You are on page 1of 3

‫َك ِليَلة وِدْم َنة كتاب يتضّمن مجموعة من القصص‪ ،‬ترجَمُه عبد هللا بن المقفع من الفهلوية إلى اللغة‬

‫‪‬‬
‫العربية في العصر العباسيوتحديًدا في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميالديوصاغه‬
‫بأسلوبه األدبي ُمتصرًفا به عن الكتاب األصلي‪ .‬أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود‬
‫ألصول هندية‪ُ :‬ك ِتَب الفصول الخمسة (بالسنسكريتية‪पञ्चतन्त्र :‬؛ پنچاتنترا)[‪ ]3‬باللغة‬
‫السنسكريتية في القرن الرابع الميالدي‪ ]5[]4[،‬ومن ثم ُترجم إلى اللغة الفهلوية في أوائل القرن‬
‫السادس الميالدي بأمر من كسرى األول‬

‫رسم من نسخة عربية لكتاب «كليلة ودمنة» تعود لسنة ‪1220‬م‪ ،‬يصّور كًال من «َك ِليَلة» و«ِدْم َنة»‪ ،‬وهما اسمان أطلقا‬

‫على اثنين من بنات آوىوقد ظهرا في عدد من قصص الكتاب‪.‬‬

‫تذكر مقدمة الكتاب أن الحكيم الهندي «َبْيَدبا» قد أّل فه لملك الهند «َدْبشليم»‪ ،‬وقد استخدم‬
‫المؤلف الحيوانات والطيوركشخصيات رئيسية فيه‪ ،‬وهي ترمز في األساس‬
‫إلى شخصياتبشرية وتتضمن القصص عدة مواضيع من أبرزها العالقة بين الحاكم‬
‫والمحكوم‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى عدد من الِح كم والمواعظ‪ .‬حينما علم كسرى فارس «أنوشيروان» بأمر الكتاب وما‬
‫يحتويه من المواعظ‪ ،‬أمر الطبيب «َبْر َز َو يه» بالذهاب إلى بالد الهند ونسخ ما جاء في ذلك‬
‫الكتاب‬
‫يتألف الكتاب من خمسة عشر بابًا رئيسيًا تضم العديد من القصص التي أبطالها من الحيوانات‪ ]7[،‬ومن أبرز‬
‫شخصيات الحيوانات التي يتضّمنها الكتاب‪ ،‬األسد الذي يلعب دور الملك‪ ،‬وخادمه الثور الذي ُيدعى «َشْت َر به»‬
‫(أو َشْن َز َبه في بعض النسخ)‪ ،‬باإلضافة إلى اثنين من بنات آوى وهما «كليلة» و«دمنة»‪ .‬كما يتضمن أربعة‬
‫أبواب أخرى جاءت في أولى صفحات الكتاب‪ ،‬وهي‪ :‬باب مقدمة الكتاب‪ ،‬وباب بعثة برزويه إلى بالد الهند‪،‬‬
‫وباب عرض الكتاب (ترجمة عبد هللا بن المقفع)‪ ،‬وباب بروزيه (ترجمة ُبُزرِج ِم هر بن الُبْخ َتكان)‪ .‬وقد لعبت‬
‫النسخة العربية من الكتاب دورًا رئيسيًا مهمًا في انتشاره ونقله إلى لغات العالم إما عن طريق النص العربي‬
‫مباشرة أو عن طريق لغات وسيطة أخذت عن النص العربي‪ ]8[.‬يصنف النقاد العرب القدامى كتاب كليلة‬
‫ودمنة في الطبقة األولى من کتب العرب ويجعلونه أحد الكتب األربعة الممتازة إلى جانب الكامل‬
‫للُمَبّر د والبيان والتبيين للجاحظ والعمدة البن رشيق‪ ]9[.‬ونقله إلى الفهلوية الفارسية‪6 [.‬أنا‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬صفحة من نسخة تصّور كًال من كليلة ودمنة‬

‫‪o‬‬ ‫يحتوي الكتاب على خمسة عشر بابًا رئيسيًا ‪ ،‬وهي‪ :‬باب األسد والثور‪ ،‬وباب الفحص عن‬
‫أمر دمنة‪ ،‬وباب الحمامة المطوقة‪ ،‬وباب البوم والغربان‪ ،‬وباب القرد والغيلم‪ ،‬وباب الناسك‬
‫وابن عرس‪ ،‬وباب الجرذ والسنور‪ ،‬وباب ابن الملك والطائر فنزة‪ ،‬وباب األسد والشغبر‬
‫الناسك وهو ابن آوى‪ ،‬وباب إيالذ وبالذ وايراخت‪ ،‬وباب اللبوة واإلسوار والشغبر‪ ،‬وباب‬
‫الناسك والضيف‪ ،‬وباب السائح والصائغ‪ ،‬وباب ابن الملك وأصحابه‪ ،‬وباب الحمامة‬
‫باإلضافة إلى أربعة أبواب جاءت في أولى صفحات الكتاب‪،‬‬ ‫الحزين‪]7[،‬‬ ‫والثعلب ومالك‬
‫وهي‪ :‬باب مقدمة الكتاب‪ ،‬وباب بعثة برزويه إلى بالد الهند‪ ،‬وباب عرض الكتاب ترجمة‬
‫‪.‬عبد هللا بن المقفع‪ ،‬وباب بروزيه ترجمة بزرجمهر بن البختكان‬
‫‪‬‬ ‫أسلوب السردعدل‬
‫‪‬‬ ‫يعتمد أسلوب السرد في «كليلة ودمنة» على الحكايات الُمضّمنة ضمن قصص أخرى تعرف بالقصة‬
‫اإلطارية بشكل يشابه «ألف ليلة وليلة »‪ ،‬رغم أنها تظهر بشكل أوسع في األخير‪ ]30[.‬كما ُتسرد‬
‫قصصه بأسلوب الحكاية الَم َثلية التي َتِر د على ألسنة الحيوانات‪ ]32[]31[.‬يجمع الكتاب ما بين كونه‬
‫كتلة واحدة ُمتشّك لة من مجموع الحكايات‪ ،‬وبين أخذ كل حكاية منه بشكل منفصل‪ .‬رغم أن هذه‬
‫الحكايات المضمنة قد تختلف عن القصة اإلطارية من حيث النوع‪ ،‬إال أنها تساندها من ناحية‬
‫الوظيفة‪ ،‬كما تعمل كامتداد لها وإلضافة مكونات سردية ذات امتداد ظاهري أو خفي‪ ،‬حيث أن هناك‬
‫خطة سردية تربط ما بين الحكاية اإلطار واألخرى الُمضّمنة‪ ،‬وهي مختلفة األطوال وتتداخل أحيانًا‪[.‬‬
‫‪]33‬‬
‫‪‬‬ ‫يتميز الكتاب أيضًا كون أبوابه منتظمة‪ ،‬حيث يبدأ الملك دبشليم بقوله للحكيم بيدبا‪« :‬عرفت هذا‬
‫المثل» ويشير إلى ما ُذكر في الباب الذي قبله أو كأن يقول‪« :‬عرفت مثًال فأضرب لي مثًال»‪،‬‬
‫فيعرض بيدبا ما يشبه العنوان المشروح لمعرفة المضمون ثم يسكت‪ ،‬فيقوم دبشليم بسؤاله‪« :‬وكيف‬
‫كان ذلك؟»‪ ،‬عندها يبدأ الفيلسوف مستهًال بقوله‪« :‬زعموا ‪ »...‬ثم يبدأ بالسرد‪16[.‬‬

You might also like