Professional Documents
Culture Documents
الخصائص العامة لعرض الكتب من خلال كتاب الفهرست
الخصائص العامة لعرض الكتب من خلال كتاب الفهرست
-1الشمول المكاني والزماني :لقد بين ابن النديم بوضوح شمولية كتابه في جمع وتصنيف الكتب في كافة االزمان والمكان
الى حد عصره عندما قال :هذا فهرست كتب جميع االمم من العرب والعجم الموجود منها بلغ ة الع رب وقلِمه ا في اص ناف
العلوم واخبار مصنفيها وطبقات مؤلفيها وانسابهم وتاريخ مواليدهم ومبلغ اعمارهم واوقات وفاتهم وام اكن بل دانهم ومن اقبهم
ومثالبهم منذ ابتداء كل علم اخترع إلى عصرنا هذا وهو سنة سبع وسبعين وثالثمائة للهجرة " .
عندما يقرأ القارئ كتاب الفهرست يجد انه يحتوي على عدد كبير من الكتب والمؤلفات والتراجم وفي كافة العلوم للعرب
ولغ ير الع رب من العجم الموج ودة بلغ ة الع رب مثًال فض ًال عن كتب الع رب يج د كتب ال روم واليون ان والقب ط والس ريان
والفرس وبعض كتب الهند وكتب الصين طبعًا الموجودة بلغة العرب ،لكننا سوف نالحظ ان ابن الن ديم ق د اغف ل ذك ر كتب
العلماء في المغرب العربي واالندلس والبد من وجود اعتبارات وراء ه ذا االغف ال ال ذي ل واله لك ان كت اب الفه رس ش امًال
اكثر.
-2الشمول الكلي ( عدم الشمولية في الكتاب ) :عدم شمول كتاب ابن النديم لكافة العلوم والفنون بالمعنى الدقيق حسب خط ة كتاب ه
الفهرست وهذا واضح في عرضه لتراجم بعض العلماء والمؤلفين عندما يذكر مؤلف اتهم ن مثًال نج ده يق ول :ول ه ع دة كتب
ويذكر له كتابًا واحدًا أو اثنين أو ثالثة ،واحيانًا اليذكر له اي كتاب فقط يقول :له كتب كثيرة ،وكذلك قوله عندما ذكر كتب
عبدهللا بن المعتز يقول :الف كتبًا كثيرة منا وهذا يعني انه توجد له كتب اخرى ،ونجده ايظًا لم يقف عند بعض كتب االعالم
الن بعضها كانت مستورة ومحضورة من قبل الناس وممنوع تداولها ،او كانت قد تعرضت للحرق ،و في كتابه العدي د من
الفراغات في عدة من صفحات الكتاب كانت تخص كتب يحتمل انها قد اختفت ،ونتيجة لهذا نعلم انه قد ادعى بش مول كتاب ه
الفهرست .
-3أشكال المؤلفات :أورد ابن النديم في كتابه الفهرست ثالثة اشكال من انواع التأليف وهي ( الكتاب و الرس الة والمقال ة )
وقد شرحها مثًال بقوله :قد يشمل كتابًا او كتبًا او رسالًة او مقال ًة ،وه ذا ي دل على تن وع اش كال المؤلف ات لدي ه ،وك ان ابن
النديم يعلم باختالف هذه االشكال فكان يميز بينهما عندما كانت ترد في تراجم بعض االعالم ،مثًال عند ذك ره لكتب الجاح ظ
خصص بعدها فقرة خاصة لرسالته تحت عنوان " ماترجمه من كتب الجاحظ ،رسالة " ،وكذلك بالنس بة ل ذكره كتب ج ابر
بن حيان قال :كتب هذه اربعون كتابًا من السبعين كتابًا ،ثم ذكر رسائل من الحجر وبعدها اضاف عش رة كتب الى الس بعين
وقال :ذلك عشر مقاالت تتلوا هذه الكتب .
-4توزيع النتاج الفكري على المواضيع والمؤلفين :عمل ابن النديم كل ما بوسعه في توزيع النتاج الفكري على المواضيع
والمؤلفين لمحتوى الكتب والعلوم ،ويظهر واضحًا عندما جمع كل مايخص لعلم معين في مقالة او فن خاصة به ،مثًال جمع
كل مايخص علم النحو في مقالة خاصة بها ،و الكتب التي تخص التاريخ واالخب ار في مقال ة خاص ة وهك ذا لبقي ة العل وم ،
كانت طريق ة توزيع ه هي درج اس ماء االعالم ال ذين تخصص وا في تل ك العل وم كًال حس ب مجال ه ،وك ان في تص نيفه من
االعالم من له اكثر من علم واحد ،فإن ابن النديم كان يذكر اسم الشخص تحت كل علم كان قد صنف في ه كتاب ًا ،وم ع ك ل
هذا الحرص لدى ابن النديم في توزيعه للمواضيع والمؤلفين والعلوم نراه يخرج احيانًا من المنهج الببلي وغرافي المنظم مثًال
نراه غالبًا يدرج كل الكتب التي تعود لبعض المؤلفين تحت موضوع واحد على الرغم من تنوعها مهمًال عمليه تصنيفها على
المواضيع مثًال "الكندي" قد ادرج كل كتبه تحت موض وع علم الفلس فة على ال رغم من ان بعض ها تختص بمواض يع اخ رى
غير الفلسفة كالطب والهندس ة وغيره ا ،وبه ذا يمكنن ا الق ول ان ابن الن ديم لم يكن بالمس توى المطل وب في توزيع ه للنت اج
الفكري على المواضيع في "الفهرست".
-5إسلوبه في االشارات الى الكتب :إن البن النديم اساليب متنوعة في االشارة الى الكتب وحس ب النت اج الفك ري للم ترجم
من ترجمة الى اخرى بحس ب طريق ة النت اج او الض روف ال تي اح اطت بطريق ة جمع ه واستحص اله للم ادة ،فنج ده غالب ًا
مايستخدم عبارة " وله من الكتب أو له من الكتب المصنفه " لإلشارة الى كتب االعالم ،ونجده ايض ًا يش ير الى الكتب ال تي
سمعها عن شخص اخر كقوله :وله من الكتب على ماذكره الشيخ ابو محمد بن ابي سعيد انه رآه يخط ،ونظرًا لتنوع الكتب
فقد ميزها عن بعضها البعض كقوله :وله من الكتب في الزهد وله بعد ذلك في الفقه أو فأما كتبه االدبية فهي ،وق د اس تعمل
ابن النديم هذه االشارات ليميز كتبهم بحسب موضوعاتها دون ادراجها تحت موضوع واحد.
-6التعريف بأسماء الكتب :إن التعريف بأسماء الكتب تعتر إحدى اساس يات العم ل الببلي وغرافي في الكتب ،وق د ح رص
عليها ابن النديم في اغلب االحيان فق د اعطى تعريف ًا للكث ير من الكتب ال تي ذكره ا في الفهرس ت على ال رغم من كثرته ا ،
عرف اسماء العديد من الكتب التي هي بألفاظ مختلفه باعطائه تفسيرًا او معنى قيب له ا كقول ه :كت اب آداب الخلف اء ومعن اه
من كان الخلفاء يأنسون به ويستبشرونه ويستعقلونه ويستعضدونه ،وكان لبعض الكتب اك ثر من تس مية فح رص ابن الن ديم
على اظهارها للناس ،نحو قوله :كتاب أخبار النساء ويعرف بكت اب أبي ال دكاني وكت اب ال زيج المع روف بالخ الص ،وق د
علق بنفسع على تسمه بعض الكتب بسبب حملها عناوين بارزة او غموض عناوينها ،مثل قوله :كتاب اغانيه التي غنى به ا
وكتاب نوادره وأماليه ،واستكمال لتصنيفيه فان ابن النديم وعلى شكل تعريف متعمقًا في تفاص يلها أش ار الى ماحوت ه بعض
الكتب من اجزاء وفصول وذكر بعض الكتب بانها تقع في مقالة او مقالتين ،كما ذكر في وصفه كتب ًا تق ع في اج زاء ض من
كتب اخرى وذكر الكتب التي له ا ع دة اب واب ،ووص ف ت رتيب بعض الكتب بحس ب الص حف او االخم اس او الح دود او
الفنون او االصناف او االشكال ،والتي هي على شكل جداول او طريقة الشجرة او على ش كل اس ألة واجوب ة او على ش كل
شهور وايام ،وقد وصف ابن النديم بعض الكتب بالتفصيل كوصفه لنسخ القرآن لبعض االعالم ،ونجده يشير بإشاره ع ابرة
الى كتب اخرى ذاكرًا رأس المواد فقط ،وكان لكتب تراجم االعالم نصيب اقل عنده من التعريف عما حظيت به الكتب التي
خصصت لها فقرات مستقلة ،مثًال استخدامه لكتب التراجم االعالم الفاظ وعبارات لحقت باسماء كتبها مث ل ( ويحت وي على
او يشتمل على او ذكر فيه او ورد في ه او يم دح في ه ) وك ان في بعض االحي ان يعطي لمح ات لبداي ة الكتب ولنهايته ا نح و
قوله :كتاب انشاء الرسائل والكتب وآخره عن المطيع هلل .
-7دوافع تأليف الكتب :استخدم ابن النديم عدة الفاظ وعبارات في االشارة الى دوافع تأليف بعض الكتب من خالل عرض ه
لكتاب الفهرست نحو الف ه الى او عمل ه الى ،فق د اش ار الى الكتب ال تي الفت الى الخلف اء او الى اح د اف راد ع ائلتهم او الى
الوزراء او الملوك واالمراء وغيرهم ،فقد بين الدافع من ت أليف ذل ك الكت اب ام ا بخص وص الكتب ال تي ك انت عليه ا اراء
مختلفه حول الدافع من تأليفها فانه في النهاية كان يبين رأيه فيها وما الغرض من تأليفه .
-8تعدد النسخ :كان لوجود اكثر من نسخة لبعض الكتب اهتمام ابن الن ديم له ا ومتبع ًا اس لوبًا واح دًا ،على ذك ر الكت اب
متبوعًا بعدد نسخها ،فاذا كان الكتاب له نسخة واحدة اشار اليها بالحاق كلمة مفرد للداللة على انه توج د ل ه نس خة واح دة ،
اما اذا كان للكتاب اكثر من نسخة فانه غالبًا كان يشير بعد ذطره الكتاب بكلمة النسخة االولى للدالله على وجود نس خة ثاني ه
له وقوله :كتاب شرح الجامع الكبير النسخة الثاني ة ،ولم يش ير الى اي تحدي د لم ا على تل ك الكتب من أرق ام نس خها س واء
اشاَر الى تعدد نسخ الكتاب الواحد كقوله :كتاب القواطع نسختين وقوله :كتاب النوادر الكب ير على ثالث نس خ ،وق د اب دى
اهتمامًا واضحًا باالشارة الى احجام الكتب كقول ه :كت اب س ندباد والحكيم نس ختان كب يرة وص غيرة ،وق د اش ار الى تحدي د
تاريخ عمل نسخ بعض الكتب كقوله كتاب الخراج نس ختين اول ه عمله ا في س نة س ت وعش رين والثاني ة س نة س ت وثالثين
وثالثمائة ،كما قارن بين نسخ الكتب.
-9تمييز الكتب :نظرًا لتشابه عناوين بعض الكتب التي كانت ترد في تراجم بعض االعالم لكنها تختلف في مض مونها ف ان
ابن النديم بين هذا االختالف باالشارة اليها كقوله :كتاب الفالحة الكبير والص غير حيث ميزه ا عن بعض ها ،وق د الح ق في
بعض االحي ان الفاظ ًا متنوع ة للدالل ه على تمي يز الكتب مث ل :آخ ر او غ ير االول او الث اني وغيره ا ،وم يز بعض الكتب
المشابهه عن بعضها البعض عن طريق اسماء مؤلفيها مثل كتب غريب الحديث وكتب النوادر .
-10فقدان الكتب :اش ار ابن الن ديم في الفهرس ت بعب ارات متنوع ة الى بعض الكتب المفق ودة او ال تي لم تكن موج ودة او
متداولة في عصره ،منها ( لم يوجد او غير موجود او انقرض اثره ) واش ار الى الكتب ال تي فق د بعض من مادته ا او ج زء
منه كقوله :تفسير محمد بن علي بن جني منه اجزاء .
-11نقص مادة لكتب :لم يهمل ابن النديم االشارة الى النقص الموجود في بعض الكتب او التي لم يتممها اصحابها فاستخدم
الفاظًا وعبارات تشترك في المعنى لالشارة اليها ملحة باس ماء تل ك الكتب كقول ه :ولم يتم ه او اتم ه او لم يخ رج بأس ره او
الذي خرج بعضه ،وقد اشار الى كتب لم يتمها مؤلفيها إنما اتمها آخرون عنهم .
-12لغة الكتب :نظرًا لتصنيف ابن النديم الببليوغرافي الواسع فقد ح رص على بي ان لغ ة الكتب ال تي الفت به ا ،كوص فه
لكتاب المنشأ لموسى (عليه السالم ) هو كتاب كبير ولغته كسداني وعبراني ،ويبدوا واض حُا عن د ذك ره بعض كتب االعالم
أشار الى تنوع لغة مقاالتها بان بعضها قد ظهرت باللغة العربية وبعضها بالسريانية وغيرها بالرومي ة ،واحيان ًا ك ان يح دد
جميع ما للبعض من كتب بلغة معينة او بلغتين .
-13أحجام المؤلفات :حدد ابن النديم احجام بعض المؤلفات بألفاظ تلي اسم الكتاب كقوله :كتاب الواضح في النحو كب ير ،
وقوله :كتاب في الخراج صغير ،واحيانًا ذكر حجم الكتب التي تناولت نفس الموضوع لتمييزها عن بعض ها البعض مث ل :
كتاب البلدان أكبر من كتاب ابيه وكذلك كتاب الفالحة الكبير والصغير ،غالبًا بين ابن الن ديم ع دد اوراق بعض الكتب مث ل :
كتاب العلم نحو خمسين صفحة وقوله :كتاب الدولة نحو الفي ورقة ،وهذا يب دوا واض حًا في المقال ة الرابع ة من الفهرس ت
الخاصة بالشعر والشعراء فق د ذك ر الش عراء وم الهم من مق دار من الش عر مثًال قول ه :عبدهللا بن الس مط ش اعر نح و مائ ة
ورقة ،واستخدم احيانًا الفاظًا تقريبية لمقدار الشعر مثل ( مقل او مقلون او مكثر او مكثرون وهكذا ).