You are on page 1of 18

‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬

‫كتاب احيقار‬
‫من نصوص وادى قمران‬

‫الفصل األول"‬

‫مدخل الى كتاب احيقار‬


‫ي‪ ،‬وقد‬‫النص اآلرامي المترجم هنا‪ ،‬قد ُوجد في مخطوط واحد‪ ،‬على الورق البرد ّ‬ ‫ّ‬
‫ُحفظ في حالة مش ّوهة‪ ".‬اكتشفه المنقبون األلمان سنة ‪ ,1907‬في جزيرة الفيلة‪.‬‬
‫دخل في الئحة المتحف الملكي في برلين‪ ،‬فظ ّل هناك مع مجموعة البرديات‪ .‬إالّ أن‬
‫العمود السادس عاد فيما بعد إلى مصر مع عدد من البرديات التي ُوجدت في جزيرة‬
‫الفيلة‪ ،‬وهو اآلن في المتحف المصري في القاهرة‪.‬‬
‫النص زاخو‪ ،‬سنة ‪ 1911‬في اليبزيغ‪ ".‬ثم نشره كولي في اوكسفورد‪ ،‬سنة"‬ ‫ّ‬ ‫نشر‬
‫‪ .1923‬ولندانبرغر في لندن‪ ،‬سنة ‪.1983‬‬
‫ونُقل كتاب احيقار إلى أكثر من لغة‪ :‬إلى السريانيّة" والعربيّة والحبشيّة واألرمنية"‬
‫واليونانيّة" والسالفونية‪ .‬نُقل النص اآلرامي إلى الفرنسيّة على يد األب غرالو‪،‬‬
‫والنص السرياني على يد العالم نو‪ .‬ونشر األب قاشا دراسة عن حكمة أحيقار‬
‫وأثرها في الكتاب المقدّس‪.‬‬
‫للنص اآلرامي‪ ،‬فتستند إلى ترجمة" األب غرالو في‬‫ّ‬ ‫أما الترجمة التي نقدّمها‬
‫الفرنسية" والسيّد لندنبرغر في اإلنكليزية‪ "،‬مع عودة إلى تشارلس في اإلنكليزية‬
‫ضا‪.‬‬
‫أي ً‬

‫الفصل الثانى‬

‫دراسة فى كتاب احيقار‬


‫‪ -1‬توطئة‬

‫نص معروف جدًا‪ ،‬وقد انتشر انتشا ًرا واس ًعا في عالم بحر‬
‫"أقوال أحيقار" ّ‬
‫ضا أقدم "منحول"‪ ،‬إذ تعود بعض أجزائه إلى ما قبل‬ ‫سط القديم‪ .‬وهو أي ً‬
‫المتو ّ‬
‫المنفى‪ ،‬سنة" ‪ 587‬ق‪ .‬م‪ .‬هذا ما يجعلنا قبل النصوص البيعهديّة‪ .‬ثم إن هذا النص‬
‫ليس في األصل يهوديًا‪ ،‬وهذا ما يجعلنا في الواقع خارج منحوالت العهد القديم‪ ،‬في‬
‫ي للكلمة‪.‬‬
‫المعنى الحصر ّ‬
‫أمران دفعانا إلى إدراج "أقوال احيقار" في سلسلة "على هامش الكتاب"‪ .‬األول‬
‫يرتبط بمضمون الكتاب‪ ،‬والثاني بتاريخه‪ .‬على مستوى" المضمون‪ ،‬هذا المؤلَّف‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫يشبه في محتواه وفي فنّه األدبي‪ ،‬التقاليد الحكميّة في العهد القديم واألسفار‬
‫صة بالنسبة" إلى الدراسات البيبليّة‪ .‬وعلى مستوى‬ ‫المنحولة‪ .‬هذا ما يعطيه أه ّمية" خا ّ‬
‫التاريخ‪ ،‬نرى في نهاية حقبة العهد القديم‪ ،‬أن الخبر لم يكن معروفًا في بعض‬
‫ي‪ ،‬بل أعيدت صياغته ليحدّثنا عن الحكيم في العالم الوثن ّي‬ ‫أجزاء الشتات اليهود ّ‬
‫ي‪ .‬أول نسخة له ُوجدت في خرائب مستوطنة يهوديّة" تعود إلى‬ ‫كما في العالم اليهود ّ‬
‫القرن الخامس ق‪.‬م‪ .‬وصاحب سفر طوبيا عرف نسخة كان فيها احيقار رجالً‬
‫ّ‬
‫المتأخرة انتشا ًرا واس ًعا في األوساط‬ ‫يهوديًا يعيش في المنفى‪ .‬وانتشرت" النسخات‬
‫اليهوديّة والمسيحيّة خالل القرون المسيحيّة األول‪ .‬وهكذا تبنّى ك ُّل واحد أحيقار‬
‫كأنه خبر خاص به‪ ،‬مع أنه لم يؤلّف على يد الذين د ّونوا وقرأوا للمرة األولى اآلثار‬
‫المنحولة‪.‬‬
‫يقع هذا المؤلّف في جزئين‪ .‬األول هو خبر أحيقار‪ ،‬الكاتب الحكيم ومستشار ملوك‬
‫أشورية‪ .‬تقدّم هذا الحكيم في السنّ ‪ ،‬ولم يكن له ولد يخلفه‪ ،‬فعزم على تبنّي ابن‬
‫اخته نادان‪ ،‬وعلّمه ك ّل حكمته‪ ".‬تربّى الشاب تربية حسنة‪ ،‬وقُدّم إلى اسرحدون‪ .‬وما‬
‫مضى وقت حتّى أخذ مكان خاله في البالط الملك ّي‪ .‬ولكن نادان لم يتص ّرف بالشكر‬
‫مع خاله‪ ،‬بل اتّهمه لينزع عنه كل اعتبار‪ ،‬وعمل على إقناع أسرحدون ان هذا‬
‫الشيخ يتآمر ليقلب العرش‪ .‬فغضب الملك وأمر بأن يُقتَل أحيقار‪ .‬ولكن تبيّن أن‬
‫الضابط الذي أرسل لينفّذ حكم االعدام‪ ،‬هو صديق قديم ألحيقار‪ ،‬بعد أن نجاّه هذا من‬
‫الموت‪ .‬ورسم االثنان خطّة‪ :‬يح ّل عب ٌد مح ّل أحيقار‪ ،‬ويُقتل" مكانه‪ .‬نجحت الخطة‪.‬‬
‫ولكن نهاية الخبر ضاعت‪ .‬وقد تكون روت إعادة االعتبار ألحيقار وعقاب نادان‪.‬‬
‫ويتض ّمن القسم الثاني حكمة أحيقار‪ ،‬وهي مجموعة تُقارب المئة قول‪ ،‬فيها المثل‬
‫والخبر والتعليم‪ ،‬وقد رتّبت بطريقة الصدفة‪ ،‬في أكثر األحيان‪ .‬جاء القسم الكبير‬
‫منها مفتّتًا‪ ،‬وفي أجزاء‪ ،‬بحيث ص ُعبت قراءتُه وفهمه‪ .‬أما المواضيع فتتعلّق‬
‫بالتربية العائليّة‪ ،‬واحترام الملك‪ ،‬والكالم الفطن‪ ،‬والتص ّرف" المستقيم‪ .‬وهناك عدد‬
‫من األقوال الفرديّة تشبه" ما في سفر االمثال (في الكتاب المقدّس) وحكمة الشرق‬
‫األدنى القديم‪.‬‬

‫‪ -2‬العالقة بين الخبر واألقوال‬

‫المتأخرة‪ ،‬أدرجت األقوال الحكميّة داخل‬‫ّ‬ ‫في السريانيّة" واألرمنية وسائر الترجمات‬
‫الخبر في مجموعتين واسعتين‪ .‬جاءت المجموعة األولى‪ ،‬بعد أن تبنّى أحيقار ابن‬
‫أخته‪ ،‬فبدت متض ّمنة لتعليم الحكيم‪ .‬ووردت الثانية في نهاية الخبر تقريبًا كأقوال‬
‫وبّخ بها احيقار االبن الذي أنكر جميله‪.‬‬
‫نص جزيرة الفيلة‪ ،‬لم تُدرج األقوا ُل إطالقًا‬
‫بدا هذا الترتيب وكأنه غير أصيل‪ .‬ففي ّ‬
‫داخل الخبر‪ .‬فبدا وكأنها ُجعلت في النهاية دون أي رباط بالخبر‪ .‬والنسخة التي‬
‫سطة" في ربط االقوال بالخبر‪ .‬بل إن في‬ ‫تكمن وراء حياة إيزوبوس تمثّل" حلقة متو ّ‬
‫المتأخرة‪ ،‬بعض التصنّع في موقع األقوال‪ .‬وهناك عدد من التوبيخات في‬ ‫ّ‬ ‫الترجمات‬
‫النهاية‪ ،‬ال تتوافق مع السياق األدب ّي الذي ُوضعت فيه‪ .‬وبعض األقوال التي ُوجدت‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫في المجموعة األولى‪ ،‬في نسخة من النسخات‪ ،‬ظهرت في المجموعة الثانية‪ ،‬في‬
‫نسخة أخرى‪ .‬إذا أخذنا ك َّل هذا بعين االعتبار نصل إلى واقع يقول إن الجزء الحكم ّي‬
‫نص جزيرة الفيلة‪ ،‬قد ُد ّون في لهجة تختلف بعض الشيء عن لهجة الخبر‪.‬‬ ‫في ّ‬
‫وهكذا يبدو من الواضح أنه‪ ،‬في ما يتعلّق باالسئلة حول الزمن واألصل والخلفيّة‬
‫التاريخيّة‪ ،‬نستطيع أن ندرس على حدة كالً من جزئي‪.‬‬

‫‪ -3‬اللغة االصليّة‬

‫النص األرام ّي‪ ،‬كانت النظرة السائدة تقول إن صاحب احيقار رجل‬ ‫ّ‬ ‫قبل اكتشاف‬
‫يهودي‪ ،‬وقد د َّون كتابه على األرجح في العبريّة‪ .‬واألسباب‪ :‬عودة إلى أحيقار في‬
‫سفر طوبيا‪ .‬وجود عدد من التوازيات بين احيقار السرياني والتلمود‪ .‬ومع اكتشاف‬
‫ي‪ ،‬للوهلة األولى‪ ،‬وكأنه يجب أن يثبَّت‪ .‬فنحن في‬ ‫مخطوط جزيرة الفيلة بدا هذا الرأ ُ‬
‫الواقع أمام مستوطنة" يهوديّة ُوجدت في خرائبها بردياتٌ تكشف في لغتها التأثير"‬
‫ي‪.‬‬
‫العبر ّ‬
‫النص ال يد ّل على أثر حقيق ّي ألصل يهودي‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ما عتّم العلماء أن فهموا أن‬
‫إن الخلفيّة الدينيّة" هي تعدّدية اآللهة كما في الشرق األوسط القديم‪.‬‬
‫البحاثة عن الفرضيّة اليهوديّة‪ ،‬كان شبهُ" توافق بأن النص اآلرامي‬ ‫ولما تخلّى ّ‬
‫ترجمة عن أصل أكادي (أي أشوري)‪ .‬فموقع الخبر هو البالط األشوري‪ .‬وعدد من‬
‫أسماء العلم هو أشوري حقًا‪ .‬كما نجد في الخبر عددًا من الكلمات األكاديّة‪ .‬وهناك‬
‫أربعة أمثال تُشير" إلى شمش‪ ،‬إله بالد الرافدين‪ .‬وظلّت هذه النظرة مسيطرة لدى‬
‫عدد من العلماء حتى اآلن‪.‬‬
‫النص اآلرام ّي ليس‬ ‫ّ‬ ‫غير أن هذه السنوات األخيرة رأت بداية توافق جديد يقول بأن‬
‫ترجمة اطالقًا‪ ،‬بل هو اللغة األصليّة‪ .‬فاألسماء اآلشورية تنتمي بكل بساطة إلى‬
‫ي للخبر‪ .‬والكلمات المأخوذة من األكاديّة هي كلمات مستعملة في‬ ‫الموقع األشور ّ‬
‫اللغة األراميّة في االمبراطورية‪ ".‬واإلشارة إلى إله بالد الرافدين‪ ،‬يد ّل فقط على أن‬
‫الكتيّب ُد ّون في منطقة تأثّرت ببالد الرافدين‪ .‬فهذا ال ّ‬
‫يوجهنا إلى اللغة األصليّة‪.‬‬
‫وهكذا لم يعد اليقين بأصل أكادي قويًا كما بدا للوهلة األولى‪.‬‬
‫والقول بأصل آرام ّي قوي جدًا‪ ،‬وال سيّما في األقوال‪ .‬فهي تختلف عن الخبر‪ ،‬وال‬
‫تتض ّمن اصالً كلمات مأخوذة من األكاديّة‪ .‬بعضها يتض ّمن تالعبًا على الكلمات‪.‬‬
‫وهناك ألفاظ تد ّل على معرفة باصطالحات أدبيّة في العالم السا ّمي الغربي‪ .‬كل هذا‬
‫يد ّل على أنه من الصعب أن نقول بأن النص هو ترجمة من الساميّة الشرقية‬
‫(االكادية)‪ .‬وحتى في اإلخبار‪ ،‬فال نستطيع" أن نقول يقينًا إنها نُقلت عن االكادية‪.‬‬
‫فخالل حقبة المملكة النيوأشورية‪ "،‬أزيحت االكادية شيئًا فشيئًا وحلّت محلّها‬
‫االرامية كلغة مسيطرة عند الناس في بالد الرافدين‪.‬‬
‫وهكذا يبدو من المعقول جدًا أن يكون النص كله تقريبًا قد د ّون في اآلرامية‪".‬‬
‫والدراسة الدقيقة لجزئي النص (الخبر‪ ،‬األقوال) تد ّل على أنهما ُكتبا في لهجتين‬
‫تختلفان بعض االختالف‪ُ .‬كتب الخبر في اللغة الرسمية" أو لغة االمبراطورية‪ "،‬وهي‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫لهجة أرامية تعود إلى الحقبة النيوأشورية والنيوبابلونية‪ .‬أما األقوال‪ ،‬فتعود إلى‬
‫لهجة عتيقة تشبه" بعض الشيء أسرة اللغات الكنعانيّة‪ّ ،‬مما جعل العلماء يظنّون أن‬
‫النص األصل ّي د ّون في العبرية‪.‬‬
‫ّ‬

‫النص ومصدره‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬تاريخ‬

‫النص مر ّكب من أكثر من عنصر‪ ،‬تبدو مسألة "التاريخ" متش ّعبة‪ .‬فمخطوط‬ ‫ّ‬ ‫بما أن‬
‫جزيرة الفيلة يعود إلى نهاية القرن الخامس ق‪.‬م‪ ،.‬إذا عدنا إلى الباليوغرافيا‬
‫والسياق االركيولوجي‪ .‬ولكن من المعقول أن يكون النص في صيغته" الحالية (الخبر‬
‫واألقوال) قد ُوجد مئة سنة قبل هذا التاريخ‪.‬‬
‫ووجود شكلين للقول الواحد (‪39‬و‪41‬؛ ‪ 40‬و‪ ،)42‬ووجود نسختين لنهاية القول‬
‫‪ ،36‬كل هذا يد ّل على حقبة انتقال طالت فأتاحت تكوين االختالفات‪ .‬وعدم التماسك‬
‫النص في وقت طويل تط ّور مع تط ّور‬ ‫ّ‬ ‫ضا على أن نسخ‬ ‫في التهجئة قد يد ّل أي ً‬
‫صه‪.‬‬‫ضا أخطاء وقع فيها الكاتب حين نقل ن ّ‬ ‫الفونولوجيا‪ .‬وهناك أي ً‬
‫أقدم تاريخ ممكن للخبر يرتبط باالشارة إلى اسرحدون (‪ 669 - 681‬ق‪.‬م)‪ .‬أما‬
‫الجزء الذي يتض ّمن األقوال‪ ،‬فال تلميح تاريخيًا فيه‪ .‬ولكن اللغة العتيقة تد ّل على أن‬
‫هذه األقوال قديمة" كالخبر إن لم تكن أقدم‪ .‬بما أن أرامية االمبراطورية في الحقبة‬
‫فغياب مثل هذه األلفاظ‬‫ُ‬ ‫الفارسيّة" وما بعد‪ ،‬دلّت على عدد كبير من االلفاظ الفارسيّة‪،‬‬
‫الفارسيّة" من أحيقار‪ ،‬يد ّل على أن التدوين ت ّم قبل منتصف" القرن السادس‪ .‬فجزءا‬
‫النص (والمقطع الذي ربط بينهما‪ ،‬على األرجح) قد ُد ِّونا في نهاية القرن السابع أو‬
‫بداية القرن السادس‪.‬‬
‫للنص‪ ،‬فمعروف اآلن‪ .‬فمع أن المخطوط ُوجد في مصر‪ ،‬فمن‬ ‫ّ‬ ‫أما المصدر الدقيق‬
‫النص ما يد ّل على خلفيّة مصريّة‪.‬‬‫ّ‬ ‫المعقول جدًا أن ال يكون ألِّف هناك‪ .‬فال نجد في‬
‫فموقع الخبر في البالط النيوأشوري "صحيح" بمعنى أن التفاصيل التاريخية‬
‫القليلة التي نستطيع التحقّق منها هي صحيحة‪ .‬فأسماء األشخاص اآلشورية تميّز"‬
‫تلك الحقبة النيوأشورية والنيوبابلونيّة‪ ".‬بما أن ال يقين يد ّل على عكس ذلك‪ ،‬فمن‬
‫المعقول أن يعود الخبر إلى بالد الرافدين‪.‬‬
‫أما األقوال فشأن آخر‪ .‬على المستوى العمل ّي‪ ،‬ال شيء يشير إلى خلفية رافدينيّة‪.‬‬
‫والعودة الوحيدة إلى الجغرافيا‪ ،‬نجدها في القول ‪ .110‬والكالم عن "الصيدوني""‬
‫هو مثل عن الـ ُمبحرين في البحار‪" ،‬والعربي" يعود بنا إلى المقيم في الصحراء‪.‬‬
‫أما لهجة هذه األقوال فهي قريبة" جدًا من لغة النصوص اآلرامية االمبراطورية‬
‫والحقبة األخيرة في اآلرامية العتيقة‪ ،‬وهو انتقال ت ّم حوالي بداية القرن السابع‬
‫ق‪.‬م‪ .‬وفي عدد من السمات‪ ،‬وال سيّما على مستوى األلفاظ‪ ،‬جاءت لغة األقوال‬
‫قريبة من اللهجات الكنعانية" في سورية ولبنان وفلسطين القديمة‪ ".‬فالتفسير المعقول‬
‫لكل هذا‪ ،‬هو أن األقوال (ربّما ُوجدت مجموعة قديمة ض ّمت عددًا كبي ًرا منها)‬
‫صل في سورية الشمالية حيث ازدهرت ممالك تتكلّم األراميّة‪ ،‬في القسم األول‬ ‫تتأ ّ‬
‫من األلف األّ ّول ق‪.‬م‪ .‬وهناك برهان آخر يقودنا إلى سوريا الشمالية كمنشأ لألقوال‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫النص هو ظهور مجمع اآللهة التي تُذكر في نصوص أخرى في‬ ‫ّ‬ ‫الحكميّة" في هذا‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫متى ُجمع جزئا النص الخبر واألقوال؟ هذا ما نعود إليه فيما بعد‪.‬‬

‫‪ -5‬األهميّة التاريخيّة‬

‫ظ ّل العلماء الكثيرون‪ ،‬حتّى زمن قريب‪ ،‬يعتبرون أن خبر أحيقار هو مج ّرد‬


‫فولكلور‪ ،‬وأن البطل هو خلق أدب ّي قام به كاتب نجهل اسمه‪ .‬ال شك في أن‬
‫سنحاريب واسرحدون وجهان معروفان في التاريخ‪ .‬واسم احيقار يرد في النصوص‬
‫السماوية في الحقبة النيوأشورية‪ .‬وكذلك نقول عن اسم نادان واسم نبوسومسكون‪.‬‬
‫في الواقع‪ُ ،‬وجد شخص اسمه نادان (أو‪ :‬نادين)‪ ،‬اتّهم بنشاط انقالبي خالل ملك‬
‫اشوربانيبال‪ .‬وعُرف أسرحدون أنه كان له ضابط كبير في جيشه اسمه‬
‫نبوسومسكون‪ .‬ال نستطيع" أن نماهي هؤالء األشخاص مع ما نجد من طباع في خبر‬
‫أحيقار‪ .‬غير أن األسماء معروفة‪ ،‬والنصوص المسمارية ال تمزج" أبدًا هؤالء األفراد‬
‫بعضهم ببعض‪.‬‬
‫مؤخ ًرا على بساط البحث مع اكتشاف في‬ ‫ّ‬ ‫إن مسألة تاريخيّة احيقار قد ُجعلت‬
‫أوروك القديمة‪ ،‬للويحة مسماريّة يظهر فيها االسم في سياق مرتبط ارتباطًا مباش ًرا‬
‫فالنص األكادي الذي يعود إلى الحقبة السلوقية‪ ،‬هو الئحة بأسماء‬
‫ّ‬ ‫بالخبر األرام ّي‪.‬‬
‫علماء (ا م ا ن و) يقمون في بالط ملوك بابليين وأشوريين‪ .‬نقرأ في السطر الذي‬
‫يه ّمنا‪ :‬في زمن الملك اسرحدون‪ ،‬أبا ‪ -‬إنليل ‪ -‬داري‪ ،‬الذي يس ّميه" اآلراميون‬
‫احيقار‪ ،‬كان "ام ان و"‪ .‬فاالسم والموطن والدور والتاريخ في التقاليد المسمارية‬
‫ي‪.‬‬
‫واآلرامية‪ ،‬تقودنا إلى القول بوجود "احيقار" في البالط األشور ّ‬

‫ضا أن نروح أبعد من ذلك‪ُ .‬ذكر في الالئحة عد ٌد من العلماء (ا م ا ن و)‬ ‫ويمكننا أي ً‬


‫في أدب بالد الرافدين‪ ،‬وبينهم كتّاب ملحمة "غلغامش" و"إرتفاع إنانة"‪ .‬هذا‬
‫يعني أن بالد الرافدين ذكرت أحيقار الذي لم يكن فقط موظفًا لدى اسرحدون‪ ،‬بل‬
‫ضا‪ .‬هذا ال يعني أن تفاصيل الخبر هي بالضرورة تاريخيّة‪".‬‬ ‫كاتبًا ومؤلّفا ً أي ً‬
‫فالفولكلور يمأل الخبر‪ .‬كما ال يعني أننا أمام برهان يقول إن احيقار التاريخ ّي كان‬
‫كاتَب الخبر‪ .‬ولكن هذا يد ّل على أن الخبر ليس مج ّرد خدعة أدبيّة‪ ".‬يمكن أن نس ّميه‬
‫رواية تاريخيّة‪ ،‬أو فولكلو ًرا أدبيًا حول وجه تاريخ ّي‪.‬‬
‫سعه األول؟‬ ‫النص في تو ّ‬
‫ّ‬ ‫هل نستطيع أن نقدّم فرضيّة" معقولة من أجل إعاد بناء‬
‫القسم األقدم‪ ،‬أو األقوال الفرديّة‪ ،‬انتشر بشكل شفه ّي بين شعوب سورية المتكل ّمين‬
‫اآلرامية في القسم األول من األلف األول‪ .‬وفي وقت من األوقات من تلك الحقبة‪،‬‬
‫ُرتِّبت مجموعة لهذه األقوال بيد كتبة أقاموا في بالط الملوك اآلراميين‪ُ .‬حملت هذه‬
‫المجموعة فيما بعد إلى أشورية بعد اجتياحها ألرض اآلراميين خالل القرن الثامن‪.‬‬
‫وعُرفت األقوال في زمن سنحاريب (‪ )681 - 704‬أو اسرحدون (‪.)669 - 681‬‬
‫وربّما أعيد نش ُرها‪ ،‬في أشورية‪ ،‬في حلقات أدبيّة تتكلّم اآلرامية باالشتراك مع‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫ي‪ .‬وصار احيقار نفسه "ناشر" األقوال‪ ،‬بسبب" شهرته األدبيّة" في‬ ‫البالط األشور ّ‬
‫النص اآلرامي‪ .‬هذا من جهة‪ .‬ومن جهة‬ ‫ّ‬ ‫التقليد الرافديني‪ ،‬وارتباط اسمه بأقوال في‬
‫ثانية‪ ،‬نُسبت إليه هذه المجموعة بعد موته‪ ،‬كما نُسبت مجموعات الحكمة اآلتية من‬
‫حقب متعدّدة‪ ،‬إلي سليمان الحكيم‪.‬‬
‫وقد يكون الخبر ألّف بشكل مستق ّل كل االستقالل عن األقوال‪ ،‬فجاء ناش ٌر ض ّم جزئي‬
‫النص الذي بين أيدينا‪ .‬كان هدفُ الخبر األول أن يكون مقدّمة‬ ‫َّ‬ ‫الكتاب‪ ،‬فصار‬
‫لمجموعة األقوال التي عُرفت قبله‪ .‬هذا يعني أن كاتب الخبر هو ناشر الكتاب كك ّل‬
‫في شكله األول‪ .‬ال نستطيع" أن نحدّد التاريخ وال المكان بدقّة كبيرة‪ .‬ولكن يبدو أن‬
‫المؤلّف كان كاتبًا أراميًا عاش في األيام األخيرة من اإلمبراطوريّة" النيوأشورية‪ ،‬أو‬
‫في بداية الحقبة اإلمبراطورية" النيوبلبلونيّة" (الكلدانية)‪ ".‬إلى هذا المؤلِّف (أو إلى‬
‫الناشر) تُنسب إضافةٌ إلى األقوال استلهمت الخبر (‪ .)80 ،76 ،52 -10‬وقد يكون‬
‫هذا الناشر أضاف غيرها‪ ،‬مثل القول ‪ .34‬فهذا الخبر الذي يرينا رجالً حكي ًما‬
‫وفاضالً يرتفع في بالط ملك غريب‪ ،‬يُقابل بخبر يوسف واستير ودانيال‪.‬‬

‫‪ -6‬األهميّة الالهوتيّة‬

‫إن الخلفيّة الالهوتيّة ألحيقار األرام ّي هي خلفيّة الشرق األوسط القديم‪ .‬ال نجد فيه‬
‫إله اسرائيل بل آلهة آرام‪ ،‬كنعان‪ ،‬بالد الرافدين‪ .‬تر ّكز الالهوت على أقوال الحكمة‪.‬‬
‫والخبر‪ ،‬بما فيه من هدف بنائ ّي ال يقول شيئًا مباش ًرا عن اآللهة‪ .‬غير أن األقوال‬
‫تذكرهم مرا ًرا باسمهم‪ .‬أو ترسمهم في الدور الذي يلعبونه في األدب الدين ّ"ي في‬
‫الشرق القديم‪.‬‬
‫ترجع أقوال عديدة إلى "اآللهة" (دون أي تسمية)" كمعلّمين وقضاة ومحامين عن‬
‫البشريّة‪ ".‬هؤالء اآللهة يعطون البالغة للذين ال خبرة لهم (‪ ،)32‬يجازون بالش ّر‬
‫كالم الش ّر (‪ ،)37‬ويعاقبون الذين يضطهدون األبرار (‪ .)39،41‬يخضع السمهم‬
‫الكاذب وفاع ُل السوء (‪ ،)46‬كما يخضع الجاهل (‪ .)38‬فاآللهة وحدهم يستطيعون‬ ‫ُ‬
‫أن يدافعوا عن االنسان من ش ّر داخلي (‪ ،)69‬وهم الينبوع األخير للحكمة (‪.)13‬‬
‫إيل‪ ،‬أبو اآللهة في البنتيون (مجمع اآللهة) الكنعاني‪ ،‬هو إالله الذي يُذكر مرا ًرا في‬
‫األقوال‪ .‬يتكلّم عنه القول ‪ 25‬مع صفة رحمن (ر ح م ن)‪ .‬هنا نلتقي بصفتين‬
‫معروفتين في األدب األوغاريتي (الرحيم والحنون)‪ ،‬كما في الكتاب المقدس‪ ،‬في‬
‫تسمية" يهوه‪ :‬ال‪ .‬ر ح و م ‪ .‬و‪ .‬ح ن و ن‪ .‬أما القول ‪ 25‬فهو مقابلة بين سلطان‬
‫الملك وسلطان ايل‪" :‬الملك كالرحمان وإن ارتفع صوته‪ ".‬فمن يقف أمامه إن لم يكن‬
‫نظيره"؟‬
‫إيل هو الذي ينتقم من الكالم الكاذب (‪ .)66‬قد نكون أمام الحنث بالقسم (رج القول‬
‫‪ .)70‬ويبدو قول مفتّت (‪ )64‬وكأنه يتكلّم عن االله الشافي‪ ،‬وهو دور نجده بعض‬
‫المرات في األدب الكنعاني‪ .‬وهناك قول آخر مش ّوه يبدو طلبًا إلى االله من أجل‬
‫الحصول على الب ّر أو االنتقام‪" :‬أقمني‪ ،‬يا إيل‪ ،‬كرجل بار أمامك" (‪.)78‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫بعد إيل في مجمع اآللهة‪ ،‬في األقوال‪ ،‬نجد شمش‪ ،‬االله الشمس‪ .‬في بالد الرافدين‬
‫القديمة كانت وظيفةُ هذا االله االهتمام بالعدالة‪ .‬هو يحمي المحتاجين ويسمع‬
‫صراخ المظلومين‪ .‬هذا هو الدور الذي نقرأ عنه في القول ‪" :77‬إذا أمسك الشرير‬
‫طرف ردائك‪ ،‬فاتركه في يده‪ .‬والجأ (وادعُ) إلى شمش‪ .‬فهو يأخذ ما له (أو ما لك)‬
‫سه على‬ ‫ويعطيك"‪ .‬ويد ّل القول ‪ 49‬على طريقة بها ينفّذ شمش الحكم‪ :‬ال يشرق شم َ‬
‫الشّرير‪.‬‬
‫بما أن الملك يشبَّه" بإيل‪ ،‬فبهاؤه يقابَل ببهاء شمش (‪" :)26‬نرى الملك في جماله‬
‫مثل شمش‪ .‬فما أمجد بهاءه لمن يجول األرض في طمأنينة"‪ ".‬عُرف تشبيه" الملك‬
‫ضا باالله الشمس‪ ،‬في بالد الرافدين‪ .‬ففي صالة تعود إلى القرن السابع‪ ،‬تالها‬ ‫أي ً‬
‫أشور بانيبال لشمشو‪ ،‬قيل أن بهاء المالك يرتبط بتقواه تجاه شمش‪ .‬ويهت ّم شمش‬
‫ضا بحكمة البشر‪ .‬هو يرضى باالنسان الذي يمتلك الحكمة ويتعلّم الفطنة في‬ ‫أي ً‬
‫كالمه‪ .‬وهو يمقت من يضيع الحكمة (‪.)12‬‬
‫ضا‬‫نص الهوتي حول الحكمة‪ .‬وهو يتض ّمن أي ً‬ ‫إن القول ‪ 13‬هو أه ّم مقطع لفهم ّ‬
‫بشكل عابر إشارة إلى إله ثالث‪" :‬السماء راضية عن البشر‪ .‬والحكمة من عند‬
‫اآللهة‪ .‬فهي كريمة" في عين اآللهة‪ ،‬ولها الملك على الدوام‪ .‬أقامت في السماوات‪،‬‬
‫"الرب القدوس"‬
‫ّ‬ ‫الرب القدوس عظّمها"‪ .‬إن لفظ "ش م ي ن" وعبارة‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬
‫يعودان إلى إله عُرف أنه "إله السماوات" (في اآلرامية‪ ":‬ب ع ل‪ .‬ش م ي ن) الذي‬
‫انتشرت عبادته لدى الشعوب اآلراميّة والكنعانيّة في سورية" (فوصلت حتّى شمال‬
‫بالد الرافدين) منذ عهد البرونز حتّى ظهور المسيحيّة‪ ".‬في البنتيون الكنعاني الذي‬
‫وصفه سانخونياتون‪ ،‬هذا اإلله هو رئيس اآللهة‪ .‬ويبدو القول ‪ 13‬على أنه مديح‬
‫للحكمة وامتداح ألصلها االله ّي ونفعها للبشر وعظمتها لدى اإلله‪ .‬فمع أن هذا‬
‫يشخص الحكمة بشكل واضح‪ ،‬إالّ أنه قريب ج ً"ًََدا من قصائد بيبليّة وبعد‬ ‫ّ‬ ‫القول ال‬
‫بيبلية تمتدح" الحكمة‪ ،‬وأقدم منها‪ .‬أما الهدف الالهوتي للقول ‪ 13‬داخل المجموعة‬
‫كلها‪ ،‬فهو يشبه ما نقرأ في أم ‪ .31 -22 :8‬في سفر األمثال‪ ،‬الحكمة تصدر عن‬
‫ملكوت هللا‪ .‬فالحياة والنجاح اللذان تعطيهما‪ ،‬هما في األصل عطايا من عند اآللهة‪.‬‬
‫الحكمة ملكة إلى األبد‪ ،‬ألن إله العالء في السماء جعلها على عرشه‪.‬‬
‫وهناك عدّة مواضيع عامة في األقوال (التربية العائليّة‪ ،‬حفظ اللسان‪ ،‬التص ّرف‬
‫تجاه الملك)‪ ،‬توازي األدب الحكم ّي في البيبليا‪ .‬فكما في الحكمة البيبليّة‪ ،‬تجتمع هنا‬
‫الحكمة مع الحياة والنجاح ورضى هللا‪ .‬أما الجهالة‪ ،‬فتحمل عدم رضى اآللهة‬
‫سعات الالهوتيّة" في الحكمة‬ ‫والملك‪ ،‬وتقود إلى الموت‪ .‬ولكننا ال نجد بعض التو ّ‬
‫العبريّة‪ ،‬كما في هذه الوثيقة األراميّة‪ ".‬فالكوسمولوجيا (علم الكونيات) ال تلعب دو ًرا‬
‫نص أحيقار‬ ‫في أقوال أحيقار‪ ،‬تجاه أهميّة الهوت الخلق في حكمة التوراة‪ .‬فمع أن ّ‬
‫يتحدّث عن التص ّرف الحكيم الذي يُرضي اآللهة‪ ،‬فال شيء فيه يشبه" تأكيدًا بيبليًا‬
‫يقول‪" :‬رأس الحكمة مخافة هللا" (أم ‪10 :9‬؛ رج ‪ .)7 :1‬نحن ال نجد عند احيقار‬
‫عل ًما يبحث عن وجود هللا‪ .‬فآلهة "األقوال" ال عالقة لها بالبشر‪.‬‬
‫إن ترجمات احيقار‪ ،‬جمعت في درجات متفاوتة‪ ،‬تع ُّد َد اآللهة كما في النص األصل ّي‪،‬‬
‫مع النظرة التوحيديّة‪ ،‬وذلك بتأثير" من الحلقات اليهوديّة والمسيحيّة التي انتشرت‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫فيها‪ .‬ف "اآللهة" في أقوال جزيرة الفيلة‪ ،‬صارت "اإلله" الواحد في أغلب‬
‫األحيان‪ .‬وظلّت آثا ٌر قليلة للوضع الدين ّ"ي القديم في اآلراميّة‪ ،‬التي قالت إن أحيقار‬
‫صلّى إلى آلهته "بلشيم وشيميل" وشامين"‪ .‬أما السريانية" فألغت في هذا المقطع‬
‫أسماء اآللهة لتقول‪" :‬أيها السيّد‪ ،‬يا الهي" (‪ .)53‬أما العربيّة فأدخلت الجملة‬
‫البيبلية" "هللا العلي‪ ،‬خالق السماء واألرض" (تك ‪.)19 :14‬‬

‫‪ -7‬عالقة أحيقار باألسفار القانونيّة‬

‫نص‬
‫حين نتحدّث عن مقابلة أدبيّة‪ ،‬يجب أن نميّز" بين توازي النصوص‪ ،‬وتأثير ّ‬
‫على آخر‪ ،‬وال سيّما في عالم الحكمة والفولكلور‪ .‬فالمواضيع الشعبيّة‪ ،‬والصور‬
‫الكالميّة‪ ،‬واألمثال الكاملة‪ ،‬انتقلت عبر حدود جغرافيّة وثقافيّة في طرق يصعب‬
‫علينا مرا ًرا أن نرسمها أو نجد خريطتها‪ .‬والتوازيات‪ ،‬وإن كانت قريبة‪ "،‬بين كتب‬
‫مثل احيقار وبين أسفار قانونيّة" أو منحولة‪ ،‬قد ال تد ّل على أكثر من معرفة مباشرة‬
‫لوثيقة" لدى كاتب وثيقة أخرى‪ .‬وفي أي حال‪ ،‬ق ّوة البرهان هو للذي يريد أن يرى‪،‬‬
‫عالمة تد ّل على تأثير أدب ّي‪.‬‬
‫وإذا تركنا جانبًا مواضيع الحكمة المشتركة بين البيبليا والشرق االوسط القديم‪،‬‬
‫فالتوازيات القريبة بين أحيقار واألسفار البيبليّة القانونيّة‪ ،‬قليلة جدًا‪ .‬فالمنادى "يا‬
‫ابني" (قول ‪14 ،4‬أ‪ ،60 ،42 ،40 ،‬يرد مرا ًرا في األمثال البيبليّة)‪ ،‬ينتمي إلى‬
‫األقوال الحكميّة في نصوص الشرق األوسط منذ األلف الثالث ق‪.‬م‪ .‬وشكل المثل‬
‫العددي (هناك شيئان وثالث‪ ،‬قول ‪12‬؛ أم ‪ )31 -21 ،19 –15 :20‬نجده في‬
‫نصائح وردت في أدب الشرق القديم‪.‬‬
‫ونص‪ .‬األولى‪ ،‬نجدها في‬ ‫ّ‬ ‫نص‬
‫هناك حالتان تب ّرران االشارة إلى ارتباط ممكن بين ّ‬
‫‪" 4 -3‬ال تحرم ابنك من العصا‪ ،‬وإالّ لن تحميه من الش ّر‪ .‬إذا ضربتك‪ ،‬با ابني‪ ،‬لن‬
‫تموت‪ .‬وإذا تركتك لهوى قلبك‪ ،‬لن تعيش"‪ .‬نقابل هذين القولين مع أم ‪-13 :23‬‬
‫صر في التأديب للصب ّي‪ ،‬فإن ضربته" بالعصا ال يموت‪ :‬تضربه" بالعصا‬ ‫‪" :14‬ال تق ّ‬
‫سه من الجحيم"‪ .‬فمع أن تربية الوالدين والرغبة في العقاب الجسدي‪،‬‬ ‫فتنقذ نف َ‬
‫موضوعان معروفان في األدب الحكم ّي‪ ،‬فالتشابه االلفاظ ّي يضاف إلى التشابه‬
‫صا أخذ من آخر؟ بل باالحرى نقول إننا في تقليد واحد‬ ‫الموضوع ّي‪ .‬هل نقول إن ن ً‬
‫غرف منه االثنان‪.‬‬
‫والحالة الثانية" نجدها في القول ‪" :109‬ال يقل الغني‪ :‬أنا مجيد بفضل غناي"‪ .‬يقابل‬
‫هذا القول إر‪" :22:9‬ال يفتخر الحكيم بحكمته" وال الغن ّي بغناه"‪ .‬قول قصير‪،‬‬
‫ق القديم‬ ‫وموضوع شامل‪ .‬نحن هنا في مستودع الحكمة الشعبيّة التي عرفها الشر ُ‬
‫كله‪.‬‬
‫وهناك عدد من التشابهات الظاهرة بين ترجمات أحيقار والكتاب المقدس (وال سيما‬
‫دانيال ولوقا)‪" .‬أيها الملك‪ ،‬حييت إلى األبد" (احيقار ‪ 11 :1‬في السريانيّة"‬
‫واالرمنيّة)‪ ":‬دا ‪4 :2‬؛ ‪9 :3‬؛ ‪10 :5‬؛ ‪ .6 :6‬عندما يلبس أحد األرجوان مع الذهب‪،‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫صة (أحيقار ‪ 7 :1‬حسب األرمنيّة)‪ ".‬دا ‪ ...16 ،7 :5‬هذا‬ ‫فهذا ما يد ّل على حظوة خا ّ‬
‫يعني أن الكتاب المقدّس أثّر في ترجمات أحيقار‪ ،‬أقلّه في بعض المرات‪.‬‬
‫ونتوقّف بشكل خاص عند طوبيا وابن سيراخ ويهوديت‪.‬‬
‫عرف سفر طوبيا خبر أحيقار وقريبَه" الذي خيّب أملَه (ناداب)‪ .‬في(‪،)22 -21 :1‬‬
‫ص ّور الكاتب طوبيت على انه ابن أخي احيقار‪ ،‬وقدّم الئحة بألقابه الرسميّة"‬
‫"أحيقار ابن أخي عنائيل‪ ،‬عيّن على جميع حسابات المملكة‪ .‬وكان له سلطان على‬
‫سط لي أحيقار‪ ،‬فعدتُ إلى نينوى‪ .‬ذلك بأن احيقار كان‬ ‫جميع الشؤون االداريّة‪ .‬فتو ّ‬
‫رئيس السقاة وأمين الس ّر ورئيس الشؤون اإلدارية والحسابات على عهد‬
‫سنحاريب ملك اشورية‪ ،‬وقد ثبّته" اسرحدون في منصبه" (طو ‪ .)22-21: 1‬وفي‬
‫نهاية الكتاب يستخلص طو تعليمات اخالقيّة يستخرجها من خبر احيقار "أنظر‪ ،‬يا‬
‫بُن ّي‪ ،‬كل ما صنعه ناداب إلى أحيقار أبيه الذي ّرباه‪ .‬ألم يكن مضط ًرا للنزول حيًا إلى‬
‫بطن األرض؟ لكن هللا ر ّد التشنيع عل وجه فاعله‪ .‬فخرج أحيقار إلى النور‪ ،‬ودخل‬
‫ي‪ ،‬ألنه حاول قتل أحيقار‪ .‬أما أحيقار‪ ،‬فبسبب احساناته أفلت‬ ‫ناداب في الظالم األبد ّ‬
‫الفخ القاتل الذي أهلكه" (‬ ‫من الفخ القاتل الذي نصبه له ناداب‪ ،‬ووقع ناداب في ّ‬
‫ضا اسم احيقار بإيجاز في ‪( 10 :2‬وأعالني أحيقار مدّة سنتين‪،‬‬ ‫‪ .)10 :14‬و ُذكر أي ً‬
‫قبل أن يذهب إلى أليمايس) و ‪( 18 :11‬وقدم أحيقار وناداب‪ ،‬ابنا ع ّمه‪ ،‬ليشاركا‬
‫طوبيت في الفرح)‪.‬‬
‫من الواضح أن صاحب طو عرف أحيقار في شكل يختلف ع ّما في نص جزيرة‬
‫المتأخرة‪ ،‬فجعل سنحاريب‬‫ّ‬ ‫الفيلة وفي الترجمات‪ .‬اختلف طو عن النسخات‬
‫صحح مرجعه‬ ‫واسرحدون في الترتيب الصحيح (قد يكون الكاتب في هذه الجملة ّ‬
‫على أساس معلومات دقيقة أخذها من العهد القديم)‪ .‬إن صياغة الخبر األصل ّي الذي‬
‫نص عرفه طوبيا الذي يذكر الموضع الخف ّي الذي‬ ‫يميّز النسخات األخيرة‪ ،‬قد بدأ في ّ‬
‫أقام فيه احيقار تحت األرض (طو ‪ ،)10 :14‬وهو تفصيل" ال نجده في مخطوط‬
‫النص األصل ّي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جزيرة الفيلة‪ .‬وقد يكون سفر طوبيا ألغى ما يتعلّق بتعدّد اآللهة في‬
‫ي الورع‪ ،‬كان قريب أحيقار (‪ )22 -21 :1‬وعاش‬ ‫هذا يعني أن طوبيت‪ ،‬ذاك اليهود ّ‬
‫امتداحا فضيلة أحيقار (‪ .)10 :14‬وهكذا يكون‬ ‫ً‬ ‫معه سنتين (‪ .)10 :2‬وهو يمتدح‬
‫ي‪ .‬وإن لم يكن‬ ‫نص طوبيا ص ّو َر بوضوح أحيقار على أنه يهود ّ‬ ‫من الممكن أن ّ‬
‫كذلك‪ ،‬فقد ص ّوره‪ ،‬على األقل‪ ،‬على أنه وثن ّي يعبد اآللهة‪ .‬كما فعلت النسخات‬
‫المتأخرة‪ ،‬وال سيّما األرمنيّة‪.‬‬
‫لمح إلى أحداث إضافيّة في مسيرة قريبه المعروف‪ ،‬ال‬ ‫ليس بواضح إن كان طو ّ‬
‫سعة عن أحيقار‪ .‬فاالشارة إلى ذهاب أحيقار إلى أليمايس (‪:2‬‬ ‫نجدها في نسخات مو ّ‬
‫‪ ،)10‬يطرح سؤاالً‪ ،‬ألن مثل هذا الحدث ال يُعرف في مرجع آخر‪.‬‬
‫أصح‪ ،‬خطأ في نص طوبيا‬ ‫ّ‬ ‫قد نكون أمام حدث ضاع في الخبر‪ .‬وقد يكون‪ ،‬وهذا‬
‫اليوناني‪ .‬وقد يكون ما في ‪ 10 :2‬عودة إلى حدث مصري ارتبط بتبديل محل ّي‪.‬‬
‫هناك على األقل‪ ،‬قول من أحيقار نقرأه في طو ‪" :17 :4‬أسكب خمرك (في‬
‫اليونانية‪ "،‬ضع خبزك) على قبر األبرار‪ ،‬وال تعطه للخطأة"‪ .‬هذا يعود إلى أحيقار‪:‬‬
‫"يا ابني‪ ،‬اسكب خمرك على قبور األبرار‪ ،‬وال تشربه مع الشرير" (سرياني‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫‪10:2‬؛ ارمني ‪7 :2‬؛ عربي ‪ .)13 :2‬تركت النسخة األرمنيّة" عبارة "على قبور‬
‫األبرار" بحيث يزول كل تلميح إلى سكب الخمر على القبور من أجل الموتى‪ .‬فهذه‬
‫عادة وثنية‪ .‬رج يوب ‪.17 :22‬‬
‫فخ نصبه‪ ،‬يعود إلى النسخة االرمنيّة"‬ ‫إن القول في طو ‪ 10 :14‬بأن نادان سقط في ّ‬
‫(‪27 :8‬؛ رج السريانية ‪ 41 :8‬والعربّية ‪" :)38 :8‬من حفر حفرة لآلخرين سقط‬
‫فيها"‪ .‬هذا مع العلم أن الفكرة موجودة في مواضع أخرى عديدة (مز ‪.)10 :141‬‬
‫والقاعدة الذهبيّة التي نقرأها في شكل سلب ّي (ال تفعل) في طو ‪ 15 :4‬قد تعود إلى‬
‫أحيقار كما في االرمنيّة (‪" :)88 :8‬يا ابني‪ ،‬ما يبدو رديئًا لك‪ ،‬ال تفعله لصاحبك"‪.‬‬
‫وابن سيراخ الذي يشبه سفر األمثال‪ ،‬يتض ّمن عددًا كبي ًرا من الح َكم التي توازي‬
‫أقوال أحيقار‪ .‬ولكنها ليست من الوضوح‪ ،‬بحيث نتحدّث عن عالقة مباشرة‪ .‬مثالً‪،‬‬
‫نقرأ في سي ‪" :26 :4‬ال تقاوم مجرى النهر"‪ .‬قد تعود إلى أحيقار السريان ّي (‪:2‬‬
‫‪" .)65‬ال تقف في وجه النهر الهائج"‪ .‬هي استعارة مأخوذة من الطبيعة ومستعملة‬
‫في أكثر من سياق‪ .‬ونقرأ سي ‪" :15 -14 :22‬أي شيء أثقل من الرصاص؟ ما هو‬
‫اسمه؟ األحمق‪ .‬الرمل والملح وكتلة الحديد أخفّ حمالً من اإلنسان البليد"‪ .‬نستطيع‬
‫أن نقابل هذا النص مع أحيقار األرمني (‪" .)69 :2‬رفعتُ الحديد ورفعتُ الحجارة‬
‫على كتف ّي‪ ،‬فكان أفضل لي من اإلقامة مع الجاهل والبليد"‪ .‬ولكن يبقى أن هذا‬
‫القول في ابن سيراخ قد يعود إلى عبارة مقولبة معروفة‪ ،‬أو إلى أم ‪:3 :27‬‬
‫"الحجر ثقيل والرمل باهـظ‪ ،‬وأثقل منهما غضب الغب ّي"‪.‬‬
‫وأشار بعض الشّراح إلى أن صورة أحيور العموني في سفر يهوديت (ف ‪6 -5‬؛‬
‫‪10 -9 :11‬؛ ‪ )10 -5 :14‬الذي نبّه أليفانا بأن ال يهاجم اسرائيل‪ ،‬والذي اهتدى‬
‫فيما بعد إلى اليهوديّة‪ ،‬تجد نموذجها في أحيقار‪ .‬ولكن إن وضعنا االسم جانبًا‪ ،‬فال‬
‫نجد شب ًها بين االثنين سوى أنهما وثنيان حكيمان أعطيا النُصح للملوك‪.‬‬

‫‪ -8‬أهمية أحيقار الحضاريّة‬

‫يمزج خب ُر أحيقار موضوعين أدبيين‪ :‬عزل رجل حكيم وإعادة االعتبار إليه‪ .‬ثم كذب‬
‫ونكران الجميل من قبل قريب له‪ .‬فالموضوعان‪ ،‬وال سيما األول‪ ،‬معروفان في‬
‫حضارة عدد من الشعوب‪ .‬نقرأ عنهما في األدب البابلوني الذي يعود إلى ما قبل‬
‫النص‪ ،‬هي قديمة‬ ‫ّ‬ ‫تأليف أحيقار‪ .‬فالتقاليد الحكميّة" التي ورثها القسم الحكم ّي في‬
‫جدًا في الشرق األوسط‪ .‬فقد نُسبت مجموعة تعاليم إلى وزراء حكماء عملوا لدى‬
‫ملوك مشهورين‪ ،‬لبناء الشبّان وتربيتهم" من أجل الخدمة في البالط الملكي‪ ،‬وألّفت‬
‫في مصر قبل بداية األلف الثاني‪ ،‬ولدى السومريين" والبابلونيين‪ .‬إن الخبر واألقوال‬
‫ي‪ ،‬فيه كان الفن األدبي والمواضيع قديمة جدًا‪.‬‬ ‫في أحيقار‪ ،‬قد د ِّونت في عالم حضار ّ‬
‫ال ش ّك في أن األقوال تمثّل" أمو ًرا معروفة لدى الشعوب المتكلّمة باآلراميّة‪ ،‬في‬
‫سورية‪ ،‬في القرن السادس أو السابع (ربما قبل ذلك الوقت) ق‪ .‬م‪ .‬وهي مه ّمة جدًا‬
‫النص يتض ّمن تقاليد‬
‫ّ‬ ‫لدراسة األدب الحكم ّي في العهد القديم‪ .‬هذا يعني أن هذا‬
‫األدب الحكمي في التوراة يُك ّون ويُجمع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حكميّة لدى جيران العبرانيّين‪ ،‬ساعة كان‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫وفي حقبة البيعهدين والقرون األولى للمسيحيّة‪ ،‬عُرفت أقوال أحيقار معرفة واسعة‬
‫عبر الشرق األوسط وعالم البحر المتوسط‪ .‬في اليونان‪ ،‬عُرف اسم أحيقار وحكمته‬
‫منذ القرن الخامس ق‪ .‬م‪ .‬فاكلمنضوس" االسكندراني إتّهم ديموكريتس (القرن‬
‫الخامس) بأنه سرق مضمون "مسلَّة أحيقار"‪ .‬ونسب الشهرستاني" الفيلسوف‬
‫العربي‪ ،‬إلى ديموكريتس عددًا من األمثال عُرفت في نسخات أحيقار‪ ،‬بل في‬
‫مخطوط جزيرة الفيلة (القول ‪ .)59‬ومع حياة ايزوفوس اليونانيّة" عرفنا أن جز ً"ًََءا‬
‫من الترجمة اليونانيّة هو نسخة عن أحيقار‪.‬‬
‫وعُرف أحيقار في الحلقات اليهوديّة (هذا عدا عن جماعة جزيرة الفيلة)‪ ،‬أكثر م ّما‬
‫يشير إليه سفر طوبيّا أو ابن سيراخ ويهوديت‪ ".‬فهناك عدد من األقوال السريانيّة‬
‫نجدها في التلمود والمدراش (القول ‪ .)30‬وفي القرآن (سورة ‪ )3‬هناك أقوال‬
‫ارتبطت بلقمان الحكيم‪ ،‬وبعضها ارتبط بأحيقار‪ .‬ومن الواضح في التقاليد‬
‫اإلسالميّة‪ ،‬أن صورة لقمان تجد نموذجها في ايزوفوس وأحيقار‪ .‬كما ُوجدت آثار‬
‫خبر أحيقار في فولكلور فارس والهند‪.‬‬
‫وما يد ّل على شعبيّة هذا المؤلّف في الشرق األدنى‪ ،‬هو أنه ظ ّل يُنسخ" في العربيّة‬
‫حتى القرن الثامن عشر‪ ،‬وفي السريانيّة‪ ،‬حتّى نهاية القرن التاسع عشر‪ .‬وقد ُجعل‬
‫في ملحق األلف ليلة وليلة‪ .‬ووصل إلى أرمينيا وسالفونيا ورومانيا ‪ .‬ولكن تأثيره‬
‫كان خفيفًا في أوروبا الغربيّة‪".‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫نص كتاب احيقار‬


‫مقدّمة‬

‫‪ )1(1‬تلك هي أقوال احيقار‪ ،‬الكاتب الحكيم والماهر‪ ،‬التي علّمها البنه‪ .‬لم يكن له‬
‫زرعه‪ .‬فقال في نفسه‪" :‬سيكون لي ابن"‪ .‬قبل هذا‪ ،‬كان احيقار رجالً‬ ‫ابن (‪ )2‬من ْ‬
‫عظي ًما‪ :‬كان أفضل مستشار" في أشورية كلها‪ )3( ،‬وحافظَ ختم سنحاريب‪ ،‬ملك‬
‫أشورية‪ .‬وكان يقول‪" :‬ال ابن لي"‪ )4( .‬ولكن سنحاريب‪ ،‬ملك أشورية (‪ )5‬يركن‬
‫لنصائحي وأقوالي‪.‬‬

‫موت سنحاريب‬

‫في ذلك الوقت مات سنحاريب‪ ،‬ملك أشورية‪ )5( .‬فقام ابنه أسرحدون فصار مل ًكا‬
‫في أشورية مكان سنحاريب أبيه‪ .‬عندئذ قلتُ في نفسي‪" :‬ها (‪ )6‬أنا شختُ ‪.‬‬
‫فأرسلت في طلب ابن أختي ليخلفني بعد موتي‪ ،‬ويصير" (‪ )7‬كاتبًا وحافظ ختم‬
‫اسرحدون ملك أشورية كما كنتُ أنا لسنحاريب (‪ )8‬ملك أشورية"‪ .‬عندئذ تبنّيت‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫نادان ابن أخي (وجعلته) كابني‪ .‬وربيّته‪ )9( ،‬وعلّمته‪ ،‬ولقّنته الحكمة‪ ،‬وأكثرتُ‬
‫إحساناتي له‪ .‬أخذتُ بيده إلى باب القصر معي‪ ،‬أمام الملك‪ ،‬وسط (‪ )10‬جلسائه‪.‬‬
‫قدّمته" أمام اسرحدون‪ ،‬ملك أشورية‪ .‬فسأله الملك بالنسبة إلى الحكمة‪ ،‬فقال له كل (‬
‫‪ )11‬ما سأله‪ .‬عندها أحبّه اسرحدون‪ ،‬ملك أشورية‪ "،‬وقال لي‪" :‬لتطُل حياة (‪)12‬‬
‫الكاتب الحكيم ومستشار" أشورية كلها‪ ،‬الذي جاء بابن‪ ،‬ال بابنه هو‪ ،‬بل بابن‬
‫اخته"‪ )13( .‬ولما قال ملك أشورية هذا الكالم‪ ،‬ركعتُ وقا ًرا‪ ،‬أنا احيقار‪ ،‬أمام‬
‫اسرحدون‪ ،‬ملك أشورية‪.‬‬
‫نادان يخلف احيقار‬
‫(‪ )14‬وفي األيام التالية‪ ،‬حين رأيتُ ‪ ،‬أنا احيقار‪ ،‬أن وجه اسرحدون‪ ،‬ملك أشورية‪،‬‬
‫كان راضيًا عل ّي‪ ،‬أجبتُ (‪ )15‬وقلت أمام الملك‪ :‬خدمتُ الملك سنحاريب أباك الذي‬
‫كان مل ًكا قبلك واآلن‪...)16( ...‬‬

‫‪ )17( 2‬واآلن‪ ،‬ها أنا شخت‪ .‬ولن أستطيع أن أخدم عند باب القصر‪ ،‬وال أن اواصل‬
‫خدمتي" لك‪ )18( .‬ها قد كبُر ابني‪ ،‬الذي اسمه نادان‪ .‬ليخل ْفني ككاتب ومستشار" في‬
‫أشورية كلها‪ )19( ،‬وليكنْ لك حافظ الختم‪ .‬فقد لقّنته حكمتي ومشورتي"‪ .‬أ ّما‬
‫اسرحدون‪ )20( ،‬ملك أشورية‪ ،‬فأجاب‪" :‬أجل‪ ،‬ليكن كذلك‪ .‬ليكن ابنك لي كاتبًا‬
‫ومستشا ًرا وحافظ الختم لي (‪ )21‬مكانك‪ .‬وليعمل عملك من أجلي"! فحين سمعتُ ‪،‬‬
‫أنا احيقار‪ ،‬الكلمة المعطاة‪ )22( ،‬مضيتُ إلى بيتي" وأخذت قسطًا من الراحة‪.‬‬
‫خيانة نادان‬
‫(‪ )23‬أما عن ابني هذا الذي ربّيته" وقُدته إلى باب القصر‪ ،‬أمام اسرحدون‪ ،‬ملك‬
‫"يطلب لي الخير مقابل ما صنعته‬ ‫ُ‬ ‫أشورية‪ ،‬ووسط (‪ )24‬جلسائه‪ ،‬فقلت في نفسي‪:‬‬
‫له"‪ .‬ولكن (‪ )25‬ابن اختي الذي ربّيته‪ "،‬تآمر عل ّي للش ّر‪ .‬فقال في قلبه‪" )26( :‬ال‬
‫شك في أني أقدر أن أقول للملك أقواالً كهذه‪" :‬احيقار‪ ،‬هذا الشيخ الذي كان حافظ‬
‫الختم لدى (‪ )27‬الملك سنحاريب أبيك‪ ،‬قد أفسد األرض عليك‪ ،‬ألنه كان مستشا ًرا‪،‬‬
‫وكاتبًا (‪ )28‬عال ًما‪ ،‬وكانت أشورية كلها تستند" إلى نصائحه وأقواله"‪ .‬أما‬
‫اسرحدون فحين (‪ )29‬يسمع مثل هذه األقوال التي أقولها له‪ ،‬يغضب غضبًا عظي ًما‬
‫ويقتل احيقار"‪ )30( .‬فابني الذي لم يكن ابني الخاص بل ابن أختي‪ ،‬حين نوى هذا‬
‫الشر عل ّي‪...)31( ...‬‬

‫الحكم على احيقار باإلعدام‬

‫‪ )32( 3‬حينئذ امتأل اسرحدون‪ ،‬ملك أشورية‪ ،‬غضبًا وقال (‪":)33‬ليأت إل ّي‬
‫ُ‬
‫"تبحث‬ ‫نبوسومسكون‪ ،‬أحد ضبّاط أبي‪ ،‬الذي أكل خبز أبي"‪ )34( .‬قال له الملك‪:‬‬
‫عن أحيقار هذا‪ .‬وحيث تجده (‪ )35‬تقتله‪ .‬فإن كان أحيقار الشيخ هذا كاتبًا حكي ًما (‬
‫‪ )36‬ومستشار أشورية" كلها‪ ،‬فلماذا يُفسد األرض علينا"‪ )37( .‬وحين قال ملك‬
‫أشورية هذا الكالم‪ ،‬عيّن معه رجلين آخرين ليريا كيف (‪ )38‬يت ّم هذا‪ .‬عندئذ ركب‬
‫نبوسومسكون هذا جواده السريع‪ )39( ،‬ومثله (فعل) الرجالن معه‪ .‬ث ّم بعد ثالثة‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫أيام‪ )40( ،‬رآني هو والرجالن اللذان كانا معه‪ .‬أما أنا فكنت أتن ّزه بين الكروم‪( .‬‬
‫‪ )41‬حين رآني هذ الضابط نبوسومسكون‪ ،‬م ّزق حاالً رداءه وبكى وقال‪)42( :‬‬
‫"هذا أنت‪ ،‬أيها الكاتب الحكيم ومعطي النصائح الصالحة‪ .‬كنتَ رجالً با ًرا‪)43( ،‬‬
‫فانتظمت أشورية كلها حسب نصيحتك وكالمك‪ )44( .‬ابنك‪ ،‬االبن الذي ربّيته‪ "،‬الذي‬
‫جئت به إلى باب القصر‪ ،‬قد اتهمك(‪ )32‬بالش ّر ود ّمرك‪ ،‬فانقلبت (‪ )45‬عليك‬
‫األمور"‪.‬‬
‫طلب احيقار العفو‬
‫وفي الحال‪ ،‬خفتُ أنا أحيقار‪ .‬فأجبتُ هذا الضابط نبوسومسكون وقلتُ له‪)46( :‬‬
‫نجيتك في الماضي من موت ال تستحقّه‪ )47( "،‬حين غضب‬ ‫"أجل‪ .‬أنا أحيقار الذي ّ‬
‫عليك الملك سنحاريب‪ ،‬أبو اسرحدون‪ )48( ،‬فطلب قتلك‪ .‬جئتُ بك حاالً إلى بيتي‬
‫الخاص‪ .‬وهناك اعتنيتُ بك‬

‫‪ )49( 4‬كما الرجل بأخيه‪ ،‬وأخفيتك عنه حتّى الزمن المناسب‪ ،‬وقلت‪" :‬قتلته"‪.‬‬
‫وبعد (‪ )50‬أيام كثيرة‪ ،‬قدّمتك إلى الملك سنحاريب‪ ،‬ونلت عف ًوا عن ذنوبك أمامه‪( ،‬‬
‫س َّر ألنني أبقيتُ عليك وما قتلتك‪.‬‬
‫‪ )51‬فما صنع بك ش ًرا‪ .‬ثم إن الملك سنحاريب ُ‬
‫فأنت‪ ،‬مقابل ما فعلتُ لك‪ ،‬إفعل لي‪ )52( .‬ال تقتلني‪ .‬خذني إلى بيتك‪ ،‬إلى أيام أخرى‪.‬‬
‫(‪ )53‬فقد عُرف عن اسرحدون أنه انسان رحيم‪ .‬في النهاية سيتذ ّكرني" ويرغب في‬
‫مشورتي‪ )54( ".‬حينئذ أنت تقدّمني إليه فيُبقي عل ّي"‪.‬‬
‫فلبّى الضابط الطلب‬
‫عندئذ أجاب الضابط‪ ،‬وقال نبوسومسكون لي‪" :‬ال تخف (‪ ،)55‬يا سيّدي أحيقار‪ ،‬يا‬
‫ي أن يستند‬
‫أبا أشورية" كلها‪ ،‬يا من اعتاد الملك سنحاريب وكل الجيش االشور ّ‬
‫إليه"‪ )56( .‬وفي الحال‪ ،‬قال الضابط نبوسومسكون لرفيقيه‪ ،‬للرجلين الذين كانا‬
‫معه‪" )57( :‬اسمعا‪ .‬اقتربا مني" وأنا أخبركما بما خطّطتُ ‪ ،‬وخطّتي صالحة جدًا"‪( .‬‬
‫‪ )58‬حينئذ أجابه هذان الرجالن‪" :‬تقول لنا أيها الضابط نبوسومسكون (‪ )59‬ما‬
‫ف ّكرتَ به ونحن نطيعك"‪ .‬حينئذ أجاب الضابط نبوسومسكون وقال لهما‪" :‬اسمعا‬
‫لي‪" )60( :‬إن أحيقار هذا كان رجالً عظي ًما‪ .‬كان حافظَ ختم الملك اسرحدون‪)61( ،‬‬
‫ي كله أن يستند إلى نصحه وأقواله‪ .‬حاشا لنا أن نقتله! ها‬ ‫وقد اعتاد الجيش األشور ّ‬
‫ي‪ )62( .‬تعاليا نقتله بين هذين الجبلين مكان أحيقار‪ .‬وحين‬ ‫هو خص ّي (عبدي) لد ّ‬
‫سا آخرين (‪ )63‬بعدنا ليروا جسم احيقار هذا‪.‬‬ ‫يُرفع تقرير إلى الملك‪ ،‬يرسل أنا ً‬
‫عندئذ يرون جسم عبدي الخص ّي‪ .‬وهذا يكون نهاية الموضوع‪.‬‬

‫‪ )64( 5‬إلى أن يتذ ّكر أخي ًرا المل ُك اسرحدون أحيقا َر‪ ،‬ويرغب في نصائحه‪ ،‬ويحزن‬
‫(‪ )65‬لفقدانها‪ .‬حينئذ يلتفت إل ّي الملك اسرحدون ويقول لضبّاطه وجلسائه‪)66( :‬‬
‫"أعطي األموال الكثيرة كرمل البحر إن وجد أح ٌد لي أحيقار"‪ .‬وان هذه الخطّة (‬
‫‪ )67‬بدت صالحة لرفيقيه‪ .‬فأجابا الضابط نبوسومسكون‪" )68( :‬إفعل كما نويت‪.‬‬
‫لن نقتله‪ ،‬بل تعطينا (‪ )69‬العبد الخصي مكان أحيقار هذا‪ ،‬فيُقتل بين هذين‬
‫الجبلين"‪.‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫أخفي احيقار‬
‫َ‬
‫(‪ )70‬في ذلك الوقت‪ ،‬انتشر الخبر في أرض أشورية‪ ،‬أن أحيقار‪ ،‬كاتب الملك‬
‫اسرحدون‪ )71( ،‬قد قُتل‪ .‬عند ذلك‪ ،‬أخذني الضابط نبوسومسكون إلى بيته‬
‫وأخفاني‪ .‬باالضافة إلى ذلك‪ )72( ،‬اعتنى بي هناك كما يعتني الرجل بأخيه‪ .‬وكان‬
‫يقول لي‪" ...‬الخبز والماء (‪ )73‬يعطيان لسيّدي‪ .‬إذا‪ )74( ."...‬فأعطاني الكثير من‬
‫الطعام والوفر من الخير‪ )75(.‬بعد ذلك مضى هذا الضابط نبوسومسكون إلى الملك‬
‫اسرحدون‪ ،‬وقال له‪ :‬فعلتُ كما أمرتَني‪ )76( .‬مضيتُ إلى أحيقار‪ ،‬فوجدتُه وقتلته"‪.‬‬
‫حين سمع الملك اسرحدون هذا‪ )77( ،‬سأل الرجلين اللذين عيّنهما ليكونا مع‬
‫نبوسومسكون‪ .‬فقاال‪" :‬حصل األم ُر كما قال"‪ )78( .‬وإذ كان الملك اسرحدون‪....‬‬

‫األقـوال‬

‫‪ )1( 6‬ال ق ّوة كق ّوة نبيذ يختمر في المعصرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬الولد المعلّم والمؤدَّب‪ ،‬ولو ُوضعت القيو ُد في رجليه‪ ،‬ينجح في الحياة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال تحرم ابنك من العصا‪ ،‬وإالّ لن تحميه من الش ّر (أم ‪14 -13 :23‬؛ ‪24 :13‬؛‬
‫‪18 :19‬؛ ‪15 :22‬؛ ‪17 ،15 :29‬؛ سي ‪.)13 -1 :30‬‬
‫(‪ )4‬إذا ضربتُك‪ ،‬يا ابني‪ ،‬لن تموت ‪ .‬وإذا تركتُك لهوى قلبك لن تعيش‪.‬‬
‫(‪ )5‬الضرب للخادم‪ ،‬والتوبيخ لأل َمة‪ .‬والتأديب لجميع العبيد (أم ‪.)3 :26‬‬
‫سراقة‪ ،‬يُدخل الرعب إلى بيته‪ .‬يُخزي اسم أبيه‬ ‫(‪ )6‬رجل يشتري عبدًا هاربًا وأ َمة ّ‬
‫ونسله بسبب إهماله‪.‬‬
‫(‪ )7‬عقرب يجده إنسان ال يصلح له طعا ًما‪ .‬ال يأكله ح ّي وأفضل له إن لم يذقه‪.‬‬
‫(‪.... )8‬‬
‫(‪ )9‬حين يش ّم األسد الغزال المختبئ في الظ ّل‪ ،‬يثب عليه ويمسكه‪ .‬يهرق دمه ويأكل‬
‫لحمه‪ .‬ذاك هو اللقاء بين البشر‪.‬‬
‫صص‪ .‬فترك الحمار حملَه وما عاد ينقله‪ .‬سيفوق حملُه حم َل‬ ‫(‪ )10‬كان أسد يتل ّ‬
‫رفيقه (الجمل)‪ .‬سيحمل حمالً لم يكن حملَه‪ ،‬ويُجعل عليه حم ُل الجمل‪.‬‬
‫(‪ )11‬ينحني الحمار أمام األتان حبًا بها‪ ،‬والطيور‪...‬‬
‫وثالث يُس ّر شمش‪ :‬حين نشرب الخمر ونسقيها‪ .‬حين نمسك‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ )12‬شيئان جميالن‪،‬‬
‫الحكمة ونحتفظ بها‪ .‬حين نتعلّم شيئًا وال نعلنه‪ .‬هذا كريم في نظر شمش‪ .‬ولكن من‬
‫يلتفت إلى من يشرب خم ًرا وال يسقيها‪ ،‬إلى الحكمة الضائعة والثرثرة؟‬
‫(‪ )13‬السماء راضية على البشر‪ .‬فالحكمة من عند اآللهة (أم ‪:)31 -22 :8‬‬
‫ضا‪ ،‬ولها الملك على الدوام‪ .‬أقامت في السماء‪ ،‬ألن‬ ‫‪ 7‬فهي كريمة في عين اآللهة أي ً‬
‫رب القداسة عظّمها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪ )14‬يا ابني‪ ،‬تجنّب الثرثرة‪ ،‬وال تقل ك َّل ما يخطر ببالك‪ ،‬ساعة العيونُ واآلذان‬
‫إليك في كل مكان‪ .‬إحذر فمك لئال ينالك ضرر (سي ‪27 :22‬؛ جا ‪.)20 :10‬‬
‫(‪ )15‬فوق كل حفظ‪ ،‬إحفظ فمك‪ ،‬وليكن قلبك قاسيًا تجاه ما تسمع‪ .‬هو عصفور‬
‫سله رج ٌل وما استعاده (مز ‪3 :141‬؛ سي ‪27 :22‬؛ ‪.)21 -16 :27‬‬ ‫يتكلّم‪ :‬أر َ‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫أنسج خفايا فمك‪ ،‬ثم ق ْل كالمك في وقته‪ .‬فحيلة الفم أقوى من حيلة حربيّة‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫(‪)16‬‬
‫(‪ )17‬ال تطفئ كالم الملك‪ :‬سيكون دواء لعظامك (أم ‪.)14 :16‬‬
‫عذب كالم الملك‪ ،‬فسيكون أح ّد وأقوى من خنجر ذي حدّين‪.‬‬ ‫(‪ )18‬مهما ُ‬
‫تلج‪ :‬فغضبه أسرع من البرق‪.‬‬ ‫(‪ )19‬إن ظهرتْ أمامك قساوةٌ على وجه الملك‪ ،‬فال ّ‬
‫وأنت فاحذر لنفسك‪ .‬يظهر غضبه على أقوالك فتمضي" قبل أوانك‪.‬‬
‫سا عليك‪ ،‬وال‬ ‫(‪ )20‬ما يُفرض عليك أمام الملك نار ملتهبة‪ ":‬نفّذه بسرعة‪ .‬ال تضع كي ً‬
‫تخف وجهك‪ ،‬وال تستنكف كالم الملك في غضب القلب‪.‬‬
‫الحطب النار‪ ،‬واللح ُم السكين‪ ،‬واإلنسانُ الملك (أش ‪15 :10‬؛ جا‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )21‬كيف يقاوم‬
‫‪.)10 :6‬‬
‫(‪ )22‬ذقتُ الزعرور الم ّر‪ ،‬ومرارته قويّة‪ .‬ولكن ال م ّر مثل الفقر‪.‬‬
‫عذب لسان الملك‪ ،‬فهو يسحق عظام التنين كالموت الذي ال يراه أحد‬ ‫(‪ )23‬مهما ُ‬
‫(أم ‪25 :25‬؛ سي ‪.)17 :28‬‬
‫(‪ )24‬ال يبتهج قلبك لكثرة األبناء‪ ،‬وال يقلق لقلّتهم (سي ‪.)1 :16‬‬
‫(‪ )25‬الملك كالرحمان‪ ،‬حتى إن ارتفع صوته‪ .‬فمن يقف أمامه إالّ نظيره؟‬
‫(‪ )26‬نرى الملك في جماله مثل شمش‪ .‬فما أمجد بهاءه لمن يجول األرض في‬
‫طمأنينة‪.‬‬
‫(‪ )27‬اإلناء السليم يُخفي كلمة في قلبه‪ .‬والمحطَّم يخرجها إلى الخارج (سي ‪:21‬‬
‫‪.)14‬‬
‫(‪ )28‬مضى األسد إلى الحمار ليحيّيه‪" ":‬سالم لك"‪ .‬فأجاب الحمار وقال لألسد‪:‬‬
‫"‪."...‬‬
‫‪ )29( 8‬رفعتُ الرمل وحملتُ الملح‪ .‬ولكن ال أثقل من الدَين‪.‬‬
‫القش وحملت النخالة‪ .‬ولكن ال أخفّ من الضيف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )30‬رفعتُ‬
‫(‪ )31‬السيف يح ّرك المياه الهادئة بين الجيران الطيّبين‪.‬‬
‫(‪ )32‬حين يصغر اإلنسان‪ ،‬تكون أقواله رفيعة فتقفز فوقه حين يفتح فمه ويعظّم‬
‫اآللهة‪ .‬وإن كان صديق اآللهة‪ ،‬جعلوا الحسن في حنكه‪ ،‬فقاله (خر ‪12 -10 :4‬؛ إر‬
‫‪9 -6 :1‬؛ مر ‪11 :13‬؛ لو ‪.)12 -11 :12‬‬
‫(‪ )33‬ما أكثر نجوم السماء التي ال يعرف أح ٌد أسماءها‪ .‬هكذا اإلنسان الذي ال يعرفه‬
‫أحد‪.‬‬
‫(‪ )34‬ال أسد في البحر‪ .‬لهذا يُس ّمى تج ّمع المياه باسم األسد‪.‬‬
‫تحس بالبرد‪ .‬فأجاب النمر العنزة وقال لها‪" :‬تعالي‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )35‬التقى النمر بالعنزة وهي‬
‫فأغطّيك بفروتي"‪ ".‬فأجابت العنزة وقالت للنمر‪" :‬ما نفع هذا‪ ،‬يا أميري‪.‬ال تأخذ مني‬
‫ليمتص دمها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جلدي‪ .‬فهو (= االمير) ال يحيّي الفتاة إالّ‬
‫الدب إلى الحمالن وقال‪" :‬اصمتوا أنتم وأنا أُصمتُ "! فأجابه الحمالن‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )36‬مضى‬
‫الدب" (‪ .)32‬فالبشر ال يقدرون‬ ‫ّ‬ ‫وقالوا له "خذ من تشاء منا‪ ،‬فنحن حمالنك‪ ،‬وأنت‬
‫أن يرفعوا رجلهم أو ينزلوها بدون رضى اآللهة‪ .‬لهذا(‪( ... )33‬تك ‪ )41 :14‬فأنت‬
‫ال تستطيع أن ترفع رجلك أو تنزلها (إر ‪.)23 :10‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫(‪ )37‬إن خرج الصالح من فم البشر‪ ،‬فال بأس‪ .‬ولكن أن خرج الش ّر من فمهم‪،‬‬
‫فاآللهة ّ‬
‫يعذبونهم‪.‬‬
‫(‪ )38‬إن كانت عيون اآللهة على البشر‪ ،‬فإنسان يُشعل حطبًا في الظلمة بحيث ال‬
‫يراه أحد‪ ،‬يساوي سارقًا ينقب بيتًا فيسمعه الناس‪.‬‬
‫‪ )39( 9‬ال تش ّد قوسك‪ ،‬وال ترسل سه ًما نحو البار‪ .‬لئال يسرع االله إلى معونته"‬
‫فيعود السهم عليك (مز ‪6 ،2 :11‬؛ ‪.)7 ،4 -1 :64‬‬
‫(‪ )40‬أأنت في حاجة‪ ،‬يا ابني؟ أحصد حصادًا واعمل عمالً‪ .‬حينئذ تأكل و تشبع‬
‫وتعطي أوالدك (ليأكلوا)‪( .‬أم ‪11 :12‬؛ سي ‪.)15 :7‬‬
‫ووجهت سهمك إلى البار‪ ،‬فمنك السهم ومن اآللهة مسيرته‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )41‬إن شددت قوسك‬
‫(‪ )42‬أأنت في حاجة‪ ،‬يا ابني؟ استقرض الحنطة والدقيق لتأكل وتشبع وتعطي‬
‫أوالدك (ليأكلوا) معك‪.‬‬
‫ضا (أم ‪-1 :6‬‬ ‫ضا ثقيالً مع رجل سافل‪ .‬فإن اقترضت قر ً‬ ‫(‪ )43‬ال تقترض يا ابني قر ً‬
‫‪ )5‬فال تعط لنفسك راحة حتّى ترد القرض كله‪ .‬االستقراض مريح" حين تكون في‬
‫حاجة‪ .‬أما االيفاء فما يحويه البيت‪.‬‬
‫وكذب‬
‫ُ‬ ‫(‪ )44‬يا ابني‪ ،‬كل ما تسمعه‪ ،‬إمتحنه بأذنيك‪ .‬فالنعمة لدى الرجل صدقه‪،‬‬
‫ضا‪.‬‬ ‫شفتيه يجعله بغي ً‬
‫(‪ )45‬في البداية‪ ،‬قُدِّم العرش للكاذب‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬يكشفون كذبه ويبصقون" في‬
‫وجهه‪.‬‬
‫صاحب الكذب يُقطع عنقه‪ .‬وعذراء الظهيرة التي تكشف وجهها‪ ،‬تشبه رجالً‬ ‫ُ‬ ‫(‪)46‬‬
‫تدخل من اآللهة‪.‬‬ ‫يسبّب الش ّر لنفسه دون ّ‬
‫صة أعطيت لك‪ ،‬وال تشته" خي ًرا ُرفض لك (مز ‪.)1 :131‬‬ ‫(‪ )47‬ال تحتقر ح َّ‬
‫(‪ )48‬ال تبتهج بالغنى‪ ،‬وال يض ّل قلبك (حز ‪5 :28‬؛ مز ‪10 :62‬؛ تث ‪14 -13 :8‬؛‬
‫لو ‪21 -13 :12‬؛ ‪1‬تم ‪.)10 :6‬‬
‫(‪ )49‬من ال يفتخر باسم أبيه واسم أ ّمه‪ ،‬ال يشرق شمش عليه‪ ،‬ألنه انسان شريّر‬
‫(أم ‪20 :20‬؛ خر ‪12 :20‬؛ تث ‪16 :5‬؛ سي ‪.)16 -1 :3‬‬
‫(‪ )50‬من نفسي خرج الش ّر عل ّي‪ :‬فم ّمن أنال عدالة؟‬
‫(‪ )51‬تس ّرق ابنُ أحشائي على بيتي‪ "،‬وذ ّمني أمام الغرباء‪ .‬كان عل ّي شاه َد زور‪،‬‬
‫فمن يب ّررني؟"‬
‫(‪ )52‬خرج الغضب من بيتي" الخاص‪ :‬فمن أواجه ولماذا أتعب؟‬
‫(‪ )53‬ال تكشف أسرارك أمام أصدقائك لئال يُحتقر اس ُمك أمامهم‪.‬‬
‫‪ )54( 10‬ال تدخل في خصام مع من هو أرفع منك (سي ‪1 :8‬؛ مت ‪.)26 -25 :5‬‬
‫صته‪.‬‬ ‫صتك ويضيفها إلى ح ّ‬ ‫(‪ )55‬ال تجادل من هو أنبل منك وأقوى‪ .‬فهو‪ ...‬يأخذ ح ّ‬
‫(‪ )56‬اإلنسان الصغير‪ ،‬كيف يخاصم الكبير؟‬
‫(‪ )57‬ال تنزع من نفسك الحكمة‪ ،‬وال ‪. ...‬‬
‫(‪ )58‬ال تكن محتاالً لئال تطفئ الظلمةُ نو َرك‪.‬‬
‫(‪ )59‬ال تكن حل ًوا فتُبلع‪ ،‬وال م ًرا فتُبصق‪.‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫(‪ )60‬إذا رغبت أن ترتفع‪ ،‬يا ابني‪ ،‬فاتضع أمام شمش‪ .‬فهو يُخفض المترفِّع ويرفع‬
‫المتواضع‪.‬‬
‫(‪ )61‬كيف تلعن شفاهُ اإلنسان‪ ،‬واآللهة ال يلعنون؟‬
‫(‪ )62‬خير لك أن تمسك‪...‬‬
‫سك‪...‬‬‫تحب نف ُ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )63‬ال‬
‫(‪ ... )64‬ال يشفون إالّ زمالءهم‪.‬‬
‫(‪ )65‬تد ِّمر يداي‪ ،‬وإلى فمي وإلى ‪...‬‬
‫(‪ )66‬إيل يلوي فم الملتوي ويقتلع له لسانه (أم ‪.)32 :10‬‬
‫(‪ )67‬العيون الصالحة‪ ،‬ليتها ال تظلم‪ .‬واآلذان الصالحة‪ ،‬ليتها ال تص ّم‪ .‬والفم‬
‫ق ويقُله‬‫ليحب الح ّ‬
‫ّ‬ ‫الصالح‪،‬‬
‫‪ )68( 11‬صاحب السلوك الحسن والقلب الصالح‪ ،‬مدينة" قويّة فيها‪. ...‬‬
‫(‪ )69‬إن لم يُقم إنسان مع اآللهة‪ ،‬فكيف يحمي نفسه بوسائله الخاصة؟‬
‫(‪ ... )70‬والذي يزامله‪ ،‬فمن يجعله يُقسم؟‬
‫سع قلبهم‪.‬‬ ‫(‪ ... )71‬الرجال‪ ،‬والناس م ّروا بهم وما تركوهم‪ ،‬فتو ّ‬
‫(‪ )72‬ال يعرف أحد ما في قلب قريبه‪ ".‬وحين يرى الرج ُل الصالح سافالً يحذره‪ .‬ال‬
‫ينض ّم إليه في الطريق وال يقرضه" ماالً‪ .‬هكذا يكون اإلنسان الصالح مع اإلنسان‬
‫الرديء‪.‬‬
‫(‪ )73‬بعثت العوسجة برسول" إلى ال ّرمانة‪" :‬أيتها الر ّمانة العزيزة‪ :،‬ما الفائدة من‬
‫كثرة شوكك‪ ،‬للذي يلمس ثمارك"؟ فأجابت الرمانة وقالت للعوسجة‪" :‬أنت كلّك‬
‫شوك للذي يلمس ثمرك"‪.‬‬
‫(‪ )74‬األبرار يُعينون البار‪ .‬وكل من يضربه" يهلك‪.‬‬
‫(‪ )75‬مدينة األشرار تنقلب في يوم الهدوء‪ ،‬وأبوابهم تسقط في ساحات السكينة‪،‬‬
‫ألنها ستكون فريسة‪( ...‬أم ‪11 :11‬؛ ‪11 :14‬؛ عا ‪14 :1‬؛ حز ‪.)11 :13‬‬
‫(‪ )76‬عيناي اللتان رفعتهما إليك‪ ،‬وقلبي الذي سلّمته" إليك بحكمة‪ ،‬رفضتهما‬
‫وسلّمت اسمي للعار‪.‬‬
‫(‪ )77‬إذا امسك الشرير طرف ردائك فاتركه في يده‪ ،‬والجأ إلى شمش الذي يستعيد‬
‫صك ويعطيك إياه‪.‬‬ ‫ما يخ ّ‬
‫كبار معك ‪...‬‬
‫‪ )78( 12‬أقمني يا أيل ٍّ‬
‫(‪ )79‬يموت أعدائي‪ ،‬ولكن ال بسيفي‪( ...‬مز ‪)10 -8 :7‬‬
‫(‪ )80‬حفظتك تحت ظالل االرز‪ ،‬ود ّمرت ‪ ...‬وأنت تخلّيت عن أصدقائك‪ ،‬وك ّرمت‬
‫أعداءك‪.‬‬
‫(‪ )81‬رحيم هو اإلنسان الذي ال يعرف ما يريد‪.‬‬
‫(‪ )82‬الحكيم يتكلّم ألنّ ن ْطق فمه‪...‬‬
‫(‪ )88( - )83‬قراءتها غير ممكنة‬
‫(‪ )89‬نفسي ال تعرف طريقها‪ ،‬لذلك‪...‬‬
‫(‪ )90‬الجوع يجعل الم َّر عذبًا (أم ‪ )7 :27‬والعطش (يجعل) الحامض (حل ًوا)‪.‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬
‫تقديم موقع خادم ليسوع‬ ‫كتاب احيقار‬
‫(‪ )91‬اإلنسان الحزين يحشو معدته خبزًا (أم ‪ )7 -6 :31‬ونفس الفقير تسكر‬
‫بالخمر‪.‬‬
‫(‪ )92‬قراءة غير ممكنة"‬
‫‪ )93( 13‬ش ّد الرجل قوسه وأطلق سهمه‪...‬‬
‫(‪ )94‬إن أمرك سيّدك بان تحفظ الماء وما كنتَ جدي ًرا بذلك‪ ،‬فكيف يترك الذهب في‬
‫يدك‪.‬‬
‫(‪ )98( -)95‬قراءة غير ممكنة"‬
‫(‪ )99‬ال تشتر" عبدًا يسرق ولو كانت القيود في رجليه‪.‬‬
‫(‪ )105( - )100‬قراءة غير ممكنة‪".‬‬
‫(‪ )106‬قال إنسان للحمار الوحش ّي يو ًما‪" :‬أركبك واعتني بك"‪ .‬فأجاب الحمار‬
‫الوحش ّي اإلنسان‪ ،‬وقال له‪" :‬خ ّل لك عنايتك وسرجك‪ .‬فأنا ال أريد أن أراك‬
‫تركبني"‪.‬‬
‫(‪ )107‬بين جلدي ونعلي‪ ،‬ال يدخل حجر في رجلي‪.‬‬
‫(‪ )108‬ضاع نصف السطر‬
‫(‪ )109‬ال يقل الغن ّي "أنا مجيد بفضل غناي" (إر ‪.)22 :9‬‬
‫(‪ )110‬ال تُ ِر العرب ّي ّ‬
‫البحر فال يهت ّم له‪ ،‬وال الصيدون ّي الصحراء ألنه ال يأبه لها‪.‬‬
‫(‪ )111‬من يدوس العنب هو الذي يذوقه‪ .‬و ‪ ...‬يحفظه‪.‬‬

‫انتهى‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬

‫‪www.servant4jesus.co.nr‬‬

You might also like