Professional Documents
Culture Documents
كتاب
نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن
في القرف الثاني عشر
تأليف
السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ
صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني الحسيني
(ُُُُِّٕٖ-ىػَُٖٖ-ُّٕٕ/ـ)
دراسة كتحقيق كتعليق
عبد اهلل بن عبداهلل بن أحمد الحوثي
ُّ-
الجزء األكؿ
(ُ)ُ/
(ُ)ُ/
(ُ)ِ/
(ِ) تخريج اآليات القرآنية كذلك بذكر اسم السورة كرقم اآلية كبعد اآلية مباشرة.
(ّ) تخريج األحاديث النبوية الشريفة من كتب الحديث كطبقان لما ىو متعارؼ عليو بين
الباحثين كالمحققين لكتب التراث اإلسبلمي ىذا إف كجدت أحاديث ضمن النص.
(ْ) ضبط كتصحيح األخطاء اإلمبلئية التي كقع فيها النساخ كىي كثيرة كعديدة (الرسم
اإلمبلئي).
(ٓ) المقابلة بين النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق كإثبات أىم الفوارؽ بينهن.
(ٔ) كضع عبلمات الترقيم.
(ٕ) تفسير كتوضيح بعض األلفاظ اللغوية.
(ٖ) كضع كل ترجمة من التراجم التي تناكلها المؤلف بين قوسين مركنين ىكذا [() ].......
مع ترقيم التراجم من الجزء األكؿ كحتى الجزء الثالث بصفة عامة ،ثم اإلشارة إلى تأريخ مولده
ككفاتو أسفل االسم ثم اإلشارة إلى مصادر ترجمتو في الحاشية فإف كاف المترجم لو ممن انفرد
بو المؤلف بترجمتو أشرنا إلى ذلك بالقوؿ :ممن انفرد المؤلف بترجمتو كىكذا.
(ٗ) كضع عناكين جانبية للمترجم لو مثل :نسبو ،بعثو ،مولده ،نشأتو ،كنماذج من شعره،
...إلخ.
(َُ) كضع نهاية كل صفحة من صفحات النسخ المعتمدة في التحقيق كطبقان لما ىو متعارؼ
عليو في ترقيم صفحات المخطوطات.
(ُُ) توثيق مادة الكتاب ،كذلك بالرجوع إلى المصدر الذم ذكره المؤلف إف كاف موجودان
لدينا .كإذا لم يكن موجودان لدينا لم أشر إلى ذلك.
(ُِ) توضيح أىم الفوارؽ بين ما أثبتو المؤلف في حالة اعتماده على مصدر ما .كبين ذلك
المصدر فإف كاف المصدر الذم اعتمد عليو المؤلف محققان تحقيقان علميان صحيحان أثبت ما فيو
كأشرت إلى ذلك في الحاشية مع كضع اللفظ بين قوسين صغيرين ىكذا (( )).
(ُّ) أشرت إلى مواضع بعض القصائد كاألبيات الشعرية التي ذكرىا المؤلف في من ترجمهم،
كذلك بوضع تهميش كذكر المصدر الذم ذكرت تلك األبيات فيو كنشر العرؼ كنيل الوطر
كنسمة السحر ك...إلخ.
(ُ)ّ/
(ُْ) قابلت بعض النصوص بالمصادر التي أخذت عن المؤلف خصوصان نشر العرؼ كنيل
الوطر كذلك بذكر ما كردت عليو في تلك المصادر.
(ُٓ) ترجمت لبعض األعبلـ الذين ذكركا في النص كليسوا من شرطو الذم ذكره في مقدمة
كتابو ىذا.
فإذا ألم أترجم أشرت إلى بعض مصادر ترجمة ذلك العالم أك ذاؾ كلم أستوؼ جميع ذالكم
األعبلـ كإنما ...منهم إف لم يكن الغالب منهم.
(ُٔ) بالنسة لمن أسترطهم المؤلف في بعض التراجم كضعت بعضها بين قوسين مركنين
كالبعض اآلخر لم أضعها بين ذلك ،ككل ذلك حسب حجم االستطراد ،فإف كاف كبير أشرت
إلى مصادر ترجمتو كالتراجم األخرل كإف كاف صغيران أشرت إلى مصادر ترجمتو بقدر اإلمكاف
بعد كضع تمشية بعد اسمو.
(ُٕ) أكضحت أىمية المخطوطة أك باألصح الكتاب الذم بين أيدينا باعتباره المعين األكؿ
لكتاب نشر العرؼ كنيل الوطر كغير ذلك من الكتب التي تناكؿ مؤلفوىا ىذا القرف من ناحية
السير كالتراجم.
(ُٖ) أكضحت المصادر كالمراجع التي رجع إليها المؤلف في جمع مادة كتابو ،كذلك بذكر
العنواف كاسم المؤلف ،كتحديد كضعو أكاف مخطوطان أـ مطبوعان.
عرفت ببعض الكتب المذكورة في النص تعريفان مختصران أحيانان ،كاإلشارة إلى المصادر
(ُٗ) ٌ
التي تناكلت المؤلفات العامة بشيء من التوضيح ككشف الظنوف كأبجد العلوـ كمعجم سركيس
كما شابو ذلك.
(َِ) ترجمت للمؤلف ترجمة موسعة كذلك من خبلؿ الكتب المتوفرة كمن خبلؿ كتابة ىذا
أيضان إذ ذكر بعض المعلومات عن نفسو في بعض التراجم كأخيران أشرت إلى مصادر ترجمتو
تفصيبلن.
(ُِ) كصفت النسخ المعتمدة في الدراسة كالتحقيق كذلك كل نسخة على حدة كمن خبلؿ
عدة نقاط مع كضع نماذج منهن قبيل النص كبعد مقدمة التحقيق.
عرفت ببعض األماكن خصوصان غير المشهور منها ،فإذا لم أعرؼ بذلك أشرت إلى
(ِِ) ٌ
المصادر التي تتحدث عن مثل تلك األماكن كجموع العبلمة الحجرم كاألستاذ إبراىيم
المحقحفي في معجمو (ط(ُ)).
(ُ)ْ/
باإلضافة إلى نقاط أخرل يجدىا المطلع على الكتاب كتعكس مدل حرصي على خركج
الكتاب بشكل جيد كأمين ليستفيد منو الباحثوف كالمهتموف كطلبة العلم كرجاؿ األسانيد ،كمن
ىو مهتم بهذا الجانب ،أسأؿ اهلل أني قد كفقت في عملي ،كأسألو أف يجعل ىذا العمل خالصان
لوجهو الكريم آمين.
(ج) أماكن النسخ المعتمدة
لقد اعتمدت في تحقيق ىذا الكتاب على ثبلث نسخ اثنتين منهن أماكن كجودىن مكتبة دار
المخطوطات بصنعاء كيمكن توضيح أرقامهن على النحو التالي:
النسخة األكلى :كقد رمزت لها بالحرؼ (أ) كىي المسودة األكلى للكتاب حسب علمي-الذم
قاـ بجمعو كالد المؤلف كىي نسخة لم يتوفر منها سول الجزء األكؿ كالثاني فقط .كجزءىا
األكؿ يحمل رقم (ِّٔٔ) جديد ،ك(ُٓٗ) قديم كالجزء الثاني يحمل رقم (َِْٔ) جديد
ك (َِٕ) قديم.
كىذه النسخة ىي األقرب للصحة من غيرىا .كعليها تمت المقابلة.
النسخة الثانية :كقد رمزت لها بالحرؼ (ب) كتتكوف من ثبلثة أجزاء أرقاـ تلك األجزاء ىي
على الترتيب (ِّٓٔ) جديد (َُِ) قديم .الجزء الثاني .)ِِْٔ( :الجزء الثالث:
(ِْٓٔ) .جديد ك (َِٗ) قديم.
كىذه النسخة تأتي في المرتبة الثانية بعد النسخة السابقة.
النسخة الثالثة :كتقع ىذه النسخة ضمن مكتبة العبلمة علي بن محمد بن أحمد بن عبد
الرحمن بن إبراىيم بن المهدم.
صنعاء كتقع في ثبلثة أجزاء األكؿ منها ناقص كالمتوفر منو إلى بعض ترجمة أحمد بن الحسن
بركات حسبما سيأتي توضيحو في موضعو.
كىذه النسخة بأجزائها الثبلثة نسخة نفيسة كجيدة كقد رمزت بالحرؼ (جػ).
كبالنسبة لبقية المعلومات األخرل فسنذكرىا خبلؿ ىذه المقدمة الحقان.
ثانيان :التثبت من صحة عنواف المخطوطة
كنسبتها لمؤلفها:
(أ) عنواف الكتاب من خبلؿ النسخ المعتمدة
كرد العنواف في النسخة (أ) ىكذا:
(ُ)ٓ/
الجزء األكؿ :نفحات العنبر لفضبلء اليمن الذين في القرف الثاني عشر .كقد أثبت بخط أكبر
من ذلك العنواف ىكذا :نتيجة البرىاف بذكر من في القرف الثاني عشر من األعياف ،ثم قاـ
بشطبو كأثبت إلى جوار العنواف ما لفظو شطب الناسخ ،ىذا العنواف كجعلو ما أثبتناه سابقان.
َّأما الجزء الثاني من ىذه النسخة فلم يثبت فيها العنواف أم بيضت صفحة العنواف.
َّأما النسخة (ب) فقد كرد فيها العنواف ىكذا :الجزء األكؿ من نفحات العنبر في تراجم األعياف
في القرف الثاني عشر.
الجزء الثاني فيها كرد العنواف فيها ىكذا :الجزء الثاني من ثبلث أجزاء من كتاب نفحات العنبر
في تراجم العلماء األعياف في القرف الثاني عشر.
الجزء الثالث من نفحات العنبر في تراجم (رجاؿ القرف الثاني عشر)
تصنيف السيد العبلمة األكحد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ...إلخ.
َّأما النسخة (جػ) فقد كرد العنواف فيها على النحو التالي:
الجزء األكؿ :كرد فيو العنواف ىكذا :الجزء األكؿ من نفحات العنبر بفضبلء اليمن الذين في
القرف الثاني عشر .تأليف السيد العبلمة /صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي.
الحسيني كافاه اهلل بالحسني الحسنى كزيادة.
الجزء الثاني-:
(ب) عنواف الكتاب من خبلؿ بعض المصادر
كرد عنواف الكتاب في بعض المصادر التي ترجمة المؤلف على النحو التالي:
(ُ) أعبلـ المؤلفين الزيدية .لعبد السبلـ الوجيو كرد فيو العنواف ىكذا :نفحات العنبر في
تراجم نببلء اليمن في القرف الثاني عشر)) .ص (ْٓ) ترجمة (ُٓ).
(ّ) مصادر الفكر العربي اإلسبلمي في اليمن لعبد اهلل بن محمد الحبشي ص (ِٓ) كرد
العنواف فيو ىكذا :نفحات العنبر بفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر.
(ْ) مصادر تأريخ اليمن أليمن فؤاد السيد ص(ِٖٔ) كرد فيو العنواف ىكذا :نفحات العنبر
بفضبلء اليمن الذين في القرف الثاني عشر.
(ُ)ٔ/
(ٓ) معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (ُ )ِٓ/كرد فيو العنواف ىكذا :نفحات العنبر بفضبلء
اليمن في القرف الثاني عشر.
(ٔ) كتاب األعبلـ للزركلي (ُ )َٓ/كرد فيو العنواف ىكذا :نفحات العنبر في تراجم فضبلء
اليمن في القرف الثاني عشر.
(ٕ) الركض األغن لعبد الملك بن أحمد بن قاسم بن حميد كرد فيو العنواف ىكذا :نفحات
العنر في تراجم فضبلء اليمن في القرف الثاني عشر".
كىناؾ مصادر أخرل غير ما سلف ذكر مؤلفوىا عنواف الكتاب بما ال يخرج عما ذكرنا.
كقد أثبت عنواف الكتاب ىكذا :نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني
عشر .مستفيدان من نسخ الكتاب أكالن ثم ممن ذكركا عنواف الكتاب في مؤلفاتهم خبلؿ
ترجمتهم للمؤلف.
ذلك ألف الكتاب تناكؿ فيو مؤلفو علماء كأعياف عصره كتحديدان خبلؿ القرف الثاني عشر من
الهجرة النبوية على صاحبها كآلو أفضل كأزكى التسليم.
(جػ) نسبة الكتاب لمؤلفو
من خبلؿ نسخ الكتاب كجميع المصادر التي ترجمة المؤلف كجدت أف ىناؾ إجماع على أف
الكتاب الذم بين أيدينا ىو من تأليف العبلمة إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي كأف اسمو اقترف
قل أف يقرف بو كتاب آخر ،فزبارة على سبيل المثاؿ عندما ترجم للمؤلف قاؿ:
بكتابو اقترانان ٌ
السيد إبراىيم بن عبد الو الحوثي مؤلف النفحات .كأشار الشوكاني في البدر الطالع إلى ذلك
ألي
بقولو :كىو اآلف يشتغل بجمع تراجم علماء القرف الثاني عشر من أىل اليمن ،كقد بعث ٌ
بعضها فرأيتو قد جود غالب تلك التراجم كطولها كىو كمشايخو في اجتهاد رأيو كالعمل بما
يقتضيو الدليل.
كأيمن السيد يذكر الكتاب كيقرنو باسم مؤلفو الحوثي كمصادر أخرل عديدة كليس أدؿ دليل
على نسبة الكتاب لمؤلفو إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ما أخذه العبلمة زبارة في كثير من تراجم
كتابيو نشر العرؼ كنيل الوطر ،إذا يقوؿ غالبان كترجمو مؤلف نفحات العنبر كيورد فيو الترجمة.
(ُ)ٕ/
كبالجملة فإف الكتاب الذم بين أيدينا أحد مؤلفات العبلمة المحقق إبراىيم بن عبد اهلل بن
إسماعيل الحوثي رحمو اهلل تعالى كرحمنا بفضلو كمنو إنو على ما يشاء قدير كباإلجابة جدير.
ثالثان :ترجمة المؤلف.
(أ) نسبتو:
ىو العبلمة إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد
اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحيى
بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن محمد إدريس بن علي بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر
بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسيني الحمزم اليمني
الحوثي الصنعاني.
(ب) مولده كأسرتو كنشأتو.
مولده يوـ الثامن من شهر شواؿ سنة (ُُٕٖ)ى ،بصنعاء ،كىو من أسرة اشتهرت بالعلم
كالفضل كالصبلح كالعفاؼ كحب الخير كالسعي فيو ،أسرة كاف لها أكبر األثر في نشأتو كتربيتو
تربيةن صالحة ،فقد نشأ في حجر كالده فغذاه لباف العلوـ كالمعارؼ كىذبو كتعلم منو المبادئ
األكلى للقراءة كالكتابة كعلم الحسات ،ككاف آية في الذكاء من صغره كما شهد بذلك كالده
في أكثر من مناسبة من حياتو ،كبعد كفاة كلده صاحب الترجمة.
(جػ) نعتو كما قاؿ العلماء فيو:
ىو العبلمة المجتهد المطلق المحقق الفهامة المؤرخ ،نعتو كثير من العلماء الذين ترجموه بمثل
ىذه الصفات كغيرىا كممن نعتو العبلمة زبارة في نيل الوطر (ُ )ُٕ/بقولو :السيد العبلمة
الفهامة األشهر مؤلف نفحات العنبر ...إلخ.
(ُ)ٖ/
كالشوكاني في البدر الطالع (ُ )ُٗ/كجحاؼ في درر نحور العين (خ) فقاال :ىو العبلمة
الفهامة المجتهد المطلق ،أقبل على العلم بفهم صادؽ ،كرغوب كامل ،فحقق العربية بجميع
أنواعها ،كطالع كبلـ الحكماء اليونانيين فحفظ أقاكيلهم كناظر بها كاحتج عليها كقطع في
تحصيلها الدىر الطويل ...أدرؾ بفهمو ما أدرؾ من علوـ األكائل كأعجب منو ،ككاف لو إدراؾ
في علم الفلك كمشارفو على االسطرالب كمعرفة بالعلم اليوناني كل ذلك فهمان ال عن
شيخ...إلخ.
كنعتو مؤلف أعبلـ المؤلفين الزيدية-عبد السبلـ الوجيو -بقولو :شاعر فيلسوؼ ،مؤرخ ،أديب،
كاتب ...برع في علوـ النحو كالصرؼ كالمنطق كالمعاني كالبياف كاألصوؿ كالحديث
كالتفسير..
كنعتو صاحب األعبلـ (ُ )َٓ/بقولو :فاضل مؤرخ .كنعتو العبلمة عبد الملك بن أحمد بن
قاسم حميد الدين في كتابو الركض األغن بقولو :العبلمة األديب كالمؤرخ الفهامة األريب....
مؤرخ كفاضل كشاعر كناقد ككاتب مترسل.
كنعتو األكوع في ىجره بقولو :عالم محقق في النحو كالصرؼ كالمنطق كالمعاني كالبياف
كاألصوؿ كالحديث كالتفسير لو مشاركة في غير ذلك .شاعر أديب مؤرخ.)ُٓٔ/ُ( .
كذكر جحاؼ في درره أنو ناظر اليهود كباحثهم كلم يجادلهم إال بالتي ىي أحسن ،كأنو كاف
كثيران ما يسأؿ الفركعي عن األصوؿ فيهجن عليو ،أم يعيبو كيسأؿ األصولي عن الفركع ،ككاف
في حفظو للقواعد المؤصلو آية باىرة.
كيكفي ممن سبق التنويو إليهم أنهم أجمعوا على أنو كاف عالمان مؤرخان فيلسوفان شاعران مجتهدان
مطلقان رغم صغر سنو لغويان منطقيان ناقدان مترسبلن ...إلخ.
فرحم اهلل مؤلفنا كرحمنا بفضلو كمنٌو آمين.
(د) مقركاءتو كمشايخو
أخذ عن كالده في بهجة المحافل للعامرم كغيره من الكتب ،باإلضافة إلى المبادئ األكلية
للقراءة كعلم الحساب كقراءة القرآف كتجويده كبعض كتب اللغة البسيطة التي تعتبر كمدخل
لتعلم علوـ العربية.
(ُ)ٗ/
كعلى السيد العبلمة إبراىيم بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم
الصنعاني :الخبيصي كالمناىل كالشرح الصغير كفي شرح الكافل البن لقماف ،كما ذكر ذلك
في ترجمتو.
كعلى السيد العبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ :شرح الرضي كمغني اللبيب كشركحو ،كالمطوؿ
كالرسالة الوضعية كالركض الناضر في آداب المناظر ،كعصاـ المخلصين من مزالق المؤصلين
كفيض الشعاع للعبلمة الجبلؿ ،كفي البحر الزخار كتخريجو البن بهراف كالموجود من شرحو
لئلماـ عز الدين كفي إيثار الحق على الخلق للعبلمة محمد بن إبراىيم الوزير.
كعلى الفقيو العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني الصنعاني في شرح الغاية للحسين بن القاسم
حسبما يأتي بيانو في بعض التراجم الخاصة بالكتاب الذم بين أيدينا.
كعلى السيد الحافظ عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل األمير في صحيح مسلم ،كشرحو للنوكم.
كعلى العبلمة المحقق على بن إبراىيم عامر الشهارم في شرح القبلئد للنجرم ،كحاشيتو
للجبلؿ ،كشرح الجزازم في العركض كالقوافي ،كفي سنن أبي داكد ،كأكائل نحو سبعين ،كتابان
في الحديث كاستجاز منو فيها ،كفي غيرىا أجازة عامة.
كعلى السيد العبلمة عبد القادر بن أحمد في صحيح البخارم كأكائل مسلم ،كفي السنن
األربع ،كأكائل نحو سبعين كتابان من السنن كالمسانيد ،كأجازه فيها كفي غيرىا إجازة عامة.
(ُ)َُ/
كانقطع صاحب الترجمة في آخر مدتو إلى شيخو العبلمة إبراىيم بن عبد القادر بن أحمد كلم
يفضل عليو أحدان من الناس ،يقوؿ خبلؿ ترجمتو لشيخو ىذا ما لفظو((:كقد قرأت عليو في
علم النحو شرح الجامي كحاشيتو لعصاـ الدين كعبد الغفور ،كغاية التحقيق ،ككثيران من شرح
الرضي كالمنهل الصافي ،كفي علم الصرؼ في شرح الجاربردم ،كفي علم البياف ،كفي الشرح
الصغير ،كحاشيتو للخطابي كالشيخ لطف اهلل الغياث ،كفي المجاز ،كمراجعة سائر كتب البياف
كفي علم الوضع في شرحي الهركم كعصاـ الدين على الرسالة العضدية كفي غاية الرفع إلى
ذركة الوضع لشيخ شيخنا عطاء اهلل األزىرم المكي رحمو اهلل ،كفي علم المنطق :شرح القطب
على الرسالة الشمسية كحاشيتو للشريف كفي علم أدب البحث شرح يمبلحنفي كحواشيو
كالركض الناضر للعبلمة الجبلؿ كنظمو للمولى الوجيو رحمو اهلل ،كفي علم أصوؿ الفقو شطران
صالحان من شرح الغاية ،كحاشيتها لسيبلف تلفيقان ،كفي علوـ الحديث شرح ألفية الزين العراقي،
كفي التدريب كفي علم الحديث :صحيح البخارم كإمبلء شرحيو للحافظ ابن حجر
كللقسطبلني كفي شرح العمدة البن دقيق العيد كحاشيتها العدة لشيخ شيوخنا البدر األمير كفي
المواىب اللدنيو للقسطبلني كفي علم التفسير شرح الكشاؼ كحاشيتو لسراج الدين كللسعد
مع مراجعة البيضاكم كأبي السعود كالدر المنثور.
كغيرىا من كتب التفسير ،كفي علم الفقو :ضوء النهار كحاشيتو المنحسة كفي شرح الفتح كفي
شرح األزىار البن مفتاح كالجزء الثاني من البحر الزخار كحاشيتو للمقبلي كشطران صالحان من
البياف البن مظفر ......كقرأت عليو في علم الفرائض كما يتعلق بها من الوصايا كالتركات
شرح السيد صارـ الدين جحاؼ على المفتاح ،كفي علم المساحة كالحساب ما كضعو
الخالدم في آخر شرحية مع مراجعة التفاحة كشرحها الركضة النفاحة كحساب الكافي
الصركفي ،كالرسائل الموضوعة في ذلك.
(ُ)ُُ/
كفي علم الجبر كالمقابلة :شرح القوؿ المبدع في تلخيص المقنع لشيخ شيوخنا عطا اهلل
األزىرم ،كفي العلم الطبيعي شرح ىداية الحكمة لميرحنكي كحاشيتها كشطران من شرح
المواقف للسيد الشريف ،كفي علم الرياضي في شرح أشكاؿ التناسب للقاضي زادة الركمي
كفي علم الهيئة في شرح تلخيص الجغميني.
كقرأت عليو رسائل كثيرة في علم المعمى كعلم التشريح كعلم الطب كفي القبض كفي علم
النجوـ كفي علم المعقوؿ كفي كتب الرقائق كمدارج السالكين شرح منازؿ السائرين البن
القيم ،كفي حادم األركاح ،كغير ذلك.
كقرأت في شرح ديواف المعرم كالمتنبي كفي القاموس كمقدمتو لوالده الوجيو .كبالجملة فإني ال
أقدر على إحصاء مقركءاتي كمسموعاتي عليو في جميع العلوـ ......كيقوؿ موضحان
لمقركاءاتو :فإني لم أتخرج إال عليو-أم إبراىيم بن أحمد بن عبد القادر -في جميع العلوـ
العقلية كالنقلية كما استفدت إال منو كلقد اعتنى بي كىذبني كرقاني إلى أعلى الدرجات
إلي جزاه اهلل عني خيران.
كاستفرغ كسعو في إفادتي كأحسن ٌ
كلمزيد حوؿ مقركءاتو على شيخو المذكور انظر ترجمة شيخو إبراىيم بن عبد القادر رحمو اهلل،
كىي الترجمة رقم (ُ) كقد كضعت عنوانان على ذلك بما لفظو ((مقركءات المؤلف على
صاحب الترجمة)) أم على شيخو المذكور.
(ى) من أخذ عنه
ذكر زبارة في نيل الوطر (ُ )ُٗ/نقبلن عن درر نحور الحور العين لجحاؼ أنو تولى التدريس
بجامع صنعاء أياـ قبلئل فما رأيت-أم جحاؼ -أحدان يلقي الدركس مثلو كما أذكره إالٌ كصغر
في عيني كثير من األعياف ...إلخ.
كما ذكر في موضع آخر من ترجمتو أنو أخذ عنو عدة.
كممن أخذ عنو :السيد محمد بن إسماعيل الشامي الصنعاني كخلق كثر إالٌ أنو كنتيجة لتوليو
أكقاؼ سناع كبيت سبطاف كغيرىا لم يكثر طبلبة ،ككفاتو المنية كىو في ريعاف شبابو (ّٖ) سنة
كذلك سنة (ُِِّى).
(ك) األعماؿ الموكلة إليو:
(ُ)ُِ/
لم يتولى أعماؿ كثيرة سول نظارة أكقاؼ سناع كبيت سبطاف من أعماؿ صنعاء إذ كاله في آخر
أيامو السيد العبلمة محمد بن إسماعيل الشامي ذلك.
(ز) نماذج من شعره:
طارح صاحب الترجمة كفاكو ككاتب عدة من علماء كبلغاء كأكابر عصره ككاتبوه ،كراسلهم
كراسلوه كممن كاتببهم كراسلهم كراسلوه عبد الرحمن بن يحيى اآلنسي الصنعاني كذلك سنة
(ُُِٕ)ىبقصيدة ر ٌدان على قصيدة مطلعها:
بينام انظر دىرم عاطبلن تفبلن
فأجاب صاحب الترجمة بقولو من البسيط:
جاءت على غير كعد بعد ما انقطعت
عنها الظنوف كذابت دكنها المهج
لكن رأت من رقيب خلة فأتت
في ركعة الظبي بالقناص ينزعج
فقد سرت ككماؿ الحي دائرة
من حولها كسيوؼ الهند تختلج
و
لبانات بها بعدت حتى قضيت
عن التصور لوال أنو الفرج
ما كنت أحسب دىرم قط يسعدني
بها كال بسموط زانها البلج
إف كاف سحران أتاني أك كؤكس ًطبلى
إثم كال حرج
فالقوؿ حق كلم ي
جاءت إلى الرؽ فيو حين كاتبني
عوج
فزدت رقٌان كما في قصتي ً
من كاحد في المعالي ال نظير لو
كمن عبل النجم قد أضحت لو درج
عبلمة العصر زين الدىر أفضل من
جج
بفيصل الحكم منو تقطع الل ي
كما عجبت لشيء مثلما عجبي
من مثلو في بني األياـ ينتسج
كما أردت بمثل غيره كمتى
رأيت للشمس مثبلن إف زىت يس يرج
يا سالكان طرؽ العلياء كما كضحت
بها لغيرؾ من طرؽ فتنتهج
شرفتني بدرا ور منك لست لها
أىبل كإف قلت أىبل حين تندرج
لكنها من أياديك التي عبقت
فكل ً
ناد بو من نشره أرج
كممن كاتبو شعران العبلمة إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم زبيبة المتوفي سنة (ُِٗٓ) إذ
بعث إليو بأبيات أكلها:
يا صارـ اإلسبلـ يا خير من
رقى في سماء المجد كالفخر
فأجابو صاحب الترجمة بقولو من السريع:
يا كاحد العصر يا ساحر
األلباب بالمنظوـ كالنثر
أتى نظاـ منك في ضمنو
مخايل السحر ببل نكر
ي
كخذ جوابان في المثاؿ الذم
ألغزتو كلفتو فكرم
لو الؾ كالمنظوـ إذ جا لي
لم يبرز المضمر في شعرم
(ُ)ُّ/
ككتب السيد العبلمة عبد الوىاب بن حسين بن يحيى الديلمي الذمارم إلى صاحب الترجمة
قصيدة على كزف قصيدة ابن بليطة األندلسي التي أكلها:
براقو ريم بعد ما زارني شطا ...تقنصتو بالحلم في الشط فاشتطا
كأكؿ قصيدة الديلمي
لقد عقدكا في كصل مضناىم شرطان
فجاز طريق االمتثاؿ كما أخطأ
فأجاب صاحب الترجمة بهذه القصيدة الفريدة من الطويل:
يراع الهول في القلب للحب قد خطا
كأحكمو شكبلن كأكضحو نقطا
كحرر في مرسومو العهد أنني
ٌ
أدكـ على حكم التصابي كإف شطا
كالزـ بين الجفن كالسهد في الدجى
كلم يلتزـ لي للكرل في النول شرطا
إلى اهلل قلبان تاه في لجة الصبا
كقد كاف في بحر الغراـ عبل الشطا
فسمى الذم قد أخلص النصح عاذالن
ٌ
كظن الذم أبدل الصواب لو أخطا
كعهدم بو ال يجهل القوؿ إنما
لعل الهول العذرم على سمعو غطَّا
بركحي من الغادين من لم أبح بو
على أنو كسط الجوانح قد ىحطٌى
مليك حباه قيصر الحسن تاجو
على تختو الكف مارية القرطا
كقلده في دكلة الحسن تاجو
على تختو ألكف مارم القرطا
كبوأه في معدف التاج مقعدان
كأكاله في إعراضنا األخذ كاإلعطاء
إذا سعدت عيناؾ منو بنظرة
فد كنك في ازراره البدر يتخطٌى
ترل دكف لقياه أسودان أك ذيبٌبلن
كجرد أعتافان ال العرار كال الخمطا
كدكف األماني أف رأل الطرؼ خطة
يراع كجيو الدين أبلغ من خطا
كأف يجتلى من جوىر النظم أسطران
صيّْرت الرقاع لو سمطا
كقد ي
بليغ يسوؽ القوؿ إف شاء ناظمان
و
كسوؽ مليك من بطانتو رىطا
أجل بها ليل الزماف بأسرىم
كأشرفهم أصبلن كأكرمهم سبطا
سما في سماء العلم كالفضل رتبة
بها صار عن إدراكو البدر منحطا
أموالم ىذا السحر أيحكمت عقدهي
ى
بعقدؾ أـ بالسحر جودتو خلطا
كإال فما باؿ اختبلب عقولنا
كما باؿ قلب فارع لم يجد ربطا
كما كنت أدرم قبل نظمك أف من
طركس كؤكسان أك من النظم أسقطا
كجيو الهدل أكريت بالنظم كامنا
من الوجد في قلبي قدحت بو سقطا
جول كصبابة
كقد كنت حلوان عن ن
(ُ)ُْ/
(ُ)ُٓ/
ما غنت الورقا بغصن عسلج
كسيجد المطلع على ىذا الكتاب بعض النماذج األخرل من شعر صاحب الترجمة خبلؿ بعض
التراجم التي احتواىا الكتاب.
(ز) مؤلفاتو:
لصاحب الترجمة العديد من المؤلفات كيمكن حصرىا على النحو التالي:
(ُ) نفحات العنبر كىو الذم بين يديك.
(ِ) حاشية على ضوء النهار في في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر الكوكباني ذكره خبلؿ ذكره
لمقركاءاتو على المذكور ،إذ قاؿ كقد قرأت على البرىاف-أم إبراىيم بن عبد القادر -ضوء
النهار كصنعنا قريبان من ذلك حتى كملت بحمد اهلل تعالى.
(ّ) حاشية على شرح الوصايا للخالدم قاؿ في نفس الترجمة السابقة ككنت قد شرعت في
حاشية عليو-أم شرح الوصايا للخالدم -حاؿ قراءتي فيو على البرىاف كأرجو من اهلل اإلعانة
على إكمالها.
(ْ) العيوف المساحة في رياضة المساحة.
قاؿ في نفس الترجمة السابقة :كجعلت مختصران مفيدان في المساحة يكوف كالخاتمة للشرح
كسميتو العيوف المساحة (خ) منو نسخة بمكتبة الجامع الكبير ،المكتبة الغربية ،مجاميع (ٔ)
في كرقتين خط سنة (ُُِْ) بخط المؤلف.
(ٓ) قرة النواظر بترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر كجميع مشايخو
كمشايخهم ،كمن أخذ عنو ،أككاتبو من األكابر.
لم أقف على مكاف كجوده كتأريخ نسخو كعدد النسخ المتوفرة منو.
(ٔ) حاشية على فرائض جحاؼ العبلمة إبراىيم بن يحيى بن المهدم جحاؼ (ُٗٗ-
َُٓٔى) .كالكتاب الذم عمل صاحب الترجمة عليو حاشية ىو فتح الفتاح في شرح مفتاح
الفرائض.
(خ) كفاتو كمراثيو:
لقد اخترمت المؤلف المنية قبل إكماؿ كتابو ىذا ،كذلك بقصد تهذيبو كترتيبو كجمعو على
شرطو الذم ذكره في مقدمة كتابو ،إذ سار المؤلف بو إلى حصن كوكباف كترؾ البعض من
كراريسو ىناؾ ،كالبعض اآلخر بصنعاء فذىبت بعضها أيدم الضياع.
(ُ)ُٔ/
ككانت كفاتو بصنعاء في يوـ األحدٖ/شواؿ سنة ُِِّى .كعمره حين كفاتو (ّٔ) سنة كقيل
(ّٖ) سنة ،كممن رثاه تلميذه السيد العبلمة محمد بن إسماعيل بن الحسن الشامي ،كنعى
نفسو في البيت الرابع فتوفي ناظم المرثية بعد شيخو المرثي بأربعة أشهر ،كالقصيدة ىي:
سقى موضعان ضم الخليل المودعا
كمن شط بعد اليوـ يملقى كمجمعا
أال في سبيل اهلل نفس تقدمت
كشخص إلى أعلى المقاـ يس َّرعا
كحياة من سحب الرضا كل ىاطل
يمد عليو برد عفو موسعا
مضى صاحبي كاستقبل الموت مصرعي
كال بد أف ألقى حمامان كمصرعا
كلكنني فارقت منو فضائبلن
لجيد زماني كن حليان مرصعا
فأسعداني بعبرة
ى خليلي ىعرجا
على حفرة قد ضمت الفضل أجمعا
كال تسأال عن قبره إف جهلتما
سيهديكما طيب عليو تضوعا
كأني بو لم يعلموه كإنو
رزا كل قلب ما دىاه كأكجعا
فرزء ابن عبد اهلل ال رزء كاحد
كلكنو بنياف قوـ تصدعا
كقوال فقدنا أرفع الناس ربتة
كأىداىم في منهج الحق مهيعا
ذ
فتى كاف إف ساؽ الحديث فإنما
ن
يغذم ركحان أك يشنف مسمعا
فتى كاف مهما قاـ في كل مشكل
ركل ما أزاح اللبس عنو كأقنعا
فبل أرضعت أـ المفاخر بعده
كليدان كال سحب المفاخر مربعا
كيا ريح عين لم تقض فيو أبحران
كنفس عليو حسرة لن تقطعا
كيا دىر خذ ما شئت من بعد فقده
فمصرعو لم يبق للحزف موضعا
إلف حل قبران في فبلة فإنما
تجاكز ىاـ النجم شاكان كأرفعا
كإف عاد عنو حاملوه محولو
فؤلنك غفر حامبلن كمشيعا
أيا جبل العلم الذم سار ذكره
مسير ضياء الشمس غربان كمطلعا
فقدنا علومان إذ فقدتك جمة
كخلقان ىو الركض الذم طاب مرتعا
سقى حفرة ضمتك ذاتان كأفرغت
عليها العزالي مربعان ثم مربعا
ىكذا كجدتها في أكؿ النسخة (ب) الجزء األكؿ منها.
(م) مصادر ترجمتو:
(ُ)ُٕ/
درر نحور الحور العين (خ) البدر الطالع (ُ )ُٗ/نيل الوطر (ُ .)ُٕ/شعراء اليمن ترجمة
(ِٗ) ص (ُِِ .)ُِٗ-فهرس مكتبة الجامع الكبير بصنعاء المكتبة الغربية (انظر فهارسو)
فهرس مكتبة األكقاؼ صنعاء (انظر فهارسو) معجم المؤلفين (ُ ،)ِٓ/مصادر الفكر للحبشي
ص (ِْٓ) )ِٕٔ،ُْٗ( ،المؤرخوف اليمنيوف في العصر الحديث للعمرم (ْٖ،)ٖٔ-
طبق الحلول ص (ّّ) ىامش ،مصادر أيمن فؤاد سيد (ِٖٔ ،)ِٖٕ-فرجة الهموـ ط (ِ)
ص (ِّٗ) ،المستدرؾ على معجم المؤلفين ص (َِ) ،األعبلـ (ُ ،)ٓ/التقصار ،ص
(ِْٔ) ،بغية األماني كاألمل (خ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٓ )ْٓ-ترجمة (ُٓ)،
الركض األغن (ُ )ُْ/ترجمة (ُٔ) كمنو تحفة األخواف ص (ٓ) .ثم ىجر األكوع
(ُ ،)ُٓٔ/أعبلـ آؿ الحوثي (خ) للمحقق ،نفحات العنير لصاحب الترجمة (تراجم مختلفة)
خصوصان الترجمة رقم (ُ) .ترجمة شيخ المؤلف.
رابعان منهج كمصادر المؤلف.
(أ) منهج المؤلف:
(ُ)ُٖ/
أكضح المؤلف منهجو في كتابو الذم بين أيدينا بأجزاءه الثبلثة بصورة مختصرة مفيده بقولو :ثم
ترجح لي أف أجعل ما أردت جمعو-أم في قرة النواظر-على كضع ممكن كىو أني أترجم
لجميع من في القطر اليمني من العلماء الشعراء ،كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا في القرف
الثاني عشر ،كذلك من سنة إحدل كمائة كألف ،إلى سنة مائتين كألف .كأذكر أيضان كل من ىو
على ىذا الشرط ممن ترجمت لو في قرة النواظر ،فاستفرغت الوسع في التفتيش بقدر اإلمكاف
كالتزمت أف ال أذكر من األحواؿ إال ما ىو الصحيح المطابق للواقع كأف أتحرل فيو الصدؽ.
كأستثبت في النقل كأستوفي حاؿ الشخص بحسب ما بلغ إليو علمي كانتهى إليو ،فهمي كأف
أترؾ تكلف التسجيع الذم التزمو المتأخركف من المؤرخين كاألديب الحيمي في طيب السمر
كالفاضل الجرموزم في صفوة العاصر كالمولى ضياء الدين في نسمة السحر ،كغيرىم .فإنها ال
تفيد عباراتهم تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال اإلطبلع على كنو حقيقتو ،كإنما تفيد
تخييبلن في النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية.
(ُ)ُٗ/
كالمقصود من كضع ىذا الكتاب ىو ذكر أحواؿ الرجل كتشخيصو لما لو من الفضائل كاإلشارة
إلى ما أتفق لو من األخبار كاالستطراد لما لو من األشعار ،كتاريخ المواليد كبعض الوفيات
كالتزـ السجع مع قصد جميع ذلك يؤدم إلى التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كينبوا عنو
الطبع ،كقد استطرد فيو تراجم من قرب زمانو من المشاىير ،كأف يكوف في أكاخر القرف
الحادم عشر لدعا الحاجة إلى ذلك كلتشوؽ المطالع إلى معرفتهم .كسميتو نفحات العنبر،
بفضل علماء اليمن في القرف الثاني عشر .كرتبتو على حركؼ المعجم ليقرب تناكلو ،كإف لم
أستوؼ الحركؼ كلها لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ ،أك لعدـ اإلطبلع عليو كلم
احتفل بترتيب اآلباء كما يضعو كثير من المؤرخين آلدائو إلى تفويت نظم الترتيب بتقديم
المفضوؿ على الفاضل كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ.
كالتزمت أف أقدـ في الحرؼ تراجم أىل البيت عليهم السبلـ على الترتيب المذكور ،ثم من
بعدىم كذلك ...إلخ.
ىذا ىو األساس العاـ لمنهج المؤلف في كتابو ىذا ،كلكن كآه من لكن كنظران ألنو رحمة عليو
خرمتو المنية قبل إكمالو كتهذيبو فقد اختلت بعض تلك األسس المبنية كالمبينة لمنهجو،
فالمؤلف رحمة اهلل عليو اخترمتو المنية كما قلت قبل إكمالو ،لتهذيبو كترتيبو كجمعو على شرطو
المذكور سلفان؛ ألنو سار بو إلى حصن كوكباف كترؾ البعض من كراريسو ىناؾ كالبعض بصنعاء،
فذىبت ببعضها أيدم الضياع ،كعقيب كفاتو طلب المتوكل أحمد ابن محسن بن ىاشم
الموجود من كراريس الكتاب فجمع فيها كالد المؤلف حوالي النصف أك أكثر بقليل كجعلها
ثبلثة أجزاء غير مترتبة على شرط المؤلف ،كتم إحراؽ ما كجده منها بعد ذلك .ال حوؿ كال قوة
إال باهلل.
كرغم كل ذلك فإف منهج المؤلف من خبلؿ الموجود من مادة الكتاب يمكن توضيحو في
شكل نقاط على النحو التالي:
(ُ)َِ/
(ُ) ترجم لبعض من في القطر اليمني من الشعراء كالعلماء كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا
خبلؿ القرف الثاني عشر الهجرم .ابتداءى من سنة (َُُُى) كحتى سنة (ََُِى).
(ِ) شرط على نفسو شرطان يتمثل في أنو ال يترجم إالٌ من كلد أك مات خبلؿ القرف الثاني فقط
موضحان فيو كل من كاف على ىذا الشرط ممن ترجمهم في كتابو قرة النواظر بترجمة شيخ
اإلسبلـ عبد القادر ،كالذم يقوؿ فيو المؤلف أنو يشتمل على ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر
بن أحمد بن عبد القادر ،كذكر أسانيده في األمهات الحديثية كالمسانيد كسائر كتب الفنوف،
كترجم لجميع مشايخو كمشايخهم المذكورين في األسانيد إلى المؤلفين كأيضان من أخذ عنو أك
كاتبو كاستطرد لجملة من األعياف الذين لم يكونوا من مشايخو كال من تبلميذه كال ممن كاتبو،
غير أنو رأل من استطرد فيو من األعياف كاألمثاؿ ،لم يكن ترتيبهم سهل المأخذ كال قريب
المناؿ ......إلى أف قاؿ :ثم أردت أف أجمع على تأليف آخر من كنت قد استطرتو أكالن من
بقي ممن لم أستطرده فأقعدني عجزم عن ذلك ...إلى أف قاؿ :ثم ترجح لي أف أجعل ما
أردت جمعو على كضع ممكن كىو أني أترجم لجميع من في القطر اليمني...إلخ.
(ّ) عندما يترجم للشخص ال يذكر من أحوالو إالٌ ما كاف صحيحان كمطابقان للواقع متحريان في
ذكر كل تلك األحواؿ الخاصة بالمترجم لو الصدؽ كالدقة في التناكؿ كالتعبير الجيد كبحسب
ما بلغ إليو علمو كانتهى إليو منهجو كىو فهم ثاقب.
(ْ) اعتمد على بعض المصادر الخاصة بالسير كالتراجم كالثغر الباسم إلسحاؽ بن يوسف،
كنسمة السحر ،كدمية القصرلقاطن ...إلخ.
مستثبتان في نقل المعلومات المطلوبة كالمناسبة مع أحواؿ الشخص المترجم لو كبصورة أمينة
كفاحصة ألحواؿ الشخص قل أف توجد في مؤلف آخر في موضوعو رحمو اهلل تعالى.
(ُ)ُِ/
(ٓ) عندما يرجع إلى المصادر التي رجع إليها ال يذكر العنواف غالبان ،كإنما يذكر اسم كلقب
المؤلف ،كإف ذكر المصدر فيذكره بقولو :ترجمو صاحب النسمة ،كالقاضي في تأريخو أم
القاضي أحمد قاطن في دمية القصر ،كصاحب طيب السمر-أم العبلمة أحمد بن محمد
الحيمي -كىكذا ....إلخ.
(ٔ) يذكر اسم المترجم مبتداءن بنسبة كنعتو كإف تكرر النسب في ترجمة أخرل الحقة يذكر
االسم مسلسبلن إلى االسم المشترؾ مع ترجمة آخر الحقة ،ثم يتبع ذلك بقولو :كبقية النسب
تقدـ.
(ٕ) عندما ينعت المترجم لهم فإنو ينعتهم بأسلوب أدبي بعيدان عن التسجيع المخل كملتزمان بما
يؤدم إلى الفهم كالقصد المطلوب كبعيدان عن التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كبنبو عنو
الطبع ،تاركان األسلوب كالطريقة التي اتبعها بعض المتأخرين من المؤرخين ،كاألديب أحمد بن
محمد الحيمي في طيب السمر كالعبلمة القاسم بن الحسن الجرموزم في صفوة العاصر،
كالسيد العبلمة يوسف بن يحيى بن الحسين في نسمة السحر فيمن تشيع كشعر.
منوىان إلى أف التسجيع المخل ال يفيد في تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال اإلطبلع على
كنو حقيقتو ،كإنما يفيد تخييبلن في النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط ،على نمط القياسات الشعرية
كالقضايا التخييلية.
(ٖ) قصد المؤلف من كضع كتابو ىذا ذكر أحواؿ الرجل كتشخيصو ،لما لو من الفضائل
كاإلشارة إلى ما اتفق لو من األخبار كاالستطراد لما لو من األشعار ك...إلخ.
(ٗ) يذكر الكثير من أحواؿ بعض المترجم لهم كما كاف لهم من المكانة العلمية كاألدبية كأثرىا
في الحياة السياسية كاإلجتماعية خبلؿ فترة زمنهم.
(َُ) يورد تاريخ المولد كالوفاة ألغلب من ترجمهم ،كإف كاف المترجم لو ما يزاؿ حيان إلى زمن
المؤلف ذكر تاريخ مولده فقط.
سواء
كإذا لم يقف المؤلف على ذلك التاريخ بالتحديد-أم باليوـ-ترؾ فراغان مناسبان إلكمالو ن
في تاريخ المولد أك الوفاة.
(ُ)ِِ/
(ُُ) يورد كثيران من النماذج الشعرية كالنثرية للكثير ممن ترجمهم ،كلم يشذ عن ذلك إالٌ من
لم يكن لديو ملكة الشعر ،كمن لم يجيده بالفعل ،كتلك النماذج يختلف حجمها من ترجمة
إلى أخرل كبحسب ما كصل إليو من تلك النماذج الشعرية كالنثرية.
(ُِ) يوضح مقركءاتو كالمشايخ الذين أخذ عنهم المترجم لو ،ككذا من أخذ عنو غالبان موردان ما
أخذه المترجم لو من الكتب بصورة موجزة كمختصرة في الغالب.
(ُّ) يستطرد أحيانان لبعض التراجم التي قرب أصحابها من زمن المشاىير المترجم لهم في
كتابو ىذا ،كأف يكوف في آخر القرف الحادم عشر كلدعا الحاجة إلى ذلك كلتشوؽ المطالع
إلى معرفتهم حسبما ما أفاد في مقدمة كتابو ىذا.
(ُْ) رتب كتابو على حركؼ المعجم ليقرب تناكلو كموضحان أنو لم يستوؼ الحركؼ كلها
لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ أك لعدـ االطبلع عليو.
كأنو لم يحتفل بترتيب اآلباء كما يضعو كثير من المؤرخين آلدائو إلى تفويت نظم الترتيب
بتقديم المفضوؿ على الفاضل كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ.
(ُٓ) التزـ المؤلف أف يقدـ في الحرؼ تراجم أىل البيت عليهم السبلـ على الترتيب
المذكور ،ثم من بعدىم كذلك ىكذا ذكر في مقدمتو ،كإف لم يحصل ذلك على كجو الدقة في
الكتاب المذكور؛ ألف المؤلف توفي قبل أف يرتبو كيهذبو ،كعلى شرطو كمنهجو المذكور في
مقدمة الكتاب.
(ٔ) يبين خبلؿ التراجم الذين أخذ عنهم بعض العلوـ ما أخذه تفصيبلن،كمنزلة المترجم لو
بالنسبة للمؤلف ،كمن ذلك على سبيل المثاؿ ما ذكره في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر
الكوكباني كغيره.
(ُٕ) عندما يذكر بعض التراجم المشهورة كالمؤثرة علميان كاجتماعيان ينعتها بالصفة التي يطلقها
أىل صنعاء كبعض مناطق اليمن على من تسمى باسم معين كعبد القادر ينعتو بالوجيو أك
البرىاف ،كمحمد العزم كعبد اهلل الفخرم .كأحمد صفي الدين ،كىكذا دكاليك.
(ُ)ِّ/
(ُٖ) يورد أحيانان مباحث كفوائد لغوية كغير ذلك خبلؿ ترجمتو لبعض التراجم كمن ذلك على
سبيل المثاؿ ما أكرده في ترجمة إبراىيم بن عبد القادر من مباحث كفوائد لغوية كببلغية تدؿ
على منزلتو العلمية.
(ُٗ) يورد خبلؿ بعض التراجم بعض األحداث كالقضايا التاريخية كاالجتماعية ،كتأثير المترجم
لو في سير كل ذلك إيجابان أك سلبان ،كمن أمثلة تلك األحداث كالقضايا االجتماعية قصة
الساحر المحطورم كصاحب العدين ،كما إلى ذلك.
(َِ) يورد األعماؿ الموكلة في شئوف الدكلة لبعض التراجم التي تولت أك ككل إليها شيء من
ذلك كرأل المؤلف في قدرة كمنزلة األشخاص الذين أككل إليهم .أيان من ذلك كلو بصورة غير
مباشرة.
(ُِ) إذا كاف المترجم لو من العلماء كالمؤلفين أكرد شيء من تلك المؤلفات مبينان أىمية
البعض منها أحيانان كأحيانان أخرل ال يوضح األىمية.
(ِِ) يذكر مصادر بعض التراجم خصوصان التراجم المشهورة كالتي كاف لها منزلة علمية مرموقة
أك منزلة سياسية أك....إلخ.
(ِّ)يختلف حجم التراجم من ترجمة إلى أخرل ممن كاف للمترجم لو صلة علمية أك معنوية
ككقف المؤلف على أخباره كبشكل جيد ،توسع في ترجمتو كأكرد أخباره المطلوب توضيحها
بشكل جيد كمفيد كمن تلك التراجم على سبيل المثاؿ ترجمو شيخو إبراىيم بن عبد القادر
كشيخو عبد القادر بن أحمد كترجمة لعبلمة محمد بن إسماعيل األمير ،كغير ذلك يجده
المطلع خبلؿ قراءتو الكتاب.
(ِْ) إذا لم يعرؼ شيء عن المترجم لو يذكر اسمو كبعض نعوتو ،كأنو كاف عالمان أك ما سول
ذلك ،كمن ثم يقف عند تلك المعلومات.
(ِٓ) جاءت في النسخة (أ) بعض التراجم التي تثبت في النسخ األخرل كىي تراجم بسيطة
اقتصر فيها المؤلف على ذكر االسم كنعتو كبعض أحوالو بصورة مختصرة.
(ِٔ) أكرد بعض التراجم خالية من ذكر أم معلومات عنها إذ اقتصر على ذكر االسم فقط كلم
يكمل المعلومات الخاصة بذلك كلعل كاف قصده إكمالها الحقان ،كفاجأه الحماـ قبل إكمالها.
كاهلل أعلم.
(ُ)ِْ/
(ب) مصادر المؤلف:
أشار المؤلف في مقدمة كتابو كبصورة غير مباشرة إلى أنو اعتمد على بعض المصادر إذا قاؿ
(كاستثبت في النقل) كيمكن توضيح المصادر التي أفصح عنها المؤلف في كتابو خبلؿ ذكره
للمترجم لو أكلهم كالتي كانت عونان لو في تأليف كجمع مادة كتابو ىذا ،على النحو التالي:
(ُ) الثغر الباسم في تراجم أعياف العصر من آؿ القاسم بن محمد كغيرىم للعبلمة إسحاؽ بن
يوسف بن اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل المتوفي سنة (ُُِٕى)( .خ).
(ِ) الحدائق المطلعة من زىور أبناء العصر شقائق للعبلمة عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن
الحسين شرؼ الدين (ت (ُِِْى)( .خ).
(ّ) طيب السمر في أكقات السحر للعبلمة األديب أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي
المتوفي سنة (ُُُٓى) .طبع الجزء األكؿ منو كالخاص بشعراء كأدباء كوكباف.
(ْ) إتحاؼ األحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أىل العصر للعبلمة أحمد بن محمد
قاطن المتوفي سنة (ُُٗٗى) .كقد قمت بتحقيقها.
(ٓ) طبقات الزيدية الكبرل-القسم الثالث منها -للعبلمة المسند إبراىيم بن القاسم اإلماـ
المؤيد باهلل (ت ُُِٓ) طبع ىذا القسم بتحقيق /عبد السبلـ بن عباس الوجيو.
(ٔ) نسمة السحر فيمن تشيع كشعر للعبلمة يوسف بن يحيى الحسني (تُُُِ)ىػ ،كقد
طبع الكتاب بتحقيق /كامل سليماف الجبورم.
(ٕ) درر نحو الحور العين ،لسيرة اإلماـ المنصور علي-بن المهدم عباس بن المنصور حسين
(ت ُِِْى)-كأعبلـ دكلتو الميامين للعبلمة لطف اهلل بن أحمد بن لطف اهلل بن أحمد
جحاؼ الصنعاني المتوفي سنة (ُِّْى) (خ).
(ٖ) مطلع البدكر كمجمع البحور للعبلمة أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (خ).
(ٗ) صفوة العاصر في أدب المعاصر للعبلمة األديب القاسم بن الحسين بن مطهر الجرموزم
المتوفي سنة (ُُْٔى)( .خ).
(َُ) تحفة األخواف بسند سيد كلد عدناف للعبلمة أحمد بن محمد قاطن (خ).
(ُُ) سبلفة العصر في محاسن أىل العصر للعبلمة علي بن أحمد بن معصوـ.
(ُ)ِٓ/
(ُ)ِٔ/
كمع ظهور القرف الرابع بدأت الكتابة التاريخية في اليمن تنتقل إلى مرحلة أخرل ىامة تتصف
بالتخصص ،فظهر جماعة من المؤرخين أخذ كل كاحد منهم من علم التاريخ ناحية ،فالعبلمة
المؤرخ الحسن بن أحمد الهمداني أخذ بتخصص معين إذا كتب في األنساب كتدكين أخبار
حمير ،ثم تبله جماعة من المؤرخين كل كاحد منهم تخصص في مجاؿ بعينو.
ككاف أكؿ من كتب في التاريخ من حيث أنو عبارة عن حوادث ىو عمارة صاحب المفيد ثم
الفقيو أحمد بن علي العرشاني ،ثم تطورت بعد ذلك الكتابة التاريخية ،كظهر جماعة من كتاب
التاريخ أمثاؿ الحجورم كغيره من العلماء ،كخبلؿ القرف التاسع ظهر الكثر من المؤرخين
كتعددت أتجاىاتهم كالكتابة في الحوادث كالحوليات.....إلخ.
كل على حدة،
ثم ظهرت بعد ذلك ظهوران من التخصص في مجاؿ ىاـ كىو تاريخ البلداف ه
فألف في ىذا المجاؿ خبلؿ القرف الخامس الهجرم الملك جياش بن نجاح تأريخ مدينة زبيد
كالرازم تأريخ مدينة صنعاء ،ثم ذيلو للمؤرخ إبراىيم العرشاني من علماء القرف السابع كىكذا.
كإذا ما انتقلنا إلى جانب آخر من جوانب علم التأريخ كىو كتابة السير كالتراجم كىو ما يهمنا
ىنا ،فإننا نجد أف المؤرخ اليمني اىتم بهذا الجانب جنبان إلى جنب مع الكتابة في التاريخ العاـ
من حيث كونو عبارة عن حوليات كحوادث ،بل نجد أحيانان أف بعض الكتابة في ىذا المجاؿ
اختلط بالتاريخ كليان.
ككاف أكؿ كتاب في مجاؿ السير كالتراجم ىو تأريخ مسلم بن محمد بن جعفر اللحجي
المتوفي سنة (ْٓٓىَُُٓ/ـ).
كالذم جعلو في طبقات كأخبار الزيدية.
ثم من بعده جاء اإلماـ المتوكل أحمد بن سليماف (ٔٔٓىُُُٕ/ـ) .إذ ألف كتابو :الحكمة
الدرية كالداللة النبوية النورية.
كىو كتاب في سيرة المصطفى صلى اهلل عليو كآلو كسلم كفضائلو كفضائل أىل البيت عليهم
السبلـ...إلخ.
ثم من بعده جاء عمارة اليمني المتوفي سنة (ٗٔٓى) .كالذم ألف كتابو :المفيد في أخبار
صنعاء كزبيد كشعراء ملوكها كأعياف أدبائها.
(ُ)ِٕ/
ثم جاء من بعده ابن سمرة الجعدم (بعد ٖٔٓى) كالذم ألف طبقات فقهاء اليمن ثم ابن أبي
الخير العمراني (ت ٕٖٓى) .إذ ألف كتاب :تاريخ طاىر بن يحيى العمراني.
ثم العرشاني أحمد بن علي (ت َٗٓ) كالذم ألف كتاب من دخل اليمن من الصحابة ،ثم
جاء بعده العبلمة حميد بن أحمد المحلي (تِٓٔى) .كألف كتابو :الحدائق الوردية في
مناقب كذكر تراجم األئمة الزيدية.
ثم كتاب ذيل طبقات ابن سمرة لمحمد بن الحسن الحميرم (تٕٔٔى) .ثم سيرة اإلماـ
المهدم لدين اهلل أحمد بن الحسين بن القاسم (أبو طير) للعبلمة شرؼ الدين يحيى بن أبي
القاسم بن يحيى الحمزم (ت ٕٕٔى).
ثم ركضة الحجورم يوسف بن محمد بن الحفيص .ثم السمط الغالي الثمن في أخبار الملوؾ
من الغز باليمن البن حاتم اليامي .ثم كنز األخبار في معرفة السير كاألخبار تأليف إدريس بن
علي الحمزم (ت ُْٕى) ثم صلة األخواف في حلية بركات أىل الزمن ليحيى بن المهدم إلى
غير ذلك من المؤلفات الدالة على اىتماـ اليمنيين بالكتابة في التاريخ-السير كالتراجم.
(ُ)ِٖ/
غير أف ما يجب التنويو إليو أف الكتابة في التاريخ في اليمن تعددت كتنوعت ككفقان لمبدأ
التخصص فظهرت كتب أك مؤلفات في الطبقات ،كمن ذلك كتاب الؤللئ المضيئة في مراتب
أئمة الزيدية لئلماـ على بن المؤيد (ت ّٖٔى) .كطبقات الصوفية لمحمد بن شكيل ،كنزىة
األنظار للمقرائي ،كطبقات الزيدية الكبرل إلبراىيم بن القاسم كالمستطاب (طبقات الزيدية
الصغرل) ليحيى بن الحسين ،كما اىتم كاعتنى بكتابة سير كتراجم العلماء المتخصصة العديد
من العلماء اليمنيين ،كالذين أرخو لؤلدباء كالنحاة كغير ذلك .كمن ذلك كتاب المفيد الذم
سبقت اإلشارة إليو إذا عقد مؤلفو فصبلن خاصان .لتراجم األدباء ثم كتاب طبقات التحاة
للعرشاني ككتاب إشارة التعيين إلى تراجم النحاة كاللغويين .لعبد الباقي اليماني ،ككتاب تركيح
المشوؽ للعبلمة أحمد بن الحسن حميد الدين ،كطيب السمر للعبلمة أحد بن محمد الحيمي
كنسمة السحر فيمن تشيع كشعر للعبلمة يوسف بن الحسين ،كصفوة العاصر للعبلمة األديب
الجرموزم .كغيرىم يطوؿ.
(ُ)ِٗ/
كما كاف للكتابة التاريخة في اليمن-السير كالتراجم -تخصص آخر يعنى بأخبار األسر
كالعشائر ككل على حدة ،كقد ظهر مثل ىذا النوع من الكتابة خبلؿ القرف الثامن الهجرم ،كمن
ذلك كتاب العقد الفريد في أنساب بني خالد بن أسيد البن دعسين (تِٕٓ) ثم كتاب
المحصوؿ في أنساب بني ناشر للناشرم ،ككتاب البستاف الزاىر للعبلمة حمزة بن علي
الناشرم ،كمن المؤلفات في ىذا الجانب كتاب أعبلـ أك تاريخ بني الوزير للمؤرخ أحمد بن
عبد اهلل الوزير ،ثم قرة العين لمعرفة بني دعسين للمؤرخ عبد الملك بن دعسين المتوفي سنة
(َُُٔى) ثم كتاب األحساب العلية في األنساب األىدلية للعبلمة أبي بكر بن أبي القاسم
األىدؿ المتوفي سنة (َُّٓى) .ثم تحفة الدىر في تراجم بن بحر للمؤرخ محمد الطاىر بن
بحر (تّّٖى) كقبل ذلك كذاؿ ألفت العديد من الكتب في أنساب األيسر الهاشمية في
اليمن ،كمن ذلك على سبيل المثاؿ ال الحصر مشجر أبي عبلمة المشهور.
كما كجدت أشكاؿ أخرل من الكتابة التاريخة في السير كالتراجم كالمتمثلة في المجاميع التي
تعنى بتراجم أىل مدينة أك بلد بعينو ،كمن ذلك ما عملو كدكنو الفقيو المؤرخ عثماف بن محمد
الشرعبي (تُٖٕ) كالذم جعلو لعلماء بلدتو تعز ،ككتاب علماء كادم سهاـ للمعلم كطيوط،
ككتاب المؤرخ عبد اهلل بامخرمة الذم جعلو في تراجم علماء مدينة عدف ،ككتاب مكنوف السر
في ذكر نحارير الشر-للعبلمة يحيى بن محمد المقرائي المتوفي سنة (ُٗٗى) ،ككتاب تحقيق
من عرؼ بالرحلة إلى ببلد الشرؼ للعبلمة الحيمي ،ككتاب مطلع األقمار عن تراجم علماء
مدينة ذمار للعبلمة الحسن بن الحسين حيدرة الذمارم كغير ذلك يطوؿ.
(ُ)َّ/
كما اىتم مؤرخوا اليمن بالمؤلفات الجامعة للتراجم كالسير من شتى الطبقات كالبلداف ،كمن
ذلك على سبيل المثاؿ كتاب السلوؾ للجندم ،ثم تحفة الزمن للخزرجي فالعطايا السنية
للملك الرسولي ،ثم كتاب في تراجم فضبلء الزيدية للعبلمة عبد اهلل بن شرؼ الدين ،ثم كفيات
األكابر في القرف العاشر للعيدركس ،كذيل البسامة لداكد بن الهادم ،ككتاب الؤللئ المضيئة
للشرفي ،ثم مطلع البدكر كمجمع البحور البن أبي الرجاؿ ،ثم المستطاب ليحيى بن الحسين
فالطبقات الكبرل إلبراىيم بن القاسم فتتمة اإلفادة للحبسي ،كالنسمة السحرية كالنسبة
الشجرية للسحولي ،ثم نفح الصور في ذكر آؿ اإلماـ القاسم المنصور ليحيى بن أحمد
العلوم ،ثم حسنة الزماف في أعياف األكاف للمهبل كقبلئد الجوىر في أنباء بني المطهر
للجرموزم ،كالؤللئ كالمرجاف في ذكر جماعة من األعياف بالزماف إلبرايهم بن زيد جحاؼ ،ثم
نسمة السحر السالف الذكر ،ثم بغية المريد كأنس الفريد للرشيدم ،كغير ذلك يطوؿ ذكرىم
إلى زمن المؤلف.
أما بعد كتاب المؤلف أك خبلؿ فترتو كما بعدىا فقد كجدت العديد من المؤلفات في ىذا
المجاؿ كمن ذلك على سبيل المثاؿ :الحدائق المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق لعبد اهلل
بن عيسى الكوكباني (تُِِْى).
(ُ)ُّ/
ثم التاريخ المختصر للعبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ (ت ُِِٓى) .ثم درر نحو الحور العين
لجحاؼ المتوفي (ُِّْى) .ثم تأريخ علماء ذمار كصنعاء ألحمد بن محمد الذمارم
(تُِّْى) .ثم الشوكاني البدر الطالع .ثم التقصار في ذكر جيد عبلمة األقاليم كاألمصار
للشجني ،ثم حدائق الزىر كالديباج الخسركاني لعاكش الضمدم ،ثم طيب السمر المختصر
من نفحات العنبر لعبد الكريم أبو طالب ،ثم نشر العرؼ كنيل الوطر كنزىة النظر للعبلمة
محمد بن محمد زبارة ىذا بالنسبة للسير كالتراجم كمما يدخل في نطاؽ ذلك اىتماـ المؤرخ
اليمني بكتب السير كالتراجم الذاتية كالخاصة بأعبلـ معينين كمشهورين ،كمن ذلك على سبيل
المثاؿ سيرة اإلماـ الهادم يحيى بن الحسين للعبلمة علي بن محمد العلوم (ؽّى) .كسيرة
اإلماـ القاسم العياني كسيرة اإلماـ عبد اهلل بن حمزة كسيرة اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين
المكنى بأبي طير كسيرة اإلماـ القاسم بن محمد للجرموزم ،ثم سيرة اإلماـ المتوكل إسماعيل
للجرمومزم ،كغير ذلك من مثل تلك السيرة الخاصة باألعبلـ كاألئمة.
كما اىتم المؤرخ اليمني بالجانب الثقافي في األفراد ،كمن ذلك على سبيل المثاؿ كتاب
المناقب للعبلمة محمد بن سليماف الكوفي ،ككتاب مناقب الصياد البن بشار ،ككتاب مناقب
المهتار ،كغير ذلك يطوؿ(ُ).
(ب) أىمية موضوع الكتاب.
بين كثير من العلماء الذين ترجموا المؤلف بأف ىذا الكتاب أجمع كأنفس كتاب في بابو.
كأىمية الكتاب ال تنحصر في زاكية بعينها ،كإنما تتعدد كيمكن توضيح أىمية الكتاب من خبلؿ
نقاط على النحو التالي:
(ُ) يعرض الكتاب لبعض تراجم أعياف كعلماء اليمن في القرف الثاني عشر كىي حقبة تأريخية
مهمة لم تلقى اإلىتماـ من قبل الباحثين كالمهتمين بتأريخ اليمن كخصوصان الناحية السياسية
كالعلمية كاإلجتماعية.
__________
(ُ) انظر مصادر الحبشي ص (ّٔٗ ،)ِْٕ-مصادر تأريخ اليمن أليمن فؤاد سيد.
ص(َُْ ّْٔ).
(ُ)ِّ/
(ِ) يوضح المكانة العلمية كالحراؾ الفكرم كالعلمي خبلؿ ىذا القرف المذكور ،كما قدمو
علماء اليمن خبلؿ ىذه الفترة من معارؼ كعلوـ ككذا مدل اىتماـ العلماء كطلبة العلم
بتحصيل العلوـ كالسعي الجاد من أجل ذلك كاإلىتماـ بو تعلمان كسندان.
(ّ) يتضمن العديد كالعديد من األشعار أك القصائد الشعرية المنسوبة للمترجم لهم/لو /كالتي
تعكس مستول الحركة األدبية خبلؿ ىذا القرف كأف اليمن لم يعرؼ عصر االنحطاط األدبي ال
من بعيد كال من قريب ،بل كاف األدب اليمني خبلؿ فتراتو جميعان يتمتع بصفات كمقومات
تعكس براعة أبناء ىذا القطر في ىذا المجاؿ قوالن كفعبلن.
أضف إلى ذلك أف تلك األبيات الشعرية انتقاىا المؤلف بحس أدبي مرىف كبأسلوب لغوم
فائق المستول كبما يتناسب مع منزلة المترجم لو علميان كأدبيان كاجتماعيان.
(ْ) الكتاب بما اشتمل عليو من تراجم كمعلومات مفيدة....إلخ .يعد أجمع كأنفس كتاب في
السير كالتراجم لهذا القرف حتى اآلف ،رغم أنو لم يصل إلينا كامبلن كما سبق التوضيح.
(ٓ) يعكس المستول العلمي كاللغوم الذم كصل إليو المؤلف فأسلوبو رفيع المستول يسلسل
المعلومات بطريقة خالية من التعقيد كعدـ الوضوع ،ككذا سبلسة عبارتو كجزالة ألفاظو كجمعها
بين الرقة كالشاعرية كاإلحساس األدبي المرىف كاللغة الفائقة.
(ٔ) احتول الكتاب على الكثير من المباحث كالمسائل النحوية كالصرفية كالببلغية ،ككذا
بعض الوثائق السياسية التي تعكس الوضع السياسي السائد خبلؿ القرف الذم ترجم ألعيانو
كعلمائو.
(ٕ) يتزكد المطلع لهذا الكتاب بالكثير من الفوائد كالمعلومات التاريخية كاألدبية كالسياسية
كمعرفة الكثير من المنصفات اإلسبلمية التي زخرت بها المكتبة اإلسبلمية في اليمن ،كبالجملة
فالكتاب يعد موسوعة للتاريخ كالنحو كالببلغة كالصرؼ كاألدب كغير ذلك.
(ُ)ّّ/
(ٖ) يوضح الكتاب خبلؿ عرض المؤلف لمقركءات المترجم لهم-المقررات الدراسية-بلغة
العصر-التي كانت متبعة خبلؿ أخذ طالب العلم على شيخو كما مدل تعددىا كشموليتها
لمختلف أفرع العلوـ كالمعارؼ.
(ٗ) الكتاب قبل نشره ظل المعين األكؿ الذم استقى منو العبلمة محمد بن محمد زبارة الكثير
من تراجم كتابيو نشر العرؼ كنيل الوطر مشيران إلى ذلك كغير مشير أحيانان أخرل إلى مصدره
ىذا.
(َُ) الكتاب في مضمونو العاـ يوضح الحراؾ الفكرم كالعلمي السائد خبلؿ القرف الثاني
عشر بما تضمنو من توضيح المقركءات العلمية لكثير من المصنفات اإلسبلمية كاللغوية...إلخ.
كأسانيد تلك الكتب من ناحية.
(ُُ) الكتاب في مضمونو العلمي يعكس مستول اإلىتماـ بالعلم ككثرة كتعداد المدارس
العلمية في ىذا القرف كالتي كاف مركزىا أك مراكزىا المساجد ،كمن ذلك جامع صنعاء كالركضة
كالمدرسة في كوكباف كثبلء كغيرىا من المساجد المشهورة في المدف الكبيرة كالمتوسطة.
(ُِ) الكتاب من حيث المنهجية التعلمية كالمناىج التعليمية يعكس كيوضح المناىج
الدراسية التي كانت سائدة آنذاؾ ،سواء في المراحل األكلية للتعلم أك في المراحل المتقدمة إذ
عرؼ خبلؿ ىذا القرف ما يسمى بالشعب الدراسية تبدأ بالشعبة األكلى كتنتهي بالشعبة
الخامسة ،كفي كل شعبة من تلك الشعب مقركءات معينة يأخذىا الطالب على مشايخو.
(ُّ) الكتاب في مضمونو السياسي مصدران ىامان من المصادر السياسية إذ يعكس درك بعض
الشخصيات المترجم لها في تسيير األكضاع السياسية كمدل تأثير كتأثر مثل تلك الشخصيات
بأكضاع الببلد بشكل عاـ.
(ُْ) يعكس الكتاب في مضمونو العاـ مدل الصراع السياسي اإلجتماعي على السلطة من
بعض أكالد كأحفاد اإلماـ القاسم بن محمد كتأكيد مثل ذلك الصراع على الحياة اإلجتماعية
كاإلقتصادية ك ...إلخ.
(ُ)ّْ/
(ُٓ) يبرز الكتاب مدل اىتماـ أكلي األمر من األئمة كالوالة كاألمراء بالعلم كأىلو كمدل
المكانة العالية التي كاف يتمتع بها العلماء كدكرىم اإليجابي في إصبلح كتسيير األكضاع
السياسية نحو بر األماف خصوصان مع كجود أكثر من إماـ في مكاف أك عدة أماكن في زمن
كاحد.
(ُٔ) الكتاب يعد مصدران مهمان للباحثين كالمهتمين بشئوف الحياة اإلقتصادية كالسياسية
كاإلجتماعية كالعلمية خبلؿ القرف الثاني عشر للهجرة النبوية على صاحبها كآلو أفضل
الصلوات كأزكى التسليم.
(ُٕ) الكتاب في سياقة الموضوع يوضح اىتماـ علماء اليمن يكتب السير كالتراجم ،كأف ىذا
الموضوع اعتنى بو علماء ىذا القطر عبر مراحل مختلفة من المراحل الخاصة أك المتعلقة
بكتابة التاريخ أك كتب التاريخ كتعدد كتنوع تلك الكتابة في ىذا القطر.
(ُٖ) الكتاب في مضمونو المنهجي كالعلمي يمتاز بالدقة كالموضوعية في إيراد المعلومات
المتعلقة بالمترجم لهم كإيراد الصفات الموجودة حقان في تلك التراجم كأصحابها ،كبعيدان عن
التسجيج كاأللفاظ الببلغية التي كجدت في بعض المؤلفات األخرل كما أشار إلى ذلك
المؤلف خبلؿ مقدمة كتابو ىذا.
(ُٗ) الكتاب رغم أنو لم يستوؼ جميع تراجم رجاؿ القرف الثاني عشر بسبب كفاة مؤلفو
كضياع بعض الكراريس بعد كفاتو كإحراؽ بعضها بعد جمع المسودة األكلى للكتاب ترؾ الباب
مفتوحان لعلماء آخرين صنفوا في ىذا المجاؿ كمستدرؾ عليو ،إذ عليو أكثر مستدرؾ حسب
علمي كسار مؤلفوا تلك المستدركات على منواؿ المؤلف تقريبان.
(َِ) كأخيران فالكتاب ال يستغنى عن مع معلوماتو باحث السياسة كاإلجتماع كالتاريخ
ك...إلخ .لما احتول على مادة علمية ثرية من المعلومات المترابطة كالمفيدة.
فرحم اهلل المؤلف كرحمنا بفضلو كمنو إنو على ما يشاء قدير آمين.
سادسان :كصف النسخ المعتمد.
سبق التنويو إلى أنني اعتمدت في تحقيق الكتاب الذم بين أيدينا على (ّ) نسخ كيمكن
كصف تلكم النسخ على النحو التالي:
(ُ)ّٓ/
(ُ)ّٔ/
(َُ) يستخدـ الناسخ التعقيبات التي تثبت أسفل الصفحة اليمنى لتدؿ على أكؿ كلمة في
الصفحة اليسرل كلتدؿ على تتابع النص.
سواء بين السطور أك
(ُُ) في ىذه النسخة الكثير من الخدكش كالشطب كالحذؼ كاإلضافة ن
في الحواشي أك ما سول ذلك مما يدؿ على أف ىذه النسخة ىي المسودة للكتاب ،كاهلل
أعلم.
إذ ىناؾ عدة قرائن دالة على ذلك منها :ترؾ بعض الصفحات بيضاء إضافة بعض المعلومات
بين السطور ،الخدش كاإلضافة التي كجدت خبلؿ بعض صفحات ىذه النسخة.
(ُِ) كثيران ما يترؾ الناسخ بعض الصفحات ككذا بقيتها بياضان بقصد إكماؿ النقص كلم
يكملو ،كىذا دليل آخر على أف ىذه النسخة مسودة الكتاب األكلى ،فعلى سبيل المثاؿ ترؾ
الجزء األكؿ من الصفحة (ُّ) ثم أتى بترجمة إبراىيم بن محمد بن يحيى بن المهدم ثم
صفحة (ّّ) ترؾ فيها أكثر من الثلثين بياضان كأثبت في جزء منها كبلـ ليس من نص الكتاب،
إلى غير ذلك من الصفحات العديدة ،كقد أشرت إلى كل ذلك خبلؿ تحقيقي للنص.
(ُّ) بالنسبة للجزء الثاني لم يثبت فيو العنواف كقد تركت صفحة العنواف بياضان كلم يثبت فيها
سول ما لفظو :تأريخ كتراجم (َِٕ) كأسفلو (َِْٔ) ثم الصفحة التالية لصفحة العنواف
كالصفحة التالية لها ،أثبت فهرس ما اشتمل عليو ىذا الجزء من التراجم أكلهم السيد حسين بن
حسن الحوثي كآخرىم القاسم بن عبد الرب بن محمد بن الحسين من كوكباف .ثم يلي صفحة
أثبت فيها بعض األبيات الشعرية أكلها:
إقبس متى شئت نار الشوؽ من كبدم
كآخرىا:
ىم يحسدكني على موتي ....إلخ.
(ُْ) في الجزء الثاني من ىذه النسخة بيض الناسخ كثيران من الصفحات ،كمن ذلك على
سبيل المثاؿ صفحة (ّٗ ... ،ُِ،ُِ،ّّ،ْٗ،ّٔ،ٕٔ،ّٕ،ٕٗ،إلخ).
كغير ذلك يطوؿ كقد أشرت إلى ذلك خبلؿ تحقيقي للنص.
(ُٓ) عدد صفحات ىذا الجزء (ُّٓ) صفحة.
(ُ)ّٕ/
(ُٔ) لم يذكر في ىذه النسخة تأريخ النسخ كاسم الناسخ كلعلو ذكر ذلك في الجزء الثالث
من ىذه النسخة التي لم نعلم أين توجد ،كما ىي مواصفاتها.
(ُٕ) يثبت الناسخ المداخل الخاصة بالحركؼ بخط أكبر نسبيان عن خط النص.
(ُٖ) خطت ىذه النسخة بالقلم األسود من أكلها إلى آخرىا .كبنفس الشدة من حيث حجم
الخط فيما عدا بعض الصفحات البسيطة.
(ُٗ) يستخدـ الناسخ لهذه النسخة التعقيبات التي تدؿ على تتابع النص.
(َِ) معدؿ عدد الكلمات في السطر الواحد محصور بين (ُِ )ُٓ-كلمة تقريبان.
(ُِ) بلغ عدد أسطر الجزء األكؿ من ىذه النسخة (ََٕٖ) سطر .كبالنسبة للجزء الثاني
(ََْٖ) سطران تقريبان .بما ذلك الصفحات التي لم يثبت فيها شيء( .بياضان).
النسخة الثانية( .ب).
كىذه النسخة تقع ضمن ممتلكات دار المخطوطات بصنعاء ،كتحمل األرقاـ على النحو
التالي :الجزء األكؿ (ِّّٓ) جديد (َُِ) قديم .الجزء الثاني (ِِْٔ) جديد الجزء
الثالث (ِْٓٔ) ك (َِٗ) قديم.
كىذه النسخة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصحة كالضبط بعد النسخة السابقة (أ) .كقد
رمزت بالحرؼ (ب).
كيمكن كصف ىذه النسخة على النحو التالي:
(ُ) قياس ىذه النسخة ىو (ِّ)x19سم تقريبان .ألجزائها الثبلثة ،ككل جزء على حدة.
(ِ) عد أكراؽ الجزء األكؿ منها (ٖٗ) كرقة ،كالثاني (ِٗ) كرقة ،كالثالث (ٖٗ) كرقة.
(ّ) أثبت بأكؿ الجزء األكؿ منها قصيدة شعرية تقع في (ّٔ) بيتان ،ثم في الورقة الثانية منو:
ترجمة المؤلف منقولة من البدر الطالع للشوكاني ،ثم بعد ذلك صفحة العنواف.
(ْ) كرد العنواف في ىذه النسخة ىكذا:
-الجزء األكؿ :الجزء األكؿ من نفحات العنبر في تراجم األعياف في القرف الثاني عشر تأليف
اإلماـ الصواـ القواـ صارـ الدين كترجماف الموحدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي بل اهلل بوابل
الرحمة ثراه.
(ُ)ّٖ/
-الجزء الثاني :كرد فيو العنواف ىكذا :الجزء الثاني من ثبلثة أجزاء من كتاب نفحات العنبر في
تراجم العلماء األعياف في القرف الثاني عشر ألفو السيد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي
بل اهلل بوابل الرحمة ثراه ،كجعل الجنة مصيره كمأكاه ،نسخت ىذه النسخة من نسخة بقلم
المؤلف ،كصلى اهلل على سيدنا محمد كآلو كسلم.
-الجزء الثالث :كرد فيو العنواف ىكذا :الجزء الثالث من نفحات العنبر في تراجم رجاؿ القرف
الثاني عشر تصنيف السيد العبلمة األكحد صارـ الدين إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي.
(ٓ) أثبت في صفحة العنواف ما لفظو :بسم اهلل الرحمن الرحيم من خزانة موالنا المالك العبلمة
سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن أمير المؤمنين المنصور باهلل رب العالمين محمد بن
يحيى بن محمد بن يحيى أطاؿ اهلل تعالى بقاءىما كحفظهما بجاه محمد كآلو الطاىرين تأريخو
شهر صفر سنة (ُُِّى) .ىذا بالنسبة للجزء األكؿ.
الجزء الثاني كرد في صفحة العنواف ما لفظو :بسم اهلل الرحمن الرحيم من خزانة موالنا المالك
العبلمة سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحيى
أطاؿ اهلل بقاءىما بمحمد كآلو (ٖ) ذم القعدة الحراـ سنة (َُِّى) .بمحركس حصن
سعداف بجبل األىنوـ عمره اهلل بالعلماء.
الجزء الثالث :كرد في صفحة العنواف ما تم إثباتو في الجزئين السابقين ،ككما كجد بتلك
الصفحة ما لفظو :من خزانة موالنا المالك العبلمة سيف اإلسبلـ كالمسلمين سيدم يحيى بن
أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحى أطاؿ اهلل بقاءىما شهر ذم القعد سنة (َُِّى.
(ٔ) مسطرة ىذه النسخة ليس لها مسطرة موحدة كيمكن القوؿ أف مسطرتها تنحصر ما بين
(ِٓ )ِّ-سطران في األجزاء الثبلثة تقريبان.
(ٕ) يترؾ الناسخ بعض أجزاء من بعض الصفحات ،كمثاؿ ذلك أمر نادر مقارنة بالنسخة
السابقة.
(ُ)ّٗ/
فعلى سبيل المثاؿ تركت بعض أجزاء من الورقة (ُْب) خبلؿ الجزء األكؿ ،كقد أشرت لمثل
ذلك خبلؿ تحقيقي للنص.
(ٖ) الخط في ىذه النسخة نسخي جيد يميل إلى خط الثلث تقريبان.
(ٗ) تأريخ نسخ ىذه النسخة ىو كالتالي:
الجزء األكؿ :شهر شعباف سنة (ُُِّى).
الجزء الثاني :يوـ السبت حادم كعشرين شهر القعدة الحراـ سنة (ُُّٗى).
الجز الثالث :لم يذكر تاريخ النسخ خبلؿ ىذا الجزء ،كانتهى في (ٕٗب) كلعل تأريخ ىذا
الجزء شهر القعدة سنة (َُِّى) .كاهلل أعلم.
(َُ) ناسخ ىذه النسخة ال يثبت األبيات الشعرية في شكل مرتب كما يثبت الشعر الشطر
األكؿ ثم الثاني ،كإنما يثبت كل ذلك في تتابع دكف األخذ بتلك القاعدة المتبعة في إثبات
الشعر.
(ُُ) لم يذكر اسم ناسخ ىذه النسخ.
(ُِ) يثبت الناسخ بآخر كل جزء من أجزاء الكتاب .فهرس ما اشتمل عليو كل جزء من
المترجم لهم خبلؿ ذلك الجزء أك ذاؾ فيما عدا الجزء الثالث من ىذه النسخة.
(ُّ) يثبت أحيانان تأريخ كفاة المترجم لو إذا لم يذكره المؤلف ،كقد ألحقت مثل ذلك كحاشية
خصوصان لو كأف تاريخ الوفاة بعد تاريخ كفاة المؤلف.
(ُْ) عندما ينتقل من ترجمة إلى أخرل يثبت أكؿ الترجمة الجديدة بخط أكبر من خط النص
نسبيان.
(ُٓ) ىذه النسخة خطت بالقلم األسود بأجزائها الثبلثة كخطها بنفس الشدة من حيث
الحجم.
(ُٔ) يستخدـ الناسخ التعقيبات الدالة على تتابع النص ،كلم يشر عن ذلك إال صفحات
بسيطة ال تذكر.
(ُٕ) تأتي ىذه النسخة في المرتبة الثانية من حيث الصحة إذ جعلتها في المرتبة الثانية في
النسخ المعتمدة في التحقيق.
(ُٖ) عدد أسطر ىذه النسخة يمكن توضحيها على النحو التالي:
الجزء األكؿ :عد أسطره (ََِٔ) سطران تقريبان.
الجزء الثاني :عدد أسطره (ََٓٓ) سطران تقريبان.
الجزء الثالث :عدد أسطره (ََٕٓ) سطران تقريبان.
(ِٗ) أثبت بأكؿ الجزء الثالث قصيدة لسيف اإلسبلـ يحيى بن أمير المؤمنين كمطلعها:
من لمن شاقو الحمى للصبل
(ُ)َْ/
(ُ)ُْ/
(ُ)ِْ/
بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي
بن عبد اهلل بن محمد اإلماـ المؤيد باهلل يحيى بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن محمد بن
إدريس بن علي بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب الهاشمي الحسيني الحجزم اليمني الحوثي الصنعاني.
مولده في شواؿ سنة (ُُٕٖى) كفاتو في ٖ شواؿ سنة (ُِِّى).
(ْ) إلى جانب ما أثبت في النقطتين السابقتين ما لفظو :نمرة (ٓ) الحمد هلل في ملك الحقير
إلى اهلل علي بن محمد بن إبراىيم سامحو اهلل ككفقو.
(ٓ) عدد صفحات ىذا الجزء(ُْٖ)صفحة بما في ذلك الفهرس .كالنص ينتهي في (ص)
(ُّْ).
(ٔ) أفرد في آخره فهرس محتويات الجزء كيبدأ من الصفحة (ُْْ) كينتهي بالصفحة
(ُْٖ).
(ٕ) ىذا الجزء خط بخط كاضح يميل إلى خط الثلث كيخط المداخل بقلم أكبر شدة من
النص إضافة إلى بعض األلفاظ مثل كمن شعره مجيبان كلو ...إلخ.
(ٖ) يستخدـ الناسخ التعقيبات الدالة على تتابع النص.
(ٗ) تركت الصفحة (ٖٖ) منو بيضاء كلم يثبت فيها شيء ،كأشار الناسخ في آخر صفحة
(ٕٖ) إلى أف التماـ في الصفحة اليسرل بعد ىذه (أم بعد ص ٖٖ).
(َُ) الخط في ىذا الجزء موحد من أكلو كحتى ص (ٕٖ) ثم بعد ذلك كحتى األخير مختلف
من حيث الحسن كالدقة كاإلثبات كشدة الخط ،كيبدك أف الناسخ لهذا الجزء أكثر من كاحد.
(ُُ) خط الجزء المذكور بالقلم األسود من أكلو كحتى آخره ،كلم يستخدـ النساخ لو أم لوف
من المداد غير األسود.
(ُِ) لم يذكر اسم الناسخ كال تاريخ النسخ ،كلعل الناسخ لهذا الجزء مالك النسخة ىذه،
كىو علي بن محمد بن إبراىيم.
(ُّ) يترؾ بعض أجزاء من الصفحات فارغان بقصد إكماؿ النقص كلم يكملو.
(ُْ) ىذا الجزء يبدأ بترجمة محسن بن المتوكل إسماعيل كينتهي بترجمة ىاشم بن يحيى
الشامي.
(ُ)ّْ/
(ُٓ) معدؿ عدد الكلمات في السطر الواحد محصور بين (ٗ) ك(ُّ) كلمة للسطر الواحد
كقد ينقص أحيانان خصوصان إذا كاف المثبوت شعران.
(ُٔ) مسطرة ىذا الجزء (متردد) األسطر فمن الصفحة (ُ) كحتى (ٕٖ) المسطرة محصورة
بين (ُِ )ِّ-سطران.
أما بعد ذلك كىو من الصفحة (ٖٗ) كحتى األخير فالمسطرة موحدة تقريبان بػ(َِ) سطران فيما
عدا الصفحة األخيرة (ُّْ).
كبذلك فعدد أسطر ىذا الجزء (َْٖٔ) سطران تقريبان.
(ُٕ) ىذا الجزء يحمل الرقم (ٓ) في المكتبة التي يوجد بها ىذا الجزء كالتي سبقت اإلشارة
إليها.
(ُٖ) لم يذكر الناسخ صفات النسخة التي خط عليها ىذا الجزء باعتباره الجزء األخير من
الكتاب.
كفي نهاية ىذه المقدمة الخاصة بما قمت بو في الكتاب تحقيقان كتعليقان كما أكضحتو من ترجمة
للمؤلف ك ....إلخ ،كانطبلقان من قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم((:من ال يشكر الناس ال يشكر
اهلل)) .أخرجو الترمذم كحسنو (ح .)ُْٗٓ/كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم((ال يشكر اهلل
من ال يشكر الناس)) .أخرجو أبو داكد في سنة (ِْٓٓ/حُُْٖ).
أحب أف أتقدـ بخالص كفائق تقديرم كجميل عرفاني إلى كل من ىم ٌد يد العوف كالمساعدة في
سبيل إخراج الكتاب إلى حيز التداكؿ كىم كثر أخص منهم األخ العزيز /عبد الملك بن محمد
المقحفي أمين عاـ دار المخطوطات بصنعاء كالذم لواله كما كفره لي من النسخ البلزمة
للتحقيق لما تمكنت من تحقيق كإخراج ىذا الكتاب،كما ىو كذلك ألكالدم كزكجتي
عز كجل أف
المخلصة كالذين كفركا لي األجواء الصالحة للبحث كالتنقيب راجيان كداعيان اهلل َّ
يوفقهم إلى ما يحبو كيرضا ،كأف يصلح شأنهم ،كأف يجعل ما بذلوه معي في ميزاف حسناتهم،
كأف يسدد خطاىم .بحق محمد كآلو.
(ُ)ْْ/
كأخيران أسأؿ اهلل تبارؾ كتعالى أف يجعل عملي خالصان لوجهو الكريم ،كأف يوفقنا إلى خدمة
العلم كأىلو ،كاهلل من كراء القصد ،كىو حسبنا كنعم الوكيل ،نعم المولى كنعم النصير ،كآخر
دعوانا أف الحمد هلل رب العالمين ،كصلى اهلل كسلم على سيدنا محمد كعلى آلو الطاىرين.
…………عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي.
يوـ اإلثنين (ُٓ) شهر القعدة الحراـ سنة (ُِِْى) الموافق ََِِِٖ/ُ/ـ.
(ُ)ْٓ/
مقدمة المؤلف
بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل رب العالمين ،ك الصبلة كالسبلـ على رسولو المصطفى،
كآلة الطاىرين كبعد (ُ).
__________
(ُ) كبعد :ىي أفصح كلمة قالتها العرب ،كتستعمل في الخطابة غالبان كىي تدؿ على االنتقاؿ
من موضوع إلى آخر ،ككاف العرب يستعملونها بعد تداكؿ الرأم في الخطابة .كتسمى فصل
الخطاب.
(ُ)ْٓ/
فيقوؿ الفقير إلى اهلل الغني إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني كنت قد جعلت
مؤلفان ،يشتمل على ترجمة شيخنا ،العبلمة ،شيخ اإلسبلـ خاتمة المحققين ،كجيو الدين عبد
القادر بن أحمد بن عبد القادر(ُ) رضي اهلل عنو ،كيشتمل أيضا على أسانيده ،في األمهات
الحديثية ،كالمسانيد كسائر كتب الفنوف ،كترجمت لجميع مشايخو ،كمشايخهم المذكورين في
األسانيد إلى المؤلفين كترجمت أيضان لمن أخذ عنو أك كاتبة ،كاستطردت ذكر جملة من األعياف
الذين لم يكونوا من مشايخو ،كال من تبلميذه ،كال ممن كاتبو ،كسميتو :بػ(قرة النواظر بترجمة
شيخ اإلسبلـ عبد القادر)(ِ) كلكني رأيت من استطردت فيو من األعياف األمثاؿ لم يكن
ترتيبهم سهل المأخذ كال قريب المناؿ؛ ألف استطراد الذكر ،إنما كاف على حسب الداعي إليو،
ين بنشر فضائلهم
كمقتضى الباعث عليو ،كرأيت إلى أعياف لم يذكركا فيهمع أنهم ممن تيػ ىز ٌ
الدفاتر ،كتقر بحميد أكصافهم النواظر ،فخطر في بالي أف أقصر الدائرة فيو على المقصود من
كضعة كىو ذكر جميع أسانيده ،ثم تراجم جميع الرجاؿ المذكورين في طريق السند فأذكر
جرا (ّ)
ترجمة شيخنا ،كتراجم مشايخو ،كشيوخهم ،كىلم َّ
__________
(ُ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثاني إف شاء اهلل تعالى.
(ِ) سبق التوضيح في ترجمة المؤلف.
جرا :ىىليم فعل أمر بني على الفتح فاعلو ضمير مستتر كجوبان (أنت).
(ّ) ىلم ٌ
كجرا :مصدر في محل نصب نائب مفعوؿ مطلق.
…كمعناه أقبل كتعالىٌ .
…كقاؿ بعض النحاة :ىىليم بمعنى أقبل ليس إقباالن حسيان كإنما استمراران على الشيء كمبلزمتو
الحسي
الحسي بل التعميم الذم يشتمل ّْ
كجرا مصدر ىج ٌر يجر إذا سحبو كليس المقصود الجر ّْ
ٌ
جرا كاف المعنى :كاستمر ذلك في بقية
كغيره ،كإذا قيل كل كاحد أخذ يفعل ذلك كىلم ٌ
األشخاص استمراران كىذا ما قصد بو المؤلف رحمو اهلل تعالى.
(ُ)ْٔ/
كأرتبهم [أب-جػ] على طبقاتهم ،كأذكر أيضا من أخذ عنة من شيوخنا،كغيرىم استكماالن
للفائدة .ثم أردت أف أجمع في(ُ) تأليف أخر من كنت قد استطردتة أكالن ،كمن بقي ممن لم
استطرده ،فأقعدني عجزم عن ذلك ،كقصور باعي عن معرفة جميع أكلئك مع قلة البضاعة في
ىذا الشأف ،كعدـ عناية أىل [ُ-ب] العصر بنقل أخبار األعياف ،كعدـ ميلهم إلى التفتيش
عن أحواؿ أبناء الزماف ،كالسيما مع تباعد األقطار ،كانقطاع األخبار.
[منهج المؤلف]
ثم ترجح (ِ) لي أف أجعل ما أردت جمعة على كضع ممكن كىو أني أترجم لجميع من في
القطر اليمني ،من العلماء ،كالشعراء ،كنببلء الرؤساء الذين كلدكا أك ماتوا في القرف الثاني
عشر ،كذلك من سنة إحدل كمائة كألف ،إلى سنة مائتين كألف(ّ) .
كأذكر أيضان كل من ىو على ىذا الشرط ممن ترجمت لو في (قرة النواظر) فأستفرغت الوسع
في التفتيش بقدر اإلمكاف ،كالتزمت أف ال أذكر من األحواؿ أال ما ىو الصحيح المطابق
للواقع ،كأف أتحرل فيو الصدؽ.
__________
(ُ) في :في (ب) على.
(ِ) أم غلب على غيره.
(ّ) لم يستوؼ المؤلف رحمو اهلل جميع من في القطر اليمني من العلماء ك...إلخ.
…إذ خرمتو المنية قبل إكمالو كما سبق التوضيح في الدراسة.
…كما أف بعض التراجم أشار إليها المؤلف كىي غير موجودة أساسان في الكتاب كذلك بسبب
ترتيب مادة الكتاب إذ تم ترتيبو عن طريق كالد المؤلف ككجدت بعض التراجم أك األكراؽ منو
بعد ذلك فأحرقت فبل حوؿ كال قوة إال باهلل من ىذا العمل غير البلئق .إذ كاف من األكلى
إضافة مثل تلك األكراؽ كل في موضوعو أك بابو.
(ُ)ْٕ/
كاستثبت في النقلوأستوفي حاؿ الشخص بحسب ما بلغ إليو علمي ،كانتهى إليو فهمي ،كأف
ي
أترؾ تكلف التسجيع(ُ) الذم التزمو المتأخر كف من المؤرخين ،كاألديب الحيمي (ِ) في
(طيب السمر) كالفاضل الجرموزم(ّ) في (صفوة العاصر) كالمولى ضياء الدين(ْ) في (نسمة
السحر) كغيرىم فأنها ال تفيد عباراتهم تشخيص الرجل ،كال معرفة أحوالو ،كال اإلطبلع على
يك ٍن ًو(ٓ) حقيقتو [ّب-ب] كإنما تفيد تخييبلن في النفس ،كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط
القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية (ٔ) كالمقصود من كضع
__________
(ُ) التسجيع :ىو الكبلـ المقفي ،كالسجع أحد المحسنات اللفظية كىو توافق الفاصلتين في
الحرؼ األخير ،كأفضلو ما تساكت فقره ،كال يحسن إالَّ إذا كاف رصين التركيب سليمان من
التكليف ،خاليان من التكرار في غير فائدة .كموطنو النثر كقد يأتي في الشعر أيضان كقد سمي
سجعان الشتباه أكاخره كتناسب فواصلو كالمؤلف يشير إلى التسجيع في كتب السير كالتراجم
بأنو ال يفيد تشخيص الرجل كال معرفة أحوالو كال االطبلع على كنو حقيقتو كإنما يفيد تخيبلن في
النفس كتأثيرىا بقبض أك بسط على نمط القياسات الشعرية كالقضايا التخيلية.
(ِ) ىو العبلمة األديب أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي الكوكباني لو من المؤلفات
((طيب السمر في أكقات السحر)) يقع في أكثر من جزء قاـ بتحقيقو األستاذ /عبد اهلل بن
محمد الحبشي كتداكؿ منو الجزء األكؿ فقط كالخاص بشعراء كوكباف.
(ّ) ىو العبلمة األديب المؤرخ القاسم بن الحسن بن مطهر الجرموزم (تُُْٔىػ) لو من
المؤلفات :صفوة العاصر في أدب المعاصر (خ).
(ْ) ىو العبلمة يوسف بن يحيى بن الحسين (تُُُِىػ )َُٕٗ/لو من المؤلفات :نسمة
السحر فيمن تشيع كشعر .طبع بتحقيق :كامل سلماف الجبورم في ثبلثة مجلدات.
(ٓ) كنو :الكنو جوىر الشيء كحقيقتو كغايتو كنهايتو.
(ٔ) لمزيد حوؿ القياسات الشعرية كالقضايا التخييلية انظر :أبجد العلوـ (ُ )ٖٔ/كما بعدىا)،
(ِ.)ُّْ،ّْْ/
(ُ)ْٖ/
ىذا الكتاب ىو ذكر أحواؿ الرجل ،كتشخيصو لًما لو من الفضائل ،كاإلشارة إلى ما اتفق لو من
األخبار ،كاالستطراد لمالو من األشعار ،كتاريخ المواليد ،كبعض الوفيات ،كالتزاـ السجع مع
قصد جميع ذلك .يؤدم إلى التكلف كاإلتياف بما يمجو السمع كينبوا عنة الطبع كقد
ب زمانو من المشاىير ،كأف يكوف في أخر القرف الحادم عشر
استطرد(ُ) فيو تراجم من قىػ ير ى
المطىالع إلى معرفتهم .كسميتو( :نفحات العنبر بفضل علماء
لدعا الحاجة إلى ذلك .كلتشوؽ ي
ً
استوؼ اليمن في القرف الثاني عشر)(ِ) كرتبتو على حركؼ المعجم ،ليقرب تناكلو كإف لم
الحركؼ كلها[ِ-أ] لعدـ كجود من يكوف اسمو موافقان للحرؼ أك لعدـ االطبلع عليو ،كلم
احتفل بترتيب األباء كما يضعو كثير من المؤرخين ال دائة إلى تفويت نظم الترتيب؛ بتقديم
المفضوؿ على الفاضل ،كاعتبار ضم الشكل إلى شكلو كالشبيو إلى مشابهو أمر الزـ كما :قاؿ
أبو العبل)ّ(:
الحلي على
ٌ فرتب النظم ترتيب
الشخص الحلي ببل طيش كال خرؽ
الحجل للرجل كالتاج المنيف لما
__________
(ُ) في (جػ) :كقد استطرت.
(ِ) في النسخة (أ) كرد العنواف ىكذا :نتيجة البرىاف بذكر من في القرف الثاني عشر من
األعياف((ثم قاـ الناسخ بشطب العنواف المذكور كأثبت العنواف المشار إليو في النص ،كعلق
الناسخ بعد ذلك في الحاشية على العنواف بما لفظو :ال يخفى لطف ىذه التسمية فإف نتيجة
البرىاف مفركغة في علم المنطق كالبرىاف ىو الدليل اليقيني كىو القياس ،المؤلف من اليقينيات
كالبرىاف قد محا لو في العرؼ لقبان لكل من اسمو إبراىيم)) ىذا ما كرده الناسخ باللفظ كفيو
بعض النقص من حيث الموضوعية.
(ّ) ىو أحمد بن عبد اهلل بن سليماف المعرم أبو العبلء .حكيم شاعر أديب كلد سنة
(ّّٔىػُّٕٗ/ـ) من مؤلفاتو (لزكـ ماال يلزـ)( ،سقط الزند) توفي سنة (ْْٗىػَُٕٓ/ـ).
معجم المؤلفين (ُ.)َِٗ/
…كاألبيات في ديوانو سقط الزند .شرح كتعليق :د .ف .رضا ص(ْٕ) القصيدة رقم (ُٕ).
(ُ)ْٗ/
(ُ)َٓ/
شيخنا المولى العبلمة شيخ اإلسبلـ أبو إسماعيل برىاف الدين ،إبراىيم بن شيخ اإلسبلـ
الحافظ الحجة كجيو الدين :عبد القادر بن أحمد بن المولى أحمد بن األمير الرئيس عبد
القادر بن األمير الشهير الناصر بن األمير المعظم عبد الرب بن األمير جماؿ الدين :علي بن
األمير المؤيد باهلل شمس الدين بن اإلماـ المتوكل على اهلل يحيى شرؼ الدين بن شمس الدين
بن اإلماـ المهدم لدين اهلل أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد المرتضى بن المفضل بن
منصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن اإلماـ الداعي إلى اهلل يوسف
بن اإلماـ المنصور باهلل يحيى بن اإلماـ [ْأ-ب]الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم إلى الحق
يحيى بن الحسين بن اإلماـ القاسم بن إبراىيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن اإلماـ إبراىيم
الشبو بن اإلماـ الحسن المثنى بن اإلماـ الحسن السبط بن أمير المؤمنين اإلماـ علي بن أبي
طالب عليهم السبلـ.
[نعتو كمكانتو العلمية]
(ُ)ُٓ/
ىو المولى ىعلىم األئمة األعبلـ ،كسيد علماء اإلسبلـ ،خاتمة المحققين ،كإماـ الحفاظ
كالمحدثين ،عبلمة البشر ،كالمجدد لدين األمة في القرف الثالث عشر ،مجتهد الزماف على
اإلطبلؽ ،كحجة اهلل في أرضو على أىل اآلفاؽ ،سلطاف العلوـ العقلية كالنقلية ،كملك المعارؼ
الفرعية كاألصلية ،الحائز لجميع الفضائل ،كالجامع لما تفرؽ من الكماؿ بين األكاخر كاألكائل،
زينة الدىر ،كفخر العصر ،أجمع على (فضائلو) المخالف كالموافق ،كاعترؼ بحقو أىل
المغارب كالمشارؽ ،فما عسى أف يقوؿ فيو الواصف كلوا ستعمل كل مجاز كحقيقة أك
يستكمل جميع صفاتو الحميدة كلو تفنن بأنواع العبارات كأتى بكل طريقة ،فهو أكبر من أف
تفي األقواؿ بفضائلو ككماالتو ،كأعظم من أف ييستقصى جميع أحوالو ،كسماتو ،نسب تردد بين
نبي ،كإماـ ،كرئيس ،كعالم ،كحسب ،يخضع لجبللتو جميع العوالم ،كشرؼ ينطح النجوـ ،كعز
يقلقل األجياؿ ،ككرـ يفضح الغيث السجوـ (ُ)كعزـ يركع األشباؿ(ِ) ،كعلم يخجل البحار،
كخلق يفوؽ نسيم األسحار إلى ذات مقدسة ،كنفس على التقول مؤسسة ،كصفات شريفة،
كسمات لطيفو ،كعفاؼ ككرع ،كزىادة ،كفخامة ،كرئاسة ،كسيادة ،كقياـ بما يجب عليو،
يى اهلل [ّب-جػ]
أح ى
كعبادة ،كإخبات(ّ) ،ككقار ،كخشوع ،كتواضع ،كسكينة ،كخضوع ،بو ٍ
العلوـ بعد مماتها ،كجمع فيو الفضائل بعد شتاتها ،كطالما سمعت شيخ اإلسبلـ الوجيو يقوؿ:
(إف كلدم إبراىيم أعلم مني كإنو قد بلغ في العلم كالتحقيق مبلغان ما بلغتو [ْ-أ]أنا كال أحد
من شيوخي ،كال من عرفت من رفقائي ،كتبلميذم) .انتهى كبلمو.
__________
(ُ) أم المطر الدائم.
(ِ) مفرد شبل كىو كلد األسد إذا أدرؾ الصيد.
(ّ) إخبات :أم تواضع.
(ُ)ِٓ/
كقد أقر لو أىل عصره ببلوغو في العلم أعلى الدرجات ،كحيازتو لقصب السبق (في) ميداف
الكماالت ،كشهدكا بفضائلو ،كاعترفوا بفواضلو كرجعوا في المشكبلت إليو ،كعولوا في جميع
المهمات عليو ،كاقتبسوا من أنواره ،كاغترفوا من تيار بحاره ،كاعتمدكا أقوالو ،كاقتفوا أفعالو،
كعملوا بما يصح عنده (ُ) في الفتاكم من االجتهاد ،كصار كبلمو ىو الذم عليو االعتماد،
كتناقلوا رسائلو،كعلقوا [على] أنظاره ،كمسائلو.
[مولده كنشأتو كمشايئخو]
ككاف مولده في سحر ليلة ثامن عشر شهر رمضاف سنة تسعو كستين كمائة كألف (ِ)
بػ(صنعاء) ،ثم أنتقل مع أىلو إلى كالده بػ(كوكباف)(ّ)
__________
(ُ) في (جػ) :كعملوا بما عنده في الفتاكم.
(ِ) علق في النسخة (جػ) :ككانت كفاتو يوـ ثالث أك رابع عشر شهر رمضاف سنة ُِِّىػ
كجملة عمره أربعة كخمسين سنة يعجز أربعة أياـ.
(ّ) كوكباف :حصن منيع كمدينة تأريخية تطل على مدينة شباـ ترتفع عن سطح البحر بحوالي
(َََّـ).
…انظر :معجم الحجرم (ِ ،)ّٕٔ-ٖٔٔ/معجم المقحفي ص(ّٔٓ.)ْٓٔ-
(ُ)ّٓ/
كىو ابن سنة .فنشأ في حجر كالده ،كقرأ القرآف العظيم كحفظو غيبان كتجويدان ،كحفظ المتوف
المتعلقة بعلوـ القراءة كاآلداب ،كقرأىا على الفقيو العبلمة الورع الزاىد يحي بن صالح بن
محمد المعركؼ بالبصير ثم أخذ في قراءة مختصرات النحو ،فحفظ األيجركمية كمتتممتها البن
الخطاب(ُ) ،كالملحة (ِ) كمنظومة بن الهايم(ّ) في قواعد اإلعراب ،كقرأ على كالده شيخ
اإلسبلـ الوجيو شركح ىذه المختصرات ،كشرح األجركمية لؤلزىرم(ْ) كالفواكو الجنية شرح
المتممة للفاكهي (ٓ) كشرح الملحة لبحرؽ كالفاكهي(ٔ)
__________
(ُ) لمزيد حوؿ الموضع انظر :معجم سركيس ص(ِٓ.)َٕٖ،ُِّْ( ،)ِٔ-
(ِ) الملحة :انظر حوؿ ذلك :كشف الظنوف (ِ.)ُُٖٕ/
(ّ) منظومة ابن الهايم :ىو شهاب الدين أحمد بن محمد بن العماد المصرم (تُٖٓىػ)
انظر حوؿ الموضوع كشف الظنوف (ِ.)َُٖٗ/ِ(،)ُٕٔٗ/
(ْ) انظر معجم سركيس ص(ُِٖ).
(ٓ) انظر :ف .ـ .ص(ُِّْ).
(ٔ) ىو :تحفة األحباب كنزىة األداب للعبلمة محمد بن عمر بحرؽ (ت َّٗىػ) طبع مراران.
…أما الفاكهي فهو كشف النقاب عن مخدرات ملحة اإلعراب للعبلمة عبد اهلل بن أحمد
الفاكهي طبع مراران.
(ُ)ْٓ/
،كشرح نظم القواعد البن الهايم ،ثم حفظ السلم المنورؽ في المنطق (ُ) كالرحبية في
الفرائض (ِ) كالمية [ْأ-ج] األفعاؿ البن مالك في التصريف كقرأ شركحها على كالده قلت:
كجميع قراءاتو التي سنذكرىا إنما كانت على كالده ،فإنو لم يتخرج إال عليو ،كلم يأخذ إال عنو،
كاعتنى بو كالده عناية عظيمة ،كرتب لو القراءات ،كأختار لو المتوف ،كاستفرغ كسعو في تدريسو
حتى صار بدران يستضيء بنوره الحيراف ،كبحران يغترؼ من علومو اللهفاف ،ثم ترقى صاحب
الترجمة إلى مطوالت[ٓ-أ]المتوف ،فحفظ (الكافية) (ّ) البن الحاجب كقرأ شرحها
للجامي(ْ) كحواشيو لعصاـ الدين(ٓ) ،كعبد الغفور(ٔ) ،ككجيو الدين(ٕ) ،كعيسى
صفوم(ٖ) ككاف يملي حاؿ القراءة شرح الرضي(ٗ) كغاية التحقيق(َُ) كحاشية
الهندم(ُُ)
__________
(ُ) انظر مجموع المتوف ص(ِِٔ.)ُِٕ-
(ِ) انظر حوؿ ذلك معجم سركيس ص(ِٖٗ) ،مجموع مهمات المتوف ص(ْٔ.)ٕٓ-
(ّ) الكافية :انظر حوؿ ذلك معجم سركيس ص(ُٕ).
(ْ) انظر :ف .ـ .ص (ِٕٔ).
(ٓ) انظر حوؿ ذلك :معجم سركيس ص(َُّّ ،)ُِّّ-كشف الظنوف
(ِ.)ْٕٕ،ُِّٕ/
(ٔ) انظر حوؿ الموضوع :معجم سركيس ص(ُْٖٓ).
(ٕ) إنظر األعبلـ (ٖ.)َُُ/
(ٖ) ىو العبلمة عيسى بن محمد بن عبد اهلل قطب الدين الحسيني المعركؼ بالصفوم لو
حاشية على شرح الكافية البن الحاجب توفي سنة (ّٓٗىػُْٓٔ/ـ).
…انظر :األعبلـ (ٓ.)َُٖ/
(ٗ) ىو شرح على كافية ابن الحاجب للشيخ رضي الدين محمد بن الحسن االستراباذم
النحوم المتوفي سنة (ٖٔٔىػ) .انظر :كشف الظنوف (ِ ،)َّٕ/معجم سركيس ص(َْٗ-
ُْٗ).
(َُ) ىو كتاب عنوانو :غاية التحقيق في النحو تأليف صفي الدين بن نصير دلوالي منو نسخة
مخطوطة بمكتبة الجامع الكبير ((األكقاؼ)) تحت رقم (ُِٖٕ).
(ُُ) كجيو الدين العلوم الكجراني من علماء الهند لو حاشية على الجامي.
…انظر :األعبلـ (ٖ.)َُُ/
(ُ)ٓٓ/
كما رأيت ذلك بخط كالده في أخر نسخة ال[ الجامي(ُ) جامي ككتب كالده شيخ اإلسبلـ
حاؿ القراءة حاشية نفيسة على الجامي كعلى حاشية عصاـ الدين(ِ) ،تفتح منهما األقفاؿ
كتحل اإلشكاؿ.
[بحث حوؿ ترتيب قراءة بعض كتب اللغة]
ككاف كالده شيخ اإلسبلـ يقوؿ( :إنو ال ينبغي قراءة (شرح الجامي) إال مع قراءة (شرح
الرضي) ،ك(غاية التحقيق) ((التي ىي كالشرح (لحاشية الهندم) ))(ّ) كذلك أف (الجامي)
بنى كتابو على رد اعتراضات (الرضي) ،ك(الهندم) ،كتقويم عبارات الشيخ ابن الحاجب،
كاإلشارة إلى قواعد متقررة ،كبعبارة ال يفهم منها الرد إال الماىر ً
الخريّْت(ْ) ،فإذا ركجع ذلك
الشرحين ،اتضح مراد (الجامي) كظهرت إشاراتو النفيسة ،كمع ذلك فًإف كل (كاحد) يأخذ منو
بقدر فهمو ،فيقرؤه المبتدئ كالمنتهي ،كيظهر لكل أحد منو ما ال يظهر لآلخر ،فتراه في
اإلبتداء كاضح العبارة ،فإذا أعطى حق النظر ظهرت دقة العبارة كقولو مثبلن :عند قوؿ ابن
الحاجب (كيجوز صرفو) أم ال يمتنع ،فأشار بهذه إلى أف تلك العبارة ممكنة عامة ليشمل
يسلب الضركرة عن الجانب المخالف كأف يقوؿ :أم عدـ
الصرؼ -الوجوب ،كالجواز ،كلم ي
الصرؼ غير ضركرم ،بل سلب االمتناع من الجانب الموافق للتنبيو على جواز األمرين في
الممكنة العامة كما [ْب-جػ] نبو عليو الشريف في (حاشية القطب)(ٓ)
__________
(ُ) في (أ) :ترؾ الناسخ قدر ثبلثة أسطر بياضان ثم كتب بخط مختلف ما لفظو :للجامي
كحواشيو لعصاـ الدين كعبد الغفور ككجيو الدين كعيسى ككاف يملي حاؿ اإلقراء شرح
الرضى)) ...إلخ .ما ىنا.
(ِ) انظر حوؿ ذلك :أعبلـ المؤلفين الزيدية (ِٓٓ) ترجمة (ْٓٓ).
(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ْ) أم الحاذؽ الماىر.
(ٓ) حاشية القطب :القطب ىو محمد أك محمود بن محمد الرازم أبو عبد اهلل قطب الدين
عالم بالحكمة كالمنطق من أىل الرأم لو العديد من المؤلفات.
…أما الشريف فهو علي بن محمد بن علي المعركؼ بالشريف الجرجاني .عالم فيلسوؼ لو
العديد من المؤلفات .انظر حوؿ ترجمتهما :األعبلـ (ٕ ،)ّٖ/ٓ(،)ّٖ/مفتاح السعادة
(ُ ،)ُٕٔ/ُ(،)ِْٔ/كشف الظنوف (ِ.)َُّٔ/
(ُ)ٓٔ/
كلم يكن بهذه المثابة بأف يكوف ظاىران في بادئ الرأم ،كغلقان عند النظر إال (الكشاؼ) (ُ)
كما سمعت ذلك من شيخ اإلسبلـ البرىاف(ِ) ،كرأيتو عند قراءتي عليو فيو؛ كلهذا أنتفع بو
كثير من الناس ألخذ كل أحد منو بقدر استعداده ،كإنما تظهر دقة العبارة عند مراجعة حواشيو،
كالسراج كالسعد كالطيبي(ّ) [ٔ-أ] كمما نظمو المولى الوجيو رحمو اهلل حاؿ قراءة كلده
المولى شيخ اإلسبلـ البرىاف عليو في (شرح الجامي) لقصد شحذ ذىنو كإيقاظ فكرتو قولو:
يا أيها الناجي المحقق كتبو
صوا على تجويز زيد قائم
نى ُّ
كالقائم األبواف ال زيد فما ٌ ...ك ّْجو مقاالن في المتوف مقررا
أبويو في كل اللغات ببل مرا
توجيو غير الدفع يا خير الورل
قاؿ المولى الوجيو :كىي عن المسائل الظاىرة [ٓأ-ب]إنما تورد على المبتدئ تذكيران لو ،كىو
إشارة إلى قوؿ بن الحاجب في بحث الصفة المشبهة كأسماء الفاعل كالمفعوؿ غير المتعديين
مثل الصفة ،فيما ذكركا من ذلك قولو:
يا سيبويو العصر بين لنا
نبقوؿ ما أظرؼ زيدان كال
...لفظين إعرابهما أشكبل
تقوؿ ما أضربو في المبل
كذلك ألف أفعاؿ التعجب ال تشتق إال من األفعاؿ الطبيعية كما نص عليو (الرضي)(ْ) كمن
ذلك قولو:
ياأيها الناجي أبن قوالن يخاؿ مشكبل
كال يجوز أف تقوؿ نعم زيد مفضبلنرجبل ...قالوا يجوز حبذا من قبل زيد رجبل
إنما جازكا (حبذا زيد رجبل
__________
(ُ) أم الكشاؼ عن حقائق التنزيل للزمخشرم انظر :األعبلـ (ٕ.)ُٕٖ/
(ِ) أم صاحب الترجمة ككل لفظة كهذه المقصود بو صاحب الترجمة في سائر الكتاب.
(ّ) حوؿ السراج كالسعد انظر :معجم المفسرين (ُ )َٕٔ/ِ(،)ّٗٓ/طبقات ابن شهية
(ْ ،)ّٔ/كشف الظنوف (ِ.)ُْٕٖ/
(ْ) انظر :الكافية شرح الرضي (ِ )َّٕ/كما بعدىا .)َّٕ/ِ( .
(ُ)ٕٓ/
كمنعوا نعم زيد رجبل حتى قاؿ ابن الحاجب في نعم :كبعده ((أم بعد الفاعل كالتمييز))(ُ)
المخصوص بالمدح ،كقاؿ في حبذا( :كيجوز أف يأتي قبل المخصوص كبعده تمييز)(ِ) .
قاؿ الفاضل الهندم( :لفضل الظاىر على المضمر ،كلعدـ اللبس المخصوص فيو عند تركو
بالفاعل بخبلؼ نعم [ٓأ-جػ] ،كبئس) كمن ذلك قولو:
إماـ العصر لم منعوا مقاالن
لو أنك زائد من غير كعد ...تراه في اللساف شبيو شهد
أزلت عذاب ىجراف ً
كصد
أك يقوؿ في ذلك)ّ(:
إماـ العصر لم منعوا مقاالن
لو أنك كل يوـ حاسب ما فػ ...ببيت فاشف صدرم بالجواب
ػعلت نجوت في يوـ الحساب
إشارة إلى قوؿ ابن الحاجب في حركؼ الشرط( :كانطلقت بالفعل موضع منطلق).
كنحو ذلك قوؿ أبي الطيب)ْ( :
كلنا عادة الجميل من الصبر ...لو أتَّا يسرل(ٓ) نىػ ىو ى
اؾ نيساـ
كمن ذلك قولو:
سألت أكحد ىذا العصر مسألة
ال زاؿ طوؿ المدل في نعمة كسنا
عن نصب خيران يلي ماذا كرفعهػ
ػم من بعد ماذا أساطير أبنو لنا
ين}[النحل ]ِْ:بالرفع ،كاآلية التيً يعني في قولو تعالى{ :ماذىا أىنز ىؿ ربُّ يكم قىاليوا أ ً
ىساط يير األ ٍىْ َّكل ى
ى ى ى ى ٍ
بعدىا{ :كقً ً ً
يل للَّذ ى
ين اتَّػ ىق ٍوا ىما ىذا أىنٍػ ىز ىؿ ىربُّ يك ٍم قىاليوا ىخ ٍيران}[النحل ]َّ:بالنصب ،كالجواب :أف ى ى
المشركين لما لم يؤمنوا بالتنزيل ،قالوا :أساطير األكلين ،يعني ىي أساطير األكلين ليست مما
أنزؿ ربنا ،كلما كاف المؤمنوف مقرين بالتنزيل قالوا :أنزؿ ربنا خيران.
كمن ذلك قولو-ٕ[:أ]:
سؤاؿ إلى من حققوا كل مبحث
كمن بهم قد قاـ في عصرنا الحق
مررت بزيد مثل قوؿ مكلمي
ذىبت بو أـ بين ىذا كذا فرؽ
ين (ٔ) فيهما
كأف عصاـ الدين بى ٌ
من الفرؽ ما ىو في رؤكس العبل فرؽ
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (أ،ب).
(ِ) الكافية شرح الرضي (ِ.)ُُّ/
(ّ) في (جػ) :كقولو.
(ْ) ديواف المثنيى .بشرح الشيخ ناصيف اليازجي .ط (ِ) ص(ِٖٔ).
(ٓ) في (جػ) :بسول.
(ٔ) بين :ساقط في (جػ).
(ُ)ٖٓ/
(ُ)ٓٗ/
ثم أخذ شيخنا البرىاف على كالده في (شرح الرضي) قراءة أخرل مع مراجعة (المنهل
الصافي)(ُ) كمطوالت كتب (فيمن) النحو [ٖ-أ] ،كأخذ صاحب الترجمة شيخنا البرىاف ،في
علم الصرؼ (ِ) فقرأ (شرح الجاربردم)(ّ) على (الشافية) بعد حفظو ألكثر المتن غيبان،
ككاف يستكمل (ْ) (شرح الرضي على الشافية) ،ك(المناىل) ككاف شيخنا يقوؿ :إف كل كاحد
ىخ ىريٍ ًن؛ ألف في (شرح الرضي) فوائد ليست في
من ىذه الثبلثة الشركح (ٓ) ال تغني عن األ ى
(شرح الجاربردم) ،كفي (شرح الجاربردم) [ٔأ-جػ] ((فوائد جليلة ليست في (شرح الرضي)
))(ٔ) ،كما يظهر في كبلـ الجاربردم (ٕ) في الديباجة ،فإنو قاؿ :إنو لم يقف على شرح
للشافية ،فكأنو لم يصل إليو شرح الرضي لتباعد البلداف ،كإف كاف زمن (ٖ) الرضي،
كالجاربردم متقارب(( ،فالرضي كاف قد فرغ من شرحو على الكافية سنة (ٖٔٔىػ) ))(ٗ)
كالجاربردم توفي سنة (ْٕٔىػ) .كمما يظهر بو عدـ اطبلعو عليو أنو تكلم في شرح (تفاعل
في بحث الماضي بوىم قد رده الرضي) فلو أطلع عليو لم يتكلم بو ،كفي (شرح الرضي)
توىيم الزمخشرم في تصغير الخحماسي كالجاربردم تبع بر ٌده الزمخشرم ،كلم يرد على الرضي
كبلمو ىذا ،كأما (المناىل) ،فإنما اختصر مؤلفها رحمو اهلل فيها (الرضي) ،كأصلح ما فيو من
األكىاـ ،كمما نظمو نضمو المولي الوجيو ،عند قراءة كلده البرىاف عليو في شرح الجاربردم
قولو:
بين لنا مسألة دمت لنا مؤيدا ...ما اسم يكوف جمعو كلفظو إف أفرد
كاسم إذا ثنيتو كاف كجمعو ابتداء
__________
(ُ) حوؿ المنهل الصافي انظر كشف الظنوف (ِ.)ُٖٗٗ/
(ِ) حوؿ تعريف علم الصرؼ انظر :أبجد العلوـ (ِ ،)ّْٓ/التعريفات للجرجاني
ص(ُْٕ).
(ّ) انظر :كشف الظنوف (ِ.)ََُِ،َُُِ/
(ْ) في (جػ) :ككاف يستكمبلف.
(ٓ) في (جػ) :من ىذه الشركح الثبلثة.
(ٔ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ٕ) في (جػ) :كما يظهر من كبلمو.
(ٖ) في (جػ) :من.
(ٗ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ُ)َٔ/
(ُ)ُٔ/
(ُ)ِٔ/
(ُ)ّٔ/
كقرأ شرحو المسمى (بالمجاز) على كالده قراءة تحقيق كإتقاف ،ككتب المولى الوجيو على
المجاز في حاؿ (التدريس) حاشية مفيدة جدان رأيتها بخطو في ىوامش نسختو ،كفي سواقط
كثيرة ،كقرأت أكثرىا على شيخنا البرىاف في حاؿ قراءتي عليو في (المجاز) ،ككانا يستكمبلف
في حاؿ الدرس قراءة (المطوؿ) كما عليو من الحواشي للفاضل الشلبي ك(الشريف)(ُ) ،
كأكثر مباحث( :األطوؿ) لعصاـ الدين(ِ) ككثيران من (حاشية الصغير) (ّ) للشيخ لطف اهلل
رحمو اهلل مع مراجعة ما يتعلق بالشواىد القرآنية ،كالقواعد البيانية في (الكشاؼ) ك(حاشيتو
أجل كتب البياف(( ،كأحسنها ،كأجمعها
لسراج الدين) كىذا (اإليجاز) كشرحو (المجاز) من َّ
للقواعد ،كأضبطها قى َّل أف تشذ عنو قاعدة مذكورة في كتب البياف))(ْ) ،إال أنو دقيق العبارة
بعيد اإلشارة ،كلهذا عز فهمو على كثير من الناس فتركوه[ُُ-أ].
[مقركءاتو في علم المنطق]
كأخذ البرىاف في علم المنطق (ٓ)
__________
(ُ) انظر حوؿ الموضوع :كشف الظنوف (ُ ْْٕ/كما بعدىا).
(ِ) انظر كشف الظنوف (ُ ،)ْٕٕ/األعبلـ (ٕ ،)ٔٔ/ترجمة إبراىيم بن محمد بن عرب شاة
اإلسفراييني عصاـ الدين ،معجم سركيس ص (َُّّ).
(ّ) إحدل حواشي لطف اهلل الغياث على شرح التلخيص.
…انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٕٕٗ….)ٕٖٗ-
(ْ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ٓ) حوؿ تعريف علم المنطق انظر :كشف الظنوف (ِ ،)ُّٖٔ-ُِٖٔ/أبجد العلوـ
(ِ.)َّٓ-ُِٓ/
(ُ)ْٔ/
فقرأ شرح القطب (للرسالة الشمسية) ك(حاشيتو للشريف) ،ك(حاشية العماد) (ُ) عليها -مع
مراجعة كثيرة من شرح [المطالع](ِ) كحاشيتو -كشرح السعد على الرسالة(ّ) كنحو ذلك
بعد حفظو لجميع (متن الشمسية) (ْ)غيبان متقنان ،مع اشتباه ألفاظو ،كعسر ضبطو ،بل كاد أف
يتعذر حفظو من العكس المستول إلى الخاتمة لتمثيلو بػ(ج) التي ىي عبارة عن الموضوع،
ك(ب) التي ىي عبارة عن المحموؿ ،فيضمنهما األمثلة ،كيجعلها في غضوف االستدالؿ على
المسألة كلم أرل أحدان من أىل العصر حفظ ىذا المتن غيبان ،بل كال سمعت عن و
أحد فيمن
تقدـ إال عن رجلين:
أحدىما :المولى شمس الدين بن اإلماـ المهدم أحمد بن يحي (ٓ) عليو السلم كما ركاه
السيد العبلمة أحمد بن عبد اهلل الوزير (ٔ) في شرح (سلسلة اإلبريز في النسب العزيز).
كالثاني :اإلماـ الحسن بن علي بن داكد (ٕ) عليو السبلـ كما ذكره صاحب (بغية المريد) كفي
خبلؿ قراءة المنطق ،قرأ شركح رسائل علم الوضع (ٖ) للهركم كالسمرقندم (ٗ)
__________
(ُ) حاشية العماد :انظر كشف الظنوف (ِ.)َُّٔ/
(ِ) المطالع .من (أ) .كحوؿ المطالع ينظر كشف الظنوف (ِ.)ُُٕٔ-ُُٕٓ/
(ّ) شرح السعد :انظر كشف الظنوف (ِ.)َُّٔ/
(ْ) متن الشمسية :انظر :كشف الظنوف (ِ.)َُّٔ/
(ٓ) ىو العبلمة شمس الدين بن اإلماـ أحمد بن يحيى المرتضى .كاف حسن العبادة عالمان
فاضبلن أخذ عن كالده توفي سنة (َُٗ) ىػ.
…انظر :الجواىر المضيئة للقاسمي .ترجمة (ّْْ)(،بتحقيقنا).
(ٔ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٗ) ترجمة (َُُ).
(ٕ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر نفس المصدر السابق ص(ّّْ) ترجمة (ُّٗ).
(ٖ) علم الوضع :انظر :أبجد العلوـ (ِ ،)ٓٔٗ/كشف الظنوف (ِ.)َُِٓ/
(ٗ) السمرقندم :ىو أبو القاسم بن بكر الليثي السمرقندم .انظر كشف الظنوف (ُ.)ّٖٗ/
…كحوؿ الهركم انظر :معجم سركيس ص(ُّٖٗ) ،األعبلـ (ٕ.)ٔٔ-ٔٓ/
(ُ)ٔٓ/
كعصاـ الدين ،ك(شرح غاية الرفع) لشيخ شيوخنا عطاء اهلل األزىرم(ُ) .كآداب البحث (ِ)
كنظم المولى الوجيو حاؿ القراءة( ،ركض الناظر) للعبلمة الجبلؿ(ّ) ،كشرحو شرحان نفيسان
قرب فيو القواعد ،كضبط الشوارد ،ثم أخذ في علم العركض كالقوافي فقرأ شرح الجزازية(ْ)،
كحفظ [ٖب-جػ] المتن حفظان متقنان حتى صار يقطع األبيات ،كمعرفة عللها سليقة لو.
[مقركءاتو في علم األثر]
كأخذ في علم األثر /فقرأ (شرح ألفية الزين العراقي)(ٓ) في علم مصطلح أىل األثر ،كحفظ
كثيران من األلفية نحو أربعمائة بيت ،كأمبل حاؿ األخذ في (تدريب الراكم شرح تقريب
المناكيالننواكم) (ٔ) [ٕأ-ب] للسيوطي كراجع (رسالة ابن الصبلح) ،كقرأ (كنز األسماء في
المعمى)(ٕ) ،كأخذ في علم اللغة كما يتعلق بها من مداخلها كاصطبلحاتها كمؤلف كالده
َّ علم
المسمى –بػ(فلك القاموس) ،ك(المزىر) (ٖ) للسيوطي ،كحفظ نظم (كفاية المتحفظ)
للطبرم(ٗ) (كأخذ في شرح ديواف المعرم لصدر األفاضل).
[مقركآتو في علم الطبيعي]].....
__________
(ُ) األزىرم :ىو عطاء اهلل بن أحمد بن عطاء اهلل بن أحمد األزىرم حوؿ ترجمتو انظر:
األعبلـ(ْ.)ِّٔ/
(ِ) انظر حوؿ تعريفو :أبجد العلوـ (ِ.)ّْ/
(ّ) انظر حوؿ الموضوع :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِٗٗ ،)َِّ-ص(ِٓٓ.)ّٓٓ-
(ْ) ىكذا في أصولي كلعلها الخررجية قصيدة الرامزة في علمي العركض كالقوافي للشيخ
األديب ضياء الدين أبي محمد عبد اهلل الخزرجي (تِٔٔىػ) عليها شركح كثيرة.
…انظر :كشف الظنوف (ُ.)ّٕٓ/ِ( ،)َّٖ/
(ٓ) ىو نظم علوـ الحديث البن الصبلح .انظر معجم سركيس ص(ُُّٖ).
(ٔ) انظر حوؿ ذلك :كشف الظنوف (ُ.)ْٔٓ/
(ٕ) انظر :كشف الظنوف (ِ.)ُِْٕ-ُُْٕ/
(ٖ) انظر :معجم سركيس ص(َُْٖ).
(ٗ) انظر :كشف الظنوف (ِ.)ََُٓ/
(ُ)ٔٔ/
كقرأ في علم الطبيعي(ُ) ،كالحساب)) (ِ) ،كعلم الهيئة ،كالمساحة ،كالهندسة ،كفي (رسائل
الربع المجيب) ،ك(الخطابية في حساب األشهر الركمية كالتقويم) ،كنظمها المولى الوجيو في
حاؿ القراءة نظمان حلوان ،كشرحو شرحان مفيدان ،كأخذ أيضان علىوالده في علم الطب كالتشريح.
[مقركآتو في علم اصوؿ الفقو كأصولو]
ثم أخذ في علم األصوؿ (ّ) (بعد أف حفظ غاية السؤؿ غيبان) .فقرأ (ىداية العقوؿ شرح غاية
السؤؿ)(ْ) ،ك(حاشية العبلمة سيبلف)(ٓ) ،مع استكماؿ (شرح العضد) ك(حاشية السعد)
عليو ،حاؿ القراءة ،ألف مباحث شرح الغاية ال يكاد يتعقل تعقبلن تامان إالَّ بشرح العضد لكونها
يد على (العضد) ،كبالجملة فأحدىما ال يغني مأخوذة منو كإف زادت بزكائد آخره فكم لها من و
[ُِ-أ]عن األخر.
أما (شرح الغاية) فلمعرفة مذاىب أئمتنا -عليهم السبلـ ،-كالتنصيص عليها كعزكىا إليهم،
كأما
فمعرفة قواعدىم في كتب الفقو ،كػ(البحر) ،ك(ضوء النهار) ،كغيرىما متوقفة على ذلكَّ ،
(العضد) فلكونو أصل للغاية ،كالفرع إنما يكمل بعد معرفتو أصلو؛ كىذا الذم ذكرناه ىو
[ٗأ-جػ] القوؿ الفصل القاطع للنزاع في التفضيل بين الشرحين.
__________
(ُ) علم الطبيعي :انظر :أبجد العلوـ (ِ ،)ّٔٓ/كشف الظنوف (ِ.)َُُٖ/
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ) أصوؿ الفقو انظر :كشف الظنوف (ُ ،)َُُ/أبجد العلوـ (ِ.)َٕ/
(ْ) انظر حوؿ الموضوع أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٖٖ.)ّٖٗ-
…ترجمة (ّٖٔ) ،ترجمة العبلمة الحسين بن القاسم بن محمد… .
(ٓ) انظر حوؿ ذلك أعبلـ الزيدية ص (ّٔٓ) ترجمة سيبلف.
(ُ)ٕٔ/
ثم قرأ (شرح جمع الجوامع)(ُ) للسبكي كحاشيتو البن أبي شريف ككثيران من شرح ابن فرشتو
على (المنار) (ِ) في أصوؿ الحنفية كىو كتاب نفيس جدان ،كاشتمل على تحقيق باىر .رأيت
بخط شيخنا الوجيو أنو قرأه مرات بػ(مكة).
ككثيرىا -يمثل مؤلفو -المسألة األصولية بمسائل فقهية ،تبتني على تلك المسألة ،فيحصل
بذلك ملكة للناظر في األشباه كالنظائر ،كرأيت–لؤلسنوم -كتابان سلك فيو نحو ىذا المسلك؛
إال أنو في التحقيق لم يكن مثلو .ثم شرع بعد ذلك في الفقو بعد أف حفظ (األزىار) فقرأ على
كالده في الفقو قراءة عظيمة ،على صفة عجيبة ما سمعت عن أحد أنو قراءه كذلك ،كىي :أنو
يقرأ المعشر (ّ) على كالده في (شرح األزىار) أكالن ثم يقرر المذىب كقواعد المسائل في
(الوابل المغزار) (ْ) كفي شرح الفتح البن حميد (ٓ) ثم يقرأه ثانيان في (البحر الزخار) (ٔ)
كحاشيتو (المنار) للمقبلي(ٕ) ؛ ثم يقرأه ثالثان في (ضوء النهار)(ٖ) ،كحاشيتو (المنحة ) لشيخ
شيوخنا البدر األمير(ٗ) ،ثم يكتب المولى الوجيو حاشيتو على الضوء نفيسة ،ككل ىذا في
موقف كاحد من كقت الشركؽ إلى الغداة.
[مقركآت المؤلف على صاحب الترجمة]
__________
(ُ) ىو جمع الجوامع لعبد الوىاب بن علي السبكي .انظر كشف الظنوف (ِ-ُِّٖ/
ُِٕٖ).)ٓٗٓ/ُ(،
(ِ) انظر :كشف الظنوف (ِ.)ُِٖٕ-ُِّٖ/
(ّ) أم الدرس.
(ْ) أحد مؤلفات العبلمة يحيى بن محمد بن حسن يحميد المقراني (ََٖٗٗٗ-ىػ)….
…انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُْٕ.)َُُٓ-
(ٓ) انظر نفس المصدر ص(ُُْٕ.)َُُٓ-
(ٔ) انظر حوؿ البحر :ف.ـ.ص (َِٕ) .ترجم أحمد بن يحيى المرتضى.
(ٕ) حوؿ حاشية المقبلي على البحر انظر :ف.ـ.ص(ُْٗ.)ّْٗ-
(ٖ) حوؿ ضوء النهار للعبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ .انظر نفس المصدر ص (ََّ).
(ٗ) حوؿ محمد بن إسماعيل األمير انظر نفس المصدر ص(ُٕٖ).
(ُ)ٖٔ/
كقد قرأت على البرىاف (ضوء النهار) ،كصنعنا قريبان من ذلك حتى كملت بحمد اهلل تعالى؛ كلم
يزؿ البرىاف مستمران على ىذه القراءة حتى أكملها بهذه الصفة فأتقن الفقو إتقانان عظيمان كحققو
ت مسائلو في ذىنو بأصولها كأدلتها كقواعدىا الفقهية ،كأشباىها
ص ٍ
تحقيقان بالغان ،ىك ىش يخ ى
كنظائرىا ،كصارت لو ملكة فيو يعجز البليغ عن التعبير عنها.
كمما نظمو المولى الوجيو حاؿ القراءة قولو:
أيهذا أم ىذا الفقيو ما الفرؽ في
كل من قاؿ خلوة توجب العدة
برص غير مانع لديو من العدة ...الخلوة ال زلت منتهى التأميل
كالمهر قاؿ بالتفصيل
عقبلن ال المهر فاشف عليلي
كذلك أنو قاؿ في األزىار( :كمن ىس ٌمى مهران تسمية صحيحو ،أك في حكمها لزمو كامبلن بموتهما
كبدخوؿ أك خلوةو إال لمانع شرعي –كمسجد -أك عقلي فيهما) (ُ)و أك أحدىما بأم سبب
كعد الشراح الجذاـ كالبرص من المانع العقلي ىنا ،كقاؿ في (العدة)( :ىي إما عن طبلؽ ،كال
تجب إال بدخوؿ أك خلوة ببل مانع عقلي لم يعد الشراح الجذاـ كالبرص ىنا من المانع العقلي.
قلت :كلعل الفرؽ في األكؿ أف أخذ ماؿ المسلم لمجرد الظنوف البعيدة ال يجوز ،فإنو ال
يجامع ذكم العاىات عاقل ،كأما في الثاني فلئلحتياط في المنع عن اختبلط الماءين ضركرم
كاهلل أعلمٕ[ .ب-ب]
[مقركءاتو في الفرائض]
__________
(ُ) متن األزىار ص(َُٓ) كتاب النكاح.
(ُ)ٔٗ/
كقرأ في الفرائض : )ُ(:شرح السيد صارـ الدين جحاؼ (ِ) على مفتاح الفائض (ّ) كىو
شرح لم يؤلف في الفرائض مثلو لما بناه عليو من تقرير القواعد كتحقيقها ً
كذ ٍك ًر األدلة كالتعرض
لمسائل غريبة ،كاستوفى فيو (شرح الوصايا) كاستكمل مباحث مسائل التركات كالقسمة كذكر
مقدمات لها جليلة ،ككنت قد شرعت في حاشية عليو حاؿ قراءتي فيو على البرىاف ،كأرجو من
اهلل اإلعانة على إكمالها ،كجعلت مختصران مفيدان في المساحة يكوف كالخاتمة للشرح ،كسميتو
المساحة) لكونو لم يتعرض السيد صارـ الدين للمساحة.
بػ( :العيوف َّ
كمما قالو المولى الوجيو حاؿ قراءة كلده البرىاف عليو قولو-ُّ[:أ]
يا فرضيان دمت في
إذا أخ أقر بابن األخ ...عز يدكـ رسمو
ماذا حكمو
كالجواب :أنو قاؿ السيد صارـ الدين :إذا مات الميت كخلف أخان يحوز جميع الماؿ فأقر
األخ بابن للميت لم يصح إقراره؛ ألنو لو صح اسقط األخ فبل يكوف األخ كارثان كال يصح إقرار
غير الوارث.
[انتقالو إلى صنعاء]
__________
(ُ) الفرائض :حوؿ تعريفها انظر :كشف الظنوف (ِ.)ُِْْ/
(ِ) انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ٕٔ.)ٕٕ-
(ّ) ىو من تأليف العصيفرم .انظر ف.ـ ص(ّٕٓ).
(ُ)َٕ/
قلت :كفي خبلؿ ذلك ارتحل صاحب الترجمة [َُأ-جػ] مع كالده من (كوكباف) إلى
(صنعاء) ((كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمة كالده فكاف كصولهما إلى (صنعاء) من نعم
اهلل))(ُ) على أىلها الجليلة كأياديو الجزيلة ،فإنو بسببهم انتشرت العلوـ ،كظهرت الفنوف،
كتخرج األعياف كطاؿ صيتهم في جميع البلداف ،كاعتنى العلماء بالقراءة عليهما ،كالركاية
عنهما ،كأخذ أسانيدىما العوالي كالفوائد التي ال توجد إال عندىما كذلك من فضل اهلل تعالى
كنعمتو ،كأخذ صاحب الترجمة على كالده في علم الحديث (ِ) فقرأ (صحيح البخارم)
كاستكمل أكثر شرحو( :فتح البارم) ك(القسطبلني) كالمراجعة لغيرىما ،كالبحث على الرجاؿ
في كتب الجرح كالتعديل (ّ) ثم قرأ (صحيح مسلم) ىو كجماعة من العلماء بػ(صنعاء) ،كفاتو
مواضع يسيرة منو؛ كقرأ (الموطأ) لئلماـ مالك ك(صحيح الدارمي) ك(الترغيب كالترىيب)
للحافظ المنذرم ،ككثيران من (سنن البيهقي الكبرل) ،كشطران من (شرح الجامع الصغير)
للمناكم ،ك(شرح العمدة) البن دقيق العيد ،ككثيران من (طرح التثريب) للحافظ العراقي ،كقرأ
في (جامع األصوؿ) إلى أخر حرؼ التاء المثناه من فوؽ ،كأجازه كالده في جميع مقركءاتو
كمسموعاتو كمجازاتها كمؤلفاتو ،كقد جمعت أسانيده ،كطرقو إلى كتب الحديث في جزء،
كترجمت لجميع المشايخ المشائخ كرجاؿ السند في كتابي الموسوـ :بػ(قرة النواظر).
[مقركءاتو في التفسير]
__________
(ُ) ما بين (( )) فيو تقديم كتأخير في (جػ)،
(ِ) علم الحديث :انظر كشف الظنوف (ُ ّٔٓ/كما بعدىا).
(ّ) حوؿ الجرح كالتعديل انظر كشف الظنوف (ُ.)ِٖٓ/
(ُ)ُٕ/
كأخذ على كالده في التفسير ،فقرأ في (الكشاؼ) ،كحاشيتو لسراج الدين كلسعد الدين ،مع
المراجعة لكتب التفسير ،كأكثر الحواشي ،كالبحث فيما يتعلق بعلوـ التفسير من كتب
اإلعراب كالبياف كالقراءات (ُ) كأحكاـ القرآف كالنظر في شركح الشواىد الشعرية كاللطائف
األدبية ،كالتعليق لؤلنظار الحسنة ،كالجوابات على المشكبلت ،كالغوص إلستخراج الدقائق،
كالتوفيق بين المتعارض كالتطبيق على القواعد ،كبالجملة فإف قراءتو على كالده في العلوـ
العقلية كالنقلية [َُب-جػ] مما ال (يمكن) كصف تحقيقها تحققها كإتقانها كضبطها كبلوغها
ضربت (بها) األمثاؿ ،كأقسم باهلل ما كصفت إال دكف ما عرفت، في الحسن غاية الكماؿ حتى ي
ك ًمثٍ يل ىخبًير} [فاطر ]ُْ:فإني الزمتو في ابتداء طلبي
{كالى ييػنىبّْئي ى
كال ذكرت إال بعض ما علمت ى
للعلوـ كلم أفارؽ حضرتو ليبلن كال نهاران [ٖأ-ب] إال في كقت النوـ فرأيت من علمو ما يبهر
األلباب [ُْ-أ] كما يتعذر التعبير عنو كلو أتيت بكل نوع من الخطاب ،ككقفت على الكتب
التي قرأ فيها على كالده فوجدت العجب العجاب ،فلم أر مشكبلن إال كقد أجاب عنو ،كال بحثان
غريبان إال كقد نبو عليو ،كال كىمان إال كقد رده ،كال مطلقان إال كقد قيده ،كال مهمبلن إال كقد
ضبطو ،كال مسألة تحتاج إلى مزيد نقل إال كقد نقل عليها من الكتب كالحواشي من مواضع قل
إف يهتدم إليها من ليس لو اىتماـ إال بذلك الفن فقط فكيف بمن تصدل لجميع الفنوف
(كرضع) في كل فن منها ما يقصر عنو إماـ ذلك الفن ،كرأيت التبليغات كالسماعات بخط
كالده في جميع ما ذكرت مع كوني بحمد اهلل ممن ال تخفى عليو الحقائق ،كلم أيقى ّْ
صر في
ميداف العلوـ عن شأك السابق.
[من مقركءات المؤلف على صاحب الترجمة]
__________
(ُ) القراءات :ينظر حوؿ تعريف ذلك كشف الظنوف (ِ ُُّٕ/كما بعدىا).
(ُ)ِٕ/
كقد قرأت عليو في علم النحو (شرح الجامي) كحاشيتو لعصاـ الدين كعبد الغفور ك(غاية
التحقيق) ككثيران من (شرح الرضي) ك(المنهل الصافي) كفي علم الصرؼ في (شرح
الجاربردم) ،كفي علم البياف في (الشرح الصغير) ،كحاشيتو للخطابي كالشيخ لطف اهلل
الغياث ،كفي المجاز كمراجعة سائر كتب البياف كفي علم الوضع في شرحي الهركم كعصاـ
الدين على (الرسالة العضدية) ،كفي (غاية الرفع إلى ذركة الوضع) لشيخ شيخنا عطاء اهلل
األزىرم المكي [ُُأ-جػ] رحمو اهلل ،كفي علم المنطق (شرح القطب على الرسالة الشمسية)
كحاشيتو للشريف ،كفي علم آداب البحث شرح يمبل حنفي كحواشيو ك(الركض الناظر) للعبلمة
الجبلؿ كنظمو للمولى الوجيو رحمو اهلل(ُ) ،كفي علم أصوؿ الفقو شطران صالحان من (شرح
الغاية) كحاشيتها لسيبلف تلفيقان ،كفي علوـ الحديث (شرح ألفية الزين العراقي) كفي (التدريب)
كفي علم (ِ) الحديث (صحيح البخارم) كإمبلء أكثر شرحيو للحافظ بن حجر كللقسطبلني،
كفي (شرح العمدة) البن دقيق العيد كحاشيتها العدة لشيخ شيوخنا البدر األمير كفي (المواىب
اللدنية) للقسطبلني [ُٓ-أ] ،كفي علم التفسير (شرح الكشاؼ) كحاشيتو لسراج الدين
كللسعد مع مراجعة البيضاكم(ّ) كأبي السعود (ْ) ك(الدر المنثور)(ٓ) كغيرىا من كتب
التفسير ،كفي علم الفقو (ضوء النهار) ك(حاشيتو المنحة) كفي (شرح الفتح) ،كفي (شرح
األزىار) البن مفتاح كالجزء الثاني من (البحر الزخار) كحاشيتو للمقبلي ،كشطران صالحان من
(البياف) البن مظفر(ٔ)
__________
(ُ) أم العبلمة عبد القادر بن أحمد الكوكباني.
(ِ) لعلو يقصد من األكؿ كحتى األخير كاهلل أعلم.
(ّ) أم تفسير البيضاكم عبد اهلل بن عمر بن محمد بن علي المتوفي سنة (ُٗٔىػ) .انظر:
معجم المفسرين لنويهض (ُ.)ُّٖ/
(ْ) أم تفسير محمد بن مصطفى العمارم .انظر :األعبلـ (ٕ.)ٓٗ/
(ٓ) الدر المنثور :ىو كتاب في التفسير للسيوطي انظر :كشف الظنوف (ُ.)ّّٕ/
(ٔ) ابن مظفر ىو يحيى بن أحمد بن علي عمار الدين بن مظفر.
…انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُّٗ).
(ُ)ّٕ/
،ككاف شيخنا البرىاف صاحب الترجمة يؤلف في حاؿ قراءتي عليو في (ضوء النهار) حاشية
عليو نفيسة تخرج في مجلدات كسماىا( :خبلصة األنظار) ككل بحث قولو منها يصلح أف
يكوف رسالة؛ ألنو يذكر صدر المسألة فيقرر المذاىب فيها ثم يسوؽ األدلة على كل قوؿ ،فإف
كاف قد ذكره الجبلؿ في (ضوء النهار) أشار إليو كإال استكمل ذكره كأشار إلى جميع أطرافو
ثم يرجح بعد ذلك ما أدل إليو نظره كيزيف ما خالفو بإنصاؼ كحسن عبارة [ُُب-جػ]
كسبلمة خاطر كفعل فيو شيئان كثيرانظ ،كلكنو كاف ينقطع التأليف فيو أحيانان الشتغالو بتدريس
الطلبة كأجوبة السؤاالت الحادثة (ُ) كىو عازـ على إتمامة ،نسأؿ اهلل تعالى إعانتو أمين،
كقرأت عليو في علم الفرائض كما يتعلق بها من (الوصايا كالتركات) (ِ) شرح السيد صارـ
الدين جحاؼ على (المفتاح) ،كفي علم المساحة كالحساب ما كضعو الخالدم في آخر
شرحيو مع مراجعة (التفاحة) كشرحها (الركضة النفاحة) (ّ) كحساب الكافي الصركفي (ْ)
كالرسائل الموضوعة في ذلك ،كفي علم الجبر كالمقابلة (ٓ) (شرح القوؿ المبدع في تلخيص
المقنع) لشيخ شيوخنا عطا اهلل األزىرم ،كفي علم الطبيعي (شرح ىداية الحكمة) لميرحنكي
كحاشيتها (ٔ) كشطران من (شرح المواقف)(ٕ) للسيد الشريف كفي علم الرياضي في (شرح
أشكاؿ التأسيس) (ٖ) للقاضي زاده الركمي كفي علم الهيئة في (شرح تلخيص الجغميني)(ٗ)
.
__________
(ُ) الحادثة :أم القادمة في كل كقت كحين.
(ِ) يعد اللفظ :الوصاية :نهاية [ٖب-ب].
(ّ) الركضة النفاحة كشركحها :انظر :كشف الظنوف (ُ.)ِْٔ/
(ْ) انظر كشف الظنوف (ُ )ِٔٔ/كما بعدىا.
(ٓ) انظر نفس المصدر (ُ.)ٕٓٗ-ٕٖٓ/
(ٔ) انظر :كشف الظنوف (ِ.)َِّ-َِِٖ/
(ٕ) انظر نفس المصدر (ِ.)ُْٖٗ-ُُٖٗ/
(ٖ) انظر نفس المصدر (ُ.)َُٓ/
(ٗ) ف .ـ.)َْٖ/ُ( .
(ُ)ْٕ/
كقرأت عليو رسائبلن رسائل كثيرة في علم المعمى كعلم التشريح كعلم الطب كفي القبض كفي
علم النجوـ (ُ) كفي علم المعقوؿ (ِ) كفي كتب الرقائق (كمدارج السالكين شرح منازؿ
السائرين) البن القيم كفي (حادم األركاح) (ّ) كغير ذلك ،كقرأت في (شرح ديواف المعرم)
ك(المتنبي) كفي (القاموس)(ْ) كمقدمتو لوالده الوجيو ،كبالجملة فإني ال أقدر على إحصاء
مقركءاتي ،كمسموعاتي عليو في جميع العلوـ كأما علم الكبلـ (ٓ) على قانوف اإلسبلميين
كعلم اإللهى على قانوف الفبلسفة فإف شيخنا البرىاف [ُِأ-جػ] صاحب الترجمة كاف ينفر
عنو كثيران كيحذر من قراءة كتبو كمطالعتها تحذيران بالغان كيشدد في ذلك كيقوؿ :إف النظر فيها
يعمي البصيرة كيوقع في الشبو كالشكوؾ [ُٔ-أ]كيزؿ قدـ الناظر فيها في مداحض األكىاـ
كيهدـ أساس اإليماف كينبت النفاؽ في القلب كلو يد طولى في نقض أدلة الفبلسفة(ٔ)،
كساعد قوم في رد أبحاثهم (ٕ) كاألشعار كاألنظار كاالنتظار خبلؼ ما ذىبوا إليو كالنقض
لمسائلهم كالهدـ لما أسسوه ،كإقامة البراىين العقلية العقلة على القواعد اإلسبلمية التي جاءت
بها األنبياء عليهم السبلـ ،ككاف يذىب مذىب بن تيمية كابن القيم كلكنو كاف ال يعجبو أكثر
أبحاثهما (ٖ) مع الفبلسفة لما يطلقانو من مستبشع العبارات كتقريراتهما لمذاىب الحكماء
حتى يوقعاف الناظر في الشكوؾ بسبب تصريحهما بما ينبغي ستره كإلزاماتهما بما يليق كتمو
فما كل من نظر يعرؼ الحقائق كال كل من طالع يخلص من المضائق ،ككاف يرشد إلى
__________
(ُ) علم النجوـ :ينظر كشف الظنوف (ِ َُّٗ/كما بعدىا).
(ِ) في (ب) :المعقوؿ.
(ّ) حوؿ مدارج السالكين كحادم األركاح انظر :كشف الظنوف (ِ.)ِّٔ/ُ( ،)َُْٔ/
(ْ) ديواف المتنبي كالقاموس :انظر كشف الظنوف (ُ.)َُُّ-َُّٔ/ِ( .)ُِٖ-َٖٗ/
(ٓ) علم الكبلـ ينظر :كشف الظنوف (ِ )َُّٓ/أبجد العلوـ (ِ.)ّْٓ-َْْ/
(ٔ) في (ب) :الفبلسفة.
(ٕ) في (جػ) ألحانهم.
(ٖ) في (ب) :أبحاثهم.
(ُ)ٕٓ/
قراءة (إيثار الحق على الخلق)(ُ) ك(العبر كاالعتبار) كإلى التأمل في كتب التشريح كعلم
الهيئة المجرد عن األحكاـ النجومية كيقوؿ :إف ذلك يثمر إيمانان في القلب كيوجب اليقين
الذم ينثلج بو الصدر.
[مؤلفاتو](ِ)
__________
(ُ) ىو من تأليف محمد بن إبراىيم علي الوزير انظر لمزيد حوؿ الموضوع أعبلـ المؤلفين
الزيدية ص(ِٖٓ.)َّٖ-
(ِ) لمزيد حوؿ مؤلفات صاحب الترجمة انظر مصادر ترجمتو سابقان كعلى كجو الخصوص
أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٓ.)ّٓ-
(ُ)ٕٔ/
(ُ)ٕٕ/
في مؤلفاتهما كغالب مصنفات صاحب الترجمة ينهج نهج فيها ىذه المناىج ،فيجمع بين طوؿ
النفس كاستيفاء األطراؼ كابن القيم كبين حسن األسلوب كتوزيع الفوائد كتنويع [ُّأ-جػ]
األبحاث كذكر األكجو كابن دقيق العيد ،كبين جودة الوضع كتحقيق المسائل كالفحص عن
األدلة كالعبلمة الجبلؿ كلقد أعطاه اهلل تعالى ملكة في العلوـ يعجز البلغاء عن التعبير عنها،
جها بالقواعد األصولية ،كالقوانين اآللية كيربطها
مز ى
فإنها تورد عليو مثبلن مثل المسألة الفرعية فىػيي ٍ
بالضوابط الكلية ،كيورد لها األشباه كالنظائر ،كيستدؿ عليها بالدالئل النقلية ،كالقياسات
التمثيلية كأك المنطقية ،حتى يبتهت السامع المحقق ،كيتحير اللبيب الحاذؽ ،ككذلك إذا
أكردت عليو المسألة األصولية ىخ َّرج عليها المسائل الفرعية ،كفرع عليها األحكاـ الجزئية،
كأكرد ما يناسبها كأشباىها كنظائرىا كما يرد عليها كدليلها كما يختاره فيها كمزجها بالقواعد
النحوية كالبيانية ،كالقضايا المنطقية حتى يتخيل للسامع أنو يستملي من كتاب كيظن من لم
يمارسو أنو ال يعرؼ إال تلك المسألة لما يرل من شدة تحقيقو لها كجودة بحثو فيها ،كطالما
رأيتو يجيب في الفتاكم بالجوابات التي ال يقدر عليها غيره من دكف أف ينظر في كتاب أك
يبحث لها في باب ،ككاف يسأؿ طلبتو المحققين عن موضع قراءتهم على غيره من المشايخ
المشائخ في أم فن فإذا أجاب الطالب بأنو بلغ الدرس إلى موضع كذا ككذا ،أك مسألة كذا
ككذا ،أكرد عليو إشكاالت في ذلك الموضع ،أك في تلك المسألة ال يكاد ينقضى عنها أحد،
حتى يخجل الطالب لقرب عهده بالبحث كمركره فيو من غير خطور تلك المشكبلت في بالو،
أك باؿ شيخو ،ثم يجيب صاحب الترجمة عنها بأحسن األجوبة ،كطالما أكردت عليو أنا كغيرم
مباحثان يظن أنها تحتاج إلى مزيد بحث ،كفضل تأمل فيبحث عنها بسرعة كأنو ال يعرؼ إال تلك
فقط ،ككثيران ما يراجعو المحققوف بأبحاث قد حققوىا كنظركا فيها قبيل مجيئهم إليو ،فيراجعهم
حتى
(ُ)ٕٖ/
يظن أنو أقرب عهدان منهم بمراجعة كتبها ،كبالجملة فما ىو إال من اآليات الباىرة ،ككاف ال
ينظر في الكتب التي يدرس فيها ،كال يراجعها كما يفعلو المشايخ المشائخ من [ُٖ-أ]
درسهم لمعاشر األدكاؿ ،كنظرىم في الحواشي كالمتعلقات ،بل قد يأخذ التلميذ نسخة
صاحب [ُّب-جػ] الترجمة الذم يي ىد ًر ىسو فيها لينقل منها حواشي أك شيء من أنظاره أك
يصحح منها نسختو ثم ال يرجعها إال كقت التدريس فيقرل التبلميذ إقراء لو درسو غيره أيامان
لما كاف مثلو ،ثم يورد على ذلك األنظار ،كيجيب عما أشكل فيو كيعلق على مواضع منو مع
كوف الكتب التي يدرس فيها من المطوالت [ٗب-ب] المحتاجة إلى مزيد تأمل كفضل عناية
كػ(الكشاؼ) كحواشيو ،ك(ضوء النهار) ك(المجاز) ك(المطوؿ) كحواشيو ،ك(شرح الرضي) في
النحو كشرحو أيضان (ُ) في الصرؼ ،ك(شرح الرسالة الشمسية) كحواشيهما ،ك(العضد)
أج ّْل
ك(الهداية) كحواشيهما ،دع عنك غيرىا من المتوسطات كالمختصرات مع كوف تبلميذه من َّ
أىل العصر كأعظمهم تحقيقان كتدقيقان.
[من أخذ كتخرج عليو]
__________
(ُ) أيضان :ساقط في (جػ).
(ُ)ٕٗ/
كقد تخرج عليو منهم جماعة كمؤلف ىذه التراجم :إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي غفر اهلل لو فإني
لم [ُْأ-جػ] أتخرج إال عليو في جميع العلوـ العقلية كالنقلية ،كما استفدت إال منو ،كلقد
اعتنى بي كىذبني كرقَّاني إلى أعلى الدرجات ،كاستفرغ كسعو في إفادتي كأحسن إلي جزاه اهلل
عني خيران ،ككافأه بالحسنى ،كممن تخرج عليو المولى العبلمة حساـ اإلسبلـ المحسن بن عبد
الكريم بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ كالقاضي العبلمة الحسين بن محمد العنسي اآلتي
ذكرىما إف شاء اهلل تعالى ،فإنهما قرءا عليو في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كالمنطق،
كنظم المولى الحساـ (مغني اللبيب) حاؿ قراءتو على شيخنا البرىاف صاحب الترجمة نظمان
نفيسان حل ًوان بعبارات رشيقة موجزة ،كشرحو شرحان لطيفان محققان مبينان لمقاصده ،موشحان بالفوائد،
ككاف يعرض النظم كالشرح على صاحب الترجمة فيقره أك يهذب منو مواضع حتى جاء مؤلفان
مغنيان عما سواه ،كقد أمرني شيخنا صاحب الترجمة أف أشرحو شرحان مبسوطان أك أيعلق عليو
حاشية مستوفية لجميع األبحاث كأنا عازـ على امتثاؿ أمره الشريف إف شاء اهلل تعالى.
كمما قالو الحساـ في الخطبة:
ككلما استفدتو من مسألة
الفاضل الحبر أبي إسماعيل
فإف علمي نقطة من يمو ...فمن علوـ شيخنا محصلة
كسيد األئمة البهاليل(ُ)
ككالشعاع من شموس علمو
__________
(ُ) البهاليل :الجامعوف لصفات الخير كالعلم كالقدكة.
(ُ)َٖ/
كممن(ُ) كمن أخذ عنو في العلوـ الوزير العبلمة الكريم شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش
األتي ذكره كأنا مرافق لو في قراءتو عليو ،كسيأتي ذكرىا في ترجمتو كغيرىم ممن يطوؿ
تعدادىم[ُٗ-أ] كجعل اهلل تعالى [ُْب-جػ] في تدريسو بركة (عظيمة) كأعطاه ملكة باىرة
في حسن التعليم كإلقاء دقائق المسائل كالتعبير بالعبارات العذبة السهلة التي يفهمها كل أحد،
فإف التلميذ ال يمضي في البحث إال كىو في الظهور كشمس النهار ،كال يقرأ عليو أحد إال نبل
كناؿ حظان كافران كطالما كاف يعرض لي عدة إشكاالت مظلمة فيما أقرأه عليو فإذا كقفت بين
يديو زالت بمجرد إمبلئو ببركتو كحسن إلقائو ،كسهولة عباراتو ،ككاف شديد التواضع في اإلقراء
ال يرل لنفسو حقان كال فضيلة ،كربما ظهر لو في البحث ما ىو مرجوح فإذا ً
ركجع كظهر لو
الراجح بادر إلى التسليم كنسب الغلط إلى نفسو ،كشكر لتلميذه ذلك الصنيع(ِ) ،كإذا رأل
من تلميذه أدنى فائدة أك رآه استشكل أم عبارة حسن لو ذلك كعظمو كرفع شأنو ،كنوه بذلك
عند أصحابو حتى ينشطو للنظر كيرغبو للتأمل ،كىذا مع اشتغالو بالفتيا كجوابات األسئلة
الواردة عليو ،كتأليف الرسائل كمجالسة إخوانو كمعاشرة أصدقائو ،كقضاء حوائج المتوسلين
إليو ،فإف مقامو في كل يوـ ال يبرح عن األعياف كالعلماء كالطلبة كاألغراب الوافدين
كالمسترشدين كالمستشفعين كالمتوسلين كنحوىم من كبير كصغير[َُأ-ب] كعظيم كحقير،
كىو يقبل على كل كاحد منهم ،كيقضي حوائجهم كل أحد بحسبو ،كيراجع العلماء كيفيد
الطالبين ،كيطابق مقتضى حاؿ كل أحد منهم مع تواضع شديد [ُٓأ-جػ] كاحتماؿ[َِ-أ]
ال يقدر علية أحد ،كتودد كصبر كتعظيم للصغير كالكبير ،كحسن خلق يعجز قلمي كلساني عن
كصفة ،حتى يضرب بو المثل ،كلم أرل كاهلل مثل حسن خلقو ألحد من الناس.
__________
(ُ) كممن :في (أ،ب):من.
(ِ) في (جػ) :الصنع.
(ُ)ُٖ/
كأما سائر صفاتو العلية كسماتو المصطفوية ،كخبللو النبوية ،كأحوالو المرضية ،كلطف طباعو
ككرمو كمركءتو ككرعو كزىده كسكينتو كلين جانبو كقوة ساعده في جميع الكماالت ،ككفور عقلو
كمعرفتو بالحقائق كنقادتو كسعة صدره ،كسبلمة طويتو ،كحسن عقيدتو كطريقتو فكل ذلك مما
ال يمكن التعبير عنو ،فإنو شيء يفوت العد كلو شرحت قطرة من بحاره لخشيت كاهلل من
التكذيب ،كال يهمني من لم يعرؼ الحقيقة ،كما أقوؿ إال كما قاؿ القاضي أحمد بن
خلكاف(ُ) في ترجمة الشيخ كماؿ الدين بن يونس( : )ِ(:كىذا مع رئاسة قعساء ،كضخامة
جليلة ،كشرؼ باذخ ،كنفس أبية ،كىمة ىعلًيَّة ،كحظ كبير ،كجاه عظيم ،كديانة صميمة ،ككرع
كطهارة ،كلقد أخبرني مراران أنو يمتنع في النوـ من الوقوع في الشبهات كما يمتنع في اليقظة،
كلم يحتلم قط في المناـ إال بمن يحل لو كطئها؛ كقد ركم نحو ىذا عن بن سيرين (ّ)رحمو
اهلل ،كفي ىذا المعنى يقوؿ أبو الحسن بن طباطبا(ْ).
اهلل يعلم ما أتيت خنا ...إف أكثر العذاؿ أك سفهوا [ُٓب-جػ]
ماذا يعيب الناس من رجل ...خلص العفاؼ من األناـ لو
يقضانو كمنامو شرع ...كل بكل منو مشتبو
إف ىم في حلم بفاحشة ...زجرتو عفتو فينتبو
__________
(ُ) ابن خلكاف :انظر ترجمة في معجم المؤلفين (ِ.)ٓٗ/
(ِ) ىو موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد الفقيو الشافعي .ينظر ترجمتو بوفيات األعياف
(ّ .)َُٔ-ُٓٔ/البن خلكاف.
(ّ) ابن سيرين ىو محمد بن سيرين البصرم.
…انظر حوؿ ترجمتو معجم المؤلفين (َُ.)ٓٗ/
(ْ) ىو محمد بن أحمد أحمد بن إبراىيم طباطبا أبو الحسن ،أديب شاعر توفي سنة
(ِِّىػُّْٗ/ـ) انظر :معجم المؤلفين (ٖ.)ُِّ/
(ُ)ِٖ/
ىذا كأما آدابو فإنو الركض النضير ،كالمجمع على لطافتو كحسنو عند الصغير كالكبير ،كليس
المراد من األدب مجرد حفظ األشعار ،بل حفظها مع حسن االنتقاد ،كمعرفة النكات
كاإلشارات اللطيفة ،كالوجوه البيانية ،كالمحسنات البديعة ،كإصابة الغرض ،كمناسبة المقامات،
كمراعاة مقتضيات األحواؿ ،كالتفريق بين الفاضل من المفضوؿ ،كالمجيد من غيره ،كإيراد
األشباه كالنظائر كالقضايا كاألخبار كاألمثاؿ المناسبة للمقصود ،كاالطبلع على السابق
كالبلحق ،كالمبتكر كالسارؽ ،كاآلخذ كالموافق ،مع ما تضمنو من الببلغة كاشتملت عليو من
الفصاحة كنحو ذلك من االعتبارات التي ال يعقلها إال من رسخت ملكتو في العلوـ ،كضرب
فيها بسهم قاسر(ُ) قامر كباع طويل [ُِ-أ] ،كلو شعر أرؽ من النسيم ،كلكنو لجبللة قدره
ال يرضى على شيء منو ،كال يمكن أصحابو من إثباتو كال حفظو ،ككثيران ما يكتب القصيدة من
إنشائو ثم يمزقها في الحاؿ ،كيقوؿ :إف الشعر فضيلة الناقص ،كلو عدة مقطعات ينشئها في
الحاؿ كيودعها في غضوف [ُٔأ-جػ] رسائلو كنثره ،كربما أضطر إلى إجابة مكاتبات إخوانو،
فينشئ الجوابات في الحاؿ كيرسلو في ثوب كالدتو من غير تهذيب كال تسويد ،كيأمر المجاب
عليو بتمزيقو كقولو مجيبان على شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد األمير كقد كتب
إليو أبياتان يعتذر فيها ،كسيأتي ذكرىا قريبان ،فأجاب شيخنا صاحب الترجمة بقولو:
زارت فوافت بالحمى مكمدا
مبلبل األشواؽ يشكو الصدا
عقيلة لو أف لي قدرةن
األسود
ى فرشت من عيني لها
جاءت إلينا من قصور العبل
فصار لي دىرم بها مسعدا
تنفث بالسحر كلكنها
قد أرشدتنا(ِ) لطريق الهدل
كافت إلى ربعي نهاران فلن
تجعل عندم لليالي يدا
كأنو حين بدت شمسو
عرض لعبد اهلل عالي المدل
مجتهد العصر كنظاره
كمن ألركاف التيقى شي ىد
العالم المفضاؿ من زينت
علومو(ّ) المتهم كالمنجدا
__________
(ُ) قاسر :أم قاىر كغالب.
(ِ) في (جػ) :شبنا.
(ّ) في (جػ) :علوـ.
(ُ)ّٖ/
(ُ)ْٖ/
كسقاىا جوف السحائب كبلٌو(ُ)
كتؤدم في الكف سبعين قبلو كتؤدم في الكف سبعين قبلو
[ُٕأ-جػ ]
كالمكرمات من صار رحلو
ال نشتكي سول البين علة
كيحط الرحاؿ في سفح (جبلو)
من سادكا الزماف كأىلو
من األصدقاء الكراـ األجلو[ِّ-أ]
ككتب إليو كالده المولى الوجيو رحمو اهلل تعالى من (حماـ علي)(ِ) المعركؼ بببلد (آنس)
كقد كاف المولى الوجيو عزـ إليو للتداكم من (كوكباف):
تحية تخص كوكبانا
تبلغ سادات األناـ فيو
فهم للفظ المكرمات معنا
كخص من بينهم نجلي الذم
فسيبوه الفرد في اإلتقاف
لو عرفوه كقفوا ببابو
ككيف ال يصدؽ فيو قولي
كليس في اإلسبلـ علم يوجد
كقل لو أبوؾ من فقدؾ قد
فاهلل أرجو أف يمن باللقاء
كىاؾ فاسمع خبر الطريقلطريق ...حيث ترل اإليماف كاألمانا
من عالم أك ما جد نبيو
فاترؾ لديهم حاتمان كمعنا
غدل بتدقيق العلوـ يغتذم
كالشيخ عبد القاىر الجرجاني
كاكتحلوا بالتراب من أعتابو
كىو سليل بضعة الرسوؿ
من غير بيت المصطفى ال يجحد
زاد بو ىح ُّر النول كقد ىكقَّد
في نعم يزينها حسن التقى
كما رايناه على التحقيق[ُٕب-جػ]رأيناه على التحقيق
كىي طويلة حسنو كسنثبتها إف شاء اهلل في ترجمة الوجيو (ّ) كمما خاطبو بو كالده كىو في
سن الطلب يحثو على اإلجتهاد في العلوـ قولو:
ني اجتهد في اكتساب العلوـ
بي َّ
أما تنظر البدر لما سعى
كقد شاد أباؤنا للورل
كإف جميع العلوـ التي
فإف نحن نسكن (ْ) ما قد ...لوجو الذم[ُّأ-ب] بالمنى خصنا
أفيد كماؿ السنى
ضئيبلن أفيو ٍ
علومان كما قد أشادكا لنا
بأيدم البرية من بيتنا
__________
(ُ) جوف ..كهلل :أم ماؤه المنهمر الشديد.
(ِ) حماـ علي :كطن من أعماؿ آنس ضوراف اشتهر بمياىو المعدنية الحارة التي يستشفي بها
الناس.
…انظر حوؿ آنس كحماـ علي :معجم الحجرم (ُ )ُّ-ُِ/المقحفي ص(َُِ.)ٓ،
(ّ) انظر بقية القصيدة في ترجمة العبلمة عبد القادر بن أحمد خبلؿ الجزء الثاني إف شاء اهلل
تعالى.
(ْ) في (جػ) :فنحن نسكن.
(ُ)ٖٓ/
(ُ)ٖٔ/
(ُ)ٖٕ/
(ُ)ٖٖ/
كمن ذلك ما قالو المولى بدر الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن الحسين بن
الحسن بن اإلماـ القاسم األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى كأرسل بو إلى صاحب الترجمة في سنة
(ُُِٓىػ) إلى (الركضة).
عى اهلل عصران مضى باللواء
؟
؟
كعيشان قطعناه فيو خصيبا
؟؟
؟كساعات كصل بركض الحمى
؟
؟
سقى اهلل ركض الحمى كالكثيبا
؟؟
؟ملت ملث من القطر كاىي العرل
؟
؟
يعم بو حزنها كالشعوبا
؟؟
؟معاىد فيها لبسنا الشباب
؟
؟
غضي كبرد التصابي قشيبا
؟؟
؟كفتياف صدؽ حساف الوجوه
؟
؟
يعاطوني الراح كوبان فكوبا [َِأ-جػ]فكوبا
؟؟
؟فشط المزار بأىل الديار
؟
؟
كبانوا فلم تلف منهم غريبا
؟؟
؟كمن صاحب الدىر حينان يرل
؟
؟
من أحداثو كل يوـ عجيبا
؟؟
؟يراه يهب ىبوب الرياح
؟
؟
فطوران شماالن كطوران جنوبا
؟؟
؟كلكن يمر بعكس المراد
؟
؟
فيدني بغيضان كيقصي حبيبا
؟؟
؟فيا من لصب كثير النحيب
؟
؟
لفقد الحبيب تشق الجيوبا
؟؟
؟غدا بالبعاد كليم الفؤاد
؟
؟
حليف السهاد حزينان كئيبا
؟؟
؟فيا قلب صبران لحكم القضاء
؟
؟
عسى من أطاؿ النول أف يؤكبا
؟؟
؟كعاقبة الصبر نيل المنى
؟
؟
فما لسول الصبر نلقى الخطوبا
؟؟
؟كإنا كإف ناؿ منا النول
؟
؟
لنرجوا من اهلل كصبلن قريبا
؟؟
؟لعل المعيد يجيب العميد
؟
؟
فيدني البعيد كينفي الكركبا
؟؟
؟نعم ذاؾ يأتي سريعان فقد
؟
؟
رجونا كريما سميعان مجيبا
؟؟
؟فيا جيرة إرفعوا أزمعوا رحلةن
؟
؟
ؤموف بالعيش ركضان رحيبا
يي ي
؟؟
؟فبل طابت البير من بعدكم
؟
؟
كأنى ككيف لها أف تطيبا
؟؟
؟كقد فارقت منكم بهجة
؟
؟
كركضان أريضان كحسنان كطيبا
؟؟
؟ككنتم بها كعبة الوافدين
؟
؟
فكل إلى سوحكم مستثيبا
؟؟
؟يبلقوف منكم جنابان مريعان
؟
؟
كعزا منيعان كربعان خصيبا
؟؟
؟ففارقتموىا فلم تتركوا
؟
؟
لها بعدكم من سركر نصيبا
؟؟
؟فيا من لنفس لفقدانكم
؟
؟
غداة النول أكشكت أف تذكبا
؟؟
؟ككادت تبلقي شعوبان كقد
؟
؟
رأت عيشكم حين جازت حين جازتشعوبا [َِب-جػ]شعوبا
؟؟
(ُ)ٖٗ/
(ُ)َٗ/
(ُ)ُٗ/
نشأ صاحب الترجمة بػ(شهارة)بشهارة ،كقرأ على المشايخالمشائخ ،كنظر كطالع كاشتغل
بالتاريخ ،ككتب الرجاؿ حتى مهر في ذلك ،كتفرد كعكف على كتب المذىب كنحوىا على
مشايئخ عصره ،كطلب اإلجازة ممن ال(ُ) يمكنو األخذ عنو ،كمن مشايخو مشائخو السيد
العبلمة إبراىيم بن الهادم القاسمي المعركؼ بالمغربي(ِ) ،كالسيد العبلمة أحمد بن محمد بن
الحسن الكبسي (ّ) الحاكم بػ(الركضة) ،كالسيد العبلمة أحمد بن محمد العياني(ْ) ،ككلده
القاسم بن المؤيد(ٓ) ،كأخواه المولى الحسين بن القاسم كالحسن بن القاسم ،كالقاضي
العبلمة الحسن بن محمد المغربي ،كالسيد العبلمة الحسين بن أحمد زبارة ،كالمولى زيد بن
محمد بن الحسن ،كالسيد صبلح األخفش ،كالسيد عبد اهلل بن علي الوزير ،كالقاضي
[ُِب-جػ] طو بن عبد اهلل السادة(ٔ) ،كغيرىم.
كأخذ عن الفقيو العبلمة أحمد بن محمد األكوع(ٕ) ،كعن القاضي أحمد بن سعد الدين
المسورم(ٖ) (( .كمداد أسانيده عليو)) (ٗ) .
[من أخذ عنو]
كأخذ عنو جماعة منهم المولى العبلمة أحمد بن يوسف بن الحسين بن الحسن ابن المنصور
األتي ذكره قريبان إف شاء اهلل.
[ طريق سند المؤلف بصاحب الترجمة]
كمنو اتصل إسنادم إلى صاحب الترجمة ،فإني أركم عن المولى العبلمة علي بن إبراىيم بن
عامر رحمو اهلل تعالى ،عن شيخو العبلمة حامد بن حسن شاكر(َُ) ،عن المولى أحمد بن
يوسف عنو ،كقد تضمن ذلك ثبت إجازاتي.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) في (جػ) :لم.
(ِ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ.)ِٕ-ُٕ/
(ّ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ.)َِٓ-ِْٖ/
(ْ) ترجمتو بنشر العرؼ (ُ.)ِٖٔ-ِٖٓ/
(ٓ) ترجمتو بنفس المصدر (ِ.)َّٕ-َّٓ/
(ٔ) نشر العرؼ (ُ.)َٖٕ-َٖٔ/
(ٕ) ترجمتو بنفس المصدر (ُ.)ِٖٕ-ِٖٔ/
(ٖ) ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َُٖ.)َُُ-
(ٗ) ما بين (( )) ساقط في (أ،ب).
(َُ) ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َِٗ) ترجمة (ِٔٔ).
(ُ)ِٗ/
كصنف صاحب الترجمة (الطبقات) (ُ) في مجلدين ضخمين جمع فيو أسماء الركاة الذين في
كتب األئمة الزيدية (ِ) ،فأكعى كلم يشذ عنو أحد ،كدؿ على تمكنو في ىذا الفن كتبحره،
كسعة إطبلعو ،كقوة باعو ،كاستوفى جميع طبقاتهم إلى زمانو فذكر رجاؿ عصره ،كمشايئخ
قطره[ ،كجعلو ثبلث طبقات:
األكلى :في أسماء الصحابة.
كالثانية :في أسماء التابعين كتابعيهم إلى رأس الخمسمائة.
كالثالثة :من ركل كتبهم ككتب شيعتهم متصل السند إلى زمنو(ّ)((،كفرغ من تأليفو سنة
ُُّْىػ كلم تكن لو عناية بكتب الحديث كرجالها كأسانيدىا)) (ْ) كىذه الطبقة مشتملة
على ثبلثة فصوؿ:
األكؿ :في األئمة كشيعتهم.
الثاني :فيمن ركل عنو األئمة أك شيعتهم من علماء الحديث ،كأىل السند كذكر
أسانيدىم[ُّأ-ب].
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ِ) الزيدية :إحدل فرؽ اإلسبلـ تنسب إلى اإلماـ زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السبلـ كعقيدة الزيدية :العدؿ كالتوحيد كصدؽ الوعد كالوعيد ،كاف العبد لو
الخيرة الكاملة في جميع أفعالو ك...إلخ.
…لمزيد حوؿ الموضوع انظر ذلك نشأة الزيدية للمحقق (خ).
…الشافي لئلماـ عبد اهلل بن حمزة (ُ ،)ُٗ/الفركؽ الواضحة البهية بين الفرؽ اإلمامية كبين
الفرقة الزيدية ،الزيدية للفضيل الزيدية للدكتور صبحي ،بلوغ األرب ككنوز الذىب في معرفة
المذىب لبلمير الشهارم ((بتحقيقنا)) الزيدية بين السيف كالقلم للمحقق.
(ّ) نشر ىذا القسم بتحقيق عبد السبلـ الوجيو.
(ْ) ما بين (( )) ساقط من (ب).
(ُ)ّٗ/
كالثالث :في إسناد كتب أىل المذىب ،ككل ىذه الطبقات كالفصوؿ كاألسانيد مرتبة على
حركؼ المعجم](ُ) ،كسلك في حسن الصناعة ،كجودة التأليف ،كلطيف األسلوب مسلك
الحافظ الذىبي(ِ) في تصانيفو لم يغادر من حسن صناعتو شيئان كلقد أباف عن عناية تامة،
كمعرفة جيدة ،كفهم صادؽ ،كإطبلع باىر ،كىذه الطبقات قليلة الوجود في عصرنا ،فإني ال
أعلم منها إال نسخة أك نسختين فقط؛ كذلك لعدـ عناية (الزيدية) بهذا الفن كجهلهم لنفائس
مصنفات رجالهم ،كعدـ التفاتهم إلى النببلء منهم كجحدىم لفضائل أعيانهم ،كاشتغالهم
باألموات ال باألحياء منهم كال قوة إال باهلل (ّ) كنفذ صاحب الترجمة إلى مدينة تعز (ْ)
حاكمان فيها من جهة اإلماـ المنصور باهلل بن المتوكل (ٓ) كذلك في أياـ المولى أحمد بن
المتوكل(ٔ)
__________
(ُ) ما بين [ ] من أكؿ كجعلو ثبلث طبقات كحتى على حركؼ المعجم فيو تأخير كنقص في
(جػ).
(ِ) الحافظ الذىبي .ىو محمد بن أحمد بن عثماف أبو عبد اهلل .مولده سنة (ّٕٔىػ ـ
ُِْٕـ) ككفاتو سنة (ْٖٕىػُّْٖ/ـ) من مؤلفاتو سير أعبلـ النببل ،تأريخ اإلسبلـ كغير
ذلك.
…انظر :معجم المؤلفين (ٖ ،)ُِٗ-ِٖٗ/النصب كالنواصب (انظر فهارسو).
(ّ) في حاشية النسخة(أ) ما لفظو :كفرغ من تأليفو سنة أربع كثبلثين كمائة كألف كلم يكن لو
عناية بكتب الحديث كرجالها كأسانيدىا .قلت كىو من أصل الكتاب كما سبق التنويو.
(ْ) تعز :مدينة مشهورة في سفح جبل صبر الشمالي تبعد عن صنعاء بػ (ِٔٓؾ.ـ) كانت
تعرؼ قديمان باسم ((العدينة)) كيرجع تأريخها إلى القرف الثالث الهجرم.
(ٓ) …انظر :مجموع الحجرم (ُ )ُٓٓ-ُْٓ/المقحفي ص(َُٕ).
( ) ىو اإلماـ الحسن بن القاسم ابن الحسين بن أحمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن محمد
مولده سنة (َُُٕىػ) كدعوتو سنة (ُُّٗىػ) ككفاتو سنة (ُُُٔىػ).
…كمشهده بمسجد األبهر بصنعاء.
…انظرؾ إتحاؼ المهتدين .لزبارة ص(ٖٗ).
(ٔ) ىو العبلمة أحمد بن الحسين بن اإلماـ المنصور القاسم بن محمد.
…انظر :نشر العرؼ (ُ.)ُِْ-ُِِ/
(ُ)ْٗ/
كلم يزؿ [َّ-جػ] صاحب الترجمة حاكمان (ُ) بها حتى توفى فيها رحمو اهلل.
[(ّ )/إبراىيم بن محمد بن يحيى المهدم] (ِ)
(ُُُِِْٕٓ-ىػُُِٖ-ُُٕٔ/ـ)
[نسبو كنعتو]
المولى صارـ الدين :إبراىيم بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم
أحمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم المنصور باهلل(ّ).
ىو المحقق العبلمة ،المتقن المتفنن الفهامة ،زينة األعبلـ ككاسطة عقد األكابرالفخاـ ،شغل
أكقاتو بالدرس كالتدريس كتحقيق العلوـ ،كبذؿ الجهد في ما يرضي الحي القيوـ ،كإفادة
الطالبين ،كاألخذ عن المشايخ المشائخ المحققين ،مع فهم جيد كذكاء متوقد ،كفكرة صائبة،
ظ متقن كميل إلى المعالي ،كمحافظة على المركءات ،كحسن خلق عظيم ،كلطافة طبع
كحف ي
كتواضع كشرؼ نفس ،ككسب للمحامد ،كأدب عجيب ،كسمت حسن ،كىدم مستحسن،
كحسن نية كسبلمة طوية.
[مولده كمشايئخو]
مولده سنة أربع أك خمس كسبعين كمائة كألف بػ(صنعاء) (ْ) كبها نشأ ،فحفظ المتوف ،كقرأ
على عدة مشايئخ في جميع الفنوف ،كحقق كمهر كنظر ،كبحث حتى قول ساعده ،كطاؿ باعو،
كصار زينة للزمن (ٓ) كحسنة من محاسن اليمن ،كأخذ عنو كثير ،كلحسن نيتو ينبل غالب من
يأخذ عنو كقرأت عليو في ابتداء طلبي (شرح الخبيصي) (ٔ) ك(المناىل الصافية) ك(الشرح
الصغير) كأكثر (شرح الكافل)(ٕ)
__________
(ُ) حاكمان :الحاكم ىو قاضي الشرع.
(ِ) نيل الوطر (ُ )ّْ-ِْ/عن ما ىنا.
(ّ) بقية النسب سبق توضيحو في الترجمة (ِ).)ُ( ،
(ْ) في نيل الوطر مولده سنة (ُُْٕىػ).
(ٓ) في (جػ) :الزمن.
(ٔ) أم شرح الخبيصي على الكافية انظر كشف الظنوف (ِ.)ُُّٕ/
(ٕ) ىو الكاشف لذكم العقوؿ عن كجوه معاني الكافل بنيل السؤؿ في علم األصوؿ .للعبلمة
أحمد بن محمد بن لقماف (َُّٕٔٗٗ-ىػ).
…انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٖ.)ُِٖ-
(ُ)ٗٓ/
البن [ِِب-جػ] لقماف ،ثم ترافقت أنا كإياه في القراءات على المشايخ المشائخ ،فقرأنا
على شيخنا العبلمة جماؿ الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ في (شرح الرضي) على الكافية ،كفي
(الشرح المطوؿ على تلخيص المفتاح) ،كفي (مغني اللبيب) كفي النصف األكؿ من (البحر
الزخار) ،كحاشيتو للمقبلي ،كفي شرح (الرسالة الوضعية)(ُ) ،كأخذت أنا كإياه على شيخنا
العبلمة جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن عامر في (شرح القبلئد) للنجرم (ِ) كحاشيتو
للمحقق الجبلؿ(ّ) كفي (شرح الجزازم في علمي العركض كالقوافي)(ْ) ،كفي سنن أبي
داكد السجستاني ،كتصاحبنا أيضان في القراءة على شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد
األمير ،في (صحيح مسلم) كشرحو للنوكم ،كأسمعنا أيضان على شيخنا اإلماـ شيخ اإلسبلـ
كجيو الدين عبد القادر بن أحمد رضي اهلل عنو في (صحيح البخارم) كأكائل (صحيح مسلم)،
كأجازنا جميعان إجازة عامة ،كترافقت أنا كإياه أيضان قديمان في األخذ على كالدم العبلمة فخر
الدين عبد اهلل بن إسماعيل الحوثيفي (بهجة المحافل)(ٓ)
__________
(ُ) الرسالة الوضعية :انظر كشف الظنوف (ُ.)ٖٖٗ/
(ِ) ىو شرح القبلئد في تصحيح العقائد تاليف العبلمة عبد اهلل بن محمد بن أبي القاسم
النجرم (ِٖٖٕٕٓ-ىػ) شرح فيو كتاب القبلئد لئلماـ المهدم أحمد بن أبي المرتضى.
انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٕٔ.)َِٕ-
(ّ) ىي حاشية على شرح القبلئد السالف الذكر للعبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ انظر:
أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ََّ).
(ْ) بعد اللفظ :شرح نهاية [ُّ-أ]
(ٓ) ىو بهجة المحافل في السير كالمعجزات كالشمائل تأليف العبلمة يحيى بن أبي بكر
العامرم المتوفي سنة (ّٖٗىػ) كيقع في مجلد.
…انظر :كشف الظنوف (ُ.)ِٖٓ/
(ُ)ٗٔ/
للعامرم كتبلزمت أنا كإياه مدة طويلة في مراجعة العلوـ كالتنقير عن المسائل ،كالتفتيش عن
الدقائق ،كالنظر في فن اآلداب كالمجاذبة ألطراؼ األخبار ،كالمساجلة (ُ) بلطيف األشعار،
كالبحث في علم المعمى كالهيئة كالمنطق كغيرىا و
فواىا(ِ) فواىان لذلك الزماف ما أطيبو :
كنا في اجتماع كالثريا
؟
؟
فصيرنا الزماف بناة نعػ
[ُّب-ب] كأخذ صاحب الترجمة قديمان على أخيو المولى العبلمة جماؿ الدين علي بن
محمد بن يحيى في النحو كالمنطق ،كعلى السيد العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي ،كانفرد
صاحب الترجمة باألخذ عن شيخنا العبلمة الجبلؿ في (شرح الغاية) للمولى [ِّأ-جػ]
الحسين بن اإلماـ[،القاسم بن محمد] كفي(المناىل الصافية) كفي النصف اآلخر من (البحر
الزخار) ،كفي (تفسير الكشاؼ) لجار اهلل رحمو اهلل ،كحاشيتو للسعد ،كانفرد باألخذ على
شيخنا فخر الدين األمير في (سنن الترمذم) ك(النسائي) ك(صحيح البخارم) ،كبالجملة فإنو
حقق في(النحو) ك(الصرؼ) ك(المعاني) ك(البياف) ك(البديع) كالوضع كآداب البحث،
كالمنطق ،كأصوؿ الفقو ،كأصوؿ الدين ،كالحديث كالتفسير ،كمصطلح أىل األثر كالفقو،
كالحساب ،كالهيئة كالمعمى ،كلو مشاركة في التاريخ كالسير ،كميل إلى مطالعة الدكاكين
الشعرية ،كالتفتيش عن معانيها كنكاتها(ّ)
__________
(ُ) المساجلة :المعارضة في جرم أك قوؿ شعر كأيضان المباراة كالمفاخرة.
(ِ) فواىا :كاىان :اسم فعل مضارع بمعنى (أعجب).
(ّ) كنكاتها :النكتة مسألة لطيفة أخرجت بدقة نظر كلو إمعاف من نكت رمحو بأرض إذا أثر
فيها كسميت المسألة الدقيقة :نكتة لتأثير الخواطر في استنباطها.
…انظر :التعريفات للجرجاني ص (ُّٔ) تعريف رقم (َُٕٓ).
(ُ)ٕٗ/
،كمحافظة على اقتناص الشوارد ،كتقييد الفوائد(ُ) ،كنظم الفرائد ،كنسخ بخطو عدة كتب،
كىو كثير العناية بالطلبة كمساعدتهم ،كالصبر على تفهيمهم ،كإعانتهم بالكتب ،كغيرىا مع
حسن أسلوب في التدريس كصناعة في التعليم ،كصبلح نية كىو اآلف بػ(صنعاء) أحد األعياف،
كحسنة من محاسن الزماف زاده اهلل كماالن.
[نماذج من شعره]
كلو شعر لطيف ،فمنو قولو:
صرفان كمن في ً
بعد ىم ٍزًجها (ِ) ىْقىػ ٍتني الهول ً
؟
؟؟
؟؟
السقم
ككأس الهوىي يدنىالصحيح إلى ُّ
؟؟
؟رشي ىقةي قى ٍّد ما لًسهم ً
لحاظها ى
؟
؟؟
؟؟
ب راـ يسلم عن كلػ ص ّْ ً ً
يمجيهر ل ى
كمنها:
ت ع ٍنػها سلوةن قاؿ ز ً
اعج ذا يرٍم ي ى ى
؟
؟؟
؟؟
اله ّْم من الشوؽ ال يسلو ً
ب من عن ى
المح ي
ىٍ ي
؟؟
عني رسائل تحتىوم
؟فمن مبلغ ٌ
؟
؟؟
؟؟
على شرح حالي ىع َّل ًتع ي
دؿ عن ظلمي؟!
؟؟
؟كيخبرىا أنٌي طىليق مدامعي
؟
؟؟
؟؟
كمأسور و
قيد للغراـ على ىر ٍغ ًمػ
[كفاتو]
كتوفي في ليلة اإلثنين من شهر محرـ سنة [[ )ّ( ]...........خمس كعشرين كمائتين كألف]
ُِِٓ ىػ.
__________
(ُ) تقييد الفوائد :أم إثباتها في شكل سفينة أك ما شابو ذلك.
(ِ) في (أ،ب) :كفي.
(ّ) ما بين [ ] في أصولي صاحب الترجمة توفي سنة (ُِِٓىػ).
…كذلك ليلة اإلثنين (ُِ) من شهر محرـ الحراـ كىو ليس من كبلـ المؤلف كإنما من
الناسخ.
…قلت :كقد أثبت في النسخة (أ،جػ) تأريخ الوفاة كأثبت بعد ذلك بخط مختلف عن خط
النسخة ما لفظو :كبينو كبين مؤلف ىذا خمس عشر شهران إال عشرين يومان كرأيت لصاحب
الترجمة بيتين شعر شرحهما الولد إبراىيم شرحان عجيبان كأكرد فيو كل عجيبة نحو كلغة كشعر
كسحر كبياف رحمهم اهلل جيمعان آمين.
(ُ)ٖٗ/
(ُ)ٗٗ/
ثم ترؾ الرئاسة كأقبل على العبادة ،كمجالسة الفقراء كالزىد في الحياة الدنيا ،كالمعاملة لها
على مقتضى إستحقاقها ،كعدـ اإلشتغاؿ باألعراؼ كالعادات التي يعتادىا أبناء جنسو غير مباؿ
بملبوس كال غيره ،كمحلو مجمع لؤلعياف كمحط رجاؿ األعبلـ ،كثير الضيافات كاسع النفقات،
كلو خلق عظيم كتودد باىر ،كاحتماؿ كلين جانب ،كتواضع كشرؼ نفس كمحافظة على
المركءات كميل إلى العمل بما صح من األحاديث النبوية ،كإشتغاؿ بالمذاكرة كالمراجعة في
مشكبلت من العلوـ ال يخلى موقفو عن المسائل كعن [ُْأ-ب]الخوض في طرائف
األخبار ،كلطائف األشعار ،ككثيران ما يورد ماجريات عجيبة كقضايا من المتفقات غريبة؛ ألنو قد
حلب الدىر أشطره ،كعرؼ األكابر كشاىد أحواؿ الزماف ،كمارس كثيران من القضايا ،كاصطحب
ىو كشيخنا [ِْأ-جػ] المولى عبد القادر بن أحمد دىران طويبلن ككثيران ما يصف منو صاحب
الترجمة ما يبهر األلباب ككذلك ىو كسيدم البدر محمد بن ىاشم الشامي ،كالفقيو ضياء
الدين سعيد بن علي القركاني رحمهما اهلل (لم) (ُ) يكادكا يفترقوف نهاران كعشيان ،كاستمركا
على االجتماع حتى فرؽ بينهما الحماـ (ِ) كجمع صاحب الترجمة شعر كالده في مجلد سماه
(سلوة المشتاؽ)(ّ) ،كرتبو على الحركؼ ،كقد ذكره القاضي أحمد قاطن في تأاريخو (ْ)
كقاؿ( :كاف باران بوالده ،مطيعان لو في كل ما يركمو ال يخالفو في أمره ،كنالو بسبب ذلك
امتحانات يطوؿ شرحها مع تسليم عجيب لما كقع معو كرضى بما جرل بو القلم كأنقضى
مطرحان للكبر بالمرة كاسع المحبة كالمركءة كاألخبلؽ الحسنة)(ٓ) انتهى.
[نماذج من شعره]
كلو شعر قليل ،فمنو ما أنشده لنفسو ملغزان:
ا اسم غدا ىعلمان كأضحى يحبَّوى
ىيهات أف يخليو ال ىفتىى من يحبَّ ًو
ى
__________
(ُ) في (ب) :كال.
(ِ) الحماـ :أم الموت.
(ّ) انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٔ).
(ْ) أم اتحاؼ األحباب الشهير بدمية القصر.
(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ُ)ََُ/
(ُ)َُُ/
السيد (ُ) العبلمة أبو علي صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن إسماعيل األمير ،كبقية نسبو
سيأتي في ترجمة كالده البدر األمير في حرؼ الميم إف شاء اهلل تعالى كصاحب الترجمة ىو
السيد العبلمة الواعظ البليغ األلمعي ،جامع الكماالت ،أكحد األذكياء ،بهجة المجالس ،حلو
المجوف ،بديع المحاضرة ،ذك اليد الطولى في فصاحة الكبلـ كحسن المحاكرة كالمخاطبة
كالوعظ كالنفس الطويل في المؤلفات ،كاألسلوب العجيب في التعبير عن المراد ،كجودة
السبك كالترصيف.
[تأريخ مولده]
مولده في شهر جمادل اآلخرة(ِ) ،سنة إحدل كأربعين كمائة كألف بػ(صنعاء) بحضرة جده،
ككاف كالده آنذاؾ في (شهارة) فكتب جده الضياء إلى البدر األمير يهنئو بمولده بهذه األبيات:
ًْالى يؿ يىدل جادت بو الشمس للبدر
كغصن نى ىم ٍتوي دكحة ىاشميَّة
كيركم المعالي عن أبيو كجده
كالحادث الذم
ي المولود
ي ليهنئك ذا
سمي كحسبو
باسم خليل اهللي ٌ
ات لكم كتتابعت
مسر ي
توالت َّ
؟
؟
ىكطالً يع ىس ٍع ود الى ىح في غيرةَّ الدىر
سيثمر بالمجد المؤثل (ّ) كالفخر
أبي أ ٌيمة تاج العلىى سامي القدر
تبسم ثغر الدىر إذ جاء بالبشر
َّ
بو شرفان يسمو على الشمس كالبدر
فإياؾ أف تلهو عن الحمد كالشكر
كجده أبو أمو الذم أشار إليو الناظم ىو المولى ىاشم بن يحي الشامي(ْ) .
[نشأتو كمقركءاتو]
__________
(ُ) ساقط في (جػ).
(ِ) كتحديدان صباح يوـ الجمعة الحادم كالعشرين من نفس الشهر المذكور.
(ّ) المؤثل :األصل القديم.
(ْ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثالث إف شاء اهلل تعالى.
(ُ)َُِ/
كنشأ صاحب الترجمة [ُْب-ب] في حجر جده ،كلما عاد كالده البدر إلى (صنعاء) تخرج
عليو ،كأخذ عنو في علوـ اآللة ،كالحديث كالتفسير ،كقرأ عليو أكثر مؤلفاتو ،كاستنابو كالده في
الخطابة بػ(جامع صنعاء) (ُ) لما عزـ إلى (تعز) حسبما يأتي ذكر ذلك في ترجمتو ،كاستنابو
أيضان في نظر األكقاؼ ككاف لو صوت حسن جدان ،كحفظ القرآف حفظان متقنان كجوده على
مشايخ مشائخ الحرمين ،ككاف حسن األداء ،حسن اإلمبلء ،لطيف الشمائل ظريفان ،كثير
االستشهاد بلطيف األشعار ،كالتوشيح بعجيب األخبار ال يتلعثم في الخطاب ،كال يتوقف كال
يخرج من كبلـ إلى كبلـ [ِٓأ-جػ] آخر ،كال ييمل حديثو ،ككاف لو اقتدار باىر على الجد
كالهزؿ في موقف كاحد ،فتراه يعظ (ِ) حتى يبكي الحاضرين ،ثم يمزح كيأخذ في الهزؿ حتى
يضحكهم ،كيحسن الشيء حتى يرغب فيو السامع ،ثم يقبحو في حالة كاحدة حتى ينفر عنو؛
ككاف ال يستقر على حاؿ بل يوافق كل كاحد ،على مراده كيساعدىم على مطلوبهم ،كيدخل
فيما ىم فيو ،كيجالس العلماء كاألكلياء كأرباب الدكلة كالتجار كالعواـ كغيرىم؛ كيخوض مع
كل أحد منهم بمقتضى حالو؛ كتردد إلى (مكة) المشرفة مراران عديدة [ّٔ-أ] كلقى بها
المشايخ المشائخ فأخذ عنهم ككاف يميل إلى (الصوفية)(ّ) كيشتغل بكتبهم كيسلك سبيلهم؛
ككاف كالده منحرفان عنهم أشد االنحراؼ فربما تألم من كلده صاحب الترجمة لذلك.
[ممن ترجم لو]
__________
(ُ) لمزيد حوؿ تاريخ جامع صنعاء انظر :مساجد صنعاء للحجرم .ص (ِّ.)ّٖ-
(ِ) يعظ :ساقط في (جػ).
(ّ) الصوفية :مذىب ركحي .لمزيد حوؿ ذلك انظر :المدخل إلى دراسة األدياف كالمذاىب
(ِ.)ّٗ-ٕ/
(ُ)َُّ/
كقد ترجم لو القاضي أحمد قاطن في (دميتو) فقاؿ( :ىو ذك الذىن الوقاد ،كالفكر المشتعل
النقاد ،الحاكم لخصاؿ الكماؿ بأكمل الخصاؿ ،الراقي إلى أكج الببلغة في جميع األحواؿ،
إف كعظ خلتو الحسن ،كإف خطب أعلن السنن كأيقظ الوسن(ُ) ،كقلد المنن كنىػغىص
كحبَّب الحسن ،كضيق العطن ،ككسع الحزف كشجع الجباف ،كشيع الجناف ،كزينالشجن ،ى
الجناف ،كشيد األماف ،يخلط الترغيب بالترىيب ،كالتبعيد بالتقريب ،كالوعيد بالوعد ،كالمطر
بالرعد ،كإف فاكو اإلخواف فجنة قطوؼ آدابها داف ،كثمراتها أفناف ذات حلو كألواف طعمها
شهي ،كنظرىا بهي ،تلتذ بها األسماع قبل كصولها إلى الرقاع كلها زىور كأنوارىا سركر ،كإف
ىران ،كالجهر سران ،كالحلو مران ،كالصبر
ىزؿ خلت الحصى يد َّرا كالشعير بيػ َّران (ِ) كالقمرم (ّ) ٌ
جزعان كالوقار ىلعان ،كالعالي في رتبة القصور ،كلدغ الذباب كالزنبور ،كإف تصوؼ أراؾ محبة
َّ
االتباع مزرية بمحبة االبتداع [ِٓب-جػ] ،كسلك بالطريقة إلى درر الحقيقة ،فالتقطت بسفينة
النجاة جواىر اإلحساف ،ككصلت إلى المحبوب بكماؿ اإليماف ،كإف سافر فنعم األنيس
للمسافر كالبدر السافر ،كالخبير المسائر(ْ) ،كالحبيب المسامر ،يؤثر على نفسو الرفيق،
كيهديو إلى أكضح طريق ،كيقضي لو ما يريد /كيبدم لو البشر كيعيد)(ٓ) .انتهى كبلمو.
[(ٔ )/استطراد ترجمة :عقيل بن عمر الحضرمي]*
__________
كالسنة :نوـ الضحى ،كمن المجاز ىو في ًسنى وة أم في غفلة.
(ُ) الوسن :كسن أخذه الوسن ّْ
…أساس الببلغة للزمخشرم .مادة :كسن.
(ِ) البر :القمح.
(ّ) القمرم :طائر مشهور كنيتو أكب زكرل ،كأبو طلحةف كىو حسن الصوت كاألنثى قمرية.
انظر :حياة الحيواف (ِ،)َّْ/
(ْ) أم الصاحب المرافق في السفر.
(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ُ)َُْ/
كلم يزؿ على حالو إلى سنة بضع كتسعين كمائة كألف ،فوصلت رسالة من السيد عقيل بن عمر
الحضرمي كىو رجل ساكن بػ(مكة) المشرفة كثير التجارة ،متصوؼ ،منحرؼ عن أىل (مكة) ال
يخالطهم ،كال يصلي معهم ،كلكنو رجل صالح عامل كثير العبادة كالتقبيح لما يفعلو الوالة
كاالنكار لما يقبضو الجباة ،كربما زعم أنو من طبلئع (المهدم المنتظر) (ُ) كلو أتباع من
ٍعم يهم كيقوريهم [ُٓأ-ب] في رسائلو (ِ) كىي مشتملة على معنى ما ذكرناه من
الفقراء ييط ي
أحوالو ،ككاف يحسن إلى صاحب الترجمة ((ككثيران ما يتواصبل في (مكة) فلما كصلت تلك
الرسالة ككاف صاحب الترجمة)) (ّ) بػ(الحديدة) (ْ) متوجهان للحج فقرأىا في الجامع ،فزعم
حاكم (ٓ) الحديدة أنو دعى إلى المهدم المنتظر ،كفعل مرسومان (ٔ) رفع بو إلى حضرة اإلماـ
المنصور باهلل بن المهدم فأمر اإلماـ بطلوعو إلى (صنعاء) تحت الحفظ ،فركب بحران كسافر
إلى (مكة) كاستقر فيها بقية عمره ،ككتب لو اإلماـ خط أماف في رجوعو فلم تطب نفسو
بمفارقة البيت العتيق ،كاتصل بأمير (مكة) كأشرافها كأخذ جوائزىم ككاف الشريف سركر (ٕ)
__________
(ُ) لمزيد حوؿ المهدم المنتظر انظر :مطمح األىدؿ .للمهبل( .بتحقيقنا).
(ِ) في (أ،ب) :في رسائلو.
(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ْ) الحديدة :أكبر مدف تهامة اآلف كأشهر موانيها عن البحر األحمر تأريخ استخدامها كمنطقة
صيد إلى القرف الثامن الهجرم ثم استخدمت عاـ (ٖٗٓىػ) كمرسى ثم قرية كميناء صغير عاـ
(َِٗىػ) كىي اآلف ميناء ىاـ كمحافظة.
…انظر :الحجرم (ُ )ُِٓ-َِٓ/المقحفي ص(ُٕٓ.)ُٕٔ-
(ٓ) في (جػ) :صاحب.
(ٔ) مرسومان :ىو المكتوب كيخصص بما يكتبو الوالة.
(ٕ) ىو الشريف سركر بن مساعد بن سعيد بن زيد ،شريف حسني من أمراء مكة ثار على
عمو أحمد بن سعيد أربع عشرة مرة .انتهى األمر باالستيبلء على اإلمارة سنة (ُُٖٓىػ)
كاستمر فيها إلى اآلف توفي بمكة سنة (َُِِىػ).
…األعبلـ (ّ.)ُٖ/
(ُ)َُٓ/
(ُ)َُٔ/
(ُ)َُٕ/
مولده في سنة سبع كأربعين كمائة كألف بػ(شباـ) (ُ) ،كبها نشأ ،كقد ذكره(ِ) (كترجم لو)
المولى فخر الدين في حدائقو (ّ) فقاؿ( :لو ذىن يتوقد[ِٕأ-جػ] ،ككرـ يناؿ منو الطالب ما
يود ،بيتو (ْ) للوفود مجمع ،كللغرباء مربع ،محاسن محاضر تقصر عن كصفو العبارة ،فلسانو
بسلسبيل الكبلـ فواره ،سريع البادرة ،مليح النادرة ،كىو في حفظ األنساب دكنو محمد بن
السايب(ٓ) ،كفي التواريخ كالسير يصور الغايب ،كىم أىل بيت لهم شغلة بذلك ،كاطبلع
على ما ىنالك مع اتسامهم بسمة المبلئكةالمبلئك ،كقعودىم من الفضل على األرائك،
فألسنتهم مشغولة باألذكار ،كقلوبهم للنظر كاالستبصار ،ككاف كالده من الفضل بمحل يتمناه
لرفعتو زحل ،مع استحضار للقضايا كدراية بخبايا الزكايا ،يحفظ األياـ بأخبارىا كأشعارىا ،كيدير
على السامع ما يهز باأللحاف كأكتارىا ،كصاحب الترجمة ممن أستضاء في دياجي العلوـ بذكائو
كطالع كتب القوـ كغيرىا على حسب ىوائههواية ،كتختم بالفصوص ،كتقلد بالظواىر
كالنصوص ،كقد رحل إلى (زبيد)(ٔ) فوجد من العلماء من بو يستفيد ،فمما استحليت من
شعره ،كالتقطت من دره قولو مضمنان[من الخفيف]:
خبر العاذلوف عنا بأنَّا
ثم قالوا جنيت كردة خديػ
بل بلحظ غرست كردان فأضحى
لم أكن من يجناتها علم اللػ
؟
؟
قد خلونا في بعض تلك الليالي
ػيو فسحقان لكل و
كاش كقىالي
__________
(ُ) شباـ :اسم لعدة مواضع باليمن كالمقصود بو ىذا شباـ كوكباف كتقع أسفل كوكباف من جهة
الشرؽ كإلى الغرب الشمالي من صنعاء على بعد (ّْؾ.ـ) منها.
(ِ) في (ب) :كقد ذكره كترجم لو.
(ّ) أم الحدائق المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق للعبلمة عبد اهلل بن عيسى الكوكباني
سيأتي ترجمتو..
(ْ) ما يود :في (جػ) :يود كبقية األلفاظ ساقطة.
(ٓ) ىو نساية مشهور غني عن التعريف.
(ٔ) زبيد :كانت تسمى الحصيب كقد سميت باسم كادم زبيد الذم يصب في تهامة ثم البحر
األحمر.
…انظر :مجموع الحجرم (ِ ،)ّْٗ-ُّٖ/المقحفي (ُِٔ).
(ُ)َُٖ/
ً
اشتعاؿ لهبان في الفؤاد ذا
صالي
لحرىا اليوـ ى
ػو كإني ى
كمن شعره قولو:
ا يؤيسنك من حبيب بعده
بينا ترل ماء السحابة في السماء؟
؟
ما كل برؽ قد تراه يخلَّب ترل [ِٕب-جػ]أخلب
فإذا جميع الناس منو تشر
كمن شعره:
ّْر (ُ) كجهو
قولوف من تهواه يجد ى
كلكن أ ىشاركا بالبناف لحسنو (ِ) ً
لخده ي
؟
؟
فقلت لهم حا ىشاهي من ألى وم يىػ ٍرًدم
فأثَّر إبهاـ األنامل في الخػ
قلت :كلصاحب الترجمة يد طولى في نظم الشعر الحميني ،كالهزليات كمحلو بػ(شباـ كوكباف)
مأكل القاصدين ،كمحط رحاؿ الوافدين ،يجتمع عنده الحاضر كالبادم ،كيبقى لديو الغريب
كالوافد من األياـ ما أراد كىو ال يتكلف في أحوالو كال يشتغل بعادات الببلد ،كىو اآلف زينة
في األياـ ،كحسنة من محاسن (شباـ).
[استطراد :أحمد بن عيسى بن محمد الكوكباني] (ّ) *
(...-...ىػ...-.../ـ)
ككالد صاحب الترجمة ذكره القاضي أحمد [قاطن] في تاريخو(ْ) ،ككصفو بالعلم كالفضل
كقاؿ :إنو قرأ على كالده األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى ،كقد كقفت لو على شعر يسير فمنو ما
أجاب بو على المولى علي بن صبلح الدين اآلتي ذكره في قولو:
ذيرؾ من أبناء دىرؾ إنهم
إذا جاءىم ذك الماؿ قاموا كرامة
عبيد لدينار أك عبيد لدرىم
فبل يذكركف الموت (ٓ) كالبعث كاللقاء
ككنا سمعنا في الزماف بما د ور
؟
؟
على ما بأيديهم ذئاب كواشر
إليو كقالوا قولو كىو خاسر
ككل إمرئ منهم لئيم كغادر
كألهاىم عن ذكر ذاؾ التكاثر
فهذا زماف كل أىليو ماد
فأجاب بقولو:
إف إمرءان سب الرجاؿ لما لهم
ليصدؽ فيو القوؿ كالناس كلهم
كذلك إقرار الفتى الزـ لو
؟
؟
__________
(ُ) يجدّْر :أم أصابو الجدرم فهو مجدر كالجدرم :مرض جلدم يم ٍع ًد يتميز بطفح يحليمي
يتقيح كيعقبو ً
قشر.
(ِ) في (أ،ب) :لخدة.
(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،نشر العرؼ (ُ.)َُِ-ََِ/
(ْ) أم اتحاؼ األحباب المشهور بدمية القصر للعبلمة أحمد بن محمد قاطن.
(ٓ) الموت :ساقط في (جػ).
(ُ)َُٗ/
كلم يسأؿ الرحمن من ىو قادر (ُ)
بريئوف مما قاؿ كاألمر ظاىر
كقد صرحت فيما ذكرت الدفا
[(ٖ )/إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم زبيبو الكوكباني ] *(ِ)
(ُُُِّٖٓٗ-ىػُْٖٔ-َُٕٕ/ـ)
[نسبو]
األخ صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن عبد الهادم المعركؼ (ّ) بزبيبة ،كنسبو يرجع إلى
السيد العبلمة علي بن إبراىيم الحيداني(ْ) المجاىد مع اإلماـ القاسم(ٓ) [ِٖأ-جػ] كينتهي
نسبو إلى جده اإلماـ القاسم العياني(ٔ) ،كىو عبد اهلل بن محمد (ٕ) بن اإلماـ القاسم الرسي.
[مولده كنشأتو كمنشأتو كمقركءاتو]
كصاحب الترجمة ىو األجل األديب العبلمة الذكي الشاعر ،كلد في شهر جمادل اآلخرة سنة
ثبلث كثمانين كمائة كألف (ُُّٖىػ) ،كنشأ بػ(كوكباف) ،كقرأ على األعبلـ في النحو كالصرؼ
كالمنطق ،كالزـ المولى علي بن محمد بن علي األتي ذكره ،كطالع الدكاكين(ٖ) الدياكين
الشعرية ،كاشتغل بالشعر كحفظو حتى نظم كنثر ،ثم رحل إلى (صنعاء) فقرأ على شيخنا العبلمة
البرىاف في (الشرح الصغير) كحاشيتو ،كفي (مغني اللبيب) كىو صاحب فهم كذكاء كألمعية
كنقاده كمعرفة للحقائق ،كامل الرجولية ،حسن المحاظرة ،لطيف الشكل ،ظريف المجالسة.
[مكاتبتو للمؤلف]
__________
(ُ) البيت ساقط في (جػ).
(ِ) الجامع الوجيز (خ) ،نيل الوطر (ُ ،)ُْ-ّٗ/ىجر األكوع (ْ.)ََُٗ/
(ّ) المعركؼ:ساقط في (جػ).
(ْ) بن عبد اهلل بن إبراىيم بن عبد اهلل بن صبلح بن المهدم بن الهادم بن علي بن محمد بن
الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبد اهلل بن عيسى بن إسماعيل بن عبد اهلل بن إبراىيم
بن القاسم بن إبراىيم.
…نيل الوطر (ُ.)ّٗ/
(ٓ) أم اإلماـ القاسم بن محمد.
(ٔ) أم اإلماـ القاسم بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ القاسم الرسي.
…ينظر حوؿ ترجمتو :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّٕٕ.)ْٕٕ/
(ٕ) كقيل :عبد اهلل بن إبراىيم بن القاسم بن إبراىيم .
(ٖ) في أصولي :الدياكين.
(ُ)َُُ/
إلي (في سنة تسع كمائتين كألف) (ُ) ىذا اللغز كىو قولو [من السريع]:
كتب ّْ
ا صارـ اإلسبلـ يا خير من
ما يمضمر يج َّر بحرؼ كلم
واء أىعدت الحرؼ أـ لم تيعد
ىس ن
فأكشف دجى إشكالنا يموضحان؟
؟
رقى سماء المجد كالفخر
يى يجز عليو العطف بالجر
فما سول الرفع بو يجرم
فأنت فينا البدر في العصر
فأجبتو بقولي [من السريع]:
ا كاحد العصر يا ساحر
أتى نظاـ منك في ً
ضمنو
كخذ جوابان في المثاؿ الذم
ي
لوالؾ كالمنظوـ إ ٍذ جاءنًي
؟
؟
األلباب بالمنظوـ كالنَّثر(ِ)
مخايل السحر ببل نكر ي
ألغزتو كلَّفتو فً ٍك ًرم
المضمر في شعر
ي لم يبرز
كأنشدني لنفسو [من الكامل]:
اـ العواذؿ إ ٍذ ىويت يمجدران
ً
تشبيهو كأتوا بما قىد قيل في
ً
بجسمو؟ الحسن ماىج
ىذاؾ بحر ي
؟
ساطع
ي ىبه ىر الغزالة منو نور
فأجبتهم كالقلب مضنَّى كالً يع
فطفت عليو من الجماؿ فواقػ
كأراد بما قد قيل في تشبيهو قوؿ أىل البياف في تشبيهو بسلحة (ّ) جامدة [ِٖب-جػ] قد
كاف نقرتها الديكة؛ كلكن ىذا إنما يكوف تشبيهان آلثار الجدرم.
(( كنظم بعضهم:
جدرم تركو
ٌ أنما جبينو من
؟
؟
و
كسلحة جامدة قد نقرتها الديكة))(ْ)
كيبل يدؿ على الدكاـ
السبلـ
نصب القرينة في َّ
معميان في حسين[:من السريع]
كلو ّْ
ً
شاد ًف (ٓ) سألتو ما إسمو
كقاؿ يح ٍسني فاؽ كل الورل
؟
؟
فا ٍزكَّر (ٔ) من و
تيو كمن يع ٍج ً
ب ى
ذاؾ بالقلػ
لكنني مع ى
كمن شعره ما أرثى بو شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد رحمو اهلل:
اؿ لو مصو يف األدمع
طب يي ىذ ي
__________
(ُ) في (أ) :سنة تسع كمائة كألف كىو خطأ.
(ِ) البيت ساقط في (جػ).
(ّ) بسلحة :كلد الحجل.
(ْ) ما (( )) ساقط في (أ،ب)%&.
كتشبيهو بالفواقع يقضي بأنو في حاؿ حصوؿ الجدرم فيو بالفعل كحب الشباب؛ كلصاحب
الترجمة [من مجزكء الكامل]:
طر الحبيب مسلمان
نصب السبلـ تعمدان
فعلمتو ملكان كقد
؟
؟
كالبدر أشرؽ في الظبلـ ) (&%$في (جػ) :أشرؼ بالظبلـ.
(ٓ) الشادف :كلد الظبية كالمراد المحبوب.
فازىكَّر :أم ماؿ كانحرؼ.
(ٔ ) ى
(ُ)ُُُ/
(ُ)ُُِ/
الشيخ المبل إبراىيم بن محمد العجمي الفاضل الزاىد التقي العبلمة ،ذكره المولى إسحاؽ (ُ)
أجل غريب كصل إليها
فقاؿ :كصل إلى (صنعاء) في سنة خمسين كمائة كألف (َُُٓىػ) كىو ٌ
فيما عرفنا ،ككانت أكقاتو مستغرقة في الذكر كالوعظ ،كلكبلمو كقع كقبوؿ في األسماع
كالقلوب ،ككاف يقف بػ(جامع صنعاء) فيجتمع إليو خلق كىو مع ذلك فصيح العبارة ،حسن
األخبلؽ ،لطيف في كعظو ،ال يلتفت إلى الدنيا كمتاعها كال يقصد بوعظو غير نفع المسلمين،
كمع ذلك فهو إماـ في كثير من الفنوف في الفقو كاألصوؿ كالعربية كالتفسير ،ككاف يملي على
الناس شيء من تفسير القرآف كيزيده للسامعين بيانان بعبارة حسنة كيد قوية في العلوـ ،ككاف يمر
في الطرقات كاألسواؽ ،كىو يعظ الناس كيأمرىم بما يليق بكل مخاطب ،كبالجملة فهو من
العلماء الربانيين ،كأحسبو متصوفان يشاىد حالة االنقطاع إلى اهلل في جميع أكقاتو ،ككاف يقنع
من القوت بأم شيء يأكلو في الجامع أك غيره ،ال تطمح نفسو إلى شيء فلقد أخبرني جماعة
أنو طالما كقف في الجامع ليس لو من الطعاـ إال نحو ملء الكف من الباقبل(ِ) يستغني بو
عن الطعاـ كىذا دأبو في أكثر أحوالو ،كسئل يومان عن مذىب العجم في شأف الصحابة فقاؿ:
الجهاؿ يسبوف كالعلماء يتوقفوف.
[كفاتو]
كتوفى صاحب الترجمة بػ(صنعاء) في أخر العاـ المذكور(ّ)
__________
(ُ) أم إسحاؽ بن يوسف في الثغر الباسم.
(ِ) الباقبلء :نبات عشبي حولي من الفصيلة القرنية تؤكل قركنو مطبوخة ككذلك بذكره.
(ّ) أم سنة(َُُٓ)ىػ كقد أرخ األديب أحمد بن حسين الرقيحي كفاتو بنظم منو:
ناداه رضواف بتأريخو
يا خلد إبراىيم أسنى الجناف
(َُُٓىػ)
(ُ)ُُّ/
ككانت كفاتو من أعظم الخطوب فإنو كاف قد ألقى اهلل المحبة لو في جميع القلوب ،كظهر منو
(من)(ُ) حسن الطريقة ما ال يمكن التعبير عنو ،فما راع الناس إال كفاتو كلم يطل بو المرض،
فإنو أمتنع عن الناس يومان أك يومين ثم فقد إلى منزلو فوجد ميتان فعظم المصاب كاجتمع لقبره
من الناس خلق كثير كقبر عدني(ِ) (صنعاء) كىو مزكر إلى األف فيو إعتقاد ،ككاف قد عقد
مجلسان للوعظ في (جامع صنعاء) [ِٗب-جػ] فأثَّر في الناس كبلمو كأجتمع لسماعو خلق
كانتفع بو عالم ال يحصوف ،ثم لما توفي تطلب الناس من يخلفو في ذلك المقاـ فخلفو البدر
األمير األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى ،فكاف يقعد للناس للوعظ على كرسي ،كانتفع بو كثيركف،
كلما تخلف البدر األمير عن الوعظ على ذلك الكرسي كتب إليو الفقيو األديب أحمد الرقيحي
الشاعر المشهور بقولو:
رل غرس إبراىيم ما زاؿ ينتمي
فدع جسدان ملقى بكرسي غيو
؟
؟
فمنك اجتنينا بعده ثمر الغرس
فإنك أكلى بالقعود على الكرس
فأجاب البدر األمير بقولو)ّ(:
في الهدل أبدعت فيما نظمتو
إذا الشعراء جاءكا بقرآف شعرىم؟
؟
فداؾ بنو اآلداب بالماؿ كالنفس
فشعرؾ في أشعارىم آية الكرس
[(َُ )/إبراىيم بن خالد بن أحمد العلفي] (ْ) *
(َُُٔكقيل ُُُُىػُْٔٗ/ـُّْٕ -ـ)
[نسبو كنعتهونتعتو]
__________
(ُ) منو :ساقط في (جػ).
(ِ) عدني :أم جنوب.
(ّ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(َِٔ).
(ْ) الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َُ) (بتحقيقنا) :كمنو :مصادر التراث للعمرم
(ُِٗ) مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو) المستدرؾ على معجم المؤلفين الزيدية ص(ُٓ)،
مجلة المورد )ّ( .عدد (ُ)ص(ِِٕ) البدر الطالع (ُ )ٕٔ/التراث اإلسبلمي في المكتبات
الخاصة .للوجيو (انظر فهارسو).
…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٗ ،)َٓ-دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،مطلع األقمار
ترجم(ٕٓ) ،الركض األغن (ُ.)ُُ/
(ُ)ُُْ/
العبلمة المحقق صارـ الدين إبراىيم بن خالد[بن أحمد بن قاسم] العلفي القرشي ،الورع الزاىد
التقي الثبت الحجة الصدكؽ ،القانت العبادة ،إماـ العلوـ كجبل الحلوـ ،عين [ُٕأ-ب]
أكابر المحققين ،كزينة العلماء الراسخين ،نشأ بػ(صنعاء) كالزـ المولى ىاشم بن يحي الشامي،
كقرأ عليو في فنوف العلم حتى أتقن ،كحقق كأجتهد كتفنن ،كألف المولى ىاشم حاشيتو على
(شرح القبلئد) كحاشيتو (على البحر الزخار) حاؿ قراءة صاحب الترجمة عليو في الكتابين.
[مؤلفاتو](ُ)
ككاف صاحب الترجمة يؤلف حاشية على (األزىار) من أجل الحواشي كأحسنها تحقيقان حتى أف
كل مبحث منها يصلح أف يكوف رسالة مستقلة كربطها باألدلة كاألصوؿ كبناىا على االجتهاد،
كأكمل (ِ) منها مجلد إلى كتاب الصبلة كلم يتم ،كمن مؤلفاتو (رسالة في حكم النوـ قبل
الصبلة) ،ك(رسالة في حكم القصر في السفر) ،كلو رسائل عديدةعدة ،كمسائل في الفقو كثيرة،
كلو كتاب في فتاكيو [َّأ-جػ] جليل القدر جمعو المحدث العبلمة حامد بن حسن شاكر
(ّ) رحمو اهلل تعالى كرتبو على األبواب الفقهية ،كجواباتو معتمد عليها موثوؽ بها ،ككاف ال
يفتي حتى يراجع المسألة في مضانها من الكتب لشدة تحريو ،كتخرج عليو عدة من العلماء،
ككاف قانعان من الدنيا باليسير معتزالن للدكؿ كأرباب المناصب ،كأريد(ْ) على القضاء فأبى
كأمتنع منو تورعان كخوفان على نفسو ،كلم يأكل مما فيو شبهة قط بل اقتصر على ما يحصل لو
من موضع يقرأ بو ،كلم يقبض من أحد ىبة أك نذران أك معاشرةن (ٓ) معاش.
__________
(ُ) لمزيد حوؿ الموضوع انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٗ.)َٓ-
(ِ) في (جػ) :ككل.
(ّ) انظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َِٗ) ترجمة (ِٔٔ).
(ْ) أم راكدكه كداركه على أف يتولى فأبى.
(ٓ) في (أ،ب) :معاش.
(ُ)ُُٓ/
ككاف يقلق ممن يريد التبرؾ بو ،كطريقتو في الورع كالزىد كطريقة السيد صبلح بن الحسين
األخفش كالزـ السكوف في إحدل منازؿ (مسجد الفليحي) (ُ) كالتدريس بمسجده كلم يتزكج
قط ،كبالجملة فإنو كاف من العلماء الراسخين كالفضبلء الزاىدين ،ككاف كثيران ما يدكر بينو كبين
البدر األمير كالمولى الحسن بن إسحاؽ مراجعات كمناظرات ككل كاحد منهم يكتب رسالة،
كلكنو في تحقيق (ِ) القواعد الفقهية ال يجاريو أحد.
[كفاتو كمراثيو]
كتوفي رحمو اهلل في سنة ست كخمسين كمائة كألف (ُُٔٓىػ) ،كحزف الناس عليو (ّ) حزنان
عظيمان ،كشيع جنازتو جميع أىل (صنعاء) ،كأرخ كفاتو األديب الرقيحي فقاؿ:
قد عظم المصاب كجل قدران
المرجى
َّ بموت الصارـ الحبر
فمن للزىد كالورع المص ٌفى
تزينت الجناف كصافحتو
فهنأ ما حكى التاريخ يعطي؟
؟
ككدرت المصادر كالموارد
إماـ العلم في كل المقاصد
من األدناس بعدؾ كالمحامد
بها الحور الحساف ككل زاىد
(بعليين إبراىيم خالد) (ْ)
………(ُُٔٓىػ)
كرثاه المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل بقولو:
عاه ناعي التقى للعلم كالورع
؟
؟؟
؟؟
فالدىر في فزع كالناس في جزع[َّب-جػ]
؟؟
؟كقاـ يندب في نادم الهدل علمان
؟
؟؟
؟؟
علومو نشرت في كل مجتمع
؟؟
؟ماذا تراه نعى الناعي كفاه بو
؟
؟؟
؟؟
فقد أصم كما يقول لذاؾ يعي
يْ؟؟
اسود الضحى كغدا
؟فأم خطب بو ي
؟
؟؟
؟؟
منو الورل في مضيق غير متسع
؟؟
؟كأنجم الفضل خرت عند و
كاقعة
؟
؟؟
؟؟
جلٌت فأم فؤاد غير منصدع
؟؟
؟قضى الذم شاد ركن الدين كانطمست
؟
؟؟
؟؟
بالعلم منو رسوـ الجهل كالبدع[ُٕب-ب]
؟؟
؟قضى الذم طاؿ باعان في العلوـ لذا
؟
؟؟
؟؟
يراعو في مضيق البحث لم يرع
؟؟
__________
(ُ) مسجد الفليحي أحد مساجد صنعاء ينظر حولو مساجد صنعاء للحجرم ص(َٗ.)ُٗ-
(ِ) التحقيق :إثبات المسألة بدليل أك على الوجو الحق.
(ّ) في (جػ) :كحزف عليو الناس.
(ْ) إذا حسبت الحركؼ طبقان لؤلعداد األبجدية فإف مجموع ذلك يكوف (ُُٔٓىػ).
(ُ)ُُٔ/
(ُ)ُُٕ/
الفقيو صارـ الدين [ك]اإلسبلـ إبراىيم بن الحسين المحبشي ،الشهارم المولد كالنشأة
كالوفاة ،كاف عبلمة في جميع الفنوف ،كلما سكن البدر األمير المنير في (شهارة) قرأ عليو
صاحب الترجمة في كتب السنة ،كعمل بما صح لو من األدلة ككاف صالحان عبَّادة ،مشتغبلن
بالتدريس مع حسن خلق كسعة صدر كانتهت الفتيا في ببلد (شهارة) إليو (رحمو اهلل تعالى)
(ُ ) .
[(ُّ )/إبراىيم بن صالح الهندم] (ِ) *
(…ََُُ-ىػَُٔٗ-…/ـ)
[نسبو كنشأتو]
__________
(ُ) قاؿ زبارة في نشر العرؼ :لعل كفاتو بعد انتقاؿ صنوه ناصر بن الحسين إلى صنعاء سنة
(ُُٗٔىػ) .ككاف السيد محمد بن إسماعيل األمير قد أجازىما إجازة عامة ختمها بهذه
القصيدة كالنصيحة المفيدة كىي:
أجزتكما يا أىل ك ٌدم ركايتي
لما أنا من علم األحاديث أركيو
… انظر :نشر العرؼ(ُ ،)ُِ-ُٗ/ديواف األمير ص (ُْٓ.)ِْٓ-
(ِ) سبلفة العصر لعلي بن معصوـ ص(ْٕٕ ،)ْٖٕ-البدر الطالع (ُ )ُٔ/نشر العرؼ
(ُ ،)َْ-ِٗ/ىدية العارفين (ُ )ّٓ/كفيو كفاتو سنة (َُٗٗىػ) األعبلـ (ُ ،)ّْ/الركض
الحرمين إلبراىيم رفعت ط .مصر (ُّْْىػ).
األغن (ُ ،)ُّ/مرآة ى
(ُ)ُُٖ/
الشيخ صارـ اإلسبلـ إبراىيم بن صالح الهندم البليغ الفصيح ،ذك الشعر الجزؿ المطبوع،
كالمقاطيع البديعية المشهورة ،كىو (ُ) حنفي المذىب ،ككاف أبوه قبل إسبلمو من (البانياف)
(ِ) فأسلم على يد أحد أكالد اإلماـ(ّ) ،كصلح حالو كنشأ الشيخ إبراىيم فاشتغل باألدب
كمهر فيو كقوم ساعده في النظم كلو ديواف شعر جمعو كلد أخيو ،كيقاؿ أنو ترؾ أكثر شعره
تحامبلن منو على الممدكحين فأضاع شعر عمو ،بسبب ىذه الحماقة ،كغرر شعره في اإلماـ
المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور كلو أرجوزة سماىا (براىين االحتجاج كالمناظرة فيما
كقع بين البندؽ كالقوس من المفاخرة) (ْ) كجرل بينو كبين أدباء زمانو مداعبات كمشاحنات
كمهاجاه كالينبعي كالمرىبي كغيرىما ،كمدح (ٓ) المتوكل على اهلل بن المنصور (ٔ) كالمولى
محمد بن الحسن بن المنصور(ٕ) ،كالشريف زيد بن محسن (ٖ) صاحب (مكة) ككاف يفد
إلى المولى علي بن المتوكل (ٗ) إلى (اليمن) (َُ)عامان كإلى صاحب (المنصورة) (ُُ)
__________
(ُ) في (جػ) كىو (ح) أم حنفي المذىب.
(ِ) البانياف :أم الهنود.
(ّ) أم اإلماـ القاسم بن محمد.
(ْ) انظر مجموع المقامات اليمنية جمع /عبد اهلل الحبشي نشر مكتبة الجيل صنعاء.
ص(ُٔ.)ٔٗ-
(ٓ) في (جػ) :كامتدح.
(ٔ) أم اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم .ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ).
(ٕ) ىو محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم بن محمد (َََُُُٕٗ-ىػ) انظر نفس
المصدر
ص (ٕٖٖ.)ٖٖٖ-
(ٖ) ىو زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمى أمير مكة كلد فيها ككليها سنة
(َُُْىػ) كمولده سنة(َُُْىػ) ككفاتو منو (َُٕٕىػ).
…انظر األعبلـ (ّ.)ُٔ-َٔ/
(ٗ) انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ِ.)ُٕٔ/
(َُ) أم اليمن األسفل كىو عبارة عن المحافظات الغربية الجنوبية كمحافظة تعز كإب.
(ُُ) ىو محمد بن الحسن بن القاسم .انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ِ.)َِْ/
…كالمنصورة من قرل الصلو المعافر انظر المقحفي ص (ٕٔٔ.)ٖٔٔ-
(ُ)ُُٗ/
عامان كلما توفي المؤيد (ُ) [ُٖأ-ب] كتنازع آؿ اإلماـ في القياـ باألمر تكلم شعراء الزماف
فيما ال يعنيهم ،فلما قاـ باألمر صاحب (المنصورة) بقي في نفسو من أكلئك الشعراء ،فوفد
إليو الشيخ إبراىيم ،ككاف قد كىم [ُّب-جػ] أنو منهم فقاؿ لو حين رآه( :من أمنَّك يا
ىندم ،كقد أىدرت دمك) ،أك قاؿ( :كأنا عازـ على إخراج لسانك من قفاؾ) ،فقاؿ لو:
شفيعي القرآف كأشار إلى مصحف كاف على صدره فقاؿ( :قد شفعتو فيك) ثم طرده كأمره
بالخركج من المدينة فخرج منها خائفان يترقب ،كأرسل لو الوزير الحريبي (ِ) بكسوة كدراىم
كأمرىم بتغييب شخصو؛ ثم أنو بعد ذلك تصوؼ كتألو كترؾ الدنيا كانقطع إلى اهلل تعالى ،ككاف
إذا حاف كقت الصبلة خرج عن الوجود كاصفر لونو كحج في آخر أيامو ،كلما عاد من الحج لم
يلبث أف توفي بػ(ركضة حاتم) (ّ) ككاف أكثر إقامتو بها.
[كفاتو كنماذج من شعره]
كلعل كفاتو في سنة إحدل كمائة كألف (َُُُىػ) أك قبلها بيسير)ْ(.
فمن شعره قولو:
شبو ثغره كالقات فيو
ًْأل وىؿ آلؿ قد نبتن على عقيق
؟
؟
كقد النت لرقتو القلوب
كبينهما زمردة تذكب [ْٖ-أ
كلو في مليح ىع َّواـ:)ٓ(:
أبيض عاينتو سابحان
فقلت ىذا البدر في لجة؟
؟
في لجة للماء زرقاء
أـ ذا خياؿ الشمس في المػ
كلو في مليح في صدره خاؿ)ٔ(:
قبل كالرمح لو ىزة
__________
(ُ) ىو اإلماـ محمد بن المتوكل بن القاسم انظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٕٖ-
ّٖٕ).
(ِ) الوزير الحريبي :ىو صالح الحريبي انظر حوؿ ترجمتو نشر العرؼ (ُ.)ٕٕٖ-ُٕٕ/
(ّ) ركضة حاتم:مدنية بالقرب من صنعاء تنسب إلى بانيها السلطاف حاتم بن أحمد اليامي
خبلؿ القرف السادس الهجرم كتسمى ركضة أحمد أيضان.
(ْ) أرخ كفاتو الشيخ صبلح األحمر بقولو:
لقد فاز إبراىيم بالعفو كالرضى
كناؿ مقامان لم تنلو األماثل
في جنة الفردكس صار مكرمان
لتأريخ إبراىيم في الخلد نازؿ
(َُُُىػ).
(ٓ) عواـ :أم يجيد السباحة.
(ٔ) حبىة سوداء تنسب إلى الخاؿ.
(ُ)َُِ/
َّ
كأف ذاؾ الخاؿ في صدره
؟
؟
تحت قباء غير مزركر
حبة مسك فوؽ كافور
كلو في مليح طويل:
د أفرطت أعطاؼ من أحببتو
فلو أرتجى المشتاؽ منو قبلةن
؟
؟
في الطوؿ حتى جل عن لثم الفم
سلم [ِّأ-جػ]بً َّ
سلػ كسخى بها لرقى إليو بً َّ
كلو في مليح ينفخ فحمان:
نظر إليو يشب فحم لظا
دنا إلى نفخها بوجنتو
؟
؟
كيسعر الجمر أم إسعار
فقابل الجلنار (ُ) بالنا
كلو في مليح في ثغره خاؿ كفيو االكتباس مع االكتفاء:
شادف خلت على ثغره
أضحى رضاب الراح من ريقو؟
؟
خاالن لنيراف الهول مالك
ختامو مسك((كفي ذلك)) (ِ)
كلو في مليح كبسي)ّ(:
فدم الذم لم نخشى من تيهو
فجسمو كالماء من رقة
؟
؟
يحي بو المغرـ أك يهلك
كقلبو من حجر مسبكيسبػ
كاتفق أف الفقيو محمد الحيراني(ْ) كلو شعر في المرتبة الوسطى ىم َّر ىو كالشيخ إبراىيم
الهندم من بعض األزقة فعبر بهم رجل اسمو مرزؽ على بغلة ضعيفة فقاؿ الحيراني للشيخ:
ىلم نشبو ىذه البغلة ثم أنشد:
بهت بغلة مرزؽ لما عل
فقاؿ الشيخ:
ف ظهرىا السامي أعز مكػ
فقاؿ الحيراني:
رطت ضراطان منتنان فكأف
فقاؿ الشيخ إبراىيم:
عر الفقيو محمد الحيرانيالحير
فتعب منو كىاجره مدة.
كىاجى الشيخ أيضان شاعر يعرؼ بمحمد الحبورم (ٓ) ككاف الشيخ في ذلك الوقت البسان
لخف ليس بو غير كجهو فقاؿ الحبورم:
رل شيخ القريض قوم بطش
كيمشي مشية الحربا يىوينا؟
؟
كيعجز عن إقامة كل فرض
كبشمقو (ٔ) سماء بغير أ
فأفحم الشيخ كىذا عجيب ،كمن شعره قولو يمدح رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم
[ُٖب-ب]:
عيشك ىذا الصادح المترنٌم
؟
؟؟
؟؟
أىاجك أـ برؽ على الخيف يبسم
؟؟
؟ذكرت بو عيشان كرعت نميره
؟
؟؟
؟؟
__________
(ُ) الجلنار :زىر الرماف.
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (أ،ب).
(ّ) كبسي :نسبة إلى الكبس من ببلد خوالف العالية.
(ْ) ترجمتو بنشر العرؼ (ّ.)َُّ/
(ٓ) ىو محمد مجلي السوطي الحبورم اليمني انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ّ.)َِٗ/
(ٔ) بشمقو :أم حذاءه أك نعلو.
(ُ)ُُِ/
(ُ)ُِِ/
؟؟
؟أكلو العزـ (ُ) جسم كىو ركح مبشر
؟
؟؟
؟؟
بو الركح كالركح األمين (ِ) خويد
كىي طويلة ،كاستطرد فيها مدح المهدم أحمد بن الحسن فقاؿ بعد أف ذكر مكة المشرفة:
أنشد فيها بالبشارة معلنان
؟
؟؟
؟؟
كجيش صفي الدين ثم عرمرـ
؟؟
؟مهيج المغازم من لديو صداقها
؟
؟؟
؟؟
كخطى كزعف كمخذـ
ه جواد
؟؟
؟زعيم بني المنصور نباؿ غابها
؟
؟؟
؟؟
إذا دار من كأس المنية صيلم (ّ)
؟؟
؟تبلج يوـ الركع من متن عضبو
؟
؟؟
؟؟
صباحان كجنح النقع في الجو مظلم
؟؟
؟أخو الحرب إف صلت مواضي سيوفو
؟
؟؟
؟؟
على قمم الباغين للقتل يسلَّ يم[َٓ-أ]
؟؟
؟إذا ما سرا الليل بالبيض أشهب
؟
؟؟
؟؟
أدىم
ككجو الضحى إف سار بالنقع ي
؟؟
؟كإف ثار خلط في العداة فسيفو
؟
؟؟
؟؟
كيحسم
ي طبيب ردم يستفرغ الداء
؟؟
؟تحاكؿ أمبلؾ الزماف فخاره
؟
؟؟
؟؟
ديلم
كىيهات من دكف الفريسة ي
؟؟
؟كأبلج في برج اإلمامة نىػيَّػ هر
؟
؟؟
؟؟
يلوح كفي جيش الخبلفة ضيغم
كلو يمدح المهدم أحمد بن الحسن من قصيدة طويلة مستهلهآُ[:ب-أ](ْ)
حسسا (ٓ) باهلل عن فؤادم
كسائبل أىل الديار ما الذم
قصاه في الحي فإف ظللتما (ٔ)
َّ
فمن عبلمات فؤادم أنو
كأنو دامي الكلوـ خافق
باهلل اف آنستما نيرانو
كحاذرا أف تعثرا بزينب
فاستلما بالسلمات دمنة
؟
؟
كالتمساه في حمى سعاد
كاف لو في ربقة البعاد(ٕ)
مكانو فاستمعا إرشادم
مؤجج مضطرـ الزناد
خلف الجول من الفراؽ صاد
ففتشا فيو عن السواد[ّّب-جػ]
فطرفها للقلب بالمرصاد
لحي ذاؾ الربع من جيا
كمنها:
يا كميضان كاللواء خافقان
تركت قلبي طائران كأنما
ذكرتني تلك الثنيات التي
كبت من تلقائها مستشريان
مختضبان لكن بماء مهجتي
أبدعت يا برؽ الحمى استعارة
من أجل ذا كاف التفات عنقي
كتبت بالتلميح عن مفلج
__________
(ُ) أم من الرسل.
(ِ) ىو جبريل.
(ّ) في (جػ) :ىم ٍيلم
(ْ) انظر :نشر العرؼ (ُ .)ّْ-ِّ/عما ىنا.
تحيَّا.
(ٓ) في (جػ) :ى
(ٔ) في (جػ) :فاظللتما من دكف :فاءف.
(ٕ) في (جػ) :المعاد.
(ُ)ُِّ/
(ُ)ُِٓ/
؟؟
كقليتو ما ٌأـ نهج قًبلكا (ُ)
؟؟
صب ماء جفونو
؟إيبلـ صبان َّ
؟
؟؟
؟؟
أضحى لقا مستنظران للقاكا
؟؟
؟من غير ما جرـ (فتكتكنت) بصارـ
؟
؟؟
؟؟
من لحظك الفتاؾ من أفتاكا
؟؟
؟كطحنت ىحبٌات القلوب تعمدان
؟
؟؟
؟؟
برحى الهول كأذقتها بيرحاكا
؟؟
؟لم أجن من خديك كردان ناضران
؟
؟؟
؟؟
فلما جنيت كما رشفت لماكا
؟؟
؟ال كالذم من مقلتيك (برىيرل لنا)
؟
؟؟
؟؟
نببلن لكي نبلي بها كبرا ىكا
؟؟
؟ما كنت أحسب أف قتلك يمتلفى
؟
؟؟
؟؟
أبدان كال أف (الهول) (ِ) ىىواكا[ِٓ-أ]
؟؟
؟لم ترع لي كدان كال عهدان كال
؟
؟؟
؟؟
إالَّ كلم تيك قاتلي إالٌكاإالؾ
؟؟
؟لوالؾ كاليت العذكؿ كأنو
؟
؟؟
؟؟
أعدال العدل يامنيتي لوالكا
؟؟
؟أك يسنة ًسنة الكرل منفيَّة
؟
؟؟
؟؟
عن عين من أتو أنول يقبل فاكا
؟؟
؟أرضيت تمرضنا كأنت طبيبنا
؟
؟؟
؟؟
بالبعد ما أرضاؾ في مرضاكا
؟؟
؟أنت الطبيب فبل تزدني بعد ذا
؟
؟؟
؟؟
جعلت فداكا
ي بعدان فدائي ذا
؟؟
؟كاخشى الذم كيواف مع مريخة
؟
؟؟
؟؟
صارا لنعلي أخمصيو شراكا
؟؟
سامو
بح ى
؟عز الهدل الهادم الذم ي
؟
؟؟
؟؟
أضحى بكل و
معاند فتاكا
؟؟
؟ملك ترل من صفحو كصفاحو
؟
؟؟
؟؟
كيمينو اإلنجاء كاإلىبلكا
؟؟
؟لو شاء أف الشاء مع ريم ال ىفبلى
؟
؟؟
؟؟
تمسي كتضحى ال ترل إنهاكا
؟؟
؟حبر إذا استمليتو مسترشدان
؟
؟؟
؟؟
علمان يفرؽ في المؤل أمبلكا
؟؟
؟ملك لو تعنوا الملوؾ مهابة
؟
؟؟
؟؟
كبسره تستنزؿ األمبل ىكا
؟؟
؟بالمسلمين أبر من آبائهم
؟
؟؟
؟؟
فإذا سمعت بو أبيت أباكا (ّ)
كىي طويلة ،كمن شعره من قصيدة طويلة مادحان للمذكور أيضان)ْ( :
عيدكا على سمعي الحديث ككرركا
؟
؟؟
؟؟
أخضر
ي قديم اللقا كالوقت كالعيش
؟؟
؟حديث (بو)(ٓ) ىاـ الفؤاد صبابة
؟
؟؟
؟؟
كيسحر[ّٓأ-ب]
ي كفي الحب ما يسبي العقوؿ
؟؟
؟حديث المصلى كالمحصب من منى
؟
؟؟
؟؟
__________
(ُ) في نسمة السحر ً :سواكا.
(ِ) في (أ) :الهواف.
(ّ) نسمة السحر (ُ.)ٖٗ-ٖٖ/
(ْ) نسمة السحر (ُ.)ْٗ/
(ٓ) في (ب) :بها.
(ُ)ُِٔ/
كتعمر
منازؿ بالتقول تشاد ي
؟؟
؟منازؿ ىاـ الصب حبان (بذكرىا) (ُ)
؟
؟؟
؟؟
أحور
كلم يسبو (ِ) ظبي من الغيد ي
؟؟
؟أىيم بذكر المنحنى كضويلع(ّ)
؟
؟؟
؟؟
يعبر
كأنشق أنفاس الصبا حين ي
؟؟
؟كما ىمت في قد كجيد كمقلة
؟
؟؟
؟؟
معطر
كال شاقني ثغر شنيب ي
؟؟
؟كلعت بها ما عشت لست بقائل
؟
؟؟
؟؟
مقالة مبلؿ ثناه التفخر(ْ)
؟؟
؟قفي فانظرم يا اسم ىل تعرفينو
؟
؟؟
؟؟
أىذا المعيدم الذم كاف يذكر
؟؟
؟لئن كاف إياه لقد حاؿ بعدنا
؟
؟؟
؟؟
عن العهد كاإلنساف قد يتغير
؟؟
؟أميل إلى ذكر الغضى كأنثني
؟
؟؟
؟؟
تتسعر
كنيرانو في مهجتي ى
؟؟
؟كأصبو إلى كادم العقيق كأىلو
؟
؟؟
؟؟
على كجنتي من مقلتي تتحدر
؟؟
؟مهابط كحي اهلل مطلع نوره
؟
؟؟
؟؟
ففي سوحها اآليات تتلى كتنشر
؟؟
؟منازؿ ساداتي الذين ىم ىم
؟
؟؟
؟؟
علي كسبطاه شبير كشبَّر(ٓ)
؟؟
؟بهم عصمتي مهما دعيت لموقف
؟
؟؟
؟؟
مهوؿ بو كل الخبلئق تذعر
؟؟
؟كقد نصب الميزاف أكبر و
شاىد
؟
؟؟
؟؟
إلمضاء أمر اهلل كاهلل أكبر
؟؟
؟كأنا قرار لي كقد كىن القول
؟
؟؟
؟؟
كقد ضمني في مهمة الحشر موقف [ّٓ-أ
ككاف بين صاحب الترجمة كبين الشيخ إبراىيم بن صالح الهندم مداعبات ظريفة ،كىما فرسا
رىاف فمن ذلك أنو جاء الشيخ إبراىيم الهندم إليو في بعض الليالي فقرع الباب ككاف اليافعي
قد ناـ فأمر كالدتو تنظر إليو من الطاقة (ٔ) فلم تثبتو معرفة فقاـ لينظر إليو كأطل من فوؽ أمو
فقاؿ الهندم :رجل ىابط على الجوزاء فلم يلبث أف أجاب عليو اليافعي بقولو:
ثقيل قد جاء في ظلم الليل
كغدا كاقفان ببابي قليبلن
؟
؟
كعيني في لذة اإلغفاء
قلت ىذا منازؿ العوا
كبلغو عن الهندم أنو فعل فيو ىذا المقطوع كىوّٓ[:ب-جػ]
يافع بالقريض ذا كلع
فاستخرج المتنات منو فبل
؟
؟
في رجرج طاؿ سبحو فرسا
__________
(ُ) في (ب) :بمذكرىا.
(ِ) في (جػ) :كلم ينسو.
(ّ) في نسمة السحر :كسويلع.
(ْ) فيو :التضجر.
(ٓ) شبير كشبر :ىما الحسن كالحسين عليهما السبلـ.
(ٔ) أم النافذة.
(ُ)ُِٕ/
(ُ)ُِٖ/
(ُ)ُِٗ/
كلدان :الشيخ حسين بن إبراىيم اليافعي ،ككاف شاعران مغلقان،مفلقان في علوـ األدب كلكنو ضيف
العطن(ُ) منحرؼ الطبع يتكدر طبعو سريعان كيتوجع من الزماف كأىلو ،كلما لم يطب لو
بػ(صنعاء) مقامان رحل إلى (الشاـ) كانقطع خبره كحزف أبوه على فراقو ككاف شديد الحسد
كالمنافسة للشيخ إبراىيم الهندم لما يرل من تعظيم الناس لو كشغفهم ببديع نظامو كإذا اجتمع
ىو كإياه لدل أحد أنعزؿ عنو في مكاف آخر كالمو كالده على ذلك أشد اللوـ فلم ينجع فيو
كالطبع أغلب ،كمن شعره قولو:
تكتم كجد نفسك كالكبلؿ
؟
؟
كقد زموا الترحاؿ جماال
؟؟
؟فريق فرقوا ما بين نومي
؟
؟
كحفني إف أصادفهم خياال
؟؟
؟تأكم عن ذم الغضي كغدركه
؟
؟
بقلب الصب يشتعل اشتعاال
؟؟
؟كقفنا للوداع غداة كلوا
؟
؟
كأدمعنا لما نلقا تواال
؟؟
؟فلم أرل ناعيان للبين مما
؟
؟
ذىلت دعي يمينان أك شماالن
؟؟
؟ىجرت الصبر قسران ال سلوان
؟
؟
عن الخل الذم ىجر الوصاال
؟؟
؟أذكب إذا جفاني عن دالؿ
؟
؟
فكيف كقد نئا عني مبلال
؟؟
؟كمن راـ التسلي عن غراـ
؟
؟
تعلقو فقد طلب المحاؿ
؟؟
؟إذا ما افتر برؽ عن سحاب
؟
؟
قد أرفضت مدامعها سجاال
؟؟
؟بكا طرفي لبدر حل قلبي
؟
؟
إذا عقد اللثاـ حكى الهبلؿ
كىي طويلة كمن شعره:
حى اهلل دىران خصني بخصاصة
؟
؟
كأقعدني عما سعا فيو أمثالي
؟؟
؟تنوب صديقي نائبات زمانو
؟
؟
فيمنعني عن رفده الماؿ [ّٕأ-جػ
كلو أيضان :
لحب طرؼ ضعيف
؟
بالسقم غير بربي
؟
كإف غدا فاتكالي
؟
يوما فحبك حرب
[ ( ) استطراط )/ُٖ( :أحمد بن محمد الينبعي الحجازم الصنعاني] (ِ) *
(-...نحو َُٓٗىػُِٖٔ-.../ـ)
__________
(ُ) أم ضيق الصبر كالحيلة عند الشدائد بخيل كثير الماؿ كالعكس كاسع العطن.
(ِ) نسمة السحر (ُ ،)ِّٔ-ُّٕ/نفحة الريحانة (ّ )ْٓٔ-ّٓٔ/كصاحب الترجمة ىو
ابن اخت إبراىيم اليافعي.
(ُ)َُّ/
كحيث قد (ذكرنا)(ُ) األديب [أحمد بن محمد]الينبعي فبل بأس بذكره ،كلم نفرد لو ترجمة؛
ألنو ليس من شرطنا ألنو توفي في أخر المائة الحادية عشر (ِ) كىو األديب الفاضل أحمد بن
محمد الحجازم الينبعي األصل ،الصنعاني المولد كالوفاة ،الشاعر المشهور تخرج على خالو
اليافعي ،فأجاد في النظم ،كأحسن في الوصف ،كشعره قليل الوجود بسبب عدـ العناية في
جمعو ككاف كالده في نهاية الغفلة كالبلو ،كشدة اإلمبلؽ ،كقد ذكره صاحب (النسمة) كأثنى
عليو كأكرد من شعره قولو يمدح الخليفة)ّ(:
لو عن فؤادم إف مررتم بذم ىسلٍع
؟
؟؟
؟؟
فعهدم بو لما التقى الركب بالجزع
؟؟
؟يلم بو تذكاره فيشوقو
ُّ
؟
؟؟
؟؟
كتغريو كرقاء الحمائم بالسجع
؟؟
؟كبي قاصرات الطرؼ حوراء كلٌو
؟
؟؟
؟؟
توالت على بيني كآلت على قطعي[ٔٓ-أ]
؟؟
لمع بارؽ
؟كلما رأت أحمالها ي
؟
؟؟
؟؟
سحائبهسحابتو جفني ككابلو دمعي
؟؟
؟أطعن السرل لما شرل البرؽ في الدجى
؟
؟؟
؟؟
عرامس لم تحنث بسوط سول اللمع
؟؟
؟كخلن بأف الرعد زجر جداتها
؟
؟؟
؟؟
فأتبعنو رعد الحنين إلى الربع
؟؟
؟كباتت تباريها العواصف فأنبرت
؟
؟؟
؟؟
خفافان كذعن الريح في موضع الوضع
؟؟
؟بليل ترل فيو النجوـ كأنها
؟
؟؟
؟؟
زىور رياض أينعت أحسن الينع
؟؟
؟كتنظر في الغرب الهبلؿ كأنو
؟
؟؟
؟؟
من العاج مشط غاص في آخر الفرع
؟؟
؟كأف الثريا كىي في شرؽ أفقها
؟
؟؟
؟؟
كقد طلعت طلع على كرب كرت الجذع
؟؟
؟كأف سهيبلن غرة فوؽ أدىم
؟
؟؟
؟؟
يجاذبو رب العناف عن الرفع[ُِأ-ب]
؟؟
؟كأف شخوص العيش في فاحم الدجى
؟
؟؟
؟؟
أحاديث س ور أكدعت جيد السمع[ّٕب-جػ]
؟؟
؟فبل كأبيها ما أنيني ما كنين من السرىاء
؟
؟؟
؟؟
كال كأبيها ما جزعن من الجزع
؟؟
؟إلى أف تجلى عن دجى الليل صبحو
؟
؟؟
؟؟
تجلى أمير المؤمنين عن النقع
؟؟
؟أجل إماـ تحمل الخيل شخصو
؟
؟؟
؟؟
كأكرـ إنساف تسربل بالدرع
؟؟
__________
(ُ) في (ب) :ذكر.
(ِ) توفي في حدكد سنة (َُٓٗىػ).
(ّ) نسمة السحر (ُ.)ُّٖ-ُّٕ/
(ُ)ُُّ/
(ُ)ُِّ/
(ُ)ُّّ/
(ُ)ُّْ/
كجده ىو القاضي العبلمة شرؼ الدين[الحسن بن أحمد بن صالح الحيمي] الذم أرسلو
المتوكل على اهلل بن اإلماـ القاسم إلى ملك الحبشة ،كقد ألف في صفة دخولو سيرة عجيبة،
ككاف عالمان ،أديبان.
ترجم لو (ُ) صاحب (مطالع البدكر) ؛ كلصاحب الترجمة أيضان مؤلف في ذكر جده الحسن
كنسبو ينتهي إلى القاضي نشواف بن سعيد الحميرم.)ِ(.
نشأ صاحب الترجمة (ّ) بػ(شباـ) فقرأ في العلوـ حتى حققها ،ثم طالع األدب ،كحفظ
األشعار ،كضبط التواريخ ،ككلع بكتب اإلنشاء كالببلغة ،فقوم ساعده في النثر كالنظم ،كطاؿ
باعو في إنشاء الخطب كالرسائل كالمكاتبات ،ككاف خطيب الجهاد مع المنصور بن المتوكل
(ْ)قبل الخبلفة ،ثم استمر خطيبان في (صنعاء) بعد الخبلفة في حضرة المنصور حتى توفي،
ككاف من خواص أصحابو كمن أىل الصبر لديو ،كممن أقبل بقلبو كقالبو عليو ،ككاف يستعمل
األدب البديع في خطبو ،كلو اقتدار عظيم على إنشاء الرسائل المطولة.
[مؤلفاتو] (ٓ)
كألف عدة كتب تنيف على األربعين غالبها (ٔ) في فن األدب (فمنها)( :األصداؼ المشحونة
بالآللئ المكنونة) كىو شرح لقصيدة المولى محمد بن عبداهلل بن اإلماـ شرؼ الدين التي
أكلها)ٕ( :
لهي بسر الذات ذاتك باألسمػ
كمنها:
عطر نسيم الصبا (ٖ)
__________
(ُ) أم لجد صاحب الترجمة.
(ِ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ََُٔ.)َُّٔ-
(ّ) أم أحمد بن محمد الحيمي الشبامي.
(ْ) ىو اإلماـ المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين.
(ٓ) لمزيد حوؿ ذلك انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ِْٗ.)ٗٓ-
(ٔ) في (ب) :غبلبها.
(ٕ) انظر ديواف األديب محمد بن عبد اهلل شرؼ الدين الديواف الحكمي ص(ُِّ.)ُْٓ-
(ٖ) نهاية [ِِأ-ب] ككتاب عطر نسيم الصبا طبع سنة (ُُّٔىػ)….
…بمطابع صنعاء ،كىو أكؿ كتاب يقوـ بتحقيقو يمني من كتب التراث كقد حققو األديب:
أحمد أحمد المطاع.
(ُ)ُّٓ/
[ِِأ-ب] كىو مؤلف نفيس على مسلك (نسيم الصبا) البن حبيب الحلبي (ُ) ألفو كىو
دكف العشرين العشركف السنة ،كمنها( :حدائق النماـ فيما جاء في الحماـ) كشرح رسالة الواثق
بن المظلل بالغماـ (ِ) المسماة (بالدر المنظوـ) المتضمنة معاني العلوـ(ّ) ،كشرح على
قصيدة المولى الحسين بن عبد القادر(ْ) التي أكلها( :أىدىي النسيم) كذيل السحب ينسحب
(ٓ) ،كمؤلف يشتمل على ذكر الخيل كلو (معارضة ألقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة
كبير العزب)(ٔ) [َٔ-أ] ،كلو (رحلة الشرؼ سماىا تحقيق من عرؼ) ،كشرح رسالة المولى
عبد اهلل بن علي الوزير التي فعلها على نحو رسالة ابن زيدكف (ٕ) كسماىا (الركض المطلوؿ).
[رأم المؤلف في طيب السمر]
__________
(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ِ )َِٗ-َِٖ/ترجمة :الحسن بن عمر بن حبيب.
(ِ) ىو المطهر بن محمد بن المطهر ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َُّٗ).
…كعند اللفظ بالغماـ نهاية [ّٗب-جػ].
(ّ) ىو كتاب شرح رسالة الواثق باهلل المطهر بن محمد بن المطهر المسماة :الدر المنظوـ
المتضمن معاني العلوـ.
(ْ) ىو الحسين بن عبد القادر بن الناصر ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ّْٕ-
ّٕٓ).
(ٓ) ىو سبلفة العصر شرح قصيدة الحسين بن عبد القادر (خ).
(ٔ) انظر المقامات اليمنية .مصدر سابق .ص (ُّٕ.)َِٖ-
(ٕ) بن زيدكف :انظر ترجمتو باألعبلـ (ُ.)ُٖٓٗ/
(ُ)ُّٔ/
كأما مؤلفو (طيب السمر في أكقات السحر) فهو من أحسن كتب التاريخ المتأخرة ،كقد جمع
فيو فأكعى كخرج في مجلدين ضخمين ،كلكنو ال يتميز فيو في حاؿ الرجل المترجم لو كلية
التمييز اللتزامو فيو التسجيع من أكلو إلى آخره؛ كربما سارع القاضي رحمو اهلل إلى اإلعتراض
(ُ) بما ال كركد لو أك بما يتسامح بمثلو أك بما قد كثر كشاع كركده ،كاألمر في ذلك سهل،
ككاف صاحب الترجمة طويل الباع ،كاسع اإلطبلع ،حسن المحاضرة ،لطيف المذاكرة ،طيب
األخبلؽ طويل النفس في الرسائل كالخطب ،عظيم التمكن من اإلنشاء ،كقد ترجم لو صاحب
(النسمة) (ِ) كأثنى عليو كذكر شيئان من أشعاره ،كمكاتباتو إليو ،ككذلك المولى إسحاؽ(ّ)،
كسيدم محسن بن الحسن (ْ) في تاريخو كغيرىم.
كلو ديواف شعر جمعو لنفسو ،كديواف آخر في شعره الملحوف ،كديواف صغير جمعو في جميع
أنواع الجناس.
فمن شعره مجيبان على سيدم محمد بن الحسين الكوكباني الحمزم اآلتي ذكره كىو قولو:
كنت زفرة الجوانح منا
ذكركا العهد بعد طوؿ تجاؼ
كاتبونا فكل صب معنٌى
ألف سهبلن منهم بمن حل قلبان
لحظة ينصب الفؤاد لهم
كم لقينا على ىواه ىوانان
رشاشان كل المحب بخصر
لما
ضب الكف بالمدامع ٌ
خٌ
آه لهفي على النقا كىو خ هد
رمت كتمان فلست أكؿ صب
مثل ذكرم للرمح كىو يراع
فهو رمح على الحقيقة إالَّ ؟
؟
حين جادكا بالوصل فضبلن كمنٌا
فظفرنا بالقرب منهم كفزنا
لم يزؿ بعد في المحبة قنٌا[َْأ-جػ]
لنواة كطوؿ ذا البعد مضنا
كىو عند العتاب يكسر جفنا
كحوينا فيو اكتئابان كحزنا (ٓ)
ذم اختصار قد كاد للسقم يفنا (ٔ)
__________
(ُ) في (ب) :اإلعراض.
(ِ) أم نسمة السحر انظره (ُ.)ِٖٗ-َِٗ/
(ّ) أم إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل .كقد ترجمو في الثغر الباسم( .خ) :انظر :أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(َِِ.)ِِِ-
(ْ) ىو محسن بن الحسن أبو طالب (تَُُٕىػ) كىو كتاب :طيب أىل الكساء.
(ٓ) البيت فيو تورية.
(ٔ) البيت في (جػ) ىكذا:
رشاشا كالمحب بخصر
ذم اختصار قد كاف للمنعم معنى
(ُ)ُّٕ/
(ُ)ُّٖ/
أما بعد ،أيها الناس فإف ىذا المنابر لو نطقت لوعظت ،كلو تكلمت لقالت كصدقت؛ لكنها
كإف لم تنطق بلساف المقاؿ ،فإنها قائلة بلساف الحاؿ ،كم من خطيب [ِِب-ب]قاـ عليها
خاطبان مزىدان لكم في الدين كفي كعظكم راغبان طاؿ ما حبر في مواعظكم المقاؿ ،ككثيران ما
ضرب في نصحكم األمثاؿ ،ككم من أمم اجتمعت لديها الستماع الخطب ،ككم من زم ور عندىا
اصطفت على الركب ،ما بين عيوف جامدة كدامعة ،كقلوب قاسية كخاشية خاشعة ،فما زالت
سهاـ المنايا قاصدة لكل جمع [َْب-جػ] بالتفريق ،كما برحت رماحها مشرعة إلى نحر كل
فريق ،سهاـ ال تعصم عن إصابتها المعاقل المرتفعات ،كال يمنع نفوذىا الدركع السابغات،
سهاـ ال يمنع البليغ عنها ببلغتو ،كإف كاف أبلغ من سحباف (ُ) كال يردىا عنو كإف فاؽ كل
إنساف ،سهاـ ال يردىا عن قصد الملوؾ كالدكؿ ما لديهم من األجناد كالخيوؿ كالخوؿ(ِ) ،
سهاـ ال تحتشم العالم لعلومو ،كال األديب لحسن منثوره كمنظومو ،سهاـ ال يخلص من إصابتها
المنجم بالنجوـ كاألفبلؾ ،كال الكاىن عن الكهانة ينجو عن الهبلؾ ،سهاـ ال تسلم منها
الطيور في الهول ،كال ينجو منها الحيتاف في الماء ،سهاـ ال تدفع بالعطايا من األمواؿ ،كال
تجدم فيها حيلة الداىية من الرجاؿ ،سهاـ ال يتخاؼ الشجعاف كاألبطاؿ ،كال تهاب كل ىوؿ
من األىواؿ ،سهاـ نفذت في ربات الخدكد كأخرجتو الغواني إلى الحفر من القصور ،سهاـ
طافت األقطار (فاستقصت) (ّ) كنزلت األغوار كاألنجاد ،فما أبقت سهاـ قد أصابت األنبياء
كالمرسلين كىي سهاـ تلحق اآلخرين باألكلين:
ا الدىر يبقى ((كال الدنيا))(ْ) كال
؟
؟؟
؟؟
الفلك األعلى كال النيراف كالشمس كالقمر
؟؟
__________
أخطب
ي (ُ) سحباف :ىو سبحاف زفر بن إياس الوائلي خطيب يضرب بو المثل في البياف ،يقاؿ
من سحباف كأفصح من سحباف توفي سنة (ْٓىػْٕٔ/ـ) ،أنظر :األعبلـ (ّ.)ٕٗ/
(ِ) الخوؿ :العبيد كالخدـ.
(ّ) في (ب) :كاستقصت.
(ْ) ساقط في (جػ).
(ُ)ُّٗ/
(ُ)َُْ/
القاضي شمس الدين ،أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق بن شايع (بن علي)
(ُ) ينتهي نسبو إلى سحاـ بن يحوالف -بضم الحاء المهملة -بن عنس بالنوف – ابن خوالف –
بن عمرك بن الحارث (ِ) [ِّأ-ب] بن قضاعة بن مالك المخبلفي األصل ،الصنعاني
المولد كالنشأة (ّ) ..
[مولده كنعتو كمشايخو مشايخو]
كانت كالدتو في سنة خمس كخمسين كألف [َُٓٓىػ] ،كأخذ العلم عن المولى يحي بن
أجل أصحابو ،كأخصهم بو ،ثم تعلق بصحبة المؤيد بن
الحسين بن المؤيد بن المنصور ،ككاف ٌ
المتوكل فواله (ببلد الحيمة)(ْ) قبل أف يلي الخبلفة ،ثم بعد الخبلفة أضاؼ إليو كالية القضاء
ثم صار كزيره ككاتبو ،كاختص بو مع الوالية للببلد كالقضاء ،كلما حج قبل كفاة المؤيد استعفى
عن كالية الحيمة ،كاستمر كزيران بيده الحل كالعقد حتى توفي المؤيد ،ثم صار مع أخيو المولى
يوسف بن المتوكل عند دعوتو كحمل صاحب الترجمة أىل مخبلؼ الحيمة على إجابتو ،ككانوا
ال يخالفونو أصبلن؛ ألف بني المخبلفي كانت لهم رئاسة في الحيمة ،كقد جرت بينهم كبين
المولى الحسين بن اإلماـ [ُْب-جػ] القاسم متفقات مذكورة في سيرتو .ثم لما استمد استبد
صاحب المنصورة باألمر كاف صاحب الترجمة من جملة من كقع في شراؾ المحنة فحبسو
بػ(صيرة عدف)(ٓ) كىي -بكسر الصاد المهملة فياء ساكنة مثناة من تحت فراء مهملة
مفتوحة -كبقي بها مدة ،ثم أطلقو ككاله القضاء بػ(صنعاء) ،كرد لو ما كاف قد قبض عليو من
أموالو كضياعو ،كأحسن إليو ،كلما جهز األمراء لقتاؿ المحطورم الساحر (ٔ)
__________
(ُ) ساقط في (جػ).
(ِ) في (جػ) :الحاؼ.
(ّ) لمزيد حوؿ نسبتو انظر :نشر العرؼ (ُ.)ِٗٓ/
(ْ) لمزيد حوؿ ببلد الحيمة انظر :مجموع الحجرم (ُ.)ِٓٔ-ِِٓ/
…معجم المقحفي (مادة الحيمة).
(ٓ) انظر :المقحفي ص(ََْ ،)َُْ-كأشار الحجرم إلى حبس صاحب الترجمة في
معجمو انظر.)ْٖٓ/ّ( :
(ٔ) ستأتي فتنة المحطورم في ترجمة العبلمة الحسين بن ناصر المهبل.
…كانظر :نشر العرؼ (ُ )ْٖ-َْ/عن ما ىنا.
(ُ)ُُْ/
جعل صاحب الترجمة خطيبان للعساكر ،كناصحان لهم كمشيران ،ثم كجهو مع كلده المحسن،
خطيبان للعساكر أيضان حين جهزه إلى عياف لقتاؿ ىمداف (ُ) كرئيسهم بن حبيش في سنة أربع
عشرة كمائة كألف فصالحو المحسن فغضب عليو كالده لذلك كحبسو حتى مات ،كحبس
القاضي صاحب الترجمة في عدف ثم أفرج عنو كجعلو قاضيان ببندر (عدف) فاستمر فيو حتى
توفي في شهر المحرـ سنة ست عشرة كمائة كألف ،كقد أرخ كفاتو الفقيو زيد بن علي الخيواني
فقاؿ:
د قضى قاضي القضا في عدف
كبأقبلـ الرثاء أرختو
؟
؟
فعلوـ اآلؿ للشجو تباكا
يا بن عبد الحق قد طاب ثراؾ
…………( ُُُٔىػ).
[مؤلفاتو]
كلصاحب الترجمة رسائل كفوائد كثيرة ،كأبحاث خصوصان في فضائل أىل البيت عليهم السبلـ،
كحقوقهم ،كعلومهم(ِ) ،ككاف كاسع اإلطبلع على الكتب ،كثير النقل فيها ،كالتعليق على
ىوامشها ،كلو خط حسن،ككاف شديد الغيرة على العترة الزكية ،كثير التحامل على من انحرؼ
عنهم كفضائلو كثيرة ،كجمع شعر القاضي حسن بن علي بن جابر الهبل في ديواف سماه (قبلئد
الجواىر من شعر الحسن بن علي بن جابر) (ّ) ككاف بينهما كماؿ االتصاؿ كالمكاتبة ،كمن
شعره ما نظمو في صيرة كىو قولو:
ف يغشني في صيرة
فلسوؼ يفجر ليلها
؟
؟
كرب أتت متواليو
كالفجر يتلو الغاشيو[ِْأ-جػ
كلو في أرجوحة العيد كىي المعركفة بالمدراىة)ْ(:
دراىة بالضبا دارت كأنهم
؟
؟؟
؟؟
البدكر في فلك أيامهم عيد
؟؟
؟قالت لهم حين مالوا رايحين كقا
؟
؟؟
؟؟
لوا كيف حالك يا أىل الهول عودكا[ْٔ-أ
كلو أيضان فيها:
دراىة دارت بأفبلؾ
لما دنا كقت الركاح
َّت ىوان كصبابةن
يجن ٍ
؟
؟
بهاكم من ىبلؿ
كآذنوىا بالزكاؿ
__________
(ُ) حوؿ ىمداف انظر :مجموع الحجرم (ْ.)ٕٓٗ-ِٕٓ/
(ِ) لمزيد حوؿ الموضوع انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية (ُِٗ.)ُّٗ-
(ّ) الكتاب طبع بتحقيق العبلمة أحمد بن محمد الشامي.
(ْ) ىي األرجيحة .ككانت كال زالت معركفة عند أىل اليمن بهذا اإلسم خصوصان المناطق
الشمالية الغربية.
(ُ)ُِْ/
(ُ)ُّْ/
(ُ)ُْْ/
(ُ)ُْٓ/
ىو العالم الزاىد ،الولي العابد ،الشاعر البليغ ،أديب كقتو ،كشاعر عصره.
نشأ بمدينة (ثبلء) (ُ) كشارؾ في العلوـ ،كقرأ على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي،
((كتخرج على السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي))(ِ) ،كاشتغل بالحديث كطالع
كتب األدب ،كحفظ األشعار ،كىو في سن الطفولية ،كاعتنى بنقل كل ما اطلع عليو كنظم
الشعر الحسن ،كالقصائد المطولة كالطنانة (ّ) كأجاد في التغزؿ كالمدح ،كقصائده على طولها
كلها غرر مختارة [ّْب-جػ] ،كلما أراد المنتقد أف يختار قصيدة من شعره كيحكم لها
باألحسنية جاءت البواقي ببدائع من المعاني ،يقضي لها أيضان باإلختيار ،كعلى الجملة ،فكلها
جزلة المعاني بليغة المباني متمكنة القوافي كىو أشعر فقهاء عصره ،ككثير ما يدمج الحماسة
في شعره كيفتخر فيو افتخار ذكم المجد كالفضل ،لعلو ىمتو كشرؼ نفسو ،كالمتنبي كابن
المقرب (ْ) كأضرابهما كقد جمع شعره في ديوانين (ٓ) أحدىما للمولى فخر الدين عبد اهلل
بن عيسى اآلتي ذكره كاآلخر للمولى يحيى بن إبراىيم بن محمد بن الحسين.
كقصد (كوكباف) ((في سنة [ ].........كستين كمائة كألف))(ٔ) فمدح المولى أحمد بن
محمد بن الحسين المتقدـ ذكره (ٕ) بقصيدتو الميمية التي مستهلها:
سبل ىل سبل قلبي العميد المتيم
حبيبة تقضي علينا كتحكم
يمانية ما أف ترل العين مثلها
لها من فؤادم اليوـ مغنى كمغنم
أدكر على أطبللها متغزالن
كألوم عليها باكيان أتظلم
كقائلة يا عز إف محببان
__________
(ُ) حوؿ مدينة ثبل انظر :تاريخ ثبلء للمحقق (ُ )ِ-جزء.
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ) الطنانة :أم الذائعة الصيت كالذكر في اآلفاؽ كاألقطار.
(ْ) ابن المقرب :ىو علي بن المقرب االحسائي توفي سنة (ُُُُىػ).
…انظر :معجم المؤلفين (ٕ.)َْٖ/ُّ( ،)ِْٓ/
(ٓ) انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َٗ.)ُٗ-
(ٔ) ما بين (( )) ساقط في (أ،ب) كما بين [ ]........بياض في (جػ).
(ٕ) ستأتي ىذه الترجمة الحقان.
(ُ)ُْٔ/
(ُ)ُْٕ/
(ُ)ُْٖ/
فأحسن جائزتو ثم مدحو بغدزار القصائد كمنها قصيدتو الرائية كقد تقدمت في ترجمة الممدكح
(ُ) كحظيت منزلتو لدل أىل (كوكباف) ،كناؿ منهم حظان كأنقطع إليهم كمدحهم بغرر المدائح
كجل شعره فيهم.
[مؤلفاتو ككفاتو]
كنظم (القواعد) البن ىشاـ ككاف لو ميل إلى التصوؼ كالتزىد كنظم في ذلك قصيدتو التائية
التي مطلعها:
طريقة أىل الحق علم الشريعة[ِٓب-ب]
كجعلها فصوالن كىي من البدائع ،كطريقتو فيها طريقة الجنيد كأضرابو ككاف يقرأ في جامع صنعاء
قراءة عامة كيمزجها بوعظ ،فنفع اهلل بو خلقان ،كىو كثير الخشوع كالخوؼ كالبكاء كالتفكر،
طويل الصمت حسن األخبلؽ كقور لطيف الطبع ،كتألو آخر أمره كانقطع عن الخلق ،كأقبل
على عبادة اهلل تعالى كأصابو فالج فأقعده نحو سنة ،ثم توفاه اهلل في شهر المحرـ سنة أربع
عشرة كمائتين كألف بػ(كادم ضهر) (ِ) ككاف لو بالوادم غىراـ طويل كتغزؿ في بيتو المسمى
بػ(دار حجلة) -بحاء مهملة مكسورة فجيم ساكنة فبلـ مفتوحة -كالحجلة :موضع معركؼ
بالوادم ،كمن شعره لما كصل إلى (حصن طيبة)(ّ) المشهور فيو ،ككاف قد أخنى عليو الزماف
كأخرب دكره كأفنى أىلو كسلب محاسنو ،كىو مما أنشدناه من لفظو ،كلعلو من قصيدة طويلة
[َٕ-أ])ْ(:
أخاطب أطبلالن ألفت خطابها
أتيت إليها زائران بعد برىة
كسألتها عن أىلها أين يمموا (ٓ) ؟
عفاىا رسيم المزف (ٔ) حتى كأنها
كأف بقايا رسمها قاـ كاعظان
كأف لم يكن قد حلها ملك معشر
كال طلعت شمس على غرفاتها
كقفت بها كالعين شكول كأنني
__________
(ُ) ستأتي ترجمتو الحقان.
(ِ) كادم ضهر :أحد منتزىات صنعاء من الجهة الغربية الشمالية يبعد عن صنعاء بػ(ٕؾ.ـ).
…انظر :معجم المقحفي ص(َْٖ)َْٗ-
(ّ) حصن أثرم مشهور يطل على كادم ضهر بالقرب من صنعاء يتراكح ارتفاعو بحوالي
(ِِّْـ) كاف يعرؼ قديمان بػ( دكرـ).
(ْ) أكرد فيها زبارة نيل الوطر (ُ.)َٖ-ٕٖ/
(ٓ) أم توجهوا كقصدكا.
(ٔ) السحاب يحمل الماء .مفرد مزنة.
(ُ)ُْٗ/
كرحت كقلبي لم يرح عنو كرحت كقلبي لم يرح عنو كشجوة(ُ) شجوه
كذك قسطل(ِ) يخفي من الشمس نور
سلوت بو عنها كعمن أحبو ...على عهد أياـ طويت كتابها
فلم ألقى إال صفرىا كيىػبىابىػ ىها (ّ)
فكن الرسوـ الدارسات جوابها
كنائحة الحيين تشجي ربابها [ْٓب-جػ]
يحذرنا ظفر الليالي كنابها
كال سكنت بيض الغواني قبابها
تغازؿ منها بدرىا ك يشهابها
أخطط أظفاران أصفاران أعاني حسابها
كملت كعيني ال تمل انسكابها
ىا كيكشف عن كجو الثريا نقابها
كأنسيتها نسياف نفسي ذىابها
كمن شعره يمدح اإلماـ المهدم بن المنصور من قصيدة مستهلها)ْ(:
حققت ظني فيك كالتأميبل ...كشفيت ذا كلف أتاؾ(ٓ) عليبل
منها:
حققت ظني فيك كالتأميبل
صبر يقصره الغراـ كموعد
عجبان أعند الناس كنت محببان
كلو اشتهيت من الغزالة قبلة
ما كنت أحسبها تعود بخيلة
علي مشورةن كتظاىران
عقدا ٌ
كعليهما أخذ الزماف مراده
أكما أدرل (ٔ) أني صحبت مهندا
منها:
خل ادكارؾ للصبابة كالضبا
كاجعل رسولك للمطالب فهمو
فالناس بين يديو أحرؼ دفتر
ملك الخبلفة كىي تعرؼ قدره
كرأت أمير المؤمنين فسرىا
ملك تكمل فاستقر برأيو
فكأنما فيض العقوؿ بقلبو
كرمى العدك بهيبة من بأسو
تظمى لرؤيتو العيوف كإف بدا
كالشمس تنظره العيوف فكلما
ما رحت أنظره ليشفى ناظرم
كململمان كالبحر إال أنو
عقدت عليو القسطلية أعوجان األعوجية (ٕ) قسطبلن
لم تلق فيو لها األسنة مسلكان
لو َّأمو البطل العنيف بضربة
صرعت مناكبو الرياح فيسمع
كقضت عليو السمهرية يشرعان
لما ألفن ىنٌي مجدؾ مشربان ...كشفيت ذا كلف أتاؾ عليبل
يقضي عليو متى يكوف طويبل
فيهم كعند حبيبتي مملوال
__________
(ُ) أم شوقة كحزنة.
(ِ) ذك قسطل :ىو الغبار كالمعنى أف الغبار الكثيف الواقع على ىذه الديار يكاد يخفي ضوء
الشمس عنها.
(ّ) أم خرابها كالخالي الذم ال شيء فيو.
(ْ) ديواف صاحب الترجمة (خ).
(ٓ) في (جػ) :عليك.
(ٔ) في (جػ) :أك نادران.
(ٕ) في (أ،ب) :األعوجية قسقبل.
(ُ)َُٓ/
(ُ)ُُٓ/
(ُ)ُِٓ/
(ُ)ُّٓ/
(ُ)ُْٓ/
(ُ)ُٓٓ/
نشأ صاحب الترجمة بػ(صنعاء) ،كشارؾ في العلوـ ،كقرأ على الفقيو العبلمة محسن الشقرم في
(الشرح المطوؿ) لسعد الدين ،كاشتغل باألدب حتى مهر في نظم الشعر الحسن ،ككاف حسن
التبلكة للقرآف ،كأخذ عنو جماعة ،حسن األداء كالتجويد ،كلو ميل إلى التزىد كال يأكل إال من
كد يده ،ككاف صباغان ،كجمع شعره الفقيو العبلمة أحمد بن الحسين الهبل في حياتو ،كتناقلو
الناس ،كلو بعد ذلك شعر كاسع كىو مجيد في جميع أنواع الشعر ،كفي مطوالتو ،كمقاطيعو،
كلو اليد الطولى في الشعر الملحوف المعركؼ بالحميني ،كاالشتغاؿ باللطائف كالتوارم كاأللغاز
كاألحاجي ،ككانت كفاتو سنة إثنين ((كستين))(ُ) كمائة كألف كقد ناىز الثمانين رحمو اهلل
تعالى (ِ) ،ككاف في آخر مدتو قد بلغو أف بعض أىل (كوكباف) قاؿ :إنو قد شاخ شعره ككبر
ففعل قصيدة ككجهها إلى المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ،كعرض فيها بالقدح عن
من قاؿ بذلك كىي)ّ(:
كفاؾ من األشواؽ ما أنت حاملو
تحملت أثقاؿ الهول غير طائق
كما ىي إال أعين كسوالف
ترحلت األحداج عنك بسحره
ىم سلبوا منك النهى كترحلوا
كما كدعوا إال احتياالن لسلبو
فإف كنت مغركران بما يصنع الهول
أيا معشر العذاؿ مالي كمالكم
فتنتم بعذلي كالمبلـ جهالة
سلوا من مضى من أسرىة الحب قبلنا
فللو أيامان تقضت برامة
بركض شدت فيو الحماـ فهيجت
كنحن على سلك النظاـ كواحد
كأيامنا مقركنة بسركجها
تناىيت قدران لو سألنا زماننا
فيابن الحسين الفذ سرؾ شامل
إذا ما على ىذا المطوؽ في الذرل
لك الشرؼ العالي على كل ماجد
كأبنائك الغر الكراـ أكلو النهى
كمن كاف من أبناء حيدرة انتهى
بلغت من اإلقباؿ ما ليس ينتهي
فهاؾ من السحر الحبلؿ منضدان
فإنك أىل للمحاسن كلها
كما شاب شعرم عندما شاب مفرقي
__________
(ُ) ساقط في(جػ).
(ِ) كذلك ليلة اإلثنين ِٔ/ربيع اآلخر من السنة المذكورة عن (ٕٔسنة) كمولده في عشرة
ربيع األكؿ سنة (َُٖٔىػ).
(ّ) ديواف صاحب الترجمة (خ).
(ُ)ُٓٔ/
(ُ)ُٕٓ/
(ُ)ُٖٓ/
توشيح:
كاف عهدم باألحبة ...حافظي عهد المحبة ...كيركف الوصل قربو
ليس فيهم قط خواف
ىم عرفوا حق الهول كفنونو
ىم
قضينا لبانات الهول في ربوعهم ...فراعوا فؤادم بالوفى كىم ي
كأنا بجيد الدىر عقد منظم[َٓب-جػ]
توشيح:
حجبوؾ في الدار أىلك ...قصدىم أفديك أىلك ...كالجول إف طاؿ أسلك
عز أك ىاف
في الهول من ٌ
حراـ على قلبي السلو كإف دنت
ىم نصب عيني حيث كانوا كإف نأك ...ديارىم أك أنجدكا ثم أتهموا
لهم بين أكناؼ الضلوع مخيم
توشيح:
بالذم أنشأ جمالك ...ىات قل لي من أمالكأمملك ...كثنى كثن عني كصالك
كائنان في الناس من كانابالذم أنشأ جمالك
كحق الهول ماحلت عن عهد كدكم
فإف تقبلوا فالعذر ال شك كاضح ...كال فهت بالشكول كمن يتظلم
كإال فسلطاف المحبة أحكم[َٖ-أ]
[( )(ِْ )/أحمد بن علي النهمي الصنعاني كجده ككلده] (ُ) *
(َُُُُّٖٔ-ىػ...ُٕٕٓ-...ُُٕٗ/ـ)
الوزير صفي الدين أحمد بن علي بن ىادم النهمي.
[(ِٔ )/استطراد :ىادم النهمي اليمني]*
(...-...ىػ...-.../ـ)
كاف جده ىادم من قبيلة من قبائل (نهم)(ِ) يقاؿ لهم النعيمات ،ككاف من مشايخو
مشايخهم ،كممن يرجع إليو أمرىم ،ككاف يتردد إلى حضرة المهدم أحمد بن الحسن بػ(الغراس)
(ّ ) .
[األعماؿ الموكلة إليو]
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،البدر الطالع (ُ ،)ِٗ/نشر العرؼ (ُ.)ُٕٗ-ُْٗ/
(ِ) نهم :حوؿ الموضوع انظر معم المقحفي .مادة ( :نهم).
(ّ) الغراس :تقع بالقرب من صنعاء.
…انظر حوؿ ذلك :معجم المقحفي مادة (غرس).
(ُ)ُٓٗ/
كتزكج المتوكل القاسم بن الحسين (ُ) بابنتو ،فتعلق ىو كأكالده بالرئاسة كتنقلوا في األعماؿ
الدكلية (ِ) ،ككاف أكالده بمحل من النجابة كالكماؿ ،كجعل إلى الحاج علي ىادم النظر في
(مخزاف دار الجامع) (ّ) ،ثم جعل بنظر كلده صاحب الترجمة ،كاتصل باإلماـ المهدم بن
المنصور قبل الخبلفة كتعلق بخدمتو ،كلما عرؼ المنصور من صاحب الترجمة كماؿ األمانة
كالرصانة ،كحسن التدبير كالديانة ،جعل بعض أمور كلده المهدم بنظره ،كركن عليو في سياستو
فأحبو المهدم كخف عليو كصار من الخواص لديو ،كلما أفضت الخبلفة إلى المهدم ،ككاف
الحل كالعقد بيد المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،كالقاضي يحي بن صالح
السحولي(ْ) ،كلكن المولى أحمد بن عبد الرحمن قد كاف كبر سنو ،كضعف قواه فشق
[ُٓأ-جػ] عليو التصدر لئلصدار كاإليراد ،كرأل أف صاحب الترجمة خليق بالوزارة لما ىو
عليو من الصفات الحميدة كاألخبلؽ الحسنة من الديانة كصدؽ اللهجة كحسن التدبير كجودة
الرأم كاختبار األمور كسخاء النفس ،فحسن للمهدم تقليد صاحب الترجمة الوزارة العظمى،
مع معرفتو بميل المهدم إلى ذلك فقلده إياىا ،فباشرىا مباشرة حسنة يضرب بها المثل إلى
اآلف ،كدبَّر األمور كساس الجمهور ،كضبط الببلد ،كتقصى في مصالح بيت الماؿ ،كاستحسن
كضع قوانين آخرة غير القوانين المعتادة في كزارة[ِٖأ-ب] بني راجح ،كبني الحريبي (ٓ)
كاقتصد كاقتصر في جميع أحوالو ،ككاف فارسان جليل المقدار دينان خيران ،صدكقان معظمان ألىل
السنة محسنان إليهم مقرب ألىل الفضل ،مؤثران لما
__________
(ُ) انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ.)ِِّ-ُّٕ/
(ِ) الدكلية :نسبة إلى الدكلة.
(ّ) المخزاف :مكاف الخزف الخاص بالحبوب كالجمع مخازف كىو بمثابة صوامع الغبلؿ في
الوقت الراىن .كىذه الدار تقع شماؿ الجامع الكبير بصنعاء.
(ْ) انظر ترجمتو بالبدر الطالع (ِ ،)ّّّ/نيل الوطر (ِ )ّْٕ/األعبلـ (ٖ.)ُُٓ/
(ٓ) انظر حوؿ الموضوع :نشر العرؼ (ِ.)ّْٓ-ّّٓ( ،)ُٔٔ/
(ُ)َُٔ/
يطابق الوجو الشرعي ،كموقفو محفوؼ باألعياف كاألدباء ،كشيخنا [ُٖ-أ]العبلمة الوجيو،
كالمولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم ،كسيدم الحسن بن زيد الشامي،
كسيدم بدر الدين محمد بن ىاشم الشامي ،كالقاضي أحمد قاطن ،كالفقيو سعيد القركاني،
كسيدم أحمد بن شرؼ الدين العوامي ،كغيرىم ،ككاف يواضب على الصلوات جماعة في
المسجد الذم يلي بيتو ،كيبلزـ األذكار ،ككاف كثير الصبلت ،كالصدقات ،كالسعي عند
المهدم في قضاء حوائج المسلمين ،ككاف يبلحظ مواضع اإلستحقاؽ في العطايا كمقادير
الرجاؿ ،كيبالغ في الكتم ،كقرر لخلق من الفقراء كأىل االستحقاؽ مرسومان في كل شهر،
كانقطع ذلك بموتو ،كلم يؤثر عنو الكذب أك خلف الوعد أصبلن ،ككاف سهل الحجاب مبادران
بالسعي في قضاء الحاجة ،ال يقبض من ىدايا العماؿ شيئان ،كال من معاشرتهم ،كلم يشتغل
بكسوبة ،كال شراء أمواؿ ،أك نفائس ،بل كاف ينفق جميع ما يجيء لو من األمواؿ ،ككانت لو
صولة على المهدم في قضاء الحوائج كاألمور الدينية ،كلو أخبار كحكايات يطوؿ شرحها ،كىي
متناقلة عند الناس.
[(ِٕ )/محمد بن أحمد النهمي]*
(ُُّٖ-...ىػ...-.../ـ)
ككاف لو كلد اسمو محمد (ُ) أعاف كالده على الخير ككاف في الصبلح كالعطاء [ُٓب-جػ]
كحسن األخبلؽ آية باىرة لم يرل الناس مثلو ،كامتحن كالده بموتو في حياتو فصبر كاحتسب،
ككاف صاحب الترجمة ،يحب األدب ،كجمع ديواف السيد العبلمة عبد اهلل بن صبلح العادؿ،
ككاف صاحبو كلو شعر يسير ،فمنو ما تساجل بو ىو كالقاضي أحمد قاطن ،كقد خرجوا إلى
(ىجرة سامك)
__________
(ُ) انظر لمزيد حوؿ ترجمتو :دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،نشر العرؼ (ُ)ُٖٗ-ُٕٗ/
استطرادان في ترجمة كالده.
(ُ)ُُٔ/
(ُ) لطيافة (ِ) (ىجرة دبر) (ّ) الذم ذكرىا اإلماـ الشافعي بقولو:
البد من صنعاء كإف طاؿ السفر ...لطيبها كالشيخ فيها من (دبر)
[(ِٖ )/استطراد :إسحاؽ بن إبراىيم الدبرم الصنعاني]*
(ُٓٗ...-ىػ...-.../ـ)
كالشيخ الذم أراده الشافعي ىو إسحاؽ بن إبراىيم الدبرم (ْ) محدث كبير ،ركل عن عبد
الرزاؽ الصنعاني كقد ترجم لو األئمة في كتب أسماء الرجاؿ ،كقبره في (كادم الفركات) -بفاء
كراء مهملة ،فواك مفتوحات ،كبعد األلف مثناة فوقية -كىو كادم بينو كبين صنعاء أمياؿ.
كالعامة يسمونو الطبرم -بالطاء المهملة -كإنما ىو الدبرم بالداؿ ،كىذه الهجرة قد كاف
شراىا بعض اليهود ،كفيها مسجداف ،فانتزعت منو ،كسلمت قيمتها إليو من صاحب الترجمة،
كمن المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،كمن القاضي أحمد قاطن ،كجعلت كقفان على
الفقراء يصرؼ إليهم ما تحصل من غبلتها فيما مضى ،كمستهل األبيات المشار إليها)ٓ( :
لك اهلل من كادم بو زىرة الهول
إذا قطفت أيدم النسيم شميمها ...على غصن األركاح األفراح تزىو كتمرح
ترل ظبيات القاع تلو كتسنح
منها:
إذا ما تغنى الطير يستعبد الهول
تمو كدامس و
ليل يجتلي (ٔ) بدر ٌ
طوينا بو البيد اليباب بعسكر
إذا زاـ راـ راوـ بيد صيد ريم ببندؽ ...قلوبان لها في الحب مسران كمسرح
عركسان إليو أنجم الليل تسبح
لهم طوؿ باع بالرماية تميمدح
تجلجل رعد في الهول حين تقرح
__________
(ُ) انظر حوؿ ذلك :معجم المقحفي ص(َُّ).
(ِ) أم الزيارة كتقدير المستحق من المزارع الخاصة ببيت الماؿ كغيره.
(ّ) انظر حوؿ الموضوع معجم الحجرم (ِ.)ِّٔ/
(ْ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر :أعبلـ النببلء (ّ )ُْٖ-ُْٔ/كمصادره.
(ٓ) األبيات في دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ٔ) في (ب) :يختفي.
(ُ)ُِٔ/
كىي أكثر من ىذا القدر(ُ) كلم يزؿ على حالو الجميل إلى أف توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع
اآلخر سنة ست كثمانين كمائة كألف (ُُٖٔىػ) -ّٖ[.أ]
[(ِٗ ) /أحمد بن حسين الهبل] (ِ) *
(َُُُُٖٕٔ-ىػ...ُٕٔٓ-...ُٕٔٗ/ـ)
[نسبو كنعتو كمشايخو مشايخو]
الفقيو صفي الدين أحمد بن حسين الهبل العبلمة [ِٓأ-جػ] المحقق الفاضل المتفنن أخذ
عن البدر األمير في الصرؼ كالنحو كالمنطق كالبياف كالزمو سبع سنين ،كحج معو ،كأخذ عن
المولى ىاشم (بن يحي الشامي)(ّ) كجماعة من المحققين ،كأخذ عن شيخنا الوجيو عبد
القادر بن أحمد ،كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ ،كالشيخ عبد اهلل [بن محي
الدين]العراسي (ْ) كغيرىم ،كانتفع بو الطلبة كثيران كنبل من تبلمذتو تبلميذه خلق كاسع ،ككاف
حسن المقصد لين العريكة (ٓ) حلو المجوف(ٔ) ،كاسع األدب ،محبوبان عند كل أحد مطرحان
لؤلعراؼ مؤثران للخموؿ ،متخليان عن األىل كالولد كسكن في (تعز) عشر سنين في حضرة
المولى أحمد بن المتوكل ،ككاف أحد أعواف الخير في حضرتو كزينة أعياف دكلتو ،ثم سكن
ياء
(صنعاء) فدرس بها كأفاد ،ككاف لو ميل إلى التصوؼ كمعاناة كتبو ،كلكنو كاف يكتم ذلك ىح ن
من شيخو البدر كتعظيمان لو.
[كفاتو]
كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفي بػ(صنعاء) في شهر رمضاف سنة ست كسبعين كمائة كألف
(ُُٕٔىػ) ((كىو في ثماف أك تسع كستين سنة ،كاهلل أعلم)) (ٕ) .
__________
(ُ) أكرد بعضها :زبارة في نشر العرؼ (ُ )ُٗٔ/كقاطن في دميتو(بتحقيقنا).
(ِ) نشر العرؼ (ُ )ُّْ-ُّّ/عن ما ىنا.
(ّ) ما بين ( ) ساقط في (أ).
(ْ) انر ترجمتو بنشر العرؼ َِ.)ُْٕ-ُُْ/
(ٓ) العريكة :السناـ أك بقيتو كالطبيعة كالنفس.
أبي شديد النفس.
…كأيضان :يقاؿ شديد العريكة :أم ُّ
(ٔ) أم يخلط الجد بالهزؿ.
(ٕ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ُ)ُّٔ/
(ُ)ُْٔ/
كمن مؤلفاتو( :إعانة اإلخواف في توريث لو كاف كمؤلف) (ُ) في الرد على (الصوفية) ،ككتاب
على منواؿ (عنواف الشرؼ[الوافي] للمقرم) فيو سبعة علوـ [ِٓب-جػ] ،ككاف صاحب
الترجمة من أىل ذم أصاب (ِ) كرحل لطلب العلم إلى (زبيد) كتولى كقف زبيد ،من صاحب
(المواىب) ككاف من أقراف السيد يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ ككقعت بينهما مناظرات
كمواحشة بسبب أف صاحب الترجمة فعل زيادة عمارة في الجامع زيادة عمارة ،فسعى السيد
يحي في ىدمها ،ففعل صاحب الترجمة مؤلفان في ذلك سماه( :الضوء البلمع في زيادة
الجامع) ،كأرسل بفتول إلى القاضي طو السادة (ّ) فقرر الزيادة ،كآؿ األمر أف صاحب
الترجمة ىرب من زبيد؛ ألف أصحاب السيد يحيى سعوا في أذيتو ،كلعل ذلك كاف في سنة
ست عشرة كمائة كألف.
[(ِِّٓ )/أحمد بن محمد الحرازم]* (ْ)
(ُُُِِٖٕٓ-ىػُُٖٔ-ُْٕٕ/ـ)
[نسبو كنعتو]
القاضي صفي اإلسبلـ أحمد بن محمد [بن أحمد بن مطهر]الحرازم ،شيخ الفقو بػ(صنعاء)
كمن عليو في تقرير المذىب اإلعتماد.
[مولده كنشأتو كمشايخو مشايخو]
مولده في سنة ثماف كخمسين كمائة كألف (ُُٖٓىػ) ،كنشأ بػ(ذمار) ،كقرأ على مشايئخها في
الفقو ،حتى أتقنو ثم انتقل إلى (صنعاء) ،كأتصل بالقاضي أحمد قاطن ،كبالقاضي إسماعيل بن
يحيى الصديق ،كتعلق لديهما بفضل الخصومات ،كطيافة محل الشجارات ،كىو مع ذلك
يدرس في الفقو [ِٗأ-ب].
[األعماؿ الموكلة إليو]
__________
(ُ) ما بين ( ) ساقط في (ب).
(ِ) ذم أصاب :انظر معجم المقحفي ص(ْٕٓ.)ْٕٔ-
(ّ) انظر ترجمتو بنشر العرؼ (ُ.)َٖٖ-َٖٔ/
(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،مطلع األقمار (بتحقيقنا) نيل الوطر (ُ ،)ُٕٗ/البدر
الطالع (ُ.)ٕٗ-ٗٔ/
(ُ)ُٔٓ/
ثم قلد القضاء بػ(صنعاء) ،كلم يزؿ يترقى بو الحاؿ حتى اتصل بالسيد أحمد بن إسماعيل فايع
أحد كزراء اإلماـ المنصور فعلق بنظره كالية األكقاؼ الزبيديةالزيدية ،كصدقات الثلث الراجحي
(ُ) كالمشارفة على أعماؿ أخرل ،كىو لديو معظم الجاه مقبوؿ الكلمة ،كلو عقل كافر كرصانة
كجودة رأم ،كحسن مسلك في الفتاكم ،كىو اآلف على حالو الجميل [كتوفي في شهر شواؿ
سنة سبعة عشرين كمائتين كألف] (ُِِٕ) (ِ)..
[( ّّ )/أحمد بن علي بن أحمد سبلمة ]** (ّ)
(َُُُُْٕٔ-ىػُّٕٔ-ُٔٗٓ/ـ)
[نسبو]
القاضي ((الصفي))(ْ) أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد (ٓ) سبلمة ،كاف جده
محمد من أعياف الزيدية ،كترجم لو صاحب (مطلع البدكر) كأسرتو األتراؾ مع اإلماـ الحسن بن
علي بن داكد فشفع فيو السادة بنو الشويع ،كحبس بقصر صنعاء.
[نعتو كنشأتو ككفاتو]
كصاحب الترجمة كاف عالمان في الفقو كفي أصوؿ الدين كلو مشاركة في غيرىما ،ككاف حسن
األخبلؽ يحب إطعاـ الوافدين ،كمنشأه بذم بىػ ٍين كتوفي بها سنة أربع كسبعين كمائة كألف كقد
قارب عمره السبعين السنة ،كقرأ عليو جماعة [ّٓأ-جػ] من األعياف منهم شيخنا العبلمة
الوجيو (عبد القادر بن أحمد)(ٔ) .
[(ِّْٕ )/أحمد بن عبد القادر الورد الثبلئي]* (ٕ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
[نسبو كنعتو]
__________
(ُ) الوقف الراجحي :ىو الثلث المنسوب إلى كزراء آؿ راجح.
(ِ) تاريخ الوفاة من نساخ النسخ المعتمدة .كليس من كبلـ المؤلف.
(ّ) نشر العرؼ (ُ ،)ُِٗ-ُُٗ/مطلع البدكر (خ) بالنسبة لجدة.
(ْ) ساقط في (جػ).
(ٓ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ٔ) ما بين ( ) ساقط في (أ).
(ٕ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،نشر العرؼ (ُ ،)ُٓٗ-ُٖٓ/تأريخ مدينة ثبلء (ِ/خ)،
تحفة اإلخواف (خ) ،ىجر األكوع (ُ.)َِٖ/
(ُ)ُٔٔ/
القاضي صفي الدين أحمد بن عبد القادر الورد خطيب (ثبلء) كىو كالد شيخنا لطف البارم
خطيب (صنعاء) ككاف عالمان عامبلن فاضبلن لو شغلة بعلوـ الكتاب كالسنة كالعمل بما فيهما،
عاكفان على التبلكة آناء الليل كالنهار ،ككاف في آخر أمره ال يرقد الليل الشتغالو بالذكر
كالتبلكة.
[مشايخو مشايخو ككفاتو]
كأخذ في العلم عن القاضي عبد الرحمن بن محمد الحيمي إماـ العلوـ المشهور ،كأخذ على
المحقق صالح بن مهدم المقبلي ،كنسخ كتبان بخطو عرفت كثيران منها ،ككاف يكتب ما اطلع
عليو في ىوامش النسخ فربما كتب قضايا من التاريخ أك أبياتان شعرية في ىامش كتاب األصوؿ
كبالعكس ،ككانت كفاتو سنة [……] (ُ) .
[(ِّٖٓ )/أحمد بن لطف البارم بن الورد]* (ِ)
(ُُُِِِٖٗ-ىػ...ُُٖٕ-...ُُٕٖ/ـ)
[نسبو كمولده كنشأتو]
حفيده الخطيب صفي الدين أحمد بن لطف البارم بن أحمد الورد ،مولده في سنة اثنين
كتسعين كمائة كألف بصنعاء كنشأ في حجر كالده فهذبو [ٖٔ-أ] كالحظو بعين أسراره كأشرؽ
عليو بأشعة أنواره ،كأكثر من الدعاء لو في خلواتو كجلواتو ،فحقق اهلل رجاه كاستجاب دعاه،
كتخلق بأخبلؽ كالده من الديانة كالمواظبة على األعماؿ الصالحة كالعمل بمقتضى السنة
النبوية كسبلمة الصدر كصدؽ اللساف كطهارة العرض كالذيل.
[مشايخو مشايخو]
كقرأ على كالده في النحو كالصرؼ كأخذ عنو علم الحديث ،كالسير النبوية ،كترافقت أنا كإياه
في سماع (صحيح البخارم) على كالده ،كقرأ على شيخنا العبلمة البرىاف في (صحيح مسلم)
كعلى قاضي القضاة بدر الدين الشوكاني كفي الفقو على الفقيو العبلمة أحمد بن إسماعيل
ببلبل الصعدم.
[األعماؿ الموكلة إليو]
__________
(ُ) ما بين [ ] بياض في أصولي كلعل كفاتو كانت في أكائل القرف الثالث عشر كاهلل أعلم.
(ِ) البدر الطالع (ُ ،)ٖٔ/التقصار (ّٖٓ) ،نيل الوطر (ُ.)َُٕ/
… نشر العرؼ (ُ ،)ُٓٗ-ُٖٓ/دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ىجر األكوع (ُ،)ِّٖ/
تأريخ مدينة ثبل (ِ/خ).
(ُ)ُٕٔ/
كلما توفى كالده في التاريخ اآلتي في ترجمتو قاـ كلده صاحب الترجمة مقامو في الخطابة
بجامع صنعاء كسلك طريقتو فحمده الناس كعقد مجلسان للتدريس في الحديث [ّٓب-جػ]
بعد صبلة الجمعة كما صنعو أبوه ،كقد كاف كالده أخذ لو إذنان من اإلماـ المنصور في استنابة
[ِٗب-ب]كلده المذكور عنو في الخطابة فأذف لو فخطب في حضور كالده كأقر اهلل عينو
بو ،كسنو إذ ذاؾ دكف العشرين السنة ،كىو اآلف على حالو الجميل.
[نماذج من شعره]
كلو شعر يسير فمنو قولو:
متى يشفى المشوؽ لو أكاما يهيجو إذا ما الح برؽ
ككرقاء من األكراؽ تملى
تشكي البين عن إلف كتبدم
كىاىي خضبت كفان كغنت
أيا عجبان لقلبي راـ بيرءان
كما فاضت دمان عينام إال
كذم كد يقوؿ كقد رآني
أما يسليك عنو طركؽ طيف
كال عجب إذا ما ىمت سكران ...كنار جواه تضطرـ اضطراما
على نجد فيعدمو المناما
صبابتها فتبعث لي ىياما
شجوف شج كما حملت غراما
على فرع ثعابثو النعاما
كقد سل الحبيب لو حساما
كقد أحسست في كبدم كبلما
لبين الحب نضوان مستهاما
فقلت لو كمن لي أف أناما
فإني ذقت من فمو المداما
[(ّٔ) أحمد الراعي الصنعاني]* (ُ)
(ُُّٓ-...ىػ...ُِْٕ-.../ـ)
[اسمو كنعتو]
الفقيو أحمد بن [……] (ِ) الراعي العابد الزاىد الولي المتألو الفاضل المشهور.
ككاف أبوه كإخوتو يتعلقوف بالتجارة ،فنشأ صاحب الترجمة كالزـ أىل العلم كالصالحين ،كاشتغل
بكتب الرقائق ،ككاظب على الطاعات ،ثم اعتزؿ عن الناس كأقبل على عبادة اهلل تعالى ،ككاف
يحب الخلوة في جبل نقم كإذا رأل أحدان من الناس فر منهم كربما ناداه من كاف يتصل بو في
االبتداء فيعتذر بأف معو ٌعلة كيشير إلى بطنو [ْٓأ-جػ] موىمان بأف تلك العلة تمنعو عن
المبلقاة.
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،نشر العرؼ (ُ.)ُّٔ-ُّٓ/
(ِ) ما بين [ ] بياض في أصولي.
(ُ)ُٖٔ/
ككاف ال يرضى بأكل ما يسد رمقو من عند إخوتو أك لبس ما يستر عورتو إال بعد أف يعمل لهم
أشق األعماؿ ،كيتولى غسل ثيابهم ،كتربية أكالدىم كغير ذلك ،كاشتهرت عنو كرامات كثيرة
عديدة مع نفوره عن اإلتصاؿ بالناس ،كعن من يريد التبرؾ بو أك التماس الدعاء منو أك نحو
ذلك.
قاؿ القاضي أحمد بن محمد قاطن )ُ(:إني حدثت نفسي في بعض األياـ بأف صبلة الجمعة
كالجماعة لعلها تفوتو كلم يشعر أحد بما حدثت بو نفسي فلم ألبث أف جاء الفقيو أحمد بن
لي في النحو فأخبرني أنو صلى الجمعة في مؤخر
سعيد الحطوار ،كىو رجل فاضل يقرأ ىع َّ
الجامع بجانب الفقيو أحمد الراعي كأنو سلم عليو كأمره أف يسلم علي ،كأف يقوؿ لي أنو
يحضر الجمعة كالجماعة.
[بعض كراماتو]
قاؿ القاضي (ِ) كأخبرني من أثق بو عن بعض أىل صنعاء أنو دخل من بير العزب بعد صبلة
المغرب ،كأراد الدخوؿ من (باب اليمن) أحد أبواب صنعاء المعركفة ،فوجد الباب قد أغلق
فحصل معو قلق عظيم كاعتراه ذؿ ككحشة فبينما ىو يفكر في أمره عند المقابر إذ رأل شخصان
كبيده فانوس ،كقد جاء من جهة جبل نقم فأنس بو ،كقصده فإذا ىو الفقيو أحمد الراعي
فأخبره أف (باب اليمن) قد أغلق ،فأجاب الفقيو أحمد بأنو مفتوح ،كإنما تخيلت أنو قد أغلق،
ثم أنو قبض على يده كدخبل جميعان من باب اليمن ،كرآه مفتوحان ،فلما فارؽ الفقيو أحمد رجع
إلى الباب ينظره فوجده مغلقان ،فسأؿ الموكلين بو فأخبركه أف لو مدة طويلة من حين أغلق ،كأنو
لم يفتح ،كلم يركا أحدان دخل منو ،انتهى كبلـ القاضي[َّب-ب] (ّ) .
قلت :كسمعت أنو استكتمو ذلك كأمره أف ال [ْٓب-جػ] يخبر بو أحدان كاشتهرت عنو
كرامات أخرل.
[كفاتو]
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ِ) أم أحمد قاطن صاحب الدمية.
(ّ) كنهاية [ٖٖ-أ] أيضان .
(ُ)ُٔٗ/
توفي سنة نيف كخمسين كمائة كألف ،كأكصى أف الييعرؼ أخوه أحدان بموتو كلما شاع موتو
خرج جميع أىل صنعاء إلى فوؽ قبره (أفواجان) (ُ) رحمو اهلل تعالى.
[(ِّٕٗ )/أحمد بن عبد اهلل الجربي الركضي]* (ِ)
(ُُُٓ-...ىػ...َُْٕ-.../ـ)
[نسبو كنعتو]
الفقيو أحمد بن عبد اهلل الجربي -بجيم مكسورة ،فراء ساكنة ،فباء موحدة ،فياء النسبة.-
كىو الزاىد الولي الفاضل المشهور ،ككاف ساكنان بػ(الركضة) بالقرب من (دار المتوكل) القاسم
بن حسين ،كأراد المتوكل زيارتو ففر من منزلو ثم عاد ،كترؾ لو حالو ،ككاف لو مكاف أرضي،
ككاف من العبادة كالتقول بمحل عظيم ،انقطع إلى اهلل من سنة ثماف كثمانين كألف ،كاشتهرت
عنو كرامات عظيمة ككاف عالمان كرعان ال يقبل من أحد شيئان حسن األخبلؽ كىو الذم أراده
المولى عبد اهلل بن علي الوزير بقولو:
جود عماد الدين مع جنة ...خضراء كالجامع كالجربي
قيل :إنو لما تعارض المولى يوسف بن المتوكل كصاحب المنصورة في القياـ باألمر ككاف الناس
جميعهم يميلوف إلى المولى يوسف لعلمو كفضلو ،كيدعوف لو بالنصر ،إالَّ الفقيو أحمد الجربي،
فكاف يدعو اهلل تعالى بأف يتم األمور لصاحب المنصورة ،فكاف الناس يتعجبوف من ذلك فتم
األمر لصاحب المنصورة كاتفقت فتنة السيد إبراىيم المحطورم الساحر فجهز عليو الجيوش،
ككجو إليو األمراء كاألجناد حتى اضمحل أمره كقتل بعد ذلك كانفق الخليفة أمواالن جليلة فقاؿ
صاحب الترجمة :ألجل ىذا الفعل الذم فعلو كنت أدعو لو بإتماـ األمر ،كأنو ال يقدر على
مقاتلة ذلك الساحر إال ىو.
[من كراماتو]
__________
(ُ) أفواجان :ساقط في (ب).
(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،نشر العرؼ (ُ.)ُْٕ-ُُٔ/
(ُ)َُٕ/
كمن كراماتو ما حدثني بو كالدم عن كالده كىو الجد أف الوالد علي بن محمد الحوثي إماـ
(جامع صنعاء) خرج (الركضة) في شتاء ىو كأىلو الفتقاد أعنابو فأقاـ ثبلثان ثم نول الدخوؿ
آخر النهار فحصل مطر عظيم استمر إلى بعد صبلة العشاء ،كلم يكن بقي معهم من الزاد
كتوابعو شيء( ،فما) (ُ) شعركا إال بالفقيو أحمد الجربي يدؽ الباب بين المطر فأعطاىم
دقيقان ،كسمنان كقشران ،كسليطان ،ككاف بيتو بعيدان عنهم ،كال عند أحد خبر بما ىم عليو ،فهذه من
مكاشفاتو[ٖٗ-أ].
[(َّّٖ )/إبراىيم بن محمد القاسمي الشرفي]* (ِ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
[نسبو كنعتو]
السيد إبراىيم بن محمد القاسمي الشرفي األصل ،الصنعاني الوطن.
كاف أديبان شاعران لزـ حضرة المتوكل القاسم بن الحسين ،كمدحو كناؿ جوائزه ،ثم صار مع
المنصور فحضي عنده ،كناؿ رفده ،كمن شعره فيو قولو من قصيدة كشبب (ّ) فيها بأكطانو:
سرا ليبلن فهيج لي اد ٌكارم
كالح فباح قلب الصب لما
كحن إلى أحبتو بنجد
سقى ربع (القويعة)(ْ) كل جوف
كال برحت يد األنواء تسقي
كجوح الجاىلي(ٓ) فإف فيو
مبلعب رب غانية إذا ما
إذا سفرت فما للبدر حسن
شغفت بو كغصن اللهو غصن
فلو غنت ألغنت كل سمع
سرل من طيفها النائي خياؿ
ألم بمضجعي فظفرت منو
كقدمان كنت ذا حذر فلما
فقل لمفندم فيها أرحني
كما سلبت بحسن الذدؿ مني
كحلت من سواد القلب بيتان
__________
(ُ) في (ب) :فلم كنهاية [ٓٓأ-جػ].
(ِ) ذكب الذىب (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ٔٗ-ٕٔ/ىجر األكوع(ّ.)َُٕٕ/
(ّ) كشبب :أم ذكر أياـ الشباب.
(ْ) القويعة :بضم ففتح فسكوف قرية في الجانب األيمن من مديرية الشاىل كأعماؿ محافظة
حجة.
…سكنها بعض آؿ الشرفي كآؿ النهارم كآؿ الوظاؼ انظر :معجم المقحفي َِ.)َُّٔ/
الجبىر من مديرية مبين كأعماؿ محافظة حجة كانت من األماكن
(ٓ) الجاىلي :بلدة كحصن في ى
التي يقصدىا طلبة العلم لما سكنها نفر من العلماء آؿ الشرفي كآؿ النهارم انظر معجم
المقحفي (ُ.)ِٕٓ/
(ُ)ُُٕ/
(ُ)ُِٕ/
كقرأ في العلوـ على المشايخ المشائخ منهم السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي
بصنعاء ،كمنهم المولى محمد بن (زيد) بن محمد بن الحسن بن المنصور أياـ بقائو في
(كوكباف) ،فحقق في النحو كالصرؼ كالبياف كاألصولين ،كالفقو ،كالحديث ،كالتفسير ،كقرأ
أياـ إمارتو على المولى شيخنا شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر في
كتب السنة ،ككاف يصفو شيخنا بجودة الذكاء كصفاء الذىن كقاؿ :إنو استفاد بالمطالعة
كالمراجعة أكثر مما استفاد على المشايخالمشائخ ،كلما حج ىو كإخوتو في سنة أربع كخمسين
كمائة كألف ((أخذ في (مكة) على الشيخ محمد حيوة السندم (ُ) في أكائل األمهات الست
كأجاز لو ،ككذلك قرأ على الشيخ محمد أشرؼ النقشبندم))(ِ) .
__________
(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ٔ.)ُُُ/
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ُ)ُّٕ/
ككاف صاحب الترجمة من فحوؿ الرجاؿ كدىاة العصر ،كعظماء الرؤكساء صاحب رأم ،كفطانة
كنظر في العواقب كنفس شريفة كىمة سامية كسيادة كمركءة دينان خيران صالحان يعمل بما صح لو،
آمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر ،ال تأخذه في اهلل لومة الئم( ،ثم)(ُ) بذؿ نفسو للشرع
الشريف كالتسوية بين القوم كالضعيف ،كاالنتصاؼ للدنيء من الشريف))(ِ) ،كجذب العلماء
كالفضبلء إليو ،كاعتنى بالعلم كأىلو فكثر طالبوه ،كنشر علوـ الكتاب كالسنة بكوكباف ىو
كالمولى [ٔٓأ-جػ] شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد ،ككاف يحضر صاحب الترجمة
ىو كجميع األعياف كالرؤكساء للقراءة على المولى الوجيو في المدرسة (ّ) فانتفعت العامة
كالخاصة حتى صار (كوكباف) من أجل مساكن (اليمن) ،بعد أف كاف خاليان ،كلم يزؿ العلم في
ذلك الوقت بناديو في الزيادة ،ككاف كالده قد أناط بو إمارة (كوكباف) ،كىو في إباف شبابو،
فضبط الببلد كحمدت سيرتو ،ككاف خليفة أبيو على أىلو أياـ حبسو ككقوع تلك الحوادث التي
سيأتي اإلشارة إلى شيء منها كجرت بينو كبين قبائل بكيل من ذك حسين ملحمة مشهورة في
بيت (مذكور)ر (ْ) فقتل منهم خلقان كأسر نحو ستمائة نفر [ُّأ-ب]منهم ،كذلك في أياـ
الدكلة المنصورية ،كأرسل باألسرل إلى اإلماـ المنصور بن المتوكل.
[نماذج من شعره]
كفيها مدحو الفقيو أحمد بن الحسن الزىيرم بقصيدتو الرائية كىي-ِٗ[:أ]
كعدت بوصل عميدىا بشر
فرقبتها كالليل منسدؿ
كالزىر ثاملة تأملو العيوف كأف
كأتت بما كعدت فماؿ بها
ثم استنابت طيفها فأتى
حيا طلولك عارض غدؽ
هلل أم غريب و
بادية
رحلوا كما رحلت مكارمهم
كضعائن رقصت ىوادجها
لم يكفها أف (تحمها) (ٓ) كلل
راحت بأركاح كأفئدة
كعلى الركاب فؤاد كل شج
ىيفاء طعن قناة قامتها
__________
(ُ) ثم :ساقط في (أ).
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ) أم مدرسة اإلماـ شرؼ الدين المشهورة بكوكباف.
(ْ) بيت مذكور :انظر معجم المقحفي في موضعو.
(ٓ) في (ب) :تحملها.
(ُ)ُْٕ/
(ُ)ُٕٓ/
(ُ)ُٕٔ/
،فلم يسعد إلى ذلك كقاؿ :إف دعوتو لم تكن ألمر دنيوم ،فجهز عليو المهدم األجناد كتابع
الجيوش الجرارة مع أحد عشر أميران فأحاطوا بببلد كوكباف من جميع الجهات ،ككقعت حركب
كمبلحم عظيمة كقتلى كثيرة من الجانبين [ْٗ-أ] ثم آؿ األمر إلى ترؾ الدعوة كمبايعة
المهدم على شركط عامة كخاصة ،كنفذ القاضي يحي بن صالح السحولي إلى (كوكباف) لتقرير
أمر الصلح ،كلم يزؿ األمر على ذلك إلى سنة اثنين كستين كمائة كألف ،ثم انتقض الصلح
ألسباب.
(ُ)ُٕٕ/
فجهز المهدم عليو أجنادان كأمراء ككقعت حركب عظيمة ،كباشر صاحب الترجمة القتاؿ
بنفسو ،كثبت ثبات أىل النجدة كالشجاعة ،كاتفق في بعض المبلحم أف حرؽ الباركد كىي
شيء كاسع فقتل من أصحاب صاحب الترجمة خلقان ،كاتصل الحريق إلى صاحب الترجمة
فحرؽ أكثر ما عليو من الملبوس ،كركض بو حصانو كىو من أجود الفرساف حتى أبلغو األمن ثم
كقع الصلح كاستقرت األحواؿ كجعلت أمور ببلده إليو ،كاستمر على ذلك آمران بالمعركؼ
ملجأ للمظلوـ ،كهفان للضعفاء ،مأكل للقاصدين ،غوثان للمستصرخين ،موئبلن للعفاة ،ناشران للعدؿ
في جميع ببلده ال يقبض من رعيتو إال الزكاة كالفطرة فقط على الوجو الشرعي ال يظلموف في
نقير كال قطمير ،كال يتظلموف في حبة من الطعاـ أك بعض درىم ،بل إذا رأكا من العماؿ شيئان
لجأكا إليو فيجرم عليهم الوجو الشرعي ،كيباشر ذلك بنفسو ،ككاف قريبان الجناب [ٖٓأ-جػ]
إذا كصل إليو أدنى الرعية أك أم مظلوـ كائنان من كاف ،لم يستقر إال في مقامو كقضى غرضو في
أقرب كقت ،كزادت مواد ببلده بسبب العدؿ زيادة عظيمة جدان ،ككاف في مبادئ إمارتو أياـ
كالده يحض كالده على قبض الواجبات الشرعية من الرعية فقط كال يزاد على ذلك شيئان مما
تقتضيو القوانين الدكلية ،كالمكوس كالمعونات ،كالمعتادات التي كاف قد كضعها الرؤكساء
المتقدموف فاعتذر كالده باختبلؿ النظاـ ،كنقص المقبوضات عن كفاية المعتاد كالتقصير (فيما)
يقوـ بمؤنة األجناد ،فأجاب بأف العدؿ يعمر الببلد كيحسن بو نظاـ العباد ،كأنو ليس الخير
كالصبلح إال فيما طابق مراد الشارع الحكيم ،كأنو يجرب ذلك في بعض الببلد ليقاس عليها
غيرىا كيظهر مصداؽ قوؿ الشارع فوقع االتفاؽ بينهما على أنو يقع التجريب في قرية تسمى
(حبابة) (ُ) -بفتح الحاء المهملة كتخفيف الباء الموحدة كبعدىا ألف [ِّأ-ب] فباء
موحدة فهاء التأنيث -كىي بالقرب من مدينة (ثبلء).
__________
(ُ) حبابة :سيأتي التعريف بها .الحقان.
(ُ)ُٕٖ/
ككاف يتحصل منها في كل سنة سبعمائة قدح طعامان بظلم عظيم ،كتشك من الرعية ،كعدـ طيبة
من نفوسهم كمعاملتهم بما يخالف مقتضى العدؿ كالشرع ،فتقدـ األمر إلى عاملها بأنو ال
يقبض إال العشر من األجراف (ُ) كال يزاد على الواجب شيئان ،فكاف الحاصل منها في تلك
السنة ثمانية عشر مائة قدح مع طيبة نفوسهم كرضاىم بذلك الرضاء المحقق ،ثم حصل منها
في السنة الثانية زيادة على ألفي قدح ،كلما رأل تلك المصلحة العظمى مع إقامة العدؿ أجرل
ذلك في سائر الببلد الكوكبانية فزادت موادىا زيادة عظيمة كعمرت جميع الببلد ،كقد كاف
صلب منها كثير بسبب الظلم كلم يبق موضع إال زرع حتى زرعت السوائل كالجباؿ ،كصارت
الرعية في ظل العدؿ[ٖٓب-جػ] آمنين ،كفي ركضة الراحة راتعين ،كتتابعت األمطار كدرت
الخيرات كحصلت البركات.
كل ذلك إلقامة األحكاـ الشرعية كالعمل بما يطابق الشرع الشريف ،ككاف صاحب الترجمة
يخرج إلى المدرسة في أكقات الصلوات فيصلي بالمسلمين جماعة كيشدد على من لم يؤقت
الصبلة ،أك ناـ عن صبلة الفجر حتى طلعت الشمس أك ظهر منو شئ من المعاصي ،صلبان في
دينو متشددان في ذلك ،زاىدان في الملبوس ،مخالطان للفقراء ال يأكل إال مع المساكين كاأليتاـ،
كحصل بينو كبين البدر األمير رسائل كمراجعات في عدة مسائل كمسألة الشاطر ،كمسألة
التأديب بالماؿ ،ككاف ال يراه عمبلن كأكصى بصرؼ غالب ما في داره من األثاث إلى الفقراء،
كأف حكمة حكم بيت الماؿ ،فصرفو شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد.
[(َْ )/استطراد :عبدالرحمن بن أحمد الكوكباني]*
ككلد صاحب الترجمة المولى عبد الرحمن بن أحمد بن محمد ككاف كلده ىذا بمكاف عظيم من
التقول كالصبلح كالمجد ،كشرؼ النفس ككماؿ السيادة كالرئاسة كالتحلي بحلية سلفو الكراـ،
ككاف أميران مع أبيو كعلق بو أموران من ببلده ،كلو مشارفة في العلم كاألدب.
__________
(ُ) األجراف :مفرد جرف كىو ما يوضع فيو الثمار من قمح كشعير قبل إزالة التبن عن الحبوب.
(ُ)ُٕٗ/
[كفاتو كمراثيو]
كتوفي صاحب الترجمة في شعباف سنة إحدل كثمانين كمائة كألف ،كدفن جوار مسجد الظلعي
في كوكباف كرثاه جماعة من الفضبلء منهم الفقيو أحمد الزىيرم [ٔٗ-أ] بقصيدة رائية طنانة
مستهلها:
رزء ألم كحادث غدار
كرزية ىي أـ كل رزية
عصفورىا مستنشر كخضجرىا ...كمصيبة عميت لها األبصار
تبقى كتفنى دكنها األعصار
مستأسد كنسيمها إعصار
كلصاحب الترجمة شعر قليل جيد فمنو ما قالو في تشبيو القهوة في الفنجاف ،كعليها
المصطكى كقد خاض فيو آؿ إسحاؽ كمن تبعهم كاجتمعت من ذلك كراسة لطيفة مسماة
بػ(سبلفة النشوة)[ٗٓ-جػ].
كثغر ذا الدىر إف تبسم لي
كأصبحت شجر األفراح يانعة
كالح كالفجر تحت الليل حين بدا
كأحضرت قهوة لؤلنس جالبة
كجاء بالكأس من أىواه حين بدت
كقاؿ شبو كال تأتي بما سمعت
فقلت كالمقلة الشهبل فإف بها
أك أف جيش الهنا باد فذا علم
أكال فقل زرد صاغرة من ذىب
أك ىيئة الشمس إف حدقت طرفي في ...عن موقف حفل بالملح كالظرؼ
لكل ملتقط منها كمقتطف
من مالكي كجهو في جعده الوحف
صار السركر لها كالبشر في كنف
مطارؽ المصطكا تعلوه كالسجف
أذناؾ من كلم كالدر في الصدؼ
لمن تأمل تمثاالن كليس خفي
في الكأس ينثره ثغر لمرتشف[ِّب-جػ]
قد ألبست خشية من شارب لهف
تمويهها حين أف تبدك من السدؼ
كلو في التشبيو:
كركض ىبت األرياح فيو ...كعانقت الغصوف الباسقات
فلم أر كالنسيم لجمع شمل ...يؤلف بين أرباب الشتات
فكذب من يقوؿ الريح كاش ...فما الواشي يكوف بذم الصفات
[كلو:
أركب إلى الوصل أماد كنت ذا شغف
دىم الليالي مهما كنت ذا حذر
مخافة العين فابذلها إذا طلعت
من قبل تجرم أك تضنيك بالسهر
كلو في تشبيو أثر الشتاء بنجد المحبوب:
ما أثر البرد بخد الذم
أىواه إال كي يتم النظير
فإنو نار كال بد أف
يعلوا على النار رماد يسير
أك أف سقط الزند من لوعتي
طاؼ على ماء المحيا النضير
كلو في التشبيو:
كأنما العارض لما بدا
كتائب قد صففت للقتاؿ
كرعدىا كالبرؽ قد شابها
(ُ)َُٖ/
بنادقان في الصوت كاإلشتغاؿ
كبعضها راـ بقوس كمن
تراكش السحب تجر النباؿ
كلو ملغزان:
أال أيها النحرير
غد قاطفا زىر كيجتني
إبن لي ما غين غدان
أجيم كسطها كفيو ببلشك ثبلثة عين] (ُ)
كلو:
إذا ماىمى الوسمي في ركضنا كلم
تيقنت أف عند الولي شفاء من ...يؤثر في ذاكم األزاىير كالنجم
ألم بو يشف كلم تشف بالوسم
قاؿ شيخنا الوجيو :سألني بعض العلماء عن فتح راء لم يؤثر في ىذا المقطوع فقلت :يمكن أف
أصلو يؤثرف بنوف التأكيد الخفيفة ،فقلبت الفاء ثم حذفت األلف تخفيفان ،كىذا كإف لم يكن
مأنوسان عند الطلبة فالتخريج عليو كجو مشهور.
قاؿ صاحب المجيد (ِ) عند الكبلـ على إعراب (سورة اإلنشراح) :كقرأ أبو جعفر المنصور
(ّ) بفتحها أم بفتح الحاء في ألم نشرح(ْ) ،كخرجو ابن فطيمة (ٓ) على (ٔ) أف األصل ألم
نشرحن [ٗٓب-جػ] بالنوف الخفيفة أبدؿ منها الفاء ثم حذفها [ٕٗ-أ] تخفيفان كما أنشده
أبو زيد (ٕ) في نوادره:
أفر ...يوـ لم يقدر أـ يوـ قيدر
من أم يومي من الموت ٌ
كقولو:
إضرب عنك الهموـ طارقها ...ضربك بالسوط قونس الفرسالغرس
كقاؿ :قراءة مرذكلة.
كقاؿ الزمخشرم( :لعلو بين الحاء كأشبعها في مخرجها فظن السامع أنو فتحها)(ٖ) ،كخرجها
الشيخ علي على أنها لغة لبعض العرب ،انتهى.
__________
(ُ) ما بين [ ] ساقط في (ب) ،ك(ب).
(ِ) ىو أبو إسحاؽ إبراىيم بن محمد السفافسي المالكي (تِْٕىػ).
…من مؤلفاتو المجيد في إعراب القرآف المجيد انظر :كشف الظنوف (ِ.)َُٕٔ/
(ّ) ىو عبد اهلل بن محمد بن علي أحد ملوؾ بني العباس انظر :سير أعبلـ النببلء (ٕ.)ّٖ/
(ْ) انظر :الكشاؼ (ْ.)ِٔٔ/
(ٓ) ىو أبو عبد إبن الحسين بن أحمد بن علي بن حسن بن فطيمة الشافعي انظر :سير أعبلـ
النببلء (َِ.)ِٔ-َٔ/
(ٔ) في (جػ) :ابن عطية.
(ٕ) أبو زيد ىو سعد اهلل أكس األنصارم لو لغات القرآف انظر :كشف الظنوف (ِ،)َُٖٗ/
معجم المفسرين لنويهض (ُ.)َِٕ/
(ٖ) الكشاؼ في (ْ.)ِٔٔ/
(ُ)ُُٖ/
(ُ)ُِٖ/
يستمد آراءه كيشاكره في المهمات كيثق بو في النصح كيعظمو أبلغ التعظيم ،كيطلعو على
أسراره.
ككاف لصاحب الترجمة شهرة بين الناس [َٔأ-جػ] كحظ ،كذكر سائر ال تفد األغراب من
أطراؼ األقطار إال إليو من فاضل كعالم كشاعر ،فيحسن نزلهم كيبقوف لديو مدة إقامتهم،
كيقوـ بمؤنة ما يحتاجونو كيستخرج لهم من الخليفة ما يؤملوف من العطاء ،ككانت أيامو مواسم
ال تبرح األعبلـ من حضرتو للقراءة كالقراء ،ككاف يخلو بنفسو في الليل للمطالعة كالتعليق
لؤلبحاث ،كقضاء أغراضو ،ككاف ال يدخر شيئان كال يضع ما يصل إليو من الدراىم في كيس كال
صندكؽ بل ينفقها أك يضعها عند أحد أكالده لوقت الحاجة إليها حتى كاف ال يعرؼ مقدار
صرؼ القركش من الدراىم كال[ّّأ-ب] يشتغل بملبوسو كال مفركشو كال مركوبو كال يتأنق
فيها إنما شغلتو العلم كجمع الكتب ،كمطالعة األسفار ،كلقد أخبرني تلميذه شيخنا جماؿ الدين
علي بن إبراىيم بن عامررحمو اهلل [ٖٗ-أ]تعالى ،أنو كاف ال يترؾ القراءة ىو كإياه كىو في
(أصاب) أياـ الحرب ،كمبلقاة األبطاؿ ،ككاف ال يحب الظهور في شيء قليل االعتراض على
العلماء محسنان إلى الطلبة يصل محاكيجهم ،كيكسو عراتهم ،كيعينهم بالكتب ،كيهب لهم منها
ما يحتاجونو.
[مشايخو مشايخو]
كقرأ في الفقو على القاضي العبلمة حسين السياغي الحيمي ككاف يصفو بالملكة في الفقو
كبالذكاء ،كقرأ على كالده في النحو كاألصولين كالفقو ،كعلى المولى ىاشم بن يحيى الشامي
في كثير من العلوـ ،كعلى المولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم ،كالمولى محمد بن
زيد بن محمد بن الحسن في (العضد) كحواشيو ،ك(الكشاؼ) كحواشيو ،كغيرىا.
(ُ)ُّٖ/
كأسمع أكثر األمهات الست على الشيخ العبلمة عبد الخالق بن الزين المزجاجي بصنعاء،
كأجاز لو ،كممن أجاز لو الشيخ العبلمة أبو الحسن السندم كالشيخ العبلمة محمد حيوة
السندم(ُ) ،كالشيخ العبلمة محمد بن الطيب المغربي مع دخولو (مكة) للحج كعمو المولى
الحسن بن إسحاؽ ،ككاف لو اشتغاؿ كامل بضبط الكتب كتصحيحها كتقييد الشوارد ،كال يكاد
يوجد كتاب [َٔب-جػ] من كتبو إال كقد جرل عليو قلمو من أكلو إلى آخره ،كأخذ عنو كثير
من أىل عصره كغالب أىل بيتو في العلوـ حتى كاف ال يطلق عليو كالده كعمو إال شيخ األكالد،
كلو فوائد محررة ،كأنظار حسنة ،ككاف جيد النثر في المكاتبات.
[نماذج من شعره]
كلو شعر حسن يقولو بديهة لكنو كاف قليل الشغلة بو كبمطالعتو حتى قاؿ كالده المولى كجيو
الدين عبد الكريم بن أحمد :إنو منذ نشأ لم يعلم أنو أخذ ديواف شعر لمطالعتو ،ككتب إليو عمو
الحسن يعاتبو في ترؾ القراءة لؤلكالد بقولو:
كحقك ليس البخيل الذم
كلكنو عالم إف أتاه
كيغلق من دكنو بابو
كيأتي من العذر في رده
بمثل اشتغاؿ بأمر الزماف
مكارـ من حاتم عنده
حليف الندل كمخيف العدل
كفى أبناؤه أمر دنياىم
كدعول قصور بكل الفنو
يفوت المطوؿ إف مده
إلى نحو رافع طرفو
إليك صفي الهدل من بو
يساؽ الحديث بإسناده
يعنعنو حسن رافعان
عن العدؿ يحيى كعن إخوة
شكوا ملبلن منك عن قصدىم
كقالوا إذا ما نرد بحره
كبالرد دكف الورل خصنا
كمهما أتيناه في محفل
كيخرج مهما دخلنا كإف
فكم من نعاؿ لنا قيطٌعت
كنحن بنو العم لكنو
أبونا شقيق أبيو الذم
فليس لو من مداف سول
كإف كاف معتقبلن فهو ال
فلم يكن السجن عن ريبة
عليك بما أنت أدرل بو
ككل الدعاكل انتمت أنت ىاىنا
فأكضح لي األمر إني لما
أظني فيك كحقي عليك
كلي بك دكف بني أخوتي
كإني رضيتك في المدعى
بقيت كدمت لبذؿ الندل ...لنزر من الماؿ ال يبذؿ
طالب علم بو يبخل
كيدبر عنو إذا يقبل
__________
(ُ) انظر ترجمتو باألعبلـ (ٔ.)ُٕٖ-ُٕٕ/
(ُ)ُْٖ/
بما ال يليق كال يقبل
كذا باطل كلو مبطل
إذا جاد من مادر أبخل
كرب العلى األكرـ األفضل
كللدين قاؿ بني اعملوا
ف كفيها غدا باعو األطوؿ
كيقصر عن نيلو األطوؿ
غدا النجم كالبدر ال يكمل
اعتذار عن العلم ال يجهلبل يجمل
عليان كفي سوحكم ينزؿ
إلى من بو يكشف المعضل
لو ما بهم أحد يعدؿ
كميبلن إلى غير ما أملوا [ٗٗ-أ] (ُ)
نرد عطاشان كال ننهل
كللغير منو صفى المنهل
بنا ال يبالي كال يحفل
خرجنا إلى سوحو يدخل
كخيل حفت لم تزؿ تنعل
بما حاز من علمو أفضل
ىو البر في أىلو المفضل
أبينا كما مثل ذا يجهل
يعاب بو عند من يعقل
كسل صحة العقل كالمعقل
من الناس لوال ىول مذىل
أردت برمتها تنقل
عليك أدعوه لمستشكل
ىذا يخيب كذا (يهمل) (ِ)
مزيد اختصاص فبل تغفل
علي كلي حاكمان تفصل
كللعلم بحران لمن يسأؿ
[ظهور ساحر العدين]*
كجهز المهدم رحمو اهلل صاحب الترجمة في جيش كبير كذلك في سنة اثنين كستين كمائة
كألف إلى (حيس) لجهاد الساحر الذم ظهر بالعدين(ّ) (كجواز) (ْ) حيس ،كىو رجل يقاؿ
لو الحساس ادعى أنو من الصوفية فاستحوذ عليو الشيطاف ،فجمع لو من أىل ببلده كانضاؼ
إليهم مجاذيب من (أخداـ العدين) كمخاليف (شرعب) (ٓ)
__________
(ُ) كنهاية [ُٔأ-جػ] أيضان.
(ِ) في (ب) :يذىل.
(ّ) العدين :بضم ففتح فسكوف .سلسلة جبلية مترامية األطراؼ في الجهة الغربية الشمالية من
مدينة إب تشكل في أعمالها ثبلث مديريات.
…انظر لمزيد حوؿ الموضوع :معجم المقحفي (ِ.)َُُّ-ِٗ/
(ْ) في نشر العرؼ :كأطراؼ حيس.
(ٓ) شرعب و
كاد في القرب الشمالي من مدينة تعز على بعد نحو (َْكم) .كيشكل في أعمالو
مديريتاف شرعب السبلـ كشرعب الركنة.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ٖٓٗ/
(ُ)ُٖٓ/
كأظهر لهم أف الرصاص كضرب [ُٔب-جػ] السيوؼ ال تعمل فيهم ،فاجتمعوا إلى موضع
بقرب (جبل راس) ثم تقدـ عصابة إلى (العدين) ،كشاع في الناس عدـ قطع الرصاص فيهم
فهابوا ذلك كلما كصلوا العدين قتلوا من كجدكا فرماىم بعض العسكر فقتلت منهم كعند ذلك
انثالت عليهم العسكر فانهزموا كقتل منهم شيء كثير ،كبعد انهزامهم قصدكا (قلعة حيس) كلم
يكن عند العامل ما يردىم عن دخوؿ القلعة فدخلوىا كانتهبوا ما كاف فيها من الماؿ المحفوظ،
كقبضوا العامل ،كلما بلغ المهدم ىذه الوقائع جهز عليهم صاحب الترجمة في جيش كأنفذ
إلى األمير الماس عبد الرحمن عامل (بيت الفقيو) (ُ) يأمره بحفظ األطراؼ ،كبإنفاذ خيل
كرجل من عنده مع صاحب الترجمة ،ككاف قد اجتمع مع الساحر جمع عظيم كلما التقى
الجمعاف كانت الدائرة على أصحاب الساحر قتبلن كأسران ،كحملت الرؤكس إلى المهدم كقيل
ث أىتىى} الس ً
اح ير ىح ٍي ي كاختفى{كالى ييػ ٍفلً يح َّ إنها كانت فوؽ [ََُ-أ] أربعمائة ،كانهزـ الساحر
ى
[طو ]ٔٗ:كلم يزؿ صاحب الترجمة بػ(صنعاء) حتى تغير خاطره ألسباب فأكجب عزمو مغاضبان
للمهدم في سنة ثمانية كستين كمائة كألف فخرج من (صنعاء) خفية ىو كبعض إخوتو كبني
عمو إلى (جبل برط) (ِ) فلبث فيو أشهران ،ثم جمع جيشان من (بكيل) (ّ) كعزـ إلى (أصاب)
كضرب دراىم كاستبد بالببلد ،فجهز عليو المهدم األمير سليم بأجناد جرارة كحاصره بالقلعة،
كآؿ األمر إلى اإلصبلح ،كخرج السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي لتقرير أمر
الصلح كالشركط.
[كفاتو كمراثيو]
__________
(ُ) بيت الفقيو :مدينة مشهورة جنوب شرؽ الحديدة بمسافة (ٕٔ)كم.
…انظر :معجم المقحفي (ِ.)ُُِِ/
(ِ) جبل برط :بفتحات .جبل مشهور شماؿ شرؽ صنعاء .
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ُٓٓ/
(ّ) بكيل :إحدل قبائل اليمن كأكثرىا شهرة.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ُُٗ/
(ُ)ُٖٔ/
كتوفي المولى محمد بن إسحاؽ في خبلؿ ذلك كجعل إلى كلده صاحب الترجمة ما كاف ألبيو
من الببلد كغيرىا ،كرجع صنعاء مبجبلن معظمان كصار بها زينة للزماف كمحطان لرجاؿ األعياف،
كمفزعان من طوارؽ الحدثاف ،حتى توفاه اهلل تعالى في (شهر)[… )ُ( ]..سنة إحدل كتسعين
كمائة كألف (ِ) كقبره في خزيمة غربي [ِٔأ-جػ] صنعاء رحمو اهلل تعالى ،ككاف كالده المولى
محمد بن إسحاؽ قد فعل لبعض أكالده كمنهم صاحب الترجمة أعراسان عظيمان ،ككاف المولى
إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كعمو المولى الحسن بن إسحاؽ في الحبس ففعبل إلى المولى
محمد ىذه القصيدة البديعة:
لقد قيل لي أبناؤؾ اليوـ أعرسوا
كقد ضربوا دكف العرائس بالسجف
كقد قرنت األعراس بالييمن كانثنت
ببهجة األياـ مائسة العطف
كقد زخرفت فيو القصور كنوعت
بو فرش في الحسن جاءت على كصف
كقد (رصعت))فيو األرائك حولها
كراسي لؤلفراح محكمة الرصف
كقد زينت للناظرين كأيظهرت
نمارقها لطف الوصائف بالصف
كقد نزلت فيها الغواني كحركت
معاطفها الغزالف لؤلنس بالزؼ
كقد أبرزت معنى السركر كأعلنت
على جهة الترخيص بالغرض المخفي
كقد أطلعت فيها الشموع لمن يرل
نجوـ فخذ عنها الحديث من الطرؼ
كقد أشرقت من حسنو األرض كاكتست
من النور ثوبان قد جلى ظلمة السدؼ
كقد نشرت فيو المجامر مطرفان
فبلذت بو األبصار من خشية الخطف
فطرت سركران عند ذاؾ كلم أجد
سبيبلن لمقصوص الجناح إلى األلف
كضقت بذا ذرعان كلم أر شافيان
لمثلي سول التفصيل من شقة الوصفشقة الوصف[ّْأ-جػ]
كما الجهل باألشياء إال مضرة
لذا الكتب باألقبلـ من دائها يشفي
أنبام أنبايا العماد كصنوىوصنفوا
لقد كتب ى
إلي بما يغني اللبيب كما يكفي
كقد رفعا عني الحجاب كأبديا
بذلك ما كاف البعاد لو يخفي[َُُ-أ]
كقد حققا األطراؼ حتى كأنني
أشاىد ىاتيك المشاىد بالطرؼ
__________
(ُ) ما بين [ ]......بياض في أصولي .كشهر ساقط في (ب).
(ِ) توفي يوـ الجمعة سادس كعشرين جمادل اآلخرة سنة (ُُُٗىػ).
(ُ)ُٖٕ/
(ُ)ُٖٗ/
(ُ)َُٗ/
كمدت شباؾ الصفح فيها األصابع
منها:
كقد كردت نفسي من العفو أبحران ...كمدت شباؾ الصفح فيها األصابع
كىي أكثر من ىذا تركناىا اختصاران[َُْ-أ] .كلو:
جعل العذار العذارل على صفيحة خده
كأرل سبلسلو شباكان مدىا ...سوران لماء الحسن كيبلن يطفحا
ليصيد قلبان عن ىواه ما صحى
كلو فيها التوجيو كاللف كالنشر:
أفدم الذم حاز الجماؿ كلو
ضوء النهار كالزىور كالشفاء
كخلقو إذا طلبت شرحو ...كلم يدع للغيد منو بقية
في كجهو كخده كالشفة
خذه عن النسيم كالحديقة[ّٓأ-ب]
كربما يأتي لو شيء من الشعر في ترجمة كالدنا العبلمة جماؿ الدين علي بن الحسن الحوثي
رحمو اهلل مما دار بينهما في المكاتبات ،كاهلل الموفق للصواب.
[(ِّّْ)/أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم الصنعاني]* (ُ)
(َُُُُٕٖٓ-ىػ...ُْٕٓ-...ُٔٗٓ/ـ)
[نسبو كنعتو]
المولى أبو عبد اهلل صفي الدين أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم أحمد بن الحسن بن
جم الفضائل زينة العلماء العاملين كاألذكياء
المنصور ،العبلمة الجليل المتقن المتفنن الزاىدٌ ،
المحققين ،قرأ في العلوـ العقلية كالنقلية ،كدرس في الفرعية كاألصلية ،كالزـ اإلقراء كاإلفادة
مع كماؿ التفهيم للطلبة كحسن الخلق اليشتغل إال بما يعنيو ،ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ :ىو
زينة العصر كفرد الدىر نشأ طالبان للعلوـ مبلزمان لطاعة الحي القيوـ ،فبرز في كل فن كىو اآلف
كما قاؿ ابن حجاج (ِ)
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،الثغر الباسم (خ) ،ملحق البدر الطالع (ُِ) نشر العرؼ
(ُ،)ُٔ-ُٖ/مصادر الفكر للحبشي (ُٓٔ ،)ُٔ،معجم المؤلفين (ُ .)ُٓٗ/مؤلفات
الزيدية (ُ ،)َْْ،َْٓ/تأريخ اليمن ألبي طالب (ْٓٓ ،)ّْٕ،أعبلـ المؤلفين الزيدية
ص(ْٖ) ترجمة (ْٗ) ،الركض األغن (ُ،)ُّ/
(ِ) ىو الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج النيلي البغدادم أبو عبد
اهلل .شاعر فحل توفي سنة (ُّٗىػ).
…انظر :األعبلـ (ِ ،)ُِّ/سير أعبلـ النببلء (ُٕ.)ٓٗ/
…كفيات األعياف (ُ.)ِٕٔ-ِْٕ/
(ُ)ُُٗ/
ككاف يتجنب مخالطة الدكؿ مع قرب النسب ،كلو حواش على (شرح الغاية) في األصوؿ
كحواش على (شرح العمدة) كعدة رسائل كجوابات مسائل.
قاؿ القاضي أحمد قاطن( :ككاف صاحب الترجمة يفتي أف المحبوس إذا أقر بشيء حبس
ألجلو ال يصح إقراره كال يحل الحكم عليو مثل أف يدعي عليو شخص أنو أخذ عليو ماالن من
حرز فينكره فيحبس للتهمة فيقر ليخلص من الحبس فإقراره غير صحيح؛ ألنو مضطر إلى
اإلقرار مكره كال يلزمو غرامة كال قطع عليو.
قاؿ القاضي :كلقد شاىدت في [ٓٔب-جػ] الحبس من يدعى عليو دين فيقر بما ليس في
ذمتو ليتخلص منو كظهر لي ذلك مع طوؿ إقامتي فيو)(ُ) .انتهى كبلـ القاضي.
قلتّٓ[:ب-ب](ِ).
[مولده ككفاتو]
ككاف مولد صاحب الترجمة في سنة سبع كمائة كألف كتوفي سنة ثماف كخمسين كمائة كألف
بعد عوده من الحج ،كرثاه ىو كشيخو المولى ىاشم بن يحيى رحمهما اهلل المولى إسماعيل بن
محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل تعالى؛ ألف موتهما كاف في شهر كاحد كمستهل المرثية:
مصاب بو غرب المدامع محلوؿ
كبيت الهنا في القلب بالحزف محلوؿ
كخطب لديو الصبر عز كإنما
على عصمة التقول رجوع كتعويل
كأظلم أفق الفضل بعد ضيائو
فثوب األسىمن ظلمة الخطب مسدكؿ
منها في ذكر صاحب الترجمة:
كزاد التهاب الخطب في الناس شدة
بتلميذه إذ كاف في األمر تعجيل
صفي الهدل المحمود أحمد من رقى
إلى مرتقى ما غيره عنو مسؤكؿ
كسار إلى البيت العتيق بأىلو جميعان
فشمل الخير بالجمع مشموؿ[َُٔ-أ]
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ِ) ترؾ حوالي أربعة أسطر في النسخة (أ) بياضان بعد اللفظ نحلت .كفي (جػ) قدر أربع
كلمات.
(ُ)ُّٗ/
(ُ)ُْٗ/
ككاف صهره كرفيقو كصديقو كممن ترجم لو خالو المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ :ىو غرة في
كجو الزمن ،كحسنة من محاسن اليمن ،أحاطت بو خصاؿ الكماؿ إحاطة الهالة ببدر الكماؿ،
فشعره في الذركة العلياء من اإلجادة ،كأدبو أدب األذكياء ذكم النقادة ،يقصر عن كصفو قلمي
كلساني ،كيضيق صدر ىذه األكراؽ عن التعبير بما اشتمل عليو من جبلؿ قدرة جناني ،كلو
معرفة في العلوـ تضاىي عظم جبللو ال سيما في علم الحديث ،كنقد رجالو [ٔٔأ-جػ]
كفوائده أغزر من الوسمىي كالولي.
[مؤلفاتو](ُ)
منها شرح مجموع اإلماـ زيد بن علي فلقد شرح بذلك صدكر الصدكر ،كاستحق التصدير بما
رقم في تلك السطور ،كدار مع الحق حيث يدكر ،خرج ما فيو من األحاديث كأسندىا كنسبها
إلى كل را وك وْمن األمهات ،كشيدىا ثم أطنب في مدح الكتاب حتى قاؿ :تفرد بهذا التأليف
الشهير ،كاجتمع لسماعو الكبير كالصغير ،كسماه (فتح العلي في تخريج مجموع اإلماـ زيد بن
علي) لم يأت الزماف بمثلو كال يدعي أحد التقدـ عليو لفضلو ،فهو في الحقيقة مسند أحمد
كفي مجاز الطريقة علم آؿ محمد ،كما أحسن قولو حيث قاؿ في مسانيد اآلؿ:
كحديث طو قد ركتو عصابة
كىم السفين إلى النجاة كحالهم
إف الركاة مطارؽ كىم لها ...من آلو كسبللة اإلبريز
بالصدؽ يعرفو ذكك التمييز
ال شك كالتفويف كالتطريز[َُٕ-أ]
كلو اآلثار الحميدة ،كالمناقب المشيدة ،كىو ذك محبة للقرابة مع حسن طوية في الصحابة،
يركم فضائلهم كيعتقدىا ،كيحدث عن مناقبهم كال يجحدىا ،كىي طريقة اإلماـ يحيى بن حمزة
كمن سلف من األعبلـ (ِ) ،انتهى كبلمو.
قلت :كقد اختصر أيضان (فتح العلي) في مجلد ضخم سماه :النص الجلي كىو كتاب مفيد
جدان.
__________
(ُ) لمزيد حوؿ مولفاتو انظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ.)ُِٔ-
(ِ) الثغر الباسم (خ).
(ُ)ُٗٓ/
كممن ترجم لو القاضي أحمد قاطن فقاؿ في تحفتو(( :ىو المحقق الفاضل [ّٔأ-
ب]كاإلنساف الكامل ،إماـ العلوـ كمحقق الرسوـ ،كالفايت أىل الزماف في سبلمة الصدر
كالتقول كاإليماف المحمود الخصاؿ ،المتفرد بخصاؿ الكماؿ ،الكامل العناية في تخريج
األحاديث النبوية ،السالك مسالك أىل الزىد بين البرية ،النقاد لرجاؿ الحديث بذىنو الوقاد
كفكره الصادؽ فيما شملتو مصنفات أىل االنتقاد ،كتمييزه بين الصحيح كالسقيم كالمعوج منها
كالمستقيم ،لم يزؿ مشغوفان باإلقراء كالقراءة كالنسخ كالتأليف ،كشعره في الذركة العليا من
الببلغة كالقبوؿ ،كحسن السبك كالجزالة كاللطف كالرقة ثم قاؿ :كىو من أىل اإلنصاؼ المائل
عن طرؽ الجور كاإلعتساؼ ،كممن يميل مع الدليل أين ماؿ ،كمن أىل الزىد كالورع [ٔٔب-
أ] في الدنيا ،كىذه القصيدة تدؿ على ما قلناه كىي)ُ(:
أيها القاصر الفعاؿ(ِ) على اللهو
قد أتاؾ المشيب فيو من اهلل
فاترؾ اللهو جانبان كاحتشمو
إف سكر الشباب لم يبق منو
قد تولى ريعانو كىو ليل
أضبلؿ من بعد أف كضػ
ضحك الشيب فيك فابك خطا
ليس خمسوف حجة بعدىا عزؼ
فاتق اهلل إف تقواه خير الزاد
ذىب المتقوف هلل بالعز
كاتبع في الورل الذين قفوا أحمػ
سلكوا نهجو القويم فللحػ
مذىب سول الخبر المػ
ه مالهم
نصركه كىاجركا السوء حتى
فهم في المهاجرين إذا ما
كرثوا علم من ٌتوفى كلم يورث
كعلوا ذركة المحامد إذ كانوا
فهم العسجد المصفى ككل الناس
ي
طران
كىم الرأس كالعوالم ٌ
كىم لؤلناـ إف أظلم البا
كم جلوا رين بدعة حين ثاركا
فإليهم يسار من كل قطر
كعليهم من بعد أحمد كاآل ...ألما يئن لك اإلقصار
إليك اإلعذار كاإلنذار
فهو ضيف قراه منك الوقار
بعد صحو المشيب إالٌ الخمار
كأنار القتير كىو نهار
ػح الصبح لرائيو فاستباف المنار
ياؾ كاقلل فحتفك اإلكثار
__________
(ُ) تحفة اإلخواف لقاطن (خ) ،نشر العرؼ (ُ.)َُّ/
(ِ) في (جػ) :أكرد الناسخ أماـ اللفظ :المقصر كأتبعو بالحرؼ (ظ) أم ظنا.
(ُ)ُٗٔ/
(ُ)ُٕٗ/
كقرأ في علم الحديث على جماعة منهم :صاحب الطبقات المولى العبلمة إبراىيم بن القاسم
بن المؤيد محمد بن اإلماـ القاسم (ُ) ،ككاف صاحب الترجمة إمامان ضابطان في علم الجرح
كالتعديل كمعرفة الرجاؿ ،أخبرني المولى شيخ اإلسبلـ برىاف الدين (ِ) حفظو اهلل عن كالده
شيخ اإلسبلـ الوجيو (ّ) أنو كثيران ما يسألو عن بعض رجاؿ الحديث الذين ليس لهم شهرة
فيذكر صاحب الترجمة نسب ذلك الرجل كأحوالو كزمانو كما قيل فيو ،كمن خرج لو حتى كأنو
مشاىدان لو.
[مولده كفاتو]
ككانت كالدتو في سنة إحدل عشرة كمائة كألفُُُُ(.ىػ)
كتوفى ليلة الخميس (ِٓ) شهر جماد اآلخرة سنة إحدل كتسعين كمائة كألف (ُُُٗىػ)
توفى في (الركضة) كحمل إلى (صنعاء) كقبره في (خزيمة) (ْ) رحمو اهلل تعالى.
[نماذج من شعره]
كمن شعره في الوعظ قولو:
فيما التواني كالهدل العجل
أمل على أمل ككم أمل
إف كنت تأمل أف تعيش غدان
ماىذه الدنيا بدار بقاء
ال تطمئن إلى زخارفها (ٓ)ال تطمئن إلى زخارفها
كاسلك مسالك معشر لهم
كاعلم فإف الجهل منقصة
كانظر إليك بعين مفتق ور
كاجعل رجاؾ في اإللو غدا
ال حوؿ إال باإللو كال ...كإلى متى التسويف كاألمل
قد حاف دكف بلوغو األجل
فلقد أردت الخلد يارجل
كل امرئ منها سينتقل
إف المقيم بها لمرتحل
دار المقامة من غد نيػ يزؿ
كاعمل فاف ليبابو العمل
فالنفس فيها الزيغ كالخطل
سببان بو األعماؿ تتصل
__________
(ُ) ترجمة المؤلف سابقان.
(ِ) أم إبراىيم بن عبد القادر السالف الذكر ترجمة (ُ).
(ّ) ىو عبد القادر بن أحمد الكوكباني ستأتي ترجمتو في الجزء الثاني.
(ْ) مقبرة خزيمة :مقبرة قديمة تقع بالعاصمة صنعاء بالقرب من باب اليمن كلها تأريخ كقد قبر
جل علماء اليمن خبلؿ القرف الحادم عشر كالثاني عشر الهجرم كىي اآلف محفوفة بسور
كقد أخذت بعض أرضها بعد عاـ ُِٔٗـ كإالٌ فكانت تصل ميداف التحرير شماالن كباب اليمن
شراقان كبعض أجزاء الصافية جنوبان.
(ٓ) نهاية [ٕٔب-جػ].
(ُ)ُٖٗ/
(ُ)ُٗٗ/
(ُ)ََِ/
كلو مجيبان على عم كالدم السيد العبلمة جماؿ الدين علي بن الحسن الحوثي اآلتي ذكره إف
شاء اهلل.
لبياض (ُ) الطبلء كسود الحدؽ
كأحور يرنو بنبالو
يقوؿ فؤادم إذا ما رنى
كيعجبني أنني لم أشم
كألقى لو أثران في الحشا
كيذىلني سحر ألحاظو
جعلت لو مقلتي منزالن
أرض سكناه في مهجتيكلم ى
فسبحاف من صاغو فتنةن ...لجسمي كعيني الظنا كاألرؽ
كتبسم عن لؤلؤ في نسق
رمى كيقوؿ عيوني رمق
سهامان كاف دمان لم يرؽ
فاعلم أف فؤادم صدؽ[ٗٔأ-جػ]
فاحسبو باطبلن كىو حق
فمن أجل ذا (جفنهجفنها)(ِ) ما انطبق
ألني خشيت عليو الحرؽ
كحملني منو ما ال أطق
كلو مجيبان على المذكور أيضان)ّ(:
حديث غرامي مستفيض مصحح
ىل الوجد إال لوعة تحرؽ الحشا
كريم حكتو العين جيدان كمقلة
القلب مرعى كالمدامع مورد
ى لو
سلول عنو باللوـ عاذليًعاذؿ
يركـ ٌ
يفوه بعذؿ كىو صاح من الهول
أأفرؽ من سكر الغراـ بأىيف
كلو ىب من نوـ الجهالة عاذلي
ألبصر شمسان يهتدم بضيائها
جماؿ الهدل كافى نظاـ النظاـ مهذب
كأف سبلؼ الراح أحرؼ رسمو
كال غرك منشيو كناسج كشيو
شرفت قدرم بمدحو
ي نظاـ بو
كما كنت أىبلن للمديح كللثنا
ألنت زىير في القريض كأنت من
مقامك يحوم المكرمات كأىلها
فكم لك من يوـ أغر محجل
غدكنا بو في ظل جودؾ كارفان ...ركتو جفوني كىي بالدمع تجرح
بنار كدمعي في ثرل السفح يسفح
كلكنو في العين أحلى كأملح
يعني المعنى إذ يغن كيسفح
العذؿ أجنح
كلست إلى مانمق ي
كقلبي من سكر الصبابة يطفح
كأعطافو من نشوة تترنح
يمسح[ّٕب-بّٖ-أ]
كراح بعين من كراىا ٌ
كأيقن أف العذؿ في الحسن يقبح
الصب يسلوا كالحزين يركح
ٌ بو
فمن أجل ذا ممليو يشدك كيشطح
إماـ لصدر العلم بالفهم يشرح
تمنتتمت بنشر طيو المسك ينفح
كلكنما مثلي لمثلك يمدح
ممدحو أندل يمينان كأسمح
فقد صار عنو الفضل ال يتزحزح
بو عن ذنوب الدىر يعفو كيصفبو عن ذنوب الدىر يعفو كيصفح ح[ٗٔب-جػ]
__________
(ُ) في (جػ) :بياض.
(ِ) في (أ) :جفنها.
(ّ) نشر العرؼ (ُ.)ُّْ/
(ُ)َُِ/
(ُ)َِِ/
(ُ)َِّ/
(ُ)َِْ/
(ُ)َِٓ/
(ُ)َِٔ/
المولى شمس اإلسبلـ أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين (ُ) بن عز الدين بن الحسن بن
محمد بن صبلح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليماف بن أحمد بن اإلماـ
الداعي إلى اهلل يحيى بن المحسن بن محفوظ بن محمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن
الحسن بن األمير عبد اهلل بن اإلماـ المنتصر ،محمد بن اإلماـ المختار القاسم بن اإلماـ
الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم ((يحيى بن الحسين)) (ِ) عليهم السبلـ كبقية نسبو
تقدـ[ُُٔ-أ].
[نعتو كمولده]
ىو إماـ العلوـ كجبل الحلوـ ،ذك التحقيقات الباىرة كاألنظار الحسنة ،فخر المتؤخرين أقضى
قضاة المسلمين المعركؼ بالشامي ،كلد في سنة خمس كتسعين كألف ،كنشأ بصنعاء نشأة
سلفو من أىل البيت من الديانة كالنجابة كالصبلح كطلب العلوـ حتى اشتهر بين الناس
بالصبلح كالعفاؼ كالورع.
[مشايخو مشايخو كمقركءاتو]
كقرأ على المولى زيد بن محمد بن الحسن بن المنصور ،كعلى كلده المولى محمد بن زيد،
كعلى المولى ىاشم بن يحيى الشامي ،كعلى المولى صبلح بن الحسين األخفش حتى حقق
النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوليين ،كالمنطق ،كالحساب ،كالفقو ،كالتفسير ،كأخذ علم
(القراءات) (ّ) على المحقق صالح (بن علي)(ْ) اليماني ،كأخذ علم الدراية كالركاية عن
شيخو العبلمة الحسين بن أحمد زبارة ،كأخذ علم الركاية فقط على الشيخ عبد الخالق بن
الزين المزجاجي في كفادتو إلى صنعاء سنة اثنتين كخمسين كمائة كألف بطريق السماع كاإلجازة
العامة.
__________
(ُ) علق ناسخ النسخة (أ) بقولو :لعلو أحمد بن الحسين بن محمد بن صبلح إلى آخر
النسب ىكذا كجدتو في مشجر نسبهم كاهلل أعلم.
(ِ) ما بين (( )) من المحقق.
(ّ) في (ب) :الفرائض.
(ْ) ما بين ( ) ساقط في (ب).
(ُ)َِٕ/
كلما حج في سنة [……](ُ) أخذ عن علماء الحرمين الشريفين كالشيخ محمد بن الحسن
العجمي كالمسند سالم بن عبد اهلل البصرم(ِ) ،كالمحقق محمد حيوة السندم ،كالعبلمة
محمد بن الطيب المغربي المدني ،كالشيخ محمد الدقاؽ كلهم بالسماع ألكائل األمهات
الست كاإلجازة لسائر الكتب في الفنوف ،كاثنوا عليو فيما كتبوا لو من اإلجازات ثناءن عظيمان
كمدحوه مدحان كثيران ،كأجاز لو السيد العبلمة يحي بن عمر بن مقبوؿ األىدؿ الزبيدم،
كالقاضي طو بن عبد اهلل السادة الجبلي كغيرىم.
[من أخذ عنو]
__________
(ُ) ما بين [ ] بياض في اصولي.
(ِ) في (ب):المصرم .قلت كىو سالم بن عبد اهلل البصرم المكي توفي بمكة يوـ
(َُُِٔ/ُ/ىػ).
…انظر :نزىة الفكر (ِ )ٗ/ترجمة ُٖٓ).
(ُ)َِٖ/
كأخذ عنو جماعة كالقاضي أحمد قاطن كما سيأتي في ترجمتو ،كالسيد يوسف بن الحسين
زبارة ،كالفقيو العبلمة العامل حسين بن علي العوامي ،ككانت طريقتو في اإلفادة كطريقة شيخنا
البرىاف ،كقد ذكرتها في ترجمتو من أنو يورد الكبلـ على التلميذ فإف أشكل عليو أك فهم غير
المراد استفسره كعد نفسو كالمتعلم فإف يكن قد فهم المراد قرره كإف يكن فهمو قاصران كلمو
أك ينقلب عليو الخوض فهمو مراد المصنف على أسلوب ليس فيو تغليظ كال تغليط ،ثم ال يمل
المراجعة كال يحتد لو طبع كال يعتريو كبر بل إف ظهر الحق مع المراجع لو رجع إليو كصرح لو
بأف الحق ما قالو كإف أشكل البحث راجعو كقرره في موقف آخر [ُُٕ-أ] فإذا كاف الحق
مع تلميذه (أعلى) بأف البحث الفبلني الحق فيو ىو ما فهمتو أنت منو ،كنحن غلطنا أك حصل
معنا تركيب أك نحو ذلك ،كإذا رأل أنو قد أتعب تلميذه أدنى تعب ،استعطفو كاعتذر إليو بل
ىذا حالو مع فتيانو كمماليكو ،ككاف عمو السيد العبلمة علي بن الحسين الشامي متوليان أكقاؼ
صنعاء ثم كليها بعده كالده العبلمة [ّٗب-ب]عبد الرحمن بن الحسين الشامي ،كلما جاءت
الدكلة المتوكلية أرسل المتوكل القاسم بن الحسين لصاحب الترجمة كرغبو في أف يكوف بنظره
من قصد من الفقراء كاألغراب من تهامة كغيرىا ،فساعده على ذلك كعمر لو بيتان ليستقل
بنفسو ،ككاف يرسل إليو بالكسوات الكثيرة المتنوعة ،كيفوضو فيها و
لكل بما يليق بو كيرسل إليو
بشيء كاسع من الدراىم يفرقو على الواصلين ،ككاف مثلو في ىذه الوظيفة الفقيو علي بن أمير
الدين ،كىو أيضان من الصالحين.
[األعماؿ الموكلة إليو]
(ُ)َِٗ/
ثم قلد صاحب الترجمة القضاء بصنعاء ككاف أحد أعياف حضرتو كرؤكساء أعبلـ دكلتو ،كاستمر
ذلك إلى أف جاءت الدكلة المنصورية فزاد حظو كعظمت رياستو ،كجعل بنظره القضاء في
جميع البلداف ،كالنظر في المظالم ،ككاف كثير القياـ في دفعها كإعانة المظلوـ كإنقاذه بحسب
الحاؿ ،ككاف أيضان شديد التحرم في الدماء كيقوؿ :إف التدارؾ في األمواؿ ،كالتعزير كالحدكد
كغيرىا مما يمكن بخبلؼ الدماء ،ككاف يعتني بدفع الضرر أكثر من جلب النفع ،ككاف الوزراء
آؿ راجح يميلوف عنو كيتتبعوف ما يجدكنو بو سبيبلن إلى ميل المنصور عنو ،كنكبو أيامان يسيرة
كصادرىة [……](ُ) آالؼ قرش ،ثم أعاده إلى أعظم من حالو األكؿ لعدـ كجود من يقوـ
مقامو كيجمع [ْٕب-جػ] أكصافو الحميدة من العقل كالرصانة كالعلم كحسن التدبير كجودة
الرأم كالدىاء ،كإصابة المشورة كالدين المتين ،كالتأني كالحلم كحسن الخلق كالببلغة في
اإلنشاء كالخط الحسن العجيب ،كالكماالت الكثيرة[ُُٖ-أ] ككاف عند المنصور عظيم
الجاه مقبوؿ النصيحة ،نافذ الكلمة ،معظمان مبجبلن ،مساعدان على ما يركنو من المعاكنة ،كعلقو
بأعماؿ كثيرة ،ككذلك كاف عند المتوكل ،كلم يزؿ على حالو الجميل حتى جاءت الدكلة
المهدكية فسعى في التدبير كبذؿ النصيحة كالمعاكنة حتى استقاـ الحاؿ ،ككاف قد كبر سنو
كرأل أف الوزير صفي الدين النهمي مما يطمئن بو خاطره لما ىو عليو من صدؽ اللهجة كمحبة
الخير كتأثيرما يطابق مراد اهلل تعالى ،فكاف صاحب الترجمة ال يتصل بالمهدم إال يوـ الخميس
من الوعد (ِ) فقط فيقضي أغراضو كيسعى في نفع المسلمين كالمناصحة ،ككاف يغلظ
للمهدم في القوؿ كالمهدم يعظمو غاية التعظيم ،كيتلقى أقوالو بالقبوؿ كيعمل بنصائحو
كمشوراتو ،ككاف يحذره من المسارعة في قتل النفوس كمن التعرض لئلجبار كاألكقاؼ كيقوؿ:
إف من تعرض لها سلب اهلل عنو الملك ،ككاف يقوؿ :لوال أف في بقائو في التعليقات
__________
(ُ) بياض في أصولي.
(ِ) أم من األسبوع.
(ُ)َُِ/
بالدكلة(ُ) مصلحة دينية من تقليل المفاسد لما بقي فيها لحظة كاحدة ،كمع ىذا فاألمر خطير
ما يدرم اإلنساف ما حالو عند اهلل؛ ألنو قد يرل أف المظلوـ سيأخذ مالو كلو فيشير بأخذ بعض
منو كيرل أنو سيضرب فيقوؿ :يكفيو الحبس يرل يراد (دفع) المفسدة الكبيرة بما ىو دكنها،
كعاتبو المنصور يومان فقاؿ :إني قد جعلت إليك تقليد الحكاـ قضاء البلداف ،كأنو بلغني أنك
تولي من ال يعف (عن) أمواؿ الناس ،فقاؿ لو :الناس صنفاف ،فالصنف األكؿ الذين يفركف من
الدكلة كما يفركف من األسد كالسيد صبلح األخفش كالفقيو إبراىيم بن خالد العلفي كنحوىما،
فهؤالء ال يرضوف بالدخوؿ في أعماؿ القضاء أصبلن أبدان [ٕٓأ-جػ] .
كالصنف اآلخر سائر الناس على اختبلؼ مراتبهم كإني
[َْأ-ب]أتوخى منهم من غلب خيره على شره ،ككاف إذا رأل منكران لم يمكنو مباشرتو بنفسو
أشار إلى البدر األمير بالمناصحة فيو كاإلببلغ إلى الخليفة ،ككاف الخليفة إذا كرد (إليهعليو)
(ِ) شيء من الرسائل أك الواردات [ُُٗ-أ] الدينية بادر إلى اإلرساؿ لصاحب الترجمة
كأطلعو عليها ،فيعرفو بما يحسن كيشير عليو بالصواب ،ككاف يتم لو ما أراده من األمر
بالمعركؼ كالنهي عن المنكر لحسن تدبيره كلطيف صنعو كجودة رأيو.
ككاف كاسطة العلماء األعبلـ ،كاألغراب الوافدين في قضاء أغراضهم ،كالسعي في مصالحهم؛
ككاف كثير اإلجتماع بالمولى ىاشم بن يحيى الشامي.
__________
(ُ) في (أ) :الدكلة :قلت كالمعنى بقائو بوظيفة الدكلة.
(ِ) في (أ) :عليو.
(ُ)ُُِ/
ككل كاحد منهما قرأ على اآلخر ،كمحاسنو كثيرة كيضرب المثل بببلغتو كحسن مسلكو في
الرسائل كالجوابات كميلو إلى اإليجاز مع الوفاء بالمعنى المراد ،كتعلم رشاقة الخط كحسنو
على بني دغيش ككاف شديد اإلحتماؿ لمن آذاه كتحمل المكركه لمن ناكأه ،كال يقابلو إال
باإلحساف إليو كقضاء حوائجو ،كأرسل لو بعض أعدائو بتمر مسموـ فأسهلة بطنو نحو سنة ثم
كقاه اهلل منو ،كلم يظهر ذلك ألحد ،كلو مناقب جمة كفضائل كثيرة.
كخطب أيامان بجامع صنعاء بعد البدر األمير كما سيأتي سبب ذلك في ترجمتو ،ثم سعى في
جعل الخطابة للسيد العبلمة يوسف بن الحسين زبارة رحمو اهلل تعالى نيابة عنو ككاف صهره؛
ألف صاحب الترجمة تزكج بالشريفة خديجة بنت الحسين زبارة ،كلم يخلف إال بنتين فقط.
[كفاتو]
ككانت كفاتو في شهر جمادل اآلخرة سنة اثنين كسبعين كمائة كألف ،كدفن في خزيمة كقبره
مشهور مزكر رحمو اهلل تعالى.
كلم يكن يحسن نظم الشعر ،كأما انتقاده األشعار فأمر باىر كلو في النثر اليد الطولى (كاهلل
تعالى الموفق) (ُ) .
[( )(ْٓ )/أحمد بن زيد بن محمد الصنعاني]* (ِ)
(َُُُُِٕٖ-ىػ ُُٕٕ- ُٔٗٔ/ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى صفي الدين أحمد بن زيد (ّ) بن محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم ،كبقية نسبو تقدـ
كسيأتي ذكر أبيو كأخيو في موضعو.
[مشايخو مشايخو ككفاتو]
قرأ صاحب الترجمة على أبيو كغيره[ٕٓب-جػ] ،ككاف محققان في النحو كالصرؼ كالبياف
كالمنطق كاألصوؿ ،كقرأ في الحديث ،كلو عناية بالنقل كالضبط ،ككاف حسن األخبلؽ متواضعان
جليبلن كتوفي في شهر شواؿ سنة ُُُُِِٖٖىػ[َُِ-أ].
[(ّْٕٔ )/أحمد بن محمد المصطكا]** (ْ)
__________
(ُ) ما بين ( )) ساقط في (ب) .كترؾ الناسخ بعد اللفظ ىذا قدر سطرين بياضان.
(ِ) تهذيب الزيادة لتاريخ األئمة السادة للعابد(خ) ،كفيو أف كفاتو في صفر سنة (ُُّٖىػ)،
نشر العرؼ (ُ.)ُّٕ-ُّٔ/
(ّ) في (جػ) :أحمد بن محمد بن الحسن.
(ْ) نشر العرؼ (ُ )ِِٗ/عن ماىنا.
(ُ)ُِِ/
(ُُْٗ-...ىػ...ُّٕٖ-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى صفي الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم ،ىو
األجل األكحد الكريم ،أحد األعياف ،ككاف يلقب بالمصطكا لبياض كجهو.
[نعتو ككفاتو]
ككاف في الكرـ آية باىرة ،حسن األخبلؽ ،شديد التواضع ،عارفان باألدب ،حافظان للتاريخ ،لو
مشاركة في العلوـ كمحبة لؤلعياف ،ككلي ديواف الحساب ،ككاف المنصور خالو ،فجعلو من
جملة أكالده في الرتبة كالمبلحظة كتوفي سنة أربع كتسعين كمائة كألف.
[(ّْٕٗ )/أحمد بن الحسن حميد الدين الكوكباني]* (ُ)
المولى صفي الدين أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين بن
المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين بن شمس الدين بن المهدم كبقية نسبو تقدـ(ِ).
[( ْٖ )/أحمد بن صبلح بن يحيى الخطيب ]* (ّ)
(ُُُُّٕٗٔ-ىػُِٕٖ-ُِّٕ/ـ)
[اسمو كنسبو]
موالنا شهاب الدين أحمد بن صبلح بن يحي بن صبلح بن يحي بن الحسين بن علي بن
اإلماـ المتوكل شرؼ الدين ،كبقية نسبو تقدـ (ْ)؛ كسيأتي ذكر كالده في حرؼ الصاد ككاف
يعرؼ [ٕٔأ-جػ] بالخطيب.
[نشأتو كمشايخو مشايخو]
__________
(ُ) ممن أنفرد المؤلف بترجمتو.
(ِ) نهاية [َْب-ب]-ُُِ[ ،أ] ،كقد تركت بقية الصفحة (ُُِ-أ) بياضان بغرض
إكماؿ الترجمة إالٌ أنو لم يكملها إذ خرمتو المنية قبل إتمامها بل كإتماـ الكتاب أيضان .على
شرطو .كقد ترؾ بعد اللفظ تقدـ في (جػ) قدر ثمانية أسطر بياضان.
(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) ،درر نحور العين (خ) ،البدر الطالع (ُ ،)ُّْ/معجم
المؤلفين(ُ ،)ِْٓ/ىدية العارفين (ُ ،)ُٔٓ/مؤلفات الزيدية (ُ،)ُٕٗ،َِِ،ِٓٓ/
(ِ ،)ُُ،ٖٓ،ٖٔ/الجامع الوجيز (خ) مصادر الحبشي (ِّّ) ،نشر العرؼ (ُ-ُّْ/
ُْٔ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِِ ،)ُِّ-ترجمة (ّٗ) الركض األغن (ُ.)ْٔ/
(ْ) تقدـ بقية النسب في الترجمة (ُ).
(ُ)ُِّ/
نشأ صاحب الترجمة بػ(شباـ) ،كقرأ على كالده ثم رحل إلى (صنعاء) فقرأ على المولى أحمد بن
إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم المقدـ ذكره ،كالزمو كتخرج بو ،كأخذ عنو علمي المعقوؿ
كالمنقوؿ حتى بلغ في العلم ما ال يلحقو فيو غيره ،كاعتنى بالتفسير كالحديث ركاية كدراية،
كنظر لنفسو كعمل بما أدل إليو اجتهاده ،كعلق األنظار الحسنة ،كجانب أرباب الدكلة ،ككاف
يعظ من يتصل بو منهم على كجو لطيف ،ثم عزـ على أف ال يأكل إال من الحبلؿ الطلق الذم
ليس فيو شبهة ،ثم اعتزؿ عن الناس مدة كانغلق في بيتو كماؿ إلى التصوؼ ،ككاف يتردد بين
(صنعاء) ك(شباـ) يسير الليل دخوالن كخركجان ال لغرض ،كاشتغل بو كثيران من الناس كادعوا أنو
يكاشفهم ،كاستقر أخر أمره بصنعاء في منزلو بػ(مسجد محمود)(ُ) ،كالزمو جماعة من أىل
(صنعاء) ،كربما تكلم بكبلـ ال انتظاـ لو كقد يفعل رسالة فيخرج من كبلـ إلى كبلـ أخر غير
مرتبط بعضو ببعض ،كقيل :إنو حصل معو يبس في دماغو فاختل عقلو كاهلل أعلم بحقيقة حالو،
ثم امتحن بالعمى في آخر مدتو (ِ) [ُْأ-ب].
[( ْٗ )/أحمد بن الحسن إسحاؽ]* (ّ)
(ُُّٗ-...ىػَُٕٖ-.../ـ)
__________
(ُ) انظر حوؿ المسجد المذكور مساجد صنعاء للحجرم ص(ٓٗ).
(ِ) نهاية [ُْأ-ب] -ِِ[ ،أ] كقد تركت الصفحة (ُْأ-ب) .من بدايتها كحتى نصفها
تقريبان بياضان ثم استأنف الكبلـ كما ترؾ قدر ثلث الصفحة (ُِِ-أ) بياضان أيضان كقاؿ ناسخ
النسخة (ب) بعد ذلك :بياض في األـ.
(ّ) نشر العرؼ (ُ ،)َُٔ-َُْ/مصادر الحبشي (ِِّ ِّّٗ ،معجم المؤلفين
(ُ )َُٗ/تأريخ اليمن ألبي طالب (انظر فهارسو) ،مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو) ،أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(ٖٖ .)ٖٗ-ترجمة (ٔٓ) تأريخ مدينة ثبلء (ِ/خ).
(ُ)ُِْ/
المولى صفي الدين أحمد بن الحسن بن إسحاؽ بن المهدم ،كبقية نسبو تقدـ كسيأتي ذكر
أبيو كأخيو في موضعو (ُ).
[( َٓ )/أحمد بن قاسم عشيش الحوثي] *(ِ)
(...-...ىػ)...-.../
[اسمو كنسبو]
الوالد صفي الدين أحمد بن قاسم […… )ّ(]..بن عبد اهلل بن محمد بن إبراىيم بن علي
بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحي بن حمزة بن علي بن إبراىيم بن يوسف بن
علي بن إبراىيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي التقي بن محمد التقي
بن علي الرضاء بن موسى الكاظم بن جعفر الصادؽ بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب صلوات اهلل عليهم أجمعين.
[نعتو]
كصاحب الترجمة ىو السيد العبلمة الجليل العامل الكريم الحوثي الملقب يعشيش -بضم
العين المهملة كفتح الشين المعجمة كبعدىا ياء مثناه من تحت ،فشين معجمة -كىو لقب
جده السيد العبلمة المجتهد عبد اهلل بن محمد بن إبراىيم المذكور في سيرة اإلماـ القاسم
كابنو المؤيد باهلل عليو السبلـ (ْ).
__________
(ُ) نهاية [ُِّ-أ] كقد ترؾ بعد الترجمة في ىذه النسخة بياضان كفي (أ) ترؾ قدر ثمانية
أسطر بياضان ثم استأنف الكبلـ في الترجمة التي بعدىا .قلت كصاحب الترجمة كاف عالمان
متفننان ناثران ناظمان نشأ بحجر كالده كأخذ العلوـ عن كبار علماء عصره كلو من المؤلفاتك إذعاف
النفوس الناطقة بالتصديق لقطع التسلسل لبرىاف التطبيق ،كمشارؽ األنوار في تخريج أدلة
مسائل األزىار كغير ذلك.
(ِ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو .انظر :أعبلـ آؿ الحوثي .للمحقق.
(ّ) بياض في أصولي.
(ْ) نهاية [ُِّ-أ].
(ُ)ُِٓ/
(ُ)ُِٔ/
(ُ)ُِٕ/
(ُ)ُِٖ/
(ُ)ُِٗ/
كنظمو أرؽ من النسيم كأبهى من العقد النظيم فمنو ما كتبو إلى شيخو القاضي محمد بن
إبراىيم [ٕٕب-جػ] السحولي)ُ( :
حتاـ تنهل المحاجر
كيصدني ريم الفبل
ال تعجبوا من فتنتي
فالجفن منو كالقواـ
أكما تركف خدكده
كتركف في الثغر األنيق
يهدين كالمصباح مهما
كتبين ( أسرار الببلغة) في
فعلمت إف (دالئل اإلعجاز) من
فبوجنتي غدرانها
كحكت جفوني المعصراتالمعسرات
كالجمر في كبدم كفي ...كأإالـ أغد كالدىر ساىر
ة أما لذاؾ الصد آخر
بمملك في الحب جائر
اللدف فتاف كساحر
بدمي أقرت كىو ظاىر
در بل جواىر
سموط ٌ
حرت في ظلم الدياجر
البياف لكل ناظر
تلك المحاجر(ِ)
كعلى الخدكد لو غداير
فدمعها ىاـ كىامر
كجناتو زاه كزاىر
كىي طويلة كمن شعره مادحان المتوكل بن المنصور كمعارضان لفائية لغائية ابن قاضي ميلة كىي:
(ّ)
لك الخير دعني أيهذا المعنف
بسمعي عن العذاؿ كقر فلم يصح
آإف شمتني ذا لوعة كصبابة
حسبت بأني ىائم القلب في الدما ...كنفسي فمنك النصح قوؿ مزخرؼ
متأنف
ي كقلبي عصي عنهم
يكفكف
ي كدمعي على الخدين ىاـ
أكلف[ٖٕأ-جػ]
ي فكلت كإني بالخرائد
كمنها في المديح)ْ(:
إذا قاؿ فالدر الثمين جنادؿ
قرأ أقتربت أعداؤه فتلى لهم
ككم صنعوا من إفك أسحارىم لو
فألقى عليهم عزمو متوكبلن ...كإف صاؿ فالشم الشواىق ترجف
إذا جاء نصر اهلل كالفتح مرىف
كألقوه لما جمعوه كألقوا
فكاف عصى موسى لو تتلقف
كمن شعره في الزئبق:
أنظر إلى الزيبق األنيق كقد
كمثل قنديل فضة غرست ...أبدع في شكلو كفي نمطو
شموع ثبر تضيئ في كسطو
كمنهم السيد:
__________
(ُ) نسمة السحر (ُ ،)ُٓٔ/نشر العرؼ (ُ.)َٕٓ/
(ِ) في نسمة السحر بعد ىذا البيت بيت آخر ىو:
مذ صدني جرت الدموع
على الخدكد من النواظر
(ّ) نسمة السحر (ُ.)ِٓٔ-ُٓٔ/
(ْ) نسمة السحر (ُ )ِٓٔ/نشر العرؼ (ُ.)َٖٓ-َٕٓ/
(ُ)َِِ/
(ُ)ُِِ/
منها:
كعيشكما لو شمتما ذلك السنا
لشاركتماني في الصبابة كاألسى
أعلل فيك النفس بالبر ذاكران
كلي منك ما لو كاف بالنجم ما سرل
ىول دكنو ضرب الرقاب كغرمو
إماـ براه اهلل من طينة العبل
لو الشرؼ األعلى لو نقطة السماء
بهم قاـ دين اهلل في األرض كاعتلت
لهينك ذا العيد الذم انت عنده
كيومان أقاـ اهلل لآلؿ حقهم
فكاف أمير المؤمنين علي الوصي
كحسبك نفس المصطفى ككليو ...كغالكما ألحاظها كالحواجب
كجازت بأعناؽ المطي المداىب
خليلي كما لي غير حبك صاحب[ُِٗ-أ]
كبالبدر ما التفت عليو الغياىب
يشاكل غرمات الضياء كلصاقب
ىماـ لو نهج من المجد الزب
ىو البدر كاالؿ الكراـ الكواكب
ألمة خير المرسلين المذاىب
كعيدم كمن يحنوا عليو األقارب
كزحزح عنها األبعدكف األجانب
بنص (رسوؿ) اهلل فاألمر كاجب
كىاركنو الندب الهماـ المحارب (ُ)
قاؿ صاحب نسمة السحر :ىذا منهج حسن ككميت مطلق الوسن ،ككنت أشتهي لو حذؼ
لفظو كتأتكماتانكما من البيت السابع فغلطتو التخفى كحبلكة األلفاظ رأس ماؿ األديب
الكامل(ِ) .
[تاريخ كفاتو]
ككاف كفاتو في حدكد سنة ست كتسعين كألف بالعدين رحمو اهلل تعالى(ّ) .
كمنهم السيد:
[استطراد :الحسين بن المطهر بن محمد الجرموزم] (ْ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
الحسين بن المطهر [بن محمد] الجرموزم كاف شاعران فاضبلن ماجدان كريمان تولى بعد أبيو.
كمن شعره:
أذكب إذا ذكركا يومان مسماه
خسف فقدت اصطبارم مذ كلعت
ظبي عزيز كمن إفراط عزتو
يفتر إف ىملت عيني كيسأؿ ما
فقلت ذاب فؤادم من ىواؾ بو
ال يعرؼ النصح في طوؿ المطاؿ كال
كال يخاؼ قصاص قط من أحد
ما ىكذا فعل و
كاؿ في رعيتو
__________
(ُ) المقصود بذلك :أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرـ اهلل كجهو في الجنة.
(ِ) نسمة السحر (ُ.)ْٕٖ/
(ّ) توفي في (ُٔ )ُِ/من السنة المذكورة.
(ْ) نسمة السحر (ِ ،)ّٔ-ٓٗ/سبلقة العصر (ْْٗ ،)ُْٓ-خبايا الزكايا للشهاب
الخفاجي صاحب الريحانة .ريحة األلباء (ُ.)ْٓٗ-ْٖٓ/
(ُ)ِِِ/
(ُ)ِِّ/
قاؿ صاحب النسمة :ككاف يعرؼ قوؿ أىل الدىر كربما أتهم بما ذكره ابن خاقاف عن ابن
الصانع بين أىل العصر.كلو من شعر ما كتبو إلى أخيو الحسين كىو)ُ(:
قفا حدثا عن صبوتي كغرامي
كعني خذا األشواؽ كالوجد كالهول
كفي الجزع حي كلما ىاج ذكرىم
جفوا مغرمان لم يلهو عن كدادىم
كال لحن شاد معيدم غنائو
إذا سلوة رامت إلى القلب مسلكان
رعى اهلل دىران قد مضى لسبيلو
كال حاسد يؤذم كال كاسح يسي
بركض سقاه اهلل اغزر صبب
كغنى بو النهر المصفق فرحة
كىز لها غصنان نسيم معلل
فخلنا زىور الركض لما تناثرت
كغنى بو الطير المغرد منشدان
كال نخشى من إثم إذا ما عذلتني
كىبوا إلى ما خوؿ الدىر من بد
أال ليت شعرم ىل تعودكف مرة
كىل أقض حق الحافظين عهودىم
كىل تسمح األياـ بالجمع بيننا ...ففي القلب نار أججت بضراـ
فليس دعى في الهول كإماـ
نسيم اشتياؽ ال يلذ منامي
سلوا كال ألهاه شرب مداـ
سلوا كال ألهاه شرب مداـ [ٕٗأ-جػ]
يسجع ألحانان كسجع حماـ
يقوؿ لها النائي ارجعي بسبلـ
كأمتعني فيو بكل مراـ
كال عاذؿ يغرم بطوؿ مبلـ
ينظم فيو الدىر أم نظاـ
فلول غصوف الباف كىي طوامي
يرنح أعطافان بلين قواـ
آلؿ أك نجوـ ظبلـعقود و
أدر ذكر من أىول كلو بمبلـ
فإف أحاديث الحبيب مدامي
فكم من ىبات للزماف كراـ
ليالي أنس لي قبيل حمامي
بعهد امرئ يرعى أكيد ذماـ
كأضرب في ذاؾ الجناب خيامي
[مؤلفاتو]
كلو رسالة سماىا( :شفاء النفوس في معارضة انتصاؼ ابن زيدكف من ابن عبدكس) .شاىدة لو
بالسبق في ميداف اإلنشاء كسببها أف األمير محمد بن سناف الركمي (ِ) ترؾ بصنعاء ابنة لو
محتشمة فخطبها رجل معلم ،ككانت تترفع عن إجابة األكابر فأنشأ المذكور تلك الرسالة على
لسانها كتهكم بالمعلم فيها ،كلم يزؿ يرتفع أكانو كيقع أخرل حتى توفي بالحصين [ٕٗب-جػ]
[من ضوراف] رحمة اهلل تعالى.
كمنهم السيد:
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ.)ُٗٓ-ُْٗ/
(ِ) الركمي :ساقط في (جػ).
(ُ)ِِْ/
[( ٕٓ )/استطراد :الهادم بن أحمد الجرموزم]* (ُ)
(ََُُْٖٕٗ-ىػ...ُٖٔٔ-...ُّٕٔ/ـ)
[اسمو كنعتو]
السيد الهادم بن أحمد بن زكي الدين الجرموزم كاف شاعران ،ظريفان ،جيد الفكرة كبينو كبين
القاضي الحسن بن علي بن جابر الهبل عدة مكاتبات كمودة كاملة ككذلك بينو كبين السيد
أحمد بن محمد اآلنسي كتنقل في األعماؿ عند عمو الحسين بن المطهر ثم اتصل بعد موت
الحسين بأخيو جعفر بن المطهر.
[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]
كتولى أخران مدينة (حيس) فمات بها سنة سبع كتسعين كألف .كمن شعره قولوّْ[:ب-ب]:
أقوؿ إذا ىمت بها زىرة
ياذلة القلب شمس الضحى ...غيدا تحكي الشمس بالغرة
كيا سهاد الطرؼ بالزىرة
ككتب إلى أخيو جعفرانمناديان:
سلوه ما غيره من بعدم
فأبدؿ الود األكيد بالقلى
كغير الود اختياران بالجفا
كجر ذيل التيو عني مائبلن
تراه انسى موقفي على الحمى
كصفو كد لم يكدره جفى
أـ سمع الواشي الكذكب بعدنا
ما حلت عن فؤادم الذم أسلفتو
كإف يفل الدىر حد صبوتي
أحبابنا بحق من أعطاكم الحسن
رفقان بصب أنتم مبلكو
إف كاف رشدان ما يقوؿ عاذلي
أصد عن ماء العذيب كالنقى
أجوب فيو كالهول مطيتي
سقى الحيا المنهل أكناؼ الحمى
إف الحمى ركحي فدا من حلو
أكتم ما القاه من حر الهول
أعلل النفس بعل كعسى
كيبله من حلو اللما مر الجفا
اطاع دىرم "كرماني" بالقلى
أعود من أعراضو بحسنو ...حتى لول كما كفى بعهدم
كشاف حسن كصلو بالصد
كذلك القرب بهذا البعد
كمن أنا لتيهو ما جهدم[ُِّ-أ]
ككلهي كحيرتي ككجدم
أم جفا مكدر الود
حتى ثناه كالكذكب بعدم
حاشام أف ارعى بنكث العهد
كىي التي حازت أقاصي الح ٌد
كأعطاني الغراـ كجدم[َٖأ-جػ]
ما اجدر المولى بحفظ العبد
لديكم فقد عدمت رشدم
كعن ظبلؿ أثلو كالزبد
كاللهو خدني كالغراـ يردم
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ ،)ِٖٖ-ِٖٓ/البدر الطالع (ِ )ُّٖ/نشر العرؼ (ّ ،)ِٔٗ/كفيو:
الهادم بن المطهر بن محمد قبلئد الجواىر في أنباء بني المطهر (خ) ،ىجر األكوع
(ْ.)َِِٗ/
(ُ)ِِٓ/
المولى أبو محمد صفي الدين أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر؛ كبقية
نسبو تقدـ في ترجمة أخيو شيخنا البرىاف.
[مولده كمشايخو مشايخو]
كلد صاحب الترجمة في شهر ربيع األكؿ سنة اثنين كسبعين كمائة كألف [ُُِٕىػ] بكوكباف،
كنشأتو في حجر كالده فغذاه بلباف الفضائل ،كالحظو بعين عنايتو ،كأشرؼ عليو بأشعة إسراره
حتى نهج منهج سلفو الكراـ ،كسلك سبيل آبائو األعبلـ ،كتخرج عليو في المعارؼ كأحرز
خصاؿ الكماؿ كشارؾ في علوـ اآللة كالحديث كالتفسير ،كحفظ القرآف العظيم غيبان كاعتنى
بخدمة كالده كالنظر في مصالحو كالقياـ بمؤنة متعلقاتو ،كانتقل مع كالده إلى صنعاء ،كرافقني
في األخذ على شيخ اإلسبلـ البرىاف في (شرح عمدة بن دقيق العيد) كحاشيتها ،كفي سماع
[ْْأ-ب] صحيح البخارم كفي (حادم األركاح إلى ديار األفراح) البن القيم ،كىو إلى اآلف
يحضر تدريس أخيو في الفنوف كيذاكر في المسائل كيسأؿ عن المشكبلت.
[األعماؿ الموكلة إليو]
ككلي األكقاؼ اليمنية كالصوافي المنصورية بإب كجبلة (ُ) بعد كفاة أبيو فباشرىا مباشرة
حسنة ،كحمد الناس كاليتو[ُّْ-أ] ،كأقاـ األمواؿ إقامة عظيمة كاستخرج ما كاف قد أخذتو
أيدم الغصب ،كما كاف قد أىملو الوالة من قبلو .كأقاـ باليمن زيادة على خمس سنين ،ككاف
بها مأكل للوافدين ،كموقفو مجمع األعياف كالفضبلء كالعلماء ،ثم رجع "إلى" صنعاء كىو
شريف النفس سامي الهمة تاـ المركءة حسن األخبلؽ ،لطيف الشمائل ،ال يفتر عن درس
القرآف أك مطالعة االسفار أك استماع تدريس أخيو أك مفاكهة إخوانو ،كقد رحل للحج كالزيارة
قي سنة خمس كمائتين كألف ىو.
[(َٔ )/استطراد :كالدة كالدتهصاحب الترجمة]
__________
(ُ) إب ،كجبلة :سبق التعريف بجبلة َّأما إب فمدينة جنوبي صنعاء بمسافة (َُْكم).
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ُِ-َُ/
(ُ)ِِٕ/
ككالدتو رابعة الزماف حليفة القرآف ذات الفضل كالدين كعبادة رب العالمين كمداكمة الصياـ
كمبلزمة لذكر اهلل تعالى كالتهجد كالقياـ كىي أيضان كالدة أخيو شيخنا البرىاف كاهلل الموفق
للصواب.
[كفاتو]
ككاف كفاتو في أياـ تشرين في شهر الحجة الحراـ سنة (ُِِِىػ) كسيدم إبراىيم في شهر
رمضاف سنة ُِِّىػ كسيدم محمد بن أحمد بن عبد القادر في شهر رمضاف بعد عمو
إبراىيم بنحو ثمانية أياـ رحمهما اهلل تعالى جميعان.
[( ُٔ )/أحمد بن محمد بن إبراىيم المفضل]* (ُ)
( -..بعد َُُّىػ..ُُٕٗ.-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى صفي الدين أحمد بن محمد بن إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ
المتوكل شرؼ الدين كبقية نسبو تقدـ.
[نشأتو كنعتو]
نشأ بشباـ كاخذ العلوـ عن كالده كحقق جميع الفنوف ككاف بالمحل الرفيع من العبادة كالتقول،
كبذؿ نفسو لنفع المسلمين كتدريس الطالبين ،كالسعي في قضاء حوائج الناس مع الشفقة
كالكرـ كحسن األخبلؽ ،كترؾ التكلفات كالتواضع كالصبر ،كرأيت كتبان إليو من عند اإلماـ
المتوكل بن المنصور يعظمو فيها غاية التعظيم ،كتقضي لو بمزيد التجليل كالتفخيم.
[كفاتتو]
كتوفي في عشر الثبلثين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى .
__________
(ُ) مطلع البدكر (خ) ،تحفة اإلخواف لقاطن (خ) ،الجامع الوجيز (خ) ،ملحق البدر الطالع
(ِْ) نشر العرؼ (ُ ،)ِِّ/ىجر األكوع (ِ.)َُُٖ/
(ُ)ِِٖ/
(ُ)ِِٗ/
كلو أنظار عدة كجوابات أسئلة كفوائدة منشورة ،رأيت منها مجلدان عند شيخنا العبلمة البرىاف؛
ككاف لو خط حسن ،كنسخ كتبان كثيرة كتفسير البيضاكم كمغنى اللبيب ،ككاف كقوران حليمان
متواضعان ال يعد نفسو شيئان كال يفتخر بما ىو فيو من العلم كجبللة القدر ،كال يكثر المراجعة بل
إذا سئل عن مسألة من أم علم قاؿ :ىذه المسألة قد تكلم عليها فبلف في كتاب كذا في باب
كذا ثم يطلب الكتاب كيقرأ منو الجواب؛ ككاف المتوكل بن المنصورة يعظمو كثيران ككفد إليو في
بعض األياـ كموقفو غاص بالعلماء فتذاكركا في مسأالة نحوية فطاؿ الخوض فيها ،كالمولى
محمد بن إبراىيم ساكت ككاف أحد تبلمذتو حاضران ذلك المقاـ فقاؿ لو :لم ال تتكلم يا سيدم
فإف ىؤالء قد يخطر ببالهم أنك التعرؼ شيئان فالتفت اإلماـ كالحاضركف إليو كطلبوا ما لديو
فقاؿ :ىذه المسألة ذكرىا صاحب المغني [في مؤلفو بعينها كقاؿ فيها كذا ككذا ! ثم أياحضر
المغني كفتح عليو كلم يقلب إال كرقتين كأمر من يقرأىا.
[من أخذ عنو]
كقد تخرج عليو عدة من المحققين [ْْب-ب]كأجلهم [ِٖأ-جػ] المحقق المقبلي فإنو لم
يأخذ إال عنو ،كلم يتخرج إال عليو كلواله لما بلغ المقبلي إلى تلك الدرجة في العلم.
كلو كاف للعبلمة الجبلؿ شيخ في العلم مثل المولى محمد بن إبراىيم تكرر ذكره في مؤلفاتو
كلها ،كالفتخر بو فيها ككشحها بفوائده؛ كلكن المحقق المقبلي كاف مذىبو عدـ اإللتفات إلى
ما لؤلباء كالمشايخ المشائخ ،كقد ذكره في أكائل "العلم الشامخ" كلو شعر عجيب فمنو ما
أجاب بو على بعض الطلبة كقد سألو أف يدرسو في يوـ الخميس كالجمعة كالعادة عند مشايخ
مشائخ اليمن ترؾ التدريس فيها تركيحان لهم فقاؿ-ُّٔ[:أ] (ُ)..
أتاني منك يا سامي الخبلؿ
كزىر الركض باكرة غماـ
قضى أف الذم إف شاء سبكان
كصار من الفخار إلى محل
لبيب فخاره سمك رفيع
طلبت مبالغان توسيع درس
فإني لست آلو فيو جهدان
__________
(ُ) نشر العرؼ (ُ )ِِٓ/عن ما ىنا.
(ُ)َِّ/
(ُ)ُِّ/
كلد صاحب الترجمة بصنعاء في سنة أربع كتسعبن كمائة كألف كنشأ في حجر كالده كعمو
المولى جماؿ الدين ،كلم يزؿ يجد في طلب العلم حتى برع في علوـ اآللة كطالع الدكاكين
الشعرية كالكتب التاريخية حتى مهر فيها ،كلو ذىن سياؿ كذكاء متوقد ،كفكر صادؽ كفهم
جيد ،فلم يحتج في معرفة الفنوف إال إلى قراءات يسيرة.
ثم اشتغل بعلم المعقوؿ شغلة عظيمة كنظر في (ىداية الحكمة)(ُ) لؤلبهرم كشرحها ،كفي
(شرح التجريد) (ِ) للطوسي بعد حفظ التجريد غيبان ،كفي (النجاة) (ّ) البن سينا كفي
(تحرير إقليدس) [ّٖأ-جػ] في الهندسة ككقف على أسرار علوـ اإلشراقيين فانفتحت لو
مقفبلت المباحث الصوفية ،كمشى في تلك الطريقة حتى كقف على الحقيقة كبالجملة فلو ميل
كلي إلى علوـ المعقوؿ كتحقيق مباحثها ،ككشف أستار مسائلها.
كلو محبة للخموؿ كقطع العبلئق ،ىذا كعذاره مخضر كركض شبيبتو أنظر ،ككاف قد أقبل على
الشعر فنظم منو درران.
[نماذج من شعره]
فمنو ما كتبو إلى جامع ىذه التراجم إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي [ْٓأ-ب] ،كذلك في سنة
إحدل عشرة كمائتين كألف)ْ(:
رفل النسيم بنش ًرهً المتأرج (ٓ)
ىو خندريس (ٔ) الشم في كأس الصبى
ما ضر من خلعوا عليو يحلى ًي َّ
الشذا
فلقد غدا ملك النسيم بنشر ىم
قد كاف لي كقميص يوسف للجوىى
يا نازحان ليس السقاـ يم ًحبَّةي
تعبان أعلل في ىواكم مهجةن
رسم الزماف بكم سطور يسليونا
كبهجركم كبهجركم ختم الكتابة طاكيان
إني ألشكو للصبا دمع النول (ٕ)
فببعدكم عبست ليالينا التي ضحكت
أذكيتم نار الكليم يثيرىا
كبمهجتي بردان سبلـ فلتكن
ىو ركح أجساـ العلى كلشمسو
كخليل كل فضيلة ككليها
يا صارمان يهدل إليك تحية
تغشى حماؾ لنشر طي كريقها ...كأتاؾ يسحب ذيل برد مزعج
__________
(ُ) ينظر كشف الظنوف (ِ.)َِِٖ/
(ِ) ينظر نفس المصدر (ُ.)ُّٓ-ّْٔ/
(ّ) نفسو (ِ.)ُِٗٗ/
(ْ) نيل الوطر(ُ )ُِّ/عن ما ىنا.
(ٓ) أم الفواح العطر.
(ٔ) من أسماء الخمر.
(ٕ) النول :البعد كالفراؽ.
(ُ)ِِّ/
(ُ)ِّّ/
(ُ)ِّْ/
(ُ)ِّٓ/
(ُ)ِّٔ/
(ُ)ِّٕ/
إني ألىول الضيم في طلب العبل
من ذم اعتداؿ إف تثنى أك رنا
فسقى النقا كالجزع من سقط اللول
كم باكرت فيو المسرة بعدما
إذ زار من أحببتو متكتمان
فأرتاع من دمعي كأعرض منشدان
فأجبتو كالقلب من فرج بو
من لم يبت كالحب يصدع قلبو
فثنى العناف ككر نحوم قائبلن
أمسى يدبر بلفظو كبلحظو
صهبا معنقة كأخرل لم تكن
يسعى بها كىنا كقد مالت بو
ككأنما ىو حين مد بكأسو
حتى إذا شاب الظبلـ كقاـ فوؽ
عاىدتو أف ال يميل كىكذا
كثنيت عزمي نحو بدر مقلتي
فأرقت قلبي عند ما عاىدتو
أعني أخي الفخرم الذم ال يختفي
كمن ارتقى في الفخر أعلى ذركة
كإذا ذكرت فعن و
أب إسناده
كإذا سألت عن المكارـ كالندل
لو حاتم في العصر حيان جازه
أك كاف في الزمن القديم تشرفت
يا ماجدان سبق األناـ إلى العبل
كم ذا أكابد في ىواؾ على النول
فمتى أراؾ لفرط سقمي عائدان
ليعود للجفن الكرل كتقر عين
كأليكها عذران لها من تيهها
صدرت كمن لي أف يعاض بياضها
فأنظر إليها نظرة تزىو بها
كأمنن كجد بالصفح إفضاالن على
كاسلم كدـ ما كحد البارم كما
كبذاتو العظمى عليو كحقو ...كتحوؿ ما بيني كبين مرادم
عمدان كأنك لي من األضداد
بأسان كإف كثرت في اإلنكاد
كالصبر عند السلم افضل زاد
يومان يعدكه من األعياد
غم يد يواريها سول األجساد
ما بين ذم خمص كأخر صادم[ُّْ-أ]
طعمان كسقياىا دـ األكباد
حرـ العفاؼ ككعبة الوفاد
ككراثة األباء لؤلكالد
من سلكهم في جملة التعداد
تحتاج في عليائي ععليائي إلى إسناد
فوؽ الطباؽ السبع كضع مهاد[ْٔب-ب]
أك راغبان طوعان بغير قياد
آف لضراب تعد من أجناد[ٖٔب-جػ]
ما لم يكن عن جفوة كبعاد
يسطو بسمر أك بيض حداد
من باكر الوسمي صوب عهاد
أمسيت من كجد حليف سهاد
في غفلة الواشين كالحساد
ما للدموع تسيل سيل الوادم
دىشا يخالط غية برشاد
لم يدر كيف تفتت األكباد
إف الكئيب أحق باإلسعاد
كبثغره كبكفو في الناد
قد لومست في عصرىا بأيادم
ميبلن كغصن البانة المياد
شمس تمد بكوكب كقاد
(ُ)ِّٖ/
(ُ)ِّٗ/
كلما توفى المؤيد جرل لو تخوؼ من صاحب (المواىب) كما كقع لغيره فهرب قاصدان
[ٕٖب-جػ] للمولى القاسم ابن المؤيد بن المنصور كىو (بالسودة )(ُ) كمعو اليافعي فأكرـ
نزلو كمدحو بقصائد جيدة؛ كلما أسر المولى القاسم بن المؤيد عزـ صاحب الترجمة إلى حضرة
المولى علي بن أحمد بن المنصور بصعدة كمدحو بقصيدة [ْٕأ-ب] مطلعها:
سرا نحو الحمى سران ًسراراأسرارا
فبالمتوكل الداعي عساىا ...كنار األفق قد طارت شرارا
تغاث كال نغاث حمى كدارا
ثم التجأ إلى حرـ اهلل تعالى فلبث بمكة أعوامان كامتدح الشريف أحمد بن غالب أمير الحجاز
بقصيدة بائية كحظو فيها على النهوض إلى اليمن كاستنقاذ الرعية من شراؾ المحن فمنها قولو:
موالم إف علوـ الجفر قد نطقت
فانهض إلى اليمن الميموف قد عبثت
كمنهم من دعا للحق محتسبان
تبت يداه كأيد بايعتو على ...بحسبو كلك في األرضين فاحتسب
بو األراذؿ أىل البغي كالعطب
بزعمو كىو أطغى من أبى لهب
ما يدعى أنها حمالة الحطب[ُْٕ-أأ]
كحكم لو أدباء مكة بالسبق ،كىو أشعر من أبيو؛ كلو ديواف شعر كبير ،كديواف أخر سماه:
"الركض النادم في مدح اإلماـ الهادم" (ِ) يعني صاحب المواىب.
ككاف كثير الهجاء محسنان إلنشاد الشعر ،كاتفق أنو اجتمع في مكة في منزؿ الشريف أحمد بن
غالب ،أدباء مصر كالشاـ كالهند كاليمن فقاؿ الخفاجي ،حفيد صاحب الريحانة أنا في عمل
ذيل على الريحانة ،فهلموا معاشر األدباء فلينظم كل كاحد منا في ىذه الليلة قصيدة نبوية كمن
أحرز قصبات السبق حكمت بانحياز األدب إلى قطره ،فنظم كل كاحد منهم قصيدة ،كنظم
صاحب الترجمة قصيدة عينية كىي (ّ):
__________
(ُ) السودة :مديرية من أعماؿ محافظة عمراف جنوب مديرية السود مركزىا الرئيسي مدينة
السودة الواقعة بذركة جبل يطل على كادم أخرؼ كعقماف.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ِٖٖ/
(ِ) لدل المحقق نسخة منو .مصورة عن بعض المكتبات الخاصة بصنعاء.
(ّ) نسمة السحر (ُ ،)ُِٓ/نشر العرؼ (ُ )ٕٕ/كما بعدىا.
(ُ)َِْ/
(ُ)ُِْ/
فرجع صاحب الترجمة إلى اليمن كقصد حضرة صاحب المواىب تائبان فقبلو كمدحو بغرر
المدائح ،كلم ينل أحد من الشعراء ما نالو منو بشعره كخولو أنعامان كثيرة كنقلو في األعماؿ.
ككاف الوزير الحريبي منحرفان عنو ،كأرسلو [ْٕب-ب]صاحب المواىب في سنة ثبلث عشرة
كمائة كألف إلى (اللحية) ك(الزيدية) (ُ) لطلب العاملين"فيهما" (ِ) إليو فنفذ إليهما كأفرط
في عقوبتهما كنالها منو ضرر كثير كانتهب أموالهما ،كلم يؤمر بذلك فلما قدما الحضرة شكيا
ما صادرىما بو فغضب صاحب المواىب عليو كأمر بو إلى زيلع (ّ) كىي جزيرة في أكؿ ببلد
الحبشة فلبث بها مسجونان.
[كفاتو]
حتى توفي سنة خمس عشرة كقيل سنة تسع عشرة كمائة كألف.
ككاف قد أكدع بعض التجار ماالن نحو عشرة آالؼ قرش فحملو ذلك التاجر بعد موتو إلى
صاحب المواىب كحسن لو بعض الحاضرين في أخذه فدعا بأـ صاحب الترجمة كسلم الماؿ
إليها جميعان ،فعدت من مناقبو.
ككاف صاحب الترجمة قد جمع أمواالن كاسعة مع شح مفرط كدارت بينو كبين [ُْٗ-أ]أدباء
عصره مكاتبات كمماجنات كاتفق أف الشيخ إبراىيم الهندم كاف يتعشق بعض أبناء القضاة
فلقيو في بعض األياـ فأزكر منو كلم يكلٌمو فكتب إليو أبياتان كضمن فيها قوؿ ابن
الخيميالحيمي:
لقد حكيت كلكن فاتك الشنب
كأكؿ أبيات الشيخ إبراىيم:
فيمن أزكر أراؾ ال ذنبان كال عتب ...كإنما نار أشواقي ىي السبب
فلما بلغت األبيات صاحب الترجمة كتب إليو:
من مبلغ الشيخ عني ما أقوؿ لو
أرل الغزاؿ الذم قد صرت تعشقو
دع المقاطيع فيما فيمن أنت عاشقو
حكيت ما فيو من حسن منفره
...إف النصيحة فيما بيننا تجب
__________
(ُ) حوؿ اللحية ،كالزيدية انظر :معجم المقحفي كل في بابو.)ٕٓٓ/ُ(،َُّٕ/ِ( .
(ِ) في (ب) :فيها.
(ّ) زيلع :جزيرة في البحر األحمر ما بين أرض اليمن كببلد الحبشة استمرت تابعة لليمن حتى
استولت عليها بريطانيا خبلؿ احتبللها لعدف عاـ (ُِٓٓىػ) ثم استولت عليها الصوماؿ.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ٕٓٓ/
(ُ)ِِْ/
(ُ)ِّْ/
(ُ)ِْْ/
ذكر صاحب النسمة (ُ) أنو حدثو شيخو العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي قاؿ :دخل السيد
أحمد اآلنسي إلى المتوكل بػ(السودة) فجعل يحدثو كيعاتبو على تقصيره في حقو فقضى جميع
حوائجو كقاؿ أنا ال استحل أف أرد لك حاجةن كاحدةن أبدان ،فقاؿ السيد كاحتاج ىذه السجادة
كأشار إلى سجادة ىندية نفيسة كانت تحتو فقاـ المتوكل عنها كأخذىا السيد قاؿ كإنما قاؿ
المتوكل أنو ال يستحل أف يرد لو حاجة أراد انو من المؤلفين كاتفق أف المتوكل كصل من
(ضوراف) (ِ) إلى صنعاء في أكائل ذم الحجة كدخلها كقت صبلة الفجر فأقبل إلى الجامع
متنكران كصلى مع الناس ففطن لو السيد مع جماعة فقاؿ:
قد طلع الفجر كاإلماـ معان
كاقترف الصبح كاألصيل "كمان"
بخ لصنعاء بطلعتو حكت
ذكرتها يا إماـ طلعتو خيرمختار
فبل تلمها إذا أرقصت ...فمرحبان باإلماـ كالفجر
أحسن ىذا القراف في الدىر
البدر ككاف المحاؽ للبدر
الورل من تبوؾ تقوؾ بالنصر
كصفقت للسركر بالعشر[َٗأ-جػ]
[مؤلفاتو]
ككاف للسيد أحمد بذلك العصر شهرة كبيرة كلو "ديواف شعر" كقد ذكره السيد العبلمة علي بن
أحمد بن معصوـ في كتابو الموسوـ "بسبلفة العصر في محاسن أىل العصر" ،فقاؿ فيو (ّ):
ىو شاعر حظي من األدب بنصيب ،كىو مع ذلك تارة يخطئ كطوران يصيب ،كرد إلى مكة
المشرفة فمدح بها سلطانها السيد الشريف زيد بن المحسن بقصيدة طويلة الذيل فأجازه عليها
جائزة سنية النيل على أف نظاـ أبياتها غير مؤتلف كانتساؽ معانيها يتفاكت كيختلف ،فهي كما
قيل درة كاجرة ،قبحو تجاكرىا حدة ،كأكلها:
سلوا آؿ نعم بعدنا أيها السفر
تصدأ لشت "تصد" لقت الشمل بيني كبينها ...أعندىم علم بما صنع الدىر
__________
(ُ) أم نسمة السحر انظره (ُ.)ِٖٗ-ِٗٗ/
(ِ) ضوراف :جبل مشهور في آنس كىو المعركؼ بالدامغ كفي سفحو الشمالي تقع بلدة
ضوراف .التي كانت تحمل اسم الحصين .ثم غلب عليها إسم جبلها.
…معجم المقحفي (ُ.)َٗٓ/
(ّ) سبلفة العصر ص(َْٕ.)ّْٕ-
(ُ)ِْٓ/
(ُ)ِْٔ/
القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن عبد الهادم بن صالح بن عبد اهلل بن أحمد قاطن
المقحفي نسبو إلى مقحف (ُ) بن ثبلء ،كقاطن اسم أحد جدكده كصاحب الترجمة ىو األجل
الصدكؽ الثبت الضابط المحدث المسند العبلمة حافظ السنة زينة الدىر.
[مولده]
مولده في شهر المحرـ سنة ثماني عشرة كمائة كألف بقرية حبابة (ِ) بفتح الحاء المهملة فباء
موحدة مخففة فألف فباء موحدة ،كىي بالقرب من شباـ كوكباف كبها قرأ القرآف ثم انتقل إلى
شباـ فنشأ بها كقرأ على كالده في الفقو كعلى القاضي علي بن عبد الوىاب النزيلي في
الفرائض كالحساب ،كقرأ في النحو كالقراءات على السيد العبلمة صبلح بن يحيى الخطيب
كالد السيد العبلمة أحمد بن صبلح المقدـ ذكره.
كعلى المولى العبلمة علي بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر األتي ذكره إف شاء اهلل تعالى.
كتعلق صاحب الترجمة فيها بالتجارة في المعطارة ككاف مشغوفان بحبها ألنها دار نشأتو كصباه
ملعب أترابو كأحبابو كمربع إخوانو كأصدقائو كقد كصفها في بعض مؤلفاتو فقاؿ)ّ(:
[كصف مدينة شباـ](ْ)
__________
(ُ) مقحف :قرية في الجزء الغربي من المدينة (ثبلء) .كال زاؿ أطبلؿ ىذه القرية موجود بعضو
إلى اليوـ.
…انظر :تأريخ مدينة ثبلء للمحقق (ُ/خ).
(ِ) حبابة :مدينة بالناحية الغربية من مدينة ثبلء .كانت قرية سعى صاحب الترجمة في تسويرىا
بالسور الذم ال زاؿ موجود إلى الوقت الراىن.
…انظر تأريخ ثبلء (ُ/خ).
(ّ) الوصف المشار إليو أكرده في كتاب إتحاؼ األحباب الشهير بدمية القصر (بتحقيقنا).
(ْ) دمية القصر لصاحب الترجمة (بتحقيقنا).
(ُ)ِْٕ/
شباـ كما أدراؾ ما شباـ ،تركؽ النواظر ،كتكل عن كصفها األلسن كالمحابر ،ال أطيب من
ىواىا ،كال أرؽ من أرضها كسماىا ،ال يشبهها في الطيب محل ،كال يضاىيها شيئ من المدف
كأف عظم كجل ،قطعة شردت من صنعاء فالتقاىا جبل كوكباف ،كغرفة من غرؼ الجناف ،لم
يسكنها إال ألو اللطف من نوع اإلنساف ،حوراء ال ترضى إال من لطف طبعو ،غيداء ركاح ال
تقبل إال على من ألقى سمعو ،ال ترل فيها ما يكدر الطباع ،إال ما تلتذه القلوب كاألسماع،
أنهارىا متدفقة ،كأشجارىا مغدقة مؤنقة ،كمزارعها عجيبة ،كتحفها في الخيرات رغيبة ،ليس
بينها كبين كوكباف فارؽ بل ىي في أصلو "كعنها" (ُ) نشأ كبها افتخر كأنتشا ،يصعد منها إليو
اللطف كالظرافة ،فأتصف أىلو [ُٗأ-جػ] ألجلها باللطف كالتحافة ،ىي لو ركضة يشتم شميم
أزىار لطافتها ،كيتفكو ببدائع ربقات سماتها كصفاتها ،إلى أف قاؿ :كلما بعدت عنها لما كقع
بيني كبين سيدم محمد بن الحسين بن عبد القادر من المواحشة قلت متشوقان إليها(ِ):
زادني حب شباـ أرقا
نشأتي فيها كأحبابي بها
يا أحبائي بطفراف كبالشعبة
في رياض النرجس الغصن الذم
فهو صحن الدر فيو الكأس من
دائب الدر جرل من تحتها ...فرعاىا اهلل عني كسقى
كبها األتراب لي كاألصدقا
الغنا لقد عز اللقا
طرح األكراؽ منو كرقا
عسجد يسقيك منو عرفان عبقاعبقا
جدكال يكسو رباىا ركنقا
كمنها:
فرعا اهلل شباـ إنها
فلكم أىول بها من و
رشاء
كسقاني فسقاني حبو
يا رشيق القد يا من ثغره اللؤلؤ
سحر عينيك تولى الفتك بي ...تركت قلبي عميدان موثقا
راش من عينيو سهمانا رشقا[ُٓٓ-أ]
كىوائي لهواني كانتقى [ْٗأ-ب]
الرطب كيا غصن النقا
أنت ال ترحم من قد عشقا
كىي أكثر من ىذا القدر.
[مشايخو مشايخو كمقركآتو]
__________
(ُ) في (أ) :كفيها.
(ِ) دمية القصر لصاحب الترجمة.
(ُ)ِْٖ/
ثم رحل صاحب الترجمة إلى صنعاء فقرأ على المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،في علم
النحو ،كالصرؼ ،كالوضع كالمعاني كالبياف ،كالبديع كالمنطق ،كفي األصوؿ الفقهية ،كفي شرح
الغاية ،كفي العضد كجميع حواشيو للشريف ،كالسعد كميرزاجاف كجواىر التحقيق ،كقرأ عليو
التيسير كشفاء القاضي عياض ،ككثيران من صحيحي البخارم كمسلم ،كمسند أحمد كسنن
البيهقي كالمدخل لو كسنن النسائي كأبي داكد كموطأ مالك كفتح البارم كشرح النوكم على
صحيح مسلم ،كقرأ عليو شرح العمدة؛ كأخذ عنو في الفقو مع البحث كالنظر المحقق ،كقرأ
"عليو" الكشاؼ جميعو ككتبو بخطو الحسن ككذلك قرأ حواشي الكشاؼ لسراج الدين كللسعد
كللشريف كلعبد الكريم الركمي كقرأ عليو في غير ذلك من الكتب ،ككاف مبلزمان لو ال يبرح من
عنده بل أعد المولى أحمد بن عبد الرحمن لصاحب الترجمة مكانان في بيتو كأحسن إليو إحسانان
عظيمان كفوضو في مالو يأخذ منو ما شاء ،كأعطاه كتبان جليلة المقدار كشرل لو أسفاران عظيمة
كسعى في تخليصو من شراؾ المحن التي ستأتي اإلشارة إلى شيئ منها؛ كقرأ صاحب الترجمة
أيضان [ُٗب-جػ] على المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علوـ اآللة ،كفي فتح البارم،
كشرح القبلئد للنجرم مرافقان للفقيو إبراىيم بن خالد العلفي كلكنو كاف علم الكبلـ غير موافق
لفطرتو فتركو.
(ُ)ِْٗ/
كقرأ أيضان على العبلمة صالح بن علي اليماني في شرح الشاطبية كعلى الشيخ العبلمة يوسف
بن يوسف المحلي في الزيج كالهيئة ،كشرح الربع المجيب ،ككاف صاحب الترجمة متقنان
ألعماؿ الربع كاشتغل بالزباحوالرمل كاألكقاؼ كقرأ أيضان على البدر العبلمة السيد صبلح
األخفش كعلى البدر األمير في علم الحديث ،كحضر دركسو العامة اعتنى صاحب الترجمة
بعلم اإلسناد كرجاؿ الحديث كطلب اإلجازات من المشايخ المشائخ فأجاز لو مشايخو
مشائخو المذكوركف كأجاز لو أيضان السيد العبلمة يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ ،كالشيخ العبلمة
عبد الخالق بن الزين المزجاجي ،كالشيخ العبلمة عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي ،كالشيخ
العبلمة محمد بن عبلء الدين المزجاجي ،كالشيخ العبلمة محمد بن الطيب المغربي المدني،
كالشيخ العبلمة محمد بن حيوة السندم المكي ،كاعتنى بجمع الطرؽ كتخريج األسانيد كضبط
المشايخ المشائخ ،كصنف في ذلك مصنفات فمنها:
[مؤلفاتو]
(قرة [ُٔٓ-أ]العيوف في أسانيد الفنوف) ،كىو من أجل المؤلفات في ىذا الباب فإنو ال يكاد
يشذ عنو كتاب في كل فن إال كقد ذكر إسناده إلى مصنفو ،كيترجم للمؤلفين في ىوامشو ،كقد
اتصل لي أسانيده من طرؽ عديدة كأكدعتها في ثبت إجازتي.
كتاب (اإلعبلـ بأسانيد كتب أىل البيت عليهم السبلـ) ،ك(نفحات الغوالي باألسانيد العوالي)،
ك(تحفة اإلخواف بسند سيد كلد عدناف) ،كىو كتاب جليل في بابو شرح بو قصيدة لو في سند
صحيح البخارم "جمع" فيو طرقو من جميع شيوخو الذين أجازكا لو ،كترجم لو في الشرح لكل
رجل منهم كاستطرد فيو فوائد كمهمات يحتاج إليها طالب الحديث .كمن مؤلفاتو كتابو
الموسوـ( :بأتحاؼ األحباب بدمية القصر الناعتة لمحاسن بعض أىل العصر) كىو أخر مؤلفاتو
كألفو كىو في القصر بدار اإلعتقاؿ .كمن مؤلفاتو شرح العقد الوسيم في أحكاـ الجار
كالمجركر كالظرؼ كما لكل منهما من التقسيم كاألصل لشيخو العبلمة صبلح بن الحسين
األخفش رحمو اهلل تعالى [ْٗب-ب].
(ُ)َِٓ/
كمنها أيضان (شرح القاموس في الفرائض) ،ك(القاموس) ىو لئلماـ المهدم [ِٗأ-جػ] أحمد
بن يحيى المرتضى كىو من أعجب المختصرات كأجمعها للمسائل مع خلوه عن اإلسهاب
كالتطويل ،كما فعلو العصيفرم في مفتاحو ،كمنها مقدمة في الضرب كالقسمة ككاف صاحب
الترجمة أية باىرة في معرفة رجاؿ الحديث كضبط المشتبو في أسمائهم ككناىم ،كالجرح
كالتعديل يلحق في ىذا الفن باألكائل ،ككاف صلبان في دينو ال يمارم أحدان كال يحابي كبيران كال
صغيران ،كإذا أعتقد شيئان أك ظنو فبل يكاد يرجع عنو أصبلن كخلقو كخلق المحدثين مع كونو يميل
إلى التصوؼ ،كقلده اإلماـ المنصور ابن المتوكل القضاء بثبلء مدة كبصنعاء أيضان مدة ،ككلي
األكقاؼ الثبلئية ككاف يتردد كثيران بين صنعاء كثبلء.
ثم كاله اإلماـ المهدم بن المنصور األكقاؼ الصنعانية ،كقلده القضاء أيضان فعمر األكقاؼ
كزادت مستغبلتها زيادة كبيرة ،كجرل بينو كبين القاضي العبلمة يحيى بن صالح السحولي اآلتي
ذكره ما يجرم بين األقراف ،فلم يزؿ ينافسو كسعى بو عند اإلماـ المهدم رحمو اهلل حتى حبسو
اإلماـ المهدم في القصر نحو سنتين كأخربت داره التي عمرىا بمدينة ثبلء ،كاتفقت أمور
يطوؿ شرحها [ُٕٓ-أ].
ككتب إليو سيدم محمد بن ىاشم الشامي يسليو كيواسيو بهذه القصيدة البليغة:
ترقب بعد ذا الريح انفتاحان
ككم متجرع في السير مران
كرب كريهة سأت فسرت
كخير من ىنا نخشى انقضاه
و
إختبلؼ فتركيب الدىور على
كحاؿ المرء كالمراءة تحكي
ككل يحسب األشياء مما
المنعم
إذا صدح الحماـ يقوؿ غنى ّْ
كإف برؽ أنار يقوؿ ىذا افترار
كقطر المزف شبهو دموعان
كقاؿ الشهب حائرة أناس
كجمع الفرقدين يقاؿ كصل
كقاؿ الفجر قاطع لذة من لها
كقبل الغصن لما ماؿ ُّ
قد
كقضى الصبح كاآلصاؿ نوحان
َّ
كميزاف الزماف بكفتيو
يقرب ىازالن كيريح جدان
ككم ياسوا بوزف راجح كي
ككم دار الزماف فراح يسقي
ككم أعطى فتى من بعد سلب
ككم سهم بريش كرب طير
ككم رقاء إلى العلياء ندبا
(ُ)ُِٓ/
ككم فدا خرس المنطيق يوما
ككم من حكمة خفيت علينا
ككم أمر تشاىده فسادان
ككم ضاؽ الفتى بالخطب ذرعا
كذخرتك الدعا لدل الرزايا
فكم سلت لو يوما لسانا
كمن ركح فبل تيأس فعما
كيسمع كرؽ سعدؾ في غصوف ...فمن قطع الظبلـ رأل الصباحا
مشوبان أجنا بلغ القراحا
مسائتها فأعقبت انشراحا
عناء ترتجي منو أنتزاحا
كما دامت غدكا اك ركاحا
تقلبها أغتمانمان كارتياحا
يعانيو كئيبان أك مراحا
كالحزين يقوؿ ناحا
إف يقل ذاؾ اقتراحا
حليف شجى كمنتجع سماحا
كقاؿ اآلخركف مضت جماحا
كما قد قيل للشكول استراحا[ِٗب-جػ]
مسرج اآلحا
كمسهد ٌ
تغني (ُ) أف يقاؿ حكى النياحا
فتى كفتى عبوقان كأصطباحا
ترل ج ٌد العجائب كالمزاحا
ككم عكس المقرب كالمزاحا
يوفى من يزف لو جراحا
بكاسيو الورل صابا كراحا
ككم سلب العطية إذا أتاحا
لو قد بات ب يسلبو الجناحا
كآخر من شواىقها أطاحا
كاعطى الخرس السنة فصاحا
كآخرل كجهها الوضاح الحا
كذاؾ فساده كاف الصبلحا
كطي مضيقو يلقى الفساحا
فسل إذا أعدت منو سبلحا
فغلت من كتابتها صفاحا[ُٖٓ-أ]
قريب تزمع الكرب الركاحا
من اإلقباؿ بالبشر امتداحا
فأجاب عليو بأبيات منها:
كقد حصل التفاكت في البرايا
كمن حفظ الشريعة ال يبالي
كمن تبع النبي قوالن كفعبلن
كمن يملك زماـ النفس ينجو
كمن صافى كذكبان ناؿ منو
كمن جعل الظنوف لو طريقا
كمن سلم الهول في الناس أضحى
كإني قد ىويت كصاؿ صحبي
كغنَّى يا ىزار بكل صوت
كقلي يا ىزار لقد رأينا ...كمن منح الهدل فقد استراحا
بما قد جاء في الدنيا كراحا[َٓأ-جػ]
فقد القى سركران كانشراحا
كمن األىواء كيمنحها ارتياحا[َٓأ-ب]
خصاالن ال تليق بو قباحا
أثار للومو اللسن الفصاحا
فريد العصر أكفرىم رباحارياحا
فيا سرب الحماـ أعر جناحا
كذكرني كال تخشى جناحا
كجوىان من أحبتنا صباحا[ّٗأ-جػ]
__________
(ُ) في (أ) :ثتنى.
(ُ)ِِٓ/
ككتب صاحب الترجمة من الحبس إلى المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن
المهدم اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى.
حبسوا المحب كحبو لم ينحبس
يحلوا بذكر حبيبو كبقلبو ...أكما تره إلى معاىدة أنس
ما ليس يوصف ما رجاه أك أيس
منها)ُ(:
ما للوشاة تحزبوا كتكلفوا
ال تخشى مهما كنت حافظ كده
كإذا رأيت ركاب أحبابي سرت
كأذكر لهم شوقي القديم فإنو
حبي لهم طبع كغيرم شيّْق
سرم المصوف أذعتو بين الورل ...كأتو بزكر بين لم يلتبس
من باع بالحب السلو فما بخس
قف بالديار كحي رب وع ربعان قد درس
ضاؽ الرحيب ككاد صبرم ينعكس
من نار كجدم يصطلي أك يقبس
كأنا على ما بي حريص محترس
منها)ِ(:
كأنا الذم أرجوا الخبلص بحقو
ال يدرؾ اإلنساف ساعة راحة ...من سجن سجن ضاؽ فيو من جلس
فيو كسل عن حالو من قد حبس
فأجاب المولى الفخرم بقولو:
ثق باإللو كمنو نصرؾ فالتمس
كاقطع رجاؾ عن البرية كلها
في يوسف الصديق أعظم أسوة
تاهلل ما في حبس مثلك سبة
كبل كال في ىدـ بيتك كصمة
كإذا الفتى في الدين أضحى سالمان
كالحبس لمالم يكن في عن ريبة
في الحبس جم فضائل مجهولة
كالدىر ذك دكؿ تنقل في الورا
فاصبر كقف بالباب كقفة عارؼ
كأجعل أنيسك ذكر يونس إنو
كالنت أدرم بالذم أىديتو
فألبسو أثواب القبوؿ تفضبلن
كعليك من صافي الوداد تحية
...تظفر بركح عنو مثلك ما أيسآنس
كبزكر كاش قد كشى ال تبتئس
كبحاؿ يونس كل مكركب أنس أيس
إذ فضل ذاتك مطلق لم ينحبس
فمشيد مجدؾ شامخ لم يندرس
ىانت عليو رسوـ خط ينطمس
صقل لقلب في المعارؼ قد غمس
لسواؾ لكن عنك لما يلتبستلتبس
كالدكر منها عن قريب ينعكس
بجميع ما في الكوف ىذا ال تحس[ّٗب-جػ]
عند اشتداد الكرب أفضل ما درس
فأنا الذم من نور ىديك أقتبس
كعليو من عين األعادم فاحترس
كعلى أخ في اهلل ظلمان قد حبس
__________
(ُ) ساقط في (ب).
(ِ) ساقط في (ب).
(ُ)ِّٓ/
ثم أفرج عنو من الحبس كعزـ للحج اللحج كالزيارة كلما رجع أكرمو اإلماـ المهدم ككىب لو
داران عظيمة [بصنعاء]في الميداف بالقرب من المدرسة (ُ) كقلده القضاء ،كأجرل لو الجرايات
الواسعة كالمقررات المعلومة كفوض "إليو" النظر في أكقاؼ اليمن األسفل كاألكقاؼ الثبلئية
كغيرىا ،كجعلو رئيس القضاء بالديواف األمامي فباشره مباشرة حسنة مع كرع شحيح كتقول
كصبلبة في الدين كصدع بالحق كتعفف عما في أيدم الناس ،ككاف بينو كبين الوزير صفي الدين
النهمي كماؿ الصداقة كاإلتصاؿ (فكانا ال يفترقاف) (ِ) في غالب األياـ ،ككانت لو رئاسة
كفخامة ،كىو مع ذلك مشتغل بالتدريس كنشر السنة النبوية؛ كقرأ عليو عدة أعياف كالوزير
العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش كالزمو مدة طويلة يأخذ عنو العلوـ،ككالمولى
محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي المتوكل كالوالد العبلمة محمد بن الحسين
الحوثي كغيرىم[َُٔ-أ].
ثم حبسو اإلماـ المهدم مرة أخرل في سنة ثماف كثمانين كمائة كألف فأقبل على
العبادة[َٓب-ب] كاإلشتغاؿ بما يعود عليو نفعو كصبر صبران جميبلن ،كرضى بالمقدكر ،كلم
يزؿ على ذلك حتى أفرج عنو اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم في سنة ست كتسعين كمائة
كألف ككتب اإلماـ المنصور إطبلقو بخط يده كأرسلو إليو بعد العشاء ،كلم يشعر بذلك أحد
فكانت ىذه من مناقب اإلماـ أيده اهلل مع كوف اإلماـ رجع من حرب البغاة في اليوـ الذم
أفرج عنو في ليلتو فلم يكن ذلك مظنة إلحاطة خاطره الكريم بو كاإللتفات إليو إلشتغالو بتدبير
أمر األجناد كاستئصاؿ شأفة أىل البغي كالفساد ،كلكن قلوب الملوؾ بيد اهلل تعالى يقلبها كيف
يشاء.
كمن المكاشفات العجيبة أف صاحب الترجمة كاف قد فعل في الحبس قبيل إطبلقو قصيدة
أكلها:
إف رجواؾ للذم يملك الملك
كسواه ال يملك النفع كاإلضرا
فتوكل عليو في كل حاؿ
كلما قلت يا إلهي أجبني
__________
(ُ) أم مدرسة اإلماـ شرؼ الدين بصنعاء.
(ِ) ساؽ في (ب).
(ُ)ِْٓ/
فانتظر غارة يحارلها العقل
فاستقم يا عبيد حيث أقمنا
بين أىليك كالمبل من محبيك
فارح منا تفريج كرب كيسران
كسماحا لمان علمناه ذنبا
فرضانا عن المحبين حب
إنما اإلبتبلء منا إصطفاء
فالزـ الباب كأترؾ الخلق كبلن ...حقيق بأف يسمى رجاء
ر إال إذا أراد كشاء
كأدعو إنو يجيب الدعاء[ْٗأ-جػ]
قاؿ فتحي يأتي إليك عشاء
عساىا فالوعد مني مساء
ؾ فعند الصباح تولى اللقاء
كنؤتيك نعمة كبقاء
بعد عسر كعزة كعطاء
كغنى ظاىران تراه رضاء
َّ
كأبتبلنا أنى يكوف ابتبلء
يورث القرب كالحياء كالصفاء
كقل اهلل حسبنا ككفاء
فكاف اإلطبلؽ كقت العشاء ،كبقى صاحب الترجمة في بيتو منعزالن عن الناس مشتغبلن بالعلم
كأكثر من الزمو كأخذ عنو بعد خركجو من الحبس [ُُٔ-أ]العبلمة جماؿ "الدين" علي بن
إسماعيل النهمي ،كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى (ُ) في شهر جمادل
األكلى سنة تسع كتسعين كمائة كألف ،كدفن في حوطة شيخو المولى أحمد بن عبد الرحمن
الشامي يماني داير (ِ) صنعاء رحمو اهلل تعالى.
[( ٗٔ )/أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (الصغير)]* (ّ)
(َُُُُُْٗ-ىػُٕٕٕ-ُِٕٔ/ـ)
[اسمو كنسبو]
__________
(ُ) علق الناسخ في (ب) بقولو :لعلو الجمعة.
(ِ) أم سور صنعاء.
(ّ) الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) ،كمنو :نشر العرؼ (ُ ،)ُّْ-ُّٕ/البدر
الطالع (ُ ،)ُٔ/درر نحور الحور العين (خ) ،ىدية العارفين (ُ ،)ُٕٗ/مصادر الحبشي
(ُٔٔ) ،الركض األغن (ُ ،)ْٓ-ْْ/معجم المؤلفين (ُ ،)ِِٓ/معجم المفسرين
(ُ ،)ُْ/خبلصة األثر (ُ ،)َِِ/دائرة المعارؼ (ُ ،)ٕٓ/األعبلـ (ُ ،)ُّٕ/مؤلفات
الزيدية (انظر فهارسو) أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٕ) ،ترجمة (ٕٖ).
(ُ)ِٓٓ/
القاضي العبلمة صفي الدين أحمد بن صالح بن محمد –القاضي العبلمة أحمد بن صالح بن
محمد ابن علي بن محمد بن سليماف بن محمد بن أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن سليماف بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الرجاؿ كبقية النسب معركؼ (ُ).
[استطراد أبناء سليماف بن أحمد بن محمد أبو الرجاؿ]
[(َٕ )/أحمد ) /ُٕ( ،محمد ) /ِٕ( ،علي]*
كالقاضي أحمد بن سليماف بن أحمد بن محمد ىو العبلمة المذاكر كأخوه محمد بن سليماف
ىو إماـ المذاكرين كلهما أخ ثالث كىو علي بن سليماف كاف من العلماء قيل أنو لم يثبت طريق
مجموع [اإلماـ] زيد بن علي عليهم السبلـ إال لو؛ كبالجملة فبيت أبي الرجاؿ من مشاىير
بيوتات اليمن خرج منهم عدة علماء كفضبلء كشعراء ،كقد ذكرىم القاضي أحمد بن صالح
الكبير في مطالعو (ِ).
[نعتو]
كصاحب الترجمة ىو المحقق العبلمة الثبت الجليل الرئيس النبيل ،كاف من فحوؿ العلماء
كعيوف العظماء كآكابر الجهابذة كمحققي األساتذة ،كممن تبهرجت عنده زيوؼ الجهاالت،
كاستنارت بشموس علومو دياجي المشكبلت.
[مولده كمشايخو مشايخو]
__________
(ُ) حوؿ بقية النسب انظر :نشر العرؼ (ُ.)ُّٕ/
(ِ) أم في مطلع البدكر كمجمع البحور (ُ )ْ-أجزاء (خ).
(ُ)ِٓٔ/
مولده في شهر محرـ سنة أربعين كمائة كألف (َُُْىػ) كنشاء بصنعاء فقرأ العلوـ اآللية على
عدة مشايخ مشائخ كالعبلمة أحمد بن الحسين الهبل كمن في طبقتو كعلى آؿ المولى إسحاؽ
بن المهدم ،كعلى السيد يوسف العجمي كغيرىم[ْٗب-جػ] ،كلم يزؿ يجتهد في الطلب
كيستفرغ كمستفرغ الوسع في التحقيق حتى برز في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاللغة
كالمنطق كاألصولين ،ثم اشتغل بعلم الفقو كالحديث كالتفسير كأعانو ذكاه كفهمو كسرعة
حدسو ،كإال فقراءتو على المشايخ المشائخ لم تكن على قدر علمو كلم يزؿ يطالع كيراجع
حتى مهر كحقق[ُٓأ-ب] كأتقن كتفنن ،كصارت لو ملكة في جميع العلوـ راسخة؛ كقرأ أيضان
على البدر األمير[ُِٔ-أ] ،ثم اتصل باإلماـ المهدم بن المنصور فعرؼ حقو كعظمو كما
يستحقو كقربو لديو ككازر لو ،كأمر كلده المولى علم الدين القاسم بن المهدم بالقراءة عليو
فبلزمو صاحب الترجمة كأقرأه في العلوـ حتى تخرج عليو كتهذب بو كأناط اإلماـ لصاحب
الترجمة األعماؿ التي بنظر كلده العلم كالتوسط على ببلد الحيمة (ُ) ،كجعل بنظرة كتابة
األكقاؼ ،ككاف الشيخ العبلمة عبد اهلل بن محي الدين العراسي ىو المتولي لها فكاف تتفق
بينهما إجتماعات في كل كعد (ِ) تضرب بها األمثاؿ يشتمل على النظر في مصالح الوقف
كالمراجعة في العلوـ كاإلمبلء لمحاسن األدب كغير ذلك؛ ككاف صاحب الترجمة حسن
األخبلؽ كامل المحاضرة بديع المذاكرة ،عذب العبارة حسن اإللقاء لطيف الشمائل كاسع
الحفظ نقادان لؤلشعار مع كقار كسكينة كدعابة طريفة كاف لو أنظار حسنة كتعليقات رصينة
متمكنة كأبحاث نفسية كرسائل محققة ،كقد أطلعت على رسالة لو رد فيها على السيد العبلمة
أحمد بن صبلح الخطيب في العمل بالحساب في صوـ رمضاف تدؿ على تمكنو كحسن
تصرفو كرسوخ ملكتو.
[من أخذ عنو]
__________
(ُ) الحيمة :ببلد كاسعة غربي مدينة صنعاء بمسافة (ّٕ) ،إلى أكائلها.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ِٓٓ-َٓٓ/
(ِ) أم في كل اسبوع.
(ُ)ِٕٓ/
كقد تخرج عليو جماعة من األعبلـ كالسيد العبلمة إسماعيل بن ىادم المفتي ،كالقاضي حسن
بن إسماعيل المغربي ،كشيخنا القاسم بن يحيى الخوالني ،كالمولى عبد اهلل بن حسن بن علي
بن الحسين ككالدم كغيرىم ؛ ككاف كثير التحقيق في تدريسو فإنو يحضر في موقف اإلقراء
عدة أسفار كيملي جميع ما قيل في المسألة كما عليها من الحواشي كاألنظار ،كبهذا السبب
يقل األخذ في الكتاب فبل ينتهي ختمو إال بعد سنين فإنو أخبرني كالدم العبلمة الفخرم أنو قرأ
عليو شرح الخبيصي ىو كرفقاه في عشر سنين.
[نماذج من نثره كشعره]
ككانت لو اليد الطولى في صنعاعة اإلنشاء ،فمن نثره كنظمو ما أجاب بو على المولى يحيى بن
الحسن بن إسحاؽ رحمو اهلل:
المولى الذم يقتنص شوارد العلوـ بسابق فهمو ،كيقتبس
أنوار [ٓٗأ-جػ] الهدل من ضيا شمس علمو ،مالك أزمة العلوـ ،بمنطوقها كالمفهوـ،عبلمة
العلماء كاللج (ُ) الذم ال ينتهي كلكل بحر ساحل ،المحيي لرسوـ الفضل [ُّٔ-أ]بعد
اإلندراس ،كالمجرم لمعين اآلداب بعد اإلنحباس مشنف (ِ) البياف ببدائعو الحساف ،ركضة
اآلداب المتضاحكة األزىار كبحر العلوـ المشرقة درره في ضؤ النهار ،من اعجز السباؽ في
ميداف فضلو عن اللحاؽ ،كشخصت إليو األحداؽ عند كركد المشكبلت كتطاكلت األعناؽ،
كانعقد الوفاؽ على بلوغو الغاية في كرـ األخبلؽ ،كتعطرت بذكي بذكر ذكره األفاؽ ،عماد
اإلسبلـ يحيى بن الحسن بن إسحاؽ ال زالت سرابيل النعم عليو سوابغ ،كمضاعفات البركات
إلى عالي مقامو بوالغ ،فهداء إلى مقامو الرفيع ،كمحل شرفو المنيع:
سبلـ كما نمت تمت بركض زكاىر
تحية من شطت بو عنك داره ...كذكر كما نامت عيوف سواىر
كأنت لها قلب كسمع كناظر
__________
(ُ) اللج :أم المبلزـ.
(ِ) مشنف :أم أمتع البياف.
(ُ)ِٖٓ/
كبعد حمد من جعلك للعلوـ زينا ،كاقر بك لآلداب عينان ،كالصبلة كالسبلـ على من نالك من
شرفو النصيب األكفر ،كعلى آلو أرباب العلى كالمفخر ،فإنها كصلت البطاقة مشتملة
[ُٓب-ب]على ما لم يكن للمحب بو من طاقة ،جامعة بين منثور الآلؿ ،كمنظومها الذم ىو
السحر الحبلؿ ،ناطقة بما استشكلو الفهم الوقاد ،كانطبع في مراه الخاطر من اإلنتقاد ،إال أف
من كجهتم السؤاؿ إليو ،لم يكن في مثل ذلك ممن يعوؿ عليو ،فيا ليت شعرم ىل ذلك
استسماف ،كرـ أـ امتحاف ،لمن لم يكن لو في المعارؼ رسوخ قدـ ،كقد جرة القلم بما ىو
على القصور علم بمعزؿ ،عن مسالك التحقيق جرل بالتمريق بالتمزيق كالتحريق.
سفرت عن الدر الذم
((كلها معاف ذات حس ون
جاءت بانواع البديع
لو أف فرساف البياف
الستنبطوا الستنطقوا منها معان
لكن نطاؽ علومهم
ما مثلها كأبيك قد
فانعم بما أكالؾ من
يا من تسارعت المعا
يحدك بها شوؽ اليػ ...تصغي القلوب إليو سمعا
تسلب األلباب طبعا)) (ُ) )
صنعا
كأحسنت فيهن ي
دركا بما حازتو كضعا
ف تترؾ البلغاء صرعا
عن حصرىا قد ضاؽ ذرعا[ٓٗب-جػ]
قرع المسامع قط فرعا
جمع الفضائل فيك جمعا[ُْٔ-أ]
رؼ نحوه كترا كشفعا
ػو فتقطع الفلوات قطعا
كمنها:
ما كنت أنسى معهدا
فيو تدار سبلفة ساغت لنا
جاماتها من لفظك المنظوـ
كمديرىا الفهم الذم (منو) ...سحقا لناسيو كجدعا
عقبلن كشرعا
كالمنثور سجعا
استعار البرؽ لمعا
ككقفت لو على جواب طويل مشتمل على نثر بليغ كنظم جيد أجاب بو على "المولىموالنا" (ِ)
علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ ،كقد كتب إليو كتاب طويل السياؽ ،كاشتمل على نثر
كنظم جرل فيهما إلى غاية ما كرائها سباؽ.
فراجعو صاحب الترجمة بمثل ذلك كقابل السجعة بالسجعة فمن نظمو في الجواب قولو:
لصارمها الماضي من الحسن(افترد)
حمائلو من فاحم قد تظفرت
يشاـ التماع البرؽ إف لحظت بو
كيقصد مرتاد الكبل نحو أرضها
علىأنها ما أكذبتهم ضنونهم
__________
(ُ) البيت ساقط في (ب).
(ِ) في (ب) :موالنا.
(ُ)ِٓٗ/
(ُ)َِٔ/
(ُ)ُِٔ/
(ُ)ِِٔ/
ككاف دمث األخبلؽ رقيق الحاشية ،حسن المحاضرة ،لطيف الطبع شريف النفس كثير الدعاب
حلو المجوف بديع اللطائف كاإلستعارات معرضان عن التعلقات بكلو ،مطرحان للكبر بجملتو،
عارفان بأحواؿ أبناء زمانو غير مشتغل بالتكلفات (ُ) العرفية ،كال يتأنق في ملبوس كال يبالي
على أم كجو كاف كليس ىمو إال مجالسة اإلخواف كمسامرة الخبلف ،كمصاحبة األعياف ،كاتصل
باإلماـ المنصور بن المتوكل كالزـ حضرتو ككاف المنصور يعجب بو كثيران لذكائو كفطنتو كحسن
محاضرتو ؛ ككاف المنصور كثير الميل إلى األحاجي ككثيران ما يستمع األحاجي التي ال يفهمها
أحد إال صاحب الترجمة لقوة حدسو فوقع في قلبو أعظم موقع كأحسن إليو ككاف كثير التردد
من صنعاء إلى كوكباف.
كاتفق أنو ىول مملوكان حبشيان لبعض أعياف كوكباف ككاف المملوؾ مشغوالن بخدمة سيده؛ فلم
يظفر منو بطائل فوقع في بعض األياـ مطر كبرد تساقط منو األثمار ،ككاف مخدكـ المملوؾ
متنزىان بظفراف [ُٖٔ-أ]فعاقو المطر عن اللحوؽ بمخدكمو؛ كأقاـ عند صاحب الترجمة بقية
يومو فكتب مع المملوؾ إلى من يأنس بو من أصحابو ظفراف.
إف يومي كمثل أمسك يا من
فإذا ماؿ عنك غصن فمن خوؼ
كيف تسلو كمنزلي مطلع البدر
كإذا صدت اصددت ظبي كحش بمرماؾ
سقطت عنك عندؾ الوركد الورد كد كأضحى
إجماؿ األناـ عذران فقلبي
فتراه كمنخل الترب ال يحفظ
كإذا الركح صار عندؾ فالجسم
...بك أصبحت مثلما أنا أمسي
مصاب الغصوف عندؾ أمس
كمن كوكباف مطلع شمسالشمس
فقد صدت بالذكاء ظبي أنسظبيأنس
بوركد الخدكد تركيح نفسي
لنباؿ اللحاظ أصبح ترسي
سران كال يفيق لحدسي
كميت ككوكباف كرمسي[ٕٗب-جػ]كرمس
كمن شعره قولو يمدح اإلماـ المهدم بن المنصور كقد كصل إلى حضرتو أسداف:
أبلغ إماـ العصر من مسترشد
ىذا األسود أتت إليك مطيعة
ما شأف من خضعت لو أقرانو
أترىأثرا أتى ملك السباع مخبران
أـ خاؼ من ملك سواؾ كلم
أـ أـ صوح إمامنا ليكوف من
__________
(ُ) في (ب) :بالتكليفات.
(ُ)ِّٔ/
(ُ)ِْٔ/
(ُ)ِٔٓ/
(ُ)ِٔٔ/
[( ْٕ )/أحمد عبد الرحمن النزيلي الصنعاني]* (ُ)
(-...أكؿ ؽُِىػ -.../ؽُٖـ)
[اسمو كنسبو]
الفقيو أحمد بن عبد الرحمن الولي النزيلي الطرائفي؛ ترجم لو صاحب (الطيب) كقاؿ:
كاف من أىل الطريقة ،كأرباب المجاز إلى الحقيقة ،قطب الزماف الذم عليو دار ،ككاحد أبدالو
الذم بنيت لو فوؽ قطب النجوـ دار ،غوث غيثو غيث صائب ،كطراز على راس الكوف من
العصائب ،الحاضر الغائب ،الفاني الغاني القائلة لساف حالو كل الحق ما ألفاني.
اتفقت لو من الكرامات ما لو نظرىا الحاسد في الكرل مات الكرامات إلى أف قاؿ :كىم أىل
بيت ما لشكرىم من صحف اإلمكاف محو ،كليس لسكرىم المعركؼ عند الصوفية أبدان من
صحو فالسلف منهم كالخلف بدكر في البراىين ما شأنها الكلفالمكلف ،ككاف كثير ما يشملني
بدعائو المقبوؿ،كيحث كالدنا على مبلزمة الدعاء لي كما ىو عليو مجبوؿ ،كمن سنتو كثرة
التزكيج التركيج فلبضايع النساء بسوقو يسوقو تزركيج ،ككاف كثير الجوب للببلد كالتنقل في كل
ناد ،كيصحبو من تبلمذتو جم غفير فكأنو بين العالم كبين ربهم سفير ،كلو في المحاضرة
طرائف كفي المحاكرة ما يدؿ على إنجاب بلده الظرائف ،كقد ألف كتابان سماه( :سلوة الحياة
كالممات في المضحكات كالمبكيات)؛ ككاف مشاركان في العلوـ كلو شعر كقولو على منهج
التصوؼ (ِ):
قفا بي على الباب الكريم أناديو
فلي فيو من حق اليقين لوامع
فسرىيحضى مسرة ...كأنزؿ مع قوـ كراـ بناديو
عسى العبد العيد بالتحقيق يخطى ٌ
يحقق أسرار الفؤاد كما فيو
مصوف كخوؼ الحاؿ بالجمع يكفيو
__________
(ُ) طيب السمر (ُ ،)ُّٔ/نشر العرؼ (ُ ،)ُٕٓ/مصادر الحبشي (ِٖٗ) معجم
المؤلفين (ُ ،)َٕ/الركض األغن (ُ ،)ْٖ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٔ) ترجمة (ٕٗ)،
ىجر األكوع (ْ.)ِِّٗ/
(ِ) طيب السمر (ُ.)ِّٔ/
(ُ)ِٕٔ/
[( ٕٓ )/الشيخ أحمد الموقرم]* (ُ)
(الشيخ أحمد بن [الحسن] الموقرم)
[( ٕٔ )/أحمد بن عبد اهلل الهبل (بالكحيل)]** (ِ)
( -...نحو َُُُىػُٕٔٗ -.../ـ)
[اسمو كنسبو]
القاضي أحمد بن عبد اهلل الهبل الملقب بالكحيل لجماؿ كجهو.
ترجم لو صاحب (الطيب) ككصفو بالعلم كاألدب ،كأنو كفد إلى كوكباف رسوالن فكاف يجتمع بو
في مقاـ أبيو كيسمع من محاكرتو ما يخلب يحلب بو حجى النبيو .النية من علم يخوض في
يمو كأدب يجني زىوره من كمو ،سيما في المعاني كالبياف [ْٓأ-ب].
[نماذج من شعره]
كمن شعره قولو من قصيدة:
تركتني في الهول حيراف ذا قلق
تمر بي كتثني غير ملتفت
تسارؽ اللحظ نحوم تشتهي تلفي
يا قاتل اهلل ألحاظان تسارقها ...كقد تصبرت حتى الف مصطبرا
كأنما أنت من كصلي على حذر
تيهان علي كما حظي سول النظر
ترمي فؤادم عن قوس ببل كتر
كلو في التورية:
بداني بدالمن أحب فقلت أىبلن
كقلت سيمنح سنمنح المطلوب منو ...كقد شاىدت منو علي عطفا
فناكؿ إذ دنا كما ككفا
كلو في عقد الحديث المعركؼ:
ال يخدعنك حسن الظن في أحد
كال تعرض لما تبليو معذرة ...فإنما الحزـ سؤ الظن بالناس
كاستغن عما بأيدم الناس بالياس
كلو في الحكمة:
إذا رمت كل العز أعياؾ نيلو
الكل
فإف نلت بعضان منو الزمت حفظو ...كفوت منو البعض في طلب ٌ
الذؿ
كلم يحتفظ إال بجزء من ٌ
__________
(ُ) عقود الؤللي (ُٗٗ) ،النفس اليماني ،مصادر الحبشي (ِٕٗ) ،الركض األغن
(ُ )ُّّ/كىذه الترجمة ساقطة في (ب) كقد أثبت االسم في النسخة (أ) ثم تركت بقية
الصفحة (ُّٕ-أ) بياضان كصاحب الترجمة ىو الفقيو أحمد بن الحسن الموقرم كاف من
علماء زبيد رحل إلى مكة كأخذ عنو جماعة من علماء اليمن كىو من أىل القرف الثاني عشر
الهجرم كلو مؤلفات :مسطور اإلفادة بما يعين على الخطور كالعبادة بمكتبة تريم (ُُٕٔ) كلو
أيضان (مجموع رسائلو كمكاتباتو) ككانت كفاتو في القرف الثاني عشر.
(ِ) طيب السمر (خ) ،نشر العرؼ (ُ )ُّٖ-ُِٖ/ىجر األكوع(ُ.)ِْٕ/
(ُ)ِٖٔ/
(ُ)ِٔٗ/
(ُ)َِٕ/
لنفسك بالتهاكف كالتقالي
كصن فيك عن قيل كقاؿ
على األكباد من ىجراف قالي
مذاقان مر لي من قبل حالي[ُٕٔ-أ]
بأقواؿ تنوب عن النصالي
كخانني الزماف عن اغتيالي
عن األىواؿ بأىواؿ ثقاؿ
[مؤلفاتو]
كمن نظمو أرجوزة سماىا( :أسبلؾ الدرر في نسب العربي من خير البشر) تحف بها بعض
الملوؾ.قلت :كلم أتحقق كفاتو ىل كانت في القرف أك قبلو بيسير.
[( ٖٕ )/أحمد بن إسماعيل العلفي]* (ُ)
( -...بعد َُُٕىػ)ُٕٕٓ-.../
[اسمو كنعتو][اسمو كنعتو)
الفقيو أحمد بن إسماعيل العلفي القرشي.
كاف فاضبلن عبلمة محققان؛ لو محاسن جمة كفضائل عديدة ،الزـ المولى محمد بن إسحاؽ
مبلزمة طويلة ،كاجتنى من ثمار علمو ،كتهذب بو طبعو ككزر لو أياـ دعوتو،كلم يفارؽ مقامو،
كأسره اإلماـ المنصور بن المتوكل مع من أسر كسجنو بقصر صنعاء مدة طويلة.
كلصاحب الترجمة أدب جمعو إلى علمو كرياستو ،كقد كانت األعياف كالبدر األمير كغيره؛كقد
ترجم لو صاحب (الطيب) كأطاؿ الثناء عليو.
[نماذج من شعره]
كأكرد لو من شعره قصيدة كتبها إليو مع نثر طويل في غاية من الببلغة تركناه اختصاران:
ألم بي كظبلـ الليل معتكران
كزارني كبياض الصبح قد طويت
جادت بو في الكرل من باللقا بخلت
ثم انتبهت كما عندم يسامرني كازددت فوؽ الذم بي من جوانكضػ
كىاجت النار في قلب ستذىب إف
هلل قلبي المعنى كم أشاىده
بو مبلعب طرؼ زانو دعج
ككم يركح كيغدك في الغراـ كمن
فهل بما ينبغي منهم يفوز كما
شمس األناـ كقاضيهم ككاحدىم ...طيف الحبيب فطاب الليل كالسمر
بركده كسواد الليل منتشر
فيا لعيني لهذا في يقظتي فلهذا يشتكي السهر
إال النجوـ كدمع دكنو المطر
ػنى كزاد شوقي كالتذكار كالفكر
طاؿ التفرؽ منو العين كاألثر[ٓٓأ-جػ]
كفيو نار الهول العذرم تستعر[ُٕٕ-أ]
يسبي العقوؿ فتور فيو بل حور كصل األحبة ال يقضي لو كطر
__________
(ُ) طيب السمر (خ) ،ملحق البدر الطالع (ِّ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ِٗ-ُٗ/ىجر األكوع
(ّ.)ُْْٖ/
(ُ)ُِٕ/
(ُ)ِِٕ/
(ُ)ِّٕ/
(ُ)ِْٕ/
(ُ)ِٕٓ/
(ُ)ِٕٔ/
(ُ)ِٕٕ/
(ُ)ِٕٖ/
(ُ)ِٕٗ/
لها منطق قد ىذبتو البدائع
نجوـ لها كسرل كبهراـ كيهراـ راكع
سهاـ حداد راشقات قواطع
فليس لها إال القلوب مواقع
تجافتو دكف النائمين المضاجع
كضاؽ بو رحب الفضا كىو كاسع
إلى أف تبدت للصباح طبلئع
أسيل بخديو دموعان ىوامع
فما مغرـ في حبها لك سامع
كىي طويلة كمن ذلك قولو:
ثغر المسرة باألفراح مبتسم
كالشمس تزىر كاألنوار ساطعة
بدر على فلك البرجيس مطلعو
من كل أصيد من أنبائو شرس ...كركضة البشر قد فاضت بها الديم
من كجو أزىر تستجلي بو الظلم
كاألنجم الزىر من حوليو تزدحم
في ذرعو أسد في فتكو غشم
منها:
فقل لمن يدعى في المجد ىمتو
ثنتك عنها رماح الخط كالخدـ
كظنك المجد طرفان حلية ذىب
ككسب ماؿ كدار حشوىا حشم
ىيهات ذاؾ فكم صالت مناصلو
على الممالك حتى دانت األمم
ككم سعى لتراث بعد أف ذىبت
بو األعاصير فاستولى بو العدـ
حتى حواه بأياـ لها غرر
معلومة كحجوؿ ليس تنفهم [ٕٓب-ب]تنغصم
لها من السمر زىر غير آفلة
كمن "قتاـ" المذاكي غيهب عتم
كمن سرنديب نيراف مؤجحة
ىاـ الكماة على أشفارىا فحم
لمعشر الوحش حظ من مضاربها
شهب البزاة سواء فيو كالرخم
[( ّٕٖٕ )/أحمد بن علي بن يحيى المهبل ككالده] (ُ) *
(...-...ىػ...-.../ـ)
الفقيو أحمد بن علي بن يحيى المهبل؛ كبنو المهبل كانوا مشهورين بالعلم في القرف العاشر؛
كسيأتي ذكر بعض منهم في موضعو.
[(ٖٖ )/استطراد :علي بن يحيى المهبلء]
ككاف كالد صاحب الترجمة الفقيو علي بن يحيى بمحل من الفضل كالكماؿ ،ككاف كزيران للمولى
محمد بن إسحاؽ فنظم أموره ،كاعتنى بالقياـ بمصالحو ثم عذره في أخر األمر كعمر طويبلن،
ككسب أمواالن جمة.
كأما صاحب الترجمة فكاف أديبان ظريفان كريمان كلو شعر حسن فمنو قولو:
لفرط كدادم قد سكنت بمهجتي
كلما سكنت اللحظ خفت بأف ترل ...لئبل ترل ال بل سكنت بإنساني
فغطيت من دمعي عليك بطوفاف
__________
(ُ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو.
(ُ)َِٖ/
(ُ)ُِٖ/
القاضي أحمد بن محمد بن حسن البهكلي ؛ىو بن أخي القاضي عبد الرحمن بن حسن األتي
ذكره في حرؼ العين [ُٖٗ-أ] ذكره صاحب (الحدائق) ككصفو بالذكاء كالفطنة ،ككاف في
(بندر اللحية) في سنة ُُٖٗىػ .كلم يقدر اإلجتماع بو عند عزمو للحج ،كانو كاتبو بقصيدة
مطلعها:
ماس كالغصن بالقواـ الرشيق
حزت في كصفو كقد صار عني
حيل بيني كبينو كفؤادم
رمت منو تقبيل خد كثغر
ختمو المسك ال يضاىى بشبو
إف تجد بالذم أركـ سريعان
أك ترل غير مسعف فخبلصي
كىياـ في كصف فذ ىماـ ...رشا ذك سنا كخصر دقيق
في مكاف من الصدكد سحيق
في زفير مما أرل أك شهيق
كالتثامان بسلسبيل رحيق
كشفاه محمرة كالعقيق
يطف ما بالحشا لي من حريق
بمديح للسامعين رقيق
طود حلم كبحر علم عميق
كىي طويلة (ُ).
[( ُٗ )/إسحاؽ بن أحمد بن الحسن] (ِ)
(ُُُِ-...ىػ...َُُٕ-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى أبو محمد ضياء الدين إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور كبقية نسبو
تقدـ.
ىو العبلمة الجليل الرئيس الكريم أكمل أىل عصره مجدان كأعظمهم فخران كأحسنهم أدبان؛ كلو
مشاركة في علم الفلك قوية؛ ككاف بذم الكف كامل الرئاسة كافر الفضل ،ككاف كالده يميل إليو
بالطبع كيحبو كثيران ،كاشتغل بالعلوـ حتى حققها كنظر في األدب فمهر فيو كتولى (ذم أشرؽ)
(ّ)
__________
(ُ) نهاية [ٖٓأ-ب]-َُٗ[ ،أ].
(ِ) الطوؽ الصادح(خ) ،نسمة السحر (ُ.)ّّٖ-ُّّ/
…الجامع الوجيز (خ) ،ملحق البدر الطالع (ّٓ) نشر العرؼ (ُ )ُّْ/ىجر األكوع
(ّ.)ُٕٓ/
(ّ) ذم أشرؽ :قرية كبيرة أعبل كادم نخبلف من مديرية السياني كأعماؿ محافظة إب،كىي
على مقربة من مدينة جبلة.
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)َٕ/
(ُ)ِِٖ/
في اليمن األسفل بعد كفاة كالده كلم يزؿ مدة خبلفة المؤيد بن المتوكل ككاف لو بو غراـ طويل
كمآثر حميدة ،كلما قاـ باألمر أخوه صاحب المواىب اتفق لصاحب الترجمة ما إتفق لغيره من
آؿ اإلماـ ككاف من جملة األمراء الذين تقدموا لحربو إلى المنصورة كجرت بينهما حركب
كخطوب كآؿ أمره إلى أف حبسو أخوه ،كلبث في الحبس أعوامان كلما طاؿ حبسو كتب إلى
أخيو يستعطفو ،ككاف قد سمع حمامة تغرد فشجاه ذلك الصوت فقاؿ كضمن فيها البيت
الرابع:
كحمامة صدحت على فنن اللول
فغدا يسيل دمي من األحداؽ
تش يد تشدك كقد خلصت من القفص الذم
قد قيدت فيو عن اإلطبلؽ
ناديتها لما سمعت ىديلها
يا ذات طوؽ نحن في األطواؽ
بي مثلما بك يا حمامة فاسألي
يحل كثاقي من َّ
فك أسرؾ أف َّ
فاستجاب اهلل سؤالو كأفرج عنو في سنة عشر كمائة كألف.
كحكى لي غير كاحد من حفدتو أف كالده المهدم كتب يومان قطعة صغيرة بيتان كىو:
كالقائم الملك الخوات من شهدت ...لو المبلئك بالعالي بالعالي من الدرج
ثم طواىا كختمها كأعطاىا بعض جواريو ،كقاؿ ىذه تكوف عندؾ كديعة للولد إسحاؽ فإنو
سيحتاجها بعد موتي فأخذتها الجارية ثم نسجت عليها عناكب النسياف فلم تذكرىا إال قريب
إخراجو من السجن فأنفذتها إليو فلما قرأىا أرسل بها إلى أخيو كذكر لو القصة فأفرج عنو ككاله
ببلد (خمر) (ُ) كما إليها؛ ثم أسكنو ببلد (أصاب) كجعل نظرىا إليو فاستقر بها كاكتسب بها
مدة أمواالن جمة ثم طلبو أخوه للخركج على (يافع) (ِ) فوصل إلى اليمن كبقى في (جبلة)،
يسيران.
[كفاتو]
__________
(ُ) خمر :مدينة مشهورة من ببلد حاشد في شماؿ مدينة عمراف بمسافة (َْكم).
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)َٖٓ/
(ِ) يافع :بفتح فكر الفاء قبيلو مشهورة تقع منا زلها فيما بين الضالع كلحج في المنطقة
المعركفة قديما باسم سرك حمير.
…انظر :معجم المقحفي (ِ.)ُْٖٗ/
(ُ)ِّٖ/
كتعلق بو مرض فلما كصل إلى قعطبة (ُ) توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع األخر سنة إحدل
كعشرين كمائة كألف ،كقبر ىنالك كعليو ضريح كىو مشهور مزكر كقد ترجم لو صاحب
"النسمة" [ُُٗ-أ] كصاحب "طوؽ الصادح" كغيرىما :ذكر في النسمة أنو قاؿ القاضي
العبلمة أحمد بن ناصر بن محمد[بن عبد الحق] أنشدني الفقيو األديب بدر الدين محمد بن
المقرم الشافعي يوـ الخميس (ِٓ)من المحرـ سنة [ستة] "عشرة" (ِ) كمائة كألف /كقد
جزنا بحائط الليم في كادم لحج (ّ) كفيها دكحات تترنم فيها الببلبل فتثير الببلبل للمولى
إسحاؽ بن المهدم كذكر أنو قاؿ لها ارتجاالن كىما)ْ( :
سقى اهلل ىذا الركض قد حجاز كلما
نخيل كأنهار كزىر كبلبل ...يركؽ كيحلو للنفوس كيطرب (ٓ)
كلوا كأشربوا كاستنشقوا الزىر فاطربوا كأطربوا
قاؿ صاحب النسمة :كقد أجاد كأحسن؛ كأخذ بأىداب ثوب األدب القشيب فل ٌفو كنشره
كرتب فضلو كدؿ عليو كبرىن(ٔ) ،انتهى.
قلت كرأيت ىذا المقطوع في ديواف كلده محمد كلكن الفرع من تلك الشجرة فهو كمآلو ألبيو.
كرأيت بخط شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ كجيو الدين عبد القادر بن أحمد رحمو اهلل ما لفظو:
سمعت أف القاضي أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي صاحب (طيب السمر) أكرد في (اللف
كالنشر) ىذين البيتين ثم اعترض بأف تكرير الزىر في البيت األكؿ [ٖٓب-ب] كالثاني
معيب ،كلو قاؿ:كاستنشقوا الطيب لكاف أعطر رائحة كقد كىم القاضي في الثبلثة المواضع.
__________
(ُ) قعطبة :مدينة بالجنوب الشرقي من مدينة يريم بمسافة (ِٕكم) .كىي حديتو العمارة.
…انظر :معجم المقحفي (ِ.)ُِٖٕ/
(ِ) في (ب) :عشرين.
(ّ) لحج :بفتح فسكوف .صقع كاسع شماؿ مدينة عدف.
…لمزيد حوؿ الموضوع انظر :معجم المقحفي (ِ.)ُّٔٗ-ّٔٔ/
(ْ) نسمة السحر (ُ.)ّّّ/
ذب.
(ٓ) في نسمة السحر :كيع ي
(ٔ) نسمة السحر (ُ.)ّّّ/
(ُ)ِْٖ/
الوىم األكؿ :في جعل ذلك من أمثلة اللف كالنشر كقد اتفق البيانيوف على انو ذكر داؿ على
متعدد ثم ذكر ما لكل كاحد من أجاد ذلك المتعدد كمن غير تعيين لواحد منها ثقة بأف السامع
يرد كل كاحد إلى ما ىو لو كإنما قالوا من غير تعيين لنخرج التقسيم كىذا البيت األخر إنما
يصح مثاالن للنشر لو حذؼ منو الزىر ،أعني مفعوؿ استنشقوا كما حذفت مفاعيل كلوا كاشربوا
كاطربوا ،كال يصح جعلو من التقسيم ألف التقسيم ذكر متعدد.ثم إضافة ما لكل كأحد إليو على
التعيين كال يكفي إضافة البعض على التعيين فهذا البيت نوع من البديع مبتكر مركب من اللف
كالنشر كالتقسيم ،كإنما كقع كذلك لنكتة بيانية سنذكرىا بعد.
(ُ)ِٖٓ/
الوىم الثاني :في جعلو تكرار اللفظ معيبان مطلقان كنعم قد رأيت ذلك في مدة قديمة في عمدة
بن رشيق أك في "المثل السائر" البن األثير كأغلب ظني أنو في األكؿ كلكن صاحب العمدة
يذكر طرفان من النوع البياني كال يستوفي أقسامو ،كإنما المعتمد في ذلك كبلـ أئمة اإلعجاز
كاستعماؿ البلغاء السابقين في حلبة الحقيقة كالمجاز فنقوؿ اتفق البيانيوف على اف التكرير لغير
نكتة تطويبلن ال إطنابان كعليو [ُِٗ-أ]يحمل كبلـ ابن رشيق؛ كاتفقوا على أف التكرير لنكتة من
قسم األطناب جاء في القرآف كالسنة ككبلـ البلغاء قاؿ اهلل [] تعالى { ىكبلَّ ىس ٍو ى
ؼ تىػ ٍعلى يمو ىف ،ثي َّم
ؼ تىػ ٍعلى يمو ىف}[التكاثر ]ْ-ّ:فنكتة التكرير تأكيد اإلنذار كفي "ثم" داللة على أف ىكبلَّ ىس ٍو ى
الر ىش ً ً ً ً ً ً اإلنذار الثاني أبلغ .كقاؿ اهلل تعالى{] [ :قى ى ً
اؿ الَّذم ى
اد، آم ىن يىاقىػ ٍوـ اتَّب يعوني أ ٍىىد يك ٍم ىسب ى
يل َّ
ًً ً
ع}[غافر ]ّٗ-ّٖ:فنكتة التكرير ىنا التنبيو على ما ينفي الدنٍػيىا ىمتىا ه يىاقىػ ٍوـ إًنَّ ىما ىىذه ال ى
ٍحيىاةي ُّ
التهمة كزياد إيقاظ عن سنو الغفلة ليكمل تلقي الكبلـ بالقبوؿ إذا الرجل ال يريد لقومو إال ما
يريد لنفسو ،كقد تكوف النكتة زيادة إظهار اإلبتهاج كالتلذذ بذكر المحبوب نحو اللهم صلي
على محمد كعلى آؿ محمد؛ كمنو تكرير الزىر في البيت ألنو من الطيب الذم قاؿ رسوؿ اهلل
كالطيب)) (ُ) ككل ما أحبو النبي
ي إلي من يدنىيا يك يم النساءي
ب َّ]((حبّْ ى
صلىاهلل عليو كآلو كسلم [ :ي
-صلى اهلل عليو كآلو كسلم -محبوب إلىكل مؤمن بل قد جاء عن العشاؽ ما ىو أعجب من
ذلك قاؿ الشاعر:
أحب لخالها السوداف حتى ...أحب لحبو سود الكبلب
__________
(ُ) الحديث أخرجو أحمد في مسنده كالنسائي في سسنو كالحاكم في المستدرؾ ،كالبيهقي
في سننو ،كالسيوطي في الجامع الصغير (ُ ،)ٕٓٔ،ّٔٔٗ/كىو حديث حسن.
(ُ)ِٖٔ/
كألف الطيب من لذة األركاح كىي لذة ملكية بخبلؼ األكل كالشرب فإف اإلنهماؾ فيو لذة
بهيمية كىذه نكتة حذؼ المتعلقين في{كلوا كاشربوا}[البقرة ]َٔ:فإف قيل أف الطرب لذة
ركحية فما باؿ حذفو قلت :ىو ىذا الطرب كإف لم يكن محرمان لكنو شارؾ الطرب المحرـ في
اإلسم؛ ككاف رضواف اهلل عليو بكرىو يكره كما قاؿ المولى محمد بن إسحاؽ من أبيات:
كصمت إذا كانت بو تتبلىا ،كقد تكوف النكتة زيادة التوجع كالتحسر كقولو:
فيا قبر معن أنت أكؿ موضع
كيا قبر معن كيف كاريت جوده ...من األرض حطت للسماحة موضعا
كقد كاف منو البر كالبحر مترعا
كقد تكوف النكتة تذكير ما بعد بسبب زيادة طوؿ الكبلـ إما مع رابط كقولو تعالى{] [:الى
ازةو ًم ٍن
َّه ٍم بً ىم ىف ى
سبىػنػ ي ً ً ً
ين يىػ ٍف ىر يحو ىف ب ىما أىتىوا ىكييحبُّو ىف أى ٍف يي ٍح ىم يدكا ب ىما لى ٍم يىػ ٍف ىعليوا فىبلى تى ٍح ى
َّ ً
سبى َّن الذ ى
تى ٍح ى
اب}[آؿ عمراف ]ُٖٖ:فقولو{فبل تحسبنهم} تكرير لقولو {كال تحسبن} لبعده عن ال ىٍع ىذ ً
المفعوؿ الثاني كالرابط الفا أك مجردان عن الرابط كما في قولو تعالى{ :ثي َّم إً َّف ربَّ ى ً ً
ك للَّذ ى
ين ى
ك ًمن بػع ًدىا لىغى يف ً ً ً
يم}[النحل]َُُ: ور ىرح ه ه صبىػ يركا إً َّف ىربَّ ى ٍ ى ٍ ى اى يدكا ىك ىاج يركا م ٍن بىػ ٍعد ىما فيتًنيوا ثي َّم ىج ى
ىى ى
ككقولو:
لقد علم الحي اليمانوف أنني ...إذا قلت أما بعد أني خطيبها[ٗٓأ-ب]
(ُ)ِٖٕ/
الوىم الثالث قولو :لو قاؿ استنشقوا الطيب إلى أخر كبلمو بيانو ال يخلوا إما أف يكوف من
استعماؿ الكل في الجزء أك العاـ في الخاص كذلك إنما يكوف لنكتة ،كال نكتة ىنا فإف كاف
من استعماؿ الكل كىو الطيب في الجزء كىو الزىر بناءن على أف الطيب مركب من أجزاء
ىصابً ىع يه ٍم ًفي
أحدىا الزىر فالمجاز فيو ال يحسن ،إال لنكتة كقولو تعالى{] [ :يى ٍج ىعليو ىف أ ى
آ ىذانً ًه ٍم}[البقرة ]ُٗ:إشارة إلى مبالغتهم في سد اآلذاف باألصابع حتى كأنهم أدخلوا بقية
األصابع مع األنامل؛ كأما ىنا فبل توجد نكتة قط غير نكتة المجاز كإف كاف من استعماؿ العاـ
َّاس}[آؿ َّ ً
اؿ لى يه ٍم الن ي ين قى ىفي الخاص فذلك أيضان إنما يحسن لنكتة كقولو تعالى[ ]{الذ ى
عمراف ]ُّٕ:يريد نعيم بن مسعود جعلو الناس لشدة ما أرجف كنصب من القرائن على صدؽ
خبره حتى صار خبره كالخبر المتواتر عن الناس ،كال توجد مثل ىذه النكتة في البيت .انتهى
[ُّٗ-أ].
[( ِٗ )/إسحاؽ بن محمد بن قاسم العبدم] (ُ) *
(ََُُُُٓٓ-ىػَُُٕ-ُّٔٔ/ـ)
[اسمو كنعتو]
القاضي ضياء الدين إسحاؽ بن محمد [بن قاسم]العبدم.
نشأ بصعدة كطلب العلم أياـ صغره فأحرز فنونو ،ككتب بخطو الحسن ،كحصل الفوائد.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) نشر العرؼ (ُ ،)ِّْ-ُّٖ/البدر الطالع (ُ )ُّّ/معجم المؤلفين (ِ)ِّٖ/
مصادر الحبشي (ْٖٔ ،)ُّّ،مؤلفات الزيدية (انظر فهارسو) ،المواىب السنية استطرادان في
ترجمة الحسين بن عبد القادر ،الجامع الوجيز (خ) ،الركض األغن (ُ.)ُٖٗ-ٕٗ/
…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٗ ،)َِِ-ترجمة (َُِ) الجواىر المضيئة للقاسمي
(بتحقيقنا) مقدمة المحقق لكتابو (إبطاؿ العناد).
(ُ)ِٖٖ/
كصنف التصانيف المفيدة خصوصان في علم العقيدة كأكبرىا كتاب :اإلحتراس "من" نار (ُ)
النبراس في مجلدين ضخمين ،كلو رد على :المرجومي كىو ضرير كاف بالمخا أياـ كالية
الحريبي؛ كألف في تحليل السماع رسالة ،فرد عليو العبدم بكتاب بناه على التشجيع ،ككاف
يختم كل فصل منو بأبيات من شعره ،فدبر عليو المرجومي بواسطة الحريبي بأف جعل فتول
أرسلها إلى صاحب المواىب كحاصلها السؤاؿ عن رأم اإلماـ في نكاح الربيبة كزعم أف
العبدم أباح ذلك كأفتى بو كىو كذب عليو فانشأ اإلماـ رسالة أباف فيها داللة التحريم ،ككاف
ذلك أحد أسباب الغضب عليو كما قيل.
[نماذج من شعره]
كشعره جيد ككثير ما يحرص على النكات البديعة فيو كيجيد في سبك األلفاظ.
أنشدنا المولى العبلمة عبد القادر بن أحمد قاؿ أنشدنا المولى العبلمة محمد بن إسحاؽ بن
المهدم ،قاؿ :أنشدنا القاضي إسحاؽ العبدم لنفسو.
أمر بربعها فأطوؼ سبعان
فسموني بعبد الدار جهبلن ...كألثم ركنها من بعد لمس
كما علموا بأني عبد شمس
ككاف صاحب الترجمة في أكؿ أمره في شظف من العيش ،كاتفقت لو محنة رحل منها إلى
(مكة) ثم رجع اليمن كقصد (الخضرا) فحظي عند صاحب المواىب أثَّم حظوة .ككتب لو
كاستوزره ككاف في طبعو حده؛ ثم جرت بينهما منافرة رحل منها إلى (الهند) فحظي عند ملكها
كنالتو دنيا عريضة طويلة ،ككافقو على خزائن جليلة في كتب العلوـ ،فألف (اإلحتراس) ىنالك.
ثم رجع اليمن موفور الماؿ كالعرض.
[األعماؿ الموكلة إليو]
كتولى القضاء بػ(أبي عريش) من أعماؿ (تهامة) كتوفي ىنالك في سنة خمس عشرة كمائة
كألف .فمن شعره قولو[ُْٗ-أ]:
قف بالرسوـ العافيات العادفات نادبان
كناد كصل الغانيات نادمان
فبل تبلـ إف كقفت شاكيان
معاىدان عهدتها مبلعبان
أذيل دمعي إف رأيت دارسان
ما زلت في شرع الغراـ قاضيان
كلم تكن عزمي عزائمي نوائيان
فما لمخضوب البناف معرضان
كيا أميران في الجماؿ ىل ترل
إياؾ أعني يا بثين إنما
__________
(ُ) في (أ) :عن.
(ُ)ِٖٗ/
(ُ)َِٗ/
[اسمو كنسبو]
المولى أبو محمد إسحاؽ بن يوسف بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم كبقية
نسبو تقدـ.
[نعتو]
ىو العبلمة الكريم زينة الدىر كفرد العصر ،أكحد األعبلـ ذك الفهم الصادؽ كالقريحة الوقادة
كالذكاء المفرط كالهمة السامية كاإلطبلع العظيم كالباع الطويل في األدب؛ أحد فحوؿ الرجاؿ
كالمتقدـ في إجادة القريض كمن إليو في الشعر النهاية.
[مولده كنشأتو]
مولده في سنة إحدل عشرة كمائة كألف .نشأ في صنعاء كترقى في درج السيادة كالفخار كجاز
رىاف السبق في مضمار الكماؿ كحقق [َٔأ-ب] في النحو كالصرؼ كالبياف كاألصولين
كالمنطق كاشتغل بعلم الحديث كالفقو ،كمارس في سائر الفنوف.
[مشايخو مشايخو كمقركآتو]
كقرأ على أعبلـ كمشايخ عصره ،كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي ،كالمولى عبد اهلل بن علي
الوزير في الكشاؼ ،كالفركع ،كالمولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم كانتفع بو كثيران
"كعلى" " المولى صبلح بن الحسين األخفش في (مجموع اإلماـ زيد بن علي) كغيره ،كالمولى
البدر األمير في شرح الرضي ،كألف عليو حاؿ الدرس حاشية لم تكمل ،كفي شرح العمدة،
كألف البدر أيضان عليها حاشيتو العدة على العمدة في حاؿ الدرس ككملت في مجلدين
ضخمين ،كقرأ عليو في (الصرؼ كالمعاني كالبياف كالمنطق كحصة في الكشاؼ كضؤ النهار).
(ُ)ِِٗ/
كأعانو الذكاء المتوقد كإال فقراءتو ليست على قدر علمو ،ككاف كثيران اإلقراء كالصبر على
الطلبة ،كمكارـ األخبلؽ كالميل إلى أىل اهلل كالمحبة للفقراء كالقعود معهم ،كأما كرمو كعدـ
التفاتو إلى الدنيا كزىده عن متاع الغركر فمما ال يجاريو في ذلك مجار كال يلحقو أحد في ذلك
المضمار ،كاشتهار أخباره في الكرـ تعني عن التطويل كاإلكثار ،فإنو ينفق ما كجد في بيتو من
أمواؿ كفراش كمتاع في يوـ كاحد ،ككثيران ما تجيئ إليو الخلع ،كاألمواؿ من الخلفاء فبل تمر
عليو إال كىي منطلقو كربما يخرج في اليوـ األكؿ بزم الملوؾ ثم يصرفو أخر يومو ،كيخرج في
اليوـ الثاني بزم الفقراء كال يبالي على أم ىيئة كقع كال يفترؽ عنده مزية األمير على المأمور.
[مؤلفاتو]
كلو المؤلفات الحسنو منها( :تفريج الكركب) مجلد ضخم في فضائل أمير المؤمنين عليو
السبلـ؛ كمنها الوجو الحسن كمنها( :ثغر الدىر الباسم) جمع فيو تراجم ألعياف عصره ،كلعلو
لم "يكملو" ككاف تأليفو لو في (سنة ثبلثين كمائة كألف) ،كلم يزد فيو ما حدث في أخر أمره،
كلو رسائل كمسائل أخرل ،كاشتغل بعلم التصوؼ اشتغاالن كليان كماؿ إليها ،كرحل إلى حضرة
المولى صفي اإلسبلـ أحمد بن المتوكل القاسم بن الحسين بمدينة (تعز) (ُ) ،فبلزـ السيد
يحيى بن علي الشنطبي الشطبي مدة طويلة كلو في ذلك أخبار يطوؿ شرحها كطالع في علوـ
المعقوؿ كاستعمل عبارات الحكما في كبلمو كمحاكراتو فربما نفر عنو لذلك علما الظاىر ،كمن
لم يمارس كتب التصوؼ كاهلل أعلم بالحقيقة ،كمدح المولى أحمد بن المتوكل بغرر المدائح
فرأل لو حقو كأعطاه العطاء الواسع ككتب إليو في شهر رمضاف سنة (ُُِْىػ) .يطلب إذنو
بطلوعو (صنعاء) قولو:
شهر السعادة قد كافى فحي على
بالفوز بالعمل المقبوؿ كاألمل
تبارؾ اهلل كم من نعمة كعلي
__________
(ُ) تعز :مدينة كبيرة في السفح الشمالي لجبل صبر تبعد عن صنعاء بمسافة (ِْٓكم).
…انظر :معجم المقحفي (ُ.)ِّّ-ُِّ/
(ُ)ِّٗ/
(ُ)ِْٗ/
ككاف لو حظ في الشهرة فاعتنى لشعره ككبلمو كما ذىب إليو من المسائل جم غفير من األعبلـ
كتناقلوا ذلك إلى اآلف [ُٖٗ-أ].
كسكن بػ(ذمار) دىران كصحبو جماعة من أىلها فهذبهم كحسن لهم النظر في كتب الرقائق،
كمدح (ذمار) كأىلها بأبيات ذكرىا ستأتي في ترجمة شيخنا الوجيو رحمو اهلل ،كبالجملة
فمحاسن صاحب الترجمة كثيرة؛ ككاف رحمو اهلل نقادان حاذقان لبيبان ألمعيان بعيد الهمة شريف
النفس ،كلهذا لم يصف يضق لو زمانو عن اإلكدار كما يريده ،كلم تساعده األقدار مرامو البعيد
فربما تحرـ من دىره كذمو في عدـ دخولو تحت طوع الطوع نهيو كأمره كستنظر مصداؽ ذلك
فيما تسمع من شعره.
((كسكن أيضان بكوكباف لدل المولى أحمد بن محمد بن الحسين حين دعا إلى نفسو كما
تقدمت اإلشارة إلى ذلك ،كخرج مع من خرج من األعياف إلى (كوكباف) كأخذ عنو جماعة من
العلماء كربما يمر في ىذا شئ مما مدحهم (بو) )) (ُ) .
[كفاتو]
كلم يزؿ على حالو الحميد حتى توفاه اهلل تعالى في شهر ذم الحجة الحراـ سنة ثبلث كسبعين
كمائة كألف بػ(بير العزب) كدفن في (خزيمة) -رحمو اهلل تعالى-؛ كلو ديواف شعر جمعو المولى:
محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي كبلغني أنو لم يستوؼ جميع أشعاره لعدـ الظفر بها،ككذلك
جمعو بعض أصحابو من الفقهاء في حياتو كىو موجود بأيدم الناس.
[نماذج من شعره]
فمن شعره قولو:
لعمرؾ ما في الدىر يوـ مسالم
كالفي المبل شخص من العيب سالم
فأم خطوب الدىر أنكر مسها
كفي كل حين للخطوب تراجم
فما كانت الدنيا نعيمان كإنما
أىين بها لما عصى اهلل آدـ
أتطمع في خفض من العيش رائع
كرفع كلم تعمل عليك الجوازـ
فكم راـ ىذا من مليك متوج
مهيب تخافاه األسود الضراغم
أطاع لو شرؽ الببلد كغربها
كألقت إليو عربها كاألعاجم
توىم أف قد ناؿ منها مراده
فأيقضو صرؼ القضاء كىو نائم
فقد جرد الدىر الخؤف لحربنا
سيوؼ عنا تنبوا لديها الصوارـ
إذا ما انتضاىا لم يصب غير مقتل
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ُ)ِٗٓ/
(ُ)ِٗٔ/
(ُ)ِٕٗ/
(ُ)ِٖٗ/
(ُ)ِٗٗ/
كمن شعره قصيدتو البلمية التي رد بها على قصيدة المولى البدر األمير التي قالها حين اطلع
على كتاب (اإلنساف الكامل) لعبد الكريم الكيبلني ككاف البدر شديد اإلنكار على الكيبلني
كابن عربي كأضرابهما كالميل عن كتبهم كالتحذير عن االغترار بها كصنف في ذلك كتابو
الموسوـ [ِٔأ-ب] (نصرة المعبود في الرد على أىل كحدة الوجود) كأكؿ قصيدة البدر
األمير قولو)ُ(:
ىذا كتاب كلو جهل ...كخبلؼ ما جاءت بو الرسل
كقصيدة صاحب الترجمة ىي قولو:
عذؿ الخلي لذم الهول عدؿ
لم يؤؿ إال النصح بمحضو
عطف عليك لو بحملتو
لو راح يومان كداع أنفسنا
طلت دماء القوـ ليس لهم
يا عمرك لم نبل الغراـ فيستولي
يا للفتى نجل الصبابة قد
بيناه يشكو جرحو دنفا
يا عاذلي خذ من سهامك ما
تهول النباؿ إلى مفاضتها
يا عمرك عمرم لست من نفرم
سلّْم على دارم التي فنيت
كعلى المقيم بربعها أسفا
ما استيقظوا اللقاء الجيب كال
أبدان لهم في كل ما يحلوا
بت أتبعو
كحليف شوؽ ّْ
فلقد لعمر أبيك َّ
شف بو
ال سقم يعنيو كال رمق
يمشي على أثارة عصب
يوحي العيوف إلى قلوبهم
ال لفظ يعرب في المقاـ كال
دقت مسالكهم فمد رحبهم
موضوع أمرىم السبلمة عن
باهلل قل لي ما سجنك حموؿ
أعبلمهم في الكوف قد نشرت
لو أف نسمة طيب نشرىم ...حق عليو لو بو الفضل
صدؽ الوالء لو كلم يآؿ
قد ساغ فيو الوصل كالفصل
معنى لزاح بعلمو الجهل
في الحب ال قود كال عقل
بحملو عقلك التبل
صرعتو تلك األعين النجل
كشقتو من عذالو النبل
ردتو سابغة لها فضل
فهول الفراش كحتفها قبل
من ىاىنا تتفرؽ السبل
فغدت كما لفنائها ظل
حيراف ال حل كال رحل
قاموا فيبعث طيفو الخل
منحل
ُّ عقدان بطوؿ العهد
تطرل كلي عن شغلو شغل
حكم الغراـ فرسمو محل
يبقى كال جزء كال كل
بين الغراـ كبينهم َّ
اؿ
سر انطبق بحملو النقل
__________
(ُ) ديواف البدر األمير ص(ّْٖ).
… كالكتاب المذكور أحرقو البدر األمير كصنع لو طعامان على ناره ككاف فيو الشفا لباطنو من
اإلسهاؿ.
(ُ)َُّ/
(ُ)َِّ/
كممن أجاب المولى عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر-رحمهم اهلل-
كمشاه أيضان في الماء.
كأجاب عليو المولى صاحب الترجمة بجواب بليغ ال بأس بإيراده كىو:
حي ىبل بضيف طرؽ أبياتي
طركؽ الطيف ما أكرمو من نازؿ
لطيف الشمائل كما ألطفو[ّٔأ-ب]
من زائر كريم العناصر
حل معناه في بيوتي فأضحت
عاطبلت من حليها كحبلىا
كأنما الظل فيها قد نسخ بالفي
كضاع عرؼ سرل من نشرىا بالطي
كبدلت بعد شئ كاف فيها شئ
فقل خلقنا من الماء كل شئ حي
فإذا الحلة قد حلها غير بانيها
كالحلة قد اكتساىا غير كاشيها
كأنها ربوع طم عليو البحر فمبلء منها السهل كالفجاج ،أك شمع طلع عليها الفجر فبطل حظ
السراج .فأصبحت خاكية على العركش لم يبقى فيها مما تهش إليو النفوس إال النقوش .كأنو
نفخ في أجسادىا أركاح معانيو كىبت أركاح ذكائو فهاج الماء حين ادعى أنها من مغانيو،
كالغرض من ىذا الكتاب قد قطعتو عوارض األسباب،كأخره إلى ىذه الغاية التحير في أم
مسلك من الخطاب كطالب المفاكهة كجالب الفاكهة كالقرطاس يريك كجو أخيك كإف بعد
المزار فيبتهج السمع كالبصر ببلوغ األكطار ،كأنما نفح فيها ركح معناه فقامت بو سوية ،كلعل
ذلك كاف بمشاركة عيويو ،قد صار كالمرآة ككالماء يحكي كل صورة :فبأم شئ تلتقيو النفس
يحكيها ضركرة:
إذا رؽ منو أديمو ...كصفى فلم يحجب ضميره
غيره:
الماء عذب سائغ شراب
عذب كمنو يخرج البللئ
سيف يفل غرب كل عضب
كالنهر عين مائو تفور
تحملو جارية إذا طغى
ذاؾ سداد جائع كضامي
((ذاؾ محيط فهو للماء صورة
كبلىما من السماء ينزؿ
ككم أجاب غيركم من الفرؽ
أبلغو عني القوؿ يا نسيم
أعني مقر المجد كالمعالي ...كذاؾ أف حقيقتو سراب
نور كمنو تظلم الليالي
عقد يحل عصب كل غرب
فيها كمن تنوره يفور
ماء كتبغي كصلو إذا بغى
كالماء يطفي علل األكامي
كالماء في إنائو ماء سوره)) (ُ) )
فهامل ىذا كذاؾ مهمل
فبل بما ىو ىو كال بالماء صدؽ
__________
(ُ) البيت ساقط في (ب).
(ُ)َّّ/
(ُ)َّْ/
قلت ليس القصد ىو اإليقاع في النية ،فلو باب في الولوج لمن يأتيها ليس يأتيهليس دكنو إال
إشارات دقائق لطفية ،كمجازات مشهورات أك ىي حقائق عرفية كىو منغلق جدان لمن حاكؿ
فتحو بغير مفتاحو ،مظلم األرجاء لمن مشى بغير مصباحو ،كليس القصد [ّٔب-ب]في
ابتدائو ما بلغ إليو في انتهائو .كلكنو لما كضع ىب أف بعض ما ينزؿ من مسارحو يجرم فيو
الماء ،فكيف بو في شواىقها الذاىبة في السماء ،فلقد اسعد البياف لوال القاطع ،كقاـ البرىاف
لوال المانع ،فبعض تلك المعاني ،قد حل تلك المعاني[َِٖ-أ] ،كبعضها يظهر لو من الفلق،
ما ىو أبين من عمود الفلق ،لكن األرض إذا زلزلت زلزالها،كأخرجت أثقالها ،تحدث أخبارىا،
كتكشف أستارىا.
كإف الكاتب بعد أف أذاقو اهلل حبلكة نعمو الوافية كأياديو الكافية ،كألبسو ثياب بره الصافية .لم
يكن لو بعد اإلستقرار على تخت النعم ،كالشكر على ما اجزؿ اهلل من القسم ،من اإلستركاح
إلى شئ أركاح من تذكر سابق بركم إليو .كرائع فضلكم كإحسانكم عليو.
ما أنس اآلنس نعماىم عليا كقد
كأنني فيهم أحرزت ما تركت ...فارقت أىلي كجيراني كأصحابي
أسبلفهم حق ميراث بأسباب
كإف موجب التحير إلى ىذه الغاية ىو اضطراب الخاطر عند كركد ذلك الكتاب بأم كجو يتلقى
من الجواب :بشرح يسير معو في كل مجاؿ ،فيجاريو في الممكن كيفارقو في المحاؿ ،أـ
بأبيات تكوف تكملة لؤلصل يكوف فيها الفصل ،مع التعجب لتلك التوجيهات التي احتملها
احتماالن ال ظاىران ،كالتخريجات من اللغة التي استحق بها المعنى مظهر بدره سافران ،كحينان
يخطر في الباؿ اإلسعاد إلى ذلك المراـ كاحتمالو كإف لم يخطر من قائلو على بالو ،كىذا فيو
ما فيو فإنو يباين الصدؽ كينافيو ،كقد ذكرت ىنا:
تمانعت إذ غدت في الذىن تزدحم
كإنو لم يزؿ على الخاطر توجيو الخطاب
إليكم بأبيات كالحلية على الحركؼ
فأشيد من مباني الثنا عرفا
(ُ)َّٓ/
فصل :ىو في الحقيقة كصل مفصل من الخطاب ىو زبدة الفصل بما قضاه الرب للعبد يجرم
ببل عمد كعن عمد ليس لو "من" حكمو معدؿ كلما يقضيو من رد:
أحمده في كل حاؿ على
عهد لو اختير لو مشبو
لو كاف من قصدم نسيانو ...دكاـ ذكرل ذلك العهد
ما كاف إال جنة الخلد
أنسيت من تذكاره قصدم
غيره:
برزكا للوفود سيما الخدكد الصيد
فرعوا كل ربوة في المعالي
لمساميح ما تزيدىم األيا
فهم ما ىم بدكر تسرم
ال يباريهم المكمل في الرأم ...مثل البدكر خلقا كسيما
فرغوا في القرار منها النعيما
ـ إال فضائبلن كحلوما
حائران الركب أك تسرم الهموما
صوابان كنجدة كحلوما
غيره:
ال تقل أينما سمعناه في الكتب
لو تأتي يقينها لرأينا
كجعلناه شاىدان للذم قيػ
ال تقل ىكذا فقد أفصح الدىػ
إف في العصر من لو يشفع ...كما قيل من صفات الكراـ
كاحدان في صحائف األياـ
ػل كلكن ىيهات ذا من مراـ
ػر بحسن المبدأ أك حسن الختاـ
الدىر بتصريف حادث األياـ
انتهى كبلمو ،كعلى الجملة فإنو لم يحل لغزه أحد ،ككنت أياـ قرأتي في (شرح المواقف
العضدية) على شيخ اإلسبلـ البرىاف ،كثيران ما يخطر ببالي أنو يتمشى في النفس الناطقة على
طريقة الحكماء المشائين كاإلشراقيين كمن تبعهم من (حكماء الصوفية) كالشيخ بن عربي،
كالشهر كردم كغيرىما؛ كقد كاف لصاحب الترجمة اليد الطولى في علم الحكمة اإللهية
كمعرفة علوـ أرباب الطريقة ،كىو القائل:
تأمل بعينيك ما خط في
فأنت الكتاب المبين الذم ...سطورؾ من كل معنى خفي
طويت على سور المصحف
(ُ)َّٔ/
كتطبيق لغزه على النفس الناطقة يحتاج إلى مزيد تطويل يخرجنا عن المقصود ،كمن لو ملكة
راسخة في ىذا العلم عرؼ الطريقة ،كسلك في مجاز قولو إلى قنطرة الحقيقة،ككنت أىم برسالة
أبين فيها كجو المراد ألنو ليس ىناؾ إال كشف معاني مجازات ككفايات استعملها كما نبو عليو
في الجواب حتى كقفت على شرح لطيف [ْٔأ-ب]بهذا اللغز علقو صاحبنا القاضي العبلمة
الحسين بن أحمد السياغي األتي ذكره إف شاء اهلل ،فرأيتو قد مشاه في الركح كاعتمد في النقل
على الغزالي كلكنو كثيران ما يشير إلى تقرير ما ىو غير معوؿ عليو عند أئمة ىذا العلم لعدـ
االعتماد على قوؿ المحققين فيو كالشيخ الرئيس (ُ) أك صاحب (حكمة األشراؽ) ،أك صدر
الدين الشيرازم ،كالنظر فيما ذىب إليو حكماء (الصوفية) كلكنو عجيب في بابو-َُِ[.أ]
[( ْٗ )/إسماعيل بن صبلح األمير الكحبلني كخالو ككالده ] (ِ)
(َُُُْٕٔٔ-ىػُّْٕ-ُُْٔ/ـ)
[اسمو كنسبو]
العبلمة ضياء الدين أبو محمد إسماعيل بن صبلح بن محمد بن علي بن حفظ الدين بن شرؼ
الدين؛ كبقية نسبو ستأتي في ترجمة كالده البدر المنير إف شاء اهلل تعالى.
[نعتو]
ىو األجل الزاىد ،الفاضل الناسك العابد ،العبلمة األديب البليغ ،المعركؼ باألمير كىو كالد
البدر األمير األتي ذكره إف شاء اهلل.
ذكره صاحب (طيب السمر) ،كالمولى إسحاؽ كغيرىما كأثنوا عليو كىو من بيت رياسة قديمة.
[(ٓٗ )/استطراد :الحسن بن شرؼ الدين الكحبلني]*
(َُِْٖٖٗ-ىػُُٕٔ-ُّٕٓ/ـ)
__________
(ُ) أم ابن سينا.
(ِ) طيب السمر للحيمي(خ) ،الثغر الباسم (خ) ،نشر العرؼ (ُ)ِّٔ/ف األعبلـ
َُ ،)ُّٔ/ملحق البدر الطالع ص(َٔ) ،معجم المؤلفين الزيدية (ِ ،)ُِّ/مصادر
الحبشي (َّْْ) الركض االغن (ُ ،)َُٕ/الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) ،أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(ِّْ) ترجمة (ِِٗ) األدب اليمني (َّٗ) دكب الذىب (خ) ،الجامع
الوجيز (خ).
(ُ)َّٕ/
فإف عم جده :الحسن بن شرؼ الدين (ُ) ىو العبلمة اإلماـ الجليل الرئيس المجاىد ناصر
اإلماـ القاسم ،كاستفتح ببلدان كثيرة كثيؤل كعفار كىو عمدة الثبلثة الذين قاموا بدعوة اإلماـ
القاسم كىم الحسن المذكور ،كالسيد عامر بن علي ،كالسيد أمير الدين بن عبد اهلل رحمهم
اهلل؛ كقد ترجم للحسن المذكور القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ في المطالع كالسيد
عامر في (البغية) كغيرىما.
[(ٔٗ )/صبلح بن محمد األمير الكحبلني]*
(َُُِ-...ىػُٖٔٗ-.../ـ)
ككاف كالد صاحب الترجمة السيد صبلح (ِ) ،عالمان ،فاضبلن ،سلك سبيل سلفو في المعارؼ
كمحاسن األخبلؽ ،فاشتغل باألدب حتى مهر فيو ،أثنى عليو صاحب الطيب كأكرد لو قولو:
اؾ ببلبليو
تغنت على غصن األر ى
كناحت فباحت للمعنى ببلبلو
لقد أفهمتو من معاني نواحها
شكا من أليف طاؿ عنها تغافلو
ككل أليف نازح عن أليفو
فبل شك في أف التباعد قاتلو
كإف اجتماعان يعتريو تفرؽ
يمر كإف أسقتك شهدان أكائلو
لحي اهلل دىران دأبو الجور دائمان
لقد حاؿ ما بين األليفين حائلو
كفى منو جوران إنو صار قاطعان
لوصل الذم أحببت إني أكاصلو
جماؿ الهدل بحر الندل مردم العدل
جزيل الجدل من ال يخيب أملو
كريم فكم أعطى األماني تكرمان
لقد أخجلت أيدم الغماـ أناملو
لو خلق ضاىى النسيم لطافة
ككف يحاكي السحب إف جاد كابلو
فصيح فما جاراه في النظم جركؿ
كال قيس ليلى كالكميت يماثلو
أتاني نظاـ منك يا نجم قاسم
ىواللؤلؤ المكنوف كالبحر باذلو
يفوؽ كيزرم بالجواىر لفظو
كما فاؽ أرباب المفاخر قائلو
رفعت بو فوؽ الشوامخ رتبتي
كنلت بو ما كنت أرجو كآملو
تضمن عتبان ال تقل أقلو الركا
سي فما قلبي ركيدؾ عاملو
كما لي ذنب قد جرل غير مدمع
من البين سالت في خدكدم سوائلو
كما كاف بعدم عنك صدان كجفوة
ككيف يجافي القلب من ىو داخلو
كلكن لم تنفك عنكم تصدني
__________
(ُ) مطلع البدكر (خ) ،بغية المريد (خ) لعامر.
(ِ) انظر :نشر العرؼ (ُ ،)ّٖ/طيب السمر (خ) .
(ُ)َّٖ/
(ُ)َّٗ/
أخذ في العلم على المولى زيد بن محمد مرافقو لولده ،كاخذ أيضان على كلده البدر األمير في
الصرؼ كالبياف كفي (شرح العمدة) ،كفي (الكشاؼ) كحواشيو لسعد الدين كلسراج الدين
كللقطب مع اإلمبلء في (تفسير أبي السعود) ،كترافق فيها على كلده ىو كجدم السيد العبلمة
المجتهد عماد الدين :يحيى بن محمد الحوثي اآلتي ذكره إف شاء اهلل .ككصفو كلده البدر بأنو
ما رأل مثل ذكاء كالده ،كأنو في اكثر األبحاث التي يعقب بها أبو السعود على جار اهلل ،كفي
النكات التي يستخرجها من غصوف اآليات الشريفة يتبادر إلى ذىن كالده فينظر كلده في
التفسير المذكور فيجدىا بعينها ال يفوت إال العبارة؛ ككذلك ما في الحواشي ،كلو أنظار جيدة
كمباحث شريفة ،كقرأ على كلده في علم الحديث فنظر كحقق كرجح كعمل بالسنة ،ككاظب
على (الهدم النبوم) حتى لقي اهلل تعالى ،كقد أشار المترجم لو إلى قراءتو على كلده البدر في
جواب لو على البدر إلى (كحبلف) (ُ) في سنة (ُُّْىػ) [ُِّ-أ]كىي قولو:
ما في الهول لي مشرب
ليس الهول فني كال
فلست أرتاح إلى
كبل كال شوقني
كال يهز صبوتي
كليس لي مع الظبا
كال بأياـ الصبا
ككيف يصبو للهول
لكن بذكر ماجد
كالمكرمات كلها
بدر الهدل كالدين تا
كإف ذكرت العلم فهػ
جبل على أقرانو
أعجزىم أف يلحقوا
من ذا يركـ يرـ شأكه
ما زاؿ في كسب العلوـ
حتى ارتقى مرتبة
و
بفطنة تبدك فما
سنانو في النحو كم
كفي اللغات إف ركل
بل العلوـ كلها
الحظو حظ بها
حتى لقد تشوقت
أنظاره بديهةن
يمشي مع الحق فبل
ما زاؿ يهديني إلى
حتى كأني كل هد
فاعجب لها قضية
كإف أرتنا عجبان
فالفرع قد يزكو على
ىذم الثمار كلها
كاهلل يعطي من يشاء
كما كذبت في الذم
فهذه صفاتو
قد أعجزت كاصفها
كإف جرت أقبلمو
قريحة بأمرىا
كقد أتى منو الذم
نظم ىو الدر أك الػ
يطلب في دعوة
فإنني أحوج من
__________
(ُ) كحبلف :ىو كحبلف عفار كىي مدينة جبلية في الشرؽ الشمالي من حجة بمسافة
(ُٕكم) معجم المقحفي (ِ.)ُِّٗ/
(ُ)َُّ/
(ُ)ُُّ/
(ُ)ُِّ/
كاتفق أف المترجم لو عزـ إلى المواىب [ٓٔب-ب]في سنة أربع كعشرين كمائة كألف لزيارة
بعض أرحامو (ُ) لدل السيد العبلمة العلم القاسم بن أحمد العياني (ِ) رحمو اهلل ،ككاف
حاكمان بها ،فأمر صاحب المواىب (ّ) بإنفاذ السيد العلم إلى جهات صنعاء لسبب اقتضى
فعوؿ العلم على المترجم لو أف ينوب عنو في القضاء فقاؿ يتضجر من البقاء في النيابة:
ذلك َّ
كلقد سئمت من البقا
أنا راغب عنها كلسػ
فبقيت كالمحبوس قد
كنصبت فيها نائبان
من لي برفع نيابتي
أف الزماف كما عرفت
صبران عليو فإنو
ما حلت أقبلمي بأف
أك أف أخوض من الشجا
قوـ ال ٌد من البها
قد كنت اكره ذكرىم
فبليت منهم باللقا
كشهودىم ما اف يبين
فؤلصبرف تجلدان ...كطوؿ لبثي في المواىب
ػت إلى المقاـ بها براغب
ضاقت علي بها المذاىب
كالنصب من أردل المذاىب
كأنا البرئ من النواصب
يجئ بالنكت العجائب
ما زاؿ يرمي بالمصائب
تجرم بإحضار لغائب
ر مع القبائل في غياىب
ئم من تكلم من تخاطب
كىم بأبعد كل غائب
كبالخصومة في المطالب
الصادقوف من األكاذب
كلصبر محمود العواقب
كقاؿ أيضان ككتب بها إلى السيد العلم يستحثو كيشكو لبثو:
عزمت باليمن تبغي نقطة نفطة اليمن
كنلت ما كنت تهواه كتأملو
كباجتماع بإخواف تشوقهم
فاشكر لموالؾ ما أكالؾ من نعم
يا ليتو ضمني في سلك رفقتكم
بل أفردتني يد األياـ بعدكم
في بلدة قل كجداف األنيس بها
إف المواىب ليست لي بمسعدة
ضاقت علي مغانيها بما رحبت
لوال انتضارم كتاميلي لعودكم
أرجو من اهلل تعجيل اإلياب فما
ككل آت قريب كىو أحسن ما
فعجلوا عجلوا بالعود عن كثب
كما انتظارم لكم في كل آكنة
ال زلت يا علم اإلسبلـ مرتديان
ثم السبلـ عليكم كلما سجعت
__________
(ُ) كاف ذلك في يوـ ٗ ربيع األكؿ من سنة(ُُُْىػ).
(ِ) لمزيد حوؿ ترجمتو انظر :نشر العرؼ (ِ.)َّٓ/
(ّ) المواىب :مدينة بالشرؽ من ذمار بمسافة (َُؾ.ـ) ارتبطت باسم اإلماـ المهدم محمد
بن أحمد بن الحسن بن القاسم.
…انظر :المقحفي ص(ِٕٔ)طِ).
(ُ)ُّّ/
(ُ)ُّْ/
(ُ)ُّٓ/
(ُ)ُّٔ/
(ُ)ُّٕ/
(ُ)ُّٖ/
كلها س ور فقل سبػ
كىي من أصدؽ ما
صدؽ اهلل بها
كالعبلمات أراىا
من مناـ كنظاـ
شرحت أسطره منى
جاءنا باليسر كالبشر
آمران بالصبر كالشكر
مخبران أف سوؼ يحلو
من بعاد طاؿ حتى
كانتهى لما تناىى
كدنا الوصل فيا هلل
فكأف قد جمع الشمل
ككأني من ضياء الدين
كالتثمنا منو كفان
ثم صار البين أخبا
فترقب عن قريب
دمت في أرغد عيش
كصبلة اهلل ال زالت
كعلى اآلؿ جميعان ...كردت سران كجهران
كقد اتت بالوصل قسرا
أتمنى الليل شهران
من بياض الصبح قدران
ػة في التحقيق شطران
حاف من بالركح أسرا
يهدم إلى اإلنساف بشرا
المختار في الفتح كبدرا
بالذم نهواه تترا
رائق بالنظم أزرا
بما أىواه صدرا
فولى العسر قسران
فصبران ثم شكران
ما تجرعناه مران
أعجز الحاسب حصران
كمضى عنا كمران
ما أىنى كامرا
بمن اىواه طرا
قد شاىدت بدرا
قد غدت للجود بحرا
ران كما قد كاف خبرا
مابو يشرب جهرا
ال ترل بؤسا كضرا
على المختار تترا
قرناء الذكر ذكران
كاتفق أف المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ استدعى من المترجم لو شرح (التحفة العلوية)
فوجد األبيات السابقة ساقطة فظنها إليو فأجاب بقولو كىو بالسجن:
قد سرا الطيف فسرا
مؤل األرجاء بالطيب
حبذا الطيف لقد
آمران بالصبر لكن
فرأل حالي كأزداد
كاد ال يعرفني حين
كيف بالصبر كما أبقى
عز لما ذؿ عزم
قد برت جسمي لي اهلل
أترل يمكن صبرم
طار من قلبي فأضحى
من لموتور إليو
مذ أتاه حادث الدىر
ليت شعرم أم أمر
ما أرل الذنب سول
فأرادكا حسدان أف
شيم كالشم ىل يخفى
يا فؤادم سلم األمر إذا
كدع الناس كإف قالػ
ىل يضر البدر إف
كىي األقدار إف حققت
ثق برب العرش ال غػ
كتأمل نظم إسماعيل
زينة العصر الذم زادت
فلقد أبدع ما شاه
أطلعت في ظلم السجن
فرأيت الصبر سهبلن
كأزالت لي ىمان
فجزاه اهلل خيران
كعليو كما سرل البر ...كأتى المجنوف سرا
فعاد السر جهرا
ألقى إلى المسجوف بشرا
لم يحط بالحاؿ خبرا
بو شجول كذعرا
رأل في الحاؿ نكرا
زماني لي صبرا
(ُ)ُّٗ/
(ُ)َِّ/
(ُ)ُِّ/
(ُ)ِِّ/
أحد منتزىات (صنعاء) ىو كجماؿ الدين علي بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ الحسن ،ككاف ىو
العامل على (سناع) كغيره من [ٖٔب-ب] ببلد البستاف ككاف المستدعى لهما السيد أحمد
بن ىادم المطاع رحمو اهلل فقاؿ معاتبان لهم:
ليهنكم الخركج إلى سناع
كاشجار ىنالك باسقات
كبرقوؽ تناىى الطيب فيو
فأحييتم بها زمن التصابي
ككاف لكم بو يوـ حمي يد
كأخرني الزماف لسؤ حظي
كتقصير الصفي فلم يعرج
فوجهت العتاب إلى علي
ليحكم في رعيتو بعدؿ
فينقلب المطاع لو مطيعان
كقد بالغت في تقليل عتبي ...كنزىتكم بسلواف المطاع
كأنهار تسابق كاألفاعي
كأينع فهو سقط في البقاع
كمات الحاسدكف ببل نزاع
كتم نظاـ عقد اإلجتماع
كطوؿ عناده كقصور باعي
علي كقد توفرت الدكاعي
جماؿ الدين محمود المساعي
كإنصاؼ كيذكر كل راعي
كيحكم فيو باألمر المطاع
كما كثر المبلمة من طباعي
كخرج أيضان كلده البدر مع جماعة من إخوانو إلى (الركضة) في سنة (ُُِٓىػ) .فكتب إليهم
صاحب الترجمة بقولو:
يا جيرة في الرياض طبتم
آنستم من بهاء كلكن
تركتموني حليف كرب
مستسلمان للفراؽ فردا
قد جار حكم الزماف عضبل
كناصح لي يقوؿ صبرا
كعاذؿ قد أطاؿ عذلي
ما رد ذا في السبلـ قوالن
شنفت بذكر الرياض سمعي
ال زاؿ أسنى السبلـ يهدم
مهما تغنت مطوقات ...كطاب ذاؾ المحل ربعا
أكحشتم من بربع صنعاء
مستبدالن بالوصاؿ قطعا
كفزتم بالتبلؽ جمعا
فهل حكمت بذاؾ شرعا
فإف بعد البعاد رجعا
كلم أضخ للعذكؿ سمعا
إال رددت الجواب دمعا
كدع لهم حاجزان كسلعا
كترا إلى ربعكم كشفعا
كرددت في الغصوف سجعا
فأجاب كلده البدر عليو)ُ( :
بستاف ركض بو (ِ) أقمنا
مع رفقة كلهم نجوـ
كأعين الزىر شاخصات
يعثر فيو النسيم كىنا
حديث كلو عجيب
لقد عقد الوصاؿ منا
أنت جماؿ الوجود طبعا
لكنها صنعة الليالي
ننصب لئلجتماع سهمان
ص ٍنػ ىعا
مهما رأت كعبة اجتماع ...أجاد فيو الربيع ي
ألطف أىل الزماف طبعا
__________
(ُ) ديواف األمير ص(ِٔٔ).
(ِ) في الديواف :أنس.
(ُ)ِّّ/
(ُ)ِّْ/
كلو من الملحوف ما ىو أرؽ من النسيم ككاف في أكؿ زمانو ساكنان في (كحبلف) محل يقاؿ لو
(ح ىْ ٍك يد ىْمر) -بضم الحاء المهملة فواك ساكنة فداؿ مهملة مفتوحة فميم مضمومة فراء -كىو
ي
محل أبائو كقد ذكره في قصيدة لو كتب بها إلى كالده ككاف كالده إذ ذاؾ بها:
رحلت فأكحشت األحبة كالمغنى
فما نافع الصبر الجميل كما أغنا
كرحت إلى الرحب الفسيح من الربا
كخلفتني في ضيق يشبو السجنا
على أنها ضاقت أزاؿ كقبحت
إلي كقد كانت لكم رحبة حسنا
ككل محب سائل عنك سائل
لو مدمع من فقدكم يشبو المزنا
فأما بلغتم حودمر فعرجوا
على أربع كانت قديمان لنا سكنا
قطعنا بها عصر الشباب كطالما
عهدنا ثمار األنس من ركضها تجنا
فمن لي بأياـ الشباب تعود لي
كإني على سن الصبا أقرع السنا
كإني مهما عشت ال أنسى أنها
كعيشان نقضي ما ألذ كما أىنا
تهز نشاطي نحوىا نسمة الصبا
كيطربني سجع الحماـ إذا غنا
كيلهب نار الشوؽ بين جوانحي
سرل البرؽ من تلقائها إف شرل ىنا
مضت برىة للدىر ثم تصرمت
كأف لم يكن ذاؾ الزماف كال كنا
منها:
سقاىا الحيا من أربع كمنازؿ
غرامي بها ال بالعذيب كحاجر
إذا كدت أسلو فينة عن ذكرىا
كال أرتضي ذمان لصنعاء كإنها
حوت من صفات الحسن ما لو تقسمت
كلكنني أسكنتها بعدما انقضى
كمن بعد أف شب المشيب بعارضي
فهل ترل يصفو بعد ذلك مشرب
كلكنها األياـ أضحت خطوبها
كحكم زماف شأنو ىضم جانبي
ثنى ىمتي عن مكسب العلم كالعبل
كما زاؿ شأف الدىر ينحط عنده
كليس سول التسليم كالصبر كالرضا
كنرجو من الرحمن عفوان كرحمة ...كأىبلن بها طابوا لنا كلهم طبنا
كقلبي إليها ال إلى المنحنى حنا
كإف غيبت أكنافها كنأت عنا
لفي اليمن الميموف كالمقلة اليمنا
على األرض عادت كل ناحية حسنا
شبابي كاستبدلت من قوتي كىنا
كفارقت فيها األخ األىل كاألبنا
لحر كقد عز الزماف بو الحزنا
تدكر على أقصى البرية كاألدنا
كإغبلؽ أبواب الفنا دائمان منا
إلى حرفة صدت ككم صدت الذىنا
(ُ)ِّٓ/
(ُ)ِّٔ/
أتصل صاحب الترجمة بالبدر األمير فأخذ عنو في فن البياف كاألصولين كالمنطق كفي النحو
كالصرؼ كأعجب البدر بو كاثنا عليو ثناء كثيران كماؿ بكليتو إليو ،كىو أجل من أخذ عنو كالزمو
المبلزمة الكلية ،كحصل "عنو" (ُ) علومان كاسعة حتى صار من أكابر المحققين كأجل العلماء
الراسخين كتهذب كتأدب كنظم الشعر الحسن كتوسع ككاتب شيخو بكل بديع من النظاـ،
ككاف قد فتح على شيخو البدر قراءة في (شرح الغاية) فكاف ينظر في (العضد) مع حواشيو
فيطوؿ بسبب ذلك الكبلـ كيقل األخذ في األصل فقاؿ لو شيخو البدر:إف األحسن نقل
القراءة من ىذا الكتاب كالخوض في ذلك البحر العباب ،فإنو أجل أصوؿ ىذا المشركح ،كىو
في كتب األصوؿ بمنزلة الركح ،فأخذ في (العضد) مع حاشية الشعر ك(جواىر التحقيق)
كحاشية سيف الدين األبهرم ،كلم يزؿ يجتهد في العلوـ حتى خرج كالده إلى شاطب (ِ)
فخرج صاحب الترجمة مع أبيو كالزمو حضران كسفران ككقعت جميع تلك المتفقات التي سيأتي
اإلشارة إليها كىو الذم عليو االعتماد [َِّ-أ]في جميع الواردات كإليو الحل كالعقد؛ كلما
دعا كالده إلى نفسو عقب موت المتوكل(ّ) أنفد كالده صاحب الترجمة على (بندر المخاء)
فبقي فيو حتى جهز عليو المولى أحمد بن المتوكل من جهة أخيو المنصور ،فثبت بػ(المخاء)
كأباف عن شجاعة عظيمة كصبر باىر كتدبير حسن فضاؽ الحصار على أىل المخاء كخدعو
بعض من كاف لديو من الفقهاء ،فأخذ أسيران كأطلع إلى (قصر صنعاء) كلم يزؿ في دار اإلعتقاؿ
حتى توفي المنصور في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كستين كمائة كألف ،كقاـ باألمر كلده
المهدم فأخرجو من السجن بشفاعة كالده كعظمو كأحسن إليو بعد إخراجو ككجهو لمناجزة
صاحب برط القاضي حسن العنسي رئيس بكيل كجعلو المهدم أمير األمراء.
[كفاتو]
__________
(ُ) في (ب) :عليو.
(ِ) شاطب :بلدة من أعماؿ ذم بين.
(ّ) كذلك في شهر رمضاف سنة (ُُّٗىػ).
(ُ)ِّٕ/
كلم يزؿ من أعياف األعياف ،كممن يشار إليهم بالبناف حتى توفاه اهلل بعد مرض طويل كذلك في
شهر ذم القعدة أربع كستين كمائة كألف ،كصلى عليو كالده كقت صبلة الجمعة بػ(جامع
صنعاء).
[مؤلفاتو]
ككاف في الحبس ال تزاؿ المراجعة كالمباحثة كالمناظرة دائرة بينو كبين عمو الحسن كبين البدر
األمير؛ كصنف في الحبس الفواصل شرح بغية األمل في نظم "الكافل" (ُ) في علم األصوؿ،
كالمتن لشيخو البدر نظم فيو الكافل نظمان بديع اللفظ حلو المعنى سهل المأخذ مغنيان للطالب
الذكي عن غيره من كتب األصوؿ،كاشتمل على زيادات على اصلو فشرحو صاحب الترجمة
بإشارة شيخو شرحان نفيسان مبسوطان أكسع فيو كنقل كحقق الباحث كطوؿ حتى خرج في مجلدين
ككاف يرسل إلى شيخو ما شرحو فيهذبو كيزيد فيو أك ينقص ثم أف شيخو أختصر الفواصل بعد
موت تلميذه بكتاب سماه( :إجابة السائل) خرج في مجلد تفتح فيو الباحث كأعتمد على
أرجح األقواؿ كلصاحب الترجمة عدة رسائل ككاف كثير التحقيق طويل النفس في أبحاثو راسخ
الملكة كثير التعظيم لشيخو البدر كالمحبة لو كاإلفتخار بو كالولع بذكره في جميع مسائلو
كبالجملة فمحاسنو كثيرة ،كىو بعد أبيو أكسع آؿ إسحاؽ علمان كأدبان كأطولهم باعان كأعظمهم
تفننان كإتقانان كأدقهم فهمان [ِِّ-أ]كأجلهم رياسة [َٕأ-ب] كمخافة كأما شعره فهو ألطف
من النسيم كأنفس من الدر النظيم كقد أدار كؤكس أدبو على كثير من شعراء زمانو مستخرجان
من بحور أدبهم الدرر كمقتضيان لها بنظمو الذم سلب األلباب كسحر ،خصوصان شيخو كالبدر
كالد شيخو المقدـ ذكره.
[نماذج من شعره]
فمن أكؿ ما كتبو إلى شيخو قولو:
طاؿ النول شهران فشهران
ىجران طويبلن لم أطق
يا ىند رقي للذم
كترفقي بفؤاده
أنكرت ما بي من جول
فعبلـ دمعي كالسهاد
هلل عيش قد حلى
أياـ جادت لي
كشهدت من كجناتها
كرشفت خمر رضابها
كضممت غصن قوامها
في ركضة في خيمة
سقيا لها من ركضة
ما زلت أنعت حسنها
__________
(ُ) الكافل :ساقط في (ب).
(ُ)ِّٖ/
(ُ)ِّٗ/
قد أذعنت يا صاح بالملك
ند فنزىة من الشرؾ
كلحاظو تغريك بالفتك
فالكل مثل الدر في السلك
من ذاؾ حسن النظم كالسبك
في علمو ينسيك بالسبك
ثم خرج إلى المديح كقد قرضها عمو المولى الحسن كأجاب عليو في ىذا الوزف كالركم،
كالكل مثبت في ديواف السيد إسماعيل األمير كلصاحب الترجمة مكاتبان للمذكور أيضان كىو إذ
ذاؾ بالسجن سنة ُُّْىػ.
إلى من ترل اشتكي ما عناني
يصرفني صرفو كيف شا
كأنزلني بطن سجن بو
كليس يليق بشأف السرل
فعوضني عنهما ادىما
كأصبحت في األسر عن أسرتي
فيا ليت شعرم ىل محبي
فكم ساـ طرفي لمع البركؽ
فما للزماف أتانا بما
كفرؽ بين الخليلين ال
كشدد في األمر حتى لقد
فبل كالذم كىو كل المنى
إذا مر ذكراه في خاطرم
كىل بعد ىذا ترجى الحياة
كمن ذا مجيرم من جوره
تنكر لي فالصديق الوفي
كىذا ابي كاخي كلما
كما ذاؾ عن جفوة منهما
كلكن أمر القضاء غالب
كقد سالماه على كيفما
فلم يبق لي غير حرفي عسى
كلكن قد غلب اليأس ما
بل حسن ظني في خالقي
كخل الملوؾ كما حاكلوا
لقد صرت انظر ما أرتجيو
ككم كف عني كف األذل
فأحمده كلو الشكر كالثناء
كأسالو العفو كالصفح كالتجاكز
...كفي قبضة الدىر أضحى عناني
ذات الشماؿ كذات اليماني
جميع الهموـ ككل الهواف
غير السرير كظهر الحصاف[َٕأ-ب]
حديدان كسجنان لقصد امتهاني
كعن أىل كدم بعيد المكاف
بغمداف أـ صار فوؽ العناف
من تحتو مثل لمعاف السناف
لدل ذكره تكشف النيراف
لذنب لقد فرؽ الفرقداف
تجافى الزيارة طيف الغواني
أراه كال ىو أيضان يراني
زجرت من الخوؼ عنو لساني
كالموت أىوف مما دىاني
كمن ذا معيني فيما عناني
من خوؼ قيل كقاؿ قبلني[ِّْ-أ]
دعوتهما ينقذاني دعاني
كحاشاىما رغبة يتركاني
فقف عند طوع حكم الزماف
يشاء كالي كفو سلماني
كعل كما العيش إال أماني
رجوت كأملتو في فبلف
كصدؽ الرجا عن كعن يكفياف
فكل سول مالك الملك فاني
من غارة اهلل مراء العياف
ككم محنة عظمت قد كفاني
الجميل على ما ابتبلني
عن عثرات اللساف
(ُ)َّّ/
ثم خرج إلى المديح كطلب الدعاء بتفريج كربتو.كلصاحب الترجمة مجيبان على المذكور أيضان:
دعني من التشبيب في
كبحاجب حجب السلو
كالنوف فيو النور ىل
كبوجنتو كالورد في
كبمبسم فلح بو
كبقامة ألفية
كبطلعة فتانة
من اغيد لما دعا
لطفت شمائلو لذا
كتخل من ىذا كذا
كاستجل أبياتان أتت
ككافت ككجهي عابس
كاليأس قد طرد الرجا
كتغلقت أبوابو
تاهلل ما دخلت علي
هلل درؾ من ىماـ
أحسنت في البأساء
كالصبر أجمل بالفتى
كالصبر عند الخطب مثل
...طرؼ سباني بالدعج
عن السجى بو ارج
مزجت بحبر من سبج
لوف كفي طيب األرج
ىاـ الشجى بو كلج
ما في الغراـ بها عوج
جبلت على سلب المهج
قلبي لي العشق انزعج
ؾ ىواه بالركح امتزج
فلذاؾ أكعى للهوج
في الخطب كالصبح ابتلج
من جور دىر فابتهج
عني فولى كاندرج
فاتت بمفتاح الفرج
كأقبلت األخرج
قد على أعلى الدرج
للقلب الكئيب بمن درج
كبذا تظافرت الحجج
الفلك في كسط اللجج
كمطلع أبيات ضياء الدين األمير رحمو اهلل قولو:
صبران على غصص الزماف
ال تجز عن كال يكن
إف اللطيف البر عز
كم من غريق قد أغاث
فغدل كراح كعاش
ال تنس دعوة يونس
كرر تبلكتها بليلك
فبشرىا من بطن حوت
كعليك بالتفويض كارج
لو يعلم اإلنساف ما
فيو من الصبر الجميل
كالدار فاعلم دار قلعة
ما أحلولوت إال كمرت
كمصاب زيد كالحسين
لك فيو أعظم أسوة
كاهلل أساؿ أف يمن
كلكل من في السجن ...فسوؼ يأتيك بالفرج
في الصدر من ىذا حرج
كجل يفتح ما ارتتج
كقد توسط في اللحج[ِّٓ-أ]
أرغد عيشو ثم ابتهج
لما ألج بها كعج
كالنهار إذا كلج
بطن بحر قد خرج
كغير ربك ال ترج
في الشر يطوم ما انزعج
يعود مرتفع الدرج
ال تزاؿ على عوج
ذا بذاؾ قد امتزج
ككم ككم ممن درج
كىم ىم كىم الحجج
لكم بتعجيل الفرج
من داف كعاؿ في الدرج
كلصاحب الترجمة مكاتبان للمذكور أيضان من ىجرة شاطب سنة (ُُّٖىػ) [ُٕأ-ب].
ما حبل لي غير صافي مشربك
كن كما شئت كلو أنكرت من
فتحكم في فيما تشتهي
طاؿ تعذيبي في نار النول
(ُ)ُّّ/
غير أني قائل ال ذنب لي
فعبلـ الهجر قل لي فلقد
كلئن أذنبت إني تائب
فأجرني كاقل عثرة من
أيها النازح عني أنت في
أنا اشكو منك شكول عندىا
جد بي السقم كأنت اليوـ يا
فمتى يطول بساط األرض يا
كلقد آنس قلبي جدكة
بشرتني بالتبلقي فعسى
عجبان يا نار خديو لمن
عاذلي دعني كشأني في الهول
قدمي راسخة في الحب ال
يا فؤادم في التصابي لم يكن
تعب سعيك في الحب كيا
فاترؾ الحب ألىليو كفي ...الكخمر عتقت من شنبك
ىو أف انصفتني من نسبك
لم امل يا مالكي عن مذىبك
آح يا نار النول من لهبك
غير كد صادؽ يختص بك
رابني منك تراخي كتبك
مستجير خائف من غضبك
في الهول مشربو من مشربك
مهجتي ال في معاني كتبك
رقة تبكي غوادم سحبك
نور عيني تائو في لعبك
ىاجرم للقرب أبدم نحبك
ىي من جديك ال من خطبك
نارىا تطفي لظى من كصبك
يدعي جنتو في لهبك
أنا لم أقبل دعاكم كذبك
ارتضى المشي بها في عقبك
لي نصيب فاسترح من نصبك
ليتو يحمد عقبى تعبك
مدح إسماعيل أقصى مأربك
كىي طويلة [ِّٔ-أ]:
كاشتغل في أخر أمره بعلم التصوؼ فسلك في منازؿ السائرين ،كسار في مدارج السالكين.
كقاؿ ىذه القصيدة البديعة التي تبنئ بحالة.
ثم أدرىا في كؤكس الحكم [ِّٕ-أ].
[( ٗٗ )/إسماعيل بن علي بن القاسم الشهارم] * (ُ)
(……َُُِ-ىػُٕٖٗ……/ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل ابن اإلماـ القاسم.
[نشأتو كنعتو]
__________
(ُ) نيل الوطر(ُ ،)َّّ-ِٗٗ/درر نحور الحور العين (خ) ،معجم المؤلفين (ُ،)ِٗٗ/
مصادر الفكر للحبشي (ُّٓ) ،الحدائق المطلعة(خ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُِٓ)
ترجمة (ِّٗ).
(ُ)ِّّ/
نشأ بػ(شهارة) كسلك سبيل آبائو الكراـ ،كنهج منهج سلفو األعبلـ ،كقرأ في العلوـ ،كاشتغل
بعالي األمور حتى نبل كصار أحد األعياف ،ككاف لو خلق عظيم كسيادة كشهامة كنجابة ،كمرؤة
كاملة كتواضع ككرـ كرئاسة ،كفضائل جمة؛ ككاف يفد إلى حضرة اإلماـ المهدم بن المنصور
فيعظمو تعظيمان بالغاء كيعرؼ حقو ،كيعطيو الخلع النفيسة كالخيوؿ المسومة ،كالجوائز العظيمة،
كال يزاؿ األعياف مدة إقامتو بصنعاء يزكركنو إلى محلو كيتهادكنو كيجتمعوف بسببو اجتماعات
عجيبة ،ككاف محبوبان في الصدر معظمان في النفوس ،صاحب تقول كعبادة ،ككرع كزىادة،
كعمل بالسنة كمواظبة على الهدم النبوم كتخرج عليو جماعة من أىل بيتو ك [……]..
(ُ) كمحاسنو كثيرة.
[مؤلفاتو كنماذج من شعره]
كلو ديواف شعر جمعو كلده جماؿ الدين ،كشعره جيد فمنو قولو)ِ(:
ضحك البرؽ من فنوف الغمامة
كافاضت شؤكنو كاكف الدمع
مذ تؤلأل على الغوير كحاكا
فلقد ىمت كأنما ما أالقي
كتحملت عهده الشوؽ حتى
كبدا الدمع في الخدكد فأبدا
كالصبابات ليس تخفي على من
يا عذكلي على الهول ال تلمني
لم تبلقي في بحره ما أالقي
فألغ تنميق حاسد يتخطى
كارث لي سالكان طريقة عشقى
إنما العاشقوف في الناس صنف
من يمت عاشقان يمت كشهيد
كلذا قمت في المحبين داع
خالعان للعذار في الحب راؽ
مستقيمان على الطريقة فيو
ظلت اشكو إلى الحمامة كجدم
تتغنى على الغصوف فأبكي
قلت لما سمعتها ذات يوـ
يا حماـ الغصوف رفقا بقلبي
بك ما بي أـ أنت ذات غراـ
أـ قضى اهلل بالهياـ على من
ما أرل من يحب إال قريبا
زار ناديك كل حين كأبدا
لم يزؿ ساىران في البين ساه
كلفان بالحلوؿ من سفح نجد
راعو البين كالتباعد لما
يا حلوؿ الحمى أعيدكا زمانان
كارفقوا فالمحب في الحب أضحى
كاسمحوا بالوصاؿ عما قريب
كاعيدكا لو ليبلت كصل
كارفعوا الحجب عن غزاؿ تجنى
كم تصورت حسنو في الدياجي
__________
(ُ) في (أ) :بياض قدر ثبلثة اسطر.
(ِ) نيل الوطر (ُ )َِّ-َُّ/عن ما ىنا.
(ُ)ّّّ/
(ُ)ّّْ/
(ُ)ّّٓ/
(ُ)ّّٔ/
السيد العبلمة أبو محمد ضياء الدين إسماعيل بن ىادم بن إبراىيم[ُِْ-أ] بن الحسين بن
أحمد بن عز الدين بن محمد -مؤلف الحاشية على الكافية -ابن عز الدين بن صبلح بن
الحسن بن اإلماـ الهادم علي بن المؤيد بن جبريل بن األمير المؤيد بن أحمد المهدم بن
األمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن األمير عبد اهلل
بن اإلماـ المنتصر محمد بن اإلماـ المختار القاسم بن اإلماـ الناصر أحمد بن الهادم كبقية
نسبو معركؼ.
[نعتو كمشايخو مشايخو]
ىو السيد العبلمة الورع الزاىد ،إماـ العلماء العاملين ،كرأس الفضبلء المتقين ،قرأ بػ(صنعاء)
(ُ) على القاضي العبلمة أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ [ِٕب-ب] .كانتفع بو كثيران
كتخرج عليو كالزمو كقرأ في السنة على القاضي أحمد قاطن كلم يزؿ يدأب في العلوـ حتى
فاؽ األقراف كحقق النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين كالمنطق كالفقو كالحديث
كالتفسير ،ككانت لو عناية كلية بالعلم كرغبة كاملة في كل تأليف ،مع خلق عظيم ككرع شحيح،
كىدم حسن كديانة تزين ذاتو الشريفة كأمانة تحيط بسماتو اللطيفة ،كصبر على ضيق العيش
كثير المراقبة هلل تعالى ،كالخوؼ كالبكاء من خشية اهلل ،كتخرج عليو جماعة من األعبلـ منهم
شيخنا العبلمة جماؿ الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ ككالدم كغيرىما.
[كفاتو كمراثيو]
كلم يزؿ مدرسان للعلوـ باذالن نفسو في رضى الحي القيوـ حتى توفاه اهلل تعالى في شهر رجب
سنة ثماف كتسعين كمائة كألف بصنعاء كرثاه تلميذه المولى محمد بن محمد بن أحمد بن
الحسين بن علي بن المتوكل رحمو اهلل بقولو:
يالو فادح ألم كخطب
كمصاب أجرل الدمع فأضحت
إذا فقدنا حبران كبحران خضما
كجب
طود علم مضى كللقلب ه
سيد ماجد كندب كريم
حاكلت نيل ما حواه فحوؿ
فغدت عن عبل عبله كإني
ىو ال شك بالرثاء حرم
كيف ال كىو في سماء الفضل شمس
__________
(ُ) كفي طبق الحلول كفاتو سنة (ََُٓىػ) ككذا في طبقات الزيدية.
(ُ)ّّٕ/
(ُ)ّّٖ/
السيد العبلمة ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن الحسن ،ىو السيد العبلمة
الجليل الورع الزاىد النبيل المعركؼ بالكبسي قدكة العلماء العاملين كرأس الفضبلء المتقين
كلد بػ(الركضة) كبها نشأ كقرأ في العلوـ على السيد العبلمة القاسم بن محمد الكبسي كعلى
السيد العبلمة الحسين عبد اهلل الكبسي ،كحقق النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين،
كأما الفقو فهو إمامو ،كقرأ في كتب السنة كالتفسير ،كمهر في كل فن كناظر كراجع كبحث
حتى صارت لو الملكة الراسخة في الفنوف ،كدرس في كل فن منها مع تقول كعبادة ،كزىادة
كخشوع ،كتواضع كحسن خلق ،كلين جانب ،كإطراح لؤلعراؼ،كعدـ ميل إلى الدنيا الدنيئة كال
رغبة في المناصب[ّٕأ-ب] ينفر عن أرباب الدكؿ أشد النفور ،كال يأكل كال يلبس إال مما
يسوغ لو شرعان مقبل على العبادة مؤثر للخموؿ ليس ىمو إالنشر العلوـ كالمراجعة ،كالنظر في
المسائل كابتلى بعدـ كماؿ النظر لعينيو ،فصبر ككاف إذا درس أك أراد البحث أمر من يمليو ما
يريده من الكتاب كربما ظافر بمناصر ،ككاف لطيفان حسن المحاضرة ،حافظان للتواريخ كسيرة
األئمة مشغوالن بفضائل اىل البيت عليهم السبلـ كأخبار الشيعة الكراـ ،مائبلن إلى اإلنصاؼ ال
يحابي أحدان كلو شعر غالبو في مسائل كأبحاث.
[نماذج من شعره]
كمن شعره مجيبان على المولى علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ إلى دار االعتقاؿ:
سجع الحماـ بالشجوف حماـ
من كاف في أسر الهول فدموعو
يا بارقان من نحو غمداف (ُ) أتى
كسل الصبا ىل حملت عن صبهم
تركم أحاديث الغراـ مما جرل
ال معضل فالقطع عن كصلي لمن
من ىاـ في سبل الغراـ رمت بو
ارضى من الواشين ذكراىم كاف
مهبلن فبل أنسى العقيق كقد جرل
كبدكر ثم اشرقت في سوحو
زىر األقاح شنيها كإذا رمت
كيبله اف نظرت كاف ىي أعرضت
فسواد عيني لو طراه الرؽ نا
ما الغيد االالبيض تحمل سرنا
بييض لها الحبر الخضاب كنقطها
__________
(ُ) نحو غمداف :أم نحو قصر غمداف كىو قصر مشهور بصنعاء.
(ُ)ّّٗ/
(ُ)َّْ/
(...-...ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى ضياء الدين إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم،
قد تقدـ ذكر جده كسيأتي ذكر آبائو.
[نشأتو]
نشأ صاحب الترجمة بصنعاء في حجر كالده كسلك طريق أىلو في األدب كمحاسن األخبلؽ
كشرؼ النفس ،كلطف الطباع ،كالتحلي بالفضائل ،كلما عزـ كالده إلى جبل بني جرموز (ُ)
كاف في صحبتو [ّٕ ب –ب] كلم يفارقو سفران كال حضران ،كقاـ بخدمة كالده كاالشتغاؿ
بمصالحو ،مع التعلق باآلداب كمطالعة األسفار ،كالتواريخ كالسؤاؿ عن المشكبلت كالمراجعة
في المسائل كالقراءة على كالده في النحو كالصرؼ ،كعلى ابن عمو "الحساـ" (ِ) في المنطق
كالوضع كالبياف ،كلما اعتقل كالده في سنة سبع كمائتين كألف كاف معو في (قصر صنعاء)،
فأقبل في الحبس على علوـ اآلالت كمراجعة كتب األدب كالتاريخ مع ذكا كالمعية كفطنة
كفكرة صائبة ،كىو إلى اآلف سنة ست عشر كمائة كألف (ّ) في السجن مقبل على ذلك.
[نماذج من شعره]
كبينو كبين أكالد عمو حساـ اإلسبلـ كصفي الدين عدة (ْ) [ِْٔ-أ] مكاتبات شعرية
كمطارحات أدبية ،كشعره في غاية الجودة كالببلغة فمنو قولو مكاتبان للحساـ:
ركيدؾ أيها البدر المنير
قوامك عادؿ كاراؾ ظلما
كتمت ىواؾ في خلدم فأبدل
كأزعج خاطرم شوؽ ملح
فأبرز من لواعجو سطوران
ككم نظمت من غزلي عقودان
ككنت أظن كدؾ ليس يبلى
كخاب الظن فيك فليت شعرم
ىنيئان إف دمعي في ىواكم
منحتم بالقساكة نضو شوؽ
كأيسر ما لقيت األسر فيكم
نصرتم بالسلو على اجتنابي
كما ترؾ الجواب علي إال
إذا (ٓ) شابهتم األعداء كأنتم
كمن أصغى إلى قوؿ األعادم
فإف أنساكم السلواف عنو
نزلتم كاديان قرت عيوف
كأحشائي لكم كاد رحيب
__________
(ُ) بني جرموز :بلدة من ناحية بني الحارث قرب صنعاء إليها ينسب السادة بنو الجرموز.
…انظر:معجم الحجرم (ُ.)ُْٖ/
(ِ) الحساـ :أم محسن بن عبد الكريم.
(ّ) كفي نيل الوطر سنة (َُُِىػ).
(ْ) عدة :ساقط في (ب).
(ٓ) في (ب) :كإف.
(ُ)ُّْ/
(ُ)ِّْ/
(ُ)ّّْ/
(ُ)ّْْ/
(ُ)ّْٓ/
(ُ)ّْٔ/
السيد ضياء الدين إسماعيل بن محمد بن علي فايع القاسمي الصنعاني الدار كالنشأة كالوالدة،
ككاف أجداده ساكنوف في جهات (صعدة) ثم تعلق جده بخدمة المولى [……] (ُ) كانتقل
إلى (صنعاء) مع مخدكمو المذكور ثم جعلو ككيبلن .كلما توفي مخدكمو تزكج بحظية من جواريو
فحصل منها على أمواؿ كاسعة جدان كىي أـ كلده؛ ككانت لو معرفة في الخيل كالجماؿ كعلم
بمقدار أثمانها ،فجعل الخليفة شراؤىا بنظره كاستمرت ىذه العهدة معو كمع كلده ككلد كلده
مع النظر فيها نحو مائة سنة.
[(َُٔ )/استطراد :محمد بن علي فايع]
(ُُّْ-...ىػ...-.../ـ)
ككاف السيد محمد بن علي فايع كثير اإلنفاؽ كالصدقات مع حسن نية ككرـ كخلق كسجية
كتوفي بصنعاء سنة ثبلث كأربعين كمائة كألف.
[مولده كنشأتو]
__________
(ُ) ما بين [ ].......بياض في أصولي.
(ُ)ّْٕ/
كأما صاحب الترجمة فإنو كلد في سنة ست كمائة كألف كنشأ نشأة حسنة ،كلو جماؿ كنجابة
كنزكع إلى الفضائل فصحب المولى المحسن بن الحسين بن المهدم أياـ إمارتو بػ(صنعاء)،
كذلك في حدكد العشرين بعد المائة كاأللف ،كلم يفارؽ حضرتو فبدت أىلة الكفاءة من غرتو،
كبزغ قمر الكماؿ من أسرتو ،ثم حظي في الدكلة المتوكلية ككاف من أعيانها يستخص للجلوس
كيدخر لليوـ العبوس ،كما زاؿ ملحوظان من المتوكل بعين التعظيم مقدمان في ديواف النعيم ،مفاضان
عليو أنواع التكريم ،حتى جاءت الدكلة المنصورية فعلت مرتبتو كزادت رفعتو ،كانتظم في سلك
كزرائو ،كفوض إليو الكثير من األعماؿ ،كتوسط في بعض الببلد كاليمن األسفل ككاف المنصور
[ٕٓب-ب]يرل لو حق اإلخبلص ،كيركن عليو في المشورة كالنصح ،كيحتمل لو احتماالن
كثيران ألنو كاف حاد المزاج ،سريع البادرة؛ ككاف صاحب الترجمة محبان للفضل كأىلو مبالغان في
فعل الخير كالمعركؼ كثير الصدقات قريب الجناف سهل الحجاب دينان خيران صالحان [ِْٓ-
أ] كثير العبادة كاإلشتغاؿ باإلكراد كمقببلن على الجناب اإللهي بقلبو كقالبو ،محبان ألىل العلم
مغرمان بشراء الكتب حتى جمع خزانة كاسعة ،كرأيت البدر األمير كتب إليو قصيدة يعزيو في كلد
صغير لصاحب الترجمة مات قبل التكليف ككاف عابدان كمطلعها:
جرل القضا بشموؿ الموت للبش ًر
ال تمنع الملك المرىوب أىبتو ...فالحمد هلل حمدان غير منحصر
كال الغواني حسن ّْ
الدؿ كالحور
كمنها:
صبران ضياء الهدل فالموت غاية من
فما لسهم المنايا حين توتره
فالصبر أحسن درع أنت البسو ...على البسيطة من بدك كمن حضر
قوس المقادير غير الصبر من كزر
عند الحوادث في كرد كفي صدر
(ُ)ّْٖ/
كلم يزؿ صاحب الترجمة من أعياف الدكلة كأركاف الخبلفة حتى توفاه اهلل تعالى في […]
(ُ)كلو ديواف شعر صغير فمن شعره مضمنان:
في الـ عارضو كرمح قوامو
فخشيت من فتك الرقيب فقاؿ لي
أترل الرقيب يحوـ حولك بعد ما ...كافا كقد فضح الغزالة بالسنا
ال تخش كانظر بالحقيقة ما ىنا
زرناؾ في زرد الحديد كفي القنا
كلما اطلع عليها المولى عبد اهلل بن علي الوزير نسج على منوالها فقاؿ:
كافا الحبيب بعارضيو كقده
فخشيت من عين الرقيب فقاؿ لي
زرناؾ في زرد الحديد كفي القنا ...كرناه كىو على جواد أشهب
ال تخش إنا مانعوه بموكب
كالمشرفية كالخيوؿ الشرب
كمن شعره مرثيتو في المتوكل على اهلل القاسم بن الحسين كىي مخمسة طويلة مستهلها:
أما العيوف فقد أفاضت أبحران ...دمعان غزيران كالعيوف تفجرا
كمن شعره قصيدتو التي مدح بها المنصور بن المتوكل كمطلعها:
سنابك الخيل بالتحجيل كالغرر
لها من الحلي ما للركض من ملح ...تلهو بها ال بنجم األرض كالشجر
إذا تزين باألكراؽ كالزىر
كمنها:
ككاألىلة تعلوىا السركج إذا
ككم ركاب لها قد صيغ من ذىب
تفاكت السهم في مهراه حين برل ...الحت كمن فوقها المنصور كالقمر
غدا لها كجناح غير منتشر
مفوقان من يد الرامي من الوتر
كمنها:
ينوب عن كتبو في الطرس ما كتبت
يا زينة الملك كاألياـ ىل ملك
فإف أبصارنا ترنو إليك كما
عليك بهجتها كالبعد يسترىا
...منها سنابكها بالقدح في الحجر
صورت أـ أنت قد صورت من بشر
نراؾ إال كضوء الشمس كالقمر(ِ)
__________
(ُ) ما بين [ ]..........بياض في أصولي .كذىب زبارة إلى أف كفاة صاحب الترجمة لعلها
كانت في سنة (ُُٖٖىػ) تقريبان ككاف عمره ينيف عن ثمانين سنة.
(ِ) في النسخة (أ) بعض االخطاء بعد ترجمة فايع السالف الذكر إذ كتب بعد القصيدة
األخيرة أبيات أخرل من ترجمة القحيف أما ص (ِٔٓ-أ) فقد تركت بياضان ككرر أسفلها
القصيدة السابقة التي مطلعها( :في الـ عارضة) إلى ((دمعان غزيران كالعيوف تفجرا)).
(ُ)ّْٗ/
(ُ)َّٓ/
(ُ)ُّٓ/
بحادثة تردل
ت لسخطو كتخر ىدا
ؾ ككلهم آتية عبدا
ال أستطيع لو مردا
ني يا جميل الصنع فردا
ما جنى سهوان كعمدا
[كفاتو]
ككانت كفاة صاحب الترجمة بذمار سنة إحدل كعشرين كمائة كألف [ٕٔب-ب] كأرخ كفاتو
الفقيو زيد الخيواني بقولو:
عز المطهر في أخيو كإنو
قد كاف إسماعيل بحر معارؼ
ناداه مواله فلبى مسرعا
كلو البشارة قد أتى تاريخو ...ألخ يعز من األناـ مثيلو
فاضت مكارمو كفاض جميلو
كسبيل كل العالمين سبيلو
(في جنة الفردكس طاب مقيلو) (ُ)
( ُُُِ ىػ) ُُُِ (.ىػ).
[( َُٖ )/إسماعيل ين يحي السلفي] (ِ) *
(...-...ىػ...-.../ـ)
[نسبو كنشأتو]
الفقيو ضياء الدين إسماعيل بن يحيى بن [… )ّ( ]..السلفي ،نشأ بصنعاء كطلب العلم كجد
كاجتهد ،كضرب منو بسهم قامر ،ككاف لو ذىن سياؿ كذكاء متوقد ،كقد أثنى عليو القاضي
أحمد قاطن في دميتو كقاؿ :أنو قرأ عليو بعض مؤلفاتو.
[من أخذ عنو ككفاتو]
كتخرج عليو جماعة من األعبلـ كعزـ للحج في سنة أربع كتسعين كمائة كألف ،فتوفاه اهلل
تعالى في أياـ التشريق بمنى كدفن ىنالك رحمو اهلل تعالى:
[نماذج من شعره]
كمن شعره ما كتبو مقرضان (لتحفة اإلخواف))ْ( :
صفي الهدل ىل صفت ذا النظم أنػ
جمان جعلت لو ىذم المهارؽ أفبلكا
أـ الدر قد نظمتو كجعلتو
على طابة العليا عقودان كأسبلكا
فإف كاف عالي الزىر صفت فقل لنا
إلى أفقها العالي المنيع من أدناكا
نعم نلت كاستدنيت عاليها كقد
نصبت لها كقاد ذىنك أشراكا
كذا الشرح للدر المنظم ركضو
عليها الحيا كشى األزاىير قد حاكا
أـ السحر ال فالسحر يعقد ألسن
"الفصاح" كذا أضحى من الغي فكاكا
ككل رقوـ السحر إفك كباطل
كما أحمد فيما أتى قط أفاكا
فللو منو عالم نور علمو
__________
(ُ) اثبات األعداد من المحقق.
(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) درر نحور الحور العين (خ) ،نشر العرؼ (ُ-ُْٓ/
ُْٔ).
(ّ) ما بين [ ].......بياض في أصولي.
(ْ) تحفة اإلخواف من تأليف العبلمة أحمد قاطن سبق التنويو إلى ترجمتو.
(ُ)ِّٓ/
(ُ)ّّٓ/
(ُ)ّْٓ/
نشأ في حجر أبيو بػ(شهارة) كقرأ العلوـ ككاف ىديّْنان خيران صالحان زاىدان شفيقان متواضعان سهل
الحجاب لين الجانب ،ككاف سيفان مع أخيو المولى الحسين الداعي بشهارة األتي ذكره ،كنصره
في دعوتو ككاف صاحب الترجمة أكبر سنان منو كأجود رأيان كاشد صبران كإناءة كجهزه أخوه أميران
لؤلجناد كعلق بنظره في كثير من الببلد ،كلما توفي أخوه في سنة ثبلثين كمائة كألف ،دعا
صاحب الترجمة إلى نفسو كتلقب بالمؤيد باهلل كبايعو جميع أىل (شهارة) ،كببلدىا ،كنفذت
رسائلو إلى أطراؼ اليمن فصالحو المتوكل القاسم بن الحسين على (أصاب) فاستمر أمرىا إليو
أعوامان حتى أعتذر عنها في "أياـ" (ُ) دكلة المنصور بن المتوكل تحرجان منها ككرعان ،ككاف
المشير عليو باإلعتذار عنها البدر األميررحمو اهلل كما سيأتي اإلشارة إلى ذلك في ترجمتو ،كلم
يزؿ على الحاؿ الجميل ،كأمره نافذان في (شهارة) كببلدىا أمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر ،إلى
سنة اثنتين كخمسين كمائة كألف ،فجدد الدعوة كتلقب بالهادم كذلك في خبلفة المنصور،
كاستدعى (بني حبيش) كرؤساء (حاشد) كمن معهم من القبائل ككجهم مع أمير إلى (حراز)
فدخلوىا كتغلبوا عليها كعلى األطراؼ ،ككاف المولى أحمد بن المتوكل صاحب (تعز) قد أطمع
صاحب الترجمة في المواالة كشجعو في التجهيز كتجديد الدعوة ،فلما فعل ذلك أخلفو ما
كعده ،ككاف المنصور بن المتوكل قد جعل جماؿ الدين علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد
على (خمر) كببلدىا كثبت بها أمره فلما أظهر عمو الدعوة من شهارة صار إليو فجهزه في
جيش جرار كأمده بالمدد الواسع كصار إلى قريب من (السودة) فرأل حصنان يقاؿ لو المعصفي
فساؿ عنو فقيل لو أف فيو أنفاران من الرتبة من قبل عامل (السودة) فقاؿ ال ينبغي أف نسير من
عنده إال كقد استفتحناه فحط عليو إلى أف أنفد العدد كالمدد مع أف ىذا الحصن ليس في
أخذه فائدة أصبلن كلكن قدر اهلل كما شاء فعل .كقيل أنو إنما فعل
__________
(ُ) في (أ) :أثناء.
(ُ)ّٓٓ/
ذلك مخاذلةن لعمو ليحظى عند المنصور ،كقيل حمقان منو كغفلة كاهلل أعلم.
[كفاتو]
كاستمر صاحب الترجمة على دعوتو إلى أف توفي سنة ست كخمسين كمائة كألف ككاف قد
جفاه بعض أىلو في أخر أيامو ،كخالفوا بعض أكامره ككاف فيو شفقة كتواضع كبرارة ،فلم يجسر
على تأديبهم مع قدرتو عليهم كاتفق أنو خرج يومان لصبلة الجمعة كلما رجع إلى الميداف أمر
باف ينصب لو [ِْٔ-أ] كرسي فقعد عليو كطلب أعبلـ حضرتو من أىلو كخاصتو ،ثم عاتبهم
عتابان شديدان في التهاكف بأمره كعدـ المواالة الكلية لو ،ثم دعا إلى اهلل ككاف من دعائو اللهم
لقني خيران منهم كلقهم شران مني ،ثم فاضت نفسو في ساعتو فحمل إلى داره كانتظركا إفاقتو
فلما أيسوا منو دفنوه رحمو اهلل تعالى؛ ككاف قد آكل البدر األمير أياـ بقاءه في (شهارة) كما
سيأتي ذكر ذلك في ترجمتو ،كقد أشار البدر األمير ككالده إلى شئ من أحواؿ صاحب الترجمة
في شعرىم كال بأس بذكر بعضو ليكوف شاىدان على فضائلو ،فمن ذلك قوؿ المولى إسماعيل
بن صبلح األمير فيما كتبو إلى كلده البدر إلى شهارة كقد تقدـ بعضان منها في ترجمتو كمنها:
إلى شرؼ اإلسبلـ كارث مجدىم
يجدد ما قد أسسوا من مكارـ
إليو انتهت كل الفضائل كالعبل
تأزر ثوب المجد طفبلن كيافعان
بو شرفت بين البقاع شهارة
تحامى حماىا كل ملك مسلط
كما ىي إال دار عز كىجرة ...يقوـ بما يركيو عنهم كيسند
بهمتو فهو اإلماـ المجدد
كساد على أقرانو فهو مفرد
ككهبلن فما زالت سجاياه تحمد
كصارت لها الشم الشوامخ ترعد
فليس لسلطاف على أىلها يد
إليها تساؽ اليعمبلت كتطرد
كمن جواب كلده عليو في ذكر صاحب الترجمة:
قد أشرؽ اإلسبلـ أحيا مأثران
كريم لطيف حالف الجود كالندل
غدا كعبة للفضل نحو فنائو
أتيت إليو ال أريد إقامة
إلى أف تناسيت الرحيل كصرت في ...بها بين أرباب الفضائل يحمد
فليس لو ند من الناس يوجد
يحج جميع العالمين كيقصد
فقيدني إحسانو المتعدد
رباه لتدريس المعارؼ أقصد
(ُ)ّٓٔ/
[( ُُُ )/الحسن بن إسحاؽ بن المهدم] (ُ) *
(ََُُُّٗٔ-ىػُْٕٕ-َُٖٔ/ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى أبو أحمد شرؼ اإلسبلـ الحسن بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ
القاسم.
[نعتو]
ىو المحقق الكبير كالعبلمة الجهبذ الشهير المتقن المتفنن الحجة الشاعر المفلق المفضاؿ
الرئيس العظيم الجليل المشهور الملقب بالملك الضحاؾ ،ترجمو لو غير كاحد ،في األعبلـ
كذكره في تراجم سفينة المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ :ىو بحر جود ال تكدره الدالء ،كمعدف
كماؿ ال يستمد منو إال الفضبلء ،جمع الكماالت فهي إلى سواه ال تنسب ،كحاز ما تفرؽ في
الفضبلء كليس لها عنو مذىب ،لو الشعر الذم يسترؽ لفظو األركاح كالشجاعة التي تخبرؾ
عنها أسنة السيوؼ كالرماح ،كالجود الذم يخجل األنول ،كالمعرفة في العلوـ ففي كل فن
حدث عنو بما تهول ،أقسم بحرفة اآلداب ال يستطيع قلمي حصر معاليو ،كال يدخل تحت
طاقة عبارتي كصف الكماؿ الذم جمع فيو .قد ألم شيخو البدر األمير ببعض من صفات مجده
كنبلو فيما دار بينهما من النظم كذلك كقولو:
ملك إذا عد الملوؾ كعالم
كإذا أراد من القريض كؤكسو
كتراه في الهيجاء إف شب الوغا
طلق المحيا مطلقان لعنانو
أما المكارـ فهو فيها مفردان
حاز الفواضل كالفضائل كلها
عز النظير لو كذؿ مناظر ...إف عد أىل محابر كدفاتر
أنسا بقيس كاليها كالحاجرم
نيرانو بعوامل كبواتر
نحو العدا للموت غير محاذر
فبجمعها ال أتعبن محابرم
كحول المآثر كابران عن كابر
منو فما أحد لو بناظر
انتهى.
[مولده كنشأتو]
__________
(ُ) طيب السمر (خ) ،البدر الطالع (ُ ،)ُْٗ/نشر العرؼ (ُ ،)ِْٗ/مصادر العمرم
(ِّٗ) ،مصادر الحبشي (ّْٔ ،)ُْٗ ،ِِٗ،الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا)
األدب اليمني (ّْٓ) ،تأريخ اليمن ألبي طالب (ََٓ )ُّٕ،ْْٔ،مؤلفات الزيدية (انظر
فهارسو) ،األعبلـ (ِ )ُْٖ/الركض األغن (ُ ،)ُُْ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َّٖ)
ترجمة (ِٕٖ).
(ُ)ّٕٓ/
قلت :ككانت كالدتو في سنة ثبلث كتسعين كألف بػ(الغراس) كىو شقيق أخيو محمد كنشأ في
حجر أبيو كأخذ العلم عن مشايخ مشائخ من العلماء ،كوالده كأخيو محمد كموالنا ىاشم بن
يحيى الشامي كالقاضي العبلمة إبراىيم بن أحمد بن أبي الرجاؿ كىذا القاضي [ِٔٔ-أ] ممن
أختص بهم كبأبيهم كلم يفارقهم إال مفارقة دار الزكاؿ.
قرأ عليو في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف ثم قرأ الفقو في (ذمار) على جماعة من مشائخها
كقرأ فيها على القاضي عبد اهلل بن علي األكوع في البياف ،أيضان كلما كلي (تعز) كببلدىا أخذ
في علم األثر على علماء اليمن ،ثم قرأ بعد ذلك على البدر األمير كجرل بينهما كبين ابن أخيو
المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ من األبحاث كالرسائل كالمناظرة كالمكاتبات ما يدخل
في مجلدات كخصوصان في أياـ الحبس ككاف عمو صاحب المواىب يرل لو حق الكماؿ فنقلو
في الواليات كاألعماؿ كلما دعى صاحب (شهارة) إلى نفسو كما سيأتي ذكر ذلك في ترجمتو
تابعو صاحب الترجمة ،كاعترؼ لو بحقو كبقى على طاعتو حتى آؿ األمر إلى قياـ المتوكل على
اهلل ،ككاف صاحب الترجمة إذ ذاؾ عامبلن على مدينة تعز كما كالىا ،فجهز المتوكل عليو
الجيوش كاستولت أجناده على (تعز) كاخذ صاحب الترجمة أسيران ثم حمل إلى (صنعاء)
كاعتقل في السجن مدة ،كمن عجيب ما اتفق لو أنو لما انهزـ انحاز إلى بيت من بيوت الرعايا
مختفيان ،فأحاطت بو الجيوش فسأؿ عن صاحب البيت [ٖٕأ-ب] فقيل لو ىو الغراـ فتطير
بذلك ألنو ذكر شيئان من قصيدة لو ملحونة كىو قولو:
أنا الذم دقيت باب الغراـ ...من قبل ما انظر في العواقب
(ُ)ّٖٓ/
ثم أخرجو المتوكل من السجن أيامان يسيرة ثم رده إليو مرة أخرل للسبب الذم ألجلو اعتقل
أخوه المولى محمد بن إسحاؽ كمن معو من إخوانو فأكب في السجن على دراسة العلوـ
كضبط قواعده كتحقيقو كمطالعة كتبو ،كاعتنى بنقل مؤلفات العبلمة الجبلؿ كضوء النهار،
كمؤلفات العبلمة المقبلي كغيرىا من نفائس المصنفات الجليلة فاستفاد كتفنن [ِٕٔ-أ]
كقول ساعده في العلوـ كبحث كعلق األنظار الحسنة كألف الرسائل النافعة كانتفع بالمطالعة
انتفاعان ال يحصلو غيره بالمذاكرة كالمراجعة ككاف يراسل شيخو البدر األمير بأبحاث تبهر الناظر
كتشعر بذكاء لم يتصف بو معاصر ،ككاتبو بقصائد طنانة فمن ذلك قولو:
كعدت أسير الوجد ظبية حاجر
إف أصدقت كعدم بذاؾ فكيف لي
كالدمع مغتصب عليو محلو
ما كاف أحسن كعدىا لو أقلعت
عجبان لدىر ما رعى حقان لذم
أعدتهم لنوايب كمصايب
حتى إذا ناديتهم لمسلمة
كىم من القوـ الذين لهم ببل
شادكا بيوت المكرمات فطاكلت
كرأيت ما شادكه معموران سول
قسمان لو اف المكرمات تشخصت
كلكاف من ىذا الورل إنسانو
بدر الهدل المخصوص بالشيم التي
حاز العبل طران فقلنا ما الذم ...بالطيف تطرؽ في الظبلـ محاجرم
برجوع نوـ في عيوني نافر
متصرؼ فيو تصرؼ قادر
سحب المدامع عن سماء نواظر
فضل كأعجب منو فعل عشائر
كظننتهم في الخطب خير ذخائر
فكأنما ناديت أىل مقابر
شك أجل محاسن كمآثر
منها الدعائم كل نجم زاىر
بيت الوفاء فأراه ليس بعامر
كاف الوفاء منها مكاف الناظر
أكفى البرية في الزماف الغادر
تعدادىا قد فات حصر الحاصر
أبقيتو لذكم الزماف األخر
كىي طويلة؛ كمما كتبو صاحب الترجمة إلى شيخو البدر كاصفان لنكتو كىي أنو دخل عليو بعض
من ككل بحفظو في القصر فوجد عنده دكاة فقبضها ألنو منع من الكتابة كمن كصوؿ الدكاة
كالقرطاس إليو كما ىي عادة الخلفاء في المنع في ذلك ،فوصف ذلك الواقع كشكى للقلم من
فراؽ الدكاة كىي قولو:
إف كنت تعلم إنصافان لمن ظلما
(ُ)ّٓٗ/
(ُ)َّٔ/
كآؿ األمر إلى اعتقالو في سجن (صنعاء) ،كلبث فيو إلى أف توفاه اهلل تعالى سنة ستين كمائة
كألف [ٖٕب-ب] ككاف مدة لبثو في السجن األخير نحو عشرين سنة فاقبل فيو على العلم
كالمطالعة كالتأليف كجرل بينو كبين ابن أخيو المولى إسماعيل بن محمد ،ككاف معتقبلن أيضان
بقصر صنعاء كبين شيخهما البدر األمير ما يطوؿ ذكره من المطارحات األدبية كالمباحث
العلمية كالمناظرات كالرسائل بحيث أنو لو جمع ذلك لجاء في مجلدات ،كنظم صاحب
الترجمة العبادات من الهدم النبوم نظمان نفيسان كشرحان جليبلن في مجلدين ضخمين استوفى فيو
األدلة كذكر أقواؿ أىل المذىب كنقل فيو كثيران من غير الهدم كاعتمد على (ضوء النهار)
كحاشيتو المنحة لشيخو البدر كعلى [ِٗٔ-أ](حاشية المنار) للمحقق المقبلي كغيرىا؛ ككاف
يعرض كلما ألف فيو على شيخو البدر ،كيرسل بو إلى (شهارة) ،ألنو كاف بها إذ ذاؾ كما سيأتي
في ترجمتو كمع ىذا فإنو كاف في أكؿ األمر ممنوعان في السجن من دخوؿ القرطاس كالدكاة
إليو ،كمن مكاتبة أحد من أصحابو كغيرىم ،كإنما كانوا يتحيلوف بإدخاؿ ما يريده من ذلك بأف
يجعل في أنية طعاـ كيجعل الطعاـ من فوقو بعد أف يجعل فوقو ما يمنع من كصوؿ الدىن أك
نحوه إليو ،كربما كضع ذلك في كعاء النار كيجعل فوقو صفيحة من حديد ثم توضع النار من
فوقها كربما كتب إلى شيخو بأشياء من األحواؿ كاألخبار على كجو غريب كأسلوب عجيب
بحيث لو ضاع الكتاب على الرسوؿ لما فهم المقصود أحد ،كبينهم اصطبلحات ككنايات لمن
ال يريدكف التصريح باسمو كلصاحب الترجمة حاشية على (الشمائل للترمذم).
ككتب إليو شيخو البدر في صدر كتاب قولو:
كم تحيات طوينا عنكم
ثم قلنا زىرىم في خفية
كانتظرنا عودة من سوحكم
ليت شعرم ىل بها قد شعرت
أتراىم قيدكا ريح الصبا ...في جنوب الريح ىل عنها نشر
في سواد الليل أك كقت السحر
كانتظار العجم عصر المنتظر
حرس الدار فمسوىا بشر
ىل لها ساؽ كأقداـ البشر
فأجاب صاحب الترجمة بقولو:
(ُ)ُّٔ/
(ُ)ِّٔ/
(ُ)ّّٔ/
كل ألقابو لها شرؼ
ىي مرضاة مراة ما لو من صفات
تتباىا بو كتزىو كتسموا
كبإطبلقها عليو المعاني
كل كجو عبوسة منو باد
يتلقى الوفود بالرحب كالبشر
كصريح اإلرشاد منو أيضان
كملح السؤاؿ يعطي ببلمن
كم بدا بنا من المحاسن كاإلحساف
حسن اإلسم كالفعاؿ سديد الرأم
كم فقدنا بياف مستهمات
كتعاليق في تصانيف لم
قيدتها أنظاره كذكاءه
يا بني اصطبر فإف اصطبار المرء
يابني اصطبر فصبر الفتى منو ىجوـ
أنت منو استفدت بأديب
كأخذت العلوـ عنو كقد ركيت
كم جرت في السجوف بينكما
كتحاكرتما بما حاز فيو
كتجاذبتما طرائف أطراؼ
كقبور األحياء للعلماء
يا بني ابق عن أخي عوضان
خفف الحزف ما حويت من
كعلوـ إذ سودتك
كذكاء يستنزؿ العصم حتى
فاتح المقفبلت من غير كسر
كاياد أغنت فكم من فقير
كسجايا تساجل الركض لطفان
كرضا بالقضاء فيو لدل الصبر
ىذه كلها صفات كماؿ
عظم اهلل فيو لي كلك األجر ...أم خطب أكىما قول األحبلـ
العين ما قرح الدموع الدكامي
يزكر العيوف طيب المناـ
لست تلقى فيها كلوج الكبلـ
لبرد السركر من إلماـ
ليل فأىل الزماف في إظبلـ
فالركنق منو خاؿ كسجع الحماـ
العصر حجة اإلسبلـ
ريب الدىر إليو ككافل األيتاـ
كخوؼ األعداء كاإلعداـ
كبر كراسخ األقداـ
جماؿ اإلسبلـ عز األناـ
ألقابو عنده علو المقاـ
قد تجبل بعقدىن كبلمي
إذا تسمى بها على األعبلـ
مشرفات كفي سواه أسامي
من فراؽ لصاحبك بساـ
كبسط المقاؿ كاالبتساـ
المعاني يلقى بلوغ المراـ
كال استثقاؿ كال استعظاـ
بعد الندب الهماـ اإلماـ
في إقداـ كفي إحجاـ
كنكات غابت عن اإلفهاـ
تخل عن استدراؾ كعن أكىاـ
حين أرخا أعنة األقبلـ
منظوـ في سلوؾ الصياـ
الخطوب طبع الكراـ
نفس قبلت ما أفاض باإللهاـ
لو لما ركيتها كل ضاـ
مستغربات الفنوف كاألحكاـ
موضح المشكبلت لؤلحكاـ
من النثر برىة كالنظاـ
الجنة كالجاىلين دار انتقاـ
من نعم اهلل كاسع اإلنعاـ
الفضل الذم من مواىب العبلـ
كجدنا صفران في تسويد نقش عصاـ
(ُ)ّْٔ/
(ُ)ّٔٓ/
(ُ)ّٔٔ/
(ُ)ّٕٔ/
كحاشا سجاياؾ الكريمة أنو
كال تصغ للواشي بقوؿ فطالما
فكم حاسد بين األقارب قد سعى
كماذا عسى الواشي يقوؿ كإنني
يبالغ في بعد الخليفة عامدان
كيصرفو إذ ىم بالعفو ذاكران
كتلك أمور كالخياؿ قد انقضت
كإف أمير المؤمنين لعلمو
لقد أعقبتني حسرة فأنا ملي
فما طاب لي من بعدىا قط مشرب
كلو كنت ممن يعلم الغيب أنني
فأنت الذم أثقلت بالجود ظهر من
كتعطي الذم كافاؾ أضعاؼ ما رجا
كأنت الذم ككاؼ جودؾ للورل
كغيث السماء أضحى يخص مواضعان
كأنت الذم فيك السخاء سجية
كأنت الذم حزت العبل بعزيمة
كأنت الذم تحمي الحمى بمهابة ...يخيب بها ظني الجميل كيهظم
أشاعوا أباطيل الكبلـ كأقسموا
ككاد بو أف يبكي اللحم كالدـ
مقر بذنبي كىو للغش يكتم
إلى ظهرنا بالزكر يرمي كيرجم
لو ما مضى يا بئس ما يتوىم
فقلت صبران أىل نائم يحلم
بحاؿ الورل أدرا بهذا كأعلم
لدل ذكرىا يرفض من رأسها الدـ
كال لذ لي من سؤ حالي مطعم
لديك بديواف النعيم المقدـ
يرجيك حتى ربما يترنم
كفوؽ الذم قد ظنو المتوىم
كقطر ند كفيك بر كأنعم
ككرقتا كبحر الجود منك يعمم
ككف الحياء عند النداء يتكرـ
بها السبق في كقت اللقاء يترنم
بها األسد العادم يكف كيلجم
ثم ساؽ أحاديث في السخاء كقضاء حوائج المسلمين ثم قاؿ:
كإني إلى المولى اإلماـ لتائب
اتوب إليو توبة لو قسمتها
كبين يدم نجوام قد مت نحوه
توليت تأليفان كجمعان لو فبل
كصيرتو فيما طلبت كسيلة
يحفا بأنوار القبوؿ كما ترل
يجر ذيوؿ الفخر إذ ضم سيره
كخاتم رسل اهلل من لصفاتو
كسميتو باسم توسمت عنده
تضمن ىدل المصطفى في جهاده
كنحو أمير المؤمنين بعثتو
فكم موطن فيو األسود تزاحمت
ككم موطن بالرعب أيضان ىزمتو
كما نصر المختار في خير موطن
كدكنك سفر ليس غيرؾ أىلو
يكاد اشتياقا أف يرل بجناحو
كلم يخف في مغزاه إذ ذاؾ كانو
كإني بجاه المصطفى متشفع
يقوؿ لو إنا قبلنا شفاعة نبي الهدل المخصوص بالحوض كاللواء
شفيع الورل يوـ الحساب إذا شكوا
(ُ)ّٖٔ/
فأقدـ خير المرسلين كقاـ في
ففرج عنهم كربة بدعائو
نبي الهدل كن لي بجاىك شافعان
عليك من اهلل السبلـ تحية
كما عبد اهلل العباد كما دعا
كما استسلم األركاف حجاج بيتو
فبل برحت في كل حين تزكره
مع اآلؿ سادات الورل أىل بيتو ...كمستغفر مما جرل متندـ
على سيئات الناس لم يبق مجرـ
كتابان بو فقت الذين تقدموا
نظير لو في بابو اليوـ يعلم
كأرسلتو عني إليك يترجم
كبرؽ الهدل من أفقو يتبسم
لخير الورل فهو النبي المكرـ
غدان يبدأ الذكر الجميل كيختم
بلوغ مرادم فهو بالنجح يفهم
كبالسيف دين اهلل في األرض قيم
ألنك في أمر الجهاد المقدـ
كأقدمت فردان فيو كاألسد تحجم
كمن كثرة قد ظن إذ ليس يهزـ
يرعب كأف الرعب جيش عرمرـ
فما بالجهاد اليوـ غيرؾ معزـ
يطير كللكف الكريمة يسلم
لمن راـ تحقيق المغازم لمغنم
كحسبي شفيع ال يضاـ كيهضم
لمن ىو في الحشر الشفيع المعظم
كمن قد ىدانا للتي ىي أقوـ
على الرسل من ضيق المقاـ فأحجموا
مقاـ الدعا يدعو بما اهلل يلهم
كفاز بحسن الذكر كالحمد منهم
فإنك من تشفع لو ليس يحرـ
كأزكى صبلة ما تشهد مسلم
محل كما لباه بالحج محرـ
كقد ضاؽ بالوفد الحطيم كزمزـ
صبلة بها ذا النظم بالمسك يختم
نجوـ الهدل ما الح في الليل أنجم
ثم دعا لئلماـ يعطف قلبو عليو ثم قاؿ :كىاىنا يكف عناف القلم فقد استطاؿ منو الجموح.
كبقولو لو كفيت فهذه أنوار القبوؿ من أفق الرضا تلوح كنسمات عطف أمير المؤمنين رزقنا اهلل
شفقتو كبره بطيب نفسو كرضاه يفوح كركح البر كاإلحساف منو على ساحاتنا تغدك كتركح .انتهت
الرسالة (ُ).
[جواب المنصور على رسالة صاحب الترجمة]
__________
(ُ) ستأتي ترجمتو خبلؿ الجزء الثالث.
…كانظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ ،)ُِْ/البدر الطالع (ِ.)ُٔٔ/
(ُ)ّٔٗ/
فتولى الجواب على لساف المنصور القاضي العبلمة محمد أحمد مشحم (ُ) فقاؿ :بعد
الخطبة بحمد اهلل كالصبلة كالسبلـ على رسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ما لفظو كبعد فإنها
كصلت الرسالة المشتملة على بديع المنظوـ كالمنثور كالورقات التي في كل لفظة منها عقد من
الدرر كمن المنثور من تلقا الصنو السيد العبلمة القلم النفيس ،كالحبر الفهامة الصدر الرئيس
شرؼ اإلسبلـ [ِٕٕ-أ] الحسن بن إسحاؽ صانو اهلل عن كل ضير ،كأخذ بيده إلى ما فيو
الخير كالسبلـ عليو كرحمة اهلل كبركاتو ما ترنم طير ،فطالعنا رياضها األنيقة كتصفحنا عباراتها
الرشيقة ،كأحطنا علمان بالمجاز منها كالحقيقة ،كتأملنا ما جمعت من المحاسن كالببلغة التي
ترد عذبان فراتان غير آسن فللو ما اشتملت عليو من حسن المطلع المقبوؿ ،كغرابة االسلوب
المحتوم على لباب العقوؿ ،كلطف اإلستعطاؼ كحسن االعتذار كاالعتراؼ ،كرقة الشكول
التي عظم موقعها في النفوس ،كاإلعبلف بالتوبة كالرجوع إلى الملك القدكس ،مع ما أصحبها
من السفر النفيس ،كالمجموع الذم ىو من ملوؾ الكبلـ كىو سيد المجاميع كالرئيس،
المشتمل على ىدم النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم في الجهاد كالحاكم ما لم يحوه غيره فهو
كاسمو بلوغ المراد فلقد أبدع فيو اإلبداع العجيب كأكدعو من عجائب الفوائد ما يغني اللبيب،
فلو طالعو ابن القيم لحقر زاده (ِ) كاعترؼ بأف طريقو الحسن ىي الحسنى كزيادة ،كتحقق
صدؽ المثل السائر :كم ترؾ األكؿ لآلخر ،فللو دره من مطلع أعرب عن ملكة في العلوـ كدؿ
على حسن التصرؼ في المنثور كالمنظوـ ،كلما تحققنا ما انطوت عليو الرسالة من األطراؼ،
ككرعنا من معين عذبها الصاؼ ،رأينا الجواب عنها مثبلن بمثل أخذان باإلنصاؼ ،كتعظيمان لما
اشتملت عليو من الدالئل كتوقي األعراض كاألستخفاؼ ،كدفعان لما يتوىم من إيثار عرض
النفس بالذم ىو
__________
(ُ) الرسالة أكردىا زبارة في نشر العرؼ كاملة (ُ.)ُْٓ-ُْْ/
(ِ) أم زاد المعاد البن القيم الجوزية.
(ُ)َّٕ/
(ُ)ُّٕ/
كنحن كما قد قلت أعرؼ بالذم
كإنا لنشكوا ما شكوتم طبيعة
كذلك حق الناس في ذات بينهم
تذكر إذا علمت من ىو عارؼ
فما زجت بالمكر الخداع ممهدان
كبادرت نكث العهد كالنكث زلة
فكم جاء في نكث المواثيق ما بو ...لسانك تمليو ككفك ترقم
كمما تألمتم لو نتأ لم
كلكن حق اهلل أكلى كأعظم
كحاكؿ ما حاكلت كاهلل أحكم
لبغى علينا لم نكن نتوىم
مبل بسها في كل حاؿ مذمم
تجل ذنوب الناكثين كتعظم
ثم استدؿ من السنة بما يناسب ىذا المعنى ثم قاؿ:
كىذا عتاب كاعتذار حقيقة
كإال فما كاف قد كاف كانقضى
كلوال أمور عم في الناس نفعها
شملناكم بالعفو منا بديهة
كلكنو ال يستوم الذنب منكم
بهذا غدت بالنصح للرعية منا محوطة ...يرد بو ما ظنو المتوىم
فلسنا عليكم للتشفي ننقم
كصار بها شأف الوفاؽ يعظم
كسائر أقواـ أسآؤا كأجرموا
كمن سائر األفراد فالفرؽ يعلم
جميع الرعايا يوـ نسأؿ عنهم
ثم عقب ىذا بما يناسبو من النثر كاألدلة على النصح للرعية ثم قاؿ:
فلو كنت عن تلك الخطيئة خالصان
ككنت لدنيا أنت أكؿ سابق
كلكن أمران في الحقيقة قد جرل
فصبران فإف الصبر خير مصاحب
فبل بد من تحرير رأم مسدد
كما قلت في فضل القرابة موردان
فذلك ىدم المصطفى تهتدم بو
سجية فضل قد خصصنا بحوزىا ...لكنت على التحقيق أنت المقدـ
كأنت بديواف النعيم المقدـ
قضاء بها كاهلل بالغيب أعلم
كيسر فبعد العسر يسر كانعم
يجر إليو عالم السر يلهم
أحاديث تهدل للتي ىي أقوـ
فذك الذنب نعفو عنو كالغيظ نكتم
فكم رحم في برنا متنعم
ثم أردؼ ىذا بما يشابهو من صلة الرحم كتعظيمو للمولى محمد بن إسحاؽ كغيره ثم قاؿ:
كأنت الذم بالقطع كنت بدأتها
عفا اهلل رب العرش عنك بكل ما
ألنك من بيت كريم كعترة
كإنا لنرجوا اهلل توفيقو لما
كنسألو سبحانو أف يعيذنا
كإنا قبلنا منك إذ جئت تائبان
كبالغت في استعطافنا متشفعان
كمطلبك اإلطبلؽ كالعفو كالرضا
كما رمتو قد كاف منا معلقان
فإف كنت نيتم إلى اهلل توبة
(ُ)ِّٕ/
(ُ)ّّٕ/
(ُ)ّْٕ/
السيد العبلمة الحسن بن زيد بن حسين بن ىادم بن السيد العبلمة إماـ الفركع أحمد بن علي
بن الحسن بن محمد صبلح بن الحسن بن جبريل الشامي كبقية نسبو تقدـ.
كصاحب الترجمة ىو إماـ السنة الجليل الورع الزاىد قدكة العاملين كرأس العابدين ،ككاف
عارفان بالعلوـ العربية ،كالشرعية جيد المذاكرة حسن اإلستنباط لؤلحكاـ كلو اليد الطولى في
تعليم الطالبين كالعناية التامة في تفهيمهم كالصبر على ذلك كتوضيح المسالك كالمحبة إلى
ىدايتهم كإرشادىم إلى الطريق القويم فصلح عليو [ِٖ ب – ب ] خلق من العامة كأقبل على
تدريسو كاألخذ عن كثير من الخاصة مع حسن نية كسبلمة طوية كإقباؿ على المتعلم بكليتو
كتبليغو أقصى أمنيتو ،كمعاكنتو للصغير كالكبير كإببلغ جهده في األمر كالنهي للمأمور كاألمير،
ككاف كثير اإلتصاؿ بالوزير صفي الدين النهمي كللوزير ميل إليو كمحبة لو كإقباؿ عليو ككذلك
مخدكمو اإلماـ المهدم بن المنصور فإنو كاف يعظم صاحب الترجمة كيقبل قولو في مناصحاتو
كرسائلو ككثيران من مشوراتو ،كقرر المهدم بنظره للفقراء سبعين قرشان حجران في كل شهر من
غير ما كاف يستخرجو من الوزير كغيره؛ كلو شغلة عظيمة بمعاكنة الفقراء كتحصيل مأربهم،
كالسعي في مصالح الضعفاء كالمساكين كالحض على صلتهم كمواساتهم كقضاء حوائجهم،
ككاف يتعب نفسو في ذلك حتى قاؿ لو شيخو المولى ىاشم بن يحيى الشامي ىوف على نفسك
التعب أتريد أف تغني من أراد اهلل فقره فقاؿ لو قد أمرنا بالسعي فقاؿ :لكن بالتي ىي أحسن.
[كفاتو]
كتوفي رحمو اهلل في (((سنة ُُٕٓىػ)) (ُ)) في جمادل األخرل[ِّٖ-أ].
[(ُُّْٗ )/الحسن بن أحمد الحوثي] (ِ) *
(-...أكؿ ؽ ُِىػ -.../ؽُٖـ)
[اسمو كنسبو]
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (أ) كأرخ جحاؼ كفاتو بسنة (ُُٓٗىػ) في جمادل األكؿ بمسور
خوالف كقيل توفي سنة (ُُٔٗىػ) في جمادل األكؿ.
(ِ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ِْٖ-ِْْ/ىجر األكوع (ُ.)ُْٓ/
(ُ)ّٕٓ/
السيد العبلمة الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين
بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل بن يحيى بن حمزة ،كبقية نسبو تقدـ.
ىو السيد العبلمة إماـ األصوؿ الفقهية كمحقق العلوـ الشرعية المعركؼ بالحوثي الحسيني
حقق العلوـ على كالده كدرس في كل فن كتخرج عليو عدة من األعبلـ كتوفي في أكؿ القرف
(ُ).
[( ُُْٓٗ )/أحمد بن محمد الحوثي] (ِ) **
( -...نحو ََُُىػ)ُٖٕٔ-.../
كأما كالده فكاف إمامان من أئمة العلم ذكره المولى عبد اهلل بن علي الوزير في كتابو (نشر العبير)
فقاؿ في ذكر أخذ شيخو البرطي على الفاضل الهبل ما لفظو( :كأحسب أف ىذا الفاضل أخذ
في علوـ العربية على السيد العبلمة شمس الدين رحلة الطالبين أحمد بن محمد الحوثي ،كىو
الذم كاف في العربية خاالن في كجنة دىره كغرة شادخة في جبين عصره ،استفاد عليو في النحو
خلق كثير كتخرج لو جمع غفير أعاد اهلل من بركتو كرزؽ البركة في أكقات تدريسو كىو من ذرية
اإلماـ األعظم يحيى بن حمزة قدس اهلل أركاحهم) ،انتهى كبلمو.
__________
(ُ) أم القرف الثاني عشر الهجرم.
(ِ) نشر العبير لفضائل عبلمة العصر األخير (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ِْٖ/ىجر األكوع
(ُ.)ُّٓ/
(ُ)ّٕٔ/
كصاحب الترجمة ىو الذم ذكره أيضان المولى عبد اهلل بن علي الوزير في قصيدتو الدالية
المشهورة ،التي عاتب بها أصحابو أىل (الركضة) ،كىم صاحب الترجمة المذكور ،كالمولى
يحيى بن علي بن المتوكل ،كأخوه الحسين ،كالمولى زيد بن محمد ،كسيدم محمد بن
الحسين الكوكباني الحمزم ،كالفقيو زيد الخيواني ،كالفقيو أحمد بن عبد اهلل الذيبة ،ككاف لو
معرفة بالطب ،كصورة لفظ ما كتبو إليهم :أما بعد :حمدان هلل الذم جعل األطراؼ ،منازؿ
األشراؼ ،كأكدع ثمرات العتاب في مفارس ببلغة اإليجاز كاألطناب ،كالصبلة كالسبلـ على من
يفدم(ُ) يفدا (بياض) راحتيو بسواد العيوف ككاف فيما أنزؿ على قلبو { كالتين كالزيتوف}؛
كعلى أف الذين حسنت شرعتهم في مدارج السيادة كطالت نبعتهم في معارج السعادة ،فهذه
جريدة كخريدة يخر لها من صومعتو الراىب ،راجعت بها حضرة أكلئك األعياف [ِْٖ-أ]
الذين أكلهم في الفضل أخر كأخرىم فيو أكؿ ،كقرنتها نشر محاسن أكلئك األقراف الذين ثكلت
الفضل إف كنت أعرؼ أيهم أفضل.
تحيرت ال مستنكر في أفاضل
إذا أنا شاىدت الكماؿ مقسمان ...لهم في معاليهم خطيب كمنبر
عليهم سواء كيف ال أتحير
ىذا كإف أعظم مغزاىا اإلتحاؼ كتنازع كؤكس األدب الذم ىو سبلفة األسبلؼ فدكنكم قطعة
من مسك دارين؛ كخلعة من خلع ملوؾ الصين تتعطر يذكي عرفها [ّٖأ-ب] المجالس،
كيتجمل بجميل بردتها كل البس كلتلك الخمائل بها أنس كثير فأىبوا منها نسمة ما بين ركضها
كالغدير ،كاعرفوا قدرىا عند كردىا ،كشيوعو تشييع العرس عند كفودىا ،فإنها مما خرست عنها
ألسنة النظم كالنثر ،كما أنا قلت ىذا كحدم كال عجب كال فخر كىي:
من يبلغ الركضة الغناء صادحة
إلى الحسين كال أنسى العماد كقد
كالفذ زيد العلى زيد العلوـ معان
كصنوه أحمد المحمود مسلكو كمن
كالعالم الفاضل الحوثي من قذفت
كالواقدم الذم أثار حكمتو
كابن الحسين بن زيد من جداكلو
__________
(ُ) يعد ذلك بياض في أصولي ثم استئناؼ للكبلـ.
(ُ)ّٕٕ/
قلت :ككاف المولى الفخرم عبد اهلل بن علي الوزير غراـ بػ(الركضة) طويل كتفضيل لها على
(بير العزب) ،كقد صنف في ذلك كتابو المسمى "أقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبير
العزب" .كحكم فيو لها بالحسن ككاف القاضي علي العنسي يخالفو في ذلك ،كيفضل (بير
العزب) ،كفعل في ذلك قصيدتو القافية التي سيأتي ذكرىا في ترجمتو ،كقاؿ فيها أيضان:
لم يطب في الركضة الغناء سول
كبغربي أزاؿ جنة
طلق الهم بها ساكنها ...كرمها أما ىواىا فكرب
جوىا يستوقف الطرؼ طرب
فلهذا سميت بير العزب
كقد تبعو في تفضيل بير العزب الشيخ محمد بن خليل سمرجي ،كلو فيها قصيدتو الجيمية
المذكورة في [ّٖب-ب] ترجمتو ككذلك سيدم محمد بن ىاشم ين يحيى الشامي كلو فيها
قولو:
إف بير العزب الركح الذم
ىي كالفادة يلهي حسنها
فترل كاصفها في حيرة
مثل معنى الحسن ال يدرم الفتى
كأرل أقرانها زينت بما
بمدح المحسن منها عرضا
مثل صب يصف الحسن الذم
كإذا ما شئت تصديقي كقد
فتصورىا بكانوف كرد ...تسلك الراح إلى الركح طريقو
عن حبللها كىي بالمدح خليقة
ما الذم منها بو النفس مشوقو
ما سباه من معانيو الدقيقو
يفرح الجائع إف شاـ يركقو
فإذا فارقها ذـ رفيقو
قد سباه بالمبلبيس األنيقو
أخذ األنصاؼ لي منك الوثيقو
ما سواىا فيو نطفر بالحقيقو
كىذه األبيات جعلها سيدم محمد كالجواب على أبيات المولى أحمد بن يوسف ابن الحسين
بن الحسن بن اإلماـ القاسم المقدـ ذكره ،ككاف يرا أم المولى عبد اهلل بن علي في تفضيل
(الركضة) أياـ الخريف كأبياتو ىي قولو:
إنما الركضة في أيامها
جنة ذات قطوؼ قد دنت
رازقي كبياض ألبسا
كعيوف كعيوف الغيد قد
كلها جو رقيق لم يزؿ
كم جناف حوؿ صنعاء قد غدت
ىي إف حققنها بعثالها
أنا ال أرضى بأف تعدلها
كبدر أنا إف قلدتها
لست أكفيها كإف بالغت ما
يا سقاىا اهلل أخبلؼ الحيا
كحباىا اللطف منو دائمان
كعلى أحمد صلى اهلل ما
كعلى اآلؿ نجوـ اإلىتداء ...ركضة تستوقف الطرؼ أنيقو
(ُ)ّٕٗ/
(ُ)َّٖ/
فهم من جهل النعم ،كغفل عن نعمة المشرب كالمطعم ،يحسب أنو ارتفع عن مطالب النفس،
كشهواتها ،كترقى إلى مقاـ المعصومين عن طلباتها ،زاعمان أف اختيار البقاع للتنزه ال للمتاع ،كإف
طلب ذكم العقل ىو الظل ال األكل ما ابعد [ْٖأ-ب] ما طوحت بو طونح األكىاـ ،كما أشد
ما شذ فهمو عن مطارح اإلفهاـ ،كما ىو إال جهوؿ بحكم الشرع كالنقل عقوؿ عن قضية الطبع
كالعقل ،فقد عطل فوائد اإلمتناف بجناف الجناف ،كرفع من بين يديو موائد اإلحساف ،فيا لها من
غفلة توجب لقائلها اإلغفاؿ ،كفكرة ليس لها في الصواب مجاؿ ،كقد جرل ىذا على ألسنة
كثير ممن دأب في األدب كبلغ أرفع الرتب فقاؿ :إف تفضيل المنازؿ كالمفازة بالمأكل
كالفواكو مما ال يليق بهمة اإلنساف الكامل كال يلتفت إليو العاقل محتجان [ِٖٔ-أ] في ذلك
يقوؿ القائل:
كينفر عنها كل قدـ مغف ...بهيمي طبع إف رأل األكل نهق
فقلت لو بعد اكتشاؼ ىذا الخبلؼ كانتظاـ ىذا الكبلـ فيحق أف أبدم كجو ىذه الجهالة
كأىدم في فهامو ىذه الضبللة فإف ذلك ىو المطلب الذم تقف دكاعي النفس عليو كالمقصد
الذم ال يطمح إلى غيره إال مضافان إليو أيكوف كصف الحكيم لجنات النعيم غير مطابق للهمة
كال موافقان لتماـ النعمة ،كبل فقد جذب النفوس بأركمتها كاقتادىا بمقتضى حبلتها لم يهمل
البياف{:ك ىجنىى الجنتين
ى تعالى شيئان مما تزىى بو الجناف كيرتاح بذكره الجناف كمن أكضح
اف}[الرحمن ]ْٓ :كتقديم ما ىو أعظم النعمة كأصلها في قولو {أكلها دائم كظلها}[الرعد: ىد و
ّٓ] ككم من آية ىي أكضح حجة كبيانان [ ]{كإذا تليت عليهم آياتو زادتهم
إيمانان}[األنفاؿ ]ِ:كالنظر السليم لو الحكم القاطع للخبلؼ المحيط باألطراؼ:
ألم شئ تحمد الديار
آلم شئ تسكن البقاع
قد كصف الجناف من أنشأىا
األكل منها دائم كظلها ...إال إذ جادت بها الثمار
إف لم يكن آلىلها متاع
كرغب النفوس من يراىا
ألسدرىا كخمطها كأثلها [َِٗ-أ]
(ُ)ُّٖ/
[( ُُٓ )/الحسن بن الحسين بن القاسم الصنعاني] (ُ) *
(َُُُُْْْ-ىػ)َُّٕ-ُُّْ/
[اسمو كنسبو]
المولى شرؼ الدين الحسن بن الحسين بن اإلماـ القاسم بن محمد .ىو العبلمة المحقق
الصوفي ،إماـ العلوـ العقلية كاآللية ،كسلطاف المعارؼ الصوفية ترجم لو صاحب (النسمة)
كأثنى عليو ثناء عظيمان.
[مولده]
كقاؿ :كانت كالدتو سنة أربع كأربعين كألف في ضوراف كأرتحل سنة (َُُٓىػ ).إلى (ذمار)،
كأخذ بها العلم عن السيد العبلمة الهادم [بن أحمد] الجبلؿ كغيرىم .ثم رحل إلى (صنعاء)،
كاستوطنها كأخذ عنو الناس ،كانتفعوا بو ،ككاف إماـ كقتو ،في علم الحكمة خاصة المنطق
كالحساب ،كعلم الحرؼ؛ كلو اليد القوية في السيميا كفي علم التصوؼ ،كالسير في طريقهم،
كىو مع اإلعتزاؿ يخالفهم ،كيجنح إلى الحقيقة؛ ككاف زاىدان في الدنيا منقطعان عن الناس
بالكلية نافران عنهم غاية النفور مقتسطان في مأكولو كملوبسو ،كألف في كل فن كالمزف الهتوف
بقطرات الثبلثة الفنوف "المعاني كالبياف كالبديع " ،كجماؿ الجبلؿ في علم المنطق.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) نسمة السحر (ُ ،)َٓٔ/صفوة العاصر (خ) نشر العرؼ (ُ ،)ْٖٔ/ىدية العرافين
(ُ ،)ِٗٔ/معجم المؤلفين (ِ ،)ُِٗ/مصادر الفكر للحبشي (ََٓ ،)ُّ،الجواىر
المضيئة (بتحقيقنا) ،طبق الحلول (ٗٓ) ىامش ،تأريخ اليمن ألبي طالب (َّٕ) ،مؤلفات
الزيدية (ُ ،)ِٖ،ّّٔ/كانظر فهارسو ،نفحة الريحانة (ّ ،)ْٔٓ-ْْٔ/الركض األغن
(ُ )ُْْ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُّٓ) ترجمة (ِٓٗ).
(ُ)ِّٖ/
كلو الحكمة الرسمية في شرح األبيات الميمية "كىي أبيات لو لهو ذكر فيها مباحث قسمي
التصور كالتصديق ثم شرحها كذكر أف اإلرادة بالحكمة الرسمية المكتسبة بالنظر ،كالمشي
إلستفادة العلوـ ،كالسالكوف طريقها ىم الحكماء المشاؤف كأرسطا طاليس كأتباعو ،كيقابلها
الحكمة اإلشراقية ،كطريقتها تصفية النفس ،فإذا صفت أنبسقت فيها العلوـ كىي طريقة
أفبلطوف كمن تبعو من الحكماء اإلسبلميين كالشهركردم كمن مؤلفاتو "شرح الورقات للجويني"
في أصوؿ الفقو ،ك"مقاالت الصابية كالحنفا" كلو في علم الحرؼ مؤلف اشتهر بػ(مكة)
المكرمة كعمل في النحو قصيدة كشرحها كشرح بعض قصائد العفيف التلمساني في اصطبلح
القوـ .كىو شاعر مجيد كثير الشعر سريع البديهة كمن مشهور شعره القصيدة التي عارض بها
الشيخ الرئيس ابن سيناء التي كرل بها عن النفس الكلية السارية أشعتها في حنادس األجساد،
كصاحب الترجمة كرل بقصيدتو عن محبوبو كأحب الوجود السارم فيضو في جميع العالم كىي
قولو [ْٖب-ب].
[نماذج من شعره]
لجماؿ ذاتك في الهول تطلعي
كلوجهك الزاىي بحسن جمالو
فإذا استلمت الركن كنت مسلمان
كإذا سعيت فللصفا نحو الصفا
يا من تمنع أف أراه حقيقة
أرخى الحجاب كلو تجلى مسفرا
كمحت كجودم ساطعات جمالو
لواله ما ظهر األناـ فوصفهم
كأعلم بأف الكوف معدكمان إذا
إف الكريم لو التفرد كالبقا
فإليك أشكو منك فاجعل بغيتي
فالنفس قد حبست بسجن مظلم
كالبعد أضرـ في الحشا جمر الغضى
هلل أياـ اللوا البلتي مضت
حيث الحصى در كترب مسيلو
فتبدلت تلك المسرة حسرة
يا كعبة الشرؼ التي طافت بها
جودم على ركحي بلطف إفاضة
فالنفس تطلب عطفة يحي بها
بمعادىا ارتفعت كعزت بقدما ...كلنيل كصلك في الحياة تطمعي
حجى كتطوافي نداؾ المربع
قلبي المتيم للمليك األرفع
كإذا اعتمرت فللجناب األمنع
هلل لي من حسنو المتمنع
الندؾ طور القلب عند المطلع
كجو بغير النور لم يتبرقع
ككجودىم من جوده فأفهم كعي
لم يرتبط بوجوده المترفع
(ُ)ّّٖ/
(ُ)ّْٖ/
شر بنا عليها كأس خمر أباحها
فحيينا بها ذكر السلو كما محى
فما الصحو بعد المحو دين متيم
فإف كنت في القوـ السرل فتحونا
كإف كنت حبلج المقاؿ فسرنا
فقل مثلنا بعد التذلل حطة
كدف بالفنا عن ذم الوجود فإنو
كإف شئت شطحان فاليقين اتحادنا
كفي الحسن القطب النسيب تقدـ ...كسهدم كشوقي منكم كإليكم
يراعي الثريا كالخبلئق نوـ
حقيقتها لوال البقية أنتم
على كجو إال كما قيل مظلم
كما الح في أعلى المثقف لهذـ
منانان كما في الركب إال متيم
بها فاز عيسى بعد ذاؾ كمريم
لنا كجدنا الصافي ككانت تحرـ
مداد الدجى اإلصباح إذ يتبسم
سقاه المحيا حبة المتحكم
لعلك تحظى باللوامع منهم
إذا باح سران كفي الرقاب مصمم
كسلم كما ذؿ الكراـ كسلموا
خياؿ كعين الحق ما ليس يكتم
كمذىبنا اإلصباح ما كنت تحلم
إلى كل سر كالنسيب المقدـ
كقد اشتملت القصيدتاف على بعض مصطلحات الصوفية ،كىي محققة في كتبهم كرسالة
القشيرم كقد نظمها العبلمة الجبلؿ كشرح ذلك في جزء لطيف ،كلم يزؿ صاحب الترجمة
على حالو الجميل.
[كفاتو كمراثيو]
حتى توفاه اهلل تعالى في شهر ربيع األكؿ سنة أربعة عشر كمائة كألف بعلة اإلستسقاء ككاف الورـ
قد تخلل أكثره منو فتردد إليو بعض جهاؿ المتطببين ،كدىن قدميو بدىن بارد كرطب فهاج بو
الورـ في يوـ كتصاعد في بعض يوـ حتى ضغط ركحو؛ كرثاه صاحب النسمة بقولو من قصيدة
ككاف كفاتو يوـ اإلثنين (ُ).
إثنين بالواحد الميموف كعنا
كما رضى بخميس دكنو شرس
يا بحر قد كنت من ذم النوف مقتبسان
فانعم بذاؾ السرل في حضرة القدس
كمن شعر صاحب الترجمة ما أكرده لو صاحب (سلوة العاصر) كىو:
مليح لو قلب المتيم كامق
محياه لما أف تبدا جمالو
يلوح على غصن رطيب إذا مشى
فيا أيها الريم الذم عز كصلو
ترفق بمضناؾ العميد فإنو
كأسعفو باللقيا كلو قدر ساعة ...كللذات منو كالشمائل عاشق
تجلت لطبلب المجاز حقائق
عليو لواء الحسن في الناس خافق
__________
(ُ) كذلك (ٗ) ربيع األكؿ من سنة (ُُُْىػ).
(ُ)ّٖٓ/
(ُ)ّٖٔ/
كلً ىد صاحب الترجمة في سنة ثمانين كمائة كألف بكوكباف كنشأ (بو)(ُ) متخلقان بأخبلؽ أىلو
من الكرـ كاللطافة كحسن الخلق ،كشرؼ النفس كاإلقباؿ على قراءة العلوـ كالمذاكرة في
الفنوف كالتضلع من األدب كاألخبار كالتواريخ كالتحلي بخصاؿ الكماؿ حضر على شيخنا
البرىاف في قراءة (شرح الجامي) ،كعلى المولى علي بن محمد بن علي في النحو ،كعلى
سيدم العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي في الصرؼ ،كعلى القاضي علي بن ىادم عرىب
في علم البياف ،كجود القرآف على الفقيو القارم يحيى بن صالح البصير الشهارم .ثم طالع
(الدكاكين الشعرية) (كغرائب األخبار) كالكتب التاريخية ك(حفظ نفائس األشعار ،كغرائب
األخبار) (ِ) كبحث في "شركح األدب كراجع في غريب لغة العرب ،كفتش عن المعاني،
كفحص عن مشكبلت المباني ،حتى صارت لو ملكة راسخة كنظم الشعر الحسن كىو في سن
الصغر ،كجاد في قسيمة الحكمي كالملحوف ،كىو اآلف من الشعراء المجيدين كالبلغاء
المعدكدين كتقدـ في صناعة اإلنشاء[ٖٓ ب –ب] فهو من أبلغ أىل طبقتو فيو ،لحسن
مسلكو كلطافة أسلوبو كعذكبة ألفاظو ،كفخامة معانيو ،كسبلسة تراكيبو كىو القائم اآلف بعهده
إنشاء الرسائل كالكتب لعمو أمير كوكباف المولى شرؼ الدين بن أحمد فهو ممن برز في التقدـ
في صناعتي النظم كالنثر بكوكباف ،كقد جمع شعره الحكمي في ديواف سماه عقود الجماف في
نظم الحسن بن عبد الرحمن كجمع شعره الحميني في ديواف أخر سماه الحسن المصاف عن
أبناء الزماف كجمع مالو من اإلنشاء في كتاب سماه الشهب السيارة من الكتب المختارة كطبعو
أرؽ من نسيم السحر كخلقو من الركض النظير [ِٔٗ – أ ] مع كرـ كلطافة طبع كميل إلى
التخلي من متاع الدنيا كترؾ التعلقات بواردات السياسة( ،كعدـ إشتغاؿ) بما ال يعنيو كإقباؿ
على عبادة اهلل تعالى .كأما مفاكهتو كمحاكراتو فيشتاؽ إليها كل فاضل كيرغب فيها جميع
األعياف
__________
(ُ) أم بكوكباف .كبو :ساقط في (ب).
(ِ) ما بين ( ) ساقط في (ب).
(ُ)ّٖٕ/
كاألماثل لظرافة محادثتو كعجيب مذاكرتو كحسن أدبو كعدـ قنوعو من تصور المسائل إال
بالتصديق كال بما قرر من القواعد إال بالتحقيق لمبادئها كالتدقيق ،كعدـ التسليم ألحد بأكؿ
نظرة إال بعد أف يصدؽ خبرة مخبره كحج ىو كأخوه موالنا بدر الدين كجماعة من أىلو في سنة
ثماف كمائتين كألف كلما كصل بندر الحديدة كاتب إخوانو بقولو:
صدرت إلى اإلخواف طران
تصف المسير إلى الحديدة
كتقبل الكف المشرؼ
كتخصص الفخرين كالعلم الذم
كيخبر اإلخواف أنا
في صحة كسبلمة
من مالك الملك الذم
أعطى من النعم التي
كاف الخركج كقد مضت
في عاـ ألف بعده مائتاف
من كوكباف إلى الطويلة
من بعده شمساف ما شمساف
من بعد المحويت عند
حتى نزلنا بالقفاؼ
من بعدىا الحرات كىي
حتى أقمنا بالخميس
لكنو يوـ فيا يوـ
كقياس مرحلتين من سوؽ
يدعي بسردد لو رأيت
حتى سكهنا بعده الجمرات
من بعد بيت حميدة
حتى كردنا الفانمية
كلقى إلى بعض الطرؽ
ما أف تسير كال يرل من
منها المسير إلى الحديدة
ىذا كال تنسى فضائل
فلقد تلقانا كأنزلنا
كاهلل أسالو يسهل
فهو الذم ال يستطيع
كلقد سرت ألطافو
كختامو أزكى الصبلة مع
تغشى الرسوؿ المصطفى الهادم
كاآلؿ ما أنا منشد ...تهدم سبلمان مستمران
ال أرانا اهلل شران
فهو بالتقديم أحرا
قد شاع ذكرا
ما عرفنا قط ضرا
كبعيشو أىنا كأمرا
يوليك بعد العسر يسرا
ال تستطيع لهن حصرا
في الشهر من شواؿ عشرا
بعد ثماف تترا
كىو حصن جل قدرا
أفق حاز بدرا
الوالد المشهور برا
نجومها سهبلن ككعرا
كإسمها ال شك حرا
كتلك مرحلتاف كبرا
الخميس ازلت كزرا
الخميس تشق نهرا [ِٕٗ -أ]
حسبتو سيحوف مجرا
كىي تشب جمرا
الكريم ىلم جرا
عند عبد اهلل أقرا
بقدـ اإليماف تترا
أف نقيم لديو عذرا
في ظبلـ الليل مسرا
سند دركس كتلك ذكرا
من اإلكراـ قصرا
سيرنا بران كبحرا
لفضلو حمدان كشكرا
حتى ظننا الحر قرا
السبلـ أجل ذخرا
لنا سران كجهرا
سافر إذا حاكلت أمرا
(ُ)ّٖٖ/
كلو كاصفان (لغيل علي) (ُ) كىو منتزه بكوكباف كيمدح مالكو أخاه بدر الدين:
جادؾ العارض يا غيل علي
فلكم مرت لنا من كقفة
كم رأينا فيك من ريحانة
عصرات أنفاسها ريح الصبا
فإذا أدنيت منها بصبلن
كسمعنا من أغاف أكدعت
خطرت فيك الغواني بكرة
كجرل نهرؾ سلساال فكم
مسيبلت الشعر كالليل على
أخذت الحسن من معدنو
صبيات بأسود فتكت
فكأني أمرؤ القيس رأل
كاف فيهن لو معشوقة
فدنا حتى إذا أمكنو
قاؿ ما أعطيت ثوبان غير من
فاتتو كل عذرل كاعب
فقضى ممن ىواىا كطران
ىل على ذم مقة إثم إذا
ليس لي من ناقة أنحرىا
كلعمرم إف بي شوقان إلى
من ثغور كاأقاح الركض في
فلقد ىمت كما ىمت سول
نرجسي الطرؼ من ألحاظو
حل قبلي كحبللي مشربي
كلما عنفتني ىاج الهول
كإذا ما لك علم (بالهول)(ِ)
إم عذر في التصابي لغتي
أنت إف لم تعرؼ الحب فما
أك فكن جلمد صخر صلب
الهول يصقل أخبلؽ الفتى
للدما ىاف دمي ىاندمي
كإذا قلب من الشوؽ خبل
فسبلىا ىل سبلىا مغرـ
ال كمن صبر حسنان في الورل
ما تناسيت ىواىا ساعة
رب بلوا غرست من لحظو
للهول شرح طويل فيو قد
كيف ال أمدح ركضان قد زىا
من بني أحمد سادات الورل
كرموا أصبلن كطابوان منبتان
كإذا طاشت حلوـ في الوغى
قل لمن راـ انتقاصان لهم ...ىاطبلن بالواكف المنهمل
فيك في ليل شباب أليل
طلعت البسة يحمر الحلي
فسرل في الكوف عرؼ المندؿ
غليت بالمسك ريح البصل
كل إذف نغمات الموصل
كتمشت فيك كقت األصل
جفن فيو كافرات الكفل
نور أجساـ كصبح مقبل
سالبات للنهى بالمقل
غابها سمر القنا كاألسل
نسوة سابحة في منهل
ذات ىجر دائم متصل
أخذ ما يلبسنو من حلل
برزت عارية كالمنصل
تتهادل في ثياب الخجل
كشفا نفسأ نبيل األمل
كاف ال يشفى بغير القبل
في رضاكن كال من جمل
شربة ممزكجة بالعسل
شهدىا فعل الرحيق السلسل
بغزالة فيو يحلو غزلي
قطعت قلبي بسيف الكحل
__________
(ُ) غيل علي :متنزه بكوكباف يقع عرض الجبل أسفل كوكباف بقليل.
(ِ) في (ب) :في الهول.
(ُ)ّٖٗ/
(ُ)َّٗ/
كذا اآلؿ كاألصحاب ما الح بارؽ ...كما سار عاد في الطريق كراـ
انتهى [َّّ-أ]
[ىنا نقص في الشعر]
[(ُُٕٖٗ )/الحسن بن عبد اهلل بن مهدم بن مهدم الكبسي]* (ُ)
( َُُْ-.........ىػ َُّٕ-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
السيد الحسن بن عبد اهلل بن مهدم الكبسي؛ كىو عم السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم
الكبسي؛ ككاف شاعران أديبان ،ترجم لو صاحب النسمة كصاحب الطيب كأثنيا عليو كثيران ككاف
فاضبلن نبيهان ماجدان لطيفان متواضعان عارفان بالحساب كلي الكتابة ببندر اللحية فجمع أمواالن ،ثم
عاد إلى (صنعاء) ،كاستقر بها حتى توفاه اهلل تعالى في دكلة المنصور بن المتوكل.
كلو ديواف شعر ،كىو مكثر من نظم المقاطيع ،كأما نظم التواريخ فلو اليد الطولى فيو .فمن
نظمو قولو:
مورد الوجنة ىل من جنا
فعمك الحسن بها أمران
كجدؾ الشامي عليو أبي ...لبائس يهول جنا كردتك
كخالك الناىي على كجنتك
كقاؿ ال يطمع في قبلتك
كلو في مليح افتصد فجعل الدـ يجرم على ساعده:
قد قلت في فصد الحبيب ككجهو
كالدـ يجرم أحمر في أبيض ...كالبدر يزىو سافران بالنور
ىذا العقيق يسيل من بلور
كلو في مليح يلقب بالنزارم بالزام ثم الراء المهملة كقد ضمن في ذلك:
أىاب عيونان للنزارم فواتكان
(تهاب سيوؼ الهند كىي حدائد ...أصابت مواضيها الحشاشة كالقلبا
فكيف إذا كانت نزارية عربا)
كلو في سيد مليح يلقب بالعوامي كقد عاـ (ِ) في بر ً
كة ماء كجعل يسبح فيها:
قد عاـ من أىول بلجة بركة
ىاـ الورل بسواه ممن لم يعم ...من آؿ ىاشم ما سواه مرامي
لكنني قد ىمت بالعوامي
كلو لما قرب المتوكل القاسم بن الحسين إليو النقيب على ردماف فبعده عن الناس [ٕٖأ-
ب]:
باب الخليفة معجز في عصرنا
ردـ لذم القرنين ما أسطاعوا لو ...كتأملوا في محكم القرآف
نقيان فكيف كدكنو ردماف
__________
(ُ) طيب السمر (خ) ،مصادر العمرم (ّّْ) ،نشر العرؼ (ُِٕٓ) ،أعبلـ المؤلفين
الزيدية ص(ِّٕ) ترجمة (ُُّ).
(ِ) أم سبح.
(ُ)ِّٗ/
(ُ)ّّٗ/
مولده في سنة خمسين كألف بػ(صنعاء) ،كنشأ مجتهدان في تحصيل العلوـ ،كفائقان ألخيو العبلمة
الحسين اآلتي ذكره إف شاء اهلل ،فأدرؾ ما أدرؾ كسلك في تحقيق الفنوف كل مسلك ،كقرأ
على أخيو ،كعلى القاضي محمد بن إبراىيم السحولي ،كالسيد العبلمة عز الدين بن علي
العبالي ،كالقاضي العبلمة محمد بن علي العنسي ،كغيرىم ،ككاف لو خلق رضي كنسك مرضي،
كشرب مع أىل الطريقة كميل إلى مسلك أىل الحقيقة ،فكم فيو هلل من أسرار خفية ،ككم لو من
سجايا ىي بقياـ حق العبودية حفية ،ككاف فصيحان ناظمان ناثران سليم الصدر متواضعان مع الطلبة
كغيرىم من سائر المسلمين ،كلم يتزكج قط ،ككف نظره مدة ،ثم شفي من ذلك كصار أبصر
من الزرقاء.
[من أخذ عنو]
كقد أخذ عنو عدة من المحققين كالمولى عبد اهلل بن علي الوزير ،كلو حاشية نفيسة على شرح
القبلئد للنجرم في أصوؿ الدين.
[نماذج من شعره]
كمن شعره مجيبان على القاضي أحمد بن محمد الحيمي الخطيب ،كأصحبها بنثر طويل بليغ
تركناه اختصاران:
يا حبذا ما سرل من ريحة العبق
أىاج كجدم بلمع منو فانهملت
أىبلن بزائرة قد عطرت أرجان
أنزلتها في فؤادم عن رضام كقد
جاءت إلي من المولى الشهاب كما
موالم أحمد مهبلن بالمحب فقد
ىيجت شوقي بتذكار اللقا رعيت
ما إف تمشت نسيم نحو سفحكم
رعا اإللو زمانان كنت فيو بكم
أياـ كنت ككردم غير ذم كدر
كما تناسيت حاشا اهلل عهدكم ...كحبذا ما شرل من برقو اللمق
لو الجفوف ندان بالعارض الغدؽ
لما تمشت إلينا سائر الطرؽ
حلت بمنزلة اإلنساف من حدؽ
جاءت نجوـ منيرات إلى األفق
أفنيت منو يسير الصبر حين بقي
أيامو كسقاه كل مندفق [َّٔ-أ]
إال سفحت دموع العين في نسق
ألقاه مبتسمان عن كجهو الطلق
كلم أقل أبدان ذا الورد لم يرؽ
ككيف أنسى كما النسياف من خلقي
[(ُُٗ ) /حسن شاكش التعزم اليمني]* (ُ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
__________
(ُ) ذكب الذىب (خ) ،طيب السمر (خ) ،نشر العرؼ (ُ.)ْْٖ-َْٖ/
(ُ)ّْٗ/
حسن شاكش التعزم ،قاؿ صاحب (ذكب الذىب) أنو عرفو بتعز سنة إحدل كعشركف كمائة
كألف ،كىو من أبناء األجناد ،كشعراء تلك الببلد ،كلو شعر كثير ،كلكنو استولت عليو خزانة
تلك الضياع ،كأكرد لو تخميس قصيدة الشيخ بها الدين العاملي (ُ) كمستهلو:
ما ألذ المداـ كالتحريك
صاح صاح النديم في ناديك ...مع نديم بكأسو يسقيك
يا نديمي بمهجتي أفديك
قم فملئ فمل الكؤكس من ىاتيك (ِ) ىاتيك
[(َُِ ) /الحسين بن القاسم بن محمد الشهارم]* ] (ّ)
(ََُُُُّٕ-ىػُُٕٖ-ُٕٔٓ/ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى شرؼ الدين الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل محمد بن اإلماـ المنصور القاسم ،كبقية
نسبو تقدـ.
[نعتو كمولده]
__________
(ُ) ىو مؤلف الكشوؿ.
(ِ) نهاية [ٕٖب-ب] -َّٖ[ ،أ].
(ّ) طبقات الزيدية (القسم الثالث) انظر فهارسو.
…اللطائف السنية (خ) ،الجامع الوجيز (خ) ،ملحق البدر الطالع (ٗٔ) ،ذبل البسامة (خ)،
ذبل البسامة لعبد اهلل بن علي الوزير(خ) ،نشر العرؼ (ُ.)ُٕٔ-َُٔ/
(ُ)ّٗٓ/
ىو اإلماـ العبلمة الزاىد الجليل المجمع على علمو ككرعو كفضلو كجبللة قدره ،كلد بػ(شهارة)
كاشتغل فيها بالعلوـ ،ثم رحل إلى (صنعاء) مراران في طلب العلم ،كتردد إليها لما سجن كالده
بها ،ككاف ال يقرب موائد كالده ،كرعان كزىدان كيقنع باليسير من الحبلؿ ،كعاتبو كالده في ذلك،
فاعتذر إليو ،ككاف صاحب المواىب قد أقطع كالده (ببلد الركس) حين أفرج عنو من السجن
كاتفقت أسباب من جهة ىذه الببلد ،أكجبت عزـ صاحب الترجمة إلى حضرة صاحب
المواىب في سنة ثبلث كعشرين كمائة كألف فهظم جانبو فأكجس في نفسو خيفة فخرج منها
ليبلن خائفان يترقب حتى كصل صنعاء ماشيان على رجلو ،فوافق المولى زيد بن محمد بن الحسن،
كالمولى يوسف بن المتوكل ،كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين ،كطلب من أحدىم القياـ
باألمر كدعاىم إلى ذلك فاعتذركا ككاجبوه عليو ككعدكه اإلجابة متى دعا ثم توجو للحج ،كلما
عاد من مكة ،كصل إلى صاحب أبي عريش كأفاض عليو ما في نفسو من إرادة القياـ فوعده
اإلجابة ،كعاىده على مناصرتو بنفسو كمالو ثم رجع شهارة كظهر لو إرادة صاحب المواىب
للقبض عليو فخرج من شهارة ىو كرجبلف من أصحابو كأظهر أنو يريد طيافة أرض لو كانت
تحت يد شيخ من مشايخ العصيمات يسمى مفلح ،فلما كصل إليو أكرمو كخرج معو في اليوـ
الثاني لطيافة األرض كلم تكن الطيافة من قصده كإنما خرج يرتاد موضعان منيعان فبينما ىو يطوؼ
إذ نظر إلى بيت مشرؼ على الخراب في حصن قافر فساؿ عنو فقاؿ الشيخ مفلح ىو لي
كيسمى مركباف فابتاعو منو فوىبو لو كلما خلى بو أخبره بما في نفسو كما يتخوؼ فجمع الشيخ
قبائلو كأخبرىم بذلك فقالوا :ىو سيدنا كموالنا يبقى بين أظهرنا كيظهر ما في نفسو.
[دعوتو كبعض أخباره]
(ُ)ّٗٔ/
فأعلن صاحب الترجمة بالدعوة في شهر الحجة سنة أربع كعشرين كمائة كألف ،كتلقب
بالمنصور باهلل ككتب إلى األفاؽ كترسل فأجابو أىل الببلد جميعان كقصدكه كتبركوا بو ،كظهرت
لهم منو كرامات ،كساقوا إليو النذر الكثيرة ،ككصلت رسائلو إلى صعدة فأجاب المولى الحسين
بن علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم ،ككاف قد دعا إلى الرضى كتلقب بالمؤيد باهلل بعد كفاة أبيو
المولى علي بن أحمد ،ككصل إلى صاحب الترجمة السيد محمد الغرباني الذم كاف دعا أياـ
المتوكل كالمهدم ،ككاف قد أرسلو إليو المولى الحسين بن علي صاحب (صعدة) ،كأكدعو
العلماء بذؿ الطاعة كالمبايعة (لو) كأرسل معو بحصاف كعدد كمدد لصاحب الترجمة كأجابتو
ببلد الشرؼ ،كحجة ،كالسادة بنو النعمي في تهامة ،كاألكثر من أشراؼ صبيا ،ثم كصلت
رسائلو إلى صنعاء كذمار كاليمن األسفل كجميع ىجر اليمن ،فمنهم من أجابو على خيفة من
صاحب المواىب ،كمنهم من ترؾ الجواب ،كمنهم من قبلها ظاىران كأرسل بها إليو ،كلفظها [أم
رسالتو] بعد الخطبة:
(ُ)ّٕٗ/
أما بعد [َُّ-أ] يا أمة الدعوة كاإلجابة ،كيا أيها المخاطبوف بأركاف اإلسبلـ كبالتوبة كاإلنابة،
كيا من علم من العلم ما يكوف حجة عليو ،كعرؼ عواقب اإلخبلؿ بالواجب فيما بين يديو،
فإنكم تعلموف ما قد اشتهر (من) الضبللة كالمظالم كما قد انتهك هلل سبحانو مما قد نهى عنو
من المحارـ ،حتى لقد نبذت الشريعة الغراء كاتخذت ظهريان ،كعد كبلـ اهلل من الحق اليقين
قوالن فريا ،كتعدل على الضعفاء بهتك أعراضهم كاستئصاؿ أموالهم كتشريدىم أشتاتان في
المفاكز ال يرثي لحالهم كلويت الصدقات عن مصارفها الثمانية القرآنية ،فأخذت أضعافان
مضاعفة حتى لم يبق ألرباب األمواؿ من األصل بقية كىجرت الواجبات فبل صبلة [ٖٖأ-ب]
ألكثرىم تامة ،كصارت ىذه المفاسد بقرل المسلمين كأمصارىم عامة ،كأصبح ماؿ اهلل دكالن
كنهبان بين الفساؽ ،كعباده خوال قد استعبدىم العتو كالشقاؽ ،ثم قاؿ بعد أف ذكر منكرات
عديدة ،كبعد ذلك انتدبنا للقياـ هلل كىو المستعاف بعلو ىمة ،كشدة عزيمة ،كسارعنا في اإلغاثة
كىي من اهلل تعالى أقرب من لمح البصر لضعف ىذه األمة ،سالكين إف شاء اهلل مهيع سيرة
سلفنا األخيار ،كحامين عن حوزة دين اهلل الواحد القهار ،على كفق الكتاب كالسنة معلنين
بالحق كداعين إلى سبيل ربنا بالحكمة كالموعظة الحسنة ،كل ذلك لما أخذ اهلل على العلماء
من الميثاؽ بتبيين أحكامو كتبليغ أمانتو كإحياء ما اندرس من معالم الكتاب كالسنة الحجتاف
القائمتاف على خليقتو ،غير متجاكزين حدان ،كال منتهكين محرمان ،ثابتين على ذلك ،كال نتعدل
الشريعة ،كال نقدـ إلى غيرىا قدمان نأمر بالمعركؼ كننهى عن المنكر المخوؼ ،كنحمل على
الواجبات من قد تساىل في أمرىا من المئين كاأللوؼ ،نأخذ النصاب الشرعي على كجهو
فنرده في تلك األصناؼ ،كنقيم الحدكد الشرعية على من كجب من الضعفة كاإلشراؼ ،فمن
بلغتو دعوتنا الشاىدة لنا باإلببلغ ككاعيتنا التي ليس للتأني منها كالتثاقل مساغ ،فأخلد إلى
األرض كاتبع
(ُ)ّٖٗ/
ىواه فقد باء بخزم الدارين ،كانحل لدنيا عند كالة فسارعوا عباد اهلل كفقكم اهلل كإيام للطاعة
كالجهاد ،كسابقوا إلى الخيرات تنالوا بذلك رضاء رب العباد ،كاقبلوا علينا بقلوب خالصة عن
شوب كدكرات النفاؽ ،مهتمين على نصرتنا كعلى الوقوؼ عند مراد اهلل الخبلؽ ،كاتركوا
َّ ً
التلعثم عن مراقبة الظلمة عن أف تصدعوا بالحق أيها المسلموف{ ىكالى تىػ ٍرىكنيوا إًلىى الذ ى
ين ظىلى يموا
نص يرك ىف}[ىود ]ُُّ:إلى أف قاؿ فيها: ً َّ ً ً ً ً
اء ثي َّم الى تي ى
َّار ىكىما لى يك ٍم م ٍن يدكف اللو م ٍن أ ٍىكليى ى
س يك ٍم الن ي
فىػتى ىم َّ
نحن قد صدعنا بالحق معلنين للدعوة للخاص كالعاـ [ُُّ-أ] قائلين في رسالتنا ىذه ما
يشترؾ في معرفة معناه جميع األفهاـ ،لتكوف الحجة ألزـ للعباد ،كالطريق نيرة بينة لمزيد
الرشاد ،كتركنا الدالئل الشتهار معاني ىذه المقدمات ،كالمرجع ما أنزؿ اهلل تعالى في ذلك
(من) الحجج البينات الواضحات فمن ارتاب كتثبط لعدـ االختيار فعليو النهوض ليبلو ذلك
بأم الطرؽ التي بها اإلعتبار إلى آخر ما قالو ،كلما ترسل بمثل ىذه أجابتو الببلد القبلية
جميعان ،كنفذت أكامره كخطب لو في كثير من جهات القبلة ،كأجابو األمير الشريف عز الدين
القطبي صاحب (أبي عريش) ،كانضاؼ إليو قبائل جهاتو كتتابع الناس في الدخوؿ تحت طاعتو،
كلم يبق بيد صاحب المواىب من الببلد إال بعض تهامة كالبنادر كمن ذمار إلى اليمن األسفل
كعند ذلك فزع صاحب المواىب كقاـ كقعد كتأىب كبذؿ األمواؿ كجهز علي األحمر لحرب
صاحب الترجمة فقاـ المولى الحسن بن القاسم أخو صاحب الترجمة كاستصرخ القبائل
كاجتمع إليو خلق ال يحصى كثره ،كلما عرؼ علي األحمر أف ال قدره لو بتلك الجموع رجع
عن قصده ،ثم جهز صاحب المواىب ابن أخيو المحسن بن الحسين بن المهدم ككاف عامبلن
لو على صنعاء فسار في حنود جراره حتى كصل قرب السودة كبها أخو صاحب الترجمة
بجيوش كاسعة فالتقى الجيشاف ككانت الدائرة على أجناد المحسن بن الحسين فانهزموا
(ُ)ّٗٗ/
كقتل منهم كثير ،كلما بلغ صاحب المواىب ىذه الهزيمة طلب الرتب (في) جميع البنادر
كجمع العساكر فاجتمع إليو من العبيد النوبة الشجعاف الذين ال يفهموف الكبلـ ،كقاؿ :إنما
أدخرتكم للنائبات كىذه المفاسد منشأىا القطبي بأبي عريش فإنو أعظم [ٖٖب-ب] فتنة من
فتنة الداعي بالماؿ كالرجاؿ ،ثم جهزىم إلى أبي عريش كأعطاىم الماؿ كالبنادؽ كالسيوؼ
كالخيوؿ أضعافان مضاعفة كأمر عليهم أمراء مشهورين فانفصلوا عنو كأضاؼ إليهم من بقي (من)
الرتب كأمر العماؿ بكفايتهم كرعايتهم فوصلوا إلى أبي عريش ،ككاف الشريف القطبي كتب إلى
صاحب الترجمة كإلى صاحب صعدة يستمد منهما الغارة ،فأنفذ إليو صاحب صعدة أخاه
القاسم بن علي في قبائل خوالف فقامت الحرب على ساؽ ،ككثر القتل من الجميع كآؿ األمر
إلى انهزاـ صاحب أبي عريش كرجع أىل صعدة إلى ببلدىم مغلوبين ،كطاؿ الحصار على
الشريف القطبي حتى طلب األماف كتسلم إليهم ،فتوجهوا بو إلى صاحب المواىب فنالو من
الهواف ما ال مزيد عليو ،ثم أمر بضرب عنقو كلم يراجع في ذلك من لو معرفة بالعواقب ،فعظم
مصابو كثيران على الناس كأراع القلوب كندـ على قتلو ندمان عظيمان حين ال ينفعو الندـ [ُِّ-
أ] كفي خبلؿ ذلك توفي الحسين بن علي صاحب صعدة ،كأكصى لصاحب الترجمة بماؿ
كاسع كاف قد أكصى بو جده المولى أحمد بن اإلماـ القاسم القائم حق ،ثم جهز عليو صاحب
المواىب أجنادان عظيمة ككقع الحرب في بيت ابن عبل فانهزمت محاط صاحب المواىب
كأخذت أموالهم كأثقالهم كسبلحهم كأسرت سراتهم كأميرىم كمشايخ مشائخ األجناد.
(ُ)ََْ/
كبعد ذلك جهز صاحب الترجمة ابن أخيو زيد بن علي بن القاسم في جيش كاسعة كمعو علي
بن ىادم حبيش ،كىو من أعظم مناصريو (فا) ستولوا على ببلد عفار كحجة كالمغارب ،كلما
ظهر زيد بن علي كطار ذكره في األقطار عظم األمر على صاحب المواىب فوضع األنطاع (ُ)
كصب عليها األمواؿ ،كفتح بابع للناس كطلب السوداف من كل بندر كألبسهم الطرابيش
كالجوخ األحمر ،كبذؿ لهم األمواؿ ،كفرؽ لهم البنادؽ من عشرين قفلو فصاعدان ،كجعل معهم
ثبلثين بيرقان(ِ) فاجتمع خلق ال يحصى كثره كجعل أمير األمر أبخيت شلح قاتل القطبي،
كعلى بعضهم األمير الماس عبد الرحمن كىي أكؿ إمارة دخل فيها كألزمهم بوضع السيف من
باب شباـ إلى أطراؼ الشاـ فتلقاىم زيد بن علي بمن معو من الجموع إلى مرع كاتفق حصوؿ
مطر فغنم زيد بن علي الفرصة فحمل أصحابو على معسكر صاحب المواىب ،فأحاطوا بهم
كقتلوا منهم قتبلن لم يسمع بوقوع مثلو في الزمن األخير ،كقتلوا بخيت شلح ،كاستولوا على
جميع ما بأيديهم كسلبوىم ثيابهم كأطلقوا من بقي منهم عريانان فوصلوا إلى صنعاء كبها
المحسن بن الحسين عامبلن فلما رآىم على ذلك الحاؿ أمدىم بما يستر عورتهم ككتب إلى
صاحب المواىب بحقيقة الواقع فلما بلغو الخبر علم أف الزماف قد قلب لو ظهر المجن فتحيل
ببذؿ األمواؿ الواسعة ألمراء صاحب الترجمة فبعث بماؿ جزيل إلى علي بن ىادم حبيش
كبذؿ لزيد بن علي من الذىب ما أفسده على عمو فرجع إلى شهارة بجميع المحاط ككتب إلى
العماؿ يأمرىم باالرتفاع من الببلد كاالنهزاـ فارتفعوا من حفاش كالعتين كحجو ككحبلف كعفار
كالسودة فأمر صاحب الترجمة صنوه الحسن بإيداع زيد بن علي السجن فسجنو مقيدان،
كاستولى أصحاب صاحب المواىب على جميع الببلد فنفذ الحسن بن القاسم إلى حبور
لحفظها كجهز [ُّّ-أ] صاحب المواىب المولى علي بن الحسين بن على بن المتوكل إلى
__________
(ُ) األنطاع :مفرد نطع كىو ما يوضع عليو الطعاـ أثناء تناكلو.
(ِ) بيرقان :أم علمان.
(ُ)َُْ/
عمراف كمعو خيل كرجل كاسع ،ككجو أيضان ابنو المولى إبراىيم إلى صنعاء كأمده بالجيوش
كاألمواؿ كجعلو أمير األمراء كفوضو في جميع األمور ،فجهز صاحب الترجمة المولى محمد بن
الحسين بن عبد القادر بن الناصر كمعو علي بن ىادم حبيش كأحمد بن محمد حبيش ،كابن
أحمد ّْ
الشعر كأصحابهم من بكيل كدىمة كسفياف فاستفتحوا (كحبلف) ك(عفار) كأنفق المولى
محمد بن الحسين نحو سبعة عشر ألف قرش [ٖٗأ-ب] في تأليف قلوب القبائل ثم حاصر
عمراف ،ككقع بينو كبين المولى علي بن الحسين حرب ثم تقدـ المولى محمد بن الحسين بمن
معو فأخذ ببلد ىمداف ،كنفذ إلى (الركضة) ثم تقدموا لحصار بصنعاء كطرحوا (بير العزب)
ككاف المولى إبراىيم قد أمر جميع أجناده بالكف عن القتاؿ كأغلق أبواب صنعاء فبلغ صاحب
المواىب ذلك فشاكر كزرائو فأجمع رأيهم على أنو يطلق ابن أخيو المولى العلم القاسم بن
الحسين من السجن كيجهزه للقتاؿ ككاف المولى العلم من فحوؿ الرجاؿ ،نافذان الكلمة ،محبوبان
مطاعان قد حنكتو التجارب ،كخبر األمور ،،ككاف محسودان كما ىي القاعدة في الكراـ كلن ترل
للئاـ الناس أحسادان ،ككاف أعظم أمراء عمو فأساء إليو عمو مرة بعد أخرل كحبسو كأجرح
صدره ،ككاف الوزير الحربي يميل إليو كثيران ككذلك الوزير الحيمي فلذلك أشار بإخراجو من
السجن كتجهيزه فطلبو عمو كأفاض إليو مراده فأسعده بشركط منها :رفع أكالده إبراىيم من
صنعاء كببلدىا ،كعبد الرحمن من كوكباف ،كرفع المولى علي بن الحسين من عمراف كأف
الحصوف في جميع تلك الببلد يكوف نظرىا إليو كأف يعطيو من السبلح كالخيل ما ينص عليو
فأسعده عمو إلى ما طلب كجهزه فلما كصل صنعاء استبشر أىلها كخرجوا إليو فتفقد األمور
كأنفذ الجنود الستفتاح الببلد فاستولى على حجو كعفار ككحبلف كتقدـ الى أصحابو الى
الشرفين كلما بلغ ذلك صاحب الترجمة أطلق ابن أخيو زيد بن علي كجهزه إلى الشرؼ فالتقا
الجيشاف فانتصر زيد بن علي ثم تقدـ المولى العلم القاسم
(ُ)َِْ/
بن الحسين إلى عمراف كجعل على صنعاء ابن أخيو أحمد بن علي بن الحسين بن المهدم
فثبت كرتب المدينة كجعل أمرىم إلى السيد حسين بن يحيى األخفش كظهر للمولى العلم أف
عمو نصب لو شباؾ المخادعة كعدـ استقراره على الشركط التي كضعت بينهما فأمر نائبو
بصنعاء أال يدخل صنعاء أحد (من) أرباب المواىب ثم طبع الخيل الذم لديو بعمراف باسمو
[ُّْ-أ]كترؾ ذكر عمو في الخطبة ككقعت المشاكرة على مواالة صاحب الترجمة فأرسل
ببيعتو إليو كطلبها من الذين كانوا بحضرتو ،كأكدع جماعة من أعياف أصحاب عمو السجن
باختيارىم خوؼ العاقبة منهم الوزير الحيمي ،كمحمد بن حسن العنسي ،كالزنجي كغيرىم ،ثم
أنفذ إلى صنعاء لطلب البيعة ،كعند ذلك جهز صاحب الترجمة أخاه عبد اهلل ،كالمولى محمد
بن الحسين بن عبد القادر كمعهما جيش عظيم إلى حضرة المولى العلم ،ككاف العلم كقد تقدـ
إلى صنعاء كجهز ابن أخيو المولى محمد بن على بن الحسين بن علي صاحب المواىب ،كفتح
دار الضرب بصنعاء ،كنقش عليها اسم المنصور فمؤلت الشرؽ كالغرب ،كأمر بإبطاؿ الضربة
المواىبية فتعطلت دار الضرب(ُ) بالمواىب ،كتابع الجيوش لحرب صاحب المواىب،
فوقعت مبلحم يطوؿ شرحها ،كجهز كلده المولى الحسين بن القاسم كمعو السيد ناصر بن
صبلح ،كالفقيو عبد اهلل بن علي جميل ،كالسيد محسن الشامي كغيرىم من رؤساء حاشد
كبكيل في جيوش عظيمة ،كصار الجمع إلى محل بجهراف ،فجهز صاحب المواىب أكالده في
الخيوؿ الصواىل ،كاألجناد المقاتلة نحو عشرة آالؼ ،كبرز صاحب المواىب بنفسو إلى ذم
ماجد ،فكاف بينهم كبين المولى الحسين القتاؿ حتى اختلطت الرايات ،كاتفقت ملحمة يضرب
بها المثل ،ككادت الدائرة أف تكوف على أصحاب المولى الحسين فاحتازكا بقرية ،كأحاطت
بهم األجناد المواىبية ،كضاؽ الخناؽ إلى الليل ،ككاف صاحب المواىب قد أمر أف ينفذ
الجماؿ لحمل العشاء للجنود إلى ذلك المحل فتثاقل بإشارة من الوزير الحربي،
__________
(ُ) دار الضرب :أم ضرب العملة.
(ُ)َّْ/
كلم يأت بو إال في الصباح ،كقد رجع القوـ ،ككاف الوزير الحربي أيضان قد خوؼ أكالد [ٖٗ ب
– ب] صاحب المواىب في المبيت بذلك المحل فعملوا بقولو كتم لو ما أراد ،ثم بعد ذلك
تقدمت األمراء لحصار المواىب كىم :المولى الحسين بن القاسم بن الحسين ،كالمولى محمد
بن علي بن الحسين ،كالمولى محمد بن الحسين بن عبد القادر فاشتد بالمواىب الحاؿ،
كغلت األسعار ،كانقطعت عنهم الميرة ،كعز الخطب ،فاضطركا إلى خراب البيوت كإيقاد
أخشابها كأبوابها ،كانقطع الداخل إلى المواىب من تاسع شهر رمضاف سنة سبع كعشرين كمائة
كألف إلى غرة شهر شواؿ من السنة المذكورة ،ككاف بالمواىب من الجند نحو سبعمائة نفر
كجملة كافرة من الخيل ،كنحو ألفي نفر من خواصو كأىلو كجواريهم كخدمهم ،كلما اشتد
الحصار كضاؽ الخناؽ أرسل صاحب المواىب كزيره الشيخ الصدر سعيد بن محمد المنوفي،
ككاف ىذا المنوفي قد كفد من مكة ىو ككلده [ُّٓ –أ ] الشيخ العبلمة زين العابدين بن
سعيد بن محمد فكاف من كزرائو المعظمين ،كذكم الجاه كالكماؿ كالخدمة لديو ،ككاف يضاىي
بو الوزير الحربي ،كأرسل معو المولى الحسين بن علي المتوكل فخاضا في اإلصبلح كحقن
الدماء ،كتسليم األمر على شركط ،فأجيبوا إلى ذلك فاستسلم صاحب المواىب ،كبايع ككتب
مرسومان بخط يده كلفظو:
بسم اهلل الرحمن الرحيم :عبد اهلل محمد ابن أمير المؤمنين كفقو اهلل .الحمد هلل الذم شرح
صدر من فوض أموره إليو ،كجعل اعتماده في حلو كإبرامو عليو ،راض بقضائو فيما ظهر كبطن،
شاكران إلنعامو في السر كالعلن ،كالصبلة كالسبلـ على محمد الصادع بأمره ،الصادؽ فيما
عاىد اهلل عليو في سره كجهره ،كعلى آلو كعترتو المقتدين بأسماء الخبلفة الراشدين ،كاألئمة
المعظمين ،الذين جعلوا الصوارـ لعيوف الخبلفة أىدابان ،كاتخذكا األسنة لثغورىا أنيابان.
(ُ)َْْ/
كبعد ..فإنو لما اتصل الحرب بيننا كبين محاط الولد األغر علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين بن
أمير المؤمنين حفظو اهلل على ما دعى إليو من مواله الولد األفضل شرؼ اإلسبلـ كالدين،
المنصور باهلل رب العالمين الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل حيث أجاب دعوتو أىل اليمن
كبايعوه كناصركه ،ككانت دائرة الحرب محيطة بالمواىب المحركسة كنحن نحمد اهلل في منعة
كقوة من أىل النجدة كالفتوة ،حتى توسط في ىذا المقصد الصالح ،كالمتجر المفيد الرابح،
الولد النجيب الهماـ ،عز اإلسبلـ محمد بن الحسين بن عبد القادر بيننا كبين الولد علم
اإلسبلـ القاسم بن الحسين حفظو اهلل فيما شرط لنا كعليو من الشركط التي تتم بها أمر
المواالة ،كالبيعة المشركطة ،فما برحنا نكرر االستخارة في ذلك ،كتردد المفاكضة كالمشاركة
في سلوؾ ىذه المسالك ،فرجح عندنا كعند ذكم الدين أف نحقن دماء المسلمين ،كنسعى في
جمع كلمة المؤمنين ،كنخمد نيراف الفتن التي كادت أف تهلك سكاف اليمن بالبيعة الصحيحة،
كالمواالة الصريحة للسيد العبلمة المنصور باهلل الحسين بن القاسم بن المؤيد باهلل بن اإلماـ
اقتداء بالسلف الصالحين ،كاقتفاء
ن على كتاب اهلل كسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم
لمنهجهم المبين ،كشرطنا عليو شركطان ارتضيناىا لنا كعليو ،كارتضاىا لو كعليو ،كبنينا أساس
مبايعتو كمواالتو على مقتضاىا.
(ُ)َْٓ/
فأكالن :إقامة الشريعة المطهرة ،كإعبلء مناراتها المعتبرة ،كإزالة المظالم ،كاألخذ بيد المظلوـ من
الظالم ،بتقليد أعواف صالحين ،كإزاحة أسباب الشر كالضر ،كمشاكرة العلماء األعبلـ في أمور
العباد ،كجهاد أرباب البغي كالفساد ،كمطابقة مراد اهلل عز كجل ،كتنفيذ ما كضعو لنا الولد عز
اإلسبلـ محمد بن الحسين بن عبد القادر في الببلد ،كقضاء الدين كغير ذلك من الشركط
التي تضمنتها موضوعاتو الكريمة ،كاستند في المواالة المذكورة إليها ،كاعتمادنا في البيعة
المذكورة عليها بمقتضى (ُ) ما معو من التفويض عن اإلماـ المنصور باهلل الحسين بن القاسم،
كمن في الولد الجليل القاسم بن الحسين حماه اهلل تعالى ،كعلى شرط الوفاء بجميع ما ضمنو
الولد المشار إليو محمد بن الحسين من الشركط المذكورة أكدنا ما نحن عليو من المواالة،
كتوفير شركطها المبركرة ،كالدخوؿ في جمعة ىذا الداعي كجماعتو كالتحريض على مواالتو
كمناصرتو ،كلو علينا الكف من مناجزتو كمنابذتو ،كعدـ السعي إال فيما يدخل فيو الناس تحت
طاعتو ،كضمنا لو علينا كفي الوفاء بجميع ما اشترط علينا أبناؤنا السادة النجباء الولد ضياء
اإلسبلـ الصادؽ ،كالولد صارـ الدين إبراىيم ،كالولد كجيو اإلسبلـ عبد الرحمن كما شرط الولد
علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين حماه اهلل في الموضوع الشرعي الذم عليو توقيع من لديو من
أبناء اإلماـ كالعلماء األعبلـ ،كقد أشهدنا اهلل عز كجل لنا كعلينا ،كنسألو السلوؾ إلى أحسن
المسالك ،كأف يجعلنا على ذلك من المعاكنين عل البر كالتقول ،كمن المتمسكين في طاعة
اهلل بالسبب الوثيق األقول ،كالحمد هلل في المبدأ كالختاـ ،كالصبلة على محمد كآلو كالسبلـ،
ثم دخل جماعة من الرؤساء إلى المواىب لحضور صبلة الجمعة كسماع الخطبة ،فخطب
خطيب المواىب بهذه الخطبة كلفظها:
__________
(ُ) نهاية [َٗأ-ب] -ُّٔ[ ،أ].
(ُ)َْٔ/
بسم اهلل الرحمن الرحيم :الحمد هلل الذم لو الملك كالكبرياء كالعظمة ،من عز بو كتوكل عليو
فما كضعو كال ىضمو ،أحمده حمدان كثيران ،الذم خلق السماكات كاألرض كما بينهما في ستة
أياـ ثم أستول على العرش الرحمن فاسأؿ بو خبيران ،كأشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو
ٍح ىخ ٍيػ هر}[النساء ]ُِٖ :كأشهد أف محمد عبد اهلل رسولو الذم طالما
الصل ي
{ك ُّ
القائل في كتابو :ى
نهض إلى اإلصبلح كحث فيو السير ،صلى اهلل عليو كعلى آلو الكراـ ،أفضل صبلة كاملة
كأزكى سبلـ ،أما بعد ..أيها الناس فقد علم الخاص كالعاـ أنو كاف أمير المؤمنين ىذا ىو
الحريص على جمع كلمة اإلسبلـ ،كأنو الذم أقاـ إكد الدين حتى استقاـ ،كعمل بما في كتاب
اهلل كسنة رسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ماحابى في الدين ،كال فرؽ بين كلمة المسلمين{إً َّف
ت ًم ٍنػ يه ٍم فًي ىش ٍي وء إًنَّ ىما أ ٍىم يريى ٍم إًلىى اللَّ ًو ثي َّم ييػنىبّْئيػ يه ٍم بً ىما ىكانيوا
ين فىػ َّرقيوا ًدينىػ يه ٍم ىكىكانيوا ًشيىػ نعا لى ٍس ى َّ ً
الذ ى
يىػ ٍف ىعليو ىف}[األنعاـ.]ُٓٗ:
(ُ)َْٕ/
كلما حصل من سفك الدماء ما حصل ،ككصل إلى النفوس من الهبلؾ ما كصل دكف دكائر(ُ)
المواىب من رمي البنادؽ ،كدكس الخيوؿ السبلىب ،كاشتغاؿ المحربين في أكقات الطاعة
بالحرب ،كأعرضوا عن ليلة القدر المباركة بالطعن كالضرب ،كعظم التفريط بأداء الصبلة
المكتوبة ،ككانت مواظبتهم على القتاؿ مفسدة عظيمة مشوبة ،ثم لما رفع إلى سمعو الشريف
بأف القبائل ممن دخلت تحت إمرة المنيف ،متوقعوف منو بعد ىذا الخبلؼ العقاب في
المصادرة بالماؿ كخراب الديار ،كضرب الرقاب ،أخذ في استخارة اهلل العزيز الرحيم ،كذلك
في ليلة الجمعة آخر جمعة من شهر رمضاف الكريم فألهمو اهلل بأف يبالغ في حقن الدماء،
كتأمين النفوس المركعة كتسكين الدىماء لمصلحة دينية ،كألمر ماال عن فشل كخوؼ [ُّٕ
-أ] ،كال عجز موقع بين سين كسوؼ ،كال نقص في مدد ،كال كىن في جند كعدد ،فقد آتاه
اهلل من المملكة مالم يؤتو أحدان من العالمين ،كإنما كاف ذلك مطابقة لمراد اهلل الذم ينبغي أف
يطابق ،كتأدبان لآليات القرآنية التي ينبغي لها أف توافق ،كجمعان لكلمة المسلمين التي يحسن
جمعها ،كدفعان لمكائد الشيطاف التي ينبغي دفعها ،فكاف من حفظة اهلل تعالى المواالة لئلماـ
المنصور بشركط شرطها عليو كأمور ،منها العمل بكتاب اهلل تعالى كسنة رسولو ،كأف يجعل
إقامة الشريعة غاية سؤلو كالسيرة المرضية في الرعية ،كإنصاؼ المظلوـ من الظالم ،كإزالة
المنكرات ،كمنها رعاية المجاىدين المحصورين في المواىب ،كال يحقد على أحد منهم أبدان،
كال يصادر من يصادر منهم غدان ،كمنها الوفاء لما اشترطو من الببلد مما يقوـ بتكليفو العظيم
كبيوتو كبيوت أكالده [َٗ ب –ب ]كخاصتو كعبيده ،كسائر األجناد ،ككاف الشرط لجميع
ىذه األطراؼ كتماـ الصلح بواسطة الكامل في اإلشراؼ كلده السيد األجل محمد بن الحسين
بن عبد القادر فسح اهلل لو في األجل ،كما توسط بو إف شاء اهلل فهو تاـ ،كالمهلة ما حده
كرسمو من
__________
(ُ) دكائر :أم أسوار المواىب.
(ُ)َْٖ/
األياـ ،إف تم الشرط تمت المواالة كإال فهو باؽ على دعوتو ببل مباالة ،كال يتزلزؿ عن سريرىا
الممهود ،كال يتحوؿ عن مقامها المعهود كالمؤمنوف على شركطهم ببل اختبلؼ ،كالوافوف على
كفائهم كلو كاف فيو التبلؼ ،جعل اهلل ىذا الصلح للشجار حسمان ،كطمس بو من دكاعي الفرج
حدان كرسمان ،كأمن بو الطرقات كالمسالك ،كجنب عباده بو أسباب الموبقات كالمهالك ،فهو
القادر على دفع المحن ،المزيل عن قلوب المؤمنين ما تعاظم من اإلحن ،أعوذ باهلل من
الشيطاف الرجيم{قي ٍل إً ٍف يك ٍنتي ٍم تي ًحبُّو ىف اللَّوى}[آؿ عمراف ]ُّ :اآلية ،كذكر في الخطبة الثانية بعد
أف صلى على الخمسة أىل الكساء صلوات اهلل كسبلمو عليهم ما لفظو :كعلى إماـ العصر
الذم دعاء فأجيب ،كظهر من آؿ القاسم كما منهم إال نجيب في أثر يجيب ،كخطب العلياء
فأجابو ىذا الخليفة إلى إنكاحها ،كبادر كىي تحتو بطبلقها كسراحها ،فزفت من كفو إلى كفو
مثلو لما كاف من أىل البيت اشتركا في مجده كنبلو ،موالنا أمير المؤمنين ،كسيد المسلمين،
المنصور باهلل رب العالمين ،الحسين بن القاسم بن أمير المؤمنين ،اللهم اجعل سعيو لك
خالصان ،كظلو ممدكدان ال قالصان ،كأعنو على حمل ىذه األمانة ،كأيده في صيانة ىذه الجمانة،
كأمن بو الثغور ،كأصلح بقيامو األمور ،كاعرض بو للدين كسادان كسلطة على من يريد علوان
كفسادان ،إلى آخر الدعاء ،كبعد كقوع ىذا الصلح سكنت الفتن ،كارتفعت المحاط على
المواىب ،كاستقر القياـ لصاحب الترجمة ،فسبحاف مالك الملك الذم يؤتي الملك من يشاء
كينزعو ممن يشاء [ُّٖ-أ]كيعز من يشاء كيذؿ من يشاء بيده الخير كىو على كل شئ قدير
ثم كقعت المقاسمة للببلد على حسب الشركط المتقدمة فصار صاحب المواىب ببلد خباف
كريمة كبيت الفقيو ،كصار إلى المولى القاسم بن الحسين بندر عدف كالمخاء كلحج كحيس
كصنعاء كببلدىا كاللحية كالزيدية كأبي عريش ،كحجة ،ككحبلف ،كعفار ،كالشرفين ،كالسودة،
كإلى المولى محمد بن إسحاؽ
(ُ)َْٗ/
كإخوتو ببلد أصاب ،كتعز ،كالعدين ،كشرعب ،كمغارب ذمار ،كإلى المولى محمد بن الحسين
بن عبد القادر ببلد كوكباف جميعها ،ككاف التفويض في جميع الببلد للعلم كالنظر إليو فيها
راجعة إلى صاحب الترجمة فرجح المولى العلم عدـ إنفاذ بعض ما شرط لعمو صاحبو المواىب
من الببلد مثل ريمة ،كبيت الفقيو ،ككاف المولى محمد بن إسحاؽ ىو الواسطة بين صاحب
المواىب كبين صاحب الترجمة فكاف ترجيح المولى العلم لذلك ىو سبب التفاكت يينو كبين
أكالد عمو المولى إسحاؽ بن المهدم ،كلم تزؿ المباينة إلى زيادة حتى طلب المولى العلم من
صاحب الترجمة رفع يد أكالد عمو إسحاؽ من اليمن فوقعت المفاكضة على رفع يد الجميع
كيكوف كاليتها إلى صاحب الترجمة ،كأنفذ من يرفع العماؿ من الجهتين فامتثل المولى محمد
بن إسحاؽ كرفع عسكره من ريمة فخلفهم عسكر المولى العلم كدخلوىا عن أمره ،ككانت لو
الغنيمة الباردة ،فقلق صاحب الترجمة من ذلك ،كفي خبلؿ ذلك فتح صاحب الترجمة دار
الضرب في شهارة كأذف بفتح دار أخرل في كوكباف كارتفع الصرؼ ،كقاـ أكالد المولى إسحاؽ
لعدـ الوفاء إلى عمهم كحصلت المراجعة في شأنهم ،فأرسل المولى العلم إلى صاحب الترجمة
بالمولى المحسن بن المؤيد ،كالسيد العبلمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي [ُٗأ-ب]
كالمولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين ،كأراد المولى العلم إقامة الحجة بهم عليو ،كطلب منو
رفع يد أكالد عمو في جميع األمور فلم يسعدىم إلى ذلك فرجعوا كرجح المولى العلم استبداده
باألمر كخلع صاحب الترجمة كجميع األعياف إليو كقاؿ :أنا سيف من أجمعتم عليو ،ككجو
الخطاب إلى المولى يوسف بن المتوكل كقاؿ لو :أنت المرجع عند المشكل ،فقاؿ إذا كاف قد
رأل الصنو محمد بن عبد اهلل كالولد محسن بن المؤيد كاألعياف من العلماء بقصور المنصور
الموجب لخلعو فنحن بهم مقتدكف ،كأما أنا فبل طاقة لي بهذا األمر العظيم ،كقد مضى زمن
االستحقاؽ لي في العصر القديم ،كإنما الصنو محمد بن عبد
(ُ)َُْ/
اهلل أىل لذلك ،فقاؿ المولى محمد بن عبد اهلل :أنا أتحمل ىذا األمر إذا كنتم لي عونان كظهران،
فرجح المولى العلم تأخير الخوض إلى غد ذلك اليوـ ،كلما حضر األعياف في اليوـ األخر قاؿ
المولى محسن بن المؤيد :ال نرتضي غير العلم إمامان فهو األنهض كاألقول على المسلمين ،ثم
أرسل يده فبايعو كاقتدا بو من حضر كتلقب بالمتوكل على اهلل رب [ُّٗ-أ] العالمين ككاف
ىذا اللقب تاريخان لدعوتو كذلك في سنة ثماف كعشرين كمائة كألف فوقعت التجاىيز للجيوش
من الجهتين ،كحصلت بينهم معارؾ كحركب يطوؿ شرحها ،كلم يبق تحت طاعة صاحب
الترجمة كفي حوزتو من الببلد إال مخبلؼ شهارة ككحبلف كالسودة كالشرفين ،ثم تنكرت عليو
قلوب القبائل كمالت عنو لذىاب ما في يده من األمواؿ كلم يزؿ كذلك.
[كفاتو]
حتى توفي سنة ثبلثين كمائة كألف كدفن بػ(شهارة) في قبة جده المؤيد باهلل رحمو اهلل تعالى،
كاهلل أعلم بالحقائق.
[(ُُِ ) /الحسين بن علي الحسني الصعدم]* (ُ)
(ُُِٓ-...ىػُُِٕ-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم المنصور عادت بركاتو.
كاف سيدان جليبلن ،ىمامان نبيبلن ،لو معرفة في العلوـ ،كاطبلع ككرـ نفس كجودة رأم ،ككفور
عقل ،ككاف عامبلن لوالده على جهة رازح ،كلو حركب مع كالده أياـ خبلفتو ،كلما توفي كالده في
التاريخ اآلتي إف شاء اهلل تعالى دعى إلى نفسو في صعدة كتلقب بالمؤيد باهلل فبايعو األعياف من
السادة كالقضاة ككبراء الناس كاجتمعت القبائل إليو للمبايعة فاستقاـ أمره كحسنت سيرتو
كنفذت كصية كالده كلما دعا صاحب (شهارة) (ِ) إلى نفسو خلع نفسو من الدعوة كبايع
كأخذ البيعة لو من جميع أىل حضرتو كبالغ في تقويتو كإعانتو كتجهز في طاعتو إلى أبي عريش
كما تقدمت اإلشارة إلى شيء منو.
[كفاتو]
__________
(ُ) درر نحور الحور العين (خ) ،نشر العرؼ (ُ.)ّٕٓ-ِٕٓ/
(ِ) أم صاحب الترجمة السابقة.
(ُ)ُُْ/
ثم عاد كقد علق بو مرض ،قيل :إنو سم في الطريق؛ ألنها سقطت أسنانو دفعة كاحدة ،كفاض
دمان فتوفي في صعدة سنة خمس كعشرين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى.
[(ُِِ ) /الحسين بن عبد القادر الكوكباني]** (ُ)
(َُُُُُِٔ-ىػََُٕ-ُُٔٓ/ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى شرؼ الدين الحسين بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين
بن اإلماـ شرؼ الدين ،كبقية نسبو تقدـ.
[نعتو]
ىو إماـ المعالي ،كزينة األياـ كالليالي ،جامع أشتات المفاخر ،ككاسطة عقد األكابر ،نشأ
بكوكباف كحقق العلوـ كاشتغل باألدب فمهر فيو كطاؿ باعو.
قاؿ المولى إسحاؽ :إف لو فيو طريقة انفرد بسلوكها كسليقة جيدة مع طبلكة كانسجاـ في
غالب نظمو كنثره ،انتهى كبلمو.
[مولده كمشايخو مشايخو]
كمولده في سنة (َُُٔىػ) ،كلو مشايخ مشائخ منهم المولى محمد بن إبراىيم بن المفضل
فإنو قاؿ :كنا نتعلم من الوالد محمد بن إبراىيم كل شيء من األقواؿ كاألفعاؿ حتى قولو حين
يدعو يا فبلف تعاؿ مع إشارتو بيده كمن مشايخ مشائخ القاضي العبلمة محمد بن الحسن
الحيمي كما نص عليو في طيب السمر [َِّ-أ] كلما توفي كالده المولى عبد القادر بن
الناصر في شهر محرـ سنة (َُٕٗىػ) كىو كاف أمير كوكباف ،كالقائم بأعباء الوالية في تلك
الببلد ،قاـ صاحب الترجمة مقامو كقعد في دست اإلمارة بعده فحسنت سيرتو كأحبتو الرعية
حبان شديدان لعدلو [ُٗب-ب] كلفضائلو ،كاعتقدت فيو اعتقادان كبيران ،كقصد حضرتو األعياف،
كقيلًد بمننو األطواؽ.
__________
(ُ) طيب السمر (خ) َٖ/ُ( ،كفيو الحسن نسمة السحر (ِ ،)ّْ/ذكب الذىب (خ)،
مصادر العمرم (ٖٗ ،)ٗٗ-خبلصة األثر (ِ ،)ْٔٗ/الموسوعة اليمنية (ُ ،)َّٗ/األدب
اليمني (َِٖ ،)ِِٖ-نفحة الريحانة (ّ ،)ِّٔ-َّّ/كمنو :حديقة األفراح (ٗ) ،ثم
طوؽ الصادح (خ) ،المواىب السنية (خ) ،الجامع الوجيز (خ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية
ص(ّْٕ) ،ترجمة (ّْٕ) ،مؤلفات الزيدية (ُ ،)ََُ/ّ( ،)ّٓٗ/الركض األغن
(ُ.)ُٔٗ/
(ُ)ُِْ/
(ُ)ُّْ/
األمر إلى رجوع المولى علي بن أحمد إلى صعدة لما خدعو أصحابو بحيلة الوزير الحيمي كما
سيأتي اإلشارة إلى ذلك في ترجمتو فانكسرت المراكز كناؿ أتباعو بسبب ذلك محن عظيمة
كلحقو بعض من أمرائو كبقي البعض كجهز صاحب المنصورة كلده إسماعيل [ُِّ-أ] للحوؽ
المولى علي بن أحمد كألخذ صعدة ،فلما كصل إلى عمراف أنفذ إلى صاحب الترجمة
بػ(كوكباف) مرسومان من كالده مضمونو أنو يكوف كفارة خركجو مع خالو علي بن أحمد الخركج
عليو مع كلده إسماعيل ،كأف الحسنات يذىبن السيئات فغره ذلك كيحمل بمن معو من
العسكر كالخيل فلما كصل عمراف فرؽ جميع أصحابو كلبث عنده إلى الليل ثم أبرز لو مرسومان
آخر يتضمن األمر بإيداعو السجن بػ(قصر صنعاء) ،فسرل بو ليبلن كذلك في سنة أربع كمائة
كألف كلبث في السجن إلى سنة عشر كمائة كألف ثم أفرج عنو كبقي بشباـ محترمان غاية
االحتراـ في كالية ربانية كعناية رحمانية ،فحسده العامل على كوكباف كىو السيد شرؼ الدين
القاسم المنجم ككشي بو أنو مهما بقى بػ(شباـ) فهو صاحب الحل كاإلبراـ فخير أف يختار لو
محل غير شباـ فاختار حدة ككاف قد اقترب أجلو فلم يلبث بها غير أربعين يومان كتوفاه اهلل
تعالى في شهر ربيع اآلخر سنة اثنتي عشرة كمائة كألف كحمل إلى شباـ بوصية منو كدفن مع
أىلو رحمو اهلل تعالى كذكر المولى إسحاؽ بن يوسف عن كالده أنو قاؿ لما استولى صاحب
المنصورة على األمر كأكدعنا في السجن بقصر صنعاء أتى إلى السجن بالصنو حسين بن عبد
القادر فصعدت إلى سطح البيت الذم كنت فيو في بعض األياـ كإذا ىو على سطح بيتو أيضان
فلما رآني انقبض كنزؿ عن السطح ككتب إلي يعتذر عن [ِٗأ-ب] ذلك بهذين البيتين
كىما:
إذا ما الشمس قابلني سناىا
كلم يكن ذاؾ عن ملل كلكن ...كسرت بسرعة عنها جفوني
أخاؼ من الشعاع على عيوني
قاؿ :فكتبت إليو أنو لو كاف بدؿ قولو الشعاع الضياء لتمت لو التورية فاستحسن ذلك كأمر
بكتبهما في ديوانو كذلك ،انتهى كبلمو.
(ُ)ُْْ/
قلت :ككجو التورية أف من اسمو يوسف فإنو يلقب بضياء الدين في لساف أىل صنعاء ،كقد
ترجم لصاحب الترجمة جماعة من المؤرخين كاألديب الحيمي في طيب السمر [ِِّ-أ]
كالقاضي يوسف في الطوؽ ،كالمولى يوسف في النسمة ،كقاؿ فيو( :فاضل ج ٌدد األدب في
اليمن كقد خلق ،كأبرزه من صدؽ الخموؿ لؤلؤان يتسق ،كحمل لواء األدب كبيٌض كجهو كأظهر
قناة ،كما شغف بغير أسود الطرس كأسمر القناة ،فإذا أنظم الجوىر الفرد أخجل النظاـ ،كإذا
فاخر ىشم بو فهو أبو ىاشم عند علماء الكبلـ ،مع إلمامو بالعلوـ ،كخوفو للملك القيٌوـ،
ككمالو بالرئاسة ،كاجتذابو لطرة السياسة ،رأل كوكباف منو شمسان فما شمس ،كقرأ سورة النصر
في مصحف غرتو فعوذ بالفجر كما عبس) حتى قاؿ :ككاف كامل الفضائل إمامان من أئمة األدب،
ككتب الخط الحسن ،كشارؾ في سائر العلوـ ،كلو إلماـ بعلم الطب ،كشعره كثير مشهور،
كجمع ديوانو أخوه المولى محمد بن عبدالقادر بعد موتو ،كسمعت أنو أمره أف ال يذكر لو إال
أشياء عيَّنها لو كسكت عن البقية لغرض لو فلم يدكف إال القليل فمن شعره ما أجاب بو على
القاضي أحمد الحيمي يحل ألغازان لوالده في القمر كسيأتي ذكره في ترجمتو كصدر األبيات لو
كإعجازىا ألبي الطيب في سيف الدكلة ،كلحسن تصرفو في الكبلـ سبكها غزالن بعد أف كانت
حماسة كىي:
ىو القمر السارم كأما المنازؿ
كقد ضمت األجفاف منو صوارمان
بعينيو سهم ال تقي منو المة
يلوح دـ العشاؽ في ماء خده
مكاف تمناه الشفاه كدكنو
عجبت لو قالوا مراض جفونو
يزج بلحظ فهو عامل قده
كقد غاض ثقل الردؼ رقة خصره
فما كاف أىنى قهوتي لو أدارىا
أيا من عذكلي منو أصبح عاذران
سميرم إذا ما غبت في غسق الدجى
إذا ذكر الناس المبلح بأسرىا
لحاظك أنهبنا كأقبلـ أحمد
حفيد الذم خاض الجيوش بعزمو
كأقبلـ ذا تغني عن السيف كالقنى
تقوؿ قناه آه من قلم لو
أأحمد لو لم يأت ذا المجد كلو
إذا العلماء أحيوا بغيت علومهم
كنظمك قد كافى كأحكاـ سبكو
(ُ)ُْٓ/
(ُ)ُْٔ/
رشا أغن غضيض طرؼ لم يزؿ
ستر الضحى من شعره بدجى كما
كتراه منتصب القواـ كلم يزؿ
كإذا مشى مر النسيم بعطفو
نابت عن الصهباء سبلفة ريقو
ما ماؿ كالنشواف تيهان عطفو
كترل العميد بصارـ من لحظو
فلحاظو فيها الممات كريقو
يا شادنان شاد الغراـ كناسو
لك في فؤادم مربع كحشاشتي
يا من لو الخد األسيل كمن لو الػ
ما زلت مغرل بالخبلؼ لشافعي
كيبله من ال فى الجواب ككربها
لما تحملت الغراـ أقاـ في
يا من يدكـ على البعاد أما ترل
زفرات مشتاؽ كلوعة عاشق
كرضيت ظلمي في ىواؾ كلم أقل ...كاحفظ فؤادؾ من عيوف العين
مسموـ أك من سيفها المسنوف
أغنت محاسنو عن التحسين
يسطو بسحر من رناه مبين
كشف الدجى منو بصبح جبين
عن ضمو ينهى بكسر جفوف
فيكاد يلويو لفرط اللين
كخدكده أغنت عن النسرين
إال كفي فيو ابنة الزرجوف
يحيا برشف رضابو في الحين
ماء الحياة لمغرـ مفتوف
في مهجتي ال في ربا جيركف
لك مرتع كالورد ماء عيوني
طرؼ الكحيل كحاجب كالنوف
كتقوؿ ال يا مالكي ترديني
يا كرب ال أرضيت قتل حسين
جسمي السقاـ كساؿ ماء شنوني
قد حل بي من ذاؾ ما يضنيني
كحنين تذكار كدمع حزين
أكذا يجازل كد كل قرين [ِّٔ-أ]
[(ُِّ ) /الحسين بن الحسن بن القاسم الصنعاني]* (ُ)
(َُُُُُِْ-ىػَُٕٖ-ُِٖٔ/ـ)
[نسبو كنعتو]
المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن الحسن بن اإلماـ القاسم ،ىو العبلمة الجليل ،كالرئيس
المعظم النبيل ،الشجاع المقداـ ،كالبليغ األلمعي الهماـ.
[مولده]
__________
(ُ) بغية المريد (خ) ،نشر العرؼ (ُ.)ِٓٓ-ْٓٔ/
(ُ)ُْٕ/
مولده في كوكباف سنة إحدل كأربعين كألف كختن بصنعاء كبها نشأ ،ككاف يوـ ختانو يومان
مشهودان ،فإنها ضربت الخياـ كاألكطقة (ُ) في جميع ما حول الدار المسماه (بدار العغلف)
إلى قريب (دار الجامع) كفرشت األسواؽ كزخرفت ،كضربت الطبوؿ كآالت الزمر ،كمدت
الموائد كالضيافات ،كفرؽ من الدراىم كالخلع شيء ال يحصى ،كأعذر من أكالد الفقراء ما
ينيف على خمسمائة صبي ،كأعطى كل كاحد منهم ما يكوف بو غنيان ،ككانت أياـ مسرات،
كغني المفلس من كثرة العطاء كالصدقات ،كلم يصنع أحدان ممن تقدـ من الملوؾ ما صنع
المولى الحسن لولده ،فكاف مسعودان من شبابو إلى مشيبو ،كلما بلغ رشده كفد على عمو
المتوكل إلى السودة ثم طلع شهارة كتزكج بالشريفة ميمونة بنت المؤيد ،ثم رجع إلى حضرة
أخيو [ّٗأ-ب] المولى محمد بن الحسن كلما استفتح أخوه صفي اإلسبلـ ببلد المشرؽ في
سنة خمس كستين كألف ،ككاف مع صنوه كاله المتوكل جميع ببلد المشرؽ من مدينة رداع إلى
حضرموت ،كأضاؼ إليو جهة خباف ،كببلد الحبيشية كغيرىا ،كىي ببلد متسعة جدان فكانت
أيامو مسعودة ،مع صبلح الببلد كسكوف الحركب ،كحسنت سيرتو ،كقصده األعياف ،كاستمر
على ذلك برىة من الزماف.
[مشايخو مشايخو كمقركءاتو]
__________
(ُ) األكطقة :ىكذا في أصولي كلعل ذلك ما يثبت بو الخياـ .كاهلل أعلم.
(ُ)ُْٖ/
ككاف محققان في النحو كالصرؼ ،كالمعاني كالبياف ،قرأ في النحو على أخيو من أمو المولى
العبلمة أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين ،كفي الفقو على القاضي الحسن بن حابس
كفي علم الكبلـ على القاضي صالح بن داكد اآلنسي ،كفي النحو كالتصريف على السيد
العبلمة الشهير أحمد بن محمد الحوثي ،كفي الفقو كالحديث على القاضي العبلمة علي بن
أحمد السماكم ،ككاف صاحب الترجمة كثير الدرس دائم المذاكرة ،مع اشتغالو بالنظر في
األعماؿ ،كلو اطبلع كامل على السير كأخبار الزماف ،مع حفظ كذىن كقاد-ِّٕ[ ،أ]
كألمعية كدىاء ،كلطافة طبع كفصاحة ،كحلم كأناة ،ككاف القاضي أحمد بن سعد الدين المسورم
يقوؿ :أما كتب الحسين بن الحسن إلى عمو المتوكل فما كجدتها تصلح إال خطبان ،كجمع كتبان
كثيرة كصححها بخطو.
[نماذج من شعره]
كلو شعر فمنو في قولو:
في أفرؽ الثغر كم أقاسي
يلوـ جهبلن على حبيب ...من عاذؿ بالمبلـ أفرؽ
أذكب في حبو كأفرؽ
كذيلهما األديب الحيمي صاحب طيب السمر بقولو:
أغص بالدمع من عيوني
فهل أرل منو شمس حسن
أشكو الهول ثم ال أراه
غصن من الباف ال أراه
أنشر شكوام فوؽ خد
شجا فؤادم إذا تغنى ...عند طويل الجفا كأشرؽ
أبهى من الشمس لي كأشرؽ
ما الف منو الفؤاد أكرؽ
بغير نسج الطراز أكرؽ
بالدمع في اإلنسكاب أكرؽ
فطوؽ في الغصوف أكرؽ
ككتب إليو السيد العبلمة إبراىيم بن المفضل بقولو:
إياؾ تلهيك الرئا
فالعلم يحرس كالرئا
من قاس ذاؾ بتلك أؽ
كعن الدراسة ليس تمنعك
فبخدمة العلم الوضيع
كبجهلو الملك الرفيع
فعليك بالتقول كبالعلم
كالعلم حين العلم يحسن
كالسيف فيمن كاف ال
كاحذر تعلم خصلتين
إال على عاصي الشريعة
ىذا كفيك مخائل الخير
كأبوؾ أحسن من قرأ ...سة يا حسين عن الدراسو
سة ال تكوف ببل حراسو
سم أنو أخطأ قياسو
الرئاسة كالفراسو
إذا توجو ساد ناسو
األصل قيمتو كناسو
الشريف كبالنفاسو
كالحماسة في الحماسو
يعنو ألمرؾ بالسياسة
ىما التكبر كالشكاسة
(ُ)ُْٗ/
كالمقيم على الدناسة
ات تدرؾ بالفراسة
كدر األمور كشد باسو
فاسلك طريقتو كقم
شيد مآثره كرب
كبقيت ما رفض الشجى
ككذاؾ ما سجع الحماـ ...بعزيمة جدد أساسو
بجودؾ الطامي غراسو [ِّٖ-أ]
على أحبتو نعاسو
كىز للتغريد رأسو
كلما توفي المهدم أحمد بن الحسن في سنة اثنين كتسعين كألف كاف صاحب الترجمة من
جملة من دعا إلى نفسو من آؿ اإلماـ ،كىم صاحب الترجمة في رداع ،كالمؤيد محمد بن
المتوكل في صنعاء ،كالقاسم بن المؤيد في شهارة ،كعلي بن أحمد في صعدة ،كمحمد بن
المهدم في المنصورة من أعماؿ المعافر ،ثم حصل االتفاؽ على قياـ المؤيد باألمر كمبايعتهم
لو ،كلما عرفت سبلطين المشرؽ تفاكت الرأم فيما بين آؿ اإلماـ طمعت في التغلب على
الببلد كالرجوع إلى ما كانوا عليو قبل االستفتاح ،كقد كانوا جميعان في حضرة صاحب الترجمة
في حكم األجناد ،بجوامك كمواد ،ككاف الحاؿ بين [ٗب-ب] صاحب الترجمة كبين أخيو
محمد بن المهدم صاحب المنصورة غير مؤتلف ،فكتب صاحب المنصورة إلى بعض سبلطين
المشرؽ كجعل لو يدان في يافع كمرسومان يتضمن السلطنة عليهم ،كأمره بمتابعتو كإخراج العامل
من ببلد يافع ،ككاف ذلك للعداكة التي بين الرجلين ،فجاء ذلك لما عند أىل المشرؽ مزاجان،
فطردكا العامل كخلعوا الطاعة ،فوقعت بين صاحب الترجمة كبينهم حركب يطوؿ شرحها ،كجهز
المؤيد عليهم الجيوش كتابع األجناد ،كجعل أمير األمراء المولى الحسين بن المهدم،
فانكسرت جميع ىذه المراكز كاستشهد كثير منهم كاستشهد من األمراء المولى أحمد بن
محمد بن الحسين بن اإلماـ القاسم الملقب ىح ىج ٍر كآؿ األمر إلى إغبلؽ باب المشرؽ بالكلية
إلى اآلف ،كلما قاـ باألمر صاحب المنصورة ،ككصل إلى ذمار أمر عمو صاحب الترجمة أف
يجهز على المشرؽ ،كأمده بالجيوش كاألمواؿ ،فتقدـ إلى الزىراء ،كلم يكن لو ميل إلى ذلك
لما قد عرفو من حاؿ أىل المشرؽ ،فإف لم يكن بد من ذلك فليكن التوجو على نمط ترتيب
استفتاحة في اإلبتداء ،كيحذك
(ُ)َِْ/
حذك أخويو فلم يساعد على ذلك ،كتابع إليو الرسل يأمره بالمبادرة إلى العزـ كىو يراجع بطلب
اإلناءة كعدـ العجلة ،فظن أنو لم يتمثل فعزلو عن اإلمارة على الجنود ،كرأل صاحب الترجمة
منو بعض جفاء كجب ذلك إنشاء الدعوة [ِّٗ-أ] (لنفسو) كقيامو باألمر ،فبايعو كل من
حضر ،كتوجو للخركج إلى رداع ،فجهز عليو بن أخيو الجنود ،ككقعت بينهم معارؾ كحركب
يطوؿ شرحها حتى كقع الصلح بمبايعتو البن أخيو الناصر كبقائو على ما كاف عليو كلم يزؿ يدبر
الناصر لو الحيلة كينصب لو شباؾ المكر حتى قبض عليو ،كسجنو بقصر صنعاء نحو عشر
سنين كضيق عليو ،كقبض على جميع أموالو ،كضياعو برداع ثم أفرج عنو كجعل إليو ببلد
حفاش كملحاف ،كموادىا تنساؽ إليو كلم يزؿ على حالو الجميل.
[كفاتو]
حتى توفاه اهلل إليو في شهر جمادل األكؿ سنة إحدل كعشرين كمائة كألف كقبر في خزيمة.
[( ُِْ )/استطراد :ز كية بنت عبد الرب الكوكباني]* (ُ)
(َُْٕ-...ىػُُٔٔ-.../ـ)
ككالدتو ىي الشريفة المطهرة ذات الفضل كالكماؿ زكية بنت عبد الرب بن علي بن شمس
الدين بن اإلماـ شرؼ الدين ،كىذه الشريفة قد كاف تزكج بها المولى الحسن بن أحمد بن
حميد الدين بن المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين ،كلها منو أكالد كىم المولى أحمد بن الحسن
صاحب (تركيح المشوؽ) كأخوه المولى محمد بن الحسن ،كالشريفة فاطمة ،كأختها حورية
ابنتا الحسن بن أحمد ،ككاف السبب في تزكيجها المولى الحسن بن اإلماـ القاسم أنها لما
اتفقت كقعة أىنوا ٍد المعركفة ككاف المولى الحسن بن أحمد في جند آؿ شمس الدين مع المولى
عبد الرب بن علي بن شمس الدين فقتل في المعركة ككاف من األعياف ،لو كرـ كنبل ثم تعقب
ذلك دخوؿ المولى الحسن بن اإلماـ كوكباف كاستقراره بها فتزكج بالشريفة زكية المذكورة.
__________
(ُ) معجم النساء اليمنيات (ٕٖ ،)ٖٗ-ديواف الهبل (َْٓ) ،النور المشرؽ (ُٕ) ،غاية
األماني (ّْٖ) ،نشر العرؼ (ُ.)ُُٓ/
(ُ)ُِْ/
[(ُِٓ )/استطراد :فاطمة بنت الحسن بن أحمد حميد الدين]
(...-...ىػ...-.../ـ)
فولدت لو صاحب الترجمة كزكج أخاه المولى إسماعيل كىو المتوكل بربيبتو الشريفة فاطمة
بنت الحسن بن أحمد فولدت لو المولى علي بن المتوكل ،كزكج كلده المولى أحمد بن الحسن
كىو المهدم بربيبتو اآلخرة كىي الشريفة حورية فولدت لو صاحب المواىب.
[(ُِٔ )/استطراد :فاطمة بنت المهدم بن حم بن الحسن]
كأختو الشريفة العظيمة الرئيسة فاطمة بنت المهدم كىذه الشريفة فاطمة بنت المهدم تزكجها
المولى علي بن المتوكل ،فولدت لو المولى يحيى بن علي كأخاه الحسين اآلتي ذكرىم إف شاء
اهلل تعالى ،كإنما ذكرت ىذا لمزيد الفائدة كالنتسابى إليهم كاتصالي بهم فإف المولى يحيى بن
علي [ْٗأ-ب] بن المتوكل جد أـ كالدم كمعرفة األرحاـ مما ندب إليها الشارع كحث على
تعلم األنساب [َّّ-أ] لفائدتها.
قاؿ جعفر الصادؽ( :كاهلل لقد كلدني أبو بكر مرتين)(ُ)..
[( ُِٕ )/الحسين بن علي بن المتوكل إسماعيل]* (ِ)
(ُُُُِْٕٗ-ىػُّٕٔ-ُٕٓٗ/ـ)
[اسمو كنعتو]
__________
(ُ) ألف أمو فركة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
(ِ) الركض الباسم (خ) ،ذكب الذىب (خ) ،نسمة السحر (ِ )ِٓ،ْٓ،ٓٓ/البدر
الطالع(ُ )ِِِ/نشر العرؼ (ُ.)ٖٓٔ-ّٕٓ/
(ُ)ِِْ/
المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم ىو
الكريم المفضاؿ ،الشاعر ،البليغ الرئيس العظيم ،القانت األكاه ،ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ:
ىو بحر يفيض بأنواع الجواىر ،كيطلع في فلك األداء أنجم فكرتو الزكاىر ،إذ أخذ القرطاس
كالقلم ،أذعنت األلفاظ كالمعاني لما حكم ،كإذا ساجلو الغماـ جودان ،ىملت دموعو غيطان ،أك
راـ يحاكيو البحر فاضت نفسو فيضان ،ما حاتم طي عند عد فواضلو إال قاطع ،كما عرؼ
المسك عند نشر فضائلو إال ضائع ،كم لو من منقبة يود لو تحلى بها األفق عوضان عن دراريو،
فهو سماء للمجد قصر عنها من راـ يساميو ،كأما خلقو فهو الركض النادم ،كالعذب الفرات
للصادم ،كنشأ في حجر الخبلفة المتوكلية ،كرقى درجة المعالي بهمة علية ،إلى أف قاؿ :قاؿ
لي السيد عبد اهلل بن علي الوزير :أشعر آؿ القاسم على اإلطبلؽ الحسين بن علي بن
المتوكل ،كشعره يدخل في مجلدات غالبو في اإللهيات ،ككاف في آخر أمره ال ينظم شيئان في
غير اإللهيات ،انتهى كبلـ المولى إسحاؽ.
(ُ)ِّْ/
ككاف في صغر سنو ساكنان عند كالدتو الشريفة فاطمة بنت المهدم ككاف يتردد إلى جده
المهدم بػ(الغراس) فإذا رجع أعطاه المهدم أمواالن كاسعة ،فبل يصل إلى عند كلدتو بشيء منها
بل يفرقها على من كجده من الناس ،ككاف دأبو ذلك من سن طفوليتو ،ثم رحل إلى كالده
المولى علي بن المتوكل ككاف أمير اليمن ،كاستقر عنده كجعلو أمير خيلو كقائد عسكره ،فكاف
يخرج بهم مع أبيو فيتفق السباؽ بالخيل على القاعدة التي يقاؿ لها اآلف الجريد فيزرؽ الفارس
ثم يعطيو بعض ما عليو من الملبوس في تلك الحالة كال ينتظر إلى رجوعو إلى داره لما يعتريو
من المكارـ ،ككاف ينفق كل ما كجده من فراش الدار كآالتها حتى أف كالده كاف يجدد فراش
داره في األسبوع كفي الشهر ،كبلغ من الرئاسة في الشبيبة مبلغان عظيمان ،كلما مات كالده في
سنة ست كتسعين كألف بقي على ما كاف عليو أبوه من اإلمارة ،كاستقر [ُّّ-أ] على ذلك
حتى مات المؤيد في سنة سبع كتسعين كألف ،فبايع عمو المولى يوسف بن المتوكل ككاف من
أجل أعوانو كأعظم أمرائو الذين تقدموا لحرب صاحب المنصورة ،ككقعت بينهم حركب ككقائع
يطوؿ شرحها ،كانجلت المعارؾ على أسر األمراء ،كقيامو باألمر ،كحبس صاحب الترجمة
ببعض البيوت مع فخر الدين عبد اهلل بن يحيى بن محمد بن الحسن بن اإلماـ ،كقد كاف قبض
عليو مثلو فالتطفا في الحيلة حتى أمكنتهما الفرصة ،ففرا كلحقتهما مشقة عظيمة كخلصا بعد
ىوؿ ،ثم إف صاحب الترجمة لحق بعمو ضياء الدين زيد بن المتوكل ككاف بػ(المخاء) ككقف
بػ(المخاء) على ماؿ كثير ثم لحق بوالدتو ككانت بػ(الركضة) كجاءت طريقو على تهامة فشفعت
فيو إلى أخيها فسكت عنو كلبث برىة حتى دعا المولى يوسف بن المتوكل دعوتو الثانية فبايعو
صاحب الترجمة كىرب معو في خفية كأرادكا المسير إلى (برط) فكمنوا بكهف (بوادم صرؼ)
كتقدـ صاحب الترجمة إلى الركضة متخفيان ليأخذ عهدان بأىلو فعرفو بعض بني الشاطبي فنم بو
إلى كالي األمر فقبض عليو فوران
(ُ)ِْْ/
كأمر بهم إلى رداع حضرة الخليفة فتهددىم بالقتل أيامان ،ثم أمر بهم إلى السجوف فحبس
صاحب الترجمة بترسخانة[ْٗب-ب] سنتين ،ككاف العامل في المخاء الفقيو حسن اآلنسي
فأحسن إليو كأعطاه األمواؿ الجزيلة ،ثم أطلقو كتنقلت بو الحاؿ مع خالو صاحب المواىب
إلى رفعة كرئاسة أخرل ،ككاله ببلد حاشد كبكيل ،ثم شهارة كالشرفين ،ثم كوكباف بعد قتل
أخيو ،كمدح خالو صاحب المواىب بقصائد كثيرة منها قولو يهنئو بأعراس(ُ):
قمت في مركز الجماؿ بذاتك
أنت للحسن جامع فلهذا
إنما الشمس شمسو فوؽ خديك
كاسفرار البدكر ما ىو إال
ياأخا الظبي في السوالف من أين
كلغصن النقا إذا ماؿ من أين لغصن
يا حبيبي أدر عليا كؤكسان
كاسقني من لماؾ خمران بكأس
فعلى خدؾ المورد نار
لست أنسى الوصاؿ ليلة لقيا
كىديل البريم كالكشح كالمسلس
كعلى جيدؾ النجوـ اللواتي
كارتشافي من ريقك العذب ماء
يا سقاؾ الدموع يا دار مي
كتمشى فيك النسيم عليبلن
كتغنى فيك الحماـ بسجع
فلكم فيك قد كقف اشتياقان
كسرل البرؽ ضاحكان فوؽ أرجا
لم أزؿ في منى منائي مقيمان
ياإماـ األناـ يا خير ملك
لك حاؿ الملوؾ في ظاىر األمر
أنت مثل النبي في النسك كالتقول
قد أطاعت لك األقاليم حتى
ككذا الهند قد أطاعوؾ لما
كأعانوؾ بالجيوش كقالوا
ككذا الركـ عن قريب تراه
فلعمرم ما الشاـ عنك و
بناء
كعجيب من صاحب الشاـ لما
أنت تعطي األلوؼ البيض كالسمر
أنت غيث عند العطاء كغوث
أنت بر عند الصبلة كبحر
ما لفصل الربيع فضل إذا ما
ال كال النسيم طيب سجايا
تجتلي األعين التي ىي عمش
يا إماـ الهدل إليك نظامان
دكنو الدر في العقود إذا ما
من محب ال يبتغي منك شيئان
لي فخر إذا كنت خالي كإني
فارـ بي من تريد إني شهاب
كتهنى األعراس كالدىر كافا
يا لو موجبان يحق بأف تنثر فيو
يا لو موجبان بو ابتهج الدىر كأف
إف ىذا الهناء منك حديث
__________
(ُ) القصيدة نظمت كتهنئة لخالو المهدم صاحب المواىب لتزكجو سنة (ُُُْىػ) بابنة
الرصاص من مشايخ يافع.
(ُ)ِْٓ/
(ُ)ِْٔ/
أردت تحكي ثغر ىند باسمان
إذا رأيت ردفها كخصرىا
تميل إف أردت لثم ثغرىا
قالت فقلت منشدان إذ شمتها
يا ظبية ما زلت عنها سائبلن
فقوست حواجبان مقركنة
كأعرضت تيهان كقالت يا فتى
ىبل مدحت خير من تحت السماء ...أثارت األشجاف كالببلببل
ككانت لنا من حسنها أصائبل
صارت لها قلوبنا معاقبل
ألبسها الحلي كالغبلئبل
قلت كما ألطفها شمائبل
قلت كما أخرسها خبلخبل
ال الساكنات في الحمى منازال
جناية ال يلزـ العواقبل
أك أقبلت رأيت قدان عادال
ماء الشباب كالجماؿ جائبل
رأيت معسوالن بو كعاسبل
في السحب من حمر الغضى سبلسبل
أقصر كىوف كاترؾ التطاكال
رأيت ذا مثر كذاؾ ناحبل
بغصن قد ال يزاؿ مائبل
كالبدر في جنح الظبلـ كامبل
تركت دمعي كالعقيق سائبل
كسددت سهامها القواتبل
حتى متى تكوف لي مغازال
كخير ملك يرسل الجحافبل
كمن شعره يمدح عمو المولى يوسف بن المتوكل كىو في االعتقاؿ كلم يصرح بذكره خوفان
عليو:
آه كم أطوم علي الضيم جناحي
كلكم ألقى بوجو و
باسم
كلكم ألوم على الجود يدا
كبرغم المجد أف أسقيهم
كبرغم المجد أف ألقى العدا
كبرغم المجد أجفو جيرة
نزحوا شخصان كىم طي الحشا
مزجوني بهواىم مثلما
لم يريحوني من البعد على
بهم فتر شنيب الدىر عن
إف تكن يا صاح من خمر الهول
أنا سكراف ىواىم دائمان
كإذا راح إلى الراح امرؤ
ال تعرج بسواىم أبدان
ففساد الخلق من أجلهم
من غديرم من أناس ضيعوا
عبثوا بالمجد كالجود كما
كأقاموا في ظبلؿ كالضياء
يا مليكان صاغو الرحمن في
أنت للدين جناح إذ غدا
كالح
قاؿ ًأنت سيف مغمد ال بد أف ...كأدارم في الهول و
اح
معشران ما اندملت منهم جر ً
برة ما ألفت غير السماح
ساعة من كؤكس الهم صواح
كاحدان من غير ضرب ككفاح
حجبوا عني بأطراؼ الرماح
كخفوا ذاتان كىم ملء النواح
تمزج الصهباء بالماء القراح
أنهم ركحي كريحاني كراح
لؤلؤ رطب كطلع كأقاح
بهم صاح فإني غير صاح
فاغتباقي بهواىم كاصطباح
فإلي راح الهول منهم مراحي
كاطرح غيرىم مثل اطراحي
(ُ)ِْٕ/
(ُ)ِْٖ/
أخبرني حفيده المولى فخر الدين عبد اهلل بن حسن بن علي بن الحسين عن أبيو أف جده
صاحب الترجمة كصل إلى موقف كلده المولى جماؿ الدين علي بن الحسين كقد أخذ نعليو
بيده فسألو عن سبب ذلك كالموقف غاص باألعياف فذكر لهم أف الباعث على ذلك أنو لماؿ
خرج من بيتو قصده كل أحد يراه في الطريق من صغير ككبير ،كعالم كجاىل ،كأرملة يتبركوف بو
كيسلموف عليو ،كيستمدكف منو الدعاء ،فخاطب نفسو بأنو ليس أىبلن لمثل ذلك ،فأجابت عليو
نفسو مهبلن فإنك الحسين بن علي بن المتوكل كالدؾ العظيم العبلمة الشهير ،كجدؾ المتوكل
إسماعيل ،كأعمامك المؤيد ،كيوسف ،كالحسن ،كالحسين ،كالمحسن ،كسائر إخوتهم ككل
و
كاحد ملك عظيم ،كسيد فخيم ،ككالدتك فاطمة بنت المهدم رئيسة زمانها ،كجدؾ أبو أمك
المهدم ،كأخوالك صاحب المواىب ،كالحسين ،كإسحاؽ ،كسائر إخوتهم ككل منهم رئيس
جليل ،كىماـ نبيل ،قاؿ :فرأيت نفسي قد تطلعت فما كجدت بدان من تنزيلها تلك المنزلة كلو
كجدت [ّّٕ-أ] ما ىو أدكف لفعلت ،ككاف ال يدخر شيئان بل يتصدؽ بو بالغان ما بلغ ،ككثيران
ما يتصدؽ بما فوقو من الملبوس فيرجع كليس إال رداء كاحد.
كأما فراش بيتو فقل أف يترؾ منو شيئان في أكثر الحاالت ،كربما باع داره فيجيئ السائل يصف
لو حاجتو إلى بيت فيعطيو قيمتها جميعان كبالجملة فجوده كزىده كحقارة الدنيا عنده أمر ال
يمكن التعبير عنو.
[كفاتو]
ككانت كفاتو في شهر القعدة الحراـ سنة تسع كأربعين كمائة كألف بصنعاء ،ككالدتو كانت
بضوراف سنة اثنين كسبعين كألف ،كمن شعره في أياـ تزىده قولو:
ىباني مضى العمر مني ىبا
كأني ترشفت ثغر الهول
كإني ذىبت إلى حبو
أطارح فيو حماـ الحما
أليس لرب السماء رحمة
كسيف لحز رقاب الذنوب
فيا قلب أنبيك أف الكريم ...أكاف المشيب كعصر الصبا
فقبلتو ألعسان أشنبا
فصيرتو مذىبان مذىبا
كأسأؿ عنها نسيم الصبا
تصير ىذا كىذا ىبا
شبا حده دائمان ما نبا
لو في التجاكز عنا نبا
(ُ)ِْٗ/
كلو (رحمو اهلل تعالى) [ٔٗأ-ب]:
صل في رضا اهلل كل من قطعك
كاقبل على اهلل بالرجا طمعان
فطالما قد طمعت من سفو
فكن قنوعان عن الورل آنفان
كاخفض جناح الخضوع منكسران
كلذ بعفو الكريم معتقدان ...كأعط على حبو الذم منعك
كاقطع عن الخلق كلهم طمعك
في غيره يا أخي فما نفعك
ترعى بمرعى اإللو في كرعك
لو فكم بالخضوع قد رفعك
بأف عفو الكريم قد كسعك
كلو:
شربنا من محبتكم كؤكسان
كزفت نحونا من كل ركح
كمذ ضحكت إلى الندماف أنسان
لذلك قد مؤلنا في ىواكم
كفي أرض القلوب لكم غرسنا
فكم أطلعتموا في ليل ىمي
ككم أطلعتموا في شرؽ سعدم ...فسلت من خواطرنا نفوسا
كريحاف ببل شرط عركسا
لهم لم نلقى بينهم عبوسا
بذكركم الدفاتر كالطركسا
محبتكم كسقينا الغركسا[ّّٖ-أ
كقد أدجى على أنسي شموسا
نجومان أذىبت تلك النحوسا
كلو:
ما زاؿ ذكرؾ في الظبلـ سميرم
سفرم إليك مدا الزماف كخاطرم
لم أنس إذ كافا خيالك مضجعي
كالشهب في الفلك المدار كأنها
ماذا على ريح الصبا لو عبرت
كعلى الحمائم لو أتت من نحوكم
فأنا سليماف الهول في حبكم
كبلغت فوؽ بساط ذلي فيكم
يا ليت شعرم كاألماني ظلو
كأرل قبابكم التي قد منعت
لكن إذا شاء المهيمن قيضت
من أف قضى أمران أتاؾ مبادران
ملك إذا رمت الغنا من غيره ...فابعد كشط فأنت طي ضميرم
في كل آكنة إليك سفيرم
كالنجم تنظرنا بعين غيور
طي الدجى كاللؤلؤ المنثور
عنكم بنشرم عنبر كعبير
بعبارة قصرت عن التعبير
علمت فيكم منطقان للطير
عزان سما بي رفعة عن غيرم
ىل أرتوم من قربكم بنمير
عني بكل مؤمر كأمير
أسباب قربكم يد التدبير
كشاء من خير قضاه كضير
رمت الغنا من بائس كفقير
كلو كىو من آخر شعره رحمو اهلل تعالى:
نحن في حمى ملك
ليس غير عركتو
سبحت بقدرتو
كالعباد في طرؼ
ال يضرىم أبدان
يا غياث كل فتى
ما على سواؾ لما
الهموـ تكشفها
عجبان لمن ظفركا
كالصبلة دائمة
للنبي كعترتو
...ليس غيره ملك
لؤلناـ ممتسك
في بحارة السمك
نحو جوده احتركوا
(ُ)َّْ/
(ُ)ُّْ/
قرأ صاحب الترجمة على المولى ىاشم بن يحيى الشامي ،كعلى البدر األمير كعلى العبلمة
إبراىيم بن خالد العلفي ،كعلى المولى محمد بن زيد بن محمد ،كعلى السيدين العبلمتين
يوسف بن أحمد زبارة ،كالحسن بن زيد الشامي كغيرىم ،كحقق في النحو كالصرؼ ،كاألصوؿ
كالفقو ،كالحديث ،ككاف يحب العزلة كالفرار من الناس ،ككثيران ما يتمثل بقوؿ القائل:
قنعت بالقوت من زماني
من كنت عن مالو غنيان
أكده إف أراد كدم ...كصنت نفسي من الهواني
فبل أبالي كإف قبلني
كأقطع الوصل إف جفاني
كبقوؿ المولى إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ شرؼ الدين:
لقرص شعير بارد غير مالح
مع العز في بيتي كطيبة خاطرم
ج ...بغير إداـ كالذم يسمع النجول
ألذ على قلبي من المن كالسلول
(ُ)ِّْ/
كأما زىده كانحرافو من الدنيا فبل يجاريو فيهما أحد من أىل عصره ،كلم يجمع بين قميصين
كال عمامتين كال غيرىما من أم ملبوس ،ككاف إذا طاؿ الكم على الكف قطعو ،كلم يلبس في
عيد جديدان ،كلم يلبس جنبية مدة عمره ،كلم يملك بيتان كال ضيعة ،ككرث من بعد زكجاتو ما
قيمتو مائة قرش فلم يمر عليو حتى باعو كتصدؽ بثمنو[ُّْ-أ] ككاف لو جراية من عمو
المولى الهماـ محمد بن علي بن الحسين بن المهدم من طعاـ كدراىم كسمن كغير ذلك
فردىا كلم يقبل منها شيئان بعد أف حرضو بعض العلماء على قبولها ،كأنو يسوغ لو فلم يسعد،
ككاف لو كقف يقرأ بو كىو حضيرة عنب عظيمة كأثل يقوـ بمؤنتها ،فوصل إليو بعض كرثة
الواقف كشكى حاجتو فأمره بإسماعو شيئان من القرآف ليختبر حسن قراءتو فأسمعو فوجد قراءتو
حسنة فأمره أف يقرأ بها كاستكتمو مخافة أف يلومو أىلو قبل أف يحسن لهم االعتذار ،كجعل لو
المهدم إمامة مسجده في البستاف ثم أرسل لو من المسجد فاختفى كجعل إمامة المسجد بعد
ذلك ألحد أكالده فعذره بعد عن اإلنفاؽ ،ككاف ال يدع ذكر اهلل إال عند قراءة كتاب أك نسخ،
كاختصر كثيران من الكتب المبسوطة ككتب مجلدات كل مجلد مجموع من عدة علوـ ،كلو
أبيات في الحث على قراءة السنة مطلعها:
لذ بالكتاب كسنة المختار ...فهما نجاتك يوـ عقبى الدار
كلو أبيات في التحذير من مزالق الصوفية ،كلما نظم البدر األمير (بلوغ المراـ) كاشتغل عن
إتمامو كملو صاحب الترجمة تكميبلن حسنان خاؿ عن التضمين ،كمن شعره قولو:
جيدؾ يا زينب القد قد
ال غرك إف زدت بأمرين في الػ ...فاؽ على غصن النقا كالظبا
جماؿ قد زدت على الزين با
كلو كقد لطم عبد اسمو فرج بأبيات فأخرج عينو:
ككافر أصبحت جوارحو
فيسر اهلل من فضائلو كمان ...يزيدىا سوء كفره حرجا
إلخراج عينو فرجا
كلو:
صبران على ىذا الزماف كأىلو
فارج اإللو فبل تسل عنهم بكسوة ...فملوكو قد أصبحوا أمبلؾ سوء
في العيد من يعتادىا أمبلؾ سوء
كلو مكاتبان:
(ُ)ّّْ/
(ُ)ّْْ/
المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن أحمد بن صبلح بن علي بن أحمد بن األمير الحسين
المعركؼ بزبارة بن علي بن األمير الهادم بن الخضر بن أحمد بن عبد اهلل بن يحيى بن علي
بن الحسن بن زيد بن محمد بن األمير الحسن بن جعفر بن عبد اهلل بن جميل بن الحسن
المليح بن محمد بن عبد اهلل بن اإلماـ المختار بن اإلماـ الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم عليو
السبلـ ىكذا ضبطناه عن بعض حفدتو ،كالذم في مشجر السيد أبي عبلمة يخالف ما ىنا فإف
الحسن بن زيد كىو الملقب عيشاف ىو الحسن بن زيد بن أحمد بن محمد بن حسن بن جعفر
بن عبد اهلل بن جميل بن الحسين بن زيد بن إبراىيم المليح بن اإلماـ المنتصر محمد بن اإلماـ
المختار بن الناصر بن الهادم عليهم السبلـ.
[نعتو]
كصاحب الترجمة ىو السيد العبلمة ،المجتهد الجهبذ ،النحرير الضابط ،شيخ األسانيد ،إماـ
العلوـ ،رأس المتورعين كيعرؼ بزبارة -بفتح الزام المعجمة كباء موحدة بعد األلف راء مهملة
فتأء التأنيث.-
[مولده]
(ُ)ّْٓ/
كمولده بمسور خوالف في سنة ثماني كستين كألف ،كنشأ في حجر الخبلفة المتوكلية ،كقرينو
في التربية المولى يوسف بن المتوكل ألنهما كلد في عاـ كاحد ،كبلغني أف السبب في طلبو
للعلم أنو كاف في حضرة المتوكل بضوراف [ّّْ-أ] كىو صغير السن في عداد أكالده فسمع
في بعض األياـ المتوكل يقوؿ ألكالده كأعياف حضرتو :إف السيد حسن الجبلؿ سيصل إلينا يوـ
كذا كرآه مستعظمان لقدكمو كمستعدان لوصولو ،كفشي ىذا الخبر في دار المتوكل عند أىلو
كخدمو كفي ضوراف عند الناس كسمع كل أحد يخبر بذلك ،كلم يكن صاحب الترجمة قد عرؼ
العبلمة الجبلؿ ،كال ظن أف العالم يكن لو تلك المزية لصغر سن صاحب الترجمة بل اعتقد أف
ىذا السيد حسن الجبلؿ من رؤكساء الدكلة األكابر ،كأنو سيصل باألجناد كالطبلخانة كالخيوؿ
كنحو ذلك ،فلبث إلى صبح ذلك اليوـ الموعود بقدكـ الجبلؿ فيو كخرج لينظر إليو حاؿ
قدكمو فبينما ىو متشوؼ (ُ) ذلك كإذا برجل معتم بنوع من الثياب اليمنية يسمى ريزة -
بكسر الراء المهملة كسكوف الياء المثناة من تحت كزام مفتوحة معجمة -كعليو قميص أسود
من الشقة المعركفة كسراكيل كذلك كىو راكب على حمار فرأل الناس يتلقونو كيسلموف عليو
فسئل عنو فقالوا لو :ىذا السيد حسن الجبلؿ فعجب في ذلك غاية العجب كسأؿ عن السبب
الموجب لتعظيمو كالتنويو بذكره فًأخبركه أف ذلك السبب ىو العلم كأف ىذا الرجل من أكابر
العلماء فعرؼ فضل العلم كأىلو كاعتنى بالطلب كحفظ المتوف حتى أدرؾ العلوـ ،ككاف صاحب
الترجمة من بيت رئاسة قديمة.
[(َُّ)/استطراد :الحسين علي زبارة]
فإف جده الحسين بن علي كاف من أمراء اإلماـ شرؼ الدين ككاله كثيران من الجهات.
[(ُُّ )/استطراد :حم بن الحسين زبارة]
ككلده أحمد كاف من أصحاب اإلماـ القاسم كجاىد معو كأخربت األتراؾ داره التي كانت بدار
الشريف كنسبتها إلى جده صاحب الترجمة الحسين بن علي فإنو أكؿ من عمرىا.
__________
(ُ) متشوؼ :أم ناظر.
(ُ)ّْٔ/
(ُ)ّْٕ/
[من أجازه]
كأجاز لو السيد العبلمة عامر بن عبد اهلل بن عامر ،كالقاضي علي بن أحمد السماكم ،كالقاضي
عبد الواسع ،كمحمد بن صالح العلفي ،كالفقيو جعفر بن علي الظفيرم شارح (لب األساس)
للمؤيد ،كأحمد بن محمد الضبوم ،كالحافظ محمد بن عبد العزيز المفتي ،كأحمد بن عمر
الحبيشي ،كأخذ عنو جماعة منهم :المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،كمن طريقو اتصلت
لنا األسنايد بكتب أىل البيت عليهم السبلـ فإنا نركيها عن شيخنا العبلمة الوجيو عبد القادر
بن أحمد ،عن شيخو المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،عن صاحب الترجمة ،عن مشايخو
مشائخو الذين منهم المؤيد ،عن كالده المتوكل ،عن اإلماـ القاسم ،كأسانيده معركفة قد ذكرتها
جميعان في ثبت إجازاتي كالحمد هلل.
ككاف صاحب الترجمة صديقان للمولى يوسف بن المتوكل كصهران ،كبينهما كماؿ المودة ،كلما
سجنو صاحب المواىب كتب إليو صاحب الترجمة قصيدة مستهلها [ّْٓ-أ]:
نسيم الصبا إف جد منك مسير
كفيو رياض للمعالي أريضة
كفيو الذم قد حاز في المجد غاية
كفيو الذم إف رمت تحقيق حده
فانو إليو من محب تحية
يردد في ساحاتو كل فينة
كانو إليو أف توقى مضاعف
كأف فؤادم كلما عن ذكره
فلوال اعتصامي باصطبارم على النول
كحسن رجائي بالمهيمن إنو
كعلمي بأف الصبر عقباه راحة
لما عشت يومان ال أراه ضياؤه
كلكن مهبلن كل شيء فإنو ...إلى معقل فيو السماح أسير
كفيو قراح المكرمات نمير
بعزـ يرد الطرؼ كىو حسير
فليس لو في المكرمات نظير
يحاكي شذاىا مندؿ كعبير
يكوف بها بعد الركاح بكور
إليو أشواقي إليو كثير
كذلك ال يخلو يكاد يطير
كمعرفتي أف الكريم صبور
على كل ما أرجوه منو قدير
كأف جزاء الصابرين خطير
فكيف كقد مرت علي شهور
لو غاية كالدائرات تدكر
كىي طويلة ،ككتب إليو جوابان على قصيدتو كتبها من السجن إلى كالدتو كأىلو كىم في معبر
مستهلها:
اآل يا لهذا الشوؽ أعظم بشأنو ...إلى جيرة حلوا بساحة معبر
(ُ)ّْٖ/
كقد تأتي في ترجمتو إف شاء اهلل تعالى ،فأجاب صاحب الترجمة بقصيدة طويلة كتوسل بجميع
أئمة أىل البيت عليهم السبلـ ،كىي حقيقة بأف تشرح فتكوف سيرة لؤلئمة كالبسامة كمستهلها:
نظامك أبهى من و
ألؿ كجوىر
حول كل حسن كانسجاـ كرقة
بتعجيل ركح كاجتماع بنعمة
كمن أمل الرحمن جل جبللو
فإف لو سبحانو من مقد ور
فينصف مظلومان كيقصف ظالمان
كما اختاره للعبد ال شك أنو ...كلفظك أشهى من زالؿ كسكر
ككافى بأفراح كفاؿ مبشر
كيسر بتيسير الكريم الميسر
رأل منتهى المأموؿ غير معسر
من األمر كالتقدير ما لم يقدر
كيطلق مأسوران بلمحة مبصر
ىو الخير فاحمد صنع ربك كاشكر
كبسبب صحبتو للمذكور لم يتصل بصاحب المواىب ،ككاف يتخوؼ منو ،كبقى على ذلك حتى
صحب كلده يوسف أياـ كاليتو لجهاتهم فحثو على زيارة كالده ،فلما كصل إليو كبخو بالقوؿ ثم
الف لو كأنالو.
[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]
كتولى القضاء للمتوكل القاسم بن الحسين في ضوراف ،ككاف بو حتى كافاه الحماـ في سنة
إحدل كأربعين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى ،ككاف من [ٖٗأ-ب] أعياف كقتو ،حسن األخبلؽ،
متواضعا ،ذكيان ،فإنو ذكر القاضي أحمد قاطن عن السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي أنو
لجودة ذكائو كاف يقرأ ما يكتبو الكاتب بمجرد حركة القلم في يد الكاتب كىو من التقول
بمحل رفيع ،كلو رسائل كجوابات أسئلة ،كفتاكم كأنظار ،كتعاليق حسنة تخرج في مجلدات،
كمن شعره:
يقولوف لي ىبل غدكت إلى الغنى
فإنا فبلف ناؿ ما ناؿ إذ غدا
فقلت نعم لكن لي ىمة سمت
كلست بناظر إلى جانب الغنى
كما شغفي إال بتقييد شارد
كحفظ علوـ اآلؿ آبائي األكلى
تراجمة القرآف صفوة من أتى ...كرحت إلى زيد كصرت إلى عمر ًك
كراح فأضحى بعد ذلك ذا كفر
كنفسان ترل قصد الرجاؿ من النكر
إذا كانت العلياء في جانب الفقر
كإبراز أسرار تدؽ عن الفكر
كشهب السماء بل كالبدكر التي تسرم
(ُ)ّْٗ/
(ُ)َْْ/
كتاب
نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر
تأليف
السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ صارـ الدين
إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني
(ُُُُِّٕٖ-ىػَُٖٖ-ُّٕٕ/ـ)
دراسة كتحقيق كتعليق
عبد اهلل بن
عبد اهلل بن أحمد الحوثي
الجزء الثاني
[(ُّّ) الحسين بن الحسن بن محمد الحوثي](ُ)
(ََُُُُّٓ-ىػُّٕٕ-َُُٗ/ـ)
[اسمو كنسبو]
الوالد شرؼ الدين الحسين بن حسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن
علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد يحيى بن حمزة ،كبقية نسبو
تقدـ(ِ).
[نعتو كمشائخو]
__________
(ُ) نشر العرؼ (ُ )ّّٓ-ِٓٓ/عن ما ىنا .ملحق البدر الطالع (ُٖ) ،أعبلـ آؿ الحوثي
(خ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ) (ترجمة ّّٔ) ،مصادر الحبشي (ّٖٖ) ،مؤلفات
الزيدية (ّ ،)ُُّ/ىجر األكوع (ُ.)ُٓٓ/
(ِ) تماـ نسبو بالترجمة ( .) /
(ِ)ُ/
ىو السيد العبلمة الحفاظة األديب الشاعر المعركؼ بالحوثي ،كىو عم كالدم ،ككاف إمامان في
النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كمشاركان في سائر العلوـ ،كقرأ على المولى عبد اهلل بن علي
الوزير(ُ) ،كعلى المولى محمد بن إسحاؽ(ِ) كغيرىما ،كاتصل بآؿ إسحاؽ اتصاالن كليان،
كجرت بينو كبينهم عدة مكاتبات كأشعار كمفاكهات أدبية ،كمسائل علمية ،لم يحضرني حاؿ
الرقم منها شيء كاتصل أيضان بالمتوكل كمدحو بعدة قصائد ،ككاف المتوكل يخلع عليو كثيران
كيصلو مع العلماء كالشعراء ،كأىل البيوت ،ككاف صاحب الترجمة شاعران مجيدان كحافظان ذكيان
فإنو ال يطلع على شيء إال حفظو ،ككاف يدرس كيملي حفظان فبل ينقص أك يزيد على ما في
الكتاب شيئان ،ككاف يحفظ جميع خطب الكتب ،كاتفقوا أنو ذكر حفظو لبعض الحكماء
الوافدين في مقاـ الوزير علي راجح(ّ) فقاؿ ذلك الحكيم :إف ىذا السيد ال بد أف يفلج(ْ)
كينسى كل شيء ،فلبث بعد ذلك مدة ،ثم فلج ،كنسي كل شئ حتى أسماء أىلو كإخوتو كأمتعة
بيتو.
[مولده ككفاتو كمؤلفاتو]
كتوفى بعد ذلك في سنة خمسين كمائة كألف ،كمولده بصنعاء في سنة ثبلث أك أربع كمائة
كألف ،ككاف لو شغلة بنظم الفوائد كالقواعد ك(نظم الشافية)(ٓ) في التصريف نظمان حسنان كما
أخبرني بذلك كلده عز اإلسبلـ [محمد بن الحسين](ٔ)اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ينظر ترجمتو بنشر العرؼ (ِ.) /
(ْ) يفلج :أفلج فبلنان على خصمو :غلبو كفضلو عليو .ىكفيلج الرجل :أصابو داء الفالج فهو
مفلوج.
كالفالج :شكل يصيب أحد شقي الجسم طوالن .ينظر المعجم الوسيط :مادة "فلج".
(ٓ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ).
(ٔ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ِ/
(ِ)ّ/
كقد أخذ عنو خلق كلو عظمة في الصدكر ،كىيبة في النفوس ،كجبللة مقدار ،كاستدعي إلى
(كوكباف) إلحياء العلوـ كالتصدر للفتيا ،فرحل إلى ىنالك كتصدل لحل المعضبلت ،كصار
مرجعان في األمور الدينية فحمده الناس ،كقرأ عليو األعياف ،كأحيا معالم الهدل ،كعرض عليو
القضاء مراران فلم يسعد مع تعلقو بفصل الخصومات كاستشارتو في المهمات ،كاستمر ىنالك
برىة من السنين ،كلما لم يطب لو المقاـ في (كوكباف) رجع إلى (الركضة) في سنة خمسة
عشرة كمائة كألف ،كجعل إماـ الصلوات بجامعها الكبير ،كىو على حالو الجميل من التدريس
كالفتيا كالعبادة.
[مؤلفاتو ككفاتو]
كلو رسائل كثيرة كأبحاث كأنظار(ُ) ،كتوفى صاحب الترجمة في االعتقاؿ(ِ) سنة ثبلث
كعشرين كمائتين كألف -رحمو اهلل تعالى.-
[(ُّٓ)الحسين بن علي بن محمد الكوكباني](ّ)
(َُُُِّٕٓ-ىػُّٖٕ-َُٕٔ/ـ)
[نسبو كمولده]
المولى شرؼ اإلسبلـ الحسين بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر بن عبد الرب
بن علي بن شمس الدين بن اإلماـ شرؼ الدين ،كسيأتي ذكر أبيو في حرؼ العين(ْ).
[مولده كمشائخو]
كلد صاحب الترجمة بػ (كوكباف) سنة ثبلثة كسبعين كمائة كألف ،كبو نشأ فتحلى بالفضائل
كأحرز خصاؿ الكماؿ.
__________
(ُ) لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٕ) ،الركض األغن (ُ.)َُٕ/
(ِ) اعتقل نتيجة لتزعمو تمردان على المنصور علي بن المهدم العباس ،كالذم قاـ بذلك التمرد
نفر من آؿ الكبسي كنفر من آؿ أبي طالب .ينظر البدر الطالع (ُ.)َِِ/
(ّ) ** الحدائق المطلقة (خ) ،نيل الوطر (ُ ،)ّٗٓ/الجامع الوجيز (خ) ،ىجر األكوع
(ْ )َُُٗ-ََُٗ/كفيو :ككفاتو يوـ الخميس ُْ/شواؿ سنة (َُِٓىػ).
(ْ) ترجمة المؤلف ( ).
(ِ)ْ/
كقرأ على كالده في النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كالمنطق ،كالعركض ،كعلى جده في الفقو
كالفرائض ،كقد ذكره المولى فخر الدين(ُ) في حدائقو فقاؿ" :ىو نكتة عطارد ،كعقلة الصادر
كالوارد ،كسكينة ككقار يطفئاف اضطراـ النار ،كبركدة طبع ،مع ذكاء قلب كسمع ،فلو ساؿ
طبعو كاف رضابان ،أك تجسم لطفو لكاف شرابان ،كلو خط بديع ،كاقتدار على التدبيج
كالترصيع(ِ) ،إف خط ترؾ ابن مقلة(ّ) باكيا ،أك نقش الطرس ظننت أنو معصم فتاة فتضمو
إليك ىساىيان ،إلى أف قاؿ :كأكؿ ما شعر كنظم من الدرر قولو في القات معميان(ْ):
مليح فاؽ حسنان في (الجماؿ)(ٓ) ...فأردل عاشقيو ببل مبلـ
ككل قاتل أبدان ببلـ ...كىذا قاتل من غير الـ
ثم قاؿ :كصاحب الترجمة ىو :المقصود بقوؿ الوالد العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر(ٔ) ،كقد
صنع زىرة على شكل الزىر المطابق ،كمخترع من رايق الصنع ما بو ..تبين لليوناف ما حاؾ
زىرىاف:
لو راحة قد أطلعت ثمر الربا ...كلم تعد إال من يداه زىورىا
انتهى كبلمو كىو اآلف [ِأ-ب]عين من أعياف ذلك المحل ،موصوؼ بالعقل كالرصانة
كالسيادة كشرؼ النفس ،كعلو الهمة كالفكرة الحسنة (-رحمو اهلل تعالى.)ٕ()-
[(ُّٔ )/الحسين بن يوسف بن الحسين زبارة](ٖ)
(بعدَُُُُِّٓ-ىػُُٖٖ-ُّٕٕ/ـ)
[اسمو كنسبو]
سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن يوسف بن الحسين بن أحمد زبارة ،كبقية نسبو تقدـ في
ترجمة جده الحسين(ٗ).
[مولده كنشأتو]
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) التدبيج كالترصيع:
كالترصيع :نوع من أنواع البديع كىو أف تكوف األلفاظ مستوية األكزاف متفقة األعجاز .تتمة
فهرس (ّ.)ْٕٓ/
(ّ) ابن مقلة:
(ْ) نيل الوطر (ُ )ّٗٓ/عن ما ىنا كالمقصود بقولو :معميان أم ملغزان.
(ٓ) فيو "الدالؿ".
(ٔ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٕ) ما بين ( ) من ( )كليس من كبلـ المؤلف إذ أنو توفي بعد المؤلف بفترة.
(ٖ) * نيل الوطر (ُ ،)َْٖ-َْٕ/البدر الطالع (ُ.)ِّٕ/
(ٗ) الترجمة ( .) /
(ِ)ٓ/
كلد صاحب الترجمة في سنة "تسعة كأربعين كمائة كألف"(ُ) ،كنشأ بػ(الركضة) ك (صنعاء) في
حجر كالده ،كقرأ عليو كعلى غيره في النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كاألصوؿ ،كأخذ في الحديث
على شيخنا الوجيو(ِ) كطالع كدرس كنهج منهج كالده في التقول كالصبلح ،كىو اآلف على
حالو الجميل(ّ) كأجاز لشيخ اإلسبلـ محمد بن علي الشوكاني جميع ما يركم عن أبيو عن
جده ،ثم كانت كفات المترجم لو في أكؿ المحرـ سنةُُِّىػ أحد كثبلثين كمائتين كألف.
[(ُّٕ )/الحسين بن يحيى الديلمي](ْ)
(ُُُِْْٗٗ-ىػُّْٖ-ُّْٕ/ـ)
[نسبو كنعتو كمشائخو]
__________
(ُ) ما بين " " ساقط في (أ).
(ِ) أم عبد القادر بن أحمد الكوكباني.
(ّ) في (ب) كرد بعد اللفظ"الجميل" ثم توفي في أكائل شهر محرـ سنة (ُُِّىػ) كىو
ليس من نص المؤلف كإنما أثبتو الناسخ إذ ككما سبق التنويو أف المؤلف رحمو اهلل توفي سنة
(ُِِّىػ).
(ْ) * -مطلع األقمار لحيدرة ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كمنو :نيل الوطر (ُ ،)َُْ/البدر
الطالع (ُ ،)ِِّ/مؤلفات الزيدية (ّ ،)َِٖ/مصادر الفكر للحبشي
(َٕ ،)ُُْ،ُٔٔ،ُِْ،ِٕٔ،َُّ،َّٗ،مجلة التراث موضوع (معجم ما كتبو عن
الزىراء) لعبد الجبار الرفاعي العدد (ُْ) سنة َُْٗىػ ،الركض األغن (ُ ،)ُُٖ/التقصار
(ٕٓ )ٕٔ-كانظر الفهارس العامة ص (ْْٓ) ،ذيل أجود المسلسبلت ،أعبلـ المؤلفين
الزيدية ترجمة (ّٓٗ) تحت الطبع.األعبلـ (ِ.)ِِٔ/
(ِ)ٔ/
سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن يحيى الديلمي(ُ) ،نشأ بػ(ذمار) كحقق الفقو كالفرائض على
المشائخ كالفقيو عبد اهلل بن حسين دالمة(ِ) ،كالفقيو علي بن أحمد بن ناصر الشجني(ّ)،
حتى مهر في ذلك كطاؿ باعو كأفتى كدرس كاعتمدت فتياه ،ثم رحل إلى شيخنا الوجيو
بػ(صنعاء) ،فقرأ عليو (صحيح مسلم) كأجازه إجازةن عامةن ،كلو مشاركة في النحو كشغلة
بالحديث كالتفسير ،كعمل بما صح لو من األدلة ،كقد كاف رحل في سنة خمسة كسبعين كمائة
كألف ،إلى (صنعاء) فقرأ على البدر األمير(ْ) في (سنن أبي داكد) كغيرىا ،كقرأ على السيد
العبلمة القاسم بن محمد الكبسي(ٓ) في الحديث ،كعلى سيدم العبلمة يوسف بن الحسين
زبارة(ٔ) في األصوؿ ،كعلى سيدم إسماعيل بن الحسن بن المهدم أحمد بن الحسن(ٕ) في
علم العربية كالمنطق.
[مولده كمؤلفاتو]
كمولده في سنة تسعة كأربعين كمائة كألف(ٖ).
__________
(ُ) بقية نسبو :بن إبراىيم بن يحيى بن علي بن ناصر بن محمد بن المنتصر الديلمي الحسني
الذمارم كعلي بن ناصر الديلمي ىو الجامع لذرية اإلماـ المنصور باهلل الناصر أبو الفتح
الديلمي الذين بمدينة ذمار.
(ِ) ينظر ترجمتو بمطلع األقمار ( ) /بتحقيقنا.
(ّ) ينظر ترجمتو بمطلع األقمار ( ) /بتحقيقنا.
(ْ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٓ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٔ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٕ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٖ) * في مطلع األقمار :كلد بشهر رجب ُُْٖىػ .كصاحب الترجمة عمر طويبلن إذ توفي
في (ُُِْٕٗ/ُُ/ىػ) ،كأرخ تاريخ كفاتو (كىو مكتوب على ضريحو) بعض أدباء عصره
بأبيات منها:
(شيد الخلد للحسين بن يحيى).
(ِ)ٕ/
كلو مؤلفات(ُ) منها( :اإلقناع في الرد على من أحل السماع) ك (العركة الوثقى في أدلة
مذاىب ذكم القربى) ،قد بيض من اآلف مائة كراس ،كلو (منظومة في األسماء الحسنى) نحو
مائة بيت على نظم (نخبة الفكر) البن حجر ،كشرحها كنظم (المعيار في األصوؿ) في نحو
اثني عشر مائة بيت(ِ) على نحو نظم (الشاطبية)(ّ).
كمن شعره ما كتبو إلى بعض العلماء من أصحابو كقد كلي بعض األعماؿ الدكلية في قصيدة
طويلة منها(ْ):
آه من دىر خؤكف أىلو ...ال يركف العلم للدين شعارا
جمعوا علمان بماضي عمرىم ...حالهم أحسن إذا كانوا صغارا
فإذا ما الشيب في أذقانهم ...مؤلكا اآلفاؽ ظلمان كبوارا[ٓأ]
(ُّٖ )/الحسين بن محمد الجرموزم](ٓ)
(نحوَُُُُِٕٗ-ىػ…-…/ـ)
[اسمو كنسبو]
األخ شرؼ اإلسبلـ الحسين بن محمد بن حسين بن قاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد
الجرموزم ،كبقية نسبو تقدـ في ترجمة عم جده السيد أحمد بن حسن الجرموزم(ٔ).
[نشأتو كمشايخو]
__________
(ُ) لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٗٗ.)ََْ-
(ِ) أم (ََُِبيت).
(ّ) الشاطبية.:
(ْ) نيل الوطر (ُ )َِْ/عن ما ىنا كلصاحب الترجمة أشعار كثيرة .ينظر مطلع األقمار
مصدر سابق ،نيل الوطر (ُ.)َْْ-َِْ/
(ٓ) ** -نيل الوطر (ُ.)ّٖٗ-ّٗٔ/
(ٔ) الترجمتو ( .) /
(ِ)ٖ/
نشأ صاحب الترجمة بػ(صنعاء) كقرأ على سيدم العبلمة حسين بن يوسف زبارة(ُ) ،كعلى
القاضي العبلمة الحسين بن أحمد السياغي(ِ) كغيرىما ،كبالجملة فإنو قرأ في النحو،
كالصرؼ ،كالبياف ،كالمنطق ،كحضر [ّأ-ب]على شيخنا (البرىاف) في سماع بعض من
(صحيح مسلم) كأخذ عنو شطران من (شرح الرضى على الكافية) ،كطالع اللغة كالدكاكين
الشعرية ،كالمجموعات األدبية كالكتب التاريخية ،كنظم الشعر البديع ككاتب األدباء ،ككتب
الخط الحسن ،كلو شمائل لطيفة جدان ،كرقة طبع ككقار كسكينة ،كسمت حسن كتواضع كمحبة
للخموؿ ،ككثيران ما ينقبض عن الناس كال يشتغل إال بما يعنيو.
[مولده ككفاتو]
كمولده في حوالي التسعين كمائة كألف.
كتوفي في شهر رمضاف سنة سبعة عشرة كمائة (كألف)(ّ) ،ككاف قد اعتراه في سنة كفاتو
كساكس سوداكية(ْ) ،فتغير بها عقلو حتى ألقى نفسو في (بير البيت) الذم كاف فيو كمات بين
الماء من حينو –رحمو اهلل تعالى-
[نماذج من شعره]
فمن شعره ما كتبو إلى جامع ىذه التراجم لطف اهلل بو ككفقو لما يحب كيرضاه ،كذلك في شهر
رمضاف سنة خمس عشرة كمائة كألف(ٓ):
كقوؼ بالطلوؿ كبل كقوؼ ...كما بالربع أقفر عن أليف
أيهدأ خافق البرؽ اليماني ...كقلبك من بثينة في كجيف
كترقا أدمع السحب الهوامي ...كلم يسترؽ جفنك عن نز ً
يف
فدع رسمان بو األعبلـ تبدك ...كعبراني مسطور الحركؼ
كشق نواصي البيداء كارسم ...على ىاماتها بيد الحركؼ
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ما بين ( ) ساقط في (أ).
(ْ) كساكس سوداكية :الوسواس مرض يحدث من غلبة السوداء يختلط معو الذىن ،كىو أف
المتكلم يخلط في كبلمو بما يدىش السامعَّ ،أما السوداكية :فأحد األخبلط األربعة التي ذىب
األقدموف أف الجسم مهيأ عليها ،منها قوامو كمنها صبلحو كمشاذه كىي :الصفراء كالدـ أك
انفصاـ الشخصية أك ...إلخ.
(ٓ) في (أ) :سنة خمس عشرة كمائة كألف.
(ِ)ٗ/
(ِ)َُ/
(ِ)ُُ/
(ِ)ُِ/
فبل تحسبن الصبر مشرب عبرتي ...عليو كال ثوب األسى فيو يخلق
تلقاه غفر اهلل من ميت ثول ...كمن يلقو الغفراف فهو الموفق
كسقيا لقلب في الببلقع جنة ...أجش سماكي يحن كيبرؽ
كلو مهنيان للحساـ بالعافية من مرض ألم بو في سنة ُُِِىػ:،
بربك اليوـ قلي من نهنيو ...فكلنا ندعي أف الشفاء فيو
جسم ألم بو الشكول فوا عجبان ...ما للقلوب تشكي من تشكيو
كأنما أنت ركح للجسوـ كىل ...للجسم إال شفاء الركح يشفيو
عوفيت من ألم ما كنت أحسبو ...إال بجسمك جزء من تجزيو
لك البشارة فاىن اليوـ عافية ...كصحة في ثرل عيش كتنويو
كللقلوب لقد ألبستها جلل السلواف ...من بعد ما كادت تسنيو
سرت بربك حقان كاستسر بو ...كجو الزماف طليق البشر باقيو
كظل سحب مختاؿ كال عجب ...على العصور ذيوؿ الزىو كالتيو
ككيف ال تفخر أياـ بو كقد ...تقلدت بعقود من آلليو
لقد طلعت علينا اليوـ بدر على ...كل يود إلى األحشاء يؤكيو
كأشرقت بك شمس المجد في أفق ...العلياء كاتسقت أقمار ناديو
فاىنا السبلمة كاظفر ما ظفرت بو ...من المثوبة كاذكر فضل معطيو
لقد حباؾ ببر آجل كأتى ...بعاجل البر طوالن من أياديو
ىي المسرة تخضر الرياض لها ...كينشد الورؽ تطوينا أغانيو
أنزه الطرؼ منها في خيالك ...أحيانان كطوران بأفكارم أناجيو
كما عسى تبلغ المشتاؽ من كطر ...إال تقاصر عنها في تناىيو
أزينة العصر كالمولى الذم ملكت ...رؽ القلوب رقاؽ من حواشيو
فيما المبلـ لدىر قد كجدت بو ...ما ساء قط زمانان محسنان فيو
بحسب دىرؾ إف أضحى كأنت لو ...شمس النهار كبدر في دياجيو
لقد رضيت بود منك عن مبلئي ...كسمتكم فيو صافيو ككافيو
كللمودة معنى عز مدركو ...لدل القلوب عبارات تأديو
لو من قصيدة:
أغمدت نصل الشعر ما لم أنتخب ...لفريده فوالذ كل نظاـ
كأسمتو خسفان إذا قلدتو ...جيدان تعطل من يحلى األعبلـ
[(ُّٗ )/الحسين بن أبي الغيث بن المطهر الحسني](ُ)
__________
(ُ) * ممن انفرد المؤلف بترجمتو.
(ِ)ُّ/
(……-ىػ…-…/ـ)
[اسمو كنسبو]
سيدم شرؼ اإلسبلـ الحسين بن أبي الغيث بن المطهر بن عز الدين بن محمد بن أحمد بن
محمد بن علي بن عز الدين بن علي بن يحيى بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر بن
محمد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد اهلل بن يحيى بن المنصور باهلل أحمد الناصر بن
اإلماـ الهادم -عليو السبلـ.-
ىكذا ضبطتو عن صاحب الترجمة كقاؿ :أف علي بن يحيى ىو الذم انتقل من ىجرة
(غرباف)(ُ) إلى ىجرة (منقذة) (ِ) من ببلد (ذمار) ،كسكن فيها ىو كأكالده ،ثم انتقل مع
أكالده :محمد بن أحمد(ّ) كسكن في (مسيب) (ْ) من ببلد (بني شهاب) (ٓ) انتهى.
[استطراد :أبناء محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحس ون]
[(َُْ )/علي(ٔ) )/ُُْ( ،يحيى(ٕ)]
(ّٕٖٕٗٔ-ىػ...-.../ـ)
قلت :كيحيى بن محمد بن أبي القاسم ىو أخو السيد العبلمة علي بن محمد بن أبي القاسم
العالم المشهور ،صاحب (التفسير الكبير) ،ك(تجريد الكشاؼ) ،كغيرىما.
كىو شيخ السيد العبلمة محمد بن إبراىيم الوزير(ٖ) ،كجرل بينهما ما ىو معركؼ كألف السيد
محمد [بن إبراىيم كتبان] من أجلو كتابو "العواصم كالقواصم"ك"مختصر الركض الباسم" ككاف
ىذا يحيى بن محمد رئيسان ذا ىمة ككاله اإلماـ المهدم علي بن محمد(ٗ) (حصن ظفار) بعد
أف قبضو فقتلو األشراؼ الحمزيوف كلو ذرية باقية في نواحي (حوث).
__________
(ُ) ينظر:
(ِ) ينظر:
(ّ) ىو محمد بن أحمد.
(ْ) مسيب:
(ٓ) بني شهاب:
(ٔ) * الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ّٔٓ)َٖ/بتحقيقنا ،كمنو :مطلع البدكر (خ)،
المستطاب (خ) ،البدر الطالع (ُ ،)ْٖٓ/لوامع األنوار (ِ ،)ِٗ/مصادر الحبشي (ِِ)،
معجم المؤلفين (ٕ ،)ِِٔ/معجم المفسرين(ِ ،)ّٖ/مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو) ،أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(ُٕٕ )ُٕٖ-ترجمة (ُٕٕ) كمصادره.
(ٕ) ** بالنسبة ليحيى ينظر:
(ٖ) ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ِٖٓ )َّٖ-ترجمة (َٖٖ).
(ٗ) ينظر ترجمتو نفس المصدر ص (ُٕٓ )ُٕٔ-ترجمة (ٕٗٔ).
(ِ)ُْ/
ككاف مولد صاحب الترجمة [……)ُ(].كشارؾ في المعارؼ كطالع التواريخ كاتصل بالمولى
صفي اإلسبلـ :أحمد بن اإلماـ المنصور باهلل فانتظم في سلك جلسائو ،كىو حسن المحاضرة،
لبيب في المذاكرة[ُُأ]ٓ[،أ-ب].
[(ُِْ )/الحسين بن الحسن األخفش](ِ)
(…-بعد ََُُىػ…-…/ـ)
[اسمو كنسبو]
السيد شرؼ كاإلسبلـ الحسين بن الحسن بن علي بن محمد األخفش بن الحسن بن محمد
بن صبلح كىذا الحسن ابن محمد ىو الجد الجامع (لبني األخفش) ك(بني الشامي).
[نعتو]
__________
(ُ) تركت الصفحة (ُِ) في النسخة (أ) بياضان.
(ِ) * طيب السمر (ُ ،)ُٕٔ-ُْٕ/كالمطبوع (ُ )ُْٕ/نشر العرؼ (ُ ،)ّْٓ/نشر
العبير (خ) ،مصادر الحبشي (ُُّ) ،تاريخ أبي طالب (انظر الفهرس) مؤلفات الزيدية
(ُ ،)ّْٖ(،)ُّْ/ِ(،)ُّٔ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٖٔ) ترجمة (ِّٔ) ،الركض
األغن (ُ ،)ُٔٓ/فهارس المكتبات الخاصة (خ).
(ِ)ُٓ/
ككاف عالمان فاضبلن ،كىو أكؿ من خرج من (صعدة) كسكن في (مسور خوالف) ،كبقية نسبو
تقدـ في ترجمة السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ُ)–رحمو اهلل -كصاحب الترجمة ذكره
صاحب "طيب السمر"فقاؿ( :ىو مجتهد أيامو لم يقلد إال جيد الزىر بدرر كبلمو ،عين األعياف
في الزمن ،كسعد العصر كيمن اليمن ،أما في النحو فهو األخفش(ِ) على الحقيقة ،كالمترع
منو بكأس عبارتو خندريسو كرحيقو ،كأما في األصوؿ فهو طيب الفركع ،كأما في التفسير فهو
ثبت الجناف ال يهولو المشكل كال يركع ،كعلى الجملة فهو جامع الفنوف الذم إذا راـ العلماء
مجاراتو قيل لهم ما ىذا إال جنوف ال يفتر عن الطلب لحظة ،كال يبرح يرعى في حدائقو لحظة،
مع زىد كقنوع ،فهو على النعيم غير ىلوع ،ال يبالي كيف أمسى ،كال تسمع في ناديو من
الجزع على الدنيا إال ىمسا ،طاىر الحشا عن الشبهات ،ال كسائر األكابر الذين ال تسمع
منهم فيها غير ىات ،فهو مذ جعل القناعة لو ىما ،كبلغ برد الزىادة لما ،يأكل التراث أكبلن
لما ،إلى أف قاؿ :كقد كلي الخطابة في أكقات مرت كمر السحابة ،كأطاؿ الثناء عليو حتى قاؿ:
كلو شعر مسك مداده دارم ،ككافور قرطاسو يفوح بما يطيب لكل لبيب دارم ،كقولو :كقد
رحل عن كطنو فازدادت أسباب اكتئابو كحزنو(ّ):
يا رفاقي إف غبت عنكم فقد طا ...ر بركحي إليكم االشتياؽ
لست أرضى بالبعد عنكم كلكن ...قدر اهلل دفعو ال يطاؽ
أضرـ البين في فؤادم ناران ...تتلظى كمدمعي مهراؽ
غير أني فوضت أمرم إلى اهلل ...فأرجو أف ينقضي االفتراؽ
كيطيب اللقاء كنفتح أبوا ...ػبان من العلم نابها اإلغبلؽ
خانها الدىر مسها الهجر لما ...رفع الجهل رأسو كالنفاؽ
يسر اهلل فتحها كاجتماعي ...بكراـ طابوا كفاء كفاقوا
__________
(ُ) ينظر الترجمة ( .) /
(ِ) األخفش :ىم ثبلثة ،األخفش الكبير كىو ،.....ككاسط كىو ،......كأصغر كىو ،....
ينظر.
(ّ) طيب السمر (ُ.)ُٕٔ/
(ِ)ُٔ/
قلت :كصاحب الترجمة قد ذكره أيضان السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير في مؤلفو "نشر
العبير " مستطردان لذكره كقاؿ :إنو أخذ عن القاضي علي بن يحيى البرطي "شرح العضد"مع
حاشيتو كقاؿ :أنو كاف أعجوبة في الذكاء كالفضل كلو فهم كقاد ،كطبع منقاد ،كإقباؿ على
التحصيل ،كاقتناع من العاجلة بالقليل ،مات سنة [… ]..كمائة كألف[ُّأ].
[مؤلفاتو]
كلو رسائل كمسائل ككعظيات ،كمن مؤلفاتو التي فرغ من تسويدىا كتنوقلت "أعبلـ األعبلـ
بأشكاؿ محاجة آدـ كموسى عليهم السبلـ"كىو عندم في جزء لطيف قرر فيو أف المحاجة
التي كقعت بينهما ليست في الخركج كاإلخراج كزيف األجوبة التي كاف الصدر األخير قد
اعتمدىا مما ذكره النوكم في (شرح مسلم) كالحافظ السيوطي ،كابن أبي شريف ،كالسيد
محمد بن إبراىيم ،كتبعهم في ذاؾ الشيخ العبلمة صالح المقبلي ،ككنت علقت على ىذا
المؤلف "حاشية كشف اللثاـ عن حقيقة األعبلـ" ،كقبره بػ(كوكباف) مشهور مزكر كلي فيو مرثية
مطلعها:
أقضاء جفت بو األقبلـ ...أـ مصاب خفت لو األحبلـ
كمنها في كصفو:
كذكاء ما كاف البن دقيق ...العيد يومان ببعضو إلماـ
انتهى .قلت:كمن مؤلفات صاحب الترجمة "رسالة في قراءة الفاتحة خلف اإلماـ".
[(ُّْ )/استطراد :محمد بن الحسن بن علي األخفش](ُ)
(…ُُِٓ-ىػ…-…/ـ)
كلصاحب الترجمة أخ اسمو :محمد بن الحسن ،ككاف فاضبلن عالمان ،كتخرج على السيد
العبلمة عبد اهلل بن يحيى بن المفضل كقد ترجم لو (صاحب الطيب) كأكرد من شعره قولو في
مليح يلقب بالقانصي(ِ):
ريم أخاطبو بود خالص ...أنت الذم أبديت فيك خصائصي
حليت مذ أحكمت عقد جوانحي ...في القلب ال تعدك شراؾ القانصي
[(ُْْ )/استطراد :الحسن بن علي األخفش](ّ)
__________
(ُ) * طيب السمر (ُ ،)ُٕٖ-ُٕٕ/نشر العرؼ (ُ.)ْٓٔ-ْٓٓ/
(ِ) طيب السمر (ُ.)ُٕٖ-ُٕٕ/
(ّ) ** طيب السمر (ُ ،)ُّٕ-ُِٕ/نشر العرؼ (ُ.)ْٓٔ/
(ِ)ُٕ/
كأما أبوىما السيد الحسن بن علي ،فكاف سيدان فاضبلن عالمان ،لطيفانأديبان ،ككاف عامبلن على
بعض الببلد ،كسكن (كوكباف) ،كمن شعره قولو من أبيات(ُ):
فوا عجباه من ًغنى وج ...لعهد محبٌة غدرا
كيا يح ىرقاه من دعج ...بسحر لحاظو سحرا
ككم القيت من خطر ...كقد عاينتو خطرا
ككم كجد أكابده ...أثار بمهجتي شررا
أقوؿ لو كقد عاينػ ...ػت بدر جمالو سفرا
سلبت القلب أحرقت ...الفؤاد أذقتني الصبرا
كيا غصن األراؾ أما ...كفى ما في ىواؾ جرا
فلي قلب يذكب جول ...كطرؼ حالف السهرا
كال انفك من كلو ...أدير تقلبي الفكرا
كصلى اهلل ما لمعت ...بركؽ في الدجا سحرا
كما غنت مطوقة ...كأبكى شجوىا المطرا
على من طاب عنصره ...كمن أسرم بو فسرا[ُّ]
[(ُْٓ)/الحسين بن مهدم النعمي](ِ)
(ُُُُّٖٕٗ-ىػُّٕٕ-ُِٕٔ/ـ)
السيد الحسين بن مهدم النعمي(ّ).
[(ُْٔ)/الحسين بن الحسن العوامي](ْ)
(…ُُُٓ-ىػَُِٕ-…/ـ)
[اسمو كنسبو]
السيد الحسين بن الحسن بن صبلح بن المطهر تاج الدين العوامي ،كسيأتي بقية نسبو في
ترجمة سيدم عبد اهلل بن أحمد العوامي(ٓ) ،كنسبهم يرجع إلى الحسين بن اإلماـ يوسف
الداعي.
[نعتو كمشائخو]
__________
(ُ) طيب السمر (ُ ،)ُّٕ-ُِٕ/نشر العرؼ (ُ )ْٓٔ/عن ما ىنا.
(ِ) * خبلصة العسجد (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ُٕٔ/دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /
بتحقيقنا .مقدمة معارج األبيات (ُُ) ،مصادر الحبشي (ُّٕ) ،فهرست المخطوطات في
حضرموت (ُٖ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية (ترجمة ّّٗ) ،الركض األغن (ُ ،)ُٕٖ/الجامع
الوجيز (خ) ،كفيو كفاتو سنة (ُُُٓىػ).
(ّ) ىكذا في النسخة(أ) أما (ب) فساقط كصاحب الترجمة ىو :السيد العبلمة النبيل الحسين
بن مهدم النعمي التهامي ثم الصنعاني كفد من مدينة صبيا إلى صنعاء لطلب العلم……لمزيد
حوؿ ترجمتو انظر المصادر السابقة.
(ْ) ** طيب السمر (ُ ،)ِٕٔ/الجامع الوجيز (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ِْٓ/عن ما ىنا،
بتحقيقنا.
(ٓ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُٖ/
كصاحب الترجمة كاف فاضبلن ،كرعان ،زاىدان ،عبلمة متفننان ،ذكيان ،قرأ على القاضي علي
البرطي(ُ) في "األصوؿ" كعلى غيره من علماء صنعاء ،كقرأ على القاضي محمد بن الحسن
الحيمي(ِ) ،كقرأ في الفقو على كالده السيد العبلمة الحسن بن صبلح العوامي(ّ) ،كبالجملة
فإنو حقق في علوـ العربية ،كفي الفقو كاألصوؿ ،كقد ترجم لو تلميذه صاحب الطيب كأثنى
عليو كقاؿ( :إف لو حدة كأنها جذكة كحرارة طبع ،ما حذا أحد فيها حذكه ،إذا راجع فمنتقد،
كإذا ركجع فنار تتقد ،يرجع مباريو باليأس ،ألنو في جميع الفنوف ذك نص ما لو قياس ،بمرىف
ذىن أمضى من أمس ،كحجج نيرة أضول من الشمس ،يهز رمح يراعو ،فيهزـ من ىز رمحو
عند قراعو ،إذا أفعم مداده بالشميم ،توارل نشر المسك تحت أذياؿ النسيم)(ْ) ،انتهى
كبلمو.
[األعماؿ الموكلة إليو]
ككلي القضاء بببلده (بني عواـ)(ٓ) بعد موت كالده بها ،ككاف عفيفان متورعان ال يحابي أحدان،
كمات بعد أف بلغ األربعين ،كمن شعره ما كتبو إلى السيد العبلمة الحسين بن الحسن
األخفش(ٔ) المقدـ ذكره(ٕ):
رماح كال أعني الردينية السمرا ...إذا خطرت صار األناـ لها أسرل
كبرؽ من الثغر الشنيب تؤلألت ...بأيماضو أرجاء كاظمة الخضرا
ملتفتى شزرا
ن كجيد كما يعطوا إلى الباف شادف ...تراه إذا أعطاؾ
كبي رشا ال يستطاع فراقو ...كيفتك بي ظلمان كيمنعني النزرا
إذا ما رآه دمعي على الخد سائبلن ...يقوؿ إذ ال أمنع السائل النهرا
كضيف من الطيف الملم بنا سرا ...فقلت لو أىبلن كسهبلن لك البشرا
عسى خبران من ظبي نجد كرعيو ...تزيل بو عني لظى الفقد كالحرا
فقاؿ نعم كالحاؿ ما تعهدكنو ...على أف سر الهجر أظهره جهرا
أجل ككذا المحبوب يظهر جفوة ...كيزداد مهما قيل يحلو إذا مرا
__________
(ُ) ينظر ترجمتو:
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ينظر ترجمتو:
(ْ) طيب السمر (ُ.)ِٕٔ/
(ٓ) بني العواـ:
(ٔ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٕ) طيب السمر (ُ ،)ِٔٗ-ِٖٔ/نشر العرؼ (ُ.)ّْٓ/
(ِ)ُٗ/
(ِ)َِ/
أليس رسوؿ اهلل عرض مخبران ...لمن سألتو الكشف عن حالها األخرل
كال زلت بحران في المعارؼ كلها ...كبران كبدران في سماء بني الزىرا
(تمت كهلل دره)(ُ).
[(ُْٕ )/حسين بن محمد جحاؼ الحبورم](ِ)
(…-قبلُُْٔ ىػُّّٕ-…/ـ)
[نسبو كنعتو]
السيد حسين بن محمد شعباف الجحافي الحبورم(ّ) ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ:
"ىو أديب شهير ،ركض أدبو نظير ،طويل الباع ،مديد النفس ،كأف خاطره جذكة قبس ،رمى
الغرض فأصاب ،كدعا كل معنى فأجاب ،جميع شعره عجيب بديع ،ترتع منو األذىاف في ركض
مريع ،كسأكرد طرفان مما ينشيو ،كأشرح خاطرؾ في ركائع ما يوشيو ،لتقف منو على ركض
أضحكو الوابل كتوشع من البياف بخمائل فمن ذلك قولو متغزالن(ْ):
ىل عائد كقتنا الرقيق ...كعيشنا الناعم األنيق
إذ دىرنا أخبر الحواشي ...طلق المحيا بنا (رقيق)
يدني لنا كلما افتر حسنان
\ ...كأنو الوالد الشفيق
زماف لهو بو ظفرنا ...ما العيش من بعده يركؽ
زماف جادت يد التبلقي ...بجمعنا كاشتفى المشوؽ
يا ذلك العيش إف قلبي ...لسلوت عنك ال يطيق
لقد (ثوت) منك في فؤادم ...ذكرل لها في الحشا حريق
يشبها مر كل ريح ...لها الحمى نحونا طريق
سقى حمى المنحنى عريض ...لقطرة كابل مريق(ٓ)
كجاد سفح العقيق ريان ...فحب ذا السفح العقيق
أحبابنا كالنول بعرؼ ...كالدىر في صرفو عقوؽ
متى متى تجمع الليالي ...شملي بكم أيها الفريق
__________
(ُ) من (ب) ،كساقط من (أ) ،كلعل الناسخ أثبتها.كاهلل أعلم.
(ِ) * صفوة العاصر(خ) ،نسمة السحر (خ) ،المطبوع (ِ )ٓٗ-ٕٓ/طيب السمر للحيمي
(خ) ىجر األكوع (ُ)ِْٕ/كمنو طبقات الزيدية (خ).
(ّ) ينتهي نسبو إلى الحسن بن محمد المعركؼ بجحاؼ.
(ْ) نسمة السحر (ِ ،)ٖٓ-ٕٓ/نشر العرؼ(ُ.)ِْٔ/
(ٓ) في نسمة السحر(ُ ،)ٕٓ/نشر العرؼ (ُ ،)ِْٔ/بعد البيت بيتين آخرين ىما:
كجاد سفح العتيق ريٌان
فى ىحبَّذ السفح كالعقيق
أحبابنا كالنول تعوؽ
كالدىر في صرفو عقوؽ
(ِ)ُِ/
(ِ)ِِ/
كلم ىأر يومان مثل يوـ فراقنا ...أالح لحتفي صبحة كشقائي
كمن شعره(ُ):
المصلى ...أىواىم يدركف أـ ال
صحب بأكناؼ ي
بانوا فبل كاهلل لم ...أرل مثلهم صحبان كأىبل[ُٗ-أ]
منها:
يا غائبوف كما أعز ...على فقدىم كأغبل
قسمان لقد كثر اشتياقي ...نحوكم كالصبر قبل
يا دىر إنك جرت فيما ...قد قسمت لنا فعدال
صيرت سهل لقائنا حزنان ...كحزف البعد سهبل
قل للذين تخيركا ...سمعناه عن قلبي محبل
كنسوا عهودم كالوداد ...كما كذا فعل األخبل
قالوا الوشاة سبل كال ...كاهلل عنكم ما تسلى(ِ)[َِ-أ]
[(ُْٖ )/الحسين بن محمد المغربي](ّ)
(َُُُُْٖٗ-ىػَُٕٕ-ُّٖٔ/ـ)
[نسبو كنعتو]
القاضي شرؼ اإلسبلـ الحسين بن محمد [بن سعيد بن عيسى البلعي]المغربي ىو إماـ العلوـ
كالنظر ،كقدكة من بدأ كمن حضر ،نشأ على طلب المعارؼ حتى أقنص شواردىا كاقتاد
أكابدىا ،ككقف على كنزىا المدفوف ،كاطلع على سرىا المخزكف.
[مشائخو]
كلو مشائخ تقدموا في الشيوخ كسبقوا في اإلتقاف كالرسوخ ،منهم القاضي محمد بن إبراىيم
السحولي(ْ) ،كالسيد العبلمة عز الدين بن علي العبالي.
[(ُْٗ )/استطراد :محمد بن علي العنسي](ٓ)
(َُٖٗ-...ىػ)
كالقاضي العبلمة المتفنن محمد بن علي العنسي(ٔ) ،ككاف ىذا القاضي محمد العنسي ممن
رزقو اهلل الجمع بين الدنيا كالعلم ،كمات في سنة ثماف كتسعين كألف.
__________
(ُ) نشر العرؼ(ُ)ِٔٔ/
(ِ) تركت بقية صفحة (َِ-أ)بيضاء كلم يثبت فيها سول الػ(ٕ) أبيات السابقة كما تركت
صفحة (ُِ-أ) فارغة أيضان كلم يكتب فيها شئ.
(ّ) * طبقات الزيدية (ّ/خ) ،طيب السمر (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ِّٔ-َِٔ/معجم
المؤلفين (ْ ،)ُٓ/البدر الطالع (ُ )َِّ/ىدية العارفين (ُ ،)ُُّ،ِّْ/مؤلفات الزيدية
(ُ ،)ٖٓ،ُُٓ/ِ( )ُٗٓ/مصادر الفكر للحبشي (َْٖ ،)ٓٗ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص
(ّّٗ) ترجمة (ُّٗ) ،الركض األغن (ُ ،)ُٕٖ/الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة
(َِٖ )ُّ/بتحقيقنا.
(ْ) ترجمتو:
(ٔ) ترجمة المؤلف( .) /
(ِ)ِّ/
[مؤلفاتو]
ككاف صاحب الترجمة متفننان في كل العلوـ محققان لمنطوقها كالمفهوـ.كمن مؤلفاتو (البدر التماـ
شرح بلوغ المراـ) في مجلدين ضخمين ،كلو رسائل كثيرة كأنظار ثاقبة ،كأبحاث نفيسة كفتاكيو
ال تحصى.
[من أخذ عنو]
كقد أخذ عنو كتخرج عليو جماعة من المحققين كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي ،كالمولى عبد
اهلل بن علي الوزير(ُ).
[األعماؿ الموكلة إليو]
ككلي القضاء بػ(صنعاء) من جهة اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين ،ككاف ذا رأم سليم كطبع
مستقيم كنظر سديد ،ككرع شديد.
[مولده ككفاتو كمراثيو]
كمولده في سنة ثماف كأربعين كألف بػ(صنعاء) ،كتوفى في سنة خمسة عشرة كمائة كألف(ِ)،
كرثاه تلميذه المولى عبد اهلل بن علي الوزير [ٕب-ب]بقصيدة مطلعها(ّ):
مصاب لو خفت من الصيد أحبلـ ...كجفت بو في سالف العلم أقبلـ
أرل القدر المحتوـ ليس يصده ...من الجدؿ المحكوـ منع كإلزاـ
كفي كل داء لئلساءة تعلة ...كسيموا بخسف حين أعياىم الساـ
كلو كاف في برج البقاء طمع لما ...تخطاه برجيس المنع كبهراـ
كال صح عن أىل الرياضات إنما ...تعاطوه للبقيا رجوـ كأكىاـ
فوا عجبان من غفلة تحت سلمها ...جيوش قصاراىا إلى الحرب إسبلـ
كال بد من يوـ تفك طبلسم ...بقولو الوافي كيندؾ أىراـ
كىي طويلة كمن شعره في مدح يم ىؤلىف صاحب الترجمة(ْ) [البدر التماـ]:
ىذا كتاب ما رأينا لو ...مجانسان في حسن تعبيره
قد جاء للمذىب فيما حكى ...عن خاتم الرسل بتقريره
حرره مجتهد عالم ...أرشد من حسن تحريره
__________
(ُ) كممن أخذ عنو :الحسين بن أحمد بن صبلح زبارة ،كالسيد المحسن بن اإلماـ المؤيد
محمد بن المتوكل كالفقيو محمد بن الهادم الخالدم.
(ِ) قاؿ الشوكاني في البدر الطالع (كتوفي صاحب الترجمة سنة ُُُٗىػ)كقيل سنة
(ُُُٓىػ) ،ينظر البدر الطالع (ُ ،)ُِّ/طبقات الزيدية (ّ/خ) ،الجواىر المضيئة
(بتحقيقنا).
(ّ) نشر العرؼ (ُ)ِِٔ/عن ما ىنا.
(ْ) نشر العرؼ (ُ )ِِٔ/عن ما ىنا.
(ِ)ِْ/
(ِ)ِٓ/
كألف في النحو كتابان سماه":اإلغراب في اإلعراب"(ُ) ككاف إليو المنتهى في علم القراءات
السبع كانتفع بو الناس كثيران ،كلكنهم لم يعرفوا لو قدره بل نزلوه منزلة آبائو فضجر من ذلك
كرحل إلى (صنعاء) فحسنت حالتو ،كدرس كأخذ عنو الطلبة.
[األعماؿ الموكلة إليو]
كلم يزؿ كذلك حتى كلي القضاء (بذم السفاؿ) من (اليمن األسفل) فبقى بها أيامان كتوفى –
رحمو اهلل تعالى-كمن نظمو قولو في حصر كصوؿ النعم(ِ):
س ً
رض ىى لديٍها النَّفائ ي
الحي ال تي ى
كهلل في النعماء أصوؿ أفاضها ...ىعلىى ٌ
سادس
ي حياة كخلق بعد ىذين قدرة ...مع الشهوة التمكين كالعقل
كقولو في حصر الواجبات على البارم تعالى على رأم أىل االعتزاؿ(ّ):
الواجبات على الرحمن يجمعها ...ست أبينها في النظم تبييًنا
لطف بياف كتمكين كذا عوض ...مع القبوؿ ثواب للمطيعينا
كقولو في حصر ما يعمل فيو بالظن(ْ):
يسار
كسبع يكتفي بالظن فيها ...فتعديل كإفبلس ي
كاشتهار كملك
جاف ...كقيمي ي كارش و
جناية من كل و
ي
كقولو في األيماف التي ال تيرد(ٓ):
كىاؾ سبعان من األيماف ليس لها ...رد كليس سواىا عند من عرفا
مردكدة تهمة تمم مؤكدة ...قسامة كلعاف كارـ من قذفا[ٖأ-ب]
__________
(ُ) ينظر :أعبلـ المؤلفين الزيدية (ترجمة ّٕٕ).
(ِ) نشر العرؼ (ُ )ٖٓٔ/عن ما ىنا ،طيب السمر (ُ.)َِٗ/
أمر مختلف حولو فالزيدية ترفض فكرة الوجود على
(ّ) حصر الواجبات على اهلل عز كجل ي
البارم تعالى أيان كاف المقصود بذلك .كفلسفة ذلك كىو الحق أف كلمة الوجوب تعني الكلفة
كالمشقة كما قرره علماء األصوؿ ،كىذا محاؿ على اهلل تعالى إذ ال يجوز بأم حاؿ من
األحواؿ إطبلؽ أك حتى التوىم في نسبة ذلك إليو تعالى عن ذلك علوان كبيران كجاءت فكرة
الوجوب على اهلل انظر الصلة بين الزيدية كالمعتزلة لعارؼ ص (ِٔٓ).
(ْ) طيب السمر (ُ ،)ُِٗ/نشر العرؼ (ُ.)ٖٓٔ/
(ٓ) طيب السمر (ُ ،)ُِٗ/نشر العرؼ (ُ.)ٖٓٔ/
(ِ)ِٔ/
كقولو في الشمعة(ُ):
كما قائم قد قاـ في نفع غيره ...على أنو في النفع قد حمل الضرا
ترل دمعو يجرم على صحن خده ...كذم و
شغف أجرل على خده نهرا
كما دمعو إال على فقد إلفو ...كلواله ما أبدل دموعان كال أجرل
يبيت عليبلن كل ما طاؿ رأسو ...كيمسي صحيحان كلما زدتو قصرا
كذكر صاحب الترجمة أيضان صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ :ىو قاض لمعت أنوار كمالو
كسطعت نجوـ أقوالو ،ملك من الببلغة طرفا كسكن بيوتان مشيدة ،كغرفان ،أغرب بها كأبدع،
كسلك فيها قويم المهيع ،كلو عدة تصانيف باىرة األفاكيف ،أباف فيها عن طوؿ باعو ،كاقتفائو
ألثار الفضل كأتباعو ،كأما نظمو فيزرم بعقود الجماف ،كيحير األلباب كاألذىاف ،ليس للبحر
لججة ،كال للبدر ثلجة ،كال للركض تأرجو ،كسأكرد من نظمو كنثره ،ما تخلب األلباب بسحره،
كيدير على األسماع سبلفة خمره ،كإف كانت فضائلو تغني عن اإليضاح ،كتسفر إسفار الصباح،
من ذلك(ِ):
شجاني كميض البرؽ في ليلة ظلما ...فهيج أشجاني كأكرثني سقما
كغردت الورقاء من فوؽ أيكة ...فلم أستطع صونان لوجدم كال كتما
أثارت غرامان في حشا الصب كامنان ...كأبكت كأنكت في جوانحو كلما
كما برح الشوؽ الشديد يهزني ...كأرتاح من نشر الحبيب إذا نما
كجرعت كأس الحب حتى كأنني ...أخو نشوة منو كلم أعرؼ اإلثما
كلما رأيت البرؽ في جنح ليلة ...تذكرت برؽ الثغر إذ الح من سلما
ففاضت شأبيب الحيا من سيوفو ...فإف قيل ما أجراه ماء فقل نيل ما
كبي دمية أرخت عليها نقابها ...كقد أرشفتني من لواحظها سهما
جفتني كمالت عن كصالي كما رعت ...عهودم كال رقت لرؽ ىول أضما
أصاخت إلى الواشي فزخرؼ قولو ...علي فأبدت من زخارفو صرما
رعا اهلل أيامان صفى لي معينها ...بقرب أناس شأكىم سامت النجما
لهم خلق أغلى من الدر قيمة ...كأطيب من نشر العبير إذا شما
__________
(ُ) نفسو (ُ ،)ِِٗ/نشر العرؼ (ُ.)ٓٔٗ-ٖٓٔ/
(ِ) نشر العرؼ (ُ)ٓٔٗ/عن ما ىنا.
(ِ)ِٕ/
إذا ما ألم الضيف أضحى مكرمان ...لديهم كأمسى مادحان يطرد الذما
[(ُُٓ )/الحسين بن ناصر المهبل](ُ)
(…ُُُُ-ىػََُٕ-…/ـ)
القاضي العبلمة الحسين بن ناصر بن عبد الحفيظ المهبل النسائي الشرفي ،ىو من بيت علم
كفضل كلو سلف مشهوركف منهم:
[(ُِٓ)/استطراد :عبد الحفيظ بن عبد اهلل المهبل](ِ)
(…َُٕٕ-ىػ…-…/ـ)
جده القاضي عبد الحفيظ بن عبد اهلل بن سعيد بن علي النيسائي ككاف فقيهان عالمان لو مؤلف
في الفقو ابتدأ فيو بذكر اللباس ألنو أكؿ ما يباشره المكلف في يومو ككمل كتاب (األكائل
للعسكرم) ،كلو شعر كتولى الخطابة بػ(زبيد) كأخذ في شرح غاية السؤؿ على مؤلفها المولى
الحسين بن اإلماـ ىو ككالده ناصر كالد صاحب الترجمة ،كقرأ معهما في شرح
المذكور[ٖب-ب] السيد العبلمة أحمد بن علي الشامي ،كالسيد العبلمة إبراىيم بن أحمد بن
عامر بن علي ،كالقاضي عبد الرحمن بن المنتصر العشي ،ككانت القراءة في سنة سبع كثبلثين
كألف.
__________
(ُ) * طبقات الزيدية (ّ/خ) ،الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ِٖٓ)ّٔ/بتحقيقنا .مقدمة
تحقيقنا لكتابو (مطمح اآلماؿ) ،طيب السمر للحيمي (خ) ،خبلصة األثر (ْ ،)ُِْ/البدر
الطالع (ُ ،)ُِّ/نشر العرؼ (ُ ،)ّّٔ-ِٖٔ/ىدية العارفين (ُ ،)ِّّ/األعبلـ
(ِ ،)ِٖٔ/معجم المؤلفين (ْ ،)ٔٓ/زىر الكمائم (خ) ،بغية المريد (خ) ،نفحة الريحانة
(ّ ،)ّٕٔ/مصادر العمرم (َِٗ ،)ِٖٖ،مصادر الحبشي (ِِٓ،ُّّ ،ٓٗ ،ِِٔ ،
ُْٔ ،)ّّٕ،ْْْ،َْٖ ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة (ّْٗ) ،الركض األغن
(ُ ،)َُٖ-ُٕٗ/طبق الحلول (ىامش (ُّ).
(ِ) ** طبقات الزيدية (ّ/خ) ،مطلع البدكر (خ) ،نشر العرؼ (ُ ،)ُّٔ/ملحق البدر
الطالع (ُُِ) ،مؤلفات الزيدية (ُ ،)ِّٔ/ِ( ،)ِْْ/الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة
(ّٕٖ)ُ/بتحقيقنا كفيو ينظر بقية المصادر التي لم تذكر ىنا.
(ِ)ِٖ/
(ِ)ِٗ/
[(ُْٓ)/استطراد محمد بن عبد اهلل بن المهبل](ُ)
(…-ؽ ُُىػ…-…/ـ)
كلو أكالد علماء منهم محمد بن عبد اهلل قرأ عليو المتوكل على اهلل :إسماعيل ككاف بليغان كمن
شعره:
كأغيد معسوؿ الشنائب كاللمى ...يسائلني عن شرح جمع الجوامع
فقلت لو كالعين تسكب عبرة ...نعم يا خليلي شرح جمع الجول معي
[(ُٓٓ )/استطراد المهدم بن محمد المهبل](ِ)
(……ََُٕ-ىػ……-……/ـ)
ككلده مهدم بن محمد بن عبد اهلل كاف من أكابر المحققين في العلم خصوصان في األصوؿ
كقد طاؿ الكبلـ كلكنو ال يخلو عن فائدة.
[عودة إلى الحسين بن ناصر المهبل]
كصاحب الترجمة كاف إمامان في العلوـ محققان كبحران متدفقان ،كتفنن فيها كألف المؤلفات
الحسنة منها":المواىب القدسية في شرح البوسية"ستة مجلدات كبار.
[تعريف بكتاب البوسية] (ّ)
__________
(ُ) ** -مطلع البدكر (خ) ،استطرادان في ترجمة أبيو ،طبقات الزيدية (ّ/خ) ،الجواىر
المضيئة للقاسمر ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،سيرة اإلماـ المتوكل إسماعيل (خ) ،سيرة اإلماـ
القاسم (خ) ،فهرس مكتبة األكقاؼ (ُٕٕٗ) ،نشر العرؼ (ُ )ّْٔ/عن ما ىنا .أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص (ّٔٗ) ترجمة (ََُُ).
(ِ) * -طبقات الزيدية (ّ/خ) ملحق البدر الطالع (ُِٕ) بهجة الزمن (خ) ،طبق الحلول
(أخبار سنة ََُٕىػ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ترجمة (ُُّْ) ،الجواىر المضيئة ترجمة ( /
)بتحقيقنا .كصاحب الترجمة توفي في ربيع اآلخر سنة (ََُٕىػ).
(ّ) * عرفة:
(ِ)َّ/
كالبوسية منظومة طويلة في الفقو كسلك في الشرح قريبان من مسلك ضوء النهار ،كاعتمد عليو
في األبحاث كبالجملة فإنو شرح يدؿ على غزارة علمو كتحقيقو كفحوليتو ،كقوة ساعده
كاطبلعو على الخبلؼ كتضلعو في علوـ الحديث ،ككاف ساكنان بالشرؼ كلو تبلمذة كأتباع
كثيركف ،كقد ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ :ىو من حملة العلوـ كالمعارؼ المتفيئين
ظبللها الوارؼ[ٗأ-ب] آيات فضلو باىرة الشفوؼ ،كرياض علمو دانية القطوؼ ،كآثاره في
الفضل أقراط كشنوؼ ،كتصانيفو في تشييد المذىب أنقى من (الطراز المذىب) (ُ) ،كاتصل
بالحضرة الهادكية(ِ)فآكل من إكرامو إلى نعم سوافر كجنات كمقاصر كأضاء لو الظفر عن
نجاحو ،كأسفر لو كجو صباحو ،فحمد عقبى ذلك السر ،كتنبو جفن ىمتو من سنة الكرا ،ككاف
يقوؿ في النظم كالنثر قوالن سديدا ،كال يرىق خاطره فيهما صعودا ،كتب إلى السيد يحيى بن
أحمد الشرفي(ّ):
تقرم بركح علومك األركاح ...كبجود جودؾ في الورل األشباح
أمواجنا بك للسماح فنولوا ...أسنى المطالب كالسماح رباح
كجدكا بطور ىداؾ نور ىداية ...فلهم غدك نحوىا كركاح
كلهم إلى الواد المقدس من طول ...ذاؾ الجناب تشوؽ كطماح
من يغترؼ من نهر فضلك غرفة ...يأتيو من بركاتها اإليضاح
فلذاؾ جالوت الخبلؼ مدمر ...بسيوؼ طالوت العبل مجتاح
يوليك صاحبو محاسن لم تكن ...عرضان كلكن جوىر لياح
كم أكضح المعنى لنا بكبلمو ...فكبلمو (الكشاؼ) ك(اإليضاح)
فالعقل يدرؾ حسنو لما اغتدل ...من حكمو للمنطق استصبلح
كلو -رحمو اهلل.)ْ(-
أال إنما الدنيا غضارة أيكة ...إذا اخضر منها جانب جف جانب
ىي الدار ما اآلماؿ إال فجائع ...عليها كما اللذات إال مصائب
فكم سنحت باألمس عينان قريرة ...كقرت عيونان دمعها قبل ساكب
__________
(ُ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٕٔ).
(ِ) نسبة إلى صاحب المواىب حم بن.
(ّ) ترجمتو......:كينظر مطمح اآلماؿ.
(ْ) نشر العرؼ (ُ )ُّٔ/عن ما ىنا.
(ِ)ُّ/
فبل تكتحل عيناؾ منها بعبرة ...على ذاىب منها فإنك ذاىب
[كفاتو]
ككانت كفاتو شهيدان مقتوالن في شهر رجب في سنة إحدل عشرة كمائة كألف بػ(القويعة) من
(ببلد الشرؼ) ،كذلك في فتنة الساحر المحطورم ،كىي فتنة عظيمة لم يقع في اليمن أشد
منها على قصر أيامها كحصرت القتلى من قيامو في شهر رجب إلى سلخ شهر رمضاف كذلك
ثبلثة أشهر فكانت عشرين ألف كقتل من اليهود كالبانياف ما ال يحصى عدده كختن جم غفير
من (البانياف) كقتل من العلماء خلقان كثيران.
[(ُٔٓ )/استطراد :إبراىيم بن علي المحطورم](ُ)
__________
(ُ) ىجر ُٕٓٗـ.
(ِ)ِّ/
ككاف من خبره أف رجل يقاؿ لو السيد إبراىيم بن علي بن الحسن المدكمي من أكالد القاسم بن
علي العياني(ُ) كىو من أىل (الشرؼ) ككاف في ابتداء أمره متصوفان كمعتزالن عن الناس ،ثم
صار مجذكبان على قاعدة المجاذيب ،كتبعو الناس ككاف يدخل أسواؽ المغارب من (حجة)
ك(الشرؼ) كلم ينتبو عليو عماؿ تلك الجهات ،كحرـ التتن ككسر آالتو كصاؿ في األسواؽ
بذلك فطلبو عامل (الشرؼ) ،فلم يزجر بل خرج من عنده بأصحابو[ِٕ-أ] كىو يصيح
بكلمة التوحيد كيفعل فعل المجاذيب[ٗب-ب] ،ثم لحقو أصحاب العامل مجذكبين فأراد
الفتك بالعامل كانتهبو فلم يخلص بنفسو إال بعد مشقة كخرج من كاليتو خائفان يترقب ،كاختلف
الناس فيو فقيل :أدرؾ علم الطبلسم كالشعبذة كاألكفاؽ ،كقيل :أدرؾ سر الوفق الثبلثي كقصر
حجاه عن تحمل ذلك السر ،فاستعملو فيما ال يليق ،كقيل :أنو كاف ساحران كاستفحل أمره بعد
ذلك كأرسل إلى صاحب الترجمة القاضي الحسين المهبل إلى (القويعة) يأمره بالدخوؿ فيما
دخل فيو الناس من جملتو ،كيتدين بدينو كألزـ رسلو أنو إذا لم يمتثل قتلوه ىو كجميع أىلو
كنهبوا بيتو ،كأخربوا ببلده ،فلما كصل إليو الرسل كىم نحو خمسة أنفار من المجاديب فقط،
ككاف القاضي المهبل متبوعان في حشمو كأصحابو نحو مائتي نفر فأنكر أعمالهم كظن أف األمر
أىوف من ذلك كلم يكن عنده خبر أف عامل (الشرؼ) قد صار أسيران كأراد القاضي مدافعتهم،
فحملوا عليو بأصواتهم من التوحيد كالجذب فقتلوه ككلده كجماعة من أصحابو كانتهبوا جميع
ما حواه داره كجميع ما في القرية حتى لم يتركوا شيئان كانضاؼ إليهم غيرىم كحملوا رأس
القاضي إلى عند المحطورم فأمرىم بالمسير إلى (شمساف) كيفعلوف كذلك ،كفيو المشائخ
(بني المحبشي) فاستولوا على الجميع قتبلن كأسران كنهبان ،ثم دعا لنفسو بالخبلفة كأمر بالخطبة
لو في جهات (الشرؼ) جميعان ،كركب بالمظلة
__________
(ُ) ينظر ترجمة اإلماـ القاسم العياني بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٕٕ )ْٕٕ-كمصادره.
(ِ)ّّ/
ككاف يقوؿ من قبل أنو منصور المهدم المنتظر ،كجعل على الرصاص كالسبلح رصدان ،فكاف ال
يعمل فيهم ككانت الرصاص إذا بلغت إلى أحد المجاذيب أمسكها بيده كأعادىا إلى صاحبها،
كيقوؿ امسك رصاصتك ،كقويت شوكتو كعظم أمره ،كخفق (اليمن) لهذا الحادث بل
ك(الشاـ) ،حتى قيل أف ملك الركـ كتب إلى (مصر) يسأؿ عن القائم باليمن الذم ال يعمل
السبلح كالرصاص في أصحابو ثم جمع أصحابو كجعل منهم نقباء كأمراء ككعدىم بالنصر
كبأخذ (صنعاء)[ِٖ-أ] كجمع المشرؽ كالمغرب من قطر (اليمن) ،فكاف من النقباء الشيخ
الرغافي كآخر يسمى الهائم ،كالسيد زيد بن نهشل من (غرباف) ،كالسيد زيد الضاعني كابن
عيشاف ،فكاف الرغافي إلى (صنعاء) ،كالهايم إلى (حجة) كما إليها ،كالضاعن إلى (السودة)
كببلدىا ،كزيد بن نهشل إلى (غرباف) ك(شهارة) ك(االىنوـ) ك(كادعة) ،كابن عيشاف إلى
(كحبلف) ك(ظفار) ،كعقد لهم رايات كدخل جميع ىذه الجهات إلى طاعتو من ساداتها ككبراىا
كقتل في (حجة) ك(عفار) ك(كحبلف) ك(الصلبة) فوؽ ألف نفر من اليهود كالبانياف كدخلوا
(ظفير حجة) ،فقتلوا كنهبوا ككذلك فعلوا في (عفار) ك(كحبلف) ككاجهة (شهارة) إلى (كادعة)
إلى (خمر) ك(بني جبر) ك(ذم بين) ك(السودة) كما إليها ،كانتهوا[َُأ-ب] إلى (ثؤل) كلما
دخلوا إليها أبلس أىلها لكوف الرصاص كالسبلح ال يعمل فيهم فاتفق أف بعض نساء أىل (ثؤل)
ألقت على رجل من المجاذيب ركاؽ البيت خجبلن منها ألنو طلب منها أف تفتح لو الباب أك أف
يثب من األرض إليها فقتلتو بالحجر فلما رأل أىل (ثؤل) أف الحجر تعمل فيهم اشتدت
نفوسهم كثبتوا لهم فقبضوا المجاذيب بعد قتل كثير منهم كقبضوا مقدمهم الرغافي أسيران
كراحت البشائر بذلك ،كلما كصلت البشارة إلى (الركضة) أمر المولى الحسين بن علي بن
المتوكل ككاف بها أف تعلن البشرل بضرب آالت الريح ،ككاف ذلك في نصف الليل ،فحصل
مع الناس ركعة عظيمة كظنوا أف المجاذيب قد كصلوا إليهم كلم ينكشف لهم األمر إال
(ِ)ّْ/
بعد ساعة ،كقد كاف صاحب (المواىب) كصلت إليو األخبار كالكتب من عماؿ األتراؾ بظهور
ىذا الساحر المحطورم ،ككاف كصوؿ ذلك حين كصولو إلى (المواىب) ،كانتقالو من الخضراء
إليها ،فجمع األجناد العظيمة كالخيل كجهز تجهيزان لم يسمع بمثلو[ِٗ-أ] ألحد من ملوؾ
اليمن في غابر الزمن،ك أمر أكالده الثبلثة المحسن كيوسف كالصادؽ كزماـ األمر إلى المحسن
كأصحب معهم أكثر رؤساء حضرتو كجعل القاضي أحمد بن ناصر المخبلفي المقدـ ذكره
خطيب ىذه العسكر مع المشاكرة منو كالمناصحة كقد كاف جهز صاحب (المواىب) من قبل
ذلك المولى يحيى بن علي بن المتوكل فأسره المحطورم كأسر معو المولى إسماعيل بن
الحسين بن المهدم كأشرؼ في أسرىما على الهبلؾ كخلصا بعد اليأس ككاف لو غدارة يقوؿ
أنها ىي التي تأمره بإزىاؽ النفوس كانتهاؾ المحارـ كانتهاب األمواؿ كالمثلة بأىل الذمة ،فكاف
المولى يحيى بن علي يسمع تلك الغدارة تصل في غمدىا ،فلما كصل ذلك الجيش الجرار إلى
(ريمة ابن حميد) لقيتهم األشراؼ المجاذيب التي قد كاف أىل (ثؤل) قد أسركىم كىم نحو
الثمانين فأمر المحسن بإعادتهم إلى (باب صنعاء) كضرب أعناقهم ،ثم تقدـ الجيش إلى
(عمراف) كبثوا الطبلئع من ىناؾ للقتاؿ كلما كصلوا إلى (عفار) لقيهم الهايم مأسوران ،فأمر
المحسن بقتلو صبران ،ثم استقرت األمراء في (صبرة).
[حصن مدكـ]
(ِ)ّٓ/
ككاف المحطورم قد تحصن في (حصن مدكـ) من ببلد (حجور) ،كىو حصن عظيم ،كمنو
تحرؾ علي بن أحمد الصليحي(ُ) الباطني الذم قتل اإلماـ أبي الفتح الديلمي(ِ) ،ككاف
المحطورم قد جمع أمواالن جليلة ال تحصى بعد كسبلح كثير كعمر في الحصن بيتان حصينان،
كلديو من أصحابو خلق من القبائل ،ال ينحصر(ّ) ككاف قد استماؿ قلوب القبائل كنمق لهم
األكاذيب كزخرؼ األقواؿ الباطلة كأنو يعرؼ المحق من المبطل ،كلو سيف سماه سيف
االنتقاـ ال يقطع إال في العصاة ،كبالجملة فإنو فعل من التمويهات كالخرافات ما حمل العواـ
على فعل أنواع المفاسد كاقتحاـ المهالك كالقياـ التاـ معو كالقتاؿ بكل ممكن ،كأعظم من
ناصره من القبائل أىل (عاىم) ك(ضاعن) ك(الجعافرة) ك(بنو حماد) كأىل (الجميمة) ك(بنو
جديلة) ك(ظليمة) ك(عذرين) كبعض (العصيمات) كالكثير من (كادعة) كما كاالىم من تلك
الجهات ،كمنعوا عنو كأقاموا جمعتو كجماعتو فحطوا على (حصن مدكـ) كقاتلوا ككقعت بينهم
مبلحم يطوؿ شرحها كأبلى المتوكل على اهلل :القاسم بن الحسين ببلء عظيمان كباشر القتاؿ
بنفسو ككاف من جملة األمراء كتابع صاحب (المواىب) لهم المدد كأمدىم بالجيوش ككاتر
إليهم العدد كاألمواؿ كالكتائب كقاـ[َّ-أ] القياـ الذم يعجز عنو الملوؾ كأنفق لكوكان من
األمواؿ ال تنحصر بعد ،كلما ضاؽ الخناؽ بالمحطورم ىرب من الحصن كحجب بسحره نفسو
عن أف يراه أحد مع إحاطة الجيوش بالحصن إحاطة الهالة بالقمر ،كذلك في آخر شهر رمضاف
من السنة المذكورة ،كقصد ببلد (الشاـ) فوصل إلى ببلد (سحار) ك(آؿ عمار) ،كقد كانوا
توجهوا قاصدين إليو فسحرىم كأخبرىم أنو صلح لو (اليمن) ،كأنو داخل إلى
__________
(ُ) ينظر ترجمتو.
(ِ) ىو اإلماـ الناصر لدين اهلل أبو الفتح الناصر بن الحسين بن محمد الديلمي .لمزيد حوؿ
ترجمتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ْٕٗ )ُٕٓ-ترجمة (ُّٖ).
(ّ) في (ب) كرد بعد اللفظ ال ينحصر ما لفظو"كنمق لهم األكاذيب كزخرؼ لهم األقواؿ".
(ِ)ّٔ/
(الشاـ) لصبلحو فظنوا صدقو فتلطف أمير صعدة المولى علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم،
ككاف داعيان بها إلى نفسو ،كاستنقصو إليو ،كقد كاد أىل جهتو أف يسلموه إلى المحطورم لما
خامرىم من شدة العقيدة ،كلما حصل عنده ،طلب العلماء كاألعياف كمشائخ الببلد ،كسألو عن
سبب إزىاقو للنفوس كقتل العلماء كاستحبلؿ المحرمات فلم يجد عنده سول أنو جاىل
كأجاب بأنو لم يقم إال ألجل التتن كالبانياف ،ثم ككل بحفظو كأمر بو إلى السجن كصبر حتى
دخل أىل اليمن للحج في شهر شواؿ كقتلو ذبحان كصلبو كأرسل إلى صاحب (المواىب)
ين ظىلى يموا ً َّ ً ً ً
بغدارتو كأعلمو بقتلو فلم يعجبو تولي صاحب (صعدة) لذلك {فىػ يقط ىع ىداب ير الٍ ىق ٍوـ الذ ى
ين} ،ككجدت مع أصحاب المحطورم أكراقان صغيرة مكتوبة بالعبراني ً ٍح ٍم يد لًلَّ ًو ىر ّْ
ب ال ىٍعالىم ى ىكال ى
حركفان مقطعة كعلى أسطر الكتابة محيط صغير ،ككانوا يفعلونها في قلنسواتهم كزعموا أنها
كانت إذا ذىبت من على رؤكسهم حاؿ القتاؿ أمكنهم قتل المقاتل منهم ،كبعد ذلك صلحت
تلك الجهات كذىبت تلك العقيدة كفي ذلك يقوؿ السيد أحمد بن أحمد اآلنسي الشاعر في
قصيدة طويلة جدان مستهلها(ُ):
ما بعد إبراىيم إبراىيم من دينو ...كىو الحنيف قويم
نسخت شرائع سحره بمحمد ...كلكل رجاؿ يقوـ كليم
أيطاكؿ الدجاؿ مهدم الهدل ...كبكفو سيف المسيح زعيم
منها:
أيظنها تنجيو عنا صعدة ...كسنانها بوريده مسموـ
كيف النجاة لهارب من ذنبو ...كلو أمير المؤمنين خصيم
من كاف داء البغي فيو فإنما ...بالسيف يشفى كىو منو أليم
منها:
عجبان لدجاؿ دعى من مدكـ ...كأجاب صوت ندائو األىنوـ
ككذا أجاب بنو حماد صوتو ...الجنس منو لجنسو مضموـ
كمن ذلك قوؿ األديب السمحي(ِ):
ركعت إبراىيم ملة أحمد ...كأطعت فيها كل غاك مفسد
__________
(ُ) نشر العرؼ (ُ )ْٕ/عن ما ىنا.
(ِ) ىو األديب سعيد السمحي اآلنسي .ينظر ترجمة المؤلف( ،) /نشر العرؼ (ُ)ْٕ/عن
ما ىنا.
(ِ)ّٕ/
(ِ)ّٖ/
(ِ)ّٗ/
كلد صاحب الترجمة بػ(صنعاء) سنة ثمانين كمائة كألف ،كنشأ في حجر كالده أحد الحكاـ
بػ(صنعاء) المشهورين كالقضاة المعتبرين ،كقد تقدـ ذكره في حرؼ الهمزة(ُ) ،فحقق الفقو
على كالده كحفظ (متن األزىار) غيبان ،كقرأ عليو جميع شرحو كما عليو من الحواشي ،كقرأ في
(بياف ابن مظفر) كحقق النحو ،كالصرؼ ،كالمعاني ،كالبياف ،كاألصولين ،كالمنطق ،كالحديث،
كالتفسير ،كجميع ما يتعلق بهذه العلوـ من الحساب كالمساحة ،كقرأ فيها على مشائخ عصره
إال أف الذم أخذ عنو كثيران كتخرج عليو كالزمو ىو القاضي العبلمة الحسن بن إسماعيل
المغربي(ِ) كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني(ّ) ،فأما القاضي الحسن المغربي فقرأ
عليو في (المطوؿ) كحواشيو كفي (الكشاؼ) من أكلو إلى أخره ك(حاشية السعد) عليو كفي
(البدر التماـ شرح بلوغ المراـ) للمحقق ك"شرح الرضي في النحو" ك"شرح مختصر المنتهى
للعضد في األصوؿ الفقهية" كحاشيتو للمحقق المغربي كفي "شرح القبلئد
للنجرم"كحاشيتو[ّْ-أ].
كأما شيخنا القاسم بن يحيى الخوالني -رحمو اهلل -فترافقت أنا كصاحب الترجمة في القراءة
عليو في (شرح الغاية) للمولى الحسين بن اإلماـ كحاشيتها لسيبلف كانفرد في القراءة عليو في
(صحيح مسلم) ،كأجاز لو شيخنا العبلمة عبد القادر بن أحمد(ْ) كقد حصل صاحب الترجمة
بخطو الحسن البديع عدة مجلدات من الكتب الكبار كالصغار.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)َْ/
كألف مؤلفات حسنة منها حاشية على "شرح الركض الناظر في آداب المناظر" للعبلمة الجبلؿ
كمنها" :شرح على اللغو المشهور "للمولى إسحاؽ بن يوسف المتوكل كمشاه في الركح كنقل
كبلـ أئمة المعقوؿ كالتصوؼ في ذلك كاعتمد كبلـ الغزالي كقد تقدـ ذكر ذلك في ترجمة
المولى إسحاؽ(ُ) كىو اآلف في تأليف شرح نفيس جدان على مجموع اإلماـ زيد بن علي عليو
السبلـ خرج فيو األحاديث كشرحها كاستنبط األحكاـ المأخوذة منها كذكر أقواؿ العلماء في
مسائل الخبلؼ فيما عارضها من األحاديث في الجمع أك الترجيح كبالجملة فإنو دؿ على طوؿ
باعو في التحقيق كرسوخ ملكتو في القواعد كشدة إتقانو لؤلصوؿ كحسن نظره كصناعتو في
االستنباط[ّٓ-أ].
كأما ما لو من المسائل كاألنظار كالفتاكم فشيء كثير كىو اآلف زينة في الزمن ،كحسنة من
محاسن (اليمن) ،كقد عرض عليو القضاء فأباه كلم يلتفت إلى شئ مما تعلق بو أقرانو من أبناء
القضاة كلو شعر حسن كنثر مستحسن جمعهما إلى علمو كفضلو فمن شعره ما كتب إلى سيدم
بدر الدين بن ىاشم بن يحيى الشامي -رحمو اهلل تعالى -كذلك في سنة ست كمائتين كألف
كمستهلو:
زعم الواشوف في الحب جناحا ...كيف يسلو من ىول البيض المبلحا
كيف يسلو من إذا ىب الصبا ...سلبت منو فؤادان مستباحا
كأنار البرؽ كىنان خالو صارمان ...كالى على القلب الجراحا
أكرؽ الورؽ على أفنانها ...كتغنت ظنو شجوان فناحا
لست أدرم ىل تباريح الجول ...لم تجد غيرم مناحان كمراحا
أـ كذا المشتاؽ في حاالتو ...ال يرل في دىره قط ارتياحا
لج في تبريحو لما رأل ...في ابتساـ الثغر طلعان كأقاحا
كتجلو عن خدكد غادرت ...جل نار الورد ىزكان كمزاحا
أسبلوا فرعان كليل فاحم ...ثم قالوا بعد ىذا ال صباحا
ماست األغصاف لينان مثلما ...القت القضباف بالركض الرياحا
نهلوا من خمر كأسات الصبا ...حين لم يرتشفوا في الطاس راحا
أيها الجيرة في ذم سلم ...كاألكلى عن صبهم بانوا انتزاحا
(ِ)ُْ/
(ِ)ِْ/
(ِ)ّْ/
فالدمع يجرم على الخدين مستبقان ...كأنو عقد نظم منو منسوؽ
ما للعجائب خبل منو عاطلة ...من الدرارم تشنيف كتطويق
نظم كأف معاني السكر تسكنو ...للكوف من كونو رقص كتصفيق
كمنها في المديح… :
كللمدامة نذر من خبلئقو ...فالعصر من ذاؾ مصبوح كمغبوؽ
منها:
فالسعد كالفخر في التحقيق خادمو ...في كل فن كما قامت بو سوؽ
فكيف كبعد إبدار كقد نشرت ...لو من العلم كالتقول صناجيق
كارضعتو العبل أخبلؽ درتها ...شيخان كحط السول منها أفاكيق
منها:
كعمدة القوـ ما أكاله من نظر ...لفكره في دجى األشكاؿ تشقيق
فليس البن رشيق حسن فطنتو ...كليس البن دقيق العيد تدقيق
فكيف أثنى على شمس الضحى كلها ...على المساكن تغريب كتشريق
ماذا أقوؿ كقولي قد غدا ىدران ...كما يصوت في أسماعنا البوؽ[ّٗ-أ]
إف قلت أنوارىا في الكوف ىازمة ...جيش الظبلـ فذا في العين تحقيق
أك قلت قد سمت األفبلؾ في شرؼ ...فليس ينكر ىذا القوؿ مخلوؽ
منها:
قس الفصاحة بل قيس الرجاحة ...بل كعب السماحة مفهوـ كمنطوؽ
جم الفضائل بل ثم الفواضل ...بل عين األماثل حلو القوؿ منطيق
بدر الدياجر نظاـ الجواىر ...حساف األكاخر إف أعيت مناطيق
كلصاحب الترجمة كقد رأل في رأسو شعرات بيضاء فقاؿ:
يقولوف ما ىذا المشيب الذم نرل ...عليك كفي العشرين عمرؾ غالبو
فقلت إذا ما النفس رامت ظبللها ...شياطينها كانت رجومان ثواقبو
[نجوـ اىتداء في ظبلـ شبيبتي ...إذا حير السارين فيو غياىبو]
كأف بياض الشعر منذ حل مفرقي ...كأسوده ليل تهاكل كواكبو
…منها:
تأملت في نظم القريض كما مضى ...عليو األكلى سنوا لنا السنن الحسنى
فلم أرل إال ناقبلن لفظ شاعر ...ببل حشمة أك من يغير على المعنى
( [كفاتو]
"كتوفى –رحمو اهلل -في شهر جمادل األكلى سنة ُُِِأحد كعشرين كمائتين كألف[َْ-
أ] ،قبل كالده بثبلث سنين"(ُ) ).
__________
(ُ) ما بين " " ساقط في (أ) أما (أ) فقد تركت بقية الصفحة (َْ) بياض.
(ِ)ْْ/
(ِ)ْٓ/
األديب الحسين بن علي بن موسى الخياط الصنعاني الشاعر الظريف ،األديب ،ترجم لو
صاحب النسمة كقاؿ :ىو معاصر اآلف يكتسب بالخياطة مطبوع في الشعر كعبد القادر الخيمة
كنظراه ،كىو مقل مجيد كإنما تحسن من العقود الفريد ،فمن مشهور شعره الذم شاع لو في
كصف المعصوبة كىي نوع من األطعمة مشهورة عند أىل صنعاء كالكسار كاف خبازان معركفان
بصنعاء ،ككاف ذلك في سنة ستة كثبلثين كمائة كألف ،حين كقع القحط في صنعاء كأكثر جباؿ
اليمن ،كىلك أكثر الناس من الجوع كخلت القرل من أىلها ،ال سيما ببلد حجة كالظفير
كالعتين كالمحويت كالرجم ،فلم يبق منهم إال اليسير كأكل الناس الميتة ،كاستول سعر
الحبوب جميعها ،كبلغ سعر القدح ثمانية قركش كبذؿ أىل اليسار ما معهم كتصدقوا بو كأخرج
المتوكل جميع ما في مخازينو مما يأكل من يسكر كعسل كتمر كحلويات ،فقسم [جميع] ذلك
على الفقراء في أزقة صنعاء ،ثم أقبلت الخيرات من أكؿ سنة سبع كثبلثين كاستمر الخير حتى
بلغ سعر األربعة األقداح الحنطة بقرش ،كستة أقداح من الذرة بقرش ،كثمانية أقداح من الشعير
بقرش ،فسبحاف اهلل رب العالمين كمما قالو الخياط:
صاح صاح الهزار في األشجار ...كتجلى الصباح باألنوار
فانتبو للصبوح قد رقم الظل ...كأمحت أسطر النجوـ السوار
كالرحى في الصباح قد أطربتنا ...بسماع يغني عن األكتارم
فارتشف قهوة من البن تغني ...عن سبلؼ الرحيق في األبكار
كإذا ما أردت كصل حبيب ...فانهض مسرعان إلى الكسارم
تنظر القرص طالعان في يديو ...مستديران كمثل شمس النهارم
بياض مرقم بالسواد ...كبياض الخدكد حوؿ العذارم
ككعوب عليو تزىو فتغني ...عن كعوب الخرائد األبكار
أنا في حبو عميد معنى ...قد حلى لي تهتكي كاشتهارم
ال تلمني في حبو يا عذكلي ...قد رأيت الصواب خلع العذارم
ما نقي الخدكد إال نقيان ...عند أىل الحجا كأىل الوقار
رب معصوبة ألذ لقلبي ...من كصاؿ الخرائد األقمار
(ِ)ْٔ/
(ِ)ْٕ/
كعلى الجملة فمحاسنو كثيرة كشعره القديم في غاية اإلجادة ،ثم ضعف جدان أك جاء بالساقط
كأسهب على غير قياس ،ألمر جرل لو كىو أنو سقاه بعض األطباء مسهبلن أخرج لو كل رطوبة
في بدنو فلبث ثبلث عشرة سنة ال يذكؽ فيها نومان ،فاختل مزاجو كبرد شعره ،ككاف يشكو من
ذلك الطبيب ،كأنو صنع ذلك عمدان يريد ىبلكو لمقطوع ىجاه بو ،ثم أفاؽ من ذلك العارض،
كاقتصر على مدح المتوكل القاسم بن الحسين كأجزا لو الكفاية.
[كفاتو]
ثم عاكده العارض ،فانقطع ثمانية أشهر حتى توفاه اهلل تعالى في جمادل األكلى سنة أربعين
كمائة كألف ،كمن جيد شعره المتأخر ما قالو فيمن أرسلو المتوكل لقسمة تركة صاحب المواىب
كزعم الناس أنو ظفر بنفائس اصطفاىا لنفسو ،كمنها مفارش ركمية ككسوة الكعبة ،كأنو أدخلها
إلى (صنعاء) على جماؿ ،كىو إذ ذاؾ يعمر داران لو فقاؿ صاحب الترجمة:
صفي الدين كافا بعد عزـ ...مطيعان أمر موالنا اإلماما
كحث إلى حما صنعاء جماالن ...عليها كسوة البيت الحراما
ككاف صاحب الترجمة يحضر حلقة الفقيو الصالح بن حسين الظهرين(ُ) في مسجد موسى(ِ)
كىو يقرأ في (متن األزىار) جماعة من الصغار ،ككاف فيهم مليح فقاؿ صاحب الترجمة:
يا قاريان في حلقة الظهرين ...علما كقد أىلكتني بالبين
ما قاؿ في األزىار في صب إلى ...أزىار خدؾ ناظران بالعين
كحميتو عنها بسود لواحظ ...مكحولة بالسمر كالسيفين
ىل جائز للمستهاـ جنيها ...للشفاه بالتقبيل قبل الحين
كإذا أبيت عن الجواب جهالة ...فاسأؿ حسينان عن جواب حسين
كقد أجاب عنو بعض أدباء عصره فقاؿ:
إف صح دعول المستهاـ بأنو ...بالبين يخشى من دنو الحين
أك أف يطوؿ سقامو كشفائو ...في كرد خد يجتنى بالعين
فالضم كالتقبيل عندم جائز ...إف كاف فيو برء داء حسين
كركاية األزىار تجوثن اللقا ...كالضم بين الجنس ال الجنسين
ما لم يقارف شهوة كخبلفو ...يركم بإسناد إلى الشيخين
__________
(ُ) ترجمة قاطن.
(ِ)ْٖ/
الفقيو حسين بن علي الحداد ،كاف شاعران أديبان ظريف المجاؿ ،لطيف المحاكرة ،ككاف يعمل
في الخز كالحرير ،كينسج منهما ماال ينسجو من الزىر الركض النظير ،ترجم لو صاحب الطيب
كقاؿ :إنو كفد على كالده إلى (كوكباف) ثم اجتمع بو في مدينة إب بعد برىة من الزماف ،كأكرد
من شعره قصيدة كتبها إليو كمستهلها:
خطرت فأزرت بالقنا السمر ...كزىت بطلعتها على البدر
سحارة األلحاظ فاتنة ...تسبي النهى بطبلسم السحر
كخدكدىا كالركض مشرقة ...بالورد مطلوالن كبالزىر
ناديتها رفقان بذم كلف ...أضماه طوؿ البين كالهجر
فتمايلت بالقد كابتسمت ...عن سلك منظوـ من الدر
ىل يا رفاؽ منكم أحد ...أشكو لو كأبثو سرم
فهي التي بسيوؼ مقلتها ...سفكت دمي ظلمان كلم تدرم
يا الئمي في حبها أبدان ...ال انتهى كزرم على ظهرم
كاللوـ لوـ كالنصيحة قد ...تفضي بصاحبها إلى الشر
فلعلها بالوصل تسمح لي ...كأناؿ ما أملت بالصبر
أك ال ألتفت لمدح من شرفت ...منو المراتب في ذكم الفخر
[(ُّٔ )/الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمي](ُ)
(َُُْ-...ىػ...-.../ـ)
[نسبو كنعتو]
القاضي الوزير الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمي ،كاف من نببلء الزماف كفحوؿ الرجاؿ،
حسن الرأم جيد الحفظ بديع اإلنشاء ،مستجمع األدكات ،مشاركان في العلوـ صاحب دىاء
كألمعية ،كنظر في العواقب.
[األعماؿ الموكل إليو]
كزر للمهدم أحمد بن الحسن في (الغراس) ،كىو حديث السن ،ثم كزر لصاحب المواىب
كىو في الحضر كاستفحل أمره ،كتأثل كجمع فأكعى ،ثم تغير عليو كنكبو كصادره بقبض أمواؿ
جليلة القدر ،حتى قيل أنو قبض من مالو نصف كر كذلك خمسوف لحا كقيل أيضان أف ذلك
مخرج الدنانير الذىب كاهلل أعلم.
__________
(ُ) **
(ِ)َٓ/
ككاف القبض عليو في سنة خمس كمائة كألف ،كالسبب في ذلك كيد أعدائو لو عند صاحب
المواىب بسبب مشورة فاتهمو بذلك ،ككاف قد أراد قطع رأسو فشفع فيو أخوه المحسن بن
المهدم فقبل شفاعتو ،كحبسو بػ(ثؤل) ثم نقلو إلى كمراف ،ثم نقلو ثالثان إلى بعداف ،كأطلقو أخيران
فلزـ بيتو كعكف على الكتب ،ككاف قد جمع منها خزانة ال تحصى كثرة ،ككاف كاسع المعيشة
بعدما احتيط على أموالو ،ككاف يدخل إلى صاحب المواىب مع عامة أصحابو.
[األعماؿ الموكلة إليو ككفاتو]
كاستشاره في آخر األمر بعد ذلك حين جهز المتوكل على اهلل إلى الببلد القبلية ،بعد أف عرؼ
أف تجهيزه عائد إليو بالنقض ،كأف المتوكل قد امتؤل قلبو منو ،فأشار عليو صاحب الترجمة
بتوجهو للذىاب معو كرفع الحقيقة إليو ،فأذف لو بذلك ،فكاف ذلك الحاجة التي في نفس
يعقوب ،فوزر للمتوكل ثم كزر لولده المنصور كاستشهد في أكؿ خبلفتو سنة أربعين كمائة
كألف ،في الوقعة التي كانت بعصر حين قتل المنصور النقيب علي األحمر ،كلعلو يأتي تفصيلها
إف شاء اهلل تعالى ،كقبر بمسجده المعركؼ بصنعاء ،كشعره قليل فمنو ما كتبو إلى صاحب
(طيب السمر) ،كقد أىدل لو كتاب (الحساـ المرىف في تفسير غريب المصحف) كىو قولو
من أبيات:
يا أيها القاضي الكريم كخير من ...ساد الورل كصل الحساـ المرىف
أثنيت في مؤل عليك فأصبحت ...تثني عليو في المقاـ المصحف
هلل درؾ إذ بو أتحفتني ...فلقد حبيت بما حباه المتحف
[(ُُْٔ)/حسين بن عبد اهلل بن محمد الشرفي الكوكباني](ُ)
الفقيو حسين بن عبد اهلل بن الحسين بن محمد بن صبلح الشرفي الكوكباني ذكره في الحدائق
فقاؿ :لو شعر عجيب ،يرتاح الكئيب ،سلك فيو كل طريق ،كخاض كل بحر عميق ،كلو في
الموشح اليد الطولى كالقدح المعلى ،ككاف حسن المجالسة ،لطيف الموانسة ،ككاف كاتبان
للعسكر بكوكباف أياـ المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ،كلو فيو مدائح كمدح أكالده.
__________
(ُ) * الحدائق المطلعة (خ).
(ِ)ُٓ/
(ِ)ِٓ/
المولى ضياء الدين أبو محمد زيد بن محمد بن الحسن بن اإلماـ المنصور باهلل :القاسم بن
محمد كبقية نسبو تقدـ.
[نعتو]
إماـ العلوـ العقلية كالنقلية ،كسلطاف المعارؼ األصلية كالفرعية ،سيد المحققين ،كالمتأخرين
عبلمة الزماف.
ترجم لو صاحب النسمة فقاؿ :فاضل تزين العصر بوجوده تزين المشرؽ بالفجر ،كحمل لو
الحد على المعنيين بين أفاضل الدنيا لواء الفخر ،كتبسمت بفضلو العليا تبسم ثغر الركض عن
شنف القطر ،كدبت علومو إلى تبلمذتو دبيب عذار الظل في كجنة الزىر ،كأصبح الزىر من
نتائج فكرتو الزكية ،إلنبائو قابسان كلو كمضت برقو من أشعة علومو باليمن أضائت قابسان ،كأيقن
أنو مجدد إذ ذقنا من حديث العتيق ،كتنزىنا من علومو بين رياض كردية ليس لها سواه شقيق،
كم ركت فكرتو البن معين(ُ) كالواقدم(ِ) ،فأركت الصادم(ّ) ،ككم قر بعين نوالو من المو
على كثرة دكرانو حي العيس كالحادم ،إلى أدب يتكدر بحسنو عيش الصفي(ْ) ،كيتمنى
حبيب الطائي(ٓ) لو قيل سماعو طوم ،كشعران كأنو عذبات الباف ،كمن لها أف يتحلى بعذباتو
التيجاف ،كددتو على أطواقها الورقا ،كحسدتو الرياض إذ غلبها إلى زىر الزرقاء ،فسجع المطوؽ
بنسيبو ،كثمرات األكراؽ ما يجتنيو السامع من حلواتو كطيبو ،كعلم لو رأه ابن إدريس(ٔ)
العترؼ البن محمد ،كلو أدركو النعماف(ٕ) لساح كترؾ الخورنق(ٖ) كتزىد ،كلقاؿ مالك أنا
عبد ىذا النبوم المحتد ،كلود لو رآه أنو مات في المحنة أحمد(ٗ) ،جمع علمي العقل
كالنقل ،كأحاط بطريق القوؿ كالعقل ،فأصبح كىذا المجتهد المطلق ،فكم راـ شأكه أسير
الببلد ،فقصر كأما ىو فحلق ،فالمعالي إليو بعد ىذا الكماؿ أشواؽ من يعقوب إلى يوسف،
كمن ادعى بغبائتو أنو يساكيو فقل أحاديث العيافة زخرؼ ،حتى قاؿ :كأما أخبلقو فيترؾ برد
النسيم أخبلقا ،فهي أرؽ من عتاب حجلو كالزماف ،كألطف من شمائل مخضوب البناف).
انتهى.
[مولده]
(ِ)ّٓ/
قلت :ككانت كالدتو بجهات صنعاء قبل كفاة كالده بنحو أربع سنين ،ككانت كفاة كالده في سنة
تسع كسبعين كألف ،فربتو خالتو الشريفة خديجة بنت علي بن إبراىيم الحيداني(ُ) ،كىي
كالدة أخويو يحيى كإسماعيل ،كنشأ مترددان من صنعاء إلى الركضة كالجراؼ ،ككانت كالدتو أمة
حبشية ،ثم الزـ حضرة عمو المهدم أحمد بن الحسن حتى بلغ مبلغ أىل الكماؿ كلما توفى
المهدم الزـ حضرة المؤيد بن المتوكل كقرأ عليو ،ثم احتاجو المؤيد فيما بينو كبين ابن أخيو
عبد اهلل بن يحيى بن محمد بن الحسن في عمالة مخبلؼ جعفر فأقاـ بالعدين أيامان ،فكاف
يتردد إليو كثيران ،كلما مات المؤيد لزـ بيتو بصنعاء كالجراؼ على القراءة كالدرس كالتدريس.
كقرأ على عدة مشائخ من أجلهم القاضي العبلمة علي بن يحيى البرطي ،كحقق جميع العلوـ،
كمهر في كل فن ،ككاف رئيسان مبجبلن عظيمان ىمامان سريان منظوران إليو بعين التعظيم كالجبللة،
ككاف يفد إلى صاحب المواىب فيعظمو غاية التعظيم ،كيتزيا لو بزم أىل العلم ،كيحضر في
مقامو نفائس الكتب ،كيعرض عليو األسفار الجليلة كالنسخ المعظمة ،كال يواجو لو إال كقد
جمع خزائن كتبو في المقاـ ،كجعلها عن يمينو كشمالو كقدامو ،ككاف يخاؼ من قيامو كمبايعة
أىل صنعاء لو ،كىم بحبسو فقاؿ لو بعض خواصو :إف صاحب الترجمة ليس لو اىتماـ كال
غرض إال نشر العلوـ ،كإفادة الطالبين ،كإنك إذا حبستو تحدث الناس عنك بأنك حسدتو على
العلم ،فتركو ،ككاف لصاحب الترجمة شهرة في جميع الببلد ،كحظ باىر كمقامو محفوؼ
باألكابر كاألعياف كالعلماء ،كمدحو أدباء العصر ،كقصده الفضبلء كأخذ عنو العلماء ،كانتفع بو
الخلق كنبل أكثر من تخرج عليو ،كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي ،كالمولى أحمد بن عبد
الرحمن الشامي ،كالمولى محمد بن إسماعيل األمير ،ككلده المولى محمد بن زيد كغيرىم.
[مؤلفاتو]
(ِ)ْٓ/
كلو مؤلفات عدة من أجلها (شرحو على اإليجاز) الذم لم يؤلف مثلو في األعصار
كسماه(:المجاز إلى حقيقة اإلجازة كاإليجاز) ألفو الشيخ العبلمة لطف اهلل بن محمد الغياث
لخص فيو تلخيص للقزكيني كخلصو عما يرد من االعتراضات كىذبو تهذيبان بالغان ،كحذؼ
الشواىد كزاد فيو جميع القواعد التي في المطوؿ ،فجاء كتابان نفيسان عديم النظير كثير الفائدة
مع صغر حجمو ،ككثيران ما كاف شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ البرىاف إبراىيم بن عبد القادر
المقدـ ذكره يحض طلبتو على حفظو كينوه بشأنو كيرغب في العناية بو ،كحسبو في الداللة
على فضلو شهادة ىذا اإلماـ ،فشرحو صاحب الترجمة شرحان لم ينسخ على منوالو ،كال أتى
الدىر بمثالو ،كلخص فيو المطوؿ كمختصره كحواشيهما كأصولهما ،كقد ذكرت في ترجمة شيخ
اإلسبلـ البرىاف أنو لدقة عبارتو ،عسر فهمو على أكثر علماء العصر ،كلصاحب الترجمة كتاب
في الرد على صاحب النبراس سماه( :القسطاس) كبلغ فيو إلى األجل فاحترمو كلو رسالة
سماىا(:تشييد أركاف القبتين) كسبب تأليفها أف رجبلن بصنعاء يعرؼ بالقثين كاف لو عادة يجمع
أشخاصان يحيطوف بو بالجامع المقدس ثم يرفعوف أصواتهم بالجبللة ،فتحزب جماعة من
الفقهاء كعضدىم السيد صبلح بن الحسين األخفش(ُ) اآلتي ذكره ،فمنعوىم عن ذلك
كأخرجوىم من المسجد بعنف كشدد السيد صبلح في منعهم ،كقاؿ :إف ذلك شغلة للمصلين
فجرد صاحب الترجمة لنصرة القبتين ،ككضع الرسالة كجرل بين صاحب الترجمة كبين السيد
صبلح مواحشة بسبب ذلك ،كأراد البدر األمير أف يسعى بينهما باإلصبلح كيستطيب نفس كل
منهما إلى اآلخر ،ككاف صاحب الترجمة شديد التواضع لين الجانب حسن األخبلؽ ،كالسيد
صبلح كاف قليل االختبلط بالناس كثير النفور فقصده صاحب الترجمة إلى الجامع فنفر منو
السيد صبلح كلم يواجهو.
[كفاتو كمراثيو]
(ِ)ٓٓ/
كلم يزؿ صاحب الترجمة على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى في سنة ُُِّىػ ،بصنعاء
كدفن بمدرسة اإلماـ شرؼ الدين إلى جانب المنارة ،كعليو قبة كىو مشهور مزكر كأكدع السيد
العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير ضريحو ىذه األبيات مؤرخان لو:
ىاىنا عبلمة الدنيا فزر ...قبره تظفر بأنوار كتسعد
ىو سعد الدين في تحقيقو ...كىو في التحقيق عند اهلل أسعد
لقي اهلل فأرخ:
جاؿ في جنة الفردكس زيد بن محمد [ ...ا أتى تاريخو عبلمة الدنيا توفى]
كللفقيو زيد بن علي الخيواني فيو مؤرخا:
ىذا ضريح حلو خير الورل ذاتان ككصفا
فلذا أتى تأريخو عبلمة الدين توفا
كقاؿ فيو أيضان القاضي علي بن محمد العنسي مرثيان:
دجى األفق ال شمس تنير كال بدر ...كضاؽ فبل بر رحيق كال بحر
كما حجب الليل النهار فينجلي ...كينجاب عن كجو الضحى للدجا ستر
كلكنو غاب الضياء عن مكانو كقد ...طويت شمس الضحى كدنى الحشر
أمن بعد زيد تطلع الشرؽ شمسو ...كتشرؽ أقمار كيسرم بها سفر
عجبت إلسرافيل ماذا يصده ...عن الصور قد مات الورل كانقضىاألمر
ضياء الهدل ما بعد فقدؾ راحة ...فلم نتمنى أف يطوؿ بنا العمر
أرل النحو يا طبلبو عز نيلو ...فمطلبو كاهلل بعد الضياء كعر
انقاد مضركبان إليكم مثالو ...أال بعد زيد ال يلين لكم عمر
كيا طالب التحقيق في الصرؼ لم يكن ...لدنيا سول الصرؼ الذم أخذ الدىر
كيا سالكي نهج األصوؿ ركيدكم ...فقد سد ذاؾ النهج كانقطع السفر
كيا راغبان في كشف معنى استعارة ...تخبط منها في تصورىا الفكر
أتطلبنا أخت المجاز فعلمها ...كعالمها باألمس كارىما قبر
كإف لم ترد إال تلهب جذكة ...فدكنك قلبان فيو ينتقد الجمر
كيا كاقفان بين القضايا تفكران ...كقوؼ أسير ال يفك لو ستر
إذا انقادت الصغرل إليك مطيعة ...لو عادت كبرل فماؿ بها الكبر
أتسلك من علم ابن سيناء حنادس ...نعم أشرقت عصر الضياء كانقضىالعصر
كيا راحبلن قد قرر الشوؽ بعده ...فأضحى كطوؿ األرض في عينو شبر
(ِ)ٓٔ/
(ِ)ٕٓ/
(ِ)ٖٓ/
سلبوا الفؤاد فهمت للسلب
فارقتهم جسمان كعندىم ركحي
كأدمع مقلتي تنبي
كبمهجتي في سفحهم قمر
تغنيو مقلتو عن الغضب
فضح األىلة طلعة كزىت
ىيفاء قامتو على القضب
في ريقو خمر معتقة
تزرم بخمرة أكؤكس الشرب
كدعتو كالقلب متقد
كمدامعي تنهل بالسكب
كالحاؿ ينشد كالدموع دـ
دمعي عليك مجانس قلبي
كظننت أني بعد فرقتو
أقضي كجوبان عندىا نجبي
فجنحت عند تذكارىا كغدل
لي مذىبان مدح الفتى الندب
كلو من قصيدة مكاتبان بها القاضي محمد بن إبراىيم السحولي(ُ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل
تعالى:
بانوا فسالت عن خديو أدمعو ...مورؽ الجفن مغرل القلب مولعو
كقوضوا خيمان عنو كإف لهم ...مضاربان قد حوتها منو أضلعو
كفارقوه فبل يدرم أكدعهم ...أـ ركحو قد غدا جهران يودعو
كيسأؿ الركب عنهم أين أـ بهم ...حادم المطي فبل نبي فيتبعو
ما كاف يحسب تفريق الزماف لما ...قد كاف من قبل أف يقضيو يجمعو
كفيهم رشا ما زارني حدثان ...إال كنور محياه يركعو
كمنها:
كم ليلة بت أجني كرد مقلتو
كلست أدرم ما األياـ تصنعو
كال رقيب سول صبح يلم بنا
كأدمعي مستهبلت كأدمعو
أفديو من خوط باف مثمران قمران
في قلب مغرمو المشتاؽ مطلعو
كرب فتية عذاؿ تعنفني
على ىواه كال أقول فأدفعو
تغرم بتخديرىا قلبي فأنشدىا
ال تعذليو فإف العذؿ يولعو
كلو:
جمع الحسن فأضحى ساكنا بين ضلوعي
بأبي جامع حسن كصفو جارم دموعي
كلو:
نسيم الصبا إف جرت سلعان عليلة
صفى بعض ما يلقاه من سقم جسم
كإياؾ كاألخبار عما كراءه
فأصدؽ أخبار العليل من السقم
كلو في ثقيل:
كمثقل لو حل عندنا لم يكن ...فيها السكوف لمن عداه ممكنا
إف لم يكن في النار كاف عذابها ...للساكنين بها يسيران ىينا
كلو كقاؿ أنو لم يعثر على ىذا المعنى ألحد قبلو:
إف شمت كجهك في الصباح فيومو ...يوـ بكل سعادة مقركف
ماذاؾ إال أف غصن قوامك المياد ...فيو الطائر الميموف
فكتب تحتها القاضي علي العنسي:
(ِ)ٓٗ/
يا قلب قد طرت على قضيب قوامو ...كرقيت غصنان ما حكتو غصوف
محجب ...قسمان ألنت الطائر الميموف
ه كيف اتصلت بو كذاؾ
ىذين من المقطوع كالبيت الثاني للقاضي علي العنسي(ُ) –رحمهم اهلل جميعا -كقولو:
قالوا سلى قلبك يا مدعي ...قلت عن السلواف في فاتني
قالوا أشر البرؽ من نحوه ...فقلت طيب النوـ من أعيني
كمن شعره رحمو اهلل:
حمامة الوادم لقد أشعلت ...في قلب المشوؽ من الغراـ جحيما
كسقيتو كأس السجوع معتقا ...لو لم يكن منو المزاج حميما
كلو:
كمهفهف ما البدر ...عند جبينو إال قبلمو
ما زاؿ يستر ساقو ...عن مغرـ يهول التثامو
كيركـ كشفان عند ...كشف الصبح عن ليل لثامو
فيقوؿ دعني إف كشف ...الساؽ في يوـ القيامو
كلو:
نظمت دمي عقدان كتزعم أنو الياقوتا ...تتقن نظمو كتنضد
كتقلدت ظلمان بو ككأنها ...لم تدرم أف دمي الذم تتقلد
كلو:
كشادف مجتهد في الفتك بي ...يظن سهبلن في ىواه ما أجد
قلت لو أنت يا ذا مقلد ...فقاؿ ال غرك فإني مجتهد
[(ُٕٔ)/زيد بن يحيى بن الحسين بن المؤيد](ِ)
(ََُُُْٕٕ-ىػ)
[نسبو كنعتو]
المولى ضياء الدين زيد بن يحيى بن الحسين بن المؤيد باهلل محمد بن اإلماـ المنصور باهلل
القاسم -عليو السبلـ -الشاعر األديب األجل.
[مولده كمشائخو]
__________
(ِ) * نسمة السحر (ِ ،)ُْٓ-ُّْ/نفحات األسرار المكية ،مصادر الحبشي (ّّٕ)،
معجم الملفين(ْ ،)ُٗٔ/المستطاب(خ) ،األدب اليمني ص (َِٕ) ،البدر الطالع
(ُ ،)ِٓٔ/نشر العرؼ(ُ ،)َُٕ-ََٕ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َْٓ )ُْٓ-ترجمة
(ّْٗ).
(ِ)َٔ/
مولده في ذم الحجة سنة سبعة كسبعين كألف ،بصنعاء كىو أخو صاحب (النسمة) ،كقد أثنى
عليو كقاؿ :إنو انتفع بو كتخرج عليو في األدب ،كقرأ في النحو على المولى الحسن بن
الحسين بن منصور(ُ) ،كعلى القاضي الحسين بن عبد اهلل المسعودم الشبامي(ِ) كحفظ
اللغة ،كقرأ على القاضي أيضان طرفان من العركض ،ككاف ال ينسى شيء مع إتقاف حفظ ،كنظم
الشعر ،كىو في العشر من السنين ،كلما كلد ىنأ كالده بوالدتو القاضي الحسن بن علي بن
[جابر] الهبل(ّ) بقولو:
كنانة عز فوقت بالغدا نصبلن ...كغاية مجد أطلعت بالعبل شببل
كأفق فخار أطلع البدر زاىران ...ينير فيمؤل نوره الحزف كالسهبل
كركضة فضل أنبتت غصن سؤدد ...على فوؽ دكحات المكارـ كاستعلى
كنجم بو ترمي حواسد مجده ...كنجل بخير الرسل أكرـ بو نجبل
كفرع كماؿ أصلو سيد الورل ...فيا حبذا فرعان كيا حبذا أصبل
كملكان نضاه اهلل سيفان لدينو ...يقود إلى أعدائو الخيل كالرجبل
يشتت شمل الكافرين بعزمو ...كيجمع للدين الحنيف بو شمبل
كيهدـ ربع الظلم بالبيض كالقنا ...كيوسع أىل األرض من حكمو عدال
أرل اهلل منو الخلق باىر صنعو ...كصور للناس السماحة كالفضبل
كأبرزه في حلية المجد كالعبل ...جوادان إذا صلت فوارسها جبل
ليهنأ عماد الدين منو مسودان ...بو جمع اهلل السيادة كالنببل
غدا للمعالي قبلة في جبينها ...إذا كانت األمبلؾ في ساقها حجبل
كىي طويلة كأما شعره فهو ألطف من الخصور ،كأعذب من مرتشف الثغور ،فمنو ما كتبو إلى
أخيو ضياء الدين(ْ):
قم فقد ألممت صبا األبكار ...كاكتسى األفق حلة األنوار
[كاحتلى جيده قبلدة تبران ...من سنا الشمس بعد در الدرارم]
__________
(ِ) ترجمة المؤلف( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف ( ) /كما ىنأ بو الهبل صاحب الترجمة .ينظره في ديوانو ص ( ) .كينظر
نسمة السحر (ِ.)ُْٓ-ُْْ/
(ْ) ترجمة المؤلف ( ) .كينظر األبيات في نسمة السحر (ِ.)ُْٕ-ُْٔ/
(ِ)ُٔ/
دب حمر الصباح في فحمة الليل ...فطارت نجومو في الشرار
خاؿ شمس الضحى عركسان فأضحى ...ينقض الشهب قبلها كالنفار
كانجلى الزىر في الرياض فقلنا ...نقلت نحوىا النجوـ السوارم
فأجبني إلى رياض زكاهو ...قد دعتنا بألسن األطيار
ككفتنا عن مزىر كرباب ...بغناء عندليبها كىزار
فرشت تحتنا النبات كأرخت ...خيمان فوقنا من األشجار
شجر كالجاف أكراقها اللبن ...كفي جيدىا حبل األزىار
كيسل النسيم فيها من النهر ...حسامان لقطع محل الديار
فاز من بات في الربيع كأضحى ...يلتهي بالجناف كاألنوار
يعقد األنس فوؽ بعض السواقي ...تحت ظل الغصوف ذات الثمار
بين كرد كنرجس كأقاح ...كشقيق كسوسن كبهار
يحتوم فضة من النرجس الغض ...كيحظى من كرده بالنظار
إف ذكل نرجس ككرد بكاه ...ال على درىم كال دينار
ما لفصل الربيع في الحسن شبو ...غير أكصاؼ يوسف ذم الفخار
نجم أفق العبل الذم قد تساما ...عن محل الشموس كاألقمار
خلقو كالنسيم كالخلق كالزىر ...كنداه كغيثو المدرار
مفرد العصر في فخار جليو ...كسنى الشمس الح للنظار
كإماـ البياف فالكل منا يهتدم ...من سناه باألنوار
فكره خمرة فسبحاف ربي ...قد قضى للخليل برد النار
ىاكها بنت فكرة زفها الفهم ...إلى كفؤىا زفاؼ الجوارم
طالبان في صداقها صدؽ كد ...كودادم في سره كالجهار
دمت ما قاؿ باشق الركح صبحان ...قم فقد ألممت صبا األبكار
كمن شعره(ُ):
ماذا ركت لك عنو النسمة العطرة ...حتى علقت بأسباب الشجى الخطره
ىل بشرتك بوصل منو حينئذ ...فاشتقت أـ أىدت التسليم مقتصره
كما أسرت إليك الورؽ إذ ىتفت ...صبحان فأسبلت من غيم البكا مطره
تلك الحماـ حكاني نوحهن كلو ...حاكت ضنايا عدت بالصدؽ مشتهره
[بعت التصبر من كرؽ الغصوف ضحان ...أرجو فبلح الهول في بيعة الشجره
أضحت تذكر بالمحبوب ذا كلو ...ما زاره الرشا األحول كال ذكره]
__________
(ُ) نسمة السحر(ِ.)ُْٕ/
(ِ)ِٔ/
بدر من اإلنس يحكي حسنو ملكان ...كم الـ فيو شياطين المبل الفجره
ه
ككم نهى جاىل عن غصن قامتو ...كليس عندم لذاؾ القوؿ من ثمره
قبحان لو عذؿ المضنى كلو عرفت ...نفس المليح بما يلقى بو عذره
أىواه معتزالن لم يبق معطفو ...في الركض حظان ألغصاف اللوا النظره
ذك طلعة لو أطاؽ األفق حين بدت ...لما جلى شمسو يومان كال قمره
لما استقل بملك الحسن صار إذا ...كافاه مني كثير الصبوة احتقره
بالعين أسقمني كالبر ضم يد ...للخصر منك كرشف الريقة الخضره
نومي ببسمة المنظوـ شرده ...عن مقلتي كمضى صبر الحشا أثره
قد كاف قدمان يواصل كصل عاشقو ...كاآلف حل ىجير الشوؽ إذ ىجره
كلو:
ىاب عينك عاشق ال يهاب ...كبها يغلب الفتى الغبلب
ذؿ قلبي لمقلتيك كعطفيك ...كما رعنو الظبا كالجراب
أعين قد أسلتها من جفوني ...فغدت تستسقي بها األعشاب
كقواـ سئلت ىل فيو ميل ...قلت عني كما أنا الكذاب
غرني كعده كما غر يومان ...ضاميان في لظى البقاع السراب
كيف لي باللقا كدكف حما الظبي ...أسود بهم يعز الجناب
صوف عرضي كخوؼ سخط حبيبي ...صدني عنو ال الحماة الغضاب
كنت لو ترتضي أزكر كلو ...خضت سيوفان يموج منها العباب
بيدم صارـ متى ما أنتضيو ...ركع األسد من شباه الذئاب
كأضم الكعوب بيدم سنانان ...مثلما خذ باللساف أسباب
بهما أخرؽ الصفوؼ إلى أف ...أشهد البدر حولو األتراب
كالحج ً
اب َّ الحجاب
ي كيقوؿ الوشاة عند دخولي ...أين ذاؾ
عاص صبرم عن المليح كفاضت ...عبرتي كاعترل جنابي التهاب
فرؽ ما بين حالتي فللرفرفة مرقى ...كللدموع انصباب
ىمت كجدان لفاضح الغصن ...كالبدر بما ضم برده كالنقاب
قمر تختفي لدل كجهو الشمس ...كما غصن من سناىا السحاب
كلو من قصيدة كتبها إلى السيد علي بن القاسم العاذؿ(ُ):
ألمت ...إف صدىا عنكم الواشي فبل رحمت
نفس المحب من اللوـ قد ٍ
__________
(ُ) ترجمة المؤلف( .) /كينظر القصيدة في النسمة(ِ.)ُْٗ-ُْٖ/
(ِ)ّٔ/
كالعين إف شبهتكم بالمبلح فبل رقت ...كال عادىا النوـ الذم عدمت
أما الحشا فهي بالسلواف باخلة ...عنكم كلكن جفوني بالبكا كرمت
تنشي الدموع لكم عيني فقد ألفت ...تلك القريحة بنثر الدمع كانسجمت
كمن شعره(ُ):
من قدر الليث لظبي الصريم ...ذلك تقدير العزيز العليم
كمن قضا رب القنا كالظبا ...لبلبس العقد كالكم البريم
كصير لقائك في درعو ...طوع جباف في رداه الرقيم
أسير خجل قد سبا مطلقان ...خل بو سجن الغراـ الغريم
بات سليمان عن ىوائي الذم ...بت بو في مثل ليل السليم
من لي بو محجبان قد غدل ...تلقاء عيني كثول بالصميم
بالبيض كالسمر حموه كقد ...كفت رناه كالقواـ القويم
مبسمو قد عز عن الثم ...فاعجب بو كيف يعز اللثيم
حكم الهول صيرني طوعو ...كالحب قد يسلب لب الحكيم
يشبو من الوجو في شعره ...صبحان بهيان كظبلمان بهيم
فاعجبو لبدر قاـ في تمو ...كصرت كالعرجوف فيو القديم
كم من رقيب كعذكؿ لنا فيو ...ككاش قد كشى بالنميم
لم يقدر الكل على سلوتي ...كلم يبح سرم لغير النسيم
تحمل تسليمي إليهم فإف رد السبلـ ...عاد طيب الشميم
كلو في قهوة القشر الشرسي(ِ) كىو منسوب إلى شرس(ّ):
لو قهوة قشر في اإلناء بدت ...كالمسك في لونها المرموؽ كالنفس
أىدل لنا شرس منها لطافتو ...فأعجب اللطف حويناه من الشرسي
كلو في االقتباس مع التشبيو(ْ):
إذا قىػبَّلتها خجلت فيسرم
...على كجناتها البيض إحمر يار
كأف بخدَّىا مصباح نوور ...يكاد يضيء كلم تمسسو نار
كلو(ٓ):
أراد أىلي سلوم عن ىول رشا ...من سحر عينيو القت مهجتي كصبا
__________
(ُ) نسمة السحر (ِ.)َُٓ-ُْٗ/
(ِ) نسبة إلى كادم شرس بفتح الشين المعجمة ككسر الراء ثم السين المهملة مشهور بزراعة
البن كالقهوة مشهورةَّ .أما القشر فهو فهو عبارة عن قشور البن.
(ّ) األبيات في نسمة السحر (ِ.)َُٓ/
(ْ) نسمة السحر (ِ.)ُُٓ/
(ٓ) نفسو (ِ.)ُُٓ/
(ِ)ْٔ/
فصار يعصيهم قلبي الحزين كما ...أطاع أمان عليو في الهول كأبا
مؤلفاتو ككفاتو كمراثيو]
كلو ديواف شعر جمعو أخوه ضياء الدين كسماه (طلوع الضياء) كمحاسنو كثيرة ،ككانت كفاتو يوـ
عيد النحر من سنة أربع كمائة كألف ،كدفن بػ(جربة الركض) جنوبي مدينة (صنعاء) –رحمو اهلل
تعالى -كرثاه أخوه بقصيدة مستهلها(ُ):
سقى ثراؾ غزير الدمع كالمطر ...يا كارد الخلد كالمجزكف في السحر
راحوا بنعشك كاألمبلؾ تحملو ...لو يكشفوا لرأل جبريل بالبصر
كقطعت جيدىا الجوزاء من أسف ...كغرة الشهب أفق المجد في العمر
رحلت عنا على كره كليس لنا ...رجا اإلياب كما يرجى أخو السفر
أبكيتنا بدموع كالعقيق جرت ...أك كالذم ندمت عيناه من درر
كىي طويلة.
[(ُٖٔ)زيد بن علي الخيواني]
(َُُُِّٕٓ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنعتو]
الفقيو زيد بن علي قيس الخيواني الصنعاني الوالدة كالنشأة كالدار ،كاف من أعياف الشيعة
كالمحبين ألىل البيت -عليهم السبلـ -كلو معرفة تامة بعلوـ اآلؿ ،كرأيت لو جوابان على سؤاؿ
المذىب في الفقو.
[مولده]
كمولده في سنة ثبلث كسبعين كألف ،كاتصل بالمولى زيد بن المتوكل(ِ) ،ثم كلي المخزاف(ّ)
لصاحب المواىب فناؿ أىل االستحقاؽ منو النصيب الوافر بحسن مقصده ،كجرل في الدكلة
المتوكلية كالمنصورية ،مجرل النصيح ،كتعلق بعدة أعماؿ كالحساب كنحوه ،كلو شغلة في
السعي لنفع المسلمين مع حسن الخلق كسبلمة طوية ،ككاف بينو كبين المولى عبد اهلل بن علي
الوزير(ْ) كماؿ الصحبة ،كتجرم بينهما مداعبات ظريفة ،كلو باع طويل في نظم التواريخ
كحساب الجمل.
[نماذج من شعره]
__________
(ُ) مفسو (ِ.)ُْٓ-ُّٓ/
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) المخزاف :فكاف الخزف كالمقصود بذلك أنو كلي مخزاف بيت الماؿ لصاحب المواىب.
(ْ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ٔٓ/
كلو شعر كثير خصوصان في الغديريات(ُ) المتضمنة لمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -
عليو السبلـ -كمدح الخليفة فمن ذلك قولو(ِ):
لغدير دمعي في محبتكم صفا ...كحديث كجدم لم يكن فيو خفا
فأنا الذم أركم حديث غرامكم ...لم أركم فيو مصحفان كمحرفا
أفدم الذم طرفي لفرط غرامو ...لما نأ ىجر المناـ كما غفى
كيركؽ لي فيو الجناس مطرفان ...لما شهدت بو البناف مطرفا
كلخاطرم رحل بديع عندما ...عاينت قرط سالفيو غطرفا
أأرل لفرط صبابتي كلفان فما ...بالي أرل منو الوداد تكلفا
لي رتبة في الحب قد رسخت فمن ...ىذا الذم لرسوخها قد زحلفا
يا بدر أنصف مغرـ في شرح ما ...أكتيتو في الحسن صاغ مصنفا
كارحم جناح جوانح لمتيم ...أىول لقدؾ كالهزار كرفرفا
كلنص جيدؾ ما يذكرني بما ...في ذلك النص الذم عدـ الخفا
بغديرىم قاـ طو خاطبان ...بمقالة فيها أباف كعرفا
من كنت مواله فحيدرة لو ...موالن بهذا كل سمع شنفا
ىاركف موسى في جميع صفاتو ...إال النبوة للحبيب المصطفى
كمن رقيق شعره قولو:
تعلم عليك كتستحق ...أني لهجرؾ لم أطق
إف لم ترؽ لرامق ...في بحر حبك قد غرؽ
فؤلفعلن قضية ...كليحصلن كنتفق
لوال لواحظك التي ...تسطو على المضنى القلق
كنباؿ ىدب أرشقت ...بمتيم كلف أرؽ
كرماح قد أشرعت ...كم تستلين كتسترؽ
لجملة حلت بهن ...ال بالجباف كال الفرؽ
كأخذت قلبان من يديك ...سرقتو يا مسترؽ
كمن شعره(ّ):
ىذه بابل فخذ لك حذرا ...فأنا منك باللواحظ أدرل
ال تقل إف لي عليها عهودان ...سلبت قيصران حجاه ككسرل
تترآل لناظر الصب كسلى ...فلكم أبدلت لك العهد غدرا
كم أراقت دمان ككم من جفوف ...كىي عند السيوؼ أنفذ أمرا
يا خل الفؤاد خذىا كضاءة ...من محب أبلى المحبة خبرا
خذ يمينان إف جئت بانات نجد ...فلكم مهجة ىناؾ حرا
__________
(ُ) الغديريات:
(ِ) لمزيد حوؿ بعض نماذج شعره ينظر نشر العرؼ (ُ.)ٖٔٗ-ْٖٔ/
(ّ) نشر العرؼ (ُ.)ٖٕٔ-ٖٔٔ/
(ِ)ٔٔ/
علمت بالهول فظننتو سهبل ...فهي في قبضة الصبابة أسرل
أنا من ذلك الفريق فلمني ...أك فدعني كالعذر بالصب أحرل
كنت ال أعرؼ الغراـ فلما ...جئت تلك الربوع شاىدت بدرا
يتصدل لصيد كل فؤاد ...قلدكه من المهابة سرا
فتوىمتو نزاؿ كمي ...كأنا من عرفت بأسان كحذرا
فغدا كلما سللت حسامان ...شاىران من جفونو السود بترا
كلو ما ىززت رمحان طويبلن ...صاؿ نحوم و
لقامة منو سمرا
كإذا ما أردت منو فراران ...مد لي من حبائل الصيد شعرا
فأخذت األماف منو لقلبي ...ثم سلمتو ىنالك قسرا(ُ)
[(ُٗٔ )/زينب بنت محمد بن أحمد النهارية](ِ)
( ُُُْ/ىػ - /ـ)
زينب بنت
[(َُٕ)/زين العابدين بن سعيد المنوفي](ّ)
(ُُُٓ-...ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
الشيخ زين العابدين بن سعيد[بن محمد] المنوفي –بميم مفتوحة فنوف مضمومة كبعدىا كاك
ساكنة ففاء مكسورة -المكي كرد إلى اليمن مع أبيو في أياـ صاحب المواىب ،فأعجب بدرسو
ككمالو ،كلم يزؿ الجد يتناىى بو.
[األعماؿ الموكلة إليو]
__________
(ُ) كفاة صاحب الترجمة سنة (َُُٓىػ) عن (ٖٕ) سنة كما في نشر العرؼ.
(ِ) * نسمة السحر (ِ )ُّٗ-ُٖٖ/طيب السمر (خ) ،ذكب الذىب (خ) ،البدر الطالع
(ُ ،)ٖٓ/نزىة الجليس (ِ ،)ُْ/نشر العرؼ (ُ ،)ُٕٗ-َٕٗ/األعبلـ (ّ ،)ٕٔ/أعبلـ
النساء في اليمن :زينب بنت محمد النهارية .عبد السبلـ الوجيو ،معجم النساء اليمنيات ( )،
مصادر الحبشي (ّّٗ) ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُْٓ.)ِْٓ-
(ّ) * نشر العرؼ (ُ ،)َِٕ/درر نحور الحور العين(خ) ،حوادث سنة (ُُّٕىػٗ قاؿ في
نشر العرؼ :كقد ترجمو السيد اإلماـ محمد بن إسماعيل األمير في مجموع لو كأرخ كفاتو
الشيخ عبد الرحمن الجبرتي المعرم في الجزء األكؿ من تأريخو في سنة (ُُُٓىػ) كغيره،
ككفاتو بالمدينة المنورة في سنة (ُُٔٓىػ) .كستأتي بعض أخباره في في ترجمة محمد بن
إسماعيل األمير ترجمة ( .) /
(ِ)ٕٔ/
حتى كزره فأفاد أمواالن جليلة كدنيا عريضة طويلة ،ثم قامت الدكلة المتوكلية فكاف من أعيانها
كأكابر دكلتها كالموالين لها ،كأفاد أمواال عظيمة ،ككلى (بيت الفقيو ابن العجيل) مراران ثم تغير
المتوكل[القاسم بن الحسين] عليو فرجع إلى (مكة) المشرفة بثركة عظيمة كأمواؿ جسيمة،
كاحتول على كظائف جمة كاقتطع من القصر السلطاني كثيران بالبشراء على قواعد أىل
الحرمين ،كتوفى كالده بمكة في نيف كثبلثين كمائة كألف.
[(ُُٕ )/استطراد :سعد بن محمد المنوفي](ُ)
(ُُّّ-...ىػ...-.../ـ)
ككاف ىذا كالده الشيخ سعيد يقوؿ شعران متوسطان كتب إليو المولى عبد اهلل بن علي الوزير -
رحمو اهلل -مع رجل اسمو لطف اهلل يستدعيو إلى حديقة يعتمد الشيخ سعيد على موصولو من
أجل أكل الكباب:
ككل يوـ لم يكن عندنا فيو ...فما فيو علينا الحساب
فأجاب:
أىبلن بلطف اهلل إذ جاءنا ...رسوؿ موالم العزيز المهاب
يأمرني بالوصل فوران إلى مقامو ...العالي رفيع الجناب
فقلت أىبلن ثم سهبلن بكم ...سعيان على رأسي بغير ارتياب
كأما كلد صاحب الترجمة فكاف عبلمةن محققان رئيسان ىمامان كامبلن شاعران أديبان ،كلو اإلنشاء
الحسن كالرسائل العجيبة ،ككاف بينو كبين [المولى] البدر األمير كماؿ الصحبة كالصداقة ،كلما
ارتحل البدر األمير إلى ىنالك أقاـ [لديو] بمكة كالطائف(ِ) ،كما سيأتي في ترجمتو ،كمن
شعره مجيبان على بعض من استرفده أياـ عمالتو ببيت الفقيو(ّ):
حبي لذاتك من أجل كسائلي ...إف كنت عن عين الحقيقة سائلي
يا مايس القد الذم أزرل على ...غصن النقا المتمايد المتمايل
كجماؿ كجهك كىو أعظم حجة ...للعذؿ عندم اىتزاز العاذؿ
ما حاؿ قلبي في ىواؾ كلم أكن ...باهلل عن عهد الوداد بحائل
فهواؾ كىو المستلذ من الهول ...ككالء إنساف الكماؿ الكامل
__________
(ُ) * نشر العرؼ (ُ )ِِٕ/عن ما ىنا.
(ِ) كاف ذلك سنة (ُُّٗىػ) على ما سيأتي في ترجمة األمير.
(ّ) نشر العرؼ (ُ )ُِٕ/عن ما ىنا.
(ِ)ٖٔ/
(ِ)ٔٗ/
قوم
نشأ بصنعاء كمهر في األدب كأجاد في نظم الشعر ،قاؿ صاحب النسمة :إف شعره ٌ
المباني ،يذىب فيو مذىب أبي تماـ ،كيتشبو بو كأنو أنفرد من بين شعراء الزماف بمعرفة اللغة
استعملها في شعره كعادة الفصحاء ،كسبكها في قالب حسن كابن نباتة السعدم(ُ) كابن
التعاكيدم(ِ) كابن الركمي(ّ) كالحيص بيص(ْ) كجميع العراقيين كقبلهم الطائيين :حبيب
كالوليد(ٓ) ،كشعراء المغاربة كابن ىاني(ٔ) كابن خفاجة(ٕ) كابن الحداد(ٖ) كابن زيدكف(ٗ)
كابن ت ٌقي(َُ) ،بل ال ينبغي للشاعر الفصيح استعماؿ المبتذؿ إالَّ مضطران في [مع] المقاطع
عمن لم يبحث في أصوؿ
العامة لمعانيها ،فإنو ينبغي سترىا ٌ
قصد البديع ،كال يعبأ بعدـ فهم ٌ
األدب ،ككتب -صاحب الترجمة -كثيران من نسخ ديواف أبي تماـ ،كلو ديواف شعر ذىب منو
مع ثياب سرقت معو ،كلو مع األدب نسك كصبلح كمدح صاحب الترجمة اإلماـ المهدم
أحمد بن الحسن بن المنصور[ ،كصحب ابنو أحمد بن المنصور ،ككذلك المولى الحسين بن
المتوكل[إسماعيل كأخاه الحسن بن المتوكل](ُُ) في بندر اللحية كاستقر آخر أيامو بصنعاء
ككجو الحظ عنو مكفهر(ُِ) فكاف ال يبالي من مدح كيرضى من الجوائز عن المديح
باليسير].
[كفاتو كنماذج من شعره]
[كتوفي بصنعاء سنة اثنين كعشرين كمائة كألف ،كمن شعر صاحب الترجمة قولو لسبب
ظاىر](ُّ):
كالبرا
لقد حرـ الشعر الحبلؿ إمامنا ...كلكنو ما حرـ الجود َّ
ىو الشمس إشراقان عليو كبهجة ...فغير عجيب أنو يطمس الشعر
__________
(ُ) ىو:
(ِ) ىو :ينظر ترجمتو.
(ّ) ىو:
(ْ) ىو أبو الحسين
(ٓ) ىما:
(ٔ) ىو:
(ُُ) ما بين [ ]بياض في أصولي كما أثبتناه من نشر العرؼ (ُ.)ّٕٖ/
(ُِ) مكفهر :اكفهر الرجل :عبس كالليل اشتد ظبلمو .كالمكفهر كل متراكب ،كمن الوجوه:
القليل اإلحساس ال يستحي .المعجم الوسيط .مادة( :اكفهر).
(ُّ) نسمة السحر(ِ.)َُِ/
(ِ)َٕ/
كلو كقد ركب الحسن بن المتوكل بحر اللحية مجتازان إلى جدة(ُ):
قد أكحش اليمن الخصيب كما بقى ...في عيشو أنس كال سلواف
كلقد شجتنا غربة الحسن الذم ...طارت بو كبأىلو الغرباف
[ كالغرباف جمع غراب(ِ) ،كلو:
كاحبذا معنية السفينة الصغيرة ]
كلو فيو أيضان(ّ):
كالوصب
ي اهلل في مهجة ذابت عليك أسى ...كمغرـ َّ
شقو التبريح ن
فبل قربت فشمل الوصل يجمعنا ...كال بعدت فتبق بيننا الكتب
[كلو فيو أيضان(ْ):
سقاه اهلل ريان حيث كلى ...يطير بو كيحملو العباب
... .............................................................من الدنيا كال يسب
الغراب
كلو من قصيدة] (ٓ):
نائم
فيا أيها الركب المجدكف عرشوا ...بها ريثما يرتاح بالغمض ي
كالمخازـ
ي كال تجهدكا العيس المراسيل بالسرل ...فقد أخذت منها الفبل
نوائم
كإنا كإف كنٌا مقيمين إنها ...تسير بنا الدنيا كنحن ي
قاسم
كما الك ٌد يغني في نصيب زيادة ...كال ينقص التسليم ما اهلل ي
كلو من أخرل(ٔ):
كإني ألىول صوف ديباجة الحيا ...كأرغب في ىجر القريض كأطمع
كألبس من درع القناعة سابغان ...برد سهاـ الضيم عني كيدفع
فكم أتحسى الثمد من كل محس ون ...كحوض المنا منو لمثلي مترعي
كلكنني كالحمد هلل لم أجد ...لمثلي رزقان غير ما كنت أصنع
قريض كما الدر النضيد أصوغو ...ككالركض بالعذب النمير يي َّ
وش يع
َّع
يطاكعني ىذا القريض صناعو ...كأكثر من أكفى بو يتصن ي
كمن شعره مضمنان لما شق بعض اللصوص جيبو كاستل منها دراىم(ٕ):
كأقسم أف لصان شق جيبي ...كسل دراىمان فيو خبيت
أللطف من نسيم الريح جرمان ...فإني ما سمعت كال رأيت
__________
(ُ) نفسو (ِ.)ُُِ/
(ِ) قاؿ في نسمة السحر (أحد معنيي الغرباف :جمع غراب كىو السفينة الصغيرة التي ىي
الخراقة).
(ّ) نسمة السحر (ِ.)ُُِ/
(ٓ) نسمة السحر (ِ ،)ُُِ/نشر العرؼ (ُ.)ُْٕ/
(ٔ) النسمة (ِ.)ُِِ/
(ٕ) نشر العرؼ(ُ )ّٕٗ/عن ما ىنا.
(ِ)ُٕ/
كلما علم بذلك الشيخ إبراىيم بن أحمد اليافعي(ُ) بحصوؿ ىذه النكتة كتب إليو من نظمو
مداعبان لو فقاؿ(ِ):
قل لسعيد كيف أجفانو ...ىل رقدت من بعد فقد النقود
ما بعد شق الجيب يا سيدم ...إال بكاء العين كلطم الخدكد
كمن لطائف صاحب الترجمة قولو كقد حوؿ لو على رجل أعمش بعد رجل أسود اللوف(ّ):
حولت لي كأخوؾ يا شمس الهدل ...صلة فردت بالمطاؿ الموحش
كغدت أحاديث الندامة فوقو ...ما بين مكحوؿ كبين األعمش
كلو(ْ):
لو كنت من أسر الهول مكاني ...لرحمت كل متيم كلهاف
كعلمت أف ال جود إال ما قضت ...في العاشقين محاجر الغزالف
تفتير لحظ مثل ضرب مهند ...كمزاح قد مثل طعن السناف
فاشدد يديك على فؤادؾ كاسترح ...مما يقاسي المستهاـ العاني
ال تحسبن نحوؿ جسمي خلقة ...قد كنت ذا ركح كذا جثماف
كلقد دفعت إلى الصبابة كالهول ...كبلوتو في السر كاإلعبلني
فوجدتو حلو المذاؽ كأنو ...مر على المهجات كاألجفاف
إف الثبلثين التي ناىزتها ...قد شيبت فودم قبل أكاف
ال يبعدف اهلل ركض محاسن ...نزىت فيها ناظرم كجناف
فبثغره نور األقاح مفلجان ...كبوجنتيو شقائق النعماف
كلو(ٓ):
نفسي الفداء لشادف ...حلو اللما حلو الرضاب
بدر على غصن يميس ...من الشبيبة في ثياب
قد دب سكر التيو ...في أعطافو الهيف الرطاب
كل الجماؿ بأسره ...كقلوب أبناء التصاب
كلو كىو بحضرة المولى القاسم بن المؤيد(ٔ) بشهارة فرأل أكامر تصل إلى ببلده ،كىو مقلد
ألعمالها الفقيو حسن شملة ككاف غالبان عليو فقاؿ:
َّشمر عزيمة ماجد ...كاحفظ بها األقطار جملو
أك فاطرحها كاعتزؿ ...كاقنع من الدنيا بشملو
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) نشر العرؼ (ُ.)ّٕٗ/
(ّ) نشر العرؼ (ُ.)ّٕٗ/
(ْ) األبيات من قصيدة في مدح أمير المؤمنين علي (ع) .ينظر نسمة السحر (ِ-ُِِ/
ُِّ).
(ٓ) نشر العرؼ (ُ.) /
(ٔ) ترجمة:
(ِ)ِٕ/
كلو كقد اجتمع آؿ اإلماـ [القاسم] على حرب الناصر(ُ) صاحب المنصور لما عارض دعوة
المولى يوسف بن المتوكل(ِ) ،ككاف عبد اهلل بن الناصر قد خرج عن طاعة كالده كانخرط في
سلك المحاصرين لو من األمراء فحاصركه كضيقوا عليو ،فقاؿ السمحي عند ذلك مضمنان(ّ):
يقوؿ كقد ضاؽ الخناؽ محمد ...كجل بو داع الردل كالحوادث
أخ كابن صلب كابن عم تحالفوا ...فما تتقي منهم رماح غوايب
كلو كاف رمحان كاحدان التقيتو ...كلكنو رمح كثاف كثالث
كالبيت اآلخر للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية(ْ) ،كقيل :ألبي بكر بن
العربي(ٓ) من مقطوع في مليح[ىز عليو رمحان](ٔ):
كىو يهز على الرمح ضبي مهفهف ...لعوب بالباب البرية عابث
كلو كاف رمحان كاحدان التقيتو ...كلكنو رمح كثاف كثالث
كلو لما خرج أىل المشرؽ عن الطاعة ككقع بينهم كبين المولى الحسين بن الحسن بن
المنصور(ٕ) حرب بموضع يقاؿ لو (الزاىر)(ٖ) ،كبو تغلق باب المشرؽ إلى اآلف ،ككاف ذلك
بعد موت المهدم أحمد بن الحسن ،كإنما دخلوا بالطاعة خوفان منو ،ككاف المولى الحسين بن
الحسن كثير التجني على أخيو ،كلم يملك ما ملك إال بصوتو فقاؿ السمحي(ٗ):
شرؼ العبل أبلغ أخاؾ تحية ...كأقم عليو مأتمان كعويبل
ما كنت إال في عزيز جواره ...ملكان بأقصى المشرقين جليبل
كانظر عشية غاب عنك فإنها ...بلغت بنو الزىراء بك المأموال
__________
(ُ) ىو محمد بنأحمد بن الحسن بن القاسم .ترجمة المؤلف( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) نشر العرؼ (ُ )َْٕ/عن ما ىنا.
(ْ) ىو:
(ٓ) ىو محمد بن علي بن محمد بن عربي المتوفي سنة (ّٖٔىػ) .ينظر األعبلـ (ٔ-ُِٖ/
ِِٖ).
(ٔ) البيت ىو:
علي الرمح ظبي مهفهف
يهز ٌ
لعوب بألباب البرية عابث
كلو كاف رمي كاحدان
كالصحيح أف البيت لػ:
(ٕ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٖ) ىي الزىراء من ببلد.
(ٗ) نشر العرؼ (ُ )ُْٕ/عن ما ىنا.
(ِ)ّٕ/
كالبيت األخير مضمن كىو من أبيات للمولى محمد بن شمس الدين(ُ) في المولى الحسن
بن اإلماـ المنصور باهلل(ِ) ،كلو في المولى علي بن أحمد[بن القاسم](ّ) صاحب (صعدة)،
كالحسن بن المتوكل لما صاؿ عليو صاحب المواىب(ْ):
هلل در الناصر الليث الذم ...قهر الملوؾ كقادىم بالحين
لم يستقم حسن على ساؽ لو ...كعلي لم يثبت على ساقين
حرؼ الشين
[(ُّٕ)/شعباف بن سليم بن عثماف](ٓ)
(َُُُْٓٔٗ-ىػ)
[اسمو كنسبتو]
الحكيم شعباف بن سليم بن عثماف حاسكي الصنعاني الوالدة كالنشأة كالدار ،الركمي األصل
كىو من أكالد من تخلف عن الرجوع إلى الركـ من األتراؾ لما قامت الدكلة القاسمية ،ككاف
كالده جنديان مع المولى علي بن المؤيد باهلل(ٔ) ،ككاف صاحب الترجمة طبيبان ماىران كعالمان
شاعران لطيف الطباع حسن األخبلؽ ،ذا سمة ككقار ،كطاعة هلل تعالى ،كقياـ في األسحار،
كتزىد عن ىذه الدار ،كأرتاض(ٕ) لمعرفة الحقائق كقطع العبلئق ،ككاف كاعظان كلكبلمو تأثير في
القلوب لتأثير معالجاتو لؤلجساـ كاشتهر صيتو في الطب ،كحمدت أكصافو في إبراء األمراض،
كصناعة التدبير.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) ينظر:
(ِ) ترجمة المؤلف( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ْ) نشر العرؼ(ُ )ُْٕ/عن ما ىنا.
(ٓ) نسمة السحر (ِ ،)ِّٓ-ِِٖ/دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كفيو نفحات
األسرار المكية ( ) ،ىدية العارفين (ُ ،)ُْٕ/معجم المؤلفين (ْ ،)ََّ/البدر الطالع
(ُ ،)َِٖ/إيضاح المكنوف(ِ ،)ُِٔ/مقامات من األدب اليمني ص (ُّْ ،)ُْٓ-أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص (َْٖ) ترجمة (ْٕٔ) ،مصادر الحبشي ص (ّْْ) ،ذكب الذىب
(خ) ،األعبلـ ( ،) /نشر العرؼ (ُ ،)ٕٔٓ-ِٕٓ/الركض األغن ( .) /
(ٔ) ىو علي بن المؤيد محمد بن القاسم أمير صنعاء آنذاؾ .ترجمة المؤلف.
(ٕ) أرتاض:
(ِ)ْٕ/
كصنف في فنو كنظم منظومة حسنة سماىا":نتائج الفكر في المقابلة على خواص الثمر" ككاف
رقيق الطبع لم يزؿ الجماؿ يستميل فؤاده كلم يبرح الغراـ يملك قياده ،كنظم من ذلك كجاء
بالسحر الحبلؿ كتفنن في الطرائق ،كأطاؿ كأجاد في المقاطيع كالمطوالت كالموشحات،
كبالجملة فمحاسنو كثيرة كابتلي في آخر عمره بفالج أقعده في بيتو حتى ال يقدر على المشي
أصبلن ،كسبب ذلك أنو دخل مسجد صبلح الدين(ُ) في جوؼ الليل فصك كجهو في جداره،
ككاف يقصده من يريد لقاءه إلى منزلو ،كقد يحمل إلى األكابر إذا أرادكه كمدح المنصور بن
المتوكل بديواف كامل ،كمدح أيضان بديواف آخر كزرائو آؿ راجح ،فأجزلوا لو اإلنعاـ ككاتبو
األدباء كطارحهم بالقصائد المطولة.
[مولده ككفاتو]
ككاف مولده في سنة خمس كستوف كألف ،كتوفى سنة [ُُْٗىػ] ،فمن شعره ما قالو في
الرماف(ِ):
ضب
انظر إلى الرماف لما غدا ...في ثركة ليست مع ال يق ٍ
ذ
قمع بمرجاف أطرافو ...كاختزف الياقوت في الحب
ٌ
كلو فيو حين تناثر زىره كقت المطر(ّ):
مذ قلد الرماف عقد آللئ ...غيم ىما بالوابل الهتاف
أخذتو نخوة زىوه فرمى الذم ...قد كاف قلده من المرجاف
كلو لما قطع السر الذم كاف بالركضة كعوض عنو سياؿ:
عطلت الركضة من سركىا ...فالدمع منو أطبلؿ
قالوا فما النبت بها بعده ...كالنهر فيها قلت سياؿ
كلو في الجدكؿ كالبرؽ:
من لجين جدكؿ الركض انتضى ...صارمان الح بو منو غضب
كراـ الغيم قد صاؿ بو ...فتلقاه بسيف من ذىب
كلو في الغصن كالنسيم:
قد طوؽ الطل غصوف الربا ...بمجلس أنس عقود الآلؿ
فكلما مر نسيم الصبا ...منها بغصن صد عنو كماؿ
كلو في المنثور الخمر كالخيرم األصفر:
ما أصفر منثور الربا من ضنا ...كال بمكركه من الضر
كإنما النرجس أغرابو ...رقيقو إذ دب للخمرم
كقاؿ فيو أيضان:
__________
(ُ) ينظر مساجد صنعاء للحجرم ص ( ).
(ِ) نشر العرؼ(ُ)ّٕٓ/عن ما ىنا.
(ّ) نفسو (ُ )ّٕٓ/عن ما ىنا.
(ِ)ٕٓ/
(ِ)ٕٔ/
ككاف للحنظلي ىذا محبوب اسمو إسماعيل فكتب إليو شعباف كجعلها جوابان عليو:
قل إلسماعيل عني مخبرا ...إف جيش الحسن عنو ارتحبل
كانقضى إذ ىاـ فيو حنظل ...فلهذا مر منو ما حبل
كمن شعره على نهج أىل التصوؼ:
ىلموا إلى راح بو يشرح الصدر ...كتستدفع البلول كيستفتح األمر
معتقة يحي النفوس نسيمها ...إذا ىبت أىدل المسك من طيها النشر
كما كأنها إال اللجين ألنها ...من التبر ال كأس زجاج كال خمر
إذا مزجت أيدم الحباب نجومها ...بكأس بو الشمس المنيرة كالبدر
كما كرمها كرـ لو ثم عاصر ...يجد بوصف أك يحيط بو عصر
رحلنا بها عنا إليها بأنفس ...تجلت لها بيداىا إذ بدا الفجر
عرامتها منا قلوب يحثها ...على السير جاد لحنو الفكر كالذكر
إلى ربوة حل المقيم بسوحها ...سركر كأفراح بها الهم ال يطر
أقاـ بها الساؽ كناد بفتية ...بو لهم من دكف أذنابها سكر
كطاؼ بها صرؼ عليهم فما صحوا ...كقد شربوا إال كقد ككف القطر
بهتاف جود من فرات كرامة ...يلوح بها برؽ أضاء بو بر
سقى ركض فيهم نوع العلم زىرة ...فسر نفوس بالمنا ذلك الزىر
كأجرا عيونان من صخور ألنها ...فساؿ بها من كل ناحية نهر
سرايرىا تبدم ينابع حكمة ...فبل ذرة إال في طيها سر
ألكسيرىا صنع يعبد بفعلو ...زيوؼ المعاني كىي خالصة تبر
بواتقها في طي كل حشاشة ...ببرجها للسبك من حرة الجمر
بها يتحلى العارفوف بصنعها ...كينفي عن المكد بوجدانو الفقر
فهيا إليها كاقطعا كل عانق ...يعوضكما من قبل ينقطع السفر
كإياكما أسد غدت في سبيلها ...تصد من القصاد من مالو حدر
خذا مسلكان يهديكما في طريقها ...يمنان كلو أف السلوؾ بو كعر
كمهما بدل من جانب الحي منزؿ ...يلوح بو للنازلين بو البشر
فذلك أقصى ما إليو ارتحلتما ...ككل مكاف فهو من بعده قفر
كلو من قصيدة تخلص فيها إلى مدح المنصور بن المتوكل:
لعمرؾ ما ليلي كقد طاؿ مسفر ...بضوء صباح بعده لمراقب
(ِ)ٕٕ/
(ِ)ٕٗ/
(ِ)َٖ/
[مولده]
مولده في حوالي األربعين كألف ،في قرية المقبل من أعماؿ ببلد (كوكباف) من جهة (العة) ،ثم
انتقل إلى (ثؤل).
[مشائخو]
كقرأ على الشيوخ من أجلهم القاضي العبلمة مهدم بن عبد الهادم الحسوسة(ُ) ،كأجل
مشائخو على اإلطبلؽ.
المولى العبلمة [محمد بن] إبراىيم بن المفضل بن إبراىيم بن علي بن اإلماـ شرؼ الدين(ِ)،
ككاف في ابتداء قراءتو عليو يسير إليو من (ثؤل) إلى (شباـ) كل يوـ ،ثم أعطاه شيخو بيتان
بػ(شباـ) كقاـ بمؤنة ما يحتاج إليو ،فبقى بػ(شباـ) كبرع في الفنوف كلها ،كحقق العلوـ العقلية
كالنقلية كالفرعية كاألصلية ،كراجع علماء (اليمن) ،كلو مواقف عدة في ذلك ألنو تنزه عن
التقليد ،كناظر العلماء فيما تخفى دليلو من المسائل ،كانتقد كثيران مما أطلق عليو الكافة من
قواعد أصولية كفركعية.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر ترجمة ( )بتحقيقنا.
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُٖ/
كقد حكى في مؤلفاتو عدة مراجعات مع علماء عصره سيما في أكائل (العلم الشامخ) ،كذكر
في أكائلو ما كقع بينو كبين سيد المحققين العبلمة الجبلؿ(ُ) –رحمو اهلل -في مسألة الدكر
في القوؿ الذم أكردىا الجبلؿ معارضان بها أىل الكبلـ في إثبات الدكر في السمعيات لذا
استدؿ بها على العقليات كما حقق ذلك في أكؿ شرحو على (الفصوؿ في علم األصوؿ)،
ككاف سبب المراجعة بين ىذين المحققين أف المولى محمد بن إبراىيم المفضل كاف يقرأ ىو
كصاحب الترجمة في (شرح العضد) على مختصر المنتهى ،فأراد العزـ للحج فقاؿ لو تلميذه
صاحب الترجمة :إف مراده باستمرار للقراءة فيو على من يشير بو عليو ،كمشائخ العلم فأشار
عليو بالقراءة على العبلمة الجبلؿ ،فعزـ صاحب الترجمة إلى (الجراؼ) إلى محل الجبلؿ،
فلما اتفق بو رأل عند شرحو على (الفصوؿ) فأخذه لينظر فيو فلم يقع نظره إال على تلك
المسألة ،فتناظر فيها ثم قاـ صاحب الترجمة من موقف المناظرة كتركو كرجع ،ككاف لصاحب
الترجمة قوة نفس كعدـ مباالة بإزاء الخلق في مخالفتهم كالنكير عليهم.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ِٖ/
كقرأ على المتوكل على اهلل إسماعيل -عليو السبلـ -كراجع في حضرتو ،ككاف يواجو كل أحد
بالحق كالمناصحة ،كينهى عن التقليد لمذىب معين ،كما زاؿ في اليمن مشاران إليو بالبناف حتى
ارتحل إلى (مكة) المشرفة كأقاـ بها ىو كأىلو ،كاتفقت بينو كبين علماء الحرمين مناظرات
طويلة كعظم صيتو ىنالك ،كعاداه بعض علمائها حتى سعى بو إلى ملك الركـ ،كممن عاداه
السيد العبلمة محمد البرزنجي(ُ) كرد عليو في مؤلفو (العلم الشامخ) ،فذيلو بػ(األركاح
النوافذ) ،كرد فيو على البرزنجي ،كبالجملة فإف الحق لم يترؾ لو صديقان كاستوزره صاحب
(مكة) المشرفة أحمد بن غالب(ِ) أيامان ،كزارة مشاكرة كمناصحة ،كألف في (مكة) مؤلفاتو
كلها منها(:المنار حاشية البحر الزخار) فرغ منها في سنة اثنتين كمائة كألف ،كمنها( :العلم
الشامخ في إيثار الحق على األباء كالمشائخ) ،فرغ منها سنة ثماف كثمانين كألف كأتبعو
بػ(األركاح النوافح) ،كبها ألف حاشية على الكشاؼ ،سماىا( :اإلتحاؼ لطلبة الكشاؼ) أتى
فيها بنفائس من األبحاث كاستكثر فيها من األحاديث ،كألف (األبحاث المسددة في فنوف
متعددة) ،كأتى فيها بنفائس من الكبلـ على آيات قرآنية كأحاديث نبوية ،كمسائل فقهية،
كأبحاث بيانية ،كتحقيقات غريبة كغير ذلك ،كألف حاشية لطيفة على مختصر بن الحاجب
سماىا( :نجاح الطالب على منتهى ابن الحاجب) كلو أبحاث كتبها على كتاب البياضي الركمي
سماىا( :حب الغماـ) كمؤلفاتو كلها مقبولة ،كجميع أبحاثو باألدلة مربوطة ،كأنظاره نافعة،
كبالجملة فلم يأت لو مناظر في أنظاره ،ككاف زاىدان كرعان متقنان عبَّادةن ،راسخ القدـ في الصبلح
كالتقول ،ككاف يرل النبي -صلى اهلل عليو كآلو كسلم -في المناـ في كل كعد ،أك كل شهر،
كرأيت بخطو نبذة ذكر فيها بعض ما رآه في منامو من االتصاؿ
__________
(ُ) ىو محمد بن عبدالرسوؿ بن عبد السيد الحسني البرزنجي ،مولده سنة (ََُْىػ)،
ككفاتو سنة (َُُّىػ) .ينظر األعبلـ (ٔ.)َِْ-َِّ/
(ِ) ىو:
(ِ)ّٖ/
بالجناب النبوم ،كربما رجح عنده العمل بمسألة إذا تعارضت أدلتها بما يراه ،كقد ذكر في
مؤلفاتو شيئان من ذلك ،كلو مقامات نبوية دالة على علو شأنو عند اهلل تعالى قد ذكر شطران منها
في العلم كاألبحاث ،ككاف يحفظ متوف أحاديث األمهات الست التي ىي دكاكين اإلسبلـ،
ككاف جليل القدر عند علماء الحرمين كغيرىم من الوافدين ،كصارت بتصانيفو الركباف.
[من كراماتو]
كلو عدة كرامات لكنو ال يلتفت إليها ،كأخبرني كالدم العبلمة عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي(ُ)
أف أحد أجدادنا حج في بعض السنين كشرل بضاعة كجعلها في عدلتين في بعض أحواش
(مكة) المشرفة ،فوقعت فتنة كنهب بعض (مكة) فعزـ الجد إلى الفقيو صالح كأخبره بما معو،
كأف غالب ما معو بضاعة للناس ،ككتب كرقة صغيرة كقاؿ لي افعل عدلة فوؽ عدلة كافعل ىذه
الورقة في العليا ،كأمره بردىا ففعل ،فلما سكنت الفتنة استأجر جمبلن لحملها فلم يقدركا عشرة
أنفار يزحزحوا العدة فقاؿ الجماؿ :ىذا حديد أنا ال أحملو فذكر الجد تلك الورقة فاستخرجها
ثم قذؼ العدلة بيده كقلبوىا ،كإذا ىي يحملها الواحد الضعيف ،ثم رجع إلى سيدنا صالح
فأخبره كناكلو الورقة فقاؿ لو :أتطيب بها ثم فتحها كإذا فيها بسم اهلل الرحمن الرحيم فقط،
صو بالمقراص
ككاف ىذا الجد كثير ما يحج كيهدم لو كوفية ،فإذا كاف فيها من الذىب الجر قى َّ
كتبقى الكوفية محركقة مثل القرش ،ككاف الجد يفعل عزائم إلرجاع السرقة علمو الفقيو صالح -
رحمو اهلل تعالى(ِ).-
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) كفاتو:
(ِ)ْٖ/
(ِ)ٖٓ/
كألف مختصرات نافعة منها( :العقد الوسيم في الجار كالمجركر كالظرؼ) كما و
لكل منهما من
التقسيم كسماه بعض اآلخذين عنو أيضان( :نزىة الطرؼ في الجار كالمجركر كالظرؼ) ،كقد
شرحو القاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن(ُ)-رحمو اهلل -كشرحو أيضان شيخنا شيخ
اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد -رحمو اهلل -بشرح نفيس موشح بالفوائد ،كمن مؤلفاتو:
(عجالة الجواب في شأف معاكية بن أبي سفياف لعنو اهلل) كلو رسائلة في الصحابة اإلمامية ،كلو
أيضان رسالة كقصيدة قافية كثيرة في تحقيق علوـ االجتهاد كذـ المنطق سماىا( :ىداية
المسترشدين إلى علوـ المجتهدين)(ِ) كالقصيدة زىاء مائة كأربعين بيتان ،كقد كتب عليها
المولى الحسن بن الحسين بن اإلماـ(ّ) رسالة مسماه( :بالرماح العسالة المشرعة إلى بحر
القصيدة كالرسالة) كلم يكن لصاحب الترجمة فيما سمعنا نظير في حراسة األكقات عن المضي
في غير طاعة اهلل ،فبل يترؾ القراءة في جميع األكقات [أك الصلوات] أك تبلكة القرآف ،ككاف
حافظان للقرآف محسنان للتبلكة ،ككاف إذا تبل ذىلت العقوؿ كخشعت القلوب لسماع تبلكتو،
ككاف إذا أحس بأحد يسمعو سكت خوفان من الوقوع في الرياء ،ككاف صلبان في دينو متقشفان
بعيد االستئناس بالناس كثير النفور عنهم ،كللناس فيو اعتقاد كبير كمحبة شديدة ،كرغبة إليو
مفرطة ،يتوسلوف على لقائو كيستمدكف دعائو على كجو ال يظهر لو ،ككاف ال يأكل إال من كسب
يده ،ككاف حرفتو عمل القلنسوات ككثير ما يرغب إليها الناس للتبرؾ ،كلكنهم إذا زادكا على
قيمتها زيادة يسيرة لم يرض بيعها ،ككذلك إذا ظهر لو أنهم إنما شركىا للتبرؾ ،ككاف يشترم
لما يعملو شئ من الحرير من الفقيو الولي الزاىد أحمد الراعي(ْ) المشهور بالكرامات أياـ
تجارتو ،فكاف يحافظ على النقص في الميزاف ،كال يسمح بأدنى شئ
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) أكردىا قاطن في دميتو .ينظر الترجمة ( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ْ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ٖٔ/
استجبلبان لمواصلة صاحب الترجمة ،كتبركان لما يعطيو من القيمة ،كإظهاران من المحافظة على
التقصي في الميزاف أنو ال اعتقاد لو فيو ،ككثيران ما يخاطبو من يريد التبرؾ منو بشئ بخطاب غير
لين ،كأنو ال يعرفو كاف يقوؿ لو يا رجل إذا كنت تحسن الكتابة فاكتب لي بصورة الفاتحة في
ىذا اإلناء لمريض ،ككاف شديدان في األمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر ،ال يبالي بأحد كال
يأخذه في اهلل لومة الئم ،كيتعب نفسو في ذلك غاية التعب ،كيعادم أصدقائو في ذلك كيبالغ
في نصر المظلوـ باللساف كالقلم ،ككاف يشتد على المتوكل القاسم بن الحسين في اإلنكار في
أمور ليست مما يجب التشديد فيو ،ككاف المتوكل محل من الكماؿ كالحلم كاإلناءة كالعقل
يعرؼ أف صاحب الترجمة لم يقصد إال الحق ،فحاكؿ منو قبوؿ العذر كأف يحملو على محمل
جميل،كبالغ المتوكل في االجتماع بو لذلك ،فلما كصل إليو خاطبو بخطاب عنيف كلم يقع
بينهما القياـ ،ككاف من أعظم ما يشدد فيو صاحب الترجمة اإلنكار على المزامير المعركفة في
النوبة ،ككاف يتفق ضربها كقت العصر في باب الجامع الكبير بصنعاء ،حاؿ القياـ إلى الصبلة،
ككاف المتوكل إذ ذاؾ في داره المعركفة بدار الجامع ،كصاحب الترجمة كاف إماـ المحراب
بالجامع المقدس ،فبلغ ذلك معو مبلغان عظيمان كخرج في بعض األياـ يرجم أىل النوبة
بالحجارة ،كقاؿ قصيدتو المشهورة التي أحرز فيها الغاية من التوبيخ كاإلنكار كالتشديد
كمستهلها:
ناصر دين اإللو قد عدما ...كباب أعزاز أىلو ردما
(ِ)ٖٕ/
ككاف شديد التحامل على المولى عبد اهلل بن علي الوزير لظنو أنو يركج ألكلي األمر شئ التصالو
بهم كعدـ النفرة عنهم ،كعرض بذكره في أشعاره ،كىكذا حاؿ األقراف ،ككاف زيدم المذىب
ألنو أخذ عن السيد العبلمة عز الدين العبالي ،عن المولى يحيى بن الحسين بن المؤيد بن
المنصور ،كلهم غزارة بمجموع اإلماـ زيد بن علي -عليو السبلـ -حتى أنو ذكر صاحب
النسمة في ترجمة كالده يحيى بن الحسين بن المؤيد أنو جمع القرآف العظيم كمجموع اإلماـ
زيد في مجلد كاحد(ُ) ،كما قالو صاحب الترجمة في ذلك.
إنما الزيدم من تابع زيد بن علي ...من أصوؿ كفركع كخفي كجلي
اإلماـ الطاىر األعظم ...ذك الفخر الجلي
كقاؿ:
أيها السالك منهاج العما ...إف للحق لمنهاج جلي
إف ترد دين النبي المصطفى ...فهو في مجموع زيد بن علي
ثم نظر بعد ذلك في كتب السنة كماؿ إلى الترجيح كاطلع على الهدم النبوم عند البدر
األمير ،فاشتغل بو كعمل بما أدل إليو نظره ،كاتفق أنو رآه بعض الصالحين من إخوانو يرفع
بيده عند تكبيرة االفتتاح ،فاستنكر ذلك لمخالفتو المألوؼ فقاؿ لو (اختم بخير يا صبلح)
فأرسلها مثبلن إلى اآلف ،كلو شعر كثير غالبو في الحث على طلب العلم كفي األمر بالمعركؼ
كمن شعره قولو:
موالم فضلك شامل لي كلما ...حركت أك سكنت بعض جوانحي
كأنا الذم قابلت نعماؾ التي ...جلت عن اإلحصاء بكسب قبائحي
ما كنت بين اثنين أجلس لحظة ...لو كانت الزالت ذات ركائح
مهمى مضى يوـ فضلك زايدان ...كأزيد في كسبي لغير الصالح
أفضلت حتى قيل ذلك فاضل ...بالسر للعمل القبيح الفاضح
مشهورة بين األناـ فضائلي ...مستورة عنهم جميع فضائحي
لوال جميل الفضل منك لكاف ...عبدؾ شر و
غاد في األناـ كرايحي ه
كم بين حاالتي التي أخفي كما ...ظن الصديق ككل خل ناصح
بالبشر القاني الصديق كلو يرل ...حالي لبلقاني بوجو كالح
يا محسنان للظن بي أقصر فقد ...خلت الفرات لذم األجاج المالح
__________
(ُ) ينظر نسمة السحر( .) /
(ِ)ٖٖ/
(ِ)ٖٗ/
(ِ)َٗ/
شلت يداؾ قطفت زىرة راحتي ...يا دىرم الجاف الذم ألجاني
كلفت شعرم غير ما في طبعو ...كشغلتو بنشكي الحد ثاني
قد كنت أنظمو فينهب لفظو ...خمر الكؤكس كنغمة العيداف
كإذا التفت إلى ليالي صبوتي ...طرب الحماـ كماؿ حوط الباف
فإذا جننت إلى الديار مشببان ...أغناؾ تشنيبي عن األلحاني
كإذا أردت من النسيم سبلفة ...ألبست رضوا حلة النشواف
أياـ أشتاؽ الرياض تنفست ...أنفاسها بركائح الريحاف
عكف النسيم على محاسن زىرىا ...فأتاؾ كىو معطر األرداف
كافتر ثغر اإلقحواف معجبان ...لبكاء الغواني كفرحة العذراف
كتغنت الورقاء فقلنا ... .......في الطير أك أسحق بالندماف
كإليكها خجبلن لم يعرؼ لها ...في الشعر غير صناعة الميزاف
ً
الوحداف لم أدرم ىل طويت ىوان كصبابة ...مثلي فقد يتشابو
ثم أنشدت البن الحسين بديعةن ...أزرت بصوت مثالث كمثاني
يا ابن الحسين أرل صفاتك أعجزت ...كتباعدت نيبلن عن اإلمكاف
فسهولية شعرية كصبلبة ...دينية كالسيل من ثهبلف
يا سيف أىل الحق في أقطارنا ...كالسيف أمضى ما يكوف يماني
بأبي كبي تلك الخشونة إنها ...النة عليك عزائم القرآف
كاهلل مالك قط عن نهج الهدل ...أبدان كال في عصرنا من ثاف
العلم كاآلداب أشرؼ رتبة ...ىو أكؿ كىي المحل الثاني
برزت في أمديهما متمهبلن ...تجرم كراؾ سوابق الفرساف
فالنحو يعلم أف بدرؾ مشر هؽ ...في أفقو كالنجم كالحيراف
إف صلت فيو مجادالن كمناظران ...بأشد بادرة كفصل بياف
درج بن عصفور ىنا لعشو ...متهيبان لكواسر العقباف
كمؤل زئير األسد مهجة و
ثعلب ...رعبان كىل يقول فؤاد جباف
كإذا المعاني في بياف بديعها ...زفت طرائدىا إلى األذىاف
فالسعد يعرؼ للشريف محلو ...فيها كأعني سيد األعياف
كالفقو إف دانيت منو بحره ...درسان ترل البحرين يلتقياف
أما األصوؿ فأنت غايتها التي ...ما كاف في غاياتها لك ثاف
نفسي الفداء لما أجادت رقمو ...للبيرؽ العالي أجل بناف
(ِ)ُٗ/
(ِ)ِٗ/
السيد العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي ذكره صاحب (نشر العبير) فقاؿ :ىو من محاسن
السادة ،كممن بذؿ نفسو للتدريس كاإلفادة ،استفاد على يده خلق كثير في عامة الفنوف مع
قصد صالح ،كنظر قادح ،كلو مع جبللة قدره تواضع مع الطلبة ،فكثير ما يسأؿ من ىو دكنو
على طريق المفاكهة ،كمحبتو الخوض في العلميات ،كقد يظن ذك البلو أف سؤالو لقصوره في
المسألة ،كما ىي إال خلة شريفة كمنقبة منيفة ،على أف الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث
كجدىا ،كقد رزقو اهلل الكفاءة كالقناعة ،فبل يرل في أحوالو إال في أحبها كأجملها قاؿ :كىو
اآلف بركة للطالبين كرحلة للمسترشدين .انتهى كبلمو.
كقاؿ أيضان أف صاحب الترجمة قرأ على القاضي علي[بن يحيى] البرطي في شرح اآليات
للنجرم كقطعة من (جامع البياف) ،كىو أجل اآلخذين عنو ،كأعظمهم شأنان ،ككاف القاضي علي
البرطي قد أخذ عنو أيضان لتقدـ صاحب الترجمة في الفنوف كعلو سنو(ُ).
أكؿ حرؼ العين
__________
(ُ) قاؿ صاحب الطبقات :كمات بعد سنة (ُُُٓىػ) ،كصاحب الترجمة أخذ أيضان عن
القاضي صديق بن رساـ ،كيحيى بن حم الحاج ،كعنو :السيدزين بن محمد بن الحسن بن
القاسم ،كشيخو علي بن يحيى البرطي ،كالسيد الحسين بن حم زبارة ،كغيرىم.
(ِ)ّٗ/
ىو السيد العبلمة المحقق المتقن [المتفنن] الجليل المعظم الفخيم ،الشاعر البليغ المشهور،
أحد أكابر األعياف المعركؼ بالوزير ،كيعرؼ أيضان بالسيد عبده -بإضافة عبد إلى الضمير-
ترجم لو غير كاحد من المؤرخين ،كذكره المولى إسحاؽ فقاؿ( :كاف فريد العصر في التحقيق
ككثرة اإلخبلؿ كاطبلع كالحفظ كجودة القريحة ،أتقن علوـ األدب كحقق األصوؿ كالتفسير،
كشارؾ في الفركع كالحديث ،كحفظ مختصرات كحضرت معهم في قراءات عديدة في الفركع،
كفي الكشاؼ كالحديث ،فلم أر مثلو في ضبط األلفاظ كمعرفة اللغة كاستحضار المسألة في
أم فن من الفنوف بلفظها من حفظو ،ككاف يحرص على استحضار المتوف عند الحاجة إليها،
كيسأؿ أكالن الطلبة ،فإف كاف فيهم من يحفظ كإال أمبلىا ،كشعره في الدرجة العليا من الببلغة،
كلو معاف ابتكرىا كنكت من التورية كغيرىا من أنواع البديع اخترعها)(ُ).انتهى.
[نشأتو كمشايخو]
__________
(ُ) الثغر الباسم (خ) ،السفينة (خ).
(ِ)ٗٓ/
قلت :كنشأ صاحب الترجمة بصنعاء ،كقرأ في فنوف العلم ،كجد كاجتهد كلزـ المشايخ كجل
قراءتو على القاضي العبلمة علي بن يحيى البرطي(ُ) ،ففعل كتابان في مناقب شيخو ىذا،
سماه( :نشر العبير المودع طي نسمة التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير) (ِ) كقراءتو عليو
في (الكشاؼ) كحواشيو ،كما اشتملت عليو من البحث كالنظر مشهورة إلى اآلف ،حتى أنو
يضرب بها المثل ،كقرأ أيضان على المولى الحسن بن الحسين بن اإلماـ (القاسم) (ّ) قيل :كلو
كتاب أيضان في مناقبو(ْ) ،كقرأ على السيد العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي(ٓ) في (أصوؿ
الدين) ،كفي (شرح مقدمة البحر) ،كعلى القاضي محمد بن إبراىيم السحولي(ٔ) في النصف
اآلخر من (شرح الرضى) في النحو ،كعلى القاضي الحسين بن محمد المغربي(ٕ) في
(الكشاؼ) أيضان ،كحاشية للسراج ،كفي (شرح الرضى) ،كفي (شرح الغاية) ،كفي (تفسير
الديبع) ،كعلى أخيو القاضي حسن المغربي(ٖ) في (شرح األزىار) ،ك(شرح الخبيصي) ،كعلى
القاضي العبلمة محمد بن علي قيس(ٗ) في الفقو كاألصوؿ[ ،كعلى القاضي الحسن بن
الحسين قيس](َُ) ،في الفقو كاألصوؿ] كعلى أخيو عثماف بن علي الوزير(ُُ) في الفقو
كالفرائض ،كعلى القاضي محمد بن صالح العلفي(ُِ) في (شرح الغاية) ك(العضد)
ك(المطوؿ) ،كعلى السيد الفاضل الحسين بن لطف اهلل الزبارم(ُّ) في (شرح األزىار)،
ككانت لهذا الزبارم يد نافعة في الفركع كلو زىد كخضوع كتدين كامل ،كعلى الفقيو العارؼ
المجود في علم الفركع كأصوؿ الدين.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( ّ.) /
(ِ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(َْٔ).
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ْ) قاؿ في نسمة السحر(ِ :)ُّٖ/كسمعت أف لو كتابان ذكر فيو مناقب شيخو...الحسن بن
الحسين.
(ٓ) قترجمة المؤلف ) .) /
(ٕ) ترجمة
(ٖ) ترجمة
(ٗ) ترجمة
(َُ) ترجمة
(ُُ) ينظر ترجمتو باعبلـ المؤلفين الزيدية ص (َْٔ).
(ُِ) ترجمة.
(ِ)ٗٔ/
(ِ)ٕٗ/
كلصاحب الترجمة مؤلفات فمنها( :طبق الحلول كصحائف المن كالسلول) كجعلو تأريخان
للحوادث من سنة ستة كأربعين بعد األلف إلى سنة تسعين كألف ،كمنها :كتاب (جامع المتوف
في أخبار اليمن الميموف) ىذب بو تأريخ المولى يحيى بن الحسين بن اإلماـ القاسم المسمى:
(بأنباء الزمن في أخبار اليمن) كمنها :كتاب (أقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبير
العزب) ،كىو كتاب ممتع غزير النظير في بابو ذلك على قوة ساعده في الببلغة كحسن
التصرؼ في النظم كالنثر ،كمنها( :إرساؿ الذكابة بين جنبي مسألة الصحابة) رد بو على رسالة
السيد العبلمة صبلح بن الحسين األخفش(ُ) ،كجرل بينهما ما يجرم بين األقراف من
المواحشة ألف السيد صبلح كاف يظن أف صاحب الترجمة يركج ألكلي األمر أشياء ال يحل
تركيجها كتجرـ منو في أشعاره ،لذلك كاهلل أعلم بالحقيقة ،ككاف لصاحب الترجمة اتصاؿ
بالمتوكل القاسم بن الحسين(ِ) كمدحو بعدة قصائد.
ككاف المتوكل يقرأ عليو كيحضر القراءة جماعة من العلماء األعبلـ ،كمدح أيضان كلده المنصور
كعمو صاحب المواىب ،كصحب صاحب الترجمة المولى زيد بن محمد بن الحسن(ّ)
كمدحو بغرر القصائد منها قصيدتو السينية التي مستهلها:
مؤل الكاسات حرفان كاحتسى ...كانثنى نحوم يحث األكئوسا
فتعاطينا كؤكسان أفصحت ...أنها قد غادرتني أخرسا
[كسقاني من كميت سبحت ...بالحجا في غمرات فرسا]
عجبان ضل بها عقلي كقد ...شعشعت لي من سناىا قبسا
كم رساالت إليو لم تفد ...منو فيظان في حشاه قد رسا
كأساطير عذكلي طمست ...فلكم نمق زكران كأسا
كم تبل األعمى مبلمان كإذا ...جاءه كالليل يتلو عبسا
لم يزؿ كالعقد يتلو زخرفان ...فهما في صدرم قد كسوسا
ليس بالقاسي على الصب فإف ...راـ لي فتكان فلي دعول القسا
بعت خلي مهجتي نقدان إذا ...ذكر المشتاؽ يومان أك نسا
رشا يسرقني ركحي إذا ما ...تبدأ في القبا مختلسا
كجهو كنز كماؿ فلذا ...بعضو بالبعض عنا حرسا
(ِ)ٖٗ/
(ِ)ٗٗ/
(ِ)ََُ/
ىو العبلمة المحقق الجليل الشاعر البليغ عين أعياف زمانو ،أخذ العلوـ عن كالده المقدـ
ذكره(ُ) ،كبرع في النحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كاألصولين كالمنطق ،كاشتغل بعلوـ
الكتاب كالسنة ،كبلغ منهما غاية األمل ،كفاز بالقدح المعلى من العلم كالعمل ،كفاؽ أقرانو
كبدأ إخوانو كأخذ في (جامع الترمذم) على القاضي أحمد قاطن(ِ) ،كأسمع أكائل األمهات
الست على الشيخين شيوخنا العبلمين الحافظين الشيخ أبو الحسن السندم الصغير(ّ)،
كالشيخ عطاء اهلل بن أحمد األزىرم(ْ) ،كأجازا لو كذلك في مكة المشرفة سنة اثنين كستين
كمائة كألف ،كقد أثنى عليو القاضي أحمد قاطن في دميتو كقاؿ( :كاف صادؽ المقاؿ في كل
أحوالو ،شديد النفر ممن يفتر عليو بكذب ،كثير النصح لئلصدقاء إف رأل منهم ما ينقم بو
عليهم ،ال يداىن كال يمارم ،كال يتخلق بما ال ينبغي لو ،بل يحب هلل كيبغض هلل كيحب أىل
الصبلح ،كيسعى في قضاء حوائجهم ،كيتعب نفسو في حقوؽ إخوانو غاية التعب ،ككاف كثير
االتصاؿ بالوزير األجل صفي الدين أحمد بن علي النهمي معظم الجاه لديو مقبوؿ الشفاعة
عنده ،كلو صولة عليو كعلى مخدكمو المهدم بن المنصور ،كانقبض في آخر عمره عن الناس
مع سيادة كشهامة نفسو كنجابتو ،كصبره على البر بوالديو ألف طبعو كاف في غاية الحدة) (ٓ)،
كممن ترجم لو كالدنا العبلمة جماؿ الدين :علي بن الحسن الحوثي في (العصارة) ،فقاؿ فيو:
__________
(ُ) ترجمة المؤلف( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٓ) دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا.
(ِ)َُُ/
(ىو فرع الشجرة العلوية ،كسر أنفاس العوالم العلوية ،من سارت بمآثره الركباف ،كتحلى بذكره
كل لساف ،تخرج على أبيو منذ نشأ كبلغ إلى كل غاية في العلوـ كما شاء كنشأ ،ثم قرأ على
علماء صنعاء ،فأحسن في كل فن صنعا ،فهو رب ًي حجر القلم كاألدب ،ذىب في طرائقو إلى
كل مذىب ،لم يزؿ في جميع أكقاتو مكبان على الدرس كالتدريس ،كبذؿ في ذلك النفس
كالنفيس ،بحل المشكبلت بألطف عبارة كأحسن إشارة ،كيتلقى الطالبين بالبشرل كاإلكراـ،
كيتهلل بركؽ االبتساـ ،يجيب مسائبلن كال يخيب سائبلن ،سعد البياف كالمعالي ،عذب المنطق
كىو فيو الدكاني يقر لو بالفضل كالشرؼ شريف جرجاف ،كيتملى بركائح أريجو شيخ الرجاف،
كحج إلى بيت اهلل الحراـ مرتين كاجتمع بعلماء الحرمين) إلى أخر ما قالو فيو كممن ذكره أيضان
المولى فخر الدين عبد اهلل بن عيسى(ُ) في حدائقو.
[كفات كنماذج من شعره]
ككانت كفاتو في شهر شواؿ سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بصنعاء ،كدفن في خزيمة -رحمو
اهلل -تعالى فمن نظمو [الذم] ىو السحر الحبلؿ ،قولو(ِ):
ماذا يفيدؾ ندب المربع الدرس ...كشرح سالف عيش بالعذيب نس
فشنف السمع من ذكرل معتقو ...جلوتها كشموس في دجا الغلس
مدامة صح عندم من تقادمها ...إف صنفوىا كما في الكوف من أنس
قد مزقت جيش ىمي بعد أف ىزمت ...جيش الظبلـ بنور الح كالقبس
من كف و
غاف لنا من كفو سكر ...كضعف ذلك من أعيانو النعس
ملتفتى ...كيخجل الغصن منو القد بالميس
ن أحول بغير غزاؿ الرمل
ركبت كىم الليالي نحوه شمسان ...كأنني طالب ثأران على فرس
كما لها غير زىر أفق من غرر ...كال سول الفجر تحجيل على شمس
حثثتها نحو لج الهوؿ معتسفان ...فكم عليو من الحجاب كالحرس
فقد أحاطت بو شرس غطارفو ...في الحي تزأر مثل الضيغم الهرس
ىذا كللربع عندم ذمة فلكم ...قضيت أكقات أنس فيو كالعرس
لذا طلبت كقوفي في معالمو ...كصار دمعي عليو أم منبجس
__________
(ُ) ترجمة المؤلف.
(ِ)َُِ/
فبل تلمني على طوؿ الوقوؼ بو ...كانظر لدائي دكاء فيو كالتمس
كيا نسيم الصبا إف جزت حيهم ...كأطربت منك سمعان نغمة الجرس
إلي سريعان مثلما نفس
فابلغ إليو تحياتي معبرة ...كارجع ٌ
لكي أركح قلبي من شذاؾ بما ...حملتو عنهم من أطيب النفس
كيا عذكلي دع التفنيد في قمر ...أضمأ حشائي بنبل لم ينط نفسي
قدحت شوقي إذا أكسعتني عذالن ...إلى الوركد بثغر زين باللعس
ىيهات صفو فؤادم من ىوا رشا ...حلو الحديث بحر الظلم منغمس
كمن شعره:
حتاـ طرفي ال يزاؿ عائمان ...بلج دمع نبتو اللوائما
فازدحم الوشاة عند فيضو ...كأنهم قد شهدكا مواسما
فبل تسل عما لقيت منهم ...ايسر شيءه بثهم نمايما
ككلما الحت بركؽ رامة ...حسبتها في مهجتي صوارما
فبل تلمني يا نصيح جاىبلن ...إذا طلبت بذؿ المعالما
فلي بسكاف العتيق شادف ...يختاؿ في كد الشباب ناعما
تعلق القلب بو من قبل أف ...يعلق بجيده تمائما
فكم سفحت عبرة لبينة ...ما برحت تساجل الغمائما
كشأف من ىاـ نصب شأنو ...مطارحان بنوحة الحمائما
حسب النول ما منعت فإنها ...ما تركت لي قط عبوان سائما
إالَّ فؤادم فهو عني غائب ...طار عن الجسم كأـ دارما
كدعني يوـ الرحيل مسرعان ...كصار يغفو األنيق الركاسما
كلست أدرم ىل غدا بنجدىم ...أـ شردكه فانتحى التهائما
كمن شعره مكاتبان إلى المولى أحمد بن يوسف بن الحسين(ُ) المقدـ ذكره:
ماذا استفدت من الهول ...غير ارتحاؿ جيوش صبرؾ
[كسول سهاد دائم قد ضاؽ ...منو رحيب صدرؾ]
كسول دموع لم تزؿ تنهل ...أعبلمان بسرؾ
كسول و
سهاد و
دائم ...قد ضاؽ منو رحيب صدرؾ
كم ليلة كابدتها ...أضحت لعمرم مثل حشرؾ
يا ليل ما لي مسعد ...أشكو إليو غير زىرؾ
باهلل بشرني بو ...ليناؿ في عظيم أجرؾ
أتركـ من ليلى كصاالن ...كىي من عرفت بهجرؾ
كم في الحما للحاظها ...قتلى ككم أسرل كأسرؾ
تفتير ألحاظ الغواني دكنو ...فتكات سمرؾ
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)َُّ/
(ِ)َُْ/
فمقامها في القلب منك ...كفي لسانك ال قطرؾ
إني ألفخر أنني ...فيها غدكت صنيع بصرؾ
إف كنت أستاذم كحسبي ...قطرة من ماء بحرؾ
فلئن أدمت لك المديح ...لما قدرتك حق قدرؾ
كلئن شكرتك ما حييت ...لما كفيت ببعض شكرؾ
كمتى تصد للقريض ...فإنما أنا عبد حرؾ
أمشي كراءؾ آخذان ...من نظمك العالي كنثرؾ
خولتني شرفان كقد ...حليتني بفريد درؾ
كتبتني فأجبت ممتثبلن ...كىل جزعي كشذرؾ
فخذ الجواب مقصران ...كاسبل عليو ثياب سترؾ
كاهلل أسأؿ عونو ...لك في األمور كطوؿ عمرؾ
كمن شعره:
من لصب ذاب من حزنو ...عند بين القلب من بدنو
قد حث أشواقو سحران ...ساجعات الركض في فننو
ال تسل عما ألم بو ...يا خلي الباؿ من محنو
لم يطق شرحان لما كتمت ...ألسن القوؿ من شجنو
كمنها:
كلساف الدمع باح بما ...مالو في الحب من فننو
ال ترـ فيها الوصاؿ فما ...غير بذؿ الركح من ثمنو
صرت فيو منشدان علنان ...ببحر ملك فاؽ في زمنو
ظن بي من قد كلفت بو ...فهو يجفوني على ظننو
ليس يدرم ما أكابده ...من سهاد كىو في كسنو
ليتني أحضى بطيف كرل ...فهو عندم منتهى مننو
نمق الواشي مقالتو ...ليرل السلواف من غصنو
راـ منو المستحيل فكم ...ذاد جيش العدؿ عن أذنو
ال ير منو السلو إلى ...أف يرل المحزكف في كفنو
كنسج من منوالها المولى صفي الدين أحمد بن يوسف فقاؿ:
عاؽ طرؼ الحب عن كسنو ...كفؤاد ذاب من شجنو
كيف يخفي كجده كلف ...سره بالدمع عن علنو
كغزاؿ بات يمنحني لحظة ...كالموت في مننو
من مضناه الحجا كنضا ...سقم جفنيو على بدنو
ماؿ نحو الغراـ بو ...ما تميل الريح عن غصنو
يا ألرباب الهول لشيخ ...مستهاـ القلب مرتهنو
يتحسى الدمع كىو دـ ...كيمج العذؿ من أذنو
(ِ)َُٓ/
(ِ)َُٔ/
(ِ)َُٕ/
(ِ)َُٖ/
مولده في شهر شواؿ سنة ستين كمائة كألف بصنعاء ،كنشأ بحجر كالده فنالتو بركتو كأشرقت
عليو أنوار أسراره ،كأدبو كىذبو كاختصو من بين أخوتو لخدمتو ،فقاـ كلده بخدمتو أتم القياـ،
ككاف ال يفارقو ليبلن كال نهاران ،كحفظو القرآف العظيم غيبان ،ككاف يدارسو في كثير من األكقات
كحضر درسو فاستفاد من ذلك مع صغر سنو ما ال يستفيده العالم مع كبر سنو في مدة طويلة.
[مشايخو]
ككاف يقابل ىو كإياه مؤلفات كغيرىا كيضبطانها كيصححانها ،كىو مع ذلك مشتغل بحفظ
المتوف كالقراءة في علوـ اآللة على السيد العبلمة إسماعيل بن ناصر الدين(ُ) ،كالسيد العبلمة
محسن بن إسماعيل الشامي(ِ) كغيرىما ،كلما توفى كالده البدر -رحمو اهلل تعالى -فرغ
كسعو لطلب العلم على المشايخ كأقبل على التحصيل كالدرس ،كقرأ على شيخنا العبلمة لطف
البارم بن أحمد الورد(ّ) خطيب (صنعاء) ،في فنوف عدة كالزمو مدة ،كالزـ أيضان السيد
العبلمة محسن بن إسماعيل الشامي ،كقرأ على القاضي العبلمة أحمد بن صالح [بن] أبي
الرجاؿ(ْ) ،كعلى المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ(ٓ) ،كعلى السيد العبلمة الحسين بن
عبد اهلل الكبسي(ٔ) ،كعلى القاضي العبلمة الحسن بن إسماعيل المغربي(ٕ) ،كغيرىم.
فحقق النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوؿ الفقهية ،كالحديث كالفقو كالتفسير ،كصار في كل فن
من ىذه الفنوف إمامان جليبلن محققان ،كأما حفظ األحاديث كتميزه بين صحيحها كضعيفها،
خرجها من األئمة فأمر باىر ال يلحقو فيو غيره ،كال يشاركو فيو أحد ،كلو
كمعرفتو بعللها كمن َّ
مشاركة قوية في المنطق كفي علم الكبلـ كاطبلع عجيب على كتب التاريخ كالسيرة.
__________
(ُ) ترجمتو.
(ِ) ترجمتو.
(ِ)َُٗ/
كأما سيرة النبي -صلى اهلل عليو كآلو كسلم -كأحوالو كسيرة أصحابو كأحواؿ التابعين ،فهو
المتفرد بحفظها كقد أخذ عن الشيخ العبلمة عبد الخالق بن علي المزجاني(ُ) ،شطران من
األمهات الست كغيرىا كأجاز لو ركاية جميع مركياتو[ ،ككذلك أجاز لو] كلما حج في سنة
[ ].......اجتمع بالشيخ العبلمة أبي الحسن السندم كأجاز لو(ِ).
[من أخذ عنو]
كقد قرأت على صاحب الترجمة في موطأ اإلماـ مالك في صحيح مسلم كشرحو للنوكم -
رحمو اهلل ،-كأجازني فرأيت من علمو كتحقيقو كذكاه كألمعيتو كنقادتو كجودة فهمو ،كصفاء
ذىنو ،كطوؿ باعو ،ما يبهر األلباب ،كيفضي للناظر بالعجب العجاب ،كلو عناية شديدة بالعمل
على كفق ما صح عن النبي -صلى اهلل عليو كآلو كسلم -كالتحرم في جميع العبادات على
اإلتياف بأفضل األنواع ،كالمبلزمة الكلية لجميع السنن النبوية كاآلداب الشرعية في أحوالو
كأقوالو كأفعالو ،ثم ال يبالي بأحد كال يترؾ شيئان من السنن في الصبلة خشية من الجهاؿ،
كاإلغمار أصبلن ،كقد آذاه جهاؿ المقلدين مراران ،كنالتو بسببهم مشقة بعد أخرل كامتحن
بمعاداتهم فصبر على ذلك كاحتسب ،كلم يصده صنيعهم عما [ىو] فيو كانعزؿ بتدريس العلم
في بيتو ،كلو كجاىة كقدر كبير كعظمة في صدكر الخاصة من العلماء كأرباب الدكلة كغيرىم،
كشهرة بين الناس ،كلو أبحاث نفيسة ،كرسائل شريفة ،كأنظار محققة كتعليقات مفيدة ،كجوابات
كثيرة على سؤاالت متنوعة في كل فن ،كقد جمع شعر أبيو في ديواف ،كاعتنى بجمع مؤلفات
كالده كتهذيب كثيران من مسوداتو التي اخترمتو المنية قبل تبيضيها.
[مؤلفاتو](ّ)
__________
(ّ) * لمزيد حوؿ مؤلفاتو ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِٔ.)ُّٔ-
(ِ)َُُ/
كنظم عمدة األحكاـ في أحاديث الحبلؿ كالحراـ ،للمقدسي بنظم حسن عذب اللفظ مستوفي
المعنى ،كلو يد قوية كقدرة عظيمة على نظم الشعر كإنشاء الخطب كالرسائل مع فصاحة كببلغو
كعدـ تكلف ،فإني أطلعتو على قصيدة لجده السيد صبلح بن األمير(ُ) كقد تقدـ ذكرىا في
ترجمة جده السيد العبلمة إسماعيل بن صبلح األمير(ِ) كمطلعها:
تغنت على غصن األراؾ ببلبلو
كلم يكن صاحب الترجمة قد كقف عليها ،كطلبت منو أف يرسل إلي بشيء من شعره فأرسل
إلي بعد يوـ أك يومين بهذه القصيدة من نظمو ،جعلها [على] كزف قصيدة جده كأشار إلى ذكر
أبيو كجديو كمستهلها:
أدارت حياء الحب فينا شمائلو ...فغربد منها اللب من ىو حاملو
كغنت بذكراه الببلبل جهرة ...فساؿ بها من أحمر الدمع سايلو
كأيقظ كسناف الغصوف نسيمو ...فراح برجول الوصل للبدر سائلو
كأكفى ليعقوب مبشر يوسف ...فخر سجود الشكر في الجمع أىلو
كمزؽ كف القرب بالرد بعاده ...كبرد التبلقي أذىب الحر كابلو
كمن بلقياه فأمن مدنفان ...كمن على المأسور بالوصل باذلو
كأضحى عذكلي عاذران كمساعدان ...كقد يسعد المحسود من ال يماثلو
كما راقني إسعاد سعد بوصلها ...كال سرني شوؽ لما أنا نائلو
أيصبو إلى لهو بدنياه أشيب ...كقد رحلت نحو المنايا ركاحلو
كأصبح شيخان كىو عار من التقى ...سباه من التسويف في الخير باطلو
كأنذره شيب كضعف كفرقة ...ألترابو قد طاؿ عنها تغافلو
كلما يفق من سكرة الجهل كالهول ...فؤاد عن المقصود صدت شواغلو
فتى ...فأضحت بوسواس كزكر تخاتلو
كأمارة بالسوء طاكعها ن
كقادتو باآلماؿ فانقاد طائعان ...كقد تقطع اآلجاؿ ما العبد آملو
ألم تعلمي يا نفس كم من مؤمل ...حياةن أصيبت بالمنايا مقاتلو
ككم ملك قد طبق األرض ىيبة ...كغرتو دنياه كعزة جحافلو
فوافاه من ال يدفع الجيش دكنو ...دكيهية تصفر منها أناملو
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُُُ/
(ِ)ُُِ/
(ِ)ُُّ/
كقد أجاب على ىذا السؤاؿ نظمان جماعة من علماء العصر كالقاضي العبلمة البدر محمد بن
علي الشوكاني(ُ) ،كالمولىعلي بن محمد بن علي بن أحمد الناصر(ِ) ،كالمولى عبد اهلل بن
عيسى(ّ) ،كحاصل السؤاؿ أف النحاة يقولوف في مثل إكرامك أف يكرمني أف الجزا محذكؼ
كالمتقدـ على الشرط داؿ عليو بعدـ صحة تقديمو على الشرط.
كأما أىل المعاني فيجعلوف المتقدـ نفس الجزا كما صرح بو صاحب (المطوؿ) ،في بحث
اإليجاز كاإلطناب كالمساكاة ،كقاؿ :حذؼ جزا الشرط في مثل التركيب كحذؼ المستثنى منو
في االستثناء المفرع لرعاية أم ور لفظي ال يعتبره علماء ىذا الفن ،فإذا تقرر ىذا فلو جعل
أكرمك أف تكرمني من تقديم الجزاء على الشرط كاف فيو مخالفة القانوف النحو المشهور ،فبل
يكوف بليغان النتفاء الفصاحة كما قدره أرباب البياف في بحث التنافر ،كبعد مدة كقفت على
األطوؿ لعصاـ الدين فرأيتو قد تعرض لهذا السؤاؿ كأجاب ما لفظو( :أنو ال شبهة في قوة ىذه
الشبهة ،كال يندفع إال بتخصيص قولهم مخالفة قانوف النحو المشهور بقانوف لم يدع إليو أمر
لفظي كاهلل أعلم) (ْ).
كىذا الجواب ىو معنى جواب شيخنا صاحب الترجمة ،كلقائل أف يقوؿ إف ذلك التركيب لم
يخالف قانوف النحو المشهور ،كإنما الخبلؼ في توجيهو كمخالفة القانوف النحوم غير مخالفة
النحوم فالنحوم يقوؿ ىذا التركيب موافق لقانوننا من حذؼ الجزاء مع كجوده ما يدؿ عليو،
كقد أشار إلى ىذا من أجاب من العلماء ،كال بأس بذكر باقي الجوابات تكميبلن للفائدة.
فأكؿ من أجاب قاضي القضاة البدر محمد بن علي الشوكاني [حفظو اهلل] بقولو(ٓ):
نظاـ يحاكي الدر أىدتو نحونا ...قريحة من يركم الفهوـ بما يركم
كفي طيو بحث يدؽ بيانو ...إذا رامو فكر البياف كالنحو
كربما قاؿ البياني منصبي ...أكشف أسرار الكبلـ كال أطوم
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ْ) ينظر األطوؿ.
(ٓ) ديواف الشوكاني( .) /
(ِ)ُُْ/
كمن قدـ التالي فذلك مهيع ...لو منهج القانوف من نحونا يحوم
كما تركي التقدير إال ألنني ...إلىغير محض اللفظ في مقصدم أكم
كقد قدر النحوم كذلك فنو ...كأما فنوني فهي عن مثلو تلوم
على أف أىل النحو يذىب بعضهم ...إلى أنو نفس الجزاء ببل سهوم
فقد قاؿ أىل الكوفة الكل رتبة ...الجزاء قبيل الشرط في كل ما نركم
كقالوا جميعان كالمبرد إنو الجزاء ...مع التقديم ليس الذم تنوم
كخالفهم جمهور سكاف بصرة ...فقالوا دليل للجزاء كىو المطوم
كال شك أف األصل يأبى مقالهم ...كمن خالف التأصيل في راجح يهوم
كما قاؿ من قاؿ الجزاء مقدر ...بضعف مقاؿ للمخالف في المنوم
كقد قاؿ سعد الدين في الضعف أنو ...يمنع لو قاؿ الجماىير في النحو
كما منعوا المسؤؿ عنو كإنما ...تفاكت في التقدير قولهم المركم
كدـ في نعيم ما بقيت كسؤدد ...تركح أركاح العلوـ بما تحوم
كحرؼ الركم ما ذؿ يوما لرائض ...فراكبو يوطئ إذا طاؿ أك يقوم
كجواب المولى عبد اهلل بن عيسى [ىو] قولو:
أتانا سؤاؿ رائق من مدامة ...حقيقان بقاريو يميل من الزىوم
يسائلنا كىو العليم لنهتدم ...إلى سر معنى مطرب دكنما شدكم
فدكنك مني ما أفدت كإف أكن ...جهلت فسامحني فإني أخو لهوم
فراعي النحاة اللفظ فاحتج أنو ...يقاؿ بتقدير لهذا الجزاء المنوم
كراع البياني المعاني كحدىا ...فبل حاجة فيما يقدره النحوم
كصاحب الترجمة ىو اآلف حسنة من محاسن (صنعاء) ،مشتغل بتدريس العلوـ كإفادة الطالبين،
كجمع الفوائد ،كمطالعة األسفار كتصحيحها كعرضها ،كتعليق األنظار على األبحاث ،كاإلقباؿ
على عبادة اهلل تعالى ،كالمواضبة على فعل المأثور(ُ).
__________
(ُ) كرد في ،كتوفي-رحمو اهلل -يوـ السبت تسعة كعشرين صفر (ُُِْ) اثنين كأربعين ك
كألف.
(ِ)ُُٓ/
(ِ)ُُٔ/
مولده في شهر رجب سنة خمس كسبعين كمائة كألف بكوكباف ،كنشأ في حجر كالده فغذاه
بلباف المعالي كالفضائل ،كأدبو تأديب أمثالو من األعبلـ ،كلم يزؿ يرشده كالده بحسن تعليمو
إلى سلوؾ طرائق آبائو الكراـ ،حتى أقبل على ذلك كسلك في تلك المسالك ،فجود القرآف
على الفقيو القارئ محمد بن صالح البصير ،ثم حفظ (األزىار) ك(الكافية) ك(الشافية)
ك(التهذيب) غيبان ،ككثيران من (تلخيص المفتاح) ،كقرأ في (حاشية السيد)(ُ) في النحو على
الفقيو العبلمة يحيى بن صالح الشهارم(ِ) ،كقرأ على كالده المولى الركح في الحاشية أيضان،
و
حواش عليها سماىا بػ(التصويب الجيد على حاشية السيد) ،ثم قرأ على كالده كشرع في جمع
(شرح الخبيصي) ك(المناىل الصافية) في التصريف ،ك(الشرح الصغير في علم البياف) كحاشيتو
للخطابي ،كالشيخ لطف اهلل ،ثم قرأ عليو (شرح غاية السؤؿ) في علم األصوؿ كحاشيتها
لسيبلف ،كقرأ كل ىذه الفنوف قراءة تحقيق كإتقاف ،كنظر كإمعاف ،كمراجعة للكتب المطولة،
حتى رسخت قدمو في ىذه العلوـ ،كقويت يده كأخذ قبل ذلك في (شرح األزىار) على بعض
الفقهاء[ ،كفي النحو على المولى علي بن محمد بن علي(ّ) اآلتي ذكره ،كعلى الفقيو العبلمة
يحيى بن أحمد بن زيد الشامي](ْ) ،ثم قرأ بعد ذلك على كالده في (ضوء النهار) كحاشيتو
المنحة ،ككصل إلى كتاب الوديعة ،ثم اخترمت كالده المولى الركح المنية قبل التماـ ،كأخذ عنو
أيضان في ديواف أبي الطيب المتنبي ،مع إمبلء شرحيو العكبرم كالواحدم(ٓ) ،كفي (مغني
اللبيب) كفي شركح التهذيب في علم المنطق ،كشطران صالحا في شرح القطب على الرسالة
الشمسية كحاشيتها للشريف كالعماد ،كأخذ عنو شيئان كثيران من
__________
(ُ) ىو مصباح الراغب كمفتاح حقائق المآرب شرح كافية ابن الحاجب ،اشتهر بحاشية السيد
للعبلمة محمد بن عز الدين بن صبلح بن اإلماـ علي بن المؤيد (ت ّٕٗىػ) .ينظر أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص (ّٗٗ )َْٗ-ترجمة (َُُٓ).
(ِ)ُُٕ/
(فتح البارم شرح صحيح البخارم) ،كفي غير ذلك كالزمو مبلزمة كلية ،كاستفاد عنو علمان
غزيران.
كقرأ على شيخنا العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر(ُ) في (شرح القبلئد) في علم الكبلـ ،كفي
حاشيتو للجبلؿ كللمولى ىاشم كفي (شرح الجزارية) في علم العركض كالقوافي ،كاستفاد
بمجالستو فوائد جمة بطوؿ إقامتو لديهم كتردده في كثير من السنين إلى (كوكباف) ،كأجاز لو
أف يركم عنو جميع مركياتو ،ككذلك استفاد من المولى شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن
أحمد علومان جمة(ِ) ،كمسائل مهمة ،كفوائد عديدة ،كالزمو كجالسو كسلك طريقتو في األدب
كالتحلي بالفضائل ،كاإلفادة كحسن األخبلؽ ،كلطف الطباع ،ككرـ النفس ،كلما رحل [المولى]
الوجيو من كوكباف إلى كادم ضهر كما سيأتي في ترجمتو اإلشارة إلى ذلك.
[نماذج من شعره]
كتب صاحب الترجمة إليو يطلب منو اإلجازة في العلوـ فأجابو بجواب بليغ كشحو بفوائد
جليلة كأجازه في جميع الفنوف كمستهلو:
أفضل ما صدر في الرقيم بعد االفتتاح باسم اهلل الرحمن الرحيم حمدان هلل على سوابغ نعمو،
كح ىكمو ،كعلى آلو سفن النجاة كرضي اهلل عن صحبو كالصبلة كالسبلـ على معدف حكمو ً
الهداة ،كسبلـ لو كاف طيبان لكاف المسك كالند بعضو كالعنبر يبلغ الحضرة التي من حصاىا
الشمس كالبدر المستدير المنير ،حضرة العالم الهماـ أجل الناس كالبيهس الكريم الشهير،
كأحد الفضل كالببلغة عبد اهلل من لفظو الفرات المميز نجل عيسى عبلمة العصر من ليس لو
قط في األناـ نظير ،كىو جواب طويل ،كلما كصل إلى صاحب الترجمة أجاب بقولو:
سمع متى حسي المبلـ لمجو ...كاللوـ ينفذ كل سمع رجو
أخفي الهول من لي بذاؾ فإنو ...قد فاح من ثمر الضبا أترجو
مالي أكتم ما نفى عن ناظرم ...طيب المناـ فثار منو موجو
إنساف عيني مغرؽ في أدمعي ...ما ذاؾ ينفذ من عبله لجو
لو لم يكن ىدبي يناط بحاجبي ...لبدا لو نحو الشباؾ توجو
(ِ)ُُٖ/
(ِ)ُُٗ/
كمن مؤلفاتو :كتاب (اللواحق ) كىو ذيل على كتابو الحدائق ،ترجم فيو لجماعة من أىل العصر
ممن لم يذكرىم في الحدائق ،إما لعدـ اطبلع على شئ من أشعارىم كقت تصنيف الحدائق أك
لصغر سنهم ،كتأخر إجادتهم في نظم الشعر عن ذلك الوقت ،كمن مؤلفاتو :كتاب (خلع العذار
في ريحاف العذار) جمع فيو كل ما قيل في العذار من األشعار كالمقطعات ،كجعلو فصوالن كذكر
في كل فصل معنى مما شبو العذارية كأكرد جميع ما قالتو الشعراء في ذلك ،كىو كتاب غزير
النظر جدان داؿ على قوة باعو كسعة اطبلعو.
كمن نظم صاحب الترجمة كنثره ما أجاب بو على شيخنا العبلمة الجمالي علي بن إبراىيم بن
عامر ،كقد كتب شيخنا الجمالي في سنة سبع كتسعين كمائة كألف ،ما صورتو بعد حمده من
اطلع في سماء الفضائل شموس األفاضل ،كالصبلة كالسبلـ على المبعوث من خير القبائل،
بالقوؿ الفاصل ،كعلى آلو كأصحابو طاىرم الشمائل ،السادة األماثل ،يطلع بسماء الطرس
الشهب الخنس ،كتجرم على ألسنة األقبلـ الجوارم الكنس ،مما قدحتو الفطنة الخامدة ،أك
تبيضت بو القريحة الجامدة ،موجهة إلى المولى الفخرم من قعد على الكوكب الدرم ،ال زاؿ
-عليو السبلـ -ينثر التحية كاإلنعاـ ،ما طلع صبح كىجم ظبلـ:
ىل تقاؿ عثرة من ...في الغراـ يريبك
في سويقة علقت ...بالمتيم الشبك
ال تزاؿ أدمعو ...بالدماء تسفك
حسنو بخيف منى ...فيض دمعو نسك
طرفي استعر كسنان ...إف أجنك الحلك
عل طيفهم كىنأ ...بالمناـ يمتسك
قد سرا على عجل ...يستطيره الرتك
حرمة الغراـ غدت ...بالمبلـ تنتهك
ىل على ىواء رشان ...بطيبك موتفك
كم عليو أفئدة ...في ىواه تنهمك
بين مقلتيو ...كبين الفؤاد معترؾ
أنت في ركايبهم ...أم مسلك سلكوا
ليلة الوصاؿ حنا ...من صباحها الدرؾ
يترؾ الظبلـ كما ...للظبلـ مترؾ
ليت شبهها ركدت ...لم يدر بها فلك
فخر دينا عبقت ...بادكاره السكك
نجل سادة لهم ...في سماء العبل حبك
كل مرتق درجان ...فهي عنده درؾ
(ِ)َُِ/
فاز في صباه بما ...لم يحزه محتنك
لو يقوؿ ذك سفو ...في عبله يشترؾ
عد رأيو أفنا ...ما نراه يستبك
دمت تجتني نعمان ...قد أتى لك الملك
فأجاب عليو صاحب الترجمة بقولو:
كبعد فوصل من موالم الكتاب الذم لفظو الدر ،فأصغيت إليو إصغاء الحديث إلى الدر فللو
دره كهلل دره يا لها من مطرة صيبة نمت بها ثمرات األكراؽ ،كزكت كال غرك فقد قاؿ تعالى[:
ت}[ ] :فما أحسن موقع ىذا المطر السجوـ ،المطلع ت ىكىربى ٍ
اء ٍاىتىػ َّز ٍ ]{فىًإذىا أ ى
ىنزلٍنىا ىعلىٍيػ ىها ال ىٍم ى
في ىذه األكراؽ للنجوـ ،فبل تحسبن ما أتى في ىذا الطرس إال ثمرة ذلك الغيث ،الذم أنساه
الهاجس ،فليس جنى المغركس إال للغارس ،كإال فما أنا ممن يمشي قلمو في ىذه البيداء،
كممن ال يراع يراعو إذا زمجرت الصيداء ،فلساف الحاؿ الذم ىو عن الذكر الجميل ما حاؿ،
نشد قوؿ البلغاء في الماضي كالحاؿ ،سيدم إنما محبك يستركم كيركم مقاكالت الناس
األبيات ،كما قطعت ىذا البحر الذم طمأ ماءه إال كقد نبذ إلي من كبلمو عصى موسى ،كما
سلكت في ىذا السبيل المحلوكة ،إال كلو علي اليد البيضاء ،لم أقتبس إال من نوره ،كلم أقطف
إال من نوره ،فمن لم يقف عند طوره فقد تعدل على طوره ،لقد أعطي اآليات التسع ،كحملني
من علمو فوؽ الوسع ،فيا حيرة األذىاف لو بعث سحر البياف ،قبل أف تلقى إلي عصى موسى
بن عمراف ،فلو لم أكن بها أتلقف لما يقوـ رمح قلمي ،كال يثقف ،كلم يمنعني من أف أكوف
بادئ بالكتاب ،ملقيان لجباؿ المداد في مجاؿ الخطاب ،إال كوني مؤمنان باليد البيضاء فبل
أحتاج إلى االختبار ،مقران بالسحر الحبلؿ ،فكيف أتحرش لشئ ال يقوـ لو نظاـ كال نثار ،فأقوؿ
مستقريان تلك اآلثار ،غير خاؿ عن العثار:
ال يقاؿ عثرة من ...أنشبت بو الشرؾ
حامل الهول تعب ...أك يمسو الهلك
خاض الدموع إلى ...أف رثى لو السمك
قد كنت فما ...أف يقلو الورؾ
كاصطباره ىبا ...إذ عراه تنبتك
إف سرت بويرقو ...ال يملها الضحك
(ِ)ُُِ/
فالغيوث أدمعو ...أعشبت بها الحبك
كالرعود زفرتو ...إذ يصوت الملك
فتى ...للعقوؿ تمتلك
قد أتى نظاـ ن
قاد منو سابحة ...للشكيم تعتلك
مذ حلت مذاقتو ...فاؽ ما حوت علك
شنفت بو أذني ...كاستلذه الحنك
عرؼ ما يقوؿ ذلك ...كالذم لنا سهك
أنت من سبللة من ...سوغت لهم فدؾ
قد قطفت ما غرسوا ...كاعتليت ما سمكوا
بل مشيت في طرؽ ...ما لنا بها درؾ
فأسبل الستور ...فإف الجواب منهتك
كالعركض معرضة ...كالبسيط مفترؾ
كالمديد منقبض ...قد أصابو كعك
دمت في بلهنية ...ال يشوبها ضنك
كمن شعره مهنأ للمولى شرؼ الدين بن أحمد(ُ) أمير (كوكباف) المتقدـ ذكره في حرؼ الشين
بأعراس ،ككاف ذلك في أياـ الربيع:
أعرست فابتسم الزماف العابس ...كتعزت الثكلى كعز البائس
رش الغماـ فركضت أركاحنا ...كشدا الحماـ فماد غصن مائس
كتبسمت زىر الربيع كرنقت ...أحداقها فمدقق كمقايس
ككأنما جاء الربيع مراقبان ...فاهلل من أعيانو لك حارس
كنزلت دار النصر ال مستكثران ...ماالن ليهدل أك تحاز نفائس
كلقد ىممت بأف أكجو أبلقان ...مرحا يجاذبو العتاف الفارس
فرأيت إىدام لخمسة أسطر ...تهول الملوؾ مثالها كتنافس
ككتب إلى بن عمو المولى عبد اهلل بن أحمد بن محمد(ِ) اآلتي ذكره قريبان ،ككاف صاحب
الترجمة بػ(شباـ) في أكؿ أياـ الربيع:
نزه بها ماء الحياة ببل ترل ...خضر النبات يحل في أرجائها
فرشت بها األرض القطائف رغبة ...أف تصبح األغصاف من ضجعائها
ككأف قامات الغصوف كقد نضت ...أكراقها بكران رمت بمبلئها
ككأنما قد ضاجعت تفاحة ...مالت بها ريح لبعض ىوائها
نصبت لها المرآة من شمس الضحى ...كتزينت بآللئ من مائها
كتختمت بخواتم من زىرىا ...كتفصصت بفصوص طل سمائها
قد ضاع شاذركانها كتمائم ...نميت عليها غير نم ذكائها
كلقد بعثت مع النسيم رسالة ...تدعوؾ يا فخر الهدل بندائها
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُِِ/
(ِ)ُِّ/
ما خلت إال النسر يألف سوحها ...فمتى يفرخ كسطها األفراخ
كالريح تعبر كىي خائفة بها ...من أف يضيع عبيرىا التفاح
كيف السبيل إلى سلوؾ صراطها ...لئلنس إال أف يكوف جناح
كالعذر أجدر بالصديق لتعلموا ...أنا على أركاحنا لشحاح
كجناح محل [معركؼ] بػ(كوكباف) فأجاب المولى الوجيو مخاطبان للمولى الركح عيسى بن
محمد كمعتذران عن دعوة كصلت منو:
يا عالم العصر الذم بعلومو ...قد قامت األشباح كاألركاح
لوال انقضاء الوقت سرت إليكم ...ألشيم علمان نوره كضاح
كأبلغ عليان نجل إبراىيم من ...بعلومو يأتي نجا كنجاح
ككذاؾ أبلغ قاسمان خير الورل ...من للعلوـ بمدحو إفصاح
ككذاؾ عبد اهلل نجلك من بو ...لعيوف علم المصطفى أفراح
بلغهم ىذا النظاـ فنظمهم ...كافى فطابت من شذاه رياح
قل ما علمت بأف سحر القوؿ قد ...بدع الظبلـ الجوف كىو صباح
قالوا صباح ال طريق لها غدا ...للنسر في أرجائهن صياح
النسر كالورقاء ككل الطير في ...أرجائها كغديرىا سفاح
منها شذل األركاح ضاع إذا يكن ...في غيرىا ضاع الشذل الفواح
ما اعتل غير نسيمها فيها كقد ...عادت بها عين الرقيب أقاح(ُ)
[(ُٖٓ )/عبد اهلل بن أحمد بن محمد الكوكباني](ِ)
(ُُِٕ...-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى أبو محمد فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد القادر ،كقد
تقدـ ذكر أبيو(ّ) كجده كأخيو(ْ) ،كجماعة من أىلو في مواضعو.
[نعتو]
__________
(ُ) كفاتو:
(ِ)ُِْ/
كصاحب الترجمة ىو أحد الرؤساء األكابر ،كجامع أشتات المحامد كالمفاخر ،بدر المعالي
الطالع في سماء الكماؿ ،كبحر الندا الباذؿ لنفائس اإلفضاؿ ،الماجد الذم كرع في نمير
المجد ،كنهل كانطول على كل مكرمة ،كاشتمل الراقي من المكارـ ذراىا ،كالمتمسك منها
بأكثق عراىا ،مع مشاركة قوية في العلوـ ،كباع طويل في المنثور كالمنظوـ ،فهو فاضل العصر
ككحيده ،كإماـ األدب كمجيده ،إلى كرـ يخجل المزف الهاطل ،كشيم يتحلى بها الزمن العاطل،
كحذؽ كدىاء كألمعية كنقادة كجودة رأم ،كفحولية كحسن خلق ،كلطف طباع ،كمركة كشرؼ
نفس ،كسعة صدر ،كاحتماؿ كعفو عن اإلساءة مع القدرة على االنتقاـ ،كمساعدة إلخوانو،
ككلع بكل ما يهونو كقرب جناب كمسارعة إلى قضاء أغراض الناس ،كإنصاؼ المتظلمين.
[مولده كنشأتو]
مولده في سنة اثنتين كسبعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر أبيو كإخوانو كأعمامو،
فتأدب بآدابهم كسلك طريقهم في التحلي بالفضائل كاالشتغاؿ بمحاسن األفعاؿ ،كاإلقباؿ
على المعاني بكليتو ،كالمجالسة ألكابر األعياف ،كاالستفادة منهم كالتخلق بأخبلقهم.
[مشايخو كمقركآتو]
كقرأ على شيخنا البرىاف إبراىيم بن عبد القادر في (شرح الكافي) ،ك(حاشية عصاـ الدين)
عليو ،كسمعت شيخنا يصفو بجودة الذىن كحسن التأمل كشدة الفحص عن الغوامض كالتحقيق
البالغ.
(ِ)ُِٓ/
كقرأ على عمو المولى عيسى بن محمد بن الحسين(ُ) في النحو ،كعلى المولى علي بن
محمد بن علي(ِ) في علم المعاني كالبياف ،كنظر في األدب كطالع الدكاكين ،ككتب التاريخ
كنظم الشعر الحسن ،كطارح األدباء ،كلما كلي أخوه المولى شرؼ الدين ابن أحمد(ّ) إمارة
كوكباف كما تقدـ ذكر ذلك في ترجمتو ،كآزره أخوه صاحب الترجمة كناصره كتصدر ألمور
الببلد ،كالنظر في الواردات فحسن إيراده كإصداره ،كباشر ذلك مباشرة حسنة ،فدبر النظاـ
على كفق مطابقة مقتضى األحواؿ كراع قانوف السياسة بما تقتضيو جلب المصالح ،كدفع
المفاسد على الوجو الشرعي مع نظر في العواقب كتحسر لما يطابق مراد اهلل تعالى كبالجملة
فمحاسنو كثيرة.
كأما كرمو كاحتفالو بتحصيل مراد صديقو فأمر عجيب فإنو أخبرني سيدم العبلمة علي بن علي
القارة(ْ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى.
أف صاحب الترجمة ال يزاؿ يعطي حتى ال يبقى لديو من الدراىم شيئان ،ثم يعطي ما عليو من
الملبوس أك من نفائسو التي قل أف يسمح بها أمثالو ،كقد ترجم لو بن عمو في الحدائق كأطاؿ
الثناء عليو ،كذكر شيئان من نظمو كنثره ،ككثيران ما يلحظ في شعره إلى السبلسة كاإلنسجاـ
كالسلوؾ لطريقة عمرك بن أبي ربيعة(ٓ) ،فمن ذلك ما كتبو إلى شيخنا الوجيو عبد القادر بن
أحمد(ٔ) كجعلو على نمط قانوف التعاريف كىو قولو:
سيدم مالكي صديقي حبيبي ...منتهى السؤؿ غاية المطلوب
الوجيو بن أحمد حاكم الفضل ...كريم األعراؽ جالي الكركب
حرس اهلل ذاتو كحماه ...بالمثاني عن طارقات الخطوب
كسبلـ من السبلـ عليو ...ما تغنى الحماـ فوؽ قضيب
كمن اهلل رحمة تغشاه ...دكامان في بكرة كغركب
بعد حمد اإللو ثم صبلتي ...كسبلمي على النبي الحبيب
كعلى اآلؿ كالصحابة ...كاألتباع أىل المسنوف كالمندكب
__________
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ْ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ٓ) ينظر ترجمتو باألعبلـ ( .) /
(ٔ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُِٔ/
فالكتاب الكريم كافى إلينا ...كقميص كافى إلى يعقوب
فعلى الرأس كالعيوف كضعناه ...كقمنا لو بفرض الوجوب
كعلى الماجد الكريم عرضناه ...على الشرط خاليان عن رقيب
كإليكم جوابو باسم األسرار ...خافي الرموز مغني اللبيب
كمنها:
جمع اهلل شمل كل محب ...بأبي الفضل كالعبل عن قريب
فأجاب شيخنا بقولو:
سيدم خير عالم كأديب ...من بأكصافو جلى الكركب
أم معنان لحاتم كلمعن ...عند ذكر جدكاه للمكركب
كحليم يعفو فلم يعلم ...األعداء نالوا رضاه في الذنوب
كىو بر لوصاؿ في فيلق ...األبطاؿ أضحوا أذؿ من خرعوب
حائز المجد كالكماالت عبد اهلل ...غيثان بو جبلء الخطوب
من سراة أبوىم خيرة الخلق جميعان ...كغاية المطلوب
فعليو كاآلؿ طر صبلة ...كسبلـ ما راؽ كعظ خطيب
كسبلـ عليك يا طيب العرض ...كيا طاىر المؤل كالجيوب
ما أقاـ الصبلة من عبد هلل ...كراقت أكراؽ غصن رطيب
قد أتى نظمك الذم يستعير الركض ...منو أسنى ثياب كطيب
رافبلن في الشباب قد أشرؽ ...القرطاس منو بكل معن عجيب
فاعذركني إذا أجبت بنظم ...لم يكن في النظاـ بالمحسوب
فلقد نلت جمع البرايا ...نفثات من ذلك المكتوب
كمن شعره مجيبان قولو في كيوس الطركس:
كافت إلينا قرقف ...شكل قطبها كالحباب
مالها حانة سول ثغر من ...فاؽ جميع الورل بحسن الخطاب
مزجت بالبديع يومان فأزرت ...بمداـ شجت بماء سحاب
أسكرتنا ألفاظها فكأف ...قد حسينا معتقان من شراب
إف أكصافها التي ليس تحصى ...أخرست مقولي عن اإلطناب
في لياؿ العجوز زفت إلينا ...فأعادت لنا ليالي الشباب
كلياؿ العجوز ىي سبعة أياـ من فصل الربيع ثبلثة منها في آخر شهر شباط كأربعة في أكؿ
آذار ،كلو مجيبان على ابن عمو المولى عبد اهلل بن عيسى ،كالمولى القاسم بن عبد الرب ،كقد
كتبا إليو قصيدة من بندر اللحية حين توجو للحج كالعزـ إلى بلد اهلل الحراـ ،في سنة ثماف
كتسعين كمائة كألف كمستهل القصيدة التي كتباىا إليو:
(ِ)ُِٕ/
(ِ)ُِٖ/
(ِ)ُِٗ/
(ِ)َُّ/
(ِ)ُُّ/
(ِ)ُِّ/
(ِ)ُّّ/
(ِ)ُّْ/
كرأيت أخت الشمس في يدىا ...قمر بدا في األفق منخسفا
فكرىت في صفو المقاـ أرل ...كدران كقد طاب النقا كصفا
فسالتها حمراء صافية ...من قهوة ىي للقلوب شفا
تعطيك صفو العيش ركنقها ...كتريك معناه بغير خفا
يزىي بو الفنجاف حين غدا ...منها بحسن الفاؿ متصفا
ما خط فيو المصطكا فترل ...صادان كال داالن كال ألفا
أكرـ بها من قهوة لطفت ...كادت تناجيني بما سلفا
أىدت إلى قلبي النشاط فهل ...كانت لو من أنسو خلفا
فاستغربت كصفي فقلت لها ...ىيهات ما استوفى الذم كصفا
أىول العقيق ألجل ساكنو ...كالمرء مفتوف بما ألفا
فتبسمت عجبان فدكنك في ...سلك العقيق الدر مؤتلفا
يهدم إلى فخر الهدل كعسى ...بقبولو أف تكتسي شرفا
السيد الراقي إلى رتب ...كم ماجد من دكنها كقفا
كالممتطي شرفان أقر لو ...بالفضل فيو السادة الشرفا
حاز الكماؿ جميعو كغدا ...بالنقص من ساماه معترفا
أكصافو الحسنى إذا ذكرت ...كانت طراز محاسن الخلفا
كرـ بقوؿ الغيث من حسد ...ىذا العد بمثلو شرفا
قد أتعب اآلماؿ إذا سبحت ...فيو فما كجدت لو طرفا
كعزيمة لوال إنائتو ...ألستأصل األعداء كاجتحفا
حلمي كإقدامي فكيف ترل ...رضوم على األعداء إذا رجفا
مع حسن إنصاؼ كمعرفة ...قد عاد عنها النجم منصرفا
كفصاحة عجز البليغ بها ...كأقر باإلعجاز كاعترفا
خذىا على ضمأ إلى أدب ...حلو الحسن من طالب قطفا
كافتك قاطعو بحسن كفا ...ليست تخاؼ قطيعة كجفا
كاتتك تسأؿ ما حلى كعبل ...كالدر ليس يوازف الصدفا
كالشعر فاكهة فمصدره ...رطبان يعد بأرضكم حشفا
أنت الذم أعطيت يا درة ...منها رأينا السحر مختطفا
كقريحة إف جئت مقترحان ...شيئان ظفرت تحفة الظرفا
فامنن بما أرجوه منك كجد ...فضبلن كحسبي الغيث إف ككفا
كاسلم كدـ تولى الجميل ككم ...تملي الثنا كتملي الصحفا
(ِ)ُّٓ/
كمن معجزات صاحب الترجمة مؤرخان لمفرج أخيو المولى محمد بن إسحاؽ -رحمو اهلل
تعالى-كمهنيان لو بعيد النحر في سنة ست كأربعين كمائة كألف ،كفي كل بيت منها تأريخ كىي
زىاء ثبلثة كعشرين بيتان مستهلها(ُ):
يا مفرج البدر الذم لكمالو ...نادل على اإلقباؿ (ممن ختامو)
طاب الهول من طيبو كلذا غدا ( ...يزىو الصبا عن كرده كخزامو)
عجز الصبا عن كتم سر شذاه إذ ( ...يركم حديث المسك عن تمامو)
كغدا يباىي البدر في كبد السما ...في صدره ملك كسرا تمامو
غرس اآليادم في غراس بنانو ...فجنى الثنا أرجا جليل مرامو
ملك تشوؽ الركض فيض نوالو ...فيميد (ذيل جاىو عن كمامو)
ما راقو كرؽ الغصوف كلطفها ...إال كما تأتيو عن أعبلمو
فالصدر فياض من بحر علومو ...كالكف ىطاؿ نحوه كغمامو
كالملك من تدبيره للعقد في ...جيد العبل حافان بحسن نظامو
كالنصر مقركف بنشر لوائو ...فالهاـ ساجدة لضرب حسامو
ىذا كعبدؾ قد أتى بطريقة ...رقت لو لم تأت من قدامو
في كل بيت منو تاريخ غدا ...كالركض رؽ بو غناء حمامو
فاعذر لتأخير الهنا عن مثلو ...في مفرج يهنيو فخر مقامو
أترل فؤادم أف يميل كداده ...حاشاه كفك قابض لزمامو
كبما ألم حمدت تأخيرم لو ...قد يجمع األطراؼ في إلمامو
جمع الهنا فيو كفي العيد الذم ...الحظ جاء بسعده كدكامو
فليهن موالنا الذم في دىره ...أضحى جماؿ العيد في أيامو
عيد أغر كسعد دىر قاده ...خد زىا بالفجر في أعوامو
راؽ الهنا نظمان بعيد كائن ...النصر كالفتح الجليل لعامو
[(ُٕٖ )/عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي](ِ)
(َُُُُُّٕ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
السيد العبلمة فخر اإلسبلـ عبد اهلل بن لطف البارم بن عبد اهلل المعركؼ بالكبسي .كبقية
نسبو تقدـ في ترجمة سيدم العبلمة الحسن بن يحيى الكبسي(ّ).
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِ )ٖٕ/عن ما ىنا.
(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كمنو :نشر العرؼ (ِ.)ُّٖ-ُّٓ/
(ّ) بقية النسب في الترجمة ( .) /
(ِ)ُّٔ/
كلد صاحب الترجمة في سنة :عشر كمائة كألف في صنعاء(ُ) ،كنشأ في أثواب الزىد كالتقى،
كحقق النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كلم يبلغ سنو العشرين السنة ،ثم قرأ األصولين كالمنطق
كالفقو ،كالحديث كالتفسير ،كأخذ عنو الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي(ِ) ،كأكثر قراءتو
عليو كعن المولى محمد بن إسحاؽ(ّ) في (الكشاؼ) ،ك(شرح الرضي) ،كبعض األمهات
الست ،كعن المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ْ) ،كعن خالو السيد العبلمة أحمد بن
محمد الكبسي(ٓ) حاكم (الركضة) ،كعن الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجي(ٔ)،
كالقاضي علي بن محمد العنسي كغيرىم.
كبعد كمالو لقراءة علوـ االجتهاد اشتغل بحفظ القرآف العظيم ،كعلم القراءات السبع ،كقرأ فيها
على الفقيو األستاذ شيخ القراء صالح اليماني(ٕ) ،كعرض سماع القرآف عليو حتى صار مرجعان
للمشايخ ،كنظم فيما يتعلق بالقرآف فوائد كضوابط مهمة.
[من أخذ عنو]
كقرأ عليو عدة من األعبلـ كالشيخ عبد اهلل الغراسي ،كالقاضي يحيى السحولي ،كالفقيو حامد
شاكر ،كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ ،كالسيد محسن بن إسماعيل الشامي ،كسيدم
حسن بن عبد اهلل الظفرم ،كالسيد حسين بن مهدم النعمي ،كالسيد حسن بن محمد األخفش
كالسيد العالم الزاىد إبراىيم بن أحمد الكبسي الحاكم بالركضة ،كسيدم العبلمة إسحاؽ بن
محمد بن إسحاؽ ،كالقاضي حسن المغربي ،كالفقيو الزاىد محمد بن صبلح الطويل ،كسيدم
إبراىيم بن محمد األمير كغيرىم.
__________
(ُ) كقيل سنة (ُُُّىػ).
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُّٕ/
كلما اشتهر علمو كصبلحو أمر المنصور بن المتوكل كلديو المهدم العباس بن المنصور كأخاه
عليان بأف يقرأ عليو في النحو كالفقو ،فكانا يأتياف إليو صباح كل يوـ إلى (مسجد األبهر)
المعركؼ ،ككاف المهدم في أياـ خبلفتو يجلو كيعظمو كثيران ،كيقبل شفاعتو كيشاكره في بعض
أموره كيتوقى صولتو كإنكاره فيما رأل فيو أدنى مخالفة للوجوه الشرعية ،كفوض إليو األمر
بالمعركؼ كالنهي عن المنكر في صنعاء كأمر بتنفيذ أمره في ذلك على الصغير كالكبير فهابو
الناس ،كخاؼ منو أرباب البطاالت كجرت لو في ذلك أخبار يطوؿ شرحها ،ككاف عبلمةن فهامةن
إمامان في السنة النبوية مجتهدان كرعان زاىدان متصلبان في دينو ،ال تأخذه في اهلل لومة الئم ،صادعان
بالحق مبلذان للضعفاء كالمساكين ،ناصران للمظلومين كهفان للفقراء كالمحتاجين ،يقصده ذك
الحاجات كالمظلومين من الرعية في أطراؼ الببلد ،فيبذؿ جهده في إعانتهم كيتعب نفسو في
تفريج كربتهم ،كيقوـ في ذلك أتم القياـ ،كقنع من الدنيا بالكفاؼ كزىد فيها زىد أىل الطريقة،
كرغب عن زخرفها مع قدرتو كتمكنو من األمواؿ ،ككجاىتو عند المهدم ،حتى كاف ال يدخر من
الطعاـ شيئان فضبلن عن الدراىم كالملبوس ،ككاف مضيافان مفضاالن كثير العبادة متواضعان حسن
التبلكة ،جيد الخط شديد البغض للمتصوفين لو عظمة في الصدكر ،كجبللة في النفوس،
ككسطو المهدم على إصبلح المولى أحمد بن محمد بن الحسين(ُ) ،كإصبلح المولى أحمد
بن محمد بن إسحاؽ(ِ) ،كما تقدـ ذكر ذلك كخاض مع المهدم في إخراج اليهود كالبانياف
من جزيرة العرب ،كفعل سؤاالن كأجاب فيو البدر األمير كالمولى أحمد بن عبد الرحمن
الشامي(ّ) كغيرىما.
(ِ)ُّٖ/
كحبس المهدم جماعة من مشايخهم كأراد اإلرساؿ لمن في الببلد منهم كتنفيذ الوجيو فيو فلم
يتم ذلك كحج في آخر عمره ،كلما قرب عزمو كصل إليو بالليل رجل مستتر بثياب لو لئبل
يعرفو أحد كأعطاه قدران كثيران من الذىب ،فتصدؽ بو جميعان في طريق الحج كسمعو بعض
الفضبلء يقوؿ كىو متعلق بأستار الكعبة باكيان.
[كفاتو]
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيران لي ،كتوفني ما كانت الوفاة خير لي ،فرجع إلى صنعاء كلم
يلبث إال أقل من شهر ثم توفاه اهلل في سنة ثبلث كسبعين كمائة كألف-،رحمو اهلل تعالى.-
[(ُٖٖ )/استطراد :لطف البارم بن عبد اهلل الكبسي](ُ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
ككاف كالده السيد لطف البارم من الفضبلء األجواد ،كالكرماء األمجاد ،مع حذؽ كحسن خلق
كصبلح ،كلو أخبار عجيبة كنوادر ظريفة.
[(ُٖٗ )/عبد اهلل بن صبلح العادؿ الصنعاني](ِ)
(ُُٔٓ-...ىػ...-.../ـ)
[نسبو كبعض أحوالو]
السيد العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن صبلح العادؿ ،نشأ بصنعاء كقرأ على المولى ىاشم بن
يحيى الشامي في (شرح القبلئد) ،كاليزدم كدرس فيهما ،كحقق في علوـ اآللة ككانت لو عناية
تامة بالعلوـ ،كالميل إلى االشتغاؿ بكتب الحديث ،ككاف ذكيان كامبلن متخليان عن التكاليف لم
يتزكج أصبلن ،كلم يخلف شيئان من متاع الدنيا ،كلم يكن لو شئ من األعماؿ الدنيوية ،كىاجر في
(مكة) سنة ،ثم عاد إلى (صنعاء).
[كفاتو]
كتوفى بعد عوده في شهر ربيع األكؿ سنة خمس كستين كمائة كألف ،كدفن بجربة الركض عدني
(صنعاء) ،ككاف لو شغلة باألدب مع حسن أخبلؽ كلطافة طبع ،كحسن عشرة.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ،) /نشر العرفق (ِ ،)ُّٖ/استطرادان في ترجمة كلده عن
ما ىنا.
(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كمنو :البدر الطالع (ّْٖٖ) ،مصادر
الحبشي(ّْٕ) ،األدب اليمني ص (ِٖٗ) ،مؤلفات الزيدية (ُ ،)ْٖٗ/نشر العرؼ
(ِ ،)َُٔ-َُّ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ّٗٓ) ترجمة (َِٔ).
(ِ)ُّٗ/
كلو ديواف شعر جمعو الفقيو الوزير صفي الدين النهمي(ُ) ،كقد تخرج عليو جماعة من
األعبلـ ،كبالجملة فمحاسنو كثيرة كمن شعره ما كتبو إلى المولى إسحاؽ بن يوسف كإليها نثر
بليغ تركتو اختصاران:
سفرت على قرب كلم تتبرقع ...كتبرقعت بتعزز كتمنع
شمس بغير سماء أكف سقاتها ...كمطالع األفراح لم تشعشع
نفحة فخامرة العقوؿ فأصبحت ...سكرل بنفحة نشرىا المتضوع
آنست لما فض ختم إنائها ...نار الكليم بطور سيناء موضع
مزجت فكم شبهت من جناتها ...درر شعر مغير ريم األجرع
أخذت تورد خدىا من خده ...فبو إلي كشفعت بمشفع
ما زاؿ بي حتى تمكن حبو ...فيو نظرت كصار حاسة مسمعي
فأراني األكواف كيف تكونت ...بي في ىواه على اختبلؼ الموقع
كعلمت أني في الهول العذرم بو ...عن قيس ليلى في المحل األرفع
قطرت سرح النوـ عن سفح المقا ...في حبو كىجرت طيب المضجع
كعذرت عذالي فما صنعوا سول ...أف تيموا بصفاتو غيرم معي
فبطيفة إف أسعف الجفن الكرل ...كبمدح شمس اآلؿ يا نفس اقنع
ملك كليس الملك من عقدت لو ...األعبلـ في جهة الرياح األربع
ما الملك إال من إذا ذكر الثنا ...فإليو بالطمع التفات المسمع
كإذا أرادت منو أفواه العداء ...نطقت بمعجز حمده المتنوع
كبو إذا أعتصم أمرؤ عن دىره ...عصمتو أقدار الحمى المتمنع
أك ظل خريت الببلغة ألىتدل ...منو بنور ذكاء فهم ألمع
لو كاف للطوفاف فيض يمينو ...ما غاض لما قيل يا أرض ابلع
فاقصر كال تطل الصفاة فربما ...شذت عن الفذ األديب المصقع
كاستعمل اإليجاز في إمداحو ...فالدىر إف أطنبت غير موسع
كقل المداني شاء كإسحاؽ أمراء ...مرقاه في الشرؼ األعز األمنع
كإليكها عذر بديع جمالها ...يزرم بأزىار الربيع الممرع
كبنشرىا طويت محاسن ركضة ...غنا بها للطرؼ أشهى مرتع
فاحسن بها إف صافحتك فإنها ...كرقا ذات تعذر كتمنع
[كقل المداني شأك اسحاب امرء ...مرقاة في الشرؼ األعز األمنع]
كمن شعره قولو:
__________
(ُ) ترجمتو:
(ِ)َُْ/
دعتك النوافل حزت الرجاال ...فهبل أقمت كصنت الجماال
ترامت بك البيد دىران فكم ...تجدد بيتان كتبلى كصاال
فتى ال يمس الكبلال
فكم مهمة خضت أرجائو ...بعزـ ن
كليل قدحت بو للسرل ...مصابيح جود كستني جبلال
كأني بو للسراء عاشق ...كما مذىب العاشقين المبلال
كأف الرماؿ طوت حاجتي ...فرحت أفتش عنها الرماال
كأني مغر بسير النجوـ ...فأدركت فيما نظرت الهبلال
فما فاتني منو في سيره ...سول نقصو ال عدمت الكماال
فيومان كفي الشرؽ لي منزؿ ...كفي الغرب يومان أحث الرحاال
فيا سعد إف كنت لي مسعدان ...فلتمش سهوؿ الحمى كالجباال
كسل عن فؤادم بأم الربى [ ...أقاـ كبلغو عني سؤاال]
أىل طاكعتو بحكم الهول ...فطاكع في البين عني كزاال
كمن شعره ما كتبو إلى الشيخ محسن بن أحمد راجح(ُ) كزير المنصور بن المتوكل يشكو إليو
صنيع رجل (بني الشايف) ،كىم فرقة من بكيل معركفة ككانت البيوت تصرؼ في أياـ المنصور،
كأياـ المتوكل كتبقى بكيل فيها مدة بقائهم في صنعاء كمستهلها:
أما كابتساـ الطلع عن أشنب در ...بأخضر ركض شقو أزرؽ النهر
كياقوت كرد في غصوف زمرد ...بلؤلؤ دمعي كللتو يد القطر
كرقص غصوف كلما ىبت صبا ...كغيد تثنت في غبلئلها الخضر
كتغريد شحركر بألحاف معبد ...أذا ب فؤادم شجوه كىو ال يدرم
ككمض لبرؽ زاد في نار لوعتي ...كإيماء محبوب بسقط من التبر
ككأس ركم من رحيق رضابو ...سكرت بو ال من معتقو الخمر
سقى فيو الماء نصب عامل قده ...يعلم جفنيو البنا على الكسر
أغن عزيز كامل الحسن ما بو ...من النقص إال منطق جاء بالسحر
[يركؽ لعيني منظر منو عندما ...يركؽ لما قد قيل فيو من الشعر]
لقد زارني كالنجم في حومة الدجى ...غريق كقلب األفق في قبضة النسر
كطالع سعد زاىران فراح خاطرم ...بأفبلؾ أنسي في بركج الهنا تجرم
ككيواف ىمي ذاب من شمس راحتي ...كراح يقفر البعد بقطر عن جمر
(ِ)ُُْ/
فدارت علينا بكر راح كأنها ...ككأساتها من ذائب الدر كالتبر
كباتت تعاطيني كؤكس حديثو ...بليل جزينا عب مرآه بالسكر
فما شكر الناس الوزير بن أحمد ...حساـ الهدل جم الندا طيب الذكر
فتى جوده يرجى كيخشى انتقامو ...كىذا شهودم إف منعت بني الدىر
على كل جيد منهم طوؽ نعمة ...كفي كل قلب منو شخص من الذعر
فيا أيها المولى الذم عم فضلو ...إليك اشتكي دىران جفاني ببل عذر
كأتحفني فيما قضاه بشائف ...لطف ىيكبلن ما مثلو شفت في عمرم
بطلعتو أفبلؾ بيتي تزحلفت ...فانقض منو كوكب القطب مع صبرم
أجرني بما أكالؾ ما أنت أىلو ...تفز عاجبلن بالحمد مني كباألجر
كلو كقد أسهره النامس كالبرغوث:
ككم ليلة طار نومي بها ...كمالي سول صبحها مخلص
يبيت سميرم بها نامس ...كبرغوثها في اإلناء يخرص
كقد شربا من حمى دمي ...فهذا يغني كذا يرقص
فيا رب جارؾ من بلدة ...عزيز القريض بها يرخص
فبل مطرب عرفوا حقو ...من الشعر يومان كال مرقص
كال ما البراعة في مطلع ...كال ما بو يحسن المخلص
ككتب إلى المولى إسحاؽ بن يوسف سؤاالن لفظو:
موالم ال زلت في نعيم ...يحف باليمن كالسعادة
تجرم بما تشتهيو طوعان ...كحسبما تأمر اإلراده
فأنت أحرل بكل فضل ...من غير نقص كال زياده
فقت بني األكرمين طران ...في الحلم كالعلم كالسياده
يا سيدم إف لي فؤادان ...يهدـ بالفكر ما أشاده
يهيم بالشي كالليالي ...تصده أف يرل مراده
فاكشف بجد علي لبسان ...لواله لم أطلب اإلفاده
ىل يدرؾ المرء ما تمنى ...بالسعي في مقتضى اإلراده
[أـ كل شئ قضى كقلنا ...قد أبرـ اهلل ما أراده]
ىذا سعيد كذا شقي ...قد حم من ساعة الوالده
فالعقل ما بين ذا كىذا ...حيراف ال يهتدم رشاده
يرل الهدل منك في جواب ...في غاية الحسن كاإلفاده
إذا تأملتو كفاني ...دليلو عن نفى سهاده
فأجابو بقولو:
اقطع عن القلب كل شك ...كاعزـ فعزـ الفتى سياده
فهل ترل يستقيم بيتان ...بدكف رفع كال إشاده
(ِ)ُِْ/
(ِ)ُّْ/
حتى أتيت إلى سوح أقاـ بو ...كريم قوـ تحلى بالندا فحبل
فكنت سناء عطاء من مواىبو ...أتت إليك كتأتي المكرمات على
فتى ...حلوان كاف على أخبلقو العسبل
فقلت ىل تحمدين العود نحو ن
قالت نعم فيو قد كنت آمنة ...كسيفو دكف نبلي يقطع األجبل
ثم انثنت تنثني كىي قائلة ...ال كاخذ اهلل من أىول بما فعبل
فقلت ال تجزعي فالدىر ذك غير ...كمن لم يذؽ طرفان منها فقد كيبل
لوال مفارقة األحباب ما كجدت ...لها المنايا إلى أركاحنا سببل
[(َُٗ )/عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي](ُ)
(ُُُُِّْٔ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
كالدنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن
عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل
يحيى بن حمزة .كبقية نسبو تقدـ(ِ) الحسيني الحوثي.
[نعتو كمولده]
__________
(ُ) * نيل الوطر (ِ ،)ٖٔ-ٕٔ/فهرس المكتبة الغربية صنعاء ،أعبلـ المؤلفين الزيدية ص
(ٖٔٓ.)ٓٔٗ-
(ِ) بقية النسب بالترجمة ( .) /
(ِ)ُْْ/
العبلمة الجليل ،الورع الزاىد النبيل ،أكحد األذكياء ،كزينة األتقياء ،رأس الصالحين ،كقدكة
العاملين ،كلد في يوـ الجمعة حادم عشر شهر جمادل اآلخر سنة إحدل كستين كمائة كألف
بصنعاء ،كبها نشأ في أثواب العفة كالنجابة كالطهارة كالسيادة ،لم يفارؽ أدنى شئ مما ينافي
المركة من صغره إلى كبره ،كلم يكن لو ىمة في غير ما يعود نفعو عليو ،من خدمة كالده ،كقرأة
العلوـ كعبادة الحي القيوـ فإني منذ عقلت لم أره إال مطالعان في كتاب ،كمفيد للطلبة ،أك تاليان
للكتاب العزيز ،أك ذكر اهلل تعالى أك دائبان فيما ينويو من قضى أغراضو ،كإذا اجتمع بإخوانو ال
يفتر عن ذكر اهلل تعالى إال إذا تكلم ،كال يشتغل إال بما يعنيو متجنبان عن أرباب الدكلة كعن
التسبب إلى ما يكوف ذريعة لصحبتهم تاركان للتعلق بالمناصب كالحرؼ ،كال يمل كال يراقب غير
اهلل أحدان ،كال يبالي بأحد قانعان من الدنيا بالكفاؼ ،زاىدان فيها مستكثران من الطاعات كالنوافل
عامبلن بما صح من السنن النبوية.
[مشايخو كمقركآتو]
قرأ العلوـ فحقق في النحو ،كالصرؼ ،كالحديث ،كالتفسير ،كالتاريخ ،كاألنساب كالحساب،
كالمساحة ،كشارؾ في سائر العلوـ مشاركة قوية ،كلو يد طولى في كل فن ،كاشتغل في بدء أمره
بالقرآف كحفظ المتوف المتعلقة بالقراءات كعرض القرآف مع قراءة علوـ األداء على شيخ
مشايخ القراء الشيخ األستاذ المحقق صالح بن الجرادم الضرير(ُ) ،كالزمو أعوامان ،كأخذ عنو
في (شرح الشاطبية) كثيران.
__________
(ُ) ترجمتو.
(ِ)ُْٓ/
كقرأ على الفقيو العبلمة أحمد بن إسماعيل جار اهلل السرم(ُ) في النحو ،كعلى المولى عبد
اهلل بن أحمد بن إسحاؽ(ِ) أيضان ،كعلى العبلمة الخطيب لطف البارم بن أحمد الورد(ّ) في
الصرؼ ،كعلى القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ(ْ) في النحو ،كالمعاني ،كالبياف،
كالمنطق ،كعلى خالو المولى إسماعيل بن علي بن يحيى بن علي بن المتوكل(ٓ) في المنطق
أيضان ،كعلى المحقق رزؽ سعد اهلل(ٔ) فيو أيضان ،كعلى السيد العبلمة إسماعيل بن ىادم
المفتي(ٕ) في األصوؿ ،كعلى المولى محقق الفركع عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل بن عبد
اهلل بن اإلماـ القاسم(ٖ) في الفقو ،كعلى السيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي(ٗ) في
الحديث كغيرىم.
كالزـ المولى علي بن صبلح الدين(َُ) مبلزمة كلية فاستفاد علومان جمة ثم عكف على
المطالعة كمراجعة المشايخ ،حتى صارت لو ملكة عظيمة ،كلو اقتدار باىر ،على مطالعة
األسفار في جميع الفنوف ،فما من كتاب مشهور إال كقد طالعو مراران كحفظ غالبو.
كأما األحاديث النبوية فبل يكاد يشد على حفظو منها إال قليل ،كلو في الطب معرفة جيدة،
ككذلك العقاقير كخواصها ،كالتمييز بين رديئها كجيدىا ،استفاد ذلك بكثرة المطالعة للكتب،
كمبلزمة المولى يحيى بن محمد(ُُ) قاضي القضاة ،كأما معرفتو بأنساب بني ىاشم األحياء
منهم كاألموات كحفظو لسير األئمة كبلدانهم كأزمانهم كسائر أحوالهم ،فمما ال يشاركو فيها
أحد.
[مؤلفاتو]
__________
(ُ) ترجمتو.
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُْٔ/
كقد شرع اآلف في تأليف كتاب في أنساب بيوت الهاشميين باليمن ،كلو يد طولى في التاريخ
في جميع أنواعو ،كفي علم الحساب بجميع أقسامو ،كلصاحب الترجمة ذىن كقاد ،كذكاء
مفرط ،كحدس صادؽ ،كرأم شديد ،كنظر في العواقب ،كلساف فصيحة كمعرفة بالمقامات،
كفهم كفطنة كألمعية ،فإنو كثير ما يستخرج قواعد في الحساب غير القواعد المقدرة في كتب
الفن ،كىي في غاية الصحة كاإلتقاف مطردة في جميع الجزئيات ،كفعل أنموذجان ينطبقا على
نمط (عنواف الشرؼ) للمقرم ،كقرأ منو المولى محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي
بن المتوكل بن المنصور(ُ) بنظم جعلو في خبلؿ نثر على نمط العنواف أيضان كىو فخر
الهدل:
دمت تبدم كل مكرمة ...بها تشاد الس الفضل أركانا
مصباح ذىنك قد أضحى توقده ...يهدل بو في ظبلؿ الجهل حيرانا
ككيف ال كبما أبدعت قاـ على ...ما أدعيو لدل شأنيك برىانا
بقيت قرة عين ما حييت بما ...تصوغ تفتخر الدنيا كتزدانا
ضو أيضان المولى علي بن إسماعيل بن علي بن قاسم بن أحمد بن المتوكل(ِ) على نمط
كقر ٌ
التقريض األكؿ أيضان:
الفخر للفخر أنت اآلف حسبك من ...علياؾ إنك في األعياف عنواف
فاهلل يوليك فضبلن كل من مكرمة ...فما لعمرؾ غير اهلل معواف
من كاف صنفان قدمان مثل ذا فلقد ...أمد ماالن فمنو كاف إمكاف
كأنت حظك آداب فأنت لها ...بين الخبلئق لآلداب ميزاف
كلصاحب الترجمة شعر يقولو بديهية بغير تكلف كتأمل في سنة اثنتين كثمانين كمائة كألف:
أحقان عباد اهلل مات محمد ...أحقان عباد اهلل قد قضى األمر
ألف كاف ىذا الخطب قد صح حادثان ...لقد دكت الدنيا كقد قرب الحشر
كلما أتاني يوـ مات نعيو ...بهت فبل عرؼ لدم كال نكر
عجبت لهذا الموت أردل محمد ...كأبقى أناسان ليس في عمرىم فخر
إماـ نشأ في العلم كالزىد كالتقى ...حليف كتاب اهلل منبسم الثغر
إماـ كمثل الطور في الناس جملة ...على أنو في علمو البحر كالبر
(ِ)ُْٕ/
فتى صار سير الشمس في الناس فضلو ...ككاف لهم كهفان إذا قدح األمر
ن
فتى قد غدا فوؽ السماؾ محلو ...سما رتبة في العلم ليس لها حصر
ن
فتى لم يحط منا برقم صفاتو ...إذا نحن جاكلناه نظمان كال نثر
ن
تود سويداء كل قلب لو أنها ...لو إذ ثول في لحده من حبو قبر
كاف بني الزىراء عند فراقو ...نجوـ سماء خر من بينها البدر
كىي طويلة كمن شعره ما كتبو إلى كالده كىو بالركضة يعاتبو في ترؾ الجواب على أبيات كاف
قد أرسلها إليو ،كلم يجب عنها لشغلة عرضت لو كمستهلها:
أحبابنا ىل للنظاـ جواب ...ففي رده لو تشعركف ثواب
أـ الركضة الغناء كستكم طباعها ...فمن طبعها أف ال يفيد عتاب
أـ الكرـ أنساكم بلين بياضو ...مودتنا فالنيل عنو صواب
أـ النظم في ضعف كىذا أصحها ...فكم أسبلت لك ترميك ثياب
كلم أحفظ منها إال ىذا القدر كمن مقاطيعو في التورية قولو:
كعاذلة رأتني في اغتراب ...أحث السير حثان نحو خلي
فقالت ألدؿ عليك إف لم ...تقل لي أين تبغي قلت دلي
ككتب إلى السيد العبلمة علي بن أحمد بن حسن قاضي(ُ) صاحب (شهارة) اآلتي ذكره
يستدعيو بأبيات لم تخطر في حاؿ الرقم فأجاب بقولو:
نظاـ أتانا من ربا الفخر ساريان ...فزار كقد زار النعاس األماقيا
أتا موىنان من نحو قرـ إلى العبل ...بهمتو العليا إلى النجم راقيا
حليف الندا كالمجد كالسؤدد ...الذم تسامي على ىاـ المجرة عاليا
أجل أخ صلى الحي خلف جوده ...لو قائم بالسبق سلم راضيا
ىو المشترم بالفضل حمد محبو ...فيكسب ما بق كيبذؿ فانيا
يقوؿ لمملوؾ لو طوع أمره ...ىلم بنا إف كنت خبل مواتيا
لنقضي حقان للشكو كنشتفي ...بجمع نجدد للسركر مبانيا
فقلت لو أىبلن كسهبلن كمرحبا ...على العين مشيان ال على الرجل ساعيا
لك الفضل إذ شرفت موالؾ بالندا ...كقلدتو عقدان من الطوؿ زاىيا
كخولتو اإلحساف كىو مقصر ...كنولتو قسمان من الرفد ناميا
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُْٖ/
فماذا يجازم أك يكافي على الحيا ...سول أنو مثن كللشكر تاليا
بقيت لنا يا من ىو األنس دائمان ...ىبلالن على ضوء المطالع باديا
[(ُُٗ )/عبد اهلل بن أحمد شرؼ الدين العوامي](ُ)
(ُُٔٓ...-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
سيدم أبو يوسف فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن شرؼ الدين بن أحمد بن حسن بن صبلح
بن المطهر بن تاج الدين بن المطهر بن علي بن محمد بن الهادم بن أحمد بن محمد بن
سليماف بن القاسم بن يحيى بن الحسين بن اإلماـ الداعي إلى اهلل يوسف بن المنصور باهلل:
يحيى بن الناصر بن الهادم-عليو السبلـ -ىو السيد العالم الفاضل األديب المعركؼ
بالعوامي.
[مولده كمشايخو]
مولده في سنة تسع كخمسين كمائة كألف بصنعاء ،كقرأ على القاضي أحمد قاطن(ِ) ،كعلى
شيخنا لطف البارم بن أحمد(ّ) خطيب (صنعاء) ،كعلى شيخنا العبلمة الوجيو عبد القادر
[بن أحمد](ْ) كأجازه ،كعلى المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم(ٓ)
كغيرىم.
فشارؾ في الصرؼ النحو كالحديث ،كطالع كتب الحديث كنظم الشعر الحسن ،كتأدب
باآلداب الشرعية ،كأطرح التكلفات العرفية ،كىو لطيف الطباع ،حسن األخبلؽ صادؽ األقواؿ
صالح األفعاؿ ،يكتب الخط الحسن ،كلو شغلة بحساب النجوـ ،كعمل الجداكؿ.
[نماذج من شعره]
كلو شعر في غاية من السبلسة ،فمنو ما كتبو إلى شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد في سفرتو
إلى (حماـ علي) المعركؼ بببلد آنس كسيأتي ذكره مستوؼ في ترجمتو ،كجعل صاحب
الترجمة إليو ىذا النظم على نهج قانوف التعاريف كمستهلو:
سيدم عمدتي حبيبي مبلذم ...خضرـ الفضل ذم األيادم الجساـ
الكريم العظيم عبلمة العصر ...كجيو األناـ عالي المقاـ
مفرد الجود كالمكارـ عبد القادر ...بن أحمد كجيو األناـ
حرس اهلل ذاتو كحماه ...ككقاه حوادث األياـ
__________
(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا كفيو.
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ترجمة المؤلف.
(ِ)ُْٗ/
(ِ)َُٓ/
(ِ)ُُٓ/
(ِ)ُِٓ/
كقد أطاؿ الكبلـ في ترجمتو ،كأكرد كثيران من مكاتباتو فمن نظمو قولو من قصيدة كتبها
إليو(ُ):
إليكها يا شهاب الدين صادرةن ...عن الوداد كمنو يعذب الصدر
ُّرير و
أكدعت سمعي دران في محاكرة ...فقد بدت من نظامي تلكم الد ى
[(ُّٗ )/استطراد :حم بن يحيى بن المفضل](ِ)
ككاف كالده السيد أحمد من العلماء الفضبلء األعياف ،كمقامو مجمع األدباء كاألكابر ،ككاف
خطيبان في (كوكباف) ذا ىمة في جمع األدب ،ككتابة جميع ما كقف عليو حتى جمع كتابان سماه
"نزىة النواظر" في أربعة مجلدات كبار ،اشتمل على الغث كالسمين كشعره كثير جدان إال أنو
كشعر كلده في التوسط بين الركاكة كاإلجادة.
[(ُْٗ )/استطراد :يحيى بن المفضل إبراىيم](ّ)
أما جده يحيى بن المفضل ،فكاف فاضبلن تقيان جوادان مفضاالن ترجم لو صاحب الطيب كأكرد من
شعره قولو(ْ):
القضا
ض األمر لحكم ى
مفو ى
دنياؾ ال تركن إليها ككن ٌ ...
مضى
فما مضى منها كأف لم يكن ...كما بقى منها كما قد ى
[(ُٓٗ)/عبد اهلل بن أحمد بن المهدم بن الناصر](ٓ)
[أسمو كنسبو]
__________
(ُ) نفسو (ُ.)َُْ/
(ِ) طيب السمر (ُ ،)ُّٕ-ُّٓ/مؤلفات الزيدية (ّ ،)َُُ/مصادر الحبشي (ّٓ)،
نشر العرؼ (ِ ،)ٖٓ/نفحة الريحانة(ّ ،)ُّٔ-ِٓٔ/كمنو :حديقة األفراح (ٔ) ،أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص (ُِٓ) ترجمة (َِّ).
(ّ) ** طيب السمر(ُ ،)ُّْ/نشر العرؼ (ِ.)ٖٔ/
(ْ) طيب السمر (ُ.)ُّْ/
(ٓ) * الحدائق المطلقة (خ).
(ِ)ُّٓ/
موالم فخر الدين عبد اهلل بن أحمد بن المهدم بن الناصر بن عبد الرب ،كبقية نسبو
تقدـ(ُ) ،ترجم لو صاحب (الحدائق) فقاؿ( :ىو الفخر الرازم كاللبيب العديم الضريب
كالموازم ،لو أخبلؽ كالنسيم مرت على الركض النظير ،كحسن تعبير أزرل بنفح العبير ،كذكاء
يتوقد ،كحفظ في درجات الكماؿ يتصعد ،كحدة حركات كالحركة فيها البركة ،فإف رمت كقفتو
فإنها بين الحركة كالسكوف مشتركة ،تضحك الثكلى بحسن إشارتو ،كما حدة فلو رآه مالك
ألفتر عن نواجذه ،كلو طريقة في الهزؿ انتقص بها من الغزؿ الغزؿ،كىو ممن أخذ عن الفقيو
العبلمة أحمد بن الحسن بركات ،ككاف يتغزؿ فيو كيهواه كإياه عني بقولو:
ملك سيفو الصقيل ككفاه سول ...في الفتك باألقراف
قلت كقد تقدـ ذكر ىذه القصيدة في ترجمتو(ِ) ،كمن شعر صاحب الترجمة ما كتبو إلى
صاحب الحدائق في سنة ُُٕٗىػ:
صدرت بغير ترقب كتوسم ...كشفت من الهجر الطويل تألم
كتقسمت كتنسمت بالمسك كالياقوت ...كالمرجاف من ميم الفم
لعسا ناعسة الجفوف كمن غدت ...تعز إلى حور العيوف كتنتمي
كجناتها جنات عدف كىي ...للرائي لها يا مالكي كجهنم
كجبينها نور الصباح كفرعها ...في اللوف كالليل البهيم المظلم
ترمي بلحظها إلي كليس لي ...ترس يقيني رمي تلك األسهمي
قسما بحاجبها األزج كنونو ...كبسين طرتها كميم المبسم
إني عليها مغرـ كبحبها ...مغرل على رغم الحسود األرقم
ما في المبلح نظيرىا كبل كال ...في اآلؿ مثل المصقع المتكلم
[(ُٔٗ )/عبد اهلل بن أحسن بن علي بن الحسين](ّ)
(َُُُُِِٕ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى عبد اهلل بن حسن بن علي بن الحسين بن علي بن المتوكل على اهلل :إسماعيل بن
اإلماـ القاسم عليهم السبلـ كقد سبق ذكر جده ابن الحسين(ْ).
[مولده كنشأتو]
__________
(ُ) بقية النسب في الترجمة ( .) /
(ِ) أم في ترجمة صاحب الحدائق ترجمة ( .) /
(ْ) بقية النسب في الترجمة ( .) /
(ِ)ُْٓ/
كلد صاحب الترجمة بصنعاء في سنة تيف كسبعين كمائة كألف ،كبها نشأ في أثواب النجابة،
كالسيادة ،كقرأ في العلوـ على القاضي أحمد بن صالح [بن] أبي الرجاؿ ،كعلى القاضي حسن
بن إسماعيل المغربي ،كعلى المولى عبد اهلل بن محمد بن إسماعيل بن عبد اهلل بن اإلماـ
القاسم ،كحقق النحو كالصرؼ كالبياف كاألصوؿ الفقهية كالفركع ،كالتفسير.
[من أخذ عنو]
كأخذ عنو جماعة من العصرين ،ككاف من أعياف عصره ،ككاف حسن األخبلؽ لطيف الطباع،
محبوبان في الصدكر ،مائبلن إلى تدريس العلوـ مع تعلقو بالرياسة ،كنظر في السياسة ،ألنو كاف
كاسطة عقد أىلو ،كتوفى سنة عشر كمائتين كألف -رحمو اهلل تعالى.
[(ُٕٗ )/عبد القادر بن أحمد الكوكباني](ُ)
(َُُُِّٕٓ-ىػُِٕٗ-ُِّٕ/ـ)
المولى شيخنا شيخ اإلسبلـ كجيو الدين أبو إبراىيم عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن
الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين بن اإلماـ شرؼ الدين ،كبقية نسبو تقدـ(ِ).
باسمو كنسبو]
__________
(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة( ) /بتحقيقنا ،مطلع األقمار لحيدرة ترجمة ( ) /بتحقيقنا،
الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َِْ )ِ/بتحقيقنا ،كمنو :مصادر الفكر للحبشي ص
(َّ .)ُِّ،ِّْ،ِٗٗ،ُّٓ،ِْٖ،ْْٗ،َِٓ ،البدر الطالع (ُ ،)َّٔ/نيل الوطر
(ِ ،)ْٗ/معجم المؤلفين (ٓ ،)ِِٖ/إيضاح المكنوف (ِ ،)َُِ/األعبلـ (ْ ،)ّٕ/أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص (ِٓٓ) ترجمة (ْٓٓ) ،ثم فهرس المكتبة الغربية (ينظر فهارسو).
مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو) ،الركض األغن (ُ).
(ِ) بقية النسب بالترجمة.
(ِ)ُٓٓ/
إماـ المجتهدين كسيد الحفاظ كالمحدثين ،كخاتمة األئمة المحققين ،سلطاف المعقوؿ
كالمنقوؿ ،كمحقق الفركع كاألصوؿ ،أعلم من باشر اإلفتاء كالتدريس ،كأفضل من تشد للقاه
العيس ،كأكثر العلماء علمان كأغزر مشائخ اإلسبلـ فهمان ،كأجمع أرباب العلوـ ركايةن ،كأكسع
أصحاب الفهوـ درايةن ،كشاؼ المشكبلت ،حبلالن معضبلت مفتي المسلمين ،ككهف
المستضعفين ،ملجأ األناـ شيخ مشائخ اإلسبلـ منبع الفواضل كمجمع الرئاسات كالفضائل.
[مولده كنشاتو]
كلد بصنعاء ببيت قريب من (مسجد األبهر) ظهران إلحدل ليلتين بقيتا في ذم القعدة الحراـ
سنة خمسة كثبلثين كمائة كألف ،كنشأ بها كقرأ بعض القرآف ثم ارتحل مع كالده إلى (كوكباف)
كىو في سبع سنين فكمل بو القرآف ،كحفظ بعض المتوف ،كأخذ في النحو كالصرؼ كالمنطق
كالفركع كتجويد القرآف كالفرائد على كل من يتصدر لئلقراء في (كوكباف) مع قلتهم في ذلك
العصر ،كأجلهم المولى أحمد بن محمد بن الحسين(ُ) المقدـ ذكره ،كأخوه المولى عيسى بن
محمد(ِ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى ،فلما بذ األقراف كلم يساكه أحد في ذلك المكاف مع
ىمة عالية ،كشمائل نبوية.
[رحبلتو لطلب العلوـ]
(ِ)ُٓٔ/
ارتحل في سنة ست كخمسين كمائة كألف ،لطلب العلم إلى أماكن عديدة كمحبلت كثيرة
بحيث لم تبق ىجرة كال مدينة فيها عالم إال كقصده ،كأخذ عن أىل المحل فأكؿ رحلة ارتحلها
من (كوكباف) إلى (صنعاء) ،فقرأ على شيوخ منهم المولى ىاشم بن يحيى الشامي(ُ) في
(البدر التماـ) كفي علم البياف ،ككاف بينهما من المودة كالمفاكهة ماال يمكن كصفو ،كلم يدركو
شيخنا صاحب الترجمة إال في آخر عمره ،كقد أصابو الفالج ككاف يعتذر من عدـ تحقيقاتو
للقراءة كيقوؿ:إنك كإف لم تستفد عني كثيران إال أف اهلل تعالى سيفتح عليك بالعلم بسبب
مبلزمتي ،كربما تأخر صاحب الترجمة عن المولى ىاشم يومان فيتأثر لذلك ،كيقلق كيبكي فلم
يفارؽ شيخنا حضرتو حتى توفاه اهلل تعالى في التاريخ اآلتي في ترجمتو(ِ) إف شاء اهلل تعالى.
كقرأ شيخنا صاحب الترجمة على المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي(ّ) ،كعلى السيد
العبلمة الحسن بن زيد الشامي(ْ) ،كعلى العبلمة أحمد بن حسين الهبل(ٓ) في (شرح
الجامي) كحواشيو ،ككاف منفردان في (صنعاء) بتحقيق ىذا الشرح ،فظن شيخنا أنو قد كقف
على مقاصد الشرح كالحواشي ،كأنو قد حقق فيو تحقيقان ال يبلغ إليو أحد ،فلما كصل شيخنا
إلى (مكة) المشرفة كخالط مشائخو كجد نفسو بالنسبة إليهم كأنو لم يعرؼ من الشرح المذكور
شيئان ،فاحتاج إلى معاكدة قراءتو على الشيوخ.
[رحلتو إلى ذمار]
(ِ)ُٕٓ/
ثم ارتحل شيخنا من (صنعاء) إلى (ذمار) فقرأ بها على الفقيو العبلمة الحسن بن أحمد
الشبيبي(ُ) الذم عليو اعتماد مشائخ في (صنعاء) اآلف في تقرير المذىب كاختيار الراجح،
فقرأ عليو (شرح األزىار) جميعو كحصلو بخطو ،ككتب حواشيو في ىوامشو ،كقرأ عليو حاشية
السحولي ،كفي (البياف) البن مظفر ك(البستاف) ،ككتب بعضهما بخطو ،كقرأ في شعباف سنة
ثمانية كخمسين كمائة كألف ،على الفقيو العبلمة عبد اهلل بن حسين دالمة(ِ) في حساب
المترب للصركفي ،كفي مساحة الخالدم كنقلها بخطو ،ككجدت في أخرىا بخطو ما لفظو:
ككاف كتبها حاؿ قراءتها على شيخنا فخر الدين ،ككاف إمامان في حساب المترب ،كلم يكن قد
قرأ من المساحة سول ما في أخر مترب الصردفي فشجعتو على أنا نتطفل على قراءة مساحة
الخالدم ،فقرأناىا حتى أكملناىا ثم أعدناىا مرة فلم نكملها كفيها إشكاؿ قط كهلل الحمد
انتهى.
ككانت مدة إقامتو بمدينة (ذمار) غرة في جبين الدىر ،كأىلها يضربوف المثل بأياـ إقامتو ،إلى
اآلف فإنهم اغترفوا من تيار علومو ،كبلغوا بسببو إلى تحقق باىر كانحلت لهم عقد المشكبلت،
كأما إفضالو على رفقائو بذمار كىم جم غفير ،كنفقتو عليهم كتكرار اجتماعهم لديو ،فشئ
عجيب ،كلقد أخبرني بعض حكاـ صنعاء ككاف ممن رافق شيخنا بذمار أف أعياف (ذمار) أجمعوا
على شيخنا كاف يصنع الكيمياء لما بهرىم ما شاىدكا ،كأخبرني أف المحقق الشبيبي كاف إذا
راجعو أحد من تبلمذتو حاؿ التدريس لم يلتفت إليو ،كال يجيب عليو فإف راجعو شيخنا أنصت
لكبلمو كخضع لمقالو ،كعامل نفسو معاملة المستفيد ،فعاتبو أصحابو على ذلك فقاؿ لهم إف
عتابكم لي من عدـ فهمكم كمن جهلكم بالحقائق فإنكم تراجعوني في مسائل قد مضى الكبلـ
عليها أك سيأتي البحث فيها.
(ِ)ُٖٓ/
كأما سيدم عبد القادر بن أحمد فإنو إذا راجعني استفدت منو فوائد كقواعد ،كضوابط كدفع
إشكاالت ،ككجوىان كأشباىان ،كنظائران لم أجدىا في كتاب ،كال كقفت عليها عند أحد من
المشائخ.
[معرفتو لعلم الكيميا]
قلت :أما حديث الكيمياء فقد كاف شيخنا لو شغلة بو كبيرة ،كيحل رموزه كجميع آالتو،
كأخبرني كلده شيخ اإلسبلـ أف كالده صاحب الترجمة صنع فضة منو شئ كثيران كلكنها ال تثبت
في الركباص ،كمما قالو شيخنا صاحب الترجمة في كصف (ذمار) كىو من أكؿ شعره(ُ):
نعم أرض للكماالت ذمار ...كم بها من ماجد حامي الذمار
أرضها مفركشة من سندس ...كصباىا بفتيت المسك جارم
ال جباالن حجبت عنها الصبا ...ال كلم تحجب شمس كبرارم
ماءىا رؽ فخلنا أنو ...من ىول يطفي بو حر األكار
كبها كل ىماـ عيشو ...كل يوـ ترتعي زىر الدرارم
في ظبلؿ العلم قالوا أبدا ...فإذا قالوا فدع كل ممارم
لم يعبهم قط ضيفان بسول ...أنو يسلو بهم عن كل دارم
معنى كال ذكر البحارم
ذكرنا معنا لدل جودىم ...مالو ن
كلهم في الحرب أياـ كسى ...نقعها ثوب الدجا شمس النهارم
كصريف الكتب في الكتب لهم ...ناب عن تحريك عود كىزار
ليس يدعى في الوغى حامي الذمار ...من تسلى كل يوـ عن ذمار
…قلت :كىذه األبيات ردان على أبيات للشيخ إسماعيل القحيف(ِ) المقدـ ذكره يذـ بها
ذمار ،كىي في كزانها أيضان كىو قولو(ّ):
لست أدعى في الوغى حامي الذمار ...إف تصبرت على سكنا ذمار
أرضها ال تعرؼ النهر كال ...مد فيها الدكح ظبلن كالعذار
كإذا سافرت العين بها ...رتعت في أرض صخر كحجار
كل يوـ أنا فيها ملوـ ...بزكاـ أك صداع أك دكار
كقد مدح ذمار أيضان المولى إسحاؽ بن يوسف فقاؿ(ْ):
كإذا نظرت إلى ذمار كجدتها ...حسنان لم تلبس نفيس درارم
__________
(ُ) مطلع األقمار ترجمة ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ّ) ينظر مطلع األقمار ترجمة ( .) /
(ْ) ينظر ترجمة ( ) /بمطلع األقمار.
(ِ)ُٓٗ/
(ِ)َُٔ/
(ِ)ُُٔ/
كمنهم الشيخ العبلمة يحيى بن صالح الحباب الحنفي ،ككاف بينو كبين شيخنا صاحب الترجمة
كماؿ المودة كلو إليو عدة مكاتبات فمنو ما كتبو الشيخ يحيى من (مكة) إلى شيخنا كىو
بالمدينة.
استفتح الرقم بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم بالحمد اهلل الذم بيده أزمة األمور كبقدرتو كل
ميسور كمعسور ،كالصبلة كالسبلـ على خير أنبيائو كعلى آلو كصحبو كأكليائو ،إف شرؼ ما
يصدر في رسائل اإلخواف الصفا ،كأظرؼ ما يصور في كسائل أخداف االصطفاء ،سبلـ اهلل
األسنى كتحياتو المباركة الحسنى ،كثناؤه الوافر األسمى ،نقدـ ذلك كنهديو ،كنرفعو كنسديو إلى
حضرة موالنا الوجيو حفظو اهلل تعالى كأداـ إمداداتو عليو ،ككالى أما بعد.
فإف السؤاؿ عن أحوالكم متواتر ،كالشوؽ إلى رؤياكم ليس لو آخر ،كيف كإف القلب قد
سكنتم شغافو ،كثمر أدكاح األركاح أحكمتم قطافو ،كقد بعثت لكم ىذا كتاب بعد كتاب،
كبسطت فيو ما معكم الخطاب ،فبل يرد ألحدىما جواب ،فليت شعرم ىل موجب ذلك سوء
حظي القاصر ،الذم ليس عليو ناصر الخ.
كقد كاف أجاب شيخنا على الكتابين المشار إليهما كصورة جوابو.
باسمك يا سيدم بديع الكائنات ببل مثاؿ سبق ،كيا مبدع بليغ اآليات على أكمل نظاـ كنسق،
صلي على نبيك صاحب اآليات ،كمظهر الحكم كالمعجزات ،الظاىرة ظهور الفلق ،كعلى آلو
كأصحابو خلفاء األمة كحلفاء الكتاب كالسنة ،ما زاف كجو األرض نوران ككرؽ .أما بعد.
(ِ)ُِٔ/
فأتم سبلـ كأعم إكراـ ،يمؤلف الوجود عددان ،كيتواتراف على مدل الدىر سرمدا ،ما ظهر صبح
كشفق ،مشفوعين بنفحات تحيات تفوح ،كلمعات بركات تلوح ،يخجبلف المسك األذفر،
كالنير األعظم كاألصغر ،ما الزـ المحب نحوؿ كرؽ ،يخصاف حضرة يتحاسد عليها الليل
كالنهار ،كالبكر كاألصاؿ ،كاألسحار ،كتفخر حصبائها على الشموس األقمار ،كزغامها على
األثمد في الحدؽ حضرة من عبل على السماؾ قدران كظهر ظهور الشمس على البسيطة ذكرا
كحاز شريف الحبلؿ كحاز منيف الكماؿ ،فحق لو أف يتمثل بقوؿ من سبق ،فبل كأبيك ما
أخشى انتقاصان كال كأبيك ما أرجو ازديادان ،حضرة عبلمة أـ القرل كإنساف عين أعياف الورل،
من يفخر بو األكؿ كاآلخر ،كيعقد عليو خناصر األكابر كاألصاغر ،ال يدرؾ الواصف المطرم
خصائصو ،كإف يكن سابقان في كل ما كصف حضرتو ،من يقوؿ حاسده ،كزفراتو تتصاعد عن
شدة ما يكابده ىي الشمس مسكنها في السماء فعز الفؤاد عزاء جميبلن خلد اهلل صوابغ نعمو
عليو كتوابع منو لديو مضاعفة بعدد موجات المحيط ،كعدد دكرات المحيط ،ىذا ككتاباكم
الكريماف كصبل على السوادين من العين كالقلب نزالن قد تضمنا من البديع ما يعجز منو البديع،
كال عجب فقد يفوؽ المتبوع التابع ناصيو بمرقومين ليس لهما في الحسن ثاف كىما النيرا
األكؿ كالرابع ثالث كرابع ،كفهمت ما انطوم عليو من جميع ما أشرتم إليو ،الخ.
(ِ)ُّٔ/
كمنو ما كتبو الشيخ يحيى من (مكة) المشرفة مجيبان على شيخنا كىو بػ(المدينة) سنة
ُُِٔىػ ،إف أزىى ركض حبكت بأنامل العهاد بركده ،كأزىر فنن أخضل نسيج ككف
السحايب ،أملوذه كانظر غصن تفتت عليو بالرباب رعوده ،كأعطر ريح فاح غب الوابل غزاره
كرنده كعوده ،أشرؼ سبلـ أرؽ من النسيم في مسراه ،كأظرؼ ثناء أركؽ من حلوؿ الحب في
نادم المتيم كذراه ،كأشفو شوؽ طفت أنهاره الحالية ،كنمت أزىاره فأزرت بعرؼ الغاليو ،إلى
من علت رتبتو على تاسع األفبلؾ ،كسمت ىمتو فلو شاء لوطء بها السماؾ ،الحائز لفضيلتي
العلم كالنسب ،الجامع بين طرفي الكماؿ الغريزم كالمكتسب ،كارث سيادة عن آبائو فلم يكن
في إرثها بكبللة مسلسل أحاديث الفضل عنهم ،كما تم ذلك إال لو فهو الذم إف افتخر بنفسو
كاف لو منها عليها دالئل ،كإف فاخر بآبائو قاؿ لساف حالو أكلئك آبائي فهل من مماثل أك من
مناظر ،من ال أسميو إجبلالن كتكرمو كقدره المعتلي عن ذاؾ يكفينا أداـ اهلل إمداداتو ،نهل عليو
كأسبلعلى ذاتو ،ما ىو جدير بنسبتو إليو ،كأقر بركيتو منا العين كأغنانا بذلك عن السؤاؿ عنو
بكيف كأين ،أما بعد.
فإف ىبت من تلقاء مدين معركفكم المعهود ،كنسمات التفات إلى المخلص الودكد ،فإنو غريب
كإف كاف في الوطن كثيب ،سار قلبو مع الركباف ،كإف كاف قد فطن ما سجعت كرؽ على كرؽ،
كطل كاصطبح مسركر كأغتبق ،إال كىو يتألم من جول كيد جرل داميو من ألم الفراؽ ،كمقلة
عبر ال يتكفف كمعها المهراؽ ،بلغ الشوؽ في ىواؾ محبلن لست أدرم كال أبث شركحو ،كلم
أكدعك حين كليت عني أنت ركحي كمن نوع ركحو ىذا كقد كرد لنا من تلقائو أطاؿ اهلل تعالى
مده بغاية مرسوـ سطعت أنواره ،كطلعت بالمسرة شموسو كأقماره ،كتضاحكت في عرصات
المجد كمائمو كأزىاره ،كجرت في جداكؿ الركع عيونو كأنهاره …إلخ.
(ِ)ُْٔ/
كصورة جواب صاحب الترجمة أشرؼ ما صدر في الرسائل ،كأتحف ما قدـ في الوسائل ،ما
يود أف يكوف لو حور العين حبران ،كما تغار من رقو درر البحور ،في النحو لما طلع في سماء
الفخار بدرا ،أعني جد من فاض جوده فعم كأسبل جزيل المنح كالنعم ،كالصبلة كالسبلـ الذين
ختامهما مسك كمزاجهما من تسنيم على سيدنا محمد كآلو كصحبو كتابعي منوالو ،كالسبلـ
الذم يخجل نور زىر البركج ،كيندم بنور زىر المركج ،مشفوعان بلطائف التحيات ،كنوامي
البركات ،ما غردت ذات جناح ،كأسفر من غسق صباح ،نخص خبلصة األماجد كاألكارـ،
كقدكة ذكم المفاخر كالمكارـ الخ.
قلت :كأكؿ رحلة رحلها شيخنا صاحب الترجمة إلى (مكة) [المشرفة] سنة ستين كمائة كألف
ككصل إليها أياـ الحج كسكن بها سنة ثم رحل [إلى] المدينة ،كبقي بها سنة ثم عاد للحج
كرجع إلى صنعاء فاتصل بالبدر األمير(ُ) ،كقرأ عليو الكثير من مؤلفاتو ،ككقع بينهما من
المودة كالمصافاة ماال يكاد يكوف بين أحد ،ككاف البدر يفتخر بو كيعظمو كثيران كيراجعو في
المشكبلت كيفضلو في العلم على جميع من شاىد من علماء الشاـ كاليمن ،بل كفضلو على
نفسو في رسوخ الملكة في علوـ اآلالت كالمعقوؿ في شدة الذكاء كحسن الصناعة ،ككاف البدر
يتألم من فراقو كثيران ال يكاد يصبر عنو يومان ،كرأيت في بعض مؤلفات صاحب الترجمة أنو
صحب البدر األمير مدة سبع سنين لم يفارقو في أكثرىا ليبلن كال نهاران ،كبينهما من المكاتبات
ما يشنف األسماع بدراريو فمن ذلك ما كتبو صاحب الترجمة إلى شيخو البدر رحمو اهلل تعالى:
قسمان بهم كبغيرىم ال أحلف ...لم ألق بحران قط مثلك يوصف
فليجرين ما شاء فلك ببلغة ...في يم فضلك من لفضل تعرؼ
كقفا عليك فبلت يمين تذكر ...لمعاىد فيها األغن األىيف
كالغض أثمر بدران تم فوقو ...من شعره الوجعي ليل أغطف
لم أنسو أفديو يوـ كداعو ...كبو كما بي زفرة تتضعف
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُٔٓ/
(ِ)ُٔٔ/
(ِ)ُٕٔ/
[كيقاني المداف بصنع ثوب الليل ...فخران إذا كاف ثوب جداد]
كيف يبدك فجران مع الشعر لوال ...صبغة بالمداـ كألف صادم
أك كأف الصباح و
غاد ...فأـ الليل إذ كاف ساتران للعباد
فنعاه الحماـ إذ الح في الشرؽ ...دـ بالحماـ منو باد
[بل تجلى الصباح إذ الح نوران ...إلماـ األعبلـ كاألمجاد]
ما أحالت علومو ظلم البدعة ...في العالمين صبح رشاد
ال عجيب إف تقل بالعين من يجلى بو ...الغبن من عيوف العباد
كل حرؼ من علمو فهو إكسير ...ظبلالت ذم الهول كالعناد
ككأف الذم يفوه بو ركح علوـ ...التحقيق كاالجتهاد
لو رآه يحيى لقاؿ بو يحيى ...صحيح الحديث كاإلسناد
ككذا أحمد يقوؿ أنا أحمد ...أثاره لدل النقاد
كبو كل عالم قد رأينا ...في قديم اإلعصار كاآلباد
قد أتى بعدىم فذلك ...ال يفقد منهم فردان لذم التعداد
إف تقضي نجل إسماعيل ...راكم الصحيح لئلرشاد
فكفانا محمد نجل إسماعيل ...عن كل عالم نقاد
كمن ذا إذا قاؿ مخاطبان أك خطابان ...في خطوب أبصرت قس إياد
لست أدرم إف قاؿ شعران ...إذ رأه من خضم أـ الدرارم بوادم
داـ ما دار علمو بهدل األمجاد ...في األغوار كاألنجاد
فأجاب البدر بقولو كىو آخر شع ور قالو رحمو اهلل تعالى:
ما رحلتم عن مقلتي كسوادم ...بل نزلتم في مهجتي كفؤادم
أنت عندم في كل حين مقيم ...عند إصدار القوؿ كاإليراد
كجليسي إف كنت بين أناس ...ثم أكلى في حالة اإلنفراد
فعجيب ذكر الوداع كدمع العين ...منكم يسيل سيل الواد
كم بعيد ىو القريب لقلبي ...كقريب في غاية االبتعاد
ليس قرب األجساـ عندم قربان ...إنما القرب في صميم الفؤاد
لست أشكو إبعاد من غاب عني ...فهو عندم في ركضة من كادم
مثل تلميذنا العزيز ...أبي إبراىيم فخر اآلباء كاألجداد
نور عين الذكاء كبادرة الدىر ...كمن نار ذىنو في اتقاد
لو تقدـ زمانو عضد الدين ...لكانت لو عليو األياد
أك تقدـ على الشريف ...كسعد الدين كانوا لو من القصاد
(ِ)ُٖٔ/
(ِ)ُٔٗ/
كمن خرؼ قد خاض في غير بحركم ...خشى غرقان إف خاضو كىو مدنف
فاسبل عليو حلة العذر ساتران ...لعيب معانيو فبل تكشف
كاتصل صاحب الترجمة باإلماـ المهدم بن المنصور اتصاالن كثيران ،ككاف المهدم كثير
االستدعاء لو كالمحادثة معو ،كتدكر بينهما كؤكس المذاكرة كيتجاذبا أطراؼ المباحثة ،في
مسائل علمية كأدبية خصوصان في األبحاث الطبية ،كخواص األحجار ،كأكرمو المهدم إكرامان
عظيمان كأعطاه عطاء كاسعان كأما كزيره الفقيو صفي الدين النهمي(ُ)-رحمو اهلل -فكاد أف ال
يفترقا كصفى ماء الصحبة بينهما من جميع األكدار ،كاستشاره في مهماتو كأطلعو على األسرار،
كاتصل صاحب الترجمة أيضان بالمولى محمد بن إسحاؽ(ِ) ،كقرأ عليو كطار صيتو كانتشر
ذكره ،كشاع فضلو كصار علمو ،كأقر لو مشائخو ببلوغو رتبة الكماؿ كأرسلو اإلماـ المهدم إلى
الشرؼ.
[(َُِ )/استطراد :أبي عبلمة :حم بن محمد الشرفي الساحر]]
ألخذ الحقيقة عن الساحر المسمى بأبي عبلمة ،بعد اتفاؽ أىل الحل كاإلبراـ في حضرة
المهدم بأنو ال يصلح لذلك كال يأخذ حقيقتو كما ىو عليو إال صاحب الترجمة لكماؿ عقلو
كسعة علمو ،كتفننو في جميع العلوـ العقلية كالنقلية كحسن نقادتو كرجوليتو ،فأرسلو اإلماـ
المهدم خفية كعزـ إليو كاختلط بأعوانو كأخذ حقيقة ما عندىم كاتفق بأبي العبلمة بعد محاكلة
في االتفاؽ بو كبيرة ،فوجده رجبلن أسودان شديد الجهل كالتفضيل بعيد الفهم جامد الذىن ،أبلد
من الحمار غير أف لو يد في األكفاؽ كلو أصحاب دىاة أكلو مكر كخديعة كحذؽ كصناعة
لؤلرجاؼ كتشييع األكاذيب كالتعمية على المجاذيب كالوافدين كالتصرؼ لهم كليس ألبي
عبلمة إال عمل األكفاؽ لهم فقط.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)َُٕ/
قلت :ككاف ظهوره في سنة ُُّٔىػ ،في مخبلؼ الشرؼ من أعماؿ أفلح فهو رجل من
التكارير(ُ) يسمى بأبي عبلمة ،كبالحاج جابر ،لو في السحر كالشعبذة(ِ) يد طويلة فعكف
بمسجد منها ،ككاف معو قطع من خرؽ صغار مطوية يزعم أنها راية المهدم المنتظر ،ثم ما زاؿ
يضطرب في دعول االنتساب ،فتارة يقوؿ أنو السيد أحمد بن محمد كتارة يقوؿ أنو داعي
المهدم كتارة أنو من أكالد القاسم بن محمد كقيل أنو نشأ بمكة ،ككفد إليها صغيران من
(المغرب) (ّ) كمعو من التكارير جماعة كىم رفقتو كلما استقر بتلك العكفة من الشرؼ ماؿ
الناس إلى أكاذيبو من التمويهات ككردت األخبار إلى (صنعاء) كأقطار (اليمن) بما ىو عليو،
كأنو كثير الثنا على [اإلماـ] المهدم العباس بن المنصور كالدعاء لو ،كاإلنكار على قبائل
(حاشد) ك(بكيل) ،الستيبلىم على ببلد المغارب ،كأنو يريد جهادىم كدفعهم عن تلك
المصائب ،كحمل الناس أمره على أنو من أىل الزكايا كالفضل كأنو ممن يجذب إليو النذكر
كبالمجاذيب تتم اإلرادة كتنفذ الحيلة على العواـ ،كمع ذلك لم يلتفت اإلماـ إلى شأنو كال
خطر ببالو ما يؤكؿ إليو الحاؿ ،فاغتر بو الجم الغفير من الجهاؿ ،كلم يزؿ يتوعد القبائل كيزعم
أف الجن من جنده ،كانظم إليهم تكارير (تهامة) كقصده العواـ للزيارة من أقصى الببلد البعيدة،
كنذر لو النذكر الواسعة ،كصنع آالت الريح مرافع من فخار مثلثة الشكل ،كزعم أنو كجدىا مع
كنز عظيم كأف الضرب في تلك المرافع تعصم الجيش من القتل ،كحفر حفاير في األرض
كأكىم أف منها الكنوز كأنو عما قليل يبين الرموز ،كيظفر بالملك ،كأف لصاحبو سبعة دعاة إلى
األقاليم كأف عمره ضعف العمر الطبيعي فكثر كبلـ الناس في شأنو حتى نسب إليو أنو ال يأكل
__________
(ِ) الشعبذة :شعب ىذ :مهر في اإلحتياؿ كرأل الشيء على غير حقيقتو ،معتمدان على خداع
(شعبى ىذ).
الحواس ،كزين الباطل إليهاـ أنو حق .المعجم الوسيط .مادة ٍ
(ّ) المغرب :أم الببلد الواقعة غرب اليمن.
(ِ)ُُٕ/
كال يشرب كال يبرح من مسجده عاكفان ،ككاف أكؿ ما بدأ بو أنو كجو أنفاران من مجاذبيو كمعهم
خرقة كمرفع(ُ) ،من تلك المرافع على رجل من حاشد يقاؿ لو ابن األعور ككاف قد جار على
أىل قطعتو من الشرؼ ،فحملهم على الشكول بو إلى أبي عبلمة ،فأرسل أكلئك المجاذيب
كمعهم جماعة من أىل الببلد إلى حصنو فاجتمعوا على خراب الحصن في أسرع كقت،
كأضافوا العمل إلى الجن فتركوه إطبلالن بالية كرسومان خالية ،كأسر ابن األعور كأصحابو ،كساقوه
إلى صاحب العكفة(ِ) ،فقيده بقيد ثقيل ،ثم كجو نفران من مجاذيبو إلى قطعة ابن منصر ،فثبت
لهم كقتل منهم أنفاران كانهزموا مخذكلين ،فاحتج عليهم صاحب العكفة بأنهم خالفوا الوقت
الذم حده لهم في اإلقداـ كمن أجل ذلك أصيبوا.
__________
(ِ) العكفة :أم صاحب الحبس.
(ِ)ُِٕ/
فقدر لهم أف الرصاص ال تصيب من لم يقدـ على المرفع كالراية ،كمتى أصيب أحد من
أصحابو علل بذلك ثم أرسلهم إلى قطعة ابن منصر ثانيان فاستولوا على حصنو كأخربوه إلى
القرار كأسركه كساقوه إلى العكفة ،مع جماعة من أصحابو ،فقيدىم مع ابن األعور كألزمو ديات
من قتل من أصحابو فرجفت الببلد من إخراج القبائل من حصونهم كقيل أف غاية من بعث من
المجاذيب نحو خمسة أنفار ،كيضيف العمل إلى الجن كما زالت المجاذيب تخرج القبائل من
حصونها بهذا االحتياؿ ،حتى استولوا على سبعين حصنان منها حصوف ابن االحمر كابن جهبلف
فإنهم أخذكىا طوعان ألنها كانت الرتب تهرب من الحصوف خوفان من الجن كلم يتعرض في
خبلؿ ذلك لشئ من ببلد المهدم ،كأظهر أف ما قصده إال أخذ القبائل الطغاـ فلم يعجل
المهدم بالتجهيز عليو ثم كجو جماعة من أصحابو إلى (حفاش) ك(ملحاف) ك(حجة)
ك(كحبلف) ك(عفار) ك(كوكباف) كمعهم المرفع كالراية كالطبلسم فدخلوا حفاش كىرب منهم
عامل المهدم ،كىو الشيخ أحمد بن صالح خليل(ُ) ،كلما بلغ اإلماـ ذلك أمر العامل ،بجمع
قبائلو من ىمداف كالتقدـ بهم إلى (حفاش) ،ككاف ىذا الساحر قد كجو جماعة من أصحابو إلى
(صعفاف) قطعة المكارمة ،فقتلوا من أصحابو نحو أربعة أنفار كحملت رؤكسهم إلى (صنعاء)
كفرح الناس بذلك ألنهم كانوا على الوىم أنها ال تقطع في أصحابو السيوؼ كالرصاص كىرب
المجاذيب ،كىم قليلوف.
(ِ)ُّٕ/
ثم كجو أصحابو إلى (السودة) ،ككاف قد نزؿ فيها ابن ناشر لحفظها فاجتمع على (السودة) مع
المجاذيب جم غفير فقاتلهم ابن ناشر كقتل منهم جماعة كحملت الرؤكس إلى (صنعاء) كجهز
المهدم أخاه صفي اإلسبلـ أحمد بن المنصور(ُ) إلى ببلد (حجة) ،ليمنعوا من دخل إليها،
ككصل [النهمي](ِ) إليهم بجماعة من أصحاب الساحر فوقع بينهم قتاؿ شديد ثم رجع صفي
اإلسبلـ أحمد بن المنصور إلى (عمراف) بمن بقى من الجند لحفظها ،كلما اغتر الساحر بما تم
لو من الظهور بعث من لديو من البغاة إلى الببلد كاالنحطاط على (حجة) ك(كحبلف) ،كالتقدـ
على (عمراف) ك(السودة) فتقدموا على (السودة) كحصل بينهما حرب ككقع القتل في أصحاب
الساحر ،كاجتمع مع المجاذيب جم غفير من القبائل ،كقد كعدىم الساحر أخذ (عمراف)
فتقدموا إليو كخرج صفي اإلسبلـ للً ىقائهم ،فحملت عليهم الخيل ،كطعنتهم الفرساف بالرماح
حتى قتل منهم جماعة كانهزـ الباقوف أقبح ىزيمة ،كبعد ىذا تيقن الناس كذب الساحر،كتمويهو
كاعتذر إلى أصحابو بأف اإلرصاد اختلت عليو فضعف شأنو ثم كاتب األشرار في (تهامة)
فاجتمع إليو من التكارير نصاب كافر كساقوا أىلهم إلى استيطاف محلو ،فوجههم ألخذ
(تهامة) ،كقصدكا (بيت الفقيو) كفيها األمير سليم(ّ) أميران على الببلد من جهة المهدم
كافترؽ التكارير فرقتين فرقة قصدت (اللحية) فدخلوىا عنوة كاستولوا عليها كفرقة توجهة إلى
(الغانمية) ،فوجو األمير سليم إلى قتالهم خيبلن كرجبلن فوقع قتل من الجانبين ثم انهزـ أصحاب
سليم.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) أم :أحمد النهمي ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُْٕ/
كتقدمت التكارير إلى بيت الفقيو فوقعت بينهم ملحمة عظيمة قتل فيها جم غفير من الجانبين،
كثبت فيها األمير سليم ثبات أىل النجدة كحفظت المدينة ثم قدـ الطغاـ الشاـ من قحطاف
كىم ألوؼ في سنة ُُٓٔىػ ،إلى أبي عبلمة لما بلغهم أمره ،فلما كصلوا محلو تقدـ إليو
شيوخهم فرأكه في تلك العكفة شيخان ذميمان كرأكا فيو من الكراىة أمران نكيران فخاطبوه كىم
يظنوف أنو كما كصفو لهم رسولو ،فلما رأكا على أنفسهم الغضاضة الكلية في إجابتو أجمعوا
على قتلو كطلبوا منو أف يعطيهم ذىبان حاؿ كصولهم كأف يريهم المهدم المنتظر على زعمو،
فقاؿ لهم أنا المهدم المنتظر ،كأما الكنوز الذىب كالفضة فمن المهجم فعاىده الجاىل منهم
على تصديق التمويو ،كأما العاقل فباف لو في الحاؿ أنو الكذاب السفيو كضمن لهم أنو ال يقتل
منهم أحد ،فقاؿ قائل منهم إنا ال نقاتل إال كأنت معنا كال عهد بيننا كبينك حتى تخرج لنا
الذىب ،فإذا رأينا بذلنا النصح فيما دعوتنا إليو ككاف قد أمر الحدادين كالنجارين يعملوف لو
قيودان كصناديق مدة أياـ تمويهان على العواـ فأمرىم بالتقدـ على بن األحمر ،فلم يسعدكف إال
بخركجو معهم للقتاؿ فحمل ما كاف قد جمعو من أمواؿ الناس كانفصلوا بو من مضجعو إلى
الوادم كتقدموا بو على األحمر فقد ضمن لهم أف ال يقتل منهم أحد فقتل ابن األحمر منهم
جماعة فبلموه في اختبلفو فيما كعد فعلل شئ من التمويو ثم حملهم في اليوـ الثاني على
القتاؿ فوقع بينهم من القتل أعظم من المرة األكلى ،كقتل من آؿ حرملة من قتل فتفاكضوا في
أمره فأجمع آؿ حرملة على قتلو فلما رجعوا بو من حيث جاءكا كنزلوا بالوادم أمهلوه حتى ناـ
فقاـ إليو الحرملي كطعنو طعنة فوارة كعطف إليو أخران فاحتز رأسو ككصلوا برأسو إلى المهدم
كاجتمع لرؤيتو الخاص كالعاـ ،كأمر اإلماـ بأف يطاؼ بو في أزقة صنعاء كحافاتها كخلع على
الواصلين بو كأنعم عليهم باإلحساف التاـ كالحمد هلل رب العالمين.
(ِ)ُٕٓ/
ككاف مما قاؿ أبو عبلمة لصاحب الترجمة أف الموجب للقياـ أني كنت بػ(زبيد) فكنت أسمعهم
في ابتداء األمر يسبحوف بالليل ثبلث مرات ثم تركوا بعض ذلك كأني رأيت كثيران من العواـ قد
انهمكوا في شرب التتن كيسمع منهم نحوا من ىذا الجهاالت فلما عرؼ صاحب الترجمة
حقيقتو كتيقن لو أمره عزـ من عنده إلى قرية من قرل القبائل أىل القبلة ،فيقوـ خاطبان لهم في
المسجد ،كبين لهم أنو ساحر كذاب مموه ،كأنهم ال يغتركا بإرجافاتو كأباطيلو ،كأف أمره إلى
كباؿ كخسراف حتى قول قلوبهم كشجعهم على مدافعتو ،كلم يزؿ يخطب في مسجد كل قرية
حتى كصل إلى الحضرة المهدكية فأخبر اإلماـ بالحقيقة فهاف أمره ككقع ما تقدمت اإلشارة
إليو ،ثم إف صاحب الترجمة بعد ذلك عاد إلى (مكة) المشرفة للحج ،كلما قضى أربو رجع
كقصد أف يكوف طريقو على السيد يحيى بن علي الشطبي(ُ) الصوافي صاحب (تعز) اآلتي
ذكره إف شاء اهلل تعالى.
فكانت طريقو في البحر إلى بندر المخا ثم منو إلى (تعز) ،كإنما قصد اإلتفاؽ بو ليعرؼ حقيقتو
كما ىو عليو ألف الناس اختلفوا فيو فمن مادح لو كذاـ ،فلما أراد االجتماع بو أخبره بعض أىل
تعز بأنو ال يمكن الوصوؿ إلى السيد يحيى إال من طريق المكاس ،كأنو يجرم للسيد يحيى
معلومان من القات من عنده فوجد في نفسو منو مع ما كاف يعتقده من كاليتو إال أنو أمر على
االتفاؽ بو ليأخذ الحقيقة ،فأخذ لو المكاس من السيد يحيى يومان معلومان ،فلما كصل إليو
صاحب الترجمة كجده في بيت من طين قد تناثر أكثره كىو في حالة رثة ،فقعد عنده برىة من
النهار يجرم بينهما مسائل شتى فرآه صاحب الترجمة متقنان لفتوحات الشيخ محي الدين بن
عربي إتقانان عظيمان.
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)ُٕٔ/
ككاف صاحب الترجمة بما تعز عليو أبحاث من كتب أىل الطريقة كشكا ذلك على السيد يحيى
ض ً
وب ىعلىٍي ًه ٍم} فوضع يده في صدره ،كتبل الفاتحة إلى أف كصل إلى قولو تعالى{ :غىٍي ًر ال ىٍم ٍغ ي
[الفاتحة ]ٕ:فتبلىا بلفظ غيرم المغضوب عليهم فقاؿ صاحب الترجمة كغيرم فقاؿ كغيرؾ يا
حبيبي فلما قاـ شيخنا من عنده ،ككصل منزلو طالع نسخة من (الفصوص) كاف قد اصطحبها
معو فلم يشكل عليو منها بحث ،فوجد من الظهور فيما ال يخفى كلما أراد شيخنا العزـ من تعز
خرج معو السيد يحيى يشيعو ،كقد لبس طربوشان كطيلساف كأخذ في يده عكازان فكاف الناس
يودعوف شيخنا كيسلموف عليو كال يلتفتوف إلى السيد يحيى مع أنو في العادة إذا رأكه تهافتوا
على السبلـ عليو كتقبيل يده كأقدامو كتهافت الفراش فلعلو احتجب عنهم كاهلل أعلم بحقيقة
حالو.
كلما عزـ صاحب الترجمة من تعز كصل إلى ذم جبلة كبقى بها أيامان يدرس أعيانها في العلوـ
كيأخذكف عنو في الصحاح الست كغيرىا .كلم يشعر إال بكتاب من نسخة البدر كمن الوزير
صفي الدين النهمي مستدعيانو كيحثانو على الوصوؿ إلى (صنعاء) ،ككجها إليو بمركوب كخادـ
فلم يجد بدان من المساعدة فوصل إليهما كأفاد كاستفاد كابتسم لو الدىر ،كحصلت المسرة
بوصولو عند جميع األعياف ،ثم تزكج فيها في سنة ُُٕٔىػ ،كبقي شهور بعد التأىل ،ثم رحل
إلى (مكة) للحج كعاد إلى (صنعاء) ثم دخل أيضان (مكة) في سنة ُُٖٔىػ ،كىو آخر دخوؿ
إليها ،كلقد كاف كثير الشوؽ إليها شديد الحب لها قل أف يمر ذكرىا إال كسالت دموعو على
خديو كقاؿ في ذلك:
سنوف مضت لي بالمقاـ كطيبة ...كعيش جناف الخلد في أرفع الخفض
فمن جره فضل إليها كمنة ...غدا نصب عينيو ارتفاع ببل خفض
كلما رجع إلى (صنعاء) اتفق ما أكجب عزمو إلى (جبل برط) سنة ُُٗٔىػ ،ألسباب يطوؿ
شهور كرأل في العناف من (جبل برط) في منامو كأنو يكتب أبياتان جوابان على
شرحها ،كبقى فيو ه
شخص يحضو على الكرـ أكلها:
(ِ)ُٕٕ/
(ِ)ُٕٖ/
كبالجملة فإف أىل (كوكباف) صاركا بسببو زينة للحاضر كالباد ،بعد أف كاف يعد من جملة
البواد ،كأضح منبعان لئلفادة كاالستفادة ،كاألدب كاألشعار ،كالرسائل المستجادة ،كانتهى إلى
صاحب الترجمة الفتيا في جميع األقطار ،ككردت إليو السؤاالت من كل جهة فيجيب بما
يقتضيو نظره ،مطابقان للسؤاؿ كحل اإلشكاؿ ،من التطويل كاالختصار ،فأجمعت لو رسائل
عديدة في جميع الفنوف كأبحاث نفيسة تخرج في مجلدات ،كجاءت إليو العلماء لؤلخذ عنو
من كل فج عميق ،كقصده العلماء كالفضبلء كالشعراء ،كصار محطان للرحاؿ كبغية لؤلماؿ،
يقصده الناس على اختبلؼ طبقاتهم فيلجأ إليو الفقراء كيستشفع بو الخائف ،كيتوسل بو
المؤمل ،كيفد إليو العالم كيرحل إليو الطالب ،كيستمد آراه الرئيس كينزؿ في داره كل من كصل
إلى (كوكباف) من األغراب ،فيقفوف عنده األياـ ،على أحسن حاؿ ،كأرخى باؿ كينسوف عنده
األىل كالوطن ،كالحبيب كالسكن ،كيعينهم بجاىو كمالو كيقضي حوائجهم ككاف يتصدؽ بما
كجده كأمكنو ،فيعطي الدراىم كالملبوس كالكتب كالطيب كيجود بما صادفو من العقاقير
كالمركبات كالتناس كنحوىا.
(ِ)ُٕٗ/
كلقد حكى لي حفيده المولى ضياء اإلسبلـ إسماعيل بن إبراىيم بن عبد القادر(ُ) أنو طالما
يأتي المحتاجوف إلى جده صاحب الترجمة فيأمره بأف يعطيو من صندكؽ ملبوسو خرقة خير
معينة فربما يستفهمو من أم نوع يكوف فيقوؿ لو ما قبضتو يدؾ ،أعطيتو كائنان ما كاف ،مع كوف
ما في صندكقو من منتخب الملبوس ،كأما ما أطلع عليو من إعطائو القركش من الخمسة إلى
العشرة فصاعدا فشئ ال يحصى كثرة ،كأخبرني كلده شيخنا البرىاف أنو استفدل كثيران من
الكتب الجليلة من أجل الفقراء بالثمن الواقي كأخبرني المولى إبراىيم بن محمد بن
إسحاؽ(ِ) غير مرة ،ككانا ال يفترقاف أياـ بقاء صاحب الترجمة بػ(صنعاء) لغالب األياـ ،ككذلك
السيد بدر الدين محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي(ّ) ،كالفقيو سعيد القركاني(ْ) اآلتي
ذكرىما ،كالفقيو الوزير صفي الدين بن علي النهمي ،كغيرىم.
(ِ)َُٖ/
ككاف تمر لهم اجتماعات ىي تاريخ السركر كغرة في جبين الشهور ،فأخبرني المذكور أف
صاحب الترجمة كاف يجعل قركشان كثيرة العدد في كيس كيجعلها في زكاية مكانو ،كيأمر أخوانو
ألخذ ما أرادكه منها كإذا رأىا قد نقصت عوضها كقاؿ لي غير مرة أنو ال يقدر على إحصاء عد
ما شاىده من كرمو ،كعلى الجملة فإنها كانت الدنيا عنده أحقر من قبلمة كلقد تعلق صاحب
الترجمة بتجارة كبيرة في بعض السنين ،كربح فيها ألوفان من الدراىم مؤلفة فأنفقها جميعها في
كجوه الخير ،كلم يكتسب منها كال من غيرىا بنقير كال قطمير ،مع تعلقو بعدة رياسات ككجاىة
عظيمة عند الدكؿ ،كتمكنو من بيوت األمواؿ في كوكباف ،كمما يسوغ التصرؼ فيو كاألخذ منو
فعف عن جميع ذلك كلم يخطر لو متاع الغركر بباؿ ،كال مر لو على خياؿ ،ككاف يستصغر
عظيم ما أعطاه ،كيستحي منو أشد الحياء ،كلقد أخبرني بعض األعبلـ أنو شكى إليو حاجة
يسيرة ،فقاـ صاحب الترجمة إلى مكاف أخر ثم رجع كأخذ يعتذر بأبلغ اإلعتذار كاحمر كجهو
حياء حتى ظن ذلك المحتاج أنو لم يجد شئ يعطيو كجعل يقبل العذر فأخرج لو صاحب
الترجمة صرة فيها مائة قرش ،كأقسم باهلل أنو ما كجد إال تلك الصرة.
(ِ)ُُٖ/
كأما حسن خلقو كلطافة طباعو كشفقتو على الصغير كالكبير كتواضعو للعظيم كالحقير كتودده
إلى الناس كاحتمالو لهم كإغضائو عنهم ،كحسن مداراتهم كقبوؿ معاذريهم ،كما ناسبت ىذه
األكصاؼ ككل ذلك أمر يبهر األلباب ،كلو أني شرحت ذلك ألدل إلى التطويل ،كلقد رأيتو في
بعض األعياد كالناس يردكف عليو السبلـ كالزيارة كما جرت بو العادة في القطر اليمني كيأتوف
أفواجان على اختبلؼ طبقاتهم كأحسب أنهم أكثر أىل صنعاء من صغير ككبير ،فيقوـ من
مجلسو للقاء كل أحد منهم كلو طفبلن فيتلقاه بالبشر كيخاطبو بألطف خطاب ،كأفخم كصف
كيعظمو كيسألو عن أحوالو مع كبر سنو ،كجبللة قدره كمشيختو لئلسبلـ ،كحقوقو المتعددة على
األناـ ،كيسألو الناس عن مسائل في خبلؿ ذلك الموقف فيجيب بأبدع جواب في أسرع من
لمح البصر ،ككاف يفشي السبلـ لكل مسلم كلو كاف أدنى الناس ،كيقف لكل من قصده كينوه
بذكر كل من اتصف بأدنى فضيلة حتى اشتهر.
كأما تفننو في العلوـ كتحقيقو لجميع منطوقها كالمفهوـ،فذلك مما أجمعت عليو األمم كصار
أشهر من نار على علم ،كقد ألف المؤلفات البديعة كالقصائد المحققة النفيسة ،كجمعت من
رسائلو كأنظاره كفتاكيو كتعليقاتو في كل فن مجلدات.
[مؤلفاتو]
(ِ)ُِٖ/
فمن مؤلفاتو":حاشية على حاشية عصاـ الدين على شرح الجامي"كضعها حاؿ قراءة كلده
البرىاف عليو كحاشية على شرح المجاز علقها أيضان حاؿ قراءة كلده البرىاف عليو ،كسماىا
كلده":عبلقة المجاز "كشرح العقد الوسيم في الجار كالمجركر كالظرؼ كما لكل منهما من
التقسيم ،سماه بنظم العقد كىو شرح غزير النظير لم ينسخ على منوالو كلم يؤلف على مثالو،
كفيو تحقيقات حسنة كمتنو المسمى بالعقد ألفو المولى صبلح بن الحسين األخفش -رحمو
اهلل تعالى -كقد شرحو أيضان القاضي أحمد بن محمد قاطن بشرح متوسط كمن مؤلفاتو":حاشية
على ضوء النهار" كلم تكمل كحاشية أخرل عليو أيضان سماىا":رفع حجب األنظار فيما بين
المنحة كضوء النهار"كلم تكمل أيضان كفلك القاموس ،كىو مؤلف لم يسبق إليو جعلو مدخبلن
إلى القاموس ال يكاد يعرؼ اصطبلحات المجد كقواعده إال بو ،كلما كصل فلك القاموس إلى
الشاـ اعترضو بعض علماء العرب كذكر أكىامان لصاحب الترجمة على زعمو ،فرد شيخنا
صاحب الترجمة جميع اعتراضاتو كبين غلطو ككىمو ككشحها بفوائد جليلة كأرسلها إلى الشاـ
مع الحجاج ،كمن مؤلفاتو":تحفة النواظر شرح نظم الركض الناظر في آداب المناظر"كالنظم
أيضان لو نظم فيو الركض الناظر للعبلمة الجبلؿ قاؿ في خطبة التحفة :ككاف حصوؿ النظم
كالشرح بتيسير الواىب ،في بعض يوـ من شهر ربيع اآلخر ،من عاـ راغب ،كذلك سنة ثبلث
كمائتين كألف ،كلو حاشية على رسالة في المعمى للشيخ عبد الرحمن الذىبي كلم تكمل،
كحواشي على حاشية الشريف على القطب ،كلو رسالة في صوـ يوـ الشك ،كرسالة في العمل
بالحساب القطعي إذا خالف الشهادة على رؤية الهبلؿ ،كرسالة أف الذبيح ىو إسماعيل،
كرسالة في تحقيق الحيلة كأقسامها ،كرسالة في تعريف عقاقير طبية ،كرسالة في معنى اآلؿ
المذكورين في الصبلة ،كرسالة مسماة بإيضاح قصور المخلوؽ الضعيف ،عن إدراؾ حكمة
الخالق اللطيف ،كفتح القريب في كجو تأكيد أف ىذا لشئ عجيب ،كدرر النظاـ لبيتي الزماـ
(ِ)ُّٖ/
ذكر فيو ثمانية عشر نكتة في بيتي المولى محمد بن إسحاؽ كىما:
رأيت الزماف فقلت المراـ ...تأتي سينقاد ىذا األبي
فقالت بو أنت تنقاد لي ...كتم الكبلـ كلم تكذب
كرسالة في صلح أىل الذمة ،كرسالة في الجمع بين الصبلتين ،كرسالة في لبس الحرير ،كشرح
على أبيات لمجد الدين صاحب القاموس ،كلشرؼ الدين المقرم في اختبلؼ معاني (أف)
فشرح كل بيت باثني عشر علمان ،كىي اللغة كالنحو كالصرؼ كالمعاني كالبياف كالبديع كالمنطق
كاألصوؿ كالحديث كالتفسير كالعركض كالقوافي ،ككسمو بعض تبلميذه بغاية الطرؼ في تفسير
أبيات المجد كالشرؼ ،كقرضو علماء كقتو ،ككاف القاضي يحيى بن صالح السحولي ،كشيخنا
العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني ،كالمولى محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن
علي بن المتوكل بن المنصور ،كالمولى محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي ،كالقاضي محمد بن
إسماعيل الدبعي الزبيدم ،كالسيد العبلمة أحمد بن عبد اهلل مقبوؿ األىدؿ ،كالشيخ العبلمة
عبد اهلل بن أحمد الخيرم الشماخي ،كالسيد العبلمة محسن بن أحمد المكين الشافعي،
كغيرىم من علماء صنعاء كزبيد نظمان كنثران.
كسأثبت ىنا شيئان من ذلك كبعضو ربما يمر بك إف شاء اهلل تعالى فمن ذلك قوؿ المولى محمد
بن محمد بن أحمد:
هلل ركضة علم راؽ منظرىا ...كفجرت من يراع الحبر أبحرىا
سمت أحداؽ فكرم في حدائقها ...أديبان كنسرينها حسنان كعنبرىا
لكن أعجب شئ أنها برزت ...عن فطنة من لظى جمر تسعرىا
أفادناىا كأبدل من عجائبو غرائبان ...زينة الدنيا كمفخرىا
من أبيات كثيرة كقاؿ المولى محمد بن ىاشم الشامي ىذا الجواب:
ذكاء األنوار أطلعها ...أفق الذكاء على محلولك الغسق
[بدت فجلت من األشكاؿ منعقدان ...كمبهمان من دجى المستشكل الرتق]
فزفها أنجم التعبير مشرقة ...بكل معنى بما يركم الصدل سقي
فأعجب للشهب عبارات تشعشع ...أنواران كقد صاحبتها طلعة الفلق
لفظ تنوع معنان في تطور أف ...يحكي الوجوه مرآة من الورؽ
(ِ)ُْٖ/
(ِ)ُٖٓ/
ثم قاؿ ال ريب أف العلم ىو معرفة الكتاب كالسنة ،كما يوصل إليهما فهذا ىو الموصل إلى اهلل
مع حسن النية ،كأما ما سول ذلك من الهيئة كالهندسة كالطبيعيات فإنها عند الناس كماالت
لكنها عند اهلل إضاعة أكقات ،قد ذـ تعالى ما ىو خير منها من األحكاـ المبنية على أكىاـ
القياسات ،جاء في الحديث أف حبران من بني إسرائيل صنف لهم سبعين كتابان في األحكاـ
فأكحى اهلل تعالى إلى نبي من أنبيائهم أف قل لفبلف إنك قد مؤلت األرض بقاقان كإف اهلل لم يقبل
من بقاقك شئ ،فبل ريب أف طلب ىذه الفنوف كإضاعة الشباب فيها جنوف بل إذا قصد
الطالب بالعلوـ الموصلة إلى اهلل تعالى أف يتميز بتحقيقها عمن ناظره فيها كجاراه كيما يقاؿ
حاز قصب الكماؿ ،فذلك ظبلؿ موصل إلى شر مآؿ،
كالعنب الحلو الحبلؿ لما ...أفسد بالتخمير صار إثما
كمن أساء في ذبحو األنعاما ...فإنو يقلبها حراما
ثبت في الحديث الصحيح أف أكؿ من تسجر بهم نار جهنم ثبلثة يعني قبل اليهود كالنصارل،
أحدىم رجل قرأ القرآف ليقاؿ أنو قارئ فما أحق من أضاع شبابو في طلب علوـ الفبلسفة ،أك
قصد بعلوـ الكتاب كالسنة غير كجو اهلل تعالى أف يبكي نفسو كال يقضي أسفو كيقوؿ تبين لي
أف الفنوف جنوف ،كلما ازددت علمان زادني علمان بجهل فما أدرم على ما أحمل بعض من بلغ
تأليفو غاية اإلتقاف حيث رد على السعد بما تمجو األذىاف ،فقاؿ كربما كاف السكوت خيران من
المقاؿ ،عجبت لمن قاؿ الفنوف جنوف كقد رفعتو كالجنوف فنو يف فوىم أف الغاية القصول بالعلم
رفعة الدنيا كما قاؿ سعد الدين:
يا صاح إنما تريد بو ...عظم النفوس لمن يدرم
كإني ألكلى منو لكن إلهنا ...أتى عفوه من حيث أدرم كال أدرم
(ِ)ُٖٔ/
ثم أقوؿ في جواب ما طلبتم أخذت النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كاللغة كبعض مؤلفات
الخط العثماني ،كاألصولين كالحكمة اإللهية كالوضع كمصطلح المحدثين ،ككتب الرجاؿ
كأقواؿ أئمة المذاىب المجردة عن الدليل ،كفقههم المستنبط من الدليل ،كأكائل بعض كتب
التاريخ كإجازة باقيها ،كأكائل كثير من أشعار العرب ،كالمولدين كإجازة باقيها ،كفن المعمى ثم
التفسير كالحديث ركاية كإجازة كدراية ،ككثيران من علوـ الصوفية كالفرائد ،كما يتفرع عنها
كطريقة ابن الهيثم في المناسخة كالجبر كالمقابلة كالضرب كما يلحقو من األبواب في الكتب
المؤلفة فيو من تجميل كخط كقسمة كتجذير كتكعيب.
كالضرب ثبلثة فنوف الضرب بالذىن ،كيسمى حساب الهول ،كالضرب في التحت بالتراب
كيسمى المترب ،كالضرب بالقلم كالقرطاس ،ثم المساحة كالعلوـ المتعلقة باألكقات كالقبلة
بغير آلة ،كالعلوـ المتعلقة باآللة كالربع المجيب كغيره كالطب كاإلزياح كما يكوف مقدمة لها
كالهيئة كالهندسة كالكوة كرسم اآلالت كالطب ،كسائر األكفاؽ ال فعلها ،كالذم منعني من
االشتغاؿ بفعلها أنها ال تؤثر بإذف اهلل إال لمن تجرد لها نحو عشر سنين كيترؾ كل ما سواىا،
كفي ذلك إضاعة للعلم ثم تبين لي بعد قراءتي السنة أنها سحر محض جاءت من عبدة األكثاف
كأرسطو كأفبلط سموىا حرفان كإسمان فلذلك ال يخرجها عن كونها سحران.
(ِ)ُٖٕ/
كجهل الناس بأنها سحر داء عضاؿ حتى اعتقدكا كالية من يتعاطاىا ،ثم معرفة كثيران من الصنع
كعمل الغوالي كالمعاجين الكبار كالمدادات كنحوىا ،مما ذكره صاحب المخترع في كثير من
الصنع مما ال يكاد إدراكو يقع بالمطالعة ثم العركض كالفراسة أعني معرفة خلق اإلنساف
بمشاىدة خلقو ،كقد كقع في ترتيب بعضها غير مناسبة كتأخير العركض كنحوىا عن محلو
كاألمر سهل ككلها مطلوب ذكره فبأيها بدأت جاز فهذه أربعوف علمان بعضها شرعي كبعضها
فلسفي ،كلم أقنع بفهم كتبها المعتمدة حتى ميزت صحيح األقواؿ عن فاسدىا ،كرديت في كل
فن مسائل ارتضاىا أئمتو كلم أذكر ىذا مدحان لنفسي كتمييزان عن أبناء جنسي ،فإنو شبع بما ال
يسمن كال يغني من جوع ،كإضاعة لبعض أياـ الشباب في طلب علم غير مشركع ،بل أذكر ىذا
تحذيران من إضاعة األكقات فإنها رأس مالو الذم ال يعود إف فات ،كإذا علمت بأنو متفاضل
فاشغل فؤادؾ بالذم ىو أفضل فأكصي نفسي كسائر الطلبة بإخبلص النية هلل تعالى في طلب
العلم النافع ،كماذا عليك إذا علم اهلل أنك عالم كجهل الناس ذلك ،فإف ناظرت أحدان فإياؾ
كطريقة كل مجادؿ ،كتقويم دعاكيك بحق كباطل ،فدع تقويم معوج العبارة بألفاظ كثلج في
خيارة ،كبعد إخبلص النية فعليك بتحقيق النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كأصوؿ الفقو كأقواؿ
األئمة كأدلتهم كىي مشتملة على الفرائض كعلوـ القرآف كالحديث ،كال ثقة بعلم من لم يتقن
كاحدان منها كإف أتقن باقيها كال يحسن أف يشتغل نفسو كيضيع عمره بغير ىذه العلوـ الثمانية.
فإف تاقت نفسو إلى أصوؿ الدين فبل يعدؿ عن نحو إيثار الحق إذا كانت طبيعتو منقادة كفكرتو
كقادة ،كلو نور تاـ من الكتاب كالسنة.
(ِ)ُٖٖ/
كمن يهدم الرحمن يهتدم ،كما لنا سول اهلل فيما نرتجيو كنخشاه ،كأما كرعو كزىده كعبادتو
كسكينتو ككقاره كخشيتو كخشوعو ،كما ناسب ىذا المعاني فلقد كاف إليو -رحمو اهلل تعالى-
فيها المنتهى ككاف يقوـ أكثر الليل للعبادة ،ككاف مراقبان هلل في جميع حاالتو مؤثران لمراضيو ال
تغره زىرة الحياة الدنيا ،كال حب الرياسة التي نالها ،كال الطمع في سائر المناصب ككاف كثير
البكاء من خشية اهلل تعالى.
كطالما رأيتو عند قراءتي عليو في (صحيح البخارم) يقطع الحديث من شدة البكاء ككذلك إذا
أنشد عنده شعران يتضمن المديح النبوم أك األلحي أك شيئان من الدقائق انسكبت عبراتو من أكؿ
اإلنشاد إلى أخره.
[شعره]
كأما شعره كسهولة النظم كالنثر عليو فذلك مما يعجز البلغاء عن مثلو ،كطالما رأيتو ينشئ
القصيدة البليغة المطولة في أسرع كقت ،كيكتبها كما يكتب الكبلـ ككثيران ما يجيب نظمان ثم
يرسل بها من غير تسويد لها ،كال يظهر بها شئ من التصليح ،كلهذا السبب لم يظفر من شعره
إال باليسير لعدـ عنايتو بجمعو من إباف عمره ،كقد ذكر نحو ىذا القاضي أحمد بن محمد
قاطن في تاريخو ،كالمولى عبد اهلل بن عيسى في حدائقو قاؿ فيها ما لفظو كلقد أخبرني أنو
صنع بمكة كالمدينة من القصائد على لساف غيره ما يجمع في أكثر من ديواف كذلك لكثرة
الطالبين منو ذلك.
كلقد رأيتو يكتب الشعر كما يكتب الكبلـ لسهولتو عليو ،كلم أرل أحسن منو في صناعة
التعبير كإبراز المعقوؿ في صورة المحسوس ،كبالجملة فما أعلم لو اآلف في عصرنا من نظير
انتهى كبلمو.
ككصفو القاضي أحمد بأنو إذا أراد أف يشكل الظواىر التي ىي أكضح من الشمس سيرىا
بحيث يتغلق على النظار كيصعب جوابها على النحارير الكبار.
(ِ)ُٖٗ/
قلت:كقد جمعت ما كقفت عليو من شعره في ديواف ،كأفردت أيضان ترجمتو كترجمة مشائخو
كمشائخهم كذكرأسانيده كفوائده كما يتعلق بأحوالو كغير ذلك في كتاب سميتو( :قرة النواظر
ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر) ،كلنذكر ىنا شيئان من شعره كىو بػ(كوكباف) ليكوف على مساؽ
كاحد.
فمن شعره ما كتبو إلى المولى محمد بن ىاشم الشامي ،كالمولى إبراىيم بن محمد بن إسحاؽ،
كالفقيو ضياء الدين سعيد بن علي القركاني -رحمهما اهلل تعالى -كىو قولو:
زماف تولى لم يشت بو شمل ...تولى علينا بعده البعد كالمطل
كلما أطاؿ البين خوؼ رقيبنا ...كضاؽ جميل الصبر كاتسع الجهل
نصبنا خياـ الليل جزمان بموعد ...على خفض عيش حيث ال يرفع العدؿ
كأغني على المصباح كالليل حالك ...صباح جبين ما الصباح لو مثل
كنار أضاءت في الخدكد كحرىا ...تذيب الحشا إف كاف أك لم يكن كصل
كعنق غزاؿ تحت كجو غزالة ...عليو دجا كالضد مع ضده يحلو
كخمرتنا فيو رضاب محجب ...إلى آخر الدنيا بها ارتحل العقل
لعمرؾ ما أدرم كقد ماس قدىا ...كغنت فبل ىم أقاـ كال عقل
أمن لؤلؤ اإلنعاـ در قوامها ...أـ العكس أـ من عقدىا خلق الكل
كمذ كلمتني كلمتني كلم أكن ...سمعت بأف الدر من لفظها نبل
كما شت شملينا غراب كلم يكن ...يشت بغير الصبح في ليلو شمل
كرحنا بغايات المنى غير أنها ...مضت فكأنا لم يكن بيننا كصل
ككلت بوعد تنقضي ثمراتو ...كذا كل مخلوؽ حقيقتو ظل
كلم يبق إال ما يقدمو امرء ...كفعل جميل ال جميل كال جمل
كأفعاؿ من حازكا الكماؿ بأسره ...كجازكا على أكج المدير كما يعلو
سعيد كإبراىيم ثم محمد ...كمن جاء بعد ذكره فهو من قبل
كدائرة األفبلؾ لم تلق تاليان ...بما لم يكن في كل حاالتو المتلو
ىم القوـ إف قالوا أصابوا كإف ...دعوا أجابوا كإف أعطوا فنائلهم جزؿ
كيا طالما قد كاف ظلت بيوتهم ...لطالب علم من ىجير الضحى ظل
كال فضل لي في نظم بعض صفاتهم ...كلكن لهم في جمعها يكن الفضل
(ِ)َُٗ/
لذلك أجواز الموامي قطعتها ...إليهم فبل حزف ثناني كال سهل
أجوز إليهم جوزيهما حدا بها ...لعيسى عزيف الباذلين بها قبل
على كل من قاؿ تخيلها السرل ...خياالن ىول لما تخونها النخل
تعوـ على بحر من اآلؿ في الضحى ...كيشتد مسراىا إذ أركبها كل
ككاف صغيرم صارـ تجلَّى بو ...ظبلـ الدجا كالظلم إف أعوؿ العدؿ
كليس دليلي في السرل غير خبرتي ...كقلبي الذم في مطلب العز ال يألو
تبلغني حيث المجرة كردىا ...كحيث أزاىير النجوـ لها كل
يكثر حسادم صعودم سماىا ...كينزاح عن قدرم التجاىل كالجهل
فأجاب المولى بدر الدين محمد بن ىاشم الشامي –رحمو اهلل -بقولو كىي من غرر القصائد:
ىو البين ال ىجر يذـ كال مطل ...تناكئو اآلفات كالعيش كالسبل
أناحت مدل للقيا كمدت يد النول ...بمن لو لما اعترل نحلها البخل
فبل أنها للوصل تعطفو السخا ...كال البيد يرجى إف تعاكدىا اإلبل
تدانى التبلقي كالشباب كشاكل ...المشيب النول كالشكل يطلبو الشكل
أما كزماف كاف للراح ركحو ...مزاجان لذاؾ إسم الطبل كلذا الفعل
كبيض الليالي كاف يجذب فخرىا ...األصائل إف جاذبن منو الذم يتلو
كلطف الهول إف أترع النور غربو ...مداـ أصيل راح يمزجها الطل
كرقة شرب لست أدرم أترشف ...الكؤكس أـ الكاسات منهم لها عل
كناظر ركض للغصوف تعانق ...بو ليس للنماـ في كصلو فصل
تحاكي قدكد الغيد ملد غصونو ...فيعجزىا حلو التلفت كالدؿ
كيضحك فيو األقحواف فيخجل ...الشقيق كشرب دار بينهم ىزؿ
كإف طارحت حلي الغواني سواجع ...من الطير في أرجائها أطرب الكل
زماف تقضى للهول بعده الهول ...كلو رقصت زىوان سحائبو الجفل
كال الركض ركض كالزىور تضاحك ...الثغور كال الوبل الهتوف بو الوبل
لقد ذىبت تلك الخوالي بركنق ...بما للتوالي كىل مثل الخوالي ترني العطل
فسل بشكول البين نفسان تسالم ...لليالي إذ تبدم السلو كلم تسلو
كحل قياد للقول في فطالما ...أضر بها في حلم أىل النهى العقل
(ِ)ُُٗ/
(ِ)ُِٗ/
(ِ)ُّٗ/
ىما خطتا خير كصاؿ كفرقة ...إذا أغضبت ممن أحب عواذلو
كليس بسائل قلب من كاف طرفو ...كسائلو ىجر المناـ كسائلو
كليل بملتف الحدائق ضمنا ...على غير كعد كده ال رسائلو
أقبل فيو الخد كالورد تارة ...ألقطع شك االشتباه كباطلو
فلم أرل بدران في الثرل قبل كجهها ...لو القلب أضحى منزالن ال يزايلو
كما البيض تحمي البيض عن مغرـ ...يرا ممات الهول محياه إال مناىلو
ببيض الفبل ال بيض أكناؼ حاجر ...نسيبي فقلبي ما تقر ببلبلو
كما ربة الخلخاؿ كالخاؿ منيتي ...كال ألحاف كاأللحاف مما أحاكلو
إذا كاف ميت العلم يحي رميمو ...بيحيى فمن ذا في األناـ يماثلو
مسائلو بالمشكبلت يعود من ...لديو كمثل الشمس عادت مسائلو
كما ابن معين في معين علومو ...بأكثق منو فارك ما ىو ناقلو
كما أحمد في علمو كحديثو ...بأحمد منو إف تعد فضائلو
كقس إياد ال يقاس بو كال ...يعد معد قبلو كقبائلو
كلما تلى آياتو كل قارئ ...كقارئ كقد جلى تجلت دالئلو
كسل مشكبلت العلم من غيره جبل ...دجاىا بذىن ال يراـ مشاكلو
كسل نائبات الدىر من شت شملها ...سواه كلم تضعف لهن شمائلو
فلو أف للموت الزؤاـ كتائب ...لفرقها في لمحة الطرؼ عاملو
إليك إماـ النظم عقد منظم ...يقصر عن إدراكو من يحاكلو
ىو الدر لكن كل در ىو الحصى ...إذا قيس بالدر الذم أنت قائلو
كلصاحب الترجمة مجيبان على القاضي عبد الرحمن بن الحسن البهكلي المقدـ ذكره:
زارت فوافت بالحما مغرما ...يرل الفتى في حبها مغرما
شمس ضحى في األرض أبراجها ...فهل علمتم أف أرضان سما
كقامة كالغصن قد أثمرت ...ركضان سول قامات تلك الدما
بنفسو قلبي إلى لحظها يرمي ...فهل من ىدؼ قد رما
في ركضة ما اعتل فيها سول ...النسيم أىدل لي شميم الحما
كال سول النرجس عين بها ...كال سول العارض جفن ىما
كال سول طبيب مبل نبتها ...تم إذا السحب لها نمنما
مذ شق جيب النهر عن نهرىا ...النسيم خلتاه بو مغرما
(ِ)ُْٗ/
(ِ)ُٗٓ/
كلم يزؿ صاحب الترجمة مقيمان بػ(كوكباف) مشرقة شمس فضلو على أقطار الببلد ،كارعان من
بحر جوده كعلمو الحاضر كالباد ،حتى توفى المولى أحمد بن محمد بن الحسين في سنة
إحدل كثمانين كمائة كألف ،فوصل صاحب الترجمة إلى اإلماـ المهدم رحمو اهلل لطلب اإلمارة
للمولى عبد القادر بن محمد في (كوكباف) ،فقابلو اإلماـ المهدم باإلكراـ كأحسن إليو باإلنعاـ
التاـ ،كأسعفو إلى المراد ،كجعل ذلك المذكور كاليان على تلك الببلد ،كلما عزـ من ىنالك قاؿ
بعض أعياف (كوكباف) إف فصاحة ببلدنا كأدب محلنا قد دخل إلى صنعاء ،فندب شعرائهم إلى
مكاتبتو كلكنهم كإف أبانوا جلدان في الشعر فكيف يصنعوف بسائر الفضائل التي اجتمعت فيو
فمر ذلك ما كتبو إليو المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر اآلتي ذكره إف شاء
اهلل تعالى:
أطاؿ عتابي ميل ىند إلى العذؿ ...كىيج بلبالي تجاىلها قتلي
كذكرم أياـ تقضت بحاجر ...كال حاجر عن كصل ىند كال حمل
فقد زادني كجدان تأجج ناره ...تذكر أيامان بها جمعت شملي
فسقيا ألياـ مررف بسلوتي ...كأكرثني شغبلن يصد عن الشغل
كبعد البعد طاؿ ما طاؿ يومو ...كليلتو حتى غدل اليوـ كالحوؿ
فكم ليلة أمسيت أرتقب السهى ...نحيبلن كال عين تراني من نحل
لي اهلل كم أرجو كصاؿ ممنع ...بسمر القنا قد شح بالكتب كالرسل
فيا عجب مني أركـ لقاء من ...تحجب بين المشرفية كالنبل
فحسبي منو إف ظفرت بموعد ...فما أنا ممن يرتقي رتب الوصل
كال تنكركا ذلي لعز جهالة ...فإني رأيت العز في الحب في الذؿ
رضيت بو خبلن كإف كاف معرضان ...كإعراض مولى المكرمات عن النًحل
كجيو الهدل المحي لسنة أحمد ...فيهدم بها من ضل عن أكضح السبل
فكم بلدة قد زانها بعلومو ...كقد رفلت في حلة الجهل من قبل
كقور كإف طاشت حلوـ ذكم النهى ...كريم فبل يشتاؽ إال إلى البذؿ
تكاثر أنواء الغماـ بنانو ...فيغلب ساريها بنائلو الجزؿ
(ِ)ُٗٔ/
(ِ)ُٕٗ/
(ِ)ُٖٗ/
(ِ)ُٗٗ/
فمن نببلء من أخذ عنو القاضي العبلمة البدر محمد بن علي الشوكاني ،كشيخنا العبلمة جماؿ
الدين علي بن عبد اهلل الجبلؿ ،كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني -رحمو اهلل،-
كالعبلمة جماؿ الدين علي بن إسماعيل النهمي ،كالقاضي العبلمة الحسين بن أحمد السياغي،
كالقاضي العبلمة الحسين بن يحيى السلفي ،كالسيد العبلمة الحسين بن يحيى الديلمي،
كالوزير العبلمة الحسن بن علي حنش ،كالمولى العبلمة علي بن محمد بن يحيى ،كأخوه
العبلمة إبراىيم بن محمد بن يحيى كغيرىم.كمؤلف ىذه التراجم إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي -
غفر اهلل لو -فإني قرأت عليو في الصحيحين ،كشطران صالحان من السنن األربعة ،كأكائل مؤلفات
عدة من السنن كالمسانيد نحو سبعين كتابان ،تضمنها ثبت إجازتي كأجازني بباقيها كبجميع ما
يجوز لو فيو ركاية جزاه اهلل عني خيران.
كقد أخذ عنو سماعان كإجازة جميع مشائخ زبيد من بني األىدؿ ،كبني المزجاجي كالربعي
كغيرىم ،ككذلك مشائخ نواحي تهامة كغيرىا ،كلم يزؿ بصنعاء ناشران للعلوـ محطان للرجاؿ
مفيدان للطالبين مقصودان للفتيا من األقطار البعيدة ،يفد إليو الناس من كل جهة كيجتمع بحضرتو
األعياف في كل يوـ للقراءة كالقرل ،كتنافس في االتصاؿ بو األعبلـ ،كيتوسل بو أىل الحاجات،
كيفرغ إليو األمراض ليستوصفوا منو األدكية لقوة ساعده في علم الطب كحذاقتو في معرفة
األسباب ،كفراستو في أحواؿ األشخاص ،كبالجملة فإنو كاف أمة كحده ،فسبحاف من منحو
تلك الكماالت كاألخبلؽ التي ال يتصور حقيقتها إال من عرفو ،كىيهات أف يأت الدىر بمثلو
إال أف يكوف كلده البرىاف ،كلو أردت استقصاء شرح أحوالو كأكصافو لطولت تطويبلن يخرجنا
عن المقصود من االختصار ،كفيما ذكرناه كفاية.
[كفاتو]
(ِ)ََِ/
ككانت كفاتو -رحمو اهلل -ليلة اإلثنين سابع شهر ربيع األكؿ سنة سبع كمائتين كألف بداره دار
السعادة المعركفة بصنعاء ،كصلى عليو كلده البرىاف في الجامع المقدس كدفن في خزيمة،
كحضر لتشييع جنازتو اإلماـ المنصور باهلل كجميع أىل دكلتو ،كأىل صنعاء كصلي عليو أيضان
في جميع نواحي تهامة ،كفي الحرمين الشريفين ،كرثاه األعياف بما ينيف على ثبلثين قصيدة
مطولة -رحمو اهلل تعالى رحمة األبرار.-
[(َِِ )/عبد القادر بن محمد أمير كوكباف](ُ)
(ُُُُِٖٓٗ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى كجيو الدين عبد القادر بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر ،كبقية نسبو
تقدـ.
[مولده كنعتو]
__________
(ُ) * درر نحور الحور العين(خ).....سنة (ُُِٗىػ) ،نشر العرؼ (ِ.)ٕٖ-ٕٔ/
(ِ)َُِ/
كلد في شهر ربيع األكؿ ،سنة خمس كعشرين كمائة كألف بكوكباف ،ككاف كامل الرئاسة كقوران
حليمان دينان خيران صادؽ اللهجة بران رؤفان محبان للفقراء كالمساكين ،معتنيان باألرامل كاأليتاـ لو
معرفة تامة في العلوـ ،كالحساب ،كالفرائض ،كمطالعات في الطب ،ككاف شديد الذكاء قاـ
بإمارة كوكباف بعد موت أخيو أحمد ،كىو شقيقو فأقاـ العدؿ ،كسار في الرعية كسيرة أخيو،
ككاف سهل الحجاب ،آمنان لسطوة األياـ ،فلم يتخذ غير حاجب كأحد نافذ األحكاـ في جميع
الجهات الكوكبانية إال أنو في آخر كاليتو قصر ما يعتاده الناس من الكيبلت كنحوىا ،لقحط
شرط تركت الحراسة في كوكباف ،ككاف أخوه المولى
شديد كتعطلت مخازينو حتى أف جماعة ال ي
إبراىيم بن محمد ينافسو كينحرؼ عنو ألسباب متقدمة ،فأنفذ إليو في شهر شعباف سنة اثنين
كتسعين كمائة كألف جماعة ،فدخلوا على صاحب الترجمة ليبلن ،كتقدمهم العباس بن إبراىيم،
فلما دخل عليو خادعو بالكبلـ ،فظن صاحب الترجمة أف دخولو لغرض من أغراضو لجرياف
العادة بذلك كلم يشعر أف الرجاؿ خلفو ،فهجم أكلئك الرجاؿ كأمسكوه كتفان ،كاعتقل في
السجن مقيدان ،كبقي فيو إلى أف توفاه اهلل تعالى في شهر رجب سنة ثماف كتسعين كمائة كألف،
كلو أخبار يطوؿ شرحها ،في عنايتو باأليتاـ كمباشرتو لمصالحهم ،كصبره عليهم ،ككاف مناصران
ألخيو أحمد كمعاضدان لو كموازران ،كقاـ بأعباء أموره كمصالحو.
كمن كراماتو أنو لم يمضي مدة على الرجاؿ الذين دخلوا عليو جميعهم حتى أصيبوا بمصائب
عظيمة ،كجازاىم اهلل تعالى بمثل صنيعهم معو ،كسجن من أقدـ عليو بعد كتفو[ ،كلم يفلح أحد
منهم] كربما تأتي اإلشارة إلى ما جرل بعده من األحواؿ إف شاء اهلل تعالى.
كلو شعر يسير ،فمنو قولو:
أبنائنا أبنائنا مع كنزنا ...جل فما قد حل كنزان أك بنا
إف لم يحل فأم كقت يرتجى ...عن ما بنا من ذا التهافت أك بنا
ىذا كعندم شاى هد ال أمترم ...فيما يخبر كىو نعم الشاىد
(ِ)َِِ/
(ِ)َِّ/
القاضي كجيو الدين عبد القادر بن علي البدرم الفقيو المحقق العبلمة األصولي المحدث
المجتهد النظار،إماـ الفنوف مولده في سنة سبعين كألف ،كنشأ بػ(ثؤل) ،كقرأ على القاضي
العبلمة مهدم بن عبد الهادم الحسوسة(ُ) ،كعلى المحقق العبلمة صالح بن مهدم
المقبلي(ِ) –رحمو اهلل -كنسخ بخطو عدة كتب في غاية من الضبط كالصحة ،كلو أنظار ثاقبة
كجوابات أسيلة ،كمراجعات بينو كبين علماء زمانو ،كالبدر األمير ،كالعبلمة إبراىيم بن خالد
العلفي كغيرىما ،ككاف حاكمان بػ(ثؤل) كنكبو المنصور بن المتوكل ابن المنصور لما قبض على
المولى الحسن بن إسحاؽ كمن معو في (ثؤل) ،كأدخلوا إلى صنعاء في الزناجير ،ككاف صاحب
الترجمة قصيران جدان فحملو بعض الشرطيين في الميداف كجعل يترقص بو كيقوؿ:
متى يا طلعة البدر ...تواصل مغرمك
ثم حبس مدةن كأفرج عنو كسئل عن الحاصل معو مع كصولو صنعاء ،فقاؿ :إنو أغمي عليو من
حين حملو الحامل إلى أف كصل الحبس ،كلم يحس بشئ كلم يمضي لهذا الحامل أقرب مدة
حتى قتل أشر قتلة ،ككذلك الذم عاكف عليو عوجل بالعوقبة ،كذكر القاضي أحمد قاطن أنو
أخبره المولى علي بن أحمد بن عبد القادر اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى أف صاحب الترجمة
كفد إلى المتوكل القاسم بن الحسين كىو يقرأ في الكشاؼ على المولى عبد اهلل بن علي
الوزير ،كفي الموقف جماعة من األعياف المحققين كمنهم المخبر المولى علي بن أحمد بن
ات عبد القادر ،فلما كصل صاحب الترجمة كجدىم يقرأكف في تفسير قولو تعالى{ :إًنَّ ىما َّ
الص ىدقى ي
لً ٍل يف ىق ىر ًاء} اآلية:
فخاض معهم في داللة إنما على الحصر ،ككاف المولى عبد اهلل بن علي الوزير من المتبحرين
في العلوـ فلم تزؿ المراجعة بينهما حتى تحير الحاضركف من التوغل في المسألة ،كلم يفهموا
من مراجعتهم شيئان لكثرة األطراؼ كدقة الكبلـ.
__________
(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر ترجمة ( .) /
(ِ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ)َِْ/
قاؿ المولى علي بن أحمد(ُ) إال أنو ظهر لي أف الحق مع البدرم ،لطبلقة كجهو ال غير ،ثم
انقضى المجلس كحاكؿ المتوكل بقاه لديو ،فلم يسعد ،كعظم مقداره في األعين غاية التعظيم
ألف مراجعتو لم تكن عن درس كال عن سبق علم بأف المعشر في تلك اآلية ،كإنما ذلك لرسوخ
القواعد لديو كضربت بمراجعتو األمثاؿ.
[كفاتو]
ككانت كفاتو في سنة ستين بعد المائة كاأللف ،كدفن بثبل -رحمو اهلل تعالى ،-ككلده يوسف
كاف مثلو في العلم كالتحقيق ،حسن األخبلؽ متواضعان كثير العبادة ،كنكب مع أبيو كذكر
القاضي أحمد قاطن أنو بذؿ في الخركج إلى المسجد للصبلة في كل فريضة قرشان للموكل
بحفظو ،فكاف يؤدم في الصلوات الخمس في اليوـ خمسة قركش ،كتوفي قبل كالده بأياـ،ككاف
أبوه كثير التأسف عليو كيقوؿ يا أسفا على يوسف -رحمو اهلل تعالى.-
[(َِْ )/عبد القادر بن أحمد النزيلي الصنعاني](ِ)
(ُُْٓ-...ىػُُْٕ-.../ـ)
القاضي كجيو الدين عبد القادر بن أحمد بن عبد المؤمن النزيلي الشافعي ،الخطيب ،كاف أديبان
ظريفان حسن الشكل ذكي القلب ،لو معرفة بالعلوـ كاطبلع تاـ ،قرأ في المنطق على المولى
الحسن بن الحسين بن المنصور ،كعلى المولى عبد اهلل الوزير في البياف كغيرىما في سائر
الفنوف.
__________
(ِ) * ذكب الذىب(خ) ،البدر الطالع(ُ ،)ّٔٗ/كالذىبي في تأريخو ،نشر العرؼ (ِ-ٕٔ/
ُٕ).
(ِ)َِٓ/
ككاف خطيبان للمتوكل القاسم بن الحسين في إمارتو كخبلفتو ،كسفره كحضره ،كلو صوت حسن،
كخطبو بليغة في غاية الجودة كالفصاحة ،كبو يضرب المثل في معرفة مواقع الخطب كمقاؿ كل
مقاـ بحسب الدكاعي ،كمقتضيات األحواؿ ،كمطابقة اإلرادة ،ككاف يحضر على المتوكل كثيران
كيميل إليو كيقربو كينظمو في إعداد الوزراء كيستودعو أشواره ،كيشركو في أمره ،ككاف صاحب
الترجمة كثير الميل إلى المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ،كالمحبة لو لنشأتو تحت
ظلهم ،كفي حضرتهم ألف بني النزيلي بيت شهير في ببلد (كوكباف) لهم اشتغاؿ بالفقو
كالحديث ،كخرج منهم عدة علماء ،كىم أىل ديانة كمركة ،كلهم سلف صالح مذكوركف في
التواريخ ،ككاف صاحب الترجمة يفشي أسرار المتوكل كيرفع إلى (كوكباف) كل ما سمعو ،فيفطن
المتوكل لذلك ،كلم يظهر لو مكركىان بل استعاف بو على قبض المولى محمد بن الحسين
كاقتناصو من (كوكباف) ،كإيداعو السجن مع كوف أخذه من كوكباف بالقهر كالغلبة ،متعذر إال
بعد الحصار الطويل ،كذلك أف المتوكل لما تحقق أفشى صاحب الترجمة األسرار إلى المولى
محمد بن الحسين ،ككاف قد ظهر للمتوكل منو عدـ الطاعة الكلية ،كأف السكوت عنو يخل
بنظاـ الملك ،كعرؼ أف النزيلي بعيد الفهم عن الحقائق فأكىمو أنو قد ضاؽ صدره بصنعاء
كأنو لم يساعده ىواىا ،كال استطاب سكونها،كأنو لو كجد من يكفيو أمرىا لبادر إلى الخركج
منها فقاؿ لو النزيلي :كمن تراه يقوـ بها كما تريد ثم أخذ ينص على رجاؿ من الرؤساء فقاؿ
المتوكل :كل ىؤالء ال أركن عليهم ،كإنما صاحبها الصنو محمد بن الحسين كلو أعلم أنو
يسعدني لفراقها اآلف ،كلكن الصنو محمد قد طرت عليو األكىاـ ،فما أركن على أحد سواؾ،
كصار اإلماـ يعدد لو مناقب المولى محمد بن الحسين كفضائلو ،كحمل النزيلي كبلـ اإلماـ إلى
الظاىر كبادر برفع ىذا الكبلـ إلى كوكباف ،كلم يزؿ النزيلي يستحثو على الوصوؿ إلى الحضرة
كيرفع لو اللبس كيوبخو في األكىاـ التي كانت
(ِ)َِٔ/
جعلت لو من جهة المتوكل ،ثم أرسل المولى محمد كزيره الفقيو حسن بن أحمد الخياطي ،إلى
المتوكل ليعرؼ لو حقائق ،فملك اإلماـ قلبو باإلحساف حتى محا ما فيو من األكىاـ ،ككاف
الخياطي أبعد فهمان من النزيلي كأكثر طيعان ،كلما رجع كوكباف حقق لصاحبو األمور كحثو على
المبادرة بالدخوؿ إلى الحضرة المتوكلية.
ككاف اإلماـ ال يطمع في خركجو من كوكباف كلما ظن أف األمر على حقيقتو بادر إلى الدخوؿ
فتلقاه اإلماـ باإلجبلؿ كاإلكراـ ثم طلبو اإلماـ كعاتبو على أمور كأمر بو إلى دار األدب ،كأنفذ
كلده المولى الحسين بن المتوكل لوالية (كوكباف) كببلدىا ،كلم يزؿ النزيلي صاحب الترجمة
على مرتبتو أياـ الدكلة المتوكلية ،ككذلك أياـ الدكلة المنصورية إال أنو صرؼ عن الخطابة
كاختل عقلو في آخر عمره نحو أربع سنين ،كأنفق أموالو على جهة اإلسراؼ ،كتوفي في سنة
أربع كخمسين كمائة كألف بالركضة ،كحمل إلى قبتو التي عمرىا لنفسو بمسجده المعركؼ قرب
باب السبحة بصنعاء -رحمو اهلل.-
[نماذج من شعره]
كلو شعر أرؽ من سجع الحمائم ،كألطف من الغصوف النواعم ،فمنو ما كتبو إلى المولى عبد اهلل
الوزير يلتمس منو إتماـ (شرح اإليجاز) للمولى زيد بن محمد كىو قولو(ُ):
عد عن أىل الحما كالكثب ...كأدر ذكر بديع الشنب
كأرك عن مكحوؿ طرؼ منو قد ...أرشف القلب بنار الوصب
كأدر كأسات الطبل من فكره ...مازجان من ريقو بالضرب
ال تغالطني بخيرات التقى ...فغزاؿ الحسن أقصى أربي
أنا أدرم إف قلبي موثق ...كبمن ىاـ كمن أين سبي
ال أسمي من سباني حسنو ...إنما التمويو فيو مذىبي
يحسن الهجر بو صونان لو ...كالضنا في حبو يحسن بي
يا عذكلي كف عذلي إنما ...أنت عن حاؿ المحبين غبي
لو ترا قد حبيبي ينثني ...كقضيب مايس من ذىب
أك ترل الغرة كالوجو الذم ...جمع الماء كاضطراـ اللهب
ناره كالنور كالنور غدا ...عجبان في عجب في عجب
__________
(ُ) نشر العرؼ(ِ )ٔٗ/عن ما ىنا.
(ِ)َِٕ/
ال تظن الورؽ يشدك طربان ...ما أثار الشجو إال طربي
فاترؾ العذؿ عن صد الهول ...يا بن كدم ال تسل عن سببي
ما سول عيني لحيني جلبت ...أكقعتني في شراؾ النصب
نظرت ريم اللوا في سربو ...فحبلا في العين لما مر بي
طمعت منو بوصل في الكرل ...كىو منها بمناط الشهب
فلذا بالسهد كالدمع معان ...ما تراىا عوقبت بالسبب
كل ما قيل سرل برؽ الدجا ...قلت يوـ المغرـ المكتئب
أك سلى الصب فقل عن صبره ...ال ىول كردم خد مذىب
أك سقى الغيث ديار المنحنى ...قلت من دمعي الغزير الصيب
حبو عندم فرض كاجب ...فلذا قولي لهم بالموجب
كأرل أكجب من حبي لو ...مدحي المالك عالي الرتب
فراجعو بقولو(ُ):
ال كقد بحت خد مذىب ...من تحاؿ العشق إال مذىب
كالتزاـ القد من شأني كإف ...ىزه مثل القنا يهزأ بي
إذ سبى قلبي المعنى فلقد ...رؽ في الحب كمن رؽ سبي
يا عذكلي غاب رشدم في الهول ...إنما أنت عن الحب غبي
فدع اللوـ بتفريطي نعم ...أنا فرطت كىذا أدبي
ال تحم حوؿ الحما ذاؾ الحما ...يابن كدم ال تكدر مشربي
داك قلبي من شفاء ريقتو ...فلصدغيو فعاؿ العقرب
كاستمع من حلية في قده ...إف تهادل نغمات الطرب
إف يكن بين ضلوعي ساكنان ...ال عجيب كلما عز خبي
ليت أقبلـ عذكلي كسرت ...ليت أسباب الهول لم تكتب
لحظك المكسور كم حاصرني ...عجبان مكسوره لم يغلب
فاستمع آداب يحيى فلها ...في معانيك بياف أدبي
في ادعاء الغصن معنى الحسن من ...قدؾ المنصوب غصب المنصب
إف غدا قدؾ عندم فاضبلن ...حسنان ال غرك فهو الشلبي
أتا من لحظك في سكر كمن ...نظم عبد القادر المستعذب
إف يكن طرزني إمداحو ...فهو من ذاؾ الطراز المذىب
ك بو قامت قيامات العدا ...فهو شمس طلعت في المغرب
__________
(ُ) نشر العرؼ(ِ َٕ-ٔٗ/عن ما ىنا.
(ِ)َِٖ/
ىذا لطيف ألف بلد القاضي النزيلي ىي المحويت كىو من مغارب ببلد اليمن فاتفق أنو التقى
صاحب الترجمة ،كالقاضي علي العنسي في بعض المواكب ،فسلم عليو صاحب الترجمة ،ككاف
القاضي علي مشغوالن بالتفكير في مسألة فلم يرد عليو السبلـ ،فكتب إليو يعاتبو بقولو(ُ):
قل للجمالي رفيع القدر كالنسب ...كمن غدا اآلية الكبرل في األدب
ما بالو ماؿ عني في الخركج كما ...رد السبلـ كىذا غاية العجب
كلم أكن جانيان ذنبان إليو سول ...محبة فيو أعددىا من القرب
كالحاؿ ما حاؿ كدم لكم أبدان ...كليس ذا بيننا من شيمة األدب
كقد حملت على التأكيل فيو كما ...جاء الحديث بو في أكضح الكتب
كقلت إذ ملت عني غير ملتفت ...يا معرضين ببل ذنب كال سبب
فأجاب عليو القاضي علي العنسي-رحمو اهلل تعالى -بقولو(ِ):
ال نلت من كصل معسوؿ اللما أربي ...كال بلغت من اللقيا مطلبي
كال نعمت كثوب الليل منسدؿ ...من ريقو العذب بين الخمر كالضرب
كال لثمت لو كالوصل يجمعنا ...خدان يؤلف بين الماء كاللهب
كال سفكت دـ العنقود يوـ لقا ...لم يعترضني فيو حرفة األدب
كال ابتهجت لسيف الماء حين سطا ...بالراح كاتخذت درعان من الحبب
كال غدكت بليل الوصل ذا صمم ...عن الصباح يناديني فلم أجب
كال اطرحت خبلعاتي كلذتها ...رعيان كحفظها لعهد المجد كالحسب
كال صفحت عن الجاني كإف رغمت ...أنفي على كتم ما أخفيو من غضب
كال تجرمت من خلق اللئيم كال ...جانبتو كاجتناب الصحف للجنب
كال تظلمت للحر الكريم كقد ...رما بآمالو دىران فلم يصب
كال سررت بذم علم كذم أدب ...كىزني الستماعي لقطة طربي
إف لم أصلك من قلبي بحيث أبي ...عن أف تفتش عنو بابنة العتب
مهبلن كجيو الهدل الحبر األديب فقد ...ركحت بالعتب قلبان غير منقلب
حيا من المجد أف يعز إلى خلق ...خبلئقان قبحت في العجم كالعرب
__________
(ُ) نشر العرؼ(ِ )َٕ/عن ما ىنا.
(ِ) نفسو (ِ )ُٕ-َٕ/عن ما ىنا.
(ِ)َِٗ/
أعاذؾ اهلل من تأججها ...نسيم عتبك بين الجلد كالعصب
منذا علي بذا العتب المركع لي ...أغراؾ قلي ببل ذنب كال سبب
إف كاف من ترؾ تسليمي عليك فبل ...تعجل بتعنيف صب منك في كصب
نعم مررت كفكرم من كساكسو ...مستغرؽ يا أخا العلياء كاألدب
مفكر في معاف رمت أسبكها ...نظمان كأكدعو من أبلغ الكتب
فما سول ذاؾ عذر كابق ما صدحت ...كرددت سجعها الورقاء في العذب
[(َِٓ )/عبد الخالق بن الزين المزجاجي](ُ)
(َُُُُِّٓ-ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
الشيخ العبلمة عبد الخالق بن الزين بن محمد بن الزين بن الصديق بن الشيخ [بن] عبد الباقي
بن الصديق بن الزين بن إسماعيل بن الشيخ محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد
اهلل بن يوسف السني ،الصوفي المزجاجي الحنفي.
كبنوا المزجاجي بيت مشهور في (زبيد) كنواحيها بالعلم كالفضل كالتصوؼ ،كقد خرج منهم
عدة علماء كأعبلـ كفضبلء ،ككانوا قبل يعرفوف ببيت السني ،حتى انتقل جدىم محمد بن
القاسم إلى قرية المزجاجة بأسفل كادم زبيد ،فعرفوا ببيت المزجاجي ،ككاف مسكن جدكدىم
قبل ذلك بمدينة الهرمة في كادم (زبيد) أيضان ،فحوؿ الملك الناصر ماء الوادم إلى الشريج
المعركؼ اآلف بالناصرم كخرب شريج الزكـ كالسلسلي بسبب ذلك ،النقطاع الماء عنها،
فخربت من ذلك قرل كثيرة منها الجحف األعلى كالجحف األسفل ،كمدينة الهرمة ككاسط
كالمزيحفية كتفرؽ أىلها عنها ،كسكنها اآلف الوحوش ،ككانت ىذه القرل مملوءة من العلماء
كالفضبلء ،ككاف الجحفاف منتزىاف عجيباف كإليو أشار العلوم بقولو:
بلبل الجحف اليماني ...كلما غنى شجاني
[نعتو]
__________
(ُ) * تحفة اإلخواف(خ) ،نشر العرؼ (ِ ،)ِّ-ُّ/كمنو :تأريخ الجبرتي ،كأرخ مولده بزبيد
سنة (َُُُىػ) ،ككفاتو بمكة في ذم الحجة سنة (ُُُٖىػ) ،ىجر العلم (َِّٔ) ،ملحق
البدر الطالع(ُُْ).
(ِ)َُِ/
كأما صاحب الترجمة فكاف عبلمة حافظان جليبلن ،كفاضبلن نبيبلن ،قدكة ىمامان كريمان ،ذا جاه كاسع
كقبوؿ كلمة ،كعظمة في الصدكر ،حسن األخبلؽ كريم األعراؽ ،فاؽ أقرانو علمان كتحقيقان،
ككاف في مدينة (زبيد) مهبط األكابر كاألماثل ،كمورد األعياف كاألفاضل ،مأكل للفقراء كاأليتاـ،
كملجأ لقرابتو كاألرحاـ.
[مشايخو]
أخذ عن كالده الزين كعمو عبلء الدين ،كالسيد العبلمة يحيى بن عمر مقبوؿ األىدؿ ،كالشيخ
عبد الرحمن الذىبي ،كالشيخ أمر اهلل الهندم ،ككثير من علماء الهند كالسند ،كالشيخ عمر بن
أحمد الحشيبرم ،كالعبلمة محمد بن أحمد مطير ،كلما حج أخذ عن علماء الحرمين الشريفين
كالسيد عبد الرحمن بن أسلم ،كتاج الدين القلعي ،كمحمد أشرؼ المكي ،كأبي الحسن
السندم ،كمحمد حيوة السندم ،كغيرىم.
كجرل بينو كبين أخيو محمد بن الزين ما يجرم مثلو بين بعض األىل من المنافسات الدنيوية
فأكجب ذلك طلوعو صنعاء ،إلى حضرة اإلماـ المنصور بن المتوكل ،فعظمو تعظيمان بالغان،
كأكرمو كعرؼ حقو ،كعقد لو مجالس ،كأخذ عنو جميع أعياف صنعاء كالمولى محمد بن
إسحاؽ ،كالمولى البدر األمير ،كالمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،كالمولى ىاشم بن
يحيى الشامي ،كالسيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي ،كالسيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم
الكبسي ،كالقاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن كغيرىم.
[كفاتو]
كبقي بػ(صنعاء) مدة يسيرة كتوفاه اهلل بها ،في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف ،كقبره في جربة
الركض -رحمو اهلل تعالى ،-كقد أرخ كفاتو بعض األدباء فقاؿ:
عز لؤلمجاد أرباب النهى ...بوفاة المستجاد السابق
طود علم قد ثول شخصو ...بعد أف سامى مقاـ الطارؽ
كاف يقرأ ثم يقرئ ضيفو ...فهو في الحالين فوؽ الفائق
في جناف الخلد أضحى نازالن ...ضيف مواله الكريم الرازؽ
طاب مثواه فأرخ حسبو ...فاز بالزلفى عبد الخالق
أظنو سنة اثنين كخمسين كمائة كألف حسب التاريخ.
(ِ)ُُِ/
[(َِٔ )/عبد الرحمن بن علي إسحاؽ](ُ)
(...-...ىػ...-.../ـ)
[اسمو كنسبو]
المولى كجيو الدين عبد الرحمن بن علي بن إسحاؽ بن المهدم،كبقية نسبو تقدـ(ِ) كاف أديبان
مفضاالن كريمان حسن األخبلؽ ،كمن شعره ما كتبو إلى سيدم محمد بن ىاشم الشامي ،في سنة
سبع كثمانين كمائة كألف من قصيدة مطلعها:
يا أحبائي كمن ديني الغراـ ...بهم كالحب دأبان كالهياـ
كاألكلى من أجلهم في بينهم ...لي طرؼ فيو بالدمع انسجاـ
شاركتني في البكا ال في الهول ...أعين السحب كفي النوح الحماـ
كغصوف الباف ىزتها الصبا ...كالتصابي ىز عطفي كالغراـ
كإذا ما النجم أمسى ساىران ...فهو دكني إف بدل الصبح يناـ
يا نديمي إف يكن عندؾ من ...ذكر من داموا على الهجر مداـ
فأدرىا للشجي كادفع بها ...عنو جيش النوـ إف جن الظبلـ
إف ذكراىم منى قلبي كإف ...سهرت في حبهم عيني كناموا
كىي طويلة ،فأجاب البدر الشامي بقولو:
__________
(ُ) * نيل الوطر (ِ.) /
(ِ)ُِِ/
أيليق بشكية اللساف أف تجارم في مبلعب اآلداب سباؽ الفصاحة ،كىل يحسن أف يباىي
ببنات فكره الوحشية ،ما جلتو الفكر السليمة في اللطف قوالب الرشاقة كالصباحة ،أـ يعد من
جفى الربع الدارس أف ال يرجع عنو الصدل ،كفي نجل من دعاه الكراـ أف يجيب الندل ،كيف
كال قد أىلو للدعوة إلى المفاكهة األدبية أعلى األعبلـ شأكان ،كأسماىم نببلن كرفعة إلى الذركة،
لبلبتداء عنو ضمو إلى سلك األدباء قدران كمحبلن ،أفبل ينتصب لئلجابة التي أىل لها كىو المناد
المضاؼ ،كيتصدل للكتابة كقد شملو جد اإلنسانية ،نقص المكاتبة الذم ال شبهة فيو كال
خبلؼ ىو ذاؾ ،كإف كاف في تصديك لذلك مسيئة من ركبك حجاؾ ،كفي تساميك إلى ىنالك
ما يقاؿ عنده ىبل نهاؾ نهاؾ ،فامتثاؿ األمر كما يقاؿ أكلى من مراعات مقاـ األدب ،كليس
يعاب التمتاـ عند إتيانو بما كجب ،فليصدح عن منقار القلم طائر فكرؾ ،كليسرح في مراتع
الكرـ حائر شعرؾ ،حامدان لمن أباح لنا ارتشاؼ سبلؼ المعاني البديعة في رياض األدب ،كلم
يحرـ تركيح األركاح بها كما حرـ اهلل العنب ،مصليان مسلمان على من ركينا عنو إف من البياف
لسحرا ،كآلو مصاقع البلغاء ،كمصابح األكلى كاألخرل ،مؤديان من التسليم ما يهزأ بالنسمات
الشعرية لطفو ،كيغير النفحات المسكية عرفو ،تحية لمقاـ فخر المجد كالمعالي ،شمس
المعارؼ المجلوة من سماء الفخر في أشرؼ المجاؿ ،ركض اللطف الذم باكرتو من الحيا
سمات الولي ،موالنا كجيو اإلسبلـ عبد الرحمن بن علي ،دامت على ركض لطفو ديم األلطاؼ
الربانية ،كال زاؿ أكج مجده محركس بعين العناية الرحمانية.
كبعد فإنو لما سنح اآلف بعد تمادم البعاد قرب المزار ،كسمح الزماف بعد طوؿ التنائي بتداني
الديار ،كالحت من تباشير صباح اللقا أنوارىا ،كتناجت في أغصاف رياض األماني أطيارىا ،كأنا
من الشوؽ الذم نشره يومي كطول عليو أمسي ،أتمثل في ىذه الحالة بقوؿ الفاضل العنسي:
قرب المزار كما حظيت بوصلو ...فكأنني كالحب ثغر أفرؽ
(ِ)ُِّ/
إذ بدىني البشير بما أحي ربع نشاطي المتهدـ ،كأدىشني ابتداء العظيم للحقير ،ككاف الفضل
للمتقدـ ،فبادرت إلى امتثاؿ األمر بالجواب ،كإف أخطأت مرمى مرامي ،من ابتدار اللقيا
فاالمتثاؿ ىو الصواب ،طالبان من الكريم أف يعفي ىذا الطلل الدارس عن غير إعداـ كجوده،
كأف يعفي آثاره الواىية بسحائب مكارمو كجوده ،كدعاء موالم مستمد كىو لو مبذكؿ،
كالمأموؿ من المأموؿ القبوؿ كالسبلـ.
سمحت كالوصل منها ال يراـ ...كابتسامات رضاىا ال تشاـ
ظبية إف رتعت في كنس ...فهي في العزة غيل كإجاـ
من كراـ األسرة البلئين يؤ ...يهم القفر إذا جن الظبلـ
ال ينير الليل في ناديهم غير ...سمر زيت كاريها السهاـ
معقل العز الذم من دكنو ...خطرات للمنايا كاضطبلـ
كأسود كلما صاح بهم ...صارخ الهيجاء لباه الختاـ
كزئير يمؤل األجباؿ كالبيدا ...ركعان حشوه الموت الزئاـ
صورت بيدىم بالضمر من ...شزيب لما يطاكلها شماـ
كحموا بالنبل منها حرمان ...حاطو من راشق األحداؽ الـ
كقدكد مايسات كقنا ...كلحاظ كظبان فيها الحماـ
يتقي الدارع منها ظاىران ...كلرائيها بأحشاه انتكاـ
كجفوني سابرم القلب يا ...ليتها زيدت بها عني سهاـ
إنما مقود قلبي في يد العشين ...كالقلب لو منها المناـ
أكجبتو فغدا سالبها ...ككما سامتو في الحب تساـ
كأباحت حيرتي بينهما ...دمية عن أمرىا الميل حراـ
فتية صيغت كما شاء الهول ...إذ دىاني ككما راـ الغراـ
تيهها قد مازج الدؿ كما ...مازج الصهباء بالرقة جاـ
يترامى بالمعنى حسنها ...إف حماه الطرؼ داله القواـ
كإذا إعراض تيو ذاده ...قاده من مرح الدؿ زماـ
كمتى راـ ارتشاؼ الطرؼ من ...مايس الخد أضماه احتشاـ
فلها إف سفرت دىشتو ...دكف من مرآه خمار كلثاـ
لم يشاىد بسول الخاطر من ...حسنها ما خالو كىو اتهاـ
إنما شاـ ابتساـ كمضى ...للظى أشواقو منو ضراـ
كىو ما جادت بو لو لم يشن ...جودىا بالبخل كالتيو ابتساـ
(ِ)ُِْ/
(ِ)ُِٓ/
المولى علي بن أبي طالب بن أحمد بن اإلماـ القاسم -عليو السبلـ ،كىو اإلماـ العبلمة
حسنة األياـ ،كمفخر آؿ محمد الكراـ ،جامع الفضائل العميمة ،كالمناقب الجليلة ،كالخصاؿ
الكريمة ،جمع بين العلم كالرئاسة،كالشجاعة كالفراسة ،كالفضل كالنفاسة ،ككاف لو أدب كبراعة،
كقلم كإحساف،كثبات كتحقيق في العلوـ أصولها كفركعها كآالتها ،أخبر السيد عامر في تاريخو
عن القاضي جماؿ الدين السماكم أنو تراجع ىو كجماعة من أعياف العلماء في المفاضلة بين
صاحب الترجمة كالمولى يحيى بن الحسين بن المؤيد ،فسألوا شيخهم القاضي عبد الرحمن
الحيمي ،فأشار إلى اختبار الرجلين بمسألة أصولية متعلقة بعلم البياف ،فحررىا القاضي كأنفذىا
إليهما ،كقاؿ من كاف جوابو مطابقان للقواعد كاف ىو األعلم ،فأجاب صاحب الترجمة بجواب
شاؼ مختصر ،مبني على القواعد ،كاؼ بالغرض ،كأجاب المولى يحيى بن الحسين بجواب
بسيط كثير المعاني ،متردد األقواؿ حاكيان ما قيل في المسألة من طرؽ كثيرة ،كلكنو لم يفد
الغرض المطلوب ،فحكم القاضي كمن معو بكوف صاحب الترجمة أكمل في العلوـ.
[مؤلفاتو كمولده]
كلو شرح على البحر الزخار ،كمباحث جليلة ،كمسائل كجوابات شافية ،ككاف مولده في سنة
أربعين كألف ،كلما توفي كالده في نيف كستين بعد األلف أقامو المتوكل مقاـ أبيو ،فتولى
(صعدة) كجهاتها ،كساس الشاـ كضبطو.
(ِ)ُِٔ/
كلو أخبار كمغا وز في الشاـ ،تدؿ على كمالو كإقدامو مع مهابة في الصدكر ،كجبللة في النفوس،
ككاف يختلف من صعدة إلى عند المتوكل للزيارة ،فيجلو كيعظمو كثيران كلم يزؿ على حالو حتى
رفع جماعة إلى المتوكل منو مخالفة إلرادتو ،فدفع يده من بعض األعماؿ ،ثم عزلو بولده
الحسن بن المتوكل ،كلم يبق لو في صعدة أمر كال نهي ،فخالف القبائل كالعقاؿ ،ككانوا يحبونو
كنبذ طاعة عمو ،كدعا إلى الرضا كخرجت أكثر القبائل من تحت طاعة الحسن بن المتوكل
حتى ضعف جيشو ،كلم يبق للمتوكل في جهة صعدة إال السكة ،فلما بلغ المتوكل ما صنع
أقامو كأقعد عامر المهدم أحمد بن الحسن ،ككاف بالغراس للتقدـ عليو ،كلما عزـ على التقدـ
بلغو كفات المتوكل فرجع إلى الغراس كدعا إلى الرضا ثم حصل االتفاؽ على إمامتو ،كبايعو
صاحب الترجمة على شركط كفى بها ،كلما مات المهدم دعا صاحب الترجمة إلى نفسو دعوة
ثانية ثم حصل االتفاؽ على إقامة المؤيد المتوكل فبايعو كاستمر على حالو في ببلد صعدة آمران
ناىيان ،حتى آؿ األمر إلى قياـ صاحب المنصور فبايعو صاحب الترجمة زمانان ،ثم لم يرض
بسيرتو كاعترضو في أشياء ،فدعا إلى نفسو كخطب لو كضرب السكة بإسمو ،كتلقب بالداعي،
كاستبد على ببلد الشاـ ،كخرج قاصدان صنعاء بجيوش جرارة ،كتقدـ حتى انتهى إلى الركضة
كحط في بير العزب على صنعاء ،ككاجهت لو جميع الببلد القبلية كالغربية ،كخطب لو في
منابرىا جميعان ،فكاف الناصر محمد بن المهدم في رداع ،مشاغر ألىل المشرؽ ككالده
إسماعيل عامبلن على صنعاء ،فأرسل الجيوش إلى كلده كأمده باألمواؿ ككاف صاحب الترجمة
قد فرؽ كثيران من أجناده مع األمراء في الببلد إلى (حجة) ك(الشرفين) ك(عفار) ،ك(كحبلف)
ك(كوكباف) ك(الحيمتين) كلم يبق عنده إال جند يسير نحو األلف ،كقليل من أىل الظاىر،
فاستماؿ الناصر بعضهم باألمواؿ كخادعهم كزيره القاضي حسين الحيمي ،كلما عرؼ صاحب
الترجمة ذلك خشي على نفسو من القبض عليو ،فأجمع
(ِ)ُِٕ/
رأيو ىو كخاصتو من أىل الشاـ على الرجوع إلى (صعدة) في خفية ،لئبل يشعر بهم فرجع إليها
في جند يسير ،كلما بلغ أمراه ما صنع اعتورىم الفشل ،فمنهم من ىرب كمنهم من أخذتو أىل
الببلد إلى أكالد الناصر ،ككاف الخطب جسيمان على أكثر الببلد ،كقبضوا على كافة من شايعو
من األعياف فأمر الناصر أكالده باللحوؽ إلى صعدة كأمدىم بالجيوش ،فكاف قدرىم أثني عشر
ألفان ،كدخلوا عنوة فهرب منهم صاحب الترجمة إلى ببلد الشاـ ،ككانوا لو حلفاء كعلى عهده،
كلما استولوا على صعدة عاثوا فيها ،كشاطركا التجار كأساؤا السيرة حتى نفرت منهم القلوب
فاجتمع رأيهم على حرب أكالد الناصر كاجتمعت كافة القبائل من (كادعة) ك(خوالف) ،كسحار
كعمار كجماع ،كأحاطوا بصعدة من جميع الجهات حتى ضاقت بمن فيها.
كلما اشتد الحاؿ دبر أكالد الناصر الحيلة بالخركج من صعدة خفية ،فلما خرجوا حصل فيهم
الفشل كخرجوا أفرادان ىاربين ،فلحقهم أىل الشاـ كأمسكوا عليهم المضايق ،كقتلوا المولى
إسماعيل بن الناصر ،كاستولوا على ما معو بمحل يقاؿ لو العيوف فهو الذم أراده القاضي علي
العنسي بقولو:
قضى شهيدان في العيوف الضياء ...كخاف فيو المجد ريب المنوف
لهفي لو من مغرـ بالعلى ...يا مغرـ الراح قتيل العيوف
كبعد ذلك استقل المترجم لو بببلده ،كاستمر على دعوتو بصعدة كالشاـ جميعان ،كتابعو أىلها
كسلموا إليو الواجبات ،ككانوا معو يدان كاحدة سامعين مطيعين.
[كفاتو]
حتى توفي في شهر جمادل األكؿ سنة إحدل كعشرين كمائة كألف ،ككاف ملجأ الوافد ،كغوثان
للقاصدين ،تطمح إليو اآلماؿ ،كتقصده األعياف مكرمان للضيوؼ ،متوجهان إلى فعل المعركؼ،
مشتغبلن بالدرس كالتدريس ،كعمر قبة جده اإلماـ الهادم -عليو السبلـ ،-كما ىي عليو اآلف
-رحمو اهلل تعالى.-
[(َِٖ )/علي بن أحمد بن عبد القادر الصنعاني](ُ)
(َُُْ-...ىػُِٕٕ-.../ـ)
__________
(ُ) * نشر العرؼ (ِ ،)ُٕٔ/دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا كمنو:
(ِ)ُِٖ/
المولى جماؿ الدين علي بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر ،كبقية نسبو تقدـ.
كىو أخو شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد كبين كفاتيهما سبع كستين سنة ،ككاف صاحب
الترجمة عبلمة محققان في جميع العلوـ منعزالن عن الناس ،ال يخالط إال القليل منهم ،كيصلي في
المساجد التي ال يعرفو فيها أحد كنشأتو بكوكباف كلما استولى المتوكل القاسم بن الحسين على
(كوكباف) كحبس المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ،نقل إليو كماؿ صاحب الترجمة
كعلمو كفضلو كميل أىل كوكباف إليو ،فأرسل إليو كاستقدمو إلى حضرتو ،كرغبو في البقاء
بصنعاء ،كأجرل لو المقررات الواسعة ،فبقى بها مكرمان مجلبلن مقبوؿ الشفاعة كالكلمة.
[كفاتو]
حتى توفاه اهلل تعالى في شهر محرـ سنة أربعين كمائة كألف ،كأعطاه المتوكل مركوبان من الخيل،
فكاف ال يركب إال يوـ الجمعة لميلو إلى الخموؿ ،كلو كلع شديد بالقات فكاف يتناكؿ منو شيئان
كثيران كيرجحو على القوت كإذا تأخر كصوؿ القات إلى (صنعاء) تكدر خاطره.
كقد ترجم لو القاضي أحمد قاطن كأثنى عليو كثيران ،ككاف خريجو كتلميذه فإنو الزمو مدة كأخذ
عنو قاؿ :كتخرجت عليو أيضان الشريفة العالمة ميمونة بنت أحمد بن إبراىيم بن المفضل(ُ)،
كىي أختو من الرضاعة ،قاؿ :ككاف لو العناية التامة بتحقيقات العلوـ كتفهيم الطالب مع
التمسك بالسنة النبوية ،كيحض الطلبة على قراءة الفقو لمعرفة أقاكيل الناس ،كأف بمعرفتها
تعرؼ األدلة ،كيسهل االجتهاد كاالستنباط.
[(َِٗ )/علي بن إبراىيم عامر الرشيدم](ِ)
(ََُُُِْٕ-ىػُْٕٗ-ُِٕٕ/ـ)
__________
(ُ) ينظر ترجمتو بدمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا،
(ِ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كمنو البدر الطالع (ُ ،)ُْٔ/الجواىر
المضيئة للقاسمي ترجمة (ْٖٗ ،)ٔ/درر نحور الحور العين (خ) ،الحدائق المطلقة (خ)
كفيهما مولده سنة (ُُّٗىػ) ككفاتو (ِٕ /رمضاف َُِٕىػ) ،نيل الوطر (ِ )َُٔ/كفيو
مولده (َُُْىػ).
(ِ)ُِٗ/
شيخنا المولى أبو إبراىيم جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن علي بن إبراىيم بن أحمد بن عامر
بن علي بن الرشيد كبقية نسبو تقدـ(ُ).
ىو العبلمة الجليل إماـ العلوـ العقلية كالنقلية كسلطاف المعارؼ األصلية كالفرعية عين أعياف
العظماء ،كقدكة الورعين الزىاد ،فخر المتأخرين ،شاعر العصر أديب الوقت ،ذك الفطنة
كالذكاء كالرصانة كلطف الطباع ،كحسن األخبلؽ ،كالصمت الحسن كالسمت المستحسن.
[مولده كمشايخو]
__________
(ُ) بقية النسب بالترجمة ( .) /
(ِ)َِِ/
مولده بشهارة في شهر جمادل األكلى سنة أربعين كمائة كألف ،كنشأ بها كتولع بحفظ األشعار،
كالنوادر كاألخبار ،فعاتبو كالده على إقبالو على ذلك كتركو للقراءة في العلوـ ،فشمر في
الطلب ،كحفظ المتوف ،كالفرائض كشيئان من النحو ،ثم ارتحل إلى (كوكباف) كبقى فيو نحو
ثبلث سنين فقرأ على المولى عيسى بن محمد بن الحسين(ُ) في النحو كالصرؼ كالمنطق،
كلم يكن لو شغلة بغير القراءة ،حتى أنو أخبرني أنو كاف ال يفرغ في غالب األياـ ألكل الغداء
ثم رحل إلى (صنعاء) كقرأ بها على القاضي أحمد بن صالح أبي الرجاؿ(ِ) في النحو كالبياف،
كعلى المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ(ّ) ،في األكصولين كغيرىما ،كالزمو مبلزمة طويلة،
كلم يفارقو سفران كال حضران ،كعرؼ لو المولى أحمد بن محمد(ْ) حقو كأجرل لو رزقو ،ككاف
لديو بمنزلة أكالده ،ثم قرأ على الفقيو العبلمة حامد شاكر في الحديث ،كأجاز لو ،كلما حج
اجتمع بالشيخ أبي الحسن السندم فسمع عليو أكائل األمهات الست ،كأجاز لو فيها كفي
غيرىا ،ثم طالع في سائر العلوـ كعلم الهيئة كاإلزياح ،كالنحو كأعماؿ اآلالت ،كاالستطرالب
كالربع المجيب كالرياضي ،كالطبيعي كاآللي كالعركض كالقوافي كغيرىا ،حتى أتقنها ،كحقق في
جميعها لكماؿ فطنتو كذكاه كجودة فهمو ،ككثرة حفظو ،ككاف كثير التردد إلى (مكة) المشرفة
كإلى (كوكباف) ،ككاف مغرمان بو كبأىلو إلحسانهم إليو كإكرامهم لو إذا نزؿ لديهم كتلقيهم لو
باإلجبلؿ كالتعظيم ،كلو فيهم غرر المدائح.
[من أخذ عنو]
(ِ)ُِِ/
ككاف المولى عيسى بن محمد بن الحسين يقرأ في آخر األمر على صاحب الترجمة في علم
الكبلـ ،كقرأ عليو أيضان عدة من األعبلـ كالقاضي العبلمة محمد بن علي الشوكاني ،كالمولى
محمد بن محمد بن أحمد اآلتي ذكرىما ،كالمولى علي بن محمد بن يحيى كأخيو صارـ الدين
إبراىيم بن محمد ،كالمولى يحيى بن أحسن بن إسحاؽ كسيدم العبلمة محمد بن عبد الرب
بن محمد زيد ،كالفقيو ضياء الدين لطف اهلل بن أحمد جحاؼ ،كأسمعت أنا عليو في سنن أبي
داكد السجستاني ،كقرأت عليو في شرح القبلئد كحاشيتها للعبلمة الجبلؿ ،ككذلك شرح
العصمة عن الظبلؿ في عقيدة الجبلؿ في األصوؿ الدينية ،كقرأت عليو في (اإلشارات الكافية
شرح الجزارية) ،في علم العركض كالقوافي ،كالزمتو كاستفدت منو كثيران كسمعت عليو أكائل
نحو سبعين مؤلفان في الحديث كأجازني فيها كغيرىا ككاف -رحمو اهلل -يحب الخموؿ كعدـ
الظهور كلهذا لم يصنف شيئان ،كأنو كاف يملي علينا حاؿ الدرس من أنظاره كتحقيقاتو ،ما يبهر
األلباب ،فاستأذنو في كتب ذلك في ىوامش الكتب ،كتعليقو على األبحاث المشكلة فبل
يساعد إلى ذلك أصبلن كيبادر إلى ىضم نفسو كتضعيف أنظاره ترغيبان في عدـ كتبها ،ككاف
يتناظر عنده األعبلـ في المسائل ،كيتجادلوف فيها زمنان طويبلن كىو ساكت فإذا سئل عن ذلك
أجاب بأحسن جواب ،كأفصح خطاب ،حتى كأنو ال يعرؼ إال تلك المسألة ،لما يرل منو من
التحقيق كاإلتقاف.
كأما حفظو فهو من آيات اهلل الباىرة فإنو ربما اطلع على القصيدة التي تنيف على أربعين بيتان
فيحفظها في أكؿ نظرة ،ككاف يحفظ النوادر كاألخبار الظريفة ،كاألشعار الغريبة ،كتواريخ األنبياء
-عليهم السبلـ -كالخلفاء كالملوؾ كغيرىا من الماجريات كالمضحكات ،كيحاظر بها أحسن
محاظرة ،مع سكينة ككقار كأناة كإنصاؼ كمساعدة لكل أحد على ما يريده كتواضع كعدـ
مباالة بالتكلفات كاألعراؼ.
[نماذج من شعره]
(ِ)ِِِ/
كأما نثره كنظمو فهو الذم ال يجاريو فيو سابق ،كال يلحقو في ميداف الببلغة الحق.
فمن شعره قولو:
ىي الدار فلتحسن حمائمها السجعا ...كإف سفحت عين على سفحها دمعا
تميل بنا عنها الركائب غدكة ...صوادر تبغي إف تؤـ بنا صنعا
إذا تركت سفح العوار كرائها ...فبل طمعت في ظل أفنانها مرعا
تفارؽ مخضر الدرايك أىبل ...كتخترؽ التيها كالمهمهة الصلعا
كفي الركب من يلوم التشوؽ ليتو ...إلى الدار لكن لم يطق للنول دفعا
إذا حدثتو عن صبابتو الصبا ...أصاخ لها من دكف أصحابو سمعا
تحمل شوقان ال يطيق احتمالو ...كأم محب لم يضق بالهول ذرعا
كقفت بواد القصر بطما شطو ...ففاضت شؤني في جوانبو ىمعا
كإني لعين إف تشاىد جيرة ...كقد صدىا دمع كأنى ترل الجزعا
كأرفع طرؼ العين شوقان إلى اللوا ...كىيهات ال تدف لي النظر الشسع
كبالعلم الغرم قلب أضاعو ...محب فهل في الحي من محسن صنعا
أناخ الهول فيو كألقى جرانو ...كلما يرد كاد العقيق كال سلعا
كقد كنت في سلك األحبة إنما ...رماني النوافذ كغادرىم جمعا
أقيم بأرض كالهوا يستفزني ...كأخذ صقعان كىو بي آخذ صقعا
كإني كإف كاف النزلة مذىبي ...فلم أقتحم في شرعو خطة شنعا
تحلق بي عن موقف الذؿ محتد ...فالتحف الظلما أك ألبس النقعا
كألبسني اإلباء زىر مناقبي ...تركت لديها من نجوـ الدجا صقعا
نهاني حفاظي عن مفارقة السوا ...كلواله لم أشدد على كورىا نسعا
عساىا على رغم النول إف ترل لو ...قفوالن فتسعى في ىضابهم ربعا
إذا شمخت عن كوكباف ذؤابة ...فقد زاحمت زىر النجوـ لو فرعا
تقاعست األبصار عنو كقد رأت ...لتلك السجايا الغر في أفقو لمعا
تضئ الوجوه الناصرية دجنة ...كتكسب علياىم خوافظو رفعا
ىم شرعوا من دكف شرعية الفتا ...كىم سددكا من دكف سدتو الينعا
نزلت بهم كي أجتني ثمر الغنا ...فلم يبعد المرمى كلم يخفق المسعا
ىم شمم في مازف الدىر ثابت ...كلو لم يكن نوان أصبحت أنف جدعا
(ِ)ِِّ/
فبل يخش في أكنافهم بائس ذلة ...فإف عليها من حساـ العبل قطعا
ينالك من أزىار جودىم الندا ...كتنظر في أثمار فضلهم الينعا
[إذا نقشت أقبلمهم كجو مهرؽ ...بوعد كإيعاد ترل الضر كالنفعا]
لقد فتحت كرؽ القوافي أعينان ...لتجس في أبواب مدحكم القرعا
أنكبها عن قصد كل مذلة ...مخافة أف ألقى لرتبتها كضعا
كأسكنت ال أني عصي قريحة ...كأقطع قولي غير مستفرغ كسعا
خلي إف كفا للزماف مشوشا ...لفكرم كعن إحسانك يخبر الصدعا
فبل زلتم للمستغيثين ملجأ ...كأبقاكم للعز من رفع السبعا
كمن شعره قولو:
لوال ادكار ثغران الح مبتسمان ...لم يستفزؾ من برؽ تألقو
ما كنت أحسب أف البدر تحملو ...جرد السبلىب كالسيار فيلقو
فلو يلوح شرار من محاسنو ...ألخجل الشمس في اإلشراؽ مشرقو
ماؿ للنواظر فيو مطمع فيرل ...فقد ناء من مراميها تحققو
فليرجع الطرؼ عنو خاسئان فإذا ...رنا إليو فبل يستطيع يرمقو
ككاقف بمجاؿ الخيل متئد ...كلم يخف مقل الفرساف ترشقو
قصرل مناه من المحبوب تبلغة ...كفخر بمواضيو يمزقو
ففيو بفضل خالي القلب شيقو ...كفيو يعلو جيش الدمع مطلقو
قد استعادت بو الدكالت بهجتها ...كعاد من عمر األياـ ريّْقو
كم أعين من كراء الموكب انبجست ...حتى لكادت عزاليهن تعرقو
كفي الركاب إذا ما سار أفئدة ...تكاد من زفرات الوجد تحرقو
فبل تلم مغرمان ذابت حشاشتو ...إف لم تلم بتلك الدار أنيقو
فقد حمتها عوالي السمر مشبهة ...قامات معتلقيها فهي ترىقو
فأسلم كال تلتفت لفتى فقلبي قد ...حكى برمحك خفاقان تعلقو
أنا القصي مقامان عنهم كبهم ...أتيح للجفن تلحاـ يبثقو
خف الهول كتجافى الحب عن طلل ...نحوم أساطير الضما أبرقو
إف النعامى بر على كوكباف سرت ...فللمعاطس عرؼ الجوز تنشقو
سحائب الجود أرجائو نسأت ...كقد تجلى بتاج الملك مفرقو
بو الملوؾ األكلى شادكا لمجدىم ...بيتان فليس النجوـ الزىر تطرقو
(ِ)ِِْ/
(ِ)ِِٓ/
(ِ)ِِٔ/
كمن شعره يشبب بوطنو (شهارة) كيذكر بعض محبلتو كالمواطر كالخليق كىما كادياف بببلد
شهارة ككذلك سدالة كىي حافة بالحصن:
لوال ادكار منازؿ اآلراـ ...ما ثارؾ من لوعة كغراـ
ال يسترده ىوا تقادـ عهده ...كانحل منو العقد مذ أياـ
ال تستعد حر الجول من بعدما ...أطفى التناسي منو لفح ضراـ
أيؤمل الرجعي لرسم قد ترل ...آياتو محيت بنقط غماـ
أترل لماضي عهده من رجعة ...أـ ىل لنا بالجزع من إلماـ
لم يبعث الذكرل سول طيف سرل ...كىنان فحرؾ ساكن التهياـ
كالبرؽ أكرل عبرة لما اعترل ...يحكي افترار مقببلن بشباـ
كأىاب بالبرحاء سجع حمامو ...تبكي ىديبلن في فركع شباـ
قد أفصحت عما تكن كإنما ...قصرت عبارتهها عن اإلفهاـ
أصل السقاـ سقاـ أجفاف كما ...بين الشفاه شفاء كل أكاـ
ترمي بناظرؾ الرسوـ كما عسى ...يجدم على شحط كبعد مراـ
بين النواظر كالخليف منازؿ ...سقت معاىدىا ملث آكاـ
عهدم بها أك أىبلن بكوكب ...ينجاب عنها غيهب اإلظبلـ
كالسحب تسحب فوقها أذيالها ...كالشمس لم تسمح بحل لثاـ
فتسيل أكدية ىنالك عندما ...ينحل ىيدبها على األعبلـ
كسقت عهاد المزف عهد سدالة ...متواصل التسكاب عين رىاـ
أياـ ال يثني عناف صبابتي ...عزؿ كال أصغي لزكر مبلـ
كالدىر يجمع شمل كل مسرة ...كالعمر يرفل في زىاء غبلـ
كبرغم من يهواىم قد حجبت ...تلك المحاسن منهم برغاـ
فأتت شخوصهم العياف كإنما ...أدنيهم بخواطر األكىاـ
كلقد مددت إلى الغواية ناظرم ...كقعدت منها مقعد المستاـ
كسلكت نهج الغي ال ألوم على ...رشد كال أحجمت من إقداـ
أجريت خيبلن اللهو غير طبليح ...كنضيت سيف العزـ غير كهاـ
حتى تداركني اإللو بلطفو ...كدخلت باب نجاتو بسبلـ
كنهجت من شرع النبي محمد ...نهجان فنلت مقاعد األعبلـ
متنكبان عن نهج كل ضبللة ...متجنبان لمزالق األقداـ
كرجوت من رحمى اإللو كلطفو ...تثبيت أقوالي كحسن ختاـ
كمن أكؿ شعره ما قالو في أياـ الصبا كىو بكوكباف:
(ِ)ِِٕ/
خفقت ضلوعك إف تألق بارؽ ...كىنان كسحت مقلتاؾ بماطر
ككقفت في مسرل النسيم ألنها ...تأتي بنشر عن حبيب عاطر
أشتاؽ من أىول كلم يك نازحان ...لكنو متحجب عن ناظرم
ما غاب من أىول كال شطت بو ...دار كقد أكدعتو في خاطرم
ما إف أرل القتيل أحداؽ المها ...من طالب بدـ كال من ثائر
أمعذبي من قده بمثقف ...كمن الجفوف بأسهم كبواتر
أجرح فؤادم كيف شئت فإنني ...ميت الغراـ فليس ذاؾ بضائرم
كمن جواب لو على سيدم محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي-رحمو اهلل:-
نرىن أعين البصائر كالسجل ...عركس البديع في غلواىا
كأطلعت من مغاص أفكار بحر ...درران زاف حسنها حسناىا
فأنار الزماف منها بشمس ...لسناىا تضائلت قمراىا
ال تلم رائض القرائح مهما ...باف منها حرانها كإباىا
كدرت صفوىا الخطوب كمن ...أين لمرآتها جبلء صداىا
كم سعت جهدىا لتطلب شأكان ...فاستفادت كبللها ككناىا
في زماف فيو الذنابا رؤكس ...قبضت أيد بأتحف نداىا
يردكف الفرات صفوان كيحموف ...ضم األناـ كرد أضاىا
كشعره كلو من ىذا النمط ،كمحاسنو كثيرة ككاف كثيران ما يأتي إليو في أكؿ الليل رجل ملتف في
ثيابو حاجب الوجو لئبل يعرفو ،كيعطيو كثيران من الماؿ ،ككاف يظن صاحب الترجمة أنو اإلماـ
المهدم بن المنصور ألنو كاف عارفان بفضلو ،كقد كاف أراد أف يقلده القضاء كاستشار في ذلك
القاضي أحمد قاطن(ُ) كما ذكره في تاريخو ،كلعل صاحب الترجمة كاف يستعذر من ذلك لما
ىو عليو من الورع كمحبة الخموؿ كالنفور عن الظهور ،كاالشتهار كميل إلى الدعة ،كالسكوف
كاإلناءة -رحمو اهلل تعالى.-
[كفاتو كمراثيو]
ككانت كفاتو في شهر رمضاف سنة سبع كمائتين كألفان بصنعاء ،كدفن في خزيمة ،كرثاه قاضي
القضاة بدر الدين محمد بن علي الشوكاني بقصيدة مستهلها(ِ):
ىب أف بدر األفق يومان يأفل ...أك أنو يهوم السماؾ األعزؿ
__________
(ُ) ترجمة المؤلف ( .) /
(ِ) ديواف الشوكاني ص ( ).
(ِ)ِِٖ/
(ِ)ِِٗ/
كأما فن الجرح كالتعديل كمعرفة الرجاؿ كالتاريخ ،فلو اليد الطولى فيو ككاف حسن المحاضرة،
جيد الحفظ غزير العلم كثير الفوائد ،صدكقان ال يمر الكذب على لسانو أصبلن حاد الطبع جدان،
حسن األخبلؽ إلى غير أىلو ككلده ،كجرت لو مصائب بسبب سوء عشرتو لهما ،كنشأتو
بصنعاء كقرأ بها على المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علوـ األدب ،كعلى غيره من
المشائخ ،كفي الفقو على الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي ،كفي الحديث على الشيخ
عبد الخالق بن الزين المزجاجي كالزـ البدر األمير ،كاتصل بشيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد
اتصاالن كليان ،كصحبو دىران طويبلن ككلي القضاء بظفير حجة كببلدىا ،ثم عزؿ ككاف يحضر مع
قضاة الديواف ،كلما دعا إلى نفسو المولى أحمد بن محمد بن الحسين بكوكباف ،عزـ إليو
صاحب الترجمة ىاربان من الحضرة المهدكية ،كحظي لديو كدرس ىنالك كأفتى ،ثم جرل لو ما
كدر خاطره كنكد حالو ،كلم يخسر على الرجوع إلى صنعاء خوفان من المهدم لما سبق من
الهرب ،فلم يجد بدان من العزـ إلى مكة المشرفة ،ثم رجع كوكباف كجرل لو أيضان ما جرح
صدره ،كذلك في إمارة المولى عبد القادر بن محمد بن حسين ،فسار إلى قبائل بكيل،
كحالفهم كبث الرسائل من ىنالك ،كأراد المنابذة كسعي إليو بالصلح كدخل صنعاء كعكف
على التدريس ،ككف بصره قبل موتو ،ثم كذب عليو بعض أقاربو في أمر كحاكمو إلى القاضي
يحيى السحولي ،ككاف القاضي مائبلن عنو فحبسو بقصر صنعاء فمات.
[كفاتو كمؤلفاتو]
في الحبس بعد ذلك بنحو ثبلثة أياـ ،كذلك في شهر جمادل األكلى في سنة إحدل كتسعين
كمائة كألف ،كقد ناىز السبعين ،كلو تصانيف رائقة كأبحاث فائقة دالة على تحقيقو كجبللة
قدره في العلم ،فمن مصنفاتو:
(ِ)َِّ/
"درر األصداؼ المنتقا من سلك جوابات اإلسعاؼ" كىو كتاب عجيب اختصر بو اإلسعاؼ
شرح شواىد البيضاكم كالكشاؼ ،كمنها" :ىداية الناظر شرح قصيدة المولى الحسين بن عبد
القادر" كمنها "منهج الكماؿ النفسي بمعرفة الكبلـ القدسي" جمع فيو األحاديث القدسية
كرتبها على حركؼ المعجم ،كلم يكن قد اطلع على مؤلف ،فمن ذلك كقفت على مؤلف في
ذلك جليل استوعب فيو جمع األحاديث القدسية أظنو للسيوطي،
(إتحاؼ الخاصة بتصحيح الخبلصة) كىي خبلصة تهذيب الكماؿ للخزرجي ،في رجاؿ الستة،
كىو كتاب مفيد جيد اعتنى في تصحيحو كتهذيبو كضبطو حتى أغنى عن غيره من المختصرات
في ىذا الفن.
كمن مؤلفاتو "المختصر المستفاد من تاريخ العماد" يعني بو المولى يحيى بن الحسين اإلماـ
القاسم كتاريخو ىو المسمى "بأنباء الزمن في أخبار اليمن من الهجرة النبوية إلى دكلة اإلماـ
القاسم -عليو السبلـ .-
كمن شعر صاحب الترجمة:
ال ترسل الكتب إما كنت ذا حذر ...كال تعرىا فإف الكتب طياره
أما تراه بأجناح مهيئة ...تريد أف ال تراىا غير دكاره
[(ُُِ )/جماؿ اإلسبلـ علي بن عبد اهلل الجبلؿ](ُ)
(ُُُِِٗٔٓ-ىػُُِٖ-ُٕٓٔ/ـ
[اسمو كنسبو]
شيخنا العبلمة أبو عبد اهلل جماؿ اإلسبلـ علي بن أحمد بن محمد بن محسن بن محمد بن
أحمد بن محمد بن علي بن صبلح بن أحمد بن ىادم بن محمد بن الجبلؿ بن صبلح بن
محمد بن األمير جبلؿ الدين :الحسن بن أحمد بن المهدم بن علي بن المحسن بن يحيى بن
يحيى الجبلؿ.
[نعتو]
__________
(ُ) * الجواىر للقاسمي ترجمة (ِٓٓ ٔٗ/بتحقيقنا ،كمنو :البدر الطالع (ُ ،)ْٔٗ/نيل
الوطر (ِ ،)ُْٔ-ُْٓ/درر نحور الحور العين(خ) ،الموسوعة اليمنية (ِ ،)ُٕٔ/مصادر
الحبشي (ّٓ ،)ُٖ،ُّ،معجم المؤلفين (ٕ ،)َُّ/مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو) أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(ٓٗٔ).
(ِ)ُِّ/
ىو العبلمة النحرير ،كبحر المعارؼ النمير ،أحد أئمة العصر كحامل لواء الفخر ،زينة األعبلـ،
ككاسطة النببلء الفخاـ ،جامع الفنوف العلمية ،كمحقق األصلية منها كالفرعية ،ذك األخبلؽ التي
ىي من الركض المطلوؿ النظر ،كالشمائل التي ىي ألطف من نسمة السحر ،كالسمات الشريفة
كالشيم اللطيفة ،مع تردد إلى الناس ،كشرؼ نفس كىمة علية ،كمواضبة على اإلفادة في جميع
أكقاتو كإقباؿ على اآلخذين عنو بالتعليم كالتفهيم في حركاتو كسكناتو ،ال يعتريو ملل كال يميل
إلى الراحة كالكسل.
[مولده كمشايخو]
مولده في شهر شواؿ سنة تسع كستين كمائة كألف بصنعاء كبها نشأ فحفظ المتوف كقرأ في
الفقو على الفقيو أحمد عامر كغيره ،من مشائخ صنعاء ،ثم الزـ شيخ شيوخنا السيد العبلمة
إسماعيل بن ىادم المفتي مدة طويلة ،كأخذ عنو في النحو كالصرؼ كالبياف كالمنطق كاألصوؿ
الفقهية ،كالحديث كالفقو كحقق جميع ىذه الفنوف ،حتى صار إمامان في كل فن منها ،ثم قرأ
على القاضي العبلمة حسن بن إسماعيل المغربي ،في الكشاؼ كحواشيو ،من أكلو إلى أخره،
كفي علم الكبلـ ،كفي البدر التماـ شرح بلوغ المراـ ،كفي العضد على مختصر المنتهى ،كأخذ
على المحقق رزؽ سعد اهلل في علم المنطق ،كعلى المولى أحمد بن يوسف بن الحسين بن
الحسن بن القاسم ،المقدـ ذكره في علوـ الحديث ،كعلى شيخنا الجمالي علي بن إبراىيم بن
عامر ،كلما رحل شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد من كوكباف إلى كادم ظهر سنة سبع
كتسعين كمائة كألف رحل إليو صاحب الترجمة من صنعاء كاستجازه في جميع ما لو من
المركيات فأجابو بقولو من قصيدة مطلعها:
بحمدؾ يا ذا المن كالطوؿ كالندا ...بدأت كأرجو العوف منك مؤيدا
فصل على خير األناـ مسلمان ...مع اآلؿ أنوار الدجا أبحر الندا
ىم القوـ لم صلى الذم لم يصل في ...الصبلة عليهم كلهم إف تشهدا
كىم قرناء الذكر بالنص لم يفا ...رقوه إلى أف يبلغوا الحوض موردا
(ِ)ِِّ/
(ِ)ِّّ/
كأخذ عنو األعبلـ ،كتخرج عليو جماعة منهم :المولى صارـ الدين إبراىيم بن محمد بن
يوسف ،كسيدم العبلمة محمد بن عبد الرب بن محمد بن زيد بن المتوكل ،كسيدم العبلمة
محمد بن إسماعيل بن الحسن بن المهدم أحمد بن الحسن ،كشيخ مشائخ القراء األستاذ
ضياء الدين ياقوت أحمد ،كالفقيهاف العالماف مطهر بن محمد ثابت ،كأحمد بن إسماعيل ببلؿ
الصعدم ،كمنهم الفقير إلى اهلل إبراىيم بن عبد اهلل الحوثي ،قرأت عليو شرح الرضا على كافية
ابن الحاجب ،من أكلو إلى آخره كالشرح المطوؿ جميعو مع حاشية للشريف كالشلبي ،كأملى
معاىد التنصيص على شواىد التلخيص ،كحضور حاشية عبد الكريم ،كشرح المفتاح كفرغنا من
ىذه القراءة في شهر [بياض في األصل]كقرأت عليو في البحر الزخار ،كحاشية المنار للمقبلي
كتخريجو للعبلمة بن بهراف كأملى الموجود من شرحو لئلماـ عز الدين بن الحسن كحضور ما
يتعلق بذلك من الكتب ،كرافقني في ىذا القراءات الجماعة الذين ذكرتهم كقرأت عليو في
شرح رسالة الوضع للهركم ،كشرح الرسالة للعضد في آداب البحث ،كركض الناظر في آداب
المناظر ،لجده العبلمة الجبلؿ كقرأت عليو أنا كأكلئك الجماعة كالقاضي العبلمة محمد بن
أحمد مشحم كغيره ،في مغني اللبيب البن ىشاـ كأملى شرحو الثبلثة أحدىا المسمى المزح
الكبير ،كالثاني المسمى باللساف المثنى كبلىما للعبلمة الدماميني كالثالث للشمني كأملى شرح
شواىده للسيوطي ،كقرأت عليو في عصاـ المخلصين ،من مزالق الموصلين للعبلمة الجبلؿ،
كفي فيض الشعاع لو ،كفي إيثار الحق على الخلق ،للسيد اإلماـ محمد بن إبراىيم الوزير كفي
غير ذلك.
كىو في تدريسو كثير العناية بالتفهم كالفحص عن الدقائق كالتأمل لغامض األبحاث مع ذكاء
كألمعية كجودة فهم كنظر ،كملكة راسخة في تحقيق القواعد كرصانة في البحث ،كحسن
الصناعة في اإللقاء ،كبركة عظيمة في دركسو ،فإنو نبل في جميع من أخذ عنو.
[مؤلفاتو كاألعماؿ الموكلة إليو]
(ِ)ِّْ/
كلو أنظار فائقة كتعليقات رصينة محققة ،كرسائل كمسائل ،كقد ألف تاريخان في الرجاؿ حسنان،
جعلو طبقات كاستوفى فيو العلماء كالشعراء كالملوؾ ،كالكتاب كنحوىم ،كقد جعل فيو شطران
كاسعان ،كلم يكمل تأليفو إلى اآلف.
كفي سنة اثني عشر كمائتين كألف ،قلده اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم أيده اهلل تعالى،
القضاء بصنعاء ،فباشره مباشرة حسنة ،كانثاؿ الناس إليو ،كحمدكه في حسن فصلو
للخصومات ،كجودة نظره في الدعاكم كالحكومات ،كلم يصده ذلك عن التدريس بل كزع
أكقاتو ككفى بكل كظيفة،كلو نظم يسير بقولو بديهة ألنو لم يكن لو شغلة بالنظم فمن ذلك قولو
مقرضان لرسالتو لي في الهندسة أثبت فيها البرىاف على لزكـ مساكاة الزكايا الثبلث ،في الشكل
المثلث القائمتين كىي جواب عن سؤاؿ في ذلك كرد إلي في سنة ثماف كمائتين كألف ،كالنظم
كىو قولو:
هلل در محقق ...كشف الغطاء عن المعمى
إذ أسند البرىاف عن ...أقليدس فاقاه جزما
أبد الخبايا من زكايا ...مشكل لما أدلهما
بعبارة كدراية ...تنبيك أف قد فاؽ علما
ما القطب جاء بمثلها ...كىو الذم قد فاؽ فهما
كبل كال سعد كال العلم ...الشريف بو أىما
تركوا البياف إلى الشريف ...فبين المتركؾ قدما
بضياء فهم ثاقب ...قد أكضح اإلشكاؿ لما
فاهلل يبقي ذاتو ...كيزيده علما كحلما
ما قاـ خط فوؽ خط ...صار ذا ضلع يسما
أك حادة حكت أختها ...إذ أشبهت خطان كرسما
[(ُِِ )/علي بن محمد بن علي الكوكباني](ُ)
(ُُُُِِْٗ-ىػُٕٗٗ-ُّٕٔ/ـ)
المولى جماؿ الدين علي بن محمد بن علي بن أحمد الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس
الدين بن اإلماـ شرؼ الدين كبقية نسبو تقدـ(ِ).
__________
(ُ) * دمية القصر لقاطن ترجمة ( ) /بتحقيقنا ،كمنو :البدر الطالع (ُ ،)َْٗ/نيل الوطر
(ِ.) /
(ِ) بقية النسب بالترجمة ( .) /
(ِ)ِّٓ/
ىو العبلمة األجل الكريم أحد األعياف ،إماـ األدب ذك الفضائل المتعددة كالصفات الجميلة،
مولده في شهر الحجة الحراـ ،سنة تسع كأربعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ.
[مشايخو]
كأخذ عن المولى عيسى بن محمد بن الحسين في النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كقرأ على العبلمة
أحمد بن حسن بركات ،كحقق ىذه الفنوف،كقرأ على شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد في
األصوؿ كالمنطق ،كأخذ عنو شطران من ضوء النهار ،ثم طالع كتب اللغة كالدكاكين الشعرية
كالكتب األدبية ،حتى فاؽ األقراف ،كشهد لو مشائخو بأنو قد بلغ الغاية في العرفاف ،كطاؿ باعو
في النظم،كأتى منو بكل نفيس كقول باعو أيضان في صناعة اإلنشاء ،سمعت من أثق بو عن
ثناء حسنان.
شيخنا الوجيو أنو قاؿ :إف صاحب الترجمة أشعر أىل طبقتو ،ككاف شيخنا يثني عليو ن
[من أخذ عنو]
كأخذ عن صاحب الترجمة جماعة كثيركف من أىل بيتو كغيرىم ،ككاف محققان في العلوـ كاسع
الصدر ،جليل القدر من فحوؿ الرجاؿ عارفان بالحقائق حسن األخبلؽ ،لطيف الطباع حلو
العبارة ،لطيف اإلشارة كريمان مطلقان ،فمن شعره ما كتبو إلى شيخو المولى عبد القادر بن أحمد:
أيا عين ىذا الدىر فضبلن كمن غدا ...أجل الورل قدران أدقهم ذىنا
لطوؿ سماعي للكراـ كال أرل ...كريمان كجدت الجود لفظان ببل معنى
فكن مسغيان مهما جرل ذكر مادر ...كال تستمع لفظان إذا ذكركا معنا
كقد دار علمي كي يفوز بحائد ...فما جاء بعد البحث إال عن ضنا
ككم مدع للمكرمات كما لو ...من الجود إال أف يمن كال منى
فأجاب عليو المولى الوجيو بقولو:
أال إف ىذا الشعر ال ما يقولو ...سواؾ فبل تصغي إلى غيره أذنا
مطيك من أخفافها البدر ثم ما ...المجرة إال ما جررت بو لدنا
كما الشهب إال من حميم جواده ...تطاير لما كر للحسب األسنى
إذا ما رأت عيناؾ عينان لماجد ...كال سمعت أذناؾ معنا حكى معنا
فعيني رأت فيك الكراـ جميعهم ...كأذني كعت ما أعجز اإلنس كالجنا
(ِ)ِّٔ/
ككتب إلى المولى عبد اهلل بن عيسى كابن عمو القاسم بن عبد الرب في رمد عرض لو ىذه
األبيات:
كلما جنى طرفي على قلبو بما ...يشاىده من حسن أغيد فتاف
تصعد ناران منو للطرؼ فاتقى ...تسعرىا من مقلتيو بطوفاف
فمن حر نيراف كفيض مدامع ...فنيت ضنان ما بين قلبي كإنساف
فصف لي ما فيو الشفا كال تقل ...لك الخير أسباب الذم قلت أعياف
فسمعي ال يصغي إلى قوؿ عاذؿ ...كشأني ال يرقا بما قالو شاف
فكاف الجواب منهما عليو:
كركد معاف دكنها كركد نيساف ...كركد بياف من نتائج أذىاف
أحب إلى قلبي كأشهى إلى فمي ...كالنظر في عيني كأرجى لسلواني
من الغادة الحسناء كمن رشف ثغرىا ...كمن ركضة غناء كمن خمر ألحاف
سألت الذم قد شقو البعد كالقبل ...عن الرمد الجاني على خير إنساف
فعينك مرآة الزماف تصدأت ...ككاف صداىا من تنفس أحزاف
فلم تلم القلب الذم قلت إنو ...ىو الموقد النيراف في طي أجفاف
كلو من أبيات:
ال تيأسن إذا ما شدة عرضت ...فربما جاءؾ المكركه باألمل
فالشمس تنظرىا األبصار طالعة ...كقد طواىا سواد الليل في حلل
كذا الهبلؿ كقد أكد السرار بو ...تراه باألفق العلوم لم يزؿ
ككم أمور تولت بعد شدتها ...كقد توالت بمكركه على الرجل
كمن شعره:
عندم من المدح معاف غدت ...أىبلن ألف تحفظ أك ترقم
كلم أقل ما قلت من مدحو ...إال لتخليد الذم أنظم
فبل تلمني إف مدحت امرءان ...بدر شعرم كىو ال يفهم
فالسلك يكسي دران كىو ال ...يعرؼ ما يكسى كال يعلم
كلما اطلع على ذلك سيدم العبلمة علي بن علي بن محسن القارة(ُ) اآلتي ذكره إف شاء اهلل
تعالى ناقش الجواب:
كلما تجلى في الطركس مسود ...إلنساف عيني كىو من عين إنساف
أصوغ بو بين البديع كيشتكي ...تألمو من حرب قلب كأجفاف
كلما يفد قوؿ المحب سؤالو ...كإف كاف أشهى من تعاتب خبلف
لما آف فيو مدع عيني كإنما ...سؤاؿ لو كيف النجاة لحيراف
نظمت جوابان غيره بتقاصر ...عن الجيد المعنى كقلة إمكاف
(ِ)ِّٕ/
فطرفك شاـ الحبر إف قلت قد جنى ...على قلبو باألمس لم يك بالجاف
كلكنو لما رأل فاؾ ناثران ...لدر معاف من خراس بمعاف
تمثل منو ثم فاض بلؤلؤ ...مفاخره بدل كغيره غيراف
فقاـ ىناؾ القلب يقدح زنده ...ليظهر ما كالتبر من شرر قاف
فإف شئت ما فيو النجاة فجد إف ...بكف لهذا الدر أك غض أعياف
[(ُِّ )/علي بن إبراىيم بن محمد األمير](ُ)
(ُُُُُِٕٗ-ىػ...-.../ـ)
__________
(ُ) * درر نحور العين(خ) ،الحدائق المطلقة (خ) ،البدر الطالع ( ،) /نيل الوطر (ِ،)َُُ/
األدب اليمني عصر خركج األتراؾ(ُْٖ ،)ِْٕ-الموسوعة اليمنية (ِ ،)ٖٔٔ/مصادر
الحبشي (ِّٓ ،)ُّ،ِّٕ،ََّ،مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو) ،إيضاح المكنوف
(ِ ،)ُْٔ/فهرس المكتبة الغربية ،فهرس مكتبة األكقاؼ (ينظر فهارسو) ،معجم
المؤلفين(ٕ ،)ّ/حلية البشر (ِ ،)َْٔ-ْٓٗ/ىدية العارفين (ُُُٓ) ،األعبلـ
(ْ.)ِِٓ/
(ِ)ِّٖ/
سيدم جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن محمد بن إسماعيل األمير كتقدـ ذكر أبيو في حرؼ
الهمزة(ُ) ،كلد صاحب الترجمة بصنعاء في بضع كسبعين كمائة كألف ،كنشأ بها كقرأ في
النحو ما يقيم بو لسانو كشارؾ في غيره بالمطالعة كالمجالسة للعلماء كأىل األدب ،كلو ذكاء
كقاد كذىن سياؿ كفطنة كألمعية ،كاعتنى في أكؿ نشأتو باألدب كحفظ األشعار حتى بلغ الغاية
ثم نظم الشعر الحسن ،كأتى بغرائب لطيفة كطرائق ظريفة ،كقول ساعده في النثر كالرسائل
كجاء من الشعر الملحوف كالهزلي بما يسحر األلباب كتسيل لرقتو الصخور ،كلو طرائق في
المجوف مستطرفة مستملحة ،كصناعة في ذلك ال يقدر عليها غيره ،مع فصاحة لساف ،كببلغة
قوؿ كجزالة معنى كسرعة استحضار ،ينفرد بها عن أبناء جنسو ،كىو في فصاحة خطابو يلحق
بأبيو كجده ،كقد عقد مجالس للوعظ ،في جامع صنعاء كغيره ،ككاف إذا تكلم كأنما يستملي
من كتاب ال يتلعثم في خطاب ،كال يتردد في معنى كال يحصر في الكبلـ ،كال يستعصي عليو
التعبير فيما أراد مع المبلحة للتعبير الذم يفهمو العواـ كبالجملة فليس لو في ذلك نظير ،كقد
جاب في البلداف اليمنية خصوصان ببلد تهامة لوفور نشاطو كرقة طبعو كرغبتو إلى لقاء الظرفاء
كتردد إلى مكة المشرفة مراران للحج كلزيارة كالده كىو ممن الزـ مجالسة سيدم محمد بن
ىاشم الشامي األتي ذكره ،ككذلك سيدنا سعيد القركاني كمن يشاكلهم ،كقد صحب شيخنا
الوجيو مدة ،كقرأ عليو في فن المعمى ،كاتصل بالعبلمة الوزير الحسن بن علي حنش ،ثم أقبل
في آخر أمره على عبادة اهلل كإرشاد العامة إلى الطاعة كمبلزمة األذكار ،كىجر قوؿ الشعر إال
في التوسل أك المديح اإللهي كالنبوم كالعلوم ،كمن شعره في مدح آؿ البيت -عليهم
السبلـ -قولو:
أرسلت سهم مقلة نعساء ...كثنت جيدىا على استحياء
غادة غادرت صريع ىواىا ...في حماىا مضرجان بالدماء
فثنت نفسها فانحلت ...الجفنين كالخصر سقم أىل الهواء
__________
(ُ) بقية النسب بالترجمة ( .) /
(ِ)ِّٗ/
(ِ)َِْ/
فكم كتبت أقبلـ دمعي بوجنتي ...سطوران جرا محمرىا إثر مبيض
كشيطاف عذؿ شهب دمعي رجومو ...فما بين مرفض عليو كمنقض
يزخرؼ زكران أصاغو لمبلمتي كما ...ا سكنت جأشي كال حركت نبضي
كلي مقلة في دامس البعد لم تزؿ ...تسائل عن معنى غميض من الغمض
فبل قد سيف الفجر سابغة الدجا ...كال قدرت رجل الصباح علىالنهض
ذا عثرت يومان بذيل ىجودىا ...أك اقتنصت أىدابها طائر الغض
كقلبي قنوع في الغراـ فإنو ...ليقنعو من نحوكم أثر الومض
كما كردت بي منهل الراح مهجة ...بغير األسى في مدة البين ال تقضي
فيا صبر إف كانت لديك بقية ...فعلل بها قلبي الكليم كدع دحضي
كيا نوـ ال تنزؿ بساحة مقلتي ...كيا مزنة الدمع الهتوف بها نقض
كيا قلب قد مات السلو فبينو ...كبينك إف رمت للقاء ساحة العرض
كيا عاذلي قل ما تريد فإف لي ...فؤاد العذارل سلى محكم البعض
سأرفع أعبلـ المحبة راميان ...بسهم اكتئابي في الهول غرض الخفض
إكأحفظ عهد الحب حفظ ابن ىاشم ...كنجل علي سنة السنن المرضي
كال تنس من لم تنس ممن يضمو ...مقامهما المحمود في النفل كالفرض
محامدىم إف رمت حصر عديدىا ...دىاؾ انقضاء العد قبل انقضا البعض
ذا طرزكا كشي الطركس حسبتها ...نجوـ السماء قد أىبطوىا إلى األرض
إكلو:
قسمت أنك عدتي في شدتي ...فظننت صدؽ القوؿ فيما تزعم
كلقد حسبت بما سمعت بأف ليس ...سواؾ معدكدان ألمر يدىم
ثم اختبرتك بعد ذاؾ برىة ...فوجدتها نار قيس تضرـ
كقد لمح إلى قوؿ القطامي:
أال إنما نيراف قيس إذا اشتوكا ...لطارؽ ليل مثل نار الحباحب
كمن شعره كقد أضافو رجل في سفر كتركو يأكل من زاده الذم تحملو ،كلم يعطيو إال أنو سألو
بعض ثيابو فصار مجردان منو كأشار إلى التجريد باإلضافة ألف من الزمها تجريد المضاؼ عن
التنوين:
فبلف حكى سهل بن بهاركف بخلو ...كىاىو في غير الوفا كالسمؤؿ
كصلت إليو مرة فأضافني ...كبت لديو مثل قيس ابن جندؿ
(ِ)ُِْ/
كقيس بن جندؿ(ُ) ىو قتيل الجوع ،ككاف صاحب الترجمة مشغوفان بحب القات حتى قاؿ في
قصيدة مدح بها المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين:
كلو خيرت يومان بين قات ...كبين غناء إسحاؽ النديم
كمعشوؽ لو خلق كخلق ...أضرل بالشموس كبالنسيم
كشرب ندامة قد عتقوىا ...زماف حياة أصحاب الرقيم
كساؽ خجل الريم التفاتان ...فمن خجل تبدل كل ريم
بواد كرد كجنتو جني ...سقاه مضاعف النبت العميم
لقلت قات ال أبغي سواه ...ففيو راحة القلب الكليم
سول مولى المعالي أك العوالي ...كمن كفاه تزرم بالغيوـ
فركيتو إلى كل البرايا ...أحب من الشفاء إلى السقيم
إذا ما الشمس يومان قد أنارت ...فما من حاجة لك في النجوـ
كإف ما صارـ اإلسبلـ كافا ...فدع ذكران لقات أك نديم
غدا للعالمين أبان رحيمان ...كعد االسم منو في رحيم
كقد قرض ىذه األبيات المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد فقاؿ جماؿ الدين:
دمت لنشر فضل الغصوف ...المغنيات عن النديم
ىي الراح التي بالراح دارت ...كجلت عن معاطات الكركـ
بقاتي طيب أكقاتي تجلى ...كتاه بو على العصر القديم
غصوف ما الرماح تنوب عنها ...إذا القيت معترؾ الهموـ
كإف غابت فأنت بغير شك ...ببل ذنب تصير إلى الجحيم
كمن نثر صاحب الترجمة ما كتبو من مدينة بيت الفقيو المعركؼ بتهامة إلى بعض أصدقائو
بصنعاء كفيو داللة على شئ من أحوالو في أكؿ عمره ،كلفظو:
(ِ)ِِْ/
أطلع اهلل بدكر سعودؾ في أفق الكماؿ ،كمح بنور كجودؾ دياجي اللياؿ ،كثبت أقداـ عزؾ
كمجدؾ ،كشد عضد نصرؾ بسعدؾ ،كرفع منار فهمك ،كما نشر أعبلـ علمك ،ككسع دائرة
مالك ،كما عظم قدر كمالك ،كأعطاؾ مفاتيح الكنوز ،كما أنطاؾ دقائق الرموز ،كال زالت
أعناؽ أكقاتك مقلدة بأطواؽ األفراح ،كألسنة ساحاتك تتلو لعفاتك سورة االنشراح ،محفوظان
في جميع الحركات كالسكنات ،محفوفان بلطائف األلطاؼ في جميع الحاالت ،كالسبلـ عليك
يحاكي رقيق شمائلك ،كيساكم كثرة فضائلك ،كيوازم عدة فواضلك ،ما ىزت النسائم أعطاؼ
األغصاف ،كأضحك بكاء الغماـ ثغور األقحواف.
كبعد فإف عبد ترب نعلك ،كربيب إحاسنك كفضلك ،منذ فارؽ منبت عوده ،ككاصل ىبوطو
بصعوده ،لم يزؿ يعد نفسو بمكاتبتك كيمنها على أف العبد ال يميل إلى مكاتبة مواله كال
يرتضيها ،ككاف كلما راـ ذلك منعو كر الصركؼ ،كحوادث الدىر العسوؼ ،حتى عاتبتو لساف
الوفا ،كأعظمت عليو التلبس بمبلبس الجفا ،فعند ذلك اغتنم فرصة من زمانو كترؾ القلم
يسترسل في ىذيانو:،
كعذران فلي قلب أثارت شجونو ...ظركؼ زماف يترؾ العقل معقوال
كأكدل بفكرم االغتراب كمن يكن ...أخا غربة لم يعطو دىره سؤال
كمن تشرؽ األياـ غرب جفونو ...لمدمعو أضحى بها الدىر مشغوال
نعم إف تفضل موالم أداـ اهلل دكلة سعده ،كشيد أركاف مجده بالسؤاؿ عن عنده ،كما جرل لو
من بعده ،فإنو لم يزؿ يواصل األسفار ،كيجوب الموامي كالقفار ،كيغور كينجد ،كيخب كيتئد،
كأنما الدىر كاتب كببلد اهلل طرس ،كإنني القلم يظل بيرم بصرفو أملي :ككيف يبرم لمن يرل
ألم:
رقى كالحبر قد أمد بو ...كقت مسيرم كعاذلي العدـ
لكن قلبي على النول جلد ...يعبس الدىر لي فأبتسم
أخوض بحر الهبلؾ ال كجبلن ...منو كموج األىواؿ تلتطم
(ِ)ِّْ/
كما برحت أجوؿ في خواطر المسالك ،كأخترؽ مسامع المهالك ،حتى رمتني صوالح التنوية،
إلى محركس بيت الفقيو ،فهنالك ألقت النفس عصاىا ،كلم تبل أطاعها الهول أـ عصاىا ،كلم
أزؿ أرتشف بها كؤكس السركر ،ممزكجان برضاب األفراح ،كاجتلى كجوه الحبور باسمة عما يهزأ
باآلقاح ،كقد تكفل لي سبلؼ القات بطيب األكقات كأغنتني نشوتو عم تديره السقاة ،ككلما
اعتقل الهم أرماحو أعادتو أرماح القات ،خافضان أجناحو جاء شقيق عارض رمحو إف بني عمك
فيهم رماح ،كلو رقت لي شياطين الغم النقضت عليها أنجم الفل ،كطعنت أسنة الكاذم ثغرىا،
فأذىبت البعض كالكل ،كفيها يسمح لي الزماف كقد يسمح البخيل ،كجاد لي الدىر كإف كاف
جوده ملحقان بالمستحيل ،باالتفاؽ بإخواف لم يقتنعوا من الوفا باللقا ،كال شاب صفاء كدادىم
كدر الجفا ،بل جبلت طبائعهم على حفظ شرائع المركة ،كغذتهم أـ المجد لباف الفتوة.
منها :كلما تبسم لنا الدىر العبوس ،كمزقت أيدم السركر قناع البوس ،تجاذبنا أطراؼ األفراح،
كأدرنا من حميات األدب ما يهزأ بالراح ،كلم نخل من نماـ كلكنو من شذا األزىار ،كرقباء من
عيوف النرجس شاخصة األبصار ،إلى أف أنشب البين فينا المخالب ،كنظرنا الدىر بعين
المغاضب ،فافترقنا كالدموع جارية كالقلوب ضامية ،كىذه عادت الليالي قد أقسمت ال تتم
جمعان لها رأت كعبة اجتماع طافت بها للوداع سبعان،كلم نزؿ نحاكؿ من الدىر األخذ بالثأر،
كنركـ التبلقي إلى أف أسعدت األقدار ،فقوضت خياـ الكسل كالتواني ،كنهضت بأعباء فراؽ
تلك المعاني ،كجبت المهامة كالبيد ،إلى أف شافهت بي األياـ أدنى زبيد ،كلما أنزلت بها رحلي
كحططت بها رجلي كجدتها كما قيل:
بها ما شئت من دين كدنيا ...كإخواف تنافوا في المعاني
فمشغوؿ بأبيات المثاني ...كمشغوؼ برنات المثاني
(ِ)ِْْ/
فاجتنيت من جناء ثمرىا ما طاب ،كلم أسلك بها جميع الشعاب ،على أني أك كنت أبا زيدىا
لظفرت حبائلي بأبي صيدىا ،كلو رفضت الحجا كالوقار ،لبعت بسوقها جميع األحرار ،لكني
رميت بنفسي في زكايا الخموؿ كرضيت من الغنيمة بالقفوؿ ،خبل أني رأيت بها قصة عجيبة
كقضية غريبة ،كلم أزؿ منذ رأيتها سابحان في بحر العجب ،كمتحيران في غياىبها ،كلم أتحير إال
عن سبب ،كىي أف بعض من بها من األعبلـ الذين يأخذ عنهم دقائق األحكاـ أنكر قراءة أـ
القرآف قبل الصبلة ،زاعمان أنها من البدع ،التي يجب على مثلو في مثلها االنتباه ،ككاف عادتهم
إذا اجتمعوا للصبلة المكتوبة أف يطلب المؤذف منهم قراءتها ،ككل عبادة مطلوبة ،فأغرل ىذا
العالم المذكور أحد تبلمذتو كىو خطيبهان المشهور ،ككاعظها الذم تلين لوعظو قلوب الصخور،
بإنكار ىذا الفعل المعتمد ،فقاـ لذلك كقعد ،كأبرؽ خلبو على المؤذف كأرعد ،كلما حصل
المنع كاإلنكار ،ثارت العواـ كال ثورة التتار ،كأغلقت في بعض الليالي أبواب الجامع ،كأرادكا
قتل ذلك المانع ،كلما علم مرادىم أنسل من الجامع بخفية كأخذ بقولهم الفرار للموت رقية،
كلم يأمن على نفسو الهبلؾ حتى قصد الوالي ليخلصو من تلك الشباؾ ،كلم تزؿ تتقد بينهم نار
الخصاـ ،حتى رأكا أنو ال يطفئها إال نظر اإلماـ ،فرفعت إلى شريف المقاـ ،بعد أف اجتمع
العلماء مراران كراموا الصلح بينهم بأف تقرأ خمس مرات جهاران كتترؾ خمسان ليرضى الخطيب
كيأخذ الناس من األجر بنصيب ،ككانت تقرأ عشر مرات قبل سائر الصلوات ،فلم يسعد
المنكر بهذا الصلح الذم عين الفساد ،بل أصر على ما فعل كلم يبادر إلى القياـ ،ثم جاء أمر
الشريف بالبقاء على العادة ،كأنها ال تترؾ ىذه العبادة ،كفي الوعد الذم حصل بو ىذا الواقع،
ذىبت بصبلة الجمعة إلى الجامع ،فلما انقضت الصبلة كقمنا لنبتغي من فضل اهلل قيل أف ىنا
درسان لبعض العلماء األكابر على بعض أكالده الذين سكنوا في المقابر ،فحضرت مع من حضر
كقرأت من
(ِ)ِْٓ/
القرآف ما تيسر ،كلما انقضى درس آيات الكتاب رأيت جماعة قد حلقوا إماـ المحراب كجعلوا
يغنوف بشعر العلوم كالمزاح ،كيصفقوف بأيديهم كيرفعوف أصواتهم بالصياح ،فخفت أف تنزؿ
بهم سطوة الخطيب.
كقلت :إف كاف ينكر قراءة أـ القرآف فما بالك بهذا الفعل العجيب ،كلما عداىم اللوـ كما عدا
عليهم أحد من القوـ ،بل جعلوا يتمايلوف تمايل األغصاف مرت بها النسائم ،حتى لقد كادت أف
تسقط عن رؤكسهم العمائم ،سألت من لدم ما سبب سكوتهم عن إنكار ىذا العجب العجاب،
مع إنكارىم لقراءة أـ الكتاب ،فقاؿ لي :إف ىذه عادة مستمرة ،كقاعدة مستقرة ،كىؤالء
المغنوف من السادة الصوفية الذين سرائرىم من كل كدر صفية ،فبسكاف الحمى يشرؽ المعنى
أكما سمعت قولهم المعنى لهم المغنى كلنا المعنى ،فعلمت أنو ما اختص أىل الشاـ بطلب
الفتيا ،في دـ البعوض بعد قتل الحسين –عليو السبلـ – كأف رقاعة حمص ىنالك ببلمين
كرأيتها من أعجب ما حفظتها صدكر الطركس ،كأغرب ما تحيرت بو األلباب كالنفوس ،منها
كنقلتني أطوار البوس كالرخا إلى أف خالجت صدر المخاء ،فوجدتو قد تلبس ببعض مبلبس
عدف ،كبقيت فيو بقية تنسب إلى خضر الدمن فأنشدت:
كقفت على األطبلؿ كقفة حائر ...فأرسلت في الخدين دمع المحاجر
كصيرت حظي قرع سنى ندامة ...كثاكلة مرت ببعض المقابر
تذكرت سكانان أقاموا بسوحها ...فأىوف ما القيت شق المراير
كما خربت جدرانها كسقوفها ...بل المجد في أسواحها غير عامر
كقد قاـ سوؽ اللوـ فيها مشوىان ...كما مظهر التفضيل غير التغاير
(ِ)ِْٔ/
ثم أرجعتني األقدار إلى بيت الفقيو ،فحليت بها تمائم التمويو ،كصدكرىا من ىنالك ،كالمملوؾ
في خلل الشباؾ ،كلما حاكؿ الترحل عاقتو أمور يضيق عنها المجاؿ ،فهو كالطير قص منو
جناحاه ،فركـ المطار منو محاؿ ،كلما حاكؿ النهوض رأل الضعف فأقصاه عن مناه الكبلؿ ،ال
استطاب المقاـ ثم كال أسعده البطش إذ عراه المبلؿ ،فهو في ذركة الخموؿ موالم بالرضى
كالرضا لذم العدـ ماؿ ،فأعنو بدعوة تكشف الهم ،كتدنو بها لو اآلماؿ ،كالسبلـ عليك يعبق
طيبان من سجاياؾ أيها المفضاؿ.
[(ُِْ )/علي بن أحمد إسحاؽ الصنعاني](ُ)
(َُُُِِْٗ-ىػ...-.../ـ)
[نسبو كنعتو]
المولى جماؿ الدين أبو إسماعيل علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ بن المهدم ،ىو الكريم
المفضاؿ أديب الزماف ،عين األكابر أنبل النببلء ،كأكحد الفضبلء ،ذك الكماالت العديدة،
كالمحاسن الجمة من العلم كاألدب كالنظم كالنثر كالكرـ الباىر ،كحسن الخلق كالسيادة،
كعلو الهمة ،كشرؼ النفس ،كالمجد كالشجاعة ،كالذكاء.
[مولده كبعض أحوالو]
__________
(ُ) * البدر الطالع (ُ ،)ِْٕ/نيل الوطر (ِ )ُِِ-َُِ/عن ما ىنا ،الحدائق المطلقة
(خ) ،درر نحور الحور العين (خ) ،معجم المؤلفين(ٕ ،)ِٓ/األدب اليمني (ّٓٔ،)ّٕٔ-
مائة عاـ من تأريخ اليمن(َُِ ،)َُّ-فهرس المكتبة الغربية صنعاء(ِّّ،)َُِ،َِٓ،
مؤلفات الزيدية (ُ ،)ْٖ،ِْٔ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٗٓٔ) ترجمة (َٗٔ).
(ِ)ِْٕ/
كمولده في سنة تسع كأربعين كمائة كألف ،كنشأ في حجر كالده ،كقرأ في العلوـ عليو كعلى
سائر أىلو ،كلما أحرز قصبات العبل ،كشاع فضلو بين المبل ،أناط كالده بو األعماؿ في الببلد
التي نظرىا إليو ،كجعل إليو كثيران من متعلقاتو ،كأحسن فيها اإلصدار كاإليراد ،كجرل في األمور
على كفق المراد ،كلما توفي كالده في التاريخ المتقدـ في ترجمتو ،قاـ كالده المذكور مقامو،
كجعلو اإلماـ المنصور كاسطة آؿ إسحاؽ ،فجمع شملهم كنظم أمورىم ،ككانت أيامو غرة في
جبين الدىور ،فإنو أجرل ينابيع اإلفضاؿ ،كاعتنى بجمع العلماء كاألعياف كترددكا إلى مقامو كل
آكاف ،كأضافهم الضيافات العظيمة في غالب األياـ ،ككاف مأكل ألىل الفضل كالوافدين من
األغراب ،كبذؿ نفسو كنفيسو في ذلك ،كطارح األدباء ببليغ المنظوـ كالمنثور ،فممن كاتبهم
القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ ،كموالنا محمد بن ىاشم الشامي ،كسيدنا سعيد
القركاني ،كجماعة من أىلو كغيرىم.
(ِ)ِْٖ/
كأنشأ الرسائل البديعة في المكاتبات ،كىو طويل النفس في الببلغة جزؿ األلفاظ ،غريب
األسلوب ،بديع الصنع لطيف االستطراد ،كلم يزؿ كاسطة للعقد كصدران في المواقف ،كبدران في
فلك الفضل كبحران في العطاء ،حتى تكدر خاطره من أحد كزراء اإلماـ المنصور ففر من صنعاء
إلى جبل بني جرموز ،في سنة أربع كتسعين كمائة كألف ،كجرت بينو كبين المنصور خطوب،
كدارت بينهم عدة حركب يطوؿ شرحها ،ثم صلح الحاؿ بينهم كبين المنصور في سنة تسع
كتسعين كمائة كألف ،كرجع صنعاء معظمان مبجبلن كأحسن إليو اإلماـ إحسانان عظيمان كأطلق لو
مقرراتو ،كجراياتو ،ثم بعد ذلك قصد مكة المشرفة للحج كالزيارة ،كاجتمع ىنالك بأفاضل
الحرمين الشريفين ثم عاد كاستقر بالركضة ،فوفد إليو الناس على اختبلؼ طبقاتهم كرجع إلى
حالو األكؿ ،من تتابع الضيافات ككثرة النفقات ،كمع بعد ىمتو لم يطب لو عيش ،كال صفى لو
مشركب ،كرأل اإلماـ أف صيانتو في دار االعتقاؿ ىو األكلى ،فأكدع قصر صنعاء في سنة سبع
كمائتين كألف ،كىو إلى اآلف باؽ فيو على حاؿ سنية ،مقبل على عبادة اهلل تعالى ،كعلى
المطالعة لؤلسفار كالتأليف كعنده أىلو كأكالده ألنو محبوس في بيت من بيوت القصر.
[مؤلفاتو]
كقد رأيت لو مؤلفات في مجلدين ضخمين ،شرح بو قصيدة إلهية كمستهلها:
ال كظلم الثغر كالشنب ...ما لظلم الصب من سبب
كأكدعو كثيران من قصائده اإللهية كالنبوية ،كالعلوية ،كرشحو ببدائع من الفوائد ،كىو مغزار في
نظم الشعر ،كبلغني أنو أحرؽ كثيران من أشعاره الغزلية ألنو في آخر عمره ،لزـ طريقة السلوؾ،
كلو من الشعر الحميني الملحوف ما ىو أرؽ من النسيم ،كاشهى من المدامة للنديم.
[نماذج من شعره]
فمن شعره ما كاتب بو القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ كقد تقدـ جوابها كتركت النثر
اختصاران:
لخاتمها الياقوت من لؤلؤ نضد ...على أرج للمسك مازجو الشهد
تودعنا األلباب عند ابتسامو ...كيمسي كميض البرؽ ليس لو عند
(ِ)ِْٗ/
لذلك ال يبدك أك قد سلب الهول ...إناتو إال كفي الحاؿ يرتد
كأف لو من مستباه بقية ...يخاؼ عليها فهو في األكب يشتد
محت كلما في غيرىا من مبلحة ...كشمس الضحى نور النجوـ التي تبد
مهفهفة قلبي أسير قوامها ...فمن يشج في الحب أكبقو القد
كلو لم يكن أعيانها السود خلقو ...لها بشكل ما راؽ في البيض إفرند
كلوال أراؾ الركض بعد صفاتها ...كحليتها لم تحل أغصنو الملد
كال صفقت أنهار الرتقاصها ...بأكمامها لما شدا الطائر الغرد
كلم تزر حيطاف في السحر الصبا ...فينفك لؤلزرار من ضمها عقد
لها نشرىا كاألقحواف كخوخها ...كرمانها كالنرجس الغض كالورد
كمن يدعي للظبا حسن التفاتها ...حكى خصرىا برىانو كأنف الرد
كأخبار قد ألفتو عن خطراتها ...صحيح كما عن يوسف أخبر القد
كنقطة نوف الحسن في أخدائو ...إذا كاف ال يقول على اللهب الند
كفاحمها للنص يرقم في الثرل ...عن القرط ما حبله عن جيده العقد
تحط على تسويده فيو نفسو ...كبالرقم ال إغراب أف يسمح الجعد
لو صورة في الطرؼ كالقلب سورة ...تبلىا بها كالحب تاليو منقد
لذلك لم تغمض جفوني كالحشا ...فؤادم لو التصدير كالحل كالعقد
كال برء للرماف إال بضمو ...كإنى بو كالصدر أكثره الصد
لقد عجبوا إف قتلتني بخدىا ...كىل عجب أف يقتل الرجل الورد
أشاركو للوصف فالكل مذىب ...كمن أدمعي في الخد جانسو الخد
ككيف النجا من بعد ما برزت لو ...كميالة من ذاتو البلـ كالجند
سواد الدجا كالخاؿ كالرمح كالظبا ...كأجفانها كالقوس كالنبل كالنهد
كما خلت رمحان قاتبلن بكعوبو ...كلهذمو حتى انثنى رمحها الفرد
إلى كاحد اآلحاد زؼ نظيرىا ...من النظم حسن الظن كالخالص الود
إلى األلمعي العالم اليقض الذم ...بو يبتدا عد األفاضل إف عدكا
كإف ذكر الرخاء لم تلتفت إلى ...سول علمو إال إذا سلب المد
إذا أرقمت يمناه في الرؽ أسطران ...غدا ىبرزيان ألبس الحلق السرد
(ِ)َِٓ/
فبل شكل في السود إال لهو فدا ...كال جوىر في البيض إال لو عبد
كذابت لياليهن من جسد لو ...عليها فسموىا الذكائب من بعد
كدكنك من فكرم أريجة عنبر ...كنشر الثناء للمجد باعثو المجد
تقاصير در فصلت بزبرجد ...ىي المدح من علياؾ زينها الكرد
خركد أبت إال إليك ثنائها ...عليها ركاؽ الحسن كالزىو ممتد
على سرائر اإلبداع أجلسها الثنا ...كليس لغير الشمس قافية بعد
كلوال الثنا ما كاف نظمي سول الحصا ...كغير الآللئ قد أصيب لو النضد
كلكن بسكاف الحما يشرؼ الحما ...كفي عنق الحسناء يستحسن العقد
كلو من قصيدة:
حصر المصايب لؤلشياء يوىنها ...إال مصيبة مسماح بإقبلؿ
فاإلسم يرمى بتصغير مكبره ...كقد يصاب بترخيم كإعبلؿ
نشكو الزماف كلو ندرم بأيسر ما ...يشكوه منا تحللنا بأقواؿ
ما أنت أكؿ من ضاقت مذاىبو ...كال بأكؿ شاؾ كحشة الحاؿ
كما على الدىر عتب في إسائتو ...فإنو أم غدار كختاؿ
كسود نفثو مصدكر بمهرقو ...تمثاؿ ما فيو من ىم كبلباؿ
ال تلق دىرؾ إال غير مكترث ...بما تبلقيو من ضيق كأىواؿ
ففي زمانك ما يكفيك عن أمل ...كفي القناعة ما يغنيك عن ماؿ
كم فيو من عبرة غرا لمعتبر ...كفيو من عثرة سودان لنقاؿ
كما يعد لو المعتوه من حسن ...مع النفاؽ فعين القبح للقاؿ
كفي قضاياه إنتاج ألبعد ما ...يرجى فما كيد محراب كمحتاؿ
ككيف يؤذم بذخ الجذؿ كارىة ...كالجذؿ بالنار أحرابو صاؿ
كالجاىل الصرؼ في الدنيا يرل سفهان ...إف الثعالب قد ذلت لرئباؿ
كللمقادير أحكاـ مضت كجرت ...عن حكمة صدرت عن خير فعاؿ
…[ككانت كفاة صاحب الترجمة في سنة عشرين كمائتين كألف].
[(ُِٓ )/علي بن محمد عبد القادر الكوكباني](ُ)
(ُُُُْْٗٗ-ىػ.../.../ـ)
[نسبو كمولده]
المولى جماؿ الدين علي بن محمد بن الحسين بن عبد القادر كبقية نسبو تقدـ(ِ).
__________
(ُ) * الحدائق المطلقة(خ).
(ِ) بقية النسب في الترجمة ( .) /
(ِ)ُِٓ/
مولده في سنة ُُْْىػ ،بكوكباف ،كنشأ بو في حجر كالده ،فسلك في طريق فضلهم كلبس
حبل كمالهم ،كقرأ على أخيو المولى عيسى بن محمد في علوـ اآللة كحقق فيها كأتقنها ،كطالع
األسفار كحفظ اآلداب كاألشعار ،ككاف حسن األخبلؽ ،متواضعان لطيف المزاج ،حسن
المفاكهة جيد االستشهاد ،مجيدان في الوصف كإيراد اللطائف ،كالتوارم إذا كصف اللقاء صيره
درران ،كمدح الغرض خيلو جواىران ،كلو رئاسة كعظمة في الصدكر ،كمحبة في القلوب ،ككاف
سيفان إلخوتو مسلوالن.
قاؿ ابن أخيو صاحب الحدائق في حقو ما لفظو" :كىو الذم إف قاـ بالشئ قعد بو ،كرجل
البيت في حاؿ سلمو كحربو ،مع شجاعة القلب ،كخبرة بمواقع الطعن كالضرب ،حضر حركبان
متعددة ،كمواطن تكوف فيها العقوؿ متبلدة ،ككاف أمير السرية لما خرجت إلى باب شباـ الفئة
األرحبية الذين حملتهم على كاىل العدكاف حمية الجاىلية ،فثبت كانجلت المعركة عن قتلى
كثيرة ،كفي ذلك يقوؿ شيخنا الجمالي علي بن إبراىيم بن عامر من قصيدة طويلة مدح بها
أمير كوكباف إبراىيم بن محمد بن الحسين:
كما كردت حبار إال توىمان ...على ضمأ أف السيوؼ جداكؿ
لقد صدرت عنها ركل ألوانها ...صفت مشربان كاستعذب الرم ناىل
محت أسطر أخطت بحوشاف منهم ...بألسنها قد أعجمتها عوامل
فلو جنحوا للسلم من قبل تنقضي ...لما فارقت منها الرؤكس الكبلكل
كمحت لعابان الفحان في كجهها ...أساكيد ركـ للحتوؼ تواصل
فواغر أفواه الثعابين كلما ...نفخن قتامان تستطار مشاعل
حكى شكلها الحياة لكن صفيرىا ...زفير كفي األحياف منها الغوائل
كرأسيها أذنابها كعيونها ...كراء كال تخفى عليها المقايل
فمن الذ منهم بالمتاب فآمن ...كمن سلك العميا منهم فواكل
ترل في مجاريها كقوفان كإنها ...بغير كراع في الصدكر أكاكل
انتهى.
قلت كىذه األبيات من قصيدة طويلة مدح بها المولى إبراىيم بن محمد بن الحسين أمير
كوكباف كمستهلها:
تألف شمل كالخطوب غوافل ...تحلت بها أجياد دىر عواطل
(ِ)ِِٓ/
كنظرة عيش ألفت شيقي ىوان ...كقد أغمضت عنها العيوف العواذؿ
أحب بأفراس التصابي جوامحان ...كقد حل مقتاد كأطلق شاكل
خطت بي أكراؽ الشباب كأسارت ...تلفت ذكران لم تضعها الشمائل
ليالي ال تنل عناف مبلمو ...كال يتقشع للغواية باطل
يصاحبنا في الركض شاد كراقص ...كما ىي إال أغصن كببلبل
كمما أضل الحب عن سبل الوفا ...شعاع لو في عارضي فتائل
كشتاف في عهد الهول بات بيننا ...فبل ىو يرعاه كال أنا ذاىل
ىواه على األعناؽ غبلن كفي الحشا ...عليل كفي األجساـ منو عبلئل
خليلي عوجا عوجو كي تؤديا ...عبارة ما تملي الدموع الهوامل
كيا عارضان أعطى الجنوب قتاده ...يصير كقد سدت عليو الشواكل
أجل قلص األنواء في الدار جولة ...محللة األخبلؼ كىي حوافل
كمد على دار الحبيب مبلىة ...تمسك منها بالبقاع سبلسل
كإف لم يكن دأبي السؤاؿ فإنني ...غرامان ألنواء الغراـ أسائل
أرل القلب عن سكر الصبابة قد ضحى ...كمل مليان ال يزاؿ يماطل
كغير كدم مطلب لو تركتو ...تركت األعالي كأحتوتني األسافل
يعز على أبناء دىرم سوائر ...من القوؿ في خل البديع ركافل
ينابيعها شم المناقب ىاشم ...كمنبتها ربع من المجد ماثل
كما نقمت مني الفضائل أنني ...أقوؿ صوابان حين تخطي المقاكؿ
كبالجد يحتار الغوارب كالذرل ...كيقعد في أعقابها المتكاسل
كىيهات من كف امرء مطلق العبل ...إذا كاف غير الصارـ المتناكؿ
ببل بأبي العباس قد غاب نحسها ...كقد طلعت منها السعود األكافل
[ىماـ للملك سرت قواعده ...كتقف مباني العبل كىو مائل]
حوارسها يحرساف في كف ماجد ...إذا غاب عنها المعرض المتثاقل
بحر على كيواف ازداف مجده ...فيقصر عن إدراكو المتطاكؿ
لو منزؿ فوؽ البركج ألنها ...من األطلس امتدت عليو ظبلئل
إذا ما دعونا بأسو كنوالو ...يجيب المواضي كالغيوث الهواطل
ذكاء محتد كاألصل يتلوه فرعو ...فما منهم إال عظيم جبلجل
(ِ)ِّٓ/
(ِ)ِْٓ/
يا المة الحرب التي نعدىا ...في يوـ ملحمة كضيق خناؽ
لم يبق بعدؾ للعوالي حاجة ...كبل كال للظبا كجود عناؽ
ما خلت بعدؾ في البرية من لو ...رأيان يحير فطنة الحذاؽ
لهفي على تلك الخبلئق إنها ...أنس الكئيب كسلوة المشتاؽ
مات الذم أبقى المحاسن كلها ...أبدان بجيد الدىر كاألطواؽ
يا قلب ال تأس عليو فإنو ...أضحى ىناؾ مجاكر الخبلؽ
ماذا عسى يجدم التوجع كالبكا ...لفراؽ مطلوب ليوـ تبلؽ
كالناس أغراض لسهم منية ...ما طاش قط كال لو من كاؽ
يتتابعوف إلى الحماـ كأنهم ...في حلبة األعمار خيل سباؽ
كل سيدركو القضا كنهاية ...األعمار عند نهاية األرزاؽ
كرثاه أيضان ابن أخيو المولى يحيى بن إبراىيم بن محمد بقصيدة مطلعها:
قضى شقيق المجد رب العبل ...علي العالي على كل عاؿ
زخار علم حبل حلمو ...ألفو كاكفة بالنواؿ
لم يرل بحران صار من قبلو ...كغار ما بين صخوران كآلي
يا بحر من خلفتو للورل ...فإنما غيرؾ لآلؿ آؿ
لقد رأينا الدىر لما مضى ...شمامو كيف تسير الجباؿ
أبيت إال أف ترا سابقان ...حتى تعديت إلى االرتحاؿ
بعدؾ يا سيف بني ىاشم ...من يرتجى عند الخطوب الثقاؿ
إف صلت البيض بمحرابها ...كجافت الخيل كضاؽ المجاؿ
فإنك الرمح لطعن العدا ...ألجل ذا الزمك االعتقاؿ
كالسيف ال يغمد إال لكي ...يضأؿ في الجفن ليوـ النزاؿ
أدالت األعين مرجانها ...مذ فنيت مدخرات الآللئ
كم ضيغم من صخرة قلبو ...تفجرت دمعان على الخد ساؿ
كغادة مدمعها قد غدا ...يمزجو الحزف بدمع الدالؿ
عز بنيو األكرمين العبل ...نالوا من السؤدد ما ال يناؿ
كالتزـ الصبر على فقده ...كالحمد هلل على كل حاؿ
كمن شعر صاحب الترجمة ما أجاب بو على بعض أكالد أخيو:
أزىر نجوـ قد أضاءت بها السبل ...أمر الزىر في األكراؽ باكرة الوبل
أـ ابن كجيو الدين نظم لؤلؤان ...فريدان لمن في لحظها السيف كالنبل
كىنا بعيد كاألسير مهنأ ...بو العيد إذ فيو السيادة كالنبل
(ِ)ِٓٓ/
(ِ)ِٓٔ/
كلد صاحب الترجمة في شهر ذم الحجة الحراـ سنة اثنين كسبعين كمائة كألف ،كنشأ بكوكباف
فاشتغل بطلب العلوـ ككسب الفضائل ،كسلك مسلك آبائو كأجداده ،ثم قرأ على شيخنا شيخ
اإلسبلـ البرىاف في شرح الجامي ،كحاشية عصاـ قراءة تحقيق ،كعلى الفقيو عماد الدين يحيى
بن أحمد بن زيد الشامي ،في الخبيصي كالمناىل الصافية ،كعلى المولى جماؿ الدين علي بن
محمد بن علي بن أحمد بن الناصر ،في الشرح الصغير كحاشية للشيخ لطف اهلل في البردل،
كعلى القاضي علي بن سعد الحداد ،في شرح األزىار ،كعلى سيدم العبلمة الحسين بن عبد
اهلل الكبسي في صحيح البخارم ثم جالس األكابر كالزـ األعياف ،كاتصل باألئمة األعبلـ،
كالمولى شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد ككالمولى عيسى محمد بن الحسين كالمولى
الجمالي علي بن إبراىيم بن عامر كغيرىم.
(ِ)ِٕٓ/
فتهذب بهم كاقتبس من نور ىديهم كمشى على سننهم ،كاستفاد منهم ماال يستفيده غيره في
القراءة زمنان طويبلن ،كلو ذكاء كذىن كقاد كفكرة حسنة ،كأدب غض كحفظ باىر ،لنفائس
األشعار ،كغرائب األخبار ،كمتفقات أبناء الزماف ،كحوادث السنين ،مع حسن خلق كلطف
كالنسيم كرقة طبع كشرؼ نفس ،كعلو ىمة ،كنقادة كاملة كمعرفة بالحقائق كبأحواؿ الناس،
كصناعة إليراد األخبار كالمفاكهات الحلوة كالظريفة ،كتقلد القضاء بكوكباف أعوامان ففصل
الخصومات ،كباشره مباشرة حسنة ثم تكدر خاطره ألسباب يسيرة ،لكنو مع بعد ىمتو لم يطب
لو البقاء ىنالك ،فرحل إلى صنعاء كالزـ شيخنا البرىاف ،كاتصل بقاضي القضاة بدر الدين
الشوكاني ،فسعى لو عند اإلماـ المنصور بن المهدم بتقليده القضاء بصنعاء ،فجعلو من حكاـ
الديواف اإلمامي في سنة ست عشرة كمائتين كألف ،كىو إلى اآلف على حالو الجميل حسنة من
محاسن صنعاء ،كشامة على جبين األعواـ ،كبدر يهتدل بنور أدبو في الظلم ،كلقد سمح الزماف
بطوؿ االجتماع بو كالتملي بآدابو ،كما كانت رحلتو إال من النعم الجسيمة على فضبلء صنعاء،
كمصائب قوـ عند قوـ فوائد ،فإنو كاف زينة في الزماف كالمحل ،معدكد في المشكبلت من أىل
العقد كالحل ،فيصبلن في الخصومات ،أديبان في المحاضرات ،فمثلو فلتنافس فيو الدكؿ ،كعلى
مثلو فلينبغي أف يعوؿ ،كشعره في الذركة العليا من الببلغة كاإلجادة.
فمن شعره ما كتبو إلى الوزير العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن علي حنش ،لما قدـ إلى
صنعاء:
إلى حسن يا نوؽ سيرؾ فاعلمي ...كأمي أبا العلياء بنيات شدقم
إلى مطمح اآلماؿ مجتمع المنى ...نهاية قصد الطالب المتوسم
إلى القمر الجالي دجا الخطب نوره ...إلى المطر الساقي محلة من ضمي
فإف تعلمي فضل المسير فإنما ...إلى البحر نمشي أك إلى الشمس نرتمي
فجدم على اسم اهلل خطوؾ للعبل ...مصاحبة بالطائر المترنم
إلى أف ترينا السعد داف قطوفو ...إليك ككجو الدىر مبتسم الفم
(ِ)ِٖٓ/
(ِ)ِٓٗ/
إذا اجتمعت كالقوس يومان لعاشق ...تفرؽ بين الركح كالجسد الشمل
فما ىاف إال عندىا أنف شامخ ...كال قنصات األسد إال لها سهل
كيوـ النقا ما امتاز جبن بصده ...لديها كال حضر الدماء كال الجل
تدانت لها غر النواصي إلى الثرل ...إلى أف تساكل عندىا الهاـ كالنعل
لحاظ فتاة أرسلتها كإنها ...المسيئة ال ألحاظها األعين النجل
كما ىي إال آلة األسر إنما المتيم ...يشكوىا لكي يختفي األصل
فخذ من مراميها جنا يا أخا الهول ...يكوف ىو األقصى كعن نظر يخلو
كال تركنن بالبعد من عرصاتها ...كإف كنت في رضول كموضعها الرمل
كما كاف من قصدم جزاء كلم يكن ...بشاف كيأب اهلل كالمجد كاألمل
كلكن فضبلن منو أكجب مدحو ...علي كإحساف لو كاف من قبل
فبل زاؿ غيظ الحاسد بو كال ارتقى ...على الناس إال راقيان كلو الفضل
رمت مقلتي من حيث لم تره المقا ...لبعد كال يرجى لسهم بها كصل
كمذ صرت قهران في شباؾ اصطيادىا ...أتيت كأصحاب ىناؾ من قبل
يرل بن كريم القوـ مثل ذليلهم ...كليس على ىذا لهذا إذان فضل
[لحاظ فتاة أرسلتها كلها ...المسيئة ألحاظها األعين النجل
كما ىي إال آلة األسر إنما ...المتيم يشكوىا لكي يختفي األصل]
كعن إسمها يكنى بهند كدارىا ...برامة ال دار ىناؾ كال أىل
كما شأنو إال المليحة من إذا ...تخطت كماس القد غنى لها الحجل
كإف نطقت يومان دعت مهج الورل ...إليها كإف الحت بها اعتقل العقل
إلى الخلق ذات السبق لكن بو انتهت ...عن الخلق حتى قبلها أخذ الكل
كما رضيت في الناس خبلن كال اصطفت ...حبيبان سول من كاف شيمتو العذؿ
كلوال اشتهارم بالعميد لكنت من ...عواذلها في الحب كاتصل الحبل
كما الوصل إال من ىناؾ طريقو ...عليك بها إف كاف من قصدؾ الوصل
كإال فخلي الحب فهو شماتة ...عليك كشئ ال يطاؽ لو حمل
كبذلك نفسان فيو غير مباحث ...يخالف ما جائت بو الكتب كالرسل
كال تبتئس إذ ىند عز كصالها ...فموعدنا يومان يشيب لو الطفل
(ِ)َِٔ/
كفي ىذه عنها تسل بمثلها ...كإال لها مثل فمن لو مثل
خموؿ ردل المجد أعني ابن أحمد ...فكم نسبت في ظلو الصحب كاألىل
ىماـ إذا ما الغيث أخلف عهده ...ترل يده كالمستنابة تنهل
فما عرفت من سوحو الرحب سابقان ...مجاكزة العهد ما عنده العقل
قصر عند خوض الدىر في حرـ لو ...كقم تحت كفيو إذا ضمك المحل
كسر معرضان عن كل ماؿ لغيره ...فعنو كأكلى عنك قد ضرب القفل
كقد صيد الطير راـ ىواء لو ...كما صنعت من سيرىا تحتو النمل
سيلك عبد اهلل رؤيتو المنى ...كمن جوده أما سخاء الخيل كالرجل
كبيض األماني نزلة يوـ سلمو ...كيوـ الوغى جم المنايا لو نزؿ
كلو ككتبها إلى القاضي البدر محمد بن علي الشوكاني يطلب منو صرؼ بعض المتشاجرين إليو
عقيب تقليده القضاء:
يا بدر لما الح مكتمبلن ...ما حل غير القلب كالطرؼ
ما زاؿ في تنكيره رجل ...بآزاؿ حتى أمره مخفي
ىو من لديو غرس نعمتكم ...كالغرس دكف السقي ذكا لهف
فلتكثركا صرفان إلي فما ...بي علة منعت من الصرؼ
إف قيل معرفة فتلك من التسع ...التي قد جانبت كصفي
أك قيل ذك عدؿ فلست بو ...أبدان كليس القوؿ بالنصف
فانظر إلي بعين متقد ذم رحمة ...شملت كذم عطف
[كفاتو]
كتوفي صاحب الترجمة يوـ الخميس رابع عشر يوـ مضت من شهر شواؿ سنة خمسين كمائتين
كألف-رحمو اهلل[ -رحمة األبرار ككقاه كإيانا عذاب القبر كالنار ،كأسكنو كإيانا جنات تجرم
من تحتها األنهار ،آمين اللهم آمين].
(ِ)ُِٔ/
المولى جماؿ اإلسبلـ علي بن إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل على اهلل
إسماعيل بن اإلماـ القاسم كقد تقدـ في حرؼ الهمزة.
[مولده]
كلد صاحب الترجمة في شهر شواؿ سنة إحدل كخمسين كمائة كألف بشهارة كنشأ في حجر
كالده كقرأ في النحو كالصرؼ كالفقو كالحديث على مشائخ شهارة منهم كالده كالشيخ العبلمة
إبراىيم بن حسين المحبشي ،كأخوه القاضي العبلمة ناصر بن حسين ،كشيخنا العبلمة جماؿ
الدين علي بن إبراىيم بن عامر كغيرىم ،ثم اشتغل بمطالعة األشعار كحفظها كجمع شواردىا
كالتأمل لمعانيها فحفظ منها شيئان كثيران كبرز في ذلك حتى انفرد فيو عن أقرانو ،كلو حفظ
عجيب كذكاء كألمعية كحسن خلق باىر كتودد ككرـ كتواضع كنجابة كسمو ىمة مع حسن
صناعة في اإلمبلء كلطافة في المخاطبات كظرافة في المجالسة كأحبتو القلوب كاشتاؽ إليو كل
قلب سليم ،ككفد إلى صنعاء مراران في دكلة المهدم ،كفي دكلة كلده المنصور فعظماه ككرماه
كال تزاؿ أياـ كفاداتو مواسم المسرات كاالجتماعات التي قل أف يسمح الدىر بمثلها ،كقد
اجتمعت بو مراران فرأيت ما بهر األلباب من حفظو لنفائس المنظوـ كإيراده لمحاسن األخبار،
كمستطرؼ النوادر ،كأما ملكتو في إنشاء الشعر فلم أرل مثلها إال في شيخنا الوجيو عبد القادر
بن أحمد فإنو ينشئ القصيدة الطويلة في كقت يسير جدان من غير نزك كال تأمل كال خدش،
ككثيران ما ينشئ القصائد ألسباب كحوادث ترد في الموقت فيؤرخ تأريخان عجيبان غير متكلف كال
مشتمل على ألفاظ دخيلة في المقاـ كما يفعلو غيره ،كبالجملة فمحاسنو كثيرة كىو كثير
المطالعة للكتب كاإلشتغاؿ بجمع الفوائد كالدعية إلى المذاكرة كالميل إلى المحادثة ،كلو محبة
في الصدكر كتعظيم عند الناس ،فمن شعره مهنيان لوالده بأعراس في يوـ عيد:
أكجهك أـ بدر الدجا ليلة البدر ...كجعدؾ أـ ليل تكوف من شعر
كقدؾ أـ رمح من الحظ مايل ...كثغرؾ أـ عقد ثمين من الدر
(ِ)ِِٔ/
(ِ)ِّٔ/
طالت الغيد مثل طوؿ ىول القلب ...بها صرمدان أك طوؿ أفنانو
نشول ...أك كمن ماؿ من خنا عيدانو
ن تتثنى كشارب الراح
فشيب ...في ابتداء عمره كفي ريعانو
ه كعليها ثوب الشباب
بعيوف ........الجفوف كسالى ...كخدكد كالزىر في بستانو
كشفاه بين األراؾ كبيني ......... ...من جنى قضبانو
أتمنى أني األراؾ كسلطاني ...أقول في الثغر من سلطانو
أرتقي ما اترقى كأركل ...ما يركم من .......سلسبيل لسانو
أيسحر فكيف بسحر من لم ...يعرؼ السحر في سول أعيانو
يسقم السواؾ ... ....................بدمي في خدكده كبنانو
رؽ لي أسمر القواـ كقلبي ...ممسك في أكفو بعنانو
كنحولي ليس مثلي إال ...خصره فهو معلق برىانو
يتشكى كال يراه حديد الطرؼ إال ...كاللمح من حيطانو
كلقد أكجد اللقا كاقتفى ...عرقوب في كعده كفي أيمانو
كعلى ما لقيت صبرم جميل ...فبصبر الفتى زكاؿ امتحانو
إلي مهنئان لي بأعراس في شهر محرـ سنة ست كعشرين كمائة كألف ،كنظمو
كمن شعره ما كتب َّ
ارتجاالن فقاؿ:
لقد ظفر الصارـ المنتقى ...من اآلؿ بل بدره السافر
بما ىو أىل لو من عبل ...كحسبك بالهم يا ناظر
إلى أدب تفضح المسك ...إذ منو يفوح لنا ريحهو العاطر
كيهنأ حقان بزىر الرياض ...متى ما زىى فلقو الزاىر
سبلقة آدابو ... ..................كلكن ذكاه ىو العاطر
بهذم المعالي يهنأ كقد ...غدل كىو غض بها ناظر
كبالعرس ى ًن لو داعيان ...لعمرؾ إف الدعاء ناصر
فبارؾ ربي عليو كذا ...لو فهو ذك العزة القاىر
كبالخير يجمع رب العبػ ...ػاد بينهما إنو القادر
كيجعلو بالمنى ظافران ..................... ...لو ظافر
المولى أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن اإلماـ القاسم ذكره صاحب
النسمة فقاؿ ىو أديب شاعر حسن الفركسية جيد الذكاء يعرؼ الحساب ،كمن شعره في غبلـ
رأه باللحية كقد أحسن في التورية:
غز ه
اؿ كالغزالة فاؽ حسنان ...على قد كغصن الباف لينا
(ِ)ِْٔ/
(ِ)ِٔٓ/
(ِ)ِٔٔ/
سيدم جماؿ اإلسبلـ علي بن يحيى بن علي بن الحسن بن القاسم بن احمد أبي طالب بن
اإلماـ القاسم كبقية نسبو معركؼ.
[مولده]
كلد في سنة تسع كخمسين كمائة كألف كنشأ بصنعاء كقرأ في العلوـ على القاضي أحمد بن
صالح بن أبي الرجاؿ ،كالشيخ العبلمة عبد اهلل بن محي الدين الغراسي ،كالمولى يحيى بن
أحسن بن إسحاؽ ،كالمولى أحمد بن يوسف بن الحسين ،كشيخنا العبلمة لطف البارم ابن
أحمد الخطيب كغيره .كىو من فحوؿ الرجاؿ ،كلو ذكاء كفطنة كمعرفة للحقائق ،ظريف
المجالسة حسن المحاظرة رقيق الطباع حفاظة لؤلخبار كالحكايات ،حلو المجورة محسن
لؤلدب ،كلو فضائل جمة ،كمن شعره مجيزان لبيتي المولى القاسم بن الحسين بن إسحاؽ:
بعثت عيوف النرجس الغض كي ترل ...جمالك عني إذ منعن المدامع
كقلت عسى طرفي يبلقي طرفها ...لديها فيشكو ما تجن األضالع
فقاؿ صاحب الترجمة:
كلما ناءت عني كشط مرارىا ...كاغتالني ما كنت أخشى كاتقي
بعثت إليها بالمرآة كي ترل ...بأحداقها تركبها فوؽ ز ً
ئبق
كقلت عسى طرفي يبلقي طرفها ...فيشكوا لها طرفي لقلب المعلق
كحسبي إذا غرت من الوصل عينها ...كعيني بآفاؽ السما المزكؽ
السيد علي بن صبلح الديلمي الوزير األديب الماجد الفارس ،كاف لو اليد الطولى في اإلنشاء
كالببلغة كحسن الرأم كالتدبير ،ككزر ...................................
ترجم لو صاحب الطيب كقاؿ أنو بعد ذلك جنح السعد عنو كماؿ ،كعاملو الدىر بما عامل بو
من قبلو أىل الكماؿ ،فجنى عليو أدبو كما يغير تغيير حضو حسبو ،فإنو كاف أكسع من األفق
صدرا ،كمع ذلك فما خفض لو الزماف قدرا،آكل إلى (حصن كوكباف) مستجيران ،كما برح
للمعالي بو جليسان كسحيران،فأكرمو أميره كما برح .........كلو أخبلؽ لطيفة كشمائل ظريفة.
(ِ)ِٕٔ/
قاؿ صاحب الطيب :اجتمعت بو في كوكباف مراران فرأيت بدر كمالو ال يخشى سراران ،كدارت
بيني كبينو من المناقلة كؤكس بخمرتها الحبلؿ نشيط األعظاء ،كتسر النفوس إلى أف قاؿ:
فأعجزني عن سباقو كعييت عن لحاقو ،فليس لي كمالو عند من يعرؼ كمالو ،كقد أمبلني من
نظمو ما يضاحك الزىر في كمو ،مما فاؽ طولو كطولو ،إال أنو لم يحضرني اآلف منو شيء سول
قولو:
كحاؿ لو طلبت لو شبيها ...لعز عليك كجداف الشبيو
نول ذىبت ألياـ التصابي ...كأبقت مهجة عليو
أسى كرقت زفيران ...كسالت أدمعان من مقلتيو
كقد ذابت ن
كثم نقية لو لم تعد ما ...بقربك لم تقم حينان لديو
انتهى كبلـ صاحب الطيب ،كقد ذكر صاحب الترجمة أيضان صاحب الصفوة كأكرد لو أبيات
كتبها إليو كىو بوصاب من جملة كتاب كىي:
أيا حلم اإلسبلـ دعوة عازـ .......... ...أكفيك للعزـ كافيا
سما ىمة لما توجو ظنو ...كحسن الظن يدني األمانيا
كصح يقينان طوؿ باعك في الندل ...على كل و
عاؼ فاختصرت الفوافيا
فأثنى دنو المستقا لوارد ...كلو بعد الوارد كاستطلت رشائيا
سيدم جماؿ الدين علي بن موسى بن قاسم بن أبي طالب
(ِ)ِٖٔ/
أحمد بن اإلماـ القاسم المنصور كلد في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف ،نشأ كشارؾ في
فنوف األدب ،ككاف لطيفان ،ظريفان ،أديبان ،مهذب األخبلؽ ،حلو المجوف ،حسن المفاكهة،
عجيب المحاظرة كالمجالسة ،،يشتاقو كل لطيف كيصبوا إليو كل ظريف ،مطرحان لؤلعراب
بالكلية ،ككاف من أصحاب سيدم محمد بن ىاشم ،كسيدنا سعيد القركاني الذين لم يفترقوا في
غالب األياـ كتدكر بينهم كؤكس اآلداب كاللطايف التي تصير أمثاالن فقاؿ ىو نجم فاخرت
األرض بو السماء ،كازدىرت ركضة حاتم لما غدا مغفلها بو معلمان ،كتعلمت منو الرياض حيث
اطلعت السواد كالبياض ،كلو في العلم شوكة كردية كقدرة على التكلم بديهة كرؤية ،كلو أخبلؽ
ألطف من النسيم كأرؽ من الراح ممزكجة بالتنسيم كطبع سياؾ كقد مع الهول مياؿ ،ككاف
يحفظ من شعر أبي الطيب كابي العبل ما أدرؾ بو الذكر الحسن كالعبل إلى أف قاؿ:
[كفاتو]
كتوفي صاحب الترجمة بعد عوده من الحج يوـ الخميس ُٔشهر ربيع األكؿ سنة إحدل
كتسعين مائة كألف كلمتو كالغداؽ ،كركضتو مخضرة األكناؼ .انتهى
كمن شعره ما كتبو إلى سيدم محمد بن ىاشم كىو قولو:
ىات بيت الكرـ يا حادم النعم
كاجل عنا كل ىم بالنعم
كاسقنيها قهوة كالشمس في كأس د ور
الح في داجي الظلم
عندريس تلبس األلباب نوران
توسي ذم األسى من كل ىم
........من عهد عاد كبدت
بنشاط لم يدنس بالهرـ
كاجعل المزح لها تذكار و
قوـ
لهم علم بمن حل العلم
ً
كاسد بالحي األكلى أضموؾ إذ
انهلوؾ الظلم في سفح أضم
كعلى األحباب سلم إف مررت
بجيراف اللول من ذم سلم
\
كاج ًر ذكرم عندىم كانشد
فؤادان لديهم ما رعوا فيو الذمم
كبوادم المنحنا فاخلع نعاؿ
التواني كاستتم متن الهمم
كاطرح الرحل بنادم ماجد
مالو ثاف يرل بين األمم
ذاؾ عز الدين كالدنيا
صاغو الرحمن من ركح الكرـ
النبيل المنقى من ىاشم
اإلماـ العالم الطود األشم
كىي طويلة أجاب بقولو:
جاد ساحاتك ىطاؿ الديم ...كإليها البرؽ بالبشر ابتسم
(ِ)ِٔٗ/
(ِ)َِٕ/
(ِ)ُِٕ/
األخ جماؿ الدين علي بن محمد بن شمس الدين بن محمد بن الحسن بن محمد أبي طالب
أحمد بن المنصور القاسم ،نشأ بالركضة كقرأ في الفقو كالنحو كالصرؼ كالبياف كنظم الشعر.
كلو شمائل لطيفة ككقار ،كخلق طيب ،كاشتغاؿ بما يعنيو من خويصة نفسو كمما يعود نفعو عليو
فيل رسمو كنصب قاضيان في قرية القابل كىو إلى اآلف و
باؽ في حاؿ جميل ،كمن شعره ما كتبو
إلى األخ الحساـ المحسن بن عبد الكريم كىو قولو:
بسمت فباىا البرؽ منها األشنب
تسكب
ي فغدت دموع العين منها
(ِ)ِِٕ/
(ِ)ِّٕ/
قاؿ السيد عامر :أنو بلغ في العلوـ كمالها كرسخ في معارفها ككاف من الزىد كالورع في أعبلل
الدرجات ال يختلف فيو اثناف ،مواضبان على الطاعات حليفان للمساجد في كل األكقات ،فإنو
يصلي الفجر كيقعد في مصبله إلى شركؽ الشمس ،ثم يدرس في العلوـ ،ثم يدخل بيتو لتناكؿ
شيء من الطعاـ الخشن من أقراص الشعير ثم يرجع مسجده للتدريس كالقضا بين المسلمين
إلى آخر النهار كقد يخرج عليو جماعة كالقاضي إسحاؽ العبيدم،كالمولى الحسين بن
الحسن ،ككاف من أصحابو المبلزمين لحضرتو ككفد معو إلى ذمار للقا المتوكل إسماعيل بن
القاسم في سنة َُٕٗ فعظمو اإلماـ كأنزلو منزلتو كطلب منو المعاكنة بالقضا كالية عامة فلم
يسعد إال بعد مراجعة كبيرة كألزـ للحجة فظهر من كمالو كحسن تدبيره فيو ما سارت بو الركباف
حتى طار صيتو في أكثر األقاليم ،ككاف مهاب الجانب لم يتخذ أعوانان إال في النادر ،بل إذا
كجب الحبس على أحد أمره بالذىاب إليو فبل يتخلف عنو ،كلم يزؿ على ذلك حتى عذره
صاحب المواىب في سنةَُُْ ألسباب يطوؿ شرحها فقعد مبلزمان للعبادة كالتدريس كالفتيا
حتى توفي في يوـ عيد الفطر من سنة سبع عشرة كمائة كألف برداع ،ككاف يوـ موتو مشهودان
حتى حضره من أىل الذمة فوؽ األلف يصرخوف كيثيركف التراب على رؤسهم كتواتر أنو سمع
في مدينة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ىاتف يقوؿ :رحم اهلل القاضي السماكم مات في ىذا
اليوـ فصلوا عليو في المدينة ذلك اليوـ رحمو اهلل تعالى كرحمنا.
(ِ)ِْٕ/
القاضي جماؿ الدين علي بن يحيى بن أحمد بن مضموف البرطي األصل الصنعاني المولد
كالنشأة كالوفاة.
[مولده]
في سنة إحدل كستين كألف ككاف كالده موازران مع المولى الحسين بن اإلماـ القسم كىو
كصيتو كاشتهر عنو الصبلح كالسعي في مصالح اإلسبلـ ،كأما كلده صاحب الترجمة فكاف إمامان
في العلوـ محققان كبحران في المعارؼ متدفقان ،حفظ المتوف كأحرز جميع الفنوف ،كقد أفرد في
الترجمة تلميذه المولى عبد اهلل بن علي الوزير في مؤلف سماه نشر العبير المودع طي نسمة
التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير قاؿ فيو :أنو حضر صاحب الترجمة مجلس الدرس في
البحر الزخار على القاضي العبلمة محمد بن إبراىيم السحولي اآلتي ذكره إف شاء اهلل تعالى
كلم يتم لو سماعو منو فأكمل سماع بقيتو على القاضي محمد بن علي قيس ككاف ىذا القاضي
مجودان في الفقو إلى نهاية ،مباركان في الفنوف كىو من تبلميذ اإلماـ محمد بن إبراىيم بن
المفضل المقدـ ذكره استطرادان في ترجمة كلده أحمد.
قلت :كقد كقعت للقاضي محمد قيس على حاشية ألفها على المنار للمقبلي كلم تكمل انتصر
فيها لكبلـ أىل المذىب كمسلكو فيها كمسلك المفرعين كليس لو كثير التفات إلى األصوؿ
كاالستنباط ،كمن مشائخ صاحب الترجمة اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل ،كالفقيو الصالح
صبلح بن محمد األحرفي اآلنسي ،كىذا الفقيو بمحل من النسك كالفضل كلو يد قوية في
الفركع كالفرائض ،كمن مشائخو السيد العبلمة إماـ الفركع أحمد بن بن علي الشافي ،قرأ عليو
صاحب الترجمة في الثمرات كلم يتخرج على ىؤالء المشائخ في الفقو حتى صارت أنظاره فيو
شفاء لؤلكاـ كفتاكاه عمدة للخاص كالعاـ ،كقد جمعت فتاكاه في مجلد ثم قرأ في الفرائض
كالمساحة كما يتعلق بذلك ،ثم قرأ في النحو على القاضي العبلمة صالح بن محمد العنسي.
(ِ)ِٕٓ/
قلت :كىذا القاضي ذكره صاحب طبق الحلول فقاؿ :في محرـ سنة تسعين كألف توفي
القاضي صالح بن محمد العياني العنسي بصنعاء أخذ عن عمو القاضي أحمد بن صالح،
كالعبلمة عبد الرحمن الحيمي كغيرىما ،كرحل إلى مكة المشرفة فسمع بها البخارم كالموطأ،
كأكثر صحيح مسلم على الشيخ العبلمة محمد بن علي عبلف الشافعي المكي ،كلو قراءة
قديمة على العبلمة الحسين بن القاسم ،كالعبلمة محمد بن عز الدين المفتي ،ككاف لطيف
الطبع سهل الحاؿ كثير المباحثة في الفنوف كلو لمن ىو دكنو ،كرأيتو بآخر مدتو يملي شرح
غاية السؤؿ على الفقيو العبلمة الحسن بن محمد المغربي بمسجد داكد كقبر بخزيمة.
كلو شعر فيو لطيف كحبلكة ،كمن شعره ما كتب على ضريح شيخو القاضي أحمد بن صالح:
إذا غصت في لحج المشكبلت ...كباعي في السبح باع قصير
فمن ذؿ بحبل لو التول ...إلى اهلل أدعوا كنعم النصير
شيوخي مضوا كاحد كاحد ...إلى دار عدف كنعم المصير
مضى أحمد قدكة العارفين ...كريم النجاد عديم النظير
كقرأ صاحب الترجمة على شيخو ىذا في المنطق كفي األصوؿ الفقهية ،كقرأ أيضان في النحو
كالتصريف على شيخو الفقيو العبلمة المحقق علي بن أحمد الهبل.
قاؿ في نشر العبير :كىذا الفقيو الهبل فرع من شجر علماء المعارؼ الفقهية ،كبدر ساطع في
سماء طبقات الزيدية ،كىذا كقرابتو أىل بيت ال يزاؿ الصبلح فيهم مشهودان كلو لوضائف
العلمية عليهم معقودا أخذ من العلوـ بحض مرضي ،كأدركو في أثناء ذلك األجل المقضي
كاحتسب إف ىذا الفاضل أخذ في علوـ العربية على السيد العبلمة شمس الدين رحلة الطالبين
أحمد بن محمد الحوثي كىو الذم كاف في العربية خاالن في كجنة دىره ،كغرة شامخة في جبين
عصره ،استفاد عليو في النحو خلق كبير ،كتخرج بو جم غفير ،أعاد اهلل من بركتو ،كرزؽ
أركاحهم .انتهى كبلمو.
(ِ)ِٕٔ/
ثم قرأ صاحب الترجمة في فن البياف كفي علم الكبلـ كفي التفسير كالحديث كمتعلقاتو حتى
صار في كل فن إمامان محققان ككانت لو شغلة بضبط الكتب كتعليق الحواشي المتقنة كاألنظار
المحققة ،ككتبو يضرب بها المثل في الصحة كالضبط كالنقل المفيد ،كقد أخذ عنو جم غفير
من أعياف العلماء كالمولى زيد بن محمد في البياف كالنحو كاألصولين،كالمولى محمد بن عبد
اهلل بن الحسين بن اإلماـ في الفقو ،كالمولى عبد اهلل بن علي الوزير في جمع الفنوف ،كالسيد
العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي في شرح اآليات األحكاـ للنجرم ،كفي جامع البياف ،
كالسيد الحسين بن األخفش في شرح العضد كحواشيو،كابن عمو السيد صبلح بن الحسين
األخفش في الصرؼ كالبياف ،كاألصوؿ الفقهية ،كالسيد محمد بن الحسين الكوكباني الشاعر،
كالسيد الحسين بن الحسن العوامي في أصوؿ الفقو ،كالقاضي علي بن محمد العنسي ،كالسيد
العبلمة عبد اهلل بن المهدم الكبسي في المناىل كفي الفصوؿ اللؤلؤية،ككاف ىذا السيد عبد
اهلل حلية للمدارس كزينة للمجالس ،كلي القضا من المتوكل بن المنصور بصنعاء كمات في سنة
ثبلث كتسعين كألف ،كممن أخذ من صاحب الترجمة السيد العارؼ علي بن محمد الباقر
الشلبي كىو من فضبل أىل البيت المفضلي مسكنو كأىلو بجبل ضوراف ،كمنهم الفقيو العبلمة
أحمد بن محمد الهبل في البياف كالتصريف،ككاف لهذا الفقيو ذات لطيفة كأكصاؼ شريفة ككرـ
خلقي كذىن سياؿ كىواس أخي العبلمة علي بن أحمد الهبل شيخ صاحب الترجمة،كمنهم
القاضي العبلمة إسماعيل بن الحسن بن يحيى حابس أخذ منو في المنطق ككاف صاحب
الترجمة كثير التواضع محبان للخموؿ كعدـ الشهرة كالسعة ،قليل الرغبة في مواصلة األمراء،
كثير السعاية في الخير ،متصلبان في دينو ال يبالي بأحد كاعتراه في آخر عمره النفور عن الناس
كالوحشة من مبلقاتهم فكاف إذا رأل شخصان من بعد في جهة ماؿ إلى جهة أخرل ،ككتب إليو
تلميذه المولى زيد بن محمد رحمو اهلل يعاتبو في عدـ كصولو
(ِ)ِٕٕ/
(ِ)ِٕٖ/
القاضي العبلمة علي بن محمد بن أحمد العنسي ىو إماـ العلم كاألدب كخاتمة المجيدين في
الشعر كالتسابق في مضمار الببلغة كالمتصرؼ في فنوف اإلبداع كاآلتي من معجز النظم بما ال
يأتو غيره من المغلقين ،كالمتفرد بحسن السبك كانسجاـ اللفظ كلطافة المعاني كسلوؾ
الطبلطق التي تسحر األلباب تسحر األلباب ،كىو من بيت لم يزؿ في أىلو العلم كالفضل
كالميل إلى محاسن الخبلؿ كالمحبة المفرطة ألىل البيت عليهم السبلـ ،ككاف كالده كإخوتو
من نببلء الزماف ،كفضبلء األعياف ،كلهم اشتغاؿ بالعلوـ كتعلق بالرئاسات كمباشرة الوضائف
الدكلية كالقضا كالكتابة كنحوىما ،نشأ صاحب الترجمة بصنعاء كحقق علوـ العربية كالفقو
كاألصولين كالمنطق ،ككاف من كجوه الشيعة كممن بلغ في محبة اآلؿ الدرجة الرفيعة ،كقرأ على
القاضي علي البرطي كعلى السيد صبلح بن الحسين األخفش ،كعلى المولى زيد بن محمد بن
الحسن ،ككتب صاحب الترجمة إليو في يوـ منعو المطر عن حضور القراءة عليو فيو:
(ِ)ِٕٗ/
منع الحضور كمنع كفك سيدم ...ىذا استحياء كالديمة الوطفاء
كم رمت أف ال يلقيمي يومنا ...إال بوجو فيو حياء
ككتب إليو حاؿ قراءتو عليو في حاشية الشيخ لطف اهلل الغياث كقد تأخر عن الحضور فكاف
المولى زيد قد انتظر لو في المدرسة:
يا إمامان خص بالفضل الذم ...طبق اآلفاؽ بدكان كحضر
لست أرضى أف ترل منتظران ...كبودم أف تكوف المنتظر
كقرأء أيضان على الفقيو العبلمة محمد بن صالح العلفي ككتب إليو صاحب الترجمة كقد أىدل
لو أقبلمان قولو:
إليك بدر الهدل الحبر الذم ىو في ....ذكم العلم كبسم اهلل في الصحف
أقبلـ صم أقر السيف أف لها ....في محكم الذكر كاضح الشرؼ
تسعى على الرأس طوعان حين تأمرىا ....سعي المجد كإف كقفها تقف
فدمت يا سامي المجد األثيل بها ....تهدم إلى الطرس حسن الركضة األنف
كدمت عنها الباؿ ناعمة ....إف بدؿ القاؼ عند النطق باأللف
(ِ)َِٖ/
كلم يزؿ يقرأ في العلوـ حتى أتقنها كمهر في فن األدب ففاؽ فيو من أىل زمنو كأقر لو أدباء
زمانو بالفضل كاإلجادة في النظم كحسن التفنن كلطف المسلك ،كلقد أطلعت على كتاب بخط
المولى عبد اهلل بن علي الوزير فعلو إلى بعض الفضبلء كصدر فيو بمرثاة من شعره كذكر فيو ما
لفظو :كما أشكل عليك من معاني ىذه المرثاة الصادرة فارجع فيو على إماـ العلم كالببلغة
القاضي علي بن محمد العنسي فهو أدرل بشعرم مني كإف يكن فعل في ىذا النمط استكتبتو
كقدمتو على ما فعلت .........الببلغة اليوـ في يده انتهىكبلمو ،كذكره أيضان في كتابو نشر
العبير عند ذكره لمن أخذ عن القاضي علي البرطي فقاؿ ما لفظو :كمنهم بل من أجلهم القاضي
العبلمة الذكي المتصرؼ جماؿ الدين علي بن محمد العنسي أخذ عنو كىو غصن من شجرة
علماء الزيدية المحبين كمواؿ مخلص في الطلبة المخلطين أقبل على العلوـ فحاز منها
المعلى كىو اآلف نكتة في أبناء العلماء القادة قد سمع
َّ النصيب األعلى كضرب فيها بالقدح
معظم الفنوف كىو إلى زيادة ،كدارت بيني كبينو مكاتبات الزمن طبق الحلولى كأشهى من المن
كالسلول كطريقة في الببلغة نباتية ال يشق لو فيها غبار كال يقاؿ لمن قارعو فيها عثارة ،كما
أحسن قولو فيما راجعني بو من القصيدة اليائية:
يقولوف سقم في رناىا كخصرىا ...فيا ليتني كنت الطبيب المداكيا
محجب ...لها فإذا رمت السلو بدا ليا
ه تمثل في فكرم محيا
ما ىاجرتي ظلمان كلم أؾ في الهول ...كالزىور فوؽ خديك جانيا
اسخطا كقد نضمت دمعي قبليدان ...يمر بها في السرب جيدؾ حاليا
فإف كنت ال ترضين عقياف مدمعي ...فمن نظم فخر الدين ىاؾ ألليا
انتهى كبلمو.
قلت :كىذه القصيدة أجاب بها على المولى عبد اهلل بن علي الوزير في ليلة كاحدة في قصيدتو
اليائية التي تقدمت في ترجمتو كالتزـ التورية في قافية كل بيت منها كمطلعها:
(ِ)ُِٖ/
(ِ)ِِٖ/
(ِ)ِّٖ/
صباح سبلمان.
رأيت الند كالمسك دكنو ....فقلت كأخبلؽ الحسين الفتى المرضي
سبلـ بشح شطت بو غربة النول ....فأضحى بأرض كاألحبة في أرض
كبعد حمد اهلل تعالى كصلواتو كسبلمو على محمد كآلو.
فصدكه مستطلعان أخبار متطلعان إلى رؤية تلك األكطاف التي ىي منتهى األكطار عن شوؽ يرض
األكباد في األجساد كيقدح في الفؤاد بأذكى زياد .كصبابة تلك الديار لم يبق من الصبر
صبابة ،ككيف من قد كقًد شوقو ،كفقد أحبابو ،كما الح بارؽ أزاؿ أسهد جفنو كأرؽ أك ىب لو
نسيم مرابعة األنيسة عليها ،كتحرؽ فكيف يناـ كسيوؼ البركؽ تغمد في أجفانو أـ كيف يطفي
لهيبو كالنسيم مولعة بشب نيرانو ،كمع ىذا قد راح راغبان في زاىد كبات ساىدان في راقد كلما
أخفق قلبو الصابي لم يبق لو السلواف صاحب أك غدا شوقو يزيد .......أعرض عنو الحسين
جانب مع أني أعلى المحبين رتبة فما بالك كأنت الحسين ترضى بوضع علي كاف لم أمس
فيك مبلبل الباؿ منكد الحاؿ ،كأنت عما القيو خلي كلما أملت منك كتابان بعثت إلي كالحق
كتايب أك فتحت عيني إلى رضاؾ حاؿ بينها كبينو من قبلؾ حاجب.
أحبابو لم يفعلوف بقلبو ...ما ليس يفعلو بو أعداؤه
فالقلب منك كئيب كالمقلة مقركحة ،كإف عذرتك عن الكتاب بشغل الدىر لم يبق لك في تركو
مندكحة .ككنت تشفي بكتبك العليل كأنت بالجهة ..........كالمملوؾ نازؿ على قرب الديار
فما بالك قطعتها كقد حالت ما بيننا أسباب اال تهتدم الخريت إليها بإثارة ........بالجزع
السبلـ ........بالفور عنو فما عدا مما يدا ،أما آف لغصن أدبك أف يتعطف ،كلصخر قلبك
القاسي أف ينفجر منو غير شوؽ ..........إلى رضاؾ يتلهف .كلما رأيت البعد قد كساؾ
........كحاشاؾ خابتك خطاب من ركع بسوطو جفاؾ ،فقاؿ:
أسكاف صنعاء ما صنعتم كقد غبنا ...اشتقتمونا أـ تناسيتم عنا
كعيشكم ما عن طيف خالكم ...لطرفي إال بدت من لوعتي أفنا
كال نسمت من نجوكم نسمة الصبا ...مع الفجر األبث مخترقان مضنا
(ِ)ِْٖ/
فإف تسألوا عني سلمتم كدمتم ...بأطيب عيش ما شدا بارؽ كىنا
جول ...أم لي أف ألتذ بالنوـ كأىنا
فها أنا مطوم الظلوع على ن
إذا حن رعد حن قلبي تشوقان ...إليكم كإف جن الظبلـ لو جنا
بخلت كلو في الريح أدنا مودة ...يقلدىا من .......ينكرىا عنا
لماعجزت عن حمل جسمي إليكم ...كأما فؤادم فهو عندكم رىنا
أحبة صنعاء ما علمت لغيركم ...ىوان في فؤادم من سعاد كمن لبنا
إلى حبل كصلنا ...أكف نوان يا طاؿ ما أضمر السجنا
فما بالها مدت ٌ
ككنا كما نهول كال نعرؼ النول ...كما نافعي قولي لكم أننا كنا
كحقكم لوال تذكر عهدكم ...لما رحت أسقي الربع كاستسقي الجفنا
كال حركت شجوم حمائم و
أيكة ...تردد فوؽ الغصن إف سجعت لحيا
أغاطيها كالنوح يبعث شجوىا ...فيملي علينا طي تغريدىا حزنا
حماـ الحمى إف الشجى يبعث الشجى ...فبل تنكرم إف نحت صبا
فتى ما استعمل الصبر قد حنا
إذا جنا كقالوا ليس الصبر يحمل بالفتى ...ككل ن
فقلت نعم لكن إذا كاف يشتكي ...فراؽ حسين كيف يلتذا كيهنا
مغنى دؽ لم يبلغ الذىنا
نعم ملت عني جانبان كأطرحتني ...كأني ن
عبلـ فدتك النفس يا غاية المنى ...تباخلت حتى بالسبلـ على المضنا
أتمنحني في سفح صنعاء مودة ...كتسلبها إذ غبت ذا عكس ما ظنا
ألسن ...تخاطب طيفان منك قد زارني كىنا
كأني ما أمسيت كلي ه
فديتك زدني جفوة كمودةن ...أنا ال أرل لي غير حبكم فنا
ترحلت عنكم ال مبلالن كال قبل ...ككيف كأنتم قدتم الدىر لي قنا
كلو كىو بالعدين عند كالده يشوؽ إلى صنعاء:
مقيم ...كغرامي بها لقلبي غريم
يا ربوعان بها فؤادم ي
كم لقلبي في رباؾ اشتياؽ ...ىاؾ دمعي فهو الحيا المستديم
يا رعا اهلل فيك عيشان تقضى ...مر صفوان ما كدرتو الهموـ
كرعا جيرة بسوحك حلوان ...مذ أقاموا أقافيك النعيم
مهم منائي كمنيتي كمرامي ...ليس لي مطلب سواىم أركـ
ليس كجدم بهم حديثان فسألوا ...إف كجدم كاهلل كجد قديم
(ِ)ِٖٓ/
أىيم
يا حلوالن .......أزاؿ حللتم ...عقد صبرم فما أزاؿ ي
فعليكم تسهيل ما جفوني ...كإليكم يحن قلبي الكليم
كىواكم ما حل قلبي سواكم ...في رضاكم أرعى السها ال أنوـ
فاف ...كفؤادم عار كجسمي سقيمقاف كصبرم و
دمع عيني و
تهد للصب من شذاكم شميمان ...إف تمشت مع األصيل النسيم
فتشب النيراف بين ظلوعي ...قد أقامات بها يصلى الجحيم
كحياة النول كترتد صبرم ...إف كجدم بكم لوجد قديم
إف يومان فارقت فيو ربوعان ...آىبلت بكم ليوـ ذميم
لم يكن ذلك من رضا بي كلكن ...خانني دىرم الخئوف الظلوـ
لم يزؿ ناصبان شباؾ جفاه ...لي كأني لو غريم خصيم
حط قدرم على نباىة قدرم ...دكف من ىو .......كدكني النجوـ
يا عدكان لكل حبر أديب ...ىكذا يفعل العدك اللئيم
أنت أقعدتني عن طلب العلم ...فما استطعت على العلوـ أقوـ
أنت أخفيت أيها الدىر فضلي ...كتناسيتني كأنت مليم
فكأني معنا لفهم بليد ...دؽ فالفكر حوؿ ذاؾ يحوـ
قد تحملت في ..........مالو جل ...بالفخر حر كىو رىيم
ال شقيق شكي إليو شقيق ...ال كال في الورل حميم حليم
صغر كفي ىو الذم حط قدرم ...في زماف ىو الذميم الرميم
رب و
حلم أخذه أضاعو عدـ الماؿ ...كجهل عطا عليو النعيم
كقاؿ أيضان متشوقان إلى صنعاء كىو عند كالده:
يا ربة الصوت المثير شجوني ................... ...الصوت الذم يصبيني
طوقت عنقك كالبناف خضبتها ...كزعمت أنك في الجوا تحكيػ..........
باهلل كفي عن محالك كاقصرم ...كدع الجوا لفؤادم المحزكف
لم تألفي إلفان كلم تتشوقي ...أرضان كلم تبكي لفقد ضعين
أما أنا فإذا جننت تشوقان ...فإلى أزاؿ تشوقي كحنين
كالقلب مني بضعة ال يتنفي ...أف يطوم األسرار قلبي دكني
يا عمر حتى القلب خاف فبل ...تطل عجبان ألحبابي إذا خاكني
يا من يظن بأنني أنساىم ...إذا جهلت عملت بالمظنوف
أنسى ىواىم كىو ديني في الهول ...فالدمع دمعي كالعيوف عيوني
(ِ)ِٖٔ/
يا ساكني مغنا أزاؿ أزلتموا ...سلواف قلب ذم شجا كشجوني
كسلمتموا نومي فجرتم أذبو ...قد كاف طيف خيالكم يشفيني
علي حبالي كىو الكرا ...لتصيد طيفكم البخيل جفوني
ردكا َّ
أنسيتم ما قد لقيت من الهول ...فيكم كما قويت بدم بمعيني
أما كىذا القاسيات قلوبكم ...فعلي إف أصف الصفا باللين
كتخلت حتى قاؿ لي صحبي كقد ...داركا على شخصي فما كجدكني
باهلل يا ىذا أصرت مطلسمان ...بين كأبدؿ سلكا بيقين
فأجبتهم أما كطلسمي الضنا ...فما بهيهات أف تقلوا على تكويني
ىم شبيو جنوفقالوا نرل ذا الصب ملئ حياتو ...ما زاؿ ذا و
صدقوا كىل يرجوا الحياة كقد درا ...بمصارع العذرم كالمجنوف
إني أرل قلبي إليهم طائران ...فرحان عسى ذا باللقا المظنوف
إف صح ذا فعلي أف أدعوؾ يا ...قلبي إذا بالطائر الميموف
كلما قاـ باألمر صاحب شهارة المقدـ ذكره ككاف صاحب الترجمة حاكمان بالعدين كتب إليو
مهنيان لو بعيد كمعتذران عن التأخر لمعاىده كلفظ كتابو :موالنا خليفة اهلل كصفوتو كأمينو على
عباده كحجتو إماـ المعارؼ الذم أحلو من أركية العلوـ حيث يجتمع ،كقطب الخبلئق الذم
ماؿ عن منهاجو فليس بالصلوات الخمس ........أفضل من حكى فلبَّتو القلوب قبل األلسن
النواطق ،كسل عليو سيف عدكه فسلط السيف على مرسلو ،كىكذا تكوف المكرمات الخوارؽ
أمير المؤمنين كسيد المسلمين كخليفة الرسوؿ األمين ،المنصور باهلل رب العالمين ،ال زالت
تستفتح المعاقل كتمنح األمل كراماتو كمكارمو كال برحت يقبل أفواه الملوؾ عنها كمو كتراجمو،
كالهل تعالى يهدم إلى حضرتو التي ما انفكت مهبطان للبركات العلوية كمستتم للنفحات
السماكية سبلمان يليق بحبلؿ الخبلفة جبللو كيخجل أنوار الشموس كاألقمار بهاؤه كجمالو
كرحمة اهلل كبركاتو كبعد حمد اهلل كصلواتو كسبلمو على سيدنا محمد كآلو فصدكر القاصرة:
تهنيك بالعيد الذم أنت عيده ...كعيد لمن سما كضحى كعيدا
(ِ)ِٖٕ/
فذا اليوـ في األياـ مثلك في الورل ...كما كنت فيهم أكجدان كاف أكحدا
فبل زالت األعياد لبسك بعده ...تسلم محركؽ كتعطي مجددا
يلم األقداـ الشريفة التي ما مشت إال كخفظت لها الركس من األفبلؾ كتستمد صالح
ثم ي
األدعية المباركة التي كلما ارتفعت بها اليد الكريمة أمنت عليو األمبلؾ كتطلب صفح أمير
المؤمنين جعلت فداه عن تراخي ىذه األلفاظ اليسيرة إلى ىذه الغاية ،كتجاكزىا في التأخير إلى
ىذه المدة حد النهاية ،كتخلفها في االبتدار عن السابقين األكلين من المهاجرين كاألنصار
عب سرامهم ،ككفى
الذين أنشدتهم السعادة تصريحان كعرضت بأمثالنا .....حمد المدلجوف ٌ
من تخلف األبطاء ،كىذا التراخي الملحق بحرايم المذنبين المطلوب لو حسن الصفح من أمير
المؤمنين إنما ىو من بلوغ ىذه الخدمة إلى المسامع الشريفة كالمثوؿ تلك الحضرة العالية بعد
بقبيل العتبات المنيفة ،فأما إجابة الواعية كتلبية الدعوة السامية كحث األمة على إجابة داعيها
كطاعة منقذىا من الظبلؿ كىاديها ،فالمملوؾ فيها يا سرم العزيمة ركاب لؤلخطار العظيمة ؛
ألنو عمل بأحكاـ المواالة كالمعاداة في حق المحق كالمبطل كالقائم بحق اهلل تعالى كالمهمل
كالكلمة جبرية كاألحكاـ طاغوتية ،كالباطل يقوؿ فيسمع ،كالحق يوحى في قفاه كيدفع ليالي
أتلو ذكركم في مجالس حديث الورل فيها بغمز الحواجب.
كأما التراخي عن الخدمة بالمعاىدة يا موالم فالسبب فيو أف ىذا القطر العديني الذم رمت بنا
إليو األقدار بشدة حرارتو قد ماؿ إلى تقوية أىل الفتور كخالف سكانو فجنحوا إلى اختيار
مذىب أىل التراخي؛ ألنهم كلكم السبلمة بين طريح الفراش قليل االنتعاش قد الزمتو أسقامو
كاستطالت عليو أيامو ،كبين مكضوـ قلباه محموـ عيناه إف فارقتو حماه في غير كعدىا لم
كلي عهدىا أعني الوىا الذم ال يقدر معو على حمل يراعو كال يبرح
يفارؽ جسمو الضعيف ٌ
ألجلو بين انتعاشو كنزاعو.
(ِ)ِٖٖ/
ككاف المملوؾ العاني من القسم الثاني .كقد الزمتو ىذه المحنة حتى كاف يراقب كقتها من غير
شوؽ .مراقبة المشوؽ المستهاـ.
كلم يزؿ صاحب الترجمة حاكمان بالعدين حتى عذره عنو المتوكل كقلده القضاء بوصاب فبقي
فيو مدة ككاف العامل بوصاب السيد شرؼ الدين بن صبلح القاسم المقدـ ذكره فكاف القاضي
ينكر عليو في ظلمو كيدفع إلى المتوكل سوء سياستو ،فدبر السيد شرؼ الدين الحيلة عليو
ككشى بو إلى المتوكل بما أكجب عزلو كإعراضو عليو كحبسو أيامان ،فكتب إليو صاحب الترجمة
يعاتبو بهذه القصيدة كذلك في سنة اثنين كثبلثين كمائة كألف كمستهلها:
شاؾ من حقاؾ متيم ...كعبرة و
باؾ يمزج الدمع بالدـ ظبلمة و
أحبتنا ىذا الصدكد الذم أراه ...جفاه التجني أـ كشاتي كلومي
كلم أجن غير الصد من ثمر الهول ...كلم يحرمني غير دمع كعندمي
كلن .....استغفر اهلل سلوة ...فؤادم إال مرجوان متضرـ
لعل خياالن صده سهد مقلتي ...يقوؿ مالم يحرمني على فم
لعل نسيمان مل زفرة لوعتي ...شكاني إليكم حيلة المتبرـ
لعلع بركقان غاضها فيض أدمعي ...كشت بي فعل الغاير المتألم
عقيلة بيت الملك توقد نارىا ...لتأذم نداىا بالوشيح المحطم
إذا قلت يومان دميت القطر فالثرل ...دـ كالقضا ما بين نصل كلهذـ
سرت خحفية لكن كشى حلى جيدىا ...فنم على ذاؾ الجماؿ المنعم
فلم أر شمسان قط تطلع في الدجا ...كال قمران قد قلدكه بأنجم
كأعيد أما جفنو عند كسره ...فمنتصر مستأسر كل مغرـ
بركحي منو مالكان جعل البكاء شعػ ...ػارم كأبكاني بعيني متمم
يهوف عليو إف أبيت مسهدان ...كإف بات عذالي بليل المهوـ
كما أسرت نومي سول نوف حاجب ...علي كأم صدع تحتو ميم مبسم
كخيلت كاك الصدع للوصل عاطفان ...فصد فكاف العطف عطف ......
لمن أشتكيو كالبرية كلها ...تحكمو في الماؿ كالركح كالدـ
كلو أف ما بي من حبيب مقنع ...عثرت كلكن من حبيب معمم
خليفتا أفديو أقطعني الجفا ...كرأسي على ركـ عدكم بأنعم
(ِ)ِٖٗ/
(ِ)َِٗ/
ككاف لصاحب الترجمة غراـ طويل بالمولى محمد بن إسحاؽ كمكتابتو كمدحو كجرت بينهما
مكاتبات كثيرة ،فمن ذلك ما أجاب صاحب الترجمة عليو من قصيدة مستهلها:
كقوفان عند حدؾ يا نظاـ ....كإياؾ الدنو من الصدكر
كيا كلما أجازم فيو قومان ....منم بين القصير كالنظير
اش لست منك كلست مني ....فبل لك كال لي من مجير
فر ن
فهذا الليث مد يدان إلينا ....كمن يدنو من الليث الهصور
كىذا الملك ىز قنان علينا ....فرجوات الخبلص من الغركر
كىذا البحر ......فكيف قلي ....سبلمة من تعرض للبحور
فخذ لك كاغتنم نصحي أمانان ....فما لك في البرية من نصير
كقل يا نظم من ترد المعالي ....براحتو حياظان من بحور
فديك ما جفاؾ إلى طبلبي ....أباز منك مرىوب الزئير
كما حدثت ال كاهلل نفسي ....بذلك كلست بالمقدـ العزير
ككيف أكافح األخطار عمدان ....كما شأف التثبت في أمورم
كغاية القصور عن النعاؿ ....كما أنا بالمغفل عن قصور
فلما قلت اقترب يا بدر مني ....أللمس صفحة البدر المنير
كال قلت انصدع يا بحر عني ....أخوضك مرغمان لك في عبورم
كال قلت اجتنب يا ليث عزمي ....كال تعرض لفتاؾ غيور
كشأني أف أقارح كل شخص ....قصير الباع من باعي القصير
كاحترـ الخبلفة أف تراني ....كقد رمت الدنو من السدير
فخذ ىذا اعتباران ال جوابان ....فهذا عذر منهاضا كثير
كفر دامت ....سبلمتو سلمت مدل الدىور
كمن ألقى السبلح ٌ
كمن شعره مجيبان عليو قولو:
ىي شمس لها الثريا نطاؽ ....ملكتها قلوبنا األحداؽ
ال تسل حيث ينجح الديم عنها ....ثم سل حيث تضرب األعناؽ
فهي ال تعرؼ الببلغ ........فاللول ....فهو فوقها خفاؽ
فلها حيث يعقد التاج بيت ....ظللتو بيض الصفاح الرقاؽ
يصحب النجم فوقو حين يسرم ....خفران من فوقها كرقاؽ
ليت شعرم أف قلت يا دمية القصر ....أيبقى على دمي أك يوراؽ
قاتل اهلل القلب أين تخطأتو ....كتعاطى في الحب ما ال يطاؽ
سامني حب من ذا فهت بالوجد ....عليها سالت دمان مهراؽ
غادة ترخم الحلي فتحلو ....جيدىا كي تزين األطواؽ
شبو بالدجى ذكائبها السود ....فذاب الدجى كزاؿ الشقاؽ
(ِ)ُِٗ/
(ِ)ِِٗ/
كإذا أنشد الشوارد قلنا
ذا ابن إسحاؽ الجود أـ إسحاؽ
جمع اهلل شملنا بك يا بدر
كللزىر من سناؾ ائتبلؽ
أنت من تبسم السيوؼ كتحتك
لذكر اسمو الجياد العتاؽ
ىاؾ لفظان إذا ادعى نسب الشعر
نعتو األسماع كاألذكاؽ
ذا عيوب لوال مديحك فيو
أنفت أف تضمو األكراؽ
إف شكى العجز عن جوابك فاقبلو
كإف يمتهل فذاؾ اختبلؽ
يطلب المرء مهلة في الذم يمكن
أك يستطاع أك يستطاؽ
دمت ما اخضر عارض النبت
في خد الثرل جاده الحيا الغيداؽ
كمن شعره في بئر العزب:
كبالعزب من صنعاء سقى اهلل سفحها
كباكرىا صوب الحيا متدفق
حدائق ركض جوىا يبعث الهول
كيفعل فعل البابلي المعتق
مناخ ألفراح كأنس ألنفس
كلهو لمشتاؽ كركح لضيق
إذا لبست أغسانها كشي ركضها
رأيت لها زىو المليح المقرطق
فساكنها ال يسكن الهم قلبو
كإف لم تصدقني بذا فتحقق
أظن لصنعاء لوعة كصبابة
بها فلها فعل العبيد المسرؽ
أما عانقها كجدىا فترشفت
لذيذ الماء من نهرىا المتدفق
كما رضيت بالبعد عنها كغيرىا
أبرضي المعنى بالنول كالتفرؽ
فتى ذك ىمة ملكية
ككل ن
إلى النجم يسمو أك على النجم يترؽ
يهيم بشطيها كيهول نسيمها
كيصبوا إليها صبوة المتشوؽ
كينفر عنها كل فدـ مغفل
بهيمي طب وع إف رأل األكل ينهق
فصار أمناه أكلة تدفع الطول
كلو فوؽ حر الجمر أك جوؼ مطبق
فيا سفحها المهدم إلى القلب نشى
يلف بها شمل السركر الممزؽ
ترحل عن ظهر السحاب لك الحياة
كقبل ذاؾ الترب تقبيل شيق
كيا منبع العينين من سفح حدة
لها ال لذاؾ السفح منك تشوؽ
إذا ذكرت نهريك نفسي أنشدت
إلى عينيك ما يلق الفؤاد كما لق
كما شعب بواف كقد صاح طيره
كقد ىاجو رقص القظيف المسفق
بأحسن منها كالمئاة كأنها
أراقم إف ىبت بها الريح تفرؽ
كقد نثرت رمانها لنزيلها
فما سار إال فوؽ ىاـ مغلق
كفاض خليج النهر فوؽ مركجها
كقد رؽ صافي نهره المتدفق
يجيز لمرئيها كقد فرشت لو
بساط من الركض النضير المنمق
كقد زخرفت أبراجها كتزينت
ببدر كلكن بالمعارؼ مشرؽ
(ِ)ِّٗ/
كلم أرد البدر الذم يطلع الدجى ....كلكن بدران إف رأل الشمس تطرؽ
حفيد الحسين الملك كارث علمو ....سمي الرسوؿ المستجاب المصدؽ
بأمثالو تزىو حدائقنا التي ....تتيو على الزكراء كمصر كحلق
ألم تراىا قالت لركضة حاتم ....على غيرنا يا أـ كرب تشدؽ
فو اهلل لو ال أف في الدرب منزالن ....حماؾ لعاثت فيك عارة منطق
كلكن بسلطاف المعارؼ كالعبل ....كإف كاف يدعى باإلماـ المحقق
صفي الهدل يفديو من كل حادث ....عداه كأعني بالعدل كل أحمق
ينالك في درب السبلطين معقبلن ....يرد األعادم فيلقان بعد فيلق
على أنني أعطي الجراؼ ألجلو أماني ....كأثني عنو سيفي كبندؽ
فجدكالو يسقيو ريق مائو ....كال غرك أف يدعى الجراؼ إذا سق
كما أنت يا ذىباف كالفخر لنا ....تلوذ بأطراؼ الجباؿ كتتق
كأف محلي عند مرآؾ ناظر ....إلى غلط في جانب الصفح ملحق
كليتك يا سعواف تدرم بأنني ....بمثلك ال أدرم كإف كنت مشرؽ
أمن بعد أف جبلت ذىباف تبتغي ....جبلدم كتقول للوغى حين نلتق
كلما رأل ثقباف ذىباف دكنو ....قتيبلن بكهف تحت صخر مفلق
دنى خاضعان كاستوىب العفو سائبلن ....كقاـ مقاـ المحتدم المتملق
كقد كاف في حوبي ......الذم ....يصوؿ بو نحوم كيسطو إذا لقي
ككنت إذا كاتبتو قبل ىذه ....كتبت إليو في قذاؿ الدمستق
كيا ظهر كم من باطن لك لم يكن ....مجيدان كسل نجراف عنو تحقق
كما طلع إال شريكك في الذم ....أشركاف صرحت باألمر تفرؽ
كيا عصر الغر عوفيت فاعتبر ....بغيرؾ ال تبرز و
بعرض ممزؽ
إذا كنت بأشجار الجفى فقد مضى ....لي الحسن إني ذات جيد مطوؽ
فمن شاء أف يلهو بلحية أحمق ....أراه غبارم ثم قلو ألحق
كىذه القصيدة عرض فيها بالمولى الفخرم عبد اهلل بن علي الوزير كفعلها أياـ تأليف المولى
الفخرم ألقراط الذىب في المفاخرة بين الركضة كبئر العزب ،كقد تقدـ في ترجمة الوالد
العبلمة حسن بن أحمد الحوثي ذكر شيء مما قيل في تفضيل أحدىما على األخرل.
(ِ)ِْٗ/
كلصاحب الترجمة رسالة سماىا الركض اإلقحواني في الشعير الزىواني ،كلفظها:موالم حامي
حمى الدين ،كحافظ بيضة المسلمين ،خلد اهلل إقبالو كضاعف جبللو ،حولتم للملوؾ بعشرين
قدحان على الزىواني الذم ال يقبض الحواالت منو إال باألماني ،فسلم للملوؾ منها أربعة أقداح
شعير كاف قد سهى خازف اإلماـ صبلح الدين في ذلك العصر فتركو في زاكية من زكايا القصر
ثم مرت عليو األعواـ كالدىور في خبلفة كالده اإلماـ المنصور ثم تخالفت عليو يا موالل
العناصر في دكلة محمد بن الناصر ،ثم خلق الجسم كاالىاب في أياـ عامر بن عبد الوىاب،
ثم عاقتو خيل المجاىدين في دكلة اإلماـ شرؼ الدين ،ثم عمره التراب إلى كعب الشراؾ لما
استولت على اليمن علوج األتراؾ ،ثم الحت أنوار الدكلة القاسمية التي لبس الدىر بها شبابو
كزاف جبينو فيها بأشرؼ عصابة ،كقد صار ذلك الشعير دفينان تحت ترابو كقد ذىب لبو لطوؿ
المدة فلم يبقى غير إىابو ،ثم تعاقبت على المخزاف أيدم الخزاف كلكنهم لم يبلغوا في التحرم
كالتفتيش ما بلغو ىذا الرجل النصيح ذم الطبع المرضي كالخلق الشحيح ،فإنو لفرط األمانة لم
يترؾ التلفت على الزكايا كال أىمل المثل السائر كم في الزكايا من خبايا ،فعثر في بعض لفتاتو
على تلك الزاكية التي اشتد خبلفها كخفيت أعبلمها ،فرأل شيئان مجموعان كتبلن مرفوعان فنكثو
بمقطن لدكاه لينظر ما كراه فبلحت لو منو شعيرة بغير شعوره ،أسرؼ ألجلها في حبوره
كتصحيف سركره،فأمر بإثارة ذلك الكنز المدفوف كالدفين المخزكف ،ثم غبر فحصل منو أربعة
أقداح فجاءت كفق اإلقتراح ،كاتفق لسوء الحض حضور رسوؿ الغرير حاؿ بعث من مرقده أدـ
ذلك الشعير ،فكيل لو في الغرائر على غرة كقيل لو خذىا كاحذر العود بعد ىذه المرة ،ثم
تحمل الحمالوف ذلك الببل المكند كالرزؽ الزىواني المنكد ،كلعلهم مركا بو على ديار بني
عذرة فاستعار نحو قوؿ قيس بن ذريع كخفية عقل مجنوف بني عامر ،كرقة شعر يزيد بن الدمينة
القائل:
(ِ)ِٗٓ/
أال يا صبى نجد متى ىجت من نجد ....لقد زادني مسراؾ كجدان على كجد
كفي أثناء رجوعو من ديار بني عذرة عرج .بقبر جحظة البرمكي فاستنشده شيئان من أشعاره
ليكوف أحد ركاة أخباره فأنشد:
كرؽ الجو حتى قيل ىذا ....عتاب بين جحظة كالزماف
فتواجد من الرقة حتى خرج من الوجود كلحق بالشيء المفقود ،كقيل في تلك الساعة التي
لحق فيها بالعدـ كما بالعهد من قدـ ،كسكب غرائره فلم أدرؾ شيئان إال ما حس بو من
السراب ،فارتبت لحاملو فتلى {ياأيها الناس إنا خلقناكم من تراب} ككنت قبل تفريغو قد سألت
حاملو ما ىذا المتوارم الملفوؼ ،كالجرـ المستنكر غير المعركؼ شعران:
قلت ما ىذا الذم كاريتمو ....فبقلبي من تواريو استعارة
قيل طيف قلت طيف يقضو ....قيل كىم قلتم كىم في غرارة
قيل قيس بن ذريح قد أتى ....قلت بالشاـ فمن أبنا مرارة
قيل ذا شعران بها خذ لطفو ....قلت ذا كاف زرعه في مغاره
قاؿ لي حاملو أعييتنا ....كبلينا بفقيو من شهارة
خذه تأريخان قديمان كاستفد ....منو علمان كاسعان حلو العبارة
كاطلب المولى طعامان غيها ....فهو ال يرضى بأف تلقى خسارة
قلت ىذا الرأم كاهلل كلو ....جاء من غيرؾ أعطاه الوزارة
كمن شعره رحمو اهلل قولو:
يا سميرم كللفتوة قوـ ....خلقوا من سبللة اإلنسجاـ
بطراز الرفى بتشبيب مهياؿ ....بلطف البها بطبع السبلـ
قم فعرج بنا على مرقص الشعر ....كفتش بنا طريق الغراـ
كعيوف المها كيا ظبية الباف ....أال فاسقني أدر يا غبلـ
كأرحني من الكبلـ الذم ....يشمخ أنفان بالبأس كاإلقداـ
كلبسنا الحديد ثم اعتقلنا ....ألفان من مثقف فوؽ الـ
كمن الناسك المشمر كمية ....كنظم الفقيو في األحكاـ
ثم دعني من الصعود إلى رضوا ....كأعني بو كصف الكبلـ
كقفنا نبك أك أقيموا بني أمي ....كتلك الصخور فوؽ األكاـ
مالنا كالبكاء على رسم دا ور ....حل ىذا لعركة بن حزاـ
ما ترل رقة النسيم كقد ىبت ....كشكول متيم مستهاـ
كرياض بوزف كالغيد حتى ....أنها ما خلت من النماـ
ككأف الوسمي صب شكا البين ....إليها بلوعة كغراـ
كعبل بالرعود منو نحيب ....عن حشى بالبركؽ ذات اضطراـ
(ِ)ِٗٔ/
(ِ)ِٕٗ/
(ِ)ِٖٗ/
ىاكها أعزؾ اهلل نفثو مصدكر قد خلص لسانو ،كتبلد جنانو ،كخانو إخوانو ،تحجم شكواىا عن
بلباؿ ،كتنفس صعداىا عن ىموـ كأكجاؿ ،كقد جراىا حكم المعهود ،كاحتمالك الذم أالف لك
الجلمود فوثب عتابها ،ككاف يخرج عن التأديب خطابها ،فقاـ لفظها مقاـ المتظلم المحركؽ،
كشكى تشكي األسير الموثق ،كقدـ مقدمو لشكواه ،كجعلها ذريعة لوصف بلواه فقاؿ:
اعلم أطاؿ اهلل بقاؾ كحرس نعماؾ ،أف كل أحد يعلم أف الدىر محل األكجاؿ كاألكناؿ ،كأف
المصائب قد تمر على الفتى كتهوف دكف شماتة الحساد ،كأف اإلنساف عرض للمحن رضي بها
أـ لم يرضى ،بيد أف فيها ما يطاؽ كما ال يطاؽ ،كبعض الشر أىوف من بعض ،كأف الملك قد
يغظب على بعض خدمو فيأمر بحسبو كإخراجو من بعض نعمو فيكوف لديو مع الغظب عليو من
الماؿ ما يدفع بو الغظب كينجو من بو من العطب ،فأما كاتبك ىذا الذم ىو ربيب نعمتك
كرقيئ خدمتك فقد علمت باطن أمره كانعقد اإلجماع عندؾ على حقيقة فقره كليت شعرم ما
ىو الذم أكجب عليو ىذه العقوبة كالجرـ الذم جلب عليو ىذه المصيبة ،كالجناية التي قطعت
عليو طريق عفوؾ كالخطيئة التي حالت بينو كبين رضاؾ كصفحك كصفوؾ ،فواهلل ما رفع
المصاحف خديعة كما فعل ابن العاص ،كال قبل يد القاتل لعمار كما قبلها عمرك بن سعد بن
أبي كقاص ،كال ابتاع في رأم الغدير رأم الرازم ،كال ركل في فضائل معاكية إال حديث اللعن
الذم ىو من أعظم المخازم ،كال أنشد عندما انصلب زيد متبجحان ،كشمت بيت النبوة
مصرحا.
كنصبنا لكم زيدان على جذع نخلة ...كلم أرل مهديان على الجذع يصلب
(ِ)ِٗٗ/
كال تعاطى فعقر ،كال دخل مهيئان البن طاىر بقتل يحيى بن عمر ،كال جحد حديث المزلة
كالطير ،كال ترؾ الصبلة على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أربعين جمعة كما فعل ابن الزبير،
كال قدح الركاة بالتشيع كما فعل الذىبي ،كال قاؿ أف الحسين عليو السبلـ قتل بسيف جده
كما قالو ابن العربي ،كال سم األشتر في العسل ،كال ظاىر بني ظبة في يوـ الجمل ،كال فتك
بأطفاؿ خراساف فتكة تيمور ،كال استعاف بالمظفر الغساني على حرب اإلماـ المهدم كما فعل
أحمد بن المنصور ،كال استلحق زياد ابن سمية ،كال منع كما منع البريهي األبي من تزكيج
الزيدم بشافعية،كاألكوع في منهل النصب الوبي ،كال زعم كما زعم بعض الناس أنو انقطع من
الزمن األكؿ نسل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ،كال خاؼ الكميت لمدحو أىل البيت ،كال
ألف النبراس نقضان لؤلساس ،كال رضي بتعجرؼ اآلنسي حين قاؿ :كقد حملتو الحمية في األياـ
المتوكلية على ضما
يا ناؽ فاعتسق السرا ...كزيدم جنونان إف أجن ظبلـ
إلى أف تريني كوكب الموكب الذم ...دخاف الكبا كالبندقية قثاـ
إلى سوح زيد الخيل كالخير كالتقى ...كما زيد إال بالكراـ ختاـ
بل قاؿ مستركحان من ىمومو كمستطلعان لخاطر مخدكمو:
أال رحمة ترجى و
ألىل كصبية ...عيونهم كاهلل ال تعرؼ الغمضا
أال غارة تستنقذ الجائر الذم ...تحمل ماال يستطيع بو نهضا
أال إف موالنا الخليفة لم يزؿ ...على كل حاؿ شأنو الصفح كاإلغضا
فيا ليت شعرم بل سحابة سخطة ...تمر فتحضى من رضاه بما يحضا
فإف كظمت نفس الخليفة غيظها ...كجادت بحسن العفو للمهج المرضا
فتدثرت أركاحنا بارتياحها ...كقد انتشت من جو كاظمو كمضا
إليك أمير المؤمنين بعثتها ...حدائق فكر قد تلى بعضها بعضا
تقبل مني طرسها كفك الذم ...ىو البحر لكن بعد أف تلثم األرضا
القاضي جماؿ الدين علي بن صالح بن محمد بن علي ابن أبي الرجاؿ.
(ِ)ََّ/
كلد بصنعاء كشارؾ في العلم حتى أجاد فيو كمدح جماعة من آؿ اإلماـ القاسم كلو مقاطع
حسنة ك .........مستجادة ،ككثيران ما يسلكو طريقة المجوف كمحاسنو كثيرة ،ككاف مبالغان في
التشيع ،ترجم لو صاحب التسمية ككاف معاصران لو كعيمر طويبلن كخانو الزمن ألف حظو كاف
قليبلن ،كقدره عند أىل زمانو كاف مجهوالن ،فمن شعره:
كلقد أقوؿ كقد تغنت في الحما
كرقاء ذات صبابة ككلوع
كالفؤاد في .............................................
يختاؿ بين خمائل كفركع
كالعين قد سفحت كىاج لها البكا
تذكارىا ألحبة كربوع
أحمامة األيك التي قد ىيجت
شجول الكئب بأنة كسجوعي
مهبلن فنفحك للسوالف كالغضا
إذ ........غضا األشجاف بين ضلوعي
فدع الهول ثم ........فتحيرم
طران لطوقك من بحار دموعي
ككتب إلى القاضي يوسف بن علي بن ىادم يتسدعيو عالية مصنفو طوؽ الصادح ،كقد أجاد
في التضمين كحسن السبك كالمجوف.
أضياء دين اهلل دعوة نازح
عنكم بطلعتو قريب األربع
أىدم إليك بطاقة من طاقة
لطبلب طوؽ خلعة للمولعي
إلي تفضبلن
فابعث بنسختو ٌ
علي بو كشنف مسمعي
كاممن َّ
كخذ الجمالة ال برحت مجمبلن
بالسعد مقركنان بشمس المطلع
تزىو على نور الصباح صباحو
كيفوؽ نور الكوكب المتشعشع
كنعمت بالفخر الذم أحرزتو
فينا عرل ال تزاؿ كمسمعي
فلعل حسن الطوؽ يبعث لوعة
ظبي الفؤاد لجيرة باألجرع
كمليحة كالغصن راحت تدعي
في الحب يوـ كصالها ما تدعي
قالت كقد حاكلت ضم قوامها
إلي عند المضجع
بالراحتين َّ
أنا يقاسمنا ...........................
في راحتيك كجمره في أضلع
فأجبتها كقد امتطت مني على
ذم قامة ىيفاء كرأس أصلع
أحمامة الوادم بشرقي الغضا
إف كنت مسعدة الكئيب فرجعي
كلو فيمن اسمو ..........
كأغيد عشقتو كالصبي حين يسبح ...أكجانو تهلهلت كقلبو يسبح
كلو في المجوف:
كىيفاء جازت بهجة ككسامة ...تراكد معشوقان بكل مكاف
أريد قفاىا كىي تطلب عكسو ...كإني كإياىا لمختلفاف
كلو في مليح بفردعين من مبلح:
(ِ)َُّ/
ثبلثة ما فيهم كاح هد ...إال رشيق القد صافي البديد
تجمعوا كالدر في سلكو ...كالدر أعلى ما يكوف الفريد
لقد أسافي جمعهم محسن ...في الشعر ال يعرؼ بيت القصيد
كلما قاؿ المولى المحسن بن المتوكل يخاطب البرؽ بقولو:
عبلما تهيج القلب كىو المتيم ...بومضك يا برؽ الدجى كتؤلم
كباهلل يا ذاؾ النسيم الذم سرا ...عليبلن على ركض الحما يتبسم
يحمل سبلمي ردؾ اهلل سالمان ...كال زلت مهما رحت بالركح تنعم
أجازىا صاحب الترجمة ارتجاالن فقاؿ:
رعى اهلل دىران قد تقضى بقربكم ...برغم األعادم كالحواسد نوـ
كليلة كصل في الحصين قطعتها ...كقد رقد السمار عنها كىوموا
كال كاشح إال ىزار مغرد ...يكاد بأسرار الهول يتكلم
إذا ما النسيم الرطب ىب عشية ...بسفح المذاب ذاب منو المتيم
كللبرؽ ثغر فوؽ .......ضاحكتا ...كزىر الربى من فرجة تتبسم
فيا حبذا البستاف كالركضة التي ...يمس بها الغصن الرطيب المنعم
كلو ........في رجل تزكج بامرأة كلها أخ جميل كاف يميل إليو كيهواه أكثر من المرأة:
تمتع بو كالضبي جيدان كمقلة ...بقد كغصن الباف أثقلو الودؽ
كخصر عليو البند يرتج تحتو ...جباؿ جباؿ الطورحبنها قف
كدع أختو تختاؿ في دار حلها ...محجبة قد حاؿ من دكنها السجف
كفي أذنها شنف كىذا إذا بدا ...لعينيك مثل الضبي ليس لو شنف
كما الفضة البيضاء كالتبر كاحد .......... ...للمكدم كبينهما صرؼ
كلصاح الترجمة أيخوة حازكا الكماؿ كتحلوا بحميد الخبلؿ فمنهم أخوه القاضي العبلمة
الخطيب شهاب الدين محمد بن علي بن صالح بن محمد بن علي ابن أبي الرجاؿ فكاف إماـ
علوـ كجبل حلوـ كركض آداب بلغيان شاعران مغلقان ،كخطيبان مفوىان ،حقق جمع الفنوف كقرأ على
المشائخ المحققين ،كلما حج في سنة [......بياض في األصل]......
(ِ)َِّ/
ككاف صدران معظمان في دكلة المهدم أحمد بن الحسن كلو اليد الطولى في الببلغة كاإلنشاء
لبديع الكبلـ كفصيح القوؿ ،ككاف خطيبان مكثران من استعماؿ النكت البديعة في فقر الخطب
حتى قاؿ لو اإلماـ في بعض الجمع أكثرت يا قاضي من البديع كجئت منو بما أخرس الحريرم
كالبديع كإنما ىذا المقاـ مقاـ كعظ كتذكير فقاؿ يا موالنا إنما ىي لطائف سخت كبدائع
سمحت بها البداية كمنحت ،عرضت عند اإلمبلء على أف القرطاس لم يستقل بها حمبلن.
كلو مؤلفات من أجلها تأريخو المسمى مطلع البدكر كمجمع البحور في رجاؿ الشيعة كىو
كتاب حافل ،كمن شعره قولو من قصيدة:
عسى عهد كادم الباف عندؾ ال ينسى
فيعطف قلبان منك كالحجر األقسى
كتذكر ظل األثل في كسط الضحى
كبرد رضاب كالمدامة إذ يحسا
كصوت ىزا ور في الصباح مغرد
كتطريب قمرم األراؾ إذا أمسا
كأيامنا بين العذيب و
كبارؽ
كصيد ضبا الوعسا في قاعة الوعسا
تغازا فيها الناعسات كنجتلي
لواحظها النعسا كأفواىها اللعسا
بنفسي أفدم العهد لو يقبل الفدا
فما أدخر العلق النفيس كال النفسا
أأحباب قلبي كيف أنتم من النول
كىل تذكركف اليوـ يا سادتي أمسا
فإني على كدم الذم قد عرفتم
كعهدم كثهبلف الشمارخ أك أرسا
كقاؿ في ركضة حاتم:
ركضة قد صبا لها الصعد سوقا
قد صفا ليلها كطاب المقيل
جوىا سجسج كفيها نسيم
كل غصن إلى لقاه يميل
صح سكانها جميعان من الداء
كجسم النسيم فيها عليل
كقاؿ أياـ البرد في حرـ لو عتيق:
نحى حرمي الضعيف قوم برد
ببل ذنب أتيت كال بجرـ
فصرت أنا المبرد في الحسائي
أرل الفراء يفرحني بحرمي
كمن منثور كبلمو ما كتبو إلى بعض األعياف يشفع لغبلـ اسمو قبوؿ كلفظو :الصادر إليكم
مملوككم قبوؿ لكم الفضل عليو بو فهو أىل لبلستخداـ .انتهى
(ِ)َّّ/
ككتب أيضان إلى بعض الحكاـ يعدؿ شخصان من أصحابو يلقب بالخشبي ما صورتو :حفظو اهلل
عزة القاضي عز الهدل كأتحفو بالسبلـ كاألزىار عنب الندا كال جعل لؤلعداء عليو سبيبلن ما
طلب قاضي القضاة لشهود كتزكية كتعديبلن ذكر الحاج فبلف الخشبي بأنو شهد لديكم شهادة
مغررة كطلبتم بعد الشهادة تعديلو كما قضت بو الشريعة المطهرة كىو لنا من الخلطا
كاألصحاب كال نعلم عليو أمران يوجب التفكك في قبوؿ شهادتو كاالرتياب يؤدم ما فرض من
الواجبات كتجنب ما أمر باجتنابو من المقبحات كقد خبرناه في سفر كحضر ما علمنا عليو من
سوء كارتكاب خطر فهو عندنا عدؿ مالو عديل ،باطنو يعلمو اهلل كظاىره جميل،كىذا يكفي في
عدالتو كإف كاف قد قيل أف الغصوف إذا عدلتها اعتدلت كليس ينفعك التعديل في الخشبي.
كمنهم القاضي الحسين بن صالح بن أبي الرجاؿ كاف مثل أخويو في الفضل كاألدب مع صدؽ
لهجة كمكارـ ككفاء كاشتغاؿ بالمعالي كالمجد ،ترجم لو صاحب الطيب كأكرد من شعره قولو
في مزين ال يحسن الحبلقة:
ىذا المزين قد عدت أمواسو
في حلبة التقصير كىي شوامس
كنظرت في مغبر فوطتو كقد
قالت أنا الغبراء كىذا داحس
كقد ذكره صاحب صفوة العاصر فقاؿ :كاف كادم زبد البراعة مخضر أفناف اليراعة ،شرح
باألدب صدران فأطلعو نجومان كزىران ،كنظمو ياقوتان كدران كانثاؿ عليو من كل جدب كأنما ينحدر
من عبب فما المسلك المنضد كما نغمات معبد ،كسأثبت من غرر طرفو ما يريك منتهى لطفو
من ذلك قولو:
كأنما الشمعة في مجلس المولى
جماؿ الدين عالي المراتب
خريدة من فضلو أخلصت
ََََََََََِ
قد توجت قمتها بالذىب
كمن نظمو:
أنزه طرفي في رياض نواظ ور
من الكتب ال .......عليها ........
كأرفض قومان أعجزتني طباعهم
مجالس أمثاؿ السباع جلسها
كمن نظمو:
يا أيها الظبي النفور الذم ...ألحاظو بالغنج مكحولة
مالي على ىجرؾ من و
طاقة ...كال على قربك من حيلة
فراقب اهلل كخف دعوتي ...فدعوة العاشق مقبولة
(ِ)َّْ/
كمنهم الفقيو محمد بن صالح بن ابي الرجاؿ ذكره في صفوة العاصر فقاؿ أحد من ملك في
الفرائض أعنة المحاسن كانقادت لو جوامحها ذلوؿ الرأس ،كاتب ماىر يتحلى من الفضل
بجواىر ،فمن بديع شعره كأكضح دره قولو:
عج بذاؾ السفح من أرض اليمن ...كصف الشوؽ لمن فيو قطن
كقل الصب إليهم شي هق ...لم يذؽ مذ ىجركا طيب الوسن
جسمو في أرض صنعاء كلو ...في ربا بعداف أىل ككطن
ما اشتياقي لغزاؿ في الحما ...بحجل األغصاف أك شاد أغن
بل لمن أضحى فؤادم عندىم ...حبذا الدار كمن فيها سكن
كأف في القلب ىواىم ... ........فتناؤا فغدكا لسر علن
أظهر البعد غرامي كلقد ...طاؿ كمن عن حسين كحسن
زاد شوقي كصف زبد لهم ...بكماؿ كنواؿ كمنن
ليت شعرم ىل دار األحباب ما ...بفؤادم من كلوع كشجن
كبجمع الشمل ىل أسعدني ...ذلك الربع كال أخشى الفتن
كمنهم القاضي زيد بن صالح بن أبي الرجاؿ كقد ذكره في صفوة العاصر فقاؿ :ىو إماـ
الحقيقة كالمجاز ناشر لواء ذلك الطراز ،كخازف أرض الببلغة كالفصاحة كإمامها الذم مكن من
الفضل فحاز أفانين الدحاجة رياض أدبو دانية القطاؼ كخرابد معانيو موشحة االعطاؼ كمبلمح
مراميو معنا ......القلوب اللطاؼ ،ىذا إلى نظم يفح عبيره كيتسلسل نميره كيركقك ركضو
كغديره يأتي بالعجب العجاب كيجمع بين طرفي اإليجاز كاألطناب كيأخذ بكل طرؼ من
الببلغة كيدخل من كل باب ،كسأكرد من قبلئده شذره ما يعبق الركاه بذكره كتنتهج طرؽ كصفو
كشكره كأثبت من نفيس زخارفو كلطائف ظرائفو لمعان تلتحق بالنسيم الخفاؽ كتظاىر التبرين في
اإلشراؽ تجتليها شموسان كبدكران كتتنسمها مسكان ككافوران ،من ذلك ما كتبو إلى سيدم جعفر بن
مطهر الجرموزم
تداني لو من دار ليلى بعيدىا ...كفاز بما ركاه منها فقيدىا
ذ
كمنيت بلقياىا كأطوؿ لوعة ...بها كاد يقضي من لظاىا عبيرىا
كيا طاؿ ما طاؿ البعاد بها ككم ...تزامت بها أعوارىا كنجودىا
(ِ)َّٓ/
كبات كئيب القلب من فرط بعدىا ...أخا مهجة قد ذاتب منها جمودىا
ثول بازاؿ كىي حلت برغمو ...زركد كلكن أين أين زركدىا
خليلي عرجا بالحما كانشدانو ...حشاشة صب ذاب منها جليدىا
كقوال لها باهلل أف صبابتي ...إليها كفيها ليس يببل جديدىا
ككيف كقد جرعتا كأس كدادىا ...كأكرؽ منها بالمودة عودىا
كإف ضيعت عهدم فلست مضاعة ...لدم على طوؿ المزار عهودىا
كلست و
بساؿ عن ىواىا كإف تأسد ...كطاؿ بزغمي بعدىا كصدكدىا
بلى لوعتي في حبها كصبابتي ...كما تشتهيها في الهول كتريدىا
كلم أنس أيامان بها سلفت كقد ...تباعد كاشيها كغاب حسودىا
غدات سقتني الراح حرفا شفاتها ...كاجتني الورد الجني خدكدىا
كرب عذكؿ بل جهوؿ يركـ أف ...يبرد فيها لوعتي فيزيدىا
فقلت لو دعني ىبلت فإنني ...كحيد بني الدنيا غرامان فريدىا
كما أف خدف الفضل كالجود جعفر ...مجيد بني الدنيا عبل كمجيدىا
كمن شعره مادحان المولى يوسف بن حسين:
لقياؾ غاية مقصدم كمرادم ...كرضاؾ أقصى ما يركـ فؤادم
يا شادنان مرعاه بين جوانحي ...ككناسة الوعساء من أكبادم
نالت الذم أعطاؾ سلطاف الهول
ظ ...رقي كملكك الجماؿ قيادم
لوالؾ عر .....الصبابة لم أبت ...كالشوؽ حشر مضاجعي ككسادم
اهلل في كبدم التي أحرقتها ...عبثان بجمرة خدؾ الوقادم
كاالـ تمنحني الصدكد تجاريان ...ما الشأف في صدم كفي إبعادم
أذكيت أحشائي أذلت مدامعي ...قصرت سلواني أطلت سهادم
أسعدت عذالي أطعت كواشحي ...يا منيتي أشمت بي حسادم
أما كقد أزمعت صرمي طالما ...طوع العدا كصدقت عن إسعادم
كجنحت مني معرضان عن قصتي ...في الحب غير مراقب لودادم
فعبلـ ال أشجي الحمائم باكيان ...كأميد غصن البانة الميادم
كأبيت خذنان .......مستبدالن ...سهر الليالي عن لذيذ رقادم
ال تحسبن قلبي كقلبك قاسيان ...ىيهات ما كبدم من األكبادم
كلقد علمت كإف جبلت معنفان ...ما الصبر من شيمي كال من عادم
(ِ)َّٔ/
(ِ)َّٕ/
(ِ)َّٖ/
يضرب بها المثل في الحبس إلى اآلف ككقف على أمواؿ عظيمة ،كلما عزؿ عنها أىدل إلى
اإلماـ المنصور شيئان كثيران من النفائس كالذخائر الملوكية كبقي في الحضرة مدة طويلة ثم كلي
حراز كما إليها كعزؿ عنها ،ثم انظم في سلك الوزراء كتعلقت بنظره أعماؿ كأنيطت بو بعض
األمبلؾ المنصورية في كادم ظهر كعمر لئلماـ دار الحجر المعركفة بالوادم كىي من المفاخر
كلم يزؿ على حالو حتى توفي في سنة ثبلث عشرة كمائة كألف ببير العزب.
فمن شعره كنثره ما كتبو إلى اإلماـ المهدم بما غضب عليو ألم ور فحبسو ثم أخرجو من الحبس
كأراد صاحب الترجمة الحج فكتب إليو مستعطفان كمودعان كقد كجو في النثر بعدة علوـ كلفظو:
بسم اهلل الرحمن الرحيم ،كنحمده تعالى كإف نطق القلم بالتثبيت ككنى عن الغرض البعيد
بالقريب فعقده مناسبة القصد ال النسيب ،فلهذا صرخ باالستهبلؿ كصرخ بالجفى فقاؿ:
كذنب ال يكوف لو اغتفار
عثار ...ه
أجرـ ما يقاؿ لو ي
كىل يستوجب التعذيب طرؼ ...جرل منو انهماؿ كانهمار
كقلب ال يفيق عن التصابي ...كال ينهاه ضعف كانكسار
بو جوز ا لو الجوزاء قرط ...مليح كالهبلؿ لو سوار
لو مالي ببل م ون كركحي ...كلي منو المبللة كالنفار
جرح فؤادم بأسياؼ العيوف كضعف قلبي بسهاـ الجفوف ،كلما صح لو عن القلب حديث
الهول ،كردت لو الجفوف عن الطرؼ من أسيل النول ،كعلم الدىر أف قلبي موثق في يديو،
كموصوؿ دمعي موقوؼ عليو،علل بالجفا ذلك الوصاؿ فقاؿ عنو بلساف الحاؿ:
سقى دىران نعمنا فيو عيشا ...كأيامان لياليها قصار
كمر كأنو أضغاث نوـ ...فما عندم لماضيو ادكار
أتاني معرفتو بنكير الزمن ،لما نصب حركفو على الحاؿ ضياـ المحن ،كلما كلع بخفض عيش
المرفوع ،أىملت كبلـ العاذؿ الموضوع ،كصرفتو عن اإلغراء فهو الممنوع ،كقلت مبينان ما كفاه
من اتباع العذؿ عن المتبوع،كأغناه عن المثنى من المبلـ كالمجموع.
أعاذؿ قد كفاؾ العذر دىر ...كقاـ بما جناه االعتذار
فتى أصابتو الرزايا؟ ...كفارقو الشباب المستعار
تلوـ ن
(ِ)َّٗ/
(ِ)َُّ/
(ِ)ُُّ/
كيف يخونو بيده كقلبو من ملئ بقرنو إلى قدمو ،تحتو تبت يد مدت إلى ماال يشتهيو ،كغميت
عين لحظة إلى ما يرتضيو ،كخرست لسا هف فاىت بغير المدح فيو.
ه
أمير المؤمنين فأم ذنب ...أتيت ككاف لي فيو اختيار
لقد كثرت حسادم فحازكا ...على حساد آدـ حين جار
فخر ...كمجد ال يباع كال يعار
كقد ألبست من علياؾ ه
كلم يكسبني اإلقبلؿ ذالن ...كإني ذا كجودؾ لي عقار
ما أكسبني غير سخطك ،كال أىمني سوا عتبك ،كأف العفو مرة الذنوب كالخطأ ،ككما اإلحساف
التجاكز من اإلعتداء.
أمير المؤمنين أطلت سخطان ...كمثلي من يقاؿ لو العثار
لسخطك ال أقيم بأرض عز ...كإف عزت فلي عنها نفار
كإني إف نوت فقير و
ناء ...بودؾ كىو لي أبدان شعار
كما سافرت في اآلفاؽ إال ...كمن جدكاؾ عيشي كالدثار
مقيم الظن عندؾ كاألماني ...كإف ثبطت بي النوؽ العشار
مقامك كعبي كحماؾ ركني ...كلي صح ببابك كاعتمار
أطوؼ بي كأرمى كل و
يوـ ...جمار الهم إف رمي الجمار
أمير المؤمنين إليك كافت ...تهادل كالمديح لها شنار
مودعةن كما التوديع فيها ...قبل أك مبلؿ أك نفار
برغم المجد أف يرضى فراؽ ...لحضرتك العلية أك سفار
كدكف البعاد يوـ منك عندم ...تهوف ..........أكبلن كالمرار
كىذا إف تعذر مد و
كف ...لتوديع كداع كاختصار
كدـ للمجد ما ىبت شماؿ ...كما غنى على الغصن الهزار
(ِ)ُِّ/
حرؼ القاؼ
المولى أبو الحسن علم الدين القاسم بن اإلماـ المؤيد محمد بن اإلماـ القاسم المنصور.
ىو اإلماـ العبلمة حسنة الزماف ،المشكور بكل لساف ،نشأ بشهارة كبلغ في العلم مبلغان عظيمان،
كحقق الفقو كاألصولين تحقيقان بالغان ،كقرأ على أخيو المولى الحسين بن المؤيد شرح القاضي
زيد ،كالتجريد كغيرىما،كعلى السيد محمد بن الحسن الشرفي ،كعلى القاضي أحمد بن سعد
الدين المسورم ،كالقاضي حسين بن صبلح حتى برز في العلوـ ،كأجمع الجمهور على كماؿ
معرفتو حين اختباره عند دعوتو ،كلما مات المتوكل على اهلل إسماعيل بن المنصور في شهر
جمادل اآلخرة سنة سبع كثمانين كألف ،دعا صاحب الترجمة إلى نفسو كتلقب بالمنصور باهلل،
ككاف أكؿ دعوتو إلى الرضا ،ثم أجمع من كاف لديو كمن كصل من القضاة إليو أنو أحق
بالخبلفة كألزموه الدعوة المبتوتة ،كحكموا بذلك على أنفسهم كجعلوا لو سجبلن عظيمان بأىليتو
لذلك كأنو أحق بها ،فثبت دعوتو في اآلفاؽ ،كأجابو األعزؿ من الناس.
(ِ)ُّّ/
ككاف ممن أجابو صاحب المواىب محمد بن المهدم كىو بالمنصورة كىو أكؿ من خطب لو
من آؿ اإلماـ ،كرجحو على كالده المهدم ،كأجابو أيضان المولى الحسين بن الحسن بن اإلماـ
القاسم من رداع ككاف يمده بالماؿ كالمشورة ،كقد كاف المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ في
ريسة من ببلد رحبة صنعاء متجهزان إلى صعدة على المولى علي بن أحمد بن اإلماـ القاسم
فبلغو خبر كفاة عمو المتوكل فدخل الغراس كدعا إلى الرضا ،فخرج إليو المؤيد محمد بن
المتوكل من صنعاء كخرج معو القضاة كاألعياف ،فحصل االتفاؽ على مبايعة المهدم ككاف أكؿ
من بايعو المؤيد محمد بن المتوكل بعد أف كصلت إليو دعوة القاسم بن المؤيد ،ككاف القاضي
أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ كعمدة من قاـ بشأف الدعوة المهدكية كخطب كترسل بأبلغ ما
يكوف ككاف المهدم قد عرؼ ميل الناس في جهات شهارة كالشرفين كاألىنوـ إلى صاحب
الترجمة فرأل أنو البد من عزمو بنفسو إلى ىنالك إما لئلصبلح أك للمناجزة ،فجد بالعزـ حتى
كاف بالماجلين من ببلد خارؼ ،كأرسل كتابو إلى ذيبين ،كقد كاف صاحب الترجمة كجو ابن
أخيو إبراىيم بن الحسين بن المؤيد إلى ذيبين بجمع من الجند ليلزـ من ىناؾ البيعة كالخطبة
كيحفظ تلك الببلد ،ككجو أخاه أحمد بن المؤيد إلى خمر في جند كاسع ،كأنفذ من رؤساء
األىنوـ رجبلن يقاؿ لو أبو راكية إلى حجة لحفظ تلك األطراؼ ،فاستولى الجند المهدكم على
حجة كقبضوا إبراىيم بن الحسين كقتلوا أبا راكية ،فواجهت ببلد األىنوـ كحصل الخوض في
االتفاؽ بين اإلمامين فوقع االتفاؽ بينهما ،ثم بايع صاحب الترجمة للمهدم كسلم األمر لو
اختياران ،كنظر في المصالح كبقي صاحب الترجمة في شهارة ككانت ىي كببلدىا كالشرفين إليو
حتى كانت كفاة المهدم في شهر جمادل األكؿ سنة اثنين كتسعين كألف ،فدعا صاحب
الترجمة إلى نفسو الدعوة الثانية كتلقب بالمنصور أيضان ،كأجابتو الببلد التي تحت يده جميعا،
كدعا من آؿ اإلماـ جماعة منهم الحسين بن الحسن
(ِ)ُّْ/
من رداع كتلقب بالواثق ،كمحمد بن المهدم بن المنصور كتلقب بالناصر ،كعلي بن أحمد بن
اإلماـ القاسم من صعدة كتلقب بالمتوكل ،كمحمد بن المتوكل من صنعاء كتلقب بالمؤيد باهلل،
ككصل من كل كاحد منهم كتاب إلى اآلخر ،كحصلت المفاكضة على االجتماع فلم يتم لبعد
األكطاف إال المؤيد كالحسين بن الحسن فإنهم اجتمعا في الديلمي شرقي مدينة ذمار ،فأرجع
الحسين بن الحسن أمره إلى صاحب الترجمة كأنو متابع لو كموكل لو بالبيعة لو أك عليو ،ثم سار
المؤيد إلى صاحب الترجمة كاجتمع بالسودة فحصل اجتماع الكلمة ىنالك على المؤيد كتمت
األمور على رجوع صاحب الترجمة إلى شهارة كإجرائو على ما كاف عليو من الحاؿ كالببلد،
فبقي في أحسن حاؿ كأنعم باؿ حتى توفي المؤيد في شهر جمادل األخرل سنة سبع كتسعين
كألف ،فدعى محمد بن المهدم صاحب المواىب إلى نفسو الدعول الثانية فبايعو صاحب
الترجمة كلم يدعو إلى نفسو أصبلن كبقي في شهارة على حالو الجميل كإليو شهارة كببلدىا
كالشرفين كغفار ككحبلف كحجة.
كلما طلع صاحب المنصور إلى رداع بلغو صدكر أشياء في شهارة كعدـ العزيمة من صاحب
الترجمة فأنفذ إليو سلماف مواله إلى شهارة للقبض عليو على خفية كلم يشعر بذلك أحد كأكدع
السجن بقصر صنعاء فبقي فيو نحو عشر سنين ثم أفرج عنو كبقي بصنعاء ككصل إليو أىلو
كجعل إليو ببلد الركس كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل تعالى في سنة سبع كعشرين
كمائة كألف ،كلم يمت إال كقد دعا كلده المولى الحسين إلى نفسو بشهارة كقد بايعو أكثر أىل
اليمن كتمكنت كطأتو في الببلد غالب البلداف ،كخطب باسمو في المنابر كبايعو بعد ذلك
صاحب المواىب كجمع األعياف فسبحاف الذم بيده أزمة األمور كلها مالك الملك الذم يأتي
الملك من يشاء كينزعو ممن يشاء كيعز من يشاء كيذؿ من يشاء.
(ِ)ُّٓ/
كلما توفي صاحب الترجمة حضر لتشييع جنازتو جميع أىل صنعاء ككاف يومان مشهودا كدفن في
قبة أخيو جماؿ الدين علي بن المؤيد بمسجد الوشلي المعركؼ بصنعاء كرثاه المولى عبد اهلل
بن علي الوزير بهذه األبيات:
كأبي التقى إماـ الزماف فهو القاسم الشهير
العلم أبو الفضل كاضح البرىاف
حجة الدىر زينة العصر كاآلؿ
قاموس علمهم في البياف
عظم اهلل فيهم أجر بنيو
كحباه بالعفو كالغفراف
عاجلتو المنوف من بعد ما سر
بفتح الثغور كالبلداف
كاستقامت دعائم الدين كانهدت
الفجور كالطغياف
حملتو على الرقاب ً
آياد
قلدتها يداه باإلحساف
صافحتو حور الجناف اشتياقان
من تلقيو من يدم رضواف
في جناف النعيم طاب فارج
خلد اهلل قاسم في الجناف
(ِ)ُّٔ/
السيد العبلمة علم الدين القاسم بن محمد بن عبد اهلل بن مهدم بن قاسم بن مهدم بن قاسم
بن عبد اهلل بن يحيى بن أحمد بن الحسن بن الناصر بن المعتق بن الهيجاف كبقية نسبو تقدـ
في حرؼ الحا المعركؼ بالكبسي.
ىو إماـ السنة كاألصوؿ كالمحقق في علمي العقوؿ كالمنقوؿ.
[مولده]
سنة إحدل عشرة كمائة كألف ،كنشأ بصنعاء كقرأ على المولى ىاشم بن يحيى الشامي مدة
طويلة ،كتخرج عليو كقرأ على الفقيو العبلمة إبراىيم بن خالد العلفي ،كعلى السيد صبلح
األخفش ،كعلى المولى محمد بن إسحاؽ ،كالمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي ،كعلى
الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجي في األمهات الست كأجاز لو ،كقرأ على السيد األمير،
و
كحواش كبالجملة فإنو حقق الفنوف كأتقنها ،كلو أنظار ثاقبة في كتب العلوـ،كرغائل نفيسة
متفرقة كأبحاث كثيرة ،ككاف مائبلن إلى اإلنصاؼ محبوبان عند الخاص كالعاـ ،معظمان عند الصغير
كالكبير ،كلو شكل عجيب كجماؿ بديع ،كسمت ككقار ،كحسن تودد إلى الناس ،كبشاش
كخلق عظيم ،ككاف عابدان أىواه يقطع ليلو في عبادة اهلل تعالى كنهاره بنشر العلوـ ،كتخرج عليو
عدة كشيخنا الخطيب لطف البارم بن أحمد الورد ،كالقاضي حسن المغربي كغيرىما ،ككلي
كقف ثبل فباشره مباشرة حسنة كبقي فيو مدة ،ككقع بينو كبين القاضي أحمد قاطن ما يقع بين
األقراف ،ككاف القاضي أحمد حاكمان بثبل كعادا كل كاحد منهما اآلخر كسبب ذلك أنو جعل
المهدم للقاضي أحمد قسطان من عمالة صاحب الترجمة كىو الثلث فلم تطب نفسو بذلك
كآؿ األمر إلى عزلهما من الوظيفتين بثبل.
كقد جمع البدر بين الرجلين ككعظهما كاستطاب نفوسهما حتى رضي كل منهما على اآلخر
تجاكز اهلل عنهما.
ككانت كفاة صاحب الترجمة يوـ الجمعة لسبع بقين من ربيع األكؿ سنة إحدل كمائتين كألف،
كقد أرخ كفاتو شيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد فقاؿ:
قيل لي مات أجل الناس من ...كل علم سابق كفي كل فن
قلت حقان أرخوه إنو ...قائمان في جنة الخلد
(ِ)ُّٕ/
السيد العبلمة القاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزم كبقية نسبو تقدـ في ترجمة
أخيو أحمد ،كصاحب الترجمة ىو العبلمة راتبة الزماف عين األعياف آؿ ......إماـ األدب في
كقتو.
كلد كنشأ في بندر المخا أياـ كالية كالده فيو في دكلة اإلماـ المتوكل على اهلل إسماعيل كمن
بعده كحفظ القرآف العظيم ثم انتقل إلى غيب المتوف فحفظ الكافية كالتلخيص ككفاية
المتحفظ كديواف الحماسة ،كديواف ابي الطيب المتنبي كغيرىا ،ثم قرأ على الشيخ العبلمة علي
بن محمد المرخومي في النحو كالبياف ،ككاف ىذا الشيخ المرخومي ضريران كركض أدبو نظير،
ليس للربيع أخبلقو كلبل للبدر إشراقو ،كحظو من العلوـ موفور ،كسعيو فيها مشكور ،ككاف قد
دخل الهند طمعان في الخطو عند سلطانو ،كاغتراران بمحلو من العلم كمكانو فلم يقف من ذلك
على طائل ،كبات من ما ارتجاه على مراحل.
كمن شعره ما كتبو إلى كالد صاحب الترجمة يلتمس منو شراء عبد:
ال تشتر الحر إال إذا ...جعلت ىذا العبد في رقو
فعنده من حسن تأميلو ...ما مثل ذا يكثر في حقو
كأتو ما لو شاء في كقتو ............................... ...من ........
(ِ)ُّٖ/
ثم طلع صاحب الترجمة إلى صنعاء فقرأ في الفقو على الفقيو علي بن أحمد األكوع ،كقرأ في
شرح آيات األحكاـ على القاضي محمد بن عبد اهلل السلفي ،كفي التصريف كالبياف على
القاضي العبلمة إبراىيم بن أحمد بن صالح أبي الرجاؿ ،كعلى أخيو السيد العبلمة أحمد بن
حسن ،كفي شرح القبلئد عليو ،كفي األصوؿ الفقهية ،كفي البياف أيضان عليو كعلى القاضي
حسن بن المغربي ،كفي النحو على السيد صبلح بن أحمد الرازحي ،كابتدأ بنظم الشعر كىو
في سن البلوغ ،كامتد لو في المسرح كطاب لو منو المسخ ،كمهر في األدب كالنظم كجاء
بالسهل الممتنع ،كشعره أشبو شيء بشعر البهازىة في السهولة كحسن السبك ،كقد جمع مات
كجد من نظمو في سائر فنوف الشعر ديوانان يدخل في عشرة كراريس ،كلو من التأليفات كتاب
حديقة األذىاف شرح منظومة بغية العجبلف ،في أصوؿ الدين كركض اإلفادات في نظم نكت
العبادات في الفقو كالفرائض كىو زىا سبع مائة كخمسين بيتان ،ككتاب قبلدة الذىب كضرافة
األدب يشتمل على ثبلثين بابان في سائر فنوف الشعر ،ككتاب شرح منظومة المنسكي سماه
شمس المعاني كمطالع أنوار المباني في نظم تلخيص المفتاح ،ككتاب نزىة القطن في طوؿ
اليمن ،منذ أكؿ اإلسبلـ إلى عصره ،ككتاب صفوة العاصر في آداب المعاصر ،ترجم فيو لمن
عاصره من األدباء كأكدع فيو كثيران من مكاتبتو كشعره كرتبو على ثبلثة أقساـ:
األكؿ :في محاسن القادات كركائع السادات.
الثاني :في بدائع القضاة كالكتاب كركائح أدبهم المستطاب.
(ِ)ُّٗ/
الثالث :في غرر األدباء كملح الشعراء األلباء كحذل فيو حذك الريحانة كالقبلئد من التسجيع
كعدـ استكماؿ حاؿ الشخص ،كقد كلي لصاحب المواىب أعماالن جليلة ،كقد مدحو صاحب
الترجمة بغرر المدائح ،ككتب مدح كلده المحسن ككاف يحسن إليو غاية اإلحساف ،ككلي كسمة
بضم الكاؼ كإسكاف السين المهملة كفتح الميم فبالتأنيث فهي من جماؿ تهامة فعمها عدلو،
ككاف فيو كرـ نفس كحياء كمكارـ أخبلؽ ،ثم كاله القضاء بصنعاء فاستمر فيو كقرره الخلفاء
عليو إلى أف توفي في الدكلة المنصورية سنة ست كأربعين كمائة كألف ،ككاف محمودان فيو كثير
الورع كالتحرج عند الحكم كالتباعد عنو كالنفور عن قبوؿ الهدايا.
كبالجملة فمحاسنو كثيرة رحمو اهلل تعالى ،فمن شعره المنسجم قولو:
قد جرل منك ما كفى ...فاترؾ الصد كالجفا
كارحم المغرـ الذم ...قد غدا فيك مدنفا
سيدم كالذم يراؾ ...جميبلن مهفهفا
ما رأل الطرؼ في الورل ...منك أبهى كألطفا
من تقلب يذكب فيك ...كركح على شفا
فتى ...ما تنحى عن الوفا
ال تخف سيدم ن
مغرـ القلب مالو ...في سول الوصل من شفا
آه مالي كللفراؽ ...براءتي كأتلفا
كلما رمت أف يزكؿ ...تمادل كأسرفا
كقولو:
أغار عليك من نظرم ...كإف بلغتني كطرم
كأحسد خاطرم من أف ...تمر عليو في فكرم
بنفسي أنت من قمر ...عبل عن بهجة القمر
كما قد حزت من ىيف ...كق هد كالقنا النظر
كطرؼ من لطافتو ...استعارت نسمة السحر
جمعت محاسنان يا بد ...ر ما جمعنا في بشر
كقولو:
لما ال ترقوا سادتي ...كترحموا صبابتي
قد رؽ منها شامتيي
كيبله من بدر دجا ...ظلت بو ىدايتي
كا طوؿ شجوم منو كم ...قامت بو قيامتي
صرت بو متيمان ...ال أرتجي سبلمتي
مولهان مدلهان ...من للورل عيادتي
كيبله قدمت أشياء ...كلم أنل لبانتي
كقولو:
بدران على غصن عليو ...من المحاسن يرفع
تعنوا لو كل البدكر ...إذا رأتو كتخضع
أضحت منازلو القلوب ...بها يغيب كيطلع
يهفو لو لب الحليم ...فيستفز كيطمع
(ِ)َِّ/
(ِ)ُِّ/
(ِ)ِِّ/
(ِ)ِّّ/
معاذ اهلل أف أصغي ...كلو غاال كلو أطنب
كلست بسامع عذالن ...فبل يعنا كال يتعب
كقولو:
......لشكايتي كارحم ...معنا فيك قد ىلكا
سقيمان مسطار العقل ...أمسى يرقب الفلكا
بكى شوقان كفرط جوان ...كمن قاسا الصدكد بكا
فبالورد الذم قد راؽ ...فيما بيننا كزكا
أغث صبان معنى فيك ...في بحر الهول اتركبا
أضر بو الضنى حتى ...أباف لك الهول كشكا
كال يجعل بواش طاؿ ...ما قد كاف كأتفكا
كقولو:
صدرت مذكرة كحاشا مثلكم ...من أف يكوف لمثل عهدم تأسي
إف الوفا طبيعة فيكم فلم ...ملتم كتلك سجية المتناسي
اهلل في الذمم التي من حقها ...تتنزيهها عن خطة اإللباسي
بعض الذم بيني كبينكم لو ...حق اإلماـ كمقتضى اإلناس
كالحر يبذؿ جاىو لصديقو ...كيصوف حوزتو عن األدناسي
كقولو:
من لنفس لوصلكم مشتاقة ...ما لها عن ىوا لقاكم إفاقو
رعتموىا منم بطوؿ التجافي ...كأذبت أحشاءىا الخافقة
كأطلتم من غير ذنب جفاىا ...كنبذتم عهود الصداقة
سادتي ىل إلى رضاكم سبيل ...أبتغيو فما بقي لي طاقة
كالكرا مذ فقدت نور سناكم ...قطعت بينو كبيني العبلقة
كالجفوف التي سلبتم كراىا ...أقسمت ال تزاؿ فيكم مراقة
كحديثي في شرح حاؿ ىواكم ...سادتي كلو لطيف المساقة
أين دىر بكم يقضي حميدا ...في محياه للهناء إطبلقو
كليال وي بحاجر كالمصلى ...كاف عيشي بها بديع األناقة
ىل ترل يسمح الزماف بجمع ...كيحل البعاد عنا كثاقو
كيطيب اللقاء كتسكن نفس ...طالما أصبحت لم مشتاقة
كقولو:
صاح ىذا الفأس ذكر األحبة ...بشرتني بهم فتنبو
ما ترل الكوف قد تأرج طيبا ...كغصوف الربا عدت شرابو
كالنسيم العليل قد رؽ حتى ...صار بيني كبينو السقم نسبو
كيد األفق في مطارح سحب ...لحاكشي األصيل فيهن ذىبو
كخطييب الحماـ قد ردد التسجيع ...غرامان كبث للهو كتبو
و
كطركس ...حمرة الجلنار فيهن تربو كاألزاىيب حولو
كقولو:
ألف من بدر كمن شمس ...أفديو بالمهجة كالنفس
م
(ِ)ِّْ/
تاه على ذلي كضعفي كما ...قد تاه بالجن على اإلنس
موالم قد أكحشت قلبي بما ...قد كاف من ىجرؾ من أمسي
كليس لي ذنب بدا لي سول ...حبك يا ركحي كيا أنسي
حاشاؾ منو إنني أختشي ...إف داـ يقضي بي إلى رمسي
كارحم معنى فيك بادم األسى ...مضطرب األحشاء كالحسي
أبدلتو عن قربو بالقبل ...كبعتو بالثمن البخس
كقولو:
ال تلمني في دموعي إف جرت ...ىذه أنفاس بخد قد سرت
أكرثتني دكف صحبي نشوة ...طرب الكوف لها لما انبرت
خبران يا ............لما انبرت ...خبران يا طيب ما قد خبرت
أنبأتني عن سليما أنها ...أظهرت من دكف ما أظهرت
سادتي في حبكم لي عادة ...إف تجلت في الدياجي أقمرت
كقولو:
حنيني إليكم ما حييت مرجع ...كلي كبد فيكم براىا التوجع
أظل .........الشوؽ ال نار مهجتي ...تبوح كال شمل األسى يتصدع
أخا الود إف جاكزت رمل محجر ...كالح لعينيك الجناب الممنع
كحزت الفضا حي الفضا كطولو ...كصافحو نشر الصبا المتصوع
كجئت إلى و
كاد ىناؾ مقدس ...بأكنافو نور الجبللة يسطع
أشعتو كالشمس في كل كجهة ...كفي كل أفق منو للحسن مطلع
ىنالك فيو للعقوؿ مصائد ...تفنن أسباب الهول كتنوع
حنيني إلى ذاؾ الجناب كمن بو ...حنين ثكوؿ ليس يدفع
كلي نحوىم في كل حيين كساعة ...بزكغ على طوؿ ........كتطلع
كما زلت مذ شاىدت كنو جبللهم ...أذؿ لديهم ما حييت كما أخضع
عليهم تحياتي و
غواد ركائحا ...بها الريح تسرم كالركائب توضع
كلو ىذه الطردية البديعة:
كليلة من ليالي الزىر ...ذات شذا من طيبها كنشر
كأنها ضمخت بعطر ...شاىدت فيها نجمها ببدر
بدر حول حسن الرداح البكر ........... ...قد دعجت بالسحر
تعز عنو سلوتي كصبرم ...حلو المزاح دائمان كالبشر
ذك قامة مثل القضيب النظر ...بت فيها في خفض عيش عمر
على التثاـ كارتشاؼ ثغر ...أعذب عندم من سبلقة الخمر
في ركضة قد كللت بالزىر ...دكحاتها مثل الخياـ الخضر
كزىرىا مثل النجوـ الزىر ...يشقها نهر كأم نهر
(ِ)ِّٓ/
(ِ)ِّٔ/
(ِ)ِّٕ/
قاؿ المولى إسحاؽ قاؿ لي صاحب الترجمة يومان كقد ذاكرتو في شيء من نظمو إني أقوؿ شيء
من الشعر في السر كأكتمو كأشبو بنفسي في ذلك بالهر كىذا في مجاؿ ىزؿ ،قلت لو :قد
سبقك إلى ىذا المعنى بن الحجاج الشاعر المشهور في ىجو الوزير المهلبي بقولو:
قيل إف الوزير قد قاؿ شعرل ...يجمع الجهل شملو فيضمو
ثم أخفاه فهو كالهر يخرل ...في زكايا البيوت ثم يضمو
السيد علم اإلسبلـ القاسم بن يحيى المعركؼ باألمير الشاعر األديب أعجوبة الزماف ذكره
صاحب الحدائق فقاؿ :ىو كنز العماؿ كالمحصل الذم ينبغي أف يحرره القفاؿ ،كاف الزماف
..........أف يضحك بو العباس .......أعجوبة كنادرة للناس مازح الزماف بو أنباه ،كدغدغت
بو األياـ مغابن المأساه ،لو مازح مالك الحزين لعبث في مائو ،كأك داعب العجوز........
لقهقهت من صباه ،فهو رجوع الشيخ إلى صباه ،كعود الغريب إلى كطنو بعد نواه ،إذا كصف
قضية من القضايا أبرز خبايا الزكايا ،يصف القضية المبتذلة فيكسوىا ديباجة خبلؼ األسماؿ
األكلة ،يضحك من ليس بضاحك حتى يستلقي من االستغراب من على األرائك ،يبرزىا في
أحسن ما يكوف عليو ،كال شك أف اإلحساف مبلزـ لو كشبو الشيء منجذب إليو ،ككاف إذا أملى
شعره كما يقاؿ يسلب برقتو ألباب الرجاؿ فتتسابق إلى نقلو األقبلـ ،كتلهج بو األفواه كاألحبلـ
إال أنو إذا كاف من فيو طريان كاف رطبان جنيا ،كإذا أمبله سواه صار عن مبلبسو عريا ،ككانت لو
معرفة بالنحو كالفقو ،ككلي القضاء بصنعاء مضافان إلى قضاة الديواف .انتهى كبلمو.
(ِ)ِّٖ/
قلت :ككلي قضاء غير صنعاء من المحبلت أيضان كالمخادر ،كالحديدة ،ككاف يخف كثيران على
الوزير صفي الدين النهمي ،ككاف المهدم كثيران ما يداعبو ،فمن ذلك أف صاحب الترجمة أرسل
إلى المهدم بساعة نفيسة على شكل طائر كلم تكن لو كإنما ىي لبعض أصدقائو عوؿ عليو في
اإلرساؿ بها ليشتريها المهدم منو فكسر المهدم رأس الطائر المكوف التصوير من المنكر
الذم يجب النهي عنو كإزالتو كأرجعو فقلق صاحب الترجمة لذلك ككتب إلى المهدم كتابان
أكلها:
يا أيها الملك الميموف طائره ...تفديك أنفسنا مما تحاذره
عجب ...أبين في جسمو ما فيو ناظره
ه انو قضية طير مالو
كما لو في الهول .........فيصعده ...كبل كفي الترب ما خطت أظافره
بل جاء في ساعة ساع ببل قدـ ...فكاف أكؿ يوـ الوصل آخره
ال يجبر الناس عظمان أنت كاسره ...كال يهضوف عظمان أنت جابره
(ِ)ِّٗ/
فلما كقف المهدم على األبيات قاؿ للحاجب قل لرسولو يقوؿ لو إف ىذه الساعة ما ىي
ساعتو كىذه من لطائف المهدم ،فإنو يقاؿ في العرؼ على معنى إف ىذا الوقت ليس لقضاء
غرض فبلف باالشتغاؿ عنو في ذلك بما ىو أىم أك لعدـ الرغبة في النظر إليو في ذلك األكاف،
كرل عنو بالمعنى القريب كىو التبكيت عليو فيما
كىو يتضمن العدة بقضائو في كقت آخر كقد ٌ
قالو بنسبتو إلى الفضوؿ كذلك مستفاد من نفي ملكو للساعة المذكورة كىو جواب جدلي،
كمثل ىذه العبارة إف قصد أحد المعنيين كىو المعنى البعيد كانت من باب التورية ،كإف قصد
المعنيين كبلىما كانت من باب االستخداـ عند ابن مالك كمن تابعو كىم الذين ال يشترطوف
الضمير ،كعن اآلخرين يكوف بابان مستقبلن ينبغي أف يسمى بإيهاـ التورية ،كمن لطائف المهدم
مع صاحب الترجمة أنو نصبو حاكمان في بعض الببلد فدخل إليو مودعان كاستمد من اإلماـ
المهدم أف يدعو لو فقاؿ لو المهدم :ادع لنا أنت فدعوتك مستجابة كأشار بذلك إلى قصيدة
لصاحب الترجمة ملحونة شبب فيها بمعشوؽ معين كانت حاضران في ذلك الموقف كىو
المعاكف لو أيضان في نصبو للحكومة بذلك المحل كدعا في قصيدتو على معشوقو إذا لم
يواصلو بأف اهلل تعالى يعجل لو نبات لحيتو كأف تكوف لحيتو طويلة فاستجيبت دعوتو فيو ككانت
اللحية كما كصف كأشار بذلك إلى أف دعوة العاشق مقبولة كما قيل.
فراقب اهلل كخف دعوتي ...فدعوة العاشق مقبولة
ككاف صاحب الترجمة ال يراقب أحد كال يحتشم كال يبالي بعادات األمثاؿ كفيو حدة طبع
كضرافة كلطف عجيب كلو في الشعر الملحوف يد طولى ،كمن شعره الحكمي قولو مشببان
بالكعبة المشرفة:
نسخت باللقاء ليالي الصدكد ...كسنحت مرة بوصل العبيد
كأتت في مبلبس الحسن تختاؿ ...على رغم عاذلي كحسودم
عادة تخجل البدكر سناءه ...كبغير الصبا بطرؼ كجيد
فنعمنا منها بركضات خد ............................................. ...الخلود
(ِ)َّّ/
كعرفنا من نشر سود الدرايا ...مسك دارين فوؽ ليم النهودم
كتثنت بقدىا فأرتنا ...ىز سمر القنا كخفق البنود
جاد دىرم بها فللو يوـ ...طلعت شمسو بسعد السعود
يا رعى اهلل جمعنا بحماىا ...كسقى سفحها دموع الرعود
يا زماف التبلقي باهلل رجعان ...يا ليالي الوصاؿ باهلل عودم
فاسمحي لي بوصل كإال ...فاسمحي لي بنظرة من بعيد
ال تلمني إذا خلت عذارم ...كذكرت اسمها كدعني حسودم
ىي ليلى التي سيأتي ىواىا ...كسبا حسنها جميع العبيد
من التي عنها بريم المصلى ...كأكارم عن ربعها بدر كدم
حبها مذىبي كشرعي كديني ...كلقاىا سؤلي سركرم كعيدم
كم أريقت بعشقها من و
دماء ...طك قتيل بحبها كشهيد
كم ترل العاشقين حوؿ حماىا ...من قياـ كركع كسجوف
عدـ أمن حماىا كقلبي ...طائف حولها بخوؼ شديد
ال يد عند بابها مستجير ...عائذ من جحيم طوؿ الصدكد
خاضع طامع بأف يفتح الباب ...فيدنوا من صوحها المنضود
ذاؾ سؤلي كبغية كمرادم ...قبلة الخلق كعبة المعبود
(ِ)ُّّ/
المولى علم اإلسبلـ القاسم بن الحسين بن إسحاؽ بن المهدم أحمد بن الحسن بن اإلماـ،
كاف عبلمة محققان متفننان فاضبلن شاعران ناثران ،طيب المفاكهة ،حسن اإلسراد،فصيحان حلو
الحديث ،حسن الوصف لؤلخبار كالمجريات ،كاف إذا كصف المتفقة التي يعبر عنها غيره
بكلمتين أطنب في ذكرىا كصورىا تصويران بديعان ككساىا من ركنق فصاحتو كتنميق عبارتو حلل
اإلبداع حتى تستلذىا جميع األسماع كيصغي إليها جميع الحاضرين لئلستماع ،ككاف كثير
اإليراد للمشكبلت الغامضة ،كالمباحث الدقيقة في المواقف الحافلة ،ال يكاد يخلو عنها يوـ
أصبلن ،فكاف إذا أبطأ صاحب الترجمة من الوصوؿ إليهم يقولوف إنو اآلف مشتغل بدرس الكلي
الطبيعي لكثرة ما يورد من المباحث فيو ،ككانت لو عناية تامة بكتب علم المعقوؿ كجمع نفائس
و
حواش على شرح أشكاؿ التأسيس في الكتب منها كاالشتغاؿ بقراءتها كمطالعتها،كرأيت لو
الهندسة تدؿ على إتقانو لذلك العلم ،ككذلك في علم الهيئة كعلم المنطق كالطبيعي ،ككاف
كثير الجمع للفوائد ،كلو خط حسن كتب بو من الكتب كالرسائل ما ال يحصى ،ككاف يتوقد
ذكاء ،كقرأ على أعبلـ زمانو كدارت بينو كبين البدير عدة أبحاث في األصوؿ الفقهية ،كقد أثنى
ن
عليو غير كاحد من المشائخ ،ككاف متأنقان في ملبوسو كمركوبو ،كجمع أحوالو كالزـ عهد المولى
محمد بن إسحاؽ في غالب سفره كحضره ،كتوفي بصنعاء في سنة خمس كستين كمائة كألف،
كشعره رائق فمنو قولو:
قسمان بما لو خالو ...بدر الدياجي ما تجلى
كىبلؿ حسن ما رآه ...الطرؼ إال كاستهبل
كبما سقاني من حمياتو ...حسنو نهبلن كعبل
كبما كعت أجفانو ...قلبي فداف لها كذال
الحت عن حبي لو ...كلو أنو لدمي استحبل
كأللقين مهجتي ...في حبو إما كإال
كلو:
ال تركنن إلى مقالة كاصف ...فالوصف مكذبة الصدكؽ الخير
كدليل ذا المرآةي تصدؽ في الذم ...يرائي كتكذب عند كصف نير
كلو على طبع ما يخفى بذلك شكلو:
(ِ)ِّّ/
(ِ)ّّّ/
(ِ)ّّْ/
كأذيا خود أقبلت في غبلئل ...مصبغة كالبعض أقصر من بعض
كقاؿ السيد عبد اهلل بن صبلح العادؿ:
كأف بطيف المصطكى فوؽ قهوة ...بكأس حكت في لونها مقلة البازم
إشارة ينوف لدفع بعسجد ...يلوح على أكساطها رزقو البل ًز
فقاؿ الفقيو أحمد بن إسماعيل :............
انظر إلى قهوة الفنجاف حين غدت ...تزداد بالمصطكى حسنان كتحسينا
تريك بالرشف ما يسليك فهي كما ...شئنا عن الهم تثنينا كتلوينا
كبركة الركض في كقت األصيل كقد ...تلونت عند مر الريح تلوينا
كقاؿ الفقيو أحمد الناخوذة:
انظر إلى القهوة الحمراء مترعة ...في كاس بلورة بيضاء كالورؽ
كالمصطكى قد طفى من فوقها فحكى ...رقيق و
غيم يغطي حمرة الشفق
كقاؿ الحكيم شعباف سليم:
في الكأس قد بسط السركر لقهوة ...بالمصطكى المرشف أم شذكر
فكأنها كرؽ الشقيق قد علت ...كرؽ بو من ............المنثور
كقاؿ األديب أحمد بن الحسين الرقيحي:
كأنما الشفاؼ كالمصطكى ...كالقهوة الرائقة الحالية
فنجاف بلور عليو طفى ...ظل لطيف تحتو عالية
كقاؿ القاضي أحمد بن أحمد:.......
كأنما القهوة كالمصطكى ...من فوقها يزىو و
بحاؿ رقيق
قطيفة حمراء قد طفرت ...من زرقة البلز بمعنى رقيق
كقاؿ أيضان:
كساؽ صبيح جاء يسعى بقهوة
حلت فجلت عن شاربيها صدل البؤس
فشبهتها كالمصطكى قد طفى بها
زىور شقيق فوقها ريش
كقاؿ بعض السادة:
كم قهوة تجلى على ندماننا
في كل كأس لونو منقوش
كالمصطكى من فوقها فكأنها
لوف العقيق بذىبو مرشوش
كقاؿ آخر:
ذات قواـ مهفهف برزت
تزرم بزىر الربيع مذ فتشا
تبريز فنجانها كأف بو
مداد حسن بنقضو نقشا
(ِ)ّّٓ/
المولى علم الدين القاسم بن عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر كبقية
نسبو تقدـ مراران عند ذكر جماعة من أىلو.
[مولده]
كلد صاحب الترجمة في سنة أربع كسبعين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر عمو المولى
عيسى بن محمد بن الحسين كقرأ عليو في الفقو كالنحو كالصرؼ كالمنطق ،كرافق ابن عمو
المولى عبد اهلل بن عيسى في غالب قراءة العلوـ ،ثم اعتنى باألدب كالتأريخ كالنظر في لطيف
الشعر كبليغ النظم كالنثر .........فيو على األقراف كصار في معرفة فنونو مشاران إليو بالبناف،
كنظم الشعر الذم شهد لو بالتقدـ فيو جميع األعياف كصارت بو الركباف كتناقلو فضبلء الزماف،
ككاف صاحب الترجمة شجاعان فارسان كفطنان ،ذكيان ألمعيان ،دمث األخبلؽ ،سهل الجانب ،يوافق
كل كاحد على طبعو ،كيساعد بدمائو في كل ما يريدكف ،مع كرـ كجود كبذؿ للموجود ،كحسن
.........باهلل تعالى في جميع األمور ،كثقة بعفوه كىو الرحيم الغفور ،ككاف آخر ما نظم من
الشعر قولو:
علي إذا ما ضاؽ المكاف الرحيب
يا رب أنت قريب كللدعاء مجيب ...فرج ٌ
علي بعفو ...قد أثقلتني الذنوب
كامنن َّ
كأكثقتني الخطايا ...في أسرىا كالعيوب
فليس لي من مبلذ ...سواؾ إني غريب
كم نعمة لك أضحت .......... ...فيها اللبيب
كيل لكل كفور ...في مثلها ييستريب
ه
كلم يلبث رحمو اهلل بعد ىذه األبيات إال أياـ قبلئل كتوفاه اهلل تعالى فجأة في ليلة عيد النحر
في سنة ........كمائة كألف ،ككاف لو مكاف يسمى الرحيبة.
كمن شعره مكاتبان ألخيو بدر الدين محمد بن عبد اهلل كىو بشباـ.
أىدت لنا الريح عرؼ الخزاـ ...فعرفنا أنها زارت شباما
سبحت أذيالها في تربها ...كىي قد أضحى بها المسك رغاما
علقت بالقلب منها نفحة ...زادت الصب كلوعان كغراما
حملوا الريح إذا مر بكم ...لسعير القلب بردان كسبلما
مثول كمقاما
إف تكونوا غبتم عن ناظرم ...إف قلبي صار ن
لم تزالوا نصب عيني بعد ما ...بعدت أيدم النواحي الخياما
ما علمتم أنني من فقدكم ...منذ غبتم قارع سن النداما
كذب الواشوف إذ قالوا لكم ...أنني لم أرع للصحب ذماما
(ِ)ّّٔ/
(ِ)ّّٕ/
(ِ)ّّٖ/
(ِ)ّّٗ/
األكؿ :أنو أجاب بغير ما يترقب السائل أم مخاطبتي لك بقلبي الموجب .أم الذم صير لو
خافقان من كجب الشيء إذا خفق ككأنو حمل كبلـ السائل على أف المراد ما الكبلـ بالشيء
الذم صير خافقان أك ما الكبلـ النفسي.
كالثاني :على أنو سألو عن القوؿ بالموجب فأجاب عليو بحقيقتو أم ىو مخاطبتي لك بقلب
القوؿ عليك أك قلب المناجاة.
كالثالث :أنو سألو عن القوؿ بالموجب كالعاذؿ يسمع من قريب كيتطلع لما يدكر بينهما فأجاب
بشيء يقنع بو العاذؿ ألنو سيحملو على ظاىره كلم يدرم أنو قد خبا لو المكيدة فيو كأنو قصد
أمران آخر ىو أف الحبيب إنما سألو عن القوؿ بالموجب أم الكبلـ المثبت كالتعدية فيو على
حد قولهم القوؿ بالحق فأجاب عليو بأنو المناجاة بالقلب ال باللساف؛ ألنو إذا أظهر اإلنساف
ما في الجناف المو العاذؿ فبلبد من القوؿ بشيء يرضى بو العاذؿ مما يجرم على اللساف
كليس ذلك ه
قوؿ بالمثب بل القوؿ بالمثب ىو المناجاة بالقلب ،فالعهدة في ذلك على القلب.
كمن شعر صاحب الترجمة في غصن السبلـ من القات كضمن بيت أبي الطيب:
نظرتك ناظرة الغصوف بمقلة ...من قاتها حملت سبلمان معلنا
أردم على الشجر السبلـ فإنها ...مدت محيية إليك األغصنا
كلو:
خط العذار كتربة الخد ...حكما بأف أبقى على عهدم
كتكفبل بمضا حكمهما ...سيفاف قد سبل من الغمد
م
ككاف أحسن من ذلك لو قاؿ ىكذا:
خط العذار كحمرة الحسن ...حكما بأف كداده فني
كتكفلت بمضا حكمهما ...سيفاف قد سبل من الجفن
كلو:
أتعرؼ حيث مبسم األقاحي ...كحيث تطيب أنفاس الرياح
كترتقص الغصوف إذا تغنى ...الهزار بها كصفق بالجناح
كتأدا شربها العصفور ىبوا ...فقد مل الديوؾ عن الصياح
ىلموا يا بني اللذات سعيان ...إلدراؾ الصبوح مع الصباح
كأىنأ العيش ما كافاؾ عفوان ...على كفق اقتراح كاقتراح
كأمثاؿ الضبا جيدان كلحظان ...يبادرنا اللقا قبل الصباح
خرجنا بسجن يمشين زكرا ...نحلن الزىر أعياف اللواح
(ِ)َّْ/
(ِ)ِّْ/
كتاب
نفحات العنبر في تراجم أعياف كفضبلء اليمن في القرف الثاني عشر
تأليف
السيد العبلمة المحقق الفهامة األديب المؤرخ صارـ الدين
إبراىيم بن عبد اهلل بن إسماعيل الحوثي الحسيني
(ُُُُِّٕٖ-ىػَُٖٖ-ُّٕٕ/ـ)
دراسة كتحقيق
عبد اهلل بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي
الجزء الثالث
(ّ)ُ/
المولى حساـ الدين المحسن بن المتوكل على اهلل إسماعيل بن اإلماـ القاسم عليو السبلـ.
الشاعر المشهور ،أحد األعياف في آؿ اإلماـ (ُ) ترجم لو صاحب (النسمة) كصاحب
(الطيب) كغيرىما ،كأثنوا عليو ،كذكره ابن أخيو المولى إسحاؽ فقاؿ :ىو ممن تفرد باإلجادة
في نظم الشعر ،كبلغ الغاية ،ككاف قليل النظم ،ككاف مولده في (السودة)(ِ) ((سنة سبعين أك
أحدل كسبعين كألف)) (ّ) ،كنشأ بها ثم (ْ) انتقل بأىلو إلى (صنعاء) ،في آخر عمره ،فلبث
بها ثماف سنين ،ككاف عظيم الهمة سامي النفس ،صدكقان شجاعان ككاف أحد رؤساء أخيو المولى
يوسف بن المتوكل في حصار صاحب (المنصورة) كلما انكسرت المراكز كانهزمت األمراء
خرج منفردان حتى بلغ (اللحية) عند أخيو الحسن ثم عاد إلى (السودة)(( ،كفي آخر
األمر))(ٓ) أحسن عليو صاحب (المواىب) كتزكج ابنتو ،فقرب منو ،ككاله أحد جهات اليمن
األسفل ،فوصل إليها كأراد أف يسلك فيها المسلك المرضي الذم((يألفو))(ٔ) فإنو كاف (ٕ)
و
شهامة كأنفة عظيمة فوجد األمر ال يمكنو إال بسلوؾ المسلك الذم عفيفان عن أمواؿ الناس ذا
جرل عليو العماؿ فتركها ،كعاد عنها ،كلم يرض بذلك.
ثم كلي بعد ذلك أكقاؼ (صنعاء) فعف عنها العفة الكاملة كلم يأخذ إال اليسير كأقامها كعمر
مساجدىا كىو مشهور بذلك مذكور إلى اآلف)) (ٖ) .انتهى.
__________
(ُ) أم :اإلماـ المتوكل إسماعيل بن القاسم .
(ِ) أم :سودة شظب :مدينة مشهورة بالشماؿ الغربي من عمراف كتبعد عنها بػ (ْْؾ.ـ).
(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ْ) في (جػ) (كانتقل).
(ٓ) ساقط في (جػ) كأبدؿ عنها :ثم أحسن ...إلخ.
(ٔ) فإنو :ساقط في(ب).
(ٕ) في (جػ) ككاف.
(ٖ) الثغر الباسم( خ).
(ّ)ّ/
قلت :كىو أصغر أكالد ابيو كأشعرىم كجمع بين جودة النظم كحسن النقد ،أخبر أخوه المولى
يوسف أنو قاؿ لو صاحب الترجمة (أف ىؤالء الشعراء (ُ) يجيء أحدىم بمائة بيت من ركم
الراء التي ىي حمار(ِ) الشعراء أك الداؿ ،ثم يزعم أنو ال يشق غباره كإنما الشعراء المغاربة
المخصوصوف بتلك الجواىر التي ال تطاؽ (كابن بليطة) في (طائيتو)(ّ) التي تفوت البلحق
ك(ابن الحداد) في تائيتو المهموزة التي مدح بها (ابن صمادح) ككابن خفاجة ك(ابن ىاني)
ك(ابن رشيق) كمن المشارقة :ابن التعاكيذم ك(السبلمي) ك(السعدم) كنحوىم (ْ) .
كمن شعر صاحب الترجمة يمدح أخاه يوسف (ٓ) [ِجػ]
[نماذج من شعره]
ما زلت أضرب آباط (ٔ) المطى إلى
أغر يزين التاج مفرقيوي و
ملك َّ
من معشر كرموا فرعان ككاشجة (ٕ)
أكرـ بو فرع أصل طاب معرقوي
تهتز من ذكرىم أعواد منبرىم
كما ترنح تحت الطير مورقوي
إذا ترسل أسدم الطير منطقو
أك أرسل الجيش سد األفق فيلقو
حكى الصفا قبلو بأسان حكاه غدان(ٖ)
منو قلوب الكماة الصيد سنجقو[ّب-ب]
كالغيث حاشاه من نار الوميض لقد
أضحى كأنملو لوال تألقو
كالبحر حاشاه من أىوالو كلقد
ضاىى جدل كفو لوال تدفقو
كقد أنفت لمدح فيك أكلو
أطبلؿ باف اللول الغربي(ٗ) كأبرقو
لو شئت قلت غزاؿ بالرصافة في
جبينو بد ور ّْ
تم جل مشرقو
معسل الثغر عساؿ القواـ يكا
د البعض منو لحسن البعض يعشقو
ىواه للوجد في قلبي يقيده
أفديو كالدمع من عيني يطلقو
فالدمع للمستهاـ الصب يغرقو
يا للهول كلهيب الشوؽ يحرقو
__________
(ُ) في النسمة :األمراء.
(ِ) في (ب) :جماؿ.
(ّ) في أصولي :الطائية كما أثبتناه من نسمة السحر.
(ْ) نسمة السحر (ّ.)ِٓ-ِْ/
(ٓ) نشر العرؼ (ِ )َّٔ/عن ما ىنا.
(ٔ) أباط :مفرد األبط كىو باطن المنكب كالجناح ،يقاؿ :ضرب آباط األمور ،أم :عرؼ
بواطنها المعجم الوسيط .مادة(تأبط).
(ٕ) ككاشجة :الواشجة الرحم المشتبكة المصتلة.
(ٖ) في (ب) عداة حكى.
(ٗ) في (ب) :الرغبي.
(ّ)ْ/
(ّ)ٓ/
كلو)ُ( :
حديث برؽ الحما غريب ...يوىمني أنو قريب
يبسم فوؽ الحما اليماني ...كلي بذاؾ الحما حبيب
سناؾ يا برؽ فيو معنى ...ترجموي ثغرؾ الشنيب
كفيك مهما خفقت سران ...تجيب عن رمزه القلوب
باهلل يا نسمة النعاما ...عهدؾ بالمنحنى قريب
فيك أعتبلؿ حكى فؤادم ...كفيك لطف كفيك طيب
كلو)ِ(:
أيا كرقة الدكح باألجرع ...تغنى ك ً
قيت النول كاسجعي ي
كباهلل يا نسمات الصبا ...خذم نفسان بالحما كارجعي
كىاتي حديث زماف اللول ...كتلك العشا يا على لعل ًع
فبل ذيولك من أدمعي
كمن بعد ذا يا نسيم الصبا َّ ...
كإف جئت كجرة حيث الهوا ...فعج بثنياتها األربع
كقبٌل عبير ثراىا كقل ...سبلـ على ربٌة البرقع
ىنا تقضى شبابي فيا ...سقتها الغمائم من أربع
كيا صاح إني تركت الهول ...كعفت طبل كأسها المترع
كغن بترؾ سؤاؿ الرجاؿ ...ككف الهول عنهم كادفع
ككن قانعان حذر االحتفاض ...ككن أيسان منهم ترفع
فتى ألمعي
كأنت العليم بأف الزماف ...خوؤف لكل ن
كأف القناعة فيها الغنا ...كأف الضراعة في المطمع
كلو كقد نسبها صاحب الطيب إلى الشريفة زينب بنت محمد المقدـ ذكرىا (ّ) كقيل أف
البيت الذم أكلو :فيا برؽ للشريفة كلما أعجب صاحب الترجمة استعملو على جهة اإليداع بعد
أف سألتو ذلك كاهلل أعلم بالحقيقة فكبلىما شاعراف مجيداف.
شرل البرؽ فوؽ اللوا كاستطارا ...كأكرل بقلبي المعنى أكارا [ٔجػ]
كساجلني بلساف الوميض ...فأبكي سراران كيبكي جهارا
كباتت جفوني تريو البكاء ...كبات سناه يريني افترارا
فيا برؽ ال تسق إال العقيق ...كذاؾ الجناب كتلك الديارا
كتىوج ثراىا بدر الغماـ ...ككلل بو زندىا كالبهارا
كبلغ تحية عاني الفؤاد ...ال يعرؼ النوـ إال غرارا
__________
(ُ) من ىنا كحتى قولو :ليل يطالبك الهزار نهار ساقط في (ب) كما أثبتناه من (جػ).
(ِ) نسمة السحر (ّ.)ِٖ/
(ّ) توجد ىذه الترجمة كلعلها سقطت أثناء جمع الكتاب إذ جمع بعد كفات مؤلفو كما سبق
التنويو.
(ّ)ٕ/
(ّ)ٖ/
كإذا الصريخ دعاىم كلملحة
ىزكا لنصرتو القنا الخطارا
بيضاء باكرىا النعيم فصاغها
ليل يطالبك الهزار نهار (ُ)
كلو :كفيو لزـ ما ال يلزـ)ِ(:
إني (ّ) ذكرتك كالهجر قد التظى
كطغى على فلك الركاب سرابو
كالجو (معترؾ) (ْ) الجوانب موحش
قد صاح للترحاؿ فيو غرابيوي
كالركب قد مالت بهم أيدم الكرل
مثل النديم جنى عليو شرابو
كالشمس ألبست الوجوه مبلبسان
شى الحساـ (ٓ) قرابو[ٓجػ]شفعان كما غى َّ
فغ
مضنى نأت أحبابو َّ
فتذكرت
ن
كتفرقت أيدم سبأ (أترابيو) (ٔ)
كلو)ٕ( :
سلوا عن النوـ نجم الليلة السارم
كعن خفوؽ فؤادم البارؽ الشارم
كعن يجسيمي لفقديكم كرقتو
سلوا فديتكم نثرم كأشعارم
يا جيرة جار سلطاف الفراؽ على
قلبي غداة نأت عن قربكم دارم
ىل من سبيل إلى ذاؾ الوفاء على
كثباف نعماف حيث الباف كالعارم
علل فؤادان من الورقا تؤرقو
مهما تنوح رعاؾ اهلل يا جارم
بذكرىم آه من لي يا رفاؽ بهم
مكرران ذكر أكقاتي كأسمارم
كيا بريقان شرل بالجزع قف فلقد
أذكى جوال بي عقيق المدمع الجارم[ٖجػ]
كجميع شعره على ىذا النمط العجيب ،كاألسلوب الغريب ،في غاية الرقة كالنفاسة مكتسي
حلل الرشاقة كالسبلمة ،كأقسم أنو سحر ال شعر ،كنفائس درر كنسمات سحر ،كنفحات زىر،
كأنما مزج من تسنيم ،أك ركب من عليل النسيم (ٖ) .
__________
(ُ) من أكؿ لو :حديث برؽ الحمى غريب كحتى ىنا ساقط في (ب).
(ِ) نسمة السحر (ّ.)ِٖ/
(ّ) في نشر العرؼ كنسخة :كلقد.
مغبر.
(ْ) في نشر العرؼ كنسمة السحرُّ :
(ٓ) في النسمة :الحماـ.
(ٔ) في نشر العرؼ :أسرابو.
(ٕ) نشر العرؼ (ِ )ّْٔ/عن ما ىنا.
(ٖ) لم أقف على تأريخ كفاة صاحب الترجمة.
(ّ)ٗ/
(ّ)َُ/
(ّ)ُُ/
مولده في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بػ (صنعاء) ،كنشأ في حجر أبيو
كعمو فغذياه بلباف الفضائل كرقياه في مدارج الكماؿ ،كاشتغل بمطالعة [ٗجػ] الدياكين (ُ)
الشعرية كحفظ القصائد كالتأمل لمعانيها كىو دكف التكليف ،كنظم الشعر الحميني الرقيق كىو
صغير السن ،فجاء فيو بالعجب العجاب كتناقلو الظرفا كسارت بو الركباف ،كاتفق أنو خرج
أعياف (صنعاء) (ِ) كأعبلمها إلى (حدة) الغناء أياـ الزىور في شهر رجب سنة أربع كمئاتين
كألف (َُِْىػ) ككاسطة ،عقدىم شيخ اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد ،كفي صحبتو
كلده البرىاف(ّ) كتبلميذه ((كىم)) (ْ) القاضي العبلمة بدر الدين الشوكاني ،كالقاضي العبلمة
شرؼ اإلسبلـ [الحسين بن أحمد] (ٓ) السياغي ،كشيخنا العبلمة القاسم بن يحيى الخوالني
-رحمو اهلل ،-كالمولى العبلمة عبد اهلل بن حسين بن علي كجماعة من األعياف ،كخرج صاحب
الترجمة صحبة كالده كعمو كالمولى جماؿ الدين فتقضت (ٔ) لهم أياـ يضرب بها المثل إلى
اآلف فنقل إلى شيخ اإلسبلـ الوجيو أف صاحب الترجمة ينظم الشعر كأنو فعل مقطوعان حسنان
في اإلقتباس كنقلو من الرثا إلى الغزؿ كىو قولو[ :من الطويل] (ٕ)
بنفسي من كافا على حين و
غفلة ...فيا ما أيحيبل كصلو لي كما ألذ
أخذ قلب مضناه كأعطاه قبلةن ...فللو ما أعطى كهلل ما أخذ (ٖ)
__________
(ُ) الدياكين :مفرد ديواف ،كالجمع دكاكين.
(ِ) ساقط في (جػ).
(ّ) أم إبراىيم سبقت ترجمتو في الجزء األكؿ .ترجمة (ُ).
(ْ) من (جػ).
(ٓ) ما بين [ ] من المحقق.
(ٔ) في (ب) فانقضت.
(ٕ) نيل الوطر (ِ.)َِِ/
(ٖ) أصل المقطوع في الرثاء ىكذا:
قضى اهلل في ريحانة القلب أمره
فمن ذا يىػ يرد األمر من بعد ما نىف ٍذ
فبل تجزعي يا نفس كاستشعرم الرضا
فللو ما أعطى كهلل ما أخذ
(ّ)ُِ/
فاستدعاه شيخنا الوجيو كىو يلعب [ٓأ-ب] مع الصبياف الذين ىم أترابو(ُ) كأعطاه دكاةن
حياءعظيمان ثم أخذ القرطاس ككتب [من الخفيف] فاستٌ ىح ىي ن
كقرطاسان كأمره أف يكتب من شعره ٍ
(ِ)
يا إماـ العلوـ عقبلن كنقبلن ...كإماـ األصوؿ ثم الفركع
أعذركني عن كتب شعرم فإني ...في حيائي غدكت أم مركع
كلما رجعوا إلى (صنعاء) أرسل صاحب الترجمة إلى المولى الوجيو قصيدة طويلة حسنة يكاتبو
بها مستهلها (ّ) .
صبَّار
لي قلب في حبكم محتار ...كفؤاد لهجركم ى
قد تعجبت كيف عذبتموه ...كلكم دائمان بو استقرار
خففوا من عذابو كارحموه ...فهو من ناظرم عليكم ييغار (ْ)
منها:
عجبان منك في خدكدؾ كردان ...ثم فيو الجنات كاألنهار
فلماذا لكافر الحاؿ حلت ...إيجازان بالجنة الكفار (ٓ)
فأجاب عليو شيخنا كصادؼ نظم الجواب كقد كاف [َُجػ] ينهى عن البحر كالركل فجاء
مستهلها:
لت حشاشة عاذؿ بأكار
ص ٍكصلت بجنح كىي شمس نها ًر ...فى ى
كرأيت منها ركضة يصفو بها ...في الخد ما فيو جذكة نار
نار تلهب في الخدكد كحرىا ...في مهجة لم تخل عن تذكار
كبها اىتديت إلى الغراـ كأحرقت ...جسدان أضلتو فباء بعار
إف الحواشد كالفراش تحالفا ...أف ليس حتفهما بغير النار
كبزعمهم أمسيت ممن شاقني ...في و
جنة كقلوبهم في نار
كقضيب حسن مثمر بدران على ...خديو من عرؽ الجبين درارم
قوس لحاجبو يفوؽ بمقلة (ٔ) ...ما طاش سهم لحاظها البتارم
كتزاف في ألفاظو كلحاظو ...كترل بكل دمع عيني جارم
ما أنس ال أنس إال لقا في ليلة ...ال عين فيها غير نجم سارم
لكنو عثر العشا بصباحها ...إف الصفا يشاب باألكدار
__________
(ُ) أم في ًسنً ًو
(ِ) ديواف صاحب الترجمة (خ) نسخة خاصة ،نيل الوطر (ِ.)َِِ/
(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُْ) (خ) نسخة خاصة.
(ْ) في الديواف بعد ىذا البيت ثمانية أبيات ثم البيت التالي لهذا البيت.
(ٓ) القصيدة طويلة كقد ذكر في الديواف أنو قالها في صباه.
(ٔ) في (جػ) :مقلة.
(ّ)ُّ/
لما َّ
تبد لي كريم قلت ذا ...قاؿ التبلقي ال كريم نفار
في نهاية األكطاركرأيت قدان عادالن فعلمت أف ...العدؿ َّ
كحزرت غيث الوصل لما شمت في فيػ ً ...ػو ابتساـ البرؽ في األسحار
ثغر يضيء األفق منو كنظم من ...يزكوا بأكرـ و
محتد كنجار
المحسن الحسن إسمو كصفاتو ...كالفعل منو السامي األخطار
منها:
نظمان لو نظمي لو فدع الذيػ ...ػن تقدموا بببلغة األشعار
كنظمت بعد العشر نظمان مثلو ...قد أعجز األشياخ في األعصار
تحرير رؽ يسترؽ الحراف ...كاتبتو كنراه خير فخار
بحران بعثت بو كال زبد لو ...إال الدرارم فوؽ مسك دارم
أىديت ما ال يستطاع جوابو ...فغباره ما شق في مضمارم
لً ىم لىم يكن سحران كقد أبصرتو ...بحران يصافحو من األسفار [ُُحػ]
كالسحر يختلب الحجى فاعذر إذا ...قابلت منو الدر باألحجار
ال يستطيع ىذكك الببلغة خوضو ...فعدلت عنو لمشبو األشعار
ككتب شيخنا على قولو (لمشبو األشعار) ما لفظو ىذا يحتمل معنين:
األكؿ :ظاىر،كالثاني :أف بعضهم لم يعد الرجز شعران كقاؿ :قد كرد بيتاف من مشطورة في كبلـ
كر َّد بإجماع أئمة اللغة
النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كما ينبغي لو فهو سجع يشبو الشعر ،ي
على كونو شعران كما جاء في الكتاب كالسنة من بحر [ٓب-ب] الرجز كغيره فإنو غير مقصود
كشرط الشعر القصد .انتهى.
كلم يزؿ صاحب الترجمة مشتغبلن بالشعر حتى برع فيو كمهر ،كنظم القصائد الطنانة (ُ)
ككاتب األعبلـ كفاؽ فيو األقراف كخاض في بحوره ،فاستخرج جواىر الببلغة.
[مشايخو ككفاتو]
التفت على قراءة العلوـ فقرأ على شيخنا اإلماـ العبلمة البرىاف :إبراىيم بن عبد القارد،
ٌ ثم
كالزمو ،كتخرج بو ،كقرأ عليو في النحو ،كالمعاني كالبياف كالمنطق .كحقق ىذه الفنوف كصارت
لو فيها ملكة راسخة فعلق األنظار الحسنة كحل اإلشكاالت المظلمة ،كفعل أبحاثان نفيسة.
__________
(ُ) الطنانة :أم ذائعة الصيت كالذكر في اآلفاؽ كاألقطار.
(ّ)ُْ/
كلما قرأ على شيخنا البرىاف في (مغني اللبيب) نظم الباب األكؿ منو في الحركؼ ،كىو نصف
الكتاب فجاء النظم في غاية الحسن حلو العبارة ،جامعان لكل المعاني،كفيو زيادات على األصل
كشرحو بشرح مفيد سماه( :جمع المفردات) ككاف ينظمو كيعلق الشرح عليو حاؿ قراءتو على
شيخنا من (المغني) كيعرض أبحاثو عليو فيأمره شيخنا بما يقتضيو نظره إما بتقريرىا أك تهذيبها
أك تعويضها أك زياداتها أك نقصها ،كقرأ على شيخنا في أكائل (شرح الجار بردم) في التصريف
كلم تكمل لو القراءة فيو ثم اشتغل بعد ذلك بعلم الحكمة ،كقرأ في الطبيعيات كاإللهيات،
مرافقان ألخيو صفي الدين المقدـ ذكره على بعض تبلميذنا.
[نماذج من شعره]
كأما شعره فهو السحر الحبلؿ ،فمنو ما كتبو إلى عمو المولى جماؿ الدين كىو في دار
االعتقاؿ (ُ) سنة [ُِجػ] (ِ)
يحيٌيت يا ربع من أىول بهطَّاؿ
من الغوادم معين الورد سلساؿ
كم أعوزت فيك من عجفاء سادرة
فأنجمت عنك شكول ذات إببلؿ
ككم إلى مونقات في حماؾ عطت
غزالة ذات أقراط كإحجاؿ
سألتك اليوـ عنها ما الذم صنعت
فكاف رجع (ّ) جوابي منك تسآلي
شحيحة النفس تقرم ضيفها حرزان
من جفنها كتراه أم إفضاؿ
يا ىذه لست (ْ) ممن يتغي كرقان
كيشتكي قلةن في الماؿ كاآلؿ
ال عيب في المرء إف طابت سرائره
فبل يغرنك بي أخبلؽ سرباؿ
أيطمعت منك بميعاد ككنت على
نجز المراد فخابت (ٓ) فيك (ٔ) آمالي
فغ
فعلقت بحباؿ الشمس منك يدم
كسرت عنك كأني كارد اآلؿ
العذرل فاعذركم
فجئت أنظر ما ي
أنخوة الحسن أـ أقواؿ يع ٌذالي
ىند أنها جعلت ما كاف أظلم و
__________
(ُ) ديواف صاحبالترجمة ص (ّٕ) كفيو :كقاؿ رحمو اهلل تعالى مكاتبان عمو سيدم العبلمة
الجمالي علي بن أحمد بن محمد بن إسحاؽ رحمو اهلل كىو إذاؾ في السجن من المنصور
علي بن المهدم بن عباس.
(ِ) سنة من (جػ) كلم يحدد الناسخ التأريخ بعد لفظ سنة.
(ّ) في الديواف :رد.
(ْ) في (ب) :ليس.
(ٓ) في (جػ) :فخافت.
(ٔ) في الديواف :منك.
(ّ)ُٓ/
(ّ)ُٔ/
(ّ)ُٕ/
(ّ)ُٖ/
(ّ)ُٗ/
مطلولة أكراقها ً
ميناؼ و و
بركضة ... أنٌى يطيب لو النزكؿ
األحبلؼ
ذـ المنازؿ بعد منزلو اللول ...كالعيش بعد أكلئك ٍ
ما الركض إال ما أتى من نحوىم ...في مهرؽ كالفضل ليس بخافي
كمعاقرم في الخمر قلت لو اصح ...عني (ُ) ألبيات أتٍين ظر ً
اؼ
كطفقت أنشدىا كأدىق كأسو ...فيريقو كيقوؿ تلك سبلفي
ىي راحة األلباب بل ىي ركضة ...اآلداب بل ىي عنبر المستاؼ
كع ٌد عن ...تلك المنازؿ كالكثيب العافي[ُٕجػ]
دع من ينوح عن الديار ٌ
مخصػ ...ر األكساط عند محجل األطراؼ
ال يرتضي في المجد حسن ٌ
طرؼ نمتو من الهجاف سوابق ...قب البطوف حوالك األعراؼ
كظباء كحرة ال يغرؾ حسنها ...ما الحسن إال في ظبا األسياؼ
فاجعل خليلك في المعارؾ صارمان ...يا حبذا ىو من خليل و
كاؼ
يا مثل ما لكنا الضياء يممجدان ...يركم حديث الفخر عن أسبلؼ
يركيو عن آبائو كجدكده ...عن عصبة من آؿ عبد مناؼ
ىم أصل كل فضيلة كبخارىا ...فاجمل كخل تعدد األكصاؼ
ال أرتضي قولي يقابل قولو ...أنٌى يقاس الدر باألصداؼ
ال زاؿ بدران في الظبلـ كمزنةن ...عند األكاـ كموردان للعافي
كلو)ِ( :
أبلغ سراة الكثيب يا سائق ...عن مغرـ القلب ىايم شائق
تحية أقسمت سوابقها ...ما نشقت مثل عرفها الفايق
تساؽ للشوؽ حيث كجهها ...فبرقو في غمامها ألق
حتى إذا بلغت مقاصدىا ...سخت بماء من الهول أفق
فانحدرت من حباؿ أفئدة ...منهم سيوؿ من الهول الصادؽ
فاحتملت كالجفا كل جفا ...ىك ٌدر منها مصفقان رايق
كلو)ّ( :
كقالوا ىويت الركض بعد فراقنا
كآثرتو أين الوفا المتقدـ
نعم صدقوا نهوا الرياض كزىرىا
لما أخذت في أكجو الحسن عنهم[ٕب-ب]
يفوح لنا بالورد نشر بركدىم
التبس يم
كيبدك لنا عند األقاح ُّ
يى يم حسنوا الدنيا لنا بوجودىم
__________
(ُ) في أصولي :مني .كما أثبتناه من ديواف صاحب الترجمة.
(ِ) لم أقف على ىذه األبيات في النسخة الموجودة بحوزتي من ديواف صاحب الترجمة.
(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْٔ) نسخة خاصة.
(ّ)َِ/
(ّ)ُِ/
(ّ)ِِ/
(ّ)ِّ/
(ّ)ِْ/
(ّ)ِٓ/
المولى حساـ الدين محسن بن الحسن بن القاسم بن أبي طالب أحمد بن اإلماـ القاسم[بن
محمد] ىو الشاعر األديب ذك التصانيف المفيدة في التأريخ ،كلد في سنة ثبلث كمائة
كألف(َُُّىػ) ،كنشأ (بصنعاء) ك(الركضة) كشارؾ في علوـ اآللة كطالع التواريخ كحفظ
األشعار كالغرائب كالنوادر حتى صارت مجالستو أشهى إلى األكباد من (قطر الندل) ،ثم نظم
الشعر الحسن كمدح األكابر كاألعياف،كأخذ جوائزىم كحظى في إباف عمره ،كاتصل بالوزراء آؿ
[ِِجػ] راجح (ُ) فأحسنوا إليو كقلدكا جيده بأطواؽ المنن كمدحهم بغرر المدائح خصوصان
الوزير جماؿ الدين كألف لو التواريخ كفعل كتابان في مناقبهم ،كلما انقضت الدكلة المنصورية
(ِ) انقطع إلى الفقيو إسماعيل بن الحسن النهمي كاتفقت لو معو عدة قضايا من المداعبات
كالمضحكات ىي متناقلة عند الناس إلى اآلف ،كلما مات الفقيو إسماعيل النهمي نصب لو
الدىر شراؾ المحن كقلب لو ظهر المجن كاستثقلو أرباب الدكلة المهدكية حتى أنو فعل تأريخان
لسيرة اإلماـ المهدم سبع سنين في مجلد كأبلغو إلى حضرتو فأرس لو بقدر معلوـ من الدراىم
ككعده بالجائزة لتماـ التأريخ مع أف إتمامو موقوؼ على انقضاء الدكلة ككاف في أكؿ أمره
متعصبان على أىل السنة فكاف يذكر البدر األمير في مؤلفاتو أقبح الذكر كينتقصو ثم رجع عن
ذلك آخر األمر كمدح البدر األمير بقصيدة ميمية (ّ) كضمن فيها قوؿ أبي نواس.
كلقد نهزت مع الغواة بشنهم (ْ) ...كأسمت طرؼ اللهو حيث أساموا
__________
(ُ)
( ) الذم اتصل بو صاحب الترجمة ىو الوزير علي بن أحمد راجح .ينظر ترجمتو في نشر
العرؼ (ُِِٔ/كما بعدىا).
(ِ) كذلك سنة (ُُُٔىػ).
(ّ) بعض أبيات القصيدة في ديواف األمير ص (ّْٖ) كأكردىا زبارة في نشر العرؼ
(ِ )ّٕٔ/كمطلعها:
يا بدر قد زىرت بك األياـ
شهدت لك اآليات كاألحكاـ
…كأجابو األمير عليها .ينظر ديوانو ص (ّٖٓ).
(ْ) في نشر العرؼ :بدلوىم.
(ّ)ِٔ/
(ّ)ِٕ/
(ّ)ِٖ/
المولى حساـ الدين محسن بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر كبقية نسبو تقدـ في ترجمة
أخيو شيخنا المولى الوجيو كلد صاحب الترجمة في شهر ربيع األكؿ سنة إحدل عشرة كمائة
كألف (ُُُُىػ)(ُ) بكوكباف كنشأ ىنالك ((كشارؾ في النحو)) (ِ) كطالع كتب األدب
كالتواريخ ،كمهر في الفركسية ثم تنقل في (صنعاء) كفي (تعز) كغيرىما من المحبلت كاستقر
آخر المدة بػ(شباـ) ،ككانت لو يد قوية في علم الفلك كاستخراج الخبايا كالسرقات كالشعبذة
فحظي بذلك عند الخلفاء [ِْجػ] كاألكابر كأرباب الدكؿ ،كناؿ من الجاه ((كالماؿ)) (ّ)
حظان كافران -خصوصان -في الدكلة المنصورية كعند المولى أحمد بن المتوكل ككانت لو صناعة
عظيمة في االستخراج كجوابات السؤاؿ كسياسة عجيبة كحذؽ كألمعية ،كاشتهر بذلك عند كل
أحد حتى اعتقد فيو الرجاؿ كالنساء اعتقادان كبيران ،كقصدكه لمثل ذلك من جميع المحبلت
ككانت إصابتو بالسياسة كالحذؽ أكثر ،كإذا لم يصب أحسن اإلعتذار بلطيف الحيل حتى
يتخيل أنو صادقان ،كلو قضايا كثيرة فمنها :أنو كقع رجم بالحجارة في بعض دكر المنصور ككاف
يقع ذلك ليبلن فقطعوا أنو من طريق الجن ألف جماعة الشرطة محيطة بالدار فمن البعيد أف
يكوف ذلك من طريق اإلنس فأمر صاحب الترجمة أف ينظر في ذلك فأخبرىم أف الراجم ىو من
الجن الساكنين في محل سماه لهم كذكر اسمو كنسبو كأنو سيقتلو ثم جاء في بعض الليالي
كأغلق على نفسو باب المقصورة التي رفع الرجم فيها كسمعوا عنده أصواتان كحركة عظيمة ،ثم
خرج من المقصورة [ٗب-ب] كأخبرىم أنو قد قتلو كأراىم مواضع فيها دـ ،فلما كاف في
الليلة األخرل في الرجم فأخبركه بذلك كعاتبوه فقاؿ قد قتلت لكم الجني الذم ذكرتو لكم
كأما أني سأقتل كل جني فهذا أمر متعذر ،كمنها أنو جاءه بعض أرباب الدكلة كأخبره أنو ذىب
عليو قدر عظيم من
__________
(ُ) كقيل سنة (َُُٔىػ) ذكره قاطن في دميتو ،كصاحب الحدائق المطلعة(خ).
(ِ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ) من (جػ).
(ّ)ِٗ/
الذىب كأنو كاف في محل حصين مع أنو لم ير فيو خرقان في جدار كال كسران كال غير ذلك،
فوعده النظر في ذلك فلما (ُ) خرج ذلك الرجل من عنده لم يلبث إال بامرأة ذلك الرجل
تطلبو رقية أك دكاء لمرض عيىنتو ففطن أف مجيئها في ذلك الوقت أنما كاف تجسسان فخبل بها
كىوؿ األمر عليها كأخبرىا أف الجن قد أخبرتو أنها ىي التي أخذت الذىب ،فأقرت
كتهددىا َّ
كطلبت منو أف يستر عليها[ِٓجػ] ذلك فأمرىا أف ترده إلى الموضع الذم أخذتو منو في كقت
معين ،ثم أرسل لذلك الرجل كأخبره أف الذىب قد أخذه بعض الجن كأنو ال يرجعو إال بعد أف
يفعل طلسمان في لوح من ذىب كييبحر عنده بمقدار من العنبر كالعود كالرطب ،كمنعو من
الوصل إلى ذلك المحل إالَّ في يوـ معين ،فأعطاه ما أراد ،ثم أمره بالتماسو في المحل في
اليوـ المعين فوجده كامبلن ،كمنها أنو كجد رجل معركؼ من أىل صنعاء مقتوالن في أياـ المنصور
ملقى في بعض الطرؽ فأمر المنصور صاحب شرطتو كىو رجل يعرؼ بػ(القبيع) بأنو إف لم يأتو
بقاتلو عاقبو عقابان أليمان فلجأ إلى صاحب الترجمة مكركبان ليستخرج لو القاتل كقد كاف صاحب
الترجمة خرج من عند بعض إخوانو نصف الليل فلما كصل إلى بعض أزقة صنعاء رأل رجبلن
شاىران سيفان كآخر حامبلن فوقو شيئان كبعدىما أيضان (رجل) بيده سيف مسلوؿ فتعجب من ذلك
فلم (ِ) يتعرض لهم بشيء فلما أخبره الشرطي بذلك حدس أف أكلئك الرجاؿ ىم القاتلوف لو
ثم أخذ يربع صنعاء كيستعمل شيئان من الشعبذة بمرأل من الشرطي كمسمع ،ثم أخبره أف القتل
كقع في جهة ذلك الزقاؽ الذم رأل الجماعة فيو ككاف الشرطي من أدىى الناس
كأخبرىم((بأىل)) (ّ) البطاالت كأعرفهم بخفيات األحواؿ فلما ذكر الزقاؽ فطن لسبب القتل
كأف ثم امرأة من البغايا يتردد عليها جماعة معركفوف من العصاة ،فبادر إلى دخوؿ بيت المرأة
فوجد أثر الدـ كأخذىم بالسياسة حتى أقركا ،كلو في ىذا الباب
__________
(ُ) في (جػ) :كلما.
(ِ) في (جػ) :كلم.
(ّ) ساقط في (جػ).
(ّ)َّ/
عجائب،كبالجملة فإنو كاف غريب اإلبتداع سلس الطباع حلو الكبلـ يخوض من كل مراـ
كيعجبو نسبتو إلى السحر كعمل الطبلسم كاألكفاؽ ككاف من األعياف ظريف المجالسة يشتاؽ
إلى مفاكهتو األكابر ،ككاف حسن اإليراد للقضايا كالمبالغة في الوصف [ِٔجػ] بديع الشكل
معظمان عند الناس كلو نظم فايق كنثر رايق كرماه بعض أقاربو بانتحاؿ الشعر كأنو ظفر في تعز
بشعر رجل أديب قد توفى فادعاه لنفسو ،ككاف يتعب منهم كالظاىر أف األمر بخبلؼ ذلك فإنو
كاف يفعل قصايد في حوادث معينة كفعل قصيدة فيها مشجر اشتمل على تأريخ قدكـ الغيل
للمهدم المنصور مستهلها [َُأ-ب] (ُ)
(ك):كجد يزيد (ِ) كحسن صبر ينقص
كنول بها دمع يذاؿ كيرخص
(ص):صل من يرل العز المؤثل ذلو
في الحب فهو على التذلل يحرص
(ؿ) :لوال الهول ما ذؿ شيئان كىو ال
يهول الخبلص كال أراه يخلص
كمن شعره قولو)ّ( :
قمت في مركز الوفاء كالوفاؽ ...رافعان رايتي على العشاؽ
كأبحت الطبل من كل خود ...كرشفت الطبل على اإلطبلؽ
عجبان لم أزؿ أخاؼ مع القرب ...كأخشى توىم اإلفتراؽ
كنحرت الكرل لطيف خياؿ ...زارني عند غفوة األماؽ
ػ
ال عدمت الكرل إذا عزت اللقػ ...ػيا كما عز طيف ذات النطاؽ
ذات فرع كاألفعواف فهل لي ...يا سليم الغراـ من ذاؾ راقي
كيف يرقى كاللحظ يفتك فيو ...مثل فتك الحساـ في األعناؽ
أنا أفدم من أكثقني فهل من ...قبلها قد فدل ذكم اإليثاؽ
كانظركا سادتي شفائي كثاقي ...كشقائي يا سادتي إطبلقي
كمن شعره قولو (ْ)
إف اللواحظ ما زالت تبلحظنا
بسحر ىاركت في (األعياف أعياف) (ٓ)
ىيهات ال قبل للعالمين بها
فسحرىا دكف في األعياف أعيانا (ٔ)
__________
(ُ) األبيات أكردىا قاطن في (دمية القصر) كاستقاىا زبارة منو في نشر العرؼ(ِ-ّْٗ/
َّٓ).
(ِ) في نشر العرؼ :يركـ.
(ّ) نشر العرؼ (ِ )َّٓ/عن ما ىنا.
(ْ) نشر العرؼ (ِ )ُّٓ/عن ما ىنا.
(ٓ) في نشر العرؼ(:أفنانان فأفنانا).
(ٔ) ىذا البيت من (جػ) كساقط في (ب).
(ّ)ُّ/
[كفاتو]
ككانت كفاتو في سنة إحدل كتسعين كمائة كألف بشاـ رحمو اهلل [ِٕجػ].
[(ِِِ)محسن بن إسماعيل الشامي] (ُ)
(ُُْٗ-.......ىػَُٕٖ-........./ـ)
[نسبو كنعتو]
السيد حساـ الدين محسن بن إسماعيل المعركؼ بالشامي(ِ) العبلمة الجليل المحقق علمي
المعقوؿ كالمنقوؿ.
[نشأتو كمقركاتو]
نشأ بصنعاء كقرأ على المولى أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم ،كعلى البدر األمير،
كالقاضي أحمد قاطن ،كغيرىم ،كقرأ على الشيخ عبد الرحمن الهندم في المنطق كعلم
الحكمة الطبيعي كاإللهي ،كأما العلم الرياضي فلعلو لم يشتغل بو إال بعض فركعو كالحساب
كالمساحة كالجبر كالمقابلة كبالجملة فإنو حقق جميع العلوـ النقيلة كغالب العلوـ العقلية،
ككاف ذكيان غواصان للمعاني ليس لو في أبناء عصره نظير ،كلو أنظار عجيبة كفوائد غريبة ،كنسخ
بخطو الحسن عدة كتب.
[مؤلفاتو]
كاختصر (العدة على شرح العمدة) لشيخو البدر األمير ،كعلق حواشي حسنة على كتب الفنوف
التي درس فيها كأخذ عنو جماعة من العلماء كشيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد
األمير كغيره كاتصل بالمهدم بن المنصور بعد كفاة الوزير أحمد النهمي كجعلو المهدم كاسطة
على ببلد (إب) ك(جبلة) ،ككاف العامل فيهما السيد العبلمة حسن بن عبد اهلل الظفرم (ّ)
كبقي على ذلك أيامان ثم رجع إلى حالو األكؿ.
[كفاتو]
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو :درر نحور الحور العين(خ) ،نشر العرؼ((ِ،)ِّٓ/
البدر الطالع (ِ )ٕٔ/كلصاحب الترجمة(:مختصر العدة على العمدة) ،ككتاب (فتح الفتاح
بنظم المفتاح في الفرائض .عد أبياتها (ُْْ) بيتان باإلضافة إلى حواشي حسنة على كتب
الفنوف التي درس فيها ،الركض األغن (ِ ،)ُٔٔ-ُٔٓ/األعبلـ (ٓ.)ِٖٓ/
(ِ) ىو المحسن بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن صبلح الشامي
الصنعاني الحسني.
(ّ) انظر ترجمتو في نيل الوطر (ُ.)ّّٗ-ّّٕ/
(ّ)ِّ/
ككات كفاتو في شهر شعباف سنة أربع كتسعين كمائة كألف بصنعاء رحمو اهلل تعالى.
[ (ِِّ) محسن بن قاسم إسحاؽ] (ُ)
(-.......ؽُّىػ-....../ؽُٗـ)
[نسبو كنعتو]
سيدم حساـ الدين محسن بن قاسم بن حسين بن إسحاؽ بن المهدم كقد تقدمت ترجمة أبيو
في حرؼ القاؼ ككاف صاحب الترجمة أديبان ظريفان لو مشاركة في علم النحو كمطالعة لكتب
األدب.
[نماذج من شعره]
كمن شعره ما أجاز بو تضمين المولى محمد بن إسحاؽ لبيت ابن الخيمي(ِ) من قصيدتو
البائية المشهورة كتضمين المولى محمد بن إسحاؽ كىو قولو[ :من البسيط] (ّ)
كلفت بً ًو
شكى خفوؽ فؤاد من ي
يجب
إلى الطبيب كقلبي مثلو ي
فقاـ بالحزـ يأسوه فقلت لو
يجب[ِٖجػ]
رفعوي ي
بين الخفوقين فرؽ ي
أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب
فعن خفوقك قل لي ما ىو السبب[َُب-ب]
كأبيات صاحب الترجمة ىي قولو [من البسيط] (ْ)
ينتسب
ي لما حملت لواء جيش الغراـ غدا ...قلبي بو خفقاف منو
عز كنار الشوؽ تلتهب
فقلت كالوجد يطويو كينشره ...كالصبر ٌ
أما خفوؽ فؤادم )ٓ( ...........البيت..
كقد أجاز ذلك جماعة فأكلهم سيدم محمد بن ىاشم الشامي فقاؿ [من البسيط] (ٔ)
ضب
أعدل فؤادم خفاؽ النسيم كقد ...سرل فمالت بو األغصاف كال يق ي
يضطرب
ي فقلت ىل ماؿ غصني عنك حين ...خفى كما لقلبك كالعشاؽ
أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب ...فعن عن خفوقك قل لي ما ىو السبب
__________
(ُ) نيل الوطر (ِ )َُِ/عن ما ىنا.
(ِ) ابن الخيمي :ىو محمد بن علي بن المفضل ،أبو طالب مهذب الدين الحلي المعركؼ
بابن الحيمي .عالم باألدب كلد عاـ ْٗٓىػُُْٓ/ـ من كتبو أمثاؿ القرآف كالموانسة في
المقايسة كغير ذلك .ينظر :األعبلـ(ٔ.)ِِٖ/
(ّ) نيل الوطر (ِ )َُِ/عن ما ىنا.
(ْ) نيل الوطر (ِ )َُِ/عن ما ىنا.
(ٓ) البيت ىو:
أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب
فعن عن خفوقك قل لي ما ىو السبب؟
(ٔ) نيل الوطر (ِ )ُُِ/عن ما ىنا.
(ّ)ّّ/
ثم تبله المولى شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد فقاؿ [من البسيط](ُ)
أقوؿ للقرط في جيد يشابهو
رطب من اللؤلؤ المكنوف ال الذىب
أما خفوؽ فؤادم فهو عن سبب
فعن خفوقك قل لي ما ىو السبب؟
فقاؿ قد صح ملك الخافقين لو
مهما خفقت فبل عيب كال عتب
فقلت ال نملك الدنيا بأجمعها
مهما خفقنا كشر الخلَّة الكذب
فقاؿ كالحكم لي بالوصل ليس لو
ض ىرب
أصل كلكن كلكن أحاديث الهول ى
كقاؿ المولى محمد بن محمد(ِ) بن الحسين بن علي بن المتوكل كلم يكن قد اطلع على
أبيات المولى عبد القادر [من البسيط] (ّ)
يا خافق القرط قد أشبهت من دنف
يضطرب
ي قلبان لو بالنول (ْ) ما زاؿ
كنلت كصل أمير الخافقين كلم
تهدأ بو إف ىذا في الهول عجب
أما خفوؽ فؤادم .........البيت
ثم تبلىم المولى علي بن إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل [من البيسط] (ٓ)
يىدب القناع بأرداؼ الحبيب غدا ...عند التمايل (ٔ) لؤللباب يستلب
يبتز برؽ الحمى لونان كيشبهو ...على المتوف خفوقان حين يضطرب
لو حزت حوزة ذاؾ القد مثلك ما ...أمسيت يا ىدب قلبي خافقان يجب
عز مطلبو ...كأنت من غاية المطلوب مقترب
لكنو ببعاد ٌ
أما خفوؽ فؤادم ........البيت
كقاؿ في ذلك موالم العبلمة الجمالي علي بن يحيى بن أبي طالب [ِٗجػ] المتقدـ ذكره في
حرؼ العين[من البسيط] (ٕ)
لما رأيت يسهيبلن خافقان خجبلن ...يحكي الفؤاد كلكن بعض ما يجب
ب ً
العبل كإليها كاف يىػ ٍتس ي
ناديتو منشدان تضمين من ىش يرفت ...بو ي
أما خفوؽ فؤادم ........البيت
ككانت كفاة صاحب الترجمة بصنعاء في سنة[ )ٖ( ]........كمئاتين كألف
__________
(ُ) نيل الوطر (ِ )ُُِ/عن ما ىنا.
(ِ) في (ب) :محمد بن أحمد.
(ّ) نيل الوطر (ِ )ُُِ/عن ما ىنا.
(ْ) فيو :بالهول.
(ٓ) ف .ـ )ُُِ/ِ( .عن ما ىنا.
(ٔ) في نيل الوطل :التماثل.
(ٕ) نيل الوطر (ِ )ُِِ/عن ما ىنا.
(ٖ) ما بين [ ] بياض في أصولي.
(ّ)ّْ/
[(ِِْ)محسن بن محمد فايع الصنعاني] (ُ)
(ُُٗٓ-.......ىػُِٕٖ-..../ـ)
[نسبو كنعتو]
السيد حساـ الدين محسن بن محمد فايع كقد تقدـ ذكر أخيو إسماعيل في حرؼ الهمزة،كاف
صاحب الترجمة حسن األخبلؽ كاسع المركءة رفيع السيادة كالفتوة كريم الطباع جوادان مفضاالن
بذؿ نفسو في معاكنة الفقراء كالمساكين كالوافدين عند الخلفاء كأرباب الدكؿ كأتعب خاطره
في الطلب لهم كتفقد أحوالهم كالسعي في قضاء حوائجهم كعبلج مرضاىم كالقياـ بمؤنتهم.
[األعماؿ الموكلة إليو]
__________
(ُ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) درر نحور العين(خ) ،نشر العرؼ (ِ )ّٕٖ/كما بعدىا.
(ّ)ّٓ/
كجعلت بنظرة صدقات كصبلت من أياـ المنصور [الحسين] بن المتوكل فبالغ في التحرم
كاإلنفاؽ ،كعمر المساجد العجيبة كزاد في بعضها زيادات محتاج إليها ،كاعتنى بدرسو (ُ)
القرآف كأىل المنازؿ (ِ) كجعل لهم راتبان معلومان خصوصان في شهر رمضاف ،كقرر خلقان ال
يحصى كثرة (ّ) من أبناء الناس كأىل البيوت ك الفقراء من دفاتر كرسم لهم [ُُأ-ب] أقدار
معلومة تجرل لهم من بيت الماؿ في كل سنة قيمة ضحايا كاستمر ذلك بحميد سعيو إلى اآلف
كبالجملة فمحاسنو كثيرة ،كتعلق بأعماؿ دكلية (ْ) كلكنو ماؿ إلى التعلق بباب الخبر ككاف في
بادم (ٓ) أمره يحب الرفاىية كمجالس األنس ،كنظم الشعر الملحوف المسمى بالحميني كىو
مجيد فيو مكثر كىو مما يتغنى بو كيتمثل الناس بو ككثيران ما يستعمل فيو األمثاؿ ،كلو شغلو
بمجالسة الظرفاء كأىل األدب ،قاؿ القاضي أحمد قاطن (ٔ) كلقد رأيت لو منامان حسنان كىو
أني دخلت الجنة ككاف ىناؾ منبر فيو خمس أك ست درجات كرأيت المولى أحمد بن عبد
الرحمن الشامي في درجة منها كالسيد محسن فايع فوقو بدرجتين فتعجبت من ذلك كسألت
المولى أحمد بن عبد الرحمن(ٕ) عن ذلك فقاؿ لي أف السيد محسن عرؼ المواقف األنسية
فتاب عنها ،كأنا لم أعرفها أصبلن فناؿ ذلك بكف نفسو كصبره عنها كاإلقبلع من فعلها
[َّجػ] بالمرة ،ىذا معنى ما قالو ((القاضي أحمد)) (ٖ) في المناـ.
__________
(ُ) بدرسة :أم بطبلب،كفي نشر العرؼ (بدراسة).
(ِ) أىل المنازؿ :ىم الذين كانوا يسكنوف األماكن الملحقة ببعض المساجد بصنعاء إذ عرؼ
فيما مضى أف أىل الخير أك الباني للمسجد يلحق بو بعض األماكن للوافدين من خارج المنطقة
من طلبة العلوـ ،فكانوا يسكنوف في مثل تلك المنازؿ.
(ّ) في (أ،ب) :عدده.
(ْ) دكلية :نسبة إلى الدكلة .كليس معنى ذلك على المستول العالمي كإنما على مستول
اليمن.
(ٓ) في (جػ) :مبادئ.
(ٔ) دمية القصر (بتحقيقنا).
(ٕ) أم أحمد بن عبد الرحمن الشامي.
(ٖ) ساقط في (جػ).
(ّ)ّٔ/
[كفاتو]
كتوفي صاحب الترجمة في نصف شهر شعباف سنة خمس كتسعين كمائة كألف بصنعاء رحمو
اهلل تعالى.
[(ِِٓ) محسن بن علي الزبارم الصنعاني] (ُ)
( .......-.......ىػ.........-........./ـ)
السيد محسن بن علي الزبارم الصنعاني الدار ذكره صاحب (ذكب الذىب) فقاؿ لو تمسك
بأىداب األدب كشعر تبسم كأسو عن حبب كمدح المنصور بن المتوكل بقصيدة مستهلها (ِ)
:
يا حبذا نسمات الوصل في السحر ...ىحيَّت فأحيت برياىا الذكي العط ور
كىي طويلة.
[(ِِٔ)محسن بن أحمد الشامي الشهارم] (ّ)
(ُُُُِْْٓ-ىػَُُٖ-ُُْٕ/ـ)
[نسبو كمشايخو]
__________
(ُ) ذكب الذىب (خ) ،نشر العرؼ (ُ .)ّٔٗ/ِ( ،)ْٖٗ/كفيو :محسن بن الحسن ،كلعلو
ممن انفرد المؤلف بترجمتو.
(ِ) نشر العرؼ (ُ.)ْٗٗ/
(ّ) الحدائق المطلعة (خ) ،نيل الوطر (ِ ،)ُٗٓ/كفيو :توفي بشهارة ليلة الخميس
(ُُِِْٕ/ُِ/ىػ).
(ّ)ّٕ/
القاضي حساـ الدين :محسن بن أحمد بن يحيى الشامي كلد بشهارة (ُ) كنشأ بها فقرأ في
العلوـ على الشيخ إبراىيم بن حسين المحبشي رحمو اهلل كعلى كالده العبلمة أحمد بن يحيى
الشامي كعلى المولى إسماعيل بن علي بن القاسم بن أحمد بن المتوكل كغيرىم كحقق النحو
كالفقو كالفرائض كالحساب كنظم الشعر الحسن كتحلى بالفضائل ،كلو قدـ راسخ في التقول
كالعبادة كالصبلح كالزىادة كحسن الخلق كالسمت الحسن كالهدل المستحسن ،كلو يد طولى
في المعارؼ كحفظ األخبار كالنوادر كصناعة الخطاب ،كىو من أىل بيت لهم شغلة بالدرس
كالتدريس في الفقو كميل إلى التقول ككفد إلى (صنعاء) مراران كاجتمعت بو كثير في حضرة
شيخنا العبلمة البرىاف (ِ) فكانت أياـ اإلجتماع بو غرة في جبين الدىر ككشاح لحضور
العصور لم أر مثلو في اللطافة كدماثة األخبلؽ كحلو المجوف كاألطراح لؤلعراؼ بالكلية
لحل المشكبلت كاستمر
كالتواضع كاإلنصاؼ ثم عزـ إلى كوكباف فقلد أمر القضاء كتصدل ٌ
ىنالك مدة ثم اشتاؽ إلى كطنو كزيارة أىلو ،فسار إلى (شهارة) كلم يزؿ بها مشتغبلن بالتدريس
كنفع المسلمين.
[كفاتو كنماذج من شعره]
حتى توفاه اهلل تعالى في شهر الحجة الحراـ سنة أربع عشرة كمائتين (ّ) كألف كمن شعره ما
كتبو إلى المولى علي بن إسماعيل بن علي بشهارة يهنيو بأعراس(ْ) [من البسيط]
أما ترل الركض قد كافت بشائره
بأنها(ٓ) ضحكت منو أزاىره
كافضحت خطباء الطير ساجعةن
دكحة فلًذا اىتزت منابره[ُُب-ب]
في و
كجاده الوبل فانهلت سحائبو
كزاره من نسيم الصبح زائره
فأعذر أخا الحب إف أبدل الكمين ك
__________
(ُ) كاف ذلك سنة (ُُْٓىػ).
(ِ) أم :إبراىيم بن عبد القادر ،السالف الذكر في الجزء األكؿ.
(ّ) في (ب،جػ) أربع عشرة كمائة كألف .كعلل الناسخ في الحاشية بقولو :لعلو كمائتين كألف.
كالصحيح ما أثبتناه.
(ْ) نيل الوطر (ِ )ُٗٔ/بعض أبياتها كعند قولو بأعراس نهاية (ُّ) في النسخة (جػ).
(ٓ) في (جػ) :بها.
(ّ)ّٖ/
(ّ)ّٗ/
نجد إف عبرت بر و
امة فيا ريح و
فعرج على تلك المنازؿ كالكثب
كصف لهم حالي عساىم بدعوة
يقوموف لي في ساعة القرب بالقرب
دىر تقضى ببعدىم
عسى ينقضي ه
فحسبي من البين المشتت لنا حسبي
إذا أنا عاتبت الزماف يقوؿ لي
بمقوؿ حاؿ منو ما الذنب من ذنبي
أليس اجتماع الشمل بعد افتراقو
أك العكس موقوفان على حكمة الرب
سلو تعالى جده من ىباتو
فى ى
مواىب تنسيك الذم حل في القلب
مددت إليو الكف أدعوه إنو
قدير على جمع افتراؽ ذكم الحب
سيجمع رب العرش إلفان بإلفو
كشكبلن إلى شكل كتربان إلى ترب
(ّ)َْ/
كمن آخر ما قالو من الشعر كلم يلبث بعده إال نحو الشهرين كتوفاه اهلل تعالى كىو قولو)ُ(:
[من الوافر]
أأطمع أف يعاكدني شبابي ...كقد كفيتها ستين عاما
لدم لكل مطلوب زماما[ُِأ-ب]
كترجع لي قوام البلٌئي كانت ٌ ...
فدع عنك المحاؿ كعد إلى ما ...علمت بأنو أقصى مراما
سؤاؿ العفو من رب كريم فسػ ...ػلو ككن بو أقول اعتصاما
فيا رب العباد أقل عثارم ...كزالٌتًي كإف كانت عظاما (ِ) [ّّجت]
[(ِِٕ) محسن بن إسماعيل عطف اهلل الكوكباني] (ّ)
(ُُُُِّٗٓ-ىػَُُٖ-ُِٕٔ/ـ)
[نسبو كنشأتو كمقركاتو]
القاضي حساـ الدين محسن بن إسماعيل بن حسين بن عبد اهلل بن عطف اهلل .نشأ بكوكباف،
كقرأ على المولى عيسى بن محمد بن الحسين كغيره كأخذ عن البدر األمير كعن السيد العبلمة
القاسم بن محمد الكبسي كغيرىم ،كجالس األكابر كاتصل بشيخنا الوجيو ليبلن كنهاران ،ككاف
منزلو مهبط الوافدين إلى كوكباف كمسكن األعياف كالفضبلء يشتاؽ إليو كل أحد مع كرـ أنفاس
ال تحصى كال تعد.
[كالده]
__________
(ُ) نيل الوطر عن ما ىنا.
(ِ) توفي صاحب الترجمة ليلة الخميس ِٕ/ذم الحجة سنة (ُُِْىػ).
(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو :الحدائق المطلعة (خ) ،نيل الوطر (ِ،)ُٕٗ/
الجامع الوجيز (خ) ،مصادر الحبشي (ِّٓ) ،مؤلفات الزيدية (ِ ،)ُِٗ/األعبلـ
(ٓ ،)ِٖٓ/أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُِٖ)،الركض األغن (ِ.)ُٖٔ-ُٕٔ/
(ّ)ُْ/
ككاف الده فاضبلن كرعان لو معرفة بالفقو جيدة ككاف من حكاـ (كوكباف)،كتبعو كلده صاحب
الترجمة في الحكومة كالورع مع المشارفة في سائر العلوـ كنظم الشعر كقد ذكره المولى فخر
الدين (ُ) في (حدائقو) فقاؿ (ىو إنساف عين الزماف كأكحد الفضبلء األعياف كريم جواد كاسع
الصدر كالمهاد لو قدرة على نظم القصائد المطوالت فكيف األبيات كالمقطعات إذا أرخى
عناف الكبلـ فبل يرد جماحة لجاـ ،كقد أخذ من العلم نصيبان كافران فطلع في فلك القضا سافران
كرأيت لو نبذة في كصف قياـ (أبي عبلمة) (ِ) نشر فيها أعبلمو كلو شعر كثير قد طاؿ ذكره
فهو في األقطار يسير .انتهى كبلمو كقد كفد إلى (صنعاء) في سنة أربع عشرة كمائتين كألف
كبقي لدل شيخنا البرىاف كتقضت لنا كإياه برىةن مختلسة من الزماف كأدركتو في آخر عمره
بعض غفلة رمبا اعتقد بها ماال يكوف ككاف حسن المحاضرة طويل النفس في األخبار كيخرج
من كبلـ إلى آخر ال يفتر عن ذكر اهلل تعالى ثم عاد إلى كطنو.
[كفاتو كمولده كنماذج من شعره]
كتوفاه اهلل تعالى في شهر شواؿ سنة خمسة عشر كمائتين كألف(ُُِٓىػ) ،كمولده في سنة
تسعة كثبلثين كمائة كألف .فمن شعره ما أجاب على الفقيو أحمد الزىيرم كىو قولو[ :من
الكامل] (ّ)
كجد يذكب الصب من إخفائو
كيريق دمعان قانيان بدمائو
كاضالً يع تطول على جمر الغضى
كالقلب يصبو نحو حسن دمائو
فترفقان يا عاذلي بمتيم
ييخفي الهول فيذكب من إخفائو
تعذ ًؿ المشتاؽ في أشواقً ًو
ال ً
حتى يكوف حشاؾ في أحشائو
فبمسمعي كقر عن العذؿ الذم
أبديتو كالطرؼ في أغضائو
__________
(ُ) أم :عبد اهلل بن عيسى بن محمد بن الحسين ،كحدائقو ىو كتاب اسمو( :الحدائق
المطلعة من زىور أنباء العصر شقائق) ترجم فيو لمن عاصره من األدباء .كيسمى (حدائق
التحف فيمن تردل برداء األدب كالتحف).
(ِ) أبو عبلمة :استطرد المؤلف قصتو خبلؿ ترجمة عبد القادر بن أحمد الكوكباني .في الجزء
الثاني.
(ّ) نيل الوطر نقبل عن ما ىنا.
(ّ)ِْ/
عصينَّك في الهول
فومن أحب أل ى
قسمان بو كبحسنو كبهائو[ّْجػ]
و
كبقامة تدع الرماح نواكسان
كلواحظ كالسيف عند ًم ى
ضائو
ما ملت عن حب الحساف فقد ر ً
ضى ى
قلبي العميد بظلمو ً
كشقائًو
هلل أياـ مضت في قربها
كشباب عصر الحب في غلوائو
منها:
في ركضة نثرت درارم زىرىا
عقدان لجيد النهر عند صفائو
فيو الهزار على المنابر منشدان
برحائو
في الدكح ما يركيو من ى
كلبلبل العذبات ترديد الهول
سحر يزيد الصب في إخفائو (ُ)
خفف سجوعك يا حليف شجونو
ما أنت عند الحب من أكفائو
أفأنت تسقي الركض غيث مدامع
كدموعو تغنيو عن أنوائو
شذل من سفحهم
كإذا الصبا أىدت ن
أذكر زناد الوجد في إخفائو
فلكم أسوـ القلب صبران في الهول
صونان فلم أظفر بغير إبائو
كيف السبيل إلى السلو لمدنف
كىول األحبة منو في سودائو
يا قلب ذب كجدان إذا برؽ الحمى
شق السحاب الجوف في أرجائو
كسقاه دمع المتيم مثجم
يغنيو عن كدؽ لسحب سمائو
فهناؾ من حجبتو بيض و
أسنة
أصبحت دكنو اتصحب من إسرائو[ُِب-ب]
ىيهات كم يرجو صبلح فؤاده
كظبللو في الحب أصل ىدائو
كيركـ أف يثني العناف عن الهول
فأبى كمطمحو بلوغ منائو
كالدىر يعكس ما يؤملو الفتى
ككذاؾ حاؿ الدىر في أبنائو
حتى ثناه عن التعلق بالهول
نور تنظم فاىتدل بسنائو
للماجد الفرد المبرز في العبل
رب التقى فالفضل من قرنائو
صدرت على بعد العهاد كبعده
جور الزماف كذاؾ من أبنائو
ال أذـ الزمن الذم بلغتو
فعليو رحمة ربنا كرضائو
كل اإلساءة من بنيو كإنما
جهد المقل الصبر عند ببلئو
كلو يعاتبو في تركو للجواب عليو في قصيدة مطلعها (ِ) [من الكامل]
عتب أرؽ من المعين السلسل
يجرم على طرؼ النسيم المرسل
يسقى بركض الود من غرس الوفا
ركضان يركؽ الناظر المتأمل[ّٓجػ]
تشدكا حمائمو بلحن مطرب
ينسى أخا التبريج صدح البلبل
منها:
و
عواذؿ كالحب ال يحلو بغير
حسن الغراـ بهم كطاب لمن بلى
__________
(ُ) في (ب) :أغرائو.
(ِ) أكرد زيادة في نيل الوطر البيت األكؿ منها عن ما ىنا.
(ّ)ّْ/
(ّ)ْْ/
كشعر القاضي كمكاتباتو كثيرة قد تضمنها مجموعو ،المسمى (شوارد األخبار فيما دار بينو كبين
اإلخواف كاألعياف من األشعار) (ُ) كقد كاتب شيخنا الوجيو ،كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي
الرجاؿ كالبدر األمير ،كأعياف كوكباف كغيرىم .رحمو اهلل تعالى كاهلل الموفق (ِ) .
[(ِِٖ) محسن بن حسين اليامي الصنعاني] (ّ)
( -.......نحو َُُٔىػُْٕٕ -....../ـ)
[اسمو كنعتو]
__________
(ُ) ىو كتاب( :شوارد األخبار فيما دار بيني كبين اإلخواف كاألعياف من األشعار) (خ).
(ِ) توفي صاحب الترجمة في شواؿ سنة (ُُِٓىػ).
(ّ) نشر العرؼ (ِ )ّّٕ/عن ما ىنا ،معجم اليمنيين (للمحقق (خ).
(ّ)ْٓ/
الفقيو حساـ الدين محسن بن حسين اليامي .كاف لطيفان ظريفان أديبان حسن المحاضرة مليح
النوادر ،تشتاؽ إلى مجالستو النفوس كتبرز خفي المعاني في صورة المحسوس ،ككاف من
مشايخ القرآف الكريم في (القراءات السبع) تخرج عليو فيها عدة من الناس في جامع صنعاء
كاتصل بالمنصور [الحسين] بن المتوكل كحفظ عليو تجويد القرآف كاختص بو كدارسو برىة
طويلة ((كالزـ كلديو المهدم بن المنصورم))(ُ) كأخاه جماؿ الدين .ككاف لهما إليو شوؽ
شديد كحب عتيد كاختار لهما قراءة (حفص) فأتقناىا كضبطا حسن األداء عليو كلم يفارقو
المنصور في سفر كال حضر حتى توفاه اهلل تعالى في آخر دكلة المنصور كأكصى إليو ككانت لو
يد طولى في إخراج الضمائر كمكاشفات خارقة كيقوؿ إنو يعرؼ ذلك في الشمع حاؿ تسريجو
ككاف كثيران ما يخبر أكالد المنصور بما يجئ لهم في المستقبل فيصدؽ ذلك كذكر لو في بعض
الليالي أنو [ّٔجػ] سرؽ في كوكباف متاع كثير لبعض أىلو فنظر إلى الشمعة ككصف المحل
الذم خبأت السرقة فيو بأكصاؼ ميزتو عن غيره كشخصتو كلم يكن قد عرؼ تلك المحبلت
أصبلن فأخبر المسركؽ عليو بذلك فوجدىا فيو كلو شعر عجيب [ُّأ-ب] فمن مقطوعاتو
قولو يمدح الفقيو أحمد بن حسين الرقيحي رحمو اهلل تعالى (ِ)
هلل درؾ يا نجل الحسين لقد ...جليت ىحليت ما خليت للعرب
قدران ككربان كمضماران كجيد على ...كمشكبلن كعلى الجوزا كمن أدب
كلو لم يكن لو إال ىذا المقطوع لكفاه فخران من األدب رحمو اهلل تعالى(ّ)
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ِ) نشرالعرؼ (ِ )ّْٕ/عن ما ىنا.
(ّ) لعل كفاة صاحب الترجمة في سنة (َُُٔىػ) كاهلل أعلم.
(ّ)ْٔ/
[(ِِٗ) محمد بن علي بن محمد الشوكاني] (ُ)
(َُُُِّٕٓ-ىػُّْٖ-َُٕٔ/ـ)
[اسمو كنسبو]
القاضي العبلمة أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل بن الحسن بن محمد
بن صبلح بن إبراىيم بن محمد الشوكاني ،كنسبو ينتهي إلى خيشنة -بفتح الخاء المعجمة
كسكوف المثناة من تحت كفتح الشين المعجمة كبعدىا نوف مفتوحة -كخيشنة ىو ابن زياد بن
قسم بن ربيعة بن مرىبة األصغر كبقية نسبو معركؼ في كتب األنساب كىو ينتهي إلى بكيل بن
جشم ثم إلى قحطاف بن ىود (ِ) كشوكاف قرية من قرل السحامية إحدل قبائل خوالف بينها
كبين (صنعاء) دكف مسافة يوـ.
__________
(ُ) ترجم لنفسو في كتابو البدر الطالع (ِ ،)ِِٓ-ُِْ/مؤلفات الزيدية (انظر الفهرس)،
مصادر الفكر للحبشي (ِِْ )ُّ،ُٕ،ُٔٔ،ك(انظر الفهرس) درر نحو الحور العين (خ)،
عقود الجواىر كالدرر لعاكش (خ) ،الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) ترجمة (َُّٔ)،
معجم المؤلفين (ُُ ،)ّٓ/التاج المكلل (َّٓ ،)ُّٕ-الركض األغن (ّ ،)ٖٕ/أعبلـ
المؤلفين الزيدية ص(ٖٓٗ) كمصادر أخرل عديدة يجدىا الباحث في مضانها.
(ِ) ينظر البدر الطالع (ُ،)ْٕٖ/
(ّ)ْٕ/
[نعتو]
كصاحب الترجمة ىو قاضي القضاة كمفتي المسلمين كمفيد األناـ إماـ العلوـ كالمعارؼ
كالمتفيء ظليل ظلها الوارؼ المشرقة بالتحقيق أقماره كشموسو ،كالزاخر بالعلم عبابو كقاموسو،
مجتهد الزماف ككاسطو عقد الرؤساء كالعلماء األعياف ،جامع شمل العلوـ العقلية كالنقلية
مقتطف ثمرات الفنوف الفرعية األصلية ،مشكوة الفضائل كمصباحها كالمنير بو مساؤىا
كصباحها ألف بتأليفو شتات الفنوف كصنف بتصانيفو الدر المكنوف فمؤلفاتو مجمع على حسنها
بين علماء اإلسبلـ كأنظاره كأبحاثو ىي شفا لؤلكاـ ،كفتاكاه ىي عمدة الخاص كالعاـ كأقوالو في
معترؾ الحبلؽ قاطعة للشجار كالخصاـ كأحكامو في خبلفاتو المضطربة أصوؿ األحكاـ ،جمع
بين الرياسة كالدراسة للعلوـ كالتحقيق لحدكدىا كالرسوـ [ّٕجػ] كاألدب الغض كالببلغة في
المنثور كالمنظوـ كطوؿ الباع في إنشاء الرسائل كحسن األخبلؽ كلطافة الشمائل كالعرض
الظاىر كسخا النفس كطيب السراير كالنقادة كالفحولية كالذكاء كاأللمعية كحفظ السنن كاآلثار
كالتواريخ كاألخبار كسعة اإلطبلع كشدة االستحضار كحسن اإليراد كاإلصدار ،كسمو الهمة
كسبلمة الصدر ككثرة االحتماؿ ،كجبللة القدر كالورع الشحيح كالبعد عن الشبهات كحسن
النظر في فصل الخصومات كجبللة القدر كالورع الشحيح كالبعد عن الشبهات كحسن النظر
في فصل الخصومات كمعرفة الحقائق كجودة الرأم في جميع الواردات كاإلىتماـ بأمور
المسلمين كنصرة المظلومين كالشفقة على الضعفاء كالمساكين مع الورع الشحيح كالعفاؼ
المؤسس على بنياف من التقول صحيح كبالجملة فمحاسنو كأكصافو ال يحيط بها قلم كال
ٌ
يمكن على التعبير عنها بفم كقد أشار إلى بعض أحوالو القاضي العبلمة الوجيو عبد الرحمن بن
يحيى اآلنسي (ُ) المقدـ ذكره فيما كتبو إليو من قصيدة منها [من الوافر] (ِ)
__________
(ُ) ينظر ترجمتو بأعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ْٓٓ) ترجم (ْْٓ).
(ِ) ديواف األنموذج الفائق للنظم الرائق .عبد الرحمن يحيى اآلنسي مؤسسة اإلبداع .ط (ُ)
ُُْٗىػُٗٗٗ/ـ .ص (ْْ.)ْٔ-
(ّ)ْٖ/
(ّ)ْٗ/
(ّ)َٓ/
(سنن بن ماجة) كمن (سنن النسائي) كبعض من (شفا القاضي عياض) كبعض من (المنتقى)
البن تيمية كبعضان من (البحر الزخار) كحاشيتو كمن (ضوء النهار) كحاشية شيخنا عليو الموسومة
برفع حجاب األنظار كبعض من منظومة زين الدين العراقي ،كشرحها لو ك(فلك القاموس)
لشيخنا الوجيو ،كبعضان من (شرح المواقف) للشريف كأكائل (دامغ األكىاـ) ك(شرح القبلئد)
للنجرم كبعضان من (صحاح الجوىرم) ،ككذلك من (فتح البارم) شرح البخارم كقرأ عليو
شرح [َْجػ] (منظومة الجزازم) في العركض كالقوافي ،ككاف شيخنا يأمره باإلقتصار على
بعض المسموعات كيأمره بالشركع في غيره لما يرل من أىليتو كذكاه كاستحضاره للقواعد
كملكتو الراسخة في العلوـ كأجاز لو شيخنا إجازة عامة ككتب لو بخطو على أكثر ىذه
المسموعات كقرأ على شيخنا العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر (صحيح البخارم) من أكلو إلى
آخره كأجاز لو إجازة عامة كقرأ على القاضي العبلمة شرؼ اإلسبلـ الحسن بن إسماعيل
المغربي (سنن أبي داكد) من أكلها إلى آخرىا كبعضان من شرح الخطابي عليها كشرح ابن
رسبلف ،كقرأ عليو المطوؿ جميعو مع حواشيو للشلبي كالشريف ك(شرح العضد) في األصوؿ
جميعو كقرأ عليو الكشاؼ جميعو مع حاشية السعد عليو ((في أكلو كحاشية السراج عليو في
آخره كقرأ عليو جميع البدر التماـ شرح بلوغ المراـ )) (ُ) إالَّ فوتان يسيران من أكلو كقرأ عليو
بعضان من صحيح مسلم كشرح النواكم كمن التنقيح كمن شرح الرسالة الشمسية في المنطق
كحاشية الشريف عليها كأجاز لو إجازة عامة كأجاز لو شيخنا يوسف بن محمد المزجاجي
كمشايخو ينيفوف على العشرين كلما سار ذكره سير اإلشراؽ في جميع اآلفاؽ قصده الناس
للفتيا كحل المشكبلت فأفتى بما اعتمد عليو الحكاـ كصار فيصبلن للشجار كالخصاـ كدرس
في عدة فنوف كاشتغل بالتدريس كالتأليف كاجتهد في العمل بما صح لو كألف التآليف الحسنة
كنظم الشعر ككاتب ككوتب كطاؿ باعو في
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ّ)ُٓ/
اإلنشاء كرسخت ملكتو في جميع المعارؼ فمن شعره ما كتبو مجيبان على القاضي الوجيو عبد
الرحمن بن يحيى اآلنسي (ُ)
كفود حبيب أـ كركد عهاد ...كصوت بشير أـ تىػ ىرنٌم حادم
بعيشك ىل قد يم َّزقىت يحلىل النول ...كحاف من اللقيا مناؿ مرادم
كىل طلعت شمس التواصل بعدما ...تطاكؿ ليل مظلم ببعاد [ُْب-ب]
كعادت لنا األياـ بيضان زكاىران ...كقد لبست من قبل ثوب حداد[ُْجػ]
ٍ
فإف كاف ما قاؿ البشير بيقظة ...كلم يك أحبلمان كزكر رقاد
و
مخيلة ...كرنّْح أعطافان لرنو شادم فيا دىر قم فاسحب ذيوؿ
كيا ركب حل في كل صقع مبشران ...فإنك موفود بكل ببلد (ِ)
السرل ...كمن طي أغوار كقطع نجاد
كيا ناؽ قد اعضيت من تعب ُّ
كقم يا غبلمي حط ىر ٍحل مطيتَّي ...كخذ ذا بلى كاحلل عقود نجادم
كس ٌكن صهيل المهر كانزع شكيمةي ...كضع المتي من فوؽ ظهر جوادم
فقد كنت أزمعت اقتحاـ متالف ...كقطع آكاـ أفقرت ككىاد
كمن دكف ما أبغيو في كل موطن ...طراد جياد كارتقاص صعاد
كسلب نفوس ال تحيد عن اللقا ...كإف لقيت في الحرب حر ً
جبلد ٌ
كلم يك ترحالي لجمع شوارد ...من الماؿ أبغيها بكل ببلد
كال للقا ىخ ٍو ود رداح بذكرىا ...أيديرت كؤكس من رحيق شهاد
كأنى لمثلي يرجو العيش قاصدان ...لقا زينب أك طالبان لسعاد
كقد طلعت شمس المشيب بعارضي ...كقد كاف ليبلن فاحمان بسواد
كطار غيراب كاف فؤادم كٍكرهي ...كأبقى لو بيضان كثير ً
عداد ي
كتمت ًسنوف العمر سبعان كقبلها ...ثبلثوف عامان أذنت برشاد
فهل بعدىا من ملعب لصبابة ...كىل عندىا من مربع لوداد
كلكن ترحالي لزكرة ماجد ...أشاد من العليا رفيع عماد
شامخ ...كصار لو فيها أعز كىاد (ّ)
فتى حل في بيت من المجد و
ن
__________
(ُ) ديواف الشوكاني أسبلؾ الجوىر .بتحقيق حسين بن عبد اهلل العمرم
ط(ِ)َُِْىػُِٖٗ/ـ .دار الفكر دمشق ص(ُّٗ).
(ِ) ال يوجد ىذا البيت في ديواف صاحب الترجمة.
(ّ) بقية القصيدة في ديوانو ص(َُْ.)ُِْ-
(ّ)ِٓ/
(ّ)ّٓ/
(ّ)ْٓ/
(ّ)ٓٓ/
ثم انتقل صاحب الترجمة إلى (حبور) ك(السودة) عامبلن كاستدعى المولى ىاشم بن يحيى
الشامي [ُٓب-ب] للقراءة عليو كاإلقتباس من علومو فوصل إليو كقرأ عليو في فنوف العلوـ
كلو ذكاء كقاد كذىن سياؿ ثم انتقل إلى (كصاب) ككالده عامل فيو كقد صار من أكابر األعياف
كممن يشار إليو بالبناف فقرأ على كالده ىنالك كاقتبس من فضائلو كالزمو في حضرة كسفره
كتنقل معو في الواليات كشارؾ في الرياسات كمدحو بغرر القصائد كمما كتبو إليو على لساف
بعض األعبلـ في االعتذار عن عدـ حضوره للقراءة في حضرة كالده (ُ)
موالم عذران إف تأخرت عن ...مجلس أنس مالو ثاني[ْٓجػ]
حراني
فحسن ظني بك بالعفو قد ...أطمعني كالقات ٌ
كالقات الحراني نوع معركؼ بأصاب ،كلما توفي كالده في التاريخ المتقدـ (ِ) قرره عمو
صاحب المواىب عامبلن على [ببلد] أصاب فسار ذكره كحمدت سيرتو ،كقصده الناس كىو
مع ذلك مقبل على العلوـ بكليتو مبلزمان للعلماء كالمحققين مشتغل بالدرس كالتدريس ،كاعتني
بجمع الكتب فجمع منها خزائن في جميع الفنوف ال يحصى كثرة كأكب على مطالعتها حتى
تفنن كأكسع كنظر كحقق كمهر ،كصار إمامان في كل علم ،كأما الفقو كأصولو ،كعلم الكبلـ فهو
إمامها الذم ال يجارل كماىرىا ال يبارل كالمنفرد بتحقيقها الذم ال يشاركو فيو أحد كلقد ذكر
القاضي أحمد بن محمد قاطن في (تحفتو) (ّ) أف المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي كاف
يقوؿ أنو لم يستصغر نفسو عند أحد من أىل الفنوف إال عند إثنين في فنين أحدىما المولى
محمد بن إسحاؽ في علم الفقو كالثاني المولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن -اآلتي
ذكره إف شاء اهلل تعالى -في المعاني كالبياف.
[من يسمى فقيهان] (ْ)
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )ُٖ/عن ما ىنا.
(ِ) توفي كالد صاحب الترجمة سنة (ُُُِىػ).
(ّ) تحفة اإلخواف (خ) ،دمية القصر لقاطن :ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي (بتحقيقنا).
(ْ) نشر العرؼ (ّ )ُُ/عن ما ىنا.
(ّ)ٓٔ/
كليس المراد بالفقو ىو مجرد معرفة أقواؿ صاحب المذىب بل ىو استنباط األحكاـ الشرعية
عن أدلتها التفصيلية الذم ال يسمى صاحبو فقيهان حتى يصير إمامان في جميع العلوـ النقلية
كلعوـ العربية كاألصوؿ كعلم الحديث كالتفسير كما تعلق بذلك كما البد منو من علم الكبلـ.
[شيء من أحوالو]
كلما قاـ باألمر صاحب شهارة المولى الحسين بن القاسم بن المؤيد بن المنصور (ُ) كما تقدـ
سارع المترجم لو إلى إجابتو كقرره ىو كأخوتو على ما كانوا عليو من الببلد كما انضاؼ إلى
ذلك من األقطار ككانت عمالتو ىو كإخوتو على (أصاب) كتعز كالعدين كشرعب كعتمة كجهات
مغرب ذمار فأما إصاب فكانت على نظر صاحب الترجمة [ْٔىػ] كأما تعز كما إليها فكانت
إلى أخيو المولى الحسن ،كأما العدين فإلى أخيهما المولى عبد اهلل كسائر إخوتو كانوا على
جهات متفرقة كعتمة كالمغارب من قبل أخيهم صاحب الترجمة ككاف معهم من صاحب شهارة
كماؿ التفويض كلو إليهم كلية الميل .ثم آؿ األمر بعد ذلك إلى قياـ المتوكل على اهلل القاسم
بن حسين بن المهدم فبايعو صاحب الترجمة بعد مراسبلت كشركط ككصل إلى الحضرة
المتوكلية بصنعاء معظمان مكرمان كبعد مدة نسب إلى إخوتو شيء من عدـ التوقف فحبس ىو ك
إخوتو كذلك في سنة ثبلث كثبلثين كمائة كألف فأقبل في الحبس على العلم كمطالعة الكتب
كمطارحة األدباء ككاتبو العلماء كالبلغاء فممن كتب إليو المولى الحسين بن علي بن المتوكل
[ُٔأ-ب] المقدـ ذكره بقصيدة مطلعها (ِ)
أنا أدرم كإف كنت لست أدرم ...أف هلل فيك غامض سر
أنت سر اهلل في قالب المجد ...خفي في طيو أم نشر
فابق نعمة يضاحك الدىػ ...ػر بثغر عذب المراشف (ّ) درم
ى
منها:
عذرم كإف ...لم أكن فما ذاؾ عذرم
ٌ أنا في حبٌة مدل الدىر
__________
(ُ) كاف ذلك سنة (ُُِٓىػ).
(ِ) أكردىا زبارة في نشر العرؼ (ّ.)َِ-ُٗ/
(ّ) فيو :المراشق.
(ّ)ٕٓ/
أنا من أجلو عتبت زمانان ...قد جفاه بكل نظم كنثر (ُ)
كلو أني استطعت حرب زماني ...فيو أحربتو ببيضي كسمرم
غير أني أشرت بالجهد في العتػ ...ػػب كذاؾ العتاب غاية أمرم (ِ)
منها:
ليت شعرم أفي سواه يركؽ
ٕٕٕٕ ...الشعر حتى أقوؿ يا ليت شعرم (ّ)
كىي طويلة فأجابو صاحب الترجمة بنثر كنظم فمن نظمو)ْ(:
طاؿ ما قلت منكران ما لدىرم
طاؿ ما جاءني بمنكر أمر
لم يزؿ منكران لمعركؼ قدرم
باعثان للعباد من غير قدر
خدع كمك ور
راشقان لي بسهم و
ناصبان رايتي فجوور كعذر[ْٕىػ]
ىاؿ أمرم فإف أقل عيل صبرم
الح مثل الصباح للناس عذرم
غير أني أصاف من عيل صبرم
إف عنا حادث كمن ضاؽ صدرم
لي في الخطب حسن صبر كصدر
إف يضق ضاؽ كل بحر كبر
كم خطوب ىزمتها باصطبا ور
لم يزؿ ظافران بفتح كنصر
كمضيق كسعتو باعتبار
كانتصار لدفع عسر كيسر (ٓ)
كمسيء رددتو باغتفا ور
محسنان معلنان بحمد كشكر
كعدك أعددتو لي صديقان
باعتماد القرآف في كل أمرم
فهو نور القلوب في كل داج
كشفاء الصدكر من كل ضر
فإلى اهلل أشتكي ما دىاني
من زماف على العناد ً
مصر
منها:
كرجاؿ لم ينقموا غير فضلي
كعفافي كصدؽ قولي كبرم
كعلوـ بها ارتفعت عليهم
طار صيتي بها كما طاب ذكرم
كلساف لم يعي إال عن الزكر
كفحش من الكبلـ كىجر
ىكذا يبتلى أكلو الفضل باألضداد
كالحاسدين في كل عصر
كمن الخير للفتى أف تراه
ساخطان منو ذك فساد كشر
أخاء كقد أنكر
يا أخى المرتضى ن
حسن اإلخا أبناء دىرم
كمنها:
جاءني نظمك البديع فألقى
ذا اشتياؽ إلى لقاؾ مضر
فرأيت البياف في كل بيت
كرأيت الحسين في كل سطر (ٔ)
__________
(ُ) في (ب) :ترؾ بعد ىذا البيت قدر سطر كنصف بياضان.
(ِ) بعد ىذا البيت في نشر العرؼ بيتين آخرين.)َِ/ّ( .
(ّ) بقية القصيدة في نشر العرؼ.
(ْ) نشر العرؼ (ّ.)ِِ-َِ/
(ٓ) في نشر العرؼ (غر بيسر).
(ٔ) بقية القصيدة في نشر العرؼ (ّ.)ِِ-ُِ/
(ّ)ٖٓ/
كىي طويلة كممن دار بينو كبينهم كؤكس المذاكرة كجرت بينهما نفائس المشاعرة شيخ شيوخنا
البدر األمير حتى كاد ال يخلو يوـ عن إدارة نثر أك نظاـ أك مسائل لسبب اتصاؿ كلده المولى
إسماعيل بن محمد بالبدر األمير للقراءة عليو فمن أكؿ ما دار أف المترجم كقف على أبيات
للبدر األمير مستهلها (ُ) [ْٖىػ]:
شكت بلساف الحاؿ طوؿ جفاىا ...كنادت كلكن من يجيب نداىا
مشردةن يلهو بها غير كفوىا ...كيمنعها عن أىلها كحماىا(ِ)
لقد ظلمت إذ صار يلثم ظلها ...فتى ليس أىبلن أف يريد ىواىا
إذا افتلتت(ّ) من كف مختلس لها ...تلقفها لص بطيل عناىا
كىي طويلة فقاؿ المترجم لو حين كقف عليها كأرسل بها إلى البدر األمير:
أتبلغ نفسي من سعاد مناىا
سقا اهلل ماضي عهدىا كرعاىا (ْ)
ٌذ لي شيء سول عهدىا كالفما ل َّ
تملك قلبي المستهاـ سواىا[ُٔب-ب]
نأت عن عيوني دارىا فمتى متى
أرل بعيوني دارىا كأراىا
لقد فرقت بيني الليالي كبينها
كما جمعت بيني كبين عداىا
فيا لليالي ال ستنارت نجومها
كال ضحكت شمس الظهيرة فاىا
تمد إلى تفريقنا خطواتها
كنحو التبلقي ال تمد خطاىا
منها:
خليلي لم يبق الفراؽ لناظرم
بكاء فهل عين تعير بكاىا
ن
و
فأبكي من بعد طويل كغربة
بدار متى أدعو أجاب صداىا
خليلي ىل من سامع لشكيتي
إذا بثت الشكول إليو كعاىا
فإف تجداىا فاكشفا عن نقابها
كإالَّ فصونا كجهها كقفاىا
كىي طويلة ككتب إلى شيخو العبلمة ىاشم بن يحيى الشامي يعاتبو في ترؾ المعاىدة بقولو:
(ٓ)
لم يا صديقي ال تعاى يدني
أك كل من ج ىفت الملوؾ يجفي
ركعت قلبي من جفاؾ بما
أدناه أدناه من التلف
حاشا عهودؾ أف يغيرىا
ما في تعدم الدىر من سرؼ
__________
(ُ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير (ِْْ كما بعدىا) ،كالبيت األخير فيو.
بعيشكما ير ٌد اسبلمي على امرئ
على شرعة المختار رد ركاىا
(ِ) بعد ىذا البيت بيت آخر في ديواف األمير.
(ّ) من (جػ) كفي (ب) :اختلفت.
(ْ) في (ب) :كسقاىا.
(ٓ) نشر العرؼ (ّ.)ِِ/
(ّ)ٓٗ/
(ّ)َٔ/
كمما اتفق أف القاضي العبلمة أحمد بن إسماعيل العلفي حاكؿ في اإلتفاؽ بالمترجم لو كالسبلـ
عليو فلما اجتمع بو في السجن غلبو نوـ شديد منعو من التملي بأخبلقو ففعل المترجم لو ىذا
المقطوع كىو[َٓجػ]:
ال تنكركا نوـ صفي الهدل ...حين رآنا بعد طوؿ البعاد
قد كاف للفرقة غاب الكرل ...عنو فلما فاز بالقرب عاد
كقاؿ أيضان بعد ىذا المعنى كىو:
يا ناظر أمسى كقد غاب الذم
أىول خليف سهاده كبكائو
كم(ُ) كنت تستملي الكرل في قربو
كتناـ ذاعن لقياه عند لقائو
ىبل تركت النوـ لليوـ
الذم لم تلقو في صبحو كمسائو[ُٕأ-ب]
كقاؿ)ِ( :
سرل طيفها ليبلن إلى السجن مشفقان
كقد كاف قدمان ال يمر بإشفاؽ
فما راعى إال القيود التي رأل
علي كقد قامت لحربي على ساؽ
ىوف عليك فإنها
فقلت لو ٌ
خبلخل مجد ال سبلسل فساؽ
كقف لي قليبلن دمت يا طيف طارقان
باحسن من فك القيود كإطبلقي
كقاؿ أيضان)ّ( :
ال تجزعوا إف طاؿ حبسكم فما
في الحبس عار يا بني إسحاؽ
كالحبس مهما لم يكن لدنية
في المرء محمود على اإلطبلؽ
كالدر ال يزداد غير نفاسة
بالثقب مثل التبر باإلحراؽ
كقاؿ مجيبان على المولى الحسين بن علي المتوكل:
الف راعها حبسي كما فل من جدم
فقد راعني منها الصدكد ببل حد
كإف ىالها أف فىػ َّرؽ الدىر بيننا
فقد ىالني من قبل إخبلفها كعدم
كبلنا سقاه الدىر كأسان من الهول
ككأسان من البلول فما عندىا عندم
مهفهفة قدت فؤادم بقدىا
فمن لفؤادم المستهاـ من القد
مكحلة العينين بالغنج كحلت
عيوني نواىا بالدموع كبالسهد
ممنعو بالمطل كالصد كالقبل
كبيض المواضي كالمطهمة الجرد
لها في فؤادم من ىوائي دخائر
مفاتيحها في كفها الباذؿ الصد
سقى عهدىا المبكي لعيني فقده
في فم الركضات أحلى من الشهد[ُٓجػ]
اس ىقا
كبالرغم مني أف أقوؿ ىس ىق ى
فإف سقى حرؼ التفرؽ كالبعد
كيا ليت شعرم أين أىبلن كمرحبا
كطيب تحيات التواصل كالرد
__________
(ُ) في (ب) :قد.
(ِ) نشر العرؼ (ّ.)ُٖ/
(ّ) نشر العرؼ (ّ.)ُٖ/
(ّ)ُٔ/
(ّ)ِٔ/
(ّ)ّٔ/
كفي سنة (ُُّٔىػ) ،حصل المترجم لو ما أكجب تغير خاطره بسبب ممن يتصل باإلماـ
المتوكل على اهلل من األعواف ككاف ىذا الرجل في قلبو ضغن على المتوكل من أياـ الدكلة
المواىبية فدس على المتوكل على اهلل ما أكجب منافرة أعياف دكلتو فاجتمع رأم المترجم لو
[ّٓجػ] كرأم المولى محمد بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ المنصور كرأم المولى محمد
بن الحسين بن عبد القادر على الخركج كالمنابذة للمتوكل على اهلل فخرج المذكور كصحبتهم
كلد المترجم لو إسماعيل بن محمد كأخوه عبد اهلل بن إسحاؽ كمن لحق بهم فما كاف من
المولى محمد بن عبد اهلل فإنو توفي في الطريق كما كاف من المولى محمد بن الحسين فإنو
خرج بجماعة إلى جهة شباـ فانتهبت كأما المترجم لو فإنو خرج إلى شاطب كأقاـ بها كدعا إلى
نفسو كتكنى بالمؤيد باهلل كاجتمعت إليو القبائل كنفذ كلده إسماعيل كأخوه عبد اهلل مع القبائل
إلى جهة الشرؼ كاألمركج كانتهبت الصلبة كببلد حفاش من غير إرادة األمراء لذلك فوجو
المتوكل في سنة (ُُّٕىػ) ،البدر األمير كالمولى أحمد عبد الرحمن الشامي إلى تلك
الجهات كخاضا في اإلصبلح فأذعن لو كسكنت الفتنة كعادت القبائل إلى ببلدىا ثم بعد ذلك
توفي المولى المتوكل على اهلل رحمو اهلل في يوـ الخميس (ِْ) شهر رمضاف سنة (ُُّٗىػ)
كالمترجم لو في حصن (ظفار) فدعا منو إلى نفسو كتكنى بالناصر لدين اهلل كبث رسائل دعوتو
إلى اآلفاؽ ككاف ذلك في يوـ الجمعة (ِٓ) شهر رمضاف في السنة المذكورة ككصلت رسالة
دعوتو إلى صنعاء يوـ األحد (ِٕ) شهر رمضاف كلباىا أعياف العلماء كدار بها على األكابر
المولى صبلح بن حسين األخفش قاؿ المولى البدر األمير كمن خطو نقلت أنو كاف قد كصل
موالنا اإلماـ المنصور باهلل الحسين بن المتوكل على اهلل رحمهم اهلل من عمراف إلى صنعاء قبل
كفاة أبيو بيوـ كأحرز المدينة كاشتغل بضبطها كأباف عن بأس كثبات كتشاغل بذلك ككاف من
أىمو استجبلب خاطر المولى الحسن بن
أىم ما َّ
(ّ)ْٔ/
إسحاؽ فنزؿ إليو عند أف سمع بوفاة أبيو كبقيا عامة يومهما في القبة في البستاف ثم دفن
المتوكل في البستاف قبيل غركب شمس يوـ الخميس فبرز المولى يوسف بن المتوكل على اهلل
إسماعيل بن المنصور باهلل بن القاسم بن محمد كاستحضر أعياف علماء صنعاء كدعا إلى الرضا
كبويع كلكنو لم يرفع المنصور لها رأسان فلم يكن لها كقع كتجسس الناس ثم دعا الجمعة الثانية
كقت الضحى كبرز في دار الجامع للبيعة[ْٓجػ] فبايعو غالب الناس كلم يبق من الذين
[ُٖ-ب] طلبوا من العلماء إال القليل بعد اإلرساؿ لهم كبايعو أكالد المولى إسحاؽ بن
المهدم كحالفوه كتكنى بالناصر كبعد ذلك بلغ كثوب عبد اهلل بن طالب بن المهدم على إب
كجبلة كقبض إبراىيم بن محمد بن المهدم المواىبي ككاف قد تقدـ عامبلن من المنصور ككاف
عبد اهلل قبل ذلك عامبلن على قعطبة من أياـ المتوكل كالمتغلب عليها ثم بث المنصور الرسل
إلى الببلد برسائل الدعوة فبايعو الناس ما خبل عبد اهلل بن طالب فأرسل إليو القاضي عبد القادر
النزيلي المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي فقبض على النزيلي كصادره كرجع المولى الشامي
إلى صنعاء ثم ىرب أكالد المولى إسحاؽ كتفرقوا في الببلد فأما المولى الحسن بن إسحاؽ
كأما يحيى بن إسحاؽ فنزؿ بيت الفقيو كأما أحمد فتوجو الجبي كأما
فرحل إلى ظفار عند أخيو َّ
المولى الحسن بن إسحاؽ فوصل إلى ظفار عند أخيو كأما المولى إسماعيل بن محمد بن
إسحاؽ فكاف في إصاب فوثب على ريمة كأخذ عاملها األىجرم ثم نهضت القبائل كراسها
النقيب علي األحمر فوصل إلى صنعاء كالمصلح كاجتمع بو المنصور في قريب جبل عصر كقد
رتب جماعة من أمراء العبيد للفتك بو فقتل في شهر محرـ من تلك السنة ،ككاف لقتلو موقعان
عجيبان في جميع الببلد ككاف علي األحمر قد أراد استبداد أمره في بعض الببلد كعدـ الدخوؿ
تحت طاعة أحد من الخلفاء فنهضت القبائل مع أكالد بن األحمر ألخذ الثأر كمعهم المولى
الحسن بن إسحاؽ كقصدكا صنعاء من جهة
(ّ)ٔٓ/
مذبح ككصل عبد اهلل بن إسحاؽ قاصدان صنعاء من جهة حدة كمعو جماعة من بكيل كما زالت
الحرب قائمة بينهم كبين المنصور كآؿ األمر إلى الصلح كلم يتم ألسباب قلت كفي خبلؿ
ذلك خرج المولى محمد بن الحسن بن عبد القادر من صنعاء بالمولى محمد بن إسحاؽ بعد
سن لو الرحلة من عمراف إلى شباـ
أف أخرجو المنصور من سجن كالده المتوكل فلما لحق بو ىح َّ
سن لو ذلك ألمر أراده من
بعد أف كاف المولى محمد بن إسحاؽ انتقل إليو من ظفار كإنما ىح َّ
إمكاف استبداده بببلده كوكباف فخرج المنصور في شهر رجب سنة (َُُْىػ)ٓٓ[،جػ] إلى
شباـ ففتح الحرب كبقي ثبلثة كعشرين يومان محاصران شباـ كجدد الدعوة يوـ الثبلثاء من شهر
رجب سنة (َُُْىػ) [ٓٓجػ] من بستاف العوار بباب شباـ حاؿ الحرب كتكنى بالمنصور
باهلل رب العالمين كاتفقت ثبلث كقعات ثم رجع المنصور إلى صنعاء كثبت في شباـ المولى
محمد بن الحسين كفي ثبلء المولى الحسن بن إسحاؽ ،ثم تجهز الحسن إلى طيبة كىو حصن
بوادم (ظهر) كبقي شهر رمضاف كبعض شعباف فسا من فيو من المكارمة كبعض(ُ) ىمداف
نزكلو طيبة فكتب من فيها من المكارمة إلى من في ياـ منهم فانتدب منهم لحرب الحسن نحو
أثني عشرة مائة (ََُِ) رجل كخرجوا في ثبلث مائة مطية كىم قوـ لهم نجدة كإقداـ كصبر
على الجبلد فانتهوا إلى طيبة في أكاخر شواؿ من السنة المذكورة كخرج المنصور [ُٖب-
ب] من صنعاء عاضدان لهم كىم عاضدكف لدكلتو كتناكشوا الحرب أيامان كاتفق أف يحيى بن
إسحاؽ طلع من بيت الفقيو في جيش كثيف قاصدان صنعاء كقد كاف عبد اهلل بن طالب في
زراجة منتظران لقدكمو ليتقدما جميعان على (صنعاء) فانتهى يحيى بن إسحاؽ إلى القبلض من
ببلد البستاف فخرج إليو المنصور كلم يكن بأسرع من قبضو لولده مطهر بن يحيى كجماعة من
خيلو كحصره يومين ثم قبضو في الثالث بعد حركب من الجانبين كأدخل (صنعاء) يوـ الجمعة
(ْ) شهر القعدة ككاف لذلك موقع عظيم(ِ)
__________
(ُ) في (جػ) :كبعد.
(ِ) في (جػ) :عجب.
(ّ)ٔٔ/
كعند ذلك انهزـ الحسن من طيبة لضعف جنده بعد قبض أخيو كدخل (ثبلء) كأما عبد اهلل بن
طالب فإنو نهض إلى ريمة يحميد لما بلغو خركج المنصور لحرب يحيى فخرج إلى المنصور يوـ
اإلثنين في شهر القعدة فأراد القتاؿ فرأل من عنده من الجند قد خدعوه فبايع المنصور كدخل
صنعاء يوـ األربعاء في جند جرار ثم طلبو المنصور بعد يومين إلى القصر كأكدعو السجن كعند
ذلك كثب أىل ثبلء على الحسن بن إسحاؽ كقبضوا عليو كعلى من لديو كصنع أىل عمراف
مع عبد اهلل بن إسحاؽ مثل ذلك كأدخبل صنعاء أسيرين كصحبتهم جماعة من األعياف
كالقاضي عبد القادر بن علي البدرم ككلده يوسف كالجميع في الزناجير فوبخهم المنصور
كقيدكا بأثقل القيود حتى قيل أف مبلغ كزف القيد خمسة كعشرين رطبلن كأما المولى محمد بن
إسحاؽ كمحمد بن الحسين فطلعا حصن (كوكباف) كما زالت الحركب بينهم كبين أجناد
المنصور من شهر المحرـ إلى منتصف شهر جمادم اآلخر كلم يبق[ٔٓجػ] ما يستمدكف منو
فبايعوا المنصور ((كخطبا باسمو في التاريخ المذكور كصلح الحاؿ بينهم كبين المنصور))(ُ)
كأما كلده إسماعيل ابن محمد فكاف في المخا فتولى حربو المولى أحمد بن المتوكل كجهز
عليو الجيوش كحصركه في (المخا) كاتفقت كقعات كثيرة كثبت فيها المولى إسماعيل ثبات
أىل النجدة حتى خدعو بعض من يتصل بو فقبض عليو كعلى من لديو كأطلع أسيران مكرمان إلى
تعز ثم إلى صنعاء ككصل في (ِِ) ربيع األكؿ من سنة (ُُُْىػ) كأكدع قصر صنعاء كأما
احمد بن إسحاؽ فقد كاف نزؿ بيت الفقيو لما قبض أخوه يحيى ثانيان فما كاف أسرع من قبضو
من ىنالك كأسركه ىو كمن لديو كأكدع الجميع القصر فسبحاف من بيده الملك كإليو األمر كلو
ثم دخل المولى محمد بن إسحاؽ إلى (صنعاء) إلى الحضرة المنصورية فتلقاه (المنصور)
باإلجبلؿ كاإلعظاـ كالتجليل كاالحتراـ كعرؼ لو حقو كأجرل لو رزقو كأنزلو بالمنزلة التي
يستحقها كطيب خاطره ككاتر اإلحساف عليو
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ)ٕٔ/
ككاف لديو كافر الحاؿ محترـ الجانب مقبوؿ الشفاعة ككفا لو بالشركط التي اشترطها عند
المبايعة كجعل إليو النظر في ببلده ككاف كثير التعظيم لو كالنظر إليو بعين العناية كالمشاكرة لو
كللمترجم لو في المنصور غرر المدائح كعجائب التهاني فمن ذلك ما قالو كقد أىدل إليو
المنصور جارية حسناء في ليلة مطيرة:
يا أيها المولى اإلماـ كمن لو ...منن يفيض على الورل إىطالها
يا من بدكلتو تزين عصره ...كأتى بنيل مراده إقبالها
يا من تعطرت المنابر باسمو ...كصفاتو البلتي يعز مثالها
يا من أقل نداه خيل لو غدت ...صوران لنجل حاتمان تمثالها
علي منو خيالها[ُٗأ-ب]
ككواكب لو رمتها من محسن ...لغدا يعز َّ
كافت إلى الغادة الحسنا التي ...جادت بها يمناؾ داـ نوالها
ىيفا يزرم بالرماح قوامها ...كيشق بالغيد المبلح جمالها
أبدل زىور الركض من أكجانها ...كالثغر كالخد الندم دالمها
كافت تسايرىا السيوؿ كىكذا ...يسقى الرياض من النسيم زاللها[ٕٓجػ]
كأتى الحيا معها ليغدك جوده ...كنداؾ حين تمسو أذيالها
منها:
علي بها يد المولى التي ...جلب الثناء جميعو إفضالها
جادت َّ
ما اعتاد منها القبض إال سيفها ...ثم العناف كرمحها كنبالها
طالت كصالت كاستفادت بالندل ...مدح اإلماـ فحبذا أحوالها
إف لم تقم أحوالنا بمديحة ...عجزان فقد قامت بو أفعالها
يد إف لم أقر لو بها ...شهدت علي بها لو أحوالهاكم من و
عجز اللساف فلم يطق ىع َّدان لها ...ككفاه عن تفصيلها إجمالها
هلل موالنا اإلماـ فإنو ...بدر اإلمامة شمسها ريبالها
لم تنفذ األقبلـ إال ما قضى ...صوالٌها فعالها قوالها
صلحت أمور الناس كلهم بو ...أيقاؿ بعد صبلحها ما بالها
(ّ)ٖٔ/
كلو مهنيان لو في أعراسو بالشريفة بنت المولى محمد بن الحسين بن عبد القادر ككاف قد اجتمع
لو مع ذلك كصوؿ البشارة باستفتاح ثغر عدف كلحج ككفود عيد النحر كاختار اإلبتداء
باألعراس لكونو لم يقع من اإلماـ من بعد قعوده على كرسي الخبلفة إال ىذه المرة (ُ)
قد اجتمعت في عيدنا إلمامنا ...جساـ مسرات بها الصدر يشرح
أردت أىنيو فلم أد ًر ما الذم ...بو تبتدم مني التهاني كتفتح
أبا النصر كالفتح المبين الذم بو ...نظاـ أمور الدين كالملك يصلح
أما عدف قد جاء من غير شغلة ...كجاءت بو (ِ) البشارات تجمح
أـ العيد عيد النحر ال زالت ناحران ...نحور العدل كالسيف في الدـ يسفح
كلكن بذا اإلعراس يىنيت أكالن ...فتقديمو بالذكر أكلى كأرجح
فهنيت يا بدر األناـ مسرة ...بها كل قلب خالص الود يفرح[ٖٓجػ]
لساف الهنا يملي الهنا كينثني ...بحسن الثنا كالحمد كالشكر يفصح
كيعرب عن كصف لحاؿ معظم ...كزم ملوكي لو القوؿ يشرح
لقد ظهرت فيو نفائس ما أتى ...بها أحد عنها الحديث مصحح
…المولى اإلماـ الذم ما برح السعد خادمان لمقامو ،كاألياـ جارية على مقتضى أمره ككفق
مرامو ،كاإلقباؿ مقببلن على خدمتو كمقببلن إلقدامو ،كالهنا مبلزمان لحضرتو مبلزمة النصر لراياتو
كأعبلمو ،الذم حاز محامد األكصاؼ فكاف لو الصدر في المقاـ المحمود كناؿ المعالي ىمتو
التي انحط قدر النجم عنها ،فظفرت من مرقاة الصعود بالسعود ،أمير المؤمنين كسيد
المسلمين المنصور اآلتي عصره من المحاسن بما لم يأت بو عصر من العصور الذم حمى
اإلسبلـ فعز حماه بيمن دكلتو كصدؽ عزائمو كذلت األسود من سطوتو التي أفصحت بقطع
رؤكسها ألسنة صوارمو (ّ)
إماـ عبل قدران كشاد مفاخران ...إلى المجد يصبو حين يمسي كيصبح
بثاقب رأم طاؿ ما عاد ظافران ...كصادؽ عزـ نحو ما عز يطمح
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِّّ/كما بعدىا) عن ما ىنا.
(ِ) في (ب) :بهم.
(ّ) نشر العرؼ (ّ.)ِْ/
(ّ)ٔٗ/
كبأس يقوؿ السيف أشفى لغيظو ...كحلم يقوؿ العفو أحلى كأملح
حمى الملك بالسيف اليماني كاصبحت ...تركح الرعايا في األماف كتسرح
كساعده المقدكر فالسعد خادـ ...لو بالذم يهواه كاليمن منجح
دكلتو باسمة الثغور ،كأيامو مواسم للمسرة كالحبور ،ككتائبو منصورة األلوية كاألعبلـ كمعاليو
أسندت أحاديثها العوالي ألسنة األسنة كتلقتها بالقبوؿ األعبلـ ،بعزـ شديد آالف لو الحديد
كرأم سديد مظفر يدعي في تدبير الملك بالرشيد يرمي بسهاـ الغيب عن قوس اإلصابة،كيرفع
راية للمجد تلقاىا عنو ليمنو بيمنيو عرابة ،كشمائل تفرعت عن دكحة [ٗٓجػ] النبوة كىب
[ُٔب-ب] منها نسيم القبوؿ .كاتصلت بها أسباب السعادة فحدثت عن تيسير الوصوؿ
كجامع األصوؿ طابت فدلت عن طيب سريرتو كطالت فركع الملك بها فنادت على حسن
سيرتو ،ال زاؿ منصوران مؤيدان مظفران ((بما يسره من الفتوحات كاإلنفعاالت مبشران))(ُ) كعليو
سبلـ يطيب نشره عبق في مقاـ المسرة عطره محفوؼ بنوامي البركات موصوؿ بجوامع
الدعوات يهدم من التحيات ما زكا كطاب كيؤدم حق التهنئة في فصوؿ أفرغت في قالب
البديع بفصل الخطاب حين نصبت خياـ األنس في ساحات السركر كمد النعيم ظبللو في
ركضات الحبور كغنت حمائم التهاني على غصوف الفرح كحركت معاطفها حوارم األنس
كجرت ذيوؿ المرح كأشرقت بدكر األماني في منازؿ السركر كالسعود كاستنارت لياليها من
محياؾ بالطالع المسعود (ِ)
فدامت لك البشرل بالعرس الذم ...بو اهلل يعطيك السركر كيمنح
يلوح طرازان الملك فوؽ جبينو ...يشير إلى تعظيمو كيلوح
الموشح
ي كيلبس منو الكوف بردان موشحان ...حكى كشيو نظم الهناء
بو افتر ثغر الدىر كارتقص المنى ...سركران كطير األنس جذالف يصدح
ألم تر أف الخيل ترقص فرحة ...كتبدم صهيبلن بالهنا تصرح
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ِ) نشر العرؼ (ّ )ِْ/عن ما ىنا.
(ّ)َٕ/
ىذا كأف أياـ المسرات مواسم إلدخاؿ األفراح على القلوب .كأعياد يرتقب ىبلؿ قدكمها
فيسفر كجو األماني عند استهبللو مبشران بنيل المطلوب .كقد عم ىذا السركر في ىذه األعراس
السعيد ،كشملت بركتو كطابت نفحاتو للقريب كالبعيد ،فما من أحد إالَّ كىو بالسركر يهني كفي
بركد النعيم كالفرح يثني سول بعض أرحامك الذين طالت عليهم المحنة فلم تلتذ أعينهم بسنة
كمضى عليهم في دار اإلعتقاؿ كالتأديب اثنتا عشرة سنة كحلمك قد شمل األقصى كاألدنى
كأسبل سوابغ النعم على كل [َٔجػ] من أساء كجنى فصار في العيش المهنى كقد رجونا أف
تهب عليهم نسمات العطف كالعفو كالرضا كتطفي ببردىا عنهم نار الغضب الذم ىو أحر من
جمر الغضاء ،فليتفضل أمير المؤمنين بالنظر إليهم بعين الرأفة كالرحمة كيجعل ذلك من شكر
ما أسداه اهلل عزكجل من المنة كالنعمة ال سيما من قد أنحل طوؿ حلوؿ القيد منهما الساؽ
كجلٌب عليهم من الهموـ كالغموـ ما ال مزيد عليو كساؽ ،كلو أني أعلم أف فيما التمست أدنى
خلل لما فهت في شأنهم ببنت شفة كألنكرت ما بيننا كبينهم من القرب كالرحامة كقطعت حبل
المعرفة كال عرضت عن طلب الصفح صفحان كلم أعالج لباب التعريف كالتنكير فتحان إال أني
كاثق بأف نار التأديب قد خلصتهم فصاركا كالذىب المصفى ،كأف أمير المؤمنين ممن تهزه
األريحية في طلب فضلو فيهتز عند ذلك عطفان كقد كعد ككعده صادؽ كما أف جوده في أكثر
الحاالت على السؤاؿ سابق (ُ)
فعفوان أمير المؤمنين لك البقا ...كللوعد انجز دمت تعفو كتصفح
كصى اإللو بها فكم ...حنانيك تدميها القيود كتجرح
كصل رحمان ٌ
كقد طرحت في باب عفوؾ رحلها ...كقامت بأذياؿ الرضا تتمسح
كحاشا سجايا الحلم منك يردىا ...عن الصفح و
كاش للقطيعة يجنح
كدـ كابق في عز كخير كنعمة ...توالت فتولينا الجميل كتسمح[َِأ-ب]
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )ِٓ/عن ما ىنا.
(ّ)ُٕ/
فقبل المنصور شفاعتو في إزالة(ُ) القيود عنهم [فقط] كبقي كلده إسماعيل في الحبس حتى
افضت الخبلفة إلى المهدم بن المنصور فأخرجو منو كما سبق في ترجمتو كأما أخوه المولى
الحسن فإنو توفاه اهلل تعالى في الحبس ككاف يدكر بين المترجم لو كبين كلده كإخوتو نفايس
المذاكرة كرقائق األشعار على اختبلؼ المقاصد ككل ذلك مذكور في ديواف شعره الذم جمعو
كلده إبراىيم بن محمد في مجلد كسماه(:سلوة المشتاؽ في نظم المولى محمد بن إسحاؽ)
كىو ديواف نفيس[ُٔجػ] رتبو على الحركؼ ،ككاتب المولى المترجم لو جماعة من األكابر
منهم المولى األمير كالمولى ىاشم الشامي كالقاضي أحمد الحيمي صاحب (طيب السمر)
كالقاضي علي بن محمد العنسي كالمولى زيد بن محمد بن الحسن كالمولى عبد اهلل بن علي
الوزير كغيرىم كشعره في الذركة العليا من الببلغة ،أخبرني شيخ اإلسبلـ البرىاف عن كالده
خاتمة الحفاظ الوجيو قاؿ سألت المولى محمد بن إسحاؽ عن أشعر من رأل من أىل عصره
فقاؿ( :أشعرىم القاضي علي العنسي) ،فقلت لو فمن أشعر الرجلين أنتم أـ القاضي علي ففكر
ساعة ثم قاؿ المولى كثرة لؤليماف التي يحلف بها القاضي علي لكاف أشعر مني) كقاؿ شيخ
اإلسبلـ الوجيو كاف المولى محمد إذا أنشد بحضرتو الشعر الركيك تحدر العرؽ من جبينو
كظهر الحيا في كجهو حتى كاف بعض األعياف يجعل ذلك أمارة لضعف الشعر كلم يزؿ المولى
محمد ناشران للعلم مدرسان في فنونو رحلة للطالبين ملحان للقاصدين مقصودان من جميع البلداف
مأكل للوافدين كافبلن لؤلرامل كاأليتاـ رحمةن للضعفاء كالمساكين يصلهم بالصبلت النافعة كيقرر
لهم المقررات الكبيرة في كل شهر كاستمرت تلك المقررات في حياتو كبعد مماتو لمن اتصل
بو إلى ىذا التاريخ كبالجملة فكرمو كجوده من اآليات الباىرة كأما حسن خلقو كتواضعو كحسن
تودده ككثرة حيائو كغير ذلك من الفضائل فذلك شيء يكل القلم عن استقصاء شرحو ككاف
كثير البكاء من خشية اهلل،
__________
(ُ) في (جػ) :ىح ٍّل.
(ّ)ِٕ/
(ّ)ّٕ/
(ّ)ْٕ/
(ّ)ٕٓ/
(ّ)ٕٔ/
(ّ)ٕٕ/
(ّ)ٕٖ/
كلم يزؿ المؤيد يوبخهم في مخالفة أمره ،كأمر شاعره األنسي الصغير أف يقرعهم بقصيدة
كأما المولى الحسين بن المهدم فمضى (تعز) حنقان على األمراء بعدـ
أنشدت في محفل جامع َّ
اإلمتثاؿ كأقسم أف ال يبرح عن (تعز) حتى يوافيو الموت كأنف أف يبلقي المؤيد على ذلك
الحاؿ فلبث في تعز حتى توفي سنة خمس كتسعين كألف ككاف صاحب الترجمة منظوران بعين
الكماؿ كالسيادة كالجبللة كالفخامة ككاف يؤمل للقياـ باألمر بعد صاحب شهارة كما [ٖٔجػ]
تقدمت اإلشارة إلى ذلك كلم يزؿ على حالو الجميل حتى تكذر خاطره ىو كالمولى محمد بن
إسحاؽ كالمولى محمد بن الحسين في سنة (ُُّٔىػ) فهربوا من (صنعاء) خفية كبويع
المولى محمد بن إسحاؽ ككاف خركج صاحب الترجمة معهم على أنهم يبايعونو كلما لم يبلغ
مراده اشتعلت حرارتو في جوفو.
فتوفاه اهلل تعالى في سنة ستة كثبلثين كمائة كألف (ُُّٔىػ) بقرية يقاؿ لها (ىادـ) ككاف
أكالده بصحبتو فرجعوا إلى المتوكل بعد موت كالدىم.
[نماذج من شعره]
كمن شعر صاحب الترجمة قولو مكاتبان للقاضي علي العنسي رحمهما اهلل تعالى (ُ)
كرر أحاديث سلع لي كمن فيو
من األحبة فيما أنت راكيو
كىات خبٌر عن األحباب ما فعلوا
ككيف خلفت في سلع غوانيو
فإف لي فيهم بدران لطلعتو
تعنوا المبلح كليس البدر يحكيو
لًق ٌده تخجل األغصاف من خجل
إذا تمايل من سكر كمن تيو
في خده الورد مطلوؿ كتحرسو
سهاـ عينيو عن قطف كتحميو
كعنقو عنق ظبي ريع في قنص
كالسكر كالعسل الماذم في فيو
أما العيوف كما أدراؾ ما ىي إف
كصفتها ىات قل لي إيش أحكيو
فواتر ناعسات زانها كطف
ىيهات ما كطف االدما يدانيو
فغ
محاسن لست أحصي كصفها كلقد
عجزت عن كصف بعض رمت أبديو
كلي إليو اشتياؽ ال يحد كقد
أجرل الدموع غزاران من مآقيو
كشرد النوـ عن جفني القريح بو
كبات عني خلى القلب ساليو
اهلل يا فاتر األجفاف في كصب
عذبتو بالجفا كالصد كالتيو
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )ُٕٖ-ُٕٕ/عن ما ىنا.
(ّ)ٕٗ/
(ّ)َٖ/
(ّ)ُٖ/
المولى بدر الدين محمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن اإلماـ المنصور القاسم بن محمد
كبقية نسبو تقدـ ىو المعركؼ إماـ العلوـ ،كمحقق الحدكد كالرسوـ ،كاف كحيد عصره في علم
المعاني كالبياف ال يشاركو فيو أحد لكماؿ عنايتو بو قراءةن كإقراء مع مشاركتو في العلوـ العقلية
كالنقلية ،كتخرج على كالده كلو أنظار ثاقبة كجوابات نفيسة ،ككاف شديد التواضع حسن
األخبلؽ معظمان عند الخاصة كالعامة موثران للخموؿ ،كلو شعر قليل فمنو ما كتبو إلى المولى
يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد بن المنصور صاحب (النسمة) كىو (ُ) :
قلت لما رأيت أسنى مرادم ...ظبية بالعقيق حلت فؤادم
أرحمى من غدا أسير اشتياؽ ...كصليو بغفلة الحساد
فأشارت إلى الحسود كقالت ...كيف أخفى على عيوف األعادم[ُٕجػ]
كجبيني كالبدر يسطع نوران ...حاضر يستنير فيو كبادم
قلت لكن أتى إليو بليل ...فدجى الليل كم لو من أيادم
كأضيفي إلى سواد الليالي ...فحم شعر أكرـ بو عن سواد
أضربت عن صدكدىا ثم قالت ...صاح أبشر بصادؽ الميعاد
فأسرت ثم سرت بظبلـ ...من أطارت من األماقي رقادم
بات خمرم بديدىا ثم أضحى ...ساعداىا دكف األناـ كسادم
كأحارت عقولنا بعيوف ...كخدكد كقدىا المياد
كبجيد فيو الآللئ كثغر ...صح فيو دكا العليل الصادم
فيو در شبهتو بنظاـ ...لمليك أكرـ بو من جواد
فراجعو (ِ) بقولو كضمن كثيران من إعجاز قصيدة (أبي العبل المعرم) الدالة المشهورة (ّ)
كاصلينا كلو بطيف السهاد ...إف ً
أذنت بأف يلم رقادم
فاذكرينا فأنت منذ نأينا ...ما مللنا بأف يلم رقادم
كأسألي نسمة الصبا عن ىوانا ...إف عند الصبا حديث الفؤاد
كالحمامات فاسأليها على ما ...صدحت فوؽ فرعها الميٌاد
كلماذا يحن حجلك إال ...رحمة للمصدؽ الميعاد
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )ُِٔ/عن ما ىنا.
(ِ) أم صاحب نسمة السحر السالف الذكر.
(ّ) نشر العرؼ (ّ )ُِّ-ُِٔ/عن ما ىنا .كما حصر بين ( ) من قصيدة المعرم.
(ّ)ِٖ/
(ّ)ّٖ/
ناب في بدء الحاؿ على المولى يحيى بن علي بن المتوكل بػ (صنعاء) في دكلة صاحب
المواىب ،ثم كلى مدينة(عدف) فلبث بها شهوران ،ثم عزؿ ثم كلي (ثبلء) زمانان كلم يزؿ يتقلب
في األعماؿ لصاحب المواىب كنكب معو في آخر أيامو كسكن (صنعاء) ،ثم كلي للمتوكل
[القاسم بن الحسين] كل ديواف الحساب كقلده قضاء القضاة أيامان ،ثم صرفو عنو لما أعاده
المولى المحسن بن المؤيد ،ثم كلي في آخر األمر رداعان ،كلما مات المتوكل [سنة ُُّٔىػ]
كاتفقت الحوادث التي ستأتي اإلشارة إلى شيء منها أعاده المنصور [الحسين] إلى كظيفة (ُ)
الحساب كلم يزؿ على ذلك حتى توفي كقد ذكره المولى إسحاؽ فقاؿ :ىو نادرة العصر في
الذكاء كسرعة الخاطر كلو شعر جيد كمشارفة على العلوـ كاستعاف بذكائو كثيران فبل يجده يقصر
عن النظم في شيء كلو في نظم الموشح يد طولى كمن شعره (ِ):
يا أخي في السبلـ عند التبلقي ...كصديقي في كيف أنت كحالك
كالعدك المبين في ناب خطب ...سبقت نبلة الزماف نبالك
كلو)ّ( :
من لي بأنضاء كماة بهم ...يفتح صعب الرتق المغلق
قوـ كإف قلوا فما كل من ...يكثر في العد من السبق
أعطيهم العهد كيعطونني ...ال نرىب الهوؿ كالنتقي
نلقى العدا كخزان بسمر القنا ...كبالظُّبا ضربان على المفرؽ
حتى ترل أشبلءىم فوقها ...مقيد الطير مع المطلق
كلو في كؼ حصاف لو يسمى السعداف (ْ):
يعز في العرب العربا كفي الفرس ...كجداف نهد يضاىي حسنها فرسي
سعد أغر كسعداف كطلعتو ...أبهى كأبلج من بد ور على غلس[ّٕجػ]
إذا رأيت محياه كغرتو ...كقت الصباح فما يومي بمنتحس
يسابق الطير إال أنو جبل ...كيجهد الريح إذ يمشي على نفس
عنانو بعناف الجو متصل ...فطبعو سلس في صورة الشرس
__________
(ُ) في أصولي :كظيفتو .كيصح المعنى بها.
(ِ) الثغر الباسم (خ) ،نشر العرؼ (ّ.)ُٕٓ/
(ّ) نشر العرؼ (ّ.)ُٖٓ/
(ْ) الثغر الباسم (خ) ،نشر العرؼ(ّ )ُٖٓ/عن ما ىنا.
(ّ)ْٖ/
(ّ)ٖٓ/
(ّ)ٖٕ/
(ّ)ٖٖ/
(ّ)ٖٗ/
(ّ)َٗ/
(ّ)ُٗ/
(ّ)ِٗ/
(ّ)ّٗ/
(ّ)ْٗ/
قاؿ في (النسمة) (ُ) (كفي قولو إذا رشقت قاـ النديم إلى الحبك) .لطف ،فإنو أراد أنها
لسلبها مآدة العقل تحوج إلى تسكين شاربها بالحبك كىو الرباط حتى ال يجاكز الح ٌد من
السركر أكأنٌها تخيٌل إلى النديم [ِٔ-ب] أنو يلمس حباؾ الشمس كىو ما يظهر من أشعتها
شبو الجباؿ كأنو شبو أشعة الراح بحبك الشمس فيقوـ النديم يلمسها كالحبائك الطرؽ في
السم ًاء ىذ ً
ات الٍحب ً
ك}[الذاريات ]ٕ:أم يي الرمل كطريق المبلئكة إلى السماء كمنو قولو تعالى {:ىك َّ ى
ذات الطرائق للمبلئكة كحبكو يحبكو كربطو يربطو كالخمر ألنها تستر العقل توقع الشارب في
عجائب .حكى الثعالبي(ِ) أف معربدان خرج في بعض أزقٌة بغداد فجعل يقوؿ :من الوزير ابن
الزانية؟ من الخليفة المتوكل أخو القحبة؟ كالناس يهربوف من خوفو فدخل زقاقان فاستقبلو معربدان
آخر كىو يقوؿ من سليماف بن داكد؟ من الجن من الشياطين؟ ىاتوىم حتى أجعلهم في جوالق
فهرب منو المعربد االكؿ مع الناس فقيل [ّٖجػ] لو :تهرب منو كأنت مثلو؟ فقاؿ أنا أطلب
المبارزة مع الخليفة كالوزير كىذا يطلب مبارزة سليماف بن داكد كالجن كالشياطين فمن يقاكمو؟
انتهى كبلمو كاهلل أعلم.
[(ِّٔ) محمد بن الحسين الحمزم الكوكباني] (ّ)
(ُُُِ-........ىػَُُٕ-........./ـ)
[نسبو]
السيد بدر الدين محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد الحمزم الكوكباني ينتهي نسبو إلى
اإلماـ المنصور باهلل عبد اهلل بن حمزة كقد أشار إلى ذلك المولى الحسين بن عبد القادر في
جواب قصيدة لو عليو بقولو فيها:
__________
(ُ) نسمة السحر ص(ّ.)ُُُ-َُُ/
(ِ) ىو أبو منصور عبد الملك بن محمد النيسابورم الثعالبي(تِْٗىػ) لو يتيمة الدىر
كغيرىا .ينظر األعبلـ (ْ.)ُْٔ-ُّٔ/
(ّ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو ،)ْٖ-ٕٗ/ّ( :طيب السمر (خ) ،نشر
العرؼ(ّ )ْٖ-ٕٗ/طيب السمر (خ) ،نشر العرؼ(ّ ،)ُُٕ/مصادر الفكر للحبشي
(ّّٖ) ،ملحق البدر الطالع (ُٕٗ) ،معجم المؤلفين (ٗ ،)ِّٔ/أعبلـ المؤلفين الزيدية
ص(ٖٓٗ).
(ّ)ٗٓ/
أخو العلم كاآلداب كالنسك كالحجى ...كمن مجده فوؽ السماؾ لو مرقى
تقوؿ لظفارم يا ظفارم بحدة ...كصنعاء تنادم يا فخارم بما أبقى
أبدر بني المنصور أصبحت من الورل ...رشيدان كمأمونان كمنتصران حقا
ككاف يعرؼ كالده(بابن أحمد سيد) نشأ صاحب الترجمة بمدينة (صنعاء) كأخذ العلم عن
مشايخها ككاف من الشعراء المجيدين كالوصافين المحسنين ،صاحب (مجوف لطيف) (ُ)
كنوادر كمعرفة بالفنوف كاملة كشعره في الذركة العليا ،ترجم لو صاحب (النسمة) (ِ) كأثنى
عليو كقاؿ (( كجميع شعره مختار في الدرجة العالية ،كىو في مذىبي أشعر من ابن نباتو
المصرم فإنو ال يتكلف المعاني اللطيفة كالتورية كنحوىا) .انتهى كبلمو.
كلو ديواف شعر جمعو أخوه إسماعيل (ّ) كعابو بعض أدباء بأنو ربما انتهت بعض البيوت من
الشعر فيكسوه ديباجو من لطفو كيخلع عليو حلة من حسن خطو ،ككاف لو خط حسن جدان
كاتفق أف صاحب الترجمة قصد صاحب (المواىب) سنة اثنتي عشرة كمائة كألف.
كصحبو أخوه لطف اهلل لرجاء نيلو ،كمدحاه بقصائد طنانة فنالتهما مشقة عظيمة كأصاب أخوه
(ْ) عارض من السوداء آؿ بو إلى زكاؿ عقلو.
كأما صاحب الترجمة فمرض مرضان شديدان كآؿ بو أيضان إلى الوفاة .كلما عاد إلى (صنعاء)
مريضان قاؿ كالده الحسين رحمو اهلل (ٓ)
إبٍػنىائي قد زارا إماـ الهدل ...إمامنا ذا الرتب العالية
لم يظفرا منو بما ٌأمبل
ك ...إال ذىاب العقل كالعافية[ْٖجػ]
__________
(ُ) في نشر العرؼ (بحوث لطيفة).
(ِ) نسمة السحر (ّ.)ْٖ-ٕٗ/
(ّ) ينظر أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ٖٓٗ).
(ْ) في (ب) :أخيو.
(ٓ) نشر العرؼ (ّ )ُُٕ/عن ما ىنا.
(ّ)ٗٔ/
كتوفي بػ(صنعاء) في السنة المذكورة (ُ) كىو أيضان من المجيدين في الشعر الحميني الملحوف
كشعره مما يتغنى بو ككانت لو زكجة يصبو إليها ففارقها ثم ندـ على ذلك كقلق قلقان كبيران كما
ب بها كمن ذلك قصيدتو الملحونة المشهورة التي أكلها (ِ)
شبّْ ي
زاؿ يي ى
ما لقلبي لم يزؿ عشقو فنوف
كلما سمعها المولى الحسين بن عبد القادر قاؿ ما أظن السيد يعيش بعدىا ألنو كرر فيها ذكر
محصو بذلك كجعلو مكافأة
البيت كتطير لو منو ،ككاف األمر كم قاؿ كالذم أظنو أف اهلل تعالى ٌ
[ِٔب-ب] لما صنعو مع المولى فخر الدين عبد اهلل بن علي الوزير كذلك أف المولى فخر
الدين فارؽ زكجتو يكرىان ككاف يحبها حبان شديدان فتعب بعد فراقها أشد التعب ،كتغزؿ فيها في
عدة أشعار كتزكج بها صاحب الترجمة ككتب ىذه القصيدة إلى المولى فخر الدين كذكر فيها
الوصل بعد الهجر فأجاب المولى فخر الدين بقصيدة ذكر فيها الهجر بعد الوصل كىي:
دالة على صدكرىا من قلب كليم كصدر غير سليم
كقصيدة صاحب الترجمة ىي قولو (ّ)
كافى حبيبي بعد طوؿ المدل
كصار لي بعد الجفا مسعدا
من بعد ما قد كنت من صده
مبلبل األشواؽ أشكو الصدا
ككنت من طوؿ النول بيننا
أظن كصلى بعد مستبعدا
يا طاؿ ما أمسيت من فقده
أنوح نوح الطير إف غردا
كلم أطل شرح الذم قد جرل
سول دموع مثل قطر الندل
فزارني أفديو من شادف
في مهجتي (للشوؽ قد شيدا)(ْ)
مالي و
بقد مالو مشية
يخجل غصن الباف إف عربدا (ٓ)
ال غركا أف دلت غصوف النقا
حتى أراىا ركعان يسجدا[ٖٓجػ]
فقد تناىى كل حسن بو
كصار من إحسانو أك حدا(ٔ)
إذا تبدَّل عند بدر الدجى
راحت معاني البدر منو سدل
__________
(ُ) كفي ديواف صاحب الترجمة أف كفاتو يوـ السبت تاسع جمادم اآلخرة سنة (ُُُِىػ).
انظر نشر العرؼ (ّ.)ُُٖ/
(ِ) نشر العرؼ (ّ )ُُٖ/عن ما ىنا.
(ّ) نشر العرؼ(ّ )ُُٗ-ُُٖ/عن ما ىنا.
(ْ) في (ب)( :غصن الباف إف عربدا).
(ٓ) البيت ساقط في (ب).
(ٔ) في (جػ) :مفردا.
(ّ)ٕٗ/
(ّ)ٖٗ/
(ّ)ٗٗ/
(ّ)ََُ/
(ّ)َُُ/
(ّ)َُِ/
(ّ)َُّ/
(ّ)َُْ/
ملعس الثغر معسوؿ لو شفةه ...من شدة البرد يعلوىا كما الجبب
قد قاؿ ما شمتو يا صاح من ضرب ...فقلت كبل كلكن ذاؾ من ضرب (ُ)
[استطراد محمد أحمد النبوس] (ِ)
(ُُّٗ-.......ىػُِٕٖ-....../ـ)
ككالد صاحب الترجمة كاف عابدان ناسكان زاىدان في الدنيا من رجاؿ الطريقة كالواصلين إلى
الحقيقة كلو كرامات كمكاشفات كلم يشتهر ذكره لمحبتو للخموؿ كعدـ الظهور كتوفي في سنة
إثنتين أك ثبلث كتسعين كمائة كألف رحمو اهلل تعالى.
[(ِّٗ) محمد بن عبد القادر الكوكباني] (ّ)
(ُُُِ-.......ىػَُُٕ....../ـ)
المولى بدر الدين محمد بن عبد القادر بن الناصر كبقية نسبو تقدـ في ترجمة أخيو المولى
الحسين بن عبد القادر [ِٗأ-ب] (ْ)
[(َِْ) محمد بن ىاشم بن يحيى الشامي] (ٓ)
(ََُُُِْٕ-ىػُٕٗٔ-ُِٕٗ/ـ)
[نسبو كنعتو]
__________
(ُ) توفي صاحب الترجمة في شهر ذم الحجة سنة ُُِٓىػ كذلك بالبحر خبلؿ سفره ألداء
فريضة الحج .انظر نيل الوطر (ِ.)ُِّ/
(ِ) ممن انفرد المؤلف بترجمتو.
(ّ) طيب السمر (ُ ،)ْٗ-ٖٖ/نشر العرؼ (ّ.)ُْٕ-ُِٕ/
(ْ) ىذه الترجمة ساقطة في (جػ) كبقية الترجمة من (ب) .انظر ترجمتو بنشر
العرؼ(ّ.)ُْٕ-ُِٕ/
(ٓ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو :تحفة اإلخواف لقاطن(خ) ،درر نحور الحور العين
(خ) ،البدر الطالع(ِ ،)ِِٕ/مؤلفات الزيدية(ُ ،)ْٖٗ/أعبلـ المؤلفين الزيدية
ص(ََُٕ .)ََُٖ-نيل الوطر (ِ.)ّّٕ-ِِّ/
(ّ)َُٓ/
موالنا بدر الدين أبو ىاشم بدر الدين محمد بن ىاشم بن يحيى [ٔٗجػ] الشامي .كبقية نسبو
سيأتي في ترجمة كالده ىو إماـ الببلغة كحامل لواء الفصاحة كالمقدـ على جميع أىل عصره
في صناعة اإلنشاء كحسن السبك كجودة النظم ،مع ذىن كقاد كذكاء مفرط ،كفكرة صائبة
كحدس صادؽ كألمعية كفهم كحفظ كفطنة ككاف عالمان فاضبلن نبيبلن متالهان راغبان عن الدنيا زاىدان
فيها مع قدرتو على الرئاسة كاتصالو بأرباب الدكلة فإنو كاف من أخص أصحاب الوزير صفي
الدين النهمي كاف ال يبرح عن منادمتو كال يفتق عن مجالستو كال يسلوا عن مفاكهتو ،ككاف
معظمان عنده كاسع الجاه لديو مقبوؿ الشفاعة نافذ الكلمة ككاف أيضان يدارس اإلماـ المهدم بن
المنصور في شهر رمضاف مع ىذا فإنو شديد العفاؼ قانعان من الدنيا بالكفاؼ ليس لو شغلة إال
بمجالسة الظرفاء كأىل األدب كسيدنا سعيد القركاني كالمولى إسحاؽ بن يوسف كالمولى عبد
اهلل بن أحمد كغيرىم ككاف مأكل للفقراء كاألدباء كأىل المجوف الحلو اللطيف كينفق في
مجالسهم لطايف تركؽ الناظر كتشرح الخاطر كتعرض لو معهم أنواع المداعبات كنفايس
المفاكهات كالتفنن في بديع العبارات كأراده اإلماـ المهدم على الوالية فلم يساعد كجمع
ديواف المولى إسحاؽ كشهد لو المولى إسحاؽ بالذكاء كحسن السبك كلو في حل األلغاز
كالمعميات اقتدار عظيم فإنو يحل اللغز المظلم المعجز في أكؿ نظرة كلو في الرماية اليد
الطولى كلو من الشعر الملحوف المسمى بالحميني [ٕٗجػ] ما ىو أرؽ من النسيم كقد ذكره
القاضي أحمد قاطن في تحفتو فقاؿ( :ىو السيد الجليل األفضل النبيل الذم ليس لو من أبناء
جنسو مثيل ذك الفكرة النقادة كالفطنة المشتعلة الوقادة مقبل على شأنو معرض عما عليو أىل
زمانو ،كم عرضت عليو من األعماؿ فأباىا ككم أرادتو الرئاسة فأعرض عنها كما أتاىا ،لو في
العلم مشاركة كبيرة ال يعرفها إال أخبله كطريقة سنية ال يسلكها إال القانت األكاه ،يفر من
التعلقات كيرل الدخوؿ
(ّ)َُٔ/
فيها من أعظم الهنات يحب أكلياء اهلل كأىل طاعتو ،كيميل إلى الفقراء في جميع أكقاتو،
كشملتو البركة بدعوة كالده كمحبتو إياه ككاف بو مشغوالن كفوض األمر في صبلحو إلى اهلل تعالى
كلم يكدر لو باالن منذ أدرؾ إلى أف توفي بل ينزلو منزلة األخ الحميم كقد أخذ صاحب الترجمة
في الطريقة على السيد األفضل الصوفي جماؿ الدين علي بن عمر القناكم المصرم في كفادتو
صنعاء كداكـ األذكار التي ألقاىا عليو عن شيخو القطب محمد بن سالم الحفني كبالجملة فإنو
كاف زينة للزماف قل أف يأتي الدىر بمثلو رحمو اهلل تعالى.
[كفاتو]
كتوفي في شهر محرـ الحراـ سنة سبع كمائتين كالف ((ببير العزب كدفن في خزيمة ككاف [قد]
ناىز السبعين)) (ُ) .
[استطراد :ىاشم بن محمد الشامي] (ِ)
كلو كلد اسمو ىاشم توفي في حياتو ككاف من العلماء المحققين كالفضبلء القانتين باران بوالده،
حسن األخبلؽ عديم النظير كلما توفي لم يطب ألبيو بعده عيش كال صفى لو مشرب كلكنو
صبر [ٖٗجػ] كاحتسب [ِٗب-ب] فمن شعر صاحب الترجمة (ّ) ما كتبو إلى سيدم
إبراىيم بن محمد األمير كأرسلها إليو إلى مكة المحركسة.
عرس فبل رحل كال كخد ...ىذه الخياـ كىذه ىند
قد آف أف تقف المطى على ...و
كاد بو أيدم الجدل تب يد
لتقر عين بالعقيق فبل ...سفحتو من أجفانها بعد
كلتحمد المسرل المعطى فقد ...طاب المقيل لهن كالورد
كليرجع الصد الفؤاد فكم ...قد شفو لفراقو البعد
إف الليالي ربما سمحت ...قد دنا المزار كأثمر الكد
التأسن فإف ىممت فبل ...تكسل كجد فمرامك الجد
إف المطي سهاـ عزمك عن ...قوس الدياجي رمها الوخد
يا طالما نزع الحداة لها ...نببلن يصاب بنصلها القصد
فانظر إلى المرامى المراد بها ...ال يوحشنك الغور كالنجد
فلكل ىوؿ أنت راكبو ...في المجد يخلف نحسو سعد
سير تؤملو بهل كعسى ...سفر طويل مالو حد
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ِ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ّ) أم محمد بن ىاشم الشامي.
(ّ)َُٕ/
(ّ)َُٗ/
(ّ)َُُ/
كال شاقهم سجع الحماـ إذا جرل ...لو من دموع العاشقين صبيب
كال رشفوا كأس التواصل كاللقا ...كبشر الهنا ال يعتريو بو قطوب
كالىزىم نظم الشامخ يذبل ...بو شرؼ الدين الحنيف يذيب
منها في المديح:
نظاـ ىو السحر الذم يرقص الحجى ...كتلعب منو في الصدكر قلوب
أبا اللطف ال أرضى لمثلك كنيةن ...سواه ككل الفضل فيك نسيب
لقد أدىشتني من قريضك غادة ...لها غزؿ يسبي النهى كيسب
فسترت منها من فؤادم مفارقان ...عبلىن من ىجر القريض مشيب
كفتشت صحف الفكر أبغى بقيةن ...خباىا لديها الذىن كىو أديب
فلم ألق فيو غير ماال يقولو ...أديب كال يصغي إليو لبيب
لذا إنني كنيت بالربع عنو إذ ...خبل فهو نوع في الطلوؿ عجيب
فبل تتهمني في التصابي فإنما ...صحيح حديثي في القديم غريب
عليك سبلـ اهلل مثل خلقك ...فالرياض يقتصر عنو كىو منو رقيب
كمن بديع ذىن صاحب الترجمة الوقاد كفكره المشتغل النقاد إيراده لهذا السؤاؿ في لفظو(ال)
كقد كاف قاؿ المولى إسحاؽ بن يوسف في ذلك(ُ)
توسلت(ال) إلى جود الكريم بأف
تحظى بنعماه كي تكسى حلى نى ًع ىم[َُْجػ]
فقاؿ (ال) بأس في رد الجواب فما
زالت جواب و
سؤاؿ من أخي كرـ
كأبيات صاحب الترجمة ىي قولو)ِ( :
العبل
كذك كرـ ال يعرؼ المنع دائمان ...كضد نعم ما قالها في ذرل ي
لذا حسدت ال في مكارمو نعم ...كجاءت إليو تجتديو تفضبلن
كما قنعت إذ قاؿ ال بأس في الندا ...كقد عهدتو مفضبلن متطوال
كمن لطفها في حيلو قولها لو ...اتسعفني في مطلب قاؿ ال
فقامت نعم تثني عليو بردىا ...كقد زىيت بالجوار تجمبل
فقل لي ال أمنع ىنالك أكجدا ...كجود فعتاىا على الذىن أشكبل
فإف قاؿ ال جودان فعادتو نعم ...ككيف يكوف الحب معناىا في القبل
كإف قالها منعان فذلك مشكل ...فعادتو في الجود لن تتبدال
كىذا سؤاؿ للكراـ فإنهم ...مقصده في قولو أعرؼ المبل
__________
(ُ) نيل الوطر (ِ )ِّٗ/عن ما ىنا.
(ِ) نفسو (ِ )ِّٗ/عن ما ىنا.
(ّ)ُُُ/
كقد رأيت لشيخنا الوجيو عبد القادر بن أحمد (ُ) جوابان عن ىذا كىو(ِ)
أال إف في ذا السؤاؿ تعد من ...عداد معاريض ترخص للمبل
كجا إف فيها عن كذاب محرـ ...بمندكحو يا من حول الفضل كالعبل
كما أف غزا يومان محبلن كلم يكن ...يورم عنو صح نقبلن مفصبل
كال مراة قد قاؿ زكجك من يرل ...بياض بعينيو فولت تهركال
لتفتح عينيو فقاؿ خليلها ...أليس بياض العين من جملة الحبل
كىذا ببل فرل فافهمها يأنسو ...قد حباىا ما تريد تفضبل
كما قصده إال الحذار بأف يرل
كقد أثرت في موقف الجود عنو ال[َُٓجػ]
كلو مجيبان على السؤاؿ الذم أكرده الفقيو العبلمة يحيى بن عبد القادر الزيلعي الزبيدم (ّ)
رحمو اهلل تعالى على المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ ككاف إذاؾ معتقبلن في قصر صنعاء
كسبب اإليراد أف ىذا الفقيو الزيلعي كرد إلى البدر األمير فقرأ عليو في بعض كتب األصوؿ
ككاف المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كثير التطلع إلى تبلميذ البدر كقراءتو أقل فكتب
البدر األمير ىذا السؤاؿ نظمان على لسانو كأمر صده الزيلعي بإرسالو إلى المولى إسماعيل بن
محمد بن إسحاؽ بالقصر فأجاب عنو بأبيات فيها طوؿ كلم يكشف القناع ثم توفي الزيلعي
عقيب ذلك بصنعاء كأرسل البدر بكتبو إلى أىلو في سنة (ُُٓٓىػ) ،ثم كصل ىذا السؤاؿ
في سنة (ُُٕٕىػ) ،إلى الشيخ عبد الرحمن الهندم نزيل (صنعاء) كتناقلو األدباء في ذلك
التاريخ كالسؤاؿ ىو قولو [ُّ-ب]:
افتنا ما نقوؿ إف قاؿ زيد ...يا إمامان يسموا على كل سامي
كاذب ما أقولو اليوـ ىذا ...ثم ما قاؿ غير ىذا الكبلـ
خبر كاألخبار تستلزـ الصدؽ ...أك الكذب عند يج ٌل األناـ
أتراه صدقان ابن لي أـ الكذب ...يراه الفحوؿ ذكا اإلفهاـ
اليصحاف أف تأملت فيو ...لفوات الشركط كاألحكاـ
__________
(ُ) كفي نيل الوطر :عيسى بن محمد بن الحسين الكوكباني.
(ِ) نيل الوطر (ِ.)َِّ-ِّٗ/
(ّ) ينظر :ترجمتو بنشر العرؼ (ّ.)ّّْ-ّّٖ/
(ّ)ُُِ/
(ّ)ُُّ/
فإف قيل قد كانت منو لفظان فقل نعم ...ىو الرمي بالموىب ممن تفضبل
كإف زىيت ال فهو كىم كما توىمتو ...نعم فافهم جوابي مفضبل
كمنها جواب للقاضي العبلمة البدر محمد علي الشوكاني كىو آخر الجوابات(ُ)
لعمرؾ ىذا مشكل حار دكنو ...عقوؿ لعقل فيو لين تتعقبل
فما جوده باللفظ إال لرفع ما ...تركـ بو ال عنده أف تحيبل
كذاؾ كمن يلحو الكريم على العطاء ...كيأمره بالبخل يومان فقاؿ ال
فمن قاؿ ذا جود أجاد كمن يقل ...ىو البخل فالتبخيل كىم تحصبل
فما سألتو غير منع عطية ...يكوف بو بين البرايا مبخبل
كلم يك من مطلوبها إف يقولها ...لمنع من البخل الذم ذمو المبل
فيا فائقان في فهمو أنت بعد ذا ...ترل المشكل المذكور صار محلبل
فأجاب صاحب الترجمة بقولو:
إف يرد بالمضارع الحاؿ فالماضي ...كبلـ لدل ذكم اإلفهاـ
ظاىر كصفو بما يقضى الجملة ...فافهم تعيينو في الكبلـ
كإذا الحاؿ كاف مستقبلن ...في قصده فالمراـ غير المراـ
كخفى ظهوره غير خاؼ ...ذاؾ إف كنت من ذكم األحبلـ
كىو جواب كما تراه كقد أجاب عنو البدر األمير بقولو:
الجواب المفيد إف أنت أصغيت ...إليو لتظفرف بالمراـ
إف ىذا الكبلـ قوؿ مفيد ...خبر ظاىر لكل األناـ[َُٖجػ]
ذكا احتماؿ للصدؽ كالكذب ...في الحاؿ كما قالو فحوؿ الكبلـ
عدة كاتصافو بذاؾ كىذا ...ثابت في كقوعو كأتماـ
كتفاصيلو كتحقيق معنا ...سيأتي في النثر ال في النظاـ
فهو جلى كباإلفادة أكلى ...عند أىل اإلفهاـ كاإلفهاـ[ُّب-ب]
__________
(ُ) نفس المصدر (ِ )ِّّ/عن ما ىنا.
(ّ)ُُْ/
ثم ذكر بحثان خبلصتو أف قولو كبلمي اليوـ ىذا كاذب جملة خبرية كقد حمل فيها كاذب على
كبلمي بالنظر إلى مسماه كىو ما يأتي بو من الجمل الخبرية في ذلك اليوـ فهو في قوة الذم
أتكلم بو اليوـ كاذب ك(ح) يتصف بالكذب على ثبلثة تقادير ىي تكلمة بالصدؽ أك بما بعضو
صدؽ أك بأف ال يتكلم أصبلن كيتصف (بالصدؽ) على تقدير كاحد كىو تكلمو ذلك اليوـ بكبلـ
كاذب ىذا خبلصة كبلـ البدر كبلغني عن المولى إسحاؽ بن يوسف أنو قاؿ :ىذا اإلشكاؿ
يشبو سؤاؿ كقع لو كىو أف شخصان كاف يضرب الرمل ككاف كثير اإلصابة فيما سئل فيو قاؿ
فقلت لو أضرب لي مسألة كاضمرت ىل ىو صادؽ فيما يدعيو أـ كاذب فنظر إلى المسألة
التي ضربها كأجاب علي بقولو:
سألت عن رجل يدعي علم الغيب فبل تصدقو فهو كذاب فهل كبلمو ىذا صادؽ أـ كاذب كىل
ىو مصيب أك مخطئ.
(ّ)ُُٓ/
قلت :كىذا السؤاؿ قد تكلم فيو غير كاحد من معاصرم البدر األمير كالشيخ عبد الرحمن
الهندم كفضبلء أىل زبيد كلم اطلع عليها كالسائل قد ركب السؤاؿ تركيبان ظاىريان ال يحتاج
الجواب معو إلى فضل نظر كلعل [َُٗجػ] السائل رأل ىذا السؤاؿ في بعض الكتب
الكبلمية فلم يجود التأمل فيو فطنة ما فهمو من ذلك الظاىر كإال فالسؤاؿ من المشكبلت
الغامضة كالمغالطات الصعبة كتركيبو ىكذا كبلمي ىذا كاذب مشيران إلى نفس ىذا الكبلـ فإف
كاف صادقان يلزـ أف يكوف كاذبان كإف كاف كاذبان يلزـ أف يكوف صادقان كسما ىذا اإلشكاؿ بعض
المحققين يحذر اإلسم ال تعبلقو كصعوبة الجبللة على القواعد التي قد قررىا الجمهور من
انحصار الكبلـ في الخبر كاإلنشاء كظهور أف االحتماؿ في الخبر إنما ىو بحكاية الواقع فيلزـ
أف يكوف ذلك غير خبر كال إنشاء كبالجملة فلهذه المغالطة المذكورة تقريرات متعددة كأجوبة
متكثرة مبينو في الكتب الكبلمية حتى صارت معركة آلراء العلماء كمزلة األقداـ الفضبل كلوال
خوؼ اإلطالة كغرابة الخوض فيو بالنسبة إلى ما نحن بصدده لحققت الكبلـ في ىذا المقاـ
كباهلل التوفيق كمن شعر صاحب الترجمة كتبو على لساف صديق أىدل أمو إلى المهدم كىي
قصيدة طويلة منها:
غادة تسترؽ من رؽ طبعان ...عجبان تسترؽ كىي رقيقة
في رناىا إذا رأت فترات ...غزيت على ىاركت منها الطريقو
ذات فرع يضل من ىاـ فيو ...طرفو إف أراد أخذ الحقيقة
كمحيا يهدم الذم ضل فيو ...فلو الشمس في الضيا شقيقو
كابتساـ عن در ثغر شنيب ...أرح يجيد المدامة ريقو
منها:
فلعل المشغوؿ بالمجد يرنو ...نحوىا فهي للحاظ حديقو[َُُجػ]
كأرل أعنده الذكابل في الهيجاء ...أحلى من القدكد الرشيقو
كسيوؼ اللحاظ أنظر منها ...عنده البيض للدما مريقو
كثغور الحساف أحسن منها ...ثم ما تفتح الرماح الدقيقو
ىمو تدنى الحاؿ إليو ىي ...عن غير مجده مستفيقو
ككقار عند الزالزؿ كاألىواؿ ...رضول في مثلها لن يطيقو
(ّ)ُُٔ/
(ّ)ُُٕ/
كقد تقدـ ذكر جديو أحمد كالحسين كصاحب الترجمة ىو :الجليل العبلمة النبيل أديب الوقت
كحسنة الدىر ذك األخبلؽ العطرة ،كالشمائل اللطيفة ،كالطباع الرقيقة ،كالملكة في المعارؼ
كالباع الطويل في حفظ التواريخ كالنوادر كاألشعار.
[مولده كمشايخو]
كلد في شهر رمضاف سنة خمس كسبعين كمائة كألف ببير العزب غربي صنعاء كبها نشأ كقرأ
على مشايخ صنعاء في الفقو ،كالنحوكأخذ عن شيخنا العبلمة علي بن عبد اهلل الجبلؿ في
الجامي كالشرح الصغير كالمناىل ،كفي (شرح اليزدم على التهذيب) كشطران من (شرحي
الغاية) كعلى القاضي الحسن بن إسماعيل المغربي في (شرح العضد) كحواشيو كلم يكمل لو
عليو فأتم قراءتو على المولى شرؼ الدين بن إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ كقرأ على خطيب
صنعاء شيخنا لطف البارم [ُُِجػ] في (المنتقى) ك(صحيح مسلم) كمهر في الحساب
كالجبر كالمقابلة ،كلو ذكاء متوقد كفهم جيد ،كألمعية كذىن سياؿ ،يخوض في كل مسألة
كيذاكر في جميع الفنوف كيشتغل بالمباحث الدقيقة كحل اإلشكاالت المتعلقة كإيراد القضايا
الغريبة كاألخبار العجيبة ،كىو ممن طالت مجالستو لموالنا محمد بن ىاشم الشامي ،كتهذب
بو كاتصل أيضان باألعياف كاألكابر كىو اآلف من محاسن األياـ ،كمن علماء (صنعاء) األعبلـ
كقد أكردت لو قصيدة كتبها إلى شيخنا البرىاف في ترجمتو ،كمن شعره الجزؿ قولو:
بلينا بأكدار الليالي كصفوىا
كمر علينا بؤسها كنعيمها
كلم نبل بالحالين إال لكي ترا
محاسن أخبلؽ الرجاؿ كلومها
فرحنا بحمد اهلل لم يكيس عسرنا
كال يسرنا أحسابنا ما يضمها
ىي النفس إف لم تصر عنها جماحها
تسمك مراعي الخسف فالحرص خيمها
على أنها األياـ قد غاص صفوىا
كغاد الندا فيها كغاب كريمها
ألم تر أنَّا في زماف قد أكحشت
ربوع العلى فيو كباف مقيمها
كأضحت ديار الجود قفر ببلقعان
معطلة لم يبق إال رسومها [ِّب-ب]
فيا ليت شعرم ىل يعود أنيسها
إليها كيحيى بعد موت رميمها
كيا طالما خلنا سرابان بقيعة
(ّ)ُُٖ/
(ّ)ُُٗ/
نشأ بصنعاء كقرأ العلوـ فحقق النحو ،كالصرؼ ،كالبياف ،كالفقو ،كأخذ في المنطق ،كاألصوؿ،
كالزـ المولى محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن المتوكل المتقدـ ذكره،
كشيخنا المولى علي بن إبراىيم بن عامر كأخذ عنهما كجالس شيخنا الوجيو عبد القادر بن
أحمد فاستفاد منو ،كلم يزؿ يجد في تحصيل [ُُْجػ] العلوـ كتحقيق منطوقها كالمفهوـ
كيراجع العلماء كيطالع األسفار حتى فاؽ األقراف ،ثم التفت على األدب كالتأريخ ،كحفظ
األشعار ،كالتفتيش على معانيها كالبحث عن غوامضها فبلغ في ذلك غاية اإلرب ،كجمع بين
العلم كاألدب ،كلو فهم جيد ،كذكاء متوقد ،كألمعية ،كنقادة مع نجابة ،كسيادة كشرؼ نفس،
كلطف طباع كمرؤة كاملة ،كتهذيب أخبلؽ ،فإنو ال يرل نفسو حقان كال يتغير لو كد ال يعبس لو
كجو ،يشتاؽ إلى مجالستو األعياف كيهوف محادثتو في كل آف ،يساعد الصديق كيستحسن ما
قاؿ ،كيحبو كل أحد لما جبل عليو من محاسن األفعاؿ ،كحاز من خصاؿ الكماؿ من شريف
الخبلؿ ،كلما فاح عطر ذكره كاتصل بالمسامع الشريفة طيب خبره ،أمر اإلماـ المنصور باهلل
المهدم أف يتصل بولده المولى سيف الخبلفة بدر اإلسبلـ محمد بن أمير المؤمنين المنصور
فبلزـ حضرتو ليبلن كنهاران ،كحظي لديو كناؿ منو حظان كافران ،كرحل في صحبتو إلى ذمار كإلى
عمراف أياـ كاليتو لهما كىو إلى اآلف على حالو الجميل ،كمن شعره ما كاتبني في شهر
[ )ُ( ].............سنة أربع عشرة كمئاتين كألف (ُُِْىػ) كىو قولو (ِ):
ىو البين ال تقول عليو تجلداى
ش َّردا
فتى بالبين أضحى يم ى
فكم من ن
اتقوا كقد زموا الجماؿ كأىرعوا
سراعان يجوبوف الفبلة كفد فدا
كدكنهم يا صاح كم من تنوفة
يضل بها السارم كيغوم من اىتدل (ّ)
سباسب كعرات المسالك دكنها
ضراغم تغتاؿ الكمات تصيدا
ثكلت الهول إف كاف يمنعك الثول
__________
(ُ) بياض في أصولي.
(ِ) بعضها في نيل الوطر (ِ ) ُِٓ /عن ماىنا.
(ّ) نهاية [ّّأ-ب]ُُٓ[ ،جػ].
(ّ)َُِ/
(ّ)ُُِ/
(ّ)ُِِ/
(ّ)ُِّ/
كمولده في سنة اثنتين كثبلثين كمائة كالف بشباـ (ُ) كبو نشأ كقرأ على القاضي أحمد بن
محمد ما قاطن ،كعلى الفقيو إسماعيل بن عبده الحداد ،كعلى المولى عيسى بن محمد بن
الحسين ،ككاف صاحب الترجمة من العلماء المحققين ،كمن أعياف العترة َّ
كألف كتابان في تخريج
أحاديث أمالي أبي طالب[ُُٗجػ] ،كلعلو لم يكمل كمن شعره قولو مخاطبان لشيخو المولى
عيسى بن محمد (ِ) :
أال أيها المولى اإلماـ ...كمن في رتبة العلياء إماـ
كمن سبق الكراـ إلى مقاـ ...يقصر عند نائلة الغماـ
كفي يوـ النزاؿ تراه ليثان ...كلكن دكنو البدر التماـ
كإف يع َّد الفوارس من لؤم ...فأنت الفارس البطل الهماـ
كحلمك إف جني الجاني حباه ...بعفو ال تزحزه اللئاـ
أماني من كعيدؾ ما أراه ...يركع عنده من ال يضاـ
إذا كثرت ذنوبي قابلتها ...بصفح منك أخبلؽ كراـ
فصفحان أيها الملك المفدل ...فظني فيك ىذا كالسبلـ
كتوفي سنة تسع كثمانين كمائة كألف (ُُٖٗىػ) رحمو اهلل تعالىّْ[ .أٗب]
[(ِْٔ) محمد بن يوسف بن محمد الكوكباني] (ّ)
(ُُْٔ-ؽُّىػ-ُّٕٓ/ؽُٗـ)
[نسبو كمولده]
__________
(ُ) في نشر العرؼ :سنة (َُُِىػ).
(ِ) نشر العرؼ (ّ )ُِٗ/عن ما ىنا.
(ّ) الحدائق المطلقة (خ) ،دمية القصر القاطن ترجمة (بتحقيقنا) /نيل الوطر (ِ-ّّٓ/
ّْٓ).
(ّ)ُِْ/
المولى عز اإلسبلـ محمد بن يوسف بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر كقد تقدـ
ذكر جده الحسين كأعمامو،كمولد صاحب الترجمة في سنة أربع كستين كمائة كالف بكوكباف،
كنشأ في حجر أىلو األعبلـ كقرأ على عمو المولى عيسى بن محمد في النحو ،كالصرؼ،
كالمنطق ،حتى أتقنها كأعانو ذكاه كفطنتو ،كقد ترجم لو بن عمو صاحب الحدائق فقاؿ :ىو
ذكي الجناف حديد ذىن لو كاف للحديد لشجع بو الجباف يضيء ذىنو في المشكبلت ضياء
النجم الثاقب في الليالي المظلمات ،لو ذىن شريف ال حظو السعد فهو غير محتاج إلى
تعريفات أك تعريف فالتلميح عنده تصريح كاإلشارة كواضح العبارة،كلو من النوادر في الكبلـ ما
يضحك لو بو كيكثر بها الغراـ كمن لطائف التوارم في المحاكرات كما يغدك معها فالوذج غيره
من المزكرات ،حسن الصمت ليس في أخبلقو [َُِجػ] عوج كال أمت شديد الحياء ،جميل
المحيا ،لطيف المناقشة ظريف المحادثة فيستخرج الضب من حجره كيتلقط الدر من بحره
كيتثير الثعلب من كجاره نبيذه إليو من حصى أفكاره كلو سناعة في التشكيك على المحاكر
كإيقاع للبليد في غور بعيد عن المعنى المجاكر ،كفيو فركسية يركض بها القارح كسياستو يذلل
بها الحراف الرامح ،كلو شعر يسير فمنو قولو:
كلم يشج قلب الصب غير حمامة ...تنوح بأعلى الدكح كالفجر طالع
كأف بها مابي من الشوؽ كالهول ...كلكنها لم تدر ما البين صانع
تنوح على األغصاف كىي خلية ...فإف كاف ذا حق فأين المدامع
كلو مجيبان من قصيدة مستهلها:
رحيق معاف في كؤكس بياف ...أتاني بعد العصر في رمضاف
سكرت كما دانيت إثمان كلم أكن ...بمفسد صوـ ىل عجبت لشاني
كىو اآلف حسنة من محاسن كوكباف.
[(ِْٕ ) محمد بن الحسين الحوثي الصنعاني] (ُ)
(. ...ػ ...ىػ. .../ػ ...ـ)
[نسبو]
__________
(ُ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ) نشر العرؼ (ّ )ُُٔ-ُُٓ/عن ما ىنا.
(ّ)ُِٓ/
الوالد عز اإلسبلـ محمد بن الحسين بن علي بن عبد اهلل بن أحمد بن علي بن الحسين بن
علي بن عبد اهلل بن محمد بن اإلماـ المؤيد باهلل يحيى بن حمزة كبقية نسبو تقدـ.
[نعتو كاألعماؿ الموكلة إليو]
ىو السيد العبلمة بدر المعارؼ قدكة الزاىدين رأس الورعين كحلة القاصدين المعركؼ بالحوثي
الحسيني ،كاف إمامان في العلوـ الشرعية كآية باىرة في العبادة كالورع ،ككاله صاحب المواىب
األكقاؼ جميعها فباشرىا بعفاؼ كزىد كحسنت سيرتو فيها ،ككاف ال يأكل ىو كأىلو بيتو
[ُُِجػ] إال مما يعلم علمان يقينان أنو حبلؿ مطلق ،ككاف ربما لم يجد من القوت ما ىو كذلك
فيترؾ الطعاـ مع كوف مخازين الوقف في يده كفيها من الحبوب ألوؼ مؤلفة،ك اتفق أنو عدـ
الطعاـ في بعض األياـ على أىل بيتو فجاء بعض عماؿ الوقف بحب كثير فأخذكا منو مقدار ما
يتغدكف بو فبينما ىم في اصطناعو إذ جاء صاحب الترجمة كأخبركه بالواقع فغضب غضبان
شديدان كأمرىم أف يردكا ما اصطنعوه إلى مخزاف الوقف كقاؿ :إف ذلك متعين للوقف كإنو ال
يحل لو بأف يأخذه منو على جهة القرض مع إمكاف القرض من غيره بعدان عن التهمة كحسامان
لمادت المتابعة إلى األخذ كلم يزؿ على حالو الجميل حتى توفاه اهلل في سنة
[ )ُ(].............كجعل صاحب المواىب بعد موتو كالية الوقف إلى الفقيو الخياط.
كصاحب الترجمة ىو جدم كىو الجد الثالث في عمود نسبي.
[(ِْٖ ) محمد بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي] (ِ)
( ....ػ َُِّىػ .../ػ ُُِٔـ)
ككاف كالده من العلماء الفضبلء ،كأما عم كالده [ّْب-ب].
__________
(ُ) ما بين [ ].........بياض في أصولي.
(ِ) أعبلـ آؿ الحوثي (خ) طيب السمر (خ) ىجر األكوع (ُ )ُّٓ/كمنو :الدرة المضيئة
(خ) بغية المريد (خ) الجامع الوجيز(خ) ثم نشر العرؼ (ّ )ُُٔ/عن ما ىنا.
(ّ)ُِٔ/
السيد العبلمة البليغ بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن أحمد الحوثي الشاعر المشهور فكاف
أجل أىل عصره في النظم كاإلنشاء كأجدىم كأطولهم باعان ،كقد ترجم لو صاحب طيب السمر
كأطاؿ الثناء عليو كقاؿ :أنو كاف شاعران مغلقان عذب األلفاظ جزؿ المعاني لطيف الحاشية حاد
الذىن ،ككاف محققان في العلوـ ،إمامان في اللغة كفي علم البياف ،حافظان لؤلشعار العربية،
كالتواريخ القديمة كالحديثة ،ككاف [ُِِجػ] أكحد أعياف صنعاء في أياـ دكلة األتراؾ،كحظي
لديهم فعرفوا لو حقو كأجركا لو رزقو ،كأكتركا عليو اإلنعاـ ،كتابعوا لو اإلكراـ ،كخلعوا عليو
نفائس الخلع الملوكية ،كقرركا لو في الدفاتر المعلومات السلطانية ،فمدح إحسانهم في شعره،
كشكر صنيعهم في نظمو كنثره ،كلما جاءت الدكلة القاسمية ثبت اهلل أركانها كشيد بنيانها كاف
من المناصرين بلسانو كقلمو كمدح اإلماـ القاسم كأكالده بغرر المدائح ،كأما المولى أحمد بن
اإلماـ القاسم فإنو مدحو بكل غرا كاضحة اللثاـ كالممدكح أحسن إليو بما يستحقو من
اإلحساف كاإلنعاـ فمما مدح بو اإلماـ المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ ككلده أبا
طالب أحمد بن اإلماـ لما كاله اإلماـ صعدة كأرسل بها صاحب الترجمة من صنعاء سنة تسع
كعشرين كألف كمستهلها:
تاىت على األقطار صعدة ...كتنبهت من بعد رقدة
كافا لها ما ترتجي كىو ...الرخاء من بعد شدة
كتداكلت أيامها كىي ...العوارم المستردة
كتغيبت عنها النحوس ...كاطلع اإلقباؿ سعده
كتبدلت بعد الهواف ...ثياب عر مستجدة
فاقت بأحمدىا حميد ...السعي كل بلدة
نجل الخليفة قاسم ...من للورل في اآلؿ عمده
ذخران طواه لنا اإللو ...على أعادينا كعده[ُِّجػ]
بالنصر كاإلقباؿ رب ...العرش فينا قد أمده
عطف اإللو بو على ...الدين الحنيف لنا كرده
عهد الزماف إليو أف ...ال خانو كأتم عهده
كعلتو ىمتو العلية ...منجزان ذك العرش كعده
كاستل سيفان صارمان ...لعدائو كأحد حده
(ّ)ُِٕ/
(ّ)ُِٖ/
الحضرة التي اشتمت المعاطس رباىا [ّٓأ-ب] .كأجتلت مواطن الجهاد األكبر محياىا،
كرشفت مراشف الفخر من كؤكس المحامد حمياىا ،كتوجهت إليها المقاصد كاآلماؿ ،لم تجد
إال ىي كالسجع يقوؿ إال إياىا ،حضرة أصفت على دين الهدل من بني زىرائها ملبسها،
كشفت للدين كالدنيا نجد العوالي كالضبا أنفسها،موالنا كابن موالنا شمس دائرة الفلك
كالسالك معو الفضل كاإلفضاؿ آية سلك ،كالمتحيرة فيو أبصار المبصرين لو أملك ،عظيم ىو
أـ ملك ،كالمبرىن على مفاخر آبائو كمآثرىم[ُِٓجػ] ((النبوية ليحيي من حيي عن بينة
كيهلك من ىلك)) آية الشهاب ،المنفصل عن كوكب ابيو الدرم لرمي الشاطين .كالشمس
المتكبرة في سمائها لمحو رسوـ الملوؾ كالسبلطين ،كالليث الخادر للوثبات على من سعى في
خراب بيت النبوة ليضعضع منو األركاف كاألساطين ،أحمد بن أمير المؤمنين زاده اهلل تقواه إال
برحت متالقة لعيوف القاصدين بركؽ رجواه ،كال زالت عليو رايات التسليم خافقة ،كآيات
التعظيم كالتكريم متلوة على جبهة كجهو ،التي أنوارىا لنيراف أىل الزيغ كاالعتساؼ ماحقة،
كبعد أف تستوفي األقبلـ حركؼ التحية في ىذا المدرج كضعا ،كأف يحيط بسطوره العربية
إعراب رقمها فيو نصبان كجران كرفعا ،ال ترفع من أخبار ىذه األرض إال ما سرت سرايا المسرة
بين أعطافها ،كال نملي من مشركحاتها إال ما كتبتها يد التحقيق المستمدة لؤلفراح بين سرائر
ألطافها ...إلخ.
كلو أيضان فيو قصيدة سينية طويلة جدان مستهلها:
صفى مشارب ديننا في الناس ...من بعد قاسمنا الشديد البأس
كيفي الكدكرة عن مشارع مائو ...المنهل غيث سحابة الرجاس
أحيا المشارع في ارتجاع الدين ...كاإلسبلـ كاإلنصاؼ بعد اليأس
من رد أركاح المفاخر في جسوـ ...المكرمات ككن في األرماس
من شاد شرعة أحمد ككصيو ...كبنا بيوتهما على األساس
منها:
تلقاه يوـ النزاؿ كظيغم ...ذم لبدتين غظنفر ىرماس
كحماه يركم عن كليب عزة ...كالطعنة النجبلء عن جساس
(ّ)ُِٗ/
(ّ)َُّ/
(ّ)ُُّ/
الحمد هلل الذم أكدع سر النبوة في أصوؿ شجراتها فجاءت أغصانها باسقة،كاطلع شموس
السعادة في أفق سماكاتها من صاحب الوصاية فكشفت أقمار الجهل ككشفت ظلمات الظبللة
الفاسقة ،كنظم في سلك األمرة البلىوتية يواقيت عقود اإلقباؿ ككانت أيدم القدرة الربانية لها
ناظمة ناسقة ،كأشرع سهاـ العزمات المحمدية إلى ثغر أعدا دينو القويم [ُِٗجػ] فهي إليو
في كل حين كأكاف رامية راشقة ،كأعبق طيب أرج الرئاسة العلوية في مفارؽ الدين الحنيف
فمغاطس اإلقتدار لها مشتاقة ناشقة ،كالصبلة كالسبلـ على من نبع من نبعو شجرتو ىذا الغصن
الناعم الفائق للمعالي كما ىي عاشقةّٔ[ ،أب-ب]
كذاؾ الحسين القرـ نجل محمد ...سليل أبي الهجا المعاصر ناصر
لقد شرؼ اهلل الزماف كأىلو ...بأمره تناهو في بني الطهر أمر
بعامر بيت الفخر من آؿ و
أحمد ...كيالك من باف لذا البيت عامر
أمير سخي رافع متواضع ...كريم أبي للمعادين قامر
فخر العصابة الهاشمية كنجم فلك ىذه العترة من بني البطنين الهادكية كالقاسمية ،شرؼ الدين
الحسين بن محمد بن ناصر بن أحمد بن محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين ،آباء لو رميت
بهم الحجر الصلد النفلق ،كجدكد لو كانوا على أسلو لساف أخرس منحبس اللساف كالمنطق
لنطق ،كأسود زائرات لو أموا باب ثغر مفتوح البوائق النغلق.
كاهلل ما ضمت صدكر القنا ...كمثل أبدم ىؤالء الصدكر
كال جرت أقبلـ أمداحهم ...إالَّ ي
نثرت الدر فوؽ الصدكر
كال سرت أسرار أقدامهم ...في كارث إال ككاف السركر
(ّ)ُِّ/
كبعد أف تهمي كائب التسليم الثجاجة على تلك الساحة كتتمايل أغصاف التكريم بنسائم
التعظيم على ذلك المقاـ كتلك العزة الوضاحة كيتسق أنوؼ الرحمة كالبركات أكج ذلك البادم
[َُّجػ] الذم ما ترؾ صاحبو لذم الراحات ،في الجود راحة يقوؿ المملوؾ لقد طابت
الذكرل كتواردت في كل يوـ من تلقا موالم بشرا تخلع الخلع النفائس على منشرىا الموافي
كمسرة تواردت أخبارىا حملتها طيور السعادة على القوادـ كالخوافي ،كنعم تواصلت أسبابها
قصرت على أداء شكرىا األقبلـ كضاقت عن نهايتها كاسعات مسطور القوافي ،كاعترض دكف
مرادم من مكاتبو مالكي معترضات كمنعت الموانع عن أداء كاجبات مكاتبانبو المفترضات
كقيدت األقبلـ كىي سوابق ...كعاقت نحوـ األفق كىي جوارم
حوادث آالـ ثبلثة أشهر ...ككاف شعارم جرىا كدثارم
قيدت األقداـ ككادت أف تلحق الجسد باألعداـ ،كفتت في أعضاد اليراع كحسبك من مرض
مرضت لو حتى متوف القراطيس كصدكر األقبلـ ،نغشت المعاش كتهافتت عوارضها على
تهافت الفراش ،كمنعتني لذاتي التي أعظمها المسار اآلتية من أخباركم فما كانت توافيني إال دنا
مبلزـ للفراش ،كأبل الملوؾ بعض أببلؿ كأمبل ىذه الصدكر إلى فترة كإمبلؿ.
ككنت المفوه فيما مضى ...فها أنا في قصر بحر الفهامة
كقد كنت ألثم ثغر الذكاء ...فألثمني العي قسران سفاىة
كلو إليو .ككاف األمير المذكور مخيمان بجبل اللوز سنة (َُّٕىػ).
ركائب ذات شوؽ كانزعاج ...كإدالج يجدكا كأدالح
لها و
أيد على قطع الفيافي ...كتقريب البعيد من الفجاج[ُُّجػ]
تناجيها الحداة بكل معنى ...فيطربها حد ذاؾ التناجي
طيور في ىيوالىا جماؿ ...كما شن مشمعبلت نواجي
كأضربها السر كالسير نفلي ...بها فلواتها كالليل داجي
تهاكت نحو سيد آؿ طو ...كما ىوت الفراش على السراج
إلى سوح ترامت نحو عليا ...معاليو ببشر كابتهاج
إلى بحر الندا كالجود كالبر ...كاإلحساف مفزغ كل الج
إلى باب ىو الباب الوسيع ...المفتح الموفود بلى ارتساج
(ّ)ُّّ/
(ّ)ُّْ/
حفيده السيد العبلمة محمد بن الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي كبقية نسبو
تقدـ في ترجمة جده قريبان ،كاف عالمان ،عامبلن ،فاضبلن ،أديبان ،قرأ على البدر األمير ،كسيدم
إسماعيل بن ناصر الدين،كالقاضي أحمد قاطن كغيرىم ،كلو شعر متوسط ،ككلي أكقاؼ اليمن
األسفل من عند القاضي أحمد قاطن ،كنالتو محنة من القاضي(ُ) شديدة،كنزؿ القاضي
إسماعيل السالمي للكشف عليو فأمسى كعبلف ،كبقي يومين كصادؼ ليلة الجمعة شهر شعباف
ليلة الشعبانية دخل الصنو محمد مسجدان خاليان يبتهل إلى اهلل تعالى إلى الصباح ثم عزموا
لقضاء الغرض صبح يومهم بعد صبلة الجمعة حبس اإلماـ المهدم أحمد قاطن كرسم بو كتبين
لهم ىواه على السيد محمد ،كبعد مجيء السالمي من الكشافة تيقن المهدم لذلك كلم
يخرجو من الحبس إال اإلماـ المنصور ،كتوفي الصنو محمد [(( )ِ( ].......كسمعت الوالد
رحمو اهلل يخبر عن أسبلفو أف بيت الحوثي ال يأذيهم أحد إال كعجل اهلل لو النقمة من حيث ال
يدرم كأما الدنيا فتزكيو عنهم نسأؿ اهلل تعالى أف ينصرنا على من عادانا كيعجل بنعمتو كحسبنا
اهلل كنعم الوكيل))(ّ) .
[(َِٓ) محمد بن الحسن الكبسي] (ْ)
( .....ػ ُُُٔىػ .... /ػ َُٕٓـ)
__________
(ُ) أم القاضي أحمد بن قاطن .صاحب أتحاؼ األحباب كتحفة اإلخواف كغير ذلك.
(ِ) ما بين [ ]........بياض في أصولي.
(ّ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا) كمنو :طبقات الزيدية (ّ/خ) ملحق البدر الطالع(ُٔٗ)
نشر العرؼ (ِ )َُُ-َُٖ/الجامع الوجيز (خ) .الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (ُٗٔ)
بتحقيقنا.
(ّ)ُّٓ/
السيد العبلمة محمد [بن الحسن بن القاسم بن المهدم بن القاسم] المعركؼ بالكبسي حاكم
الركضة المشهور بالزىد ،كالورع ،كالصدع بالحق كالعباد كتبلكة القرآف كتعليم معالم الدين،
ككاف آية في التحرم عند الحكم كالتصلب في دين اهلل ،كعدـ المحاباة ألحد ،كلو قضايا
عجيبة فمنها أنو قسم تركة عظيمة بين كرثة مدة شهر ثم ظهر لو أنو غلط فيها فأعادىا كلم
يرض بأخذ شيء من الطعاـ في مدة اإلعادة فضبلن عن أخذ األجرة ككاف ال يأخذ شيئان من
الجرايات كالمقررات التي من بيت الماؿ ككاف صاحب المواىب يرسل لو بكسوة فيرجعها
ككاف سلماف المهدم عامل صنعاءُّّ[ ،جػ] كىو رجل كامل العقل ،كالرئاسة فيحسن
اإلعتذار لسيده في إرجاع صاحب الترجمة صحبة الرسوؿ من غير عذر فأرسل سلماف إليو
فامتنع فراجعو كحسن لو المسير إلى سيده فزاد امتناعان فتحير سلماف في ذلك كأرسل السيد
الجليل لطف البارم بن عبد اهلل الكبسي كالد السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم ،ككاف
ىذا السيد لطف البارم صديق صاحب الترجمة فأخبره سلماف بامتناع صاحب الترجمة من
اإلجابة [ّٕأ-ب] فقاؿ (السيد لطف البارم الرأم عندم أنك ترسلني إلى المواىب
كسأعتذر لو ،فعزـ بكتاب من سلماف فلما كصل إلى المواىب اتفق بالوزير محسن الحريبي
كعرفو بحقيقة الواقع فقاؿ لو الوزير :فبأم شيء تعتذر لو؟ قاؿ :لعجزه ،قاؿ :سيرسل لو بركوب
كلكني أشير بعذر أحسن من ىذا كىو أف نقوؿ :لما بلغني أمركم الشريف بوصوؿ السيد محمد
الكبسي إليكم طلب من األمير سلماف كصولي إليكم ألعرفكم أف السيد محمد قد عرؼ
اإلماـ المؤيد كأنتم عارفوف كيف كاف حالو من الزىد كالورع في ملبوسو كمركوبو كأحوالو كلها
كأنتم بحمد اهلل كذلك غير أف ىذا الزماف حالو يقضي خبلؼ الحاؿ األكؿ فلبستم لو ىذه
المبلبس الفاخرة ،كفعلتم العدد العظيمة للخيل كاستكثرتم من حلي الذىب كالفضة ألجل إلقاء
المهابة في الصدكر كلتشديد األكامر كالنواىي كأف السيد محمد الكبسي قد
(ّ)ُّٔ/
يستنكر ذلك كثيران كال يعرؼ حقيقة ما لديكم كىو معتقد حالكم كحاؿ المؤيد كأنكم مثلو من
جميع الوجوه [ُّْجػ] كلفرظ محبتي لكم أردت أف أفيض ىذا إليكم كما رأيتموه فالخير فيو
إف قلتم بعد ىذا يصل كصل ىذا ما قالو الوزير الحريبي للسيد لطف البارم ،ثم قاؿ لو إف
اإلماـ سيستدعيني كيخبرني بما قلت فأعد علي الكبلـ جميعو ثم أخذ الوزير لو موقفان خاصان
كأدخلو معو كأعطاه كتاب سلماف ،ثم تأخر كطلب السيد لطف البارم فأخبره بذلك ثم طلب
اإلماـ كزيره الحريبي فقاؿ :اسمع ما قاؿ السيد فلما تم كبلمو قاؿ الوزير لقد أحسن السيد
بوصولو كدؿ ذلك على محبتو لكم صادقة فإف األمر كما ذكره فإذا رجحتم عذره عرفتم سلماف
بذلك فأمر الوزير يكتب إليو بعذره ،كأعطى السيد لطف البارم عطاء جزيبلن كأمره بأف يصل لو
كل سنة كأرسل للسيد محمد بن الحسن بكسوة كدراىم كثيرة قبضها لو السيد لطف البارم
كالسيد محمد صاحب الترجمة لم يشعر بشيء من ىذه المتفقات كاهلل أعلم كأحكم (ُ)
[(ُِٓ) محمد بن الحسن بن أحمد الجبلؿ] (ِ)
(ََُُُِْْ-ىػ )
السيد العبلمة محمد بن الحسن بن أحمد بن ((محمد بن)) (ّ) علي بن صبلح بن أحمد بن
ىادم بن الجبلؿ بن صبلح بن محمد بن الحسن بن أحمد المهدم بن علي بن المحسن بن
يحيى بن ((يحيى بن)) (ْ) الناصر بن الحسن بن األمير عبد اهلل بن المنتصر باهلل محمد بن
المختار القاسم بن الناصر أحمد بن الهادم إلى الحق عليهم السبلـ.
كصاحب الترجمة ىو :السيد العبلمة الخطيب الورع ،الزاىد ،ابن العبلمة الجبلؿ المشهور.
__________
(ُ) توفي صاحبو الترجمة في شهر المحرـ سنة (ُُُٔىػ) .بالركضة.
(ِ) ملحق البدر الطالع (ُٓٗ) معجم المؤلفين (ٔ. )َٓ/
…نشر العرؼ (ّ )ُٖ-ٕٗ/مصادر الحبشي (ّّٕ.)ُِّ،
…مؤلفات الزيدية (ينظر فهارسو).
…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُٖٖ).
(ّ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ْ) ما بين (( )) ساقط في (ب).
(ّ)ُّٕ/
(ّ)ُّٖ/
كىذا الفضيل بن محمد كاف من العلماء العاملين كأىل [ُّٔجػ] الفضل الزاىدين نشأ في برد
النجابة كدعى العفاؼ إليو فاسرع لو في اإلجابة قرأ العلوـ كشفا بتحصيلها الكلوـ ،كشرح
بعض كتب جده كاخترمتو المنية كىو غض الشباب ،ككاف في األدب مع علمو ككرعو راسخ
القدـ منشور العلم شامخ العلم فمن شعره قولو:
ىذا النسيم إليكم جاءت بما ...أكدعتها من سر حب قد زكا
كتصوعت نشران فحازت غاية ...ما أف تناؿ كليس تدرؾ في الذكا
[استطراد :الحسن بن أحمد بن محمد الجبل] (ُ)
(ََُُُّْٖ-ىػ ُّٕٔ-َُِٔ/ـ)
كأما كالده السيد العبلمة الحسن بن أحمد الجبلؿ ،فهو المجلي في حلية العلوـ ،كالفضائل
كاألخير الذم أتى بما لم يستطعو األكائل مولده في ىجرة رغافة سنة ثبلث عشرة كالف.
[استطراد :كالدتو آمنة بنت أحمد] (ِ)
__________
(ُ) مقدمة ضوء النهار (ُ )ُٓ-َُ/طيب السمر (خ) طبقات الزيدية (ّ/خ) بغية المريد
(خ) الثغر الباسم(خ) الجامع الوجيز (خ) تحفة األسماع كاألبصار (خ) .الجواىر المضيئة
للقاسم بتحقيقنا) .مصادر العمرم (ِْٕ ،)ِٕٗ-طبق الحلول (ينظر فهارسو).
البدر الطالع (ُ ،)ُْٗ-ُُٗ/ىدية العارفين (ُ .)ِٗٓ/خبلصة األثر (ِ )ُٕ/مساجد
صنعاء (ٔٓ )ٖٓ-نشر العرؼ (ّ )ّٖ/األعبلـ (ِ .)ُٗٔ/معجم المؤلفين (ّ،)َِِ/
مصادر الحبشي (َِٓ ،)ُِ،َُّ،ُِِ،ِِِ،ٖٔ،ُّٔ،ِِٗ،ّّٓ،َْٖ،إيضاح
المكنوف ،مؤلفات الزيدية ينظر فهارسهما).
…ذركة المجد األثيل (خ) ص(ُٖ) نسخة خاصة ،األدب اليمني (ّٖٗ) أعبلـ المؤلفين
الزيدية ص(ِٗٗ )َّّ-ترجمة(َِٖ).
(ِ) معجم النساء اليمنيات ص(َِ) نشر العرؼ (ّ .)ّٖ/كبلىما عن ماىنا.
(ّ)ُّٗ/
ككالدتو الشريفو العابدة آمنة بنت السيد اإلماـ أحمد بن يحيى بن أبي القاسم ،ككانت من
العبادة بمحل ال يطاؽ فإنها تقوـ الليل من أكلو إلى آخره ككاف اإلماـ المؤيد بن المنصور
يراسلها إلى رغافة كيستمد منها الدعاء كتوفيت ىنالك ،كلما أيفع انتقل إلى صعدة فأخذ على
علمائها كالقاضي الحسن بن حابس كغيره ثم انتقل إلى شهارة كصنعاء كقرأ على األعبلـ
كالسيد العبلمة محمد بن عز الدين المفتي كالمولى الحسين بن اإلماـ المنصور كبرز في جميع
العلوـ العقلية كالنقلية كحقق جميع الفنوف األصلية كالفرعية كاآللية كاجتهد كنظر فأنصف كترقي
في مدارج السالكين إلى رب العالمين حتى كصل إلى درجة الواصلين كأشرقت عليو األنوار
كانفتحت لو أبواب األسرار [ُّٕجػ] ككاف ذا ىمة علية كنفس أبية ،كذكاء متوقد ،كألمعية،
كفطانة ،كسمات نبوية ،كأخبلؽ مصطفوية ،كشمائل علوية ،كاختط لنفسو ىجرة في الجراؼ،
كاستمر بها عامة عمره معتزالن للناس.
[مؤلفاتو]
(ّ)َُْ/
كصنف مصنفات نفيسة منها( :شرح تهذيب المنطق) صنفو في يفرس عند نوبة الشيخ أحمد
بن علواف أياـ جهاد الترؾ ىنالك مع المولى الحسن بن اإلماـ ،كمن مؤلفاتو( :ضوء النهار
المشرؽ على صفحات األزىار) في مجلدين ضخمين،كىو كتاب جليل المقدار كثير الفائدة
عظيم النفع لم يؤلف أحد ممن تقدمو مثلو دؿ على غزارة علم مؤلفو كعظم ملكتو كرسوخ في
قدمو في الفقو ،كاألصوؿ ،كالحديث ،ككيفية استنباط األحكاـ كمأخذ المدارؾ في اإلجتهاد،
ككثيران ما يسلك فيو طريقو الجدؿ كاإلتياف بالمسائل الغريبة على جهة المعارضة بالمثل كالقصد
بذلك الصنيع ىو إقناع الخصم كإلزامو من دكف نظر إلى حقيقة ذلك في نفس األمر كال كلما
ىو شأف الطريقة الجدلية كإنما سلك تلك الطريقة؛ ألنو لو قرر المسائل على كفق ما انتهى
إليها علمو لرماه الخصم بكل حجر كمدر ،كمن مؤلفاتو( :شرح الفصوؿ اللؤلؤية في األصوؿ
الفقهية) ،ك(بلوغ النهي شرح مختصر المنتهى) ك(عصاـ المخلصين كشرحو في أصوؿ الفقو)،
كبناه على تأصيل ما قرره على اجتهاده ،كمن مؤلفاتو حاشية شرح القبلئد للنجرم في علم
الكبلـ ،ككتاب المواىب شرح كافية ابن الحاجب ،كتيسير اإلعراب [ُّٖجػ] في علم
اإلعراب كشرحو ،كالركض الناظر في أدب المناظر [ّٖأ-ب] شرح قصيدة لو سنية في
البديع سماه السحر الحبلؿ نحو ثمانين بيتان ،كشرح رسالة الوضع لعضد الدين ،كمنح األلطاؼ
تلفيق حاشية سعد الدين على الكشاؼ ،كالعصمة عن الضبلؿ شرح عقيدتو في األصوؿ
الدينية ،كفيض الشعاع في حسن األتباع كترؾ اإلبتداع ،شرح قصيدة لو أكلها:
العلم علم محمد كصحابو ...يا ىائمان بقياسو ككتابو
كآللو منو الخبلصة كلها ...علم بنو شيخ غر ىدل أم صبلبة
يقوؿ في آخرىا:
يا راكبان يهول لقبر محمد ...عرج بو متمسكان بترابو
كقل ابنك الحسن الجبلؿ مجانب ...من قد غدا في الدين في تلعابو
العبل ...أك خائفان من علمهم لصعابو
ال عاجزان عن مثل أقواؿ ي
(ّ)ُُْ/
(ّ)ُِْ/
(ّ)ُّْ/
فلو رعيت لنا يومان قرابتنا ...لكنت من عثماف على أثر
لكن رأيت عليان كىو كالدنا ...قد أخركه فلم تعدؿ عن السير
كلو يهنئو بعافية من مرض:
لما سلمت فكل الناس قد سلموا ...فبل أصابك تكدير كال سقم
قد كاف ىاج الورل حماؾ كارتعدكا ...كأنهم دكحة في ظلها ألم
بقيت للدين كالدنيا تحوطهما ...كأنت يحرسك اإلسعاد كالنعم
كلو في اإلكتفاء:
رفعت عمامتي فرأيت ...براسي شيبان اشتعبل
غدت من بعد تنكرني ...فقلت لها أنا ابن جبل[ُِْجػ]
كلو:
كشادف أغرؽ أىل الهول ...في بحره فابك على كارده
مذ الح في الخبا خواتو ...شاىدت تصحيف أخي كالده
كلو:
من غره زمن الشبيبة كالصبا ...كصفا عيش ريق كسركر
فلقد تمسك فوؽ موج ىائل ...حمقا بأكىى عركة لغركر
إني عرفت من الزماف كأىلو ...ما زادني جلدان على المقدكر
كعلمت أف ليس النجاة لغير من ...ينجوا بعزلتو عن المحذكر
ما في مخالطة األناـ لعاقل ...إال ىواف كاكتساب كزكر
كلو:
خل الوساكس كالهموـ بمعزؿ ...ككل األمور إلى المليك المفضل
كاحفظ فؤادؾ فهو حافظ سره ...عن أف يمر بو ظنوف مغفل
كتجمل و
بطبلقة ُّ ىذا مرادؾ مقببلن من عنده ...فتلقو
ال تأتين بو كظنك سيئ ...فيكوف فيو فضيحة ال تنجلي
أك ما كفالك عبرة ما قد مضى ...من كشفو لك كل كرب معضل
>
في الحاؿ كالماضي عرفت جميلو
فدع الو ...كىو الكفيل بذاؾ في المستقبل
فدع الهموـ يكوف ىمان كاحدان ...ىم اللقاء لو لكيما تنسلي
ككتب إلى المولى عيسى بن لطف اهلل بن المطهر بن اإلماـ شرؼ الدين:
يا كالدان لم يزؿ رئيسان ...عقدان غدا في العبل نفيسان
قد مات أنس الزماف ىذا ...فما رأينا بو أنيسا
فابعثو حيان فليس يحيى ...قط من الموت غير عيسى
كانسو بالوصوؿ عصران ...تجلى صدا أذىب النفوسا
[(ِٔٓ) محمد بن أحمد الجبلؿ الذمارم ] (ُ)
__________
(ُ) مطلع األقمار ترجمة (َُِ) كفي ينظر بقية مصادر ترجمتو.
(ّ)ُْْ/
السيد محمد بن أحمد الجبلؿ نسبو تقدـ في ترجمة ابن أخيو شيخنا العبلمة الجمالي علي بن
عبد اهلل الجبلؿ ،ككاف صاحب الترجمة رئيسان نبيبلن ىمامان شاعران كلي المنصور بن المتوكل على
اهلل أعماالن [ّٗأ-ب].
[(ِٕٓ ) الهادم بن أحمد الجبلؿ الصنعاني] (ُ)
(َُٕٗ-............ىػ ُٖٔٔ-........../ـ)
كأما أخوه العبلمة الهادم بن أحمد الجبلؿ فكاف عبلمة محققان ،قاؿ صاحب العبير :أنو صنف
شرحان لؤلسماء الحسنى [ُّْجػ] يدؿ على علم غزير كمادة قوية انتهى.
كقاؿ في (طبق الحلول) أنو سكن أكال بمدينة ذمار ككاف يختلف منها إلى اليمن لمعلومو من
عز اإلسبلـ محمد بن الحسن بن المنصور ثم نقل إليها أكالده كاستوطنو كفي أياـ سكونو
باليمن سمع في الحديث النبوم كأثاره تدؿ على فطنة كتطلع كشرح األسماء الحسنى بشرح
كافق في بعض مسائلو األشعرية كخالفهم في مسألة الكسب كألحقهم على أحد تقديرين
بالجهمية،كأثبت الركية كجعلها كمذىب أكائل الحنابلة حقيقة كجود حصولهما في الدنيا كقطع
في عقيدتو التي صنفها بخركج العصاة األشقياء.
[كفاتو]
قاؿ:ككانت كفاتو في شهر جمادم األكلى من سنة تسع كسبعين كألف كىي السنة التي توفي
فيها المولى محمد بن الحسن بن المنصور ككاف كفاة السيد ىادم الجبلؿ بالجراؼ لدل أخيو
الحسن رحمو اهلل تعالى انتهى كبلمو.
__________
(ُ) طبقات الزيدية (ّ/خ) الجواىر المضيئة للقاسمي ترجمة (َٕٖ) بتحقيقنا كمنو :البدر
الطالع (ِ ،)ُّٕ/نشر العرؼ استطرادان في ترجمة محمد بن الحسن الجبلؿ مصادر الحبشي
(ٕٓ )ُِِ،ُِٖ،طبق الحلول (ِّْ) األعبلـ (ٖ )ٖٓ/مؤلفات الزيدية
(ِ )ُّ/ّ(،)ُّٓ/بهجة الزمن (خ) ذركة المجد األثيل (خ) ص(ُٗٔ) نسخة خاصة أعبلـ
المؤلفين الزيدية (َُّٕ) ترجمة (َُُٓ).
(ّ)ُْٓ/
قلت :كمن مؤلفاتو :ضوء السراج كتخرج عليو عدة من األعبلـ ،كقد ركل السيد العبلمة عثماف
بن علي الوزير عن العبلمة الحسن الجبلؿ أنو قاؿ لو :يا كلدم أنا حذكت حذك محمد بن
إبراىيم الوزير فعاداني أىل الوقت كأخي الهادم بن أحمد حذا حذك الهادم بن إبراىيم فأخذ
عنهم كأخذكا عنو.
[(ِٖٓ) محمد بن علي بن أحمد الذمارم] (ُ)
(ُُْٖ ُِِّ-ىػ َُُٖ- ُُٕٕ /ـ )
األخ األديب بدر الدين بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد اهلل بن
اإلماـ القاسم بن محمد عليو السبلـ .كلد بذمار سنة [ُُْٖىػ](ِ) كنشأ بها كعكف على
مطالعة كتب األدب كحفظ األشعار كاألخبار كعرفتو بصنعاء في سنة أربع عشرة كمائتين كألف،
كىو ذك ذكا كألمعية كفطنة كحفظ جيد ،كتب إليو القاضي عبد الرحمن اآلنسي المتقدـ ذكره
قصيدة مستهلها:
أما يجازا الود في ...شرح المودة من تودد
فجماعة الشعراء مآؿ ...حسنا من الحسناء أسعد
مما تغنا في مناسبهم
ف سب ...بهن كما ينشد
نسب كصفو الراح شعشعها ...أغن أغرا أغيد
في مستنير الزىر طرب ...طيره سحرا فجود
يهفو الحليم بها ...كيزكوا جامد الطبع المبلد
فلهم يد بيضاء على ...ىذا الحساف البيض عن يد
لوال مناسبهم خفاء ...من حسنها ما ليس يشهد
فالسمع أكثر مدركان ...فينا من البصر المجدد
يا كحدة الجنس الذم ...أعني بو معنى لمفرد
ما تأمرين لشاعر ...زجر القريض بكم كقصد
غزالن كارؽ النسيم ...كرقرؽ الماء المبرد
أبرا مبرتو فيدنا ...منك أك يخفا كيبعد
كبل كقد جعل العريض ...عليك في الحبس المؤبد
لم يشترط فيو كال ...استثنا كال بالوقت قيد
إال مكاتبة األديب ...محمد بن علي بن أحمد
السيد القطريف كابن ...السيد العزـ المسود
منها:
كمحاضر حلوا اللطائف ...من فكاىتو تجدد
تجرم بإعجاب الجليس ...حبله لكن ال إلى حد[ُْٓجػ]
__________
(ُ) مطلع األقمار ترجمة (ُُِ) نيل اكطر (ُٖٓ).
(ِ) ما بين [ ]......بياض في أصولي كما أثبت من المحقق.
(ّ)ُْٔ/
(ّ)ُْٕ/
(ّ)ُْٖ/
قلت :كترجم لو أيضان صاحب نسمة السحر ،كاستطرد ذكره أيضان المولى عبد اهلل بن علي
الوزير في النشر ،كقاؿ :أنو أخذ على القاضي علي البرطي في الفقو ،كأصولو ،ككصفو بالورع،
ككرـ األخبلؽ ،كحسن المحاضرة ،كالعلم ،كالذكاء الخارؽ ،كالسمت المطابق ،كالببلغة
كالبراعة ،كالرئاسة ،كالكرـ ،ككاف ىو الحاكم المطلق في ناحية (كوكباف)،كلو شعر كثير جيد
فمن شعره ما أجاب على السيد محمد بن الحسين الكوكباني المقدـ ذكره (ُ) .
نسمة أىدت لقلبي نفسا ...حين زارتني ككلت غلسا
لم تزر في الحي إال مأنسا ...لمشوؽ لؤلحبا ما نسا
ذكرتني عهد بانات اللول ...كزمانا كاف عندم عرسا
حيث لي شغل بمعسوؿ اللما ...كغراـ داؤه أعيا األسا
فاتن شابو غزالف الفبل ...فلهذا أنو ما أنسا[ُْٖجػ]
مالو قد الف أعطافان كما ...الف عطفان إنما قلباقسا [َْأ-ب]
قمر مطلعو األزرار من ...فلك األطلس مما لبسا
سلبت أجفانو عني الكرا ...فلهذا طرفو قد نعسا
فتراىا فترة لكنها ...قد أجنت ضيغمان مفترسا
أرسلت أسهمها في فترة ...فهدت للوجد منا األنفسا
جعل الهجراف ىجيراه إلى ...فإذا جئت إليو عبسا
كسوس العاذؿ في أسماعو ...مثلما الحلى بو قد كسوسا
ما خبل خلخالو يا ليتو مثلو ...أك كاف فينا أخرسا
كم أقاسي من ىواه كربة ...كأرا حظي لديو انبخسا
كأنا إف خاب فيو أملي ...كرجا القرب منو انعكسا
ال أبالي بجفاه بعد ما ...كجدت نفسي عنو مؤنسا
كىو نظم صاغو بدر الهدل ...كالعلى أعني الهماـ الندسا
كلو مجيبان على شعباف سليم من قصيدة مطلعها)ِ( :
نعم ىذا أنفاس عرؼ الصبا النجدم
سرت فطرت من أرضها شقة البعد
كجاءت لتشفي القلب كىي عليلة
ككيف بأف تشفى الغليل من الوجد
ىدانا لذكر العهد إذ ضاع نشرىا
كمن ضاع فيما قيل أنى لو يهدم
كبالرفع أفدم ذات حسن ممنع
كقل لها يار كح في الحب أف أفدم
ربيبة ملك تفضح الشمس طلعة
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ.)ٖٔ-ٖٓ/
(ِ) نسمة السحر (ّ.)ٖٔ/
(ّ)ُْٗ/
(ّ)َُٓ/
كحدثني أيضان قاؿ :أف رجبلن اسمو أحمد صبلح العفارم الفقيو من سكاف قلعة شهارة أعرفو أنا
كغيرم بالصبلح كالزىد مرض كأغمي عليو [َْب-ب] كأيس منو أىلو ككجهوه إلى القبلة
كقعدكا يقرؤف القرآف حولو كاتفق أف مسكينان جاء إلى بابو فأعطتو زكجة الفقيو ىحبان (ُ) في طبق
ثم بعد مضي السائل أفاؽ الفقيو كطلب مأكوالن ككلمهم قاؿ :بينما أنا في شدة ال أعقل إذ
دخل علي من ىذا الباب شخص كالجزار مشمر عن ساقيو كذراعيو كبيده سكين عظيمة
فأخرج من نطاقو مسنا كجعل يسن السكين ثم تقدـ إلي ليذبحني كقعد فوؽ صدرم كأنا
شاخص إليو كلو ىيبة كمنظر موحش فبينما ىو في تقوية الذبح إذا انفلق السقف كنزؿ منو
شخصاف أبيضاف في غاية الوسامة كطيب الرائحة كبيد أحدىما طبق فيو حب فكفاه عن قتلي
كساراه بشيء كأشار إلى الطبق كفهمت منهما أف اهلل زادني عمرم ببركة الصدقة فرد السكين
كقاال لو :اذىب إلى فبلف جار لي ثم صعدا إلى الذم نزال منو كخرج ذلك الشخص فسمعت
الصراخ في دار جارم كىذه القصة من غرائب المنقوالت كعاد القاضي بعد لبثو أيامان بذمار إلى
شباـ كتوفي بها بعد مرض سنة طويل سنة خمس عشرة كمائة كألف كمن شعر القاضي محمد
صاحب الترجمة قصيدتو الذالية كمستهلها [ُُٓجػ] (ِ) :
مغرا بحبك أين منك مبلذه ...ىيهات قد أكدا بو استحواذه
ما شج مذ عز التبلقي دمعو ...بل سنح منو كيلو كرذاذه
أسفان على مر التبلؽ كما شفا ...قلبان فهل من عندؾ استنقاذه
كىو اللديغ بأرقم أرسلتو ...المفزع مع أنجاه عنو لواذه
كيقيك ترياؽ بو ترقى كما ...بسواه من لدغ الجفوف عياذه
خمر بركح الراح عند مذاقها ...في السكر منبوذ لها نباذه
أيحل في شرع الهول تعذيبو ...كبل كإف يك عندؾ استلذاذه
ىبل رفقت بو فما كاخي الوفا ...في الحب مبلؿ الهول مبلَّذة
و
حاسد ...كاش يطوؿ بنمة أعذاذه عطفان عليو كدع صقالو
__________
(ُ) ىحبان :أم نوع من الحبوب.
(ِ) نشر العرؼ (ّ.)َُٔ-َُٓ/
(ّ)ُُٓ/
فأما كالده القاضي الحسن بن أحمد الحيمي فكاف عالمانف فاضبلن ،دينان ،خيران ،ناصر اإلماـ
المتوكل على اهلل إسماعيل بن المنصور كجاىد معو في الشحر كحضرموت ،كغيرىما ككاف من
أعياف دكلتو ككلي القضاء كالخطابة كأنفذه إلى الحبشة كسنٌار (ُ) .
كمن شعره ما كتبو إلى المولى أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين كىو قولو)ِ( :
أيا سادة بانوا فباف الكرل عنا ...كخاف زماف بالفراؽ كما خنا
رحلتم فبل كاهلل ما العهد عهدنا ...كال نحن في عيش لذيذ كما كنا
كأكحشتم كالدار آنسة بكم ...كحلتم عن العهد األكيد كما حلنا
عبلـ كفيم الهجر يا أىل كدنا ...كىل صنتموا ذاؾ الوداد كما صنا
نسيتم حقوقان ما رعى الدىر عهدىا ...كأيامنا باألمس في الركضة الغنا
ليالي ال كاش ينم بسرنا ...كال أعرؼ الهجراف منكم كالمنا[ُّٓجػ]
كفاء كلم يحقق لو ظنا
رأيت زماني كلما أظن صاحب ...يخل ن
فصبران على ريب الزماف فإنني
فأجا ...جعلت احتماؿ الصبر من خلقي فنا
فأجابو بقولو)ّ( :
فؤادم كفيل بالوفاء مثل ما كنا ...سول أقمنا عندكم اك ترحلنا
كعهدم لكم عهدم كما تعرفونو ...كأحنا ظلوعي من تناسيكم أجنا
كىذا لكم لو كاف بعدم فراسخان ...فكيف بقدر الميل إف غبتم عنا
أعد كفائي فرض عين مؤكدان ...علي كال كسن الجفا فيو ما سنا
عتبتم كال ذنب لذم العتب موجب ...لدم كلكن عاتبوا الدىر كالوجنا
فكم رحلة ركعتمونا بوقعها ...كأكحشتم األىلين كالصحب كالمغنا
ككم جرعة جرعتمونا فراقكم ...فذكقوا كإف لم نرضو بعض ما ذقنا
كدمتم على بعد المزار كقربو ...كلكن خذكا لي من تجافيكم أمنا
إذا لم يكن لي حلو سلوم لبعدكم ...فبلبد من أف تمنحوا بالوفا ((عنا)) (ْ)
[(ِّٔ) صبلح بن أحمد الحيمي] (ٓ)
__________
(ُ) سنَّار :مدينة في السوداف (مديرية النيل األزرؽ).
(ِ) طيب السمر (ُ.)ٖٗ/
(ّ) طيب السمر (ُ.)ٖٗ/
(ْ) في (جػ) :منا.
(ٓ) طيب السمر (ُ.)ِّٖ-ِّٓ/
(ّ)ُّٓ/
كأما أخوه القاضي صبلح بن أحمد الحيمي فكاف فقيهان ،مبرزان ،كلي القضاء بعد أخيو الحسن،
ككانتا أحكامو ماضية ،كفتاكيو مقبولة ،كلم يزؿ كذلك حتى توفاه اهلل كرثاه ابن أخيو صاحب
الطيب بقصيدة المية كلو شعر فمنو قولو من قصيدة)ُ( :
حدثاني عن لعلع حدثاني ...كعن المنحنى كعن نعماف
امة و
كنجد كخركا ...كالمصلى كعن ذرا عسفاف[ُْٓجػ] كربا ر و
كأعيدا ذكرل العقيق كما مر ...لنا من حديث كادم الباف
كسبل عن ديار ليلى ففيها ...طاب لي باللقاء قديم زماني
فسقى ركضها كمن حل فيو ...قطرات من الحيا الهتاف
كسقى اهلل ىحيَّها كرعاىم ...كرعا ما بها من الغزالف
ليت شعرم ىل يرجع الدىر صفوان ...في رباىم على الوصاؿ الهاني
فأنا المغرـ المتيم كالولهاف ...كالصب كالعميد العاني
كأنا الشيق المولع بالحب ...كشاني في العيش أعظم شاني
يا ضبا حاجر مراعاه رفقان ...بفؤادم كقلبي الولهاف [ُْب-ب]
نزحت دار من أحب فأكرا ...النام في القلب الفح النيراف
من لو لفتو بجيد غز واؿ ...زينتو قبلئد العقياف
كلحاظ بها سهاـ المنايا ...حاجباه لنبلها قوساف
كقواـ أزرا بكل طيب ...كاحد ماؿ مالو من ثاف
شعره الليل كالجبين نهار ...عمرؾ اهلل كيف يجتمعاف
[(ِْٔ) الحيسن بن أحمد الحيمي الخطيب] (ِ)
( .....ػَُُْىػ .....ػ ُِٕٗـ)
__________
(ُ) طير السمر (ُ.)ِّٔ/
(ِ) طيب السمر (ُ )ِّٗ/نشر العرؼ (ُ.)ّٖٓ/
(ّ)ُْٓ/
كأما أخوىما القاضي الحسين بن أحمد فكاف عالمان في الفنوف سيما في الفقو خطيبان بليغان قاؿ
في الطيب (فكم خطب في جحافل التفت بو الجحافل كالرماح ترعف بالدماء كقد أحجم من
كاف مقدمان كبوارؽ السيوؼ تلمع كسحاب القياـ تهمع كأجفاف الصوارـ بالنجيع تدمع،
كالنفوس في السبلمة أبدان ال تطمع إلى أف قاؿ كمات بمدينة ذمار (ُ) كتزلزؿ ركن العبل بعده
كما رك تحطم من منبره عودة كنحست بعده سعوده ألنو كاف خطيب ملك قد استوطنها كاشتم
من [ُٓٓجػ] حدائقها كردىا كسوسنها فطالما طلعت نجوـ مواعظة في ليل عثير خيلو
كتجلت كطاؿ ما سجع مطوقو من بين أعبلمو تحت أكراؽ خضر قد تدلت.
كمن شعره قصيدة كتبها إلى أخيو صبلح كقد أكمض لو برؽ كطنو كالح ،كمستهلها)ِ( :
سبل ىل الصب المشوؽ سبلىا ...كىل ىو من بعد الوداد قبلىا
أبى اهلل أف ينسى المحب دنوىا ...كإف طاؿ في ىذا الزماف نواىا
سقى دارىا ساقي الغماـ بقطرة ...كركل قبيل الصبح منو ثراىا
فتصبح ركضان باألطايب يانعان ...كيحلوا مذاقان إذ يطيب جناىا
كيعلن فيها بالمسرات صادح ...صبا فوؽ عطف الغصن نحو صباىا
كأطواقو من زىرىا قد تنضمت ...كراقت بأسماط الغصوف حبلىا
كىي طويلة .ككتب صاحب الترجمة إلى بعض اخوتو مصدران بدكاة أىداىا لو قولو (ّ)
أشقيق ركحي ال برحت بنعمة ...كعميم بر ال يزاؿ جزيبل
خذىا دكاة كتابة قد أحكمت ...بمدادىا لعيونها تكحيبل
خذىا لتحرير العلوـ إبانة ...عنها كال للنداء تنويبل
ىزت لطعن عداؾ من أقبلمها ...رمحان رديني القواـ طويبل
مدت ألف الكف منك مرادىا ...فمها إليك كطالب تقبيبل
جاءت عن المملوؾ نايبة كقد ...أضحى بلقيانا الزماف بخيبل
ال نالت األقبلـ عن صريرىا ...تبدم لنا في راحتيك صليبل
ىذا كدـ ماس غصن رددت ...من فوؽ غصنية الحماـ ىديبل[ُٔٓجػ]
كلهذا القاضي حسين الحيمي كلدان اسمو:
__________
(ُ) توفي مقتوالن سنة (َُُْىػ).
(ِ) طيب السمر (ُ.)َِْ/
(ّ) طيب السمر (ُ.)ِْٔ-ِْٓ/
(ّ)ُٓٓ/
(ّ)ُٓٔ/
(ّ)ُٕٓ/
(ّ)ُٖٓ/
(ّ)ُٓٗ/
(ّ)َُٔ/
الحلي بهاجس
ٌ شردت عن المصرل ...كما كىجست من
كبل كال عثرت على ...فكر الفحوؿ بني مكانس
فأنحر لها بدر النظار ...كزفها زؼ العرايس
كبقيت ما بقيت تنا
فغ ...شدىا األكابر في المجالس
كلو فيو أيضان:
أنا الشجي فدع عذلي كتفنيدم
كأشكر معا فيك من شجول كتسهيدم[ُّٔجػ]
ماذا عليك إذا أفنيت من جلدم
دمعي على معهد بالسفح معهود
ىول
ىذا العقيق كلى فيو قديم ن
أضحى حديث حداه العيس في البيد
ىذا العقيق فإف أبخل عليو بو
ً
معمود من الدموع فإني غير
كإف تنثني الثنايا عن رباه فبل
أكردتها من ثغور الخرد الغيد
إال أطيل على كثبانو أسفي
كرب يوـ مضى فيو مضى لي غير معقود
ال أخلفتو الغوادم كل منطبق
بالبرؽ محلوؿ كبل غير معقود(ُ)
فإنما العيش لذات قضيت بها
فليس ما دكنها عندم معدكد
أكقات لطف(ِ) قضينا كاجتنى زى ور
بالكف كالثغر من كرد كتوريد
بالغادة الركد قد اسلفتها سمران
شبيهو الظبي ذات العين كالجيد [ّْب-ب]
مقسومة الحسن في األقمار إف سفرت
كفي القمارل إذا غنت على العود
ما ٌحدثت قط إال كىي ضاحكة
أحبب بدرين منثور كمنضود
كفي لواحظها البيض الرقاؽ كال
تناقض إف كصفنا ىن بالسود
يم العوارؼ فلك المكرمات كمن
أرست سفينة جدكاه على الجود
ألقى الغواني لها ثوب الجماؿ كما
ألقى الورل لعلي بالمقاليد
راـ العبل قبل أف تلقى تميمتو
كعد طفبلن أيبان في الصناديد
كخيلوه نبيبلن في صباه ككم
تبين المجد في أعطاؼ مولود
إف أبهم الخطب كاستعصت مفاتحو
فأنزؿ بكشاؼ كرب منك محمود
بقيت يا ابن النبي في عمر نوح
كفي عزـ الخليل كفي ملك ابن داكد
كللشيخ محمد بن حسين المرىبي رحمو اهلل تعالى[ُْٔجػ]:
نظرم إلى نحو الحما كتلهفي
انبا العذكؿ بموضع السر الخفي
كتلفتي نحو الخبا بخصوصو
قصر العموـ على الخباء المتعرؼ
كتنفيسي الصعداء إف ذكر اسم من
أىول الدليل على تعين مدنفي
بأبي كبي أفدم أغن مشنفان
كلقد عهدت الظبي غير مشنفي
__________
(ُ) البيت ساقط في (جػ).
(ِ) في (جػ) :قصف.
(ّ)ُُٔ/
(ّ)ُِٔ/
(ّ)ُّٔ/
(ّ)ُْٔ/
(ّ)ُٔٓ/
موالنا السيد اإلماـ أبقاه اهلل مرشد إلى أقواؿ الشارحة ،معرفان للحجة الوضحة مجددان لؤلكضاع
الحكيمة مقرران للقوانين النظرية باحثان في العلوـ العقلية كالنقلية ،ناظران في أنواعها التصويرية
كالتصديقية ،ملزكمان لئلسعاد [ُٗٔجػ] معركضان للعناية كاالزدياد ،قاببلن لؤللطاؼ اإللهية قبوؿ
الجسم لؤلبعاد ،كأف من لو جميل االعتقاد فيك كحسن االعتماد بعد اهلل عليك المدلى إليك
نحو الكوف على حبك الذم أشبو التأليف في اقتضا صعوبة التفكيك قدر الظهور في الكموف
كزىد في الحركة من األكواف كرضى بالسكوف فاالجتماع ال ينافس عليو كاالفتراؽ ال يحزف فيو
فهو ال يستفهم عنو بكيف كال يسل عنو بأين كال يستزاد منفردان كأنو اإلضافة ال يتحقق إالَّ بين
شيئين .كقد تجرد عن إعراضو ٌبرؾ فبل كيف كال كم كتخلى عن الجنس كالفصل كىي حبة من
معركفك فبل يعرؼ بالحد كال الرسم ما لذكره في الخارج األىوية كال للعناية في نفس األمر إال
حقيقة اعتبارية كالجوىر الفرد موجود ال في موضوع كالصوت المتولد من تموج الهول بين قارع
فصوب
كمقركع أك قالع كمقلوع كأنو فارؽ أىل العدؿ ككافق الجبرية في إنكار قضية العقل َّ
ككىى دليل المقابلة كالموانع
البحار كما خطا من أجاز الركية بحاسة سادسة كما قاؿ ضرار َّ
كداف بما داف األشعرم من كجوب الرؤية سمعان باألدلة القواطع أك رأل رأم بن المبلحمي في
قطع الصفات كجلعها أموران زايدة على الذات كأنكر حقائق األشياء كالسوفسطائية،كصانع
العنٌدية منهم كالعنادية كتردد في تضليل البل أدرية [َُٕجػ] كىجن قوؿ أبي ىاشم في الصفة
األخص،كنفى األعراض عن الجسم مقالة حفص ،أك نفى كجود الزماف كاحتج بأنو لو كاف قار
الذات لزـ تقدـ بعض أجزائو على بعض تقدما ماال يتحقق إال بزماف فيكونها الزماف ،كاحتج بأنو
لو كاف قار الذات الجتمع الماضي كالحاضر فيتحد اليوـ كيوـ الطوفاف ،أك كاف غير قار الذات
لزـ تقدـ بعض أجزائو على بعض تقدمان ال يتحقق إال بزماف فيكونها
(ّ)ُٔٔ/
الزماف زماف أكانو محاؿ تأباىا األذىاف أك زعم بأف األجساـ غير متناىية كاألمر يبدك أف الوجود
غير زايد على الماىية كأف (المتواتر) غير مفيد للعلم كما ادعت السمنية ،أك قرر طفرة النظاـ
كقصر رأيو في تداخل األجساـ كأثبت المعاني كاألشعرية كجعل الصفات أغياران هلل كما ادعت
الكرامية ،كقاؿ أف اهلل يعلم بعلم ال يوصف بقدـ كال حدكث كما ظنت الكبلبية ،أك نفي بثبوت
الذكات في العدـ كقاؿ في عالمية اهلل تعالى قوؿ ىشاـ بن الحكم ،كماؿ إلى التوقيف في
األسماء كاحتج للقوؿ بأف اإلسم غير المسمى ،كجنح إلى رأم جهم في األفعاؿ كداف بأف اهلل
تعالى يكلف المحاؿ كتحاشى فقاؿ بالكسب .كقاؿ في فساؽ األمة بقوؿ جعفر بن حرب ،أك
صحح ما قالو مقاتل من أف الفاسق ال يستحق العقاب ،كأكجب قوؿ أبي القاسم من إيجاب
[ْٓأ-ب] أعاده ما انحط بالتوبة من المسبب قبل كقوعو بعد كقوع السبب ،كقاؿ يجوز
التفضل بالثواب كأنو ال يجب على اهلل إعادة الثواب ،كخالف الجمهور كقاؿ في الخبلؼ بقوؿ
أفبلطوف ،أنو البعد المنظور كحسن رأم األطرافية ،كقول مذىب القادرية ،كزعم أف الدليل ال
يفيد القطع كبرىاف التمانع يتجو عليو المنع كأف الكبيرة ال تخرج فاعلها عن اإليماف كأف الجنة
[ُُٕجػ] كالنار موجودتاف اآلف ،كأف القدرة غير صالحة للضدين ،كأف اإلمامة غير مقصورة
على البطنين كسلب أمير المؤمنين األفضليةف كحث على التزاـ طريقة البصرية ،كزيف فيو مقالة
البغدادم كحديث الغدير ،كقاؿ في خبر المنزلة معدكد من المناكير ،كضعف حديث الطاير،
كقاؿ في خبر السطل كالمنديل دليل الوضع عليو ظاىر ،كقصر آية التطهير في الزكجات ،كأف
خبر الكسا لم يثبت عن الثقات ،كأف طريق اإلمامة العقد كاالختيار كبيعة أبي بكر بإجماع من
المهاجرين كاألنصار ،كأف تقديمو للصبلة إيما إليو باإلمامة إلى الصبلة إالَّ الغبله كأف خطأ أىل
الجمل مغفور كمعاكية في حربو علي معذكر بل مأجور ،كأنكر اسم الحسن كقاؿ بقوؿ ابن
العربي
(ّ)ُٕٔ/
أف الحسين لم يقتل إال بسيف جده المؤتمن ،كأجاز التولي من الجاير كصحح حديث صلوا
خلف كل مؤمن كفاجر،أما كاهلل لو قاؿ كل ىذه المقاالت كاعتقد جل ىذه االعتقادات لما
استحق قطعان كال استوجب منعان كلكاف من الحق ما ينظر عليو كمن العناية ما يلفت النهاية إليو،
فكيف كالعقيدة عقيدة العدلية كالطريقة الصالحية من الزيدية كقد تضمنا االعتزاؿ كجمعنا في
النحلة ،أصوؿ عمرك بن عبيد كالغزاؿ ،كىذا نفثو مقدكح كأنو مقدكح)) انتهى.
كىي تدؿ على فضلو في العلوـ داللة شعره على طوؿ باعو في الببلغة ككاف صاحب الترجمة
على فضلو ال يسلم ألحد فضبلن كلما مات مخدكمو جماؿ الدين عبس لو الجد كتكدر بالو كلم
يزؿ يشكو إلى غير سامع كمدح صاحب المواىب ،كاتصل بأعياف دكلتو كزاحم أكابر حضرتو
ككانت [ُِٕجػ] لو ىمة سامية كنفس أبية كنخوه دكلية،كلكن األقدار لم تساعده على مراده
كال طابقت مقتضى حالو.
[كفاتو]
كتوجو للحج في سنة ثبلث عشرة كمائة كالف فوصل إلى نواحي تهامة كعاجلو الحماـ رحمو
اهلل تعالى.
[( ) محمد بن صالح بن محمد أبو الرجاؿ] (ُ)
(ُُُِِْْٔ-ىػُُّٖ-ُّٕٓ/ـ)
[نسبو كنعتو]
القاضي بدر الدين محمد بن صالح بن محمد بن أبي الرجاؿ .كبقية نسبو تقدـ في ترجمة أخيو
أحمد في حرؼ الهمزة ،كصاحب الترجمة ىو األديب ،البليغ ،الجليل ،المهذب الفخيم،
النبيل ،خاتمة األدباء عين األعياف ،كزينة األعبلـ ،بهجة المجالس فخر الدكلة حافظ األخبار
كركاية األشعار.
[مولده كمشايخو]
__________
(ُ) البدر الطالع (ِ ،)ُٕٔ/نيل الوطر (ِ ،)ِْٕ-ِٖٔ/دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا)
درر نحور الحور العين (خ).
(ّ)ُٖٔ/
مولده سنة ست كأربعين كمائة كألف بصنعاء كبها نشأ كشارؾ في علوـ األدب ،ثم نظر في اللغة
كفن األخبار فأتقن كتظلع فيها كحفظ السير كتأريخ األئمة كالملوؾ كالعلماء كاألدباء كاألعياف
كطالع الدياكين الشعرية كحفظ مختار األشعار كفتش عن النكات كاللطائف ،كمهر في البديع
كفاؽ في صناعة اإلنشاء حتى قوم ساعده كطاؿ باعو كتفرد في باب التاريخ عن غيره ككثيران ما
يقوؿ لي شيخنا العبلمة شيخ اإلسبلـ البرىاف حفظو اهلل تعالى إف صاحب الترجمة ال يشاركو
أحد في فنو كلن نر مثلو فيمن عرفنا كإنو يلحق [ْٓب-ب] بالمشهورين من المتقدمين كلقد
جمع خصاالن حميدة من لطف الشمائل كحسن المحاضرة ككرـ األخبلؽ ككماؿ المرؤة كطهارة
الثوب كصناعة اإلمبلء كجودة الفهم كصدؽ الحديث كجزالة الشعر ككثرة المحفوظات فإنو
يورد قضية من األخبار ثم يذكر ما يناسبها كيشير إلى ما يقرب منها كيملي األشعار التي في
معناىا كاللطائف المستنبطة منها مع مناسبة المقامات.
كالمطابقة لمقتضى [ُّٕجػ] الحاؿ ككاف يتفق بينو كبين أخيو أحمد عدة مناظرات في مسائل
أديبة كمباحثات نفيسة ككاف صاحب الترجمة يغلب أخاه في تقرير المعاني الشعرية كاإلشارات
البديعة كالقاضي أحمد يغلبو في تحقيق القواعد كتقرير المسائل ككثيران ما يتحاكماف إلى شيخ
اإلسبلـ الوجيو عبد القادر بن أحمد كاتفق أنو كقع بحث بين صاحب الترجمة كأخيو كالشيخ
العبلمة عبد اهلل بن محي الدين العراسي في التورية التي تكوف في و
لفظ يحتمل معنيين أحدىما
معنى اسم كاآلخر معنى فعل نحو ما قالو الفقيو أحمد الوادم لما طلع إلى حصن ذم مرمر
حضرة المهدم أحمد بن الحسن بن المنصور فلما كصل إليو أنشد)ُ(:
أحمد من أكصلنا ىذا المحل(ِ) ...كأطلع الوادم إلى رأس الجبل
__________
(ُ) نيل الوطر (ِ.)ِِٕ/
(ِ) في (جػ) :الجبل كعلق الناسخ((المحل)) ظنان.
(ّ)ُٔٗ/
فقاؿ صاحب الترجمة كالشيخ عبد اهلل العراسي إف في قولو :أحمد تورية ألنو يحتمل اإلسم
كىو اسم اإلماـ كيحتمل الفعل من الحمد.
فقاؿ القاضي أحمد :أف التورية ال تكوف إال في اسم يحتمل معنين أك فعل كذلك أك حرؼ
كذلك ال في لفظ يحتمل أف يكوف اسمان كفعبلن كنحوه ،كذىب المولى الوجيو عبد القادر بن
أحمد إلى ما قالو القاضي أحمد لما تحاكما إليو كلم أقف على كجو ما ذىب غليو فكتب
صاحب الترجمة إلى الشيخ عبد اهلل بهذه األبيات كفي كل بيت تورية)ُ( :
أفخر المعاني ال برحت مسددان ...توافق في نهج السداد مراميان
بياف التوارم في البديع فقل لمن ...يجادؿ عنها ىل عرفت المعانيا
توارت عليهم في البيوت التي انبتت ...عليها فهم اليدركوف التواريا
حقيقتها ما قولنا فيو كاحدان ...فبل يثنكم من جاء بالقوؿ ثانيان(ِ)
فأجاب الشيخ بقولو)ّ( :
نظامك يا بدر الهدل مذ رأيتو
تيقنت أف النصر حظي كفاليا[ُْٕجػ]
عرائس أبكار فبور كت بانيا
عرائس أبكار فبور كت بانيا
بديع معاني منك أبدم بيانها
كجوىا توارت بالحجاب تواريا
تبرجها عين الجفا فلو درل
صار تاليا
المقدـ عرفانان بها ى
كللشمس ذات من تأمل ناظرا
إليها انثنى عن رؤية العين غاشيا
كلما توفي أخوه القاضي أحمد في التاريخ المتقدـ فوض اإلماـ المنصور باهلل بن المهدم إليو
ما كاف إلى أخيو من كتابة األكقاؼ كموازرة المولى العلم القاسم بن المهدم كمبلزمة حضرتو
كتوسطو على ببلد الحيمة ككاف اإلماـ المنصور كثيران ما يطلبو في المواقف كالضيافات كمن
شعر صاحب الترجمة يمدح الخليفة المهدم.
أنت حسن في كجو ىذا الزماف ...فهو محبوب العالم اإلنسانى
ىويتو القلوب كالحسن يدعوا ...كل قلب إلى كداد الحساف
كعجيب لو ىوان عزأ ىلوه ...كما إف ىوان بغير ىواف
ال رقيب بو يخشى عليو كال كاش ...فيعني المحب بالكتماف
__________
(ُ) نيل الوطر (ِ.)ِّٕ/
(ِ) البيت ساقط في (جػ).
(ّ) نيل الوطر (ِ.)ِّٕ/
(ّ)َُٕ/
كالعذكؿ العفيف يحذر في ...الحب سواه فأىلو في أماف
أمنوا العذؿ إذ ىوكة جميعان ...ذا كىذا في حبة سياف [ْٔأ-ب]
أيها القائم الذم زين الملك ...بحلى اإلفضاؿ كاإلحساف
ككساه البرد الذم كاف قدمان ...قد كساه كسرل أبو شركاف
لك فضل على الملوؾ بأف ...ألفت بين الورل كبين الزماف
كاف قدمان يشكى فاصبح ...إذا صبحت فيو تطرل بكل لساف
يا لها منةن عليو لك الفضل ...بها ما تعاقبت الملواف
شكرىا منو ظاىر كىو أف ...أغرل بعاصيك طارؽ الحدثاف[ُٕٓجػ]
أف تسالمو فهو في حرب دىر ...أك تعاديو تغشو حرباف
كلعمرم لو اكتفيت بو فهيم ...ال غنى عن اقتنى الشجعاف
غير أف الهماـ من ليس عن أمر ...كفاه فيو سواه بوانى
ما الذم تصنع الرماح إذا ما ...تهول شزران آخر صانها للطعاف
ما الذم تفعل الصفاح إذا ما ...لم يصافح صفايح األقراف
ما لعدك العتاؽ معنى سواد ...راكهن العدك ذك العدكاف
قمت في مركز الخبلفة ...نهاظان بما ال يطيقو الثقبلف
كل فعل تدبيو يظهر أنواعان ...من النفع كاضحات البياف
فهو كاللفظ حين يصدر ...من قولك فوران لكنو لمعانى
نلت حلمان فات الشيوخ ...على أنك أبقاؾ اهلل في العنفواف
كلو يمدح المولى العالم القاسم بن المهدم رحمو اهلل:
غراـ على بعد عهد ألم ...إذا لم يكف ما ذقتو من ألم
كإني على اليأس من عوده ...لمكتنس بعد برء السقم
إذا عرؼ الحب لين الفؤاد ...ألم بو دكف أف يستلم
كقد كنت أليت أف ال أراؽ ...كلو كاف من راؽ مثل الصنم
كقلت لقلبي كن صخرة ...ككن عن حديث الهول في صمم
كألزمت طرفي غصن الخشوع ...لكنو كيحو ما التزـ
إذا حم شيء فبل استطع ...لجهدم أدفعو إف ييحم
كىيفا ركت إلى الهول ...كأكجدت الحب بعد العدـ
أفي الحسن ياقوت طب المسيح ...أعاد النفوس كأحى الرمم
كعصبتو مجد تؤـ العلى ...كتحذر من أف تزؿ القدـ[ُٕٔجػ]
أقوؿ لهم لن يضل أمر ...سبيبلن كىاديو فيو العلم
(ّ)ُُٕ/
(ّ)ُِٕ/
(ّ)ُّٕ/
(ّ)ُْٕ/
(ّ)ُٕٓ/
(ّ)ُٕٔ/
(ّ)ُٕٕ/
(ّ)ُٕٖ/
ك(متن أزىار) الرياض الدانية
كنجلو شيخي التقي كأبي
أحمد سامي النفس عالي الرتب[ُٖٔجػ]
من خص بالفهم بأكفى القسم
كالفتح في مستبهمات العلم
كمنهم أحمد القاضي الطشي
الزمتو في الغدات كالعشي
أكرـ بو من شيخ علم ألمعي
مشتهر التقول شحيح الورع
سمعت منو الشرح لؤلزىار
قراتو جنية األثمار
مع غاية التحقيق البن حابس
شمس العلوـ بهجة المجالس
إلى تعاليق بو مفيدة
قد جمعت فوائدان عديده
كالبعض من بحر اإلماـ المهدم
إنساف عيت اآلؿ رب المجد
كما عليو من حواشي المقبلي
ملقح األنظار بالنص الجلي
كمنهم أخوه شيخنا علي
شيخ مفيد مالو من مثل
أخذت عنو المتن متن الكافية
كشرحو يا حبذا من حاشية
كشرحو أيضان لمبلٌ جامي
كذا حواشي متقن العصاـ
كىكذا شافية التصريف
كشرحها المناىل المعركؼ
كالشرح من قواعد اإلعراب
أعني المسمى موصل الطبلب
كفي البياف حصة يسيرة
لكنها في نفعها خطيرة
كذلك البن الجزرم المقدمة
فيما على قارئو أف يعلمو
كفي بياف الفقو أيضان بعضا
قراءة تشفي القلوب المرضى
كفي أصوؿ الدين كاألساس
أخذت عن شيخ الورل النبراس
الحبر إسماعيل أعني حطبو
من ناؿ من كل الفنوف إربو
كنجلو محمد أخذت
عنو من فن النحو كاستفدت
كالبعض في التلخيص للمفتاح
قراءة فيها غذا األركاح
كذاؾ ابن عمو أعني الحسن
في النحو قد أخذت عنو فاعلمن[ُٕٖجػ]
كالحسن بن شاكر الفرائضي
أخذت عنو جل كل غامض
قوعدان فيها شفاء الخاطر
كقرة لسامع كناظر
>
كمنهم السيد أعني يوسفا
أخذت عنو في الفنوف ما صفا
قراءة لبعض شرح العضد
كذا حواشيو ببل تردد
كالشرح للتلخيص قد أخذت
عنو كناىيك بما استفدت
كالبعض في القطب على الشمسية
كالشرح للرسالة الوضعية
كمن شيوخي نجل إبراىيما
محمد أجاز لي عموما
بكل مسموعاتو من كالده
كما لو أجاز من فوائده
من كتب العترة كاألشياع
أتباىم هلل من أتباع
كقد جمعتها على الحركؼ\
بنحو ما أكرد في التأليف
[رحلتو إلى صنعاء كمشايخو فيها]
(ّ)ُٕٗ/
ثم رحل صاحب الترجمة إلى صنعاء،كقرأ فيها العلوـ كأحرز قصبات السبق في مضمار الفضائل
كقعد في ذركة الكماالت ،كأخذ عن أعبلـ الشيوخ فأخذ عن المولى أحمد بن عبد الرحمن
الشامي جميع (الهدم النبوم) البن القيم كشطران من (صحيح البخارم) ،ك(الكشاؼ) ،ك(شرح
الهداية) كأخذ عن البدر األمير في صحيح البخارم كاالعتبار للحازمي كالزكاجر البن حجر
المكي كإيثار الحق كالتنقيح في علوـ الحديث كالمطوؿ كأجاز لو إجازة عامة ،كأخذ عن
المولى محمد بن إسحاؽ في البخارم كحاشتيو للزركشي كالسيوطي ،كفي مقدمة الفتح ،كفي
الصبلٌح كشرح نخبة الفكر البن حجر كفي علم
المجتبى للنسائي ،كفي علوـ الحديث البن ى
األصوؿ كأخذ عن كلده المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ في أصوؿ الدين ،كعن المولى
القاسم بن الحسين بن إسحاؽ في شرح العمدة كفي العركض ،كالقوافي كأخذ عن المولى
محمد بن زيد بن محمد في شرح الغاية كحاشيتها ،كأخذ [ُٖٖجػ] عن جدنا السيد المجتهد
العبلمة الزاىد يحيى بن محمد الحوثي [ْٗأ-ب] المعركؼ بعركبا كقاؿ في كصفو في
منظومتو التي قلنا منها فيما تقدـ ما لفظو (ُ)
كمنهم يحيى اإلماـ الحوثي ...جامع علم الفقو كالحديث
نخبة أىل الفضل كالزىادة ...كنور أىل العلم كالعبادة
لقيتو في داره مراران ...كشمت من طلعتو أنوارا
كفي فنوف العلم عنو نبذان ...أخذتها للقلب قوت كغدا
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِ )ُْٓ/عن ما ىنا.
(ّ)َُٖ/
كأخذ صاحب الترجمة عن السيد العبلمة أحمد بن محمد الكبسي في (صحيح البخارم) كأخذ
في المنطق عن المولى عبد اهلل بن أحمد بن إسحاؽ بن إبراىيم بن المهدم كأخذ في علم
األثر على السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي ،كعن المولى أحمد بن يوسف بن
الحسين بن الحسن بن اإلماـ ،في المجموع كفي أمالي أحمد بن عيسى،كأجاز لو كأخذ في
زبيد عن الشيخ عبد الخالق الزجاجي كعن أخيو محمد في الحديث ،كالطريقة النقشبنديو ،كعن
السيد العبلمة عبد اهلل بن علي شريف ،كعن السيد العبلمة سليماف بن يحيى بن عمر مقبوؿ
األىدؿ كأخذ في مكة المشرفة عن الشيخ محمد حيوة السندم كعن الشيخ عطا األزىرم في
الجبر ،كالمقابلة ،كالحساب.
[مؤلفاتو]
كألف صاحب الترجمة المؤلفات الحسنة ،كالرسائل النفيسة ،كالجوابات على أسئلة متنوعة،
فمن ذلك( :إرشاد السالك إلى أكضح المسالك) جواب على سؤاالت كردت عليو.
(ّ)ُُٖ/
(كالعذب الزالؿ في الصبلة على اآلؿ) ،كشرح منظومة لو سماه( النسيم السارم على صفحات
نهر الزالؿ الجارم في آداب المقرم كالقارم) ك(القوؿ المعلم بما يجب للمسلم على
المسلم) ك(الشواىد الجلية في فوائد الهدية) [ُٖٗجػ] كشرح منظومة لو سماه( :العوائد
الجميلة في مواضع الصبلة على صاحب الوسيلة كفوائدىا الجليلة صلى اهلل عليو كآلو كسلم)
كنظم نخبة الفكر في علم األثر كشرحها كنظم أسماء اهلل الحسنى في قصيدة ميمية كشرحها
بالركضة الغناء ،ك(أقراط الشنوؼ في الحث على صنائع المعركؼ) أكرد فيها أربعين حديثان،
كجمع الفرائد الغزيرة في فضل ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو لو الملك كلو الحمد كىو على
كل شيء قدير ذكر فيو أيضان أربعين حديثان ،ك(الدكاء النافع فيما في الفصد كالحجامة من
المنافع) ك (اإلذكار بمضاعفات األذكار) ك (تحفة الخواص في فضائل سورة اإلخبلص)ك
(شكر المنة كبشرل السنة لمن يبنى لو بيت في الجنة) كمنظومة سماىا ( بحلية الزماف في نظم
أحكاـ صنوؼ الجاف) أكرد فيها ما تضمنو كتاب آكاـ المرجاف للجماؿ الحنفي ك (تحفة
المقاـ بفضائل ً
صبلت األرحاـ) .ككتاب (العقيلة المستودعة مكنوف أسرار الرحلية) ك(الشوامخ
العطرة في األحاديث المشتهرة) ك (تيسير فقو المراـ في شرح شمائل خير األناـ) ،ك(الفرات
المعين في أحكاـ الدين كالداين كالمستدين) ،ك(بلوغ الوطر من آداب السفر) ،ك(الصحيفة
بذكر عوالي األسانيد الشريفة) ،ك(فتح الجليل في الصبلة الممزكجة بالتهليل) ،ك(خبر النقائض
في الصبلة المشتملة على األسماء كالخصائص) .ك(الزىر المنضود في أخبار الحوض الموركد)
[َُٗجػ] ،ك(حرز األماف من نزعات الشيطاف كتنبيو العماؿ على أف الجزاء من جنس
األعماؿ) ،ك(فتح العليم في فضائل بسم اهلل الرحمن الرحيم) ،ك(تحذير من مساكئ األخبلؽ)،
ك(بلوغ األماني في أسانيد كتب اآلؿ المطهرين بالنص القرآني) ،ك(تحفة األخبار المنقى من
حلية األسرار) ،ك(بلوغ األمل في األدلة في
(ّ)ُِٖ/
األذاف بحي على العمل) ككشف البؤس في تنقيح سنن الملبوس كاإليذاف بحسن تبلكة الفاتحة
بعد األذاف ،ك(الفتح العميم في الصبلة [ْٗب-ب] كالسبلـ على النبي الكريم) ك(اإلعبلف
بفضائل األذاف) ك(إتحاؼ أىل الطاعة بفضيلة صبلة الجماعة ،كتحفة السامعين بأكصاؼ
المتواضعين) كتبصرة المنيب بأحواؿ المجاذيب) ،ك(الركض الندل في شرح الحديث
المسلسل بعدىن في يدم) ،ك(تحذير الظلوـ من دعوات المظلوـ) ،ك(المنهل في آداب
المنزؿ) ،ك(تذكير العباد بإرساؿ آية الجراد) ،ك(جنة المراقب الواقية من السهم الصائب)
كيسمى (جنة الغافل من مزالق النهر الغاسل) ك(تبشير الرفاؽ بتيسير األرزاؽ) ك(العقود اللؤلؤية
في منشور الحكم العلوية) ك(بلوغ األرب في فضائل شهر رجب) كبغية المطلوب في أحواؿ
القلوب) ،ك(سبوع النعمة في سعة الرحمة كالثمرات المستطابة في الدعوات المجابة) ،ك(بلوغ
األكطار في الصبلة الممزكجة بالدعاء كاألذكار) ك(الرسالة في خصائص اسم الجبللة) (ُ)،
ك(اللؤلؤ المنظوـ في أسرار اسمو تعالى يا حي يا قيوـ)( ،كاجتبل األكزار بقوالع اإلستغفار)
ك(الؤللئ المنظوـ في أسرار اسمو تعالى الحي القيوـ) ك(صيت األكزار بقوالع اإلستغفار)،
ك(الؤللئ الثمينة في فضائل العترة األمينة) ،كالزبدة في نظم العدة) [ُُٗجػ] كىي نظم عدة
الحصن الحصين) كلو خطب عظيمة كثيرة جدان لو جمعت لكانت مجلدان كبيران في غاية الببلغة
أنشأىا أياـ خطابتو في أياـ المنصور بن المتوكل كأياـ كلده ككاف يخطب لهما إذا كانا في غير
صنعاء كلو أشعار كثيرة في فنوف متعددة ككلي صاحب الترجمة القضاء في محبلت كثيرة
كالعدين كأصاب ،ككاف كثير اإلنفاؽ كريمان مطلقان كأكثر إنفاقو لمن يرد عليو من أىل صعدة
كغيرىم كاضطر إلى بيع داره في ذلك ،ككاف حسن الحديث حلو العبارة لطيف اإلشارة ،شريف
األخبلؽ ،كاسع الصدر ،كلم يكن حظو عند المهدم على مقدار جبللتو ،ككمالو ،كما ىو
__________
(ُ) في (جػ) :كالرسالة في تحقيق اسم الجبللة.
(ّ)ُّٖ/
عليو من الفضل ،كمن نظمو كنثره مادحان بو المهدم بن المنصور كأرسلو من ذم أصاب ككاف
حاكمان فيها كسماه خمرة الدف المعتصرة من كل فن .كىو قولو)ُ(:
بآية شيء من تهانيك أفتح
كأم جميل من معاليك أمدح
كفي كل آف منك ما يوجب الهنا
كفي كل حاؿ ما يشوؽ كيشرح
كأنت تهني أـ نهني الزماف أـ
بنوه فكل للهنا مترشح
فبل غرك إف أضحى بفخرؾ عصرنا
على كل عصر قبلو يتبجح
((كما أنت إال آية اهلل في الورل
ككل أخي لب يراؾ يسبح)) (ِ)
موالنا الذم ركت محامده فطاب منها النشر كفضلت أيامو السعيدة كما فضلت أياـ العشر
المخصوص بكماؿ التفخيم ككيف ال كالمحاسن عليو كقف الزـ كالممدكد ظل عدلو النافع
فكم الذ كثير منو بعاصم [ُِٗجػ]
إماـ على ما حازه من و
مهابة
لو خلق من ناظر الركض أملح
ككيف إذا سح الغماـ فقطره
يجود بأنواع العطايا كيسمح
كرأل إذا ما الح من غسق الدجى
رأينا بو جنح الدجنة يجنح
كعزـ سيوؼ الهند منو تعلمت
مضاىا كحلم من ذرل الشم أرجح
كفكر يحاكي الغامضات كمنطق
فصيح يزيل المشكبلت كيوضح
كصمت كقار زانو حسن سمتو
كناىيك حسن السمت ىدل فصحح
__________
(ُ) بعضها بنشر العرؼ (ِ )ُْٕ/عن ما ىنا.
(ِ) البيت ساقط في (جػ).
(ّ)ُْٖ/
الذم منح من مفاتيح الغيب رأيان كاشفان لمشكل التأكيل ،كفهمان يعلم الحبر الخبير أسرار
الببلغة كمعالم التنزيل كبأسان يركم مجاىد كمقاتل عنو كل أثر جميل أمير المؤمنين الذم طالما
ركينا من فضلو الجامع الصحيح كسمعنا كرأينا مسانيد فخره المسلسلة برجاؿ ال يتطرؽ إليها
القدح كالتجريح ،فبل يمترم مسلم في حديث مجده [َٓأ-ب] الموصوؿ ،كال يشك حافظ
في إخباره التي تواترت فتلقيت بالقبوؿ ،كسيد المسلمين الذم جعل مرفوع قدره عن المطاعن
فليس بمنكر كال ضعيف كال معلوؿ ،المهدم لدين اهلل رب العالمين ،حظفو اهلل كأيده من نصره
العزيز الحسن كما جمع لو من متفق المناقب كمفترقها كمختلف الفضائل كموتلفها كل
فن،كطهَّر بسيوفو الوضيئة أديم األرض من نجس الفساد كما صبل قلوب جماعة أعدائو بنار
الخوؼ الذم طالما أنزؿ جنائزىم بطوف اإللحاد(ُ)
أداف اهلل الببلد فطاب في ...رباىا مراح للعباد كمسرح[ُّٗجػ]
كأتاه ملكان صانو عن منازع ...إلى فخره يعزا الحديث المصحح
فألقت لو الدنيا مقاليد أمرىا ...فيغلق فيها ما يشاء كيفتح
ككافق بين األسد كالشاء في العبل ...كىل مفسد ما مالك الملك مصلح
كأفنى أعاديو الطغاـ فكم غدا ...دـ منهم بالسيف في األرض يسفح
تسوقهم أيدم المقادير للردل ...فيلقيهم في كل مهول كيطرح
إذا ما غدت منهم لبغي كتيبة ...رأيت سباع الوحش كالطير تقرح
كسيقوا كأنعاـ الهدايا لحتفها ...فينحر ذا منهم كىاذاؾ يذبح
يحاربهم بالبيض من راية الذم ...يقارنو سعد من الشمس أكضح
ألم تر نجدان قد أتى كتهامة ...عغليو تأدل باألماف كتفصح
بالحر للوجو تلفح على رغم و
قاؿ في الزماف بقبلو ...لظاحيو ّْ
كأظلم خلق اهلل من بات حاسدان ...لمن بات في النعماء يهني كيمدح
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِ )ُْٗ-ُْٖ/عن ما ىنا.
(ّ)ُٖٓ/
فبل زلت أعبلـ انتصاره منشورة كال برحت سيوؼ عزمو بالتجريد لتقرير قواعد الشريعة مشهورة،
كاهلل يهدم إليو سبلمان أشهى من الرياض المدبجة بالزىور كاألثمار كأشهى من سلساؿ الغيث
المدرار كأبهى من الدرر الملتقطة من مغاصات البحر الزخار ،كرحمة اهلل كبركاتو المورقة رياضها
بالعشي كاإلبكار (ُ)
سبلـ محياه يركؽ نضاره ...كنشر شذاه بالنوافح ينفح
كيكسوا النسيم الرطب لطفان ألنها ...بطيب ثرل أذيالو تتمسح
يفيض على البستاف حسنان كبهجة ...كيزىو بديباج الربيع كيملح
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِ )ُْ/عن ما ىنا.
(ّ)ُٖٔ/
كبعد حمد اهلل الذم علمنا من أصوؿ أحكامو غاية السؤؿ [ُْٗجػ] ككفقنا لفهم نهيو كأمره
بما منحنا من ىداية العقوؿ ،كالصبلة كالسبلـ على سيدنا محمد المخصوص بعموـ اإلرساؿ،
المبعوث لتقييد المطلق كتوضيح المشكل كتبين اإلجماؿ كعلى آلو الذين إجماعهم حجة
اإلجماع ،المرفوعة قواعد عقائدىم على أساس العدؿ كالتوحيد ببل نزاع المبرئين عن تمويهات
ظفر النظامية ككتب األشعرية كحاؿ البهشمية كغيرىا من األنواع ،فصدرت الحقيره تقبل الكف
التي تكلفت إلثمها بحصوؿ النجاح فطالما زخر قاموسها المحيط من فائق الجوىر بالصحاح،
فكل عن كصفها لساف أىل اللغة بنظاـ الغريب كغريب النظاـ من اإلمتداح ،كتهدم سبلمان يرفع
مبتداه بالنيابة عن الفاعل كينصب محمولة ،كموضوعة على المدح في لساف كل قائل ،كينعت
مجموعو بحسن النسق كالتأكد كيتجدد ىدياه على سبيل الدكاـ كالتأبيد ،كينهى أكالن بالفتح
الذم جرل بو تصريف األقدار ،كحفظت بو مباني الملة عن القلب كاإلعبلؿ كاإلبداؿ كسار
األغيار ،كألحق األعادم من التصغير ما أكجب لهم النسية إلى الذلة كالصغار ،فيا لو من فتح
قوبل باألذعاف كالتصديق ،كتضافرت قضاياه الموجبات [َٓب-ب] للفرح السالبات لكل
ترح كضيق ،كتكلفت مقدماتو الصحيحة بإنتاج الفوائد المحيطة بالبسيطة على التطبيق .كثانيان:
بقدكـ األشهر العظيمة التي استهلت تباشرىا بعركس األفراح كتهللت أساريرىا بمفتحات
الجراب كركح األركاح ،كجاءت عوايدىا الجميلة بالبدائع الحساف ،التي يعجز عن [ُٓٗجػ]
شرح معانيها مهرة البياف .كثالثان :بما جمع اهلل لكم من المفاخرة التي ىي حقيقة كلغيركم فيها
المجاز ،كالمحاسن التي يعجز عن عدىا الوصاؼ باإلطناب كاإليجاز (ُ)
بشائر تترل بالفتوح كأشهر ...تركح كتغدكا بالسعود كتمرح
كركضات أنس مورقات فورقها ...تناعى بألحاف السركر كتصدح
كتاقت عيوف األرض شوقان لحسنها ...فأضحت ترامى نحوىا كتسرح
__________
(ُ) نشر العرؼ (ِ )ُِْ-َِْ/عن ما ىنا.
(ّ)ُٖٕ/
(ّ)ُٖٖ/
كأما برده فصرصر ال يمنع منو رداء األدفية كال ينجي منو كثرة األكسية في سعد األخبية قد
ظهر في بطن المنازؿ حتى استحكم في قلب النازؿ ،فصوؿ أعوامو شتاء فبل تسأؿ فيو من
الربيع كالمصيف بمنن فكم الذت النعاـ من شدة برده ببلده كتطاكلت أعناقها إلى مطالعة
الفرج بعد الشدة كأما مأكاه فبل يصفوا منو مشرب [ُٓأ-ب] لصوفي كال حاؿ كال يتراء في
مرآتو مراد من شهود جبلؿ كناىيك بمحل مساكية ال يحصرىا أىل الحساب كال يضبط عددىا
مهرة المترب بالضرب فضبلن عن الكتاب(ُ)
كمثلي حاشا فضلك الجم أنو ...يضاع بأرض ما بها قط مفرح
كما ىي إال سجن ناكث عهده ...فيلقى بها كيما يهاف كيطرح
أيصبح عني رحب جودؾ ضيقان ...كىا ىو من كل البسيطة أفسح[ُٕٗجػ]
أبا القاسم المهدم تبلؼ بقية ...حنانيك كاسمح دمت بالخير تسمح
كيوثر من دكني بما أنا أىلو ...كرأيك في كل المواطن أرجح
كلي منكم السبق الذم لم يفز بو ...سوام كبرىاني من الشمس أكضح
كملكك في األقطار أكسع كاسع ...تجود على من شئت منو كتمنح
ألست بما أرجوه منك كعدتني ...ككعدؾ أكفى في المكارـ أنجح
فعفو أمير المؤمنين لك البقا ...كللوعد أنجز دمت تعفو كتصفح
يجنح كحاشا سجايا الحلم عنك يحلها ...من الصفح و
كاش للقطيعة ٍ
كدـ كابق في خير كعز كنعمة ...تهنى بأنواع السركر كتمدح
كمن شعره يمدح المهدم كيستعطفو:
زارت كقدجن دامس الغلس ...كلم يخف أعينان من الحرس
تخطر في تيهها فنم بها ...طيب شذاىا كمنطق الخرس
نعمت بها ...ألذ كصل الحبيب في الخلس
ي فيا لها خلسة
ىند و
كاسم كقسى عقيلة عجبت بسمر قنا ...كبيض و
ترمى بسهم الرنا فكم قتلت ...من دارع في الورل كمترس
سحارة المقلتين كم قنصت ...من أسد بالفتور كاللعس
ماء يسيل في قبس
ككم أرتنا بسحرىا عجبان ...في الجد ن
شمس على جيد دمية نزعت ...على قضيب من الجماؿ كسا
قل للذم قاسها بشمس ضحى ...أخطات تشبيهها فبل نفس
__________
(ُ) نفس المصدر (ِ )ِِْ/عن ما ىنا.
(ّ)ُٖٗ/
(ّ)َُٗ/
(ّ)ُُٗ/
كليس بضائرم بحر الفرات ...سباع تلم بأذنابها
كال ناقص البدر في برجو ...ىدير الكبلب كأضرابها
كقد شتم اهلل في أرضو ...على شأنو رب أربابها
كقد كاف يدعى أمين الورل ...بساحرىا كبكذابها
كفي خاتم الرسل لي أسوة ...أراني أحق كأكلى بها
كإني لمن معشر لم يزؿ ...طبلب المعالي كمن دابها
كشبيعة آؿ الرسوؿ التي ...خصاؿ التقى نسج أثوابها
كماذا عسى أف يقوؿ العدا ...من الطعن في بكذابها
علي بأكوابها
أما في القناعة لي مشرب ...يدار ٌ
كإني لقابس مصباحها ...كالبس أسبغ جلبابها
كليت الحكومة عمران فما ...سلكت سول نهج أنجابها
كما ملت فيها إلى رشوة ...تدنس أثواب أربابها
كالحفت قط بحكم كال ...كصمت بوصمة إعجابها
كنزىت نفسي عن أجرة ...تهش القضاة ألسبابها
كقد مان تركت ربوع المخا ...كفارقت تعظيم أبوابها
كريمة لم أرضها مسكنان ...ككم الذ غير بأعتابها
كلم ارتضي الظلم فيها كلم ...أداىن أشياخ أصحابها
كليت الوقوؼ ببل كاتب ...بها فدعوت بكتابها[َِِجػ]
كباينتها بعد ذا زاىدان ...بها حين كثرة خطابها
أىذ فعاؿ أخي ضنة ...حليف الخيانة مرتابها
ابن لي أـ فعل أىل التقى ...كأىل األمانة أربابها [ِٓأ-ب]
كليس بخائن عهدان كال ...عرفت لعمرم بكذابها
كلم احتفل بحطاـ الدنا ...كالجمع زايل أسبلبها
كغيرم أقصر مني مدا ...تقحم لجة أكصابها
يخوض في مالها عمره ...بكد النفوس كأتعابها
كلم أجمع الماؿ فيها كال ...حفلت كغيرم بأسبابها
فما شاقني حسن مفركشها ...كال راؽ لي لين أنوابها
كال صنعت فيها حليان بها ...تركؽ ترايب أترابها
كال فرس لي كال بغلة ...كال عدة يتباىا بها
كلم اتخذ في الربا مفرجان ...لطرح الهموـ كإذىابها
سول مسجدم فهولي مفرج ...أزيح بو كل أكصابها
كلم ادخر ذخرة تقني ...لقحط السنين كإجدابها
كلم التفت لعقا ور كال ...ألشجارىا أك ألعنابها
فكتبي رياض التي اجتني ...ثمار محاسن آدابها
(ّ)ُِٗ/
(ّ)ُّٗ/
(ّ)ُْٗ/
المولى شيخ شيوخنا البدر أبو إبراىيم محمد بن إسماعيل بن محمد بن صبلح بن علي بن
حفظ الدين بن شرؼ الدين [َِٓجػ] صبلح الملقب بالهادم بن الحسن بن المهدم بن
محمد بن إدريس بن علي بن محمد المعركؼ بتاج الدين كإليو ينسب بكحبلف فيقاؿ كحبلف
تاج الدين بن أحمد بن األمير يحيى أخي اإلماـ المنصور باهلل عبد اهلل بن حمزة بن سليماف
المعركؼ بالتقي بن حمزة المعركؼ بالمنتخب بن علي بن األمير الكبير الملقب بالنفس الزكية
حمزة بن أمير المؤمنين أبي ىاشم اإلماـ الرضي الحسن بن عبد الرحمن الملقب بالفاضل بن
يحيى بن عبد اهلل بن الحسين بن اإلماـ القاسم الرسي سبلـ اهلل عليهم ىكذا ضبطناه عن كلد
صاحب الترجمة شيخنا العبلمة فخر الدين عبد اهلل بن محمد كرأيت في مشجر السيد أبي
عبلمة أف صبلحان الملقب بالهادم ىو ابن يحيى بن الحسين بن المهدم كاهلل أعلم.
[نعتو]
كصاحب الترجمة ىو :اإلماـ العبلمة المجتهد المتقن المحدث الحافظ الضابط ،خاتمة
المحققين ،سلطاف الجهابذة كأستاذ األساتذة ،صاحب المصنفات المشهورة مفتي الزماف سيد
العلماء قدكة العاملين فخر المتأخرين المعركؼ بالبدر األمير.
[من ترجمو]
ترجم لو جماعة من األعبلـ كاألديب الحيمي في (طيب السمر) كالفاضل الجرموزم في
(سبلفة العاصر) كالقاضي أحمد قاطن في (تحفتو) كفي (الدمية) كالمولى عبد اهلل بن عيسى
في (الحدائق) ككلده شيخنا عبد اهلل بن محمد األمير كقد اعتمدت على ما ذكره لكونو أعرؼ
بأبيو.
[مولده]
(ّ)ُٗٓ/
كانت كالدتو في ليلة الجمعة منتصف شهر جمادل اآلخرة سنة ألف كتسع كتسعين -بتقديم
المثناة الفوقية فيها بمدينة (كحبلف) محل آبائو كىي على ثبلثة مراحل من (صنعاء) من جهة
الشماؿ [َِٔجػ] مائلةن إلى الغرب ككاف قد رأل كالده العبلمة الضياء -رحمو اهلل -قبل كالدة
كلده البدر أنو كلد من صلبو نبي فكاف تأكيلها كالدتو ((كالعلماء كرثة األنبياء)) (ُ) كما أخرجو
اإلماـ أحمد كأبو داكد كالترمذم كغيرىم من حديث أبي الدرداء مرفوعان بزيادة (( إف األنبياء لم
يورثوا ديناران كال درىمان كإنما كرثوا العلم)) كصححو ابن حباف كالحاكم كغيرىما كأما يركم
((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)) فقاؿ الدميرم كالزركشي كابن حجر :ال أصل لو فنشأ البدر
ىنالك في أثواب العفة كالنجابة ،متأىبلن الستجماع الخبلؿ الشريفة كاإلصابة ،فقرأ القرآف
العزيز كحفظو عن ظهر قلبو ككاف إتمامو لو بصنعاء بعد انتقالو ثم انتقل كالده بأىلو إلى مدينة
(صنعاء) فاختار سكونها كذلك في سنة عشر كمائة كألف ،فكاف البدر ساعيان في اكتساب
الفضايل كالعلوـ كقطع األكقات في طاعة اهلل.
[مشايخو كمقركآتو]
__________
(ُ) أخرجو أحمد في المسند (ٓ ،)ُٗٔ/كأبو داكد في سننو .جميعهم عن أبي الدرداء
كمصادر أخرل عديدة.
(ّ)ُٗٔ/
فقرأ على كالده في الفقو كسمع منو كتب أىل البيت النبوم عليهم السبلـ كػ(مجموع اإلماـ زيد
بن علي) كغيره كفي النحو كالبياف كفي (األساس) في علم الكبلـ لئلماـ القاسم ،كاشتغل
بالقراءة في مختصرات كتب النحو مع ذكاء كقاد كفطنة سريعة كاالنقياد كحفظ بهر ذكم
االنتقاد ،كدرس في النحو كلم يكن إذ ذاؾ معرفة بينو كبين شيخو زيد بن محمد بن الحسن بن
اإلماـ القاسم فورد شيخو في بعض األياـ إلى الجامع للصبلة على جنازة فمر في الجامع
كالبدر يدرس بعض الطلبة في (ملحة اإلعراب) فنهض البدر [َِٕجػ] للسبلـ عليو فسألو عن
قراءتو كأرشده إلى قراءة (شرح مبلجامي) على الكافية كحواشيو لما رأل من أىليتو لذلك
فامتثل اإلرشاد كسارع إلى فتح الشيخ المذكور كحاشية عبد الغفور كحاشية عصاـ الدين عليو
بخطو كقرأىا على شيخو المولى زيد بن محمد في سنة اثنين كعشرين كمائة كألف.
ككاف رأم البدر في ابتدا قرأتو عليو أنو يشرب من في شيخو فقصها على رجل يقاؿ لو أحمد
فقيو ككاف [ّٓأ-ب] في صنعاء مشهوران بتعبير الرؤيا كلو في التعبير أخبار عجيبة حتى كأنو
قد يتكلم بمضموف الرؤيا كباسم الرأم كمعرفة صفاتو قبل أف يذكر لو شيء من ذلك ككاف ينيط
السؤاؿ بالطالع فلما قصها عليو قاؿ :ىذا يدؿ على أف الرأم يناؿ من المذكور علما أك ماال
فذكر البدر ىذه الرؤيا لشيخو فقاؿ:لو ال يعرؼ ىذه فبلف لو لرجل كاف يسامي البدر في
القراءة على شيخو.
كأخذ البدر عن شيخو المذكور (شرح القبلئد) للنجرم كحاشية العبلمة الجبلؿ عليو كأخذ عنو
مؤلفو (المجاز بشرح اإليجاز في علم البياف) ،كأخذ عنو في عدة رسايل كػ(آداب البحث)
كغيرىا كارتحل البدر في أثناء أخذه عنو إلى مدينة (كحبلف) لقراءتو الفقو ىنالك فقرا (شرح
األزىار) على السيد صبلح بن حسين -رحمو اهلل -كليس ىو المعركؼ باألخفش ككتب إليو
كالده قصيدة بديعة يحثو على الرجوع إلى صنعاء أكلها (ُ)
__________
(ُ) ديواف إسماعيل بن صالح األمير (خ).
(ّ)ُٕٗ/
(ّ)ُٖٗ/
(ّ)ُٗٗ/
كدرس في كحبلف في ىذه الرحلة في علم المنطق كغيره ثم عاد إلى صنعاء كالزـ شيخو
المذكور القتطاؼ ثمرات إفادتو مترددان إلى رياض علومو في صبح كل يوـ كبكرتو حتى فرؽ
بينهما موت شيخو -رحمو اهلل -كمن غريب ما اتفق أف صاحب الترجمة رأل شيخو المذكور
في شهر الحجة (ُ) سنة (ُُْْىػ) كاف يقرأ عليو في (تفسير أبي السعود) ككانت النيسخ
كأنها غير صحيحة فجيء [ُُِجػ] بصندكؽ كفيو نسخة صحيحة فتعسر على الحاضرين
فتحو فأخذه المولى زيد كفتحو فقاؿ البدر األمير مرتجبلن في المناـ)ِ(:
كيف ال تفتح صندكقان كقد ...طالما فتحت أبكار المعاني
كل بحث مغلق تفتحو ...بعد ما يعجز عنو الثقبلف
ثم أصبح حافظان لذلك كأخذ المولى البدر على القاضي العبلمة علي بن محمد العنسي -رحمو
اهلل -في الفقو كالنحو كالمنطق ككاف أليفو كبينو كبينو مكاتبات أدبية كمدح البدر كثيران ،كقد
ذكره البدر في قصيدة التي ردىا بها على ما نقم عليو جهاؿ بني العنسي(ّ) من أىل برط في
سنة (ُُُٖىػ)(ْ) بقولو)ٓ(:
كشيخي في فقو كنحو كمنطق ...سليكم القاضي علي بن محمد
كقرأ البدر األمير -رحمو اهلل -على السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الشهير بالوزير في أصوؿ
الفقو كتاب (ىداية العقوؿ شرح غاية السؤؿ) قراءة بحث كتحقيق كشرع شيخو ينظم متنها
نظمان حلوان جامعان لفوايد األصل مع سهولو كانسجاـ كسماه (العناية) كأمر البدر بشرحو فكاف
شيخو ينظم درس كل يوـ كالبدر يشرحو كلما كقف عليو شيخو استجاده جدان كسماه الدراية
كبلغا إلى بحث اإلجماع كعاقت العوايق عن الكماؿ بانقطاع القراءة ألسباب.
__________
(ُ) في ديواف صاحب الترجمة :ليلة(ِٓ) من شهر ذم الحجة سنة (ُُْْىػ).
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِْٖ.)ِْٗ-
(ّ) ينظر :ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٖ).
(ْ) فيو :في شهر صفر سنة (ُُِٖىػ).
(ٓ) نفسو ص (ُٖٔ) البيت العشركف.
(ّ)ََِ/
كأخذ عنو أيضان في المعاني كالبياف الشرح الصغير كفي المنطق (حاشية النوكم) كفي علم
الكبلـ (شرح القبليد) كسمع منو (بهجة المحافل) ككتبها البدر األمير بخطو كشرع البدر في
تأليف(حاشية على شرح الرضي) على الكافية لما درس فيو ككاف يعرض ما كتبو على شيخو
المذكور فيعجبو ذلك جدان كربما كتب عليها [ُِِجػ] تقريرات كبلغت إلى بحث المنادل
كانقطعت لما انقطع التدريس [ّٓب-ب] كأخذ البدر عن السيد العبلمة صبلح بن الحسين
األخفش في التصريف المناىل شرح الشافية كفي النحو (شرح الخبيصي) على الكافية كحصة
من (شرح الرضي) عليها ككاف كثير الثناء على البدر كالتعظيم لو كاإلجبلؿ كالمدح كالزيارة لو
إلى محلو.
قاؿ المولى زيد بن محمد أنو لم ير السيد صبلح يمدح أحدا كمدح البدر كأشعاره إليو تشعر
بذلك كربما كاف يزكر البدر إلى الخاف المعركؼ بسمسرة محمد بن الحسن أياـ سكونو بها
ككاف البدر إذ ذاؾ يكتب كتاب (زاد المعاد) البن القيم بخطو فيقرا لشيخو فيو فيطرب لمباحثو
كيعجب بها كثيران كأخذ البدر عن المولى ىاشم بن يحيى الشامي في علم الجدؿ ككاف بينهما
مودة كإخاء كمكاتبات أديبة كمصاىرة كلم يزاال رضيعي لباف إلى أف فرؽ بينهما الحماـ (ُ)
كلما استوعب المراد من تحقيق العلوـ اآللية كأتقن الفقو كاألصوؿ الفقهية كالدينية رغب في
النظر في األدلة كفتح اهلل مسامع قلبو لؤلحاديث النبوية كاآلثار المصطفوية كتفسير اآليات
القرآنية.
[مقركاتو في الحديث]
__________
(ُ) أم :الموت.
(ّ)َُِ/
فأكؿ كتاب اشتغل بو من كتب الحديث كتاب (عده الحصن الحصين) ثم كتاب (زاد المعاد)
ك(بهجة المحافل) ككتبهما بخطو ككاف أحيانان ينسخ في األكؿ في ضوء القمر لعدـ السراج (ُ)
كارتفاع الهمة إلى أشرؼ منهاج ككتب (الكشاؼ) بخطو ككثيران من حواشيو ،كما زاؿ متشوقان
إلى سماع الحديث النبوم كمشافهة أئمتو كما قاؿ من أبيات كتبها إلى.
الشيخ العبلمة محمد بن سالم بن كاصل الحسائي (ِ) (ّ)
ليت شعرم ىل في الوجود إماـ ...عالم مثل مسلم كالبخارم
كنت أعملت في لقاه المطايا ...سائران في مهامو كقفار ُِّ[ ...جػ]
كبذلت النفيس في األخذ عنو ...تاركان لؤلكطاف كاألكطار
__________
(ُ) ليس البدر األمير الوحيد الذم كاف يقوـ بنسخ العلوـ على ضوء القمر بل ىناؾ العديد من
العلماء المجتهدين سبقوه ،أخبرني الوالد العبلمة محمد بن محمد بن عبد اهلل القاسمي الثبلئي
رحمو اهلل عن شيخو شيخ اإلسبلـ عبد الوىاب المجاىد الشماحي أف ىناؾ من العلماء
العاملين من بلغت درجة اىتمامهم في العلوـ كتحصيلها أنهم نسخوا على ضوء القمر كأنهم
كانوا يربطوف أعناقهم إلى عرض الجدار الوتد خشية أف يصيبهم النعاس كىم يطالعوف
كبحفظوف الكثير من متوف العلوـ كاالىتماـ بالعلم ليس مقتصران على شخص بعينو رحمهم اهلل
جميعا.
(ِ) انظر :نشر العرؼ (ّ .)ُٔٔ-ُْٔ/ديواف محمد بن إسماعيل األمير (صفحات
مختلفة).
(ّ) ينظر الديواف ص (َِٕ).
(ّ)َِِ/
كىذا الشيخ محمد بن سالم كصل سنة (ُُِِىػ) كىو رجل صالح تاجر لو اشتغاؿ بالعلم
فقرا على البدر (شرح العمريطية) يظنو في النحو مؤلفو بعض علما الحساء ،ككصفو البدر
بالتحقيق كقرأ عليو أيضان (قواعد اإلعراب الكبرل) البن ىشاـ كطلب من البدر نظمها فنظمها
نظمان بديعان حلوان ضابطان لقواعدىا كىو من أكؿ مؤلفاتو ،كسافر الشيخ محمد كلم تزؿ كتبو إلى
البدر ،ككصل منو كتاب من بػ(بغداد) كذكر أنو قد شرح بعض علمائها المنظومة المذكورة ككعد
اإلرساؿ بو فعالجو الحماـ كمات شهيدان غريقان في البحر -رحمو اهلل.-
كلما كقف على قوؿ من قاؿ)ُ( :
إف علم الحديث علم رجاؿ ...تركوا اإلبتداع لئلتباع
فإذا جن ليلهم كتبوه ...كإذا أصبحوا غدكا للسماع
قاؿ -رحمو اهلل)ِ( :-
قد أردنا السماع لكن فقدنا ...من يفيد األىسماع ً
باألسماع
فرجعنا إلى الوجادة لما ...لما نجد عارفان بها في البقاع
فلساف األسفار تملئ كمنها ...يتلقى سران لساف اليراع
كلم يكن علم الحديث في اليمن شيئان مذكوران كال التفات ألحد من علمائو إليو بل كاف علما
مهجوران كما قاؿ البدر من أبيات)ّ(:
كاف الحديث بأرضكم ...مستغربان كاهلل جدا
حتى نشرت فنونو ...كجلوت منو ما تصدا
فلدرسو كألخذه ...من بعدنا كل تصدا
ىول ككجدا
كتنافس العلماء في ...كتب الحديث ن
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِّٕ).
(ِ) نفسو ص (ِّٕ.)ِْٕ-
(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُّْ).
(ّ)َِّ/
ثم ىم َّن اهلل عليو بالسفر إلى الحرمين الشريفين للحج كالزيارة في سنة أربع كعشرين [ُِْجػ]
كمائة كألف .كىي أكؿ حجة حجها ،كرافقو السيد العبلمة القاسم بن أحمد بن محمد العياني
ككاف بينهما مودة كإخاء كصهارة ألف السيد العبلمة قاسم تزكج أخت البدر فورد إلى (المدينة
المنورة) ،كاجتمع بالشيخ العبلمة خطيب الحرـ النبوم عبد الرحمن بن الخطيب بن أبي الغيث
بن تاج الدين المدني الموقت بالمسجد النبوم فسمع منو تأكيل الصحيحين كأجازه إجازةن
عامةن ،كسمع منو بعض رسالة أعماؿ الفكر كالركايات شرح [ْٓأ-ب] حديث ((إنما األعماؿ
بالنيات)) للشيخ إبراىيم الكردم بعد أف كتبها البدر بخطو كجرل بينو كبين شيخو مناظرة في
مسألة خلق األفعاؿ انقطع شيخو فيها ،كلما شاع ذكرىا كصل إليو جماعة من سكاف الصفرا
(ُ) الزيدية يطلبوف منو اإلقامة بهم كالتدريس لديهم فاعتذر عن إسعافهم بطلبتهم ،كأخذ أيضان
في المدينة عن الشيخ العبلمة طاىر بن إبراىيم بن حسن الكردم كل ذلك في شهر محرـ سنة
خمس كعشرين كمائة كالف ،ككتب إليو كالده بعد أف تجرع مرارة البعاد أبياتان كأرسلها مع
الوفاد إلى (المدينة) فوصلت إلى عرفات (ِ):
آه من نار فرقة كبعاد ...قدحت في الفؤاد قدح زناد
يا أحبائي إنما أنا جسم ...منذ غبتم مجرد عن فؤاد
لست أنسى يوـ الوداع الذم مر ...كدمعي يسيل سيل الوادم
أيها الوافدكف في عرفات ...بأبي أنتم من الوفاد
فزتم بالوقوؼ ثم أفضتم ...مستمدين فضل رب البعاد
ثم بالمشعر الحراـ مررتم ...كنقذتم منو إلى خير كاد
بمنى نلتم أتم مناكم
> ...كبلغتم بها قصار المراد
كرميتم بو الجمار جميعان ...كنفرتم تبغوف أشرؼ ناد
ثم طفتم بالبيت ثم سعيتم ...كسعيتم إلى سبيل الرشاد[ُِٓجػ]
كشربتم من زمزـ كىو يركم ...ماءه العذب كل قلب صادم
__________
(ُ) مدينة بالجنوب الشرقي من مدينة صعدة بمسافة (ِٓ-ؾ.ـ) ينظر :المقحفي
ص(ِّٗ).
(ِ) ديواف إسماعيل بن صبلح األمير (خ).
(ّ)َِْ/
(ّ)َِٓ/
كلما انتشر عنو التدريس في كتب السنة كأنو قد ثنى إلى العمل إلى ما قادتو إليو األدلة إال عنو
كجو إليو جمهور االناـ سهاـ المبلـ ،حتى بعض شيوخو األعبلـ ،فلم يثنو مبلـ عن مراـ،
كأنشدني لساف الحاؿ:
فمن شاء فليغضب سواؾ فبل إذف ...إذا رضيت عني كراـ عشيرتي
كنهج سبيلي كاضح لمن اىتدل ...كلكنما األىواء أعمت فأعمت
كدرس في كتاب (ضوء النهار) للعبلمة الجبلؿ ،ككاف المتصدر للقراءة المولى الحسن بن
إسحاؽ كرافقو جماعة من األعياف كشرع في تأليف حاشية [ْٓب-ب] عليو مفيدة
سماىا(منحة الغفار) كملت في مجلدين ضخمين فوشى بو الحاسد الجاىل إلى الخليفة
المتوكل القاسم بن الحسين -رحمو اهلل -تعالى فأرسل إليو أميره الحاج سعد المجربي يعاتبو
كيقوؿ لو :إنك درست في كتابة قد أحرقو اإلماـ القاسم عليو السبلـ فأجاب على الرسوؿ أبلغ
الخليفة أف ىذا الكتاب لم يكن مؤلفو موجودان في دكلة اإلماـ القاسم كقرا عليو كالده الضيا في
(المناىل الشافية) كفي (شرح العمدة) البن دقيق العيد كفي (ضوء النهار) كفي (الكشاؼ)
كحواشيو،كسأؿ الضيا كلده بسؤاؿ شريف في كلمة اإلستعاذة حاؿ قراءتو (الكشاؼ) فأجاب
بجواب نفيس في رسالة كرافقو في ىذه القراءة جدم السيد العبلمة[ُِٕجػ] المجتهد الزاىد
يحيى بن محمد الحوثي -رحمو اهلل -تعالى كجماعة من األعياف ككاف الضيا يعظم كلده البدر
تعظيمان كثيران كال يفترقاف كرفض التقليد كعمل باألدلة بسبب إرشاد كلده لو كما قاؿ الضيا من
أبيات أجاب بها على كلده البدر)ُ( :
ما زاؿ يهديني إلى سبل ...الهدل كيندب
حتى كأني كلد ...مؤدب كىو األب
فاعجب لها قضية ...لمثلها يستغرب
كإف رأينا عجبان ...فإنني ال أعجب
ىذا الثمار كلها ...أصولهن الخشب
كاهلل يعطي من يشػ ...ػػا من فضلو كيهب
__________
(ُ) ديواف إسماعيل األمير (خ).
(ّ)َِٔ/
كاستمر البدر على التدريس كالهداية إلى سبيل النجاة كالصدع بالحق كالعمل بما صح لو من
األدلة كىو يوذم في ذات اهلل تعالى كال يعطفو عن ذلك عاطف إلى سنة اثنتين كثبلثين كمائة
كألف ثم سافر إلى (مكة) للحج ثم إلى المدينة للزيارة ككتب إلى كالده في ذىابو كأرسلها من
حصن (ظفير حجة) قولو (ُ):
أبثك أني قد كجدت مشقة ...كلم أر في األسفار ما كنت أخشاه
كمن ركب األشواؽ لم يىػ ىر يش َّقةِّ ...كإف عطبت في كل مجد مطاياه
كمن كاف ذكر اهلل زاد رحيلو ...كفاه عن الزاد المجازم كأغناه
كمن كاف يبت اهلل غاية ىمو ...فطوبى لو إف ناؿ ما يتمناه
فيا ليت شعرم ىل أنادم محرمان ...بلبيك ربا ليس يغفر إال ىو
كىل لي بالبيت العتيق كركنو ...طواؼ كتقبيل كمسح محياه
كفي عرفات ىل أراني كاقفان ...لدل صخرات فاز من كن ما كاه
كىل يقبل الرحمن حجي قائبلن ...سمحنا عن العبد المسيء خطاياه
فجودكا علينا بالدعا تفضبلن ...كقولوا أسير الشوؽ في حفظ مواله
ُِٖ[ ...جػ]
فأجاب كالده -رحمو اهلل تعالى -بقولو)ِ( :
ىنيئان كطوبى ألمرء طاب مسعاه ...إذا قصد البيت العتيق كمسعاه
كال غرك أف تطوم لو شقة النول ...كقد كانت األشواؽ فيها مطاياه
ىنيئان مريئان غير داء مخامر ...لقد نلتم فيو من السؤؿ أقصاه
بلغتم إلى البيت المعظم شأنو ...فطفتم بو سبعان كما شرع اهلل
كقبلتم الركن الكريم تبركان ...ككم قبلتو للخبلئق أفواه
كصليتم خلف المقاـ تذلبلن ...لو فتسنمتم من الفضل أعبله
كيهنيكم من زمزـ شرب ماءه ...كمن يستقي من مائو العذب أركاه
ففيو شفا صح من كل علة ...كما صح من خير البرية معناه
كبالسعي في المسعى سعدتم كمن سعا ...بو مذنبان حطت يخطاه خطاياه
كفي عرفات إذ كقفتم بلغتم ...إلى شرؼ لم يبلغ الوىم مرقاه
كقيل أفيضوا قد كتبنا أجوركم ...كما كاف من ذنب لكم قد غفرناه
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة (َْٓ.)ُْٓ-
(ِ) ديواف كالد صاحب الترجمة (خ).
(ّ)َِٕ/
كليلة جمع كىي أفضل ليلة ...يبيت بها أقصى الحجيج كأدناه
كحسبكم شكر اإللو كذكره ...بمشعره مستشعرين لتقواه
كهلل ذاؾ الدفع منها إلى منى ...ككل امرء قد ناؿ ما يتمناه
كحل لكم بالرمي كل محرـ سول ...الوطئ لم يستثن في الشرع إال ىو
كبتم بها تلك الليالي كأنها ...أليامها الغر المنيرات أشباه ٓٓ[ ...أ-ب]
كلما انقضا رمي الجمار نفرتم ...إلى مكة مثول الخليل كمأكاه
إلى بلد اهلل الحراـ كبيتو العتيق ...الذم قد شرؼ اهلل مبناه
فطفتم طواؼ للزيارة ثانيان ...كمن زار بيت اهلل أكرـ مثواه
كحينئذ تمت مناسككم بو ...بأكمل كجو للقبوؿ ككافاه
كقد آف أف تستأنفوا لوداعو طوفا ...كما أعنى الوداع كأشجاه
كمن ذا الذم يرضى يفارؽ موطنان ...ينوه في الذكر الحكيم بذكراه ُِٗ[ ...جػ]
فطوبى لمن أمسى كأصبح قاطنان ...بو أبدان حتى يفارؽ دنياه
بلى إف تهيأ أف يزكر محمدان ...فبل حرج إف شد منها مطاياه
كطابت لو حقان زيارة طيبة ...كناؿ بها طيب الحبيب كرياه
فمن زاره حقت شفاعتو لو ...كما جاء في األخبار ما قد علمناه
عليو صبلة اهلل ثم سبلمو ...كرحمتو في كل كقت تغشاه
كعترتو سفن النجاة أنجم الهدا ...كمن أكرثوا علم الكتاب كمعناه
(ّ)َِٖ/
ثم رحل إلى المدينة المشرفة للزيارة في آخر الحجة الحراـ سنة(ُُِّىػ) ،كاجتمع فيها
بالشيخ العبلمة المجتهد أبي الحسن بن عبد الهادم السندم -رحمو اهلل -فأكقفو الشيخ على
حاشيتو التي ألفها على (سنن أبي داكد) سماىا فتح الودكد فاطلع على كبلمو في حكم أطفاؿ
المشركين فكتب عليو أبحاثان كأطلع الشيخ عليها ،فكتب عليها أبحاثان فردىا البدر كسألو
الشيخ عن النكتة في تلوين عبارات الخضر عليهم السبلـ في قولو :فأردت أف أعيبها فأردنا
فأراد ربك .فأجاب البدر بجواب مفيد حتى اجتمعت تلك األبحاث رسالة مفيدة كأعجلو سفر
العود إلى الوطن حتى أنو بيضها في طريق المدينة راجعان ككصل بندر جده فركب منها في
السفينة فسافر يومان طيبان فمبل توارت الشمس حصل خرؽ في السفينة كغلب الماء النازح حتى
شارفوا على الهبلؾ كتعذر اإلرساء لعمق البحر ككتب البدر كتابان إلى جدة إلى بعض اصحابو
كجعلو أحد البحارين في شعر رأسو كسبح إلىساحل البحر كاستمركا في ليلة شديد إلى طلوع
الفجر ككصلت السنابيق من جده فخرج من في السفينة في سبلمة كرجعوا إلى بندر جدة
فكتب البدر إلى كالده من جده كاصفان للواقعة أبياتان كأرسلها إليو كىي قولو)ُ( :
نعمة إف ذكرتها كجب الشكر ...كهلل الشكر في كل حالو
مذ ركبنا على السفينة في البحػ ...ػػر أرتنا أحوالو أىوالو
كأقاموا الشراع يتسجلبوا الريح ...كأبدل كل ىنالك احتيالو
فأنتهم ريح تسوؽ السواعي (ِ) ...كما ساؽ جامل أجمالو
ففر جنابها كملنا كأنا ...في رياض غصونها المالية
ثم سارت بأعين اهلل تجرم ...كترينا من كل بر رمالو
و
شخص ...لخليل لو يسر المقالة ثم ما راعنا سول قوؿ
قد طغى الماء من الهراب كأخشى ...بعد ىذا أف ال تطيق احتمالو
كأتوا بالدال كي يغرفوه ...كىو يزداد كثرة كأسالو
فنظرنا فيها فقلنا جميعان ...أف ىذا خرؽ بها ال محالة
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(َّٕ.)َّٗ-
(ِ) اسم لبعض ألواف السفينة.
(ّ)َِٗ/
كفرقنا كصار كل فريق ...نادبان نفسو ىناؾ كمالو
ثم صاركا ما بين داع إلى اهلل ...كداع أشياخو كرجالو
باؾ ...يحسب اليتم قاصدان أطفالوكفتى مبلس كآخر و
كاستفاقوا يديركف خبلصان ...في ىبلؾ قد ضمهم في الحبالو
فأرادكا يرسونها فإذا البحر ...عميق حبالهم لم تنالو
فأيسنا كقاؿ كل لكل ...أتركونا يقضي القضا ما بدا لو
كصلوا إف قطعتم بهبلؾ ...لفظ حرؼ الندا بلفظ الجبللة
فاغثنا بالقرب من ساحل البحر ...فحط الرجا ىناؾ رحالو
ثم بتنا في ليلة ننظر الفكر ...بعين كىمو َّأمالو
تارة تنظر الخبلص كآخر ...تنظر الليل ملقيان أذيالو
ص َّوالو
فيعود الرجا قنوطان كللخوؼ ...جنود على الرجا ى
فهما في الجبلد إذ برز الفجر ...مزيبلن عن الدجا سر بالو
كرأينا زكارؽ األمن قد ...كافت كخيل من مشيها مختالة ُِِ[ ...جػ]
أنقذتنا من كل ىوؿ ككرب ...بعد أف طنب الهبلؾ حبالو
كغدا األمن يصفع الخوؼ إذ ذاؾ ...كندمي بالفعل منو قذالو
كمشينا في البر في حر شمس ...كالضما مرشق إلينا نبالو
فأتانا المركوب كالماء كفك
ظ ...اهلل عن كل مقفل أقفالو
كإلى جده رجعنا كفيها ...قدر سمنا حركؼ ىذه المقالة
كإليكم ياحيرة بأزاؿ ...قد كصفنا ما كاف في ذم العجالة
لئزيل األشجاف عن كل و
خل ...صار عنا للفقد يخفي سؤالو
فلو الحمد كم أقاؿ ككم عافا ...ككم فك من أسير عقالو
كبقي البدر في (جده) بعد عودة أكثر من نصف شهر ثم سافر في البحر سفران طيبان ككصل
(بندر اللحية) على ستة أياـ من جدة إليها كأرسل األبيات إلى كالده إلى صنعاء فأجاب بقولو
(ُ):
در نظم حواه سمط الرسالة ...قد رأينا للبدر منو كمالو
جاء يطوم الببلد بحران كبران ...ثم ألقى في سوح صنعاء رحالو
من أمير النظاـ بدر المعالي ...كأرث المكرمات ال عن كبللة
كخدين من العلوـ نادرة العصر ...صحيح الذكا فصيح المقالة
و
بوصف لكل قلب ىالو كاصفان ما جرل من الهوؿ في البحر ...
__________
(ُ) ديواف كالد صاحب الترجمة (خ).
(ّ)َُِ/
(ّ)ُُِ/
ثم كصل البدر في شهر ربيع األكؿ من سنة (ُُّّىػ) كأشرقت أنواره على (صنعاء) كأنزؿ
مقدمو على القلوب السركر كتواتر بطلعتو البهية الحبور ،كىناه شيخو العبلمة صبلح بن
الحسين األخفش بقولو:
أتحف اهلل الحضرة العزية ...حيث نبراس األسرة الحمزية
رأس أىل الكماؿ عين أناس ...اآلؿ صدر السبللة النبوية[ٔٓأ-ب]
حسن الخلق جعفر الصدؽ ...زبد السبق زين العصابة العلوية
بسبلـ حكى شمائل أخبلؽ ...لو كالحدائق الوردية
صدرت بعد حمد رب البرايا ...كسبلـ يخص خير البرية
ثم إخوانو كصادؽ ...صديقيو كاألصدقاء كالذرية
للهنا بالذم من الفضل نلتم ...كحويتم من األماني الهنية
كقرار العيوف من بعد القاء ...العصا باألماكن القدسية
كالبقاع التي لها شرؼ اهلل ...على كل بقعة كبنية
ككصلتم إلى مهابط أمبل ...ؾ السماكات باألمور العلية
ثم ذكر جميع المشاعر الحراـ ثم قاؿ:
كىززتم أعطافكم بعد ىذا ...لسلوؾ المسالك المدنية
كشددتم من بعد ذاؾ المطايا ...كسريتم سرل النجوـ المضية
كبلغتم بحمد رب البرايا ...طيبة حيث حل خير البرية
كشهدتم من مهبط الوحي سوحان ...كم بو من طوايف ملكية
ثم زرتم ألفضل الخلق قبران ...ىو أعلى األماكن األرضية
ثم عدتم من بعد أف قد نفذتم ...حايزين السعادة األبدية
كجمعتم في الرحلتين نجاح ...الدنيويات الكل كاألخركية[ِِْجػ]
كمنها:
ليت شعرم ىل نالنا ثمة حظ ...عندكم أـ حظوظنا منسية
ىل على بالكم ىناؾ خطرنا ...فدعوتم بقلب كنية
كبذلتم لنا الدعاء بتيسير ...كصوؿ المشاعر الحرمية
كسألتم لنا الخلوص قريبان ...من جيوش الشواغل الدنيوية
كقيود البقا في األىل لما ...أكجبتو األكامر الشرعية
ليت شعرم ىل ذا التعليل كاؼ ...أـ عليو مناقشات خفية
ىل أقاـ التعلل العذر فاسأؿ
> ...ما يقوؿ ابن قيم الجوزية
كأراىا ذكنبنا قيدتنا ...كبنا أبطا اكتساب الخطية
ربما كانت العقوبة في الذنب ...ذنوبان بالمذنبين بطيٌة
(ّ)ُِِ/
(ّ)ُِّ/
(ّ)ُِْ/
(ّ)ُِٓ/
السنة كأكذم من غوغاء
فلما كصل البدر (صنعاء) أحيا العلوـ كدرس كبذؿ جهده في نشر ُّ
العواـ كسفهاء األحبلـ ،كىو صابر على ذلك كلم يزؿ على حالو من اإلرشاد كالفتيا كالتأليف
كالتدريس إلى سنة أربع كثبلثين كمائة كألف ،فعاد إلى معاد كقضى من حج البيت الحراـ جميع
المراد كاجتمع باألعياف كالشيخ العبلمة الشهير باألشبولي كالسيد العبلمة عبد الرحمن أسلم
كغيرىما ،كقرأ على الشيخ العبلمة الزاىد التقي محمد بن أحمد األسدم [ِِٗجػ] شرح
عمدة األحكاـ البن دقيق العيد ،ككاف شركعو في القراءة رابع شهر محرـ سنة (ُُّٓىػ)،
كختمها في سابع كعشرين شهر ربيع األكؿ من السنة كشركع البدر ىنالك في تأليف حاشية
عليو سماىا :بػ(العدة) ككملت في مجلدين ضخمين كقرأ في علم التجويد على الشيخ العالم
الفاضل القارئ الحسن بن حسين شاجور في شهر صفر من السنة كاختصر كتاب (أساس
الببلغة) للزمخشرم باإلقتصار منو على الكناية كالمجاز في مجلد لطيف سماه ( :اإلحراز لما
في أساس الببلغة من كناية كمجاز) شرع فيو في يوـ الخميس ثاني شهر صفر من السنة
المذكورة كفرغ منو في ضحوة يوـ اإلثنين ثالث شهر ربيع األكؿ من السنة ،برباط الزمامية تلقا
الحجر الحج الشريف من البيت الحراـ كاختصر أيضان كتاب (عدة الصابرين) للعبلمة ابن القيم
الجوزية في مؤلف سماه( :السيف الباتر في عين الصابر كالشاكر) ،فرغ منو بعد عصر يوـ
الثبلثاء السابع كالعشرين في شهر ربيع األكؿ من السنة [المذكورة] كأخذ عن الشيخ العبلمة
سالم بن عبد اهلل بن سالم البصرم حصة كثيرة من (مسند اإلماـ أحمد بن حنبل) ،ككاف سماعان
عامان بحضرة أعياف البلد الحراـ كال يتخلف عنو إال النادر من األعبلـ كبعضان من (صحيح
مسلم) كجانبان من (إحياء علوـ الدين) ،ثم عاد البدر إلى كطنو ففرح بقدكمو كل فاضل كأنزؿ
بػ(صنعاء) كأعيانها مقدمة السركر الكامل ،كىنأه المولى محمد بن إسحاؽ بن المهدم بقولو:
(ّ)ُِٔ/
(ّ)ُِٕ/
(ّ)ُِٖ/
ألف كاف للدىر عني فيوـ ...عودؾ إنساف عين الزماف
قدمت إلينا قدكـ الحيا ...كأحييت في أرضنا كل فاف
كمكة درست فيها العلوـ ...كأحييت في البيت منها المباني
ً
كالعياف كأصبح ما سمعتو بها ...عيانان كما خبر
كقالت األعياف ساداتها ...أقرؤا فما العلم إال يماني
كعدت كقد آنست بالتقا ...فأكحشت بالعود تلك المباني
كنلت جزيل الثواب الذم ...ترقى بو درجات الجناف
فهنيت عود إلى بلدة ...تمد لفضلك منها بداني
أشاعوا بأنك عنها رغبت ...كأنك من سوحها غير و
داف ِّّ[ ...جػ]
فأكحشها ما أشاعوا فأنت ...كصنوؾ في أفقها النيراف
فلما أتاىا بشير القدكـ ...غدت كىي من خوفها في أماف
أضائت كطاب لسكانها ...كطيب المكاف بأىل المكاف
كلم تطيب كأنت الذم ...لو مارل الناس في الفضل ثاني
كطيب ثناؾ أبا المكرمات ...بأـ القرل ما خبل عن لساني
فما السعد سعدان كقد فاتو ...و
معاف لها منك أسنى بياني ٖٓ[ ...أ-ب]
كليس الشريف بذاؾ الشريف ...إذا خضت في بحر علم البياف
كمن يدعي حفظو للحديث ...رماه الورل بأبي العسقبلني
كقالوا ألم تدر أف العلوـ ...كبدر األناـ رضيعان لباف
لو السبق في كل علم ...إذا تسابق ذك العلم يوـ الرىاف
سريع الثغات لكل العلوـ ...كفي كل علم بديع افتتاف
كدكنك نظمي أبياتو ...عرت كخلت من حساف المعاف
نظاـ كقدر زماني كال ...عجيب فلست بديع الزماف
كلكن مديحك قد زانو ...فعاد يفاخر شعر ابن ىاني
كعذر ان فلم أراه قائمان ...بحق الهناء بعيدان التهاني
كدـ راقيان رتبة في الكماؿ ...يقصر عن نيلها الفرقداف
فأجاب البدر عليهم ارتجاالن)ُ(:
يا جيرة في القلب مأكاىم ...حازكا المعالي فهم ماىم
رحلت بالجثماف عن دارىم ...مصاحبان قلبي لذكراىم
كم جئت من أرض كمن جيرة ...قد خصني بالقرب أعبلىم
فما أالقي بعدىم غير يىم ...إال كقلبي يتمناىم ِّْ[ ...جػ]
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٓٗ.)ّٗٔ-
(ّ)ُِٗ/
(ّ)َِِ/
كلما استقر في الوطن عاد إلى سلوؾ سبيل إحياء السنن كإرشاد العباد إلى أقوـ سنن ،كاستمر
في تدريس التفسير في (الكشاؼ) كحواشيو ،مع النظر في (تفسير أبي السعود) كغيرىم من
كتب التفسير ،كلو أبحاث في التفسير شريفة ،كتعقبات على جار اهلل كغيره منيفة ،كما زاؿ في
سماع العلوـ شمسان مشرقة األنوار ،كدرر تيار علمو يتقلدىا الطلبة األخيار ،معرضان عن الدنيا
مقببلن على اآلخرة صارفان أكقاتو في الطاعات ،منفقان لساعاتو في نفائس اإلفادات ،باذالن
للنصيحة آمر بالمعركؼ ،ناىيان عن المنكر ثم أف المولى العبلمة محمد بن إسحاؽ بن المهدم
اآلتي ذكره -إف شاء اهلل تعالى -لما أراد الفرار من (صنعاء) كالمنابذة للمتوكل على اهلل القاسم
بن الحسين في سنة(ُُّٔىػ) ،ىو كمن معو من األعياف للسبب اآلتي ذكره إف شاء اهلل
تعالى.
(ّ)ُِِ/
كصل كلده المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ تلميذ صاحب الترجمة فساره بالمراد كشاكره
في المقصد كطلب منو الخركج معهم فوعظو البدر كذكر لو ما يترتب على ذلك من طغاـ
القبائل كعدد لو مفاسد[ٖٓب-ب] الشقاؽ كأف منكراتها تربوا [ِّٔجػ] على المنكر الذين
يريدكف إزالتو باالتفاؽ ،فلم ينجح النصح كلم ينفع اإلرشاد ،كأجاب عليو تلميذه المذكور بأنو
يحسن من البدر الخركج إلى (الركضة) إلى عند كالده المولى محمد بن إسحاؽ كالمناصحة لو
في ذلك رجاء لرجوعو عن ما أراده ثم استشار البدر كالده كغيره من العلماء فأرشدكه إلى
الدخوؿ في سلك النظاـ ظنان منهم بأف ذلك شيء من نصر الحق كلم يتنبهوا لما يترتب على
ذلك من المفاسد ،فخرج البدر إلى (الركضة) ،فوجد المولى محمد بن إسحاؽ كمن كافقو قد
خرجوا إلى ببلد (أرحب) ،فحسن البدر جماعة من إخوانو اللحوؽ بهم كىو يغالطهم في
المطلب فخرج كسلك طريق مدينة (كحبلف) كاستقر ىنالك فشاع في الناس أف البدر من
جملة أكلئك المذكورين حتى بلغ المتوكل على اهلل كقاؿ لوزيره الشيخ العبلمة زين العابدين بن
محمد سعيد المنوفي أنو بلغنا خركج السيد محمد األمير مع الجماعة ،فقاؿ الوزير أنو لم
يخرج فقاؿ فأين ىو قاؿ ىو في مدينة (كحبلف) فأمره المتوكل باإلرساؿ لو ككتب ليو بخطو
كتابان يستدعيو ففعل إلى عامل (كحبلف) كتابان يأمره بإدخاؿ البدر فأرسل العامل للبدر ليبلن
كأطلعو على ما كصل كقاؿ لو إني أخاؼ عليك منهم لما قد شاع أنك من الجماعة المذكورين
كأف الذم سيرؾ إليهم سران كسأجيب على المتوكل بما مضمونو أني لم أكن قد عرفت السيد
محمد كحين كرد األمر الشريف بحثت عنو فلم أجده كلم يسعد البدر إلى ذلك كصمم على
الدخوؿ على المتوكل فدخل كاستقر يومان بمدينة (ثبلء) لدل القاضي العبلمة عبد القادر بن
علي البدرم ككلده يوسف ككل صديق لو خائفان عليو من سطوة المتوكل فقرأ [ِّٕجػ]
القاضي البدرم كأكالده سورة يس إحدل كأربعين مرة استحفاظان لو
(ّ)ِِِ/
لما كرد أف يس لما قرء لو ،ثم كصل إلى (الركضة) كالمتوكل ىنالك فدخل عليو مع كزيره
المذكور فواجو في الدرج نازالن إلى الديواف فسلم عليو كقاؿ لو كزيره ىذا فبلف ،فأحمر كجهو
غضبان كلم يجد حجة يدلي بها لما انكشف لو كذب ما نقل إليو من أف البدر من جملة الفارين
فقاؿ لو الخليفة المتوكل ما حملك على القصيدة التي فعلت أنت كبنو إسحاؽ يريد بها
القصيدة المشهورة التي مطلعها)ُ(:
سماعان عباد اهلل أىل البصائر ...لقوؿ لو ينفي مناـ النواظر
األبيات كعدد قائليها منكرات الزماف كاقعة من الخاص كالعاـ فقاؿ البدر ىل كجدتها بخطي أك
قامت لك شهادة أنها لي أك كذب عليك مثل ما قيل لك إني مع بني إسحاؽ كتبين لك أني
في (كحبلف) فقاؿ لو المتوكل :البد من موقف فخرج البدر من عنده ثم استأذنو على لساف
كزيره في دخوؿ (صنعاء) فأذف لو فوصلها كقت صبلة المغرب ،فبدأ بالمسجد كصلى المغرب
في مسجد مدرسة اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ خلف كالده الضياء -رحمو اهلل -تعالى كبعد
الفراغ من الصبلة تقدـ فسلم على كالده ففرح بقدكمو فرحان شديدان كحمد رأيو في انتقالو إلى
(كحبلف) كبقائو ىنالك ،ثم عوده ثم أرسل إليو المتوكل يعرض عليو تولية القضاء في (بندر
المخا) فامتنع ثم عرض عليو الوزارة فأبى من ذلك ثم القضاء العاـ كالتصدر على األعبلـ
فامتنع من جميع ذلك ،كاستقر في (صنعاء) [ِّٖجػ] على عادتو المحمودة من التدريس
كنشر اإلفادة.
كأما المولى محمد بن إسحاؽ فإنو استقر في (شاطب) كدعا إلى نفسو كتلقب بالمؤيد كاجتمع
مع كلده إسماعيل جماعة من القبائل كتقدـ بهم إلى سوؽ الصلبة فنهبوا تلك الببلد نهبة
شنيعة ،فلما بلغ البدر ذلك كتب إليو مناصحان بقولو)ِ(:
أمثلك يرضى بارتكاب العظائم
كنهب الرعايا كانتهاؾ المحارـ
كأنك ال تخشى مبلمة الئم
كال في الردل الجارم عليهم بآثم
أتقسم أمواؿ الرعايا تجاريان
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(ِْْ.)ِْٕ-
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٕٓ.)ّٕٔ-
(ّ)ِِّ/
(ّ)ِِْ/
(ّ)ِِٓ/
(ّ)ِِٔ/
(ّ)ِِٕ/
الحضرة التي حرست من شياطين الزماف بنجوـ التقول كسورت سور الورع كالعفاؼ من خبث
الدنيا المقركف باألىواء كعبة العلوـ التي طاؼ حولها الطبلب كحرـ الفضائل [َٔأ-ب] الذم
طاؿ ما جرت إليو فظفرت منو بجميع األسباب ،كمعدف اإلنصاؼ ،الذم استخرجت من
جواىره ما أغناني عن التحلي بحلية األسبلؼ ،حضرة المولى عظيم القدر من تقصير األلسن
عن حصر صفاتو متع اهلل كأحيا في الورل ركح جثماف المعالي ،بحايتو ككساه حلل األنعاـ من
فضلو الجم كأعبل درجاتو ال أقيل القوؿ في مدحو كتعداد حسناتو فإنها بكل األقبلـ عن
صفات محمد كيعجز البليغ عن عد معجزاتو بل التفت إلى الزمن كأذـ بنيو الذين صاركا
يستحسنوف القبيح كيستقبحوف الحسن بعد أف أىدل إليو سبلمان ينبي طيب شذاه عن طيب
كدادم كيعرؼ من عرؼ نشره ما انطول عليو لو من المحبة فؤادم ىذا كإف الزماف لم يزؿ
يشعل نيراف فتنة كيهب على ذكم الفضائل ريح أحنة كمحنة كيرمي بسهاـ المصائب ذكم
المناصب كيرفع الوضيع كيضع رفيع المراتب ،كيتحكم في األحرار كيف يريد كيستحقر العظيم
حتى يصير لديو من أصغر العبيد.
كال بد من شكول إلى ذم مركة ...يواسيك أك يسليك أك يتوجع
كقد أظهرت القريحة بعض ما أضمرت كشكت على من ىو معدف اإلنصاؼ من الزماف كأىلو
بلساف المقاؿ كأنشدت:
أشكو إليك من الزماف الجافي ...عدـ الوفاء كقلة اإلنصاؼ
كابث ما أخفيو لتعرؼ صدؽ ما ...عندم فإف معين كدم صافي ِْْ[ ...جػ]
سرحت طرفي في الورل طران فما ...كبعدت على خل كمثلك كافي
كخبرتهم فإذا رئيس القوـ ال ...في العير تحسبو الرجاؿ كالفي
ال فرؽ بينهم أراه كبينما ...يسعى إذا حققت باألظبلؼ
قد خالفوا بالعرؼ شرع محمد ...كنسوا الحساب كموقف األعراؼ
كأتوا بكل قبحة مذمومة ...عمبلن بما قد جاء في األعراؼ
يسعوف في إطفاء نور الحق إذ ...صلوا كنور الحق ليس بطافي
فذكك الفضائل عندىم من قاؿ قد ...كانت ككانت في الورل أسبلفي
(ّ)ِِٖ/
(ّ)ِِٗ/
(ّ)َِّ/
(ّ)ُِّ/
ثم بعد تفاقم األمور كاشتعاؿ نار فتنة عمت الجمهور [ِْٖجػ] سعى البدر قدس اهلل ركحو
في الصلح بين الخليفة المتوكل كالمولى محمد بن إسحاؽ -رحمو اهلل -كخرج البدر إلى
(شاطب) ىو كالمولى أحمد بن عبد الرحمن [الشامي] كصحبتهما الحاج األمير سعد المجربي
كالنقيب علي ردماف فانحسمت مادة الشقاؽ كحصل التوفيق بينهما كاالنشقاؽ كنزؿ المولى
محمد بن إسحاؽ عن الدعوة لئلمامة كانخرط في سلك الخاصة كالعامة كخمدت بسعي البدر
نار الفتنة فرمى البدر بعض المتفقهة بسهاـ المبلـ على السعي في اإلصبلح كحقن دماء األناـ
جهبلن منهم للحقائق أك تجاىبلن لما حصل بسبب الخبلؼ من البوائق فألف رسالة بديعة في
إنابة كجو الصواب كأقاـ على ذلك أدلة السنة كالكتاب كأسماىا( :تنبيو ذكم الفطنة على
حسن السعي إلطفاء نار الفتنة) ،ثم استمر البدر على حالو األكؿ.
(ّ)ِِّ/
كتزكج بالشريفة الطاىرة ابنت شيخو المولى ىاشم بن يحيى [الشامي] -رحمو اهلل -كبنى بها
في شواؿ سنة (ُُّٕىػ) ،كىي أـ كلده إبراىيم ثم بالغ البدر -رحمو اهلل -في تنفيذ كصية
رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم في أمره بإخراج اليهود من (جزيرة العرب) التي منها
(اليمن) كفي إلباسهم أثواب الذلة لما ظهر منهم ما يخالفها إلىماؿ أصغارىم الذم دلت عليو
األدلة كاتفق حدكث كاقعة كاف فيها حث البدر اإلماـ المتوكل على إخراجهم كحاصلها أنو
كثب رجل سكراف على بعض الصبياف في مطاىير(ُ) بعض المساجد كأراد منو الفاحشة
فأغيث كخلص منو فرفع األمر إلى اإلماـ فغضب كطلب كبير اليهود كشيخهم كىو سالم
العراقي فقاؿ لو قد منعنا اليهود من بيع الخمر من المسلمين [ِْٗجػ] كأنت مرخص لهم في
بيعو فقاؿ اليهودم :قد أفتانا بجواز بيعو السيد محمد األمير كسيدم حسن بن إسحاؽ ككأنو
لقنو ىذا الجواب بعض حساد البدر فلما بلغ البدر جوابو دخل على المتوكل كقاؿ لو بلغني أنو
قاؿ اليهودم إني أفتيت بحل بيع الخمر من المسلمين كىذا كذب عليا إنما أحضره اآلف
لتعرؼ حقيقة كذبو كتعرؼ ما قد فعلو اليهود مما ينافي الصغار كالذلة كتكثير الكنائس في
العمارات كمزاحمة المسلمين في الطرقات كغير ذلك فاستدعاه الخليفة فلما مثل بين يديو قاؿ
لو الخليفة :كم الكنائس في قريتكم فشرع بعددىا بأسمائها كالمتوكل يكتب األسماء فقاؿ
البدر في أثناء ذلك ىا رأيتم كم عمركا فعند ذلك تلكأ اليهودم كغالط ثم قاؿ البدر لليهودم
أنت قلت إني أفتيتك بجواز بيع الخمر ففي أم كقت لقيتني أك كتبت لك بخطي فتول فرتدد،
ثم قاؿ قاؿ لنا عالمنا كظهر للخليفة كذبو فأمر بو إلى السجن فقاؿ البدر كيقيد أيضان ثم أف
البدر ناصح الخليفة بأنو يجب عليو إخراج اليهود من جزيرة العرب كما أكصى بو النبي صلى
اهلل عليو كآلو كسلم فإف لم يتم إخراجهم فبل أقل من إلزامهم الصغار كخراب ما زادكه من
الكنائس مما لم يؤذف
__________
(ُ) أم حمامات.
(ّ)ِّّ/
فيو فأمر الخليفة عند ذلك بخراب الكنائس ثم قاؿ البدر للخليفة ىذا اليهودم يبذؿ الماؿ
لمعاكنتو كسيراجعكم اآلف في شأنو كل أحد ،ثم خرج البدر فلما كاف ببعض الطريق أرسل إليو
المتوكل بأكؿ تعريف كصل إليو كأمر المتوكل أف ال يقيد أيضان ثم أف البدر ناصح الخليفة بأنو
يجب عليو إخراج اليهود من جزيرة العرب كما أكصى بو النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فإف لم
يتم إخراجهم فبل أقل من إلزامهم الصغار كخراب ما زادكه من الكنائس مما لم يؤذف فيو فأمر
الخليفة عند ذلك بخراب الكنائس ثم قاؿ البدر للخليفة ىذا اليهودم يبذؿ الماؿ لمعاكنيو
كسيراجعكم اآلف في شأنو كل أحد ،ثم خرج البدر فلما كاف ببعض الطريق أرسل إليو المتوكل
بأكؿ تعريف كصل إليو كأمر المتوكل أف ال يقيد ككاف ذلك [َِٓجػ] اليوـ يوـ الجمعة كلما
كاف بعد صبلتها بلغ البدر أف الخليفة قد أمر بكف الخراب للكنائس كقد كاف شرح فيو
المأموركف فدخل على الخليفة كقاؿ لو الخليفة قد كنا سنرسل إليكم السيد [ُٔب-ب]
أحمد بن عبد الرحمن الشامي ألف الوالد يوسف بن المتوكل كصل إلى المحراب في الجامع
كقاؿ ال يحل خراب الكنائس فقد قرىم عليها األئمة فقاؿ البدر اطلبوه إلى مقامكم للمناظرة
ففرح الخليفة بذلك كأرسل إليو فلما دخل عليو قاؿ لو الخليفة ىذا السيد محمد ىو المرشد
إلى خراب الكنائس كقاؿ المولى يوسف بن المتوكل كيف يصدر منكم ىذا مخاطبان للبدر فقاؿ
لو البدر :أما خراب الكنائس فأمر سهل إنما أطلب من اإلماـ تنفيذ كصية رسوؿ اهلل صلى اهلل
عليو كآلو كسلم بإخراج اليهود من (جزيرة العرب)؛ فقاؿ يوسف :أين ىذا الحديث؟ فقاؿ
البدر :ىو في كتب الحديث كغيرىا منها (شرح األثمار) ،فأمر الخليفة السيد أحمد بن عبد
الرحمن الشامي أف يحضر (شرح األثمار) ،فجاء بو ،ففتح البدر على الحديث كقرأه فقاؿ
المولى يسوؼ أف السيد محمد منطق كأنا على المنطق ال أطيق فقاؿ المتوكل :فلماذا جئت
إلى المحراب ىذا خبلصة ذلك المجلس،
(ّ)ِّْ/
كانقضا كلم يتم المراـ ،ثم أنو ألف السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير -رحمو اهلل -رسالة
يرجح فيها تقرير اليهود على البقاء في (اليمن) كأكرد أدلة كاىية كأرسل بها مؤلفها إلى القاضي
يحيى بن حسن سيبلف ليبلغها إلى اإلماـ فاتفق أف الرسوؿ مر بها على المولى العبلمة الحسن
[ُِٓجػ] بن إسحاؽ فاطلع عليها البدر فأمر البدر رجبلن يشبو خطو خط الرسالة يكتب ما
يمليو عليو في نقضها كسلك مسلكها غريبان كىو أنو كتب الرد في ىامشها بعد كل مبحث ثم
يصحح في آخر البحث من الرد موىمان أنو من األصل ،ثم أرجعها إلى الرسوؿ ،ثم استكتمو في
اإلطبلع عليها فلما أبلغها القاضي يحيى سيبلف إلى المتوكل أمره بقراءتها فقاؿ المتوكل اقرأ ما
في ىامشها فإذا ىو ناقض لؤلصل فقاؿ الخليفة كيف ىذا ينقض بعضو بعضان فقاؿ ال أدرم
ىذا ما انتهت إليو الواقعة كلما اتفق خركج المولى الحسين المنصور باهلل على كالده اإلماـ
المتوكل على اهلل ألسباب قضت بذلك ككاف إذ ذاؾ في (عمراف) عامبلن ألبيو كخرج منها
بجيش كثيف قاصدان (صنعاء) فخاؼ الناس من شر الفتنة كفر إلى (صنعاء) عالم من أىل
القرل فجمع البدر العلماء األعبلـ كالمولى ىاشم بن يحيى الشامي كالمولى عبد اهلل بن علي
الوزير كغيرىما إلى مسجد (قبة محسن) المعركفة عند باب السبحة فأرشدىم البدر إلى
الدخوؿ على الخليفة كمناصحتو فتوجهوا إليو فتلقاىم ىنالك المولى العبلمة المحسن بن
المؤيد -رحمو اهلل -ككاف إذ ذاؾ قاضي القضاة ككاسطة عقد حكاـ الديواف كىو من تبلميذ
البدر فسألهم عن موجب الوصوؿ فأخبركه بأف القصد للدخوؿ على الخليفة فطلع بنفسو ألخذ
اإلذف لهم فدخل على المتوكل -رحمو اهلل -كقاؿ لو قد ألقت إليك صنعاء أفبلذ أكبادىا
فقاؿ كما ذاؾ قاؿ ىؤالء [ِِٓجػ] العلماء في الباب فاستدعى المتوكل -رحمو اهلل -المولى
أحمد بن عبد الرحمن الشامي فاستفهم عن موجب كصولهم كشاكره في كيفية الجواب كماذا
يتلقاىم بو من الخطاب ثم أذف لهم في
(ّ)ِّٓ/
الدخوؿ فلما مثلوا بين يديو سألهم عن موجب الوصوؿ فقاؿ المولى ىاشم بن يحيى الشامي -
رحمو اهلل -الولد محمد ىو الذم جمعنا فيتكلم فقاؿ البدر لكن في المقاـ من ىو أسن مني
كأحق بالكبلـ فتكلم المولى ىاشم بأف ىؤالء القبائل قد أفزعوا الخاص كالعاـ كأخافوا برعبهم
الرجاؿ كاألطفاؿ كاألرحاـ فبل عذر عن جهادىم أك إصبلحهم ثم أكمل األمير الكبلـ بإيضاح
النصيحة لئلماـ فحمد اهلل تعالى الخليفة كتشهد ثم قاؿ قد عرفتم أف الفتن ال تزاؿ في كل زمن
اءكيك ٍم ًم ٍن ً
كقد قاؿ اهلل عزكجل في العصر الذم ىو أشرؼ األعصر األكائل كاألكاخر{إ ٍذ ىج ي
ت الٍ يقليوب الٍحنى ً
صار كبػلىغى ً ً ً ً ً
اج ىر} [األحزاب ]َُ:كنحن ي ى ىس ىف ىل م ٍن يك ٍم ىكإً ٍذ ىزاغىت األىبٍ ى ي ى ى
فىػ ٍوق يك ٍم ىكم ٍن أ ٍ
عازموف علىجهاد [ِٔأ-ب] ىؤالء البغاة إنما مرادنا نستدنيهم ثم قاؿ للسيد أحمد بن عبد
الرحمن عرؼ السيد محمد بما عرفناؾ فقاؿ إلى أدنا المجلس كأقاـ البدر معو فقاؿ للبدر أف
اإلماـ ليس مهتمان بالقبائل إنما كلده حسين خرج معهم يومنا ىذا من مدينة (عمراف) كلم يكن
قد شاع في الناس أف الحسين موالو لهم كمنتظم في سلكهم ثم قاؿ السيد أحمد بن عبد
الرحمن إنا يحسن كتاب من العلماء إلى الحسين مناصحةن لو عسى أنو يرعوم عن غيو كيقلع
عن بغية فخرج العلماء إلى مكاف آخر كأتوا بدكاة كقرطاس كحرر البدر كتابان إلى الحسين فيو
ترغيب كترىيب كإرشاد إلى ما يرضاه القريب المجيب فلما فرغ من رقمو أدخلو السيد أحمد
بن عبد الرحمن إلى المتوكل فلما قرأه أعجبو ثم قاؿ ال يحسن أف يخرج بهذا إال السيد محمد
ألنو سيصدؽ الولد حسين فعرض ذلك على البدر فرآه كاجبان عليو في تلك الحاؿ فعوض
الكتاب بخط آخر كخرج البدر فبلقى الحسين في قرية (لؤلؤة) من ببلد (ىمداف) فدخل عليو
أخر نهار فتلقاه المولىحسين أحسن تلقي فناصحو البدر ككعظو كذكره كقد كاف كعد الخليفة
بخركج السيد أحمد بن عبد الرحمن كغيره ثاني ذلك اليوـ إلتماـ الصلح فلم يخرج
(ّ)ِّٔ/
ككصل من الخليفة كتاب استدعى لدخوؿ البدر فدخل فلما كصل إلى الخليفة رآه قد أعرض
عن الصلح فعاتبو البدر على ذلك كقاؿ لو ال عذر لك عند اهلل تعالى عن الصلح أك دفع شرىم
عن العباد بالقتاؿ ثم خرج الخليفة ككقع حرب بين الفريقين فلما كصل المولى حسين إلى
(ضبلع) أمر الخليفة البدر بالخركج إليو لتماـ الصلح فخرج إلى ىنالك كأنتظم أمر الصلح في
يوـ كصولو كفي ثاني يوـ خركجو خرج المولى العبلمة المحسن بن المؤيد كالسيد العبلمة أحمد
بن عبد الرحمن ككتم المولى الحسين عنهما ما دار بينو كبين البدر بأمر الصلح ثم أف الخليفة
المتوكل استدعى البدر كمن معو فدخلوا ككاف الخلف من الخليفة ثم نهض المولى حسين إلى
حده فلما أستقر فيها كتب إلى كالده المتوكل يسترضيو فطلب الخليفة البدر كأطلعو على كتاب
كلده كأمره بالخركج لتماـ الصلح فخرج البدر إلى (حدة) ككمل خوض الصلح على أحسن
حاؿ كانتقل [ِْٓجػ] المولى حسين إلى مدينة (عمراف) كلم يزؿ البدر -رحمو اهلل -في
سماء العلوـ منيران ىاديان كإلى الكتاب كالسنة داعيا إلى أف كافى اإلماـ المتوكل داعي الحماـ
ككاف المولى محمد بن إسحاؽ باقيان في شاطب فدعى المولى حسين إلى نفسو كعارضو المولى
محمد بن إسحاؽ داعيان كتلقب بالناصر فلما رأل البدر مشارفة نار الفتنة لبلضطراـ كره في
بلده المقاـ إذ كاف بينو كبين بني إسحاؽ اتصاؿ كأكثرىم تبلميذ لو كمبلزموف لو في غالب
األحواؿ فعزـ إلى (مكة) المشرفة في شهر شواؿ سنة ثماف كثبلثين كمائة كألف فحج كبقي
ىنالك مدة يفيد الطالبين كيجتمع بالمحققين كلما اشتد الحر في البلد الحراـ خرج إلى
(الطائف) كرافقو الشيخ العبلمة زين العابدين بن محمد بن سعيد المنوفي -رحمو اهلل -تعالى
فأقاما في رياض متنزىات تلك البلد صارفين ألكقاتهما فيما يرض اهلل ككتب إلى آؿ إسحاؽ
بعد استعماؿ األخبار (ُ)
أخبركنا تفضبلن ما الذم كا ...ف كما ذا جرت بو األقدار
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص(َِِ.)ُِِ-
(ّ)ِّٕ/
(ّ)ِّٖ/
(ّ)ِّٗ/
سرل نشرىا من سفح مكة فانتهى ...إلى سفح صنعاء عرفها المتوالي
كأىدت إلينا في السويداء مهجتي ...كقرة أعياني كبدر كماؿ
سبلمان من البدر المنير محمد ...إماـ علوـ اآلؿ أكرـ آؿ
تظمنو نظم بديع كأنو ...عقود جماف نظمتو كآللي
يخبر عن أـ القرل حرـ التقى ...كيذكر أيامان مضت كليالي
تقضت لو في ركضة الطائف التي ...أقاـ بها في نعمة كجبلؿ
لعمرم لقد زادت بسكناؾ بهجة ...كفازت بحسن رائق كجماؿ
كقاؿ لساف الحاؿ منها تدالها ...أفي يقظة أـ كاف طيف خياؿ
أينزؿ بدار الدين حقا بساحتي ...أليس محل البدر أرفع عالي
كأف بحور العلم يختار مسكني ...فللبحر عبداهلل طاب حبللي
كرافقو الزين الذم زاف ساحتي ...كزدت بو في رفعتي ككماؿ
ذكاء كأخبلقان كحسن خبلؿ
أقاما بها كالفرقدين تشابها ...ن
خليبلف جاد الدىر من بعد شحو ...بجمعهما فيها بأحسن حاؿ[ّٔأ-ب]
كلم أر أف الدىر جاد لواحد ...من الناس من أحبابو بوصاؿ
كإف جاد يومان لم يكن مثل جوده ...بشهر و
كصاؿ كامل الليالي
ككم نعمة هلل يقصر شكرىا ...تبارؾ رب النعمة المتعالي
كأني ألرجوا أف يمن بجمعنا ...فجمع الشمل جل سؤالي
بمكة ال أبغي السكوف ببلدة ...سواىا كلم أخطره قط ببالي
كلي أمل حق كنية صادؽ ...بأني إليها قد شددت رحالي
كجاكرت بيت اهلل جل جبللو ...لعلي أنجو ال علي كال لي
كأختم باقي العمر فيها بمنة ...كىذا على ذم الجود غير محاؿ
كآمن من خوفي كسكن ركعتي ...بتخفيف أكزار على ثقالي
إلهي بحق المصطفى ككصيو ...أجب دعوتي كاجعل ىناؾ مآلي
كصلى كسلم كل حين عليهما ...كألهما كأىب ريح شمالي
كما طرزت في كل كقت بذكرىم ...طركس علوـ أك دركس مقالي
\
كأقاـ البدر قدس اهلل سره في الطائف كىو على رياض علوـ الكتاب كالسنة عاكفان إلى أف كصل
الزائركف من المدينة فاشتاؽ إلى الوطن فتكدر لفراقو الشيخ زين العابدين ،فكتب إليو عند أف
بلغو كصوؿ الزكار أبياتان منها:
(ّ)َِْ/
رفقة الزكار مالي كلكم ...لً ىم فرقتم بين من أىول كبيني ِٓٗ[ ...جػ]
ليت شعرم أم أمر قد قضى ...أف يكوف بينك فالمقضي حيني
كقد كاف بالغ في ترغيب البدر -رحمو اهلل -في اإلقامة في الحرمين ،كأشرؽ شموس علومو
على أىل المسجدين ،كأف ينتقل إلى المدينة المنورة كيتزكج ىناؾ كيبلزـ الحضرة المصطفوية
على صاحبها أفضل الصبلة كالسبلـ ،فلم يسعد بذلك لبره بأبيو كاشتياقو إليو ،فسافر في طريق
الحجاز ككصل إلى صعدة فبلغو فيها أف أمر الخبلفة قد استقر للمولى محمد بن إسحاؽ،
كزاؿ ما كاف بينو كبين المنصور الحسين بن المتوكل من الشقاؽ ،فارتحل حتى كصل مدينة
عمراف ،كفيها المولى عبد اهلل بن إسحاؽ بن المهدم فعوؿ على البدر في العزـ إلى مدينة شباـ
لزيارة أخيو محمد بعد إرساؿ المولى محمد بن إسحاؽ للبدر إلى عمراف ،ككاف يحب التعجيل
إلى أبيو كأف ال يقف بمكاف غير أف القضاء سبق بعدـ تبلقيهما ،كيأبى اهلل إال ما يريد ككصل
إلى مدينة شباـ فلم يكن شيء بأسرع من أف أنحل من تلك الدكلة النظاـ كخرج لمناجزة
المنصور باهلل فكره البدر المقاـ بشباـ كارتحل إلى حصن شهارة في شهر ذم القعدة سنة
أربعين كمائة كألف ،فتلقاه باإلجبلؿ كاإلكراـ المولى العبلمة الزاىد الحسن بن القاسم بن
المؤيد محمد بن القاسم ،كالزـ التدريس كاإلفادة كالفتول كالزمو أعبلـ العلوـ ىنالك كالتقول
كالشيخ العبلمة ناصر بن الحسين المحبشي ،كأخيو العبلمة إبراىيم ،كالفقيو العبلمة أحمد بن
يحيى الشامي ،كالسيد العبلمة أحمد بن الحسن كغيرىم من األفاضل كفاؽ تبلميذه األقراف ال
سيما الشيخ ناصر كأخوه كدرس البدر ىنالك علوـ الكتاب كالسنة ،ككاف ذلك شيء مجهوالن،
فاشتغل الطلبة بتحصيل علوـ االجتهاد[َِٔجػ] ككتب البدر بخطو (شفاء القاضي عياض)
كدرس فيو كألف ىنالك (التنوير شرح الجامع الصغير) قبل اطبلعو على (شرح المناكم)،
كجعلو أكالن كالحاشية ال يستوفي فيو المتن كبعد اطبلعو على (شرح المناكم) عاد إلى
(ّ)ُِْ/
الشرح ثانيان كألحق منو شيئان فيو كاستوفى المتن في غصونو حتى كمل في أربعة مجلدات كنظم
قصيدة في فضائل أمير المؤمنين علي عليو السبلـ سماىا( :التحفة العلوية) ،كشاركو كالده
الضياء فذيلها ثم شرحها البدر شرحان نفيسان سماىا(:الركضة الندية شرح التحفة العلوية) ،فكمل
في مجلد كنظم كتاب (الكافل) في أصوؿ الفقو نظمان حلوان جامعان لمسائل الفن في أحسن
سبك ،كأجمعو للفوائد كألف من الرسائل[ّٔب-ب] كالمسائل ماال يحصى كلم يزؿ بينو
كبين المولى الحسن بن إسحاؽ كابن أخيو المولى إسماعيل بن محمد المكاتبة كالمراسلة
بالمسائل العلمية كالمنظومات األدبية كىما إذ ذاؾ في السجن في (قصر صنعاء) ،كنظم
المولى الحسن (الهدم النبوم) نظمان بديعان كشرحو بشرح نفيس سماه( :فتح القوم) ككاف
يراسل إلى شيخو البدر في كل أسبوع ما كتبو من الشرح يعرضو عليو ليثبت ما يراه كيمحو ما
رجحو ،كيزيد ما استحسنو حتى كمل شرحان جامعان لفرائد الفوائد ،كسيأتي ذكر ذلك في ترجمتو
كاستأذف المولى إسماعيل شيخو البدر في (شرح نظمو الكافل) فأذف لو فشرع في شرحو،
ككاف يعرض ما كتبو على شيخو كما فعلو عمو الحسن حتى تم في مجلدين كسماه (الفواصل)
كلما أبطأ في بعض األسابيع عن إرساؿ المكتوب كبلغ البدر اشتغالو بالحماـ ،ككاف الواشي بو
إلى البدر عمو الحسن رحمهم اهلل تعالى كتب إليو البدر مداعبان كحاثان لو على االستمرار في
سلكو أكالن بقولؤُِ[ )ُ(:جػ]
أشغلت بالورقاء عن األكراؽ ...يا راقيان في المجد خير مراؽ
كإذا تأملت الحماـ كجدتو يبكي كما ...أبكى فراؽ رفاؽ
طوران يغني للخلي كتارة ...يبكي الشجى بدمعو المهراؽ
فرغت سمعك في استماع مطوؽ ...يشدك فيبعث العج األشواؽ
إذ فارقت الفان كركضان يانعان ...كنأت من األغصاف كاألكراؽ
كغذت بسجن ضيّْق فكأنها ...قد نازعت ملكان بطوؿ شقاؽ
عادت لها األغصاف أقفاصان كما ...عاد الحساـ مطوقّْان للساؽ
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة (َِٗ.)ُِٗ-
(ّ)ِِْ/
(ّ)ِّْ/
كلم أرل لها جوابان ،كمن كراماتو في (شهارة) أنو دخل عليو أربعوف رجبلن من أشرار المحل
يريدكف قتلو كلم يكن لهم ىم إال ذلك فانعكس مطلوبهم ككقاه اهلل منهم كانقلبوا من قصدىم
إلى استجدائو كطلب إحسانو كسبب ذلك أنو كاف إلى المولى الحسن بن القاسم رحمو اهلل
كالية ببلد أصاب ،ككاف النظر في جميع أعمالها كحقوقها إليو ،ككاف العامل من جهتو عليها
علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد فاشتد ظلمو للرعية كأعانو جماعة من عسكر (شهارة)
كتعذر على المولى الحسن رفع يده كعزلو بخركجو عن كماؿ الطاعة ،فناصح البدر المولى
الحسن بأنو ال يحل لو بقاء تلك الببلد تحت حكمو إسمان ،كليس لو التصرؼ فيها إال كىما
فاتبع الناصح كأرجع أمرىا إلى الخليفة المنصور لما عجز عن رفع الظلم عن الرعية ،فواله
الخليفة فرفع من فيها من العسكر من أىل (شهارة) فلما كصلوا (شهارة) عرفوا السبب
فوسوس لهم الشيطاف قتل المسبب كاجتمع من أشرارىم أربعوف رجبلن ،فدخلوا على البدر إلى
بيتو قبيل كقت الزكاؿ كقد كاف يريد أف يناـ القيلولة ،فلم يشعر بهم إال في الدرج فأذف لهم
بالدخوؿ فدخلوا حتى مؤلكا المجلس فلما استقر بهم المكاف سألهم البدر عن موجب
كصولهم فتراجعوا في تقديم من يتكلم كلم يكونوا قد زكركا كبلمان كليس في مخاطرىم [ْٔأ-
ب] إال سفك دمو فعند أف أعياىم الجواب كعمت عليهم طرؽ الصواب انتدب أدىاىم
كأثبتهم فقاؿ:
(ّ)ِْْ/
إف معاشهم انقطع من ببلد (أصاب) بسبب رفعهم عنها ،كأنهم يستشفعوف بو في معاكنتهم عند
المنصور لتوجيههم إلى عمل يقوـ بأكدىم ككاف عددىم مائة كخمسوف رجبلن فكتب البدر إلى
الخليفة المنصور[ِّٔجػ] بواسطة المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي يذكر لو خاصتهم
كأنهم يصلحوف للخدمة في أم بندر فما كاف بأسرع من جوابو كفرقهم في البنادر كتطهرت من
نجاسات أذيتهم شهارة كانطفت من نيارىم كل شرارة كلم تزؿ المكاتبة بين البدر كاإلماـ
المنصور لنصيحة أك شفاعة كاإلماـ يتلقى كبلمو بالقبوؿ كاإلجبلؿ ،كلم يزؿ المنصور منافسان
في دخوؿ البدر إلى حضرتو كلكنو لم يأمن البدر من سطوتو لكونو كاف في حضرة المولى
محمد بن إسحاؽ كمعدكدان من مناصريو فأرسل إليو الخليفة المنصور بكتاب يتضمن بذؿ
التأمين مما يخافو من بأسو في شهر محرـ سنة إحدل كأربعين كمائة كألف ،كأشهد عليو حكاـ
الشريعة فلم يطمئن قلبو إليو بعد االستخارة كلم تقض األقدار بالتعويل عليو ،كقد كاف حذره من
الركوف إليو قبل كصولو المولى الحسن بن إسحاؽ لما بلغو ذلك كىو في السجن فكتب إلى
البدر رحمو اهلل موريان عن المقصود بقولو:
غير مفيد
ال تركنن إلى أماف الغيد ...فأمانها كاهلل ي
كحذار ثم حذا ًر منها إنها ...جبلت على أف ال تفي بعهود
فلكم قتيل من سيوؼ لحاظها ...كلكم أسير موثق بقيود
ال يخدعنك لين منطقها ...قسم يحف بأحرؼ التأكيد(ُ)
كضمانو الوجو المنير على الربا ...سيفو أعيذؾ بعد لطم خدكد
ككذلك إف كتبت أنامل كفها ...خط األماف مؤكدان بشهود
مؤمنان ...غدرت بو كالغدر شأف الغيد ِْٔ[ ...جػ]
ال تأمنن فكم رأيت ٌ
السود
فأقبل عداؾ الحب نصح مجرب ...قتلتو بيض بالعيوف ُّ
كالبعد عن سفح الغواني نعمة ...عظمان بها مختص كل سعيد
__________
(ُ) في (ب) :شطر البيت ىكذا :شافع رأيت الوفاء لذلك غير سديد.
(ّ)ِْٓ/
قاؿ البدر كصلت ىذه األبيات قبل كصوؿ كتاب األماف ((فتعجبت من مطلعها كما اشتملت
عليو حتى كصل خط األماف))(ُ) فازددت عجبان من سرعة كصوؿ خبر ذلك إلى المسجوف مع
التضييق عليو فيو كمن سرعة كصوؿ أبياتو إلى شهارة فأجاب البدر عليو بقولو)ِ(:
ف الغيد ...ىيهات أف أغتر بالتسويد
مثلى يغر بنقش ىك ٌ
ما خلت ذاؾ النقش إال حيلة ...في االقتناص لقلب كل عميد
مثل الشباؾ رأيت نقش أكفها ...أقصدف بالتشبيو صيد الصيد
إياؾ إطبلؽ اللحاظ فإنو ...سبب ألسر القلب بالتقييد
كم من أسير في سبلسل حبها ...يعتاض طيب النوـ بالتسهيد
ت الغانيات فما لها ...عهد فكم نقضت سعاد عهودم
كلقد ىخبىػ ٍر ي
سحقان كبعدان للغواني إف غدت ...كسعاد في إخبلفها لوعودم
أنا قد أطعتك يا عذكلي في الهول ...كرأيت رأم سواؾ غير سديد
قد صنت طرفان أف يكوف مسهدان ...كحفظت عن جرح الدموع خدكدم
لو يسلك العشاؽ مثل طريقتي ...لم يشتكوا ىجران كقبح صدكد
تابع فدتك النفس كل نصيحة ...كأىد الغريق برأٍيً ى
ك المحمود
كاستمر البدر على البقاء ىنالك حتى أنو كاف يتألم لفراؽ كالده ككالده أيضان كاف يتوجع من
ذلك كثيران كبينهما من المكاتبات الدالة على ذلك ما ىو أرؽ من النسيم ،فمما كتبو البدر إلى
كالده في سنة ثبلث كأربعين كمائة كألف قولو)ّ(:
منعت عن مقلة الصب كراىا ...غربة لم أدر ماذا إنتهاىا
كلما قلنا عساىا تنتهي ...قالت األياـ ىذا مبتداىا ِٔٓ[ ...جػ]
ساعدتني كأجادت مقلتي بالبكػ ...ػاء دىران فلم يغن بكاىا
ثم أفنا دمعها طوؿ النول ...كىو بحر زاخر ال يتناىا
ياخليل فهل عندكما ...مقلة تبكي كمن عيني شجاىا
أم عين بالبكاء تسعدني ...كتواسي أحسن اهلل جزاىا
يا رفاقان بأزاؿ سكنوا ...ىل أراكم بعد ىذا أك أراىا
أنا يعقوب كأنتم يوسف ...كىي مصر كمتى يدنوا حماىا
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(َُٓ.)ُُٓ-
(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ْْْ.)ْْٓ-
(ّ)ِْٔ/
(ّ)ِْٕ/
كىي من أبيات بديعة كحين كقف عليها كالده الضياء قاؿ:
كيف يسلو األب عن كلده ...كىو مثل العضو من جسده
كلما أبدل تجلده ...خط ىذا البين من جلده
يا عذكلي كيف صبر و
أب ...نار بيعد اإلبن في كبده
ليت شعرم ىل لو أمدان ...فيرجى انقضاء أمده
قد عمى طرؼ الزماف كقد ...كنت أشكو قبل من رمده
سوي في الخطب مثل غده
طاؿ ىذا االبتبلء فغدا ...أ ٍىم ي
مر من مدده
ما علمنا مثلو زمنان ...قط فيما َّ
فيو يسمو كل ذم و
سفو ...كعظيم الشأف في صفده
حسبنا في كشف ً
ذلك من ...كل شيء كائن بيده
رب كرب ضاؽ مسلكو ...حارت األفكار في سدده
فأتى من بعده فرج ...لم يكن للمرء في خلده
رب بالمختار من مضر ...زبدة المختار من زبده ِٕٔ[ ...جػ]
(ّ)ِْٖ/
ثم انتقل كالده الضياء إلى رحمة اهلل تعالى في ضحوة يوـ الجمعة ثالث شهر ذم الحجة الحراـ
سنة ألف كمائة كستة كأربعين فحزف كلده عليو حزنان شديدان كرثاه بقصيدتين بديعتين كاستمر
البدر في سماء شهارة طالعان يهتدم بأنواره كل من كاف للحق طائعان باذالن نفسو كنفيسو في
مرضاة الرب تعالى ،صارفان أكقاتو في التأليف كالتدريس ،كاشفان عن كجوه خرايد الفوائد نقاب
التدليس كالتلبيس مبلذان للقاصدين ،كعياذ إلى أمة من المظلومين كالمنصور باهلل مبالغ في
دخولو حتى قدر اهلل تعالى كصولو صنعاء ،فوصل إليو من اإلماـ األماف مؤكدان بخط يده
بمغلظات األيماف ،فارتحل منها في تاسع شهر صفر سنة ثماف كأربعين كمائة كألف ،كسر
بقدكمو صنعاء الخاص كالعاـ ككادت تطير من الفرح بوصولو قلوب العلماء األعبلـ ،كدخل
أم انتظاـ ،كأقاـ في مجالس التدريس كالفتيا كاإلفادة،
على اإلماـ كانتظم في سلك المودة ٍ
كالدعاء إلى اهلل تعالى كنشر السنة النبوية ،كعرض عليو اإلماـ كثيران من المناصب فأبى الدخوؿ
في شيء منها لعلمو بما يؤكؿ إليو صاحبها من المعاطب ،ككاف يخطب في بعض الجمع في
جامع الركضة فيقرع بزكاجر كعظة قلوب الحاضرين ،كلما توفي خطيب جامع صنعاء كىو
القاضي العبلمة األديب أحمد بن محمد الحيمي رحمو اهلل تعالى عرض المنصور باهلل على
البدر الخطاب فرأىا البدر من تبليغ األحكاـ كاإلرشاد الذم يجب على العلماء األعبلـ[ٓٔأ-
ب] فخطب من شهر ذم القعدة سنة ألف كمائة ككاحد كخمسين(ُ) ،كبحسن خطبتو كموقعها
في القلوب كلطف سلوكو كطريقتو يضرب المثل إلى اآلف ،كجميع الخطباء [ ِٖٔجػ] بعده
إنما ىم عالة عليو في خطبهم ككيف طرقهم بل ال يخطبوف إال بخطبتو ال يغيركف منها شيئان،
ككتب إليو الفقيو األديب أحمد بن حسين الرقيحي رحمو اهلل قولو:
لقد قاـ األمير بنا خطيبان ...مواعظو ثبت عرل الشقاؽ
علي ...بميداف الببلغة في السباؽ
كأف محمد فينا ّّ
__________
(ُ) في (جػ) :سنة (ُُٔٓىػ).
(ّ)ِْٗ/
(ّ)َِٓ/
ككاف يبالغ النصح في خطبتو كيبين األحكاـ في كل ما حدث كال يخاؼ لومة الئم كلما توفي
الشيخ العبلمة إبراىيم بن محمد العجمي رحمو اهلل تعالى الواصل إلى صنعاء في شهر رجب
سنة ألف كمائة ككاحد كخمسين ،فأقاـ بها كدرس في التفسير في جامع صنعاء تدريسان عامان
ممزكجان بالوعظ كالتذكير ،فانتفع بتذكيره الحاضركف كسارع إلى التوبة المخطئوف ،ككاف
[ِٗٔجػ] انتقالو إلى رحمة اهلل في ذم الحجة من السنة المذكورة ،فعوؿ على البدر جماعة
من األعياف كغيرىم في القعود في التدريس كاإلرشاد ،فامتثل لما علم كجوبو كأف ثمرة العلم
النافع إنما ىي العمل كمنو التعليم ،فدرس في الجامع في الكشاؼ تدريسان ممزكجان بإيراد
زكاجر عن السيئات كترغيبان إلى اكتساب الحسنات كل ليلة بين العشائين ،فأقبلت على القبوؿ
أفئدة الخاص كالعاـ ،كحضر مجلسو عامة العامة ،كالعلماء األعبلـ ،كتعجبوا من إيراده لفوائد
من العلوـ ،لم يحويها كتاب مع سرعة البادرة كتواتر الكبلـ ،الذم يعجز عنو فصحاء ذكم
األلباب ،مع انتظاـ تراكيب المباني كاشتمالها على درر المعاني من غير تلعثم في الخطاب أك
تلجلج في الكبلـ اك سكوت أك ٌترك ،ككاف إذا أكرد اآلية الكريمة أكرد أشباىها كنظائرىا من
أكؿ القرآف إلى آخره ،كسرد األحاديث الصحيحة التي بمعناىا مع تفسيرىا كأقواؿ السلف فيها
ككجو داللتها كإيراد ما يتعلق بو المقاـ من العلوـ كالتوشيح بالمسائل النفيسة كمزجها بالوعظ
كالترىيب كالترغيب ،حتى اختلف األعبلـ في ذلك فقاؿ بعضهم أنو يطالع لذلك األسفار كقاؿ
آخركف إنو فتح من اهلل تعالى مع طوؿ باع لو في العلوـ كتضلع فيها ،كإتقاف كرسوخ كفصاحة
يقتدر بها على التعبير عن مقصوده ،فأراد بعض آؿ إسحاؽ امتحاف البدر ليظهر جلية األمر
فاستدعاه من بكرة يوـ فوران [َِٕجػ] فأسع ٍد إلى الوصوؿ في الحاؿ كاستمر عندىم إلى قبيل
أذاف المغرب ثم طلع الجامع للتدريس كتبعو الممارم كمن رآه فلم يختلف من عادتو األكلى
شيئان
(ّ)ُِٓ/
كسمعوا من فوائده ما ال يقع اشتباه بعده في أنو فتح من اهلل تعالى كدرس بعد صبلة العصر في
الجامع في كتاب الترغيب كالترىيب للمنذرم كقد تقدـ ما قالو في ذلك األديب الرقيحي في
ترجمة الشيخ إبراىيم العجمي كقاؿ المولى محمد بن زيد بن المتوكل بن المنصور:
مقاـ إبراىيم في كعظو ...قد قاـ فينا البدر ثم استنار
فمن أراد من جهلو ...يدخلو في الليل أك في النهار
كحسده جماعة من فقهاء [ٓٔب-ب] عصره فحرركا كبلمان في رسالتين في كرقتين ،كذلك
في شعباف سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف كأبلغوىا إلى المنصور الحسين بن المتوكل ،فلما
اطلع عليها أكقف كزيره المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي على ما فيها فأرسل بها المولى
أحمد إلى البدر فرأل فيها كبلمان يمجو السمع فطلب اإلذف بالدخوؿ إلى اإلماـ لئليضاح فأذف
لو فرحل إليو ىو كالسيد أحمد بن عبد الرحماف فعرؼ في كجو اإلماـ أنو قد خالج قلبو شيء
من كذب الرسالتين ،فلما استقر بو المقاـ فقاؿ لو اإلماـ ىل اطلعت على الرسالتين قاؿ البدر
نعم ،كال يسمياف برسالتين فقاؿ لماذا؟ قاؿ لو ألف الرسالة البد أف تشتمل على آيات قرآنية
كأحاديث نبوية أك كبلـ صادؽ ،كىما مجردتاف عن كل ذلك كسأبين لكم جميع ما فيها فقرأ
البدر أحدىما كأجاب [ُِٕجػ] على كل لفظة منها فما زاؿ يتجلى ظبلـ الغضب عن كجو
اإلماـ حتى فرغ من قراءة األكلى ،فأخذىا اإلماـ كمزقها بيده ،ثم داسها برجلو ،ثم قرأ البدر
الثانية كسلك في نقضها ما سلكو أكالن حتى فرغ منها ،كقاؿ لو اإلماـ أما ىذه ال يليق بها إال
أف تمزؽ فأكجب عنها فقاؿ البدر :ال بأس امتثاالن ألمركم المطاع ،كإال فمثل ىذه ال يليق بها
إال أف تمزؽ فأجاب عنها برسالة بديعة سماىا :السهم الصائب في نحر القوؿ الكاذب،
كتناقلها العلماء األعبلـ ،كرد اهلل كيد أىل الحسد في نحورىم كقاؿ في ذلك األديب الرقيحي:
علي تعترم ...أكصى بها من ليس أكصا بها
تلك العلوـ إلى ٌ
(ّ)ِِٓ/
(ّ)ِّٓ/
البين.
[األعماؿ الموكلة إليو]
ثم رجع ككاله المهدم أكقاؼ (صنعاء) كما كاالىا في شهر رمضاف من السنة فباشر أعمالو في
صدؽ كأمانة [ٔٔأ-ب] كعفاؼ كاتخذ بيتان صغيران قريبان من بيتو ليسجن فيو من يستحق
التأديب فر نار من السجن بػ(قصر صنعاء) للتأثم عن زيادة العقوبة بو ،كاستمر فيو إلى شهر
[ِّٕجػ] شواؿ سنة إثنين كستين ثم اعتذر عنو ككاف يقوؿ إف كاليتو للوقف عقوبة من اهلل
تعالى على ذنب أسلفو يعلمو بعينو ،كأكصى بأف يتصدؽ من تركتو بمائة قرش كمائة قدح لفقراء
كح َّرض المهدم على بعث معلمين للصبلة في جميع القرل
بني ىاشم تورعان من الوقف ،ى
كالمدف كالبوادم كإزالة منكرات المعتقدات من األشجار كاألحجار كالعمارات كالقباب على
األموات ،كاإلرشاد إلى الطاعات ،فأرسل اإلماـ جماعة من الصالحين كأمر بتعليم الصبلة في
مدينة (صنعاء) كغيرىا ،كجعل للمعلمين جراية من بيت الماؿ كتسارع الناس إلى الطاعات
كأزيلت غالب المنكرات ،كأرشد اإلماـ إلى إزالة أصناـ كانت ببندر المخا لطائفة البانياف،
كألف البدر في ذلك رسالة نفيسة فبادر المهدم إلى األمر بإزالتها كىدـ بيوتها ،كقبض جميع
أموالها كقد كاف ماؿ كاسع نحو خمسين ألف قرش ،فأخذ ككصل أحد األصناـ إلى حضرة
اإلماـ كالبدر لديو فأمر اإلماـ بكسره ككاف في صورة أنثى كديس بالنعاالت فالحمد هلل رب
العالمين كلم يبرح البدر على عادتو من نشر علوـ الكتاب كالسنة كدعى العباد إلى الطاعة
كمبلزمة الجمعة كالجماعة حتى امتؤل الجامع كضاؽ بمن فيو ،فارتفع المصلوف للجمعة إلى
سطحو فاختصر البدر الخطبة خوؼ المشقة على الحاضرين ،كذلك في سنة ست كستين فذكر
في الدعاء جملة اآلؿ كاختصر تخصيص بعض منهم بإفراد المقاؿ فنزغ [ِْٕجػ] الشيطاف
في قلوب جماعة من الجهاؿ ككسوس لهم أف الخطيب ترؾ ذكر اإلماـ القاسم عليو السبلـ في
الخطبة كما جرت بو العادة ،فقاموا كقعدكا كتجمعوا إلرادة قتلو كالفتك بو ككفاه اهلل تعالى
شرىم.
(ّ)ِْٓ/
ككاف رأسهم المولى محمد بن علي بن الحسين بن المهدم أحمد بن الحسن كىو من رؤساء
الدكلة إال أنو خاؿ عن العلم ،كشايعو على ذلك المولى علي بن عبد اهلل بن القاسم بن المؤيد
بن المنصور ،ككاف يدعي العلم كتابعهم جماعة ككصولوا إلى أعياف آؿ اإلماـ ليقوموا معهم فلم
يساعدىم أحدان ككبخهم المولى محمد بن إسحاؽ غاية التوبيخ كجهلهم كأباف لهم مسلكهم
القبيح ،فلم ينجع فيهم ذلك كلما دخل المولى محمد بن علي على اإلماـ المهدم عرفو اإلماـ
أف األمر ىين ،كأنو سيأمر الخطيب أف ال يعود إلى الترؾ فلم يقنعو جواب اإلماـ كأصر على
اتباع ىواه ،كأنو لم يحبس الخطيب فإنو سيقتلو كىاجت العامة في صنعاء ككثر ىدار الجهاؿ.
(ّ)ِٓٓ/
فطلب اإلماـ رحمو تعالى الخطيب صاحب الترجمة كالمولى محمد بن علي ،كجماؿ الدين
علي بن عبد اهلل إلى حضرتو ،فلما استقر بهم المجلس ذكر الخليفة المهدم للخطيب ما
أنكره العامة من ترؾ اإلماـ نصان في الخطبة فأجاب بأف ىذا قاعدة عند إطالة الخطبة األكلى،
كال يخل ذلك بخطبة كال صبلة فقاؿ اإلماـ ذكرتم حديث الجمع بين الصبلتين ،كقد قاؿ
العلماء أنو ضعيف كأراد بو حديث ((من جمع بين الصبلتين بغير عذر فقد أتى من أبواب
الكبائر)) فأجاب البدر بأنو كما قاؿ العلماء حديث ضعيف من ركاية حنش الصنعاني كلكنو
ركاه الترمذم كذكر تضعيفو ثم قاؿ كالعمل [ِٕٓجػ] عليو عند أىل العلم كعليو كاف عمل
رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فإنو بقي ثبلثة كعشرين سنة ال يصلي الصبلة إال توقيتان
[ٔٔب-ب] ثم ىو دليل أىل المذىب القائلين بجواز الجمع لعذر ثم أف الخطبة إنما شرعت
لحث الناس على أفضل األعماؿ فقاؿ جماؿ الدين علي بن عبد اهلل قد فرغ السيد محمد
األمير من كبلمو فنتكلم كقد كاف أعد كراسان في كيس يزعم أنو للمناظرة فسكت الخليفة ثم
قاؿ للخطيب صاحب الترجمة قد رأيت أف تبقوا في دار األدب عند النقيب الماس فقاـ
الخطيب إلى البيت المذكور فتلقاه خدمو كعبيده كأنزلوه في أرفع داره كأما الخليفة فإنو قاـ من
مجلسو إلى أعلى الدار كأمر بحبس جماؿ الدين علي بن عبد اهلل كبقي في الحبس خمسة
عشر عامان كأمر أيضان بحبس عز الدين محمد بن علي كقبض خيلو ككانت أربعة عشر حصانان
كقبض الببلد التي كانت تحت يده كىي (ببلد ضوراف) آنس كما إليها ك(ببلد حبيش) كسجن
إلى أف توفي في سنة سبعين كمائة كألف.
كأمر اإلماـ بحبس من شايعهم من آؿ اإلماـ كمن العامة نحو ثبلثين نفسان.
(ّ)ِٓٔ/
كأمر بتسفير السيد يوسف العجمي(ُ) ككاف رافضي المذىب ((يتظهر بذلك)) (ِ) كنشأ
بسببو مصائب عظمى في الدين ككاف كصولو في أياـ المنصور كدرس في الجامع كغرس مذىب
اإلمامية في قلوب جماعة من العامة ،كأرسل اإلماـ إلى صاحب الترجمة على لساف مملوكو
النقيب الماس في أكؿ ليلة يقوؿ لو ما في نفسي عليك شيء كإنما أردنا تسكين الفتنة كأرسل
لو بدراىم [ِٕٔجػ] ثم بعد يومين أخرج إلى مكاف منفرد في القصر قريب من دار الضرب
كبقي على حاؿ حسن كمنزؿ مناسب كألف في السجن شرح منظومتو لقواعد اإلعراب ،ككاف
يدخل إليو من يحب من أكالده كغيره.
ككاف النقيب الماس(ّ) يسمر عنده كل ليلة كيستمد من فوائده كماؿ إلى محبة السنة النبوية
كالعمل بها كتحصيل كتبها كرافقو جماعة من العبيد كغيرىم على ذلك كحسن حالو كالزـ البدر
للقراءة عليو في مؤلفاتو كغيرىا ،كبذؿ جهده في نصرة السنة النبوية إلى أف كافاه الحماـ في
شهر رمضاف سنة ثبلث كسبعين كمائة كألف فلبث البدر في السجن شهرين ككاف السبب
الباعث للجهاؿ ىو نشر البدر لعلوـ الكتاب كالسنة كدعى الناس إلى تعلمها كالعمل بها كعدـ
تقليدىا ألحد كفعل في السجن قصيدة طويلة ذكر فيها مؤلفاتو كشكى ما اتفق لو كأرسل بها
إلى مكة المشرفة كقاؿ في أياـ سجنو :العبلمة أحمد بن الحسن بركات أبيات يخاطب بها
المهدم رحمو اهلل كىو قولو)ْ( :
خليفة اهلل كالسيف المجرد في
يد اإللو لمن خافت بو السبل
شكو إليك أمير المؤمنين لمن
تزىوا ببهجتو األفبلؾ كالدكؿ
أشكو السنة خير المرسلين فقد
كادت تسير بها عن بابك اإلبل
تركـ أمة طو االىتداء كمن
قد جاء بالسنة البيضاء معتقل
سل الجوامع أك فأسأؿ منابرىا
__________
(ُ) انظر :لمزيد حوؿ ترجمتو دمية القصر لقاطن(بتحقيقنا) نشر العرؼ (ّ)َّْ-ََْ/
عن الدمية.
(ِ) مابين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ) انظر نشر العرؼ (ِ )ّْٔ-ّْٓ/عن ما ىنا .ديواف محمد بن إسماعيل األمير.
(ْ) دمية القصر لقاطن (بتحقيقنا).
(ّ)ِٕٓ/
(ّ)ِٖٓ/
(ّ)ِٓٗ/
كىو فخر الدين عبد اهلل بن بن يوسف بن المتوكل بن الحسين بن المهدم ففر إلى (جبل برط
لمطالب لو دنيوية كألقى في ذىن العواـ أنو خرج منكران لما حدث من تغيير مذىب أىل
البيت ،كأنو خرج غيرة منو عليهم كأف السيد محمد األمير ىو الساعي في ذلك فوافق من
أكلئك الطغاـ مطامع دنيوية ،فجعلوا ذلك ذريعة لمرامهم(ُ) كمن شعر البدر األمير ما أجاب
بو على المولى الحسن بن إسحاؽ ،ككاف المولى الحسن ىو كأخوه المولى محمد بن إسحاؽ
في السجن بػ(قصر صنعاء) ،ككاف البدر إذ ذاؾ في (بير العزب) ىو كالمولى الضياء إسماعيل
بن محمد بن إسحاؽ ،فكتب المولى الحسن سؤاالن يتضمن أنو كيف طاب للبدر كالضياء
الخركج إلى الديار كإخوانهم في السجن ككيف حسن للضياء ذلك ككلده محبوس فأجاب
البدر بقولو)ِ(:
إالـ ما أرل عاذلي في تعب
ى
ألم يدر أف الهول قد كجب(ّ)
كإف العتاب على حب من
سباني كللركح مني سلب
جنوف فدعني يا عاذلي
فشعباف أنت كسمعي رجب
فلم يخلق اهلل غصن القواـ
ككرد الخدكد كدر الشنب
كتلك العيوف كتفتيرىا
كتلك المحاسن إالَّ تحب
فما للعذكؿ يطيل الفضوؿ
لو الويل مما جنى كالحرب
فلو نظرت عينو مهجتي
كتار الغراـ عليها تشب
ألجرل الدموع لها رقة
ككاف إلى الوصل أقول سبب
كلكن إلفراط تغفيلو
كغفلتو عن شركط األدب
يصب إلى السمع يم َّر المبلـ
كقد شاىد الدمع مني يصب
كأقسم ما الخمر في كأسها
تدار يم ىتوجةن بالحبب
كال الوصل من بعد طوؿ الجفا
يكوف ببل موعد يرتقب
كال األمن من بعد خوؼ أتى
كحلو الرضا بعد يم ٌر الغضب
ص منو الغصوف كال الركض رقَّ ى
نسيم الصبا ىس ىحران حين ىب
كال فرج عاجل منقذ
لقلب غدا في بحار ال يكرب
ألذ كأحلى إلى القلب من
نظاـ سليل الملوؾ النخب
نظاـ تراه إذا ما أدير
ص سامعو بالطرب
ييرقٌ ي
كم ىن بعده
كيزرم ب يقس ى
كمن قبل من فصحاء العرب
__________
(ُ) ترؾ قدر أربعة أسطر في (جػ) بياضان بعد ذلك اللفظ.
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ٕٕ.)ٕٗ-
(ّ) نهاية [ٕٔب-ب]َِٖ[ ،جػ].
(ّ)َِٔ/
بع العلى
فيا ملكان شاد ر ى
كأحياه من بعد ما قد ذىب
بعثت بنظم غدا مزريا
بأزىار ركضات بئر العزب
فأغصانها راقصات بو
نبت العنب
الصب ي
َّ رقص
كما َّ
كأنصتت الورؽ لما أتى
ككانت تغرد فوؽ العذب ُِٖ[ ...جػ]
كظلت عيونز ىوور الرياض
إلى رقة شاخصات عجب
كقاؿ افتنا في فتى و
ماجد
كريم السجايا شريف النسب
صبَّان لنسيم الصبا إذ سرل
كملَّك مقوده من جذب
كأمسى كأصبح في راحة
ككالده في أشد التعب
فقلت استمع لجواب السؤاؿ
فذلك حق علينا كجب
كقل ذا دليل بأف الفتى
شديد الوفا بشركط الصحب
لطيف الطباع صبور لما
قضاه اإللو كما قد كتب
عليم بأف اصطبار الفتى
سيعقب الركح بعد النصب
كأما أبوه إماـ العلى
كما مسو من كىيج التعب
كما مس إخوانو الراكبين
أقب
أغر ٌ
من المجد كل ٌ
فذلك عارض سحب الشموس
كيعلو الدخاف شبا اللهب
كعما قريب تجلى السحاب
ُّوب (ُ)
كتجلى عن القلب تلك النػ ٌ
كلو مجيبان على المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ عن أبيات كتبها إليو من ىجرة شاطب،
كلعلو عاتب شيخو البدر فيها كجعل في الكتاب تربة من جمرا السيلقوف على عادة الخلفاء من
بني القاسم في اليمن(ِ)
نحوم كقد كجهتها كتائبان ...مملوءة الفاظها مقانبا
في كل لفظ أسد يخالو ...سامعها لئلفتراس كاثبا
كأنما ألفاظها آجامها ...فع ٌد عنها حذران مجانبان
سل عن أقرانو القواضبا ِِٖ[ ...جػ]
كأنها جيش أجش مغضب َّ ...
كأنها صواعق محرقة ...قرطاسها تحسبو سحائبا
ظننتو من و
بعد فض ختمو ...قد جاءني معاىدان مكاتبا
فراعني لما رأيت شكلو ...ملطخان بحمرة جوانبا
أشعرني بأنو ما جاءني ...مسالمان بل جاءني محاربا
رفقان بنا رفقان بنا فإننا ...نميل عن سفك الدماء جانبا
ال فرقان منها كال تهيبان ...فليس مثلي للمنايا ىائبا
فإنني من عصبة تخالهم ...من فوؽ ىامات العلى عصائبا
__________
(ُ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص (ٖٕ.)ٕٗ-
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(ّٖ.)ٖٓ-
(ّ)ُِٔ/
كم قَّطركا من بطل ككم ككم ...قادكا على أعدائهم مواكبا
سل عنهم حصن ظفار ثم سل ...مشارؽ األقطار كالمغاربا
كم حرركا للعلماء من كتب ...كللعدل كم كجهو كتائبا
لو كاف لي مثلهم عصابة ...لم يبق ربع الدين فيها خاربا
لكن أبى الدىر الخؤكف أف يرل ...فيو ألىل الحق سهمان صائبان
أظن فيو كل ظن حس ون ...فبل يعود الظن إالَّ خائبان
ككلما صادفتو مصادفان ...عاد عدكان خائنان ككاذبا
محاسني من بعدىا مساكيا ...مما دحى من بعدىا مثالبا
كإلى أناسان قد عدكا عن الهدل ...كأىلو فما أتوا مصائبا
فيا ابن كدم قف تجد عجائبان ...كاستر كمن أخبارىم عجائبا
كابك على الدين الحنيف راثيان ...مما جنوا فقد ثول كنادبا
حاشا فريقان فارقونا خفية ...كاستوطنوا بعد أزاؿ شاطبا
لو كانت الدنيا سمان ألصبحوا ...كىم على أرجائها كواكبا ِّٖ[ ...جػ]
راموا يردكف الهدل إلى الصبا ...من بعد أف قد صار شيخان شائبا
فمالت األقدار عن إسعادىم ...كلم تقد نحوىم المطالبا
كالحكم لؤلقدار فاصبر قائبلن ...سبحاف من قدرىا مواىبا
لكنهم لم يتركوا سجية ...بها عليهم ال أزاؿ عاتبا
كىي أساليب ذكيهم ليتهم ...ال يعرفوف لهم أقاربا
كانظر إلى نظم أتى مناديان ...إف القرابات غدكا عقاربا
أطاؿ فيو شاكيان منهم كما ...أطاؿ إذ خاطبني معاتبا
يا راكبان يطوم الفبل إليهم ...مجاكزان في سيرة السباسبا
قبل كفان للدنى قد ألفت ...تحسبها قد خلقت سحائبا[ٖٔأ-ب]
كاخصص ضياء الدين من بينهم ...ألنو قد خصني مكاتبا
كقل لو كافى النظاـ شاكيان ...كشاكران كمادحان كعاتبا
يلوـ لً ىم نصحتو مخشنان ...كما بذا يعهدني مخاطبا
خشنت نصحي تارة كتارة ...يكاد من لين يكوف ذائبا
كىي أكثر من ىذا القدر(ُ)
__________
(ُ) ينظر بقية القصيدة بديواف صاحب الترجمة ص (ٖٓ).
(ّ)ِِٔ/
كلو مجيبان على سيدم المولى عبد اهلل بن إسحاؽ عن أبيات كصلت منو إلى شهارة كىو
مسجوف بقصر صنعاء في سنة أربع كأربعين كمائة كألف(ُ)
مرحبان يا مرحبان يا مرحبا ...بنسيم ىب من تلك الربا
أرج األرجاء نشران دلني ...إنو من نشر سكاف قبا
ذكر الصب بأياـ الصبا ...فصبا كازداد منو كصبا
ىات ىل عندؾ عنهم خبر ...شنف األسماع عنهم بنبأ
ليت شعرم ذكركا عهد فتى ...ما يرل غير ىواىم مذىبا
كاف من أىل الهول مجتهدان ...فارتضى في الحب تقليد الضبا ِْٖ[ ...جػ]
مالها مرعى سول قلبي كلم ...ترض إال دمع عيني مشربا
ارتضى تعذيب قلبي في الهول ...ليس قلبي عنكم منقلبا
قسمان لو قطعوني إربان ...ثم لم أقضى لديهم أربا
لم أزد إال غرامان كجول ...كفؤادان خافقان مضطربا
إنما أرجو كحسبي شرفان ...إنني فيمن ىواكم أحسبا
كاف قلبي كحده يهواكم ...فسرل حبكم كانسحبا
فغدا كلى كقلبي في الهول ...كل عضو بكم قد شببا
آه من ليلة كصل سلفت ...لتين راقبت فيها الرقبا
أنا أشكو كصل من تيمني ...عكس ما يشكو منو األدبا
كأذـ الدىر إذ ساعدني ...بسعاد فرشفت الشنبا
فزماف الوصل ال سقيا لو ...كاف في تعذيب قلبي سببا
ليتني لم أر منو حاجبان ...لسلو القلب مني حجبا
كعيونا ماضيات ال أرل ...غير قلبي لظناىا مضربا
كإذا ىزت قوامان مائبلن ...فلو يهتز كلى طربا
أرسلت ليبلن من الشعر غدت ...فيو إفراط حبلىا الشهبا
نغم األكتار من منطقها ...فإذا ما شئت لحنان أعربا
ساعة قد ساعدتني باللقاء ...كجفتني بعد ىذا حقبا
يا زماف الوصل سحقان لك من ...زمن ما كنت إال نصبا
أسفي ما كاف أغناني عن ...زكرتي ليلى ككصلي زينبا
حرقان يا كصل قد أكرثتني ...كمؤلت القلب مني كربا
إنما ألهيت نيراف الهول ...ثم كليت تشب اللهبا ِٖٓ[ ...جػ]
كمؤلت القلب أطماعان بما ...لم تداخل قبل ىذا أشعبا
أسأؿ الريح كارتاح إلى ...رؤية البق إذا ما التهبا
__________
(ُ) ديواف صاحب الترجمة ص (ٖٖ،)ُٗ-
(ّ)ِّٔ/
(ّ)ِْٔ/
(ّ)ِٔٔ/
(ّ)ِٕٔ/
فقاؿ البدر مجيبان كأشار إلى اإلقطاعات كقبض الزكوات كالتثمير كالصرؼ كالنوبة)ُ(:
صبابة حلت كفرط كجد ...بمهجتي قبل حلوؿ مهدم
فيها أقاـ كبها كمنا ...كالنار تخفى في غصوف الرند
فأقدح إذا ما شئت منها قبسان ...من الغراـ تى ٍد ًريك ٍنو كحدم
شبَّا فشبا النار في جواني ...كشيبان بعد فؤادم فودم
كنسمت مذ عبرت بي سحران ...أىدت أريج عنبر كن ٌد
دلت بما قد ضمخت أف لها ...بساكني نعماف قرب عهد
أقطعتو قلبي على تحريمو ...كللغراـ شرعة ال تهدم
فسامو سوء العذاب طاعنان ...كضاربان بطرفو كالقد
يثمر الصبر كقد أحصده ...بمنجل الهجر كطوؿ البعد ُِٗ[ ...جػ]
فهو ىشيم كرياح ىجره ...تذريو في األرض بكل نجد
كيصرؼ الدمع إلى محاجرم ...كقد خشاىا مبلَّة ُّ
بالسهد
كإف أتيت قاؿ ىذا نوبتي ...فأضرب بها إف شئت تحظى عندم
أحكامو جارت كما حكامنا ...ال غركا في ذا فالملوؾ تعدم
كم بينو كبين خود سمحت ...بوصلها عفوان بغير كعد
هلل ما أحلى زما ىف كصلها ...ما ىو إال قطعة من شهد
كأنها من الرياض يخلقت ...ال بل أتتنا من جناف الخلد
فثغرىا من كوثر كطرفها ...من نرجس كخدىا من كرد
الص ّْد
ف ٌ كعندما أىويت أجني خدىا ...أىول لقطع الوصل ىك ُّ
فقلت يا نفسي أثبتي تجلدان ...كال تبيني جزعان عن جلدم
ً
كلتصعدم بالنظم نحو ماجد ...ففي قصيدم ىو بيت القصد (ِ)
كلو إلى المولى محمد بن إسحاؽ)ّ(:
قلب المتيم كم ييذكده ...عمن تملكو صدكد
كإلىمتى لهب الفؤاد ...بهجره يقول كقوده
ما آف أف يرثى لطرؼ ...من نهواه نائ ىجوده
كأتى السهاد كأنو ...ظمآف من دمعي كركده
أعمى الهول قلبي المعنى ...كالغراـ أتى يقوده
كالسقم كافا زائران ...يسحقان لو كلمن يريده
كارحمتا لمتيم ...كافت عواذلو تعوده
ٍف ضنٌي يضيق ...عن الخطاب بما يفيدهفرأكه ًحل ى
__________
(ُ) نفسو ص (ُْٕ.)ُْٖ-
(ِ) بقية القصيدة في ديواف صاحب الترجمة ص (ُْٕ.)ُْٖ-
(ّ) ديواف صاحب الترجمة ص(ُْٖ.)َُٓ-
(ّ)ِٖٔ/
(ّ)ِٔٗ/
(ّ)َِٕ/
(ّ)ُِٕ/
(ّ)ِِٕ/
كلو معارضان لقصيدة [أبي سعيد] (ُ) الرسمي التي أكلها)ِ( :
سبلـ على الدار التي جمعت شملي
كشمل الذم أىواه في زمن الوصل
بها نلت ما تهول النفوس كترتضي
ً
لمستمل ِٖٗ[ ...جػ] فأمل إذا أكفقت سمعان
حللت بها عني عقودىا تمائمي
كحليت جيدم بالفضائل كالفضل
قطعت بها عصر الصبا بين جيرة
إلحسانهم عاد األجانب ىم أىلي
فغ
فلم أرل إال باسمان عند خدمتي
فمن كاضع رجلي كمن حامل نعلي
أيحكم في أموالهم فتصرفي تصرفهم
فيها كفعلهم فعلي
كأقسم لوال حرمة الشرع بيننا
لقالوا تحكم في البنين كفي األىل
ككم ركضة قد أنزلونا كأنها
رياض جنا يف الخلد شكبلن على شكل
يبلبل فيها النهر حتى كأنو
يترجم أصوات الببلبل إذ تملي
فأطيارىا غىنَّت كصفق نهرىا
كأعجبها رقص الغصوف ببل رجل
كقد طرزت أرض الرياض يد الحيا
كجاد عليها السحب بالوابل كالطل
كقد أفرشتها عبقرم زىورىا
فخلنا العيوف البابليات في الرمل
ككانت سليماف سقى اهلل عهدىا
تراسل سران بالرسائل كالرسل
نسائل حينان كيف أصبحت بعدنا
فعلت لرجول الوصل أصبحت في فضل
فقالت كلم ترجو الوصاؿ كإنما
قصارل ً
كصاؿ أف تعود إلى فصل
مر الجديدين عبرة
أمالك في َّ
بلى إف في مر الجديدين ما يبلي
يغير كل الكائنات مركرىا
كيلحق فيها الطفل بالشيخ كالكهل
فسرج طرؼ الفكر في األرض ىل ترل
سول ذم ىعناء من أذاىا كذم شغل
تذكر فكم فارقت من كل ماجد
كمن عالم بحر كغى ٍمر أخي جهل
دع الناس كاذكر ما فقدت من القول
فحالك عندم عبرة لذكم العقل
رياض شباب كنت أحسب أنها
فتى قبلي
تدكـ كأني ما رأيت ن
كصح شبابي مثل لمعة بارؽ
كأف سواد الشعر نوع من الظل ِٗٗ[ ...جػ]
غزاه بياض الشيب من كل جانب
كمنتصر للخد في لونو األصلي
كلم يدر أني ال أريد انتصاره
لي اهلل من نصر يعود إلى قىػ ٍتلي
كما الشيب إال من جيوش منيتي
يقيم قليبلن ثم يرحل بي كلي
__________
(ُ) ىو أبو سعيد محمد بن الرسمي عرؼ جده برستم.
(ِ) ديواف صاحب الترجمة ص(َُّ).)َّّ-َِّ( ،
(ّ)ِّٕ/
(ّ)ِْٕ/
كلو لما دارت المراجعة بكؤكس النظاـ بين المولى الحسن بن إسحاؽ كالمولى إسماعيل بن
محمد كالمولى محمد بن إسحاؽ ،كسائر آؿ إسحاؽ في المفاضلة بين [ُٕأ-ب] رياحين
أىديت مطيبة ممسكة كحكم فيها أعبلمهم ،كطاؿ الشجار فكتبوا بصورة الواقع إلى البدر
األمير كىو بحصن شهارة كقاؿ مع نثر بليغ تركناه اختصاران (ُ):
قد رأينا ما دار في الريحاف ...من نظاـ حكى عقود الجماف
كسمعنا منو المثاني ...كما مرت بسمعي من قبلها كالمثاني
كاعتصرنا منو الحميا كما خلد ...ت الحميا قد عتقت من معاني
كأرل حبره أديف بمسك ...كيراع التحبير من ريحاف
ضمحت ربوع المعاني
ى فلقد فاح منو نشر أريج ...فيو قد
ضاع إذ ضاع نشر ما عرفنا ...لبديع الزماف كاألرجاف
كحمدنا زماننا إذا أرانا
ك ...من ذممنا من بعده الحمداني
>
كقرأنا السؤاؿ ثم جوابان ...كجوابان على الجواب الثاني
كل شخص قد صير الدر شعران ...ما علمنا در يعود معاني َُّ[ ...جػ]
كاف قلب األعياف معنى محاؿ ...ما يرل داخبلن إلى اإلمكاف
أخصصتم بما أرل أـ لديكم ...جاز قلب األعياف لؤلعياف
غير أف الحكاـ يا ثبت اهلل ...قواىم عن سرعة العجبلف
فوتوا لؤلحكاـ شرطان كقالوا ...صح ذا عندنا بغير تواف
ما أراكم عن غائب قد نصبتم ...كىو شرط بواضح البرىاف
كقبلتم شهادة الغصن كالطيب ...كفي الغصن عندنا قاد حاف
إنو ال يزاؿ يرقص في الركض ...اشتياقان إلى خدكد الغواني
كإذا صار للخدكد ضجيعان ...ىم َّد فاه إلى ثغور الجماف
كلنا في شهادة الطيب قدح ...قد كفينا بالقدح في اإلغصاف
كعلى كل حالة فأرل الحكم ...عليبلن مدعثر األركاف
جائز على اإلنساف
كاعتبلؿ األحكاـ ما فيو عيب ...كالخطأ ه
قد حكى اهلل ما جرل لسليماف ...كداكد في صحيح المثاني
كعن المصطفى عفى اهلل قد قاؿ ...تعالى في محكم القرآف
فاصلحوا ذات بينكم كدعونا
...من خصاـ كمضرـ النيراف
__________
(ُ) نفسو ص (ّْٔ.)ّْٕ-
(ّ)ِٕٓ/
(ّ)ِٕٔ/
السيد أبو الحسن عماد الدين يحيى بن إبراىيم بن علي بن إبراىيم بن المهدم [بن علي]
الجحافي [الحبورم] من آؿ جحاؼ الذين ابتسم لهم الدىر فكانوا برامكة عصرىم كبهم
قامت الخبلفة المتوكلية فمنهم الوزراء كالوالة كاألمراء كاألعياف كالعلماء كالشعراء كلهم ذكر
شائع في اليمن كنسبهم يجتمع إلى السيد الجليل المهدم بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن
يحيى بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن القاسم بن
المنصور باهلل العياني القاسم اإلماـ بن علي بن عبد اهلل بن محمد بن قاسم الرسي عليهم
السبلـ.
ككاف صاحب الترجمة يلقب نفسو بالعماد الكاتب كىو الشاعر المشهور بلغ الغاية في النظم
كالنثر كفي الحكمي كالموشح الملحوف ،كلو في األدب طريقة لم تسلك في سهولة األلفاظ
كصحة المعاني ،ككاف طيب المحاضرة حلو الحديث حسن الصمت الزـ صحبتو المولى علي
بن المتوكل بن المنصور ككتب لو كصار عنده من أقراف المرىبي كطريقتو في الشعر مخالفة
لطريقتو فإف المرىبي يستعمل الجزالة في غالب شعره كصاحب الترجمة يميل إلى الرقائق
كالغزليات التي قل أف يلحق فيها كلما ادعى المولى يوسف بن المتوكل بعد موت المؤيد كتب
لو صاحب الترجمة كأنشا لو الرسائل كلما آؿ األمر إلى صاحب المواىب حبسو بالقاىرة مدة
ثم افرج عنو ،ككاف يعتريو ذىوؿ [َّّجػ] كيهيم من التفكر في الجباؿ كالسهوؿ لفرط رقة
تمكنت من قلبو كلطف استولى على لبو كجهل الزماف قدره في آخر أمره،فكاف ضيق العيش
كقد شكى ذلك في أشعاره كجمع بعض آؿ جحاؼ ديوانان من شعره سماه( :درر األصداؼ
كمن أشعار السيد يحيى جحاؼ) كلكنو لم [ُٕب-ب] يستقص ككاف يتنقل في الببلد
كيتخير طيب الهول من كل ناد،فتارة في حبور كحينان بصنعاء كدىران بضوراف كببلد كسمة كريمة
كأكدية جبلة كسائر محبلت اليمن.
[نماذج من شعره]
(ّ)ِٕٕ/
(ّ)ِٕٖ/
(ّ)ِٕٗ/
(ّ)َِٖ/
(ّ)ُِٖ/
كأحد كاستمر في العدؿ كاإلحساف ،كإيتاء ذم القربى على أحسن العوائد ،كساكل فيما بين
زيد كعمرك كبكر كخالد ،كأبقى أصوؿ المسائل كحذؼ الزكائد ،إال أني أشهد اهلل [ِٕب-
{كىك ىفى بًاللَّ ًو ىش ًهي ندا}[النساء ]ٕٗ:أنو أحمى الكاكية في النار الموقدة من الغضب
ب] عليو ى
الذم أثارتو الحواسد ،كأمضاىا على السندس كاالستبرؽ ممن في تلك المعاىد من الخرائد،
كلم يعمل بقوؿ المتنبي فيما لو في سيف الدكلة من عز القصائد الفرائد ،فلم يبق إال من حماىا
من الظبا لما سقيتها كالثدم النواىد ،فكم راع ىنالك من ظبي كحيل كظبية كضرب على كل
مؤمن كمؤمنة جزية
ال سواد العيوف ...ىاب كال حمرة الوجن
ال كال قامة بها ...في قلوب الورل طعن
ال كال مرشف حلي ...ال كال مبسم فتن
أشبهت كل خضرة ...عنده خضرة الدمن
صار سيفان مجردان مثل سيف بن ذم يزف
فرض الفتك بعد ما سل أسيافو كسن
إف سكينة غدت لهم تصحب المسن
فلهذا بعينو قد جفا جفني الوسن
كطني صار رافبلن في ثياب من المحن
كاف للغيد ملعبان فاغتدل ملعب الفتن[َُّجػ]
فإذا نفضت يا حماـ الحمى جناحيك ،كحركت عيداف األراؾ بكلتا يديك ،كأتفقت على سماع
الضبي كالمها مما لديك كاف األمر في معاتبة الملك المطاع إليك فاعمل بمقتضى الحاؿ فما
أريد أف أشق عليك ،إال أنو ينبغي أف يتعرض لمثل ىذا الملك الكريم ،كيتلو عليو قولو تعالى{:
ً
يم} [ص ]ٕٔ:كترفرؼ على القصور التي حوؿ دار النعيم ،كتخبر أىلها أني من قي ٍل يى ىو نىػبىأه ىعظ ه
الغيرة عليهم في كل كاد أىيم ،فل تمل من السجوع فوؽ تلك الربوع كليكن شركعك في ترديد
المثاني كالثالث من نحو الشركع ،فبل تترؾ معنى من المعاني للولوع ،فإذا احتجت إلى عارية
الدموع فلن تجدني لها صنوع.
كابك عني فطاؿ ما كنت من قبل أعير المدامع العشاؽ
كمتى ما بدا لك الضياء ...لك من أرفع الفنن
كرأيت السماح من راحتيو قد أرجحن
قلت مالي أراؾ يا ذا العلى ضيق الفطن
كيف يستحسن القبيح فتان من بني الحسن
(ّ)ِِٖ/
فيا حماـ األراؾ إني أحب أف أسمعك لديو كال أراؾ ،فلو أف لي مثلك جناحين لطرت بهما إلى
ىناؾ ،حتى أسمع كأرل كأسمعك من حمائم تلك المنازؿ سجعان إذا سمعتو اعتقدت أنك
تسمع كترل ،من مبسم نظيم كلساف إذا سمع معبد صوتو صح عنده كثبت أف فوؽ كل ذم
علم عليم ،كقاؿ بعدان[ُُّجػ] كسحقان إلسحاؽ كأبيو إبراىيم ،كقد تعين ألجل مراعات النظير
أف أرجع إلى ذكر إسماعيل لكونو المراد بهذا الكبلـ العريض الطويل ،فإذا أبصرت محياه كىو
يل} [الحجر.]ٖٓ: الص ٍفح ال ً
ٍجم ى
اص ىف ًح َّ ى ى
يضيء مثل القنديل ،ذكرتو بقولو تعالى {:فى ٍ
كأقض فيما تري ٍد ...عند مطلق الرسن
كاركعن كاسجدف لو ...كل حين على الذقن
كاخفظن الجناح إف شئت ...تنجو من الفتن
لم يكن ذا كذا كذا
ذ ...فعل من يعبد الوثن
فاخفضن لو لي جناح الذؿ كاستغن بالبعض من العتاب عن الكل كدؽ عليو باب اإلدالؿ،
كافتح كادخل.
كتنحنح إلصبلح صوتك كما يتنحنح الخطيب
كقل الضياء ضمني كما يوجب الضم في قرف
بعد أف كاف جنة لي من أمنع الجنن
خاب ظني كلم يكن خاب لي قط ظن
آه منو فقد لول جيده عن كعن كعن
إف يكوف ركع العدك فما بالو إذف
راع قلب الصديق كىو المتقي من الدرف
لم تراني بو كقد راعني اطمئن لن
فدؽ باب كرمو مع من دؽ ...كاذكر ما جل من المبلمة كدؽ
كقل لو يحسن عبارة مالو بر ثم عق كحمل حمل [ُِّجػ] الصداقة حتى رغى كعق كأزرؽ من
ًًً
آمنيوا[ّٕأ-ب] أى ٍف تى ٍخ ى
ش ىع قيػليوبيػ يه ٍم نهاؾ عن الشكول كالحق كأتل في أثره{أىلى ٍم يىأٍف للَّذ ى
ين ى
ً ً ًً
ٍحقّْ}[الحديد]ُٔ: لذ ٍك ًر اللَّو ىكىما نىػ ىز ىؿ م ىن ال ى
يا رشيد األناـ ...أنت أمين كمؤتمن
كم تلقيت ًمنةن منك ...زادت على المنن
منةن مالها سول كثرة الشكر من ثمن
(ّ)ِّٖ/
كلم أدرم بعد ىذا ما أقوؿ كال في كادم معو أجوؿ إال أف لكل نبأ مستقر ،ككل محل في
الحلي بسر ،فلو رأيت عيوف الحور العين ،كتجلت لك األىلة المشرقة من كل جبين ،كنظرت
من ستر رقيق إلى طرر فوؽ كل طره كالسين ،كتمايلت أمامك القدكد المشبهة بالمد كاللين،
لعلمت علمان يقينان من يمسي كيصبح بتلك الرماح طعين.
أصبح الركح في حبور كفي ريمة البدف
كم ككم فيو من رشا يشبو الشادف األغن
قلت كالركح في يديو مدل الدىر مرتهن
أبرزكا كجهو المليح كالموا من افتتن
لو أرادكا صبلحنا ستركا كجو الحسن
فومن زاف الحماـ المتقدـ ذكره بالطوؽ ،كحكم بأف مخاصمة من إذا قاؿ فعل غير داخلة
تحت الطوؽ ،كألبس كبلمو مبلبس الولوع كالشوؽ ،لو عرؼ سيدم األنواع التي عرفها
َّاس}[إبراىيمُّّ[ ]ّٔ:جػ]، ٍن ىكثً نيرا ًم ىن الن ً ب إًنَّػ يه َّن أى ٍ
ضلىل ى {ر ّْ
كاألجناس لفر من الرجف تاليان ى
كالقتطف ثمر المهانة متشابهان كغير متشابو كدخل بيت المجد من بابو ،كتبل كقد حمد اهلل
{ربَّػنىا ىكالى تي ىح ّْملٍنىا ىما الى طىاقىةى لىنىا}[البقرة ]ِٖٔ:كاتخذ سمارة معقبلن كحرزان ،كاستعاذ باهلل
تعالى ى
ممن يعبد البلت كالعزل ،كخرج من حبور خائفان يترقب ألنو ال يحلو لو مطعم كال يصفو لو
مشرب ،فيا ليت يا ليت أنو ينشدىم ىذا البيت
لم يبق للجور في سحاتكم أثر ...إال الذم في عيوف البيض من أثر
السحر الذم يصد من لحاظ كل مليحة كمليح من العلل التي يعجز عن عبلجها المسيح،
اللهم أنظر إلينا كحوالينا كال علينا كفي الضبي ىو العيوف ،فإنو ماال يزكؿ ببأسو كسخائو فليطالع
ما للعماد الكاتب من التشبيب ،كليبحث عن الدكاكين بما لو من الكرـ كالنسيب ،فكم خاطب
األقمار كالشموس ،كأدار عليها كؤكس تميل عنها الرؤكس ،كتطمئن معها القلوب كتطيب
النفوس.
(ّ)ِْٖ/
انتهت الرسالة كمن رسائلو رحمو اهلل تعالى ما يقوؿ علماء العدؿ كعلماء اإلحساف ،كحكاـ
اإلنصاؼ كمشائخ المرؤة في رجلين ارتضعا لباف المحبة كنشأ في مهاد الصحبة كاقتعدا كرسي
األلفة كتفيأ ظبلؿ الصداقة ،كتخطرا في ميداف المعرفة كاقتطفا زىر كرـ المعيشة ،ككاف
يجمعهما من أخوة األدب أكثر مما يجمعهم من أخوة النسب[ُّْجػ].
ككنا كندماني جذيمة حقبة ...من الدىر حتى قيل لن يتصدعا
فهبت ألىدىما ريح اإلقباؿ ،كلمعت لو لمعة سعد كأمطرتو سحابة خير كظللتو غمامة حظ
كالحظتو عين رعاية ،كابتسم لو ثغر دىر ،كبقي الثاني في ظل العفو كركض العافية كجنة الستر
كغرفة السبلمة كملك القناعة كسلطاف الكفاؼ كعز الرضا كركاؽ التسليم يسبح من حسن
الظن في غير ماء ،كيطير من طوؿ األمل من غير جناح ،كينفخ من شدة الحرص في غير حزـ
إف التفت يمنةن كجد محنة أك رأل يسرة رأل حسرة،أك حاكؿ بو اللحاؽ احتاج إلى البراؽ أك
راـ النظر إليو افتقر إلىزرقاء اليمامية كقد كاف يقسم لو باهلل [ّٕب-ب] الذم كسعت العباد
رحمتو كشملتهم نعمتو ،أنو إذا ثنيت لو الوسادة ،كالحظتو عين السعادة ،كخرج من زكاية
الخموؿ كطلع نجمو بعد األفوؿ ،كخفق في العالم علمو كتصرؼ في النهي كاألمر لسانو
كقلمو ،ليبلغنو من الخيرات ماال قلب فكر فيو ،كال لساف نطق بو كال جارحة تكلفتو كال عين
رأتو كال أذف سمعتو كال خطر على قلب بشر قط.
(ّ)ِٖٓ/
فافتونا مأجورين مثابين إف شاء اهلل ما الذم يجب في شريعة المودة ،كيسن في دين الفتوة
كيندب في ملة الوفاء كيباح في أفق العرؼ كما جرل من أشفا من استسعد بو كعقوبة من حرـ
من استرفد فضلو كأدب من قطع الرجاء عنو ،كنكاؿ من بيت السبب منو ،كما الذم ينجيو من
غمرات البغي كيخلصو من [ُّٓجػ] لغوات الغدر كينقذه من بين أنياب األيماف المغلظة
كيتدركو من أصفاد العهود الوثيقة ،كيفكو من سبلسل المواثيق األكيدة ،كيطلقو من أغبلؽ
الذمم المحكمة كيريحو من قيود الصحبة المتقدمة ،كما كفارة األيماف التي أصمت أذف الصدؽ
كأعمت بصر الحق كجدعت أنف الود كأحرجت صدر المجد ،كأكدرت نفس الوفاء كفتت من
عضد الكرـ كزلت كركت بها قدـ الثناء ،كىل من توبة تعلمونها لهذا الصاحب الذم عاد فيو
األقربين ،كاكلى فيو األبعدين كاستبدؿ من أىل المودة البغض كمن برىم العقوؽ ،كمن نصرىم
الخذالف كمن حبلكة األمن مرارة الخوؼ.
اللهم إني أسألك موجبات رحمتك كعزائم مغفرتك كالغنيمة من كل بر كالسبلمة من كل إثم
كالفوز بالجنة كالنجاة من النار.
اللهم إف يكن الندـ توبة إليك فأنا أندـ النادمين ،كإف يكن الترؾ لمعصيتك إنابة فأنا أكؿ
المنيبين كإف يكن االستغفار حطة للذنوب فأنا لك من المستغفرين انتهت.
[نماذج من إنشائو]
(ّ)ِٖٔ/
كمن إنشاء صاحب الترجمة ما كتبو إلى القاضي يوسف بن علي ىادم كلظفة :مسألة انتهت
إليها األفهاـ ككقفت ،كاغلوطة أقرت األذىاف الصافية بالعجز عنها كاعترفت ،كأحجبة كثرة
زحمة األفكار عليها ككلما صرفت ما انصرفت ،كىو مما صار يستعملو يوسف بن علي من
المكاتبة التي أضاء نورىا اآلفاؽ ،كتؤلأل فإنو [ُّٔجػ] باإلجماع كثير الصواب قليل الغلط
كإنما قد نشأت لي مؤاخذة فيما يورده فقط ،فو الذم علم آدـ األسماء كلها لقد أتى بمعجز
من المحاسن ما رأيت مثلها ،كمتى قلت ما يكوف ىذه كما تسمى تبل عليا {كالى تىػ ٍعجل بًالٍ يقر ً
آف ىٍ ٍ ى
ب ًز ٍدنًي ًعل نٍما}[طو ،]ُُْ:فالعق العسل كال تسل كنادم ًم ٍن قىػ ٍب ًل أى ٍف ييػ ٍق ى
ضى إًلىٍي ى
ك ىك ٍحييوي ىكقي ٍل ىر ّْ
بأعبل صوتك حي على خير العمل ،فلعمرم لقد خلق اإلنساف من عجل فإف رآني كقد ىزتني
أريحية الطرب قاؿ يا للعجب ما لهذه الخفة التي اعترتك من سبب سقوني كقالوا ال تغن كلو
سقوا جباؿ حنين ما سقوني لغنت كىذه المسألة التي لعبت بالعقوؿ كالعجائب التي ما يدرم
البليغ في كصفها ما يقوؿ ،ىي أنو صار يراسل بسواد في بياض كال يقوؿ إف ىذه حياض
كرياض ،كيبعث لصديقو بقراطيس كما يذكر أنها تصف صدكر البزاة أبيض كأجنحة الطواكيس
كتهدم الدر كالياقوت ،مع أف الذم أىداه سحر ىاركت كماركت ،كيورد األلفاظ كالمعاني ،كقد
أكرد المثالب كالمثاني كاألغاني ،من مستحسن الغواني ،كيطالع بالحدائق الوردية،كىو قد طالع
بالمواىب القدسية ،كيزعم أنو جمع نتائج الفكر كشده أنو جمع الزىر كالزىر ،كما يسحر بو
عقوؿ البشر ،كيطارح بالسجع كالشعر ،كال يدرم أنو طالع بشعبة من السحر ،كيحمل الرسائل
ع بً ىما {ما أين ًز ىؿ ىعلى ال ىٍملى ىك ٍي ًن بًبىابً ىل}[البقرة،]َُِ:كإذا قلت ٍ
{اص ىد ٍ كيتغافل أنو قد حمل شيئان ى
تيػ ٍؤىم ير}[الحجرْٕ[،]ٗٔ:أ-ب] تبل معلنان {إً ٍف ىى ىذا إًالَّ ًس ٍح هر ييػ ٍؤثىػ ير}[المدثر،]ِْ:كالذم بلغ
إليو اجتهادم كانطول عليو ضميرم كاعتقادمُّٕ[،جػ] كاجبت على
(ّ)ِٖٕ/
ما دفع فيو من الفتاكل ،كأنو سحر كأنو حبلؿ الجل التداكم ،كال ىذا كال ىذا كإنما ىو سر
خفي سماكم ،كىذا القوؿ األخير أسلم كىو المختار عند علماء المعاني كالبياف ،كاهلل أعلم
{ما
كلكني قد رأيت أف أعرض عن ذلك على الذين يعلموف كالذين ال يعلموف ،كأقرأ عليكم ى
لى يكم الى تى ً
نط يقو ىف}[الصافات{، ]ِٗ:أىفى ًس ٍحر ىى ىذا أ ٍىـ أىنٍػتيم الى تيػ ٍب ً
ص يرك ىف}[الطور.]ُٓ: ٍ ه ٍ
ككتب إليو أيضان حفظ اهلل تعالى العلم كأىلو ،كجعل مكارـ األخبلؽ على جملتها بنهلو ،كخص
يوسف بن علي من بينهم فما نصصت إال على عينهم ،صدرت من ضوراف كنحن في عافية
األمن األشواؽ ،كسبلمة األمن أمن الفراؽ ،كاطمئناف إالَّ من كلمات عليها غراب البين ،كىي
غاؽ غاؽ ،كصدرت إليكم أبيات استعذبنا بحرىا كاستحسنا ذكرىا كىي)ُ(:
ألؤلؤة خلف عقيق الشفة
طابقت الموصوؼ منو الصفة
أـ جوىر فرد مقر بما
أنكره النظاـ كالفلسفة
أـ برد منتظم جل أف
يلثمو الوىم كأف يرشفو
كيف بو كالعين إف حاكلت
عرفانو للنبل مستهدفة
كاألعين السود غدت دائمان
بالبيض في قتل الورل مسرفة
ىناؾ شيء حسن أكثرت
حماـ فكرم فوقو الرفرفة
عذرم في إنكاره كاضح
فلم أكن أثبتو معرفو
إف لمثلي فهم من شابهت
أراؤه الهندية المرىفة
خاطره كالبرؽ في كلما
يخفى على أىل الذكاء حرفو
كاهلل ما أرىق ذىنان لو
من أمره عسران كال كلفو ُّٖ[ ...جػ]
ذم خلق كالركض غب الحياء
تبارؾ الرحمن ما ألطفو
تدارؾ المجد كقد أصبحت
مهجتو من فمو مشرفو
ير َّد إليو الركح من بعدما
ىمت من اإلحشاء بالزحلفو
كأنما يوسف من بيننا
عيسى أراد اهلل أف يخلفو
يا يوسف الصديق خذ مدحةن
ما شابو شيء من السفسفو
كاسلم كدـ للمجد ما طابقت
موصوؼ ما أثبت مني الصفو
ىذا كاألخيار أبناء عبلت ،كقذائف فلوات ،كنعوذ باهلل من فتنة المحيا كالممات.
دع ذا فهذا كلو تهديد ...أبغي بو قربك يا بعيد
__________
(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ )ِٖٗ/عن ما ىنا.
(ّ)ِٖٖ/
دب كدرج كدخل من الوادم كخرج،
كنا في ىذه األياـ في صنعاء كما زلنا نسأؿ منكم من َّ
كىممنا مراران بمعاىدتكم فليس لنا غير يوسف من خليل ،كحبسنا من إتمامها حابس الفيل ،كلنا
أبيات في صفة اإلنساف كريم أحببنا إدارة كأسها،على فم سمعكم الكريم ،كىي
نور إلى غاية قدر القناة صع ٍد
ذابت حشاشة نفسي منو حين حمد
غغ
كصار شكبلن غريبان كالعمود لو
ردؼ كخصر كثغر كاألقاح كخد
هلل نور مبين زانو غيد
يكاد يجرم من أعطافو كجيد
افديو من آية في الحسن باىرة
قامت سماء معانيها بغير عمد
تحكى الشموؿ التي راقت شمائلو
فكل حسن كإحساف إليو يرد
فمثلو ما رأت عيني كال سمعت
أذني كلو قاـ غصن المنحنى كقعد
ال غرك إف ركع الغصن النضير لو
تواضعان في محاريب البها كسجد
قد صار لفظو إجماع فبل أحد
يدرم برتبتو في الحسن دكف أحد ُّٗ[ ...جػ]
أقصى مرامي خاؿ عم كجنتو
حسنان كمن جد فيما يشتهيو كجد
ريم يناكلني حبل الرضا بيد
تيهان كيأخذ بو من راحتي بيد
إف قلت في اليوـ أنجز ما كعدت بو
باألمس يا نور عيني قاؿ ذلك غد
تجاكز الحد فينا سيف مقلتو
الكحبلء فأشباه في الجوارح رد
ككتب إليو أيضان (ُ)
لمهجتي من ثمار للهول ما كسبت
من حاجز كعليها مثلما اكتسبت
سمعت في عذبات الباف سادحة
تشدك كما نسجب مثلي كال انتحبت
لو أنها التقطت حب المحبة ما
تطوقت في غصوف الباف كاختضبت
قامت على فنن األغصاف خاطبة
فاشتد خطب اشتياقي عندما خطبت
قد ذكرتني بغصن صيغ من ذىب
عن جور فيو الركح قد كىبت
ذابت حشاشة نفسي من تذكره
دمان كسالت من العينين كانسكبت
سقيان لمعرية في السفح كم طلعت
في أفقها شمس أفراحي ككم غربت
شمس إذا ما رأتها الشمس مشرقة
تسترت برداء الغيم كاحتجبت
إذا دعت لها في األصل جارية
لها فقد صدقت عندم كما كذبت
تمايلت من تغني حليها طربان
أحسن بمن طربت من نفسها كصبت
لم أنس إذا قالت أصبر ساعة فأنا
أتى إليك فقلت الساعة اقتربت
كيوسف بن علي بيننا حكم
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ،)ِٕٗ-ِٗٔ/
(ّ)ِٖٗ/
(ّ)َِٗ/
(ّ)ُِٗ/
(ّ)ِِٗ/
(ّ)ِّٗ/
(ّ)ِْٗ/
(ّ)ِٗٓ/
مولده سنة سبع كخمسين كمائة كألف بكوكباف كبو نشأ في حجر أىلو األعبلـ ،كقرأ على عمو
المولى عيسى بن محمد كعلى المولى علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الناصر ،كعلى شيخ
اإلسبلـ الوجيو ((كقرأ على السيد العبلمة الحسين بن عبد اهلل الكبسي في الغاية كسيبلف،
كعلى السيد العبلمة علي بن إبراىيم بن عامر في البخارم ،كآداب البحث كأجازه أبو الحسين
السندم كقرأ عليو أكائل البخارم بالمدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصبلة كالسبلـ)) (ُ)
،كعرؼ النحو كالصرؼ كالبياف ،كالمنطق كالعركض ،كاشتغل باألدب كحفظ األشعار
كالمقاطيع ،فمهر في ذلك كنظم الشعر الحسن ،فأجاد فيو كفي اإلنشاء كلو فضائل من حسن
الخلق كلطافة الطبع.
كقدـ على المهدم ابن المنصور نيابة عن أبيو كأعمامو في الزيارة كالسبلـ كإلخراج عمتو زكجة
المنصور من صنعاء إلى كوكباف لما اشتقات إلى أىلها فأكرمو اإلماـ كأضافو مراران كخلع عليو
خلعان نفيسة ،كصرفو مكرمان كجهزه كالده لحرب بعض القبائل فثبت فأبلى ببلء أمثالو ،كصبر
كلم يجزع كىذا اليوـ ىو المعركؼ عندىم بيوـ الطوؼ بالفاء كقد ذكرتو الشعراء في أشعارىا
التي مدحوه ىو ككالده فيها ،كآسوىم كعاتبهم سيدم العبلمة علي بن علي القارة بنقص الجند
عن الكفاية كىو السبب في أسر األمير فقاؿ مخاطبان لوالده:
خوفان يؤكب كذلة ال تزمع
غاد عليك كمثلج لمح يرجع
فإليك قاد الناس من قاد الورل
قهران كقاؿ السيف ماذا أصنع
لكن عهدتك عند أـ حبو ك ور
أجمع ِّٗ[ ...جػ]
ما كاف ترضيك البرية ي
فإذا نهضت رأيت أطواد الفبل
في ضيقو كسمعتها تتزعزع
تشاكلت أسد المهامة كالظبا
للناظرين كشيخنا كالمرضع ٕٔ[ ...ب-ب]
كيرل العدك رسومو مأمورة
بأدائو فيكاد عنها ينجع
كيراؾ من خلف القفارة شاىران
سيفان كفي نوـ لو يتفزع
كحقيقة لو غاص في بحر العدا
جاءت إليك بهم سفينة تشرع
كأرل سكوتك ليس إال حكمةن
بنفوسهم من فيك سهم أكقع
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ)ِٗٔ/
(ّ)ِٕٗ/
ككاف كالده المولى إبراىيم بن محمد ىو أمير كوكباف بعد أخيو المولى عبد القادر كما تقدمت
اإلشارة إليو في ترجمتو ثم تأمر بعد كفاتو كلده العباس بن إبراىيم ،ككاف شديد السطو مهاب
الجانب ،كجمع من الحبوب كالدراىم مالم يجمعو أحد قبلو ،ككاف الحاؿ بينو كبين أخوتو غير
صاؼ من األكدار ،فلم يشعر كىو في دست اإلمارة حتى دخل عليو أخواه كىما صاحب
الترجمة كأخوه عبد الرب بن إبراىيم كقد زاده اهلل بسطة في الجسم كمعهما عباس بن محمد
بن يحيى بن مهدم بن الناصر كقعد صاحب الترجمة في دست إمارتو كأمر محمد بن عباس في
النزكؿ إلى شباـ لقبض أخيو عبد اهلل (ُ) بن إبراىيم كىو شقيق العباس فالتقيا في العقبة
كاقتتبل ككقع من كل منهما جنايات فأما جنايات عبد اهلل فمات منها ،كلما كاف في اليوـ الثاني
أجمع أعياف كوكباف على تولية المولى عيسى بن محمد بن الحسين لعلمو كفضلو ككبر سنو،
فحبس صاحب الترجمة مع أخيو عباس في دار كاحدة كىو إلى اآلف باؽ على حالو الجميل قد
أقبل على المطالعة لؤلسفار كاالشتغاؿ باآلداب كعبادة رب األرباب ،كانتظار الفرج عنو.
كقد جمع ديواف الفقيو أحمد الزىيرم كجمع كتابان سماه (الدر المنضد) ذكر فيو كل من كاتب
كالده أك مدحو كترجم لهم تراجم لطيفة بليغة بناىا على التسجيع كلو في النثر اليد الطولى كقد
ترجم لو المولى فخر الدين في حدائقو كأثنى عليو كذكر فيها نبذة من نثر كشيء من نظمو كلو
شغلة باللطائف في الكبلـ كاستعماؿ التوارم حتى في مثل اليومين المتقدمين يوـ الطوؼ كيوـ
الخميس ،فمن شعره ما كتبو إلى شيخو المولى علي بن محمد بن علي كىو قولو)ِ(:
أدر كأسها فالفخر قد الح يم ٍعلما
كىذا أنني من دعاه معلما ُّّ[ ...جػ]
أرل الجنح ألقى مقاليد أمره
إلى الصبح لما سل في الشرؽ مخدما
كأشقر معركؼ تبدل لطرفو
يشابو من شم الجباؿ المقطما
تركع منو القلب فانقض خافقان
__________
(ُ) في (ب) :محمد.
(ِ) يعضها في نيل الوطر (ِ )ّٕٕ/عن ما ىنا.
(ّ)ِٖٗ/
كأضحى ببل قلب فداف كسلما
فمن كجل يسعى سهيل كسائح
على قدميو إلى المسير تقدما
كلم تشعر الشعراء بما دار بعدىا
على القطب حتى صار نفبلن كمغنما
ككل شهاب تعجل الخطف مسرعان
يسابق من خوؼ الصباح المقدما
أدرىا لتسلينا على الليل أنو
تولى كقد أكلى جميبلن كأنعما [ٕٕأ-ب]
بذا جرت األقدار عن حكمو الذم
يكوف معدكمان كإف شاء أعدما
كلو داـ ما راع التفرؽ معشران
كقد ضمهم سلك اجتماع كنظما
كال شعرت نفس بوصل محجب
لذم شغف من كجده قد يسقما
كلم تأمن الحسناء كال الطيف غيره
كذلك لما كاف للسر أكتما
لقد حاؿ دكف الحي حتى كأنو
رقيب على الواشي فبل يصل الدما
فيا حبذا اذاؾ السواد فإنو
بياض بعيني من يبيت متيما
كلو لم يكن لليل فضل على الضحى
لما جاء في الذكر الجميل مقدما
رموه بتكفير كليس بكافر
فما غيره لو حقق الناس مسلما
ؼ
فبل مدح إال فيو إف شاء منشئ
كإال ففيمن للمعالي تسنما
فتان بلغ الغايات من قبل مهده
إذا غيره قد شاب عيان مقدما
((كما ىو إال كاحد ليس غيره
كإف جاء في التعبير قولي معمما)) (ُ)
كال فخر إال في علوـ نقيلها
كدع عنك من يمشي بجهل معمما
كلعلو استعمل فيها الرمز كالكناية بالمدح كالذـ كما أخبرنا بعض األدباء بذلك كأنو ندـ صنيعو
المتقدـ بأخيو العباس ،فكنى عنو ىنا بالليل ألنو أسود اللوف ككنى عن غيره بالمعاني اآلخرة
كاهلل أعلم كال بأس بإيراد قطعة من الجواب ألنو من ىذا الطراز كمستهلةِّّ[ )ِ(:جػ]
يد البين قد سلت على الصب مخدما
غداة تعد الركب من جانب الحمى
بحيث رأيت الصبر في حومة النول
قتيبلن كلم تشعر بو الخرد الدما
كلم تبق لي تلك المطى التي مضت
بمن فوقها إال عسى كلعلما
ككم حاؿ التوديع صب متيم
فما كاف إال نظرة كتبسما
كفي ذلك الموت الزكاـ فقل لو
كفى بك داء أف ترل الموت مغنما
ككم مطلب قد نلتو قبل بينهم
كلم تكن أجفاف العدا عنو نوما
__________
(ُ) البيت ساقط في (جػ).
(ِ) البيت األكؿ منها في نيل الوطر (ِ )ّٕٖ/عن ما ىنا.
(ّ)ِٗٗ/
(ّ)ََّ/
(ّ)َُّ/
فتى
كىاؾ أحجيو بقوؿ ن
أدب ضعيفان كما يعني رجل
ال زلت عز األناـ في دعة
كخفض عيش باليمن يتصل
كمن إنشائو الداؿ على قدرتو ما كتبو إلى شيخنا جماؿ الدين علي بن إبراىيم بن عامر معرضان
لقصيدتو العينية التي تقدـ ذكرىا في ترجمتو كمستهلها:
ىي الدار فلتحسن حمائهما السجعا
كإف سفحت عين على سفحها دمعا
ككاف شيخنا الجمالي في كوكباف فكتب صاحب الترجمة إليو ما لفظو البدر الذم تنقض عنو
كمالو البدكر ،كتساكم في أنصافو البدايات كالنهايات من الشهور ،عين الدىر المكحولة ،من
الفضل بأثمده المصونة ،من أقذ الشين بأجفاف سؤدده ،الفاتنة من الفضائل [ٖٕأ-ب] قلوب
إحرازىا الخائلة عقولها بفاتن احورارىا مسمع صم اليراع معجزات ركائع اإلبداع كصرؼ
سوابقها بأعنة البراجم في حلبات الرقاع إذا اعتلقت بنانة ذكابلو الرشيقة ،كشرعتها لصدكر
كتائب الكتابة الرقيقة ،استخرج حرائر أبكارىا من عواصم معانيها ،كاسترؽ رقائقها التي يفني
في طلب كصلها معانيها ،ينفح شبيبها في الرسوـ العافية ،أركاحان كيرد نسيبها من شردجد
الغزالف جماحا ،كلكم راية طبيت على نقش الطبلسم حماساتها ،كنشرت من الجيوش على
رؤكس [ّّٔجػ] مقدماتها ،تزحف منها العواصم العواصي ،كتقود العصى بشعرات النواصي،
تخمد انسجامها نار الحرب المضطرمة ،كتسير من جزلها األياـ عند كفاح الخطوب ملتئمة،
غزير افتخارىا يسترؽ الدىر بغزير انتسابو كلطيف نسيبها يهيج ببلبل الصدكر بحمايم أطرابو.
كم مزقت شمل الجموع كشجعت
منها الحماسة كل قلب خافق
كارتو مؤل عيونو جيش العدا
مثل الهبا في المازؽ المتضايق
يجرم تغزلها بصخر ميت
ركحان فتبكيو بدمع دافق
كتناىب الغيد الحساف جمانةن
لتصوغو لمخانق كمفارؽ
بحر العلم الذم ال يدرؾ غوره ،كبدره الذم يجلو حنادس المشكبلت سفوره ،كالقطب الذم
دارت على تحقيقو نجوـ األبصار ،كاإلماـ الذم مشت تحت لوائو رؤساء النظار.
عبلمة العلماء كاللج الذم
ال ينتهي كلكل لج ساحل
(ّ)َِّ/
ال زاؿ رافبلن في النعم في سوابغ المؤل شاربان من مداـ السركر ،في مقاـ الحبور ،بالكأس الملى
ناشران أعبلـ فضلو على رؤكس المبل ،كبعد حمد اهلل الذم ال يدخل تحت طوؽ اإلمكاف ،حصر
ثنائو بو كال يتأتى كل إنساف في كل زماف عدا اآلئو كالصبلة كالسبلـ على من جعلو مسك
الختاـ ،لصك النبوية كالرسالة كأطلعو بدر كماؿ يستضاء بو في حنادس الضبللة كالجهالة،
كعلى آلو أىل الفضل كاإلفضاؿ كأصحابو الذين بذلوا في مناصرتو األركاح كاألمواؿ.
(ّ)َّّ/
فإني لما كقفت على [ّّٕجػ] تلك األبيات الرائعة ،كالفرائد الثمينة الفائقة ،التي نقص عند
تمامها أبو تماـ ،ككسمو لسانها الفصيح بالتمتاـ ،كدنى لرفيعها أبو العبل كمر لديها في قريض
ابن سكره ما حبل كلعمرم أنها للعرائس التي كاف إلى أكفائها زفافها كالجواىر المجلوب إلى
سوؽ السباؽ شفافها ،كالكوكب التي اتخذت األفبلؾ طركسان كالليل مدادا ،كالقبلئد التي
تحيرت من الملوؾ أطولها أجيادا ،كأتمها انقادا ،حرؾ قريضها من القريحة معطفان ال يكاد يلين،
كأنطق فصيحها معجم لساف ال يكاد يبين ،كدعى سابقها السكيت إلى الجرم في ميدانو
كأغرابو رقيقها فجذبو برسنو كعنانو ،فبلغ في اقتفاء أثره ما في كسعو ،كاتفق على حلبتو ما
يملكو من خفية كرفعة ،حتى قعد بو عن إدارؾ أمده الشوط كرؽ لجسده من فرط كده السوط،
كصار لو من األسعار بالعجز أم أشعار ،كخلع قبوؿ االعتذار عن خده العذار ،كتلقينا ما
استفاده من ذلك اإلرقاؿ ببل إمهاؿ ،كطرحناه في زكايا اإلغفاؿ كاإلىماؿ ،لتعرؼ بذلك الوضع
قدره ،كتتبين [ٖٕب-ب] أنها لن تحملو إلى تلك الرتبة قدره ،فضربت عليو خدكران نواسج
العنكبوت ،كاعقب المدة في طرسو شوامخ البيوت ،كلما تجاكز البين حده ،كنصب الفقداف
على الصبر حده ،أىاجت ببلبل الصبر ىواتف األشواؽ ،كجاشت بما تخفيو كغنت بو في
األكراؽ ،كشب عن الطوؽ [ّّٖجػ] من الشوؽ عمره ،كطاؿ من زمن المطاؿ عمره ،كأكرل
ذكر من الفكر زبدا خامدان ،كأذاب كاريو من القريحة معينان جامدا ،فأجرت منو مدمعان في خدكد
الرقاع ،كفصلت حمائمها بما شدت بو من لطيف اإلسجاع ،حتى أذف بدر مديحها في التماـ
كتلقت طي نشر طرسها يد الختاـ ،ىبت الذاكرة من سنة النسياف كتذكرت مستودع القريحة من
التقريض في سالف األزماف ،فأتت بو كقد تضل من صبغ التشبيو نفسو كنسخ آية ليلة ببياضو
طرسو فالتقينا في بواتق الصدكر صفرة بعد التكسير ،كجعلنا ىذا الحديث لقديمو كاإلكسير،
كبعثناىما برغد فريصهما من الوجل كيستر
(ّ)َّْ/
كجههما شفق الخجل ،كما طرل كل جبين خده بالحياء ،كيعثر كل قدـ بذيوؿ االستحياء،
كلتكن المقابلة لوفدىما عند المثوؿ بإقالتهما في زكايا التغاضي كالغفوؿ ،بينما تميط عنها يد
الراحة جبلبيب األسفار ،كتلبسهما مطارؼ التبرج كاإلسفار ،كتختبر طيبهما بمحك انتقادؾ
كتمد بيوتهما بالتشديد إمداد مدادؾ ،كبعد ذلك فأرفعوا عن مقصوراتهما الخياـ ،كأحل
عرائسهم على سرر األمبلء ألكلي األفهاـ ،كبالصبلة المشفعة بالسبلـ ،على محمد كآلو يكوف
االبتداء كاالختتاـ ،كالخركج من دكاكين االنشاء كالدخوؿ في دكاكين النظاـ(ُ)
إذ الدر لكن إف أضحت لو سمعا
سكرت كشمت الدر في سلكو جزعا
أـ الركض يجلوه الربيع مفوقان
كقد أحسنت أيدم الغماـ بو صنعا ّّٗ[ ...جػ]
كأغصانو تحت البرانس لم تزؿ
تعانق إذ نالت بمس الصبا جمعا
كقد أرسلت منو الهضاب غدايران
من العشب حتى لم تجد ىضبة صلعا
كما ىو إال ركضة أدبية
نسائم أذكاؽ الرجاؿ بها مرعا
لها من معانيها حماـ كلفظها
فركع عليها كررت طربان سجعا
بتشبيبها تغرم المعاىد بالشجى
فترسل من أجفاف يزمعها دمعا
كتذكر العهد الذم نظمت بو
يد الدىر شمبلن لم تخف بالنول صدعا
كيكسبها شوقان يكاد لفرطو
إلى نازح عنها ببل قدـ تسعى
نظاـ إذا ما الح للغيد عقده
تركـ لو من جيد قرطاسو قطعا
كيلق الثريا البدر شنفان كيكتفي
بتشنيفو من در منظومو سمعا
قصور بأنواع البديع تزخرفت
كأحسن سحباف البياف لها الرفعا
فبل ترب الكف الذم طاؿ باعو
كضاؽ الورل عن أف تطاكلو ذرعا
كأصبح من زىر الكواكب ناظمان
فناسب في تنظيمها الوتر كالشفعا
كقلد منها جيد خص غقنقل
لدل حملها قد ساـ أفبلكو كضعا
على بابو ترمى السماء ىبللها
من التبر قفبلن أف يشاء للعدا منعا
كترمى شياطين الحواسد دكنو
بشهب إذا راحت لتسترؽ السمعا
بدنوه
أسما فرعو حتى اكتسى ٌ
من المؤل النورل سكانو طبعا
فيا مفلقان قد عطر الكوف نظمو
بذكر ملوؾ زينوا المجد كالشرعا
__________
(ُ) نشرالعرؼ (ّ.)ِّٕ/
(ّ)َّٓ/
نشأ في حجر كالده اإلماـ في ثياب العفة كالطهارة مبلزمان لقراءة العلوـ مواظبان على الطاعات
معرضان عن زىرة الحياة الدنيا غير ملتفت إلى شيء من عرضها مشهوران [ٕٗب-ب] بالوقار
كالرصانة كحسن اإلناءة ،محبوبان عند كل أحد معظمان في الصدكر منظوران إليو بعين التعظيم
كاستحقاؽ الخبلفة ،كلما توفي أخوه المؤيد باهلل بن المتوكل في [ )ُ( ]........دعاء صاحب
الترجمة إلى نفسو كأجابتو الببلد كخطب لو في صنعاء كببلدىا كذمار كما إليها ،كضربت السكة
باسمو كتلقب بالداعي(ِ) كعارضو صاحب المواىب من المنصورة من جهة المغافر كدعا
دعوتو المشهورة كتلقب بالناصر ،ككقعت بينهما مراسبلت كتجهيز جيوش كأمر صاحب
الترجمة األمراء المتعددين في األجناد المتكاثرة كحوصر الناصر حصاران شديدان ،حتى كاد
يقبض ثم كثب على األمراء على غرة إلى مضاربهم فقبض عليهم كلم ينج منهم إال من ىرب
فقوت شوكتو ثم طلع من محل دعوتو إلى الجهة العلياء فوصل ذمار كخافت منو جميع ملوؾ
اليمن كرؤسائها كىرب بعضهم إلى مكة المشرفة كالمولى الحسين بن المتوكل كتبعو أخوه
الحسن كالمولى الحسين بن عبد القادر.
ثم كقع الخوض بالصلح بين الداعيين كعزـ صاحب الترجمة إلى ذمار فاتفقا كبايعو صاحب
الترجمة كاستقرت الخبلفة للناصر.
__________
(ُ) ما بين [ ]........بياض في أصولي.
(ِ) في (ب) :بالناصر.
(ّ)َّٖ/
ثم عاد المولى يوسف إلى صنعاء كبقي بها إلى سنة خمس كمائة كألف ككاتبو أىل خوالف أنهم
ينجدكنو كال يعصونو فخرج إليهم فلم يوفوا بما قالوا كحسنوا لو المسير إلى برط كلم يجدكا
بدان من ذلك ،فتكلف المشاؽ ىو كمن معو في الطريق كجاءت طريقهم الركنة كعرجوا على
الركضة فكمن صاحب الترجمة في كهف بوادم صرؼ ،كتقدـ المولى الحسين بن علي بن
المتوكل ككاف من جملة أصحابو مغرران بنفسو إلى الركضة ليزكر أىلو ،فعرفو بعض المشائخ من
بني الشاطبي فنم بو إلى كالي األمر فقبض عليهم فوران كأمر بهم إلى رداع ككاف الناصر بها،
فوصلوا على حاؿ غير جميل كلما كصل صاحب الترجمة إليو عاتبو كثيران كتوعده بالقتل كأحضر
القضاة الموجودين منهم القاضي يحيى الجبارم ،كالقاضي محمد بن إبراىيم السحولي،
كالقاضي حسين بن عبد الهادم دغفاف[ّّْجػ] ،كالقاضي مهدم الشبيبي كالقاضي علي بن
أحمد السماكم كمن قضاة اليمن أىل تعز القاضي أحمد عمر الحبيشي ،كالقاضي المفتي
كالخطيب كالعقبي كآخركف.
(ّ)َّٗ/
ككاف الناصر قد جمع القضاة لما بلغو خبر القبض عليو قبل كصولهم ،كخاطبهم من أجل دعوتو
كعن حكم الباغي ،فتكلم الجميع بصحة بغيو كأراد الناصر أف يحكموا بقتلو ،كأمرىم أف
يجعلوا مرسومان بخطوطهم كسجبلن متضمنان للحكم عليو بذلك ،ففعلوا جميعان إال القاضي علي
بن أحمد السماكم فإنو لم يكتب كال كضع عبلمتو بل اعتذر كلما كصل صاحب الترجمة في
أغبلؿ الحديد ىو كمن بايعو كالمولى أحمد بن المؤيد كأخيو إبراىيم بن المؤيد ،كجماعة من
القضاة بني أبي الرجاؿ أبرز اإلماـ الخط كقرأ على رؤكس األشهاد أعبلمان لهم أف الحكاـ قد
أفتوا بقتلهم كأنهم قد سعوا في األرض فسادان ،كأراد اإلماـ أف القضاة يتكلموف بألسنتهم ما
أملوه في الخط ككاف القضاة إنما فعلوا ذلك في صورة التهديد كالزجر كالناصر كاف مجدان
كمصممان على العمل بمقتضاه كالعقاب الشديد ،فلما استنطقهم [َٖأ-ب] كلم ينطقوا بحرؼ
كحياء من الداعي لمعرفتهم بقدره كجبللتو كصبلحو
ن خشية من اهلل تعالى في مثل ذلك المقاـ
فعاتب الناصر الحكاـ كقاؿ أليس ىذه خطوطكم كعبلماتكم إال السماكم فإنو زيف كبلـ
أكلئك القضاة كدحضو بالحجج البالغة المرتضاة رحمو اهلل أف الداعي أحق باإلمامة كأف سيرة
اإلماـ الناصر غير مرضية ،كخرج من عهدة ما أمرنا ثم أمر بإخراج الداعي كمن معو كىم في
األغبلؿ إلى منزؿ خاؿ عن كل شيء حتى ينظر نظره كبقوا في ذلك المنزؿ إلى اليوـ الثاني
بغير طعاـ كال شراب كال ماء كال تراب ،كصلوا الصبلة مؤتمين بالداعي على الحالة ثم أمر
الناصر [ّْْجػ] أف يفرقوا في الحبوس ،فسجن صاحب الترجمة كجماعة معو في حصن
حب كأكالد المؤيد كجماعة أخركف في قاىرة تعز ،ككانت تلك الحادثة عظيمة كموقعها خطير.
(ّ)َُّ/
ثم نقل صاحب الترجمة إلى قصر صنعاء فسجن نحو اثنتي عشرة سنة فصبر كاحتسب كاشتغل
بعبادة اهلل تعالى ثم أطلقو من الحبس في شهر ربيع األكؿ سنة ثماني عشرة كمائة كألف،
كأجرل عليو النفقات كما يحتاج إليو من المقررات كعزـ بعد أياـ إلى صاحب المواىب فأكرمو
كأنزلو أحسن منزلة ثم عاد إلى صنعاء مكرمان معظمان مبجبلن ،كأقطعو أرضان كبقى على حالو
الجميل إلى أف جاءت الدكلة المتوكلية ففيأتو ظبلؿ أفنانها ،ككرع من نمير ركض إحسانها،
ككاف بها من أكابر أعيانها ،كما زاؿ كذلك حتى قامت الدكلة المنصورية كاتفقت تلك
المكاتبات التي أشرنا إلى طرؼ منها في حرؼ الميم ،فبايع المولى محمد بن إسحاؽ.
[كفاتو كنماذج من شعره]
كصار إلى عمراف فتوفى بها في شهر جمادم األكؿ سنة أربعين كمائة كألف كقبر في القبة التي
فيها المولى الحسين بن محمد أبو طالب كمن شعر صاحب الترجمة في التوجيو كالتورية في
جارية تسما عينا:
رب رداء للفتاة التي ...قد أبرزت طرتها سينان
صاد إلى ريقتها عاجب ...من حاجب يحكى لها نونا
كصدغها كالبلـ مع مبسم ...كالميم قد جاء كما شينا
من جاء يسأؿ عن كصفها ...يركـ إيضاحان كتبيينا
كيف المحيا كيف ذاؾ البها ...ما اإلسم كيف الخد قل عينا ّْٓ[ ...جػ]
كلو كقد تزكج بعض أقاربو بامرأة حسناء فجرل ما أكجب نفورىا:
أعجبت من نبأ التي صدرت كال ...سبب أباف صرامها كبعادىا
ال تعجبن فالريم تفرؽ إف رأت ...أسد العرين كإف أراد كدادىا
كمن شعره:
قضيت في سفح زين الغيد أكقاتي ...مجاريان سابقان أىل الصبابات
ىول ...يطول كينشر ساعات بساعات
طوران أبكى كأبكى من حديث ن
[(ِٕٔ) يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد] (ُ)
__________
(ُ) طيب السمر (خ) ،زىر الكمائم (خ) ،الجواىر المضيئة للقاسمي (بتحقيقنا) تأريخ األدب
العربي (لبرككلماف)(ِ( )ّْٓ/ذ) (ِ.)ِٓٓ/
…ىدية العارفين (ِ ،)ٖٓٔ/البدر الطالع (ِ ،)ّٕٓ-ِّٕ/أعياف الشيعة (ِٓ)ٗٔ/
األعبلـ (ٖ )ِٖٓ/كمنو :البعثة المصرية (ّٖ).
… BOCK2(530) (403) S.2-552األصفية (ُ ،)ُّْ/الفهرس التمهيدم
(ّْْ) ،إيضاح المكنوف (ِ ،)ْٔٓ/مفتاح الكنوز (ِ )َِّ/شعراء الحلة (ِ)َّٔ/
بالهامش .ثم الركض األغن (ّ )ُٕٗ/أعبلـ العرب ط (ِ) (ّ ،)ُّْ-ُّّ/األدب
اليمني عصر خركج األتراؾ (ُٖٗ) ،ديواف الهبل أعبلـ الديواف(َٖٔ.)ْٓٗ،ٓٗٓ،
…طبق الحلول (انظر فهارسو) ،مصفى المقاؿ (َٕٓ) ،منية الراغبين (ْٕٔ )ْٕٕ-نشر
العرؼ (ّ ،)ُْٕ/مؤلفات الزيدية (ّ ،)ِْٗ/ْ( ،)َُِ/المؤرخوف اليمنيوف (ْٓ.)ْٔ-
…أعبلـ المؤلفين الزيدية ص (ُُٕٗ) ترجمة (َُِْ).
…مقدمة محقق كتابة :نسمة السحر (ُ )ِّ-ٗ/كمنو :األعبلـ أرجوزة (خ) ،ترجمة كتبها
الشيخ أغا بزرؾ الطهراني بمنتصف شواؿ ُّّٓىػ في آخر نسمة السحر (جِ) ،ترجم كتبها
القاضي محمد محمد زبارة بمحرـ سنة (ُُّٓىػ) في آخر نسمة السحر (جُ).
(ّ)ُُّ/
(َُُُُِٖٕ-ىػَُٕٗ-ُٕٔٔ/ـ)
[نسبو كمولده]
المولى أبو إسحاؽ ضياء الدين يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد باهلل محمد بن المنصور
العالم الشاعر األديب المؤرخ مؤلف (نسمة السحر فيمن تشيع كشعر).
كلد بصنعاء كنشأ بها كحقق [َٖب-ب] في علوـ العربية كاألصولين كالمنطق كشارؾ في
الطب كتظلع من األدب.
[نماذج من شعره]
كنظم كنثر فأجاد كأدركتو حرفة األدب كقد نظم أرجوزة تدؿ على أحوالو فبل بأس بإيرادىا
كاستعمل فيها ألفاظان ساقطة ككاف نظمو لها في سنة خمس عشرة كمائة كألف كالعامل على
صنعاء ىو السيد المنجم شرؼ الدين القاسم المقدـ ذكره في حرؼ الشين كىو مشهور
بالظلم بالنسبة إلى تلك الدكلة ،كصادؼ مع ذلك األزمة الشديدة فإنو بلغ قيمة القدح الحنطة
بصنعاء سبعة قركش فرانصو كال يتحصل إال في مشقة عظيمة ،كلم تطل أياـ األزمة بل بقيت
نحو أربعة أشهر كمستهل األرجوزة)ُ(:
يلومونني في قلق صديقي
لجهلو خاؿ على التحقيق ّْٔ[ ...جػ]
يقوؿ ما تنفك ذا ىموـ
تحاكؿ الرحلة نحو الركـ
ككلما نرضاه ال ترضاه
فما الذم من دكننا تهواه
كإنما الدنيا ببلغ زائل
ككل ىم عندىا فراحل
كإنما تغر بعض الناس
فبل يرا الحية من الديماس
كأكثر النصح مثل ىذا
حتى أمل نصحو كآذا
قلت لو يا صاحب الفضوؿ
ارجع إلى الواجب كالمعقوؿ
كاعلم بأني قد بلوت دىرم
فلم أراه عالمان بقدرم
كإنما يعرؼ فضل الفاضل
كيجعل العالم فوؽ الجاىل
إال الذم سمت بو األعراؽ
كلم يدقس دكنو السحاؽ
كخالك كجعفر كيحيى
كالفضل من زين عيش الدنيا
الجملل الدىر اللئيم الغادر
مناقبي كىي المثاؿ السائر
كإنني ألحفظ القرآنا
غيبان يهز لفظو الصفوانا
كأحفظ النحو كعلم الصرؼ
حفظان لو تمشي النحاة خلفي
كالشعر كالبياف كالمعاني
كالمنطق المذكور في اليوناف
((ثم البديع كالحديث كاللغة
كالطب كالتاريخ عن من بلغو
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )ُْٖ/عن ما ىنا .مقدمة المحقق لكتاب صاحب الترجمة ،نسمة السحر
(ُ )ُٓ-ُّ/عن ما ىنا.
(ّ)ُِّ/
كعلم الجداؿ كالتفسيرا)) (ُ)
فسل بو عن فطنتي خبيرا
كاحفظ األخبار كاألنسابا
كالفقو كاألصوؿ كالحسابا
كلي من الشعر الغريب الممتنع
ما لو زىير ذاقو إثرم تبع
من كل غرا حلوة النظاـ
ما صاغها قبلي أبو تماـ
لعابٌة في السامعين ساحرة
كأنها الحسناء كىي سافرة ّْٕ[ ...جػ]
لوال يقاؿ الخمرة العجوز
كانت كلكن ذاؾ ال يجوز
كإف أردت النثر فالببلبل
تشدك بو إذ تورؽ الخمائل
الفاضل المصرم عنو قاصر
كمنتقى مركاف فيو حائر
ىذا كما حيرة من عرفاني
أكثر مما قصو لساني
ال سيما كليس حولي يح ُّر
ينصرني إذا غزاني الدىر
كإنما في بلدم قركد
بهم علينا تشمت اليهود
كلن أحب يا حبيبي صنعاء
فأىلها بي قد أساؤا صنعا
لم ينزلوا لي منزلي المعركفا
كقد رجحت فيهم الوفاء
مدينة قليلة الخيرات
كأىلها بالجهل كاألموات
أسعارىا غالية عزيزة
كالحبة الحمراء بها إبريزة
تراىم في سوقها أفواجا
كأنهم لحبها دجاجا
كالماء فيها شاسع المناؿ
يناؿ بالحباؿ كالرجاؿ
ال دخن يرا بها كال نهر
كال كماـ للربا كال نمر
كربما يرل بها الشعير
يأكلو ساكنها الحمير
كال شعوب شافني كال نقم
أك حلت الحرـ
كال سناع السوء كالمحاقرة
كزبطاف فهو فيها فاقره
كمذبح الشؤـ كال عطاف
منازؿ يأكم بها الشيطاف
كحدة كماءىا خميس
ىو الذم في مذىبي خسيس
كمن يرا غبرة دار سالم
كلم يذـ عد في البهائم ّْٖ[ ...جػ]
كدار سلم عندىا كالجردا
جردىا رب السماء جردا
كبيت بوس ثم بيت حنبص
ماء الوجوه المرحشات الرخص
كقد ذكرت اآلف حاقر ًأم ًو
كما علينا كاجبان من شتمو ُٖ[ ...أ-ب]
كأنو أير الحمار القائم
كحولو أكامو البهائم
كإف نظرت في الجباؿ ضينا
حسبتو ما بينها مأبونا
موليان بالخصيتين نحوىا
أليٍر جرباف القويم دلها
كصرؼ بدمو ما أخرا
كأحدب عارم العجاف بحرا
كإف ترح في سفح صنعاء للعلف
أشبهت من بيغي الآللي في الصدؼ
التبن في العزة مثل الكيمياء
ينالو من حاز علم السيميا
__________
(ُ) ما بين (( )) ساقط في (جػ).
(ّ)ُّّ/
كقد كاف قبيل ذلك التأريخ قصد صاحب المواىب كصادؼ كفد العجم في األبهة العظيمة
كالدكلة الجسيمة كالحالة الفخيمة على صاحب المواىب ،فخالطهم صاحب الترجمة كأنسوا
بو كلية األنس لما رأكا بو من أدبو كنقادتو كمشاركتو في العلوـ العقلية كالطبية كموافقتو لهم في
االعتقاد ،فمنع عن مخالطتهم كأمر بالرحيل من المواىب فعاد إلى صنعاء ككاف لو كلد يسمى
إسحاؽ ككاف شديد الحب لو فلم يلبث إال يسران حتى توفى الولد فاشتدت أحزانو كتضاعفت
أشجانو ،ككره المقاـ بصنعاء فحج كأقاـ بمكة نحو سنتين [َّٓجػ] كامتدح األشراؼ كأفاد
ماالن ككاتب السيد علي بن أحمد بن معصوـ الحسني المدني ككاف قد رثا كلده المذكور
بقصيدة مطلعها)ُ(:
ضاقت عليا رحبية األقطار
كمضى اصطبار حشاشتي ككقارم
لما ارتحلت إلى الببلد قسران كما
قد كنت تدرم شدة األقسارم
كاهلل ما أبكى لحزني كالجول
كحرارتي كشواظ قلب الوارم
إال لسقمك كالذم القيتو
يلقاء من ضيق كجر أكارم
كشكاؾ لي بضعيف صوتك علة
كأجابني بالمدمع المدرار
مالي دعوتك في الظبلـ مرددان
إسحاؽ فاستعجمت في إخبارم
مالي حسبتك باردان من بعدما
أمسيت من حماؾ في إسعار
كىي قصيدة كبيرة في كزف قصيدة التهامي المشهورة ،كمن شعر صاحب الترجمة ما أجاب بو
على بعض من كاتبو [ُٖب-ب] :
أديرا لي معتقة الدناف
لعلكما بها أف تشفياني
كنصالي شقيق في أقاح
لها في الدف لوف الزعفراف
بها كاف الوليد يهيم قدمان
كقد نسمت بأبيات ابن ىاف
تريك حبابها الشهب السوارم
على حمر التصدع كالدىاف
فعند الشمس طالعة صباحان
سناىا كالدجى ملقى الجراف
كجادتها بدرتها الثريا
قبيل العصر في ظل الجناف
كلم تقنع فبلحت كىي خمر
حبابان في الكؤكس كفي الدناف
يطوؼ بها غضيض الطرؼ أحول
ىبلؿ دجنة كقضيب باف
إذا رفع اليدين بها دالؿ
فأم القانيين الوجنتاف
كإف يصغوا بقرطية إليها
ففي شفق يلوح الفرقداف ُّٓ[ ...جػ]
__________
(ُ) بعضها في مقدمة المحقق لكتاب صاحب الترجمة نسمة السحر (ُ.)ُٕ/
(ّ)ُّٓ/
(ّ)ُّٔ/
كأما صاحب الترجمة فهو أقضى قضاة الزماف ،كأجل نببلء األعياف ،كأعظم الرؤساء ككاسطة
عقد الوزراء ،جمع شتى الفضائل كحول جميع الكماالت من العلم كالرئاسة كحسن الخلق
كالكرـ كالمركة كشرؼ النفس كالنجابة كالسيادة كالشجاعة ،كثبات الجأش كجودة الرأم
كالدىاء كالحذؽ كحسن النظر في الحكومات ،كحسن [ِّٓجػ] التدبير في فصل
الخصومات كالواردات الدكلية كالسياسات كالنظر في المصالح العامة كالخاصة ،كأجرل
القوانين الكلية عن أفضل أكضاعها مع ذالقة لساف كببلغة معنى ،كفصاحة لفظ كجزالة قوؿ،
كباعو طويل في الكتابة كاإلنشاء ،كقل أف يعتمد التسجيع أك مبلحظة البديع بل يلتفت إلى
المعنى كإتماـ المقاصد كاستيفاء الخوض كأحكامو كموضوعاتو في غاية األحكاـ كالرصانة
كجودة الرأم كلو األسلوب البديع في مصادر األمور كمواردىا ،ككثيران ما ترد عليو القضايا
المعضلة كاألمور المشكلة ،فيحكم األساس في كضعها كيجيد النظر فيها فيبرز رأيو فيها في
غاية األحكاـ مقبوالن عند جميع األناـ ،كربما أباف الوجو فيما رأه كقضاياه عند الرؤساء كالحكاـ
يجعلونها دستوران يحذكف على مثالها ،كينسجوف على منوالها كسؤالها كمطهرة مظهره األمراء
عند بركزه للناس فهو كما قيل في دكلة بني القاسم كأبي يوسف القاضي في أياـ بني العباس
كأحوالو أحواؿ الوزراء في الحل كاإلبراـ كسياسة الجمهور من األناـ ،كقوانينو قوانين الرؤساء
في الرفهاية كالتوسعات كسعة المقبوضات كاإلنفاؽ كالمكافئة كأفعالو [ِٖأ-ب] أفعاؿ أعياف
العلماء من مكارـ األخبلؽ كالميل إلى المذاكرة كاستجبلب األعياف من الناس كالعناية بمعاني
األمور كبالجملة فهو أنبل المتأخرين كأحد فحوؿ الرجاؿ ،كممن يعتقد اإلجماع على جبللة
مقداره كرئاستو.
[مولده كنشأتو]
(ّ)ُّٕ/
كمولده في سنة أربعة كثبلثين كمائة كألف كنشأ بصنعاء كبها قرأ في الفقو كحقق فيو حتى بلغ
الغاية كأفتى [ّّٓجػ] كاعتمدت فتاكيو ،كشارؾ في علوـ األالت كاألصوؿ كقرأ على المولى
محمد بن زيد بن محمد كعلى السيد العبلمة عبد اهلل بن لطف البارم الكبسي كاعتنى بكتب
الحديث كاستجاز من المشايخ أىل زبيد كغيرىم ،كطالع التفسير كاألدب كالتواريخ ،كجمع من
الكتب خزانة عظيمة جدان ،من كل فن كأعانو ذكائو المتوقد ،كحفظو الباىر.
فإنو كاف ال ينسى ما كقف عليو أصبلن كال يعزب عنو ما حكم فيو ،كبالجملة فإف حفظو من
اآليات الباىرة ،كالخوارؽ المعجزة ،فإف كل أحد ممن سمعنا كرأينا يخبرنا عنو بعجائب
كغرائب ،بل كاف يحفظ األحكاـ كالموضوعات ،كيمليها بلفظها ،مع تقادـ العهد بها كطوؿ
مدة الخوض فيها ،ككثر شجارات الخصومات ،كسعة الواردات ،ككثير ما تقع الخصومة في أمر
ثم يحكم فيو بما رآه ثم يطوؿ العهد بذلك كيموت المتخاصموف كيأتوا كرثتهم كيتخاصموف في
ذلك األمر بعينو من غير شعور منهم لما قد سبق فيأتوف إليو فيخبرىم بأف ىذا األمر قد كقع
التشاجر فيو في زمن كذا بين فبلف كفبلف ،كحكمت فيو بكذا ككذا ثم يأمرىم بالتفتيش عن
حكمو في مظانو كيذكر لهم صفتو فيبحثوف عنو كيجدكنو كما قاؿ.
[األعماؿ الموكلة إليو]
(ّ)ُّٖ/
كقلده المنصور بن المتوكل القضاء في سنة ثبلث كخمسين كمائة كألف كاستشهد بقولو تعالى:
صبًيِّا}[مريم،]ُِ:ككاف الوزراء بنو راجح يرغبوف و ً ً
ٍم ى اب بً يق َّوة ىكآتىػ ٍيػنىاهي ال ي
ٍحك ى {يىايى ٍحيىى يخذ الٍكتى ى
إليو كيقوكف يده لميلهم عن السيد العبلمة أحمد بن عبد الرحمن الشامي فما زاؿ حالو ينموا
حتى بىػ يعد صيتو كصار ذكره كدخل في سلك الوزراء كظهر من كمالو كحفظو مع صغر سنو ما
دؿ على نباىتو كجودة فهمو كانتفع بو الناس ثم جاءت الدكلة المهدكية ككاف جديلها المحكك
كعذيقها المرجب ككزر مع المهدم موازرة عظيمة [ّْٓجػ] كتصدل للحل كاإلبراـ كاإلصدار
كاإليراد ،كتوسط على كثير من البلداف كعلى جميع القضاة في ممالك اليمن ،كباشر األمور
الدكلية كتولى تجهيز األجناد بالحركب الساحرة المعركؼ بأبي عبلمة(ُ) كجميع الحركب
الكوكبانية كخرج آخر األمر إلى كوكباف لئلصبلح كعظمت رئاستو كاستع دستو كىابو أرباب
الدكلة كنفذت كلمتو على األمراء كالرؤساء كىاداه أرباب األعماؿ كأىل الواليات ككاف يركب
في موكب عظيم ككاف الحاؿ بينو كبين الوزير صفي الدين النهمي غير مؤتلف ،فلم يزؿ يدبر
عليو حتى نكبو المهدم كقبض أمبلكو كصادره بأمواؿ عظيمة نحو ثبلثين ألف قرش كحبسو في
(قصر صنعاء) كذلك في شواؿ سنة اثنين كسبعين (ُُِٕىػ) كضم إليو جماعة من أعوانو
كأصحابو كبقي في السجن إلى سنة ست كسبعين ثم أفرج عنو كرد لو بعض أمبلكو ،كتعطل عن
القضاء في باقي مدة الخبلفة المهدكية إال أنو في ىذه المدة اشتغل بالتدريس كالمطالعة
كتصدر لئلفتاء كصار كبلمو في الفتاكل حجة عند الحكاـ كصار بسبب ذلك في رئاسة أخرل
كما قيل:
إف األمير ىو الذم ...يضحى أميران عند عزلو
__________
(ُ) سبق توضيح قصة الساحر أبي عبلمة في ترجمة شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد.
(ّ)ُّٗ/
كلم تنفر عنو قلوب الناس في ىذه المدة لعلمهم بحالتو كرياستو كتوقعهم لعود الدست إليو،
فلما توفى المهدم كقاـ كلده المنصور باهلل بالخبلفة أعاده إلى كظيفة القضاء ككزر لو في بعض
األمور كصار إلى قريب من منزلتو األكلى [ِٖب-ب] ككاف إعادتو في اليوـ [)ُ( ].......
ككاف كزراء المنصور بن المهدم يحذركف منو كثيران إال أنهم ال يستغنوف عن مشاكرتو بل ال
يصدر اإلماـ المنصور أمران إال بعد مفاكضتو ،كقاـ في تدبير الدكلة أحسن قياـ ،كبذؿ النصح
كاعتنى [ّٓٓجػ] بتعظيم شعارىا.
[كفاتو]
حتى توفاه اهلل تعالى في سنة ألف كمائتين كتسعة كقبره في الصعدم عليو قبة ،كنصب بعده
القاضي محمد الشوكاني (ِ) .
[( ) يحيى بن الحسن بن أحمد الحيمي] (ّ)
(-......قبل ُُِٓىػُُْٕ-...../ـ)
القاضي يحيى بن الحسن بن أحمد الحيمي الشبامي كىو عم القاضي أحمد الحيمي الخطيب
ترجم لو في (طيب السمر) كأثنى عليو ككصفو بالكماؿ كالكرـ كاإلفضاؿ ككثرة الضيافات
كبالفطانة كجودة الرأم كالخطب المشهورة ككاف عارفان بالعلوـ خصوصان علم العركض كالقوافي
كقراءتو على أخيو محمد كخطب بشباـ كوكباف.
ص ٌر يد ٌر المشهورة (ْ))ٓ( /
كمن شعره معارضان القصيدة ي
باف الخليط فباف ماء شئوني
كازداد كجي في الهول كحنيني
كتصع ٌدت زفرات نفس لم تزؿ
مأسورة بظيبيا الظبا العين
تصبوا إلى ثاني المعاطف ثالث الػ
قمرين مستغ ون عن التحسين
__________
(ُ) ما بين [ ]..........بياض في أصولي كلعلو في اليوـ الذم أطلق من السجن أك أي ٍدخل فيو
كاهلل أعلم.
(ِ) أم في القضاء.
(ّ) طيب السمر (ُ ،)ِِٓ-ُِٔ/نشر العرؼ (ّ.)َِّ-ُّٔ/
(ْ) ىو أبو منصور علي بن الحسن بن المفضل .شاعر مدح الخليفة القائم ،كتوفي سنة
(ْٓٔىػ) كقصيدتو المشار إليها أكلها:
أكذا يجازل كد كل قرين
أـ ىذه شيم الظباء العين
كالقصيدة في ديوانو ص(ّٓ )ٓٔ-لمزيد حوؿ ترجمتو انظر :األعبلـ (ْ .)ِِٕ/كفيات
األعياف (ُ.)ّٓٗ/
(ٓ) طيب السمر (ُ.)ُِٗ-ُِٖ/
(ّ)َِّ/
(ّ)ُِّ/
(ّ)ِِّ/
الفقيو العبلمة يحيى بن محمد الحارثي ذكره في الطيب فقاؿ( :تسنٌم مقامان أبيَّا ،كأتاه اهلل
،فشمر للطلب كتدرع باللعب ،كصبر على الك ٌد أيامان ال تضبط بالع ٌد حتى أدرؾصبًيٌان َّ
الحكم ى
عاره،
كسهلت عليو من العلم أكعاره ،كلم يثلبو من الدَّىر نقصة أك ي
ىمطلوبو ،كصادؼ محبوبو ،ي
كرث في تحقيقو سعد(ُ) الدين الحارثي ،فلو أدركو لقاؿ ىذا ببلر شك ثي ،لو في كل الفنوف
أفناف أثمرت بما ال تثمر بو األغصاف ،مما حبل في اللهوات طعمان،كسقاه في منابتو بمداده ،كما
سقاه بالماء ،لو في رضوة معارؼ نشرت من أكراقها مطارؼ (ِ) ،كأطاؿ الثنا عليو حتى قاؿ:
كلو في شعر العلماء نصيب،كفي سهم األفاضل سهم مصيب ،كتب إليو السيد الحسين بن
الحسن األخفش رعاه اهلل لهما عهدان ،ككطٌأ لجبينهما من استبرؽ الجنة مهدان ،يلومو على ىجر
(الكشاؼ) ،كتناكلو من مقامات الحريرم خمرة اإلرتشاؽ ،كييػبى ٌكت عليو بأطراح(حاشية
الكشاؼ) ،للسعد كعدـ نشر ذكائب صدكرىا من المداد عن األثيث الجعد ،كميلو إلى (حاشية
العلوم) ،كأنو بذلك سلك في المنهج الذم ليس بقويم كال قوم قولو)ّ( :
يا عماد الهدل رقيت ذرا الفضل
فلم أستطع لمجدؾ مدحا
لًم ضربتم باهلل قل عن الكشاؼ ميبلن
ص ٍفحا
إلى الحريرم ى
لما
كطويتم كشحان عن الكشف ٌ
أف طويتم على حواشيو كًشحا
كاصطفيت الحواشي العلويات
على السعد كىو أحسن شرحا ّٓٗ[ ...جػ]
يشرح المشكل الذم يعجز النظار
عن شرحو فيسفر صبحا
كقصارل أمر الحواشي التي
ذ
اخترت معاف تثير في القلب جرحا
تتجلى لكل من أبصرت عيناه
حتى الجسور ال ناؿ نيجحا
إف يصفها العدلي بالحسن أيامان
أتى األشعرم فأبرز قبحا
فاعتزلها كعد إلى نكت السعد
سريعان فقد محضتك نصحا
كاغتفر أف تفوت مسألة
التٌحسين فالحسن ينتهي ثم ييمحى
فأجابو بقولو)ْ(:
عقد در في نحر ً
خود رداح ٌ
__________
(ُ) أم مسعود بن عمر التفتازاني (تّٕٗىػ).
(ِ) طيب السمر (ُ.)ِْٗ/
(ّ) طيب السمر (ُ.)ِٗٔ-ِٗٓ/
(ْ) نفسو (ُ.)ِٗٔ/
(ّ)ِّّ/
(ّ)ِّْ/
كفد إلى (حصن شهارة) في طلب العلم فقرأ على القاضي عبد اهلل الركسي في الفقو كعلى
جماعة من أعياف ذلك المحل حتى حقق في علم الفقو غاية التحقيق ،كأدرؾ فيو إدراكان لم
يسبقو من سلك تلك الطريق ،ثم كفد إلى (صنعاء) في سنة اثنين كثبلثين كمائة كألف كأخذ
على السيد العبلمة إسماعيل بن صبلح األمير في علم النحو حتى برز فيو ،كأخذ على السيد
العبلمة صبلح بن الحسين األخفش في علم األصوؿ ،كعلى المولى العبلمة الحسن بن إسحاؽ
في المعاني كالبياف ،ثم قرأ على المولى العبلمة البدر محمد بن إسماعيل األمير ىو كشيخو
كالد البدر المذكور في (الكشاؼ) كانفرد بالقراءة على البدر في (شرح الغاية) في أصوؿ الفقو
كسماع (تيسير الديبع) ،كقرأ عليو في (ضوء النهار) كفعل البدر األمير حاؿ ىذه القراءة حاشيتو
على الضوء المسماة :بػ(منحة الغفار) كذكر في ىامش خطبتها أنو فعلها حاؿ قراءة صاحب
الترجمة عليو كرافقو فيها شيخو المولى الحسن بن إسحاؽ ككذلك فعل البدر حاؿ القراءة في
شرح الغاية الحاشية التي كاف شرع فيها عليها كسماىا :بالدراية كلكنها لم تتم كفعل على
التيسير شرحو المعركؼ بالتحبير ثم كفد صاحب الترجمة مرة أخرل إلى صنعاء فقرأ على شيخو
البدر (الجامع الصغير) للسيوطي كطلب منو أف يشرحو فشرحو بػ (التنوير شرح الجامع
الصغير) في أربعة أجزاء كبالجملة فإف صاحب الترجمة حقق العلوـ الشرعية كاآللية كاعتنى
بالسنة النبوية ركاية كدراية كعلمان كعمبلن ،كحصل عدة من الكتب بخطو مثل (الهدم النبوم)
البن القيم ك(ضوء النهار) للجبلؿ [ُّٔجػ] ك(المنار) للمقبلي ك( اإلتحاؼ) لو أيضان على
الكشاؼ ك(تيسير الديبع) ك(المعتمد) البن بهراف ك(الدر المنثور) كغيرىا كأقاـ بهجرة حوث
آمران بالمعركؼ ناىيان عن المنكر ملجأ للمظلومين سوط عذاب على المعتدين [ْٖأ-ب]
ساطعان بكلمة الحق ال تأخذه في اهلل لومة الئم ككاف معظمان مجلبلن مسموعان مطاعان خصوصان في
(ىجرة حوث) كقبائل حاشد قاطبةن
(ّ)ِّٓ/
كال يقدر أحد من سبلطين العرب كبني االحمر كغيرىم أف يرد ما أمر بو كطلب منو أكابر
الجهات من السادة كالفقهاء كنقباء (حاشد) ك(بكيل) القياـ بأمر األمة كالدعاء إلى اإلمامة،
فرأل ذلك مقويان للقياـ بوظائف عبادتو مع فساد أحواؿ الزماف ،كميل الناس إلى حطاـ الدنيا
فأقبل على نشر العلم كتعليمو كدعا العباد إلى اهلل تعالى كاألمر بالمعركؼ كالنهي عن المنكر،
حتى صلح أكثر أىل جهتو كأزاؿ الطواغيت في تلك الجهات ككاف ال يأكل إال الحبلؿ كال
يهتم بقوت يومو كال غده.
يصد عن الدنيا إذا ىي أقبلت ...كإف أقبلت في زم عذراء
ناىد لم تطأ قدماه الملوؾ اليمن إعتابان كال شهادت عيناه لهم حجابان كلم يتصل بأمير كال كزير،
كال يسأؿ أسارل الجيش أـ ركب األمير.
[نهب قبائل بكيل كحاشد لمدينة اللحية]
كلما كصل المنصور بن المتوكل إلى خمر حاكؿ في االتفاؽ بصاحب الترجمة فلم يسعد إلى
ذلك ،فأرسل البدر األمير إلى صاحب الترجمة قصيدة كعرفو أنو يبثها كيرسلها إلى (صنعاء)
إلى حضرة المنصور ينسبها إلى نفسو على ضرب من المعاريض الذم منها مندكحو عن الكذب
ككاف السبب في فعل القصيدة أنو خرج البغاة من (حاشد) ك(بكيل) كزعيمهم القاضي عبد
الرحمن بن محمد العنسي في سنة [ِّٔجػ] خمس كأربعين كمائة كألف ،كانتهوا إلى (بندر
اللحية) فانتهبوبها كىي اكؿ نهبة تجاسركا عليها كاستمر خركجهم إليها كإلى غيرىا من الببلد
من ذلك التاريخ ،ككاف البدر األمير في (حصن شهارة) فأرسلها إلى حوث لكوف صاحب
الترجمة في محل منعو كعدـ خوؼ من أحد كمستهلها)ُ(:
ىل في القلوب بيوـ الحشر إذعاف
كىل بما قالو الرحمن إيماف
كىل علمتم بأف اهلل سائلكم
عما قريب فلؤلعماؿ دياف
يا ساكني السفح من صنعاء ىل سفحت
لكم على ما جرل في الدين أجفاف
خبر
عن اللحية ىل كافاكم ه
تفيض منو من األعياف أعياف
تجمعت نحوىا من كل طائفة
__________
(ُ) ديواف محمد بن إسماعيل األمير ص(ُْٓ ،)ُْٕ-نشر العرؼ (ّ )ِّٔ-َّٔ/عن
ما ىنا.
(ّ)ِّٔ/
(ّ)ِّٕ/
(ّ)ِّٖ/
(ّ)ِّٗ/
المولى عماد الدين :يحيى بن الحسن بن إسحخاؽ بن المهدم .كبقية نسبو تقدـ.
ىو الجليل العبلمة األديب البيلغ الفهامة ،نشأ بصنعاء ،كقرأ على كالده البدر ،كعلى ابني عمو
المولى إسماعيل بن محمد كأخيو المولى أحمد بن محمد بن إسحاؽ كغيرىم.
ككاف متقنان لعوـ األدب جمعيها ،كقرأ عليو ناس كثير ،ككاف باذالن نفسو للتدريس مع خلق حسن
كلين جانب كتواضع ،كعدـ اشتغاؿ فيما ال يعنيو.
ككاف شديد النسياف لغير العلوـ ،كلو في النسياف أخبار عجيبة فإنو كثيران ما يضع كتب قراءتو أك
نحوىا من يده لقضاء غرض ،ثم يتركها نسيانان كيذىب كربما خرج من بيتو غير معتم لنسيانو
لبس العمامة.
(ّ)َّّ/
كأما في األدب فكاف حفظو آيةن باىرة ،كلو يد طولى في حسن اإلنشاء كجودة النظم كببلغة
النثر ،كقد كانت عدة أعبلـ كالمولى عبد القادر بن أحمد ،كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي
الرجاؿ ،كسيدم محمد بن ىاشم كغيرىم .كقد تقدـ بعض من ذلك ،كمما كتبو إلى سيدم
محمد بن ىاشم الشامي قولو :ألطف ما يهدل إلى الحضرة المنتخبة ،التي يضاـ ببلغتها في
سماء اإلحساف مطنبة ،كغماـ مكارمها على رياض المنافع منهلة ،منسكبو تحية من عند اهلل
مباركة طيبة ،أذكى من أغصاف ريحاف بخلوؼ المسك كالعنبر مطيبة ،بل [ّٕٔجػ] أشهى من
ارتشاؼ رضاب عادلت إلى القلوب محبتو ،ينتهي إلى [ِٖب-أ] كعبة األدب التي تلتمس
أركانها ،كيطوؼ أرباب النثر كالقريض حوؿ بنيانها ،كيغاص في لج بحرىا اللتقاط درىا
كمرجانها ،حضرة بدر العلياء كالمكارـ ،كصد األماثل األكارـ :محمد بن ىاشم بن يحيى ،أداـ
اهلل ربوع الفضل كاإلفضاؿ بو ،كأحيا كأناؿ بحسن سعيو ما يرجوه من خير اآلخرة كالدنيا ،كبعد
حمد اهلل تعالى على جزيل أفضالو ،كالصبلة كالسبلـ على سيدنا محمد كآلو ،فإنو لما اشتاؽ
الرؽ إلى المكاتبة ،كالتحاكر بلساف المراجعة األدبية كالمخاطبة ،كبعد ىذه األبيات الناشئة ال
عن إحساف ،بل البالغة في القصود كالتقصير إلى أدنى مكاف ،النازلة عن طبقات فصاحة الكبلـ
إلى ما يشبو بأصوات الحيواف فافضلوا عليها باسباؿ ذيل الستر كاإلعماض عن ىفواتها بالشفع
كالوتر ،كليحسن موالم رعاه اهلل كأبقاه بالجواب كإف قابل بالتبر التراب ،فذك الفضل في
الببلغة سموح كىاب،
بات بكاس اإلرتواء مداىقان ...راحان لو قد حلت الحقائق
كأشرقت أنوارىا بقلبو ...لذم دجاه صار صبحان شارقان
صب بأسباب الجماؿ موثق ...أضحى بعركة الخبلؿ كاثقان
متفردان في حب فرد حسنو ...عما سواه قطع العبلئقا
قد اعتلى صهوة أدىم الذم ...عسى يكوف البنو موافقا
منها:
عجة الشوؽ الملح فاثنى ...لجمع فرساف الرىاف سابقا
(ّ)ُّّ/
(ّ)ِّّ/
فأجاب سيدم محمد بن ىاشم بقولو :أما قبل إحالة طرؼ طرفك في حدائق تتضاحك الحور
زىورىا ،كاستمالة عطف لطعك بركاشق تسبي النهى كسرات فتورىا ،كإيراد طائر قلبك إلى
شرؾ جناف يدعوه إليها بنحور جودىا ،كافواد حائر لبك في فلك حبات أطلقت عليو بدكر
دكرىا فعوذ فنوف تلك الرياض بما شاء اهلل ال قوة إال باهلل كتحصن من سحر العيوف المراض
بحسبي إليو فإذا ثبت جأشك بغير معترؾ األحداؽ كالمهج ،كخلص لبك من شرؾ اآلماؽ
كالدعج ،كلم أرد غصوف تمايل قطوؼ ىدالها بسجعو منها لينة الركاحب ،كال عيونان يناضل
مفوؽ بنالها بين ريش الجفوف ،كقسي الحواجب بل جنات أدب بديعة أزىار البديع ال يذكل
نوارىا إذ ذكل نور الربيع كبنات أفكار حليت من الببلغة بنواىر اللباف كالقبلئد ،كجليت على
ترمق عيوف مبتكرات معانيها فيطيش حجان ثابت
منصة الفصاحة في جواىر الآللئ الفرائد ،ي
الجناف ،كتشرؽ بدكر مبانيها فتحير أعياف األعياف ،فنالك فات بواجب الحمد لمن جعل
األدب رياضان تتنزه فيها رياض األفكار[ّٗٔجػ] ،كغياصان تجتنى البصائر منها ما تجتنى من
الركض الناظر األبصار ،كخص كتابو الكريم في الببلغة بأبلغ مراتبها ،كأبرز كبلمو القويم من
الفصاحة في أبدع قوالبها كجعل [ٖٔأ-أ].
حبيبو المصطفى المختار أفصح من نطق بالضاد كما اختص إلو األطهار بببلغة اإلصدار في
الفصاحة كاإليراد صلى اهلل تعالى عليو كعليهم ما تجددت مفاخرىم ،كقاـ بما قاـ بو أكائلهم
من المعالي كأكاخرىم ،كقدـ بين يدم نجوام أريج سبلـ يفوح بعاطر النفحات ،كبهيج أكرـ
تستمد من فياض النفحات ،تحية لمقاـ طيب الفركع كاألعراؽ ،كىدية لمن أعجزت مفاخره
مبالغة المادح كاإلغراؽ ،موالنا العبلمة عماد الدين يحيى بن الحسن بن إسحاؽ ،عمر اهلل
بمعارفو أركاف مجد اآلؿ الكراـ ،كما أفاض من عوارفو أنوار الكماؿ التاـ.
(ّ)ّّّ/
كأما بعد فطلب العذر عن المكافاة بالمفاكهة ،ىو البلئق بمن صدت قريضة المنافاة للمشابهة
فلم يطعو الرؽ إلبداع ما أندل ،كلم يضع أصم اليراع إلى اعتذاره عن حقارة ما أىدل ،إذ
كانت خزانة الخياؿ عن الذخائر الفكرية عاطلة ،كالذاكرة لشغلة الباؿ عن اللطائف األدبية
ذاىلة ،ليعود العهد بمضمار قد تناىت في سباقو أسواطو ،كمقاـ طول على ىدر بقافو فيو
بساطو ،فبل تطالب ضعيف المنطوؽ بركيك المفهوـ ،كانظر إليو نظر المجهوؿ لتحصيل
المعلوـ ،فمالي في مجاراة بني اآلداب ثابت قدـ ،كموجود مقالي بينهم أقرب شيء إلى حيز
العدـ[َّٕجػ]،
كأعذر سكيت الرىاف فضبلن ...عن أف يرل بعدؾ المصلي
فحلبة الفضل كالمعالي ...أنت بها السابق المجلي
كحيث لم تستطع كلمات شعرم مراعاة النظير ،كلم يقول سلمات نظرم عن مقابلة الركض
النضير ،فقد ىيأت ىذه المملوكة حادمة لمقاـ غادتك ،كألزمتها مطابقة مرادىا كما شاكلها
مملوؾ في الجرم على إرادتك ،فإف لزممت التوارم عند االستخداـ ،فأعنها بالمبالغة في
الستر كالسبلـ (ُ) .
أشمت برقان الدياجي شائقا
يريك في افتراره طرائقا
خو
فخلتو في يدم تباشير اللقاء
كبرقم السحب بها مهارقا
مكرر الموعد كأنو
يعطي على ما قالو الوثائقا
يبسم عن ثغر السركر مشبهان
منو عذيبان جاده كبارقا
يا ليتو يصدؽ في مخايلي
كانظر التلميح منو صادقا
أـ قلت قد طارح ما تضمنت
حاشك إذ كاف لو مطابقا
يشق جيب السحب شق من نأت
أحبابو ككدعوا األيانقا
كيهمل القطر كدمع مغرـ
نأت لنا يرصده مفارقا
يا برؽ نعماف األراؾ ما أراؾ لي
على ما تدعي موافقا
عداؾ كرد إف ترده مسائبلن
فاستخبر الضلوع كالمفارقا
فعد عن تشبيو حاؿ كاجد
بعد الخلى ما أذاؽ الوامقا
أك فاقصر الدمع على تلك الربا
كجانب األغصاف كالحدائقا
كارع عهود اللقاء قد عقدت
على النقا كأسقى بها البواسقا
هلل عيش طاب لي في سوحو
لم أرنى إلى سواه تأيقا [ُّٕجػ]
__________
(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ )ِِّ/عن ما ىنا.
(ّ)ّّْ/
(ّ)ّّٓ/
كحلي بدر اللفظ جسم اعتذاره ...كأبدل محيا ينقص البدر كاملو
كأف درارم العقد في الجيد خولطت ...بمدح كجيو الدين فهو فواصلو
منها:
إذا اعتقلت رمح اليراع بنانو ...تقوـ على السر الخفي ثوالكو
كإف حار سرل العلم في ليل مشكل ...ىدتو من النظم الذكي مشاغلو
كإف ىاجتو لحرب الغواني تغلبو
ب ...ترا منو كفوان يفجع الهوؿ ىائلو (ُ)
كفي صدره بحر من العلم مفعم ...يركل عطاش الطالبين مناىلو
كفي كفو سحب الجدم ينبت الغنا ...بمجدب أيدم المتعتفين ىواطلو
كىي طويلة كمن شعره قولو.)ِ( :
تبسم من ثغرالربا عابس الصد ...كالح طراز القرب في زمن البعد
كبيض ما قد سودتو عواذلي ...بأقبلمها جهبلن على صحف الود
كأسفر صبح الوصل في جندس النول ...كقد كحلت عين المتيم بالسهد
كأحياء الحيا ميت الرياض بوبلو ...كألبسها من كشيو سندس البرد
كقلد جيد الغصن في در سقطو ...عقودان من األزىار تسخر بالعقد
كقاـ خطيبان في منابر دكحو ...من الطير كرؽ تشفع الشكر بالحمد
فبلحظ جفن النرجس الغصن أسو ...فنم بو النماـ في حضرة الزبد
كمالت بأعطاؼ الغصوف نسائم ...لها في تثنيو يد الحل كالعقد
بوصل التي ذؿ العزيز لحسنها ...كصح لديها من شكى علل الصد ّّٕ[ ...جػ]
يخاؿ كميض البرؽ ضاحك ثغرىا
ذ ...كجيد الرضا كاللحظ في مائس القد
كما لمراعات النظير حقيقة لذم ...الوصف إف أنصفت في العكس كالطرد
أما عمها الحسن البديع كخالها ...أرتنا بها مسك الختاـ على الخد
أتت كىي تمحو خطوىا بذيولها ...مخافة كاشي قد قفا نفحة البرد
إذا ظل في ليل الذكائب صبها ...فبرؽ ثناياىا دليل على الرشد
كما حل عقد السحر في الجفن إنما ...صناعة حل السحر للجفن كالعقد
مليكة حسن جار في الحكم ردفها ...على خحصرىا لما انثنى عادؿ القد
فهل لغريق الدمع يا صاح منقذ ...كىل لوحيد العصر في الناس من يد
[ كفاتو]
__________
(ُ) البيت ساقط في (جػ).
(ِ) نشر العرؼ (ّ )ِّّ/عن ما ىنا.
(ّ)ّّٔ/
ككانت كفاة صاحب الترجمة في سنة اثنتين كتسعين كمائة كألف أخبرني شيخنا العبلمة جماؿ
الدين علي بن إبراىيم بن عامر أياـ قراءتي عليو في (العصمة عن الظبلؿ شرح عقيدة السيد
حسن الجبلؿ) ،أف صاحب الترجمة قرأ عليو في العصمة المذكورة ككافق تماـ القراءة فيها عزـ
شيخنا الجمالي للحج فرآه في النوـ بعد أياـ كىو يقوؿ لو :إنك نفعتني بتلك القراءة فرجع إلى
(صنعاء) كأخبر بموتو قبل الرؤيا المذكورة كاهلل الموفق.
[( ) يحيى بن إسماعيل األخفش] (ُ)
[اسمو كنسبو]
السيد يحيى بن إسماعيل بن أحمد بن محمد األخفش بن الحسن بن محمد بن صبلح كبقية
نسبو تقدـ في ترجمة السيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي ألف الحسن بن محمد ىو جد بني
الشامي كبني األخفش.
[نعتو كبعض أحوالو]
كاف صاحب الترجمة فاضبلن عبلمة أديبان ،ذا فضائل جمة كلو سكينة ككقار كمركة كسماحة.
رحل من (كوكباف )،إلى (صنعاء) مراران لطلب العلوـ كلبث بها برىة ثم رجع إلى كطنو ككلي
تح ور بحر فيما باشره ككلي القضاء
األكقاؼ الكوكبانية ككاف صاحب ديانة ككرع ككماؿ ،ذا ٍ
[ّْٕجػ] أيضان بكوكباف كقد ترجم لو صاحب الطيب كأثنى عليو كثيران ،ككاف صاحبو كصديقو
طرز بو جلل علموَّ ،
كحشى بمنسوجو الدقيق أردية حلمو ،كقولو في المدح ،كقد قاؿ(:كلو شعر ٌ
بالغ لزنده في القدح (ِ):
كىذا الذم أعنيو في النظم سيد ...بهمتو القسعاء قد أحرز العلما
كساد على األقراف (ّ) بالفضل كالتقى ...كفارؽ بهذا العصر سادتو َّ
الشما
كدكنهم قد أشرقت شمس ًعل ًٍم ًو ...بها فأزاحت من جهالتو الظلما
كأدرؾ في الفكر الجليل دقيقو ...فللو ما أعبل عبله كما أسما
المفضل درية ...كمجملو المعقود حللو فهما
ن كأتقن في العلم
__________
(ُ) طيب السمر (ُ ،)ُُٗ-ُْٖ/نشر العرؼ(ّ .)ُُّ-َُّ/كفيو :كلعل كفاة صاحب
الترجمة قبل صديقو القاضي أحمد بن محمد الحيمي في سنة (َُُُىػ).
(ِ) طيب السمر (ُ.)ُٖٓ/
(ّ) في طيب السمر :األتراب.
(ّ)ّّٕ/
(ّ)ّّٖ/
(ّ)ّّٗ/
السيد يحيى بن أحمد الهدكم المداني ترجم لو صاحب (صفوة العاصر) فقاؿ :سيد يمتد في
المجد باعو .كيطيب في مذاؽ األدب إبداعو .ظاىر النباىة .من الجد حلو الفكاىة .يأخذ من
العلوـ بنصيب ،كيرتفع في كاديها الخصيب .كيبدع في كل فخر كنصيب ،كبينو كبين الصنو
أحمد بن حسن الجرموزم مكاتبات تشتمل على بدائع زاىرة للوشايع ،كمراسبلت باىرة
الركائع ،كتب إليو الصنو أحمد قولو (ُ):
قيل لي إف سيد عنده في ...صنعو الشعر صنعة أم صنعو
فبعثت القريض أخطب أبكار ...المعالي فلي بذلك كلعو
فليزؼ الحساف منهن نحوم ...فهو عندم شريعة غير بدعو
كعلينا لها النثار من الدر ...كأنا نلقى عليهم خلعو
فأجاب صاحب الترجمة بأبيات أكلها (ِ):
أمزار الحبيب من بعد ىجعة ...يتؤلأل جبينو باألشعو
خلع الحسن كالبهاء عليو ...من بركد الجماؿ أبهج خلعو ّٕٕ[ ...جػ]
أـ نظاـ قد جاءني من كريم ...راؽ سبكان كفاؽ حسنان كصنعو (ّ)
[يحيى بن ناصر جحاؼ] (ْ)
( -...قبل ُُْٔىػُّٕٓ-.../ـ)
السيد يحيى بن ناصر الجحافي ترجم لو صاحب (الصفوة) فقاؿ :ىو سيد فاضل مشهور
كماجد لواء مجده على الكبراء منشور ،لجأ من األدب إلى ظل كريف ،كتوقل ىضبات المجد
المنيفٖٖ[،أ-ب] فأنارت بو سماء المناقب ،كتزينت من مجده بزينة الكواكب ،كمحاسنو في
األدب ذات أنوار ،كركائعو فيو طوالع نهار ،كلو الخط البديع ،كالنثر الذم يقصر عن شأكه
البديع ،فمن فرائد آدابو كقبلئد خطابو ،كنظمو الرائق البهي ،كسلساؿ أدبو الشهي ،قولو معاتبان،
لمن ثنى عن مضجع الود جانبان (ٓ):
عاملتموني بنقيض المراد ...كلم تطق ذلك ذات العماد
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )َّٗ/عن ما ىنا.
(ِ) نفسو (ّ )َّٗ/عن ما ىنا.
(ّ) ذكر في نشر العرؼ أف كفاة صاحب الترجمة لعلها كانت بعد كفاة صديقو السيد أحمد
الحسن الجرموزم في سنة (ُُُٓىػ).
(ْ) صفوة العاصر (خ) ،نشر العرؼ (ّ .)ّٔٗ-ّٖٔ/عن ما ىنا.
(ٓ) صفوة العاصر (خ) نشر العرؼ (ّ )ّٔٗ/عن ما ىنا.
(ّ)َّْ/
فتوفي في سنة [ )ُ( ].......كمن نظمو مؤلف سماه(:نفخ الصور في ذكر آؿ القاسم
المنصور) ،كتكاتب ىو كجماعة من األدباء األعياف كالمولى زيد بن محمد الحسن ،كالمولى
الحسين بن عبد القادر ،كالسيد أحمد اآلنسي ،كالقاضي أحمد بن محمد الحيمي ،كمما كتب
إليو المولى زيد [بن محمد] أبياتو الثائية التي مستهلها (ِ):
ىيهات تجديك في الحب المبلمات
يا عاذلي كعلى الخدين المات
كمن شعر صاحب الترجمة مجيبان كسلك فيها مسلكان عجيبان (ّ):
سل فؤادم ىل حل فيو سواكا ...فهو نبيك أنو مغناكا
يا صديقان لو حميد السجايا ...كحبيبان للحاسدين شجاكا
أنت عندم عين الوجود كإني ...أتمنى في كل حين لقاكا
كلك الود خالصان من قديم ...ليس يبلى كإف أراد عداكا
أنت في مهجتي مقيم كإف قاؿ ...أناس أني سلوت ىواكا
لست أسلو كإف شغلت عن ...الوصل بما ال أظن أف يخفاكا
غير أني أشكر إليك زمانان ...قد أراني من أىلو ما أراكا
كرسيسان من الهول لفريق ...لم أجد قط عن ىواىم فكاكا
إف تباعدت عنهم عنفوني ...أك تدانيت أرصدكا لي الشباكا
كل يوـ يبدم لي الدىر منهم ...خلقان كم أطلت فيها العراكا
أنت أدرل بهم كيا ليت شعرم ...ىل يفيد الشكاة لو تشاكا
أيها الماجد الذم جل قدران ...كسما رتبة تفوؽ السماكا
كالمجيد الرسائل الفاضليات ...على رغم حاسد ناكاكا ّٕٗ[ ...جػ]
كالذم ينظم الآللي كباران ...كإذا شاء بنثر األسبلكا
ال تلمني كخل عتبي فإني ...قد سئمت الوالء إال كالكا
أنا في شغلة بترميم عيش ...قصرتني عن عاليات ذراكا
ال تقل أني قد سلوت غرامان ...لك عندم فما أكد سواكا
كل من في حماؾ يهواؾ لكن ...أنا كحدم بكل من في حماكا
و
حاسد قد أتاكا كاسأؿ القلب فهو ينبيك عني ...كاطرح قوؿ
__________
(ُ) ما بين [ ].......بياض في أصولي.
(ِ) نشر العرؼ (ّ )َّْ/عن ما ىنا.
(ّ) نفسو (ّ )َّْ/عن ما ىنا.
(ّ)ِّْ/
(ّ)ّّْ/
شاخ شخص الظبلـ حتى تبدل ...في دجى عارضيو شيب النهار
ما ترل الشرؽ فيو جذكة نار ...ذكبتها النجوـ باألنوار
كسجود الغصوف في قبلة الرك ...ض يبلي مؤذف األشجار
فأقم للسركر في مشهد األنس ...صبلة التسبيح باألكتار
فنديمي بدر كإال فشمس
طلعت من من ...طلعت من منازؿ األنوار
قد سمرنا حتى طول األفق ...برد الليل كالصبح برده في انتشار
كضممنا غصن الوصاؿ كقلب البعد ...من سفيح قلبو في انكسار
في مقاـ كأنما النرجس العض ...بو أعينا ببل أشفار
كرؤكس الزىور مهما تبدت ...قطعتها خناجر األنهار
ككأف الكؤكس زىر سماء ...قابلتها األشجار باألزىار
ككأف النجوـ فيها فصوص ...من لجين كالبدر كالدينار
كالثريا كأنها تاج ملك ...رصعتها جواىر األحجار
ككأف الجوزاء عصاة لجين ...ككأف المريخ جذكة نار
ككأف السما رداء عركس ...كعليها النجوـ مثل النثار
ككأف المداـ ركح من النو ...ر بجسم غدا من األنوار
كمن شعره قولو (ُ):
الغيم قد أصبح مثلي رقيق ...يبكي على باف اللول كالعقيق
كالرعد شوقان أف من أنَّتي ...كفي حشى البارؽ نار الحريق
كساجعات الورؽ قد أظهرت ...مثلي غرامان بالقواـ الرشيق
ناحت على غصن كنوحي على ...غصن لجين مثمر بالشقيق
كالغصن يثني العطف لما غدا ...سكراف من خمر الندا ال يفيق
فقم بنا نسعى إلى مجلس ...يطفي حريق القلب منو الرحيق
من خمرة حمراء مشمولة ...كأنها في الكأس ذكب العقيق ُّٖ[ ...جػ]
يديرىا ساؽ لو كجنة ...حمرا كمحضر عذار أنيق
ذ
كأنما مقلتو صارـ ...دمي بو في كل حاؿ أريق
[كفاتو]
كاخترمتو المنية قبل كالده كلو طاؿ عمره لجاء بالعجائب في فنوف العلم كاآلداب رحمو اهلل
تعالى كتوفي صاحب الترجمة بػ(حفاش) في سنة خمسة عشر كمائة كألف.
[( ) يوسف بن إبراىم األمير الصنعاني] (ِ)
__________
(ُ) نفسو(ّ )ّٗٗ/عن ما ىنا.
(ِ) عقود الدرر لعاكش(خ) ،الحدائق المطلعة (خ) ،الجامع الوجيز(خ) ،نيل الوطر
(ِ ،)ُْٗ-ُْْ/البد الطالع(ُ )َِْ/استطرادان في ترجمة أخيو علي ،مصادر
الحبشي(َُّ) ،مؤلفات الزيدية (ِ ،)ُّٗ/فهرس المكتبة الغربية (ّٕٕ) ،أعبلـ المؤلفين
الزيدية ص(ُُُٕ ،)ُُِٕ-ترجمة (ُِِٗ).
(ّ)ّْْ/
(ّ)ّْٓ/
فقلت لو :أما التصريح فمحاؿ ،كإنما سامد مزف فكرم ،بقطرة من بحر أكصافو ليطيب المقاؿ
كسيتضح لك المراـ ،إذ ليس في الوجود من لو ىذه المفاخر إلماـ ،كإنما تركت اسمو بقيان على
مهجتي التي إذا ذكرتو شق عنها الجول صدرم كإل فذكر االسم أيسر على من نعت المسمى
إذ ال طاقة لي من ذكر بعض أكصافو بشيء ما ،فإف المقاـ خطير كاألمر:
عسير ىي األماني المبيد موردىا ...كرب كرد من دكنو األجل
ضاؽ الخناؽ ،كالتفت الساؽ بالساؽ كتحطمت أسنة األقبلـ الرشاؽ ،على صفحات البيض
الرقاؽ ،فالعود إلى الدعاء لو أكلى كال بد أف استطرد لك النسيم ما يرشدؾ إلى المقاـ إال على.
فأقوؿ :اللهم [ٖٗب-ب] اجعل عمائم برؾ كأكف عليو حيث كاف كما جعلت راحتو مرسلة
على العفاه شأنة شآبيب اإلحساف ،كانشر عليو حلل اإلفضاؿ كالمنن ،كما [ّّٖجػ] نشر
أعبلـ جده كإحياء السنن ،كحطو بأمنك من جميع اآلفات ،كما أمنت من الذ بحماؾ من
المخافات:
أمين أمين ال آرضى بواحد ...حتى أضيف إليها ألف أمينا
فعند ذلك قاؿ النسيم قد ظهر للمراد ،كلقد خلعت على حلل اإلسعاد،أردت منبع الجود زاكي
الجدكد كنز العلوـ ضياء الحلوـ البدر التماـ عمدة األحكاـ موضع معالم التنزيل كشاؼ أسرار
التأكيل:
من طاب أصبلن كزكى ...كليس يخفي ابن ذكاء
كليس قولي من المقصود ضاير ...العرب تعرؼ من أنكرت كالعجم
(ّ)ّْٔ/
فلقد شاع ذكره في العرب كالعجم كظهر ظهور نار القرل ليبلن على علم ،كمن لي بأف أكوف من
الواقفين ببابو ،كالمتلمسين بأعتابو ،كىا أنا متوجو إليو ككاقف إف شاء اهلل بين يديو ،كبعد فإف
كافا النسيم إلى السوح العظيم ،فبل تعبن أما سرت نسيم الصبا كأدركت منها نفحة حين تعبر،
لقد عبرت عندم كمرت بمنزلي كإني بذكراؾ النسيم أعطر بل أسألو عن أسير الوداد ،ك،أستمل
منو أحاديث شوؽ صحيحة اإلسناد ،كمره أف يسمعك سيرة الدمع السفاح ،كرحلة القلب
المثخن بالجراح ،كاستخبره عن الجسم الذم أذابو النحوؿ ،كرقاه السقم بهل بالطلوؿ ،كعن
ك ًمثٍ يل ىخبًي ور}[فاطر.]ُْ:
السعير{،كالى ييػنىبّْئي ى
ى الحشا التي أصليت عذاب
كأنا على ما تعهدكف من الوفاء ...كعقد التصابي لم يحل قط محلوال
كإف كاف انقطاع العهاد مما يريب في صادؽ الوداد لكن لما كاف القلب مقيمان في مقامكم
العالي ،مع توارد ما أضنى الجسم من غير [ّْٖجػ] الليالي ،استغنيت عن العهاد بالفؤاد،عن
تسويد البياض بالمداد ،بتبييض السواد بالدمع كالسهاد…:
أشبو عما ليلو حتى ...استول األبيض كاألشهب
كحيث كقد شق تحمل ىذه األثقاؿ فاألكلى العمل بقوؿ من قاؿ:
يا من شكى من زمن قسوةو ...أين السرل كالعيش كالسبسب
أليس في البيداء مندكحة ...إف ضاؽ يومان بالفتى مذىب
لبد أكحيو تلسبألخبط الليل كلو أنو ...ذك و
من ىمتي جاد كمن عرفتي ...ىاد كإف ظل بي الكوكب
كال يحمل المسطور بعد ما تضمنو من الصدكر ،فالحديث أشفاه الشفاه ،كالصدر ال يأمن من
الطرس على حمل كثير مما حواه،كالغرـ عقيب األحرؼ إف شاء اهلل كالسبلـ على جميع من
حفو المقاـ ،كمن خاص كعاـ ،كبعد ذلك ىذه القصيدة كىي:
من لي برد األرؽ ...للطرؼ كالتشوؽ
لقلبي المعرض عن ...كقع سهاـ الحدؽ
قد كاف ماء للسهاـ ...كالضنا كالحرؽ
كاف بحب الحسن ...طبعان ليس بالتخلق
يهول الجماؿ كيهيم ...بالرشا المقرطق
كيأمر الطرؼ بقطع ...عقد المنتق
(ّ)ّْٕ/
(ّ)ّْٖ/
(ّ)ّْٗ/
أليس لي السبق في حلبة ...الهياـ كفي كجد عالي المقاـ
اسخ في قياـ
ألست الذم في شركط الهول ...على قدـ ر و
ألست الذم كنت أكؿ من ...أجاب لداعي الجول كالهياـ
فباهلل رقوا لرؽ غدت ...حشاه بهجركم في اضطراـ
كال تسمعوا لمبلـ الوشاة ...كتصغوا لتنميق زكر الكبلـ
عسى عطفو منكم بالرضا ...على الصب قبل دنو الحماـ
كجودكا على كلو مرة ...لتشفوا فؤادم برد السبلـ
كمالي إذا طاؿ ىجرانكم ...كملت لواش يزيد انضرامي
كملتم مع الدىر عونان على ...غير امتداحي لنجل الكراـ
[( ) يوسف بن علي الكوكباني] (ُ)
(ُُُٔ -...ىػَُٕٓ.../ـ)
[اسمو كنعتو]
القاضي ضياء الدين يوسف بن علي بن ىادم الكوكباني ،كصاحب الترجمة كاف عالمان أديبان
بليغان ،كلو فضائل جمة ككاالت متعددة ،كقد ترجم لو صاحب (الطيب) كاستطرد ذكره صاحب
(نشر العبير) فقاؿ :لو قدر جليل ككقار جميل كقلب سليم كلطف يلحق [ّٖٖجػ] بالنسيم.
[مشايخو كمؤلفاتو]
__________
(ُ) طيب السمر (ُ ،)َّٔ-َّٓ/نشر العبير(خ) ،نشر العبير (خ) ،صفوة العاصر(خن)،
أعبلـ المؤلفين الزيدية ص(ُُٕٕ )ُُٕٖ-ترجمة(ُِّٕ) ،نفحة الريحانة (ّ-ْْٕ/
ْٖٔ) ،األدب اليمني (ْٗٓ ثم ُٕٓ ،)ِٓٓ-مصادر الحبشي (ٖٔ ،)َّْ-البدر
الطالع (ِ ،)ّٗٗ/نشر العرؼ (ّ ،)َْٔ/مجلة الكلمة ص(ُٖ ،)ِٔ-عدد سنة
(ُّٕٗـ) ،معجم المؤلفين (ّ ،)ُّٗ/كمنو ىدية العارفين (ِ )ٕٓٔ/فهرست مخطوطات
حضرموت (َُٖ) مؤلفات الزيدية( .ينظر فهارسو).
(ّ)َّٓ/
قراءتو على جماعة من األفاضل منهم السيد العبلمة محمد بن إبراىيم بن المفضل كالسيد
العبلمة صبلح بن أحمد الرازحي ،كخلق كثير من أعياف الوقت ،كلو أدب يسكر األسماع
كينوب عن مثالب السماع ،كلو مؤلفات أدبية منها :كتاب (طوؽ الصادح) ترجم فيو لمن ذكر
الحماـ في شعره فجاء كتابان نفيسان ،كبناه على التسجيع كمن مؤلفاتو( :كتاب السوانح ،في
المبادئ كالمراجع للقرائح) كمنظومة تضمنت سيرة النبي -صلى اهلل عليو كآلو كسلم -على
أبلغ كجو كالجملة فإنها استوعبت خبلصة كثير من السير على أساس صحيح من الحديث
كاألثر كمطلعها:
كنت نوران كالكائنات ىباء ...حبذا اإلبتداء كاالنتهاء
كسماىا( :البغية المقصودة في السيرة المحمودة) كديواف سماه( :محاسن يوسف) كجمع من
شعر ابن نباتة المصرم ديوانان حافبلن.
قاؿ القاضي أحمد الحيمي في (طيب السمر) ك(كاف صاحب الترجمة يتطاكؿ تطاكؿ ابن حجة
مجو ،فهجاه الشعراء ،كألقوه بالعراء ،فما أحجمت األلسن أف ىجتو
فما طرؽ كبلمو سمعان إال َّ
ذمو نهجان أنهجتو ،حتى قاؿ بعض األفاضل ممن لو يجادؿ
كال النفوس حتى سلكت من ٌ
كيناضل ،سأضع كتابان أسميو( :كسر الركؽ في سرقات الطوؽ) كقد جرت عليو أحداث ألت
بو ،إلى حلوؿ األجداث ،فحبس مراران كالقى بدر كمالو سراران ،كقد كاف أفضى إلى الهبلؾ
أمره ،كزاد مع بعض ملوؾ في االحتداـ حمرة ،فقاؿ :في حقو السيف كالنٌطع ،كأطيع أمره عند
الناس كلكنو عند المقدكر لم يطع ،ثم لما حبس بػ(زبيد) كككل بو ذك فظاظة من العبيد ،أصابو
غم لو كلم فتألم كأطلق من السجن في أثناء ذلك األلم ،فأركب على بعض الجماؿ ،كاحتمل
مشقة السفر أشق االحتماؿ ،فسقط من فوقو فانكسرت إحدل يديو ،كسقط [ُٗأ-ب] في
يده لما حانت مفارقتو من اآلداب لما لديو ،ثم لما استقر في بيتو [ّٖٗجػ] كقد تعلل صديقو
كليتو مات ،كىو أقرب إلى الصبا ،زارت ضريحو غني نسمات القبوؿ كالصبا (ُ)انتهى كبلمو.
__________
(ُ) طيب السمر (ُ.)ُّٓ/
(ّ)ُّٓ/
قلت :ككاف الذم أراد قتلو ىو صاحب المواىب ألف القاضي يوسف كاف كزيران مع المولي
حسين بن عبد القادر بكوكباف كقد تقدـ ذكر شيء من ذلك كقد كاف كشى بو حاسده إلى
صاحب المواىب كأنو صدر منو كبلمان في جانبو موجبان لقتلو فسجنو بػ(قصر صنعاء) ثم أنفذ
إلى عاملو بػ(صنعاء) يأمره بقلتو في يوـ معين بمرل من الناس ،فدخلت بعض جوارم صاحب
المواىب عليو تستشفع لصاحب الترجمة ،كقالت:إنو سيحدث الناس عنكم أنكم تقتلوف
العلماء فأنفذ بريدان في الحاؿ إلى عامل (صنعاء) يأمره بإطبلقو فوصل البريد كقد كتف صاحب
الترجمة كشهر السيف لضرب عنقو فأشار البريد أف معو أمران من صاحب المواىب كأشار إليهم
بالكف عنو ،ففرج اهلل عنو ككاف محسدان لكمالو كفضلو كميلو إلى العمل باألدلة الشرعية مع
تطاكؿ كعجب بنفسو فثقل على أىل زمانو كلما قاؿ ىذه المقطوع (ُ):
إذا كنت يا نعلي ترل صفع من يرل ...سبابان ألصحاب الرسوؿ أك الولي
ففي أضلعي منهم كفي حر أكجو ...تنقل فلذات الهول في التنقل
ىجاه كل شاعر كرد عليو كل فاضل ،حتى السيد العبلمة صبلح بن الحسين األخفش كالسيد
العبلمة ىاشم بن يحيى الشامي كالقاضي العبلمة علي بن محمد العنسي ،على جبللة قدرىم
كقد كاتبو عدة من األعياف كالمولى عبداهلل بن علي الوزير كالقاضي علي العنسي كالقاضي
أحمد الحيمي كالمولى [)ِ( ]..........
[نماذج من شعره]
كمن شعره ىو في الطبقة العليا من الببلغة فمنو قولو كىو في منتزىو المعركؼ بسداؿ من
كادم ظهر(ّ):
فلق األماني قد تبلج ...كشذا المسرة قد تأرج
كالدىر قد كىب الحبو ...ر (ْ) كىب ركح رضاه سجسج
كأتى الربيع بحر فضل ...مركطو لما تبرج
فتزخرفت لقدكمو ...الدنيا بما أبهى كأبلج
كالجو أصبح الزكر ...دم المطاؼ لم يضرح
__________
(ُ) نشر العرؼ (ّ )َْٗ/عنا ما
(ِ) ترؾ في النسخة (جػ) قدر سطر كنصف بياضان.
(ّ) نشر العرؼ (ّ )َْٗ/عنا ما ىنا ،طيب السمر (ُ.)ّّٓ-ِّٓ/
(ْ) نهاية [َّٗجػ].
(ّ)ِّٓ/
(ّ)ّّٓ/
(ّ)ّْٓ/
كممن ترجم لصاحب الترجمة كأطاؿ الثناء عليو صاحب (صفوة العاصر) كال بأس بإيراد ما قالو
فيو ،فقد كاف حقيقان بذلك كصورتو ،ىو :بحر ليس للبحر لججو ،كبدر من أين للبدر تبلجو،
ينفث باللؤلؤ كالمرجاف ،كيزخر ببدائع من الفضل كأفناف ،النبل مقصور على ذاتو ،كالفضل
موقوؼ على حركاتو كسكناتو ،كالفخر متردد بين غدكاتو في المجد كركاحتو ،شغف بالمجد فتان
ككهبلن ،فأصبح لكل مكرمة أىبل[ِّٗجػ] ككلف بالعلم كأدكاتو ،فجنى من الفضل يانع ثمراتو،
فالنيل ال يعلق بغير معاليو ،كالجود ال يكلف بسواء إنارتو في الفخر كتؤلليو إف نظم رأيت التبر
مسبوكان ،كالوشي محبوكا ،كالدر منثوران كمسلوكا ،كإف نثر أراؾ البدائع شخوصا ،كجبللها للرائين
شذكران كفصوصا ،في كل معنى رائق مستحسن تهتز من طرب لو األكراح ،ىذا إلى علم ترنق
حواشيو كينزاح بو ليل الجهل كغواشيو ،ضبللو كارؼ كسحايبو على الطلبة ذكارؼ ،كمحاسن
شمائل ىي في الحسن رياض كخمائل ،فاإلبداع مقصور عليو كالمحاسن بأسرىا لدينو ،كعلى ما
ص يرك ىف}[سورة:الطور ]ُٓ،كسأكردأدعيو شاىد عدؿ يظهر للعيوف {أىفى ًس ٍحر ىى ىذا أ ٍىـ أىنٍػتيم الى تيػ ٍب ً
ٍ ه
ذلك من عقود دره ،كرياض أدبو الموشحة بأزىار فقره ،ما تعلم بو كنو مقداره ،كتخبر بو قدر
أمده بالشعر كمضماره ،فمن نظمو الذم يسوغ في مذاؽ اآلداب ،كيجتني منو قطاؼ األدب
المستطاب:
مالي إذا ىب النسيم النجدم ...كىنان تمسكت بو من كجدم
كإف سرل برؽ الغوير سحران ...بعت كرل محاجرم بالسهد
كإف تذكرت العقيق صبوةن ...أجريتو من مدمعي في خدم
كإف سمعت باللول حكاه ...في خفوقو قلبي كحار رشدم
كإف تجافاني سكاف الغضى ...أحسست حر ناره في كبدم
عرب ىواىم سنو ال سبتو ...يرفضها أىل الهول من بعدم
ضاع شذاىم فهداني نحوىم ...منا كمن ضاغ فأنى يهدم
أموت من شوقي إذ تيمموا ...فالدمع غسلي كالهموـ لحدم
كجرد
لي فيهم خلف الحجاؿ دمية ...محركسة بذبل ي
طلعتو
(ّ)ّٓٓ/
(ّ)ّٓٔ/
(ّ)ّٕٓ/
(ّ)ّٖٓ/
ىذه نفثة مصدكر آف أف أثني منها عناف البراعة إلى إتحاؼ المالك بشيء من صناعة البراعة،
أذكرني ىذا المقطوع الموصوؿ بالتورية مقطوعان منحو عند نظمو كزنو كركية ،كىو مذ تجلى
لناظرم كعبة الحسن عن أمم حرـ المهجة األماف أليست لو حرـ ،كما لو في اللطف سارة،
قولي عاقدان لقولو-صلى اهلل عليو كآلو كسلم(( -ال يحل لنبي أف يقبل باإلشارة)) إذا كاف
لحظك ذا مرسبلن إلينا على فترة ال غرارة
فما بالو يقتل العاشقين ...كقد بايعوه بلطف اإلشارة ّٗ[ ...أ-ب]
كقولي مضمنان:
خد و
أملس ...بنبات شعر لم يرده عميدىا كم كدرت مرآة و
كقولي أيضان:
ناـ النبوة في الصبابة إذ غدا
السحار
...كىو الكليم بطرفو َّ
كرأل على خديو نار فانثنى ...متطلبا في الماء جذكة نار
كقلت أيضان مضمنان:
مقبل بشفاه للجفوف غدا ...في خده أثر منها لذم الولع
كلم تصادؼ مرعا ممرعان أبدا ...إال كجدت بو آثار منتجع
كقولي أيضان:
كبي من تفرد في حسنو ...كفاؽ الغصوف بلين الثني
ككافى كتاب الجماؿ الذم ...بو المطالع من كل فن ّٕٗ[ ...جػ]
يجاكبني كالصدل مبهمان ...على إسمو محنةن ال تجتني
إذا قلت إني كرمت الجواب أتيت لتخبرني قاؿ إني
انتهى .كمن شعر صاحب الترجمة في القوؿ بالموجب:
كلما رأكا ما مسنى ...للوجد من داء الجفوف
قالوا لقد عبثت بك ...السود فقلت من العيوف
كقولو:
زار الذم أىواه في غرة ...ليبلن فمن المجاب جنح الغسق
قاؿ ىل انشق الصباح الذم ...يحسدنا قلت نعم كانفلق
كقولو كفيو االقتباس مع التورية:
كمقطب النوار ضايع عرفو
...يهدم إلى استحسانو من ىكلها
إف قالت النسمات ىا كأس الحيا ...فاشرب تبسم ضاحكان من قولها
كقولو في االكتفاء مع التورية:
أكد ضيافة من زارني
...كأكرمو كرمان ال ريا
يا من أتاني مستوفران ...أقم مكرمان في محل الضيا
كقولو في مثلو:
حبذا ركضة نزلنا بها ...في يوـ دجن معطر األنفاس
بين كرد كنرجس ىو للطرؼ ...طيب يحلو أقذاه كاسى
كقولو أيضان:
(ّ)ّٓٗ/
(ّ)َّٔ/
(ّ)ُّٔ/
السيد ضياء الدين الهادم بن المطهر بن محمد الجرموزم كبقية نسبو تقدـ في ترجمة بن أخيو
أحمد بن الحسن.
مولده سنة ثماف كأربعين كألف.
[األعماؿ الموكلة إليو كنماذج من شعره]
ككلي للمتوكل بن المنصور بعض األعماؿ ثم تولى (عتمة) بعد كفاة أخيو الحسين ،ككاف شاعران
متفقهان مشاركان في النحو كغيره ذكره صاحب النسمة كأكرد لو قولو [ََْجػ] (ُ) :
إليك الشوؽ كالفكر ...كفيك التوؽ كالذكر
كأنت المقصد األعلى ...كأنت السر كالجهر
كالسكر ...كالريحاف كالزىر
كأنت السكر ُّ
كمن طلعتك الغرا ...تغار الشمس كالبدر
كفي جفنيك كاألعطاؼ ...تماـ البييض كالسمر
كفي خديك كاألكجاف ...باف الورد كالخمر
كلوال حسنك الفتاف ...ما غاضي الهول الصبر
كمن كجدم لهم رسم ...كمن دمعي لهم سطر
فشوقي سيد األشواؽ ...في الحب كال فخر
كما أف قاسني قيس ...كال زيد كال عمرك
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ ،)ِٖٔ-ِٖٓ/نشر العرؼ(ِٗٔ.)َِٕ-
(ّ)ِّٔ/
ككاف صديقان للقاضي حسن بن علي بن جابر الهبل ،كتب إليو مباديان يبشره بحصوؿ مولود لو
سماه الحسن فراجعو القاضي بقولو( :أما بعد حمد اهلل الذم أطلع ىبلؿ السعادة في فلك
اإلقباؿ ،كرشح سلطاف السيادة بزيادة اآلؿ ،كأنسج ىبلؿ الجد جنينان فاستتم بدران كلم ينقص
إلى كتاب كرـ أنو بعد بسم اهلل الرحمن
كلن ينقص كما نقص القمر في السماء دىران فإنو كافى َّ
الرحيم ركض زاىر بل در باىر ،تود الشمس لو اقتبست من أنواره كالزىور لو انتسبت إلى
ثماره ،كالدر لو انتظمت في اسبلكو كالقمر لو سرل في أفبلكو ،ممن عمر ركن الفضل فاعتمر
كأمر الفلك بطاعتو فاستمر كابتهجت بو أعواد المنابر كتفاخرت بو األقبلـ كالمحابر ،كشمخ
حياء منو كجو البدر ،ضياء اإلسبلـ المشرؽ ،كغيث
[ْٗأ-ب] بوجوده انف الدىر ككلف ن
اإلحساف المغدؽ ،كركن المجد األشد الهادم بن مطهر بن محمد ،كمنها :كلعمرم لقد انهدـ
ركن الحسود ،كأغاض البعيد الحقود ،كألبسني ثوب المسرة معلمان كلم أزؿ بكعبة ذلك الفرح
محرما ،كألبس الصديق أحسن اللباس ،كذلك فضل اهلل يؤتيو من يشاء كاهلل ذك فضل على
الناس ،كىو المسؤكؿ تماـ إنعامو ،كحسن الخاتمة بإكرامو ،إف شاء اهلل تعالى) (ُ).
كمدحو القاضي مهدم العشبي الشاعر كىو من عشب-بفتح العين المهملة كسكوف الشين
المعجمة ثم ياء موحدة -بطن من ىمداف قرب كحبلف ،ككاف ىذا الفقيو مهدم من شعراء
الدكلة المنصورية معدكدان[َُْجػ] من أدباء (صنعاء) حامل الذكر لنقصاف حظو كقصيدتو التي
مدح بها صاحب الترجمة ىي قولو (ِ) :
محجر ...كصفى المشقر عن يمين األشقر
أنى لك الحجرات يوـ ٌ
ما ىذه األرض التي نذرت لنا ...فيها بيوـ الوصل أخت المنذر
قل للغماـ إذا ىممت برشها
...فاغمس جناحك في معين الكوثر
كأظن ذاؾ الترب شيب نديٌو ...بفتيت كافور كمسك أذفر
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ.)ِٖٕ-ِٖٔ/
(ِ) نسمة السحر (ّ ،)ّٖٕ/نشر العرؼ(ّ.)َِٓ-ِْٗ/
(ّ)ّّٔ/
(ّ)ّْٔ/
الفقيو العبلمة ىادم بن علي الصرمي :الطبيب المنجم الشاعر األديب ،عبلمة المعقوؿ ،كاف
محققان متقنان عارفان بكثير من فنوف العلم كالمنطق كالهيئة كاألزياج كالطبيعي ،كالسيمياء كما
يتعلق بو من علم الحرؼ كصناعة األكفاؽ ،كاستخداـ الركحانيات كأحكاف النجوـ ،كاإلخبار
بأشياء من الحواديث كعلم الطب كمباشرة العبلج مع اإلصابة في كل ما باشره كالتبريز فيو،
ككاف محققان لعلوـ اآلالت من النحو كالصرؼ[ْٗب-ب] كالبياف كعالمان في الحديث النبوم
كسائر علوـ المنقوؿ.
[مؤلفاتو]
كألف المؤلفات العجيبة فمن ذلك مؤلف جمع فيو ما كرد في األحواؿ التي بعد الموت
(كتذكرة القرطبي) ،ك(البدكر السافرة للسيوطي) غير أف صاحب الترجمة جمع فيو فأكعى كمنها
(العرؼ الندم حاشية على حاشية اليزدم على تهذيب المنطق) كمنها:
(شمس اآلكاف فيما تعاقب عليو الملواف) ،كىو من أحسن الكتب التي ال بد لمريد علم الفلك
من تحقيقها ،ككاف حسن األخبلؽ طيب الحديث كامل المركة مطرحان للكبر كالعجب بالكيلة
سريع الحركة قلق الطبع يقصد العبلج فيحمد نذيره لمعرفتو باألسباب كالعلل كالتشريح حتى
قاؿ فيو المولى عبد اهلل بن علي الوزير (ُ) :
أئمة الطب بصنعاء ...لهم تعديل أركاح بأجساد
كلهم داع إلى نفسو ...لكن إمامي منهم الهادم
[نماذج من شعره]…ذج من شعره]
ككاف أكحد عصره في األدب ،كجمع من شعره ديوانان كمدح المتوكل على اهلل القاسم بن
الحسين كجماعة من األكابر ،كشعره مع كثرتو جيد كلو خط حسن كمن شعره مهنيان لعبض
أصحابو بزكاج (ِ) :
بلغوا المراـ من التبلقي ...كصبوا إلى عج األماقي
كترشفوا راح المراشف ...ال الزجاجات الرقاؽ
كأنا العميد بحبهم ...باؽ على حسن الوفاؽ
كلفي ببدر ما بو ...كلف كال نقص المحاؽ
رياف يمرح في الصبا ...ما بين عواد كساقي
كيميل أعطافان فيهزك ...بالموللة الدفاؽ
__________
(ُ) بعضها في نشر العرؼ (ّ )ِٔٗ-ِٖٔ/عن ما ىنا.
(ِ) نشر العرؼ (ّ.)ِٖٔ/
(ّ)ّٔٓ/
(ّ)ّٔٔ/
(ّ)ّٕٔ/
تطلع ذكاه على المشكبلت طلوع ذكاء على الليالي الحندسية ،كتبرز أبكار المعاني من بيانو
في الحلل السندسية ،كينظم بثاقب فكره ما عجز عنو غيره من صحاح الدرر الجوىرية ،فترل
عقيم اللساف من نبات فكرة النتائج النطقية ،إذا خط قلمو فهو أنفذ من الرماح الخطية ،كإذا
شهر حساـ لسانو كلت عنو السيوؼ الهندية ،ما ىو إال آية باىرة كمنة من المنن على ىذا
الخلق ظاىره ،فكم تركت أكباد الطلبة الضامية من زالؿ علومو ،ككم تملت عيوف األعياف من
رياض منثوره كمنظومو ،مفاكهتو لجليسو أشهى من الفاكهة الجنية ،كمشافهتو بالرقائق أرؽ من
الشفو الشهية ،إذا جاؿ في مجاؿ الدعاب ىز أكناؼ ذم الحجا طربا ،كإذا كعظ خاطبان أبكى
الوعاظ كأخرس الخطباء ،كإذتا ناظر خصمان تخبط العشواء في حجتو عشية عينة لنور البرىاف،
فحار في قضيتو كإذا تولى فصل خصومو قد أعيا فك أقفالها ،كاشتبكت شبهها كطارت
أذيالها ،أبرز لها من كقاد ذىنو نبراسان يضيء فسللك في ظلمتها بنوره حيث ال يمكن المضي،
كقوران إذا ناظر في مراجعتو عجوؿ ،إلى ترقي ذركات المعاني ال يطمع في مسابقتو تولى القضاء
بصنعاء للمتوكل فشكر جميل حالو كلم يكن لو قبل ذلك باألعماؿ كال خالط أحدان من العماؿ)
(ُ) ،انتهى.
[مولده كمشايخو]
ككانت كالدة صاحب الترجمة في سنة سبع كثمانين كألف بحدة كنشأ بها [ٓٗب-ب]
كبصنعاء ككاف يدخل أكؿ األمر لطلب العلم كل يوـ من حدة إلى صنعاء كقرأ العلوـ العقلية
كالنقلية الفرعية كاألصلية ،كحقق على أحد المشايخ كالزـ شيخو المولى زيد [َْٔجػ] بن
محمد بن الحسن بن المنصور كأخذ عنو في العلوـ كأخذ عن القاضي العبلمة الحسين بن
محمد المغربي كعن أخيو القاضي العبلمة الحسن بن محمد المغربي كغيرىم.
__________
(ُ) الثغر الباسم (خ).
(ّ)ّٖٔ/
كأخذ علم الركاية عن القاضي العبلمة طو بن عبد اهلل السادة ،كالشيخ العبلمة عبد الخالق بن
الزين المزجاجي أخذ عليهما بعضان بالسماع كالباقي باإلجازة كأجاز لو السيد العبلمة يحيى بن
عمر مقبوؿ األىدؿ.
[من أخذ عنو]
كأخذ عنو أكابر المحققين في ذلك العصر كالمولى محمد بن إسحاؽ كأخيو المولى الحسن
كالبدر األمير كالمولى الحسين بن القاسم بن المؤيد الداعي بشهارة كالمولى أحمد بن إسحاؽ
بن إبراىيم بن المهدم ،كالمولى محمد بن زيد بن محمد بن الحسن ،كالمولى أحمد بن عبد
الرحمن الشامي ،كالمولى شيخنا شيخ اإلسبلـ عبد القادر بن أحمد ،كالسيد العبلمة القاسم بن
محمد الكبسي ،كالسيد العبلمة الحسن بن زيد الشامي ،كسيدنا العبلمة إبراىيم بن خالد
العلفي ،كالقاضي العبلمة أحمد بن محمد قاطن ،كسيدنا العبلمة حامد بن حسن شاكر ،كجدم
السيد العبلمة إسماعيل بن الحسن الحوثي كأخيو السيد العبلمة البليغ على بن الحسن الحوثي
كغيرىم من العلماء األجبلء كالفضبلء النببلء.
[مؤلفاتو]
كألف مؤلفات عجيبة منها( :صيانة العقائد ،حاشية على شرح القبلئد) في أصوؿ الدين تعقب
فيها على كثير من أبحاث العبلمة الجبلؿ كماؿ إلى تقرير المسائل على مذىب السلف كمن
مؤلفاتو( :نجوـ األنظار حاشية على البحر الزخار) كمل منها مجلد ضخم كلم يتم ألفها حاؿ
قراءة سيدنا إبراىيم بن خالد [العلفي] عليو ،ككاف الشيخ يؤلف ىذه الحاشية على البحر
كالتلميذ حاشية على (األزىار) ،ككل منهما في غاية التحقيق كاإلتقاف كالرصانة كمحبة اإلنصاؼ
كحسن المأخذ كلطف الرد كإيضاح المبحث ،كمن مؤلفاتو( :موارد الضماف مختصر من إغاثة
اللهفاف) كلو غير ذلك من الرسائل كالمسائل كاألبحاث ،كأنظاره كلها في غاية اإلتقاف.
(ّ)ّٔٗ/
ككاف -رحمو اهلل -جليل القدر مهاب الجناب معظمان في الصدكر يمؤل العين جماالن كالقلب
جبلالن ،محبوبان عند كل أحد معركفان بالورع كالزىد ،أكرـ [َْٕجػ] من الريح المرسلة كثير
اإلنفاؽ الواسع تاـ المركة حسن األخبلؽ لطيف الطباع ،شريف النفس ذا تودد باىر كمفاكهة
طيبة ،كمجوف لطيف كمزاح ظريف ،شديد التواضع ال يتصور الكبر كال يعرفو أصبلن ،يستحقر
نفسو كيستعظم غيره من صغير ككبير ،كعظيم كحقير ،يحمل الخلق على كاىل السبلمة ،كيتأكؿ
للمسيء كيهضم نفسو كيتواضع لمن لم يتصف إال باإلسبلـ حتى أخبرنا شيخنا الوجيو عبد
القادر بن أحمد :برد اهلل مضجعو على شيخو صاحب الترجمة أنو كاف يقوؿ لوال أف اهلل تعالى
أمرني أف أرل لنفسي فضبلن على الكفار لم أفضلها على أحد من أكالد آدـ ،يعني إنما سيظهر
ً
ًح ىع ًن النَّا ًر ىكأي ٍدخ ىل ال ى
ٍجنَّةى يوـ الدين فضل من جاز الصراط جلي على من لم يجزه{فى ىم ٍن يز ٍحز ى
از}[آؿ عمراف.]ُٖٓ :
فىػ ىق ٍد فى ى
[األعماؿ الموكلة إليو]
كتولى القضاء فعف كحمد الناس آثاره ثم اعتذر عنو في الدكلة المنصورية ،ككاف يميل إلى
التصوؼ ككاف يخطب بمنبر (جامع حدة) حتى أقاـ بها المتوكل على اهلل كتجرد عن الدنيا
كىذب أخبلقو ككضع نفسو كانقطع إلى اهلل بكليتو ككاف يقوؿٗٔ[:أ-ب] لمن يتصدل
لبلنكار على الصوفية إذ أزىدت في الدنيا زىدىم كتركتها تركتهم كاستول عند ذلك الدرىم
كالمدر كالحجر ،فبل بأس باالعتراض كعلق بو الفالج في آخر عمره كشفي منو كبقيت آثاره
كلم يغير شيء من أخبلقو ثم عاد إليو األلم فأقعده كلم يغير من أخبلقو شيئان ،كلم يقرأ عليو في
آخر عمره إال شيخنا كجيو الدين لمزيد األلفة كالمودة بينهما ،كلقد كاف شيخنا الوجيو يحدثنا
عنو بعجائب كغرائب من لطفو كحسن خلقو ككماؿ مركتو ككرمو كسعة صدره كنقادتو كفحوليتو
كمعرفتو بالحقائق ،ككاف بينو كبين البدر األمير كماؿ الصداقة كاالتصاؿ.
(ّ)َّٕ/
ككذلك المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي كالمولى محمد بن إسحاؽ ،كلما دعا المولى
محمد إلى نفسو ككصل إلى (شباـ) كشا بصاحب الترجمة بعض حساده إلى المنصور بن
المتوكل فجاء إليو المولى حسين بن علي بن المتوكل كىو في موقف التدريس فأسر [َْٖجػ]
إليو بذلك ،فاختفى مدة نحو شهر ثم لما خرج المولى محسن بن المؤيد لئلصبلح بين
اإلمامين طلب التأمين لصاحب الترجمة من المنصور فأمنو كخرج صحبتو إلى (شباـ) ثم عزـ
للحج كعاد إلى (صعدة) فبقي بها أيامان ككتب إليو المنصور بتأمينو فوصل معظمان مبجبلن ككاف
كثير المعاكنة مجاىد عند أرباب الدكلة كمقبوؿ الشفاعة عندىم نافذ الكلمة كلما مرض جاء
إليو المنصور باهلل الحسين بن المتوكل إلى بيتو لزيارتو كللناس فيها اعتقاد عظيم كيصفوف لو
مكاشفات عجيبة ،كقد ذكر القاضي أحمد قاطن أنو أخبره صاحب الترجمة بأف فبلنان كفبلنان
رحبل علي أحدىما في صورة كلب كاآلخر في صورة حمار.
قاؿ القاضي :كلما مات أفشيت ىذا السر إلى بعض الناس فنالني بسببو عقاب كحبست مدة
طويلة كلم يقع في خاطرم من األسباب غيره ال مظهره تحقق لي) انتهى.
[نماذج من شعره]
كلو شعر كثير جيد كمقطعات لطيفة فمن شعره ما كتبو في سنة إحدل عشر كمائة كألف إلى
صاحب النسمة (ُ) .
عن الباف حدثني كعن ساكن الباف ...فإف أىيل الباف ركحي كريحاني
كال تسقني إالَّ سبلفة ذكرىم ...فذكراىم (ِ) كاسي كخمرم كندماني
كلوالىم ما شاقني صوت ساجع ...كال ىاج بالتغريد قلبي كأشجاني
كال شاـ برؽ الغور جفني فأمطر ...الدموع على خدم كال برؽ ً
نعماف
كال ملت الستنشاؽ طيب نسيمو ...بمهجة مشتاؽ كفكرة كلهاف
كال قلت سقيان للعقيق فإنها ...معاىد أحبابي كأنسي كأكطاني
حر نيراف
حشام كقد ذابت على ّْ
ى كلوالىم ما ُّ
بت في الحب طاكيان ...
كال عبثت أيدم الغراـ بجسمي النحيل ...فأضحى فيو سرم كإعبلني
__________
(ُ) نسمة السحر (ّ ،)ُِٗ/نشر العرؼ(ِٖٕ.)ِٕٗ-
(ِ) في نسمة السحر :تذكرني
(ّ)ُّٕ/
(ّ)ِّٕ/
(ّ)ّّٕ/
بركحي نرجسي الطرؼ أحول
...يلذ ألجلو في الحب ىتكي
يشك رمح قامتو قلوبان ...غدت في أسره من غيرشك
كلو (ُ) :
على رغم أنف للوعيدم سنبتني
بتوحيدؾ اللهم في الخلد مسكنا
كىل يقنط العبد المسيء كربو
كريم عظيم الصفح يغفر ما جنى
إذا خاؼ من كصف الشديد عقابو
أتاه الرجا من كصفي الجود كالفنا
تماـ القصيدة:
أما كعد الرحمن من ليس مشركان
فأدخل فيو كل من كاف محسنا
كإف أكعد النيراف ثم عفى فلم
يكن مخلفان لكن كريمان كمحسنا
كلم ال يكوف القوؿ بالعفو راجحا
كقد عظمت أكصاؼ رحمة ربنا ُِْ[ ...جػ]
سننجوا من النيراف لكن بفضلو
كنسكن في الجنات طيبة الجنا
كمن يتأكؿ ما يشاء فقل لو
متى صرت بوابان عليها فردنا
كلو (ِ) :
ما قلت إال الحق يا معنفي
صدقت أف الحب ال يليق بي
فهل ترل عندؾ لي من حيلة
ألخذ ركحي من يد معذبي
كلو (ّ) :
قلبي قد ذاب فبل تحسبوا
محمر دمعي فيض أحداقي
فهو دـ القلب كلكنو
قد صعدتو نار أشواقي
__________
(ُ) نفسو (ّ.)َِٖ/
(ِ) نفسو (ّ.)ِٕٔ/
(ّ) نشر العرؼ (ّ.)ِٕٔ/
(ّ)ّْٕ/
ككاف يفتي أف الحكم بصحة إقرار النساء في التمليكات كاإلباحات كنحوىا غير صحيح
لضعف إدراكهن كجهلهن كعدـ خبرتهن ،فإنو كصل إليو بعض أىل (صنعاء) بقريبة لو كقد كتب
عليها مرقومان في تمليك أمواؿ كجاء بمعرفين بها فقرأ عيها صاحب الترجمة ذلك المرقوـ
فقالت لو :إنو يكتب أنو قد ملكتو فعرفها أنو ماؿ كثير ككرر عليها ذلك فقالت :قد ملكتو كلو
كاف كثيران .فقاؿ لها :ىل معك حلقة في يدؾ .قالت :نعم فتناكلها منها ثم قاؿ لها :كىذه
نكتبها من جملة التمليك فقالت :أما الحلقة فبل!!ألنها ىي حقي فكرر عليها ذلك فلم تسعد
فعلم من ىذا أف المرأة ال تعد ما غاب عنها ملكان لها كأقبل على قريبها يعظو كيخوفو من
النساء كمزؽ ذلك المرقوـ(ُ).
__________
(ُ) أثبت الناسح للنسخة (ب) بعد ذلك ،كإلى أسفل الصفحة جانبان ما لفظو :الحمد هلل
سبحانو تكوف سيدم العبلمة حسين بن إسماعيل بن علي الشامي في حصن الظفير برصاصة
المدفع أخذت إليتو كبعض فخذه ،كحمل إلى حبور ثم إلى الصانة صانة ىنوـ كتوفي في
الصانة-رضي اهلل عنو أرضاه -آخر نهار األحد ِّ شهر شباف سنة ألف كثبلثمائة كثبلثة
كعشرم ،كحمل إلى المداف كدفن شرقي قبة اإلماـ الهادم -عليو السبلـ-كاهلل يلحقنا بو
صالحين بجاه سيد المرسلين ،كإنا هلل كإنا إليو راجعوف .ثم أثبت بعد ذلك ما لفظو ىذا تذييل
لترجمة سيدم ىاشم ين يحيى الشامي رحمو اهلل فهي آخر ترجمة في ىذا الكتاب كمما رثي بو
المولى العبلمة ىاشم ين يحيى الشامي-رحمو اهلل -كسيدم العبلمة صفي األناـ أحمد بن
إسحاؽ-رحمو اهلل -ما رثاه بو المولى العبلمة إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ-رحمو اهلل
تعالى -كهلل دره ،ثم أكرد القصيدة كالتي عدد أبياتها (َٔ) بيتان ،أما في النسخة (جػ) فقد كرد
بعد كلمة ذلك المرقوـ تم الكتاب بعوف اهلل فلو الحمد كثيران كصلى اهلل على محمد كآلو ثم
اتبع بعد ذلك من ص(ُْْ) كحتى (ُْٖ) فهرس الجزء المذكور كاهلل الموفق.
(ّ)ّٕٓ/
(ّ)ّٕٔ/
ثغر الزىر الباسم :إلسحاؽ بن يوسف بن المتوكل (تُُّٕىػ) .نقل عنو كثير من صنفوا في
السير كالتراجم( .خ).
الجامع الوجيز بذكر كفيات العلماء ذكم التبريز :أحمد بن عبد اهلل بن عبد الرحمن الجندارم
(ُُِّّٕٕٗ-ىػ) نسخة خاصة مصورة عن أصل مكتبة األكقاؼ صنعاء .تحت التحقيق من
قبل األخ /عبد السبلـ الوجيو.
الحدائق المطلعة من زىور أبناء العصر شقائق :كيسمى (حدائق التحف فيمن تردل برداء
األدب كالتحف) :عبد اهلل بن أبي عيسى محمد الكوكباني (ُُُِِْٕٓ-ىػ) نسخة مصورة
بإحدل المكتبات الخاصة.
حلية البشر في تاريخ القرف الثالث عشر :عبد الرزاؽ البيطار )ّ-ُ( .مجلدات( .ط).
درر نحور الحور العين في سيرة المنصور علي كأعبلـ دكلتو الميامين :لطف اهلل بن أحمد
جحاؼ ُِّْ-ُُٕٗ( .ىػ) نسخة مصورة في بعض المكتبات الخاصة (( .حقق كرسالة
علمية)).
دمية القصر الناعتو لمحاسن بعض أىل العصر :أحمد بن محمد قاطن .تحت الطبع بتحقيقنا.
الديباج الخسركاني في ذكر أعياف المخبلؼ السليماني :الحسن بن أحمد بن عبد اهلل بن عبد
العزيز عاكش الضمدم (ُُُِِِٖٗ-ىػ).
ذركة المجد األثيل في أكالد اإلماـ علي بن المؤيد بن جبريل :أحمد بن يحيى العجرم
المؤيدم (تُّْٕىػ) نسخة بإحدل المكتبات الخاصة.
الذىب المسبوؾ في سيرة الملوؾ( :ضمنو أخبار األمير حسين بن علي حيدرة المتوفي سنة
(ُُِٕىػ) للحسن بن أحمد الضمدم عاكش.
ذكب الذىب بمحاسن من شاىدت في أىل عصرم من أىل األدب :لمحسن بن الحسن بن
القاسم أبو طالب (ََُُُُّٕ-ىػ) نسخة بمكتبة الجامع الكبير.
ركح الركح فيما جرل بعد المائة التاسعة من الفتن كالفتوح :عيسى بن لطف اهلل .نسخة خاصة
مصورة عن نسخة الوالد أحمد بن علي زبارة .صنعاء.
الركض النضير في تراجم مؤلفات محمد بن إسماعيل األمير :لولده إبراىيم بن محمد األمير.
زىر الكمائم في محاسن العترة من آؿ ىاشم :إبراىيم بن زيد بن علي جحاؼ (تُُُٔىػ).
(ّ)ّٕٕ/
السلوؾ الذىبية في خبلصة السيرة المتوكلية اليحيوية( :سيرة األمير شرؼ الدين) محمد بن
إبراىيم بن المفضل نسخة خاصة (أصل).
سيرة المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم بن محمد (ََُُُٖٕٗ-ىػ) المسمى :تحفة
األسماع كاألبصار بما في السيرة المتوكلية من األخبار :للمطهر بن محمد بن أحمد الجرموزم
(َََُُّٕٔ-ىػ) نسخة مصورة عن بعض المكتبات الخاصة.
سيرة اإلماـ القاسم بن علي (الدرة المضيئة في السيرة القاسمية كتسمى النبذة المشيرة إلى
جمل من عيوف السيرة :للمطهر بن محمد بن أحمد الجرموزم .نسخة خاصة مصورة عن
أصل.
طبقات الزيدية .الجامع لما تفرؽ من علماء األمة المحمدية :إبراىيم بن القاسم بن محمد بن
القاسم بن محمد (تُُّٓىػ) (ُ )ّ-مجلدات .نسخة خاصة .الجزء (ّ) تحت الطبع
بتحقيق عبد السبلـ الوجيو (ُِِ) تحت التحقيق.
طبق الحلول كصحائف المن كالسلول :عبد اهلل بن علي الوزير (َُُُْْْٕ-ىػ) ،تأريخ
للحوادث من سنة (َُْٔىػ) سنة (ََُٗىػ).
طيب السمر في أكقات السحر :أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي (َُُُُّٕٓ-ىػ)
نسخة مصورة بإحدل المكتبات الخاصة.
عقود الجواىر في سيرة اإلماـ الناصر( :المهدم صاحب المواىب تَُُّىػ) ألحمد بن
محمد الضبوم (تُُُٔىػ).
قبلئد الجواىر في سيرة اإلماـ الناصر :اإلماـ المهدم صاحب المواىب (تَُُّىػ) .أحمد
بن محمد الضبوم (تُُُٔىػ) منو نسخة خطية بمكتبة علي محفوظ بغداد.
اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية :محمد بن إسماعيل الكبسي (َُُُُِّٖ-ىػ).
نسخة خاصة.
مختصر نفحات العنبر للحوثي :اختصره عبد الكريم بن عبد اهلل أبو طالب-ُِِْ( .
َُّٗىػ).
المستطاب في تراجم علماء الزيدية األطياب( :طبقات الزيدية الصغرل) يحيى بن الحسين بن
القاسم نسخة خاصة.
مطلع األقمار كمجمع األنهار في تراجم علماء مدينة ذمار :حيدرة الحسني الذمارم تحت
الطبع بتحقيقنا.
(ّ)ّٕٖ/
مطلع البدكر كمجمع البحور في تراجم علماء الزيدية :أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ (ت
َُِٗىػ) (ُ )ْ-مجلد نسخة خاصة.
مطمح اآلماؿ في إيقاض جهلة العماؿ من سنة الظبلؿ :الحسين بن ناصر عبد الحفيظ المهبل
الشرفي (تَُُُىػ) نسخة خاصة (تحت الطبع بتحقيقنا).
نزىة البصائر في سيرة اإلماـ الناصر :محمد بن أحمد بن الحسن صاحب المواىب (َُْٕ-
َُُّىػ) محمد بن الحسين المرىبي منظومة شرحها زيد بن صالح بن أبي الرجاؿ.
نسمة السحر في من تشيع كشعر :يوسف بن يحيى بن الحسين نسخة خاصة.
نشر العبير لفضائل عبلمة العصر األخير :عبد اهلل بن علي الوزير كفي بعض النسخ نشر العبير
المودع طي نسمة التحرير لفضائل عبلمة العصر األخير.
نفحات األسرار المكية كرشحات األفكار الذىبية في بعض نببلء الببلد اليمنية :لعبد الرحمن
الذىبي الدمشقي.
ثانيان :المصادر المطبوعة
أئمة اليمن -القسم األكؿ -محمد محمد زبارة ط(ُ) سنة (ُّٕٓىػ) .مطبعة النصر الناصرية
تعز.
إتحاؼ المهتدين (إتحاؼ المسترشدين) بذكر األئمة المجددين :محمد محمد زبارة طبعة سنة
(ُّّْىػ) .مدكنة ذكر للدار الناشر.
أعبلـ المؤلفين الزيدية :عبد السبلـ بن عباس الوجيو ط(ُ) (َُِْىػُٗٗٗ/ـ) .مؤسسة
اإلماـ زيد بن علي الثقافية.
أعياف الشيعة :محسن بن عبد الكريم العاملي ت(ُُّٕىػ) .تحقيق كإخراج /حسن األمين.
ط عاـ (َُْٔىػُٖٗٔ/ـ) .دار التعارؼ للمطبوعات .بيركت -لبناف.
األدب اليمني في عصر خركج األتراؾ األكؿ من اليمنُِٖٗ-َُْٓ( :ىػ) .عبد اهلل بن
محمد الحبشي ط(ُ) عاـ َُْٔىػ ).الدار اليمنية للنشر كالتوزيع ،كدار المنهل.
األعبلـ قاموس تراجم ألشهر الرجاؿ :خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي-َُُّ( .
ُّٔٗىػُٕٗٔ-ُّٖٗ/ـ) .ط(َُ) أيلوؿ سبتمبر ُِٗٗـ .دار القلم بيركت :لبناف ككذا
طبعة عاـ (َُٖٗـ).
إيضاح المكنوف في الذيل على كشف الظنوف :إسماعيل بن محمد الباباني البغدادم
(تُّّٗىػ) طبعة استانبوؿ (ُُْْٕٓٗٗ-ـ).
(ّ)ّٕٗ/
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرف السابع :محمد بن علي الشوكاني (تَُِٓىػ) طبعة دار
المعرفة .بيركت .لبناف.
بلوغ المراـ في شرح مسك الختاـ :حسين بن أحمد العرم .عني بنشره انستاس مارم
الكرملي .طبعة دار التراث العربي بيركت .لبناف .ككذا طبعة القاىرة سنة (ُّٗٗـ).
التاج المكلل من جواىر مآثر الطراز اآلخر كاألكؿ :صديق بن حسن القنوجي (تُّٕٗىػ).
ط(ُ) .بويمام (ُّٔٗـ) ط(ِ).
تاج العركس من جواىر القاموس :لمحمد مرتضى الزبيدم الحسيني الحنفي (تَُِٓىػ) .ط
مصر (ََُُّّٕٔ-ىػ).
تأريخ األدب العربي :لكارؿ برككلماف المستشرؽ األلماني (تُٔٓٗـ) تردمة د .عبد الحكيم
النجار القاىرة (ُٗٓٗـ).
تأريخ المخبلؼ السليماني في القرف الثاني عشر :محمد بن أحمد العقيلي .راجعو كأشرؼ
على طبعو :حمد الجاسر .ط(ِ) (َُِْىػُِٖٗ/ـ) .منشورات دار اليمامة-الرياض.
تأريخ اليمن خبلؿ القرف الحادم عشر المسمى( :طبق الحلول كصحائف المن كالسلول عبد
اإللو بن علي الوزير تحقيق محمد بن عبد الرحيم جازـ ط(ُ) (َُْٓىػ) مركز الدراسات
كالبحوث اليمني -صنعاء.
تأريخ اليمن عصر اإلستقبلؿ عن الحكم العثماني األكؿَُُٔ-َُٓٔ( :ىػ) محسن بن
الحسن بن القاسم أبو طالب .تحقيق عبد اهلل الحبشي ط(ُ) (ُُُْىػ) مطابع المفضل-
صنعاء).
التقصار في جيد زماف عبلمة األقاليم كاألمصار :لمحمد بن الحسن الشجني ( .تُِٖٔىػ)
تحقيق /محمد بن علي األكوع .ط(ُ) (ُُُْىػَُٗٗ/ـ) .مكتبة الجيل الجديد صنعاء.
جامع المتوف في أخبار كتراجم اليمن الميموف :لمحمد بن محمد زبارة.
حوليات العامة الجرافي :تحقيق د .حسين العمرم .ط(ُ).
خبلصة األثر في أعياف القرف الحادم عشر :محمد أمين بن فضل اهلل المحبي.
ت(ُُُُىػ) .القاىرة سنة (ُِْٖىػ).
(ّ)َّٖ/
ديواف الهبل( :المقدمة) قبلئد الجوىر من شعر الحسن بن علي بن جابر الهبل-َُْٖ(.
َُٕٗىػُٖٔٔ-ُّٔٗ/ـ) جمعو أحمد بن ناصر بن عبد الحق المخبلفي .حققو كعلق
حواشيو أحمد بن محمد الشامي .ط(ُ) (َُْْىػُّٖٗ/ـ) منشورات العصر الحديث.
ذيل أجود المسلسبلت :لمحمد بن محمد زبارة .ط(ُ).
رجاؿ األزىار :أحمد بن بن عبد الرحمن الجندارم ملحق بأكؿ الجزء األكؿ من شرح األزىار
البن مفتاح.
الرحالة اليمنيوف رحبلتهم شرقان كغربان :عبد اهلل بن محمد الحبشي ط(ُ) (َُْٗىػ) مكتبة
اإلرشاد -صنعاء.
رشحة طبلء الحانة :لمحمد أمين المحبي (ُ) (ُّٖٖىػ).
الركض األغن في معرفة المؤلفين باليمن :عبد الملك بن أحمد بن قاسم حميد الدين ط(ُ)
(ُُْٓىػُْٗٗ/ـ) .بدكف ذكر للدار الناشر.
الركض النضير شرح مجموع الفقو الكبير( :المقدمة) .حسين بن أحمد السياغي .مصوران عن
الطبعة السادسة عاـ (ُّٖٖىػ).
رياض الرياحين( :فترة الفوضى كعودة األتراؾ إلى صنعاء السفر الثاني) تحقيق د .حسين
العمرم ط(ُ) (َُْٔىػ) دار الفكر .دمشق.
شعراء اليمن في الجاىلية كاإلسبلـ :من اسمو إبراىيم أحمد بن محمد الشامي( .ط).
صفحات مجهولة من تأريخ اليمن :لمؤلف مجهوؿ .تحقيق كتقديم حسين بن أحمد السياغي.
ط(ُ) (ُّٖٗىػُٕٖٗ/ـ)،ط(ِ) (َُْْىػُْٖٗ/ـ) .مركز الدراسات كالبحوث اليمني.
غاية األماني في أخبار القطر اليماني :يحيى بن الحسين بن القاسم (َََُُُّٓ-ىػ)
تحقيق د .سعيد عبد الفتاح عاشور ط عاـ (ُّٖٖىػُٖٗٔ/ـ) .دار الكتاب العربي -
القاىرة.
فرجة الهموـ كالحزف في حوادث كتاريخ اليمن :عبد الواسع الواسعي ط سنة (َُِْىػ)
مصور عن الطبعة (ِ) (ُّٔٔىػ).
فهرس الفهارس كاألثبات كمعجم المعاجم كالمشيخات كالمسلسبلت :لمحمد بن عبد الحي
بن عبد الكبير اإلدريسي الكتاني .طبعة فاسُّْٕ-ُّْٔ( .ىػ).
فهرس دار الكتب المصرية :ط(مصر) (ُُُِّّْٔ/ىػ).
فهرست مكتبة الجامع الكبير بصنعاء مكتبة األكقاؼ) أحمد بن عبد الرزاؽ الرقيحي كآخركف.
(ّ)ُّٖ/
كواكب يمنية في سماء اليمن :عبد الرحمن بعكر .ط(ُ) (َُُْىػ) دار الفكر المعاصر:
بيركت -لبناف.
المية نببلء اليمن:لمحمد بن محمد زبارة ضمن كتاب األنباء عن دكلة بلقيس كسبأ ط (ُ) عاـ
(ُّٕٔىػ) الطبعة السلفية.
لساف العرب :البن منظور محمد بن مكرـ بن علي (َُُّٕٔ-ىػ) تنسيق علي شبرم ط(ِ)
عاـ (ُُِْىػُِٗٗ/ـ) .دار إحياء التراث العربي .كمؤسسة التاريخ العربي :بيركت -لبناف.
مائة عاـ من تاريخ اليمن الحديث :د .حسين العمرم .ط(ِ) (َُْٖىػ) دار الفكر.
مجموع بلداف اليمن كقبائلها :محمد بن أحمد الحجرم .تحقيق إسماعيل بن علي األكوع.
ط(ُ) (َُْْىػ) .كزارة اإلعبلـ -اليمن.
المدارس اإلسبلمية في اليمن :إسماعيل بن علي األكوع .طبعة دار الفكر -دمشق
(ََُْىػ).
مراجع تاريخ اليمن :عبد اهلل بن محمد الحبشي .كزارة الثقافة -دمشق (ُِٕٗـ).
مساجد صنعاء عامرىا كموفيها :جمعو /محمد أحمد الحجرم .ط (ُ) (ُُّٔىػ) .مؤسسة
الرسالة :بيركت -لبناف.
مصادر تاريخ اليمن :أليمن فؤاد سيد المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية القاىرة
(ُْٕٗـ).
مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني :د .حسين العمرم( .ط) (ََُْ) .دار
مصارد الفكر العربي اإلسبلمي في اليمن عبد اهلل بن محمد الحبشي ط(ُ) منشورات :مركز
الدراسات كالبحوث اليمني.
معجم البلداف كالقبائل اليمنية :إبراىيم أحمد المقحفي ط(ِ)(ُٖٓٗـ) دار الكلمة -صنعاء.
معجم البلداف :لياقوت بن عبد اهلل الحموم الركمي (تِٔٔىػ) طبعة دار صادر -بيركت-
كطبعة إحياء التراث العربي -بيركت.
معجم المفسرين من صدر اإلسبلـ حتى العصر الحاضر :عادؿ نويهض ط(ّ) عاـ
(َُْٗىػ) .مؤسسة النويهض الثقافية -بيركت -لبناف.-
معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية :عمر رضاء كحاف .بدكف ذكر ترقيم الطبع .دار
إحياء التراث العربي.
مفتاح السعادة كمصباع السيادة :لطاش كبرل زادة ط حيدر آباد (ُِّٗىػ).
(ّ)ِّٖ/
مقامات من األدب اليمني ( :مجموع المقامات اليمنية) (مجموعة من العلماء) ،جمع كتحقيق
عبد اهلل بن محمد الحبشي .ط(ُ) (َُْىػ ُٕٖٗـ) .مكتبة الجيل الجديد .صنعاء ككذا
طبعة مكتبة اليمن الكبرل.
المقتطف من تأريخ اليمن :عبد اهلل بن عبد الكريم الجرافي ط(ُ )ِ،سنة َُْٕىػ)
منشورات العصر الحديث.
مقدمة ديواف الشوكاني :تحقيق د .حسين بن عبد اهلل العرمي.
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرف السابع .محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسيني.
ملحق بالجزء الثاني من البدر الطالع .طبعة دار المعرفة .بيركت :لبناف.
المؤرخوف اليمنيوف في العصر الحديث (بحث في التأريخ كالمؤرخوف د /حسين العمرم ط(ُ)
(َُْٗىػ /دار الفكر المعاصر .بيركت :لبناف.
الموسوعة اليمنية .ط (ُ) منشورات مؤسسة العفيف .صنعاء.
مؤلفات الزيدية .السيد أحمد بن الحسين ط(ُ) عاـ (ُُّْىػ) .منشورات مكتبة آية اهلل
الفاطمي المرعشي النجفي.
نزىة الجليس كمنبو األديب النفيس .العباس بن علي الموسوم المكي (تُُْٖىػ القاىرة
ُِّٗىػ).
نزىة النظر في رجاؿ القرف الرابع عشر .محمد محمد زبارة .ط(ُ) (ُٗـ) مركز الدراسات
كالبحوث اليمنية -صنعاء.
نسمة السحر بذكر من تشيع كشعر ،يوسف بن يحيى الحسني(تُُُِىػ) تحقيق /كامل
سليماف الجبورم ط(ُ) (َُِْىػُٗٗٗ/ـ) دار المؤرخ العربي -بيركت :لبناف.
نشر العرؼ لنببلء اليمن بعد األلف .محمد بن محمد زبارة الجزء األكؿ :الطبقة األكلى .مركز
الدراسات كالبحوث .صنعاء الجزءاف الثاني كالثالث .الطبعة (ِ) (َُْٓىػُٖٗٓ/ـ) .من
منشورات مركز الدراسات كالبحوث أيضان.
نفحة الريحانة كرشحة طبلء الحانة .محمد أمين فضل اهلل المحبي .تحقيق /عبد الفتاح محمد
الحلوط (ُ) (ُّٖٖىػ /دار إحياء الكتب العربية.
نبل الحسنين بأنساب من اليمن من بيوت عترة الحسينين .محمد محمد زبارة ط(ُ)
(ُّٕٔىػ) .المطبعة السلفية .طبع مع كتاب األنباء عن دكلة بلقيس كسبأ.
(ّ)ّّٖ/
نيل الوطر في ترجمة رجاؿ اليمن في القرف الثالث عشر محمد محمد زبارة .ط(ُ) منشورات.
مركز الدراسات كالبحوث اليمنية -صنعاء.-
ىجر العلم كمعرفة معاقلو في اليمن إسماعيل بن علي األكوع ط(ُ) (ُُْٔىػُٗٗٓ/ـ) دار
الفكر المعاصر بيركت :لبناف ،دار الفكر :دمشق .سوريا.
ىدية العارفين في أسماء المصنفين إسماعيل بن محمد الياباني البغدادم (تُّّٗ ىػ) طبعة
استانبوؿ (َُٔٗىػ).
(ّ)ّْٖ/