٕ-‬ىػ‪ُِٕٗ-ُِّٕ/‬ـ)‬
‫المولى شيخنا شيخ اإلسبلـ كجيو الدين أبو إبراىيم عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن‬
‫الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين بن اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫باسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬مطلع األقمار لحيدرة ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪،‬‬
‫الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َِْ‪ )ِ/‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬مصادر الفكر للحبشي ص‬
‫(َّ‪ .)ُِّ،ِّْ،ِٗٗ،ُّٓ،ِْٖ،ْْٗ،َِٓ ،‬البدر الطالع (ُ‪ ،)َّٔ/‬نيل الوطر‬
‫(ِ‪ ،)ْٗ/‬معجم المؤلفين (ٓ‪ ،)ِِٖ/‬إيضاح المكنوف (ِ‪ ،)َُِ/‬األعبلـ (ْ‪ ،)ّٕ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص (ِٓٓ) ترجمة (ْٓٓ)‪ ،‬ثم فهرس المكتبة الغربية (ينظر فهارسو)‪.‬‬
‫مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬الركض األغن (ُ)‪.‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٓٓ/‬‬

‫إماـ المجتهدين كسيد الحفاظ كالمحدثين‪ ،‬كخاتمة األئمة المحققين‪ ،‬سلطاف المعقوؿ‬
‫كالمنقوؿ‪ ،‬كمحقق الفركع كاألصوؿ‪ ،‬أعلم من باشر اإلفتاء كالتدريس‪ ،‬كأفضل من تشد للقاه‬
‫العيس‪ ،‬كأكثر العلماء علمان كأغزر مشائخ اإلسبلـ فهمان‪ ،‬كأجمع أرباب العلوـ ركايةن‪ ،‬كأكسع‬
‫أصحاب الفهوـ درايةن‪ ،‬كشاؼ المشكبلت‪ ،‬حبلالن معضبلت مفتي المسلمين‪ ،‬ككهف‬
‫المستضعفين‪ ،‬ملجأ األناـ شيخ مشائخ اإلسبلـ منبع الفواضل كمجمع الرئاسات كالفضائل‪.‬‬
‫[مولده كنشاتو]‬
‫كلد بصنعاء ببيت قريب من (مسجد األبهر) ظهران إلحدل ليلتين بقيتا في ذم القعدة الحراـ‬
‫سنة خمسة كثبلثين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ بها كقرأ بعض القرآف ثم ارتحل مع كالده إلى (كوكباف)‬
‫كىو في سبع سنين فكمل بو القرآف‪ ،‬كحفظ بعض المتوف‪ ،‬كأخذ في النحو كالصرؼ كالمنطق‬
‫كالفركع كتجويد القرآف كالفرائد على كل من يتصدر لئلقراء في (كوكباف) مع قلتهم في ذلك‬
‫العصر‪ ،‬كأجلهم المولى أحمد بن محمد بن الحسين(ُ) المقدـ ذكره‪ ،‬كأخوه المولى عيسى بن‬
‫محمد(ِ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬فلما بذ األقراف كلم يساكه أحد في ذلك المكاف مع‬
‫ىمة عالية‪ ،‬كشمائل نبوية‪.‬‬
‫[رحبلتو لطلب العلوـ]‬

‫(ِ‪)ُٓٔ/‬‬

‫ارتحل في سنة ست كخمسين كمائة كألف‪ ،‬لطلب العلم إلى أماكن عديدة كمحبلت كثيرة‬
‫بحيث لم تبق ىجرة كال مدينة فيها عالم إال كقصده‪ ،‬كأخذ عن أىل المحل فأكؿ رحلة ارتحلها‬
‫من (كوكباف) إلى (صنعاء)‪ ،‬فقرأ على شيوخ منهم المولى ىاشم بن يحيى الشامي(ُ) في‬
‫(البدر التماـ) كفي علم البياف‪ ،‬ككاف بينهما من المودة كالمفاكهة ماال يمكن كصفو‪ ،‬كلم يدركو‬
‫شيخنا صاحب الترجمة إال في آخر عمره‪ ،‬كقد أصابو الفالج ككاف يعتذر من عدـ تحقيقاتو‬
‫للقراءة كيقوؿ‪:‬إنك كإف لم تستفد عني كثيران إال أف اهلل تعالى سيفتح عليك بالعلم بسبب‬
‫مبلزمتي‪ ،‬كربما تأخر صاحب الترجمة عن المولى ىاشم يومان فيتأثر لذلك‪ ،‬كيقلق كيبكي فلم‬
‫يفارؽ شيخنا حضرتو حتى توفاه اهلل تعالى في التاريخ اآلتي في ترجمتو(ِ) إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫كقرأ شيخنا صاحب الترجمة على المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ّ)‪ ،‬كعلى السيد‬
‫العبلمة الحسن بن زيد الشامي(ْ)‪ ،‬كعلى العبلمة أحمد بن حسين الهبل(ٓ) في (شرح‬
‫الجامي) كحواشيو‪ ،‬ككاف منفردان في (صنعاء) بتحقيق ىذا الشرح‪ ،‬فظن شيخنا أنو قد كقف‬
‫على مقاصد الشرح كالحواشي‪ ،‬كأنو قد حقق فيو تحقيقان ال يبلغ إليو أحد‪ ،‬فلما كصل شيخنا‬
‫إلى (مكة) المشرفة كخالط مشائخو كجد نفسو بالنسبة إليهم كأنو لم يعرؼ من الشرح المذكور‬
‫شيئان‪ ،‬فاحتاج إلى معاكدة قراءتو على الشيوخ‪.‬‬
‫[رحلتو إلى ذمار]‬

‫(ِ‪)ُٕٓ/‬‬
‫ثم ارتحل شيخنا من (صنعاء) إلى (ذمار) فقرأ بها على الفقيو العبلمة الحسن بن أحمد‬
‫الشبيبي(ُ) الذم عليو اعتماد مشائخ في (صنعاء) اآلف في تقرير المذىب كاختيار الراجح‪،‬‬
‫فقرأ عليو (شرح األزىار) جميعو كحصلو بخطو‪ ،‬ككتب حواشيو في ىوامشو‪ ،‬كقرأ عليو حاشية‬
‫السحولي‪ ،‬كفي (البياف) البن مظفر ك(البستاف)‪ ،‬ككتب بعضهما بخطو‪ ،‬كقرأ في شعباف سنة‬
‫ثمانية كخمسين كمائة كألف‪ ،‬على الفقيو العبلمة عبد اهلل بن حسين دالمة(ِ) في حساب‬
‫المترب للصركفي‪ ،‬كفي مساحة الخالدم كنقلها بخطو‪ ،‬ككجدت في أخرىا بخطو ما لفظو‪:‬‬
‫ككاف كتبها حاؿ قراءتها على شيخنا فخر الدين‪ ،‬ككاف إمامان في حساب المترب‪ ،‬كلم يكن قد‬
‫قرأ من المساحة سول ما في أخر مترب الصردفي فشجعتو على أنا نتطفل على قراءة مساحة‬
‫الخالدم‪ ،‬فقرأناىا حتى أكملناىا ثم أعدناىا مرة فلم نكملها كفيها إشكاؿ قط كهلل الحمد‬
‫انتهى‪.‬‬
‫ككانت مدة إقامتو بمدينة (ذمار) غرة في جبين الدىر‪ ،‬كأىلها يضربوف المثل بأياـ إقامتو‪ ،‬إلى‬
‫اآلف فإنهم اغترفوا من تيار علومو‪ ،‬كبلغوا بسببو إلى تحقق باىر كانحلت لهم عقد المشكبلت‪،‬‬
‫كأما إفضالو على رفقائو بذمار كىم جم غفير‪ ،‬كنفقتو عليهم كتكرار اجتماعهم لديو‪ ،‬فشئ‬
‫عجيب‪ ،‬كلقد أخبرني بعض حكاـ صنعاء ككاف ممن رافق شيخنا بذمار أف أعياف (ذمار) أجمعوا‬
‫على شيخنا كاف يصنع الكيمياء لما بهرىم ما شاىدكا‪ ،‬كأخبرني أف المحقق الشبيبي كاف إذا‬
‫راجعو أحد من تبلمذتو حاؿ التدريس لم يلتفت إليو‪ ،‬كال يجيب عليو فإف راجعو شيخنا أنصت‬
‫لكبلمو كخضع لمقالو‪ ،‬كعامل نفسو معاملة المستفيد‪ ،‬فعاتبو أصحابو على ذلك فقاؿ لهم إف‬
‫عتابكم لي من عدـ فهمكم كمن جهلكم بالحقائق فإنكم تراجعوني في مسائل قد مضى الكبلـ‬
‫عليها أك سيأتي البحث فيها‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٖٓ/‬‬

‫كأما سيدم عبد القادر بن أحمد فإنو إذا راجعني استفدت منو فوائد كقواعد‪ ،‬كضوابط كدفع‬
‫إشكاالت‪ ،‬ككجوىان كأشباىان‪ ،‬كنظائران لم أجدىا في كتاب‪ ،‬كال كقفت عليها عند أحد من‬
‫المشائخ‪.‬‬
‫[معرفتو لعلم الكيميا]‬
‫قلت‪ :‬أما حديث الكيمياء فقد كاف شيخنا لو شغلة بو كبيرة‪ ،‬كيحل رموزه كجميع آالتو‪،‬‬
‫كأخبرني كلده شيخ اإلسبلـ أف كالده صاحب الترجمة صنع فضة منو شئ كثيران كلكنها ال تثبت‬
‫في الركباص‪ ،‬كمما قالو شيخنا صاحب الترجمة في كصف (ذمار) كىو من أكؿ شعره(ُ)‪:‬‬
‫نعم أرض للكماالت ذمار ‪ ...‬كم بها من ماجد حامي الذمار‬
‫أرضها مفركشة من سندس ‪ ...‬كصباىا بفتيت المسك جارم‬
‫ال جباالن حجبت عنها الصبا ‪ ...‬ال كلم تحجب شمس كبرارم‬
‫ماءىا رؽ فخلنا أنو ‪ ...‬من ىول يطفي بو حر األكار‬
‫كبها كل ىماـ عيشو ‪ ...‬كل يوـ ترتعي زىر الدرارم‬
‫في ظبلؿ العلم قالوا أبدا ‪ ...‬فإذا قالوا فدع كل ممارم‬
‫لم يعبهم قط ضيفان بسول ‪ ...‬أنو يسلو بهم عن كل دارم‬
‫معنى كال ذكر البحارم‬
‫ذكرنا معنا لدل جودىم ‪ ...‬مالو ن‬
‫كلهم في الحرب أياـ كسى ‪ ...‬نقعها ثوب الدجا شمس النهارم‬
‫كصريف الكتب في الكتب لهم ‪ ...‬ناب عن تحريك عود كىزار‬
‫ليس يدعى في الوغى حامي الذمار ‪ ...‬من تسلى كل يوـ عن ذمار‬
‫…قلت‪ :‬كىذه األبيات ردان على أبيات للشيخ إسماعيل القحيف(ِ) المقدـ ذكره يذـ بها‬
‫ذمار‪ ،‬كىي في كزانها أيضان كىو قولو(ّ)‪:‬‬
‫لست أدعى في الوغى حامي الذمار ‪ ...‬إف تصبرت على سكنا ذمار‬
‫أرضها ال تعرؼ النهر كال ‪ ...‬مد فيها الدكح ظبلن كالعذار‬
‫كإذا سافرت العين بها ‪ ...‬رتعت في أرض صخر كحجار‬
‫كل يوـ أنا فيها ملوـ ‪ ...‬بزكاـ أك صداع أك دكار‬
‫كقد مدح ذمار أيضان المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ(ْ)‪:‬‬
‫كإذا نظرت إلى ذمار كجدتها ‪ ...‬حسنان لم تلبس نفيس درارم‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع األقمار ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ّ) ينظر مطلع األقمار ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ْ) ينظر ترجمة ( ‪ ) /‬بمطلع األقمار‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٓٗ/‬‬

‫فؤلىلها إف اجدبت أرجائها ‪ ...‬طبع الكراـ كشيمة األحرار‬


‫فببلبل الركضات أقبلـ غدت ‪ ...‬يغني بها عن مزىر كىزار‬
‫ال يخضعوف لفاتك كمؤامر ‪ ...‬فخضوعهم للضيف أك الجار‬
‫كيعز بينهم الغريب كأنو ‪ ...‬من أىلم في أىلو كالدار‬
‫كلهم لدل البأس الشديد مواقف ‪ ...‬تقضي لهم بعظائم األخطار‬
‫فهم ىم أىل الحقيقة كالوفا ‪ ...‬كالصدؽ في اإلعبلف كاإلسرار‬
‫[رحلتو إلى الكبس كغيرىا]‬
‫ثم رحل شيخنا صاحب الترجمة إلى (ىجرة الكبس) في سنة تسع كخمسين كمائة كألف‪ ،‬فقرأ‬
‫بها على السيد العبلمة يحيى بن أحمد الكبسي(ُ)‪ ،‬كصايا الخالدم كنقلها بخطو‪ ،‬ثم رحل‬
‫إلى (السودة) في محرـ سنة َُُٔىػ‪ ،‬ثم إلى (شهارة) ثم إلى (ىجرة ًذ ٍم بًٍين)‪ ،‬كقرأ بها على‬
‫الفقيو صفي الدين أحمد بن علي سبلمة(ِ) في أصوؿ الدين‪ ،‬كعلى القاضي العبلمة عبد اهلل‬
‫بن علي حنش(ّ)‪ ،‬كاستقر بها نحو ثبلثة أشهر ثم رحل إلى مدينة (زبيد)‪ ،‬فأقاـ بها برىة يأخذ‬
‫في العلوـ على علمائها كالشيخ العبلمة عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي(ْ)‪ ،‬كصحبو زمنان‬
‫طويبلن كاجتمع بو في الحرـ كابن عمو الشيخ العبلمة محمد بن عبلء الدين المزجاجي(ٓ)‪،‬‬
‫كالسيد العبلمة عبد اهلل شريف‪ ،‬كالفقيو المقرئ إسماعيل بازم‪ ،‬كغير ىؤالء‪.‬‬
‫[رحلتو إلى مكة كالمدينة]‬
‫ثم رحل إلى (مكة) المشرفة‪ ،‬كإلى (المدينة) المنورة‪ ،‬كىاجر بهما زمنان كثيران كتردد إلى مكة‬
‫للحج كلطلب العلم مراران‪ ،‬كلقي في الحرمين نحوان من أربعين شيخان ما منهم [من] أحد إال كىو‬
‫محل في حلة المضمار‪ ،‬كإماـ في كل فن ال يشق لو غبار‪ ،‬فقرأ عليهم في النحو كالصرؼ‬
‫كالمعاني كالبياف كالبديع كاللغة كالوضع كالحديث‪ ،‬كمصطلح األثر‪ ،‬كالتفسير كالفقو كاألصولين‬
‫كالمنطق كالجدؿ كالفرائض‪ ،‬كالحساب كالمساحة‪ ،‬كالجبر كالمقابلة كالهيئة كاألزياح‪ ،‬كالهندسة‬
‫كالطبيعي كالطب‪ ،‬كغير ذلك‪.‬‬
‫كأجازكا لو في جميع العلوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمتو‪.‬‬

‫(ِ‪)َُٔ/‬‬

‫[(ُٖٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬محمد بن الطيب بن محمد المغربي](ُ)‬


‫(َُُُ‪َُُٕ-‬ىػ‪ُٖٓٔ-ُٖٔٗ/‬ـ)‬
‫كمن أجلهم الشيخ العبلمة محمد بن الطيب المغربي‪ ،‬ثم المدني كاف إمامان في العلوـ سيما‬
‫اللغة كاسع الحفظ كثير االطبلع‪ ،‬شرح (القاموس) شرحان نفيسان في مجلدات ككاف مائبلن عن‬
‫المجد كثير النقم عليو يلوـ من يفضلو على الصحاح بل من يساكم بينهما كغالب شرحو فيما‬
‫يتعلق باالنتصار لصاحب الصحاح كاالعتراض على القاموس‪ ،‬كتوفى الشيخ محمد في جمادل‬
‫األكؿ سنة َُُٕىػ‪ ،‬كمنهم الشيخ العبلمة محمد حيوة السندم‪.‬‬
‫[(ُٗٗ‪ )/‬استطراد‪ :‬عطاء اهلل بن حم األزىرم](ِ)‬
‫(‪ -...‬بعد ُُٖٔىػ‪ -.../‬بعد ُِٕٕـ)‬
‫كمنهم الشيخ العبلمة عطاء اهلل بن أحمد بن عطاء اهلل بن أحمد األزىرم [المكي] الشافعي‪،‬‬
‫ككاف محققان في العلوـ كلو عدة مؤلفات قرأ شيخنا عليو أكثرىا‪ ،‬فمنها مؤلفو سماه (معاقد‬
‫التخليص لمقاصد التلخيص)‪ ،‬في علم البياف اختصره من تلخيص القزكيني كاقتصر على جميع‬
‫ما فيو من القواعد كنظم ما احتول عليو من الفوائد‪ ،‬مع ذكر ما قل من األمثلة الجزئية‪ ،‬كإيراد‬
‫بعض من الدالئل المرضية‪ ،‬كذلك األمر أقضاه تأصيل القواعد كإال فالمتوف ليس من دأبها ذكر‬
‫األمثلة كالشواىد‪ ،‬كمنها مؤلفو (شرح القوؿ المدعي في تلخيص المقنع في علم الجبر‬
‫كالمقابلة) كمنها (غاية الرفع إلى ذركة الوضع) كمنهم الشيخ العبلمة أبي الحسن السندم(ّ)‪،‬‬
‫كمنهم الشيخ عمر الحلبي(ْ) إماـ العلوـ الرياضية من الهيئة كالهندسة كالحساب كاإلزياح‬
‫أخذ عنو شيخنا في الهيئة كالهندسة كزيح المثنى‪.‬‬
‫[(ََِ‪ )/‬استطراد‪ :‬يحيى بن صالح الحباب الحنفي]‬
‫__________‬
‫(ُ) * األعبلـ(ٔ‪ )ُٕٖ-ُٕٕ/‬كمنو‪ :‬سلك الدرر(ْ‪ ،)ُٗ/‬المستطرفة (ّٔ)‪ ،‬الدر الفاخر‬
‫(ُّْ‪ ،)ْٕ،‬مجلة المجمع العلمي العربي (ُِ‪ ،)ٓٓ/‬التاج‬
‫(ُ‪ ،BOOCK.5.2.522)ّ/‬الكتبخانة(ْ‪ ،)ٖٔ/‬التيمورية (ْ‪ )ُْٖ/‬األزىرية (ْ‪.)ّ/‬‬
‫(ِ) * األعبلـ(ْ‪ )ِّٔ/‬كمنو‪ :‬دار الكتب (ُ‪ٖٓ/ْ(،)ِْٔ/ّ( )ُِِ،ِِْ،ٕٓٓ/‬‬
‫القسم األكؿ)‪.)َُٓ/ٕ،‬‬

‫(ِ‪)ُُٔ/‬‬

‫كمنهم الشيخ العبلمة يحيى بن صالح الحباب الحنفي‪ ،‬ككاف بينو كبين شيخنا صاحب الترجمة‬
‫كماؿ المودة كلو إليو عدة مكاتبات فمنو ما كتبو الشيخ يحيى من (مكة) إلى شيخنا كىو‬
‫بالمدينة‪.‬‬
‫استفتح الرقم بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم بالحمد اهلل الذم بيده أزمة األمور كبقدرتو كل‬
‫ميسور كمعسور‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على خير أنبيائو كعلى آلو كصحبو كأكليائو‪ ،‬إف شرؼ ما‬
‫يصدر في رسائل اإلخواف الصفا‪ ،‬كأظرؼ ما يصور في كسائل أخداف االصطفاء‪ ،‬سبلـ اهلل‬
‫األسنى كتحياتو المباركة الحسنى‪ ،‬كثناؤه الوافر األسمى‪ ،‬نقدـ ذلك كنهديو‪ ،‬كنرفعو كنسديو إلى‬
‫حضرة موالنا الوجيو حفظو اهلل تعالى كأداـ إمداداتو عليو‪ ،‬ككالى أما بعد‪.‬‬
‫فإف السؤاؿ عن أحوالكم متواتر‪ ،‬كالشوؽ إلى رؤياكم ليس لو آخر‪ ،‬كيف كإف القلب قد‬
‫سكنتم شغافو‪ ،‬كثمر أدكاح األركاح أحكمتم قطافو‪ ،‬كقد بعثت لكم ىذا كتاب بعد كتاب‪،‬‬
‫كبسطت فيو ما معكم الخطاب‪ ،‬فبل يرد ألحدىما جواب‪ ،‬فليت شعرم ىل موجب ذلك سوء‬
‫حظي القاصر‪ ،‬الذم ليس عليو ناصر الخ‪.‬‬
‫كقد كاف أجاب شيخنا على الكتابين المشار إليهما كصورة جوابو‪.‬‬
‫باسمك يا سيدم بديع الكائنات ببل مثاؿ سبق‪ ،‬كيا مبدع بليغ اآليات على أكمل نظاـ كنسق‪،‬‬
‫صلي على نبيك صاحب اآليات‪ ،‬كمظهر الحكم كالمعجزات‪ ،‬الظاىرة ظهور الفلق‪ ،‬كعلى آلو‬
‫كأصحابو خلفاء األمة كحلفاء الكتاب كالسنة‪ ،‬ما زاف كجو األرض نوران ككرؽ‪ .‬أما بعد‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٔ/‬‬

‫فأتم سبلـ كأعم إكراـ‪ ،‬يمؤلف الوجود عددان‪ ،‬كيتواتراف على مدل الدىر سرمدا‪ ،‬ما ظهر صبح‬
‫كشفق‪ ،‬مشفوعين بنفحات تحيات تفوح‪ ،‬كلمعات بركات تلوح‪ ،‬يخجبلف المسك األذفر‪،‬‬
‫كالنير األعظم كاألصغر‪ ،‬ما الزـ المحب نحوؿ كرؽ‪ ،‬يخصاف حضرة يتحاسد عليها الليل‬
‫كالنهار‪ ،‬كالبكر كاألصاؿ‪ ،‬كاألسحار‪ ،‬كتفخر حصبائها على الشموس األقمار‪ ،‬كزغامها على‬
‫األثمد في الحدؽ حضرة من عبل على السماؾ قدران كظهر ظهور الشمس على البسيطة ذكرا‬
‫كحاز شريف الحبلؿ كحاز منيف الكماؿ‪ ،‬فحق لو أف يتمثل بقوؿ من سبق‪ ،‬فبل كأبيك ما‬
‫أخشى انتقاصان كال كأبيك ما أرجو ازديادان‪ ،‬حضرة عبلمة أـ القرل كإنساف عين أعياف الورل‪،‬‬
‫من يفخر بو األكؿ كاآلخر‪ ،‬كيعقد عليو خناصر األكابر كاألصاغر‪ ،‬ال يدرؾ الواصف المطرم‬
‫خصائصو‪ ،‬كإف يكن سابقان في كل ما كصف حضرتو‪ ،‬من يقوؿ حاسده‪ ،‬كزفراتو تتصاعد عن‬
‫شدة ما يكابده ىي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عزاء جميبلن خلد اهلل صوابغ نعمو‬
‫عليو كتوابع منو لديو مضاعفة بعدد موجات المحيط‪ ،‬كعدد دكرات المحيط‪ ،‬ىذا ككتاباكم‬
‫الكريماف كصبل على السوادين من العين كالقلب نزالن قد تضمنا من البديع ما يعجز منو البديع‪،‬‬
‫كال عجب فقد يفوؽ المتبوع التابع ناصيو بمرقومين ليس لهما في الحسن ثاف كىما النيرا‬
‫األكؿ كالرابع ثالث كرابع‪ ،‬كفهمت ما انطوم عليو من جميع ما أشرتم إليو‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫(ِ‪)ُّٔ/‬‬

‫كمنو ما كتبو الشيخ يحيى من (مكة) المشرفة مجيبان على شيخنا كىو بػ(المدينة) سنة‬
‫ُُِٔىػ‪ ،‬إف أزىى ركض حبكت بأنامل العهاد بركده‪ ،‬كأزىر فنن أخضل نسيج ككف‬
‫السحايب‪ ،‬أملوذه كانظر غصن تفتت عليو بالرباب رعوده‪ ،‬كأعطر ريح فاح غب الوابل غزاره‬
‫كرنده كعوده‪ ،‬أشرؼ سبلـ أرؽ من النسيم في مسراه‪ ،‬كأظرؼ ثناء أركؽ من حلوؿ الحب في‬
‫نادم المتيم كذراه‪ ،‬كأشفو شوؽ طفت أنهاره الحالية‪ ،‬كنمت أزىاره فأزرت بعرؼ الغاليو‪ ،‬إلى‬
‫من علت رتبتو على تاسع األفبلؾ‪ ،‬كسمت ىمتو فلو شاء لوطء بها السماؾ‪ ،‬الحائز لفضيلتي‬
‫العلم كالنسب‪ ،‬الجامع بين طرفي الكماؿ الغريزم كالمكتسب‪ ،‬كارث سيادة عن آبائو فلم يكن‬
‫في إرثها بكبللة مسلسل أحاديث الفضل عنهم‪ ،‬كما تم ذلك إال لو فهو الذم إف افتخر بنفسو‬
‫كاف لو منها عليها دالئل‪ ،‬كإف فاخر بآبائو قاؿ لساف حالو أكلئك آبائي فهل من مماثل أك من‬
‫مناظر‪ ،‬من ال أسميو إجبلالن كتكرمو كقدره المعتلي عن ذاؾ يكفينا أداـ اهلل إمداداتو‪ ،‬نهل عليو‬
‫كأسبلعلى ذاتو‪ ،‬ما ىو جدير بنسبتو إليو‪ ،‬كأقر بركيتو منا العين كأغنانا بذلك عن السؤاؿ عنو‬
‫بكيف كأين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫فإف ىبت من تلقاء مدين معركفكم المعهود‪ ،‬كنسمات التفات إلى المخلص الودكد‪ ،‬فإنو غريب‬
‫كإف كاف في الوطن كثيب‪ ،‬سار قلبو مع الركباف‪ ،‬كإف كاف قد فطن ما سجعت كرؽ على كرؽ‪،‬‬
‫كطل كاصطبح مسركر كأغتبق‪ ،‬إال كىو يتألم من جول كيد جرل داميو من ألم الفراؽ‪ ،‬كمقلة‬
‫عبر ال يتكفف كمعها المهراؽ‪ ،‬بلغ الشوؽ في ىواؾ محبلن لست أدرم كال أبث شركحو‪ ،‬كلم‬
‫أكدعك حين كليت عني أنت ركحي كمن نوع ركحو ىذا كقد كرد لنا من تلقائو أطاؿ اهلل تعالى‬
‫مده بغاية مرسوـ سطعت أنواره‪ ،‬كطلعت بالمسرة شموسو كأقماره‪ ،‬كتضاحكت في عرصات‬
‫المجد كمائمو كأزىاره‪ ،‬كجرت في جداكؿ الركع عيونو كأنهاره …إلخ‪.‬‬

‫(ِ‪)ُْٔ/‬‬

‫كصورة جواب صاحب الترجمة أشرؼ ما صدر في الرسائل‪ ،‬كأتحف ما قدـ في الوسائل‪ ،‬ما‬
‫يود أف يكوف لو حور العين حبران‪ ،‬كما تغار من رقو درر البحور‪ ،‬في النحو لما طلع في سماء‬
‫الفخار بدرا‪ ،‬أعني جد من فاض جوده فعم كأسبل جزيل المنح كالنعم‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ الذين‬
‫ختامهما مسك كمزاجهما من تسنيم على سيدنا محمد كآلو كصحبو كتابعي منوالو‪ ،‬كالسبلـ‬
‫الذم يخجل نور زىر البركج‪ ،‬كيندم بنور زىر المركج‪ ،‬مشفوعان بلطائف التحيات‪ ،‬كنوامي‬
‫البركات‪ ،‬ما غردت ذات جناح‪ ،‬كأسفر من غسق صباح‪ ،‬نخص خبلصة األماجد كاألكارـ‪،‬‬
‫كقدكة ذكم المفاخر كالمكارـ الخ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كأكؿ رحلة رحلها شيخنا صاحب الترجمة إلى (مكة) [المشرفة] سنة ستين كمائة كألف‬
‫ككصل إليها أياـ الحج كسكن بها سنة ثم رحل [إلى] المدينة‪ ،‬كبقي بها سنة ثم عاد للحج‬
‫كرجع إلى صنعاء فاتصل بالبدر األمير(ُ)‪ ،‬كقرأ عليو الكثير من مؤلفاتو‪ ،‬ككقع بينهما من‬
‫المودة كالمصافاة ماال يكاد يكوف بين أحد‪ ،‬ككاف البدر يفتخر بو كيعظمو كثيران كيراجعو في‬
‫المشكبلت كيفضلو في العلم على جميع من شاىد من علماء الشاـ كاليمن‪ ،‬بل كفضلو على‬
‫نفسو في رسوخ الملكة في علوـ اآلالت كالمعقوؿ في شدة الذكاء كحسن الصناعة‪ ،‬ككاف البدر‬
‫يتألم من فراقو كثيران ال يكاد يصبر عنو يومان‪ ،‬كرأيت في بعض مؤلفات صاحب الترجمة أنو‬
‫صحب البدر األمير مدة سبع سنين لم يفارقو في أكثرىا ليبلن كال نهاران‪ ،‬كبينهما من المكاتبات‬
‫ما يشنف األسماع بدراريو فمن ذلك ما كتبو صاحب الترجمة إلى شيخو البدر رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫قسمان بهم كبغيرىم ال أحلف ‪ ...‬لم ألق بحران قط مثلك يوصف‬
‫فليجرين ما شاء فلك ببلغة ‪ ...‬في يم فضلك من لفضل تعرؼ‬
‫كقفا عليك فبلت يمين تذكر ‪ ...‬لمعاىد فيها األغن األىيف‬
‫كالغض أثمر بدران تم فوقو ‪ ...‬من شعره الوجعي ليل أغطف‬
‫لم أنسو أفديو يوـ كداعو ‪ ...‬كبو كما بي زفرة تتضعف‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُٔٓ/‬‬

‫أنستو موضع عقده دىشان فحلى ‪ ...‬بالعقود مسيل دمع يذرؼ‬


‫كأغن في فيو سبلؼ مزجها ‪ ...‬عسل أديف بعنبر ال يعرؼ‬
‫كعذاره و‬
‫آس أحاط بكأس يا ‪ ...‬قوت بو الدر النظيم مرصف‬
‫نشواف ال يصحو كخمرة ريقو ‪ ...‬ككذاؾ ال أصحو لوجد يدلف‬
‫فلقرقف ما ذقتها في فيو لم ‪ ...‬نصحو كبلنا أسكرتو القرقف‬
‫يا صاحبي كلست أعني غير من ‪ ...‬أدعوه في أمر فبل يتوقف‬
‫ال من يرل حق الصديق شقاقو ‪ ...‬كعن التودد لؤلحبة يأنف‬
‫شبع عيونك بالمدامع إف تكن ‪ ...‬يومان إلى عين لو تتشوؼ‬
‫ال تقطعن سراؾ خيفة صارـ ‪ ...‬للصبح ليس بقاطع يتحوؼ‬
‫حتى تنح بحضرة حصباؤىا ‪ ...‬تعلو على زىر النجوـ كتشرؼ‬
‫فيها كتاب اهلل كالسنن التي ‪ ...‬في كل لفظ ركضة تتزخرؼ‬
‫فاستجل باإلسماع در فضائل ‪ ...‬إف الح للشمس المنيرة تكشف‬
‫كرياض آداب تفاخر نورىا ‪ ...‬نور الهبلؿ فعندىا يتكلف‬
‫أكصاؼ أفضل عالم لم يأت في ‪ ...‬الماضي كلم يأت سواه فيخلف‬
‫من فضلو يهدم البليغ لمدحو ‪ ...‬فيركؽ نظم الشعر فيو كيطرؼ‬
‫رفع اإللو فرض علم محمد ‪ ...‬بمحمد فهو اإلماـ األشرؼ‬
‫يا ماجدان ال نستطيع لحوقو ‪ ...‬الثقبلف في كصف كإف يتعسف‬
‫ال أعرؼ المغبوف إال من لو ‪ ...‬طرؼ إلى لقياؾ لما يطرؼ‬
‫ال زلت تنشر علم أحمد ما بقى ‪ ...‬أبدان على كجو الزماف مصنف‬
‫فأجاب البدر األمير بقولو (ُ)‪:‬‬
‫قد شف جسمي طوؿ ما أتشوؼ ‪ ...‬لمشرؼ بلقائو أتشرؼ‬
‫مالي ككصفو الغانيات كقد مضى ‪ ...‬زمن الصبا فسلوت عما يوصف‬
‫قد كنت بالتشبيب عثر شبيبتي ‪ ...‬كالدىر فيما ارتضى يتصرؼ‬
‫أدر الرقاع على األحبة أكوسان ‪ ...‬برقيق نظم ما سواه القرقف‬
‫فإذا ترشفت المسامع لفظو ‪ ...‬خلت القلوب من المسامع ترشف‬
‫كإذا عطفت على الرياض ككصفها ‪ ...‬قلت الغصوف لرقو تتعطف‬
‫إذ كاف لي إخواف لطف كلهم ‪ ...‬بالطبع ال بتكلف يتلطفوا‬
‫ال يعرفوف سول الوفاء من خلة ‪ ...‬إف الجفا منكر ال يعرؼ‬
‫إف قلت شعران أنشدكه تناىيان ‪ ...‬كل إلى ما قلتو متشوؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص ( )‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٔٔ/‬‬

‫ىذا يبالغ في تحفظو كذا ‪ ...‬ببراعة لخليلو يستوقف‬


‫كإذا أديرت للعلوـ مسائل ‪ ...‬كغدت سيوؼ البحث فيها ترىف‬
‫شاىدت فرساف الذكاء كأنهم ‪ ...‬في حلبة كل مجل ينصف‬
‫كرأيت أقبلـ الفوائد أصبحت ‪ ...‬كمناقر للطير كل يخطف‬
‫لهفي على قوـ سقاىم حينهم ‪ ...‬كأسان بها كل البرايا يغرؼ‬
‫كاآلف صرنا في زماف كلو ‪ ...‬ذنب فعنو كعن بنيو أصدؼ‬
‫فمدحنا ما قد مضى من دىرنا ‪ ...‬سقيان لو عن ذـ ىذا يصرؼ‬
‫كأقوؿ حياه كحيي أىلو ‪ ...‬حذران كخوفان من زماف يخلف‬
‫كاعطف عناف براع لنظمك كاصفان ‪ ...‬من جاء منو در نظم يوصف‬
‫عقد من الياقوت قد قلدتو ‪ ...‬جيد الرقاع كطرزتو األحرؼ‬
‫ففضضتو فأفاض بحر مدامعي ‪ ...‬كذكرت ما لم أنس مما أعرؼ‬
‫أياـ كنت مذاكران لي من مضى ‪ ...‬ممن كصفتهم كمن لم يوصف‬
‫كانت توافقنا بكل خريدة ‪ ...‬من كل فائدة تركؽ المنصف‬
‫أتراه غاض الدىر طيب كصالنا ‪ ...‬فسعى إلى تفريقنا يتعجرؼ‬
‫أـ عين حاسدنا أصيبت بالعمى ‪ ...‬نظرت إلينا حسرة تتلهف‬
‫كعسى كعل بعد ىذا غيره ‪ ...‬كرجا لقاء من غير ما يستشرؼ‬
‫كإليكها قد ألبست من لطفها ‪ ...‬برد بمدحك كالثناء معرؼ‬
‫صدرت كبي ألم فجد لي بالدعاء ‪ ...‬فرآه بعد دعاؾ ال يتوقف‬
‫ككتب البدر األمير إلى صاحب الترجمة مطلعان للجواب فقاؿ كىي آخر مكاتبتو بينهما ألنها‬
‫كانت في سنة ُُّٖىػ كإنما ذكرت ىاىنا استتباعان لما تقدمها من قديم المكاتبات كالشيء‬
‫بالشيء يذكر(ُ)‪:‬‬
‫لو تراني يوـ الرحيل كدمعي ‪ ...‬في خدكدم يسيل سيل الوادم‬
‫فترل كاببلن كرعدان كبرقان ‪ ...‬من جفوني كزفرتي كفؤادم‬
‫قتل البين كم أباف من األتراح ‪ ...‬بعد األفراح في كل ناد‬
‫كالليالي تكدر الصفو كاإلحساف ‪ ...‬من عهد آدـ كإياد‬
‫صفوىا دائمان مشوب بأكدار ‪ ...‬لدل ذم نباىة كانقياد‬
‫ليس يخفى إال على جاىل أحقر ‪ ...‬من أف يقيو بجماد‬
‫ال يرل نعمة سول غصن ما ماؿ ‪ ...‬إال بريح نغمة شاد‬
‫يرشف الشمس من فم البدر أك ‪ ...‬من كأسو فهو في الهول غير صاد‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف األمير ص ( )‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٕٔ/‬‬
‫[كيقاني المداف بصنع ثوب الليل ‪ ...‬فخران إذا كاف ثوب جداد]‬
‫كيف يبدك فجران مع الشعر لوال ‪ ...‬صبغة بالمداـ كألف صادم‬
‫أك كأف الصباح و‬
‫غاد ‪ ...‬فأـ الليل إذ كاف ساتران للعباد‬
‫فنعاه الحماـ إذ الح في الشرؽ ‪ ...‬دـ بالحماـ منو باد‬
‫[بل تجلى الصباح إذ الح نوران ‪ ...‬إلماـ األعبلـ كاألمجاد]‬
‫ما أحالت علومو ظلم البدعة ‪ ...‬في العالمين صبح رشاد‬
‫ال عجيب إف تقل بالعين من يجلى بو ‪ ...‬الغبن من عيوف العباد‬
‫كل حرؼ من علمو فهو إكسير ‪ ...‬ظبلالت ذم الهول كالعناد‬
‫ككأف الذم يفوه بو ركح علوـ ‪ ...‬التحقيق كاالجتهاد‬
‫لو رآه يحيى لقاؿ بو يحيى ‪ ...‬صحيح الحديث كاإلسناد‬
‫ككذا أحمد يقوؿ أنا أحمد ‪ ...‬أثاره لدل النقاد‬
‫كبو كل عالم قد رأينا ‪ ...‬في قديم اإلعصار كاآلباد‬
‫قد أتى بعدىم فذلك ‪ ...‬ال يفقد منهم فردان لذم التعداد‬
‫إف تقضي نجل إسماعيل ‪ ...‬راكم الصحيح لئلرشاد‬
‫فكفانا محمد نجل إسماعيل ‪ ...‬عن كل عالم نقاد‬
‫كمن ذا إذا قاؿ مخاطبان أك خطابان ‪ ...‬في خطوب أبصرت قس إياد‬
‫لست أدرم إف قاؿ شعران ‪ ...‬إذ رأه من خضم أـ الدرارم بوادم‬
‫داـ ما دار علمو بهدل األمجاد ‪ ...‬في األغوار كاألنجاد‬
‫فأجاب البدر بقولو كىو آخر شع ور قالو رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫ما رحلتم عن مقلتي كسوادم ‪ ...‬بل نزلتم في مهجتي كفؤادم‬
‫أنت عندم في كل حين مقيم ‪ ...‬عند إصدار القوؿ كاإليراد‬
‫كجليسي إف كنت بين أناس ‪ ...‬ثم أكلى في حالة اإلنفراد‬
‫فعجيب ذكر الوداع كدمع العين ‪ ...‬منكم يسيل سيل الواد‬
‫كم بعيد ىو القريب لقلبي ‪ ...‬كقريب في غاية االبتعاد‬
‫ليس قرب األجساـ عندم قربان ‪ ...‬إنما القرب في صميم الفؤاد‬
‫لست أشكو إبعاد من غاب عني ‪ ...‬فهو عندم في ركضة من كادم‬
‫مثل تلميذنا العزيز ‪ ...‬أبي إبراىيم فخر اآلباء كاألجداد‬
‫نور عين الذكاء كبادرة الدىر ‪ ...‬كمن نار ذىنو في اتقاد‬
‫لو تقدـ زمانو عضد الدين ‪ ...‬لكانت لو عليو األياد‬
‫أك تقدـ على الشريف ‪ ...‬كسعد الدين كانوا لو من القصاد‬

‫(ِ‪)ُٖٔ/‬‬

‫لينالوا منو الذم لم ينالوا ‪ ...‬من علوـ جلت عن التعداد‬


‫قد أتانا نظامك العذب يشكوا ‪ ...‬من تناء عن قربنا كبعاد‬
‫نحن نشكو مثل الذم أنت تشكو ‪ ...‬كإف كنا نراؾ في كل ناد‬
‫غير أف العينين تطلب حقان ‪ ...‬صادقان ثابتان من الميبلد‬
‫إف ترل من تحبو كلهذا ‪ ...‬قاؿ موسى الكليم ىذا مرادم‬
‫كإذا لم ترل الذم ىي تهول ‪ ...‬قنعت من كصالو بالثماف‬
‫ببياض يأت بأخبار حب ‪ ...‬ترجمتها عنو لساف المداد‬
‫مثل ما ترجمت نقوش أتتنا ‪ ...‬كخضاب في كجنة لسعاد‬
‫أفهمتنا كل المراد كزادتو ‪ ...‬دمت في نعمة بنيل المراد‬
‫كعليك السبلـ مني تترل ‪ ...‬ال إلى غاية لو بالنفاد‬
‫كمن ذلك ما أجاب بو البدر عن صاحب الترجمة كقد أرسل إليو بقصيدة لم أظفر بها فأجاب‬
‫البدر في غير البحر بقولو(ُ)‪:‬‬
‫أىذا الذم في كأس نظمك قرقف ‪ ...‬أبن لي أـ سحر حبللي مزخرؼ‬
‫تحير فكرم في حقيقتو فما ‪ ...‬أظنك إال في النجوـ تسرؼ‬
‫نظمت الدرارم عقد نظم كجئتنا ‪ ...‬بمعجزة عن مثلها لست أصدؽ‬
‫تجدم بها أىل الببلغة كالدعى ‪ ...‬النبوة فيها يتبعوؾ كيعرفوا‬
‫فإني قد أمنت أنك شاعر ‪ ...‬فبل تتحداني كال تتعرؼ‬
‫تبارؾ من أعطاؾ بحر ببلغة ‪ ...‬فكل بليغ من معانيك يغرؼ‬
‫فلو كنت في العصر القديم لما غدا ‪ ...‬حبيب حبييان بالببلغة يوصف‬
‫كألحمد فيها حميد نظامو ‪ ...‬كال البن برد فيو برد مفوؼ‬
‫كالبن سليماف لمعجز أحمد ‪ ...‬كذكرل حبيبي في العلوـ يؤلف‬
‫سقى اهلل دىران ضم شملي بشملكم ‪ ...‬على خفض عيش حسنو ال يكيف‬
‫ككنا كندماني جذيمة برىة ‪ ...‬من الدىر حتى ساء منو التصرؼ‬
‫ففرؽ جمعان كاف في الحسن مفردان ‪ ...‬كشتت شمبلن كىو في الحسن يوسف‬
‫على رغمو األكراؽ تجمع شملنا ‪ ...‬فنظمكم كصل لشملي مؤلف‬
‫أتى كىو في شرخ الشباب كأنما ‪ ...‬على خده كرد الشبيبة يقطف‬
‫فبلقاه شعرم كىو شيخ على العصا ‪ ...‬معانيو إف حققتها فهي تخرؼ‬
‫حكى كل نظم حاؿ من ىو ناظم ‪ ...‬كال عجب فالفرع باألصل يعرؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف األمير ( )‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٔٗ/‬‬

‫كمن خرؼ قد خاض في غير بحركم ‪ ...‬خشى غرقان إف خاضو كىو مدنف‬
‫فاسبل عليو حلة العذر ساتران ‪ ...‬لعيب معانيو فبل تكشف‬
‫كاتصل صاحب الترجمة باإلماـ المهدم بن المنصور اتصاالن كثيران‪ ،‬ككاف المهدم كثير‬
‫االستدعاء لو كالمحادثة معو‪ ،‬كتدكر بينهما كؤكس المذاكرة كيتجاذبا أطراؼ المباحثة‪ ،‬في‬
‫مسائل علمية كأدبية خصوصان في األبحاث الطبية‪ ،‬كخواص األحجار‪ ،‬كأكرمو المهدم إكرامان‬
‫عظيمان كأعطاه عطاء كاسعان كأما كزيره الفقيو صفي الدين النهمي(ُ)‪-‬رحمو اهلل‪ -‬فكاد أف ال‬
‫يفترقا كصفى ماء الصحبة بينهما من جميع األكدار‪ ،‬كاستشاره في مهماتو كأطلعو على األسرار‪،‬‬
‫كاتصل صاحب الترجمة أيضان بالمولى محمد بن إسحاؽ(ِ)‪ ،‬كقرأ عليو كطار صيتو كانتشر‬
‫ذكره‪ ،‬كشاع فضلو كصار علمو‪ ،‬كأقر لو مشائخو ببلوغو رتبة الكماؿ كأرسلو اإلماـ المهدم إلى‬
‫الشرؼ‪.‬‬
‫[(َُِ‪ )/‬استطراد‪ :‬أبي عبلمة‪ :‬حم بن محمد الشرفي الساحر]]‬
‫ألخذ الحقيقة عن الساحر المسمى بأبي عبلمة‪ ،‬بعد اتفاؽ أىل الحل كاإلبراـ في حضرة‬
‫المهدم بأنو ال يصلح لذلك كال يأخذ حقيقتو كما ىو عليو إال صاحب الترجمة لكماؿ عقلو‬
‫كسعة علمو‪ ،‬كتفننو في جميع العلوـ العقلية كالنقلية كحسن نقادتو كرجوليتو‪ ،‬فأرسلو اإلماـ‬
‫المهدم خفية كعزـ إليو كاختلط بأعوانو كأخذ حقيقة ما عندىم كاتفق بأبي العبلمة بعد محاكلة‬
‫في االتفاؽ بو كبيرة‪ ،‬فوجده رجبلن أسودان شديد الجهل كالتفضيل بعيد الفهم جامد الذىن‪ ،‬أبلد‬
‫من الحمار غير أف لو يد في األكفاؽ كلو أصحاب دىاة أكلو مكر كخديعة كحذؽ كصناعة‬
‫لؤلرجاؼ كتشييع األكاذيب كالتعمية على المجاذيب كالوافدين كالتصرؼ لهم كليس ألبي‬
‫عبلمة إال عمل األكفاؽ لهم فقط‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َُٕ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككاف ظهوره في سنة ُُّٔىػ‪ ،‬في مخبلؼ الشرؼ من أعماؿ أفلح فهو رجل من‬
‫التكارير(ُ) يسمى بأبي عبلمة‪ ،‬كبالحاج جابر‪ ،‬لو في السحر كالشعبذة(ِ) يد طويلة فعكف‬
‫بمسجد منها‪ ،‬ككاف معو قطع من خرؽ صغار مطوية يزعم أنها راية المهدم المنتظر‪ ،‬ثم ما زاؿ‬
‫يضطرب في دعول االنتساب‪ ،‬فتارة يقوؿ أنو السيد أحمد بن محمد كتارة يقوؿ أنو داعي‬
‫المهدم كتارة أنو من أكالد القاسم بن محمد كقيل أنو نشأ بمكة‪ ،‬ككفد إليها صغيران من‬
‫(المغرب) (ّ) كمعو من التكارير جماعة كىم رفقتو كلما استقر بتلك العكفة من الشرؼ ماؿ‬
‫الناس إلى أكاذيبو من التمويهات ككردت األخبار إلى (صنعاء) كأقطار (اليمن) بما ىو عليو‪،‬‬
‫كأنو كثير الثنا على [اإلماـ] المهدم العباس بن المنصور كالدعاء لو‪ ،‬كاإلنكار على قبائل‬
‫(حاشد) ك(بكيل)‪ ،‬الستيبلىم على ببلد المغارب‪ ،‬كأنو يريد جهادىم كدفعهم عن تلك‬
‫المصائب‪ ،‬كحمل الناس أمره على أنو من أىل الزكايا كالفضل كأنو ممن يجذب إليو النذكر‬
‫كبالمجاذيب تتم اإلرادة كتنفذ الحيلة على العواـ‪ ،‬كمع ذلك لم يلتفت اإلماـ إلى شأنو كال‬
‫خطر ببالو ما يؤكؿ إليو الحاؿ‪ ،‬فاغتر بو الجم الغفير من الجهاؿ‪ ،‬كلم يزؿ يتوعد القبائل كيزعم‬
‫أف الجن من جنده‪ ،‬كانظم إليهم تكارير (تهامة) كقصده العواـ للزيارة من أقصى الببلد البعيدة‪،‬‬
‫كنذر لو النذكر الواسعة‪ ،‬كصنع آالت الريح مرافع من فخار مثلثة الشكل‪ ،‬كزعم أنو كجدىا مع‬
‫كنز عظيم كأف الضرب في تلك المرافع تعصم الجيش من القتل‪ ،‬كحفر حفاير في األرض‬
‫كأكىم أف منها الكنوز كأنو عما قليل يبين الرموز‪ ،‬كيظفر بالملك‪ ،‬كأف لصاحبو سبعة دعاة إلى‬
‫األقاليم كأف عمره ضعف العمر الطبيعي فكثر كبلـ الناس في شأنو حتى نسب إليو أنو ال يأكل‬
‫__________‬
‫(ِ) الشعبذة‪ :‬شعب ىذ‪ :‬مهر في اإلحتياؿ كرأل الشيء على غير حقيقتو‪ ،‬معتمدان على خداع‬
‫(شعبى ىذ)‪.‬‬
‫الحواس‪ ،‬كزين الباطل إليهاـ أنو حق‪ .‬المعجم الوسيط‪ .‬مادة ٍ‬
‫(ّ) المغرب‪ :‬أم الببلد الواقعة غرب اليمن‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُٕ/‬‬
‫كال يشرب كال يبرح من مسجده عاكفان‪ ،‬ككاف أكؿ ما بدأ بو أنو كجو أنفاران من مجاذبيو كمعهم‬
‫خرقة كمرفع(ُ)‪ ،‬من تلك المرافع على رجل من حاشد يقاؿ لو ابن األعور ككاف قد جار على‬
‫أىل قطعتو من الشرؼ‪ ،‬فحملهم على الشكول بو إلى أبي عبلمة‪ ،‬فأرسل أكلئك المجاذيب‬
‫كمعهم جماعة من أىل الببلد إلى حصنو فاجتمعوا على خراب الحصن في أسرع كقت‪،‬‬
‫كأضافوا العمل إلى الجن فتركوه إطبلالن بالية كرسومان خالية‪ ،‬كأسر ابن األعور كأصحابو‪ ،‬كساقوه‬
‫إلى صاحب العكفة(ِ)‪ ،‬فقيده بقيد ثقيل‪ ،‬ثم كجو نفران من مجاذيبو إلى قطعة ابن منصر‪ ،‬فثبت‬
‫لهم كقتل منهم أنفاران كانهزموا مخذكلين‪ ،‬فاحتج عليهم صاحب العكفة بأنهم خالفوا الوقت‬
‫الذم حده لهم في اإلقداـ كمن أجل ذلك أصيبوا‪.‬‬
‫__________‬
‫(ِ) العكفة‪ :‬أم صاحب الحبس‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٕ/‬‬

‫فقدر لهم أف الرصاص ال تصيب من لم يقدـ على المرفع كالراية‪ ،‬كمتى أصيب أحد من‬
‫أصحابو علل بذلك ثم أرسلهم إلى قطعة ابن منصر ثانيان فاستولوا على حصنو كأخربوه إلى‬
‫القرار كأسركه كساقوه إلى العكفة‪ ،‬مع جماعة من أصحابو‪ ،‬فقيدىم مع ابن األعور كألزمو ديات‬
‫من قتل من أصحابو فرجفت الببلد من إخراج القبائل من حصونهم كقيل أف غاية من بعث من‬
‫المجاذيب نحو خمسة أنفار‪ ،‬كيضيف العمل إلى الجن كما زالت المجاذيب تخرج القبائل من‬
‫حصونها بهذا االحتياؿ‪ ،‬حتى استولوا على سبعين حصنان منها حصوف ابن االحمر كابن جهبلف‬
‫فإنهم أخذكىا طوعان ألنها كانت الرتب تهرب من الحصوف خوفان من الجن كلم يتعرض في‬
‫خبلؿ ذلك لشئ من ببلد المهدم‪ ،‬كأظهر أف ما قصده إال أخذ القبائل الطغاـ فلم يعجل‬
‫المهدم بالتجهيز عليو ثم كجو جماعة من أصحابو إلى (حفاش) ك(ملحاف) ك(حجة)‬
‫ك(كحبلف) ك(عفار) ك(كوكباف) كمعهم المرفع كالراية كالطبلسم فدخلوا حفاش كىرب منهم‬
‫عامل المهدم‪ ،‬كىو الشيخ أحمد بن صالح خليل(ُ)‪ ،‬كلما بلغ اإلماـ ذلك أمر العامل‪ ،‬بجمع‬
‫قبائلو من ىمداف كالتقدـ بهم إلى (حفاش)‪ ،‬ككاف ىذا الساحر قد كجو جماعة من أصحابو إلى‬
‫(صعفاف) قطعة المكارمة‪ ،‬فقتلوا من أصحابو نحو أربعة أنفار كحملت رؤكسهم إلى (صنعاء)‬
‫كفرح الناس بذلك ألنهم كانوا على الوىم أنها ال تقطع في أصحابو السيوؼ كالرصاص كىرب‬
‫المجاذيب‪ ،‬كىم قليلوف‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٕ/‬‬
‫ثم كجو أصحابو إلى (السودة)‪ ،‬ككاف قد نزؿ فيها ابن ناشر لحفظها فاجتمع على (السودة) مع‬
‫المجاذيب جم غفير فقاتلهم ابن ناشر كقتل منهم جماعة كحملت الرؤكس إلى (صنعاء) كجهز‬
‫المهدم أخاه صفي اإلسبلـ أحمد بن المنصور(ُ) إلى ببلد (حجة)‪ ،‬ليمنعوا من دخل إليها‪،‬‬
‫ككصل [النهمي](ِ) إليهم بجماعة من أصحاب الساحر فوقع بينهم قتاؿ شديد ثم رجع صفي‬
‫اإلسبلـ أحمد بن المنصور إلى (عمراف) بمن بقى من الجند لحفظها‪ ،‬كلما اغتر الساحر بما تم‬
‫لو من الظهور بعث من لديو من البغاة إلى الببلد كاالنحطاط على (حجة) ك(كحبلف)‪ ،‬كالتقدـ‬
‫على (عمراف) ك(السودة) فتقدموا على (السودة) كحصل بينهما حرب ككقع القتل في أصحاب‬
‫الساحر‪ ،‬كاجتمع مع المجاذيب جم غفير من القبائل‪ ،‬كقد كعدىم الساحر أخذ (عمراف)‬
‫فتقدموا إليو كخرج صفي اإلسبلـ للً ىقائهم‪ ،‬فحملت عليهم الخيل‪ ،‬كطعنتهم الفرساف بالرماح‬
‫حتى قتل منهم جماعة كانهزـ الباقوف أقبح ىزيمة‪ ،‬كبعد ىذا تيقن الناس كذب الساحر‪،‬كتمويهو‬
‫كاعتذر إلى أصحابو بأف اإلرصاد اختلت عليو فضعف شأنو ثم كاتب األشرار في (تهامة)‬
‫فاجتمع إليو من التكارير نصاب كافر كساقوا أىلهم إلى استيطاف محلو‪ ،‬فوجههم ألخذ‬
‫(تهامة)‪ ،‬كقصدكا (بيت الفقيو) كفيها األمير سليم(ّ) أميران على الببلد من جهة المهدم‬
‫كافترؽ التكارير فرقتين فرقة قصدت (اللحية) فدخلوىا عنوة كاستولوا عليها كفرقة توجهة إلى‬
‫(الغانمية)‪ ،‬فوجو األمير سليم إلى قتالهم خيبلن كرجبلن فوقع قتل من الجانبين ثم انهزـ أصحاب‬
‫سليم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) أم‪ :‬أحمد النهمي ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُْٕ/‬‬

‫كتقدمت التكارير إلى بيت الفقيو فوقعت بينهم ملحمة عظيمة قتل فيها جم غفير من الجانبين‪،‬‬
‫كثبت فيها األمير سليم ثبات أىل النجدة كحفظت المدينة ثم قدـ الطغاـ الشاـ من قحطاف‬
‫كىم ألوؼ في سنة ُُٓٔىػ‪ ،‬إلى أبي عبلمة لما بلغهم أمره‪ ،‬فلما كصلوا محلو تقدـ إليو‬
‫شيوخهم فرأكه في تلك العكفة شيخان ذميمان كرأكا فيو من الكراىة أمران نكيران فخاطبوه كىم‬
‫يظنوف أنو كما كصفو لهم رسولو‪ ،‬فلما رأكا على أنفسهم الغضاضة الكلية في إجابتو أجمعوا‬
‫على قتلو كطلبوا منو أف يعطيهم ذىبان حاؿ كصولهم كأف يريهم المهدم المنتظر على زعمو‪،‬‬
‫فقاؿ لهم أنا المهدم المنتظر‪ ،‬كأما الكنوز الذىب كالفضة فمن المهجم فعاىده الجاىل منهم‬
‫على تصديق التمويو‪ ،‬كأما العاقل فباف لو في الحاؿ أنو الكذاب السفيو كضمن لهم أنو ال يقتل‬
‫منهم أحد‪ ،‬فقاؿ قائل منهم إنا ال نقاتل إال كأنت معنا كال عهد بيننا كبينك حتى تخرج لنا‬
‫الذىب‪ ،‬فإذا رأينا بذلنا النصح فيما دعوتنا إليو ككاف قد أمر الحدادين كالنجارين يعملوف لو‬
‫قيودان كصناديق مدة أياـ تمويهان على العواـ فأمرىم بالتقدـ على بن األحمر‪ ،‬فلم يسعدكف إال‬
‫بخركجو معهم للقتاؿ فحمل ما كاف قد جمعو من أمواؿ الناس كانفصلوا بو من مضجعو إلى‬
‫الوادم كتقدموا بو على األحمر فقد ضمن لهم أف ال يقتل منهم أحد فقتل ابن األحمر منهم‬
‫جماعة فبلموه في اختبلفو فيما كعد فعلل شئ من التمويو ثم حملهم في اليوـ الثاني على‬
‫القتاؿ فوقع بينهم من القتل أعظم من المرة األكلى‪ ،‬كقتل من آؿ حرملة من قتل فتفاكضوا في‬
‫أمره فأجمع آؿ حرملة على قتلو فلما رجعوا بو من حيث جاءكا كنزلوا بالوادم أمهلوه حتى ناـ‬
‫فقاـ إليو الحرملي كطعنو طعنة فوارة كعطف إليو أخران فاحتز رأسو ككصلوا برأسو إلى المهدم‬
‫كاجتمع لرؤيتو الخاص كالعاـ‪ ،‬كأمر اإلماـ بأف يطاؼ بو في أزقة صنعاء كحافاتها كخلع على‬
‫الواصلين بو كأنعم عليهم باإلحساف التاـ كالحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٕٓ/‬‬

‫ككاف مما قاؿ أبو عبلمة لصاحب الترجمة أف الموجب للقياـ أني كنت بػ(زبيد) فكنت أسمعهم‬
‫في ابتداء األمر يسبحوف بالليل ثبلث مرات ثم تركوا بعض ذلك كأني رأيت كثيران من العواـ قد‬
‫انهمكوا في شرب التتن كيسمع منهم نحوا من ىذا الجهاالت فلما عرؼ صاحب الترجمة‬
‫حقيقتو كتيقن لو أمره عزـ من عنده إلى قرية من قرل القبائل أىل القبلة‪ ،‬فيقوـ خاطبان لهم في‬
‫المسجد‪ ،‬كبين لهم أنو ساحر كذاب مموه‪ ،‬كأنهم ال يغتركا بإرجافاتو كأباطيلو‪ ،‬كأف أمره إلى‬
‫كباؿ كخسراف حتى قول قلوبهم كشجعهم على مدافعتو‪ ،‬كلم يزؿ يخطب في مسجد كل قرية‬
‫حتى كصل إلى الحضرة المهدكية فأخبر اإلماـ بالحقيقة فهاف أمره ككقع ما تقدمت اإلشارة‬
‫إليو‪ ،‬ثم إف صاحب الترجمة بعد ذلك عاد إلى (مكة) المشرفة للحج‪ ،‬كلما قضى أربو رجع‬
‫كقصد أف يكوف طريقو على السيد يحيى بن علي الشطبي(ُ) الصوافي صاحب (تعز) اآلتي‬
‫ذكره إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫فكانت طريقو في البحر إلى بندر المخا ثم منو إلى (تعز)‪ ،‬كإنما قصد اإلتفاؽ بو ليعرؼ حقيقتو‬
‫كما ىو عليو ألف الناس اختلفوا فيو فمن مادح لو كذاـ‪ ،‬فلما أراد االجتماع بو أخبره بعض أىل‬
‫تعز بأنو ال يمكن الوصوؿ إلى السيد يحيى إال من طريق المكاس‪ ،‬كأنو يجرم للسيد يحيى‬
‫معلومان من القات من عنده فوجد في نفسو منو مع ما كاف يعتقده من كاليتو إال أنو أمر على‬
‫االتفاؽ بو ليأخذ الحقيقة‪ ،‬فأخذ لو المكاس من السيد يحيى يومان معلومان‪ ،‬فلما كصل إليو‬
‫صاحب الترجمة كجده في بيت من طين قد تناثر أكثره كىو في حالة رثة‪ ،‬فقعد عنده برىة من‬
‫النهار يجرم بينهما مسائل شتى فرآه صاحب الترجمة متقنان لفتوحات الشيخ محي الدين بن‬
‫عربي إتقانان عظيمان‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُٕٔ/‬‬

‫ككاف صاحب الترجمة بما تعز عليو أبحاث من كتب أىل الطريقة كشكا ذلك على السيد يحيى‬
‫ض ً‬
‫وب ىعلىٍي ًه ٍم}‬ ‫فوضع يده في صدره‪ ،‬كتبل الفاتحة إلى أف كصل إلى قولو تعالى‪{ :‬غىٍي ًر ال ىٍم ٍغ ي‬
‫[الفاتحة‪ ]ٕ:‬فتبلىا بلفظ غيرم المغضوب عليهم فقاؿ صاحب الترجمة كغيرم فقاؿ كغيرؾ يا‬
‫حبيبي فلما قاـ شيخنا من عنده‪ ،‬ككصل منزلو طالع نسخة من (الفصوص) كاف قد اصطحبها‬
‫معو فلم يشكل عليو منها بحث‪ ،‬فوجد من الظهور فيما ال يخفى كلما أراد شيخنا العزـ من تعز‬
‫خرج معو السيد يحيى يشيعو‪ ،‬كقد لبس طربوشان كطيلساف كأخذ في يده عكازان فكاف الناس‬
‫يودعوف شيخنا كيسلموف عليو كال يلتفتوف إلى السيد يحيى مع أنو في العادة إذا رأكه تهافتوا‬
‫على السبلـ عليو كتقبيل يده كأقدامو كتهافت الفراش فلعلو احتجب عنهم كاهلل أعلم بحقيقة‬
‫حالو‪.‬‬
‫كلما عزـ صاحب الترجمة من تعز كصل إلى ذم جبلة كبقى بها أيامان يدرس أعيانها في العلوـ‬
‫كيأخذكف عنو في الصحاح الست كغيرىا‪ .‬كلم يشعر إال بكتاب من نسخة البدر كمن الوزير‬
‫صفي الدين النهمي مستدعيانو كيحثانو على الوصوؿ إلى (صنعاء)‪ ،‬ككجها إليو بمركوب كخادـ‬
‫فلم يجد بدان من المساعدة فوصل إليهما كأفاد كاستفاد كابتسم لو الدىر‪ ،‬كحصلت المسرة‬
‫بوصولو عند جميع األعياف‪ ،‬ثم تزكج فيها في سنة ُُٕٔىػ‪ ،‬كبقي شهور بعد التأىل‪ ،‬ثم رحل‬
‫إلى (مكة) للحج كعاد إلى (صنعاء) ثم دخل أيضان (مكة) في سنة ُُٖٔىػ‪ ،‬كىو آخر دخوؿ‬
‫إليها‪ ،‬كلقد كاف كثير الشوؽ إليها شديد الحب لها قل أف يمر ذكرىا إال كسالت دموعو على‬
‫خديو كقاؿ في ذلك‪:‬‬
‫سنوف مضت لي بالمقاـ كطيبة ‪ ...‬كعيش جناف الخلد في أرفع الخفض‬
‫فمن جره فضل إليها كمنة ‪ ...‬غدا نصب عينيو ارتفاع ببل خفض‬
‫كلما رجع إلى (صنعاء) اتفق ما أكجب عزمو إلى (جبل برط) سنة ُُٗٔىػ‪ ،‬ألسباب يطوؿ‬
‫شهور كرأل في العناف من (جبل برط) في منامو كأنو يكتب أبياتان جوابان على‬
‫شرحها‪ ،‬كبقى فيو ه‬
‫شخص يحضو على الكرـ أكلها‪:‬‬

‫(ِ‪)ُٕٕ/‬‬

‫كإني امرء لو كانت األرض ‪ ...‬في يدم كأعطيتها أدنى البرية‬


‫لم أرضى كلم يحفظ بقيتها كلما صلح الحاؿ بينو كبين المهدم رحل إلى (صعدة) كاستقر بها‬
‫نحو سنتين يفيد الطالبين كينشر العلوـ‪ ،‬كينصر الحق كأىلو‪ ،‬كيلجأ إليو المستضعفوف كيقصد‬
‫للفتيا من األقطار‪ ،‬ثم طلب اإلذف من المهدم في استقراره بػ(كوكباف) عند أىلو كأترابو كمربع‬
‫أخوتو كأحبابو‪ ،‬فعاد إليو في سنة ُُُٕىػ‪ ،‬كخرج أىلو من (صنعاء) إليو‪ ،‬فلما استقر ىنالك‬
‫طلبو المهدم فوصل (صنعاء)‪ ،‬فتلقاه المهدم باإلجبلؿ كاإلنعاـ كاإلفضاؿ كاإلكراـ‪ ،‬كرفع‬
‫شأنو كنوه بذكره كأعطاه العطاء الواسع‪ ،‬كأجرل لو الرزؽ النافع‪ ،‬ثم عاد إلى (كوكباف)‪ ،‬كتصدر‬
‫لبلفتاء كالتدريس كدرس في العلوـ كنشر السنة النبوية في (كوكباف)‪ ،‬كأعانو على نشرىا المولى‬
‫أحمد بن محمد بن الحسين(ُ) أمير (كوكباف)‪ ،‬ككاف يقرأ على صاحب الترجمة ىو كجميع‬
‫إخوتو كأكالده‪ ،‬كسائر األعياف‪ ،‬كجميع أىل حضرتو في المدرسة من بعد صبلة المغرب إلى‬
‫كقت صبلة العشاء‪ ،‬في (الترغيب كالترىيب)‪ ،‬للحافظ المنذرم‪ ،‬ككانت قراءة حافلة ممزكجة‬
‫بوعظ مناسب للمقاـ كإرشاد إلى سلوؾ سبل الهدل‪ ،‬فصلح بها حاؿ أىل الحضرة كتهذب بها‬
‫جم غفير منهم‪ ،‬كتفقو بسببها خلق ككثر العلم فيهم كصار كل يوـ إلى زيادة بعد أف كاف خاليان‪،‬‬
‫كصار (كوكباف) من أجل مساكن اليمن علمان كتحقيقان‪ ،‬كدرس في جميع الفنوف كتخرج عليو‬
‫جماعة من األعياف‪ ،‬أجلهم كأعظمهم كلده شيخنا شيخ اإلسبلـ البرىاف المقدـ ذكره‪ ،‬كالمولى‬
‫عيسى بن محمد بن الحسين(ِ)‪ ،‬كالمولى علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر(ّ)‪،‬‬
‫كالمولى يحيى بن إبراىيم بن محمد بن الحسين(ْ) اآلتي ذكرىم‪ ،‬كآخركف‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٕٖ/‬‬

‫كبالجملة فإف أىل (كوكباف) صاركا بسببو زينة للحاضر كالباد‪ ،‬بعد أف كاف يعد من جملة‬
‫البواد‪ ،‬كأضح منبعان لئلفادة كاالستفادة‪ ،‬كاألدب كاألشعار‪ ،‬كالرسائل المستجادة‪ ،‬كانتهى إلى‬
‫صاحب الترجمة الفتيا في جميع األقطار‪ ،‬ككردت إليو السؤاالت من كل جهة فيجيب بما‬
‫يقتضيو نظره‪ ،‬مطابقان للسؤاؿ كحل اإلشكاؿ‪ ،‬من التطويل كاالختصار‪ ،‬فأجمعت لو رسائل‬
‫عديدة في جميع الفنوف كأبحاث نفيسة تخرج في مجلدات‪ ،‬كجاءت إليو العلماء لؤلخذ عنو‬
‫من كل فج عميق‪ ،‬كقصده العلماء كالفضبلء كالشعراء‪ ،‬كصار محطان للرحاؿ كبغية لؤلماؿ‪،‬‬
‫يقصده الناس على اختبلؼ طبقاتهم فيلجأ إليو الفقراء كيستشفع بو الخائف‪ ،‬كيتوسل بو‬
‫المؤمل‪ ،‬كيفد إليو العالم كيرحل إليو الطالب‪ ،‬كيستمد آراه الرئيس كينزؿ في داره كل من كصل‬
‫إلى (كوكباف) من األغراب‪ ،‬فيقفوف عنده األياـ‪ ،‬على أحسن حاؿ‪ ،‬كأرخى باؿ كينسوف عنده‬
‫األىل كالوطن‪ ،‬كالحبيب كالسكن‪ ،‬كيعينهم بجاىو كمالو كيقضي حوائجهم ككاف يتصدؽ بما‬
‫كجده كأمكنو‪ ،‬فيعطي الدراىم كالملبوس كالكتب كالطيب كيجود بما صادفو من العقاقير‬
‫كالمركبات كالتناس كنحوىا‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٕٗ/‬‬

‫كلقد حكى لي حفيده المولى ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن إبراىيم بن عبد القادر(ُ) أنو طالما‬
‫يأتي المحتاجوف إلى جده صاحب الترجمة فيأمره بأف يعطيو من صندكؽ ملبوسو خرقة خير‬
‫معينة فربما يستفهمو من أم نوع يكوف فيقوؿ لو ما قبضتو يدؾ‪ ،‬أعطيتو كائنان ما كاف‪ ،‬مع كوف‬
‫ما في صندكقو من منتخب الملبوس‪ ،‬كأما ما أطلع عليو من إعطائو القركش من الخمسة إلى‬
‫العشرة فصاعدا فشئ ال يحصى كثرة‪ ،‬كأخبرني كلده شيخنا البرىاف أنو استفدل كثيران من‬
‫الكتب الجليلة من أجل الفقراء بالثمن الواقي كأخبرني المولى إبراىيم بن محمد بن‬
‫إسحاؽ(ِ) غير مرة‪ ،‬ككانا ال يفترقاف أياـ بقاء صاحب الترجمة بػ(صنعاء) لغالب األياـ‪ ،‬ككذلك‬
‫السيد بدر الدين محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي(ّ)‪ ،‬كالفقيو سعيد القركاني(ْ) اآلتي‬
‫ذكرىما‪ ،‬كالفقيو الوزير صفي الدين بن علي النهمي‪ ،‬كغيرىم‪.‬‬

‫(ِ‪)َُٖ/‬‬

‫ككاف تمر لهم اجتماعات ىي تاريخ السركر كغرة في جبين الشهور‪ ،‬فأخبرني المذكور أف‬
‫صاحب الترجمة كاف يجعل قركشان كثيرة العدد في كيس كيجعلها في زكاية مكانو‪ ،‬كيأمر أخوانو‬
‫ألخذ ما أرادكه منها كإذا رأىا قد نقصت عوضها كقاؿ لي غير مرة أنو ال يقدر على إحصاء عد‬
‫ما شاىده من كرمو‪ ،‬كعلى الجملة فإنها كانت الدنيا عنده أحقر من قبلمة كلقد تعلق صاحب‬
‫الترجمة بتجارة كبيرة في بعض السنين‪ ،‬كربح فيها ألوفان من الدراىم مؤلفة فأنفقها جميعها في‬
‫كجوه الخير‪ ،‬كلم يكتسب منها كال من غيرىا بنقير كال قطمير‪ ،‬مع تعلقو بعدة رياسات ككجاىة‬
‫عظيمة عند الدكؿ‪ ،‬كتمكنو من بيوت األمواؿ في كوكباف‪ ،‬كمما يسوغ التصرؼ فيو كاألخذ منو‬
‫فعف عن جميع ذلك كلم يخطر لو متاع الغركر بباؿ‪ ،‬كال مر لو على خياؿ‪ ،‬ككاف يستصغر‬
‫عظيم ما أعطاه‪ ،‬كيستحي منو أشد الحياء‪ ،‬كلقد أخبرني بعض األعبلـ أنو شكى إليو حاجة‬
‫يسيرة‪ ،‬فقاـ صاحب الترجمة إلى مكاف أخر ثم رجع كأخذ يعتذر بأبلغ اإلعتذار كاحمر كجهو‬
‫حياء حتى ظن ذلك المحتاج أنو لم يجد شئ يعطيو كجعل يقبل العذر فأخرج لو صاحب‬
‫الترجمة صرة فيها مائة قرش‪ ،‬كأقسم باهلل أنو ما كجد إال تلك الصرة‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُٖ/‬‬

‫كأما حسن خلقو كلطافة طباعو كشفقتو على الصغير كالكبير كتواضعو للعظيم كالحقير كتودده‬
‫إلى الناس كاحتمالو لهم كإغضائو عنهم‪ ،‬كحسن مداراتهم كقبوؿ معاذريهم‪ ،‬كما ناسبت ىذه‬
‫األكصاؼ ككل ذلك أمر يبهر األلباب‪ ،‬كلو أني شرحت ذلك ألدل إلى التطويل‪ ،‬كلقد رأيتو في‬
‫بعض األعياد كالناس يردكف عليو السبلـ كالزيارة كما جرت بو العادة في القطر اليمني كيأتوف‬
‫أفواجان على اختبلؼ طبقاتهم كأحسب أنهم أكثر أىل صنعاء من صغير ككبير‪ ،‬فيقوـ من‬
‫مجلسو للقاء كل أحد منهم كلو طفبلن فيتلقاه بالبشر كيخاطبو بألطف خطاب‪ ،‬كأفخم كصف‬
‫كيعظمو كيسألو عن أحوالو مع كبر سنو‪ ،‬كجبللة قدره كمشيختو لئلسبلـ‪ ،‬كحقوقو المتعددة على‬
‫األناـ‪ ،‬كيسألو الناس عن مسائل في خبلؿ ذلك الموقف فيجيب بأبدع جواب في أسرع من‬
‫لمح البصر‪ ،‬ككاف يفشي السبلـ لكل مسلم كلو كاف أدنى الناس‪ ،‬كيقف لكل من قصده كينوه‬
‫بذكر كل من اتصف بأدنى فضيلة حتى اشتهر‪.‬‬
‫كأما تفننو في العلوـ كتحقيقو لجميع منطوقها كالمفهوـ‪،‬فذلك مما أجمعت عليو األمم كصار‬
‫أشهر من نار على علم‪ ،‬كقد ألف المؤلفات البديعة كالقصائد المحققة النفيسة‪ ،‬كجمعت من‬
‫رسائلو كأنظاره كفتاكيو كتعليقاتو في كل فن مجلدات‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬

‫(ِ‪)ُِٖ/‬‬

‫فمن مؤلفاتو‪":‬حاشية على حاشية عصاـ الدين على شرح الجامي"كضعها حاؿ قراءة كلده‬
‫البرىاف عليو كحاشية على شرح المجاز علقها أيضان حاؿ قراءة كلده البرىاف عليو‪ ،‬كسماىا‬
‫كلده‪":‬عبلقة المجاز "كشرح العقد الوسيم في الجار كالمجركر كالظرؼ كما لكل منهما من‬
‫التقسيم‪ ،‬سماه بنظم العقد كىو شرح غزير النظير لم ينسخ على منوالو كلم يؤلف على مثالو‪،‬‬
‫كفيو تحقيقات حسنة كمتنو المسمى بالعقد ألفو المولى صبلح بن الحسين األخفش ‪-‬رحمو‬
‫اهلل تعالى‪ -‬كقد شرحو أيضان القاضي أحمد بن محمد قاطن بشرح متوسط كمن مؤلفاتو‪":‬حاشية‬
‫على ضوء النهار" كلم تكمل كحاشية أخرل عليو أيضان سماىا‪":‬رفع حجب األنظار فيما بين‬
‫المنحة كضوء النهار"كلم تكمل أيضان كفلك القاموس‪ ،‬كىو مؤلف لم يسبق إليو جعلو مدخبلن‬
‫إلى القاموس ال يكاد يعرؼ اصطبلحات المجد كقواعده إال بو‪ ،‬كلما كصل فلك القاموس إلى‬
‫الشاـ اعترضو بعض علماء العرب كذكر أكىامان لصاحب الترجمة على زعمو‪ ،‬فرد شيخنا‬
‫صاحب الترجمة جميع اعتراضاتو كبين غلطو ككىمو ككشحها بفوائد جليلة كأرسلها إلى الشاـ‬
‫مع الحجاج‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪":‬تحفة النواظر شرح نظم الركض الناظر في آداب المناظر"كالنظم‬
‫أيضان لو نظم فيو الركض الناظر للعبلمة الجبلؿ قاؿ في خطبة التحفة‪ :‬ككاف حصوؿ النظم‬
‫كالشرح بتيسير الواىب‪ ،‬في بعض يوـ من شهر ربيع اآلخر‪ ،‬من عاـ راغب‪ ،‬كذلك سنة ثبلث‬
‫كمائتين كألف‪ ،‬كلو حاشية على رسالة في المعمى للشيخ عبد الرحمن الذىبي كلم تكمل‪،‬‬
‫كحواشي على حاشية الشريف على القطب‪ ،‬كلو رسالة في صوـ يوـ الشك‪ ،‬كرسالة في العمل‬
‫بالحساب القطعي إذا خالف الشهادة على رؤية الهبلؿ‪ ،‬كرسالة أف الذبيح ىو إسماعيل‪،‬‬
‫كرسالة في تحقيق الحيلة كأقسامها‪ ،‬كرسالة في تعريف عقاقير طبية‪ ،‬كرسالة في معنى اآلؿ‬
‫المذكورين في الصبلة‪ ،‬كرسالة مسماة بإيضاح قصور المخلوؽ الضعيف‪ ،‬عن إدراؾ حكمة‬
‫الخالق اللطيف‪ ،‬كفتح القريب في كجو تأكيد أف ىذا لشئ عجيب‪ ،‬كدرر النظاـ لبيتي الزماـ‬

‫(ِ‪)ُّٖ/‬‬

‫ذكر فيو ثمانية عشر نكتة في بيتي المولى محمد بن إسحاؽ كىما‪:‬‬
‫رأيت الزماف فقلت المراـ ‪ ...‬تأتي سينقاد ىذا األبي‬
‫فقالت بو أنت تنقاد لي ‪ ...‬كتم الكبلـ كلم تكذب‬
‫كرسالة في صلح أىل الذمة‪ ،‬كرسالة في الجمع بين الصبلتين‪ ،‬كرسالة في لبس الحرير‪ ،‬كشرح‬
‫على أبيات لمجد الدين صاحب القاموس‪ ،‬كلشرؼ الدين المقرم في اختبلؼ معاني (أف)‬
‫فشرح كل بيت باثني عشر علمان‪ ،‬كىي اللغة كالنحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كالبديع كالمنطق‬
‫كاألصوؿ كالحديث كالتفسير كالعركض كالقوافي‪ ،‬ككسمو بعض تبلميذه بغاية الطرؼ في تفسير‬
‫أبيات المجد كالشرؼ‪ ،‬كقرضو علماء كقتو‪ ،‬ككاف القاضي يحيى بن صالح السحولي‪ ،‬كشيخنا‬
‫العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني‪ ،‬كالمولى محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن‬
‫علي بن المتوكل بن المنصور‪ ،‬كالمولى محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالقاضي محمد بن‬
‫إسماعيل الدبعي الزبيدم‪ ،‬كالسيد العبلمة أحمد بن عبد اهلل مقبوؿ األىدؿ‪ ،‬كالشيخ العبلمة‬
‫عبد اهلل بن أحمد الخيرم الشماخي‪ ،‬كالسيد العبلمة محسن بن أحمد المكين الشافعي‪،‬‬
‫كغيرىم من علماء صنعاء كزبيد نظمان كنثران‪.‬‬
‫كسأثبت ىنا شيئان من ذلك كبعضو ربما يمر بك إف شاء اهلل تعالى فمن ذلك قوؿ المولى محمد‬
‫بن محمد بن أحمد‪:‬‬
‫هلل ركضة علم راؽ منظرىا ‪ ...‬كفجرت من يراع الحبر أبحرىا‬
‫سمت أحداؽ فكرم في حدائقها ‪ ...‬أديبان كنسرينها حسنان كعنبرىا‬
‫لكن أعجب شئ أنها برزت ‪ ...‬عن فطنة من لظى جمر تسعرىا‬
‫أفادناىا كأبدل من عجائبو غرائبان ‪ ...‬زينة الدنيا كمفخرىا‬
‫من أبيات كثيرة كقاؿ المولى محمد بن ىاشم الشامي ىذا الجواب‪:‬‬
‫ذكاء األنوار أطلعها ‪ ...‬أفق الذكاء على محلولك الغسق‬
‫[بدت فجلت من األشكاؿ منعقدان ‪ ...‬كمبهمان من دجى المستشكل الرتق]‬
‫فزفها أنجم التعبير مشرقة ‪ ...‬بكل معنى بما يركم الصدل سقي‬
‫فأعجب للشهب عبارات تشعشع ‪ ...‬أنواران كقد صاحبتها طلعة الفلق‬
‫لفظ تنوع معنان في تطور أف ‪ ...‬يحكي الوجوه مرآة من الورؽ‬

‫(ِ‪)ُْٖ/‬‬

‫فللسؤاؿ لساف الحاؿ منشده ‪ ...‬قوؿ المعرم في منظومة األنق‬


‫إنا بعثناؾ نبغي القوؿ من كتب ‪ ...‬فجئت بالنجم مصفودان من األفق‬
‫كأف أحرؼ إف صيغت على غلق ‪ ...‬األشكاؿ محكم درع مفرغ الحلق‬
‫هلل نافذ سهم في مفاضتها ‪ ...‬من ذىن يذب رقى في المجد أم رؽ‬
‫بحر العلوـ الذم قد فاض زاخره ‪ ...‬بالدر بل بدرارم األفق في نسق‬
‫ال زاؿ فخر لهذا العصر ما طلعت ‪ ...‬شمس النهار كالح النجم في الشفق‬
‫كقاؿ القاضي يحيى بن صالح السحولي ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪:-‬‬
‫ىذا الجواب الذم يشفى الجواء بو ‪ ...‬حول فنونان من التحقيق عن كمل‬
‫كصار ىذا المعمى عند رؤيتو ‪ ...‬أجلىمن الشمس في صبح كفي طفل‬
‫هلل در كجيو اآلؿ من علم ‪ ...‬لقد أتى بكماؿ الشرح للجمل‬
‫ال زاؿ في غاية التحقيق ينشر من ‪ ...‬علومو منتهى التدقيق ً‬
‫لؤلمل‬
‫كلصاحب الترجمة رسائل عديدة كاستيفاءىا يخرجنا إلى التطويل‪ ،‬كقد ذكر فنوف العلوـ الذم‬
‫حققها في إجازة كتبها للمولى فخر الدين عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن الحسين المقدـ‬
‫ذكره‪ ،‬فقاؿ في أثنائها ما لفظو‪" :‬ككنتم طلبتم من المحب نقل بعض مشائخو كما أخذه عنهم‬
‫من الفنوف فامتثلت أمركم‪ ،‬كأنا ألرل نفسي نفسان إف ذكر المحققوف ذكرت عند ذلك بيتين‬
‫قالهما العبلمة الثاني سعد الدين التفتازاني إال أنو ذىب عني بعض لفظهما فعوضتو من عندم‬
‫كىما‪:‬‬
‫شغلت بتحصيل العلوـ كجمعها ‪ ...‬زماف شبابي كالجنوف فنوف‬
‫كمذ نلتها أبغي المناصب كالعبل ‪ ...‬تبين لي أف الفنوف جنوف‬
‫كقد ظفرت بالبيتين كىما‪:‬‬
‫طربت إلدراؾ العلوـ كنيلها ‪ ...‬رداء شبابي كالجنوف فنوف‬
‫فلما تعاطيت الفنوف كنلتها ‪ ...‬تبين لي أف الفنوف جنوف‬

‫(ِ‪)ُٖٓ/‬‬

‫ثم قاؿ ال ريب أف العلم ىو معرفة الكتاب كالسنة‪ ،‬كما يوصل إليهما فهذا ىو الموصل إلى اهلل‬
‫مع حسن النية‪ ،‬كأما ما سول ذلك من الهيئة كالهندسة كالطبيعيات فإنها عند الناس كماالت‬
‫لكنها عند اهلل إضاعة أكقات‪ ،‬قد ذـ تعالى ما ىو خير منها من األحكاـ المبنية على أكىاـ‬
‫القياسات‪ ،‬جاء في الحديث أف حبران من بني إسرائيل صنف لهم سبعين كتابان في األحكاـ‬
‫فأكحى اهلل تعالى إلى نبي من أنبيائهم أف قل لفبلف إنك قد مؤلت األرض بقاقان كإف اهلل لم يقبل‬
‫من بقاقك شئ‪ ،‬فبل ريب أف طلب ىذه الفنوف كإضاعة الشباب فيها جنوف بل إذا قصد‬
‫الطالب بالعلوـ الموصلة إلى اهلل تعالى أف يتميز بتحقيقها عمن ناظره فيها كجاراه كيما يقاؿ‬
‫حاز قصب الكماؿ‪ ،‬فذلك ظبلؿ موصل إلى شر مآؿ‪،‬‬
‫كالعنب الحلو الحبلؿ لما ‪ ...‬أفسد بالتخمير صار إثما‬
‫كمن أساء في ذبحو األنعاما ‪ ...‬فإنو يقلبها حراما‬
‫ثبت في الحديث الصحيح أف أكؿ من تسجر بهم نار جهنم ثبلثة يعني قبل اليهود كالنصارل‪،‬‬
‫أحدىم رجل قرأ القرآف ليقاؿ أنو قارئ فما أحق من أضاع شبابو في طلب علوـ الفبلسفة‪ ،‬أك‬
‫قصد بعلوـ الكتاب كالسنة غير كجو اهلل تعالى أف يبكي نفسو كال يقضي أسفو كيقوؿ تبين لي‬
‫أف الفنوف جنوف‪ ،‬كلما ازددت علمان زادني علمان بجهل فما أدرم على ما أحمل بعض من بلغ‬
‫تأليفو غاية اإلتقاف حيث رد على السعد بما تمجو األذىاف‪ ،‬فقاؿ كربما كاف السكوت خيران من‬
‫المقاؿ‪ ،‬عجبت لمن قاؿ الفنوف جنوف كقد رفعتو كالجنوف فنو يف فوىم أف الغاية القصول بالعلم‬
‫رفعة الدنيا كما قاؿ سعد الدين‪:‬‬
‫يا صاح إنما تريد بو ‪ ...‬عظم النفوس لمن يدرم‬
‫كإني ألكلى منو لكن إلهنا ‪ ...‬أتى عفوه من حيث أدرم كال أدرم‬

‫(ِ‪)ُٖٔ/‬‬

‫ثم أقوؿ في جواب ما طلبتم أخذت النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كاللغة كبعض مؤلفات‬
‫الخط العثماني‪ ،‬كاألصولين كالحكمة اإللهية كالوضع كمصطلح المحدثين‪ ،‬ككتب الرجاؿ‬
‫كأقواؿ أئمة المذاىب المجردة عن الدليل‪ ،‬كفقههم المستنبط من الدليل‪ ،‬كأكائل بعض كتب‬
‫التاريخ كإجازة باقيها‪ ،‬كأكائل كثير من أشعار العرب‪ ،‬كالمولدين كإجازة باقيها‪ ،‬كفن المعمى ثم‬
‫التفسير كالحديث ركاية كإجازة كدراية‪ ،‬ككثيران من علوـ الصوفية كالفرائد‪ ،‬كما يتفرع عنها‬
‫كطريقة ابن الهيثم في المناسخة كالجبر كالمقابلة كالضرب كما يلحقو من األبواب في الكتب‬
‫المؤلفة فيو من تجميل كخط كقسمة كتجذير كتكعيب‪.‬‬
‫كالضرب ثبلثة فنوف الضرب بالذىن‪ ،‬كيسمى حساب الهول‪ ،‬كالضرب في التحت بالتراب‬
‫كيسمى المترب‪ ،‬كالضرب بالقلم كالقرطاس‪ ،‬ثم المساحة كالعلوـ المتعلقة باألكقات كالقبلة‬
‫بغير آلة‪ ،‬كالعلوـ المتعلقة باآللة كالربع المجيب كغيره كالطب كاإلزياح كما يكوف مقدمة لها‬
‫كالهيئة كالهندسة كالكوة كرسم اآلالت كالطب‪ ،‬كسائر األكفاؽ ال فعلها‪ ،‬كالذم منعني من‬
‫االشتغاؿ بفعلها أنها ال تؤثر بإذف اهلل إال لمن تجرد لها نحو عشر سنين كيترؾ كل ما سواىا‪،‬‬
‫كفي ذلك إضاعة للعلم ثم تبين لي بعد قراءتي السنة أنها سحر محض جاءت من عبدة األكثاف‬
‫كأرسطو كأفبلط سموىا حرفان كإسمان فلذلك ال يخرجها عن كونها سحران‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٖٕ/‬‬

‫كجهل الناس بأنها سحر داء عضاؿ حتى اعتقدكا كالية من يتعاطاىا‪ ،‬ثم معرفة كثيران من الصنع‬
‫كعمل الغوالي كالمعاجين الكبار كالمدادات كنحوىا‪ ،‬مما ذكره صاحب المخترع في كثير من‬
‫الصنع مما ال يكاد إدراكو يقع بالمطالعة ثم العركض كالفراسة أعني معرفة خلق اإلنساف‬
‫بمشاىدة خلقو‪ ،‬كقد كقع في ترتيب بعضها غير مناسبة كتأخير العركض كنحوىا عن محلو‬
‫كاألمر سهل ككلها مطلوب ذكره فبأيها بدأت جاز فهذه أربعوف علمان بعضها شرعي كبعضها‬
‫فلسفي‪ ،‬كلم أقنع بفهم كتبها المعتمدة حتى ميزت صحيح األقواؿ عن فاسدىا‪ ،‬كرديت في كل‬
‫فن مسائل ارتضاىا أئمتو كلم أذكر ىذا مدحان لنفسي كتمييزان عن أبناء جنسي‪ ،‬فإنو شبع بما ال‬
‫يسمن كال يغني من جوع‪ ،‬كإضاعة لبعض أياـ الشباب في طلب علم غير مشركع‪ ،‬بل أذكر ىذا‬
‫تحذيران من إضاعة األكقات فإنها رأس مالو الذم ال يعود إف فات‪ ،‬كإذا علمت بأنو متفاضل‬
‫فاشغل فؤادؾ بالذم ىو أفضل فأكصي نفسي كسائر الطلبة بإخبلص النية هلل تعالى في طلب‬
‫العلم النافع‪ ،‬كماذا عليك إذا علم اهلل أنك عالم كجهل الناس ذلك‪ ،‬فإف ناظرت أحدان فإياؾ‬
‫كطريقة كل مجادؿ‪ ،‬كتقويم دعاكيك بحق كباطل‪ ،‬فدع تقويم معوج العبارة بألفاظ كثلج في‬
‫خيارة‪ ،‬كبعد إخبلص النية فعليك بتحقيق النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كأصوؿ الفقو كأقواؿ‬
‫األئمة كأدلتهم كىي مشتملة على الفرائض كعلوـ القرآف كالحديث‪ ،‬كال ثقة بعلم من لم يتقن‬
‫كاحدان منها كإف أتقن باقيها كال يحسن أف يشتغل نفسو كيضيع عمره بغير ىذه العلوـ الثمانية‪.‬‬
‫فإف تاقت نفسو إلى أصوؿ الدين فبل يعدؿ عن نحو إيثار الحق إذا كانت طبيعتو منقادة كفكرتو‬
‫كقادة‪ ،‬كلو نور تاـ من الكتاب كالسنة‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٖٖ/‬‬

‫كمن يهدم الرحمن يهتدم‪ ،‬كما لنا سول اهلل فيما نرتجيو كنخشاه‪ ،‬كأما كرعو كزىده كعبادتو‬
‫كسكينتو ككقاره كخشيتو كخشوعو‪ ،‬كما ناسب ىذا المعاني فلقد كاف إليو ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪-‬‬
‫فيها المنتهى ككاف يقوـ أكثر الليل للعبادة‪ ،‬ككاف مراقبان هلل في جميع حاالتو مؤثران لمراضيو ال‬
‫تغره زىرة الحياة الدنيا‪ ،‬كال حب الرياسة التي نالها‪ ،‬كال الطمع في سائر المناصب ككاف كثير‬
‫البكاء من خشية اهلل تعالى‪.‬‬
‫كطالما رأيتو عند قراءتي عليو في (صحيح البخارم) يقطع الحديث من شدة البكاء ككذلك إذا‬
‫أنشد عنده شعران يتضمن المديح النبوم أك األلحي أك شيئان من الدقائق انسكبت عبراتو من أكؿ‬
‫اإلنشاد إلى أخره‪.‬‬
‫[شعره]‬
‫كأما شعره كسهولة النظم كالنثر عليو فذلك مما يعجز البلغاء عن مثلو‪ ،‬كطالما رأيتو ينشئ‬
‫القصيدة البليغة المطولة في أسرع كقت‪ ،‬كيكتبها كما يكتب الكبلـ ككثيران ما يجيب نظمان ثم‬
‫يرسل بها من غير تسويد لها‪ ،‬كال يظهر بها شئ من التصليح‪ ،‬كلهذا السبب لم يظفر من شعره‬
‫إال باليسير لعدـ عنايتو بجمعو من إباف عمره‪ ،‬كقد ذكر نحو ىذا القاضي أحمد بن محمد‬
‫قاطن في تاريخو‪ ،‬كالمولى عبد اهلل بن عيسى في حدائقو قاؿ فيها ما لفظو كلقد أخبرني أنو‬
‫صنع بمكة كالمدينة من القصائد على لساف غيره ما يجمع في أكثر من ديواف كذلك لكثرة‬
‫الطالبين منو ذلك‪.‬‬
‫كلقد رأيتو يكتب الشعر كما يكتب الكبلـ لسهولتو عليو‪ ،‬كلم أرل أحسن منو في صناعة‬
‫التعبير كإبراز المعقوؿ في صورة المحسوس‪ ،‬كبالجملة فما أعلم لو اآلف في عصرنا من نظير‬
‫انتهى كبلمو‪.‬‬
‫ككصفو القاضي أحمد بأنو إذا أراد أف يشكل الظواىر التي ىي أكضح من الشمس سيرىا‬
‫بحيث يتغلق على النظار كيصعب جوابها على النحارير الكبار‪.‬‬

‫(ِ‪)ُٖٗ/‬‬

‫قلت‪:‬كقد جمعت ما كقفت عليو من شعره في ديواف‪ ،‬كأفردت أيضان ترجمتو كترجمة مشائخو‬
‫كمشائخهم كذكرأسانيده كفوائده كما يتعلق بأحوالو كغير ذلك في كتاب سميتو‪( :‬قرة النواظر‬
‫ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر)‪ ،‬كلنذكر ىنا شيئان من شعره كىو بػ(كوكباف) ليكوف على مساؽ‬
‫كاحد‪.‬‬
‫فمن شعره ما كتبو إلى المولى محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كالمولى إبراىيم بن محمد بن إسحاؽ‪،‬‬
‫كالفقيو ضياء الدين سعيد بن علي القركاني ‪-‬رحمهما اهلل تعالى‪ -‬كىو قولو‪:‬‬
‫زماف تولى لم يشت بو شمل ‪ ...‬تولى علينا بعده البعد كالمطل‬
‫كلما أطاؿ البين خوؼ رقيبنا ‪ ...‬كضاؽ جميل الصبر كاتسع الجهل‬
‫نصبنا خياـ الليل جزمان بموعد ‪ ...‬على خفض عيش حيث ال يرفع العدؿ‬
‫كأغني على المصباح كالليل حالك ‪ ...‬صباح جبين ما الصباح لو مثل‬
‫كنار أضاءت في الخدكد كحرىا ‪ ...‬تذيب الحشا إف كاف أك لم يكن كصل‬
‫كعنق غزاؿ تحت كجو غزالة ‪ ...‬عليو دجا كالضد مع ضده يحلو‬
‫كخمرتنا فيو رضاب محجب ‪ ...‬إلى آخر الدنيا بها ارتحل العقل‬
‫لعمرؾ ما أدرم كقد ماس قدىا ‪ ...‬كغنت فبل ىم أقاـ كال عقل‬
‫أمن لؤلؤ اإلنعاـ در قوامها ‪ ...‬أـ العكس أـ من عقدىا خلق الكل‬
‫كمذ كلمتني كلمتني كلم أكن ‪ ...‬سمعت بأف الدر من لفظها نبل‬
‫كما شت شملينا غراب كلم يكن ‪ ...‬يشت بغير الصبح في ليلو شمل‬
‫كرحنا بغايات المنى غير أنها ‪ ...‬مضت فكأنا لم يكن بيننا كصل‬
‫ككلت بوعد تنقضي ثمراتو ‪ ...‬كذا كل مخلوؽ حقيقتو ظل‬
‫كلم يبق إال ما يقدمو امرء ‪ ...‬كفعل جميل ال جميل كال جمل‬
‫كأفعاؿ من حازكا الكماؿ بأسره ‪ ...‬كجازكا على أكج المدير كما يعلو‬
‫سعيد كإبراىيم ثم محمد ‪ ...‬كمن جاء بعد ذكره فهو من قبل‬
‫كدائرة األفبلؾ لم تلق تاليان ‪ ...‬بما لم يكن في كل حاالتو المتلو‬
‫ىم القوـ إف قالوا أصابوا كإف ‪ ...‬دعوا أجابوا كإف أعطوا فنائلهم جزؿ‬
‫كيا طالما قد كاف ظلت بيوتهم ‪ ...‬لطالب علم من ىجير الضحى ظل‬
‫كال فضل لي في نظم بعض صفاتهم ‪ ...‬كلكن لهم في جمعها يكن الفضل‬

‫(ِ‪)َُٗ/‬‬

‫لذلك أجواز الموامي قطعتها ‪ ...‬إليهم فبل حزف ثناني كال سهل‬
‫أجوز إليهم جوزيهما حدا بها ‪ ...‬لعيسى عزيف الباذلين بها قبل‬
‫على كل من قاؿ تخيلها السرل ‪ ...‬خياالن ىول لما تخونها النخل‬
‫تعوـ على بحر من اآلؿ في الضحى ‪ ...‬كيشتد مسراىا إذ أركبها كل‬
‫ككاف صغيرم صارـ تجلَّى بو ‪ ...‬ظبلـ الدجا كالظلم إف أعوؿ العدؿ‬
‫كليس دليلي في السرل غير خبرتي ‪ ...‬كقلبي الذم في مطلب العز ال يألو‬
‫تبلغني حيث المجرة كردىا ‪ ...‬كحيث أزاىير النجوـ لها كل‬
‫يكثر حسادم صعودم سماىا ‪ ...‬كينزاح عن قدرم التجاىل كالجهل‬
‫فأجاب المولى بدر الدين محمد بن ىاشم الشامي –رحمو اهلل‪ -‬بقولو كىي من غرر القصائد‪:‬‬
‫ىو البين ال ىجر يذـ كال مطل ‪ ...‬تناكئو اآلفات كالعيش كالسبل‬
‫أناحت مدل للقيا كمدت يد النول ‪ ...‬بمن لو لما اعترل نحلها البخل‬
‫فبل أنها للوصل تعطفو السخا ‪ ...‬كال البيد يرجى إف تعاكدىا اإلبل‬
‫تدانى التبلقي كالشباب كشاكل ‪ ...‬المشيب النول كالشكل يطلبو الشكل‬
‫أما كزماف كاف للراح ركحو ‪ ...‬مزاجان لذاؾ إسم الطبل كلذا الفعل‬
‫كبيض الليالي كاف يجذب فخرىا ‪ ...‬األصائل إف جاذبن منو الذم يتلو‬
‫كلطف الهول إف أترع النور غربو ‪ ...‬مداـ أصيل راح يمزجها الطل‬
‫كرقة شرب لست أدرم أترشف ‪ ...‬الكؤكس أـ الكاسات منهم لها عل‬
‫كناظر ركض للغصوف تعانق ‪ ...‬بو ليس للنماـ في كصلو فصل‬
‫تحاكي قدكد الغيد ملد غصونو ‪ ...‬فيعجزىا حلو التلفت كالدؿ‬
‫كيضحك فيو األقحواف فيخجل ‪ ...‬الشقيق كشرب دار بينهم ىزؿ‬
‫كإف طارحت حلي الغواني سواجع ‪ ...‬من الطير في أرجائها أطرب الكل‬
‫زماف تقضى للهول بعده الهول ‪ ...‬كلو رقصت زىوان سحائبو الجفل‬
‫كال الركض ركض كالزىور تضاحك ‪ ...‬الثغور كال الوبل الهتوف بو الوبل‬
‫لقد ذىبت تلك الخوالي بركنق ‪ ...‬بما للتوالي كىل مثل الخوالي ترني العطل‬
‫فسل بشكول البين نفسان تسالم ‪ ...‬لليالي إذ تبدم السلو كلم تسلو‬
‫كحل قياد للقول في فطالما ‪ ...‬أضر بها في حلم أىل النهى العقل‬

‫(ِ‪)ُُٗ/‬‬

‫آالـ إحساس الفكر كل طمرة ‪ ...‬يلوـ على استقعادىا العقل كالنقل‬


‫سوم قويم غير أعوج ال كال ‪ ...‬العويج نمت فرعان كطاب لها أصل‬
‫نخوض بحار الشعر لم يغن حبها ‪ ...‬الطويل كيجريها على الرمل الرمل‬
‫كإف يك يذكي النار من حقدىا المدا ‪ ...‬باب شكوىكلمو ضرب القفل‬
‫كراؽ لو حر التغاضي كلم يطب على ‪ ...‬لو تحت أفياء المناظلة الظل‬
‫فقد طاؿ حبل البين حتى تقاصرت ‪ ...‬عرل الصبر لما حل مبرمها الحل‬
‫كصاح بو لما انتهى الصبر صارخ ‪ ...‬القوافي أفق إف التواني ىو الذؿ‬
‫لعل ركيقات قست أف يلينها ‪ ...‬الوىيج من الشكول فيعطفها اإلؿ‬
‫كبين شكاتي البين كالصبر مهمة ‪ ...‬كالوجد طالت ما تناقبو السبل‬
‫لفكرم فيو حيرة الضب في الفبل ‪ ...‬كىل حيرت ضب الفبل األعين النجل‬
‫كما الضب إال الصب حيره الفل ‪ ...‬فقيل الفبل جهبلن كإعجامو جهل‬
‫لو اهلل من مسحور سهمين موىان ‪ ...‬بتخييل قلب العين قاسيتو النبل‬
‫كما كنت أدرم أف غير الذم بو ‪ ...‬غرامي يسمى النبل أك أنو النصل‬
‫كلكن رقاني سحر نظم فعاد لي ‪ ...‬حجى تاه بهران حيث أىل الهول ظلوا‬
‫نظاـ كنفي النفي أثبت ما انتفى ‪ ...‬كسحر على سحر بو يثبت العقل‬
‫فثاب سليم الفكر يشكو ناظمان ‪ ...‬أتى ببديع مثلو ما لو مثل‬
‫إماـ علوـ ال يدين لغيره ‪ ...‬ليحكم في أنظارىا العقد كالحل‬
‫كنور ذكاء غير نور ذكاء فما ‪ ...‬لمشكل أم ور راـ إيضاحو ظل‬
‫كجنة آداب ركاىا مخلد ‪ ...‬بها من منى األلباب ما يشتهي الكل‬
‫كغيث ندا األبرؽ فيو يرا سوا ‪ ...‬ابتساـ حياء عنده يهمل البذؿ‬
‫إذا قيل عبد القادر ابتدر الندا ‪ ...‬إلى الذىن كالمجد الموثل كالفضل‬
‫كضاؽ بنادم الفكر مجرل سوابق ‪ ...‬المفاخر إذ يجلو غرايبها النبل‬
‫كجيو الهدل أذكى نظامك مضرمان ‪ ...‬من الوجد كالتذكار زفرتو تعلو‬
‫ككشف جلباب التسلي كلم أكن ‪ ...‬سلوت فقد شاب النول كالهول طفل‬
‫فيا ليت شعرم ىل لذم البعد غاية ‪ ...‬تمر كىل يتلو الذم ما مر يحلو‬
‫كىل الجتماع الشمل آف فيرتجى ‪ ...‬كىل بعد جور البين فينا يرل عدؿ‬

‫(ِ‪)ُِٗ/‬‬

‫لذلك أدعو من بإفضالو يعود ‪ ...‬ماضي تدانينا كيجتمع الشمل‬


‫عساؾ إذا أمنت من يجمعنا ‪ ...‬سريعان كما أملت كاتصل الحبل‬
‫كجواب الفقيو سعيد القركاني قد مر في ترجمتو‪ ،‬ككتب المولى يحيى بن الحسن بن إسحاؽ‬
‫اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى إلى صاحب الترجمة قولو مع نثر بليغ تركتو اختصاران‪:‬‬
‫صب تهيج شجونو ‪ ...‬بسجوعها كرؽ الحمايم‬
‫كغردت بغصونها ‪ ...‬شاقت معنى القلب ىايم‬
‫مضنى على شرط الوفا ‪ ...‬في الحب لم يبرح مبلزـ‬
‫يخفي الهول كيصونو ‪ ...‬عن كاشح في الحب اليم‬
‫لوال شهود دموعو ‪ ...‬ما زاؿ لؤلشجاف كاتم‬
‫لكنها ىملت على خدم ‪ ...‬من جفني غمايم‬
‫شوقان إلى صبي الصريم ‪ ...‬مورد الخدين ناعم‬
‫يا طيب أكقات بو ‪ ...‬كانت للذاتي مواسم‬
‫أحسوا بها خمر اللما ‪ ...‬من ثغر ساجي الطرؼ ساجم‬
‫فكأنها مدح الوجيو ‪ ...‬أبي العبل خير األكارـ‬
‫الحبر عبد القادر ‪ ...‬المحمود فياض المكارـ‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو كفيو التشريع‪:‬‬
‫ا فاح طيب شذا الصبا ‪ ...‬إال صبا نحو المعالم‬
‫مغرـ مشتاؽ قلب كدمع ‪ ...‬ذاؾ ىائم كذا ىمى مثل الغمايم‬
‫كابل غيداؽ ‪ ...‬كأباح سفح الدمع في سفح األحبة مايكاتم‬
‫قلبو الخفاؽ ‪ ...‬ما العيش إال المرء سكراف من خمرالمباسم‬
‫مالو إفراؽ ‪ ...‬كمهفهف كالبدر من أنواره نور الكمايم‬
‫لم يشبو محاؽ ‪ ...‬ىو علتي كتعلتي مهما يحارب أك يسالم‬
‫ليس لي اإلطبلؽ ‪ ...‬فإذا بدل اختفت الغزالة فهي في سحف الغمائم‬
‫مالها إشراؽ ‪ ...‬كعذرت فيو كأنو قوؿ ليحيى في العوالم‬
‫زاؿ منو شقاؽ ‪ ...‬نظمان لو نظمان لو كأنو غيث لشايم‬
‫كابل دفاؽ ‪ ...‬مذ أغردت أبياتو عن لحن أصوات الحمايم‬
‫زينت األكراؽ ‪ ...‬حاز المناقب خير حاز مراتبان فوؽ النعايم‬
‫دكنها السباؽ حاز ‪ ...‬فبعلمو كبنظمو تزداف نجد كالتهايم‬
‫بعد كاألفاؽ ‪ ...‬ال زاؿ يسعى نحوه ما يشتهي سعي الركاسم‬
‫داؤىا األعناؽ‬
‫كلصاحب الترجمة مجيبان على العبلمة الحجة من أبيات ستأتي ترجمتو‪:‬‬
‫ىو الحب يحلو الحق فيو كباطلو ‪ ...‬فبل تثني إف أخلف الوعد ماطلو‬

‫(ِ‪)ُّٗ/‬‬

‫ىما خطتا خير كصاؿ كفرقة ‪ ...‬إذا أغضبت ممن أحب عواذلو‬
‫كليس بسائل قلب من كاف طرفو ‪ ...‬كسائلو ىجر المناـ كسائلو‬
‫كليل بملتف الحدائق ضمنا ‪ ...‬على غير كعد كده ال رسائلو‬
‫أقبل فيو الخد كالورد تارة ‪ ...‬ألقطع شك االشتباه كباطلو‬
‫فلم أرل بدران في الثرل قبل كجهها ‪ ...‬لو القلب أضحى منزالن ال يزايلو‬
‫كما البيض تحمي البيض عن مغرـ ‪ ...‬يرا ممات الهول محياه إال مناىلو‬
‫ببيض الفبل ال بيض أكناؼ حاجر ‪ ...‬نسيبي فقلبي ما تقر ببلبلو‬
‫كما ربة الخلخاؿ كالخاؿ منيتي ‪ ...‬كال ألحاف كاأللحاف مما أحاكلو‬
‫إذا كاف ميت العلم يحي رميمو ‪ ...‬بيحيى فمن ذا في األناـ يماثلو‬
‫مسائلو بالمشكبلت يعود من ‪ ...‬لديو كمثل الشمس عادت مسائلو‬
‫كما ابن معين في معين علومو ‪ ...‬بأكثق منو فارك ما ىو ناقلو‬
‫كما أحمد في علمو كحديثو ‪ ...‬بأحمد منو إف تعد فضائلو‬
‫كقس إياد ال يقاس بو كال ‪ ...‬يعد معد قبلو كقبائلو‬
‫كلما تلى آياتو كل قارئ ‪ ...‬كقارئ كقد جلى تجلت دالئلو‬
‫كسل مشكبلت العلم من غيره جبل ‪ ...‬دجاىا بذىن ال يراـ مشاكلو‬
‫كسل نائبات الدىر من شت شملها ‪ ...‬سواه كلم تضعف لهن شمائلو‬
‫فلو أف للموت الزؤاـ كتائب ‪ ...‬لفرقها في لمحة الطرؼ عاملو‬
‫إليك إماـ النظم عقد منظم ‪ ...‬يقصر عن إدراكو من يحاكلو‬
‫ىو الدر لكن كل در ىو الحصى ‪ ...‬إذا قيس بالدر الذم أنت قائلو‬
‫كلصاحب الترجمة مجيبان على القاضي عبد الرحمن بن الحسن البهكلي المقدـ ذكره‪:‬‬
‫زارت فوافت بالحما مغرما ‪ ...‬يرل الفتى في حبها مغرما‬
‫شمس ضحى في األرض أبراجها ‪ ...‬فهل علمتم أف أرضان سما‬
‫كقامة كالغصن قد أثمرت ‪ ...‬ركضان سول قامات تلك الدما‬
‫بنفسو قلبي إلى لحظها يرمي ‪ ...‬فهل من ىدؼ قد رما‬
‫في ركضة ما اعتل فيها سول ‪ ...‬النسيم أىدل لي شميم الحما‬
‫كال سول النرجس عين بها ‪ ...‬كال سول العارض جفن ىما‬
‫كال سول طبيب مبل نبتها ‪ ...‬تم إذا السحب لها نمنما‬
‫مذ شق جيب النهر عن نهرىا ‪ ...‬النسيم خلتاه بو مغرما‬

‫(ِ‪)ُْٗ/‬‬

‫ريح على صفحة غدراتها ‪ ...‬تكتب ماء الطير بو زمزما‬


‫فهل ترل األغصاف من لحنو ‪ ...‬ترقص إف أعرب أك أعجما‬
‫أـ ىل تراىا ارتعدت إذا رأت ‪ ...‬للنهر في حافاتها مخدما‬
‫كأرج الكوف شذاىا فهل ‪ ...‬مر بها ما حبرنا نظما‬
‫من صار كالشمس بكفيو ما ‪ ...‬صار لذم التحرير مستبهما‬
‫يركم فيركم لفظو كل من ‪ ...‬يشربو باإلذف إف كلما‬
‫عبارة ما شقو سابق ‪ ...‬فلم يصل بعد أف سلما‬
‫كىي طويلة‪ :‬كلصاحب الترجمة ىذه المربعة على كزف عج برسم الدار فالطلل كىي‪:‬‬
‫باع جفني النوـ حين شرل ‪ ...‬برؽ ثغر المقواد شرا‬
‫لم يكن حبي لو أشرا ‪ ...‬بل ألمر كاف في األدؿ‬
‫ملك حسن القلوب لو ملك ‪ ...‬صنيع من نور كنور ملك‬
‫لم تنل في كصلو أملك ‪ ...‬أتناؿ الشمس في الحمل‬
‫رؽ لي بعد البعاد فمن ‪ ...‬كأباح المستهاـ فما‬
‫إف تسل ما ذقت منو فمن ‪ ...‬كىو مثلي منو في ثمل‬
‫صار جيش الصب منكسران ‪ ...‬بضعيف الجسم منكسرا‬
‫كلطيف الطيف منك سرل ‪ ...‬فأطار النوـ عن مقلي‬
‫ىاف دمع في سواؾ على ‪ ...‬كفؤادم في ىواؾ عبل‬
‫كنسيب في حبلؾ عبل ‪ ...‬كىو حق ليس كالغزلي‬
‫قلب بالجول كصلى ‪ ...‬كمناه قط ما كصبل‬
‫ذاب ه‬
‫كإذا خضب الصبا نصبل ‪ ...‬جد كالصبابة لي‬

‫(ِ‪)ُٗٓ/‬‬

‫كلم يزؿ صاحب الترجمة مقيمان بػ(كوكباف) مشرقة شمس فضلو على أقطار الببلد‪ ،‬كارعان من‬
‫بحر جوده كعلمو الحاضر كالباد‪ ،‬حتى توفى المولى أحمد بن محمد بن الحسين في سنة‬
‫إحدل كثمانين كمائة كألف‪ ،‬فوصل صاحب الترجمة إلى اإلماـ المهدم رحمو اهلل لطلب اإلمارة‬
‫للمولى عبد القادر بن محمد في (كوكباف)‪ ،‬فقابلو اإلماـ المهدم باإلكراـ كأحسن إليو باإلنعاـ‬
‫التاـ‪ ،‬كأسعفو إلى المراد‪ ،‬كجعل ذلك المذكور كاليان على تلك الببلد‪ ،‬كلما عزـ من ىنالك قاؿ‬
‫بعض أعياف (كوكباف) إف فصاحة ببلدنا كأدب محلنا قد دخل إلى صنعاء‪ ،‬فندب شعرائهم إلى‬
‫مكاتبتو كلكنهم كإف أبانوا جلدان في الشعر فكيف يصنعوف بسائر الفضائل التي اجتمعت فيو‬
‫فمر ذلك ما كتبو إليو المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر اآلتي ذكره إف شاء‬
‫اهلل تعالى‪:‬‬
‫أطاؿ عتابي ميل ىند إلى العذؿ ‪ ...‬كىيج بلبالي تجاىلها قتلي‬
‫كذكرم أياـ تقضت بحاجر ‪ ...‬كال حاجر عن كصل ىند كال حمل‬
‫فقد زادني كجدان تأجج ناره ‪ ...‬تذكر أيامان بها جمعت شملي‬
‫فسقيا ألياـ مررف بسلوتي ‪ ...‬كأكرثني شغبلن يصد عن الشغل‬
‫كبعد البعد طاؿ ما طاؿ يومو ‪ ...‬كليلتو حتى غدل اليوـ كالحوؿ‬
‫فكم ليلة أمسيت أرتقب السهى ‪ ...‬نحيبلن كال عين تراني من نحل‬
‫لي اهلل كم أرجو كصاؿ ممنع ‪ ...‬بسمر القنا قد شح بالكتب كالرسل‬
‫فيا عجب مني أركـ لقاء من ‪ ...‬تحجب بين المشرفية كالنبل‬
‫فحسبي منو إف ظفرت بموعد ‪ ...‬فما أنا ممن يرتقي رتب الوصل‬
‫كال تنكركا ذلي لعز جهالة ‪ ...‬فإني رأيت العز في الحب في الذؿ‬
‫رضيت بو خبلن كإف كاف معرضان ‪ ...‬كإعراض مولى المكرمات عن النًحل‬
‫كجيو الهدل المحي لسنة أحمد ‪ ...‬فيهدم بها من ضل عن أكضح السبل‬
‫فكم بلدة قد زانها بعلومو ‪ ...‬كقد رفلت في حلة الجهل من قبل‬
‫كقور كإف طاشت حلوـ ذكم النهى ‪ ...‬كريم فبل يشتاؽ إال إلى البذؿ‬
‫تكاثر أنواء الغماـ بنانو ‪ ...‬فيغلب ساريها بنائلو الجزؿ‬

‫(ِ‪)ُٗٔ/‬‬

‫كينظر إف ما الحوادث أظلمت ‪ ...‬بجود رأيان منو أمضى من النصل‬


‫عيوف عداه في رياض كفي الحشى ‪ ...‬لوافح أحقاد مراجلها تغلي‬
‫لقد فخرت صنعاء منو بماجد ‪ ...‬ففاخرت الشهب الزكاىر بالحلي‬
‫كلو علمت في أم يوـ قدكمو ‪ ...‬لقتو إلى بعض الطريق من الجبل‬
‫كال غرك إف حاز الفضائل عن يد ‪ ...‬فآباءه قوـ يجلوف عن مثل‬
‫ليوث إذا ما نزلوا في عريكة ‪ ...‬غيوث يكاؼ الناس في السنة المحل‬
‫عذيرم فإني لست أحصر فضلو ‪ ...‬أأقدر أف أحصي الحصا مع الرمل‬
‫كلبث في صنعاء شهوران حتى أذف لو المهدم ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬بالرجوع إلى (كوكباف) كرجع‬
‫معظمان مكرمان‪ ،‬كبقى فيو على حالو الجميل ناشران للعلوـ ساعيان في مرضات الحي القيوـ إلى أف‬
‫توفي اإلماـ المهدم ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬في سنة تسع كثمانين كمائة كألف‪ ،‬فدخل إلى صنعاء‬
‫بيعة أىل (كوكباف) لموالنا كخليفة عصرنا أمير المؤمنين المنصور باهلل رب العالمين‪ :‬علي بن‬
‫اإلماـ المهدم حفظو اهلل كأداـ دكلتو كخلد ملكو كأيده بعزيز نصره آمين‪.‬‬
‫فتلقاه بما يليق بو من التعظيم كاإلحساف‪ ،‬كأجرل عليو ينابيع اإلفضاؿ كخلع عليو خلع اإلنعاـ‪،‬‬
‫كاستمد من مواىبو كإفضالو خلعان كأمواالن لكل رجل من أعبلـ (كوكباف)‪ ،‬كىم نحو خمسين‬
‫رجبلن‪ ،‬كقرر أىلو على ما ىم عليو‪ ،‬كأحسن إليو كإليهم‪ ،‬فوؽ ما يؤملوف ثم صرفو إلى محلو‬
‫رافبلن في ثياب النعيم‪ ،‬ماشيان في ساحة التكريم‪ ،‬كبقي إلى سنة خمس كتسعين ثم رحل إلى‬
‫(حماـ علي) المعركؼ في ببلد آنس لحصوؿ عارض معو أكجب عزمو إليو‪ ،‬فلما كصل إليو‬
‫كتب إلى كلده المولى شيخنا العبلمة برىاف الدين بأرجوزتو التي تقدـ بعضها في ترجمتو كمنها‬
‫قولو‪:‬‬
‫كىاؾ فاسمع خبر الطريق ‪ ...‬كما رأيناه على التحقيق‬
‫فإننا بعد الوداع لم نزؿ ‪ ...‬في نعم من ربنا عز كجل‬
‫نمشي بجنات شباـ أكالن ‪ ...‬قد لبثت من سندس ألبست حبلال‬
‫ثم لواله كبعدىا ‪ ...‬جنات صنعاء ال أطيق عدىا‬
‫ثم تركنا عصران يمننا ‪ ...‬يقسم أنو المنى يمينا‬

‫(ِ‪)ُٕٗ/‬‬

‫كآخر اليوـ بلغنا حده ‪ ...‬كحسنها جاكز فيها حده‬


‫مخضرة األرجاء كأنها السما ‪ ...‬زىورىا نجوـ ذلك الحما‬
‫إف ىبت النسيم فيها نفحت ‪ ...‬بمسكة لجوىا قد ضمخت‬
‫ثم مشينا كرضاب الزىر ‪ ...‬ترشفو شمس الضحى كالسكر‬
‫إلى سناع بيت سبطاف حمل ‪ ...‬كبيت بوس سامك خير محل‬
‫من بعد بيت الطل ثم كعبلف ‪ ...‬جنانها قد فرشت بألواف‬
‫كغير ما ذكرت من جناف ‪ ...‬يعجز عن أكصافها اللساف‬
‫لكن األرض ترل تحت السما ‪ ...‬أبرد من كعبلف في ما أعبلما‬
‫كلم نزؿ نمشي بذلك المحل ‪ ...‬كلجة الهول كثلج قد نزؿ‬
‫حتى كصلنا سفح أرض المنشيو ‪ ...‬كىي ألرباب العقوؿ منشيو‬
‫ثم قطعنا الصبح أرضان قرة ‪ ...‬مزرعة كشعبان كحرة‬
‫[كمنو زركع بلكم الببلد ‪ ...‬منها المجن كىو خير كاد]‬
‫حتى انتهى بنا المسير كاد ‪[ ...‬جبالو تصبغ بالمداد]‬
‫ثم بلغنا غاية المراد ‪ ...‬بفضل ربي خالق العباد‬
‫في خمسة كأربعين يوما ‪ ...‬من الوقوؼ ال لقيت ضيما‬
‫كذاؾ خير كقت حماـ علي ‪ ...‬إف يصح كسمي السما كالولي‬
‫كغالب العواـ قالوا إنما ‪ ...‬بناه خير من أظلت السما‬
‫لذاؾ قد سموه حماـ علي ‪ ...‬من خصو مواله بالفضل العلي‬
‫أكؿ من صلى كخير ناصر ‪ ...‬للدين بالسمر كبالبواتر‬
‫كإنما عامره الصغير ‪ ...‬علي الوزير‬
‫فيما يذكر ىذا ما كجدناه منها ألنها ذىبت بالعارية‪ ،‬كأجاب عليها أعبلـ (كوكباف)‪ ،‬ككتب إليو‬
‫القاضي العبلمة يحيى بن صالح السحولي إلى حماـ علي يحثو على الوصوؿ إلى صنعاء‪،‬‬
‫كاالتفاؽ باإلماـ المنصور‪ ،‬فوصل إلى حضرة الخليفة المنصور بػ(صنعاء) كتلقاه باإلجبلؿ‪،‬‬
‫كأفاض عليو سحب اإلفضاؿ‪ ،‬كخلع عليو خلعان شريفة‪ ،‬كبقي لدل القاضي يحيى السحولي في‬
‫ضيافتو يتحفو بأنواع التحف‪ ،‬كيدخل عليو المسرات من كل باب‪ ،‬حتى عزـ (كوكباف)‪ ،‬كبقي‬
‫فيو إلى سنة سبع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬فقضت لو الخيرة بدخولو ىو كأىلو صنعاء‪ ،‬لكونها أكؿ‬
‫أرض مس جلده ترابها‪ ،‬ككاف قبل ذلك قد قاؿ الفقيو أحمد بن الحسن الزىيرم مشيران إلى‬
‫تخلي جفن صنعاء عن ىذا اإلنساف‬

‫(ِ‪)ُٖٗ/‬‬

‫كقائل قاؿ لي صنعاء لساكنها ‪ ...‬أـ كمثلك ال يخفيو مجحده‬


‫فقلت مالي كصنعاء كيف أسكنها ‪ ...‬لي راحة كحبيب القلب أفقده‬
‫ال عبد قادرىا المفضاؿ حل بها ‪ ...‬كال لو مثل فيها فأقصده‬
‫بل ال يحل سول حيث العبل سكنت ‪ ...‬ألنو بيد العلياء مفقوده‬
‫ال فخر في بلد إف لم يحل بها ‪ ...‬إال إذا ىو فيها كاف مولده‬
‫كمما قاؿ فيو أيضان من قصيدة‪:‬‬
‫كإذا التفت إلى ابن أحمد منهم ‪ ...‬فهو العزيز المثل في نظرائو‬
‫أعنيو عبد القادر العلم الذم ‪ ...‬أضحى لعلم اهلل من أمنائو‬
‫أبصر مثلو ذك ناظر ‪ ...‬فأغض ناظره على أقذائو‬
‫إف قاؿ ى‬
‫لم أنس ليلة زارني كبياضها ‪ ...‬من نوره كالصبح في أضوائو‬
‫ألقى إلي إشارة من علمو ‪ ...‬فغنيت عن دىرم كعن أبنائو‬
‫فعزـ من (كوكباف) إلى كادم ظهر‪ ،‬كبقي فيو أشهر ثم دخل (صنعاء) فقابلو اإلماـ المنصور‬
‫حفظو اهلل من اإلحساف كاإلنعاـ كاإلجبلؿ كاإلكراـ‪ ،‬بما يتعذر حصره كيطوؿ ذكره‪ ،‬كأجرل لو‬
‫كاسعات الجرايات‪ ،‬كقرر لو جميع المحتاجات‪ ،‬كأمر كتاب الدككاين أف يرسموا لو جميع‬
‫المعتادات‪ ،‬كأنزلو بدار الفرج المعركفة بػ(بير العزب)‪ ،‬فألقى عصاه كاستقر بو النول كما قر‬
‫عينان باإلياب المسافر‪ ،‬ككاف استقراره بػ(صنعاء) من نعم اهلل الجسيمة‪ ،‬كأياديو العميمة على‬
‫أىلها فلقد زىيت بقدكمو كتبخترت بعلومو‪ ،‬ككملت بو غاية الكماؿ‪ ،‬كصارت لعلماء اآلفاؽ‬
‫محطان للرجاؿ‪ ،‬فنشر بها العلوـ كقرأ عليو جميع علمائها كأخذكا عنو األسنايد‪ ،‬كألحق‬
‫أصاغرىم باألكابر‪ ،‬كتفننوا في العلوـ كحققوا عليو تحقيقان متقنان‪ ،‬كأخذكا عنو علومان من المعقوؿ‬
‫كاآلداب لم يكن قبل ذلك يخطر لهم بباؿ‪ ،‬كال كقفوا لها على مثاؿ‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬

‫(ِ‪)ُٗٗ/‬‬

‫فمن نببلء من أخذ عنو القاضي العبلمة البدر محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬كشيخنا العبلمة جماؿ‬
‫الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ‪ ،‬كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني ‪-‬رحمو اهلل‪،-‬‬
‫كالعبلمة جماؿ الدين علي بن إسماعيل النهمي‪ ،‬كالقاضي العبلمة الحسين بن أحمد السياغي‪،‬‬
‫كالقاضي العبلمة الحسين بن يحيى السلفي‪ ،‬كالسيد العبلمة الحسين بن يحيى الديلمي‪،‬‬
‫كالوزير العبلمة الحسن بن علي حنش‪ ،‬كالمولى العبلمة علي بن محمد بن يحيى‪ ،‬كأخوه‬
‫العبلمة إبراىيم بن محمد بن يحيى كغيرىم‪.‬كمؤلف ىذه التراجم إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ‪-‬‬
‫غفر اهلل لو‪ -‬فإني قرأت عليو في الصحيحين‪ ،‬كشطران صالحان من السنن األربعة‪ ،‬كأكائل مؤلفات‬
‫عدة من السنن كالمسانيد نحو سبعين كتابان‪ ،‬تضمنها ثبت إجازتي كأجازني بباقيها كبجميع ما‬
‫يجوز لو فيو ركاية جزاه اهلل عني خيران‪.‬‬
‫كقد أخذ عنو سماعان كإجازة جميع مشائخ زبيد من بني األىدؿ‪ ،‬كبني المزجاجي كالربعي‬
‫كغيرىم‪ ،‬ككذلك مشائخ نواحي تهامة كغيرىا‪ ،‬كلم يزؿ بصنعاء ناشران للعلوـ محطان للرجاؿ‬
‫مفيدان للطالبين مقصودان للفتيا من األقطار البعيدة‪ ،‬يفد إليو الناس من كل جهة كيجتمع بحضرتو‬
‫األعياف في كل يوـ للقراءة كالقرل‪ ،‬كتنافس في االتصاؿ بو األعبلـ‪ ،‬كيتوسل بو أىل الحاجات‪،‬‬
‫كيفرغ إليو األمراض ليستوصفوا منو األدكية لقوة ساعده في علم الطب كحذاقتو في معرفة‬
‫األسباب‪ ،‬كفراستو في أحواؿ األشخاص‪ ،‬كبالجملة فإنو كاف أمة كحده‪ ،‬فسبحاف من منحو‬
‫تلك الكماالت كاألخبلؽ التي ال يتصور حقيقتها إال من عرفو‪ ،‬كىيهات أف يأت الدىر بمثلو‬
‫إال أف يكوف كلده البرىاف‪ ،‬كلو أردت استقصاء شرح أحوالو كأكصافو لطولت تطويبلن يخرجنا‬
‫عن المقصود من االختصار‪ ،‬كفيما ذكرناه كفاية‪.‬‬
‫[كفاتو]‬

‫(ِ‪)ََِ/‬‬
‫ككانت كفاتو ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬ليلة اإلثنين سابع شهر ربيع األكؿ سنة سبع كمائتين كألف بداره دار‬
‫السعادة المعركفة بصنعاء‪ ،‬كصلى عليو كلده البرىاف في الجامع المقدس كدفن في خزيمة‪،‬‬
‫كحضر لتشييع جنازتو اإلماـ المنصور باهلل كجميع أىل دكلتو‪ ،‬كأىل صنعاء كصلي عليو أيضان‬
‫في جميع نواحي تهامة‪ ،‬كفي الحرمين الشريفين‪ ،‬كرثاه األعياف بما ينيف على ثبلثين قصيدة‬
‫مطولة ‪-‬رحمو اهلل تعالى رحمة األبرار‪.-‬‬
‫[(َِِ‪ )/‬عبد القادر بن محمد أمير كوكباف](ُ)‬
‫(ُُِٓ‪ُُٖٗ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى كجيو الدين عبد القادر بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر‪ ،‬كبقية نسبو‬
‫تقدـ‪.‬‬
‫[مولده كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * درر نحور الحور العين(خ)‪.....‬سنة (ُُِٗىػ)‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪.)ٕٖ-ٕٔ/‬‬

‫(ِ‪)َُِ/‬‬

‫كلد في شهر ربيع األكؿ‪ ،‬سنة خمس كعشرين كمائة كألف بكوكباف‪ ،‬ككاف كامل الرئاسة كقوران‬
‫حليمان دينان خيران صادؽ اللهجة بران رؤفان محبان للفقراء كالمساكين‪ ،‬معتنيان باألرامل كاأليتاـ لو‬
‫معرفة تامة في العلوـ‪ ،‬كالحساب‪ ،‬كالفرائض‪ ،‬كمطالعات في الطب‪ ،‬ككاف شديد الذكاء قاـ‬
‫بإمارة كوكباف بعد موت أخيو أحمد‪ ،‬كىو شقيقو فأقاـ العدؿ‪ ،‬كسار في الرعية كسيرة أخيو‪،‬‬
‫ككاف سهل الحجاب‪ ،‬آمنان لسطوة األياـ‪ ،‬فلم يتخذ غير حاجب كأحد نافذ األحكاـ في جميع‬
‫الجهات الكوكبانية إال أنو في آخر كاليتو قصر ما يعتاده الناس من الكيبلت كنحوىا‪ ،‬لقحط‬
‫شرط تركت الحراسة في كوكباف‪ ،‬ككاف أخوه المولى‬
‫شديد كتعطلت مخازينو حتى أف جماعة ال ي‬
‫إبراىيم بن محمد ينافسو كينحرؼ عنو ألسباب متقدمة‪ ،‬فأنفذ إليو في شهر شعباف سنة اثنين‬
‫كتسعين كمائة كألف جماعة‪ ،‬فدخلوا على صاحب الترجمة ليبلن‪ ،‬كتقدمهم العباس بن إبراىيم‪،‬‬
‫فلما دخل عليو خادعو بالكبلـ‪ ،‬فظن صاحب الترجمة أف دخولو لغرض من أغراضو لجرياف‬
‫العادة بذلك كلم يشعر أف الرجاؿ خلفو‪ ،‬فهجم أكلئك الرجاؿ كأمسكوه كتفان‪ ،‬كاعتقل في‬
‫السجن مقيدان‪ ،‬كبقي فيو إلى أف توفاه اهلل تعالى في شهر رجب سنة ثماف كتسعين كمائة كألف‪،‬‬
‫كلو أخبار يطوؿ شرحها‪ ،‬في عنايتو باأليتاـ كمباشرتو لمصالحهم‪ ،‬كصبره عليهم‪ ،‬ككاف مناصران‬
‫ألخيو أحمد كمعاضدان لو كموازران‪ ،‬كقاـ بأعباء أموره كمصالحو‪.‬‬
‫كمن كراماتو أنو لم يمضي مدة على الرجاؿ الذين دخلوا عليو جميعهم حتى أصيبوا بمصائب‬
‫عظيمة‪ ،‬كجازاىم اهلل تعالى بمثل صنيعهم معو‪ ،‬كسجن من أقدـ عليو بعد كتفو‪[ ،‬كلم يفلح أحد‬
‫منهم] كربما تأتي اإلشارة إلى ما جرل بعده من األحواؿ إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫كلو شعر يسير‪ ،‬فمنو قولو‪:‬‬
‫أبنائنا أبنائنا مع كنزنا ‪ ...‬جل فما قد حل كنزان أك بنا‬
‫إف لم يحل فأم كقت يرتجى ‪ ...‬عن ما بنا من ذا التهافت أك بنا‬
‫ىذا كعندم شاى هد ال أمترم ‪ ...‬فيما يخبر كىو نعم الشاىد‬

‫(ِ‪)َِِ/‬‬

‫قلت يريك من الصديق كغيره ‪ ...‬ما ال تريك العين كىي تشاىد‬


‫كأجازىا القاضي أحمد قاطن‪ ،‬بأبيات أكلها‪:‬‬
‫يعفو كيغفر ربنا أفعالنا ‪ ...‬كي ال يصير ‪.............‬أفعالنا‬
‫فقاؿ سيدم محمد بن ىاشم الشامي مجيزان لهما‪:‬‬
‫يحيى الذم لم يبن من أحبابنا ‪ ...‬دنياه في دار البقا حتى بنا‬
‫كالكنز كالترب الشعيب من الثرل ‪ ...‬عند الثرل كال بنا أكلى بنا‬
‫أحلى من دار الغركر كأنو ‪ ...‬أحبلمنا لو حققت أحبلمنا‬
‫فقاؿ الفقيو محمد بن إسماعيل النهمي‪:‬‬
‫أعبلمنا لما انتهت أعبلمنا ‪ ...‬أعبلمنا كانت لنا أعبل منى‬
‫ككمالنا أف ال يكوف كمالنا ‪ ...‬للغير لم ال أف يكوف كمالنا‬
‫أغرل بنا طمع كمن أغرل بنا ‪ ...‬عمن يراد بنا التنفس في بنا‬
‫أكلى بنا فعل الذم أكلى بنا ‪ ...‬أمران بنا عما يلي [أمران بنا]‬
‫[كلصاحب الترجمة‪:‬‬
‫ىذا كعبدم شاىد ال أمترم ‪ ...‬فيما يخبر كىو نعم الشاىد‬
‫قلب يريك من الصديق كغيره ‪ ...‬ما التراه العين كىي تشاىد]‬
‫[(َِّ‪ )/‬عبد القادر بن علي البدرم الثبلئي](ُ)‬
‫(ََُٕ‪َُُٔ-‬ىػ‪ُْٕٕ-ُٕٔٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو كمولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬مصادر الفكر للحبشي (ُِٔ‪،)ِِٗ،‬‬
‫الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ُّْ‪ ،)ٓ/‬البدر الطالع(ُ‪ ،)ّٔٗ/‬نشر العرؼ(ِ‪،)َٕ/‬‬
‫معجم المؤلفين (ٓ‪ ،)ِْٗ/‬ىدية العارفين (ُ‪ )ُٓٗ/‬تأريخ مدينة ثبلء(ِ‪/‬خ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ترجمة (ٖٔٓٓ) ص (ْٓٓ)‪.‬‬

‫(ِ‪)َِّ/‬‬

‫القاضي كجيو الدين عبد القادر بن علي البدرم الفقيو المحقق العبلمة األصولي المحدث‬
‫المجتهد النظار‪،‬إماـ الفنوف مولده في سنة سبعين كألف‪ ،‬كنشأ بػ(ثؤل)‪ ،‬كقرأ على القاضي‬
‫العبلمة مهدم بن عبد الهادم الحسوسة(ُ)‪ ،‬كعلى المحقق العبلمة صالح بن مهدم‬
‫المقبلي(ِ) –رحمو اهلل‪ -‬كنسخ بخطو عدة كتب في غاية من الضبط كالصحة‪ ،‬كلو أنظار ثاقبة‬
‫كجوابات أسيلة‪ ،‬كمراجعات بينو كبين علماء زمانو‪ ،‬كالبدر األمير‪ ،‬كالعبلمة إبراىيم بن خالد‬
‫العلفي كغيرىما‪ ،‬ككاف حاكمان بػ(ثؤل) كنكبو المنصور بن المتوكل ابن المنصور لما قبض على‬
‫المولى الحسن بن إسحاؽ كمن معو في (ثؤل)‪ ،‬كأدخلوا إلى صنعاء في الزناجير‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة قصيران جدان فحملو بعض الشرطيين في الميداف كجعل يترقص بو كيقوؿ‪:‬‬
‫متى يا طلعة البدر ‪ ...‬تواصل مغرمك‬
‫ثم حبس مدةن كأفرج عنو كسئل عن الحاصل معو مع كصولو صنعاء‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إنو أغمي عليو من‬
‫حين حملو الحامل إلى أف كصل الحبس‪ ،‬كلم يحس بشئ كلم يمضي لهذا الحامل أقرب مدة‬
‫حتى قتل أشر قتلة‪ ،‬ككذلك الذم عاكف عليو عوجل بالعوقبة‪ ،‬كذكر القاضي أحمد قاطن أنو‬
‫أخبره المولى علي بن أحمد بن عبد القادر اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى أف صاحب الترجمة‬
‫كفد إلى المتوكل القاسم بن الحسين كىو يقرأ في الكشاؼ على المولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير‪ ،‬كفي الموقف جماعة من األعياف المحققين كمنهم المخبر المولى علي بن أحمد بن‬
‫ات‬ ‫عبد القادر‪ ،‬فلما كصل صاحب الترجمة كجدىم يقرأكف في تفسير قولو تعالى‪{ :‬إًنَّ ىما َّ‬
‫الص ىدقى ي‬
‫لً ٍل يف ىق ىر ًاء} اآلية‪:‬‬
‫فخاض معهم في داللة إنما على الحصر‪ ،‬ككاف المولى عبد اهلل بن علي الوزير من المتبحرين‬
‫في العلوـ فلم تزؿ المراجعة بينهما حتى تحير الحاضركف من التوغل في المسألة‪ ،‬كلم يفهموا‬
‫من مراجعتهم شيئان لكثرة األطراؼ كدقة الكبلـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر ترجمة ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َِْ/‬‬

‫قاؿ المولى علي بن أحمد(ُ) إال أنو ظهر لي أف الحق مع البدرم‪ ،‬لطبلقة كجهو ال غير‪ ،‬ثم‬
‫انقضى المجلس كحاكؿ المتوكل بقاه لديو‪ ،‬فلم يسعد‪ ،‬كعظم مقداره في األعين غاية التعظيم‬
‫ألف مراجعتو لم تكن عن درس كال عن سبق علم بأف المعشر في تلك اآلية‪ ،‬كإنما ذلك لرسوخ‬
‫القواعد لديو كضربت بمراجعتو األمثاؿ‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في سنة ستين بعد المائة كاأللف‪ ،‬كدفن بثبل ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ ،-‬ككلده يوسف‬
‫كاف مثلو في العلم كالتحقيق‪ ،‬حسن األخبلؽ متواضعان كثير العبادة‪ ،‬كنكب مع أبيو كذكر‬
‫القاضي أحمد قاطن أنو بذؿ في الخركج إلى المسجد للصبلة في كل فريضة قرشان للموكل‬
‫بحفظو‪ ،‬فكاف يؤدم في الصلوات الخمس في اليوـ خمسة قركش‪ ،‬كتوفي قبل كالده بأياـ‪،‬ككاف‬
‫أبوه كثير التأسف عليو كيقوؿ يا أسفا على يوسف ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[(َِْ‪ )/‬عبد القادر بن أحمد النزيلي الصنعاني](ِ)‬
‫(‪ُُْٓ-...‬ىػ‪ُُْٕ-.../‬ـ)‬
‫القاضي كجيو الدين عبد القادر بن أحمد بن عبد المؤمن النزيلي الشافعي‪ ،‬الخطيب‪ ،‬كاف أديبان‬
‫ظريفان حسن الشكل ذكي القلب‪ ،‬لو معرفة بالعلوـ كاطبلع تاـ‪ ،‬قرأ في المنطق على المولى‬
‫الحسن بن الحسين بن المنصور‪ ،‬كعلى المولى عبد اهلل الوزير في البياف كغيرىما في سائر‬
‫الفنوف‪.‬‬
‫__________‬
‫(ِ) * ذكب الذىب(خ)‪ ،‬البدر الطالع(ُ‪ ،)ّٔٗ/‬كالذىبي في تأريخو‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪-ٕٔ/‬‬
‫ُٕ)‪.‬‬

‫(ِ‪)َِٓ/‬‬

‫ككاف خطيبان للمتوكل القاسم بن الحسين في إمارتو كخبلفتو‪ ،‬كسفره كحضره‪ ،‬كلو صوت حسن‪،‬‬
‫كخطبو بليغة في غاية الجودة كالفصاحة‪ ،‬كبو يضرب المثل في معرفة مواقع الخطب كمقاؿ كل‬
‫مقاـ بحسب الدكاعي‪ ،‬كمقتضيات األحواؿ‪ ،‬كمطابقة اإلرادة‪ ،‬ككاف يحضر على المتوكل كثيران‬
‫كيميل إليو كيقربو كينظمو في إعداد الوزراء كيستودعو أشواره‪ ،‬كيشركو في أمره‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة كثير الميل إلى المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر‪ ،‬كالمحبة لو لنشأتو تحت‬
‫ظلهم‪ ،‬كفي حضرتهم ألف بني النزيلي بيت شهير في ببلد (كوكباف) لهم اشتغاؿ بالفقو‬
‫كالحديث‪ ،‬كخرج منهم عدة علماء‪ ،‬كىم أىل ديانة كمركة‪ ،‬كلهم سلف صالح مذكوركف في‬
‫التواريخ‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة يفشي أسرار المتوكل كيرفع إلى (كوكباف) كل ما سمعو‪ ،‬فيفطن‬
‫المتوكل لذلك‪ ،‬كلم يظهر لو مكركىان بل استعاف بو على قبض المولى محمد بن الحسين‬
‫كاقتناصو من (كوكباف)‪ ،‬كإيداعو السجن مع كوف أخذه من كوكباف بالقهر كالغلبة‪ ،‬متعذر إال‬
‫بعد الحصار الطويل‪ ،‬كذلك أف المتوكل لما تحقق أفشى صاحب الترجمة األسرار إلى المولى‬
‫محمد بن الحسين‪ ،‬ككاف قد ظهر للمتوكل منو عدـ الطاعة الكلية‪ ،‬كأف السكوت عنو يخل‬
‫بنظاـ الملك‪ ،‬كعرؼ أف النزيلي بعيد الفهم عن الحقائق فأكىمو أنو قد ضاؽ صدره بصنعاء‬
‫كأنو لم يساعده ىواىا‪ ،‬كال استطاب سكونها‪،‬كأنو لو كجد من يكفيو أمرىا لبادر إلى الخركج‬
‫منها فقاؿ لو النزيلي‪ :‬كمن تراه يقوـ بها كما تريد ثم أخذ ينص على رجاؿ من الرؤساء فقاؿ‬
‫المتوكل‪ :‬كل ىؤالء ال أركن عليهم‪ ،‬كإنما صاحبها الصنو محمد بن الحسين كلو أعلم أنو‬
‫يسعدني لفراقها اآلف‪ ،‬كلكن الصنو محمد قد طرت عليو األكىاـ‪ ،‬فما أركن على أحد سواؾ‪،‬‬
‫كصار اإلماـ يعدد لو مناقب المولى محمد بن الحسين كفضائلو‪ ،‬كحمل النزيلي كبلـ اإلماـ إلى‬
‫الظاىر كبادر برفع ىذا الكبلـ إلى كوكباف‪ ،‬كلم يزؿ النزيلي يستحثو على الوصوؿ إلى الحضرة‬
‫كيرفع لو اللبس كيوبخو في األكىاـ التي كانت‬

‫(ِ‪)َِٔ/‬‬

‫جعلت لو من جهة المتوكل‪ ،‬ثم أرسل المولى محمد كزيره الفقيو حسن بن أحمد الخياطي‪ ،‬إلى‬
‫المتوكل ليعرؼ لو حقائق‪ ،‬فملك اإلماـ قلبو باإلحساف حتى محا ما فيو من األكىاـ‪ ،‬ككاف‬
‫الخياطي أبعد فهمان من النزيلي كأكثر طيعان‪ ،‬كلما رجع كوكباف حقق لصاحبو األمور كحثو على‬
‫المبادرة بالدخوؿ إلى الحضرة المتوكلية‪.‬‬
‫ككاف اإلماـ ال يطمع في خركجو من كوكباف كلما ظن أف األمر على حقيقتو بادر إلى الدخوؿ‬
‫فتلقاه اإلماـ باإلجبلؿ كاإلكراـ ثم طلبو اإلماـ كعاتبو على أمور كأمر بو إلى دار األدب‪ ،‬كأنفذ‬
‫كلده المولى الحسين بن المتوكل لوالية (كوكباف) كببلدىا‪ ،‬كلم يزؿ النزيلي صاحب الترجمة‬
‫على مرتبتو أياـ الدكلة المتوكلية‪ ،‬ككذلك أياـ الدكلة المنصورية إال أنو صرؼ عن الخطابة‬
‫كاختل عقلو في آخر عمره نحو أربع سنين‪ ،‬كأنفق أموالو على جهة اإلسراؼ‪ ،‬كتوفي في سنة‬
‫أربع كخمسين كمائة كألف بالركضة‪ ،‬كحمل إلى قبتو التي عمرىا لنفسو بمسجده المعركؼ قرب‬
‫باب السبحة بصنعاء ‪-‬رحمو اهلل‪.-‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر أرؽ من سجع الحمائم‪ ،‬كألطف من الغصوف النواعم‪ ،‬فمنو ما كتبو إلى المولى عبد اهلل‬
‫الوزير يلتمس منو إتماـ (شرح اإليجاز) للمولى زيد بن محمد كىو قولو(ُ)‪:‬‬
‫عد عن أىل الحما كالكثب ‪ ...‬كأدر ذكر بديع الشنب‬
‫كأرك عن مكحوؿ طرؼ منو قد ‪ ...‬أرشف القلب بنار الوصب‬
‫كأدر كأسات الطبل من فكره ‪ ...‬مازجان من ريقو بالضرب‬
‫ال تغالطني بخيرات التقى ‪ ...‬فغزاؿ الحسن أقصى أربي‬
‫أنا أدرم إف قلبي موثق ‪ ...‬كبمن ىاـ كمن أين سبي‬
‫ال أسمي من سباني حسنو ‪ ...‬إنما التمويو فيو مذىبي‬
‫يحسن الهجر بو صونان لو ‪ ...‬كالضنا في حبو يحسن بي‬
‫يا عذكلي كف عذلي إنما ‪ ...‬أنت عن حاؿ المحبين غبي‬
‫لو ترا قد حبيبي ينثني ‪ ...‬كقضيب مايس من ذىب‬
‫أك ترل الغرة كالوجو الذم ‪ ...‬جمع الماء كاضطراـ اللهب‬
‫ناره كالنور كالنور غدا ‪ ...‬عجبان في عجب في عجب‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ِ‪ )ٔٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َِٕ/‬‬

‫ال تظن الورؽ يشدك طربان ‪ ...‬ما أثار الشجو إال طربي‬
‫فاترؾ العذؿ عن صد الهول ‪ ...‬يا بن كدم ال تسل عن سببي‬
‫ما سول عيني لحيني جلبت ‪ ...‬أكقعتني في شراؾ النصب‬
‫نظرت ريم اللوا في سربو ‪ ...‬فحبلا في العين لما مر بي‬
‫طمعت منو بوصل في الكرل ‪ ...‬كىو منها بمناط الشهب‬
‫فلذا بالسهد كالدمع معان ‪ ...‬ما تراىا عوقبت بالسبب‬
‫كل ما قيل سرل برؽ الدجا ‪ ...‬قلت يوـ المغرـ المكتئب‬
‫أك سلى الصب فقل عن صبره ‪ ...‬ال ىول كردم خد مذىب‬
‫أك سقى الغيث ديار المنحنى ‪ ...‬قلت من دمعي الغزير الصيب‬
‫حبو عندم فرض كاجب ‪ ...‬فلذا قولي لهم بالموجب‬
‫كأرل أكجب من حبي لو ‪ ...‬مدحي المالك عالي الرتب‬
‫فراجعو بقولو(ُ)‪:‬‬
‫ال كقد بحت خد مذىب ‪ ...‬من تحاؿ العشق إال مذىب‬
‫كالتزاـ القد من شأني كإف ‪ ...‬ىزه مثل القنا يهزأ بي‬
‫إذ سبى قلبي المعنى فلقد ‪ ...‬رؽ في الحب كمن رؽ سبي‬
‫يا عذكلي غاب رشدم في الهول ‪ ...‬إنما أنت عن الحب غبي‬
‫فدع اللوـ بتفريطي نعم ‪ ...‬أنا فرطت كىذا أدبي‬
‫ال تحم حوؿ الحما ذاؾ الحما ‪ ...‬يابن كدم ال تكدر مشربي‬
‫داك قلبي من شفاء ريقتو ‪ ...‬فلصدغيو فعاؿ العقرب‬
‫كاستمع من حلية في قده ‪ ...‬إف تهادل نغمات الطرب‬
‫إف يكن بين ضلوعي ساكنان ‪ ...‬ال عجيب كلما عز خبي‬
‫ليت أقبلـ عذكلي كسرت ‪ ...‬ليت أسباب الهول لم تكتب‬
‫لحظك المكسور كم حاصرني ‪ ...‬عجبان مكسوره لم يغلب‬
‫فاستمع آداب يحيى فلها ‪ ...‬في معانيك بياف أدبي‬
‫في ادعاء الغصن معنى الحسن من ‪ ...‬قدؾ المنصوب غصب المنصب‬
‫إف غدا قدؾ عندم فاضبلن ‪ ...‬حسنان ال غرك فهو الشلبي‬
‫أتا من لحظك في سكر كمن ‪ ...‬نظم عبد القادر المستعذب‬
‫إف يكن طرزني إمداحو ‪ ...‬فهو من ذاؾ الطراز المذىب‬
‫ك بو قامت قيامات العدا ‪ ...‬فهو شمس طلعت في المغرب‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ِ‪ َٕ-ٔٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َِٖ/‬‬

‫ىذا لطيف ألف بلد القاضي النزيلي ىي المحويت كىو من مغارب ببلد اليمن فاتفق أنو التقى‬
‫صاحب الترجمة‪ ،‬كالقاضي علي العنسي في بعض المواكب‪ ،‬فسلم عليو صاحب الترجمة‪ ،‬ككاف‬
‫القاضي علي مشغوالن بالتفكير في مسألة فلم يرد عليو السبلـ‪ ،‬فكتب إليو يعاتبو بقولو(ُ)‪:‬‬
‫قل للجمالي رفيع القدر كالنسب ‪ ...‬كمن غدا اآلية الكبرل في األدب‬
‫ما بالو ماؿ عني في الخركج كما ‪ ...‬رد السبلـ كىذا غاية العجب‬
‫كلم أكن جانيان ذنبان إليو سول ‪ ...‬محبة فيو أعددىا من القرب‬
‫كالحاؿ ما حاؿ كدم لكم أبدان ‪ ...‬كليس ذا بيننا من شيمة األدب‬
‫كقد حملت على التأكيل فيو كما ‪ ...‬جاء الحديث بو في أكضح الكتب‬
‫كقلت إذ ملت عني غير ملتفت ‪ ...‬يا معرضين ببل ذنب كال سبب‬
‫فأجاب عليو القاضي علي العنسي‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬بقولو(ِ)‪:‬‬
‫ال نلت من كصل معسوؿ اللما أربي ‪ ...‬كال بلغت من اللقيا مطلبي‬
‫كال نعمت كثوب الليل منسدؿ ‪ ...‬من ريقو العذب بين الخمر كالضرب‬
‫كال لثمت لو كالوصل يجمعنا ‪ ...‬خدان يؤلف بين الماء كاللهب‬
‫كال سفكت دـ العنقود يوـ لقا ‪ ...‬لم يعترضني فيو حرفة األدب‬
‫كال ابتهجت لسيف الماء حين سطا ‪ ...‬بالراح كاتخذت درعان من الحبب‬
‫كال غدكت بليل الوصل ذا صمم ‪ ...‬عن الصباح يناديني فلم أجب‬
‫كال اطرحت خبلعاتي كلذتها ‪ ...‬رعيان كحفظها لعهد المجد كالحسب‬
‫كال صفحت عن الجاني كإف رغمت ‪ ...‬أنفي على كتم ما أخفيو من غضب‬
‫كال تجرمت من خلق اللئيم كال ‪ ...‬جانبتو كاجتناب الصحف للجنب‬
‫كال تظلمت للحر الكريم كقد ‪ ...‬رما بآمالو دىران فلم يصب‬
‫كال سررت بذم علم كذم أدب ‪ ...‬كىزني الستماعي لقطة طربي‬
‫إف لم أصلك من قلبي بحيث أبي ‪ ...‬عن أف تفتش عنو بابنة العتب‬
‫مهبلن كجيو الهدل الحبر األديب فقد ‪ ...‬ركحت بالعتب قلبان غير منقلب‬
‫حيا من المجد أف يعز إلى خلق ‪ ...‬خبلئقان قبحت في العجم كالعرب‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ِ‪ )َٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نفسو (ِ‪ )ُٕ-َٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ِ‪)َِٗ/‬‬
‫أعاذؾ اهلل من تأججها ‪ ...‬نسيم عتبك بين الجلد كالعصب‬
‫منذا علي بذا العتب المركع لي ‪ ...‬أغراؾ قلي ببل ذنب كال سبب‬
‫إف كاف من ترؾ تسليمي عليك فبل ‪ ...‬تعجل بتعنيف صب منك في كصب‬
‫نعم مررت كفكرم من كساكسو ‪ ...‬مستغرؽ يا أخا العلياء كاألدب‬
‫مفكر في معاف رمت أسبكها ‪ ...‬نظمان كأكدعو من أبلغ الكتب‬
‫فما سول ذاؾ عذر كابق ما صدحت ‪ ...‬كرددت سجعها الورقاء في العذب‬
‫[(َِٓ‪ )/‬عبد الخالق بن الزين المزجاجي](ُ)‬
‫(َُُّ‪ُُِٓ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫الشيخ العبلمة عبد الخالق بن الزين بن محمد بن الزين بن الصديق بن الشيخ [بن] عبد الباقي‬
‫بن الصديق بن الزين بن إسماعيل بن الشيخ محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد‬
‫اهلل بن يوسف السني‪ ،‬الصوفي المزجاجي الحنفي‪.‬‬
‫كبنوا المزجاجي بيت مشهور في (زبيد) كنواحيها بالعلم كالفضل كالتصوؼ‪ ،‬كقد خرج منهم‬
‫عدة علماء كأعبلـ كفضبلء‪ ،‬ككانوا قبل يعرفوف ببيت السني‪ ،‬حتى انتقل جدىم محمد بن‬
‫القاسم إلى قرية المزجاجة بأسفل كادم زبيد‪ ،‬فعرفوا ببيت المزجاجي‪ ،‬ككاف مسكن جدكدىم‬
‫قبل ذلك بمدينة الهرمة في كادم (زبيد) أيضان‪ ،‬فحوؿ الملك الناصر ماء الوادم إلى الشريج‬
‫المعركؼ اآلف بالناصرم كخرب شريج الزكـ كالسلسلي بسبب ذلك‪ ،‬النقطاع الماء عنها‪،‬‬
‫فخربت من ذلك قرل كثيرة منها الجحف األعلى كالجحف األسفل‪ ،‬كمدينة الهرمة ككاسط‬
‫كالمزيحفية كتفرؽ أىلها عنها‪ ،‬كسكنها اآلف الوحوش‪ ،‬ككانت ىذه القرل مملوءة من العلماء‬
‫كالفضبلء‪ ،‬ككاف الجحفاف منتزىاف عجيباف كإليو أشار العلوم بقولو‪:‬‬
‫بلبل الجحف اليماني ‪ ...‬كلما غنى شجاني‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * تحفة اإلخواف(خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ِّ-ُّ/‬كمنو‪ :‬تأريخ الجبرتي‪ ،‬كأرخ مولده بزبيد‬
‫سنة (َُُُىػ)‪ ،‬ككفاتو بمكة في ذم الحجة سنة (ُُُٖىػ)‪ ،‬ىجر العلم (َِّٔ)‪ ،‬ملحق‬
‫البدر الطالع(ُُْ)‪.‬‬

‫(ِ‪)َُِ/‬‬
‫كأما صاحب الترجمة فكاف عبلمة حافظان جليبلن‪ ،‬كفاضبلن نبيبلن‪ ،‬قدكة ىمامان كريمان‪ ،‬ذا جاه كاسع‬
‫كقبوؿ كلمة‪ ،‬كعظمة في الصدكر‪ ،‬حسن األخبلؽ كريم األعراؽ‪ ،‬فاؽ أقرانو علمان كتحقيقان‪،‬‬
‫ككاف في مدينة (زبيد) مهبط األكابر كاألماثل‪ ،‬كمورد األعياف كاألفاضل‪ ،‬مأكل للفقراء كاأليتاـ‪،‬‬
‫كملجأ لقرابتو كاألرحاـ‪.‬‬
‫[مشايخو]‬
‫أخذ عن كالده الزين كعمو عبلء الدين‪ ،‬كالسيد العبلمة يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ‪ ،‬كالشيخ‬
‫عبد الرحمن الذىبي‪ ،‬كالشيخ أمر اهلل الهندم‪ ،‬ككثير من علماء الهند كالسند‪ ،‬كالشيخ عمر بن‬
‫أحمد الحشيبرم‪ ،‬كالعبلمة محمد بن أحمد مطير‪ ،‬كلما حج أخذ عن علماء الحرمين الشريفين‬
‫كالسيد عبد الرحمن بن أسلم‪ ،‬كتاج الدين القلعي‪ ،‬كمحمد أشرؼ المكي‪ ،‬كأبي الحسن‬
‫السندم‪ ،‬كمحمد حيوة السندم‪ ،‬كغيرىم‪.‬‬
‫كجرل بينو كبين أخيو محمد بن الزين ما يجرم مثلو بين بعض األىل من المنافسات الدنيوية‬
‫فأكجب ذلك طلوعو صنعاء‪ ،‬إلى حضرة اإلماـ المنصور بن المتوكل‪ ،‬فعظمو تعظيمان بالغان‪،‬‬
‫كأكرمو كعرؼ حقو‪ ،‬كعقد لو مجالس‪ ،‬كأخذ عنو جميع أعياف صنعاء كالمولى محمد بن‬
‫إسحاؽ‪ ،‬كالمولى البدر األمير‪ ،‬كالمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كالمولى ىاشم بن‬
‫يحيى الشامي‪ ،‬كالسيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي‪ ،‬كالسيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم‬
‫الكبسي‪ ،‬كالقاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن كغيرىم‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كبقي بػ(صنعاء) مدة يسيرة كتوفاه اهلل بها‪ ،‬في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف‪ ،‬كقبره في جربة‬
‫الركض ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ ،-‬كقد أرخ كفاتو بعض األدباء فقاؿ‪:‬‬
‫عز لؤلمجاد أرباب النهى ‪ ...‬بوفاة المستجاد السابق‬
‫طود علم قد ثول شخصو ‪ ...‬بعد أف سامى مقاـ الطارؽ‬
‫كاف يقرأ ثم يقرئ ضيفو ‪ ...‬فهو في الحالين فوؽ الفائق‬
‫في جناف الخلد أضحى نازالن ‪ ...‬ضيف مواله الكريم الرازؽ‬
‫طاب مثواه فأرخ حسبو ‪ ...‬فاز بالزلفى عبد الخالق‬
‫أظنو سنة اثنين كخمسين كمائة كألف حسب التاريخ‪.‬‬

‫(ِ‪)ُُِ/‬‬
‫[(َِٔ‪ )/‬عبد الرحمن بن علي إسحاؽ](ُ)‬
‫(‪...-...‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫المولى كجيو الدين عبد الرحمن بن علي بن إسحاؽ بن المهدم‪،‬كبقية نسبو تقدـ(ِ) كاف أديبان‬
‫مفضاالن كريمان حسن األخبلؽ‪ ،‬كمن شعره ما كتبو إلى سيدم محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬في سنة‬
‫سبع كثمانين كمائة كألف من قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫يا أحبائي كمن ديني الغراـ ‪ ...‬بهم كالحب دأبان كالهياـ‬
‫كاألكلى من أجلهم في بينهم ‪ ...‬لي طرؼ فيو بالدمع انسجاـ‬
‫شاركتني في البكا ال في الهول ‪ ...‬أعين السحب كفي النوح الحماـ‬
‫كغصوف الباف ىزتها الصبا ‪ ...‬كالتصابي ىز عطفي كالغراـ‬
‫كإذا ما النجم أمسى ساىران ‪ ...‬فهو دكني إف بدل الصبح يناـ‬
‫يا نديمي إف يكن عندؾ من ‪ ...‬ذكر من داموا على الهجر مداـ‬
‫فأدرىا للشجي كادفع بها ‪ ...‬عنو جيش النوـ إف جن الظبلـ‬
‫إف ذكراىم منى قلبي كإف ‪ ...‬سهرت في حبهم عيني كناموا‬
‫كىي طويلة‪ ،‬فأجاب البدر الشامي بقولو‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * نيل الوطر (ِ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِِ/‬‬

‫أيليق بشكية اللساف أف تجارم في مبلعب اآلداب سباؽ الفصاحة‪ ،‬كىل يحسن أف يباىي‬
‫ببنات فكره الوحشية‪ ،‬ما جلتو الفكر السليمة في اللطف قوالب الرشاقة كالصباحة‪ ،‬أـ يعد من‬
‫جفى الربع الدارس أف ال يرجع عنو الصدل‪ ،‬كفي نجل من دعاه الكراـ أف يجيب الندل‪ ،‬كيف‬
‫كال قد أىلو للدعوة إلى المفاكهة األدبية أعلى األعبلـ شأكان‪ ،‬كأسماىم نببلن كرفعة إلى الذركة‪،‬‬
‫لبلبتداء عنو ضمو إلى سلك األدباء قدران كمحبلن‪ ،‬أفبل ينتصب لئلجابة التي أىل لها كىو المناد‬
‫المضاؼ‪ ،‬كيتصدل للكتابة كقد شملو جد اإلنسانية‪ ،‬نقص المكاتبة الذم ال شبهة فيو كال‬
‫خبلؼ ىو ذاؾ‪ ،‬كإف كاف في تصديك لذلك مسيئة من ركبك حجاؾ‪ ،‬كفي تساميك إلى ىنالك‬
‫ما يقاؿ عنده ىبل نهاؾ نهاؾ‪ ،‬فامتثاؿ األمر كما يقاؿ أكلى من مراعات مقاـ األدب‪ ،‬كليس‬
‫يعاب التمتاـ عند إتيانو بما كجب‪ ،‬فليصدح عن منقار القلم طائر فكرؾ‪ ،‬كليسرح في مراتع‬
‫الكرـ حائر شعرؾ‪ ،‬حامدان لمن أباح لنا ارتشاؼ سبلؼ المعاني البديعة في رياض األدب‪ ،‬كلم‬
‫يحرـ تركيح األركاح بها كما حرـ اهلل العنب‪ ،‬مصليان مسلمان على من ركينا عنو إف من البياف‬
‫لسحرا‪ ،‬كآلو مصاقع البلغاء‪ ،‬كمصابح األكلى كاألخرل‪ ،‬مؤديان من التسليم ما يهزأ بالنسمات‬
‫الشعرية لطفو‪ ،‬كيغير النفحات المسكية عرفو‪ ،‬تحية لمقاـ فخر المجد كالمعالي‪ ،‬شمس‬
‫المعارؼ المجلوة من سماء الفخر في أشرؼ المجاؿ‪ ،‬ركض اللطف الذم باكرتو من الحيا‬
‫سمات الولي‪ ،‬موالنا كجيو اإلسبلـ عبد الرحمن بن علي‪ ،‬دامت على ركض لطفو ديم األلطاؼ‬
‫الربانية‪ ،‬كال زاؿ أكج مجده محركس بعين العناية الرحمانية‪.‬‬
‫كبعد فإنو لما سنح اآلف بعد تمادم البعاد قرب المزار‪ ،‬كسمح الزماف بعد طوؿ التنائي بتداني‬
‫الديار‪ ،‬كالحت من تباشير صباح اللقا أنوارىا‪ ،‬كتناجت في أغصاف رياض األماني أطيارىا‪ ،‬كأنا‬
‫من الشوؽ الذم نشره يومي كطول عليو أمسي‪ ،‬أتمثل في ىذه الحالة بقوؿ الفاضل العنسي‪:‬‬
‫قرب المزار كما حظيت بوصلو ‪ ...‬فكأنني كالحب ثغر أفرؽ‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬

‫إذ بدىني البشير بما أحي ربع نشاطي المتهدـ‪ ،‬كأدىشني ابتداء العظيم للحقير‪ ،‬ككاف الفضل‬
‫للمتقدـ‪ ،‬فبادرت إلى امتثاؿ األمر بالجواب‪ ،‬كإف أخطأت مرمى مرامي‪ ،‬من ابتدار اللقيا‬
‫فاالمتثاؿ ىو الصواب‪ ،‬طالبان من الكريم أف يعفي ىذا الطلل الدارس عن غير إعداـ كجوده‪،‬‬
‫كأف يعفي آثاره الواىية بسحائب مكارمو كجوده‪ ،‬كدعاء موالم مستمد كىو لو مبذكؿ‪،‬‬
‫كالمأموؿ من المأموؿ القبوؿ كالسبلـ‪.‬‬
‫سمحت كالوصل منها ال يراـ ‪ ...‬كابتسامات رضاىا ال تشاـ‬
‫ظبية إف رتعت في كنس ‪ ...‬فهي في العزة غيل كإجاـ‬
‫من كراـ األسرة البلئين يؤ ‪ ...‬يهم القفر إذا جن الظبلـ‬
‫ال ينير الليل في ناديهم غير ‪ ...‬سمر زيت كاريها السهاـ‬
‫معقل العز الذم من دكنو ‪ ...‬خطرات للمنايا كاضطبلـ‬
‫كأسود كلما صاح بهم ‪ ...‬صارخ الهيجاء لباه الختاـ‬
‫كزئير يمؤل األجباؿ كالبيدا ‪ ...‬ركعان حشوه الموت الزئاـ‬
‫صورت بيدىم بالضمر من ‪ ...‬شزيب لما يطاكلها شماـ‬
‫كحموا بالنبل منها حرمان ‪ ...‬حاطو من راشق األحداؽ الـ‬
‫كقدكد مايسات كقنا ‪ ...‬كلحاظ كظبان فيها الحماـ‬
‫يتقي الدارع منها ظاىران ‪ ...‬كلرائيها بأحشاه انتكاـ‬
‫كجفوني سابرم القلب يا ‪ ...‬ليتها زيدت بها عني سهاـ‬
‫إنما مقود قلبي في يد العشين ‪ ...‬كالقلب لو منها المناـ‬
‫أكجبتو فغدا سالبها ‪ ...‬ككما سامتو في الحب تساـ‬
‫كأباحت حيرتي بينهما ‪ ...‬دمية عن أمرىا الميل حراـ‬
‫فتية صيغت كما شاء الهول ‪ ...‬إذ دىاني ككما راـ الغراـ‬
‫تيهها قد مازج الدؿ كما ‪ ...‬مازج الصهباء بالرقة جاـ‬
‫يترامى بالمعنى حسنها ‪ ...‬إف حماه الطرؼ داله القواـ‬
‫كإذا إعراض تيو ذاده ‪ ...‬قاده من مرح الدؿ زماـ‬
‫كمتى راـ ارتشاؼ الطرؼ من ‪ ...‬مايس الخد أضماه احتشاـ‬
‫فلها إف سفرت دىشتو ‪ ...‬دكف من مرآه خمار كلثاـ‬
‫لم يشاىد بسول الخاطر من ‪ ...‬حسنها ما خالو كىو اتهاـ‬
‫إنما شاـ ابتساـ كمضى ‪ ...‬للظى أشواقو منو ضراـ‬
‫كىو ما جادت بو لو لم يشن ‪ ...‬جودىا بالبخل كالتيو ابتساـ‬

‫(ِ‪)ُِْ/‬‬

‫تجلت إذ لهج البرؽ بو ‪ ...‬كازدىاه منو لمح كابتساـ‬


‫كحكى منو افتراران كلو ‪ ...‬كلما استحيا من السحب لثاـ‬
‫فاعترتها غيرة الغيد على ‪ ...‬حلو معنان فاتو منو المراـ‬
‫ليتها جادت بو ثانية ‪ ...‬كالمنا منها أكار كأكاـ‬
‫كلها األمن عليو كللنظم ‪ ...‬تسامى إف يحاكيو نظاـ‬
‫أبرز المولى كجيو الدين منو ‪ ...‬بديعان فيو قد حاز األناـ‬
‫يقتفي أىل الببلغات طرائق ‪ ...‬منها لهم منها اغتناـ‬
‫كاألزاىير إليو قد رنا ‪ ...‬نرجس منها ككركد كخزاـ‬
‫ككؤكس الراح تمتاح سنا نوره ‪ ...‬كالركح أخطاه المداـ‬
‫كلغصن الركض في ترداده ‪ ...‬حوؿ معناه ركوع كقياـ‬
‫كالآللئ التزمت تقليده فيو ‪ ...‬تنظيمان فأعبلىا التزاـ‬
‫كأغارة نسمة الركض على ‪ ...‬لطفو طاب لو منو ابتساـ‬
‫كالثريا منو زانت عقدىا ‪ ...‬كىو كالجوىر يعدكه انقساـ‬
‫إنما يأخذ منو المحتذم ‪ ...‬مثلما استاؽ من المسك اشتماـ‬
‫[(َِٕ‪ )/‬علي بن أحمد بن القاسم الصعدم](ُ)‬
‫(َُُْ‪ُُُِ-‬ىػ‪َُٕٗ-َُّٔ/‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * طبقات الزيدية(ّ‪/‬خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة(ْْٗ‪ )ُُ/‬بتحقيقنا كمنو‪:‬‬
‫نشر العرؼ(ِ‪ ،)ُُٕ-ُٕٔ/‬ملحق البدر الطالع(ُٔٓ)‪ ،‬طبق الحلول (ينظر فهارسو)‬
‫مصادر الحبشي(ِِٔ‪ ،)ِِٕ-‬معجم المؤلفين(ٕ‪ ،)ِّ/‬مؤلفات الزيدية (ِ‪،)ُِّ،َُْ/‬‬
‫األعبلـ(ْ‪ ،)ِٓٗ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٖٓٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٓ/‬‬

‫المولى علي بن أبي طالب بن أحمد بن اإلماـ القاسم ‪-‬عليو السبلـ ‪ ،‬كىو اإلماـ العبلمة‬
‫حسنة األياـ‪ ،‬كمفخر آؿ محمد الكراـ‪ ،‬جامع الفضائل العميمة‪ ،‬كالمناقب الجليلة‪ ،‬كالخصاؿ‬
‫الكريمة‪ ،‬جمع بين العلم كالرئاسة‪،‬كالشجاعة كالفراسة‪ ،‬كالفضل كالنفاسة‪ ،‬ككاف لو أدب كبراعة‪،‬‬
‫كقلم كإحساف‪،‬كثبات كتحقيق في العلوـ أصولها كفركعها كآالتها‪ ،‬أخبر السيد عامر في تاريخو‬
‫عن القاضي جماؿ الدين السماكم أنو تراجع ىو كجماعة من أعياف العلماء في المفاضلة بين‬
‫صاحب الترجمة كالمولى يحيى بن الحسين بن المؤيد‪ ،‬فسألوا شيخهم القاضي عبد الرحمن‬
‫الحيمي‪ ،‬فأشار إلى اختبار الرجلين بمسألة أصولية متعلقة بعلم البياف‪ ،‬فحررىا القاضي كأنفذىا‬
‫إليهما‪ ،‬كقاؿ من كاف جوابو مطابقان للقواعد كاف ىو األعلم‪ ،‬فأجاب صاحب الترجمة بجواب‬
‫شاؼ مختصر‪ ،‬مبني على القواعد‪ ،‬كاؼ بالغرض‪ ،‬كأجاب المولى يحيى بن الحسين بجواب‬
‫بسيط كثير المعاني‪ ،‬متردد األقواؿ حاكيان ما قيل في المسألة من طرؽ كثيرة‪ ،‬كلكنو لم يفد‬
‫الغرض المطلوب‪ ،‬فحكم القاضي كمن معو بكوف صاحب الترجمة أكمل في العلوـ‪.‬‬
‫[مؤلفاتو كمولده]‬
‫كلو شرح على البحر الزخار‪ ،‬كمباحث جليلة‪ ،‬كمسائل كجوابات شافية‪ ،‬ككاف مولده في سنة‬
‫أربعين كألف‪ ،‬كلما توفي كالده في نيف كستين بعد األلف أقامو المتوكل مقاـ أبيو‪ ،‬فتولى‬
‫(صعدة) كجهاتها‪ ،‬كساس الشاـ كضبطو‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٔ/‬‬
‫كلو أخبار كمغا وز في الشاـ‪ ،‬تدؿ على كمالو كإقدامو مع مهابة في الصدكر‪ ،‬كجبللة في النفوس‪،‬‬
‫ككاف يختلف من صعدة إلى عند المتوكل للزيارة‪ ،‬فيجلو كيعظمو كثيران كلم يزؿ على حالو حتى‬
‫رفع جماعة إلى المتوكل منو مخالفة إلرادتو‪ ،‬فدفع يده من بعض األعماؿ‪ ،‬ثم عزلو بولده‬
‫الحسن بن المتوكل‪ ،‬كلم يبق لو في صعدة أمر كال نهي‪ ،‬فخالف القبائل كالعقاؿ‪ ،‬ككانوا يحبونو‬
‫كنبذ طاعة عمو‪ ،‬كدعا إلى الرضا كخرجت أكثر القبائل من تحت طاعة الحسن بن المتوكل‬
‫حتى ضعف جيشو‪ ،‬كلم يبق للمتوكل في جهة صعدة إال السكة‪ ،‬فلما بلغ المتوكل ما صنع‬
‫أقامو كأقعد عامر المهدم أحمد بن الحسن‪ ،‬ككاف بالغراس للتقدـ عليو‪ ،‬كلما عزـ على التقدـ‬
‫بلغو كفات المتوكل فرجع إلى الغراس كدعا إلى الرضا ثم حصل االتفاؽ على إمامتو‪ ،‬كبايعو‬
‫صاحب الترجمة على شركط كفى بها‪ ،‬كلما مات المهدم دعا صاحب الترجمة إلى نفسو دعوة‬
‫ثانية ثم حصل االتفاؽ على إقامة المؤيد المتوكل فبايعو كاستمر على حالو في ببلد صعدة آمران‬
‫ناىيان‪ ،‬حتى آؿ األمر إلى قياـ صاحب المنصور فبايعو صاحب الترجمة زمانان‪ ،‬ثم لم يرض‬
‫بسيرتو كاعترضو في أشياء‪ ،‬فدعا إلى نفسو كخطب لو كضرب السكة بإسمو‪ ،‬كتلقب بالداعي‪،‬‬
‫كاستبد على ببلد الشاـ‪ ،‬كخرج قاصدان صنعاء بجيوش جرارة‪ ،‬كتقدـ حتى انتهى إلى الركضة‬
‫كحط في بير العزب على صنعاء‪ ،‬ككاجهت لو جميع الببلد القبلية كالغربية‪ ،‬كخطب لو في‬
‫منابرىا جميعان‪ ،‬فكاف الناصر محمد بن المهدم في رداع‪ ،‬مشاغر ألىل المشرؽ ككالده‬
‫إسماعيل عامبلن على صنعاء‪ ،‬فأرسل الجيوش إلى كلده كأمده باألمواؿ ككاف صاحب الترجمة‬
‫قد فرؽ كثيران من أجناده مع األمراء في الببلد إلى (حجة) ك(الشرفين) ك(عفار)‪ ،‬ك(كحبلف)‬
‫ك(كوكباف) ك(الحيمتين) كلم يبق عنده إال جند يسير نحو األلف‪ ،‬كقليل من أىل الظاىر‪،‬‬
‫فاستماؿ الناصر بعضهم باألمواؿ كخادعهم كزيره القاضي حسين الحيمي‪ ،‬كلما عرؼ صاحب‬
‫الترجمة ذلك خشي على نفسو من القبض عليو‪ ،‬فأجمع‬

‫(ِ‪)ُِٕ/‬‬

‫رأيو ىو كخاصتو من أىل الشاـ على الرجوع إلى (صعدة) في خفية‪ ،‬لئبل يشعر بهم فرجع إليها‬
‫في جند يسير‪ ،‬كلما بلغ أمراه ما صنع اعتورىم الفشل‪ ،‬فمنهم من ىرب كمنهم من أخذتو أىل‬
‫الببلد إلى أكالد الناصر‪ ،‬ككاف الخطب جسيمان على أكثر الببلد‪ ،‬كقبضوا على كافة من شايعو‬
‫من األعياف فأمر الناصر أكالده باللحوؽ إلى صعدة كأمدىم بالجيوش‪ ،‬فكاف قدرىم أثني عشر‬
‫ألفان‪ ،‬كدخلوا عنوة فهرب منهم صاحب الترجمة إلى ببلد الشاـ‪ ،‬ككانوا لو حلفاء كعلى عهده‪،‬‬
‫كلما استولوا على صعدة عاثوا فيها‪ ،‬كشاطركا التجار كأساؤا السيرة حتى نفرت منهم القلوب‬
‫فاجتمع رأيهم على حرب أكالد الناصر كاجتمعت كافة القبائل من (كادعة) ك(خوالف)‪ ،‬كسحار‬
‫كعمار كجماع‪ ،‬كأحاطوا بصعدة من جميع الجهات حتى ضاقت بمن فيها‪.‬‬
‫كلما اشتد الحاؿ دبر أكالد الناصر الحيلة بالخركج من صعدة خفية‪ ،‬فلما خرجوا حصل فيهم‬
‫الفشل كخرجوا أفرادان ىاربين‪ ،‬فلحقهم أىل الشاـ كأمسكوا عليهم المضايق‪ ،‬كقتلوا المولى‬
‫إسماعيل بن الناصر‪ ،‬كاستولوا على ما معو بمحل يقاؿ لو العيوف فهو الذم أراده القاضي علي‬
‫العنسي بقولو‪:‬‬
‫قضى شهيدان في العيوف الضياء ‪ ...‬كخاف فيو المجد ريب المنوف‬
‫لهفي لو من مغرـ بالعلى ‪ ...‬يا مغرـ الراح قتيل العيوف‬
‫كبعد ذلك استقل المترجم لو بببلده‪ ،‬كاستمر على دعوتو بصعدة كالشاـ جميعان‪ ،‬كتابعو أىلها‬
‫كسلموا إليو الواجبات‪ ،‬ككانوا معو يدان كاحدة سامعين مطيعين‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفي في شهر جمادل األكؿ سنة إحدل كعشرين كمائة كألف‪ ،‬ككاف ملجأ الوافد‪ ،‬كغوثان‬
‫للقاصدين‪ ،‬تطمح إليو اآلماؿ‪ ،‬كتقصده األعياف مكرمان للضيوؼ‪ ،‬متوجهان إلى فعل المعركؼ‪،‬‬
‫مشتغبلن بالدرس كالتدريس‪ ،‬كعمر قبة جده اإلماـ الهادم ‪-‬عليو السبلـ ‪ ،-‬كما ىي عليو اآلف‬
‫‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[(َِٖ‪ )/‬علي بن أحمد بن عبد القادر الصنعاني](ُ)‬
‫(‪َُُْ-...‬ىػ‪ُِٕٕ-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * نشر العرؼ (ِ‪ ،)ُٕٔ/‬دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا كمنو‪:‬‬

‫(ِ‪)ُِٖ/‬‬

‫المولى جماؿ الدين علي بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫كىو أخو شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد كبين كفاتيهما سبع كستين سنة‪ ،‬ككاف صاحب‬
‫الترجمة عبلمة محققان في جميع العلوـ منعزالن عن الناس‪ ،‬ال يخالط إال القليل منهم‪ ،‬كيصلي في‬
‫المساجد التي ال يعرفو فيها أحد كنشأتو بكوكباف كلما استولى المتوكل القاسم بن الحسين على‬
‫(كوكباف) كحبس المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر‪ ،‬نقل إليو كماؿ صاحب الترجمة‬
‫كعلمو كفضلو كميل أىل كوكباف إليو‪ ،‬فأرسل إليو كاستقدمو إلى حضرتو‪ ،‬كرغبو في البقاء‬
‫بصنعاء‪ ،‬كأجرل لو المقررات الواسعة‪ ،‬فبقى بها مكرمان مجلبلن مقبوؿ الشفاعة كالكلمة‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفاه اهلل تعالى في شهر محرـ سنة أربعين كمائة كألف‪ ،‬كأعطاه المتوكل مركوبان من الخيل‪،‬‬
‫فكاف ال يركب إال يوـ الجمعة لميلو إلى الخموؿ‪ ،‬كلو كلع شديد بالقات فكاف يتناكؿ منو شيئان‬
‫كثيران كيرجحو على القوت كإذا تأخر كصوؿ القات إلى (صنعاء) تكدر خاطره‪.‬‬
‫كقد ترجم لو القاضي أحمد قاطن كأثنى عليو كثيران‪ ،‬ككاف خريجو كتلميذه فإنو الزمو مدة كأخذ‬
‫عنو قاؿ‪ :‬كتخرجت عليو أيضان الشريفة العالمة ميمونة بنت أحمد بن إبراىيم بن المفضل(ُ)‪،‬‬
‫كىي أختو من الرضاعة‪ ،‬قاؿ‪ :‬ككاف لو العناية التامة بتحقيقات العلوـ كتفهيم الطالب مع‬
‫التمسك بالسنة النبوية‪ ،‬كيحض الطلبة على قراءة الفقو لمعرفة أقاكيل الناس‪ ،‬كأف بمعرفتها‬
‫تعرؼ األدلة‪ ،‬كيسهل االجتهاد كاالستنباط‪.‬‬
‫[(َِٗ‪ )/‬علي بن إبراىيم عامر الرشيدم](ِ)‬
‫(َُُْ‪َُِٕ-‬ىػ‪ُْٕٗ-ُِٕٕ/‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪،‬‬
‫(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو البدر الطالع (ُ‪ ،)ُْٔ/‬الجواىر‬
‫المضيئة للقاسمي ترجمة (ْٖٗ‪ ،)ٔ/‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬الحدائق المطلقة (خ)‬
‫كفيهما مولده سنة (ُُّٗىػ) ككفاتو (ِٕ‪ /‬رمضاف َُِٕىػ)‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪ )َُٔ/‬كفيو‬
‫مولده (َُُْىػ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٗ/‬‬

‫شيخنا المولى أبو إبراىيم جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن علي بن إبراىيم بن أحمد بن عامر‬
‫بن علي بن الرشيد كبقية نسبو تقدـ(ُ)‪.‬‬
‫ىو العبلمة الجليل إماـ العلوـ العقلية كالنقلية كسلطاف المعارؼ األصلية كالفرعية عين أعياف‬
‫العظماء‪ ،‬كقدكة الورعين الزىاد‪ ،‬فخر المتأخرين‪ ،‬شاعر العصر أديب الوقت‪ ،‬ذك الفطنة‬
‫كالذكاء كالرصانة كلطف الطباع‪ ،‬كحسن األخبلؽ‪ ،‬كالصمت الحسن كالسمت المستحسن‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)َِِ/‬‬
‫مولده بشهارة في شهر جمادل األكلى سنة أربعين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ بها كتولع بحفظ األشعار‪،‬‬
‫كالنوادر كاألخبار‪ ،‬فعاتبو كالده على إقبالو على ذلك كتركو للقراءة في العلوـ‪ ،‬فشمر في‬
‫الطلب‪ ،‬كحفظ المتوف‪ ،‬كالفرائض كشيئان من النحو‪ ،‬ثم ارتحل إلى (كوكباف) كبقى فيو نحو‬
‫ثبلث سنين فقرأ على المولى عيسى بن محمد بن الحسين(ُ) في النحو كالصرؼ كالمنطق‪،‬‬
‫كلم يكن لو شغلة بغير القراءة‪ ،‬حتى أنو أخبرني أنو كاف ال يفرغ في غالب األياـ ألكل الغداء‬
‫ثم رحل إلى (صنعاء) كقرأ بها على القاضي أحمد بن صالح أبي الرجاؿ(ِ) في النحو كالبياف‪،‬‬
‫كعلى المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ(ّ)‪ ،‬في األكصولين كغيرىما‪ ،‬كالزمو مبلزمة طويلة‪،‬‬
‫كلم يفارقو سفران كال حضران‪ ،‬كعرؼ لو المولى أحمد بن محمد(ْ) حقو كأجرل لو رزقو‪ ،‬ككاف‬
‫لديو بمنزلة أكالده‪ ،‬ثم قرأ على الفقيو العبلمة حامد شاكر في الحديث‪ ،‬كأجاز لو‪ ،‬كلما حج‬
‫اجتمع بالشيخ أبي الحسن السندم فسمع عليو أكائل األمهات الست‪ ،‬كأجاز لو فيها كفي‬
‫غيرىا‪ ،‬ثم طالع في سائر العلوـ كعلم الهيئة كاإلزياح‪ ،‬كالنحو كأعماؿ اآلالت‪ ،‬كاالستطرالب‬
‫كالربع المجيب كالرياضي‪ ،‬كالطبيعي كاآللي كالعركض كالقوافي كغيرىا‪ ،‬حتى أتقنها‪ ،‬كحقق في‬
‫جميعها لكماؿ فطنتو كذكاه كجودة فهمو‪ ،‬ككثرة حفظو‪ ،‬ككاف كثير التردد إلى (مكة) المشرفة‬
‫كإلى (كوكباف)‪ ،‬ككاف مغرمان بو كبأىلو إلحسانهم إليو كإكرامهم لو إذا نزؿ لديهم كتلقيهم لو‬
‫باإلجبلؿ كالتعظيم‪ ،‬كلو فيهم غرر المدائح‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬

‫(ِ‪)ُِِ/‬‬

‫ككاف المولى عيسى بن محمد بن الحسين يقرأ في آخر األمر على صاحب الترجمة في علم‬
‫الكبلـ‪ ،‬كقرأ عليو أيضان عدة من األعبلـ كالقاضي العبلمة محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬كالمولى‬
‫محمد بن محمد بن أحمد اآلتي ذكرىما‪ ،‬كالمولى علي بن محمد بن يحيى كأخيو صارـ الدين‬
‫إبراىيم بن محمد‪ ،‬كالمولى يحيى بن أحسن بن إسحاؽ كسيدم العبلمة محمد بن عبد الرب‬
‫بن محمد زيد‪ ،‬كالفقيو ضياء الدين لطف اهلل بن أحمد جحاؼ‪ ،‬كأسمعت أنا عليو في سنن أبي‬
‫داكد السجستاني‪ ،‬كقرأت عليو في شرح القبلئد كحاشيتها للعبلمة الجبلؿ‪ ،‬ككذلك شرح‬
‫العصمة عن الظبلؿ في عقيدة الجبلؿ في األصوؿ الدينية‪ ،‬كقرأت عليو في (اإلشارات الكافية‬
‫شرح الجزارية)‪ ،‬في علم العركض كالقوافي‪ ،‬كالزمتو كاستفدت منو كثيران كسمعت عليو أكائل‬
‫نحو سبعين مؤلفان في الحديث كأجازني فيها كغيرىا ككاف ‪-‬رحمو اهلل ‪ -‬يحب الخموؿ كعدـ‬
‫الظهور كلهذا لم يصنف شيئان‪ ،‬كأنو كاف يملي علينا حاؿ الدرس من أنظاره كتحقيقاتو‪ ،‬ما يبهر‬
‫األلباب‪ ،‬فاستأذنو في كتب ذلك في ىوامش الكتب‪ ،‬كتعليقو على األبحاث المشكلة فبل‬
‫يساعد إلى ذلك أصبلن كيبادر إلى ىضم نفسو كتضعيف أنظاره ترغيبان في عدـ كتبها‪ ،‬ككاف‬
‫يتناظر عنده األعبلـ في المسائل‪ ،‬كيتجادلوف فيها زمنان طويبلن كىو ساكت فإذا سئل عن ذلك‬
‫أجاب بأحسن جواب‪ ،‬كأفصح خطاب‪ ،‬حتى كأنو ال يعرؼ إال تلك المسألة‪ ،‬لما يرل منو من‬
‫التحقيق كاإلتقاف‪.‬‬
‫كأما حفظو فهو من آيات اهلل الباىرة فإنو ربما اطلع على القصيدة التي تنيف على أربعين بيتان‬
‫فيحفظها في أكؿ نظرة‪ ،‬ككاف يحفظ النوادر كاألخبار الظريفة‪ ،‬كاألشعار الغريبة‪ ،‬كتواريخ األنبياء‬
‫‪-‬عليهم السبلـ‪ -‬كالخلفاء كالملوؾ كغيرىا من الماجريات كالمضحكات‪ ،‬كيحاظر بها أحسن‬
‫محاظرة‪ ،‬مع سكينة ككقار كأناة كإنصاؼ كمساعدة لكل أحد على ما يريده كتواضع كعدـ‬
‫مباالة بالتكلفات كاألعراؼ‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬

‫(ِ‪)ِِِ/‬‬

‫كأما نثره كنظمو فهو الذم ال يجاريو فيو سابق‪ ،‬كال يلحقو في ميداف الببلغة الحق‪.‬‬
‫فمن شعره قولو‪:‬‬
‫ىي الدار فلتحسن حمائمها السجعا ‪ ...‬كإف سفحت عين على سفحها دمعا‬
‫تميل بنا عنها الركائب غدكة ‪ ...‬صوادر تبغي إف تؤـ بنا صنعا‬
‫إذا تركت سفح العوار كرائها ‪ ...‬فبل طمعت في ظل أفنانها مرعا‬
‫تفارؽ مخضر الدرايك أىبل ‪ ...‬كتخترؽ التيها كالمهمهة الصلعا‬
‫كفي الركب من يلوم التشوؽ ليتو ‪ ...‬إلى الدار لكن لم يطق للنول دفعا‬
‫إذا حدثتو عن صبابتو الصبا ‪ ...‬أصاخ لها من دكف أصحابو سمعا‬
‫تحمل شوقان ال يطيق احتمالو ‪ ...‬كأم محب لم يضق بالهول ذرعا‬
‫كقفت بواد القصر بطما شطو ‪ ...‬ففاضت شؤني في جوانبو ىمعا‬
‫كإني لعين إف تشاىد جيرة ‪ ...‬كقد صدىا دمع كأنى ترل الجزعا‬
‫كأرفع طرؼ العين شوقان إلى اللوا ‪ ...‬كىيهات ال تدف لي النظر الشسع‬
‫كبالعلم الغرم قلب أضاعو ‪ ...‬محب فهل في الحي من محسن صنعا‬
‫أناخ الهول فيو كألقى جرانو ‪ ...‬كلما يرد كاد العقيق كال سلعا‬
‫كقد كنت في سلك األحبة إنما ‪ ...‬رماني النوافذ كغادرىم جمعا‬
‫أقيم بأرض كالهوا يستفزني ‪ ...‬كأخذ صقعان كىو بي آخذ صقعا‬
‫كإني كإف كاف النزلة مذىبي ‪ ...‬فلم أقتحم في شرعو خطة شنعا‬
‫تحلق بي عن موقف الذؿ محتد ‪ ...‬فالتحف الظلما أك ألبس النقعا‬
‫كألبسني اإلباء زىر مناقبي ‪ ...‬تركت لديها من نجوـ الدجا صقعا‬
‫نهاني حفاظي عن مفارقة السوا ‪ ...‬كلواله لم أشدد على كورىا نسعا‬
‫عساىا على رغم النول إف ترل لو ‪ ...‬قفوالن فتسعى في ىضابهم ربعا‬
‫إذا شمخت عن كوكباف ذؤابة ‪ ...‬فقد زاحمت زىر النجوـ لو فرعا‬
‫تقاعست األبصار عنو كقد رأت ‪ ...‬لتلك السجايا الغر في أفقو لمعا‬
‫تضئ الوجوه الناصرية دجنة ‪ ...‬كتكسب علياىم خوافظو رفعا‬
‫ىم شرعوا من دكف شرعية الفتا ‪ ...‬كىم سددكا من دكف سدتو الينعا‬
‫نزلت بهم كي أجتني ثمر الغنا ‪ ...‬فلم يبعد المرمى كلم يخفق المسعا‬
‫ىم شمم في مازف الدىر ثابت ‪ ...‬كلو لم يكن نوان أصبحت أنف جدعا‬

‫(ِ‪)ِِّ/‬‬

‫فبل يخش في أكنافهم بائس ذلة ‪ ...‬فإف عليها من حساـ العبل قطعا‬
‫ينالك من أزىار جودىم الندا ‪ ...‬كتنظر في أثمار فضلهم الينعا‬
‫[إذا نقشت أقبلمهم كجو مهرؽ ‪ ...‬بوعد كإيعاد ترل الضر كالنفعا]‬
‫لقد فتحت كرؽ القوافي أعينان ‪ ...‬لتجس في أبواب مدحكم القرعا‬
‫أنكبها عن قصد كل مذلة ‪ ...‬مخافة أف ألقى لرتبتها كضعا‬
‫كأسكنت ال أني عصي قريحة ‪ ...‬كأقطع قولي غير مستفرغ كسعا‬
‫خلي إف كفا للزماف مشوشا ‪ ...‬لفكرم كعن إحسانك يخبر الصدعا‬
‫فبل زلتم للمستغيثين ملجأ ‪ ...‬كأبقاكم للعز من رفع السبعا‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫لوال ادكار ثغران الح مبتسمان ‪ ...‬لم يستفزؾ من برؽ تألقو‬
‫ما كنت أحسب أف البدر تحملو ‪ ...‬جرد السبلىب كالسيار فيلقو‬
‫فلو يلوح شرار من محاسنو ‪ ...‬ألخجل الشمس في اإلشراؽ مشرقو‬
‫ماؿ للنواظر فيو مطمع فيرل ‪ ...‬فقد ناء من مراميها تحققو‬
‫فليرجع الطرؼ عنو خاسئان فإذا ‪ ...‬رنا إليو فبل يستطيع يرمقو‬
‫ككاقف بمجاؿ الخيل متئد ‪ ...‬كلم يخف مقل الفرساف ترشقو‬
‫قصرل مناه من المحبوب تبلغة ‪ ...‬كفخر بمواضيو يمزقو‬
‫ففيو بفضل خالي القلب شيقو ‪ ...‬كفيو يعلو جيش الدمع مطلقو‬
‫قد استعادت بو الدكالت بهجتها ‪ ...‬كعاد من عمر األياـ ريّْقو‬
‫كم أعين من كراء الموكب انبجست ‪ ...‬حتى لكادت عزاليهن تعرقو‬
‫كفي الركاب إذا ما سار أفئدة ‪ ...‬تكاد من زفرات الوجد تحرقو‬
‫فبل تلم مغرمان ذابت حشاشتو ‪ ...‬إف لم تلم بتلك الدار أنيقو‬
‫فقد حمتها عوالي السمر مشبهة ‪ ...‬قامات معتلقيها فهي ترىقو‬
‫فأسلم كال تلتفت لفتى فقلبي قد ‪ ...‬حكى برمحك خفاقان تعلقو‬
‫أنا القصي مقامان عنهم كبهم ‪ ...‬أتيح للجفن تلحاـ يبثقو‬
‫خف الهول كتجافى الحب عن طلل ‪ ...‬نحوم أساطير الضما أبرقو‬
‫إف النعامى بر على كوكباف سرت ‪ ...‬فللمعاطس عرؼ الجوز تنشقو‬
‫سحائب الجود أرجائو نسأت ‪ ...‬كقد تجلى بتاج الملك مفرقو‬
‫بو الملوؾ األكلى شادكا لمجدىم ‪ ...‬بيتان فليس النجوـ الزىر تطرقو‬

‫(ِ‪)ِِْ/‬‬

‫يقلي التمائم كماالن كليدىم ‪ ...‬من المآثر ما نعني يطوقو‬


‫إذا نسبت فتشبيبي بذكرىم ‪ ...‬كإف مدحت ففيهم ما يصدقو‬
‫ماؿ القريض عن التقريض من رىب ‪ ...‬فشيب بالمدح تشبيب يتوقو‬
‫ال زاؿ يحدك بذكراىم ذك أمل ‪ ...‬ككاردان موردان عنهم تدفقو‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫شربت في غرة كأسان من الملق ‪ ...‬كما توىمت فيو عذرت الشرؽ‬
‫نزىت طرفي ملتذان فبت ىوان ‪ ...‬مذبذب الفكر لم أنزؼ كلم أفق‬
‫أصبحت بين صقيل العارضين كبين ‪ ...‬اللحظ محتذ بالشوؽ كالفرؽ‬
‫حييتك يا دار عني كل سارية ‪ ...‬كصافحتك يمين العارض الغدؽ‬
‫قد أحسن الدىر صنعان فيك حين نعا ‪ ...‬على الشبيبة أنواعان من األنق‬
‫كشادف من بني السوداف طلعتو ‪ ...‬كحل لعيني يبرم عابر األرؽ‬
‫أحببتو سجي اللوف حين بدا ‪ ...‬منو الجماؿ على داج من الغسق‬
‫كأنما من فتيت المسك طينتو ‪ ...‬أك أنها غمست في أسود الحدؽ‬
‫يا الئمي دعا لومي كقولكما ‪ ...‬ما بالو استبدؿ الديجور بالفلق‬
‫كم قلت مالي تنميقان كزخرفة ‪ ...‬ما الحسن إال لبدر غير ممحق‬
‫ال توسعاف لومان إف قبلكما ‪ ...‬عواذلي بين معصي كذم رىق‬
‫ما كل أبيض محمود خبلئقو ‪ ...‬كرب أسود يأت أبيض الخلق‬
‫يعيب يافث ضيق في محاجرىا ‪ ...‬أما محاجر حاـ فهي لم تضق‬
‫أصل الصوارـ مسود الحديد كلم ‪ ...‬يسم بالبيض إال حسن مؤتلق‬
‫كالعيش أطيب في لوف الشباب كما ‪ ...‬أكجن الماء مثل الصفو في الزرؽ‬
‫من بات طوع الهول النت صبلبتو ‪ ...‬كساكرتو أكف الشوؽ كالقلق‬
‫تذيع سر ىواه فيض أدمعو ‪ ...‬كغرب جن عليو حمرة الشفق‬
‫لو أف حامل أعباء الغراـ لو ‪ ...‬خياره لم يكابد العج الحرؽ‬
‫عهد التصابي كأبواب الصبا جدد ‪ ...‬يحل معقوده بالملبس الينقق‬
‫أقصى الزماف أحبائي كباعدني ‪ ...‬عن رتبتي كثنا عزمي عن السبق‬
‫إذا تألق برؽ للمنا عصفت ‪ ...‬بو الحوادث فاجتاحتو عن أفق‬
‫كقلة الماؿ ال تزرم بذم أدب ‪ ...‬تقنى الرماح عريات من الورؽ‬
‫لقد تركت أمور لو عنيت بها ‪ ...‬لم أحض منها بغير المطمح الزلق‬

‫(ِ‪)ِِٓ/‬‬

‫كلعدـ ما ضر من كانت أركمتو ‪ ...‬من ىاشم نعبان في غير ممتشق‬


‫كمذ جفاني بنو األياـ عن ملل ‪ ...‬سلكت نهجان فضل القوـ عن طرؽ‬
‫شتاف ما بين أبناء الزماف كما ‪ ...‬بيني فما أمرنا يومان بمتفق‬
‫ال ينتحي نحو ما يممتو أحد ‪ ...‬كال يكوف انطبلؽ القوـ منطلق‬
‫إني ألحمل أثقاؿ الجباؿ ىوان ‪ ...‬لكن لنملة ضيم قط لم أطق‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫خلس اللحظ تذيب المهجا ‪ ...‬فبها الدمع يرل ممتزجا‬
‫ال تسم لحظك في مرعى الهول ‪ ...‬فيبلقي القلب فيو حرجا‬
‫رشقات كتسمى نظران ‪ ...‬بنباؿ كيسمى دعجا‬
‫لم تؤثر في سول أفئدة ‪ ...‬كىي فيهن تبين الشحجا‬
‫كاف عهدم قبلها إف النهى ‪ ...‬بالتصابي مانعان أف يلجا‬
‫يا خليلي أراىا منكما ‪ ...‬ضلة بالسفح إف لم تعجا‬
‫كإذا أضللتماه فانتشقا ‪ ...‬من شميم الدار عرفا أرجا‬
‫إنما أعتد من عمرم بما ‪ ...‬كنت فيو بالصبا مبتهجا‬
‫يمؤل التهويم عيني كلم ‪ ...‬يك قلبي بالهول منزعجا‬
‫كم سرقنا باللوا في غفلة ‪ ...‬من غوادم الدىر غيثان سجسجا‬
‫ترقص األغصاف فيو طربان ‪ ...‬كعليها الطير تشدكا ىزجا‬
‫كدجا قد ألف الشمل إلى ‪ ...‬أنفر الصبح ألفق كدجا‬
‫كلياؿ بالتداني لؤلؤ ‪ ...‬قد أعيدت بالتنائي بسجا‬
‫إذ يلف الحب مشتاؽ ىول ‪ ...‬كعفاؼ بالغراـ امتزجا‬
‫لم يشقني ظل أفناف الحما ‪ ...‬إنما أشتاؽ بدران غنجا‬
‫حركات الحسن في أعطافو ‪ ...‬تستميل اللب عن أىل الحجا‬
‫آه من عين بو ضامئة ‪ ...‬كىي في الدمع تخوض اللججا‬
‫كلما الـ عليو عاذؿ ‪ ...‬كجد المسمع بابان مرتجا‬
‫ال سمت بي عقوة من ىاشم ‪ ...‬كنجا بالمعالي كشجا‬
‫إف أخافتني اللقيا من دكنو ‪ ...‬بعواليو حسبنا سرجا‬
‫ألقيمن على رغم النول ‪ ...‬منسم الحب كأعلو الثبجا‬
‫كم لطرفي في الكل من رقية ‪ ...‬ليرل للطيف فيو منهجا‬
‫أترل أساداه في كىن ‪ ...‬من سهاد ظل فيو مدلجا‬
‫آه من عسجد شعر صغتو ‪ ...‬كأراه في الورل قد سمجا‬
‫لو رأل قيصر منو ما رأكا ‪ ...‬صاغ منو الملوؾ دملجا‬

‫(ِ‪)ِِٔ/‬‬

‫كمن شعره يشبب بوطنو (شهارة) كيذكر بعض محبلتو كالمواطر كالخليق كىما كادياف بببلد‬
‫شهارة ككذلك سدالة كىي حافة بالحصن‪:‬‬
‫لوال ادكار منازؿ اآلراـ ‪ ...‬ما ثارؾ من لوعة كغراـ‬
‫ال يسترده ىوا تقادـ عهده ‪ ...‬كانحل منو العقد مذ أياـ‬
‫ال تستعد حر الجول من بعدما ‪ ...‬أطفى التناسي منو لفح ضراـ‬
‫أيؤمل الرجعي لرسم قد ترل ‪ ...‬آياتو محيت بنقط غماـ‬
‫أترل لماضي عهده من رجعة ‪ ...‬أـ ىل لنا بالجزع من إلماـ‬
‫لم يبعث الذكرل سول طيف سرل ‪ ...‬كىنان فحرؾ ساكن التهياـ‬
‫كالبرؽ أكرل عبرة لما اعترل ‪ ...‬يحكي افترار مقببلن بشباـ‬
‫كأىاب بالبرحاء سجع حمامو ‪ ...‬تبكي ىديبلن في فركع شباـ‬
‫قد أفصحت عما تكن كإنما ‪ ...‬قصرت عبارتهها عن اإلفهاـ‬
‫أصل السقاـ سقاـ أجفاف كما ‪ ...‬بين الشفاه شفاء كل أكاـ‬
‫ترمي بناظرؾ الرسوـ كما عسى ‪ ...‬يجدم على شحط كبعد مراـ‬
‫بين النواظر كالخليف منازؿ ‪ ...‬سقت معاىدىا ملث آكاـ‬
‫عهدم بها أك أىبلن بكوكب ‪ ...‬ينجاب عنها غيهب اإلظبلـ‬
‫كالسحب تسحب فوقها أذيالها ‪ ...‬كالشمس لم تسمح بحل لثاـ‬
‫فتسيل أكدية ىنالك عندما ‪ ...‬ينحل ىيدبها على األعبلـ‬
‫كسقت عهاد المزف عهد سدالة ‪ ...‬متواصل التسكاب عين رىاـ‬
‫أياـ ال يثني عناف صبابتي ‪ ...‬عزؿ كال أصغي لزكر مبلـ‬
‫كالدىر يجمع شمل كل مسرة ‪ ...‬كالعمر يرفل في زىاء غبلـ‬
‫كبرغم من يهواىم قد حجبت ‪ ...‬تلك المحاسن منهم برغاـ‬
‫فأتت شخوصهم العياف كإنما ‪ ...‬أدنيهم بخواطر األكىاـ‬
‫كلقد مددت إلى الغواية ناظرم ‪ ...‬كقعدت منها مقعد المستاـ‬
‫كسلكت نهج الغي ال ألوم على ‪ ...‬رشد كال أحجمت من إقداـ‬
‫أجريت خيبلن اللهو غير طبليح ‪ ...‬كنضيت سيف العزـ غير كهاـ‬
‫حتى تداركني اإللو بلطفو ‪ ...‬كدخلت باب نجاتو بسبلـ‬
‫كنهجت من شرع النبي محمد ‪ ...‬نهجان فنلت مقاعد األعبلـ‬
‫متنكبان عن نهج كل ضبللة ‪ ...‬متجنبان لمزالق األقداـ‬
‫كرجوت من رحمى اإللو كلطفو ‪ ...‬تثبيت أقوالي كحسن ختاـ‬
‫كمن أكؿ شعره ما قالو في أياـ الصبا كىو بكوكباف‪:‬‬

‫(ِ‪)ِِٕ/‬‬
‫خفقت ضلوعك إف تألق بارؽ ‪ ...‬كىنان كسحت مقلتاؾ بماطر‬
‫ككقفت في مسرل النسيم ألنها ‪ ...‬تأتي بنشر عن حبيب عاطر‬
‫أشتاؽ من أىول كلم يك نازحان ‪ ...‬لكنو متحجب عن ناظرم‬
‫ما غاب من أىول كال شطت بو ‪ ...‬دار كقد أكدعتو في خاطرم‬
‫ما إف أرل القتيل أحداؽ المها ‪ ...‬من طالب بدـ كال من ثائر‬
‫أمعذبي من قده بمثقف ‪ ...‬كمن الجفوف بأسهم كبواتر‬
‫أجرح فؤادم كيف شئت فإنني ‪ ...‬ميت الغراـ فليس ذاؾ بضائرم‬
‫كمن جواب لو على سيدم محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي‪-‬رحمو اهلل‪:-‬‬
‫نرىن أعين البصائر كالسجل ‪ ...‬عركس البديع في غلواىا‬
‫كأطلعت من مغاص أفكار بحر ‪ ...‬درران زاف حسنها حسناىا‬
‫فأنار الزماف منها بشمس ‪ ...‬لسناىا تضائلت قمراىا‬
‫ال تلم رائض القرائح مهما ‪ ...‬باف منها حرانها كإباىا‬
‫كدرت صفوىا الخطوب كمن ‪ ...‬أين لمرآتها جبلء صداىا‬
‫كم سعت جهدىا لتطلب شأكان ‪ ...‬فاستفادت كبللها ككناىا‬
‫في زماف فيو الذنابا رؤكس ‪ ...‬قبضت أيد بأتحف نداىا‬
‫يردكف الفرات صفوان كيحموف ‪ ...‬ضم األناـ كرد أضاىا‬
‫كشعره كلو من ىذا النمط‪ ،‬كمحاسنو كثيرة ككاف كثيران ما يأتي إليو في أكؿ الليل رجل ملتف في‬
‫ثيابو حاجب الوجو لئبل يعرفو‪ ،‬كيعطيو كثيران من الماؿ‪ ،‬ككاف يظن صاحب الترجمة أنو اإلماـ‬
‫المهدم بن المنصور ألنو كاف عارفان بفضلو‪ ،‬كقد كاف أراد أف يقلده القضاء كاستشار في ذلك‬
‫القاضي أحمد قاطن(ُ) كما ذكره في تاريخو‪ ،‬كلعل صاحب الترجمة كاف يستعذر من ذلك لما‬
‫ىو عليو من الورع كمحبة الخموؿ كالنفور عن الظهور‪ ،‬كاالشتهار كميل إلى الدعة‪ ،‬كالسكوف‬
‫كاإلناءة ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫ككانت كفاتو في شهر رمضاف سنة سبع كمائتين كألفان بصنعاء‪ ،‬كدفن في خزيمة‪ ،‬كرثاه قاضي‬
‫القضاة بدر الدين محمد بن علي الشوكاني بقصيدة مستهلها(ِ)‪:‬‬
‫ىب أف بدر األفق يومان يأفل ‪ ...‬أك أنو يهوم السماؾ األعزؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجمة المؤلف ( ‪.) /‬‬
‫(ِ) ديواف الشوكاني ص ( )‪.‬‬
‫(ِ‪)ِِٖ/‬‬

‫أك أف بحران غاص منو مائو ‪ ...‬أك دؾ رضوم أك تصدع يذبل‬


‫أيكوف رزءان مثل رزء بني الورل ‪ ...‬إذ مات ذاؾ العالم المتبتل‬
‫يا آمرم بالصبر أم تصبر ‪ ...‬بعد ابن إبراىيم يومان يجمل‬
‫كىو الذم أحيا شريعة أحمد ‪ ...‬كأباف منها غامضان يستشكل‬
‫كنا نلوذ بو إذا ألول بنا ‪ ...‬من مشكبلت العلم بحث معضل‬
‫فالسنة الغراء كاف جمالها ‪ ...‬كبو أسانيد الحديث تسلسل‬
‫كنخوض في التفسير من غمراتو ‪ ...‬بحجا لديها كل حبر يذىل‬
‫كيجوؿ في األصلين جولة ماىر ‪ ...‬ال مثل من قد جاؿ كىو مكبل‬
‫كالهضب من علم البياف إشادة ‪ ...‬كبو تطاكؿ أطوؿ كمطوؿ‬
‫لبت دعاكيو العلوـ بأسرىا ‪ ...‬كسعى إليو أخيرىا كاألكؿ‬
‫فتحط حيث يحط كىي إذا غدا ‪ ...‬مترحبلن لرحيلو يترحل‬
‫كجرل على نمط الصحابة تابعان ‪ ...‬نص الدليل فعنو ال يتميل‬
‫ما شاب صفو علومو بتكلف ‪ ...‬كتعجرؼ كتصلف ال يقبل‬
‫بل كاف مطمح قصده في قولو ‪ ...‬كفعالو إدراؾ ما ىو أفضل‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر‪.‬‬
‫[(َُِ‪ )/‬علي بن صبلح الدين الكوكباني الصنعاني](ُ)‬
‫(َُُِ‪ُُُٗ-‬ىػ‪ُٕٕٖ-َُٕٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى أبو محسن جماؿ الدين علي بن صبلح الدين بن علي بن صبلح الدين بن يحيى بن‬
‫الحسين بن علي بن اإلماـ شرؼ الدين بن شمس الدين بن المهدم‪ ،‬كبقية نسبو تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫كاف إمامان في العلوـ الشرعية محققان متقنان ضابطان َّ‬
‫حفاظة لؤلحاديث النبوية‪ ،‬كاآلثار كنوادر‬
‫األخبار‪ ،‬كمستظرفات األشعار‪ ،‬ماىران في علوـ الحديث كالتفسير‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة‬
‫(ِْٓ‪ ،)ٓٗ/‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)َِِ-ُِٔ/‬درر نحور الحور العين(خ)‪ ،‬الحدائق المطلقة‬
‫(خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ُٔٔ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ْْٗ‪ ،)َّ،ْٔ،َّٓ،‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ينر فهارسو)‪ ،‬معجم المؤلفين (ُ‪ ،)ّْٔ/‬األعبلـ (ٓ‪ ،)َُٕ/‬معجم المفسرين(ُ‪،)ّْٔ/‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٕٖٔ) ترجمة (َّٕ)‪.‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِِٗ/‬‬

‫كأما فن الجرح كالتعديل كمعرفة الرجاؿ كالتاريخ‪ ،‬فلو اليد الطولى فيو ككاف حسن المحاضرة‪،‬‬
‫جيد الحفظ غزير العلم كثير الفوائد‪ ،‬صدكقان ال يمر الكذب على لسانو أصبلن حاد الطبع جدان‪،‬‬
‫حسن األخبلؽ إلى غير أىلو ككلده‪ ،‬كجرت لو مصائب بسبب سوء عشرتو لهما‪ ،‬كنشأتو‬
‫بصنعاء كقرأ بها على المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علوـ األدب‪ ،‬كعلى غيره من‬
‫المشائخ‪ ،‬كفي الفقو على الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي‪ ،‬كفي الحديث على الشيخ‬
‫عبد الخالق بن الزين المزجاجي كالزـ البدر األمير‪ ،‬كاتصل بشيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد‬
‫اتصاالن كليان‪ ،‬كصحبو دىران طويبلن ككلي القضاء بظفير حجة كببلدىا‪ ،‬ثم عزؿ ككاف يحضر مع‬
‫قضاة الديواف‪ ،‬كلما دعا إلى نفسو المولى أحمد بن محمد بن الحسين بكوكباف‪ ،‬عزـ إليو‬
‫صاحب الترجمة ىاربان من الحضرة المهدكية‪ ،‬كحظي لديو كدرس ىنالك كأفتى‪ ،‬ثم جرل لو ما‬
‫كدر خاطره كنكد حالو‪ ،‬كلم يخسر على الرجوع إلى صنعاء خوفان من المهدم لما سبق من‬
‫الهرب‪ ،‬فلم يجد بدان من العزـ إلى مكة المشرفة‪ ،‬ثم رجع كوكباف كجرل لو أيضان ما جرح‬
‫صدره‪ ،‬كذلك في إمارة المولى عبد القادر بن محمد بن حسين‪ ،‬فسار إلى قبائل بكيل‪،‬‬
‫كحالفهم كبث الرسائل من ىنالك‪ ،‬كأراد المنابذة كسعي إليو بالصلح كدخل صنعاء كعكف‬
‫على التدريس‪ ،‬ككف بصره قبل موتو‪ ،‬ثم كذب عليو بعض أقاربو في أمر كحاكمو إلى القاضي‬
‫يحيى السحولي‪ ،‬ككاف القاضي مائبلن عنو فحبسو بقصر صنعاء فمات‪.‬‬
‫[كفاتو كمؤلفاتو]‬
‫في الحبس بعد ذلك بنحو ثبلثة أياـ‪ ،‬كذلك في شهر جمادل األكلى في سنة إحدل كتسعين‬
‫كمائة كألف‪ ،‬كقد ناىز السبعين‪ ،‬كلو تصانيف رائقة كأبحاث فائقة دالة على تحقيقو كجبللة‬
‫قدره في العلم‪ ،‬فمن مصنفاتو‪:‬‬

‫(ِ‪)َِّ/‬‬

‫"درر األصداؼ المنتقا من سلك جوابات اإلسعاؼ" كىو كتاب عجيب اختصر بو اإلسعاؼ‬
‫شرح شواىد البيضاكم كالكشاؼ‪ ،‬كمنها‪" :‬ىداية الناظر شرح قصيدة المولى الحسين بن عبد‬
‫القادر" كمنها "منهج الكماؿ النفسي بمعرفة الكبلـ القدسي" جمع فيو األحاديث القدسية‬
‫كرتبها على حركؼ المعجم‪ ،‬كلم يكن قد اطلع على مؤلف‪ ،‬فمن ذلك كقفت على مؤلف في‬
‫ذلك جليل استوعب فيو جمع األحاديث القدسية أظنو للسيوطي‪،‬‬
‫(إتحاؼ الخاصة بتصحيح الخبلصة) كىي خبلصة تهذيب الكماؿ للخزرجي‪ ،‬في رجاؿ الستة‪،‬‬
‫كىو كتاب مفيد جيد اعتنى في تصحيحو كتهذيبو كضبطو حتى أغنى عن غيره من المختصرات‬
‫في ىذا الفن‪.‬‬
‫كمن مؤلفاتو "المختصر المستفاد من تاريخ العماد" يعني بو المولى يحيى بن الحسين اإلماـ‬
‫القاسم كتاريخو ىو المسمى "بأنباء الزمن في أخبار اليمن من الهجرة النبوية إلى دكلة اإلماـ‬
‫القاسم ‪-‬عليو السبلـ ‪.-‬‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة‪:‬‬
‫ال ترسل الكتب إما كنت ذا حذر ‪ ...‬كال تعرىا فإف الكتب طياره‬
‫أما تراه بأجناح مهيئة ‪ ...‬تريد أف ال تراىا غير دكاره‬
‫[(ُُِ‪ )/‬جماؿ اإلسبلـ علي بن عبد اهلل الجبلؿ](ُ)‬
‫(ُُٗٔ‪ُِِٓ-‬ىػ‪ُُِٖ-ُٕٓٔ/‬ـ‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫شيخنا العبلمة أبو عبد اهلل جماؿ اإلسبلـ علي بن أحمد بن محمد بن محسن بن محمد بن‬
‫أحمد بن محمد بن علي بن صبلح بن أحمد بن ىادم بن محمد بن الجبلؿ بن صبلح بن‬
‫محمد بن األمير جبلؿ الدين‪ :‬الحسن بن أحمد بن المهدم بن علي بن المحسن بن يحيى بن‬
‫يحيى الجبلؿ‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * الجواىر للقاسمي ترجمة (ِٓٓ‪ ٔٗ/‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬البدر الطالع (ُ‪ ،)ْٔٗ/‬نيل‬
‫الوطر (ِ‪ ،)ُْٔ-ُْٓ/‬درر نحور الحور العين(خ)‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ِ‪ ،)ُٕٔ/‬مصادر‬
‫الحبشي (ّٓ‪ ،)ُٖ،ُّ،‬معجم المؤلفين (ٕ‪ ،)َُّ/‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو) أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ٓٗٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬
‫ىو العبلمة النحرير‪ ،‬كبحر المعارؼ النمير‪ ،‬أحد أئمة العصر كحامل لواء الفخر‪ ،‬زينة األعبلـ‪،‬‬
‫ككاسطة النببلء الفخاـ‪ ،‬جامع الفنوف العلمية‪ ،‬كمحقق األصلية منها كالفرعية‪ ،‬ذك األخبلؽ التي‬
‫ىي من الركض المطلوؿ النظر‪ ،‬كالشمائل التي ىي ألطف من نسمة السحر‪ ،‬كالسمات الشريفة‬
‫كالشيم اللطيفة‪ ،‬مع تردد إلى الناس‪ ،‬كشرؼ نفس كىمة علية‪ ،‬كمواضبة على اإلفادة في جميع‬
‫أكقاتو كإقباؿ على اآلخذين عنو بالتعليم كالتفهيم في حركاتو كسكناتو‪ ،‬ال يعتريو ملل كال يميل‬
‫إلى الراحة كالكسل‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫مولده في شهر شواؿ سنة تسع كستين كمائة كألف بصنعاء كبها نشأ فحفظ المتوف كقرأ في‬
‫الفقو على الفقيو أحمد عامر كغيره‪ ،‬من مشائخ صنعاء‪ ،‬ثم الزـ شيخ شيوخنا السيد العبلمة‬
‫إسماعيل بن ىادم المفتي مدة طويلة‪ ،‬كأخذ عنو في النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كاألصوؿ‬
‫الفقهية‪ ،‬كالحديث كالفقو كحقق جميع ىذه الفنوف‪ ،‬حتى صار إمامان في كل فن منها‪ ،‬ثم قرأ‬
‫على القاضي العبلمة حسن بن إسماعيل المغربي‪ ،‬في الكشاؼ كحواشيو‪ ،‬من أكلو إلى أخره‪،‬‬
‫كفي علم الكبلـ‪ ،‬كفي البدر التماـ شرح بلوغ المراـ‪ ،‬كفي العضد على مختصر المنتهى‪ ،‬كأخذ‬
‫على المحقق رزؽ سعد اهلل في علم المنطق‪ ،‬كعلى المولى أحمد بن يوسف بن الحسين بن‬
‫الحسن بن القاسم‪ ،‬المقدـ ذكره في علوـ الحديث‪ ،‬كعلى شيخنا الجمالي علي بن إبراىيم بن‬
‫عامر‪ ،‬كلما رحل شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد من كوكباف إلى كادم ظهر سنة سبع‬
‫كتسعين كمائة كألف رحل إليو صاحب الترجمة من صنعاء كاستجازه في جميع ما لو من‬
‫المركيات فأجابو بقولو من قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫بحمدؾ يا ذا المن كالطوؿ كالندا ‪ ...‬بدأت كأرجو العوف منك مؤيدا‬
‫فصل على خير األناـ مسلمان ‪ ...‬مع اآلؿ أنوار الدجا أبحر الندا‬
‫ىم القوـ لم صلى الذم لم يصل في ‪ ...‬الصبلة عليهم كلهم إف تشهدا‬
‫كىم قرناء الذكر بالنص لم يفا ‪ ...‬رقوه إلى أف يبلغوا الحوض موردا‬

‫(ِ‪)ِِّ/‬‬

‫كذا أمة المختار كالغيث كلو ‪ ...‬فأكلهم خيران كأخرىم ىدا‬


‫فتبا لقاؿ قاؿ إف أخيرىم ‪ ...‬غدا جاىل تبان لو غدا‬
‫كبعد فإني قد أجزت بخير من ‪ ...‬تلقى أحاديث النبي كأسندا‬
‫علي ابن عبد اهلل من شاد ما بنت ‪ ...‬من العلم أباء لو سادة الهدل‬
‫يؤيد رب الخلق كل الورل بو ‪ ...‬كما بذكيو الغر من قبل أيدا‬
‫كيدعو إلى القرآف كالسنن التي ‪ ...‬يصححها عن سيد الخلق أحمدا‬
‫بحج الذم قد قاؿ أخشى على امرء ‪ ...‬أراد اجتهادان أف يعود كما بدا‬
‫فما ناؿ حظ االجتهاد كلم يكن ‪ ...‬إذا غدا أرباب النحاة مقلدا‬
‫يقوؿ لو أجهد باجتهاد فإف تنل ‪ ...‬سعدت كإف تعجل عذرت فقلدا‬
‫فإف يجتهد ذك علة في دكائو ‪ ...‬يصح كإال لم يفت موتو غدا‬
‫فأكؿ ما يركيو عني مسلسبلن ‪ ...‬بأكؿ ما أركم يسلسل مسندا‬
‫كبعد فيركم كل ما جاز لي بأف ‪ ...‬أحدثو للطبلب جمعان كمفردا‬
‫أحاديث حق عن مشائخ جلة ‪ ...‬تناؿ بها فوؽ السماكين مقعدا‬
‫فخذىا مع األطراؼ كاحفظ ركاتها ‪ ...‬كزنهم بميزاف اعتداؿ ببل اعتدا‬
‫كدع مرسبلن لم تدر كيف ركاتو ‪ ...‬كإف كاف راكيو إمامان مسودا‬
‫فمرسلو قد يرتضي غير من ارتضى ‪ ...‬لديك فدع إرسالو كتأبدا‬
‫كإف أرسل اآلثار كل صميدع ‪ ...‬إماـ بتوفيق اإللو مسددا‬
‫فبل عصمة تخطو إليو عن الخطأ ‪ ...‬كلم يدرأ التوفيق عند ردم الردا‬
‫كلو أحسن التقليد كاف جمع من أتى ‪ ...‬بعد أصحاب النبي مقلدا‬
‫كال خالفت أبناء على آبائهم ‪ ...‬أجلوا الورل علمان ككل على ىدل‬
‫كإف كاف خير الناس علمان كدرية ‪ ...‬كأفضل كل العالمين تعبدا‬
‫كقد خالف الهادم بنوه كما ترل ‪ ...‬محمد اختار الخبلؼ كاحدا‬
‫كقد صح ىذا العلم دين كلم يكن ‪ ...‬فضائل من قد مات تغني من اقتدا‬
‫كدـ ساحبان ذيبلن من النعم التي ‪ ...‬حبيت بها يا أكرـ الناس محتدا‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة يشتغل بالعلوـ كتحقيقها كضبطها كتصنيف شواردىا‪ ،‬كدرسهاحتى‬
‫جلى في المضمار كصار فكره في األقطار‪ ،‬كنظر الناس بعين الجبلؿ إليو‪ ،‬كماؿ إلى العمل بما‬
‫صح لديو‪ ،‬كأفتى كدرس‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬

‫(ِ‪)ِّّ/‬‬

‫كأخذ عنو األعبلـ‪ ،‬كتخرج عليو جماعة منهم‪ :‬المولى صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن‬
‫يوسف‪ ،‬كسيدم العبلمة محمد بن عبد الرب بن محمد بن زيد بن المتوكل‪ ،‬كسيدم العبلمة‬
‫محمد بن إسماعيل بن الحسن بن المهدم أحمد بن الحسن‪ ،‬كشيخ مشائخ القراء األستاذ‬
‫ضياء الدين ياقوت أحمد‪ ،‬كالفقيهاف العالماف مطهر بن محمد ثابت‪ ،‬كأحمد بن إسماعيل ببلؿ‬
‫الصعدم‪ ،‬كمنهم الفقير إلى اهلل إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي‪ ،‬قرأت عليو شرح الرضا على كافية‬
‫ابن الحاجب‪ ،‬من أكلو إلى آخره كالشرح المطوؿ جميعو مع حاشية للشريف كالشلبي‪ ،‬كأملى‬
‫معاىد التنصيص على شواىد التلخيص‪ ،‬كحضور حاشية عبد الكريم‪ ،‬كشرح المفتاح كفرغنا من‬
‫ىذه القراءة في شهر [بياض في األصل]كقرأت عليو في البحر الزخار‪ ،‬كحاشية المنار للمقبلي‬
‫كتخريجو للعبلمة بن بهراف كأملى الموجود من شرحو لئلماـ عز الدين بن الحسن كحضور ما‬
‫يتعلق بذلك من الكتب‪ ،‬كرافقني في ىذا القراءات الجماعة الذين ذكرتهم كقرأت عليو في‬
‫شرح رسالة الوضع للهركم‪ ،‬كشرح الرسالة للعضد في آداب البحث‪ ،‬كركض الناظر في آداب‬
‫المناظر‪ ،‬لجده العبلمة الجبلؿ كقرأت عليو أنا كأكلئك الجماعة كالقاضي العبلمة محمد بن‬
‫أحمد مشحم كغيره‪ ،‬في مغني اللبيب البن ىشاـ كأملى شرحو الثبلثة أحدىا المسمى المزح‬
‫الكبير‪ ،‬كالثاني المسمى باللساف المثنى كبلىما للعبلمة الدماميني كالثالث للشمني كأملى شرح‬
‫شواىده للسيوطي‪ ،‬كقرأت عليو في عصاـ المخلصين‪ ،‬من مزالق الموصلين للعبلمة الجبلؿ‪،‬‬
‫كفي فيض الشعاع لو ‪ ،‬كفي إيثار الحق على الخلق‪ ،‬للسيد اإلماـ محمد بن إبراىيم الوزير كفي‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫كىو في تدريسو كثير العناية بالتفهم كالفحص عن الدقائق كالتأمل لغامض األبحاث مع ذكاء‬
‫كألمعية كجودة فهم كنظر‪ ،‬كملكة راسخة في تحقيق القواعد كرصانة في البحث‪ ،‬كحسن‬
‫الصناعة في اإللقاء‪ ،‬كبركة عظيمة في دركسو‪ ،‬فإنو نبل في جميع من أخذ عنو‪.‬‬
‫[مؤلفاتو كاألعماؿ الموكلة إليو]‬

‫(ِ‪)ِّْ/‬‬

‫كلو أنظار فائقة كتعليقات رصينة محققة‪ ،‬كرسائل كمسائل‪ ،‬كقد ألف تاريخان في الرجاؿ حسنان‪،‬‬
‫جعلو طبقات كاستوفى فيو العلماء كالشعراء كالملوؾ‪ ،‬كالكتاب كنحوىم‪ ،‬كقد جعل فيو شطران‬
‫كاسعان‪ ،‬كلم يكمل تأليفو إلى اآلف‪.‬‬
‫كفي سنة اثني عشر كمائتين كألف‪ ،‬قلده اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم أيده اهلل تعالى‪،‬‬
‫القضاء بصنعاء‪ ،‬فباشره مباشرة حسنة‪ ،‬كانثاؿ الناس إليو‪ ،‬كحمدكه في حسن فصلو‬
‫للخصومات‪ ،‬كجودة نظره في الدعاكم كالحكومات‪ ،‬كلم يصده ذلك عن التدريس بل كزع‬
‫أكقاتو ككفى بكل كظيفة‪،‬كلو نظم يسير بقولو بديهة ألنو لم يكن لو شغلة بالنظم فمن ذلك قولو‬
‫مقرضان لرسالتو لي في الهندسة أثبت فيها البرىاف على لزكـ مساكاة الزكايا الثبلث‪ ،‬في الشكل‬
‫المثلث القائمتين كىي جواب عن سؤاؿ في ذلك كرد إلي في سنة ثماف كمائتين كألف‪ ،‬كالنظم‬
‫كىو قولو‪:‬‬
‫هلل در محقق ‪ ...‬كشف الغطاء عن المعمى‬
‫إذ أسند البرىاف عن ‪ ...‬أقليدس فاقاه جزما‬
‫أبد الخبايا من زكايا ‪ ...‬مشكل لما أدلهما‬
‫بعبارة كدراية ‪ ...‬تنبيك أف قد فاؽ علما‬
‫ما القطب جاء بمثلها ‪ ...‬كىو الذم قد فاؽ فهما‬
‫كبل كال سعد كال العلم ‪ ...‬الشريف بو أىما‬
‫تركوا البياف إلى الشريف ‪ ...‬فبين المتركؾ قدما‬
‫بضياء فهم ثاقب ‪ ...‬قد أكضح اإلشكاؿ لما‬
‫فاهلل يبقي ذاتو ‪ ...‬كيزيده علما كحلما‬
‫ما قاـ خط فوؽ خط ‪ ...‬صار ذا ضلع يسما‬
‫أك حادة حكت أختها ‪ ...‬إذ أشبهت خطان كرسما‬
‫[(ُِِ‪ )/‬علي بن محمد بن علي الكوكباني](ُ)‬
‫(ُُْٗ‪ُُِِ-‬ىػ‪ُٕٗٗ-ُّٕٔ/‬ـ)‬
‫المولى جماؿ الدين علي بن محمد بن علي بن أحمد الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس‬
‫الدين بن اإلماـ شرؼ الدين كبقية نسبو تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ‪ ) /‬بتحقيقنا‪ ،‬كمنو‪ :‬البدر الطالع (ُ‪ ،)َْٗ/‬نيل الوطر‬
‫(ِ‪.) /‬‬
‫(ِ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِّٓ/‬‬

‫ىو العبلمة األجل الكريم أحد األعياف‪ ،‬إماـ األدب ذك الفضائل المتعددة كالصفات الجميلة‪،‬‬
‫مولده في شهر الحجة الحراـ‪ ،‬سنة تسع كأربعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ‪.‬‬
‫[مشايخو]‬
‫كأخذ عن المولى عيسى بن محمد بن الحسين في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كقرأ على العبلمة‬
‫أحمد بن حسن بركات‪ ،‬كحقق ىذه الفنوف‪،‬كقرأ على شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد في‬
‫األصوؿ كالمنطق‪ ،‬كأخذ عنو شطران من ضوء النهار‪ ،‬ثم طالع كتب اللغة كالدكاكين الشعرية‬
‫كالكتب األدبية‪ ،‬حتى فاؽ األقراف‪ ،‬كشهد لو مشائخو بأنو قد بلغ الغاية في العرفاف‪ ،‬كطاؿ باعو‬
‫في النظم‪،‬كأتى منو بكل نفيس كقول باعو أيضان في صناعة اإلنشاء‪ ،‬سمعت من أثق بو عن‬
‫ثناء حسنان‪.‬‬
‫شيخنا الوجيو أنو قاؿ‪ :‬إف صاحب الترجمة أشعر أىل طبقتو‪ ،‬ككاف شيخنا يثني عليو ن‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كأخذ عن صاحب الترجمة جماعة كثيركف من أىل بيتو كغيرىم‪ ،‬ككاف محققان في العلوـ كاسع‬
‫الصدر‪ ،‬جليل القدر من فحوؿ الرجاؿ عارفان بالحقائق حسن األخبلؽ‪ ،‬لطيف الطباع حلو‬
‫العبارة‪ ،‬لطيف اإلشارة كريمان مطلقان‪ ،‬فمن شعره ما كتبو إلى شيخو المولى عبد القادر بن أحمد‪:‬‬
‫أيا عين ىذا الدىر فضبلن كمن غدا ‪ ...‬أجل الورل قدران أدقهم ذىنا‬
‫لطوؿ سماعي للكراـ كال أرل ‪ ...‬كريمان كجدت الجود لفظان ببل معنى‬
‫فكن مسغيان مهما جرل ذكر مادر ‪ ...‬كال تستمع لفظان إذا ذكركا معنا‬
‫كقد دار علمي كي يفوز بحائد ‪ ...‬فما جاء بعد البحث إال عن ضنا‬
‫ككم مدع للمكرمات كما لو ‪ ...‬من الجود إال أف يمن كال منى‬
‫فأجاب عليو المولى الوجيو بقولو‪:‬‬
‫أال إف ىذا الشعر ال ما يقولو ‪ ...‬سواؾ فبل تصغي إلى غيره أذنا‬
‫مطيك من أخفافها البدر ثم ما ‪ ...‬المجرة إال ما جررت بو لدنا‬
‫كما الشهب إال من حميم جواده ‪ ...‬تطاير لما كر للحسب األسنى‬
‫إذا ما رأت عيناؾ عينان لماجد ‪ ...‬كال سمعت أذناؾ معنا حكى معنا‬
‫فعيني رأت فيك الكراـ جميعهم ‪ ...‬كأذني كعت ما أعجز اإلنس كالجنا‬

‫(ِ‪)ِّٔ/‬‬

‫ككتب إلى المولى عبد اهلل بن عيسى كابن عمو القاسم بن عبد الرب في رمد عرض لو ىذه‬
‫األبيات‪:‬‬
‫كلما جنى طرفي على قلبو بما ‪ ...‬يشاىده من حسن أغيد فتاف‬
‫تصعد ناران منو للطرؼ فاتقى ‪ ...‬تسعرىا من مقلتيو بطوفاف‬
‫فمن حر نيراف كفيض مدامع ‪ ...‬فنيت ضنان ما بين قلبي كإنساف‬
‫فصف لي ما فيو الشفا كال تقل ‪ ...‬لك الخير أسباب الذم قلت أعياف‬
‫فسمعي ال يصغي إلى قوؿ عاذؿ ‪ ...‬كشأني ال يرقا بما قالو شاف‬
‫فكاف الجواب منهما عليو‪:‬‬
‫كركد معاف دكنها كركد نيساف ‪ ...‬كركد بياف من نتائج أذىاف‬
‫أحب إلى قلبي كأشهى إلى فمي ‪ ...‬كالنظر في عيني كأرجى لسلواني‬
‫من الغادة الحسناء كمن رشف ثغرىا ‪ ...‬كمن ركضة غناء كمن خمر ألحاف‬
‫سألت الذم قد شقو البعد كالقبل ‪ ...‬عن الرمد الجاني على خير إنساف‬
‫فعينك مرآة الزماف تصدأت ‪ ...‬ككاف صداىا من تنفس أحزاف‬
‫فلم تلم القلب الذم قلت إنو ‪ ...‬ىو الموقد النيراف في طي أجفاف‬
‫كلو من أبيات‪:‬‬
‫ال تيأسن إذا ما شدة عرضت ‪ ...‬فربما جاءؾ المكركه باألمل‬
‫فالشمس تنظرىا األبصار طالعة ‪ ...‬كقد طواىا سواد الليل في حلل‬
‫كذا الهبلؿ كقد أكد السرار بو ‪ ...‬تراه باألفق العلوم لم يزؿ‬
‫ككم أمور تولت بعد شدتها ‪ ...‬كقد توالت بمكركه على الرجل‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫عندم من المدح معاف غدت ‪ ...‬أىبلن ألف تحفظ أك ترقم‬
‫كلم أقل ما قلت من مدحو ‪ ...‬إال لتخليد الذم أنظم‬
‫فبل تلمني إف مدحت امرءان ‪ ...‬بدر شعرم كىو ال يفهم‬
‫فالسلك يكسي دران كىو ال ‪ ...‬يعرؼ ما يكسى كال يعلم‬
‫كلما اطلع على ذلك سيدم العبلمة علي بن علي بن محسن القارة(ُ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل‬
‫تعالى ناقش الجواب‪:‬‬
‫كلما تجلى في الطركس مسود ‪ ...‬إلنساف عيني كىو من عين إنساف‬
‫أصوغ بو بين البديع كيشتكي ‪ ...‬تألمو من حرب قلب كأجفاف‬
‫كلما يفد قوؿ المحب سؤالو ‪ ...‬كإف كاف أشهى من تعاتب خبلف‬
‫لما آف فيو مدع عيني كإنما ‪ ...‬سؤاؿ لو كيف النجاة لحيراف‬
‫نظمت جوابان غيره بتقاصر ‪ ...‬عن الجيد المعنى كقلة إمكاف‬

‫(ِ‪)ِّٕ/‬‬
‫فطرفك شاـ الحبر إف قلت قد جنى ‪ ...‬على قلبو باألمس لم يك بالجاف‬
‫كلكنو لما رأل فاؾ ناثران ‪ ...‬لدر معاف من خراس بمعاف‬
‫تمثل منو ثم فاض بلؤلؤ ‪ ...‬مفاخره بدل كغيره غيراف‬
‫فقاـ ىناؾ القلب يقدح زنده ‪ ...‬ليظهر ما كالتبر من شرر قاف‬
‫فإف شئت ما فيو النجاة فجد إف ‪ ...‬بكف لهذا الدر أك غض أعياف‬
‫[(ُِّ‪ )/‬علي بن إبراىيم بن محمد األمير](ُ)‬
‫(ُُُٕ‪ُُِٗ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) * درر نحور العين(خ)‪ ،‬الحدائق المطلقة (خ)‪ ،‬البدر الطالع ( ‪ ،) /‬نيل الوطر (ِ‪،)َُُ/‬‬
‫األدب اليمني عصر خركج األتراؾ(ُْٖ‪ ،)ِْٕ-‬الموسوعة اليمنية (ِ‪ ،)ٖٔٔ/‬مصادر‬
‫الحبشي (ِّٓ‪ ،)ُّ،ِّٕ،ََّ،‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬إيضاح المكنوف‬
‫(ِ‪ ،)ُْٔ/‬فهرس المكتبة الغربية‪ ،‬فهرس مكتبة األكقاؼ (ينظر فهارسو)‪ ،‬معجم‬
‫المؤلفين(ٕ‪ ،)ّ/‬حلية البشر (ِ‪ ،)َْٔ-ْٓٗ/‬ىدية العارفين (ُُُٓ)‪ ،‬األعبلـ‬
‫(ْ‪.)ِِٓ/‬‬

‫(ِ‪)ِّٖ/‬‬

‫سيدم جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن محمد بن إسماعيل األمير كتقدـ ذكر أبيو في حرؼ‬
‫الهمزة(ُ)‪ ،‬كلد صاحب الترجمة بصنعاء في بضع كسبعين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ بها كقرأ في‬
‫النحو ما يقيم بو لسانو كشارؾ في غيره بالمطالعة كالمجالسة للعلماء كأىل األدب‪ ،‬كلو ذكاء‬
‫كقاد كذىن سياؿ كفطنة كألمعية‪ ،‬كاعتنى في أكؿ نشأتو باألدب كحفظ األشعار حتى بلغ الغاية‬
‫ثم نظم الشعر الحسن‪ ،‬كأتى بغرائب لطيفة كطرائق ظريفة‪ ،‬كقول ساعده في النثر كالرسائل‬
‫كجاء من الشعر الملحوف كالهزلي بما يسحر األلباب كتسيل لرقتو الصخور‪ ،‬كلو طرائق في‬
‫المجوف مستطرفة مستملحة‪ ،‬كصناعة في ذلك ال يقدر عليها غيره‪ ،‬مع فصاحة لساف‪ ،‬كببلغة‬
‫قوؿ كجزالة معنى كسرعة استحضار‪ ،‬ينفرد بها عن أبناء جنسو‪ ،‬كىو في فصاحة خطابو يلحق‬
‫بأبيو كجده‪ ،‬كقد عقد مجالس للوعظ‪ ،‬في جامع صنعاء كغيره‪ ،‬ككاف إذا تكلم كأنما يستملي‬
‫من كتاب ال يتلعثم في خطاب‪ ،‬كال يتردد في معنى كال يحصر في الكبلـ‪ ،‬كال يستعصي عليو‬
‫التعبير فيما أراد مع المبلحة للتعبير الذم يفهمو العواـ كبالجملة فليس لو في ذلك نظير‪ ،‬كقد‬
‫جاب في البلداف اليمنية خصوصان ببلد تهامة لوفور نشاطو كرقة طبعو كرغبتو إلى لقاء الظرفاء‬
‫كتردد إلى مكة المشرفة مراران للحج كلزيارة كالده كىو ممن الزـ مجالسة سيدم محمد بن‬
‫ىاشم الشامي األتي ذكره‪ ،‬ككذلك سيدنا سعيد القركاني كمن يشاكلهم‪ ،‬كقد صحب شيخنا‬
‫الوجيو مدة‪ ،‬كقرأ عليو في فن المعمى‪ ،‬كاتصل بالعبلمة الوزير الحسن بن علي حنش‪ ،‬ثم أقبل‬
‫في آخر أمره على عبادة اهلل كإرشاد العامة إلى الطاعة كمبلزمة األذكار‪ ،‬كىجر قوؿ الشعر إال‬
‫في التوسل أك المديح اإللهي كالنبوم كالعلوم‪ ،‬كمن شعره في مدح آؿ البيت ‪-‬عليهم‬
‫السبلـ‪ -‬قولو‪:‬‬
‫أرسلت سهم مقلة نعساء ‪ ...‬كثنت جيدىا على استحياء‬
‫غادة غادرت صريع ىواىا ‪ ...‬في حماىا مضرجان بالدماء‬
‫فثنت نفسها فانحلت ‪ ...‬الجفنين كالخصر سقم أىل الهواء‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية النسب بالترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ِّٗ/‬‬

‫أشرقت ليلتي فأشرقها بختي ‪ ...‬بريق الصباح قبل العشاء‬


‫فكاف الفراؽ لو كاف كافا ‪ ...‬ليلة سارقان لليل اللقاء‬
‫رامت الشمس أف ترانا فما ‪ ...‬أمهلها أف تعد في الرقباء‬
‫فشككنا ىل ذاؾ نور محياىا ‪ ...‬أـ الشمس أشرقت بالضياء‬
‫فنشرنا ذكائبان تفضح الليل ‪ ...‬كعدنا قسران إلى الظلماء‬
‫كعدكنا بالفرع كالوجو طوران ‪ ...‬في صباح كتارة في مساء‬
‫كجلونا شمس المدامة في الكأس ‪ ...‬عقيقان في درة بيضاء‬
‫كمزجنا سبلفها برضاب ‪ ...‬ىي منو في ثملة السكراء‬
‫كعيوف الزماف مكحولة من ‪ ...‬يد إسعادنا بميل العماء‬
‫في رياض للغصن فيها ارتقاص ‪ ...‬كلما قاـ طيرىا بالغناء‬
‫كلو‪:‬‬
‫كحياة أشجاني كأشواقي ‪ ...‬كرأس محبتي لك‬
‫لقد ارتشفت كؤكس كدؾ ‪ ...‬كانثنى قلبي نزيلك‬
‫كألنت أحمد من أىيم بو ‪ ...‬فبل أبغي بديلك‬
‫يا من غدت حلل الجماؿ ‪ ...‬عليو ألبسني جميلك‬
‫كارحم بعزؾ ذؿ ميت ‪ ...‬في الهول أضحى قتيلك‬
‫طاؿ النول فحق حسنان ‪ ...‬ذر كال تسمع عذكلك‬
‫من أمس تهجر مستهامان ‪ ...‬ال يرل أحدان مثيلك‬
‫كاهلل يا بدر السما ‪ ...‬إف الجفا ال ينبغي لك‬
‫كلو‪:‬‬
‫أرسل الصب أدمعا ‪ ...‬شاىدات بما ادعا‬
‫اليمي لو عرفت من ‪ ...‬صير القلب مولعا‬
‫لعذرت المحب إذ ‪ ...‬لم تجد فيو مطمعا‬
‫كلو‪:‬‬
‫اغنم زماف اللقا كصفوه ‪ ...‬كال تدع لعبو كلهوه‬
‫كم من مليح لو لحاظ ‪ ...‬يفتح القلب منو عنوه‬
‫لقائو إف أتاؾ يومان ‪ ...‬أحس من جنة بربوه‬
‫فإف دعاؾ الهول فبادر ‪ ...‬كال تجب للنصيح دعوه‬
‫كالزـ الراح فهي ركح ‪ ...‬للركح تهدل إليك نشوه‬
‫كإف لحاؾ العذكؿ يومان ‪ ...‬فبل تطع خوضو كلغوه‬
‫كقل لمن ظن فيك شران ‪ ...‬أك قاؿ قد أدركتك شقوه‬
‫غرست فدع الذنوب لما ‪ ...‬جنيت لما جنيت عفوه‬
‫كلو مكاتبان لسيدم محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كسيدنا سعيد القركاني‪:‬‬
‫أعد لجفوني مرة سنة الغمض ‪ ...‬كمر ذلك الطيف الشحيح بها يمضي‬
‫كباهلل قل للدمع ينفك ريثما ‪ ...‬إذا زارني أقضي المنى قبل أف أقضي‬
‫فإف النول لم يبق لي غير سائل ‪ ...‬الدموع إلى الواشي بسر الهوىيفضي‬

‫(ِ‪)َِْ/‬‬

‫فكم كتبت أقبلـ دمعي بوجنتي ‪ ...‬سطوران جرا محمرىا إثر مبيض‬
‫كشيطاف عذؿ شهب دمعي رجومو ‪ ...‬فما بين مرفض عليو كمنقض‬
‫يزخرؼ زكران أصاغو لمبلمتي كما ‪ ...‬ا سكنت جأشي كال حركت نبضي‬
‫كلي مقلة في دامس البعد لم تزؿ ‪ ...‬تسائل عن معنى غميض من الغمض‬
‫فبل قد سيف الفجر سابغة الدجا ‪ ...‬كال قدرت رجل الصباح علىالنهض‬
‫ذا عثرت يومان بذيل ىجودىا ‪ ...‬أك اقتنصت أىدابها طائر الغض‬
‫كقلبي قنوع في الغراـ فإنو ‪ ...‬ليقنعو من نحوكم أثر الومض‬
‫كما كردت بي منهل الراح مهجة ‪ ...‬بغير األسى في مدة البين ال تقضي‬
‫فيا صبر إف كانت لديك بقية ‪ ...‬فعلل بها قلبي الكليم كدع دحضي‬
‫كيا نوـ ال تنزؿ بساحة مقلتي ‪ ...‬كيا مزنة الدمع الهتوف بها نقض‬
‫كيا قلب قد مات السلو فبينو ‪ ...‬كبينك إف رمت للقاء ساحة العرض‬
‫كيا عاذلي قل ما تريد فإف لي ‪ ...‬فؤاد العذارل سلى محكم البعض‬
‫سأرفع أعبلـ المحبة راميان ‪ ...‬بسهم اكتئابي في الهول غرض الخفض‬
‫إكأحفظ عهد الحب حفظ ابن ىاشم ‪ ...‬كنجل علي سنة السنن المرضي‬
‫كال تنس من لم تنس ممن يضمو ‪ ...‬مقامهما المحمود في النفل كالفرض‬
‫محامدىم إف رمت حصر عديدىا ‪ ...‬دىاؾ انقضاء العد قبل انقضا البعض‬
‫ذا طرزكا كشي الطركس حسبتها ‪ ...‬نجوـ السماء قد أىبطوىا إلى األرض‬
‫إكلو‪:‬‬
‫قسمت أنك عدتي في شدتي ‪ ...‬فظننت صدؽ القوؿ فيما تزعم‬
‫كلقد حسبت بما سمعت بأف ليس ‪ ...‬سواؾ معدكدان ألمر يدىم‬
‫ثم اختبرتك بعد ذاؾ برىة ‪ ...‬فوجدتها نار قيس تضرـ‬
‫كقد لمح إلى قوؿ القطامي‪:‬‬
‫أال إنما نيراف قيس إذا اشتوكا ‪ ...‬لطارؽ ليل مثل نار الحباحب‬
‫كمن شعره كقد أضافو رجل في سفر كتركو يأكل من زاده الذم تحملو‪ ،‬كلم يعطيو إال أنو سألو‬
‫بعض ثيابو فصار مجردان منو كأشار إلى التجريد باإلضافة ألف من الزمها تجريد المضاؼ عن‬
‫التنوين‪:‬‬
‫فبلف حكى سهل بن بهاركف بخلو ‪ ...‬كىاىو في غير الوفا كالسمؤؿ‬
‫كصلت إليو مرة فأضافني ‪ ...‬كبت لديو مثل قيس ابن جندؿ‬

‫(ِ‪)ُِْ/‬‬

‫كقيس بن جندؿ(ُ) ىو قتيل الجوع‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة مشغوفان بحب القات حتى قاؿ في‬
‫قصيدة مدح بها المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين‪:‬‬
‫كلو خيرت يومان بين قات ‪ ...‬كبين غناء إسحاؽ النديم‬
‫كمعشوؽ لو خلق كخلق ‪ ...‬أضرل بالشموس كبالنسيم‬
‫كشرب ندامة قد عتقوىا ‪ ...‬زماف حياة أصحاب الرقيم‬
‫كساؽ خجل الريم التفاتان ‪ ...‬فمن خجل تبدل كل ريم‬
‫بواد كرد كجنتو جني ‪ ...‬سقاه مضاعف النبت العميم‬
‫لقلت قات ال أبغي سواه ‪ ...‬ففيو راحة القلب الكليم‬
‫سول مولى المعالي أك العوالي ‪ ...‬كمن كفاه تزرم بالغيوـ‬
‫فركيتو إلى كل البرايا ‪ ...‬أحب من الشفاء إلى السقيم‬
‫إذا ما الشمس يومان قد أنارت ‪ ...‬فما من حاجة لك في النجوـ‬
‫كإف ما صارـ اإلسبلـ كافا ‪ ...‬فدع ذكران لقات أك نديم‬
‫غدا للعالمين أبان رحيمان ‪ ...‬كعد االسم منو في رحيم‬
‫كقد قرض ىذه األبيات المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد فقاؿ جماؿ الدين‪:‬‬
‫دمت لنشر فضل الغصوف ‪ ...‬المغنيات عن النديم‬
‫ىي الراح التي بالراح دارت ‪ ...‬كجلت عن معاطات الكركـ‬
‫بقاتي طيب أكقاتي تجلى ‪ ...‬كتاه بو على العصر القديم‬
‫غصوف ما الرماح تنوب عنها ‪ ...‬إذا القيت معترؾ الهموـ‬
‫كإف غابت فأنت بغير شك ‪ ...‬ببل ذنب تصير إلى الجحيم‬
‫كمن نثر صاحب الترجمة ما كتبو من مدينة بيت الفقيو المعركؼ بتهامة إلى بعض أصدقائو‬
‫بصنعاء كفيو داللة على شئ من أحوالو في أكؿ عمره‪ ،‬كلفظو‪:‬‬

‫(ِ‪)ِِْ/‬‬

‫أطلع اهلل بدكر سعودؾ في أفق الكماؿ‪ ،‬كمح بنور كجودؾ دياجي اللياؿ‪ ،‬كثبت أقداـ عزؾ‬
‫كمجدؾ‪ ،‬كشد عضد نصرؾ بسعدؾ‪ ،‬كرفع منار فهمك‪ ،‬كما نشر أعبلـ علمك‪ ،‬ككسع دائرة‬
‫مالك‪ ،‬كما عظم قدر كمالك‪ ،‬كأعطاؾ مفاتيح الكنوز‪ ،‬كما أنطاؾ دقائق الرموز‪ ،‬كال زالت‬
‫أعناؽ أكقاتك مقلدة بأطواؽ األفراح‪ ،‬كألسنة ساحاتك تتلو لعفاتك سورة االنشراح‪ ،‬محفوظان‬
‫في جميع الحركات كالسكنات‪ ،‬محفوفان بلطائف األلطاؼ في جميع الحاالت‪ ،‬كالسبلـ عليك‬
‫يحاكي رقيق شمائلك‪ ،‬كيساكم كثرة فضائلك‪ ،‬كيوازم عدة فواضلك‪ ،‬ما ىزت النسائم أعطاؼ‬
‫األغصاف‪ ،‬كأضحك بكاء الغماـ ثغور األقحواف‪.‬‬
‫كبعد فإف عبد ترب نعلك‪ ،‬كربيب إحاسنك كفضلك‪ ،‬منذ فارؽ منبت عوده‪ ،‬ككاصل ىبوطو‬
‫بصعوده‪ ،‬لم يزؿ يعد نفسو بمكاتبتك كيمنها على أف العبد ال يميل إلى مكاتبة مواله كال‬
‫يرتضيها‪ ،‬ككاف كلما راـ ذلك منعو كر الصركؼ‪ ،‬كحوادث الدىر العسوؼ‪ ،‬حتى عاتبتو لساف‬
‫الوفا‪ ،‬كأعظمت عليو التلبس بمبلبس الجفا‪ ،‬فعند ذلك اغتنم فرصة من زمانو كترؾ القلم‬
‫يسترسل في ىذيانو‪:،‬‬
‫كعذران فلي قلب أثارت شجونو ‪ ...‬ظركؼ زماف يترؾ العقل معقوال‬
‫كأكدل بفكرم االغتراب كمن يكن ‪ ...‬أخا غربة لم يعطو دىره سؤال‬
‫كمن تشرؽ األياـ غرب جفونو ‪ ...‬لمدمعو أضحى بها الدىر مشغوال‬
‫نعم إف تفضل موالم أداـ اهلل دكلة سعده‪ ،‬كشيد أركاف مجده بالسؤاؿ عن عنده‪ ،‬كما جرل لو‬
‫من بعده‪ ،‬فإنو لم يزؿ يواصل األسفار‪ ،‬كيجوب الموامي كالقفار‪ ،‬كيغور كينجد‪ ،‬كيخب كيتئد‪،‬‬
‫كأنما الدىر كاتب كببلد اهلل طرس‪ ،‬كإنني القلم يظل بيرم بصرفو أملي‪ :‬ككيف يبرم لمن يرل‬
‫ألم‪:‬‬
‫رقى كالحبر قد أمد بو ‪ ...‬كقت مسيرم كعاذلي العدـ‬
‫لكن قلبي على النول جلد ‪ ...‬يعبس الدىر لي فأبتسم‬
‫أخوض بحر الهبلؾ ال كجبلن ‪ ...‬منو كموج األىواؿ تلتطم‬

‫(ِ‪)ِّْ/‬‬

‫كما برحت أجوؿ في خواطر المسالك‪ ،‬كأخترؽ مسامع المهالك‪ ،‬حتى رمتني صوالح التنوية‪،‬‬
‫إلى محركس بيت الفقيو‪ ،‬فهنالك ألقت النفس عصاىا‪ ،‬كلم تبل أطاعها الهول أـ عصاىا‪ ،‬كلم‬
‫أزؿ أرتشف بها كؤكس السركر‪ ،‬ممزكجان برضاب األفراح‪ ،‬كاجتلى كجوه الحبور باسمة عما يهزأ‬
‫باآلقاح‪ ،‬كقد تكفل لي سبلؼ القات بطيب األكقات كأغنتني نشوتو عم تديره السقاة‪ ،‬ككلما‬
‫اعتقل الهم أرماحو أعادتو أرماح القات‪ ،‬خافضان أجناحو جاء شقيق عارض رمحو إف بني عمك‬
‫فيهم رماح‪ ،‬كلو رقت لي شياطين الغم النقضت عليها أنجم الفل‪ ،‬كطعنت أسنة الكاذم ثغرىا‪،‬‬
‫فأذىبت البعض كالكل‪ ،‬كفيها يسمح لي الزماف كقد يسمح البخيل‪ ،‬كجاد لي الدىر كإف كاف‬
‫جوده ملحقان بالمستحيل‪ ،‬باالتفاؽ بإخواف لم يقتنعوا من الوفا باللقا‪ ،‬كال شاب صفاء كدادىم‬
‫كدر الجفا‪ ،‬بل جبلت طبائعهم على حفظ شرائع المركة‪ ،‬كغذتهم أـ المجد لباف الفتوة‪.‬‬
‫منها‪ :‬كلما تبسم لنا الدىر العبوس‪ ،‬كمزقت أيدم السركر قناع البوس‪ ،‬تجاذبنا أطراؼ األفراح‪،‬‬
‫كأدرنا من حميات األدب ما يهزأ بالراح‪ ،‬كلم نخل من نماـ كلكنو من شذا األزىار‪ ،‬كرقباء من‬
‫عيوف النرجس شاخصة األبصار‪ ،‬إلى أف أنشب البين فينا المخالب‪ ،‬كنظرنا الدىر بعين‬
‫المغاضب‪ ،‬فافترقنا كالدموع جارية كالقلوب ضامية‪ ،‬كىذه عادت الليالي قد أقسمت ال تتم‬
‫جمعان لها رأت كعبة اجتماع طافت بها للوداع سبعان‪،‬كلم نزؿ نحاكؿ من الدىر األخذ بالثأر‪،‬‬
‫كنركـ التبلقي إلى أف أسعدت األقدار‪ ،‬فقوضت خياـ الكسل كالتواني‪ ،‬كنهضت بأعباء فراؽ‬
‫تلك المعاني‪ ،‬كجبت المهامة كالبيد‪ ،‬إلى أف شافهت بي األياـ أدنى زبيد‪ ،‬كلما أنزلت بها رحلي‬
‫كحططت بها رجلي كجدتها كما قيل‪:‬‬
‫بها ما شئت من دين كدنيا ‪ ...‬كإخواف تنافوا في المعاني‬
‫فمشغوؿ بأبيات المثاني ‪ ...‬كمشغوؼ برنات المثاني‬

‫(ِ‪)ِْْ/‬‬

‫فاجتنيت من جناء ثمرىا ما طاب‪ ،‬كلم أسلك بها جميع الشعاب‪ ،‬على أني أك كنت أبا زيدىا‬
‫لظفرت حبائلي بأبي صيدىا‪ ،‬كلو رفضت الحجا كالوقار‪ ،‬لبعت بسوقها جميع األحرار‪ ،‬لكني‬
‫رميت بنفسي في زكايا الخموؿ كرضيت من الغنيمة بالقفوؿ‪ ،‬خبل أني رأيت بها قصة عجيبة‬
‫كقضية غريبة‪ ،‬كلم أزؿ منذ رأيتها سابحان في بحر العجب‪ ،‬كمتحيران في غياىبها‪ ،‬كلم أتحير إال‬
‫عن سبب‪ ،‬كىي أف بعض من بها من األعبلـ الذين يأخذ عنهم دقائق األحكاـ أنكر قراءة أـ‬
‫القرآف قبل الصبلة‪ ،‬زاعمان أنها من البدع‪ ،‬التي يجب على مثلو في مثلها االنتباه‪ ،‬ككاف عادتهم‬
‫إذا اجتمعوا للصبلة المكتوبة أف يطلب المؤذف منهم قراءتها‪ ،‬ككل عبادة مطلوبة‪ ،‬فأغرل ىذا‬
‫العالم المذكور أحد تبلمذتو كىو خطيبهان المشهور‪ ،‬ككاعظها الذم تلين لوعظو قلوب الصخور‪،‬‬
‫بإنكار ىذا الفعل المعتمد‪ ،‬فقاـ لذلك كقعد‪ ،‬كأبرؽ خلبو على المؤذف كأرعد‪ ،‬كلما حصل‬
‫المنع كاإلنكار‪ ،‬ثارت العواـ كال ثورة التتار‪ ،‬كأغلقت في بعض الليالي أبواب الجامع‪ ،‬كأرادكا‬
‫قتل ذلك المانع‪ ،‬كلما علم مرادىم أنسل من الجامع بخفية كأخذ بقولهم الفرار للموت رقية‪،‬‬
‫كلم يأمن على نفسو الهبلؾ حتى قصد الوالي ليخلصو من تلك الشباؾ‪ ،‬كلم تزؿ تتقد بينهم نار‬
‫الخصاـ‪ ،‬حتى رأكا أنو ال يطفئها إال نظر اإلماـ‪ ،‬فرفعت إلى شريف المقاـ‪ ،‬بعد أف اجتمع‬
‫العلماء مراران كراموا الصلح بينهم بأف تقرأ خمس مرات جهاران كتترؾ خمسان ليرضى الخطيب‬
‫كيأخذ الناس من األجر بنصيب‪ ،‬ككانت تقرأ عشر مرات قبل سائر الصلوات‪ ،‬فلم يسعد‬
‫المنكر بهذا الصلح الذم عين الفساد‪ ،‬بل أصر على ما فعل كلم يبادر إلى القياـ‪ ،‬ثم جاء أمر‬
‫الشريف بالبقاء على العادة‪ ،‬كأنها ال تترؾ ىذه العبادة‪ ،‬كفي الوعد الذم حصل بو ىذا الواقع‪،‬‬
‫ذىبت بصبلة الجمعة إلى الجامع‪ ،‬فلما انقضت الصبلة كقمنا لنبتغي من فضل اهلل قيل أف ىنا‬
‫درسان لبعض العلماء األكابر على بعض أكالده الذين سكنوا في المقابر‪ ،‬فحضرت مع من حضر‬
‫كقرأت من‬

‫(ِ‪)ِْٓ/‬‬

‫القرآف ما تيسر‪ ،‬كلما انقضى درس آيات الكتاب رأيت جماعة قد حلقوا إماـ المحراب كجعلوا‬
‫يغنوف بشعر العلوم كالمزاح‪ ،‬كيصفقوف بأيديهم كيرفعوف أصواتهم بالصياح‪ ،‬فخفت أف تنزؿ‬
‫بهم سطوة الخطيب‪.‬‬
‫كقلت‪ :‬إف كاف ينكر قراءة أـ القرآف فما بالك بهذا الفعل العجيب‪ ،‬كلما عداىم اللوـ كما عدا‬
‫عليهم أحد من القوـ‪ ،‬بل جعلوا يتمايلوف تمايل األغصاف مرت بها النسائم‪ ،‬حتى لقد كادت أف‬
‫تسقط عن رؤكسهم العمائم‪ ،‬سألت من لدم ما سبب سكوتهم عن إنكار ىذا العجب العجاب‪،‬‬
‫مع إنكارىم لقراءة أـ الكتاب‪ ،‬فقاؿ لي‪ :‬إف ىذه عادة مستمرة‪ ،‬كقاعدة مستقرة‪ ،‬كىؤالء‬
‫المغنوف من السادة الصوفية الذين سرائرىم من كل كدر صفية‪ ،‬فبسكاف الحمى يشرؽ المعنى‬
‫أكما سمعت قولهم المعنى لهم المغنى كلنا المعنى‪ ،‬فعلمت أنو ما اختص أىل الشاـ بطلب‬
‫الفتيا‪ ،‬في دـ البعوض بعد قتل الحسين –عليو السبلـ – كأف رقاعة حمص ىنالك ببلمين‬
‫كرأيتها من أعجب ما حفظتها صدكر الطركس‪ ،‬كأغرب ما تحيرت بو األلباب كالنفوس‪ ،‬منها‬
‫كنقلتني أطوار البوس كالرخا إلى أف خالجت صدر المخاء‪ ،‬فوجدتو قد تلبس ببعض مبلبس‬
‫عدف‪ ،‬كبقيت فيو بقية تنسب إلى خضر الدمن فأنشدت‪:‬‬
‫كقفت على األطبلؿ كقفة حائر ‪ ...‬فأرسلت في الخدين دمع المحاجر‬
‫كصيرت حظي قرع سنى ندامة ‪ ...‬كثاكلة مرت ببعض المقابر‬
‫تذكرت سكانان أقاموا بسوحها ‪ ...‬فأىوف ما القيت شق المراير‬
‫كما خربت جدرانها كسقوفها ‪ ...‬بل المجد في أسواحها غير عامر‬
‫كقد قاـ سوؽ اللوـ فيها مشوىان ‪ ...‬كما مظهر التفضيل غير التغاير‬

‫(ِ‪)ِْٔ/‬‬

‫ثم أرجعتني األقدار إلى بيت الفقيو‪ ،‬فحليت بها تمائم التمويو‪ ،‬كصدكرىا من ىنالك‪ ،‬كالمملوؾ‬
‫في خلل الشباؾ‪ ،‬كلما حاكؿ الترحل عاقتو أمور يضيق عنها المجاؿ‪ ،‬فهو كالطير قص منو‬
‫جناحاه‪ ،‬فركـ المطار منو محاؿ‪ ،‬كلما حاكؿ النهوض رأل الضعف فأقصاه عن مناه الكبلؿ‪ ،‬ال‬
‫استطاب المقاـ ثم كال أسعده البطش إذ عراه المبلؿ‪ ،‬فهو في ذركة الخموؿ موالم بالرضى‬
‫كالرضا لذم العدـ ماؿ‪ ،‬فأعنو بدعوة تكشف الهم‪ ،‬كتدنو بها لو اآلماؿ‪ ،‬كالسبلـ عليك يعبق‬
‫طيبان من سجاياؾ أيها المفضاؿ‪.‬‬
‫[(ُِْ‪ )/‬علي بن أحمد إسحاؽ الصنعاني](ُ)‬
‫(ُُْٗ‪َُِِ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى جماؿ الدين أبو إسماعيل علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم‪ ،‬ىو الكريم‬
‫المفضاؿ أديب الزماف‪ ،‬عين األكابر أنبل النببلء‪ ،‬كأكحد الفضبلء‪ ،‬ذك الكماالت العديدة‪،‬‬
‫كالمحاسن الجمة من العلم كاألدب كالنظم كالنثر كالكرـ الباىر‪ ،‬كحسن الخلق كالسيادة‪،‬‬
‫كعلو الهمة‪ ،‬كشرؼ النفس‪ ،‬كالمجد كالشجاعة‪ ،‬كالذكاء‪.‬‬
‫[مولده كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) * البدر الطالع (ُ‪ ،)ِْٕ/‬نيل الوطر (ِ‪ )ُِِ-َُِ/‬عن ما ىنا‪ ،‬الحدائق المطلقة‬
‫(خ)‪ ،‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬معجم المؤلفين(ٕ‪ ،)ِٓ/‬األدب اليمني (ّٓٔ‪،)ّٕٔ-‬‬
‫مائة عاـ من تأريخ اليمن(َُِ‪ ،)َُّ-‬فهرس المكتبة الغربية صنعاء(ِّّ‪،)َُِ،َِٓ،‬‬
‫مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ْٖ،ِْٔ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٗٓٔ) ترجمة (َٗٔ)‪.‬‬

‫(ِ‪)ِْٕ/‬‬

‫كمولده في سنة تسع كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ في حجر كالده‪ ،‬كقرأ في العلوـ عليو كعلى‬
‫سائر أىلو‪ ،‬كلما أحرز قصبات العبل‪ ،‬كشاع فضلو بين المبل‪ ،‬أناط كالده بو األعماؿ في الببلد‬
‫التي نظرىا إليو‪ ،‬كجعل إليو كثيران من متعلقاتو‪ ،‬كأحسن فيها اإلصدار كاإليراد‪ ،‬كجرل في األمور‬
‫على كفق المراد‪ ،‬كلما توفي كالده في التاريخ المتقدـ في ترجمتو‪ ،‬قاـ كالده المذكور مقامو‪،‬‬
‫كجعلو اإلماـ المنصور كاسطة آؿ إسحاؽ‪ ،‬فجمع شملهم كنظم أمورىم‪ ،‬ككانت أيامو غرة في‬
‫جبين الدىور‪ ،‬فإنو أجرل ينابيع اإلفضاؿ‪ ،‬كاعتنى بجمع العلماء كاألعياف كترددكا إلى مقامو كل‬
‫آكاف‪ ،‬كأضافهم الضيافات العظيمة في غالب األياـ‪ ،‬ككاف مأكل ألىل الفضل كالوافدين من‬
‫األغراب‪ ،‬كبذؿ نفسو كنفيسو في ذلك‪ ،‬كطارح األدباء ببليغ المنظوـ كالمنثور‪ ،‬فممن كاتبهم‬
‫القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ‪ ،‬كموالنا محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كسيدنا سعيد‬
‫القركاني‪ ،‬كجماعة من أىلو كغيرىم‪.‬‬
‫(ِ‪)ِْٖ/‬‬

‫كأنشأ الرسائل البديعة في المكاتبات‪ ،‬كىو طويل النفس في الببلغة جزؿ األلفاظ‪ ،‬غريب‬
‫األسلوب‪ ،‬بديع الصنع لطيف االستطراد‪ ،‬كلم يزؿ كاسطة للعقد كصدران في المواقف‪ ،‬كبدران في‬
‫فلك الفضل كبحران في العطاء‪ ،‬حتى تكدر خاطره من أحد كزراء اإلماـ المنصور ففر من صنعاء‬
‫إلى جبل بني جرموز‪ ،‬في سنة أربع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬كجرت بينو كبين المنصور خطوب‪،‬‬
‫كدارت بينهم عدة حركب يطوؿ شرحها‪ ،‬ثم صلح الحاؿ بينهم كبين المنصور في سنة تسع‬
‫كتسعين كمائة كألف‪ ،‬كرجع صنعاء معظمان مبجبلن كأحسن إليو اإلماـ إحسانان عظيمان كأطلق لو‬
‫مقرراتو‪ ،‬كجراياتو‪ ،‬ثم بعد ذلك قصد مكة المشرفة للحج كالزيارة‪ ،‬كاجتمع ىنالك بأفاضل‬
‫الحرمين الشريفين ثم عاد كاستقر بالركضة‪ ،‬فوفد إليو الناس على اختبلؼ طبقاتهم كرجع إلى‬
‫حالو األكؿ‪ ،‬من تتابع الضيافات ككثرة النفقات‪ ،‬كمع بعد ىمتو لم يطب لو عيش‪ ،‬كال صفى لو‬
‫مشركب‪ ،‬كرأل اإلماـ أف صيانتو في دار االعتقاؿ ىو األكلى‪ ،‬فأكدع قصر صنعاء في سنة سبع‬
‫كمائتين كألف‪ ،‬كىو إلى اآلف باؽ فيو على حاؿ سنية‪ ،‬مقبل على عبادة اهلل تعالى‪ ،‬كعلى‬
‫المطالعة لؤلسفار كالتأليف كعنده أىلو كأكالده ألنو محبوس في بيت من بيوت القصر‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كقد رأيت لو مؤلفات في مجلدين ضخمين‪ ،‬شرح بو قصيدة إلهية كمستهلها‪:‬‬
‫ال كظلم الثغر كالشنب ‪ ...‬ما لظلم الصب من سبب‬
‫كأكدعو كثيران من قصائده اإللهية كالنبوية‪ ،‬كالعلوية‪ ،‬كرشحو ببدائع من الفوائد‪ ،‬كىو مغزار في‬
‫نظم الشعر‪ ،‬كبلغني أنو أحرؽ كثيران من أشعاره الغزلية ألنو في آخر عمره‪ ،‬لزـ طريقة السلوؾ‪،‬‬
‫كلو من الشعر الحميني الملحوف ما ىو أرؽ من النسيم‪ ،‬كاشهى من المدامة للنديم‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫فمن شعره ما كاتب بو القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ كقد تقدـ جوابها كتركت النثر‬
‫اختصاران‪:‬‬
‫لخاتمها الياقوت من لؤلؤ نضد ‪ ...‬على أرج للمسك مازجو الشهد‬
‫تودعنا األلباب عند ابتسامو ‪ ...‬كيمسي كميض البرؽ ليس لو عند‬

‫(ِ‪)ِْٗ/‬‬
‫لذلك ال يبدك أك قد سلب الهول ‪ ...‬إناتو إال كفي الحاؿ يرتد‬
‫كأف لو من مستباه بقية ‪ ...‬يخاؼ عليها فهو في األكب يشتد‬
‫محت كلما في غيرىا من مبلحة ‪ ...‬كشمس الضحى نور النجوـ التي تبد‬
‫مهفهفة قلبي أسير قوامها ‪ ...‬فمن يشج في الحب أكبقو القد‬
‫كلو لم يكن أعيانها السود خلقو ‪ ...‬لها بشكل ما راؽ في البيض إفرند‬
‫كلوال أراؾ الركض بعد صفاتها ‪ ...‬كحليتها لم تحل أغصنو الملد‬
‫كال صفقت أنهار الرتقاصها ‪ ...‬بأكمامها لما شدا الطائر الغرد‬
‫كلم تزر حيطاف في السحر الصبا ‪ ...‬فينفك لؤلزرار من ضمها عقد‬
‫لها نشرىا كاألقحواف كخوخها ‪ ...‬كرمانها كالنرجس الغض كالورد‬
‫كمن يدعي للظبا حسن التفاتها ‪ ...‬حكى خصرىا برىانو كأنف الرد‬
‫كأخبار قد ألفتو عن خطراتها ‪ ...‬صحيح كما عن يوسف أخبر القد‬
‫كنقطة نوف الحسن في أخدائو ‪ ...‬إذا كاف ال يقول على اللهب الند‬
‫كفاحمها للنص يرقم في الثرل ‪ ...‬عن القرط ما حبله عن جيده العقد‬
‫تحط على تسويده فيو نفسو ‪ ...‬كبالرقم ال إغراب أف يسمح الجعد‬
‫لو صورة في الطرؼ كالقلب سورة ‪ ...‬تبلىا بها كالحب تاليو منقد‬
‫لذلك لم تغمض جفوني كالحشا ‪ ...‬فؤادم لو التصدير كالحل كالعقد‬
‫كال برء للرماف إال بضمو ‪ ...‬كإنى بو كالصدر أكثره الصد‬
‫لقد عجبوا إف قتلتني بخدىا ‪ ...‬كىل عجب أف يقتل الرجل الورد‬
‫أشاركو للوصف فالكل مذىب ‪ ...‬كمن أدمعي في الخد جانسو الخد‬
‫ككيف النجا من بعد ما برزت لو ‪ ...‬كميالة من ذاتو البلـ كالجند‬
‫سواد الدجا كالخاؿ كالرمح كالظبا ‪ ...‬كأجفانها كالقوس كالنبل كالنهد‬
‫كما خلت رمحان قاتبلن بكعوبو ‪ ...‬كلهذمو حتى انثنى رمحها الفرد‬
‫إلى كاحد اآلحاد زؼ نظيرىا ‪ ...‬من النظم حسن الظن كالخالص الود‬
‫إلى األلمعي العالم اليقض الذم ‪ ...‬بو يبتدا عد األفاضل إف عدكا‬
‫كإف ذكر الرخاء لم تلتفت إلى ‪ ...‬سول علمو إال إذا سلب المد‬
‫إذا أرقمت يمناه في الرؽ أسطران ‪ ...‬غدا ىبرزيان ألبس الحلق السرد‬

‫(ِ‪)َِٓ/‬‬
‫فبل شكل في السود إال لهو فدا ‪ ...‬كال جوىر في البيض إال لو عبد‬
‫كذابت لياليهن من جسد لو ‪ ...‬عليها فسموىا الذكائب من بعد‬
‫كدكنك من فكرم أريجة عنبر ‪ ...‬كنشر الثناء للمجد باعثو المجد‬
‫تقاصير در فصلت بزبرجد ‪ ...‬ىي المدح من علياؾ زينها الكرد‬
‫خركد أبت إال إليك ثنائها ‪ ...‬عليها ركاؽ الحسن كالزىو ممتد‬
‫على سرائر اإلبداع أجلسها الثنا ‪ ...‬كليس لغير الشمس قافية بعد‬
‫كلوال الثنا ما كاف نظمي سول الحصا ‪ ...‬كغير الآللئ قد أصيب لو النضد‬
‫كلكن بسكاف الحما يشرؼ الحما ‪ ...‬كفي عنق الحسناء يستحسن العقد‬
‫كلو من قصيدة‪:‬‬
‫حصر المصايب لؤلشياء يوىنها ‪ ...‬إال مصيبة مسماح بإقبلؿ‬
‫فاإلسم يرمى بتصغير مكبره ‪ ...‬كقد يصاب بترخيم كإعبلؿ‬
‫نشكو الزماف كلو ندرم بأيسر ما ‪ ...‬يشكوه منا تحللنا بأقواؿ‬
‫ما أنت أكؿ من ضاقت مذاىبو ‪ ...‬كال بأكؿ شاؾ كحشة الحاؿ‬
‫كما على الدىر عتب في إسائتو ‪ ...‬فإنو أم غدار كختاؿ‬
‫كسود نفثو مصدكر بمهرقو ‪ ...‬تمثاؿ ما فيو من ىم كبلباؿ‬
‫ال تلق دىرؾ إال غير مكترث ‪ ...‬بما تبلقيو من ضيق كأىواؿ‬
‫ففي زمانك ما يكفيك عن أمل ‪ ...‬كفي القناعة ما يغنيك عن ماؿ‬
‫كم فيو من عبرة غرا لمعتبر ‪ ...‬كفيو من عثرة سودان لنقاؿ‬
‫كما يعد لو المعتوه من حسن ‪ ...‬مع النفاؽ فعين القبح للقاؿ‬
‫كفي قضاياه إنتاج ألبعد ما ‪ ...‬يرجى فما كيد محراب كمحتاؿ‬
‫ككيف يؤذم بذخ الجذؿ كارىة ‪ ...‬كالجذؿ بالنار أحرابو صاؿ‬
‫كالجاىل الصرؼ في الدنيا يرل سفهان ‪ ...‬إف الثعالب قد ذلت لرئباؿ‬
‫كللمقادير أحكاـ مضت كجرت ‪ ...‬عن حكمة صدرت عن خير فعاؿ‬
‫…[ككانت كفاة صاحب الترجمة في سنة عشرين كمائتين كألف]‪.‬‬
‫[(ُِٓ‪ )/‬علي بن محمد عبد القادر الكوكباني](ُ)‬
‫(ُُْْ‪ُُٗٗ-‬ىػ‪.../.../‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫المولى جماؿ الدين علي بن محمد بن الحسين بن عبد القادر كبقية نسبو تقدـ(ِ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * الحدائق المطلقة(خ)‪.‬‬
‫(ِ) بقية النسب في الترجمة ( ‪.) /‬‬

‫(ِ‪)ُِٓ/‬‬

‫مولده في سنة ُُْْىػ‪ ،‬بكوكباف‪ ،‬كنشأ بو في حجر كالده‪ ،‬فسلك في طريق فضلهم كلبس‬
‫حبل كمالهم‪ ،‬كقرأ على أخيو المولى عيسى بن محمد في علوـ اآللة كحقق فيها كأتقنها‪ ،‬كطالع‬
‫األسفار كحفظ اآلداب كاألشعار‪ ،‬ككاف حسن األخبلؽ‪ ،‬متواضعان لطيف المزاج‪ ،‬حسن‬
‫المفاكهة جيد االستشهاد‪ ،‬مجيدان في الوصف كإيراد اللطائف‪ ،‬كالتوارم إذا كصف اللقاء صيره‬
‫درران‪ ،‬كمدح الغرض خيلو جواىران‪ ،‬كلو رئاسة كعظمة في الصدكر‪ ،‬كمحبة في القلوب‪ ،‬ككاف‬
‫سيفان إلخوتو مسلوالن‪.‬‬
‫قاؿ ابن أخيو صاحب الحدائق في حقو ما لفظو‪" :‬كىو الذم إف قاـ بالشئ قعد بو‪ ،‬كرجل‬
‫البيت في حاؿ سلمو كحربو‪ ،‬مع شجاعة القلب‪ ،‬كخبرة بمواقع الطعن كالضرب‪ ،‬حضر حركبان‬
‫متعددة‪ ،‬كمواطن تكوف فيها العقوؿ متبلدة‪ ،‬ككاف أمير السرية لما خرجت إلى باب شباـ الفئة‬
‫األرحبية الذين حملتهم على كاىل العدكاف حمية الجاىلية‪ ،‬فثبت كانجلت المعركة عن قتلى‬
‫كثيرة‪ ،‬كفي ذلك يقوؿ شيخنا الجمالي علي بن إبراىيم بن عامر من قصيدة طويلة مدح بها‬
‫أمير كوكباف إبراىيم بن محمد بن الحسين‪:‬‬
‫كما كردت حبار إال توىمان ‪ ...‬على ضمأ أف السيوؼ جداكؿ‬
‫لقد صدرت عنها ركل ألوانها ‪ ...‬صفت مشربان كاستعذب الرم ناىل‬
‫محت أسطر أخطت بحوشاف منهم ‪ ...‬بألسنها قد أعجمتها عوامل‬
‫فلو جنحوا للسلم من قبل تنقضي ‪ ...‬لما فارقت منها الرؤكس الكبلكل‬
‫كمحت لعابان الفحان في كجهها ‪ ...‬أساكيد ركـ للحتوؼ تواصل‬
‫فواغر أفواه الثعابين كلما ‪ ...‬نفخن قتامان تستطار مشاعل‬
‫حكى شكلها الحياة لكن صفيرىا ‪ ...‬زفير كفي األحياف منها الغوائل‬
‫كرأسيها أذنابها كعيونها ‪ ...‬كراء كال تخفى عليها المقايل‬
‫فمن الذ منهم بالمتاب فآمن ‪ ...‬كمن سلك العميا منهم فواكل‬
‫ترل في مجاريها كقوفان كإنها ‪ ...‬بغير كراع في الصدكر أكاكل‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قلت كىذه األبيات من قصيدة طويلة مدح بها المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين أمير‬
‫كوكباف كمستهلها‪:‬‬
‫تألف شمل كالخطوب غوافل ‪ ...‬تحلت بها أجياد دىر عواطل‬

‫(ِ‪)ِِٓ/‬‬

‫كنظرة عيش ألفت شيقي ىوان ‪ ...‬كقد أغمضت عنها العيوف العواذؿ‬
‫أحب بأفراس التصابي جوامحان ‪ ...‬كقد حل مقتاد كأطلق شاكل‬
‫خطت بي أكراؽ الشباب كأسارت ‪ ...‬تلفت ذكران لم تضعها الشمائل‬
‫ليالي ال تنل عناف مبلمو ‪ ...‬كال يتقشع للغواية باطل‬
‫يصاحبنا في الركض شاد كراقص ‪ ...‬كما ىي إال أغصن كببلبل‬
‫كمما أضل الحب عن سبل الوفا ‪ ...‬شعاع لو في عارضي فتائل‬
‫كشتاف في عهد الهول بات بيننا ‪ ...‬فبل ىو يرعاه كال أنا ذاىل‬
‫ىواه على األعناؽ غبلن كفي الحشا ‪ ...‬عليل كفي األجساـ منو عبلئل‬
‫خليلي عوجا عوجو كي تؤديا ‪ ...‬عبارة ما تملي الدموع الهوامل‬
‫كيا عارضان أعطى الجنوب قتاده ‪ ...‬يصير كقد سدت عليو الشواكل‬
‫أجل قلص األنواء في الدار جولة ‪ ...‬محللة األخبلؼ كىي حوافل‬
‫كمد على دار الحبيب مبلىة ‪ ...‬تمسك منها بالبقاع سبلسل‬
‫كإف لم يكن دأبي السؤاؿ فإنني ‪ ...‬غرامان ألنواء الغراـ أسائل‬
‫أرل القلب عن سكر الصبابة قد ضحى ‪ ...‬كمل مليان ال يزاؿ يماطل‬
‫كغير كدم مطلب لو تركتو ‪ ...‬تركت األعالي كأحتوتني األسافل‬
‫يعز على أبناء دىرم سوائر ‪ ...‬من القوؿ في خل البديع ركافل‬
‫ينابيعها شم المناقب ىاشم ‪ ...‬كمنبتها ربع من المجد ماثل‬
‫كما نقمت مني الفضائل أنني ‪ ...‬أقوؿ صوابان حين تخطي المقاكؿ‬
‫كبالجد يحتار الغوارب كالذرل ‪ ...‬كيقعد في أعقابها المتكاسل‬
‫كىيهات من كف امرء مطلق العبل ‪ ...‬إذا كاف غير الصارـ المتناكؿ‬
‫ببل بأبي العباس قد غاب نحسها ‪ ...‬كقد طلعت منها السعود األكافل‬
‫[ىماـ للملك سرت قواعده ‪ ...‬كتقف مباني العبل كىو مائل]‬
‫حوارسها يحرساف في كف ماجد ‪ ...‬إذا غاب عنها المعرض المتثاقل‬
‫بحر على كيواف ازداف مجده ‪ ...‬فيقصر عن إدراكو المتطاكؿ‬
‫لو منزؿ فوؽ البركج ألنها ‪ ...‬من األطلس امتدت عليو ظبلئل‬
‫إذا ما دعونا بأسو كنوالو ‪ ...‬يجيب المواضي كالغيوث الهواطل‬
‫ذكاء محتد كاألصل يتلوه فرعو ‪ ...‬فما منهم إال عظيم جبلجل‬

‫(ِ‪)ِّٓ/‬‬

‫تحاما حماه المارقوف يصدىم ‪ ...‬شبا رىب تندؾ منو الجنادؿ‬


‫كقد ترىب اآلساد كىي نواعس ‪ ...‬كتخشى المواضي كالجفوف جوائل‬
‫فمن راـ جودان منو فالجود زاخر ‪ ...‬كمن راـ بغيان فالمهند فاصل‬
‫كبعد ىذا قولو كما كردت أخبار إلى أخرىا‪ ،‬كلم يزؿ صاحب الترجمة مع حاؿ جميل حتى دبت‬
‫عقارب األعداء في ذات البين كنفثت بسمها في قلب األخوين‪ ،‬فحبسو أخوه إبراىيم في سنة‬
‫أربع كتسعين كمائة كألف بكوكباف‪ ،‬كحبس معو أخاه عماد الدين يحيى بن محمد فعكفا على‬
‫الدرس كالقراءة‪ ،‬كقصاصة الكتب كحفظا القرآف العظيم غيبان‪ ،‬كاشتغبل بعبادة اهلل تعالى‪ ،‬كاعتنى‬
‫صاحب الترجمة بكتاب إحياء علوـ الدين للغزالي قراءة كقصاصة‪ ،‬فقرأه من أكلو إلى أف قارب‬
‫التماـ‪ ،‬كنظم تأريخان لتمامو كىو قولو‪:‬‬
‫أال حبذا أحسن الختاـ الذم أتى ‪ ...‬إلحياء علوـ الدين عند تمامو‬
‫لقد تم في شعباف شهر محمد ‪ ...‬كخاتم رسل اهلل حسن ختامو‬
‫كمذ فاح في األرجاء مسك ختامو ‪ ...‬فأرختو طيبي بمسك ختامو‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫ثم مرض بعد ذلك بوعد قبل تماـ الكتاب‪ ،‬ككاف ىذا آخر شئ قالو‪ ،‬كتوفي ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬بعد‬
‫أف صلى من الظهر ركعتين‪ ،‬كافتر عن التماـ كقبض إلى الرفيق األعلى عقيب ذلك في يوـ‬
‫الجمعة سنة تسع كتسعين كمائة كألف‪ ،‬كرثاه ابن أخيو المولى القاسم بن عبد الرب بقولو‪:‬‬
‫ما الرزء مقتنع من األحداؽ ‪ ...‬بالدمع لكن بالدـ المهراؽ‬
‫كيقل عندم أف يقابل رزءه ‪ ...‬سير النفوس لو من اآلماؽ‬
‫ال غرك إف باتت تردد نوحها ‪ ...‬كرؽ القبلـ عليو في األكراؽ‬
‫فلقد فقدنا من علي ضيغمان ‪ ...‬في األسر مبتسمان على اإلطبلؽ‬
‫يلقي إذا حمي الوطيس بنفسو ‪ ...‬فيو كيلقي ركعة اإلشفاؽ‬
‫مثل السمندؿ حين يلقي نفسو ‪ ...‬في النار ال يخش من اإلحراؽ‬
‫لوال اقتحاـ عظائم األىواؿ ما ‪ ...‬ضربت بو األمثاؿ في اآلفاؽ‬
‫ال بد تبديو الصوارـ كالقنا ‪ ...‬إف شمرت حرب العدا عن ساؽ‬
‫ملكت محبتو القلوب ألنو ‪ ...‬يبتاعها بمكارـ األخبلؽ‬

‫(ِ‪)ِْٓ/‬‬

‫يا المة الحرب التي نعدىا ‪ ...‬في يوـ ملحمة كضيق خناؽ‬
‫لم يبق بعدؾ للعوالي حاجة ‪ ...‬كبل كال للظبا كجود عناؽ‬
‫ما خلت بعدؾ في البرية من لو ‪ ...‬رأيان يحير فطنة الحذاؽ‬
‫لهفي على تلك الخبلئق إنها ‪ ...‬أنس الكئيب كسلوة المشتاؽ‬
‫مات الذم أبقى المحاسن كلها ‪ ...‬أبدان بجيد الدىر كاألطواؽ‬
‫يا قلب ال تأس عليو فإنو ‪ ...‬أضحى ىناؾ مجاكر الخبلؽ‬
‫ماذا عسى يجدم التوجع كالبكا ‪ ...‬لفراؽ مطلوب ليوـ تبلؽ‬
‫كالناس أغراض لسهم منية ‪ ...‬ما طاش قط كال لو من كاؽ‬
‫يتتابعوف إلى الحماـ كأنهم ‪ ...‬في حلبة األعمار خيل سباؽ‬
‫كل سيدركو القضا كنهاية ‪ ...‬األعمار عند نهاية األرزاؽ‬
‫كرثاه أيضان ابن أخيو المولى يحيى بن إبراىيم بن محمد بقصيدة مطلعها‪:‬‬
‫قضى شقيق المجد رب العبل ‪ ...‬علي العالي على كل عاؿ‬
‫زخار علم حبل حلمو ‪ ...‬ألفو كاكفة بالنواؿ‬
‫لم يرل بحران صار من قبلو ‪ ...‬كغار ما بين صخوران كآلي‬
‫يا بحر من خلفتو للورل ‪ ...‬فإنما غيرؾ لآلؿ آؿ‬
‫لقد رأينا الدىر لما مضى ‪ ...‬شمامو كيف تسير الجباؿ‬
‫أبيت إال أف ترا سابقان ‪ ...‬حتى تعديت إلى االرتحاؿ‬
‫بعدؾ يا سيف بني ىاشم ‪ ...‬من يرتجى عند الخطوب الثقاؿ‬
‫إف صلت البيض بمحرابها ‪ ...‬كجافت الخيل كضاؽ المجاؿ‬
‫فإنك الرمح لطعن العدا ‪ ...‬ألجل ذا الزمك االعتقاؿ‬
‫كالسيف ال يغمد إال لكي ‪ ...‬يضأؿ في الجفن ليوـ النزاؿ‬
‫أدالت األعين مرجانها ‪ ...‬مذ فنيت مدخرات الآللئ‬
‫كم ضيغم من صخرة قلبو ‪ ...‬تفجرت دمعان على الخد ساؿ‬
‫كغادة مدمعها قد غدا ‪ ...‬يمزجو الحزف بدمع الدالؿ‬
‫عز بنيو األكرمين العبل ‪ ...‬نالوا من السؤدد ما ال يناؿ‬
‫كالتزـ الصبر على فقده ‪ ...‬كالحمد هلل على كل حاؿ‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة ما أجاب بو على بعض أكالد أخيو‪:‬‬
‫أزىر نجوـ قد أضاءت بها السبل ‪ ...‬أمر الزىر في األكراؽ باكرة الوبل‬
‫أـ ابن كجيو الدين نظم لؤلؤان ‪ ...‬فريدان لمن في لحظها السيف كالنبل‬
‫كىنا بعيد كاألسير مهنأ ‪ ...‬بو العيد إذ فيو السيادة كالنبل‬

‫(ِ‪)ِٓٓ/‬‬

‫ببل بل أىني العصر أزىو بمثلو ‪ ...‬يتيو فقد عز النظير لو قبل‬


‫كىيهات أف يأت الزماف بأحسن ‪ ...‬فقد حاز ىذا الفذ ما حازه الكل‬
‫كعما قريب يجمع اهلل شملنا ‪ ...‬فبالصبر أعقاد الشدائد تنحل‬
‫كمذ جاء عذران عن بعادؾ لم أقل ‪ ...‬ببل سبب قد كاف لي منكم كصل‬
‫كال أشتكي منك البعاد كدارؾ ‪ ...‬الفؤاد كلو فارقتو كنت ال أسلو‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى ابني أخويو المولى عبد اهلل بن عيسى‪ ،‬كالمولى قاسم بن عبد‬
‫الرب‪،‬مقرضان ألبيات لهما كتباىا إلى شيخنا الجمالي علي بن إبراىيم بن عامر‪:‬‬
‫يا إمامي أىل القريض كأىل العلم ‪ ...‬يا سامي رؤكس المعالي‬
‫كاف جيد الزماف حلوان ‪ ...‬من الحلى ككاف الزماف في أسماؿ‬
‫فتجلى بضمكم فيو در ‪ ...‬كزىى بالعقود كاألحجاؿ‬
‫كاكتسى حلة أجاد سداىا ‪ ...‬علم مشائخ كفخر اآلؿ‬
‫كوكباف كوكباف صفوة شمس ‪ ...‬الدين شمس الهدل كبدر الكماؿ‬
‫شبتما في الشباب أنفس در ‪ ...‬بجماف قبلئد للجمالي‬
‫كيف إف شبتما فهل تسلباف ‪ ...‬الناس عقوالن بسحر نظم حبلؿ‬
‫أنتما في القريض كالخالدين ‪ ...‬كإحياء العلوـ مثل الغزالي‬
‫إف ترسلتما نسينا ابن زيدكف ‪ ...‬كعبد الحميد كابن ىبلؿ‬
‫كإذا ما دعيتما لمهم ‪ ...‬قاـ فرد منكم مقاـ رجاؿ‬
‫ىكذا يكوف بنو اآلؿ ‪ ...‬كمن دكنهم يرا كاآلؿ‬
‫كمحاسنو كثيرة كاهلل كلي التوفيق كالنعمة كالهداية‪.‬‬
‫[(ُِٔ‪ )/‬علي بن علي القارة الكوكباني]‬
‫(ُُِٕ‪ُُِٔ-‬ىػ‪...-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫سيدم جماؿ الدين علي بن علي بن محسن بن حسين بن محمد بن عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين بن شمس الدين بن المهدم كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫ىو العبلمة الجليل كالسامي النبيل‪ ،‬زينة األعبلـ‪ ،‬كحسنة األياـ المعركؼ بالقارة‪-،‬بقاؼ كبعد‬
‫األلف راء مهملة فياء التأنيث‪-‬كىي قارة أحمد بلدة في ببلد كوكباف منسوبة إلى أحمد بن‬
‫المطهر كىي محل آبائو‪.‬‬
‫[مولده]‬

‫(ِ‪)ِٓٔ/‬‬

‫كلد صاحب الترجمة في شهر ذم الحجة الحراـ سنة اثنين كسبعين كمائة كألف‪ ،‬كنشأ بكوكباف‬
‫فاشتغل بطلب العلوـ ككسب الفضائل‪ ،‬كسلك مسلك آبائو كأجداده‪ ،‬ثم قرأ على شيخنا شيخ‬
‫اإلسبلـ البرىاف في شرح الجامي‪ ،‬كحاشية عصاـ قراءة تحقيق‪ ،‬كعلى الفقيو عماد الدين يحيى‬
‫بن أحمد بن زيد الشامي‪ ،‬في الخبيصي كالمناىل الصافية‪ ،‬كعلى المولى جماؿ الدين علي بن‬
‫محمد بن علي بن أحمد بن الناصر‪ ،‬في الشرح الصغير كحاشية للشيخ لطف اهلل في البردل‪،‬‬
‫كعلى القاضي علي بن سعد الحداد‪ ،‬في شرح األزىار‪ ،‬كعلى سيدم العبلمة الحسين بن عبد‬
‫اهلل الكبسي في صحيح البخارم ثم جالس األكابر كالزـ األعياف‪ ،‬كاتصل باألئمة األعبلـ‪،‬‬
‫كالمولى شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد ككالمولى عيسى محمد بن الحسين كالمولى‬
‫الجمالي علي بن إبراىيم بن عامر كغيرىم‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕٓ/‬‬

‫فتهذب بهم كاقتبس من نور ىديهم كمشى على سننهم‪ ،‬كاستفاد منهم ماال يستفيده غيره في‬
‫القراءة زمنان طويبلن‪ ،‬كلو ذكاء كذىن كقاد كفكرة حسنة‪ ،‬كأدب غض كحفظ باىر‪ ،‬لنفائس‬
‫األشعار‪ ،‬كغرائب األخبار‪ ،‬كمتفقات أبناء الزماف‪ ،‬كحوادث السنين‪ ،‬مع حسن خلق كلطف‬
‫كالنسيم كرقة طبع كشرؼ نفس‪ ،‬كعلو ىمة‪ ،‬كنقادة كاملة كمعرفة بالحقائق كبأحواؿ الناس‪،‬‬
‫كصناعة إليراد األخبار كالمفاكهات الحلوة كالظريفة‪ ،‬كتقلد القضاء بكوكباف أعوامان ففصل‬
‫الخصومات‪ ،‬كباشره مباشرة حسنة ثم تكدر خاطره ألسباب يسيرة‪ ،‬لكنو مع بعد ىمتو لم يطب‬
‫لو البقاء ىنالك‪ ،‬فرحل إلى صنعاء كالزـ شيخنا البرىاف‪ ،‬كاتصل بقاضي القضاة بدر الدين‬
‫الشوكاني‪ ،‬فسعى لو عند اإلماـ المنصور بن المهدم بتقليده القضاء بصنعاء‪ ،‬فجعلو من حكاـ‬
‫الديواف اإلمامي في سنة ست عشرة كمائتين كألف‪ ،‬كىو إلى اآلف على حالو الجميل حسنة من‬
‫محاسن صنعاء‪ ،‬كشامة على جبين األعواـ‪ ،‬كبدر يهتدل بنور أدبو في الظلم‪ ،‬كلقد سمح الزماف‬
‫بطوؿ االجتماع بو كالتملي بآدابو‪ ،‬كما كانت رحلتو إال من النعم الجسيمة على فضبلء صنعاء‪،‬‬
‫كمصائب قوـ عند قوـ فوائد‪ ،‬فإنو كاف زينة في الزماف كالمحل‪ ،‬معدكد في المشكبلت من أىل‬
‫العقد كالحل‪ ،‬فيصبلن في الخصومات‪ ،‬أديبان في المحاضرات‪ ،‬فمثلو فلتنافس فيو الدكؿ‪ ،‬كعلى‬
‫مثلو فلينبغي أف يعوؿ‪ ،‬كشعره في الذركة العليا من الببلغة كاإلجادة‪.‬‬
‫فمن شعره ما كتبو إلى الوزير العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش‪ ،‬لما قدـ إلى‬
‫صنعاء‪:‬‬
‫إلى حسن يا نوؽ سيرؾ فاعلمي ‪ ...‬كأمي أبا العلياء بنيات شدقم‬
‫إلى مطمح اآلماؿ مجتمع المنى ‪ ...‬نهاية قصد الطالب المتوسم‬
‫إلى القمر الجالي دجا الخطب نوره ‪ ...‬إلى المطر الساقي محلة من ضمي‬
‫فإف تعلمي فضل المسير فإنما ‪ ...‬إلى البحر نمشي أك إلى الشمس نرتمي‬
‫فجدم على اسم اهلل خطوؾ للعبل ‪ ...‬مصاحبة بالطائر المترنم‬
‫إلى أف ترينا السعد داف قطوفو ‪ ...‬إليك ككجو الدىر مبتسم الفم‬

‫(ِ‪)ِٖٓ/‬‬

‫كقد صدعت خلف الحجاب أشعة ‪ ...‬تشير إلينا نحوىا بالتقدـ‬


‫كقد فرت األحداث شرقان كمغربان ‪ ...‬حذار تشكيها كخوؼ تظلم‬
‫ىنالك ألقى سيدان في يمينو ‪ ...‬سحابان كفي أثوابو ذات ضيغم‬
‫طبيب إذا داكل العفاة بمالو ‪ ...‬كجاء لجرح النائبات بمرىم‬
‫بصير بأخذ الحمد من كل كجهة ‪ ...‬إذا كل طرؼ كل عن تلك أك عمي‬
‫فوالعز ما بيني كبين المنى سول ‪ ...‬لقاه كبرت فيو حلفة مقسم‬
‫أما صار حتى طبق األرض من ذكره ‪ ...‬كفاح فقالت عنده عطر منشم‬
‫أما كل ناد فيو قد أسمع الندا ‪ ...‬نداه فكم لبى خف كميسم‬
‫تأخرت عن حجي لو غير راغب ‪ ...‬كمن لي بأف أرقى السماء بسلم‬
‫أجرب نفسي كيف ألقى بها الورل ‪ ...‬كأدخلها تيار فضل كأنعم‬
‫إلى أف طويت البيد شوقان كطيها ‪ ...‬إلى حاتم من فرطها المتحتم‬
‫كال عجب إف كاف في الطي حاتم ‪ ...‬ففي الطي نشر كالدليل المقدـ‬
‫فمن يبلغ األصحاب أني بجنة ‪ ...‬تبدلت عن عيشي بهم في جهنم‬
‫كالئمة جاءت كفي لوف عندـ ‪ ...‬مدامع تركيها من الحزف عن دـ‬
‫كفي حجرىا من يوحش الناء قلبو ‪ ...‬بعيد القول عن قدرة المتكلم‬
‫يقوؿ أما في ىاىنا متطلب ‪ ...‬لرزؽ فيكفي ذلة المتهجم‬
‫كفي النائي قالت منك طرحك قطعة ‪ ...‬من القلب في حمر الغضا المتضرـ‬
‫فقلت لها لو لم يكن ىجرة منزؿ ‪ ...‬لما شرب الصمصاـ من مهجة الكمي‬
‫كال تم بعد النقص بدر كال ارتقى ‪ ...‬إلى البحر بعد البحر در المنظم‬
‫فلما أبت إال مبلمان كجاكزت ‪ ...‬بالحد في التعذاؿ قلت ستعلمي‬
‫كيعلم قوـ خالفوني فغربوا ‪ ...‬كشرقت إف قد فاز قدحي كأسهمي‬
‫فمن عجب أف يقبح السير بامرء ‪ ...‬إلى حسن كالحسن مما بو سمي‬
‫كمن شعره يمدح المولى العبلمة الفخرم عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن الحسين‪:‬‬
‫كمقلة ىذا الخشف فليكن النصل ‪ ...‬كإال فبل كاف النصاؿ كال النبل‬
‫فما كقعت يومان على غير مقتل ‪ ...‬كليس لها إال إلى المهد السبل‬
‫تعارضها اآلجاؿ إف رمت الفتى ‪ ...‬كيسبقها نحو الذم رمت القتل‬

‫(ِ‪)ِٓٗ/‬‬

‫إذا اجتمعت كالقوس يومان لعاشق ‪ ...‬تفرؽ بين الركح كالجسد الشمل‬
‫فما ىاف إال عندىا أنف شامخ ‪ ...‬كال قنصات األسد إال لها سهل‬
‫كيوـ النقا ما امتاز جبن بصده ‪ ...‬لديها كال حضر الدماء كال الجل‬
‫تدانت لها غر النواصي إلى الثرل ‪ ...‬إلى أف تساكل عندىا الهاـ كالنعل‬
‫لحاظ فتاة أرسلتها كإنها ‪ ...‬المسيئة ال ألحاظها األعين النجل‬
‫كما ىي إال آلة األسر إنما المتيم ‪ ...‬يشكوىا لكي يختفي األصل‬
‫فخذ من مراميها جنا يا أخا الهول ‪ ...‬يكوف ىو األقصى كعن نظر يخلو‬
‫كال تركنن بالبعد من عرصاتها ‪ ...‬كإف كنت في رضول كموضعها الرمل‬
‫كما كاف من قصدم جزاء كلم يكن ‪ ...‬بشاف كيأب اهلل كالمجد كاألمل‬
‫كلكن فضبلن منو أكجب مدحو ‪ ...‬علي كإحساف لو كاف من قبل‬
‫فبل زاؿ غيظ الحاسد بو كال ارتقى ‪ ...‬على الناس إال راقيان كلو الفضل‬
‫رمت مقلتي من حيث لم تره المقا ‪ ...‬لبعد كال يرجى لسهم بها كصل‬
‫كمذ صرت قهران في شباؾ اصطيادىا ‪ ...‬أتيت كأصحاب ىناؾ من قبل‬
‫يرل بن كريم القوـ مثل ذليلهم ‪ ...‬كليس على ىذا لهذا إذان فضل‬
‫[لحاظ فتاة أرسلتها كلها ‪ ...‬المسيئة ألحاظها األعين النجل‬
‫كما ىي إال آلة األسر إنما ‪ ...‬المتيم يشكوىا لكي يختفي األصل]‬
‫كعن إسمها يكنى بهند كدارىا ‪ ...‬برامة ال دار ىناؾ كال أىل‬
‫كما شأنو إال المليحة من إذا ‪ ...‬تخطت كماس القد غنى لها الحجل‬
‫كإف نطقت يومان دعت مهج الورل ‪ ...‬إليها كإف الحت بها اعتقل العقل‬
‫إلى الخلق ذات السبق لكن بو انتهت ‪ ...‬عن الخلق حتى قبلها أخذ الكل‬
‫كما رضيت في الناس خبلن كال اصطفت ‪ ...‬حبيبان سول من كاف شيمتو العذؿ‬
‫كلوال اشتهارم بالعميد لكنت من ‪ ...‬عواذلها في الحب كاتصل الحبل‬
‫كما الوصل إال من ىناؾ طريقو ‪ ...‬عليك بها إف كاف من قصدؾ الوصل‬
‫كإال فخلي الحب فهو شماتة ‪ ...‬عليك كشئ ال يطاؽ لو حمل‬
‫كبذلك نفسان فيو غير مباحث ‪ ...‬يخالف ما جائت بو الكتب كالرسل‬
‫كال تبتئس إذ ىند عز كصالها ‪ ...‬فموعدنا يومان يشيب لو الطفل‬

‫(ِ‪)َِٔ/‬‬

‫كفي ىذه عنها تسل بمثلها ‪ ...‬كإال لها مثل فمن لو مثل‬
‫خموؿ ردل المجد أعني ابن أحمد ‪ ...‬فكم نسبت في ظلو الصحب كاألىل‬
‫ىماـ إذا ما الغيث أخلف عهده ‪ ...‬ترل يده كالمستنابة تنهل‬
‫فما عرفت من سوحو الرحب سابقان ‪ ...‬مجاكزة العهد ما عنده العقل‬
‫قصر عند خوض الدىر في حرـ لو ‪ ...‬كقم تحت كفيو إذا ضمك المحل‬
‫كسر معرضان عن كل ماؿ لغيره ‪ ...‬فعنو كأكلى عنك قد ضرب القفل‬
‫كقد صيد الطير راـ ىواء لو ‪ ...‬كما صنعت من سيرىا تحتو النمل‬
‫سيلك عبد اهلل رؤيتو المنى ‪ ...‬كمن جوده أما سخاء الخيل كالرجل‬
‫كبيض األماني نزلة يوـ سلمو ‪ ...‬كيوـ الوغى جم المنايا لو نزؿ‬
‫كلو ككتبها إلى القاضي البدر محمد بن علي الشوكاني يطلب منو صرؼ بعض المتشاجرين إليو‬
‫عقيب تقليده القضاء‪:‬‬
‫يا بدر لما الح مكتمبلن ‪ ...‬ما حل غير القلب كالطرؼ‬
‫ما زاؿ في تنكيره رجل ‪ ...‬بآزاؿ حتى أمره مخفي‬
‫ىو من لديو غرس نعمتكم ‪ ...‬كالغرس دكف السقي ذكا لهف‬
‫فلتكثركا صرفان إلي فما ‪ ...‬بي علة منعت من الصرؼ‬
‫إف قيل معرفة فتلك من التسع ‪ ...‬التي قد جانبت كصفي‬
‫أك قيل ذك عدؿ فلست بو ‪ ...‬أبدان كليس القوؿ بالنصف‬
‫فانظر إلي بعين متقد ذم رحمة ‪ ...‬شملت كذم عطف‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة يوـ الخميس رابع عشر يوـ مضت من شهر شواؿ سنة خمسين كمائتين‬
‫كألف‪-‬رحمو اهلل‪[ -‬رحمة األبرار ككقاه كإيانا عذاب القبر كالنار‪ ،‬كأسكنو كإيانا جنات تجرم‬
‫من تحتها األنهار‪ ،‬آمين اللهم آمين]‪.‬‬

‫(ِ‪)ُِٔ/‬‬

‫المولى جماؿ اإلسبلـ علي بن إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل على اهلل‬
‫إسماعيل بن اإلماـ القاسم كقد تقدـ في حرؼ الهمزة‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كلد صاحب الترجمة في شهر شواؿ سنة إحدل كخمسين كمائة كألف بشهارة كنشأ في حجر‬
‫كالده كقرأ في النحو كالصرؼ كالفقو كالحديث على مشائخ شهارة منهم كالده كالشيخ العبلمة‬
‫إبراىيم بن حسين المحبشي ‪ ،‬كأخوه القاضي العبلمة ناصر بن حسين‪ ،‬كشيخنا العبلمة جماؿ‬
‫الدين علي بن إبراىيم بن عامر كغيرىم‪ ،‬ثم اشتغل بمطالعة األشعار كحفظها كجمع شواردىا‬
‫كالتأمل لمعانيها فحفظ منها شيئان كثيران كبرز في ذلك حتى انفرد فيو عن أقرانو‪ ،‬كلو حفظ‬
‫عجيب كذكاء كألمعية كحسن خلق باىر كتودد ككرـ كتواضع كنجابة كسمو ىمة مع حسن‬
‫صناعة في اإلمبلء كلطافة في المخاطبات كظرافة في المجالسة كأحبتو القلوب كاشتاؽ إليو كل‬
‫قلب سليم‪ ،‬ككفد إلى صنعاء مراران في دكلة المهدم‪ ،‬كفي دكلة كلده المنصور فعظماه ككرماه‬
‫كال تزاؿ أياـ كفاداتو مواسم المسرات كاالجتماعات التي قل أف يسمح الدىر بمثلها‪ ،‬كقد‬
‫اجتمعت بو مراران فرأيت ما بهر األلباب من حفظو لنفائس المنظوـ كإيراده لمحاسن األخبار‪،‬‬
‫كمستطرؼ النوادر‪ ،‬كأما ملكتو في إنشاء الشعر فلم أرل مثلها إال في شيخنا الوجيو عبد القادر‬
‫بن أحمد فإنو ينشئ القصيدة الطويلة في كقت يسير جدان من غير نزك كال تأمل كال خدش‪،‬‬
‫ككثيران ما ينشئ القصائد ألسباب كحوادث ترد في الموقت فيؤرخ تأريخان عجيبان غير متكلف كال‬
‫مشتمل على ألفاظ دخيلة في المقاـ كما يفعلو غيره‪ ،‬كبالجملة فمحاسنو كثيرة كىو كثير‬
‫المطالعة للكتب كاإلشتغاؿ بجمع الفوائد كالدعية إلى المذاكرة كالميل إلى المحادثة‪ ،‬كلو محبة‬
‫في الصدكر كتعظيم عند الناس‪ ،‬فمن شعره مهنيان لوالده بأعراس في يوـ عيد‪:‬‬
‫أكجهك أـ بدر الدجا ليلة البدر ‪ ...‬كجعدؾ أـ ليل تكوف من شعر‬
‫كقدؾ أـ رمح من الحظ مايل ‪ ...‬كثغرؾ أـ عقد ثمين من الدر‬

‫(ِ‪)ِِٔ/‬‬

‫كجفنك ذا مهيف سيف سللتو ‪ ...‬لقتلي بقلب منك أقسى من الصخر‬


‫لشتاف ما بين األكانس في الضبا ‪ ...‬كبين ضبا الوحش ألفو الذعر‬
‫فيا ضبية اإلنس التي بداللها‪ ....‬سجايايها سجايها ‪ ...‬أضرت بذم الحجر‬
‫كتفتن ألباب الورل بحديثها ‪ ...‬كمنطقها من رقة فتنة السحر‬
‫تقاصر عنها البيدر في كل حالة ‪ ...‬سول ألسن إذ كانا ألربع مع عشر‬
‫كطأطأ رأسان كرد بنيساف عندىا ‪ ...‬لورد تجد بها تكلل بالتبر‬
‫كأذعن رماف الحدائق إذ رأل لديها ‪ ...‬حبا الليموف من ثمر الصدر‬
‫نوافح مسك للعبلئل خرؽ ‪ ...‬ككم خرقت من محلها خرؽ الصبر‬
‫تبارؾ من أعطاؾ حسنان مفضبلن ‪ ...‬كما في الليالي فضلت ليلة القدر‬
‫كأعطى أبى العباس في الناس سؤددان ‪ ...‬كمجدان أثيبلن قد تسربل بالفخرم‬
‫أخا العباس فياض المدل كامل العد ‪ ...‬حليف العبل بدر بو من لم يكن بدرم‬
‫‪ .......‬آؿ المصطفى أشرؼ الورل ‪ ...‬نبراس في ظلمة المشكل األمر‬
‫قدـ في العبل ىنيت كل فضيلة ‪ ...‬كطيب لخفض العيش يا طيب األزدم‬
‫كىنيت بالعيد األغر كموسم المسرات ‪ ...‬كالحج المعظم كاألجر‬
‫كعدت على طيب المعاش بمثلو ‪ ...‬كأمثالو جدان كثيران ببل حصر‬
‫كىنيت باألعراس فيو مباركان ‪ ...‬لكم كعليكم في سركر كفي يسر‬
‫بأكرـ عرس من كراـ أصولهم ‪ ...‬كر هاـ فطابوا في الخيؤلة كالصهر‬
‫كأعطيت جمعان ال تكدر صفوه ‪ ...‬كأكليت أىنئ البر من ربك البر‬
‫بقرة عين كابتهاج كنعمة ‪ ...‬كخاتمة حسنى بخاتمة العمر‬
‫كلو‪:‬‬
‫على حلوؿ الحمى كعن سكانو ‪ ...‬كعن المستطاب من أكطانو‬
‫جد ثاني كقيمتها ما يبلقي ‪ ...‬ذككا الهول كالغراـ من أشجانو‬
‫خبراني عن صحة كعياف ‪ ...‬منو جن ركضة كعن أفنانو‬
‫كعن الحي من ديار المصلى ‪ ...‬كالغزاؿ اللعوب من غزالنو‬
‫إلي عن الثقات إذا ما ‪ ...‬ذاد حراسة المبل عن عيانو‬
‫أسند ٌ‬
‫يا لو اهلل مربع كمقيل ‪ ...‬ال تسل عن مقيلو كمكانو‬
‫كم تخبطت بو نعمة الخد ‪ ...‬بقد كالغصن في ميبلنو‬
‫طفلة ‪ ............‬كاملة الوصف ‪ ...‬باسمك أعيذ من شيطانو‬

‫(ِ‪)ِّٔ/‬‬

‫طالت الغيد مثل طوؿ ىول القلب ‪ ...‬بها صرمدان أك طوؿ أفنانو‬
‫نشول ‪ ...‬أك كمن ماؿ من خنا عيدانو‬
‫ن‬ ‫تتثنى كشارب الراح‬
‫فشيب ‪ ...‬في ابتداء عمره كفي ريعانو‬
‫ه‬ ‫كعليها ثوب الشباب‬
‫بعيوف‪ ........‬الجفوف كسالى ‪ ...‬كخدكد كالزىر في بستانو‬
‫كشفاه بين األراؾ كبيني ‪ ......... ...‬من جنى قضبانو‬
‫أتمنى أني األراؾ كسلطاني ‪ ...‬أقول في الثغر من سلطانو‬
‫أرتقي ما اترقى كأركل ‪ ...‬ما يركم من ‪ .......‬سلسبيل لسانو‬
‫أيسحر فكيف بسحر من لم ‪ ...‬يعرؼ السحر في سول أعيانو‬
‫يسقم السواؾ ‪ ... ....................‬بدمي في خدكده كبنانو‬
‫رؽ لي أسمر القواـ كقلبي ‪ ...‬ممسك في أكفو بعنانو‬
‫كنحولي ليس مثلي إال ‪ ...‬خصره فهو معلق برىانو‬
‫يتشكى كال يراه حديد الطرؼ إال ‪ ...‬كاللمح من حيطانو‬
‫كلقد أكجد اللقا كاقتفى ‪ ...‬عرقوب في كعده كفي أيمانو‬
‫كعلى ما لقيت صبرم جميل ‪ ...‬فبصبر الفتى زكاؿ امتحانو‬
‫إلي مهنئان لي بأعراس في شهر محرـ سنة ست كعشرين كمائة كألف‪ ،‬كنظمو‬
‫كمن شعره ما كتب َّ‬
‫ارتجاالن فقاؿ‪:‬‬
‫لقد ظفر الصارـ المنتقى ‪ ...‬من اآلؿ بل بدره السافر‬
‫بما ىو أىل لو من عبل ‪ ...‬كحسبك بالهم يا ناظر‬
‫إلى أدب تفضح المسك ‪ ...‬إذ منو يفوح لنا ريحهو العاطر‬
‫كيهنأ حقان بزىر الرياض ‪ ...‬متى ما زىى فلقو الزاىر‬
‫سبلقة آدابو ‪ ... ..................‬كلكن ذكاه ىو العاطر‬
‫بهذم المعالي يهنأ كقد ‪ ...‬غدل كىو غض بها ناظر‬
‫كبالعرس ى ًن لو داعيان ‪ ...‬لعمرؾ إف الدعاء ناصر‬
‫فبارؾ ربي عليو كذا ‪ ...‬لو فهو ذك العزة القاىر‬
‫كبالخير يجمع رب العبػ ‪ ...‬ػاد بينهما إنو القادر‬
‫كيجعلو بالمنى ظافران ‪ ..................... ...‬لو ظافر‬
‫المولى أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم ذكره صاحب‬
‫النسمة فقاؿ ىو أديب شاعر حسن الفركسية جيد الذكاء يعرؼ الحساب‪ ،‬كمن شعره في غبلـ‬
‫رأه باللحية كقد أحسن في التورية‪:‬‬
‫غز ه‬
‫اؿ كالغزالة فاؽ حسنان ‪ ...‬على قد كغصن الباف لينا‬

‫(ِ‪)ِْٔ/‬‬

‫تبدل باللحية منها كجهان ‪ ...‬كلم يك جواز العشر السنينا‬


‫كلو‪:‬‬
‫قد كاف طرفي قدما ‪ ...‬كىو المحل المقدـ‬
‫لفوت كل جواد ‪ ...‬كاليوـ صلي كسلم‬
‫كدكلو‪:‬‬
‫أىيل الحمى الغربي ‪ ...‬بنعماف ىل لنا ‪.......‬ؿ‬
‫‪ ... .......................................................... ....‬طيب منكم لسبيل‬
‫كىل تسعد األقدار منكم بزكرتو ‪ ...‬كيسمح دىر بالوصاؿ نحيل‬
‫كيرجع ما قد مر من حاؿ الصبابة ‪ ...‬محاؿ كإف قد مر ليس يحوؿ‬
‫كإني على ما تعبدكف من الهول ‪ ........ ...‬الحواشي كالفرات يسيل‬
‫كلي بكم قلب حليف صبابة ‪ ...‬بو زفرة ال تطفئ كغليل‬
‫يهيم إذا ماج في الركض شمأؿ ‪ ...‬كميل عطف الباف كىو عليل‬
‫كما زاده شجوان سول ساجع الحمى ‪ ...‬برؽ ترل بالديار كليل‬
‫‪ .......‬موىنان من نحو صنعاء‪ ... ........‬غراـ كشوؽ خارج كدخيل‬
‫يذكره تلك المعاىد كمضة ‪ ...‬كعهدان لو كجهان يركؽ جيمل‬
‫تقضي بها زماف سركر كالحبيب مساعد ‪ ...‬بما رمت كاألفراح حيث أميل‬
‫[كفاتو]‬
‫توفي سنة ُُُُىػ ببيت الفقيو الزيدية كىي مدينة بتهامة‪.‬‬
‫كأما كالده المولى ضياء الدين إسماعيل بن محمد بن الحسين فهو األمير الرئيس‪ ،‬الشاعر‬
‫األديب‪ ،‬العالم الجواد المفضاؿ‪ ،‬كاف كالده قد فوض إليو أمور من ببلد اليمن األسفل فبعد‬
‫صيتو‪ ،‬كلما توفى كالده في سنة َُٕٗىػ جعل لو المتوكل إسماعيل ابن المنصور كالية ببلد‬
‫العدين فتوجو إليها فمرض في الطريق‪ ،‬كتوفي في مذيخرة‪،‬كألف كتابان سماه سمط الؤلؿ في‬
‫شعر اآلؿ‪ ،‬قيل أف المتوكل أنكر عليو اشتهاره بالشعر فألف الكتاب المذكور فكاف كالجواب‬
‫على المتوكل كجعلو شرحان لقصيدة لو عرض بها الخطيب الحصكفي‪ ،‬كأكؿ قصيدتو‪:‬‬
‫ىل تجدكف في الهول ما أجد ‪ ...‬أكؿ ىل أرل في الحب من يسعد‬
‫كعدد فيها أكثر أئمة أىل البيت "عليهم السبلـ"كذر اشعارىم كشيئان من أخبارىم كلو ديواف‬
‫شعر حسن في أكثره فمن شعره ‪:‬‬
‫لما دنى مني بدر الدجى‬
‫كككككككككككككككككككككع ‪ ...‬كعوض الوصل عن الصب‬

‫(ِ‪)ِٔٓ/‬‬

‫عانقتو ضمان كقبلتو ‪ ...‬من شغفي في الثغر كالخد‬


‫كالح لي عند عناقي لو ‪ ...‬كنار قلبي منو في كقد‬
‫أللئ ينثر من عقد‬
‫رشح على كرد خدكد حكى ‪ ...‬ن‬
‫كىكذا عادة حمر الغضا ‪ ...‬يستخرج الرشح عن الورد‬
‫كلو‪:‬‬
‫كشادف يسائلني ‪ ...‬ما بارؽ كما النقا‬
‫فقلت إف شئت فسل ‪ ...‬ثغران كخدان مشرقا‬
‫كلو المرثية في كالده كأخيو يحيى كمطلعها‪:‬‬
‫ىل أقاؿ الموت ذا حذر ‪ ...‬ساعة عند انتهاء عمره‬
‫أك تراخى عن كحيل رنا ‪ ...‬فاؽ كل الغيد في حوره‬
‫أك رثى يومان لمرضعة ‪ ...‬طفلها مادت في حجره‬
‫أك تراه ىائبان ملكان ‪ ...‬كصائبلن قد عز في نفره‬
‫أك تناسى من لو نظر ‪ ...‬تصيدر األشياء عن نظره‬
‫أك تحامى ركح سيدم ‪ ...‬مصطفى الرحمن في بشره‬
‫كأبا السبطين حيدرة ‪ ...‬ككبار اآلؿ من عتره‬
‫بل دىا من كاف منتظران ‪ ...‬قربو أك غير منتظره‬
‫كسقى كأسات سطوتو ‪ ...‬مدىقان من كف مقدره‬
‫ما ترل عز األناـ ثول ‪ ...‬عفرة أذاب من سفره‬
‫لم تقم في قصره زمانان ‪ ...‬غير كقت زاد في قصره‬
‫بعد ما قد كاف غرتو ‪ ...‬ترشد السارم إلى كطره‬
‫كاف طودان ال يحركو ‪ ...‬أم خطب حل في خطره‬
‫فسقى الرحمن تربتو ‪ ...‬صيبان منهبلن في سحره‬
‫كعماد الدين أزعجو ‪ ...‬بعده يغدك على أثره‬
‫لم ينل في العمر بغيتو ‪ ...‬ال كال أقصى إلى كطره‬
‫غير أف الصبر شيمتو ‪ ...‬شيمة من صوب الرحمن في قدره‬
‫ليناؿ األجر منو إذا ‪ ...‬ذاؽ طعم الصابر في صبره‬
‫نسأؿ الرحمن خاتمة ‪ ...‬ترتضي للمرء في صدره‬

‫(ِ‪)ِٔٔ/‬‬

‫سيدم جماؿ اإلسبلـ علي بن يحيى بن علي بن الحسن بن القاسم بن احمد أبي طالب بن‬
‫اإلماـ القاسم كبقية نسبو معركؼ‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كلد في سنة تسع كخمسين كمائة كألف كنشأ بصنعاء كقرأ في العلوـ على القاضي أحمد بن‬
‫صالح بن أبي الرجاؿ‪ ،‬كالشيخ العبلمة عبد اهلل بن محي الدين الغراسي‪ ،‬كالمولى يحيى بن‬
‫أحسن بن إسحاؽ‪ ،‬كالمولى أحمد بن يوسف بن الحسين‪ ،‬كشيخنا العبلمة لطف البارم ابن‬
‫أحمد الخطيب كغيره‪ .‬كىو من فحوؿ الرجاؿ‪ ،‬كلو ذكاء كفطنة كمعرفة للحقائق‪ ،‬ظريف‬
‫المجالسة حسن المحاظرة رقيق الطباع حفاظة لؤلخبار كالحكايات‪ ،‬حلو المجورة محسن‬
‫لؤلدب‪ ،‬كلو فضائل جمة‪ ،‬كمن شعره مجيزان لبيتي المولى القاسم بن الحسين بن إسحاؽ‪:‬‬
‫بعثت عيوف النرجس الغض كي ترل ‪ ...‬جمالك عني إذ منعن المدامع‬
‫كقلت عسى طرفي يبلقي طرفها ‪ ...‬لديها فيشكو ما تجن األضالع‬
‫فقاؿ صاحب الترجمة‪:‬‬
‫كلما ناءت عني كشط مرارىا ‪ ...‬كاغتالني ما كنت أخشى كاتقي‬
‫بعثت إليها بالمرآة كي ترل ‪ ...‬بأحداقها تركبها فوؽ ز ً‬
‫ئبق‬
‫كقلت عسى طرفي يبلقي طرفها ‪ ...‬فيشكوا لها طرفي لقلب المعلق‬
‫كحسبي إذا غرت من الوصل عينها ‪ ...‬كعيني بآفاؽ السما المزكؽ‬
‫السيد علي بن صبلح الديلمي الوزير األديب الماجد الفارس‪ ،‬كاف لو اليد الطولى في اإلنشاء‬
‫كالببلغة كحسن الرأم كالتدبير‪ ،‬ككزر ‪...................................‬‬
‫ترجم لو صاحب الطيب كقاؿ أنو بعد ذلك جنح السعد عنو كماؿ‪ ،‬كعاملو الدىر بما عامل بو‬
‫من قبلو أىل الكماؿ‪ ،‬فجنى عليو أدبو كما يغير تغيير حضو حسبو‪ ،‬فإنو كاف أكسع من األفق‬
‫صدرا‪ ،‬كمع ذلك فما خفض لو الزماف قدرا‪،‬آكل إلى (حصن كوكباف) مستجيران‪ ،‬كما برح‬
‫للمعالي بو جليسان كسحيران‪،‬فأكرمو أميره كما برح ‪ .........‬كلو أخبلؽ لطيفة كشمائل ظريفة‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕٔ/‬‬

‫قاؿ صاحب الطيب‪ :‬اجتمعت بو في كوكباف مراران فرأيت بدر كمالو ال يخشى سراران‪ ،‬كدارت‬
‫بيني كبينو من المناقلة كؤكس بخمرتها الحبلؿ نشيط األعظاء‪ ،‬كتسر النفوس إلى أف قاؿ‪:‬‬
‫فأعجزني عن سباقو كعييت عن لحاقو‪ ،‬فليس لي كمالو عند من يعرؼ كمالو‪ ،‬كقد أمبلني من‬
‫نظمو ما يضاحك الزىر في كمو‪ ،‬مما فاؽ طولو كطولو‪ ،‬إال أنو لم يحضرني اآلف منو شيء سول‬
‫قولو‪:‬‬
‫كحاؿ لو طلبت لو شبيها ‪ ...‬لعز عليك كجداف الشبيو‬
‫نول ذىبت ألياـ التصابي ‪ ...‬كأبقت مهجة عليو‬
‫أسى كرقت زفيران ‪ ...‬كسالت أدمعان من مقلتيو‬
‫كقد ذابت ن‬
‫كثم نقية لو لم تعد ما ‪ ...‬بقربك لم تقم حينان لديو‬
‫انتهى كبلـ صاحب الطيب‪ ،‬كقد ذكر صاحب الترجمة أيضان صاحب الصفوة كأكرد لو أبيات‬
‫كتبها إليو كىو بوصاب من جملة كتاب كىي‪:‬‬
‫أيا حلم اإلسبلـ دعوة عازـ ‪ .......... ...‬أكفيك للعزـ كافيا‬
‫سما ىمة لما توجو ظنو ‪ ...‬كحسن الظن يدني األمانيا‬
‫كصح يقينان طوؿ باعك في الندل ‪ ...‬على كل و‬
‫عاؼ فاختصرت الفوافيا‬
‫فأثنى دنو المستقا لوارد ‪ ...‬كلو بعد الوارد كاستطلت رشائيا‬
‫سيدم جماؿ الدين علي بن موسى بن قاسم بن أبي طالب‬

‫(ِ‪)ِٖٔ/‬‬

‫أحمد بن اإلماـ القاسم المنصور كلد في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف‪ ،‬نشأ كشارؾ في‬
‫فنوف األدب‪ ،‬ككاف لطيفان‪ ،‬ظريفان‪ ،‬أديبان‪ ،‬مهذب األخبلؽ‪ ،‬حلو المجوف‪ ،‬حسن المفاكهة‪،‬‬
‫عجيب المحاظرة كالمجالسة‪ ،،‬يشتاقو كل لطيف كيصبوا إليو كل ظريف‪ ،‬مطرحان لؤلعراب‬
‫بالكلية‪ ،‬ككاف من أصحاب سيدم محمد بن ىاشم‪ ،‬كسيدنا سعيد القركاني الذين لم يفترقوا في‬
‫غالب األياـ كتدكر بينهم كؤكس اآلداب كاللطايف التي تصير أمثاالن فقاؿ ىو نجم فاخرت‬
‫األرض بو السماء‪ ،‬كازدىرت ركضة حاتم لما غدا مغفلها بو معلمان‪ ،‬كتعلمت منو الرياض حيث‬
‫اطلعت السواد كالبياض‪ ،‬كلو في العلم شوكة كردية كقدرة على التكلم بديهة كرؤية‪ ،‬كلو أخبلؽ‬
‫ألطف من النسيم كأرؽ من الراح ممزكجة بالتنسيم كطبع سياؾ كقد مع الهول مياؿ‪ ،‬ككاف‬
‫يحفظ من شعر أبي الطيب كابي العبل ما أدرؾ بو الذكر الحسن كالعبل إلى أف قاؿ‪:‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة بعد عوده من الحج يوـ الخميس ُٔشهر ربيع األكؿ سنة إحدل‬
‫كتسعين مائة كألف كلمتو كالغداؽ‪ ،‬كركضتو مخضرة األكناؼ‪ .‬انتهى‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى سيدم محمد بن ىاشم كىو قولو‪:‬‬
‫ىات بيت الكرـ يا حادم النعم‬
‫كاجل عنا كل ىم بالنعم‬
‫كاسقنيها قهوة كالشمس في كأس د ور‬
‫الح في داجي الظلم‬
‫عندريس تلبس األلباب نوران‬
‫توسي ذم األسى من كل ىم‬
‫‪ ........‬من عهد عاد كبدت‬
‫بنشاط لم يدنس بالهرـ‬
‫كاجعل المزح لها تذكار و‬
‫قوـ‬
‫لهم علم بمن حل العلم‬
‫ً‬
‫كاسد بالحي األكلى أضموؾ إذ‬
‫انهلوؾ الظلم في سفح أضم‬
‫كعلى األحباب سلم إف مررت‬
‫بجيراف اللول من ذم سلم‬
‫\‬
‫كاج ًر ذكرم عندىم كانشد‬
‫فؤادان لديهم ما رعوا فيو الذمم‬
‫كبوادم المنحنا فاخلع نعاؿ‬
‫التواني كاستتم متن الهمم‬
‫كاطرح الرحل بنادم ماجد‬
‫مالو ثاف يرل بين األمم‬
‫ذاؾ عز الدين كالدنيا‬
‫صاغو الرحمن من ركح الكرـ‬
‫النبيل المنقى من ىاشم‬
‫اإلماـ العالم الطود األشم‬
‫كىي طويلة أجاب بقولو‪:‬‬
‫جاد ساحاتك ىطاؿ الديم ‪ ...‬كإليها البرؽ بالبشر ابتسم‬

‫(ِ‪)ِٔٗ/‬‬

‫يا ىذا سبق لياؿ كن في ‪ ...‬سرعة البرؽ بركقان في ظلم‬


‫ظلم يهدم الحيارل نورىا ‪ ...‬في بدا البدر جبلىم كغم‬
‫ما زجت شكل الهول من لفظها ‪ ...‬كانجلت بين كجود كعدـ‬
‫يدىش الواصف من أنوارىا ‪ ...‬بسنى إف راـ بيديو كتم‬
‫ما احتساىا غير أسماح النهى ‪ ...‬جملة تفصيلها لما يرـ‬
‫في رياض رؽ منها جوىا ‪ ...‬فهو جرباؿ بو الركح اتسم‬
‫دارت الصهبا من آضالو ‪ ...‬بكؤكس النور فيها فابتسم‬
‫مرا حبل العيش فيها ذاىبان ‪ ...‬لي إلى حكم النهى لما حكم‬
‫ٌ‬
‫آه لو دامت ألحكاـ القبا ‪ ...‬دكلة اللقيا كأكقات النعم‬
‫ليت شعرم كاألماني للفتى ‪ ...‬كالمطايا في مطا البين تزـ‬
‫تترامى بيد مرماىا بها ‪ ...‬كترامي اللفظ خطان بالقلم‬
‫كإذا كلت جداىا شوقها ‪ ...‬فانجبل عن كجدىا غيم الشأـ‬
‫فهي ال تلوم إذا الح لها ‪ ...‬ما سلواف على الغور يغم‬
‫ب ‪ ...‬كحجي بين شباب كىرـ‬ ‫أمل شب كفود شاي و‬
‫كفؤاد بين خوؼ كرجا ‪ ...‬كمراـ بين أسد كأجم‬
‫ىل لمليبلت التبلقي إف تعد ‪ ...‬بالحمى تعرفني باسمي العلم‬
‫أـ ترا تنكر مني غير ما ‪ ...‬عهدتو من صفات في القدـ‬
‫علي كالشيم‬
‫فلقد أذىلني عنها كعن ‪ ...‬كصفها مجد ٌ‬
‫طود فخر رسخت أعراقو ‪ ...‬في ذرل عزت على أىل الهمم‬
‫ذك كقار لم يشن إف جد في ‪ ...‬طلب المجد كعنو لم يسلم‬
‫كارتقا كل مقاـ في العبل ‪ ...‬كليمؤل عنو بمعناه األمم‬
‫من يساكيو ككيواف يرا ‪ ...‬دكف أدنى رتبة عنها ما اعتزـ‬
‫بحر علم تقذؼ الدر من األدب ‪ ...‬لغض إذا ىاج كطم‬
‫ركض أخبلؽ بوسمي الحيا ‪ ...‬نعمت أغصانو لما انسجم‬
‫يا بن موسى كسمي المرتضى ‪ ...‬دعت ركناص للمعالي مستلم‬
‫حباني منك نظاـ عقده ‪ ...‬من برارم عقد علياؾ تظم‬
‫تقيس الشهب سنان أنوارىا ‪ ...‬منو كي يزىراف ليل عتم‬
‫أنا كالمرآة في مدحك لي ‪ ...‬فيو أحكي منو ما فيك ارتسم‬
‫كسبلـ منو تغشى سوحكم ‪ ...‬نسمات تهاداىا النسم‬
‫كلصاحب الترجمة من قصيدة يمدح بها المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫سفرت في مطارؼ من جماؿ ‪ ...‬فمحى البدر نورىا في الكماؿ‬

‫(ِ‪)َِٕ/‬‬

‫كتثنت كأنها خوط و‬


‫باف ‪ ...‬فانثنت نحوىا قلوب الرجاؿ‬
‫غادت لو بدت لها الشمس يومان ‪ ...‬تركتها في حيرة كضبلؿ‬
‫ذات دؿ تعلم الضبي منها ‪ ...‬مشية التيو في متوف الرجاؿ‬
‫ظ‬
‫كثنايا منضودة في سلوؾ ‪ ... ......‬عقيق تغار منها الآللي‬
‫كخدكد كأنها الركض غاداه ‪ ...‬كلي السحائب المتوالي‬
‫كعيوف سود كأف مقاىا ‪ ...‬بيض ىند مشحوذة للقتاؿ‬
‫يا لقومي تداركوني فإني ‪ ...‬موثق في حبايل البلبالي‬
‫كدعوا العذؿ إف في الحب شغبلن ‪ ...‬شاغبلن عن نصائح العذالي‬
‫أيسوغ المبلـ منكم لصب ‪ ...‬تركو للهياـ عين المحاؿ‬
‫لم يدع منو كجده كالتصابي ‪ ...‬غير ركح تحللت في خياؿ‬
‫كترقت إلى مدائح ملك ‪ ...‬ملكت كفو صواب المعالي‬
‫كلو من أخرل‪:‬‬
‫ختاـ تصلي القلب منك كقودا ‪ ...‬كإلى ىـ أبقى في ىواؾ عبيدا‬
‫كعبلـ أمنحك المودة كالوفا ‪ ...‬مني كيمنحني جفا كصدكدا‬
‫كأصوف عهدان أبرمتو يد الهول ‪ ...‬كتخوف أنت مواثقان كعهودا‬
‫كأضل أرجوزا منكم كصبلن شافيان ‪ ...‬كتظل ترىقني جفاؾ صعودا‬
‫كإذا كعدت بدكرة أك دعتو ‪ ...‬مطبل فعاد الوعد منك كعيدا‬
‫أك ما علمت بأني من معشر ‪ ...‬قصدكا الذم جعل الخطوب عبيدا‬
‫كلو‪:‬‬
‫أعز العوالي كالمعالي كمن لو ‪ ...‬من الفخر بيت فيو غيرؾ لن يرقا‬
‫‪ ......‬ما ذنب ىجرت أحبة ‪ ...‬مدامعهم من بعد بعدؾ لن ترقا‬
‫كما كجدكا ما بين ىجرؾ معرضا ‪ ...‬كبين كؤكس الحتف منزعة فرقا‬
‫فرد لهم طيب الحياة بزكرة ‪ ...‬بقيت قرير العين ما غنت الورقا‬

‫(ِ‪)ُِٕ/‬‬

‫األخ جماؿ الدين علي بن محمد بن شمس الدين بن محمد بن الحسن بن محمد أبي طالب‬
‫أحمد بن المنصور القاسم‪ ،‬نشأ بالركضة كقرأ في الفقو كالنحو كالصرؼ كالبياف كنظم الشعر‪.‬‬
‫كلو شمائل لطيفة ككقار‪ ،‬كخلق طيب‪ ،‬كاشتغاؿ بما يعنيو من خويصة نفسو كمما يعود نفعو عليو‬
‫فيل رسمو كنصب قاضيان في قرية القابل كىو إلى اآلف و‬
‫باؽ في حاؿ جميل‪ ،‬كمن شعره ما كتبو‬
‫إلى األخ الحساـ المحسن بن عبد الكريم كىو قولو‪:‬‬
‫بسمت فباىا البرؽ منها األشنب‬
‫تسكب‬
‫ي‬ ‫فغدت دموع العين منها‬

‫(ِ‪)ِِٕ/‬‬

‫ىيفا ما مات معاطف قدىا‬


‫إال انثنى غصن النقا يتعجب‬
‫قتلها عند انهماؿ مدامعي‬
‫فخدكدىا بسواد عيني تخطب‬
‫لم أدر قبل غرامها أف الهول‬
‫تسلب‬
‫ي‬ ‫مهج مصدع أك قلب‬
‫ه‬
‫فحياة من الهول ‪ ......‬حبيب‬
‫كالموت في ىجر الحبيب مجرب‬
‫لم أنس أيامان مضت بوصاؿ من‬
‫أىول كعندم من يسر كيطرب‬
‫كالدىر منقاد ألمرم طاعة‬
‫أصعب‬
‫ي‬ ‫كعلى سوام السهل منو‬
‫أياـ فيها أجتني ثمر المنا‬
‫أطيب‬
‫حلوان كىن من الغوالي ي‬
‫كلدم ما مما يستطاب عجائب‬
‫تنسيك ذنب الدىر مما يذنب‬
‫كأجلها عند الذم تبغي العلى‬
‫كصل الحساـ أماـ من يتأدب‬
‫لم أشك من زمني الذم يشكو الورل‬
‫‪ ...........‬الفراؽ كلو يغرا المطلب‬
‫ما تغلط األياـ حتى مرة‬
‫في جمعنا كالدىر قد يتقلب‬
‫كإذا على األياـ فيو آليةن‬
‫فعلي في تكفيرىا ما يطلب‬
‫ٌ‬
‫القاضي جماؿ الدين علي بن أحمد السماكم‪.‬‬
‫كلد سنة إحدل كثبلثين كألف كنشأ بذمار كحقق الفقو كاألصولين كالنحو كالصرؼ كالمساحة‪،‬‬
‫كشارؾ في علم المنطق كقرأ في الفقو على السيد العبلمة أحمد بن علي الشامي‪ ،‬كفي األصوؿ‬
‫على السيد العبلمة المحقق أحمد بن محمد الحوثي كعلى القاضي عبد الواسع العلفي‪،‬كفي‬
‫النحو كالصرؼ على القاضي عبد الرحمن الحيمي كفي الفرائض كالمساحة على القاضي محمد‬
‫بن صبلح الفلكي‪.‬‬

‫(ِ‪)ِّٕ/‬‬

‫قاؿ السيد عامر‪ :‬أنو بلغ في العلوـ كمالها كرسخ في معارفها ككاف من الزىد كالورع في أعبلل‬
‫الدرجات ال يختلف فيو اثناف‪ ،‬مواضبان على الطاعات حليفان للمساجد في كل األكقات‪ ،‬فإنو‬
‫يصلي الفجر كيقعد في مصبله إلى شركؽ الشمس‪ ،‬ثم يدرس في العلوـ‪ ،‬ثم يدخل بيتو لتناكؿ‬
‫شيء من الطعاـ الخشن من أقراص الشعير ثم يرجع مسجده للتدريس كالقضا بين المسلمين‬
‫إلى آخر النهار كقد يخرج عليو جماعة كالقاضي إسحاؽ العبيدم‪،‬كالمولى الحسين بن‬
‫الحسن‪ ،‬ككاف من أصحابو المبلزمين لحضرتو ككفد معو إلى ذمار للقا المتوكل إسماعيل بن‬
‫القاسم في سنة َُٕٗ فعظمو اإلماـ كأنزلو منزلتو كطلب منو المعاكنة بالقضا كالية عامة فلم‬
‫يسعد إال بعد مراجعة كبيرة كألزـ للحجة فظهر من كمالو كحسن تدبيره فيو ما سارت بو الركباف‬
‫حتى طار صيتو في أكثر األقاليم‪ ،‬ككاف مهاب الجانب لم يتخذ أعوانان إال في النادر‪ ،‬بل إذا‬
‫كجب الحبس على أحد أمره بالذىاب إليو فبل يتخلف عنو‪ ،‬كلم يزؿ على ذلك حتى عذره‬
‫صاحب المواىب في سنةَُُْ ألسباب يطوؿ شرحها فقعد مبلزمان للعبادة كالتدريس كالفتيا‬
‫حتى توفي في يوـ عيد الفطر من سنة سبع عشرة كمائة كألف برداع‪ ،‬ككاف يوـ موتو مشهودان‬
‫حتى حضره من أىل الذمة فوؽ األلف يصرخوف كيثيركف التراب على رؤسهم كتواتر أنو سمع‬
‫في مدينة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ىاتف يقوؿ‪ :‬رحم اهلل القاضي السماكم مات في ىذا‬
‫اليوـ فصلوا عليو في المدينة ذلك اليوـ رحمو اهلل تعالى كرحمنا‪.‬‬

‫(ِ‪)ِْٕ/‬‬

‫القاضي جماؿ الدين علي بن يحيى بن أحمد بن مضموف البرطي األصل الصنعاني المولد‬
‫كالنشأة كالوفاة‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫في سنة إحدل كستين كألف ككاف كالده موازران مع المولى الحسين بن اإلماـ القسم كىو‬
‫كصيتو كاشتهر عنو الصبلح كالسعي في مصالح اإلسبلـ‪ ،‬كأما كلده صاحب الترجمة فكاف إمامان‬
‫في العلوـ محققان كبحران في المعارؼ متدفقان‪ ،‬حفظ المتوف كأحرز جميع الفنوف‪ ،‬كقد أفرد في‬
‫الترجمة تلميذه المولى عبد اهلل بن علي الوزير في مؤلف سماه نشر العبير المودع طي نسمة‬
‫التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير قاؿ فيو‪ :‬أنو حضر صاحب الترجمة مجلس الدرس في‬
‫البحر الزخار على القاضي العبلمة محمد بن إبراىيم السحولي اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى‬
‫كلم يتم لو سماعو منو فأكمل سماع بقيتو على القاضي محمد بن علي قيس ككاف ىذا القاضي‬
‫مجودان في الفقو إلى نهاية‪ ،‬مباركان في الفنوف كىو من تبلميذ اإلماـ محمد بن إبراىيم بن‬
‫المفضل المقدـ ذكره استطرادان في ترجمة كلده أحمد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كقد كقعت للقاضي محمد قيس على حاشية ألفها على المنار للمقبلي كلم تكمل انتصر‬
‫فيها لكبلـ أىل المذىب كمسلكو فيها كمسلك المفرعين كليس لو كثير التفات إلى األصوؿ‬
‫كاالستنباط‪ ،‬كمن مشائخ صاحب الترجمة اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل‪ ،‬كالفقيو الصالح‬
‫صبلح بن محمد األحرفي اآلنسي‪ ،‬كىذا الفقيو بمحل من النسك كالفضل كلو يد قوية في‬
‫الفركع كالفرائض‪ ،‬كمن مشائخو السيد العبلمة إماـ الفركع أحمد بن بن علي الشافي‪ ،‬قرأ عليو‬
‫صاحب الترجمة في الثمرات كلم يتخرج على ىؤالء المشائخ في الفقو حتى صارت أنظاره فيو‬
‫شفاء لؤلكاـ كفتاكاه عمدة للخاص كالعاـ‪ ،‬كقد جمعت فتاكاه في مجلد ثم قرأ في الفرائض‬
‫كالمساحة كما يتعلق بذلك‪ ،‬ثم قرأ في النحو على القاضي العبلمة صالح بن محمد العنسي‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬كىذا القاضي ذكره صاحب طبق الحلول فقاؿ‪ :‬في محرـ سنة تسعين كألف توفي‬
‫القاضي صالح بن محمد العياني العنسي بصنعاء أخذ عن عمو القاضي أحمد بن صالح‪،‬‬
‫كالعبلمة عبد الرحمن الحيمي كغيرىما‪ ،‬كرحل إلى مكة المشرفة فسمع بها البخارم كالموطأ‪،‬‬
‫كأكثر صحيح مسلم على الشيخ العبلمة محمد بن علي عبلف الشافعي المكي‪ ،‬كلو قراءة‬
‫قديمة على العبلمة الحسين بن القاسم‪ ،‬كالعبلمة محمد بن عز الدين المفتي‪ ،‬ككاف لطيف‬
‫الطبع سهل الحاؿ كثير المباحثة في الفنوف كلو لمن ىو دكنو‪ ،‬كرأيتو بآخر مدتو يملي شرح‬
‫غاية السؤؿ على الفقيو العبلمة الحسن بن محمد المغربي بمسجد داكد كقبر بخزيمة‪.‬‬
‫كلو شعر فيو لطيف كحبلكة‪ ،‬كمن شعره ما كتب على ضريح شيخو القاضي أحمد بن صالح‪:‬‬
‫إذا غصت في لحج المشكبلت ‪ ...‬كباعي في السبح باع قصير‬
‫فمن ذؿ بحبل لو التول ‪ ...‬إلى اهلل أدعوا كنعم النصير‬
‫شيوخي مضوا كاحد كاحد ‪ ...‬إلى دار عدف كنعم المصير‬
‫مضى أحمد قدكة العارفين ‪ ...‬كريم النجاد عديم النظير‬
‫كقرأ صاحب الترجمة على شيخو ىذا في المنطق كفي األصوؿ الفقهية‪ ،‬كقرأ أيضان في النحو‬
‫كالتصريف على شيخو الفقيو العبلمة المحقق علي بن أحمد الهبل‪.‬‬
‫قاؿ في نشر العبير‪ :‬كىذا الفقيو الهبل فرع من شجر علماء المعارؼ الفقهية‪ ،‬كبدر ساطع في‬
‫سماء طبقات الزيدية‪ ،‬كىذا كقرابتو أىل بيت ال يزاؿ الصبلح فيهم مشهودان كلو لوضائف‬
‫العلمية عليهم معقودا أخذ من العلوـ بحض مرضي‪ ،‬كأدركو في أثناء ذلك األجل المقضي‬
‫كاحتسب إف ىذا الفاضل أخذ في علوـ العربية على السيد العبلمة شمس الدين رحلة الطالبين‬
‫أحمد بن محمد الحوثي كىو الذم كاف في العربية خاالن في كجنة دىره‪ ،‬كغرة شامخة في جبين‬
‫عصره‪ ،‬استفاد عليو في النحو خلق كبير‪ ،‬كتخرج بو جم غفير‪ ،‬أعاد اهلل من بركتو‪ ،‬كرزؽ‬
‫أركاحهم‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕٔ/‬‬

‫ثم قرأ صاحب الترجمة في فن البياف كفي علم الكبلـ كفي التفسير كالحديث كمتعلقاتو حتى‬
‫صار في كل فن إمامان محققان ككانت لو شغلة بضبط الكتب كتعليق الحواشي المتقنة كاألنظار‬
‫المحققة‪ ،‬ككتبو يضرب بها المثل في الصحة كالضبط كالنقل المفيد‪ ،‬كقد أخذ عنو جم غفير‬
‫من أعياف العلماء كالمولى زيد بن محمد في البياف كالنحو كاألصولين‪،‬كالمولى محمد بن عبد‬
‫اهلل بن الحسين بن اإلماـ في الفقو‪ ،‬كالمولى عبد اهلل بن علي الوزير في جمع الفنوف‪ ،‬كالسيد‬
‫العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي في شرح اآليات األحكاـ للنجرم‪ ،‬كفي جامع البياف ‪،‬‬
‫كالسيد الحسين بن األخفش في شرح العضد كحواشيو‪،‬كابن عمو السيد صبلح بن الحسين‬
‫األخفش في الصرؼ كالبياف‪ ،‬كاألصوؿ الفقهية‪ ،‬كالسيد محمد بن الحسين الكوكباني الشاعر‪،‬‬
‫كالسيد الحسين بن الحسن العوامي في أصوؿ الفقو‪ ،‬كالقاضي علي بن محمد العنسي‪ ،‬كالسيد‬
‫العبلمة عبد اهلل بن المهدم الكبسي في المناىل كفي الفصوؿ اللؤلؤية‪،‬ككاف ىذا السيد عبد‬
‫اهلل حلية للمدارس كزينة للمجالس‪ ،‬كلي القضا من المتوكل بن المنصور بصنعاء كمات في سنة‬
‫ثبلث كتسعين كألف‪ ،‬كممن أخذ من صاحب الترجمة السيد العارؼ علي بن محمد الباقر‬
‫الشلبي كىو من فضبل أىل البيت المفضلي مسكنو كأىلو بجبل ضوراف‪ ،‬كمنهم الفقيو العبلمة‬
‫أحمد بن محمد الهبل في البياف كالتصريف‪،‬ككاف لهذا الفقيو ذات لطيفة كأكصاؼ شريفة ككرـ‬
‫خلقي كذىن سياؿ كىواس أخي العبلمة علي بن أحمد الهبل شيخ صاحب الترجمة‪،‬كمنهم‬
‫القاضي العبلمة إسماعيل بن الحسن بن يحيى حابس أخذ منو في المنطق ككاف صاحب‬
‫الترجمة كثير التواضع محبان للخموؿ كعدـ الشهرة كالسعة‪ ،‬قليل الرغبة في مواصلة األمراء‪،‬‬
‫كثير السعاية في الخير‪ ،‬متصلبان في دينو ال يبالي بأحد كاعتراه في آخر عمره النفور عن الناس‬
‫كالوحشة من مبلقاتهم فكاف إذا رأل شخصان من بعد في جهة ماؿ إلى جهة أخرل‪ ،‬ككتب إليو‬
‫تلميذه المولى زيد بن محمد رحمو اهلل يعاتبو في عدـ كصولو‬

‫(ِ‪)ِٕٕ/‬‬

‫إليو بعد أف جاء من حضرة صاحب المواىب‪:‬‬


‫يا جماؿ األناـ من حاز مجدان‬
‫كفخاران كسؤددان ككماال‬
‫مذ ىجرت المحب صار تحيبلن‬
‫دمعو في جدكده قد ساال‬
‫ما الذم سبب البعاد كماذا‬
‫خيب الظن فيك كاآلماال‬
‫نقل الحاسدكف نحوؾ زكران‬
‫باطبلن قد عدا لعمرم محاال‬
‫فتبدلت في سوام كلكن‬
‫لم أطع من ينمق األقواال‬
‫إف كدم الصحيح أكيد‬
‫ىكذل ىكذل كإال فبل ال‬
‫فأجابو صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫يا كريمان يحى الكماؿ فناال‬
‫طاب فعبلن كمحتدان كمقاال‬
‫منو قد جاني نظاـ بليغ‬
‫ماثل الدر بل عبله كطاال‬
‫فيو من فيو من عتاب عجيب‬
‫أفحدان أراده أـ دالال‬
‫نسب الهجر كالبعاد إلى من‬
‫ىو رؽ لوده رؽ حاال‬
‫آه من قولو البليغ كماذا‬
‫خيب الظن فيك كاآلماال‬
‫لست أرضى سواه عنو بديبلن‬
‫أمر أراه فاعلم محاال‬
‫ذاؾ ه‬
‫فات حظي من القريض فسترا‬
‫لمقالي فقد أتاؾ اترحاال‬
‫يا ضياء الهدل لكل رشيد‬
‫زادؾ اهلل نعمة كجبلال‬
‫ككانت كفاتو في سنة خمس عشرة كمائة كألف رحمو اهلل‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٕٖ/‬‬

‫القاضي العبلمة علي بن محمد بن أحمد العنسي ىو إماـ العلم كاألدب كخاتمة المجيدين في‬
‫الشعر كالتسابق في مضمار الببلغة كالمتصرؼ في فنوف اإلبداع كاآلتي من معجز النظم بما ال‬
‫يأتو غيره من المغلقين‪ ،‬كالمتفرد بحسن السبك كانسجاـ اللفظ كلطافة المعاني كسلوؾ‬
‫الطبلطق التي تسحر األلباب تسحر األلباب‪ ،‬كىو من بيت لم يزؿ في أىلو العلم كالفضل‬
‫كالميل إلى محاسن الخبلؿ كالمحبة المفرطة ألىل البيت عليهم السبلـ‪ ،‬ككاف كالده كإخوتو‬
‫من نببلء الزماف‪ ،‬كفضبلء األعياف‪ ،‬كلهم اشتغاؿ بالعلوـ كتعلق بالرئاسات كمباشرة الوضائف‬
‫الدكلية كالقضا كالكتابة كنحوىما‪ ،‬نشأ صاحب الترجمة بصنعاء كحقق علوـ العربية كالفقو‬
‫كاألصولين كالمنطق‪ ،‬ككاف من كجوه الشيعة كممن بلغ في محبة اآلؿ الدرجة الرفيعة‪ ،‬كقرأ على‬
‫القاضي علي البرطي كعلى السيد صبلح بن الحسين األخفش‪ ،‬كعلى المولى زيد بن محمد بن‬
‫الحسن‪ ،‬ككتب صاحب الترجمة إليو في يوـ منعو المطر عن حضور القراءة عليو فيو‪:‬‬

‫(ِ‪)ِٕٗ/‬‬
‫منع الحضور كمنع كفك سيدم ‪ ...‬ىذا استحياء كالديمة الوطفاء‬
‫كم رمت أف ال يلقيمي يومنا ‪ ...‬إال بوجو فيو حياء‬
‫ككتب إليو حاؿ قراءتو عليو في حاشية الشيخ لطف اهلل الغياث كقد تأخر عن الحضور فكاف‬
‫المولى زيد قد انتظر لو في المدرسة‪:‬‬
‫يا إمامان خص بالفضل الذم ‪ ...‬طبق اآلفاؽ بدكان كحضر‬
‫لست أرضى أف ترل منتظران ‪ ...‬كبودم أف تكوف المنتظر‬
‫كقرأء أيضان على الفقيو العبلمة محمد بن صالح العلفي ككتب إليو صاحب الترجمة كقد أىدل‬
‫لو أقبلمان قولو‪:‬‬
‫إليك بدر الهدل الحبر الذم ىو في ‪ ....‬ذكم العلم كبسم اهلل في الصحف‬
‫أقبلـ صم أقر السيف أف لها ‪ ....‬في محكم الذكر كاضح الشرؼ‬
‫تسعى على الرأس طوعان حين تأمرىا ‪ ....‬سعي المجد كإف كقفها تقف‬
‫فدمت يا سامي المجد األثيل بها ‪ ....‬تهدم إلى الطرس حسن الركضة األنف‬
‫كدمت عنها الباؿ ناعمة ‪ ....‬إف بدؿ القاؼ عند النطق باأللف‬

‫(ِ‪)َِٖ/‬‬

‫كلم يزؿ يقرأ في العلوـ حتى أتقنها كمهر في فن األدب ففاؽ فيو من أىل زمنو كأقر لو أدباء‬
‫زمانو بالفضل كاإلجادة في النظم كحسن التفنن كلطف المسلك‪ ،‬كلقد أطلعت على كتاب بخط‬
‫المولى عبد اهلل بن علي الوزير فعلو إلى بعض الفضبلء كصدر فيو بمرثاة من شعره كذكر فيو ما‬
‫لفظو‪ :‬كما أشكل عليك من معاني ىذه المرثاة الصادرة فارجع فيو على إماـ العلم كالببلغة‬
‫القاضي علي بن محمد العنسي فهو أدرل بشعرم مني كإف يكن فعل في ىذا النمط استكتبتو‬
‫كقدمتو على ما فعلت ‪.........‬الببلغة اليوـ في يده انتهىكبلمو‪ ،‬كذكره أيضان في كتابو نشر‬
‫العبير عند ذكره لمن أخذ عن القاضي علي البرطي فقاؿ ما لفظو‪ :‬كمنهم بل من أجلهم القاضي‬
‫العبلمة الذكي المتصرؼ جماؿ الدين علي بن محمد العنسي أخذ عنو كىو غصن من شجرة‬
‫علماء الزيدية المحبين كمواؿ مخلص في الطلبة المخلطين أقبل على العلوـ فحاز منها‬
‫المعلى كىو اآلف نكتة في أبناء العلماء القادة قد سمع‬
‫َّ‬ ‫النصيب األعلى كضرب فيها بالقدح‬
‫معظم الفنوف كىو إلى زيادة‪ ،‬كدارت بيني كبينو مكاتبات الزمن طبق الحلولى كأشهى من المن‬
‫كالسلول كطريقة في الببلغة نباتية ال يشق لو فيها غبار كال يقاؿ لمن قارعو فيها عثارة‪ ،‬كما‬
‫أحسن قولو فيما راجعني بو من القصيدة اليائية‪:‬‬
‫يقولوف سقم في رناىا كخصرىا ‪ ...‬فيا ليتني كنت الطبيب المداكيا‬
‫محجب ‪ ...‬لها فإذا رمت السلو بدا ليا‬
‫ه‬ ‫تمثل في فكرم محيا‬
‫ما ىاجرتي ظلمان كلم أؾ في الهول ‪ ...‬كالزىور فوؽ خديك جانيا‬
‫اسخطا كقد نضمت دمعي قبليدان ‪ ...‬يمر بها في السرب جيدؾ حاليا‬
‫فإف كنت ال ترضين عقياف مدمعي ‪ ...‬فمن نظم فخر الدين ىاؾ ألليا‬
‫انتهى كبلمو‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كىذه القصيدة أجاب بها على المولى عبد اهلل بن علي الوزير في ليلة كاحدة في قصيدتو‬
‫اليائية التي تقدمت في ترجمتو كالتزـ التورية في قافية كل بيت منها كمطلعها‪:‬‬

‫(ِ‪)ُِٖ/‬‬

‫أنادـ من تلك العيوف جواريا‬


‫ككاف الجواب من القاضي في ليلة كاحدة ككقعت لو التورية في أكثرىا كمطلع الجواب‪:‬‬
‫سرت بعد أف أرخت من الشعر داجيا ‪ ....‬مخافة أف تلقى رقيبان ككاشيا‬
‫مهفهفة ما زاؿ تركي لحظها ‪ ....‬يسل إذا ما صاؿ فينا يمانيا‬
‫شقي كلهي من ذلك اللحظ نظرة ‪ ....‬كفا بك داء أف ترل الموت شافيا‬
‫أركـ كأىول لثم أجفانها ككم ‪ ....‬باب إذا استقبلت منها مواضيا‬
‫أعاذؿ ال يعنيك شأني إذ ىما ‪ ....‬عليها بعقياف فدعني كشانيا‬
‫كشم مدمعان قد زاد ىمي لفيضو ‪ ....‬كلم أرل ذاؾ الدمع للهم ماحيا‬
‫ترل سحبان في الخد منو كأنما ‪ ....‬تعد على الدنيا بهن المساكيا‬
‫أليل لقاىا كم بشمس سبلفو ‪ ....‬أعاد بك صبحان بعد أف كنت داجيا‬
‫لك اهلل كم تستركح القلب عندما ‪ ....‬أحدث عنك النفس بالليل خاليا‬
‫ككاىان لوصل في دجاؾ قطعتو ‪ ....‬كأرعت باألحباب فيو األعاديا‬
‫ليالي أحسوا لكأس جدالف أمران ‪ ....‬مطاعان على تلك الثغور كناىيا‬
‫عز كصف حالي كساليا‬
‫كحالي مواسمان صب بثينةه ‪ ....‬كمغرـ ٌ‬
‫فما راعني إال حركؼ مطيها ‪ ....‬كقد أعملتها للسر أك الثنائيا‬
‫أذاب السر تلك الحركؼ فكم ‪ ....‬ألفعاؿ أسما صرت في الحي شاكيا‬
‫علي كحتى الردؼ يبدم تحافيا‬
‫إلى كيف يرجى كصلها بعد سخطها ‪ٌ ....‬‬
‫َّ‬
‫كنحرس عهدان حين أشكوا سوارىا ‪ ....‬كيصمت حتى ال نجيب المناديا‬
‫جرت أدمعي فيها بأسود ناظرم ‪ ....‬كخلت بياضان خلفها كمآقيا‬
‫فداىا قلبي أسير بحبها ‪ ....‬فبل نحبو أك سؤلو راح قاضيا‬
‫لقد أكقفتو بين و‬
‫بأس كمطمع ‪ ....‬فبل نحبو أك سؤلو راح قاضيا‬

‫(ِ‪)ِِٖ/‬‬

‫كبعده يقولوف سقم ‪...‬‬


‫إلى آخر األبيات‪ ،‬كقد مدح صاحب الترجمة اإلماـ المتوكل على اهلل القاسم بن الحسين بغرر‬
‫المدائح كمدح األكابر كتكاتب ىو كأدباء األعياف كأعياف األدباء كالمولى يحيى بن علي بن‬
‫المتوكل‪ ،‬كأخيو الحسين‪ ،‬كالمولى زيد بن محمد بن الحسن‪ ،‬كالمولى محمد بن إسحاؽ‪،‬‬
‫كأخيو الحسن‪ ،‬كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين‪ ،‬كالمولى زيد بن محمد بن الحسن‪،‬‬
‫كالمولى محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كأخيو الحسن‪ ،‬كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ‬
‫القاسم‪ ،‬كالمولى الحسين بن عبد القادر‪ ،‬ككالمولى ىاشم بن يحيى الشامي‪ ،‬كالسيد محمد بن‬
‫حسين الكوكباني‪ ،‬كالقاضي يوسف بن علي بن ىادم‪ ،‬كالسيد صبلح األخفش‪،‬كاألديب شعباف‬
‫سليم‪،‬ك الرقيحي كغيرىم‪،‬كقد جمع شعره شيخنا المولى الوجيو عبد القادر بن أحمد رضي اهلل‬
‫عنو في ديواف رتبو على حركؼ المعجم كجمع فيو كثيران من رسائلو البليغة كأضاؼ إلى ذلك‬
‫شعره الملحوف المسمى بالحميني ككاف أيضان مجيدان فيو حتى في الملحوف بلغة أىل تهامة‪،‬‬
‫كلبث صاحب الترجمة بالعدين مدة طويلة عند كالده ككاف كالده بها متعلقان ببعض األعماؿ ثم‬
‫قلد صاحب الترجمة أيضان بها القضا في أياـ صاحب المواىب كفي أياـ المتوكل القاسم بن‬
‫الحسين ككتب صاحب الترجمة من العدين إلى أخيو القاضي حسين بن محمد العنسي معاتبان لو‬
‫على تركو للمكاتبة ما لفظو أكمل من تصدا للمعالي فتصدر كتخطا إلى رتبها معيدان ألخبار‬
‫الخاتمية كما اعتمت أمر الندا بعد حاتم ذكا الوقار الذم حلق بو على الشهب فلو عاصره‬
‫األحنث لقصر عن بلوغ غايتو‪ ،‬كالرأم الذم تفرد بو فمن أجل ذا األكابر تمسي من رأيو تحتو‬
‫رايتو جوىر المجد الذم ال يرل مثلو في األكياص محيي رسوـ الذكا بعد إياس الهماـ الذم‬
‫ليس إال ‪ ......‬في بلوغ المراـ ‪ ......‬المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن محمد حرس اهلل سما‬
‫مجده بشهب من معاليو ثاقبة كرمى عن قوس سعده بسهاـ األعادية صائبو كاهلل يهدم إليو‬
‫سبلمان يتأرج ‪ ........‬عن أقاح كيتبلج محياه عن‬

‫(ِ‪)ِّٖ/‬‬
‫صباح سبلمان‪.‬‬
‫رأيت الند كالمسك دكنو ‪ ....‬فقلت كأخبلؽ الحسين الفتى المرضي‬
‫سبلـ بشح شطت بو غربة النول ‪ ....‬فأضحى بأرض كاألحبة في أرض‬
‫كبعد حمد اهلل تعالى كصلواتو كسبلمو على محمد كآلو‪.‬‬
‫فصدكه مستطلعان أخبار متطلعان إلى رؤية تلك األكطاف التي ىي منتهى األكطار عن شوؽ يرض‬
‫األكباد في األجساد كيقدح في الفؤاد بأذكى زياد‪ .‬كصبابة تلك الديار لم يبق من الصبر‬
‫صبابة‪ ،‬ككيف من قد كقًد شوقو‪ ،‬كفقد أحبابو‪ ،‬كما الح بارؽ أزاؿ أسهد جفنو كأرؽ أك ىب لو‬
‫نسيم مرابعة األنيسة عليها‪ ،‬كتحرؽ فكيف يناـ كسيوؼ البركؽ تغمد في أجفانو أـ كيف يطفي‬
‫لهيبو كالنسيم مولعة بشب نيرانو‪ ،‬كمع ىذا قد راح راغبان في زاىد كبات ساىدان في راقد كلما‬
‫أخفق قلبو الصابي لم يبق لو السلواف صاحب أك غدا شوقو يزيد ‪ .......‬أعرض عنو الحسين‬
‫جانب مع أني أعلى المحبين رتبة فما بالك كأنت الحسين ترضى بوضع علي كاف لم أمس‬
‫فيك مبلبل الباؿ منكد الحاؿ‪ ،‬كأنت عما القيو خلي كلما أملت منك كتابان بعثت إلي كالحق‬
‫كتايب أك فتحت عيني إلى رضاؾ حاؿ بينها كبينو من قبلؾ حاجب‪.‬‬
‫أحبابو لم يفعلوف بقلبو ‪ ...‬ما ليس يفعلو بو أعداؤه‬
‫فالقلب منك كئيب كالمقلة مقركحة‪ ،‬كإف عذرتك عن الكتاب بشغل الدىر لم يبق لك في تركو‬
‫مندكحة‪ .‬ككنت تشفي بكتبك العليل كأنت بالجهة ‪ ..........‬كالمملوؾ نازؿ على قرب الديار‬
‫فما بالك قطعتها كقد حالت ما بيننا أسباب اال تهتدم الخريت إليها بإثارة ‪........‬بالجزع‬
‫السبلـ ‪ ........‬بالفور عنو فما عدا مما يدا‪ ،‬أما آف لغصن أدبك أف يتعطف‪ ،‬كلصخر قلبك‬
‫القاسي أف ينفجر منو غير شوؽ ‪ ..........‬إلى رضاؾ يتلهف‪ .‬كلما رأيت البعد قد كساؾ‬
‫‪ ........‬كحاشاؾ خابتك خطاب من ركع بسوطو جفاؾ‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫أسكاف صنعاء ما صنعتم كقد غبنا ‪ ...‬اشتقتمونا أـ تناسيتم عنا‬
‫كعيشكم ما عن طيف خالكم ‪ ...‬لطرفي إال بدت من لوعتي أفنا‬
‫كال نسمت من نجوكم نسمة الصبا ‪ ...‬مع الفجر األبث مخترقان مضنا‬

‫(ِ‪)ِْٖ/‬‬

‫فإف تسألوا عني سلمتم كدمتم ‪ ...‬بأطيب عيش ما شدا بارؽ كىنا‬
‫جول ‪ ...‬أم لي أف ألتذ بالنوـ كأىنا‬
‫فها أنا مطوم الظلوع على ن‬
‫إذا حن رعد حن قلبي تشوقان ‪ ...‬إليكم كإف جن الظبلـ لو جنا‬
‫بخلت كلو في الريح أدنا مودة ‪ ...‬يقلدىا من ‪ .......‬ينكرىا عنا‬
‫لماعجزت عن حمل جسمي إليكم ‪ ...‬كأما فؤادم فهو عندكم رىنا‬
‫أحبة صنعاء ما علمت لغيركم ‪ ...‬ىوان في فؤادم من سعاد كمن لبنا‬
‫إلى حبل كصلنا ‪ ...‬أكف نوان يا طاؿ ما أضمر السجنا‬
‫فما بالها مدت ٌ‬
‫ككنا كما نهول كال نعرؼ النول ‪ ...‬كما نافعي قولي لكم أننا كنا‬
‫كحقكم لوال تذكر عهدكم ‪ ...‬لما رحت أسقي الربع كاستسقي الجفنا‬
‫كال حركت شجوم حمائم و‬
‫أيكة ‪ ...‬تردد فوؽ الغصن إف سجعت لحيا‬
‫أغاطيها كالنوح يبعث شجوىا ‪ ...‬فيملي علينا طي تغريدىا حزنا‬
‫حماـ الحمى إف الشجى يبعث الشجى ‪ ...‬فبل تنكرم إف نحت صبا‬
‫فتى ما استعمل الصبر قد حنا‬
‫إذا جنا كقالوا ليس الصبر يحمل بالفتى ‪ ...‬ككل ن‬
‫فقلت نعم لكن إذا كاف يشتكي ‪ ...‬فراؽ حسين كيف يلتذا كيهنا‬
‫مغنى دؽ لم يبلغ الذىنا‬
‫نعم ملت عني جانبان كأطرحتني ‪ ...‬كأني ن‬
‫عبلـ فدتك النفس يا غاية المنى ‪ ...‬تباخلت حتى بالسبلـ على المضنا‬
‫أتمنحني في سفح صنعاء مودة ‪ ...‬كتسلبها إذ غبت ذا عكس ما ظنا‬
‫ألسن ‪ ...‬تخاطب طيفان منك قد زارني كىنا‬
‫كأني ما أمسيت كلي ه‬
‫فديتك زدني جفوة كمودةن ‪ ...‬أنا ال أرل لي غير حبكم فنا‬
‫ترحلت عنكم ال مبلالن كال قبل ‪ ...‬ككيف كأنتم قدتم الدىر لي قنا‬
‫كلو كىو بالعدين عند كالده يشوؽ إلى صنعاء‪:‬‬
‫مقيم ‪ ...‬كغرامي بها لقلبي غريم‬
‫يا ربوعان بها فؤادم ي‬
‫كم لقلبي في رباؾ اشتياؽ ‪ ...‬ىاؾ دمعي فهو الحيا المستديم‬
‫يا رعا اهلل فيك عيشان تقضى ‪ ...‬مر صفوان ما كدرتو الهموـ‬
‫كرعا جيرة بسوحك حلوان ‪ ...‬مذ أقاموا أقافيك النعيم‬
‫مهم منائي كمنيتي كمرامي ‪ ...‬ليس لي مطلب سواىم أركـ‬
‫ليس كجدم بهم حديثان فسألوا ‪ ...‬إف كجدم كاهلل كجد قديم‬

‫(ِ‪)ِٖٓ/‬‬

‫أىيم‬
‫يا حلوالن ‪ .......‬أزاؿ حللتم ‪ ...‬عقد صبرم فما أزاؿ ي‬
‫فعليكم تسهيل ما جفوني ‪ ...‬كإليكم يحن قلبي الكليم‬
‫كىواكم ما حل قلبي سواكم ‪ ...‬في رضاكم أرعى السها ال أنوـ‬
‫فاف ‪ ...‬كفؤادم عار كجسمي سقيم‬‫قاف كصبرم و‬
‫دمع عيني و‬
‫تهد للصب من شذاكم شميمان ‪ ...‬إف تمشت مع األصيل النسيم‬
‫فتشب النيراف بين ظلوعي ‪ ...‬قد أقامات بها يصلى الجحيم‬
‫كحياة النول كترتد صبرم ‪ ...‬إف كجدم بكم لوجد قديم‬
‫إف يومان فارقت فيو ربوعان ‪ ...‬آىبلت بكم ليوـ ذميم‬
‫لم يكن ذلك من رضا بي كلكن ‪ ...‬خانني دىرم الخئوف الظلوـ‬
‫لم يزؿ ناصبان شباؾ جفاه ‪ ...‬لي كأني لو غريم خصيم‬
‫حط قدرم على نباىة قدرم ‪ ...‬دكف من ىو ‪ .......‬كدكني النجوـ‬
‫يا عدكان لكل حبر أديب ‪ ...‬ىكذا يفعل العدك اللئيم‬
‫أنت أقعدتني عن طلب العلم ‪ ...‬فما استطعت على العلوـ أقوـ‬
‫أنت أخفيت أيها الدىر فضلي ‪ ...‬كتناسيتني كأنت مليم‬
‫فكأني معنا لفهم بليد ‪ ...‬دؽ فالفكر حوؿ ذاؾ يحوـ‬
‫قد تحملت في ‪ ..........‬مالو جل ‪ ...‬بالفخر حر كىو رىيم‬
‫ال شقيق شكي إليو شقيق ‪ ...‬ال كال في الورل حميم حليم‬
‫صغر كفي ىو الذم حط قدرم ‪ ...‬في زماف ىو الذميم الرميم‬
‫رب و‬
‫حلم أخذه أضاعو عدـ الماؿ ‪ ...‬كجهل عطا عليو النعيم‬
‫كقاؿ أيضان متشوقان إلى صنعاء كىو عند كالده‪:‬‬
‫يا ربة الصوت المثير شجوني ‪ ................... ...‬الصوت الذم يصبيني‬
‫طوقت عنقك كالبناف خضبتها ‪ ...‬كزعمت أنك في الجوا تحكيػ‪..........‬‬
‫باهلل كفي عن محالك كاقصرم ‪ ...‬كدع الجوا لفؤادم المحزكف‬
‫لم تألفي إلفان كلم تتشوقي ‪ ...‬أرضان كلم تبكي لفقد ضعين‬
‫أما أنا فإذا جننت تشوقان ‪ ...‬فإلى أزاؿ تشوقي كحنين‬
‫كالقلب مني بضعة ال يتنفي ‪ ...‬أف يطوم األسرار قلبي دكني‬
‫يا عمر حتى القلب خاف فبل ‪ ...‬تطل عجبان ألحبابي إذا خاكني‬
‫يا من يظن بأنني أنساىم ‪ ...‬إذا جهلت عملت بالمظنوف‬
‫أنسى ىواىم كىو ديني في الهول ‪ ...‬فالدمع دمعي كالعيوف عيوني‬

‫(ِ‪)ِٖٔ/‬‬
‫يا ساكني مغنا أزاؿ أزلتموا ‪ ...‬سلواف قلب ذم شجا كشجوني‬
‫كسلمتموا نومي فجرتم أذبو ‪ ...‬قد كاف طيف خيالكم يشفيني‬
‫علي حبالي كىو الكرا ‪ ...‬لتصيد طيفكم البخيل جفوني‬
‫ردكا َّ‬
‫أنسيتم ما قد لقيت من الهول ‪ ...‬فيكم كما قويت بدم بمعيني‬
‫أما كىذا القاسيات قلوبكم ‪ ...‬فعلي إف أصف الصفا باللين‬
‫كتخلت حتى قاؿ لي صحبي كقد ‪ ...‬داركا على شخصي فما كجدكني‬
‫باهلل يا ىذا أصرت مطلسمان ‪ ...‬بين كأبدؿ سلكا بيقين‬
‫فأجبتهم أما كطلسمي الضنا ‪ ...‬فما بهيهات أف تقلوا على تكويني‬
‫ىم شبيو جنوف‬‫قالوا نرل ذا الصب ملئ حياتو ‪ ...‬ما زاؿ ذا و‬
‫صدقوا كىل يرجوا الحياة كقد درا ‪ ...‬بمصارع العذرم كالمجنوف‬
‫إني أرل قلبي إليهم طائران ‪ ...‬فرحان عسى ذا باللقا المظنوف‬
‫إف صح ذا فعلي أف أدعوؾ يا ‪ ...‬قلبي إذا بالطائر الميموف‬
‫كلما قاـ باألمر صاحب شهارة المقدـ ذكره ككاف صاحب الترجمة حاكمان بالعدين كتب إليو‬
‫مهنيان لو بعيد كمعتذران عن التأخر لمعاىده كلفظ كتابو‪ :‬موالنا خليفة اهلل كصفوتو كأمينو على‬
‫عباده كحجتو إماـ المعارؼ الذم أحلو من أركية العلوـ حيث يجتمع‪ ،‬كقطب الخبلئق الذم‬
‫ماؿ عن منهاجو فليس بالصلوات الخمس ‪ ........‬أفضل من حكى فلبَّتو القلوب قبل األلسن‬
‫النواطق‪ ،‬كسل عليو سيف عدكه فسلط السيف على مرسلو‪ ،‬كىكذا تكوف المكرمات الخوارؽ‬
‫أمير المؤمنين كسيد المسلمين كخليفة الرسوؿ األمين‪ ،‬المنصور باهلل رب العالمين‪ ،‬ال زالت‬
‫تستفتح المعاقل كتمنح األمل كراماتو كمكارمو كال برحت يقبل أفواه الملوؾ عنها كمو كتراجمو‪،‬‬
‫كالهل تعالى يهدم إلى حضرتو التي ما انفكت مهبطان للبركات العلوية كمستتم للنفحات‬
‫السماكية سبلمان يليق بحبلؿ الخبلفة جبللو كيخجل أنوار الشموس كاألقمار بهاؤه كجمالو‬
‫كرحمة اهلل كبركاتو كبعد حمد اهلل كصلواتو كسبلمو على سيدنا محمد كآلو فصدكر القاصرة‪:‬‬
‫تهنيك بالعيد الذم أنت عيده ‪ ...‬كعيد لمن سما كضحى كعيدا‬

‫(ِ‪)ِٖٕ/‬‬

‫فذا اليوـ في األياـ مثلك في الورل ‪ ...‬كما كنت فيهم أكجدان كاف أكحدا‬
‫فبل زالت األعياد لبسك بعده ‪ ...‬تسلم محركؽ كتعطي مجددا‬
‫يلم األقداـ الشريفة التي ما مشت إال كخفظت لها الركس من األفبلؾ كتستمد صالح‬
‫ثم ي‬
‫األدعية المباركة التي كلما ارتفعت بها اليد الكريمة أمنت عليو األمبلؾ كتطلب صفح أمير‬
‫المؤمنين جعلت فداه عن تراخي ىذه األلفاظ اليسيرة إلى ىذه الغاية‪ ،‬كتجاكزىا في التأخير إلى‬
‫ىذه المدة حد النهاية‪ ،‬كتخلفها في االبتدار عن السابقين األكلين من المهاجرين كاألنصار‬
‫عب سرامهم ‪ ،‬ككفى‬
‫الذين أنشدتهم السعادة تصريحان كعرضت بأمثالنا ‪.....‬حمد المدلجوف ٌ‬
‫من تخلف األبطاء‪ ،‬كىذا التراخي الملحق بحرايم المذنبين المطلوب لو حسن الصفح من أمير‬
‫المؤمنين إنما ىو من بلوغ ىذه الخدمة إلى المسامع الشريفة كالمثوؿ تلك الحضرة العالية بعد‬
‫بقبيل العتبات المنيفة‪ ،‬فأما إجابة الواعية كتلبية الدعوة السامية كحث األمة على إجابة داعيها‬
‫كطاعة منقذىا من الظبلؿ كىاديها‪ ،‬فالمملوؾ فيها يا سرم العزيمة ركاب لؤلخطار العظيمة ؛‬
‫ألنو عمل بأحكاـ المواالة كالمعاداة في حق المحق كالمبطل كالقائم بحق اهلل تعالى كالمهمل‬
‫كالكلمة جبرية كاألحكاـ طاغوتية‪ ،‬كالباطل يقوؿ فيسمع‪ ،‬كالحق يوحى في قفاه كيدفع ليالي‬
‫أتلو ذكركم في مجالس حديث الورل فيها بغمز الحواجب‪.‬‬
‫كأما التراخي عن الخدمة بالمعاىدة يا موالم فالسبب فيو أف ىذا القطر العديني الذم رمت بنا‬
‫إليو األقدار بشدة حرارتو قد ماؿ إلى تقوية أىل الفتور كخالف سكانو فجنحوا إلى اختيار‬
‫مذىب أىل التراخي؛ ألنهم كلكم السبلمة بين طريح الفراش قليل االنتعاش قد الزمتو أسقامو‬
‫كاستطالت عليو أيامو‪ ،‬كبين مكضوـ قلباه محموـ عيناه إف فارقتو حماه في غير كعدىا لم‬
‫كلي عهدىا أعني الوىا الذم ال يقدر معو على حمل يراعو كال يبرح‬
‫يفارؽ جسمو الضعيف ٌ‬
‫ألجلو بين انتعاشو كنزاعو‪.‬‬

‫(ِ‪)ِٖٖ/‬‬

‫ككاف المملوؾ العاني من القسم الثاني‪ .‬كقد الزمتو ىذه المحنة حتى كاف يراقب كقتها من غير‬
‫شوؽ‪ .‬مراقبة المشوؽ المستهاـ‪.‬‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة حاكمان بالعدين حتى عذره عنو المتوكل كقلده القضاء بوصاب فبقي‬
‫فيو مدة ككاف العامل بوصاب السيد شرؼ الدين بن صبلح القاسم المقدـ ذكره فكاف القاضي‬
‫ينكر عليو في ظلمو كيدفع إلى المتوكل سوء سياستو‪ ،‬فدبر السيد شرؼ الدين الحيلة عليو‬
‫ككشى بو إلى المتوكل بما أكجب عزلو كإعراضو عليو كحبسو أيامان‪ ،‬فكتب إليو صاحب الترجمة‬
‫يعاتبو بهذه القصيدة كذلك في سنة اثنين كثبلثين كمائة كألف كمستهلها‪:‬‬
‫شاؾ من حقاؾ متيم ‪ ...‬كعبرة و‬
‫باؾ يمزج الدمع بالدـ‬ ‫ظبلمة و‬
‫أحبتنا ىذا الصدكد الذم أراه ‪ ...‬جفاه التجني أـ كشاتي كلومي‬
‫كلم أجن غير الصد من ثمر الهول ‪ ...‬كلم يحرمني غير دمع كعندمي‬
‫كلن ‪ .....‬استغفر اهلل سلوة ‪ ...‬فؤادم إال مرجوان متضرـ‬
‫لعل خياالن صده سهد مقلتي ‪ ...‬يقوؿ مالم يحرمني على فم‬
‫لعل نسيمان مل زفرة لوعتي ‪ ...‬شكاني إليكم حيلة المتبرـ‬
‫لعلع بركقان غاضها فيض أدمعي ‪ ...‬كشت بي فعل الغاير المتألم‬
‫عقيلة بيت الملك توقد نارىا ‪ ...‬لتأذم نداىا بالوشيح المحطم‬
‫إذا قلت يومان دميت القطر فالثرل ‪ ...‬دـ كالقضا ما بين نصل كلهذـ‬
‫سرت خحفية لكن كشى حلى جيدىا ‪ ...‬فنم على ذاؾ الجماؿ المنعم‬
‫فلم أر شمسان قط تطلع في الدجا ‪ ...‬كال قمران قد قلدكه بأنجم‬
‫كأعيد أما جفنو عند كسره ‪ ...‬فمنتصر مستأسر كل مغرـ‬
‫بركحي منو مالكان جعل البكاء شعػ ‪ ...‬ػارم كأبكاني بعيني متمم‬
‫يهوف عليو إف أبيت مسهدان ‪ ...‬كإف بات عذالي بليل المهوـ‬
‫كما أسرت نومي سول نوف حاجب ‪ ...‬علي كأم صدع تحتو ميم مبسم‬
‫كخيلت كاك الصدع للوصل عاطفان ‪ ...‬فصد فكاف العطف عطف ‪......‬‬
‫لمن أشتكيو كالبرية كلها ‪ ...‬تحكمو في الماؿ كالركح كالدـ‬
‫كلو أف ما بي من حبيب مقنع ‪ ...‬عثرت كلكن من حبيب معمم‬
‫خليفتا أفديو أقطعني الجفا ‪ ...‬كرأسي على ركـ عدكم بأنعم‬

‫(ِ‪)ِٖٗ/‬‬

‫كأعرض عن إخبلص كدم الذم صفا‪ ...‬بزخرؼ زكر من حسود مذمم‬


‫كقد قاؿ قبلي الشعر شاعر كنده ‪ ...‬كناىيك بالشيخ الرئيس المقدـ‬
‫كما منزؿ اللذات عندم بمنزؿ ‪ ...‬لذا لم أبجل عنده كلم أكرـ‬
‫فكيف ‪ .......‬ىوانان كذلة ‪ ...‬كعادة أمانيو بصفة معدـ‬
‫جنانيك مطلوبان جنانيك رحمة ‪ ...‬كعطفة مفضاؿ كإحساف منعم‬
‫كحسبي موىوبان و‬
‫ألىل كصبية ‪ ...‬يطوؿ عليهم حسرتي كتندمي‬
‫صغار كأفراخ القطا في ككورىا ‪ ...‬يراعوف خيلي أك يرجوف مقدـ‬
‫كقد حاؿ ما بيني كبين‪ ... .........‬تميمة و‬
‫كاش تحتها سبة أرقم‬
‫كما كنت أىبلن ألطراح كمنطقي ‪ ...‬يصوغ حلي تاج المليك المعظم‬
‫إذا انظم العقد الفريد ‪ ... .......‬جبله الغواني قبل طرس المترجم‬
‫يعز عليو أف يطاكؿ ظيمو ‪ ...‬يزين سواجيد الخبلفة باعلم‬
‫أب للورل إف عود الجهل يحلم‬
‫كحاشى أمير المؤمنين فإنو ‪ ...‬ه‬
‫كدكنك عتبي منشدان كمحكمان ‪ ...‬لرأيك في أمرم كشأنك فاعلم‬
‫رضيت بما ترمني بو لي محبةن ‪ ...‬كقدت إليك النفس فؤادم المسلم‬
‫كمثلك من كاف‪ .........‬فؤاده ‪ ...‬ككلمو عني كلم أتكلم‬
‫ثم يحقق المتوكل براءة صاحب الترجمة مما نسب إليو ذلك العامل فرضي عنو ككاف من أعياف‬
‫دكلتو‪ ،‬ثم جعل بنضره القضاء في الحيمة فعزـ إليها كاستمر فيها حاكمان حتى كافاه الحماـ بها‬
‫سنة تسع كثبلثين كمائة كألف ككاف موتو فجأة‪ ،‬كقيل أنو مات مسمومان كاهلل أعلم‪.‬‬
‫ككاف ىمامان سريان لبيبان ألمعيان في طبعو جده‪ ،‬كيقاؿ أنو كاف لو صاحب من الجن لما رأكا من‬
‫صنيعو في بعض األحواؿ كذلك أنو كاف إذا ضاؽ صدره عن أجبلؼ الرعية من أىل الحيمة في‬
‫كثرة خصوماتهم صعد إلى جباؿ ال يقدر أحد منهم على سلوكها بل كال يكاد يسلكها أحد من‬
‫الشطار‪ ،‬كمع ىذا فإنو يصعدىا غير مكترث من كعارة المسلك‪ ،‬بل يرتقي فيها البسان لخفو‬
‫كبيده ما يحتاج إليو في جلوسو من كورة للماء ككتاب المطالعة كدكاة كقرطاس كنحو ذلك‪.‬‬

‫(ِ‪)َِٗ/‬‬

‫ككاف لصاحب الترجمة غراـ طويل بالمولى محمد بن إسحاؽ كمكتابتو كمدحو كجرت بينهما‬
‫مكاتبات كثيرة‪ ،‬فمن ذلك ما أجاب صاحب الترجمة عليو من قصيدة مستهلها‪:‬‬
‫كقوفان عند حدؾ يا نظاـ ‪ ....‬كإياؾ الدنو من الصدكر‬
‫كيا كلما أجازم فيو قومان ‪ ....‬منم بين القصير كالنظير‬
‫اش لست منك كلست مني ‪ ....‬فبل لك كال لي من مجير‬
‫فر ن‬
‫فهذا الليث مد يدان إلينا ‪ ....‬كمن يدنو من الليث الهصور‬
‫كىذا الملك ىز قنان علينا ‪ ....‬فرجوات الخبلص من الغركر‬
‫كىذا البحر ‪ ......‬فكيف قلي ‪ ....‬سبلمة من تعرض للبحور‬
‫فخذ لك كاغتنم نصحي أمانان ‪ ....‬فما لك في البرية من نصير‬
‫كقل يا نظم من ترد المعالي ‪ ....‬براحتو حياظان من بحور‬
‫فديك ما جفاؾ إلى طبلبي ‪ ....‬أباز منك مرىوب الزئير‬
‫كما حدثت ال كاهلل نفسي ‪ ....‬بذلك كلست بالمقدـ العزير‬
‫ككيف أكافح األخطار عمدان ‪ ....‬كما شأف التثبت في أمورم‬
‫كغاية القصور عن النعاؿ ‪ ....‬كما أنا بالمغفل عن قصور‬
‫فلما قلت اقترب يا بدر مني ‪ ....‬أللمس صفحة البدر المنير‬
‫كال قلت انصدع يا بحر عني ‪ ....‬أخوضك مرغمان لك في عبورم‬
‫كال قلت اجتنب يا ليث عزمي ‪ ....‬كال تعرض لفتاؾ غيور‬
‫كشأني أف أقارح كل شخص ‪ ....‬قصير الباع من باعي القصير‬
‫كاحترـ الخبلفة أف تراني ‪ ....‬كقد رمت الدنو من السدير‬
‫فخذ ىذا اعتباران ال جوابان ‪ ....‬فهذا عذر منهاضا كثير‬
‫كفر دامت ‪ ....‬سبلمتو سلمت مدل الدىور‬
‫كمن ألقى السبلح ٌ‬
‫كمن شعره مجيبان عليو قولو‪:‬‬
‫ىي شمس لها الثريا نطاؽ ‪ ....‬ملكتها قلوبنا األحداؽ‬
‫ال تسل حيث ينجح الديم عنها ‪ ....‬ثم سل حيث تضرب األعناؽ‬
‫فهي ال تعرؼ الببلغ ‪ ........‬فاللول ‪ ....‬فهو فوقها خفاؽ‬
‫فلها حيث يعقد التاج بيت ‪ ....‬ظللتو بيض الصفاح الرقاؽ‬
‫يصحب النجم فوقو حين يسرم ‪ ....‬خفران من فوقها كرقاؽ‬
‫ليت شعرم أف قلت يا دمية القصر ‪ ....‬أيبقى على دمي أك يوراؽ‬
‫قاتل اهلل القلب أين تخطأتو ‪ ....‬كتعاطى في الحب ما ال يطاؽ‬
‫سامني حب من ذا فهت بالوجد ‪ ....‬عليها سالت دمان مهراؽ‬
‫غادة ترخم الحلي فتحلو ‪ ....‬جيدىا كي تزين األطواؽ‬
‫شبو بالدجى ذكائبها السود ‪ ....‬فذاب الدجى كزاؿ الشقاؽ‬

‫(ِ‪)ُِٗ/‬‬

‫ثم قالوا بين المراشف خمر ‪ ....‬كنعم لو حلي لخمر مذاؽ‬


‫يا نديمي كالنديم المعافى ‪ ....‬في الهول شأنو الوفى كالوفاؽ‬
‫علبلني كال تقوالف فبلف ‪ ....‬قتلتو فيما مضى األحداؽ‬
‫فلذا شمو من العذر لكن ‪ ....‬حسنام ما يفعل العشاؽ‬
‫كاسئبل لي أىل الصبابة دمعان ‪ ....‬إف أغارت دموعها اآلماؽ‬
‫كترجت در مدمعي لوعة الوجد ‪ ....‬كأفنت عقيقو األشواؽ‬
‫كاذكرا لي ىل كاف من قبل ريا ‪ ....‬يعتلي صفحو البدكر المحاؽ‬
‫كإلى خودؾ البديعة يا عز ‪ ....‬المعالي ىذا الحديث يساؽ‬
‫ما جنينا بدمية القصر إال ‪ ....‬ما أدارت منها لنا األكراؽ‬
‫جبن الفكر أف ياقبل بالسخر ‪ ....‬عقودان للدر منو امتشاؽ‬
‫فخذ عناه بالتسيب ليمضي ‪ ....‬غافبلن كىو ناشق مشتاؽ‬
‫لم تزؿ تلبس الغرالة كشيان ‪ ....‬خسركا يا لها بو إشراؽ‬
‫كيعير الطبل محاسنو الغر ‪ ....‬فتنشأ منو الكؤكس الدىاؽ‬
‫كىو ال يعرؼ الغراـ إال أف ‪ ....‬حاف كشف الغطاء فضاؽ الخناؽ‬
‫فغراه كقد تقاسرت الخطو بو ‪ ....‬إذ دىاه ماال يطاؽ‬
‫فهي في حالتي ‪ .........‬كمدح ‪ ....‬الختبلؼ األضداد فيو اتفاؽ‬
‫طائر كاقع سكيت سبوؽ ‪ ....‬خصائل ناكص كذاؾ الطباؽ‬
‫‪ .....‬السيد المكاتب عبدان ‪ ....‬كلم يكن في طبلبو األعناؽ‬
‫جاءني طرسك الذم مؤل األفق ‪ ....‬سناءان للصبح منو اشتقاؽ‬
‫فلو صولة الملوؾ فبل غرك ‪ ....‬إذا زيغ قلبي الخفاؽ‬
‫ككاف حقان بأف أكوف أنا البادم ‪ ....‬كال فضل لي كال استحقاؽ‬
‫إف شأف العبيد أف تبتدم السادة ‪ ....‬يا سيدان ىو السباؽ‬
‫حياء من المجد ‪ ....‬فلي منذ جاءني إطراؽ‬
‫أنا في عجلة ن‬
‫لي اهلل ‪ ....‬إذا قابل الصهيل النهاؽ‬
‫فليت شعرم ماذا أقوؿ ى‬
‫أنت أطلعتها كوكاكب كالحبر ‪ ....‬دجاىا تزىو بو اآلفاؽ‬
‫أنت كاهلل قد أخذت بإطرائي ‪ ....‬المعاني كىي الرقاؽ كالرشاؽ‬
‫إف أجبنا عنها عرفت معانيك ‪ ....‬لدينا كخابت السراؽ‬
‫فقطعنا الكبلـ بثان كعدنا ‪ ....‬نتشاكى الفراؽ زيغ الفراؽ‬
‫عيل صبران لمشتاؽ حبان لمرأؾ ‪ ....‬فما ذاؾ يصنع المشتاؽ‬
‫أتراني أنشأ مطارحة المولول ‪ ....‬حديثان للركض منو امتشاؽ‬
‫ككقوفي في ىالة البدر كالشمس ‪ ....‬يرل دكننا لها إشراؽ‬
‫كىي طوران على العلوـ فتمتد ‪ ....‬إلى حسن لفظو األعناؽ‬
‫بوقار يزيد رصوان كقاران ‪ ....‬كذكاءان للنار منو احتراؽ‬

‫(ِ‪)ِِٗ/‬‬
‫كإذا أنشد الشوارد قلنا‬
‫ذا ابن إسحاؽ الجود أـ إسحاؽ‬
‫جمع اهلل شملنا بك يا بدر‬
‫كللزىر من سناؾ ائتبلؽ‬
‫أنت من تبسم السيوؼ كتحتك‬
‫لذكر اسمو الجياد العتاؽ‬
‫ىاؾ لفظان إذا ادعى نسب الشعر‬
‫نعتو األسماع كاألذكاؽ‬
‫ذا عيوب لوال مديحك فيو‬
‫أنفت أف تضمو األكراؽ‬
‫إف شكى العجز عن جوابك فاقبلو‬
‫كإف يمتهل فذاؾ اختبلؽ‬
‫يطلب المرء مهلة في الذم يمكن‬
‫أك يستطاع أك يستطاؽ‬
‫دمت ما اخضر عارض النبت‬
‫في خد الثرل جاده الحيا الغيداؽ‬
‫كمن شعره في بئر العزب‪:‬‬
‫كبالعزب من صنعاء سقى اهلل سفحها‬
‫كباكرىا صوب الحيا متدفق‬
‫حدائق ركض جوىا يبعث الهول‬
‫كيفعل فعل البابلي المعتق‬
‫مناخ ألفراح كأنس ألنفس‬
‫كلهو لمشتاؽ كركح لضيق‬
‫إذا لبست أغسانها كشي ركضها‬
‫رأيت لها زىو المليح المقرطق‬
‫فساكنها ال يسكن الهم قلبو‬
‫كإف لم تصدقني بذا فتحقق‬
‫أظن لصنعاء لوعة كصبابة‬
‫بها فلها فعل العبيد المسرؽ‬
‫أما عانقها كجدىا فترشفت‬
‫لذيذ الماء من نهرىا المتدفق‬
‫كما رضيت بالبعد عنها كغيرىا‬
‫أبرضي المعنى بالنول كالتفرؽ‬
‫فتى ذك ىمة ملكية‬
‫ككل ن‬
‫إلى النجم يسمو أك على النجم يترؽ‬
‫يهيم بشطيها كيهول نسيمها‬
‫كيصبوا إليها صبوة المتشوؽ‬
‫كينفر عنها كل فدـ مغفل‬
‫بهيمي طب وع إف رأل األكل ينهق‬
‫فصار أمناه أكلة تدفع الطول‬
‫كلو فوؽ حر الجمر أك جوؼ مطبق‬
‫فيا سفحها المهدم إلى القلب نشى‬
‫يلف بها شمل السركر الممزؽ‬
‫ترحل عن ظهر السحاب لك الحياة‬
‫كقبل ذاؾ الترب تقبيل شيق‬
‫كيا منبع العينين من سفح حدة‬
‫لها ال لذاؾ السفح منك تشوؽ‬
‫إذا ذكرت نهريك نفسي أنشدت‬
‫إلى عينيك ما يلق الفؤاد كما لق‬
‫كما شعب بواف كقد صاح طيره‬
‫كقد ىاجو رقص القظيف المسفق‬
‫بأحسن منها كالمئاة كأنها‬
‫أراقم إف ىبت بها الريح تفرؽ‬
‫كقد نثرت رمانها لنزيلها‬
‫فما سار إال فوؽ ىاـ مغلق‬
‫كفاض خليج النهر فوؽ مركجها‬
‫كقد رؽ صافي نهره المتدفق‬
‫يجيز لمرئيها كقد فرشت لو‬
‫بساط من الركض النضير المنمق‬
‫كقد زخرفت أبراجها كتزينت‬
‫ببدر كلكن بالمعارؼ مشرؽ‬

‫(ِ‪)ِّٗ/‬‬

‫كلم أرد البدر الذم يطلع الدجى ‪ ....‬كلكن بدران إف رأل الشمس تطرؽ‬
‫حفيد الحسين الملك كارث علمو ‪ ....‬سمي الرسوؿ المستجاب المصدؽ‬
‫بأمثالو تزىو حدائقنا التي ‪ ....‬تتيو على الزكراء كمصر كحلق‬
‫ألم تراىا قالت لركضة حاتم ‪ ....‬على غيرنا يا أـ كرب تشدؽ‬
‫فو اهلل لو ال أف في الدرب منزالن ‪ ....‬حماؾ لعاثت فيك عارة منطق‬
‫كلكن بسلطاف المعارؼ كالعبل ‪ ....‬كإف كاف يدعى باإلماـ المحقق‬
‫صفي الهدل يفديو من كل حادث ‪ ....‬عداه كأعني بالعدل كل أحمق‬
‫ينالك في درب السبلطين معقبلن ‪ ....‬يرد األعادم فيلقان بعد فيلق‬
‫على أنني أعطي الجراؼ ألجلو أماني ‪ ....‬كأثني عنو سيفي كبندؽ‬
‫فجدكالو يسقيو ريق مائو ‪ ....‬كال غرك أف يدعى الجراؼ إذا سق‬
‫كما أنت يا ذىباف كالفخر لنا ‪ ....‬تلوذ بأطراؼ الجباؿ كتتق‬
‫كأف محلي عند مرآؾ ناظر ‪ ....‬إلى غلط في جانب الصفح ملحق‬
‫كليتك يا سعواف تدرم بأنني ‪ ....‬بمثلك ال أدرم كإف كنت مشرؽ‬
‫أمن بعد أف جبلت ذىباف تبتغي ‪ ....‬جبلدم كتقول للوغى حين نلتق‬
‫كلما رأل ثقباف ذىباف دكنو ‪ ....‬قتيبلن بكهف تحت صخر مفلق‬
‫دنى خاضعان كاستوىب العفو سائبلن ‪ ....‬كقاـ مقاـ المحتدم المتملق‬
‫كقد كاف في حوبي‪ ......‬الذم ‪ ....‬يصوؿ بو نحوم كيسطو إذا لقي‬
‫ككنت إذا كاتبتو قبل ىذه ‪ ....‬كتبت إليو في قذاؿ الدمستق‬
‫كيا ظهر كم من باطن لك لم يكن ‪ ....‬مجيدان كسل نجراف عنو تحقق‬
‫كما طلع إال شريكك في الذم ‪ ....‬أشركاف صرحت باألمر تفرؽ‬
‫كيا عصر الغر عوفيت فاعتبر ‪ ....‬بغيرؾ ال تبرز و‬
‫بعرض ممزؽ‬
‫إذا كنت بأشجار الجفى فقد مضى ‪ ....‬لي الحسن إني ذات جيد مطوؽ‬
‫فمن شاء أف يلهو بلحية أحمق ‪ ....‬أراه غبارم ثم قلو ألحق‬
‫كىذه القصيدة عرض فيها بالمولى الفخرم عبد اهلل بن علي الوزير كفعلها أياـ تأليف المولى‬
‫الفخرم ألقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبئر العزب‪ ،‬كقد تقدـ في ترجمة الوالد‬
‫العبلمة حسن بن أحمد الحوثي ذكر شيء مما قيل في تفضيل أحدىما على األخرل‪.‬‬

‫(ِ‪)ِْٗ/‬‬

‫كلصاحب الترجمة رسالة سماىا الركض اإلقحواني في الشعير الزىواني‪ ،‬كلفظها‪:‬موالم حامي‬
‫حمى الدين‪ ،‬كحافظ بيضة المسلمين‪ ،‬خلد اهلل إقبالو كضاعف جبللو‪ ،‬حولتم للملوؾ بعشرين‬
‫قدحان على الزىواني الذم ال يقبض الحواالت منو إال باألماني‪ ،‬فسلم للملوؾ منها أربعة أقداح‬
‫شعير كاف قد سهى خازف اإلماـ صبلح الدين في ذلك العصر فتركو في زاكية من زكايا القصر‬
‫ثم مرت عليو األعواـ كالدىور في خبلفة كالده اإلماـ المنصور ثم تخالفت عليو يا موالل‬
‫العناصر في دكلة محمد بن الناصر‪ ،‬ثم خلق الجسم كاالىاب في أياـ عامر بن عبد الوىاب‪،‬‬
‫ثم عاقتو خيل المجاىدين في دكلة اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬ثم عمره التراب إلى كعب الشراؾ لما‬
‫استولت على اليمن علوج األتراؾ‪ ،‬ثم الحت أنوار الدكلة القاسمية التي لبس الدىر بها شبابو‬
‫كزاف جبينو فيها بأشرؼ عصابة‪ ،‬كقد صار ذلك الشعير دفينان تحت ترابو كقد ذىب لبو لطوؿ‬
‫المدة فلم يبقى غير إىابو‪ ،‬ثم تعاقبت على المخزاف أيدم الخزاف كلكنهم لم يبلغوا في التحرم‬
‫كالتفتيش ما بلغو ىذا الرجل النصيح ذم الطبع المرضي كالخلق الشحيح‪ ،‬فإنو لفرط األمانة لم‬
‫يترؾ التلفت على الزكايا كال أىمل المثل السائر كم في الزكايا من خبايا‪ ،‬فعثر في بعض لفتاتو‬
‫على تلك الزاكية التي اشتد خبلفها كخفيت أعبلمها‪ ،‬فرأل شيئان مجموعان كتبلن مرفوعان فنكثو‬
‫بمقطن لدكاه لينظر ما كراه فبلحت لو منو شعيرة بغير شعوره‪ ،‬أسرؼ ألجلها في حبوره‬
‫كتصحيف سركره‪،‬فأمر بإثارة ذلك الكنز المدفوف كالدفين المخزكف‪ ،‬ثم غبر فحصل منو أربعة‬
‫أقداح فجاءت كفق اإلقتراح‪ ،‬كاتفق لسوء الحض حضور رسوؿ الغرير حاؿ بعث من مرقده أدـ‬
‫ذلك الشعير‪ ،‬فكيل لو في الغرائر على غرة كقيل لو خذىا كاحذر العود بعد ىذه المرة‪ ،‬ثم‬
‫تحمل الحمالوف ذلك الببل المكند كالرزؽ الزىواني المنكد‪ ،‬كلعلهم مركا بو على ديار بني‬
‫عذرة فاستعار نحو قوؿ قيس بن ذريع كخفية عقل مجنوف بني عامر‪ ،‬كرقة شعر يزيد بن الدمينة‬
‫القائل‪:‬‬

‫(ِ‪)ِٗٓ/‬‬
‫أال يا صبى نجد متى ىجت من نجد ‪ ....‬لقد زادني مسراؾ كجدان على كجد‬
‫كفي أثناء رجوعو من ديار بني عذرة عرج ‪.‬بقبر جحظة البرمكي فاستنشده شيئان من أشعاره‬
‫ليكوف أحد ركاة أخباره فأنشد‪:‬‬
‫كرؽ الجو حتى قيل ىذا ‪ ....‬عتاب بين جحظة كالزماف‬
‫فتواجد من الرقة حتى خرج من الوجود كلحق بالشيء المفقود‪ ،‬كقيل في تلك الساعة التي‬
‫لحق فيها بالعدـ كما بالعهد من قدـ‪ ،‬كسكب غرائره فلم أدرؾ شيئان إال ما حس بو من‬
‫السراب‪ ،‬فارتبت لحاملو فتلى {ياأيها الناس إنا خلقناكم من تراب} ككنت قبل تفريغو قد سألت‬
‫حاملو ما ىذا المتوارم الملفوؼ‪ ،‬كالجرـ المستنكر غير المعركؼ شعران‪:‬‬
‫قلت ما ىذا الذم كاريتمو ‪ ....‬فبقلبي من تواريو استعارة‬
‫قيل طيف قلت طيف يقضو ‪ ....‬قيل كىم قلتم كىم في غرارة‬
‫قيل قيس بن ذريح قد أتى ‪ ....‬قلت بالشاـ فمن أبنا مرارة‬
‫قيل ذا شعران بها خذ لطفو ‪ ....‬قلت ذا كاف زرعه في مغاره‬
‫قاؿ لي حاملو أعييتنا ‪ ....‬كبلينا بفقيو من شهارة‬
‫خذه تأريخان قديمان كاستفد ‪ ....‬منو علمان كاسعان حلو العبارة‬
‫كاطلب المولى طعامان غيها ‪ ....‬فهو ال يرضى بأف تلقى خسارة‬
‫قلت ىذا الرأم كاهلل كلو ‪ ....‬جاء من غيرؾ أعطاه الوزارة‬
‫كمن شعره رحمو اهلل قولو‪:‬‬
‫يا سميرم كللفتوة قوـ ‪ ....‬خلقوا من سبللة اإلنسجاـ‬
‫بطراز الرفى بتشبيب مهياؿ ‪ ....‬بلطف البها بطبع السبلـ‬
‫قم فعرج بنا على مرقص الشعر ‪ ....‬كفتش بنا طريق الغراـ‬
‫كعيوف المها كيا ظبية الباف ‪ ....‬أال فاسقني أدر يا غبلـ‬
‫كأرحني من الكبلـ الذم ‪ ....‬يشمخ أنفان بالبأس كاإلقداـ‬
‫كلبسنا الحديد ثم اعتقلنا ‪ ....‬ألفان من مثقف فوؽ الـ‬
‫كمن الناسك المشمر كمية ‪ ....‬كنظم الفقيو في األحكاـ‬
‫ثم دعني من الصعود إلى رضوا ‪ ....‬كأعني بو كصف الكبلـ‬
‫كقفنا نبك أك أقيموا بني أمي ‪ ....‬كتلك الصخور فوؽ األكاـ‬
‫مالنا كالبكاء على رسم دا ور ‪ ....‬حل ىذا لعركة بن حزاـ‬
‫ما ترل رقة النسيم كقد ىبت ‪ ....‬كشكول متيم مستهاـ‬
‫كرياض بوزف كالغيد حتى ‪ ....‬أنها ما خلت من النماـ‬
‫ككأف الوسمي صب شكا البين ‪ ....‬إليها بلوعة كغراـ‬
‫كعبل بالرعود منو نحيب ‪ ....‬عن حشى بالبركؽ ذات اضطراـ‬

‫(ِ‪)ِٗٔ/‬‬

‫ككأف الدىور حتى تغطت ‪ ....‬عند ذاؾ النحيب باألكماـ‬


‫خجلت كالشقيق منها خدكد ‪ ....‬صبغت بالحياء فهن دكامي‬
‫فبحسن الرياض بل بودادم ‪ ....‬لك يا منيتي على األياـ‬
‫ال تقل أطلعت سماء الدياجي ‪ ....‬سقفان عند ركضنا البساـ‬
‫غير أف المريخ عار من الورد ‪ ....‬فأغرل بو نجوـ الظبلـ‬
‫فاستعار الذراع كف الثريا ‪ ....‬كاجتناه من تحت كم الغماـ‬
‫كمن شعره مودعان للفاضل ‪ ......‬حموم عند عزمو من اليمن الميموف‪:‬‬
‫ال ذاب من نار كجدم عنبر الغسق ‪ ....‬كال سقى مدمعي ريحانة الفلق‬
‫إف كنت شجعت قلبي يوـ ركعني ‪ ....‬فيك النول كرماني فيك بالفرؽ‬
‫فلم تحن فلم تدرف الجنوف فكم ‪ ....‬يجزع فلم يمس نهب الشوؽ‬
‫كالقلق يا من كىبت كال من عليو لو ‪ ....‬سلو قلبي فقلبي دائم الحرؽ‬
‫آىان عليك ككا شوقان إليك كيا ‪ ....‬فدان لعينيك ما أبقيت من رمق‬
‫ما لي كللبين أبكاني عليك دمان ‪ ....‬فرحت يا بدر كأبكي فيك للشفق‬
‫إف التبلقي كأياـ العذيذ كما ‪ ....‬أعني بو غير ثغر منك متسق‬
‫كأين عيش على الجرعا مختلس ‪ ....‬سقتو عينام صوب العارض الغدؽ‬
‫أياـ أطرد خيل اللثم مبتهجان ‪ ....‬في ملعب الخد ذا شوؽ إلى السبق‬
‫كاجتلى تحت ليل بالشعر بدر الدجى ‪ ....‬تحفو أنجم من لؤلؤ العرؽ‬
‫كىا أنا اليوـ يا من حلي قامتو ‪ ....‬ال يستقر على حاؿ من القلق‬
‫طويل أنا ليل غير منبلج ‪ ....‬قصير أىداب جفن غير منطبق‬
‫عاف ضر هير دجام قد أضل عمى ‪ ....... ....‬كحاكؿ أف يمشي فبل يطق‬ ‫و‬
‫يا قلب إف لم تذب كجدان إذا ادكرت ‪ ....‬على العتيق ليالي عيشنا األنق‬
‫فاذىب كخلي ضلوعي كامض حيث تشا ‪ ....‬كاهلل ال قلت كا قلبي ككا حرقي‬
‫كيا كر مقلتي ىذا الخياؿ جفى ‪ ....‬فما كقوفك ما مثواؾ في حدؽ‬
‫دع جفن عيني يناجي في الدجى قمر ‪ ....‬أرقد ىنيئان فإني دائم األرؽ‬
‫يا للرجاؿ أما للصب من منتصف ‪ ....‬من الفراؽ كال أمن من الفرؽ‬
‫في كل يركع البين مهجتو ‪ ....‬بنازح نازح للمدح الطلق‬
‫كقد حلت على رغضم عضائمو ‪ ....‬أال ثوا مصطفي عنا فلم أطق‬
‫قالوا الرحيل كال أسطيع أنسبو ‪ ....‬إليك عوفيت من سحق كمن قلق‬
‫قد حاف من كقتو ما كاف يزعجنا ‪ ....‬ذكراه كالشمل منا غير مفترؽ‬

‫(ِ‪)ِٕٗ/‬‬

‫إف كاف حقان فبعدان للرحيل كيا‬


‫كيبله من يومو المجرم دـ الحدؽ‬
‫فهو الظبلـ سواد في عيوف شح‬
‫كإف غدل في محاؽ الوصل كالفلق‬
‫أحين ‪ .........‬أقبلمنا فذىني‬
‫يا شيخ زىر العلوـ المعجب الشبق‬
‫كانهل من لفظك العالي بربوتو‬
‫ذكب اللجين مكاف العارض العذؽ‬
‫كحين أصلحت ما بين الزماف كما‬
‫يثني كبدلت عني بالرضى حنقي‬
‫تسير عنا بأكباد مشيعة‬
‫بلؤلؤ من سقيط الدمع متسق‬
‫فإف تغب فلقد أبقيت حسن ثنا‬
‫كطيب ذكرؾ أريج إف رحلت بقي‬
‫فاذىب كما السحب مرت بالربا فغدت‬
‫تثنى عليها بنشر الركضة العبق‬
‫كىاكها قد أذاب البين مهجتها‬
‫أما ترل جبرىا في زم محترؽ‬
‫فاسبل لها الستر إف جاءتك تحملها‬
‫طرس كعرضك يا نجل الكراـ تقي‬
‫كلو في أمير المؤمنين علي عليو السبلـ قاؿ كلم يعلم أح هد أسبقو إلى ىذه التورية‪:‬‬
‫يقولوف صف عن حيدر نفس أحمد‬
‫أكاف جديران بالمديح فنطنبا‬
‫كما صفوا من خلقو فلقد عدل‬
‫ثناه من األلحاف أطران كأطربا‬
‫كمن ق ٌد في أياـ خيبر سيفو‬
‫فقلت لهم أىبلن كسهبلن كمرحبا‬
‫كلنختتم ترجمتو برسالة أنشأىا إلى المتوكل على اهلل في شأف أخيو القاضي الكريم الحسين بن‬
‫محمد العنسي لماحوؿ عليو اإلماـ بثبلثة آالؼ قرش بقوؿ و‬
‫كاش حسود‪ ،‬كلما اطلع اإلماـ على‬
‫ىذه الرسالة أرجع الحوالة على ذلك الواشي كىي‪ :‬المولى الذم بطرؽ الدىر إذا نطق كتنهزـ‬
‫الحوادث إذا انطلق ظل اهلل الذم‪.‬‬
‫من الذ منو بركن لم يزؿ أبدا ‪ ...‬ريب الحوادث عنو كىو مندفع‬
‫كخليفة اهلل الذم‬
‫إف أخلف الغيث لم تخلف مواىبو ‪ ...‬أك ضاؽ أمران ذكرناه فيتسع‬
‫أمير المؤمنين كسيد المسلمين المتوكل على اهلل رب العالمين ال بربح السعد متفق صعاده‪،‬‬
‫كالنصير طليعة أجناده‪ ،‬كاهلل يهدم إليو سبلمان‬
‫أرؽ من دمعة الشاكي إذا كقفت ‪ ...‬آمالو بين صدؽ الوعد كاليأس‬

‫(ِ‪)ِٖٗ/‬‬

‫ىاكها أعزؾ اهلل نفثو مصدكر قد خلص لسانو‪ ،‬كتبلد جنانو‪ ،‬كخانو إخوانو‪ ،‬تحجم شكواىا عن‬
‫بلباؿ‪ ،‬كتنفس صعداىا عن ىموـ كأكجاؿ‪ ،‬كقد جراىا حكم المعهود‪ ،‬كاحتمالك الذم أالف لك‬
‫الجلمود فوثب عتابها‪ ،‬ككاف يخرج عن التأديب خطابها‪ ،‬فقاـ لفظها مقاـ المتظلم المحركؽ‪،‬‬
‫كشكى تشكي األسير الموثق‪ ،‬كقدـ مقدمو لشكواه‪ ،‬كجعلها ذريعة لوصف بلواه فقاؿ‪:‬‬
‫اعلم أطاؿ اهلل بقاؾ كحرس نعماؾ‪ ،‬أف كل أحد يعلم أف الدىر محل األكجاؿ كاألكناؿ‪ ،‬كأف‬
‫المصائب قد تمر على الفتى كتهوف دكف شماتة الحساد‪ ،‬كأف اإلنساف عرض للمحن رضي بها‬
‫أـ لم يرضى‪ ،‬بيد أف فيها ما يطاؽ كما ال يطاؽ‪ ،‬كبعض الشر أىوف من بعض‪ ،‬كأف الملك قد‬
‫يغظب على بعض خدمو فيأمر بحسبو كإخراجو من بعض نعمو فيكوف لديو مع الغظب عليو من‬
‫الماؿ ما يدفع بو الغظب كينجو من بو من العطب‪ ،‬فأما كاتبك ىذا الذم ىو ربيب نعمتك‬
‫كرقيئ خدمتك فقد علمت باطن أمره كانعقد اإلجماع عندؾ على حقيقة فقره كليت شعرم ما‬
‫ىو الذم أكجب عليو ىذه العقوبة كالجرـ الذم جلب عليو ىذه المصيبة‪ ،‬كالجناية التي قطعت‬
‫عليو طريق عفوؾ كالخطيئة التي حالت بينو كبين رضاؾ كصفحك كصفوؾ‪ ،‬فواهلل ما رفع‬
‫المصاحف خديعة كما فعل ابن العاص‪ ،‬كال قبل يد القاتل لعمار كما قبلها عمرك بن سعد بن‬
‫أبي كقاص‪ ،‬كال ابتاع في رأم الغدير رأم الرازم‪ ،‬كال ركل في فضائل معاكية إال حديث اللعن‬
‫الذم ىو من أعظم المخازم‪ ،‬كال أنشد عندما انصلب زيد متبجحان‪ ،‬كشمت بيت النبوة‬
‫مصرحا‪.‬‬
‫كنصبنا لكم زيدان على جذع نخلة ‪ ...‬كلم أرل مهديان على الجذع يصلب‬

‫(ِ‪)ِٗٗ/‬‬

‫كال تعاطى فعقر‪ ،‬كال دخل مهيئان البن طاىر بقتل يحيى بن عمر‪ ،‬كال جحد حديث المزلة‬
‫كالطير‪ ،‬كال ترؾ الصبلة على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أربعين جمعة كما فعل ابن الزبير‪،‬‬
‫كال قدح الركاة بالتشيع كما فعل الذىبي‪ ،‬كال قاؿ أف الحسين عليو السبلـ قتل بسيف جده‬
‫كما قالو ابن العربي‪ ،‬كال سم األشتر في العسل‪ ،‬كال ظاىر بني ظبة في يوـ الجمل‪ ،‬كال فتك‬
‫بأطفاؿ خراساف فتكة تيمور‪ ،‬كال استعاف بالمظفر الغساني على حرب اإلماـ المهدم كما فعل‬
‫أحمد بن المنصور‪ ،‬كال استلحق زياد ابن سمية‪ ،‬كال منع كما منع البريهي األبي من تزكيج‬
‫الزيدم بشافعية‪،‬كاألكوع في منهل النصب الوبي‪ ،‬كال زعم كما زعم بعض الناس أنو انقطع من‬
‫الزمن األكؿ نسل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كال خاؼ الكميت لمدحو أىل البيت‪ ،‬كال‬
‫ألف النبراس نقضان لؤلساس‪ ،‬كال رضي بتعجرؼ اآلنسي حين قاؿ‪ :‬كقد حملتو الحمية في األياـ‬
‫المتوكلية على ضما‬
‫يا ناؽ فاعتسق السرا ‪ ...‬كزيدم جنونان إف أجن ظبلـ‬
‫إلى أف تريني كوكب الموكب الذم ‪ ...‬دخاف الكبا كالبندقية قثاـ‬
‫إلى سوح زيد الخيل كالخير كالتقى ‪ ...‬كما زيد إال بالكراـ ختاـ‬
‫بل قاؿ مستركحان من ىمومو كمستطلعان لخاطر مخدكمو‪:‬‬
‫أال رحمة ترجى و‬
‫ألىل كصبية ‪ ...‬عيونهم كاهلل ال تعرؼ الغمضا‬
‫أال غارة تستنقذ الجائر الذم ‪ ...‬تحمل ماال يستطيع بو نهضا‬
‫أال إف موالنا الخليفة لم يزؿ ‪ ...‬على كل حاؿ شأنو الصفح كاإلغضا‬
‫فيا ليت شعرم بل سحابة سخطة ‪ ...‬تمر فتحضى من رضاه بما يحضا‬
‫فإف كظمت نفس الخليفة غيظها ‪ ...‬كجادت بحسن العفو للمهج المرضا‬
‫فتدثرت أركاحنا بارتياحها ‪ ...‬كقد انتشت من جو كاظمو كمضا‬
‫إليك أمير المؤمنين بعثتها ‪ ...‬حدائق فكر قد تلى بعضها بعضا‬
‫تقبل مني طرسها كفك الذم ‪ ...‬ىو البحر لكن بعد أف تلثم األرضا‬
‫القاضي جماؿ الدين علي بن صالح بن محمد بن علي ابن أبي الرجاؿ‪.‬‬

‫(ِ‪)ََّ/‬‬

‫كلد بصنعاء كشارؾ في العلم حتى أجاد فيو كمدح جماعة من آؿ اإلماـ القاسم كلو مقاطع‬
‫حسنة ك‪ .........‬مستجادة‪ ،‬ككثيران ما يسلكو طريقة المجوف كمحاسنو كثيرة‪ ،‬ككاف مبالغان في‬
‫التشيع‪ ،‬ترجم لو صاحب التسمية ككاف معاصران لو كعيمر طويبلن كخانو الزمن ألف حظو كاف‬
‫قليبلن‪ ،‬كقدره عند أىل زمانو كاف مجهوالن‪ ،‬فمن شعره‪:‬‬
‫كلقد أقوؿ كقد تغنت في الحما‬
‫كرقاء ذات صبابة ككلوع‬
‫كالفؤاد في ‪.............................................‬‬
‫يختاؿ بين خمائل كفركع‬
‫كالعين قد سفحت كىاج لها البكا‬
‫تذكارىا ألحبة كربوع‬
‫أحمامة األيك التي قد ىيجت‬
‫شجول الكئب بأنة كسجوعي‬
‫مهبلن فنفحك للسوالف كالغضا‬
‫إذ‪ ........‬غضا األشجاف بين ضلوعي‬
‫فدع الهول ثم ‪ ........‬فتحيرم‬
‫طران لطوقك من بحار دموعي‬
‫ككتب إلى القاضي يوسف بن علي بن ىادم يتسدعيو عالية مصنفو طوؽ الصادح‪ ،‬كقد أجاد‬
‫في التضمين كحسن السبك كالمجوف‪.‬‬
‫أضياء دين اهلل دعوة نازح‬
‫عنكم بطلعتو قريب األربع‬
‫أىدم إليك بطاقة من طاقة‬
‫لطبلب طوؽ خلعة للمولعي‬
‫إلي تفضبلن‬
‫فابعث بنسختو ٌ‬
‫علي بو كشنف مسمعي‬
‫كاممن َّ‬
‫كخذ الجمالة ال برحت مجمبلن‬
‫بالسعد مقركنان بشمس المطلع‬
‫تزىو على نور الصباح صباحو‬
‫كيفوؽ نور الكوكب المتشعشع‬
‫كنعمت بالفخر الذم أحرزتو‬
‫فينا عرل ال تزاؿ كمسمعي‬
‫فلعل حسن الطوؽ يبعث لوعة‬
‫ظبي الفؤاد لجيرة باألجرع‬
‫كمليحة كالغصن راحت تدعي‬
‫في الحب يوـ كصالها ما تدعي‬
‫قالت كقد حاكلت ضم قوامها‬
‫إلي عند المضجع‬
‫بالراحتين َّ‬
‫أنا يقاسمنا ‪...........................‬‬
‫في راحتيك كجمره في أضلع‬
‫فأجبتها كقد امتطت مني على‬
‫ذم قامة ىيفاء كرأس أصلع‬
‫أحمامة الوادم بشرقي الغضا‬
‫إف كنت مسعدة الكئيب فرجعي‬
‫كلو فيمن اسمو ‪..........‬‬
‫كأغيد عشقتو كالصبي حين يسبح ‪ ...‬أكجانو تهلهلت كقلبو يسبح‬
‫كلو في المجوف‪:‬‬
‫كىيفاء جازت بهجة ككسامة ‪ ...‬تراكد معشوقان بكل مكاف‬
‫أريد قفاىا كىي تطلب عكسو ‪ ...‬كإني كإياىا لمختلفاف‬
‫كلو في مليح بفردعين من مبلح‪:‬‬

‫(ِ‪)َُّ/‬‬
‫ثبلثة ما فيهم كاح هد ‪ ...‬إال رشيق القد صافي البديد‬
‫تجمعوا كالدر في سلكو ‪ ...‬كالدر أعلى ما يكوف الفريد‬
‫لقد أسافي جمعهم محسن ‪ ...‬في الشعر ال يعرؼ بيت القصيد‬
‫كلما قاؿ المولى المحسن بن المتوكل يخاطب البرؽ بقولو‪:‬‬
‫عبلما تهيج القلب كىو المتيم ‪ ...‬بومضك يا برؽ الدجى كتؤلم‬
‫كباهلل يا ذاؾ النسيم الذم سرا ‪ ...‬عليبلن على ركض الحما يتبسم‬
‫يحمل سبلمي ردؾ اهلل سالمان ‪ ...‬كال زلت مهما رحت بالركح تنعم‬
‫أجازىا صاحب الترجمة ارتجاالن فقاؿ‪:‬‬
‫رعى اهلل دىران قد تقضى بقربكم ‪ ...‬برغم األعادم كالحواسد نوـ‬
‫كليلة كصل في الحصين قطعتها ‪ ...‬كقد رقد السمار عنها كىوموا‬
‫كال كاشح إال ىزار مغرد ‪ ...‬يكاد بأسرار الهول يتكلم‬
‫إذا ما النسيم الرطب ىب عشية ‪ ...‬بسفح المذاب ذاب منو المتيم‬
‫كللبرؽ ثغر فوؽ ‪ .......‬ضاحكتا ‪ ...‬كزىر الربى من فرجة تتبسم‬
‫فيا حبذا البستاف كالركضة التي ‪ ...‬يمس بها الغصن الرطيب المنعم‬
‫كلو ‪ ........‬في رجل تزكج بامرأة كلها أخ جميل كاف يميل إليو كيهواه أكثر من المرأة‪:‬‬
‫تمتع بو كالضبي جيدان كمقلة ‪ ...‬بقد كغصن الباف أثقلو الودؽ‬
‫كخصر عليو البند يرتج تحتو ‪ ...‬جباؿ جباؿ الطورحبنها قف‬
‫كدع أختو تختاؿ في دار حلها ‪ ...‬محجبة قد حاؿ من دكنها السجف‬
‫كفي أذنها شنف كىذا إذا بدا ‪ ...‬لعينيك مثل الضبي ليس لو شنف‬
‫كما الفضة البيضاء كالتبر كاحد ‪ .......... ...‬للمكدم كبينهما صرؼ‬
‫كلصاح الترجمة أيخوة حازكا الكماؿ كتحلوا بحميد الخبلؿ فمنهم أخوه القاضي العبلمة‬
‫الخطيب شهاب الدين محمد بن علي بن صالح بن محمد بن علي ابن أبي الرجاؿ فكاف إماـ‬
‫علوـ كجبل حلوـ كركض آداب بلغيان شاعران مغلقان‪ ،‬كخطيبان مفوىان‪ ،‬حقق جمع الفنوف كقرأ على‬
‫المشائخ المحققين‪ ،‬كلما حج في سنة [‪......‬بياض في األصل‪]......‬‬

‫(ِ‪)َِّ/‬‬

‫ككاف صدران معظمان في دكلة المهدم أحمد بن الحسن كلو اليد الطولى في الببلغة كاإلنشاء‬
‫لبديع الكبلـ كفصيح القوؿ‪ ،‬ككاف خطيبان مكثران من استعماؿ النكت البديعة في فقر الخطب‬
‫حتى قاؿ لو اإلماـ في بعض الجمع أكثرت يا قاضي من البديع كجئت منو بما أخرس الحريرم‬
‫كالبديع كإنما ىذا المقاـ مقاـ كعظ كتذكير فقاؿ يا موالنا إنما ىي لطائف سخت كبدائع‬
‫سمحت بها البداية كمنحت‪ ،‬عرضت عند اإلمبلء على أف القرطاس لم يستقل بها حمبلن‪.‬‬
‫كلو مؤلفات من أجلها تأريخو المسمى مطلع البدكر كمجمع البحور في رجاؿ الشيعة كىو‬
‫كتاب حافل‪ ،‬كمن شعره قولو من قصيدة‪:‬‬
‫عسى عهد كادم الباف عندؾ ال ينسى‬
‫فيعطف قلبان منك كالحجر األقسى‬
‫كتذكر ظل األثل في كسط الضحى‬
‫كبرد رضاب كالمدامة إذ يحسا‬
‫كصوت ىزا ور في الصباح مغرد‬
‫كتطريب قمرم األراؾ إذا أمسا‬
‫كأيامنا بين العذيب و‬
‫كبارؽ‬
‫كصيد ضبا الوعسا في قاعة الوعسا‬
‫تغازا فيها الناعسات كنجتلي‬
‫لواحظها النعسا كأفواىها اللعسا‬
‫بنفسي أفدم العهد لو يقبل الفدا‬
‫فما أدخر العلق النفيس كال النفسا‬
‫أأحباب قلبي كيف أنتم من النول‬
‫كىل تذكركف اليوـ يا سادتي أمسا‬
‫فإني على كدم الذم قد عرفتم‬
‫كعهدم كثهبلف الشمارخ أك أرسا‬
‫كقاؿ في ركضة حاتم‪:‬‬
‫ركضة قد صبا لها الصعد سوقا‬
‫قد صفا ليلها كطاب المقيل‬
‫جوىا سجسج كفيها نسيم‬
‫كل غصن إلى لقاه يميل‬
‫صح سكانها جميعان من الداء‬
‫كجسم النسيم فيها عليل‬
‫كقاؿ أياـ البرد في حرـ لو عتيق‪:‬‬
‫نحى حرمي الضعيف قوم برد‬
‫ببل ذنب أتيت كال بجرـ‬
‫فصرت أنا المبرد في الحسائي‬
‫أرل الفراء يفرحني بحرمي‬
‫كمن منثور كبلمو ما كتبو إلى بعض األعياف يشفع لغبلـ اسمو قبوؿ كلفظو‪ :‬الصادر إليكم‬
‫مملوككم قبوؿ لكم الفضل عليو بو فهو أىل لبلستخداـ‪ .‬انتهى‬

‫(ِ‪)َّّ/‬‬

‫ككتب أيضان إلى بعض الحكاـ يعدؿ شخصان من أصحابو يلقب بالخشبي ما صورتو‪ :‬حفظو اهلل‬
‫عزة القاضي عز الهدل كأتحفو بالسبلـ كاألزىار عنب الندا كال جعل لؤلعداء عليو سبيبلن ما‬
‫طلب قاضي القضاة لشهود كتزكية كتعديبلن ذكر الحاج فبلف الخشبي بأنو شهد لديكم شهادة‬
‫مغررة كطلبتم بعد الشهادة تعديلو كما قضت بو الشريعة المطهرة كىو لنا من الخلطا‬
‫كاألصحاب كال نعلم عليو أمران يوجب التفكك في قبوؿ شهادتو كاالرتياب يؤدم ما فرض من‬
‫الواجبات كتجنب ما أمر باجتنابو من المقبحات كقد خبرناه في سفر كحضر ما علمنا عليو من‬
‫سوء كارتكاب خطر فهو عندنا عدؿ مالو عديل‪ ،‬باطنو يعلمو اهلل كظاىره جميل‪،‬كىذا يكفي في‬
‫عدالتو كإف كاف قد قيل أف الغصوف إذا عدلتها اعتدلت كليس ينفعك التعديل في الخشبي‪.‬‬
‫كمنهم القاضي الحسين بن صالح بن أبي الرجاؿ كاف مثل أخويو في الفضل كاألدب مع صدؽ‬
‫لهجة كمكارـ ككفاء كاشتغاؿ بالمعالي كالمجد‪ ،‬ترجم لو صاحب الطيب كأكرد من شعره قولو‬
‫في مزين ال يحسن الحبلقة‪:‬‬
‫ىذا المزين قد عدت أمواسو‬
‫في حلبة التقصير كىي شوامس‬
‫كنظرت في مغبر فوطتو كقد‬
‫قالت أنا الغبراء كىذا داحس‬
‫كقد ذكره صاحب صفوة العاصر فقاؿ‪ :‬كاف كادم زبد البراعة مخضر أفناف اليراعة‪ ،‬شرح‬
‫باألدب صدران فأطلعو نجومان كزىران‪ ،‬كنظمو ياقوتان كدران كانثاؿ عليو من كل جدب كأنما ينحدر‬
‫من عبب فما المسلك المنضد كما نغمات معبد‪ ،‬كسأثبت من غرر طرفو ما يريك منتهى لطفو‬
‫من ذلك قولو‪:‬‬
‫كأنما الشمعة في مجلس المولى‬
‫جماؿ الدين عالي المراتب‬
‫خريدة من فضلو أخلصت‬
‫ََََََََََِ‬
‫قد توجت قمتها بالذىب‬
‫كمن نظمو‪:‬‬
‫أنزه طرفي في رياض نواظ ور‬
‫من الكتب ال ‪ .......‬عليها ‪........‬‬
‫كأرفض قومان أعجزتني طباعهم‬
‫مجالس أمثاؿ السباع جلسها‬
‫كمن نظمو‪:‬‬
‫يا أيها الظبي النفور الذم ‪ ...‬ألحاظو بالغنج مكحولة‬
‫مالي على ىجرؾ من و‬
‫طاقة ‪ ...‬كال على قربك من حيلة‬
‫فراقب اهلل كخف دعوتي ‪ ...‬فدعوة العاشق مقبولة‬

‫(ِ‪)َّْ/‬‬

‫كمنهم الفقيو محمد بن صالح بن ابي الرجاؿ ذكره في صفوة العاصر فقاؿ أحد من ملك في‬
‫الفرائض أعنة المحاسن كانقادت لو جوامحها ذلوؿ الرأس‪ ،‬كاتب ماىر يتحلى من الفضل‬
‫بجواىر‪ ،‬فمن بديع شعره كأكضح دره قولو‪:‬‬
‫عج بذاؾ السفح من أرض اليمن ‪ ...‬كصف الشوؽ لمن فيو قطن‬
‫كقل الصب إليهم شي هق ‪ ...‬لم يذؽ مذ ىجركا طيب الوسن‬
‫جسمو في أرض صنعاء كلو ‪ ...‬في ربا بعداف أىل ككطن‬
‫ما اشتياقي لغزاؿ في الحما ‪ ...‬بحجل األغصاف أك شاد أغن‬
‫بل لمن أضحى فؤادم عندىم ‪ ...‬حبذا الدار كمن فيها سكن‬
‫كأف في القلب ىواىم‪ ... ........‬فتناؤا فغدكا لسر علن‬
‫أظهر البعد غرامي كلقد ‪ ...‬طاؿ كمن عن حسين كحسن‬
‫زاد شوقي كصف زبد لهم ‪ ...‬بكماؿ كنواؿ كمنن‬
‫ليت شعرم ىل دار األحباب ما ‪ ...‬بفؤادم من كلوع كشجن‬
‫كبجمع الشمل ىل أسعدني ‪ ...‬ذلك الربع كال أخشى الفتن‬
‫كمنهم القاضي زيد بن صالح بن أبي الرجاؿ كقد ذكره في صفوة العاصر فقاؿ‪ :‬ىو إماـ‬
‫الحقيقة كالمجاز ناشر لواء ذلك الطراز‪ ،‬كخازف أرض الببلغة كالفصاحة كإمامها الذم مكن من‬
‫الفضل فحاز أفانين الدحاجة رياض أدبو دانية القطاؼ كخرابد معانيو موشحة االعطاؼ كمبلمح‬
‫مراميو معنا‪ ......‬القلوب اللطاؼ‪ ،‬ىذا إلى نظم يفح عبيره كيتسلسل نميره كيركقك ركضو‬
‫كغديره يأتي بالعجب العجاب كيجمع بين طرفي اإليجاز كاألطناب كيأخذ بكل طرؼ من‬
‫الببلغة كيدخل من كل باب‪ ،‬كسأكرد من قبلئده شذره ما يعبق الركاه بذكره كتنتهج طرؽ كصفو‬
‫كشكره كأثبت من نفيس زخارفو كلطائف ظرائفو لمعان تلتحق بالنسيم الخفاؽ كتظاىر التبرين في‬
‫اإلشراؽ تجتليها شموسان كبدكران كتتنسمها مسكان ككافوران‪ ،‬من ذلك ما كتبو إلى سيدم جعفر بن‬
‫مطهر الجرموزم‬
‫تداني لو من دار ليلى بعيدىا ‪ ...‬كفاز بما ركاه منها فقيدىا‬
‫ذ‬
‫كمنيت بلقياىا كأطوؿ لوعة ‪ ...‬بها كاد يقضي من لظاىا عبيرىا‬
‫كيا طاؿ ما طاؿ البعاد بها ككم ‪ ...‬تزامت بها أعوارىا كنجودىا‬

‫(ِ‪)َّٓ/‬‬

‫كبات كئيب القلب من فرط بعدىا ‪ ...‬أخا مهجة قد ذاتب منها جمودىا‬
‫ثول بازاؿ كىي حلت برغمو ‪ ...‬زركد كلكن أين أين زركدىا‬
‫خليلي عرجا بالحما كانشدانو ‪ ...‬حشاشة صب ذاب منها جليدىا‬
‫كقوال لها باهلل أف صبابتي ‪ ...‬إليها كفيها ليس يببل جديدىا‬
‫ككيف كقد جرعتا كأس كدادىا ‪ ...‬كأكرؽ منها بالمودة عودىا‬
‫كإف ضيعت عهدم فلست مضاعة ‪ ...‬لدم على طوؿ المزار عهودىا‬
‫كلست و‬
‫بساؿ عن ىواىا كإف تأسد ‪ ...‬كطاؿ بزغمي بعدىا كصدكدىا‬
‫بلى لوعتي في حبها كصبابتي ‪ ...‬كما تشتهيها في الهول كتريدىا‬
‫كلم أنس أيامان بها سلفت كقد ‪ ...‬تباعد كاشيها كغاب حسودىا‬
‫غدات سقتني الراح حرفا شفاتها ‪ ...‬كاجتني الورد الجني خدكدىا‬
‫كرب عذكؿ بل جهوؿ يركـ أف ‪ ...‬يبرد فيها لوعتي فيزيدىا‬
‫فقلت لو دعني ىبلت فإنني ‪ ...‬كحيد بني الدنيا غرامان فريدىا‬
‫كما أف خدف الفضل كالجود جعفر ‪ ...‬مجيد بني الدنيا عبل كمجيدىا‬
‫كمن شعره مادحان المولى يوسف بن حسين‪:‬‬
‫لقياؾ غاية مقصدم كمرادم ‪ ...‬كرضاؾ أقصى ما يركـ فؤادم‬
‫يا شادنان مرعاه بين جوانحي ‪ ...‬ككناسة الوعساء من أكبادم‬
‫نالت الذم أعطاؾ سلطاف الهول‬
‫ظ ‪ ...‬رقي كملكك الجماؿ قيادم‬
‫لوالؾ عر‪ .....‬الصبابة لم أبت ‪ ...‬كالشوؽ حشر مضاجعي ككسادم‬
‫اهلل في كبدم التي أحرقتها ‪ ...‬عبثان بجمرة خدؾ الوقادم‬
‫كاالـ تمنحني الصدكد تجاريان ‪ ...‬ما الشأف في صدم كفي إبعادم‬
‫أذكيت أحشائي أذلت مدامعي ‪ ...‬قصرت سلواني أطلت سهادم‬
‫أسعدت عذالي أطعت كواشحي ‪ ...‬يا منيتي أشمت بي حسادم‬
‫أما كقد أزمعت صرمي طالما ‪ ...‬طوع العدا كصدقت عن إسعادم‬
‫كجنحت مني معرضان عن قصتي ‪ ...‬في الحب غير مراقب لودادم‬
‫فعبلـ ال أشجي الحمائم باكيان ‪ ...‬كأميد غصن البانة الميادم‬
‫كأبيت خذنان ‪ .......‬مستبدالن ‪ ...‬سهر الليالي عن لذيذ رقادم‬
‫ال تحسبن قلبي كقلبك قاسيان ‪ ...‬ىيهات ما كبدم من األكبادم‬
‫كلقد علمت كإف جبلت معنفان ‪ ...‬ما الصبر من شيمي كال من عادم‬

‫(ِ‪)َّٔ/‬‬

‫غيي في ىواه رشادم‬


‫كأنا الذم استعذبت جور معنفي ‪ ...‬كرأيت ّْ‬
‫كخلفت حين جبل محاسن كجهو ‪ ...‬للعاشقين عبلئق األندادم‬
‫كعلمت ما جهل الذم لشفائو ‪ ...‬في الحب قهقر عن عبار جوادم‬
‫من مديحها‪:‬‬
‫حمامي حما المجد الذم لم يحمو ‪ ...‬إال كراـ السادة األمجاد‬
‫سامي مباني الفضل معمور الفنا ‪ ...‬بالجود كالتقول رحيب النادم‬
‫‪ ........‬طرؼ العزـ كرع عمر ‪ ...‬ما بين كسب عبل كبذؿ أيادم‬
‫متوقبلن في المجد أرفع ذركة ‪ ...‬شمخت بقممها عن األندادم‬
‫كالبدر يوـ يعبل كيوـ النحر يوـ ‪ ...‬بدان ككالضرغاـ يوـ جبلدم‬
‫و‬
‫لملمة ‪ ...‬من غور فقرؾ جدؾ في األنجادم‬ ‫سهم إذا استخدمتو‬
‫ما انفك في بردم تقى كزىادة ‪ ...‬يرتاض حتى عد في الزىادم‬
‫ماش من اإلخبلص في و‬
‫ركض غدان ‪ ...‬يسقيو من محض التقى بعهادم‬
‫أما العلوـ فقد غدم من درىا ‪ ...‬بلباف ضرع طيب اإلمدادم‬
‫آباء كرائم أنجبوا ‪ ...‬كغرائس اآلباء لؤلكالدم‬
‫من غرس ن‬
‫يا من يصفها إذا قلنا لو ‪ ...‬ملك الملوؾ كأمجد األمجاد‬
‫ال لجوزة الزماف مدائحان ‪ ...‬يشدكا بها الشادم كيحدك الحادم‬
‫تدع المسامع كالقلوب لحسنها ‪ ...‬عند الركاة تشد في األصفاد‬
‫يغتاظ منها قلب كل منافق ‪ ........ ...‬كتقذم أعين الحسادم‬
‫كمن لطائفو‪:‬‬
‫كافر ‪ ...‬تحكم في األلباب بالنهب كاألسر‬
‫كلي بدر تم كامل الحسن ه‬
‫محي يجدرم الوجو بعض بهائو ‪ ...‬كال عجب فالمحو بختص بالبدر‬
‫كمنهم القاضي قاسم بن صالح بن أبي الرجاؿ‪.‬‬
‫ككاف أديبان شاعران سيما في فن الملحوف فإنو يجيده جدان‪ ،‬ككاف ساكنان ببعداف من أعماؿ اليمن‬
‫األسفل‪.‬‬
‫كقد ترجم لو صاحب طيب السمر كأكرد لو قولو‪:‬‬
‫أساجعة الركض مهبلن فقد ‪ ...‬أذبت فؤادم الذم قد كقد‬
‫أملت من الغض قذا أعذ ‪ ...‬لسجعك منشيان عن ميبد‬
‫صفي للمحب ال تكتمي ‪ ...‬ىل األلف عنك ناء أك شرد‬
‫كلو كنت في العشق مثلي لما ‪ ...‬بدا منك طوؽ عليو انتضد‬
‫كخصبت كفان كغنيت في ‪ ...‬فركعك لحنان يثير الكمد‬
‫قفي كاسمع سر قلبي فما ‪ ...‬بقي لي بعد التنائي جلد‬

‫(ِ‪)َّٕ/‬‬

‫الفقيو جماؿ الدين علي بن صالح العمارم‪.‬‬


‫كاف ماجدان ىمامان رئيسان أديبان بليغان جامعان لكثير من الكماالت جامع ألنواع الفضائل كالمشاركة‬
‫في العلوـ كالتحقيق للقواعد الكلية كالممارسة لعلم النجوـ كالهيئة‪ ،‬ك‪ .......‬كالمشارفة على‬
‫علوـ الحكماء كالحذاقة في األدب كحسن التصرؼ في النظم كاإلنشاء مع الخط البديع‬
‫الحسن كاإلجادة في أنواعو من الخط التقرير كالمشق كغيرىما‪…،‬كالمعرفة لغير الخط العربي‬
‫من العبراني كالفارسي كالهندم كإتقاف كثير من الصناعات الجليلة كاألحكاـ لعدة أعماؿ‪،‬‬
‫كاإلطبلع على التواريخ كحسن النظر في قوانين السياسة كجودة التدبير ألمور الرئاسة مع‬
‫ألمعية كذكاء كذىن نقادة كىمة عليٌة كمحبة الظهور كالتشبو بكبر الرؤساء المتقدمين‪ ،‬كلم يكن‬
‫كالده ممن يتعلق بالدكلة كال من أىل الغنا‪ .......‬الذم تعلق بخدمة الدكلة ىو عمو كنشأ‬
‫صاحب الترجمة في حجره بصنعاء كقرأ في علم األدب على الفقيو كالعبلمة حسن بن عبد اهلل‬
‫الظفرم كعلى شيخنا لطف البارم الخطيب كعلى الشيخ عبد الرحمن الهندم كغيرىما‪ ،‬كلما‬
‫حج أخذ عن أبي الحسن السندم كأجاز لو‪ ،‬كلما مات عمو خلف لو أمواالن عظيمة فترقا‬
‫صاحب الترجمة في درج المعالي كاتصل بالمهدم بن المنصور كحظي لديو ككاف المهدم يميل‬
‫إليو جدان كيحبو لكمالو كفضلو كيبلحضو بعين التعظيم كنقلو في الواليات ككاف يهول أف‬
‫يستوزره فلم يساعده القدر ككانت كزراء المهدم يميلوف عنو كينفركف منو كيبعدكنو عن اإلماـ‬
‫خوفان منو كلم يبرح حظو لديو كلدل كلده اإلماـ المنصور باهلل في ارتفاع كانخفاظ كنوـ كانتباه‪،‬‬
‫كلما قاـ باألمر خليفة عصرنا اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم أيده اهلل تعالى جعلو كاليان على‬
‫بندر المخا كأضاؼ إليو كالية زبيد فاستناب بها كلده أحمد كبقي بالمخادمة كحسنتو كاليتو بها‬
‫جدان كانتهت بو قوانينها كأمورىا ككفدت إليو فضبلء األعراب من أطراؼ الدنيا كجلبت إلى‬
‫البندر النفائس العجيبة‪ ،‬كبالجملة فإف كاليتو‬

‫(ِ‪)َّٖ/‬‬

‫يضرب بها المثل في الحبس إلى اآلف ككقف على أمواؿ عظيمة‪ ،‬كلما عزؿ عنها أىدل إلى‬
‫اإلماـ المنصور شيئان كثيران من النفائس كالذخائر الملوكية كبقي في الحضرة مدة طويلة ثم كلي‬
‫حراز كما إليها كعزؿ عنها‪ ،‬ثم انظم في سلك الوزراء كتعلقت بنظره أعماؿ كأنيطت بو بعض‬
‫األمبلؾ المنصورية في كادم ظهر كعمر لئلماـ دار الحجر المعركفة بالوادم كىي من المفاخر‬
‫كلم يزؿ على حالو حتى توفي في سنة ثبلث عشرة كمائة كألف ببير العزب‪.‬‬
‫فمن شعره كنثره ما كتبو إلى اإلماـ المهدم بما غضب عليو ألم ور فحبسو ثم أخرجو من الحبس‬
‫كأراد صاحب الترجمة الحج فكتب إليو مستعطفان كمودعان كقد كجو في النثر بعدة علوـ كلفظو‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬كنحمده تعالى كإف نطق القلم بالتثبيت ككنى عن الغرض البعيد‬
‫بالقريب فعقده مناسبة القصد ال النسيب‪ ،‬فلهذا صرخ باالستهبلؿ كصرخ بالجفى فقاؿ‪:‬‬
‫كذنب ال يكوف لو اغتفار‬
‫عثار ‪ ...‬ه‬
‫أجرـ ما يقاؿ لو ي‬
‫كىل يستوجب التعذيب طرؼ ‪ ...‬جرل منو انهماؿ كانهمار‬
‫كقلب ال يفيق عن التصابي ‪ ...‬كال ينهاه ضعف كانكسار‬
‫بو جوز ا لو الجوزاء قرط ‪ ...‬مليح كالهبلؿ لو سوار‬
‫لو مالي ببل م ون كركحي ‪ ...‬كلي منو المبللة كالنفار‬
‫جرح فؤادم بأسياؼ العيوف كضعف قلبي بسهاـ الجفوف‪ ،‬كلما صح لو عن القلب حديث‬
‫الهول‪ ،‬كردت لو الجفوف عن الطرؼ من أسيل النول‪ ،‬كعلم الدىر أف قلبي موثق في يديو‪،‬‬
‫كموصوؿ دمعي موقوؼ عليو‪،‬علل بالجفا ذلك الوصاؿ فقاؿ عنو بلساف الحاؿ‪:‬‬
‫سقى دىران نعمنا فيو عيشا ‪ ...‬كأيامان لياليها قصار‬
‫كمر كأنو أضغاث نوـ ‪ ...‬فما عندم لماضيو ادكار‬
‫أتاني معرفتو بنكير الزمن‪ ،‬لما نصب حركفو على الحاؿ ضياـ المحن‪ ،‬كلما كلع بخفض عيش‬
‫المرفوع‪ ،‬أىملت كبلـ العاذؿ الموضوع‪ ،‬كصرفتو عن اإلغراء فهو الممنوع‪ ،‬كقلت مبينان ما كفاه‬
‫من اتباع العذؿ عن المتبوع‪،‬كأغناه عن المثنى من المبلـ كالمجموع‪.‬‬
‫أعاذؿ قد كفاؾ العذر دىر ‪ ...‬كقاـ بما جناه االعتذار‬
‫فتى أصابتو الرزايا؟ ‪ ...‬كفارقو الشباب المستعار‬
‫تلوـ ن‬

‫(ِ‪)َّٗ/‬‬

‫أبعد الخمس كالعشرين يصبو ‪ ...‬لعمر أبيك ىذا االغترار‬


‫ذىب عنو تصريف الهول كمعناه‪ ،‬كانقلبت عينو عينان فتغير مبناه‪،‬جود الوقار زيادتو بتخفيفو‪،‬‬
‫كأسقط الزمن من تعديو بتضعيفو‪ ،‬كغير أصولو بالتصغير من أصلو‪،‬حتى أنسانا تذكر صحيحو‬
‫كلفيفو كمعتلو‪ ،‬كلم أنسى التي قامت لعزمي‪.‬‬
‫نوـ عيني كأدمعها غرار‬
‫تخوفني نوان عرضت كطالت ‪ ...‬كتخشى أف يكوف فبل مزار‬
‫يقوؿ كقد احتدل البين مهبل ‪ ...‬بنفسك فبل يشق بك البدار‬
‫كلم تكسب يديك سول ثناءان ‪ ...‬فليس عليك مهما كنت عار‬
‫كما لطخت عرضك بالدنايا ‪ ...‬كال دارت على فيك العقار‬
‫سواءه كاإلقامة منك عزـ ‪ ...‬كسياف الخفا كاإلشتهار‬
‫كمن شرفت لو نفس كعرض ‪ ...‬فأنا كاف لو افتخار‬
‫تكلمت بمنطق غير ممنوع‪ ،‬تساكم المحموؿ كالموضوع‪ ،‬ما أقربها إلى القياس بالمحاؿ‪ ،‬كما‬
‫أبعدىا من الوىم بالخياؿ‪ ،‬أتضن الفصل يعني عن العرض العاـ‪ ،‬أك تخاؿ الجنس بعين الجد‬
‫عن التماـ‪ ،‬فقلت لما قصدت الجد بالجمع كصارت بين الشرط كالمنع‪.‬‬
‫دعيني ال أبالي إف قصدم ‪ ...‬إلى باب الكريم ىو الفخار‬
‫مر ‪ ...‬يعز عليو للضيم اسطبار‬
‫أيرضى بالهول فؤاد ي‬
‫كما دار األحبة لي بدارم ‪ ...‬إذا ما نالني فيو احتقار‬
‫أحباب كدارم ‪ ...‬ىي ‪ ........‬كبالجيراف جار‬
‫ه‬ ‫فباألحباب‬
‫ككل الناس إخوا هف كترم ‪ ...‬لهم ترب ككل األرض دار‬
‫إذا اتحدت معانيهم في الظاىر‪ ،‬كزالت الغرارة بخلوض التنافر ككاف األب آدـ كاألـ حول فقد‬
‫اقتضى الحاؿ تطابق األىواء بعد عن جبلتهم من شرفة خالفو بالمجاز بالحقيقة العقلية كأنشأ‬
‫اختراعو من أسلوب تعذر اإلخبار عنو بالصفات البشرية‪ ،‬فلذا أدت بو من نوائب الزمن كقلت‬
‫مصرحان باستنكار ما جنت المحن‪.‬‬
‫معاذ المجد كالعلياء مني ‪ ...‬إني أضاـ كلي إلى المهدم ائتمار‬
‫منبع الجار لو يشكي ىبلؿ ‪ ...‬عليو النقص فارقو الصرار‬
‫كلو كافاه ليل خائفان من ‪ ...‬ىجوـ الصبح ما طلع النهار‬
‫مليك ىذب األياـ حتى ‪ ...‬خشت سطواتو الصم الحجار‬

‫(ِ‪)َُّ/‬‬

‫كلوال سطوة الليث تخشى ‪ ...‬لزاحمو على الغاب الحمار‬


‫من ‪ ...‬حليم ال يخف لو كقار‬
‫كريم ال يشوب عطاه ه‬
‫إذا لمست يداه لقصد جود ‪ ...‬يبيس العود عاد لو اخضرار‬
‫كإف لمست يداه بيوـ فيك ‪ ...‬نصاب الصيف كاف لو احمرار‬
‫يمن ‪ ...‬كفي يداه للسارم يسار‬
‫ففي يمناه للعافين ه‬
‫يهوف عليو في كسب المعالي ‪ ...‬كفي أخذ العبد الذىب النظار‬
‫بو اغتفرت جنايات الليالي ‪ ...‬كجاد بوعده الفلك المدار‬
‫تضمن صدره علمان كعلمان ‪ ...‬غزيران ال تقاس بو البحار‬
‫فلو كشف الغطاء ما ازداد علمان ‪ ...‬على علم ىو العلم المنار‬
‫فداء عالم لم يبق منهم ‪ ...‬بجدكؾ احتياج كافتقار‬
‫كريم بنانو المجموع يغني عن البياف‪ ،‬ككماؿ جوده المفرد غني عن التشبيو باإلمكاف‪ ،‬فكيف ال‬
‫أقوـ بشكر بره كإنعامو‪ ،‬كإف أطلت الثنا فكيف لي أف أمدحو بعشر المعشار إكرامو فهو الذم‬
‫علي سابقة‪ ،‬أعد منها كال أعدىا‪ ،‬فلذا أمددت‬ ‫رباني صغيرا‪ ،‬كغذاني بلباف إنعامو كبيرا‪ ،‬لو و‬
‫أياد َّ‬
‫إليو كف االعتذار‪ ،‬كقلت مصرحان يشكو الزمن الجوار‪:‬‬
‫أمير المؤمنين فداؾ عبد ‪ ...‬أناخت عنده النوب الكبار‬
‫رماه الدىر مختاالن بقوس ‪ ...‬من الحدثات أسهمو البوار‬
‫أيعسفني الزماف كلي انتماءان ‪ ...‬إليك كلي بخدمتك انتصار‬
‫علي كجورىا فلك الخيار‬
‫إذا كنت كاألياـ عونان ‪ٌ ...‬‬
‫فإما أف أقيم بضنك عيش ‪ ...‬كثوبام المذلة كالصغار‬
‫كإما أف أقيم بثوب عز ‪ ...‬خلت عنو المضرة كالضرار‬
‫عبد رفعتو على تبين اإلبتداء‪ ،‬كخفضتو على توىم االعتداء‪ ،‬رؽ لو الحاسد‪ ،‬كرثى لو‬
‫الشامت‪،‬ككادت أف تتحرؾ رحمة لو النجوـ الثوابت‪ ،‬نصبت بربعو ضياـ المصائب‪ ،‬كركضت‬
‫في ميدانو خيوؿ النوائب‪ ،‬كىل يفزع الخائف إلى غير حضرتك‪ ،‬أك يعز الذليل بغير سبتك‪.‬‬
‫كأنت أحق من يرعى ذماما ‪ ...‬كمن يحمى بحضرتو الذمار‬
‫نعم من ذا الذم ما حاز نقصان ‪ ...‬كمن أغناه عن قدر حذار‬
‫أليس المرء من ماء كطين ‪ ...‬كقد نقص الهبلؿ المستنار‬
‫إذا ما لم تخنك ي يد كقلب ‪ ...‬كال عين فقد خفي القطار‬

‫(ِ‪)ُُّ/‬‬

‫كيف يخونو بيده كقلبو من ملئ بقرنو إلى قدمو‪ ،‬تحتو تبت يد مدت إلى ماال يشتهيو‪ ،‬كغميت‬
‫عين لحظة إلى ما يرتضيو‪ ،‬كخرست لسا هف فاىت بغير المدح فيو‪.‬‬
‫ه‬
‫أمير المؤمنين فأم ذنب ‪ ...‬أتيت ككاف لي فيو اختيار‬
‫لقد كثرت حسادم فحازكا ‪ ...‬على حساد آدـ حين جار‬
‫فخر ‪ ...‬كمجد ال يباع كال يعار‬
‫كقد ألبست من علياؾ ه‬
‫كلم يكسبني اإلقبلؿ ذالن ‪ ...‬كإني ذا كجودؾ لي عقار‬
‫ما أكسبني غير سخطك‪ ،‬كال أىمني سوا عتبك‪ ،‬كأف العفو مرة الذنوب كالخطأ‪ ،‬ككما اإلحساف‬
‫التجاكز من اإلعتداء‪.‬‬
‫أمير المؤمنين أطلت سخطان ‪ ...‬كمثلي من يقاؿ لو العثار‬
‫لسخطك ال أقيم بأرض عز ‪ ...‬كإف عزت فلي عنها نفار‬
‫كإني إف نوت فقير و‬
‫ناء ‪ ...‬بودؾ كىو لي أبدان شعار‬
‫كما سافرت في اآلفاؽ إال ‪ ...‬كمن جدكاؾ عيشي كالدثار‬
‫مقيم الظن عندؾ كاألماني ‪ ...‬كإف ثبطت بي النوؽ العشار‬
‫مقامك كعبي كحماؾ ركني ‪ ...‬كلي صح ببابك كاعتمار‬
‫أطوؼ بي كأرمى كل و‬
‫يوـ ‪ ...‬جمار الهم إف رمي الجمار‬
‫أمير المؤمنين إليك كافت ‪ ...‬تهادل كالمديح لها شنار‬
‫مودعةن كما التوديع فيها ‪ ...‬قبل أك مبلؿ أك نفار‬
‫برغم المجد أف يرضى فراؽ ‪ ...‬لحضرتك العلية أك سفار‬
‫كدكف البعاد يوـ منك عندم ‪ ...‬تهوف ‪ ..........‬أكبلن كالمرار‬
‫كىذا إف تعذر مد و‬
‫كف ‪ ...‬لتوديع كداع كاختصار‬
‫كدـ للمجد ما ىبت شماؿ ‪ ...‬كما غنى على الغصن الهزار‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬

‫حرؼ القاؼ‬
‫المولى أبو الحسن علم الدين القاسم بن اإلماـ المؤيد محمد بن اإلماـ القاسم المنصور‪.‬‬
‫ىو اإلماـ العبلمة حسنة الزماف‪ ،‬المشكور بكل لساف‪ ،‬نشأ بشهارة كبلغ في العلم مبلغان عظيمان‪،‬‬
‫كحقق الفقو كاألصولين تحقيقان بالغان‪ ،‬كقرأ على أخيو المولى الحسين بن المؤيد شرح القاضي‬
‫زيد‪ ،‬كالتجريد كغيرىما‪،‬كعلى السيد محمد بن الحسن الشرفي‪ ،‬كعلى القاضي أحمد بن سعد‬
‫الدين المسورم‪ ،‬كالقاضي حسين بن صبلح حتى برز في العلوـ‪ ،‬كأجمع الجمهور على كماؿ‬
‫معرفتو حين اختباره عند دعوتو‪ ،‬كلما مات المتوكل على اهلل إسماعيل بن المنصور في شهر‬
‫جمادل اآلخرة سنة سبع كثمانين كألف‪ ،‬دعا صاحب الترجمة إلى نفسو كتلقب بالمنصور باهلل‪،‬‬
‫ككاف أكؿ دعوتو إلى الرضا‪ ،‬ثم أجمع من كاف لديو كمن كصل من القضاة إليو أنو أحق‬
‫بالخبلفة كألزموه الدعوة المبتوتة‪ ،‬كحكموا بذلك على أنفسهم كجعلوا لو سجبلن عظيمان بأىليتو‬
‫لذلك كأنو أحق بها‪ ،‬فثبت دعوتو في اآلفاؽ‪ ،‬كأجابو األعزؿ من الناس‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّّ/‬‬

‫ككاف ممن أجابو صاحب المواىب محمد بن المهدم كىو بالمنصورة كىو أكؿ من خطب لو‬
‫من آؿ اإلماـ‪ ،‬كرجحو على كالده المهدم‪ ،‬كأجابو أيضان المولى الحسين بن الحسن بن اإلماـ‬
‫القاسم من رداع ككاف يمده بالماؿ كالمشورة‪ ،‬كقد كاف المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ في‬
‫ريسة من ببلد رحبة صنعاء متجهزان إلى صعدة على المولى علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم‬
‫فبلغو خبر كفاة عمو المتوكل فدخل الغراس كدعا إلى الرضا‪ ،‬فخرج إليو المؤيد محمد بن‬
‫المتوكل من صنعاء كخرج معو القضاة كاألعياف‪ ،‬فحصل االتفاؽ على مبايعة المهدم ككاف أكؿ‬
‫من بايعو المؤيد محمد بن المتوكل بعد أف كصلت إليو دعوة القاسم بن المؤيد‪ ،‬ككاف القاضي‬
‫أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ كعمدة من قاـ بشأف الدعوة المهدكية كخطب كترسل بأبلغ ما‬
‫يكوف ككاف المهدم قد عرؼ ميل الناس في جهات شهارة كالشرفين كاألىنوـ إلى صاحب‬
‫الترجمة فرأل أنو البد من عزمو بنفسو إلى ىنالك إما لئلصبلح أك للمناجزة‪ ،‬فجد بالعزـ حتى‬
‫كاف بالماجلين من ببلد خارؼ‪ ،‬كأرسل كتابو إلى ذيبين‪ ،‬كقد كاف صاحب الترجمة كجو ابن‬
‫أخيو إبراىيم بن الحسين بن المؤيد إلى ذيبين بجمع من الجند ليلزـ من ىناؾ البيعة كالخطبة‬
‫كيحفظ تلك الببلد‪ ،‬ككجو أخاه أحمد بن المؤيد إلى خمر في جند كاسع‪ ،‬كأنفذ من رؤساء‬
‫األىنوـ رجبلن يقاؿ لو أبو راكية إلى حجة لحفظ تلك األطراؼ‪ ،‬فاستولى الجند المهدكم على‬
‫حجة كقبضوا إبراىيم بن الحسين كقتلوا أبا راكية‪ ،‬فواجهت ببلد األىنوـ كحصل الخوض في‬
‫االتفاؽ بين اإلمامين فوقع االتفاؽ بينهما‪ ،‬ثم بايع صاحب الترجمة للمهدم كسلم األمر لو‬
‫اختياران‪ ،‬كنظر في المصالح كبقي صاحب الترجمة في شهارة ككانت ىي كببلدىا كالشرفين إليو‬
‫حتى كانت كفاة المهدم في شهر جمادل األكؿ سنة اثنين كتسعين كألف‪ ،‬فدعا صاحب‬
‫الترجمة إلى نفسو الدعوة الثانية كتلقب بالمنصور أيضان‪ ،‬كأجابتو الببلد التي تحت يده جميعا‪،‬‬
‫كدعا من آؿ اإلماـ جماعة منهم الحسين بن الحسن‬

‫(ِ‪)ُّْ/‬‬

‫من رداع كتلقب بالواثق‪ ،‬كمحمد بن المهدم بن المنصور كتلقب بالناصر‪ ،‬كعلي بن أحمد بن‬
‫اإلماـ القاسم من صعدة كتلقب بالمتوكل‪ ،‬كمحمد بن المتوكل من صنعاء كتلقب بالمؤيد باهلل‪،‬‬
‫ككصل من كل كاحد منهم كتاب إلى اآلخر‪ ،‬كحصلت المفاكضة على االجتماع فلم يتم لبعد‬
‫األكطاف إال المؤيد كالحسين بن الحسن فإنهم اجتمعا في الديلمي شرقي مدينة ذمار‪ ،‬فأرجع‬
‫الحسين بن الحسن أمره إلى صاحب الترجمة كأنو متابع لو كموكل لو بالبيعة لو أك عليو‪ ،‬ثم سار‬
‫المؤيد إلى صاحب الترجمة كاجتمع بالسودة فحصل اجتماع الكلمة ىنالك على المؤيد كتمت‬
‫األمور على رجوع صاحب الترجمة إلى شهارة كإجرائو على ما كاف عليو من الحاؿ كالببلد‪،‬‬
‫فبقي في أحسن حاؿ كأنعم باؿ حتى توفي المؤيد في شهر جمادل األخرل سنة سبع كتسعين‬
‫كألف‪ ،‬فدعى محمد بن المهدم صاحب المواىب إلى نفسو الدعول الثانية فبايعو صاحب‬
‫الترجمة كلم يدعو إلى نفسو أصبلن كبقي في شهارة على حالو الجميل كإليو شهارة كببلدىا‬
‫كالشرفين كغفار ككحبلف كحجة‪.‬‬
‫كلما طلع صاحب المنصور إلى رداع بلغو صدكر أشياء في شهارة كعدـ العزيمة من صاحب‬
‫الترجمة فأنفذ إليو سلماف مواله إلى شهارة للقبض عليو على خفية كلم يشعر بذلك أحد كأكدع‬
‫السجن بقصر صنعاء فبقي فيو نحو عشر سنين ثم أفرج عنو كبقي بصنعاء ككصل إليو أىلو‬
‫كجعل إليو ببلد الركس كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى في سنة سبع كعشرين‬
‫كمائة كألف‪ ،‬كلم يمت إال كقد دعا كلده المولى الحسين إلى نفسو بشهارة كقد بايعو أكثر أىل‬
‫اليمن كتمكنت كطأتو في الببلد غالب البلداف‪ ،‬كخطب باسمو في المنابر كبايعو بعد ذلك‬
‫صاحب المواىب كجمع األعياف فسبحاف الذم بيده أزمة األمور كلها مالك الملك الذم يأتي‬
‫الملك من يشاء كينزعو ممن يشاء كيعز من يشاء كيذؿ من يشاء‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٓ/‬‬

‫كلما توفي صاحب الترجمة حضر لتشييع جنازتو جميع أىل صنعاء ككاف يومان مشهودا كدفن في‬
‫قبة أخيو جماؿ الدين علي بن المؤيد بمسجد الوشلي المعركؼ بصنعاء كرثاه المولى عبد اهلل‬
‫بن علي الوزير بهذه األبيات‪:‬‬
‫كأبي التقى إماـ الزماف فهو القاسم الشهير‬
‫العلم أبو الفضل كاضح البرىاف‬
‫حجة الدىر زينة العصر كاآلؿ‬
‫قاموس علمهم في البياف‬
‫عظم اهلل فيهم أجر بنيو‬
‫كحباه بالعفو كالغفراف‬
‫عاجلتو المنوف من بعد ما سر‬
‫بفتح الثغور كالبلداف‬
‫كاستقامت دعائم الدين كانهدت‬
‫الفجور كالطغياف‬
‫حملتو على الرقاب ً‬
‫آياد‬
‫قلدتها يداه باإلحساف‬
‫صافحتو حور الجناف اشتياقان‬
‫من تلقيو من يدم رضواف‬
‫في جناف النعيم طاب فارج‬
‫خلد اهلل قاسم في الجناف‬

‫(ِ‪)ُّٔ/‬‬

‫السيد العبلمة علم الدين القاسم بن محمد بن عبد اهلل بن مهدم بن قاسم بن مهدم بن قاسم‬
‫بن عبد اهلل بن يحيى بن أحمد بن الحسن بن الناصر بن المعتق بن الهيجاف كبقية نسبو تقدـ‬
‫في حرؼ الحا المعركؼ بالكبسي‪.‬‬
‫ىو إماـ السنة كاألصوؿ كالمحقق في علمي العقوؿ كالمنقوؿ‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫سنة إحدل عشرة كمائة كألف‪ ،‬كنشأ بصنعاء كقرأ على المولى ىاشم بن يحيى الشامي مدة‬
‫طويلة‪ ،‬كتخرج عليو كقرأ على الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي‪ ،‬كعلى السيد صبلح‬
‫األخفش‪ ،‬كعلى المولى محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كالمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪ ،‬كعلى‬
‫الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجي في األمهات الست كأجاز لو‪ ،‬كقرأ على السيد األمير‪،‬‬
‫و‬
‫كحواش‬ ‫كبالجملة فإنو حقق الفنوف كأتقنها‪ ،‬كلو أنظار ثاقبة في كتب العلوـ‪،‬كرغائل نفيسة‬
‫متفرقة كأبحاث كثيرة‪ ،‬ككاف مائبلن إلى اإلنصاؼ محبوبان عند الخاص كالعاـ‪ ،‬معظمان عند الصغير‬
‫كالكبير‪ ،‬كلو شكل عجيب كجماؿ بديع‪ ،‬كسمت ككقار‪ ،‬كحسن تودد إلى الناس‪ ،‬كبشاش‬
‫كخلق عظيم‪ ،‬ككاف عابدان أىواه يقطع ليلو في عبادة اهلل تعالى كنهاره بنشر العلوـ‪ ،‬كتخرج عليو‬
‫عدة كشيخنا الخطيب لطف البارم بن أحمد الورد‪ ،‬كالقاضي حسن المغربي كغيرىما‪ ،‬ككلي‬
‫كقف ثبل فباشره مباشرة حسنة كبقي فيو مدة‪ ،‬ككقع بينو كبين القاضي أحمد قاطن ما يقع بين‬
‫األقراف‪ ،‬ككاف القاضي أحمد حاكمان بثبل كعادا كل كاحد منهما اآلخر كسبب ذلك أنو جعل‬
‫المهدم للقاضي أحمد قسطان من عمالة صاحب الترجمة كىو الثلث فلم تطب نفسو بذلك‬
‫كآؿ األمر إلى عزلهما من الوظيفتين بثبل‪.‬‬
‫كقد جمع البدر بين الرجلين ككعظهما كاستطاب نفوسهما حتى رضي كل منهما على اآلخر‬
‫تجاكز اهلل عنهما‪.‬‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة يوـ الجمعة لسبع بقين من ربيع األكؿ سنة إحدل كمائتين كألف‪،‬‬
‫كقد أرخ كفاتو شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد فقاؿ‪:‬‬
‫قيل لي مات أجل الناس من ‪ ...‬كل علم سابق كفي كل فن‬
‫قلت حقان أرخوه إنو ‪ ...‬قائمان في جنة الخلد‬

‫(ِ‪)ُّٕ/‬‬

‫السيد العبلمة القاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزم كبقية نسبو تقدـ في ترجمة‬
‫أخيو أحمد‪ ،‬كصاحب الترجمة ىو العبلمة راتبة الزماف عين األعياف آؿ ‪ ......‬إماـ األدب في‬
‫كقتو‪.‬‬
‫كلد كنشأ في بندر المخا أياـ كالية كالده فيو في دكلة اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل كمن‬
‫بعده كحفظ القرآف العظيم ثم انتقل إلى غيب المتوف فحفظ الكافية كالتلخيص ككفاية‬
‫المتحفظ كديواف الحماسة‪ ،‬كديواف ابي الطيب المتنبي كغيرىا‪ ،‬ثم قرأ على الشيخ العبلمة علي‬
‫بن محمد المرخومي في النحو كالبياف‪ ،‬ككاف ىذا الشيخ المرخومي ضريران كركض أدبو نظير‪،‬‬
‫ليس للربيع أخبلقو كلبل للبدر إشراقو‪ ،‬كحظو من العلوـ موفور‪ ،‬كسعيو فيها مشكور‪ ،‬ككاف قد‬
‫دخل الهند طمعان في الخطو عند سلطانو‪ ،‬كاغتراران بمحلو من العلم كمكانو فلم يقف من ذلك‬
‫على طائل‪ ،‬كبات من ما ارتجاه على مراحل‪.‬‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى كالد صاحب الترجمة يلتمس منو شراء عبد‪:‬‬
‫ال تشتر الحر إال إذا ‪ ...‬جعلت ىذا العبد في رقو‬
‫فعنده من حسن تأميلو ‪ ...‬ما مثل ذا يكثر في حقو‬
‫كأتو ما لو شاء في كقتو ‪ ............................... ...‬من ‪........‬‬

‫(ِ‪)ُّٖ/‬‬

‫ثم طلع صاحب الترجمة إلى صنعاء فقرأ في الفقو على الفقيو علي بن أحمد األكوع‪ ،‬كقرأ في‬
‫شرح آيات األحكاـ على القاضي محمد بن عبد اهلل السلفي‪ ،‬كفي التصريف كالبياف على‬
‫القاضي العبلمة إبراىيم بن أحمد بن صالح أبي الرجاؿ‪ ،‬كعلى أخيو السيد العبلمة أحمد بن‬
‫حسن‪ ،‬كفي شرح القبلئد عليو‪ ،‬كفي األصوؿ الفقهية‪ ،‬كفي البياف أيضان عليو كعلى القاضي‬
‫حسن بن المغربي‪ ،‬كفي النحو على السيد صبلح بن أحمد الرازحي‪ ،‬كابتدأ بنظم الشعر كىو‬
‫في سن البلوغ‪ ،‬كامتد لو في المسرح كطاب لو منو المسخ‪ ،‬كمهر في األدب كالنظم كجاء‬
‫بالسهل الممتنع‪ ،‬كشعره أشبو شيء بشعر البهازىة في السهولة كحسن السبك‪ ،‬كقد جمع مات‬
‫كجد من نظمو في سائر فنوف الشعر ديوانان يدخل في عشرة كراريس‪ ،‬كلو من التأليفات كتاب‬
‫حديقة األذىاف شرح منظومة بغية العجبلف‪ ،‬في أصوؿ الدين كركض اإلفادات في نظم نكت‬
‫العبادات في الفقو كالفرائض كىو زىا سبع مائة كخمسين بيتان‪ ،‬ككتاب قبلدة الذىب كضرافة‬
‫األدب يشتمل على ثبلثين بابان في سائر فنوف الشعر‪ ،‬ككتاب شرح منظومة المنسكي سماه‬
‫شمس المعاني كمطالع أنوار المباني في نظم تلخيص المفتاح‪ ،‬ككتاب نزىة القطن في طوؿ‬
‫اليمن‪ ،‬منذ أكؿ اإلسبلـ إلى عصره‪ ،‬ككتاب صفوة العاصر في آداب المعاصر‪ ،‬ترجم فيو لمن‬
‫عاصره من األدباء كأكدع فيو كثيران من مكاتبتو كشعره كرتبو على ثبلثة أقساـ‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬في محاسن القادات كركائع السادات‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬في بدائع القضاة كالكتاب كركائح أدبهم المستطاب‪.‬‬

‫(ِ‪)ُّٗ/‬‬

‫الثالث‪ :‬في غرر األدباء كملح الشعراء األلباء كحذل فيو حذك الريحانة كالقبلئد من التسجيع‬
‫كعدـ استكماؿ حاؿ الشخص‪ ،‬كقد كلي لصاحب المواىب أعماالن جليلة‪ ،‬كقد مدحو صاحب‬
‫الترجمة بغرر المدائح‪ ،‬ككتب مدح كلده المحسن ككاف يحسن إليو غاية اإلحساف‪ ،‬ككلي كسمة‬
‫بضم الكاؼ كإسكاف السين المهملة كفتح الميم فبالتأنيث فهي من جماؿ تهامة فعمها عدلو‪،‬‬
‫ككاف فيو كرـ نفس كحياء كمكارـ أخبلؽ‪ ،‬ثم كاله القضاء بصنعاء فاستمر فيو كقرره الخلفاء‬
‫عليو إلى أف توفي في الدكلة المنصورية سنة ست كأربعين كمائة كألف‪ ،‬ككاف محمودان فيو كثير‬
‫الورع كالتحرج عند الحكم كالتباعد عنو كالنفور عن قبوؿ الهدايا‪.‬‬
‫كبالجملة فمحاسنو كثيرة رحمو اهلل تعالى‪ ،‬فمن شعره المنسجم قولو‪:‬‬
‫قد جرل منك ما كفى ‪ ...‬فاترؾ الصد كالجفا‬
‫كارحم المغرـ الذم ‪ ...‬قد غدا فيك مدنفا‬
‫سيدم كالذم يراؾ ‪ ...‬جميبلن مهفهفا‬
‫ما رأل الطرؼ في الورل ‪ ...‬منك أبهى كألطفا‬
‫من تقلب يذكب فيك ‪ ...‬كركح على شفا‬
‫فتى ‪ ...‬ما تنحى عن الوفا‬
‫ال تخف سيدم ن‬
‫مغرـ القلب مالو ‪ ...‬في سول الوصل من شفا‬
‫آه مالي كللفراؽ ‪ ...‬براءتي كأتلفا‬
‫كلما رمت أف يزكؿ ‪ ...‬تمادل كأسرفا‬
‫كقولو‪:‬‬
‫أغار عليك من نظرم ‪ ...‬كإف بلغتني كطرم‬
‫كأحسد خاطرم من أف ‪ ...‬تمر عليو في فكرم‬
‫بنفسي أنت من قمر ‪ ...‬عبل عن بهجة القمر‬
‫كما قد حزت من ىيف ‪ ...‬كق هد كالقنا النظر‬
‫كطرؼ من لطافتو ‪ ...‬استعارت نسمة السحر‬
‫جمعت محاسنان يا بد ‪ ...‬ر ما جمعنا في بشر‬
‫كقولو‪:‬‬
‫لما ال ترقوا سادتي ‪ ...‬كترحموا صبابتي‬
‫قد رؽ منها شامتيي‬
‫كيبله من بدر دجا ‪ ...‬ظلت بو ىدايتي‬
‫كا طوؿ شجوم منو كم ‪ ...‬قامت بو قيامتي‬
‫صرت بو متيمان ‪ ...‬ال أرتجي سبلمتي‬
‫مولهان مدلهان ‪ ...‬من للورل عيادتي‬
‫كيبله قدمت أشياء ‪ ...‬كلم أنل لبانتي‬
‫كقولو‪:‬‬
‫بدران على غصن عليو ‪ ...‬من المحاسن يرفع‬
‫تعنوا لو كل البدكر ‪ ...‬إذا رأتو كتخضع‬
‫أضحت منازلو القلوب ‪ ...‬بها يغيب كيطلع‬
‫يهفو لو لب الحليم ‪ ...‬فيستفز كيطمع‬

‫(ِ‪)َِّ/‬‬

‫بمحاسن تسبي القلوب ‪ ...‬فتستلين كتخدع‬


‫قمر على األشباه جل ‪ ...‬بو الجماؿ منوع‬
‫اهلل في و‬
‫كبد غدت ‪ ...‬كجدان عليو يقطع‬
‫هلل ما تجني العيوف ‪ ...‬على القلوب كتسمع‬
‫سود العيوف إذا نظرت ‪ ...‬من البواتر أقطع‬
‫أشتاؽ أف ألقاه إذ ‪ ...‬تغفو العيوف كتهجع‬
‫من لي بو في خلوة ‪ ...‬كحدم أقوؿ كيسمع‬
‫كقولو‪:‬‬
‫ىو مغناطيس أنتي ‪ ...‬كىو بدرم كىو شمسي‬
‫كل يوـ ال أراه ‪ ...‬فهو عندم يوـ نحسي‬
‫لست أسلو إال أف ‪ ...‬احتذم في قعر رمسي‬
‫سيدم يا نور عيني ‪ ...‬يا منى قلبي كنفسي‬
‫بالذم أكالؾ معنى ‪ ...‬سره أذىل حسي‬
‫كالذم سواؾ غصنان ‪ ...‬بقضيب الباف ينسي‬
‫جد لصب فيك أضحى ‪ ...‬رىز حاؿ مستجسي‬
‫ىائم القلب عميدان ‪ ...‬بعتو بيعة نحسي‬
‫لم يزؿ ‪ .......‬ىموـ ‪ ...‬يغتدم فيها كيمسي‬
‫كقولو‪:‬‬
‫بركح ‪ ...‬في لجة الحب غرقا‬
‫موالم مهبلن و‬
‫موالم ما كاف ظني ‪ ...‬بأنني فيك أشقى‬
‫سمعت قوالن محاالن ‪ ...‬كاهلل ما كاف حقا‬
‫حاشاؾ تصغي إليو ‪ ...‬فأنت أكرـ خلقا‬
‫يا ليت شعرم أتدرم ‪ ...‬ما الذم فيك ألقى‬
‫قد كنت حران عزيزان ‪ ...‬فسرت في الحب رقا‬
‫أمسي سمير الثريا ‪ ...‬إف ‪ ..........‬في ‪ ...............‬برقا‬
‫ذا أظلع فيك جرحى ‪ ...‬كمدمع ليس يرقا‬
‫كقولو‪:‬‬
‫بالذم أكالؾ ىذا الحسن كالمعنى العجيبا‬
‫كالذم أبدل بعينيك لنا سحران مذيبا‬
‫كالذم كوف في خديك ماءن كلهيبا‬
‫الذم أعطاؾ ىذا الجيد كالقد الرطيبا‬
‫كالذم أكالؾ معنى سره يسبي القلوبا‬
‫ال تطل ىجر عبد ذاب حزنان كنحيبا‬
‫‪ .......‬فيك حزنان ذاىل اللب كثيبا‬
‫سيدم كاهلل حالي فيك قد أضحى عجيبا‬
‫سيدم عطفان فقد كاهلل أصبحت سليبا‬
‫كختاـ األمر إف لم ترث لي مت قريبا‬
‫كقولو‪:‬‬
‫سيدم يا طلعة البدر كيا قد القضيب‬
‫ال أنت كاهلل مرامي من زماني كصيبي‬
‫سيدم كاهلل إني فيك ذك عقل سليب‬
‫سيدم رفقان فإني سرت في حالي عجيب‬
‫ليس كاهلل ذنب قد بدل لي يا حبيب‬
‫غير كجد من غراـ أنا منو في لهيب‬
‫سيدم حاشاؾ أف تصغي ألقواؿ الرقيب‬
‫كإلى كم ذا التمادم في التجافي كالمغيب‬
‫سادتي إف داـ ىذا مت من كجدم المذيب‬

‫(ِ‪)ُِّ/‬‬

‫فارحموني كعدكني بالتبلقي عن قريب‬


‫كقولو‪:‬‬
‫سادتي طاؿ التجني‬
‫ما الذم قد كاف مني‬
‫عندكم قد قيل عني‬
‫ليس لي كاهلل ذنب قد بدا لي غير أني‬
‫ذاىل الحب معنى‬
‫بتجافي النوـ جفني‬
‫بعت نفسي في ترجي‬
‫كصلكم ببيعة غبني‬
‫كبركحي من ىواه‬
‫دائمان قد صار فني‬
‫أحور الطرؼ عزيز‬
‫مترؼ حلو التثني‬
‫بدر‬
‫إف تبدا فهو ه‬
‫طالع في جنع دجن‬
‫أك تولى فكثيب‬
‫فوقو مايس غصني‬
‫سيدم كم ذا يكوف البعد عني كالتجني‬
‫ال تخني كأنا الوافي فضبلن ال تخني‬
‫يا عذكلي في ىواه‬
‫خلني عنك كدعني‬
‫ليس بجد اللوـ عندم‬
‫ال كال يدخل أذني‬
‫ال تلمني بعد ىذا‬
‫يا عذكلي ال تلمني‬
‫…كقولو‪:‬‬
‫نهارم كلو حرؽ ‪ ...‬كليلي كلو أرؽ‬
‫كقلبي منذ بينكم ‪ ...‬غدا كلهاف محترؽ‬
‫أساداتي متى لقيا ‪ ...‬كم للصب يتفق‬
‫فرقوا رحمة لشيخ ‪ ...‬قد استولى بو القلق‬
‫كلي في حبكم قمر ‪ ...‬جماؿ سناه يأتلق‬
‫مليح حتف عاشقو ‪ ...‬لديو الدر كالملق‬
‫لو من ريقو المعسوؿ ‪ ......... ...‬كمغتبق‬
‫يكاد نظارة كالماء ‪ ...‬لوال البرد يدفق‬
‫لو قد رشيق مثل ‪ ...‬غصن الباف ممتشق‬
‫كثغر كلو درر ‪ ...‬بديع النظم متسق‬
‫إذا ما الح في غسق ‪ ...‬تجلى دكنو الغسق‬
‫كقولو‪:‬‬
‫موالم يا غصن باف ‪ ...‬يقل أعبله شمسا‬
‫رفقان بصب عميد ‪ ...‬في لجة الحب أرسا‬
‫أضحى حليف ىموـ ‪ ...‬مذ بنت عنو كأمسا‬
‫موالم كيف استحالت ‪ ...‬سعادتي فيك نحسا‬
‫قد كنت فيما مضى لي ‪ ...‬يا منية الركح أنسا‬
‫فاليوـ بنت فأضحت ‪ ...‬منك المنازؿ درسا‬
‫ما لطرفي إذا سرل ‪ ...‬بارؽ فارؽ الكرا‬
‫كإذا ناح طائر ‪ ...‬ذاب قلبي تحسرا‬
‫في غزاؿ متمرطق ‪ ...‬ساحر الطرؼ أحورل‬
‫أىيف شفني ظنان ‪ ...‬بالتجافي كما درل‬
‫جل من صاغو لجينا ‪ ...‬كتبران كجوىرا‬
‫كاقتضى صنعو بأف ‪ ...‬كاف مسكان كعنبرا‬
‫فاغتدل يبهر العقوؿ ‪ ...‬جماالن كما ترا‬
‫لو رأل لطفو النسيم ‪ ...‬لما ىبت أك سرا‬
‫كرأل كجو ىبلؿ ‪ ...‬الدياجي تحيرا‬
‫قد حول طوؽ برده ‪ ...‬منو بدران مصورا‬
‫ذا عذار بخده ‪ ...‬فيو صبرم تعذرا‬
‫يا حبيبي كأف لي ‪ ...‬عنبران طاب مخدرا‬
‫طالما قد كتمتو ‪ ...‬فاغتدل اآلف مطهرا‬

‫(ِ‪)ِِّ/‬‬

‫فاستمع من عتابو ‪ ...‬لك قوالن مقررا‬


‫سيدم مالك لذا ‪ ...‬البشر لي قد تنكرا‬
‫كلقلب ‪ ... .....................‬لبنان قد تحجرا‬
‫ما للخطى لديك في ‪ ...‬كل يوـ إلى كرا‬
‫ما لقدرم غدل لديك ‪ ...‬مهينان محقرا‬
‫ما لعرفي لديك قد ‪ ...‬صار بالهجر منكرا‬
‫أم ذنب جنيتو ‪ ...‬يقتضي أف يكفرا‬
‫بل غرامي الذم بو ‪ ...‬صار قلبي مصعرا‬
‫أـ سهادم الذم لو ‪ ...‬بت ليلي مفكرا‬
‫صار في الناس مسمرا ‪ ...‬أـ عفى في الذم عدا‬
‫ليس في صدقو افترل ‪............................................................... ...‬‬
‫قاتل اهلل عاذال ‪ ...‬قاؿ زكران لتنفرا‬
‫كافترل عني الحديث ‪ ...‬محاكالن مزكرا‬
‫ىاؾ شكوام كلها ‪ ...‬فاستمع للذم جرل‬
‫كقولو‪:‬‬
‫ليت شعرم كالدجى طمع ‪ ...‬كيف أحبابي كما صنعوا‬
‫إف يكن شط المزار بهم ‪ ...‬فلهم في القلب مرتبع‬
‫سادتي كاهلل بعدكم ‪ ...‬ليس في ‪ .............‬طمع‬
‫ىل لماضي عيشنا عوض ‪ ...‬أـ لما قد مر مرتجع‬
‫حيث كأس اللهو دائرة ‪ ...‬بيننا كالشمل مجتمع‬
‫فتى ‪ ...‬لم يكن للنصح يستمع‬
‫عاذلي دع عنك نصح ن‬
‫مسلك العشاؽ متضح ‪ ...‬كطريق الحق متبع‬
‫كقولو‪:‬‬
‫أال يا معهد الربرب ‪ ...‬سقاؾ العارض األخصب‬
‫كيا منزؿ أفراحي ‪ ...‬بذاؾ الشادف األشنب‬
‫متى يرجع أنسي فيك ‪ ...‬إذ كرد الهنا أعذب‬
‫عزيزم من ىو بدر ‪ ...‬إذا ضاحكتو قطب‬
‫تعود قتل عاشقو ‪ ...‬فما من عشقو مهرب‬
‫أغالب فيو أشجاني ‪ ...‬كأشجاني بو أغلب‬
‫كاستعذب كجدم فيو ‪ ...‬بالطبع كإف عذب‬
‫بي المذىب‬
‫كأىول تعبي فيو ‪ ...‬كإف ضاؽ َّ‬
‫أكاذب فيو أصحابي ‪ ...‬كسلواني لو أكذب‬
‫ككنت أردت كتم الحب ‪ ...‬لكن مدمعي أغرب‬
‫أظل أىيم من كجد ‪ ...‬كأمسي أرقب الكوكب‬
‫فيا هلل كم ىذا ‪ ...‬الجماؿ الفائق األغرب‬
‫كما الشهد كما الخمر ‪ ...‬إال ريقو األعذب‬
‫فما أسنى معانيو ‪ ...‬كما أحلى كما أطيب‬
‫عجيب فيو حالي ‪ ...‬كالمبلـ بحبو أعجب‬
‫فيا كيح عذكلي فيو ‪ ...‬كم أغرل ككم أنب‬
‫يقبح حسنو جهبل ‪ ...‬كضوء الشمس لم يحجب‬
‫ىول أحتذيو مذىب‬
‫كيطمع أنني أسلو ‪ ...‬ن‬

‫(ِ‪)ِّّ/‬‬
‫معاذ اهلل أف أصغي ‪ ...‬كلو غاال كلو أطنب‬
‫كلست بسامع عذالن ‪ ...‬فبل يعنا كال يتعب‬
‫كقولو‪:‬‬
‫‪ ......‬لشكايتي كارحم ‪ ...‬معنا فيك قد ىلكا‬
‫سقيمان مسطار العقل ‪ ...‬أمسى يرقب الفلكا‬
‫بكى شوقان كفرط جوان ‪ ...‬كمن قاسا الصدكد بكا‬
‫فبالورد الذم قد راؽ ‪ ...‬فيما بيننا كزكا‬
‫أغث صبان معنى فيك ‪ ...‬في بحر الهول اتركبا‬
‫أضر بو الضنى حتى ‪ ...‬أباف لك الهول كشكا‬
‫كال يجعل بواش طاؿ ‪ ...‬ما قد كاف كأتفكا‬
‫كقولو‪:‬‬
‫صدرت مذكرة كحاشا مثلكم ‪ ...‬من أف يكوف لمثل عهدم تأسي‬
‫إف الوفا طبيعة فيكم فلم ‪ ...‬ملتم كتلك سجية المتناسي‬
‫اهلل في الذمم التي من حقها ‪ ...‬تتنزيهها عن خطة اإللباسي‬
‫بعض الذم بيني كبينكم لو ‪ ...‬حق اإلماـ كمقتضى اإلناس‬
‫كالحر يبذؿ جاىو لصديقو ‪ ...‬كيصوف حوزتو عن األدناسي‬
‫كقولو‪:‬‬
‫من لنفس لوصلكم مشتاقة ‪ ...‬ما لها عن ىوا لقاكم إفاقو‬
‫رعتموىا منم بطوؿ التجافي ‪ ...‬كأذبت أحشاءىا الخافقة‬
‫كأطلتم من غير ذنب جفاىا ‪ ...‬كنبذتم عهود الصداقة‬
‫سادتي ىل إلى رضاكم سبيل ‪ ...‬أبتغيو فما بقي لي طاقة‬
‫كالكرا مذ فقدت نور سناكم ‪ ...‬قطعت بينو كبيني العبلقة‬
‫كالجفوف التي سلبتم كراىا ‪ ...‬أقسمت ال تزاؿ فيكم مراقة‬
‫كحديثي في شرح حاؿ ىواكم ‪ ...‬سادتي كلو لطيف المساقة‬
‫أين دىر بكم يقضي حميدا ‪ ...‬في محياه للهناء إطبلقو‬
‫كليال وي بحاجر كالمصلى ‪ ...‬كاف عيشي بها بديع األناقة‬
‫ىل ترل يسمح الزماف بجمع ‪ ...‬كيحل البعاد عنا كثاقو‬
‫كيطيب اللقاء كتسكن نفس ‪ ...‬طالما أصبحت لم مشتاقة‬
‫كقولو‪:‬‬
‫صاح ىذا الفأس ذكر األحبة ‪ ...‬بشرتني بهم فتنبو‬
‫ما ترل الكوف قد تأرج طيبا ‪ ...‬كغصوف الربا عدت شرابو‬
‫كالنسيم العليل قد رؽ حتى ‪ ...‬صار بيني كبينو السقم نسبو‬
‫كيد األفق في مطارح سحب ‪ ...‬لحاكشي األصيل فيهن ذىبو‬
‫كخطييب الحماـ قد ردد التسجيع ‪ ...‬غرامان كبث للهو كتبو‬
‫و‬
‫كطركس ‪ ...‬حمرة الجلنار فيهن تربو‬ ‫كاألزاىيب حولو‬
‫كقولو‪:‬‬
‫ألف من بدر كمن شمس ‪ ...‬أفديو بالمهجة كالنفس‬
‫م‬

‫(ِ‪)ِّْ/‬‬

‫تاه على ذلي كضعفي كما ‪ ...‬قد تاه بالجن على اإلنس‬
‫موالم قد أكحشت قلبي بما ‪ ...‬قد كاف من ىجرؾ من أمسي‬
‫كليس لي ذنب بدا لي سول ‪ ...‬حبك يا ركحي كيا أنسي‬
‫حاشاؾ منو إنني أختشي ‪ ...‬إف داـ يقضي بي إلى رمسي‬
‫كارحم معنى فيك بادم األسى ‪ ...‬مضطرب األحشاء كالحسي‬
‫أبدلتو عن قربو بالقبل ‪ ...‬كبعتو بالثمن البخس‬
‫كقولو‪:‬‬
‫ال تلمني في دموعي إف جرت ‪ ...‬ىذه أنفاس بخد قد سرت‬
‫أكرثتني دكف صحبي نشوة ‪ ...‬طرب الكوف لها لما انبرت‬
‫خبران يا‪ ............‬لما انبرت ‪ ...‬خبران يا طيب ما قد خبرت‬
‫أنبأتني عن سليما أنها ‪ ...‬أظهرت من دكف ما أظهرت‬
‫سادتي في حبكم لي عادة ‪ ...‬إف تجلت في الدياجي أقمرت‬
‫كقولو‪:‬‬
‫حنيني إليكم ما حييت مرجع ‪ ...‬كلي كبد فيكم براىا التوجع‬
‫أظل ‪ .........‬الشوؽ ال نار مهجتي ‪ ...‬تبوح كال شمل األسى يتصدع‬
‫أخا الود إف جاكزت رمل محجر ‪ ...‬كالح لعينيك الجناب الممنع‬
‫كحزت الفضا حي الفضا كطولو ‪ ...‬كصافحو نشر الصبا المتصوع‬
‫كجئت إلى و‬
‫كاد ىناؾ مقدس ‪ ...‬بأكنافو نور الجبللة يسطع‬
‫أشعتو كالشمس في كل كجهة ‪ ...‬كفي كل أفق منو للحسن مطلع‬
‫ىنالك فيو للعقوؿ مصائد ‪ ...‬تفنن أسباب الهول كتنوع‬
‫حنيني إلى ذاؾ الجناب كمن بو ‪ ...‬حنين ثكوؿ ليس يدفع‬
‫كلي نحوىم في كل حيين كساعة ‪ ...‬بزكغ على طوؿ ‪ ........‬كتطلع‬
‫كما زلت مذ شاىدت كنو جبللهم ‪ ...‬أذؿ لديهم ما حييت كما أخضع‬
‫عليهم تحياتي و‬
‫غواد ركائحا ‪ ...‬بها الريح تسرم كالركائب توضع‬
‫كلو ىذه الطردية البديعة‪:‬‬
‫كليلة من ليالي الزىر ‪ ...‬ذات شذا من طيبها كنشر‬
‫كأنها ضمخت بعطر ‪ ...‬شاىدت فيها نجمها ببدر‬
‫بدر حول حسن الرداح البكر ‪ ........... ...‬قد دعجت بالسحر‬
‫تعز عنو سلوتي كصبرم ‪ ...‬حلو المزاح دائمان كالبشر‬
‫ذك قامة مثل القضيب النظر ‪ ...‬بت فيها في خفض عيش عمر‬
‫على التثاـ كارتشاؼ ثغر ‪ ...‬أعذب عندم من سبلقة الخمر‬
‫في ركضة قد كللت بالزىر ‪ ...‬دكحاتها مثل الخياـ الخضر‬
‫كزىرىا مثل النجوـ الزىر ‪ ...‬يشقها نهر كأم نهر‬

‫(ِ‪)ِّٓ/‬‬

‫أرؽ من لمع السيوؼ البتر ‪ ...‬كأنو في سوحها إذ يجر‬


‫صل حرا ‪ ........‬من ذعر ‪ ...‬قد جادىا سوط الحماـ القطر‬
‫بوابل مثل نثير الدر ‪ ...‬مطربنا فيها ىدير القمر‬
‫بما غدل يثير شجو الصدر ‪ ...‬كأنو صب حليف الذكر‬
‫مثلي معنى مسطار الفكر ‪ ...‬ملكت فيها مأربي كأمرم‬
‫كبت فيها في نعيم نظر ‪ ...‬أسحب فيها مطرفي كطرم‬
‫‪ ..........‬ليل الفحاـ الغر ‪ ...‬كمنهم الخيرة من ذم العصر‬
‫حتى بدا ضوء صباح الفجر ‪ ...‬كالح كمض نور المستشرم‬
‫كلو في البرؽ‪:‬‬
‫كأنما البرؽ إذا ما اختفى ‪ ...‬كالح في العارض عنب القطر‬
‫مبصر ‪ ...‬فاستقرت من خوفو بالخمار‬
‫كجنة عذراء رءآىا ه‬
‫كلو فيمن أقبل على من اسمو النجم كفي المجلس شخص كوكباني كفيو إيهاـ التورية‪:‬‬
‫يا أديبان صار فينا ‪ ...‬ال يدانيو مداني‬
‫إف يكن عندؾ نجم ‪ ...‬إف عندم كوكباني‬
‫قيل لو قاؿ كلدينا كوكباني لكانت تورية‪ ،‬قلت‪ :‬ألنو لو قصد بلفظ كوكباف مثنى كوكب لكاف‬
‫من حقو أف يكوف منصوبان لبا ألنو اسم إف‪ ،‬كإف كاف كما قيل كلدينا كوكباني كاف بحالو مرفوعان‬
‫لؤللف على الخبرية‪.‬‬
‫كلو في عطار‪:‬‬
‫كعطار كثير الكبر ‪ ...‬كاإلعجاب كالنشوة‬
‫كال غرك إال العطار ‪ ...‬كانت عنده نخوة‬
‫ككاف لو خادـ يلقب الغماـ كاف يخدمو أياـ كاليتو كسمة‪ ،‬فجاءت لو فيو أنواع اللطائف‪ ،‬فمن‬
‫ذلك كقد جاءه بجوائز‪:‬‬
‫أتانا الغماـ كفي كفو ‪ ...‬جوائز أضحت بقبض العدا‬
‫كىذا التناسب مستحسن ‪ ...‬لكوف الغماـ أتى بالندا‬
‫كلو فيو كقد تحمل إليو كرقة فيها ىجوه من بعض أصحابو‪:‬‬
‫ىذا الغماـ بليد ‪ ...‬تحمل الهجو عنوة‬
‫تبان لو من غماـ ‪ ...‬قد جاء يحمل ىجوه‬
‫و‬
‫مستوؼ يعرؼ بالمطرم‪:‬‬ ‫كلو فيو كقد صار مع‬
‫قل للفقيو الذم خبلئقو ‪ ...‬تزرم بحسن الربيع كالزىر‬
‫ال يحسن بؤسان من الزماف فقد ‪ ...‬كافا إليك الغماـ بالمطر‬
‫كشعره كمقاطعو من ىذا النمط الذم ىو في غاية الجودة كحسن السبك كمحاسنو كثيرة رحمو‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬

‫(ِ‪)ِّٔ/‬‬

‫المولى القاسم بن الحسين بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم‪.‬‬


‫قاؿ المولى إسحاؽ في حقو‪ :‬كاف من ألطف أىل الزماف طبعان كأخفهم ركحان‪ ،‬لو في نقد الشعر‬
‫كحسن سبكو ي هد بيضاء‪ ،‬كلو في مسالك الجد كالهزؿ ما يصغي األدب إلى استماعو‪ ،‬كيهش‬
‫األديب إلى إبداعو‪ ،‬فمنو في كصف نعل كانت لو معتذران عن مواصلة بعض إخوانو فقاؿ‪:‬‬
‫عذران صفي الدين من مخلص ‪ ...‬بودكم و‬
‫باؽ على عهده‬
‫ال كدر الدىر كال صفوه ‪ ...‬يلهيو أك يثنيو عن كرده‬
‫كاف لو نعبلف فيما مضى ‪ ...‬تهزأ في نيساف من كرده‬
‫إذا كست شمس الضحى أرضها ‪ ...‬من ذائب الفضة أك تبره‬
‫كستو لونان من عقيق كما ‪ ...‬يفوتو إدراؾ‪...........‬‬
‫ثم استرد الدىر منها البها ‪ ...‬لكل شيء منتهى حده‬
‫ما تهب األياـ عارية ‪ ...‬البد للموىوب من رده‬
‫كمن نظمو ما كتبو إلى المولى محمد بن يوسف بن المتوكل بن المنصور اآلتي ذكره ككاف خليلو‬
‫كقد أرسل إليو بهذين البيتين يهجوانهما كلما تعين المراد بهما فطلب منو صرفهما في محل‬
‫الصرؼ كىذا مسلك غريب كفن ما سلكو فيما علمت أديب‪ ،‬كىما‪:‬‬
‫نموـ إذا أكدعتو السر مرة ‪ ...‬فإنك قد أكدعتو كل مسمع‬
‫ه‬
‫كإف نظرت عيناه ما رمت كتمو ‪ ...‬فقد نظرتو أعين الخلق أجمع‬
‫األبيات الموجهة من ىذين البيتين كىي‪:‬‬
‫يا إماـ الفرائض كابن إماـ العلم‬
‫كالفضل كالتقى كالدين‬
‫إف عندم لدر نظمي زكاة‬
‫كإلى ذم الوالية الصرؼ دكني‬
‫فاجتهد أف يكوف في ابن سبيل‬
‫عادـ ذم خصاصة مسكين‬
‫كإذا كاف ىاشميان فإني‬
‫ىاشمي كالحل في الصرؼ بيني‬
‫فكتب المولى محمد بن يوسف بعد البيتين السابقتين بيتان كىو‪:‬‬
‫لو خلق يأبى الحياء كصورة ‪ ...‬إذا أبررت شبو الحذاء المرقع‬
‫كأشار بذلك إلى رجل كاف قد تواطيا عليو فلما بلغو ذلك كتب إليهما‪.‬‬
‫عبلـ كما نبهت بالصبح نائمان ‪ ...‬يؤخرا أكقات الصبلة إلى الظهر‬
‫ى‬
‫كلم أنو عن شرب المداـ كلم أقل ‪ ...‬بأف عقوؽ الوالدين من الكفر‬

‫(ِ‪)ِّٕ/‬‬
‫قاؿ المولى إسحاؽ قاؿ لي صاحب الترجمة يومان كقد ذاكرتو في شيء من نظمو إني أقوؿ شيء‬
‫من الشعر في السر كأكتمو كأشبو بنفسي في ذلك بالهر كىذا في مجاؿ ىزؿ‪ ،‬قلت لو‪ :‬قد‬
‫سبقك إلى ىذا المعنى بن الحجاج الشاعر المشهور في ىجو الوزير المهلبي بقولو‪:‬‬
‫قيل إف الوزير قد قاؿ شعرل ‪ ...‬يجمع الجهل شملو فيضمو‬
‫ثم أخفاه فهو كالهر يخرل ‪ ...‬في زكايا البيوت ثم يضمو‬
‫السيد علم اإلسبلـ القاسم بن يحيى المعركؼ باألمير الشاعر األديب أعجوبة الزماف ذكره‬
‫صاحب الحدائق فقاؿ‪ :‬ىو كنز العماؿ كالمحصل الذم ينبغي أف يحرره القفاؿ‪ ،‬كاف الزماف‬
‫‪ ..........‬أف يضحك بو العباس ‪ .......‬أعجوبة كنادرة للناس مازح الزماف بو أنباه‪ ،‬كدغدغت‬
‫بو األياـ مغابن المأساه‪ ،‬لو مازح مالك الحزين لعبث في مائو‪ ،‬كأك داعب العجوز‪........‬‬
‫لقهقهت من صباه‪ ،‬فهو رجوع الشيخ إلى صباه‪ ،‬كعود الغريب إلى كطنو بعد نواه‪ ،‬إذا كصف‬
‫قضية من القضايا أبرز خبايا الزكايا‪ ،‬يصف القضية المبتذلة فيكسوىا ديباجة خبلؼ األسماؿ‬
‫األكلة‪ ،‬يضحك من ليس بضاحك حتى يستلقي من االستغراب من على األرائك‪ ،‬يبرزىا في‬
‫أحسن ما يكوف عليو‪ ،‬كال شك أف اإلحساف مبلزـ لو كشبو الشيء منجذب إليو‪ ،‬ككاف إذا أملى‬
‫شعره كما يقاؿ يسلب برقتو ألباب الرجاؿ فتتسابق إلى نقلو األقبلـ‪ ،‬كتلهج بو األفواه كاألحبلـ‬
‫إال أنو إذا كاف من فيو طريان كاف رطبان جنيا‪ ،‬كإذا أمبله سواه صار عن مبلبسو عريا‪ ،‬ككانت لو‬
‫معرفة بالنحو كالفقو‪ ،‬ككلي القضاء بصنعاء مضافان إلى قضاة الديواف‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬

‫(ِ‪)ِّٖ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككلي قضاء غير صنعاء من المحبلت أيضان كالمخادر‪ ،‬كالحديدة‪ ،‬ككاف يخف كثيران على‬
‫الوزير صفي الدين النهمي‪ ،‬ككاف المهدم كثيران ما يداعبو‪ ،‬فمن ذلك أف صاحب الترجمة أرسل‬
‫إلى المهدم بساعة نفيسة على شكل طائر كلم تكن لو كإنما ىي لبعض أصدقائو عوؿ عليو في‬
‫اإلرساؿ بها ليشتريها المهدم منو فكسر المهدم رأس الطائر المكوف التصوير من المنكر‬
‫الذم يجب النهي عنو كإزالتو كأرجعو فقلق صاحب الترجمة لذلك ككتب إلى المهدم كتابان‬
‫أكلها‪:‬‬
‫يا أيها الملك الميموف طائره ‪ ...‬تفديك أنفسنا مما تحاذره‬
‫عجب ‪ ...‬أبين في جسمو ما فيو ناظره‬
‫ه‬ ‫انو قضية طير مالو‬
‫كما لو في الهول ‪ .........‬فيصعده ‪ ...‬كبل كفي الترب ما خطت أظافره‬
‫بل جاء في ساعة ساع ببل قدـ ‪ ...‬فكاف أكؿ يوـ الوصل آخره‬
‫ال يجبر الناس عظمان أنت كاسره ‪ ...‬كال يهضوف عظمان أنت جابره‬

‫(ِ‪)ِّٗ/‬‬

‫فلما كقف المهدم على األبيات قاؿ للحاجب قل لرسولو يقوؿ لو إف ىذه الساعة ما ىي‬
‫ساعتو كىذه من لطائف المهدم‪ ،‬فإنو يقاؿ في العرؼ على معنى إف ىذا الوقت ليس لقضاء‬
‫غرض فبلف باالشتغاؿ عنو في ذلك بما ىو أىم أك لعدـ الرغبة في النظر إليو في ذلك األكاف‪،‬‬
‫كرل عنو بالمعنى القريب كىو التبكيت عليو فيما‬
‫كىو يتضمن العدة بقضائو في كقت آخر كقد ٌ‬
‫قالو بنسبتو إلى الفضوؿ كذلك مستفاد من نفي ملكو للساعة المذكورة كىو جواب جدلي‪،‬‬
‫كمثل ىذه العبارة إف قصد أحد المعنيين كىو المعنى البعيد كانت من باب التورية‪ ،‬كإف قصد‬
‫المعنيين كبلىما كانت من باب االستخداـ عند ابن مالك كمن تابعو كىم الذين ال يشترطوف‬
‫الضمير‪ ،‬كعن اآلخرين يكوف بابان مستقبلن ينبغي أف يسمى بإيهاـ التورية‪ ،‬كمن لطائف المهدم‬
‫مع صاحب الترجمة أنو نصبو حاكمان في بعض الببلد فدخل إليو مودعان كاستمد من اإلماـ‬
‫المهدم أف يدعو لو فقاؿ لو المهدم‪ :‬ادع لنا أنت فدعوتك مستجابة كأشار بذلك إلى قصيدة‬
‫لصاحب الترجمة ملحونة شبب فيها بمعشوؽ معين كانت حاضران في ذلك الموقف كىو‬
‫المعاكف لو أيضان في نصبو للحكومة بذلك المحل كدعا في قصيدتو على معشوقو إذا لم‬
‫يواصلو بأف اهلل تعالى يعجل لو نبات لحيتو كأف تكوف لحيتو طويلة فاستجيبت دعوتو فيو ككانت‬
‫اللحية كما كصف كأشار بذلك إلى أف دعوة العاشق مقبولة كما قيل‪.‬‬
‫فراقب اهلل كخف دعوتي ‪ ...‬فدعوة العاشق مقبولة‬
‫ككاف صاحب الترجمة ال يراقب أحد كال يحتشم كال يبالي بعادات األمثاؿ كفيو حدة طبع‬
‫كضرافة كلطف عجيب كلو في الشعر الملحوف يد طولى‪ ،‬كمن شعره الحكمي قولو مشببان‬
‫بالكعبة المشرفة‪:‬‬
‫نسخت باللقاء ليالي الصدكد ‪ ...‬كسنحت مرة بوصل العبيد‬
‫كأتت في مبلبس الحسن تختاؿ ‪ ...‬على رغم عاذلي كحسودم‬
‫عادة تخجل البدكر سناءه ‪ ...‬كبغير الصبا بطرؼ كجيد‬
‫فنعمنا منها بركضات خد ‪ ............................................. ...‬الخلود‬

‫(ِ‪)َّّ/‬‬
‫كعرفنا من نشر سود الدرايا ‪ ...‬مسك دارين فوؽ ليم النهودم‬
‫كتثنت بقدىا فأرتنا ‪ ...‬ىز سمر القنا كخفق البنود‬
‫جاد دىرم بها فللو يوـ ‪ ...‬طلعت شمسو بسعد السعود‬
‫يا رعى اهلل جمعنا بحماىا ‪ ...‬كسقى سفحها دموع الرعود‬
‫يا زماف التبلقي باهلل رجعان ‪ ...‬يا ليالي الوصاؿ باهلل عودم‬
‫فاسمحي لي بوصل كإال ‪ ...‬فاسمحي لي بنظرة من بعيد‬
‫ال تلمني إذا خلت عذارم ‪ ...‬كذكرت اسمها كدعني حسودم‬
‫ىي ليلى التي سيأتي ىواىا ‪ ...‬كسبا حسنها جميع العبيد‬
‫من التي عنها بريم المصلى ‪ ...‬كأكارم عن ربعها بدر كدم‬
‫حبها مذىبي كشرعي كديني ‪ ...‬كلقاىا سؤلي سركرم كعيدم‬
‫كم أريقت بعشقها من و‬
‫دماء ‪ ...‬طك قتيل بحبها كشهيد‬
‫كم ترل العاشقين حوؿ حماىا ‪ ...‬من قياـ كركع كسجوف‬
‫عدـ أمن حماىا كقلبي ‪ ...‬طائف حولها بخوؼ شديد‬
‫ال يد عند بابها مستجير ‪ ...‬عائذ من جحيم طوؿ الصدكد‬
‫خاضع طامع بأف يفتح الباب ‪ ...‬فيدنوا من صوحها المنضود‬
‫ذاؾ سؤلي كبغية كمرادم ‪ ...‬قبلة الخلق كعبة المعبود‬

‫(ِ‪)ُّّ/‬‬

‫المولى علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ‪،‬‬
‫كاف عبلمة محققان متفننان فاضبلن شاعران ناثران‪ ،‬طيب المفاكهة‪ ،‬حسن اإلسراد‪،‬فصيحان حلو‬
‫الحديث‪ ،‬حسن الوصف لؤلخبار كالمجريات‪ ،‬كاف إذا كصف المتفقة التي يعبر عنها غيره‬
‫بكلمتين أطنب في ذكرىا كصورىا تصويران بديعان ككساىا من ركنق فصاحتو كتنميق عبارتو حلل‬
‫اإلبداع حتى تستلذىا جميع األسماع كيصغي إليها جميع الحاضرين لئلستماع‪ ،‬ككاف كثير‬
‫اإليراد للمشكبلت الغامضة‪ ،‬كالمباحث الدقيقة في المواقف الحافلة‪ ،‬ال يكاد يخلو عنها يوـ‬
‫أصبلن‪ ،‬فكاف إذا أبطأ صاحب الترجمة من الوصوؿ إليهم يقولوف إنو اآلف مشتغل بدرس الكلي‬
‫الطبيعي لكثرة ما يورد من المباحث فيو‪ ،‬ككانت لو عناية تامة بكتب علم المعقوؿ كجمع نفائس‬
‫و‬
‫حواش على شرح أشكاؿ التأسيس في‬ ‫الكتب منها كاالشتغاؿ بقراءتها كمطالعتها‪،‬كرأيت لو‬
‫الهندسة تدؿ على إتقانو لذلك العلم‪ ،‬ككذلك في علم الهيئة كعلم المنطق كالطبيعي‪ ،‬ككاف‬
‫كثير الجمع للفوائد‪ ،‬كلو خط حسن كتب بو من الكتب كالرسائل ما ال يحصى‪ ،‬ككاف يتوقد‬
‫ذكاء‪ ،‬كقرأ على أعبلـ زمانو كدارت بينو كبين البدير عدة أبحاث في األصوؿ الفقهية‪ ،‬كقد أثنى‬
‫ن‬
‫عليو غير كاحد من المشائخ‪ ،‬ككاف متأنقان في ملبوسو كمركوبو‪ ،‬كجمع أحوالو كالزـ عهد المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ في غالب سفره كحضره‪ ،‬كتوفي بصنعاء في سنة خمس كستين كمائة كألف‪،‬‬
‫كشعره رائق فمنو قولو‪:‬‬
‫قسمان بما لو خالو ‪ ...‬بدر الدياجي ما تجلى‬
‫كىبلؿ حسن ما رآه ‪ ...‬الطرؼ إال كاستهبل‬
‫كبما سقاني من حمياتو ‪ ...‬حسنو نهبلن كعبل‬
‫كبما كعت أجفانو ‪ ...‬قلبي فداف لها كذال‬
‫الحت عن حبي لو ‪ ...‬كلو أنو لدمي استحبل‬
‫كأللقين مهجتي ‪ ...‬في حبو إما كإال‬
‫كلو‪:‬‬
‫ال تركنن إلى مقالة كاصف ‪ ...‬فالوصف مكذبة الصدكؽ الخير‬
‫كدليل ذا المرآةي تصدؽ في الذم ‪ ...‬يرائي كتكذب عند كصف نير‬
‫كلو على طبع ما يخفى بذلك شكلو‪:‬‬

‫(ِ‪)ِّّ/‬‬

‫ففيو غنان عن مودعات المسامع ‪ ...‬أليست ترل ال كيف ذلك شكلها‬


‫على أنها مقراض حبل المطامع‬
‫كلو‪:‬‬
‫لقد أكىموا آثار عصر بخد ‪ ...‬كما ىو إال لو رأل الحق كاىمو‬
‫بجعد ما الحسن في كجناتو ‪ ...‬نسائم أنفاسي متى أنا الئمو‬
‫كلو‪:‬‬
‫كقالوا ترل حب الشباب كقد بدا ‪ ...‬على كجو من تهوا فهل أنت قاطعو‬
‫فقلت كىنت إنما جاء حسنو ‪ ...‬كقد خاضو طرفي تبدت قواطعو‬
‫كلو في الشيخ محي الدين بن عربي صاحب الفصوص كالفتوحات‪:‬‬
‫أال قل لمحي الدين ال در دره ‪ ...‬كال بل من فيض الفتوحات راقمو‬
‫فصوصك ‪ ........‬كف دينك إذ غدت ‪ ...‬تمانع منا كلنا كتسالمو‬
‫كإف محك الشرع بهرجها لنا ‪ ...‬كأظهر غشان كنت فيو تكاتمو‬
‫فمن عقدت يومان مناصرة على ‪ ...‬فصوصك قد كاهلل صارت خواتمو‬
‫كلو فيمن أثر في كجهو الشتاء‪:‬‬
‫ما ذا بخد ‪ ... ................‬أثر الشتاء كفرط برده‬
‫لكنو لما دنى من بعد جفوتو كصده ‪ ...‬قبلتو فتصدأت من ‪ ......‬مرآة خده‬
‫كلو فيو‪:‬‬
‫إف قاؿ نعساف الجفوف بخده ‪ ...‬أثر الشتاء فذاؾ قوؿ مفترل‬
‫بل تلك جفناه تناثر كحلها ‪ ...‬فطفى على ماء الخدكد كما ترل‬
‫كقلت كتشبيو أثر الشتاء في كجو المليح ما كلع بو آؿ إسحاؽ كنظموا فيو ما ينيف على‬
‫خمسين مقطوعان‪ ،‬ككذلك كلوعوا بتشبيو القهوة في الفنجاف كنضموا فيو ىم كأىل عصرىم حتى‬
‫أنافت المقطوعات كالقصائد في ذلك على خمسمائة بيت‪ ،‬كقاؿ بعض آؿ إسحاؽ كفي ذىنبي‬
‫أنو صاحب الترجمة أف التشبيو المذكور باب فتحناه كأغلقناه‪ .‬انتهى كبلمو‬
‫كفي دعول الفتح نظر فإنو قد تكلم فيها شهاب الدين الخفاجي في الركانة كذكر تشبيو القهوة‬
‫في الفنجاف مع الدخاف اللهم إال أف يريد بالفتح ىو أف يكوف مع مبلحظة تشبيو المصطكى‬
‫كلكنهم يعلقوه فقد تقدـ ذكر أبيات للمولى أحمد بن محمد بن الحسين في ترجمتو كنظمو‬
‫متأخر عن نظمهم كسأكرد ىنا ما ذلك ما ظفرت بو‪ ،‬كقد سلف في ترجمة المولى عبد اهلل بن‬
‫إسحاؽ شيء من ذلك فأجل ما نظم فيو على اإلطبلؽ موالنا محمد بن إسحاؽ كىو قولو‪:‬‬

‫(ِ‪)ّّّ/‬‬

‫كأنما الفنجاف فيو المصطكى ‪ ...‬قد ذاب ثم ساؿ فوؽ القهوة‬


‫يجر من العقيق مدت فوقو ‪ ...‬شباؾ تبر الصطياد النشوة‬
‫كقاؿ أيضان‪:‬‬
‫ناكلني الديم األغن قهوة ‪ ...‬ردت لي النشاط بعدما ذىب‬
‫كأنها كالمصطكى من فوقها ‪ ...‬فص عقيق فيو نقش من ذىب‬
‫كقاؿ المولى الحسن بن إسحاؽ كقد أخذ معنى البيت اآلخر من قوؿ النمارم‪:‬‬
‫يركع حصاه خالية العذارل ‪ ...‬فتلمس جانب العقد النضيم‬
‫مؤلت لنا فنجاف قهوتنا الذم ‪ ...‬قد بخرتو بمصطكى سلطاني‬
‫فحسبتو رشة بماء ذىب على ‪ ...‬رؽ يركؽ العين أحمر قاني‬
‫كغذا ارتشفت كأبصرت ألوانو ‪ ...‬لمست مكاف قبلئد العقياف‬
‫كقاؿ المولى عبد اهلل بن إسحاؽ‪:‬‬
‫كأف الفناجين إذا أترعت ‪ ...‬بقهوتنا كحلت مشربا‬
‫فصوص عقيق ترل المصطكى ‪ ...‬عليها حبوبان من الكهربا‬
‫كقاؿ المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ‪:‬‬
‫أدرىا قهوة الفنجاف يطفو ‪ ...‬عليها المصطكى فالهم يذىب‬
‫فقد ركب السلو إليك منها ‪ ...‬يكميتان فوقو درع مذىب‬
‫كقاؿ أيضان‪:‬‬
‫تأمل فناجيننا أتتك بقهوة ‪ ...‬كللمصطكى رقم عليها ببل يد‬
‫تجدىا رساالت السلو كحبذا ‪ ...‬صحيفة ياقوت ك‪ .........‬عسجد‬
‫كؽ‬
‫كقاؿ المولى قاسم بن الحسين صاحب الترجمة‪:‬‬
‫تناكلني الحسناء فنجاف قهوة ‪ ...‬حلت كجنتيها عند ضم المشوؽ‬
‫غدا الصطكى عند رشفها ‪ ...‬سحائب ال وز في سماء عقيق‬
‫كقاؿ المولى المطهر بن يحيى بن إسحاؽ‪:‬‬
‫خرجت من الحماـ شمس ضحى ‪ ...‬فمحى محياىا سنا البدر‬
‫خضبت بحناىا اليدين معان ‪ ...‬كتختمت بخواتم التبر‬
‫كتناكلت فنجاف قهوتها ‪ ...‬حمرا عليها المصطكى تجرم‬
‫فتشابو كتريك إف رشفت ‪ ...‬منها فصوص زبرجد خضر‬
‫كقاؿ المولى عبد الرحمن بن علي بن إسحاؽ‪:‬‬
‫دع الراح في الكأسات كادع بقهوة ‪ ...‬يدكر بها الفنجاف في كف أغيد‬
‫إذا ساؿ فيها المصطكى فكأنو ‪ ...‬سبلسل تبر فوؽ خد مورد‬
‫كقاؿ المولى البدر األمير‪:‬‬
‫أدارت عليها قهوة أخرفية ‪ ...‬فتاه كغصن كاد يدنو من األرض‬
‫كقد عطرت بالمصطكى قبل كأسها ‪ ...‬فشبهتها كاإلرتشاؼ بو مقض‬

‫(ِ‪)ّّْ/‬‬
‫كأذيا خود أقبلت في غبلئل ‪ ...‬مصبغة كالبعض أقصر من بعض‬
‫كقاؿ السيد عبد اهلل بن صبلح العادؿ‪:‬‬
‫كأف بطيف المصطكى فوؽ قهوة ‪ ...‬بكأس حكت في لونها مقلة البازم‬
‫إشارة ينوف لدفع بعسجد ‪ ...‬يلوح على أكساطها رزقو البل ًز‬
‫فقاؿ الفقيو أحمد بن إسماعيل ‪:............‬‬
‫انظر إلى قهوة الفنجاف حين غدت ‪ ...‬تزداد بالمصطكى حسنان كتحسينا‬
‫تريك بالرشف ما يسليك فهي كما ‪ ...‬شئنا عن الهم تثنينا كتلوينا‬
‫كبركة الركض في كقت األصيل كقد ‪ ...‬تلونت عند مر الريح تلوينا‬
‫كقاؿ الفقيو أحمد الناخوذة‪:‬‬
‫انظر إلى القهوة الحمراء مترعة ‪ ...‬في كاس بلورة بيضاء كالورؽ‬
‫كالمصطكى قد طفى من فوقها فحكى ‪ ...‬رقيق و‬
‫غيم يغطي حمرة الشفق‬
‫كقاؿ الحكيم شعباف سليم‪:‬‬
‫في الكأس قد بسط السركر لقهوة ‪ ...‬بالمصطكى المرشف أم شذكر‬
‫فكأنها كرؽ الشقيق قد علت ‪ ...‬كرؽ بو من ‪ ............‬المنثور‬
‫كقاؿ األديب أحمد بن الحسين الرقيحي‪:‬‬
‫كأنما الشفاؼ كالمصطكى ‪ ...‬كالقهوة الرائقة الحالية‬
‫فنجاف بلور عليو طفى ‪ ...‬ظل لطيف تحتو عالية‬
‫كقاؿ القاضي أحمد بن أحمد‪:.......‬‬
‫كأنما القهوة كالمصطكى ‪ ...‬من فوقها يزىو و‬
‫بحاؿ رقيق‬
‫قطيفة حمراء قد طفرت ‪ ...‬من زرقة البلز بمعنى رقيق‬
‫كقاؿ أيضان‪:‬‬
‫كساؽ صبيح جاء يسعى بقهوة‬
‫حلت فجلت عن شاربيها صدل البؤس‬
‫فشبهتها كالمصطكى قد طفى بها‬
‫زىور شقيق فوقها ريش‬
‫كقاؿ بعض السادة‪:‬‬
‫كم قهوة تجلى على ندماننا‬
‫في كل كأس لونو منقوش‬
‫كالمصطكى من فوقها فكأنها‬
‫لوف العقيق بذىبو مرشوش‬
‫كقاؿ آخر‪:‬‬
‫ذات قواـ مهفهف برزت‬
‫تزرم بزىر الربيع مذ فتشا‬
‫تبريز فنجانها كأف بو‬
‫مداد حسن بنقضو نقشا‬

‫(ِ‪)ّّٓ/‬‬

‫المولى علم الدين القاسم بن عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر كبقية‬
‫نسبو تقدـ مراران عند ذكر جماعة من أىلو‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كلد صاحب الترجمة في سنة أربع كسبعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر عمو المولى‬
‫عيسى بن محمد بن الحسين كقرأ عليو في الفقو كالنحو كالصرؼ كالمنطق‪ ،‬كرافق ابن عمو‬
‫المولى عبد اهلل بن عيسى في غالب قراءة العلوـ‪ ،‬ثم اعتنى باألدب كالتأريخ كالنظر في لطيف‬
‫الشعر كبليغ النظم كالنثر ‪ .........‬فيو على األقراف كصار في معرفة فنونو مشاران إليو بالبناف‪،‬‬
‫كنظم الشعر الذم شهد لو بالتقدـ فيو جميع األعياف كصارت بو الركباف كتناقلو فضبلء الزماف‪،‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة شجاعان فارسان كفطنان‪ ،‬ذكيان ألمعيان‪ ،‬دمث األخبلؽ‪ ،‬سهل الجانب‪ ،‬يوافق‬
‫كل كاحد على طبعو‪ ،‬كيساعد بدمائو في كل ما يريدكف‪ ،‬مع كرـ كجود كبذؿ للموجود‪ ،‬كحسن‬
‫‪ .........‬باهلل تعالى في جميع األمور‪ ،‬كثقة بعفوه كىو الرحيم الغفور‪ ،‬ككاف آخر ما نظم من‬
‫الشعر قولو‪:‬‬
‫علي إذا ما ضاؽ المكاف الرحيب‬
‫يا رب أنت قريب كللدعاء مجيب ‪ ...‬فرج ٌ‬
‫علي بعفو ‪ ...‬قد أثقلتني الذنوب‬
‫كامنن َّ‬
‫كأكثقتني الخطايا ‪ ...‬في أسرىا كالعيوب‬
‫فليس لي من مبلذ ‪ ...‬سواؾ إني غريب‬
‫كم نعمة لك أضحت ‪ .......... ...‬فيها اللبيب‬
‫كيل لكل كفور ‪ ...‬في مثلها ييستريب‬
‫ه‬
‫كلم يلبث رحمو اهلل بعد ىذه األبيات إال أياـ قبلئل كتوفاه اهلل تعالى فجأة في ليلة عيد النحر‬
‫في سنة ‪........‬كمائة كألف‪ ،‬ككاف لو مكاف يسمى الرحيبة‪.‬‬
‫كمن شعره مكاتبان ألخيو بدر الدين محمد بن عبد اهلل كىو بشباـ‪.‬‬
‫أىدت لنا الريح عرؼ الخزاـ ‪ ...‬فعرفنا أنها زارت شباما‬
‫سبحت أذيالها في تربها ‪ ...‬كىي قد أضحى بها المسك رغاما‬
‫علقت بالقلب منها نفحة ‪ ...‬زادت الصب كلوعان كغراما‬
‫حملوا الريح إذا مر بكم ‪ ...‬لسعير القلب بردان كسبلما‬
‫مثول كمقاما‬
‫إف تكونوا غبتم عن ناظرم ‪ ...‬إف قلبي صار ن‬
‫لم تزالوا نصب عيني بعد ما ‪ ...‬بعدت أيدم النواحي الخياما‬
‫ما علمتم أنني من فقدكم ‪ ...‬منذ غبتم قارع سن النداما‬
‫كذب الواشوف إذ قالوا لكم ‪ ...‬أنني لم أرع للصحب ذماما‬

‫(ِ‪)ّّٔ/‬‬

‫أيها المولى كمن كدم لو ‪ ...‬ليس يختل تداني أك تراما‬


‫قد كعدت الوصل صبحان ثم لم ‪ ...‬ينجز الوعد فهل كاف حراما‬
‫ارتقبت الوعد في الوعد لكم ‪ ...‬ارتقاب الناس في شهر الصياما‬
‫ليت شعرم ىل أراني صارخان ‪ ...‬لعصى التسيار أك ألقى زماما‬
‫في رياض أنت فيها نازؿ ‪ ...‬علقت نفسي بها طفبلن غبلما‬
‫كلما أبرمت سيرم غدكة ‪ ...‬نقص الدىر إلبرامي نظاما‬
‫بلغي يا ريح عني سيدان ‪ ...‬ذكره يحسن في القوؿ ختاما‬
‫أفضل التسليم يغشى سوحو ‪ ...‬أبدان ما جواب السحب الحماما‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫شهر السيوؼ من اللواحظ كاعتدل ‪ ...‬يدعو البعيد مريد كصالو‬
‫فمددت كفي كاشترطت شرائطان ‪ ...‬منها بقاء الود منو بحالو‬
‫داع إلى أعراضو كمبللو‬
‫كالعذر ال يصغي إليو ألنو ‪ ...‬و‬
‫كزكاة كنز الشعر يصرفها إلى ‪ ...‬من يستحق الصرؼ من أموالو‬
‫كالصب من آؿ الخصاصة غارـ‬
‫ظ ‪ ...‬قلبان يسوحو زكاة جمالو‬
‫فوفى بشرطي برىة من دىره ‪ ...‬كسماحة السلطاف في إقبالو‬
‫حتى إذا علقت بعنقي بيعة ‪ ...‬منو كذاب القلب من بلبالو‬
‫أبدل الصدكد كزاد في إعراضو ‪ ...‬عني كايسني طريق خيالو‬
‫فصبرت كالصبر الجميل سجية ‪ ...‬طبعت عليها النفس يوـ زيالو‬
‫كجعلتو درعان لحظي عندما ‪ ...‬أحضى يفوؽ لي سهاـ نبالو‬
‫ال ذنب إال للعيوف ألنها ‪ ...‬جلبت محبتو لقلبي نوالو‬
‫أكد السرل بجمالو‬
‫يا حادم العيس الغليظ فؤاده ‪ ...‬رفقان فقد ى‬
‫ىل من فؤاد يستفاد لديكم ‪ ...‬قد ضاع يوـ البين بين رحالو‬
‫كلقد سألت الركب منو مرة ‪ ...‬فأصم عند سؤالو بمسالو‬
‫كعلمت أنكم عمدتي من قادـ ‪ ...‬كألنت أصفى الناس عن تسآلو‬
‫أكال فدعني كالذم في كفو ‪ ...‬قلبي فإني مولع بسؤالو‬
‫فلعلو أدرل بو كلعلني ‪ ...‬بيمينو ألقاه أك بشمالو‬
‫ككأنو استل الفؤاد كقد لهب ‪ ...‬نفسي بلفظ الدر من أقوالو‬
‫لما سألت الوصل منو يكوف في ‪ ...‬رجب فأخره إلى شوالو‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫غراـ لم يدنس بالنواىي ‪ ...‬بقلب قد تمرص بالدكاىي‬
‫ككجد لو تحملو تبين ‪ ...‬ألحضى جسمو كالصب كاىي‬

‫(ِ‪)ّّٕ/‬‬

‫كدمع لو تساكل كالغوادم ‪ ...‬لما افترقا لفرط االشتباه‬


‫إذا استسقى األناـ الغيث قالوا ‪ ...‬أرغو بالتفرؽ يا إلو‬
‫لكي يبكي على األحباب حتى ‪ ...‬يعيد نظارة الدنيا كما ىي‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫طرقتك ساجية العيوف الفاترة ‪ ...‬في تسع عشرة من ربيع اآلخرة‬
‫من بعد كعد قد تقادـ عهده ‪ ...‬حتى يأست عن انتظار الزائرة‬
‫فطفقت أنثر ما يقع من أدمعي ‪ ...‬بعد التفرؽ مودع في ناظرم‬
‫قامت ككأس مدامها في كفها ‪ ...‬كالنور في أعلى قضيب ناصرم‬
‫تشكو بأف الكأس آذا ذراعها ‪ ...‬فتكاد تعثر بالمداـ الدائرة‬
‫كيقوؿ في ثقل الركادؼ عندم ‪ ...‬حسبي بها عن كل أم ور جائرم‬
‫فاشرب معتفة كأف حبابها ‪ ...‬در يلوح على عقيق مائلي‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫قلب يكلفو الصبابة فوؽ ما ‪ ...‬يسطيع من شوؽ كحر لهيب‬
‫تخشى مراقبة العذكؿ كإنو ‪ ...‬يوـ الهياج تراه غير ىيوب‬
‫كيرل لساف العذؿ سيفان صارمان ‪ ...‬كالنبل إف لحظتو عين رقيب‬
‫علي غير صعيب‬
‫لو خيركني بالمغار كالنول ‪ ...‬قلت المغار َّ‬
‫كم في ثنيات التفرؽ أنفس ‪ ...‬ظلت كلم يعلم لها بقلوب‬
‫رحلت بأفئدة الرجاؿ كأنفس ‪ ...‬تركت مواضعها كثير كركب‬
‫سرقت مناـ عيونهم فتبدلت ‪ ...‬و‬
‫بدـ على كجناتو مسكوب‬
‫عللت نفسي بعدما شاء اللقاء ‪ ...‬عنهم بوجد زيارة مكذكب‬
‫يا للمتيم قد كستو مقلة ‪ ...‬ثوب السقاـ لمن لو بطبيب‬
‫آال على البيض الكواعب راغبان ‪ ...‬منها إلى سمر ذكات كعوب‬
‫حتى تتركني المعالي مفردان ‪ ...‬أعدك بثوب اللهواف قشيب‬
‫ما السيف إال كالقضاء في حملو ‪ ...‬إف لم ينلك نهاية المطلوب‬
‫أمرء ‪ ...‬كأجل كسب نلت من‪...........‬‬‫كالصبر أحسن ما تستر بلو و‬
‫كمن شعره معتذران عما يصدر منو في النظاـ‪:‬‬
‫الشعر أحقر ما نحاه األعلم ‪ ...‬كأجل ما كتب البليد األكتم‬
‫كلقد أقوؿ الشعر أعلم أنو ‪ ...‬ىذر يراه من يذكؽ كيفهم‬
‫سحر اليراع بغير ما تجرم بو ‪ ...‬مني اللساف كيستجير المسلم‬
‫كاد إركاس الراح عندم أغيد ‪ ...‬بدف المعاطف كالعواذؿ نوـ‬
‫يصب الحليم فتستجار فترقم‬
‫ليست سول تأليف ألفاظ بها ‪ ...‬ي‬

‫(ِ‪)ّّٖ/‬‬

‫كالقلب يولع بالرقيق ألنو ‪ ...‬قد رؽ جوىره كربي يعلم‬


‫كلكم ترل في الناس من متعجرؼ ‪ ...‬ما كاد من فرط الكثافة يرحم‬
‫حنق فبل يلوم لصوت حمامة ‪ ...‬كبل كال عن ذنب و‬
‫مخط يحلم‬
‫أضحى قصارا ىمو في و‬
‫ملبس ‪ ...‬يأتيو طوؿ حياتو أك مطعم‬
‫كمن شعره يذكر ملحمة باب شباـ بين عمو المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين أمير كوكباف‬
‫كبين قبائل أرحب في سنة ثبلث كتسعين كمائة كألف‪.‬‬
‫أقوؿ لنفسي عندما طاش حلمها ‪ ...‬باب شباـ كالصوارـ تستل‬
‫أفيقي ككرم كاشهدم يوـ نصرة ‪ ...‬فمن شهد الكرات كاف لو الفضل‬
‫صبرنا على طوؿ الببل فلم يكن ‪ ...‬بأحبابنا فينا جميل كال جمل‬
‫‪ .........‬بأطراؼ القنا دكف ‪ ... ...........‬أسودان لها في كل جارحة النبل‬
‫بخيل لها في القبض سبق إلى الوغاة ‪ ...‬تداس بها الهامات كالذرع كالسهل‬
‫كبيض لها في البيض قدح كأنو ‪ ...‬بركؽ على غيم السوامع مقتل‬
‫كسمر لها في الناكثين موارد ‪ ...‬كطاب لها في شربها النهل كالغل‬
‫كمن شعره في تشبيو نسج العنكبوت على الماء كىو معنى بديع‪:‬‬
‫كنهر كالسماء كالزىر فيو ‪ ...‬زىور بثها كف النسيم‬
‫لذم نسجت خدرنقة عليو ‪ ...‬بيوتان مثل زيرجة النجوـ‬
‫كلو في تشبيو الشمعة‪:‬‬
‫كليل كمثل الصبح أنشأ قطعة ‪ ...‬كأضحت عيوف العذؿ عنا بمعزؿ‬
‫تنوب عن الشمس المنير شمعة ‪ ...‬على رأسها ضوء ‪ ........‬المفتل‬
‫كمعصم صفر الذراعين أقبلت ‪ ...‬كقد قبضت في كفها ريش أخيل‬
‫كلو في كصف الليل كالشمعة‪:‬‬
‫كليل كأدىم لكنما ‪ ...‬فوارسو طارقات األماني‬
‫اتخذت لتمزيقو شمعة ‪ ...‬كما اتخذ الرمح يوـ الطعاني‬
‫فباتت تكسر في نحره ‪ ...‬مراران فلم يبق غير السناني‬
‫كلو في القوؿ بالموجب مع التورية‪:‬‬
‫أفدم الذم قد قاؿ لي مرة ‪ ...‬كعاذلي يسمع من قرب‬
‫ما القوؿ بالموجب يا سيدم ‪ ...‬نقلت منا ‪ .........‬بالقلب‬
‫قاؿ صاحب الحدائق كىذا يحتمل ثبلثة و‬
‫معاف‪:‬‬

‫(ِ‪)ّّٗ/‬‬

‫األكؿ‪ :‬أنو أجاب بغير ما يترقب السائل أم مخاطبتي لك بقلبي الموجب‪ .‬أم الذم صير لو‬
‫خافقان من كجب الشيء إذا خفق ككأنو حمل كبلـ السائل على أف المراد ما الكبلـ بالشيء‬
‫الذم صير خافقان أك ما الكبلـ النفسي‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬على أنو سألو عن القوؿ بالموجب فأجاب عليو بحقيقتو أم ىو مخاطبتي لك بقلب‬
‫القوؿ عليك أك قلب المناجاة‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬أنو سألو عن القوؿ بالموجب كالعاذؿ يسمع من قريب كيتطلع لما يدكر بينهما فأجاب‬
‫بشيء يقنع بو العاذؿ ألنو سيحملو على ظاىره كلم يدرم أنو قد خبا لو المكيدة فيو كأنو قصد‬
‫أمران آخر ىو أف الحبيب إنما سألو عن القوؿ بالموجب أم الكبلـ المثبت كالتعدية فيو على‬
‫حد قولهم القوؿ بالحق فأجاب عليو بأنو المناجاة بالقلب ال باللساف؛ ألنو إذا أظهر اإلنساف‬
‫ما في الجناف المو العاذؿ فبلبد من القوؿ بشيء يرضى بو العاذؿ مما يجرم على اللساف‬
‫كليس ذلك ه‬
‫قوؿ بالمثب بل القوؿ بالمثب ىو المناجاة بالقلب‪ ،‬فالعهدة في ذلك على القلب‪.‬‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة في غصن السبلـ من القات كضمن بيت أبي الطيب‪:‬‬
‫نظرتك ناظرة الغصوف بمقلة ‪ ...‬من قاتها حملت سبلمان معلنا‬
‫أردم على الشجر السبلـ فإنها ‪ ...‬مدت محيية إليك األغصنا‬
‫كلو‪:‬‬
‫خط العذار كتربة الخد ‪ ...‬حكما بأف أبقى على عهدم‬
‫كتكفبل بمضا حكمهما ‪ ...‬سيفاف قد سبل من الغمد‬
‫م‬
‫ككاف أحسن من ذلك لو قاؿ ىكذا‪:‬‬
‫خط العذار كحمرة الحسن ‪ ...‬حكما بأف كداده فني‬
‫كتكفلت بمضا حكمهما ‪ ...‬سيفاف قد سبل من الجفن‬
‫كلو‪:‬‬
‫أتعرؼ حيث مبسم األقاحي ‪ ...‬كحيث تطيب أنفاس الرياح‬
‫كترتقص الغصوف إذا تغنى ‪ ...‬الهزار بها كصفق بالجناح‬
‫كتأدا شربها العصفور ىبوا ‪ ...‬فقد مل الديوؾ عن الصياح‬
‫ىلموا يا بني اللذات سعيان ‪ ...‬إلدراؾ الصبوح مع الصباح‬
‫كأىنأ العيش ما كافاؾ عفوان ‪ ...‬على كفق اقتراح كاقتراح‬
‫كأمثاؿ الضبا جيدان كلحظان ‪ ...‬يبادرنا اللقا قبل الصباح‬
‫خرجنا بسجن يمشين زكرا ‪ ...‬نحلن الزىر أعياف اللواح‬

‫(ِ‪)َّْ/‬‬

‫بقامات حلوف بها عيونان ‪ ...‬كأمثاؿ األسنة في الرماح‬


‫ىناؾ حيث ما قضى التصابي ‪ ...‬شبابي بين أرباب السماح‬
‫كلو‪:‬‬
‫خياؿ ليس يطرؽ في سهاد ‪ ...‬ككصل ال يقدر في بعادم‬
‫كسقم طاؿ حتى كاد يفني ‪ ...‬حديث ذكرا سعاد‬
‫كقلب صار نهبي بين ىذا ‪ ...‬كذاؾ كذا فواىان يا فؤادم‬
‫لقد لعبت بك األشواؽ حتى ‪ ...‬كأنك ال تأكؿ إلى نفاد‬
‫فما جز الرقاب سول لحاظ ‪ ...‬دعوىا بالمشطبة الحداد‬
‫كما اعتقلت سول القامات لكن ‪ ...‬كنوا عنها مجازان بالصعاد‬
‫كتحسب أف في الوجنات كردان ‪ ...‬كىا ىي في الحشا ذات اتقاد‬
‫كقالوا الثغر ‪ .................‬كىو برؽ ‪ ...‬من اإلبصار تذىب بالسواد‬
‫خداع للحساف كلست تدرم ‪ ...‬بأف الحرب خدعة ذم الجبلد‬
‫إذا دعت النازؿ دعت كصاالن ‪ ...‬ككرت بالوصاؿ عن التمادم‬
‫نصحتك يا فؤادم كأنت بعضي ‪ ...‬فلم تقبل كملت إلى عناد‬
‫لعمرؾ ما ادراع الصبر عنها ‪ ...‬يقيك الهبر من حد الخراد‬
‫فكم من عنتر فيها كعمرك ‪ ...‬نجا ىربان على ظهر الجواد‬
‫كلو كىو فيما يدخل في خبر الهزؿ كليس من المطبوع الجزؿ‪:‬‬
‫كصحب ألفت عيني مليحا ‪ ...‬لها من مليح فيهم كأمرد‬
‫فكل ‪ ...‬حول حسنان بو عنهم تفرد‬
‫محاسن قد سمت فيهم ه‬
‫فهذا أطره فيو كىذا ‪ ...‬محيا مثل بدر التم يصعد‬
‫كذاؾ حاجب كالقوس لكن ‪ ...‬لحاظ شقيقو نحوم تسدد‬
‫كىذا صدغو كاك كىذا ‪ ...‬بأنفو مثلما السيف المجرد‬
‫كآخر باسم عن عقد در ‪ ...‬نحي من لو الخد المورد‬
‫كأغيد قد لول خصر كىذا ‪ ...‬لو ردؼ إذا ما قاـ أقعد‬
‫‪... ................................................................‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫إذا ما ىمت في ىذا فهذا ‪..................... ...‬عن ذاؾ ‪...........................‬‬
‫فإف أعطيت قلبي ذا فهذا ‪ ...‬لو عندم أياد ليس يجحد‬
‫فأرضيت الجميع بترؾ قلبي ‪ ...‬إال ىذاؾ من ىذا يردد‬
‫كقلت لكل من لقيت منهم ‪ ...‬كحيدان إف قلبي منك مكمد‬
‫ككم ناشدت أىل الحب من حاز ‪ ...‬كل الحسن قالوا ليس يوجد‬
‫(ِ‪)ُّْ/‬‬

‫فقضيت الشباب بمثل ىذا ‪ ...‬كما أنا بالخلي كال المسهد‬


‫تم الجزء الثاني من نفحات العنبر كنحمده كثيران‪ ،‬ككاف تمامو ظهر يوـ اإلثنين ثاني كعشرين‬
‫شهر رجب سنة ُُّٓىػ‪.‬‬

‫(ِ‪)ِّْ/‬‬

‫كتاب‬
‫نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر‬
‫تأليف‬
‫السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ صارـ الدين‬
‫إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني‬
‫(ُُٕٖ‪ُُِّ-‬ىػ‪َُٖٖ-ُّٕٕ/‬ـ)‬
‫دراسة كتحقيق‬
‫عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي‬
‫الجزء الثالث‬

‫(ّ‪)ُ/‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫((اللهم عونك يا كريم)) (ُ)‬
‫[ ( ُِٕ ) المحسن بن المتوكل بن القاسم ](ِ)‬
‫[نسبو كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) من (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) * نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٗ-ِْ/‬طيب السمر (خ) ‪ ،‬البدر الطالع (ِ‪ ،)ْٕ/‬نشر العرؼ‬
‫(ِ‪ ّٖٓ/‬كما بعدىا)‪ ،‬األعبلـ (ٓ‪ ،)ِٖٓ/‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ّ‪)ِ/‬‬

‫المولى حساـ الدين المحسن بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم عليو السبلـ‪.‬‬
‫الشاعر المشهور‪ ،‬أحد األعياف في آؿ اإلماـ (ُ) ترجم لو صاحب (النسمة) كصاحب‬
‫(الطيب) كغيرىما‪ ،‬كأثنوا عليو‪ ،‬كذكره ابن أخيو المولى إسحاؽ فقاؿ‪ :‬ىو ممن تفرد باإلجادة‬
‫في نظم الشعر‪ ،‬كبلغ الغاية‪ ،‬ككاف قليل النظم‪ ،‬ككاف مولده في (السودة)(ِ) ((سنة سبعين أك‬
‫أحدل كسبعين كألف)) (ّ) ‪،‬كنشأ بها ثم (ْ) انتقل بأىلو إلى (صنعاء)‪ ،‬في آخر عمره‪ ،‬فلبث‬
‫بها ثماف سنين‪ ،‬ككاف عظيم الهمة سامي النفس‪ ،‬صدكقان شجاعان ككاف أحد رؤساء أخيو المولى‬
‫يوسف بن المتوكل في حصار صاحب (المنصورة) كلما انكسرت المراكز كانهزمت األمراء‬
‫خرج منفردان حتى بلغ (اللحية) عند أخيو الحسن ثم عاد إلى (السودة)‪(( ،‬كفي آخر‬
‫األمر))(ٓ) أحسن عليو صاحب (المواىب) كتزكج ابنتو‪ ،‬فقرب منو‪ ،‬ككاله أحد جهات اليمن‬
‫األسفل‪ ،‬فوصل إليها كأراد أف يسلك فيها المسلك المرضي الذم((يألفو))(ٔ) فإنو كاف (ٕ)‬
‫و‬
‫شهامة كأنفة عظيمة فوجد األمر ال يمكنو إال بسلوؾ المسلك الذم‬ ‫عفيفان عن أمواؿ الناس ذا‬
‫جرل عليو العماؿ فتركها‪ ،‬كعاد عنها‪ ،‬كلم يرض بذلك‪.‬‬
‫ثم كلي بعد ذلك أكقاؼ (صنعاء) فعف عنها العفة الكاملة كلم يأخذ إال اليسير كأقامها كعمر‬
‫مساجدىا كىو مشهور بذلك مذكور إلى اآلف)) (ٖ)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أم‪ :‬اإلماـ المتوكل إسماعيل بن القاسم ‪.‬‬
‫(ِ) أم‪ :‬سودة شظب‪ :‬مدينة مشهورة بالشماؿ الغربي من عمراف كتبعد عنها بػ (ْْؾ‪.‬ـ)‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ْ) في (جػ) (كانتقل)‪.‬‬
‫(ٓ) ساقط في (جػ) كأبدؿ عنها‪ :‬ثم أحسن ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫(ٔ) فإنو‪ :‬ساقط في(ب)‪.‬‬
‫(ٕ) في (جػ) ككاف‪.‬‬
‫(ٖ) الثغر الباسم( خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّ/‬‬
‫قلت‪ :‬كىو أصغر أكالد ابيو كأشعرىم كجمع بين جودة النظم كحسن النقد‪ ،‬أخبر أخوه المولى‬
‫يوسف أنو قاؿ لو صاحب الترجمة (أف ىؤالء الشعراء (ُ) يجيء أحدىم بمائة بيت من ركم‬
‫الراء التي ىي حمار(ِ) الشعراء أك الداؿ‪ ،‬ثم يزعم أنو ال يشق غباره كإنما الشعراء المغاربة‬
‫المخصوصوف بتلك الجواىر التي ال تطاؽ (كابن بليطة) في (طائيتو)(ّ) التي تفوت البلحق‬
‫ك(ابن الحداد) في تائيتو المهموزة التي مدح بها (ابن صمادح) ككابن خفاجة ك(ابن ىاني)‬
‫ك(ابن رشيق) كمن المشارقة‪ :‬ابن التعاكيذم ك(السبلمي) ك(السعدم) كنحوىم (ْ) ‪.‬‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة يمدح أخاه يوسف (ٓ) [ِجػ]‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫ما زلت أضرب آباط (ٔ) المطى إلى‬
‫أغر يزين التاج مفرقيوي‬ ‫و‬
‫ملك َّ‬
‫من معشر كرموا فرعان ككاشجة (ٕ)‬
‫أكرـ بو فرع أصل طاب معرقوي‬
‫تهتز من ذكرىم أعواد منبرىم‬
‫كما ترنح تحت الطير مورقوي‬
‫إذا ترسل أسدم الطير منطقو‬
‫أك أرسل الجيش سد األفق فيلقو‬
‫حكى الصفا قبلو بأسان حكاه غدان(ٖ)‬
‫منو قلوب الكماة الصيد سنجقو[ّب‪-‬ب]‬
‫كالغيث حاشاه من نار الوميض لقد‬
‫أضحى كأنملو لوال تألقو‬
‫كالبحر حاشاه من أىوالو كلقد‬
‫ضاىى جدل كفو لوال تدفقو‬
‫كقد أنفت لمدح فيك أكلو‬
‫أطبلؿ باف اللول الغربي(ٗ) كأبرقو‬
‫لو شئت قلت غزاؿ بالرصافة في‬
‫جبينو بد ور ّْ‬
‫تم جل مشرقو‬
‫معسل الثغر عساؿ القواـ يكا‬
‫د البعض منو لحسن البعض يعشقو‬
‫ىواه للوجد في قلبي يقيده‬
‫أفديو كالدمع من عيني يطلقو‬
‫فالدمع للمستهاـ الصب يغرقو‬
‫يا للهول كلهيب الشوؽ يحرقو‬
‫__________‬
‫(ُ) في النسمة‪ :‬األمراء‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬جماؿ‪.‬‬
‫(ّ) في أصولي‪ :‬الطائية كما أثبتناه من نسمة السحر‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪.)ِٓ-ِْ/‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ِ‪ )َّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٔ) أباط‪ :‬مفرد األبط كىو باطن المنكب كالجناح‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ضرب آباط األمور‪ ،‬أم‪ :‬عرؼ‬
‫بواطنها المعجم الوسيط‪ .‬مادة(تأبط)‪.‬‬
‫(ٕ) ككاشجة‪ :‬الواشجة الرحم المشتبكة المصتلة‪.‬‬
‫(ٖ) في (ب) عداة حكى‪.‬‬
‫(ٗ) في (ب)‪ :‬الرغبي‪.‬‬

‫(ّ‪)ْ/‬‬

‫بل ما تراه يهز الصم موجزة‬


‫كينزؿ العصم من سلمى مونقو‬
‫عقد من النظم في جيد الخبلفة ما‬
‫للدر في عنق الحسناء ركنقو‬
‫قد صاغو محسن للشعر مفلقو‬
‫كزانو في طبل ال ىٍعلٍيىاء تعلقو‬
‫كلو‪)ُ( :‬‬
‫فعلي قبلو‬
‫إذا قلت قوالن كاف ى‬
‫بلى قد كذبت القوؿ فعلي عقيبو‬
‫يرد يد الجاني إلى فيو منطقي‬
‫كأحلم عنو تارة ال أجيبو‬
‫ابي قادىا شعث النواصي كذادىا‬
‫عن السرج سرج الملك ال يستريبو‬
‫كما الشعر ىذا من شعارم كإنما‬
‫أجرب فكرم كيف يجرم نجيبو‬
‫في جيد الزماف قبلئدان‬
‫فأنظم َّ‬
‫في رطيبو‬
‫من اللؤلؤ المكنوف َّ‬
‫تقلده البيض الغواني مخانقان‬
‫كيصبو شباب الحي منو كشيبو[ّجػ]‬
‫كلو‪)ِ( :‬‬
‫قل للذم يبغي قراع سيوفنا‬
‫ما كاف أحوجو لترؾ قراعو‬
‫نطحت غزاؿ الرمل ربوة يذبل‬
‫كالعقرب أحتكت بناب شجاعو‬
‫إف أكدعوا في الهاـ نصبلن مودعان‬
‫فالموت كل الموت في أيداعو‬
‫فغ‬
‫أك أبدعوا في الشعر لفظان مبدعان‬
‫فالسحر كل السحر في إبداعو‬
‫كلو‪)ّ( :‬‬
‫كأف الزنبق المخضل ‪ ...‬في أكراقو الخضر‬
‫أنامل غادة حملت ‪ ...‬بها كأسان من الخمر‬
‫كنرجسنا األنيق حكى ‪ ...‬عشية بي َّل بالقطر‬
‫ى‬
‫صحافان من لجين كسػ ‪ ...‬ػطها لمع من التبر‬
‫كأما الورد في تشبيهو ‪ ...‬قد حرت في أمرم‬
‫فأكثر ما أمثلو ‪ ...‬بخد الكاعب البكرم‬
‫كحينان قد أشبٌهو ‪ ...‬إذا ما شئت في شعرم‬
‫مدامان أحمران كسول الػ ‪ ...‬ذم قد قلت ال أدرم‬
‫كلو‪)ْ( :‬‬
‫كلقد ذكرتك عند ركض زانو‬
‫النوار من كرد كمن نسرين‬
‫كالورؽ في أعوادىا كفنونها‬
‫تأتي لنا بطرائق كفنوف‬
‫كالطل رقرقو النسيم فصار فوؽ‬
‫الزىر مثل اللؤلؤ المكنوف‬
‫كترل الغصوف على جداكؿ مائو‬
‫تحكي لنا األىداب حوؿ عيوف‬
‫كبها الشقائق مائسان نعماتها لما اكتسى‬
‫صبغان من الزرجوف‬
‫كلو‪)ٓ(:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السمر (ّ‪ ،)ِٔ-ِٓ/‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)َّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ِ‪ )َّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر _ّ‪ ،)ِٓ/‬نشر العرؼ (ِ‪ )ُّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٔ/‬نشر العرؼ (ِ‪.)ُّٔ/‬‬
‫(ٓ) نسمة السحر (ّ‪ ، )ِٕ/‬نشر العرؼ (ِ‪.)ُّٔ/‬‬

‫(ّ‪)ٓ/‬‬

‫س‬ ‫ما الح ذاؾ الوميض في الغىلى ً‬


‫س ‪ ...‬فصار فوؽ الغوير كالقبى ى‬
‫لمعنى أكاد أفهمو ‪ ...‬فأبحث لتحقيق (ُ) ذاؾ كالتمس‬ ‫ن‬ ‫غبل‬
‫غرة الفرس‬
‫كأنما المزف أدىم شرس ‪ ...‬كلمعة البرؽ ٌ‬
‫كأنما البدر غادة جليت ‪ ...‬كشيَّعتها النجوـ للعرس [ْأ‪-‬ب]‬
‫كأنما (ِ) النجم شاردات قطا ‪ ...‬قد ٌأمت الغرب خوؼ مفترس‬
‫كفوؽ ذاؾ الكثيب غانية ‪ ...‬تميس عجبان لنغمة الجرس‬
‫فهي ىبلؿ كدكف رؤيتها ‪ ...‬إف كنت تهواه ىالة الحرس[ْجػ]‬
‫كلو‪)ّ( :‬‬
‫إني قرأت على عينيك ترجمةن ‪ ...‬تنبي بأنك عن ىاركت َّنقاؿ‬
‫سي‬
‫أكلى فما لفؤادم حين ترمقني ‪ ...‬يغتالو من غليل السحر مغتاؿ‬
‫ال صبر أبقيت ال ليبان تركت كال ‪ ...‬دمعان كشعرم إال كىو سياؿ‬
‫كلو‪)ْ( :‬‬
‫كرشيقة األعطاؼ ما سمحت ‪ ...‬يومان بغير ركاشق النبل‬
‫ىيفاء بأرقم شعرىا رقمت ‪ ...‬في الرمل ما أفبللها تملى‬
‫يا للهول لً ى‬
‫ش ًج يورقو (ٓ) ‪ ...‬ساجي العيوف كساجع األثل‬
‫كلو‪)ٔ( :‬‬
‫تذكرت ((أعياف أعياني)) (ٕ)‬
‫ضى بين كجرة كالباف‬
‫زمانان تق ٌ‬
‫أس ٌكاف صنعاء دعوة من متيٌم‬
‫كليم الحشا حلف الصبابة كلهاف‬
‫سقى الغيث ىاتيك القصور التي غدت‬
‫تضاحك أرجاءىا بحوور ككلداف‬
‫كعيش على متن الكميت قطعتو‬
‫بحكم الهول ما بين حاف كألحاف‬
‫المسرة تارة‬
‫أالعب أفبلؿ َّ‬
‫كأسحب في ظل الشبيبة أرداني‬
‫إذا أضحكتني السن النام تارةن‬
‫عطفت على تذكار صنعا فأبكاني‬
‫كىب أنني في شرعة اللٌهو راتعان‬
‫يحرؾ مني الكأس أعطاؼ نشواف‬
‫فقل لي ما لليل يبعث أشجاني‬
‫لقد طاؿ ليل الهم بالمدنف العاني‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬لتعريف‪.‬‬
‫(ِ) من (جػ) كبقية النسخ‪ :‬كأف‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ِ‪ ،)ِّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٕ/‬نشر العرؼ (ِ‪.)ُّٔ/‬‬
‫(ٓ) في (ب) يا للهول لشج بحر تورقو‪ ،‬كما أثبتناه من (جػ)‪.‬‬
‫(ٔ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٖ-ِٕ/‬نشر العرؼ (ِ‪.)ِّٔ/‬‬
‫(ٕ) من (جػ) كبقية النسخ‪ :‬أعياف الندل عاني‪ ،‬كفي نسمة السحر ‪ :‬تذكرت لو أف التذكر‬
‫أغناني‬
‫(ّ‪)ٔ/‬‬

‫كلو‪)ُ( :‬‬
‫حديث برؽ الحما غريب ‪ ...‬يوىمني أنو قريب‬
‫يبسم فوؽ الحما اليماني ‪ ...‬كلي بذاؾ الحما حبيب‬
‫سناؾ يا برؽ فيو معنى ‪ ...‬ترجموي ثغرؾ الشنيب‬
‫كفيك مهما خفقت سران ‪ ...‬تجيب عن رمزه القلوب‬
‫باهلل يا نسمة النعاما ‪ ...‬عهدؾ بالمنحنى قريب‬
‫فيك أعتبلؿ حكى فؤادم ‪ ...‬كفيك لطف كفيك طيب‬
‫كلو‪)ِ(:‬‬
‫أيا كرقة الدكح باألجرع ‪ ...‬تغنى ك ً‬
‫قيت النول كاسجعي‬ ‫ي‬
‫كباهلل يا نسمات الصبا ‪ ...‬خذم نفسان بالحما كارجعي‬
‫كىاتي حديث زماف اللول ‪ ...‬كتلك العشا يا على لعل ًع‬
‫فبل ذيولك من أدمعي‬
‫كمن بعد ذا يا نسيم الصبا ‪َّ ...‬‬
‫كإف جئت كجرة حيث الهوا ‪ ...‬فعج بثنياتها األربع‬
‫كقبٌل عبير ثراىا كقل ‪ ...‬سبلـ على ربٌة البرقع‬
‫ىنا تقضى شبابي فيا ‪ ...‬سقتها الغمائم من أربع‬
‫كيا صاح إني تركت الهول ‪ ...‬كعفت طبل كأسها المترع‬
‫كغن بترؾ سؤاؿ الرجاؿ ‪ ...‬ككف الهول عنهم كادفع‬
‫ككن قانعان حذر االحتفاض ‪ ...‬ككن أيسان منهم ترفع‬
‫فتى ألمعي‬
‫كأنت العليم بأف الزماف ‪ ...‬خوؤف لكل ن‬
‫كأف القناعة فيها الغنا ‪ ...‬كأف الضراعة في المطمع‬
‫كلو كقد نسبها صاحب الطيب إلى الشريفة زينب بنت محمد المقدـ ذكرىا (ّ) كقيل أف‬
‫البيت الذم أكلو‪ :‬فيا برؽ للشريفة كلما أعجب صاحب الترجمة استعملو على جهة اإليداع بعد‬
‫أف سألتو ذلك كاهلل أعلم بالحقيقة فكبلىما شاعراف مجيداف‪.‬‬
‫شرل البرؽ فوؽ اللوا كاستطارا ‪ ...‬كأكرل بقلبي المعنى أكارا [ٔجػ]‬
‫كساجلني بلساف الوميض ‪ ...‬فأبكي سراران كيبكي جهارا‬
‫كباتت جفوني تريو البكاء ‪ ...‬كبات سناه يريني افترارا‬
‫فيا برؽ ال تسق إال العقيق ‪ ...‬كذاؾ الجناب كتلك الديارا‬
‫كتىوج ثراىا بدر الغماـ ‪ ...‬ككلل بو زندىا كالبهارا‬
‫كبلغ تحية عاني الفؤاد ‪ ...‬ال يعرؼ النوـ إال غرارا‬
‫__________‬
‫(ُ) من ىنا كحتى قولو‪ :‬ليل يطالبك الهزار نهار ساقط في (ب) كما أثبتناه من (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪.)ِٖ/‬‬
‫(ّ) توجد ىذه الترجمة كلعلها سقطت أثناء جمع الكتاب إذ جمع بعد كفات مؤلفو كما سبق‬
‫التنويو‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕ/‬‬

‫كعرض بذكرم كقل مغرـ ‪ ...‬سرل في سبيل الهول ثم حارا‬


‫كلو‪:‬‬
‫كمن ينسى ال أنسى ظلوما ‪ ...‬كقد بكرت مملؤة الجفن بالسحر‬
‫في بالذكر‬
‫أحقان سمعنا أف في الحي عاشقان ‪ ...‬لحسنى أضحى ىائمان َّ‬
‫كما ذا رأل من أعيني غير نرجس ‪ ...‬كمن مبسمي غير الخزامة كالخمر‬
‫نكيف كقد جردت عن غصن باقة ‪ ...‬يميس على حقف كيبسم عن در‬
‫كال شك في قلبي بأنك من غدا ‪ ...‬يشبب في حبي كيلهج بالشعر‬
‫ككاهلل ما في الحب إالَّ صبابة ‪ ...‬تذكب لها األحشاء أك مدمع يجرم‬
‫كلو‪:‬‬
‫نظم الشمل إذ شربنا الشموال ‪ ...‬ككفى الكأس بالسركر كفيبل‬
‫كركبنا كمت المداـ إلى اللهو ‪ ...‬كساقي المداـ كاف الدليبل‬
‫كفرشنا مطارؼ اللهو كالند ‪ ...‬غدا ظلو علينا ظليبل‬
‫حبذا الكأس من حبيس إذا قا ‪ ...‬رع سيف الهموـ عاد فليبل‬
‫كجليس إذا رنا ناظر البين ‪ ...‬إلى ما حواه عاد كليبل‬
‫كلو‪:‬‬
‫أما ككدائع األجفاف ترنو ‪ ...‬و‬
‫بلحظ ماؤه سهم يطيش‬
‫لقد أكدعت قلبي عنك شيئان ‪ ...‬أراه إذا تطاكؿ ال يعيش‬
‫كلو‪:‬‬
‫فتى كاف يقصيو عن الذـ محتد ‪ ...‬كريم كمجد األنف باذخ‬
‫ن‬
‫على أنو يدنيو للمدح ىمة ‪ ...‬لها قدـ فوؽ السماكين راسخ[ٕجػ]‬
‫كلو‪:‬‬
‫ياذا المعارج ال أشكو إلى و‬
‫أحد ‪ ...‬سواؾ ما حل بالعشاؽ من عجب‬
‫إف كاصلوا أقطعوا كبادىم شغفان ‪ ...‬أك قاطعوا ىتفوا بالويل كالحرب‬
‫كلو‪:‬‬
‫تبسم لما أ رآني باكيان‬
‫كبرؽ الدجى في صفحة المزف يكتب‬
‫فعلم ثغر البرؽ حسن انتسامو‬
‫كعلمت أفواه الحيا كيف تسكب‬
‫كلو‪:‬‬
‫كتمت دموع العين صبران على القبل‬
‫كأما عذاب البين لم استطع صبرا‬
‫زموا لي العيش ساعة‬
‫بحقكم ٌ‬
‫ألنشدكم قلبي كأنشدكم شعرا‬
‫كميلوا لو فوؽ الهوادج أغصنان‬
‫كقولوا لي استغفر فقد صغتو سحرا‬
‫كلو‪:‬‬
‫زارت كقد أرخى الظبلـ إزارا‬
‫تدعو معدـ خيمها كنزارا‬
‫ي‬
‫من ضئضئ المجد الرفيع عماده‬
‫من عقوه الحسب المنَّع جارا‬
‫من فتية يتراشفوف على الطبل‬
‫علق الفوارس كالكماة تبارا‬
‫ال يرتضوف بلين عيش لم يكن‬
‫يرجوه غزكا لم يطق كمغارا‬
‫السر تهم كحمر قبضهم‬
‫بيض ٌ‬
‫زرؽ األسنة مشكلوف فخارا‬

‫(ّ‪)ٖ/‬‬
‫كإذا الصريخ دعاىم كلملحة‬
‫ىزكا لنصرتو القنا الخطارا‬
‫بيضاء باكرىا النعيم فصاغها‬
‫ليل يطالبك الهزار نهار (ُ)‬
‫كلو‪ :‬كفيو لزـ ما ال يلزـ‪)ِ(:‬‬
‫إني (ّ) ذكرتك كالهجر قد التظى‬
‫كطغى على فلك الركاب سرابو‬
‫كالجو (معترؾ) (ْ) الجوانب موحش‬
‫قد صاح للترحاؿ فيو غرابيوي‬
‫كالركب قد مالت بهم أيدم الكرل‬
‫مثل النديم جنى عليو شرابو‬
‫كالشمس ألبست الوجوه مبلبسان‬
‫شى الحساـ (ٓ) قرابو[ٓجػ]‬‫شفعان كما غى َّ‬
‫فغ‬
‫مضنى نأت أحبابو‬ ‫َّ‬
‫فتذكرت‬
‫ن‬
‫كتفرقت أيدم سبأ (أترابيو) (ٔ)‬
‫كلو‪)ٕ( :‬‬
‫سلوا عن النوـ نجم الليلة السارم‬
‫كعن خفوؽ فؤادم البارؽ الشارم‬
‫كعن يجسيمي لفقديكم كرقتو‬
‫سلوا فديتكم نثرم كأشعارم‬
‫يا جيرة جار سلطاف الفراؽ على‬
‫قلبي غداة نأت عن قربكم دارم‬
‫ىل من سبيل إلى ذاؾ الوفاء على‬
‫كثباف نعماف حيث الباف كالعارم‬
‫علل فؤادان من الورقا تؤرقو‬
‫مهما تنوح رعاؾ اهلل يا جارم‬
‫بذكرىم آه من لي يا رفاؽ بهم‬
‫مكرران ذكر أكقاتي كأسمارم‬
‫كيا بريقان شرل بالجزع قف فلقد‬
‫أذكى جوال بي عقيق المدمع الجارم[ٖجػ]‬
‫كجميع شعره على ىذا النمط العجيب‪ ،‬كاألسلوب الغريب‪ ،‬في غاية الرقة كالنفاسة مكتسي‬
‫حلل الرشاقة كالسبلمة‪ ،‬كأقسم أنو سحر ال شعر‪ ،‬كنفائس درر كنسمات سحر‪ ،‬كنفحات زىر‪،‬‬
‫كأنما مزج من تسنيم‪ ،‬أك ركب من عليل النسيم (ٖ) ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) من أكؿ لو‪ :‬حديث برؽ الحمى غريب كحتى ىنا ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪.)ِٖ/‬‬
‫(ّ) في نشر العرؼ كنسخة‪ :‬كلقد‪.‬‬
‫مغبر‪.‬‬
‫(ْ) في نشر العرؼ كنسمة السحر‪ُّ :‬‬
‫(ٓ) في النسمة‪ :‬الحماـ‪.‬‬
‫(ٔ) في نشر العرؼ‪ :‬أسرابو‪.‬‬
‫(ٕ) نشر العرؼ (ِ‪ )ّْٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٖ) لم أقف على تأريخ كفاة صاحب الترجمة‪.‬‬

‫(ّ‪)ٗ/‬‬

‫[ ( ُِٖ ) محسن بن المؤيد محمد بن المتوكل](ُ)‬


‫(‪ُُُْ-.....‬ىػ ‪ُِٕٖ-....... /‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى حساـ الدين‪ ،‬محسن بن اإلماـ المؤيد باهلل محمد بن المتوكل بن اإلماـ القاسم‬
‫المنصور‪ .‬ىو العبلمة األجل العظيم قاضي القضاة أكحد الزماف [ْب‪-‬ب] رئيس األعبلـ‪.‬‬
‫قد جرل لو ذكر في ترجمة (صاحب شهارة) في حرؼ (الحاء) ككاف صاحب الترجمة جليبلن‬
‫فخيمان حسن األخبلؽ نشأ نشأ نة طيبةن كنهج نهج آبائو الكراـ‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككاف قاضي القضاة في دكلة اإلماـ المتوكل على اهلل القاسم بن الحسين ككلده المنصور كلو‬
‫شغلو بقضاء حوائج الناس‪ ،‬كإسداء المعركؼ‪ ،‬فمن ذلك أف المنصور تغير خاطره على المولى‬
‫أحمد عبد الرحمن الشامي كصادره بتسليم خمسة آالؼ قرش فعاكنو صاحب الترجمة في‬
‫إسقاط ألف قرش‪ ،‬كتحوؿ من المنصور بألف قرش فقطع لو المولى أحمد عبد الرحمن جميع‬
‫كتبو‪ ،‬كمن الفراش كالنحاس‪ ،‬فقبض ذلك صاحب الترجمة‪ ،‬كلما رضي المنصور على المولى‬
‫أحمد كأرجعو إلى حالو رد صاحب الترجمة إليو جميع ما قبضو‪ ،‬كقاؿ‪( :‬إنما أردت بالحوالة‬
‫حفظ الكتب كغيرىا)‪ ،‬كلم يرض بأخذ شيء مما يناسبو (ِ) ‪ ،‬كىو الذم أصلح بين المنصور‬
‫كالمولى محمد بن إسحاؽ كمحاسنو كثيرة‪.‬‬
‫[مشايخو ككفاتو]‬
‫كقرأ على القاضي العبلمة يحيى بن حسن سيبلف كغيره‪ ،‬كلم يزؿ على حالو الجميل إلى أف‬
‫توفي في سنة بضع كأربعين كمائة كألف (ّ) ‪-‬رحمو اهلل‪.)ْ( -‬‬
‫__________‬
‫(ُ) * طبقات الزيدية القسم الثالث (ـِ‪ ٖٖٖ/‬ترجمة ْٓٓ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة‬
‫(ٕٖٔ)‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ّٕٕ/‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪،‬ملحق البدر الطالع(ُِٗ)‪،‬‬
‫فهرس مكتبة األكقاؼ ص(َُّْ‪ ،)َُْٓ،‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ )ُٖ/‬كمؤلفاتو فيو منسوبة‬
‫لمحسن بن محمد بن القاسم‪.‬‬
‫(ِ) في نشر العرؼ (كلم يرض بأخذ شيئان مما ال يناسبو)‪.‬‬
‫(ّ) توفي بصنعاء يوـ األحد (ٔ‪ُُُْ/ِ/‬ىػ)‪ .‬كما في الطبقات‪.‬‬
‫(ْ) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َُ/‬‬

‫[ ( ُِٗ ) محسن بن عبد الكريم إسحاؽ] (ُ)‬


‫(ُُُٗ‪ُِٔٔ-‬ىػ ‪ُّٖٓ-ُٕٕٖ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫األخ (ِ) حساـ الدين محسن بن عبد الكريم بن أحمد محمد بن إسحاؽ بن المهدم أحمد‬
‫بن الحسن بن اإلماـ القاسم‪.‬‬
‫ىو العبلمة المحقق المتقن المدقق‪ ،‬المهذب األديب األلمعي األريب لو األدب الذم يزرم‬
‫بالركض البهيج‪ ،‬كالخلق الذم يفوؽ النسيم المتأرج‪ ،‬كالشمائل التي ىي ألطف من الشموؿ‪،‬‬
‫كالببلغة التي تسحر ذكم العقوؿ‪.‬‬
‫[مولده كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) *البدر الطالع (ِ‪ )ٕٖ/‬التقصار (ينظر فهارسو)‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪ )َُِ/‬مصادر‬
‫الحبشي(ْٓٓ‪ )ٕٗ،ُِْ،َُّ،ّٓٔ،‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬معجم المؤلفين‬
‫(ٖ‪ ،)ُّٖ/‬مصادر أيمن فؤاد السيد‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ِ‪ ،)ُُٖ/‬األدب اليمني عصر‬
‫خركج األتراؾ ص(ّْٔ‪ ،)َٔٔ-‬مقدمة سيرة القاسم العياني‪ ،‬األعبلـ (ٓ‪ ،)ِٖٕ/‬الرحالة‬
‫اليمنيوف(ُِّ‪ ،)ُِٓ-‬فهرس المكتبة الغربية (انظر فهارسو)‪ ،‬مكتبة األكقاؼ (ينظر‬
‫فهارسو)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٕٖ‪ )ُٖٗ-‬ترجمة (ّٕٖ)‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬المولى‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُ/‬‬

‫مولده في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بػ (صنعاء)‪ ،‬كنشأ في حجر أبيو‬
‫كعمو فغذياه بلباف الفضائل كرقياه في مدارج الكماؿ‪ ،‬كاشتغل بمطالعة [ٗجػ] الدياكين (ُ)‬
‫الشعرية كحفظ القصائد كالتأمل لمعانيها كىو دكف التكليف‪ ،‬كنظم الشعر الحميني الرقيق كىو‬
‫صغير السن‪ ،‬فجاء فيو بالعجب العجاب كتناقلو الظرفا كسارت بو الركباف‪ ،‬كاتفق أنو خرج‬
‫أعياف (صنعاء) (ِ) كأعبلمها إلى (حدة) الغناء أياـ الزىور في شهر رجب سنة أربع كمئاتين‬
‫كألف (َُِْىػ) ككاسطة‪ ،‬عقدىم شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد‪ ،‬كفي صحبتو‬
‫كلده البرىاف(ّ) كتبلميذه ((كىم)) (ْ) القاضي العبلمة بدر الدين الشوكاني‪ ،‬كالقاضي العبلمة‬
‫شرؼ اإلسبلـ [الحسين بن أحمد] (ٓ) السياغي‪ ،‬كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني‬
‫‪-‬رحمو اهلل‪ ،-‬كالمولى العبلمة عبد اهلل بن حسين بن علي كجماعة من األعياف‪ ،‬كخرج صاحب‬
‫الترجمة صحبة كالده كعمو كالمولى جماؿ الدين فتقضت (ٔ) لهم أياـ يضرب بها المثل إلى‬
‫اآلف فنقل إلى شيخ اإلسبلـ الوجيو أف صاحب الترجمة ينظم الشعر كأنو فعل مقطوعان حسنان‬
‫في اإلقتباس كنقلو من الرثا إلى الغزؿ كىو قولو‪[ :‬من الطويل] (ٕ)‬
‫بنفسي من كافا على حين و‬
‫غفلة ‪ ...‬فيا ما أيحيبل كصلو لي كما ألذ‬
‫أخذ قلب مضناه كأعطاه قبلةن ‪ ...‬فللو ما أعطى كهلل ما أخذ (ٖ)‬
‫__________‬
‫(ُ) الدياكين‪ :‬مفرد ديواف ‪ ،‬كالجمع دكاكين‪.‬‬
‫(ِ) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) أم إبراىيم سبقت ترجمتو في الجزء األكؿ‪ .‬ترجمة (ُ)‪.‬‬
‫(ْ) من (جػ)‪.‬‬
‫(ٓ) ما بين [ ] من المحقق‪.‬‬
‫(ٔ) في (ب) فانقضت‪.‬‬
‫(ٕ) نيل الوطر (ِ‪.)َِِ/‬‬
‫(ٖ) أصل المقطوع في الرثاء ىكذا‪:‬‬
‫قضى اهلل في ريحانة القلب أمره‬
‫فمن ذا يىػ يرد األمر من بعد ما نىف ٍذ‬
‫فبل تجزعي يا نفس كاستشعرم الرضا‬
‫فللو ما أعطى كهلل ما أخذ‬

‫(ّ‪)ُِ/‬‬

‫فاستدعاه شيخنا الوجيو كىو يلعب [ٓأ‪-‬ب] مع الصبياف الذين ىم أترابو(ُ) كأعطاه دكاةن‬
‫حياءعظيمان ثم أخذ القرطاس ككتب [من الخفيف]‬ ‫فاستٌ ىح ىي ن‬
‫كقرطاسان كأمره أف يكتب من شعره ٍ‬
‫(ِ)‬
‫يا إماـ العلوـ عقبلن كنقبلن ‪ ...‬كإماـ األصوؿ ثم الفركع‬
‫أعذركني عن كتب شعرم فإني ‪ ...‬في حيائي غدكت أم مركع‬
‫كلما رجعوا إلى (صنعاء) أرسل صاحب الترجمة إلى المولى الوجيو قصيدة طويلة حسنة يكاتبو‬
‫بها مستهلها (ّ) ‪.‬‬
‫صبَّار‬
‫لي قلب في حبكم محتار ‪ ...‬كفؤاد لهجركم ى‬
‫قد تعجبت كيف عذبتموه ‪ ...‬كلكم دائمان بو استقرار‬
‫خففوا من عذابو كارحموه ‪ ...‬فهو من ناظرم عليكم ييغار (ْ)‬
‫منها‪:‬‬
‫عجبان منك في خدكدؾ كردان ‪ ...‬ثم فيو الجنات كاألنهار‬
‫فلماذا لكافر الحاؿ حلت ‪ ...‬إيجازان بالجنة الكفار (ٓ)‬
‫فأجاب عليو شيخنا كصادؼ نظم الجواب كقد كاف [َُجػ] ينهى عن البحر كالركل فجاء‬
‫مستهلها‪:‬‬
‫لت حشاشة عاذؿ بأكار‬
‫ص ٍ‬‫كصلت بجنح كىي شمس نها ًر ‪ ...‬فى ى‬
‫كرأيت منها ركضة يصفو بها ‪ ...‬في الخد ما فيو جذكة نار‬
‫نار تلهب في الخدكد كحرىا ‪ ...‬في مهجة لم تخل عن تذكار‬
‫كبها اىتديت إلى الغراـ كأحرقت ‪ ...‬جسدان أضلتو فباء بعار‬
‫إف الحواشد كالفراش تحالفا ‪ ...‬أف ليس حتفهما بغير النار‬
‫كبزعمهم أمسيت ممن شاقني ‪ ...‬في و‬
‫جنة كقلوبهم في نار‬
‫كقضيب حسن مثمر بدران على ‪ ...‬خديو من عرؽ الجبين درارم‬
‫قوس لحاجبو يفوؽ بمقلة (ٔ) ‪ ...‬ما طاش سهم لحاظها البتارم‬
‫كتزاف في ألفاظو كلحاظو ‪ ...‬كترل بكل دمع عيني جارم‬
‫ما أنس ال أنس إال لقا في ليلة ‪ ...‬ال عين فيها غير نجم سارم‬
‫لكنو عثر العشا بصباحها ‪ ...‬إف الصفا يشاب باألكدار‬
‫__________‬
‫(ُ) أم في ًسنً ًو‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة (خ) نسخة خاصة‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪.)َِِ/‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُْ) (خ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ْ) في الديواف بعد ىذا البيت ثمانية أبيات ثم البيت التالي لهذا البيت‪.‬‬
‫(ٓ) القصيدة طويلة كقد ذكر في الديواف أنو قالها في صباه‪.‬‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬مقلة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّ/‬‬

‫لما َّ‬
‫تبد لي كريم قلت ذا ‪ ...‬قاؿ التبلقي ال كريم نفار‬
‫في نهاية األكطار‬‫كرأيت قدان عادالن فعلمت أف ‪ ...‬العدؿ َّ‬
‫كحزرت غيث الوصل لما شمت في فيػ ‪ً ...‬ػو ابتساـ البرؽ في األسحار‬
‫ثغر يضيء األفق منو كنظم من ‪ ...‬يزكوا بأكرـ و‬
‫محتد كنجار‬
‫المحسن الحسن إسمو كصفاتو ‪ ...‬كالفعل منو السامي األخطار‬
‫منها‪:‬‬
‫نظمان لو نظمي لو فدع الذيػ ‪ ...‬ػن تقدموا بببلغة األشعار‬
‫كنظمت بعد العشر نظمان مثلو ‪ ...‬قد أعجز األشياخ في األعصار‬
‫تحرير رؽ يسترؽ الحراف ‪ ...‬كاتبتو كنراه خير فخار‬
‫بحران بعثت بو كال زبد لو ‪ ...‬إال الدرارم فوؽ مسك دارم‬
‫أىديت ما ال يستطاع جوابو ‪ ...‬فغباره ما شق في مضمارم‬
‫لً ىم لىم يكن سحران كقد أبصرتو ‪ ...‬بحران يصافحو من األسفار [ُُحػ]‬
‫كالسحر يختلب الحجى فاعذر إذا ‪ ...‬قابلت منو الدر باألحجار‬
‫ال يستطيع ىذكك الببلغة خوضو ‪ ...‬فعدلت عنو لمشبو األشعار‬
‫ككتب شيخنا على قولو (لمشبو األشعار) ما لفظو ىذا يحتمل معنين‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬ظاىر‪،‬كالثاني‪ :‬أف بعضهم لم يعد الرجز شعران كقاؿ‪ :‬قد كرد بيتاف من مشطورة في كبلـ‬
‫كر َّد بإجماع أئمة اللغة‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كما ينبغي لو فهو سجع يشبو الشعر‪ ،‬ي‬
‫على كونو شعران كما جاء في الكتاب كالسنة من بحر [ٓب‪-‬ب] الرجز كغيره فإنو غير مقصود‬
‫كشرط الشعر القصد‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة مشتغبلن بالشعر حتى برع فيو كمهر‪ ،‬كنظم القصائد الطنانة (ُ)‬
‫ككاتب األعبلـ كفاؽ فيو األقراف كخاض في بحوره‪ ،‬فاستخرج جواىر الببلغة‪.‬‬
‫[مشايخو ككفاتو]‬
‫التفت على قراءة العلوـ فقرأ على شيخنا اإلماـ العبلمة البرىاف‪ :‬إبراىيم بن عبد القارد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ثم‬
‫كالزمو‪ ،‬كتخرج بو‪ ،‬كقرأ عليو في النحو‪ ،‬كالمعاني كالبياف كالمنطق‪ .‬كحقق ىذه الفنوف كصارت‬
‫لو فيها ملكة راسخة فعلق األنظار الحسنة كحل اإلشكاالت المظلمة‪ ،‬كفعل أبحاثان نفيسة‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) الطنانة‪ :‬أم ذائعة الصيت كالذكر في اآلفاؽ كاألقطار‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْ/‬‬

‫كلما قرأ على شيخنا البرىاف في (مغني اللبيب) نظم الباب األكؿ منو في الحركؼ‪ ،‬كىو نصف‬
‫الكتاب فجاء النظم في غاية الحسن حلو العبارة‪ ،‬جامعان لكل المعاني‪،‬كفيو زيادات على األصل‬
‫كشرحو بشرح مفيد سماه‪( :‬جمع المفردات) ككاف ينظمو كيعلق الشرح عليو حاؿ قراءتو على‬
‫شيخنا من (المغني) كيعرض أبحاثو عليو فيأمره شيخنا بما يقتضيو نظره إما بتقريرىا أك تهذيبها‬
‫أك تعويضها أك زياداتها أك نقصها‪ ،‬كقرأ على شيخنا في أكائل (شرح الجار بردم) في التصريف‬
‫كلم تكمل لو القراءة فيو ثم اشتغل بعد ذلك بعلم الحكمة‪ ،‬كقرأ في الطبيعيات كاإللهيات‪،‬‬
‫مرافقان ألخيو صفي الدين المقدـ ذكره على بعض تبلميذنا‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كأما شعره فهو السحر الحبلؿ‪ ،‬فمنو ما كتبو إلى عمو المولى جماؿ الدين كىو في دار‬
‫االعتقاؿ (ُ) سنة [ُِجػ] (ِ)‬
‫يحيٌيت يا ربع من أىول بهطَّاؿ‬
‫من الغوادم معين الورد سلساؿ‬
‫كم أعوزت فيك من عجفاء سادرة‬
‫فأنجمت عنك شكول ذات إببلؿ‬
‫ككم إلى مونقات في حماؾ عطت‬
‫غزالة ذات أقراط كإحجاؿ‬
‫سألتك اليوـ عنها ما الذم صنعت‬
‫فكاف رجع (ّ) جوابي منك تسآلي‬
‫شحيحة النفس تقرم ضيفها حرزان‬
‫من جفنها كتراه أم إفضاؿ‬
‫يا ىذه لست (ْ) ممن يتغي كرقان‬
‫كيشتكي قلةن في الماؿ كاآلؿ‬
‫ال عيب في المرء إف طابت سرائره‬
‫فبل يغرنك بي أخبلؽ سرباؿ‬
‫أيطمعت منك بميعاد ككنت على‬
‫نجز المراد فخابت (ٓ) فيك (ٔ) آمالي‬
‫فغ‬
‫فعلقت بحباؿ الشمس منك يدم‬
‫كسرت عنك كأني كارد اآلؿ‬
‫العذرل فاعذركم‬
‫فجئت أنظر ما ي‬
‫أنخوة الحسن أـ أقواؿ يع ٌذالي‬
‫ىند أنها جعلت‬ ‫ما كاف أظلم و‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحبالترجمة ص (ّٕ) كفيو‪ :‬كقاؿ رحمو اهلل تعالى مكاتبان عمو سيدم العبلمة‬
‫الجمالي علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل كىو إذاؾ في السجن من المنصور‬
‫علي بن المهدم بن عباس‪.‬‬
‫(ِ) سنة من (جػ) كلم يحدد الناسخ التأريخ بعد لفظ سنة‪.‬‬
‫(ّ) في الديواف‪ :‬رد‪.‬‬
‫(ْ) في (ب)‪ :‬ليس‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬فخافت‪.‬‬
‫(ٔ) في الديواف‪ :‬منك‪.‬‬
‫(ّ‪)ُٓ/‬‬

‫عكس اسمها بعد حذؼ النوف كالداؿ‬


‫عبلمةن لمحبٌيها كقد عدلت‬
‫إذ (ُ) كاف للن ٌد منها أم إىماؿ‬
‫يا رافبلن من بركد الحسن في حلل‬
‫كمن بو يشغيلي عن كل أشغالي‬
‫ليهنك اليوـ أني بت ذا و‬
‫قلق‬
‫وْ‬
‫عليك فارقد ىنيئان ناعم ً‬
‫الباؿ‬
‫اسلونٌك إذ مازلت محتجبان‬
‫ال ٍ‬
‫بمدح مولى عظيم القدر مفضاؿ‬
‫يغنيك عن نعت ما أكاله خالقو‬
‫إذا تطلبت نعتان منطق الحاؿ‬
‫يربى العطيٌة حتى أف سائلو‬
‫شذران من التبر يعطى ألف مثقاؿ[ٔأ‪-‬ب]‬
‫مهما ضميت بنجل من ركايتو‬
‫أىدل لك الخضل فضبلن بعد إخضاؿ‬
‫شوؽ يسوؿ لي‬‫ما زؿ فكرم من و‬
‫تشقيق نظم كلم يعذر بإقبلؿ‬
‫حتى إذا بىػ َّرح الشوؽ الشدد (لو) (ِ)‬
‫أسقيتو من نظامي خير إجمالي‬
‫حنٌت فرنت فلما أف دنت أرنت‬
‫فسيرىا بين إعناؽ كإرقاؿ‬
‫ٌأمت مقامك أشواالن كأزعجها‬
‫فرط الجواد كلم تقنع بأكشاؿ‬
‫يا عم زينت بك األياـ كابتهجت‬
‫الحب بالخاؿ [ُّجػ]‬
‫ٌ‬ ‫كما تزين خد‬
‫يس ٌميت في ألسن األقواـ تسميةن‬
‫مشتقةن من بلوغ المنزؿ العالي‬
‫كلو إلى(ّ) المذكور (ْ)‬
‫لي فيكم طريقة مسلوكة ‪ ...‬كأحاديث سلوة مترككة‬
‫الحب يجرتم أك عدلتم ‪ ...‬يا سبلطين أىلو (ٓ) كملوكو‬
‫ي‬ ‫لكم‬
‫كيف ينمى إلى قوامكم (ٔ) العدؿ ‪ ...‬كىذم دماؤنا مسفوكو‬
‫حرة مملوكو‬
‫قد ملكتم نفسي كأعجب ما يذكػ ‪ ...‬ػرفي الحب ٌ‬
‫يا عذكلي عذران إليك فأني ‪ ...‬عن أباطيل ع ٌذلي مسكوكو‬
‫أجن ىتوكو‬
‫أنا ال أستطيع للحب كتمان ‪ ...‬كدموعي لما ٌ‬
‫يا أحبائي نظم اهلل شمبلن ‪ ...‬نثر الدىر بالفراؽ (ٕ) سلوكو‬
‫كم قلوب من غير ٍّ‬
‫شك برمح ‪ ...‬البين منكم لنا غدت مشكوكة‬
‫لم يدع لي ىواكم كنواكم (ٖ) ‪ ...‬غير ركح بأعظم منهوكة (ٗ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في الديواف ‪ :‬إف‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬بو‪.‬‬
‫(ّ) إلى‪ :‬ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ْ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٖ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ٓ) في الديواف‪ :‬أينٍ ًس ًو‪.‬‬
‫(ٔ) في (ب)‪ :‬قوامك‪.‬‬
‫(ٕ) في الديواف‪ :‬بالبعاد‪.‬‬
‫(ٖ) في (أ‪،‬ب) سطر البيت ىكذا‪ :‬ما تركتم لمغرـ بهواكم‪.‬‬
‫(ٗ) ىذا البيت ال يوجد في الديواف‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٔ/‬‬

‫إف جحدتم حبٌي فإف شهودم ‪ ...‬سقم جسم كدمعو كأيليوكو‬


‫فاقبلوىا شوىان معطلة الجيد إلػ ‪ ...‬ػى ستر عيبها صعلوكو‬
‫كف تحيى بها المعرككو‬
‫كيف تحضى بسمعها كيف ترقا ‪ ...‬أل ٌ‬
‫راحة الكف (ُ) كالصماخ لديكم ‪ ...‬قايم أك شكايم مألوكو‬
‫أنتم غرة الزماف فبل يكشف ‪ ...‬إالٌ جمالكم حلكوكو‬
‫مساع لكم على النجم قد أكفت ‪ ...‬ىسنان كاضحان كطالت سموكو‬
‫كم و‬
‫ال برحتم في و‬
‫غبطة كسركر ‪ ...‬كنعيم ما دامت المسموكو‬
‫كلو‪ :‬مجيبان على ابن عمو إسماعيل بن علي بن أحمد كقد تقدـ األصل في ترجمتو في حرؼ‬
‫الهمزة (ِ)‬
‫أسكاف كادم القصر حبكم فرضى‬
‫أمالي من لقياكم غرض مقضى‬
‫عسى كقفات في حماكم أنيقة‬
‫تعود على مضناكم قبل أف يقضى‬
‫لقد نقلت ذكراكم في صحيفة الػ‬
‫خواطر شخاصان مطهرة العرض‬
‫كيوـ كقفنا نرقب الوصل صبحو‬
‫كنقنع من ماء األحبة بالنض (ّ)‬
‫بركض من األكراؽ أخضر مونق‬
‫كمن أدمع األجفاف أبيض مرفض‬
‫بأفئدة عذؿ العواذؿ حولها‬
‫كحبكم منها ترفع في عيرض‬
‫فلما رأيناكم على شسع المدل‬
‫كلم تتبين قسمة البعض من بعض‬
‫عرضنا على المنقوؿ ما خيٌلت لنا‬
‫النواظر فامتاز الجميع لدل العرض[ُْجػ]‬
‫فبل تسألن عما رأيت فإنها‬
‫أغاليط من أمثالها عجبان تقضى‬
‫كحقكم ما تركنا الكتب عن قلى‬
‫كال كاف تأخير الجوابات عن بغض‬
‫كلوا التهاب الظرس كنت ببعض ما‬
‫يعوؽ إليكم يا أحبتنا ً‬
‫مفضى‬
‫تقولوف أف الكتب تدنوا بمن نأل‬
‫كتشهد من كد المتيم بالمحض‬
‫فغ‬
‫كحسبي من المدني إدٌكارم لشخصكم‬
‫كمن كل عذؿ مدمع ثقةن مرضى‬
‫كال تشك من جور الزماف فإنو‬
‫كجان ينتهي عما قليل إلى خفض‬
‫كهلل في أعطاؼ كل ملمة‬
‫خفيات ألطاؼ على خلقو تمضى‬
‫مر دىر يستحيل حبلكة‬
‫عسى ٌ‬
‫بميض[ٔب‪-‬ب]‬
‫ٌ‬ ‫كأسود و‬
‫عيش يستهل‬
‫كلو مجيبان على بعض أىلو‪)ْ( :‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في الديواف‪ :‬القلب‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٗ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ّ) النض‪ :‬القليل‪.‬‬
‫(ْ) في الديواف كلو رحمو اهلل تعالى جوابان على سيدم ناصر بن محمد بن إسحاؽ رحمهم اهلل‬
‫تعالى‪ .‬الديواف ص (ْْ) نسخة خاصة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٕ/‬‬

‫كصل كال كع هد ‪ ...‬ىيهات ما لنواكم بيع يد‬


‫ىحتٌاـ ال ه‬
‫ما باؿ من شطت منازلهم ‪ ...‬حالوا فبل عهد كال كد‬
‫أنسوا محبان أينما رحلوا ‪ ...‬ففؤاده بمطيٌهم (ُ) يحدك‬
‫يكفيو حبان أنهم نزحوا ‪ ...‬عنو كأيسر خطبو الوجد‬
‫هم ‪ ...‬يم ّّر فإف مذاقو شه يد‬
‫ما كنت أحسب أف يحبٌ ي‬
‫يا بارقان من نحو دارىم ‪ ...‬ال زاؿ يلثم تربها العهد‬
‫ب ‪ ...‬في الثغر قلت تبسمت ًى ٍن يد‬ ‫لوال الذم فارقت من ىشنى و‬
‫يا نسمة الصبح التي نسمت ‪ ...‬أعليك من أثوابها بيػ ٍرد‬
‫كرشيقة األعطاؼ مثقلة األرداؼ ‪ ...‬ما لجمالها ُّ‬
‫ند‬
‫كالريم إف لحظت كمن عجب ‪ ...‬ريم تحاذر فتكة األسد‬
‫تمشي كتسحب ذيلها مرحان ‪ ...‬فيفوح منو المسك كالنٌ ُّد‬
‫كال ٌدؿ ينبت في مساحبو ‪ ...‬كالحسن من آثاره يبدك‬
‫ُّ‬
‫مسود‬ ‫لم أنسها إذ كاصلت سحران ‪ ...‬كالليل مثل الشعر‬
‫ت تحيٌة خائف ىك ًج ول ‪ ...‬فنظرتها فتع ٌذر الردّّ [ُٓجػ]‬
‫ىحيَّ ٍ‬
‫كطفقت في كجو كفي شع ًر ‪ ...‬طوران أركح كتارة أغدك‬
‫يا صاحبي أال أبثكماـ ‪ ...‬خبران يذكب لبثو الصل يد‬
‫إني عهدت لها على و‬
‫ثقة ‪ ...‬من حفظها فتغيَّر العه يد‬
‫كلكم أخ صافيتو زمنان ‪ ...‬ككدتو ما أمكن الود‬
‫حتى إذا ما غاب عن نظرم ‪ ...‬ذىب الوفا كتبين الحقد‬
‫حاشا ضياء الدين أف لو ‪ ...‬في الحب كرد حبذا الورد (ِ)‬
‫منها‪:‬‬
‫الع يد‬
‫لو رمت أف تحصي فضائلو ‪ ...‬عدان لضاؽ بحصرىا ى‬
‫لكن إشراتنا إلى و‬
‫جمل ‪ ...‬منها بها يتبين القص يد‬
‫فالمسك يثني عند نفحتو ‪ ...‬عند طيبو ككذلك الورد‬
‫موالم يا من بالنظاـ(ّ)ببل ‪ ...‬شك إليو الحل كالعقد‬
‫قلدتني درر المديح كقد ‪ ...‬يعلوا بذكر السيد العب يد‬
‫كمن شعره قولو‪)ْ( :‬‬
‫صب أضناه (ٓ) تلهفو ‪ ...‬إ ٍذ كدع سربان يألفو‬
‫أفناه الهجر كأتعبو ‪ ...‬شكواه لمن ال ينصفو‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬بمطية‪.‬‬
‫(ِ) في الديواف بعد ىذا البيت أربعة أبيات أخرل‪.‬‬
‫(ّ) في أصولي‪( :‬يا من في النظاـ) كما أثبتناه من الديواف‪.‬‬
‫(ْ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٓ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬أذناه‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖ/‬‬

‫يا أىل السفح غريم غر ًاـ ىل ‪ ...‬منكم من ((ينصفو)) (ُ)‬


‫يتسربل ثوب تكتٌمو ‪ ...‬كنسيم السفح تكشفو‬
‫ثمل كالذكرل قرقفو‬
‫صاح عن غير محبتكم ‪ ...‬ه‬
‫يرعى لكم مع عذر ىكم ‪ ...‬عهدان أبدان ال يخلفو‬
‫رفقان بالصب فإف لو ‪ ...‬أشواقان كادت تتلفو‬
‫كىول صاؼ يترشفو‬
‫ن‬ ‫يتجرعو ‪...‬‬
‫مر ٌ‬ ‫كجول ّّ‬
‫ن‬
‫تشتاؽ إليكم أربيػ يعو ‪ ...‬كيحن إليكم موقفو‬
‫أتظنوف السلواف كبي ‪ ...‬من حبكم ما يصرفو‬
‫كحياتكم كحياتكم ‪ ...‬كحياتكم ال أعرفو‬
‫سقيان لزماف مر كغصن ‪ ...‬البشرل و‬
‫داف مقطفو‬ ‫ٌ‬
‫كرياض األنس لها زىر ‪ ...‬ريح األفراح ترفرفو‬
‫كإذا ما قاؿ اهلل لو ‪ ...‬عد عاد كمدت رفرفو (ِ)‬
‫فعسى أف يورؽ غصن نقا (ّ) ‪ ...‬أك ينجز كعدان مخلفو‬
‫كسبلـ يغشى منزلكم ‪ ...‬مني أسناه كألطفو [ُٔجػ]‬
‫كلو مجيبان على ابن عمو الضياء (ْ) كقد تقدـ األصل في ترجمتو‪:‬‬
‫ال تعذليو فليس ذاؾ بشافي ‪ ...‬ما ناؿ من ألم الصبابة كافي‬
‫سكن الهول منو بحيث تقاصرت ‪ ...‬عنو سرائر يخلٌص األالٌؼ‬
‫شغلتو عن سمع المبلمة لوعةه ‪ ...‬تزداد إف ذكر الغدير الصافي[ٕأ‪-‬ب]‬
‫حياه منهل الغماـ بجودهً ‪ ...‬كىمى عليو بدلوه الغر ً‬
‫اؼ‬‫ٌ‬ ‫ىى‬ ‫ٌ‬
‫كرد كقاه عن النوازح علفق ‪ ...‬أحول كصفقة النسيم الهافي‬
‫ً‬
‫كطاؼ‬ ‫الزىر في أرجائو غرقى فمن ‪ ...‬راس ىنالك ال يبين‬
‫كسيت ظواىره قوادـ ٌدرةو ‪ ...‬فإذا كشفت فعن جناح غداؼ‬
‫كم فيو من متكبر بجمالو ‪ ...‬متبختر في بردة األفواؼ‬
‫كبمهجتي مقصورة في و‬
‫ركضة ‪ ...‬بيضاء تمزج دلٌها بعفاؼ‬
‫بلها تلعب في جوانب سيفو ‪ ...‬في طل مونقو بزرؽ ً‬
‫نطاؼ‬
‫ما زلت أمنحها بغير و‬
‫مبللة ‪ ...‬كدم فعدت بعكسو أضعاؼ‬
‫فشربت كاس الحب غير معاق ور ‪ ...‬فيو لقد صافيت غير مصاؼ‬
‫آه كآه حرؼ من تركت لو ‪ ...‬في سفح جيرتو ثبلث أثافي‬
‫كبدت لو من بعد أف جد النول ‪ ...‬كىنان بوارؽ جمة الترجاؼ‬
‫باتت تلوح كتختفي فكأنها ‪ ...‬ساعات كصل في زماف تجافي‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬يسعفو‪.‬‬
‫(ِ) ىذا البيت ال يوجد في الديواف‪.‬‬
‫(ّ) في الديواف‪ :‬منا‪.‬‬
‫(ْ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْٔ) نسخة خاصة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٗ/‬‬

‫مطلولة أكراقها ً‬
‫ميناؼ‬ ‫و‬ ‫و‬
‫بركضة ‪...‬‬ ‫أنٌى يطيب لو النزكؿ‬
‫األحبلؼ‬
‫ذـ المنازؿ بعد منزلو اللول ‪ ...‬كالعيش بعد أكلئك ٍ‬
‫ما الركض إال ما أتى من نحوىم ‪ ...‬في مهرؽ كالفضل ليس بخافي‬
‫كمعاقرم في الخمر قلت لو اصح ‪ ...‬عني (ُ) ألبيات أتٍين ظر ً‬
‫اؼ‬
‫كطفقت أنشدىا كأدىق كأسو ‪ ...‬فيريقو كيقوؿ تلك سبلفي‬
‫ىي راحة األلباب بل ىي ركضة ‪ ...‬اآلداب بل ىي عنبر المستاؼ‬
‫كع ٌد عن ‪ ...‬تلك المنازؿ كالكثيب العافي[ُٕجػ]‬
‫دع من ينوح عن الديار ٌ‬
‫مخصػ ‪ ...‬ر األكساط عند محجل األطراؼ‬
‫ال يرتضي في المجد حسن ٌ‬
‫طرؼ نمتو من الهجاف سوابق ‪ ...‬قب البطوف حوالك األعراؼ‬
‫كظباء كحرة ال يغرؾ حسنها ‪ ...‬ما الحسن إال في ظبا األسياؼ‬
‫فاجعل خليلك في المعارؾ صارمان ‪ ...‬يا حبذا ىو من خليل و‬
‫كاؼ‬
‫يا مثل ما لكنا الضياء يممجدان ‪ ...‬يركم حديث الفخر عن أسبلؼ‬
‫يركيو عن آبائو كجدكده ‪ ...‬عن عصبة من آؿ عبد مناؼ‬
‫ىم أصل كل فضيلة كبخارىا ‪ ...‬فاجمل كخل تعدد األكصاؼ‬
‫ال أرتضي قولي يقابل قولو ‪ ...‬أنٌى يقاس الدر باألصداؼ‬
‫ال زاؿ بدران في الظبلـ كمزنةن ‪ ...‬عند األكاـ كموردان للعافي‬
‫كلو‪)ِ( :‬‬
‫أبلغ سراة الكثيب يا سائق ‪ ...‬عن مغرـ القلب ىايم شائق‬
‫تحية أقسمت سوابقها ‪ ...‬ما نشقت مثل عرفها الفايق‬
‫تساؽ للشوؽ حيث كجهها ‪ ...‬فبرقو في غمامها ألق‬
‫حتى إذا بلغت مقاصدىا ‪ ...‬سخت بماء من الهول أفق‬
‫فانحدرت من حباؿ أفئدة ‪ ...‬منهم سيوؿ من الهول الصادؽ‬
‫فاحتملت كالجفا كل جفا ‪ ...‬ىك ٌدر منها مصفقان رايق‬
‫كلو‪)ّ( :‬‬
‫كقالوا ىويت الركض بعد فراقنا‬
‫كآثرتو أين الوفا المتقدـ‬
‫نعم صدقوا نهوا الرياض كزىرىا‬
‫لما أخذت في أكجو الحسن عنهم[ٕب‪-‬ب]‬
‫يفوح لنا بالورد نشر بركدىم‬
‫التبس يم‬
‫كيبدك لنا عند األقاح ُّ‬
‫يى يم حسنوا الدنيا لنا بوجودىم‬
‫__________‬
‫(ُ) في أصولي‪ :‬مني‪ .‬كما أثبتناه من ديواف صاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ِ) لم أقف على ىذه األبيات في النسخة الموجودة بحوزتي من ديواف صاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْٔ) نسخة خاصة‪.‬‬

‫(ّ‪)َِ/‬‬

‫فكيف نرل للركض فضبلن عليهم‬


‫كىم ىحبٌ يبو القصر المنيع جنابو‬
‫ىم‬
‫كىم ي‬‫إلينا كىم أقماره ي‬
‫كلو مضمنان لعجز بيت (لؤلعشى) كقد ضمن صدره العفيف التلمساني(ُ) فقاؿ‪:‬‬
‫أترة طرفي في رياض جنانها‬ ‫و‬
‫كأىيف فاؽ الورد حسنان بوجنة ‪ٌ ...‬‬
‫كأ ٌف بها من حوؿ خالية جمرة ‪ ...‬يشب لمغركرين يصطليانها [ُٖجػ]‬
‫فقاؿ صاحب الترجمة مضمنان للعجز‪:‬‬
‫يحلق‬
‫أبيت بقلب يصطلي نار شوقو ‪ ...‬فإف راعو داعي الصباح ي‬
‫كأخفي ندل دمعي نهاران كأنو ‪ ...‬لىبىرهد لنار في الظلوع يحرؽ‬
‫فإف جن ليلي عاد قلبي كمدمعي ‪ ...‬كبات على النار الندل كالمحلق‬
‫كلو‪)ِ( :‬‬
‫ككم حاـ قلبي في سواكم لى ىعلَّو ‪ ...‬يرل موردان في الحب أحبل كأعذبا‬
‫سما فرل قراء كردان فرفرؼ نحوه ‪ ...‬فذاؽ فلم يعذب لو فتجنبٌا‬
‫و‬
‫خالص فتبينوا ‪ ...‬كال تقتلوه أف في طيٌو نبا‬ ‫فعاد و‬
‫بود‬
‫فأجاب عليو ابن عمو الضياء بقولو‪)ّ( :‬‬
‫أيطلب منا الوصل صب كقد سما ‪ ...‬إلى غيرنا يمذ راـ في الحب مذىبا‬
‫كلو عذب الورد الذم كاف ذاقو ‪ ...‬ألعرض عنا في الهول كتجنبا‬
‫كقاؿ المولى الضيا في معنى ذلك أيضان مجيبان على صاحب الترجمة‪:‬‬
‫كلو لمت قلبي عن ىول من أباحو ‪ ...‬ببل سبب عمدان كخاف ذمامو‬
‫أسى خوؼ المقالة أنو ‪ ...‬إلى اللوـ أصغى فاجتنبت مبلمو‬
‫لذاب ن‬
‫فكيف بقلب شاـ كردان أفاقو ‪ ...‬ليطفي من حر الغراـ أك ىأموي‬
‫فلو كاف حكمان على كل عاشق ‪ ...‬ألخرت عن أىل الغراـ مقامو‬
‫((فأجاب صاحب الترجمة على المولى الضياء بقولو))‪)ْ( :‬‬
‫صدقتم كلكن حاـ في مبدأ الهول ‪ ...‬فلما انتهى لم يستطب بىػ ٍع يد مشربا‬
‫فما ذاؽ إبراىيم كأسان ركيَّة ‪ ...‬من الحب حتى راـ شمسان ككوكبا‬
‫كأجاب أيضان بقولو‪:‬‬
‫ظننت قلبي أف يسلو الحبيب إذا ‪ ...‬استحل سواه كىذا منو لم يكن‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو‪ :‬سليماف بن علي بن عبد اهلل بن علي الكوفي التلمساني الشاعر المشهور‪ ،‬ينظر‬
‫ترجمتو باألعبلـ (ّ‪.)َُّ/‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِِ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ّ) نفس المصدر ص(ِِ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ْ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِ/‬‬

‫سما لينظر ىل تمت محاسنو ‪ ...‬فما استفاد سول ما فيو من حسن‬


‫إف الخليل إلى عين اليقين سما ‪ ...‬ليطمئن فنادل ربو أرني كيف تحيي الموتى‬
‫ثقة ‪ ...‬كمستغر زىتو حضرة الدمن [ُٗجػ]‬ ‫ليس الفؤاد الذم يهول على و‬
‫كلو مجيبان على األخ الحسين بن محمد الجرموزم المتقدـ ذكره في حرؼ الحاء‪)ُ( :‬‬
‫بهم كبلباؿ‬
‫أفي العدؿ أف أمسي ٍّ‬
‫كأنت فدتك النفس ناعمة الباؿ‬
‫ىبي إف كجدم منك حلو مذاقو‬
‫لدم فهل كاف الجزاء بإجماؿ‬
‫ٌ‬
‫كلم أنس تهويم الرؤس عن الكرل (ِ)‬
‫ً‬
‫كالظاؿ‬ ‫عشية تعريسي بذم الطلح‬
‫كطوؼ خياؿ منك كالقوـ يى ٌج هع‬
‫فبت بمغنى من خيالك ً‬
‫ميهاؿ‬ ‫ن‬
‫أسائلو أني اىتديت و‬
‫لوامق‬
‫تبطنو جفن الظبلـ بإطبلؿ‬
‫سمعةي‬
‫أسير ىول ال يخرؽ العذؿ ى‬
‫جول عن دمية القصر ساؿ‬
‫طريح ن‬
‫كال يوـ توديعي لها حين ال سول‬
‫ً‬
‫معطاؿ‬ ‫إشارة كف ٍأك تلفت‬
‫ككتمي ىواىا ظنٌو كمدامعي‬
‫تحدث عن قلبي المشوؽ بإجماؿ‬
‫كأنٌى لدمعي (ّ) أف يكفكف بعدما‬
‫تعثر من ىدب الجفوف بأذياؿ‬
‫كهلل قلبي إذ حكا خفق قرطها‬
‫فهبل ركل عنها توفر خلخاؿ‬
‫ككنت أعد الصبر ىجنَّة ىجرىا‬
‫فأنهكو إال بقية أسماؿ [ٖأ‪-‬ب]‬
‫كمطلولو األكراؽ ناعمة الثرل‬
‫ألح عليها كل أسود منهاؿ‬
‫ٌ‬
‫شجى‬
‫أثارت لذات الطوؽ أزىارىا ن‬
‫ص ون عالي‬
‫فهاجت بسجع في ذرل غي ي‬
‫قطعت بها شوطان من العمر لم أكن‬
‫لعمرؾ عن تذكاره أبدان سالي‬
‫و‬
‫بركضة‬ ‫كبىدَّلني عنها الحسين‬
‫من النظم ميناؼ البدائع محبلؿ‬
‫أفاض عليها النور من نار و‬
‫فهمة‬
‫كأخضلها من لطفو أم إخضاؿ‬
‫كحملها من خلقو السهل نفحةن‬
‫فوافت إلينا من شذاه بتمثاؿ‬
‫بنفسي أخبلؽ الحسين فإنها‬
‫شبيهة أخبلؽ الممد بميكاؿ‬
‫لقد سعدت منها المعالي بكامل‬
‫أغر كريم طاىر العرض مفضاؿ‬
‫كعفوان فدتك النفس ىعني أنني‬
‫أثبتك بالحصباء عن در أقواؿ‬
‫بقيت ال حياء المفاخر كالعلى‬
‫كجمع شتيت المكرمات بإكماؿ‬
‫كأسنى سبلـ منو أحلى من المنى‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص (ْٓ) نسخة خاصة‬
‫(ِ) الشطر في الديواف ىكذا‪:‬‬
‫كقد تم تهويم الرؤس في الكرل‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬لقلبي‪.‬‬

‫(ّ‪)ِِ/‬‬

‫كأعذب من صافي المنافع سلساؿ [َِجػ]‬


‫كلو مهنيان بعض إخوانو عند ً‬
‫تس ٌرية بجارية‪)ُ( :‬‬
‫أنعم صباحان يا صفي الهدل ‪ ...‬كازدد حبوران في جميع الدىور‬
‫بدرة قد صرت بحران لها ‪ ...‬كالدر ال يسكن إال البحور‬
‫ٌ‬
‫سرية ليس انتساب اسمها (ِ) ‪ ...‬للسر كىو الفعل بل للسركر‬
‫زفت بليل كىي شمس الضحى ‪ ...‬لوال ظبلـ الشعر كاف الشعور‬
‫تظاىر الليبلف في سترىا ‪ ...‬كيحسب الفضل لليل الشعور‬
‫عجبت من شمس كبدر معان ‪ ...‬كالشمس ال تدرؾ ضوء البدكر‬
‫الردل ‪ ...‬ليهنك الخير بذات الحبيور‬
‫يا أيها الحبر كقيت َّ‬
‫فإف ما سرؾ بين الورل ‪ ...‬رزقت في جميع الصدكر (ّ)‬
‫كىاؾ نظمان طالبان ستره ‪ ...‬كافاؾ من ناظمو عن قصور(ْ)‬
‫كعش سعيد الجد ميمونة ‪ ...‬ما ىطل الغيث كىبت دبور‬
‫كلو‪ :‬مجيبان على األخ الحسين بن محمد[الجرموزم] محمد المقدـ ذكره (ٓ)‬
‫حور طلعن على متوف األنيق ‪ ...‬كقصرف في غرفات ركض مؤنق‬
‫أقصى من عشاقهن تحية ‪ ...‬من مغضب أك نظرة من محنق‬
‫عجيبان لما يممنو لم يقترب ‪ ...‬كال ربع فارقتها لم تلحق‬
‫ما للرعابيت الضعيفات القول ‪ ...‬يفتكن بالبطل المعد الفيلق‬
‫يضعفنو عن حمل أسلحة الوغى ‪ ...‬فيظل يرعد بالسناف األزرؽ‬
‫كيود تقبيل السيوؼ ألنها ‪ ...‬برقت كبارؽ ثغرىا المتألق‬
‫كيذرف إف فترف طرفان ناعسان ‪ ...‬قلب الهزبر (ٔ) بكف ريم ً‬
‫أفرؽ‬
‫ال يستملن لوامق بشفاعة ‪ ...‬إف لم يشفع من صباه بريق‬
‫و‬
‫مهذب ‪ ...‬فن البياف لغيره لم يخلق‬ ‫أك بالفرائد من نظاـ‬
‫من للخرايد بانتساؽ عقودىا ‪ ...‬من در منطقو الذم لم يفتق‬
‫كلمغرـ بالجور لو أمسى على ‪ ...‬كعد بزكرتها كإف لم تصدؽ [ُِجػ]‬
‫حسب القتيل بها دنوان إنها ‪ ...‬لم تخل منو عن فؤاد شيٌق‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص (ِْ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ِ) في الديواف‪ :‬لها‪.‬‬
‫(ّ) في الديواف‪ :‬األمور‪.‬‬
‫(ْ) ىذا البيت كالثاني لو ليسا في الديواف‪.‬‬
‫(ٓ) كالقصيدة في ديوف صاحب الترجمة ص(ْٕ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫(ٔ) الهزبر‪ :‬األسد القوم الشديد‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّ/‬‬

‫يصبو إلى تلك الطلوؿ لحبها ‪ ...‬كيزيده شجنان سجوع األكرؽ‬


‫حيا الكثيب الفرد ىتٌاف الحيا ‪ ...‬كسقاه صوب العارض المتدفق‬
‫الغر التي ‪ ...‬أخذت على نوب الزماف بموثق‬
‫لم أنس أيامي بو ٌ‬
‫كربيعة قد مد فيو سندسان ‪ ...‬عطا السحاب عليو باإلستبرؽ‬
‫و‬
‫مشوؽ كابتساـ مشوؽ‬ ‫كلسحبو كلنهره كلزىره ‪ ...‬عينان‬
‫كعيوف نرجسو كمقلة حائر ‪ ...‬راـ الجواب على البليغ المفلق‬
‫ما زاؿ يعث فكره ليمده ‪ ...‬ببدائع الكلم التي لم تسبق[ٖب‪-‬ب]‬
‫فيعود صفر الكف عما رامو ‪ ...‬يصف الكبلؿ كالت حين تعمق‬
‫يا ذا الذم قاس الحسين بغيره ‪ ...‬ىيهات دكف مناؾ ىدـ األبلق‬

‫(ّ‪)ِْ/‬‬

‫أرج بغير بركده لم تعبق‬


‫إف الفضائل كالفواضل كلها ‪ ...‬ه‬
‫إلي مهنيان بأعراس في شهر محرـ سنة ست عشر كمائة كألف‪ ،‬بقولو‪:‬‬
‫ككتب َّ‬
‫عركسين أصطفيتهما انتخابا ‪ ...‬عركس فبل كأخر ذات حسن‬
‫فهذم مهرىا بأجل تبر ‪ ...‬كتلك صداقها بأد ٌؽ ذىن‬
‫بكلتا الحسنيين ظفرت لكن ‪ ...‬بحسناؾ الجديدة فلنهني (ُ)‬
‫[(َِِ ) المحسن بن الحسن ((أبو طالب الركضي))](ِ)‬
‫(َُُّ‪َُُٕ-‬ىػ ‪ُٕٕٓ-ََُٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) كفاة صاحب الترجمة بصنعاء يوـ األربعاء (ُٓ‪ُِٔٔ/ُُ/‬ىػ)‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪ ،‬كمنو‪ :‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُّٖ) ترجمة (ٕٖٔ)‪،‬‬
‫الركض األغن (ِ‪ ،)ُٔٔ/‬األعبلـ(ٓ‪ ،)ِٖٓ/‬درر نحور الحور العين (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي‬
‫(ِْٖ‪ ،)ّْٕ،‬البدر الطالع (ِ‪ ،)ٕٔ/‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ّٔٗ-ّٔٓ/‬األدب اليمني (ِٔ)‬
‫كينظر فهارسو‪ .‬مقدمة المحقق لكتابو تأريخ اليمن ص(ٓ‪،)ٗ-‬مصادر العمرم(ُُٕ)‪ ،‬معجم‬
‫المؤلفين (ٖ‪ ،)ُِٖ/‬ىدية العارفين(ُ‪،)ٓ،ٔ/‬ملحق البدر الطالع(ُُٗ)‪ ،‬إيضاح‬
‫المكنوف(ُ‪ ،)ٖٗ/ِ( ،)َُِ،ْْٓ/‬مراجع تأريخ اليمن للحبشي ص(ُُٓ)‪ ،‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬فهرسة المكتبة الغربية‪ ،‬كمكتبة األكقاؼ (ينظر فهارسهما)‪ ،‬فهرس دار‬
‫الكتب المصرية (ٓ‪.)ُِٓ/‬‬

‫(ّ‪)ِٓ/‬‬

‫المولى حساـ الدين محسن بن الحسن بن القاسم بن أبي طالب أحمد بن اإلماـ القاسم[بن‬
‫محمد] ىو الشاعر األديب ذك التصانيف المفيدة في التأريخ‪ ،‬كلد في سنة ثبلث كمائة‬
‫كألف(َُُّىػ)‪ ،‬كنشأ (بصنعاء) ك(الركضة) كشارؾ في علوـ اآللة كطالع التواريخ كحفظ‬
‫األشعار كالغرائب كالنوادر حتى صارت مجالستو أشهى إلى األكباد من (قطر الندل)‪ ،‬ثم نظم‬
‫الشعر الحسن كمدح األكابر كاألعياف‪،‬كأخذ جوائزىم كحظى في إباف عمره‪ ،‬كاتصل بالوزراء آؿ‬
‫[ِِجػ] راجح (ُ) فأحسنوا إليو كقلدكا جيده بأطواؽ المنن كمدحهم بغرر المدائح خصوصان‬
‫الوزير جماؿ الدين كألف لو التواريخ كفعل كتابان في مناقبهم‪ ،‬كلما انقضت الدكلة المنصورية‬
‫(ِ) انقطع إلى الفقيو إسماعيل بن الحسن النهمي كاتفقت لو معو عدة قضايا من المداعبات‬
‫كالمضحكات ىي متناقلة عند الناس إلى اآلف‪ ،‬كلما مات الفقيو إسماعيل النهمي نصب لو‬
‫الدىر شراؾ المحن كقلب لو ظهر المجن كاستثقلو أرباب الدكلة المهدكية حتى أنو فعل تأريخان‬
‫لسيرة اإلماـ المهدم سبع سنين في مجلد كأبلغو إلى حضرتو فأرس لو بقدر معلوـ من الدراىم‬
‫ككعده بالجائزة لتماـ التأريخ مع أف إتمامو موقوؼ على انقضاء الدكلة ككاف في أكؿ أمره‬
‫متعصبان على أىل السنة فكاف يذكر البدر األمير في مؤلفاتو أقبح الذكر كينتقصو ثم رجع عن‬
‫ذلك آخر األمر كمدح البدر األمير بقصيدة ميمية (ّ) كضمن فيها قوؿ أبي نواس‪.‬‬
‫كلقد نهزت مع الغواة بشنهم (ْ) ‪ ...‬كأسمت طرؼ اللهو حيث أساموا‬
‫__________‬
‫(ُ)‬
‫( ) الذم اتصل بو صاحب الترجمة ىو الوزير علي بن أحمد راجح‪ .‬ينظر ترجمتو في نشر‬
‫العرؼ (ِ‪ُِٔ/‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ِ) كذلك سنة (ُُُٔىػ)‪.‬‬
‫(ّ) بعض أبيات القصيدة في ديواف األمير ص (ّْٖ) كأكردىا زبارة في نشر العرؼ‬
‫(ِ‪ )ّٕٔ/‬كمطلعها‪:‬‬
‫يا بدر قد زىرت بك األياـ‬
‫شهدت لك اآليات كاألحكاـ‬
‫…كأجابو األمير عليها‪ .‬ينظر ديوانو ص (ّٖٓ)‪.‬‬
‫(ْ) في نشر العرؼ‪ :‬بدلوىم‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٔ/‬‬

‫كبلغت ما بلغ امرؤ بشبابو ‪ ...‬فإذا عصارة كل ذاؾ أثاـ (ُ)‬


‫كمدح القاضي أحمد قاطن (ِ) كفعل إليو رسالة بليغة يطلب فيها معاكنتو عند الوزير صفي‬
‫الدين النهمي؛ ألنو كاف الوزير شديد الميل عنو ألمرين‬
‫أحدىما‪ :‬كوف صاحب الترجمة من أصحاب بني راجح‪.‬‬
‫كثانيهما‪:‬كونو كاف متعصبان على أىل السنة‪ ،‬كعلى الجملة فالحظوظ كاألرزاؽ بيد اهلل ككاف‬
‫صاحب الترجمة نبيبلن حاذقان لبيبان من فحوؿ الرجاؿ‪ ،‬عارفان بالحقائق يوافق األحواؿ كالمقاصد‬
‫كيذكر القضايا كاألخبار‪ ،‬كما يراد منو ال كما يريد‪ ،‬كلئلنصاؼ إنما يكوف لمن اليبالي بأحد إال‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو مؤلفات حسنة نفيسة (ّ) جدان جليلة الفوائد فمنها (طيب أىل الكسا) كىو تأريخ حافل‬
‫من أكؿ دكلة اإلماـ القاسم إلى زمانو‪ ،‬جعلو في حوادث السنين [ِّجػ] كمنها ذيل على (طبق‬
‫الحلول) [ٗأ‪-‬ب] ككتاب (أقراط اللجين في سيرة المتوكل القاسم بن الحسين)‪،‬‬
‫ككتاب(ذكب الذىب فيمن أدرؾ بعصره من أىل األدب) كشرح على قصيدة رائية للسيد‬
‫إسماعيل بن محمد فايع‪ ،‬جعلها ذيبلن على البسامة كأحسب أف لو تأريخان في سيرة المنصور بن‬
‫المتوكل‪ ،‬كلو غير ذلك‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫((كشعره كثير))(ْ) فمنو قولو يمدح الوزير علي راجح من قصيدة مطلعها (ٓ)‬
‫مالي كللبين أصلى مهجتي لهبان‬
‫كزادني مع ىيامي في الهول كصبا‬
‫كىيج الشوؽ برؽ الغور حين شرا‬
‫فباع جفني الكرل مسترخصان كصبا‬
‫إلى ديار أحبائي الذين نأكا‬
‫كخلفوني حزين القلب مكتئبا‬
‫ال كآخذ اهلل منهم من كلفت بو‬
‫إذ ىع َّز عني حتى بالذم كجبا‬
‫علي كلي‪.‬‬
‫أما يرؽ أما يحنو َّ‬
‫قلب عليو من األشواؽ قد كجبا (ٔ)‬
‫إذا ذكرت ليالي كصلنا اتقدت‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ‪ :‬حراـ‪.‬‬
‫(ِ) أشار قاطن إلى ذلك خبلؿ ترجمتو لصاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ّ) لمزيد حوؿ الموضع ينظر‪:‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‪ ،‬ترجمة (ٕٖٔ)‪.‬‬
‫(ْ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ِ‪ )ّٖٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٔ) ىذا البيت ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٕ/‬‬

‫حشائي كامتؤلت من فقده نصبا‬


‫ليت الهول قسمت أسبابو حصصان‬
‫فكاف يحمل من أقسامها سببا‬
‫ليدر أف الهول يمر مذاقتو‬
‫كأنو يركب المشتاؽ ما صعبا‬
‫قلب يذكب كأكباد مفتتةه‬
‫كأعين دمعها ما زاؿ منسكبا‬
‫كأنو كابل جاد الوزير بو‬
‫من و‬
‫أنمل للعطايا تمطر الذىبا‬
‫ذ‬
‫ما البحر إف جاد يحكي جود نائلو‬
‫أك الرياح ما أمدت القصبا (ُ)‬
‫[(ُِِ) محسن بن أحمد عبد القادر الكوكباني] (ِ)‬
‫(ُُُُ‪ُُُٗ-‬ىػ‪َُٕٖ-ََُِ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) قاؿ في نشر العرؼ كلعل كفاة صاحب الترجمة بعد سنة (َُُٕىػ)‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬درر الحور العين(خ)‪ ،‬الحدائق المطلعة(خ)‪ ،‬نشر‬
‫العرؼ(ِ‪ ،)ّْٕ/‬ملحق البدر الطالع (ُُٗ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُٖ) ترجمة‬
‫(ُٖٔ)‪ ،‬الركض األغن(ِ‪ ،)ُٔٓ/‬مصادر الحبشي ص(َِٖ)‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪.)ّْٕ/‬‬

‫(ّ‪)ِٖ/‬‬
‫المولى حساـ الدين محسن بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر كبقية نسبو تقدـ في ترجمة‬
‫أخيو شيخنا المولى الوجيو كلد صاحب الترجمة في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل عشرة كمائة‬
‫كألف (ُُُُىػ)(ُ) بكوكباف كنشأ ىنالك ((كشارؾ في النحو)) (ِ) كطالع كتب األدب‬
‫كالتواريخ‪ ،‬كمهر في الفركسية ثم تنقل في (صنعاء) كفي (تعز) كغيرىما من المحبلت كاستقر‬
‫آخر المدة بػ(شباـ)‪ ،‬ككانت لو يد قوية في علم الفلك كاستخراج الخبايا كالسرقات كالشعبذة‬
‫فحظي بذلك عند الخلفاء [ِْجػ] كاألكابر كأرباب الدكؿ‪ ،‬كناؿ من الجاه ((كالماؿ)) (ّ)‬
‫حظان كافران ‪-‬خصوصان‪ -‬في الدكلة المنصورية كعند المولى أحمد بن المتوكل ككانت لو صناعة‬
‫عظيمة في االستخراج كجوابات السؤاؿ كسياسة عجيبة كحذؽ كألمعية‪ ،‬كاشتهر بذلك عند كل‬
‫أحد حتى اعتقد فيو الرجاؿ كالنساء اعتقادان كبيران‪ ،‬كقصدكه لمثل ذلك من جميع المحبلت‬
‫ككانت إصابتو بالسياسة كالحذؽ أكثر‪ ،‬كإذا لم يصب أحسن اإلعتذار بلطيف الحيل حتى‬
‫يتخيل أنو صادقان‪ ،‬كلو قضايا كثيرة فمنها‪ :‬أنو كقع رجم بالحجارة في بعض دكر المنصور ككاف‬
‫يقع ذلك ليبلن فقطعوا أنو من طريق الجن ألف جماعة الشرطة محيطة بالدار فمن البعيد أف‬
‫يكوف ذلك من طريق اإلنس فأمر صاحب الترجمة أف ينظر في ذلك فأخبرىم أف الراجم ىو من‬
‫الجن الساكنين في محل سماه لهم كذكر اسمو كنسبو كأنو سيقتلو ثم جاء في بعض الليالي‬
‫كأغلق على نفسو باب المقصورة التي رفع الرجم فيها كسمعوا عنده أصواتان كحركة عظيمة‪ ،‬ثم‬
‫خرج من المقصورة [ٗب‪-‬ب] كأخبرىم أنو قد قتلو كأراىم مواضع فيها دـ‪ ،‬فلما كاف في‬
‫الليلة األخرل في الرجم فأخبركه بذلك كعاتبوه فقاؿ قد قتلت لكم الجني الذم ذكرتو لكم‬
‫كأما أني سأقتل كل جني فهذا أمر متعذر‪ ،‬كمنها أنو جاءه بعض أرباب الدكلة كأخبره أنو ذىب‬
‫عليو قدر عظيم من‬
‫__________‬
‫(ُ) كقيل سنة (َُُٔىػ) ذكره قاطن في دميتو‪ ،‬كصاحب الحدائق المطلعة(خ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) من (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٗ/‬‬

‫الذىب كأنو كاف في محل حصين مع أنو لم ير فيو خرقان في جدار كال كسران كال غير ذلك‪،‬‬
‫فوعده النظر في ذلك فلما (ُ) خرج ذلك الرجل من عنده لم يلبث إال بامرأة ذلك الرجل‬
‫تطلبو رقية أك دكاء لمرض عيىنتو ففطن أف مجيئها في ذلك الوقت أنما كاف تجسسان فخبل بها‬
‫كىوؿ األمر عليها كأخبرىا أف الجن قد أخبرتو أنها ىي التي أخذت الذىب‪ ،‬فأقرت‬
‫كتهددىا َّ‬
‫كطلبت منو أف يستر عليها[ِٓجػ] ذلك فأمرىا أف ترده إلى الموضع الذم أخذتو منو في كقت‬
‫معين‪ ،‬ثم أرسل لذلك الرجل كأخبره أف الذىب قد أخذه بعض الجن كأنو ال يرجعو إال بعد أف‬
‫يفعل طلسمان في لوح من ذىب كييبحر عنده بمقدار من العنبر كالعود كالرطب‪ ،‬كمنعو من‬
‫الوصل إلى ذلك المحل إالَّ في يوـ معين‪ ،‬فأعطاه ما أراد‪ ،‬ثم أمره بالتماسو في المحل في‬
‫اليوـ المعين فوجده كامبلن‪ ،‬كمنها أنو كجد رجل معركؼ من أىل صنعاء مقتوالن في أياـ المنصور‬
‫ملقى في بعض الطرؽ فأمر المنصور صاحب شرطتو كىو رجل يعرؼ بػ(القبيع) بأنو إف لم يأتو‬
‫بقاتلو عاقبو عقابان أليمان فلجأ إلى صاحب الترجمة مكركبان ليستخرج لو القاتل كقد كاف صاحب‬
‫الترجمة خرج من عند بعض إخوانو نصف الليل فلما كصل إلى بعض أزقة صنعاء رأل رجبلن‬
‫شاىران سيفان كآخر حامبلن فوقو شيئان كبعدىما أيضان (رجل) بيده سيف مسلوؿ فتعجب من ذلك‬
‫فلم (ِ) يتعرض لهم بشيء فلما أخبره الشرطي بذلك حدس أف أكلئك الرجاؿ ىم القاتلوف لو‬
‫ثم أخذ يربع صنعاء كيستعمل شيئان من الشعبذة بمرأل من الشرطي كمسمع‪ ،‬ثم أخبره أف القتل‬
‫كقع في جهة ذلك الزقاؽ الذم رأل الجماعة فيو ككاف الشرطي من أدىى الناس‬
‫كأخبرىم((بأىل)) (ّ) البطاالت كأعرفهم بخفيات األحواؿ فلما ذكر الزقاؽ فطن لسبب القتل‬
‫كأف ثم امرأة من البغايا يتردد عليها جماعة معركفوف من العصاة‪ ،‬فبادر إلى دخوؿ بيت المرأة‬
‫فوجد أثر الدـ كأخذىم بالسياسة حتى أقركا‪ ،‬كلو في ىذا الباب‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كلما‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬كلم‪.‬‬
‫(ّ) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َّ/‬‬

‫عجائب‪،‬كبالجملة فإنو كاف غريب اإلبتداع سلس الطباع حلو الكبلـ يخوض من كل مراـ‬
‫كيعجبو نسبتو إلى السحر كعمل الطبلسم كاألكفاؽ ككاف من األعياف ظريف المجالسة يشتاؽ‬
‫إلى مفاكهتو األكابر‪ ،‬ككاف حسن اإليراد للقضايا كالمبالغة في الوصف [ِٔجػ] بديع الشكل‬
‫معظمان عند الناس كلو نظم فايق كنثر رايق كرماه بعض أقاربو بانتحاؿ الشعر كأنو ظفر في تعز‬
‫بشعر رجل أديب قد توفى فادعاه لنفسو‪ ،‬ككاف يتعب منهم كالظاىر أف األمر بخبلؼ ذلك فإنو‬
‫كاف يفعل قصايد في حوادث معينة كفعل قصيدة فيها مشجر اشتمل على تأريخ قدكـ الغيل‬
‫للمهدم المنصور مستهلها [َُأ‪-‬ب] (ُ)‬
‫(ك)‪:‬كجد يزيد (ِ) كحسن صبر ينقص‬
‫كنول بها دمع يذاؿ كيرخص‬
‫(ص)‪:‬صل من يرل العز المؤثل ذلو‬
‫في الحب فهو على التذلل يحرص‬
‫(ؿ)‪ :‬لوال الهول ما ذؿ شيئان كىو ال‬
‫يهول الخبلص كال أراه يخلص‬
‫كمن شعره قولو‪)ّ( :‬‬
‫قمت في مركز الوفاء كالوفاؽ ‪ ...‬رافعان رايتي على العشاؽ‬
‫كأبحت الطبل من كل خود ‪ ...‬كرشفت الطبل على اإلطبلؽ‬
‫عجبان لم أزؿ أخاؼ مع القرب ‪ ...‬كأخشى توىم اإلفتراؽ‬
‫كنحرت الكرل لطيف خياؿ ‪ ...‬زارني عند غفوة األماؽ‬
‫ػ‬
‫ال عدمت الكرل إذا عزت اللقػ ‪ ...‬ػيا كما عز طيف ذات النطاؽ‬
‫ذات فرع كاألفعواف فهل لي ‪ ...‬يا سليم الغراـ من ذاؾ راقي‬
‫كيف يرقى كاللحظ يفتك فيو ‪ ...‬مثل فتك الحساـ في األعناؽ‬
‫أنا أفدم من أكثقني فهل من ‪ ...‬قبلها قد فدل ذكم اإليثاؽ‬
‫كانظركا سادتي شفائي كثاقي ‪ ...‬كشقائي يا سادتي إطبلقي‬
‫كمن شعره قولو (ْ)‬
‫إف اللواحظ ما زالت تبلحظنا‬
‫بسحر ىاركت في (األعياف أعياف) (ٓ)‬
‫ىيهات ال قبل للعالمين بها‬
‫فسحرىا دكف في األعياف أعيانا (ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) األبيات أكردىا قاطن في (دمية القصر) كاستقاىا زبارة منو في نشر العرؼ(ِ‪-ّْٗ/‬‬
‫َّٓ)‪.‬‬
‫(ِ) في نشر العرؼ‪ :‬يركـ‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ِ‪ )َّٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُّٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) في نشر العرؼ‪(:‬أفنانان فأفنانا)‪.‬‬
‫(ٔ) ىذا البيت من (جػ) كساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّ/‬‬

‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاتو في سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بشاـ رحمو اهلل [ِٕجػ]‪.‬‬
‫[(ِِِ)محسن بن إسماعيل الشامي] (ُ)‬
‫(‪ُُْٗ-.......‬ىػ‪َُٕٖ-........./‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫السيد حساـ الدين محسن بن إسماعيل المعركؼ بالشامي(ِ) العبلمة الجليل المحقق علمي‬
‫المعقوؿ كالمنقوؿ‪.‬‬
‫[نشأتو كمقركاتو]‬
‫نشأ بصنعاء كقرأ على المولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم‪ ،‬كعلى البدر األمير‪،‬‬
‫كالقاضي أحمد قاطن‪ ،‬كغيرىم‪ ،‬كقرأ على الشيخ عبد الرحمن الهندم في المنطق كعلم‬
‫الحكمة الطبيعي كاإللهي‪ ،‬كأما العلم الرياضي فلعلو لم يشتغل بو إال بعض فركعو كالحساب‬
‫كالمساحة كالجبر كالمقابلة كبالجملة فإنو حقق جميع العلوـ النقيلة كغالب العلوـ العقلية‪،‬‬
‫ككاف ذكيان غواصان للمعاني ليس لو في أبناء عصره نظير‪ ،‬كلو أنظار عجيبة كفوائد غريبة‪ ،‬كنسخ‬
‫بخطو الحسن عدة كتب‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كاختصر (العدة على شرح العمدة) لشيخو البدر األمير‪ ،‬كعلق حواشي حسنة على كتب الفنوف‬
‫التي درس فيها كأخذ عنو جماعة من العلماء كشيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد‬
‫األمير كغيره كاتصل بالمهدم بن المنصور بعد كفاة الوزير أحمد النهمي كجعلو المهدم كاسطة‬
‫على ببلد (إب) ك(جبلة)‪ ،‬ككاف العامل فيهما السيد العبلمة حسن بن عبد اهلل الظفرم (ّ)‬
‫كبقي على ذلك أيامان ثم رجع إلى حالو األكؿ‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬درر نحور الحور العين(خ)‪ ،‬نشر العرؼ((ِ‪،)ِّٓ/‬‬
‫البدر الطالع (ِ‪ )ٕٔ/‬كلصاحب الترجمة‪(:‬مختصر العدة على العمدة)‪ ،‬ككتاب (فتح الفتاح‬
‫بنظم المفتاح في الفرائض‪ .‬عد أبياتها (ُْْ) بيتان باإلضافة إلى حواشي حسنة على كتب‬
‫الفنوف التي درس فيها‪ ،‬الركض األغن (ِ‪ ،)ُٔٔ-ُٔٓ/‬األعبلـ (ٓ‪.)ِٖٓ/‬‬
‫(ِ) ىو المحسن بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن صبلح الشامي‬
‫الصنعاني الحسني‪.‬‬
‫(ّ) انظر ترجمتو في نيل الوطر (ُ‪.)ّّٗ-ّّٕ/‬‬

‫(ّ‪)ِّ/‬‬

‫ككات كفاتو في شهر شعباف سنة أربع كتسعين كمائة كألف بصنعاء رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[ (ِِّ) محسن بن قاسم إسحاؽ] (ُ)‬
‫(‪-.......‬ؽُّىػ‪-....../‬ؽُٗـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫سيدم حساـ الدين محسن بن قاسم بن حسين بن إسحاؽ بن المهدم كقد تقدمت ترجمة أبيو‬
‫في حرؼ القاؼ ككاف صاحب الترجمة أديبان ظريفان لو مشاركة في علم النحو كمطالعة لكتب‬
‫األدب‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره ما أجاز بو تضمين المولى محمد بن إسحاؽ لبيت ابن الخيمي(ِ) من قصيدتو‬
‫البائية المشهورة كتضمين المولى محمد بن إسحاؽ كىو قولو‪[ :‬من البسيط] (ّ)‬
‫كلفت بً ًو‬
‫شكى خفوؽ فؤاد من ي‬
‫يجب‬
‫إلى الطبيب كقلبي مثلو ي‬
‫فقاـ بالحزـ يأسوه فقلت لو‬
‫يجب[ِٖجػ]‬
‫رفعوي ي‬
‫بين الخفوقين فرؽ ي‬
‫أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب‬
‫فعن خفوقك قل لي ما ىو السبب[َُب‪-‬ب]‬
‫كأبيات صاحب الترجمة ىي قولو [من البسيط] (ْ)‬
‫ينتسب‬
‫ي‬ ‫لما حملت لواء جيش الغراـ غدا ‪ ...‬قلبي بو خفقاف منو‬
‫عز كنار الشوؽ تلتهب‬
‫فقلت كالوجد يطويو كينشره ‪ ...‬كالصبر ٌ‬
‫أما خفوؽ فؤادم ‪ )ٓ( ...........‬البيت‪..‬‬
‫كقد أجاز ذلك جماعة فأكلهم سيدم محمد بن ىاشم الشامي فقاؿ [من البسيط] (ٔ)‬
‫ضب‬
‫أعدل فؤادم خفاؽ النسيم كقد ‪ ...‬سرل فمالت بو األغصاف كال يق ي‬
‫يضطرب‬
‫ي‬ ‫فقلت ىل ماؿ غصني عنك حين ‪ ...‬خفى كما لقلبك كالعشاؽ‬
‫أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب ‪ ...‬فعن عن خفوقك قل لي ما ىو السبب‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪ )َُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ابن الخيمي‪ :‬ىو محمد بن علي بن المفضل‪ ،‬أبو طالب مهذب الدين الحلي المعركؼ‬
‫بابن الحيمي‪ .‬عالم باألدب كلد عاـ ْٗٓىػ‪ُُْٓ/‬ـ من كتبو أمثاؿ القرآف كالموانسة في‬
‫المقايسة كغير ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬األعبلـ(ٔ‪.)ِِٖ/‬‬
‫(ّ) نيل الوطر (ِ‪ )َُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ِ‪ )َُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) البيت ىو‪:‬‬
‫أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب‬
‫فعن عن خفوقك قل لي ما ىو السبب؟‬
‫(ٔ) نيل الوطر (ِ‪ )ُُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّ/‬‬

‫ثم تبله المولى شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد فقاؿ [من البسيط](ُ)‬
‫أقوؿ للقرط في جيد يشابهو‬
‫رطب من اللؤلؤ المكنوف ال الذىب‬
‫أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب‬
‫فعن خفوقك قل لي ما ىو السبب؟‬
‫فقاؿ قد صح ملك الخافقين لو‬
‫مهما خفقت فبل عيب كال عتب‬
‫فقلت ال نملك الدنيا بأجمعها‬
‫مهما خفقنا كشر الخلَّة الكذب‬
‫فقاؿ كالحكم لي بالوصل ليس لو‬
‫ض ىرب‬
‫أصل كلكن كلكن أحاديث الهول ى‬
‫كقاؿ المولى محمد بن محمد(ِ) بن الحسين بن علي بن المتوكل كلم يكن قد اطلع على‬
‫أبيات المولى عبد القادر [من البسيط] (ّ)‬
‫يا خافق القرط قد أشبهت من دنف‬
‫يضطرب‬
‫ي‬ ‫قلبان لو بالنول (ْ) ما زاؿ‬
‫كنلت كصل أمير الخافقين كلم‬
‫تهدأ بو إف ىذا في الهول عجب‬
‫أما خفوؽ فؤادم ‪.........‬البيت‬
‫ثم تبلىم المولى علي بن إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل [من البيسط] (ٓ)‬
‫يىدب القناع بأرداؼ الحبيب غدا ‪ ...‬عند التمايل (ٔ) لؤللباب يستلب‬
‫يبتز برؽ الحمى لونان كيشبهو ‪ ...‬على المتوف خفوقان حين يضطرب‬
‫لو حزت حوزة ذاؾ القد مثلك ما ‪ ...‬أمسيت يا ىدب قلبي خافقان يجب‬
‫عز مطلبو ‪ ...‬كأنت من غاية المطلوب مقترب‬
‫لكنو ببعاد ٌ‬
‫أما خفوؽ فؤادم ‪ ........‬البيت‬
‫كقاؿ في ذلك موالم العبلمة الجمالي علي بن يحيى بن أبي طالب [ِٗجػ] المتقدـ ذكره في‬
‫حرؼ العين[من البسيط] (ٕ)‬
‫لما رأيت يسهيبلن خافقان خجبلن ‪ ...‬يحكي الفؤاد كلكن بعض ما يجب‬
‫ب‬ ‫ً‬
‫العبل كإليها كاف يىػ ٍتس ي‬
‫ناديتو منشدان تضمين من ىش يرفت ‪ ...‬بو ي‬
‫أما خفوؽ فؤادم ‪ ........‬البيت‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة بصنعاء في سنة[‪ )ٖ( ]........‬كمئاتين كألف‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪ )ُُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬محمد بن أحمد‪.‬‬
‫(ّ) نيل الوطر (ِ‪ )ُُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) فيو‪ :‬بالهول‪.‬‬
‫(ٓ) ف‪ .‬ـ‪ )ُُِ/ِ( .‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٔ) في نيل الوطل‪ :‬التماثل‪.‬‬
‫(ٕ) نيل الوطر (ِ‪ )ُِِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٖ) ما بين [ ] بياض في أصولي‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْ/‬‬
‫[(ِِْ)محسن بن محمد فايع الصنعاني] (ُ)‬
‫(‪ُُٗٓ-.......‬ىػ‪ُِٕٖ-..../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫السيد حساـ الدين محسن بن محمد فايع كقد تقدـ ذكر أخيو إسماعيل في حرؼ الهمزة‪،‬كاف‬
‫صاحب الترجمة حسن األخبلؽ كاسع المركءة رفيع السيادة كالفتوة كريم الطباع جوادان مفضاالن‬
‫بذؿ نفسو في معاكنة الفقراء كالمساكين كالوافدين عند الخلفاء كأرباب الدكؿ كأتعب خاطره‬
‫في الطلب لهم كتفقد أحوالهم كالسعي في قضاء حوائجهم كعبلج مرضاىم كالقياـ بمؤنتهم‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) درر نحور العين(خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ِ‪ )ّٕٖ/‬كما بعدىا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٓ/‬‬

‫كجعلت بنظرة صدقات كصبلت من أياـ المنصور [الحسين] بن المتوكل فبالغ في التحرم‬
‫كاإلنفاؽ‪ ،‬كعمر المساجد العجيبة كزاد في بعضها زيادات محتاج إليها‪ ،‬كاعتنى بدرسو (ُ)‬
‫القرآف كأىل المنازؿ (ِ) كجعل لهم راتبان معلومان خصوصان في شهر رمضاف‪ ،‬كقرر خلقان ال‬
‫يحصى كثرة (ّ) من أبناء الناس كأىل البيوت ك الفقراء من دفاتر كرسم لهم [ُُأ‪-‬ب] أقدار‬
‫معلومة تجرل لهم من بيت الماؿ في كل سنة قيمة ضحايا كاستمر ذلك بحميد سعيو إلى اآلف‬
‫كبالجملة فمحاسنو كثيرة‪ ،‬كتعلق بأعماؿ دكلية (ْ) كلكنو ماؿ إلى التعلق بباب الخبر ككاف في‬
‫بادم (ٓ) أمره يحب الرفاىية كمجالس األنس‪ ،‬كنظم الشعر الملحوف المسمى بالحميني كىو‬
‫مجيد فيو مكثر كىو مما يتغنى بو كيتمثل الناس بو ككثيران ما يستعمل فيو األمثاؿ‪ ،‬كلو شغلو‬
‫بمجالسة الظرفاء كأىل األدب‪ ،‬قاؿ القاضي أحمد قاطن (ٔ) كلقد رأيت لو منامان حسنان كىو‬
‫أني دخلت الجنة ككاف ىناؾ منبر فيو خمس أك ست درجات كرأيت المولى أحمد بن عبد‬
‫الرحمن الشامي في درجة منها كالسيد محسن فايع فوقو بدرجتين فتعجبت من ذلك كسألت‬
‫المولى أحمد بن عبد الرحمن(ٕ) عن ذلك فقاؿ لي أف السيد محسن عرؼ المواقف األنسية‬
‫فتاب عنها‪ ،‬كأنا لم أعرفها أصبلن فناؿ ذلك بكف نفسو كصبره عنها كاإلقبلع من فعلها‬
‫[َّجػ] بالمرة‪ ،‬ىذا معنى ما قالو ((القاضي أحمد)) (ٖ) في المناـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) بدرسة‪ :‬أم بطبلب‪،‬كفي نشر العرؼ (بدراسة)‪.‬‬
‫(ِ) أىل المنازؿ‪ :‬ىم الذين كانوا يسكنوف األماكن الملحقة ببعض المساجد بصنعاء إذ عرؼ‬
‫فيما مضى أف أىل الخير أك الباني للمسجد يلحق بو بعض األماكن للوافدين من خارج المنطقة‬
‫من طلبة العلوـ‪ ،‬فكانوا يسكنوف في مثل تلك المنازؿ‪.‬‬
‫(ّ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬عدده‪.‬‬
‫(ْ) دكلية‪ :‬نسبة إلى الدكلة‪ .‬كليس معنى ذلك على المستول العالمي كإنما على مستول‬
‫اليمن‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬مبادئ‪.‬‬
‫(ٔ) دمية القصر (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ٕ) أم أحمد بن عبد الرحمن الشامي‪.‬‬
‫(ٖ) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٔ/‬‬

‫[كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة في نصف شهر شعباف سنة خمس كتسعين كمائة كألف بصنعاء رحمو‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫[(ِِٓ) محسن بن علي الزبارم الصنعاني] (ُ)‬
‫(‪ .......-.......‬ىػ‪.........-........./‬ـ)‬
‫السيد محسن بن علي الزبارم الصنعاني الدار ذكره صاحب (ذكب الذىب) فقاؿ لو تمسك‬
‫بأىداب األدب كشعر تبسم كأسو عن حبب كمدح المنصور بن المتوكل بقصيدة مستهلها (ِ)‬
‫‪:‬‬
‫يا حبذا نسمات الوصل في السحر ‪ ...‬ىحيَّت فأحيت برياىا الذكي العط ور‬
‫كىي طويلة‪.‬‬
‫[(ِِٔ)محسن بن أحمد الشامي الشهارم] (ّ)‬
‫(ُُْٓ‪ُُِْ-‬ىػ‪َُُٖ-ُُْٕ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ذكب الذىب (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ُ‪ .)ّٔٗ/ِ( ،)ْٖٗ/‬كفيو‪ :‬محسن بن الحسن‪ ،‬كلعلو‬
‫ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ُ‪.)ْٗٗ/‬‬
‫(ّ) الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪ ،)ُٗٓ/‬كفيو‪ :‬توفي بشهارة ليلة الخميس‬
‫(ِٕ‪ُُِْ/ُِ/‬ىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕ/‬‬

‫القاضي حساـ الدين‪ :‬محسن بن أحمد بن يحيى الشامي كلد بشهارة (ُ) كنشأ بها فقرأ في‬
‫العلوـ على الشيخ إبراىيم بن حسين المحبشي رحمو اهلل كعلى كالده العبلمة أحمد بن يحيى‬
‫الشامي كعلى المولى إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل كغيرىم كحقق النحو‬
‫كالفقو كالفرائض كالحساب كنظم الشعر الحسن كتحلى بالفضائل‪ ،‬كلو قدـ راسخ في التقول‬
‫كالعبادة كالصبلح كالزىادة كحسن الخلق كالسمت الحسن كالهدل المستحسن‪ ،‬كلو يد طولى‬
‫في المعارؼ كحفظ األخبار كالنوادر كصناعة الخطاب‪ ،‬كىو من أىل بيت لهم شغلة بالدرس‬
‫كالتدريس في الفقو كميل إلى التقول ككفد إلى (صنعاء) مراران كاجتمعت بو كثير في حضرة‬
‫شيخنا العبلمة البرىاف (ِ) فكانت أياـ اإلجتماع بو غرة في جبين الدىر ككشاح لحضور‬
‫العصور لم أر مثلو في اللطافة كدماثة األخبلؽ كحلو المجوف كاألطراح لؤلعراؼ بالكلية‬
‫لحل المشكبلت كاستمر‬
‫كالتواضع كاإلنصاؼ ثم عزـ إلى كوكباف فقلد أمر القضاء كتصدل ٌ‬
‫ىنالك مدة ثم اشتاؽ إلى كطنو كزيارة أىلو‪ ،‬فسار إلى (شهارة) كلم يزؿ بها مشتغبلن بالتدريس‬
‫كنفع المسلمين‪.‬‬
‫[كفاتو كنماذج من شعره]‬
‫حتى توفاه اهلل تعالى في شهر الحجة الحراـ سنة أربع عشرة كمائتين (ّ) كألف كمن شعره ما‬
‫كتبو إلى المولى علي بن إسماعيل بن علي بشهارة يهنيو بأعراس(ْ) [من البسيط]‬
‫أما ترل الركض قد كافت بشائره‬
‫بأنها(ٓ) ضحكت منو أزاىره‬
‫كافضحت خطباء الطير ساجعةن‬
‫دكحة فلًذا اىتزت منابره[ُُب‪-‬ب]‬
‫في و‬
‫كجاده الوبل فانهلت سحائبو‬
‫كزاره من نسيم الصبح زائره‬
‫فأعذر أخا الحب إف أبدل الكمين ك‬
‫__________‬
‫(ُ) كاف ذلك سنة (ُُْٓىػ)‪.‬‬
‫(ِ) أم‪ :‬إبراىيم بن عبد القادر‪ ،‬السالف الذكر في الجزء األكؿ‪.‬‬
‫(ّ) في (ب‪،‬جػ) أربع عشرة كمائة كألف‪ .‬كعلل الناسخ في الحاشية بقولو‪ :‬لعلو كمائتين كألف‪.‬‬
‫كالصحيح ما أثبتناه‪.‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ِ‪ )ُٗٔ/‬بعض أبياتها كعند قولو بأعراس نهاية (ُّ) في النسخة (جػ)‪.‬‬
‫(ٓ) في (جػ)‪ :‬بها‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٖ/‬‬

‫قل ال غرك أف برزت منو ضمايره‬


‫ٌ‬
‫كحكم الحب منقادان لطاعتو‬
‫حتى لقد نفذت فيو أكامره‬
‫كلم يقف عند منهيات عاذلو‬
‫كلم يمل للذم قالت عشائره‬
‫رأل الهول مذىبان ما آف لو بدؿ‬
‫عنو فمن ذا الذم فيو بحاكره‬
‫كراـ كتم الهول لكن شواىده‬
‫مذيعو للذم تخفي سرايره‬
‫كما َّ‬
‫كشى الركح من عرؼ الحبيب بما‬
‫قد طاؿ ما ضمنت عنو أساكره‬
‫ما المو في الهول إالَّ المغفل عن‬
‫محاسن من رأىا فهو عاذره‬
‫كللصبابة أسراران يعود بها‬
‫سر الصبا سقيت منو عوايره‬
‫كللهول مطعم عذب كعند صباح‬
‫الوصل يحمد مسرل الليل ساىره‬
‫كمن تقنن في شرع الغراـ فبل‬
‫يسطوا على العشق االَّ كىو ماىره (ُ)‬
‫كمن يخض بحره يلقى العجايب من‬
‫مكنوف ما ىو تحت البحر سايره‬
‫كمن تكوف رتب العليا ىمتو‬
‫فحبذا ما أفادتو خواطره‬
‫كما أفاد علينا (ِ) في العلو إلى‬
‫مراتب ليس فيها من يحاكره‬
‫سامي الفخار صفي المجد كاحده‬
‫علي المعالي نقي الثوب طاىره‬
‫كىي طويلة كلو إليو‪:‬‬
‫متى ينقضى البين يا جيرة الشعب‬
‫كيجمع السرب المشوؽ إلى السرب‬
‫كأيان يحضى بالوصاؿ متيم‬
‫تحمل أثقاؿ الغراـ ببل ذنب‬
‫كيا عجبان أجسامنان قد تباعدت‬
‫كمسكنكم مني السويدا من قلبي‬
‫كأركاحنا جند التواصل بيننا‬
‫الصب [ِّجػ]‬
‫ّْ‬ ‫كريح الصبا تهدم شذاكم إلى‬
‫إلي رسايبلن‬
‫كطيف الكرل يلقى َّ‬
‫تبشرني بعد التباعد بالقرب‬
‫ككم لي بليلى ىبة بعد و‬
‫ىبة‬
‫تقلبني ما بين جنب إلى جنب‬
‫أراقب فيها النجم حتى كأنني‬
‫في الشرؽ أقتاد النجوـ إلى الغرب‬
‫عسى كلعل اهلل يجمعنا بمن‬
‫نحب على بعد المنازؿ عن كثب‬
‫نجوب إليهم سبسبان بعد سبسب‬
‫كقفران إلى قف ور كشعبان إلى شعب‬
‫فنجني أثمار اللقا من غصونها‬
‫كنقطف أزىار التبلقي من الصحب‬
‫كنكرع ىريَّان في ركم رياضهم‬
‫أىل ٌذ على قلبي من البارد العذب‬
‫كأفبلذ أكباد صغار تركتهم‬
‫كرائي يغركف المدامع بالسكب‬
‫إذا دار فكرم في مر واد تعرضوا‬
‫لفكرم فأنسونيو ببلد ىشوا لبي‬
‫كإف أغمض العين اشتياقان إلى الكرل‬
‫يقوؿ لها شوقي إليهم آال ىبي‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬ساىرة‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬عليا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٗ/‬‬

‫نجد إف عبرت بر و‬
‫امة‬ ‫فيا ريح و‬
‫فعرج على تلك المنازؿ كالكثب‬
‫كصف لهم حالي عساىم بدعوة‬
‫يقوموف لي في ساعة القرب بالقرب‬
‫دىر تقضى ببعدىم‬
‫عسى ينقضي ه‬
‫فحسبي من البين المشتت لنا حسبي‬
‫إذا أنا عاتبت الزماف يقوؿ لي‬
‫بمقوؿ حاؿ منو ما الذنب من ذنبي‬
‫أليس اجتماع الشمل بعد افتراقو‬
‫أك العكس موقوفان على حكمة الرب‬
‫سلو تعالى جده من ىباتو‬
‫فى ى‬
‫مواىب تنسيك الذم حل في القلب‬
‫مددت إليو الكف أدعوه إنو‬
‫قدير على جمع افتراؽ ذكم الحب‬
‫سيجمع رب العرش إلفان بإلفو‬
‫كشكبلن إلى شكل كتربان إلى ترب‬

‫(ّ‪)َْ/‬‬
‫كمن آخر ما قالو من الشعر كلم يلبث بعده إال نحو الشهرين كتوفاه اهلل تعالى كىو قولو‪)ُ(:‬‬
‫[من الوافر]‬
‫أأطمع أف يعاكدني شبابي ‪ ...‬كقد كفيتها ستين عاما‬
‫لدم لكل مطلوب زماما[ُِأ‪-‬ب]‬
‫كترجع لي قوام البلٌئي كانت ‪ٌ ...‬‬
‫فدع عنك المحاؿ كعد إلى ما ‪ ...‬علمت بأنو أقصى مراما‬
‫سؤاؿ العفو من رب كريم فسػ ‪ ...‬ػلو ككن بو أقول اعتصاما‬
‫فيا رب العباد أقل عثارم ‪ ...‬كزالٌتًي كإف كانت عظاما (ِ) [ّّجت]‬
‫[(ِِٕ) محسن بن إسماعيل عطف اهلل الكوكباني] (ّ)‬
‫(ُُّٗ‪ُُِٓ-‬ىػ‪َُُٖ-ُِٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنشأتو كمقركاتو]‬
‫القاضي حساـ الدين محسن بن إسماعيل بن حسين بن عبد اهلل بن عطف اهلل‪ .‬نشأ بكوكباف‪،‬‬
‫كقرأ على المولى عيسى بن محمد بن الحسين كغيره كأخذ عن البدر األمير كعن السيد العبلمة‬
‫القاسم بن محمد الكبسي كغيرىم‪ ،‬كجالس األكابر كاتصل بشيخنا الوجيو ليبلن كنهاران‪ ،‬ككاف‬
‫منزلو مهبط الوافدين إلى كوكباف كمسكن األعياف كالفضبلء يشتاؽ إليو كل أحد مع كرـ أنفاس‬
‫ال تحصى كال تعد‪.‬‬
‫[كالده]‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) توفي صاحب الترجمة ليلة الخميس ِٕ‪/‬ذم الحجة سنة (ُُِْىػ)‪.‬‬
‫(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪،)ُٕٗ/‬‬
‫الجامع الوجيز (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ِّٓ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ ،)ُِٗ/‬األعبلـ‬
‫(ٓ‪ ،)ِٖٓ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِٖ)‪،‬الركض األغن (ِ‪.)ُٖٔ-ُٕٔ/‬‬

‫(ّ‪)ُْ/‬‬

‫ككاف الده فاضبلن كرعان لو معرفة بالفقو جيدة ككاف من حكاـ (كوكباف)‪،‬كتبعو كلده صاحب‬
‫الترجمة في الحكومة كالورع مع المشارفة في سائر العلوـ كنظم الشعر كقد ذكره المولى فخر‬
‫الدين (ُ) في (حدائقو) فقاؿ (ىو إنساف عين الزماف كأكحد الفضبلء األعياف كريم جواد كاسع‬
‫الصدر كالمهاد لو قدرة على نظم القصائد المطوالت فكيف األبيات كالمقطعات إذا أرخى‬
‫عناف الكبلـ فبل يرد جماحة لجاـ‪ ،‬كقد أخذ من العلم نصيبان كافران فطلع في فلك القضا سافران‬
‫كرأيت لو نبذة في كصف قياـ (أبي عبلمة) (ِ) نشر فيها أعبلمو كلو شعر كثير قد طاؿ ذكره‬
‫فهو في األقطار يسير‪ .‬انتهى كبلمو كقد كفد إلى (صنعاء) في سنة أربع عشرة كمائتين كألف‬
‫كبقي لدل شيخنا البرىاف كتقضت لنا كإياه برىةن مختلسة من الزماف كأدركتو في آخر عمره‬
‫بعض غفلة رمبا اعتقد بها ماال يكوف ككاف حسن المحاضرة طويل النفس في األخبار كيخرج‬
‫من كبلـ إلى آخر ال يفتر عن ذكر اهلل تعالى ثم عاد إلى كطنو‪.‬‬
‫[كفاتو كمولده كنماذج من شعره]‬
‫كتوفاه اهلل تعالى في شهر شواؿ سنة خمسة عشر كمائتين كألف(ُُِٓىػ)‪ ،‬كمولده في سنة‬
‫تسعة كثبلثين كمائة كألف‪ .‬فمن شعره ما أجاب على الفقيو أحمد الزىيرم كىو قولو‪[ :‬من‬
‫الكامل] (ّ)‬
‫كجد يذكب الصب من إخفائو‬
‫كيريق دمعان قانيان بدمائو‬
‫كاضالً يع تطول على جمر الغضى‬
‫كالقلب يصبو نحو حسن دمائو‬
‫فترفقان يا عاذلي بمتيم‬
‫ييخفي الهول فيذكب من إخفائو‬
‫تعذ ًؿ المشتاؽ في أشواقً ًو‬
‫ال ً‬
‫حتى يكوف حشاؾ في أحشائو‬
‫فبمسمعي كقر عن العذؿ الذم‬
‫أبديتو كالطرؼ في أغضائو‬
‫__________‬
‫(ُ) أم‪ :‬عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن الحسين‪ ،‬كحدائقو ىو كتاب اسمو‪( :‬الحدائق‬
‫المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق) ترجم فيو لمن عاصره من األدباء‪ .‬كيسمى (حدائق‬
‫التحف فيمن تردل برداء األدب كالتحف)‪.‬‬
‫(ِ) أبو عبلمة‪ :‬استطرد المؤلف قصتو خبلؿ ترجمة عبد القادر بن أحمد الكوكباني‪ .‬في الجزء‬
‫الثاني‪.‬‬
‫(ّ) نيل الوطر نقبل عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْ/‬‬
‫عصينَّك في الهول‬
‫فومن أحب أل ى‬
‫قسمان بو كبحسنو كبهائو[ّْجػ]‬
‫و‬
‫كبقامة تدع الرماح نواكسان‬
‫كلواحظ كالسيف عند ًم ى‬
‫ضائو‬
‫ما ملت عن حب الحساف فقد ر ً‬
‫ضى‬ ‫ى‬
‫قلبي العميد بظلمو ً‬
‫كشقائًو‬
‫هلل أياـ مضت في قربها‬
‫كشباب عصر الحب في غلوائو‬
‫منها‪:‬‬
‫في ركضة نثرت درارم زىرىا‬
‫عقدان لجيد النهر عند صفائو‬
‫فيو الهزار على المنابر منشدان‬
‫برحائو‬
‫في الدكح ما يركيو من ى‬
‫كلبلبل العذبات ترديد الهول‬
‫سحر يزيد الصب في إخفائو (ُ)‬
‫خفف سجوعك يا حليف شجونو‬
‫ما أنت عند الحب من أكفائو‬
‫أفأنت تسقي الركض غيث مدامع‬
‫كدموعو تغنيو عن أنوائو‬
‫شذل من سفحهم‬
‫كإذا الصبا أىدت ن‬
‫أذكر زناد الوجد في إخفائو‬
‫فلكم أسوـ القلب صبران في الهول‬
‫صونان فلم أظفر بغير إبائو‬
‫كيف السبيل إلى السلو لمدنف‬
‫كىول األحبة منو في سودائو‬
‫يا قلب ذب كجدان إذا برؽ الحمى‬
‫شق السحاب الجوف في أرجائو‬
‫كسقاه دمع المتيم مثجم‬
‫يغنيو عن كدؽ لسحب سمائو‬
‫فهناؾ من حجبتو بيض و‬
‫أسنة‬
‫أصبحت دكنو اتصحب من إسرائو[ُِب‪-‬ب]‬
‫ىيهات كم يرجو صبلح فؤاده‬
‫كظبللو في الحب أصل ىدائو‬
‫كيركـ أف يثني العناف عن الهول‬
‫فأبى كمطمحو بلوغ منائو‬
‫كالدىر يعكس ما يؤملو الفتى‬
‫ككذاؾ حاؿ الدىر في أبنائو‬
‫حتى ثناه عن التعلق بالهول‬
‫نور تنظم فاىتدل بسنائو‬
‫للماجد الفرد المبرز في العبل‬
‫رب التقى فالفضل من قرنائو‬
‫صدرت على بعد العهاد كبعده‬
‫جور الزماف كذاؾ من أبنائو‬
‫ال أذـ الزمن الذم بلغتو‬
‫فعليو رحمة ربنا كرضائو‬
‫كل اإلساءة من بنيو كإنما‬
‫جهد المقل الصبر عند ببلئو‬
‫كلو يعاتبو في تركو للجواب عليو في قصيدة مطلعها (ِ) [من الكامل]‬
‫عتب أرؽ من المعين السلسل‬
‫يجرم على طرؼ النسيم المرسل‬
‫يسقى بركض الود من غرس الوفا‬
‫ركضان يركؽ الناظر المتأمل[ّٓجػ]‬
‫تشدكا حمائمو بلحن مطرب‬
‫ينسى أخا التبريج صدح البلبل‬
‫منها‪:‬‬
‫و‬
‫عواذؿ‬ ‫كالحب ال يحلو بغير‬
‫حسن الغراـ بهم كطاب لمن بلى‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬أغرائو‪.‬‬
‫(ِ) أكرد زيادة في نيل الوطر البيت األكؿ منها عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْ/‬‬

‫كأخ غليو شكايتي من صنعهم‬


‫و‬
‫مترقب منو جبل المشكل‬
‫منها‪:‬‬
‫كاتبتو ببطاقة أكدعتها‬
‫قوالن يحل عن العتاب بمعزؿ‬
‫كغدكت انتظر الجواب فما أرل‬
‫مولى الفواضل للجواب بمهمل‬
‫فنشرت للتأكيل بيض صحايف‬
‫في ليل عذؿ خفت أف ال ينجلي‬
‫كأدرت من خمر الفكاىة أكؤكسان‬
‫أمالت بلب الفاضل المفضل‬
‫أرسلتها بكران بثوب محاضها‬
‫كالطفل حقان إف جنى لم يعذؿ‬

‫(ّ‪)ْْ/‬‬

‫كشعر القاضي كمكاتباتو كثيرة قد تضمنها مجموعو‪ ،‬المسمى (شوارد األخبار فيما دار بينو كبين‬
‫اإلخواف كاألعياف من األشعار) (ُ) كقد كاتب شيخنا الوجيو‪ ،‬كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي‬
‫الرجاؿ كالبدر األمير‪ ،‬كأعياف كوكباف كغيرىم‪ .‬رحمو اهلل تعالى كاهلل الموفق (ِ) ‪.‬‬
‫[(ِِٖ) محسن بن حسين اليامي الصنعاني] (ّ)‬
‫(‪ -.......‬نحو َُُٔىػ‪ُْٕٕ -....../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو كتاب‪( :‬شوارد األخبار فيما دار بيني كبين اإلخواف كاألعياف من األشعار) (خ)‪.‬‬
‫(ِ) توفي صاحب الترجمة في شواؿ سنة (ُُِٓىػ)‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ِ‪ )ّّٕ/‬عن ما ىنا‪ ،‬معجم اليمنيين (للمحقق (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ْٓ/‬‬

‫الفقيو حساـ الدين محسن بن حسين اليامي‪ .‬كاف لطيفان ظريفان أديبان حسن المحاضرة مليح‬
‫النوادر‪ ،‬تشتاؽ إلى مجالستو النفوس كتبرز خفي المعاني في صورة المحسوس‪ ،‬ككاف من‬
‫مشايخ القرآف الكريم في (القراءات السبع) تخرج عليو فيها عدة من الناس في جامع صنعاء‬
‫كاتصل بالمنصور [الحسين] بن المتوكل كحفظ عليو تجويد القرآف كاختص بو كدارسو برىة‬
‫طويلة ((كالزـ كلديو المهدم بن المنصورم))(ُ) كأخاه جماؿ الدين‪ .‬ككاف لهما إليو شوؽ‬
‫شديد كحب عتيد كاختار لهما قراءة (حفص) فأتقناىا كضبطا حسن األداء عليو كلم يفارقو‬
‫المنصور في سفر كال حضر حتى توفاه اهلل تعالى في آخر دكلة المنصور كأكصى إليو ككانت لو‬
‫يد طولى في إخراج الضمائر كمكاشفات خارقة كيقوؿ إنو يعرؼ ذلك في الشمع حاؿ تسريجو‬
‫ككاف كثيران ما يخبر أكالد المنصور بما يجئ لهم في المستقبل فيصدؽ ذلك كذكر لو في بعض‬
‫الليالي أنو [ّٔجػ] سرؽ في كوكباف متاع كثير لبعض أىلو فنظر إلى الشمعة ككصف المحل‬
‫الذم خبأت السرقة فيو بأكصاؼ ميزتو عن غيره كشخصتو كلم يكن قد عرؼ تلك المحبلت‬
‫أصبلن فأخبر المسركؽ عليو بذلك فوجدىا فيو كلو شعر عجيب [ُّأ‪-‬ب] فمن مقطوعاتو‬
‫قولو يمدح الفقيو أحمد بن حسين الرقيحي رحمو اهلل تعالى (ِ)‬
‫هلل درؾ يا نجل الحسين لقد ‪ ...‬جليت ىحليت ما خليت للعرب‬
‫قدران ككربان كمضماران كجيد على ‪ ...‬كمشكبلن كعلى الجوزا كمن أدب‬
‫كلو لم يكن لو إال ىذا المقطوع لكفاه فخران من األدب رحمو اهلل تعالى(ّ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) نشرالعرؼ (ِ‪ )ّْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) لعل كفاة صاحب الترجمة في سنة (َُُٔىػ) كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(ّ‪)ْٔ/‬‬
‫[(ِِٗ) محمد بن علي بن محمد الشوكاني] (ُ)‬
‫(ُُّٕ‪َُِٓ-‬ىػ‪ُّْٖ-َُٕٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫القاضي العبلمة أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل بن الحسن بن محمد‬
‫بن صبلح بن إبراىيم بن محمد الشوكاني‪ ،‬كنسبو ينتهي إلى خيشنة ‪-‬بفتح الخاء المعجمة‬
‫كسكوف المثناة من تحت كفتح الشين المعجمة كبعدىا نوف مفتوحة‪ -‬كخيشنة ىو ابن زياد بن‬
‫قسم بن ربيعة بن مرىبة األصغر كبقية نسبو معركؼ في كتب األنساب كىو ينتهي إلى بكيل بن‬
‫جشم ثم إلى قحطاف بن ىود (ِ) كشوكاف قرية من قرل السحامية إحدل قبائل خوالف بينها‬
‫كبين (صنعاء) دكف مسافة يوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ترجم لنفسو في كتابو البدر الطالع (ِ‪ ،)ِِٓ-ُِْ/‬مؤلفات الزيدية (انظر الفهرس)‪،‬‬
‫مصادر الفكر للحبشي (ِِْ‪ )ُّ،ُٕ،ُٔٔ،‬ك(انظر الفهرس) درر نحو الحور العين (خ)‪،‬‬
‫عقود الجواىر كالدرر لعاكش (خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) ترجمة (َُّٔ)‪،‬‬
‫معجم المؤلفين (ُُ‪ ،)ّٓ/‬التاج المكلل (َّٓ‪ ،)ُّٕ-‬الركض األغن (ّ‪ ،)ٖٕ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية ص(ٖٓٗ) كمصادر أخرل عديدة يجدىا الباحث في مضانها‪.‬‬
‫(ِ) ينظر البدر الطالع (ُ‪،)ْٕٖ/‬‬

‫(ّ‪)ْٕ/‬‬

‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو قاضي القضاة كمفتي المسلمين كمفيد األناـ إماـ العلوـ كالمعارؼ‬
‫كالمتفيء ظليل ظلها الوارؼ المشرقة بالتحقيق أقماره كشموسو‪ ،‬كالزاخر بالعلم عبابو كقاموسو‪،‬‬
‫مجتهد الزماف ككاسطو عقد الرؤساء كالعلماء األعياف‪ ،‬جامع شمل العلوـ العقلية كالنقلية‬
‫مقتطف ثمرات الفنوف الفرعية األصلية‪ ،‬مشكوة الفضائل كمصباحها كالمنير بو مساؤىا‬
‫كصباحها ألف بتأليفو شتات الفنوف كصنف بتصانيفو الدر المكنوف فمؤلفاتو مجمع على حسنها‬
‫بين علماء اإلسبلـ كأنظاره كأبحاثو ىي شفا لؤلكاـ‪ ،‬كفتاكاه ىي عمدة الخاص كالعاـ كأقوالو في‬
‫معترؾ الحبلؽ قاطعة للشجار كالخصاـ كأحكامو في خبلفاتو المضطربة أصوؿ األحكاـ‪ ،‬جمع‬
‫بين الرياسة كالدراسة للعلوـ كالتحقيق لحدكدىا كالرسوـ [ّٕجػ] كاألدب الغض كالببلغة في‬
‫المنثور كالمنظوـ كطوؿ الباع في إنشاء الرسائل كحسن األخبلؽ كلطافة الشمائل كالعرض‬
‫الظاىر كسخا النفس كطيب السراير كالنقادة كالفحولية كالذكاء كاأللمعية كحفظ السنن كاآلثار‬
‫كالتواريخ كاألخبار كسعة اإلطبلع كشدة االستحضار كحسن اإليراد كاإلصدار‪ ،‬كسمو الهمة‬
‫كسبلمة الصدر ككثرة االحتماؿ‪ ،‬كجبللة القدر كالورع الشحيح كالبعد عن الشبهات كحسن‬
‫النظر في فصل الخصومات كجبللة القدر كالورع الشحيح كالبعد عن الشبهات كحسن النظر‬
‫في فصل الخصومات كمعرفة الحقائق كجودة الرأم في جميع الواردات كاإلىتماـ بأمور‬
‫المسلمين كنصرة المظلومين كالشفقة على الضعفاء كالمساكين مع الورع الشحيح كالعفاؼ‬
‫المؤسس على بنياف من التقول صحيح كبالجملة فمحاسنو كأكصافو ال يحيط بها قلم كال‬
‫ٌ‬
‫يمكن على التعبير عنها بفم كقد أشار إلى بعض أحوالو القاضي العبلمة الوجيو عبد الرحمن بن‬
‫يحيى اآلنسي (ُ) المقدـ ذكره فيما كتبو إليو من قصيدة منها [من الوافر] (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ْٓٓ) ترجم (ْْٓ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف األنموذج الفائق للنظم الرائق ‪ .‬عبد الرحمن يحيى اآلنسي مؤسسة اإلبداع ‪ .‬ط (ُ)‬
‫ُُْٗىػ‪ُٗٗٗ/‬ـ‪ .‬ص (ْْ‪.)ْٔ-‬‬

‫(ّ‪)ْٖ/‬‬

‫لنعم محمد رجبلن (ُ) كحق‬


‫لو كعليو طيبّْةي الثناء‬
‫ىو البحر الذم جاشت بعلم‬
‫غوارب موجو (ِ) ذات ارتماء‬
‫فطبَّقت الببلد كعاد منها‬
‫إليو الفضل عن غدر مبلء‬
‫تعالى اهلل معطيو أمتنانا‬
‫كليس اهلل محظور العطاء‬
‫لقد أتاه علمان من لدنو‬
‫تضيق بوسعو ذات الفضاء [ُّب‪-‬ب]‬
‫كلكن صدره المشركح أضحى‬
‫كما بين الثيريَّا كالثراء‬
‫بدم‬
‫كحين لقيتو بادل ٍّ‬
‫بوقت مثل إبهاـ القطاء‬
‫لقبت بو األئمة في فنوف‬
‫بفرد الشخص متحد الركاء‬
‫ففي علم الكبلـ أبا علي‬
‫كفي علم اللغات أبا العبلء‬
‫كفي التصريف عثماف بن جني‬
‫المبرد كالكسائي‬
‫كفي النحو ٌ‬
‫كجار اهلل في علم المعاني‬
‫كأبراز (ّ) النُّكات من الخفاء‬
‫المعالي‬
‫كأبن كثير الشيخ ى‬
‫من التفسير حافقو اللواء[ّٖجػ]‬
‫كزين الدين في التحديث حفظان (ْ)‬
‫إلسناد (ٓ) كمتن ذك ذكاء (ٔ)‬
‫كيحيى في الرجاؿ بنقد و‬
‫قوؿ‬
‫جرل فيهم بصفو أك جفاء‬
‫كفي التاريخ كاألخبار جمان‬
‫عها الذىبي فهَّاؽ اإلناء‬
‫كفي الفقو ابن رشد من تجلٌت‬
‫نهايتو بحسن اإلبتناء‬
‫كعند قضائو ككذا فتاكاه‬
‫عن تبريزه كشف الغطاء‬
‫فلوال الزمتو من بعد إذ كاف‬
‫حظي منو تكرار اللقاء‬
‫إذان لغدكت رأسان في علوـ‬
‫يكوف بهديو فيها اىتدائي‬
‫أنادم قائبلن قوالن سديدان‬
‫ييصد ٌؽ بين مستمعي النداء‬
‫المعبلَّ‬
‫بأنك (ٕ) صاحب السهم (ٖ) ى‬
‫بين سهاـ إرث األنبياء‬
‫المسمى‬
‫َّ‬ ‫كأنك عالم القطر‬
‫كمجتهد الزماف ببل مراء (ٗ)‬
‫كأنك ال نرل لك من مثيل‬
‫كلم تر مثل نفسك في المرائي‬
‫كإف شريعة الدين استنارت‬
‫سميت فيها للقضاء‬
‫بما ٌ‬
‫أصاب بك الخليفة فرض عي ون‬
‫عليك َّ‬
‫مضيفان كقت األداء‬
‫فلو لم ً‬
‫نقض بين الناس طوعان‬
‫أثمت بما جنحت إلى اإلباء‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬برجل‪.‬‬
‫(ِ) في الديواف‪ :‬علمو‪.‬‬
‫(ّ) في الديواف‪ :‬كإظهار‪.‬‬
‫(ْ) فيو‪ :‬متنان‪.‬‬
‫(ٓ) فيو‪:‬كإسناد‪.‬‬
‫(ٔ) الشطر الثاني من البيت في الديواف ىكذا‪ :‬كإسنادان ‪ .‬بحفظ ذم ذكاء‪.‬‬
‫(ٕ) في أصولي‪ :‬ألنك‪ ،‬كما أثبتناه من الديواف‪.‬‬
‫(ٖ) فيو‪ :‬القدح‪.‬‬
‫(ٗ) بعد ىذا البيت بيت آخر في الديواف‬

‫(ّ‪)ْٗ/‬‬

‫جزيت عن اليتيم كأمو كالضعيف‬


‫كقومو خير الجزاء‬
‫أخذت لهم بحقهم فباتوا‬
‫كقد أمنوا تعدّْم األقوياء‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫مولد صاحب الترجمة في يوـ اإلثنين لثبلث بقيت من شهر القعدة الحراـ سنة سبع كسبعين‬
‫كمائة كألف كنشأ في صنعاء فقرأ القرآف كما يتعلق بو من التجويد كحسن األداء كحفظ متوف‬
‫الفنوف غيبان مختصراتها كمطوالتها كقرأ على مشايخ عصره كحقق أكالن علم الفقو تحقيقان سارت‬
‫بذكره الركباف كضربت األعياف بو األمثاؿ في كل مكاف كأجل من أخذ عنو في الفقو من‬
‫المشايخ القاضي العبلمة أحمد محمد الحرازم قرأ عليو (شرح األزىار) ك(البياف) البن مظفر‬
‫كلم يزؿ تحقيقو حتى صار إماـ فيو[ّٗجػ] كأفتى كراجع كناظر كلما كصل المحققوف للفقو من‬
‫علماء ذمار إلى صنعاء كالفقيو العبلمة أحمد بن ناصر الشجني‪ ،‬كسيدم العبلمة الحسين بن‬
‫يحيى الديلمي كأضرابهما كاجتمعوا ىم كصاحب الترجمة رأكا ما بهرىم من تحقيقو للفقو‬
‫كإتقانو كشدة استحضاره لغويصات مسائلو كسرعة بادرتو لحل اإلشكاالت كإيراد األشباه‬
‫كالنظاير كاألكجو الفقهية كصار معتمدان في الفتيا معوالن عليو فيو يقصد ألجلو من األقطار‬
‫كتعتمد فتاكاه عند جميع الحكاـ كالنظار ثم قرأ في سائر الفنوف فحقق النحو كالصرؼ كالبياف‬
‫كاللغة كالعركض كالقوافي كالمنطق كاألصولين كالحساب كالمساحة كعلم األثر كالحديث ركاية‬
‫كدراية كعلم التفسير كطالع الدكاكين الشعرية كالكتب التاريخية كبحث في كتب الرجاؿ‬
‫كالجرح كالتعديل بعزـ باىر كذكاء متوقد كفهم صادؽ كحفظ عظيم [ُْأ‪-‬ب] كألمعية كزنادة‬
‫كفحولية كتحقيق كإتقاف‪ ،‬كضبط كإمعاف حتى فاؽ األقراف كصار زينة للزماف ثم نظر في سائر‬
‫فنوف المعقوؿ كفي كتب تهذيب األخبلؽ كتصفية النفوس كاتصل بشيخنا شيخ اإلسبلـ عبد‬
‫القادر بن أحمد فبلزمو كاقتبس من نوره كقرأ عليو (صحيح مسلم) من أكلو إلى آخره مع‬
‫مراجعة شرحو للنوكم‪ ،‬ثم سنن الترمذم كفي (جامع األصوؿ) مقدار الربع منو كفي (الموطأ)‬
‫نحو ثلثو كبعض من‬

‫(ّ‪)َٓ/‬‬

‫(سنن بن ماجة) كمن (سنن النسائي) كبعض من (شفا القاضي عياض) كبعض من (المنتقى)‬
‫البن تيمية كبعضان من (البحر الزخار) كحاشيتو كمن (ضوء النهار) كحاشية شيخنا عليو الموسومة‬
‫برفع حجاب األنظار كبعض من منظومة زين الدين العراقي‪ ،‬كشرحها لو ك(فلك القاموس)‬
‫لشيخنا الوجيو‪ ،‬كبعضان من (شرح المواقف) للشريف كأكائل (دامغ األكىاـ) ك(شرح القبلئد)‬
‫للنجرم كبعضان من (صحاح الجوىرم)‪ ،‬ككذلك من (فتح البارم) شرح البخارم كقرأ عليو‬
‫شرح [َْجػ] (منظومة الجزازم) في العركض كالقوافي‪ ،‬ككاف شيخنا يأمره باإلقتصار على‬
‫بعض المسموعات كيأمره بالشركع في غيره لما يرل من أىليتو كذكاه كاستحضاره للقواعد‬
‫كملكتو الراسخة في العلوـ كأجاز لو شيخنا إجازة عامة ككتب لو بخطو على أكثر ىذه‬
‫المسموعات كقرأ على شيخنا العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر (صحيح البخارم) من أكلو إلى‬
‫آخره كأجاز لو إجازة عامة كقرأ على القاضي العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن إسماعيل‬
‫المغربي (سنن أبي داكد) من أكلها إلى آخرىا كبعضان من شرح الخطابي عليها كشرح ابن‬
‫رسبلف‪ ،‬كقرأ عليو المطوؿ جميعو مع حواشيو للشلبي كالشريف ك(شرح العضد) في األصوؿ‬
‫جميعو كقرأ عليو الكشاؼ جميعو مع حاشية السعد عليو ((في أكلو كحاشية السراج عليو في‬
‫آخره كقرأ عليو جميع البدر التماـ شرح بلوغ المراـ )) (ُ) إالَّ فوتان يسيران من أكلو كقرأ عليو‬
‫بعضان من صحيح مسلم كشرح النواكم كمن التنقيح كمن شرح الرسالة الشمسية في المنطق‬
‫كحاشية الشريف عليها كأجاز لو إجازة عامة كأجاز لو شيخنا يوسف بن محمد المزجاجي‬
‫كمشايخو ينيفوف على العشرين كلما سار ذكره سير اإلشراؽ في جميع اآلفاؽ قصده الناس‬
‫للفتيا كحل المشكبلت فأفتى بما اعتمد عليو الحكاـ كصار فيصبلن للشجار كالخصاـ كدرس‬
‫في عدة فنوف كاشتغل بالتدريس كالتأليف كاجتهد في العمل بما صح لو كألف التآليف الحسنة‬
‫كنظم الشعر ككاتب ككوتب كطاؿ باعو في‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٓ/‬‬

‫اإلنشاء كرسخت ملكتو في جميع المعارؼ فمن شعره ما كتبو مجيبان على القاضي الوجيو عبد‬
‫الرحمن بن يحيى اآلنسي (ُ)‬
‫كفود حبيب أـ كركد عهاد ‪ ...‬كصوت بشير أـ تىػ ىرنٌم حادم‬
‫بعيشك ىل قد يم َّزقىت يحلىل النول ‪ ...‬كحاف من اللقيا مناؿ مرادم‬
‫كىل طلعت شمس التواصل بعدما ‪ ...‬تطاكؿ ليل مظلم ببعاد [ُْب‪-‬ب]‬
‫كعادت لنا األياـ بيضان زكاىران ‪ ...‬كقد لبست من قبل ثوب حداد[ُْجػ]‬
‫ٍ‬
‫فإف كاف ما قاؿ البشير بيقظة ‪ ...‬كلم يك أحبلمان كزكر رقاد‬
‫و‬
‫مخيلة ‪ ...‬كرنّْح أعطافان لرنو شادم‬ ‫فيا دىر قم فاسحب ذيوؿ‬
‫كيا ركب حل في كل صقع مبشران ‪ ...‬فإنك موفود بكل ببلد (ِ)‬
‫السرل ‪ ...‬كمن طي أغوار كقطع نجاد‬
‫كيا ناؽ قد اعضيت من تعب ُّ‬
‫كقم يا غبلمي حط ىر ٍحل مطيتَّي ‪ ...‬كخذ ذا بلى كاحلل عقود نجادم‬
‫كس ٌكن صهيل المهر كانزع شكيمةي ‪ ...‬كضع المتي من فوؽ ظهر جوادم‬
‫فقد كنت أزمعت اقتحاـ متالف ‪ ...‬كقطع آكاـ أفقرت ككىاد‬
‫كمن دكف ما أبغيو في كل موطن ‪ ...‬طراد جياد كارتقاص صعاد‬
‫كسلب نفوس ال تحيد عن اللقا ‪ ...‬كإف لقيت في الحرب حر ً‬
‫جبلد‬ ‫ٌ‬
‫كلم يك ترحالي لجمع شوارد ‪ ...‬من الماؿ أبغيها بكل ببلد‬
‫كال للقا ىخ ٍو ود رداح بذكرىا ‪ ...‬أيديرت كؤكس من رحيق شهاد‬
‫كأنى لمثلي يرجو العيش قاصدان ‪ ...‬لقا زينب أك طالبان لسعاد‬
‫كقد طلعت شمس المشيب بعارضي ‪ ...‬كقد كاف ليبلن فاحمان بسواد‬
‫كطار غيراب كاف فؤادم كٍكرهي ‪ ...‬كأبقى لو بيضان كثير ً‬
‫عداد‬ ‫ي‬
‫كتمت ًسنوف العمر سبعان كقبلها ‪ ...‬ثبلثوف عامان أذنت برشاد‬
‫فهل بعدىا من ملعب لصبابة ‪ ...‬كىل عندىا من مربع لوداد‬
‫كلكن ترحالي لزكرة ماجد ‪ ...‬أشاد من العليا رفيع عماد‬
‫شامخ ‪ ...‬كصار لو فيها أعز كىاد (ّ)‬
‫فتى حل في بيت من المجد و‬
‫ن‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف الشوكاني أسبلؾ الجوىر‪ .‬بتحقيق حسين بن عبد اهلل العمرم‬
‫ط(ِ)َُِْىػ‪ُِٖٗ/‬ـ‪ .‬دار الفكر دمشق ص(ُّٗ)‪.‬‬
‫(ِ) ال يوجد ىذا البيت في ديواف صاحب الترجمة‪.‬‬
‫(ّ) بقية القصيدة في ديوانو ص(َُْ‪.)ُِْ-‬‬

‫(ّ‪)ِٓ/‬‬

‫كىي طويلة كمن شعره مجيبان على المذكور أيضان‪)ُ( :‬‬


‫ىدعي لومي على فرط الهواء‬
‫كداكم إف قدرت على الدكاء‬
‫سلو‬
‫سلوم في ٍّ‬
‫ككوني عن ٌ‬
‫إذا أثول الحبيب على النواء‬
‫أبا نوا يوـ حملت ىوادجها الهوادم(ِ)‬
‫كال سمعت تراجيع الحداء[ِْجػ]‬
‫تخب بكل عامرة كقف ور‬
‫كتحترؽ الموامي للتنائي‬
‫فانحي جارز يومان عليها‬
‫رج قادميها بالدماء‬
‫كض َّ‬
‫ى‬
‫كناشتها السباع كمزقتها‬
‫القشاعم بين أدراج الفضاء‬
‫كيا حادم المطي أال رثاءن‬
‫كشر الناس معدكـ الرثاء‬
‫ي‬
‫حدكث فكم عقوؿ طائشات‬
‫كأركاح تركح إلى الفناء‬
‫فبل رفعت يداؾ إليك سوطان‬
‫كال نقلتك مشرعة الخطاء‬
‫ترك يعني ببي ون بعد بين‬
‫ٌ‬
‫طويل في قصير من لقائي‬
‫أما بسول الفراؽ لقيت قلبي‬
‫لتعلم في الحوادث ما عنائي‬
‫فإني إف ألى ٌم الخطب يومان‬
‫كضاؽ بحملو كجو الثراء‬
‫كطاشت عنده أحبلـ قوـ‬
‫كحاد اآلخركف إلى الوراء‬
‫أقوـ بو إذا قعدكا لديو‬
‫كأدفعو إذا أعيا سوائي‬
‫كما المرء المكمل غير حر‬
‫لو عند العناء كل الغناء‬
‫كشر‬
‫تساكل عنده خير ه‬
‫يرل طعم المنية كالمناء‬
‫يحوز السبق في أمن كخوؼ‬
‫كيكرـ عند فق ور أك غناء‬
‫تراه كىو ذك طمرين يمشي‬
‫بهمتو على ىاـ السماء‬
‫تيقدمو فضائلو إذا ما تفاخر‬
‫بالمبل جل (ّ) المؤل‬
‫إال أف الفتى رب المعالي‬
‫ب الثراء‬
‫إذا حققت ال ىر ٌ‬
‫كمن حاز الفضائل غير و‬
‫كاف‬
‫فذاؾ ىو الفتى كل الفتاء‬
‫فما الشرؼ الرفيع بحسن و‬
‫ثوب‬
‫كال دا ور مشيدة البناء [ُٓأ‪-‬ب]‬
‫كال بنفوذ و‬
‫قوؿ في البرايا‬
‫فإف نفوذه أصل الببلء‬
‫فرأس المجد عند الحر علم‬
‫يجود بو على غاد كجائي‬
‫إذا ما المرء قاـ بكل فن‬
‫قيامان في السمو إلى السماء‬
‫صعود‬
‫ي‬ ‫و‬
‫بمدرجة‬ ‫كصار لو‬
‫إلى عين الحقيقة كالجبلء[ّْجػ]‬
‫كقاـ لدفع معظلة كجل‬
‫لمشكلة كدفع للخفاء‬
‫فذاؾ الفرد في مبلء المعالي‬
‫كما الفرد ابن يحيى في المبلء (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُٔ)‪.‬‬
‫(ِ) شطر البيت في الديواف ىكذا‪ :‬أبا نو يوـ بانوا عن فؤادم‪.‬‬
‫(ّ) في الديواف‪ :‬كل‪.‬‬
‫(ْ) بعد ىذا البيت ثبلثة عشر بيتان في الديواف ثم البيت التالي لو‪:‬‬

‫(ّ‪)ّٓ/‬‬

‫أتاني يا بن يحيى منك نظم‬


‫تعالى عن نظاـ أبي العبلء‬
‫على نمط األعارب في لغاة‬
‫كفي حسن الركل كفي الخفاء‬
‫يعاني من خصوـ أك خصاـ‬
‫خطوبان في الصباح كفي المساء‬
‫اخ أك عويل‬
‫فحينان في صر و‬
‫كحينان في شكاء أك بكاء‬
‫كإف يصفوا لو كقت تراه‬
‫يوقع في رقاع اإلدعاء‬
‫كيمضي الليل في نشر كطي‬
‫السجاؿ قديمات البناء‬
‫كقفنا يا بن كدم في شفير‬
‫كمن زار الشفير على شفائي‬
‫بذا قد جاءنا نص صريح‬
‫فما ذاؾ السبيل إلى النحائي(ُ)‬
‫كفي ىذا القدر منها كفاية كإال فهي كلها من غرر القصائد‪ ،‬كمن شعره من قصيدة أجاب بها‬
‫على المذكور أيضان مستهلها (ِ) ‪:‬‬
‫مكحولة األحداؽ كظفا ‪ ...‬أضحى عليها الحسن كقفا‬
‫سبقت فكل جميلة تمشي ‪ ...‬لدل ذا السبق خلفا‬
‫بهرتك أكؿ موقف ‪ ...‬تركتك لؤلشجاف حلفا‬
‫كتب الجماؿ صحيفة ‪ ...‬في خ ٌدىا حرفان فحرفا‬
‫ترجمتها فوجدتها ‪ ...‬أنظر إذا أحببت حتفا‬
‫بأبي التي فاقت على ‪ ...‬أترابها حسنان كظرفا‬
‫كرنت بعيني جؤذر ‪ ...‬ش ٌفاؾ يوـ الجوع ش ٌفا‬
‫ككأىف رجع حديثها ‪ ...‬إف مد بالمصركع يشفى‬
‫ككاٌف قرقف ثغرىا ‪ ...‬فيو سبلؼ الخمر صفى‬
‫نوع الطباؽ من البديع ‪ ...‬كما ترل خصران كردفا[ْْجػ]‬
‫كأرل مراعاة النظير ‪ ...‬تمثلت قرطان كشنفا‬
‫خلقت كما شاء الهول ‪ ...‬ككفاؾ ىذا الوصف كصفا‬
‫فاقت فما تركت لدل ‪ ...‬الثنيا من الثنياء حرفا‬
‫كملت فما في حسنها ‪ ...‬تلقى لدل الرأيين خلفا‬
‫العلىى ‪ ...‬كبحق كل المجد أكفى(ّ)‬
‫ككماؿ من حاز ي‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ٓٔ‪.)ٔٔ-‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِْْ)‪.‬‬
‫(ّ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ِْٓ‪.)ِْٔ-‬‬
‫…كصاحب الترجمة توفى في جمادل اآلخرة سنة(َُِٓىػ) ُّْٖـ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ْٓ/‬‬

‫[(َِّ) محمد بن إسحاؽ بن المهدم الصنعاني] (ُ)‬


‫(ََُٗ‪ُٕٔ-‬ىػ‪ُْٕٓ-َُٖٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو كمولده]‬
‫المولى أبو إسماعيل بدر الدين محمد بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور‬
‫كبقية نسبو تقدـ‪ ،‬إماـ العلوـ حسنة الزماف كالفضائل التي ال تحصى كالفواضل التي ال‬
‫تستقصي‪ ،‬سيد األكابر كمفخر األكاخر المتقن المتفنن األديب البليغ الجليل العظيم كلد في‬
‫ذم الحجة الحراـ سنة تسعين(ِ) كألف في الغراس عند جده اإلماـ المهدم كسماه محمد‬
‫فشب بو كترعرع كتحلى بالفضائل كترقى في مراتب الفخار كحاز رىاف السبق في مضمار‬
‫الكماؿ‪ ،‬ثم رحل مع أبيو إلى (كوكباف) كعذاره مخضر ككاف كالده عامبلن فيو من جهة أخيو‬
‫صاحب المواىب‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) مصادر الفكر للحبشي (ّْٕ)‪ ،‬كمنو‪ :‬شرح تكملة البسامة للكبسي (خ)‪ ،‬ثم نشر العرؼ‬
‫(ّ‪ ،)ِٗٗ/‬تهذيب الزيادة (خ)‪ ،‬البدر الطالع (ِ‪ ، )َّ-ُِٕ/‬بلوغ المراـ للعرشي (انظر‬
‫الفهرس)‪ ،‬فرجة الهموـ كالحزف(ِِْ)‪ ،‬إتحاؼ المهتدين (ٖٗ)‪ ،‬المقتطف (ُٕٗ)‪ ،‬األعبلـ‬
‫(ٔ‪ ،)ِٓ/‬معجم المؤلفين (ٗ‪ ،)ّٗ/‬األدب اليمني في عصر خركج األتراؾ(ّّٔ)‪ ،‬تأريخ‬
‫اليمن ألبي طالب (انظر فهارسو)‪ ،‬مؤلفات الزيدية ((ِ‪ ،)ُِّ/ّ( ،)ٗٗ/‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(َٖٔ‪ ، )ُٖٔ-‬الركض األغن (ّ‪ ،)ِٖ/‬تحفة اإلخواف لقاطن (خ)‪ ،‬ديواف محمد‬
‫بن إسماعيل األمير ص(ّٔ)‪ ،‬الجامع الوجيز (خ)‪.‬‬
‫(ِ) كلد صاحب الترجمة يوـ األربعاء منتصف شهر ذم الحجة سنة تسعين كألف من الهجرة‪،‬‬
‫كتوفي في بير العزب بصنعاء يوـ الخميس الرابع من شهر شواؿ سنة (ُُٕٔىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ٓٓ/‬‬
‫ثم انتقل صاحب الترجمة إلى (حبور) ك(السودة) عامبلن كاستدعى المولى ىاشم بن يحيى‬
‫الشامي [ُٓب‪-‬ب] للقراءة عليو كاإلقتباس من علومو فوصل إليو كقرأ عليو في فنوف العلوـ‬
‫كلو ذكاء كقاد كذىن سياؿ ثم انتقل إلى (كصاب) ككالده عامل فيو كقد صار من أكابر األعياف‬
‫كممن يشار إليو بالبناف فقرأ على كالده ىنالك كاقتبس من فضائلو كالزمو في حضرة كسفره‬
‫كتنقل معو في الواليات كشارؾ في الرياسات كمدحو بغرر القصائد كمما كتبو إليو على لساف‬
‫بعض األعبلـ في االعتذار عن عدـ حضوره للقراءة في حضرة كالده (ُ)‬
‫موالم عذران إف تأخرت عن ‪ ...‬مجلس أنس مالو ثاني[ْٓجػ]‬
‫حراني‬
‫فحسن ظني بك بالعفو قد ‪ ...‬أطمعني كالقات ٌ‬
‫كالقات الحراني نوع معركؼ بأصاب‪ ،‬كلما توفي كالده في التاريخ المتقدـ (ِ) قرره عمو‬
‫صاحب المواىب عامبلن على [ببلد] أصاب فسار ذكره كحمدت سيرتو‪ ،‬كقصده الناس كىو‬
‫مع ذلك مقبل على العلوـ بكليتو مبلزمان للعلماء كالمحققين مشتغل بالدرس كالتدريس‪ ،‬كاعتني‬
‫بجمع الكتب فجمع منها خزائن في جميع الفنوف ال يحصى كثرة كأكب على مطالعتها حتى‬
‫تفنن كأكسع كنظر كحقق كمهر‪ ،‬كصار إمامان في كل علم‪ ،‬كأما الفقو كأصولو‪ ،‬كعلم الكبلـ فهو‬
‫إمامها الذم ال يجارل كماىرىا ال يبارل كالمنفرد بتحقيقها الذم ال يشاركو فيو أحد كلقد ذكر‬
‫القاضي أحمد بن محمد قاطن في (تحفتو) (ّ) أف المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي كاف‬
‫يقوؿ أنو لم يستصغر نفسو عند أحد من أىل الفنوف إال عند إثنين في فنين أحدىما المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ في علم الفقو كالثاني المولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن ‪ -‬اآلتي‬
‫ذكره إف شاء اهلل تعالى‪ -‬في المعاني كالبياف‪.‬‬
‫[من يسمى فقيهان] (ْ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) توفي كالد صاحب الترجمة سنة (ُُُِىػ)‪.‬‬
‫(ّ) تحفة اإلخواف (خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن‪ :‬ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُُ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ٓٔ/‬‬
‫كليس المراد بالفقو ىو مجرد معرفة أقواؿ صاحب المذىب بل ىو استنباط األحكاـ الشرعية‬
‫عن أدلتها التفصيلية الذم ال يسمى صاحبو فقيهان حتى يصير إمامان في جميع العلوـ النقلية‬
‫كلعوـ العربية كاألصوؿ كعلم الحديث كالتفسير كما تعلق بذلك كما البد منو من علم الكبلـ‪.‬‬
‫[شيء من أحوالو]‬
‫كلما قاـ باألمر صاحب شهارة المولى الحسين بن القاسم بن المؤيد بن المنصور (ُ) كما تقدـ‬
‫سارع المترجم لو إلى إجابتو كقرره ىو كأخوتو على ما كانوا عليو من الببلد كما انضاؼ إلى‬
‫ذلك من األقطار ككانت عمالتو ىو كإخوتو على (أصاب) كتعز كالعدين كشرعب كعتمة كجهات‬
‫مغرب ذمار فأما إصاب فكانت على نظر صاحب الترجمة [ْٔىػ] كأما تعز كما إليها فكانت‬
‫إلى أخيو المولى الحسن‪ ،‬كأما العدين فإلى أخيهما المولى عبد اهلل كسائر إخوتو كانوا على‬
‫جهات متفرقة كعتمة كالمغارب من قبل أخيهم صاحب الترجمة ككاف معهم من صاحب شهارة‬
‫كماؿ التفويض كلو إليهم كلية الميل‪ .‬ثم آؿ األمر بعد ذلك إلى قياـ المتوكل على اهلل القاسم‬
‫بن حسين بن المهدم فبايعو صاحب الترجمة بعد مراسبلت كشركط ككصل إلى الحضرة‬
‫المتوكلية بصنعاء معظمان مكرمان كبعد مدة نسب إلى إخوتو شيء من عدـ التوقف فحبس ىو ك‬
‫إخوتو كذلك في سنة ثبلث كثبلثين كمائة كألف فأقبل في الحبس على العلم كمطالعة الكتب‬
‫كمطارحة األدباء ككاتبو العلماء كالبلغاء فممن كتب إليو المولى الحسين بن علي بن المتوكل‬
‫[ُٔأ‪-‬ب] المقدـ ذكره بقصيدة مطلعها (ِ)‬
‫أنا أدرم كإف كنت لست أدرم ‪ ...‬أف هلل فيك غامض سر‬
‫أنت سر اهلل في قالب المجد ‪ ...‬خفي في طيو أم نشر‬
‫فابق نعمة يضاحك الدىػ ‪ ...‬ػر بثغر عذب المراشف (ّ) درم‬
‫ى‬
‫منها‪:‬‬
‫عذرم كإف ‪ ...‬لم أكن فما ذاؾ عذرم‬
‫ٌ‬ ‫أنا في حبٌة مدل الدىر‬
‫__________‬
‫(ُ) كاف ذلك سنة (ُُِٓىػ)‪.‬‬
‫(ِ) أكردىا زبارة في نشر العرؼ (ّ‪.)َِ-ُٗ/‬‬
‫(ّ) فيو‪ :‬المراشق‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٓ/‬‬
‫أنا من أجلو عتبت زمانان ‪ ...‬قد جفاه بكل نظم كنثر (ُ)‬
‫كلو أني استطعت حرب زماني ‪ ...‬فيو أحربتو ببيضي كسمرم‬
‫غير أني أشرت بالجهد في العتػ ‪ ...‬ػػب كذاؾ العتاب غاية أمرم (ِ)‬
‫منها‪:‬‬
‫ليت شعرم أفي سواه يركؽ‬
‫ٕٕٕٕ ‪ ...‬الشعر حتى أقوؿ يا ليت شعرم (ّ)‬
‫كىي طويلة فأجابو صاحب الترجمة بنثر كنظم فمن نظمو‪)ْ(:‬‬
‫طاؿ ما قلت منكران ما لدىرم‬
‫طاؿ ما جاءني بمنكر أمر‬
‫لم يزؿ منكران لمعركؼ قدرم‬
‫باعثان للعباد من غير قدر‬
‫خدع كمك ور‬
‫راشقان لي بسهم و‬
‫ناصبان رايتي فجوور كعذر[ْٕىػ]‬
‫ىاؿ أمرم فإف أقل عيل صبرم‬
‫الح مثل الصباح للناس عذرم‬
‫غير أني أصاف من عيل صبرم‬
‫إف عنا حادث كمن ضاؽ صدرم‬
‫لي في الخطب حسن صبر كصدر‬
‫إف يضق ضاؽ كل بحر كبر‬
‫كم خطوب ىزمتها باصطبا ور‬
‫لم يزؿ ظافران بفتح كنصر‬
‫كمضيق كسعتو باعتبار‬
‫كانتصار لدفع عسر كيسر (ٓ)‬
‫كمسيء رددتو باغتفا ور‬
‫محسنان معلنان بحمد كشكر‬
‫كعدك أعددتو لي صديقان‬
‫باعتماد القرآف في كل أمرم‬
‫فهو نور القلوب في كل داج‬
‫كشفاء الصدكر من كل ضر‬
‫فإلى اهلل أشتكي ما دىاني‬
‫من زماف على العناد ً‬
‫مصر‬
‫منها‪:‬‬
‫كرجاؿ لم ينقموا غير فضلي‬
‫كعفافي كصدؽ قولي كبرم‬
‫كعلوـ بها ارتفعت عليهم‬
‫طار صيتي بها كما طاب ذكرم‬
‫كلساف لم يعي إال عن الزكر‬
‫كفحش من الكبلـ كىجر‬
‫ىكذا يبتلى أكلو الفضل باألضداد‬
‫كالحاسدين في كل عصر‬
‫كمن الخير للفتى أف تراه‬
‫ساخطان منو ذك فساد كشر‬
‫أخاء كقد أنكر‬
‫يا أخى المرتضى ن‬
‫حسن اإلخا أبناء دىرم‬
‫كمنها‪:‬‬
‫جاءني نظمك البديع فألقى‬
‫ذا اشتياؽ إلى لقاؾ مضر‬
‫فرأيت البياف في كل بيت‬
‫كرأيت الحسين في كل سطر (ٔ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬ترؾ بعد ىذا البيت قدر سطر كنصف بياضان‪.‬‬
‫(ِ) بعد ىذا البيت في نشر العرؼ بيتين آخرين‪.)َِ/ّ( .‬‬
‫(ّ) بقية القصيدة في نشر العرؼ‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِِ-َِ/‬‬
‫(ٓ) في نشر العرؼ (غر بيسر)‪.‬‬
‫(ٔ) بقية القصيدة في نشر العرؼ (ّ‪.)ِِ-ُِ/‬‬

‫(ّ‪)ٖٓ/‬‬
‫كىي طويلة كممن دار بينو كبينهم كؤكس المذاكرة كجرت بينهما نفائس المشاعرة شيخ شيوخنا‬
‫البدر األمير حتى كاد ال يخلو يوـ عن إدارة نثر أك نظاـ أك مسائل لسبب اتصاؿ كلده المولى‬
‫إسماعيل بن محمد بالبدر األمير للقراءة عليو فمن أكؿ ما دار أف المترجم كقف على أبيات‬
‫للبدر األمير مستهلها (ُ) [ْٖىػ]‪:‬‬
‫شكت بلساف الحاؿ طوؿ جفاىا ‪ ...‬كنادت كلكن من يجيب نداىا‬
‫مشردةن يلهو بها غير كفوىا ‪ ...‬كيمنعها عن أىلها كحماىا(ِ)‬
‫لقد ظلمت إذ صار يلثم ظلها ‪ ...‬فتى ليس أىبلن أف يريد ىواىا‬
‫إذا افتلتت(ّ) من كف مختلس لها ‪ ...‬تلقفها لص بطيل عناىا‬
‫كىي طويلة فقاؿ المترجم لو حين كقف عليها كأرسل بها إلى البدر األمير‪:‬‬
‫أتبلغ نفسي من سعاد مناىا‬
‫سقا اهلل ماضي عهدىا كرعاىا (ْ)‬
‫ٌذ لي شيء سول عهدىا كال‬‫فما ل َّ‬
‫تملك قلبي المستهاـ سواىا[ُٔب‪-‬ب]‬
‫نأت عن عيوني دارىا فمتى متى‬
‫أرل بعيوني دارىا كأراىا‬
‫لقد فرقت بيني الليالي كبينها‬
‫كما جمعت بيني كبين عداىا‬
‫فيا لليالي ال ستنارت نجومها‬
‫كال ضحكت شمس الظهيرة فاىا‬
‫تمد إلى تفريقنا خطواتها‬
‫كنحو التبلقي ال تمد خطاىا‬
‫منها‪:‬‬
‫خليلي لم يبق الفراؽ لناظرم‬
‫بكاء فهل عين تعير بكاىا‬
‫ن‬
‫و‬
‫فأبكي من بعد طويل كغربة‬
‫بدار متى أدعو أجاب صداىا‬
‫خليلي ىل من سامع لشكيتي‬
‫إذا بثت الشكول إليو كعاىا‬
‫فإف تجداىا فاكشفا عن نقابها‬
‫كإالَّ فصونا كجهها كقفاىا‬
‫كىي طويلة ككتب إلى شيخو العبلمة ىاشم بن يحيى الشامي يعاتبو في ترؾ المعاىدة بقولو‪:‬‬
‫(ٓ)‬
‫لم يا صديقي ال تعاى يدني‬
‫أك كل من ج ىفت الملوؾ يجفي‬
‫ركعت قلبي من جفاؾ بما‬
‫أدناه أدناه من التلف‬
‫حاشا عهودؾ أف يغيرىا‬
‫ما في تعدم الدىر من سرؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير (ِْْ كما بعدىا)‪ ،‬كالبيت األخير فيو‪.‬‬
‫بعيشكما ير ٌد اسبلمي على امرئ‬
‫على شرعة المختار رد ركاىا‬
‫(ِ) بعد ىذا البيت بيت آخر في ديواف األمير‪.‬‬
‫(ّ) من (جػ) كفي (ب)‪ :‬اختلفت‪.‬‬
‫(ْ) في (ب)‪ :‬كسقاىا‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِِ/‬‬

‫(ّ‪)ٓٗ/‬‬

‫أنت الوفي كال يكاد يرل‬


‫من الوفا لك غير معترؼ‬
‫ال ناؿ دىرم من محاربتي‬
‫أف ال يراني منك في كنف‬
‫كلقد دىاني من نوائبو‬
‫ما لم يدع أسفان لذم أسف‬
‫كرأيت من قد كاف من سلفي‬
‫حتى خشيت يكوف في خلفي[ْٗجػ]‬
‫كأشد ما القيت أني من‬
‫زخار علمك غير مغترؼ‬
‫كلو‪)ُ( :‬‬
‫ما فاتني في السجن شيء ‪ ...‬ينبغي فيو الندامة‬
‫حسبي من المرئى كالمسمػ ‪ ...‬ػػوع كتبي كالحمامة‬
‫كمما قالو فيو‪)ِ( :‬‬
‫حبست عن أىلي كصحبي كعن ‪ ...‬فواكو (ّ) العلم التي تجتنى‬
‫فدمع عيني سايبلن (ْ) مطلقان‬
‫كقاؿ ‪ ...‬يا ليتني دمعي كجمعي أنا‬
‫كقاؿ‪)ٓ( :‬‬
‫أعلى الباف (ٔ) يا حمامة تبكين‬
‫بكائي على غصوف الباف‬
‫حبسونا على الغصوف فما زلنا‬
‫جميعان نبكي على األغصاف‬
‫نتشاكى الذم بنا كلما ألقى‬
‫علينا الدجى بساط األماف‬
‫ثم نبدم منا النفوس كما‬
‫أعذب بث الشكول كبث األماني‬
‫ليت شعرم متى أفوز بوصل‬
‫كتفوزين ً‬
‫أنت بالطيراف‬
‫كمما قالو أيضان فيو‪)ٕ( :‬‬
‫يا خير خلق اهلل يا من نعلو‬
‫كل الملوؾ بلثمها (ٖ) تتشرؼ‬
‫يا من لهيبتو كعظم جبللو‬
‫عرؽ البراؽ كرعبة ال يترؼ‬
‫يا معجز البلغاء بالذكر الذم‬
‫فيو كفي الكتب القديمة يوصف‬
‫يا من لو فخر الشفاعة كاللوا‬
‫كلو المحامد كالمقاـ األشرؼ‬
‫يا من عن الغايات من أكصافو‬
‫يثني األعنة مادح (ٗ) كمؤلف‬
‫ال يستطيع الناس أدناىا كلو‬
‫شربوا لها ماء الحياة كألفوا‬
‫يا غيث من قد أعطشتو ىمومو‬
‫كغمومو يا غوث من يتلهف‬
‫يا عز من بحماؾ يأكم ذلةن‬
‫من دىره يا ٍأمن من يتخوؼ‬
‫يامن بو في الجدب يستسفي الحيا‬
‫فيلين مشتد الغماـ كيعطف‬
‫إني آلستسقي بوجهك كاثقان‬
‫فبنور كجهك كل عسر يكشف‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٖ/‬‬
‫(ِ) أم كىو في السجن‪.‬‬
‫(ّ) فيو‪ :‬فوائد‪.‬‬
‫(ْ) فيو‪ :‬كصار دمعي سائبلن‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٖ/‬‬
‫(ٔ) فيو‪ :‬البين‪.‬‬
‫(ٕ) نشر العرؼ (ّ‪ .)ِِ/‬كفي النسخة (جػ) علق الناسخ بقولو‪ :‬الظاىر أف ىذه األبيات في‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪.‬‬
‫(ٖ) في (ب)‪ :‬برشفها‪.‬‬
‫(ٗ) في نشر العرؼ‪ :‬كاصف‪.‬‬

‫(ّ‪)َٔ/‬‬

‫كمما اتفق أف القاضي العبلمة أحمد بن إسماعيل العلفي حاكؿ في اإلتفاؽ بالمترجم لو كالسبلـ‬
‫عليو فلما اجتمع بو في السجن غلبو نوـ شديد منعو من التملي بأخبلقو ففعل المترجم لو ىذا‬
‫المقطوع كىو[َٓجػ]‪:‬‬
‫ال تنكركا نوـ صفي الهدل ‪ ...‬حين رآنا بعد طوؿ البعاد‬
‫قد كاف للفرقة غاب الكرل ‪ ...‬عنو فلما فاز بالقرب عاد‬
‫كقاؿ أيضان بعد ىذا المعنى كىو‪:‬‬
‫يا ناظر أمسى كقد غاب الذم‬
‫أىول خليف سهاده كبكائو‬
‫كم(ُ) كنت تستملي الكرل في قربو‬
‫كتناـ ذاعن لقياه عند لقائو‬
‫ىبل تركت النوـ لليوـ‬
‫الذم لم تلقو في صبحو كمسائو[ُٕأ‪-‬ب]‬
‫كقاؿ‪)ِ( :‬‬
‫سرل طيفها ليبلن إلى السجن مشفقان‬
‫كقد كاف قدمان ال يمر بإشفاؽ‬
‫فما راعى إال القيود التي رأل‬
‫علي كقد قامت لحربي على ساؽ‬
‫ىوف عليك فإنها‬
‫فقلت لو ٌ‬
‫خبلخل مجد ال سبلسل فساؽ‬
‫كقف لي قليبلن دمت يا طيف طارقان‬
‫باحسن من فك القيود كإطبلقي‬
‫كقاؿ أيضان‪)ّ( :‬‬
‫ال تجزعوا إف طاؿ حبسكم فما‬
‫في الحبس عار يا بني إسحاؽ‬
‫كالحبس مهما لم يكن لدنية‬
‫في المرء محمود على اإلطبلؽ‬
‫كالدر ال يزداد غير نفاسة‬
‫بالثقب مثل التبر باإلحراؽ‬
‫كقاؿ مجيبان على المولى الحسين بن علي المتوكل‪:‬‬
‫الف راعها حبسي كما فل من جدم‬
‫فقد راعني منها الصدكد ببل حد‬
‫كإف ىالها أف فىػ َّرؽ الدىر بيننا‬
‫فقد ىالني من قبل إخبلفها كعدم‬
‫كبلنا سقاه الدىر كأسان من الهول‬
‫ككأسان من البلول فما عندىا عندم‬
‫مهفهفة قدت فؤادم بقدىا‬
‫فمن لفؤادم المستهاـ من القد‬
‫مكحلة العينين بالغنج كحلت‬
‫عيوني نواىا بالدموع كبالسهد‬
‫ممنعو بالمطل كالصد كالقبل‬
‫كبيض المواضي كالمطهمة الجرد‬
‫لها في فؤادم من ىوائي دخائر‬
‫مفاتيحها في كفها الباذؿ الصد‬
‫سقى عهدىا المبكي لعيني فقده‬
‫في فم الركضات أحلى من الشهد[ُٓجػ]‬
‫اس ىقا‬
‫كبالرغم مني أف أقوؿ ىس ىق ى‬
‫فإف سقى حرؼ التفرؽ كالبعد‬
‫كيا ليت شعرم أين أىبلن كمرحبا‬
‫كطيب تحيات التواصل كالرد‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬قد‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٖ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٖ/‬‬

‫(ّ‪)ُٔ/‬‬

‫كأين لياؿ قصر الوصل طولها‬


‫كبيض منها نورة كل مسود‬
‫كيوـ خبل عن عاذؿ كمراقب‬
‫ككاش كعن مستثقل الهزؿ كالجد‬
‫كأين عناؽ باليدين كأنو‬
‫على عنق الحسناء عقد على عقد‬
‫كخمر بكأس من عقيق كلؤل وؤ‬
‫خد كصدر على ً‬
‫نهد‬ ‫كخد إلى و‬
‫كابن نجوـ كلها أنجم السعد‬
‫كابن و‬
‫زماف كلو زمن الورد‬
‫زماف التصابي كالتداني ككلما‬
‫تقر بو عين الفضائل كالمجد‬
‫زماف بو فاضت نفوس عدا الندل‬
‫كفاض الجدا فيو على كل مستجد‬
‫لئن أصبحت فيو المطي من السرل‬
‫خفافان أمست ثقاالن من الرفد‬
‫زماف ينادم الوفد في عقر دارىم‬
‫ىلموا إلى مستعجل الرفد بالرفد‬
‫ىلم إلى من صاف أبواب مجده‬
‫عن العكس لآلماؿ كالمنع كالطرد‬
‫فتى يتهادا من يديو كمالو‬
‫ن‬
‫إلى الناس ما يهدم إليهم ما يهدم‬
‫كيأخذ للمظلوـ من كل و‬
‫ظالم‬
‫ً‬
‫لمستعد‬ ‫كمن و‬
‫متعد في األناـ‬
‫متى تسعد األياـ بعد انتحاسها‬
‫كيظفر منها الناس بالطالع السعد‬
‫كيشرؽ نور العدؿ حتى يعمهم‬
‫كحتى يقولوا ىل أتى زمن المهدم‬
‫كىي طويلة‪ .‬كمما قالو فيو أيضان‪)ُ( :‬‬
‫ال تلمني إذا أطلت جلوسي ‪ ...‬في الرسوـ التي خلت عن ً‬
‫أنيس‬
‫لو رأيت الشموس مثلي فيها ‪ ...‬طالعات لكنت فيها جليسي‬
‫فقليل إذا ابتغيت بدمعي ‪ ...‬رسم دار عهدتو للشموس‬
‫ً‬
‫عركس‬ ‫يا سقاىا الحيا منازؿ و‬
‫جود ‪ ...‬ما تبدت في غير زم‬
‫ذلك الذم خلقو ما اكتسػ ‪ ...‬ػػتو من نفيس الحلى كال الملبوس[ٓجػ]‬
‫ذات قد يقوؿ إف ماس تيهان ‪ ...‬يا غصوف النقا معي ال تميسي‬
‫[ كخطاب أموت منو كأحيا ‪ ...‬برضاب أحلى من الخندريس‬
‫حبستني عيونها البابليات ‪ ...‬كحبس الهول أشد الحبوس‬
‫ىي في الحسن يوسف كأنا المسجوف ‪ ...‬فاعجب ألمرنا المعكوس‬
‫قسمان بالمرئي منها كبالمسموع ‪ ...‬يا صاحبي كبالملموس‬
‫لو رأل في الجناف آدـ ىذا الػ ‪ ...‬ػحسن منها ثناه عن إبليس‬
‫كسليماف لو تبدل لو استقبح حسنان ‪ ...‬رآه في بلقيس‬
‫فدع العتب في الهول ففؤادم ‪ ...‬الصب ال يستماؿ بالتدليس‬
‫ال كدين الغراـ ما ملت لوغا ‪ ...‬درت دكف الخياـ ضرب الرؤس‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٗ/‬‬

‫(ّ‪)ِٔ/‬‬

‫يا شفاء القلوب يا غاية المطلوب ‪ ...‬في الحب يا حياة النفوس‬


‫قلب أضحى من الصخر أقسى ‪ ...‬فعليو قلوبنا ال تقيسي‬
‫لك ه‬
‫راقبي اهلل ما تريدين من أخذؾ ‪ ...‬نفسي يا ىذه كنفيسي‬
‫أطلقي من غدا أسير التصابي ‪ ...‬كارحمي من لو حنين العيس] (ُ)‬
‫[خركجو من سجنو]‬
‫كلو من الشعر كىو في الحبس شيء كثير في غاية الببلغة كالحسن ثم أطلق من الحبس في‬
‫سنة (ُُّْىػ) كصحبتو جماعة من األعياف فاستقر في صنعاء مكرمان معظمان ناشران للعلم‬
‫كاإلفضاؿ كقد كاف أراد المولى إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل يكاتبو كىو في السجن فاتفق أف‬
‫نظم ثبلثة أبيات ثم كلت قريحتو عن الزيارة فتركها كنيتو المعاكدة إلكمالها فسبق خركجو من‬
‫الحبس (ِ) فكانت فاالن كىي (ّ)‬
‫أما آف للبدر أف يجتلي ‪ ...‬فيشرؽ نوران بو الحندس‬
‫كيرتقص الكوف زىوان بو ‪ ...‬سركران كتنشرح األنفس‬
‫فقد فك من سجنو يوسف ‪ ...‬كأخرج من بحره يونس‬
‫[بعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ِ) في نشر العرؼ‪ :‬ثم كلت قريحو المولى إسحاؽ فترؾ الثبلثة األبيات على نية المعاكدة‬
‫إلكمالها فسبق خركج المترجم لو من السجن‪.‬‬
‫(ّ) نفسو (ّ‪.)ِّ/‬‬

‫(ّ‪)ّٔ/‬‬
‫كفي سنة (ُُّٔىػ)‪ ،‬حصل المترجم لو ما أكجب تغير خاطره بسبب ممن يتصل باإلماـ‬
‫المتوكل على اهلل من األعواف ككاف ىذا الرجل في قلبو ضغن على المتوكل من أياـ الدكلة‬
‫المواىبية فدس على المتوكل على اهلل ما أكجب منافرة أعياف دكلتو فاجتمع رأم المترجم لو‬
‫[ّٓجػ] كرأم المولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ المنصور كرأم المولى محمد‬
‫بن الحسين بن عبد القادر على الخركج كالمنابذة للمتوكل على اهلل فخرج المذكور كصحبتهم‬
‫كلد المترجم لو إسماعيل بن محمد كأخوه عبد اهلل بن إسحاؽ كمن لحق بهم فما كاف من‬
‫المولى محمد بن عبد اهلل فإنو توفي في الطريق كما كاف من المولى محمد بن الحسين فإنو‬
‫خرج بجماعة إلى جهة شباـ فانتهبت كأما المترجم لو فإنو خرج إلى شاطب كأقاـ بها كدعا إلى‬
‫نفسو كتكنى بالمؤيد باهلل كاجتمعت إليو القبائل كنفذ كلده إسماعيل كأخوه عبد اهلل مع القبائل‬
‫إلى جهة الشرؼ كاألمركج كانتهبت الصلبة كببلد حفاش من غير إرادة األمراء لذلك فوجو‬
‫المتوكل في سنة (ُُّٕىػ)‪ ،‬البدر األمير كالمولى أحمد عبد الرحمن الشامي إلى تلك‬
‫الجهات كخاضا في اإلصبلح فأذعن لو كسكنت الفتنة كعادت القبائل إلى ببلدىا ثم بعد ذلك‬
‫توفي المولى المتوكل على اهلل رحمو اهلل في يوـ الخميس (ِْ) شهر رمضاف سنة (ُُّٗىػ)‬
‫كالمترجم لو في حصن (ظفار) فدعا منو إلى نفسو كتكنى بالناصر لدين اهلل كبث رسائل دعوتو‬
‫إلى اآلفاؽ ككاف ذلك في يوـ الجمعة (ِٓ) شهر رمضاف في السنة المذكورة ككصلت رسالة‬
‫دعوتو إلى صنعاء يوـ األحد (ِٕ) شهر رمضاف كلباىا أعياف العلماء كدار بها على األكابر‬
‫المولى صبلح بن حسين األخفش قاؿ المولى البدر األمير كمن خطو نقلت أنو كاف قد كصل‬
‫موالنا اإلماـ المنصور باهلل الحسين بن المتوكل على اهلل رحمهم اهلل من عمراف إلى صنعاء قبل‬
‫كفاة أبيو بيوـ كأحرز المدينة كاشتغل بضبطها كأباف عن بأس كثبات كتشاغل بذلك ككاف من‬
‫أىمو استجبلب خاطر المولى الحسن بن‬
‫أىم ما َّ‬

‫(ّ‪)ْٔ/‬‬

‫إسحاؽ فنزؿ إليو عند أف سمع بوفاة أبيو كبقيا عامة يومهما في القبة في البستاف ثم دفن‬
‫المتوكل في البستاف قبيل غركب شمس يوـ الخميس فبرز المولى يوسف بن المتوكل على اهلل‬
‫إسماعيل بن المنصور باهلل بن القاسم بن محمد كاستحضر أعياف علماء صنعاء كدعا إلى الرضا‬
‫كبويع كلكنو لم يرفع المنصور لها رأسان فلم يكن لها كقع كتجسس الناس ثم دعا الجمعة الثانية‬
‫كقت الضحى كبرز في دار الجامع للبيعة[ْٓجػ] فبايعو غالب الناس كلم يبق من الذين‬
‫[ُٖ‪-‬ب] طلبوا من العلماء إال القليل بعد اإلرساؿ لهم كبايعو أكالد المولى إسحاؽ بن‬
‫المهدم كحالفوه كتكنى بالناصر كبعد ذلك بلغ كثوب عبد اهلل بن طالب بن المهدم على إب‬
‫كجبلة كقبض إبراىيم بن محمد بن المهدم المواىبي ككاف قد تقدـ عامبلن من المنصور ككاف‬
‫عبد اهلل قبل ذلك عامبلن على قعطبة من أياـ المتوكل كالمتغلب عليها ثم بث المنصور الرسل‬
‫إلى الببلد برسائل الدعوة فبايعو الناس ما خبل عبد اهلل بن طالب فأرسل إليو القاضي عبد القادر‬
‫النزيلي المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي فقبض على النزيلي كصادره كرجع المولى الشامي‬
‫إلى صنعاء ثم ىرب أكالد المولى إسحاؽ كتفرقوا في الببلد فأما المولى الحسن بن إسحاؽ‬
‫كأما يحيى بن إسحاؽ فنزؿ بيت الفقيو كأما أحمد فتوجو الجبي كأما‬
‫فرحل إلى ظفار عند أخيو َّ‬
‫المولى الحسن بن إسحاؽ فوصل إلى ظفار عند أخيو كأما المولى إسماعيل بن محمد بن‬
‫إسحاؽ فكاف في إصاب فوثب على ريمة كأخذ عاملها األىجرم ثم نهضت القبائل كراسها‬
‫النقيب علي األحمر فوصل إلى صنعاء كالمصلح كاجتمع بو المنصور في قريب جبل عصر كقد‬
‫رتب جماعة من أمراء العبيد للفتك بو فقتل في شهر محرـ من تلك السنة‪ ،‬ككاف لقتلو موقعان‬
‫عجيبان في جميع الببلد ككاف علي األحمر قد أراد استبداد أمره في بعض الببلد كعدـ الدخوؿ‬
‫تحت طاعة أحد من الخلفاء فنهضت القبائل مع أكالد بن األحمر ألخذ الثأر كمعهم المولى‬
‫الحسن بن إسحاؽ كقصدكا صنعاء من جهة‬

‫(ّ‪)ٔٓ/‬‬

‫مذبح ككصل عبد اهلل بن إسحاؽ قاصدان صنعاء من جهة حدة كمعو جماعة من بكيل كما زالت‬
‫الحرب قائمة بينهم كبين المنصور كآؿ األمر إلى الصلح كلم يتم ألسباب قلت كفي خبلؿ‬
‫ذلك خرج المولى محمد بن الحسن بن عبد القادر من صنعاء بالمولى محمد بن إسحاؽ بعد‬
‫سن لو الرحلة من عمراف إلى شباـ‬
‫أف أخرجو المنصور من سجن كالده المتوكل فلما لحق بو ىح َّ‬
‫سن لو ذلك ألمر أراده من‬
‫بعد أف كاف المولى محمد بن إسحاؽ انتقل إليو من ظفار كإنما ىح َّ‬
‫إمكاف استبداده بببلده كوكباف فخرج المنصور في شهر رجب سنة (َُُْىػ)‪ٓٓ[،‬جػ] إلى‬
‫شباـ ففتح الحرب كبقي ثبلثة كعشرين يومان محاصران شباـ كجدد الدعوة يوـ الثبلثاء من شهر‬
‫رجب سنة (َُُْىػ) [ٓٓجػ] من بستاف العوار بباب شباـ حاؿ الحرب كتكنى بالمنصور‬
‫باهلل رب العالمين كاتفقت ثبلث كقعات ثم رجع المنصور إلى صنعاء كثبت في شباـ المولى‬
‫محمد بن الحسين كفي ثبلء المولى الحسن بن إسحاؽ‪ ،‬ثم تجهز الحسن إلى طيبة كىو حصن‬
‫بوادم (ظهر) كبقي شهر رمضاف كبعض شعباف فسا من فيو من المكارمة كبعض(ُ) ىمداف‬
‫نزكلو طيبة فكتب من فيها من المكارمة إلى من في ياـ منهم فانتدب منهم لحرب الحسن نحو‬
‫أثني عشرة مائة (ََُِ) رجل كخرجوا في ثبلث مائة مطية كىم قوـ لهم نجدة كإقداـ كصبر‬
‫على الجبلد فانتهوا إلى طيبة في أكاخر شواؿ من السنة المذكورة كخرج المنصور [ُٖب‪-‬‬
‫ب] من صنعاء عاضدان لهم كىم عاضدكف لدكلتو كتناكشوا الحرب أيامان كاتفق أف يحيى بن‬
‫إسحاؽ طلع من بيت الفقيو في جيش كثيف قاصدان صنعاء كقد كاف عبد اهلل بن طالب في‬
‫زراجة منتظران لقدكمو ليتقدما جميعان على (صنعاء) فانتهى يحيى بن إسحاؽ إلى القبلض من‬
‫ببلد البستاف فخرج إليو المنصور كلم يكن بأسرع من قبضو لولده مطهر بن يحيى كجماعة من‬
‫خيلو كحصره يومين ثم قبضو في الثالث بعد حركب من الجانبين كأدخل (صنعاء) يوـ الجمعة‬
‫(ْ) شهر القعدة ككاف لذلك موقع عظيم(ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كبعد‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬عجب‪.‬‬

‫(ّ‪)ٔٔ/‬‬

‫كعند ذلك انهزـ الحسن من طيبة لضعف جنده بعد قبض أخيو كدخل (ثبلء) كأما عبد اهلل بن‬
‫طالب فإنو نهض إلى ريمة يحميد لما بلغو خركج المنصور لحرب يحيى فخرج إلى المنصور يوـ‬
‫اإلثنين في شهر القعدة فأراد القتاؿ فرأل من عنده من الجند قد خدعوه فبايع المنصور كدخل‬
‫صنعاء يوـ األربعاء في جند جرار ثم طلبو المنصور بعد يومين إلى القصر كأكدعو السجن كعند‬
‫ذلك كثب أىل ثبلء على الحسن بن إسحاؽ كقبضوا عليو كعلى من لديو كصنع أىل عمراف‬
‫مع عبد اهلل بن إسحاؽ مثل ذلك كأدخبل صنعاء أسيرين كصحبتهم جماعة من األعياف‬
‫كالقاضي عبد القادر بن علي البدرم ككلده يوسف كالجميع في الزناجير فوبخهم المنصور‬
‫كقيدكا بأثقل القيود حتى قيل أف مبلغ كزف القيد خمسة كعشرين رطبلن كأما المولى محمد بن‬
‫إسحاؽ كمحمد بن الحسين فطلعا حصن (كوكباف) كما زالت الحركب بينهم كبين أجناد‬
‫المنصور من شهر المحرـ إلى منتصف شهر جمادم اآلخر كلم يبق[ٔٓجػ] ما يستمدكف منو‬
‫فبايعوا المنصور ((كخطبا باسمو في التاريخ المذكور كصلح الحاؿ بينهم كبين المنصور))(ُ)‬
‫كأما كلده إسماعيل ابن محمد فكاف في المخا فتولى حربو المولى أحمد بن المتوكل كجهز‬
‫عليو الجيوش كحصركه في (المخا) كاتفقت كقعات كثيرة كثبت فيها المولى إسماعيل ثبات‬
‫أىل النجدة حتى خدعو بعض من يتصل بو فقبض عليو كعلى من لديو كأطلع أسيران مكرمان إلى‬
‫تعز ثم إلى صنعاء ككصل في (ِِ) ربيع األكؿ من سنة (ُُُْىػ) كأكدع قصر صنعاء كأما‬
‫احمد بن إسحاؽ فقد كاف نزؿ بيت الفقيو لما قبض أخوه يحيى ثانيان فما كاف أسرع من قبضو‬
‫من ىنالك كأسركه ىو كمن لديو كأكدع الجميع القصر فسبحاف من بيده الملك كإليو األمر كلو‬
‫ثم دخل المولى محمد بن إسحاؽ إلى (صنعاء) إلى الحضرة المنصورية فتلقاه (المنصور)‬
‫باإلجبلؿ كاإلعظاـ كالتجليل كاالحتراـ كعرؼ لو حقو كأجرل لو رزقو كأنزلو بالمنزلة التي‬
‫يستحقها كطيب خاطره ككاتر اإلحساف عليو‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٔ/‬‬

‫ككاف لديو كافر الحاؿ محترـ الجانب مقبوؿ الشفاعة ككفا لو بالشركط التي اشترطها عند‬
‫المبايعة كجعل إليو النظر في ببلده ككاف كثير التعظيم لو كالنظر إليو بعين العناية كالمشاكرة لو‬
‫كللمترجم لو في المنصور غرر المدائح كعجائب التهاني فمن ذلك ما قالو كقد أىدل إليو‬
‫المنصور جارية حسناء في ليلة مطيرة‪:‬‬
‫يا أيها المولى اإلماـ كمن لو ‪ ...‬منن يفيض على الورل إىطالها‬
‫يا من بدكلتو تزين عصره ‪ ...‬كأتى بنيل مراده إقبالها‬
‫يا من تعطرت المنابر باسمو ‪ ...‬كصفاتو البلتي يعز مثالها‬
‫يا من أقل نداه خيل لو غدت ‪ ...‬صوران لنجل حاتمان تمثالها‬
‫علي منو خيالها[ُٗأ‪-‬ب]‬
‫ككواكب لو رمتها من محسن ‪ ...‬لغدا يعز َّ‬
‫كافت إلى الغادة الحسنا التي ‪ ...‬جادت بها يمناؾ داـ نوالها‬
‫ىيفا يزرم بالرماح قوامها ‪ ...‬كيشق بالغيد المبلح جمالها‬
‫أبدل زىور الركض من أكجانها ‪ ...‬كالثغر كالخد الندم دالمها‬
‫كافت تسايرىا السيوؿ كىكذا ‪ ...‬يسقى الرياض من النسيم زاللها[ٕٓجػ]‬
‫كأتى الحيا معها ليغدك جوده ‪ ...‬كنداؾ حين تمسو أذيالها‬
‫منها‪:‬‬
‫علي بها يد المولى التي ‪ ...‬جلب الثناء جميعو إفضالها‬
‫جادت َّ‬
‫ما اعتاد منها القبض إال سيفها ‪ ...‬ثم العناف كرمحها كنبالها‬
‫طالت كصالت كاستفادت بالندل ‪ ...‬مدح اإلماـ فحبذا أحوالها‬
‫إف لم تقم أحوالنا بمديحة ‪ ...‬عجزان فقد قامت بو أفعالها‬
‫يد إف لم أقر لو بها ‪ ...‬شهدت علي بها لو أحوالها‬‫كم من و‬
‫عجز اللساف فلم يطق ىع َّدان لها ‪ ...‬ككفاه عن تفصيلها إجمالها‬
‫هلل موالنا اإلماـ فإنو ‪ ...‬بدر اإلمامة شمسها ريبالها‬
‫لم تنفذ األقبلـ إال ما قضى ‪ ...‬صوالٌها فعالها قوالها‬
‫صلحت أمور الناس كلهم بو ‪ ...‬أيقاؿ بعد صبلحها ما بالها‬

‫(ّ‪)ٖٔ/‬‬

‫كلو مهنيان لو في أعراسو بالشريفة بنت المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ككاف قد اجتمع‬
‫لو مع ذلك كصوؿ البشارة باستفتاح ثغر عدف كلحج ككفود عيد النحر كاختار اإلبتداء‬
‫باألعراس لكونو لم يقع من اإلماـ من بعد قعوده على كرسي الخبلفة إال ىذه المرة (ُ)‬
‫قد اجتمعت في عيدنا إلمامنا ‪ ...‬جساـ مسرات بها الصدر يشرح‬
‫أردت أىنيو فلم أد ًر ما الذم ‪ ...‬بو تبتدم مني التهاني كتفتح‬
‫أبا النصر كالفتح المبين الذم بو ‪ ...‬نظاـ أمور الدين كالملك يصلح‬
‫أما عدف قد جاء من غير شغلة ‪ ...‬كجاءت بو (ِ) البشارات تجمح‬
‫أـ العيد عيد النحر ال زالت ناحران ‪ ...‬نحور العدل كالسيف في الدـ يسفح‬
‫كلكن بذا اإلعراس يىنيت أكالن ‪ ...‬فتقديمو بالذكر أكلى كأرجح‬
‫فهنيت يا بدر األناـ مسرة ‪ ...‬بها كل قلب خالص الود يفرح[ٖٓجػ]‬
‫لساف الهنا يملي الهنا كينثني ‪ ...‬بحسن الثنا كالحمد كالشكر يفصح‬
‫كيعرب عن كصف لحاؿ معظم ‪ ...‬كزم ملوكي لو القوؿ يشرح‬
‫لقد ظهرت فيو نفائس ما أتى ‪ ...‬بها أحد عنها الحديث مصحح‬
‫…المولى اإلماـ الذم ما برح السعد خادمان لمقامو‪ ،‬كاألياـ جارية على مقتضى أمره ككفق‬
‫مرامو‪ ،‬كاإلقباؿ مقببلن على خدمتو كمقببلن إلقدامو‪ ،‬كالهنا مبلزمان لحضرتو مبلزمة النصر لراياتو‬
‫كأعبلمو‪ ،‬الذم حاز محامد األكصاؼ فكاف لو الصدر في المقاـ المحمود كناؿ المعالي ىمتو‬
‫التي انحط قدر النجم عنها‪ ،‬فظفرت من مرقاة الصعود بالسعود‪ ،‬أمير المؤمنين كسيد‬
‫المسلمين المنصور اآلتي عصره من المحاسن بما لم يأت بو عصر من العصور الذم حمى‬
‫اإلسبلـ فعز حماه بيمن دكلتو كصدؽ عزائمو كذلت األسود من سطوتو التي أفصحت بقطع‬
‫رؤكسها ألسنة صوارمو (ّ)‬
‫إماـ عبل قدران كشاد مفاخران ‪ ...‬إلى المجد يصبو حين يمسي كيصبح‬
‫بثاقب رأم طاؿ ما عاد ظافران ‪ ...‬كصادؽ عزـ نحو ما عز يطمح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ِّ/‬كما بعدىا) عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬بهم‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِْ/‬‬

‫(ّ‪)ٔٗ/‬‬

‫كبأس يقوؿ السيف أشفى لغيظو ‪ ...‬كحلم يقوؿ العفو أحلى كأملح‬
‫حمى الملك بالسيف اليماني كاصبحت ‪ ...‬تركح الرعايا في األماف كتسرح‬
‫كساعده المقدكر فالسعد خادـ ‪ ...‬لو بالذم يهواه كاليمن منجح‬
‫دكلتو باسمة الثغور‪ ،‬كأيامو مواسم للمسرة كالحبور‪ ،‬ككتائبو منصورة األلوية كاألعبلـ كمعاليو‬
‫أسندت أحاديثها العوالي ألسنة األسنة كتلقتها بالقبوؿ األعبلـ‪ ،‬بعزـ شديد آالف لو الحديد‬
‫كرأم سديد مظفر يدعي في تدبير الملك بالرشيد يرمي بسهاـ الغيب عن قوس اإلصابة‪،‬كيرفع‬
‫راية للمجد تلقاىا عنو ليمنو بيمنيو عرابة‪ ،‬كشمائل تفرعت عن دكحة [ٗٓجػ] النبوة كىب‬
‫[ُٔب‪-‬ب] منها نسيم القبوؿ‪ .‬كاتصلت بها أسباب السعادة فحدثت عن تيسير الوصوؿ‬
‫كجامع األصوؿ طابت فدلت عن طيب سريرتو كطالت فركع الملك بها فنادت على حسن‬
‫سيرتو‪ ،‬ال زاؿ منصوران مؤيدان مظفران ((بما يسره من الفتوحات كاإلنفعاالت مبشران))(ُ) كعليو‬
‫سبلـ يطيب نشره عبق في مقاـ المسرة عطره محفوؼ بنوامي البركات موصوؿ بجوامع‬
‫الدعوات يهدم من التحيات ما زكا كطاب كيؤدم حق التهنئة في فصوؿ أفرغت في قالب‬
‫البديع بفصل الخطاب حين نصبت خياـ األنس في ساحات السركر كمد النعيم ظبللو في‬
‫ركضات الحبور كغنت حمائم التهاني على غصوف الفرح كحركت معاطفها حوارم األنس‬
‫كجرت ذيوؿ المرح كأشرقت بدكر األماني في منازؿ السركر كالسعود كاستنارت لياليها من‬
‫محياؾ بالطالع المسعود (ِ)‬
‫فدامت لك البشرل بالعرس الذم ‪ ...‬بو اهلل يعطيك السركر كيمنح‬
‫يلوح طرازان الملك فوؽ جبينو ‪ ...‬يشير إلى تعظيمو كيلوح‬
‫الموشح‬
‫ي‬ ‫كيلبس منو الكوف بردان موشحان ‪ ...‬حكى كشيو نظم الهناء‬
‫بو افتر ثغر الدىر كارتقص المنى ‪ ...‬سركران كطير األنس جذالف يصدح‬
‫ألم تر أف الخيل ترقص فرحة ‪ ...‬كتبدم صهيبلن بالهنا تصرح‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)َٕ/‬‬

‫ىذا كأف أياـ المسرات مواسم إلدخاؿ األفراح على القلوب‪ .‬كأعياد يرتقب ىبلؿ قدكمها‬
‫فيسفر كجو األماني عند استهبللو مبشران بنيل المطلوب‪ .‬كقد عم ىذا السركر في ىذه األعراس‬
‫السعيد‪ ،‬كشملت بركتو كطابت نفحاتو للقريب كالبعيد‪ ،‬فما من أحد إالَّ كىو بالسركر يهني كفي‬
‫بركد النعيم كالفرح يثني سول بعض أرحامك الذين طالت عليهم المحنة فلم تلتذ أعينهم بسنة‬
‫كمضى عليهم في دار اإلعتقاؿ كالتأديب اثنتا عشرة سنة كحلمك قد شمل األقصى كاألدنى‬
‫كأسبل سوابغ النعم على كل [َٔجػ] من أساء كجنى فصار في العيش المهنى كقد رجونا أف‬
‫تهب عليهم نسمات العطف كالعفو كالرضا كتطفي ببردىا عنهم نار الغضب الذم ىو أحر من‬
‫جمر الغضاء‪ ،‬فليتفضل أمير المؤمنين بالنظر إليهم بعين الرأفة كالرحمة كيجعل ذلك من شكر‬
‫ما أسداه اهلل عزكجل من المنة كالنعمة ال سيما من قد أنحل طوؿ حلوؿ القيد منهما الساؽ‬
‫كجلٌب عليهم من الهموـ كالغموـ ما ال مزيد عليو كساؽ‪ ،‬كلو أني أعلم أف فيما التمست أدنى‬
‫خلل لما فهت في شأنهم ببنت شفة كألنكرت ما بيننا كبينهم من القرب كالرحامة كقطعت حبل‬
‫المعرفة كال عرضت عن طلب الصفح صفحان كلم أعالج لباب التعريف كالتنكير فتحان إال أني‬
‫كاثق بأف نار التأديب قد خلصتهم فصاركا كالذىب المصفى‪ ،‬كأف أمير المؤمنين ممن تهزه‬
‫األريحية في طلب فضلو فيهتز عند ذلك عطفان كقد كعد ككعده صادؽ كما أف جوده في أكثر‬
‫الحاالت على السؤاؿ سابق (ُ)‬
‫فعفوان أمير المؤمنين لك البقا ‪ ...‬كللوعد انجز دمت تعفو كتصفح‬
‫كصى اإللو بها فكم ‪ ...‬حنانيك تدميها القيود كتجرح‬
‫كصل رحمان ٌ‬
‫كقد طرحت في باب عفوؾ رحلها ‪ ...‬كقامت بأذياؿ الرضا تتمسح‬
‫كحاشا سجايا الحلم منك يردىا ‪ ...‬عن الصفح و‬
‫كاش للقطيعة يجنح‬
‫كدـ كابق في عز كخير كنعمة ‪ ...‬توالت فتولينا الجميل كتسمح[َِأ‪-‬ب]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ‪)ُٕ/‬‬

‫فقبل المنصور شفاعتو في إزالة(ُ) القيود عنهم [فقط] كبقي كلده إسماعيل في الحبس حتى‬
‫افضت الخبلفة إلى المهدم بن المنصور فأخرجو منو كما سبق في ترجمتو كأما أخوه المولى‬
‫الحسن فإنو توفاه اهلل تعالى في الحبس ككاف يدكر بين المترجم لو كبين كلده كإخوتو نفايس‬
‫المذاكرة كرقائق األشعار على اختبلؼ المقاصد ككل ذلك مذكور في ديواف شعره الذم جمعو‬
‫كلده إبراىيم بن محمد في مجلد كسماه‪(:‬سلوة المشتاؽ في نظم المولى محمد بن إسحاؽ)‬
‫كىو ديواف نفيس[ُٔجػ] رتبو على الحركؼ‪ ،‬ككاتب المولى المترجم لو جماعة من األكابر‬
‫منهم المولى األمير كالمولى ىاشم الشامي كالقاضي أحمد الحيمي صاحب (طيب السمر)‬
‫كالقاضي علي بن محمد العنسي كالمولى زيد بن محمد بن الحسن كالمولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير كغيرىم كشعره في الذركة العليا من الببلغة‪ ،‬أخبرني شيخ اإلسبلـ البرىاف عن كالده‬
‫خاتمة الحفاظ الوجيو قاؿ سألت المولى محمد بن إسحاؽ عن أشعر من رأل من أىل عصره‬
‫فقاؿ‪( :‬أشعرىم القاضي علي العنسي)‪ ،‬فقلت لو فمن أشعر الرجلين أنتم أـ القاضي علي ففكر‬
‫ساعة ثم قاؿ المولى كثرة لؤليماف التي يحلف بها القاضي علي لكاف أشعر مني) كقاؿ شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو كاف المولى محمد إذا أنشد بحضرتو الشعر الركيك تحدر العرؽ من جبينو‬
‫كظهر الحيا في كجهو حتى كاف بعض األعياف يجعل ذلك أمارة لضعف الشعر كلم يزؿ المولى‬
‫محمد ناشران للعلم مدرسان في فنونو رحلة للطالبين ملحان للقاصدين مقصودان من جميع البلداف‬
‫مأكل للوافدين كافبلن لؤلرامل كاأليتاـ رحمةن للضعفاء كالمساكين يصلهم بالصبلت النافعة كيقرر‬
‫لهم المقررات الكبيرة في كل شهر كاستمرت تلك المقررات في حياتو كبعد مماتو لمن اتصل‬
‫بو إلى ىذا التاريخ كبالجملة فكرمو كجوده من اآليات الباىرة كأما حسن خلقو كتواضعو كحسن‬
‫تودده ككثرة حيائو كغير ذلك من الفضائل فذلك شيء يكل القلم عن استقصاء شرحو ككاف‬
‫كثير البكاء من خشية اهلل‪،‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬ىح ٍّل‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٕ/‬‬

‫كثير الخضوع كالعبادة‪ ،‬فإذا كعظو أحد بلت لحيتو من البكاء‪.‬‬


‫[مشايخو كمن أخذ عنو]‬
‫كقد تخرج عليو جماعة من العلماء كأخذ عن الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجي في‬
‫األمهات أياـ كفادتو إلى صنعاء في خبلفة المنصور كأجاز لو كاتصل بو كأجاز لو أيضان الشيخ‬
‫محمد الطيب المغربي ككاتبو كلم يزؿ على حالو الجميل حتى‪.‬‬
‫[كفاتو كمراثيو]‬
‫توفاه اهلل في شهر شواؿ سنة(ُُٕٔىػ)‪ ،‬في (بير العزب) كدفن بخزيمة كشهد الصبلة عليو‬
‫ألوفان مؤلفة من أىل صنعاء حتى تعطلت المساجد [ِٔجػ] كاألسواؽ كرثاه جماعة من األعبلـ‬
‫منهم المولى أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ [القاسم بن محمد] (ُ)‬
‫بقصيدة منها‪:‬‬
‫قضى من قضى اهلل العلى بفضلو‬
‫على من حواه العصر أك من تقدما‬
‫محمد المحمود في الناس فعلو‬
‫كحاكم خبلؿ النبل فذان كتؤما‬
‫إماـ حول للمجد شمبلن مجمعان‬
‫ككجهان كماالن في األناـ مقسما‬
‫إماـ جرل في حلمو العلم سابقان‬
‫فكل محل فيو صلى كسلما‬
‫غدا لشتيت العلم في الناس ملكان‬
‫كال غرك إف أصبحت فيو متمما‬
‫مضى بعدما أمضى كالسيف عزمو‬
‫كقلد أعناؽ البرية أنعما‬
‫كأسبغ من أعدائو الوحش في الوغى‬
‫كركل لعمرم منهم األسل الضما‬
‫فعز بني المنصور قاطبة بو‬
‫كعرشان من الملك المسمع تلثما‬
‫فإف كاف قيس ىلكو ىلك كاحد‬
‫كلكنو بنياف قوـ تهدما‬
‫فللو بدران صار في الترب آفبلن‬
‫كخلف من أكالده الغر أنجما‬
‫كطودان على األيدم يشاؿ لحفرة‬
‫كبحر علوـ غاص من أف طما [َِب‪-‬ب]‬
‫كمنهم القاضي محمد بن أحمد مشحم بقصيدة طويلة في كزف ىذه المتقدمة كضمن فيها أيضان‬
‫البيت المشهور فقاؿ فيها‪:‬‬
‫تكسر جمع الفضل يوـ كفاتو ‪ ...‬ككاف بو كاهلل جمعان مسلمان‬
‫حقيق بأنواع المحامد كالرثا ‪ ...‬حليف بو ما قيل فيمن يقدما‬
‫كمنهم المولى علي بن إبراىيم عامر بقصيدة أكلها‪:‬‬
‫أىكذا الشم قد تنهار ً‬
‫للحين‬
‫أـ ىكذا يتوارل الشهب في الطين‬
‫أـ كذا الموت ال يبقى على أحد‬
‫كالدىر حاالتو تبدك بتلوين‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] من المحقق‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕ/‬‬

‫فكم تثور جيوش من حوادثو‬


‫حتى يبدؿ تحريك بتسكين‬
‫إف قيل ماذا نعى الناعوف قيل‬
‫لهم ىبوط عرش من العليا موصوف[ّٔجػ]‬
‫كانت أبحر للعلم زاخرة‬
‫كاىان ألبحره ضمت بتكفين‬
‫عز البرية في العزم أجمعهم‬
‫فموتو كصمت اإلسبلـ كالدين‬
‫مات الوفا كصافي الوصل كانقشعت‬
‫سحب العطا فهل تبكي لمدفوف‬
‫لو كاف يجدم بكائي الستعرت‬
‫لعيني البحار فليس الدمع يكفيني‬
‫كنت األحق عليو بالبكاء فبل‬
‫صبرم لطيع كال األجفاف تعصيني‬
‫فكم أنوح إذا ناح الحماـ ككم‬
‫أساجل السحب يبكيها كيبكيني‬
‫كىي طويلة‪:‬‬
‫كمن شعر المولى محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل تعالى قولو‪:‬‬
‫أفاطم ىل يمضي الزماف الذم أغبر‬
‫سريعان كما يمضي الزماف الذم أخضرا‬
‫كيقضي لنا عود الليالي التي انقضت‬
‫كعزتها من نور طلعتك الغرا‬
‫ليالي تقضت فانقضى كل طيب‬
‫فإف يع ٍد ىف عادت طيبات لنا أخرل‬
‫سقى عهد نجد عاد أك لم يعد حيىا‬
‫بنمى الربا أف ال يمر كما مر‬
‫حيا قد رأل الرأم كإف أثار برة‬
‫على كل أرض قد تعهدىا ىعبرا‬
‫فارض عليها مد جودان بساطو‬
‫كأخرل عليها العين من كفو أجرل‬
‫كأرض خلى من غصنها موضع الحلى‬
‫فزين منو الساؽ كالكف كالنحرل‬
‫كأرض كسى من دكحها ما تمزقت‬
‫بأيدم الشتا أثوابو فاشتكى الضرا‬
‫ككم راية حمرا ينشرىا على‬
‫بذم و‬
‫شايك شاكت كثيبتو الخضراء‬
‫ككم درىم ألقت كدينار صرة‬
‫يداف فخذ ما أحمر كأبيض كأصفرا‬
‫ككم صرة (ُ) في كف غصن كأنو‬
‫يحاكؿ يلقيها فتشغلو أخرل‬
‫ككم طائران بدل نشاطان كفرحة‬
‫كمدلو صوتان كشاد لو ككرا‬
‫كبات على األغصاف يمتدح الحيا‬
‫كيودع ما أمبله أكراقو الخضرا‬
‫ككرؽ يربك الطير نشرلوائها‬
‫كيطوم إذا قامت على صعدة حمرا‬
‫مناقيرىا أضحت مزاميرىا ٌأما‬
‫ترل نفحها فيها تحيد لها الزمرا‬
‫فللو أثار الحيا ما أعمها‬
‫كانظرىا مرأل كأطيبها نشرا[ْٔجػ]‬
‫لقد بات يثني الطير كالوحش كالثرا‬
‫عليو كما أحلى الند إف جنى الشكرا‬
‫__________‬
‫بالصرر كالمحاكلة طرحها‬
‫(ُ) علق في النسخة (جػ) بقولو‪ :‬المراد تشبيو نحو السفرجل كالرماف ي‬
‫كىو من التشابيو الملوكية‪.‬‬

‫(ّ‪)ْٕ/‬‬

‫كهلل قلبي ما أشد اصطباره‬


‫إذا قيل أف الخطب قد مزؽ الصبرا‬
‫إذا قست األياـ يزداد قسوة‬
‫فنقلب الحنا حين ترا ضحرا‬
‫رمتو خطوب الدىر مخطيةن فلم‬
‫تصب قط إال الرأس في الناس كالصدرا‬
‫كجر ٍعنىو البلكا فاستفرغت لو‬
‫َّ‬
‫فضايلو صبران بو استعذب الصبرا‬
‫كمن مقطعاتو في إيهاـ التأكيد‪:‬‬
‫رأل الصب عذالة في الهول ‪ ...‬يقولوف ىذا فتاىا فتاىا‬
‫كباح بما كاف يخفيو من ‪ ...‬لقاىا كذكرل كفاىا كفاىا‬
‫كلو فيو‪:‬‬
‫تفاعلت لما أطاؿ الصدكد ‪ ...‬فبشرني الفاؿ باإلتصاؿ‬
‫كقالوا كقد زارني ىل كفا ‪ ...‬فقلت كفالى كفالي كفالي‬
‫كلو فيو‪:‬‬
‫يا عاذلي كيف سلوام عن ‪ ...‬غيد أىواىا ما عذرا‬
‫ما إف نظقت كزنت إال ‪ ...‬كترل سهمان كترا كترا‬
‫ك‬
‫كلو مضمنان‪)ُ( :‬‬
‫ال كاف ىذا الطبيب من رجل ‪( ...‬سعى) (ِ) لقلع الثنية الحسنو‬
‫صيرىا في يديو مفردة ‪ ...‬كمستهاـ مفارؽ كطنو‬
‫تنشد إف الح برؽ مبسمها ‪ ...‬كىي لدل كلبتيو مرتهنة [ُِأ‪-‬ب]‬
‫يا بارؽ أذكى الحشا حزنو ‪ ...‬منزلنا بالعقيق من سكنو (ّ)‬
‫كلو‪:‬‬
‫يا من لو رتبة في كل مكرمة ‪ ...‬عليا كمن يخجل الزخار في كرمو‬
‫متى أقبل كفان ليس يكذب من ‪ ...‬يقوؿ كاهلل لهي البحر في قسمو‬
‫كىذا يحمل أف يكوف الجناس المعنوم كلكنو غير تجنيس األضمار كتجنيس اإلشارة‪ ،‬بل نوعان‬
‫ثالثان كيحتمل أف يكوف من الطاعة كالعصياف ألنو أراد الجناس بين يمين كيمين فلم يساعده‬
‫الوزف فجاء بيكذب كقسمو‪.‬‬
‫كلو في التشريع مكاتبان بها المولى عبد اهلل بن علي الوزير رحمهما اهلل تعالى‪:‬‬
‫كىديرىا[ٓٔجػ]‬
‫ي‬ ‫صب يهيج شجونو كينشرىا ‪ ...‬سجع الببلبل في الربا‬
‫أبدان تمد لو بكأس في الضحى ‪ ...‬أكفى األصايل ال تزاؿ تديرىا‬
‫حمران تمزج بالشبيو من البكا ‪ ...‬أكبالمقابل حين يجلي نورىا‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ (ّ‪ )ُٕ/‬كلو‪ :‬كقد قلعت إحدل خطاياه بعض ثناياه فقاؿ مضمنان لبيت‬
‫الحاجرم‪.‬‬
‫(ِ) في نشر العرؼ‪( :‬أىول)‪.‬‬
‫(ّ) الشطر األكؿ من ىذا البيت في نشر العرؼ ىكذا‬
‫باهلل يا برؽ در مبسمو‬

‫(ّ‪)ٕٓ/‬‬

‫كلقد تثنى كانثنى فحكتو إذ ‪ ...‬ذاؾ الذكايل ميلها كضمورىا‬


‫كالبرؽ قد جذب الكرل عن ناظرم ‪ ...‬منو سبلسل ال يطاؽ سعيرىا‬
‫تعبيرىا‬
‫كنسيم نجد عبٌرت للصب عن ‪ ...‬تلك المنازؿ حبذا ي‬
‫إلي تحيةن في ضمنها ‪ ...‬مسك الغبليل فايحان كعبيرىا‬
‫أىدت َّ‬
‫كرأتو إذ كافت عميدان مغرمان ‪ ...‬عنكم يسائل ما استمر مركرىا‬
‫ثم انثنت كتحملت في طيها ‪ ...‬عني رسائل ال يرل مستورىا‬
‫حتى الحيا نجدان كأيامان مضت ‪ ...‬فيو قبليل ال يجود كبيرىا‬
‫أباف يدنوا طيها كيعن لي ‪ ...‬ظبي الخمائل سانحان كغريرىا‬
‫كمتى تلوح شموسها يا صاح من ‪ ...‬تلك المعاقل للشجي كبدكرىا‬
‫كبي التي أضحت تواعد باللقا ‪ ...‬لكن تماطل بالوفا شهورىا‬
‫بيضاء تحجب كصلها بيض الضبا ‪ ...‬ككذا العواسل كالجماؿ قصورىا‬
‫خود غدايرىا لصيد قلوبنا ‪ ...‬أضحت حبايل ال تفك أسيرىا‬
‫كحيوتها ما صدني عن دارىا ‪ ...‬إال شواغل صبوتي كأمورىا‬
‫و‬
‫حاسد كمراقب كمعنف ‪ ...‬أضحى يقاتل إف أردت أزكرىا‬ ‫من‬
‫أيركح عندم أك يركؽ كيرتضي ‪ ...‬قوؿ العواذؿ كالوشاة كزكرىا‬
‫حاشى ككبل لومها لي فيك من ‪ ...‬أقول الدالئل فاسمعي كنكيرىا‬
‫كإذا أبيت أتيت يحكم بيننا ‪ ...‬فخر األفاضل ملكها ككزيرىا‬
‫الفاضل المشهور فياض الندل ‪ ...‬خير األماثل شيخها ككبيرىا‬
‫كهف اليتامى كاألرامل غوثها ‪ ...‬عز القبائل سيفها كنصيرىا‬
‫رب(ُ) الفضائل ال يغيب بدكرىا ‪ ...‬جم الفواضل ال يغور بحورىا‬
‫ظفر األكاخر في مفاخرة على ‪ ...‬كل األكايل أف أضر فجورىا[ٔٔجػ]‬
‫ال زاؿ نوران في البرية ساطعان ‪ ...‬يجلو النوازؿ إف دجى ديجورىا‬
‫كلو بعد كفاة أخيو الحسن كسلك طريقة جامعة بين التشتيت كالوعظ كالرضا كالتوسل أكلها‪:‬‬
‫تذكرت بعد البيت عهد الحاذر‬
‫سواجي الرنا نجل العيوف الفواتر‬
‫رشاؽ القدكد السمهرية إف بدت‬
‫بدا لك في األغصاف كسر الخواطر‬
‫يفوح إذا حركن أعطافهن أك‬
‫تنفس أنفاس الغوالي العواطر‬
‫كيبدك إذا أرسلن مظفور مرسل‬
‫أتيت كبيض الطيب بين الظفاير‬
‫إذا افتر منها الثغر فالدُّر آخذ‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬جم‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٔ/‬‬

‫من الغيظ من أجيادىا بالحناجر‬


‫منها‪:‬‬
‫كما العشق إال مظهر الحسن فامض في‬
‫مناىجو كاعجب لشأف المظاىر‬
‫كال تصح من سكر الغراـ فمن صحا‬
‫العذاؿ ضغمة زاير‬
‫أحس من ي‬
‫كخاؼ عيونان أرصدت لحراسة‬
‫كصادؼ في المرصاد فاضح زاير‬
‫كسار إلى كصل الغواني محاذران‬
‫كىل يدرؾ اللذات دكف محاذر‬
‫فخض غمرات العشق تخلص إلى اللقاء‬
‫كتظفر بمكنوف البحار الزكاخر[ُِب‪-‬ب]‬
‫فمن ىاجو موج الزكاخر لم يصل إلى‬
‫الغاية القصول كفوز المخاطر‬
‫كمن يطلب العليا بهمة قاص ور‬
‫يىػ يعد بعد أف أعى بصفقة خاسر‬
‫كليس الفتى إال الذم يبلغ المنى‬
‫بقوة عزـ للسيوؼ كاسر‬
‫يقوؿ لو انهض للمراد مشمران‬
‫كمد إلى ما رمت ساعد جاسر‬
‫ككن كسطان فيما ظفرت بنيلو‬
‫فتى غير مغلوب كال متجاسر‬
‫ككن مخلصان هلل ربك طايعان‬
‫لو في النواىي كلها كاألكامر‬
‫كصم على ىدم النبي محمد‬
‫يديك كقل حسبي بو فهو ناصرم‬
‫كال تتبع رأم المخالف ىديو‬
‫لنصرة آباء مضوا كعشائر‬
‫نجاتك يا باغي الهد في اتباعو‬
‫كاتباعو الناجوف في اليوـ ً‬
‫اآلخر‬
‫ككن مكثران من ذكرؾ الموت خائفان‬
‫ففي كثرة الذكرل انبعاث الزكاجر‬
‫كفيها رباط النفس من كل غايب‬
‫من الشهوات الملهيات كخاطر‬
‫كفيها إدخار الزاد للسفر الذم‬
‫أكابرنا فيو كمثل األصاغر[ٕٔجػ]‬
‫كىي طويلة‪:‬‬
‫[(ُِّ) محمد بن عبد اهلل بن الحسين الصنعاني] (ُ)‬
‫(ََُٔ‪ُُّٔ-‬ىػ‪)ُِّٕ-ُْٕٔ/‬‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫المولى أبو يحيى بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن الحسين بن المنصور القاسم محمد عليو‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬طيب السمر (خ)‪ ،‬نسمة السحر‬
‫(ّ‪ ،)ُُٔ-ُُِ/‬البدر الطالع (ِ‪ ،)َُٗ/‬نشر العرؼ (ِ‪ ،)ُْٕ/‬معجم المؤلفين‬
‫(ُ‪ ،)ِّ/‬طبقات الزيدية (القسم الثالث)‪ .‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِِٗ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٕ/‬‬

‫العبادة‪ ،‬إماـ أىل العلم كالفضل‬


‫ىو العبلمة المتقن الجليل‪ ،‬الرئيس العظيم‪ ،‬الشاعر البليغ ٌ‬
‫كالزىادة كلد بمدينة (ذمار)‪ ،‬كنشأ بها كقرأ العلوـ الفقهية حتى برز كفاؽ المشايخ ثم حقق‬
‫سائر العلوـ كارتحل إلى (صنعاء) فاشتغل بالتدريس كانتهت إليو رئاسة الفتيا‪ ،‬كقصد لحل‬
‫يعوؿ كلو الخط الحسن‬
‫المشكبلت من جميع األقطار اليمنية كصار كبلمو ىو الذم عليو ٌ‬
‫كاللفظ المستحسن ككتبو في غاية الصحة كالضبط كثير التقييد بالكتابة ألكابد الفوائد‪ ،‬كظهر لو‬
‫صيت في الفتيا عظيم حتى أطلق عليو المفتي‪.‬‬
‫[بعض أحوالو ككفاتو]‬
‫كدخل إلى المشرؽ(ُ) في إباف شيبتو مع من دخل من آؿ اإلماـ بتجهيز المؤيد باهلل بن‬
‫المتوكل لهم كذلك في سنة أربع كتسعين كألف كجعل أمير األمراء المولى الحسين بن المهدم‬
‫أحمد بن الحسن يتوقفوا ككاف المؤيد قد أمر األمراء أف ال يباشركا القتاؿ حتى يأمرىم فلم‬
‫توقفوا على أمره ككانت الدائرة عليهم كممن قتل ىنالك المولى أحمد بن محمد بن الحسين‬
‫بن المنصور ككاف يلقب (بحجر) لكثرة صمتو كإلى ذلك أشار المولى الحسين بن عبد القادر‬
‫ككاف من جملة الداخلين إلى المشرؽ‬
‫كددت مصرع موالنا الصفي كال ‪ ...‬الرجوع في سلك قوـ بعد ما كسركا‬
‫فصرت أنشد من كرب كحزف ‪ ...‬ما أطيب العيش لو أف الفتى حجر‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٕ/‬كسار في أياـ شبيبتو في سنة(َُْٗىػ) آؿ اإلماـ إلى جهة‬
‫يافع أياـ اإلماـ المؤيد باهلل محمد بن المتوكل إسماعيل بن القاسم تحت قيادة المولى العبلمة‬
‫الحسين بن المهدم أحمد بن الحسن‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٖ/‬‬

‫كلم يزؿ المؤيد يوبخهم في مخالفة أمره‪ ،‬كأمر شاعره األنسي الصغير أف يقرعهم بقصيدة‬
‫كأما المولى الحسين بن المهدم فمضى (تعز) حنقان على األمراء بعدـ‬
‫أنشدت في محفل جامع َّ‬
‫اإلمتثاؿ كأقسم أف ال يبرح عن (تعز) حتى يوافيو الموت كأنف أف يبلقي المؤيد على ذلك‬
‫الحاؿ فلبث في تعز حتى توفي سنة خمس كتسعين كألف ككاف صاحب الترجمة منظوران بعين‬
‫الكماؿ كالسيادة كالجبللة كالفخامة ككاف يؤمل للقياـ باألمر بعد صاحب شهارة كما [ٖٔجػ]‬
‫تقدمت اإلشارة إلى ذلك كلم يزؿ على حالو الجميل حتى تكذر خاطره ىو كالمولى محمد بن‬
‫إسحاؽ كالمولى محمد بن الحسين في سنة (ُُّٔىػ) فهربوا من (صنعاء) خفية كبويع‬
‫المولى محمد بن إسحاؽ ككاف خركج صاحب الترجمة معهم على أنهم يبايعونو كلما لم يبلغ‬
‫مراده اشتعلت حرارتو في جوفو‪.‬‬
‫فتوفاه اهلل تعالى في سنة ستة كثبلثين كمائة كألف (ُُّٔىػ) بقرية يقاؿ لها (ىادـ) ككاف‬
‫أكالده بصحبتو فرجعوا إلى المتوكل بعد موت كالدىم‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة قولو مكاتبان للقاضي علي العنسي رحمهما اهلل تعالى (ُ)‬
‫كرر أحاديث سلع لي كمن فيو‬
‫من األحبة فيما أنت راكيو‬
‫كىات خبٌر عن األحباب ما فعلوا‬
‫ككيف خلفت في سلع غوانيو‬
‫فإف لي فيهم بدران لطلعتو‬
‫تعنوا المبلح كليس البدر يحكيو‬
‫لًق ٌده تخجل األغصاف من خجل‬
‫إذا تمايل من سكر كمن تيو‬
‫في خده الورد مطلوؿ كتحرسو‬
‫سهاـ عينيو عن قطف كتحميو‬
‫كعنقو عنق ظبي ريع في قنص‬
‫كالسكر كالعسل الماذم في فيو‬
‫أما العيوف كما أدراؾ ما ىي إف‬
‫كصفتها ىات قل لي إيش أحكيو‬
‫فواتر ناعسات زانها كطف‬
‫ىيهات ما كطف االدما يدانيو‬
‫فغ‬
‫محاسن لست أحصي كصفها كلقد‬
‫عجزت عن كصف بعض رمت أبديو‬
‫كلي إليو اشتياؽ ال يحد كقد‬
‫أجرل الدموع غزاران من مآقيو‬
‫كشرد النوـ عن جفني القريح بو‬
‫كبات عني خلى القلب ساليو‬
‫اهلل يا فاتر األجفاف في كصب‬
‫عذبتو بالجفا كالصد كالتيو‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُٕٖ-ُٕٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ‪)ٕٗ/‬‬

‫أقصيتو في الهول ظلمان ببل سبب‬


‫من بعد ما كنت ىم َّر تدنيو‬
‫حملتو بالتجافي فوؽ طاقتو‬
‫يكفيو ما قد مضى يكفيو يكفيو‬
‫لم تدر ماذا بو األشواؽ قد فعلت‬
‫إذ أنت في جانب (عما) يعانيو‬
‫أعرضت عني ببل ذنب كال سبب‬
‫فدتك نفسي كقلبي فيو ما فيو[ٗٔجػ]‬
‫في الحسود كقد‬
‫سمعت ما قالو ٌ‬
‫عرفت من قصده ما صار يخفيو‬
‫عذبت قلبي كفيو سكنت فمن‬
‫سواؾ عذب قلبان كىو ثاكيو‬
‫بالهجر حملتو مالو تحملو‬
‫رضول لدكت لما يلقى صياصيو‬
‫خربٌت ربع اصطبارم بالصدكد فوا‬
‫لهفي إذا لم يكن بالوصل بانيو‬
‫هلل أياـ كصل منك لي سلفت‬
‫كال رقيب كال كاش نيداجيو‬
‫مرت فما كاف أحبلىا كقد تركت‬
‫شوقي إليها كثيران لست أحصيو‬
‫كال يزاؿ لها ذكر على خلدم‬
‫ككيف أنسى زمانان غاب كاشيو‬
‫أيامو باللقا قد أشرقت كزىت‬
‫حقان كقد أسفرت عنو لياليو‬
‫فغ‬
‫يا ساحر المقلة النجبل التي سلبت‬
‫بغنجها قلب صب أنت مقصيو‬
‫أسى‬
‫ضل فيك ن‬‫عطفان على مغرـ قد َّ‬
‫كجسمو ناحل مما يعانيو‬
‫إف كاف قلبك قل لي قي َّد من حجر‬
‫قاس ففي الحجر القاسي الذم فيو‬
‫فإف منو لما تبدك المياه بو‬
‫كىابط مشفق من خوؼ باريو‬
‫فخذ بوصلك كاسمح أك فعدني إف‬
‫عز اللقا كارث لي مما أقاسيو‬
‫ما كاف ذنبي فيما قد علمت بو‬
‫إليكم غير كد ال يرل فيو‬
‫أحطت بو‬
‫ي‬ ‫كإف يكن لي ذنب ما‬
‫علمان كصح لكم من نقل راكيو‬
‫فسامحو الصب فضبلن كانظركا كرمان‬
‫فيو كجدكا سريعان في تبلقيو‬
‫كفي ضميرم أمر لست أذكره‬
‫خوؼ الوشاة كلكن أنت تدريو‬
‫كال أزيدؾ تعريفان بو أبدان‬
‫فصاحب البيت أدرل بالذم فيو‬
‫كإف تغاضيت عن أمرم عدت إلى‬
‫ذكر الجمالي قاضي الشرع مفتيو‬
‫كأجاب عليو القاضي علي بقصيدتو التي أكلها (ُ) ‪:‬‬
‫لبٌاؾ سائل دمعي من مآقيو‬
‫يا عارضان بات يطوم األفق ساريو‬
‫خذ أدمعي ً‬
‫كاسق من باب الحمى طلبل‬
‫تحملت عن معانيو غوانيو‬
‫كمل إلى الرمل من كادم العقيق كقف‬
‫إذ سلكت بواديو بواديو[َٕجػ]‬
‫معنَّى أضاعتو أحبتو‬
‫كانش يد ى‬
‫حتى تباكت لو حزنان أعاديو‬
‫__________‬
‫(ُ) أكردىا زبارة في نشر العرؼ (ّ‪ )َُٖ-ُٕٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)َٖ/‬‬

‫يطارح الورؽ أشجاف الهول سحران‬


‫حتى ترؽ لو حزنان فتبكيو‬
‫كيؤلم البرؽ شكواه عليو دجان‬
‫فيستطير شعاعان من تلظيو (ُ)‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫في أفراؽ الثغر النظيم ‪ ...‬ىوام ال في ريم حاجر‬
‫قمر أبيت ألجلو ‪ ...‬جنح الدجى أرعى الزكاىر‬
‫كغدكت في عشقي لو ‪ ...‬مثبلن من األمثاؿ ساير [ِِب‪-‬ب]‬
‫غصن من العقياف ‪ ...‬معسوؿ اللما المسكي عاطر‬
‫درم الثنايا طرفو ‪ ...‬الفتاف لؤللباب ساحر‬
‫سامي التليل مورد ‪ ...‬الخد النقي ساجي النواظر‬
‫كالغصن لينا ينثني ‪ ...‬بين القطايف كالصراصر‬
‫كلو من البلور جسم ‪ ...‬ناعم األعطاؼ ناضر‬
‫ريم كلكن كم سبى ‪ ...‬بلحاظو األسد الخوادر‬
‫يهدم بضوء جبينو ‪ ...‬من ضل في ليل الغداير‬
‫دع ذكر غزالف الحمى ‪ ...‬أيضان كأكصاؼ الجأذر‬
‫فمعذبي في كجهو ‪ ...‬للحسن آيات بواىر‬
‫أضحى يحل عن المماثل ‪ ...‬في سناه كالمناظر‬
‫كإذا أظفرت بمثل من ‪ ...‬أىول فقل إف كنت قادر‬
‫ما البدر عند تمامو ‪ ...‬يحكيو حسنان كىو سافر‬
‫كم قلت للبدر المنير ‪ ...‬كقد بدل في األفق زاىر‬
‫أتراؾ تحكي ثغره ‪ ...‬متبسمان كالفوؽ ظاىر‬
‫[(ِِّ) محمد بن زيد الصنعاني] (ِ)‬
‫(ََُٗ‪ُُْٗ-‬ىػ‪ُّٕٔ-ُٕٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في نشر العرؼ (ّ‪.)َُٖ-ُٕٖ/‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬ملحق البدر الطالع (ُٖٗ‪ ،)ُٗٗ-‬معجم المؤلفين‬
‫(َُ‪ ،)ُّ/‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ ،)ُّٔ/‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ٗٗ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ٖٗٗ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ُّٔ-ُُٔ/‬مصادر الفكر للحبشي (ِْٗ)‪ ،‬طبقات‬
‫الزيدية (القسم الثالث)‪ ،‬الركض األغن(ّ‪ ،)ْٓ/‬كفيو‪ :‬محمد بن زيد بن الحسن بن اإلماـ‬
‫القاسم‪ ،‬كقد اختلف في تأريخ كفاة صاحب الترجمة‪ .‬ينظر نشر العرؼ (ّ‪.)ُُٔ/‬‬

‫(ّ‪)ُٖ/‬‬

‫المولى بدر الدين محمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن اإلماـ المنصور القاسم بن محمد‬
‫كبقية نسبو تقدـ ىو المعركؼ إماـ العلوـ‪ ،‬كمحقق الحدكد كالرسوـ‪ ،‬كاف كحيد عصره في علم‬
‫المعاني كالبياف ال يشاركو فيو أحد لكماؿ عنايتو بو قراءةن كإقراء مع مشاركتو في العلوـ العقلية‬
‫كالنقلية‪ ،‬كتخرج على كالده كلو أنظار ثاقبة كجوابات نفيسة‪ ،‬ككاف شديد التواضع حسن‬
‫األخبلؽ معظمان عند الخاصة كالعامة موثران للخموؿ‪ ،‬كلو شعر قليل فمنو ما كتبو إلى المولى‬
‫يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد بن المنصور صاحب (النسمة) كىو (ُ) ‪:‬‬
‫قلت لما رأيت أسنى مرادم ‪ ...‬ظبية بالعقيق حلت فؤادم‬
‫أرحمى من غدا أسير اشتياؽ ‪ ...‬كصليو بغفلة الحساد‬
‫فأشارت إلى الحسود كقالت ‪ ...‬كيف أخفى على عيوف األعادم[ُٕجػ]‬
‫كجبيني كالبدر يسطع نوران ‪ ...‬حاضر يستنير فيو كبادم‬
‫قلت لكن أتى إليو بليل ‪ ...‬فدجى الليل كم لو من أيادم‬
‫كأضيفي إلى سواد الليالي ‪ ...‬فحم شعر أكرـ بو عن سواد‬
‫أضربت عن صدكدىا ثم قالت ‪ ...‬صاح أبشر بصادؽ الميعاد‬
‫فأسرت ثم سرت بظبلـ ‪ ...‬من أطارت من األماقي رقادم‬
‫بات خمرم بديدىا ثم أضحى ‪ ...‬ساعداىا دكف األناـ كسادم‬
‫كأحارت عقولنا بعيوف ‪ ...‬كخدكد كقدىا المياد‬
‫كبجيد فيو الآللئ كثغر ‪ ...‬صح فيو دكا العليل الصادم‬
‫فيو در شبهتو بنظاـ ‪ ...‬لمليك أكرـ بو من جواد‬
‫فراجعو (ِ) بقولو كضمن كثيران من إعجاز قصيدة (أبي العبل المعرم) الدالة المشهورة (ّ)‬
‫كاصلينا كلو بطيف السهاد ‪ ...‬إف ً‬
‫أذنت بأف يلم رقادم‬
‫فاذكرينا فأنت منذ نأينا ‪ ...‬ما مللنا بأف يلم رقادم‬
‫كأسألي نسمة الصبا عن ىوانا ‪ ...‬إف عند الصبا حديث الفؤاد‬
‫كالحمامات فاسأليها على ما ‪ ...‬صدحت فوؽ فرعها الميٌاد‬
‫كلماذا يحن حجلك إال ‪ ...‬رحمة للمصدؽ الميعاد‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) أم صاحب نسمة السحر السالف الذكر‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِّ-ُِٔ/‬عن ما ىنا‪ .‬كما حصر بين ( ) من قصيدة المعرم‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٖ/‬‬

‫لست أنسى من الرضاب اغتباقي ‪ ...‬ليلة الوصل في ذىوؿ األعادم‬


‫ً‬
‫بالجاد‬ ‫كجبينان كأنو من لجين ‪ ...‬قد طلى بالنضار ال‬
‫بين صدغين أطلعاه ىبلالن ‪ ...‬كشركؽ الهبلؿ جنح السواد‬
‫كثنايا لوال العذكبة فيها ‪ ...‬خلتها سمط لؤلؤ النضاد‬
‫الع َّوادم‬
‫فبعيني أياـ كصلك عودم ‪ ...‬كأقلي تردد ي‬
‫كطركؽ الخياؿ لو ذقت يومان ‪( ...‬غير مجد في ملتي كاعتقادم)‬
‫ما ثنى عنك أك مديح ابن زيد ‪( ...‬نوح شاد كال ترنم شادم)‬
‫سر لما نشا المعالي (أضعػ ‪ ...‬ػ ػػاؼ سركر من ساعة الميبلد)‬
‫ِّ‬
‫فتراه كالوفد تترا إليو ‪( ...‬ضاحكان من تزاحم األضداد)‬
‫لم يكن مثل علمو كحجاه ‪( ...‬في قديم العصور كاآلباد)‬
‫بأسو أك نداه كم قد أبادا ‪ ...‬من قتيل كآنسان من تبلد‬
‫كل ضد لو كإف عز قدران ‪( ...‬من لقاء الردل على ميعاد)‬
‫شاد لي ذكره من النظم كالنػ ‪ ...‬ػثر ما لم يشده شعر زياد [ِّأ‪-‬ب]‬
‫أدرؾ الحاسدين في الجد كالفض ‪ ...‬ػل ىواف اآلباء كاألجداد)[ِٕجػ]‬
‫باذالن للنضار كالفضة البيضا ‪ ...‬بذالن يفيض دمع الفؤادم‬
‫ىل ترل ظنو بأف(أديم األرض ‪ ...‬إال من ىذه األجساد)‬
‫ىاكها بنت ليلة زؼ منها ‪ ...‬غادة الحسن كالكماؿ كدادم‬
‫كابق في نعمة تزيد المعالي ‪ ...‬بهجة مثل مجدؾ الوقاد‬
‫[(ِّّ) محمد بن زيد بن المتوكل] (ُ)‬
‫(َُٔٗ‪ُُٔٔ-‬ىػ‪ُّٕٓ-ُّٖٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى بدر الدين أبو إسماعيل محمد بن زيد بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم‬
‫المعركؼ بالفهامة‪ .‬ىو الرئيس المعظم األجل األديب كاف ذا فضل كأدب كعلم‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬الثفر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪،)ُُٔ-ُٕٓ/‬‬
‫ملحق البدر الطالع ص(ُٖٗ)‪ ،‬كفيو توفي بذمار سنة (ُُْٔىػ)‪ ،‬مطلع األقمار(بتحقيقنا)‬
‫تأريخ مدينة ثبل (ِ‪/‬خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٖ/‬‬

‫ناب في بدء الحاؿ على المولى يحيى بن علي بن المتوكل بػ (صنعاء) في دكلة صاحب‬
‫المواىب‪ ،‬ثم كلى مدينة(عدف) فلبث بها شهوران‪ ،‬ثم عزؿ ثم كلي (ثبلء) زمانان كلم يزؿ يتقلب‬
‫في األعماؿ لصاحب المواىب كنكب معو في آخر أيامو كسكن (صنعاء)‪ ،‬ثم كلي للمتوكل‬
‫[القاسم بن الحسين] كل ديواف الحساب كقلده قضاء القضاة أيامان‪ ،‬ثم صرفو عنو لما أعاده‬
‫المولى المحسن بن المؤيد‪ ،‬ثم كلي في آخر األمر رداعان‪ ،‬كلما مات المتوكل [سنة ُُّٔىػ]‬
‫كاتفقت الحوادث التي ستأتي اإلشارة إلى شيء منها أعاده المنصور [الحسين] إلى كظيفة (ُ)‬
‫الحساب كلم يزؿ على ذلك حتى توفي كقد ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ‪ :‬ىو نادرة العصر في‬
‫الذكاء كسرعة الخاطر كلو شعر جيد كمشارفة على العلوـ كاستعاف بذكائو كثيران فبل يجده يقصر‬
‫عن النظم في شيء كلو في نظم الموشح يد طولى كمن شعره (ِ)‪:‬‬
‫يا أخي في السبلـ عند التبلقي ‪ ...‬كصديقي في كيف أنت كحالك‬
‫كالعدك المبين في ناب خطب ‪ ...‬سبقت نبلة الزماف نبالك‬
‫كلو‪)ّ( :‬‬
‫من لي بأنضاء كماة بهم ‪ ...‬يفتح صعب الرتق المغلق‬
‫قوـ كإف قلوا فما كل من ‪ ...‬يكثر في العد من السبق‬
‫أعطيهم العهد كيعطونني ‪ ...‬ال نرىب الهوؿ كالنتقي‬
‫نلقى العدا كخزان بسمر القنا ‪ ...‬كبالظُّبا ضربان على المفرؽ‬
‫حتى ترل أشبلءىم فوقها ‪ ...‬مقيد الطير مع المطلق‬
‫كلو في كؼ حصاف لو يسمى السعداف (ْ)‪:‬‬
‫يعز في العرب العربا كفي الفرس ‪ ...‬كجداف نهد يضاىي حسنها فرسي‬
‫سعد أغر كسعداف كطلعتو ‪ ...‬أبهى كأبلج من بد ور على غلس[ّٕجػ]‬
‫إذا رأيت محياه كغرتو ‪ ...‬كقت الصباح فما يومي بمنتحس‬
‫يسابق الطير إال أنو جبل ‪ ...‬كيجهد الريح إذ يمشي على نفس‬
‫عنانو بعناف الجو متصل ‪ ...‬فطبعو سلس في صورة الشرس‬
‫__________‬
‫(ُ) في أصولي‪ :‬كظيفتو‪ .‬كيصح المعنى بها‪.‬‬
‫(ِ) الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُٕٓ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُٖٓ/‬‬
‫(ْ) الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ(ّ‪ )ُٖٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ْٖ/‬‬

‫كجيده األتلع السامي بو جيد ‪ ...‬يغنيو عن حلي أقراط كعن جرس‬


‫تراه كالماء يجرم كىو منحدر ‪ ...‬كالنار كامنة فيو لمقتبس‬
‫كأف أذنيو أقبلـ محبرة ‪ ...‬أطرافهن سواد خط كاللعس‬
‫يكاد يسمع كقع النمل من بعد ‪ ...‬من شدة الحزـ بل من شدة الندس (ُ)‬
‫فيظهر الحقد مما قد توىمو ‪ ...‬على الشكيمة مثل الضيعم الهرس‬
‫من قاؿ إف جياد الخيل تشبهو الطعن ‪ ...‬فإف من رأيو ضربان من األلس (ِ)‬
‫ينجي الغريق من األىواؿ صهوتو ‪ ...‬كأف خلقتو من طينة التخس (ّ)‬
‫كأنو حل من قلبي بمنزلة ‪ ...‬ما حلها الغير من أحبابي األنس‬
‫قاؿ المولى إسحاؽ‪( )ْ(:‬كلعلو استعاف بالقاموس كاستخرج قافية ىذه األبيات)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫كلو أبيات مجيبان بها على بعض أىل عصره [ِّب‪-‬ب] (ٓ)‬
‫حزت البديع ككل معنى قد عبل ‪ ...‬كفتحت بابان للمفاخر مقفبل‬
‫إف األيكلى األحرار قد أبقوا لنا ‪ ...‬أدبان فلم أحرزت ذلك بالوال‬
‫إف كنت أعتقت الكراـ عن الخطا ‪ ...‬فؤلنت أكلى بالوراثة أكال‬
‫نظمت كل يتيمة في سمطها ‪ ...‬عقدان يزاف بو الكماؿ مكمبل‬
‫تهواه كل جملة في خدرىا ‪ ...‬ليكوف أحلى ما يكوف من الحبل‬
‫ككتب إلى المولى ىاشم بن يحيى [الشامي] يستنجز كعده القراءة بقولو(ٔ)‪:‬‬
‫أنجز لطالب غرفة ‪ ...‬من بحرؾ العذب النمير‬
‫فلقد أعد مراكدان ‪ ...‬للقدح بالقدح الكبير‬
‫فأجابو المولى ىاشم بقولو‪:‬‬
‫موالم كافت زىرة ‪ ...‬من ركض فكرتك النضير‬
‫تحكي شذل تلك الرياض ‪ ...‬الخضر باسمة الثغور‬
‫كتعطر األرجاء زاىية ‪ ...‬على نشر العبير‬
‫__________‬
‫(ُ) الندس‪ :‬أم الطعن‪ .‬نقوؿ‪ :‬ندس فبلنان بشيء ندسان‪ :‬طعنو خفيفان‪ .‬المعجم الوسيط‪ .‬مادة‬
‫(ندس)‪.‬‬
‫(ِ) األلس‪ :‬اختبلط العقل‪ .‬نقوؿ‪ :‬ألس فبلنان ألسان‪ :‬اختلط عقلو فهو مألوس‪ .‬المعجم‬
‫الوسيط‪ .‬مادة (ألس)‪.‬‬
‫(ّ) التخس‪ :‬من دكاب البحر‪ .‬تنجي الغريق على ظهرىا‪.‬‬
‫(ْ) أم إسحاؽ بن يوسف صاحب الثغر الباسم(خ)‪ ،‬كالقاموس ىو القاموس المحيط‬
‫للفيركزابادم‪.‬‬
‫(ٓ) الثغر الباسم (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُٓٗ/‬‬
‫(ٔ) نفس المصدرين السابقين‪.‬‬

‫(ّ‪)ٖٓ/‬‬

‫كالغادة الحسناء كافت ‪ ...‬ذا فؤاد مستطير‬


‫لكنها اشتملت على ‪ ...‬غير الذم ىو في الضمير‬
‫منك الفوائد تستمد(ُ) كحل ‪ ...‬مشكلة األمور‬
‫ىل يستمد البحر سقياه ‪ ...‬من النهر الصغير‬
‫أك يستمد من الغدير ‪ ...‬سحابة الوبل الغزير‬
‫أك تستمد الشمس أضػ ‪ ...‬ػواء الكواكب كالبدكر‬
‫أك تستمد نواظر الزرقاء ‪ ...‬من مقل الضرير‬
‫لوال امتثالي ما تقوؿ لكاف ‪ ...‬يمنعني القصور(ِ)‬
‫فاسلم كدـ كاقبل فما ‪ ...‬أكالؾ بالفضل الكبير (ّ)‬
‫[(ِّْ) محمد بن يوسف بن المتوكل الذمارم] (ْ)‬
‫(ََُٗ‪ُُْٕ-‬ىػ‪ُّْٕ-ُٕٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫المولى عز الدين بن يوسف بن اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل اإلماـ القاسم‪ .‬كلد في شهر‬
‫شواؿ سنة تسعين كألف‪ ،‬كنشأ في ثياب العفة كالكماؿ قاؿ أخوه المولى إسحاؽ (ٓ) في‬
‫حقو‪( :‬ىو ممن أحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة‪ ،‬كبلغ شعره الطبقة العليا في الببلغة‬
‫فأذعن لو أىل العصر بالتفرد في إجادة المعاني كجزالة األلفاظ كحسن السبك كشعره أشبو‬
‫شيء بشعر أبي تماـ كطبقتو كربما استعمل فيو األلفاظ التي قد ىجرىا كثير من‬
‫المتأخرين‪،‬كسيقوـ البرىاف الجلي على ىذه الدعوة بما سيمر بك إف شاء اهلل تعالى من شعره‪،‬‬
‫فمنو ىذه القصيدة الفريدة يمدح بها كالده (ٔ)‪:‬‬
‫دعا فأجيبا إف تشاآف آكدعا‬
‫غراـ لو في القلب المشوؽ تصدعا‬
‫دعاني أعاني لوعة لو كلمحة‬
‫يعاني ثبير من عناىا تضعضعا‬
‫ىوان كامنان كالنار في الزند طالما‬
‫كرا البرؽ منو مثلو إذ تشعشعا‬
‫فأذىب سلوانان كأقلق خاطران‬
‫كأراؽ أجفانان كأطلق أدمعا‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ْٕجػ]‪.‬‬
‫(ِ) في أصولي‪ :‬قصورم كما أثبتناه من تعليق ناسخ النسخة (جػ) كأتبعها بالظن‪.‬‬
‫(ّ) توفي صاحب الترجمة يوـ االثنين (ُٕ‪ُُٔٔ/ُُ/‬ىػ)‪.‬‬
‫(ْ) دمية القصر (بتحقيقنا) مطلع األقمار ترجمة (بتحقيقنا) الثغر الباسم(خ) ملحق البدر‬
‫الطالع(َُِ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪.)ِِٕ-ُِِ/‬‬
‫(ٓ) أم إسحاؽ بن يوسف‪ .‬كذلك في الثغر الباسم (خ)‪.‬‬
‫(ٔ) أكرد منها زبارة في نشر العرؼ (ّ‪.)ِِّ-ِِِ/‬‬
‫(ّ‪)ٖٔ/‬‬

‫كىاج ادكاران يمؤل القلب صبوة‬


‫كيترؾ ربع الصبر في الصدر بلقعا‬
‫خليلي عرجا بي على دار ثهمد‬
‫ٌ‬
‫أسائلها من عن قريب لتسمعا‬
‫ىل الدار مبق عهدىا مثلما مضى‬
‫و‬
‫كملق عليها ثوب كشي موشعا‬
‫كىل يجرين(ُ) النهر فيها مدفقان‬
‫كما كاف شبو الصل يغدك مركعا‬
‫كأيامها البلتي نضر من كالصبا‬
‫رج ىعا‬
‫جميعان فمن لي أف أراىن ٌ‬
‫كتذكرني الورؽ الحمائم إف شدت‬
‫عتيمان كأبدت حسرةن كتوجعا‬
‫و‬
‫لياؿ بها أنست سنا الشمس غرة‬
‫تجلى بها ثوب الدياجي كأقشعا‬
‫كلما تولى أرسلت ليل شعرىا‬
‫خفيران لو أدناه منها كأرجعا[ٕٓجػ]‬
‫كقابل منو(ِ) الدر منوي دراريان‬
‫رأيت سناه من سناىن أسطعا‬
‫كقد قاـ إبريق المداـ كأف رأل‬
‫فانقض نحوم جيد ريم مركعا‬
‫إذا ما صفا للسكب ظنيت أنما الكؤكس‬
‫لو نور فتدنو لترجعا‬
‫إلى أف رأينا الشهب في األفق أشبهت‬
‫ركائب حسرل من اذا البين ضلعا‬
‫كالحت تباشير الصباح كنبهت‬
‫نسيم الصبا من كرؽ حومة ىجعا‬
‫كجاءت بأنفاس الرياحين سحرةن‬
‫تنشقها مسكان سحيقان تضوعا[ِْأ‪-‬ب]‬
‫فسقيا لعهد لو يدكـ و‬
‫بثهد‬
‫و‬
‫ملث يعادم السهل كالحزف ممرعا‬
‫ترحلت عنها ال مبلالن كإنما‬
‫عتاد النول تفريق شمل تجمعا‬
‫كما المرتدم ثوب الخموؿ كمذنب‬
‫يشد لترحاؿ شسوعان كأنسعا‬
‫كمن ينتقل في البسيطة يغتنم‬
‫ردم فينقعا‬
‫كيقنع من حوض ٌ‬
‫إليك ضيا المكرمات حفاكة‬
‫أخب بها ركب المطايا كأكضعا‬
‫منها‪:‬‬
‫فدمت مبلذان للعفاة كموئبلن‬
‫يقربو الجاش الطليح كمنجعا‬
‫ابتداء ضعف ما المرء آمل‬
‫ن‬ ‫تجود‬
‫عز التساؿ أغنى كأقنعا‬
‫بما َّ‬
‫نمتك جحاجيح من الصيد لم يكن‬
‫يحب سواىا من يراىا كأبدعا‬
‫تجى إلى العلياء طريقان عديدة‬
‫تحل بها من ىامة العز موضعا‬
‫بثملك أض األدميوف يفضلوا المػ‬
‫الئك في السبع السماكات أجمعا‬
‫كيزداد كجو األرض تيهان على السماء‬
‫فإنك تسكنو اختياران فيخضعا‬
‫كيسأؿ من كاالؾ في القبر من ثول‬
‫كما سئل من أبدل البرايا فأبدعا (ّ)‬
‫ألنك تدعوا من تولى عن الهدل‬
‫إليو كتأكم منو ركنان ممنعا‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬يجرم‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬منها‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬كأبدعا‪.‬‬

‫(ّ‪)ٖٕ/‬‬

‫كمن شعره ((في الفخر)) (ُ) ‪:‬‬


‫أنا من عرفتم عزتي كإبائي‬
‫كدريتيم شرفي كطوؿ عبلئي‬
‫صدر تحاشى أف يضيق كإف غدا‬
‫بالوفد مزدحمان رحيب ً‬
‫فناء‬
‫طالت يدم حتى تقاصر عن مدل‬
‫شأكم المحلق كاسترد كرائي[ٕٔجػ]‬
‫إف قلت أخرس كل منطيق كإف‬
‫كانت ببلغتو على أنحاء‬
‫أىي على إف لست أقدر شكرما‬
‫أعطى على أني من البلغاء‬
‫حلم بو أعفو كعلم اىتدل‬
‫بضيائو في ظلمة الطخياء‬
‫اغدكا إلى حصد المكارـ رائحان‬
‫عنها إلى شرؼ من الغوراء‬
‫كأصد إالٌ عن كصاؿ ممنٌع‬
‫يجلي بغرتو دجى الظلماء‬
‫قاسي الفؤاد كأنما من قلبو‬
‫كانت صبلبة صخرة الصحراء‬
‫متلوف في كل لوف تلقو‬
‫متنقبلن كتنقل األفياء‬
‫إف ىس َّرساء كلم يكن في طوقو‬
‫أف ليس يتبع كصلو بتناء‬
‫كمن شعره ((المطبوع بطابع االستحساف قولو)) (ِ)‬
‫اضطرني حالي كألجاني‬
‫أف أرفع الشكول إلى الجاني‬
‫كارتضي الحب كمن شأنو‬
‫شماتة الحاسد كالشاني‬
‫كيا سقى اهلل دياران نأت‬
‫عني ككانت ىي أكطاني‬
‫أمرح في برد شبابي كال‬
‫أسرح في مرعى سول ألباف‬
‫منها‪:‬‬
‫لوال الهول ما ابيض في مفرقي‬
‫ما اسود في عيش الصبا ألهاني‬
‫كال ىفا قلبي لبرؽ كال‬
‫لعكسو من أىل نعماف‬
‫حيث (الربا) (ّ) تحتارىن الظبا‬
‫على قرارات كغيطاف‬
‫كملتقى الحبين في سوحها‬
‫مرعى آلراـ كغزالف‬
‫كقد كىبت للسحب فيها عرل‬
‫ما كىبت أسبلؾ عقياف‬
‫كرب ليل بتو مصليا‬
‫أحشاؤه كنيراف خرصاف‬
‫حرص من البدر من غيظو‬
‫كقد رآني عين غيراف‬
‫أكحلتو إثمد نقع لو‬
‫من أكد مع نبع مراف‬
‫قا المولى إسحاؽ ككتب إلى صاحب الترجمة كىو ساكن ببير العزب في سنة (ُُْٓىػ) (ْ)‪:‬‬
‫أسعد اهلل صباحك ‪ ...‬كمل اهلل أنشراحك‬
‫في رياض إف تباكى ‪ ...‬الغيم فيها تتضاحك‬
‫كإذا بث نسيم ‪ ...‬زىرىا حاكت سماحك‬
‫ليت شعرم ىو يصفو ‪ ...‬لك أك يوفي اقتراحك[ٕٕجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪ .‬كالقصيدة في نشر العرؼ (ّ‪ )ِِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (ب) كالقصيدة في نشر العرؼ (ّ‪.)ِِْ-ِِّ/‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬الضياء‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ٖٖ/‬‬

‫إف أكن قصرت ‪ ...‬فالمعذكر من راـ امتداحك‬


‫أك أكن حلقت في النظم ‪ ...‬فقد صرت جناحك‬
‫قد بعثنا ما تراه لم ‪ ...‬يزد إال امتياحك‬
‫فأدر من ذلك المختوـ ‪ ...‬في الكأسات راحك‬
‫إسقني الكأس غبوقان ‪ ...‬كاغتنم فيها اصطباحك [ِْب‪-‬ب]‬
‫كلم يجب عنها بشيء ألنو لم يكن ىذا من مسلكو كقاؿ المولى إسحاؽ‪ :‬قاؿ لي أخي يومان‬
‫أني ألعجب للشعراء مع كثرة ذكرىم للشيب انو لم يذكر أحد منهم سقوط الثنايا فقلت في‬
‫ذلك (ُ)‬
‫من لما ‪ ...‬ألبسني خلعة المشيب‬
‫كأنما الدىر َّ‬
‫فابترني بعده الثنايا ‪ ...‬كقاؿ لي الشيب بالشنيب‬
‫ككتب المولى إسحاؽ إليو كإخوتو كىو بػ(تعز) سنة(ُُُْىػ)‪ ،‬قولو(ِ)‪:‬‬
‫حزتم كماالن كعبلن باذحان ‪ ...‬كصرتم كالحلقة المفرغة‬
‫بلغتم مرتبة عرفت ‪ ...‬كل مجاز في العبل مبلغة‬
‫فيا مسامي أنجم األفق في ‪ ...‬أكج السما ىيهات أف تبلغو‬
‫ليس يفي القوؿ بأكصافكم ‪ ...‬من كل ذم نطق بكل اللغة‬
‫ىيهات بل تخييلها جملة ‪ ...‬بالفكر ال تدركو األدمغة‬
‫فليس يحصى ذاؾ إال الذم ‪ ...‬في قالب الحكمة قد أفرغو‬
‫أضحى فؤادم فارغان بعدكم ‪ ...‬ما أشغل القلب كما أفرغو‬
‫كىاكها مثل جني النحل في ‪ ...‬مثل بنا أبياتها المفرغة‬
‫يحلو لمن أنشدىا لفظها ‪ ...‬يود لو أمكن أف يمضغو‬
‫كالحمد هلل فأنعامو ‪ ...‬قد مده فضبلن كقد أسبغو‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة يمدح المولى يحيى بن علي بن المتوكل على اهلل تعالى(ّ)‪:‬‬
‫حيَّا الحيا معالمان دكارسان ‪ ...‬أضحت لها أيدم الببل طوامسا‬
‫عجنان على أكتافهن في الضحى ‪ ...‬شوارفان بوازالن عرامسا‬
‫دجى ‪ ...‬لواعبان في سيرىا ىوامسا[ٖٕجػ]‬
‫يخطبن بالثفن التراب عن ن‬
‫فحين أنسن العقيق فجأة ‪ ...‬كقد قطعن دكنو البسابسا‬
‫كىن مثنى أربعان صوامران ‪ ...‬تنظرىا كمثلها خوامسا‬
‫َّ‬
‫طربن منج ىل بو يحسبنو ‪ ...‬كما عهدت أىبلن كآنسا‬
‫كأرضوي ‪ ...‬نضيرة كادمو كوانسا‬
‫مياىها نميرة ي‬
‫__________‬
‫(ُ) ف‪.‬ـ (ّ‪ )ِِٓ-ِِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِِٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِِٔ-ِِٓ/‬‬

‫(ّ‪)ٖٗ/‬‬

‫كحينة يجلن (ُ) ما كاف بو ‪ ...‬أضغاث حلم كاف أك كساكسا‬


‫فرجعت حنينها كأرسلت‬
‫كم ‪ ...‬دمع شج عما يركـ آنسا‬
‫كيح الفراؽ كم قول أضعفها ‪ ...‬ككم سطا حتى أالف شامسا‬
‫كنت أظن الصبر من عتادىا ‪ ...‬كأنها ال تستحيل عافسا‬
‫كأنها ال تستفز طيشها ‪ ...‬لبارؽ قد شقق الحنادسا‬
‫في فترة كأنو نبض امرئ ‪ ...‬يعتاد في أيامو الوسايسا‬
‫منها‪:‬‬
‫فواتنا فواتكان قواتبلن ‪ ...‬فواتر ألحاظها نواعسا‬
‫يجدف في سلب النفوس راحة ‪ ...‬فلم تزؿ تستلب النفايسا‬
‫كم من غزاؿ بالحما علقتو ‪ ...‬أغن في برد الشباب مايسا‬
‫منها‪:‬‬
‫موالم يا من في الوغا جدَّؿ ‪ ...‬بالضرب الدراؾ درعان كتارسا‬
‫كمن نحاؿ رمحو إذا اعتبل ‪ ...‬في الليل من نار النجوـ قابسا‬
‫ما زلت حتى صرت لؤلىواؿ ‪ ...‬كاألخطار في حوماتها ممارسا‬
‫…كمن جزؿ شعره قولو(ِ)‪:‬‬
‫عقائل ما عفر الظبا بنجل‬
‫لديها كال ملد الغصوف بميس‬
‫سرحن إلى سلب العقوؿ بأعين‬
‫فجاكزنها حتى رجعن بأنفس‬
‫فمن آخذ ثأران من البيض جنها‬
‫من الشعر ريعاف الشباب بحندس‬
‫تمنعن حتى لو برين تخيبلن‬
‫كقين فيرمى دكنهن بخنس‬
‫كالموا على أف ناكلتني عشيةن‬
‫معتقة عن عهد عاد كىرس‬
‫حجى‬
‫((مجاجة شمس أخلت القلب عن ن‬
‫كأجلت ىمومان عن صدكر كأنفس))(ّ)‬
‫تهيج ارتياح المرء كىو مكدر‬
‫كتبسط من أخبلقو حين يحتسي‬
‫إلى أف تبدل الصبح في غسق الدجى‬
‫تنغض من أطراؼ ثوب مورس‬
‫كلم آؿ جهدان أف أمد إلى فمي‬
‫بكاسي كلم أثبت سويان بمجلسي(ْ) [ِٓأ‪-‬ب]‬
‫كقامت لتوكي الزؽ كىي ضعيفة‬
‫تعثر من سكر بأطراؼ سندس‬
‫تلقت جيدان كالغزالة ركعت‬
‫تفتر من در بثغر ملعس‬
‫كلو كرموا ما كاف عمران لديهم‬
‫يناكلو في جنح داج مغلس‬
‫كلم أنس ما جاءت بو نومة الصبا‬
‫من الحلم في داجي الشباب المعسعس‬
‫تمنيتو لم يخل عني دجاؤه‬
‫صباح مشيب بالمفارؽ مشمس‬
‫كقد كنت ريان في التصابي ألىلو‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ‪( :‬نجلن)‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِِٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) نهاية [ٕٗجػ]‪ِٓ[ ،‬أ‪-‬ب]‪.‬‬

‫(ّ‪)َٗ/‬‬

‫أطاكع أف أحسن ((مسيئان))(ُ) كأف أسي‬


‫كأكثر كصل الغانيات كربما‬
‫ثأرت فبدلت النعيم بأبوس‬
‫أج ٌدؿ أف القيت في الحرب دارعان‬
‫كأطعن في صدر الكمي المترس‬
‫يهاب صداء النازالت فتنثني‬
‫تحاذر من بأسي كفرط تمرسي‬
‫كيرتعد البرؽ الخطوؼ فيرتدم‬
‫إذا شمتو ثوب السحاب كيكتسي‬
‫ككم أصبحت في األرض سحب عوارفي‬
‫بغير امتناف في العوالم رجس‬
‫عطاء من اهلل الكريم كمنحة‬
‫منحت بها إذ طاب خيمي كمغرسي‬
‫نمت بي فركع من ذكأبة ىاشم‬
‫سمت رتبة عن كل أصل مدنس‬
‫فجئت كما شاء الصديق كإف ترد‬
‫زيادة مجد زدتو غير مبخس‬
‫كمن شعره قولو‪:‬‬
‫كميض أرانيو الدجى المستحفر‬
‫يلوح كما يطوم الردا كينشر‬
‫يحدثني من حيث قضت صبوتي‬
‫كنضيت من برد الصبا كىو أخضر‬
‫يهيج في شوؽ نار لو انثني بها‬
‫لم أجدىا مثل ما بي تسعر‬
‫سقاه الحياريا فأصبح نوره‬
‫نديَّا آلخبلؽ الغمايم يسكر‬
‫فكم ضل في ناديو يسجع طائر‬
‫كيكرع ضمأف كيرتع جؤذر‬
‫كصفق فيو النهر حتى تبلزمت‬
‫قدكد غصوف تستقيم كتقصر‬
‫نعمنا بو في ظل أحول ظبللو‬
‫يمد علينا في سركر كيقصر‬
‫يحذر أذياؿ التصابي بسوحو‬
‫نشاكل بخمر ليس في الدف يعصر‬
‫منها‪:‬‬
‫كاحبولة لو لم ينتصب قط مثلها‬
‫لغيرم كال غيرم بها قط يوسر‬
‫عقيلة بيت كاف للمجد مورد‬
‫بساحتو الغراء كللجود مصدر‬
‫لو الشمس حلت منزالن منو زادىا‬
‫تجلي منو ما لليل يكفر‬
‫سنا ٌ‬
‫تطاكؿ يهول القرط تقبيل نهدىا‬
‫كىيهات إال أف يرؽ فيقطر‬
‫فغ‬
‫إذا قلت غصن فهي أركل كأنظر‬
‫كإف قلت بدر فهي أبهى كأنور‬
‫أمن تم في سبع كسبع لياليا‬
‫كمن ثم فيها أحقبان حين تسفر‬
‫إذا كرة يا اسم عهدان لمدنف‬
‫ج وو ىد ٍم يعو كالعارض الجود يمطر‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة رحمو اهلل يوـ عيد اإلفطار سنة سبع كأربعين كمائة كألف(ِ)ىػ‬
‫بمدينة (ذمار) رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫ص ٍنعان‪.‬‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬ي‬
‫(ِ) في (ب) سنة سبع كأربعين كألف كعلق أحدىم في الحاشية بما لفظو‪ :‬الصواب كمائة‬
‫كألف كلعلو سبق قلم‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٗ/‬‬

‫[(ِّٓ) محمد بن الحسين بن الحسن بن القاسم] (ُ)‬


‫(َُِٔ‪ُُِٗ-‬ىػ‪ُُٕٖ-ُُٔٓ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو كمؤلفاتو]‬
‫المولى بدر الدين محمد بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن محمد‪.‬‬
‫أحد أعياف آؿ اإلماـ كفضبلئهم ككاف عبلمةن عارفان بعلم المعقوؿ ماىران في علم الطب كأخذ‬
‫[عنو] أعياف آؿ اإلماـ كفضبلئهم ككاف عبلمة عارفان بعلم المعقوؿ ماىران في علم الطب كأخذ‬
‫عن عدة من علماء العرب كالعجم كلو مؤلفات مفيدة منها‪( :‬الرسالة الكبلمية) كغيرىا‪.‬‬
‫ككاف شديد الحفظ أديبان شاعران ناثران‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫كمولده في سنة اثنين كستين كألف بصنعاء ككلي أعماالن ككاف إمامي المذىب ترجم لو صاحب‬
‫النسمة‪ ،‬كصاحب الطيب فمن شعره قولو (ِ)‪:‬‬
‫غصن نقا في القلوب ينعطف‬
‫ىيف‬
‫يثمر بدران يقلو ي‬
‫مصور في جبينو بلج‬
‫ٌ‬
‫كصاد عينيو تحتو ألف(ّ) [ِٓب‪-‬ب]‬
‫هلل أيامنا بزكرتو‬
‫كالركض زاهو جميعو ي‬
‫أنف‬
‫كالطير في أيكها مغردة‬
‫يكف‬
‫كضاحك البرؽ جفنو ي‬
‫سقى الحيا ما مضى كال رعيت‬
‫سدؼ‬
‫ي‬ ‫ليالي الصد إنٌها‬
‫كال لعان للعذكؿ كم و‬
‫كلم‬
‫تنعطف‬
‫ي‬ ‫منو لكلم (القلوب) (ْ)‬
‫تاهلل(ٓ) يا برؽ إف شديت على‬
‫سفوح سلع فدكنها السجف(ٔ) [َٖجػ]‬
‫كإف رأيت السحاب ىافية(ٕ)‬
‫فقل مراـ المولع النجف‬
‫ففيو رمس مطهر ىطبت‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬البدر الطالع(ِ‪ )ُِٓ/‬نسمة السحر (ّ‪ ،)ُُُ-َُٖ/‬كمنو‪:‬‬
‫الغدير (ُُ‪ ،)ّٗٓ/‬ثم نشر العرؼ (ّ‪ ،)ُُٓ-ُُّ/‬األعبلـ (ٔ‪ )َُّ/‬بغية المريد (خ)‪،‬‬
‫مصادر الحبشي (ُّْ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٗ‪ ،)ِّٖ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َٖٗ‪-‬‬
‫ُٖٗ)‪ ،‬الركض األغن (ّ‪.)َٓ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ ،)َُٗ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُُْ/‬‬
‫(ّ) في (ب)‪( :‬كالبدر لكن ليس ينكشف) كما أثبتناه من (جػ) كىو الصحيح‪.‬‬
‫(ْ) في نسمة السحر‪( :‬الفؤاد)‪.‬‬
‫(ٓ) في نسمة السحر‪ :‬باهلل‪.‬‬
‫(ٔ) في نسمة السحر بعد ىذا البيت البيتين ىكذا‬
‫كإف رأيت السحاب ىامية‬
‫فقل مراـ المولع النجف‬
‫ففيو رمس مطهر ىطبت‬
‫عليو أمبلؾ من لو الصحف‬
‫(ٕ) في أصولي‪ :‬ففيو رمس السحاب ىافية كالتصحيح من نسمة السحر‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٗ/‬‬

‫عليو أمبلؾ من الصحف (ُ)‬


‫فيو اإلماـ الوصي ىحيدرة‬
‫مولى البرايا كمن لو الشرؼ‬
‫فيو شقيق الرسوؿ شافعنا‬
‫كنفسو إف توسط الطرؼ‬
‫فيو أخوه كمن فداه على‬
‫فراشو إف رككا كإف كصفوا‬
‫فيو الذم في الغدير عينو‬
‫كبخبخ القوـ فيو كاعترفوا‬
‫إليك أىديتها محبرة‬
‫ككلها إف فهمتها تحف‬
‫مرتجبلن قلتها ببل تعب‬
‫إف سهر الناظموف أك أعفوا‬
‫ككم قواؼ نظمت من صغ ور‬
‫قلوب من عابها لها ىدؼ‬
‫كاهلل لوال انفخار منقصة‬
‫لقلت ماال يجوزه الصدؼ (ِ)‬
‫كلو‪:‬‬
‫هلل أياـ الوصاؿ ‪ ...‬كالدىر متسع المحاؿ‬
‫كاألنس داف كالهول ‪ ...‬رياف يخطر عن دالؿ‬
‫كالحب يجمعنا بو ‪ ...‬كصبلن لياؿ كااللئ‬
‫خود محياه البها ‪ ...‬بحسنو مثل الهبلؿ(ّ)‬
‫كلو (ْ) ‪:‬‬
‫كجول يسكنو سقامو‬
‫ى‬ ‫قلب يحركو غرام ٍو ‪...‬‬
‫ه‬
‫هلل لهوم كالتصابي ‪ ...‬كالهول ضربت خيامو‬
‫بحب ‪ ...‬منيتو القلب التثامو‬
‫كالحب يجمعنا ٌ‬
‫نشواف من خمر الصبا ‪ ...‬ال بالصبا يثني قوامو‬
‫در مبسمو العقيقي ‪ ...‬سلسل ينشي مدامو‬
‫في ٌ‬
‫كلجيده ميبلف غصن ‪ ...‬كالقواـ لو بشامو‬
‫كىي طويلة‪ .‬ككتب إلى صاحب النسمة (ٓ) مباديان قولو‪:‬‬
‫ً‬
‫المسك‬ ‫نعم نفحت من حاجر نفحة‬
‫ككاصل ملوم (ٔ) الحشى شادف الترؾ‬
‫كالح كميض الثغر في أسود الدجا‬
‫فش ٌق كما ش ٌق اللقا حبو الحلك‬
‫على ((زى ور)) (ٕ) شبهتو سلك ثغرىا‬
‫فلوال اللُّمى لم تتضح شبهة الشك‬
‫مدامان يحميٌان ريقها كتنقلي‬
‫بتفاح خديٌها كمن لفظها جنكي‬
‫ربية ملك حكمت في لحاظها‬
‫ً‬
‫الملك‬ ‫عجب أف حكمت ربَّة‬ ‫كال‬
‫ه‬
‫منها‪:‬‬
‫إذا صرخت أحجالها في حجالها‬
‫حكى قلبي الطيار في خفة (ٖ) الكركي‬
‫بغى جوىران في حق ثغرؾ فانبرل‬
‫لحاؿ يذؿ الغير في ذلك السلك[ِٖجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت من نسمة السحر‪.‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ّ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬
‫إلي‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪ )ُُُ/‬كقاؿ مؤلفو‪ :‬لصاحب الترجمة من أبيات كتبها ٌ‬
‫(ٓ) في نسمة السحر‪ :‬ككتبت إليو في بعض السنين مباديان بقصيدة مطلعها‪:‬‬
‫(مكوم)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(ٔ) في نسمة السحر‪:‬‬
‫(ٕ) في (أ‪،‬ب)‪ :‬مسلك‪.‬‬
‫(ٖ) فيو‪ :‬خفقة‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٗ/‬‬

‫كما قلت أنت الشمس خشية و‬


‫كاىم‬
‫ً‬
‫الشرؾ‬ ‫ملت إلى‬ ‫ً‬
‫التوحيد ي‬ ‫باني في‬
‫كلو لمحت باىى محيٌاؾ ما بدت‬
‫بوجهأقاح أك تسلسل بالحبك‬
‫فرقَّت كخديها كمالت كقدّْىا‬
‫((كقالت‪:‬لك البشرل رجعنا عن الفتك))(ُ)‬
‫بليلة سعد بات بدر تمامها‬
‫نديمي كبات النجم بالقرط في ملكي‬
‫فراجعو صاحب الترجمة بقصيدة مستهلها‬
‫أدر عقود في نظاـ من السلك‬
‫ٌ‬
‫على غادة كالشمس يذىب بالحلك‬
‫أـ الركض حيَّاه (كزىوره) (ِ)‬
‫نواظر فيها نفحة ّْ‬
‫الند كالمسك‬
‫أـ الحب قد كافى يميل بقده‬
‫كيسعدني بالوصل منو كبالضحك‬
‫أـ الراح في الراككؽ كالشمس نورىا‬
‫الحبيك‬
‫إذا رشفت قاـ النديم إلى ي‬
‫أـ الحسن من إسحاؽ في ًجس عوده‬
‫ً‬
‫كالملك‬ ‫ّْ‬
‫يذكرنا ماضي الصبابة‬
‫أـ النظم من قوؿ ابن يحيى مفيدنا‬
‫كمن صار فينا المرتضى قامع الشرؾ‬
‫(سبللة آؿ اهلل) (ّ) من فاؽ مجده‬
‫كخيرة من يحكى لديو كمن يحكي‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ) كفي (ب)‪ :‬كجادت بوصل قد زاؿ ما أشكي ككتب ذلك‬
‫بخط مخالف لخط النسخة ىذه‪ .‬كما أثبتناه من نسمة السحر‪.‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر‪( :‬كزىره)‪.‬‬
‫(ّ) المقصود بذلك‪ :‬قريش إذ َّ‬
‫أف ( آؿ اهلل) لقب لهم‪ ،‬كانوا يعرفوف بو لما خصهم اهلل بو من‬
‫كالية البيت المعظم ككالدة إسماعيل كغير ذلك‪ .‬ينظر نسمة السحر (ّ‪،)ُُُ/‬‬

‫(ّ‪)ْٗ/‬‬
‫قاؿ في (النسمة) (ُ) (كفي قولو إذا رشقت قاـ النديم إلى الحبك)‪ .‬لطف‪ ،‬فإنو أراد أنها‬
‫لسلبها مآدة العقل تحوج إلى تسكين شاربها بالحبك كىو الرباط حتى ال يجاكز الح ٌد من‬
‫السركر أكأنٌها تخيٌل إلى النديم [ِٔ‪-‬ب] أنو يلمس حباؾ الشمس كىو ما يظهر من أشعتها‬
‫شبو الجباؿ كأنو شبو أشعة الراح بحبك الشمس فيقوـ النديم يلمسها كالحبائك الطرؽ في‬
‫السم ًاء ىذ ً‬
‫ات الٍحب ً‬
‫ك}[الذاريات‪ ]ٕ:‬أم‬ ‫يي‬ ‫الرمل كطريق المبلئكة إلى السماء كمنو قولو تعالى‪ {:‬ىك َّ ى‬
‫ذات الطرائق للمبلئكة كحبكو يحبكو كربطو يربطو كالخمر ألنها تستر العقل توقع الشارب في‬
‫عجائب‪ .‬حكى الثعالبي(ِ) أف معربدان خرج في بعض أزقٌة بغداد فجعل يقوؿ‪ :‬من الوزير ابن‬
‫الزانية؟ من الخليفة المتوكل أخو القحبة؟ كالناس يهربوف من خوفو فدخل زقاقان فاستقبلو معربدان‬
‫آخر كىو يقوؿ من سليماف بن داكد؟ من الجن من الشياطين؟ ىاتوىم حتى أجعلهم في جوالق‬
‫فهرب منو المعربد االكؿ مع الناس فقيل [ّٖجػ] لو‪ :‬تهرب منو كأنت مثلو؟ فقاؿ أنا أطلب‬
‫المبارزة مع الخليفة كالوزير كىذا يطلب مبارزة سليماف بن داكد كالجن كالشياطين فمن يقاكمو؟‬
‫انتهى كبلمو كاهلل أعلم‪.‬‬
‫[(ِّٔ) محمد بن الحسين الحمزم الكوكباني] (ّ)‬
‫(‪ُُُِ-........‬ىػ‪َُُٕ-........./‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫السيد بدر الدين محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد الحمزم الكوكباني ينتهي نسبو إلى‬
‫اإلماـ المنصور باهلل عبد اهلل بن حمزة كقد أشار إلى ذلك المولى الحسين بن عبد القادر في‬
‫جواب قصيدة لو عليو بقولو فيها‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر ص(ّ‪.)ُُُ-َُُ/‬‬
‫(ِ) ىو أبو منصور عبد الملك بن محمد النيسابورم الثعالبي(تِْٗىػ) لو يتيمة الدىر‬
‫كغيرىا‪ .‬ينظر األعبلـ (ْ‪.)ُْٔ-ُّٔ/‬‬
‫(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ ،)ْٖ-ٕٗ/ّ( :‬طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر‬
‫العرؼ(ّ‪ )ْٖ-ٕٗ/‬طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ(ّ‪ ،)ُُٕ/‬مصادر الفكر للحبشي‬
‫(ّّٖ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ُٕٗ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٗ‪ ،)ِّٔ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫ص(ٖٓٗ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ٗٓ/‬‬
‫أخو العلم كاآلداب كالنسك كالحجى ‪ ...‬كمن مجده فوؽ السماؾ لو مرقى‬
‫تقوؿ لظفارم يا ظفارم بحدة ‪ ...‬كصنعاء تنادم يا فخارم بما أبقى‬
‫أبدر بني المنصور أصبحت من الورل ‪ ...‬رشيدان كمأمونان كمنتصران حقا‬
‫ككاف يعرؼ كالده(بابن أحمد سيد) نشأ صاحب الترجمة بمدينة (صنعاء) كأخذ العلم عن‬
‫مشايخها ككاف من الشعراء المجيدين كالوصافين المحسنين‪ ،‬صاحب (مجوف لطيف) (ُ)‬
‫كنوادر كمعرفة بالفنوف كاملة كشعره في الذركة العليا‪ ،‬ترجم لو صاحب (النسمة) (ِ) كأثنى‬
‫عليو كقاؿ (( كجميع شعره مختار في الدرجة العالية‪ ،‬كىو في مذىبي أشعر من ابن نباتو‬
‫المصرم فإنو ال يتكلف المعاني اللطيفة كالتورية كنحوىا)‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫كلو ديواف شعر جمعو أخوه إسماعيل (ّ) كعابو بعض أدباء بأنو ربما انتهت بعض البيوت من‬
‫الشعر فيكسوه ديباجو من لطفو كيخلع عليو حلة من حسن خطو‪ ،‬ككاف لو خط حسن جدان‬
‫كاتفق أف صاحب الترجمة قصد صاحب (المواىب) سنة اثنتي عشرة كمائة كألف‪.‬‬
‫كصحبو أخوه لطف اهلل لرجاء نيلو‪ ،‬كمدحاه بقصائد طنانة فنالتهما مشقة عظيمة كأصاب أخوه‬
‫(ْ) عارض من السوداء آؿ بو إلى زكاؿ عقلو‪.‬‬
‫كأما صاحب الترجمة فمرض مرضان شديدان كآؿ بو أيضان إلى الوفاة‪ .‬كلما عاد إلى (صنعاء)‬
‫مريضان قاؿ كالده الحسين رحمو اهلل (ٓ)‬
‫إبٍػنىائي قد زارا إماـ الهدل ‪ ...‬إمامنا ذا الرتب العالية‬
‫لم يظفرا منو بما ٌأمبل‬
‫ك ‪ ...‬إال ذىاب العقل كالعافية[ْٖجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ (بحوث لطيفة)‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪.)ْٖ-ٕٗ/‬‬
‫(ّ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٖٓٗ)‪.‬‬
‫(ْ) في (ب)‪ :‬أخيو‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُُٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ٗٔ/‬‬

‫كتوفي بػ(صنعاء) في السنة المذكورة (ُ) كىو أيضان من المجيدين في الشعر الحميني الملحوف‬
‫كشعره مما يتغنى بو ككانت لو زكجة يصبو إليها ففارقها ثم ندـ على ذلك كقلق قلقان كبيران كما‬
‫ب بها كمن ذلك قصيدتو الملحونة المشهورة التي أكلها (ِ)‬
‫شبّْ ي‬
‫زاؿ يي ى‬
‫ما لقلبي لم يزؿ عشقو فنوف‬
‫كلما سمعها المولى الحسين بن عبد القادر قاؿ ما أظن السيد يعيش بعدىا ألنو كرر فيها ذكر‬
‫محصو بذلك كجعلو مكافأة‬
‫البيت كتطير لو منو‪ ،‬ككاف األمر كم قاؿ كالذم أظنو أف اهلل تعالى ٌ‬
‫[ِٔب‪-‬ب] لما صنعو مع المولى فخر الدين عبد اهلل بن علي الوزير كذلك أف المولى فخر‬
‫الدين فارؽ زكجتو يكرىان ككاف يحبها حبان شديدان فتعب بعد فراقها أشد التعب‪ ،‬كتغزؿ فيها في‬
‫عدة أشعار كتزكج بها صاحب الترجمة ككتب ىذه القصيدة إلى المولى فخر الدين كذكر فيها‬
‫الوصل بعد الهجر فأجاب المولى فخر الدين بقصيدة ذكر فيها الهجر بعد الوصل كىي‪:‬‬
‫دالة على صدكرىا من قلب كليم كصدر غير سليم‬
‫كقصيدة صاحب الترجمة ىي قولو (ّ)‬
‫كافى حبيبي بعد طوؿ المدل‬
‫كصار لي بعد الجفا مسعدا‬
‫من بعد ما قد كنت من صده‬
‫مبلبل األشواؽ أشكو الصدا‬
‫ككنت من طوؿ النول بيننا‬
‫أظن كصلى بعد مستبعدا‬
‫يا طاؿ ما أمسيت من فقده‬
‫أنوح نوح الطير إف غردا‬
‫كلم أطل شرح الذم قد جرل‬
‫سول دموع مثل قطر الندل‬
‫فزارني أفديو من شادف‬
‫في مهجتي (للشوؽ قد شيدا)(ْ)‬
‫مالي و‬
‫بقد مالو مشية‬
‫يخجل غصن الباف إف عربدا (ٓ)‬
‫ال غركا أف دلت غصوف النقا‬
‫حتى أراىا ركعان يسجدا[ٖٓجػ]‬
‫فقد تناىى كل حسن بو‬
‫كصار من إحسانو أك حدا(ٔ)‬
‫إذا تبدَّل عند بدر الدجى‬
‫راحت معاني البدر منو سدل‬
‫__________‬
‫(ُ) كفي ديواف صاحب الترجمة أف كفاتو يوـ السبت تاسع جمادم اآلخرة سنة (ُُُِىػ)‪.‬‬
‫انظر نشر العرؼ (ّ‪.)ُُٖ/‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُُٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ(ّ‪ )ُُٗ-ُُٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ْ) في (ب)‪( :‬غصن الباف إف عربدا)‪.‬‬
‫(ٓ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ٔ) في (جػ)‪ :‬مفردا‪.‬‬

‫(ّ‪)ٕٗ/‬‬

‫كإف رنا غارت عيوف الظبا‬


‫كاصبحت من حسنو حسدا‬
‫إف سل سيف الغنج من لحظو‬
‫القت قلوب العاشقين الردل‬
‫ينهلو من دـ عشاقو‬
‫كىو صقيل ليس فيو صدا‬
‫ككلما رمت جنى خده‬
‫رأيتو من فوقها مجردا‬
‫آنست في خديو ناران كلم‬
‫أجد على النار كموسى ىدا‬
‫ما عذر من قد الـ في حب من‬
‫للبدر كالشمس غدا سيدا‬
‫لو نظر العاذؿ في حسنو‬
‫بعين إنصاؼ لما فندا‬
‫لكنو قد ضل عن رشده‬
‫كما رأل كجهان بو يهتدا‬
‫كلست أسلو عن غرامي بو‬
‫لو بت من طوؿ الجفا مكمدا‬
‫فكيف أما كىو لي مسعد‬
‫فما عدل يا صاح مما بدا‬
‫حبي لحبي كاجب مثل مدح‬
‫الماجد الندب عفيف الهدل‬
‫كجواب المولى فخر الدين لظفو‪ :‬أما بعد حمد اهلل الذم أنطق الصموت‪ ،‬كجعل الببلغة‬
‫لؤلركاح كالقوت‪ ،‬فإني كنت منذ زماف أكضحت في جانب الببلغة عن عدـ اإلفصاح‪،‬‬
‫كقصصت من طاككسها ريشتي الجناح‪ ،‬كلكنو حملني ماال يسعني غير رضاه أف أعيد سيف‬
‫فكرم الكليل إلى مضاه‪ ،‬حيث كاف في طي ما حرر ما طول بو قلبي كنشر‪ ،‬فإنو أذكرني بوصلو‬
‫ىجرم كالشيء يذكر‪ ،‬كاهلل يعلم أف ىذه األبيات من القلب المكلوـ إلى ىذا المرقوـ (ُ)‪:‬‬
‫جار على ضعف النول كاعتدل ‪ ...‬فعلت بي يا بين فعاؿ العدا‬
‫ت يا كصل فكن شافعي ‪ ...‬إليو أف يجعلك الموردا[ٖٔجػ]‬‫ًظم ٍئ ى‬
‫كم لي استملي حديث اللقا ‪ ...‬شيوخو متصبلن مسندا‬
‫فيمن بداني بالجفا مغريان ‪ ...‬بي عاذالن لما جفاني بدا‬
‫ذاؾ خليل أنا في عشقتي ‪ ...‬ذبيحو من لي بأف أفتدل‬
‫يا طارقا أطرقت في جيرتي ‪ ...‬حتى حفظت العلم المسندا‬
‫أيجاكب الربع بنفسي إلى ‪ ...‬أف أشهد الشاىد مستشهدا‬
‫أجاكب الربع خطابان كىل ‪ ...‬يركم ضما قلبي ذاؾ الصدا (ِ)‬
‫حمدت في أثنائو رقة ‪ ...‬حتى أذبت الحجر الجلمدا‬
‫أشهد من صوت النول مسمعان ‪ ...‬لي صرفان كؤكس الردل‬
‫ما نغمة األكتار تجلو صدان ‪ ...‬صوتي لو استعبدت لي معبدا‬
‫كبل كال الجامات تقتاد لي ‪ ...‬طبقان كلو أحيين لي صرخدا‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ّ‪ )َُِ-ُُٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ٖٗ/‬‬

‫ىمي ضركب في تبلع النول ‪ ...‬أقطعها منحدران مصعدا [ِٕأ‪-‬ب]‬


‫من بعدما قد كنت في ركضة ‪ ...‬منتشقان منها بليل الندل‬
‫كمن سعاد لي بها ألفة ‪ ...‬أياـ كاف الحظ لي مسعدا‬
‫كم ماؿ من أغصانها معطف ‪ ...‬يجر في الكتب فضوؿ الردا‬
‫ككم تهادل فوقها ساجع ‪ ...‬ألنو من لحظها عربدا‬
‫حتى حسدت الغصن إذا ماؿ في ‪ ...‬كثبانو كالطير إف غردا‬
‫ىك ىىا أنا في حيريتي كاقف ‪ ...‬ضللت إال عن طريق الهدل‬
‫بمدح نجم الدين في عصره ‪ ...‬شمس علوـ اآلؿ قطر الندل‬
‫فقد ىداني اهلل مدحان لو ‪ ...‬كالحمد هلل على ما ىدل‬
‫ككيف ال أمدحو بعد أف ‪ ...‬مد إلى أغصاف مدحي يدا‬
‫كزؼ نحوم كاعبان طوقت ‪ ...‬مصبوغ مسبوؾ الثنا عسجدا[ٕٖجػ](ُ)‬
‫كالذىب األحمر من شأنها ‪ ...‬كال رأل التوجيو أف تنقدا‬
‫لم ككلت بي الفرقدا‬
‫بحرمة الود الذم بيننا ‪ ...‬يا بدر ٍ‬
‫قد كاف يبدكا منك بدر الوفا ‪ ...‬فما عدا باهلل مما بدا‬
‫كليس لي ذنب سول أنني ‪ ...‬رجحت حكم النسخ دكف البدا‬
‫كرحت عني بالمهم الذم ‪ ...‬اصبحت اآلساد منها سدل‬
‫كنلت مني سكنان طاؿ ما ‪ ...‬أسكنتو من مهجتي معهدا‬
‫ضا ما فاتني من أدا‬ ‫فاق ً‬
‫ٍض صنيعي ثم كن نائبان ‪ ...‬على قى ى‬
‫في ركضتي الغنا تنزه كإف ‪ ...‬شئت فعانق غصنها األملدا‬
‫ثم اتخذني بعد ذا قدكةن ‪ ...‬كامض على إثرم فبي يقتدل‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة رحمو اهلل تعالى مكاتبان المولى الحسين بن عبد القادر(ِ)‪.‬‬
‫رنت ىكتىػثىػنىت في غبلئلها الزرقا‬
‫فشنت على عشاقها البيض كالزرقا‬
‫كما كنت ممن يعرؼ ((العشق)) (ّ) إنما‬
‫دعتني اللحاظ السود أف أعشق العشقا‬
‫على أنو قد أصبح اللوـ باطبلن‬
‫على حبها كالسحر من طرفها حقا‬
‫توىمت أف الشمس تحكي جمالها‬
‫فأبدت ثناياىا كطلعتها فرقا‬
‫كألقى غليها البدر قوالن بأنو‬
‫نظيرىا في الحسن يا بعد ما ألقى‬
‫علقت بدر الثغر منها فم ٍذ نأت‬
‫سبكت نظامان مثل مبسمها علقا‬
‫تبسم عجبان من حنيني كعبرتي‬
‫__________‬
‫(ُ) ترؾ الناسخ للنسخة (جػ) ص(ٖٖ) بياضان‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُُِ-َُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) في (جػ)‪ :‬البيض‪.‬‬

‫(ّ‪)ٗٗ/‬‬

‫فتنظر منا الغيث كالرعد كالبرقا‬


‫لئن دؽ معنى الحسن فيها كخصرىا‬
‫فمعنى نظامي من لطافتو دقىا‬
‫فعقد نظامي قد حكى عقد نحرىا‬
‫كقد أشبها در المدامع إذ رقا‬
‫نسقت عقود النظم في كصفها كما‬
‫أجاد الحسين الندب في نظمو النٌ ٍس ىقا[ٖٗجػ]‬
‫منها‪:‬‬
‫إذا رمت أف أحصي خصائص فضلو‬
‫حصرت كأني لم أكن أحسن النطقا‬
‫كماذا يقوؿ المادحوف لمن عبل‬
‫على الخلق أكصافان كفاقهم يخلقا‬
‫لئن صار في ىذا الزماف مؤخران‬
‫فإف لو في حلبة الشرؼ السبقا‬
‫كال غرك إف حاز الفخار فإنو‬
‫لمن ملك أبقى من الحمد ما أبقا‬
‫أرل كل إغراؽ المدائح كاذبان‬
‫فكل غلو في مدائحو صدقا‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى السيد يحيى بن إبراىيم جحاؼ (ُ)‪:‬‬
‫خبركىا أني قتيل ىواىا‬
‫إف تمادت في قربها أك نواىا‬
‫ما عليها لو حملت نسمة الصبح‬
‫سبلمان يطيب منو شذاىا‬
‫لو سرت في الصباح نحو نسيم‬
‫بسبلـ منها حمدت سراىا‬
‫تركت در مدمعي كنظامي‬
‫للثنايا كعقدىا أشباىا(ِ)‬
‫أتسلي بدر دمعي كنظمي‬
‫كلما غاب عقدىا كلماىا(ّ)‬
‫آح مالي من غادة تيمتني‬
‫ت مهجتي بنار قبلىا‬
‫ىكقىػلى ٍ‬
‫تركتها على شفا كشفاىا‬
‫شفتاىا أك الحديث شفاىا‬
‫خل ذكر الشموس مما تبدل‬
‫(فيم أنت من ذكراىا)‬
‫حسنها ى‬
‫صانها اهلل كيف تقرف بالشمس على فرط‬
‫نورىا كحماىا‬
‫قد حمتها عني الفوارس لكن أنا‬
‫كحدم بكل من في حماىا[ِٕب‪-‬ب]‬
‫و‬
‫كسيوؼ‬ ‫إف حمتها ذكابل‬
‫كرنىاىا‬
‫لم أخف غير قدىا ي‬
‫ليت لو ينفع التمني نفسان‬
‫لم تنل في الغراـ أقصى مناىا‬
‫من رأل داجي الذكائب أك‬
‫صبح المحيا عشية أك ضحاىا‬
‫قد غدت آية الجماؿ كلكن فؤادم‬
‫لما نأت ما تبلىا‬
‫إف بيني كبين صبرم عنها‬
‫مثل ما بين مقلتي ككراىا[َٗجػ]‬
‫كلو مجيبان على األديب شعباف سليم(ْ)‪:‬‬
‫سفرت بمطلعها المنير الزىر‬
‫فركت عن الزىرم ثم األزىرم‬
‫كبل فليس الزىر مثل عقودىا‬
‫لكن محياىا أطاش تفكرم‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِِ-ُُِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬تقديم كتأخير لبعض األبيات في ىذه القصيدة‪.‬‬
‫(ّ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِّ-ُِِ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ََُ/‬‬

‫أين الثريا من حيين لو بدا‬


‫باع الهبلؿ كأين أين المشترم‬
‫ما أقبلت للناس كىي صغيرة‬
‫فسمعت غير مهلل كمكبر‬
‫تزكيو في حسنها مقصورة‬
‫كرثت حجاب قصورىا من قيصر‬
‫ىي عبلة األداؼ لكن فتكها‬
‫لما أتتنا في قباء عنتر‬
‫أبدل لنا الحرب الزبوف فأقبلت‬
‫بقميص حسن بالدالؿ مشجر‬
‫تاهلل ما عاينتها فرغبت في‬
‫عقد المقاـ كال حلوؿ المسمر‬
‫تعنيك ريقها كحسن حديثها‬
‫عن أكؤس الصهبا كصوت المزىر‬
‫كررت ذكرم ظلمها ككبلمها‬
‫المتسك ًر‬
‫ّْ‬ ‫لما علمت حبلكة‬
‫قد رؽ ديواف النظاـ بهاكما‬
‫رقت كراؽ جمالها في المنظر‬
‫كسرت فؤادم كي تجانس لحظها‬
‫فصرحت كأحز بي من المتكسر‬
‫كسقيم ذاؾ الجفن يرمي نبلو‬
‫لو خاؽ باريو كخبلني برم‬
‫ما زاؿ يذكر بالفتور كإنو‬
‫من حرب قلبي ساعة لم يفتر‬
‫كم قلت للقلب الذم في أسرىا‬
‫كلو ارتضى بمقالتي لم يؤسر‬
‫يا قلب أنت بطرفها كبفرعها‬
‫ما بين سفاح كبين مظفر‬
‫كأرل سوادؾ راغبان في اف يرل‬
‫خاالن على الخد الندم األحمر‬
‫فغ‬
‫فإذا رغبت إلى نديٌة زىره‬
‫فلتحرقن بجمره المتسعر‬
‫فعصى فأحرؽ فوؽ جمرة خدىا‬
‫حتى استباف سواده للمبصر[ُٗجػ]‬
‫ال خير في أم ور لم يستشر‬
‫فيو كيفعلو بغير تدبر‬
‫يكذب صادؽ‬
‫َّ‬ ‫كمن البلية‬
‫فيما ركاه أك يصدؽ مفترم‬
‫كلربما سبق القضا كمن يرد‬
‫أف يدفع المقدكر لم يستقدر‬
‫ىذا كما قلبي بأكؿ من عصى‬
‫قوؿ النصيح كال أتى بالمنكر‬
‫دين المحبة فيو يعصى طائع‬
‫كيطاع عاص في الخبلعة مجترل‬
‫فلقد عشقت فما تقاس صبابتي‬
‫بغراـ قيس ال كال ب يكثىػيٌر‬
‫كسلكت في طرؽ المذاىب كلها‬
‫كرجعت منها بالنصيب األكفر‬
‫كلكم سبقت معاشر األدباء كالعلماء‬
‫ككنت إماـ ذاؾ المعشر‬
‫كأبنت للمتصاغرين تصغران‬
‫كجرل على المتكبرين تكبرل‬
‫قد شاع ىذا في األناـ فكلهم‬
‫ما بين مختبر كبين م ٌخبرل‬
‫كإذا أبيتم فاختبارم شاىد‬
‫فيما أقوؿ فلم أكن بمزكر‬
‫فإذا دعيت بأف نظم قصائدم‬
‫كنظاـ شعباف األديب األشهر‬
‫فتكلموا بلساف صدؽ أنني‬
‫لمزكر فيما مضى من أسطر‬

‫(ّ‪)َُُ/‬‬

‫[(ِّٕ) محمد بن محمد البنوس الصنعاني] (ُ)‬


‫(َُُٓ‪ُُِٓ-‬ىػ‪َُْٖ-ُّٕٗ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى أبو محمد بدر الدين‪ :‬محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن المتوكل بن‬
‫اإلماـ القاسم‪.‬‬
‫ىو المحقق العبلمة األديب‪ ،‬زينة الزماف نشأ بصنعاء كاشتغل بطلب العلوـ حتى أدركها كحقق‬
‫في علوـ اآلآلت كاألصوؿ الفقهية‪ ،‬كشارؾ في الفقو كاشتغل بالسنة النبوية‪ ،‬كعمل بما صح لو‬
‫كأخذ على عدة [ِٖأ‪-‬ب] علماء كمن أجلهم المولى علي بن إبراىيم بن عامر كالقاضي‬
‫العبلمة أحمد بن محمد قاطن كتخرج عليو جماعة‪ ،‬كرأيتو يدرس [ِٗجػ] في (شرح المطوؿ)‬
‫تدريسان حسنان كطالع األدب كحفظ األشعار كالتواريخ‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ككلي األكقاؼ اليمنية بعد كالية الوالد العبلمة محمد بن الحسين الحوثي كلم تطل مدة إقامتو‬
‫فيها ألمور يطوؿ شرحها‪ ،‬ككاف صالحان كرعان طاىر اللساف سليم الطوية حسن األخبلؽ متواضعان‬
‫جليل المقدار فطنان لبيبان عارفان بالحقائق لو مركءة كاملة‪ ،‬كشمائل مرضية‪ ،‬كأدب فض كذكاء‬
‫عظيم كنقادة كاستحضار للمسائل كحفظ عجيب‪ ،‬كالزـ شيخنا الوجيو مدة طائلة‪ ،‬ككاف ال‬
‫يخلو اجتماعو باإلخواف كاألعياف يومان كاحدان أصبلن‪ ،‬كبيني كبينو كماؿ المودة كاالتصاؿ‪ ،‬كلم‬
‫يزؿ على حالو الجميل‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى قضى اهلل تعالى بعزمو ىو كأىلو ككلده كإخوتو إلى بيت اهلل الحراـ للحج في شهر شواؿ‬
‫سنة خمس كعشرة كمائة كألف فتوفاه اهلل تعالى كىو في البحر قاصدان الجدة في شهر ذم‬
‫الحجة من التاريخ المذكور رحمو اهلل تعالى كدفن في الليث‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر جيد كقد كاتب ككاتبو شعراء زمانو كأدباء عصره كقد تقدـ شيء منو في ترجمة كالدم‬
‫ألنو كاف صديقو‪ ،‬فمن شعره في مدح النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬البدر الطالع(ِ‪ ،)ُِْ/‬نيل الوطر (ِ‪-َّٗ/‬‬
‫ُِّ)‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كبعضها في نيل الوطر (ِ‪ )ُِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)َُِ/‬‬

‫رياض بأنوار األزاىير تشرؽ ‪ ...‬كأجفاف مزف دمعها يترقرؽ‬


‫إذا ما كست ثوب األصيل مركجها ‪ ...‬يركؽ سناء من ركاىا كركنق‬
‫كإف كللت أيدم البركؽ بركدىا ‪ ...‬بأيد أسحب خلت كراء ينسق‬
‫تمايل في مسرل النسيم غصونها ‪ ...‬فيشدكا لها طير الربا كيصفق[ّٗجػ]‬
‫كقد عبرت عن نشرىا ألسن الصبا ‪ ...‬بأذكى من المسك السحيق المعبق‬
‫حبا كجو رائيها جماالن كبهجة ‪ ...‬سنا نورىا الزاىي النظيم المنسق(ُ)‬
‫سقى اهلل أيامان تقضت بسفحها ‪ ...‬عليها فؤادم مستهاـ كشيق‬
‫كجاد عليها من سحائب مقلتي ‪ ...‬شأبيب دمع صوبها يتدفق‬
‫معاىد أنس لم تنلها يد النول ‪ ...‬كال ركع األحباب فيها التفرؽ‬
‫بها من كسى الديجور فاحم شعره ‪ ...‬كمن نوره تزىو البدكر كتشرؽ‬
‫إذا ما بدل باىي محياه مشرقان ‪ ...‬تهلل جفني بالدموع فأشرؽ‬
‫غزاؿ لو نور الغزالة في الضحى ‪ ...‬كمن نيرات الشهب جلى كمنطق‬
‫إذا ما انتضى في غمد جفنيو صارمان ‪ ...‬تراع لو أسد العرين كتفرؽ‬
‫فهيهات أف أسلو كدمعي مطلق ‪ ...‬كقلبي بإشراؾ العذاير موثق‬
‫فيا قلب دع ذكر األحبة كاللول ‪ ...‬عسى تهتدم رشدان لما ىو أليق‬
‫فذكر رسوؿ اهلل أكلى كمدحو ‪ ...‬أحق كأحرل بالمديح كأخلق‬
‫كإف كنت ال أحصى ثناء كدكنو ‪ ...‬يقصر منطق كيخرس مفلق‬
‫تمر عصور الكانيات كتنقضي ‪ ...‬كليس يفي منا لساف كمنطق‬
‫فهيهات أف تحصى مدائحو كإف ‪ ...‬يفنن فيها ما كجهوه كأغرقوا‬
‫نبي لو ختم النبوة في الورل ‪ ...‬ككاف لو كصف لها قبل يخلق‬
‫بحب رسوؿ اهلل عن جاد ذكره ‪ ...‬بو الذكر في أم الكتاب ينسق‬
‫عليو صلوات اهلل كاآلؿ عن يد ‪ ...‬مدل الدىر ما ناح الحماـ المطرؽ‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى شيخنا الوجيو(ِ) رحمو اهلل [ْٗجػ] تعالى في سنة َُِْ ىػ‪:‬‬
‫كىموؿ‬
‫ي‬ ‫سفح‬
‫ىطوؿ ‪ ...‬بسفح اللول و‬
‫ي‬ ‫على الخد محلوؿ الوكا‬
‫غداة استعلت بالحبيب ركابو ‪ ...‬كجد بو عنا نول كرحيل‬
‫__________‬
‫(ُ) شطر البيت في (ب) ىكذا‪ :‬عليها فؤادم مستهاـ كشيق كىو شطر البيت التالي لهذا‬
‫البيت‪.‬‬
‫(ِ) أم عبد القادر بن أحمد الكوكباني‪.‬‬

‫(ّ‪)َُّ/‬‬

‫ترحل كالباكوف عند كداعو ‪ ...‬لهم زفرات حولو كعويل‬


‫كجادا بمنهل يفيض بأنفس ‪ ...‬تجدر من خوؼ الفراؽ سيوؿ‬
‫كعادكا من التوديع كاألفق مظلمان ‪ ...‬فلم يتبين منهج كسبيل‬
‫كللبدر من فوؽ الركايب تلفت ‪ ...‬كدمع على الخد األسيل يسيل‬
‫فاعظم بو من حادث طاش عنده ‪ ...‬كقور كأحبلـ لنا كعقوؿ‬
‫كموقف بين دكنو كل فادح ‪ ...‬يرؽ لديو اليم كعذكؿ‬
‫سقى اهلل عهدان ضم شملي ‪ ...‬كاكؤكسي ثغور كمعسوؿ الرضاب شموؿ‬
‫كأحداؽ أحداؽ علي يديرىا ‪ ...‬من الخشف طرؼ أحور ككحيل‬
‫كليس رياض غير شمس تقلها ‪ ...‬دليبلن من الدر المصنوع تليل‬
‫كخد ندم بالحيا مورد ‪ ...‬كقدان إذا مر النسيم يميل‬
‫تنزه عن شين سول أف خصره ‪ ...‬رشيق أقل الردؼ كىو ثقيل‬
‫لي اهلل يردم حملو ال أطيقو ‪ ...‬كأني ألعبا الغراـ حموؿ‬
‫كأني ألستشفي النسيم إذا سرل ‪ ...‬كىل يتداكل بالعليل عليل‬
‫كمن قد براه الوجد في الحب كالجول ‪ ...‬كأخفاه عن عين الرقيب يحوؿ‬
‫أبيت أسارم النجم في غسق الدجا ‪ ...‬حليف شجوف بالفؤاد تجوؿ‬
‫أسائل عنهم كلما ىبت الصبا ‪ ...‬كأف الصبا منهم إلي رسوؿ‬
‫فهل منجد مما أقاسيو في الهول ‪ ...‬كىل لي إلى نهج النجاة دليل[ٓٗجػ]‬
‫نعم لي دليل رب كل فضيلة ‪ ...‬تقاعد عنها يسبَّق كفحوؿ‬
‫كجيو الهدل من صار عقدان منضدان ‪ ...‬يزاف بو للمكرمات تليل‬
‫فرايده أركاه كسموطو الكماؿ ‪ ...‬كأفناف العلوـ فضوؿ‬
‫إماـ على متن السماؾ معرس ‪ ...‬لو كعلى الشعر الغيور مقيل‬
‫تفرد حتى مالو من مشارؾ ‪ ...‬فليس إلى أدنى عبله سبيل‬
‫إذا حارت األفهاـ في كشف معضل ‪ ...‬كعاد حديد الذىن كىو كليل‬
‫تسابق من أنظاره خيل فطنو ‪ ...‬لها عرر كضاحة كحجوؿ‬
‫فكم ارشدتنا منو في ليل مشكل ‪ ...‬مصابيح ذىن مالهن أفوؿ‬
‫كلو‪)ُ( :‬‬
‫الورد‬
‫كأىيف عساؿ القواـ إذا رنا ‪ ...‬يراع لماظي لحظو األسد ي‬
‫تجانس معنى الحسن فيو فإف ترد ‪ ...‬فمن شعره كرد كمن ً‬
‫خده ىك ٍر يد‬
‫كلو‪)ِ( :‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪.)ُُّ/‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ِ‪.)ُُّ/‬‬

‫(ّ‪)َُْ/‬‬
‫ملعس الثغر معسوؿ لو شفةه ‪ ...‬من شدة البرد يعلوىا كما الجبب‬
‫قد قاؿ ما شمتو يا صاح من ضرب ‪ ...‬فقلت كبل كلكن ذاؾ من ضرب (ُ)‬
‫[استطراد محمد أحمد النبوس] (ِ)‬
‫(‪ُُّٗ-.......‬ىػ‪ُِٕٖ-....../‬ـ)‬
‫ككالد صاحب الترجمة كاف عابدان ناسكان زاىدان في الدنيا من رجاؿ الطريقة كالواصلين إلى‬
‫الحقيقة كلو كرامات كمكاشفات كلم يشتهر ذكره لمحبتو للخموؿ كعدـ الظهور كتوفي في سنة‬
‫إثنتين أك ثبلث كتسعين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[(ِّٗ) محمد بن عبد القادر الكوكباني] (ّ)‬
‫(‪ُُُِ-.......‬ىػ‪َُُٕ....../‬ـ)‬
‫المولى بدر الدين محمد بن عبد القادر بن الناصر كبقية نسبو تقدـ في ترجمة أخيو المولى‬
‫الحسين بن عبد القادر [ِٗأ‪-‬ب] (ْ)‬
‫[(َِْ) محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي] (ٓ)‬
‫(َُُْ‪َُِٕ-‬ىػ‪ُٕٗٔ-ُِٕٗ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) توفي صاحب الترجمة في شهر ذم الحجة سنة ُُِٓىػ كذلك بالبحر خبلؿ سفره ألداء‬
‫فريضة الحج‪ .‬انظر نيل الوطر (ِ‪.)ُِّ/‬‬
‫(ِ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو‪.‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪ ،)ْٗ-ٖٖ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُْٕ-ُِٕ/‬‬
‫(ْ) ىذه الترجمة ساقطة في (جػ) كبقية الترجمة من (ب)‪ .‬انظر ترجمتو بنشر‬
‫العرؼ(ّ‪.)ُْٕ-ُِٕ/‬‬
‫(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬تحفة اإلخواف لقاطن(خ)‪ ،‬درر نحور الحور العين‬
‫(خ)‪ ،‬البدر الطالع(ِ‪ ،)ِِٕ/‬مؤلفات الزيدية(ُ‪ ،)ْٖٗ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية‬
‫ص(ََُٕ‪ .)ََُٖ-‬نيل الوطر (ِ‪.)ّّٕ-ِِّ/‬‬

‫(ّ‪)َُٓ/‬‬

‫موالنا بدر الدين أبو ىاشم بدر الدين محمد بن ىاشم بن يحيى [ٔٗجػ] الشامي‪ .‬كبقية نسبو‬
‫سيأتي في ترجمة كالده ىو إماـ الببلغة كحامل لواء الفصاحة كالمقدـ على جميع أىل عصره‬
‫في صناعة اإلنشاء كحسن السبك كجودة النظم‪ ،‬مع ذىن كقاد كذكاء مفرط‪ ،‬كفكرة صائبة‬
‫كحدس صادؽ كألمعية كفهم كحفظ كفطنة ككاف عالمان فاضبلن نبيبلن متالهان راغبان عن الدنيا زاىدان‬
‫فيها مع قدرتو على الرئاسة كاتصالو بأرباب الدكلة فإنو كاف من أخص أصحاب الوزير صفي‬
‫الدين النهمي كاف ال يبرح عن منادمتو كال يفتق عن مجالستو كال يسلوا عن مفاكهتو‪ ،‬ككاف‬
‫معظمان عنده كاسع الجاه لديو مقبوؿ الشفاعة نافذ الكلمة ككاف أيضان يدارس اإلماـ المهدم بن‬
‫المنصور في شهر رمضاف مع ىذا فإنو شديد العفاؼ قانعان من الدنيا بالكفاؼ ليس لو شغلة إال‬
‫بمجالسة الظرفاء كأىل األدب كسيدنا سعيد القركاني كالمولى إسحاؽ بن يوسف كالمولى عبد‬
‫اهلل بن أحمد كغيرىم ككاف مأكل للفقراء كاألدباء كأىل المجوف الحلو اللطيف كينفق في‬
‫مجالسهم لطايف تركؽ الناظر كتشرح الخاطر كتعرض لو معهم أنواع المداعبات كنفايس‬
‫المفاكهات كالتفنن في بديع العبارات كأراده اإلماـ المهدم على الوالية فلم يساعد كجمع‬
‫ديواف المولى إسحاؽ كشهد لو المولى إسحاؽ بالذكاء كحسن السبك كلو في حل األلغاز‬
‫كالمعميات اقتدار عظيم فإنو يحل اللغز المظلم المعجز في أكؿ نظرة كلو في الرماية اليد‬
‫الطولى كلو من الشعر الملحوف المسمى بالحميني [ٕٗجػ] ما ىو أرؽ من النسيم كقد ذكره‬
‫القاضي أحمد قاطن في تحفتو فقاؿ‪( :‬ىو السيد الجليل األفضل النبيل الذم ليس لو من أبناء‬
‫جنسو مثيل ذك الفكرة النقادة كالفطنة المشتعلة الوقادة مقبل على شأنو معرض عما عليو أىل‬
‫زمانو‪ ،‬كم عرضت عليو من األعماؿ فأباىا ككم أرادتو الرئاسة فأعرض عنها كما أتاىا‪ ،‬لو في‬
‫العلم مشاركة كبيرة ال يعرفها إال أخبله كطريقة سنية ال يسلكها إال القانت األكاه‪ ،‬يفر من‬
‫التعلقات كيرل الدخوؿ‬

‫(ّ‪)َُٔ/‬‬

‫فيها من أعظم الهنات يحب أكلياء اهلل كأىل طاعتو‪ ،‬كيميل إلى الفقراء في جميع أكقاتو‪،‬‬
‫كشملتو البركة بدعوة كالده كمحبتو إياه ككاف بو مشغوالن كفوض األمر في صبلحو إلى اهلل تعالى‬
‫كلم يكدر لو باالن منذ أدرؾ إلى أف توفي بل ينزلو منزلة األخ الحميم كقد أخذ صاحب الترجمة‬
‫في الطريقة على السيد األفضل الصوفي جماؿ الدين علي بن عمر القناكم المصرم في كفادتو‬
‫صنعاء كداكـ األذكار التي ألقاىا عليو عن شيخو القطب محمد بن سالم الحفني كبالجملة فإنو‬
‫كاف زينة للزماف قل أف يأتي الدىر بمثلو رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي في شهر محرـ الحراـ سنة سبع كمائتين كالف ((ببير العزب كدفن في خزيمة ككاف [قد]‬
‫ناىز السبعين)) (ُ) ‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬ىاشم بن محمد الشامي] (ِ)‬
‫كلو كلد اسمو ىاشم توفي في حياتو ككاف من العلماء المحققين كالفضبلء القانتين باران بوالده‪،‬‬
‫حسن األخبلؽ عديم النظير كلما توفي لم يطب ألبيو بعده عيش كال صفى لو مشرب كلكنو‬
‫صبر [ٖٗجػ] كاحتسب [ِٗب‪-‬ب] فمن شعر صاحب الترجمة (ّ) ما كتبو إلى سيدم‬
‫إبراىيم بن محمد األمير كأرسلها إليو إلى مكة المحركسة‪.‬‬
‫عرس فبل رحل كال كخد ‪ ...‬ىذه الخياـ كىذه ىند‬
‫قد آف أف تقف المطى على ‪ ...‬و‬
‫كاد بو أيدم الجدل تب يد‬
‫لتقر عين بالعقيق فبل ‪ ...‬سفحتو من أجفانها بعد‬
‫كلتحمد المسرل المعطى فقد ‪ ...‬طاب المقيل لهن كالورد‬
‫كليرجع الصد الفؤاد فكم ‪ ...‬قد شفو لفراقو البعد‬
‫إف الليالي ربما سمحت ‪ ...‬قد دنا المزار كأثمر الكد‬
‫التأسن فإف ىممت فبل ‪ ...‬تكسل كجد فمرامك الجد‬
‫إف المطي سهاـ عزمك عن ‪ ...‬قوس الدياجي رمها الوخد‬
‫يا طالما نزع الحداة لها ‪ ...‬نببلن يصاب بنصلها القصد‬
‫فانظر إلى المرامى المراد بها ‪ ...‬ال يوحشنك الغور كالنجد‬
‫فلكل ىوؿ أنت راكبو ‪ ...‬في المجد يخلف نحسو سعد‬
‫سير تؤملو بهل كعسى ‪ ...‬سفر طويل مالو حد‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ّ) أم محمد بن ىاشم الشامي‪.‬‬

‫(ّ‪)َُٕ/‬‬

‫كمتى ارتحلت فقد أقمت ‪ ...‬على رحب المقاـ كنالك الرفد‬


‫كلقد نصحت الغير من أدبي ‪ ...‬بصوادح في و‬
‫ركضة تش يد‬
‫كلكاف أكلى بالنصيحة غير ‪ ...‬الغير لولى صده الصد‬
‫كاىان من اآلماؿ كم أسرت ‪ ...‬من ال يضم حسامو الغمد‬
‫يا من أقاـ ببيت سيده ‪ ...‬أنعم صباحان إنك العيد‬
‫ىنيت في ذاؾ المقاـ ‪ ...‬مقامان ال يثراـ بدكنو المجد[ٗٗجػ]‬
‫باهلل إف قبلت أسعده ‪ ...‬قبلو عمن عاقو البعد‬
‫أك طفت ثمة فعن محبك طف ‪ ...‬سبعان بذاؾ يؤكد الود‬
‫كإذا كصلت إلى الحبيب فقف ‪ ...‬عني كسلم يشمل الرد‬
‫ذكره بلى قل من كصلت أنا ‪ ...‬معو إليك كدمعنا يبدك‬
‫يا ليت شعرم ىل أعود إلى ‪ ...‬ذاؾ الحمى كيساعد الجسد‬
‫اهلل أسأؿ ذا فقد كىب ‪ ...‬األكلى بمنتو لو الحمد‬
‫ذا الجود من لم يدعو كرمان ‪ ...‬يغضب عليو فهل لو ند‬
‫يا من تخر لو الجباه كمن ‪ ...‬لك بالمحامد سبح الرعد‬
‫أمنن على العبد الفقير بما ‪ ...‬يرجوه من نعماؾ يا فرد‬
‫ؿ‬
‫ال زىد عما في يديك لنا ‪ ...‬في غير جودؾ يحسن الزىد‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى القاضي أحمد قاطن رحمو اهلل كعارض بها دالية ابن النحاس‪.‬‬
‫حسبك يا مطوؿ(ُ) البعاد ‪ ...‬إلى متى يكوف التمادم‬
‫ركعت قلبان كاف من قبل النول ‪ ...‬من الجبلد ساعة الجبلد‬
‫َّ‬
‫قد نفدت ىل كعسى فما عسى ‪ ...‬أدخره لساعة السهاد‬
‫أبا النسيم ابتغى تعلبلن ‪ ...‬فما يل غلة لصادم‬
‫كبارؽ أكىمني تكراره ‪ ...‬إذ الح من أرض بها فؤادم‬
‫فلست أدرم ىل حكىخفوقة ‪ ...‬خفوقو حوؿ حمى سعاد‬
‫أـ اكتسى من ال عجى صقيلو ‪ ...‬فانعكست أشعة الترداد‬
‫و‬
‫أية أحاديثك يا برؽ الحمى ‪ ...‬إف كنت عمن فيهم تنادم[ََُجػ]‬
‫ىات عن األنيق إني غرست ‪ ...‬كال أقوؿ ىات عن فؤادم‬
‫إني استقلت بالفريق إنما ‪ ...‬عهدم بها حين حداىا الحادم‬
‫كحين شيعت فؤادم معهم ‪ ...‬بأدمع تمؤل كل كادم‬
‫إذ فوضوا تلك الخياـ كالتقى ‪ ...‬يرعد من قعقعة األعماد‬
‫ال كاف يوـ البين أف ىولو ‪ ...‬يشيب محلوكة االفواد‬
‫بانوا فبل كأس المداـ بعدىم ‪ ...‬كأس كال يضرب صوت شادم‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬يا تطاكؿ‪.‬‬
‫(ّ‪)َُٖ/‬‬

‫كاغدكدؽ الليل فبات(ُ) ‪ ...‬فجره لو الح أف ينظم في السواد‬


‫الضمر في الطراد‬
‫كحاز نجم بعدىم كاف بهم ‪ ...‬أمضى من ٌ‬
‫يسيل للمقلة من شعاعو ‪ ...‬حبايبلن مسبلة الحداد‬
‫فهي لنا لناظرة تظنها ‪ ...‬تنقذىا من أبحر السهاد‬
‫يا ركع اهلل النول تركيعو ‪ ...‬لمهجة مملوكة القياد‬
‫كأنت باعهد اللقا حبيبت من ‪ ...‬دمعي كمن منهلو الغوادم‬
‫ىل عودة يرتقص األفق لها ‪ ...‬كترتوم منها ضما األكباد [َّأ‪-‬ب]‬
‫كيرجع القلب بها مقرة ‪ ...‬كيطبق الجفن على الفؤاد‬
‫فإف ترد يا عهد رد عهدنا ‪ ...‬كذا الربيع جاء بالميعاد‬
‫فاردد لنا أحمد إف عوده ‪ ...‬عيد لنا من أكبر األعياد‬
‫يقابل الركض في نيسانها ‪ ...‬من خلقو بركض زىر نادم‬
‫سيعلم الركض إذا قابلو ‪ ...‬أيهما أنظر للنقاد‬
‫فيا لو من بحر علم زاخر ‪ ...‬تزىو فيو جدكة إنقاد‬
‫كغيث جود برقو تهلل ‪ ...‬ككعده البشاش بالوفاد[َُُجػ]‬
‫كشمس فضل في سما مفاخ ور ‪ ...‬مغشية ألعين العباد‬
‫كماجد ما ظفرت بطايل في ‪ ...‬عرضو ألسنة الحساد‬
‫أصلب في التقول من الصخر ‪ ...‬كفي لطف أرؽ من نسيم غادم‬
‫فإف يعد عاد السركر كالهنا ‪ ...‬كأسعد المقدكر بالمراد‬
‫كلو في كصف النقع المثار في المواكب المهدكم‪ ،‬ككانت الفرساف البسة للدركع كالرماح‬
‫بأيديهم‪)ِ(:‬‬
‫مبلعب المجد نهر ساؿ منحدران ‪ ...‬من السوابغ تحت البيض كاليلب‬
‫في ظلمة النقع يحكى في تعطفو ‪ ...‬كلؤلسنة فيو زاىر الشهب‬
‫مبلعب الماء في جوؼ الدجنة تجرم ‪ ...‬الشمع فيو بألواح من الخشب‬
‫ماء ىو النار في الهيجاء يترؾ أركاح ‪ ...‬األعادم فراشان عند ملتهب‬
‫كلو‪:‬‬
‫ىل للطويل من النول عرض ‪ ...‬فيو يشاـ من الدجى كمض‬
‫و‬
‫لمؤمل فرض‬ ‫أـ ضاؽ في الربع المجيب عن ‪ ...‬بقديره‬
‫في كل يوـ للوداع يد ‪ ...‬في عقد لقيانا لهان نقض‬
‫حملت حدكجهم كواكب زىر ‪ ...‬في سما البيد تنقض‬
‫ما استقيض البرؽ الخطوؼ لها ‪ ...‬إال غدا استقصالو الغمض‬
‫أكىم يومان للحوؽ بها ‪ ...‬إال أسبطالت دكنها أرض‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬فكاد‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ِ‪.)ِّٕ-ِّٔ/‬‬

‫(ّ‪)َُٗ/‬‬

‫((يا نار حين كلي بهم شفف ‪ ...‬لجياده من بعدىم ركض‬


‫ىل من سبيل للحوؽ كىل ‪ ...‬لمؤمل من نحوكم نهض))(ُ)‬
‫كىل ادكارم كادكاركم ‪ ...‬فيجس من حركاتو نبض‬
‫كالقلب عندكم سلوة بحبكم ‪ ...‬مسرعان من كده المحض‬
‫فلقد أقمت كمهجتي معكم ‪ ...‬نزحت كجاذب بعضي البعض‬
‫كلو مجيبان على الفقيو شرؼ الدين الشرعي‪َُِ[:‬جػ]‬
‫مجيب ‪ ...‬تعاقب فيو شمأؿ كجنوب‬
‫ي‬ ‫ىو الربع للداعي صداه‬
‫ضحى كحش ليل أىل كغريب‬
‫ن‬ ‫أقاـ بو من بعد ترحاؿ أىلو ‪...‬‬
‫تركح كتغدك جحفبلن إثر جحفل ‪ ...‬لكل رعيل قايد كنقيب‬
‫أبعد تثني الغيد زىوان بسوحو ‪ ...‬يغوث بو نمر كيعسل ذيب‬
‫كمن بعد ألحاف الحساف تطيب ‪ ...‬ألبن داية تنعاؽ بو كيعيب‬
‫كتغدؼ فيو ظلمة الليل ملوىا ‪ ...‬زئير بأكجاؿ الميوف مشوب‬
‫ككانت دآدم شهرة مثل بيضة ‪ ...‬تنير بها شمس كيشرؽ كوكب‬
‫كيطلع فيها للنداما أىلة ‪ ...‬كزىر كجوه ما لهن مغيب‬
‫ترامت بهم للبين بعد انتظامهم ‪ ...‬قسى مطى للقفار تجوب‬
‫فبل الحي حي ال كال الربع بعدىم ‪ ...‬و‬
‫بمغنى كال رحب الفنا رحيب‬
‫يحيي رعدة فيجيب‬
‫كقفت بو كالبرؽ يحكى لواعجي ‪ ...‬كيدعو ي‬
‫ي‬
‫لقد رؽ لي حتى تبلشت سحابة ‪ ...‬كما مزقت للنايحات جيوب‬
‫كابكت تلك السحب حتى تقشعت ‪ ...‬كما نضبت للمقلتين غركب‬
‫ذكرت بو عهدان كلم أنسو لو ‪ ...‬كما شاف شاني في الوفا يغيب‬
‫كأني لقلب الصب نسياف كقفة ‪ ...‬بها لعبت بالعقل فيو لعوب‬
‫بها سخت من بارؽ الثغر لمحة‬
‫د ‪ ...‬اتيحت لطرفي كالمقاب رقيب‬
‫تبسمها فاإلبتساـ ضركب [َّب‪-‬ب]‬
‫فو اهلل ما أدرم قبلن كاف أك رضى ‪ُّ ...‬‬
‫إذا كاف كذا أبنا عذره في الهول ‪ ...‬فاعذر أـ رأل المصاب مصيب‬
‫كما عذر العذاؿ قبلي متيمان ‪ ...‬كلم يرضهم فيما سمعت حبيب‬
‫جزل اهلل عذالي إلى مجانبة الهول ‪ ...‬فما لهم في المكرمات نصيب[َُّجػ]‬
‫كالىاجم شرؽ كال ذكر معهد ‪ ...‬بو كاف يحلو لي الهول كيطيب‬
‫كال ارتاح في األسحار منهم لنسمة ‪ ...‬تركح أرباب الغراـ كئيب‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َُُ/‬‬

‫كال شاقهم سجع الحماـ إذا جرل ‪ ...‬لو من دموع العاشقين صبيب‬
‫كال رشفوا كأس التواصل كاللقا ‪ ...‬كبشر الهنا ال يعتريو بو قطوب‬
‫كالىزىم نظم الشامخ يذبل ‪ ...‬بو شرؼ الدين الحنيف يذيب‬
‫منها في المديح‪:‬‬
‫نظاـ ىو السحر الذم يرقص الحجى ‪ ...‬كتلعب منو في الصدكر قلوب‬
‫أبا اللطف ال أرضى لمثلك كنيةن ‪ ...‬سواه ككل الفضل فيك نسيب‬
‫لقد أدىشتني من قريضك غادة ‪ ...‬لها غزؿ يسبي النهى كيسب‬
‫فسترت منها من فؤادم مفارقان ‪ ...‬عبلىن من ىجر القريض مشيب‬
‫كفتشت صحف الفكر أبغى بقيةن ‪ ...‬خباىا لديها الذىن كىو أديب‬
‫فلم ألق فيو غير ماال يقولو ‪ ...‬أديب كال يصغي إليو لبيب‬
‫لذا إنني كنيت بالربع عنو إذ ‪ ...‬خبل فهو نوع في الطلوؿ عجيب‬
‫فبل تتهمني في التصابي فإنما ‪ ...‬صحيح حديثي في القديم غريب‬
‫عليك سبلـ اهلل مثل خلقك ‪ ...‬فالرياض يقتصر عنو كىو منو رقيب‬
‫كمن بديع ذىن صاحب الترجمة الوقاد كفكره المشتغل النقاد إيراده لهذا السؤاؿ في لفظو(ال)‬
‫كقد كاف قاؿ المولى إسحاؽ بن يوسف في ذلك(ُ)‬
‫توسلت(ال) إلى جود الكريم بأف‬
‫تحظى بنعماه كي تكسى حلى نى ًع ىم[َُْجػ]‬
‫فقاؿ (ال) بأس في رد الجواب فما‬
‫زالت جواب و‬
‫سؤاؿ من أخي كرـ‬
‫كأبيات صاحب الترجمة ىي قولو‪)ِ( :‬‬
‫العبل‬
‫كذك كرـ ال يعرؼ المنع دائمان ‪ ...‬كضد نعم ما قالها في ذرل ي‬
‫لذا حسدت ال في مكارمو نعم ‪ ...‬كجاءت إليو تجتديو تفضبلن‬
‫كما قنعت إذ قاؿ ال بأس في الندا ‪ ...‬كقد عهدتو مفضبلن متطوال‬
‫كمن لطفها في حيلو قولها لو ‪ ...‬اتسعفني في مطلب قاؿ ال‬
‫فقامت نعم تثني عليو بردىا ‪ ...‬كقد زىيت بالجوار تجمبل‬
‫فقل لي ال أمنع ىنالك أكجدا ‪ ...‬كجود فعتاىا على الذىن أشكبل‬
‫فإف قاؿ ال جودان فعادتو نعم ‪ ...‬ككيف يكوف الحب معناىا في القبل‬
‫كإف قالها منعان فذلك مشكل ‪ ...‬فعادتو في الجود لن تتبدال‬
‫كىذا سؤاؿ للكراـ فإنهم ‪ ...‬مقصده في قولو أعرؼ المبل‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪ )ِّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نفسو (ِ‪ )ِّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُُ/‬‬

‫كقد رأيت لشيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد (ُ) جوابان عن ىذا كىو(ِ)‬
‫أال إف في ذا السؤاؿ تعد من ‪ ...‬عداد معاريض ترخص للمبل‬
‫كجا إف فيها عن كذاب محرـ ‪ ...‬بمندكحو يا من حول الفضل كالعبل‬
‫كما أف غزا يومان محبلن كلم يكن ‪ ...‬يورم عنو صح نقبلن مفصبل‬
‫كال مراة قد قاؿ زكجك من يرل ‪ ...‬بياض بعينيو فولت تهركال‬
‫لتفتح عينيو فقاؿ خليلها ‪ ...‬أليس بياض العين من جملة الحبل‬
‫كىذا ببل فرل فافهمها يأنسو ‪ ...‬قد حباىا ما تريد تفضبل‬
‫كما قصده إال الحذار بأف يرل‬
‫كقد أثرت في موقف الجود عنو ال[َُٓجػ]‬
‫كلو مجيبان على السؤاؿ الذم أكرده الفقيو العبلمة يحيى بن عبد القادر الزيلعي الزبيدم (ّ)‬
‫رحمو اهلل تعالى على المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ ككاف إذاؾ معتقبلن في قصر صنعاء‬
‫كسبب اإليراد أف ىذا الفقيو الزيلعي كرد إلى البدر األمير فقرأ عليو في بعض كتب األصوؿ‬
‫ككاف المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كثير التطلع إلى تبلميذ البدر كقراءتو أقل فكتب‬
‫البدر األمير ىذا السؤاؿ نظمان على لسانو كأمر صده الزيلعي بإرسالو إلى المولى إسماعيل بن‬
‫محمد بن إسحاؽ بالقصر فأجاب عنو بأبيات فيها طوؿ كلم يكشف القناع ثم توفي الزيلعي‬
‫عقيب ذلك بصنعاء كأرسل البدر بكتبو إلى أىلو في سنة (ُُٓٓىػ)‪ ،‬ثم كصل ىذا السؤاؿ‬
‫في سنة (ُُٕٕىػ)‪ ،‬إلى الشيخ عبد الرحمن الهندم نزيل (صنعاء) كتناقلو األدباء في ذلك‬
‫التاريخ كالسؤاؿ ىو قولو [ُّ‪-‬ب]‪:‬‬
‫افتنا ما نقوؿ إف قاؿ زيد ‪ ...‬يا إمامان يسموا على كل سامي‬
‫كاذب ما أقولو اليوـ ىذا ‪ ...‬ثم ما قاؿ غير ىذا الكبلـ‬
‫خبر كاألخبار تستلزـ الصدؽ ‪ ...‬أك الكذب عند يج ٌل األناـ‬
‫أتراه صدقان ابن لي أـ الكذب ‪ ...‬يراه الفحوؿ ذكا اإلفهاـ‬
‫اليصحاف أف تأملت فيو ‪ ...‬لفوات الشركط كاألحكاـ‬
‫__________‬
‫(ُ) كفي نيل الوطر‪ :‬عيسى بن محمد بن الحسين الكوكباني‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ِ‪.)َِّ-ِّٗ/‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ترجمتو بنشر العرؼ (ّ‪.)ّّْ-ّّٖ/‬‬

‫(ّ‪)ُُِ/‬‬

‫كىو ال بد أف يفوز بشيء ‪ ...‬منها عند جلة األعبلـ‬


‫فتأمل كال تمل كال يمل ‪ ...‬سول كأس فطنة األصداـ‬
‫كقد أجاب عنو أيضان غير كاحد من األدباء نحو اثني عشر جوابان منها جواب الفقيو العبلمة‬
‫سعيد بن علي القركاني رحمو اهلل كىو قولو (ُ)‬
‫سؤلك يا ذا الجود ما زاؿ مقفبل ‪ ...‬كعن عقلو اإلشكاؿ لن يتحوال‬
‫ككل جواب قد أتاؾ فإنو ‪ ...‬يخاؿ جوادان في الطراد مشكبل‬
‫كىاؾ جوابان غير ما قيل كاف من ‪ ...‬عداد المذاكي إف جرل فيو ىركال‬
‫إذا قاؿ ال ردان لها في سؤالها ‪ ...‬فذلك في الحالين جود تحصبل‬
‫فمذ فىػ َّر عنها كاف في الجود كاحدان ‪ ...‬كشرفها بالنطق منو تفضبل‬
‫فصارت نعم ال عنده في جوابو ‪ ...‬كبالقيد ال ضداف كبل كال كال‬
‫كدكنك تفسير الجواب فقد مشى ‪ ...‬إليك بإرساؿ السؤاؿ مكببل‬
‫كمنها جواب الوالد العبلمة علي بن الحسين الحوثي رحمو اهلل كىو قولو (ِ)‬
‫أتانا سؤاؿ من أخ قد حول العلى ‪ ...‬كصار لو فوؽ السماكين منزال‬
‫فحليت ياذك الجود بالفضل منزال ‪ ...‬رفيعان كحيدان بالدرارم كمشكبل‬
‫فما قالو ذك الجود جودان ألنو ‪ ...‬فهم قوؿ إال فيما تريد فضبل‬
‫كقد ص ٌدىا عما أرادتو ظاىران ‪ ...‬كما الصد إال الو ٌد مالم يكن قلى‬
‫كما قاؿ ال إال يطابق قصدىا ‪ ...‬فجاد كلم يقصد بذلك كرب ال‬
‫نعم كنعم بلها فلم تدر ما الذم ‪ ...‬أراد فقامت بالثنا توصبل‬
‫كال بأس تنبي عن جوابي كمن أبى ‪ ...‬فبل بأس ثغران للحبيب كالطبل (ّ)‬
‫كمنها جواب لصاحب الترجمة كىو السائل رحمو اهلل (ْ) [َُٔجػ] (ٓ)‬
‫لقد قاؿ الذ كالجود جودان كلم يرد ‪ ...‬بها إال التي للنفي خذ ذاؾ مجمبل‬
‫كإف ترد التفصيل فهي عطية ‪ ...‬كال لفظ في عرؼ النحاة لو ببل‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪ )ُّّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (َّّ) عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) بعد ىذا البيت بيتين آخرين في نيل الوطر (ِ‪.)َّّ/‬‬
‫(ْ) نيل الوطر (ِ‪ )ِّّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) حدث في النسخة (جػ) تقديم كتأخير في إيراد ىذه األجوبة كقد اعتمدت على النسخة‬
‫(ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُّ/‬‬

‫فإف قيل قد كانت منو لفظان فقل نعم ‪ ...‬ىو الرمي بالموىب ممن تفضبل‬
‫كإف زىيت ال فهو كىم كما توىمتو ‪ ...‬نعم فافهم جوابي مفضبل‬
‫كمنها جواب للقاضي العبلمة البدر محمد علي الشوكاني كىو آخر الجوابات(ُ)‬
‫لعمرؾ ىذا مشكل حار دكنو ‪ ...‬عقوؿ لعقل فيو لين تتعقبل‬
‫فما جوده باللفظ إال لرفع ما ‪ ...‬تركـ بو ال عنده أف تحيبل‬
‫كذاؾ كمن يلحو الكريم على العطاء ‪ ...‬كيأمره بالبخل يومان فقاؿ ال‬
‫فمن قاؿ ذا جود أجاد كمن يقل ‪ ...‬ىو البخل فالتبخيل كىم تحصبل‬
‫فما سألتو غير منع عطية ‪ ...‬يكوف بو بين البرايا مبخبل‬
‫كلم يك من مطلوبها إف يقولها ‪ ...‬لمنع من البخل الذم ذمو المبل‬
‫فيا فائقان في فهمو أنت بعد ذا ‪ ...‬ترل المشكل المذكور صار محلبل‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪:‬‬
‫إف يرد بالمضارع الحاؿ فالماضي ‪ ...‬كبلـ لدل ذكم اإلفهاـ‬
‫ظاىر كصفو بما يقضى الجملة ‪ ...‬فافهم تعيينو في الكبلـ‬
‫كإذا الحاؿ كاف مستقبلن ‪ ...‬في قصده فالمراـ غير المراـ‬
‫كخفى ظهوره غير خاؼ ‪ ...‬ذاؾ إف كنت من ذكم األحبلـ‬
‫كىو جواب كما تراه كقد أجاب عنو البدر األمير بقولو‪:‬‬
‫الجواب المفيد إف أنت أصغيت ‪ ...‬إليو لتظفرف بالمراـ‬
‫إف ىذا الكبلـ قوؿ مفيد ‪ ...‬خبر ظاىر لكل األناـ[َُٖجػ]‬
‫ذكا احتماؿ للصدؽ كالكذب ‪ ...‬في الحاؿ كما قالو فحوؿ الكبلـ‬
‫عدة كاتصافو بذاؾ كىذا ‪ ...‬ثابت في كقوعو كأتماـ‬
‫كتفاصيلو كتحقيق معنا ‪ ...‬سيأتي في النثر ال في النظاـ‬
‫فهو جلى كباإلفادة أكلى ‪ ...‬عند أىل اإلفهاـ كاإلفهاـ[ُّب‪-‬ب]‬
‫__________‬
‫(ُ) نفس المصدر (ِ‪ )ِّّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُْ/‬‬

‫ثم ذكر بحثان خبلصتو أف قولو كبلمي اليوـ ىذا كاذب جملة خبرية كقد حمل فيها كاذب على‬
‫كبلمي بالنظر إلى مسماه كىو ما يأتي بو من الجمل الخبرية في ذلك اليوـ فهو في قوة الذم‬
‫أتكلم بو اليوـ كاذب ك(ح) يتصف بالكذب على ثبلثة تقادير ىي تكلمة بالصدؽ أك بما بعضو‬
‫صدؽ أك بأف ال يتكلم أصبلن كيتصف (بالصدؽ) على تقدير كاحد كىو تكلمو ذلك اليوـ بكبلـ‬
‫كاذب ىذا خبلصة كبلـ البدر كبلغني عن المولى إسحاؽ بن يوسف أنو قاؿ‪ :‬ىذا اإلشكاؿ‬
‫يشبو سؤاؿ كقع لو كىو أف شخصان كاف يضرب الرمل ككاف كثير اإلصابة فيما سئل فيو قاؿ‬
‫فقلت لو أضرب لي مسألة كاضمرت ىل ىو صادؽ فيما يدعيو أـ كاذب فنظر إلى المسألة‬
‫التي ضربها كأجاب علي بقولو‪:‬‬
‫سألت عن رجل يدعي علم الغيب فبل تصدقو فهو كذاب فهل كبلمو ىذا صادؽ أـ كاذب كىل‬
‫ىو مصيب أك مخطئ‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬كىذا السؤاؿ قد تكلم فيو غير كاحد من معاصرم البدر األمير كالشيخ عبد الرحمن‬
‫الهندم كفضبلء أىل زبيد كلم اطلع عليها كالسائل قد ركب السؤاؿ تركيبان ظاىريان ال يحتاج‬
‫الجواب معو إلى فضل نظر كلعل [َُٗجػ] السائل رأل ىذا السؤاؿ في بعض الكتب‬
‫الكبلمية فلم يجود التأمل فيو فطنة ما فهمو من ذلك الظاىر كإال فالسؤاؿ من المشكبلت‬
‫الغامضة كالمغالطات الصعبة كتركيبو ىكذا كبلمي ىذا كاذب مشيران إلى نفس ىذا الكبلـ فإف‬
‫كاف صادقان يلزـ أف يكوف كاذبان كإف كاف كاذبان يلزـ أف يكوف صادقان كسما ىذا اإلشكاؿ بعض‬
‫المحققين يحذر اإلسم ال تعبلقو كصعوبة الجبللة على القواعد التي قد قررىا الجمهور من‬
‫انحصار الكبلـ في الخبر كاإلنشاء كظهور أف االحتماؿ في الخبر إنما ىو بحكاية الواقع فيلزـ‬
‫أف يكوف ذلك غير خبر كال إنشاء كبالجملة فلهذه المغالطة المذكورة تقريرات متعددة كأجوبة‬
‫متكثرة مبينو في الكتب الكبلمية حتى صارت معركة آلراء العلماء كمزلة األقداـ الفضبل كلوال‬
‫خوؼ اإلطالة كغرابة الخوض فيو بالنسبة إلى ما نحن بصدده لحققت الكبلـ في ىذا المقاـ‬
‫كباهلل التوفيق كمن شعر صاحب الترجمة كتبو على لساف صديق أىدل أمو إلى المهدم كىي‬
‫قصيدة طويلة منها‪:‬‬
‫غادة تسترؽ من رؽ طبعان ‪ ...‬عجبان تسترؽ كىي رقيقة‬
‫في رناىا إذا رأت فترات ‪ ...‬غزيت على ىاركت منها الطريقو‬
‫ذات فرع يضل من ىاـ فيو ‪ ...‬طرفو إف أراد أخذ الحقيقة‬
‫كمحيا يهدم الذم ضل فيو ‪ ...‬فلو الشمس في الضيا شقيقو‬
‫كابتساـ عن در ثغر شنيب ‪ ...‬أرح يجيد المدامة ريقو‬
‫منها‪:‬‬
‫فلعل المشغوؿ بالمجد يرنو ‪ ...‬نحوىا فهي للحاظ حديقو[َُُجػ]‬
‫كأرل أعنده الذكابل في الهيجاء ‪ ...‬أحلى من القدكد الرشيقو‬
‫كسيوؼ اللحاظ أنظر منها ‪ ...‬عنده البيض للدما مريقو‬
‫كثغور الحساف أحسن منها ‪ ...‬ثم ما تفتح الرماح الدقيقو‬
‫ىمو تدنى الحاؿ إليو ىي ‪ ...‬عن غير مجده مستفيقو‬
‫ككقار عند الزالزؿ كاألىواؿ ‪ ...‬رضول في مثلها لن يطيقو‬

‫(ّ‪)ُُٔ/‬‬

‫كاعتصاـ بالحلم كالزىد كالتقول ‪ ...‬كنفس في المكرمات غريقو‬


‫كاقترح عليو بعض أصحابو أف ينظم قصيدة خالية من الحركؼ المعجمة فقاؿ كمدح بها اإلماـ‬
‫المهدم رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫أمل دكامان كصلهم المبلؿ ‪ ...‬كأكال سؤاؿ آملهم ككال‬
‫كال كردج الصدكد لهم كداد كال ‪ ...‬عهد الودكد لهم مطاال‬
‫كداـ سركر دىرىم راكة ‪ ...‬كصارـ سعد دىرىم الحواال‬
‫ىم ركح العصور كركح عهد ‪ ...‬السركر أصبو ركان راحا حبلال‬
‫ألوح ال أصرح ال كلو أساؿ ‪ ...‬اللواـ لم أسمع سؤاال‬
‫كلم أؾ كاألكلى سمو سعادان ‪ ...‬كلو صاركا لما راموا أىاال‬
‫كلم أساؿ عن سلع طلوالن ‪ ...‬عداىا عهدان أىلها كماال‬
‫كلم أنس الدموع على حماىا ‪ ...‬كلم أرع السماؾ أك الهبلؿ‬
‫كأحلى الود ما كاراه صدران ‪ ...‬كال عهد السؤاؿ لو سؤاال‬
‫كما أحلى المصرح مادحان ‪ ...‬لئلماـ سما عبلن كعلى جبلؿ‬
‫إماـ ما رأه المدح إال ‪ ...‬كأعطاه الوال إال كآال‬
‫إماـ ىدان إلى أحكامو كل ‪ ...‬ملك أمره كالحكم إال[ُُُجػ]‬
‫على ىاـ السماؾ سما محبلن ‪ ...‬كاصبلن طاؿ كل مدا كآال‬
‫كأعلى للعبل أسما عماد ‪ ...‬على أمد السما على كطاال‬
‫كىي طويلة‪.‬‬
‫كلو قيل‪:‬‬
‫قيل إف المشيب يقصر بالمرء ‪ ...‬دكاعيو عن دكاعي الشباب‬
‫كالتذاذ بمشتهى النفس ‪ ...‬كالطرؼ باإلجتماع باألحباب‬
‫كأرل ذا المشيب أكمل ‪ ...‬إدراكان كعقبلن لموجبات التصابي‬
‫كموارم األتراب في كحشو ‪ ...‬التفريق أدعى لوصل باقي الصحابي‬
‫غير أف الرضى بما تحدث ‪ ...‬األقدار أكلى من نيلها بعتاب‬
‫[(ِِْ) محمد بن يوسف بن أحمد الصنعاني ] (ُ)‬
‫(ُُٕٓ‪ُِّْ-‬ىػ‪ُِّٖ-ُْٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫موالنا بدر الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ‬
‫القاسم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر (بتحقيقنا)‪ .‬البدر الطالع (ِ‪.ُٕٔ/‬‬

‫(ّ‪)ُُٕ/‬‬

‫كقد تقدـ ذكر جديو أحمد كالحسين كصاحب الترجمة ىو‪ :‬الجليل العبلمة النبيل أديب الوقت‬
‫كحسنة الدىر ذك األخبلؽ العطرة‪ ،‬كالشمائل اللطيفة‪ ،‬كالطباع الرقيقة‪ ،‬كالملكة في المعارؼ‬
‫كالباع الطويل في حفظ التواريخ كالنوادر كاألشعار‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫كلد في شهر رمضاف سنة خمس كسبعين كمائة كألف ببير العزب غربي صنعاء كبها نشأ كقرأ‬
‫على مشايخ صنعاء في الفقو‪ ،‬كالنحوكأخذ عن شيخنا العبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ في‬
‫الجامي كالشرح الصغير كالمناىل ‪ ،‬كفي (شرح اليزدم على التهذيب) كشطران من (شرحي‬
‫الغاية) كعلى القاضي الحسن بن إسماعيل المغربي في (شرح العضد) كحواشيو كلم يكمل لو‬
‫عليو فأتم قراءتو على المولى شرؼ الدين بن إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كقرأ على خطيب‬
‫صنعاء شيخنا لطف البارم [ُُِجػ] في (المنتقى) ك(صحيح مسلم) كمهر في الحساب‬
‫كالجبر كالمقابلة‪ ،‬كلو ذكاء متوقد كفهم جيد‪ ،‬كألمعية كذىن سياؿ‪ ،‬يخوض في كل مسألة‬
‫كيذاكر في جميع الفنوف كيشتغل بالمباحث الدقيقة كحل اإلشكاالت المتعلقة كإيراد القضايا‬
‫الغريبة كاألخبار العجيبة‪ ،‬كىو ممن طالت مجالستو لموالنا محمد بن ىاشم الشامي‪ ،‬كتهذب‬
‫بو كاتصل أيضان باألعياف كاألكابر كىو اآلف من محاسن األياـ‪ ،‬كمن علماء (صنعاء) األعبلـ‬
‫كقد أكردت لو قصيدة كتبها إلى شيخنا البرىاف في ترجمتو‪ ،‬كمن شعره الجزؿ قولو‪:‬‬
‫بلينا بأكدار الليالي كصفوىا‬
‫كمر علينا بؤسها كنعيمها‬
‫كلم نبل بالحالين إال لكي ترا‬
‫محاسن أخبلؽ الرجاؿ كلومها‬
‫فرحنا بحمد اهلل لم يكيس عسرنا‬
‫كال يسرنا أحسابنا ما يضمها‬
‫ىي النفس إف لم تصر عنها جماحها‬
‫تسمك مراعي الخسف فالحرص خيمها‬
‫على أنها األياـ قد غاص صفوىا‬
‫كغاد الندا فيها كغاب كريمها‬
‫ألم تر أنَّا في زماف قد أكحشت‬
‫ربوع العلى فيو كباف مقيمها‬
‫كأضحت ديار الجود قفر ببلقعان‬
‫معطلة لم يبق إال رسومها [ِّب‪-‬ب]‬
‫فيا ليت شعرم ىل يعود أنيسها‬
‫إليها كيحيى بعد موت رميمها‬
‫كيا طالما خلنا سرابان بقيعة‬

‫(ّ‪)ُُٖ/‬‬

‫شرابان فعدنا بالنفوس نلومها‬


‫كشمنا بركقان للسماح فكلما‬
‫ظننا بها ريٌان تجلب غيومها‬
‫كىبت رياح التجح كىنان فعندما‬
‫رجونا نسيمان ىب منها شمومها[ُُّجػ]‬
‫فنفسك باعدىا عن الضيم أنها‬
‫ذمارؾ فانظر أم مرعها تسيمها‬
‫[(ِّْ) محمد بن الحسن المحتسب الصنعاني] (ُ)‬
‫(َُُٕ‪ُِٕٓ-‬ىػ‪ُْٖٔ-ُٕٓٗ/‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫موالنا بدر الدين محمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن بن المهدم بن أحمد المحتسب‬
‫بن علي بن محمد بن عبد اهلل بن حسن بن محمد بن حمزة بن محمد بن قاسم بن أحمد بن‬
‫جعفر بن علي بن أحمد بن السيد العبلمة يحيى بن عبد اهلل بن سليماف بن محمد المطهر بن‬
‫علي بن الناصر لدين اهلل أحمد بن الهادم إلى الحق عليهم السبلـ‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬يحيى بن عبد اهلل بن سليماف] (ِ)‬
‫كالسيد يحيى بن عبد اهلل بن سليماف ىو ابن أخي اإلماـ المتوكل على اهلل أحمد بن سليماف‬
‫عليو السبلـ ككاف محلو في ىجرة الزيلة(ّ) كأكالده متفرقوف في بني فطيل كفي مدع كفي‬
‫حضور الشيخ كالقمامة كالحيمة كانتقل بعضهم إلى بني حبش في جبل قيس كإلى كحبلف‪،‬‬
‫كإلى ىجرة الماخذ بالبوف‪ ،‬كإلى ثبلء‪ ،‬ثم انتقل جد صاحب الترجمة من ثبلء إلى صنعاء‪.‬‬
‫كصاحب الترجمة ىو السيد الجليل الهماـ النبيل العبلمة األديب اللوذعي األريب المعركؼ‬
‫بالمحتسب‪ ،‬ذك األخبلؽ التي ىي أنظر من الرياض الزاىرة كالمكارـ التي تزرم بالبحور الزاخرة‬
‫شمائلو ألطف من النسيم‪ ،‬كمفاكهتو أشهى للنفس من المدامة للنديم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) البدر الطالع (ِ‪ )َُٔ/‬نيل الوطر (ِ‪ )َِٓ/‬التقصار (َُْ‪.)َِٔ،ُِٔ،ِِٔ،‬‬
‫(ِ) ىجر األكوع (ِ‪ )ُّٗ/‬عن ماىنا‪.‬‬
‫(ّ) الزيلة‪ :‬ىي زيلة المحبشي‪ ،‬قرية عامرة في جبل الشنطوؼ المشرؼ على كادم قطابة من‬
‫عزلة بني قطيل من ناحية جبل عياؿ يزيد‪.‬‬
‫…ينظر‪ :‬ىجر األكوع (ِ‪.)ُّٗ/‬‬

‫(ّ‪)ُُٗ/‬‬

‫نشأ بصنعاء كقرأ العلوـ فحقق النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كالبياف‪ ،‬كالفقو‪ ،‬كأخذ في المنطق‪ ،‬كاألصوؿ‪،‬‬
‫كالزـ المولى محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن المتوكل المتقدـ ذكره‪،‬‬
‫كشيخنا المولى علي بن إبراىيم بن عامر كأخذ عنهما كجالس شيخنا الوجيو عبد القادر بن‬
‫أحمد فاستفاد منو‪ ،‬كلم يزؿ يجد في تحصيل [ُُْجػ] العلوـ كتحقيق منطوقها كالمفهوـ‬
‫كيراجع العلماء كيطالع األسفار حتى فاؽ األقراف‪ ،‬ثم التفت على األدب كالتأريخ‪ ،‬كحفظ‬
‫األشعار‪ ،‬كالتفتيش على معانيها كالبحث عن غوامضها فبلغ في ذلك غاية اإلرب‪ ،‬كجمع بين‬
‫العلم كاألدب‪ ،‬كلو فهم جيد‪ ،‬كذكاء متوقد‪ ،‬كألمعية‪ ،‬كنقادة مع نجابة‪ ،‬كسيادة كشرؼ نفس‪،‬‬
‫كلطف طباع كمرؤة كاملة‪ ،‬كتهذيب أخبلؽ‪ ،‬فإنو ال يرل نفسو حقان كال يتغير لو كد ال يعبس لو‬
‫كجو‪ ،‬يشتاؽ إلى مجالستو األعياف كيهوف محادثتو في كل آف‪ ،‬يساعد الصديق كيستحسن ما‬
‫قاؿ ‪ ،‬كيحبو كل أحد لما جبل عليو من محاسن األفعاؿ‪ ،‬كحاز من خصاؿ الكماؿ من شريف‬
‫الخبلؿ‪ ،‬كلما فاح عطر ذكره كاتصل بالمسامع الشريفة طيب خبره‪ ،‬أمر اإلماـ المنصور باهلل‬
‫المهدم أف يتصل بولده المولى سيف الخبلفة بدر اإلسبلـ محمد بن أمير المؤمنين المنصور‬
‫فبلزـ حضرتو ليبلن كنهاران‪ ،‬كحظي لديو كناؿ منو حظان كافران‪ ،‬كرحل في صحبتو إلى ذمار كإلى‬
‫عمراف أياـ كاليتو لهما كىو إلى اآلف على حالو الجميل‪ ،‬كمن شعره ما كاتبني في شهر‬
‫[‪ )ُ( ].............‬سنة أربع عشرة كمئاتين كألف (ُُِْىػ) كىو قولو (ِ)‪:‬‬
‫ىو البين ال تقول عليو تجلداى‬
‫ش َّردا‬
‫فتى بالبين أضحى يم ى‬
‫فكم من ن‬
‫اتقوا كقد زموا الجماؿ كأىرعوا‬
‫سراعان يجوبوف الفبلة كفد فدا‬
‫كدكنهم يا صاح كم من تنوفة‬
‫يضل بها السارم كيغوم من اىتدل (ّ)‬
‫سباسب كعرات المسالك دكنها‬
‫ضراغم تغتاؿ الكمات تصيدا‬
‫ثكلت الهول إف كاف يمنعك الثول‬
‫__________‬
‫(ُ) بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) بعضها في نيل الوطر (ِ‪ ) ُِٓ /‬عن ماىنا‪.‬‬
‫(ّ) نهاية [ّّأ‪-‬ب]‪ُُٓ[ ،‬جػ]‪.‬‬

‫(ّ‪)َُِ/‬‬

‫كقد خلت خشفان أتلع الجيد أغيدا‬


‫لو مقلة بالسحر ترنوا كتنتضي‬
‫من الجفن عضبان بالفتور مهندا‬
‫حلفت بدين الحب أصدؽ و‬
‫حلفة‬
‫ألكرد نفسي أصعب األمر موردا‬
‫كأقتحم الخطب الجليل كأنثني‬
‫كقد فزت باللقياء كأحرزت موعدا‬
‫كأشفي عليل النفس من العج الجول‬
‫بوصل حبيب غاب عني كأبعدا‬
‫كأطلق دمعي حين باف مودعان‬
‫كصير قلبي في ىواه مقيدا‬
‫كأرشفني عند الوداع معتقان‬
‫فأصبح ناران في الحشا كبردا‬
‫لو اهلل ضبيان كلما ىع َّن ذكره‬
‫أقاـ شجوني في ىواه كأقعدا‬
‫كألبسني بردان قشيبان من الضنا‬
‫كمزؽ ثوب الصبر مني كبرددا‬
‫فغ‬
‫كلكنني راؽ لقلبي من النول‬
‫بمدح فتى حاز الفخار كشيدا‬
‫إماـ علوـ راسخات بصدره …‬
‫فزده تجد بحران من العلم مزيدا‬
‫إذا ما دجى ليل من الجهل مظلم‬
‫جبله بنور من ذكاه كبددا‬
‫إذا قاؿ قوالن أفحم القوؿ قولو‬
‫كأخرس منطيقان لديو كبلدا‬
‫ىو الماجد الطود األشم فخارة‬
‫كأعنى بو جمعان من الناس مفردا‬
‫فإف قيل من ىو كالمقالة ضلو‬
‫…‬
‫سأرفع صوتي باإلجابة منشدا‬
‫ىو الندب إبراىيم ذك الفضل (ُ) كالحجى‬
‫كمن طاب فرعان في الرجاؿ كمحتدا‬
‫سبرت جميع الخلق طران فلم أجد‬
‫لمثلك مثبلن في األناـ كسيدا‬
‫إليك ابن عبد اهلل مني قصيدةن…‬
‫تقوـ على ساؽ الثنا كتحمدا[ُُٔجػ]‬
‫فأجبت عليو بقولي‪:‬‬
‫الؤلؤ نظم في الطركس تنضدا‬
‫أـ السحر نفث اليراع تعقدا‬
‫فإف قلت در قيل ذا البحر سابغ‬
‫كإف قلت سحر قيل حاشى محمدا‬
‫كلكنو الخمر التي صفق الذكا‬
‫كصاغ لها كأسان من اللفظ عسجدا‬
‫ترشف ذىني من رحيق بديعة‬
‫كؤس بياف صرت منها معربدا‬
‫فبحت بمكنوف الغراـ كلم أزؿ‬
‫أكتمو خوؼ العواذؿ كالعدا‬
‫كاشجا كلما يخل من لوعة الحشا‬
‫فؤادان كمعنى شجوىا إف تجددا‬
‫إذا أنت علمت المشوؽ تشوقان‬
‫كسهدت بالذكرل حبيان مسهدا‬
‫تكوف كصلد علم السحب كبلها‬
‫ككآلما أغر النار أف تتوقدا‬
‫لكل امرء شوؽ على قدر حبو‬
‫فكل أمره للحب كاتركو للردا‬
‫كمن يدعي حب الحبيب كلم يقم‬
‫عليو دليبلن كاف تكذيبو غدا‬
‫كأصدؽ أىل الحب من كاف دمعو‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬ذك المجد‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُِ/‬‬

‫لو حلية كالسقم كأف لو ردا‬


‫كمن كلما ىبت لو نسمة الصبا‬
‫تفرس فيها لؤلحبة موعدا‬
‫كيزداد شوقان كل ما الح بارؽ‬
‫كيصبوا إذا غنى الحماـ كرددا‬
‫كيغدكا من ذكر األحبة ىزة‬
‫كما انتغض العصفور بللو الندا‬
‫كما ىزني نظم األديب الذم بو‬
‫تشيد ركن للعبل كتأبدا‬
‫أجل بها ليل الزماف كخيرىم‬
‫كأكسعهم باعان كأطولهم يدا‬
‫كأكثرىم علمان كحلمان كمفخران‬
‫كأعظمهم مجدان كعزان كسؤددا‬
‫إماـ لربع العلم أضحى مجددا‬
‫كللدين في ىذا الزماف المجددا‬
‫إليو انتهت كل الفضائل كالعلى‬
‫كعنو ركل راكم المعالي ك أسندا[ُُٕجػ]‬
‫فيا بدران ال أعنى الذم حل في السماء‬
‫كلكنو بدر المعارؼ كالهدا‬
‫أتاني در منك قلدتني بو‬
‫كمن عجب أف المقلد قلدا‬
‫كدكنك من نظمي الضعيف مقاببلن‬
‫لنظم بليغ بالبديع تفردا‬
‫كعذران عن التقصير فيو فنظمكم‬
‫ىو الصالح المحكي كاألخر الصدا‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة مكاتبان للقاضي عبد الرحمن بن يحيى اآلنسي المقدـ ذكره من‬
‫قصيدة مستهلها‪:‬‬
‫ناؤ برىة عني فلم يبق لي صبر[ّّب‪-‬ب]‬
‫فأجاب القاضي عبد الرحمن بقولو‪:‬‬
‫كفي الدىر أمراء ربما سر مرة‬
‫كلكن في أغصاصو باألسى كثر‬
‫كال مثل لفريق األحبة غصة‬
‫يحشرجها مما يضيق بها الصدر‬
‫كيومك من ريا كقد عدت النوا‬
‫بمقدكر ق لم يغن في دفعها الحذر‬
‫فسرت تعاليك الجباؿ كتلتقي‬
‫ىبوطك من أرعانها السملق القفر‬
‫كئيبان بما شبك السركع كسابق‬
‫الدموع كعالي بالولوع لو زفر‬
‫فيا ىل ثراتك األنيسانة التي‬
‫تقسمها األنقا كالغصن النظر‬
‫كسالفنتا جيد الغزاؿ كعينو‬
‫كبدر السماء لو زانو مثلها الشعر‬
‫تذكر منك العهد ذكرؾ عهدىا‬
‫لذا حيث ألقت رجلك العرمس كالغدر‬
‫أظن الغواني ال يقين لغائب‬
‫كأنا كفيهن التلوف الحسر‬
‫كما عقد الحب التي عندىا سوا‬
‫كإني شيط تعطي اليقض أية ما يطركا‬
‫كيحلفن ال يخلفن ظنان كقل ما‬
‫برزف على أيمانهن كما بركا‬
‫كإف التي عنتك منهن فاتئدا‬
‫كال تحسبن الخير ينتجو الشر‬
‫فعلك سهراف بنايمة العشا‬
‫كباكي بحلوا التماجن تفتر [ُُٖجػ]‬
‫أنت من ذم أمرىا ما تبلينت‬

‫(ّ‪)ُِِ/‬‬

‫ككاسرة كأقتاد العفو كالييسر‬


‫كخل التي تركيو عنك بحيث ما‬
‫عول الذئب أك في حيثما ما حلق النسر‬
‫تعاظم حرا الشعر أمر محمد‬
‫فرؽ لو كالرؽ يانفو الحر‬
‫فأجابو طبعان ينافس لفظةن‬
‫حصا الدر كالتبر المخلص كالشذر‬
‫كيأخذه الملك الجسور لتاجو‬
‫كيعشقو جيد المليحة كالنحر‬
‫كتسرؽ معناه اللطيف طرافة‬
‫الحساف كأضراب النواعم كالخمر‬
‫كلم ال يواتيو الفصيح كنيتو‬
‫قريش التي يتبل بما لفت الذكر‬
‫فدكنك منو سيدان من مسود‬
‫غر‬
‫إلى سادة بيض كجوىهم ُّ‬
‫يشارؾ أىل الفضل كل فضيلة‬
‫كيسما لو في كل صالحة شطر‬
‫مهذب نفس ال يذـ جليسو‬
‫لو خلقان ماال ال الذنب الغفر‬
‫حبيب إلى اإلخواف حتى كجوىهم‬
‫لطلعتو فيها البشاشة كالشبر (ُ)‬
‫[ (ِْٓ) محمد بن يحيى بن أحمد المفضل الشبامي](ِ)‬
‫(ُُِّ‪ُُٖٗ-‬ىػ‪ُٕٕٖ-ُُِٕ/‬ـ)‬
‫المولى بدر الدين محمد بن يحيى بن أحمد بن إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن‬
‫اإلماـ شرؼ الدين‪ .‬كقد تقدـ ذكر جده أحمد كصاحب الترجمة ذكره صاحب الحدائق فقاؿ‪:‬‬
‫(ىو آية الكماؿ كمعنى اللطف الذم توصف بو الرجاؿ الطيب القوؿ الحميد الفعاؿ طينتو‬
‫بالكرـ معجونة‪ ،‬كخلقتو بالتحافة موضونة فهو نادل الكراـ كالملح في الطعاـ)‪ .‬انتهى كبلمو‪.‬‬
‫[مولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) توفي صاحب الترجمة يوـ اإلثنين (ٔ‪ُِٕٓ/ِ/‬ىػ)‪.‬‬
‫(ِ) الحدائق المطلعة(خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ )ُِٗ-ُِٖ/‬عن ما ىنا ملحق البدر الطالع‬
‫(َُِ) مصادر الحبشي ص(ْٔ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َِٖ) (بتحقيقنا) كفيو‬
‫توفي سنة (َُُٗىػ) معجم المؤلفين (ُِ‪ )ٗٗ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ََُُ)‬
‫ترجمة(َُّٖ)‪ .‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬

‫كمولده في سنة اثنتين كثبلثين كمائة كالف بشباـ (ُ) كبو نشأ كقرأ على القاضي أحمد بن‬
‫محمد ما قاطن‪ ،‬كعلى الفقيو إسماعيل بن عبده الحداد‪ ،‬كعلى المولى عيسى بن محمد بن‬
‫الحسين‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة من العلماء المحققين‪ ،‬كمن أعياف العترة َّ‬
‫كألف كتابان في تخريج‬
‫أحاديث أمالي أبي طالب[ُُٗجػ]‪ ،‬كلعلو لم يكمل كمن شعره قولو مخاطبان لشيخو المولى‬
‫عيسى بن محمد (ِ) ‪:‬‬
‫أال أيها المولى اإلماـ ‪ ...‬كمن في رتبة العلياء إماـ‬
‫كمن سبق الكراـ إلى مقاـ ‪ ...‬يقصر عند نائلة الغماـ‬
‫كفي يوـ النزاؿ تراه ليثان ‪ ...‬كلكن دكنو البدر التماـ‬
‫كإف يع َّد الفوارس من لؤم ‪ ...‬فأنت الفارس البطل الهماـ‬
‫كحلمك إف جني الجاني حباه ‪ ...‬بعفو ال تزحزه اللئاـ‬
‫أماني من كعيدؾ ما أراه ‪ ...‬يركع عنده من ال يضاـ‬
‫إذا كثرت ذنوبي قابلتها ‪ ...‬بصفح منك أخبلؽ كراـ‬
‫فصفحان أيها الملك المفدل ‪ ...‬فظني فيك ىذا كالسبلـ‬
‫كتوفي سنة تسع كثمانين كمائة كألف (ُُٖٗىػ) رحمو اهلل تعالى‪ّْ[ .‬أٗب]‬
‫[(ِْٔ) محمد بن يوسف بن محمد الكوكباني] (ّ)‬
‫(ُُْٔ‪-‬ؽُّىػ‪-ُّٕٓ/‬ؽُٗـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ‪ :‬سنة (َُُِىػ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) الحدائق المطلقة (خ)‪ ،‬دمية القصر القاطن ترجمة (بتحقيقنا) ‪ /‬نيل الوطر (ِ‪-ّّٓ/‬‬
‫ّْٓ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِْ/‬‬
‫المولى عز اإلسبلـ محمد بن يوسف بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر كقد تقدـ‬
‫ذكر جده الحسين كأعمامو‪،‬كمولد صاحب الترجمة في سنة أربع كستين كمائة كالف بكوكباف‪،‬‬
‫كنشأ في حجر أىلو األعبلـ كقرأ على عمو المولى عيسى بن محمد في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪،‬‬
‫كالمنطق‪ ،‬حتى أتقنها كأعانو ذكاه كفطنتو‪ ،‬كقد ترجم لو بن عمو صاحب الحدائق فقاؿ‪ :‬ىو‬
‫ذكي الجناف حديد ذىن لو كاف للحديد لشجع بو الجباف يضيء ذىنو في المشكبلت ضياء‬
‫النجم الثاقب في الليالي المظلمات‪ ،‬لو ذىن شريف ال حظو السعد فهو غير محتاج إلى‬
‫تعريفات أك تعريف فالتلميح عنده تصريح كاإلشارة كواضح العبارة‪،‬كلو من النوادر في الكبلـ ما‬
‫يضحك لو بو كيكثر بها الغراـ كمن لطائف التوارم في المحاكرات كما يغدك معها فالوذج غيره‬
‫من المزكرات‪ ،‬حسن الصمت ليس في أخبلقو [َُِجػ] عوج كال أمت شديد الحياء‪ ،‬جميل‬
‫المحيا‪ ،‬لطيف المناقشة ظريف المحادثة فيستخرج الضب من حجره كيتلقط الدر من بحره‬
‫كيتثير الثعلب من كجاره نبيذه إليو من حصى أفكاره كلو سناعة في التشكيك على المحاكر‬
‫كإيقاع للبليد في غور بعيد عن المعنى المجاكر‪ ،‬كفيو فركسية يركض بها القارح كسياستو يذلل‬
‫بها الحراف الرامح‪ ،‬كلو شعر يسير فمنو قولو‪:‬‬
‫كلم يشج قلب الصب غير حمامة ‪ ...‬تنوح بأعلى الدكح كالفجر طالع‬
‫كأف بها مابي من الشوؽ كالهول ‪ ...‬كلكنها لم تدر ما البين صانع‬
‫تنوح على األغصاف كىي خلية ‪ ...‬فإف كاف ذا حق فأين المدامع‬
‫كلو مجيبان من قصيدة مستهلها‪:‬‬
‫رحيق معاف في كؤكس بياف ‪ ...‬أتاني بعد العصر في رمضاف‬
‫سكرت كما دانيت إثمان كلم أكن ‪ ...‬بمفسد صوـ ىل عجبت لشاني‬
‫كىو اآلف حسنة من محاسن كوكباف‪.‬‬
‫[(ِْٕ ) محمد بن الحسين الحوثي الصنعاني] (ُ)‬
‫(‪. ...‬ػ ‪...‬ىػ‪. .../‬ػ ‪...‬ـ)‬
‫[نسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُُٔ-ُُٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِٓ/‬‬
‫الوالد عز اإلسبلـ محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن‬
‫علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحيى بن حمزة كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫[نعتو كاألعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ىو السيد العبلمة بدر المعارؼ قدكة الزاىدين رأس الورعين كحلة القاصدين المعركؼ بالحوثي‬
‫الحسيني‪ ،‬كاف إمامان في العلوـ الشرعية كآية باىرة في العبادة كالورع‪ ،‬ككاله صاحب المواىب‬
‫األكقاؼ جميعها فباشرىا بعفاؼ كزىد كحسنت سيرتو فيها‪ ،‬ككاف ال يأكل ىو كأىلو بيتو‬
‫[ُُِجػ] إال مما يعلم علمان يقينان أنو حبلؿ مطلق‪ ،‬ككاف ربما لم يجد من القوت ما ىو كذلك‬
‫فيترؾ الطعاـ مع كوف مخازين الوقف في يده كفيها من الحبوب ألوؼ مؤلفة‪،‬ك اتفق أنو عدـ‬
‫الطعاـ في بعض األياـ على أىل بيتو فجاء بعض عماؿ الوقف بحب كثير فأخذكا منو مقدار ما‬
‫يتغدكف بو فبينما ىم في اصطناعو إذ جاء صاحب الترجمة كأخبركه بالواقع فغضب غضبان‬
‫شديدان كأمرىم أف يردكا ما اصطنعوه إلى مخزاف الوقف كقاؿ‪ :‬إف ذلك متعين للوقف كإنو ال‬
‫يحل لو بأف يأخذه منو على جهة القرض مع إمكاف القرض من غيره بعدان عن التهمة كحسامان‬
‫لمادت المتابعة إلى األخذ كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل في سنة‬
‫[‪ )ُ(].............‬كجعل صاحب المواىب بعد موتو كالية الوقف إلى الفقيو الخياط‪.‬‬
‫كصاحب الترجمة ىو جدم كىو الجد الثالث في عمود نسبي‪.‬‬
‫[(ِْٖ ) محمد بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي] (ِ)‬
‫(‪ ....‬ػ َُِّىػ‪ .../‬ػ ُُِٔـ)‬
‫ككاف كالده من العلماء الفضبلء‪ ،‬كأما عم كالده [ّْب‪-‬ب]‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ].........‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ) طيب السمر (خ) ىجر األكوع (ُ‪ )ُّٓ/‬كمنو‪ :‬الدرة المضيئة‬
‫(خ) بغية المريد (خ) الجامع الوجيز(خ) ثم نشر العرؼ (ّ‪ )ُُٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِٔ/‬‬

‫السيد العبلمة البليغ بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي الشاعر المشهور فكاف‬
‫أجل أىل عصره في النظم كاإلنشاء كأجدىم كأطولهم باعان‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب طيب السمر‬
‫كأطاؿ الثناء عليو كقاؿ‪ :‬أنو كاف شاعران مغلقان عذب األلفاظ جزؿ المعاني لطيف الحاشية حاد‬
‫الذىن‪ ،‬ككاف محققان في العلوـ‪ ،‬إمامان في اللغة كفي علم البياف‪ ،‬حافظان لؤلشعار العربية‪،‬‬
‫كالتواريخ القديمة كالحديثة‪ ،‬ككاف [ُِِجػ] أكحد أعياف صنعاء في أياـ دكلة األتراؾ‪،‬كحظي‬
‫لديهم فعرفوا لو حقو كأجركا لو رزقو‪ ،‬كأكتركا عليو اإلنعاـ‪ ،‬كتابعوا لو اإلكراـ‪ ،‬كخلعوا عليو‬
‫نفائس الخلع الملوكية‪ ،‬كقرركا لو في الدفاتر المعلومات السلطانية‪ ،‬فمدح إحسانهم في شعره‪،‬‬
‫كشكر صنيعهم في نظمو كنثره‪ ،‬كلما جاءت الدكلة القاسمية ثبت اهلل أركانها كشيد بنيانها كاف‬
‫من المناصرين بلسانو كقلمو كمدح اإلماـ القاسم كأكالده بغرر المدائح‪ ،‬كأما المولى أحمد بن‬
‫اإلماـ القاسم فإنو مدحو بكل غرا كاضحة اللثاـ كالممدكح أحسن إليو بما يستحقو من‬
‫اإلحساف كاإلنعاـ فمما مدح بو اإلماـ المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ ككلده أبا‬
‫طالب أحمد بن اإلماـ لما كاله اإلماـ صعدة كأرسل بها صاحب الترجمة من صنعاء سنة تسع‬
‫كعشرين كألف كمستهلها‪:‬‬
‫تاىت على األقطار صعدة ‪ ...‬كتنبهت من بعد رقدة‬
‫كافا لها ما ترتجي كىو ‪ ...‬الرخاء من بعد شدة‬
‫كتداكلت أيامها كىي ‪ ...‬العوارم المستردة‬
‫كتغيبت عنها النحوس ‪ ...‬كاطلع اإلقباؿ سعده‬
‫كتبدلت بعد الهواف ‪ ...‬ثياب عر مستجدة‬
‫فاقت بأحمدىا حميد ‪ ...‬السعي كل بلدة‬
‫نجل الخليفة قاسم ‪ ...‬من للورل في اآلؿ عمده‬
‫ذخران طواه لنا اإللو ‪ ...‬على أعادينا كعده[ُِّجػ]‬
‫بالنصر كاإلقباؿ رب ‪ ...‬العرش فينا قد أمده‬
‫عطف اإللو بو على ‪ ...‬الدين الحنيف لنا كرده‬
‫عهد الزماف إليو أف ‪ ...‬ال خانو كأتم عهده‬
‫كعلتو ىمتو العلية ‪ ...‬منجزان ذك العرش كعده‬
‫كاستل سيفان صارمان ‪ ...‬لعدائو كأحد حده‬

‫(ّ‪)ُِٕ/‬‬

‫كرماىم بمصائب أكرت ‪ ...‬لدين الحق زنده‬


‫كم عثر األعداء كأرداىم ‪ ...‬على عجل كد ىده‬
‫نصر اإللو أبا محمد ‪ ...‬في مواطنو كجنده‬
‫كجهاده بلغ الزماف ‪ ...‬بو إلى األعداء جهده‬
‫كالرأم في توجيو أحمد ‪ ...‬صعدة يا ما أشدة‬
‫باب المفاسد كاف ‪ ...‬مفتوحان بها فأتى فسده‬
‫منها‪:‬‬
‫أحييت دين الحق يا ‪ ...‬شمس الهدل في أرض صعدة‬
‫كجعلتها في كجنة ‪ ...‬األياـ باإلقباؿ كردة‬
‫كأذقتها بالعدؿ بعػ ‪ ...‬ػد حرارة للجود بردة‬
‫كلعبت باألعداء بها ‪ ...‬شطرنج بغيهم كرندة‬
‫بدلتها كببلدىا من ‪ ...‬بعد شظف العيش رغدة‬
‫منها‪:‬‬
‫ربيت طفل العدؿ في ‪ ...‬عرصاتها كفرشت مهدة‬
‫كأقمت فيها مذىب الهادم ‪ ...‬ىدجا نفيت ضده‬
‫كتلوت في محراب ‪ ...‬جامع دينها آم المودة‬
‫كجمعت شمبلن للعبل ‪ ...‬في سلكهن نظمت عقده‬
‫إنا لنشكر ربنا‬
‫هلل جل ثناؤه ‪ ...‬إذ جئتها كنطيل حمده [ُِْجػ]‬
‫هلل جل ثناؤنا ‪ ...‬كالقائم المنصور بعده‬
‫كم عندنا منو عوارؼ ‪ ...‬من نداه مستمدة‬
‫كلكم أقامت من يد ‪ ...‬عظمى ألىل البيت عنده‬
‫قول بها الدين الحنيف ‪ ...‬با يد األقول كشده‬
‫كم سل سيفان للجهاد ‪ ...‬كصيد الهامات عمده‬
‫كالح برقان أسمع اآلذاف ‪ ...‬من أعداه رعده‬
‫كمؤلت غور األرض ذكران طيبان فيها كنجدة‬
‫منها‪:‬‬
‫كاشتمت العلياء خزا ‪ ...‬ما نشره قاسمها كرنده‬
‫كأتى الحساـ بركعة في ‪ ...‬رأس من عادا كسجده‬
‫بمواطن قد قهقرت ‪ ...‬من دكنها فرساف كندة‬

‫(ّ‪)ُِٖ/‬‬
‫الحضرة التي اشتمت المعاطس رباىا [ّٓأ‪-‬ب]‪ .‬كأجتلت مواطن الجهاد األكبر محياىا‪،‬‬
‫كرشفت مراشف الفخر من كؤكس المحامد حمياىا‪ ،‬كتوجهت إليها المقاصد كاآلماؿ‪ ،‬لم تجد‬
‫إال ىي كالسجع يقوؿ إال إياىا‪ ،‬حضرة أصفت على دين الهدل من بني زىرائها ملبسها‪،‬‬
‫كشفت للدين كالدنيا نجد العوالي كالضبا أنفسها‪،‬موالنا كابن موالنا شمس دائرة الفلك‬
‫كالسالك معو الفضل كاإلفضاؿ آية سلك‪ ،‬كالمتحيرة فيو أبصار المبصرين لو أملك‪ ،‬عظيم ىو‬
‫أـ ملك‪ ،‬كالمبرىن على مفاخر آبائو كمآثرىم[ُِٓجػ] ((النبوية ليحيي من حيي عن بينة‬
‫كيهلك من ىلك)) آية الشهاب‪ ،‬المنفصل عن كوكب ابيو الدرم لرمي الشاطين‪ .‬كالشمس‬
‫المتكبرة في سمائها لمحو رسوـ الملوؾ كالسبلطين‪ ،‬كالليث الخادر للوثبات على من سعى في‬
‫خراب بيت النبوة ليضعضع منو األركاف كاألساطين‪ ،‬أحمد بن أمير المؤمنين زاده اهلل تقواه إال‬
‫برحت متالقة لعيوف القاصدين بركؽ رجواه‪ ،‬كال زالت عليو رايات التسليم خافقة‪ ،‬كآيات‬
‫التعظيم كالتكريم متلوة على جبهة كجهو‪ ،‬التي أنوارىا لنيراف أىل الزيغ كاالعتساؼ ماحقة‪،‬‬
‫كبعد أف تستوفي األقبلـ حركؼ التحية في ىذا المدرج كضعا‪ ،‬كأف يحيط بسطوره العربية‬
‫إعراب رقمها فيو نصبان كجران كرفعا‪ ،‬ال ترفع من أخبار ىذه األرض إال ما سرت سرايا المسرة‬
‫بين أعطافها‪ ،‬كال نملي من مشركحاتها إال ما كتبتها يد التحقيق المستمدة لؤلفراح بين سرائر‬
‫ألطافها ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫كلو أيضان فيو قصيدة سينية طويلة جدان مستهلها‪:‬‬
‫صفى مشارب ديننا في الناس ‪ ...‬من بعد قاسمنا الشديد البأس‬
‫كيفي الكدكرة عن مشارع مائو ‪ ...‬المنهل غيث سحابة الرجاس‬
‫أحيا المشارع في ارتجاع الدين ‪ ...‬كاإلسبلـ كاإلنصاؼ بعد اليأس‬
‫من رد أركاح المفاخر في جسوـ ‪ ...‬المكرمات ككن في األرماس‬
‫من شاد شرعة أحمد ككصيو ‪ ...‬كبنا بيوتهما على األساس‬
‫منها‪:‬‬
‫تلقاه يوـ النزاؿ كظيغم ‪ ...‬ذم لبدتين غظنفر ىرماس‬
‫كحماه يركم عن كليب عزة ‪ ...‬كالطعنة النجبلء عن جساس‬

‫(ّ‪)ُِٗ/‬‬

‫منها في ذكر اإلماـ القاسم كأكالده[ُِٔجػ] قولو‪:‬‬


‫إف تلقهم تلق أسود الغاب ‪ ...‬أشخاصان مصورة على أفراس‬
‫متهللين بأكجو بسامة ‪ ...‬من غبر ذم كجو يرا عباس‬
‫منها‪:‬‬
‫أما كأحمد قد تملك صعدة ‪ ...‬يأسو جراح فقيرىا كيواسي‬
‫فؤلكثرت مديحة كأدير كأس ‪ ...‬المدح كاإلطراء على جبلسي‬
‫قف يا نظامي في ربوع فخاره ‪ ...‬ما في كقوفك ساعة من باس‬
‫كاشرب مداـ ثنائو من منطقي ‪ ...‬متضلعان بالكأس أك بالطاس‬
‫منها‪:‬‬
‫كالناس مدحي البن قاسم أحمد ‪ ...‬كسواه مدحي في كالنسناس‬
‫كمن شعره صاحب الترجمة‪:‬‬
‫كم ذا تقيم برملي يبرين‬
‫فالشوؽ نحوؾ لم يزؿ يرمين‬
‫كإلى متى يحتل في أكنافها‬
‫سفهان كترؾ ركض قنسرين‬
‫خيم بشطيو كعج بظبللو‬
‫إف كاف دينك في الصبابة ديني‬
‫يا من قسا قلبان كآلف معاطفان‬
‫عطف على ىذا القسا باللين‬
‫أردد على رقاد عيني فهو‬
‫مفقود لسانحو الظبا العين‬
‫كانظر تظلم مهجتي من و‬
‫مقلة‬
‫فتكت بصارـ عضبها المسنوف‬
‫قد نونت بفتورىا كتمكنت‬
‫مني فد التنوين للمتمكين‬
‫كرأيت كالسفاح منها كاقفان‬
‫كعلى ذلك ليس بالمأموف‬
‫ذبت عقارب صدغة فتعلقت‬
‫أذيالها من شعره بالسين‬
‫كبقوس حاجبو ترل سهمان‬
‫كؿ‬
‫كأشرعت فناد القلب ياذا النوف‬
‫كاكان كالمان ما قد كتبت كإنما‬
‫من صدغة كعذارة تلقيني [ّٓب‪-‬ب]‬
‫قد شك سهم لحاظو قلبي فما‬
‫شيء لسهم اللحظ منو يقيني[ُِٕجػ]‬
‫شرعت فماؿ عذاره في عارض‬
‫عودتو بالنمل من طاسين‬
‫قلم النول قد خط شطر الشوؽ في‬
‫قلبي كمنطق كجده يمليني‬
‫من نور نار الشوؽ يكويني فلم‬
‫في كل جارحة بها تكويني‬
‫قمر بدا عليو أنواع الحلى‬
‫حلل المبلحة منو في تلوين‬
‫أىول إلى دار بها سلمى كما‬
‫دار سول سلمى بها تلوين‬
‫فهناؾ يسلبني الهول لبي كقد‬
‫أشكو فيسليني الذم يسليني‬
‫كمن شعره مكاتبان لؤلمير الخطير الرئيس الشريف‪ :‬الحسين بن محمد بن ناصر بن أحمد بن‬
‫األمير محمد بن الحسين بن علي بن القاسم بن الهادم بن األمير عز الدين محمد بن أحمد‬
‫بن المنصور باهلل عبد اهلل بن حمزة عليو السبلـ ككاف األمير المذكور مخيمان في رداع‪:‬‬

‫(ّ‪)َُّ/‬‬

‫دعاني إلى كصل األحبة داعي‬


‫فصادؼ سمعان للصبابة كاعي‬
‫كشوؽ كجداني نحو لقيا أحبتي‬
‫فوسع من خطوم كطوؿ باعي‬
‫قطعت المدل شوقان إلى من بوصلهم‬
‫رضعت كالىم قبل كقف رضاعي‬
‫كعندم عهدان للصبا ال اضيعو‬
‫كثيق كعهد الحر غير مضاعي‬
‫ركيت حديث العشق كىو مسلسل‬
‫كأدخلتو بالحفظ تحت سماعي‬
‫ككاف الهول بيني كبين ذكم الهول‬
‫مشاعان فاضحي اآلف غير مشاع‬
‫خصصت بو فردان زماف شبيبتي‬
‫فها أنا عذرم بو كرفاعي‬
‫كقاد الصبا طبعي إلى ما أريده‬
‫فمذ باف عني خالفتو طباعي‬
‫خليلي حثابي مطى صبابتي‬
‫بشوؽ كخطو في الطريق كساع‬
‫فللشوؽ كالسوؽ الحثيث مواقف‬
‫أطاعت لها األياـ غير مطاع[ُِٖجػ]‬
‫تركع فؤادم فوؽ أيكة حمامة‬
‫كشفت لسمعي ما يقوؿ قناعي‬
‫فؤاد مراع إف أحسن بنبأه‬
‫ن‬
‫كعاىا كالقى الهوؿ غير مراع‬
‫لعل النول قد قوضت لي خيامها‬
‫لشوقي إلى من شفني كنزاعي‬
‫رعى اهلل دىران لم أجد فيو صاحبان‬
‫كال خدنان إال لحقي ر ًاع‬
‫ككقتان بو ما جت بحار شبيبتي‬
‫كفيها على التقول نصبت شراعي‬
‫فيا دىر ارجع لي الزماف الذم قضى‬
‫فذكراه في ذا الزماف متاع‬
‫كسعى حميد بين حوث كأىلها‬
‫فلم تلفني إال حميد مساعي‬
‫فانأتني األياـ عنها تعسرتي‬
‫كأسكنني بالرغم غير رباعي‬
‫كلست أخاؼ الدىر كابن محمد‬
‫حسين أمير في ربوع رداع‬
‫أمير أنامت بيضو كرماحو‬
‫بأف عيوف الشاء بين سباع‬
‫منها‪:‬‬
‫سمعت بو قبل أخبارم فكاف ما‬
‫رأيت بو من بعد فوؽ سماعي‬
‫يكلفني الشوؽ المبرح مزمعان‬
‫لسيرم فحاؿ العجز دكف زماعي‬
‫كإذ خاؿ ىذا العجز بيني كبينو‬
‫أنبت منابي في اللقاء يراعي‬
‫تجاذبني األياـ ثوب كصالو‬
‫كيجرم معي في قربو بخداع‬
‫كأصحبها بنثر‪ :‬كاعتذر عن المكاتبة بعدـ النشاط لذلك لحصوؿ عارض معو كلفظو‪:‬‬

‫(ّ‪)ُُّ/‬‬

‫الحمد هلل الذم أكدع سر النبوة في أصوؿ شجراتها فجاءت أغصانها باسقة‪،‬كاطلع شموس‬
‫السعادة في أفق سماكاتها من صاحب الوصاية فكشفت أقمار الجهل ككشفت ظلمات الظبللة‬
‫الفاسقة‪ ،‬كنظم في سلك األمرة البلىوتية يواقيت عقود اإلقباؿ ككانت أيدم القدرة الربانية لها‬
‫ناظمة ناسقة‪ ،‬كأشرع سهاـ العزمات المحمدية إلى ثغر أعدا دينو القويم [ُِٗجػ] فهي إليو‬
‫في كل حين كأكاف رامية راشقة‪ ،‬كأعبق طيب أرج الرئاسة العلوية في مفارؽ الدين الحنيف‬
‫فمغاطس اإلقتدار لها مشتاقة ناشقة‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على من نبع من نبعو شجرتو ىذا الغصن‬
‫الناعم الفائق للمعالي كما ىي عاشقة‪ّٔ[ ،‬أب‪-‬ب]‬
‫كذاؾ الحسين القرـ نجل محمد ‪ ...‬سليل أبي الهجا المعاصر ناصر‬
‫لقد شرؼ اهلل الزماف كأىلو ‪ ...‬بأمره تناهو في بني الطهر أمر‬
‫بعامر بيت الفخر من آؿ و‬
‫أحمد ‪ ...‬كيالك من باف لذا البيت عامر‬
‫أمير سخي رافع متواضع ‪ ...‬كريم أبي للمعادين قامر‬
‫فخر العصابة الهاشمية كنجم فلك ىذه العترة من بني البطنين الهادكية كالقاسمية‪ ،‬شرؼ الدين‬
‫الحسين بن محمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين‪ ،‬آباء لو رميت‬
‫بهم الحجر الصلد النفلق‪ ،‬كجدكد لو كانوا على أسلو لساف أخرس منحبس اللساف كالمنطق‬
‫لنطق‪ ،‬كأسود زائرات لو أموا باب ثغر مفتوح البوائق النغلق‪.‬‬
‫كاهلل ما ضمت صدكر القنا ‪ ...‬كمثل أبدم ىؤالء الصدكر‬
‫كال جرت أقبلـ أمداحهم ‪ ...‬إالَّ ي‬
‫نثرت الدر فوؽ الصدكر‬
‫كال سرت أسرار أقدامهم ‪ ...‬في كارث إال ككاف السركر‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬

‫كبعد أف تهمي كائب التسليم الثجاجة على تلك الساحة كتتمايل أغصاف التكريم بنسائم‬
‫التعظيم على ذلك المقاـ كتلك العزة الوضاحة كيتسق أنوؼ الرحمة كالبركات أكج ذلك البادم‬
‫[َُّجػ] الذم ما ترؾ صاحبو لذم الراحات‪ ،‬في الجود راحة يقوؿ المملوؾ لقد طابت‬
‫الذكرل كتواردت في كل يوـ من تلقا موالم بشرا تخلع الخلع النفائس على منشرىا الموافي‬
‫كمسرة تواردت أخبارىا حملتها طيور السعادة على القوادـ كالخوافي‪ ،‬كنعم تواصلت أسبابها‬
‫قصرت على أداء شكرىا األقبلـ كضاقت عن نهايتها كاسعات مسطور القوافي‪ ،‬كاعترض دكف‬
‫مرادم من مكاتبو مالكي معترضات كمنعت الموانع عن أداء كاجبات مكاتبانبو المفترضات‬
‫كقيدت األقبلـ كىي سوابق ‪ ...‬كعاقت نحوـ األفق كىي جوارم‬
‫حوادث آالـ ثبلثة أشهر ‪ ...‬ككاف شعارم جرىا كدثارم‬
‫قيدت األقداـ ككادت أف تلحق الجسد باألعداـ‪ ،‬كفتت في أعضاد اليراع كحسبك من مرض‬
‫مرضت لو حتى متوف القراطيس كصدكر األقبلـ‪ ،‬نغشت المعاش كتهافتت عوارضها على‬
‫تهافت الفراش‪ ،‬كمنعتني لذاتي التي أعظمها المسار اآلتية من أخباركم فما كانت توافيني إال دنا‬
‫مبلزـ للفراش‪ ،‬كأبل الملوؾ بعض أببلؿ كأمبل ىذه الصدكر إلى فترة كإمبلؿ‪.‬‬
‫ككنت المفوه فيما مضى ‪ ...‬فها أنا في قصر بحر الفهامة‬
‫كقد كنت ألثم ثغر الذكاء ‪ ...‬فألثمني العي قسران سفاىة‬
‫كلو إليو‪ .‬ككاف األمير المذكور مخيمان بجبل اللوز سنة (َُّٕىػ)‪.‬‬
‫ركائب ذات شوؽ كانزعاج ‪ ...‬كإدالج يجدكا كأدالح‬
‫لها و‬
‫أيد على قطع الفيافي ‪ ...‬كتقريب البعيد من الفجاج[ُُّجػ]‬
‫تناجيها الحداة بكل معنى ‪ ...‬فيطربها حد ذاؾ التناجي‬
‫طيور في ىيوالىا جماؿ ‪ ...‬كما شن مشمعبلت نواجي‬
‫كأضربها السر كالسير نفلي ‪ ...‬بها فلواتها كالليل داجي‬
‫تهاكت نحو سيد آؿ طو ‪ ...‬كما ىوت الفراش على السراج‬
‫إلى سوح ترامت نحو عليا ‪ ...‬معاليو ببشر كابتهاج‬
‫إلى بحر الندا كالجود كالبر ‪ ...‬كاإلحساف مفزغ كل الج‬
‫إلى باب ىو الباب الوسيع ‪ ...‬المفتح الموفود بلى ارتساج‬

‫(ّ‪)ُّّ/‬‬

‫إلى باب الحسين أبي السرايا ‪ ...‬كليث الغاب في يوـ الهياج‬


‫يلوح سنانو نجمان مضيان ‪ ...‬يشق الجو من ليل العجاج‬
‫منها‪:‬‬
‫أمير في بني السبطين أضحى ‪ ...‬كشمس األفق في ظلم الدياجي‬
‫منها‪:‬‬
‫شربت مداـ مدحي فيو حرفان ‪ ...‬تمازح عن معاقرة المزاج [ّٔب‪-‬ب]‬
‫منها‪:‬‬
‫كقد نسجت تراعي فيو ثوبان ‪ ...‬ككاف على بدائعها انتساج‬
‫قواؼ قصرت عنها األكالي ‪ ...‬كأزرت بالموادعي كالنواجي‬
‫قواؼ قد تعالت فيو مدحان ‪ ...‬فأضحت في أعاديو أىاجي‬
‫تبني بالمكرمات ككاف قولي ‪ ...‬البديع نثارة عند الزكاج‬
‫منها‪:‬‬
‫حركؼ اسم الحسين إذ أقيمت ‪ ...‬على كفق تقضت كل حاج‬
‫كإف رسمت على ذم داء فقر ‪ ...‬يكوف لذاؾ من أسنى العبلج‬
‫ركبت سفينة في بحر جداكه ‪ ...‬كنت بها من اإلعداـ ناجي‬
‫ككم من أزمة شدت عراىا ‪ ...‬علي كأكثقني بالعناج‬
‫فقارنها الرجاء كانسد باب ‪ ...‬لها كاستعقبت باإلنفراج‬
‫ككم من ليلة أدجت كركبان ‪ ...‬فأذف ليلها باإلبتبلج(ُ)‬
‫[(ِْٗ) محمد بن الحسين بن الحسن الحوثي] (ِ)‬
‫(َُُٓ‪ُُُِ-‬ىػ‪ََُٖ-ُّٕٗ/‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬شطر البيت األخير ىكذا‪ :‬فأذف لها باإلبتبلج‪.‬‬
‫(ِ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ)‪ .‬البدر الطالع (ِ‪ ،)ُُٔ/‬نيل الوطر (ِ‪.)ِّٔ/‬‬

‫(ّ‪)ُّْ/‬‬

‫حفيده السيد العبلمة محمد بن الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي كبقية نسبو‬
‫تقدـ في ترجمة جده قريبان‪ ،‬كاف عالمان‪ ،‬عامبلن‪ ،‬فاضبلن‪ ،‬أديبان‪ ،‬قرأ على البدر األمير‪ ،‬كسيدم‬
‫إسماعيل بن ناصر الدين‪،‬كالقاضي أحمد قاطن كغيرىم‪ ،‬كلو شعر متوسط‪ ،‬ككلي أكقاؼ اليمن‬
‫األسفل من عند القاضي أحمد قاطن‪ ،‬كنالتو محنة من القاضي(ُ) شديدة‪،‬كنزؿ القاضي‬
‫إسماعيل السالمي للكشف عليو فأمسى كعبلف‪ ،‬كبقي يومين كصادؼ ليلة الجمعة شهر شعباف‬
‫ليلة الشعبانية دخل الصنو محمد مسجدان خاليان يبتهل إلى اهلل تعالى إلى الصباح ثم عزموا‬
‫لقضاء الغرض صبح يومهم بعد صبلة الجمعة حبس اإلماـ المهدم أحمد قاطن كرسم بو كتبين‬
‫لهم ىواه على السيد محمد‪ ،‬كبعد مجيء السالمي من الكشافة تيقن المهدم لذلك كلم‬
‫يخرجو من الحبس إال اإلماـ المنصور‪ ،‬كتوفي الصنو محمد [‪(( )ِ( ].......‬كسمعت الوالد‬
‫رحمو اهلل يخبر عن أسبلفو أف بيت الحوثي ال يأذيهم أحد إال كعجل اهلل لو النقمة من حيث ال‬
‫يدرم كأما الدنيا فتزكيو عنهم نسأؿ اهلل تعالى أف ينصرنا على من عادانا كيعجل بنعمتو كحسبنا‬
‫اهلل كنعم الوكيل))(ّ) ‪.‬‬
‫[(َِٓ) محمد بن الحسن الكبسي] (ْ)‬
‫(‪ .....‬ػ ُُُٔىػ‪ .... /‬ػ َُٕٓـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) أم القاضي أحمد بن قاطن‪ .‬صاحب أتحاؼ األحباب كتحفة اإلخواف كغير ذلك‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ ]........‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ) ملحق البدر الطالع(ُٔٗ)‬
‫نشر العرؼ (ِ‪ )َُُ-َُٖ/‬الجامع الوجيز (خ)‪ .‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ُٗٔ)‬
‫بتحقيقنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٓ/‬‬
‫السيد العبلمة محمد [بن الحسن بن القاسم بن المهدم بن القاسم] المعركؼ بالكبسي حاكم‬
‫الركضة المشهور بالزىد‪ ،‬كالورع‪ ،‬كالصدع بالحق كالعباد كتبلكة القرآف كتعليم معالم الدين‪،‬‬
‫ككاف آية في التحرم عند الحكم كالتصلب في دين اهلل‪ ،‬كعدـ المحاباة ألحد‪ ،‬كلو قضايا‬
‫عجيبة فمنها أنو قسم تركة عظيمة بين كرثة مدة شهر ثم ظهر لو أنو غلط فيها فأعادىا كلم‬
‫يرض بأخذ شيء من الطعاـ في مدة اإلعادة فضبلن عن أخذ األجرة ككاف ال يأخذ شيئان من‬
‫الجرايات كالمقررات التي من بيت الماؿ ككاف صاحب المواىب يرسل لو بكسوة فيرجعها‬
‫ككاف سلماف المهدم عامل صنعاء‪ُّّ[ ،‬جػ] كىو رجل كامل العقل‪ ،‬كالرئاسة فيحسن‬
‫اإلعتذار لسيده في إرجاع صاحب الترجمة صحبة الرسوؿ من غير عذر فأرسل سلماف إليو‬
‫فامتنع فراجعو كحسن لو المسير إلى سيده فزاد امتناعان فتحير سلماف في ذلك كأرسل السيد‬
‫الجليل لطف البارم بن عبد اهلل الكبسي كالد السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم‪ ،‬ككاف‬
‫ىذا السيد لطف البارم صديق صاحب الترجمة فأخبره سلماف بامتناع صاحب الترجمة من‬
‫اإلجابة [ّٕأ‪-‬ب] فقاؿ (السيد لطف البارم الرأم عندم أنك ترسلني إلى المواىب‬
‫كسأعتذر لو‪ ،‬فعزـ بكتاب من سلماف فلما كصل إلى المواىب اتفق بالوزير محسن الحريبي‬
‫كعرفو بحقيقة الواقع فقاؿ لو الوزير‪ :‬فبأم شيء تعتذر لو؟ قاؿ‪ :‬لعجزه‪ ،‬قاؿ‪ :‬سيرسل لو بركوب‬
‫كلكني أشير بعذر أحسن من ىذا كىو أف نقوؿ‪ :‬لما بلغني أمركم الشريف بوصوؿ السيد محمد‬
‫الكبسي إليكم طلب من األمير سلماف كصولي إليكم ألعرفكم أف السيد محمد قد عرؼ‬
‫اإلماـ المؤيد كأنتم عارفوف كيف كاف حالو من الزىد كالورع في ملبوسو كمركوبو كأحوالو كلها‬
‫كأنتم بحمد اهلل كذلك غير أف ىذا الزماف حالو يقضي خبلؼ الحاؿ األكؿ فلبستم لو ىذه‬
‫المبلبس الفاخرة‪ ،‬كفعلتم العدد العظيمة للخيل كاستكثرتم من حلي الذىب كالفضة ألجل إلقاء‬
‫المهابة في الصدكر كلتشديد األكامر كالنواىي كأف السيد محمد الكبسي قد‬

‫(ّ‪)ُّٔ/‬‬

‫يستنكر ذلك كثيران كال يعرؼ حقيقة ما لديكم كىو معتقد حالكم كحاؿ المؤيد كأنكم مثلو من‬
‫جميع الوجوه [ُّْجػ] كلفرظ محبتي لكم أردت أف أفيض ىذا إليكم كما رأيتموه فالخير فيو‬
‫إف قلتم بعد ىذا يصل كصل ىذا ما قالو الوزير الحريبي للسيد لطف البارم‪ ،‬ثم قاؿ لو إف‬
‫اإلماـ سيستدعيني كيخبرني بما قلت فأعد علي الكبلـ جميعو ثم أخذ الوزير لو موقفان خاصان‬
‫كأدخلو معو كأعطاه كتاب سلماف‪ ،‬ثم تأخر كطلب السيد لطف البارم فأخبره بذلك ثم طلب‬
‫اإلماـ كزيره الحريبي فقاؿ‪ :‬اسمع ما قاؿ السيد فلما تم كبلمو قاؿ الوزير لقد أحسن السيد‬
‫بوصولو كدؿ ذلك على محبتو لكم صادقة فإف األمر كما ذكره فإذا رجحتم عذره عرفتم سلماف‬
‫بذلك فأمر الوزير يكتب إليو بعذره‪ ،‬كأعطى السيد لطف البارم عطاء جزيبلن كأمره بأف يصل لو‬
‫كل سنة كأرسل للسيد محمد بن الحسن بكسوة كدراىم كثيرة قبضها لو السيد لطف البارم‬
‫كالسيد محمد صاحب الترجمة لم يشعر بشيء من ىذه المتفقات كاهلل أعلم كأحكم (ُ)‬
‫[(ُِٓ) محمد بن الحسن بن أحمد الجبلؿ] (ِ)‬
‫(َُِْ‪َُُْ-‬ىػ )‬
‫السيد العبلمة محمد بن الحسن بن أحمد بن ((محمد بن)) (ّ) علي بن صبلح بن أحمد بن‬
‫ىادم بن الجبلؿ بن صبلح بن محمد بن الحسن بن أحمد المهدم بن علي بن المحسن بن‬
‫يحيى بن ((يحيى بن)) (ْ) الناصر بن الحسن بن األمير عبد اهلل بن المنتصر باهلل محمد بن‬
‫المختار القاسم بن الناصر أحمد بن الهادم إلى الحق عليهم السبلـ‪.‬‬
‫كصاحب الترجمة ىو‪ :‬السيد العبلمة الخطيب الورع‪ ،‬الزاىد‪ ،‬ابن العبلمة الجبلؿ المشهور‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) توفي صاحبو الترجمة في شهر المحرـ سنة (ُُُٔىػ) ‪ .‬بالركضة‪.‬‬
‫(ِ) ملحق البدر الطالع (ُٓٗ) معجم المؤلفين (ٔ‪. )َٓ/‬‬
‫…نشر العرؼ (ّ‪ )ُٖ-ٕٗ/‬مصادر الحبشي (ّّٕ‪.)ُِّ،‬‬
‫…مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪.‬‬
‫…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٖٖ)‪.‬‬
‫(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬
‫(ْ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٕ/‬‬

‫[استطراد‪ :‬آمنة بنت صبلح الحاضرم ](ُ)‬


‫(‪ ...‬ػ ‪....‬ىػ‪ ..... /‬ػ ‪ .....‬ـ)‬
‫كالدتو ىي‪ :‬الشريفة المطهرة آمنة بنت السيد اإلماـ العبلمة صبلح [ُّٓجػ] بن بن عبد اهلل‬
‫الحاضرم رحمو اهلل تعالى كلد صاحب الترجمة في محرـ سنة (َُِْىػ) اثنتين كأربعين كألف‬
‫في الجراؼ كاشتغل في العلم على كالده فقرأ عليو في النحو‪ ،‬كالصرؼ‪ ،‬كاألصوؿ‪ ،‬كالتفسير‪،‬‬
‫كغير ذلك‪ ،‬ككضع كالده باسمو مؤلفات كحاشية الكشاؼ‪ ،‬كغيرىا كفتح اهلل تعالى عليو بالحظ‬
‫الوافر في الخطب‪ ،‬كالوعظ فكاف ال يستطيع سامعو إال أف يبكي كربما غشي بعضهم حتى قيل‬
‫في ذلك األشعار السائرة ككزار اإلماـ المؤيد بن المتوكل قبل دعوتو كىو أمير صنعاء ككاف لو‬
‫اختصاص كمحبة ثم كاف خطيبو بعد الخبلفة بمعبر كقد جمع من خطبو مجلدان أسماه المشرب‬
‫الزالؿ من خطب السيد محمد الجبلؿ‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كلو من التصنيف كتاب تثبيت األقداـ من فتنة أىل اإلسبلـ كالنهي عن التوغل في علم الكبلـ‪.‬‬
‫كمن شعره قولو [ّٕ‪-‬ب] مضمنان‪:‬‬
‫أرل الشباب تولى كانقضى العمر ‪ ...‬فما الذم بعد ىذا صار ينتظر‬
‫كما اغتباط الفتى بالعيش في زمن ‪ ...‬فيو ترادفت اآلفات كالغير‬
‫تنؤ بو كل حين فيو نائبةن ‪ ...‬تغشاه من أجلها األحزاف كالضجر‬
‫فقل لمن كاف يهول أف يعيش بو ‪ ...‬ما أطيب العيش لو أف الفتى حجر‬
‫كلو مؤرخا لموت كلده الفضيل بن محمد الجبلؿ‪.‬‬
‫من فضل اهلل على كلدم ‪ ...‬ككرامتو كلو المنة‬
‫إف التاريخ لميتتو ‪( ...‬جاء فضيل في الجنة)‬
‫…………ْ‪ٖٗ+َٗ+َِٗ+‬‬
‫………… سنة (َُُّىػ)‬
‫[استطراد‪ :‬الفضيل بن محمد بن الحسن الجبلؿ] (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) معجم النساء اليمنيات (ُٖ) نشر العرؼ (ِ‪ )/َٖ/‬كبلىما عن ماىنا‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٖ/‬‬

‫كىذا الفضيل بن محمد كاف من العلماء العاملين كأىل [ُّٔجػ] الفضل الزاىدين نشأ في برد‬
‫النجابة كدعى العفاؼ إليو فاسرع لو في اإلجابة قرأ العلوـ كشفا بتحصيلها الكلوـ‪ ،‬كشرح‬
‫بعض كتب جده كاخترمتو المنية كىو غض الشباب‪ ،‬ككاف في األدب مع علمو ككرعو راسخ‬
‫القدـ منشور العلم شامخ العلم فمن شعره قولو‪:‬‬
‫ىذا النسيم إليكم جاءت بما ‪ ...‬أكدعتها من سر حب قد زكا‬
‫كتصوعت نشران فحازت غاية ‪ ...‬ما أف تناؿ كليس تدرؾ في الذكا‬
‫[استطراد‪ :‬الحسن بن أحمد بن محمد الجبل] (ُ)‬
‫(َُُّ‪َُْٖ-‬ىػ ‪ُّٕٔ-َُِٔ/‬ـ)‬
‫كأما كالده السيد العبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ‪ ،‬فهو المجلي في حلية العلوـ‪ ،‬كالفضائل‬
‫كاألخير الذم أتى بما لم يستطعو األكائل مولده في ىجرة رغافة سنة ثبلث عشرة كالف‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬كالدتو آمنة بنت أحمد] (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) مقدمة ضوء النهار (ُ‪ )ُٓ-َُ/‬طيب السمر (خ) طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ) بغية المريد‬
‫(خ) الثغر الباسم(خ) الجامع الوجيز (خ) تحفة األسماع كاألبصار (خ)‪ .‬الجواىر المضيئة‬
‫للقاسم بتحقيقنا)‪ .‬مصادر العمرم (ِْٕ‪ ،)ِٕٗ-‬طبق الحلول (ينظر فهارسو)‪.‬‬
‫البدر الطالع (ُ‪ ،)ُْٗ-ُُٗ/‬ىدية العارفين (ُ‪ .)ِٗٓ/‬خبلصة األثر (ِ‪ )ُٕ/‬مساجد‬
‫صنعاء (ٔٓ‪ )ٖٓ-‬نشر العرؼ (ّ‪ )ّٖ/‬األعبلـ (ِ‪ .)ُٗٔ/‬معجم المؤلفين (ّ‪،)َِِ/‬‬
‫مصادر الحبشي (َِٓ‪ ،)ُِ،َُّ،ُِِ،ِِِ،ٖٔ،ُّٔ،ِِٗ،ّّٓ،َْٖ،‬إيضاح‬
‫المكنوف ‪ ،‬مؤلفات الزيدية ينظر فهارسهما)‪.‬‬
‫…ذركة المجد األثيل (خ) ص(ُٖ) نسخة خاصة‪ ،‬األدب اليمني (ّٖٗ) أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ِٗٗ‪ )َّّ-‬ترجمة(َِٖ)‪.‬‬
‫(ِ) معجم النساء اليمنيات ص(َِ) نشر العرؼ (ّ‪ .)ّٖ/‬كبلىما عن ماىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٗ/‬‬

‫ككالدتو الشريفو العابدة آمنة بنت السيد اإلماـ أحمد بن يحيى بن أبي القاسم‪ ،‬ككانت من‬
‫العبادة بمحل ال يطاؽ فإنها تقوـ الليل من أكلو إلى آخره ككاف اإلماـ المؤيد بن المنصور‬
‫يراسلها إلى رغافة كيستمد منها الدعاء كتوفيت ىنالك‪ ،‬كلما أيفع انتقل إلى صعدة فأخذ على‬
‫علمائها كالقاضي الحسن بن حابس كغيره ثم انتقل إلى شهارة كصنعاء كقرأ على األعبلـ‬
‫كالسيد العبلمة محمد بن عز الدين المفتي كالمولى الحسين بن اإلماـ المنصور كبرز في جميع‬
‫العلوـ العقلية كالنقلية كحقق جميع الفنوف األصلية كالفرعية كاآللية كاجتهد كنظر فأنصف كترقي‬
‫في مدارج السالكين إلى رب العالمين حتى كصل إلى درجة الواصلين كأشرقت عليو األنوار‬
‫كانفتحت لو أبواب األسرار [ُّٕجػ] ككاف ذا ىمة علية كنفس أبية‪ ،‬كذكاء متوقد‪ ،‬كألمعية‪،‬‬
‫كفطانة‪ ،‬كسمات نبوية‪ ،‬كأخبلؽ مصطفوية‪ ،‬كشمائل علوية‪ ،‬كاختط لنفسو ىجرة في الجراؼ‪،‬‬
‫كاستمر بها عامة عمره معتزالن للناس‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫(ّ‪)َُْ/‬‬

‫كصنف مصنفات نفيسة منها‪( :‬شرح تهذيب المنطق) صنفو في يفرس عند نوبة الشيخ أحمد‬
‫بن علواف أياـ جهاد الترؾ ىنالك مع المولى الحسن بن اإلماـ‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪( :‬ضوء النهار‬
‫المشرؽ على صفحات األزىار) في مجلدين ضخمين‪،‬كىو كتاب جليل المقدار كثير الفائدة‬
‫عظيم النفع لم يؤلف أحد ممن تقدمو مثلو دؿ على غزارة علم مؤلفو كعظم ملكتو كرسوخ في‬
‫قدمو في الفقو‪ ،‬كاألصوؿ‪ ،‬كالحديث‪ ،‬ككيفية استنباط األحكاـ كمأخذ المدارؾ في اإلجتهاد‪،‬‬
‫ككثيران ما يسلك فيو طريقو الجدؿ كاإلتياف بالمسائل الغريبة على جهة المعارضة بالمثل كالقصد‬
‫بذلك الصنيع ىو إقناع الخصم كإلزامو من دكف نظر إلى حقيقة ذلك في نفس األمر كال كلما‬
‫ىو شأف الطريقة الجدلية كإنما سلك تلك الطريقة؛ ألنو لو قرر المسائل على كفق ما انتهى‬
‫إليها علمو لرماه الخصم بكل حجر كمدر‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪( :‬شرح الفصوؿ اللؤلؤية في األصوؿ‬
‫الفقهية)‪ ،‬ك(بلوغ النهي شرح مختصر المنتهى) ك(عصاـ المخلصين كشرحو في أصوؿ الفقو)‪،‬‬
‫كبناه على تأصيل ما قرره على اجتهاده‪ ،‬كمن مؤلفاتو حاشية شرح القبلئد للنجرم في علم‬
‫الكبلـ‪ ،‬ككتاب المواىب شرح كافية ابن الحاجب‪ ،‬كتيسير اإلعراب [ُّٖجػ] في علم‬
‫اإلعراب كشرحو‪ ،‬كالركض الناظر في أدب المناظر [ّٖأ‪-‬ب] شرح قصيدة لو سنية في‬
‫البديع سماه السحر الحبلؿ نحو ثمانين بيتان‪ ،‬كشرح رسالة الوضع لعضد الدين‪ ،‬كمنح األلطاؼ‬
‫تلفيق حاشية سعد الدين على الكشاؼ‪ ،‬كالعصمة عن الضبلؿ شرح عقيدتو في األصوؿ‬
‫الدينية‪ ،‬كفيض الشعاع في حسن األتباع كترؾ اإلبتداع‪ ،‬شرح قصيدة لو أكلها‪:‬‬
‫العلم علم محمد كصحابو ‪ ...‬يا ىائمان بقياسو ككتابو‬
‫كآللو منو الخبلصة كلها ‪ ...‬علم بنو شيخ غر ىدل أم صبلبة‬
‫يقوؿ في آخرىا‪:‬‬
‫يا راكبان يهول لقبر محمد ‪ ...‬عرج بو متمسكان بترابو‬
‫كقل ابنك الحسن الجبلؿ مجانب ‪ ...‬من قد غدا في الدين في تلعابو‬
‫العبل ‪ ...‬أك خائفان من علمهم لصعابو‬
‫ال عاجزان عن مثل أقواؿ ي‬

‫(ّ‪)ُُْ/‬‬

‫فالمشكبلت شواىد لي أنني ‪ ...‬أشرقت كل مدقق بلعايو‬


‫لوال محبتو قدكتي بمحمد ‪ ...‬زاحمت رسطاليس في أبوابو‬
‫لكني أكلى الورل بمقامو ‪ ...‬فأنا ابنو كأسير في أعقابو‬
‫كىذا فيض الشعاع من أحسن المؤلفات كأنفسها‪ ،‬حقق فيو المسائل التي كانت منشأ اختبلؼ‬
‫العلماء كترفقهم في الدين ككاف شديد اإلنكار على التمذىب كتقليد الرجاؿ‪ ،‬كأما كرعو كزىده‬
‫كعبادتو فشيء ال يوصف فإنو كاف يقوـ الليل للعبادة كال يأكل من بيت الماؿ شيئان بل كاف‬
‫ينفقو في كجوه أخرل ككاف يتخذ خيبلن (( للنتاج يبيع أكالدىا)) (ُ) على قاعدة أىل‬
‫[ُّٗجػ] بلده رغافة‪ ،‬كيستغني بثمنها فيما يقوـ بمؤنتة‪ ،‬كأخبرني شيخنا العبلمة البرىاف عن‬
‫كالده الوجيو قاؿ‪ :‬أخبرني السيد الولي العبلمة علي بن إسماعيل حطبو قاؿ‪ :‬حدثني عمي الولي‬
‫إبراىيم حطبة قاؿ‪ :‬سرت إلى الجراؼ لزيارة السيد الحسن بن أحمد الجبلؿ في عيد فرأيتو‬
‫معتمان بسيرا من القطن خشنة من حياكة صنعاء يسمونها ريزة قاؿ‪ :‬فقلت لو‪ :‬إف ىذه ليست‬
‫مما يليق بك‪ .‬فقاؿ‪ :‬ما عجب أف ىذا كاف جدم يتجمل بها للعيد‪ ،‬ثم تبعو بعد ذلك كالدم‬
‫كىي باقية معي أتجمل بها للعيد كاف يبغض إليو الدنيا كيحثو على الزىد فيها ككاف المتوكل‬
‫يعظمو غاية التعظيم كيرل لو الحق األكيد كيتوقا اعتراضات صاحب الترجمة عليو ككاف العبلمة‬
‫الجبلؿ كثير المناقشة لو كالرد للقواعد التي بني عليها الفقهاء أحكاـ المعامبلت كالسياسات‬
‫كألف كتاب براءة الذمة في نصيحة األمة اعترض بو على المتوكل في حرب البغاة أىل‬
‫المشرؽ‪ ،‬كلو النظم كالنثر اليد الطولى كالقدح المعلى فمن شعره قولو‪:‬‬
‫رضا الناس من طلب المحاؿ ‪ ...‬كصبر المرء خير في المآؿ‬
‫كشكواؾ الزماف إلى لئيم ‪ ...‬كرمي بالسهاـ ببل نصاؿ‬
‫كمن جعل العفاؼ لو سبيبلن ‪ ...‬ينل فيو الغنا من غير ماؿ‬
‫كمن سخط القضاء يعش كئيبان ‪ ...‬قليل الوفر ممقوت الفعاؿ‬
‫رضيت عن القضا فزاؿ ىمي ‪ ...‬على سعة لدل كضيق حالي‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِْ/‬‬

‫كحسبي أف بلوت الناس طران ‪ ...‬كمارست الخطوب فبل أبالي‬


‫أرل الدنيا تبؤ بشسع نعل ‪ ...‬كلهى أقل من شسع النعاؿ[َُْجػ]‬
‫كأم فضيلة عندم لدار ‪ ...‬أقيم بها على ساؽ ارتحاؿ‬
‫تزيا للرجاؿ بثوب زكر ‪ ...‬كلمع في الغركر كلمع آؿ‬
‫كيؤذيهم صركؼ الدىر عنها ‪ ...‬بطوؿ الغم أك قرب الزكاؿ‬
‫عجبت لموقف بالموت يسعى ‪ ...‬إلى الدنيا بعزـ كاحتفاؿ‬
‫تمر بو الحوادث كل يوـ ‪ ...‬فيمسي ال تمر لو بباؿ‬
‫كيغدكا الىيان مرحان حريصان ‪ ...‬يسوـ فؤاده طلب المحاؿ‬
‫يعلل بالمنى قلبان طركبان ‪ ...‬كينعم في كجود كالخياؿ‬
‫فبل ترج السلو بدار غم ‪ ...‬فما حي على الدنيا بساؿ‬
‫كال يغررؾ حظ نلت منها ‪ ...‬كإف نلت النهاية في الكماؿ‬
‫كقابل كلما ناسيت منها ‪ ...‬كإف أعيا بصبر كاحتماؿ‬
‫كال تشغل بعيش العمر إال ‪ ...‬بكسبك للمعارؼ كالمعالي‬
‫فشر القوـ ذك حرؼ جهوؿ ‪ ...‬كخيرىم فتى بالعلم حالي‬
‫كزين بالبشاشة منك خلقان ‪ ...‬كال تحفل بكب ور كاختياؿ [ّٖب‪-‬ب]‬
‫كإف سنح السكوت فكن صموتان ‪ ...‬كال تجنح إلى قيل كقاؿ‬
‫إلى كباؿ‬
‫فلم تندـ على صمت صموت ‪ ...‬ككم جر الكبلـ ٌ‬
‫فإف نلت السبلمة في اعتزاؿ ‪ ...‬فحيلها ببعد كاعتزاؿ‬
‫كإياؾ الوقوؼ بدار ذؿ ‪ ...‬كأرض اهلل كاسعة المجاؿ‬
‫ككسبك للحبلؿ فبل تدعو ‪ ...‬كال تكسب معاشان من سؤاؿ‬
‫كمن شعره رحمو اهلل تعالى قولو‪:‬‬
‫كخاطر في المناـ كافا ‪ ...‬يخطر في تيهو كعجبو[ُُْجػ]‬
‫نبهني للشقا ككلى ‪ ...‬ما ىكذا الخاطر المنبو‬
‫شبهتو البدر إذ بدا لي ‪ ...‬فلم ير الخير للمشبو‬
‫فبات دمعي على خدكدم ‪ ...‬عقدان كعقد بن عبد ربو‬
‫سلسلة تبطل التناىي ‪ ...‬برىاف تطبيقها بالصب‬
‫يؤمن بالغيب من يراىا ‪ ...‬لحر و‬
‫كجد الهوا ككربو‬
‫يا قوـ ىل عارؼ سواه ‪ ...‬يطبني في الهول بطبو‬
‫ال كالجماؿ الذم سباني ‪ ...‬مالي شفاء بغير قربو‬
‫كالحب إف كاف ذنب قلبي ‪ ...‬ال زلت مغرم بحب ذنبو‬
‫كلو إلى المولى الحسن بن اإلماـ القاسم عليو السبلـ يعاتبو لسبب اقتضى ذلك‪:‬‬
‫ىذا جماؿ أبي بكر خصصت بو ‪ ...‬كقد تعلمت فينا العدؿ من عمر‬

‫(ّ‪)ُّْ/‬‬
‫فلو رعيت لنا يومان قرابتنا ‪ ...‬لكنت من عثماف على أثر‬
‫لكن رأيت عليان كىو كالدنا ‪ ...‬قد أخركه فلم تعدؿ عن السير‬
‫كلو يهنئو بعافية من مرض‪:‬‬
‫لما سلمت فكل الناس قد سلموا ‪ ...‬فبل أصابك تكدير كال سقم‬
‫قد كاف ىاج الورل حماؾ كارتعدكا ‪ ...‬كأنهم دكحة في ظلها ألم‬
‫بقيت للدين كالدنيا تحوطهما ‪ ...‬كأنت يحرسك اإلسعاد كالنعم‬
‫كلو في اإلكتفاء‪:‬‬
‫رفعت عمامتي فرأيت ‪ ...‬براسي شيبان اشتعبل‬
‫غدت من بعد تنكرني ‪ ...‬فقلت لها أنا ابن جبل[ُِْجػ]‬
‫كلو‪:‬‬
‫كشادف أغرؽ أىل الهول ‪ ...‬في بحره فابك على كارده‬
‫مذ الح في الخبا خواتو ‪ ...‬شاىدت تصحيف أخي كالده‬
‫كلو‪:‬‬
‫من غره زمن الشبيبة كالصبا ‪ ...‬كصفا عيش ريق كسركر‬
‫فلقد تمسك فوؽ موج ىائل ‪ ...‬حمقا بأكىى عركة لغركر‬
‫إني عرفت من الزماف كأىلو ‪ ...‬ما زادني جلدان على المقدكر‬
‫كعلمت أف ليس النجاة لغير من ‪ ...‬ينجوا بعزلتو عن المحذكر‬
‫ما في مخالطة األناـ لعاقل ‪ ...‬إال ىواف كاكتساب كزكر‬
‫كلو‪:‬‬
‫خل الوساكس كالهموـ بمعزؿ ‪ ...‬ككل األمور إلى المليك المفضل‬
‫كاحفظ فؤادؾ فهو حافظ سره ‪ ...‬عن أف يمر بو ظنوف مغفل‬
‫كتجمل‬ ‫و‬
‫بطبلقة ُّ‬ ‫ىذا مرادؾ مقببلن من عنده ‪ ...‬فتلقو‬
‫ال تأتين بو كظنك سيئ ‪ ...‬فيكوف فيو فضيحة ال تنجلي‬
‫أك ما كفالك عبرة ما قد مضى ‪ ...‬من كشفو لك كل كرب معضل‬
‫>‬
‫في الحاؿ كالماضي عرفت جميلو‬
‫فدع الو ‪ ...‬كىو الكفيل بذاؾ في المستقبل‬
‫فدع الهموـ يكوف ىمان كاحدان ‪ ...‬ىم اللقاء لو لكيما تنسلي‬
‫ككتب إلى المولى عيسى بن لطف اهلل بن المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين‪:‬‬
‫يا كالدان لم يزؿ رئيسان ‪ ...‬عقدان غدا في العبل نفيسان‬
‫قد مات أنس الزماف ىذا ‪ ...‬فما رأينا بو أنيسا‬
‫فابعثو حيان فليس يحيى ‪ ...‬قط من الموت غير عيسى‬
‫كانسو بالوصوؿ عصران ‪ ...‬تجلى صدا أذىب النفوسا‬
‫[(ِٔٓ) محمد بن أحمد الجبلؿ الذمارم ] (ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع األقمار ترجمة (َُِ) كفي ينظر بقية مصادر ترجمتو‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْْ/‬‬

‫السيد محمد بن أحمد الجبلؿ نسبو تقدـ في ترجمة ابن أخيو شيخنا العبلمة الجمالي علي بن‬
‫عبد اهلل الجبلؿ‪ ،‬ككاف صاحب الترجمة رئيسان نبيبلن ىمامان شاعران كلي المنصور بن المتوكل على‬
‫اهلل أعماالن [ّٗأ‪-‬ب]‪.‬‬
‫[(ِٕٓ ) الهادم بن أحمد الجبلؿ الصنعاني] (ُ)‬
‫(‪َُٕٗ-............‬ىػ ‪ُٖٔٔ-........../‬ـ)‬
‫كأما أخوه العبلمة الهادم بن أحمد الجبلؿ فكاف عبلمة محققان‪ ،‬قاؿ صاحب العبير‪ :‬أنو صنف‬
‫شرحان لؤلسماء الحسنى [ُّْجػ] يدؿ على علم غزير كمادة قوية انتهى‪.‬‬
‫كقاؿ في (طبق الحلول) أنو سكن أكال بمدينة ذمار ككاف يختلف منها إلى اليمن لمعلومو من‬
‫عز اإلسبلـ محمد بن الحسن بن المنصور ثم نقل إليها أكالده كاستوطنو كفي أياـ سكونو‬
‫باليمن سمع في الحديث النبوم كأثاره تدؿ على فطنة كتطلع كشرح األسماء الحسنى بشرح‬
‫كافق في بعض مسائلو األشعرية كخالفهم في مسألة الكسب كألحقهم على أحد تقديرين‬
‫بالجهمية‪،‬كأثبت الركية كجعلها كمذىب أكائل الحنابلة حقيقة كجود حصولهما في الدنيا كقطع‬
‫في عقيدتو التي صنفها بخركج العصاة األشقياء‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫قاؿ‪:‬ككانت كفاتو في شهر جمادم األكلى من سنة تسع كسبعين كألف كىي السنة التي توفي‬
‫فيها المولى محمد بن الحسن بن المنصور ككاف كفاة السيد ىادم الجبلؿ بالجراؼ لدل أخيو‬
‫الحسن رحمو اهلل تعالى انتهى كبلمو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ) الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َٕٖ) بتحقيقنا كمنو‪ :‬البدر‬
‫الطالع (ِ‪ ،)ُّٕ/‬نشر العرؼ استطرادان في ترجمة محمد بن الحسن الجبلؿ مصادر الحبشي‬
‫(ٕٓ‪ )ُِِ،ُِٖ،‬طبق الحلول (ِّْ) األعبلـ (ٖ‪ )ٖٓ/‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ِ‪ )ُّ/ّ(،)ُّٓ/‬بهجة الزمن (خ) ذركة المجد األثيل (خ) ص(ُٗٔ) نسخة خاصة أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية (َُّٕ) ترجمة (َُُٓ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬كمن مؤلفاتو‪ :‬ضوء السراج كتخرج عليو عدة من األعبلـ‪ ،‬كقد ركل السيد العبلمة عثماف‬
‫بن علي الوزير عن العبلمة الحسن الجبلؿ أنو قاؿ لو‪ :‬يا كلدم أنا حذكت حذك محمد بن‬
‫إبراىيم الوزير فعاداني أىل الوقت كأخي الهادم بن أحمد حذا حذك الهادم بن إبراىيم فأخذ‬
‫عنهم كأخذكا عنو‪.‬‬
‫[(ِٖٓ) محمد بن علي بن أحمد الذمارم] (ُ)‬
‫(ُُْٖ‪ ُِِّ-‬ىػ ‪َُُٖ- ُُٕٕ /‬ـ )‬
‫األخ األديب بدر الدين بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد اهلل بن‬
‫اإلماـ القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ .‬كلد بذمار سنة [ُُْٖىػ](ِ) كنشأ بها كعكف على‬
‫مطالعة كتب األدب كحفظ األشعار كاألخبار كعرفتو بصنعاء في سنة أربع عشرة كمائتين كألف‪،‬‬
‫كىو ذك ذكا كألمعية كفطنة كحفظ جيد‪ ،‬كتب إليو القاضي عبد الرحمن اآلنسي المتقدـ ذكره‬
‫قصيدة مستهلها‪:‬‬
‫أما يجازا الود في ‪ ...‬شرح المودة من تودد‬
‫فجماعة الشعراء مآؿ ‪ ...‬حسنا من الحسناء أسعد‬
‫مما تغنا في مناسبهم‬
‫ف سب ‪ ...‬بهن كما ينشد‬
‫نسب كصفو الراح شعشعها ‪ ...‬أغن أغرا أغيد‬
‫في مستنير الزىر طرب ‪ ...‬طيره سحرا فجود‬
‫يهفو الحليم بها ‪ ...‬كيزكوا جامد الطبع المبلد‬
‫فلهم يد بيضاء على ‪ ...‬ىذا الحساف البيض عن يد‬
‫لوال مناسبهم خفاء ‪ ...‬من حسنها ما ليس يشهد‬
‫فالسمع أكثر مدركان ‪ ...‬فينا من البصر المجدد‬
‫يا كحدة الجنس الذم ‪ ...‬أعني بو معنى لمفرد‬
‫ما تأمرين لشاعر ‪ ...‬زجر القريض بكم كقصد‬
‫غزالن كارؽ النسيم ‪ ...‬كرقرؽ الماء المبرد‬
‫أبرا مبرتو فيدنا ‪ ...‬منك أك يخفا كيبعد‬
‫كبل كقد جعل العريض ‪ ...‬عليك في الحبس المؤبد‬
‫لم يشترط فيو كال ‪ ...‬استثنا كال بالوقت قيد‬
‫إال مكاتبة األديب ‪ ...‬محمد بن علي بن أحمد‬
‫السيد القطريف كابن ‪ ...‬السيد العزـ المسود‬
‫منها‪:‬‬
‫كمحاضر حلوا اللطائف ‪ ...‬من فكاىتو تجدد‬
‫تجرم بإعجاب الجليس ‪ ...‬حبله لكن ال إلى حد[ُْٓجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) مطلع األقمار ترجمة (ُُِ) نيل اكطر (ُٖٓ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين [‪ ]......‬بياض في أصولي كما أثبت من المحقق‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٔ/‬‬

‫حسن السماحة أم مرضي ‪ ...‬الطريقة حين يرصد‬


‫أثنى بصالحو عليو ‪ ...‬كأنو بثنائي أقعد‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقصيدة مستهلها‪:‬‬
‫كافت خريدة قصرىا ‪ ...‬يختاؿ في الوشى المعسجد‬
‫منها‪:‬‬
‫كلقد أىاج صبابتي‬
‫م ‪ ...‬غر سدا ملود تأدد‬
‫غنى على باف اللواء ‪ ...‬برخيم ترجيع كغرد‬
‫يملي علي األعواد ‪ ...‬ما استمبله من إسحاؽ عن يد‬
‫يا رة الحسن المصوف ‪ ...‬كعذبو الريق المبرد‬
‫كمعيرة األراـ بالطرؼ‬
‫‪ ...‬لكحيل كبالمقلد‬
‫ىل من كراء الحسن ‪ ...‬إحساف إلى مضنا مسهد‬
‫منها‪:‬‬
‫فجزاؤه كمنك الوداد ‪ ...‬كما يجازا من تودد[ّٗب‪-‬ب]‬
‫كجماعة الشعر اباؿ حسنان ‪ ...‬من الحسنا أسعد‬
‫ىذا بو حكم الوجيو ‪ ...‬الحاكم الفذ المسدد‬
‫ىل رضيت بحكمو ‪ ...‬فلقد غدا نعم المقلد‬
‫[(ِٗٓ ) محمد بن علي بن محمد الحسني] (ُ)‬
‫السيد محمد بن بن علي بن محمد بن أحمد بن اإلماـ الحسن بن علي بن داكد‪ .‬كبقية نسبو‬
‫تقدـ في ترجمة عمتو الشريفة زينب بنت أمير العدين (ِ) ترجم لو صاحب الطيب ككصفو‬
‫باألدب كاللطف‪ ،‬كالفضل كذكره أيضان صاحب صفوة العاصر فقاؿ‪ :‬ىو سيد بارع ضوء أدبو‬
‫المع يضلع من األدب كأكثر كقطف ركض الفضل كقد نور فنظمو يرتشف بأفواه المسامع‬
‫إلي مقرضان كمصرحان [ُْٔجػ] بالثناء ال معرضان‬
‫كيجتني من فواكو البدائع فمن ذلك ما كتبو َّ‬
‫لما كقف على صفوة العاصر في آداب المعاصر‪:‬‬
‫أزىر رياض باكرتو الغمائم ‪ ...‬كغنت فأشجت في رباىا الحمائم‬
‫كىب نسيم الصبح في جنباتها ‪ ...‬كقد رقصت منو الغصوف النواعم‬
‫أـ السحر أـ ىذا حديث أحبتي ‪ ...‬بوعد كصاؿ أكدعتو النسائم‬
‫كلم يدر ىل أسبلؾ در كجواىر ‪ ...‬تصفحتها يا صاح أـ أنا نائم‬
‫جمعت بهذا السفر ياقاسم لنا ‪ ...‬شوارد أفكار لها أنت ناظم‬
‫فما الطوؽ كالعقد النضيد لهذه ‪ ...‬كال الدمية الحسناء اال تمايم‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ) صفوة العاصر (خ)‪.‬‬
‫(ِ) ال توجد ىذه الترجمة كلعلها سقطت خبلؿ جمع الكتاب إذ أنو جمعت كراريسو بعد‬
‫كفات المؤلف كما سبق التنويو‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٕ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككانت كفاتو في أثناء دكلتو صاحب المواىب كمن شعره‪:‬‬


‫ما نرل يومان رقيق الحواشي ‪ ...‬كيف أضحى الهول بو في انتعاش‬
‫نشر الركض نشرة فاعتدالهم ‪ ...‬كقد ىبت النسيم كبلشي‬
‫كدموع الغماـ أضحكت الزىر ‪ ...‬سركران كغاب الح ككاش‬
‫كردائي من نوره كإزارم ‪ ...‬كبساطي كزىتي كفراشي‬
‫فاغتنم رقة الشباب كمره ‪ ...‬ياحليف الندا بنسيج قماشي‬
‫كلو في صديق لو اسمو علي ما زلت ترتقي بو الحاؿ حتى نصبت عليو المضلة المعركفة التي‬
‫توضع على الملوؾ ذكم األمر فتغير منو ما عهده من الود فقاؿ‪:‬‬
‫من لي كمثل علي ‪ ...‬فيما أحب كمن لو‬
‫كقد كفا لي كلكن ‪ ...‬قد شمستو المظلة‬
‫[(َِٔ ) محمد بن الحسن الحيمي الشبامي] (ُ)‬
‫(‪ ....‬ػ ُُُٓىػ‪ ..... /‬ػ َُْٕـ)‬
‫القاضي العبلمة محمد بن الحسن بن أحمد [بن صالح ] الحيمي الشبامي‪ .‬العالم الفاضل‬
‫[ُْٕجػ] األديب الشاعر الجواد المفضاؿ أحد األعبلـ كىو كالد القاضي أحمد الخطيب‬
‫صاحب الطيب‪ ،‬كقد ترجم لو كلده في طيب السمر كأطاؿ الثناء عليو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كقد جمعت من‬
‫شعره مؤلفان كنظمت من أدابو كمكاتباتو كمحاكراتو كمديح الشعر‪ :‬لو‪ ،‬كسميت ذلك المجموع‬
‫(رعى األب) قاؿ‪ :‬كمن تأليف صاحب الترجمة (كتاب عمدة الذخائر في تهذيب األخبلؽ‬
‫كالسرائر) ككتاب (إنباء األنباء بالطريقة الحسنى) كشرع في مقامات عارض بها المقامات‬
‫الزمخشرية)(ِ) انتهى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ )ُُٖ-َُِ/‬البدر الطالع (ِ‪ )ُّٓ/‬نشر العبير (خ) نسمة السحر‬
‫(ّ‪ )ٖٗ-ْٖ/‬نشر العرؼ(َّْ) مصادرالحبشي (ّّٗ‪ .)ِّٗ،‬مؤلفات معجم المؤلفين‬
‫(ٗ‪ )ُُٖ/‬األدب اليمني(ِّّ)‪ .‬األعبلـ (ٔ‪ )ُٓ/‬نفحة الريحانة (ّ‪ .)ُّْ/‬أعبلـ‬
‫المؤلفين الزيدية (َٖٖ) ترجمة (ِْٗ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)َُْ/‬‬

‫(ّ‪)ُْٖ/‬‬

‫قلت‪ :‬كترجم لو أيضان صاحب نسمة السحر‪ ،‬كاستطرد ذكره أيضان المولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير في النشر‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أنو أخذ على القاضي علي البرطي في الفقو‪ ،‬كأصولو‪ ،‬ككصفو بالورع‪،‬‬
‫ككرـ األخبلؽ‪ ،‬كحسن المحاضرة‪ ،‬كالعلم‪ ،‬كالذكاء الخارؽ‪ ،‬كالسمت المطابق‪ ،‬كالببلغة‬
‫كالبراعة‪ ،‬كالرئاسة‪ ،‬كالكرـ‪ ،‬ككاف ىو الحاكم المطلق في ناحية (كوكباف)‪،‬كلو شعر كثير جيد‬
‫فمن شعره ما أجاب على السيد محمد بن الحسين الكوكباني المقدـ ذكره (ُ) ‪.‬‬
‫نسمة أىدت لقلبي نفسا ‪ ...‬حين زارتني ككلت غلسا‬
‫لم تزر في الحي إال مأنسا ‪ ...‬لمشوؽ لؤلحبا ما نسا‬
‫ذكرتني عهد بانات اللول ‪ ...‬كزمانا كاف عندم عرسا‬
‫حيث لي شغل بمعسوؿ اللما ‪ ...‬كغراـ داؤه أعيا األسا‬
‫فاتن شابو غزالف الفبل ‪ ...‬فلهذا أنو ما أنسا[ُْٖجػ]‬
‫مالو قد الف أعطافان كما ‪ ...‬الف عطفان إنما قلباقسا [َْأ‪-‬ب]‬
‫قمر مطلعو األزرار من ‪ ...‬فلك األطلس مما لبسا‬
‫سلبت أجفانو عني الكرا ‪ ...‬فلهذا طرفو قد نعسا‬
‫فتراىا فترة لكنها ‪ ...‬قد أجنت ضيغمان مفترسا‬
‫أرسلت أسهمها في فترة ‪ ...‬فهدت للوجد منا األنفسا‬
‫جعل الهجراف ىجيراه إلى ‪ ...‬فإذا جئت إليو عبسا‬
‫كسوس العاذؿ في أسماعو ‪ ...‬مثلما الحلى بو قد كسوسا‬
‫ما خبل خلخالو يا ليتو مثلو ‪ ...‬أك كاف فينا أخرسا‬
‫كم أقاسي من ىواه كربة ‪ ...‬كأرا حظي لديو انبخسا‬
‫كأنا إف خاب فيو أملي ‪ ...‬كرجا القرب منو انعكسا‬
‫ال أبالي بجفاه بعد ما ‪ ...‬كجدت نفسي عنو مؤنسا‬
‫كىو نظم صاغو بدر الهدل ‪ ...‬كالعلى أعني الهماـ الندسا‬
‫كلو مجيبان على شعباف سليم من قصيدة مطلعها‪)ِ( :‬‬
‫نعم ىذا أنفاس عرؼ الصبا النجدم‬
‫سرت فطرت من أرضها شقة البعد‬
‫كجاءت لتشفي القلب كىي عليلة‬
‫ككيف بأف تشفى الغليل من الوجد‬
‫ىدانا لذكر العهد إذ ضاع نشرىا‬
‫كمن ضاع فيما قيل أنى لو يهدم‬
‫كبالرفع أفدم ذات حسن ممنع‬
‫كقل لها يار كح في الحب أف أفدم‬
‫ربيبة ملك تفضح الشمس طلعة‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ٖٔ-ٖٓ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪.)ٖٔ/‬‬
‫(ّ‪)ُْٗ/‬‬

‫كما فضحت زىر الشقائق بالخد‬


‫يشارؾ بيض الهند سود لحاظها‬
‫لذم آف لفظ الجفن يطلق للعمد‬
‫كلو ملغزان في قمر[ُْٗجػ]‪:‬‬
‫أم شيء ما عد في الحيواف ‪ ...‬كىو ماش كمالو قدماف‬
‫كلو كجو كقلب كطرؼ ‪ ...‬كذراع يا معشر اإلخواف‬
‫كقد تقدـ جوابو للمولى الحسين بن عبد القادر بالقصيدة التي استعمل فيها اإلبداع من‬
‫القصيدة البلمية للمتنبي رحمو اهلل‪ .‬كذكر صاحب النسمة(ُ) في ترجمة القاضي المذكور ما‬
‫لفظو‪ (( :‬كطاؿ اجتماعي بو في المواىب سنة إحدل عشرة كمائة كألف كىو ال يهتك ردآ‬
‫آمبلء من لظفو في‬
‫ن‬ ‫الوفاء كاليميل عن طريقو إخواف الصفاء كمما تلقيت منو من األعجايب‬
‫شهر شواؿ من السنة‪ .‬قاؿ‪ :‬كاف بشباـ رجل فبلح يتظاىر بعشق امرأة كىو مشتهر بالشطارة‬
‫كاإلقداـ ككاف ال يزاؿ يجتمع بها كال تقدر أف تمتنع منو لشدة بطشو متى أرادىا كاتفق أنو كاف‬
‫في أياـ الحصاد يحرس زرعان لو في بيت لطيف بظاىر شباـ كقد خلى بتلك المرأة بالليل كىي‬
‫ليلة النصف من شعباف المشهورة بالبركة فلما ىدأت العيوف سمع أىل شباـ صوتان في السماء‬
‫يشبو صوت الصاعقة‪ .‬قاؿ القاضي كأنا منهم ففزع الناس كخافوا خوفان شديدان كصعدكا السطوح‬
‫كإذا الحرس يتبادركف إلى بيت الفبلح كىم يقولوف أنو أنقض كوكب عظيم كلو صوت ما سمع‬
‫بمثلو إلى بيتو فلما كصلوا إليو كجدكا البيت صار كوـ تراب كالرجل فيو كىم ال يعلموف بمبيت‬
‫إلي ألحضر على الحفر عنو ككنت الحاكم فجاء الفعلة‬
‫المرأة معو قاؿ القاضي‪ :‬فأرسلوا َّ‬
‫فحفركا إلى الصباح حتى ظهر لهم كىو على تلك [َُٓجػ] المرأة في الفاحشة كقد صار‬
‫حمحمة فاخرجا كدفنا ككانا عبرة كىذا مما يؤكد فضل الشعبانية‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ٖٗ-ٖٖ/‬‬

‫(ّ‪)َُٓ/‬‬

‫كحدثني أيضان قاؿ‪ :‬أف رجبلن اسمو أحمد صبلح العفارم الفقيو من سكاف قلعة شهارة أعرفو أنا‬
‫كغيرم بالصبلح كالزىد مرض كأغمي عليو [َْب‪-‬ب] كأيس منو أىلو ككجهوه إلى القبلة‬
‫كقعدكا يقرؤف القرآف حولو كاتفق أف مسكينان جاء إلى بابو فأعطتو زكجة الفقيو ىحبان (ُ) في طبق‬
‫ثم بعد مضي السائل أفاؽ الفقيو كطلب مأكوالن ككلمهم قاؿ‪ :‬بينما أنا في شدة ال أعقل إذ‬
‫دخل علي من ىذا الباب شخص كالجزار مشمر عن ساقيو كذراعيو كبيده سكين عظيمة‬
‫فأخرج من نطاقو مسنا كجعل يسن السكين ثم تقدـ إلي ليذبحني كقعد فوؽ صدرم كأنا‬
‫شاخص إليو كلو ىيبة كمنظر موحش فبينما ىو في تقوية الذبح إذا انفلق السقف كنزؿ منو‬
‫شخصاف أبيضاف في غاية الوسامة كطيب الرائحة كبيد أحدىما طبق فيو حب فكفاه عن قتلي‬
‫كساراه بشيء كأشار إلى الطبق كفهمت منهما أف اهلل زادني عمرم ببركة الصدقة فرد السكين‬
‫كقاال لو‪ :‬اذىب إلى فبلف جار لي ثم صعدا إلى الذم نزال منو كخرج ذلك الشخص فسمعت‬
‫الصراخ في دار جارم كىذه القصة من غرائب المنقوالت كعاد القاضي بعد لبثو أيامان بذمار إلى‬
‫شباـ كتوفي بها بعد مرض سنة طويل سنة خمس عشرة كمائة كألف كمن شعر القاضي محمد‬
‫صاحب الترجمة قصيدتو الذالية كمستهلها [ُُٓجػ] (ِ) ‪:‬‬
‫مغرا بحبك أين منك مبلذه ‪ ...‬ىيهات قد أكدا بو استحواذه‬
‫ما شج مذ عز التبلقي دمعو ‪ ...‬بل سنح منو كيلو كرذاذه‬
‫أسفان على مر التبلؽ كما شفا ‪ ...‬قلبان فهل من عندؾ استنقاذه‬
‫كىو اللديغ بأرقم أرسلتو ‪ ...‬المفزع مع أنجاه عنو لواذه‬
‫كيقيك ترياؽ بو ترقى كما ‪ ...‬بسواه من لدغ الجفوف عياذه‬
‫خمر بركح الراح عند مذاقها ‪ ...‬في السكر منبوذ لها نباذه‬
‫أيحل في شرع الهول تعذيبو ‪ ...‬كبل كإف يك عندؾ استلذاذه‬
‫ىبل رفقت بو فما كاخي الوفا ‪ ...‬في الحب مبلؿ الهول مبلَّذة‬
‫و‬
‫حاسد ‪ ...‬كاش يطوؿ بنمة أعذاذه‬ ‫عطفان عليو كدع صقالو‬
‫__________‬
‫(ُ) ىحبان‪ :‬أم نوع من الحبوب‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪.)َُٔ-َُٓ/‬‬

‫(ّ‪)ُُٓ/‬‬

‫يا أيها الرشا الذم في حبو ‪ ...‬من كل قلب قطعت أفبلذه‬


‫عجبان لجسمك كىو يشكوا رقة ‪ ...‬ما الذ إذ يلقاه عليو الذه‬
‫كلطرفك السحار ترسل سهمة ‪ ...‬في دارع كإلى حشاه نفاذه‬
‫كسناف كسناف الجفوف رأيتو ‪ ...‬ماضي الشباب فتورىا شحاذه‬
‫كالسحر لم يختص طرفك إنما ‪ ...‬صورت منو فمن ترل عواذه‬
‫فاستمل أمليو من بعض الذم ‪ ...‬ألقى فإني في الهول أستاذه‬
‫كاسمع من الجم الغفير حديثو ‪ ...‬عني كدع ما قالو شذاذه‬
‫كلو في مليح أحواؿ (ُ) ‪:‬‬
‫ال تظنوا أف فيو حوال ‪ ...‬ال كمن قد صانو عن كل شين‬
‫إنما جاء رقيب بيننا ‪ ...‬فاجتمعنا باختبلؼ الجهتين[ُِٓجػ]‬
‫فبعين قد راه إذ رأل ‪ ...‬كرآني حذرا منو بعين‬
‫كفيو أيضان‪:‬‬
‫ال تحسبوه أحوران أحوالن ‪ ...‬فليس في عينيو من ذاؾ شين‬
‫لكنو مذ مدحوا عينو ‪ ...‬حاكؿ أف ينظر عينا بعين‬
‫كلو (ِ) ‪:‬‬
‫إذا جفاني حبيبي عن كراىتو ‪ ...‬فلست أذكره سهوان كال غلطا‬
‫كأنما ىو حرؼ الراء يعرض لي ‪ ...‬في كلمة ككأني كاصل بن عطاء‬
‫كال بأس باستطراد ذكر كالده الحسن كأعمامو [ُْأ‪-‬ب] صبلح‪،‬كالحسين فهم من أعبلـ‬
‫النببلء‪ ،‬كأعياف الفضبلء كقد استوفى ذكرىم صاحب الطيب‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬الحسن بن أحمد الحيمي] (ّ)‬
‫(‪ ....‬ػ َُُٕىػ‪ ....../‬ػ َُٔٔـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪.)َُٔ/‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪.)َُٓ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪ )َُُ-ٗٓ/‬مطلع البدكر (خ) طبقات الزيدية (القسم الثالث) البدر‬
‫الطالع (ُ‪ )ُْٖٗ/‬مصادر الفكر (ٔٓ‪.)ْٖٗ،‬‬
‫…تاج العركس (ٖ‪ )ِٔٔ/‬بهجة الزمن (خ) طبق الحلول(خ) كالمطبوع (ٖٗ)‪ .‬مؤلفات‬
‫الزيدية (َِْ‪.)َُُِ،‬‬
‫…تاريخ أبي طالب(ٖٔ‪ )ُّ،ُٕ،‬األدب اليمني (ِِّ)‪.‬‬
‫…المؤرخوف اليمنيوف (َٓ‪ )ُٓ-‬مصادر أيمن السيد (ِّٓ‪ )ِّٔ-‬الرحالة اليمنيوف‬
‫(ِٗ‪ )ٖٓ-‬تحفة األسماع (خ) نفحة الريحانة (ّ‪ )ُِّ/‬خبلصة األثر (ِ‪ )ُٕ-ُٔ/‬بغية‬
‫المريد (خ) نسمة السحر (ُ‪ )ٓٓٔ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِْٗ‪ )ِٗٓ-‬ترجمة‬
‫(ِْٕ) الجامع الوجيز (خ) األعبلـ (ِ‪ )ُِٖ/‬ط‪ ،‬ع)‪.‬‬
‫(ّ‪)ُِٓ/‬‬

‫فأما كالده القاضي الحسن بن أحمد الحيمي فكاف عالمانف فاضبلن‪ ،‬دينان‪ ،‬خيران‪ ،‬ناصر اإلماـ‬
‫المتوكل على اهلل إسماعيل بن المنصور كجاىد معو في الشحر كحضرموت‪ ،‬كغيرىما ككاف من‬
‫أعياف دكلتو ككلي القضاء كالخطابة كأنفذه إلى الحبشة كسنٌار (ُ) ‪.‬‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى المولى أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين كىو قولو‪)ِ( :‬‬
‫أيا سادة بانوا فباف الكرل عنا ‪ ...‬كخاف زماف بالفراؽ كما خنا‬
‫رحلتم فبل كاهلل ما العهد عهدنا ‪ ...‬كال نحن في عيش لذيذ كما كنا‬
‫كأكحشتم كالدار آنسة بكم ‪ ...‬كحلتم عن العهد األكيد كما حلنا‬
‫عبلـ كفيم الهجر يا أىل كدنا ‪ ...‬كىل صنتموا ذاؾ الوداد كما صنا‬
‫نسيتم حقوقان ما رعى الدىر عهدىا ‪ ...‬كأيامنا باألمس في الركضة الغنا‬
‫ليالي ال كاش ينم بسرنا ‪ ...‬كال أعرؼ الهجراف منكم كالمنا[ُّٓجػ]‬
‫كفاء كلم يحقق لو ظنا‬
‫رأيت زماني كلما أظن صاحب ‪ ...‬يخل ن‬
‫فصبران على ريب الزماف فإنني‬
‫فأجا ‪ ...‬جعلت احتماؿ الصبر من خلقي فنا‬
‫فأجابو بقولو‪)ّ( :‬‬
‫فؤادم كفيل بالوفاء مثل ما كنا ‪ ...‬سول أقمنا عندكم اك ترحلنا‬
‫كعهدم لكم عهدم كما تعرفونو ‪ ...‬كأحنا ظلوعي من تناسيكم أجنا‬
‫كىذا لكم لو كاف بعدم فراسخان ‪ ...‬فكيف بقدر الميل إف غبتم عنا‬
‫أعد كفائي فرض عين مؤكدان ‪ ...‬علي كال كسن الجفا فيو ما سنا‬
‫عتبتم كال ذنب لذم العتب موجب ‪ ...‬لدم كلكن عاتبوا الدىر كالوجنا‬
‫فكم رحلة ركعتمونا بوقعها ‪ ...‬كأكحشتم األىلين كالصحب كالمغنا‬
‫ككم جرعة جرعتمونا فراقكم ‪ ...‬فذكقوا كإف لم نرضو بعض ما ذقنا‬
‫كدمتم على بعد المزار كقربو ‪ ...‬كلكن خذكا لي من تجافيكم أمنا‬
‫إذا لم يكن لي حلو سلوم لبعدكم ‪ ...‬فبلبد من أف تمنحوا بالوفا ((عنا)) (ْ)‬
‫[(ِّٔ) صبلح بن أحمد الحيمي] (ٓ)‬
‫__________‬
‫(ُ) سنَّار‪ :‬مدينة في السوداف (مديرية النيل األزرؽ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ٖٗ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪.)ٖٗ/‬‬
‫(ْ) في (جػ)‪ :‬منا‪.‬‬
‫(ٓ) طيب السمر (ُ‪.)ِّٖ-ِّٓ/‬‬

‫(ّ‪)ُّٓ/‬‬

‫كأما أخوه القاضي صبلح بن أحمد الحيمي فكاف فقيهان‪ ،‬مبرزان‪ ،‬كلي القضاء بعد أخيو الحسن‪،‬‬
‫ككانتا أحكامو ماضية‪ ،‬كفتاكيو مقبولة‪ ،‬كلم يزؿ كذلك حتى توفاه اهلل كرثاه ابن أخيو صاحب‬
‫الطيب بقصيدة المية كلو شعر فمنو قولو من قصيدة‪)ُ( :‬‬
‫حدثاني عن لعلع حدثاني ‪ ...‬كعن المنحنى كعن نعماف‬
‫امة و‬
‫كنجد كخركا ‪ ...‬كالمصلى كعن ذرا عسفاف[ُْٓجػ]‬ ‫كربا ر و‬
‫كأعيدا ذكرل العقيق كما مر ‪ ...‬لنا من حديث كادم الباف‬
‫كسبل عن ديار ليلى ففيها ‪ ...‬طاب لي باللقاء قديم زماني‬
‫فسقى ركضها كمن حل فيو ‪ ...‬قطرات من الحيا الهتاف‬
‫كسقى اهلل ىحيَّها كرعاىم ‪ ...‬كرعا ما بها من الغزالف‬
‫ليت شعرم ىل يرجع الدىر صفوان ‪ ...‬في رباىم على الوصاؿ الهاني‬
‫فأنا المغرـ المتيم كالولهاف ‪ ...‬كالصب كالعميد العاني‬
‫كأنا الشيق المولع بالحب ‪ ...‬كشاني في العيش أعظم شاني‬
‫يا ضبا حاجر مراعاه رفقان ‪ ...‬بفؤادم كقلبي الولهاف [ُْب‪-‬ب]‬
‫نزحت دار من أحب فأكرا ‪ ...‬النام في القلب الفح النيراف‬
‫من لو لفتو بجيد غز واؿ ‪ ...‬زينتو قبلئد العقياف‬
‫كلحاظ بها سهاـ المنايا ‪ ...‬حاجباه لنبلها قوساف‬
‫كقواـ أزرا بكل طيب ‪ ...‬كاحد ماؿ مالو من ثاف‬
‫شعره الليل كالجبين نهار ‪ ...‬عمرؾ اهلل كيف يجتمعاف‬
‫[(ِْٔ) الحيسن بن أحمد الحيمي الخطيب] (ِ)‬
‫(‪ .....‬ػَُُْىػ ‪ .....‬ػ ُِٕٗـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) طير السمر (ُ‪.)ِّٔ/‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪ )ِّٗ/‬نشر العرؼ (ُ‪.)ّٖٓ/‬‬
‫(ّ‪)ُْٓ/‬‬

‫كأما أخوىما القاضي الحسين بن أحمد فكاف عالمان في الفنوف سيما في الفقو خطيبان بليغان قاؿ‬
‫في الطيب (فكم خطب في جحافل التفت بو الجحافل كالرماح ترعف بالدماء كقد أحجم من‬
‫كاف مقدمان كبوارؽ السيوؼ تلمع كسحاب القياـ تهمع كأجفاف الصوارـ بالنجيع تدمع‪،‬‬
‫كالنفوس في السبلمة أبدان ال تطمع إلى أف قاؿ كمات بمدينة ذمار (ُ) كتزلزؿ ركن العبل بعده‬
‫كما رك تحطم من منبره عودة كنحست بعده سعوده ألنو كاف خطيب ملك قد استوطنها كاشتم‬
‫من [ُٓٓجػ] حدائقها كردىا كسوسنها فطالما طلعت نجوـ مواعظة في ليل عثير خيلو‬
‫كتجلت كطاؿ ما سجع مطوقو من بين أعبلمو تحت أكراؽ خضر قد تدلت‪.‬‬
‫كمن شعره قصيدة كتبها إلى أخيو صبلح كقد أكمض لو برؽ كطنو كالح‪ ،‬كمستهلها‪)ِ( :‬‬
‫سبل ىل الصب المشوؽ سبلىا ‪ ...‬كىل ىو من بعد الوداد قبلىا‬
‫أبى اهلل أف ينسى المحب دنوىا ‪ ...‬كإف طاؿ في ىذا الزماف نواىا‬
‫سقى دارىا ساقي الغماـ بقطرة ‪ ...‬كركل قبيل الصبح منو ثراىا‬
‫فتصبح ركضان باألطايب يانعان ‪ ...‬كيحلوا مذاقان إذ يطيب جناىا‬
‫كيعلن فيها بالمسرات صادح ‪ ...‬صبا فوؽ عطف الغصن نحو صباىا‬
‫كأطواقو من زىرىا قد تنضمت ‪ ...‬كراقت بأسماط الغصوف حبلىا‬
‫كىي طويلة‪ .‬ككتب صاحب الترجمة إلى بعض اخوتو مصدران بدكاة أىداىا لو قولو (ّ)‬
‫أشقيق ركحي ال برحت بنعمة ‪ ...‬كعميم بر ال يزاؿ جزيبل‬
‫خذىا دكاة كتابة قد أحكمت ‪ ...‬بمدادىا لعيونها تكحيبل‬
‫خذىا لتحرير العلوـ إبانة ‪ ...‬عنها كال للنداء تنويبل‬
‫ىزت لطعن عداؾ من أقبلمها ‪ ...‬رمحان رديني القواـ طويبل‬
‫مدت ألف الكف منك مرادىا ‪ ...‬فمها إليك كطالب تقبيبل‬
‫جاءت عن المملوؾ نايبة كقد ‪ ...‬أضحى بلقيانا الزماف بخيبل‬
‫ال نالت األقبلـ عن صريرىا ‪ ...‬تبدم لنا في راحتيك صليبل‬
‫ىذا كدـ ماس غصن رددت ‪ ...‬من فوؽ غصنية الحماـ ىديبل[ُٔٓجػ]‬
‫كلهذا القاضي حسين الحيمي كلدان اسمو‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) توفي مقتوالن سنة (َُُْىػ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)َِْ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪.)ِْٔ-ِْٓ/‬‬

‫(ّ‪)ُٓٓ/‬‬

‫[استطراد‪ :‬يحيى بن الحسين بن أحمد الحيمي] (ُ)‬


‫(‪.....‬ػ َُٖٖىػ‪ /‬ػُٕٕٔـ)‬
‫يحى بن الحسين‪ ،‬ككاف أديبان‪ ،‬فصيحان طريفان‪ ،‬حسن األخبلؽ جوادان‪ ،‬كلو في اإلماـ المهدم‬
‫أحمد بن الحسن بن المنصور غرر القصائد كمدح غيره من الرؤساء‪ ،‬ككانت كفاتو في سنة ثماف‬
‫كثمانين كألف بعياف في حضرة المهدم أحمد بن الحسن ‪-‬بصكة كقعت في جبهتو من جهة‬
‫السامرية‬
‫فرسو عند رفع عنانو‪ ،-‬كقد جمع ديواف شعره بنفسو فمن بركده السايرية‪ ،‬كأسحاره َّ‬
‫قولو‪)ِ( :‬‬
‫خف اإللو فوجدم فيك غير خفي‬
‫كىا فؤادم منو في شفا جرؼ‬
‫أقمت منك على حرؼ مخافة من‬
‫ينهار حبك لي في أبحر التلف‬
‫قل لي فديتك ما في القوؿ من عتب‬
‫كانطق بصدؽ لساف غير مختلف‬
‫ماذا يكوف بقلب قد كقفت بو‬
‫فلم يزؿ خافقان كالقرط لم يقف [ِْأ‪-‬ب]‬
‫كما يكوف بطرؼ بات ىسه ور‬
‫يرعى النجوـ كصب ىائم دنف‬
‫كقد علمت الذم ألقاه من ألم‬
‫كما أعانيو من شوؽ كمن شغف‬
‫لً ىم ذا جفيت كال تاثركىا أناقد‬
‫رثا لما بي حسودم مذ رأل كلف‬
‫أتا العذكؿ بأقواؿ يكلفني‬
‫عنك العذكؿ فلما أف رأؾ كفى‬
‫يا أعدؿ الناس قدان صار منعطفان‬
‫يا أحور الناس قلبان غير منعطف‬
‫يا من لو مقلة سوداء ناعسة‬
‫مريضة كضعت بالسحر كالوطف‬
‫يا من يغير بدكر التم حسن سنا‬
‫يا من يغير غصوف الباف بالهيف‬
‫رمت الوركد بثغر لم يرده سول‬
‫عود األراؾ فيا لهفي كيا أسفي‬
‫حتى منعت ببل من خط عارضك‬
‫البلمي كخطي قد منك كاأللف‬
‫ما كاف عذرؾ في منعي ببل سبب‬
‫كقد خلعت عذارم غير منصرؼ[ُٕٓجػ]‬
‫إني كإف كنت من قوـ أكلي شرؼ‬
‫راض بذلي بديبلن منك عن شرؼ‬
‫أف‬
‫أنا الوفي فكن إف شئت غير كفي‬
‫في حفظ عهدم ككن إف شئت منو كفي‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ )ِِٓ-ِْٖ/‬ملحق البدر الطالع (ِِّ)‪ ،‬األدب اليمني‬
‫(ِّٖ)‪،‬األعبلـ (ُ‪ )ُِْ/‬ىدية العارفين (ِ‪ )ِّٓ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُٗٗ)‬
‫مصادر الحبشي (ّٓٓ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)َِٓ/‬‬

‫(ّ‪)ُٓٔ/‬‬

‫[(ِٔٔ) محمد بن حسين بن سليماف المرىبي ] (ُ)‬


‫(َُْٓ‪ُُُّ-‬ىػ‪)َُِٕ-ُّْٔ/‬‬
‫الشيخ بدر الدين محمد بن الحسين [بن سليماف بن داكد بن فاضل] المرىبي الشرفي األصل‬
‫الجبلي النشأة المعركؼ بابن أبي فاضل الكاتب الشاعر المشهور‪ ،‬خاتمة األدباء ذك الباع‬
‫الطويل في الشعر‪ ،‬ترجم لو صاحب النسمة كصاحب الطيب كغيرىما‪ ،‬ككاف فاضبلن أديبان‪،‬‬
‫عبلمةن‪ ،‬فهامة‪ ،‬من فحوؿ الرجاؿ كأفراد األذكياء خدـ المولى األمير جماؿ الدين علي بن‬
‫المتوكل على اهلل بجبلة كإب ككتب لو كبلغ عنده الغاية كاعتمد أقوالو كأفعالو‪ ،‬ككاف من عيوف‬
‫أىل حضرتو كأجل أكابر أصحابو كمدحو بأنواع المدائح ككانت فيو حدة كشراسة خلق فأسا‬
‫األدب إلى مخدكمو فاحتمل لو دىران حتى انقضى منو في اآلخرة كاستكتب غيره ككاف كثيران ما‬
‫يعاتب مخدكمو كيزعم عدـ رعايتو حقو كعدـ تقديمو على غيره كربما داعبو مخدكمو أحيانان‬
‫كأقلقو فيتأثر لذلك كيتشكى منو إليو كيجعلو الخصم كالحكم‪ ،‬كفي أشعاره شيء كثير من‬
‫ذلك‪،‬ككاف مخدكمو كثير ما يكاتبو نظمان كيساجلو في الشعر كيمدحو فيو‪،‬كاتفق أف صاحب‬
‫الترجمة مدح المولى الحسن بن المتوكل بقصيدة طنانة كأرسل بها إلى المذكور ببندر اللحية‬
‫كتوجع فيها من الزماف كعرض بقل المعين من نوائب الحدثاف ككاف موصبلن لجزيل العطا فلم‬
‫يبلغ مأمولو كمستهل األبيات(ِ)‬
‫عوفيت من كلفي كفرط عنائي ‪ ...‬بأشبو خوط البانة الفناء‬
‫أما أنا فشحوب كجهي شاىد ‪ ...‬لي بالذم أخفي من البرحاء[ُٖٓجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ )ُٓ-ْٓ/‬طبقات الزيدية (ّ‪/‬خ) طيب السمر (خ) البدر الطالع‬
‫(ِ‪ )ُْٔ/‬سبلقة العصر (ّْٕ‪ )ْٕٕ-‬بر ككلماف)‪ ،‬مصادر الحبشي (ّّٖ)‪.‬‬
‫…نشر العرؼ (ّ‪ )ُّٖ-ُِّ/‬مؤلفات الزيدية (ُ‪)ٖٗ/ّ(، )ُّْ/ِ( )ِْٖ،ُْٗ/‬‬
‫فهرس مكتبة األكقاؼ كالغربية (ينظر فهارسها) األدب اليمني (ْٓٗ‪ ،)َّٓ-‬تاريخ اليمن‬
‫ألبي طالب (ينظر فهارسو)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٖٗ‪ )ِٖٗ-‬ترجمة (ٔٓٗ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪،)ُِٕ-ُِٔ/‬‬

‫(ّ‪)ُٕٓ/‬‬

‫كمدامعي تنبيك عن فرط األسى ‪ ...‬من جور نار ىواؾ في أحشاء‬


‫فإذا امتريت فإف أيكة حاجز ‪ ...‬تدرم بواقعتي مع الورقاء‬
‫حتى أمتطت فنن األراكة كانبرت ‪ ...‬حين في النوح تسمعها على أنحاء‬
‫[كالده]‬
‫ككاف كالده الشيخ حسين كاتبان لدل المولى الحسن (باللحية) كىو ذك فضل كأدب فأجاز‬
‫القصيدة بقولو [ِْب‪-‬ب]‬
‫جاءت تميس كغادة حسناء ‪ ...‬يختاؿ بين غبليل كحبلء‬
‫منظومة قد كللت بجواىر ‪ ...‬تهزأ بحسن كواكب الجوزاء‬
‫فكأنها من رقة كطبلكة ‪ ...‬تمثاؿ نور في أديم ىواء‬
‫شهدت لمنشئها بحسن تصرؼ ‪ ...‬في الوصف كالتشبيب كاألطراء‬
‫هلل درؾ يا محمد من فتى ‪ ...‬أربا على األدباء كالنجباء‬
‫فبلنت سحباف الببلغة ناثران ‪ ...‬كالنت في الشعر حبيب الطاء‬
‫فاطلع مخدكمو جماؿ الدين (ُ) على األبيات كجوابها نظمان كعرؼ مقدار الجائزة فقاؿ جماؿ‬
‫الدين يخاطبو‪)ِ( :‬‬
‫يا قدكة األدباء كالفصحاء‬
‫بل زينة البلغاء كالعلماء‬
‫كافتك من شرؼ المكارـ كالعلى‬
‫تاج المكارـ من بني الزىراء‬
‫صنوم شقيقي من غدت أكصافو‬
‫ملءالصدكر كملء عين الرائي‬
‫جاءتك تحملها الجماؿ كأنها‬
‫في حسنها كالدرة العصماء‬
‫عذراء ما حليت جواىر لفظها‬
‫كبل كال مرت بباؿ الطاء‬
‫فاشكره إعبلنان كإسراران على‬
‫إحسانو في النظم كاإلعطاء‬
‫كاصغ إلى التشبيب سمعك كاستمع‬
‫صدح الحمامة في ربى الجرعاء‬
‫كاستمل ما يملي النسيم عليك من‬
‫أخبار نجد يا أخا البرحاء‬
‫ارض صحبت بها الشبيبة ساحبان‬
‫برد التصابي في رياض ً‬
‫صباء‬
‫تشجيني الورقا كتذكي لوعتي‬
‫شدك الحماـ بجانب البطحاء[ُٗٓجػ]‬
‫أسعد أخي كعيبتني بحديث من‬
‫نزؿ األباطح إذا أردت إخائي‬
‫فاعده عند مسامعي فالركح إف‬
‫بىع يد المدل يرتاح لؤلنباء‬
‫آه سقى نجد كساكن ربعو‬
‫صوب الربيع بديمة كطفاء‬
‫فلقد كلفت بربرب في سفحو‬
‫يسبي العقوؿ بمنظر كبهاء‬
‫لو أف طلعتو البهية قابلت‬
‫كجو الهبلؿ بليلة ظلماء‬
‫لرأتو أبصار الورل في أفقو‬
‫بدران بإشراؽ لو كضياء‬
‫__________‬
‫(ُ) أم األمير علي بن المتوكل إسماعيل‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُِٗ-ُِٖ/‬عما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٓ/‬‬

‫كإذا بداء للبدر قاؿ لوجهو‬


‫عوفيت من كلفي كفرط عنائي‬
‫كإذا مشى يومان يقوؿ لقده‬
‫يا أشبو خوط البانة الغناء‬
‫ناديتو لما أطاؿ مطالو‬
‫عطفان أطنت صبابتي كجفائي‬
‫لم أنس كدؾ إذ نسيت كأنني‬
‫كاؼ كإف لم تتصف بوفاء‬
‫فإذا استربت فإنو أيكة حاجز‬
‫تبدم بواقعتي مع الورقاء‬
‫كأنا الذم رسخت معالي مجده‬
‫تحت الثرا كعلت على الجوزاء‬
‫من أسرة طالوا كطابوا كاعتلوا‬
‫فوؽ السماؿ برفعة كعبلء‬
‫حازكا المكارـ كاحتوكا رتب العبل‬
‫كرقوا أعالي قمة العلياء‬
‫لكنني كاهلل أحمد كجده ال غيره‬
‫في الصبح كاإلمساء‬
‫لم أرض قط بأف أحيل مكارمي‬
‫أبدان كأقصرىا على اآلباء‬
‫بل صرت مجدىم كنلت منالهم‬
‫في كل مجد باذخ كعبلء‬
‫فضبلن من اهلل العلي كإنني‬
‫من طولو راجي بلوغ منائي‬
‫ثم الصبلة على النبي خير الورل‬
‫حقان كأشرؼ سامع أك رائي‬
‫كللمولى جماؿ الدين إلى صاحب الترجمة‪)ُ( :‬‬
‫الغيم قد نشرت بركده ‪ ...‬كعلى الربا نثرت عقوده[َُٔجػ]‬
‫كالورؽ يسع سجعها ‪ ...‬كالفجر لم يطلع عموده‬
‫كالدىر يضحك إذ تحرؾ ‪ ...‬بالنسيم الرطب عوده‬
‫ىذا لعمرؾ شاىد ‪ ...‬أنا لخالقنا عبيده‬
‫يا صاحبي كاين يوجد ‪ ...‬صاحبان أكفت عهده‬
‫ىل تسمعاف شكى المشوؽ ‪ ...‬شكواه يفيده‬
‫كلطالما كتم الصبابة ‪ ...‬خوؼ أف يدرم حسوده‬
‫في حي عذرة شادف ‪ ...‬ما زاؿ يضنيني صدكده‬
‫كعلي قد ظهرت شهوده‬
‫ما زاؿ يخفي كجده ‪َّ ...‬‬
‫تحكي الغزالة كجهو ‪ ...‬كغزاؿ سفح القاع جيده‬
‫كالغصن لينان قده ‪ ...‬ككحفتي عاج نهوده[ّْأ‪-‬ب]‬
‫يا برؽ أبلغ شيخنا في ‪ ...‬أب من طابت جدكده‬
‫نجل الحسين محمد [‪... ...............‬‬
‫‪)ِ(]....................................................‬‬
‫كأخا الوفا كأبره إف قاؿ لم ‪ ...‬يخلف كعوده‬
‫صدرت كنحن بمجلس حفت ‪ ...‬يساعده كركده‬
‫كلدل إذا حجب الغماـ الشمس ‪ ...‬من أغنى شهوده‬
‫كمن شعره صاحب الترجمة مادحان لمخدكمو جماؿ الدين‪:‬‬
‫رشا من الهيف األكانس قد بات ‪ ...‬لي سحران موانس‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪.)ُّّ-ُِّ/‬‬
‫(ِ) ما بين [ ] بياض في أصولي‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٓٗ/‬‬

‫نشواف من خمر الشباب ‪ ...‬مهفهف األعطاؼ مايس‬


‫حلو المقيل بارد اإلنفاس ‪ ...‬ساجي الطرؼ ناعس‬
‫كافى كقد ىدأت عيوف ‪ ...‬الدار من و‬
‫كاش كحارس‬
‫فجلوت منو الشمس في غسق ‪ ...‬كجنح الليل دامس‬
‫كسقيتو راحي فبلنت ‪ ...‬لي خبليقو الشوامس[ُُٔجػ]‬
‫كأبيح لي في سكرة ‪ ...‬ما كاف منو الصحو حابس‬
‫كأخذت منو طايعان ‪ ...‬ما نت أخذ منو تاعس‬
‫كلمست من أعطافو ‪ ...‬مالم يبلمسو مبلمس‬
‫لم أنس ليلة بات لي ‪ ...‬ذاؾ الغزاؿ بها مجالس‬
‫كالضبي منو كانس ‪ ...‬حجبلن كغصن الباف ناكس‬
‫أفديو من متوحش ‪ ...‬قد صار لي في الوصل آنس‬
‫يا من شهدت بحبو ‪ ...‬حرب البسوس كحرب داحس‬
‫أشبهت يا ريم الكناس ‪ ...‬محاسنان ضم الكنايس‬
‫البستني حلى الضنا ‪ ...‬كشغلت قلبي بالوساكس‬
‫عجبي لطرفك كيف ‪ ...‬يسهرني بحبك كىو ناعس‬
‫ككليل جفنك كيف ‪ ...‬جد دؿ دارعان منا كتارس‬
‫كضعيف خصرؾ كيف ‪ ...‬صدت بو على الشرس الممارس‬
‫تو كيف شئت فما أرل لك ‪ ...‬في الدنا أبدان مقايس‬
‫كبل كال ميرم المفضاؿ ‪ ...‬في األمر مجانس‬
‫زين المواكب كالكتائب ‪ ...‬كالمنابر كالمجالس‬
‫نبراس آؿ القاسم ‪ ...‬الغر الميامين النبارس‬
‫سيف الخبلفة من بو ‪ ...‬رغمت من األعداء مغاطس‬
‫ريباؿ أرباب الدركع ‪ ...‬فقيو أصحاب الطيالس‬
‫أسد لو الفرساف في ‪ ...‬متعارؾ الهيجاء مرانس‬
‫تعشق الذم أضحى لو ‪ ...‬في الجود كاإلقداـ فرايس[ُِٔجػ]‬
‫بعمارة الوىاب ثم ‪ ...‬بصنوه أسنى الفوارس‬
‫كم بين من يعطي الخسدس ‪ ...‬كبين من يعطي النفايس‬
‫ىذا الذم كاسا كقد ‪ ...‬عز المواسي كالموانس‬
‫بحر السماح كمن تهلل ‪ ...‬كجهو كالجو عابس‬
‫نطق إذا ازدحم الندم ‪ ...‬بكل مرؤس كرائس‬
‫تحنو الرؤس للثم أخصمو ‪ ...‬كتزدحم القبلنس‬
‫عا ور عن العورات كأس ‪ ...‬من خبلؿ الفضل البس‬
‫موالم دعوة آمل ‪ ...‬من عطف قلبك غير آيس‬
‫فارج بصبح رضاؾ عن ‪ ...‬قلبي من الكرب الحنادس‬
‫كألً ٍن لي الزماف الذم ‪ ...‬ما زاؿ قاسي العطف شامس‬
‫كإليكها عذراء ترفق ‪ ...‬من مديحك في مبلبس‬
‫عرنية لم يأت قط ‪ ...‬بمثلها في الحسن فارس‬

‫(ّ‪)َُٔ/‬‬

‫الحلي بهاجس‬
‫ٌ‬ ‫شردت عن المصرل ‪ ...‬كما كىجست من‬
‫كبل كال عثرت على ‪ ...‬فكر الفحوؿ بني مكانس‬
‫فأنحر لها بدر النظار ‪ ...‬كزفها زؼ العرايس‬
‫كبقيت ما بقيت تنا‬
‫فغ ‪ ...‬شدىا األكابر في المجالس‬
‫كلو فيو أيضان‪:‬‬
‫أنا الشجي فدع عذلي كتفنيدم‬
‫كأشكر معا فيك من شجول كتسهيدم[ُّٔجػ]‬
‫ماذا عليك إذا أفنيت من جلدم‬
‫دمعي على معهد بالسفح معهود‬
‫ىول‬
‫ىذا العقيق كلى فيو قديم ن‬
‫أضحى حديث حداه العيس في البيد‬
‫ىذا العقيق فإف أبخل عليو بو‬
‫ً‬
‫معمود‬ ‫من الدموع فإني غير‬
‫كإف تنثني الثنايا عن رباه فبل‬
‫أكردتها من ثغور الخرد الغيد‬
‫إال أطيل على كثبانو أسفي‬
‫كرب يوـ مضى فيو مضى لي غير معقود‬
‫ال أخلفتو الغوادم كل منطبق‬
‫بالبرؽ محلوؿ كبل غير معقود(ُ)‬
‫فإنما العيش لذات قضيت بها‬
‫فليس ما دكنها عندم معدكد‬
‫أكقات لطف(ِ) قضينا كاجتنى زى ور‬
‫بالكف كالثغر من كرد كتوريد‬
‫بالغادة الركد قد اسلفتها سمران‬
‫شبيهو الظبي ذات العين كالجيد [ّْب‪-‬ب]‬
‫مقسومة الحسن في األقمار إف سفرت‬
‫كفي القمارل إذا غنت على العود‬
‫ما ٌحدثت قط إال كىي ضاحكة‬
‫أحبب بدرين منثور كمنضود‬
‫كفي لواحظها البيض الرقاؽ كال‬
‫تناقض إف كصفنا ىن بالسود‬
‫يم العوارؼ فلك المكرمات كمن‬
‫أرست سفينة جدكاه على الجود‬
‫ألقى الغواني لها ثوب الجماؿ كما‬
‫ألقى الورل لعلي بالمقاليد‬
‫راـ العبل قبل أف تلقى تميمتو‬
‫كعد طفبلن أيبان في الصناديد‬
‫كخيلوه نبيبلن في صباه ككم‬
‫تبين المجد في أعطاؼ مولود‬
‫إف أبهم الخطب كاستعصت مفاتحو‬
‫فأنزؿ بكشاؼ كرب منك محمود‬
‫بقيت يا ابن النبي في عمر نوح‬
‫كفي عزـ الخليل كفي ملك ابن داكد‬
‫كللشيخ محمد بن حسين المرىبي رحمو اهلل تعالى[ُْٔجػ]‪:‬‬
‫نظرم إلى نحو الحما كتلهفي‬
‫انبا العذكؿ بموضع السر الخفي‬
‫كتلفتي نحو الخبا بخصوصو‬
‫قصر العموـ على الخباء المتعرؼ‬
‫كتنفيسي الصعداء إف ذكر اسم من‬
‫أىول الدليل على تعين مدنفي‬
‫بأبي كبي أفدم أغن مشنفان‬
‫كلقد عهدت الظبي غير مشنفي‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬قصف‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُٔ/‬‬

‫كالبدر لوال أنو متكلف‬


‫كحبيب قلبي ليس بالمتكلف‬
‫أمسى يدير على كأس لحاظو‬
‫حتى سكرت كما سكرت بقرقف‬
‫لو أنصف البدر المنير قضى لو‬
‫بكمالو كقضى بنقص المنصف‬
‫قد طرفوه ليهتدم لجمالو‬
‫فيحقق الهدكل بحب مطرؼ‬
‫كمكلفي عنو السلو مكلفي‬
‫ماال يطاؽ فيا ضبلؿ مكلفي‬
‫لو كاف قلبي في يدم لكففتو‬
‫عن حبو لكن قلبي ليس في‬
‫ككفيتو تعب الهول كىو أنو‬
‫يا عاذلي إف السعيد لمن كفي‬
‫لي المة أصلى بها حر الوغا‬
‫و‬
‫مرىف كمثقف‬ ‫فيصونني عن‬
‫فإذا أنا قابلت أسمر قده‬
‫كحساـ مقلتو تخوف كال تفي‬
‫ما ً‬
‫أنس ليلة زارني متلفعا‬
‫في شعره حذر الوشاة ليختفني‬
‫فجلوتو عن شعره فكأنو‬
‫صبح يخلص عن ظبلـ مغدؼ‬
‫فظللت ألثمو لكيما ينطفي‬
‫ما بي كال كاهلل ليس بمنطف‬
‫متعانقين ينيلني ما اشتهي‬
‫من كجنتيو كملصقان فاه بفي‬
‫ككسوتو من بعده ما جردتو‬
‫عن ثوبو ثوبي تقا كتعففي‬
‫ما للمحب من الحبيب يزكرهي‬
‫في شرع عذره غير ضم المعطف[ُٓٔجػ]‬
‫كلو إذا عبث الهول بفؤاده‬
‫عض الخدكد كقطف مالم يقطف‬
‫فإذا تفاقم داؤه كتلهبت أحشاؤه‬
‫فلو ارتشاؼ المرشف‬
‫كركل شذكذ إف قومان رخصوا‬
‫للعاشق الكلف المشوؽ المدنف‬
‫نزع اإلزار عن الحبيب تلذذان‬
‫فيما ىناؾ من السفوح كفي كفي‬
‫كيرده نص الشيوخ بأنو من‬
‫مفسدات ىول الغزاؿ األىيف‬
‫ىذا الطريقة في الببلغة لم تكن‬
‫مسلوكة فيقاؿ أني مقتف‬
‫فليعلم البلغاء قوة ساعدم‬
‫كتمكن فيها كحسن تصرؼ‬
‫كليقتدكا بي مذعنين كيعرفوا‬
‫حقي فبل عذر لمن لم يعرؼ‬
‫أما الكبلـ فإف لي ما اصطفى‬
‫من فيئو ككذا اإلماـ لو الصفي‬
‫أنا ال أسلم إف غيرم فيو قد‬
‫لفظ اللطيف إلى انتقا األلطف‬
‫كأبي الطريف من المعاني ذاىبان‬
‫عنو إلى شرفات أكج األطرؼ‬
‫كلو مادحان للمولى جماؿ الدين علي بن المتوكل (ُ)‬
‫ذات المبلحة حلوة الثغر ‪ ...‬ىجرت كما طبعت على الهجر‬
‫فل صحيفة (ِ) الفجر‬
‫بيضا لو أىدت ذكائبها ‪ ...‬لليٌل ٌ‬
‫كفل ‪ ...‬ىمبلٍأل اإلزار كأنو كزرم‬
‫ىيفا تحت نطاقها ي‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ْٔ/‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر‪ :‬صفائح‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِٔ/‬‬

‫أنفقت عيني في محبتٌها ‪ ...‬ككذلك اإلنساف في خسر‬


‫بأبي كبي أفدم محجبو ‪ ...‬في القصر تشبو ظبية القفر [ْْأ‪-‬ب]‬
‫ما أنسى إذ كقفت تسارقني ‪ ...‬ألحاظها من جانب الستر‬
‫يا عاذلي أقصر كدع عذلي ‪ ...‬فهوائي مقصور على العصر[ُٔٔجػ]‬
‫لو لم تضاه فضاضة أحدان (ُ) ‪ ...‬ما جئت تعذلني على بدر‬
‫إف كنت ال تدرم بما صنعت ‪ ...‬تلك العيوف فإنني أدرم‬
‫لوال نوافثهن في كبدم ‪ ...‬لم أدر كيف نوافهث الشجر‬
‫كلقد أىاجت صبوتي سحران ‪ ...‬بالغور ىاتفة على السدر‬
‫قد ش ٌفها ما شفني فبها ‪ ...‬ما بي من األشواؽ كالذكر‬
‫كتجانس األلفاف كاشتبها ‪ ...‬في الخط من قمر كمن قمرم‬
‫م‬
‫ظل البشاـ كشاطي(ّ) النهر‬
‫باتت تقا سمني التحسر(ِ) في ‪ٌ ...‬‬
‫حتى تولٌى الليل منهزمان ‪ ...‬بغداؼ ظلمتو إلى الوكر‬
‫كانقض بارم الصبح يطلب من ‪ ...‬أكج السماء مواضع النسر‬
‫فرح ‪ ...‬بلقاء الصباح مجامر الزىر‬
‫كغدا النسيم يشب من و‬
‫كإلى ىنا غزؿ فأصنع إلى ‪ ...‬شكول الزماف كصاحب األمر‬
‫كلو مادحان مخدكمو أيضان (ْ)‬
‫أما آف أف ترقى الدموع السواجم‬
‫كتقصرىا ىاتيك القلوب ((الهوايم)) (ٓ)‬
‫فقد سئمت زىر النجوـ رعايتي‬
‫كملت مناجاتي لهن الحمائم‬
‫لي اهلل حتى البرؽ أعداه رقة‬
‫نحولي كاعتلَّت بجسمي النسائم‬
‫فغ‬
‫حر ما ألقاه في مهيع الصباء‬
‫كمن ٌ‬
‫غدت نسمات الحي كىي سمائم‬
‫كقد أذىبت لوني يد الشوؽ كاكتسى‬
‫أصيل الحمى من صفرتي كىو قائم‬
‫كلوال بكائي في المعاىدة سحرة‬
‫لما يسمعت للطير فيها مآتم‬
‫ى‬
‫حر مهجتي‬
‫ككم يستمد القيظ من ّْ‬
‫كتمتار من أجفاف عيني الغمائم[ُٕٔجػ]‬
‫كما الرعد إال أنو من جوانحي‬
‫ني الحيازـ‬
‫تنم بما كارتو م ٌ‬
‫فحثَّى ىـ قلبي في الصبابة ىائم‬
‫ى‬
‫كإنساف عيني في المدامع عائم‬
‫فغ‬
‫خليلي كم أخفي الهول كتذيعو‬
‫َّ‬
‫جفوف مساعي الدمع فيها النمائم‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬لو لم تكن صورت من و‬
‫أحد‪.‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر‪ :‬التحية‪.‬‬
‫(ّ) فيو‪ :‬كجانب‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪ ، )ْٖ-ْٔ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُِّ-َُّ/‬‬
‫(ٓ) في نسمة السحر‪ :‬الحوائم‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٔ/‬‬

‫كلم ىأر مثل القلب عونان على الهول‬


‫تشب بو نار الجول كىو كاتم(ُ)‬
‫كفي كبدم من حب أسماء جراحةن‬
‫تعز على اآلسين فيها المراىم‬
‫ُّ‬
‫كإف شفائي ما استدار نطاقها‬
‫ضمتو منها المباسم‬
‫عليو كما ٌ‬
‫كدكف لقاء أسماء من بأس قومها‬
‫بسابس ما سارت عليها المناسم‬
‫كمن ذا على حوض المسالك مسعدم‬
‫كقد قل في ىذا الزماف المتسالم‬
‫طران حاسدان كمفنٌد‬
‫أخبلئي ٌ‬
‫ككاش ً‬
‫كالئم‬ ‫كقاؿ كمغتاب و‬‫و‬
‫فاللول‬
‫سقى ((ىضبات)) (ِ) الجزع فالشط ٌ‬
‫فسفح النقا سا ور من المزف ساجم‬
‫مغاف قضت فيها الشبيبة حقها‬
‫سركران كغض اللهو رياف ناعم‬
‫فلي بين ىاتيك المضارب ظبية‬
‫تبيت حواليها الليوث الضراغم‬
‫من الهيف نعساء اللواحظ طفلو‬
‫لها البيض كالسمر الرشاؽ تمائم‬
‫تناـ فلم تهجم (ّ) بها الطيف غي ٌرة‬
‫و‬
‫بفحش كلم يحلم بها قط حالم‬
‫ترل علمت أنِّي بها الدىر مغرـ‬
‫كإف فؤادم في الصبابة ىائم‬
‫كإف بقلبي لوعة تستثيرىا‬
‫إذا ىدأت جنح الظبلـ الهمائم‬
‫لئن درست تلك المعالم أك عفت‬
‫فلم تعف عن شوقي إليها المعالم‬
‫كإف زمانان قد قضت لي صركفو‬
‫بفرقة ىاتيك الديار لظالم‬
‫فغ‬
‫كىل جاز لي أرضي على الدىر أك أرل‬
‫بو ضاحكان كالفضل غضباف كاجم‬
‫كمالي ال أشكو الزماف كقد ىوت‬
‫بأىل النهى أحقاده كالسخائم‬
‫يحار إذ ما سيل لم أخصب الفتى‬
‫جهوالن كلم أكدم بو كىو عالم‬
‫كما ىي إال حكمة دكف فهمها‬
‫فبلة مطي العقل فيها ركازـ[ُٖٔجػ]‬
‫تقاصرت األكىاـ عنها كأنما‬
‫عليها لتضليل العقوؿ طبلسم‬
‫كأسلم شيء أف يقاؿ بأنها‬
‫حظوظ قضى البارم بها كمقاسم‬
‫ألم ترني استنهض الجد عاثران‬
‫كاستنطق األقدار كىي أعاجم‬
‫خوايل‬
‫ه‬ ‫كاستنتج األياـ كىي‬
‫كاستقسى األنوار كىي حوائم‬
‫كذنبي أني في الببلغة صادح‬
‫لعمرم في أسر الفهامة باغم‬
‫فبي يختً ىمت رسل الفصاحة كانتهت‬
‫إلى ابن أمير المؤمنين المكارـ‬
‫فتى تسعد اآلماؿ كالفضل عنده‬
‫كتشقى القنا في كفو كالدراىم‬
‫بمن ذا من األجواد يومان أقيسو‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر‪ :‬تلعات الشط‪.‬‬
‫(ّ) في نسمة السحر‪ :‬يلمم‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٔ/‬‬

‫كقد جاد عن مساعي كعب كحاتم[ْْب‪-‬ب]‬


‫أناؿ الخراد البيض كىي كواعب‬
‫كأعطي عناؽ الخيل كىي كرائم(ُ)‬
‫يجل صغير األمر في عين غيره‬
‫كتصغر في عينيو منو العظائم‬
‫أناؿ الخراد البيض كىي كواعب‬
‫كأعطي عناؽ الخيل كىي كرائم‬
‫ندياه يوـ السلم سفر كعالم‬
‫كخدناه يوـ الركع رمح كصارـ‬
‫فرح نداه للفتى فهو نافع‬
‫كلذ بحمى آمنان فهو عاصم‬
‫تخليتو في الدست بدران متوجان‬
‫كلكنو في الحرب ليث ضيارـ‬
‫رسائلو السمر العوالي إلى العدا‬
‫ككم حمدت سعى العوالي العوالم‬
‫إذا سار قذل مقلة الشمس عثيران‬
‫كركعت الجوزا بو كالنعائم‬
‫لو كل عاـ غامرة تنجني بها‬
‫أساطين من بأس العدل كرعائم‬
‫كمن رسائلو إلى السيد العبلمة الحسن بن المطهر الجرموزم رحمو اهلل كىي دالة على فضلو في‬
‫المعارؼ كىي‪)ِ(:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ )َٓ-ْٖ/‬كبعضها في البدر الطالع (ِ‪ )ُٔٓ-ُْٔ/‬كأكردىا زبارة‬
‫في نشر العرؼ (ّ‪ )ُّٕ-ُّٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٔٓ/‬‬

‫موالنا السيد اإلماـ أبقاه اهلل مرشد إلى أقواؿ الشارحة‪ ،‬معرفان للحجة الوضحة مجددان لؤلكضاع‬
‫الحكيمة مقرران للقوانين النظرية باحثان في العلوـ العقلية كالنقلية‪ ،‬ناظران في أنواعها التصويرية‬
‫كالتصديقية‪ ،‬ملزكمان لئلسعاد [ُٗٔجػ] معركضان للعناية كاالزدياد‪ ،‬قاببلن لؤللطاؼ اإللهية قبوؿ‬
‫الجسم لؤلبعاد‪ ،‬كأف من لو جميل االعتقاد فيك كحسن االعتماد بعد اهلل عليك المدلى إليك‬
‫نحو الكوف على حبك الذم أشبو التأليف في اقتضا صعوبة التفكيك قدر الظهور في الكموف‬
‫كزىد في الحركة من األكواف كرضى بالسكوف فاالجتماع ال ينافس عليو كاالفتراؽ ال يحزف فيو‬
‫فهو ال يستفهم عنو بكيف كال يسل عنو بأين كال يستزاد منفردان كأنو اإلضافة ال يتحقق إالَّ بين‬
‫شيئين‪ .‬كقد تجرد عن إعراضو ٌبرؾ فبل كيف كال كم كتخلى عن الجنس كالفصل كىي حبة من‬
‫معركفك فبل يعرؼ بالحد كال الرسم ما لذكره في الخارج األىوية كال للعناية في نفس األمر إال‬
‫حقيقة اعتبارية كالجوىر الفرد موجود ال في موضوع كالصوت المتولد من تموج الهول بين قارع‬
‫فصوب‬
‫كمقركع أك قالع كمقلوع كأنو فارؽ أىل العدؿ ككافق الجبرية في إنكار قضية العقل َّ‬
‫ككىى دليل المقابلة كالموانع‬
‫البحار كما خطا من أجاز الركية بحاسة سادسة كما قاؿ ضرار َّ‬
‫كداف بما داف األشعرم من كجوب الرؤية سمعان باألدلة القواطع أك رأل رأم بن المبلحمي في‬
‫قطع الصفات كجلعها أموران زايدة على الذات كأنكر حقائق األشياء كالسوفسطائية‪،‬كصانع‬
‫العنٌدية منهم كالعنادية كتردد في تضليل البل أدرية [َُٕجػ] كىجن قوؿ أبي ىاشم في الصفة‬
‫األخص‪،‬كنفى األعراض عن الجسم مقالة حفص‪ ،‬أك نفى كجود الزماف كاحتج بأنو لو كاف قار‬
‫الذات لزـ تقدـ بعض أجزائو على بعض تقدما ماال يتحقق إال بزماف فيكونها الزماف‪ ،‬كاحتج بأنو‬
‫لو كاف قار الذات الجتمع الماضي كالحاضر فيتحد اليوـ كيوـ الطوفاف‪ ،‬أك كاف غير قار الذات‬
‫لزـ تقدـ بعض أجزائو على بعض تقدمان ال يتحقق إال بزماف فيكونها‬

‫(ّ‪)ُٔٔ/‬‬

‫الزماف زماف أكانو محاؿ تأباىا األذىاف أك زعم بأف األجساـ غير متناىية كاألمر يبدك أف الوجود‬
‫غير زايد على الماىية كأف (المتواتر) غير مفيد للعلم كما ادعت السمنية‪ ،‬أك قرر طفرة النظاـ‬
‫كقصر رأيو في تداخل األجساـ كأثبت المعاني كاألشعرية كجعل الصفات أغياران هلل كما ادعت‬
‫الكرامية‪ ،‬كقاؿ أف اهلل يعلم بعلم ال يوصف بقدـ كال حدكث كما ظنت الكبلبية‪ ،‬أك نفي بثبوت‬
‫الذكات في العدـ كقاؿ في عالمية اهلل تعالى قوؿ ىشاـ بن الحكم‪ ،‬كماؿ إلى التوقيف في‬
‫األسماء كاحتج للقوؿ بأف اإلسم غير المسمى‪ ،‬كجنح إلى رأم جهم في األفعاؿ كداف بأف اهلل‬
‫تعالى يكلف المحاؿ كتحاشى فقاؿ بالكسب‪ .‬كقاؿ في فساؽ األمة بقوؿ جعفر بن حرب‪ ،‬أك‬
‫صحح ما قالو مقاتل من أف الفاسق ال يستحق العقاب‪ ،‬كأكجب قوؿ أبي القاسم من إيجاب‬
‫[ْٓأ‪-‬ب] أعاده ما انحط بالتوبة من المسبب قبل كقوعو بعد كقوع السبب‪ ،‬كقاؿ يجوز‬
‫التفضل بالثواب كأنو ال يجب على اهلل إعادة الثواب‪ ،‬كخالف الجمهور كقاؿ في الخبلؼ بقوؿ‬
‫أفبلطوف‪ ،‬أنو البعد المنظور كحسن رأم األطرافية‪ ،‬كقول مذىب القادرية‪ ،‬كزعم أف الدليل ال‬
‫يفيد القطع كبرىاف التمانع يتجو عليو المنع كأف الكبيرة ال تخرج فاعلها عن اإليماف كأف الجنة‬
‫[ُُٕجػ] كالنار موجودتاف اآلف‪ ،‬كأف القدرة غير صالحة للضدين‪ ،‬كأف اإلمامة غير مقصورة‬
‫على البطنين كسلب أمير المؤمنين األفضليةف كحث على التزاـ طريقة البصرية‪ ،‬كزيف فيو مقالة‬
‫البغدادم كحديث الغدير‪ ،‬كقاؿ في خبر المنزلة معدكد من المناكير‪ ،‬كضعف حديث الطاير‪،‬‬
‫كقاؿ في خبر السطل كالمنديل دليل الوضع عليو ظاىر‪ ،‬كقصر آية التطهير في الزكجات‪ ،‬كأف‬
‫خبر الكسا لم يثبت عن الثقات‪ ،‬كأف طريق اإلمامة العقد كاالختيار كبيعة أبي بكر بإجماع من‬
‫المهاجرين كاألنصار‪ ،‬كأف تقديمو للصبلة إيما إليو باإلمامة إلى الصبلة إالَّ الغبله كأف خطأ أىل‬
‫الجمل مغفور كمعاكية في حربو علي معذكر بل مأجور‪ ،‬كأنكر اسم الحسن كقاؿ بقوؿ ابن‬
‫العربي‬

‫(ّ‪)ُٕٔ/‬‬
‫أف الحسين لم يقتل إال بسيف جده المؤتمن‪ ،‬كأجاز التولي من الجاير كصحح حديث صلوا‬
‫خلف كل مؤمن كفاجر‪،‬أما كاهلل لو قاؿ كل ىذه المقاالت كاعتقد جل ىذه االعتقادات لما‬
‫استحق قطعان كال استوجب منعان كلكاف من الحق ما ينظر عليو كمن العناية ما يلفت النهاية إليو‪،‬‬
‫فكيف كالعقيدة عقيدة العدلية كالطريقة الصالحية من الزيدية كقد تضمنا االعتزاؿ كجمعنا في‬
‫النحلة‪ ،‬أصوؿ عمرك بن عبيد كالغزاؿ‪ ،‬كىذا نفثو مقدكح كأنو مقدكح)) انتهى‪.‬‬
‫كىي تدؿ على فضلو في العلوـ داللة شعره على طوؿ باعو في الببلغة ككاف صاحب الترجمة‬
‫على فضلو ال يسلم ألحد فضبلن كلما مات مخدكمو جماؿ الدين عبس لو الجد كتكدر بالو كلم‬
‫يزؿ يشكو إلى غير سامع كمدح صاحب المواىب‪ ،‬كاتصل بأعياف دكلتو كزاحم أكابر حضرتو‬
‫ككانت [ُِٕجػ] لو ىمة سامية كنفس أبية كنخوه دكلية‪،‬كلكن األقدار لم تساعده على مراده‬
‫كال طابقت مقتضى حالو‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوجو للحج في سنة ثبلث عشرة كمائة كالف فوصل إلى نواحي تهامة كعاجلو الحماـ رحمو‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫[( ) محمد بن صالح بن محمد أبو الرجاؿ] (ُ)‬
‫(ُُْٔ‪ُِِْ-‬ىػ‪ُُّٖ-ُّٕٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫القاضي بدر الدين محمد بن صالح بن محمد بن أبي الرجاؿ‪ .‬كبقية نسبو تقدـ في ترجمة أخيو‬
‫أحمد في حرؼ الهمزة‪ ،‬كصاحب الترجمة ىو األديب‪ ،‬البليغ‪ ،‬الجليل‪ ،‬المهذب الفخيم‪،‬‬
‫النبيل‪ ،‬خاتمة األدباء عين األعياف‪ ،‬كزينة األعبلـ‪ ،‬بهجة المجالس فخر الدكلة حافظ األخبار‬
‫كركاية األشعار‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫__________‬
‫(ُ) البدر الطالع (ِ‪ ،)ُٕٔ/‬نيل الوطر (ِ‪ ،)ِْٕ-ِٖٔ/‬دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‬
‫درر نحور الحور العين (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٔ/‬‬

‫مولده سنة ست كأربعين كمائة كألف بصنعاء كبها نشأ كشارؾ في علوـ األدب‪ ،‬ثم نظر في اللغة‬
‫كفن األخبار فأتقن كتظلع فيها كحفظ السير كتأريخ األئمة كالملوؾ كالعلماء كاألدباء كاألعياف‬
‫كطالع الدياكين الشعرية كحفظ مختار األشعار كفتش عن النكات كاللطائف‪ ،‬كمهر في البديع‬
‫كفاؽ في صناعة اإلنشاء حتى قوم ساعده كطاؿ باعو كتفرد في باب التاريخ عن غيره ككثيران ما‬
‫يقوؿ لي شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ البرىاف حفظو اهلل تعالى إف صاحب الترجمة ال يشاركو‬
‫أحد في فنو كلن نر مثلو فيمن عرفنا كإنو يلحق [ْٓب‪-‬ب] بالمشهورين من المتقدمين كلقد‬
‫جمع خصاالن حميدة من لطف الشمائل كحسن المحاضرة ككرـ األخبلؽ ككماؿ المرؤة كطهارة‬
‫الثوب كصناعة اإلمبلء كجودة الفهم كصدؽ الحديث كجزالة الشعر ككثرة المحفوظات فإنو‬
‫يورد قضية من األخبار ثم يذكر ما يناسبها كيشير إلى ما يقرب منها كيملي األشعار التي في‬
‫معناىا كاللطائف المستنبطة منها مع مناسبة المقامات‪.‬‬
‫كالمطابقة لمقتضى [ُّٕجػ] الحاؿ ككاف يتفق بينو كبين أخيو أحمد عدة مناظرات في مسائل‬
‫أديبة كمباحثات نفيسة ككاف صاحب الترجمة يغلب أخاه في تقرير المعاني الشعرية كاإلشارات‬
‫البديعة كالقاضي أحمد يغلبو في تحقيق القواعد كتقرير المسائل ككثيران ما يتحاكماف إلى شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد كاتفق أنو كقع بحث بين صاحب الترجمة كأخيو كالشيخ‬
‫العبلمة عبد اهلل بن محي الدين العراسي في التورية التي تكوف في و‬
‫لفظ يحتمل معنيين أحدىما‬
‫معنى اسم كاآلخر معنى فعل نحو ما قالو الفقيو أحمد الوادم لما طلع إلى حصن ذم مرمر‬
‫حضرة المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور فلما كصل إليو أنشد‪)ُ(:‬‬
‫أحمد من أكصلنا ىذا المحل(ِ) ‪ ...‬كأطلع الوادم إلى رأس الجبل‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪.)ِِٕ/‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬الجبل كعلق الناسخ((المحل)) ظنان‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٔٗ/‬‬

‫فقاؿ صاحب الترجمة كالشيخ عبد اهلل العراسي إف في قولو‪ :‬أحمد تورية ألنو يحتمل اإلسم‬
‫كىو اسم اإلماـ كيحتمل الفعل من الحمد‪.‬‬
‫فقاؿ القاضي أحمد‪ :‬أف التورية ال تكوف إال في اسم يحتمل معنين أك فعل كذلك أك حرؼ‬
‫كذلك ال في لفظ يحتمل أف يكوف اسمان كفعبلن كنحوه‪ ،‬كذىب المولى الوجيو عبد القادر بن‬
‫أحمد إلى ما قالو القاضي أحمد لما تحاكما إليو كلم أقف على كجو ما ذىب غليو فكتب‬
‫صاحب الترجمة إلى الشيخ عبد اهلل بهذه األبيات كفي كل بيت تورية‪)ُ( :‬‬
‫أفخر المعاني ال برحت مسددان ‪ ...‬توافق في نهج السداد مراميان‬
‫بياف التوارم في البديع فقل لمن ‪ ...‬يجادؿ عنها ىل عرفت المعانيا‬
‫توارت عليهم في البيوت التي انبتت ‪ ...‬عليها فهم اليدركوف التواريا‬
‫حقيقتها ما قولنا فيو كاحدان ‪ ...‬فبل يثنكم من جاء بالقوؿ ثانيان(ِ)‬
‫فأجاب الشيخ بقولو‪)ّ( :‬‬
‫نظامك يا بدر الهدل مذ رأيتو‬
‫تيقنت أف النصر حظي كفاليا[ُْٕجػ]‬
‫عرائس أبكار فبور كت بانيا‬
‫عرائس أبكار فبور كت بانيا‬
‫بديع معاني منك أبدم بيانها‬
‫كجوىا توارت بالحجاب تواريا‬
‫تبرجها عين الجفا فلو درل‬
‫صار تاليا‬
‫المقدـ عرفانان بها ى‬
‫كللشمس ذات من تأمل ناظرا‬
‫إليها انثنى عن رؤية العين غاشيا‬
‫كلما توفي أخوه القاضي أحمد في التاريخ المتقدـ فوض اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم إليو‬
‫ما كاف إلى أخيو من كتابة األكقاؼ كموازرة المولى العلم القاسم بن المهدم كمبلزمة حضرتو‬
‫كتوسطو على ببلد الحيمة ككاف اإلماـ المنصور كثيران ما يطلبو في المواقف كالضيافات كمن‬
‫شعر صاحب الترجمة يمدح الخليفة المهدم‪.‬‬
‫أنت حسن في كجو ىذا الزماف ‪ ...‬فهو محبوب العالم اإلنسانى‬
‫ىويتو القلوب كالحسن يدعوا ‪ ...‬كل قلب إلى كداد الحساف‬
‫كعجيب لو ىوان عزأ ىلوه ‪ ...‬كما إف ىوان بغير ىواف‬
‫ال رقيب بو يخشى عليو كال كاش ‪ ...‬فيعني المحب بالكتماف‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪.)ِّٕ/‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) نيل الوطر (ِ‪.)ِّٕ/‬‬

‫(ّ‪)َُٕ/‬‬
‫كالعذكؿ العفيف يحذر في ‪ ...‬الحب سواه فأىلو في أماف‬
‫أمنوا العذؿ إذ ىوكة جميعان ‪ ...‬ذا كىذا في حبة سياف [ْٔأ‪-‬ب]‬
‫أيها القائم الذم زين الملك ‪ ...‬بحلى اإلفضاؿ كاإلحساف‬
‫ككساه البرد الذم كاف قدمان ‪ ...‬قد كساه كسرل أبو شركاف‬
‫لك فضل على الملوؾ بأف ‪ ...‬ألفت بين الورل كبين الزماف‬
‫كاف قدمان يشكى فاصبح ‪ ...‬إذا صبحت فيو تطرل بكل لساف‬
‫يا لها منةن عليو لك الفضل ‪ ...‬بها ما تعاقبت الملواف‬
‫شكرىا منو ظاىر كىو أف ‪ ...‬أغرل بعاصيك طارؽ الحدثاف[ُٕٓجػ]‬
‫أف تسالمو فهو في حرب دىر ‪ ...‬أك تعاديو تغشو حرباف‬
‫كلعمرم لو اكتفيت بو فهيم ‪ ...‬ال غنى عن اقتنى الشجعاف‬
‫غير أف الهماـ من ليس عن أمر ‪ ...‬كفاه فيو سواه بوانى‬
‫ما الذم تصنع الرماح إذا ما ‪ ...‬تهول شزران آخر صانها للطعاف‬
‫ما الذم تفعل الصفاح إذا ما ‪ ...‬لم يصافح صفايح األقراف‬
‫ما لعدك العتاؽ معنى سواد ‪ ...‬راكهن العدك ذك العدكاف‬
‫قمت في مركز الخبلفة ‪ ...‬نهاظان بما ال يطيقو الثقبلف‬
‫كل فعل تدبيو يظهر أنواعان ‪ ...‬من النفع كاضحات البياف‬
‫فهو كاللفظ حين يصدر ‪ ...‬من قولك فوران لكنو لمعانى‬
‫نلت حلمان فات الشيوخ ‪ ...‬على أنك أبقاؾ اهلل في العنفواف‬
‫كلو يمدح المولى العالم القاسم بن المهدم رحمو اهلل‪:‬‬
‫غراـ على بعد عهد ألم ‪ ...‬إذا لم يكف ما ذقتو من ألم‬
‫كإني على اليأس من عوده ‪ ...‬لمكتنس بعد برء السقم‬
‫إذا عرؼ الحب لين الفؤاد ‪ ...‬ألم بو دكف أف يستلم‬
‫كقد كنت أليت أف ال أراؽ ‪ ...‬كلو كاف من راؽ مثل الصنم‬
‫كقلت لقلبي كن صخرة ‪ ...‬ككن عن حديث الهول في صمم‬
‫كألزمت طرفي غصن الخشوع ‪ ...‬لكنو كيحو ما التزـ‬
‫إذا حم شيء فبل استطع ‪ ...‬لجهدم أدفعو إف ييحم‬
‫كىيفا ركت إلى الهول ‪ ...‬كأكجدت الحب بعد العدـ‬
‫أفي الحسن ياقوت طب المسيح ‪ ...‬أعاد النفوس كأحى الرمم‬
‫كعصبتو مجد تؤـ العلى ‪ ...‬كتحذر من أف تزؿ القدـ[ُٕٔجػ]‬
‫أقوؿ لهم لن يضل أمر ‪ ...‬سبيبلن كىاديو فيو العلم‬
‫(ّ‪)ُُٕ/‬‬

‫إمامكم في الورل قاسم ‪ ...‬إماـ المعالي كرب الكرـ‬


‫أغر لو شيم برقها يضئ ‪ ...‬سناه فتمشى الشيم‬
‫َّ‬
‫فلو لزـ الناس أخبلقو ‪ ...‬ال عوز طالبو من يذـ‬
‫ترعرع ذا كلف بالعلى ‪ ...‬ككاصلها في رياض النعم‬
‫فبل ىو يشكوا نواىا كلم ‪ ...‬يقل ىي ما لو قد صرـ‬
‫لئن خص بالفضل في مجده ‪ ...‬فذاؾ الفضالو حيث عم‬
‫كلو رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫سكر الصبابة مالو حد ‪ ...‬إف كاف ذا قبل فبل بعد‬
‫أما تراني ال أفيق ىوان ‪ ...‬سكراف منو أركح كأغدكا‬
‫خمر الغراـ شمائل لطفت ‪ ...‬تحلوا كأف مذاقها الشهد‬
‫راككقها التهذيب من رشاء ‪ ...‬كمديرىا أدب بو يب يد‬
‫أسقيتها لما رأيت رشا ‪ ...‬ىو سيد كلو البها عيد‬
‫عاينتو فعنيت مذ كقعت ‪ ...‬عيني عليو إال كذا الوجد‬
‫يا ليتو عيني عند رؤيتو ‪ ...‬صدت كلما يكن الصد‬
‫فالعين إف نظرت مسرتها ‪ ...‬سيء الفؤاد بذاؾ من بعد‬
‫علي مشتد‬
‫ما صابني إال إسبلنتو ‪ ...‬لسوام كىو ٌ‬
‫إف كاف مثلي في ىوائي لو ‪ ...‬فضبلن لو في كصلو رشد‬
‫لكن أخاؼ خلو مقترب ‪ ...‬كسجا من محصولو البعد‬
‫يا ليت شعرم ىل أفوز بو ‪ ...‬كالعيش في أف يسعد الجد‬
‫كأناؿ سؤلي أف كل فتى ‪ ...‬كأفاه يومان سؤلو السعد[ُٕٕجػ]‬
‫كيضمنا ركض غبليلة ‪ ...‬حضر لو من ظلو عقد‬
‫أمواىو فيو دبيب ‪ ...‬الخمر ساعة يلزـ الحد‬
‫كيليق بي قولي كقد عميت ‪ ...‬مقل النحوس كأبصر السعد‬
‫يا صاحبي كقد أبحتكا ‪ ...‬سرم لما استوثق الرد‬
‫ىاتا إلى مدامو ىي ما ‪ ...‬بين القلوب كىمها سد‬
‫حمرا تحويها زجاجتها ‪ ...‬فكأنها من شادف خد‬
‫فأكاف شرب الراح ساعة ما ‪ ...‬يانى الحبيب كيصدؽ الوعد‬
‫ىذا الحبيب لدم فانشرحا ‪ ...‬يا صاحبي ذاكما الفرد‬
‫فمقامو الفردكس كىو لو ‪ ...‬حوران كيوـ كصالو خلد‬
‫كسبل اإللو سبلمة لكما ‪ ...‬من حبو فلبرده كقد‬
‫كلو‪:‬‬
‫زؼ مشمولة كأسك ‪ ...‬كتنبو من نعاسك‬
‫فلقد أنهكها يا ‪ ...‬سيدم طوؿ احتباسك‬
‫كأجر في حلبة لهو ‪ ...‬مطلقان قيد شماسك‬
‫مع ندماف تراه ‪ ...‬فاسقا في ربي ناسك‬
‫جهوؿ بالمناسك‬
‫ن‬ ‫عالم بالد ٌد كاللهو ‪...‬‬
‫أرتجى لم يزؿ للراح ‪ ...‬بالراحة ماسك‬

‫(ّ‪)ُِٕ/‬‬

‫ما التمست اإلنس إالٌ ‪ ...‬كاف موقوؼ التماسك‬


‫يا شر البأس رفقان ‪ ...‬التذب قلبي بباسك‬
‫أتظن القلب عن حبك ‪ ...‬يسلوا ال كراسك‬
‫كلو‪:‬‬
‫أال من نصب براه الوصب ‪ ...‬قصى المراد دني الكرب‬
‫تغاضب محبوبو تايهان ‪ ...‬كما غضب الحب إال العطب‬
‫كلبا الهول لبثو عندما ‪ ...‬دعاه فيا ليتو لم يلب[ُٖٕجػ]‬
‫كيأمن لقلب إذا ما أزحتو ‪ ...‬عن ىواه أبا كانقلب‬
‫كإني كإياه في فعلو ‪ ...‬لمستصعد صخرة من صبب‬
‫أما كالثغور الحساف التي ‪ ...‬تجلت بلؤلؤىا كالضرب‬
‫كرشق عقيق حديث الحبيب ‪ ...‬إذا ما استخف الطرب‬
‫لقد رحت من شاف أىل الهول ‪ ...‬ككصفهم أمره في عجب‬
‫قرأت لعمرم أخبار من ‪ ...‬سبا الحب مهجتو كأستلب‬
‫كمجنوف ليلى كغيبلف في ‪ ...‬كمن كاف مثلهما في العرب‬
‫فما زلت مستشكبلن ما حكت ‪ ...‬أراجيزىم عنهم كالخطب‬
‫إلى أف عشقت فصدقت ما ‪ ...‬حكوه فما منهم من كذب‬
‫كما خالت أف كجوب الفؤاد ‪ ...‬يكوف كجوبان على من أحب‬
‫فلما تعشقت صح الوجوب ‪ ...‬لقلبي المولو لما كجب‬
‫كلو كىي نفثة مصدكر كتنفس مهجور كقد تبل فيها تلو جده القاضي أحمد بن صالح الكبير‬
‫رحمهما اهلل‪.‬‬
‫توقع سلول أف أبيت سول القبل ‪ ...‬فبل أنا يعقوب كال أنت يوسف‬
‫أتحسبني فيهم كنعتك صادقان ‪ ...‬كقلت المحيا البدر ليلة ينصف‬
‫فها أنت ذا عني موارا محجب ‪ ...‬كلم أنكر النور الذم كنت أعرؼ‬
‫كصدقتني إذ قلت لحظك صارـ ‪ ...‬فاعملو تعلم أف قولي زخرؼ‬
‫فبل الخد كرد ال كال القد ذابل ‪ ...‬كال الثغر براؽ ال كال الريق قرقف‬
‫كقد أجاب الفقيو العبلمة أحمد بن حسين بركات بقولو‪:‬‬
‫إذا كنت يا بدر المعارؼ تنصف‬
‫فدعواؾ حمل الحب كالحسن زخرؼ‬
‫س‬
‫تقوؿ لمن تهواه أغرقني البكا‬
‫متى لحظو بالدمع عينيك تذرؼ[ُٕٗجػ]‬
‫كتزعم أف الجسم فيو نحافة‬
‫كأنت بما فيو عن الشحم أعرؼ‬
‫كقلت بأف النوـ منك مجانب‬
‫كىل ساعة بالسهد طرفك يطرؼ‬
‫ككم قلت نار الحب بين جوانحي‬
‫تشب كقلبي من لظى الهجر يرجف‬
‫فها أنت ذا في شهر تموز حابس‬
‫لنفسك في حر الظهيرة موقف‬
‫كقلت لفقداف األحبة لم أذؽ‬

‫(ّ‪)ُّٕ/‬‬

‫طعامان كجسمي من جول البين مدنف‬


‫كنحن إذا حاف الطعاـ تزاحمت‬
‫عليو لنا و‬
‫أيد عن الزند تكشف‬
‫فأكثرنا أكبلن ىو العاشق الذم‬
‫يشار إليو بالغراـ كيعرؼ‬
‫أخا الفضل إف اخطأت في نظم فاغتفر‬
‫إساءة عبد باألساة يوصف‬
‫كإف تكن األخرل فقد فاز بالمنى‬
‫أخو ظما من بحر فضلك يغرؼ‬
‫كلو ككتب بها إلى الفقيو جماؿ الدين علي بن أحمد بن حسن جميل المعركؼ بالداعي لما‬
‫اعتذر عن حوش الوقف‪:‬‬
‫راجعت أياـ الفراغ كغدت ‪ ...‬في جيش البطالة‬
‫لم ‪ ...‬ما أف غبنت إلى األقالة‬
‫كفزعت بعد البيع ٍ‬
‫كبدا لقلبك أف تعيش ‪ ...‬ممكنان فما بدا لو‬
‫فغدكت ذا باؿ خلي ‪ ...‬مذ خلصت من الحبالة‬
‫كالعيش في الدنيا لمن ‪ ...‬أرخى كأخلى اهلل بالو‬
‫يلقى العلوـ كذىنو ‪ ...‬مثل السجنجل في الصقالة‬
‫فدقيقها كجليلها ‪ ...‬يحكى الصقالة في منالو‬
‫كيهش لؤلداب أف ‪ ...‬ذكرت طرائقو المقالة‬
‫ال سمعو ناب كال ‪ ...‬في قلبو عنها كبللة[َُٖجػ]‬
‫كإذا جرل ذكر الصبا ‪ ...‬كحديث أياـ الجهالة‬
‫كتذككرت نجل العيوف ‪ ...‬النطف كالقضب الممالو‬
‫الفيتو يهتز من ‪ ...‬طرب إليو قد أمالو‬
‫دع ذا فما من و‬
‫حالة ‪ ...‬إال لها فأعلم مقالو‬
‫ما أنت كارث ما أتيت ‪ ...‬بو كحقك عن كبللو‬
‫فإمامك المتبوع طلقها ‪ ...‬كباينها مبللو‬
‫كقفوتو فحك فعالك ‪ ...‬في مناىجو فعالو (ُ)‬
‫مما نالك اهلل الكرامة ‪ ...‬يا علي كما أنالو‬
‫((كلو‪:‬‬
‫يا أيها الرامي بسهمي لحظة‬
‫إني أراؾ حويت ماال يحتول‬
‫>‬
‫ما خلت قلبك من يصيب بلحظو‬
‫طير الفؤاد على خفوؽ في الهول)) (ِ)‬
‫كلو كىو معنى عجيب كأشار فيو إلى قوؿ زىير حين يمر بالقوـ فيجيبهم إال ىرمان كذلك ألف‬
‫ىرمان آال على نفسو أف اليجيبو زىير إال أعطاه فلم يزؿ كذلك حتى أغناه كأقناه حتى خاؼ‬
‫عليو الفقر فكاف كما حيَّا القوـ قاؿ عموا صباحان إالَّ ىرمان كخيركم تركت كىي‪:‬‬
‫كأنك حين تفشا كل نكر ‪ ...‬كتخشى يا ابتة الكرـ الجناحا‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت كالذم يليو ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٕ/‬‬

‫زىير حين مر بجمع قوـ ‪ ...‬بهم ىرـ فقاؿ عموا صباحان‬


‫كلو مجيبان على بعض بني البهكلي‪:‬‬
‫ىكذا البرؽ مسعر للغراـ ‪ ...‬ىو نار يذكى الجول بضراـ‬
‫كلهذا أبو العلى ستر األكجو ‪ ...‬من نوقهة خذار الهياـ‬
‫كلما اىتاج ىاج شوؽ غريب ‪ ...‬دمعو إثره كصوب الغماـ‬
‫مستهاـ في خده الدمع و‬
‫ىاـ ‪ ...‬حل نجدان لكن ىواه تهامي[ُُٖجػ]‬
‫يا خياـ األحباب إف غبت ‪ ...‬عنكن بجسمي فالقلب بين الخياـ‬
‫الغصوف التي بكن تثني ‪ ...‬كجهتي كالبدكر تجلى أمامي‬
‫ككأني أرا الثغور كقد أبرزف ‪ ...‬زىر األقاح باإلبتساـ‬
‫كتحسبي نحيل عن عياف ‪ ...‬إف رماني دىرم ببعد المراـ‬
‫كبنفسي حوار من نسل حاـ ‪ ...‬ما لها في كسمها من مسامي‬
‫لفظها مسكر كريقها فاشكر ‪ ...‬لسكر منها بغير أثاـ‬
‫طاؿ بعدم عنها كإني ألرجوا ‪ ...‬عن قريب طركقها بسبلـ‬
‫رحلتي ال قبل لشجي كلكن ‪ ...‬لعؤلن قد ىجرت فيها منامي‬
‫بغيتي في الرحيل يا ابنة حاـ ‪ ...‬طلب العلم في مدينة ساـ‬
‫كالفتى في اغترابو للمعالي ‪ ...‬مع إدراكها بدار مقاـ‬
‫كالرضى الندب ذم العبل الحسن ‪ ...‬الرحاؿ في مطلب األمور الجساـ‬
‫بهكلي آباؤه السادة الشم ‪ ...‬إماـ في العلم بعد إماـ‬
‫مولع بالعلوـ يقتنص ‪ ...‬السارد منها بقوة كاعتزاـ‬
‫أرضعتو العلوـ أخبلفها في ‪ ...‬صغ ور فارضاع بعد الفطاـ‬
‫أشرقت شمس علمو في بني الدنى ‪ ...‬كليل الشباب في إظبلـ‬
‫أثمرت ركضة المعارؼ منو ‪ ...‬كنبات العذار قبل التماـ‬
‫كصفو في اسمو كربة كصف ‪ ...‬الزـ يستفاد في األعبلـ‬
‫إف حسنا منك حيت فأحيت ‪ ...‬ميت النظم من تزكر النظاـ‬
‫دمت في نعمة من اهلل ال تنفك ‪ ...‬عنها كاهلل ذك اإلنعاـ‬
‫كلو مجيبان على القاضي يحيى بن صالح السحولي كقد كتب إليو[ُِٖجػ] أبياتان يداعبو فيها‬
‫عند خركجو إلى الركضة أكلها‪)ُ( :‬‬
‫ليهنكم الخركج إلى الرياض ‪ ...‬كقطفكم لمطيور البياض‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بقولو‪)ِ( :‬‬
‫أموالنا العماد كسيت بردان ‪ ...‬من اإلجبلؿ ال ينضوه ناض‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر (ِ‪.)ِّٕ/‬‬
‫(ِ) نيل الوطر (ِ‪.)ِْٕ-ِّٕ/‬‬

‫(ّ‪)ُٕٓ/‬‬

‫كدمت دكاـ شمس األفق فينا ‪ ...‬كحكمك في مسير الشمس ماضي‬


‫ألنك مثلها في نفع كل ‪ ...‬من المبثوث في كل األراضي‬
‫أشرت بقولك المطيور لمحان ‪ ...‬إلى عدـ الينوع من البياض‬
‫صدقتم في فراستكم فإنا ‪ ...‬قفونا الطير في عنب الرياض‬
‫كلو‪:‬‬
‫ىل كاف در اللفظ لما إف جرل ‪ ...‬من فيك مكتسبان بها أنيابو‬
‫كىل الحبلكة فيو كانت إذ غدا ‪ ...‬كطريقو منو طريق رضابو‬
‫ككتب إلى إماـ عصرنا المنصور باهلل بن المهدم يهنئو في أعراس كلفظو‪:‬‬
‫سيدم المولى أمير المؤمنين كسيد المسلمين‪ ،‬متع اهلل بحياتو آمين‪ ،‬كأداـ سركره كقرف باليمن‬
‫حبوره كجعل أعراسو الميموف بكل خير مقركف‪ ،‬المملوؾ أراد التشرؼ بإىداء ما يليق بهذم‬
‫األعراس كالدخوؿ فيما دخل فيو الخاصة من الناس‪ ،‬كاقتضاه لذلك مقتضية فرأل ما يرضيو ال‬
‫يمكنو كما يمكنو ال يرتضيو فعمد إلى مجهوده كأىدل إلى المقاـ الشريف ما تركف من عقوده‬
‫مقتديان بما يحكي أف المأموف أىدل لو كتابو كقواده كل علق نفيس من بين فرس رايع كسيف‬
‫قاطع كثوب فاخر كعطر نادر كجارية عاتق ككصيف رائق [ُّٖجػ] مع أكاني الذىب كالفضة‬
‫كأصناؼ الثياب كأنواع الخز فدخل عليو رجل من كلد صالح بن عبد اهلل بن العباس فناكلو رقعة‬
‫فيها‪:‬‬
‫أىدل لك الناس الطرائف ‪ ...‬كالوصائف كالذىب‬
‫كىديتي غرر القصيد ‪ ...‬مع الرسائل كالخطب‬
‫كىديتي تبقى ‪ ...‬كيفنى كل حاؿ أك نسب‬
‫فاسلم سلمت على الزماف ‪ ...‬من المكاره كالعطب‬
‫ككتب بعد ذلك صاحب الترجمة ىذه القصيدة يهنئ بها اإلماـ أيده اهلل تعالى‪:‬‬
‫مجد يقل لو األثيل األقعس ‪ ...‬كصفان فدكنك ما يسر األنفس‬
‫كمن الجبلئل ما يرؽ صفاتو ‪ ...‬فلساف كاصفو بعلم نحرس‬
‫إف النهار إذا تجلى المرم ‪ ...‬فسكوتو عن كصفو لك أكيس‬
‫كخبلفو زىراء يسطع نورىا ‪ ...‬فالليل مثل الراد منها مشمس‬
‫طربت لبهجتها القلوب كأنما ‪ ...‬دارت كحاشاىا عليو األكوس‬
‫إف كانت الزىر فبل كفؤلها ‪ ...‬إال أمير المؤمنين البيهس‬
‫ملك تبواء في الخبلفة مقعدان ‪ ...‬من دكنو كل الخبلئق تحبس‬

‫(ّ‪)ُٕٔ/‬‬

‫لو كاف محسوس السمو رأيتو ‪ ...‬كأساسو فوؽ النجوـ مؤسس‬


‫يا أيها المولى الذم في جوده ‪ ...‬إف أكحش القل الورل ما يؤنس‬
‫أنعم بأعراس سما أمبلكو ‪ ...‬فيو ألمبلؾ السماء معرس‬
‫حاطتو بالصلوات فهو معوذ ‪ ...‬كحمتو بالبركات فهو مقدس‬
‫ليل تساكت أرضو كسماؤه ‪ ...‬كل بزىر نجومو متلبس‬
‫الحت نجوـ شموعو في أرضو ‪ ...‬فاختار أيهما السماء الحندس[ُْٖجػ]‬
‫غشيت أشعتها الببلد فكاد من ‪ ...‬في الصين من أنوارىا يستقبس‬
‫كتبله إصباح يود العيد لو ‪ ...‬عن مثلو بصباحو يتنفس‬
‫غبطتو أياـ السركر كإنو ‪ ...‬يوـ لو من كل حسن ملبس‬
‫ىيهات حضر صفاتو متعذر ‪ ...‬فالصنع فيو منوع كمجنس‬
‫جددت للمأموف ذكران بعدما ‪ ...‬قد كاف عند ذكم الركاية تطمس‬
‫إف النفيس إذا تنوسى ذكره ‪ ...‬كاف المهيج لذكره ما ينفس‬
‫إف المآثر للملوؾ نفيسة ‪ ...‬لكن مآثره الخليفة أنفس‬
‫هلل يوـ كالية ألبستو فخران ‪ ...‬كثوب الفخر مما يلبس‬
‫خيل كأمثاؿ العرائس تنثني ‪ ...‬تيهان كزىوان فهي عيد ميس‬
‫ىي زين ما زينت بو فجمالها ‪ ...‬لجمالو ىذا لهذا يحرس‬
‫و‬
‫سبلسة ‪ ...‬لكنها يوـ التغاكر تحمس‬ ‫تنقاد يوـ السلم طوع‬
‫كفوارس لبسوا الحديد لباسو ‪ ...‬لكن قلوبهم أشد كأبأس‬
‫لو نازلت أسد الشرا الستفرست ‪ ...‬كتفرست إف الفوارس تفرس‬
‫من كل ذخر درعو كحسامو ‪ ...‬نهراف فرؾ ذا كىذا أملس‬
‫إف تستعر نار الوغى يخشها ‪ ...‬إذا كاف في بحر المقاضو يغمس‬
‫فانعم أمير المؤمنين و‬
‫بدكلة ‪ ...‬غران تخدمها الجوارم الكنس‬
‫تجرم بما تهواه في أبراجها ‪ ...‬قصدأن كتختس في ىواؾ الخنس‬
‫[كفاتو]‬
‫((كتوفي القاضي محمد بن صالح يوـ رابع عشر شهر رمضاف سنة أربع كعشرين كمائتين كألف‪.‬‬
‫كتوفي المنصور بعده بليلة كاحدة))(ُ) انتهى‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ليس من كبلـ المؤلف كلعلو من كبلـ كالده‪ .‬إذ كما سبق التنويو إلى أف‬
‫المؤلف توفي يوـ األحد ثامن شهر شواؿ سنة ُِِّىػ‪ .‬قبل أف يكمل كتابو ىذا كقاـ بجمعو‬
‫كالده رحمهم اهلل تعالى‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٕٕ/‬‬

‫[(ِٖٔ) محمد بن أحمد مشحم الصعدم] (ُ)‬


‫(‪ُُِٖ-........‬ىػ‪ُُٕٕ-......../‬ـ)‬
‫القاضي أبو أحمد بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن جار اهلل مشحم‪ .‬ىو من بيت علم‬
‫شهير بصعدة‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬كالده كجده] (ِ)‬
‫كلوالده [أحمد بن يحيى] اليد [ُٖٓجػ] الطولى في الفنوف كالقدـ الراسخ في التقول‪،‬‬
‫كالزىادة‪ ،‬كالفضل‪ ،‬كالورع‪.‬‬
‫قاؿ القاضي أحمد قاطن‪(:‬إنو كفد إلى صنعاء كبقي فيها أيامان يسيرة كعاد إلى صعدة‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كعرفتو أياـ كفادتو من أىل الورع كالتقول‪ ،‬كالتمسك فيها بالحبل األقول‪ ،‬رحمو اهلل)‪.‬‬
‫انتهى كبلمو‪.‬‬
‫ككذلك جده القاضي يحيى بن جار اهلل كاف عالمان كبيران متفننان‪.‬‬
‫كأما صاحب الترجمة فهو العالم‪ ،‬المحقق‪ ،‬المتقن‪ ،‬النبيل‪ ،‬البليغ‪ ،‬ذك الكرـ الذم يستمد منو‬
‫البحر الزاخر‪ ،‬كاألخبلؽ الذم تعلم من لطفها الركض الناظر‪ ،‬كالفصاحة التي تبهر األلباب‬
‫كاالقتدار على اإلنشاء كتأليف الخطب‪ ،‬كسرعة البادرة في ذلك الذم يعجز عنو جميع‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫نشأ بصعدة كقرأ بها العلم فأتقن كتفنن‪ ،‬كأخذ بها عن كالده كجده كغيرىما‪.‬‬
‫كقد ذكرىم صاحب الترجمة في منظومتو التي عدد فيها جميع مشايخو كسماىا (ثلج الصدكر‬
‫بسلساؿ سلسلة المأثور) كسأكرد منها ما ذكره في مشايخو بصعدة ألني لم أترجم لهم لعدـ‬
‫اطبلعي على حقيقة أحوالهم‪ ،‬كفيما كصفهم بو صاحب الترجمة داللة على فضلهم كشاىد على‬
‫[ْٖب‪-‬ب] مقدار حالهم فمن ذلك قولو‪)ّ(:‬‬
‫كفي ربا صعدة من مشايخي‬
‫جدم أب األب أجل راسخ‬
‫محقق الفنوف يحيى المفرد‬
‫في عصره كالعالم المعتمد‬
‫أخذت عنو حصة في (الكافية)‬
‫__________‬
‫(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬البدر الطالع (ِ‪ ،)َُِ/‬نشر العرؼ (ِ‪-ُِْ/‬‬
‫ِْٕ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬معجم المؤلفين (ٖ‪ ،)ُْٓ/‬األعبلـ (ٔ‪،)َِْ/‬‬
‫إيضاح المكنوف(ِ‪ ،)ِٖٔ-ُٔٔ-ْٔٔ-ٓٗٓ/‬فهارس المكتبة الغربية (ينظر فهارسو)‪،‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٖٓٓ‪ ،)ٖٖٓ-‬ترجمة (َِٗ)‪.‬‬
‫(ِ) دميرة القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٓ-ُْْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٕٖ/‬‬
‫ك(متن أزىار) الرياض الدانية‬
‫كنجلو شيخي التقي كأبي‬
‫أحمد سامي النفس عالي الرتب[ُٖٔجػ]‬
‫من خص بالفهم بأكفى القسم‬
‫كالفتح في مستبهمات العلم‬
‫كمنهم أحمد القاضي الطشي‬
‫الزمتو في الغدات كالعشي‬
‫أكرـ بو من شيخ علم ألمعي‬
‫مشتهر التقول شحيح الورع‬
‫سمعت منو الشرح لؤلزىار‬
‫قراتو جنية األثمار‬
‫مع غاية التحقيق البن حابس‬
‫شمس العلوـ بهجة المجالس‬
‫إلى تعاليق بو مفيدة‬
‫قد جمعت فوائدان عديده‬
‫كالبعض من بحر اإلماـ المهدم‬
‫إنساف عيت اآلؿ رب المجد‬
‫كما عليو من حواشي المقبلي‬
‫ملقح األنظار بالنص الجلي‬
‫كمنهم أخوه شيخنا علي‬
‫شيخ مفيد مالو من مثل‬
‫أخذت عنو المتن متن الكافية‬
‫كشرحو يا حبذا من حاشية‬
‫كشرحو أيضان لمبلٌ جامي‬
‫كذا حواشي متقن العصاـ‬
‫كىكذا شافية التصريف‬
‫كشرحها المناىل المعركؼ‬
‫كالشرح من قواعد اإلعراب‬
‫أعني المسمى موصل الطبلب‬
‫كفي البياف حصة يسيرة‬
‫لكنها في نفعها خطيرة‬
‫كذلك البن الجزرم المقدمة‬
‫فيما على قارئو أف يعلمو‬
‫كفي بياف الفقو أيضان بعضا‬
‫قراءة تشفي القلوب المرضى‬
‫كفي أصوؿ الدين كاألساس‬
‫أخذت عن شيخ الورل النبراس‬
‫الحبر إسماعيل أعني حطبو‬
‫من ناؿ من كل الفنوف إربو‬
‫كنجلو محمد أخذت‬
‫عنو من فن النحو كاستفدت‬
‫كالبعض في التلخيص للمفتاح‬
‫قراءة فيها غذا األركاح‬
‫كذاؾ ابن عمو أعني الحسن‬
‫في النحو قد أخذت عنو فاعلمن[ُٕٖجػ]‬
‫كالحسن بن شاكر الفرائضي‬
‫أخذت عنو جل كل غامض‬
‫قوعدان فيها شفاء الخاطر‬
‫كقرة لسامع كناظر‬
‫>‬
‫كمنهم السيد أعني يوسفا‬
‫أخذت عنو في الفنوف ما صفا‬
‫قراءة لبعض شرح العضد‬
‫كذا حواشيو ببل تردد‬
‫كالشرح للتلخيص قد أخذت‬
‫عنو كناىيك بما استفدت‬
‫كالبعض في القطب على الشمسية‬
‫كالشرح للرسالة الوضعية‬
‫كمن شيوخي نجل إبراىيما‬
‫محمد أجاز لي عموما‬
‫بكل مسموعاتو من كالده‬
‫كما لو أجاز من فوائده‬
‫من كتب العترة كاألشياع‬
‫أتباىم هلل من أتباع‬
‫كقد جمعتها على الحركؼ\‬
‫بنحو ما أكرد في التأليف‬
‫[رحلتو إلى صنعاء كمشايخو فيها]‬

‫(ّ‪)ُٕٗ/‬‬

‫ثم رحل صاحب الترجمة إلى صنعاء‪،‬كقرأ فيها العلوـ كأحرز قصبات السبق في مضمار الفضائل‬
‫كقعد في ذركة الكماالت‪ ،‬كأخذ عن أعبلـ الشيوخ فأخذ عن المولى أحمد بن عبد الرحمن‬
‫الشامي جميع (الهدم النبوم) البن القيم كشطران من (صحيح البخارم)‪ ،‬ك(الكشاؼ)‪ ،‬ك(شرح‬
‫الهداية) كأخذ عن البدر األمير في صحيح البخارم كاالعتبار للحازمي كالزكاجر البن حجر‬
‫المكي كإيثار الحق كالتنقيح في علوـ الحديث كالمطوؿ كأجاز لو إجازة عامة‪ ،‬كأخذ عن‬
‫المولى محمد بن إسحاؽ في البخارم كحاشتيو للزركشي كالسيوطي‪ ،‬كفي مقدمة الفتح‪ ،‬كفي‬
‫الصبلٌح كشرح نخبة الفكر البن حجر كفي علم‬
‫المجتبى للنسائي‪ ،‬كفي علوـ الحديث البن ى‬
‫األصوؿ كأخذ عن كلده المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ في أصوؿ الدين‪ ،‬كعن المولى‬
‫القاسم بن الحسين بن إسحاؽ في شرح العمدة كفي العركض‪ ،‬كالقوافي كأخذ عن المولى‬
‫محمد بن زيد بن محمد في شرح الغاية كحاشيتها‪ ،‬كأخذ [ُٖٖجػ] عن جدنا السيد المجتهد‬
‫العبلمة الزاىد يحيى بن محمد الحوثي [ْٗأ‪-‬ب] المعركؼ بعركبا كقاؿ في كصفو في‬
‫منظومتو التي قلنا منها فيما تقدـ ما لفظو (ُ)‬
‫كمنهم يحيى اإلماـ الحوثي ‪ ...‬جامع علم الفقو كالحديث‬
‫نخبة أىل الفضل كالزىادة ‪ ...‬كنور أىل العلم كالعبادة‬
‫لقيتو في داره مراران ‪ ...‬كشمت من طلعتو أنوارا‬
‫كفي فنوف العلم عنو نبذان ‪ ...‬أخذتها للقلب قوت كغدا‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٓ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ‪)َُٖ/‬‬

‫كأخذ صاحب الترجمة عن السيد العبلمة أحمد بن محمد الكبسي في (صحيح البخارم) كأخذ‬
‫في المنطق عن المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم كأخذ في علم‬
‫األثر على السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي‪ ،‬كعن المولى أحمد بن يوسف بن‬
‫الحسين بن الحسن بن اإلماـ‪ ،‬في المجموع كفي أمالي أحمد بن عيسى‪،‬كأجاز لو كأخذ في‬
‫زبيد عن الشيخ عبد الخالق الزجاجي كعن أخيو محمد في الحديث‪ ،‬كالطريقة النقشبنديو‪ ،‬كعن‬
‫السيد العبلمة عبد اهلل بن علي شريف‪ ،‬كعن السيد العبلمة سليماف بن يحيى بن عمر مقبوؿ‬
‫األىدؿ كأخذ في مكة المشرفة عن الشيخ محمد حيوة السندم كعن الشيخ عطا األزىرم في‬
‫الجبر‪ ،‬كالمقابلة‪ ،‬كالحساب‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كألف صاحب الترجمة المؤلفات الحسنة‪ ،‬كالرسائل النفيسة‪ ،‬كالجوابات على أسئلة متنوعة‪،‬‬
‫فمن ذلك‪( :‬إرشاد السالك إلى أكضح المسالك) جواب على سؤاالت كردت عليو‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُٖ/‬‬

‫(كالعذب الزالؿ في الصبلة على اآلؿ)‪ ،‬كشرح منظومة لو سماه( النسيم السارم على صفحات‬
‫نهر الزالؿ الجارم في آداب المقرم كالقارم) ك(القوؿ المعلم بما يجب للمسلم على‬
‫المسلم) ك(الشواىد الجلية في فوائد الهدية) [ُٖٗجػ] كشرح منظومة لو سماه‪( :‬العوائد‬
‫الجميلة في مواضع الصبلة على صاحب الوسيلة كفوائدىا الجليلة صلى اهلل عليو كآلو كسلم)‬
‫كنظم نخبة الفكر في علم األثر كشرحها كنظم أسماء اهلل الحسنى في قصيدة ميمية كشرحها‬
‫بالركضة الغناء‪ ،‬ك(أقراط الشنوؼ في الحث على صنائع المعركؼ) أكرد فيها أربعين حديثان‪،‬‬
‫كجمع الفرائد الغزيرة في فضل ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو لو الملك كلو الحمد كىو على‬
‫كل شيء قدير ذكر فيو أيضان أربعين حديثان‪ ،‬ك(الدكاء النافع فيما في الفصد كالحجامة من‬
‫المنافع) ك (اإلذكار بمضاعفات األذكار) ك (تحفة الخواص في فضائل سورة اإلخبلص)ك‬
‫(شكر المنة كبشرل السنة لمن يبنى لو بيت في الجنة) كمنظومة سماىا ( بحلية الزماف في نظم‬
‫أحكاـ صنوؼ الجاف) أكرد فيها ما تضمنو كتاب آكاـ المرجاف للجماؿ الحنفي ك (تحفة‬
‫المقاـ بفضائل ً‬
‫صبلت األرحاـ)‪ .‬ككتاب (العقيلة المستودعة مكنوف أسرار الرحلية) ك(الشوامخ‬
‫العطرة في األحاديث المشتهرة) ك (تيسير فقو المراـ في شرح شمائل خير األناـ)‪ ،‬ك(الفرات‬
‫المعين في أحكاـ الدين كالداين كالمستدين)‪ ،‬ك(بلوغ الوطر من آداب السفر)‪ ،‬ك(الصحيفة‬
‫بذكر عوالي األسانيد الشريفة)‪ ،‬ك(فتح الجليل في الصبلة الممزكجة بالتهليل)‪ ،‬ك(خبر النقائض‬
‫في الصبلة المشتملة على األسماء كالخصائص)‪ .‬ك(الزىر المنضود في أخبار الحوض الموركد)‬
‫[َُٗجػ]‪ ،‬ك(حرز األماف من نزعات الشيطاف كتنبيو العماؿ على أف الجزاء من جنس‬
‫األعماؿ)‪ ،‬ك(فتح العليم في فضائل بسم اهلل الرحمن الرحيم)‪ ،‬ك(تحذير من مساكئ األخبلؽ)‪،‬‬
‫ك(بلوغ األماني في أسانيد كتب اآلؿ المطهرين بالنص القرآني)‪ ،‬ك(تحفة األخبار المنقى من‬
‫حلية األسرار)‪ ،‬ك(بلوغ األمل في األدلة في‬

‫(ّ‪)ُِٖ/‬‬

‫األذاف بحي على العمل) ككشف البؤس في تنقيح سنن الملبوس كاإليذاف بحسن تبلكة الفاتحة‬
‫بعد األذاف ‪ ،‬ك(الفتح العميم في الصبلة [ْٗب‪-‬ب] كالسبلـ على النبي الكريم) ك(اإلعبلف‬
‫بفضائل األذاف) ك(إتحاؼ أىل الطاعة بفضيلة صبلة الجماعة‪ ،‬كتحفة السامعين بأكصاؼ‬
‫المتواضعين) كتبصرة المنيب بأحواؿ المجاذيب)‪ ،‬ك(الركض الندل في شرح الحديث‬
‫المسلسل بعدىن في يدم)‪ ،‬ك(تحذير الظلوـ من دعوات المظلوـ)‪ ،‬ك(المنهل في آداب‬
‫المنزؿ)‪ ،‬ك(تذكير العباد بإرساؿ آية الجراد)‪ ،‬ك(جنة المراقب الواقية من السهم الصائب)‬
‫كيسمى (جنة الغافل من مزالق النهر الغاسل) ك(تبشير الرفاؽ بتيسير األرزاؽ) ك(العقود اللؤلؤية‬
‫في منشور الحكم العلوية) ك(بلوغ األرب في فضائل شهر رجب) كبغية المطلوب في أحواؿ‬
‫القلوب)‪ ،‬ك(سبوع النعمة في سعة الرحمة كالثمرات المستطابة في الدعوات المجابة)‪ ،‬ك(بلوغ‬
‫األكطار في الصبلة الممزكجة بالدعاء كاألذكار) ك(الرسالة في خصائص اسم الجبللة) (ُ)‪،‬‬
‫ك(اللؤلؤ المنظوـ في أسرار اسمو تعالى يا حي يا قيوـ)‪( ،‬كاجتبل األكزار بقوالع اإلستغفار)‬
‫ك(الؤللئ المنظوـ في أسرار اسمو تعالى الحي القيوـ) ك(صيت األكزار بقوالع اإلستغفار)‪،‬‬
‫ك(الؤللئ الثمينة في فضائل العترة األمينة)‪ ،‬كالزبدة في نظم العدة) [ُُٗجػ] كىي نظم عدة‬
‫الحصن الحصين) كلو خطب عظيمة كثيرة جدان لو جمعت لكانت مجلدان كبيران في غاية الببلغة‬
‫أنشأىا أياـ خطابتو في أياـ المنصور بن المتوكل كأياـ كلده ككاف يخطب لهما إذا كانا في غير‬
‫صنعاء كلو أشعار كثيرة في فنوف متعددة ككلي صاحب الترجمة القضاء في محبلت كثيرة‬
‫كالعدين كأصاب‪ ،‬ككاف كثير اإلنفاؽ كريمان مطلقان كأكثر إنفاقو لمن يرد عليو من أىل صعدة‬
‫كغيرىم كاضطر إلى بيع داره في ذلك‪ ،‬ككاف حسن الحديث حلو العبارة لطيف اإلشارة‪ ،‬شريف‬
‫األخبلؽ‪ ،‬كاسع الصدر‪ ،‬كلم يكن حظو عند المهدم على مقدار جبللتو‪ ،‬ككمالو‪ ،‬كما ىو‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كالرسالة في تحقيق اسم الجبللة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٖ/‬‬

‫عليو من الفضل‪ ،‬كمن نظمو كنثره مادحان بو المهدم بن المنصور كأرسلو من ذم أصاب ككاف‬
‫حاكمان فيها كسماه خمرة الدف المعتصرة من كل فن‪ .‬كىو قولو‪)ُ(:‬‬
‫بآية شيء من تهانيك أفتح‬
‫كأم جميل من معاليك أمدح‬
‫كفي كل آف منك ما يوجب الهنا‬
‫كفي كل حاؿ ما يشوؽ كيشرح‬
‫كأنت تهني أـ نهني الزماف أـ‬
‫بنوه فكل للهنا مترشح‬
‫فبل غرك إف أضحى بفخرؾ عصرنا‬
‫على كل عصر قبلو يتبجح‬
‫((كما أنت إال آية اهلل في الورل‬
‫ككل أخي لب يراؾ يسبح)) (ِ)‬
‫موالنا الذم ركت محامده فطاب منها النشر كفضلت أيامو السعيدة كما فضلت أياـ العشر‬
‫المخصوص بكماؿ التفخيم ككيف ال كالمحاسن عليو كقف الزـ كالممدكد ظل عدلو النافع‬
‫فكم الذ كثير منو بعاصم [ُِٗجػ]‬
‫إماـ على ما حازه من و‬
‫مهابة‬
‫لو خلق من ناظر الركض أملح‬
‫ككيف إذا سح الغماـ فقطره‬
‫يجود بأنواع العطايا كيسمح‬
‫كرأل إذا ما الح من غسق الدجى‬
‫رأينا بو جنح الدجنة يجنح‬
‫كعزـ سيوؼ الهند منو تعلمت‬
‫مضاىا كحلم من ذرل الشم أرجح‬
‫كفكر يحاكي الغامضات كمنطق‬
‫فصيح يزيل المشكبلت كيوضح‬
‫كصمت كقار زانو حسن سمتو‬
‫كناىيك حسن السمت ىدل فصحح‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها بنشر العرؼ (ِ‪ )ُْٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٖ/‬‬

‫الذم منح من مفاتيح الغيب رأيان كاشفان لمشكل التأكيل‪ ،‬كفهمان يعلم الحبر الخبير أسرار‬
‫الببلغة كمعالم التنزيل كبأسان يركم مجاىد كمقاتل عنو كل أثر جميل أمير المؤمنين الذم طالما‬
‫ركينا من فضلو الجامع الصحيح كسمعنا كرأينا مسانيد فخره المسلسلة برجاؿ ال يتطرؽ إليها‬
‫القدح كالتجريح‪ ،‬فبل يمترم مسلم في حديث مجده [َٓأ‪-‬ب] الموصوؿ‪ ،‬كال يشك حافظ‬
‫في إخباره التي تواترت فتلقيت بالقبوؿ‪ ،‬كسيد المسلمين الذم جعل مرفوع قدره عن المطاعن‬
‫فليس بمنكر كال ضعيف كال معلوؿ‪ ،‬المهدم لدين اهلل رب العالمين‪ ،‬حظفو اهلل كأيده من نصره‬
‫العزيز الحسن كما جمع لو من متفق المناقب كمفترقها كمختلف الفضائل كموتلفها كل‬
‫فن‪،‬كطهَّر بسيوفو الوضيئة أديم األرض من نجس الفساد كما صبل قلوب جماعة أعدائو بنار‬
‫الخوؼ الذم طالما أنزؿ جنائزىم بطوف اإللحاد(ُ)‬
‫أداف اهلل الببلد فطاب في ‪ ...‬رباىا مراح للعباد كمسرح[ُّٗجػ]‬
‫كأتاه ملكان صانو عن منازع ‪ ...‬إلى فخره يعزا الحديث المصحح‬
‫فألقت لو الدنيا مقاليد أمرىا ‪ ...‬فيغلق فيها ما يشاء كيفتح‬
‫ككافق بين األسد كالشاء في العبل ‪ ...‬كىل مفسد ما مالك الملك مصلح‬
‫كأفنى أعاديو الطغاـ فكم غدا ‪ ...‬دـ منهم بالسيف في األرض يسفح‬
‫تسوقهم أيدم المقادير للردل ‪ ...‬فيلقيهم في كل مهول كيطرح‬
‫إذا ما غدت منهم لبغي كتيبة ‪ ...‬رأيت سباع الوحش كالطير تقرح‬
‫كسيقوا كأنعاـ الهدايا لحتفها ‪ ...‬فينحر ذا منهم كىاذاؾ يذبح‬
‫يحاربهم بالبيض من راية الذم ‪ ...‬يقارنو سعد من الشمس أكضح‬
‫ألم تر نجدان قد أتى كتهامة ‪ ...‬عغليو تأدل باألماف كتفصح‬
‫بالحر للوجو تلفح‬ ‫على رغم و‬
‫قاؿ في الزماف بقبلو ‪ ...‬لظاحيو ّْ‬
‫كأظلم خلق اهلل من بات حاسدان ‪ ...‬لمن بات في النعماء يهني كيمدح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْٗ-ُْٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٓ/‬‬

‫فبل زلت أعبلـ انتصاره منشورة كال برحت سيوؼ عزمو بالتجريد لتقرير قواعد الشريعة مشهورة‪،‬‬
‫كاهلل يهدم إليو سبلمان أشهى من الرياض المدبجة بالزىور كاألثمار كأشهى من سلساؿ الغيث‬
‫المدرار كأبهى من الدرر الملتقطة من مغاصات البحر الزخار‪ ،‬كرحمة اهلل كبركاتو المورقة رياضها‬
‫بالعشي كاإلبكار (ُ)‬
‫سبلـ محياه يركؽ نضاره ‪ ...‬كنشر شذاه بالنوافح ينفح‬
‫كيكسوا النسيم الرطب لطفان ألنها ‪ ...‬بطيب ثرل أذيالو تتمسح‬
‫يفيض على البستاف حسنان كبهجة ‪ ...‬كيزىو بديباج الربيع كيملح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٔ/‬‬

‫كبعد حمد اهلل الذم علمنا من أصوؿ أحكامو غاية السؤؿ [ُْٗجػ] ككفقنا لفهم نهيو كأمره‬
‫بما منحنا من ىداية العقوؿ‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على سيدنا محمد المخصوص بعموـ اإلرساؿ‪،‬‬
‫المبعوث لتقييد المطلق كتوضيح المشكل كتبين اإلجماؿ كعلى آلو الذين إجماعهم حجة‬
‫اإلجماع‪ ،‬المرفوعة قواعد عقائدىم على أساس العدؿ كالتوحيد ببل نزاع المبرئين عن تمويهات‬
‫ظفر النظامية ككتب األشعرية كحاؿ البهشمية كغيرىا من األنواع‪ ،‬فصدرت الحقيره تقبل الكف‬
‫التي تكلفت إلثمها بحصوؿ النجاح فطالما زخر قاموسها المحيط من فائق الجوىر بالصحاح‪،‬‬
‫فكل عن كصفها لساف أىل اللغة بنظاـ الغريب كغريب النظاـ من اإلمتداح‪ ،‬كتهدم سبلمان يرفع‬
‫مبتداه بالنيابة عن الفاعل كينصب محمولة‪ ،‬كموضوعة على المدح في لساف كل قائل‪ ،‬كينعت‬
‫مجموعو بحسن النسق كالتأكد كيتجدد ىدياه على سبيل الدكاـ كالتأبيد‪ ،‬كينهى أكالن بالفتح‬
‫الذم جرل بو تصريف األقدار‪ ،‬كحفظت بو مباني الملة عن القلب كاإلعبلؿ كاإلبداؿ كسار‬
‫األغيار‪ ،‬كألحق األعادم من التصغير ما أكجب لهم النسية إلى الذلة كالصغار‪ ،‬فيا لو من فتح‬
‫قوبل باألذعاف كالتصديق‪ ،‬كتضافرت قضاياه الموجبات [َٓب‪-‬ب] للفرح السالبات لكل‬
‫ترح كضيق‪ ،‬كتكلفت مقدماتو الصحيحة بإنتاج الفوائد المحيطة بالبسيطة على التطبيق‪ .‬كثانيان‪:‬‬
‫بقدكـ األشهر العظيمة التي استهلت تباشرىا بعركس األفراح كتهللت أساريرىا بمفتحات‬
‫الجراب كركح األركاح‪ ،‬كجاءت عوايدىا الجميلة بالبدائع الحساف‪ ،‬التي يعجز عن [ُٓٗجػ]‬
‫شرح معانيها مهرة البياف‪ .‬كثالثان‪ :‬بما جمع اهلل لكم من المفاخرة التي ىي حقيقة كلغيركم فيها‬
‫المجاز‪ ،‬كالمحاسن التي يعجز عن عدىا الوصاؼ باإلطناب كاإليجاز (ُ)‬
‫بشائر تترل بالفتوح كأشهر ‪ ...‬تركح كتغدكا بالسعود كتمرح‬
‫كركضات أنس مورقات فورقها ‪ ...‬تناعى بألحاف السركر كتصدح‬
‫كتاقت عيوف األرض شوقان لحسنها ‪ ...‬فأضحت ترامى نحوىا كتسرح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُِْ-َِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٕ/‬‬

‫كظلت غصوف الباف ترقص نشو نة ‪ ...‬كتلهو بأذياؿ النسيم كتشرح‬


‫كدكر بناىا كالنجوـ رياضها ‪ ...‬سماء بها نهر المجرة يسبح‬
‫كإسعاد أياـ أتاؾ بها المنى ‪ ...‬يحث الخطى سعيان إليك كيطمح‬
‫كإقباؿ دىر كل يوـ سعوده ‪ ...‬يجد فينا حين تمسي كتصبح‬
‫على دعة نلت الذم لم ينلو من ‪ ...‬سواؾ كقد أضجى يكد كيكدج‬
‫كجليت في مضمار كل فضيلة ‪ ...‬كأنت على الكرسي ال تتبرح‬
‫كذلك فضل اهلل يؤتيو من يشا ‪ ...‬بحكمتو في العاملين كيمنح‬
‫ث‬
‫ثم أنهي الكآبة من ىذا المحل الذم تكدر فيو المزاج كأعضل داء كربو من لو تدبير العبلج كما‬
‫أقوؿ في شاىق اجتمعت بو من المضمار األسباب كالعبلمات فلو رآه جالينوس على طبو سقم‬
‫لمجرد الرؤية أك عبلمات كلو سكنو ابن نفيس لم يتنفس لموجز طبو أك حلو صاحب القانوف‬
‫لخرج عن قانوف لبو أما أبياتو فكثيرة الزحاؼ ظاىرة التعنت كاالنحراؼ كاملها مديد ككافرىا‬
‫منقطع المزيد كبسيطها غير منشرح كصدر ساكنها ال يوصف بالمنشرح كأما أرضو فبل يتبين‬
‫[ُٔٗجػ] عليها رسم الخط كال يركز بها رأيو فرح اليوجد بها رمل قط كال يقوـ بها بصبره كال‬
‫يساعدىا من اإلشكاؿ غير الغفلة كالحمرة كأما جيرانو كأىلو فقد أكرثوا الجدؿ كأتقنوا من‬
‫أبحاثو المغالطة كالمصادرة ليس لهم عنها حوؿ إلى فساد الوضع كاإلعتبار كاغتصاب المنصب‬
‫الذم ال ينتج إال الضرار (ُ)‬
‫كجوىهم تبدكا بكل مودة ‪ ...‬كفي كل قلب منهم النار تلفح‬
‫خصوماتهم ال تنقضي أبدان كال ‪ ...‬يكاد الهول من أيهم قط يبرح‬
‫إذا ما لساف من محاضرىم حبل ‪ ...‬ففي الغيب حلواه أمر كأملح‬
‫كقد ذـ طو ذم اللسانين في الورل ‪ ...‬كما جاءنا عنو الحديث المصحح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ُِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٖ/‬‬

‫كأما برده فصرصر ال يمنع منو رداء األدفية كال ينجي منو كثرة األكسية في سعد األخبية قد‬
‫ظهر في بطن المنازؿ حتى استحكم في قلب النازؿ‪ ،‬فصوؿ أعوامو شتاء فبل تسأؿ فيو من‬
‫الربيع كالمصيف بمنن فكم الذت النعاـ من شدة برده ببلده كتطاكلت أعناقها إلى مطالعة‬
‫الفرج بعد الشدة كأما مأكاه فبل يصفوا منو مشرب [ُٓأ‪-‬ب] لصوفي كال حاؿ كال يتراء في‬
‫مرآتو مراد من شهود جبلؿ كناىيك بمحل مساكية ال يحصرىا أىل الحساب كال يضبط عددىا‬
‫مهرة المترب بالضرب فضبلن عن الكتاب(ُ)‬
‫كمثلي حاشا فضلك الجم أنو ‪ ...‬يضاع بأرض ما بها قط مفرح‬
‫كما ىي إال سجن ناكث عهده ‪ ...‬فيلقى بها كيما يهاف كيطرح‬
‫أيصبح عني رحب جودؾ ضيقان ‪ ...‬كىا ىو من كل البسيطة أفسح[ُٕٗجػ]‬
‫أبا القاسم المهدم تبلؼ بقية ‪ ...‬حنانيك كاسمح دمت بالخير تسمح‬
‫كيوثر من دكني بما أنا أىلو ‪ ...‬كرأيك في كل المواطن أرجح‬
‫كلي منكم السبق الذم لم يفز بو ‪ ...‬سوام كبرىاني من الشمس أكضح‬
‫كملكك في األقطار أكسع كاسع ‪ ...‬تجود على من شئت منو كتمنح‬
‫ألست بما أرجوه منك كعدتني ‪ ...‬ككعدؾ أكفى في المكارـ أنجح‬
‫فعفو أمير المؤمنين لك البقا ‪ ...‬كللوعد أنجز دمت تعفو كتصفح‬
‫يجنح‬ ‫كحاشا سجايا الحلم عنك يحلها ‪ ...‬من الصفح و‬
‫كاش للقطيعة ٍ‬
‫كدـ كابق في خير كعز كنعمة ‪ ...‬تهنى بأنواع السركر كتمدح‬
‫كمن شعره يمدح المهدم كيستعطفو‪:‬‬
‫زارت كقدجن دامس الغلس ‪ ...‬كلم يخف أعينان من الحرس‬
‫تخطر في تيهها فنم بها ‪ ...‬طيب شذاىا كمنطق الخرس‬
‫نعمت بها ‪ ...‬ألذ كصل الحبيب في الخلس‬
‫ي‬ ‫فيا لها خلسة‬
‫ىند و‬
‫كاسم كقسى‬ ‫عقيلة عجبت بسمر قنا ‪ ...‬كبيض و‬
‫ترمى بسهم الرنا فكم قتلت ‪ ...‬من دارع في الورل كمترس‬
‫سحارة المقلتين كم قنصت ‪ ...‬من أسد بالفتور كاللعس‬
‫ماء يسيل في قبس‬
‫ككم أرتنا بسحرىا عجبان ‪ ...‬في الجد ن‬
‫شمس على جيد دمية نزعت ‪ ...‬على قضيب من الجماؿ كسا‬
‫قل للذم قاسها بشمس ضحى ‪ ...‬أخطات تشبيهها فبل نفس‬
‫__________‬
‫(ُ) نفس المصدر (ِ‪ )ِِْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٖٗ/‬‬

‫من أين للشمس مثلها مقل ‪ ...‬دعج كثغر محبب اللعس‬


‫كمنطق يسحر العقوؿ كقامة ‪ ...‬تغير الغصوف بالميس[ُٖٗجػ]‬
‫كريقو كالرحيق مازجها ‪ ...‬شهد شهي المذاؽ كالنفس‬
‫كال يم في الغراـ عنفني ‪ ...‬كمن يلم في ىو الحبيب مسى‬
‫ىيهات أسلو عن الحبيبة أك ‪ ...‬يسلوا عن المجد كوكب الغلس‬
‫بدر المعالي كشمسها فيو ‪ ...‬يستكشف الناس كل ملتبس‬
‫إماـ آؿ الرسوؿ قاطبة ‪ ...‬أكرـ من طهركا من الدنس‬
‫موالن سما رتبة فقصر عن ‪ ...‬ادراؾ علياه كل ملتمس‬
‫غيث نواؿ كليث معركة ‪ ...‬لمن يناكيو أم مفترس‬
‫هلل منو مناقب زىرت ‪ ...‬كالشهب تزىوا لكل مقتبس‬
‫فيا إماـ الهدل كأكرـ من ‪ ...‬يعلوا ببل ريب صهوة الفرس‬
‫إليك جور الزماف أشكو إذ ‪ ...‬باعدني عنك غير مبتئس‬
‫قدـ غيرم جفا كأخرني ‪ ...‬فعبل على الطرد غير منعكس‬
‫كاعجبان منو ليس يفرؽ ما ‪ ...‬بين بليغ كبين ذم خرس‬
‫اليعرؼ الفضل في بنيو كال ‪ ...‬يميز بين الجنوف كالكيس‬
‫فانت بيني كبينو حكم ‪ ...‬فانظر مقالي كفعلو كقس‬
‫كأنت ظل اإللو عايذة ‪ ...‬في مأمن دائمان كمحترس‬
‫>‬
‫كىاؾ نظمان كأنو درر ‪ ...‬حبل بو جيد فاتن اللعس‬
‫فدـ بعيش حديث بهجتو ‪ ...‬يركيو سعد الزماف عن أنس‬
‫كسما ىذه القصيدة (كشف النقاب عن زكر النماـ الكذاب)(ُ) [ُٗٗجػ]‪.‬‬
‫كمن شعره ٌ‬
‫أال قل ألشقى عبيد اإللو ‪ ...‬كشر البرية كذابها‬
‫كاشغلها بعيوب الورل ‪ ...‬كىمازىا بل كسبابها‬
‫كقتاتها كالذم يفسد ‪ ...‬المودة ما بين أربابها‬
‫كأىلكها بالحديث الذم ‪ ...‬ركتو الركاة بألقابها‬
‫كأسوأىا خلقان سيئان ‪ ...‬كأشأـ أشأـ أحزابها [ُٓب‪-‬ب]‬
‫كأجهل أجهل جهالها ‪ ...‬كأخبث أخبث أعقابها‬
‫كسمسار سوؽ النفاؽ التي ‪ ...‬تلقى الجلوبة جبلبها‬
‫كليس البللئ مثل الحصى ‪ ...‬كال الماضيات كأخشابها‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ِ‪ )ِْْ/‬عن ما ىنا‪ .‬قاؿ في النسخة (جػ) معلقان على ذلك بقولو لعلو إشارة‬
‫إلى الفقيو أحمد بن علي النهمي كما في ىامش األـ من خط القاضي العبلمة علي بن حسين‬
‫المغربي رحمو اهلل‪.‬‬

‫(ّ‪)َُٗ/‬‬

‫كاليستوم المندؿ الرطب في ‪ ...‬البقاع كسائر أعشابها‬


‫فإف كنت تنكر ما قلتو ‪ ...‬من المكرمات كأسبابها‬
‫كقتول على ستر شمس ‪ ...‬الضحى جحود السابغ أثوابها‬
‫فبل تبتغي حكمان عادالن ‪ ...‬لحل الرموز كأعرابها‬
‫سول قايم العصر مهدم عترة ‪ ...‬المصطفى خير أنجابها‬
‫فإنا رضينا بو حاكمان ‪ ...‬يؤدم الحقوؽ ألربابها‬
‫كال يخش حاشاه عن مثلو ‪ ...‬ال سرتو كال حبابها‬
‫كلكن ىو الحق شمس إذا ‪ ...‬بدت لم تغط بحجابها‬
‫كىذا الكتاب ينادم كذا ‪ ...‬حديث الرسوؿ لمرتابها‬
‫فكم فتنة بك في الناس قد ‪ ...‬مؤلت القلوب بألهابها‬
‫كخنت اإلماـ فجازفت في ‪ ...‬العطايا إلى غير أربابها‬
‫يريد مآثر آبائو ‪ ...‬لتقلع أكتاد أطنابها [ََِجػ]‬
‫كأين كأين قول العنكبوت من ‪ ...‬الراسيات كأحزابها‬
‫كلو رمت تعداد ما خنتو ‪ ...‬ال تعبت أمهر كتابها‬
‫تغر الخليفة دىران لكي ‪ ...‬تزين خياالت تلعابها‬
‫كما أنت يا فدـ كالخوض في ‪ ...‬معارؾ غيرؾ أكلى بها‬
‫فأنت ركيضة الناس في ‪ ...‬الحديث كأسخب سخابها‬
‫كمن أنت حتى تبارم السماء ‪ ...‬كطوؿ مقامات أقطابها‬
‫كمن جهلت نفسو قدره ‪ ...‬رأل غيره سؤ أربابها‬
‫كأعجب أمر الزماف الذم ‪ ...‬تجيئ النفوس بأعجابها‬
‫توليك أمر القضاء الذم ‪ ...‬حقرت فضائل أصحابها‬
‫فتخبط فيها بجهل كما ‪ ...‬يرل في الدجى خبط خطابها‬
‫كتنصب من يرتضي نصبو ‪ ...‬كإف غيره كاف أحرل بها‬
‫كضم بو ‪ ...‬تبوء بآثاـ مغتابها‬
‫كقد جاني عنك ه‬
‫كلو كنت من يخلَّص المؤمنين ‪ ...‬ما كنت تدعي بسبابها‬
‫كلو كنت ممن يساكم المجاز ‪ ...‬رمتك الحركؼ بألقابها‬
‫فلي منطق فصلت سيفو ‪ ...‬أجز بو ىاـ ببلسها‬
‫أطهره عن مقاؿ الخنا ‪ ...‬كخبث العيوب كأضرابها‬
‫كألزمو ذكر معبوده ‪ ...‬إلو الخليقة كىابها‬
‫كىبني أسأت فكن محسنان ‪ ...‬بستر العوار بأثوابها‬
‫فهبل سلكت طريق الهدا ‪ ...‬كجئت السبلمة من بابها‬
‫كصدقت بالفعل ما تدعي ‪ ...‬من االعتصاـ بأىدابها[َُِجػ]‬
‫كىيهات ىيهات إف الهول ‪ ...‬لقوـ عماية ألبابها‬
‫كما ضائرم كصمة الناقصين ‪ ...‬كال راعني غصن أنيابها‬

‫(ّ‪)ُُٗ/‬‬
‫كليس بضائرم بحر الفرات ‪ ...‬سباع تلم بأذنابها‬
‫كال ناقص البدر في برجو ‪ ...‬ىدير الكبلب كأضرابها‬
‫كقد شتم اهلل في أرضو ‪ ...‬على شأنو رب أربابها‬
‫كقد كاف يدعى أمين الورل ‪ ...‬بساحرىا كبكذابها‬
‫كفي خاتم الرسل لي أسوة ‪ ...‬أراني أحق كأكلى بها‬
‫كإني لمن معشر لم يزؿ ‪ ...‬طبلب المعالي كمن دابها‬
‫كشبيعة آؿ الرسوؿ التي ‪ ...‬خصاؿ التقى نسج أثوابها‬
‫كماذا عسى أف يقوؿ العدا ‪ ...‬من الطعن في بكذابها‬
‫علي بأكوابها‬
‫أما في القناعة لي مشرب ‪ ...‬يدار ٌ‬
‫كإني لقابس مصباحها ‪ ...‬كالبس أسبغ جلبابها‬
‫كليت الحكومة عمران فما ‪ ...‬سلكت سول نهج أنجابها‬
‫كما ملت فيها إلى رشوة ‪ ...‬تدنس أثواب أربابها‬
‫كالحفت قط بحكم كال ‪ ...‬كصمت بوصمة إعجابها‬
‫كنزىت نفسي عن أجرة ‪ ...‬تهش القضاة ألسبابها‬
‫كقد مان تركت ربوع المخا ‪ ...‬كفارقت تعظيم أبوابها‬
‫كريمة لم أرضها مسكنان ‪ ...‬ككم الذ غير بأعتابها‬
‫كلم ارتضي الظلم فيها كلم ‪ ...‬أداىن أشياخ أصحابها‬
‫كليت الوقوؼ ببل كاتب ‪ ...‬بها فدعوت بكتابها[َِِجػ]‬
‫كباينتها بعد ذا زاىدان ‪ ...‬بها حين كثرة خطابها‬
‫أىذ فعاؿ أخي ضنة ‪ ...‬حليف الخيانة مرتابها‬
‫ابن لي أـ فعل أىل التقى ‪ ...‬كأىل األمانة أربابها [ِٓأ‪-‬ب]‬
‫كليس بخائن عهدان كال ‪ ...‬عرفت لعمرم بكذابها‬
‫كلم احتفل بحطاـ الدنا ‪ ...‬كالجمع زايل أسبلبها‬
‫كغيرم أقصر مني مدا ‪ ...‬تقحم لجة أكصابها‬
‫يخوض في مالها عمره ‪ ...‬بكد النفوس كأتعابها‬
‫كلم أجمع الماؿ فيها كال ‪ ...‬حفلت كغيرم بأسبابها‬
‫فما شاقني حسن مفركشها ‪ ...‬كال راؽ لي لين أنوابها‬
‫كال صنعت فيها حليان بها ‪ ...‬تركؽ ترايب أترابها‬
‫كال فرس لي كال بغلة ‪ ...‬كال عدة يتباىا بها‬
‫كلم اتخذ في الربا مفرجان ‪ ...‬لطرح الهموـ كإذىابها‬
‫سول مسجدم فهولي مفرج ‪ ...‬أزيح بو كل أكصابها‬
‫كلم ادخر ذخرة تقني ‪ ...‬لقحط السنين كإجدابها‬
‫كلم التفت لعقا ور كال ‪ ...‬ألشجارىا أك ألعنابها‬
‫فكتبي رياض التي اجتني ‪ ...‬ثمار محاسن آدابها‬

‫(ّ‪)ُِٗ/‬‬

‫كذكر الدعا سبلحي الذم ‪ ...‬غلبت بو كل غبلبها‬


‫فأم استاع لمثلي يرا ‪ ...‬بهذا الحطاـ كنعابها‬
‫منها‪:‬‬
‫كعني سل الناس في حاظر ‪ ...‬البسيطة طران كأعرابها‬
‫تدار عليك كؤكس الثناء ‪ ...‬فتشرؽ من برد (أكوابها)[َِّجػ]‬
‫فهم شهداء اهلل في أرضو ‪ ...‬ركتو الثقات بأعرابها‬
‫كقد سمع المصطفى منهم ‪ ...‬الثناء فقاؿ بأنجابها‬
‫كىذه اآلحاديث معركفة ‪ ...‬لحفاظها كلكتابها‬
‫كسل من تعز الربوع التي ‪ ...‬أعدت نضارة جلبابها‬
‫عمرت مدارسها عن و‬
‫يد ‪ ...‬كغيرم ىج ٌد إلخرابها‬
‫كأحييت فيها علومان فكم ‪ ...‬تناىت مجامع طبلبها‬
‫كمنها‪:‬‬
‫كلست أزكى نفسي التي ‪ ...‬تكاثر سبئ آدابها‬
‫فإني المسيء الذم ليس لي ‪ ...‬سول فيض رحمة توابها‬
‫كلكني قلت ما قلتو ‪ ...‬إلظهار نعمة كىابها‬
‫كقطع لساف ذميم الورل ‪ ...‬كباغي العيوب كسبابها‬
‫كذب الفتى عن حما عرضو ‪ ...‬طريق من أشارع أمر نابها‬
‫أتانا الكتاب بها معلنان ‪ ...‬صريح الثناء ألربابها‬
‫انتهت‬
‫كمن شعره يرثي بعض زكجاتو‪:‬‬
‫يا قبر كيف قوامو الرطب ‪ ...‬كيف الشنيب البارد العذب‬
‫كيف المحيا كيف ركنقو ‪ ...‬ىل ضره ىل شأنو الترب‬
‫كيف العيوف النجل ىل بقيت ‪ ...‬حسنا على ما يعهد الصب‬
‫كيف الخدكد ككيف بهجتها ‪ ...‬حسناء على ما يعهد الصب‬
‫كيف الثنايا في تناسقها ‪ ...‬أـ كيف لؤلؤ عقدىا الرطب‬
‫كيف الشفاة اللعس كيف لما ‪ ...‬ما زاؿ يستشفي بو الصب‬
‫أـ كيف جيد منو منتصب ‪ ...‬كم حاز في تشبيو اللب[َِْجػ]‬
‫باهلل كيف شمائل لطفت ‪ ...‬منو بها كم ينجلي الكرب‬
‫كيف الفكاىة منو كا أسفان ‪ ...‬منها لما يشتاقو القلب‬
‫كيف اللطافة لهف نفسي ما ‪ ...‬أحلى فنار الحزف ال تخبوا‬
‫لهفي على و‬
‫ناء مضى فخبل ‪ ...‬منو اللوا كالباف كالشعب‬
‫لهفي عليو ليس يبلغو ‪ ...‬عن صبو شكول كال عتب‬
‫لهفي عليو كم أحن إلى ‪ ...‬أخبلقو الغراء ككم أصبو‬
‫كمحجب عنا ككم سترت ‪ ...‬من قبل شمس جمالو الحجب‬
‫يا قبره بران بمضجعو ‪ ...‬كبجنبو يا حبذا الجنب‬
‫كافسح لو بور كت من جدث ‪ ...‬كسقاؾ كابل عفوة الرب‬

‫(ّ‪)ُّٗ/‬‬

‫فلقد خبا نافيك جوىرة ‪ ...‬عزت كإف خباءىا القلب‬


‫حورية في الخلد طاب لها ‪ ...‬مثول كراؽ لها بو شرب‬
‫رحلت فنار الحزف مسعرة ‪ ...‬لم تطفها من أدمعي السحب‬
‫حتى الكرل من بعد رحلتها ‪ ...‬بين الجفوف كبينو حرب‬
‫فأبيت من أرؽ كمن قلق ‪ ...‬كسميرم التذكار كالشهب‬
‫كحمائم بالنوح تسعدني ‪ ...‬فيزيد ما في ذلك الندب‬
‫آه كما آه بنافعتي ‪ ...‬مما أحل بساحتي الخطب‬
‫لكنو حكم اإللو كال ‪ ...‬ردان يقضي بو الرب[ِٓب‪-‬ب]‬
‫[(ُِٕ) محمد بن إسماعيل بن صبلح األمير] (ُ)‬
‫(َُٗٗ‪ُُِٖ-‬ىػ‪ُٕٔٗ-ُٖٔٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الركض النضير في تراجم مؤلفات محمد بن إسماعيل األمير (خ)‪،‬كعليو اعتمد المؤلف‪،‬‬
‫طيب السمر (خ)‪ ،‬صفرة العاصر(خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن( بتحقيقنا)‪ ،‬التاج المكلل (َّ)‪،‬‬
‫فهرس الفهارس كاألثبات(ّٖٕ)‪ ،‬تأريخ اليمن ألبي طالب (ينظر فهارسو)‪ ،‬الجامع الوجيز‬
‫(خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َٖٔ) بتحقيقنا‪،‬نفحات كلفحات (َْٖ)‪ ،‬البدر‬
‫الطالع (ِ‪ ،)ُِّ/‬مصادر العمرم (ِٓٗ)‪ ،‬أبجد العلوـ (َٖٖ)‪ ،‬ىدية العارفين (ِ‪،)ّّٖ/‬‬
‫مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬مصادر الحبشي (ينظر فهارسو)‪ ،‬الموسوعة اليمنية (ُ‪،)ُٕٖ/‬‬
‫األدب اليمني (ِّٗ)‪ ،‬مقامات في األدب اليمني (َِّ‪ ،)ُِٓ،ِِّ،ِِٓ،‬إيضاح‬
‫المكنوف (ينظر فهارسو)‪ ،‬مساجد صنعاء (ٕٗ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ٔٗ-ِٗ/‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ّٖٔ كما بعدىا) ترجمة (ِٗٗ)‪ ،‬كمصادر أخرل عديدة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُْٗ/‬‬

‫المولى شيخ شيوخنا البدر أبو إبراىيم محمد بن إسماعيل بن محمد بن صبلح بن علي بن‬
‫حفظ الدين بن شرؼ الدين [َِٓجػ] صبلح الملقب بالهادم بن الحسن بن المهدم بن‬
‫محمد بن إدريس بن علي بن محمد المعركؼ بتاج الدين كإليو ينسب بكحبلف فيقاؿ كحبلف‬
‫تاج الدين بن أحمد بن األمير يحيى أخي اإلماـ المنصور باهلل عبد اهلل بن حمزة بن سليماف‬
‫المعركؼ بالتقي بن حمزة المعركؼ بالمنتخب بن علي بن األمير الكبير الملقب بالنفس الزكية‬
‫حمزة بن أمير المؤمنين أبي ىاشم اإلماـ الرضي الحسن بن عبد الرحمن الملقب بالفاضل بن‬
‫يحيى بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ القاسم الرسي سبلـ اهلل عليهم ىكذا ضبطناه عن كلد‬
‫صاحب الترجمة شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد كرأيت في مشجر السيد أبي‬
‫عبلمة أف صبلحان الملقب بالهادم ىو ابن يحيى بن الحسين بن المهدم كاهلل أعلم‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫كصاحب الترجمة ىو‪ :‬اإلماـ العبلمة المجتهد المتقن المحدث الحافظ الضابط‪ ،‬خاتمة‬
‫المحققين‪ ،‬سلطاف الجهابذة كأستاذ األساتذة‪ ،‬صاحب المصنفات المشهورة مفتي الزماف سيد‬
‫العلماء قدكة العاملين فخر المتأخرين المعركؼ بالبدر األمير‪.‬‬
‫[من ترجمو]‬
‫ترجم لو جماعة من األعبلـ كاألديب الحيمي في (طيب السمر) كالفاضل الجرموزم في‬
‫(سبلفة العاصر) كالقاضي أحمد قاطن في (تحفتو) كفي (الدمية) كالمولى عبد اهلل بن عيسى‬
‫في (الحدائق) ككلده شيخنا عبد اهلل بن محمد األمير كقد اعتمدت على ما ذكره لكونو أعرؼ‬
‫بأبيو‪.‬‬
‫[مولده]‬

‫(ّ‪)ُٗٓ/‬‬

‫كانت كالدتو في ليلة الجمعة منتصف شهر جمادل اآلخرة سنة ألف كتسع كتسعين ‪-‬بتقديم‬
‫المثناة الفوقية فيها بمدينة (كحبلف) محل آبائو كىي على ثبلثة مراحل من (صنعاء) من جهة‬
‫الشماؿ [َِٔجػ] مائلةن إلى الغرب ككاف قد رأل كالده العبلمة الضياء ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬قبل كالدة‬
‫كلده البدر أنو كلد من صلبو نبي فكاف تأكيلها كالدتو ((كالعلماء كرثة األنبياء)) (ُ) كما أخرجو‬
‫اإلماـ أحمد كأبو داكد كالترمذم كغيرىم من حديث أبي الدرداء مرفوعان بزيادة (( إف األنبياء لم‬
‫يورثوا ديناران كال درىمان كإنما كرثوا العلم)) كصححو ابن حباف كالحاكم كغيرىما كأما يركم‬
‫((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)) فقاؿ الدميرم كالزركشي كابن حجر‪ :‬ال أصل لو فنشأ البدر‬
‫ىنالك في أثواب العفة كالنجابة‪ ،‬متأىبلن الستجماع الخبلؿ الشريفة كاإلصابة‪ ،‬فقرأ القرآف‬
‫العزيز كحفظو عن ظهر قلبو ككاف إتمامو لو بصنعاء بعد انتقالو ثم انتقل كالده بأىلو إلى مدينة‬
‫(صنعاء) فاختار سكونها كذلك في سنة عشر كمائة كألف‪ ،‬فكاف البدر ساعيان في اكتساب‬
‫الفضايل كالعلوـ كقطع األكقات في طاعة اهلل‪.‬‬
‫[مشايخو كمقركآتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) أخرجو أحمد في المسند (ٓ‪ ،)ُٗٔ/‬كأبو داكد في سننو‪ .‬جميعهم عن أبي الدرداء‬
‫كمصادر أخرل عديدة‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٗٔ/‬‬

‫فقرأ على كالده في الفقو كسمع منو كتب أىل البيت النبوم عليهم السبلـ كػ(مجموع اإلماـ زيد‬
‫بن علي) كغيره كفي النحو كالبياف كفي (األساس) في علم الكبلـ لئلماـ القاسم‪ ،‬كاشتغل‬
‫بالقراءة في مختصرات كتب النحو مع ذكاء كقاد كفطنة سريعة كاالنقياد كحفظ بهر ذكم‬
‫االنتقاد‪ ،‬كدرس في النحو كلم يكن إذ ذاؾ معرفة بينو كبين شيخو زيد بن محمد بن الحسن بن‬
‫اإلماـ القاسم فورد شيخو في بعض األياـ إلى الجامع للصبلة على جنازة فمر في الجامع‬
‫كالبدر يدرس بعض الطلبة في (ملحة اإلعراب) فنهض البدر [َِٕجػ] للسبلـ عليو فسألو عن‬
‫قراءتو كأرشده إلى قراءة (شرح مبلجامي) على الكافية كحواشيو لما رأل من أىليتو لذلك‬
‫فامتثل اإلرشاد كسارع إلى فتح الشيخ المذكور كحاشية عبد الغفور كحاشية عصاـ الدين عليو‬
‫بخطو كقرأىا على شيخو المولى زيد بن محمد في سنة اثنين كعشرين كمائة كألف‪.‬‬
‫ككاف رأم البدر في ابتدا قرأتو عليو أنو يشرب من في شيخو فقصها على رجل يقاؿ لو أحمد‬
‫فقيو ككاف [ّٓأ‪-‬ب] في صنعاء مشهوران بتعبير الرؤيا كلو في التعبير أخبار عجيبة حتى كأنو‬
‫قد يتكلم بمضموف الرؤيا كباسم الرأم كمعرفة صفاتو قبل أف يذكر لو شيء من ذلك ككاف ينيط‬
‫السؤاؿ بالطالع فلما قصها عليو قاؿ‪ :‬ىذا يدؿ على أف الرأم يناؿ من المذكور علما أك ماال‬
‫فذكر البدر ىذه الرؤيا لشيخو فقاؿ‪:‬لو ال يعرؼ ىذه فبلف لو لرجل كاف يسامي البدر في‬
‫القراءة على شيخو‪.‬‬
‫كأخذ البدر عن شيخو المذكور (شرح القبلئد) للنجرم كحاشية العبلمة الجبلؿ عليو كأخذ عنو‬
‫مؤلفو (المجاز بشرح اإليجاز في علم البياف)‪ ،‬كأخذ عنو في عدة رسايل كػ(آداب البحث)‬
‫كغيرىا كارتحل البدر في أثناء أخذه عنو إلى مدينة (كحبلف) لقراءتو الفقو ىنالك فقرا (شرح‬
‫األزىار) على السيد صبلح بن حسين ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كليس ىو المعركؼ باألخفش ككتب إليو‬
‫كالده قصيدة بديعة يحثو على الرجوع إلى صنعاء أكلها (ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف إسماعيل بن صالح األمير (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُٕٗ/‬‬

‫لقد عز صبرم عنكم يا محمد ‪ ...‬فعودكا إلى األىلين فالعود أحمد‬


‫كال تستقلوا مدة البين بيننا‬
‫لديكم فساعات التفرؽ أكعد [َِٖجػ]‬
‫أقمت بكحبلف فأكحلت طرفو ‪ ...‬كصنعاء لها طرؼ لفقداؾ أرمد‬
‫كماذا الذم استبدلت عنها بغيرىا ‪ ...‬كىل مثلها في سائر األرض يوجد‬
‫على أنها لو فاخرتها دمشقهم ‪ ...‬لخرت لها بجامع األرض تسجد‬
‫إلف كنت في كحبلف للعلم طالبان ‪ ...‬كأنك في تحصيلو تتجرد‬
‫فذاؾ لعمرم مقصد أم مقصد ‪ ...‬كلكنو فيها أتم كأزيد‬
‫ألم ترل أف الطالبين فنونو ‪ ...‬إلى غير صنعاء مالهم قط مقصد‬
‫كإف بها زيدان كزخار علمو ‪ ...‬تبلطم أمواج لو كىو مزبد‬
‫فكم دار مكنوف لو في مغاصو ‪ ...‬ينظمها في سلكو كينضد‬
‫ككم من إماـ في العلوـ مبرز ‪ ...‬سواه كلكن إف زيد ألزيد‬
‫إماـ المعاني كالبياف كحسبو ‪ ...‬مجاز بتحقيق الحقايق يشهد‬
‫ككم ألساس الحق قامت قواعد ‪ ...‬فقسطاسو إذ رد ما كاف أكردكا‬
‫كأطفى بنور العلم نبراس غيهم ‪ ...‬فسيف الهدا في ىامو الجهل يغمد‬
‫غدا في فنوف اإلجتهاد مجليا ‪ ...‬ككل فصل خلفو كمقلد‬
‫أيحسن منكم بعد كم عن مقامو ‪ ...‬كقد كنت في ركضاتو تتردد‬
‫كفي كل حين تجتني من ثماره ‪ ...‬فوايد منها مطلق كمقيد‬
‫كال زلت في كسب العلوـ مشمران ‪ ...‬بفهم كفكر بالذكاء يتوقد‬
‫كد كرغبة ‪ ...‬فليس بمغنى غربة كتجرد‬‫كإف لم يكن عزـ ك و‬
‫ككن عامبلن بالعلم مهتديان بو ‪ ...‬فا انت إذا استهديت بالعلم ترشد‬
‫كإني ألرجو أف تفوز بنيلو ‪ ...‬كتدرؾ مجدان ذكره يتخلد‬
‫كدكنكها في نصيحة و‬
‫كالد‬
‫فتسع يد [َِٗجػ]‬
‫يحب لكم أف تسعدكه ى‬
‫كيا عجبان مني لتأكيد نصحكم ‪ ...‬كنصحي ليبقى في الحقيقة آك يد‬
‫كإف خلت عيبان منك يومان نقدتو ‪ ...‬ككنت بعيبي لو تنبهت أنقد‬
‫كإني قد ضيعت عمرم جميعو ‪ ...‬كانفقتو فيما يزكؿ كينفد‬
‫قدمت هلل يحمد‬
‫ي‬ ‫كلم أكتسب علمان كلم أدخر تقا ‪ ...‬كال عمبلن‬
‫فيا خجلتي يوـ اللقاء من حسابو ‪ ...‬إذا لم تكن بالعفو لي تعمد‬
‫كعمرت مسعودان كال زلت ترتقي ‪ ...‬إلى قصب المجد األثيل كتصعد‬

‫(ّ‪)ُٖٗ/‬‬

‫كدامت على المختار طو كآلو ‪ ...‬صبلة على طوؿ المدل تتأبد‬


‫فأجاب عليو البدر بقولو‪)ُ(:‬‬
‫بركؽ بأكناؼ الحما تتردد‬
‫تقم فؤادان للمعنى كتقعد‬
‫تناجي فؤادم أف في شرعة الهول‬
‫و‬
‫تكاليف منها أف نومك يفقد‬
‫كإنك تضحي سائل الدمع مائبلن‬
‫عن الربع ىل فيو الذم كنت أعهد‬
‫فهل آخذ عني حديث ىوأىم‬
‫فذلك مرفوع إليهم كمسند‬
‫ركت مهجتي عن مقلتي عن جفونهم‬
‫بأف لها سهمان إلى القلب يورد‬
‫النول قد فل جيش اجتماعنا‬
‫كأف ٌ‬
‫فأقهم عنهم تارةن ثم أنجد‬
‫كخفف ما بي من غرـ كغربة‬
‫نظاـ ىو الدر النفيس المنضد‬
‫ترشف ذىني من رحيق بريعة‬
‫كؤكسان فأضحى كىو منها معربد‬
‫حلي ببلغة‬
‫خرائد فكر في ٌ‬
‫مضت في رياض الطرس كىي تأكد‬
‫يحرضني فيو إلى العلم كالتقى‬
‫كيدعو إلى العلياء كيهدم كيرشد‬
‫لعمرم لقد أيقظتني كىديتني‬
‫فبل زلت بالقوؿ السديد تسدد‬
‫على أنني بالعلم صب متيم‬
‫كذىني إلى ركضاتو يتردد [َُِجػ]‬
‫كأطنبت في صنعاء كطيب سكونها‬
‫كأف ربوع العلم فيها تيشيد‬
‫صدقت ىي الدار التي ليس لمثلها‬
‫إلى سوحها من راـ ما شاء يقصد‬
‫ففيها شيوخ للعلوـ كللهدل‬
‫ككل ذكي ذىنو يتوقد‬
‫كفاىا افتخاران أف زيدان بربعها‬
‫تتيو بو الدنيا كتزىو كتسعد‬
‫إماـ لربع العلم أضحى مجددان‬
‫فبل عجب فهو اإلماـ المجدد‬
‫كقد جمعت فيها الكماالت كلها‬
‫كمن جمعت فيو غدا كىو مفرد‬
‫كسا ذىنو ذىني ثياب رقائق‬
‫غدا كىو مختاؿ بها متأكد‬
‫ككم لي من شيخ بها متبح ور‬
‫لو في العلى مجد أثيل كسؤدد‬
‫فلم أغترب عنها لتفضيل غيرىا‬
‫كقد كاف لي فيها عهاد كمعهد‬
‫فغ‬
‫كلكن أرل لبلغتراب فضيلة‬
‫تخفف نار االشتغاؿ كتخمد‬
‫كمن يرتضي طوؿ المقاـ بأىلو‬
‫فذلك عن نيل المعالي مقي يد‬
‫لعل النول يدني إلى رتبة العلى‬
‫كيشكر بعد االجتماع كيحمد‬
‫كأرجو من الرحماف نور ىداية‬
‫تضيء إلى الحق القويم كترشد‬
‫فإنا لفي دىر تلى َّفح أىلو‬
‫بأثواب جهل فالهدل فيو مكمد‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُّٖ‪.)ُّٗ-‬‬

‫(ّ‪)ُٗٗ/‬‬

‫كدرس في كحبلف في ىذه الرحلة في علم المنطق كغيره ثم عاد إلى صنعاء كالزـ شيخو‬
‫المذكور القتطاؼ ثمرات إفادتو مترددان إلى رياض علومو في صبح كل يوـ كبكرتو حتى فرؽ‬
‫بينهما موت شيخو ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كمن غريب ما اتفق أف صاحب الترجمة رأل شيخو المذكور‬
‫في شهر الحجة (ُ) سنة (ُُْْىػ) كاف يقرأ عليو في (تفسير أبي السعود) ككانت النيسخ‬
‫كأنها غير صحيحة فجيء [ُُِجػ] بصندكؽ كفيو نسخة صحيحة فتعسر على الحاضرين‬
‫فتحو فأخذه المولى زيد كفتحو فقاؿ البدر األمير مرتجبلن في المناـ‪)ِ(:‬‬
‫كيف ال تفتح صندكقان كقد ‪ ...‬طالما فتحت أبكار المعاني‬
‫كل بحث مغلق تفتحو ‪ ...‬بعد ما يعجز عنو الثقبلف‬
‫ثم أصبح حافظان لذلك كأخذ المولى البدر على القاضي العبلمة علي بن محمد العنسي ‪-‬رحمو‬
‫اهلل‪ -‬في الفقو كالنحو كالمنطق ككاف أليفو كبينو كبينو مكاتبات أدبية كمدح البدر كثيران‪ ،‬كقد‬
‫ذكره البدر في قصيدة التي ردىا بها على ما نقم عليو جهاؿ بني العنسي(ّ) من أىل برط في‬
‫سنة (ُُُٖىػ)(ْ) بقولو‪)ٓ(:‬‬
‫كشيخي في فقو كنحو كمنطق ‪ ...‬سليكم القاضي علي بن محمد‬
‫كقرأ البدر األمير ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬على السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الشهير بالوزير في أصوؿ‬
‫الفقو كتاب (ىداية العقوؿ شرح غاية السؤؿ) قراءة بحث كتحقيق كشرع شيخو ينظم متنها‬
‫نظمان حلوان جامعان لفوايد األصل مع سهولو كانسجاـ كسماه (العناية) كأمر البدر بشرحو فكاف‬
‫شيخو ينظم درس كل يوـ كالبدر يشرحو كلما كقف عليو شيخو استجاده جدان كسماه الدراية‬
‫كبلغا إلى بحث اإلجماع كعاقت العوايق عن الكماؿ بانقطاع القراءة ألسباب‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) في ديواف صاحب الترجمة‪ :‬ليلة(ِٓ) من شهر ذم الحجة سنة (ُُْْىػ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِْٖ‪.)ِْٗ-‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٖ)‪.‬‬
‫(ْ) فيو‪ :‬في شهر صفر سنة (ُُِٖىػ)‪.‬‬
‫(ٓ) نفسو ص (ُٖٔ) البيت العشركف‪.‬‬

‫(ّ‪)ََِ/‬‬

‫كأخذ عنو أيضان في المعاني كالبياف الشرح الصغير كفي المنطق (حاشية النوكم) كفي علم‬
‫الكبلـ (شرح القبليد) كسمع منو (بهجة المحافل) ككتبها البدر األمير بخطو كشرع البدر في‬
‫تأليف(حاشية على شرح الرضي) على الكافية لما درس فيو ككاف يعرض ما كتبو على شيخو‬
‫المذكور فيعجبو ذلك جدان كربما كتب عليها [ُِِجػ] تقريرات كبلغت إلى بحث المنادل‬
‫كانقطعت لما انقطع التدريس [ّٓب‪-‬ب] كأخذ البدر عن السيد العبلمة صبلح بن الحسين‬
‫األخفش في التصريف المناىل شرح الشافية كفي النحو (شرح الخبيصي) على الكافية كحصة‬
‫من (شرح الرضي) عليها ككاف كثير الثناء على البدر كالتعظيم لو كاإلجبلؿ كالمدح كالزيارة لو‬
‫إلى محلو‪.‬‬
‫قاؿ المولى زيد بن محمد أنو لم ير السيد صبلح يمدح أحدا كمدح البدر كأشعاره إليو تشعر‬
‫بذلك كربما كاف يزكر البدر إلى الخاف المعركؼ بسمسرة محمد بن الحسن أياـ سكونو بها‬
‫ككاف البدر إذ ذاؾ يكتب كتاب (زاد المعاد) البن القيم بخطو فيقرا لشيخو فيو فيطرب لمباحثو‬
‫كيعجب بها كثيران كأخذ البدر عن المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علم الجدؿ ككاف بينهما‬
‫مودة كإخاء كمكاتبات أديبة كمصاىرة كلم يزاال رضيعي لباف إلى أف فرؽ بينهما الحماـ (ُ)‬
‫كلما استوعب المراد من تحقيق العلوـ اآللية كأتقن الفقو كاألصوؿ الفقهية كالدينية رغب في‬
‫النظر في األدلة كفتح اهلل مسامع قلبو لؤلحاديث النبوية كاآلثار المصطفوية كتفسير اآليات‬
‫القرآنية‪.‬‬
‫[مقركاتو في الحديث]‬
‫__________‬
‫(ُ) أم‪ :‬الموت‪.‬‬

‫(ّ‪)َُِ/‬‬

‫فأكؿ كتاب اشتغل بو من كتب الحديث كتاب (عده الحصن الحصين) ثم كتاب (زاد المعاد)‬
‫ك(بهجة المحافل) ككتبهما بخطو ككاف أحيانان ينسخ في األكؿ في ضوء القمر لعدـ السراج (ُ)‬
‫كارتفاع الهمة إلى أشرؼ منهاج ككتب (الكشاؼ) بخطو ككثيران من حواشيو‪ ،‬كما زاؿ متشوقان‬
‫إلى سماع الحديث النبوم كمشافهة أئمتو كما قاؿ من أبيات كتبها إلى‪.‬‬
‫الشيخ العبلمة محمد بن سالم بن كاصل الحسائي (ِ) (ّ)‬
‫ليت شعرم ىل في الوجود إماـ ‪ ...‬عالم مثل مسلم كالبخارم‬
‫كنت أعملت في لقاه المطايا ‪ ...‬سائران في مهامو كقفار ‪ُِّ[ ...‬جػ]‬
‫كبذلت النفيس في األخذ عنو ‪ ...‬تاركان لؤلكطاف كاألكطار‬
‫__________‬
‫(ُ) ليس البدر األمير الوحيد الذم كاف يقوـ بنسخ العلوـ على ضوء القمر بل ىناؾ العديد من‬
‫العلماء المجتهدين سبقوه‪ ،‬أخبرني الوالد العبلمة محمد بن محمد بن عبد اهلل القاسمي الثبلئي‬
‫رحمو اهلل عن شيخو شيخ اإلسبلـ عبد الوىاب المجاىد الشماحي أف ىناؾ من العلماء‬
‫العاملين من بلغت درجة اىتمامهم في العلوـ كتحصيلها أنهم نسخوا على ضوء القمر كأنهم‬
‫كانوا يربطوف أعناقهم إلى عرض الجدار الوتد خشية أف يصيبهم النعاس كىم يطالعوف‬
‫كبحفظوف الكثير من متوف العلوـ كاالىتماـ بالعلم ليس مقتصران على شخص بعينو رحمهم اهلل‬
‫جميعا‪.‬‬
‫(ِ) انظر‪ :‬نشر العرؼ (ّ‪ .)ُٔٔ-ُْٔ/‬ديواف محمد بن إسماعيل األمير (صفحات‬
‫مختلفة)‪.‬‬
‫(ّ) ينظر الديواف ص (َِٕ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِِ/‬‬

‫كىذا الشيخ محمد بن سالم كصل سنة (ُُِِىػ) كىو رجل صالح تاجر لو اشتغاؿ بالعلم‬
‫فقرا على البدر (شرح العمريطية) يظنو في النحو مؤلفو بعض علما الحساء‪ ،‬ككصفو البدر‬
‫بالتحقيق كقرأ عليو أيضان (قواعد اإلعراب الكبرل) البن ىشاـ كطلب من البدر نظمها فنظمها‬
‫نظمان بديعان حلوان ضابطان لقواعدىا كىو من أكؿ مؤلفاتو‪ ،‬كسافر الشيخ محمد كلم تزؿ كتبو إلى‬
‫البدر‪ ،‬ككصل منو كتاب من بػ(بغداد) كذكر أنو قد شرح بعض علمائها المنظومة المذكورة ككعد‬
‫اإلرساؿ بو فعالجو الحماـ كمات شهيدان غريقان في البحر ‪-‬رحمو اهلل‪.-‬‬
‫كلما كقف على قوؿ من قاؿ‪)ُ( :‬‬
‫إف علم الحديث علم رجاؿ ‪ ...‬تركوا اإلبتداع لئلتباع‬
‫فإذا جن ليلهم كتبوه ‪ ...‬كإذا أصبحوا غدكا للسماع‬
‫قاؿ ‪-‬رحمو اهلل‪)ِ( :-‬‬
‫قد أردنا السماع لكن فقدنا ‪ ...‬من يفيد األىسماع ً‬
‫باألسماع‬
‫فرجعنا إلى الوجادة لما ‪ ...‬لما نجد عارفان بها في البقاع‬
‫فلساف األسفار تملئ كمنها ‪ ...‬يتلقى سران لساف اليراع‬
‫كلم يكن علم الحديث في اليمن شيئان مذكوران كال التفات ألحد من علمائو إليو بل كاف علما‬
‫مهجوران كما قاؿ البدر من أبيات‪)ّ(:‬‬
‫كاف الحديث بأرضكم ‪ ...‬مستغربان كاهلل جدا‬
‫حتى نشرت فنونو ‪ ...‬كجلوت منو ما تصدا‬
‫فلدرسو كألخذه ‪ ...‬من بعدنا كل تصدا‬
‫ىول ككجدا‬
‫كتنافس العلماء في ‪ ...‬كتب الحديث ن‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِّٕ)‪.‬‬
‫(ِ) نفسو ص (ِّٕ‪.)ِْٕ-‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُّْ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِّ/‬‬

‫ثم ىم َّن اهلل عليو بالسفر إلى الحرمين الشريفين للحج كالزيارة في سنة أربع كعشرين [ُِْجػ]‬
‫كمائة كألف‪ .‬كىي أكؿ حجة حجها‪ ،‬كرافقو السيد العبلمة القاسم بن أحمد بن محمد العياني‬
‫ككاف بينهما مودة كإخاء كصهارة ألف السيد العبلمة قاسم تزكج أخت البدر فورد إلى (المدينة‬
‫المنورة)‪ ،‬كاجتمع بالشيخ العبلمة خطيب الحرـ النبوم عبد الرحمن بن الخطيب بن أبي الغيث‬
‫بن تاج الدين المدني الموقت بالمسجد النبوم فسمع منو تأكيل الصحيحين كأجازه إجازةن‬
‫عامةن‪ ،‬كسمع منو بعض رسالة أعماؿ الفكر كالركايات شرح [ْٓأ‪-‬ب] حديث ((إنما األعماؿ‬
‫بالنيات)) للشيخ إبراىيم الكردم بعد أف كتبها البدر بخطو كجرل بينو كبين شيخو مناظرة في‬
‫مسألة خلق األفعاؿ انقطع شيخو فيها‪ ،‬كلما شاع ذكرىا كصل إليو جماعة من سكاف الصفرا‬
‫(ُ) الزيدية يطلبوف منو اإلقامة بهم كالتدريس لديهم فاعتذر عن إسعافهم بطلبتهم‪ ،‬كأخذ أيضان‬
‫في المدينة عن الشيخ العبلمة طاىر بن إبراىيم بن حسن الكردم كل ذلك في شهر محرـ سنة‬
‫خمس كعشرين كمائة كالف‪ ،‬ككتب إليو كالده بعد أف تجرع مرارة البعاد أبياتان كأرسلها مع‬
‫الوفاد إلى (المدينة) فوصلت إلى عرفات (ِ)‪:‬‬
‫آه من نار فرقة كبعاد ‪ ...‬قدحت في الفؤاد قدح زناد‬
‫يا أحبائي إنما أنا جسم ‪ ...‬منذ غبتم مجرد عن فؤاد‬
‫لست أنسى يوـ الوداع الذم مر ‪ ...‬كدمعي يسيل سيل الوادم‬
‫أيها الوافدكف في عرفات ‪ ...‬بأبي أنتم من الوفاد‬
‫فزتم بالوقوؼ ثم أفضتم ‪ ...‬مستمدين فضل رب البعاد‬
‫ثم بالمشعر الحراـ مررتم ‪ ...‬كنقذتم منو إلى خير كاد‬
‫بمنى نلتم أتم مناكم‬
‫> ‪ ...‬كبلغتم بها قصار المراد‬
‫كرميتم بو الجمار جميعان ‪ ...‬كنفرتم تبغوف أشرؼ ناد‬
‫ثم طفتم بالبيت ثم سعيتم ‪ ...‬كسعيتم إلى سبيل الرشاد[ُِٓجػ]‬
‫كشربتم من زمزـ كىو يركم ‪ ...‬ماءه العذب كل قلب صادم‬
‫__________‬
‫(ُ) مدينة بالجنوب الشرقي من مدينة صعدة بمسافة (ِٓ‪-‬ؾ‪.‬ـ) ينظر‪ :‬المقحفي‬
‫ص(ِّٗ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف إسماعيل بن صبلح األمير (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِْ/‬‬

‫كثنيتم أعنة العيس للسير ‪ ...‬إلى طيبة كساؽ الحادم‬


‫أنا أفدم أيدم المطايا اللواتي ‪ ...‬حملتكم إلى النبي الهادم‬
‫لم تزؿ تقطع الفيافي حتى ‪ ...‬أكصلتكم أقصى منا القصاد‬
‫حيث أشرفتم على أشرؼ الخلق ‪ ...‬شفيع األناـ يوـ المعاد‬
‫يا لها من مواطن شرؼ اهلل ‪ ...‬ثراىا على جميع الببلد‬
‫ثم زرتم إلى البقيع كهلل ‪ ...‬ثراه ما ضم من أمجاد‬
‫كبها حزتم بها ثم أحد ‪ ...‬كبلغتم غايات كل مراد‬
‫ليت شعرم يا صاح ىل لي ‪ ...‬إلى تلك الربا عودة مع العواد‬
‫ثم رجع بعد قضا الحج كالزيارة إلى الوطن فاشتهر صيت فضلو في جميع األقطار كما اشتهر‬
‫في (اليمن)‪ ،‬كقصده الطلبة لؤلخذ عنو من اىل بلده كغيرىم‪ ،‬كصرؼ ىمتو إلى نشر علوـ‬
‫التفسير كعلم السنة فدرس في كتب الحديث كأحيى ذكرىا‪ ،‬كماؿ إلى النضر في األدلة كرزؽ‬
‫األنصاؼ كما ىو شاف العلماء الجلة‪،‬كجانب طرؽ التقييد بالتقليد بعد إحاطتو بتحقيق علوـ‬
‫االجتهاد كما يريد كتطلب على مطلبو الشريف المساعد‪ ،‬كلم يوحشو في سلوكو سيل النجاة‬
‫كونو الواحد‪،‬كتشوؽ إلى لقا من يجرد اإلتباع لمن ينجوا لمتابعة اإلتباع‪ ،‬كبتنكب عن سبل‬
‫األحداث كاإلبتداع‪ ،‬كما قاؿ من أبيات كتبها إلى القاضي العبلمة الحسن بن علي البهكلي ‪-‬‬
‫رحمو اهلل‪ -‬تعالى‪)ُ( :‬‬
‫كتاقت إلى أكطاف مكة مهجتي ‪ ...‬فحملتها ماليس يحملو كسعى‬
‫كقلت عسى القى خليبلن مهذبان ‪ ...‬ليساعد باإلنصاؼ في األصل كالفرع‬
‫فلم ألق إال جاىبلن متصوفان ‪ ...‬ير أف أىل األرض من خدـ الشسع [ُِٔ‪ -‬جػ]‬
‫تخطف للقلب الضعيف يرقو ‪ ...‬كبالرقص كالثوب المرقع كالقبع‬
‫كاإلفتاء قد ناؿ حظا من العلى ‪ ...‬كلكن يرا التقليد من موجب الشرع‬
‫كيحسب دعول اإلجتهاد محالة ‪ ...‬كال فرؽ في الظنى لديو كال القطعي‬
‫كأف كتاب اهلل كالسنة التي ‪ ...‬أمرنا بها قد ألحدا باطن السبع‬
‫فقلت لنفسي أف في العود راحة ‪ ...‬كبعد اختبار الناس قد طاب لي ربعي‬
‫__________‬
‫(ُ) األبيات في ديواف صاحب الترجمة ص(ِٕٕ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٓ/‬‬

‫كلما انتشر عنو التدريس في كتب السنة كأنو قد ثنى إلى العمل إلى ما قادتو إليو األدلة إال عنو‬
‫كجو إليو جمهور االناـ سهاـ المبلـ‪ ،‬حتى بعض شيوخو األعبلـ‪ ،‬فلم يثنو مبلـ عن مراـ‪،‬‬
‫كأنشدني لساف الحاؿ‪:‬‬
‫فمن شاء فليغضب سواؾ فبل إذف ‪ ...‬إذا رضيت عني كراـ عشيرتي‬
‫كنهج سبيلي كاضح لمن اىتدل ‪ ...‬كلكنما األىواء أعمت فأعمت‬
‫كدرس في كتاب (ضوء النهار) للعبلمة الجبلؿ‪ ،‬ككاف المتصدر للقراءة المولى الحسن بن‬
‫إسحاؽ كرافقو جماعة من األعياف كشرع في تأليف حاشية [ْٓب‪-‬ب] عليو مفيدة‬
‫سماىا(منحة الغفار) كملت في مجلدين ضخمين فوشى بو الحاسد الجاىل إلى الخليفة‬
‫المتوكل القاسم بن الحسين ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى فأرسل إليو أميره الحاج سعد المجربي يعاتبو‬
‫كيقوؿ لو‪ :‬إنك درست في كتابة قد أحرقو اإلماـ القاسم عليو السبلـ فأجاب على الرسوؿ أبلغ‬
‫الخليفة أف ىذا الكتاب لم يكن مؤلفو موجودان في دكلة اإلماـ القاسم كقرا عليو كالده الضيا في‬
‫(المناىل الشافية) كفي (شرح العمدة) البن دقيق العيد كفي (ضوء النهار) كفي (الكشاؼ)‬
‫كحواشيو‪،‬كسأؿ الضيا كلده بسؤاؿ شريف في كلمة اإلستعاذة حاؿ قراءتو (الكشاؼ) فأجاب‬
‫بجواب نفيس في رسالة كرافقو في ىذه القراءة جدم السيد العبلمة[ُِٕجػ] المجتهد الزاىد‬
‫يحيى بن محمد الحوثي ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى كجماعة من األعياف ككاف الضيا يعظم كلده البدر‬
‫تعظيمان كثيران كال يفترقاف كرفض التقليد كعمل باألدلة بسبب إرشاد كلده لو كما قاؿ الضيا من‬
‫أبيات أجاب بها على كلده البدر‪)ُ( :‬‬
‫ما زاؿ يهديني إلى سبل ‪ ...‬الهدل كيندب‬
‫حتى كأني كلد ‪ ...‬مؤدب كىو األب‬
‫فاعجب لها قضية ‪ ...‬لمثلها يستغرب‬
‫كإف رأينا عجبان ‪ ...‬فإنني ال أعجب‬
‫ىذا الثمار كلها ‪ ...‬أصولهن الخشب‬
‫كاهلل يعطي من يشػ ‪ ...‬ػػا من فضلو كيهب‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف إسماعيل األمير (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٔ/‬‬

‫كاستمر البدر على التدريس كالهداية إلى سبيل النجاة كالصدع بالحق كالعمل بما صح لو من‬
‫األدلة كىو يوذم في ذات اهلل تعالى كال يعطفو عن ذلك عاطف إلى سنة اثنتين كثبلثين كمائة‬
‫كألف ثم سافر إلى (مكة) للحج ثم إلى المدينة للزيارة ككتب إلى كالده في ذىابو كأرسلها من‬
‫حصن (ظفير حجة) قولو (ُ)‪:‬‬
‫أبثك أني قد كجدت مشقة ‪ ...‬كلم أر في األسفار ما كنت أخشاه‬
‫كمن ركب األشواؽ لم يىػ ىر يش َّقةِّ ‪ ...‬كإف عطبت في كل مجد مطاياه‬
‫كمن كاف ذكر اهلل زاد رحيلو ‪ ...‬كفاه عن الزاد المجازم كأغناه‬
‫كمن كاف يبت اهلل غاية ىمو ‪ ...‬فطوبى لو إف ناؿ ما يتمناه‬
‫فيا ليت شعرم ىل أنادم محرمان ‪ ...‬بلبيك ربا ليس يغفر إال ىو‬
‫كىل لي بالبيت العتيق كركنو ‪ ...‬طواؼ كتقبيل كمسح محياه‬
‫كفي عرفات ىل أراني كاقفان ‪ ...‬لدل صخرات فاز من كن ما كاه‬
‫كىل يقبل الرحمن حجي قائبلن ‪ ...‬سمحنا عن العبد المسيء خطاياه‬
‫فجودكا علينا بالدعا تفضبلن ‪ ...‬كقولوا أسير الشوؽ في حفظ مواله‬
‫‪ُِٖ[ ...‬جػ]‬
‫فأجاب كالده ‪-‬رحمو اهلل تعالى‪ -‬بقولو‪)ِ( :‬‬
‫ىنيئان كطوبى ألمرء طاب مسعاه ‪ ...‬إذا قصد البيت العتيق كمسعاه‬
‫كال غرك أف تطوم لو شقة النول ‪ ...‬كقد كانت األشواؽ فيها مطاياه‬
‫ىنيئان مريئان غير داء مخامر ‪ ...‬لقد نلتم فيو من السؤؿ أقصاه‬
‫بلغتم إلى البيت المعظم شأنو ‪ ...‬فطفتم بو سبعان كما شرع اهلل‬
‫كقبلتم الركن الكريم تبركان ‪ ...‬ككم قبلتو للخبلئق أفواه‬
‫كصليتم خلف المقاـ تذلبلن ‪ ...‬لو فتسنمتم من الفضل أعبله‬
‫كيهنيكم من زمزـ شرب ماءه ‪ ...‬كمن يستقي من مائو العذب أركاه‬
‫ففيو شفا صح من كل علة ‪ ...‬كما صح من خير البرية معناه‬
‫كبالسعي في المسعى سعدتم كمن سعا ‪ ...‬بو مذنبان حطت يخطاه خطاياه‬
‫كفي عرفات إذ كقفتم بلغتم ‪ ...‬إلى شرؼ لم يبلغ الوىم مرقاه‬
‫كقيل أفيضوا قد كتبنا أجوركم ‪ ...‬كما كاف من ذنب لكم قد غفرناه‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة (َْٓ‪.)ُْٓ-‬‬
‫(ِ) ديواف كالد صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٕ/‬‬

‫كليلة جمع كىي أفضل ليلة ‪ ...‬يبيت بها أقصى الحجيج كأدناه‬
‫كحسبكم شكر اإللو كذكره ‪ ...‬بمشعره مستشعرين لتقواه‬
‫كهلل ذاؾ الدفع منها إلى منى ‪ ...‬ككل امرء قد ناؿ ما يتمناه‬
‫كحل لكم بالرمي كل محرـ سول ‪ ...‬الوطئ لم يستثن في الشرع إال ىو‬
‫كبتم بها تلك الليالي كأنها ‪ ...‬أليامها الغر المنيرات أشباه ‪ٓٓ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كلما انقضا رمي الجمار نفرتم ‪ ...‬إلى مكة مثول الخليل كمأكاه‬
‫إلى بلد اهلل الحراـ كبيتو العتيق ‪ ...‬الذم قد شرؼ اهلل مبناه‬
‫فطفتم طواؼ للزيارة ثانيان ‪ ...‬كمن زار بيت اهلل أكرـ مثواه‬
‫كحينئذ تمت مناسككم بو ‪ ...‬بأكمل كجو للقبوؿ ككافاه‬
‫كقد آف أف تستأنفوا لوداعو طوفا ‪ ...‬كما أعنى الوداع كأشجاه‬
‫كمن ذا الذم يرضى يفارؽ موطنان ‪ ...‬ينوه في الذكر الحكيم بذكراه ‪ُِٗ[ ...‬جػ]‬
‫فطوبى لمن أمسى كأصبح قاطنان ‪ ...‬بو أبدان حتى يفارؽ دنياه‬
‫بلى إف تهيأ أف يزكر محمدان ‪ ...‬فبل حرج إف شد منها مطاياه‬
‫كطابت لو حقان زيارة طيبة ‪ ...‬كناؿ بها طيب الحبيب كرياه‬
‫فمن زاره حقت شفاعتو لو ‪ ...‬كما جاء في األخبار ما قد علمناه‬
‫عليو صبلة اهلل ثم سبلمو ‪ ...‬كرحمتو في كل كقت تغشاه‬
‫كعترتو سفن النجاة أنجم الهدا ‪ ...‬كمن أكرثوا علم الكتاب كمعناه‬

‫(ّ‪)َِٖ/‬‬
‫ثم رحل إلى المدينة المشرفة للزيارة في آخر الحجة الحراـ سنة(ُُِّىػ)‪ ،‬كاجتمع فيها‬
‫بالشيخ العبلمة المجتهد أبي الحسن بن عبد الهادم السندم ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬فأكقفو الشيخ على‬
‫حاشيتو التي ألفها على (سنن أبي داكد) سماىا فتح الودكد فاطلع على كبلمو في حكم أطفاؿ‬
‫المشركين فكتب عليو أبحاثان كأطلع الشيخ عليها‪ ،‬فكتب عليها أبحاثان فردىا البدر كسألو‬
‫الشيخ عن النكتة في تلوين عبارات الخضر عليهم السبلـ في قولو‪ :‬فأردت أف أعيبها فأردنا‬
‫فأراد ربك‪ .‬فأجاب البدر بجواب مفيد حتى اجتمعت تلك األبحاث رسالة مفيدة كأعجلو سفر‬
‫العود إلى الوطن حتى أنو بيضها في طريق المدينة راجعان ككصل بندر جده فركب منها في‬
‫السفينة فسافر يومان طيبان فمبل توارت الشمس حصل خرؽ في السفينة كغلب الماء النازح حتى‬
‫شارفوا على الهبلؾ كتعذر اإلرساء لعمق البحر ككتب البدر كتابان إلى جدة إلى بعض اصحابو‬
‫كجعلو أحد البحارين في شعر رأسو كسبح إلىساحل البحر كاستمركا في ليلة شديد إلى طلوع‬
‫الفجر ككصلت السنابيق من جده فخرج من في السفينة في سبلمة كرجعوا إلى بندر جدة‬
‫فكتب البدر إلى كالده من جده كاصفان للواقعة أبياتان كأرسلها إليو كىي قولو‪)ُ( :‬‬
‫نعمة إف ذكرتها كجب الشكر ‪ ...‬كهلل الشكر في كل حالو‬
‫مذ ركبنا على السفينة في البحػ ‪ ...‬ػػر أرتنا أحوالو أىوالو‬
‫كأقاموا الشراع يتسجلبوا الريح ‪ ...‬كأبدل كل ىنالك احتيالو‬
‫فأنتهم ريح تسوؽ السواعي (ِ) ‪ ...‬كما ساؽ جامل أجمالو‬
‫ففر جنابها كملنا كأنا ‪ ...‬في رياض غصونها المالية‬
‫ثم سارت بأعين اهلل تجرم ‪ ...‬كترينا من كل بر رمالو‬
‫و‬
‫شخص ‪ ...‬لخليل لو يسر المقالة‬ ‫ثم ما راعنا سول قوؿ‬
‫قد طغى الماء من الهراب كأخشى ‪ ...‬بعد ىذا أف ال تطيق احتمالو‬
‫كأتوا بالدال كي يغرفوه ‪ ...‬كىو يزداد كثرة كأسالو‬
‫فنظرنا فيها فقلنا جميعان ‪ ...‬أف ىذا خرؽ بها ال محالة‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(َّٕ‪.)َّٗ-‬‬
‫(ِ) اسم لبعض ألواف السفينة‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٗ/‬‬
‫كفرقنا كصار كل فريق ‪ ...‬نادبان نفسو ىناؾ كمالو‬
‫ثم صاركا ما بين داع إلى اهلل ‪ ...‬كداع أشياخو كرجالو‬
‫باؾ ‪ ...‬يحسب اليتم قاصدان أطفالو‬‫كفتى مبلس كآخر و‬
‫كاستفاقوا يديركف خبلصان ‪ ...‬في ىبلؾ قد ضمهم في الحبالو‬
‫فأرادكا يرسونها فإذا البحر ‪ ...‬عميق حبالهم لم تنالو‬
‫فأيسنا كقاؿ كل لكل ‪ ...‬أتركونا يقضي القضا ما بدا لو‬
‫كصلوا إف قطعتم بهبلؾ ‪ ...‬لفظ حرؼ الندا بلفظ الجبللة‬
‫فاغثنا بالقرب من ساحل البحر ‪ ...‬فحط الرجا ىناؾ رحالو‬
‫ثم بتنا في ليلة ننظر الفكر ‪ ...‬بعين كىمو َّأمالو‬
‫تارة تنظر الخبلص كآخر ‪ ...‬تنظر الليل ملقيان أذيالو‬
‫ص َّوالو‬
‫فيعود الرجا قنوطان كللخوؼ ‪ ...‬جنود على الرجا ى‬
‫فهما في الجبلد إذ برز الفجر ‪ ...‬مزيبلن عن الدجا سر بالو‬
‫كرأينا زكارؽ األمن قد ‪ ...‬كافت كخيل من مشيها مختالة ‪ُِِ[ ...‬جػ]‬
‫أنقذتنا من كل ىوؿ ككرب ‪ ...‬بعد أف طنب الهبلؾ حبالو‬
‫كغدا األمن يصفع الخوؼ إذ ذاؾ ‪ ...‬كندمي بالفعل منو قذالو‬
‫كمشينا في البر في حر شمس ‪ ...‬كالضما مرشق إلينا نبالو‬
‫فأتانا المركوب كالماء كفك‬
‫ظ ‪ ...‬اهلل عن كل مقفل أقفالو‬
‫كإلى جده رجعنا كفيها ‪ ...‬قدر سمنا حركؼ ىذه المقالة‬
‫كإليكم ياحيرة بأزاؿ ‪ ...‬قد كصفنا ما كاف في ذم العجالة‬
‫لئزيل األشجاف عن كل و‬
‫خل ‪ ...‬صار عنا للفقد يخفي سؤالو‬
‫فلو الحمد كم أقاؿ ككم عافا ‪ ...‬ككم فك من أسير عقالو‬
‫كبقي البدر في (جده) بعد عودة أكثر من نصف شهر ثم سافر في البحر سفران طيبان ككصل‬
‫(بندر اللحية) على ستة أياـ من جدة إليها كأرسل األبيات إلى كالده إلى صنعاء فأجاب بقولو‬
‫(ُ)‪:‬‬
‫در نظم حواه سمط الرسالة ‪ ...‬قد رأينا للبدر منو كمالو‬
‫جاء يطوم الببلد بحران كبران ‪ ...‬ثم ألقى في سوح صنعاء رحالو‬
‫من أمير النظاـ بدر المعالي ‪ ...‬كأرث المكرمات ال عن كبللة‬
‫كخدين من العلوـ نادرة العصر ‪ ...‬صحيح الذكا فصيح المقالة‬
‫و‬
‫بوصف لكل قلب ىالو‬ ‫كاصفان ما جرل من الهوؿ في البحر ‪...‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف كالد صاحب الترجمة (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َُِ/‬‬

‫يصف الخرؽ في السفينة ‪ ...‬حتى قطع اليأس للرجا أمالو‬


‫خلل إنما دعاكم إلى العود ‪ ...‬ال سنى سبلمة كجمالو‬
‫رب أمر تراه في ظاىر األمر ‪ ...‬فسادان كاف الصبلح مآلو‬
‫كلذا ساغ قبل للخضر الخرؽ ‪ ...‬كقد أنكر الكليم فعالو‬
‫إف اهلل في األمور لتدبيرا ‪ ...‬دقيقان عقولنا لن تنالو‬
‫كم ترخا أمرء فكاف بو ‪ ...‬الخير ككنا نحاكؿ استعجالو ‪ِِِ[ ...‬جػ]‬
‫ليس للعبد غير ما كتب ‪ ...‬اهلل تعالى فاألمر هلل ال لو‬
‫فرضينا كاف أطلتم علينا ‪ ...‬مدة االنتظار أم إطالة‬
‫كأثار البطا لكل محب ‪ ...‬شجنا مقلقان يبلبل بالو‬
‫كنت في ليل كربة كشجوف ‪ ...‬فبدا لي كتابكم كالغزالة‬
‫يتهادل مثل العركس اختياالن ‪ ...‬بين بردم سبلسة كجزالة‬
‫ففضضنا ختامو كىو مسك ‪ ...‬كاجتليناه قبل بذؿ القبالة‬
‫كسررنا بو كخفف عنا ‪ ...‬شجنا كاف ملقيان أثقالو‬
‫فلربي سبحانو الحمد كالشكر ‪ ...‬كثيران مكافيان أفضالو‬
‫نعما ال يكاد يحصوىا العد ‪ ...‬كآنى تعد ترب الرمالة‬
‫نعما ال يزاؿ ذك العرش يسد بها ‪ ...‬مع ما يرا بنا من بطالو‬
‫قد غرقنا في أبحر من ذنوب ‪ ...‬ليس إالَّ منو النجا كاإلقالة‬
‫ككقفنا في موجها نترجى ‪ ...‬تارة عفوه كنخشى نكالو‬
‫كم تخطت إلى الخطايا خطايا ‪ ...‬كسحبنا عمدان ذيوؿ الجهالة‬
‫كلنا ساعة التصابي كاللهو ‪ ...‬نشاطا ال يعتريو مبللة‬
‫كإذا كاف طاعة ترضى الرب ‪ ...‬ترانا مبللة مكسالة‬
‫كعسى اإلعتراؼ بالذنب يمحوه ‪ ...‬كمحو الظبلـ ضياء الجهالة‬
‫كلنا بعد حسن ظن جميل ‪ ...‬نتفيا في كل كقت ظبللة‬
‫ليس إال التوفيق منو كإال ‪ ...‬أىلكتنا نفوسنا القتالة‬
‫ليس نرجو إال تفضلو المحض ‪ ...‬كعفوان جمان يضاىي جبللو‬
‫كىو أىل للعفو عنا كإف لم ‪ ...‬نك أىبلن لعفوه باإلصالو‬
‫فاعف عنا يا ربنا كارض عنا ‪ ...‬كتجاكز كاغفر بسر الجبللو‬
‫كتحنن كارحم كصل كسلم ‪ ...‬ثم بارؾ على النبي كآلو[ِِّجػ]‬

‫(ّ‪)ُُِ/‬‬

‫ثم كصل البدر في شهر ربيع األكؿ من سنة (ُُّّىػ) كأشرقت أنواره على (صنعاء) كأنزؿ‬
‫مقدمو على القلوب السركر كتواتر بطلعتو البهية الحبور‪ ،‬كىناه شيخو العبلمة صبلح بن‬
‫الحسين األخفش بقولو‪:‬‬
‫أتحف اهلل الحضرة العزية ‪ ...‬حيث نبراس األسرة الحمزية‬
‫رأس أىل الكماؿ عين أناس ‪ ...‬اآلؿ صدر السبللة النبوية[ٔٓأ‪-‬ب]‬
‫حسن الخلق جعفر الصدؽ ‪ ...‬زبد السبق زين العصابة العلوية‬
‫بسبلـ حكى شمائل أخبلؽ ‪ ...‬لو كالحدائق الوردية‬
‫صدرت بعد حمد رب البرايا ‪ ...‬كسبلـ يخص خير البرية‬
‫ثم إخوانو كصادؽ ‪ ...‬صديقيو كاألصدقاء كالذرية‬
‫للهنا بالذم من الفضل نلتم ‪ ...‬كحويتم من األماني الهنية‬
‫كقرار العيوف من بعد القاء ‪ ...‬العصا باألماكن القدسية‬
‫كالبقاع التي لها شرؼ اهلل ‪ ...‬على كل بقعة كبنية‬
‫ككصلتم إلى مهابط أمبل ‪ ...‬ؾ السماكات باألمور العلية‬
‫ثم ذكر جميع المشاعر الحراـ ثم قاؿ‪:‬‬
‫كىززتم أعطافكم بعد ىذا ‪ ...‬لسلوؾ المسالك المدنية‬
‫كشددتم من بعد ذاؾ المطايا ‪ ...‬كسريتم سرل النجوـ المضية‬
‫كبلغتم بحمد رب البرايا ‪ ...‬طيبة حيث حل خير البرية‬
‫كشهدتم من مهبط الوحي سوحان ‪ ...‬كم بو من طوايف ملكية‬
‫ثم زرتم ألفضل الخلق قبران ‪ ...‬ىو أعلى األماكن األرضية‬
‫ثم عدتم من بعد أف قد نفذتم ‪ ...‬حايزين السعادة األبدية‬
‫كجمعتم في الرحلتين نجاح ‪ ...‬الدنيويات الكل كاألخركية[ِِْجػ]‬
‫كمنها‪:‬‬
‫ليت شعرم ىل نالنا ثمة حظ ‪ ...‬عندكم أـ حظوظنا منسية‬
‫ىل على بالكم ىناؾ خطرنا ‪ ...‬فدعوتم بقلب كنية‬
‫كبذلتم لنا الدعاء بتيسير ‪ ...‬كصوؿ المشاعر الحرمية‬
‫كسألتم لنا الخلوص قريبان ‪ ...‬من جيوش الشواغل الدنيوية‬
‫كقيود البقا في األىل لما ‪ ...‬أكجبتو األكامر الشرعية‬
‫ليت شعرم ىل ذا التعليل كاؼ ‪ ...‬أـ عليو مناقشات خفية‬
‫ىل أقاـ التعلل العذر فاسأؿ‬
‫> ‪ ...‬ما يقوؿ ابن قيم الجوزية‬
‫كأراىا ذكنبنا قيدتنا ‪ ...‬كبنا أبطا اكتساب الخطية‬
‫ربما كانت العقوبة في الذنب ‪ ...‬ذنوبان بالمذنبين بطيٌة‬

‫(ّ‪)ُِِ/‬‬

‫كم صباحان بو استقلنا عثاران ‪ ...‬ثم عدنا إلى العثاء العشية‬


‫شهد العود في الذنوب بأنا ‪ ...‬نكذب النفس في صبلح الطوية‬
‫من أبيات كأصحبها بنثر بليغ كلما أطلع عليها المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كتب إلى‬
‫شيخو البدر معارضان كمقتفيان أثر شيخ شيخو بقولو‪:‬‬
‫ال كخمر من الشفاة الشهية ‪ ...‬قد أديرت في كأس درم الثنية‬
‫كجبين منو البدكر استحدث ‪ ...‬ذلك النور كالشموس المضية‬
‫إف تبدأ في أسود الشعر الحت ‪ ...‬منو للناس غرة شمسية‬
‫كرياض من الخدكد سقاىا ‪ ...‬صيب الحسن بكرة كعشية‬
‫كثنايا مأخوذة من نضاـ ‪ ...‬صيغ في مدح ذم الصفات العلية‬
‫صاغو الفاضل العظيم حليف الزىد ‪ ...‬فخر العصابة العلوية‬
‫ما رأينا في العالمين عظيما ‪ ...‬مثل بدر الهدا كريم السجية‬
‫جامع الفضل كالفضائل طران ‪ ...‬عين أعياف العترة النبوية‬
‫بدر دين اإللو نجل ضيا ‪ ...‬الدين فخر العصابة الزيدية ‪ِِٓ[ ...‬جػ]‬
‫باذؿ النفس كالنفيس إلحيا ‪ ...‬علوـ الشريعة األحمدية‬
‫ألمعي الذكا مظهر أسرار ‪ ...‬كنووز من العلوـ خفية‬
‫كم خبطنا في ليل مشكل بحث ‪ ...‬فجبله بفكرة لوذعية‬
‫صادؽ الرأم إف دجى ليل خطب ‪ ...‬الح كالصبح راية في البرية‬
‫كأكيس زىدان كفوؽ إياس ‪ ...‬فطنةن مع فصاحة قسية‬
‫كىوكالفخر في األصولين لكن ‪ ...‬منصف لم يمل إلى العصبية‬
‫يتبع الحق حيث كاف مريدان ‪ ...‬منو نيل السعادة األبدية‬
‫كإذا رمت صدؽ ىذا فتنبيئك ‪ ...‬الحواشي على الرضى المرضية‬
‫فلقد قرب البعيد كأبدل ‪ ...‬لك فيها رموزه المخفية‬
‫ككذاؾ الذم بطيبة أمبله ‪ ...‬لدفع المباحث السندية‬
‫الزـ األشعرم قوالن شنيعان ‪ ...‬كأباف األدلة القطعية‬
‫كأقاـ الدليل عقبلن كشرعان ‪ ...‬لم يقل قط قالت العدلية‬
‫داحظان سنة التمذىب إذ كاف ‪ ...‬بو ترؾ السنة النبوية‬
‫كاستفدنا في ذكر عالم موسى ‪ ...‬معجزات كانت علينا خفية‬
‫كأتا بالعجاب فيو كأبدا ‪ ...‬ما تراه من النكات السنية‬
‫يا إمامان قد عم بالنفع لما ‪ ...‬خصو اهلل بالصفات العلية‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬

‫علمتنا صوغ المعاني كتنظيم ‪ ...‬الدرارم صفاتك المرضية[ٔٓب‪-‬ب]‬


‫فنظمنا قبليد المدح فيها ‪ ...‬كسبكنا تبر المعاني القوية‬
‫كالتقطنا ما رؽ لفظان كمعنا ‪ ...‬كمدحنا تلك السجايا السنية‬
‫فأقبلو يا ما لكي كتفضل ‪ ...‬بجواب عليك أزكة تحية‬
‫كابق كاسلم في رفعة كنعيم ‪ ...‬ما بدت غرة الصباح المضية [ِِٔجػ]‬
‫فأجاب البدر قدس اهلل ركحهما بقولو‪)ُ( :‬‬
‫أشموس من المعالي مضيو ‪ ...‬أـ فصوؿ منظومة لؤلؤية‬
‫أـ رياض كسا الربيع رباىا ‪ ...‬فتغنت أطيارىا البلبلية‬
‫أـ عيوف للنرجس الغض تزرم ‪ ...‬بالعيوف الكحلية البابلية‬
‫أـ ىو السحر سالبا لعقوؿ ‪ ...‬لم تكن عندىا العصا الموسوية‬
‫قسمان لو رأتو يوماص زليخا ‪ ...‬لتناست محاسنان يوسفية‬
‫أك رأتو نساء تلك لقطعػ ‪ ...‬ػن أكفان من دىشة شعرية‬
‫كلقالت حاشا اإللو فما ىذا ‪ ...‬نظاـ بل ذا شموس مضية‬
‫بل نظاـ من المداـ أديرت ‪ ...‬في كؤكس الببلغة العربية‬
‫أضياء العبلء بعثت بنظم ‪ ...‬صغتو من كواكب درية‬
‫فأتانا عقد تتيو بو الدنيا ‪ ...‬كتغدكا بسمطو محلية‬
‫كيسامى السما بذاؾ افتخارا ‪ ...‬كيهني ديارنا اليمنية‬
‫أف تقدر أف المعالي جسم ‪ ...‬كنت ركحان لذاتو الجوىرية‬
‫فلعمرم ما قد رأيت نجيبان ‪ ...‬من نجيب عصبة ملكية‬
‫مثل نجل العزم تنظر إنسانان ‪ ...‬كلكن صفاتو ملكية‬
‫حامبلن راية الذكاء تراه ‪ ...‬ناشران للمباحث المطوية‬
‫كبياف ‪ ...‬كاشفان للدقائق الفلسفية‬ ‫و‬
‫فصاحة و‬ ‫ناطقان من‬
‫طاىر الذيل ما تصابي لله وو ‪ ...‬إنما لهوه العلوـ العلية‬
‫ناؿ منها مع حداثة س ون ‪ ...‬رتبة القطب شارح الشمسية‬
‫كسواه قد شيب الفود منو ‪ ...‬كىو في رتبة القصور الدنية‬
‫لك في مركز المعارؼ ملك‬
‫> ‪ ...‬نلت فيو المباحث السعدية‬
‫كترقيت رتبة البن سينا ‪ ...‬حاز فيها القواعد المنطقية[ِِٕجػ]‬
‫كلعلم الخليل صرت خليبل ‪ ...‬مرشد بالقواعد النحوية‬
‫كلركض النظاـ أنت ىزارا الحسن ‪ ...‬تترقى في تلك الغصوف الندية‬
‫تجتني طيب المعالي منها ‪ ...‬ثم تسبي بو العقوؿ الزكية‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْٔٓ‪.)ْٕٓ-‬‬

‫(ّ‪)ُِْ/‬‬

‫كلحسن األخبلؽ كالجود أصبحت ‪ ...‬إمامان مقلدان في البرية‬


‫دمت في نعمة كأطيب و‬
‫حاؿ ‪ ...‬فائزان بالمباحث العضدية‬
‫غايصان في البحار تستخرج الدر ‪ ...‬كتأتي بو إلينا ىدية‬
‫إف أحلى ىدية عند مثلي ‪ ...‬نكتة في العلوـ تأتي سدية‬
‫كسبلـ على معاليك مني ‪ ...‬ما تغنت في ركضها قمرية‬
‫كللمولى إسماعيل بن محمد تهئنة إلى البدر أيضان مستهلها‪:‬‬
‫أىبلن بعودكم الحميد ‪ ...‬كبيوـ مقدمك السعيد‬
‫أىبلن بعودؾ بعد نيل السؤؿ ‪ ...‬في سعد السعود‬
‫سافرت عنا قاصدان ‪ ...‬للحج عن شوؽ شديد‬
‫فوصلت ىاتيك المشاعر ‪ ...‬حيث مزدحم الوفود‬
‫كقضيت فرضك طالبان ‪ ...‬للفوز في دار الخلود‬
‫كظفرت باألجر الذم ‪ ...‬ترجوه من رب حميد‬
‫ثم التفت مبادران ‪ ...‬لتماـ مقصدؾ الرشيد‬
‫نحو المدينة زائران ‪ ...‬للمصطفى أصل الوجود‬
‫فقضيت منها ما تريد ‪ ...‬بذلك السعي المفيد‬
‫كرجعت مسركران إلى األكطاف ‪ ...‬من سفر بعيد‬
‫فوصلتها في نعمة ‪ ...‬غراء على رغم الحسود‬
‫كالكل مشتاؽ اللقاء ‪ ...‬شوؽ العطاش إلى الوركد[ِِٖجػ]‬
‫من بعد أف طاؿ النول ‪ ...‬أك طاؿ لذات الهجود‬
‫حتى إذا جاء البشير ‪ ...‬بعودؾ األسنى الحميد‬
‫عادت إلى أشباحها ‪ ...‬بالعود أركاح العبيد‬
‫كزىت كحق لها ‪ ...‬بنو الدنيا بمقدمك السعيد‬
‫هلل يوـ عاد فيو ‪ ...‬البدر في سعد السعود‬
‫يوـ أغر معظم ‪ ...‬للناس أضحى يوـ عيد‬
‫فيو تجلى البدر حاكم ‪ ...‬الفخر ذك الرأم السديد‬
‫نجل الضياء كمن غدا ‪ ...‬كالبحر ذك علم كجود ‪ٕٓ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫سباؽ غايات العبل ‪ ...‬رب الفخار ببل جحود‬
‫حبر عبل في العلم قدران ‪ ...‬دكنو ابن أبي الحديد‬
‫كحول من اآلداب ما لم ‪ ...‬يحوه عبد حميد‬
‫كإليو نظم رائق ‪ ...‬معنا كمنتظم العقود‬
‫نظم بمدحك قد على ‪ ...‬قدران على نظم الوليد‬
‫كأفى إليك مهئنان ‪ ...‬بالعود عن كد أكيد‬
‫فاقبلو ال زلت معاليك ‪ ...‬العلية في مزيد‬

‫(ّ‪)ُِٓ/‬‬
‫السنة كأكذم من غوغاء‬
‫فلما كصل البدر (صنعاء) أحيا العلوـ كدرس كبذؿ جهده في نشر ُّ‬
‫العواـ كسفهاء األحبلـ‪ ،‬كىو صابر على ذلك كلم يزؿ على حالو من اإلرشاد كالفتيا كالتأليف‬
‫كالتدريس إلى سنة أربع كثبلثين كمائة كألف‪ ،‬فعاد إلى معاد كقضى من حج البيت الحراـ جميع‬
‫المراد كاجتمع باألعياف كالشيخ العبلمة الشهير باألشبولي كالسيد العبلمة عبد الرحمن أسلم‬
‫كغيرىما‪ ،‬كقرأ على الشيخ العبلمة الزاىد التقي محمد بن أحمد األسدم [ِِٗجػ] شرح‬
‫عمدة األحكاـ البن دقيق العيد‪ ،‬ككاف شركعو في القراءة رابع شهر محرـ سنة (ُُّٓىػ)‪،‬‬
‫كختمها في سابع كعشرين شهر ربيع األكؿ من السنة كشركع البدر ىنالك في تأليف حاشية‬
‫عليو سماىا‪ :‬بػ(العدة) ككملت في مجلدين ضخمين كقرأ في علم التجويد على الشيخ العالم‬
‫الفاضل القارئ الحسن بن حسين شاجور في شهر صفر من السنة كاختصر كتاب (أساس‬
‫الببلغة) للزمخشرم باإلقتصار منو على الكناية كالمجاز في مجلد لطيف سماه‪ ( :‬اإلحراز لما‬
‫في أساس الببلغة من كناية كمجاز) شرع فيو في يوـ الخميس ثاني شهر صفر من السنة‬
‫المذكورة كفرغ منو في ضحوة يوـ اإلثنين ثالث شهر ربيع األكؿ من السنة‪ ،‬برباط الزمامية تلقا‬
‫الحجر الحج الشريف من البيت الحراـ كاختصر أيضان كتاب (عدة الصابرين) للعبلمة ابن القيم‬
‫الجوزية في مؤلف سماه‪( :‬السيف الباتر في عين الصابر كالشاكر)‪ ،‬فرغ منو بعد عصر يوـ‬
‫الثبلثاء السابع كالعشرين في شهر ربيع األكؿ من السنة [المذكورة] كأخذ عن الشيخ العبلمة‬
‫سالم بن عبد اهلل بن سالم البصرم حصة كثيرة من (مسند اإلماـ أحمد بن حنبل)‪ ،‬ككاف سماعان‬
‫عامان بحضرة أعياف البلد الحراـ كال يتخلف عنو إال النادر من األعبلـ كبعضان من (صحيح‬
‫مسلم) كجانبان من (إحياء علوـ الدين)‪ ،‬ثم عاد البدر إلى كطنو ففرح بقدكمو كل فاضل كأنزؿ‬
‫بػ(صنعاء) كأعيانها مقدمة السركر الكامل‪ ،‬كىنأه المولى محمد بن إسحاؽ بن المهدم بقولو‪:‬‬

‫(ّ‪)ُِٔ/‬‬

‫ليهنك الفوز بالبيت العتيق كما ‪ ...‬قدمت فيو من الطاعات كالقرب‬


‫أقمت فيو شهوران فاشتهرت بما ‪ ...‬قضى لك الفضل بين العجم كالعرب‬
‫ككنت للعظماء فيو كللعلماء ‪ ...‬كاألكلياء جميعان غاية األرب‬
‫أريتهم منك ركضان أصل دكحتو ‪ ...‬من معدف الوحي ال نبع كال عرب ‪َِّ[ ...‬جػ]‬
‫فاستمتركا ثمر و‬
‫ات فلك يانعةن ‪ ...‬ال ريب في أنها أحلى من الضرب‬
‫كليهنأ عودؾ الميموف في سف ور ‪ ...‬لطولو كررت صنعاء كاحزم‬
‫حتى تيقنت البشرل ك قيل لها ‪ ...‬ىذا المبشر فاىتزت من الطرب‬
‫كصافحت منك يمنى ال يمين فتان ‪ ...‬بقوؿ إذ عن منها الشيخ بالهرب‬
‫كىناءه أيضان المولى الحسن بن إسحاؽ كىو في دار االعتقاؿ بقولو‪:‬‬
‫يا صاح ما لنسيم نجدم ‪ ...‬قد عطرت سوحي بعرؼ الند‬
‫كمالو قط بها من و‬
‫عهد ‪ ...‬مذ غاب من ليس لو من ند‬
‫أظنها قد حملت بشارة ‪ ...‬أك أكدعت في طيها إمارة‬
‫من نشر من تشتاقو اإلمارة ‪ ...‬كىو مقابل لها بالضد‬
‫نعم نعم قد صح صدؽ حدسي ‪ ...‬كصح بالوصل حديث نفسي‬
‫كجاني سعدم كغاب نحسي ‪ ...‬يعود في خصصتو بود‬
‫السيد العبلمة الممجد ‪ ...‬حاكم خصاؿ المكرمات عن ً‬
‫يد‬
‫بحر الندا بدر الهدل محمد ‪ ...‬من عودة من موجبات الحمد‬
‫شمس علوـ العترة الزكية ‪ ...‬كشاؼ كل نكتة خفية‬
‫من نثرة الحدائق الوردية ‪ ...‬كنظمو ينسيك بابن الورد ‪ٕٓ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫إليك من مبلزـ القصور ‪ ...‬تهنئة بحجك المبركر‬
‫كعودكم بأكفر األجور ‪ ...‬فالحمد هلل المعيد المبدم‬
‫طولتم يا سيدم المغيبا ‪ ...‬في سركم تطويلو المعيبا‬
‫كركع البعيد كالقريبا ‪ ...‬فكم دموع قد جرت في خد‬
‫أقلقتم المولى الضياء البىرا ‪ ...‬من أكجب البارم عليو البرا‬
‫فلم يزؿ في البرياتي السفرا ‪ ...‬يسأؿ عن و‬
‫تهامة كنجد ‪ُِّ[ ...‬جػ]‬
‫لو أمكن البر ركوب البحر ‪ ...‬طار إليك كالغراب يجرم‬
‫يقوؿ يا مكة ىاتي بدرم ‪ ...‬مالي على فراقو من جهدم‬
‫كال أطيق بعده كىجره ‪ ...‬كليس بعد الفتح قط ىجره‬
‫فليت شعرم ىل يبين عذره ‪ ...‬ككل عذ ور ما أراه يجدم‬

‫(ّ‪)ُِٕ/‬‬

‫ال سيما ما بعضهم قد زعما ‪ ...‬من أنو قد رافق المنجما‬


‫كقد غدا لحكمو ملتزما ‪ ...‬كحكمو أكذب شيء عندم‬
‫فأنت سعد الدين في العلوـ ‪ ...‬كسعد لم يحتج إلى تنجيم‬
‫كليس في شيء من النجوـ ‪ ...‬نحس كلم يكن بها من سعد‬
‫أكحشتموا مجالس التدريس ‪ ...‬ليس لها بعدؾ من أنيس‬
‫غير اليعافير كغير العيس ‪ ...‬أعني بو من ضل نهج الرشد‬
‫فكم أتانا من سؤاؿ مشكل ‪ ...‬حار بو ذىن اللبيب الفيصل‬
‫كما أرل أطبلمو بمنجل ‪ ...‬إال بنور البدر سامي المجد‬
‫أك لها عن رجل أكصاه ‪ ...‬موص بحج لم يكن قضاه‬
‫فاستأجر الوصي من يراه ‪ ...‬ذا خبرة بحلو كالعقد‬
‫مشترطان كالشرط شأنو الوفا ‪ ...‬ألفضل األنواع حج المصطفى‬
‫فالتزـ الشرط لو كاعترفا ‪ ...‬مشمران على الوفاء بالعهد‬
‫فحج عن مفردان كاعتمرا ‪ ...‬من بعد أف رمى الحصى كنحرا‬
‫كعاد نحو أرضو مشمران ‪ ...‬يقوؿ قد فعلت فوؽ جهدم‬
‫فنازع المستأجر األجيرا ‪ ...‬كقاؿ ليس حجو مأجورا‬
‫بل باطل كاسأؿ بو خبيرا ‪ ...‬فليس حج المصطفى بفرد‬
‫فقاؿ ما قصدؾ بالنزاع ‪ ...‬ما الشرط إال أفضل األنواع‬
‫كقد فعلت فدع التداعي ‪ ...‬ما بيننا كانظر كبلـ المهدم ‪ِِّ[ ...‬جػ]‬
‫نص على ذلك في األزىارم ‪ ...‬مقويان في بحره الزخا ًر‬
‫كذلك في األخبار كاآلثارم ‪ ...‬فوافني باهلل باقي النقدم‬
‫فقاؿ دع تقليدنا للكتب ‪ ...‬فليس في الفركع لي من مذىب‬
‫كما اشترطت غير حجة النبي ‪ ...‬فاسأؿ بذا من للرشاد يهدم‬
‫من حقق القواعد الفقهية ‪ ...‬كدقق المسائل النحوية‬
‫من في العلوـ يده قوية ‪ ...‬من زين العلم ببرد الزىد‬
‫ال زاؿ يجلوا ظلمة اإلشكاؿ ‪ ...‬بدر العلم كالعلم شمس اآلؿ‬
‫إنساف عين الفضل كالمعالي ‪ ...‬كاسطة العقد بجيد المجد‬
‫كىنأه أيضان المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ بقولو‪:‬‬
‫تبسم ثغر العبل ضاحكان ‪ ...‬بعودؾ بعد بلوغ األماني‬
‫كأشرقت األرض يا بدر من ‪ ...‬سناؾ كالحت نجوـ التهاني‬
‫كعم السركر بهذا القدكـ ‪ ...‬فأصبح في قلب و‬
‫قاص كداني‬
‫كحيا المحبين أف عدت في ‪ ...‬نعيم كبالغيظ أفنى الشواني‬

‫(ّ‪)ُِٖ/‬‬
‫ألف كاف للدىر عني فيوـ ‪ ...‬عودؾ إنساف عين الزماف‬
‫قدمت إلينا قدكـ الحيا ‪ ...‬كأحييت في أرضنا كل فاف‬
‫كمكة درست فيها العلوـ ‪ ...‬كأحييت في البيت منها المباني‬
‫ً‬
‫كالعياف‬ ‫كأصبح ما سمعتو بها ‪ ...‬عيانان كما خبر‬
‫كقالت األعياف ساداتها ‪ ...‬أقرؤا فما العلم إال يماني‬
‫كعدت كقد آنست بالتقا ‪ ...‬فأكحشت بالعود تلك المباني‬
‫كنلت جزيل الثواب الذم ‪ ...‬ترقى بو درجات الجناف‬
‫فهنيت عود إلى بلدة ‪ ...‬تمد لفضلك منها بداني‬
‫أشاعوا بأنك عنها رغبت ‪ ...‬كأنك من سوحها غير و‬
‫داف ‪ِّّ[ ...‬جػ]‬
‫فأكحشها ما أشاعوا فأنت ‪ ...‬كصنوؾ في أفقها النيراف‬
‫فلما أتاىا بشير القدكـ ‪ ...‬غدت كىي من خوفها في أماف‬
‫أضائت كطاب لسكانها ‪ ...‬كطيب المكاف بأىل المكاف‬
‫كلم تطيب كأنت الذم ‪ ...‬لو مارل الناس في الفضل ثاني‬
‫كطيب ثناؾ أبا المكرمات ‪ ...‬بأـ القرل ما خبل عن لساني‬
‫فما السعد سعدان كقد فاتو ‪ ...‬و‬
‫معاف لها منك أسنى بياني ‪ٖٓ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كليس الشريف بذاؾ الشريف ‪ ...‬إذا خضت في بحر علم البياف‬
‫كمن يدعي حفظو للحديث ‪ ...‬رماه الورل بأبي العسقبلني‬
‫كقالوا ألم تدر أف العلوـ ‪ ...‬كبدر األناـ رضيعان لباف‬
‫لو السبق في كل علم ‪ ...‬إذا تسابق ذك العلم يوـ الرىاف‬
‫سريع الثغات لكل العلوـ ‪ ...‬كفي كل علم بديع افتتاف‬
‫كدكنك نظمي أبياتو ‪ ...‬عرت كخلت من حساف المعاف‬
‫نظاـ كقدر زماني كال ‪ ...‬عجيب فلست بديع الزماف‬
‫كلكن مديحك قد زانو ‪ ...‬فعاد يفاخر شعر ابن ىاني‬
‫كعذر ان فلم أراه قائمان ‪ ...‬بحق الهناء بعيدان التهاني‬
‫كدـ راقيان رتبة في الكماؿ ‪ ...‬يقصر عن نيلها الفرقداف‬
‫فأجاب البدر عليهم ارتجاالن‪)ُ(:‬‬
‫يا جيرة في القلب مأكاىم ‪ ...‬حازكا المعالي فهم ماىم‬
‫رحلت بالجثماف عن دارىم ‪ ...‬مصاحبان قلبي لذكراىم‬
‫كم جئت من أرض كمن جيرة ‪ ...‬قد خصني بالقرب أعبلىم‬
‫فما أالقي بعدىم غير يىم ‪ ...‬إال كقلبي يتمناىم ‪ِّْ[ ...‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٓٗ‪.)ّٗٔ-‬‬

‫(ّ‪)ُِٗ/‬‬

‫ما الناس عندم غير ىم في الورل ‪ ...‬كاألرض ليست غير مغناىم‬


‫قد أحرزكا كل كماؿ فما ‪ ...‬يدرؾ أىل السبق مسعاىم‬
‫سلى الندل كالمجد كالنظم كالنثر ‪ ...‬يجب كل عرفناىم‬
‫كالعلم إف تسألو عن أىلو ‪ ...‬يجبك ال أعرؼ إال ىم‬
‫أما الوفا فهو لهم خادـ ‪ ...‬كأنو بالطبع يهواىم‬
‫كإف سألت الجود عن داره ‪ ...‬يقوؿ ذا مثوام مثواىم‬
‫ثبلثة من تلق منهم تقل ‪ ...‬القيت أعبلمهم كأسناىم‬
‫أقسم بالبيت (ُ) كأستاره ‪ ...‬كمن إليو كاف مسراىم‬
‫من أشعث الرأس كمن أغبر ‪ ...‬ما غير يبت اهلل مغزاىم‬
‫ما ساؿ دمعي لسول فقدىم ‪ ...‬كال رأل قلبي تسبلٌىم‬
‫ىواىم أخرجني مكرىان ‪ ...‬من بين إخواف ألفناىم‬
‫في بلدة تم لسكانها ‪ ...‬العلم كالدين كدنياىم‬
‫كحقها ماكنت مستوطنان ‪ ...‬ما عشت إال ىي لوالىم‬
‫سقيان لها من بلدة حلها ‪ ...‬أقصى بني الفضل كأدناىم‬
‫ككلهم قد أنسوا غربتي ‪ ...‬كأسكنوا كدم سويداىم‬
‫كم سألوني ككم مرة ‪ ...‬في كل فن قد سألناىم‬
‫ككم أداركا من كؤكس على ‪ ...‬سمعي ككم كأسي أركاىم‬
‫فارقتهم كالدمع تجرم كقد ‪ ...‬أشجاني البين كأشجاىم‬
‫تاهلل ما فارقتهم قاليان ‪ ...‬بل قائبلن سقيان لمغناىم‬
‫لكن لذكرل من بلقياىم ‪ ...‬أحي كيحيني محياىم ‪ِّٓ[ ...‬جػ]‬
‫كمن حبوني بالتهاني ‪ ...‬بما ىناني اهلل كىناىم‬
‫من اتصالي بعد طوؿ النول ‪ ...‬بهم كمن فوزم بلقياىم‬
‫لو أنني أنصفت كنت امرأن ‪ ...‬مهنئان نفسي برؤياىم‬
‫لكن أبى الفضل كإحسانهم ‪ ...‬إال ابتدائي قبل أبداىم‬
‫كم من نظاـ قلدكني بو ككم ‪ ...‬كألبسوني ثوب نعماىم‬
‫ككم تحيات لنا أرسلوا ‪ ...‬حياىم اهلل كبَّياىم‬
‫__________‬
‫(ُ) أم الكعبة المشرفة‪.‬‬

‫(ّ‪)َِِ/‬‬

‫كلما استقر في الوطن عاد إلى سلوؾ سبيل إحياء السنن كإرشاد العباد إلى أقوـ سنن‪ ،‬كاستمر‬
‫في تدريس التفسير في (الكشاؼ) كحواشيو‪ ،‬مع النظر في (تفسير أبي السعود) كغيرىم من‬
‫كتب التفسير‪ ،‬كلو أبحاث في التفسير شريفة‪ ،‬كتعقبات على جار اهلل كغيره منيفة‪ ،‬كما زاؿ في‬
‫سماع العلوـ شمسان مشرقة األنوار‪ ،‬كدرر تيار علمو يتقلدىا الطلبة األخيار‪ ،‬معرضان عن الدنيا‬
‫مقببلن على اآلخرة صارفان أكقاتو في الطاعات‪ ،‬منفقان لساعاتو في نفائس اإلفادات‪ ،‬باذالن‬
‫للنصيحة آمر بالمعركؼ‪ ،‬ناىيان عن المنكر ثم أف المولى العبلمة محمد بن إسحاؽ بن المهدم‬
‫اآلتي ذكره ‪-‬إف شاء اهلل تعالى‪ -‬لما أراد الفرار من (صنعاء) كالمنابذة للمتوكل على اهلل القاسم‬
‫بن الحسين في سنة(ُُّٔىػ)‪ ،‬ىو كمن معو من األعياف للسبب اآلتي ذكره إف شاء اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِِ/‬‬

‫كصل كلده المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ تلميذ صاحب الترجمة فساره بالمراد كشاكره‬
‫في المقصد كطلب منو الخركج معهم فوعظو البدر كذكر لو ما يترتب على ذلك من طغاـ‬
‫القبائل كعدد لو مفاسد[ٖٓب‪-‬ب] الشقاؽ كأف منكراتها تربوا [ِّٔجػ] على المنكر الذين‬
‫يريدكف إزالتو باالتفاؽ‪ ،‬فلم ينجح النصح كلم ينفع اإلرشاد‪ ،‬كأجاب عليو تلميذه المذكور بأنو‬
‫يحسن من البدر الخركج إلى (الركضة) إلى عند كالده المولى محمد بن إسحاؽ كالمناصحة لو‬
‫في ذلك رجاء لرجوعو عن ما أراده ثم استشار البدر كالده كغيره من العلماء فأرشدكه إلى‬
‫الدخوؿ في سلك النظاـ ظنان منهم بأف ذلك شيء من نصر الحق كلم يتنبهوا لما يترتب على‬
‫ذلك من المفاسد‪ ،‬فخرج البدر إلى (الركضة)‪ ،‬فوجد المولى محمد بن إسحاؽ كمن كافقو قد‬
‫خرجوا إلى ببلد (أرحب)‪ ،‬فحسن البدر جماعة من إخوانو اللحوؽ بهم كىو يغالطهم في‬
‫المطلب فخرج كسلك طريق مدينة (كحبلف) كاستقر ىنالك فشاع في الناس أف البدر من‬
‫جملة أكلئك المذكورين حتى بلغ المتوكل على اهلل كقاؿ لوزيره الشيخ العبلمة زين العابدين بن‬
‫محمد سعيد المنوفي أنو بلغنا خركج السيد محمد األمير مع الجماعة‪ ،‬فقاؿ الوزير أنو لم‬
‫يخرج فقاؿ فأين ىو قاؿ ىو في مدينة (كحبلف) فأمره المتوكل باإلرساؿ لو ككتب ليو بخطو‬
‫كتابان يستدعيو ففعل إلى عامل (كحبلف) كتابان يأمره بإدخاؿ البدر فأرسل العامل للبدر ليبلن‬
‫كأطلعو على ما كصل كقاؿ لو إني أخاؼ عليك منهم لما قد شاع أنك من الجماعة المذكورين‬
‫كأف الذم سيرؾ إليهم سران كسأجيب على المتوكل بما مضمونو أني لم أكن قد عرفت السيد‬
‫محمد كحين كرد األمر الشريف بحثت عنو فلم أجده كلم يسعد البدر إلى ذلك كصمم على‬
‫الدخوؿ على المتوكل فدخل كاستقر يومان بمدينة (ثبلء) لدل القاضي العبلمة عبد القادر بن‬
‫علي البدرم ككلده يوسف ككل صديق لو خائفان عليو من سطوة المتوكل فقرأ [ِّٕجػ]‬
‫القاضي البدرم كأكالده سورة يس إحدل كأربعين مرة استحفاظان لو‬

‫(ّ‪)ِِِ/‬‬

‫لما كرد أف يس لما قرء لو‪ ،‬ثم كصل إلى (الركضة) كالمتوكل ىنالك فدخل عليو مع كزيره‬
‫المذكور فواجو في الدرج نازالن إلى الديواف فسلم عليو كقاؿ لو كزيره ىذا فبلف‪ ،‬فأحمر كجهو‬
‫غضبان كلم يجد حجة يدلي بها لما انكشف لو كذب ما نقل إليو من أف البدر من جملة الفارين‬
‫فقاؿ لو الخليفة المتوكل ما حملك على القصيدة التي فعلت أنت كبنو إسحاؽ يريد بها‬
‫القصيدة المشهورة التي مطلعها‪)ُ(:‬‬
‫سماعان عباد اهلل أىل البصائر ‪ ...‬لقوؿ لو ينفي مناـ النواظر‬
‫األبيات كعدد قائليها منكرات الزماف كاقعة من الخاص كالعاـ فقاؿ البدر ىل كجدتها بخطي أك‬
‫قامت لك شهادة أنها لي أك كذب عليك مثل ما قيل لك إني مع بني إسحاؽ كتبين لك أني‬
‫في (كحبلف) فقاؿ لو المتوكل‪ :‬البد من موقف فخرج البدر من عنده ثم استأذنو على لساف‬
‫كزيره في دخوؿ (صنعاء) فأذف لو فوصلها كقت صبلة المغرب‪ ،‬فبدأ بالمسجد كصلى المغرب‬
‫في مسجد مدرسة اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ خلف كالده الضياء ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى كبعد‬
‫الفراغ من الصبلة تقدـ فسلم على كالده ففرح بقدكمو فرحان شديدان كحمد رأيو في انتقالو إلى‬
‫(كحبلف) كبقائو ىنالك‪ ،‬ثم عوده ثم أرسل إليو المتوكل يعرض عليو تولية القضاء في (بندر‬
‫المخا) فامتنع ثم عرض عليو الوزارة فأبى من ذلك ثم القضاء العاـ كالتصدر على األعبلـ‬
‫فامتنع من جميع ذلك‪ ،‬كاستقر في (صنعاء) [ِّٖجػ] على عادتو المحمودة من التدريس‬
‫كنشر اإلفادة‪.‬‬
‫كأما المولى محمد بن إسحاؽ فإنو استقر في (شاطب) كدعا إلى نفسو كتلقب بالمؤيد كاجتمع‬
‫مع كلده إسماعيل جماعة من القبائل كتقدـ بهم إلى سوؽ الصلبة فنهبوا تلك الببلد نهبة‬
‫شنيعة‪ ،‬فلما بلغ البدر ذلك كتب إليو مناصحان بقولو‪)ِ(:‬‬
‫أمثلك يرضى بارتكاب العظائم‬
‫كنهب الرعايا كانتهاؾ المحارـ‬
‫كأنك ال تخشى مبلمة الئم‬
‫كال في الردل الجارم عليهم بآثم‬
‫أتقسم أمواؿ الرعايا تجاريان‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِْْ‪.)ِْٕ-‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٕٓ‪.)ّٕٔ-‬‬

‫(ّ‪)ِِّ/‬‬

‫كأنت بمرأل كل طاغ كظالم‬


‫تداكلها أيدم الطغاـ كأنها‬
‫تراث أبيهم أحضرت للتقاسم‬
‫و‬
‫لمسلم‬ ‫أين لي إبن لي أم ذنب‬
‫و‬
‫مصل لرب العالمين كصائم‬
‫غدا مالو نهبان كأمسى مركعا‬
‫كأصبح يذرم دمعو كالغمائم‬
‫يرل مالو في كل كف مفرقان‬
‫يباع بأدنى سومة لمساكـ‬
‫كأموالو كانت عليو عزيزة‬
‫معظمة مدخورة للعظائم‬
‫ككاف غنيان آمنان متنعمان‬
‫فأضحى فقيران خائبان غير طاعم‬
‫تضق عليو أرضو كدياره‬
‫كأف ببلد اهلل حلقة خاتم‬
‫أنهب الرعايا دأب من ينصر الهدل‬
‫كتركيعهم فعل الهداة الفواطم‬
‫ثكلت الهدل إف كاف ذا فعل أىلو‬
‫كذقت الردل إف كاف ذا فعل حازـ‬
‫ضياء الهدل لهفي على دينك الذم‬
‫سمحت بو جودان كال جود حاتم‬
‫أتنفق ريعاف الشبيبة كالصبا‬
‫على طلب التحقيق من كل عالم‬
‫كأحرزت منها ما تريد كنلتو‬
‫كصرت فريدان في العلى لم تزاحم‬
‫و‬
‫عصابة‬ ‫كمن بعد ذا أصبحت رأس‬
‫أباليس أضحى ىمهم في المظالم ‪ِّٗ[ ...‬جػ]‬
‫يركف إنتهاب العالمين فريضة‬
‫كأطيب مغنوـ ألخبث غانم‬
‫بهذا أردتم نصر شرعة و‬
‫أحمد‬
‫كإنقاد أىل األرض من كل ظالم‬
‫فكنتم عليهم نقمة عرفتهم‬
‫بأف كالة الجور رحمة راحم‬
‫كحببتم أفعاؿ من كاف جائران‬
‫لقد صار مشغوفان بو كل غارـ‬
‫أتهجر قوؿ اهلل فيما أتيتو‬
‫كتؤثر قوؿ الشاعر المتقادـ‬
‫كمن عرؼ األياـ معرفتي بها‬
‫كبالناس ركل رمحو غير راحم‬
‫أتذكركم شافهتكم بنصاحئي‬
‫كبحت بما تلقونو غير كاتم‬
‫كتابعت نصحي بعد أف شطت النول‬
‫بنثر كنظم معجز كل ناظم‬
‫كما مقصدم إال سبلمة دينكم‬
‫كحفظان لو من موبقات الجرائم‬
‫كلو كنت أدرم أف في مثل فعلكم‬
‫زكاالن لمن في األرض أظلم حاكم‬
‫>‬
‫لكنت لربع الدين أكؿ عامر‬
‫ككنت لربع الجور أكؿ ىادـ‬
‫كلكن خبرنا الناس من قبل خبركم‬
‫فما ىمهم إال اتباع الدراىم‬
‫فلو يعقل الدينار صلوا ألجلو‬
‫كصاموا كقالوا أنت رب العوالم‬
‫أما إف من بعدم الذم قد رأيتموا‬
‫لكم أف تعودكا عنو عودان مسالم‬
‫كإف تتركوا ما قد أتيتم كتقبلوا‬
‫على توبة تمحو عظيم المآثم‬
‫كدكنكها مني نصيحة مشفق‬
‫محب حريص أف ترل غير آثم‬

‫(ّ‪)ِِْ/‬‬

‫محب لكم أف تبلغوا كل رتبة‬


‫كإف ترتقوا فوؽ السها كالنعائم‬
‫كأف تملكوا الدنيا كتضحوا أئمة‬
‫تركف اتباع الحق ضربة الزـ‬
‫فقابل نصحي بالقبوؿ فإنو‬
‫سيهديك نهجان لست فيو بنادـ‬
‫دعانا إليو خير من كطئ الثرل‬
‫كأفضل ىاد لؤلناـ كقائم‬
‫فصلى عليو ما حييت مسلمان‬
‫كذا آلو السادة أبنا ىاشم‬
‫فأجاب ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى [َِْجػ]‪:‬‬
‫أيمكن أف ينهد ركن المظالم‬
‫بغير القنا كالمرىفات الصوارـ‬
‫كتذىب آثار الضبللة في الورل‬
‫بدكف انتهاب كانتهاؾ محارـ‬
‫محاؿ زكاؿ الظلم من دكف أف يرل‬
‫معرة جند الحق عند التصادـ‬
‫من الحلم أف يستعمل الجهل دكنو‬
‫إذا اتسعت في الحلم طرؽ المظالم‬
‫كإني أرل نصر الهدل ككقوع ما‬
‫بو لمت أمران صار كالمتبلزـ‬
‫فكم من معرات جرت ككقائع‬
‫كفعل معاذ ىل تراه بآثم‬
‫ككم من إماـ ليس يخلو يسراتو‬
‫تسير بما ال يشتهي من عظائم‬
‫كما كاف من أجنادنا مثل ما جرل‬
‫على الناس في عصر مضى متقادـ‬
‫كالبد من ىذا لمن راـ في الورل‬
‫زكاالن لمن قد صار أظلم حاكم‬
‫كىذا الذم أبديت أحسن مجمل‬
‫كعذران لعل العذر يدفع الئم‬
‫أيحسن ممن صار في طرؽ الهدل‬
‫تراه ألىل الشر خير مسالم‬
‫يجربهم بالخيل كالبيض كالقنا‬
‫فعاؿ ذكم التقول كأىل المكارـ‬
‫كإف مس بعض الناس ما مس أنو‬
‫سينقذىم من كل طاغ كظالم‬
‫فهل جاز تضمين الرعايا كجعلهم‬
‫خراجتو ظلمان بغير تحاشم‬
‫كأف يتولى أمرىم متغلب‬
‫حقود فحاذر من سموـ العبلقم‬
‫قول على ظلم الضعيف فقلبو‬
‫شديد على مظلومو غير راحم‬
‫قوم على من كاف تحت ركابو‬
‫كذا فعل أىل العجز ال فعل حازـ‬
‫يقلد أحواؿ الرعايا عصابة‬
‫يركف اتباع الجور ضربة الزـ‬
‫يقولوف ىم أصل الفخار كإنهم‬
‫ييػ ىعدكف إف حققتهم في البهائم‬
‫تمالوا على ظلم العباد فقصدىم‬
‫كإف أغضبوا الرحمن جمع الدراىم‬
‫فساموا الورل سوء العذاب تجاريان‬
‫كظلمان فبل يخشوف لومة الئم ‪ُِْ[ ...‬جػ]‬
‫فكم ىتكوا كاهلل حرمة مسلم‬
‫مصلي لرب العالمين كصائم‬
‫ككم شيدكا للظلم ركنان كأخربوا‬
‫من العدؿ بنيانان قوم الدعائم‬
‫ككم أىلكوا من قرية كمدائن‬

‫(ّ‪)ِِٓ/‬‬

‫من اليمن األقصى كأدنى التهائم‬


‫كقد حازت المرثاة في الدين بعض ما‬
‫أتوه كما بالوا بعظم الجرائم‬
‫كماذا الذم أعددت من قبح فعلهم‬
‫فويل لهم من قبح تلك المآثم‬
‫كىيهات أف يحصى كيحصر بعضها‬
‫أيحصر بالتعداد قطر الغمائم‬
‫ابن لي ابن لي ىل يجوز قتالهم‬
‫سمر العوالي كالعتاؽ الصبلدـ‬
‫كتجريعهم كأس المنوف بظلمهم‬
‫فما أحد في الناس منو بسالم‬
‫كىم أمرضوا الدين الحنيف بفعلهم‬
‫كىم ىدموا ما شيدت من معالم‬
‫فدكا عليل الدين بالبيض كالقنا‬
‫فما غيرىا للدين أشفى المراىم‬
‫كىاؾ نظامان قد تكلفت نظمو‬
‫جواب نظاـ معجز كل ناظم‬
‫نظامان ترل نور النصيحة ساطعان‬
‫من البدر بدر العلم شمس المكارـ‬
‫فنزىت طرفي في حدائق لفظو‬
‫فجاء بركض طيب النشر باسم‬
‫كأحسن بي صنعان بأىدل نصيحة‬
‫كأحسن ما يهدم نصيحة عالم‬
‫لقد سرني إذ جاء منك كسائني‬
‫أمثلك يرضى بارتكاب العظائم‬
‫كجرعني مر المبلـ فلم أزؿ‬
‫أيكبخ نفسي قارعان سن نادـ‬
‫كلكني أرجو زكاالن لمن طغى‬
‫كإال فما أرضى بتلك المحارـ‬
‫كأطمع أف تمحي المظالم في الورل‬
‫بقائمان المفضاؿ أفضل قائم‬
‫فصبران جميبلن عن كقوع معرة‬
‫فبل بد منها عند سل الصوارـ‬
‫كىل يرتقي الدر النفيس بدكف لم‬
‫يثقب إلى جيد الحساف النواعم‬
‫كإني ألشكو من زماف تنمرت‬
‫ثعالبو كاستحقرت بالضراغم‬
‫و‬
‫محارب‬ ‫زماف ألىل الخير شر‬
‫ييرل كألىل الشر خير مسالم ‪ِِْ[ ...‬جػ]‬
‫يميل إلى من ال يعد من الورل‬
‫كينفركا عن من في العبل لم يزاحم‬
‫ككم عالم فوؽ الثريا محلو‬
‫غدا في الثرل منو بغير تحاشم‬
‫ككم جاىل في عصرنا متنعم‬
‫يعد من األنعاـ فوؽ النعائم‬
‫فمن سمع الشكول إذا رمت بثها‬
‫ً‬
‫مخاصم‬ ‫كمن منصفي كالدىر أضحى‬
‫لقد كدر العيش الهني فعالو‬
‫كجرع أىل الفضل مر العبلقم‬
‫كقد عمت األقطار فتنتو التي‬
‫أساس بناىا من إمارة قاسم‬
‫فكيف خلوص الناس من شر و‬
‫فتنة‬
‫كقد غرقت في بحرىا المتبلطم‬
‫فإني ألرجو اهلل إطفاء نارىا‬
‫كإظهار نور الحق بعد التظالم‬
‫فيا نفس ما الدنيا يتم نعيمها‬
‫كليس ىني العيش فيها بدائم‬
‫فحتاـ طرؼ األعزاز بحسنها‬

‫(ّ‪)ِِٔ/‬‬

‫تنوـ كطرؼ الموت ليس بنائم‬


‫أيحسن إف ألقا المهيمن في غد‬
‫بوجو كمثل الليل أسود فاحم‬
‫أفيقي من سكر الضبلؿ كإف جبل‬
‫فذاؾ ليوـ الحشر مر المطاعم‬
‫مضى العمر كاآلماؿ تزداد فانتهى‬
‫عن الغي إف الغي شر المآثم‬
‫تريدكف نصر الدين في الزمن الذم‬
‫عداه ذككا التقول كأىل المكارـ‬
‫فصبران لعل اهلل يوجد ناصران‬
‫يزيل ذكم األىواء قوم العزائم‬
‫كإني ألرجو اهلل نصرة دينو‬
‫كتميكن أىل الحق من كل ظالم‬
‫كإنجازه كعد العباد بنصره‬
‫كىل يخلف الميعاد رب العوالم‬
‫كأسألو الغفراف كالعفو كالرضا‬
‫بحق ختاـ الرسل صفوة ىاشم‬
‫عليو صبلة اهلل ثم سبلمو‬
‫مع اآلؿ سادات األناـ األكارـ‬
‫كما أسعد المرء الذم يبلغ المنى‬
‫إذ فاز بالدنيا بحسن خواتم‬
‫ثم كتب المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ إلى البدر متوجعان من أبناء الزماف كقد كاف البدر‬
‫‪-‬رحمو اهلل‪ -‬أشار عليو بإصبلح الحاؿ بينهم كبين المتوكل كلفظ كتابو[ِّْجػ]‪:‬‬

‫(ّ‪)ِِٕ/‬‬

‫الحضرة التي حرست من شياطين الزماف بنجوـ التقول كسورت سور الورع كالعفاؼ من خبث‬
‫الدنيا المقركف باألىواء كعبة العلوـ التي طاؼ حولها الطبلب كحرـ الفضائل [َٔأ‪-‬ب] الذم‬
‫طاؿ ما جرت إليو فظفرت منو بجميع األسباب‪ ،‬كمعدف اإلنصاؼ‪ ،‬الذم استخرجت من‬
‫جواىره ما أغناني عن التحلي بحلية األسبلؼ‪ ،‬حضرة المولى عظيم القدر من تقصير األلسن‬
‫عن حصر صفاتو متع اهلل كأحيا في الورل ركح جثماف المعالي‪ ،‬بحايتو ككساه حلل األنعاـ من‬
‫فضلو الجم كأعبل درجاتو ال أقيل القوؿ في مدحو كتعداد حسناتو فإنها بكل األقبلـ عن‬
‫صفات محمد كيعجز البليغ عن عد معجزاتو بل التفت إلى الزمن كأذـ بنيو الذين صاركا‬
‫يستحسنوف القبيح كيستقبحوف الحسن بعد أف أىدل إليو سبلمان ينبي طيب شذاه عن طيب‬
‫كدادم كيعرؼ من عرؼ نشره ما انطول عليو لو من المحبة فؤادم ىذا كإف الزماف لم يزؿ‬
‫يشعل نيراف فتنة كيهب على ذكم الفضائل ريح أحنة كمحنة كيرمي بسهاـ المصائب ذكم‬
‫المناصب كيرفع الوضيع كيضع رفيع المراتب‪ ،‬كيتحكم في األحرار كيف يريد كيستحقر العظيم‬
‫حتى يصير لديو من أصغر العبيد‪.‬‬
‫كال بد من شكول إلى ذم مركة ‪ ...‬يواسيك أك يسليك أك يتوجع‬
‫كقد أظهرت القريحة بعض ما أضمرت كشكت على من ىو معدف اإلنصاؼ من الزماف كأىلو‬
‫بلساف المقاؿ كأنشدت‪:‬‬
‫أشكو إليك من الزماف الجافي ‪ ...‬عدـ الوفاء كقلة اإلنصاؼ‬
‫كابث ما أخفيو لتعرؼ صدؽ ما ‪ ...‬عندم فإف معين كدم صافي ‪ِْْ[ ...‬جػ]‬
‫سرحت طرفي في الورل طران فما ‪ ...‬كبعدت على خل كمثلك كافي‬
‫كخبرتهم فإذا رئيس القوـ ال ‪ ...‬في العير تحسبو الرجاؿ كالفي‬
‫ال فرؽ بينهم أراه كبينما ‪ ...‬يسعى إذا حققت باألظبلؼ‬
‫قد خالفوا بالعرؼ شرع محمد ‪ ...‬كنسوا الحساب كموقف األعراؼ‬
‫كأتوا بكل قبحة مذمومة ‪ ...‬عمبلن بما قد جاء في األعراؼ‬
‫يسعوف في إطفاء نور الحق إذ ‪ ...‬صلوا كنور الحق ليس بطافي‬
‫فذكك الفضائل عندىم من قاؿ قد ‪ ...‬كانت ككانت في الورل أسبلفي‬

‫(ّ‪)ِِٖ/‬‬

‫فهو الكريم لديهم كلو أنو ‪ ...‬عار تراه عن الفضائل حافي‬


‫ىذا أبي قد قاـ يدعوىم إلى ‪ ...‬تشييد ربع للشريعة عافي‬
‫كيريد تعظيم الشريعة بعد أف ‪ ...‬قد قوبلت في الناس باستخفاؼ‬
‫فإذا ىم صم إذا داعي الهدل ‪ ...‬نادا كما لبوه باإلسعاؼ‬
‫لم يعلموا أف الهدل للناس من ‪ ...‬دعوا الضبللة ىو الدكا كالشافي‬
‫كتراىم بالقوؿ أنصاران لو ‪ ...‬ال بالصوارـ كالقنا الرعافي‬
‫لكن قد كعد اإللو بنصرة ‪ ...‬أنصاره كىو اللطيف الكافي‬
‫كأمده بمعونة األنعاـ من ‪ ...‬إفضالو كبسحائب األلطاؼ‬
‫كلديو من أسد المعارؾ عصبة ‪ ...‬يعتد منها الفرد لؤلالؼ‬
‫قوـ إذا سحب العجاج تراكمت ‪ ...‬فسيوفهم كالبارؽ الخطاؼ‬
‫تبان لقوـ ينكركف فضيلة ‪ ...‬البي أخي الحسن الكريم الوافي‬
‫ينفونها كالمجد يثبت فضلو ‪ ...‬علنان كال يخفاؾ ضعف النافي‬
‫كالصلح يرضاه إذا طرح الهول ‪ ...‬ذك الجور في األحكاـ كاإلسراؼ‬
‫كأزيل من ظلم الرعايا كلما ‪ ...‬ىو للشريعة كالعقوؿ منافي‬
‫السمر كاألسياؼ ‪ِْٓ[ ...‬جػ]‬
‫كمن المحاؿ زكاؿ ذلك عنهم ‪ ...‬نسو الرماح ُّ‬
‫جبلوا على حب الضبلؿ فأمرىم ‪ ...‬مالم يزده فأمره متنافي‬
‫فدع الحنو عليهم فالعطف ‪ ...‬لم أره يجور مع كماؿ تنافي‬
‫كال أنت أعرؼ بالذم أبديتو ‪ ...‬مني كنهج الحق ليس بخافي‬
‫ىذا الذم عندم إليك بعثتو ‪ ...‬نظمان كعد الدر لؤلتحاؼ‬
‫نزىتو عن كصف غايتو كعن ‪ ...‬كصف لسالف أغيد كسبلفي‬
‫فمقاـ موالنا األمير معظم ‪ ...‬بحر العلوـ كمعدف اإلنصاؼ‬
‫عبلمة زينت معارفو التي ‪ ...‬عمت بتاج تورع كعفاؼ‬
‫نقادة أبدل لنا ما ليس في ‪ ...‬الكشاؼ كاإلتحاؼ كاإلسعاؼ‬
‫كشاؼ مشكلة فإف خفيت على ‪ ...‬الذىن الشريف فعد إلى الكشاؼ‬
‫فالسعد منحوس لذا أنظار من ‪ ...‬يأتي بتحقيق بديع شافي‬
‫كم مشكل خاؼ علينا فهمو ‪ ...‬فبلينو عاد الجلى الحافي‬
‫ىو غاية التحقيق فاقصده كقف ‪ ...‬في المنهل الصافي بذىن صافي‬
‫كلو من النظم الذم ىو عنده ‪ ...‬نور السراج لذم النقادة طافي‬
‫ال زاؿ ملحوظان بعين عناية ‪ ...‬ممن كساه محاسن األكصاؼ‬

‫(ّ‪)ِِٗ/‬‬

‫فأجاب إليو ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى‪)ُ(:‬‬


‫إف كنت ترضى في الهول بتبلفي ‪ ...‬فاصنع مرادؾ أمنان لخبلؼ‬
‫ىيهات قد أخذ الغراـ بمقودم ‪ ...‬فرضيت باإلخبلؼ اإلسعاؼ‬
‫كأدر على سمعي حديث المنتقا ‪ ...‬قسمان بحقك ما سواه سبلفي‬
‫كأدرؾ بقية مغرـ قد أظهرت ‪ ...‬أجفانو سر الغراـ الخافي‬
‫يا صاحبي بحرمة الود الذم ‪ ...‬بيني كبينكم كباإلنصاؼ‬
‫إف جئتما حرـ المكارـ كالعبل ‪ ...‬من بعد طي مهامو كفيافي ‪ِْٔ[ ...‬جػ]‬
‫كحللتما في عصبة علوية ‪ ...‬ىم زبدة الكبراء كاألشراؼ‬
‫من بعد لثمكما األكف نيابو ‪ ...‬عني كإببلغ السبلـ الشافي‬
‫قوالن لمن أىدل إليا نظامو ‪ ...‬بشكاية الدىر المشوف الجافي‬
‫ال فظ فوؾ لقد صدقت بذمو ‪ ...‬كعلى الخبير تقطب كالعرافي‬
‫إنا قد جلبت الدىر أسطره كقد ‪ ...‬جربت جافي أىلو كالوافي‬
‫كنظمت فيو كفي بنيو قصائدان ‪ ...‬متغايرات أبحر كقوافي‬
‫سحقان ألبناء الزماف فإنهم ‪ ...‬ما فيهم صافي الوداد مصافي‬
‫كذكرت من يدعوا إلى نهج الهدل ‪ ...‬كيريد منو حياة ربع عافي‬
‫فهو الجدير بما يركـ كإنو ‪ ...‬كأيبك كفوا للمراـ ككافي‬
‫قد حاز كل فضيلة شرط كاك قد ‪ ...‬جمعت لديو محاسن األكصاؼ‬
‫باهلل لم أر منكر لكمالو ‪ ...‬إال الذم من جملة األعبلؼ‬
‫لكنو يدعو أناسان ىمهم ‪ ...‬في خصب عيشهم كفي األتراؼ‬
‫صم عن الداعي كإف قالوا لو ‪ ...‬قوالن ففعلهم لذلك منافي‬
‫قوـ عن العليا قعود جثم ‪ ...‬ليسو بأىل صحايف كصحافي‬
‫ال يغضبوف على الشريعة إف غدت ‪ ...‬منهدة األرجاء كاألكتاؼ‬
‫أعني بهم من يزعموف بأنهم ‪ ...‬رأس الورل كالناس كاألخفافي‬
‫أك فرقة قد صار بين ظهورىم ‪ ...‬من كاذب كمخاتل حبلؼ‬
‫قل لي فأم عصابة ترجى بها ‪ ...‬نصر الهدل كنكاية األلفاؼ‬
‫إف كاف عندؾ من يدير عليهم ‪ ...‬كأس الردل بالسمر كاألسياؼ‬
‫من دكف ىتك محارـ كأرامل ‪ ...‬كمدائن كمعاقل كضعاؼ ‪ِْٕ[ ...‬جػ]‬
‫فأدره ال تخشى عليهم رأفتي ‪ ...‬مثلى يحن على الجهوؿ الحافي‬
‫مالم فإف الصلح خير إنو ‪ ...‬قد سنو األسبلؼ لؤلخبلؼ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة (َِٖ‪.)ِّٖ-‬‬

‫(ّ‪)َِّ/‬‬

‫قد صالح الحسن مهند كىو في ‪ ...‬األبطاؿ من أبناء عبد مناؼ‬


‫كأتى بجيش كالجباؿ يقودىم ‪ ...‬يمشوف في الظل القنا الرعاؼ‬
‫ككذا الحسين السبط قاؿ بكرببلء ‪ ...‬ألميرىا دعني كخل خبلفي‬
‫إني سأرجع طية أك انتحي ‪ ...‬ثغران كإال فاألمير كافي‬
‫خذ ذا عن النببلء كدع ما قالو ‪ ...‬من لم برتبة اإلنصاؼ‬
‫كذكرت أف الصلح ترضاه إذا ‪ ...‬ترؾ الهول ذك الجور كاإلسراؼ‬
‫كأزيل من ظلم الرعايا كلما ‪ ...‬ىو للشريعة كالعقوؿ منافي‬
‫كأراؾ قد رمت المحاؿ كمثل ذا ‪ ...‬عن ذىنك الوقاد ليس بخاؼ‬
‫إني كمن بيت اإلماـ عصابة ‪ ...‬في العد قد زادكا على اآلالؼ‬
‫مسترزقوف من الرعايا ليتهم ‪ ...‬قنعوا بأكل فرائض األصناؼ‬
‫بل يأخذكف من الرعايا كلما ‪ ...‬حوكنو كرىان ببل استنكاؼ‬
‫أتظن من منكم يلى أمر الورل ‪ ...‬يلقى قرابتو ال استخفاؽ‬
‫ال بل يقوؿ عطامهم لي الزـ ‪ ...‬بل ذلك المقصود في استخبلؼ‬
‫أعطي الصغير مع الكبير معممان ‪ ...‬ذات الخمار كربة األسناؼ‬
‫كإذا أراد خبلؼ ىذا أشعلوا ‪ ...‬في األرض نار فتنة كخبلؼ‬
‫قسمان لقد فسد الزماف كأىلو ‪ ...‬فالكل عن نصر الهدل متجافي‬
‫فالرأم للرجل الذكي يرجو بأف ‪ ...‬يلقى اإللو كمثل بشر الحافي‬
‫إف يترؾ األمر العظيم ألىلو ‪ ...‬متسرببلن ثوب ىدل كعفاؼ‬
‫متجنبان أبوابهم كفعالهم ‪ ...‬متحليان بمحاسن األسبلؼ‬
‫كخذ الجواب عن البديع مجردان ‪ ...‬ما فيو من نكث تعد لطاؼ‬
‫طولتو جبران لضعف نظامو‬
‫> ‪ ...‬فأقبلو عن درر من األصداؼ‬
‫كأردت إببلغ النصيحة كبعد ذا ‪ ...‬فالحق قوؿ مؤلف اإلتحاؼ‬
‫ثم السبلـ على رضاكم كلما ‪ ...‬ذكر األليف معاىد اآلالؼ ‪ُٔ[ ...‬أ‪-‬ب]‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬

‫ثم بعد تفاقم األمور كاشتعاؿ نار فتنة عمت الجمهور [ِْٖجػ] سعى البدر قدس اهلل ركحو‬
‫في الصلح بين الخليفة المتوكل كالمولى محمد بن إسحاؽ ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كخرج البدر إلى‬
‫(شاطب) ىو كالمولى أحمد بن عبد الرحمن [الشامي] كصحبتهما الحاج األمير سعد المجربي‬
‫كالنقيب علي ردماف فانحسمت مادة الشقاؽ كحصل التوفيق بينهما كاالنشقاؽ كنزؿ المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ عن الدعوة لئلمامة كانخرط في سلك الخاصة كالعامة كخمدت بسعي البدر‬
‫نار الفتنة فرمى البدر بعض المتفقهة بسهاـ المبلـ على السعي في اإلصبلح كحقن دماء األناـ‬
‫جهبلن منهم للحقائق أك تجاىبلن لما حصل بسبب الخبلؼ من البوائق فألف رسالة بديعة في‬
‫إنابة كجو الصواب كأقاـ على ذلك أدلة السنة كالكتاب كأسماىا‪( :‬تنبيو ذكم الفطنة على‬
‫حسن السعي إلطفاء نار الفتنة)‪ ،‬ثم استمر البدر على حالو األكؿ‪.‬‬

‫(ّ‪)ِِّ/‬‬

‫كتزكج بالشريفة الطاىرة ابنت شيخو المولى ىاشم بن يحيى [الشامي] ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كبنى بها‬
‫في شواؿ سنة (ُُّٕىػ)‪ ،‬كىي أـ كلده إبراىيم ثم بالغ البدر ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬في تنفيذ كصية‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم في أمره بإخراج اليهود من (جزيرة العرب) التي منها‬
‫(اليمن) كفي إلباسهم أثواب الذلة لما ظهر منهم ما يخالفها إلىماؿ أصغارىم الذم دلت عليو‬
‫األدلة كاتفق حدكث كاقعة كاف فيها حث البدر اإلماـ المتوكل على إخراجهم كحاصلها أنو‬
‫كثب رجل سكراف على بعض الصبياف في مطاىير(ُ) بعض المساجد كأراد منو الفاحشة‬
‫فأغيث كخلص منو فرفع األمر إلى اإلماـ فغضب كطلب كبير اليهود كشيخهم كىو سالم‬
‫العراقي فقاؿ لو قد منعنا اليهود من بيع الخمر من المسلمين [ِْٗجػ] كأنت مرخص لهم في‬
‫بيعو فقاؿ اليهودم‪ :‬قد أفتانا بجواز بيعو السيد محمد األمير كسيدم حسن بن إسحاؽ ككأنو‬
‫لقنو ىذا الجواب بعض حساد البدر فلما بلغ البدر جوابو دخل على المتوكل كقاؿ لو بلغني أنو‬
‫قاؿ اليهودم إني أفتيت بحل بيع الخمر من المسلمين كىذا كذب عليا إنما أحضره اآلف‬
‫لتعرؼ حقيقة كذبو كتعرؼ ما قد فعلو اليهود مما ينافي الصغار كالذلة كتكثير الكنائس في‬
‫العمارات كمزاحمة المسلمين في الطرقات كغير ذلك فاستدعاه الخليفة فلما مثل بين يديو قاؿ‬
‫لو الخليفة‪ :‬كم الكنائس في قريتكم فشرع بعددىا بأسمائها كالمتوكل يكتب األسماء فقاؿ‬
‫البدر في أثناء ذلك ىا رأيتم كم عمركا فعند ذلك تلكأ اليهودم كغالط ثم قاؿ البدر لليهودم‬
‫أنت قلت إني أفتيتك بجواز بيع الخمر ففي أم كقت لقيتني أك كتبت لك بخطي فتول فرتدد‪،‬‬
‫ثم قاؿ قاؿ لنا عالمنا كظهر للخليفة كذبو فأمر بو إلى السجن فقاؿ البدر كيقيد أيضان ثم أف‬
‫البدر ناصح الخليفة بأنو يجب عليو إخراج اليهود من جزيرة العرب كما أكصى بو النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم فإف لم يتم إخراجهم فبل أقل من إلزامهم الصغار كخراب ما زادكه من‬
‫الكنائس مما لم يؤذف‬
‫__________‬
‫(ُ) أم حمامات‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّّ/‬‬
‫فيو فأمر الخليفة عند ذلك بخراب الكنائس ثم قاؿ البدر للخليفة ىذا اليهودم يبذؿ الماؿ‬
‫لمعاكنتو كسيراجعكم اآلف في شأنو كل أحد‪ ،‬ثم خرج البدر فلما كاف ببعض الطريق أرسل إليو‬
‫المتوكل بأكؿ تعريف كصل إليو كأمر المتوكل أف ال يقيد أيضان ثم أف البدر ناصح الخليفة بأنو‬
‫يجب عليو إخراج اليهود من جزيرة العرب كما أكصى بو النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فإف لم‬
‫يتم إخراجهم فبل أقل من إلزامهم الصغار كخراب ما زادكه من الكنائس مما لم يؤذف فيو فأمر‬
‫الخليفة عند ذلك بخراب الكنائس ثم قاؿ البدر للخليفة ىذا اليهودم يبذؿ الماؿ لمعاكنيو‬
‫كسيراجعكم اآلف في شأنو كل أحد‪ ،‬ثم خرج البدر فلما كاف ببعض الطريق أرسل إليو المتوكل‬
‫بأكؿ تعريف كصل إليو كأمر المتوكل أف ال يقيد ككاف ذلك [َِٓجػ] اليوـ يوـ الجمعة كلما‬
‫كاف بعد صبلتها بلغ البدر أف الخليفة قد أمر بكف الخراب للكنائس كقد كاف شرح فيو‬
‫المأموركف فدخل على الخليفة كقاؿ لو الخليفة قد كنا سنرسل إليكم السيد [ُٔب‪-‬ب]‬
‫أحمد بن عبد الرحمن الشامي ألف الوالد يوسف بن المتوكل كصل إلى المحراب في الجامع‬
‫كقاؿ ال يحل خراب الكنائس فقد قرىم عليها األئمة فقاؿ البدر اطلبوه إلى مقامكم للمناظرة‬
‫ففرح الخليفة بذلك كأرسل إليو فلما دخل عليو قاؿ لو الخليفة ىذا السيد محمد ىو المرشد‬
‫إلى خراب الكنائس كقاؿ المولى يوسف بن المتوكل كيف يصدر منكم ىذا مخاطبان للبدر فقاؿ‬
‫لو البدر‪ :‬أما خراب الكنائس فأمر سهل إنما أطلب من اإلماـ تنفيذ كصية رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم بإخراج اليهود من (جزيرة العرب)؛ فقاؿ يوسف‪ :‬أين ىذا الحديث؟ فقاؿ‬
‫البدر‪ :‬ىو في كتب الحديث كغيرىا منها (شرح األثمار)‪ ،‬فأمر الخليفة السيد أحمد بن عبد‬
‫الرحمن الشامي أف يحضر (شرح األثمار)‪ ،‬فجاء بو‪ ،‬ففتح البدر على الحديث كقرأه فقاؿ‬
‫المولى يسوؼ أف السيد محمد منطق كأنا على المنطق ال أطيق فقاؿ المتوكل‪ :‬فلماذا جئت‬
‫إلى المحراب ىذا خبلصة ذلك المجلس‪،‬‬

‫(ّ‪)ِّْ/‬‬

‫كانقضا كلم يتم المراـ‪ ،‬ثم أنو ألف السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬رسالة‬
‫يرجح فيها تقرير اليهود على البقاء في (اليمن) كأكرد أدلة كاىية كأرسل بها مؤلفها إلى القاضي‬
‫يحيى بن حسن سيبلف ليبلغها إلى اإلماـ فاتفق أف الرسوؿ مر بها على المولى العبلمة الحسن‬
‫[ُِٓجػ] بن إسحاؽ فاطلع عليها البدر فأمر البدر رجبلن يشبو خطو خط الرسالة يكتب ما‬
‫يمليو عليو في نقضها كسلك مسلكها غريبان كىو أنو كتب الرد في ىامشها بعد كل مبحث ثم‬
‫يصحح في آخر البحث من الرد موىمان أنو من األصل‪ ،‬ثم أرجعها إلى الرسوؿ‪ ،‬ثم استكتمو في‬
‫اإلطبلع عليها فلما أبلغها القاضي يحيى سيبلف إلى المتوكل أمره بقراءتها فقاؿ المتوكل اقرأ ما‬
‫في ىامشها فإذا ىو ناقض لؤلصل فقاؿ الخليفة كيف ىذا ينقض بعضو بعضان فقاؿ ال أدرم‬
‫ىذا ما انتهت إليو الواقعة كلما اتفق خركج المولى الحسين المنصور باهلل على كالده اإلماـ‬
‫المتوكل على اهلل ألسباب قضت بذلك ككاف إذ ذاؾ في (عمراف) عامبلن ألبيو كخرج منها‬
‫بجيش كثيف قاصدان (صنعاء) فخاؼ الناس من شر الفتنة كفر إلى (صنعاء) عالم من أىل‬
‫القرل فجمع البدر العلماء األعبلـ كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي كالمولى عبد اهلل بن علي‬
‫الوزير كغيرىما إلى مسجد (قبة محسن) المعركفة عند باب السبحة فأرشدىم البدر إلى‬
‫الدخوؿ على الخليفة كمناصحتو فتوجهوا إليو فتلقاىم ىنالك المولى العبلمة المحسن بن‬
‫المؤيد ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬ككاف إذ ذاؾ قاضي القضاة ككاسطة عقد حكاـ الديواف كىو من تبلميذ‬
‫البدر فسألهم عن موجب الوصوؿ فأخبركه بأف القصد للدخوؿ على الخليفة فطلع بنفسو ألخذ‬
‫اإلذف لهم فدخل على المتوكل ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كقاؿ لو قد ألقت إليك صنعاء أفبلذ أكبادىا‬
‫فقاؿ كما ذاؾ قاؿ ىؤالء [ِِٓجػ] العلماء في الباب فاستدعى المتوكل ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬المولى‬
‫أحمد بن عبد الرحمن الشامي فاستفهم عن موجب كصولهم كشاكره في كيفية الجواب كماذا‬
‫يتلقاىم بو من الخطاب ثم أذف لهم في‬

‫(ّ‪)ِّٓ/‬‬

‫الدخوؿ فلما مثلوا بين يديو سألهم عن موجب الوصوؿ فقاؿ المولى ىاشم بن يحيى الشامي ‪-‬‬
‫رحمو اهلل‪ -‬الولد محمد ىو الذم جمعنا فيتكلم فقاؿ البدر لكن في المقاـ من ىو أسن مني‬
‫كأحق بالكبلـ فتكلم المولى ىاشم بأف ىؤالء القبائل قد أفزعوا الخاص كالعاـ كأخافوا برعبهم‬
‫الرجاؿ كاألطفاؿ كاألرحاـ فبل عذر عن جهادىم أك إصبلحهم ثم أكمل األمير الكبلـ بإيضاح‬
‫النصيحة لئلماـ فحمد اهلل تعالى الخليفة كتشهد ثم قاؿ قد عرفتم أف الفتن ال تزاؿ في كل زمن‬
‫اءكيك ٍم ًم ٍن‬ ‫ً‬
‫كقد قاؿ اهلل عزكجل في العصر الذم ىو أشرؼ األعصر األكائل كاألكاخر{إ ٍذ ىج ي‬
‫ت الٍ يقليوب الٍحنى ً‬
‫صار كبػلىغى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫اج ىر} [األحزاب‪ ]َُ:‬كنحن‬ ‫ي ى‬ ‫ىس ىف ىل م ٍن يك ٍم ىكإً ٍذ ىزاغىت األىبٍ ى ي ى ى‬
‫فىػ ٍوق يك ٍم ىكم ٍن أ ٍ‬
‫عازموف علىجهاد [ِٔأ‪-‬ب] ىؤالء البغاة إنما مرادنا نستدنيهم ثم قاؿ للسيد أحمد بن عبد‬
‫الرحمن عرؼ السيد محمد بما عرفناؾ فقاؿ إلى أدنا المجلس كأقاـ البدر معو فقاؿ للبدر أف‬
‫اإلماـ ليس مهتمان بالقبائل إنما كلده حسين خرج معهم يومنا ىذا من مدينة (عمراف) كلم يكن‬
‫قد شاع في الناس أف الحسين موالو لهم كمنتظم في سلكهم ثم قاؿ السيد أحمد بن عبد‬
‫الرحمن إنا يحسن كتاب من العلماء إلى الحسين مناصحةن لو عسى أنو يرعوم عن غيو كيقلع‬
‫عن بغية فخرج العلماء إلى مكاف آخر كأتوا بدكاة كقرطاس كحرر البدر كتابان إلى الحسين فيو‬
‫ترغيب كترىيب كإرشاد إلى ما يرضاه القريب المجيب فلما فرغ من رقمو أدخلو السيد أحمد‬
‫بن عبد الرحمن إلى المتوكل فلما قرأه أعجبو ثم قاؿ ال يحسن أف يخرج بهذا إال السيد محمد‬
‫ألنو سيصدؽ الولد حسين فعرض ذلك على البدر فرآه كاجبان عليو في تلك الحاؿ فعوض‬
‫الكتاب بخط آخر كخرج البدر فبلقى الحسين في قرية (لؤلؤة) من ببلد (ىمداف) فدخل عليو‬
‫أخر نهار فتلقاه المولىحسين أحسن تلقي فناصحو البدر ككعظو كذكره كقد كاف كعد الخليفة‬
‫بخركج السيد أحمد بن عبد الرحمن كغيره ثاني ذلك اليوـ إلتماـ الصلح فلم يخرج‬

‫(ّ‪)ِّٔ/‬‬

‫ككصل من الخليفة كتاب استدعى لدخوؿ البدر فدخل فلما كصل إلى الخليفة رآه قد أعرض‬
‫عن الصلح فعاتبو البدر على ذلك كقاؿ لو ال عذر لك عند اهلل تعالى عن الصلح أك دفع شرىم‬
‫عن العباد بالقتاؿ ثم خرج الخليفة ككقع حرب بين الفريقين فلما كصل المولى حسين إلى‬
‫(ضبلع) أمر الخليفة البدر بالخركج إليو لتماـ الصلح فخرج إلى ىنالك كأنتظم أمر الصلح في‬
‫يوـ كصولو كفي ثاني يوـ خركجو خرج المولى العبلمة المحسن بن المؤيد كالسيد العبلمة أحمد‬
‫بن عبد الرحمن ككتم المولى الحسين عنهما ما دار بينو كبين البدر بأمر الصلح ثم أف الخليفة‬
‫المتوكل استدعى البدر كمن معو فدخلوا ككاف الخلف من الخليفة ثم نهض المولى حسين إلى‬
‫حده فلما أستقر فيها كتب إلى كالده المتوكل يسترضيو فطلب الخليفة البدر كأطلعو على كتاب‬
‫كلده كأمره بالخركج لتماـ الصلح فخرج البدر إلى (حدة) ككمل خوض الصلح على أحسن‬
‫حاؿ كانتقل [ِْٓجػ] المولى حسين إلى مدينة (عمراف) كلم يزؿ البدر ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬في‬
‫سماء العلوـ منيران ىاديان كإلى الكتاب كالسنة داعيا إلى أف كافى اإلماـ المتوكل داعي الحماـ‬
‫ككاف المولى محمد بن إسحاؽ باقيان في شاطب فدعى المولى حسين إلى نفسو كعارضو المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ داعيان كتلقب بالناصر فلما رأل البدر مشارفة نار الفتنة لبلضطراـ كره في‬
‫بلده المقاـ إذ كاف بينو كبين بني إسحاؽ اتصاؿ كأكثرىم تبلميذ لو كمبلزموف لو في غالب‬
‫األحواؿ فعزـ إلى (مكة) المشرفة في شهر شواؿ سنة ثماف كثبلثين كمائة كألف فحج كبقي‬
‫ىنالك مدة يفيد الطالبين كيجتمع بالمحققين كلما اشتد الحر في البلد الحراـ خرج إلى‬
‫(الطائف) كرافقو الشيخ العبلمة زين العابدين بن محمد بن سعيد المنوفي ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬تعالى‬
‫فأقاما في رياض متنزىات تلك البلد صارفين ألكقاتهما فيما يرض اهلل ككتب إلى آؿ إسحاؽ‬
‫بعد استعماؿ األخبار (ُ)‬
‫أخبركنا تفضبلن ما الذم كا ‪ ...‬ف كما ذا جرت بو األقدار‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(َِِ‪.)ُِِ-‬‬

‫(ّ‪)ِّٕ/‬‬

‫ىل كليتم أمر العباد بعدؿ ‪ ...‬كأزلتم من قد تجاركا كجاركا‬


‫كىدمتم ما شيدكا من ضبلؿ ‪ ...‬كأشدتم ما شاده األخيار‬
‫قسمان إف فعلتم ذا كىذا ‪ ...‬إف أنتم في عصرنا األبرار‬
‫كتركتم قبض المكوس كقلتم ‪ ...‬إف أخذ المكوس عار كعار‬
‫كقبضتم أعياف ما تخرج األر ‪ ...‬ض كما كاف يفعل المختار‬
‫كصرفتم أعيانها في أناس ‪ ...‬خصهم في كتابو القهار‬
‫كأتانا بصنيعة الحصر ‪ ...‬أفهل عندكم على ذا غبار(ُ)‬
‫كسلكتم في فطرة الفطر ىذا ‪ ...‬فعليو قد دلت اآلثار‬
‫كصنعتم في أنصباء المواشي ‪ ...‬ما ركتو فيها لنا األخبار‬
‫كجعلتم كزيركم خير بر ‪ ...‬كعزلتم من كلهم أكزار‬
‫ثم كليتم العدكؿ رعايان ‪ ...‬كم فكم قد ىكلًيىػ يه يم األشرار‬
‫غباء ‪ ...‬كعليهم رحى الضبلؿ تدار‬ ‫كل يوـ يلقوف كل و‬
‫تارة يأتي المثمر بالجور ‪ ...‬كأخرل القباض كالعشار‬
‫كانظركا كل ما حواه سماعان ‪ ...‬فهو نظم في طيو األسرار‬
‫قد أتى فيو كل ما قبح العقل ‪ ...‬كنص الكتاب كاآلثار‬
‫فلهذا أحلت نصحي عليو ‪ ...‬عند أف أعجزتني األشعار‬
‫كيف يقول على النظاـ فؤاد ‪ ...‬شتتو الهموـ كاألفكار‬
‫كترامت بو الديار فترميو ‪ ...‬ديار كتلتقيو ديار‬
‫كم طوينا من مهمة كجباؿ ‪ ...‬عجزت عن صعودىا األطيار‬
‫لو رأيتم كران لفارقتم النوـ ‪ ...‬فقلتم ما مثل ىذا يسار‬
‫أك سريتم في خبت نعماف قلتم ‪ ...‬ما بهذا يكلف الجبار‬
‫غير أنا لما نزلنا و‬
‫بأرض ‪ ...‬قد تغشت أرجائها األنوار‬
‫ما رأينا تلك العظائم شيئان ‪ ...‬كاغتفرنا كحق منا اغتفار‬
‫حبذا بلدة بها قد نزلنا ‪ ...‬كإليو انتهت نبا األسفار‬
‫كقد ذبلها من ىاىنا الشيخ زين العابدين المنوفي بأبيات من جنسها اشتمل عليها ديواف أشعار‬
‫البدر (ِ) كمما كتبو إلى كالده أيضان من الطائف في محرـ سنة (ُُّٗىػ)‪ ،‬قولو‪)ّ(:‬‬
‫[ِٔٓجػ]‬
‫أحبتنا أف تفضلوا بسؤاؿ‬
‫عن الحاؿ فاستفتوا فصيح مقالي‬
‫فراقكم ما كاف مني عن رضا‬
‫لذلك أشجاني كبلبل بالي‬
‫__________‬
‫(ُ) نهاية [ِٓٓجػ]‪ِٔ[ ،‬ب‪-‬ب]‪.‬‬
‫(ِ) انظر ديواف البدر األمير ص(ُِِ)‪.‬‬
‫(ّ) نفسو ص(َّٔ‪.)َّٕ-‬‬

‫(ّ‪)ِّٖ/‬‬

‫كأطلق دمعي بعد تقييده الكرا‬


‫فما ذاؽ طرفي الغمض منذ ليالي‬
‫خبل أنني إذ كنت للبيت قاصدان‬
‫كشوقي إليو دائمان متوالي‬
‫يخفف ما بي من غراـ كلوعة‬
‫ككنت لما ألقاه غير مبالي‬
‫فما زلت أطوم من قفر كعامر‬
‫كسهل ككعر نحوه ً‬
‫كرماؿ‬
‫إلى أف نزلنا سوحو في سبلمة‬
‫فألقيت فيو عند ذاؾ رحالي(ُ)‬
‫فحفت بنا النعماء من كل جانب‬
‫كما أنا فيما قلتو بمغالي‬
‫كطاب لنا فيها المقاـ ككلما‬
‫نرجيو في حاؿ لنا كمآؿ‬
‫كلكنو في شدة الحر لم تكن‬
‫تطاكعني فيما أركـ فعالي‬
‫ففارقتو كرىان كقلبي خافق‬
‫كدمعي على خدم عقود أللي‬
‫إلى بلدة بل ركضة جادىا الحيا‬
‫بها العذب من ماء كبرد ظبلؿ‬
‫ككل الذم تهول النفوس فوصفها‬
‫تباعد عن لفظي كضرب مثالي‬
‫فقرت بها عيني كنلت بها المنى‬
‫كماخطرت فيها الهموـ ببالي‬
‫كساعدني دىرم ككاف معاندان‬
‫يطاكؿ فيما أبتغيو مطالي‬
‫صفى لي فيها العيش كىو مكدر‬
‫فيا حبذا ما لذلي كصفا لي‬
‫كاف سركر القلب صار مغرمان‬
‫يبالغ في قربي كطوؿ كصالي‬
‫سلوت بها أىلي كصحبي كجيرتي‬
‫كما كنت عنهم قبل ذاؾ بسالي‬
‫فلو ال ضياء الدين ما كنت ذاكران‬
‫مدل الدىر أكطاني كسفح أز ًاؿ‬
‫إماـ الهدل كالعلم كالزىد كالتقى‬
‫كأفضل سجاد كأشرؼ تالي‬
‫لو من صفات المجد ماال أعده‬
‫فقل جملة قد حاز كل كماؿ ‪ِٕٓ[ ...‬جػ]‬
‫جفت مقلتي طيب الكرا لفراقو‬
‫فلم أنتفع منو بطيف خياؿ‬
‫كمهما شرا البرؽ اليماني شاقني‬
‫ً‬
‫لسؤاؿ (ِ)‬ ‫كناديتو يا برؽ قف‬
‫عسى خبر تمليو عن أحبتي‬
‫فأصغي لو سمعي بغير مبلؿ‬
‫كىل لك في أكناؼ صنعاء كقفة‬
‫فصف لي باهلل طيبة حالي‬
‫كأرجو قريبان يدؿ البين باللقاء‬
‫كقبح النول عنهم بحسن كصاؿ‬
‫كأجاب كالده الضياء بقولو‪:‬‬
‫تألق برؽ الطائف المتبللي ‪ ...‬أثار غرامي ثم بلبل بالي‬
‫تألق كىنان بالشاـ فكم لو ‪ ...‬تارؽ من و‬
‫طرؼ بسفح أزاؿ‬
‫كركت لنا ريح الصبا صبوة الصبا ‪ ...‬كقد عن أمر الصبابة خالي‬
‫تنشقت عنها عنبران ك قرنفبلن ‪ ...‬كمسكان ذكي النشر أطيب غالي‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (ب)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٗ/‬‬

‫سرل نشرىا من سفح مكة فانتهى ‪ ...‬إلى سفح صنعاء عرفها المتوالي‬
‫كأىدت إلينا في السويداء مهجتي ‪ ...‬كقرة أعياني كبدر كماؿ‬
‫سبلمان من البدر المنير محمد ‪ ...‬إماـ علوـ اآلؿ أكرـ آؿ‬
‫تظمنو نظم بديع كأنو ‪ ...‬عقود جماف نظمتو كآللي‬
‫يخبر عن أـ القرل حرـ التقى ‪ ...‬كيذكر أيامان مضت كليالي‬
‫تقضت لو في ركضة الطائف التي ‪ ...‬أقاـ بها في نعمة كجبلؿ‬
‫لعمرم لقد زادت بسكناؾ بهجة ‪ ...‬كفازت بحسن رائق كجماؿ‬
‫كقاؿ لساف الحاؿ منها تدالها ‪ ...‬أفي يقظة أـ كاف طيف خياؿ‬
‫أينزؿ بدار الدين حقا بساحتي ‪ ...‬أليس محل البدر أرفع عالي‬
‫كأف بحور العلم يختار مسكني ‪ ...‬فللبحر عبداهلل طاب حبللي‬
‫كرافقو الزين الذم زاف ساحتي ‪ ...‬كزدت بو في رفعتي ككماؿ‬
‫ذكاء كأخبلقان كحسن خبلؿ‬
‫أقاما بها كالفرقدين تشابها ‪ ...‬ن‬
‫خليبلف جاد الدىر من بعد شحو ‪ ...‬بجمعهما فيها بأحسن حاؿ[ّٔأ‪-‬ب]‬
‫كلم أر أف الدىر جاد لواحد ‪ ...‬من الناس من أحبابو بوصاؿ‬
‫كإف جاد يومان لم يكن مثل جوده ‪ ...‬بشهر و‬
‫كصاؿ كامل الليالي‬
‫ككم نعمة هلل يقصر شكرىا ‪ ...‬تبارؾ رب النعمة المتعالي‬
‫كأني ألرجوا أف يمن بجمعنا ‪ ...‬فجمع الشمل جل سؤالي‬
‫بمكة ال أبغي السكوف ببلدة ‪ ...‬سواىا كلم أخطره قط ببالي‬
‫كلي أمل حق كنية صادؽ ‪ ...‬بأني إليها قد شددت رحالي‬
‫كجاكرت بيت اهلل جل جبللو ‪ ...‬لعلي أنجو ال علي كال لي‬
‫كأختم باقي العمر فيها بمنة ‪ ...‬كىذا على ذم الجود غير محاؿ‬
‫كآمن من خوفي كسكن ركعتي ‪ ...‬بتخفيف أكزار على ثقالي‬
‫إلهي بحق المصطفى ككصيو ‪ ...‬أجب دعوتي كاجعل ىناؾ مآلي‬
‫كصلى كسلم كل حين عليهما ‪ ...‬كألهما كأىب ريح شمالي‬
‫كما طرزت في كل كقت بذكرىم ‪ ...‬طركس علوـ أك دركس مقالي‬
‫\‬
‫كأقاـ البدر قدس اهلل سره في الطائف كىو على رياض علوـ الكتاب كالسنة عاكفان إلى أف كصل‬
‫الزائركف من المدينة فاشتاؽ إلى الوطن فتكدر لفراقو الشيخ زين العابدين‪ ،‬فكتب إليو عند أف‬
‫بلغو كصوؿ الزكار أبياتان منها‪:‬‬

‫(ّ‪)َِْ/‬‬

‫رفقة الزكار مالي كلكم ‪ ...‬لً ىم فرقتم بين من أىول كبيني ‪ِٓٗ[ ...‬جػ]‬
‫ليت شعرم أم أمر قد قضى ‪ ...‬أف يكوف بينك فالمقضي حيني‬
‫كقد كاف بالغ في ترغيب البدر ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬في اإلقامة في الحرمين‪ ،‬كأشرؽ شموس علومو‬
‫على أىل المسجدين‪ ،‬كأف ينتقل إلى المدينة المنورة كيتزكج ىناؾ كيبلزـ الحضرة المصطفوية‬
‫على صاحبها أفضل الصبلة كالسبلـ‪ ،‬فلم يسعد بذلك لبره بأبيو كاشتياقو إليو‪ ،‬فسافر في طريق‬
‫الحجاز ككصل إلى صعدة فبلغو فيها أف أمر الخبلفة قد استقر للمولى محمد بن إسحاؽ‪،‬‬
‫كزاؿ ما كاف بينو كبين المنصور الحسين بن المتوكل من الشقاؽ‪ ،‬فارتحل حتى كصل مدينة‬
‫عمراف‪ ،‬كفيها المولى عبد اهلل بن إسحاؽ بن المهدم فعوؿ على البدر في العزـ إلى مدينة شباـ‬
‫لزيارة أخيو محمد بعد إرساؿ المولى محمد بن إسحاؽ للبدر إلى عمراف‪ ،‬ككاف يحب التعجيل‬
‫إلى أبيو كأف ال يقف بمكاف غير أف القضاء سبق بعدـ تبلقيهما‪ ،‬كيأبى اهلل إال ما يريد ككصل‬
‫إلى مدينة شباـ فلم يكن شيء بأسرع من أف أنحل من تلك الدكلة النظاـ كخرج لمناجزة‬
‫المنصور باهلل فكره البدر المقاـ بشباـ كارتحل إلى حصن شهارة في شهر ذم القعدة سنة‬
‫أربعين كمائة كألف‪ ،‬فتلقاه باإلجبلؿ كاإلكراـ المولى العبلمة الزاىد الحسن بن القاسم بن‬
‫المؤيد محمد بن القاسم‪ ،‬كالزـ التدريس كاإلفادة كالفتول كالزمو أعبلـ العلوـ ىنالك كالتقول‬
‫كالشيخ العبلمة ناصر بن الحسين المحبشي‪ ،‬كأخيو العبلمة إبراىيم‪ ،‬كالفقيو العبلمة أحمد بن‬
‫يحيى الشامي‪ ،‬كالسيد العبلمة أحمد بن الحسن كغيرىم من األفاضل كفاؽ تبلميذه األقراف ال‬
‫سيما الشيخ ناصر كأخوه كدرس البدر ىنالك علوـ الكتاب كالسنة‪ ،‬ككاف ذلك شيء مجهوالن‪،‬‬
‫فاشتغل الطلبة بتحصيل علوـ االجتهاد[َِٔجػ] ككتب البدر بخطو (شفاء القاضي عياض)‬
‫كدرس فيو كألف ىنالك (التنوير شرح الجامع الصغير) قبل اطبلعو على (شرح المناكم)‪،‬‬
‫كجعلو أكالن كالحاشية ال يستوفي فيو المتن كبعد اطبلعو على (شرح المناكم) عاد إلى‬

‫(ّ‪)ُِْ/‬‬

‫الشرح ثانيان كألحق منو شيئان فيو كاستوفى المتن في غصونو حتى كمل في أربعة مجلدات كنظم‬
‫قصيدة في فضائل أمير المؤمنين علي عليو السبلـ سماىا‪( :‬التحفة العلوية)‪ ،‬كشاركو كالده‬
‫الضياء فذيلها ثم شرحها البدر شرحان نفيسان سماىا‪(:‬الركضة الندية شرح التحفة العلوية)‪ ،‬فكمل‬
‫في مجلد كنظم كتاب (الكافل) في أصوؿ الفقو نظمان حلوان جامعان لمسائل الفن في أحسن‬
‫سبك‪ ،‬كأجمعو للفوائد كألف من الرسائل[ّٔب‪-‬ب] كالمسائل ماال يحصى كلم يزؿ بينو‬
‫كبين المولى الحسن بن إسحاؽ كابن أخيو المولى إسماعيل بن محمد المكاتبة كالمراسلة‬
‫بالمسائل العلمية كالمنظومات األدبية كىما إذ ذاؾ في السجن في (قصر صنعاء)‪ ،‬كنظم‬
‫المولى الحسن (الهدم النبوم) نظمان بديعان كشرحو بشرح نفيس سماه‪( :‬فتح القوم) ككاف‬
‫يراسل إلى شيخو البدر في كل أسبوع ما كتبو من الشرح يعرضو عليو ليثبت ما يراه كيمحو ما‬
‫رجحو‪ ،‬كيزيد ما استحسنو حتى كمل شرحان جامعان لفرائد الفوائد‪ ،‬كسيأتي ذكر ذلك في ترجمتو‬
‫كاستأذف المولى إسماعيل شيخو البدر في (شرح نظمو الكافل) فأذف لو فشرع في شرحو‪،‬‬
‫ككاف يعرض ما كتبو على شيخو كما فعلو عمو الحسن حتى تم في مجلدين كسماه (الفواصل)‬
‫كلما أبطأ في بعض األسابيع عن إرساؿ المكتوب كبلغ البدر اشتغالو بالحماـ‪ ،‬ككاف الواشي بو‬
‫إلى البدر عمو الحسن رحمهم اهلل تعالى كتب إليو البدر مداعبان كحاثان لو على االستمرار في‬
‫سلكو أكالن بقولو‪ُِٔ[ )ُ(:‬جػ]‬
‫أشغلت بالورقاء عن األكراؽ ‪ ...‬يا راقيان في المجد خير مراؽ‬
‫كإذا تأملت الحماـ كجدتو يبكي كما ‪ ...‬أبكى فراؽ رفاؽ‬
‫طوران يغني للخلي كتارة ‪ ...‬يبكي الشجى بدمعو المهراؽ‬
‫فرغت سمعك في استماع مطوؽ ‪ ...‬يشدك فيبعث العج األشواؽ‬
‫إذ فارقت الفان كركضان يانعان ‪ ...‬كنأت من األغصاف كاألكراؽ‬
‫كغذت بسجن ضيّْق فكأنها ‪ ...‬قد نازعت ملكان بطوؿ شقاؽ‬
‫عادت لها األغصاف أقفاصان كما ‪ ...‬عاد الحساـ مطوقّْان للساؽ‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة (َِٗ‪.)ُِٗ-‬‬

‫(ّ‪)ِِْ/‬‬

‫فغدت مطوقّْة كأنت مطوؽ ‪ ...‬في الساؽ أنت كتلك في األعناؽ‬


‫ال تشغل الفكر الشريف شجونها ‪ ...‬كاشرح ىواؾ ألعشق العشاؽ‬
‫و‬
‫لمتيم ما زاؿ يفرم قلبو ‪ ...‬بقنا القدكد كصارـ األحداؽ‬
‫حتى غدا نفبلن لكل خريدة ‪ ...‬تبتاعو األلحاظ في األشواؽ‬
‫دع شرح بغيتو كطارح نظمو ‪ ...‬يا منيتي ببدائع كرقاؽ‬
‫كإلى متى شغل الفؤاد بفكره ‪ ...‬في قوؿ كل محقق سبَّاؽ‬
‫قد مات سعد الدين كالعضد الذم‬
‫ذ ‪ ...‬كانت يداه يدان على الحذاؽ‬
‫كدع الفصوؿ مع النظاـ كىات لي ‪ ...‬نظمان كنظم مصارع العشاؽ‬
‫كصف القدكد مع الخدكد كخلنا ‪ ...‬من مبحث التقييد كاإلطبلؽ‬
‫كلقد كشى بك من كشاء متحرشان ‪ ...‬متطلبان للعتب كاإلقبلؽ‬
‫هلل ما أحلى طريقتو التي ‪ ...‬ما زاؿ يسلكها بحسن سياؽ‬
‫طوران كما رؽ النسيم كتارة‬
‫طو ‪ ...‬يحكى لنا األطراؽ في األعناؽ‬
‫ال غرك فهو البحر كل غريبة ‪ ...‬منو بمن المانح الخبلؽ‬
‫يخليق الملوؾ كلطف إخواف الصفاء ‪ ...‬كرقائق الصابي أبي إسحاؽ‬
‫كمواىب عمت عموـ الغيث بل ‪ ...‬صارت مسير الشمس في اآلفاؽ‬
‫كمعارؼ كعوارؼ كلطائف ‪ ...‬للطالبين سوالف كبواقي ‪ِِٔ[ ...‬جػ]‬
‫للناس خلف في سيادة غيره ‪ ...‬كعلى سيادتو أذعنوا بوفاؽ‬
‫الزاؿ سحب نوالو ككمالو ‪ ...‬تغشى الببلد بوابل غيداؽ‬

‫(ّ‪)ِّْ/‬‬

‫كلم أرل لها جوابان‪ ،‬كمن كراماتو في (شهارة) أنو دخل عليو أربعوف رجبلن من أشرار المحل‬
‫يريدكف قتلو كلم يكن لهم ىم إال ذلك فانعكس مطلوبهم ككقاه اهلل منهم كانقلبوا من قصدىم‬
‫إلى استجدائو كطلب إحسانو كسبب ذلك أنو كاف إلى المولى الحسن بن القاسم رحمو اهلل‬
‫كالية ببلد أصاب‪ ،‬ككاف النظر في جميع أعمالها كحقوقها إليو‪ ،‬ككاف العامل من جهتو عليها‬
‫علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد فاشتد ظلمو للرعية كأعانو جماعة من عسكر (شهارة)‬
‫كتعذر على المولى الحسن رفع يده كعزلو بخركجو عن كماؿ الطاعة‪ ،‬فناصح البدر المولى‬
‫الحسن بأنو ال يحل لو بقاء تلك الببلد تحت حكمو إسمان‪ ،‬كليس لو التصرؼ فيها إال كىما‬
‫فاتبع الناصح كأرجع أمرىا إلى الخليفة المنصور لما عجز عن رفع الظلم عن الرعية‪ ،‬فواله‬
‫الخليفة فرفع من فيها من العسكر من أىل (شهارة) فلما كصلوا (شهارة) عرفوا السبب‬
‫فوسوس لهم الشيطاف قتل المسبب كاجتمع من أشرارىم أربعوف رجبلن‪ ،‬فدخلوا على البدر إلى‬
‫بيتو قبيل كقت الزكاؿ كقد كاف يريد أف يناـ القيلولة‪ ،‬فلم يشعر بهم إال في الدرج فأذف لهم‬
‫بالدخوؿ فدخلوا حتى مؤلكا المجلس فلما استقر بهم المكاف سألهم البدر عن موجب‬
‫كصولهم فتراجعوا في تقديم من يتكلم كلم يكونوا قد زكركا كبلمان كليس في مخاطرىم [ْٔأ‪-‬‬
‫ب] إال سفك دمو فعند أف أعياىم الجواب كعمت عليهم طرؽ الصواب انتدب أدىاىم‬
‫كأثبتهم فقاؿ‪:‬‬

‫(ّ‪)ِْْ/‬‬

‫إف معاشهم انقطع من ببلد (أصاب) بسبب رفعهم عنها‪ ،‬كأنهم يستشفعوف بو في معاكنتهم عند‬
‫المنصور لتوجيههم إلى عمل يقوـ بأكدىم ككاف عددىم مائة كخمسوف رجبلن فكتب البدر إلى‬
‫الخليفة المنصور[ِّٔجػ] بواسطة المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي يذكر لو خاصتهم‬
‫كأنهم يصلحوف للخدمة في أم بندر فما كاف بأسرع من جوابو كفرقهم في البنادر كتطهرت من‬
‫نجاسات أذيتهم شهارة كانطفت من نيارىم كل شرارة كلم تزؿ المكاتبة بين البدر كاإلماـ‬
‫المنصور لنصيحة أك شفاعة كاإلماـ يتلقى كبلمو بالقبوؿ كاإلجبلؿ‪ ،‬كلم يزؿ المنصور منافسان‬
‫في دخوؿ البدر إلى حضرتو كلكنو لم يأمن البدر من سطوتو لكونو كاف في حضرة المولى‬
‫محمد بن إسحاؽ كمعدكدان من مناصريو فأرسل إليو الخليفة المنصور بكتاب يتضمن بذؿ‬
‫التأمين مما يخافو من بأسو في شهر محرـ سنة إحدل كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كأشهد عليو حكاـ‬
‫الشريعة فلم يطمئن قلبو إليو بعد االستخارة كلم تقض األقدار بالتعويل عليو‪ ،‬كقد كاف حذره من‬
‫الركوف إليو قبل كصولو المولى الحسن بن إسحاؽ لما بلغو ذلك كىو في السجن فكتب إلى‬
‫البدر رحمو اهلل موريان عن المقصود بقولو‪:‬‬
‫غير مفيد‬
‫ال تركنن إلى أماف الغيد ‪ ...‬فأمانها كاهلل ي‬
‫كحذار ثم حذا ًر منها إنها ‪ ...‬جبلت على أف ال تفي بعهود‬
‫فلكم قتيل من سيوؼ لحاظها ‪ ...‬كلكم أسير موثق بقيود‬
‫ال يخدعنك لين منطقها ‪ ...‬قسم يحف بأحرؼ التأكيد(ُ)‬
‫كضمانو الوجو المنير على الربا ‪ ...‬سيفو أعيذؾ بعد لطم خدكد‬
‫ككذلك إف كتبت أنامل كفها ‪ ...‬خط األماف مؤكدان بشهود‬
‫مؤمنان ‪ ...‬غدرت بو كالغدر شأف الغيد ‪ِْٔ[ ...‬جػ]‬
‫ال تأمنن فكم رأيت ٌ‬
‫السود‬
‫فأقبل عداؾ الحب نصح مجرب ‪ ...‬قتلتو بيض بالعيوف ُّ‬
‫كالبعد عن سفح الغواني نعمة ‪ ...‬عظمان بها مختص كل سعيد‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬شطر البيت ىكذا‪ :‬شافع رأيت الوفاء لذلك غير سديد‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٓ/‬‬

‫قاؿ البدر كصلت ىذه األبيات قبل كصوؿ كتاب األماف ((فتعجبت من مطلعها كما اشتملت‬
‫عليو حتى كصل خط األماف))(ُ) فازددت عجبان من سرعة كصوؿ خبر ذلك إلى المسجوف مع‬
‫التضييق عليو فيو كمن سرعة كصوؿ أبياتو إلى شهارة فأجاب البدر عليو بقولو‪)ِ(:‬‬
‫ف الغيد ‪ ...‬ىيهات أف أغتر بالتسويد‬
‫مثلى يغر بنقش ىك ٌ‬
‫ما خلت ذاؾ النقش إال حيلة ‪ ...‬في االقتناص لقلب كل عميد‬
‫مثل الشباؾ رأيت نقش أكفها ‪ ...‬أقصدف بالتشبيو صيد الصيد‬
‫إياؾ إطبلؽ اللحاظ فإنو ‪ ...‬سبب ألسر القلب بالتقييد‬
‫كم من أسير في سبلسل حبها ‪ ...‬يعتاض طيب النوـ بالتسهيد‬
‫ت الغانيات فما لها ‪ ...‬عهد فكم نقضت سعاد عهودم‬
‫كلقد ىخبىػ ٍر ي‬
‫سحقان كبعدان للغواني إف غدت ‪ ...‬كسعاد في إخبلفها لوعودم‬
‫أنا قد أطعتك يا عذكلي في الهول ‪ ...‬كرأيت رأم سواؾ غير سديد‬
‫قد صنت طرفان أف يكوف مسهدان ‪ ...‬كحفظت عن جرح الدموع خدكدم‬
‫لو يسلك العشاؽ مثل طريقتي ‪ ...‬لم يشتكوا ىجران كقبح صدكد‬
‫تابع فدتك النفس كل نصيحة ‪ ...‬كأىد الغريق برأٍيً ى‬
‫ك المحمود‬
‫كاستمر البدر على البقاء ىنالك حتى أنو كاف يتألم لفراؽ كالده ككالده أيضان كاف يتوجع من‬
‫ذلك كثيران كبينهما من المكاتبات الدالة على ذلك ما ىو أرؽ من النسيم‪ ،‬فمما كتبو البدر إلى‬
‫كالده في سنة ثبلث كأربعين كمائة كألف قولو‪)ّ(:‬‬
‫منعت عن مقلة الصب كراىا ‪ ...‬غربة لم أدر ماذا إنتهاىا‬
‫كلما قلنا عساىا تنتهي ‪ ...‬قالت األياـ ىذا مبتداىا ‪ِٔٓ[ ...‬جػ]‬
‫ساعدتني كأجادت مقلتي بالبكػ ‪ ...‬ػاء دىران فلم يغن بكاىا‬
‫ثم أفنا دمعها طوؿ النول ‪ ...‬كىو بحر زاخر ال يتناىا‬
‫ياخليل فهل عندكما ‪ ...‬مقلة تبكي كمن عيني شجاىا‬
‫أم عين بالبكاء تسعدني ‪ ...‬كتواسي أحسن اهلل جزاىا‬
‫يا رفاقان بأزاؿ سكنوا ‪ ...‬ىل أراكم بعد ىذا أك أراىا‬
‫أنا يعقوب كأنتم يوسف ‪ ...‬كىي مصر كمتى يدنوا حماىا‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(َُٓ‪.)ُُٓ-‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْْْ‪.)ْْٓ-‬‬

‫(ّ‪)ِْٔ/‬‬

‫يا لها من بلدة طيبة ‪ ...‬كلكم طاب إلى قلبي ىواىا‬


‫ما بتلك الدكر قلبي مغرـ ‪ ...‬أك بمن حل من الغيد رباىا‬
‫ما لنفسي أرب في غيركم ‪ ...‬قربكم طوؿ المدل أقصى مناىا‬
‫قسمان لوال ضياء الدين ما خطرت ‪ ...‬يومان على قلبي ذراىا‬
‫فهو ركحي عجب مني كقد ‪ ...‬غبت ما الموجب للنفس بقاىا‬
‫ليس إال حسن ظني أنو ‪ ...‬سوؼ يجلو الوصف عن عيني غشاىا‬
‫كأرل غرتو في نعمة ‪ ...‬أمل األجفاف من نور سناىا‬
‫أم عين بيننا قد فرقت ‪ ...‬عجل اهلل تعالى بعماىا‬
‫يا ضياء الدين ىل من عودة ‪ ...‬تكشف الكرب إذا الكرب تناىا‬
‫كم لكم من دعوة نافعة ‪ ...‬كشفت عن كل نفس ما عراىا‬
‫كلها تفتح أبواب السماء ‪ ...‬كيقوؿ الرب سمعان لنداىا‬
‫كأرل جسم الهدل قد حلو ‪ ...‬علة قد عجز الخلق دكاىا‬
‫عمت األبداف حتى ال أرل ‪ ...‬أحدان إال كيشكو من أذاىا‬
‫آه منها كل شخص قائل ‪ ...‬آه لو يغني عن العلة آىا‬
‫إف يضل ال قدر اهلل فما ‪ ...‬بعده إال توارم بثراىا‬
‫ما لها غير طبيب و‬
‫كاحد ‪ ...‬منو ال من غيره كشفوا ببلىا ‪ِٔٔ[ ...‬جػ]‬
‫كبجاه المصطفى في ىاشم ‪ ...‬أعظم العالم عند اهلل جاىا‬
‫صلوات اهلل تغشاه ببل ‪ ...‬غاية تبلغ مقدار مداىا‬
‫كعلى اآلؿ مصابيح الهدل ‪ ...‬آؿ يس من الخلق كطو‬
‫كلو من أبيات كتب إلى الشيخ زين العابدين المنوفي كىو نزيل طيبة يستمد منو إببلغ الصبلة‬
‫كالسبلـ على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬كبث شكول أحاديث الزماف كاالستشفاع‬
‫بجاه عظيم الجاه‪ ،‬عند الرحمن منها‪)ُ(:‬‬
‫يا رسوؿ اهلل كن عضدان ‪ ...‬لغريب الدار مبتعدة‬
‫كارىان فارقتها كأبان ‪ ...‬قطب أىل األرض في بلده‬
‫كأخا أنوار طاعتو ‪ ...‬ترشد الغاكم إلى رشده‬
‫كصغير البيت أعرفو ‪ ...‬قطعت اإلنساف من كبده‬
‫كأخؤل كدادىم ‪ ...‬ليس يخشى جل منعقده‬
‫كل ىذا في رضاؾ لما ‪ ...‬صح من متن كمن سنده‬
‫من أحاديث لنا ركيت ‪ ...‬ما بها نقدان لمنتقده‬
‫__________‬
‫(ُ) القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ُُٔ‪ )ُّٔ-‬كاألبيات التي أكردىا ىنا‬
‫ص(ُِٔ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٕ/‬‬
‫كىي من أبيات بديعة كحين كقف عليها كالده الضياء قاؿ‪:‬‬
‫كيف يسلو األب عن كلده ‪ ...‬كىو مثل العضو من جسده‬
‫كلما أبدل تجلده ‪ ...‬خط ىذا البين من جلده‬
‫يا عذكلي كيف صبر و‬
‫أب ‪ ...‬نار بيعد اإلبن في كبده‬
‫ليت شعرم ىل لو أمدان ‪ ...‬فيرجى انقضاء أمده‬
‫قد عمى طرؼ الزماف كقد ‪ ...‬كنت أشكو قبل من رمده‬
‫سوي في الخطب مثل غده‬
‫طاؿ ىذا االبتبلء فغدا ‪ ...‬أ ٍىم ي‬
‫مر من مدده‬
‫ما علمنا مثلو زمنان ‪ ...‬قط فيما َّ‬
‫فيو يسمو كل ذم و‬
‫سفو ‪ ...‬كعظيم الشأف في صفده‬
‫حسبنا في كشف ً‬
‫ذلك من ‪ ...‬كل شيء كائن بيده‬
‫رب كرب ضاؽ مسلكو ‪ ...‬حارت األفكار في سدده‬
‫فأتى من بعده فرج ‪ ...‬لم يكن للمرء في خلده‬
‫رب بالمختار من مضر ‪ ...‬زبدة المختار من زبده ‪ِٕٔ[ ...‬جػ]‬

‫(ّ‪)ِْٖ/‬‬

‫ثم انتقل كالده الضياء إلى رحمة اهلل تعالى في ضحوة يوـ الجمعة ثالث شهر ذم الحجة الحراـ‬
‫سنة ألف كمائة كستة كأربعين فحزف كلده عليو حزنان شديدان كرثاه بقصيدتين بديعتين كاستمر‬
‫البدر في سماء شهارة طالعان يهتدم بأنواره كل من كاف للحق طائعان باذالن نفسو كنفيسو في‬
‫مرضاة الرب تعالى‪ ،‬صارفان أكقاتو في التأليف كالتدريس‪ ،‬كاشفان عن كجوه خرايد الفوائد نقاب‬
‫التدليس كالتلبيس مبلذان للقاصدين‪ ،‬كعياذ إلى أمة من المظلومين كالمنصور باهلل مبالغ في‬
‫دخولو حتى قدر اهلل تعالى كصولو صنعاء‪ ،‬فوصل إليو من اإلماـ األماف مؤكدان بخط يده‬
‫بمغلظات األيماف‪ ،‬فارتحل منها في تاسع شهر صفر سنة ثماف كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كسر‬
‫بقدكمو صنعاء الخاص كالعاـ ككادت تطير من الفرح بوصولو قلوب العلماء األعبلـ‪ ،‬كدخل‬
‫أم انتظاـ‪ ،‬كأقاـ في مجالس التدريس كالفتيا كاإلفادة‪،‬‬
‫على اإلماـ كانتظم في سلك المودة ٍ‬
‫كالدعاء إلى اهلل تعالى كنشر السنة النبوية‪ ،‬كعرض عليو اإلماـ كثيران من المناصب فأبى الدخوؿ‬
‫في شيء منها لعلمو بما يؤكؿ إليو صاحبها من المعاطب‪ ،‬ككاف يخطب في بعض الجمع في‬
‫جامع الركضة فيقرع بزكاجر كعظة قلوب الحاضرين‪ ،‬كلما توفي خطيب جامع صنعاء كىو‬
‫القاضي العبلمة األديب أحمد بن محمد الحيمي رحمو اهلل تعالى عرض المنصور باهلل على‬
‫البدر الخطاب فرأىا البدر من تبليغ األحكاـ كاإلرشاد الذم يجب على العلماء األعبلـ[ٓٔأ‪-‬‬
‫ب] فخطب من شهر ذم القعدة سنة ألف كمائة ككاحد كخمسين(ُ)‪ ،‬كبحسن خطبتو كموقعها‬
‫في القلوب كلطف سلوكو كطريقتو يضرب المثل إلى اآلف‪ ،‬كجميع الخطباء [ ِٖٔجػ] بعده‬
‫إنما ىم عالة عليو في خطبهم ككيف طرقهم بل ال يخطبوف إال بخطبتو ال يغيركف منها شيئان‪،‬‬
‫ككتب إليو الفقيو األديب أحمد بن حسين الرقيحي رحمو اهلل قولو‪:‬‬
‫لقد قاـ األمير بنا خطيبان ‪ ...‬مواعظو ثبت عرل الشقاؽ‬
‫علي ‪ ...‬بميداف الببلغة في السباؽ‬
‫كأف محمد فينا ّّ‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬سنة (ُُٔٓىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٗ/‬‬

‫فما قس ابن ساعدة اإليادم ‪ ...‬كما الجوزم في طرؽ اللحاؽ‬


‫أقاـ الناس بين رضان كسخط ‪ ...‬يفرقنا كأنواع الطباؽ‬
‫فيمدحو أكلو اإليماف طران ‪ ...‬كيقدح في عبله أكلو النفاؽ‬
‫كاتفق أف البدر رحمو اهلل تعالى في شهر ربيع اآلخر سنة أربع كخمسين كمائة كألف سهى عن‬
‫اصطحاب كرقة الخطبة كلم يشعر إال عند قيامو على المنبر‪ ،‬فأخرج قرطاسان ال كتابة فيو‬
‫كارتجل خطبة بليغة كقاؿ الفقيو المذكور (ُ) ‪.‬‬
‫ال تنكركا إف قاـ خاطبنا ‪ ...‬كبكفو طرس ببل كتب‬
‫فسطوره من صدره اقتبست ‪ ...‬كلسانو أمضى من العضب‬
‫كم معجزات منو قد ظهرت ‪ ...‬قد خلدت في باطن الكتب‬
‫فيها إغاضات لحاسده ‪ ...‬كبها الشقاء لكل ذم لب‬
‫إف كنت تسألهم لتبلوىم ‪ ...‬فعلى اللساف دالئل القلب‬
‫__________‬
‫(ُ) أم أحمد بن الحسين الرقيحي‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٓ/‬‬
‫ككاف يبالغ النصح في خطبتو كيبين األحكاـ في كل ما حدث كال يخاؼ لومة الئم كلما توفي‬
‫الشيخ العبلمة إبراىيم بن محمد العجمي رحمو اهلل تعالى الواصل إلى صنعاء في شهر رجب‬
‫سنة ألف كمائة ككاحد كخمسين‪ ،‬فأقاـ بها كدرس في التفسير في جامع صنعاء تدريسان عامان‬
‫ممزكجان بالوعظ كالتذكير‪ ،‬فانتفع بتذكيره الحاضركف كسارع إلى التوبة المخطئوف‪ ،‬ككاف‬
‫[ِٗٔجػ] انتقالو إلى رحمة اهلل في ذم الحجة من السنة المذكورة‪ ،‬فعوؿ على البدر جماعة‬
‫من األعياف كغيرىم في القعود في التدريس كاإلرشاد‪ ،‬فامتثل لما علم كجوبو كأف ثمرة العلم‬
‫النافع إنما ىي العمل كمنو التعليم‪ ،‬فدرس في الجامع في الكشاؼ تدريسان ممزكجان بإيراد‬
‫زكاجر عن السيئات كترغيبان إلى اكتساب الحسنات كل ليلة بين العشائين‪ ،‬فأقبلت على القبوؿ‬
‫أفئدة الخاص كالعاـ‪ ،‬كحضر مجلسو عامة العامة‪ ،‬كالعلماء األعبلـ‪ ،‬كتعجبوا من إيراده لفوائد‬
‫من العلوـ‪ ،‬لم يحويها كتاب مع سرعة البادرة كتواتر الكبلـ‪ ،‬الذم يعجز عنو فصحاء ذكم‬
‫األلباب‪ ،‬مع انتظاـ تراكيب المباني كاشتمالها على درر المعاني من غير تلعثم في الخطاب أك‬
‫تلجلج في الكبلـ اك سكوت أك ٌترك‪ ،‬ككاف إذا أكرد اآلية الكريمة أكرد أشباىها كنظائرىا من‬
‫أكؿ القرآف إلى آخره‪ ،‬كسرد األحاديث الصحيحة التي بمعناىا مع تفسيرىا كأقواؿ السلف فيها‬
‫ككجو داللتها كإيراد ما يتعلق بو المقاـ من العلوـ كالتوشيح بالمسائل النفيسة كمزجها بالوعظ‬
‫كالترىيب كالترغيب‪ ،‬حتى اختلف األعبلـ في ذلك فقاؿ بعضهم أنو يطالع لذلك األسفار كقاؿ‬
‫آخركف إنو فتح من اهلل تعالى مع طوؿ باع لو في العلوـ كتضلع فيها‪ ،‬كإتقاف كرسوخ كفصاحة‬
‫يقتدر بها على التعبير عن مقصوده‪ ،‬فأراد بعض آؿ إسحاؽ امتحاف البدر ليظهر جلية األمر‬
‫فاستدعاه من بكرة يوـ فوران [َِٕجػ] فأسع ٍد إلى الوصوؿ في الحاؿ كاستمر عندىم إلى قبيل‬
‫أذاف المغرب ثم طلع الجامع للتدريس كتبعو الممارم كمن رآه فلم يختلف من عادتو األكلى‬
‫شيئان‬

‫(ّ‪)ُِٓ/‬‬

‫كسمعوا من فوائده ما ال يقع اشتباه بعده في أنو فتح من اهلل تعالى كدرس بعد صبلة العصر في‬
‫الجامع في كتاب الترغيب كالترىيب للمنذرم كقد تقدـ ما قالو في ذلك األديب الرقيحي في‬
‫ترجمة الشيخ إبراىيم العجمي كقاؿ المولى محمد بن زيد بن المتوكل بن المنصور‪:‬‬
‫مقاـ إبراىيم في كعظو ‪ ...‬قد قاـ فينا البدر ثم استنار‬
‫فمن أراد من جهلو ‪ ...‬يدخلو في الليل أك في النهار‬
‫كحسده جماعة من فقهاء [ٓٔب‪-‬ب] عصره فحرركا كبلمان في رسالتين في كرقتين‪ ،‬كذلك‬
‫في شعباف سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف كأبلغوىا إلى المنصور الحسين بن المتوكل‪ ،‬فلما‬
‫اطلع عليها أكقف كزيره المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي على ما فيها فأرسل بها المولى‬
‫أحمد إلى البدر فرأل فيها كبلمان يمجو السمع فطلب اإلذف بالدخوؿ إلى اإلماـ لئليضاح فأذف‬
‫لو فرحل إليو ىو كالسيد أحمد بن عبد الرحماف فعرؼ في كجو اإلماـ أنو قد خالج قلبو شيء‬
‫من كذب الرسالتين‪ ،‬فلما استقر بو المقاـ فقاؿ لو اإلماـ ىل اطلعت على الرسالتين قاؿ البدر‬
‫نعم‪ ،‬كال يسمياف برسالتين فقاؿ لماذا؟ قاؿ لو ألف الرسالة البد أف تشتمل على آيات قرآنية‬
‫كأحاديث نبوية أك كبلـ صادؽ‪ ،‬كىما مجردتاف عن كل ذلك كسأبين لكم جميع ما فيها فقرأ‬
‫البدر أحدىما كأجاب [ُِٕجػ] على كل لفظة منها فما زاؿ يتجلى ظبلـ الغضب عن كجو‬
‫اإلماـ حتى فرغ من قراءة األكلى‪ ،‬فأخذىا اإلماـ كمزقها بيده‪ ،‬ثم داسها برجلو‪ ،‬ثم قرأ البدر‬
‫الثانية كسلك في نقضها ما سلكو أكالن حتى فرغ منها‪ ،‬كقاؿ لو اإلماـ أما ىذه ال يليق بها إال‬
‫أف تمزؽ فأكجب عنها فقاؿ البدر‪ :‬ال بأس امتثاالن ألمركم المطاع‪ ،‬كإال فمثل ىذه ال يليق بها‬
‫إال أف تمزؽ فأجاب عنها برسالة بديعة سماىا‪ :‬السهم الصائب في نحر القوؿ الكاذب‪،‬‬
‫كتناقلها العلماء األعبلـ‪ ،‬كرد اهلل كيد أىل الحسد في نحورىم كقاؿ في ذلك األديب الرقيحي‪:‬‬
‫علي تعترم ‪ ...‬أكصى بها من ليس أكصا بها‬
‫تلك العلوـ إلى ٌ‬

‫(ّ‪)ِِٓ/‬‬

‫اهلل يكملها معالم للهدل ‪ ...‬كحبا بها من كاف من أحبابها‬


‫أأراؾ ترضا كاحدان من دكنها ‪ ...‬فاربا بها إف كنت من أربابها‬
‫إني أنا الماذم لدم أىل التقى ‪ ...‬كذكم الجهالة شر مطعم صابها‬
‫كلكم نقضت مكايدان كم ‪ ...‬أبرموا حتى كىت منها عرل أسبابها‬
‫ما حاؽ مكر الماكرين بغيرىم ‪ ...‬نكصت سهامهم على أعقابها‬
‫كأرسلو اإلماـ المنصور إلى (تعز) لئلصبلح بينو كبين أخيو المولى أحمد بن المتوكل ككانت‬
‫الفتنة بينهما قد استمرت نحو تسع سنين فتم الصلح كانحسمت مادة الشقاؽ‪ ،‬كلما كفد‬
‫الشيخ اإلماـ العبلمة مسند الوقت عبد الخالق بن الزين بن محمد باقي المزيادم الزبيدم في‬
‫سنة إحدل كخمسين كمائة كألف إلى صنعاء أخذ عنو البدر حصة كثيرة من (صحيح البخارم)‬
‫كجمع ( صحيح مسلم) إال [ِِٕجػ] كريقات من آخره اخترمت الشيخ دكف تمامو المنية‪،‬‬
‫كبعضان من (سنن أبي داكد) ككاف يحضر السماع أعياف األعياف من العلماء كالمولى محمد بن‬
‫إسحاؽ‪ ،‬كالمولى ىاشم بن يحيى‪،‬كرأل بعض الصالحين في أياـ السماع رؤيا مبشرة تقتضي‬
‫عناية النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بالحاضرين للسماع‪ ،‬كبالمولى ىاشم كالسيد عبد اهلل بن‬
‫لطف البارم الكبسي كالسيد قاسم بن أحمد العياني كالعبلمة إبراىيم بن خالد العلفي‪،‬‬
‫كاشتملت الرؤيا على دعاء نبوم للبدر كعناية بشأنو‪،‬ككاف الشيخ عبد الخالق يحضر قراءة‬
‫البدر العامة في التفسير في الجامع الكبير كيثني عليها‪ ،‬كلما توفي اإلماـ المنصور في سنة‬
‫إحدل كستين كمائة كألف قاـ كلده اإلماـ المهدم عارض عمو المولى أحمد بن المتوكل في‬
‫مدينة (تعز)‪ ،‬كتلقب بالهادم فرجح اإلماـ المهدم إرساؿ البدر إلى عمو لئلصبلح فعزـ في‬
‫شهر جمادم األكلى من السنة كمعو القاضي العبلمة عبد الجبار بن جابر الحبورم فتم الصلح‬
‫بينهما‪ ،‬كبايع المولى أحمد البن أخيو اإلماـ المهدم رحمو اهلل كخطب البدر في جامع مدينة‬
‫(تعز) آخر جمعة من شهر رجب من السنة خطبة بليغة ذكر فيها اتفاؽ الفريقين‪ ،‬كرفع الشقاؽ‬
‫من‬

‫(ّ‪)ِّٓ/‬‬

‫البين‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫ثم رجع ككاله المهدم أكقاؼ (صنعاء) كما كاالىا في شهر رمضاف من السنة فباشر أعمالو في‬
‫صدؽ كأمانة [ٔٔأ‪-‬ب] كعفاؼ كاتخذ بيتان صغيران قريبان من بيتو ليسجن فيو من يستحق‬
‫التأديب فر نار من السجن بػ(قصر صنعاء) للتأثم عن زيادة العقوبة بو‪ ،‬كاستمر فيو إلى شهر‬
‫[ِّٕجػ] شواؿ سنة إثنين كستين ثم اعتذر عنو ككاف يقوؿ إف كاليتو للوقف عقوبة من اهلل‬
‫تعالى على ذنب أسلفو يعلمو بعينو‪ ،‬كأكصى بأف يتصدؽ من تركتو بمائة قرش كمائة قدح لفقراء‬
‫كح َّرض المهدم على بعث معلمين للصبلة في جميع القرل‬
‫بني ىاشم تورعان من الوقف‪ ،‬ى‬
‫كالمدف كالبوادم كإزالة منكرات المعتقدات من األشجار كاألحجار كالعمارات كالقباب على‬
‫األموات‪ ،‬كاإلرشاد إلى الطاعات‪ ،‬فأرسل اإلماـ جماعة من الصالحين كأمر بتعليم الصبلة في‬
‫مدينة (صنعاء) كغيرىا‪ ،‬كجعل للمعلمين جراية من بيت الماؿ كتسارع الناس إلى الطاعات‬
‫كأزيلت غالب المنكرات‪ ،‬كأرشد اإلماـ إلى إزالة أصناـ كانت ببندر المخا لطائفة البانياف‪،‬‬
‫كألف البدر في ذلك رسالة نفيسة فبادر المهدم إلى األمر بإزالتها كىدـ بيوتها‪ ،‬كقبض جميع‬
‫أموالها كقد كاف ماؿ كاسع نحو خمسين ألف قرش‪ ،‬فأخذ ككصل أحد األصناـ إلى حضرة‬
‫اإلماـ كالبدر لديو فأمر اإلماـ بكسره ككاف في صورة أنثى كديس بالنعاالت فالحمد هلل رب‬
‫العالمين كلم يبرح البدر على عادتو من نشر علوـ الكتاب كالسنة كدعى العباد إلى الطاعة‬
‫كمبلزمة الجمعة كالجماعة حتى امتؤل الجامع كضاؽ بمن فيو‪ ،‬فارتفع المصلوف للجمعة إلى‬
‫سطحو فاختصر البدر الخطبة خوؼ المشقة على الحاضرين‪ ،‬كذلك في سنة ست كستين فذكر‬
‫في الدعاء جملة اآلؿ كاختصر تخصيص بعض منهم بإفراد المقاؿ فنزغ [ِْٕجػ] الشيطاف‬
‫في قلوب جماعة من الجهاؿ ككسوس لهم أف الخطيب ترؾ ذكر اإلماـ القاسم عليو السبلـ في‬
‫الخطبة كما جرت بو العادة‪ ،‬فقاموا كقعدكا كتجمعوا إلرادة قتلو كالفتك بو ككفاه اهلل تعالى‬
‫شرىم‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٓ/‬‬

‫ككاف رأسهم المولى محمد بن علي بن الحسين بن المهدم أحمد بن الحسن كىو من رؤساء‬
‫الدكلة إال أنو خاؿ عن العلم‪ ،‬كشايعو على ذلك المولى علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد‬
‫بن المنصور‪ ،‬ككاف يدعي العلم كتابعهم جماعة ككصولوا إلى أعياف آؿ اإلماـ ليقوموا معهم فلم‬
‫يساعدىم أحدان ككبخهم المولى محمد بن إسحاؽ غاية التوبيخ كجهلهم كأباف لهم مسلكهم‬
‫القبيح‪ ،‬فلم ينجع فيهم ذلك كلما دخل المولى محمد بن علي على اإلماـ المهدم عرفو اإلماـ‬
‫أف األمر ىين‪ ،‬كأنو سيأمر الخطيب أف ال يعود إلى الترؾ فلم يقنعو جواب اإلماـ كأصر على‬
‫اتباع ىواه‪ ،‬كأنو لم يحبس الخطيب فإنو سيقتلو كىاجت العامة في صنعاء ككثر ىدار الجهاؿ‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٓٓ/‬‬

‫فطلب اإلماـ رحمو تعالى الخطيب صاحب الترجمة كالمولى محمد بن علي‪ ،‬كجماؿ الدين‬
‫علي بن عبد اهلل إلى حضرتو‪ ،‬فلما استقر بهم المجلس ذكر الخليفة المهدم للخطيب ما‬
‫أنكره العامة من ترؾ اإلماـ نصان في الخطبة فأجاب بأف ىذا قاعدة عند إطالة الخطبة األكلى‪،‬‬
‫كال يخل ذلك بخطبة كال صبلة فقاؿ اإلماـ ذكرتم حديث الجمع بين الصبلتين‪ ،‬كقد قاؿ‬
‫العلماء أنو ضعيف كأراد بو حديث ((من جمع بين الصبلتين بغير عذر فقد أتى من أبواب‬
‫الكبائر)) فأجاب البدر بأنو كما قاؿ العلماء حديث ضعيف من ركاية حنش الصنعاني كلكنو‬
‫ركاه الترمذم كذكر تضعيفو ثم قاؿ كالعمل [ِٕٓجػ] عليو عند أىل العلم كعليو كاف عمل‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فإنو بقي ثبلثة كعشرين سنة ال يصلي الصبلة إال توقيتان‬
‫[ٔٔب‪-‬ب] ثم ىو دليل أىل المذىب القائلين بجواز الجمع لعذر ثم أف الخطبة إنما شرعت‬
‫لحث الناس على أفضل األعماؿ فقاؿ جماؿ الدين علي بن عبد اهلل قد فرغ السيد محمد‬
‫األمير من كبلمو فنتكلم كقد كاف أعد كراسان في كيس يزعم أنو للمناظرة فسكت الخليفة ثم‬
‫قاؿ للخطيب صاحب الترجمة قد رأيت أف تبقوا في دار األدب عند النقيب الماس فقاـ‬
‫الخطيب إلى البيت المذكور فتلقاه خدمو كعبيده كأنزلوه في أرفع داره كأما الخليفة فإنو قاـ من‬
‫مجلسو إلى أعلى الدار كأمر بحبس جماؿ الدين علي بن عبد اهلل كبقي في الحبس خمسة‬
‫عشر عامان كأمر أيضان بحبس عز الدين محمد بن علي كقبض خيلو ككانت أربعة عشر حصانان‬
‫كقبض الببلد التي كانت تحت يده كىي (ببلد ضوراف) آنس كما إليها ك(ببلد حبيش) كسجن‬
‫إلى أف توفي في سنة سبعين كمائة كألف‪.‬‬
‫كأمر اإلماـ بحبس من شايعهم من آؿ اإلماـ كمن العامة نحو ثبلثين نفسان‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٓٔ/‬‬

‫كأمر بتسفير السيد يوسف العجمي(ُ) ككاف رافضي المذىب ((يتظهر بذلك)) (ِ) كنشأ‬
‫بسببو مصائب عظمى في الدين ككاف كصولو في أياـ المنصور كدرس في الجامع كغرس مذىب‬
‫اإلمامية في قلوب جماعة من العامة‪ ،‬كأرسل اإلماـ إلى صاحب الترجمة على لساف مملوكو‬
‫النقيب الماس في أكؿ ليلة يقوؿ لو ما في نفسي عليك شيء كإنما أردنا تسكين الفتنة كأرسل‬
‫لو بدراىم [ِٕٔجػ] ثم بعد يومين أخرج إلى مكاف منفرد في القصر قريب من دار الضرب‬
‫كبقي على حاؿ حسن كمنزؿ مناسب كألف في السجن شرح منظومتو لقواعد اإلعراب‪ ،‬ككاف‬
‫يدخل إليو من يحب من أكالده كغيره‪.‬‬
‫ككاف النقيب الماس(ّ) يسمر عنده كل ليلة كيستمد من فوائده كماؿ إلى محبة السنة النبوية‬
‫كالعمل بها كتحصيل كتبها كرافقو جماعة من العبيد كغيرىم على ذلك كحسن حالو كالزـ البدر‬
‫للقراءة عليو في مؤلفاتو كغيرىا‪ ،‬كبذؿ جهده في نصرة السنة النبوية إلى أف كافاه الحماـ في‬
‫شهر رمضاف سنة ثبلث كسبعين كمائة كألف فلبث البدر في السجن شهرين ككاف السبب‬
‫الباعث للجهاؿ ىو نشر البدر لعلوـ الكتاب كالسنة كدعى الناس إلى تعلمها كالعمل بها كعدـ‬
‫تقليدىا ألحد كفعل في السجن قصيدة طويلة ذكر فيها مؤلفاتو كشكى ما اتفق لو كأرسل بها‬
‫إلى مكة المشرفة كقاؿ في أياـ سجنو‪ :‬العبلمة أحمد بن الحسن بركات أبيات يخاطب بها‬
‫المهدم رحمو اهلل كىو قولو‪)ْ( :‬‬
‫خليفة اهلل كالسيف المجرد في‬
‫يد اإللو لمن خافت بو السبل‬
‫شكو إليك أمير المؤمنين لمن‬
‫تزىوا ببهجتو األفبلؾ كالدكؿ‬
‫أشكو السنة خير المرسلين فقد‬
‫كادت تسير بها عن بابك اإلبل‬
‫تركـ أمة طو االىتداء كمن‬
‫قد جاء بالسنة البيضاء معتقل‬
‫سل الجوامع أك فأسأؿ منابرىا‬
‫__________‬
‫(ُ) انظر‪ :‬لمزيد حوؿ ترجمتو دمية القصر لقاطن(بتحقيقنا) نشر العرؼ (ّ‪)َّْ-ََْ/‬‬
‫عن الدمية‪.‬‬
‫(ِ) مابين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) انظر نشر العرؼ (ِ‪ )ّْٔ-ّْٓ/‬عن ما ىنا‪ .‬ديواف محمد بن إسماعيل األمير‪.‬‬
‫(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٕٓ/‬‬

‫ىل قد رقا مثلو من قبلو رجل‬


‫سل الملوؾ إذا كافتك طائعة‬
‫عن مثلو تعجز المسؤؿ كالمثل‬
‫على األكائل فافخر أف تشابهو‬
‫كلم تفز بخطيب مثلو األكؿ ‪ِٕٕ[ ...‬جػ]‬
‫كليس ينقم منو الحاسدكف سول‬
‫إف جاء يتلو الذم جائت بو الرسل‬
‫أغالط النفس فيو أف أخاطبو‬
‫بالبدر لما انتهى في ذكره العذؿ‬
‫يا بدر أما نزلت القلب منخسفان‬
‫بكل قلب تعالى فضلك الحمل‬
‫كإف نزلت ببطن الحوت مرتقبان‬
‫فعن قريب إلى الجوزاء تنتقل [ٕٔأ‪-‬ب]‬
‫كإف حجبت بسحب النائبات ففي‬
‫منازؿ الركض نوران منك يشتعل‬
‫أك خط قدرؾ أقوامان فأين لهم‬
‫أف يكشف الشمس أك أف ينحب الجبل‬
‫كمما قالو البدر في السجن من أبيات أرسلها إلى بعض العلماء األعبلـ(ُ)‬
‫كما السجن إال منحةن غير و‬
‫محنة‬
‫أشابو فيو جدم القاسم الرسي‬
‫كيوسف كالمختار في شعب عامر‬
‫ككم فاضل قد صار في حضرة القدس‬
‫كإني في دىرم غريب كأىلو‬
‫يركف المعالي لؤللداء كالخرس‬
‫فعالمهم توفى كشمسهم سها‬
‫كيأفل عند القوـ أفصح من قس‬
‫ؼ‬
‫كما حسبوني أنني جئت منكران‬
‫كال أنني نافست في الملك كالكرسي‬
‫كلكنني أحييت سنة أحمد‬
‫ب كالفرس‬
‫العر ي‬
‫كأبرزتها شمسان على ي‬
‫فقاؿ أكلو الجهل المركب أنني‬
‫أردت خبلؼ اآلؿ عمدان ببل لبس‬
‫فقلت جهلتم مذىب اآلؿ أنتم‬
‫كإف طاؿ ىذا الجهل آؿ إلى الطمس‬
‫كضاع اسمو من بعد أف ضاع نشره‬
‫كصاؿ عليو الجهل مستأصل األس‬
‫فإف أصوؿ اآلؿ تأبى بأنني‬
‫أقلد كاألعمى يقاد ببل حبس‬
‫كلكنهم ال يعرفوف أصولهم‬
‫كال الطرد فيما قرركه من العكس‬
‫إذا لم يكن لبلجتهاد مزية‬
‫من الجهل يا كيح العلوـ من البخس‬
‫كأني من آؿ الرسوؿ لواحد‬
‫بل إف كل اآلؿ في زمن النحس ‪ِٕٖ[ ...‬جػ]‬
‫حويت علوـ االجتهاد بأسرىا‬
‫كنافس يومي إذ حويت العلى أمسي‬
‫كمما قالو مشتكيان من أصوات المطارؽ بدار الضرب(ِ)‬
‫قضيت في الحبس الشريف لياليان‬
‫ال تعرؼ األجفاف طيب نعاس‬
‫فكاف نومي عن لقاء نواظرم‬
‫في الحبس مثلي عن لقاء أناس‬
‫__________‬
‫(ُ) ال توجد ىذه األبيات في ديواف صاحب الترجمة المطبوع‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِٖٓ‪.)ِٓٗ-‬‬

‫(ّ‪)ِٖٓ/‬‬

‫يا رب عجل بالنجاة كأعطني‬


‫أجران أفوز بو غدان في الناس‬
‫كاجعل فراؽ النوـ نوران ساطعان‬
‫أنجو بو من ظلمة األرماس‬
‫كقاؿ في ذلك أيضان‪)ُ( :‬‬
‫كجاكرت دار الضرب كرىان كبئس ذا‬
‫جوارا يهوديان مالهم في الهدل ثبت‬
‫مطارقهم ىن الطوارؽ للفتا‬
‫فما لمناـ العين في قربهم بخت‬
‫فأنشدت بيتان قد تقادـ عهده‬
‫كال عوج فيو لمثلي كال أمت‬
‫كمن أعجب األشياء أني مسلم‬
‫حنيفي كإني خير أيامي السبت‬
‫كقصده في ىذه المدة الشيخ العبلمة أحمد بن صالح الركمي في مدينة قسطنطينية لما بلغت‬
‫أخبار البدر إلى ىنالك كصارت بو الركباف فوصل ىذا الشيخ لحل المشكبلت عرضت لو عن‬
‫مسائل فكتب أجوبتها كرجع إلى كطنو ككصل إليو أيضان السيد لطف اهلل الركمي كقرأ عليو في‬
‫(البخارم) كمن أىل (زبيد) جماعة كالشيخ العبلمة صاحب المؤلفات المتقنة عبد الخالق بن‬
‫علي المزجاجي‪ ،‬كأخذ عن البدر في أكائل األمهات الست كأجازه كاستمر البدر على نشر‬
‫العلوـ كإحياء السنة كالدعاء إلى العمل بها حتى انتشرت كتب الحديث كاشتغل الناس بها‬
‫كتنافسوا فيها كقصدا للفتيا من األقطار النائية [ِٖٕجػ] كدرس في التفسير أيضان في المدرسة‬
‫على الطريقة التي ذكرناىا كصنف في التفسير مصنفان حسنان فيو فوائد جليلة كاف يكتبو مع‬
‫التدريس كلم يكمل لو ككصل في التدريس إلى آخر سورة النجم كسجد سجود التبلكة فسجد‬
‫بسجوده جميع من في المسجد ككقف ىناؾ كلم يدرس إلى أف كافاة الحماـ‪.‬‬
‫كلما أعاظ الناس بإقباؿ العباد على العبادة كاالستفادة كسوس لبعض آؿ اإلماـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِٖٓ‪.)ِٓٗ-‬‬

‫(ّ‪)ِٓٗ/‬‬

‫كىو فخر الدين عبد اهلل بن بن يوسف بن المتوكل بن الحسين بن المهدم ففر إلى (جبل برط‬
‫لمطالب لو دنيوية كألقى في ذىن العواـ أنو خرج منكران لما حدث من تغيير مذىب أىل‬
‫البيت‪ ،‬كأنو خرج غيرة منو عليهم كأف السيد محمد األمير ىو الساعي في ذلك فوافق من‬
‫أكلئك الطغاـ مطامع دنيوية‪ ،‬فجعلوا ذلك ذريعة لمرامهم(ُ) كمن شعر البدر األمير ما أجاب‬
‫بو على المولى الحسن بن إسحاؽ‪ ،‬ككاف المولى الحسن ىو كأخوه المولى محمد بن إسحاؽ‬
‫في السجن بػ(قصر صنعاء)‪ ،‬ككاف البدر إذ ذاؾ في (بير العزب) ىو كالمولى الضياء إسماعيل‬
‫بن محمد بن إسحاؽ‪ ،‬فكتب المولى الحسن سؤاالن يتضمن أنو كيف طاب للبدر كالضياء‬
‫الخركج إلى الديار كإخوانهم في السجن ككيف حسن للضياء ذلك ككلده محبوس فأجاب‬
‫البدر بقولو‪)ِ(:‬‬
‫إالـ ما أرل عاذلي في تعب‬
‫ى‬
‫ألم يدر أف الهول قد كجب(ّ)‬
‫كإف العتاب على حب من‬
‫سباني كللركح مني سلب‬
‫جنوف فدعني يا عاذلي‬
‫فشعباف أنت كسمعي رجب‬
‫فلم يخلق اهلل غصن القواـ‬
‫ككرد الخدكد كدر الشنب‬
‫كتلك العيوف كتفتيرىا‬
‫كتلك المحاسن إالَّ تحب‬
‫فما للعذكؿ يطيل الفضوؿ‬
‫لو الويل مما جنى كالحرب‬
‫فلو نظرت عينو مهجتي‬
‫كتار الغراـ عليها تشب‬
‫ألجرل الدموع لها رقة‬
‫ككاف إلى الوصل أقول سبب‬
‫كلكن إلفراط تغفيلو‬
‫كغفلتو عن شركط األدب‬
‫يصب إلى السمع يم َّر المبلـ‬
‫كقد شاىد الدمع مني يصب‬
‫كأقسم ما الخمر في كأسها‬
‫تدار يم ىتوجةن بالحبب‬
‫كال الوصل من بعد طوؿ الجفا‬
‫يكوف ببل موعد يرتقب‬
‫كال األمن من بعد خوؼ أتى‬
‫كحلو الرضا بعد يم ٌر الغضب‬
‫ص منو الغصوف‬ ‫كال الركض رقَّ ى‬
‫نسيم الصبا ىس ىحران حين ىب‬
‫كال فرج عاجل منقذ‬
‫لقلب غدا في بحار ال يكرب‬
‫ألذ كأحلى إلى القلب من‬
‫نظاـ سليل الملوؾ النخب‬
‫نظاـ تراه إذا ما أدير‬
‫ص سامعو بالطرب‬
‫ييرقٌ ي‬
‫كم ىن بعده‬
‫كيزرم ب يقس ى‬
‫كمن قبل من فصحاء العرب‬
‫__________‬
‫(ُ) ترؾ قدر أربعة أسطر في (جػ) بياضان بعد ذلك اللفظ‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ٕٕ‪.)ٕٗ-‬‬
‫(ّ) نهاية [ٕٔب‪-‬ب]‪َِٖ[ ،‬جػ]‪.‬‬

‫(ّ‪)َِٔ/‬‬

‫بع العلى‬
‫فيا ملكان شاد ر ى‬
‫كأحياه من بعد ما قد ذىب‬
‫بعثت بنظم غدا مزريا‬
‫بأزىار ركضات بئر العزب‬
‫فأغصانها راقصات بو‬
‫نبت العنب‬
‫الصب ي‬
‫َّ‬ ‫رقص‬
‫كما َّ‬
‫كأنصتت الورؽ لما أتى‬
‫ككانت تغرد فوؽ العذب ‪ُِٖ[ ...‬جػ]‬
‫كظلت عيونز ىوور الرياض‬
‫إلى رقة شاخصات عجب‬
‫كقاؿ افتنا في فتى و‬
‫ماجد‬
‫كريم السجايا شريف النسب‬
‫صبَّان لنسيم الصبا إذ سرل‬
‫كملَّك مقوده من جذب‬
‫كأمسى كأصبح في راحة‬
‫ككالده في أشد التعب‬
‫فقلت استمع لجواب السؤاؿ‬
‫فذلك حق علينا كجب‬
‫كقل ذا دليل بأف الفتى‬
‫شديد الوفا بشركط الصحب‬
‫لطيف الطباع صبور لما‬
‫قضاه اإللو كما قد كتب‬
‫عليم بأف اصطبار الفتى‬
‫سيعقب الركح بعد النصب‬
‫كأما أبوه إماـ العلى‬
‫كما مسو من كىيج التعب‬
‫كما مس إخوانو الراكبين‬
‫أقب‬
‫أغر ٌ‬
‫من المجد كل ٌ‬
‫فذلك عارض سحب الشموس‬
‫كيعلو الدخاف شبا اللهب‬
‫كعما قريب تجلى السحاب‬
‫ُّوب (ُ)‬
‫كتجلى عن القلب تلك النػ ٌ‬
‫كلو مجيبان على المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ عن أبيات كتبها إليو من ىجرة شاطب‪،‬‬
‫كلعلو عاتب شيخو البدر فيها كجعل في الكتاب تربة من جمرا السيلقوف على عادة الخلفاء من‬
‫بني القاسم في اليمن(ِ)‬
‫نحوم كقد كجهتها كتائبان ‪ ...‬مملوءة الفاظها مقانبا‬
‫في كل لفظ أسد يخالو ‪ ...‬سامعها لئلفتراس كاثبا‬
‫كأنما ألفاظها آجامها ‪ ...‬فع ٌد عنها حذران مجانبان‬
‫سل عن أقرانو القواضبا ‪ِِٖ[ ...‬جػ]‬
‫كأنها جيش أجش مغضب ‪َّ ...‬‬
‫كأنها صواعق محرقة ‪ ...‬قرطاسها تحسبو سحائبا‬
‫ظننتو من و‬
‫بعد فض ختمو ‪ ...‬قد جاءني معاىدان مكاتبا‬
‫فراعني لما رأيت شكلو ‪ ...‬ملطخان بحمرة جوانبا‬
‫أشعرني بأنو ما جاءني ‪ ...‬مسالمان بل جاءني محاربا‬
‫رفقان بنا رفقان بنا فإننا ‪ ...‬نميل عن سفك الدماء جانبا‬
‫ال فرقان منها كال تهيبان ‪ ...‬فليس مثلي للمنايا ىائبا‬
‫فإنني من عصبة تخالهم ‪ ...‬من فوؽ ىامات العلى عصائبا‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص (ٖٕ‪.)ٕٗ-‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٖ‪.)ٖٓ-‬‬

‫(ّ‪)ُِٔ/‬‬
‫كم قَّطركا من بطل ككم ككم ‪ ...‬قادكا على أعدائهم مواكبا‬
‫سل عنهم حصن ظفار ثم سل ‪ ...‬مشارؽ األقطار كالمغاربا‬
‫كم حرركا للعلماء من كتب ‪ ...‬كللعدل كم كجهو كتائبا‬
‫لو كاف لي مثلهم عصابة ‪ ...‬لم يبق ربع الدين فيها خاربا‬
‫لكن أبى الدىر الخؤكف أف يرل ‪ ...‬فيو ألىل الحق سهمان صائبان‬
‫أظن فيو كل ظن حس ون ‪ ...‬فبل يعود الظن إالَّ خائبان‬
‫ككلما صادفتو مصادفان ‪ ...‬عاد عدكان خائنان ككاذبا‬
‫محاسني من بعدىا مساكيا ‪ ...‬مما دحى من بعدىا مثالبا‬
‫كإلى أناسان قد عدكا عن الهدل ‪ ...‬كأىلو فما أتوا مصائبا‬
‫فيا ابن كدم قف تجد عجائبان ‪ ...‬كاستر كمن أخبارىم عجائبا‬
‫كابك على الدين الحنيف راثيان ‪ ...‬مما جنوا فقد ثول كنادبا‬
‫حاشا فريقان فارقونا خفية ‪ ...‬كاستوطنوا بعد أزاؿ شاطبا‬
‫لو كانت الدنيا سمان ألصبحوا ‪ ...‬كىم على أرجائها كواكبا ‪ِّٖ[ ...‬جػ]‬
‫راموا يردكف الهدل إلى الصبا ‪ ...‬من بعد أف قد صار شيخان شائبا‬
‫فمالت األقدار عن إسعادىم ‪ ...‬كلم تقد نحوىم المطالبا‬
‫كالحكم لؤلقدار فاصبر قائبلن ‪ ...‬سبحاف من قدرىا مواىبا‬
‫لكنهم لم يتركوا سجية ‪ ...‬بها عليهم ال أزاؿ عاتبا‬
‫كىي أساليب ذكيهم ليتهم ‪ ...‬ال يعرفوف لهم أقاربا‬
‫كانظر إلى نظم أتى مناديان ‪ ...‬إف القرابات غدكا عقاربا‬
‫أطاؿ فيو شاكيان منهم كما ‪ ...‬أطاؿ إذ خاطبني معاتبا‬
‫يا راكبان يطوم الفبل إليهم ‪ ...‬مجاكزان في سيرة السباسبا‬
‫قبل كفان للدنى قد ألفت ‪ ...‬تحسبها قد خلقت سحائبا[ٖٔأ‪-‬ب]‬
‫كاخصص ضياء الدين من بينهم ‪ ...‬ألنو قد خصني مكاتبا‬
‫كقل لو كافى النظاـ شاكيان ‪ ...‬كشاكران كمادحان كعاتبا‬
‫يلوـ لً ىم نصحتو مخشنان ‪ ...‬كما بذا يعهدني مخاطبا‬
‫خشنت نصحي تارة كتارة ‪ ...‬يكاد من لين يكوف ذائبا‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر(ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر بقية القصيدة بديواف صاحب الترجمة ص (ٖٓ)‪.‬‬
‫(ّ‪)ِِٔ/‬‬

‫كلو مجيبان على سيدم المولى عبد اهلل بن إسحاؽ عن أبيات كصلت منو إلى شهارة كىو‬
‫مسجوف بقصر صنعاء في سنة أربع كأربعين كمائة كألف(ُ)‬
‫مرحبان يا مرحبان يا مرحبا ‪ ...‬بنسيم ىب من تلك الربا‬
‫أرج األرجاء نشران دلني ‪ ...‬إنو من نشر سكاف قبا‬
‫ذكر الصب بأياـ الصبا ‪ ...‬فصبا كازداد منو كصبا‬
‫ىات ىل عندؾ عنهم خبر ‪ ...‬شنف األسماع عنهم بنبأ‬
‫ليت شعرم ذكركا عهد فتى ‪ ...‬ما يرل غير ىواىم مذىبا‬
‫كاف من أىل الهول مجتهدان ‪ ...‬فارتضى في الحب تقليد الضبا ‪ِْٖ[ ...‬جػ]‬
‫مالها مرعى سول قلبي كلم ‪ ...‬ترض إال دمع عيني مشربا‬
‫ارتضى تعذيب قلبي في الهول ‪ ...‬ليس قلبي عنكم منقلبا‬
‫قسمان لو قطعوني إربان ‪ ...‬ثم لم أقضى لديهم أربا‬
‫لم أزد إال غرامان كجول ‪ ...‬كفؤادان خافقان مضطربا‬
‫إنما أرجو كحسبي شرفان ‪ ...‬إنني فيمن ىواكم أحسبا‬
‫كاف قلبي كحده يهواكم ‪ ...‬فسرل حبكم كانسحبا‬
‫فغدا كلى كقلبي في الهول ‪ ...‬كل عضو بكم قد شببا‬
‫آه من ليلة كصل سلفت ‪ ...‬لتين راقبت فيها الرقبا‬
‫أنا أشكو كصل من تيمني ‪ ...‬عكس ما يشكو منو األدبا‬
‫كأذـ الدىر إذ ساعدني ‪ ...‬بسعاد فرشفت الشنبا‬
‫فزماف الوصل ال سقيا لو ‪ ...‬كاف في تعذيب قلبي سببا‬
‫ليتني لم أر منو حاجبان ‪ ...‬لسلو القلب مني حجبا‬
‫كعيونا ماضيات ال أرل ‪ ...‬غير قلبي لظناىا مضربا‬
‫كإذا ىزت قوامان مائبلن ‪ ...‬فلو يهتز كلى طربا‬
‫أرسلت ليبلن من الشعر غدت ‪ ...‬فيو إفراط حبلىا الشهبا‬
‫نغم األكتار من منطقها ‪ ...‬فإذا ما شئت لحنان أعربا‬
‫ساعة قد ساعدتني باللقاء ‪ ...‬كجفتني بعد ىذا حقبا‬
‫يا زماف الوصل سحقان لك من ‪ ...‬زمن ما كنت إال نصبا‬
‫أسفي ما كاف أغناني عن ‪ ...‬زكرتي ليلى ككصلي زينبا‬
‫حرقان يا كصل قد أكرثتني ‪ ...‬كمؤلت القلب مني كربا‬
‫إنما ألهيت نيراف الهول ‪ ...‬ثم كليت تشب اللهبا ‪ِٖٓ[ ...‬جػ]‬
‫كمؤلت القلب أطماعان بما ‪ ...‬لم تداخل قبل ىذا أشعبا‬
‫أسأؿ الريح كارتاح إلى ‪ ...‬رؤية البق إذا ما التهبا‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص (ٖٖ‪،)ُٗ-‬‬

‫(ّ‪)ِّٔ/‬‬

‫كأخاؿ الورؽ أكراقها ‪ ...‬ىتفت شوقان إلى أىل قبا‬


‫كأنادم ذا كىذا ىل لكم ‪ ...‬في فتان عن أىلو مغتربا‬
‫كاف في أرغد عيش ناعم ‪ ...‬ال يرل بين الورل مكتئبا‬
‫بين إخواننا ىم أىل الوفاء ‪ ...‬كإليهم ال سول قد نسبا‬
‫ما حسبت البين يدنوا بيننا ‪ ...‬فأتى مالم أكن محتسبا‬
‫فاجتمعنا برىة في نعمة ‪ ...‬ثم صرنا بعدىا أيدم سبا‬
‫أسكن األحباب قصران شامخان ‪ ...‬قصركا عن كل خل مجتبا‬
‫بل عن الريح بو قد قصركا ‪ ...‬فإذا أكفى إليهم أدبا‬
‫يفزع الطير إذا مر بهم ‪ ...‬فيولي عن رباىم ىربا‬
‫ىم عيوف الناس ال غرك إذا ‪ ...‬حاجب عنهم بهم قد حجبا‬
‫كسكنا بعدىم سامي الذرل ‪ ...‬قد لمسنا من ذراه الشهبا‬
‫ينشر البرؽ على أكتافو ‪ ...‬حين يعتم ىناؾ السحبا‬
‫تحسب الجوزاء قنديبلن بو ‪ ...‬بأعالي سقفو قد نصبا‬
‫قد فقدنا كل شيء حسن ‪ ...‬غير ما أىدل إلينا األدبا‬
‫مثل ما أىداه إلى فخر العبل ‪ ...‬زينة الدين كتاج النحبا‬
‫كلو كقد اطلع على سفينة لبعض كلده فيها مراث لجماعة في كلب مات لبعض السادة فكتب‬
‫على تلك السفينة ىذه األبيات(ُ)‬
‫كاف السفائن سابقان ‪ ...‬تأتي بأنواع الخطاب‬
‫كصف القدكد أك الخدكد ‪ ...‬أك الثغور أك الرضاب ‪ِٖٔ[ ...‬جػ]‬
‫أك مدح ملك قد سما ‪ ...‬كرقا على ىاـ السحاب‬
‫أك مدح من حاز العلوـ ‪ ...‬كصار كالبحر العباب‬
‫أك ذكر أياـ الوصاؿ ‪ ...‬مع األحبة كالشباب‬
‫ىذه المقاصد للقصيد ‪ ...‬كركضهن المستطاب‬
‫كسفينة الولد النجيب ‪ ...‬أتت بمرثاة الكبلب‬
‫فالشعر أكلى بالرثا ‪ ...‬كبالبكاء كاالنتحاب‬
‫إذ صار طوقان للكبلب ‪ ...‬الميتات على الرقاب‬
‫ىذا ىو الخسف الذم ‪ ...‬كردت بو أم كتاب‬
‫خسف لشمس الشعر كالقمر ‪ ...‬المنيرة كالشهاب‬
‫صلوا صبلة كسوفها ‪ ...‬إف كاف يشرع في كتاب‬
‫فليحتسب أىل القريض ‪ ...‬لما أتاه من مصاب‬
‫كلو‪)ِ(:‬‬
‫آه من دىر لو حاؿ عجيب ‪ ...‬مالو قط من الخير نصيب‬
‫خابت اآلماؿ فيما نشتهي ‪ ...‬كالذم نكره فيو ال يخيب‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ََُ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(َُْ‪.)َُٓ-‬‬

‫(ّ‪)ِْٔ/‬‬

‫كل يوـ كلو أحبو لة ‪ ...‬شغل األفكار عما يستطيب‬


‫كلما أملت صرفان للجفا ‪ ...‬قاؿ لي الجفا ثوب قشيب ‪ٖٔ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫كإذا أملت قربان منكم ‪ ...‬قاؿ إف البعد منكم لقريب‬
‫نقطع األياـ تسويفان كإف ‪ ...‬مر يوـ فإلينا ال يؤكب‬
‫نحن في الدنيا كوكب كلما ‪ ...‬قطعوا األرض تلقاىم كثيب‬
‫ككذا الدنيا على من قبلنا ‪ ...‬ليس فيها أبدان عيشان خصيب‬
‫فالزـ األشغاؿ إف كنت ترل ‪ ...‬أف ىجر الخل للخل يطيب‬
‫أك فدعها ثم زرنا تارة ‪ ...‬إف لداعي شوقنا أنت تجيب‬
‫ال تراقب لفراغ مقبل ‪ ...‬ففراغ المرء في الدنيا غريب‬
‫كسبلـ من أخ في اهلل قد ‪ ...‬أكثقتو سيئات كذنوب‬
‫فأمدكا في الدعاء في و‬
‫غيبة ‪ ...‬فعساه لدعاكم يتسجيب‬
‫كلو مجيبان على المولى الحسن بن إسحاؽ‪)ُ( :‬‬
‫يا عاتبان لي ما الذم ‪ ...‬إلى عتابي نىدبىك ‪ِٖٕ[ ...‬جػ]‬
‫كأم شيء قد جرل ‪ ...‬مني حتى ألهبك‬
‫إف كاف حبي لكم ‪ ...‬ذنبان فقل ما أذنبك‬
‫فيا فؤادم ىل سول ‪ ...‬ىواىم قد غلبك‬
‫كيا مناـ ناظرم ‪ ...‬بل قل من سلبك‬
‫كأنت يا دمع الجفوف ‪ ...‬قل لهم من سلبك‬
‫كأنت يا جسمي من ‪ ...‬ثوب السقاـ ألبسك‬
‫كأنت يا لبي أين من ‪ ...‬بالغراـ خلبك‬
‫فخذ شهود الحب من ‪ ...‬جوارح لن يكذبك‬
‫كاستقصي منهما كلما ‪ ...‬ترل لديها عجبك‬
‫كدع خياالن كاذبان ‪ ...‬كال تصدؽ ًريىػبىك‬
‫إني على شرط الوفا ‪ ...‬يطربني ما أطربك‬
‫كما أرل لي مشربان ‪ ...‬أرضاه إال مشربك‬
‫كما تركت كتبي ‪ ...‬كال كرىت كتبك‬
‫مبللة مني فبل ‪ ...‬يلزمني تعتبك‬
‫لكن كل حاسد ‪ ...‬بعينو قد رقبك‬
‫يسعى ليسعى بي ‪ ...‬كي يكسبني ما أكسبك‬
‫فيا زماني ىل قضيت ‪ ...‬من جفائي أربك‬
‫كم لماؿ ال أشتهي ‪ ...‬تمشي فيو خيبك‬
‫إذا اصطفيت صاحبان ‪ ...‬أنشبت فيو مخلبك‬
‫يعتقد البعض على ‪ ...‬رغمي كاف قد أحربك‬
‫كالبعض قد شردتو ‪ ...‬لقد اسأت أدبك‬
‫أسات في عصابة ‪ ...‬كنا نراىم قربك‬
‫عسى تنيب بعد ذا ‪ ...‬فيشتفي من أنبَّك‬
‫ثم يعود مثنيان ‪ ...‬عليك من قد تربك‬
‫موالم خذ نظمي كقل ‪ ...‬للفظو ما أعذبك‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو ص(ُُِ‪.)ُُّ-‬‬
‫(ّ‪)ِٔٓ/‬‬

‫كخذ مبلمي قائبلن ‪ ...‬لشره ما أطيبك‬


‫كلو‪)ُ(:‬‬
‫طعمت حبلكة األشياء طران ‪ ...‬فبل شيء ألذ من السكوت‬
‫أخير مجالس الدنيا جميعان ‪ ...‬مجالسو الدفاتر في البيوت‬
‫كلو مجيبان على المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كىو بقصر صنعاء في سنة خمس‬
‫كخمسين كمائة كالف‪)ِ(:‬‬
‫كافت على كفق احتياجي ‪ ...‬لتجس نبضي للعبلج ‪ِٖٖ[ ...‬جػ]‬
‫حبست فلم ترل ما يدؿ ‪ ...‬بو على سوء المزاجي‬
‫فغدت تأمل آم سقمي ‪ ...‬ال يكوف ببل اختبلجي‬
‫ظنت بو آم الغراـ ‪ ...‬كلسعو المقل السواجي‬
‫فغدت ترجيو اللقاء ‪ ...‬كليس للقيا براج‬
‫جهلت دكاء الداء فولت ‪ ...‬ال تراجع في الحجاج‬
‫أنا بالذم قد حل بي ‪ ...‬أدرل كأعرؼ ما مزاجي‬
‫قد كاف قانوف الشفا ‪ ...‬عندم كتحقيق الخفاجي‬
‫كنجوـ نصحي تهتدم ‪ ...‬الحيراف في ظلم الدياجي‬
‫حتى عرفت بني الزماف ‪ ...‬باالختبلط كاالمتزاجي‬
‫غالطتهم جهبلن بهم ‪ ...‬ال الفتقار كاحتياج‬
‫فشربت كأس السم من ‪ ...‬يديهم من غير حاج‬
‫من لي بتنكير المعارؼ ‪ ...‬خائفان منهم كراج‬
‫كم خلت خبلن صادقان ‪ ...‬فوجدنو غير المداج‬
‫اىم ‪ ...‬خشبان فمن ساج كعاج‬
‫دىر بنوه تر ي‬
‫ه‬
‫ما في المدارس كالمجالس ‪ ...‬كالمنازؿ كالفجاج‬
‫غير الذئاب مع الشياه ‪ ...‬أك الثعالب كالدجاج‬
‫قد كاف لذنا بالحصوف ‪ ...‬نسيم برؽ االنفراج‬
‫كندير من كأس المعارؼ ‪ ...‬كل صافية الزجاج‬
‫فغدا الزماف بخبثو ‪ ...‬جسدان على طيب ابتهاج‬
‫فاألرض صارت كلها ‪ ...‬ذات اضطراب كانزعاج‬
‫كتغير الماء الفرات ‪ ...‬فطعمو دكف األجاج‬
‫ضربت على ىذم القلوب ‪ ...‬ىمومها ضرب الخراج ‪ِٖٗ[ ...‬جػ]‬
‫في كل يوـ غارة ‪ ...‬للهم تدعو للهياج‬
‫يا قلب كيحك كل ىم ‪ ...‬مؤذكف باإلنفراج‬
‫فاسأؿ عن أىل البسيطة ‪ ...‬ما دح منهم كىاج‬
‫كاقنع بما قاؿ اإلماـ ‪ ...‬أبو العلى من ال يداج‬
‫شمس العلوـ كمن لديو ‪ ...‬البدر من دكف السراجي‬
‫كصنف الزماف كأىلو ‪ ...‬كصفا الشراب من الزجاجي‬
‫كفتحت من باب الملوؾ ‪ ...‬مغانيان ذات ارتياج‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُُٕ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُِٔ‪.)ُِٖ-‬‬

‫(ّ‪)ِٔٔ/‬‬

‫كعلى الخبير سقطت عندم ‪ ...‬من معانيهم بواج‬


‫سلني أبين حالهم ‪ ...‬من دكف ىع ّْي كارتياج‬
‫القبح تحثك عنهم ‪ ...‬تجد القطيع من النتاج ‪..‬إلخ (ُ)‬
‫كلو جوابان على شيخو البدر السيد العبلمة صبلح بن الحسين األخفش رحمو اهلل تعالى كقد كاف‬
‫البدر كتب إليو اعتذاران عن حضور قراءة في (شرح الرضي) على الكافية نثران‪ ،‬فأجاب شيخو‬
‫نظمان فأجاب البدر بقولو‪)ِ(:‬‬
‫غصن شوؽ عبله قلبي كغرد‬
‫كتمشى في ركضة كتأكد‬
‫قائبلن كاألكيد من حرمة الود‬
‫كعهد الوداد عهد مؤكد‬
‫بديع‬
‫إلي ي‬‫كنظاـ كافى َّ‬
‫كىو كالدر في الطركس منض يد ‪ٔٗ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كل بيت حول قصوران من الحسن‬
‫فللو من بناه كشيد‬
‫ما سلونا عن ركض علم نظير‬
‫في رباه التحقيق نهر مطرد‬
‫تحسل من نهر تحقيقة الذىن‬
‫كم َّ‬
‫ككم انتشى كماؿ كعربد‬
‫كم ىصرنا فيو ثمار المعاني‬
‫كرفلنا في صرح بحث ممرد‬
‫جنة أزفلت فجلت عن الوصف‬
‫فحاشا نعيمها أف تعدد‬
‫أنت رضوانها فيا ليت إني‬
‫كنت ما عشت من رباه أخلد‬
‫كنت طيران ممكنان من رباىا‬
‫طائران في فنونها يتردد‬
‫غير أف الزماف ىم َّد شباكان‬
‫كأتتنا أشعالو تتصيد ‪َِٗ[ ...‬جػ]‬
‫فغدكنا لنا الشواغل أصفا‬
‫ككم بين مطلق كمقيد‬
‫يا إمامان جمعت كل كماؿ‬
‫كعجيب إذ أنت في الجمع مفرد‬
‫أنت كشاؼ البحث إف ىد َّؽ‬
‫معناه كمفتاحو إذ الباب موصد‬
‫لو تقدمت في الزماف ألضحى‬
‫من تبلميذؾ الخليل بن أحمد‬
‫كتلق منك اإلماـ الجويني‬
‫ككافاؾ ثعلب كالمبرد‬
‫ال تخلني أميل عن طلب العلم‬
‫كفي مهجتي ىواه تمهد (ّ)‬
‫كلو مجيبان على المولى محمد بن إسحاؽ بعد كصوؿ أبياتو التي أجاز بها قصيدة البدر التي‬
‫أكلها‪)ْ(:‬‬
‫شكت بلساف الحاؿ طوؿ جفاىا‬
‫كأكؿ ابيات المولى محمد بن إسحاؽ‪:‬‬
‫أتبلغ نفسي من سعاد مناىا‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ُِٖ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُّْ‪.)ُْْ-‬‬
‫(ّ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ُّْ‪.)ُْْ-‬‬
‫(ْ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٔ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٕٔ/‬‬

‫فقاؿ البدر مجيبان كأشار إلى اإلقطاعات كقبض الزكوات كالتثمير كالصرؼ كالنوبة‪)ُ(:‬‬
‫صبابة حلت كفرط كجد ‪ ...‬بمهجتي قبل حلوؿ مهدم‬
‫فيها أقاـ كبها كمنا ‪ ...‬كالنار تخفى في غصوف الرند‬
‫فأقدح إذا ما شئت منها قبسان ‪ ...‬من الغراـ تى ٍد ًريك ٍنو كحدم‬
‫شبَّا فشبا النار في جواني ‪ ...‬كشيبان بعد فؤادم فودم‬
‫كنسمت مذ عبرت بي سحران ‪ ...‬أىدت أريج عنبر كن ٌد‬
‫دلت بما قد ضمخت أف لها ‪ ...‬بساكني نعماف قرب عهد‬
‫أقطعتو قلبي على تحريمو ‪ ...‬كللغراـ شرعة ال تهدم‬
‫فسامو سوء العذاب طاعنان ‪ ...‬كضاربان بطرفو كالقد‬
‫يثمر الصبر كقد أحصده ‪ ...‬بمنجل الهجر كطوؿ البعد ‪ُِٗ[ ...‬جػ]‬
‫فهو ىشيم كرياح ىجره ‪ ...‬تذريو في األرض بكل نجد‬
‫كيصرؼ الدمع إلى محاجرم ‪ ...‬كقد خشاىا مبلَّة ُّ‬
‫بالسهد‬
‫كإف أتيت قاؿ ىذا نوبتي ‪ ...‬فأضرب بها إف شئت تحظى عندم‬
‫أحكامو جارت كما حكامنا ‪ ...‬ال غركا في ذا فالملوؾ تعدم‬
‫كم بينو كبين خود سمحت ‪ ...‬بوصلها عفوان بغير كعد‬
‫هلل ما أحلى زما ىف كصلها ‪ ...‬ما ىو إال قطعة من شهد‬
‫كأنها من الرياض يخلقت ‪ ...‬ال بل أتتنا من جناف الخلد‬
‫فثغرىا من كوثر كطرفها ‪ ...‬من نرجس كخدىا من كرد‬
‫الص ّْد‬
‫ف ٌ‬ ‫كعندما أىويت أجني خدىا ‪ ...‬أىول لقطع الوصل ىك ُّ‬
‫فقلت يا نفسي أثبتي تجلدان ‪ ...‬كال تبيني جزعان عن جلدم‬
‫ً‬
‫كلتصعدم بالنظم نحو ماجد ‪ ...‬ففي قصيدم ىو بيت القصد (ِ)‬
‫كلو إلى المولى محمد بن إسحاؽ‪)ّ(:‬‬
‫قلب المتيم كم ييذكده ‪ ...‬عمن تملكو صدكد‬
‫كإلىمتى لهب الفؤاد ‪ ...‬بهجره يقول كقوده‬
‫ما آف أف يرثى لطرؼ ‪ ...‬من نهواه نائ ىجوده‬
‫كأتى السهاد كأنو ‪ ...‬ظمآف من دمعي كركده‬
‫أعمى الهول قلبي المعنى ‪ ...‬كالغراـ أتى يقوده‬
‫كالسقم كافا زائران ‪ ...‬يسحقان لو كلمن يريده‬
‫كارحمتا لمتيم ‪ ...‬كافت عواذلو تعوده‬
‫ٍف ضنٌي يضيق ‪ ...‬عن الخطاب بما يفيده‬‫فرأكه ًحل ى‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو ص (ُْٕ‪.)ُْٖ-‬‬
‫(ِ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص (ُْٕ‪.)ُْٖ-‬‬
‫(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٖ‪.)َُٓ-‬‬

‫(ّ‪)ِٖٔ/‬‬

‫ال يستطيع تأكىان ‪ ...‬لكن تىئً ٍن لو بركده‬


‫جس الطبيب فلم يجد ‪ ...‬من نبضو ما يستفيده‬
‫َّ‬
‫فرثا كقاؿ أرل الفتى ‪ ...‬ما فيو من ألم يؤده ‪ِِٗ[ ...‬جػ]‬
‫ىذم جنايات الغراـ ‪ ...‬عليو قد قامت شهوده‬
‫ص ىل الذم‬
‫ترياقو ىك ى‬
‫ذ ‪ ...‬في الحب أسقمو صدكده‬
‫أك طيفو إف زاره ‪ ...‬فالطيف قد يجدم كركده‬
‫قالوا‪ :‬كإني بالمناـ ‪ ...‬كما يواصلو رقوده‬
‫قاؿ‪ :‬التذكر لًلٍبلىى ‪ ...‬قالوا‪ :‬كىل ينسى شديده‬
‫قاؿ‪ :‬التسلي بالصبا ‪ ...‬قالوا‪ :‬كذا مما يزيده‬
‫قاؿ‪ :‬الرياض يزكرىا ‪ ...‬قالوا‪:‬ىل إال خدكده‬
‫قاؿ‪ :‬التشاغل بالمديح ‪ ...‬لماجد قد فاض جوده‬
‫يزداد كجدان بالندل ‪ ...‬كالبذؿ أف زادت كفوده‬
‫قالوا عسى عز األناـ ‪ ...‬أردت قاؿ‪ :‬فمن أريده‬
‫إنساف عين زمانو ‪ ...‬في كل مكرمة فريده‬
‫دراؾ يكل خفية ‪ ...‬لم يبق شيء يستزيده (ُ) ‪ٔٗ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫َّ‬
‫كلو مجيبان على المولى الضياء إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ عن أبيات كتبها إليو كىو إذ ذاؾ‬
‫معتقل في (قصر صنعاء) سنة ألف كمائة كخمسين كمستهل الجواب‪)ِ(:‬‬
‫ىذا النسيم أتاؾ من نجد ‪ ...‬متصبلن من سورة الصد‬
‫كطول المهامة الم يخاؼ بها ‪ ...‬برقان يلوح كصفحة الهند‬
‫كالشوؽ أقول من عليو طول ‪ ...‬ذك االشتياؽ مسافة البعد‬
‫علي صحائف الود‬ ‫حيا فأحيتني تحيتهةي ‪ ...‬كتلى َّ‬
‫كلثمت أقداـ النسيم كمن ‪ ...‬أجبللو لم ألثم إالَّ يدم‬
‫كحللت من لبانة عقدان ‪ ...‬فتساقط بؤللئ العقد ‪ِّٗ[ ...‬جػ]‬
‫كسألتو ىل ثم من خبر ‪ ...‬تهديو عن يسعد أك عن ىسعد‬
‫فتبسمت شفتاه قائلةن ‪ ...‬أنت الغبى جهلت ما أىدم‬
‫عندم عتاب لو يصب ‪ ...‬على صلد أذاب صبلبة الصلد‬
‫فالبس لديو السابغات عسى ‪ ...‬تنجيك إف سهامو تردم‬
‫كخذ السبلح كال أراه ‪ ...‬من كل آلتو غدا يجدم‬
‫سهم العتاب يكوف موقعو في ‪ ...‬القلب ال في اللحم كالجلدم‬
‫فأدار كأسان قد تجاذبها ‪ ...‬لين الخطاب كقسوة الجد‬
‫مزجت حبلكتو مرارتو ‪ ...‬كالمز مازج حالي الشهد‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص (ُْٗ‪.)َُٓ-‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص (ُِٓ‪.)ُْٓ-‬‬

‫(ّ‪)ِٔٗ/‬‬

‫كطول عتابان في ببلغتو ‪ ...‬كالوشى فوؽ معاطف البرد‬


‫ما زادني ذاؾ العتاب سول ‪ ...‬كجدان يضاعفو على كجدم‬
‫كالسهد‬
‫كالعشق يستحليو صاحبة ‪ ...‬كبو دكاىي السقم ُّ‬
‫كالخمر شربها مقارنة ‪ ...‬لصداعها كاإلثم كالحدم‬
‫أظنيتم دىرم بجفوتو ‪ ...‬لطباع مثلى مثلو يعدم‬
‫إف الوفاء بالطبع يصحبني ‪ ...‬للصحب من مهدم إلى لى ٍحدم‬
‫أخوتو كصحبتوي ‪ ...‬سياف في قرب كفي بعد‬
‫مثلي ٌ‬
‫كقديم كدم ال يغيره ‪ ...‬دىرم يحادثو الذم يبدم‬
‫غيرم تغيره حودثو ‪ ...‬كيميل ميلة كل ذم جد‬
‫كيبيع من عثر الزماف بو ‪ ...‬إف النسيئة ليس كالنقد ‪ِْٗ[ ...‬جػ]‬
‫يت أيامان سل ٍف ىن لنا ‪ ...‬في الحسن مثل سوالف الخد‬ ‫ً‬
‫أنس ى‬
‫تذكر ما مضى فلنا ‪ ...‬بحث على األياـ لو ييجدم‬ ‫كعلىى ُّ‬
‫ما بالها لم ترع حرمة من ‪ ...‬أضحى لجيد المجد كالعقد‬
‫ىو في حبين الدىر غرتو ‪ ...‬يا دىر تطمسو على عمد‬
‫كحسبتو عن كل مقتبس ‪ ...‬علمان كأدبان فمن يجدم‬
‫إف كاف عن لوـ تحجبو عنا ‪ ...‬كعن و‬
‫بخل كعن حقد‬
‫فكذا طباعك غير منكرة ‪ ...‬في عكس ما نرجوه كالطرد‬
‫إف جار دىر في ُّ‬
‫تحكمو ‪ ...‬فالصبر فيو أنفع الجد‬
‫فالبس ثياب الصبر معلمة ‪ ...‬بالوشى من شكر كمن حمد (ُ)‬
‫كلو مجيبان على المولى عبد الرحمن بن علي بن إسحاؽ عن أبيات كصلت منو في سنة ألف‬
‫كمائة كثمانية كسبعين‪)ِ(:‬‬
‫خلعت رداء التشبيب عن منكب الفكر‬
‫فقد أخذ الشيب الشبيبة عن عمرم‬
‫كلما رأيت الناس عز ابن داية‬
‫كعشعش في ككرية جاش لو صدرم‬
‫كجاكزتها سبع كسبعين حجة فقد‬
‫بيضت شعرم كقد سودت شعرم‬
‫فأصبح فحمان في رماد تفكرم‬
‫كأضحت أكف الذاريات لو تذرم‬
‫كمن صحب الدنيا رأل كل ًعبرةو‬
‫ٍ‬
‫الع ىجائب من األمر‬
‫كفي نفسو يلقى ي‬
‫سهرت كما بي علة تمنع الكرل‬
‫كصرت غريبان بين أىلي كفي قطرم‬
‫إذا ما لقيت الناس لم أدرم من يى يم‬
‫ألنهم أبناء أبناء من أدرم‬
‫كىم إف رأكني أنكركني كأنما‬
‫يقولوف ىذا جاء من ىى ىرىم ٍي مصر ‪ِٗٓ[ ...‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٓ)‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص (ِِٔ‪.)ِِٖ-‬‬

‫(ّ‪)َِٕ/‬‬

‫كما الشعر إال للشبيبة كالصبا‬


‫كمن بعدىا ما للشيوخ كللشعر‬
‫كما الشعر إال كالغواني إذا رأت بشعرؾ‬
‫شيبان لم تزرؾ إلى الحشر‬
‫أمن بعد نثر الشيب نظم شيبتي‬
‫أتوؽ إلى نظم القريض أك النثر‬
‫كال ارتضى للشيب ذمان فإنو‬
‫كقار كفيو االعتبار لمن يدرم‬
‫سلوت بو عن كل غيداء و‬
‫كأغيد‬
‫فبل أشتكي ىجران لشمس كال بدر‬
‫كلكن أبياتان سبتني كأنها‬
‫عيوف المها بين الرصافة كالجسر‬
‫إذا ارتشفت من كأسهن مسامعي‬
‫جلبن الهول من حيث أدرم كال أدرم‬
‫يذكركني عهد الشباب كلم أكن‬
‫نسيت كلكن زدت جمران على جمر‬
‫حبيبي ابًن لي ما الذم قد بعثت لي‬
‫ىو الشعر أـ ما قد بعثت من السحر‬
‫أـ الزىر أـ زىر الرياض بحسنها‬
‫ً‬
‫كالزىرم‬ ‫فما ىي تركم لي عن الزىر‬
‫كلو مجيبان على المذكور من قصيدة مطلعها‪)ُ(:‬‬
‫زارت كقد كلى الهول العذرم ‪ ...‬عني كأكلى غاية الهجر‬
‫إني يواصلني الغراـ كقد ‪ ...‬كل ٌي المشيب سياسة العمر‬
‫من بعد أف عزؿ الشباب سقى ‪ ...‬عصر الشباب سحائب القطر‬
‫هلل ما أحلى أمارتو ‪ ...‬متصرفان بالنهى كاألمر‬
‫فعن التغزؿ فكرتي يعزلت ‪ ...‬ككذا عن التشبيب في شعرم‬
‫فالشيب كالتشبيب ما اجتمعا ‪ ...‬ما للظّْبا كلصحبة النسر‬
‫صلي كحق لمثلها ىجرم‬
‫كمبلعب اللذات قد ىجرت ‪ ...‬ىك ٍ‬
‫ماذا ترجى من كصاؿ فتى ‪ ...‬خلع العذار عن الهول العذرم‬
‫كأرل الغواني إف نظرتا إلى شيبي ‪ ...‬نظرف بأعين شزر ‪ِٗٔ[ ...‬جػ]‬
‫لدم كأنها عدـ ‪ ...‬كأنا لديها ساكن القبر‬
‫صارت ٌ‬
‫لدم فما ‪ ...‬للورد من طي كال نشر‬
‫كرد الخدكد ٌ‬
‫ككذاؾ يرَّما يف النهود غدت ‪ ...‬كالورـ من ألم على الصدر‬
‫ال الطيف يطرؽ مقلتي كال ‪ ...‬أشكو الجفا كتطاكؿ الهجر‬
‫كأرل الرقيب ىو القريب كما ‪ ...‬الواشي صديق صادؽ السر‬
‫فعرفت حقان أنو غلط ‪ ...‬كصف النساء بمحاسن الشعر‬
‫تشبيو أعينها كقامتها ‪ ...‬بالسيف مسلوالن كبالسمر‬
‫كالشعر باليل البهيم بو ‪ ...‬األقراط مثل األنجم الزىر‬
‫ت عنو توبة القشر‬
‫ىذا أراه كلو غلطان ‪ ...‬قد تيػ ٍب ي‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو ص (ِِٗ‪.)َِّ-‬‬

‫(ّ‪)ُِٕ/‬‬

‫كأرل الورل طران بتجربة ‪ ...‬ما فيو من شمس كال بدر‬


‫إال الذم حل السماء كأني ‪ ...‬بمنافع جلَّت عن الحصر‬
‫ما َّ‬
‫لذلي من بعد المشيب سول ‪ ...‬كأس النظاـ أدراه الفخرم (ُ)‬
‫إلخ‪ .‬كلو‪)ِ(:‬‬
‫كمليك عنو ما شئت فقل ‪ ...‬ما على ذكراه في ذاؾ كزر‬
‫ف كنشر‬‫إذ ألمواؿ الورل في داره ‪ ...‬كألكزار لو لى ُّ‬
‫كلو في الجناب المركب‪)ّ(:‬‬
‫ككم غافل غره مادح ‪ ...‬بخطبتو راقيا منبرا‬
‫تبختر تيهان إلطرائو ‪ ...‬كنازع في الكبرياء من برا‬
‫كمن شعره لما تخلف المولى الحسن بن إسحاؽ عن القراءة في (ضوء النهار) عليو ككاف ىو‬
‫ب بعض من يحضر أف يحرؾ معو‬
‫أح َّ‬
‫المقصود بها‪ ،‬كتخلفو بسب البقا في (بير العزب) فى ى‬
‫القراءة أف يحرؾ ىمتو بالعتاب على التخلف فكتب إليو البدر[ِٕٗجػ]‪)ْ( :‬‬
‫مثلى بهذا منك ال يرضى ‪ ...‬فدع التغافل كاترؾ اإلغضاء‬
‫خلى التنزه في الرياض لمن ‪ ...‬بسول المعالي نفسو ترضا‬
‫إياؾ تلهيك الغصوف إذا ‪ ...‬مالت تعانق بعضها بعضا‬
‫أك تزد ىيك عيوف نرجسها ‪ ...‬فتخالطها لذيولها مرضا‬
‫ما يرتضي ىذا سول رجل ‪ ...‬ماحركت منو العبل نبض‬
‫يهفو إذا مر النسيم بو ‪ ...‬كرأل حقير الماء مرفضا‬
‫قد أىمل العليا فلست ترل ‪ ...‬نفبلن يقوـ بو كال فرضا‬
‫أما الذم أجفاف ىمتو ‪ ...‬ال تعرؼ إال غضاء كالغمضا‬
‫فبغير ىذا نفسو ألفت ‪ ...‬كرأت ظبلؿ رياضها الرمضا‬
‫ما ركضة إال العلوـ فبل ‪ ...‬تجني سول زىر العبل غضا‬
‫جلساؤه منها دفاترىا ‪ ...‬فيها يبلقى كل ما يرضا‬
‫جلساء ال يخشى جليسهم ‪ ...‬عرضان يمزؽ منو أك عرضا‬
‫فعبلىـ يا سيف فطنتو ‪ ...‬من كل صارـ فطنة أمضا‬
‫ضا‬
‫أضربت صفحان عن مذاكرة ‪ ...‬أجعلت حبك للعلى بيػ ٍغ ى‬
‫كلو موريان باعتبار المعنى العرفي‪)ٓ(:‬‬
‫و‬
‫كمترؼ يذكر أحوالو ‪ ...‬من سعة النعمة كالغبطة‬
‫كىو يشط الثوب في غفلة ‪ ...‬قلت لو قد زادت الشطة‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة بديواف صاحب الترجمة ص (َِّ)‪.‬‬
‫(ِ) نفسو (ِّٖ)‪.‬‬
‫(ّ) نفسو (ِّٖ)‪.‬‬
‫(ْ) نفسو ص(ِّٔ)‪.‬‬
‫(ٓ) ديواف صاحب الترجمة ص (ِْٔ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِِٕ/‬‬

‫كلو معارضان لقصيدة [أبي سعيد] (ُ) الرسمي التي أكلها‪)ِ( :‬‬
‫سبلـ على الدار التي جمعت شملي‬
‫كشمل الذم أىواه في زمن الوصل‬
‫بها نلت ما تهول النفوس كترتضي‬
‫ً‬
‫لمستمل ‪ِٖٗ[ ...‬جػ]‬ ‫فأمل إذا أكفقت سمعان‬
‫حللت بها عني عقودىا تمائمي‬
‫كحليت جيدم بالفضائل كالفضل‬
‫قطعت بها عصر الصبا بين جيرة‬
‫إلحسانهم عاد األجانب ىم أىلي‬
‫فغ‬
‫فلم أرل إال باسمان عند خدمتي‬
‫فمن كاضع رجلي كمن حامل نعلي‬
‫أيحكم في أموالهم فتصرفي تصرفهم‬
‫فيها كفعلهم فعلي‬
‫كأقسم لوال حرمة الشرع بيننا‬
‫لقالوا تحكم في البنين كفي األىل‬
‫ككم ركضة قد أنزلونا كأنها‬
‫رياض جنا يف الخلد شكبلن على شكل‬
‫يبلبل فيها النهر حتى كأنو‬
‫يترجم أصوات الببلبل إذ تملي‬
‫فأطيارىا غىنَّت كصفق نهرىا‬
‫كأعجبها رقص الغصوف ببل رجل‬
‫كقد طرزت أرض الرياض يد الحيا‬
‫كجاد عليها السحب بالوابل كالطل‬
‫كقد أفرشتها عبقرم زىورىا‬
‫فخلنا العيوف البابليات في الرمل‬
‫ككانت سليماف سقى اهلل عهدىا‬
‫تراسل سران بالرسائل كالرسل‬
‫نسائل حينان كيف أصبحت بعدنا‬
‫فعلت لرجول الوصل أصبحت في فضل‬
‫فقالت كلم ترجو الوصاؿ كإنما‬
‫قصارل ً‬
‫كصاؿ أف تعود إلى فصل‬
‫مر الجديدين عبرة‬
‫أمالك في َّ‬
‫بلى إف في مر الجديدين ما يبلي‬
‫يغير كل الكائنات مركرىا‬
‫كيلحق فيها الطفل بالشيخ كالكهل‬
‫فسرج طرؼ الفكر في األرض ىل ترل‬
‫سول ذم ىعناء من أذاىا كذم شغل‬
‫تذكر فكم فارقت من كل ماجد‬
‫كمن عالم بحر كغى ٍمر أخي جهل‬
‫دع الناس كاذكر ما فقدت من القول‬
‫فحالك عندم عبرة لذكم العقل‬
‫رياض شباب كنت أحسب أنها‬
‫فتى قبلي‬
‫تدكـ كأني ما رأيت ن‬
‫كصح شبابي مثل لمعة بارؽ‬
‫كأف سواد الشعر نوع من الظل ‪ِٗٗ[ ...‬جػ]‬
‫غزاه بياض الشيب من كل جانب‬
‫كمنتصر للخد في لونو األصلي‬
‫كلم يدر أني ال أريد انتصاره‬
‫لي اهلل من نصر يعود إلى قىػ ٍتلي‬
‫كما الشيب إال من جيوش منيتي‬
‫يقيم قليبلن ثم يرحل بي كلي‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو أبو سعيد محمد بن الرسمي عرؼ جده برستم‪.‬‬
‫(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(َُّ)‪.)َّّ-َِّ( ،‬‬

‫(ّ‪)ِّٕ/‬‬

‫فما بالو إف كاف ينصر لونو‬


‫كيزعم أف الغز قد كاف من أجلي‬
‫أضر بأسناني فكانت كلؤلؤ‬
‫يثير نظيم لثاني سمطها غير مخجل‬
‫قصيرىا سلكان كعاد كلؤلؤا‬
‫يثير على رغمي في العقد منسل‬
‫كقد عاد رمح القد قوسان كأنو‬
‫يحاكؿ رميان للمنية بالنبل‬
‫كىيهات ال تغني ً‬
‫القس ُّي عن الردل‬
‫كال األسل الخطى عن دفعها يسلى‬
‫ككادت خطام أحسن اهلل سعيها‬
‫تركـ بممشاىا مساجلة النمل‬
‫فما ىذه الدنيا بدار إقامة‬
‫فما بالنا كل تراه ببل عقل‬
‫أما لو عقلنا ما غفلنا عن الذم‬
‫يراد بنا فالحكم هلل ذم الفضل‬
‫كلو لما اطلع على ما ألفو كلده صارـ الدين إبراىيم بن محمد رحمة اهلل من تأريخو الذم جعلو‬
‫ترجمة لوالده كذكر مؤلفاتو كاستطرد فيو جماعة من الفضبلء كلم يعجب كالده تلك‬
‫الطريقة(ُ)‪:‬‬
‫ىذم الطريقة ليت شعرم ما ىي ‪ ...‬فلقد أتت بنفائس كدكاىي‬
‫حينان بوعظ للقلوب مذكر ‪ ...‬فيو الدكاء لداء قلب ساىي‬
‫كتفوه أحيانان بذكر تراجم ‪ ...‬لجماعة ليسوا من األنباه‬
‫ممن ثول في الصالحية أك ثول ‪ ...‬في طيبة يا حبذا ىي ماىي‬
‫كجماعة حلوا ببلدتنا التي ‪ ...‬ىي مجمع األضداد كاألشباه‬
‫كترل بو من كل فن نتفة ‪ ...‬ال تركم الظمآف كالمتناىي‬
‫فمن التصوؼ نتفة مقطوعة ‪ ...‬ليست تفيد فما لها من جاىي ‪ََّ[ ...‬جػ]‬
‫كترل من التفسير كالتأكيل كالتشريح ‪ ...‬ماال يرتضيو الناىي‬
‫كبو مسائل ليس موسمها ىنا ‪ ...‬قد شبهت في تلك بالبواه‬
‫ىذ بل مرقعة علينا رقعة ‪ ...‬فاآلف ألبسها ببل أشباه‬
‫إذ كضعها في األسر ترجمتي فما ‪ ...‬ألفت من كتب بفضل اهلل‬
‫لكن تجاكز ما يراد كجاءنا ‪ ...‬بمباحث يلهو بهن البلىي‬
‫فتضيع ترجمتي كما ألفتو ‪ ...‬كضياع عمرم في ارتكاب مناىي‬
‫آه على عمرم الذم ضيعتو ‪ ...‬كأتيت في أيامو بدكاىي‬
‫أبيػنى َّي إني ناصح لك ال تكن ‪ ...‬كأبيك عن أخراه كالمتبلىي‬
‫مالي كللدنيا فإف نعيمها ‪ ...‬فاف كإف زمانها متناىي‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو ص(ْْٖ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٕ/‬‬

‫كلو لما دارت المراجعة بكؤكس النظاـ بين المولى الحسن بن إسحاؽ كالمولى إسماعيل بن‬
‫محمد كالمولى محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كسائر آؿ إسحاؽ في المفاضلة بين [ُٕأ‪-‬ب] رياحين‬
‫أىديت مطيبة ممسكة كحكم فيها أعبلمهم‪ ،‬كطاؿ الشجار فكتبوا بصورة الواقع إلى البدر‬
‫األمير كىو بحصن شهارة كقاؿ مع نثر بليغ تركناه اختصاران (ُ)‪:‬‬
‫قد رأينا ما دار في الريحاف ‪ ...‬من نظاـ حكى عقود الجماف‬
‫كسمعنا منو المثاني ‪ ...‬كما مرت بسمعي من قبلها كالمثاني‬
‫كاعتصرنا منو الحميا كما خلد ‪ ...‬ت الحميا قد عتقت من معاني‬
‫كأرل حبره أديف بمسك ‪ ...‬كيراع التحبير من ريحاف‬
‫ضمحت ربوع المعاني‬
‫ى‬ ‫فلقد فاح منو نشر أريج ‪ ...‬فيو قد‬
‫ضاع إذ ضاع نشر ما عرفنا ‪ ...‬لبديع الزماف كاألرجاف‬
‫كحمدنا زماننا إذا أرانا‬
‫ك ‪ ...‬من ذممنا من بعده الحمداني‬
‫>‬
‫كقرأنا السؤاؿ ثم جوابان ‪ ...‬كجوابان على الجواب الثاني‬
‫كل شخص قد صير الدر شعران ‪ ...‬ما علمنا در يعود معاني ‪َُّ[ ...‬جػ]‬
‫كاف قلب األعياف معنى محاؿ ‪ ...‬ما يرل داخبلن إلى اإلمكاف‬
‫أخصصتم بما أرل أـ لديكم ‪ ...‬جاز قلب األعياف لؤلعياف‬
‫غير أف الحكاـ يا ثبت اهلل ‪ ...‬قواىم عن سرعة العجبلف‬
‫فوتوا لؤلحكاـ شرطان كقالوا ‪ ...‬صح ذا عندنا بغير تواف‬
‫ما أراكم عن غائب قد نصبتم ‪ ...‬كىو شرط بواضح البرىاف‬
‫كقبلتم شهادة الغصن كالطيب ‪ ...‬كفي الغصن عندنا قاد حاف‬
‫إنو ال يزاؿ يرقص في الركض ‪ ...‬اشتياقان إلى خدكد الغواني‬
‫كإذا صار للخدكد ضجيعان ‪ ...‬ىم َّد فاه إلى ثغور الجماف‬
‫كلنا في شهادة الطيب قدح ‪ ...‬قد كفينا بالقدح في اإلغصاف‬
‫كعلى كل حالة فأرل الحكم ‪ ...‬عليبلن مدعثر األركاف‬
‫جائز على اإلنساف‬
‫كاعتبلؿ األحكاـ ما فيو عيب ‪ ...‬كالخطأ ه‬
‫قد حكى اهلل ما جرل لسليماف ‪ ...‬كداكد في صحيح المثاني‬
‫كعن المصطفى عفى اهلل قد قاؿ ‪ ...‬تعالى في محكم القرآف‬
‫فاصلحوا ذات بينكم كدعونا‬
‫‪ ...‬من خصاـ كمضرـ النيراف‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو ص (ّْٔ‪.)ّْٕ-‬‬

‫(ّ‪)ِٕٓ/‬‬

‫أك أعيدكا الشجار ثم أعدكا ‪ ...‬جيد الطيب جيد الريحاف‬


‫كابعثوا نحونا بهذا كىذا ‪ ...‬كامهلونا حينان من األحياف‬
‫رثما ما نجمع المزكين لؤلغصاف ‪ ...‬من كل جانب كمكاف‬
‫ثم نأتي حكم صحيح إليكم ‪ ...‬قد أقرت لحكمو الثقبلف‬
‫كصلو قاطعة لكل شجار ‪ ...‬نفذتو الحكاـ في الديواف‬
‫كعليو تجرم خطوط األساطين ‪ ...‬كيزىو بسنية السلطاف ‪َِّ[ ...‬جػ]‬
‫[كفاتو]‬
‫ككاف كفاة البدر رضواف اهلل عليو في [‪ )ُ(].............‬شهر شعباف سنة (ُُِٖىػ)‬
‫كتأريخو‪ :‬محمد في جناف الخلد قد نزؿ (ِ) سنة (ُُِٖىػ)‪.‬‬
‫[حرؼ الياء](ّ)‬
‫[( ) يحيى بن إبراىيم جحاؼ الحبورم] (ْ)‬
‫(‪ُُُٕ-........‬ىػ‪)َُٕٓ-....../‬‬
‫[نسبو كمنزلة أسرتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [ ] بياض في أصولي‪ .‬ككانت كفاتو بصنعاء يوـ الثبلثاء (ّ) شعباف سنة‬
‫ُُِٖىػ‪ ./‬كمولده ليلة الجمعة منتصف جمادل األكلى من سنة َُٗٗىػ‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪( :‬قد كصلها) كالتاريخ فيها سنة (ُُٖٓىػ) كالصحيح ما أثبتناه من (جػ)‪.‬‬
‫(ّ) قدـ حرؼ الياء على حرؼ الهاء ‪ .‬كلعو حدث خلط في الترتيب خبلؿ ترتيب الكتاب إذ‬
‫توفى المؤلف قبل ترتيبو كما سبق التوضيح خبلؿ ترجمة كمنهج المؤلف‪.‬‬
‫(ْ) نسمة السحر (ّ‪ ،)َّٓ-ِّْ/‬طيب السمر (خ)‪ ،‬نفحات األسرار المكية للشيخ عبد‬
‫الرحمن الذىبي الدمشقي‪ ،‬معجم المؤلفين (ُّ‪ ،)ُِٖ/‬ملحق البدر الطالع (ِِِ) ‪ ،‬نشر‬
‫العرؼ (ّ‪ ،)ِٖٗ-ِٖٕ/‬مصادر الحبشي (ُّْ)‪ ،‬األعبلـ(ٖ‪ ،)ُّْ/‬األدب اليمني‬
‫(ِٓٓ‪ ،)ُٖٓ-‬مقامات من األدب اليمني (ٕٔ‪ ،)ٕٔ-‬تأريخ أبي طالب (ينظر فهارسو)‪،‬‬
‫نفحة الريحانة (ّ‪ ،)ُْٕ-ُْْ/‬حديقة األفراح (ِٔ‪ ،)ٕٔ-‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ُ‪ ،)ّْٔ،ْْٖ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُٖٓ‪ ،)َُٖٔ-‬الركض األغن (ّ‪-ُْٕ/‬‬
‫ُْٖ) كمنو‪ :‬حديقة األفراح للشركاني ص(ّّ‪.)ّٗ-‬‬

‫(ّ‪)ِٕٔ/‬‬

‫السيد أبو الحسن عماد الدين يحيى بن إبراىيم بن علي بن إبراىيم بن المهدم [بن علي]‬
‫الجحافي [الحبورم] من آؿ جحاؼ الذين ابتسم لهم الدىر فكانوا برامكة عصرىم كبهم‬
‫قامت الخبلفة المتوكلية فمنهم الوزراء كالوالة كاألمراء كاألعياف كالعلماء كالشعراء كلهم ذكر‬
‫شائع في اليمن كنسبهم يجتمع إلى السيد الجليل المهدم بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن‬
‫يحيى بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن القاسم بن‬
‫المنصور باهلل العياني القاسم اإلماـ بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن قاسم الرسي عليهم‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫ككاف صاحب الترجمة يلقب نفسو بالعماد الكاتب كىو الشاعر المشهور بلغ الغاية في النظم‬
‫كالنثر كفي الحكمي كالموشح الملحوف‪ ،‬كلو في األدب طريقة لم تسلك في سهولة األلفاظ‬
‫كصحة المعاني‪ ،‬ككاف طيب المحاضرة حلو الحديث حسن الصمت الزـ صحبتو المولى علي‬
‫بن المتوكل بن المنصور ككتب لو كصار عنده من أقراف المرىبي كطريقتو في الشعر مخالفة‬
‫لطريقتو فإف المرىبي يستعمل الجزالة في غالب شعره كصاحب الترجمة يميل إلى الرقائق‬
‫كالغزليات التي قل أف يلحق فيها كلما ادعى المولى يوسف بن المتوكل بعد موت المؤيد كتب‬
‫لو صاحب الترجمة كأنشا لو الرسائل كلما آؿ األمر إلى صاحب المواىب حبسو بالقاىرة مدة‬
‫ثم افرج عنو‪ ،‬ككاف يعتريو ذىوؿ [َّّجػ] كيهيم من التفكر في الجباؿ كالسهوؿ لفرط رقة‬
‫تمكنت من قلبو كلطف استولى على لبو كجهل الزماف قدره في آخر أمره‪،‬فكاف ضيق العيش‬
‫كقد شكى ذلك في أشعاره كجمع بعض آؿ جحاؼ ديوانان من شعره سماه‪( :‬درر األصداؼ‬
‫كمن أشعار السيد يحيى جحاؼ) كلكنو لم [ُٕب‪-‬ب] يستقص ككاف يتنقل في الببلد‬
‫كيتخير طيب الهول من كل ناد‪،‬فتارة في حبور كحينان بصنعاء كدىران بضوراف كببلد كسمة كريمة‬
‫كأكدية جبلة كسائر محبلت اليمن‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬

‫(ّ‪)ِٕٕ/‬‬

‫فمن شعره ما مدح بو القاضي عبد الرحمن الحيمي رحمو اهلل(ُ)‬


‫من نظٌم الدر كمن ألفو ‪ ...‬في فيك من علم كعن معرفو‬
‫كمرىف العينين من سنو ‪ ...‬في باطن الجفن كمن أرىفو‬
‫كالساعد المسبوؾ من فضة ‪ ...‬بيضاء من بالتبر قد طرفو‬
‫من َّ‬
‫طرز الكافور بالمسك من ‪ ...‬بالعود كالعنبر قد زخرفو‬
‫ىذا كقل لي غير مستنكر ‪ ...‬من كضع الوشم دكين الشفو‬
‫ما السحر من بابل إال الذم‬
‫ذ ‪ ...‬تدركو العين بهذم الصفو‬
‫قل غير مأمور فلي مهجة ‪ ...‬صارت إلى ذلك مستشرفو‬
‫إذا مضى طرفي مستعجبلن ‪ ...‬أمسكو حسنك كاستوقفو‬
‫كجملة األمر بأني شج ‪ ...‬أسلبني الحب إلى التكلفو‬
‫طرؼ أطرافان لو مترفو ‪َّْ[ ...‬جػ]‬
‫تيم قلبي قمر طالع ‪ٌ ...‬‬
‫قد حلف الحسن تمنيان لو ‪ ...‬مقببلن في يده مصحفو‬
‫ال حل في كجو سول كجهو ‪ ...‬فلم يحل من بعد أف حلفو‬
‫ىيهات أف يحنث فيها كلو ‪ ...‬جائتو شمس األفق مستعطفو‬
‫البدر في النصف على حسنو ‪ ...‬إف راـ أف يحكيو ما أنصفو‬
‫جبل نسيبي في بهاه كما ‪ ...‬جبل مديحي في أخي المعرفو‬
‫من صار موصوفان كما أف لو ‪ ...‬غير المعالي أبدان من صفو‬
‫عبد إلى الرحمن سبحانو ‪ ...‬أضيف هلل ما الشرفة‬
‫ركض أريض قد دنا زىره ‪ ...‬مني بغير السمع لم أقطفو‬
‫ذك قلم كالرمح ما زاغ عن ‪ ...‬شاكلو المرمى كإف حرفو‬
‫و‬
‫لحسود كقد ‪ ...‬أضحت لو الحساد مستهدفو‬ ‫ال طعن فيو‬
‫عبلمة الدىر فلو أنو ‪ ...‬أدركو الرازم الستخلفو‬
‫فكرتو صادقة فلو حققت ‪ ...‬مفاتح الغيب الذم صنفو‬
‫كلو‪)ِ( :‬‬
‫ظبية غضة الشباب نضيره ‪ ...‬تشبو الشمس في آكف الظهيرٍه‬
‫حجبوىا برغم أنف عن العين ‪ ...‬حنوان منهم عليها كغيرٍه‬
‫ألزموىا الكناس كىي لعمرم ‪ ...‬ظبية تألف الرياض النضيرة‬
‫عجبان من قرابة حجبوىا ‪ ...‬كيف راموا عجاب شمس منيره‬
‫__________‬
‫(ُ) ىذه القصيدة أفاد زبارة في نشرؼ العرؼ أف المترجم لو أجاب بها على عبد الرحمن‬
‫الذىبي الدمشقي صاحب نفحات األسرار الملكية‪ .‬انظر نشر العرؼ (ّ‪.)ُِٗ-َِٗ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ّّْ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُِٗ/‬‬

‫(ّ‪)ِٕٖ/‬‬

‫إف يكن فات حسنها كسناىا ‪ ...‬بصرم لم يفت عيوف البصيره‬


‫صب ‪ ...‬بالسيوؼ اللحاظ صارت أسيره‬
‫أترل مذ سطت على كل ٌ‬
‫أسرفت عينها الكحيلة في القتل ‪ ...‬كأضحت منها النفوس حسيره‬
‫آه ممن غدت على كل صب ‪ ...‬تترؾ الصب كالهباء قديره (ُ) ‪َّٓ[ ...‬جػ]‬
‫يا لها من صغيرة صار عندم ‪َّ ...‬‬
‫أف حبٌا لمن عداىم كبيرة‬
‫كلو أيضان‪)ِ(:‬‬
‫حذار من سفح جبلة ‪ ...‬فالحب فيها جبلٌو‬
‫ضلو‬‫كم فتنةن في يرباىا ‪ ...‬للغانيات م ٌ‬
‫ب ‪ ...‬ر و‬
‫اؾ أصابتو عي ٍقلىو‬ ‫ص ّْ‬
‫ككم بها عقل ى‬
‫ط مهلو‬
‫ال يعرؼ الشوؽ فيها ‪ ...‬من مهجة ق ٌ‬
‫يأتي الفؤاد التصابي ‪ ...‬فيها على حين غفلة‬
‫جمع التصبر أضحى ‪ ...‬في سفحها جمع قلو‬
‫ظن جهبلن ‪ ...‬أف الصبابةى سهلو‬
‫يا كيح من ٌ‬
‫كم من مؤيّْدا رأل ‪ ...‬قد بات منها يم ٌدلو‬
‫سبا الحشاشة منو ‪ ...‬غيزيّْل خلف كلو‬
‫من لي بمحراب حسن ‪ ...‬للحب أصبح قبلو‬
‫كدمية فيو صارت ‪ ...‬بحسنها مستقلٌو‬
‫جعلت فيها نصيبي ‪ ...‬إلى التأسف كصلو‬
‫أعد قوؿ كلوعي ‪ ...‬بها مدل الدىر ملو‬
‫إف يبلغ الهدم يومان ‪ ...‬برغم أنفي محلو‬
‫منعت صرؼ اصطبارم ‪ ...‬عن الغراـ لعلو‬
‫يا برؽ سوؼ تراني ‪ ...‬إلى ربوع األخلو‬
‫كيسألونك فيها ‪ ...‬عن نيرات األىلو‬
‫قل ىي مواقيت كصل ‪ ...‬أحكامها مضمحلو‬
‫كصف ألىل كدادم ‪ ...‬شوقي سألتك باهلل‬
‫كلو أيضان‪)ّ(:‬‬
‫ثغرؾ كالعقد كالصبابة ‪ ...‬بغاية الحسن كالغرابو‬
‫ميز لنا ذا النظاـ من ذا ‪ ...‬فالؤلؤ الرطب قد تشابو‬
‫ىذا كال تنسى لي عقود ‪ ...‬نظمتها فيك مستطابو‬
‫إف ناب ىذا مناب ىذا ‪ ...‬فإنها تحسن النيابو ‪َّٔ[ ...‬جػ]‬
‫فإف بين الجمع مما ‪ ...‬كصفت صحت لي القرابة‬
‫إف رفعت راية لحسن ‪ ...‬رفعتها أنت ال غرابو‬
‫قد ‪ ...‬سرت من فوقو ذكابو ‪ِٕ[ ...‬أ‪-‬ب]‬ ‫ما رأيت الحسن غير و‬
‫يا مخجل الحسن فيك دؿ ‪ ...‬دؿ على كثرة الدعابو‬
‫فمالو إف أراؾ يومان ‪ ...‬يطرؽ من شدة المهابو‬
‫__________‬
‫(ُ) ىذا البيت ليس في نسمة السحر (ّ‪ )ّّْ/‬كيوجد في نشر العرؼ (ّ‪.)ُِٗ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ّْْ-ّّْ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ُِٗ/‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ّ‪.)ّْٓ/‬‬

‫(ّ‪)ِٕٗ/‬‬

‫ربيب ملك رقيق صوت ‪ ...‬أرؽ من نغمة الربابو‬


‫حل بدار الجماؿ كاغلق ‪ ...‬في أكجو الغانيات بابو‬
‫ركوعو كالسجود فيما ‪ ...‬أظن نوعان من اإلنابو‬
‫فادع يبايعك كل قلب ‪ ...‬فدعوة الحسن مستجابو‬
‫كما دعى يوسف البريا ‪ ...‬فما تراخوا عن اإلجابو‬
‫[رسالتو إلى إسماعيل المهدم]‬
‫كلو ىذه الرسالة إلى ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن الحسين بن المهدم رحمو اهلل كجهها إليو من‬
‫(ريمة) إلى (حبور)‪ ،‬كقد دخلها عامبلن بعد كبلـ قبل المقالة تركناه أما بعد‪ :‬فإني أكتفي‬
‫بالبسملة كأشرع كما كرد في األثر بالحمد لو كأشهد أف ال إلو إالاهلل كحده ال شريك لو كأشهد‬
‫أنو اختار محمد للنبوة كبعثو بها إلى العباد كأرسلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم الذين أكضحوا من‬
‫مسائل شريعتو كل مسألة‪.‬‬
‫ّْث}[الضحى‪ ]ُُ:‬إف لي قلبان لم يكن بغير العفاؼ‬ ‫{كأ َّىما بًنً ٍع ىم ًة ىربّْ ى‬
‫ك فى ىحد ٍ‬ ‫فأقوؿ من قبيل ى‬
‫كالكفاؼ متشبث أسبح من األماني في غير ما‪ ،‬كأطير بغير جناح من حسن الظن إلى عناف‬
‫السماء‪ ،‬أمسي كاصبح [َّٕجػ] مما تعبت فيو سول صبا مستريح زادم التقول‪ ،‬كغذائي‬
‫كالمبلئكة التسبيح‪ ،‬كأعيش باللذات الوىمية مثل استحساف برؽ الغماـ‪ ،‬كسجع الحماـ‬
‫كخفوؽ الريح ال تغرم زىرة الحياة الدنيا كال تطمع نفسي بحمد اهلل إلى شيء من األشياء‪:‬‬
‫إنما المقصد الحسن ‪ ...‬أبدان رؤية العطن‬
‫كاجتماع بمن بو ‪ ...‬كبقلبي الشجي سكن‬
‫كظني حيث لم يكن ‪ ...‬في غيره شجن‬
‫إنو برء ساعة ‪ ...‬من إذا البث كالحزف‬
‫كىو قوت القلوب أف ‪ ...‬عافت الزبد كاللبن‬
‫كلما ىعن ذكره ‪ ...‬سنح الشوؽ لي كعن‬
‫كإذا حن طائر ‪ ...‬ىح َّن قلبي ىوان كأف‬
‫فليخبر الشاىد الغائب‪ ،‬كيسمع عقيدتي أىل المشارؽ كالمغارب‪ ،‬كيبلغ عني ىذا إلى جميع‬
‫األحباب كالحبائب‪ ،‬كلينشدىم عني كىو يساجل بدموعو دموع السحايب‪:‬‬
‫يا نزكالن بسفحو ‪ ...‬أنتم من ذكم الفطن‬
‫سيبويو النول على ‪ ...‬صفة النحو قد ىمرف‬
‫لم يكن بين ساكنين ‪ ...‬مدل الدىر يجمعن‬
‫ما على نحوم ‪ ...‬الوصاؿ من العارات لحن‬

‫(ّ‪)َِٖ/‬‬

‫صرت أىول ألجل ما ‪ ...‬قد جرل اللحن كاللكن‬


‫مع أني أفصح من نطق بالضاد كلي في الببلغة المنهل الذم لم يصدني عنو صاد كالقصائد‬
‫التي أقرت بها قفا نبك [َّٖجػ] كبانت سعاد‬
‫فلي المنطق الذم ‪ ...‬شاع في الشاـ كاليمن‬
‫كحماـ سمعتو ‪ ...‬يتغنى على فنن‬
‫أمسك العود باليدين ‪ ...‬كغ ًن ً‬
‫بكل فن‬
‫حرؾ السمع منو ما كاف من لوعتي سكن‬
‫دغدغ العود مظهران من ىول القلب ما بطن‬
‫فلقد أطربني سجعو كشاقني حره كنصبو للعود كرفعو‪ ،‬كتوافق في الحركات كالسكنات طبعي‬
‫كطبعو‪ ،‬كأعجبني طاغوت الهول شرعو كمنعو‪ ،‬حتى صرت أىول موايد الغصوف كأبهج في‬
‫ارتشاؼ الثغور‪ ،‬كشم كرد الخدكد كنرجس العيوف‪ ،‬مع أف التطفيل كاف مني كال يكوف‪ ،‬فبل‬
‫ب الن ً‬
‫َّاس}‬ ‫ىعوذي بًىر ّْ‬
‫شيء أحسن من التطفيل كالحمد هلل الذم لم يجعلني من ىذا القبيل‪ {،‬قي ٍل أ ي‬
‫[الناس‪ ]ُ:‬أف أينبز بين المحبين بطفيلى األعراس‪ ،‬فهذا في محبتي للحماـ ىو السبب فإذا‬
‫اس يكوهي}[الحج‪]ٕٔ:‬‬ ‫امتزجت بها امتزج الماء بالراح فبل عجب {لً يك ّْل أ َّيم وة جعلٍنىا منس نكا ىم نى ً‬
‫ىى ى ى ي ٍ‬
‫كالمرء مع من أحب(ُ)‪،‬فطالما شكوت عليو من الزماف‪ ،‬كاقتديت بو في الولوع المفرط‬
‫باألغصاف‪ ،‬كجعلتو في المطارحة باألكراؽ من أكبر األعواف‪ ،‬كخاطبتو كأنا في بكاء كنحيب‪،‬‬
‫كحادثتو كقد جعلت الدمع سائبلن كمجيب‪،‬كأفهمتو أني لم أكن في جمع األمور كغيرم‪ ،‬كقلت‬
‫لو كقد كافق طيره طيرم‪:‬‬
‫يا حماـ الحمى استمع شكول من الزمن‬
‫في نظاـ إذا أقرعت اختباران قفاه ظن[َّٗجػ]‬
‫كن بو دائمان معي ‪ ...‬فوؽ تلك الربا تغن‬
‫غني يا شادم الحماـ ‪ ...‬بشعرم ىناؾ غن‬
‫كارفع الصوت مجريان ‪ ...‬لؤلغاني على سنن‬
‫كما أجرل سيدم إسماعيل األمور على سنن‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) جزء من حديث‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِٖ/‬‬

‫كأحد كاستمر في العدؿ كاإلحساف‪ ،‬كإيتاء ذم القربى على أحسن العوائد‪ ،‬كساكل فيما بين‬
‫زيد كعمرك كبكر كخالد‪ ،‬كأبقى أصوؿ المسائل كحذؼ الزكائد‪ ،‬إال أني أشهد اهلل [ِٕب‪-‬‬
‫{كىك ىفى بًاللَّ ًو ىش ًهي ندا}[النساء‪ ]ٕٗ:‬أنو أحمى الكاكية في النار الموقدة من الغضب‬
‫ب] عليو ى‬
‫الذم أثارتو الحواسد‪ ،‬كأمضاىا على السندس كاالستبرؽ ممن في تلك المعاىد من الخرائد‪،‬‬
‫كلم يعمل بقوؿ المتنبي فيما لو في سيف الدكلة من عز القصائد الفرائد‪ ،‬فلم يبق إال من حماىا‬
‫من الظبا لما سقيتها كالثدم النواىد‪ ،‬فكم راع ىنالك من ظبي كحيل كظبية كضرب على كل‬
‫مؤمن كمؤمنة جزية‬
‫ال سواد العيوف ‪ ...‬ىاب كال حمرة الوجن‬
‫ال كال قامة بها ‪ ...‬في قلوب الورل طعن‬
‫ال كال مرشف حلي ‪ ...‬ال كال مبسم فتن‬
‫أشبهت كل خضرة ‪ ...‬عنده خضرة الدمن‬
‫صار سيفان مجردان مثل سيف بن ذم يزف‬
‫فرض الفتك بعد ما سل أسيافو كسن‬
‫إف سكينة غدت لهم تصحب المسن‬
‫فلهذا بعينو قد جفا جفني الوسن‬
‫كطني صار رافبلن في ثياب من المحن‬
‫كاف للغيد ملعبان فاغتدل ملعب الفتن[َُّجػ]‬
‫فإذا نفضت يا حماـ الحمى جناحيك‪ ،‬كحركت عيداف األراؾ بكلتا يديك‪ ،‬كأتفقت على سماع‬
‫الضبي كالمها مما لديك كاف األمر في معاتبة الملك المطاع إليك فاعمل بمقتضى الحاؿ فما‬
‫أريد أف أشق عليك‪ ،‬إال أنو ينبغي أف يتعرض لمثل ىذا الملك الكريم‪ ،‬كيتلو عليو قولو تعالى‪{:‬‬
‫ً‬
‫يم} [ص‪ ]ٕٔ:‬كترفرؼ على القصور التي حوؿ دار النعيم‪ ،‬كتخبر أىلها أني من‬ ‫قي ٍل يى ىو نىػبىأه ىعظ ه‬
‫الغيرة عليهم في كل كاد أىيم‪ ،‬فل تمل من السجوع فوؽ تلك الربوع كليكن شركعك في ترديد‬
‫المثاني كالثالث من نحو الشركع‪ ،‬فبل تترؾ معنى من المعاني للولوع‪ ،‬فإذا احتجت إلى عارية‬
‫الدموع فلن تجدني لها صنوع‪.‬‬
‫كابك عني فطاؿ ما كنت من قبل أعير المدامع العشاؽ‬
‫كمتى ما بدا لك الضياء ‪ ...‬لك من أرفع الفنن‬
‫كرأيت السماح من راحتيو قد أرجحن‬
‫قلت مالي أراؾ يا ذا العلى ضيق الفطن‬
‫كيف يستحسن القبيح فتان من بني الحسن‬

‫(ّ‪)ِِٖ/‬‬

‫فيا حماـ األراؾ إني أحب أف أسمعك لديو كال أراؾ‪ ،‬فلو أف لي مثلك جناحين لطرت بهما إلى‬
‫ىناؾ‪ ،‬حتى أسمع كأرل كأسمعك من حمائم تلك المنازؿ سجعان إذا سمعتو اعتقدت أنك‬
‫تسمع كترل‪ ،‬من مبسم نظيم كلساف إذا سمع معبد صوتو صح عنده كثبت أف فوؽ كل ذم‬
‫علم عليم‪ ،‬كقاؿ بعدان[ُُّجػ] كسحقان إلسحاؽ كأبيو إبراىيم‪ ،‬كقد تعين ألجل مراعات النظير‬
‫أف أرجع إلى ذكر إسماعيل لكونو المراد بهذا الكبلـ العريض الطويل‪ ،‬فإذا أبصرت محياه كىو‬
‫يل} [الحجر‪.]ٖٓ:‬‬ ‫الص ٍفح ال ً‬
‫ٍجم ى‬
‫اص ىف ًح َّ ى ى‬
‫يضيء مثل القنديل‪ ،‬ذكرتو بقولو تعالى‪ {:‬فى ٍ‬
‫كأقض فيما تري ٍد ‪ ...‬عند مطلق الرسن‬
‫كاركعن كاسجدف لو ‪ ...‬كل حين على الذقن‬
‫كاخفظن الجناح إف شئت ‪ ...‬تنجو من الفتن‬
‫لم يكن ذا كذا كذا‬
‫ذ ‪ ...‬فعل من يعبد الوثن‬
‫فاخفضن لو لي جناح الذؿ كاستغن بالبعض من العتاب عن الكل كدؽ عليو باب اإلدالؿ‪،‬‬
‫كافتح كادخل‪.‬‬
‫كتنحنح إلصبلح صوتك كما يتنحنح الخطيب‬
‫كقل الضياء ضمني كما يوجب الضم في قرف‬
‫بعد أف كاف جنة لي من أمنع الجنن‬
‫خاب ظني كلم يكن خاب لي قط ظن‬
‫آه منو فقد لول جيده عن كعن كعن‬
‫إف يكوف ركع العدك فما بالو إذف‬
‫راع قلب الصديق كىو المتقي من الدرف‬
‫لم تراني بو كقد راعني اطمئن لن‬
‫فدؽ باب كرمو مع من دؽ ‪ ...‬كاذكر ما جل من المبلمة كدؽ‬
‫كقل لو يحسن عبارة مالو بر ثم عق كحمل حمل [ُِّجػ] الصداقة حتى رغى كعق كأزرؽ من‬
‫ًًً‬
‫آمنيوا[ّٕأ‪-‬ب] أى ٍف تى ٍخ ى‬
‫ش ىع قيػليوبيػ يه ٍم‬ ‫نهاؾ عن الشكول كالحق كأتل في أثره{أىلى ٍم يىأٍف للَّذ ى‬
‫ين ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫ٍحقّْ}[الحديد‪]ُٔ:‬‬ ‫لذ ٍك ًر اللَّو ىكىما نىػ ىز ىؿ م ىن ال ى‬
‫يا رشيد األناـ ‪ ...‬أنت أمين كمؤتمن‬
‫كم تلقيت ًمنةن منك ‪ ...‬زادت على المنن‬
‫منةن مالها سول كثرة الشكر من ثمن‬

‫(ّ‪)ِّٖ/‬‬

‫كلم أدرم بعد ىذا ما أقوؿ كال في كادم معو أجوؿ إال أف لكل نبأ مستقر‪ ،‬ككل محل في‬
‫الحلي بسر‪ ،‬فلو رأيت عيوف الحور العين‪ ،‬كتجلت لك األىلة المشرقة من كل جبين‪ ،‬كنظرت‬
‫من ستر رقيق إلى طرر فوؽ كل طره كالسين‪ ،‬كتمايلت أمامك القدكد المشبهة بالمد كاللين‪،‬‬
‫لعلمت علمان يقينان من يمسي كيصبح بتلك الرماح طعين‪.‬‬
‫أصبح الركح في حبور كفي ريمة البدف‬
‫كم ككم فيو من رشا يشبو الشادف األغن‬
‫قلت كالركح في يديو مدل الدىر مرتهن‬
‫أبرزكا كجهو المليح كالموا من افتتن‬
‫لو أرادكا صبلحنا ستركا كجو الحسن‬
‫فومن زاف الحماـ المتقدـ ذكره بالطوؽ‪ ،‬كحكم بأف مخاصمة من إذا قاؿ فعل غير داخلة‬
‫تحت الطوؽ‪ ،‬كألبس كبلمو مبلبس الولوع كالشوؽ‪ ،‬لو عرؼ سيدم األنواع التي عرفها‬
‫َّاس}[إبراىيم‪ُّّ[ ]ّٔ:‬جػ]‪،‬‬ ‫ٍن ىكثً نيرا ًم ىن الن ً‬ ‫ب إًنَّػ يه َّن أى ٍ‬
‫ضلىل ى‬ ‫{ر ّْ‬
‫كاألجناس لفر من الرجف تاليان ى‬
‫كالقتطف ثمر المهانة متشابهان كغير متشابو كدخل بيت المجد من بابو‪ ،‬كتبل كقد حمد اهلل‬
‫{ربَّػنىا ىكالى تي ىح ّْملٍنىا ىما الى طىاقىةى لىنىا}[البقرة‪ ]ِٖٔ:‬كاتخذ سمارة معقبلن كحرزان‪ ،‬كاستعاذ باهلل‬
‫تعالى ى‬
‫ممن يعبد البلت كالعزل‪ ،‬كخرج من حبور خائفان يترقب ألنو ال يحلو لو مطعم كال يصفو لو‬
‫مشرب‪ ،‬فيا ليت يا ليت أنو ينشدىم ىذا البيت‬
‫لم يبق للجور في سحاتكم أثر ‪ ...‬إال الذم في عيوف البيض من أثر‬
‫السحر الذم يصد من لحاظ كل مليحة كمليح من العلل التي يعجز عن عبلجها المسيح‪،‬‬
‫اللهم أنظر إلينا كحوالينا كال علينا كفي الضبي ىو العيوف‪ ،‬فإنو ماال يزكؿ ببأسو كسخائو فليطالع‬
‫ما للعماد الكاتب من التشبيب‪ ،‬كليبحث عن الدكاكين بما لو من الكرـ كالنسيب‪ ،‬فكم خاطب‬
‫األقمار كالشموس‪ ،‬كأدار عليها كؤكس تميل عنها الرؤكس‪ ،‬كتطمئن معها القلوب كتطيب‬
‫النفوس‪.‬‬

‫(ّ‪)ِْٖ/‬‬

‫انتهت الرسالة كمن رسائلو رحمو اهلل تعالى ما يقوؿ علماء العدؿ كعلماء اإلحساف‪ ،‬كحكاـ‬
‫اإلنصاؼ كمشائخ المرؤة في رجلين ارتضعا لباف المحبة كنشأ في مهاد الصحبة كاقتعدا كرسي‬
‫األلفة كتفيأ ظبلؿ الصداقة‪ ،‬كتخطرا في ميداف المعرفة كاقتطفا زىر كرـ المعيشة‪ ،‬ككاف‬
‫يجمعهما من أخوة األدب أكثر مما يجمعهم من أخوة النسب[ُّْجػ]‪.‬‬
‫ككنا كندماني جذيمة حقبة ‪ ...‬من الدىر حتى قيل لن يتصدعا‬
‫فهبت ألىدىما ريح اإلقباؿ‪ ،‬كلمعت لو لمعة سعد كأمطرتو سحابة خير كظللتو غمامة حظ‬
‫كالحظتو عين رعاية‪ ،‬كابتسم لو ثغر دىر‪ ،‬كبقي الثاني في ظل العفو كركض العافية كجنة الستر‬
‫كغرفة السبلمة كملك القناعة كسلطاف الكفاؼ كعز الرضا كركاؽ التسليم يسبح من حسن‬
‫الظن في غير ماء‪ ،‬كيطير من طوؿ األمل من غير جناح‪ ،‬كينفخ من شدة الحرص في غير حزـ‬
‫إف التفت يمنةن كجد محنة أك رأل يسرة رأل حسرة‪،‬أك حاكؿ بو اللحاؽ احتاج إلى البراؽ أك‬
‫راـ النظر إليو افتقر إلىزرقاء اليمامية كقد كاف يقسم لو باهلل [ّٕب‪-‬ب] الذم كسعت العباد‬
‫رحمتو كشملتهم نعمتو‪ ،‬أنو إذا ثنيت لو الوسادة‪ ،‬كالحظتو عين السعادة‪ ،‬كخرج من زكاية‬
‫الخموؿ كطلع نجمو بعد األفوؿ‪ ،‬كخفق في العالم علمو كتصرؼ في النهي كاألمر لسانو‬
‫كقلمو‪ ،‬ليبلغنو من الخيرات ماال قلب فكر فيو‪ ،‬كال لساف نطق بو كال جارحة تكلفتو كال عين‬
‫رأتو كال أذف سمعتو كال خطر على قلب بشر قط‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٖٓ/‬‬
‫فافتونا مأجورين مثابين إف شاء اهلل ما الذم يجب في شريعة المودة‪ ،‬كيسن في دين الفتوة‬
‫كيندب في ملة الوفاء كيباح في أفق العرؼ كما جرل من أشفا من استسعد بو كعقوبة من حرـ‬
‫من استرفد فضلو كأدب من قطع الرجاء عنو‪ ،‬كنكاؿ من بيت السبب منو‪ ،‬كما الذم ينجيو من‬
‫غمرات البغي كيخلصو من [ُّٓجػ] لغوات الغدر كينقذه من بين أنياب األيماف المغلظة‬
‫كيتدركو من أصفاد العهود الوثيقة‪ ،‬كيفكو من سبلسل المواثيق األكيدة‪ ،‬كيطلقو من أغبلؽ‬
‫الذمم المحكمة كيريحو من قيود الصحبة المتقدمة‪ ،‬كما كفارة األيماف التي أصمت أذف الصدؽ‬
‫كأعمت بصر الحق كجدعت أنف الود كأحرجت صدر المجد‪ ،‬كأكدرت نفس الوفاء كفتت من‬
‫عضد الكرـ كزلت كركت بها قدـ الثناء‪ ،‬كىل من توبة تعلمونها لهذا الصاحب الذم عاد فيو‬
‫األقربين‪ ،‬كاكلى فيو األبعدين كاستبدؿ من أىل المودة البغض كمن برىم العقوؽ‪ ،‬كمن نصرىم‬
‫الخذالف كمن حبلكة األمن مرارة الخوؼ‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك موجبات رحمتك كعزائم مغفرتك كالغنيمة من كل بر كالسبلمة من كل إثم‬
‫كالفوز بالجنة كالنجاة من النار‪.‬‬
‫اللهم إف يكن الندـ توبة إليك فأنا أندـ النادمين‪ ،‬كإف يكن الترؾ لمعصيتك إنابة فأنا أكؿ‬
‫المنيبين كإف يكن االستغفار حطة للذنوب فأنا لك من المستغفرين انتهت‪.‬‬
‫[نماذج من إنشائو]‬

‫(ّ‪)ِٖٔ/‬‬

‫كمن إنشاء صاحب الترجمة ما كتبو إلى القاضي يوسف بن علي ىادم كلظفة‪ :‬مسألة انتهت‬
‫إليها األفهاـ ككقفت‪ ،‬كاغلوطة أقرت األذىاف الصافية بالعجز عنها كاعترفت‪ ،‬كأحجبة كثرة‬
‫زحمة األفكار عليها ككلما صرفت ما انصرفت‪ ،‬كىو مما صار يستعملو يوسف بن علي من‬
‫المكاتبة التي أضاء نورىا اآلفاؽ‪ ،‬كتؤلأل فإنو [ُّٔجػ] باإلجماع كثير الصواب قليل الغلط‬
‫كإنما قد نشأت لي مؤاخذة فيما يورده فقط‪ ،‬فو الذم علم آدـ األسماء كلها لقد أتى بمعجز‬
‫من المحاسن ما رأيت مثلها‪ ،‬كمتى قلت ما يكوف ىذه كما تسمى تبل عليا {كالى تىػ ٍعجل بًالٍ يقر ً‬
‫آف‬ ‫ىٍ ٍ‬ ‫ى‬
‫ب ًز ٍدنًي ًعل نٍما}[طو‪ ،]ُُْ:‬فالعق العسل كال تسل كنادم‬ ‫ًم ٍن قىػ ٍب ًل أى ٍف ييػ ٍق ى‬
‫ضى إًلىٍي ى‬
‫ك ىك ٍحييوي ىكقي ٍل ىر ّْ‬
‫بأعبل صوتك حي على خير العمل‪ ،‬فلعمرم لقد خلق اإلنساف من عجل فإف رآني كقد ىزتني‬
‫أريحية الطرب قاؿ يا للعجب ما لهذه الخفة التي اعترتك من سبب سقوني كقالوا ال تغن كلو‬
‫سقوا جباؿ حنين ما سقوني لغنت كىذه المسألة التي لعبت بالعقوؿ كالعجائب التي ما يدرم‬
‫البليغ في كصفها ما يقوؿ‪ ،‬ىي أنو صار يراسل بسواد في بياض كال يقوؿ إف ىذه حياض‬
‫كرياض‪ ،‬كيبعث لصديقو بقراطيس كما يذكر أنها تصف صدكر البزاة أبيض كأجنحة الطواكيس‬
‫كتهدم الدر كالياقوت‪ ،‬مع أف الذم أىداه سحر ىاركت كماركت‪ ،‬كيورد األلفاظ كالمعاني‪ ،‬كقد‬
‫أكرد المثالب كالمثاني كاألغاني‪ ،‬من مستحسن الغواني‪ ،‬كيطالع بالحدائق الوردية‪،‬كىو قد طالع‬
‫بالمواىب القدسية‪ ،‬كيزعم أنو جمع نتائج الفكر كشده أنو جمع الزىر كالزىر‪ ،‬كما يسحر بو‬
‫عقوؿ البشر‪ ،‬كيطارح بالسجع كالشعر‪ ،‬كال يدرم أنو طالع بشعبة من السحر‪ ،‬كيحمل الرسائل‬
‫ع بً ىما‬ ‫{ما أين ًز ىؿ ىعلى ال ىٍملى ىك ٍي ًن بًبىابً ىل}[البقرة‪،]َُِ:‬كإذا قلت ٍ‬
‫{اص ىد ٍ‬ ‫كيتغافل أنو قد حمل شيئان ى‬
‫تيػ ٍؤىم ير}[الحجر‪ْٕ[،]ٗٔ:‬أ‪-‬ب] تبل معلنان {إً ٍف ىى ىذا إًالَّ ًس ٍح هر ييػ ٍؤثىػ ير}[المدثر‪،]ِْ:‬كالذم بلغ‬
‫إليو اجتهادم كانطول عليو ضميرم كاعتقادم‪ُّٕ[،‬جػ] كاجبت على‬

‫(ّ‪)ِٖٕ/‬‬

‫ما دفع فيو من الفتاكل‪ ،‬كأنو سحر كأنو حبلؿ الجل التداكم‪ ،‬كال ىذا كال ىذا كإنما ىو سر‬
‫خفي سماكم‪ ،‬كىذا القوؿ األخير أسلم كىو المختار عند علماء المعاني كالبياف‪ ،‬كاهلل أعلم‬
‫{ما‬
‫كلكني قد رأيت أف أعرض عن ذلك على الذين يعلموف كالذين ال يعلموف‪ ،‬كأقرأ عليكم ى‬
‫لى يكم الى تى ً‬
‫نط يقو ىف}[الصافات‪{، ]ِٗ:‬أىفى ًس ٍحر ىى ىذا أ ٍىـ أىنٍػتيم الى تيػ ٍب ً‬
‫ص يرك ىف}[الطور‪.]ُٓ:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫ٍ‬
‫ككتب إليو أيضان حفظ اهلل تعالى العلم كأىلو‪ ،‬كجعل مكارـ األخبلؽ على جملتها بنهلو‪ ،‬كخص‬
‫يوسف بن علي من بينهم فما نصصت إال على عينهم‪ ،‬صدرت من ضوراف كنحن في عافية‬
‫األمن األشواؽ‪ ،‬كسبلمة األمن أمن الفراؽ‪ ،‬كاطمئناف إالَّ من كلمات عليها غراب البين‪ ،‬كىي‬
‫غاؽ غاؽ‪ ،‬كصدرت إليكم أبيات استعذبنا بحرىا كاستحسنا ذكرىا كىي‪)ُ(:‬‬
‫ألؤلؤة خلف عقيق الشفة‬
‫طابقت الموصوؼ منو الصفة‬
‫أـ جوىر فرد مقر بما‬
‫أنكره النظاـ كالفلسفة‬
‫أـ برد منتظم جل أف‬
‫يلثمو الوىم كأف يرشفو‬
‫كيف بو كالعين إف حاكلت‬
‫عرفانو للنبل مستهدفة‬
‫كاألعين السود غدت دائمان‬
‫بالبيض في قتل الورل مسرفة‬
‫ىناؾ شيء حسن أكثرت‬
‫حماـ فكرم فوقو الرفرفة‬
‫عذرم في إنكاره كاضح‬
‫فلم أكن أثبتو معرفو‬
‫إف لمثلي فهم من شابهت‬
‫أراؤه الهندية المرىفة‬
‫خاطره كالبرؽ في كلما‬
‫يخفى على أىل الذكاء حرفو‬
‫كاهلل ما أرىق ذىنان لو‬
‫من أمره عسران كال كلفو ‪ُّٖ[ ...‬جػ]‬
‫ذم خلق كالركض غب الحياء‬
‫تبارؾ الرحمن ما ألطفو‬
‫تدارؾ المجد كقد أصبحت‬
‫مهجتو من فمو مشرفو‬
‫ير َّد إليو الركح من بعدما‬
‫ىمت من اإلحشاء بالزحلفو‬
‫كأنما يوسف من بيننا‬
‫عيسى أراد اهلل أف يخلفو‬
‫يا يوسف الصديق خذ مدحةن‬
‫ما شابو شيء من السفسفو‬
‫كاسلم كدـ للمجد ما طابقت‬
‫موصوؼ ما أثبت مني الصفو‬
‫ىذا كاألخيار أبناء عبلت‪ ،‬كقذائف فلوات‪ ،‬كنعوذ باهلل من فتنة المحيا كالممات‪.‬‬
‫دع ذا فهذا كلو تهديد ‪ ...‬أبغي بو قربك يا بعيد‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ‪ )ِٖٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٖٖ/‬‬
‫دب كدرج كدخل من الوادم كخرج‪،‬‬
‫كنا في ىذه األياـ في صنعاء كما زلنا نسأؿ منكم من َّ‬
‫كىممنا مراران بمعاىدتكم فليس لنا غير يوسف من خليل‪ ،‬كحبسنا من إتمامها حابس الفيل‪ ،‬كلنا‬
‫أبيات في صفة اإلنساف كريم أحببنا إدارة كأسها‪،‬على فم سمعكم الكريم‪ ،‬كىي‬
‫نور إلى غاية قدر القناة صع ٍد‬
‫ذابت حشاشة نفسي منو حين حمد‬
‫غغ‬
‫كصار شكبلن غريبان كالعمود لو‬
‫ردؼ كخصر كثغر كاألقاح كخد‬
‫هلل نور مبين زانو غيد‬
‫يكاد يجرم من أعطافو كجيد‬
‫افديو من آية في الحسن باىرة‬
‫قامت سماء معانيها بغير عمد‬
‫تحكى الشموؿ التي راقت شمائلو‬
‫فكل حسن كإحساف إليو يرد‬
‫فمثلو ما رأت عيني كال سمعت‬
‫أذني كلو قاـ غصن المنحنى كقعد‬
‫ال غرك إف ركع الغصن النضير لو‬
‫تواضعان في محاريب البها كسجد‬
‫قد صار لفظو إجماع فبل أحد‬
‫يدرم برتبتو في الحسن دكف أحد ‪ُّٗ[ ...‬جػ]‬
‫أقصى مرامي خاؿ عم كجنتو‬
‫حسنان كمن جد فيما يشتهيو كجد‬
‫ريم يناكلني حبل الرضا بيد‬
‫تيهان كيأخذ بو من راحتي بيد‬
‫إف قلت في اليوـ أنجز ما كعدت بو‬
‫باألمس يا نور عيني قاؿ ذلك غد‬
‫تجاكز الحد فينا سيف مقلتو‬
‫الكحبلء فأشباه في الجوارح رد‬
‫ككتب إليو أيضان (ُ)‬
‫لمهجتي من ثمار للهول ما كسبت‬
‫من حاجز كعليها مثلما اكتسبت‬
‫سمعت في عذبات الباف سادحة‬
‫تشدك كما نسجب مثلي كال انتحبت‬
‫لو أنها التقطت حب المحبة ما‬
‫تطوقت في غصوف الباف كاختضبت‬
‫قامت على فنن األغصاف خاطبة‬
‫فاشتد خطب اشتياقي عندما خطبت‬
‫قد ذكرتني بغصن صيغ من ذىب‬
‫عن جور فيو الركح قد كىبت‬
‫ذابت حشاشة نفسي من تذكره‬
‫دمان كسالت من العينين كانسكبت‬
‫سقيان لمعرية في السفح كم طلعت‬
‫في أفقها شمس أفراحي ككم غربت‬
‫شمس إذا ما رأتها الشمس مشرقة‬
‫تسترت برداء الغيم كاحتجبت‬
‫إذا دعت لها في األصل جارية‬
‫لها فقد صدقت عندم كما كذبت‬
‫تمايلت من تغني حليها طربان‬
‫أحسن بمن طربت من نفسها كصبت‬
‫لم أنس إذا قالت أصبر ساعة فأنا‬
‫أتى إليك فقلت الساعة اقتربت‬
‫كيوسف بن علي بيننا حكم‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪،)ِٕٗ-ِٗٔ/‬‬

‫(ّ‪)ِٖٗ/‬‬

‫يقوؿ قد صح عندم ما جرل كثبت‬


‫فإنو الحكم العدؿ الذم ابتهجت‬
‫بعدلو األرض كاخضرت بو كربت‬
‫أرل الشريعة قد قرت برؤيتو‬
‫عينان فإف رامها شخص سواه أبت‬
‫ألنو كفوان كريمان فارتضتو لها‬
‫أىبلن كما رجعت من بعد خطبت‬
‫كمن رقائقو قولو [َِّجػ]‬
‫ثغر من أىواه شهد كبرد‬
‫كأقاح حسنو ليس يرد‬
‫ىكذا المسواؾ قد قرره‬
‫كبهذا النص منو قد كرد‬
‫كىو عندم شاىد عدؿ على‬
‫صدقو اإلجماع يا صاح انعقد‬
‫كل ما فيو بديع حسن‬
‫كثناياه من الحسن الزبد‬
‫جوىر الحسن أىداىا لو‬
‫بعد أف بالغ فيها كاجتهد‬
‫إنو قد غاص في بحر البهاء‬
‫كارتضاىا كانتقاىا كانتقد‬
‫ذك و‬
‫قواـ مثل نوور قد سما‬
‫في السماء مقدار رمح كحمد‬
‫ككاف الليل ألقى فوقو قطعة‬
‫منو على كجو الجسد‬
‫فغدت فرعان إذا أسبلو‬
‫غاب في أنسابو كل جسد‬
‫قاـ بالمعنى الذم يدركو‬
‫كل ذم طبع رقيق كاستبد‬
‫كقولو‪:‬‬
‫أمن لً ىما فاتنتي أـ لعس‬
‫علي التبس‬
‫فاألمر في ىذا ٌ‬
‫أـ خلقت من غير عنبر أشهب‬
‫كما بو يشهد طيب النفس‬
‫أـ ىي من مسك سحيق متى‬
‫ما ضمة العاشق يومان عطس‬
‫كل من في النرجس كالورد‬
‫كالريحاف من طيب شذاىا التمس‬
‫حديقة غناء لم تجن من فيها‬
‫أزاىير األماني غرس‬
‫جل الذم صورىا آية‬
‫في خلق اإلنساف كم قد درس‬
‫كم قد تبلىا رافعان صوتو‬
‫بينة منها الجماؿ اقتبس‬
‫تمايلت أعطافها كاغتدت‬
‫ترقص من حسن تغنى الجرس‬
‫كم سرؽ الحسن على لطفو‬
‫معنى حواه لحظها كاختلس‬
‫إف خرجت قلت قضيت مشى‬
‫أك دخلت خلت غزاالن كنس‬
‫على ارتشاؼ الريق من ثغرىا‬
‫ناظرىا أضحى كثير الحرس‬
‫يا عجبان من لحظها مالو‬
‫أسهر عين الصب لما نعس‬
‫لو سمع القمرم ألفاظها‬
‫كىي تناديو اعتراه الخرس ‪ُِّ[ ...‬جػ]‬
‫أك أنو يسمعها معبدان‬
‫كىي تناغي عودىا ما نبس‬
‫من الفريد الدر من ثغرىا‬
‫قد خاض في بحر البهاء كانغمس‬
‫كأنو در ثنايا على‬
‫من فوؽ كرسي المعالي جلس‬
‫زيد كما زيد سول ماجد‬
‫حرر من خط العلى ما انطمس‬
‫فطنة كقادةو مالها‬
‫ذك و‬
‫من مشبو غير انقاد القبس‬
‫عن جابر يركم حديث الندل‬
‫كالبشر يركيو لنا عن أنس‬
‫تبل علي النور فضبلن كقد‬

‫(ّ‪)َِٗ/‬‬

‫تبل على الدىر بغيان عبس‬


‫كم طرد الدىر الذم راـ أف‬
‫يحط من قدرم ككم قد عكس‬
‫نابت أياديو مناب الحياء‬
‫جودان فما يخشى إذا ما انحبس‬
‫الجود في مذىبو ظاىر‬
‫مطهر كالبخل عين النجس‬
‫حقان لقد أضحت لو راحة‬
‫من بينها ماء العطايا انبجس‬
‫فقل لمن جاراه مهبلن فذا‬
‫الميداف إف جاريتو كالفرس‬
‫ال زاؿ في خير كفي نعمة‬
‫ما ابتسم البارؽ جنح الغلس‬
‫كما كعى شعرم ذك فطنة‬
‫فقاؿ ما أطيب ىذا النفس‬
‫كمن لطائفو قولو كفيو اإلكتفاء بجميع الكلمة مع إيهاـ التورية‬
‫[ٕٓأ‪-‬ب] (ُ)‬
‫يقوؿ لي العذكؿ كقد رأني‬
‫حليف ىول بمن حاز الجماال‬
‫أبن ىل أتى لك ما تمنى‬
‫كىل تسلوا فقلت لو أنا ال‬
‫كمن قبلئده الثمينة قولو‪)ِ(:‬‬
‫قمرية لما اطمأنت‬
‫في فرعها العالي تغنت‬
‫عن لحن معبد‬
‫كالغريض بصوتها الملحوف أعيت‬
‫جول كاسان كلم‬
‫أبدت ن‬
‫أر عينها بالدمع شنت‬
‫عجبان لها أنَّ ٍ‬
‫ت كقد‬
‫خضبت يدان منها كحنت ‪ِِّ[ ...‬جػ]‬
‫حقان أقوؿ لو أنها‬
‫منيت بفقد األلف يجنٌت‬
‫كقولو‪:‬‬
‫ماذا عليا من يحبُّ ًو‬
‫لكوا من األشواؽ ىيج‬
‫لو أنو بالوصل طر‬
‫رز برد حضرتنا كعرج‬
‫أك ما رأل كجو اللقا‬
‫لذم الصبابة قد تبلج‬
‫كبزينة لهم كما‬
‫تهول نفوسهم تبرج‬
‫يدنوا كيبعد منهم‬
‫فكأنو الثغر المفلج‬
‫كمن غايتو قولو‪:‬‬
‫إلى ىنا زائد الفهم انتهى ككقف‬
‫يا ليتو للعطاء عما أريد كشف‬
‫ىبل استمر على ما كاف منو فقد‬
‫قالوا لكل طويل في الوجود طرؼ‬
‫لو أنو سار مرتادان كزاد على‬
‫ما سار مقدار ميل كاحد لعرؼ‬
‫كم فيهم من مليح الشكل معتدؿ‬
‫مهفهف يفضح الغصن النظير ىيف‬
‫سقاىم دمع عيني كل آكنة‬
‫ي‬
‫إف جف دمع عيوف العاديات كخف‬
‫يا معهد األنس قد أسكنتني عرفان‬
‫من فوقها عرؼ من تحتهن غرؼ‬
‫كقولو‪)ّ(:‬‬
‫أحبابنا لو تلعموا بما بنا‬
‫من الشوؽ أشبهتم رقيق خطابنا‬
‫كأفرطتم في اللطف حتى لو أننا‬
‫أردنا جعلناكم مزاج شرابنا‬
‫كأصبح كل منكم في زجاجة‬
‫كقد صار ماء جاريان من مصابنا‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نفسو (ّ‪ )ِّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِْٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِٗ/‬‬

‫كصارت لنا تلك الشمائل منكم‬


‫شموؿ بها يجاب ليل التئابنا‬
‫كما زجتم جسم الهول كغدكتم‬
‫مليكة نحتاجكم لما بنا‬
‫كشابهتم سارم الصبا كسرابكم‬
‫إلينا كما قدمان إليكم سرا بنا‬
‫فإنا حكيناه اعبلالن كرقة‬
‫فليس سول األركاح تحت ثيابنا‬
‫سلوه متى كافى إليكم كفتشوا‬
‫حقائبو تأتي بلب لبابنا ‪ِّّ[ ...‬جػ]‬
‫يكوف إذا ما ىب طيب بركده‬
‫ماء فاعجبوا اإلنضابنا‬
‫كينصب ن‬
‫فعطفان علينا إف عذب عتابكم‬
‫يزيد مع استحسانو في عذابنا‬
‫حسبنا زماف الهجر حتى تظلمت‬
‫أنامل أيدينا لطوؿ حسابنا‬
‫تجادؿ عن أىل المودة كالوفا‬
‫احتسابان فيا هلل حسن احتسابنا‬
‫أما آف أف ترثوا لنا كتحافظوا‬
‫على بيعة معقودة في رقابنا‬
‫كتبنا إليكم مرة بعد مرة‬
‫فما بالكم أعرضتم عن جوابنا‬
‫على أننا قلنا لفرط اشتياقنا‬
‫أال ليتنا كنا مكاف كتابنا‬
‫إذا نحن حييناكم بتحية‬
‫فحيوا كال ترضوا بهضم جنابنا‬
‫نسائلكم بالود أال أعدتم‬
‫أحاديثنا يومان كلو باغتيابنا‬
‫فحدتم في اإلعراض ستران مضاعفان‬
‫كأكدتم أسبابو بحجابنا‬
‫كلم تتركوا طيف الخياؿ يركرنا‬
‫كال نسمات الريح تمضي ببابنا‬
‫رضينا من الشوؽ الشديد بأف نرل‬
‫قبابكم تزىى أماـ قبابنا‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة يتبرـ لطوؿ اإلقامة بصنعاء كيتشوؽ إلى اليمن األسفل‪)ُ(:‬‬
‫تعرض برؽ المنحنى لسؤالي‬
‫ُّجى متوالي‬
‫خفي في الد ى‬
‫بلمع ٌ‬
‫كبالغ في اإليماء كالرمز صائبان‬
‫لسرل كإال فهو غير مبالي‬
‫كأكرد في حسن العيارة صنعة‬
‫مهذية تحكي عقود لؤللي‬
‫كبانت بقلب مثل قلبي خافقان‬
‫يصوؿ على من شامو بنصالي‬
‫لقد رؽ لي حتى تخيلت أنو‬
‫سيهبط من أفق السماء المتعالي‬
‫بث كحزف كلوعة‬‫رأني ذا و‬
‫و‬
‫كباء كعي ون من سعاد كدالي ‪ِّْ[ ...‬جػ]‬
‫كأدرؾ من فحول نظامي رقة‬
‫تدؿ على إفراط رقة حالي‬
‫كأمسى بنيراف التفجع ىائمان‬
‫يبالغ في حفظ الوفاء كيعالي‬
‫عزيز عليو أف يراني بمنطق‬
‫تالي‬
‫محكم آيات التغابن ى‬
‫كأني ألشكو الحادثات كأنو‬
‫يعود عتابان للزماف مقالي‬
‫كقد كاف مقصوران على حتف معهد‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ّْٖ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ِٗٓ/‬‬

‫(ّ‪)ِِٗ/‬‬

‫بسفح الحمى أك موعد بوصالي‬


‫كذكر ظباء بالمغاني أك و‬
‫أنس‬
‫رمالي‬
‫تركح كتغدكا ال ظباء ى‬
‫كتمثل أنواع من الحسن كالبهاء‬
‫حواىا الذم أىول بكل مثالي‬
‫كتشبهو بالظبي جيدان كمقلةن‬
‫كبالبدر إشرقان كبعد منالي‬
‫كبعد عهود بالعذيب كبارؽ‬
‫كبرد مقيل فيهما كظبلؿ‬
‫كشكول رقيب طاؿ ما بات ساىران‬
‫لئبل أرل في النوـ طيف خيالي‬
‫أال في سبيل اهلل نفسي تقطعت‬
‫أسان كغدت مشغولة بمجاؿ‬
‫على رغم أنف المجد يا برؽ كالعبل‬
‫فراغ يدم فيها كشغلة بالي‬
‫ككتب إلى مخدكمو المولى جماؿ اإلسبلـ [أبي الحسين] علي بن المتوكل يشكو أف مهره ال‬
‫يأكل الحشيش كإنما يأكل (القضب)‪)ُ(:‬‬
‫حالي عجيب كحاؿ مهرم‬
‫يا بن أمير األناـ أعجب‬
‫تحريم أكل الحشيش أضحى‬
‫بغير علم لديو مذىب‬
‫لو رؽ الجد كاف عندم‬
‫يأكل يومان كغيره األب‬
‫كفالق الحب كالنول ما‬
‫رأتو عينام فالق الحب‬
‫أطمع من أشعب ككعدم‬
‫لو من اآلؿ صار أكذب‬
‫فير كزح الصبح إف رآه‬
‫صعَّد في لونو كصوب ‪ِّٓ[ ...‬جػ]‬
‫ى‬
‫كقوس غيم السماء أضحى‬
‫يأكلو المنى كيشرب‬
‫قد أشبو النوف حين أمسى‬
‫أشبو شيء بحالو الصب‬
‫قاؿ صاحب النسمة‪( :‬أخذ قولو كقوس غيم السماء كما قبلو من حكايات أشعب عن شأتو أنها‬
‫كاألب بتشديد الباء المرعى كنقل‬
‫ٌ‬ ‫رأت قوس قزح فظنتو قثان فوثبت إليو فاندقت عنقها‪.‬‬
‫الدماميني في نزكؿ الغيث أنو لغة أيضان في الوالد كقد كجو بو فأجاد كجاء بالتورية في‬
‫الحشيش‪ ،‬كىو الشهدانق بالفارسية‪ .‬ككتب صاحب الترجمة إلى مخدكمو أيضان يستدعي عدة‬
‫حصاف‪)ِ(:‬‬
‫هلل طرؼ ظهره حصن‬
‫من األعداء حصين‬
‫فاسمح فداؾ العالموف‬
‫بعدة الحصن الحصين‬
‫كلو موريان‪)ّ(:‬‬
‫كىيفاء سامتني بهجرانها كقد‬
‫تثنت من السوس من غير ملبوس‬
‫كقالت مرادم أف أسوسك حين لم‬
‫تصرح بملبوس فقلت لها‪ :‬سوسي‬
‫كلو في االستخداـ‪)ْ(:‬‬
‫كقبلة من ذىب رصعٌت‬
‫بجوىر يحكى نجوـ السماء‬
‫بين يدم نجوام قدمتها‬
‫فنلتها من خد عذب اللما‬
‫بها توصلت إليها كقد‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ّْٔ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪.)ّْْ/‬‬
‫(ّ) نفسو (ّ‪.)ّْْ/‬‬
‫(ْ) نفسو (ّ‪.)ّْٓ/‬‬

‫(ّ‪)ِّٗ/‬‬

‫أكردتها بالنظم مستخدما‬


‫كلو في التورية كاالستخداـ يذكر منزؿ محبوبتو التي ىي عينو‪)ُ(:‬‬
‫أما ترل البارؽ من كاظمة‬
‫يشوؽ نفسان للهول كاظمة ‪ِّٔ[ ...‬جػ]‬
‫بيدم انسجاـ الدمع من مقلتي‬
‫عينان لمن في سفحها ساجمة‬
‫إف التي قد أرضعت مهجتي‬
‫در التصابي أصبحت فاطمة‬
‫كلو في مليح اسمو يوسف كيلقب بنونو‪)ِ(:‬‬
‫كشادف صار بالنونو مشتهران‬
‫قد زانو حاجب بالنصر مقركف‬
‫إف قيل صفو كصف في الحاؿ حاجبو‬
‫موريان قلت كل منها نونو‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫هلل أحباب عرفناىم‬
‫لما رأيناىم بسيماىم‬
‫إنا رأينا السعد قد أشرقت‬
‫نجومو حين رأيناىم‬
‫كقد لقينا كل ما تشتهي‬
‫نفوسنا يوـ لقيناىم‬
‫رقوان كراقوا فوحق الهول‬
‫لو استطعنا لشربناىم‬
‫خلوا عن الوصف فماذا عسى‬
‫نقوؿ فيهم إف كصفناىم‬
‫بالنجم كالبدر كشمس الضحى‬
‫بظلمهم إف نحن قسناىم‬
‫غب الحيا‬
‫ما الركضة الغناء ٌ‬
‫مزىرة تحكى سجاياىم‬
‫كبل كال زىر السماء أشرقت‬
‫جنح الدجا تحكى مزاياىم‬
‫تأرجت أرجاء تلك البا‬
‫جميعها من طيب رياىم‬
‫تنشق العنبر كالمسك‬
‫كالكافور إف نحن انتشقناىم‬
‫ما كاف ذكر المنحنى طعمو‬
‫مثل فجاج النحل لوالىم ‪ٕٔ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كم قد أضفناىم إلينا ككم‬
‫ككم على الضم بنيناىم‬
‫تلقى ىداياىم إلينا متى‬
‫صارت بها الريح ىداياىم‬
‫ما كاف عن ىذا كىذا كذا‬
‫أغنى المحبين كأغناىم‬
‫كحرمة الود الذم بيننا‬
‫كبينهم ما أف نسيناىم‬
‫و‬
‫مهجات لنا‬ ‫يا ليتنا عن‬
‫مشوقة غابت سألناىم ‪ِّٕ[ ...‬جػ]‬
‫فإنها يوـ النول فارقت‬
‫صدكرنا تحدك مطاياىم‬
‫لقد عدمناىا كرب السماء‬
‫كاألرض من منذ عد مناىم‬
‫سقيان كرعيان لهم ما غدت‬
‫صدكرنا تزىو بسكناىم‬
‫أنا على ما سرنا منهم‬
‫كسائنا كاهلل نهواىم‬
‫إف الح برؽ الغورا كغردت‬
‫حمامة زرقاء ذكرناىم‬
‫لم نعرؼ الحق كال بعضو‬
‫إف نحن في اإلعراض لمناىم‬
‫قد ألفوا االعراض عنا كما‬
‫كذاؾ كنا قد عهدناىم‬
‫حاشهم أف نجتني منهم‬
‫جنى التجني المر حاشاىم‬
‫كمن شعره يطلب حصانان من مخدكمو‪)ّ(:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ّْٓ/‬‬
‫(ِ) نفسو (ّ‪.)ّْٓ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِِٗ/‬‬

‫(ّ‪)ِْٗ/‬‬

‫يا مليكان بو أنار زمانو‬


‫خذ بأقصى المنا فهذا أكانو‬
‫سر صبا متيمان غاب عنو‬
‫كتنآ حصانو ال حصانو‬
‫ىاتو ىيكبلن كلكن‬
‫مثل رىبانو غدت غلمانو‬
‫مدمج السوؽ ليس يوجد فيها‬
‫فهو علق تعلو بو أثمانو‬
‫ذك تليل ساـ كرأس لطيف‬
‫فوؽ صدر كأنو ميدانو‬
‫يسبق البرؽ كالبراؽ فما الطير‬
‫كإف كاف بالغان طيرانو‬
‫طاؿ في الكبرياء كالتيو كالزىو‬
‫كتحريك منكبيو افتنانو‬
‫من رقا صهوة لو صار يتهيا‬
‫مثل كسرا إف ضمو إيوانو‬
‫كم سمى صاعدان ليأخذ عهدان‬
‫بعناف السماء لواء عنانو‬
‫أشهب اللوف يشبو العنبر الرطب‬
‫الذم يعتني بو خزانو‬
‫أك كزىر من البنفسج غض‬
‫تنثني نعومة أغصانو‬
‫رش جناحي بو فأم ىزار‬
‫ناطق بالثنا عليك لسانو‬
‫> ‪ِّٗ[ ...‬جػ]‬
‫أنا حساف مدح كل كريم‬
‫ساجلت كأكف الغماـ بنانو‬
‫كىي أكثر من ىذا‬
‫[كفاتو]‬
‫كتوفي صاحب الترجمة سنة سبعة عشرة أك ثماف عشرة كمائة كألف بريمة كصاب ‪ -‬رحمو اهلل‬
‫تعالى‪.-‬‬
‫[( ) يحيى بن إبراىيم بن محمد الكوكباني] (ُ)‬
‫(ُُٕٓ‪ُِِْ-‬ىػ‪)ُُِٖ-ُْٕٓ/‬‬
‫[نسبو كمولده كنشأتو]‬
‫المولى عماد الدين يحيى بن إبراىيم بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر كبقية‬
‫نسبو تقدـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬درر نحور العين (خ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ّّٓ)‪ ،‬المواىب السنية‬
‫(خ)‪ ،‬نيل الوطر (ِ‪ ،)ّٕٖ-ّٕٓ/‬فهرس المكتبة الغربية (ٕٕٓ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ُّ‪-‬‬
‫ُُٖ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َُٖٔ‪.)َُٖٕ-‬‬

‫(ّ‪)ِٗٓ/‬‬

‫مولده سنة سبع كخمسين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر أىلو األعبلـ‪ ،‬كقرأ على عمو‬
‫المولى عيسى بن محمد كعلى المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر‪ ،‬كعلى شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو ((كقرأ على السيد العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي في الغاية كسيبلف‪،‬‬
‫كعلى السيد العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر في البخارم‪ ،‬كآداب البحث كأجازه أبو الحسين‬
‫السندم كقرأ عليو أكائل البخارم بالمدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصبلة كالسبلـ)) (ُ)‬
‫‪ ،‬كعرؼ النحو كالصرؼ كالبياف‪ ،‬كالمنطق كالعركض‪ ،‬كاشتغل باألدب كحفظ األشعار‬
‫كالمقاطيع‪ ،‬فمهر في ذلك كنظم الشعر الحسن‪ ،‬فأجاد فيو كفي اإلنشاء كلو فضائل من حسن‬
‫الخلق كلطافة الطبع‪.‬‬
‫كقدـ على المهدم ابن المنصور نيابة عن أبيو كأعمامو في الزيارة كالسبلـ كإلخراج عمتو زكجة‬
‫المنصور من صنعاء إلى كوكباف لما اشتقات إلى أىلها فأكرمو اإلماـ كأضافو مراران كخلع عليو‬
‫خلعان نفيسة‪ ،‬كصرفو مكرمان كجهزه كالده لحرب بعض القبائل فثبت فأبلى ببلء أمثالو‪ ،‬كصبر‬
‫كلم يجزع كىذا اليوـ ىو المعركؼ عندىم بيوـ الطوؼ بالفاء كقد ذكرتو الشعراء في أشعارىا‬
‫التي مدحوه ىو ككالده فيها‪ ،‬كآسوىم كعاتبهم سيدم العبلمة علي بن علي القارة بنقص الجند‬
‫عن الكفاية كىو السبب في أسر األمير فقاؿ مخاطبان لوالده‪:‬‬
‫خوفان يؤكب كذلة ال تزمع‬
‫غاد عليك كمثلج لمح يرجع‬
‫فإليك قاد الناس من قاد الورل‬
‫قهران كقاؿ السيف ماذا أصنع‬
‫لكن عهدتك عند أـ حبو ك ور‬
‫أجمع ‪ِّٗ[ ...‬جػ]‬
‫ما كاف ترضيك البرية ي‬
‫فإذا نهضت رأيت أطواد الفبل‬
‫في ضيقو كسمعتها تتزعزع‬
‫تشاكلت أسد المهامة كالظبا‬
‫للناظرين كشيخنا كالمرضع ‪ٕٔ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫كيرل العدك رسومو مأمورة‬
‫بأدائو فيكاد عنها ينجع‬
‫كيراؾ من خلف القفارة شاىران‬
‫سيفان كفي نوـ لو يتفزع‬
‫كحقيقة لو غاص في بحر العدا‬
‫جاءت إليك بهم سفينة تشرع‬
‫كأرل سكوتك ليس إال حكمةن‬
‫بنفوسهم من فيك سهم أكقع‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٗٔ/‬‬

‫كيقاؿ شيء زارع بسكوتو‬


‫إياكم كحصاده ما يزرعي‬
‫فلقد رأل قحطان زماف كقوفو‬
‫نسر السماء كصقرىا كاألبقع‬
‫فحذا ًر يوـ كل دار عنده‬
‫سجن يضيق ككل أرض مصرع‬
‫كترؽ أجساـ رأتو عيونها‬
‫حتى يكاد الثوب فيها يطبع‬
‫كترل الحجارة ليس فيها قسوة‬
‫أصبلن إذا أمست تغيب األنصبع‬
‫كقتالنا األعداء بناس ال سول‬
‫كنفوىسم من غير شيء تنزع‬
‫عفوان أبا العباس عن زالتهم‬
‫كلهم لديك تندـ كتركع‬
‫إف الذم لم يخش فوت و‬
‫معاند‬
‫فباقتدار عن عقاب يقنع‬
‫فالليث مذ علم البرية حالو‬
‫ما قيل يومان أنو مستهجع‬
‫كالسيف مهما فل منو جانب‬
‫ما شك فيو بأنو ال يقطع‬
‫لم يمسكوا المحبوب إال أنو‬
‫لهم لديك من المنية يشفع‬
‫كبأسره ال عيب أيضان إنو‬
‫شأف السباع كأنو المستسبع‬
‫كالبدر تحت الماء تنظره المقى‬
‫كمحلو عند السماؾ األرفع‬
‫أنت الذم شهد العدك بفخره‬
‫كعلوه مجدان عليو مجمع‬
‫حتى تعلم منك فتكتك العدا‬
‫كتعلموا كيف الدكاىي تقرع ‪َّّ[ ...‬جػ]‬

‫(ّ‪)ِٕٗ/‬‬
‫ككاف كالده المولى إبراىيم بن محمد ىو أمير كوكباف بعد أخيو المولى عبد القادر كما تقدمت‬
‫اإلشارة إليو في ترجمتو ثم تأمر بعد كفاتو كلده العباس بن إبراىيم‪ ،‬ككاف شديد السطو مهاب‬
‫الجانب‪ ،‬كجمع من الحبوب كالدراىم مالم يجمعو أحد قبلو‪ ،‬ككاف الحاؿ بينو كبين أخوتو غير‬
‫صاؼ من األكدار‪ ،‬فلم يشعر كىو في دست اإلمارة حتى دخل عليو أخواه كىما صاحب‬
‫الترجمة كأخوه عبد الرب بن إبراىيم كقد زاده اهلل بسطة في الجسم كمعهما عباس بن محمد‬
‫بن يحيى بن مهدم بن الناصر كقعد صاحب الترجمة في دست إمارتو كأمر محمد بن عباس في‬
‫النزكؿ إلى شباـ لقبض أخيو عبد اهلل (ُ) بن إبراىيم كىو شقيق العباس فالتقيا في العقبة‬
‫كاقتتبل ككقع من كل منهما جنايات فأما جنايات عبد اهلل فمات منها‪ ،‬كلما كاف في اليوـ الثاني‬
‫أجمع أعياف كوكباف على تولية المولى عيسى بن محمد بن الحسين لعلمو كفضلو ككبر سنو‪،‬‬
‫فحبس صاحب الترجمة مع أخيو عباس في دار كاحدة كىو إلى اآلف باؽ على حالو الجميل قد‬
‫أقبل على المطالعة لؤلسفار كاالشتغاؿ باآلداب كعبادة رب األرباب‪ ،‬كانتظار الفرج عنو‪.‬‬
‫كقد جمع ديواف الفقيو أحمد الزىيرم كجمع كتابان سماه (الدر المنضد) ذكر فيو كل من كاتب‬
‫كالده أك مدحو كترجم لهم تراجم لطيفة بليغة بناىا على التسجيع كلو في النثر اليد الطولى كقد‬
‫ترجم لو المولى فخر الدين في حدائقو كأثنى عليو كذكر فيها نبذة من نثر كشيء من نظمو كلو‬
‫شغلة باللطائف في الكبلـ كاستعماؿ التوارم حتى في مثل اليومين المتقدمين يوـ الطوؼ كيوـ‬
‫الخميس‪ ،‬فمن شعره ما كتبو إلى شيخو المولى علي بن محمد بن علي كىو قولو‪)ِ(:‬‬
‫أدر كأسها فالفخر قد الح يم ٍعلما‬
‫كىذا أنني من دعاه معلما ‪ُّّ[ ...‬جػ]‬
‫أرل الجنح ألقى مقاليد أمره‬
‫إلى الصبح لما سل في الشرؽ مخدما‬
‫كأشقر معركؼ تبدل لطرفو‬
‫يشابو من شم الجباؿ المقطما‬
‫تركع منو القلب فانقض خافقان‬
‫__________‬
‫(ُ) في (ب)‪ :‬محمد‪.‬‬
‫(ِ) يعضها في نيل الوطر (ِ‪ )ّٕٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٖٗ/‬‬
‫كأضحى ببل قلب فداف كسلما‬
‫فمن كجل يسعى سهيل كسائح‬
‫على قدميو إلى المسير تقدما‬
‫كلم تشعر الشعراء بما دار بعدىا‬
‫على القطب حتى صار نفبلن كمغنما‬
‫ككل شهاب تعجل الخطف مسرعان‬
‫يسابق من خوؼ الصباح المقدما‬
‫أدرىا لتسلينا على الليل أنو‬
‫تولى كقد أكلى جميبلن كأنعما [ٕٕأ‪-‬ب]‬
‫بذا جرت األقدار عن حكمو الذم‬
‫يكوف معدكمان كإف شاء أعدما‬
‫كلو داـ ما راع التفرؽ معشران‬
‫كقد ضمهم سلك اجتماع كنظما‬
‫كال شعرت نفس بوصل محجب‬
‫لذم شغف من كجده قد يسقما‬
‫كلم تأمن الحسناء كال الطيف غيره‬
‫كذلك لما كاف للسر أكتما‬
‫لقد حاؿ دكف الحي حتى كأنو‬
‫رقيب على الواشي فبل يصل الدما‬
‫فيا حبذا اذاؾ السواد فإنو‬
‫بياض بعيني من يبيت متيما‬
‫كلو لم يكن لليل فضل على الضحى‬
‫لما جاء في الذكر الجميل مقدما‬
‫رموه بتكفير كليس بكافر‬
‫فما غيره لو حقق الناس مسلما‬
‫ؼ‬
‫فبل مدح إال فيو إف شاء منشئ‬
‫كإال ففيمن للمعالي تسنما‬
‫فتان بلغ الغايات من قبل مهده‬
‫إذا غيره قد شاب عيان مقدما‬
‫((كما ىو إال كاحد ليس غيره‬
‫كإف جاء في التعبير قولي معمما)) (ُ)‬
‫كال فخر إال في علوـ نقيلها‬
‫كدع عنك من يمشي بجهل معمما‬
‫كلعلو استعمل فيها الرمز كالكناية بالمدح كالذـ كما أخبرنا بعض األدباء بذلك كأنو ندـ صنيعو‬
‫المتقدـ بأخيو العباس‪ ،‬فكنى عنو ىنا بالليل ألنو أسود اللوف ككنى عن غيره بالمعاني اآلخرة‬
‫كاهلل أعلم كال بأس بإيراد قطعة من الجواب ألنو من ىذا الطراز كمستهلة‪ِّّ[ )ِ(:‬جػ]‬
‫يد البين قد سلت على الصب مخدما‬
‫غداة تعد الركب من جانب الحمى‬
‫بحيث رأيت الصبر في حومة النول‬
‫قتيبلن كلم تشعر بو الخرد الدما‬
‫كلم تبق لي تلك المطى التي مضت‬
‫بمن فوقها إال عسى كلعلما‬
‫ككم حاؿ التوديع صب متيم‬
‫فما كاف إال نظرة كتبسما‬
‫كفي ذلك الموت الزكاـ فقل لو‬
‫كفى بك داء أف ترل الموت مغنما‬
‫ككم مطلب قد نلتو قبل بينهم‬
‫كلم تكن أجفاف العدا عنو نوما‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) البيت األكؿ منها في نيل الوطر (ِ‪ )ّٕٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِٗٗ/‬‬

‫ركبت إليو كاألسنة شرع‬


‫إلى ببل ريب من الليل أدىما‬
‫َّ‬
‫فمر كلمح الطرؼ يسبقو فما‬
‫تنفس حتى صار بالفجر ملحما‬
‫فللو ليبلت تقضت بقربهم‬
‫شربت بها كأس المسرة منعما‬
‫كما قصرت غير أنها‬
‫لسرعتها صار اليقين توىما‬
‫كليل التصابي كالشباب كبلىما‬
‫إذا اجتمعا كاف إلى الوصل سلما‬
‫كمن شعره ما أجاب بو على القاضي عبد الرحمن بن حسن البهكلي عن قصيدة كتبها إلى شيخ‬
‫اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد مطلعها‪:‬‬
‫يا بارقان بالوميض لعلع‬
‫فوؽ ىضاب الحمى كلعلع‬
‫فأمر شيخ اإلسبلـ الوجيو أف يجيب عنو صاحب الترجمة فقاؿ‪:‬‬
‫أدر حديث اللوا كاألجرع‬
‫كعيشنا كالكؤكس تترع‬
‫ككقفة في رياض حزكا‬
‫حازت معالي السركر أجمع‬
‫كجمعنا في رياض جم وع‬
‫كركض عطر الشباب أمرع‬
‫كالنهر يجرم بها نمير‬
‫كالدكح فيو الحماـ تسجع‬
‫فلي بتلك القباب بدر‬
‫بحسنو كالقبا مقبع‬
‫تمنعو البيض كالعوالي عن‬
‫أف يرل كالجماؿ أمنع‬
‫قد نزحت داره كقلبي‬
‫كأدمعي مورد كمرتع ‪ّّّ[ ...‬حػ]‬
‫لذلك خفت احتراؽ قلبي‬
‫كىوية ال أراه يقرع‬
‫هلل أيامنا تقضت‬
‫كالبين أشطابو تقطع‬
‫أذكرىا ما شممت طيبان‬
‫أك شمت برؽ الغوير يلمع‬
‫حكى سنا لطفها نظامان‬
‫كافى إلى سوحنا الممنع‬
‫فأرج الكوف منو نشران‬
‫في طيو قد طواه أردع‬
‫من زاد فضبلن كطاب أصبلن‬
‫فالفضل في فرعو تفرع‬
‫كلو مجيبان‪:‬‬
‫نشرت بردىا عليها الغوادم‬
‫كعدتو من الخطوب العوادم‬
‫زمن كاف فيو جمع الشتيتين‬
‫ساد‬
‫على رغم عذؿ يح َّ‬
‫جاء كفارة لسعي الليالي‬
‫في ذنوب حديثو كعتاد‬
‫فاغتفرنا لها الجنايات حتى‬
‫يجمع العالمين يوـ التنادم‬
‫ال تقل قوؿ من تقدـ عصران‬
‫إف سعى األناـ في اإلبعاد ‪ٕٕ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫ال تقل ىكذا فاللدىر رد‬
‫رب دىر يأتي بنيل المراد‬
‫كنت ال أرتجيء الخياؿ إياسان‬
‫فحبا منو بوصل سعاد‬
‫كأنت مغرـ الفؤاد على البعد‬
‫و‬
‫لعهد على الوفاء كالعهاد‬
‫قطعت لجة المهامة كالبيد‬
‫كفاء على متوف الجياد‬
‫ن‬
‫من بنات الجديل تطوم الديايم‬
‫كطيء السجل في اإلسناد‬
‫من ديار علت على فلك الشهب‬
‫كفاقت بحسنها كل ناد‬
‫قد حمتها بالمرىفات أناس‬

‫(ّ‪)ََّ/‬‬

‫ال يقادكف رىبة بقياد‬


‫فأماتت بوصلها غربة البين‬
‫كأحيت ميت النول كالبعاد‬
‫كلعمرم ما حل قلبي ىول الغيد‬
‫كال ىاـ برىة بالخراد ‪ّّْ[ ...‬جػ]‬
‫علي‬
‫إنما القصد كالمراد ّّ‬
‫من على في العبل على األمجاد‬
‫ٕ‬
‫[( ) يعقوب بن محمد إسحاؽ] (ُ)‬
‫(‪ُُٔٗ-......‬ىػ‪ُٕٕٓ-......./‬ـ)‬
‫المولى ضياء الدين يعقوب بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم كاف شاعران مفلقان لطيف الشمائل‬
‫عارفان بالنحو كالصرؼ كالبياف‪ ،‬مشاركان في علم السنة كلو ذكاء كفطنة كخلق حسن كلما خرج‬
‫ابن أخيو المولى علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ إلى بني جرموز كما تقدمت اإلشارة إلى‬
‫ذلك كاف صاحب الترجمة ممن خرج في صحبتو كتوفى بعد ذلك في سنة تسع كستين كمائة‬
‫كألف(ِ) كدفن ىنالك‪ ،‬فمن شعره ما أجاب بو على موالنا محمد بن ىاشم الشامي كقد كتب‬
‫إليو محاجيان فأجاب بقولو‪)ّ(:‬‬
‫بحرؾ ال أستطيعو أبدا‬
‫كىا أنا من سلوكو كحل‬
‫لقد منع الهمز ظهره‬
‫فغدا للطم أمواجو بو زخل‬
‫ال عيب فيو سول تدفقو‬
‫بالدر أك أف ماءه عسل‬
‫قد ذلل اهلل صعبو لفتى‬
‫يقدـ ليثان كشخصو رجل‬
‫كالفكر في مدل الدىر القريض غدا‬
‫محلقان قصرت بو العلل‬
‫كالفكر لما أريع ضارعو‬
‫لم تعيو في فراقو الحيل‬
‫فغانو في مدل الدىر القريض غدا‬
‫محلقان قصرت بو العلل‬
‫خانتو في جوه قوادمو‬
‫كدكف مرمى مرامو رحل‬
‫الـ الخوافي في قوادمان نصبا‬
‫فالبعض منو لبعضو عذؿ‬
‫حتى ترل أسراب قافية‬
‫لم يشفو من نميره النهل‬
‫فعب منو تعلبلن كقضى‬
‫حقان كما مس ريشو بلل‬
‫مركعان في مركده خجل‬
‫كأنو في كركده الوشل‬
‫ثم انثنى يحمد الذىاب كقد‬
‫أرفضو في مداره الجذؿ‬
‫يحمل منقاره كمخلبو‬
‫جزعان كقد آد ريشو الوىل ‪ّّٓ[ ...‬جػ]‬
‫ينظمو حل عقد أحجبو‬
‫مقصورة لفظها لها خجل‬
‫أحكمت بنياف بيتها فغدا‬
‫كليس فيو لناظر خلل‬
‫فجاره لم يزؿ يسائل ىل‬
‫في البيت ىذا لساكن نزؿ‬
‫كفاؾ تصريحها بتكنية‬
‫عنك كبرد األلغاز منسدؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ّّٕ-َّٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) في (جػ)‪ :‬في سنة ست كتسعين كمائة كألف‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُّٕ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)َُّ/‬‬

‫فتى‬
‫كىاؾ أحجيو بقوؿ ن‬
‫أدب ضعيفان كما يعني رجل‬
‫ال زلت عز األناـ في دعة‬
‫كخفض عيش باليمن يتصل‬
‫كمن إنشائو الداؿ على قدرتو ما كتبو إلى شيخنا جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن عامر معرضان‬
‫لقصيدتو العينية التي تقدـ ذكرىا في ترجمتو كمستهلها‪:‬‬
‫ىي الدار فلتحسن حمائهما السجعا‬
‫كإف سفحت عين على سفحها دمعا‬
‫ككاف شيخنا الجمالي في كوكباف فكتب صاحب الترجمة إليو ما لفظو البدر الذم تنقض عنو‬
‫كمالو البدكر‪ ،‬كتساكم في أنصافو البدايات كالنهايات من الشهور‪ ،‬عين الدىر المكحولة‪ ،‬من‬
‫الفضل بأثمده المصونة‪ ،‬من أقذ الشين بأجفاف سؤدده‪ ،‬الفاتنة من الفضائل [ٖٕأ‪-‬ب] قلوب‬
‫إحرازىا الخائلة عقولها بفاتن احورارىا مسمع صم اليراع معجزات ركائع اإلبداع كصرؼ‬
‫سوابقها بأعنة البراجم في حلبات الرقاع إذا اعتلقت بنانة ذكابلو الرشيقة‪ ،‬كشرعتها لصدكر‬
‫كتائب الكتابة الرقيقة‪ ،‬استخرج حرائر أبكارىا من عواصم معانيها‪ ،‬كاسترؽ رقائقها التي يفني‬
‫في طلب كصلها معانيها‪ ،‬ينفح شبيبها في الرسوـ العافية‪ ،‬أركاحان كيرد نسيبها من شردجد‬
‫الغزالف جماحا‪ ،‬كلكم راية طبيت على نقش الطبلسم حماساتها‪ ،‬كنشرت من الجيوش على‬
‫رؤكس [ّّٔجػ] مقدماتها‪ ،‬تزحف منها العواصم العواصي‪ ،‬كتقود العصى بشعرات النواصي‪،‬‬
‫تخمد انسجامها نار الحرب المضطرمة‪ ،‬كتسير من جزلها األياـ عند كفاح الخطوب ملتئمة‪،‬‬
‫غزير افتخارىا يسترؽ الدىر بغزير انتسابو كلطيف نسيبها يهيج ببلبل الصدكر بحمايم أطرابو‪.‬‬
‫كم مزقت شمل الجموع كشجعت‬
‫منها الحماسة كل قلب خافق‬
‫كارتو مؤل عيونو جيش العدا‬
‫مثل الهبا في المازؽ المتضايق‬
‫يجرم تغزلها بصخر ميت‬
‫ركحان فتبكيو بدمع دافق‬
‫كتناىب الغيد الحساف جمانةن‬
‫لتصوغو لمخانق كمفارؽ‬
‫بحر العلم الذم ال يدرؾ غوره‪ ،‬كبدره الذم يجلو حنادس المشكبلت سفوره‪ ،‬كالقطب الذم‬
‫دارت على تحقيقو نجوـ األبصار‪ ،‬كاإلماـ الذم مشت تحت لوائو رؤساء النظار‪.‬‬
‫عبلمة العلماء كاللج الذم‬
‫ال ينتهي كلكل لج ساحل‬

‫(ّ‪)َِّ/‬‬

‫ال زاؿ رافبلن في النعم في سوابغ المؤل شاربان من مداـ السركر‪ ،‬في مقاـ الحبور‪ ،‬بالكأس الملى‬
‫ناشران أعبلـ فضلو على رؤكس المبل‪ ،‬كبعد حمد اهلل الذم ال يدخل تحت طوؽ اإلمكاف‪ ،‬حصر‬
‫ثنائو بو كال يتأتى كل إنساف في كل زماف عدا اآلئو كالصبلة كالسبلـ على من جعلو مسك‬
‫الختاـ‪ ،‬لصك النبوية كالرسالة كأطلعو بدر كماؿ يستضاء بو في حنادس الضبللة كالجهالة‪،‬‬
‫كعلى آلو أىل الفضل كاإلفضاؿ كأصحابو الذين بذلوا في مناصرتو األركاح كاألمواؿ‪.‬‬

‫(ّ‪)َّّ/‬‬

‫فإني لما كقفت على [ّّٕجػ] تلك األبيات الرائعة‪ ،‬كالفرائد الثمينة الفائقة‪ ،‬التي نقص عند‬
‫تمامها أبو تماـ‪ ،‬ككسمو لسانها الفصيح بالتمتاـ‪ ،‬كدنى لرفيعها أبو العبل كمر لديها في قريض‬
‫ابن سكره ما حبل كلعمرم أنها للعرائس التي كاف إلى أكفائها زفافها كالجواىر المجلوب إلى‬
‫سوؽ السباؽ شفافها‪ ،‬كالكوكب التي اتخذت األفبلؾ طركسان كالليل مدادا‪ ،‬كالقبلئد التي‬
‫تحيرت من الملوؾ أطولها أجيادا‪ ،‬كأتمها انقادا‪ ،‬حرؾ قريضها من القريحة معطفان ال يكاد يلين‪،‬‬
‫كأنطق فصيحها معجم لساف ال يكاد يبين‪ ،‬كدعى سابقها السكيت إلى الجرم في ميدانو‬
‫كأغرابو رقيقها فجذبو برسنو كعنانو‪ ،‬فبلغ في اقتفاء أثره ما في كسعو‪ ،‬كاتفق على حلبتو ما‬
‫يملكو من خفية كرفعة‪ ،‬حتى قعد بو عن إدارؾ أمده الشوط كرؽ لجسده من فرط كده السوط‪،‬‬
‫كصار لو من األسعار بالعجز أم أشعار‪ ،‬كخلع قبوؿ االعتذار عن خده العذار‪ ،‬كتلقينا ما‬
‫استفاده من ذلك اإلرقاؿ ببل إمهاؿ‪ ،‬كطرحناه في زكايا اإلغفاؿ كاإلىماؿ‪ ،‬لتعرؼ بذلك الوضع‬
‫قدره‪ ،‬كتتبين [ٖٕب‪-‬ب] أنها لن تحملو إلى تلك الرتبة قدره‪ ،‬فضربت عليو خدكران نواسج‬
‫العنكبوت‪ ،‬كاعقب المدة في طرسو شوامخ البيوت‪ ،‬كلما تجاكز البين حده‪ ،‬كنصب الفقداف‬
‫على الصبر حده‪ ،‬أىاجت ببلبل الصبر ىواتف األشواؽ‪ ،‬كجاشت بما تخفيو كغنت بو في‬
‫األكراؽ‪ ،‬كشب عن الطوؽ [ّّٖجػ] من الشوؽ عمره‪ ،‬كطاؿ من زمن المطاؿ عمره‪ ،‬كأكرل‬
‫ذكر من الفكر زبدا خامدان‪ ،‬كأذاب كاريو من القريحة معينان جامدا‪ ،‬فأجرت منو مدمعان في خدكد‬
‫الرقاع‪ ،‬كفصلت حمائمها بما شدت بو من لطيف اإلسجاع‪ ،‬حتى أذف بدر مديحها في التماـ‬
‫كتلقت طي نشر طرسها يد الختاـ‪ ،‬ىبت الذاكرة من سنة النسياف كتذكرت مستودع القريحة من‬
‫التقريض في سالف األزماف‪ ،‬فأتت بو كقد تضل من صبغ التشبيو نفسو كنسخ آية ليلة ببياضو‬
‫طرسو فالتقينا في بواتق الصدكر صفرة بعد التكسير‪ ،‬كجعلنا ىذا الحديث لقديمو كاإلكسير‪،‬‬
‫كبعثناىما برغد فريصهما من الوجل كيستر‬

‫(ّ‪)َّْ/‬‬

‫كجههما شفق الخجل‪ ،‬كما طرل كل جبين خده بالحياء‪ ،‬كيعثر كل قدـ بذيوؿ االستحياء‪،‬‬
‫كلتكن المقابلة لوفدىما عند المثوؿ بإقالتهما في زكايا التغاضي كالغفوؿ‪ ،‬بينما تميط عنها يد‬
‫الراحة جبلبيب األسفار‪ ،‬كتلبسهما مطارؼ التبرج كاإلسفار‪ ،‬كتختبر طيبهما بمحك انتقادؾ‬
‫كتمد بيوتهما بالتشديد إمداد مدادؾ‪ ،‬كبعد ذلك فأرفعوا عن مقصوراتهما الخياـ‪ ،‬كأحل‬
‫عرائسهم على سرر األمبلء ألكلي األفهاـ‪ ،‬كبالصبلة المشفعة بالسبلـ‪ ،‬على محمد كآلو يكوف‬
‫االبتداء كاالختتاـ‪ ،‬كالخركج من دكاكين االنشاء كالدخوؿ في دكاكين النظاـ(ُ)‬
‫إذ الدر لكن إف أضحت لو سمعا‬
‫سكرت كشمت الدر في سلكو جزعا‬
‫أـ الركض يجلوه الربيع مفوقان‬
‫كقد أحسنت أيدم الغماـ بو صنعا ‪ّّٗ[ ...‬جػ]‬
‫كأغصانو تحت البرانس لم تزؿ‬
‫تعانق إذ نالت بمس الصبا جمعا‬
‫كقد أرسلت منو الهضاب غدايران‬
‫من العشب حتى لم تجد ىضبة صلعا‬
‫كما ىو إال ركضة أدبية‬
‫نسائم أذكاؽ الرجاؿ بها مرعا‬
‫لها من معانيها حماـ كلفظها‬
‫فركع عليها كررت طربان سجعا‬
‫بتشبيبها تغرم المعاىد بالشجى‬
‫فترسل من أجفاف يزمعها دمعا‬
‫كتذكر العهد الذم نظمت بو‬
‫يد الدىر شمبلن لم تخف بالنول صدعا‬
‫كيكسبها شوقان يكاد لفرطو‬
‫إلى نازح عنها ببل قدـ تسعى‬
‫نظاـ إذا ما الح للغيد عقده‬
‫تركـ لو من جيد قرطاسو قطعا‬
‫كيلق الثريا البدر شنفان كيكتفي‬
‫بتشنيفو من در منظومو سمعا‬
‫قصور بأنواع البديع تزخرفت‬
‫كأحسن سحباف البياف لها الرفعا‬
‫فبل ترب الكف الذم طاؿ باعو‬
‫كضاؽ الورل عن أف تطاكلو ذرعا‬
‫كأصبح من زىر الكواكب ناظمان‬
‫فناسب في تنظيمها الوتر كالشفعا‬
‫كقلد منها جيد خص غقنقل‬
‫لدل حملها قد ساـ أفبلكو كضعا‬
‫على بابو ترمى السماء ىبللها‬
‫من التبر قفبلن أف يشاء للعدا منعا‬
‫كترمى شياطين الحواسد دكنو‬
‫بشهب إذا راحت لتسترؽ السمعا‬
‫بدنوه‬
‫أسما فرعو حتى اكتسى ٌ‬
‫من المؤل النورل سكانو طبعا‬
‫فيا مفلقان قد عطر الكوف نظمو‬
‫بذكر ملوؾ زينوا المجد كالشرعا‬
‫__________‬
‫(ُ) نشرالعرؼ (ّ‪.)ِّٕ/‬‬
‫(ّ‪)َّٓ/‬‬

‫كأصبحت من بيض األيادم مطوقان‬


‫بمدحهم بين الورل تحسن السجعا‬
‫كجادكا رياضان منك بالشكر أثمرت‬
‫فنالوا جنان من مدحك استكمل الينعا‬
‫ىم النفر البلككف إف قابلوا السماء‬
‫بأكجاىهم في محلها الستزلوا اللمعا‬
‫كىم بطوؿ السمر كالبيض قصركا‬
‫يد الدىر حتى أصبحت عنهم فدعا ‪َّْ[ ...‬جػ]‬
‫إذا نقشت أسمائهم في مهارؽ‬
‫رأيت لها في ليل أسطرىا لمعا‬
‫كدكنك من أبكار فكر جواربان‬
‫بسحر ركم أنت أجريتو تسعا‬
‫فخذ رقها مني بنقدؾ علها‬
‫بخدمة نظم يكتسي قدرىا دفعا‬
‫ككتب بعدىا ىذه القصيدة إلى شيخنا الجمالي أيضان كىي‪:‬‬
‫ما البدر إف الح للمشتاؽ منصفو‬
‫إذا شكى منك أرل غاب منصفو‬
‫كم راـ يحكيك للعشاؽ طالعةن‬
‫حتى بدا في محياه تكيُّػ يفوي‬
‫كال القضيب يهز الريح قامتو‬
‫يسليو عن خاطر عذؿ تعطفو‬
‫كال شرل البرؽ من ثغر لو مثبلن‬
‫إف صار مضحكو مني تصلفو‬
‫كال المطوؽ يشدك في در أغصن‬
‫كالقرط حركو للسجع معطفو‬
‫بين السلو كبين القلب معترؾ‬
‫كالشوؽ إف ىاج بالتذكار مرجعو‬
‫ال للغراـ الصبر رؽ ال يملك كىل‬
‫يجوز للرؽ في شيء تصرفيوي‬
‫ألقيت للقلب قدمان في الهول رسنا‬
‫فمن تراه عليك اليوـ يعطفو‬
‫كما عسى عند رسم الدار من خبر‬
‫إف طاؿ من و‬
‫كاقف فيو تعرفو‬
‫فالربع عنو لساف الحاؿ ناطقة‬
‫إذ الح في كجهو العافي تأسفو‬
‫فقف بمسرل الرياح الساريات كسل‬
‫فمنكر الحاؿ رياىا يعرفو‬
‫كما أظن بناجي الملحدين سرت‬
‫إالَّ بسر لطيف لست تعرفو‬
‫فاسمع مطوؿ شرح الحاؿ عن غرد‬
‫قد أرقص الغصن حتى كاد يقصفو‬
‫كراىب قد تبل كرد لو سحران‬
‫كضمر أكراقو في الدكح مصحفو‬
‫كالزىر يفتر في أكمامو طربان‬
‫مما غدا من فم الشادم يشنفو‬
‫يا طيبها نسمة في األفق قد نفحت‬
‫لسامر الليل منها طاب موقفو‬
‫كأنها بندل في الورل عثرت‬
‫ٍليبل كذكر ابن إبراىيم قرقفو ‪ُّْ[ ...‬جػ]‬
‫محقق العصر من تعنوا العلوـ لو‬
‫كزينو في مجاؿ البحث يرىفو‬
‫ىو الشريف الذم يدعو البليد بو‬
‫كقد خفى مبحث عنو فيكشفو‬
‫كىو اإلماـ كال فخر يناظره‬
‫كىو الخضم كمنو كاف مغرقو‬
‫كم أرض جهل سقاىا أثمرت درران‬
‫(ّ‪)َّٔ/‬‬

‫في جيد علياه إعبلقان ترصفو‬


‫أنسى المحب حبيبان في ببلغتو‬
‫فمج في سمعو ما كاف يرشفو‬
‫ما غاب عن أفق صنعاء غير نيره‬
‫كإف تسلى ببدر ليس ينصفو‬
‫قد أجرح الفقد صدران منو متسعان‬
‫فكاد ينقض من فيو كيقذفو‬
‫كطاؿ تيهان عليو كوكباف لذا‬
‫ترا السماء بثرياىا تشنفو‬
‫فارغم بقربك ألف البين مبتدران‬
‫فليس إال التداني منك يوسفو‬
‫أكال جعلت ليعقوب الكتاب‬
‫قميصان في العيوف فأنت اليوـ يوسفو‬
‫كاسلم كدـ تتهاداؾ الملوؾ يرل‬
‫ىمامها من بقرب منك تسعفو‬
‫[( ) يوسف بن المتوكل إسماعيل بن القاسم] (ُ)‬
‫(َُٓٔ‪َُِٗ-‬ىػ‪ُُٖٔ-ُْٔٓ/‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى أبو محمد ضياء الدين يوسف بن اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم‬
‫عليهم السبلـ‪.‬‬
‫ىو العبلمة الزاىد الجليل الداعي إلى اهلل مولده في جمادم األكلى سنة ثماف كستين كمائة‬
‫كألف‪.‬‬
‫[نشأتو كبعض أحوالو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِّٖ-ّْٕ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُُْٕ) ترجمة (ُُِّ)‪،‬‬
‫معجم المؤلفين (ُّ‪ )ِٕٓ/‬تاريخ أبي طالب (انظر فهارسو) الجواىر المضيئة للقاسمي‬
‫(بتحقيقنا)‪ ،‬األعبلـ (ٖ‪.)ُِٖ/‬‬
‫(ّ‪)َّٕ/‬‬

‫نشأ في حجر كالده اإلماـ في ثياب العفة كالطهارة مبلزمان لقراءة العلوـ مواظبان على الطاعات‬
‫معرضان عن زىرة الحياة الدنيا غير ملتفت إلى شيء من عرضها مشهوران [ٕٗب‪-‬ب] بالوقار‬
‫كالرصانة كحسن اإلناءة‪ ،‬محبوبان عند كل أحد معظمان في الصدكر منظوران إليو بعين التعظيم‬
‫كاستحقاؽ الخبلفة‪ ،‬كلما توفي أخوه المؤيد باهلل بن المتوكل في [‪ )ُ( ]........‬دعاء صاحب‬
‫الترجمة إلى نفسو كأجابتو الببلد كخطب لو في صنعاء كببلدىا كذمار كما إليها‪ ،‬كضربت السكة‬
‫باسمو كتلقب بالداعي(ِ) كعارضو صاحب المواىب من المنصورة من جهة المغافر كدعا‬
‫دعوتو المشهورة كتلقب بالناصر‪ ،‬ككقعت بينهما مراسبلت كتجهيز جيوش كأمر صاحب‬
‫الترجمة األمراء المتعددين في األجناد المتكاثرة كحوصر الناصر حصاران شديدان‪ ،‬حتى كاد‬
‫يقبض ثم كثب على األمراء على غرة إلى مضاربهم فقبض عليهم كلم ينج منهم إال من ىرب‬
‫فقوت شوكتو ثم طلع من محل دعوتو إلى الجهة العلياء فوصل ذمار كخافت منو جميع ملوؾ‬
‫اليمن كرؤسائها كىرب بعضهم إلى مكة المشرفة كالمولى الحسين بن المتوكل كتبعو أخوه‬
‫الحسن كالمولى الحسين بن عبد القادر‪.‬‬
‫ثم كقع الخوض بالصلح بين الداعيين كعزـ صاحب الترجمة إلى ذمار فاتفقا كبايعو صاحب‬
‫الترجمة كاستقرت الخبلفة للناصر‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ]........‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) في (ب)‪ :‬بالناصر‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٖ/‬‬

‫ثم عاد المولى يوسف إلى صنعاء كبقي بها إلى سنة خمس كمائة كألف ككاتبو أىل خوالف أنهم‬
‫ينجدكنو كال يعصونو فخرج إليهم فلم يوفوا بما قالوا كحسنوا لو المسير إلى برط كلم يجدكا‬
‫بدان من ذلك‪ ،‬فتكلف المشاؽ ىو كمن معو في الطريق كجاءت طريقهم الركنة كعرجوا على‬
‫الركضة فكمن صاحب الترجمة في كهف بوادم صرؼ‪ ،‬كتقدـ المولى الحسين بن علي بن‬
‫المتوكل ككاف من جملة أصحابو مغرران بنفسو إلى الركضة ليزكر أىلو‪ ،‬فعرفو بعض المشائخ من‬
‫بني الشاطبي فنم بو إلى كالي األمر فقبض عليهم فوران كأمر بهم إلى رداع ككاف الناصر بها‪،‬‬
‫فوصلوا على حاؿ غير جميل كلما كصل صاحب الترجمة إليو عاتبو كثيران كتوعده بالقتل كأحضر‬
‫القضاة الموجودين منهم القاضي يحيى الجبارم‪ ،‬كالقاضي محمد بن إبراىيم السحولي‪،‬‬
‫كالقاضي حسين بن عبد الهادم دغفاف[ّّْجػ]‪ ،‬كالقاضي مهدم الشبيبي كالقاضي علي بن‬
‫أحمد السماكم كمن قضاة اليمن أىل تعز القاضي أحمد عمر الحبيشي‪ ،‬كالقاضي المفتي‬
‫كالخطيب كالعقبي كآخركف‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٗ/‬‬

‫ككاف الناصر قد جمع القضاة لما بلغو خبر القبض عليو قبل كصولهم‪ ،‬كخاطبهم من أجل دعوتو‬
‫كعن حكم الباغي‪ ،‬فتكلم الجميع بصحة بغيو كأراد الناصر أف يحكموا بقتلو‪ ،‬كأمرىم أف‬
‫يجعلوا مرسومان بخطوطهم كسجبلن متضمنان للحكم عليو بذلك‪ ،‬ففعلوا جميعان إال القاضي علي‬
‫بن أحمد السماكم فإنو لم يكتب كال كضع عبلمتو بل اعتذر كلما كصل صاحب الترجمة في‬
‫أغبلؿ الحديد ىو كمن بايعو كالمولى أحمد بن المؤيد كأخيو إبراىيم بن المؤيد‪ ،‬كجماعة من‬
‫القضاة بني أبي الرجاؿ أبرز اإلماـ الخط كقرأ على رؤكس األشهاد أعبلمان لهم أف الحكاـ قد‬
‫أفتوا بقتلهم كأنهم قد سعوا في األرض فسادان‪ ،‬كأراد اإلماـ أف القضاة يتكلموف بألسنتهم ما‬
‫أملوه في الخط ككاف القضاة إنما فعلوا ذلك في صورة التهديد كالزجر كالناصر كاف مجدان‬
‫كمصممان على العمل بمقتضاه كالعقاب الشديد‪ ،‬فلما استنطقهم [َٖأ‪-‬ب] كلم ينطقوا بحرؼ‬
‫كحياء من الداعي لمعرفتهم بقدره كجبللتو كصبلحو‬
‫ن‬ ‫خشية من اهلل تعالى في مثل ذلك المقاـ‬
‫فعاتب الناصر الحكاـ كقاؿ أليس ىذه خطوطكم كعبلماتكم إال السماكم فإنو زيف كبلـ‬
‫أكلئك القضاة كدحضو بالحجج البالغة المرتضاة رحمو اهلل أف الداعي أحق باإلمامة كأف سيرة‬
‫اإلماـ الناصر غير مرضية‪ ،‬كخرج من عهدة ما أمرنا ثم أمر بإخراج الداعي كمن معو كىم في‬
‫األغبلؿ إلى منزؿ خاؿ عن كل شيء حتى ينظر نظره كبقوا في ذلك المنزؿ إلى اليوـ الثاني‬
‫بغير طعاـ كال شراب كال ماء كال تراب‪ ،‬كصلوا الصبلة مؤتمين بالداعي على الحالة ثم أمر‬
‫الناصر [ّْْجػ] أف يفرقوا في الحبوس‪ ،‬فسجن صاحب الترجمة كجماعة معو في حصن‬
‫حب كأكالد المؤيد كجماعة أخركف في قاىرة تعز‪ ،‬ككانت تلك الحادثة عظيمة كموقعها خطير‪.‬‬

‫(ّ‪)َُّ/‬‬

‫ثم نقل صاحب الترجمة إلى قصر صنعاء فسجن نحو اثنتي عشرة سنة فصبر كاحتسب كاشتغل‬
‫بعبادة اهلل تعالى ثم أطلقو من الحبس في شهر ربيع األكؿ سنة ثماني عشرة كمائة كألف‪،‬‬
‫كأجرل عليو النفقات كما يحتاج إليو من المقررات كعزـ بعد أياـ إلى صاحب المواىب فأكرمو‬
‫كأنزلو أحسن منزلة ثم عاد إلى صنعاء مكرمان معظمان مبجبلن‪ ،‬كأقطعو أرضان كبقى على حالو‬
‫الجميل إلى أف جاءت الدكلة المتوكلية ففيأتو ظبلؿ أفنانها‪ ،‬ككرع من نمير ركض إحسانها‪،‬‬
‫ككاف بها من أكابر أعيانها‪ ،‬كما زاؿ كذلك حتى قامت الدكلة المنصورية كاتفقت تلك‬
‫المكاتبات التي أشرنا إلى طرؼ منها في حرؼ الميم‪ ،‬فبايع المولى محمد بن إسحاؽ‪.‬‬
‫[كفاتو كنماذج من شعره]‬
‫كصار إلى عمراف فتوفى بها في شهر جمادم األكؿ سنة أربعين كمائة كألف كقبر في القبة التي‬
‫فيها المولى الحسين بن محمد أبو طالب كمن شعر صاحب الترجمة في التوجيو كالتورية في‬
‫جارية تسما عينا‪:‬‬
‫رب رداء للفتاة التي ‪ ...‬قد أبرزت طرتها سينان‬
‫صاد إلى ريقتها عاجب ‪ ...‬من حاجب يحكى لها نونا‬
‫كصدغها كالبلـ مع مبسم ‪ ...‬كالميم قد جاء كما شينا‬
‫من جاء يسأؿ عن كصفها ‪ ...‬يركـ إيضاحان كتبيينا‬
‫كيف المحيا كيف ذاؾ البها ‪ ...‬ما اإلسم كيف الخد قل عينا ‪ّْٓ[ ...‬جػ]‬
‫كلو كقد تزكج بعض أقاربو بامرأة حسناء فجرل ما أكجب نفورىا‪:‬‬
‫أعجبت من نبأ التي صدرت كال ‪ ...‬سبب أباف صرامها كبعادىا‬
‫ال تعجبن فالريم تفرؽ إف رأت ‪ ...‬أسد العرين كإف أراد كدادىا‬
‫كمن شعره‪:‬‬
‫قضيت في سفح زين الغيد أكقاتي ‪ ...‬مجاريان سابقان أىل الصبابات‬
‫ىول ‪ ...‬يطول كينشر ساعات بساعات‬
‫طوران أبكى كأبكى من حديث ن‬
‫[(ِٕٔ) يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد] (ُ)‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬زىر الكمائم (خ)‪ ،‬الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) تأريخ األدب‬
‫العربي (لبرككلماف)(ِ‪( )ّْٓ/‬ذ) (ِ‪.)ِٓٓ/‬‬
‫…ىدية العارفين (ِ‪ ،)ٖٓٔ/‬البدر الطالع (ِ‪ ،)ّٕٓ-ِّٕ/‬أعياف الشيعة (ِٓ‪)ٗٔ/‬‬
‫األعبلـ (ٖ‪ )ِٖٓ/‬كمنو‪ :‬البعثة المصرية (ّٖ)‪.‬‬
‫…‪ BOCK2(530) (403) S.2-552‬األصفية (ُ‪ ،)ُّْ/‬الفهرس التمهيدم‬
‫(ّْْ)‪ ،‬إيضاح المكنوف (ِ‪ ،)ْٔٓ/‬مفتاح الكنوز (ِ‪ )َِّ/‬شعراء الحلة (ِ‪)َّٔ/‬‬
‫بالهامش‪ .‬ثم الركض األغن (ّ‪ )ُٕٗ/‬أعبلـ العرب ط (ِ) (ّ‪ ،)ُّْ-ُّّ/‬األدب‬
‫اليمني عصر خركج األتراؾ (ُٖٗ)‪ ،‬ديواف الهبل أعبلـ الديواف(َٖٔ‪.)ْٓٗ،ٓٗٓ،‬‬
‫…طبق الحلول (انظر فهارسو)‪ ،‬مصفى المقاؿ (َٕٓ)‪ ،‬منية الراغبين (ْٕٔ‪ )ْٕٕ-‬نشر‬
‫العرؼ (ّ‪ ،)ُْٕ/‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)ِْٗ/ْ( ،)َُِ/‬المؤرخوف اليمنيوف (ْٓ‪.)ْٔ-‬‬
‫…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُُٕٗ) ترجمة (َُِْ)‪.‬‬
‫…مقدمة محقق كتابة‪ :‬نسمة السحر (ُ‪ )ِّ-ٗ/‬كمنو‪ :‬األعبلـ أرجوزة (خ)‪ ،‬ترجمة كتبها‬
‫الشيخ أغا بزرؾ الطهراني بمنتصف شواؿ ُّّٓىػ في آخر نسمة السحر (جِ)‪ ،‬ترجم كتبها‬
‫القاضي محمد محمد زبارة بمحرـ سنة (ُُّٓىػ) في آخر نسمة السحر (جُ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُُّ/‬‬

‫(َُٖٕ‪ُُُِ-‬ىػ‪َُٕٗ-ُٕٔٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫المولى أبو إسحاؽ ضياء الدين يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد باهلل محمد بن المنصور‬
‫العالم الشاعر األديب المؤرخ مؤلف (نسمة السحر فيمن تشيع كشعر)‪.‬‬
‫كلد بصنعاء كنشأ بها كحقق [َٖب‪-‬ب] في علوـ العربية كاألصولين كالمنطق كشارؾ في‬
‫الطب كتظلع من األدب‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كنظم كنثر فأجاد كأدركتو حرفة األدب كقد نظم أرجوزة تدؿ على أحوالو فبل بأس بإيرادىا‬
‫كاستعمل فيها ألفاظان ساقطة ككاف نظمو لها في سنة خمس عشرة كمائة كألف كالعامل على‬
‫صنعاء ىو السيد المنجم شرؼ الدين القاسم المقدـ ذكره في حرؼ الشين كىو مشهور‬
‫بالظلم بالنسبة إلى تلك الدكلة‪ ،‬كصادؼ مع ذلك األزمة الشديدة فإنو بلغ قيمة القدح الحنطة‬
‫بصنعاء سبعة قركش فرانصو كال يتحصل إال في مشقة عظيمة‪ ،‬كلم تطل أياـ األزمة بل بقيت‬
‫نحو أربعة أشهر كمستهل األرجوزة‪)ُ(:‬‬
‫يلومونني في قلق صديقي‬
‫لجهلو خاؿ على التحقيق ‪ّْٔ[ ...‬جػ]‬
‫يقوؿ ما تنفك ذا ىموـ‬
‫تحاكؿ الرحلة نحو الركـ‬
‫ككلما نرضاه ال ترضاه‬
‫فما الذم من دكننا تهواه‬
‫كإنما الدنيا ببلغ زائل‬
‫ككل ىم عندىا فراحل‬
‫كإنما تغر بعض الناس‬
‫فبل يرا الحية من الديماس‬
‫كأكثر النصح مثل ىذا‬
‫حتى أمل نصحو كآذا‬
‫قلت لو يا صاحب الفضوؿ‬
‫ارجع إلى الواجب كالمعقوؿ‬
‫كاعلم بأني قد بلوت دىرم‬
‫فلم أراه عالمان بقدرم‬
‫كإنما يعرؼ فضل الفاضل‬
‫كيجعل العالم فوؽ الجاىل‬
‫إال الذم سمت بو األعراؽ‬
‫كلم يدقس دكنو السحاؽ‬
‫كخالك كجعفر كيحيى‬
‫كالفضل من زين عيش الدنيا‬
‫الجملل الدىر اللئيم الغادر‬
‫مناقبي كىي المثاؿ السائر‬
‫كإنني ألحفظ القرآنا‬
‫غيبان يهز لفظو الصفوانا‬
‫كأحفظ النحو كعلم الصرؼ‬
‫حفظان لو تمشي النحاة خلفي‬
‫كالشعر كالبياف كالمعاني‬
‫كالمنطق المذكور في اليوناف‬
‫((ثم البديع كالحديث كاللغة‬
‫كالطب كالتاريخ عن من بلغو‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ُْٖ/‬عن ما ىنا‪ .‬مقدمة المحقق لكتاب صاحب الترجمة‪ ،‬نسمة السحر‬
‫(ُ‪ )ُٓ-ُّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬
‫كعلم الجداؿ كالتفسيرا)) (ُ)‬
‫فسل بو عن فطنتي خبيرا‬
‫كاحفظ األخبار كاألنسابا‬
‫كالفقو كاألصوؿ كالحسابا‬
‫كلي من الشعر الغريب الممتنع‬
‫ما لو زىير ذاقو إثرم تبع‬
‫من كل غرا حلوة النظاـ‬
‫ما صاغها قبلي أبو تماـ‬
‫لعابٌة في السامعين ساحرة‬
‫كأنها الحسناء كىي سافرة ‪ّْٕ[ ...‬جػ]‬
‫لوال يقاؿ الخمرة العجوز‬
‫كانت كلكن ذاؾ ال يجوز‬
‫كإف أردت النثر فالببلبل‬
‫تشدك بو إذ تورؽ الخمائل‬
‫الفاضل المصرم عنو قاصر‬
‫كمنتقى مركاف فيو حائر‬
‫ىذا كما حيرة من عرفاني‬
‫أكثر مما قصو لساني‬
‫ال سيما كليس حولي يح ُّر‬
‫ينصرني إذا غزاني الدىر‬
‫كإنما في بلدم قركد‬
‫بهم علينا تشمت اليهود‬
‫كلن أحب يا حبيبي صنعاء‬
‫فأىلها بي قد أساؤا صنعا‬
‫لم ينزلوا لي منزلي المعركفا‬
‫كقد رجحت فيهم الوفاء‬
‫مدينة قليلة الخيرات‬
‫كأىلها بالجهل كاألموات‬
‫أسعارىا غالية عزيزة‬
‫كالحبة الحمراء بها إبريزة‬
‫تراىم في سوقها أفواجا‬
‫كأنهم لحبها دجاجا‬
‫كالماء فيها شاسع المناؿ‬
‫يناؿ بالحباؿ كالرجاؿ‬
‫ال دخن يرا بها كال نهر‬
‫كال كماـ للربا كال نمر‬
‫كربما يرل بها الشعير‬
‫يأكلو ساكنها الحمير‬
‫كال شعوب شافني كال نقم‬
‫أك حلت الحرـ‬
‫كال سناع السوء كالمحاقرة‬
‫كزبطاف فهو فيها فاقره‬
‫كمذبح الشؤـ كال عطاف‬
‫منازؿ يأكم بها الشيطاف‬
‫كحدة كماءىا خميس‬
‫ىو الذم في مذىبي خسيس‬
‫كمن يرا غبرة دار سالم‬
‫كلم يذـ عد في البهائم ‪ّْٖ[ ...‬جػ]‬
‫كدار سلم عندىا كالجردا‬
‫جردىا رب السماء جردا‬
‫كبيت بوس ثم بيت حنبص‬
‫ماء الوجوه المرحشات الرخص‬
‫كقد ذكرت اآلف حاقر ًأم ًو‬
‫كما علينا كاجبان من شتمو ‪ُٖ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كأنو أير الحمار القائم‬
‫كحولو أكامو البهائم‬
‫كإف نظرت في الجباؿ ضينا‬
‫حسبتو ما بينها مأبونا‬
‫موليان بالخصيتين نحوىا‬
‫أليٍر جرباف القويم دلها‬
‫كصرؼ بدمو ما أخرا‬
‫كأحدب عارم العجاف بحرا‬
‫كإف ترح في سفح صنعاء للعلف‬
‫أشبهت من بيغي الآللي في الصدؼ‬
‫التبن في العزة مثل الكيمياء‬
‫ينالو من حاز علم السيميا‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّّ/‬‬

‫فمن يموف فرسان أك عيرا‬


‫يقضيهما ثم يسير سيرا‬
‫كإف يكن في ملك شخص بقره‬
‫لبطنها من التراب قرقره‬
‫إذا أبصرت في دارىا قوس قزح‬
‫كادت تطير نحوه من الفرح‬
‫تحسبو كسط السماء قضبا‬
‫لكنها ال تستطيع الوثبا‬
‫صاحبها يعدىا خزانة‬
‫كأستها في البيت جبخانو‬
‫ألف ما يجمع من أشياىا‬
‫تجعلو المرآة في حياىا‬
‫فغدة لخبزىا كقيدا‬
‫من بعد ما تعصده عصيدا‬
‫كإف غدت كاردة للماء‬
‫خافت عليها سارؽ الخراء‬
‫ىذا الذم جرابها ىو العجب‬
‫كإنما يظلمها سوؽ الحطب‬
‫فإنو من غزةو كالمندؿ‬
‫بالشقرم النذؿ أك با لحنظل‬
‫كإف قصدت اللحم في باب اليمن‬
‫كجدت ذا القرنين عن أبي يزف ‪ّْٗ[ ...‬جػ]‬
‫في حلقو جويرة كالراعي‬
‫كاتبو كالثور ذك الكبلعي‬
‫فقرنو بياع بالدينار‬
‫كظلفو بدرىم للشارم‬
‫كالجمل الذابح فيو مفترم‬
‫يحولو عند السماء للمشترم‬
‫فبل يناؿ قطعة صغيرة‬
‫حتى يبذؿ الدرة الكبيرة‬
‫يهم من حسرتو الذم أتا‬
‫يأكل مما قد يراه ميتا‬
‫أؼ لهذه البلدة المشومة‬
‫فإنها متنة كالثومة‬
‫قد لعبت بأىلها السوداء‬
‫كال بها بيض كال صفراء‬
‫كجوىا من جهدىا مصفره‬
‫كفي القلوب كلها كالجمرة‬
‫في كل يوـ غارة للدكلة‬
‫عليهم كعسكر كصولو‬
‫يحكم في أعيانها شا ككش‬
‫مثل الحمار أكلو حشيش‬
‫كإف أتاه أمره بفقحتو‬
‫حكمو بمالو كفيشتو‬
‫كإف أتاه أشيب أك شمط‬
‫يضعفو بنعلو كيربط‬
‫انتهت‪.‬‬
‫(ّ‪)ُّْ/‬‬

‫كقد كاف قبيل ذلك التأريخ قصد صاحب المواىب كصادؼ كفد العجم في األبهة العظيمة‬
‫كالدكلة الجسيمة كالحالة الفخيمة على صاحب المواىب‪ ،‬فخالطهم صاحب الترجمة كأنسوا‬
‫بو كلية األنس لما رأكا بو من أدبو كنقادتو كمشاركتو في العلوـ العقلية كالطبية كموافقتو لهم في‬
‫االعتقاد‪ ،‬فمنع عن مخالطتهم كأمر بالرحيل من المواىب فعاد إلى صنعاء ككاف لو كلد يسمى‬
‫إسحاؽ ككاف شديد الحب لو فلم يلبث إال يسران حتى توفى الولد فاشتدت أحزانو كتضاعفت‬
‫أشجانو‪ ،‬ككره المقاـ بصنعاء فحج كأقاـ بمكة نحو سنتين [َّٓجػ] كامتدح األشراؼ كأفاد‬
‫ماالن ككاتب السيد علي بن أحمد بن معصوـ الحسني المدني ككاف قد رثا كلده المذكور‬
‫بقصيدة مطلعها‪)ُ(:‬‬
‫ضاقت عليا رحبية األقطار‬
‫كمضى اصطبار حشاشتي ككقارم‬
‫لما ارتحلت إلى الببلد قسران كما‬
‫قد كنت تدرم شدة األقسارم‬
‫كاهلل ما أبكى لحزني كالجول‬
‫كحرارتي كشواظ قلب الوارم‬
‫إال لسقمك كالذم القيتو‬
‫يلقاء من ضيق كجر أكارم‬
‫كشكاؾ لي بضعيف صوتك علة‬
‫كأجابني بالمدمع المدرار‬
‫مالي دعوتك في الظبلـ مرددان‬
‫إسحاؽ فاستعجمت في إخبارم‬
‫مالي حسبتك باردان من بعدما‬
‫أمسيت من حماؾ في إسعار‬
‫كىي قصيدة كبيرة في كزف قصيدة التهامي المشهورة‪ ،‬كمن شعر صاحب الترجمة ما أجاب بو‬
‫على بعض من كاتبو [ُٖب‪-‬ب] ‪:‬‬
‫أديرا لي معتقة الدناف‬
‫لعلكما بها أف تشفياني‬
‫كنصالي شقيق في أقاح‬
‫لها في الدف لوف الزعفراف‬
‫بها كاف الوليد يهيم قدمان‬
‫كقد نسمت بأبيات ابن ىاف‬
‫تريك حبابها الشهب السوارم‬
‫على حمر التصدع كالدىاف‬
‫فعند الشمس طالعة صباحان‬
‫سناىا كالدجى ملقى الجراف‬
‫كجادتها بدرتها الثريا‬
‫قبيل العصر في ظل الجناف‬
‫كلم تقنع فبلحت كىي خمر‬
‫حبابان في الكؤكس كفي الدناف‬
‫يطوؼ بها غضيض الطرؼ أحول‬
‫ىبلؿ دجنة كقضيب باف‬
‫إذا رفع اليدين بها دالؿ‬
‫فأم القانيين الوجنتاف‬
‫كإف يصغوا بقرطية إليها‬
‫ففي شفق يلوح الفرقداف ‪ُّٓ[ ...‬جػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها في مقدمة المحقق لكتاب صاحب الترجمة نسمة السحر (ُ‪.)ُٕ/‬‬

‫(ّ‪)ُّٓ/‬‬

‫كساىا الحسن أبيضو كلكن‬


‫أشعتها كستو األرجواف‬
‫كأكدعها فتى األخبار سران‬
‫يزكدا لهم عن شرح الجناف‬
‫كلو نطقت بخيره النداما‬
‫لما مكثت بأخبار الزماف‬
‫تدب بجسم حاسيها فلو ال‬
‫شفاىا قلت سم األفعواف‬
‫إذا عب النديم بها ثبلثان‬
‫أقاـ بسرىا حتى ثماف‬
‫كميت ما جرت إال كفاءت‬
‫بصرع الهم عن قلب الجباف‬
‫كقوموا فانظركا برقان تؤلأل‬
‫تؤللي صفحة السيف اليماني‬
‫أرقت لو كساعدني فؤادم‬
‫فرحت كفي يدم الخافقاف‬
‫[كفاتو]‬
‫كىي طويلة كتوفى صاحب الترجمة بصنعاء في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كعشرين كمائة‬
‫كألف كدفن في المقبرة الجديدة بباب اليمن قريب تربة كىب بن منبو كىو أكؿ من قبر فيها‬
‫رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫[( ) يحيى بن صالح السحولي الشجرم] (ُ)‬
‫(ُُْٗ‪َُِٗ-‬ىػ‪ُٕٖٗ-ُّٕٖ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫القاضي عماد الدين يحيى بن صالح بن يحيى بن الحسين بن يحيى بن محمد بن صبلح‬
‫الشجرم السحولي‪ ،‬كقد تقدـ في حرؼ الميم ذكر السبب في النسبة إلى السحوؿ‪.‬‬
‫[استطراد‪ :‬كالده كجده] (ِ)‬
‫كاف كالده(ّ) حاكمان من حكاـ المنصور بن المتوكل موصوفان بالعدؿ كالديانة كجده يحيى‬
‫ترجم لو المولى إبراىيم بن القاسم في طبقات الزيدية‪.‬‬
‫[نعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) كمنو‪ :‬درر نحور العين (خ)‪ ،‬البدر الطالع‬
‫(ِ‪ ،)ّّٖ-ّّّ/‬نيل الوطر (ِ‪ ،)ِْٖ/‬مصادر الحبشي (ِْٓ‪ ،)ُّٓ-ِٗٗ-‬مؤلفات‬
‫الزيدية (ينظر فهارسو)‪ ،‬معجم المؤلفين (ُّ‪ ،)َُِ/‬الموسوعة اليمنية (ِ‪ ،)َُُٗ/‬ديواف‬
‫الشوكاني (ُِْ‪ ،)ُِٓ-‬مساجد صنعاء (ّٓ‪ ،)ٖٓ-‬مائة عاـ من تأريخ اليمن (ِٔ‪،)ْٔ-‬‬
‫شذرات الذىب (ٕ‪ ،)ِٕ/‬األعبلـ (ٖ‪ ،)ُُٓ/‬أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُُّٕ‪-‬‬
‫ُُّٖ)‪.‬‬
‫…الركض األغن (ّ‪.)ُٖٔ/‬‬
‫(ِ) طبقات الزيدية‪ .‬القسم الثالث ترجمة (ٕٕٗ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)‪.‬‬
‫(ّ) كالده‪ :‬ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٔ/‬‬

‫كأما صاحب الترجمة فهو أقضى قضاة الزماف‪ ،‬كأجل نببلء األعياف‪ ،‬كأعظم الرؤساء ككاسطة‬
‫عقد الوزراء‪ ،‬جمع شتى الفضائل كحول جميع الكماالت من العلم كالرئاسة كحسن الخلق‬
‫كالكرـ كالمركة كشرؼ النفس كالنجابة كالسيادة كالشجاعة‪ ،‬كثبات الجأش كجودة الرأم‬
‫كالدىاء كالحذؽ كحسن النظر في الحكومات‪ ،‬كحسن [ِّٓجػ] التدبير في فصل‬
‫الخصومات كالواردات الدكلية كالسياسات كالنظر في المصالح العامة كالخاصة‪ ،‬كأجرل‬
‫القوانين الكلية عن أفضل أكضاعها مع ذالقة لساف كببلغة معنى‪ ،‬كفصاحة لفظ كجزالة قوؿ‪،‬‬
‫كباعو طويل في الكتابة كاإلنشاء‪ ،‬كقل أف يعتمد التسجيع أك مبلحظة البديع بل يلتفت إلى‬
‫المعنى كإتماـ المقاصد كاستيفاء الخوض كأحكامو كموضوعاتو في غاية األحكاـ كالرصانة‬
‫كجودة الرأم كلو األسلوب البديع في مصادر األمور كمواردىا‪ ،‬ككثيران ما ترد عليو القضايا‬
‫المعضلة كاألمور المشكلة‪ ،‬فيحكم األساس في كضعها كيجيد النظر فيها فيبرز رأيو فيها في‬
‫غاية األحكاـ مقبوالن عند جميع األناـ‪ ،‬كربما أباف الوجو فيما رأه كقضاياه عند الرؤساء كالحكاـ‬
‫يجعلونها دستوران يحذكف على مثالها‪ ،‬كينسجوف على منوالها كسؤالها كمطهرة مظهره األمراء‬
‫عند بركزه للناس فهو كما قيل في دكلة بني القاسم كأبي يوسف القاضي في أياـ بني العباس‬
‫كأحوالو أحواؿ الوزراء في الحل كاإلبراـ كسياسة الجمهور من األناـ‪ ،‬كقوانينو قوانين الرؤساء‬
‫في الرفهاية كالتوسعات كسعة المقبوضات كاإلنفاؽ كالمكافئة كأفعالو [ِٖأ‪-‬ب] أفعاؿ أعياف‬
‫العلماء من مكارـ األخبلؽ كالميل إلى المذاكرة كاستجبلب األعياف من الناس كالعناية بمعاني‬
‫األمور كبالجملة فهو أنبل المتأخرين كأحد فحوؿ الرجاؿ‪ ،‬كممن يعتقد اإلجماع على جبللة‬
‫مقداره كرئاستو‪.‬‬
‫[مولده كنشأتو]‬

‫(ّ‪)ُّٕ/‬‬

‫كمولده في سنة أربعة كثبلثين كمائة كألف كنشأ بصنعاء كبها قرأ في الفقو كحقق فيو حتى بلغ‬
‫الغاية كأفتى [ّّٓجػ] كاعتمدت فتاكيو‪ ،‬كشارؾ في علوـ األالت كاألصوؿ كقرأ على المولى‬
‫محمد بن زيد بن محمد كعلى السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي كاعتنى بكتب‬
‫الحديث كاستجاز من المشايخ أىل زبيد كغيرىم‪ ،‬كطالع التفسير كاألدب كالتواريخ‪ ،‬كجمع من‬
‫الكتب خزانة عظيمة جدان‪ ،‬من كل فن كأعانو ذكائو المتوقد‪ ،‬كحفظو الباىر‪.‬‬
‫فإنو كاف ال ينسى ما كقف عليو أصبلن كال يعزب عنو ما حكم فيو‪ ،‬كبالجملة فإف حفظو من‬
‫اآليات الباىرة‪ ،‬كالخوارؽ المعجزة‪ ،‬فإف كل أحد ممن سمعنا كرأينا يخبرنا عنو بعجائب‬
‫كغرائب‪ ،‬بل كاف يحفظ األحكاـ كالموضوعات‪ ،‬كيمليها بلفظها‪ ،‬مع تقادـ العهد بها كطوؿ‬
‫مدة الخوض فيها‪ ،‬ككثر شجارات الخصومات‪ ،‬كسعة الواردات‪ ،‬ككثير ما تقع الخصومة في أمر‬
‫ثم يحكم فيو بما رآه ثم يطوؿ العهد بذلك كيموت المتخاصموف كيأتوا كرثتهم كيتخاصموف في‬
‫ذلك األمر بعينو من غير شعور منهم لما قد سبق فيأتوف إليو فيخبرىم بأف ىذا األمر قد كقع‬
‫التشاجر فيو في زمن كذا بين فبلف كفبلف‪ ،‬كحكمت فيو بكذا ككذا ثم يأمرىم بالتفتيش عن‬
‫حكمو في مظانو كيذكر لهم صفتو فيبحثوف عنو كيجدكنو كما قاؿ‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬

‫(ّ‪)ُّٖ/‬‬

‫كقلده المنصور بن المتوكل القضاء في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف كاستشهد بقولو تعالى‪:‬‬
‫صبًيِّا}[مريم‪،]ُِ:‬ككاف الوزراء بنو راجح يرغبوف‬ ‫و‬ ‫ً ً‬
‫ٍم ى‬ ‫اب بً يق َّوة ىكآتىػ ٍيػنىاهي ال ي‬
‫ٍحك ى‬ ‫{يىايى ٍحيىى يخذ الٍكتى ى‬
‫إليو كيقوكف يده لميلهم عن السيد العبلمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي فما زاؿ حالو ينموا‬
‫حتى بىػ يعد صيتو كصار ذكره كدخل في سلك الوزراء كظهر من كمالو كحفظو مع صغر سنو ما‬
‫دؿ على نباىتو كجودة فهمو كانتفع بو الناس ثم جاءت الدكلة المهدكية ككاف جديلها المحكك‬
‫كعذيقها المرجب ككزر مع المهدم موازرة عظيمة [ّْٓجػ] كتصدل للحل كاإلبراـ كاإلصدار‬
‫كاإليراد‪ ،‬كتوسط على كثير من البلداف كعلى جميع القضاة في ممالك اليمن‪ ،‬كباشر األمور‬
‫الدكلية كتولى تجهيز األجناد بالحركب الساحرة المعركؼ بأبي عبلمة(ُ) كجميع الحركب‬
‫الكوكبانية كخرج آخر األمر إلى كوكباف لئلصبلح كعظمت رئاستو كاستع دستو كىابو أرباب‬
‫الدكلة كنفذت كلمتو على األمراء كالرؤساء كىاداه أرباب األعماؿ كأىل الواليات ككاف يركب‬
‫في موكب عظيم ككاف الحاؿ بينو كبين الوزير صفي الدين النهمي غير مؤتلف‪ ،‬فلم يزؿ يدبر‬
‫عليو حتى نكبو المهدم كقبض أمبلكو كصادره بأمواؿ عظيمة نحو ثبلثين ألف قرش كحبسو في‬
‫(قصر صنعاء) كذلك في شواؿ سنة اثنين كسبعين (ُُِٕىػ) كضم إليو جماعة من أعوانو‬
‫كأصحابو كبقي في السجن إلى سنة ست كسبعين ثم أفرج عنو كرد لو بعض أمبلكو‪ ،‬كتعطل عن‬
‫القضاء في باقي مدة الخبلفة المهدكية إال أنو في ىذه المدة اشتغل بالتدريس كالمطالعة‬
‫كتصدر لئلفتاء كصار كبلمو في الفتاكل حجة عند الحكاـ كصار بسبب ذلك في رئاسة أخرل‬
‫كما قيل‪:‬‬
‫إف األمير ىو الذم ‪ ...‬يضحى أميران عند عزلو‬
‫__________‬
‫(ُ) سبق توضيح قصة الساحر أبي عبلمة في ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٗ/‬‬

‫كلم تنفر عنو قلوب الناس في ىذه المدة لعلمهم بحالتو كرياستو كتوقعهم لعود الدست إليو‪،‬‬
‫فلما توفى المهدم كقاـ كلده المنصور باهلل بالخبلفة أعاده إلى كظيفة القضاء ككزر لو في بعض‬
‫األمور كصار إلى قريب من منزلتو األكلى [ِٖب‪-‬ب] ككاف إعادتو في اليوـ [‪)ُ( ].......‬‬
‫ككاف كزراء المنصور بن المهدم يحذركف منو كثيران إال أنهم ال يستغنوف عن مشاكرتو بل ال‬
‫يصدر اإلماـ المنصور أمران إال بعد مفاكضتو‪ ،‬كقاـ في تدبير الدكلة أحسن قياـ‪ ،‬كبذؿ النصح‬
‫كاعتنى [ّٓٓجػ] بتعظيم شعارىا‪.‬‬
‫[كفاتو]‬
‫حتى توفاه اهلل تعالى في سنة ألف كمائتين كتسعة كقبره في الصعدم عليو قبة‪ ،‬كنصب بعده‬
‫القاضي محمد الشوكاني (ِ) ‪.‬‬
‫[( ) يحيى بن الحسن بن أحمد الحيمي] (ّ)‬
‫(‪-......‬قبل ُُِٓىػ‪ُُْٕ-...../‬ـ)‬
‫القاضي يحيى بن الحسن بن أحمد الحيمي الشبامي كىو عم القاضي أحمد الحيمي الخطيب‬
‫ترجم لو في (طيب السمر) كأثنى عليو ككصفو بالكماؿ كالكرـ كاإلفضاؿ ككثرة الضيافات‬
‫كبالفطانة كجودة الرأم كالخطب المشهورة ككاف عارفان بالعلوـ خصوصان علم العركض كالقوافي‬
‫كقراءتو على أخيو محمد كخطب بشباـ كوكباف‪.‬‬
‫ص ٌر يد ٌر المشهورة (ْ)‪)ٓ( /‬‬
‫كمن شعره معارضان القصيدة ي‬
‫باف الخليط فباف ماء شئوني‬
‫كازداد كجي في الهول كحنيني‬
‫كتصع ٌدت زفرات نفس لم تزؿ‬
‫مأسورة بظيبيا الظبا العين‬
‫تصبوا إلى ثاني المعاطف ثالث الػ‬
‫قمرين مستغ ون عن التحسين‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ]..........‬بياض في أصولي كلعلو في اليوـ الذم أطلق من السجن أك أي ٍدخل فيو‬
‫كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(ِ) أم في القضاء‪.‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪ ،)ِِٓ-ُِٔ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)َِّ-ُّٔ/‬‬
‫(ْ) ىو أبو منصور علي بن الحسن بن المفضل‪ .‬شاعر مدح الخليفة القائم‪ ،‬كتوفي سنة‬
‫(ْٓٔىػ) كقصيدتو المشار إليها أكلها‪:‬‬
‫أكذا يجازل كد كل قرين‬
‫أـ ىذه شيم الظباء العين‬
‫كالقصيدة في ديوانو ص(ّٓ‪ )ٓٔ-‬لمزيد حوؿ ترجمتو انظر‪ :‬األعبلـ (ْ‪ .)ِِٕ/‬كفيات‬
‫األعياف (ُ‪.)ّٓٗ/‬‬
‫(ٓ) طيب السمر (ُ‪.)ُِٗ-ُِٖ/‬‬

‫(ّ‪)َِّ/‬‬

‫لما رنا بلحاظو‬


‫ريم رمى ٌ‬
‫فأصاب مهجة مغرـ مفتوف‬
‫رضواف حسن مذ غدا لي مالكان‬
‫الهوف‬
‫أيقنت أني في عذاب ي‬
‫سوادهي‬
‫في ىخ ٌده خاؿ يخاؿ ي‬
‫مسكان بو تعلو على ً‬
‫نسرين‬
‫كبميم مبسمو مداـ قرقف‬
‫الكا المداـ ككابنة الزرجوف‬
‫من نوف حاجبو كسين جبينو‬
‫ما زلت أقرأ نوف مع ياسين‬
‫ار جيش تغضب‬
‫صى‬ ‫إف قلت صلني ى‬
‫منو كصار مغاضبان ذك النوف‬
‫كىي طويلة (ُ) ككتب إليو المولى الحسين بن عبد القادر من مخيم الجهاد بالمشرؽ يعاتبو‬
‫على ترؾ المعاىدة بقولو (ِ)‪:‬‬
‫بصليل السيوؼ في األعناؽ‬
‫كصهيل المطهمات ً‬
‫العتاؽ‬
‫ما الذم أكجب الجفا يا أبا الفضل‬
‫كقل الوفا على اإلطبلؽ‬
‫َّ‬
‫عز كتاب‬
‫العز المداد ٌ‬
‫ٌ‬
‫أـ لقل األقبلـ كاألكراؽ‬
‫ال كتاب كال رسوؿ كال ر ٌد‬
‫و‬
‫سبلـ من عهد يوـ الفراؽ ‪ّٓٔ[ ...‬جػ]‬
‫يا لها من إساءةو من صديق‬
‫بلغت عندىا النفوس التراقي‬
‫فأجابو بقولو‪)ّ( :‬‬
‫ال تسل عن مودتي كاشتياقي‬
‫كنحولي لىهوؿ ىذا الفراؽ‬
‫كغرامي الذم لو كل و‬
‫يوـ‬
‫نار شوؽ قد أذنت باحتراقي‬
‫كحديث الهول الذم قد ركتو‬
‫مرسبلت من دمعو المهراؽ‬
‫ككداد قد صح من كل شين‬‫و‬
‫و‬
‫ككالء مؤٌكد باتفاؽ‬
‫كغريم مبلزـ من غر واـ‬
‫لمعنى في الصبر ذم إمبلؽ‬
‫كعهود ما شانها قط مين‬
‫كزماف قد ىم ٌر حلو المذاؽ‬
‫كادٌكا ور لمن نآ كىو و‬
‫داف‬
‫غير و‬
‫ناء من قلبي الخ ٌفاؽ‬
‫كاعد ذكر سادةو قد أتاحوا‬
‫جيش عتب في مهرؽ األكراؽ‬
‫ضمنو نظمهم عتابان لطيفان‬
‫فهو كالعقد راقيان في التراقي‬
‫يا بركحي ذاؾ النظاـ كأفدم‬
‫ً‬
‫مرسل العتب في المعاني الرقاؽ‬
‫شرؼ المكرمات من شرؼ اهلل‬
‫معاليو دائمان عن محاؽ‬
‫ذكي‬
‫ماجدان أركع زكي ّّ‬
‫طيب الخيم زاكي األعراؽ‬
‫داـ فينا مؤيدان ما تىػغىنٌت‬
‫فوؽ فرع بديعة األطواؽ‬
‫كلو من اسمو يحيى موريان‪)ْ(:‬‬
‫أنا صب متيم فيك يا من‬
‫قلت ىسقيان للقرب منو كرعيا‬
‫مت شوقان فجد بوصلك فضبلن‬
‫يح ٍيى‬
‫كامتنانان لرؽ حبك ى‬
‫كمثلو قوؿ بعض األدباء‪)ٓ( :‬‬
‫__________‬
‫(ُ) بقية القصيدة بطيب السمر (ُ‪.)ُِٗ/‬‬
‫(ِ) نفسو (ُ‪.)ُِِ-َِِ/‬‬
‫(ّ) نفسو (ُ‪.)ُِِ/‬‬
‫(ْ) نفسو (ُ‪.)ِِِ/‬‬
‫(ٓ) نفسو (ُ‪.)ِِِ/‬‬

‫(ّ‪)ُِّ/‬‬

‫يا من كستو البدكر حسنان‬


‫إليك تسعى القلوب سعيا‬
‫قد مات قلب المحب ىك ٍجدان‬
‫زره بحق اإلماـ يحيى [ّٖأ‪-‬ب]‬
‫كآلخر أيضان‪ّٕٓ[ )ُ( :‬جػ]‬
‫يا الئمي في ىىول مليح‬
‫تسعى إليو القلوب سعيا‬
‫مت فيو غيظان كخل قلبي‬
‫في عشق ىذا المليح يحيى‬
‫كلصاحب الترجمة إلى بعض مشايخو يستنجز كعدان للقراءة في (شرح الخبيصي) (ِ)‪:‬‬
‫تمم الوعد بالقراءة يا من‬
‫ضبلن كلم يكن بحريص‬
‫اد ف ٍ‬
‫ىج ى‬
‫أنا قد ذقت بالجهالة يم ٌران‬
‫فاذقني حبلك نة للخبيصي‬
‫كلما توفي رثاه ابن أخيو أحمد بقصيدة رائية بليغة مستهلها‪)ّ(:‬‬
‫أنار جحيم في أـ مهجة ىح َّرل‬
‫كبحر خضم جاؿ أـ مقلة عبرا‬
‫كلكن عهدم النار كالبحر دكف ما‬
‫أرل من فؤادم كالدموع التي تترل‬
‫أمن بعد و‬
‫رزء جل أبخل بالبكاء‬
‫أبى اهلل إال أنظمو يد َّرا‬
‫كىي طويلة‪)ْ( :‬‬
‫[( ) يحيى بن الحسن بن الحسين الحيمي] (ٓ)‬
‫(‪-......‬قبل َُُِىػ‪َُٕٗ-....../‬ـ)‬
‫القاضي يحيى بن الحسن بن الحسين بن أحمد الحيمي الخطيب الشباميء قد تقدـ ذكر عمو‬
‫كجده استطرادان في ترجمة القاضي محمد بن الحسن الحيمي كصاحب الترجمة قد ذكره‬
‫صاحب (الطيب) كأثنى عليو بالمجد كالشهامة كالمركة كأنو رافقو في القراءة على كالده محمد‬
‫كاستنابو في الخطابة كتعلق بأعماؿ دكليو‪ ،‬ثم نزؿ (العدين) فتعلق بو مرض ىنالك فمات منو‬
‫بػ(المواىب) من (ذمار)‪.‬‬
‫قاؿ ك لو شعر فمنو ما قالو كقد كلي قطر (مسور المنتاب) (ٔ)‬
‫إنما مسور قيط هٍر ‪ ...‬ليس لي فيو إرادة‬
‫مس كزيادة ‪ّٖٓ[ ...‬جػ]‬
‫صرت فيو ذا جنوف ‪ ...‬فهو ّّ‬
‫[( ) يحيى بن محمد الحارثي الكوكباني] (ٕ)‬
‫(‪-.......‬بعدََُُىػ‪ُٖٔٗ-....../‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ُ‪.)ِِِ/‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ِِِ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪.)ِِٓ-ِِْ/‬‬
‫(ْ) ذكر في نشر العرؼ بأف كفاتو لعلها كانت قبل سنة ُُِٓىػ‪.‬‬
‫(ٓ) طيب السمر (ُ‪ ،)َِٔ-ِّٓ/‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ِّٓ-ِّْ/‬كفيو‪ :‬كفاتو لعلها كانت‬
‫قبل (َُُِىػ‪).‬‬
‫(ٔ) طيب السمر (ُ‪.)ِٕٓ/‬‬
‫(ٕ) طيب السمر (ُ‪ ،)ِْٗ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)ّٖٓ-ّٕٓ/‬‬

‫(ّ‪)ِِّ/‬‬

‫الفقيو العبلمة يحيى بن محمد الحارثي ذكره في الطيب فقاؿ‪( :‬تسنٌم مقامان أبيَّا‪ ،‬كأتاه اهلل‬
‫‪،‬فشمر للطلب كتدرع باللعب‪ ،‬كصبر على الك ٌد أيامان ال تضبط بالع ٌد حتى أدرؾ‬‫صبًيٌان َّ‬
‫الحكم ى‬
‫عاره‪،‬‬
‫كسهلت عليو من العلم أكعاره‪ ،‬كلم يثلبو من الدَّىر نقصة أك ي‬
‫ىمطلوبو‪ ،‬كصادؼ محبوبو‪ ،‬ي‬
‫كرث في تحقيقو سعد(ُ) الدين الحارثي‪ ،‬فلو أدركو لقاؿ ىذا ببلر شك ثي‪ ،‬لو في كل الفنوف‬
‫أفناف أثمرت بما ال تثمر بو األغصاف‪ ،‬مما حبل في اللهوات طعمان‪،‬كسقاه في منابتو بمداده‪ ،‬كما‬
‫سقاه بالماء‪ ،‬لو في رضوة معارؼ نشرت من أكراقها مطارؼ (ِ)‪ ،‬كأطاؿ الثنا عليو حتى قاؿ‪:‬‬
‫كلو في شعر العلماء نصيب‪،‬كفي سهم األفاضل سهم مصيب‪ ،‬كتب إليو السيد الحسين بن‬
‫الحسن األخفش رعاه اهلل لهما عهدان‪ ،‬ككطٌأ لجبينهما من استبرؽ الجنة مهدان‪ ،‬يلومو على ىجر‬
‫(الكشاؼ)‪ ،‬كتناكلو من مقامات الحريرم خمرة اإلرتشاؽ‪ ،‬كييػبى ٌكت عليو بأطراح(حاشية‬
‫الكشاؼ)‪ ،‬للسعد كعدـ نشر ذكائب صدكرىا من المداد عن األثيث الجعد‪ ،‬كميلو إلى (حاشية‬
‫العلوم)‪ ،‬كأنو بذلك سلك في المنهج الذم ليس بقويم كال قوم قولو‪)ّ( :‬‬
‫يا عماد الهدل رقيت ذرا الفضل‬
‫فلم أستطع لمجدؾ مدحا‬
‫لًم ضربتم باهلل قل عن الكشاؼ ميبلن‬
‫ص ٍفحا‬
‫إلى الحريرم ى‬
‫لما‬
‫كطويتم كشحان عن الكشف ٌ‬
‫أف طويتم على حواشيو كًشحا‬
‫كاصطفيت الحواشي العلويات‬
‫على السعد كىو أحسن شرحا ‪ّٓٗ[ ...‬جػ]‬
‫يشرح المشكل الذم يعجز النظار‬
‫عن شرحو فيسفر صبحا‬
‫كقصارل أمر الحواشي التي‬
‫ذ‬
‫اخترت معاف تثير في القلب جرحا‬
‫تتجلى لكل من أبصرت عيناه‬
‫حتى الجسور ال ناؿ نيجحا‬
‫إف يصفها العدلي بالحسن أيامان‬
‫أتى األشعرم فأبرز قبحا‬
‫فاعتزلها كعد إلى نكت السعد‬
‫سريعان فقد محضتك نصحا‬
‫كاغتفر أف تفوت مسألة‬
‫التٌحسين فالحسن ينتهي ثم ييمحى‬
‫فأجابو بقولو‪)ْ(:‬‬
‫عقد در في نحر ً‬
‫خود رداح‬ ‫ٌ‬
‫__________‬
‫(ُ) أم مسعود بن عمر التفتازاني (تّٕٗىػ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ِْٗ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (ُ‪.)ِٗٔ-ِٗٓ/‬‬
‫(ْ) نفسو (ُ‪.)ِٗٔ/‬‬

‫(ّ‪)ِّّ/‬‬

‫قد طوت عنده عن الحلي ك ٍشحا‬


‫أنا ال أرتضى عن السعد كالكشاؼ‬
‫غيران بقوؿ من بات يلحى‬
‫تياح‬
‫فقصارل أمر الرياض ار ي‬
‫يكسب الناظرين ك ٌدان ككدحا‬
‫[( ) يحيى بن محمد بن علي الحوثي] (ُ)‬
‫(َُُٕ‪ُُِٓ-‬ىػ‪ُُْٕ-ُٔٗٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫جدم العبلمة الزاىد أبو أحمد عماد الدين يحيى بن محمد بن علي بن صبلح بن علي بن عبد‬
‫اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن اإلماـ المؤيد باهلل يحيى بن حمزة‬
‫الحسيني الحوثي المعركؼ يعركبا‪-‬بعين مهملة مفتوحة فراء مهملة مضمومة كبعد الواك باء‬
‫موحدة فألف مقصورة‪.‬‬
‫[نعتو كمولده]‬
‫ىو ركح جسم العلم كالزىادة‪ ،‬كنور حدقة التقول كالعبادة‪ ،‬كعبة مصره كقطب أىل عصره‪.‬‬
‫كلد في سنة سبع كمائة كألف بهجرة حوث كنشأ بها مرافقان للعلم كالعبادة‪ ،‬منذ عرؼ يمناه من‬
‫يسراه‪ ،‬متخذان للزىد خليلو فلم يداف دنياه مصاحبان [َّٔجػ] للصمت‪ ،‬فلم تحرؾ إال بالخير‬
‫شفتاه‪ ،‬كال تراه العيوف إال مشتغبلن بما يعود نفعو على نفسو‪ ،‬عند انفراده في رمسو‪.‬‬
‫[مشايخو كمقركءاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ ،)ّٖٓ/‬عن ما ىنا‪ ،‬ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص (َِّ) قافية‬
‫الراء‪ ،.‬أعبلـ آؿ الحوثي (خ) للمحقق‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّْ/‬‬

‫كفد إلى (حصن شهارة) في طلب العلم فقرأ على القاضي عبد اهلل الركسي في الفقو كعلى‬
‫جماعة من أعياف ذلك المحل حتى حقق في علم الفقو غاية التحقيق‪ ،‬كأدرؾ فيو إدراكان لم‬
‫يسبقو من سلك تلك الطريق‪ ،‬ثم كفد إلى (صنعاء) في سنة اثنين كثبلثين كمائة كألف كأخذ‬
‫على السيد العبلمة إسماعيل بن صبلح األمير في علم النحو حتى برز فيو‪ ،‬كأخذ على السيد‬
‫العبلمة صبلح بن الحسين األخفش في علم األصوؿ‪ ،‬كعلى المولى العبلمة الحسن بن إسحاؽ‬
‫في المعاني كالبياف‪ ،‬ثم قرأ على المولى العبلمة البدر محمد بن إسماعيل األمير ىو كشيخو‬
‫كالد البدر المذكور في (الكشاؼ) كانفرد بالقراءة على البدر في (شرح الغاية) في أصوؿ الفقو‬
‫كسماع (تيسير الديبع)‪ ،‬كقرأ عليو في (ضوء النهار) كفعل البدر األمير حاؿ ىذه القراءة حاشيتو‬
‫على الضوء المسماة‪ :‬بػ(منحة الغفار) كذكر في ىامش خطبتها أنو فعلها حاؿ قراءة صاحب‬
‫الترجمة عليو كرافقو فيها شيخو المولى الحسن بن إسحاؽ ككذلك فعل البدر حاؿ القراءة في‬
‫شرح الغاية الحاشية التي كاف شرع فيها عليها كسماىا‪ :‬بالدراية كلكنها لم تتم كفعل على‬
‫التيسير شرحو المعركؼ بالتحبير ثم كفد صاحب الترجمة مرة أخرل إلى صنعاء فقرأ على شيخو‬
‫البدر (الجامع الصغير) للسيوطي كطلب منو أف يشرحو فشرحو بػ (التنوير شرح الجامع‬
‫الصغير) في أربعة أجزاء كبالجملة فإف صاحب الترجمة حقق العلوـ الشرعية كاآللية كاعتنى‬
‫بالسنة النبوية ركاية كدراية كعلمان كعمبلن‪ ،‬كحصل عدة من الكتب بخطو مثل (الهدم النبوم)‬
‫البن القيم ك(ضوء النهار) للجبلؿ [ُّٔجػ] ك(المنار) للمقبلي ك( اإلتحاؼ) لو أيضان على‬
‫الكشاؼ ك(تيسير الديبع) ك(المعتمد) البن بهراف ك(الدر المنثور) كغيرىا كأقاـ بهجرة حوث‬
‫آمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر ملجأ للمظلومين سوط عذاب على المعتدين [ْٖأ‪-‬ب]‬
‫ساطعان بكلمة الحق ال تأخذه في اهلل لومة الئم ككاف معظمان مجلبلن مسموعان مطاعان خصوصان في‬
‫(ىجرة حوث) كقبائل حاشد قاطبةن‬

‫(ّ‪)ِّٓ/‬‬

‫كال يقدر أحد من سبلطين العرب كبني االحمر كغيرىم أف يرد ما أمر بو كطلب منو أكابر‬
‫الجهات من السادة كالفقهاء كنقباء (حاشد) ك(بكيل) القياـ بأمر األمة كالدعاء إلى اإلمامة‪،‬‬
‫فرأل ذلك مقويان للقياـ بوظائف عبادتو مع فساد أحواؿ الزماف‪ ،‬كميل الناس إلى حطاـ الدنيا‬
‫فأقبل على نشر العلم كتعليمو كدعا العباد إلى اهلل تعالى كاألمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر‪،‬‬
‫حتى صلح أكثر أىل جهتو كأزاؿ الطواغيت في تلك الجهات ككاف ال يأكل إال الحبلؿ كال‬
‫يهتم بقوت يومو كال غده‪.‬‬
‫يصد عن الدنيا إذا ىي أقبلت ‪ ...‬كإف أقبلت في زم عذراء‬
‫ناىد لم تطأ قدماه الملوؾ اليمن إعتابان كال شهادت عيناه لهم حجابان كلم يتصل بأمير كال كزير‪،‬‬
‫كال يسأؿ أسارل الجيش أـ ركب األمير‪.‬‬
‫[نهب قبائل بكيل كحاشد لمدينة اللحية]‬
‫كلما كصل المنصور بن المتوكل إلى خمر حاكؿ في االتفاؽ بصاحب الترجمة فلم يسعد إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فأرسل البدر األمير إلى صاحب الترجمة قصيدة كعرفو أنو يبثها كيرسلها إلى (صنعاء)‬
‫إلى حضرة المنصور ينسبها إلى نفسو على ضرب من المعاريض الذم منها مندكحو عن الكذب‬
‫ككاف السبب في فعل القصيدة أنو خرج البغاة من (حاشد) ك(بكيل) كزعيمهم القاضي عبد‬
‫الرحمن بن محمد العنسي في سنة [ِّٔجػ] خمس كأربعين كمائة كألف‪ ،‬كانتهوا إلى (بندر‬
‫اللحية) فانتهبوبها كىي اكؿ نهبة تجاسركا عليها كاستمر خركجهم إليها كإلى غيرىا من الببلد‬
‫من ذلك التاريخ‪ ،‬ككاف البدر األمير في (حصن شهارة) فأرسلها إلى حوث لكوف صاحب‬
‫الترجمة في محل منعو كعدـ خوؼ من أحد كمستهلها‪)ُ(:‬‬
‫ىل في القلوب بيوـ الحشر إذعاف‬
‫كىل بما قالو الرحمن إيماف‬
‫كىل علمتم بأف اهلل سائلكم‬
‫عما قريب فلؤلعماؿ دياف‬
‫يا ساكني السفح من صنعاء ىل سفحت‬
‫لكم على ما جرل في الدين أجفاف‬
‫خبر‬
‫عن اللحية ىل كافاكم ه‬
‫تفيض منو من األعياف أعياف‬
‫تجمعت نحوىا من كل طائفة‬
‫__________‬
‫(ُ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(ُْٓ‪ ،)ُْٕ-‬نشر العرؼ (ّ‪ )ِّٔ-َّٔ/‬عن‬
‫ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٔ/‬‬

‫طوائف حاشد منها كسفياف‬


‫كذك حسين كقاضيها كقائدىا‬
‫درب الصفا كمشنوف كجثماف‬
‫أسماء ش ور كأفعاؿ مقبحة‬
‫طوائف ما لهم أمن كإيماف‬
‫فما يخافوف من يوـ المعاد كال‬
‫عليهم لذكم السلطاف سلطاف‬
‫فكم أخافوا كما خافوا ككم نهبوا‬
‫كأخربوا فلهم في األرض نيراف‬
‫في دكلة الملك المنصور كم ىلكت‬
‫بنادر كمخاليف كبلداف‬
‫في الشرؽ كالغرب منها كالتهائم بل‬
‫كالبحر قد خافهم في البحر حيتاف‬
‫ال تنسى قعطبة إف كنت ذاكرىا‬
‫فقد أباح حماىا قبل قحطاف‬
‫كذا المعاقل من دمت كمن يجبىن‬
‫كلحج طاؼ بها للحرب طوفاف‬
‫كالبندر البندر المشهور من عدف‬
‫صارت بأخباره في األرض ركباف‬
‫كىل نسى أحد بيت الفقيو كقد‬
‫حكت بأخبار ياـ فيو آذاف‬
‫كم من عزيز أذلوه كقد جحفوا‬
‫ماالن ككم سبيت خود كصبياف ‪ّّٔ[ ...‬جػ]‬
‫كدع حفاش كموران كالضحي كال‬
‫تذكر حبوران كما لم يخص إنساف‬
‫فالنظم يعجز عن حصر لما دخلت‬
‫من المواطن في أخبار قد كانوا‬
‫فيا بني القاسم المنصور قد سكبت‬
‫عليكم الملك أعراب كبدكاف‬
‫لم يبق من مجدكم إال القصور لكم‬
‫بها جوار كديباج كعقياف ‪ْٖ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫أك المزامير تتلى كل آكنة‬
‫كأنهن كحاشا الذكر قرآف‬
‫أك الثياب على األبداف صار لكم‬
‫في كل حين على األبداف ألواف‬
‫بماؿ كل ضعيف من رعيتكم‬
‫فما يقاـ لكم في العدؿ ميزاف‬
‫كال يخاؼ العدا شران لخيلكم‬
‫كأنها غنم كالقوـ رعياف‬
‫كال يخافوف إف طالت رماحكم‬
‫كأنها بيد الصبياف قضباف‬
‫ما يرىب السيف في بطن القراب كلو‬
‫در كعقياف‬
‫جر على متنو ه‬
‫ما ىكذا كاف آباء لكم سلفوا‬
‫شيدت بهم من ربوع الحق أركاف‬
‫كطالعوا سيرة المنصور جدكم‬
‫سقى ثراه من الوسمى ىتاف‬
‫ما كاف إال جهاد الترؾ ىمتو‬
‫كمالو مثلكم خيل كفرساف‬
‫ما كاف منزلو إال معاركهم‬
‫كمالو غير ظل الرمح ديواف‬
‫كانت لسطوتو األتراؾ في رىج‬
‫كخاؼ من ذكره منهم خراساف‬
‫كاف الجهاد كنشر العلم ىمتو‬
‫حتى دعاه إلى الجنات رضواف‬
‫ككل أبنائو كانوا على رشد‬
‫لهم جهاد كمعركؼ كعرفاف‬
‫أجلى المؤيد باقي الترؾ من يمن‬
‫لم يبق منهم بها شخص لو شأف‬

‫(ّ‪)ِّٕ/‬‬

‫ككاف إخوانو أنصار دكلتو‬


‫كأنهم الفتراس القوـ عقباف‬
‫كاآلف صرتم عدان في ذات بينكم‬
‫كل لو قطعة قفر كعمراف ‪ّْٔ[ ...‬جػ]‬
‫مزقتم شمل ىذا القطر بينكم‬
‫كل يرل أنو للناس عنواف‬
‫ككلم قد رقى في ظلم قطعتو‬
‫مراقيان ما رقاىا قبل خواف‬
‫فما اإلماـ مبلـ في رعيتو‬
‫بل الجميع سواء فيو أعواف‬
‫فقدموا العدؿ كاإلنصاؼ في أمم‬
‫قد طاؿ منكم لهم ظلم كعدكاف‬
‫ثم اصلحوا بعد ىذا بينكم كاستنصحوا‬
‫كانصحوا من خين أك خانوا‬
‫تضحوا يدان فرعاياكم مفرقة‬
‫أيدم سبأ مالهم في األرض أكطاف‬
‫إذا اجتمعتم على نصر اإلماـ فما‬
‫يقول عليكم من األحياء إنساف‬
‫فناصحوه فإف يسعد فذالكم‬
‫أكلي ففيكم كفي السادات أعياف‬
‫قولوا لو قم بنا نحو الجهاد فقد‬
‫ىدت من الدين كاإلسبلـ أركاف‬
‫كجردكا البيض من أجفانها كلها‬
‫يوـ اللقاء من دماء القوـ أجفاف‬
‫إف الرماح ضمأ للدماء فهل‬
‫تعود يومان كمنها الرمح رياف‬
‫كالخيل قد مؤلت صنعاء صواىلها‬
‫كمن لها مربط منها كميداف‬
‫ىذا النصيحة مني غيرة لكم‬
‫ما في مقالتها زكر كبهتاف‬
‫إف تقبلوىا فخير سقتو لكم‬
‫كإف أبيتم فحرماف كخذالف‬
‫أرجو بها عند رب العرش معذرة‬
‫كأف يرجح لي في الحشر ميزاف‬
‫كاغفر لنا كلهم ما كاف من زلل‬
‫فإننا فيك باإلسبلـ إخواف‬
‫كصل رب على المختار من مضر‬
‫كاآلؿ دار في األفبلؾ كيواف (ُ)‬
‫[ كفاتو كمراثيو]‬
‫كلم يزؿ صاحب الترجمة على حالو الجميل حتى توفاتو اهلل إليو في ليلة الجمعة في لليلتين‬
‫خلتا من شهر رمضاف سنة اثنتين كخمسين كمائة كألف بػ(ىجرة حوث)‪ ،‬كاشتهر في ببلده أنو‬
‫مات مسمومان دس عليو بعض الجبارين خوافان منو من يسمو في ريحاف أىداه إليو‪ ،‬كأنو عوجل‬
‫ىذا الرجل بالعقوبة [ّٓٔجػ] العظيمة كىو من فقهاء تلك الببلد كقد رثا صاحب الترجمة‬
‫جماعة من العلماء منهم شيخو البدر األمير بمرثاتين [ ٖٓ أ‪-‬ب] أحدىماه مرسومة على قبره‬
‫رحمو اهلل تعالى كاألخرل مستهلها(ِ) ‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كيواف‪ :‬ىو كوكب المريخ‪.‬‬
‫(ِ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص (َِّ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٖ/‬‬

‫خطب عظيم فمنو الدمع ينحدر‬


‫كحادث كاد منو القلب ينفطر‬
‫ىغ‬
‫كفادح يظلم اآلفاؽ موقعو‬
‫تكاد تخسف منو الشمس كالقمر‬
‫ىع‬
‫صك المسامع لما جاءنا خبر‬
‫ياليتو ما أتانا ذلك الخبر‬
‫فإف جزعنا فمثل الخطب يجزعنا‬
‫كإف صبرنا فإنا معشر صبر‬
‫كافا كتاب فليت الكف ما حملت‬
‫ذاؾ الكتاب كال كافى بو بشر‬
‫أسى‬
‫كأسطر أشعلت في الصدر نار ن‬
‫فالدمع منحدحر لو مستعر‬
‫يا دىر لم تبق من أخيارنا أحدان‬
‫كأنما أنت باألخيار مختبر‬
‫فجعتنا عماد الدين خير فتى‬
‫من آؿ طو فبل تبقى كال تذر‬
‫عبلمة عامل كالعلم زينتو‬
‫تقول اإللو كإالَّ فهو محتقر‬
‫كزاىد في زماف قل زاىده‬
‫كراغب في أجور منو يدخر‬
‫قد علم الناس أىت اإللو فكم‬
‫قد تابع الحق من آثاره زمر‬
‫ككم أزاؿ طواغيتان بهمتو‬
‫لم تبق عين لها في حوث أك أثر‬
‫تفع‬
‫أعلى منار الهدل فالشرع مر ه‬
‫كالمنع بالمنع أضحى كىو منكسر‬
‫ككم يناصح أقوامان بموعظة‬
‫تكاد تنشق من ألفاظو الحجر‬
‫ككاف أنسان ألىل الفضل قاطبةن‬
‫(( فليتو مد من في أيامو العمر)) (ُ)‬
‫فتى‬
‫لو كاف يفدل فديناه بكل ن‬
‫زاكي النجار لو في قومو خطر‬
‫لكنو الموت ال يبقى على أحد‬
‫فليس ينجى الفدل منو كال الحذر‬
‫سقا كحيا ثراؾ كل آكنة‬
‫دمع العيوف إذا ما فاتو المطر‬
‫كرحمة اهلل تغشاه كال برحت‬
‫تتلى على قبره اآليات كالسور ‪ّٔٔ[ ...‬جػ]‬
‫كللفقيو أحمد [بن حسين] الرقيحي مؤرخان موتو‪:‬‬
‫ذا ضريح الهاشمي المنتقى ‪ ...‬من لركن الدين في اإلسبلـ شيد‬
‫قاـ هلل بعزـ صادؽ ‪ ...‬في صبلح الدين بالرأم المسدد‬
‫خصو اهلل بعلم نافع ‪ ...‬كيقين في سواه ليس يوجد‬
‫قد قضى نحبان فبلقى ربو ‪ ...‬كحباه بنعيم ليس ينفد‬
‫ض‬
‫أنبأ التاريخ (حي آمنان ‪ ...‬في جناف الخلد يحيى بن محمد)‬
‫(َُِ ‪ُُِٓ = )ُّٕ + ٖٓٗ +‬ىػ‪.‬‬
‫[( ) يحيى بن الحسن إسحاؽ الصنعاني] (ِ)‬
‫(َََ‪ُُِٗ -‬ىػ‪)ُٕٕٗ -َََ /‬‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬فليتو مد ً‬
‫َّمن ألفاظو الحجر‪.‬‬ ‫ى‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِّّ-َِّ/‬كفيو‪ :‬كفاتو في (ِٖ‪ُُّٗ/ُ/‬ىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٗ/‬‬

‫المولى عماد الدين‪ :‬يحيى بن الحسن بن إسحخاؽ بن المهدم‪ .‬كبقية نسبو تقدـ‪.‬‬
‫ىو الجليل العبلمة األديب البيلغ الفهامة‪ ،‬نشأ بصنعاء‪ ،‬كقرأ على كالده البدر‪ ،‬كعلى ابني عمو‬
‫المولى إسماعيل بن محمد كأخيو المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ كغيرىم‪.‬‬
‫ككاف متقنان لعوـ األدب جمعيها‪ ،‬كقرأ عليو ناس كثير‪ ،‬ككاف باذالن نفسو للتدريس مع خلق حسن‬
‫كلين جانب كتواضع‪ ،‬كعدـ اشتغاؿ فيما ال يعنيو‪.‬‬
‫ككاف شديد النسياف لغير العلوـ‪ ،‬كلو في النسياف أخبار عجيبة فإنو كثيران ما يضع كتب قراءتو أك‬
‫نحوىا من يده لقضاء غرض‪ ،‬ثم يتركها نسيانان كيذىب كربما خرج من بيتو غير معتم لنسيانو‬
‫لبس العمامة‪.‬‬

‫(ّ‪)َّّ/‬‬

‫كأما في األدب فكاف حفظو آيةن باىرة‪ ،‬كلو يد طولى في حسن اإلنشاء كجودة النظم كببلغة‬
‫النثر‪ ،‬كقد كانت عدة أعبلـ كالمولى عبد القادر بن أحمد‪ ،‬كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي‬
‫الرجاؿ‪ ،‬كسيدم محمد بن ىاشم كغيرىم‪ .‬كقد تقدـ بعض من ذلك‪ ،‬كمما كتبو إلى سيدم‬
‫محمد بن ىاشم الشامي قولو‪ :‬ألطف ما يهدل إلى الحضرة المنتخبة‪ ،‬التي يضاـ ببلغتها في‬
‫سماء اإلحساف مطنبة‪ ،‬كغماـ مكارمها على رياض المنافع منهلة‪ ،‬منسكبو تحية من عند اهلل‬
‫مباركة طيبة‪ ،‬أذكى من أغصاف ريحاف بخلوؼ المسك كالعنبر مطيبة‪ ،‬بل [ّٕٔجػ] أشهى من‬
‫ارتشاؼ رضاب عادلت إلى القلوب محبتو‪ ،‬ينتهي إلى [ِٖب‪-‬أ] كعبة األدب التي تلتمس‬
‫أركانها‪ ،‬كيطوؼ أرباب النثر كالقريض حوؿ بنيانها‪ ،‬كيغاص في لج بحرىا اللتقاط درىا‬
‫كمرجانها‪ ،‬حضرة بدر العلياء كالمكارـ‪ ،‬كصد األماثل األكارـ‪ :‬محمد بن ىاشم بن يحيى‪ ،‬أداـ‬
‫اهلل ربوع الفضل كاإلفضاؿ بو‪ ،‬كأحيا كأناؿ بحسن سعيو ما يرجوه من خير اآلخرة كالدنيا‪ ،‬كبعد‬
‫حمد اهلل تعالى على جزيل أفضالو‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على سيدنا محمد كآلو‪ ،‬فإنو لما اشتاؽ‬
‫الرؽ إلى المكاتبة‪ ،‬كالتحاكر بلساف المراجعة األدبية كالمخاطبة‪ ،‬كبعد ىذه األبيات الناشئة ال‬
‫عن إحساف‪ ،‬بل البالغة في القصود كالتقصير إلى أدنى مكاف‪ ،‬النازلة عن طبقات فصاحة الكبلـ‬
‫إلى ما يشبو بأصوات الحيواف فافضلوا عليها باسباؿ ذيل الستر كاإلعماض عن ىفواتها بالشفع‬
‫كالوتر‪ ،‬كليحسن موالم رعاه اهلل كأبقاه بالجواب كإف قابل بالتبر التراب‪ ،‬فذك الفضل في‬
‫الببلغة سموح كىاب‪،‬‬
‫بات بكاس اإلرتواء مداىقان ‪ ...‬راحان لو قد حلت الحقائق‬
‫كأشرقت أنوارىا بقلبو ‪ ...‬لذم دجاه صار صبحان شارقان‬
‫صب بأسباب الجماؿ موثق ‪ ...‬أضحى بعركة الخبلؿ كاثقان‬
‫متفردان في حب فرد حسنو ‪ ...‬عما سواه قطع العبلئقا‬
‫قد اعتلى صهوة أدىم الذم ‪ ...‬عسى يكوف البنو موافقا‬
‫منها‪:‬‬
‫عجة الشوؽ الملح فاثنى ‪ ...‬لجمع فرساف الرىاف سابقا‬

‫(ّ‪)ُّّ/‬‬

‫كالح من نور الشهود مما غدا بو ‪ ...‬كجودم عدمان مطابقان‬


‫فاختطف الفؤاد من أضوائو ‪ ...‬أشعةن كانت لو بوارقان‬
‫كفاح من أنفاس طيب نشره عرؼ ‪ ...‬عن الخفي عابقان‬
‫فانتشقت آناؼ أرباب الذكا ‪ ...‬من نشرىا ما أبرز الدقايقا ‪ّٖٔ[ ...‬جػ]‬
‫كأظهر المكتوـ من كنوزىا ‪ ...‬مقاـ كشف للرموز طابقان‬
‫فاسمع آحاديث الصفات كاطرح ‪ ...‬كمان ككيفان للعقوؿ شافعان‬
‫كاستملئ مني في الغراـ مشربان ‪ ...‬يحلوا لمن يستعذب الرقائقا‬
‫كأمزجو من رحيق مدح أسكرت ‪ ...‬كؤسو من كاف منها ذائقان‬
‫قدح ىو الخمر ببل غواؿ ‪ ...‬كال تأثيم فيها يوجب المزالقا‬
‫ينهى إلى بدر الهدل محمد ‪ ...‬سليل من كاف الخظم الدافقا‬
‫من في القريض قد تسامى مرتقا ‪ ...‬ىى َّد يو الشوامخ الشواىقا‬
‫كاعذر فإني في الحضيض نازؿ ‪ ...‬إف كنت في اآلداب عودان شاىقان‬
‫منها‪:‬‬
‫ال زلت في ركض الربيع دائمان ‪ ...‬تقتطف األزىار كالشقائقا‬

‫(ّ‪)ِّّ/‬‬

‫فأجاب سيدم محمد بن ىاشم بقولو‪ :‬أما قبل إحالة طرؼ طرفك في حدائق تتضاحك الحور‬
‫زىورىا‪ ،‬كاستمالة عطف لطعك بركاشق تسبي النهى كسرات فتورىا‪ ،‬كإيراد طائر قلبك إلى‬
‫شرؾ جناف يدعوه إليها بنحور جودىا‪ ،‬كافواد حائر لبك في فلك حبات أطلقت عليو بدكر‬
‫دكرىا فعوذ فنوف تلك الرياض بما شاء اهلل ال قوة إال باهلل كتحصن من سحر العيوف المراض‬
‫بحسبي إليو فإذا ثبت جأشك بغير معترؾ األحداؽ كالمهج‪ ،‬كخلص لبك من شرؾ اآلماؽ‬
‫كالدعج‪ ،‬كلم أرد غصوف تمايل قطوؼ ىدالها بسجعو منها لينة الركاحب‪ ،‬كال عيونان يناضل‬
‫مفوؽ بنالها بين ريش الجفوف‪ ،‬كقسي الحواجب بل جنات أدب بديعة أزىار البديع ال يذكل‬
‫نوارىا إذ ذكل نور الربيع كبنات أفكار حليت من الببلغة بنواىر اللباف كالقبلئد‪ ،‬كجليت على‬
‫ترمق عيوف مبتكرات معانيها فيطيش حجان ثابت‬
‫منصة الفصاحة في جواىر الآللئ الفرائد‪ ،‬ي‬
‫الجناف‪ ،‬كتشرؽ بدكر مبانيها فتحير أعياف األعياف‪ ،‬فنالك فات بواجب الحمد لمن جعل‬
‫األدب رياضان تتنزه فيها رياض األفكار[ّٗٔجػ]‪ ،‬كغياصان تجتنى البصائر منها ما تجتنى من‬
‫الركض الناظر األبصار‪ ،‬كخص كتابو الكريم في الببلغة بأبلغ مراتبها‪ ،‬كأبرز كبلمو القويم من‬
‫الفصاحة في أبدع قوالبها كجعل [ٖٔأ‪-‬أ]‪.‬‬
‫حبيبو المصطفى المختار أفصح من نطق بالضاد كما اختص إلو األطهار بببلغة اإلصدار في‬
‫الفصاحة كاإليراد صلى اهلل تعالى عليو كعليهم ما تجددت مفاخرىم‪ ،‬كقاـ بما قاـ بو أكائلهم‬
‫من المعالي كأكاخرىم‪ ،‬كقدـ بين يدم نجوام أريج سبلـ يفوح بعاطر النفحات‪ ،‬كبهيج أكرـ‬
‫تستمد من فياض النفحات‪ ،‬تحية لمقاـ طيب الفركع كاألعراؽ‪ ،‬كىدية لمن أعجزت مفاخره‬
‫مبالغة المادح كاإلغراؽ‪ ،‬موالنا العبلمة عماد الدين يحيى بن الحسن بن إسحاؽ‪ ،‬عمر اهلل‬
‫بمعارفو أركاف مجد اآلؿ الكراـ‪ ،‬كما أفاض من عوارفو أنوار الكماؿ التاـ‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّّ/‬‬
‫كأما بعد فطلب العذر عن المكافاة بالمفاكهة‪ ،‬ىو البلئق بمن صدت قريضة المنافاة للمشابهة‬
‫فلم يطعو الرؽ إلبداع ما أندل‪ ،‬كلم يضع أصم اليراع إلى اعتذاره عن حقارة ما أىدل‪ ،‬إذ‬
‫كانت خزانة الخياؿ عن الذخائر الفكرية عاطلة‪ ،‬كالذاكرة لشغلة الباؿ عن اللطائف األدبية‬
‫ذاىلة‪ ،‬ليعود العهد بمضمار قد تناىت في سباقو أسواطو‪ ،‬كمقاـ طول على ىدر بقافو فيو‬
‫بساطو‪ ،‬فبل تطالب ضعيف المنطوؽ بركيك المفهوـ‪ ،‬كانظر إليو نظر المجهوؿ لتحصيل‬
‫المعلوـ‪ ،‬فمالي في مجاراة بني اآلداب ثابت قدـ‪ ،‬كموجود مقالي بينهم أقرب شيء إلى حيز‬
‫العدـ[َّٕجػ]‪،‬‬
‫كأعذر سكيت الرىاف فضبلن ‪ ...‬عن أف يرل بعدؾ المصلي‬
‫فحلبة الفضل كالمعالي ‪ ...‬أنت بها السابق المجلي‬
‫كحيث لم تستطع كلمات شعرم مراعاة النظير‪ ،‬كلم يقول سلمات نظرم عن مقابلة الركض‬
‫النضير‪ ،‬فقد ىيأت ىذه المملوكة حادمة لمقاـ غادتك‪ ،‬كألزمتها مطابقة مرادىا كما شاكلها‬
‫مملوؾ في الجرم على إرادتك‪ ،‬فإف لزممت التوارم عند االستخداـ‪ ،‬فأعنها بالمبالغة في‬
‫الستر كالسبلـ (ُ) ‪.‬‬
‫أشمت برقان الدياجي شائقا‬
‫يريك في افتراره طرائقا‬
‫خو‬
‫فخلتو في يدم تباشير اللقاء‬
‫كبرقم السحب بها مهارقا‬
‫مكرر الموعد كأنو‬
‫يعطي على ما قالو الوثائقا‬
‫يبسم عن ثغر السركر مشبهان‬
‫منو عذيبان جاده كبارقا‬
‫يا ليتو يصدؽ في مخايلي‬
‫كانظر التلميح منو صادقا‬
‫أـ قلت قد طارح ما تضمنت‬
‫حاشك إذ كاف لو مطابقا‬
‫يشق جيب السحب شق من نأت‬
‫أحبابو ككدعوا األيانقا‬
‫كيهمل القطر كدمع مغرـ‬
‫نأت لنا يرصده مفارقا‬
‫يا برؽ نعماف األراؾ ما أراؾ لي‬
‫على ما تدعي موافقا‬
‫عداؾ كرد إف ترده مسائبلن‬
‫فاستخبر الضلوع كالمفارقا‬
‫فعد عن تشبيو حاؿ كاجد‬
‫بعد الخلى ما أذاؽ الوامقا‬
‫أك فاقصر الدمع على تلك الربا‬
‫كجانب األغصاف كالحدائقا‬
‫كارع عهود اللقاء قد عقدت‬
‫على النقا كأسقى بها البواسقا‬
‫هلل عيش طاب لي في سوحو‬
‫لم أرنى إلى سواه تأيقا [ُّٕجػ]‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ‪ )ِِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّْ/‬‬

‫كزىو أياـ كاف غربها‬


‫معانق في مسرىا المشارقا‬
‫كالليل يمشي مسرعان كأنو‬
‫ليل بلغاز غدا موافقا‬
‫لم تسلب الشمس لو قبلئدان‬
‫إال أعادىا الدجى مخانقا‬
‫و‬
‫حندس‬ ‫كلما يرفع شمسان‬
‫أماطو الصبح السريع شارقا‬
‫ما كدر الصفو بها مراقبان‬
‫كال اختشت سعودىا الطوارقا‬
‫يهدم السركر كقتها فضبلن كما‬
‫أىدل عماد الدين نظمان رائقا‬
‫يحيى سليل الناظم‬
‫ىدم المصطفى نظمان أنيقان فائقا‬
‫إماـ علم ضرب الفضل لو‬
‫فوؽ النجوـ للعلى سرادقا‬
‫ذكاء ذكاء إف دجت مشكلة‬
‫أك صح من حندسها الدقائقا [ٖٔب‪-‬ب]‬
‫كنيل نبل ما الفرات عنده‬
‫كالنيل إال ما يغيث شارقا‬
‫كطود حلم لم يرع كقاره‬
‫لحادث يزعزع الشواىقا‬
‫صنعت رياضان يا عماد الدين قد‬
‫حبرت في أكراقها الحدائقا‬
‫يفتر للمعنى أقاح لفظها‬
‫إف فاخر الورد بها الشقايقا‬
‫استغفر اهلل فما للركض ما‬
‫رأيت منها سابغان كذائقا‬
‫كال لراح ما أذاقت قائبلن‬
‫بكأسها كسابحان كعابقا‬
‫قد تركتني في الجواب باقبلن‬
‫كحبرت عند السباؽ الحقا‬
‫يا عجز مثلي عند تنظيم الحصى‬
‫في سمط شعرم ثاقبان كناسقا‬
‫لوال امتثاؿ األمر ما أطاعني‬
‫رؽ لحبرم ظلل عبدان أبقا‬
‫كال استقاـ من يراعي كاتب‬
‫قاـ على و‬
‫ساؽ أراه خافقا‬
‫لكن رأيت االمتثاؿ كاجبان‬
‫فطاكعاني كاتبان كناطقا‬
‫كحبرا في خدمة المولى إماـ الفضل‬
‫ال غير مديحان صادقا‬
‫فاعذر فإني لم أقل مقاببلن‬
‫نظمان لنظم يعجز الخبلئقا‬
‫كاسلم كدـ ما عطر اآلفاؽ من‬
‫مجدؾ كما قد فاح عرفان فائقا ‪ِّٕ[ ...‬جػ]‬
‫كمن شعره مكاتبان شيخنا العبلمة الوجيو عبد القادر بن أحمد‪-‬رحمهما اهلل تعالى (ُ)‪.‬‬
‫سرل كالدجا قد شمر الساؽ راحلو ‪ ...‬كقد أيست من أف يزكر عواذلو‬
‫فقت إال حين غنت خبلخلو‬
‫أتاني كقد عربدت من خمرة الهول ‪ ...‬فما ي‬
‫خجلت فما استطعت أىبلن كمرحبان ‪ ...‬كلكن لساف الدمع ترجم سائلو‬
‫كلما رآني رؽ لي فخشيت أف ‪ ...‬تسيل من الجسم الرقيق جداكلو‬
‫ذذ‬
‫فضميتو نحوم كقلت لو اتئد‬
‫ذ ‪ ...‬فدان لك باقي الركح مني كراحلو‬
‫ذذ‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِّّ-ِِّ /‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٓ/‬‬

‫كحلي بدر اللفظ جسم اعتذاره ‪ ...‬كأبدل محيا ينقص البدر كاملو‬
‫كأف درارم العقد في الجيد خولطت ‪ ...‬بمدح كجيو الدين فهو فواصلو‬
‫منها‪:‬‬
‫إذا اعتقلت رمح اليراع بنانو ‪ ...‬تقوـ على السر الخفي ثوالكو‬
‫كإف حار سرل العلم في ليل مشكل ‪ ...‬ىدتو من النظم الذكي مشاغلو‬
‫كإف ىاجتو لحرب الغواني تغلبو‬
‫ب ‪ ...‬ترا منو كفوان يفجع الهوؿ ىائلو (ُ)‬
‫كفي صدره بحر من العلم مفعم ‪ ...‬يركل عطاش الطالبين مناىلو‬
‫كفي كفو سحب الجدم ينبت الغنا ‪ ...‬بمجدب أيدم المتعتفين ىواطلو‬
‫كىي طويلة كمن شعره قولو‪.)ِ( :‬‬
‫تبسم من ثغرالربا عابس الصد ‪ ...‬كالح طراز القرب في زمن البعد‬
‫كبيض ما قد سودتو عواذلي ‪ ...‬بأقبلمها جهبلن على صحف الود‬
‫كأسفر صبح الوصل في جندس النول ‪ ...‬كقد كحلت عين المتيم بالسهد‬
‫كأحياء الحيا ميت الرياض بوبلو ‪ ...‬كألبسها من كشيو سندس البرد‬
‫كقلد جيد الغصن في در سقطو ‪ ...‬عقودان من األزىار تسخر بالعقد‬
‫كقاـ خطيبان في منابر دكحو ‪ ...‬من الطير كرؽ تشفع الشكر بالحمد‬
‫فبلحظ جفن النرجس الغصن أسو ‪ ...‬فنم بو النماـ في حضرة الزبد‬
‫كمالت بأعطاؼ الغصوف نسائم ‪ ...‬لها في تثنيو يد الحل كالعقد‬
‫بوصل التي ذؿ العزيز لحسنها ‪ ...‬كصح لديها من شكى علل الصد ‪ّّٕ[ ...‬جػ]‬
‫يخاؿ كميض البرؽ ضاحك ثغرىا‬
‫ذ ‪ ...‬كجيد الرضا كاللحظ في مائس القد‬
‫كما لمراعات النظير حقيقة لذم ‪ ...‬الوصف إف أنصفت في العكس كالطرد‬
‫أما عمها الحسن البديع كخالها ‪ ...‬أرتنا بها مسك الختاـ على الخد‬
‫أتت كىي تمحو خطوىا بذيولها ‪ ...‬مخافة كاشي قد قفا نفحة البرد‬
‫إذا ظل في ليل الذكائب صبها ‪ ...‬فبرؽ ثناياىا دليل على الرشد‬
‫كما حل عقد السحر في الجفن إنما ‪ ...‬صناعة حل السحر للجفن كالعقد‬
‫مليكة حسن جار في الحكم ردفها ‪ ...‬على خحصرىا لما انثنى عادؿ القد‬
‫فهل لغريق الدمع يا صاح منقذ ‪ ...‬كىل لوحيد العصر في الناس من يد‬
‫[ كفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )ِّّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٔ/‬‬

‫ككانت كفاة صاحب الترجمة في سنة اثنتين كتسعين كمائة كألف أخبرني شيخنا العبلمة جماؿ‬
‫الدين علي بن إبراىيم بن عامر أياـ قراءتي عليو في (العصمة عن الظبلؿ شرح عقيدة السيد‬
‫حسن الجبلؿ)‪ ،‬أف صاحب الترجمة قرأ عليو في العصمة المذكورة ككافق تماـ القراءة فيها عزـ‬
‫شيخنا الجمالي للحج فرآه في النوـ بعد أياـ كىو يقوؿ لو‪ :‬إنك نفعتني بتلك القراءة فرجع إلى‬
‫(صنعاء) كأخبر بموتو قبل الرؤيا المذكورة كاهلل الموفق‪.‬‬
‫[( ) يحيى بن إسماعيل األخفش] (ُ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد يحيى بن إسماعيل بن أحمد بن محمد األخفش بن الحسن بن محمد بن صبلح كبقية‬
‫نسبو تقدـ في ترجمة السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي ألف الحسن بن محمد ىو جد بني‬
‫الشامي كبني األخفش‪.‬‬
‫[نعتو كبعض أحوالو]‬
‫كاف صاحب الترجمة فاضبلن عبلمة أديبان‪ ،‬ذا فضائل جمة كلو سكينة ككقار كمركة كسماحة‪.‬‬
‫رحل من (كوكباف‪ )،‬إلى (صنعاء) مراران لطلب العلوـ كلبث بها برىة ثم رجع إلى كطنو ككلي‬
‫تح ور بحر فيما باشره ككلي القضاء‬
‫األكقاؼ الكوكبانية ككاف صاحب ديانة ككرع ككماؿ‪ ،‬ذا ٍ‬
‫[ّْٕجػ] أيضان بكوكباف كقد ترجم لو صاحب الطيب كأثنى عليو كثيران‪ ،‬ككاف صاحبو كصديقو‬
‫طرز بو جلل علمو‪َّ ،‬‬
‫كحشى بمنسوجو الدقيق أردية حلمو‪ ،‬كقولو في المدح‪ ،‬كقد‬ ‫قاؿ‪(:‬كلو شعر ٌ‬
‫بالغ لزنده في القدح (ِ)‪:‬‬
‫كىذا الذم أعنيو في النظم سيد ‪ ...‬بهمتو القسعاء قد أحرز العلما‬
‫كساد على األقراف (ّ) بالفضل كالتقى ‪ ...‬كفارؽ بهذا العصر سادتو َّ‬
‫الشما‬
‫كدكنهم قد أشرقت شمس ًعل ًٍم ًو ‪ ...‬بها فأزاحت من جهالتو الظلما‬
‫كأدرؾ في الفكر الجليل دقيقو ‪ ...‬فللو ما أعبل عبله كما أسما‬
‫المفضل درية ‪ ...‬كمجملو المعقود حللو فهما‬
‫ن‬ ‫كأتقن في العلم‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ ،)ُُٗ-ُْٖ/‬نشر العرؼ(ّ‪ .)ُُّ-َُّ/‬كفيو‪ :‬كلعل كفاة صاحب‬
‫الترجمة قبل صديقو القاضي أحمد بن محمد الحيمي في سنة (َُُُىػ)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (ُ‪.)ُٖٓ/‬‬
‫(ّ) في طيب السمر‪ :‬األتراب‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٕ/‬‬

‫كمحكمو جبل بو متشابهان ‪ ...‬فما خفي المقصود إال على أعمى‬


‫كناؿ بفرط العلم غاية سؤلو ‪ ...‬كأتقن فيها الفضل كالجد كالرسما‬
‫كشيد في نيل الفصوؿ مذاىبان ‪ ...‬من العلم كانت قبل شارفت الهدما‬
‫كأكرد لو كثيران من نظمو كنثره‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.)ُ( -‬‬
‫[( ) يحيى بن أحمد الغرباني] (ِ)‬
‫(‪ -...‬قبل ُُِٓىػ ‪ُُْٕ-.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنسبو]‬
‫السيد بن أحمد بن عبد اهلل حيدرة الغرباني كنسب بني حيدرة ىم كبنو فعل كبني جحاؼ يرجع‬
‫إلى محمد ذم الشرفين بن جعفر بن اإلماـ المنصور القاسم بن علي العياني‪ ،‬كصاحب الترجمة‬
‫نشأ بصنعاء ككاف أديبان ماجدان ىمامان‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب (الطيب) فقاؿ‪:‬‬
‫عظيم قدر نبيل‪ ،‬ما إلى إنصافو بالمقاؿ سبيل‪ .‬ما أجلده على حمل العظائم‪ .‬كما أقدره كما‬
‫أشبهو في المعارؾ حتى قاؿ‪:‬‬
‫أنا الذم سمتني أيمي حيدرة‪ :‬كاف رئيسان غير مرؤكس‪ ،‬معدكدان في الصدكر كالرؤكس‪ ،‬حبر في‬
‫األعياف أم حبر قد جبر كسر أكالده بما كسب من الماؿ‪ ،‬كال ينكر الكسر من ذم الجبر ألف‬
‫حديث كاليتو معنعن[ّٕٓجػ]‪ .‬فإنو كاف عامبلن كإف لم يكن فيو مطعن‪ .‬إلى أف قاؿ‪:‬‬
‫كلما نزغ الشيطاف بينو كبين أخوتو كضاؽ عليو أف يتدرع لباس صبره كأسوتو‪ ،‬انسل من‬
‫(صنعاء) إنسبلؿ النسيم‪ ،‬كرضي بمفارقة ربعها كىو ركض كسيم‪ ،‬فاستوطن مدينة (زبيد) كخدـ‬
‫[ٕٖب‪-‬ب] نفسو بعد اإلما كالعبيد‪ ،‬كبقي من حموؿ في زاكية كاكل نفسو إلى بادر الظل‬
‫أكيو‪ ،‬كتوفي فيها في أثناء دكلة صاحب المواىب كلو في المعالي إدالج كإبكار‪ ،‬كمن بنات‬
‫الفكر عوف كأبكار‪ ،‬فإنو كاف ينظم الشعر نظم الجواىر‪ ،‬كيطلع منو ما يجانس النجوـ الزكاىر‪،‬‬
‫كقولو (ّ)‪:‬‬
‫بضياء كجهك كىو أحسن مطلع ‪ ...‬كبسالف من فوؽ و‬
‫جيد أتلع‬
‫كبقامة ألفية ما حررت ‪ ...‬إال لوصل بيننا لم يقطع‬
‫كبسهم لحظ عن قسي حواجب ‪ ...‬متشرع لقتاؿ صب موجع‬
‫__________‬
‫(ُ) ينظر نفس المصدر (ُ‪ ُٖٓ/‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ِ) طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪.)َّٗ-َّٕ/‬‬
‫(ّ) طيب السمر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ َّٖ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٖ/‬‬

‫كبغره من تحت شعر فاحم ‪ ...‬كالشمس قد حفت بليل أسقع‬


‫كذكائب فوؽ النهود تفرعت ‪ ...‬كبليتي من أصلها المتفرع‬
‫كببارؽ متألق من مبسم ‪ ...‬ما افتر إال فاض كابل أدمعي‬
‫ما حل غيرؾ في الفؤاد كلم أجد ‪ ...‬لسول ىواؾ بمهجتى من مصنع‬
‫مالي كللتشبيب باألطبلؿ من ‪ ...‬سفح العذيب كبارؽ كاألجرع‬
‫ما األبرقاف كاال العذيب كال النقى ‪ ...‬لسول ثناياؾ العذاب اللمع‬
‫كمقاـ من أىول كإف شط النول ‪ ...‬بين اللول كالمنحنى من أضلعي‬
‫يا من تحجب باألسنة كالظبا ‪ ...‬ال بالبركد كال بوشي البرقع‬
‫أقسمت لو رأت البدكر كقد بدت ‪ ...‬لك غرة قد أسفرت لم تطلع ‪ّٕٔ[ ...‬جػ]‬
‫كالشمس لو نظرت لحسنك بهجة ‪ ...‬ىبطت إليك من المحل األرفع‬
‫كمن شعره يقرض كتاب (نفخ الصور) (ُ) للسيد يحيى العباسي اآلتي ذكره قريبان (ِ) من‬
‫أبيات‪:‬‬
‫خاض بحر القريض حتى أتانا ‪ ...‬بجماف من قعره منثور‬
‫كأرانا من الطركس عجيبان ‪ ...‬لؤلؤ في صحائف البلور‬
‫مشرقات لنا قوافيو كالشمس ‪ ...‬تجلت لفاحم الديجور‬
‫كرنا من البديع فنونان ‪ ...‬خفيت عن فرزدؽ كجرير‬
‫كمن نظمو في التشبيو (ّ)‪:‬‬
‫انظر إلى الكانوف سعر فحمو ‪ ...‬فكأنو سيح على مرجاف‬
‫أك أنو زنجية في كفها ‪ ...‬كرة تقلبها من العقياف (ْ)‬
‫[ ( ) يحيى بن أحمد الهدكم المداني] (ٓ)‬
‫(‪ -...‬بعد ُُُٓىػ‪َُْٕ-.... /‬ـ)‬
‫__________‬
‫(ُ) ىو كتاب‪( :‬نفخ الصور بذكر آؿ القاسم المنصور لمؤلفو يحيى أحمد العباسي منظومة‬
‫اشتملت على ذكر اإلماـ القاسم بن محمد كأكالده كبعض أكالدىم في (ُّٗ) بيتان‪ .‬انظر‪:‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َُٖٗ) ترجمة (ُُْٔ)‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ ،)َّٗ/‬طيب السمر (خ)‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)َّٗ/‬‬
‫(ْ) أشار في نشر العرؼ إلى أف كفاة صاحب الترجمة قبل سنة (ُُِٓىػ‪.).‬‬
‫(ٓ) صفوة العاصر (خ) للقاسم بن الحسن الجرموزم‪ ،‬نشر العرؼ(ّ‪ )َُّ-َّٗ/‬عن ما‬
‫ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٗ/‬‬
‫السيد يحيى بن أحمد الهدكم المداني ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪ :‬سيد يمتد في‬
‫المجد باعو‪ .‬كيطيب في مذاؽ األدب إبداعو‪ .‬ظاىر النباىة‪ .‬من الجد حلو الفكاىة‪ .‬يأخذ من‬
‫العلوـ بنصيب‪ ،‬كيرتفع في كاديها الخصيب‪ .‬كيبدع في كل فخر كنصيب‪ ،‬كبينو كبين الصنو‬
‫أحمد بن حسن الجرموزم مكاتبات تشتمل على بدائع زاىرة للوشايع‪ ،‬كمراسبلت باىرة‬
‫الركائع‪ ،‬كتب إليو الصنو أحمد قولو (ُ)‪:‬‬
‫قيل لي إف سيد عنده في ‪ ...‬صنعو الشعر صنعة أم صنعو‬
‫فبعثت القريض أخطب أبكار ‪ ...‬المعالي فلي بذلك كلعو‬
‫فليزؼ الحساف منهن نحوم ‪ ...‬فهو عندم شريعة غير بدعو‬
‫كعلينا لها النثار من الدر ‪ ...‬كأنا نلقى عليهم خلعو‬
‫فأجاب صاحب الترجمة بأبيات أكلها (ِ)‪:‬‬
‫أمزار الحبيب من بعد ىجعة ‪ ...‬يتؤلأل جبينو باألشعو‬
‫خلع الحسن كالبهاء عليو ‪ ...‬من بركد الجماؿ أبهج خلعو ‪ّٕٕ[ ...‬جػ]‬
‫أـ نظاـ قد جاءني من كريم ‪ ...‬راؽ سبكان كفاؽ حسنان كصنعو (ّ)‬
‫[يحيى بن ناصر جحاؼ] (ْ)‬
‫(‪ -...‬قبل ُُْٔىػ‪ُّٕٓ-.../‬ـ)‬
‫السيد يحيى بن ناصر الجحافي ترجم لو صاحب (الصفوة) فقاؿ‪ :‬ىو سيد فاضل مشهور‬
‫كماجد لواء مجده على الكبراء منشور‪ ،‬لجأ من األدب إلى ظل كريف‪ ،‬كتوقل ىضبات المجد‬
‫المنيف‪ٖٖ[،‬أ‪-‬ب] فأنارت بو سماء المناقب‪ ،‬كتزينت من مجده بزينة الكواكب‪ ،‬كمحاسنو في‬
‫األدب ذات أنوار‪ ،‬كركائعو فيو طوالع نهار‪ ،‬كلو الخط البديع‪ ،‬كالنثر الذم يقصر عن شأكه‬
‫البديع‪ ،‬فمن فرائد آدابو كقبلئد خطابو‪ ،‬كنظمو الرائق البهي‪ ،‬كسلساؿ أدبو الشهي‪ ،‬قولو معاتبان‪،‬‬
‫لمن ثنى عن مضجع الود جانبان (ٓ)‪:‬‬
‫عاملتموني بنقيض المراد ‪ ...‬كلم تطق ذلك ذات العماد‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )َّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نفسو (ّ‪ )َّٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) ذكر في نشر العرؼ أف كفاة صاحب الترجمة لعلها كانت بعد كفاة صديقو السيد أحمد‬
‫الحسن الجرموزم في سنة (ُُُٓىػ)‪.‬‬
‫(ْ) صفوة العاصر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ .)ّٔٗ-ّٖٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ٓ) صفوة العاصر (خ) نشر العرؼ (ّ‪ )ّٔٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ‪)َّْ/‬‬

‫ىبل رعيتم خدمة لي خلت ‪ ...‬حلت مذ أقاني فم االنتقاد‬


‫عطفان فقد صرت على و‬
‫حالة ‪ ...‬تسبي في المخبر أىل الوداد‬
‫أضعتموني ثم عوضتم غيرم ‪ ...‬كمسكي ما بو من فساد‬
‫صلى المحلي خلف سبقي إلى ‪ ...‬النصح ككم سلَّم لي من جواد‬
‫لكنو حل لكم كلما ‪ ...‬أردتموه من جفا أك بعاد‬
‫أقضيت عن كل مواعيدكم ‪ ...‬ككنت من مقلتها في السواد‬
‫كلما سمحتم بجوا ور من الجرد ‪ ...‬اليعاسيب الكراـ الجياد‬
‫كفزتم فينا بتحريرىا ‪ ...‬كبذلها حينان لباغي السداد‬
‫كلم أزؿ مرتقبان طلعة ‪ ...‬منها كشمس أشرقت في الببلد‬
‫يمر ليلي راعيان للسهى ‪ ...‬مواصبلن من ىجرىا للسهاد‬
‫كمنع كاؼ الكيس صرؼ عن ‪ ...‬السادس في السابع كىو المراد‬
‫كليس للمصركؼ من علة ‪ ...‬تمنعو في نحوذ االعتياد‬
‫ككعدكم من جمل فصلٌت ‪ ...‬بكسوة ليس عليها ازدياد‬
‫كغاية المطلب رضوانكم ‪ ...‬ككل ىجر قد مضى ال يعاد ‪ّٕٖ[ ...‬جػ]‬
‫[( ) يحيى بن أحمد العباسي العلوم] (ُ)‬
‫(‪-...‬نحو َُُُىػ ‪ُٔٗٗ ../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫السيد يحيى بن أحمد العباسي كاف صاحب الترجمة فاضبلن أديبان ناظمان ناثران مترسبلن رئيسان‬
‫ماجدان حسن األخبلؽ كزر لصاحب المواىب (ِ) ثم نكبو كلزـ زاكية الخموؿ كجفاه الزماف‪،‬‬
‫كلم يزؿ على حالو حتى استراح بجوار اهلل تعالى‪.‬‬
‫[كفاتو كمؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (خ)‪ ،‬ملحق البدر الطالع (ِِٕ‪ ،)ِِٖ-‬نشر العرؼ (ّ‪،)َّٕ-َّْ/‬‬
‫إيضاح المكنوف (ِ‪ ،)ِٕٔ/‬مؤلفات الزيدية (ّ‪ ،)ُِٓ/‬فهرست مكتبة األقاؼ (ينظر‬
‫فهارسو) ‪ ،‬األعبلـ‪ ،)ُّٔ/ٖ( .‬أعبلـ المؤلفين الزيدية (َُٖٗ) ترجمة (ُُْٔ)‪ ،‬مصادر‬
‫الحبشي ص (ْْْ)‪.‬‬
‫(ِ) صاحب المواىب ىو محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم‪.‬‬
‫(ّ‪)ُّْ/‬‬

‫فتوفي في سنة [‪ )ُ( ].......‬كمن نظمو مؤلف سماه‪(:‬نفخ الصور في ذكر آؿ القاسم‬
‫المنصور)‪ ،‬كتكاتب ىو كجماعة من األدباء األعياف كالمولى زيد بن محمد الحسن‪ ،‬كالمولى‬
‫الحسين بن عبد القادر‪ ،‬كالسيد أحمد اآلنسي‪ ،‬كالقاضي أحمد بن محمد الحيمي‪ ،‬كمما كتب‬
‫إليو المولى زيد [بن محمد] أبياتو الثائية التي مستهلها (ِ)‪:‬‬
‫ىيهات تجديك في الحب المبلمات‬
‫يا عاذلي كعلى الخدين المات‬
‫كمن شعر صاحب الترجمة مجيبان كسلك فيها مسلكان عجيبان (ّ)‪:‬‬
‫سل فؤادم ىل حل فيو سواكا ‪ ...‬فهو نبيك أنو مغناكا‬
‫يا صديقان لو حميد السجايا ‪ ...‬كحبيبان للحاسدين شجاكا‬
‫أنت عندم عين الوجود كإني ‪ ...‬أتمنى في كل حين لقاكا‬
‫كلك الود خالصان من قديم ‪ ...‬ليس يبلى كإف أراد عداكا‬
‫أنت في مهجتي مقيم كإف قاؿ ‪ ...‬أناس أني سلوت ىواكا‬
‫لست أسلو كإف شغلت عن ‪ ...‬الوصل بما ال أظن أف يخفاكا‬
‫غير أني أشكر إليك زمانان ‪ ...‬قد أراني من أىلو ما أراكا‬
‫كرسيسان من الهول لفريق ‪ ...‬لم أجد قط عن ىواىم فكاكا‬
‫إف تباعدت عنهم عنفوني ‪ ...‬أك تدانيت أرصدكا لي الشباكا‬
‫كل يوـ يبدم لي الدىر منهم ‪ ...‬خلقان كم أطلت فيها العراكا‬
‫أنت أدرل بهم كيا ليت شعرم ‪ ...‬ىل يفيد الشكاة لو تشاكا‬
‫أيها الماجد الذم جل قدران ‪ ...‬كسما رتبة تفوؽ السماكا‬
‫كالمجيد الرسائل الفاضليات ‪ ...‬على رغم حاسد ناكاكا ‪ّٕٗ[ ...‬جػ]‬
‫كالذم ينظم الآللي كباران ‪ ...‬كإذا شاء بنثر األسبلكا‬
‫ال تلمني كخل عتبي فإني ‪ ...‬قد سئمت الوالء إال كالكا‬
‫أنا في شغلة بترميم عيش ‪ ...‬قصرتني عن عاليات ذراكا‬
‫ال تقل أني قد سلوت غرامان ‪ ...‬لك عندم فما أكد سواكا‬
‫كل من في حماؾ يهواؾ لكن ‪ ...‬أنا كحدم بكل من في حماكا‬
‫و‬
‫حاسد قد أتاكا‬ ‫كاسأؿ القلب فهو ينبيك عني ‪ ...‬كاطرح قوؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) ما بين [‪ ].......‬بياض في أصولي‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )َّْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نفسو (ّ‪ )َّْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّْ/‬‬

‫كىي أكثر من ىذا القدر كلو (ُ)‪:‬‬


‫ىكلَّت األقبلـ يا فخر الهدل ‪ ...‬ما الذم نصنع فيما قد ٍ‬
‫كتب‬
‫قد أيسنا عن حبلكات النهى ‪ ...‬كأنسنا بمرارات الكذب‬
‫كل يوـ نسأؿ الدىر كفاء ‪ ...‬فيرينا سخط ما ال نحب‬
‫ما ترل في حاؿ ىذا الذم ‪ ...‬صفوه في برج نحس منقلب‬
‫قد تولى الجود كالمجد كلم ‪ ...‬يبق إال شطف العيش الخشب‬
‫أيها اإلخواف من ينصحني ‪ ...‬إف نصحي من معاليكم يجب‬
‫أنا في ترميم عيش نكد ‪ ...‬غير أقواـ حياه قد سلب (ِ)‬
‫ال أرل في الناس من ينجدني ‪ ...‬غير أقواـ حياىم قد سلب (ّ)‬
‫يمنحوني من نداىم محنان ‪ ...‬ىي كصفان عضة الكلب للكلب‬
‫[( ) يوسف بن الحسين الصنعاني] (ْ)‬
‫(‪ُُُٓ-...‬ىػ‪َُْٕ-.../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫المولى أبو أحمد ضياء الدين يوسف بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم كقد تقدـ ذكر‬
‫كلده ككالده كأخيو محمد في مواضعهم كصاحب الترجمة كاف عالمان أديبان كفاضبلن أديبان‪ ،‬ترجم‬
‫لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ‪:‬‬
‫ىو كارم زند المعارؼ‪ ،‬يلجأ من األدب إلى ظل كارؼ‪ ،‬فاؽ أقرانو في التبريز كفاقهم في محاؿ‬
‫التحصيل كالتمييز‪ ،‬كسامهم ببدائعو كل تقصير كتعجيز‪ ،‬ىذا إلى نظم ليس للركض نواره‪ ،‬كال‬
‫للبدر أنواره‪ ،‬يذىب ببشاشة الركض األنيق‪ ،‬كنضارة الغصن الوريق‪ ،‬كآثاره في الفضل غزر‪،‬‬
‫كأكضاح محاسنو في المجد ذات إيضاح‪ ،‬من نظمو (ٓ)‪:‬‬
‫جس نبض األكتار في األسحار ‪ ...‬كأجل لي كاعبان عركس العقار ‪َّٖ[ ...‬جػ]‬
‫ىاتها في الكؤكس حمراء صرفان ‪ ...‬قد كساىا المزاج ثوب اصفرار‬
‫قد جرل جدكؿ الصباح إلى األفق ‪ ...‬ليسقي أقاح تلك الدرارم‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ‪ )َّٓ/‬كقاؿ‪ :‬كلو قصيدة إلى بعض إخوانو يشكوا أىل عصره‬
‫كزمانو‪،‬ثم أكرد البيت األكؿ فالثامن فاألخير‪.‬‬
‫(ِ) شطر البيت في (ب) ىكذا‪ :‬كشجوف كل حين تلتهب‪.‬‬
‫(ّ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬
‫(ْ) صفوة العاصر (خ)‪ ،‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ََْ-ّٕٗ/‬نفحات األسرار المكية للشيخ عبد‬
‫الرحمن الذىبي الدمشقي‪.‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ّ‪ )ّٗٗ-ّٖٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّْ/‬‬

‫شاخ شخص الظبلـ حتى تبدل ‪ ...‬في دجى عارضيو شيب النهار‬
‫ما ترل الشرؽ فيو جذكة نار ‪ ...‬ذكبتها النجوـ باألنوار‬
‫كسجود الغصوف في قبلة الرك ‪ ...‬ض يبلي مؤذف األشجار‬
‫فأقم للسركر في مشهد األنس ‪ ...‬صبلة التسبيح باألكتار‬
‫فنديمي بدر كإال فشمس‬
‫طلعت من من ‪ ...‬طلعت من منازؿ األنوار‬
‫قد سمرنا حتى طول األفق ‪ ...‬برد الليل كالصبح برده في انتشار‬
‫كضممنا غصن الوصاؿ كقلب البعد ‪ ...‬من سفيح قلبو في انكسار‬
‫في مقاـ كأنما النرجس العض ‪ ...‬بو أعينا ببل أشفار‬
‫كرؤكس الزىور مهما تبدت ‪ ...‬قطعتها خناجر األنهار‬
‫ككأف الكؤكس زىر سماء ‪ ...‬قابلتها األشجار باألزىار‬
‫ككأف النجوـ فيها فصوص ‪ ...‬من لجين كالبدر كالدينار‬
‫كالثريا كأنها تاج ملك ‪ ...‬رصعتها جواىر األحجار‬
‫ككأف الجوزاء عصاة لجين ‪ ...‬ككأف المريخ جذكة نار‬
‫ككأف السما رداء عركس ‪ ...‬كعليها النجوـ مثل النثار‬
‫ككأف المداـ ركح من النو ‪ ...‬ر بجسم غدا من األنوار‬
‫كمن شعره قولو (ُ)‪:‬‬
‫الغيم قد أصبح مثلي رقيق ‪ ...‬يبكي على باف اللول كالعقيق‬
‫كالرعد شوقان أف من أنَّتي ‪ ...‬كفي حشى البارؽ نار الحريق‬
‫كساجعات الورؽ قد أظهرت ‪ ...‬مثلي غرامان بالقواـ الرشيق‬
‫ناحت على غصن كنوحي على ‪ ...‬غصن لجين مثمر بالشقيق‬
‫كالغصن يثني العطف لما غدا ‪ ...‬سكراف من خمر الندا ال يفيق‬
‫فقم بنا نسعى إلى مجلس ‪ ...‬يطفي حريق القلب منو الرحيق‬
‫من خمرة حمراء مشمولة ‪ ...‬كأنها في الكأس ذكب العقيق ‪ُّٖ[ ...‬جػ]‬
‫يديرىا ساؽ لو كجنة ‪ ...‬حمرا كمحضر عذار أنيق‬
‫ذ‬
‫كأنما مقلتو صارـ ‪ ...‬دمي بو في كل حاؿ أريق‬
‫[كفاتو]‬
‫كاخترمتو المنية قبل كالده كلو طاؿ عمره لجاء بالعجائب في فنوف العلم كاآلداب رحمو اهلل‬
‫تعالى كتوفي صاحب الترجمة بػ(حفاش) في سنة خمسة عشر كمائة كألف‪.‬‬
‫[( ) يوسف بن إبراىم األمير الصنعاني] (ِ)‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو(ّ‪ )ّٗٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) عقود الدرر لعاكش(خ)‪ ،‬الحدائق المطلعة (خ)‪ ،‬الجامع الوجيز(خ)‪ ،‬نيل الوطر‬
‫(ِ‪ ،)ُْٗ-ُْْ/‬البد الطالع(ُ‪ )َِْ/‬استطرادان في ترجمة أخيو علي‪ ،‬مصادر‬
‫الحبشي(َُّ)‪ ،‬مؤلفات الزيدية (ِ‪ ،)ُّٗ/‬فهرس المكتبة الغربية (ّٕٕ)‪ ،‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(ُُُٕ‪ ،)ُُِٕ-‬ترجمة (ُِِٗ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْْ/‬‬

‫(ُُٕٓ‪ُِْْ -‬ىػ‪ُّّٖ-ُْٕٔ /‬ـ)‬


‫[نسبو كمولده]‬
‫سيدم ضياء الدين يوسف بن إبراىيم بن محمد األمير كبقية نسبو تقدـ في ترجمة جده محمد‬
‫كقد تقدـ أيضان جماعة من أىلو مولد صاحب الترجمة في سنة خمس كسبعين كمائة كألف‬
‫بصنعاء كبها نشأ كسلك مسلك أبيو كأخيو في المشارفة على المعارؼ كفصاحة الخطاب‬
‫كببلغة النظم كالنثر كحسن السبك كاالنسجاـ كالتفنن في الصناعة كاإلجادة في نوعي الحكمي‬
‫كالملحوف‪ ،‬كىو دكف أخيو جماؿ الدين في ذلك كالزـ كالده في سفره كحضره كخدمو كأقاـ‬
‫معو بػ(مكة المشرفة) من سنة (ُُٓٗىػ) حتى توفي كالده في التاريخ المتقدـ كىو اآلف باؽ‬
‫ىنالك‪ ،‬كمن نثره ما كتبو إلى السيد أبكر بن علي النطاح في سنة (ُُٗٗىػ) كلفظو‪:‬‬
‫أسنى التحيات من المغرـ الهائم ‪ ...‬تحملها في حاؿ بعد النسائم‬
‫كليست بنائي الدار بعدان ألف من أحب كأىول في فؤادم حاضر كلكنو يعني التداني عن الصبا‬
‫كيكفيك عما حملتو الدفاتر‪ ،‬فحيث كقد جرت األقدار بشط المزار‪ ،‬احتيج إلى تحمل تحميل‬
‫بعض األسرار‪ ،‬كلما شكى ضعفو عن االحتماؿ باالعتبلؿ‪ ،‬كخيف منو اإلىماؿ‪ ،‬كعدـ‬
‫االحتفاؿ‪ ،‬قلت لو إنا سأجل لك جعبلن في حملك تصير بو [ِّٖجػ] المسك متمسكان‬
‫بذيلك كىو إنا سنصحيك تحية ندية‪ ،‬كرحمة ندية فيطيب بهما نشرؾ‪ ،‬كيرتفع بمجاكرتهما‬
‫قدرؾ‪ ،‬كتكتسب منهما لطفان‪ ،‬كتزداد من شميمهما‪ ،‬عرفان لو مررت بعد حملهما بالركض‬
‫لسجدت بين يديك األغصاف‪ ،‬أك سحبت فاضل بردؾ على عذارل الورد لراحت كىي معطرة‬
‫األرداف‪ ،‬ألف مستقرىما في قديم األزماف‪ ،‬جنات النعيم يختماف‪ ،‬بمسكها االذفر كيمزجاف‬
‫بالتسنيم‪ ،‬كناىيك أنهما تكونا من و‬
‫لطف كنور كمسك كزىور ‪.‬‬
‫النور طرس كالزىور سطور ‪ ...‬كالمسك ترب فوقها منثور‬
‫كاللطف عنواف لها كالختم ‪ ...‬منقوش عليو مسرة كحبور‬
‫فعند أف سمع النسيم ىذا المقاؿ كقف مستخدمان على قدـ االمتثاؿ كقاؿ‪ :‬فمن المقصود‬
‫بالذات في اىدا ىذه التحيات الطيبات‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْٓ/‬‬

‫فقلت لو‪ :‬أما التصريح فمحاؿ‪ ،‬كإنما سامد مزف فكرم‪ ،‬بقطرة من بحر أكصافو ليطيب المقاؿ‬
‫كسيتضح لك المراـ‪ ،‬إذ ليس في الوجود من لو ىذه المفاخر إلماـ‪ ،‬كإنما تركت اسمو بقيان على‬
‫مهجتي التي إذا ذكرتو شق عنها الجول صدرم كإل فذكر االسم أيسر على من نعت المسمى‬
‫إذ ال طاقة لي من ذكر بعض أكصافو بشيء ما‪ ،‬فإف المقاـ خطير كاألمر‪:‬‬
‫عسير ىي األماني المبيد موردىا ‪ ...‬كرب كرد من دكنو األجل‬
‫ضاؽ الخناؽ‪ ،‬كالتفت الساؽ بالساؽ كتحطمت أسنة األقبلـ الرشاؽ‪ ،‬على صفحات البيض‬
‫الرقاؽ‪ ،‬فالعود إلى الدعاء لو أكلى كال بد أف استطرد لك النسيم ما يرشدؾ إلى المقاـ إال على‪.‬‬
‫فأقوؿ‪ :‬اللهم [ٖٗب‪-‬ب] اجعل عمائم برؾ كأكف عليو حيث كاف كما جعلت راحتو مرسلة‬
‫على العفاه شأنة شآبيب اإلحساف‪ ،‬كانشر عليو حلل اإلفضاؿ كالمنن‪ ،‬كما [ّّٖجػ] نشر‬
‫أعبلـ جده كإحياء السنن‪ ،‬كحطو بأمنك من جميع اآلفات‪ ،‬كما أمنت من الذ بحماؾ من‬
‫المخافات‪:‬‬
‫أمين أمين ال آرضى بواحد ‪ ...‬حتى أضيف إليها ألف أمينا‬
‫فعند ذلك قاؿ النسيم قد ظهر للمراد‪ ،‬كلقد خلعت على حلل اإلسعاد‪،‬أردت منبع الجود زاكي‬
‫الجدكد كنز العلوـ ضياء الحلوـ البدر التماـ عمدة األحكاـ موضع معالم التنزيل كشاؼ أسرار‬
‫التأكيل‪:‬‬
‫من طاب أصبلن كزكى ‪ ...‬كليس يخفي ابن ذكاء‬
‫كليس قولي من المقصود ضاير ‪ ...‬العرب تعرؼ من أنكرت كالعجم‬

‫(ّ‪)ّْٔ/‬‬

‫فلقد شاع ذكره في العرب كالعجم كظهر ظهور نار القرل ليبلن على علم‪ ،‬كمن لي بأف أكوف من‬
‫الواقفين ببابو‪ ،‬كالمتلمسين بأعتابو‪ ،‬كىا أنا متوجو إليو ككاقف إف شاء اهلل بين يديو‪ ،‬كبعد فإف‬
‫كافا النسيم إلى السوح العظيم‪ ،‬فبل تعبن أما سرت نسيم الصبا كأدركت منها نفحة حين تعبر‪،‬‬
‫لقد عبرت عندم كمرت بمنزلي كإني بذكراؾ النسيم أعطر بل أسألو عن أسير الوداد‪ ،‬ك‪،‬أستمل‬
‫منو أحاديث شوؽ صحيحة اإلسناد‪ ،‬كمره أف يسمعك سيرة الدمع السفاح‪ ،‬كرحلة القلب‬
‫المثخن بالجراح‪ ،‬كاستخبره عن الجسم الذم أذابو النحوؿ‪ ،‬كرقاه السقم بهل بالطلوؿ‪ ،‬كعن‬
‫ك ًمثٍ يل ىخبًي ور}[فاطر‪.]ُْ:‬‬
‫السعير‪{،‬كالى ييػنىبّْئي ى‬
‫ى‬ ‫الحشا التي أصليت عذاب‬
‫كأنا على ما تعهدكف من الوفاء ‪ ...‬كعقد التصابي لم يحل قط محلوال‬
‫كإف كاف انقطاع العهاد مما يريب في صادؽ الوداد لكن لما كاف القلب مقيمان في مقامكم‬
‫العالي‪ ،‬مع توارد ما أضنى الجسم من غير [ّْٖجػ] الليالي‪ ،‬استغنيت عن العهاد بالفؤاد‪،‬عن‬
‫تسويد البياض بالمداد‪ ،‬بتبييض السواد بالدمع كالسهاد‪…:‬‬
‫أشبو عما ليلو حتى ‪ ...‬استول األبيض كاألشهب‬
‫كحيث كقد شق تحمل ىذه األثقاؿ فاألكلى العمل بقوؿ من قاؿ‪:‬‬
‫يا من شكى من زمن قسوةو ‪ ...‬أين السرل كالعيش كالسبسب‬
‫أليس في البيداء مندكحة ‪ ...‬إف ضاؽ يومان بالفتى مذىب‬
‫لبد أكحيو تلسب‬‫ألخبط الليل كلو أنو ‪ ...‬ذك و‬
‫من ىمتي جاد كمن عرفتي ‪ ...‬ىاد كإف ظل بي الكوكب‬
‫كال يحمل المسطور بعد ما تضمنو من الصدكر‪ ،‬فالحديث أشفاه الشفاه‪ ،‬كالصدر ال يأمن من‬
‫الطرس على حمل كثير مما حواه‪،‬كالغرـ عقيب األحرؼ إف شاء اهلل كالسبلـ على جميع من‬
‫حفو المقاـ‪ ،‬كمن خاص كعاـ‪ ،‬كبعد ذلك ىذه القصيدة كىي‪:‬‬
‫من لي برد األرؽ ‪ ...‬للطرؼ كالتشوؽ‬
‫لقلبي المعرض عن ‪ ...‬كقع سهاـ الحدؽ‬
‫قد كاف ماء للسهاـ ‪ ...‬كالضنا كالحرؽ‬
‫كاف بحب الحسن ‪ ...‬طبعان ليس بالتخلق‬
‫يهول الجماؿ كيهيم ‪ ...‬بالرشا المقرطق‬
‫كيأمر الطرؼ بقطع ‪ ...‬عقد المنتق‬

‫(ّ‪)ّْٕ/‬‬

‫كيرسل السهد ‪ ...‬بأمر للمناـ المطلق‬


‫كبقهر الجسم على ‪ ...‬ىيامو كالقلق‬
‫ككأف شمل النوـ ‪ ...‬كالدموع في تفرؽ‬
‫ككنت ال أطمع في ‪ ...‬رجوع قلبي الشيق‬
‫كنت إذا عزلتو ‪ ...‬عن الهول لم يفق‬
‫كطالما قلت لو ‪ ...‬أرفق كلما يرفق‬
‫فاليوـ ال يشوقو ‪ ...‬ذكر غزاؿ األبرؽ‬
‫كال يميل جانبان ‪ ...‬لحب خشف أبرؽ‬
‫كال يخاؼ سطوة الػ ‪ ...‬ػمليح حالي الملق ‪ّٖٓ[ ...‬جػ]‬
‫كال يلين لسماع ‪ ...‬نغمة المطوؽ [َٗأ‪-‬ب]‬
‫قد عاد ال يعبأ باؿ ‪ ...‬أىيف ذم الخد النقي‬
‫لو رامو لحظ الرشا ‪ ...‬بسهمو المفوؽ‬
‫لكسر السهم كعا ‪ ...‬كالسهم منو يتقى‬
‫كلو رأل در الثغور ‪ ...‬بالرضاب قد سقى‬
‫لقاؿ مالي أرب ‪ ...‬في شهدؾ المعتق‬
‫يصبوا لذكر عذلي ‪ ...‬بالطبع ال التعمق‬
‫فنغمة العاذؿ أحلى ‪ ...‬من سجوع األكرؽ‬
‫قد سد بحر أدمعي ‪ ...‬بجفني المنطبق‬
‫فمقلتي بعد السهاد ‪ ...‬بالكرل في شبق‬
‫قد أقسمت لو الح بدر ‪ ...‬انتم جالي الغسق‬
‫ال فتحت لحسنو ‪ ...‬باب جفوف مغلق‬
‫إال إذا كافت ‪ ...‬من الضياء نجم األفق‬
‫خريدة تختاؿ في ‪ ...‬ثوب البهاء األنق‬
‫تنسب للفكر ‪ ...‬كتعزل للذكاء المحرؽ‬
‫تسحر لكن طالما ‪ ...‬بها من السحر رقى‬
‫تنظم األلفاظ في ‪ ...‬الطرس بحسن ركنق‬
‫فتطلع الحبر شموسان ‪ ...‬في سماء الورؽ‬
‫كالدر مع سحر العقوؿ ‪ ...‬نظمان في نسق‬
‫عقد بطوؿ المجد ‪ ...‬إف شاىده بالعنق‬
‫فيا أديبان حاز ‪ ...‬أنواع الفخار المطلق‬
‫يا حاكيان في حلبة ‪ ...‬العلوـ سبق السبق‬
‫يا من إذا راـ البليغ ‪ ...‬نعتو لم يطق‬
‫إليك شوىان برزت ‪ ...‬بعرضها الممزؽ‬
‫ما سميت لفظان بغير لفػ ‪ ...‬ػفظها في الطرؽ‬
‫ترجوؾ أف تجلو لها ‪ ...‬تهذيب فن المنطق‬
‫فاجعل عركس الفكر ‪ ...‬يا بدر لجفني المطبق‬
‫ال زلت يسمو بك ‪ ...‬كل سؤدد كيرتقى‬
‫كمن شعره ما قالو (بندر جدة) متشوقان إلى (صنعاء) حرسها اهلل لصيالحي عباده سنة تسع‬
‫كتسعين كمائة كألف (ُُٗٗىػ) (ُ)‪.‬‬
‫سقى اهلل عهد التصابي في أزاؿ ‪ ...‬كأياـ التداني كالوصاؿ‬
‫__________‬
‫(ُ) نيل الوطر(ِ‪.)ُْٗ/‬‬

‫(ّ‪)ّْٖ/‬‬

‫كحي ربعها ىتاف و‬


‫غيم ‪ ...‬رقيق مثل منثور الآللئ ‪ّٖٔ[ ...‬جػ]‬ ‫َّ‬
‫مغاني صبوتي كديار أنسي ‪ ...‬كمعهد سلوتي كنمو حالي‬
‫معاىد قد كساىا الحسن ثوبان ‪ ...‬تطرزه المحاسن بالجماؿ‬
‫محط رحاؿ أماؿ األماني ‪ ...‬كمغناطيس أفئدة الرجاؿ‬
‫جناف تسترؽ اللب لطفان ‪ ...‬كتنشق من ركائحها الغوالي‬
‫كجو رؽ حتى أف أراني ىواه ‪ ...‬يشك في رقص الجماؿ‬
‫ٌ‬
‫عليل نسيمها بالطيب يلقى ‪ ...‬النزيل بمرحبا بفنا الظبلؿ‬
‫تشخص مقلتي جنات عدف ‪ ...‬إذا خطرت معانيها ببالي‬
‫بها نلت المآرب مع و‬
‫رفاؽ ‪ ...‬رقوا في المجد ىامات المعالي‬
‫فكم أياـ أنس قد قضينا ‪ ...‬بها كقضت لنا فيها ليالي‬
‫سموا رتب الكماؿ فاعجزكا من ‪ ...‬قفى كبهم سمت رتب الكماؿ‬
‫تعاطينا كؤكس الصفو كأسان ‪ ...‬من اآلداب كالسحر الحبلؿ‬
‫ترل منها الملوؾ لنا عبيدان ‪ ...‬كمن أتاعنا الزىر العوالي‬
‫فأتاني الزماف لسوء حظي ‪ ...‬كراش إلى مسموـ النباؿ‬
‫كمن شعره ما كتبو إلى كالده مستعطفان‪:‬‬
‫عبلـ التغاضي كفيم الصدكد ‪ ...‬ىكلً ىم ذا التجافي عن المستهاـ‬
‫ى‬
‫أكاش يوش بركد من النميمة ‪ ...‬معلمة بالمبلـ‬
‫مطرزة بالنقاصي في ‪ ...‬مقاـ الهول كشركط الغراـ‬
‫يعد ذنوبي كينسى الذم ‪ ...‬مضى لي من حسنات جساـ‬
‫طويت القفار كخضت البحار ‪ ...‬كقطف ثمار التداني مرامي‬
‫رأيت التغرب فيكم ألذ ‪ ...‬من صحة بعد طوؿ السقاـ‬
‫ففارقت أىلي كأكطانهم ‪ ...‬كدمع العيوف على الخد ىاـ‬
‫كأبغضت فيكم رياضان زىت ‪ ...‬فمالت تتيو غصوف البشاـ ‪ّٖٕ[ ...‬جػ]‬
‫يقبل فيها فم األقوحاف ‪ ...‬خدكد الوركد بحسن احتشاـ‬
‫فينظرىا نرجس شاخص ‪ ...‬فتحمر خائفة من مبلـ‬
‫كيؤملها بالعتاب الشقيق ‪ ...‬فترخى حياء ستور الكماـ ‪َٗ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫فتغدك ثغور زىور الرياض ‪ ...‬منها كبرؽ السماء في ابتساـ‬
‫كينتحب الرعد من رقة ‪ ...‬لها كتسيل دموع الغماـ‬
‫كيرقص فيها نسيم الصبا ‪ ...‬الغصوف على كفق سجع الحماـ‬
‫فتنظر قيعانها رصعت ‪ ...‬بألواف زىر بحسن انتظامي‬
‫كأغصانها طوقت باللجين ‪ ...‬كمن عجب كيف يركم الظوامي‬

‫(ّ‪)ّْٗ/‬‬
‫أليس لي السبق في حلبة ‪ ...‬الهياـ كفي كجد عالي المقاـ‬
‫اسخ في قياـ‬
‫ألست الذم في شركط الهول ‪ ...‬على قدـ ر و‬
‫ألست الذم كنت أكؿ من ‪ ...‬أجاب لداعي الجول كالهياـ‬
‫فباهلل رقوا لرؽ غدت ‪ ...‬حشاه بهجركم في اضطراـ‬
‫كال تسمعوا لمبلـ الوشاة ‪ ...‬كتصغوا لتنميق زكر الكبلـ‬
‫عسى عطفو منكم بالرضا ‪ ...‬على الصب قبل دنو الحماـ‬
‫كجودكا على كلو مرة ‪ ...‬لتشفوا فؤادم برد السبلـ‬
‫كمالي إذا طاؿ ىجرانكم ‪ ...‬كملت لواش يزيد انضرامي‬
‫كملتم مع الدىر عونان على ‪ ...‬غير امتداحي لنجل الكراـ‬
‫[( ) يوسف بن علي الكوكباني] (ُ)‬
‫(‪ُُُٔ -...‬ىػ‪َُٕٓ.../‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫القاضي ضياء الدين يوسف بن علي بن ىادم الكوكباني‪ ،‬كصاحب الترجمة كاف عالمان أديبان‬
‫بليغان‪ ،‬كلو فضائل جمة ككاالت متعددة‪ ،‬كقد ترجم لو صاحب (الطيب) كاستطرد ذكره صاحب‬
‫(نشر العبير) فقاؿ‪ :‬لو قدر جليل ككقار جميل كقلب سليم كلطف يلحق [ّٖٖجػ] بالنسيم‪.‬‬
‫[مشايخو كمؤلفاتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪ ،)َّٔ-َّٓ/‬نشر العبير(خ)‪ ،‬نشر العبير (خ)‪ ،‬صفوة العاصر(خن)‪،‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٕٕ‪ )ُُٕٖ-‬ترجمة(ُِّٕ)‪ ،‬نفحة الريحانة (ّ‪-ْْٕ/‬‬
‫ْٖٔ)‪ ،‬األدب اليمني (ْٗٓ ثم ُٕٓ‪ ،)ِٓٓ-‬مصادر الحبشي (ٖٔ‪ ،)َّْ-‬البدر‬
‫الطالع (ِ‪ ،)ّٗٗ/‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)َْٔ/‬مجلة الكلمة ص(ُٖ‪ ،)ِٔ-‬عدد سنة‬
‫(ُّٕٗـ)‪ ،‬معجم المؤلفين (ّ‪ ،)ُّٗ/‬كمنو ىدية العارفين (ِ‪ )ٕٓٔ/‬فهرست مخطوطات‬
‫حضرموت (َُٖ) مؤلفات الزيدية‪( .‬ينظر فهارسو)‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٓ/‬‬

‫قراءتو على جماعة من األفاضل منهم السيد العبلمة محمد بن إبراىيم بن المفضل كالسيد‬
‫العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي‪ ،‬كخلق كثير من أعياف الوقت‪ ،‬كلو أدب يسكر األسماع‬
‫كينوب عن مثالب السماع‪ ،‬كلو مؤلفات أدبية منها‪ :‬كتاب (طوؽ الصادح) ترجم فيو لمن ذكر‬
‫الحماـ في شعره فجاء كتابان نفيسان‪ ،‬كبناه على التسجيع كمن مؤلفاتو‪( :‬كتاب السوانح‪ ،‬في‬
‫المبادئ كالمراجع للقرائح) كمنظومة تضمنت سيرة النبي‪ -‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ -‬على‬
‫أبلغ كجو كالجملة فإنها استوعبت خبلصة كثير من السير على أساس صحيح من الحديث‬
‫كاألثر كمطلعها‪:‬‬
‫كنت نوران كالكائنات ىباء ‪ ...‬حبذا اإلبتداء كاالنتهاء‬
‫كسماىا‪( :‬البغية المقصودة في السيرة المحمودة) كديواف سماه‪( :‬محاسن يوسف) كجمع من‬
‫شعر ابن نباتة المصرم ديوانان حافبلن‪.‬‬
‫قاؿ القاضي أحمد الحيمي في (طيب السمر) ك(كاف صاحب الترجمة يتطاكؿ تطاكؿ ابن حجة‬
‫مجو‪ ،‬فهجاه الشعراء‪ ،‬كألقوه بالعراء‪ ،‬فما أحجمت األلسن أف ىجتو‬
‫فما طرؽ كبلمو سمعان إال َّ‬
‫ذمو نهجان أنهجتو‪ ،‬حتى قاؿ بعض األفاضل ممن لو يجادؿ‬
‫كال النفوس حتى سلكت من ٌ‬
‫كيناضل‪ ،‬سأضع كتابان أسميو‪( :‬كسر الركؽ في سرقات الطوؽ) كقد جرت عليو أحداث ألت‬
‫بو ‪،‬إلى حلوؿ األجداث‪ ،‬فحبس مراران كالقى بدر كمالو سراران‪ ،‬كقد كاف أفضى إلى الهبلؾ‬
‫أمره‪ ،‬كزاد مع بعض ملوؾ في االحتداـ حمرة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬في حقو السيف كالنٌطع‪ ،‬كأطيع أمره عند‬
‫الناس كلكنو عند المقدكر لم يطع‪ ،‬ثم لما حبس بػ(زبيد) كككل بو ذك فظاظة من العبيد‪ ،‬أصابو‬
‫غم لو كلم فتألم كأطلق من السجن في أثناء ذلك األلم‪ ،‬فأركب على بعض الجماؿ‪ ،‬كاحتمل‬
‫مشقة السفر أشق االحتماؿ‪ ،‬فسقط من فوقو فانكسرت إحدل يديو‪ ،‬كسقط [ُٗأ‪-‬ب] في‬
‫يده لما حانت مفارقتو من اآلداب لما لديو‪ ،‬ثم لما استقر في بيتو [ّٖٗجػ] كقد تعلل صديقو‬
‫كليتو مات‪ ،‬كىو أقرب إلى الصبا‪ ،‬زارت ضريحو غني نسمات القبوؿ كالصبا (ُ)انتهى كبلمو‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪.)ُّٓ/‬‬

‫(ّ‪)ُّٓ/‬‬

‫قلت‪ :‬ككاف الذم أراد قتلو ىو صاحب المواىب ألف القاضي يوسف كاف كزيران مع المولي‬
‫حسين بن عبد القادر بكوكباف كقد تقدـ ذكر شيء من ذلك كقد كاف كشى بو حاسده إلى‬
‫صاحب المواىب كأنو صدر منو كبلمان في جانبو موجبان لقتلو فسجنو بػ(قصر صنعاء) ثم أنفذ‬
‫إلى عاملو بػ(صنعاء) يأمره بقلتو في يوـ معين بمرل من الناس‪ ،‬فدخلت بعض جوارم صاحب‬
‫المواىب عليو تستشفع لصاحب الترجمة‪ ،‬كقالت‪:‬إنو سيحدث الناس عنكم أنكم تقتلوف‬
‫العلماء فأنفذ بريدان في الحاؿ إلى عامل (صنعاء) يأمره بإطبلقو فوصل البريد كقد كتف صاحب‬
‫الترجمة كشهر السيف لضرب عنقو فأشار البريد أف معو أمران من صاحب المواىب كأشار إليهم‬
‫بالكف عنو‪ ،‬ففرج اهلل عنو ككاف محسدان لكمالو كفضلو كميلو إلى العمل باألدلة الشرعية مع‬
‫تطاكؿ كعجب بنفسو فثقل على أىل زمانو كلما قاؿ ىذه المقطوع (ُ)‪:‬‬
‫إذا كنت يا نعلي ترل صفع من يرل ‪ ...‬سبابان ألصحاب الرسوؿ أك الولي‬
‫ففي أضلعي منهم كفي حر أكجو ‪ ...‬تنقل فلذات الهول في التنقل‬
‫ىجاه كل شاعر كرد عليو كل فاضل‪ ،‬حتى السيد العبلمة صبلح بن الحسين األخفش كالسيد‬
‫العبلمة ىاشم بن يحيى الشامي كالقاضي العبلمة علي بن محمد العنسي‪ ،‬على جبللة قدرىم‬
‫كقد كاتبو عدة من األعياف كالمولى عبداهلل بن علي الوزير كالقاضي علي العنسي كالقاضي‬
‫أحمد الحيمي كالمولى [‪)ِ( ]..........‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كمن شعره ىو في الطبقة العليا من الببلغة فمنو قولو كىو في منتزىو المعركؼ بسداؿ من‬
‫كادم ظهر(ّ)‪:‬‬
‫فلق األماني قد تبلج ‪ ...‬كشذا المسرة قد تأرج‬
‫كالدىر قد كىب الحبو ‪ ...‬ر (ْ) كىب ركح رضاه سجسج‬
‫كأتى الربيع بحر فضل ‪ ...‬مركطو لما تبرج‬
‫فتزخرفت لقدكمو ‪ ...‬الدنيا بما أبهى كأبلج‬
‫كالجو أصبح الزكر ‪ ...‬دم المطاؼ لم يضرح‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ )َْٗ/‬عنا ما‬
‫(ِ) ترؾ في النسخة (جػ) قدر سطر كنصف بياضان‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪ )َْٗ/‬عنا ما ىنا‪ ،‬طيب السمر (ُ‪.)ّّٓ-ِّٓ/‬‬
‫(ْ) نهاية [َّٗجػ]‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٓ/‬‬

‫كالركض زاه زاىر ‪ ...‬خضر مبلبسو مزبرج‬


‫حسن النضارة قد كسي ‪ ...‬حلبلن من األزىار تنسج‬
‫كالقضيب غناىا الحما ‪ ...‬ـ فهزىا طربان كأزعج‬
‫ككأنما الناكبخ في ‪ ...‬أغصاناىا جمر تأجج‬
‫أك ال فكا ألكر التي ‪ ...‬من عسجد كالريح صولج‬
‫كمجامر األترج قد ‪ ...‬فاحت بعرؼ قد توىج‬
‫كاألقوحاف كأنو ‪ ...‬جبب السبلفة حين تمزج‬
‫أك شبو دينار غدا ‪ ...‬ملقى على ثغر مفلج‬
‫كالطير أنشدنا من ‪ ...‬األكراؽ ما أنشا كأنسج‬
‫كأحمر خد الوركد من ‪ ...‬خجل كعذر بالبنفسج‬
‫ككأف زنبقنا كؤ ‪ ...‬كس من لجين لم يبهرج‬
‫كمقامنا قد شقو ‪ ...‬نهر بساحتو تثبج‬
‫نهرتراه كصارـ ‪ ...‬أك معصم ألبض أدعج‬
‫كفراشنا فيو بسا ‪ ...‬ػط بالزىور غدا مدبج‬
‫كسحابنا فيو دخاف ‪ ...‬يلنجج(ُ) ال عرؼ عرفج‬
‫كشرابنا من قهوة ‪ ...‬كالمسك بل أركل كأركج‬
‫زنجية أضحت بدر ‪ ...‬جبا بها الصافي تتوج‬
‫إف أفرغت في كأسها ‪ ...‬خلت الدجى في الصبح يولج‬
‫مع فتية ىم فتنة ‪ ...‬كالشهب بل أبهى كأبهج‬
‫ما منهم إال مر ٌدا ‪ ...‬أبا الحجى شيماف أبلج‬
‫سمح السجية باىران ‪ ...‬باه قرين اللطف دىمج (ِ)‬
‫نطق عريق في الفصاحة ‪ ...‬إف تكلم ما تلجلج‬
‫فانهض كادلج فالمهذىب ‪ ...‬من إلى اللذات أدلج‬
‫كجع التثبط كانتهز ‪ ...‬فرص السركر ككافا مزعج[ُٗب‪-‬ب]‬
‫كمن شعره مضمنان من قصيدة أبي العبلء المعرم المعركفة في لحماسة الحماسية التي أكلها‪ :‬آال‬
‫في سبيل المجد ما أنا فاعل (ّ) ‪:‬‬
‫دنت سحران بالجزع من مغرـ لو ‪ ...‬عفاؼ كإقداـ كحزـ كنائل‬
‫خو‬
‫فغارت نجوـ األفق من شمس كجهها ‪ ...‬كقاؿ الدجى للصبح لونك حائل‬
‫كقد أسلبت سحر التخف كمن لها ‪ ...‬بإخفاء شمس ضؤكىا متكامل ‪ُّٗ[ ...‬جػ]‬
‫مهاة عصت عذلها في كصالها ‪ ...‬فأىوف شيء ما يقوؿ العواذؿ‬
‫غدا الخصر منها يدعى فضل ردفها ‪ ...‬كيظهر نقصان ردفها كىو كامل‬
‫فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ‪ ...‬ككا أسفان كم يظهر النقص فاضل‬
‫__________‬
‫(ُ) اليلنجج‪ :‬عود البخور‪.‬‬
‫(ِ) الدىمج‪ :‬العظيم الخلق‪.‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪ )َُْ/‬عن ما ىنا‪ ،‬طيب السمر (ُ‪.)ّّٓ/‬‬

‫(ّ‪)ّّٓ/‬‬

‫أرل قرطها من بعد مهواه يزدىى ‪ ...‬كيقصر عن إدراكو المتناكؿ‬


‫كما النبل إال من رناىا فإف رنت ‪ ...‬نكصن على أعقابهن المعابل‬
‫كتطاكلت ليلى كي يشابو شعرىا ‪ ...‬كعند التناىي يقصر المتطاكؿ‬
‫تصد فتبكيها جميع جوارحي ‪ ...‬كلو باف زندم ما بكتو األنامل‬
‫علمت الهول لكن ألجل عواذلي ‪ ...‬تجاىلت حتى قيل أني جاىل‬
‫كنم بوجدم مدمع سائل كىل ‪ ...‬يصدؽ كاش أك يخيب سائل‬
‫كمن شعره (ُ) ‪:‬‬
‫ما أنت بدر فوؽ غصن تحتو‬
‫‪ ...‬دعص يركؽ الناظرين كيبهج‬
‫فالبدر يكشف كجهو كالغصن قد ‪ ...‬يدكم كدعص الرمل ال يترجرج‬
‫كتحرج‬
‫كأراؾ كضاح المحيا تلجم العذ ‪ ...‬اؿ فيك عن الغراـ ٍ‬
‫كنضير قدؾ ال نظير لحسنو ‪ ...‬أبدان تضير بو الغصوف كتحرج (ِ)‬
‫كالردؼ مرتدؼ ترجرج موجو ‪ ...‬يا من بو تهول القلوب كتلهج‬
‫__________‬
‫(ُ) طيب السمر (ُ‪.)ّْٓ/‬‬
‫(ِ) البيت ساقط في (جػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْٓ/‬‬

‫كممن ترجم لصاحب الترجمة كأطاؿ الثناء عليو صاحب (صفوة العاصر) كال بأس بإيراد ما قالو‬
‫فيو‪ ،‬فقد كاف حقيقان بذلك كصورتو‪ ،‬ىو‪ :‬بحر ليس للبحر لججو‪ ،‬كبدر من أين للبدر تبلجو‪،‬‬
‫ينفث باللؤلؤ كالمرجاف‪ ،‬كيزخر ببدائع من الفضل كأفناف‪ ،‬النبل مقصور على ذاتو‪ ،‬كالفضل‬
‫موقوؼ على حركاتو كسكناتو‪ ،‬كالفخر متردد بين غدكاتو في المجد كركاحتو‪ ،‬شغف بالمجد فتان‬
‫ككهبلن‪ ،‬فأصبح لكل مكرمة أىبل[ِّٗجػ] ككلف بالعلم كأدكاتو‪ ،‬فجنى من الفضل يانع ثمراتو‪،‬‬
‫فالنيل ال يعلق بغير معاليو‪ ،‬كالجود ال يكلف بسواء إنارتو في الفخر كتؤلليو إف نظم رأيت التبر‬
‫مسبوكان‪ ،‬كالوشي محبوكا‪ ،‬كالدر منثوران كمسلوكا‪ ،‬كإف نثر أراؾ البدائع شخوصا‪ ،‬كجبللها للرائين‬
‫شذكران كفصوصا‪ ،‬في كل معنى رائق مستحسن تهتز من طرب لو األكراح‪ ،‬ىذا إلى علم ترنق‬
‫حواشيو كينزاح بو ليل الجهل كغواشيو‪ ،‬ضبللو كارؼ كسحايبو على الطلبة ذكارؼ‪ ،‬كمحاسن‬
‫شمائل ىي في الحسن رياض كخمائل‪ ،‬فاإلبداع مقصور عليو كالمحاسن بأسرىا لدينو‪ ،‬كعلى ما‬
‫ص يرك ىف}[سورة‪:‬الطور‪ ]ُٓ،‬كسأكرد‬‫أدعيو شاىد عدؿ يظهر للعيوف {أىفى ًس ٍحر ىى ىذا أ ٍىـ أىنٍػتيم الى تيػ ٍب ً‬
‫ٍ‬ ‫ه‬
‫ذلك من عقود دره‪ ،‬كرياض أدبو الموشحة بأزىار فقره‪ ،‬ما تعلم بو كنو مقداره‪ ،‬كتخبر بو قدر‬
‫أمده بالشعر كمضماره‪ ،‬فمن نظمو الذم يسوغ في مذاؽ اآلداب‪ ،‬كيجتني منو قطاؼ األدب‬
‫المستطاب‪:‬‬
‫مالي إذا ىب النسيم النجدم ‪ ...‬كىنان تمسكت بو من كجدم‬
‫كإف سرل برؽ الغوير سحران ‪ ...‬بعت كرل محاجرم بالسهد‬
‫كإف تذكرت العقيق صبوةن ‪ ...‬أجريتو من مدمعي في خدم‬
‫كإف سمعت باللول حكاه ‪ ...‬في خفوقو قلبي كحار رشدم‬
‫كإف تجافاني سكاف الغضى ‪ ...‬أحسست حر ناره في كبدم‬
‫عرب ىواىم سنو ال سبتو ‪ ...‬يرفضها أىل الهول من بعدم‬
‫ضاع شذاىم فهداني نحوىم ‪ ...‬منا كمن ضاغ فأنى يهدم‬
‫أموت من شوقي إذ تيمموا ‪ ...‬فالدمع غسلي كالهموـ لحدم‬
‫كجرد‬
‫لي فيهم خلف الحجاؿ دمية ‪ ...‬محركسة بذبل ي‬
‫طلعتو‬

‫(ّ‪)ّٓٓ/‬‬

‫طلعتها لي مشهدان محرابو ‪ ...‬طرة شعرم جامع لوجدم‬


‫تشح ظلمان بكيت ظلمها ‪ ...‬ككم سخت لي بركوف النهد‬
‫كصعت في شعرم جعد شعرىا ‪ ...‬كصف أديبان عارفان بالنقد ‪ّّٗ[ ...‬جػ]‬
‫فقاؿ ما غيرؾ لي نابغة ‪ ...‬فقلت ما تنكر قوؿ الجعدم‬
‫إف نفرت في الملتقى كسترت ‪ ...‬عين محياىا بفصل البرد‬
‫أعادىا الشوؽ كأبداىا فما ‪ ...‬أفتر من شكر المعيد المبدم‬
‫كإف جلت خدكدىا كجلدىا ‪ ...‬من فوقها أردت جناف الخلد‬
‫كم قد أسالت أدمعي بيعدىا ‪ ...‬كاستفهمت ماذا جرل من بعدم‬
‫فقلت بالموجب شهب أدمعي ‪ ...‬كحمرىا تسابقت في خدم‬
‫يا ليتها توعدني بهجرىا ‪ ...‬فإنها ما صدقت في كعدم‬
‫يا عاذلي لست الرشيد في الورل‬
‫‪ ...‬كلست بالمأموف قط عندم‬
‫ألرفضن كدىا قبلن كال ‪ ...‬كجيو دين اهلل رب المجد‬
‫من لم يمن كال ييمن عندما ‪ ...‬يمن منو باللها كيسدم‬
‫ملك إذا صلت ضباه سلمت ‪ ...‬عداه من قبل بلوغ الحد‬
‫بدر كلكن لم يخف محاقو ‪ ...‬بحر كلكن مستطاب الورد‬
‫ما الشمس في الظهر تميل كصفو ‪ ...‬كليس في العصر لو من ند‬
‫كم صفد األعداء بالدىر ككم ‪ ...‬جاد بها شواز بالرفد‬
‫بنى على الفتح حصونان أعربت ‪ ...‬عن رفعة بكسره للضد‬
‫تخشى كيرجو نقده كنقده ‪ ...‬مفوىان كطالب مستجدم‬
‫عمر فينا عمر نوح إنو ‪ ...‬جاء بطوفاف النول للمجد‬
‫مطلع جود يرتجى بمدحو ‪ ...‬حسن الختاـ من كلي الحمد‬
‫كمن شعره مجيبان على صاحب (صفوة العاصر) (ُ) ‪:‬‬
‫حسبكم إف نشوتي ‪ ...‬بالهول قبل نشأتي‬
‫كبذات الدالؿ في ‪ ...‬عالم الدر فتنتي‬
‫ىي في األفق زىرتي ‪ ...‬كىي في الركض زىرتي‬
‫كىي من كل ما أريد ‪ ...‬من اهلل بغيتي‬
‫أنا مغرـ بحبها ‪ ...‬كىي ما عشت نزىتي‬
‫إف أشا النرجس الندَّم ‪ ...‬تقل ىاؾ مقلتي‬
‫ذ ‪ّْٗ[ ...‬جػ]‬
‫أك شقيقان بو البهار ‪ ...‬تقل ذاؾ كجنتي‬
‫أك أقاحان يقل كفى ‪ ...‬مبسمي ذا التعنت‬
‫أك قضيبان تقل بو ‪ ...‬ػدم إذان أم غنية‬
‫ىيجت لي ببلببلن ‪ ...‬إف غدت كىي كركضتي‬
‫قدىا تحت تاجها ‪ ...‬ألف تحت ىمزة‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ(ّ‪ )ُِْ-ُ-ُُْ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٓٔ/‬‬

‫مقلتي مقلتي التي ‪ ...‬لحظها داء مهجتي‬


‫نظرتها لمحنتي ‪ ...‬في الهول كىي محنتي‬
‫أنا في حسنها الذم ‪ ...‬كىي في فتنتي التي‬
‫يا‬
‫مسكر ريقها الذم ‪ ...‬منو يا صاح سكرتي‬
‫ىي حل كطيب ‪ ...‬فهي كاهلل جنتي‬
‫إف يقولوا لك المليحػ ‪ ...‬ػػة كالفضل بغيتي‬
‫قلت لم يعدني كمن ‪ ...‬قاسم الفضل بغيتي‬
‫ككفاني نظامو ‪ ...‬فهو ما عشت حجتي‬
‫منها‪:‬‬
‫كم لو من و‬
‫بديهة ‪ ...‬أعجزت ذا الركاية‬
‫جاءني نظمو الذم ‪ ...‬ىو حقان نشيدتي‬
‫أخذت عنو بابل ‪ ...‬سحرىا للبرية‬
‫إف تغب أنجم السما ‪ ...‬ء تقل ذا خليفتي‬
‫أين زاه كزاىر ‪ ...‬كالتي منو ىكلَّت‬
‫ىذبتو قريحة ‪ ...‬لم تكن بالقريحة‬
‫كلو أيضان مجيبان‪:‬‬
‫عليو سبلـ طيب النشر ‪ ...‬كأخبلقك في البشر‬
‫كقد بالغت في تشبيهو ‪ ...‬ميبلن إلى الخير‬
‫أليس حديثها إذا زىرت ‪ ...‬يركم عن الزىرم‬
‫كما السكر يحكيها ‪ ...‬كمنها طيب بالسكر‬
‫فقد حلت لنا كحلت ‪ ...‬لذم حلت عن الخمر‬
‫كليس الركض يحكيها ‪ ...‬فكم قابل بالنهر‬
‫ككم قطب فيها الزىر ‪ ...‬قبل تبسم الفجر‬
‫كليس السحر يشبهها ‪ ...‬سمت عن بالطل السحر‬
‫كال ما أكدعتو الجوز ‪ ...‬من سلب لذم الحجر ‪ِٗ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫يا جفاف نظرف على ‪ ...‬جيوش الصبر بالشكر‬
‫كأكجاف بها ماء الشباب ‪ ...‬فخالط الجمر‬
‫عليك أبا المعاني كالفخار ‪ ...‬السائر الذكر‬
‫كمن بحر العد ‪ ...‬بقبلئد من رائق الشعر‬
‫كقلدني بها كأجلها ‪ ...‬ما كاف في البحر‬
‫ألنت البحر في اآلؿ ‪ ...‬كليس اآلؿ كالبحر‬
‫فقد فضلت بالشعرا ‪ ...‬الغيور قبلئد الشعر‬
‫كقد حليت بالنثرة ‪ ...‬ما قلت من النثر‬
‫زففت إلى في خمر ‪ ...‬الحبور خريدة القصر‬
‫لتخطب كىي أكرـ ‪ ...‬في النجار يتيمة الدىر‬
‫فدكنكها على كفق ‪ ...‬اقتراحك يا فتى الفخر ‪ّٗٓ[ ...‬جػ]‬
‫كمثلك باليتيمة يا ‪ ...‬أبا العرفاف ذك بر‬
‫كدـ ما بارؽ الثغر ‪ ...‬حكاه بارؽ الثغر‬
‫كمن شعر كنثره مجيبان عليو أيضان‪:‬‬
‫من ذا لطرسك إلفان ‪ ...‬فلم يقبلو ألفا‬
‫كتتخذه إذا ما ‪ ...‬راـ التنزه إلفا‬
‫كيجتلي الزىر منو ‪ ...‬كيجتليى الزىر لطفا‬
‫كيرشف الذكؽ منو ‪ ...‬الذارم كأشفا‬

‫(ّ‪)ّٕٓ/‬‬

‫في الحلى عقدان كأشفا‬


‫كيهدم للخود منو ‪ ...‬في الحلى عقدان كشنفا‬
‫خود إذا ما تجلت ‪ ...‬للبدر حاكتو كصفا‬
‫ضيمان قد أرسلت ‪ ...‬كارد الذكائب كطفا‬
‫أىوالها معصمان ‪ ...‬قد صدل السلو كفا‬
‫يكاد يجرم سربان ‪ ...‬لوال تسور كقفا‬
‫يهتز من معطفها ‪ ...‬غصنا تسنم حقفا‬
‫ما جسمها غير ما ‪ ...‬يكاد يرشف رشفا‬
‫محقق النهد منها ‪ ...‬تشبيهو ليس يخفى‬
‫سكرم تخمر دالؿ ‪ ...‬ال يعرؼ الخمر صرفا‬
‫فاعجب لها شمس صحو ‪ ...‬سكرم ترنح عطفا‬
‫ترنوا بمقلهة ظبي ‪ ...‬حوران كتغشاه كطفا‬
‫قد عنعن السحر عنها ‪ ...‬ىاركت صنفان فصنفا‬
‫كأسندتو إلى نظم ‪ ...‬و‬
‫ماجد فاؽ طرفا‬
‫كىي أكثر من ىذا القدر كلفظ النثر قولو‪:‬‬
‫ما الركض صح لو ىو النسيم فاعتل‪ ،‬كمسح بذيلو العطر‪ ،‬كمعو القطر المنحدر من عيوف‬
‫النرجس على خدكد الورد‪ ،‬فابتل الطف من ركض ببلغة بغلو بريد األفراح فأحسن ببلغو‪ ،‬ىو‬
‫شفاء األكاـ كبلوغ المراـ من اإلنساف الكامل‪ ،‬كالسيد الذم ىو بهجة المحافل‪- ،‬حفظو اهلل‬
‫كأبقاه‪ -‬ركح الركح كأىدل إليو سبلمان تتنزؿ بو المبلئكة كالركح‪ ،‬فإنو السيد الذم صبا إلى‬
‫ببلغتو أبو إسحاؽ الصابي‪ ،‬كبنى عن فصاحة السيف األمدم فقيل لو إنك كإف كنت الماضي‪،‬‬
‫فإنك عن ىذا الحديث النابي‪ ،‬كلقد ىم يوسف قبل تجلي ىذا الكتاب [ّٔٗجػ] لو في سورة‬
‫امرأة العزيز‪ ،‬أف يلقي نفسو في غيابات جب كربو‪ ،‬لوال أنو تداركو بتجليو في تلك الصورة التي‬
‫حسنت فغلقت أبواب الضنا كقالت ىيت لك‪ ،‬كذلك من فضل ربي كقلت لمواله معاتبان بعد أف‬
‫ب‬ ‫ًً‬
‫{كذىا النُّوف إ ٍذ ذى ىى ى‬
‫تذرت الدكاة مغاضبا‪ ،‬لما تمادل في ىجره فقاؿ ىواه‪ :‬ى‬
‫مغى ً‬
‫اضبنا}[سورة‪:‬األنبياء‪:]ٖٔ،‬‬ ‫ي‬
‫علم الدين لم ىجرت ألم أشتكي ألم‬
‫على اهلل أف قلبي نار على علم‬

‫(ّ‪)ّٖٓ/‬‬

‫ىذه نفثة مصدكر آف أف أثني منها عناف البراعة إلى إتحاؼ المالك بشيء من صناعة البراعة‪،‬‬
‫أذكرني ىذا المقطوع الموصوؿ بالتورية مقطوعان منحو عند نظمو كزنو كركية‪ ،‬كىو مذ تجلى‬
‫لناظرم كعبة الحسن عن أمم حرـ المهجة األماف أليست لو حرـ‪ ،‬كما لو في اللطف سارة‪،‬‬
‫قولي عاقدان لقولو‪-‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(( -‬ال يحل لنبي أف يقبل باإلشارة)) إذا كاف‬
‫لحظك ذا مرسبلن إلينا على فترة ال غرارة‬
‫فما بالو يقتل العاشقين ‪ ...‬كقد بايعوه بلطف اإلشارة ‪ّٗ[ ...‬أ‪-‬ب]‬
‫كقولي مضمنان‪:‬‬
‫خد و‬
‫أملس ‪ ...‬بنبات شعر لم يرده عميدىا‬ ‫كم كدرت مرآة و‬
‫كقولي أيضان‪:‬‬
‫ناـ النبوة في الصبابة إذ غدا‬
‫السحار‬
‫‪ ...‬كىو الكليم بطرفو َّ‬
‫كرأل على خديو نار فانثنى ‪ ...‬متطلبا في الماء جذكة نار‬
‫كقلت أيضان مضمنان‪:‬‬
‫مقبل بشفاه للجفوف غدا ‪ ...‬في خده أثر منها لذم الولع‬
‫كلم تصادؼ مرعا ممرعان أبدا ‪ ...‬إال كجدت بو آثار منتجع‬
‫كقولي أيضان‪:‬‬
‫كبي من تفرد في حسنو ‪ ...‬كفاؽ الغصوف بلين الثني‬
‫ككافى كتاب الجماؿ الذم ‪ ...‬بو المطالع من كل فن ‪ّٕٗ[ ...‬جػ]‬
‫يجاكبني كالصدل مبهمان ‪ ...‬على إسمو محنةن ال تجتني‬
‫إذا قلت إني كرمت الجواب أتيت لتخبرني قاؿ إني‬
‫انتهى‪ .‬كمن شعر صاحب الترجمة في القوؿ بالموجب‪:‬‬
‫كلما رأكا ما مسنى ‪ ...‬للوجد من داء الجفوف‬
‫قالوا لقد عبثت بك ‪ ...‬السود فقلت من العيوف‬
‫كقولو‪:‬‬
‫زار الذم أىواه في غرة ‪ ...‬ليبلن فمن المجاب جنح الغسق‬
‫قاؿ ىل انشق الصباح الذم ‪ ...‬يحسدنا قلت نعم كانفلق‬
‫كقولو كفيو االقتباس مع التورية‪:‬‬
‫كمقطب النوار ضايع عرفو‬
‫‪ ...‬يهدم إلى استحسانو من ىكلها‬
‫إف قالت النسمات ىا كأس الحيا ‪ ...‬فاشرب تبسم ضاحكان من قولها‬
‫كقولو في االكتفاء مع التورية‪:‬‬
‫أكد ضيافة من زارني‬
‫‪ ...‬كأكرمو كرمان ال ريا‬
‫يا من أتاني مستوفران ‪ ...‬أقم مكرمان في محل الضيا‬
‫كقولو في مثلو‪:‬‬
‫حبذا ركضة نزلنا بها ‪ ...‬في يوـ دجن معطر األنفاس‬
‫بين كرد كنرجس ىو للطرؼ ‪ ...‬طيب يحلو أقذاه كاسى‬
‫كقولو أيضان‪:‬‬

‫(ّ‪)ّٓٗ/‬‬

‫جهلت مقلتي جناب رقيبي ‪ ...‬علت من جفا الحبيب اقترابو‬


‫كأساؿ الدموع منها فقالت ‪ ...‬بمقاؿ ما نابلتو اإلصابو‬
‫عجبان منو كيف أكجب غسلي ‪ ...‬بدموعي كما عرفت جنابو‬
‫كقولو أيضان‪:‬‬
‫هلل ركض قد نزلنا بو ‪ ...‬يذىب ما بالقلب من رين‬
‫إف قلت للنهر أتنى كاسقني ‪ ...‬قاؿ على رأسب كمن عيني‬
‫كقولو في التوجيو‪:‬‬
‫بعثت إلينا مرسبلن يا محمدا ‪ ...‬بآيات حسن من تذىب بالعقل ‪ّٖٗ[ ...‬جػ]‬
‫فكنت أنا الصديق كالعاذؿ الذم ‪ ...‬يلوـ على التصديق فيو أبو جهل‬
‫كمن تضامينو البديعة قولو‪:‬‬
‫لو شاىدت عيناؾ أعطافان لو ‪ ...‬مخضوبة بعصارة الحناء‬
‫لرأيت يأخذف الصبابة كالهول ‪ ...‬ذىب األصيل على لجين الماء‬
‫كلو في التوجيو‪:‬‬
‫عاتبني في ضمة مالكي ‪ ...‬لما غدا معتزؿ الهجر‬
‫فقلت أنا شافعي الهول ‪ ...‬مذىبي الضم إلى الصدر‬
‫كلو‪:‬‬
‫حبذا الورؽ إذا رقت من برل الدكح ‪ ...‬فأملت سجعان من األكراؽ‬
‫كغدت تجذب القلوب إلى رقة ‪ ...‬أىل الغراـ باألطواؽ‬
‫كلو‪:‬‬
‫كتب اهلل حركؼ الوصل في كجهك كجهك ‪ ...‬الزاىي فما ىذا النفار‬
‫كأكىا صدغك كالصاد بها طرفك ‪ ...‬الفتاف كالبلـ العذار‬
‫كلو من أبيات طائية‪:‬‬
‫ذك قلم يردم كيعطي فقد ‪ ...‬تجانس اإلعطاب كاإلعطاء‬
‫إف قطو قط رؤكس العدا ‪ ...‬فما رأينا منك قط‬
‫كمن شعره مجيبان على السيد إبراىيم جحاؼ‪:‬‬
‫ظبي حمت ألحاظو مرشفو ‪ ...‬كالثغر(ُ) يحمي بالظبا المرىفة‬
‫سبحاف من أعطاه خدان ‪ ...‬اسنى حجر المعنى إذ رأل زخرفو‬
‫أعرب عن كسر جيوش الجفا ‪ ...‬فابن عم الضم إذان معطفو‬
‫في ألف القائمة منو أبى ‪ ...‬عميدة ىمزة من عنفو‬
‫أسكر من ركيتو كىو شمس الضحى الصحو ‪ ...‬فأعجب من تنافي الصفو‬
‫ما عقد التوىيم جنى إذ ‪ ...‬حل بقلبي منو ما أتلفو‬
‫صرفت من عنف في حبو ‪ ...‬ال عدؿ في ذاؾ كال معرفو‬
‫حرـ ما حل من الراح في فيو ‪ ...‬على المضنى كما أسعفو [ّٗٗجػ]‬
‫الخمر في الجنة حلت كلم [ّٗب‪-‬ب] ‪ ...‬يا جنتي حرمت رشف الشفو‬
‫أغنى القى في غيابات جب ‪ ...‬الحب من تيو بو يوسفو‬
‫__________‬
‫(ُ) في (جػ)‪ :‬كالظبي ‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٔ/‬‬

‫كأنما در ثناياه من نظم ‪ ...‬ابن إبراىيم إذ رصفو‬


‫يحيى الذم يحيى بمعركفو المعركؼ ‪ ...‬نفس الكرـ المدنفو‬
‫أكرـ بو من سابق ما تبل في الناس ‪ ...‬اال مدح ما أزلفو‬
‫و‬
‫ككاحد بو ما اختلف اثناف في ‪ ...‬تفضيلو في مفخر ألفو‬
‫ذك قلم كالرمح لكنو ‪ ...‬ال مطعن فيو لرب السفو‬
‫كىي طويلة‪.‬‬
‫[( ) مصطفى بن فتح اهلل الحموم] (ُ)‬
‫(‪ُُُٕ-...‬ىػ‪َُٕٓ-... /‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫الشيخ مصطفى بن فتح اهلل الشامي الحموم‪ ،‬نزيل (مكة) ثم (اليمن) كاف عالمان أديبان‪ ،‬مؤرخان‪،‬‬
‫كفد إلى (صنعاء) في سنة ثماف كمائة كألف‪ ،‬بتجارة فعاشر أىلها كصحب أعيانها كطارح أدبائها‬
‫كتكاتب ىو كالقاضي علي العنسي‪ ،‬كالسيد عبد اهلل بن علي الوزير‪ ،‬كالسيد محمد بن الحسين‬
‫الكوكباني‪ ،‬كغيرىم من الفضبلء كاعترفوا بفضلو‪ ،‬كلم يبق أحد ممن يشار إليو إال كاتبو كصاحبو‬
‫ككاف حسن المركة كالعشرة طيب األخبلؽ‪ ،‬فخف عن القلوب كلبث بصنعاء برىة كلم يزؿ‬
‫يتردد إلى حضرة الخضراء كالمواىب‪.‬‬
‫[كفاتو كمؤلفاتو]‬
‫كعاد إلى كطنو بمكة ثم عاد إلى (اليمن) كنزؿ (ذمار) فمات بها في سنة سبع أك ثماف عشرة‬
‫كمائة كألف‪ ،‬كلو تأريخ سماه‪( :‬فوائد الرحلة كالسفر في أىل القرف الحادم العشر) ترجم فيو‬
‫لفضبلء (اليمن) ك(الشاـ) ك(العراؽ) الذين لقيهم في أسفاره إلى تلك البلداف فمن شعره قولو‬
‫من قصيدة(ِ)‪:‬‬
‫أكدل بي العشق كأشجانو ‪ ...‬كالحب ال يمكن كتمانو‬
‫كذاب قلبي من ىول شادف ‪ ...‬حل بصنعا عز سلوانو‬
‫يوسف حسن بو من ىجره ‪ ...‬بكاء يعقوب كأحزانو‬
‫[‬
‫[حرؼ الهاء]‬
‫[( ) الهادم بن المطهر الجرموزم] (ّ)‬
‫(َُْٖ‪َُُّ-‬ىػ‪ُِٔٗ-ُّٕٔ/‬ـ)‬
‫[نسبو كمولده]‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ (ّ‪ :)َِْ-ِِٗ/‬سلك الدرر (ْ‪ )ُٕٖ/‬كفيو‪ :‬كفاتو سنةُُِّىػ)‪.‬‬
‫عجائب اآلثار للجبرتي(ُ‪ .)ِٕ-ُٕ/‬كفيو توفي سنة (ُُِْىػ) األعبلـ (ٕ‪ )ِّٖ/‬نفحة‬
‫الريحانة (ُ‪ )ْٕٖ-ْٖٔ/‬مجلة العرب السنة الثانية (ْٖٕ‪.)َٕٔ-‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )َِّ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ّ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٖٖ-ِٖٓ/‬نشر العرؼ (ّ‪.)َِٕ-ِٔٗ/‬‬

‫(ّ‪)ُّٔ/‬‬

‫السيد ضياء الدين الهادم بن المطهر بن محمد الجرموزم كبقية نسبو تقدـ في ترجمة بن أخيو‬
‫أحمد بن الحسن‪.‬‬
‫مولده سنة ثماف كأربعين كألف‪.‬‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو كنماذج من شعره]‬
‫ككلي للمتوكل بن المنصور بعض األعماؿ ثم تولى (عتمة) بعد كفاة أخيو الحسين‪ ،‬ككاف شاعران‬
‫متفقهان مشاركان في النحو كغيره ذكره صاحب النسمة كأكرد لو قولو [ََْجػ] (ُ) ‪:‬‬
‫إليك الشوؽ كالفكر ‪ ...‬كفيك التوؽ كالذكر‬
‫كأنت المقصد األعلى ‪ ...‬كأنت السر كالجهر‬
‫كالسكر ‪ ...‬كالريحاف كالزىر‬
‫كأنت السكر ُّ‬
‫كمن طلعتك الغرا ‪ ...‬تغار الشمس كالبدر‬
‫كفي جفنيك كاألعطاؼ ‪ ...‬تماـ البييض كالسمر‬
‫كفي خديك كاألكجاف ‪ ...‬باف الورد كالخمر‬
‫كلوال حسنك الفتاف ‪ ...‬ما غاضي الهول الصبر‬
‫كمن كجدم لهم رسم ‪ ...‬كمن دمعي لهم سطر‬
‫فشوقي سيد األشواؽ ‪ ...‬في الحب كال فخر‬
‫كما أف قاسني قيس ‪ ...‬كال زيد كال عمرك‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِٖٔ-ِٖٓ/‬نشر العرؼ(ِٗٔ‪.)َِٕ-‬‬

‫(ّ‪)ِّٔ/‬‬

‫ككاف صديقان للقاضي حسن بن علي بن جابر الهبل‪ ،‬كتب إليو مباديان يبشره بحصوؿ مولود لو‬
‫سماه الحسن فراجعو القاضي بقولو‪( :‬أما بعد حمد اهلل الذم أطلع ىبلؿ السعادة في فلك‬
‫اإلقباؿ‪ ،‬كرشح سلطاف السيادة بزيادة اآلؿ‪ ،‬كأنسج ىبلؿ الجد جنينان فاستتم بدران كلم ينقص‬
‫إلى كتاب كرـ أنو بعد بسم اهلل الرحمن‬
‫كلن ينقص كما نقص القمر في السماء دىران فإنو كافى َّ‬
‫الرحيم ركض زاىر بل در باىر‪ ،‬تود الشمس لو اقتبست من أنواره كالزىور لو انتسبت إلى‬
‫ثماره‪ ،‬كالدر لو انتظمت في اسبلكو كالقمر لو سرل في أفبلكو‪ ،‬ممن عمر ركن الفضل فاعتمر‬
‫كأمر الفلك بطاعتو فاستمر كابتهجت بو أعواد المنابر كتفاخرت بو األقبلـ كالمحابر‪ ،‬كشمخ‬
‫حياء منو كجو البدر‪ ،‬ضياء اإلسبلـ المشرؽ‪ ،‬كغيث‬
‫[ْٗأ‪-‬ب] بوجوده انف الدىر ككلف ن‬
‫اإلحساف المغدؽ‪ ،‬كركن المجد األشد الهادم بن مطهر بن محمد‪ ،‬كمنها‪ :‬كلعمرم لقد انهدـ‬
‫ركن الحسود‪ ،‬كأغاض البعيد الحقود‪ ،‬كألبسني ثوب المسرة معلمان كلم أزؿ بكعبة ذلك الفرح‬
‫محرما‪ ،‬كألبس الصديق أحسن اللباس‪ ،‬كذلك فضل اهلل يؤتيو من يشاء كاهلل ذك فضل على‬
‫الناس‪ ،‬كىو المسؤكؿ تماـ إنعامو‪ ،‬كحسن الخاتمة بإكرامو‪ ،‬إف شاء اهلل تعالى) (ُ)‪.‬‬
‫كمدحو القاضي مهدم العشبي الشاعر كىو من عشب‪-‬بفتح العين المهملة كسكوف الشين‬
‫المعجمة ثم ياء موحدة‪ -‬بطن من ىمداف قرب كحبلف‪ ،‬ككاف ىذا الفقيو مهدم من شعراء‬
‫الدكلة المنصورية معدكدان[َُْجػ] من أدباء (صنعاء) حامل الذكر لنقصاف حظو كقصيدتو التي‬
‫مدح بها صاحب الترجمة ىي قولو (ِ) ‪:‬‬
‫محجر ‪ ...‬كصفى المشقر عن يمين األشقر‬
‫أنى لك الحجرات يوـ ٌ‬
‫ما ىذه األرض التي نذرت لنا ‪ ...‬فيها بيوـ الوصل أخت المنذر‬
‫قل للغماـ إذا ىممت برشها‬
‫‪ ...‬فاغمس جناحك في معين الكوثر‬
‫كأظن ذاؾ الترب شيب نديٌو ‪ ...‬بفتيت كافور كمسك أذفر‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪.)ِٖٕ-ِٖٔ/‬‬
‫(ِ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ّٖٕ/‬نشر العرؼ(ّ‪.)َِٓ-ِْٗ/‬‬

‫(ّ‪)ّّٔ/‬‬

‫ال تبصر العلمين من شرقيها ‪ ...‬حتى تمر على األراؾ األخضر‬


‫من لي بعصركاف يمكن صبوتي ‪ ...‬من كل كاضحة الترائب معصر‬
‫يصطاد قلب أخي الهول بسوالف‬
‫أأ ‪ ...‬من شادف كنواظر من جؤذر‬
‫كأرض باختبلؼ األنهر‬
‫ى‬ ‫ألكل أرضى باعتداؿ ىوائها ‪ ...‬حسن‬
‫فؤلىل رامو كل جيد أتلع ‪ ...‬كألىل حاجز كل طرؼ أحور‬
‫قالوا‪ :‬ظمى بحر الهدل فتخاصمت ‪ ...‬نفسي إلى بحر النواؿ األزخر‬
‫من معشر شهد الزماف بأنهم ‪ ...‬مع كثرة اإلشهاد أكرـ معشر‬
‫ما ضل من تخذ السرا كأمامو ‪ ...‬الهادم ضياء الدين نجل مطهر‬
‫ما خط مادحو بحرؼ أسود ‪ ...‬إال كقابلو بحرؼ أحمر‬
‫بمكسر‬
‫ٌ‬ ‫جمع الببلغة كالمعالي كالندل ‪ ...‬جمعان صحيحان لم يكن‬
‫يركم عن الذىبي جود يمينو‬
‫‪ ...‬ككبلمو يركم صحيح الجوىرم‬
‫يا كاسع الكرماء خلقان إنني ‪ ...‬لك شاكر كتعست إف لم أشكر‬
‫جازيتني بجميل شكرؾ كالثنا ‪ ...‬فنشرت زىر حديقة في األسطر‬
‫طي المعاني من نظاـ الدفتر‬
‫كسواؾ محتاجوف إلى التلويح في ‪ٍّ ...‬‬
‫زمن األديب كما علمت كإنما ‪ ...‬حسن الظنوف لديك غير مقصر ‪َِْ[ ...‬جػ]‬
‫صوات رب العالمين تعمكم ‪ ...‬يا عترة بين البتوؿ كحيدر‬
‫[كفاتو]‬
‫ككانت كفاة صاحب الترجمة في [ذم الحجة] سنة ثبلث كمائة كألف بصنعاء‪ ،‬كدفن في قبة‬
‫أخيو الحسن بن المطهر [بخزيمة]‪-‬رحمو اهلل تعالى‪.-‬‬
‫[( ) ىادم بن علي الصرمي الصنعاني] (ُ)‬
‫(‪-.....‬نحو ُُُِىػ‪َُُٕ-....../‬ـ)‬
‫[نسبو كنعتو]‬
‫__________‬
‫(ُ) نفحات األسرار المكية ‪-‬للذىبي‪ ،‬مصادر الحبشي (ََٓ‪ ،)ِّٗ،ِِّ،ْٖٕ،‬نشر‬
‫العرؼ (ّ‪ ،)ِٔٗ-ِٔٔ/‬مؤلفات الزيدية (ُ‪ ،)ُِّ،َِٔ/ِ( ،)ّٖ/‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص(َُْٕ) ترجمة (ُُُٓ)‪ .‬الركض األغن (ّ‪ )ُّْ/‬كمنو‪ :‬ملحق البدر الطالع‬
‫ص(ِِْ)‪ ،‬ىدية العارفين (ِ‪.)َِٓ/‬‬

‫(ّ‪)ّْٔ/‬‬

‫الفقيو العبلمة ىادم بن علي الصرمي‪ :‬الطبيب المنجم الشاعر األديب‪ ،‬عبلمة المعقوؿ‪ ،‬كاف‬
‫محققان متقنان عارفان بكثير من فنوف العلم كالمنطق كالهيئة كاألزياج كالطبيعي‪ ،‬كالسيمياء كما‬
‫يتعلق بو من علم الحرؼ كصناعة األكفاؽ‪ ،‬كاستخداـ الركحانيات كأحكاف النجوـ‪ ،‬كاإلخبار‬
‫بأشياء من الحواديث كعلم الطب كمباشرة العبلج مع اإلصابة في كل ما باشره كالتبريز فيو‪،‬‬
‫ككاف محققان لعلوـ اآلالت من النحو كالصرؼ[ْٗب‪-‬ب] كالبياف كعالمان في الحديث النبوم‬
‫كسائر علوـ المنقوؿ‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كألف المؤلفات العجيبة فمن ذلك مؤلف جمع فيو ما كرد في األحواؿ التي بعد الموت‬
‫(كتذكرة القرطبي)‪ ،‬ك(البدكر السافرة للسيوطي) غير أف صاحب الترجمة جمع فيو فأكعى كمنها‬
‫(العرؼ الندم حاشية على حاشية اليزدم على تهذيب المنطق) كمنها‪:‬‬
‫(شمس اآلكاف فيما تعاقب عليو الملواف)‪ ،‬كىو من أحسن الكتب التي ال بد لمريد علم الفلك‬
‫من تحقيقها‪ ،‬ككاف حسن األخبلؽ طيب الحديث كامل المركة مطرحان للكبر كالعجب بالكيلة‬
‫سريع الحركة قلق الطبع يقصد العبلج فيحمد نذيره لمعرفتو باألسباب كالعلل كالتشريح حتى‬
‫قاؿ فيو المولى عبد اهلل بن علي الوزير (ُ) ‪:‬‬
‫أئمة الطب بصنعاء ‪ ...‬لهم تعديل أركاح بأجساد‬
‫كلهم داع إلى نفسو ‪ ...‬لكن إمامي منهم الهادم‬
‫[نماذج من شعره]…ذج من شعره]‬
‫ككاف أكحد عصره في األدب‪ ،‬كجمع من شعره ديوانان كمدح المتوكل على اهلل القاسم بن‬
‫الحسين كجماعة من األكابر‪ ،‬كشعره مع كثرتو جيد كلو خط حسن كمن شعره مهنيان لعبض‬
‫أصحابو بزكاج (ِ) ‪:‬‬
‫بلغوا المراـ من التبلقي ‪ ...‬كصبوا إلى عج األماقي‬
‫كترشفوا راح المراشف ‪ ...‬ال الزجاجات الرقاؽ‬
‫كأنا العميد بحبهم ‪ ...‬باؽ على حسن الوفاؽ‬
‫كلفي ببدر ما بو ‪ ...‬كلف كال نقص المحاؽ‬
‫رياف يمرح في الصبا ‪ ...‬ما بين عواد كساقي‬
‫كيميل أعطافان فيهزك ‪ ...‬بالموللة الدفاؽ‬
‫__________‬
‫(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ‪ )ِٔٗ-ِٖٔ/‬عن ما ىنا‪.‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِٖٔ/‬‬

‫(ّ‪)ّٔٓ/‬‬

‫مهصور رمح القد عيل ‪ ...‬الردؼ ملي النطاؽ‬


‫من لم يزؿ متهاديان ‪ ...‬نحو يتيم العناؽ‬
‫فأعيده عسى كذاؾ ‪ ...‬القد من مر الفراؽ‬
‫أنا من سبلفة ظلمو ‪ ...‬بين اصطباخي كاغتباقي‬
‫تيمتو بحر الضما ‪ ...‬لما استقليت الشواقي‬
‫كذكرت عهد كصالنا‬
‫ذ ‪ ...‬بشباـ مع تلك الرقاؽ‬
‫كمعاىدان بالسفح من ‪ ...‬صنعاء على حسن التبلقي‬
‫كالورؽ تشدكا بالمثالث ‪ ...‬كالسحائب في اندفاؽ‬
‫كالركضة الغناء إلى ‪ ...‬أزىارىا صرؼ اشتياقي‬
‫كفتحت أبواب الربيع ‪ ...‬فلم تكذبها الغبلؽ‬
‫ىذا كقد رفعت لنا ‪ ...‬أيدم الصبا أسما ركاؽ‬
‫كالغيم من فوؽ الحدائق ‪ ...‬كالبواسق من دفاؽ‬
‫كلو الهناء متجددان ‪ ...‬بالوصل من ساجي األماؽ‬
‫عرس يغازؿ في الضحى ‪ ...‬كالشمس من تحت الغماؽ‬
‫ىاركت من ألحاظها ‪ ...‬يسقي الحمى بالدىاؽ‬
‫بيضاء أسمر قدىا ‪ ...‬أمضى من البيض الرقاؽ‬
‫حبات على الهند الكميت ‪ ...‬لها نهود كالحقاؽ‬
‫حليت فبات الدر من ‪ ...‬خل حياء في انشقاؽ‬
‫ككتب مع ىذا المنظوـ من المنثور كتابان منو قولو‪:‬‬
‫مواقع التهاني من القلوب‪ ،‬مواقع اتصاؿ المحب بالمحبوب‪ ،‬العرس الذم الحت أنواره كتبدد‬
‫في اآلفاؽ من حصباء النجوـ نثاره‪ ،‬كترنمت حلية على القدكد كما ترنمت على الغصن أطياره‪،‬‬
‫كترقرؽ ماء الشبيبة على الخدكد‪ ،‬فخلت حديقة كرد تفتحت أزراره كتفاكح من ركائحو الربيع‪،‬‬
‫كقد تنوعت أزىارىا كالح في األطواؽ محيا توارت منو في الليل أقماره‪ ،‬ىذا كأني بعثتها على‬
‫قادمتي طائر اإلسعاد‪ ،‬كأرسلتها فوردت على غير ميعاد‪ٗٓ[،‬أ‪-‬ب] كللهنا في األكفاؽ شعار‬
‫النوركز األكبر كالمهرجاف بجزيل المهر الذم يبهر‪ ،‬ككيف ال أنظم القوافي‪ ،‬كأطير إليكم من‬
‫المنظوـ كالمنثور بقوادـ كخوافي‪ ،‬كقد ختمت األفراح بذلك السفح‪ ،‬ككصل إلينا من أنهارىا‬
‫أم نفخ‪ ،‬فتمتع أيها البدر بالشمس كابن قدىا على الضم عند كسرات أجفانها كما بني على‬
‫الكسر أمس‪ ،‬كشنف السمع من نغمات صادح القرط كناعم السلس كالسبلـ (ُ) ‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) كفاتو بعد سنة (ُُُِىػ) كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٔٔ/‬‬

‫[(ِٓٗ) ىاشم بن يحيى الشامي] (ُ)‬


‫(َُٕٖ‪ُُٖٓ-‬ىػ‪ُْٕٓ-ُٕٔٔ/‬ـ)‬
‫[اسمو كنعتو]‬
‫المولى ضياء الدين ىاشم بن يحيى بن محمد بن السيد العبلمة المجاىد أحمد بن علي‬
‫الشامي بن الحسن بن محمد بن صبلح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليماف‬
‫بن أحمد بن اإلماـ الداعي إلى اهلل يحيى بن المحسن بن محفوظ بن محمد بن العالم الكامل‬
‫يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن األمير المعتضد باهلل العالم عبد اهلل بن اإلماـ المنتصر‬
‫باهلل محمد بن اإلماـ المختار القاسم بن اإلماـ الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم _عليهم‬
‫السبلـ‪.-‬‬
‫[نعتو كمن ترجمو]‬
‫ىو السيد العبلمة المجتهد الكبير سيد المحققين كإماـ العلماء الراسخين الثقة الثبت الزاىد‬
‫الورع الحجة الضابط المعركؼ بالشامي[َْٓجػ]‪.‬‬
‫ترجم لو صاحب النسمة كصاحب الطيب كتلميذه القاضي أحمد قاطن كغيرىم كذكره المولى‬
‫إسحاؽ فقاؿ‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ِْٗ-ِٖٗ/‬طيب السمر (خ)‪ ،‬دمية القصر لقاطن(بتحقيقنا)‪،‬‬
‫الركض النضير إلبراىيم بن محمد األمير (خ)‪ ،‬تحفة اإلخواف (خ)‪ ،‬الثغر الباسم (خ)‪ ،‬البدر‬
‫الطالع (ِ‪ ،)ِّْ-ُِّ/‬نشر العرؼ (ّ‪ ،)ِٖٓ-ُِٕ/‬األنعبلـ (ٖ‪ ،)ٕٔ/‬أعبلـ المؤلفين‬
‫الزيدية ص (َُٕٔ) ترجمة (ُُٓٓ)‪ ،‬مصادر الحبشي (ُّٓ)‪ ،‬الجواىر المضيئة‬
‫للقاسمي(بتحقيقنا)‪ ،‬ىدية العارفين (ٓ‪ ،)َْٓ/‬فهرسة المخطوطات بحضرموت للحبشي‪،‬‬
‫فهرسة مكتبة األكقاؼ (ّٗ‪ )َُّ-‬فهرس المكتبة الغربية (ينظر فهارسو)‪ ،‬مؤلفات الزيدية‬
‫(ينظر فهارسو)‪ ،‬الركض األغن (ّ‪.)ُْْ/‬‬

‫(ّ‪)ّٕٔ/‬‬

‫تطلع ذكاه على المشكبلت طلوع ذكاء على الليالي الحندسية‪ ،‬كتبرز أبكار المعاني من بيانو‬
‫في الحلل السندسية‪ ،‬كينظم بثاقب فكره ما عجز عنو غيره من صحاح الدرر الجوىرية‪ ،‬فترل‬
‫عقيم اللساف من نبات فكرة النتائج النطقية‪ ،‬إذا خط قلمو فهو أنفذ من الرماح الخطية‪ ،‬كإذا‬
‫شهر حساـ لسانو كلت عنو السيوؼ الهندية‪ ،‬ما ىو إال آية باىرة كمنة من المنن على ىذا‬
‫الخلق ظاىره‪ ،‬فكم تركت أكباد الطلبة الضامية من زالؿ علومو‪ ،‬ككم تملت عيوف األعياف من‬
‫رياض منثوره كمنظومو‪ ،‬مفاكهتو لجليسو أشهى من الفاكهة الجنية‪ ،‬كمشافهتو بالرقائق أرؽ من‬
‫الشفو الشهية‪ ،‬إذا جاؿ في مجاؿ الدعاب ىز أكناؼ ذم الحجا طربا‪ ،‬كإذا كعظ خاطبان أبكى‬
‫الوعاظ كأخرس الخطباء‪ ،‬كإذتا ناظر خصمان تخبط العشواء في حجتو عشية عينة لنور البرىاف‪،‬‬
‫فحار في قضيتو كإذا تولى فصل خصومو قد أعيا فك أقفالها‪ ،‬كاشتبكت شبهها كطارت‬
‫أذيالها‪ ،‬أبرز لها من كقاد ذىنو نبراسان يضيء فسللك في ظلمتها بنوره حيث ال يمكن المضي‪،‬‬
‫كقوران إذا ناظر في مراجعتو عجوؿ‪ ،‬إلى ترقي ذركات المعاني ال يطمع في مسابقتو تولى القضاء‬
‫بصنعاء للمتوكل فشكر جميل حالو كلم يكن لو قبل ذلك باألعماؿ كال خالط أحدان من العماؿ)‬
‫(ُ) ‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫[مولده كمشايخو]‬
‫ككانت كالدة صاحب الترجمة في سنة سبع كثمانين كألف بحدة كنشأ بها [ٓٗب‪-‬ب]‬
‫كبصنعاء ككاف يدخل أكؿ األمر لطلب العلم كل يوـ من حدة إلى صنعاء كقرأ العلوـ العقلية‬
‫كالنقلية الفرعية كاألصلية‪ ،‬كحقق على أحد المشايخ كالزـ شيخو المولى زيد [َْٔجػ] بن‬
‫محمد بن الحسن بن المنصور كأخذ عنو في العلوـ كأخذ عن القاضي العبلمة الحسين بن‬
‫محمد المغربي كعن أخيو القاضي العبلمة الحسن بن محمد المغربي كغيرىم‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) الثغر الباسم (خ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٖٔ/‬‬

‫كأخذ علم الركاية عن القاضي العبلمة طو بن عبد اهلل السادة‪ ،‬كالشيخ العبلمة عبد الخالق بن‬
‫الزين المزجاجي أخذ عليهما بعضان بالسماع كالباقي باإلجازة كأجاز لو السيد العبلمة يحيى بن‬
‫عمر مقبوؿ األىدؿ‪.‬‬
‫[من أخذ عنو]‬
‫كأخذ عنو أكابر المحققين في ذلك العصر كالمولى محمد بن إسحاؽ كأخيو المولى الحسن‬
‫كالبدر األمير كالمولى الحسين بن القاسم بن المؤيد الداعي بشهارة كالمولى أحمد بن إسحاؽ‬
‫بن إبراىيم بن المهدم‪ ،‬كالمولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن‪ ،‬كالمولى أحمد بن عبد‬
‫الرحمن الشامي‪ ،‬كالمولى شيخنا شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد‪ ،‬كالسيد العبلمة القاسم بن‬
‫محمد الكبسي‪ ،‬كالسيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي‪ ،‬كسيدنا العبلمة إبراىيم بن خالد‬
‫العلفي‪ ،‬كالقاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن‪ ،‬كسيدنا العبلمة حامد بن حسن شاكر‪ ،‬كجدم‬
‫السيد العبلمة إسماعيل بن الحسن الحوثي كأخيو السيد العبلمة البليغ على بن الحسن الحوثي‬
‫كغيرىم من العلماء األجبلء كالفضبلء النببلء‪.‬‬
‫[مؤلفاتو]‬
‫كألف مؤلفات عجيبة منها‪( :‬صيانة العقائد‪ ،‬حاشية على شرح القبلئد) في أصوؿ الدين تعقب‬
‫فيها على كثير من أبحاث العبلمة الجبلؿ كماؿ إلى تقرير المسائل على مذىب السلف كمن‬
‫مؤلفاتو‪( :‬نجوـ األنظار حاشية على البحر الزخار) كمل منها مجلد ضخم كلم يتم ألفها حاؿ‬
‫قراءة سيدنا إبراىيم بن خالد [العلفي] عليو‪ ،‬ككاف الشيخ يؤلف ىذه الحاشية على البحر‬
‫كالتلميذ حاشية على (األزىار)‪ ،‬ككل منهما في غاية التحقيق كاإلتقاف كالرصانة كمحبة اإلنصاؼ‬
‫كحسن المأخذ كلطف الرد كإيضاح المبحث‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪( :‬موارد الضماف مختصر من إغاثة‬
‫اللهفاف) كلو غير ذلك من الرسائل كالمسائل كاألبحاث‪ ،‬كأنظاره كلها في غاية اإلتقاف‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٔٗ/‬‬

‫ككاف ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬جليل القدر مهاب الجناب معظمان في الصدكر يمؤل العين جماالن كالقلب‬
‫جبلالن‪ ،‬محبوبان عند كل أحد معركفان بالورع كالزىد‪ ،‬أكرـ [َْٕجػ] من الريح المرسلة كثير‬
‫اإلنفاؽ الواسع تاـ المركة حسن األخبلؽ لطيف الطباع‪ ،‬شريف النفس ذا تودد باىر كمفاكهة‬
‫طيبة‪ ،‬كمجوف لطيف كمزاح ظريف‪ ،‬شديد التواضع ال يتصور الكبر كال يعرفو أصبلن‪ ،‬يستحقر‬
‫نفسو كيستعظم غيره من صغير ككبير‪ ،‬كعظيم كحقير‪ ،‬يحمل الخلق على كاىل السبلمة‪ ،‬كيتأكؿ‬
‫للمسيء كيهضم نفسو كيتواضع لمن لم يتصف إال باإلسبلـ حتى أخبرنا شيخنا الوجيو عبد‬
‫القادر بن أحمد‪ :‬برد اهلل مضجعو على شيخو صاحب الترجمة أنو كاف يقوؿ لوال أف اهلل تعالى‬
‫أمرني أف أرل لنفسي فضبلن على الكفار لم أفضلها على أحد من أكالد آدـ‪ ،‬يعني إنما سيظهر‬
‫ً‬
‫ًح ىع ًن النَّا ًر ىكأي ٍدخ ىل ال ى‬
‫ٍجنَّةى‬ ‫يوـ الدين فضل من جاز الصراط جلي على من لم يجزه{فى ىم ٍن يز ٍحز ى‬
‫از}[آؿ عمراف‪.]ُٖٓ :‬‬
‫فىػ ىق ٍد فى ى‬
‫[األعماؿ الموكلة إليو]‬
‫كتولى القضاء فعف كحمد الناس آثاره ثم اعتذر عنو في الدكلة المنصورية‪ ،‬ككاف يميل إلى‬
‫التصوؼ ككاف يخطب بمنبر (جامع حدة) حتى أقاـ بها المتوكل على اهلل كتجرد عن الدنيا‬
‫كىذب أخبلقو ككضع نفسو كانقطع إلى اهلل بكليتو ككاف يقوؿ‪ٗٔ[:‬أ‪-‬ب] لمن يتصدل‬
‫لبلنكار على الصوفية إذ أزىدت في الدنيا زىدىم كتركتها تركتهم كاستول عند ذلك الدرىم‬
‫كالمدر كالحجر‪ ،‬فبل بأس باالعتراض كعلق بو الفالج في آخر عمره كشفي منو كبقيت آثاره‬
‫كلم يغير شيء من أخبلقو ثم عاد إليو األلم فأقعده كلم يغير من أخبلقو شيئان‪ ،‬كلم يقرأ عليو في‬
‫آخر عمره إال شيخنا كجيو الدين لمزيد األلفة كالمودة بينهما‪ ،‬كلقد كاف شيخنا الوجيو يحدثنا‬
‫عنو بعجائب كغرائب من لطفو كحسن خلقو ككماؿ مركتو ككرمو كسعة صدره كنقادتو كفحوليتو‬
‫كمعرفتو بالحقائق‪ ،‬ككاف بينو كبين البدر األمير كماؿ الصداقة كاالتصاؿ‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٕ/‬‬

‫ككذلك المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي كالمولى محمد بن إسحاؽ‪ ،‬كلما دعا المولى‬
‫محمد إلى نفسو ككصل إلى (شباـ) كشا بصاحب الترجمة بعض حساده إلى المنصور بن‬
‫المتوكل فجاء إليو المولى حسين بن علي بن المتوكل كىو في موقف التدريس فأسر [َْٖجػ]‬
‫إليو بذلك‪ ،‬فاختفى مدة نحو شهر ثم لما خرج المولى محسن بن المؤيد لئلصبلح بين‬
‫اإلمامين طلب التأمين لصاحب الترجمة من المنصور فأمنو كخرج صحبتو إلى (شباـ) ثم عزـ‬
‫للحج كعاد إلى (صعدة) فبقي بها أيامان ككتب إليو المنصور بتأمينو فوصل معظمان مبجبلن ككاف‬
‫كثير المعاكنة مجاىد عند أرباب الدكلة كمقبوؿ الشفاعة عندىم نافذ الكلمة كلما مرض جاء‬
‫إليو المنصور باهلل الحسين بن المتوكل إلى بيتو لزيارتو كللناس فيها اعتقاد عظيم كيصفوف لو‬
‫مكاشفات عجيبة‪ ،‬كقد ذكر القاضي أحمد قاطن أنو أخبره صاحب الترجمة بأف فبلنان كفبلنان‬
‫رحبل علي أحدىما في صورة كلب كاآلخر في صورة حمار‪.‬‬
‫قاؿ القاضي‪ :‬كلما مات أفشيت ىذا السر إلى بعض الناس فنالني بسببو عقاب كحبست مدة‬
‫طويلة كلم يقع في خاطرم من األسباب غيره ال مظهره تحقق لي) انتهى‪.‬‬
‫[نماذج من شعره]‬
‫كلو شعر كثير جيد كمقطعات لطيفة فمن شعره ما كتبو في سنة إحدل عشر كمائة كألف إلى‬
‫صاحب النسمة (ُ) ‪.‬‬
‫عن الباف حدثني كعن ساكن الباف ‪ ...‬فإف أىيل الباف ركحي كريحاني‬
‫كال تسقني إالَّ سبلفة ذكرىم ‪ ...‬فذكراىم (ِ) كاسي كخمرم كندماني‬
‫كلوالىم ما شاقني صوت ساجع ‪ ...‬كال ىاج بالتغريد قلبي كأشجاني‬
‫كال شاـ برؽ الغور جفني فأمطر ‪ ...‬الدموع على خدم كال برؽ ً‬
‫نعماف‬
‫كال ملت الستنشاؽ طيب نسيمو ‪ ...‬بمهجة مشتاؽ كفكرة كلهاف‬
‫كال قلت سقيان للعقيق فإنها ‪ ...‬معاىد أحبابي كأنسي كأكطاني‬
‫حر نيراف‬
‫حشام كقد ذابت على ّْ‬
‫ى‬ ‫كلوالىم ما ُّ‬
‫بت في الحب طاكيان ‪...‬‬
‫كال عبثت أيدم الغراـ بجسمي النحيل ‪ ...‬فأضحى فيو سرم كإعبلني‬
‫__________‬
‫(ُ) نسمة السحر (ّ‪ ،)ُِٗ/‬نشر العرؼ(ِٖٕ‪.)ِٕٗ-‬‬
‫(ِ) في نسمة السحر‪ :‬تذكرني‬

‫(ّ‪)ُّٕ/‬‬

‫كال استوطن التسهيد أجفاف مقلتي ‪ ...‬ففرؽ ما بين المناـ كأعياني‬


‫ذذذ‬
‫كال كدرت صفوم مبلمة عاذؿ ‪ ...‬يركح كيغدك في المبلـ بأفناف‬
‫إذا ما خمار الحب صد عني إذا ‪ ...‬رأل عذلو كأسان دىاقان فأسقاني‬
‫ذ‬
‫أعاذؿ إف اللوـ لوـ متيم ‪ ...‬قريح األماقي زاىل اللب حيراف ‪َْٗ[ ...‬جػ]‬
‫أصم على العذاؿ حتى كأنو ‪ ...‬إذا ليم لم يخلق لو قط أذناف‬
‫رأل حبهم فرضان عليو مؤكدان ‪ ...‬كمدح ضياء الدين فالكل فرضاف‬
‫منها‪:‬‬
‫إذا كتبت يمناه نظمان فلؤلؤان ‪ ...‬كإف أبرزت نثران فمنظوـ مرجاف ‪ٗٔ[ ...‬ب‪-‬ب]‬
‫ذا ما التقت أقبلمو كطركسو ‪ ...‬تفرؽ شمل المشكبلت بإتقاف‬
‫ضياء المعالي يوسف الندب من غدا ‪ ...‬من المجد في عز على ىاـ كيواف‬
‫كلو إلى األديب شعباف سليم (ُ) ‪:‬‬
‫إلف كنت أدعي بك اليوـ نبزان ‪ ...‬فإني أرل ذلة الحب عزا‬
‫كليس يركؽ كبلـ العذكؿ ‪ ...‬لقلبي كإف طرز القوؿ طرزا‬
‫يركـ سلوم كإف رمت من ‪ ...‬فؤادم ما راـ منو لعزا‬
‫فؤادم إذا أنا سليتو ‪ ...‬بعد التسلي في الحب عجزا‬
‫بركحي من إف رنا طرفو ‪ ...‬فؤاد شج لم يجد منو حرزا‬
‫يحاربني بسهاـ الجفوف ‪ ...‬كسود لحاظ إلى البيض تعزل‬
‫أحاكؿ من خده قبلة ‪ ...‬فيعرض عن مطلبي مشمئزا‬
‫كيرسل ثعباف شعر لو‬
‫‪ ...‬ليحرس من ذىب الخد كنزا‬
‫يعيب عذكلي منو القػ ‪ ...‬كاـ كلم أرل في ألف القد ىمزا‬
‫أيا رمح قامتو كم فؤا ‪ً ...‬د صب غدا يشتكي منو ككزا‬
‫أكل محب بذا الصد يجزل‬
‫كيا مالك القلب عذبتو ‪ٌ ...‬‬
‫لعلك من كلمات الوشػ ‪ ...‬ػاة في الصب صدقت إفكان كرجزا‬
‫خليلي إف كميض البرؽ كإف ‪ ...‬كاف أرقني كاستفزا‬
‫تجلى لقلبي فاىدا سنا ‪ ...‬حبيبي كافهمني منو رمزا‬
‫كبشر قلبي بنيل اللقا ‪ ...‬فحرؾ عطف اشتياقي كىزا‬
‫كلما ادعى شبو الثغر من ‪ ...‬حبيبي ألقى مبلمان كتمزا ‪َُْ[ ...‬جػ]‬
‫كدعول معارض شعباف في ‪ ...‬مزاياه أكذب عندم كأخزل‬
‫أديب ألفراس أفكاره ‪ ...‬إلى كل مستحسن الذكؽ مغزا‬
‫تهز القنا منو آدابو ‪ ...‬كإف كاف يحسب إف ال يهزا‬
‫__________‬
‫(ُ) في نشر العرؼ (ّ‪ )ِٕٗ/‬عن ما ىنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٕ/‬‬

‫كمن شعره‪-‬رحمو اهلل‪: )ُ( -‬‬


‫أما كىواكم كىو أصل مقرر‬
‫‪ ...‬كمهل و‬
‫كد فٌي ال يتكدر‬
‫لقد نمق الواشوف قوالن ففرقوا ‪ ...‬بو شملنا ىو المحاؿ المزكر‬
‫يقولوف إني ما ذكرت عهودكم ‪ ...‬نعم صدقوا ما كنت أنسى فأذكر‬
‫أينساكم صب حليف جول بكم ‪ ...‬سول ذكركم في بالو ليس يخطر‬
‫يعانق قامات الغصوف تولها ‪ ...‬كيلثم أذياؿ الصبا حين يعبر‬
‫إذا بارؽ الجرعاء الح لطرفو ‪ ...‬فأجفانو مثل السحائب تمطر‬
‫معاذ الهول ما في فؤادم سواكم ‪ ...‬لو منزؿ أضحى يشاد كيعمر‬
‫كفي زفراتي كالسقاـ كعبرتي ‪ ...‬دليل على ما أدعيو محرر‬
‫أحبتنا جودكا بوصل مولو ‪ ...‬بكم أك بقلب في المحبة يصبر‬
‫أبى الحب إني لم أزؿ ذاكران لكم ‪ ...‬كعهدم لديكم دائمان ليس يذكر‬
‫أيا جنة الخلد التي طي مهجتي ‪ ...‬لهجرانها نار الجحيم تسعر‬
‫ليهنيك أني تحت أمرؾ كاقف ‪ ...‬على مهجتي ينهى ىواؾ كيامر‬
‫شجى أكدل بو حادث الهول ‪ ...‬يميل بو غصن من الباف أخضر‬
‫كذات ن‬
‫من الورؽ إال أف أزرؽ لونها ‪ ...‬يخالطو لوف األصيل المعصفر‬
‫شجى فما ىي إال لوعة تتكرر‬
‫شجت مهجة في الحب لم تخل من ‪ ...‬ن‬
‫على أنها ناحت كلم تذر دمعة ‪ ...‬كبت كدمعي دكنها يتحدر‬
‫فكم مدمع للحب من غير شاىد ‪ ...‬فما حكمو في الحب إال مزكر‬
‫كمن شعره قولو (ِ)[ُُْجػ] ‪:‬‬
‫كالحب ىو السم البالغ ‪ ...‬أنك عندم القمر البازغ‬
‫كحليك المغني البديع الذم ‪ ...‬أغناؾ عما صاغو الصائغ‬
‫كإف قلبي لك طوؿ المدل ‪ ...‬ال مائل عنك كال زائغ‬
‫لم يثنو عنك عذكؿ كلم ‪ ...‬يشغلو عن حبك الفارغ‬
‫ال أسمع العاذؿ في لومو ‪ ...‬فإنما عيش الهول السائغ‬
‫كلو (ّ) ‪:‬‬
‫ال تبكين زمنان مضى ‪ ...‬أبدان كال دىران تقادـ‬
‫فالدىر يوـ كاحد ‪ ...‬كالناس من حول كآدـ‬
‫كلو (ْ) ‪:‬‬
‫لم أبك من ألم الفراؽ كال شجى‬
‫قلبي المعنى بلبل بسجوعو‬
‫لكنو عد الخياؿ بزكره‬
‫طرفي فرش طريقو بدموعو[ٕٗأ‪-‬ب]‬
‫كلو (ٓ) ‪:‬‬
‫__________‬
‫(ُ) نشر العرؼ ّ‪..)ِِٖ-ُِٖ/‬‬
‫(ِ) نشر العرؼ (ّ‪ )َِٖ/‬عن ما ىنا‪..‬‬
‫(ّ) نفسو (ّ‪.)ِٕٔ/‬‬
‫(ْ) نفسو (ّ‪.)ِٕٔ/‬‬
‫(ٓ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِٕٔ/‬‬

‫(ّ‪)ّّٕ/‬‬
‫بركحي نرجسي الطرؼ أحول‬
‫‪ ...‬يلذ ألجلو في الحب ىتكي‬
‫يشك رمح قامتو قلوبان ‪ ...‬غدت في أسره من غيرشك‬
‫كلو (ُ) ‪:‬‬
‫على رغم أنف للوعيدم سنبتني‬
‫بتوحيدؾ اللهم في الخلد مسكنا‬
‫كىل يقنط العبد المسيء كربو‬
‫كريم عظيم الصفح يغفر ما جنى‬
‫إذا خاؼ من كصف الشديد عقابو‬
‫أتاه الرجا من كصفي الجود كالفنا‬
‫تماـ القصيدة‪:‬‬
‫أما كعد الرحمن من ليس مشركان‬
‫فأدخل فيو كل من كاف محسنا‬
‫كإف أكعد النيراف ثم عفى فلم‬
‫يكن مخلفان لكن كريمان كمحسنا‬
‫كلم ال يكوف القوؿ بالعفو راجحا‬
‫كقد عظمت أكصاؼ رحمة ربنا ‪ُِْ[ ...‬جػ]‬
‫سننجوا من النيراف لكن بفضلو‬
‫كنسكن في الجنات طيبة الجنا‬
‫كمن يتأكؿ ما يشاء فقل لو‬
‫متى صرت بوابان عليها فردنا‬
‫كلو (ِ) ‪:‬‬
‫ما قلت إال الحق يا معنفي‬
‫صدقت أف الحب ال يليق بي‬
‫فهل ترل عندؾ لي من حيلة‬
‫ألخذ ركحي من يد معذبي‬
‫كلو (ّ) ‪:‬‬
‫قلبي قد ذاب فبل تحسبوا‬
‫محمر دمعي فيض أحداقي‬
‫فهو دـ القلب كلكنو‬
‫قد صعدتو نار أشواقي‬
‫__________‬
‫(ُ) نفسو (ّ‪.)َِٖ/‬‬
‫(ِ) نفسو (ّ‪.)ِٕٔ/‬‬
‫(ّ) نشر العرؼ (ّ‪.)ِٕٔ/‬‬

‫(ّ‪)ّْٕ/‬‬

‫ككاف يفتي أف الحكم بصحة إقرار النساء في التمليكات كاإلباحات كنحوىا غير صحيح‬
‫لضعف إدراكهن كجهلهن كعدـ خبرتهن‪ ،‬فإنو كصل إليو بعض أىل (صنعاء) بقريبة لو كقد كتب‬
‫عليها مرقومان في تمليك أمواؿ كجاء بمعرفين بها فقرأ عيها صاحب الترجمة ذلك المرقوـ‬
‫فقالت لو‪ :‬إنو يكتب أنو قد ملكتو فعرفها أنو ماؿ كثير ككرر عليها ذلك فقالت‪ :‬قد ملكتو كلو‬
‫كاف كثيران‪ .‬فقاؿ لها‪ :‬ىل معك حلقة في يدؾ‪ .‬قالت‪ :‬نعم فتناكلها منها ثم قاؿ لها‪ :‬كىذه‬
‫نكتبها من جملة التمليك فقالت‪ :‬أما الحلقة فبل!!ألنها ىي حقي فكرر عليها ذلك فلم تسعد‬
‫فعلم من ىذا أف المرأة ال تعد ما غاب عنها ملكان لها كأقبل على قريبها يعظو كيخوفو من‬
‫النساء كمزؽ ذلك المرقوـ(ُ)‪.‬‬
‫__________‬
‫(ُ) أثبت الناسح للنسخة (ب) بعد ذلك‪ ،‬كإلى أسفل الصفحة جانبان ما لفظو‪ :‬الحمد هلل‬
‫سبحانو تكوف سيدم العبلمة حسين بن إسماعيل بن علي الشامي في حصن الظفير برصاصة‬
‫المدفع أخذت إليتو كبعض فخذه‪ ،‬كحمل إلى حبور ثم إلى الصانة صانة ىنوـ كتوفي في‬
‫الصانة‪-‬رضي اهلل عنو أرضاه‪ -‬آخر نهار األحد ِّ شهر شباف سنة ألف كثبلثمائة كثبلثة‬
‫كعشرم‪ ،‬كحمل إلى المداف كدفن شرقي قبة اإلماـ الهادم ‪-‬عليو السبلـ‪-‬كاهلل يلحقنا بو‬
‫صالحين بجاه سيد المرسلين‪ ،‬كإنا هلل كإنا إليو راجعوف‪ .‬ثم أثبت بعد ذلك ما لفظو ىذا تذييل‬
‫لترجمة سيدم ىاشم ين يحيى الشامي رحمو اهلل فهي آخر ترجمة في ىذا الكتاب كمما رثي بو‬
‫المولى العبلمة ىاشم ين يحيى الشامي‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كسيدم العبلمة صفي األناـ أحمد بن‬
‫إسحاؽ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬ما رثاه بو المولى العبلمة إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ‪-‬رحمو اهلل‬
‫تعالى‪ -‬كهلل دره‪ ،‬ثم أكرد القصيدة كالتي عدد أبياتها (َٔ) بيتان‪ ،‬أما في النسخة (جػ) فقد كرد‬
‫بعد كلمة ذلك المرقوـ تم الكتاب بعوف اهلل فلو الحمد كثيران كصلى اهلل على محمد كآلو ثم‬
‫اتبع بعد ذلك من ص(ُْْ) كحتى (ُْٖ) فهرس الجزء المذكور كاهلل الموفق‪.‬‬
‫(ّ‪)ّٕٓ/‬‬

‫كصل على سيدنا محمد‬


‫تمت الحمد هلل رب العالمين كال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم ّْ‬
‫األمين كآلو الطاىرين[ٕٗب‪-‬ب]‪..‬‬
‫كتوفي صاحب الترجمة ‪-‬رضي اهلل عنو‪ -‬ضحى يوـ السبت ثبلثة كعشرين شهر صفر سنة‬
‫ُُٖٓىػ‪ ،‬ثماف كخمسين كمائة كألف نقل من الركض النضير للسيد العبلمة إبراىيم بن محمد‬
‫األمير‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كىذا الركض النضير في مؤلفات كالده البدر‪ ،‬كاستطرد تراجم علمان كثير)‪.‬‬
‫قائمة المراجع كالمصادر‬
‫أعبلـ آؿ الحوثي‪ :‬عبد اهلل بن عبد اهلل الحوثي (خ)‪.‬‬
‫إنباء الزمن من تأريخ اليمن‪ :‬يحيى بن الحسين بن القاسم (َُّٓ‪ََُُ-‬ىػ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫البراىين المضيئة في السيرة المنصورية‪( :‬سيرة اإلماـ المنصور الحسين بن القاسم) ت)‬
‫(ُُُٔىػ)‪.‬‬
‫بغية المريد كأنس الفريد إلى أنساب األئمة األعبلـ من ذرية السيد علي بن محمد عامر‬
‫الرشيد‪ :‬تأليف‪ /‬عامر بن محمد بن عبد اهلل بن علي الشهيد الحسني (َُِٔ‪)ُُّٓ-‬‬
‫نسخة خاصة‪.‬‬
‫بلوغ األمنية في السيرة المتوكلية‪( :‬سيرة المتوكل القاسم بن الحسين ت(ُُّٗىت)‪ .‬نسخة‬
‫بإحدل المكتبات الخاصة(خ)‪.‬‬
‫تأريخ مدينة ثبلء‪ :‬عبد اهلل عبد اهلل الحوثي‪ )ِ-ُ( .‬مجلد‪ .‬كأكثر اعتمدنا على الجزء الثاني‬
‫الخاص بالتراجم‪.‬‬
‫تحفة اإلخواف بسند سيد كلد عدناف‪ :‬أحمد بن محمد قاطن (تُُٗٗىػ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫التراث اإلسبلمي في المكتبات الخاصة‪ :‬عبد السبلـ الوجيو (أكثر من جزء) تحت الطبع‪.‬‬
‫تركيح المشوؽ في تلويح البركؽ‪ :‬أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين (تََُٖىػ)‪.‬‬
‫نسخة المؤلف بدار الكتب المصرية (ُّٔ) كنسخة أخرل بمكتبة الجامع الكبير (الغربية)‪.‬‬
‫تكملة اإلفادة في تأريخ األئمة السادة‪( :‬ذيل على كتاب اإلفادة للسيد يحيى بن الحسين‬
‫الهاركني)‪ .‬تأليف‪ /‬يحيى بن علي بن محمد بن مهدم الجسي (ت بعد َُُْ) نسخة خاصة‪.‬‬
‫تهذيب الزيادة لتاريخ األئمة السادة‪ :‬ذيل عن كتاب تتمة اإلفادة للحبسي علي بن محمد العابر‬
‫(ُُٕٕ‪ُُٖٗ-‬ىػ) نسخة بمكتبة الجامع الكبير المكتبة الغربية (دار المخطوطات)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕٔ/‬‬
‫ثغر الزىر الباسم‪ :‬إلسحاؽ بن يوسف بن المتوكل (تُُّٕىػ)‪ .‬نقل عنو كثير من صنفوا في‬
‫السير كالتراجم‪( .‬خ)‪.‬‬
‫الجامع الوجيز بذكر كفيات العلماء ذكم التبريز‪ :‬أحمد بن عبد اهلل بن عبد الرحمن الجندارم‬
‫(ُِٕٗ‪ُّّٕ-‬ىػ) نسخة خاصة مصورة عن أصل مكتبة األكقاؼ صنعاء‪ .‬تحت التحقيق من‬
‫قبل األخ ‪ /‬عبد السبلـ الوجيو‪.‬‬
‫الحدائق المطلعة من زىور أبناء العصر شقائق‪ :‬كيسمى (حدائق التحف فيمن تردل برداء‬
‫األدب كالتحف)‪ :‬عبد اهلل بن أبي عيسى محمد الكوكباني (ُُٕٓ‪ُِِْ-‬ىػ) نسخة مصورة‬
‫بإحدل المكتبات الخاصة‪.‬‬
‫حلية البشر في تاريخ القرف الثالث عشر‪ :‬عبد الرزاؽ البيطار‪ )ّ-ُ( .‬مجلدات‪( .‬ط)‪.‬‬
‫درر نحور الحور العين في سيرة المنصور علي كأعبلـ دكلتو الميامين‪ :‬لطف اهلل بن أحمد‬
‫جحاؼ ‪ُِّْ-ُُٕٗ( .‬ىػ) نسخة مصورة في بعض المكتبات الخاصة‪ (( .‬حقق كرسالة‬
‫علمية))‪.‬‬
‫دمية القصر الناعتو لمحاسن بعض أىل العصر‪ :‬أحمد بن محمد قاطن‪ .‬تحت الطبع بتحقيقنا‪.‬‬
‫الديباج الخسركاني في ذكر أعياف المخبلؼ السليماني‪ :‬الحسن بن أحمد بن عبد اهلل بن عبد‬
‫العزيز عاكش الضمدم (ُُِِ‪ُِٖٗ-‬ىػ)‪.‬‬
‫ذركة المجد األثيل في أكالد اإلماـ علي بن المؤيد بن جبريل‪ :‬أحمد بن يحيى العجرم‬
‫المؤيدم (تُّْٕىػ) نسخة بإحدل المكتبات الخاصة‪.‬‬
‫الذىب المسبوؾ في سيرة الملوؾ‪( :‬ضمنو أخبار األمير حسين بن علي حيدرة المتوفي سنة‬
‫(ُُِٕىػ) للحسن بن أحمد الضمدم عاكش‪.‬‬
‫ذكب الذىب بمحاسن من شاىدت في أىل عصرم من أىل األدب‪ :‬لمحسن بن الحسن بن‬
‫القاسم أبو طالب (َُُّ‪َُُٕ-‬ىػ) نسخة بمكتبة الجامع الكبير‪.‬‬
‫ركح الركح فيما جرل بعد المائة التاسعة من الفتن كالفتوح‪ :‬عيسى بن لطف اهلل‪ .‬نسخة خاصة‬
‫مصورة عن نسخة الوالد أحمد بن علي زبارة‪ .‬صنعاء‪.‬‬
‫الركض النضير في تراجم مؤلفات محمد بن إسماعيل األمير‪ :‬لولده إبراىيم بن محمد األمير‪.‬‬
‫زىر الكمائم في محاسن العترة من آؿ ىاشم‪ :‬إبراىيم بن زيد بن علي جحاؼ (تُُُٔىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕٕ/‬‬
‫السلوؾ الذىبية في خبلصة السيرة المتوكلية اليحيوية‪( :‬سيرة األمير شرؼ الدين) محمد بن‬
‫إبراىيم بن المفضل نسخة خاصة (أصل)‪.‬‬
‫سيرة المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم بن محمد (َُُٗ‪َُٖٕ-‬ىػ) المسمى‪ :‬تحفة‬
‫األسماع كاألبصار بما في السيرة المتوكلية من األخبار‪ :‬للمطهر بن محمد بن أحمد الجرموزم‬
‫(ََُّ‪َُٕٔ-‬ىػ) نسخة مصورة عن بعض المكتبات الخاصة‪.‬‬
‫سيرة اإلماـ القاسم بن علي (الدرة المضيئة في السيرة القاسمية كتسمى النبذة المشيرة إلى‬
‫جمل من عيوف السيرة‪ :‬للمطهر بن محمد بن أحمد الجرموزم‪ .‬نسخة خاصة مصورة عن‬
‫أصل‪.‬‬
‫طبقات الزيدية‪ .‬الجامع لما تفرؽ من علماء األمة المحمدية‪ :‬إبراىيم بن القاسم بن محمد بن‬
‫القاسم بن محمد (تُُّٓىػ) (ُ‪ )ّ-‬مجلدات‪ .‬نسخة خاصة‪ .‬الجزء (ّ) تحت الطبع‬
‫بتحقيق عبد السبلـ الوجيو (ُِِ) تحت التحقيق‪.‬‬
‫طبق الحلول كصحائف المن كالسلول‪ :‬عبد اهلل بن علي الوزير (َُْٕ‪ُُْْ-‬ىػ)‪ ،‬تأريخ‬
‫للحوادث من سنة (َُْٔىػ) سنة (ََُٗىػ)‪.‬‬
‫طيب السمر في أكقات السحر‪ :‬أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي (َُّٕ‪ُُُٓ-‬ىػ)‬
‫نسخة مصورة بإحدل المكتبات الخاصة‪.‬‬
‫عقود الجواىر في سيرة اإلماـ الناصر‪( :‬المهدم صاحب المواىب تَُُّىػ) ألحمد بن‬
‫محمد الضبوم (تُُُٔىػ)‪.‬‬
‫قبلئد الجواىر في سيرة اإلماـ الناصر‪ :‬اإلماـ المهدم صاحب المواىب (تَُُّىػ)‪ .‬أحمد‬
‫بن محمد الضبوم (تُُُٔىػ) منو نسخة خطية بمكتبة علي محفوظ بغداد‪.‬‬
‫اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية‪ :‬محمد بن إسماعيل الكبسي (ُُُِ‪َُّٖ-‬ىػ)‪.‬‬
‫نسخة خاصة‪.‬‬
‫مختصر نفحات العنبر للحوثي‪ :‬اختصره عبد الكريم بن عبد اهلل أبو طالب‪-ُِِْ( .‬‬
‫َُّٗىػ)‪.‬‬
‫المستطاب في تراجم علماء الزيدية األطياب‪( :‬طبقات الزيدية الصغرل) يحيى بن الحسين بن‬
‫القاسم نسخة خاصة‪.‬‬
‫مطلع األقمار كمجمع األنهار في تراجم علماء مدينة ذمار‪ :‬حيدرة الحسني الذمارم تحت‬
‫الطبع بتحقيقنا‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕٖ/‬‬
‫مطلع البدكر كمجمع البحور في تراجم علماء الزيدية‪ :‬أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (ت‬
‫َُِٗىػ) (ُ‪ )ْ-‬مجلد نسخة خاصة‪.‬‬
‫مطمح اآلماؿ في إيقاض جهلة العماؿ من سنة الظبلؿ‪ :‬الحسين بن ناصر عبد الحفيظ المهبل‬
‫الشرفي (تَُُُىػ) نسخة خاصة (تحت الطبع بتحقيقنا)‪.‬‬
‫نزىة البصائر في سيرة اإلماـ الناصر‪ :‬محمد بن أحمد بن الحسن صاحب المواىب (َُْٕ‪-‬‬
‫َُُّىػ) محمد بن الحسين المرىبي منظومة شرحها زيد بن صالح بن أبي الرجاؿ‪.‬‬
‫نسمة السحر في من تشيع كشعر‪ :‬يوسف بن يحيى بن الحسين نسخة خاصة‪.‬‬
‫نشر العبير لفضائل عبلمة العصر األخير‪ :‬عبد اهلل بن علي الوزير كفي بعض النسخ نشر العبير‬
‫المودع طي نسمة التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير‪.‬‬
‫نفحات األسرار المكية كرشحات األفكار الذىبية في بعض نببلء الببلد اليمنية‪ :‬لعبد الرحمن‬
‫الذىبي الدمشقي‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬المصادر المطبوعة‬
‫أئمة اليمن ‪-‬القسم األكؿ‪ -‬محمد محمد زبارة ط(ُ) سنة (ُّٕٓىػ)‪ .‬مطبعة النصر الناصرية‬
‫تعز‪.‬‬
‫إتحاؼ المهتدين (إتحاؼ المسترشدين) بذكر األئمة المجددين‪ :‬محمد محمد زبارة طبعة سنة‬
‫(ُّّْىػ)‪ .‬مدكنة ذكر للدار الناشر‪.‬‬
‫أعبلـ المؤلفين الزيدية‪ :‬عبد السبلـ بن عباس الوجيو ط(ُ) (َُِْىػ‪ُٗٗٗ/‬ـ)‪ .‬مؤسسة‬
‫اإلماـ زيد بن علي الثقافية‪.‬‬
‫أعياف الشيعة‪ :‬محسن بن عبد الكريم العاملي ت(ُُّٕىػ)‪ .‬تحقيق كإخراج‪ /‬حسن األمين‪.‬‬
‫ط عاـ (َُْٔىػ‪ُٖٗٔ/‬ـ)‪ .‬دار التعارؼ للمطبوعات‪ .‬بيركت ‪-‬لبناف‪.‬‬
‫األدب اليمني في عصر خركج األتراؾ األكؿ من اليمن‪ُِٖٗ-َُْٓ( :‬ىػ)‪ .‬عبد اهلل بن‬
‫محمد الحبشي ط(ُ) عاـ َُْٔىػ‪ ).‬الدار اليمنية للنشر كالتوزيع‪ ،‬كدار المنهل‪.‬‬
‫األعبلـ قاموس تراجم ألشهر الرجاؿ‪ :‬خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي‪-َُُّ( .‬‬
‫ُّٔٗىػ‪ُٕٗٔ-ُّٖٗ/‬ـ)‪ .‬ط(َُ) أيلوؿ سبتمبر ُِٗٗـ‪ .‬دار القلم بيركت‪ :‬لبناف ككذا‬
‫طبعة عاـ (َُٖٗـ)‪.‬‬
‫إيضاح المكنوف في الذيل على كشف الظنوف‪ :‬إسماعيل بن محمد الباباني البغدادم‬
‫(تُّّٗىػ) طبعة استانبوؿ (ُْٓٗ‪ُْٕٗ-‬ـ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّٕٗ/‬‬
‫البدر الطالع بمحاسن من بعد القرف السابع‪ :‬محمد بن علي الشوكاني (تَُِٓىػ) طبعة دار‬
‫المعرفة‪ .‬بيركت‪ .‬لبناف‪.‬‬
‫بلوغ المراـ في شرح مسك الختاـ‪ :‬حسين بن أحمد العرم‪ .‬عني بنشره انستاس مارم‬
‫الكرملي‪ .‬طبعة دار التراث العربي بيركت‪ .‬لبناف‪ .‬ككذا طبعة القاىرة سنة (ُّٗٗـ)‪.‬‬
‫التاج المكلل من جواىر مآثر الطراز اآلخر كاألكؿ‪ :‬صديق بن حسن القنوجي (تُّٕٗىػ)‪.‬‬
‫ط(ُ)‪ .‬بويمام (ُّٔٗـ) ط(ِ)‪.‬‬
‫تاج العركس من جواىر القاموس‪ :‬لمحمد مرتضى الزبيدم الحسيني الحنفي (تَُِٓىػ)‪ .‬ط‬
‫مصر (َُّٔ‪َُّٕ-‬ىػ)‪.‬‬
‫تأريخ األدب العربي‪ :‬لكارؿ برككلماف المستشرؽ األلماني (تُٔٓٗـ) تردمة د‪ .‬عبد الحكيم‬
‫النجار القاىرة (ُٗٓٗـ)‪.‬‬
‫تأريخ المخبلؼ السليماني في القرف الثاني عشر‪ :‬محمد بن أحمد العقيلي‪ .‬راجعو كأشرؼ‬
‫على طبعو‪ :‬حمد الجاسر‪ .‬ط(ِ) (َُِْىػ‪ُِٖٗ/‬ـ)‪ .‬منشورات دار اليمامة‪-‬الرياض‪.‬‬
‫تأريخ اليمن خبلؿ القرف الحادم عشر المسمى‪( :‬طبق الحلول كصحائف المن كالسلول عبد‬
‫اإللو بن علي الوزير تحقيق محمد بن عبد الرحيم جازـ ط(ُ) (َُْٓىػ) مركز الدراسات‬
‫كالبحوث اليمني ‪-‬صنعاء‪.‬‬
‫تأريخ اليمن عصر اإلستقبلؿ عن الحكم العثماني األكؿ‪َُُٔ-َُٓٔ( :‬ىػ) محسن بن‬
‫الحسن بن القاسم أبو طالب‪ .‬تحقيق عبد اهلل الحبشي ط(ُ) (ُُُْىػ) مطابع المفضل‪-‬‬
‫صنعاء)‪.‬‬
‫التقصار في جيد زماف عبلمة األقاليم كاألمصار‪ :‬لمحمد بن الحسن الشجني ‪( .‬تُِٖٔىػ)‬
‫تحقيق‪ /‬محمد بن علي األكوع‪ .‬ط(ُ) (ُُُْىػ‪َُٗٗ/‬ـ)‪ .‬مكتبة الجيل الجديد صنعاء‪.‬‬
‫جامع المتوف في أخبار كتراجم اليمن الميموف‪ :‬لمحمد بن محمد زبارة‪.‬‬
‫حوليات العامة الجرافي‪ :‬تحقيق د‪ .‬حسين العمرم‪ .‬ط(ُ)‪.‬‬
‫خبلصة األثر في أعياف القرف الحادم عشر‪ :‬محمد أمين بن فضل اهلل المحبي‪.‬‬
‫ت(ُُُُىػ)‪ .‬القاىرة سنة (ُِْٖىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)َّٖ/‬‬

‫ديواف الهبل‪( :‬المقدمة) قبلئد الجوىر من شعر الحسن بن علي بن جابر الهبل‪-َُْٖ(.‬‬
‫َُٕٗىػ‪ُٖٔٔ-ُّٔٗ/‬ـ) جمعو أحمد بن ناصر بن عبد الحق المخبلفي‪ .‬حققو كعلق‬
‫حواشيو أحمد بن محمد الشامي‪ .‬ط(ُ) (َُْْىػ‪ُّٖٗ/‬ـ) منشورات العصر الحديث‪.‬‬
‫ذيل أجود المسلسبلت‪ :‬لمحمد بن محمد زبارة‪ .‬ط(ُ)‪.‬‬
‫رجاؿ األزىار‪ :‬أحمد بن بن عبد الرحمن الجندارم ملحق بأكؿ الجزء األكؿ من شرح األزىار‬
‫البن مفتاح‪.‬‬
‫الرحالة اليمنيوف رحبلتهم شرقان كغربان‪ :‬عبد اهلل بن محمد الحبشي ط(ُ) (َُْٗىػ) مكتبة‬
‫اإلرشاد ‪-‬صنعاء‪.‬‬
‫رشحة طبلء الحانة‪ :‬لمحمد أمين المحبي (ُ) (ُّٖٖىػ)‪.‬‬
‫الركض األغن في معرفة المؤلفين باليمن‪ :‬عبد الملك بن أحمد بن قاسم حميد الدين ط(ُ)‬
‫(ُُْٓىػ‪ُْٗٗ/‬ـ)‪ .‬بدكف ذكر للدار الناشر‪.‬‬
‫الركض النضير شرح مجموع الفقو الكبير‪( :‬المقدمة)‪ .‬حسين بن أحمد السياغي‪ .‬مصوران عن‬
‫الطبعة السادسة عاـ (ُّٖٖىػ)‪.‬‬
‫رياض الرياحين‪( :‬فترة الفوضى كعودة األتراؾ إلى صنعاء السفر الثاني) تحقيق د‪ .‬حسين‬
‫العمرم ط(ُ) (َُْٔىػ) دار الفكر‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫شعراء اليمن في الجاىلية كاإلسبلـ‪ :‬من اسمو إبراىيم أحمد بن محمد الشامي‪( .‬ط)‪.‬‬
‫صفحات مجهولة من تأريخ اليمن‪ :‬لمؤلف مجهوؿ‪ .‬تحقيق كتقديم حسين بن أحمد السياغي‪.‬‬
‫ط(ُ) (ُّٖٗىػ‪ُٕٖٗ/‬ـ)‪،‬ط(ِ) (َُْْىػ‪ُْٖٗ/‬ـ)‪ .‬مركز الدراسات كالبحوث اليمني‪.‬‬
‫غاية األماني في أخبار القطر اليماني‪ :‬يحيى بن الحسين بن القاسم (َُّٓ‪ََُُ-‬ىػ)‬
‫تحقيق د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور ط عاـ (ُّٖٖىػ‪ُٖٗٔ/‬ـ)‪ .‬دار الكتاب العربي ‪-‬‬
‫القاىرة‪.‬‬
‫فرجة الهموـ كالحزف في حوادث كتاريخ اليمن‪ :‬عبد الواسع الواسعي ط سنة (َُِْىػ)‬
‫مصور عن الطبعة (ِ) (ُّٔٔىػ)‪.‬‬
‫فهرس الفهارس كاألثبات كمعجم المعاجم كالمشيخات كالمسلسبلت‪ :‬لمحمد بن عبد الحي‬
‫بن عبد الكبير اإلدريسي الكتاني‪ .‬طبعة فاس‪ُّْٕ-ُّْٔ( .‬ىػ)‪.‬‬
‫فهرس دار الكتب المصرية‪ :‬ط(مصر) (ُِّْ‪ُُّٔ/‬ىػ)‪.‬‬
‫فهرست مكتبة الجامع الكبير بصنعاء مكتبة األكقاؼ) أحمد بن عبد الرزاؽ الرقيحي كآخركف‪.‬‬

‫(ّ‪)ُّٖ/‬‬
‫كواكب يمنية في سماء اليمن‪ :‬عبد الرحمن بعكر‪ .‬ط(ُ) (َُُْىػ) دار الفكر المعاصر‪:‬‬
‫بيركت‪ -‬لبناف‪.‬‬
‫المية نببلء اليمن‪:‬لمحمد بن محمد زبارة ضمن كتاب األنباء عن دكلة بلقيس كسبأ ط (ُ) عاـ‬
‫(ُّٕٔىػ) الطبعة السلفية‪.‬‬
‫لساف العرب‪ :‬البن منظور محمد بن مكرـ بن علي (َّٔ‪ُُٕ-‬ىػ) تنسيق علي شبرم ط(ِ)‬
‫عاـ (ُُِْىػ‪ُِٗٗ/‬ـ)‪ .‬دار إحياء التراث العربي‪ .‬كمؤسسة التاريخ العربي‪ :‬بيركت ‪-‬لبناف‪.‬‬
‫مائة عاـ من تاريخ اليمن الحديث‪ :‬د‪ .‬حسين العمرم‪ .‬ط(ِ) (َُْٖىػ) دار الفكر‪.‬‬
‫مجموع بلداف اليمن كقبائلها‪ :‬محمد بن أحمد الحجرم‪ .‬تحقيق إسماعيل بن علي األكوع‪.‬‬
‫ط(ُ) (َُْْىػ)‪ .‬كزارة اإلعبلـ ‪-‬اليمن‪.‬‬
‫المدارس اإلسبلمية في اليمن‪ :‬إسماعيل بن علي األكوع‪ .‬طبعة دار الفكر ‪ -‬دمشق‬
‫(ََُْىػ)‪.‬‬
‫مراجع تاريخ اليمن‪ :‬عبد اهلل بن محمد الحبشي‪ .‬كزارة الثقافة ‪-‬دمشق (ُِٕٗـ)‪.‬‬
‫مساجد صنعاء عامرىا كموفيها‪ :‬جمعو‪ /‬محمد أحمد الحجرم‪ .‬ط (ُ) (ُُّٔىػ)‪ .‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ :‬بيركت ‪ -‬لبناف‪.‬‬
‫مصادر تاريخ اليمن‪ :‬أليمن فؤاد سيد المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية القاىرة‬
‫(ُْٕٗـ)‪.‬‬
‫مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني‪ :‬د‪ .‬حسين العمرم‪( .‬ط) (ََُْ) ‪ .‬دار‬
‫مصارد الفكر العربي اإلسبلمي في اليمن عبد اهلل بن محمد الحبشي ط(ُ) منشورات‪ :‬مركز‬
‫الدراسات كالبحوث اليمني‪.‬‬
‫معجم البلداف كالقبائل اليمنية‪ :‬إبراىيم أحمد المقحفي ط(ِ)(ُٖٓٗـ) دار الكلمة ‪-‬صنعاء‪.‬‬
‫معجم البلداف‪ :‬لياقوت بن عبد اهلل الحموم الركمي (تِٔٔىػ) طبعة دار صادر ‪ -‬بيركت‪-‬‬
‫كطبعة إحياء التراث العربي ‪ -‬بيركت‪.‬‬
‫معجم المفسرين من صدر اإلسبلـ حتى العصر الحاضر‪ :‬عادؿ نويهض ط(ّ) عاـ‬
‫(َُْٗىػ)‪ .‬مؤسسة النويهض الثقافية ‪ -‬بيركت‪ -‬لبناف‪.-‬‬
‫معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية‪ :‬عمر رضاء كحاف‪ .‬بدكف ذكر ترقيم الطبع‪ .‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫مفتاح السعادة كمصباع السيادة‪ :‬لطاش كبرل زادة ط حيدر آباد (ُِّٗىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ِّٖ/‬‬
‫مقامات من األدب اليمني‪ ( :‬مجموع المقامات اليمنية) (مجموعة من العلماء)‪ ،‬جمع كتحقيق‬
‫عبد اهلل بن محمد الحبشي‪ .‬ط(ُ) (َُْىػ ُٕٖٗـ)‪ .‬مكتبة الجيل الجديد‪ .‬صنعاء ككذا‬
‫طبعة مكتبة اليمن الكبرل‪.‬‬
‫المقتطف من تأريخ اليمن‪ :‬عبد اهلل بن عبد الكريم الجرافي ط(ُ‪ )ِ،‬سنة َُْٕىػ)‬
‫منشورات العصر الحديث‪.‬‬
‫مقدمة ديواف الشوكاني‪ :‬تحقيق د‪ .‬حسين بن عبد اهلل العرمي‪.‬‬
‫ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرف السابع‪ .‬محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسيني‪.‬‬
‫ملحق بالجزء الثاني من البدر الطالع‪ .‬طبعة دار المعرفة‪ .‬بيركت‪ :‬لبناف‪.‬‬
‫المؤرخوف اليمنيوف في العصر الحديث (بحث في التأريخ كالمؤرخوف د‪ /‬حسين العمرم ط(ُ)‬
‫(َُْٗىػ‪ /‬دار الفكر المعاصر‪ .‬بيركت‪ :‬لبناف‪.‬‬
‫الموسوعة اليمنية‪ .‬ط (ُ) منشورات مؤسسة العفيف‪ .‬صنعاء‪.‬‬
‫مؤلفات الزيدية‪ .‬السيد أحمد بن الحسين ط(ُ) عاـ (ُُّْىػ)‪ .‬منشورات مكتبة آية اهلل‬
‫الفاطمي المرعشي النجفي‪.‬‬
‫نزىة الجليس كمنبو األديب النفيس‪ .‬العباس بن علي الموسوم المكي (تُُْٖىػ القاىرة‬
‫ُِّٗىػ)‪.‬‬
‫نزىة النظر في رجاؿ القرف الرابع عشر‪ .‬محمد محمد زبارة ‪ .‬ط(ُ) (ُٗـ) مركز الدراسات‬
‫كالبحوث اليمنية ‪ -‬صنعاء‪.‬‬
‫نسمة السحر بذكر من تشيع كشعر‪ ،‬يوسف بن يحيى الحسني(تُُُِىػ) تحقيق‪ /‬كامل‬
‫سليماف الجبورم ط(ُ) (َُِْىػ‪ُٗٗٗ/‬ـ) دار المؤرخ العربي ‪ -‬بيركت‪ :‬لبناف‪.‬‬
‫نشر العرؼ لنببلء اليمن بعد األلف‪ .‬محمد بن محمد زبارة الجزء األكؿ‪ :‬الطبقة األكلى‪ .‬مركز‬
‫الدراسات كالبحوث‪ .‬صنعاء الجزءاف الثاني كالثالث‪ .‬الطبعة (ِ) (َُْٓىػ‪ُٖٗٓ/‬ـ)‪ .‬من‬
‫منشورات مركز الدراسات كالبحوث أيضان‪.‬‬
‫نفحة الريحانة كرشحة طبلء الحانة‪ .‬محمد أمين فضل اهلل المحبي‪ .‬تحقيق‪ /‬عبد الفتاح محمد‬
‫الحلوط (ُ) (ُّٖٖىػ‪ /‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫نبل الحسنين بأنساب من اليمن من بيوت عترة الحسينين‪ .‬محمد محمد زبارة ط(ُ)‬
‫(ُّٕٔىػ)‪ .‬المطبعة السلفية‪ .‬طبع مع كتاب األنباء عن دكلة بلقيس كسبأ‪.‬‬

‫(ّ‪)ّّٖ/‬‬
‫نيل الوطر في ترجمة رجاؿ اليمن في القرف الثالث عشر محمد محمد زبارة‪ .‬ط(ُ) منشورات‪.‬‬
‫مركز الدراسات كالبحوث اليمنية ‪-‬صنعاء‪.-‬‬
‫ىجر العلم كمعرفة معاقلو في اليمن إسماعيل بن علي األكوع ط(ُ) (ُُْٔىػ‪ُٗٗٓ/‬ـ) دار‬
‫الفكر المعاصر بيركت‪ :‬لبناف‪ ،‬دار الفكر‪ :‬دمشق‪ .‬سوريا‪.‬‬
‫ىدية العارفين في أسماء المصنفين إسماعيل بن محمد الياباني البغدادم (تُّّٗ ىػ) طبعة‬
‫استانبوؿ (َُٔٗىػ)‪.‬‬

‫(ّ‪)ّْٖ/‬‬

You might also like