You are on page 1of 49

‫مصنّعة ؟السعودية ‪ /‬إسرائيل ‪ /‬الواليات‬

‫ثورة ُ‬
‫املتحدة األمريكية ‪ ،‬جميعهم أرادوا أن يطيحوا‬
‫بالبشير‪ :‬إذن ما مدى حقيقة ثورة السودان؟‬

‫تبدو أحداث األسبوع املاضي في السودان مثاالً‬


‫آخر على قيام الحكومات األجنبية بالتالعب‬
‫باملعارضة الحقيقية ضد حكومة استبدادية من‬
‫أجل تثبيت حكومة استبدادية أخرى أكثر مالءمة‬
‫ملصالحها ولكن على حساب الشعب‬
‫الرابط االصلي لهذا املقال ‪https://:‬‬
‫‪www.mintpressnews.com/saudi-arabia-‬‬
‫‪israel-us-all-sought-bashirs-ouster-how-‬‬
‫‪/real-was-sudan-revolution/257417‬‬

‫‪ 16‬ابريل ‪2019‬‬
‫بقلم ويتني ويب‬
‫‪By Whitney Webb‬‬
‫ترجمة ‪:‬عاصم زين العابدين‬

‫الخرطوم ‪ ،‬السودان ‪ -‬الخميس املاضي ‪ ،‬انتهى‬


‫حكم الرئيس السوداني عمر البشير الذي دام‬
‫عقو ًدا ‪ ،‬حيث تم اإلطاحة بالزعيم الذي حكم منذ‬
‫فترة طويلة في انقالب عسكري أعقب شهور من‬
‫االحتجاجات على حكمه ‪ ،‬والذي بدأ في عام‬
‫‪ .1989‬تم الترحيب على نطاق واسع بإطاحة‬
‫البشير في الواليات املتحدة باعتباره "ثورة"قامت‬
‫بها حركة تعمل بارادة شعبية ‪ ،‬لعبت فيها النساء‬
‫دو ًرا بارزًا‪ .‬في الواقع ‪ ،‬أصبح رمز هذه "الثورة"‬
‫ما وهي االء‬ ‫األخيرة طالبة تبلغ من العمر ‪ 22‬عا ً‬
‫صالح ‪ ،‬بعد ظهور صورة لها وهي تتحدث إلى‬
‫حشد يوم الثالثاء املاضي ‪ ،‬حيث وصفها البعض‬
‫في وسائل اإلعالم الدولية ب "تمثال الحرية‬
‫السوداني"‪.‬‬
‫نظ ًرا لدورة األخبار املكثفة التي حدثت األسبوع‬
‫املاضي ‪ -‬من االنتخابات اإلسرائيلية ‪ ،‬وحتى‬
‫إعالن إدارة ترامب املضطربة التي تستهدف‬
‫الجيش اإليراني ‪ ،‬وحتى اعتقال جوليان أسانج‬
‫مؤخرا ً في سفارة إكوادور في لندن ‪ -‬لم يول‬
‫اهتمام دولي كبير لالنقالب العسكري الذي حدث‬
‫األسبوع املاضي في السودان‪ .‬بالنسبة للكثيرين ‪،‬‬
‫تبدو أحداث األسبوع املاضي ببساطة الخالصة‬
‫املنطقية ألشهر من االحتجاجات التي اندلعت‬
‫بسبب ارتفاع أسعار املواد الغذائية وانتهت‬
‫باسقاط حكم البشير الذي دام ما يقرب من‬
‫ما‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن حقيقة ما حدث‬ ‫الثالثني عا ً‬
‫مؤخرا ً في السودان ال يمكن أن يكون أبعد من ذلك‬
‫االفتراض‪.‬‬
‫في حني امتأل حكم البشير املطول بالسودان‬
‫بالعديد من اإلجراءات االستبدادية والسلطوية‬
‫والعنف الذي ترعاه الدولة على مر السنني ‪ ،‬وفي‬
‫حني أن العديد من املواطنني السودانيني كانوا‬
‫على األرجح متحمسني لتغيير الحكومة لكن في‬
‫جبّارة تشاركهم نفس‬ ‫َ‬ ‫نفس الوقت هنالك قوى‬
‫الهدف و الواليات املتحدة من بينهم ‪ -‬والتي‬
‫خ ْلع البشير‬‫سعت منذ فترة طويلة إلى إقالة و َ‬
‫ألسباب أخرى ‪ ،‬يرتبط الكثير من دوافعها‬
‫باحتياطيات البالد النفطية‬
‫بعد إنشاء جنوب السودان في عام ‪ ، 2011‬فقد‬
‫السودان السيطرة على معظم احتياطياته النفطية‬
‫السابقة ‪ ،‬ومن ثم ‪ ،‬من أجل إيقاف أزمته‬
‫االقتصادية املتنامية ومنع املزيد من زعزعة‬
‫استقرار اقتصاده وحكومته في السنوات التي‬
‫تلت ذلك قام بتمتني عالقات أوثق مع اململكة‬
‫العربية السعودية ودول الخليج األخرى‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أن التحالف السعودي السوداني قد عمل‬
‫لبعض الوقت ‪ ،‬إال أنه توتر في النهاية ‪ ،‬ويرجع‬
‫الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الحرب في‬
‫اليمن‪.‬‬
‫مصالح السعودية‬
‫في عام ‪ ، 2015‬بعد خلع "حكومة الدمى"‬
‫املتحالفة مع السعودية في اليمن ‪ ،‬أعلن تحالف‬
‫من الدول بقيادة اململكة العربية السعودية‬
‫واإلمارات العربية املتحدة ‪ ،‬الحرب ضد املتمردين‬
‫الحوثيني وحلفائهم‪ .‬والنتيجة ‪ ،‬بعد ما يقرب من‬
‫أربع سنوات ‪ ،‬كانت حربا ً بقيادة سعودية أسفرت‬
‫عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم في اليمن ‪،‬‬
‫ناشئة عن تكتيك التحالف املتمثل في شن الحرب‬
‫على املدنيني اليمنيني والبنية التحتية املدنية‬
‫الهامة ‪ -‬بما في ذلك املستشفيات ومرافق معالجة‬
‫املياه واملزارع‪ .‬واملدارس‪.‬‬
‫لقد كان السودان لفترة طويلة جز ًءا من التحالف‬
‫الذي تقوده السعودية ‪ ،‬وذلك بسبب جهود البشير‬
‫لتشكيل تحالف مع آل سعود ‪ ،‬حتى أن حكومه‬
‫البشير قطعت عالقاتها مع إيران ‪ -‬وهي حليف‬
‫قديم للبشير ‪ -‬إلرضاء امللكيات الخليجية‪.‬‬
‫كجزء من التحالف في اليمن ‪ ،‬أرسل السودان‬
‫اآلالف من املقاتلني السودانيني ‪ -‬وكثير منهم زُعم‬
‫أنهم جنود أطفال ‪ -child soldiers‬لدعم الجهود‬
‫التي تقودها السعودية إلجبار الشعب اليمني‬
‫على الخضوع‪ .‬على الرغم من أن السعوديني‬
‫واإلماراتيني يمولون معظم الحرب ويقومون‬
‫بمعظم الغارات الجوية ‪ ،‬إال أن املحللني أشاروا‬
‫إلى أن املقاتلني السودانيني غالبا ً ما يقومون‬
‫"باالعمال القذرة ‪ ، "the dirty work‬بما في ذلك‬
‫القتال على األرض‪ .‬هذا يعني أن العديد من‬
‫ضحايا التحالف من السودانني‪ .‬في املقابل ‪ ،‬تلقت‬
‫الحكومة السودانية مليارات الدوالرات من‬
‫التحالف الذي تقوده السعودية عن "الخدمات‬
‫املقدمة" وعرضت عليها فرص استثمار لحلفائها‬
‫في اململكة الخليجية‪ .‬أصبحت اململكة العربية‬
‫السعودية أكبر مستثمر عربي في السودان ‪ ،‬مع‬
‫استثمارات تقدر بنحو ‪ 15‬مليار دوالر في عام‬
‫‪.2016‬‬
‫أصبح االستياء املحلي من تورط السودان في‬
‫واضحا ألول مرة في أواخر عام ‪ - 2017‬أي‬‫ً‬ ‫اليمن‬
‫بعد عامني تقريبًا من دخول الدولة األفريقية‬
‫الحرب ‪ -‬عندما بدأت وسائل اإلعالم املتحالفة مع‬
‫الحوثيني في نشر صور للجنود سودانيني‬
‫"مذبوحني" ‪ ،‬حيث تسعي القوات الحوثية‬
‫لتصوير السودانيون ك "وقود حرب‪cannon‬‬
‫‪ " fodder‬السعوديني واإلماراتيني وتهدف إلى‬
‫الحد من الدعم الداخلي في السودان للحرب‪.‬‬
‫نجحت الحملة اإلعالمية بشكل جيد ‪ ،‬وبعد هجوم‬
‫كبير من الحوثيني في أبريل ‪ 2018‬خلف عشرات‬
‫القتلى من الجنود السودانيني ‪ ،‬اضطرت حكومة‬
‫البشير إلى إعادة تقييم دور البالد في اليمن ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫عال‬ ‫ودعا كثير من املشرعني السودانيني بصوت‬
‫إلى إنهاء دور السودان في الحرب‪.‬‬
‫اقترن تراجع الدعم الداخلي للحرب بمبادرات‬
‫االستثمار املتوقفة التي وعد بها السعوديون‬
‫واإلماراتيون في السودان ‪ ،‬إلى جانب فشل‬
‫السعوديني في الوفاء بوعد رئيسي آخر بإزالة‬
‫السودان من قائمة الواليات املتحدة للدول الراعية‬
‫لالرهاب ‪ ،‬لم يبدأ البشير في إعادة تقييم جدية‬
‫ً‬
‫أيضا‬ ‫ملشاركة حكومته في اليمن وحسب وانما‬
‫في تحالفاته اإلقليمية‪.‬‬

‫في الواقع ‪ ،‬قبل وقت قصير من بدء السودان في‬


‫إعادة النظر في دوره في حرب اليمن ‪ ،‬بدأ البشير‬
‫في االنضمام إلى قطر ‪ -‬الحليف الذي تحول إلى‬
‫عدو للمملكة العربية السعودية وغيرها من دول‬
‫الخليج‪ .‬في أواخر مارس ‪ ، 2018‬تم اإلعالن عن‬
‫أن السودان وقطر قد أنهيا صفقة بقيمة ‪ 4‬مليارات‬
‫دوالر إلدارة مدينة سواكن الساحلية في السودان‪.‬‬
‫كما حصلت تركيا ‪ ،‬حليف آخر لقطر ‪ ،‬على دور‬
‫في إدارة امليناء‪ .‬بعد فترة وجيزة ‪ ،‬وضع السودان‬
‫اللمسات األخيرة على صفقة استثمار في قطاع‬
‫النفط بقيمة ‪ 100‬مليون دوالر مع تركيا ‪ ،‬مع وعد‬
‫بقدوم املزيد في املستقبل ‪ ،‬حيث تعمقت العالقات‬
‫ما كما كانت تركيا واململكة‬
‫بني الخرطوم وأنقرة تما ً‬
‫العربية السعودية في حلق بعضهما البعض بعد‬
‫زعم مقتل صحفي سعودي جمال خاشقجي في‬
‫القنصلية السعودية في اسطنبول‪ .‬ومما زاد‬
‫الطني بلة من منظور السعودي عندما ذكر نائب‬
‫الرئيس السوداني )يقصد ابراهيم السنوسي (‬
‫الح ًقا أن "استشهاد الصحفي السعودي جمال‬
‫خاشقجي قد يكون سببًا لوقف الحرب" في‬
‫اليمن‪.‬‬
‫قرار البشير باالبتعاد عن كتلة الدول العربية‬
‫بقيادة السعودية أصبح أكثر وضوحا في ديسمبر‬
‫املاضي ‪ ،‬عندما قام بشكل غير متوقع برحلة غير‬
‫معلنة إلى سوريا للقاء الرئيس السوري بشار‬
‫األسد‪ .‬جاءت الرحلة بعد خمسة أيام فقط من‬
‫إعالن اململكة العربية السعودية عن تشكيل‬
‫تحالف جديد للبحر األحمر‪ .‬وف ًقا للمحللني الذين‬
‫استشهدوا بـ صحيفة ميدل ايست موينتر‬
‫‪ ، Middle East Monitor‬فإن هذا التحالف الذي‬
‫تقوده السعودية في املنطقة كان "أوضح إشارة‬
‫حتى اآلن إلى أن الرياض تنوي احتكار الثروة‬
‫املعدنية في البحر التي تم استكشافها باالشتراك‬
‫مع السودان حتى وقت قريب ‪ ،‬وإنشاء ممر أمني‬
‫ملنع دخول" سفن غير مصرح بها عسكرية أو‬
‫تجارية‪" .‬‬
‫والحظت صحيفة "ميدل إيست مونيتور ‪Middle‬‬
‫‪ "East Monitor‬كذلك أن "هذه الخطوة )اي‬
‫إعالن اململكة العربية السعودية عن تشكيل‬
‫تحالف جديد للبحر األحمر ( تعتبر في الخرطوم‬
‫صمم بوضوح للسماح للسودان بتطوير‬ ‫بانه قرا ًرا ُ‬
‫منطقة البحر األحمر ألغراض السياحة ولكن مع‬
‫الحد من أي طموح إلنشاء قاعدة عسكرية على‬
‫سواحلها" ‪ ،‬ال سيما ميناء مدينة سواكن حيث تم‬
‫تعيني قطر وتركيا للعب أدوار مهمة‪ .‬يبدو أن هذا‬
‫القلق كان عامالً رئيسيا ً في زيارة البشير ملنتصف‬
‫يناير في قطر‪ .‬قبل تلك الزيارة ‪ ،‬ادعى البشير أن‬
‫حكومته كانت مستهدفة من قبل "مؤامرة‬
‫أجنبية"‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن يوم زيارة البشير إلى سوريا‬
‫في ديسمبر املاضي كان بمثابة بداية‬
‫االحتجاجات التي ستؤدي إلى نهاية حكمه‪.‬‬
‫بالنظر إلى السياق املذكور أعاله ‪ ،‬تجدر اإلشارة‬
‫بشكل خاص ووف ًقا لوكالة أسوشيتيد برس‬
‫‪ Associated Press‬إلى أن الرجل املسؤول اآلن‬
‫عن املجلس العسكري الذي أطاح بالبشير يوم‬
‫الخميس املاضي ‪ ،‬عبد الفتاح البرهان عبد‬
‫الرحمن ‪" ،‬أشرف على القوات السودانية املقاتلة‬
‫في حرب اليمن بقيادة السعودية وله عالقات‬
‫وثيقة مع كبار املسؤولني العسكريني الخليجيني "‪.‬‬
‫يوم السبت ‪ ،‬أعربت الحكومة السعودية بشكل‬
‫غير مفاج‪ š‬عن دعمها للمجلس العسكري‬
‫السوداني الحاكم اآلن ‪ ،‬قائلة‪:‬‬
‫"تعلن اململكة دعمها للخطوات التي أعلنها‬
‫املجلس في الحفاظ على األرواح واملمتلكات ‪،‬‬
‫والوقوف إلى جانب الشعب السوداني ‪ ،‬وتأمل أن‬
‫يحقق ذلك األمن واالستقرار للسودان الشقيق "‬
‫املكائد االسرائيلية‬
‫في حني يبدو أن تدهور العالقات السعودية‬
‫السودانية قد لعب دورا ً في اإلطاحة بالبشير ‪ ،‬إال‬
‫أن األحداث األخيرة قد أشارت إلى أن هناك العبًا‬
‫رئيسيًا آخر وراء انقالب األسبوع املاضي اال وهو‬
‫دولة إسرائيل ‪ ،‬وخاصة جهاز املخابرات‬
‫اإلسرائيلي ‪ ،‬املوساد‪.‬‬
‫نظ ًرا ألن السعودية وإسرائيل أصبحتا أكثر‬
‫انفتاحا بشأن التحالف بينهما ‪ ،‬فقد تم الضغط‬ ‫ً‬
‫على الدول العربية واألغلبية املسلمة املنحازة مع‬
‫السعوديني التباع مثال الرياض وتطبيع العالقات‬
‫مع دولة العرق اليهودي‪.‬‬
‫على الرغم من استبعاد أي احتمال لتطبيع‬
‫العالقات مع "العدو الصهيوني" ‪ ،‬كما اطلق‬
‫البشير علي إسرائيل في ‪ ، 2013‬بدأت حكومته‬
‫في اإلشارة صراحة إلى استعدادها إلعادة النظر‬
‫في إقامة عالقات مع تل أبيب في عام ‪ ، 2016‬بعد‬
‫فترة وجيزة من قطع البشير العالقات مع إيران‬
‫الظهار والئه للسعوديني في ذلك الوقت ‪ ،‬ذكرت‬
‫وسائل اإلعالم اإلسرائيلية أن الحكومة‬
‫اإلسرائيلية تضغط على الواليات املتحدة لتحسني‬
‫عالقتها مع السودان‪.‬‬
‫قال البعض في الحكومة السودانية إنهم‬
‫سيدرسون تطبيع العالقات مع إسرائيل في مقابل‬
‫رفع العقوبات األمريكية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كانت هناك‬
‫مقاومة من داخل املؤسسة السياسية في السودان‬
‫‪ ،‬بالنظر إلى أن الكثيرين ما زالوا يتذكرون بمرارة‬
‫القصف اإلسرائيلي لألهداف العسكرية السودانية‬
‫‪ ،‬مثل تلك التي وقعت في ‪ 2009‬و ‪ 2012‬و‬
‫‪ ، 2014‬وكذلك تسليح إسرائيل املستمر منذ عقود‬
‫للمتمردين ضد الحكومة‪ .‬منذ عام ‪ ، 1967‬قامت‬
‫إسرائيل بتسليح وتدريب املقاتلني املناهضني‬
‫للحكومة في السودان ‪ ،‬مع تكثيف هذا الدعم في‬
‫عام ‪ 1989‬بعد تولي البشير السلطة في انقالب‬
‫في ذلك العام‪ .‬تورط إسرائيل السري في السودان‬
‫كان يطلق عليه منذ زمن طويل حرب بالوكالة ضد‬
‫إيران حتى قرار البشير في عام ‪ 2016‬بقطع‬
‫العالقات مع الجمهورية اإلسالمية االيرانية‪.‬‬
‫وبحلول أواخر عام ‪ ، 2018‬تصدرت جهود‬
‫إسرائيل لجذب السودان مرة أخرى عناوين‬
‫الصحف حيث وصفت وسائل اإلعالم اإلسرائيلية‬
‫زيارة الرئيس التشادي إلى تل أبيب بأنها إشارة‬
‫إلى أن إسرائيل ستنش‪ š‬قريبا ً عالقات عامة ليس‬
‫فقط مع تشاد ولكن مع السودان ومالي والنيجر‪.‬‬
‫وادعى نفس التقرير أن إسرائيل والسودان شاركتا‬
‫في محادثات منذ عام ‪ 2017‬بهدف تطبيع‬
‫العالقات‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬في اليوم الذي قام فيه البشير بزيارة‬
‫غير معلنة لسوريا للقاء األسد ‪ -‬الذي لطاملا أرادت‬
‫إسرائيل اإلطاحة به ‪ -‬وضعت االحتجاجات ضد‬
‫حكمه ضغطًا جدي ًدا على زعيم السودان منذ زمن‬
‫طويل‪ .‬جدير بالذكر أن البشير صرح صراحة في‬
‫شهر يناير ‪ ،‬بعد عدة أسابيع من بدء االحتجاجات‬
‫‪ ،‬أنه تم إعالمه بأنه قادر على ضمان استقرار‬
‫حكمه إذا وافق على تطبيع العالقات مع إسرائيل ‪،‬‬
‫مما يشير إلى أن املصالح األجنبية حريصة على‬
‫رؤية تلك العالقات تتحقق وهؤالء الذين يريدون‬
‫تحقق هذه العالقة بني السودان واسرائيل شاركوا‬
‫في احتجاجات السودان‪ .‬لم يذكر البشير عالنية‬
‫من أعطاه تلك النصيحة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬بعد أيام قليلة‬
‫ً‬
‫عرضا للسفر إلى تل أبيب وأعلن‬ ‫‪ ،‬رفض البشير‬
‫عالنية معارضته الشديدة "ألي إمكانية" إلقامة‬
‫عالقات مع إسرائيل‪.‬‬
‫ثم ظهرت أخبار بأن رئيس املخابرات السوداني ‪،‬‬
‫صالح قوش ‪ ،‬الذي شارك عن كثب في اإلطاحة‬
‫األخيرة بالبشير ‪ ،‬قد التقى مع رئيس املوساد‬
‫اإلسرائيلي ‪ ،‬يوسي كوهني ‪ ،Yossi Cohen‬في‬
‫فبراير‪ .‬وادعى التقرير ‪ ،‬الذي نشرته "ميدل إيست‬
‫آي" الشهر املاضي ‪ ،‬أن قوش وكوهني التقيا على‬
‫هامش مؤتمر ميونيخ األمني ‪Munich‬‬
‫‪ Security Conference‬كجزء من خطة تقودها‬
‫اململكة العربية السعودية واإلمارات العربية‬
‫املتحدة ومصر وإسرائيل لإلطاحة بالبشير‪ .‬قوش‬
‫ً‬
‫أيضا بتعاونه السابق مع الوكالة املركزية‬ ‫معروف‬
‫للمخابرات االمريكية ‪ .CIA‬والجدير بالذكر أن‬
‫قوش كان أحد القادة املؤقتني للمجلس العسكري‬
‫الذي أطاح بالبشير األسبوع املاضي ‪ ،‬على الرغم‬
‫من أنه استقال من دوره القيادي في املجلس يوم‬
‫السبت حيث طالب املحتجون باستبدال املجلس‬
‫العسكري بحكومة بقيادة مدنية‪.‬‬
‫يأتي دور إسرائيل الواضح في االنقالب العسكري‬
‫الذي أطاح بالبشير األسبوع املاضي بعد أيام‬
‫فقط من كشف جنرال في جيش الدفاع اإلسرائيلي‬
‫عن أن إسرائيل كانت وراء االنقالب العسكري الذي‬
‫حدث في ‪ 2013‬والذي أطاح بمحمد مرسي‬
‫ونصب عبد الفتاح السيسي ‪ ،‬والذي ادئ تحالف‬
‫مصر عن كثب مع املصالح اإلسرائيلية منذ توليه‬
‫السلطة‪ .‬يشير دور إسرائيل الواضح في انقالب‬
‫السودان األخير إلى أن جهود الدولة اليهودية‬
‫لفرض تطبيع العالقات مع الدول ذات الغالبية‬
‫املسلمة التي دعمت القضية الفلسطينية لفترة‬
‫طويلة ال تزال مستمرة‪.‬‬

‫الصورة اعالها ‪ :‬لطالب سودانيني يحتجون على‬


‫الغارات الجوية اإلسرائيلية في غزة ‪ ،‬ووقعت‬
‫االحتجاجات خارج مقر األمم املتحدة في‬
‫الخرطوم ‪ 29 ،‬ديسمبر ‪ ، 2008‬وهم يحملون‬
‫امللصقات معادية المريكا ويحرقون األعالم‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬
‫ُل ْعبَة الواليات املتحدة التي امتدت لزمن طويل‬
‫على الرغم من أن دور اململكة العربية السعودية‬
‫واضحا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫وإسرائيل في اإلطاحة بالبشير يبدو‬
‫أيضا إلى حد‬ ‫ً‬ ‫يبدو أن الحكومة األمريكية شاركت‬
‫ما في الجهود املبذولة إلنهاء حكم البشير‬
‫ما‪ .‬في الواقع ‪ ،‬تم‬
‫املستمر منذ ثالثني عا ً‬
‫استهداف البشير منذ فترة طويلة من قبل‬
‫الحكومة األمريكية ‪ ،‬كما أظهرت البرقيات‬
‫الحكومية التي نشرتها ويكيليكس‪.‬‬
‫كان أحد هذه البرقيات ‪ ،‬التي كتبت في ديسمبر‬
‫‪ ، 2008‬بعنوان "التآمر املكثف من أجل مغادرة‬
‫البشير‪Plotting for Bashir Exit Intensifies‬‬
‫"‪ .‬وحيث تنص الوثيقة )البرقية(‪ ،‬من بني أمور‬
‫أخرى ‪ ،‬على بذل الجهود داخل السودان وحتى‬
‫داخل حزب البشير السياسي )حزب املؤتمر‬
‫الوطني( في التوسط للقيام بإزالة سريعة ورشيقة‬
‫للرئيس البشير خالل األشهر القليلة املقبلة ‪ ،‬مع‬
‫ذهاب الرئيس إلى املنفى في اململكة العربية‬
‫السعودية ‪to broker a quick and graceful‬‬
‫‪removal of President Al-Bashir within‬‬
‫‪the next few months, with the President‬‬
‫‪" going into exile in Saudi Arabia‬على‬
‫الرغم من "توقف‪ " have stalled‬املناقشات‬
‫حول االنتقال السياسي ‪.transition‬‬
‫تذكر البرقية أن الحركة الشعبية لتحرير السودان‬
‫)‪ (SPLM‬املتحالفة مع الواليات املتحدة قد "بدأت‬
‫في البحث قائمة جنراالت القوات املسلحة‬
‫السودانية ]القوات املسلحة السودانية[ للمحاولة‬
‫منها ملعرفة ما إذا كان يمكنها تحديد ضباط‬
‫مناسبني الذين يتناسبون مع االستحقاقات )اي‬
‫لخالفة البشير ويعملون ملصلحة واشنطن (‬
‫وسوف يشاركون الواليات املتحدة في النتائج‬
‫التي توصلوا إليها‪ .‬السفارة ‪ ،‬وهذا البحث سوف‬
‫يناقش "مع الرئيس بوش في أوائل يناير في‬
‫واشنطن ‪ ،‬و ياملون ايضا ان تتم مناقشته مع‬
‫موظفي أوباما االنتقاليني الذين سيستلمون املهام‬
‫من ادارة بوش "‪ .‬كما يالحظ أن بعض أعضاء‬
‫الحركة الشعبية يأملون في "رؤية عمل عدواني‬
‫من قبل بي ‪ (P-3 ) 3‬وهم ]الواليات املتحدة‬
‫الواليات واململكة املتحدة وفرنسا[ خالل الشهر‬
‫املقبل لتشكيل مثل هذا التحول والتأكد من ان‬
‫مخاوف الغرب )والحركة الشعبية( سوف تؤخذ‬
‫في االعتبار من قبل قادة السودان )الذين‬
‫سيخلفون البشير ( في املستقبل‬

‫)يمكنكم الرجوع للنص الكامل لهذه البرقية او‬


‫الوثيقة التي ُقمت بترجمتها في خاتمة هذا‬
‫املقال(‬
‫على الرغم من أن خروج وعزل البشير "السريع‬
‫والرشيق ‪ " quick and graceful‬املخطط له لم‬
‫يتحقق كما هو مخطط له ‪ ،‬إال أن إدارة أوباما‬
‫لعبت دورا ً كبيرا ً في تقسيم السودان إلى السودان‬
‫وجنوب السودان في عام ‪ ، 2011‬وهو القرار الذي‬
‫أدى إلى فقدان الحكومة السودانية للوصول إلى‬
‫‪ 80‬في املائة من املوارد النفط وكذلك في الحرب‬
‫األهلية الوحشية ال تزال مشتعلة داخل جنوب‬
‫السودان‪ .‬أدى هذا التقسيم إلى إضعاف اقتصاد‬
‫السودان وحكومته ‪ ،‬وما زالت آثارهما محسوسة‬
‫إلى هذا اليوم‪.‬‬
‫كان الدافع الرئيسي لجهود الواليات املتحدة‬
‫لتقسيم السودان إلى بلدين هو الحصول على‬
‫موط‪ š‬قدم في قطاع النفط الذي كانت الصني‬
‫تسيطر عليه‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هيمنة الصني على‬
‫السودان واالقتصاد النفطي لجنوب السودان ال‬
‫تزال دون منازع حتى اآلن‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن الواليات املتحدة واجهت‬
‫صعوبة في شق طريقها في قطاع النفط في‬
‫جنوب السودان ‪ ،‬وسرعان ما أقامت إسرائيل‬
‫عالقات مع حكومة جنوب السودان بعد إنشائه‬
‫مباشرة وو ّقعت معه اتفاقية نفطية كبيرة مع‬
‫حكومتها في عام ‪ .2013‬زعمت تقارير وسائل‬
‫اإلعالم حول الصفقة أن العالقات اإلسرائيلية‬
‫املتنامية مع جنوب السودان كانت تهدف إلى‬
‫إضعاف الحكومة التي يقودها البشير في‬
‫السودان‪ .‬في نفس العام الذي تم فيه توقيع‬
‫صفقة النفط هذه ‪ ،‬اتُهمت الواليات املتحدة‬
‫وإسرائيل واململكة العربية السعودية وقطر‬
‫بتنظيم "ثورة ملونة" ضد البشير والتي فشلت‬
‫في تأمني إبعاده من السلطة)املقصود بها‬
‫احتجاجات سبتمبر ‪ 2013‬وحيث هنالك مقال‬
‫بهذا الخصوص اشار كاتب املقال له ساقوم‬
‫بترجمته في خاتمة هذا املقال (‬

‫منذ ذلك الحني ‪ ،‬كانت مشاركة الواليات املتحدة‬


‫في الجهود التي تستهدف حكم البشير سرية في‬
‫الغالب وتحققت من خالل منظمات "القوة‬
‫الناعمة‪ " soft power‬التي تهدف إلى "تعزيز‬
‫الديمقراطية ‪ ، "democracy promotion‬مثل‬
‫الوكالة األمريكية للتنمية الدولية )‪(USAID‬‬
‫والصندوق الوطني للديمقراطية )‪National‬‬
‫‪. .Endowment for Democracy (NED‬‬
‫والجدير باملالحظة ‪ ،‬وف ًقا ألرقام حكومة الواليات‬
‫املتحدة نفسها ‪ ،‬أن تمويل أنشطة الوكالة‬
‫األمريكية للتنمية الدولية‪ USAID‬في السودان لم‬
‫تبدأ اال عام ‪ 2011‬عند إنشاء جنوب السودان‪.‬‬
‫وخالل فشل الثورة امللونة‪color revolution‬‬
‫املدعومة من الواليات املتحدة عام ‪) 2013‬اي‬
‫احتجاجات سبتمبر ‪ (2013‬ارتفع تمويل الوكالة‬
‫األمريكية للتنمية الدولية لألنشطة في السودان‬
‫من ‪ 93‬مليون دوالر في العام السابق إلى ‪135‬‬
‫مليون دوالرفي العام املاضي ‪ .‬والجدير بالذكر ‪- ،‬‬
‫عندما أصبحت جهود السودان لالبتعاد عن‬
‫وضوحا ‪-‬‬
‫ً‬ ‫التكتل الذي تقوده السعودية أكثر‬
‫وصل تمويل الوكالة األمريكية للتنمية الدولية‬
‫لألنشطة في السودان إلى أعلى مستوى على‬
‫اإلطالق حيث وصل إلى حوالي ‪ 197‬مليون دوالر‪.‬‬
‫هناك عالقة واضحة بني زيادة تمويل أنشطة‬
‫الوكالة األمريكية للتنمية الدولية ‪USAID‬في‬
‫السودان وتزايد االضطرابات في البالد ‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى سجل املسار املوثق للوكالة األمريكية للتنمية‬
‫الدولية في "تسريع االنتقال السياسي‬
‫‪ " hastening the transition‬للحكومات التي‬
‫تسعى واشنطن لزعزعة االستقرار أو اإلطاحة‬
‫بها ‪ ،‬ووف ًقا للمؤلف وليام بلوم ‪،William Blum‬‬
‫ان وكاالت االستخبارات األمريكية منذ تأسيسها‬
‫مقترحا تم‬
‫ً‬ ‫في الستينيات‪ .‬والجدير بالذكر أن‬
‫إعداده في العام املاضي لصالح فرع من الوكالة‬
‫األمريكية للتنمية الدولية )‪ (USAID‬تم تسميته ب‬
‫معمل التنمية العوملي‪Global Development‬‬
‫‪ Lab‬دعا إلى عسكرة وكالة الوكالة األمريكية‬
‫للتنمية الدولية وزيادة تنسيقها بشكل كبير مع‬
‫كل من وكالة املخابرات املركزية وفروع النخبة في‬
‫الجيش األمريكي‪.‬‬

‫على نحو مماثل ‪ ،‬كان تمويل الصندوق الوطني‬


‫للديمقراطية ‪ NED‬ألنشطة "الترويج للديمقراطية"‬
‫كبيرا في السودان في عام ‪ ، 2018‬حيث أنفق‬
‫الصندوق الوطني للديمقراطية ‪ NED‬مئات اآلالف‬
‫من الدوالرات على برامج تهدف إلى "تمكني القادة‬
‫الشباب والنساء‪empowering youth and‬‬
‫‪ women leaders‬؛" إنشاء "شبكة وطنية من‬
‫املجتمعات ومنظمات املجتمع املدني من أجل رفع‬
‫مستوى الوعي ومكافحة الفساد في السودان‪a‬‬
‫‪nationwide network of communities and‬‬
‫‪civil society organizations to raise‬‬
‫‪awareness of and counter-corruption in‬‬
‫‪ " Sudan‬و إنشاء" شبكة وطنية من الشباب‬
‫الناشطني سياسيا واجتماعيا لالنخراط في‬
‫القضايا الوطنية الرئيسية ‪a nationwide‬‬
‫‪network of politically and socially active‬‬
‫‪youth to engage in key national issues‬‬
‫"وإجراء" دورات تدريبية للشباب على تطوير‬
‫السياسات والقيادة ألفراد مختارين من ‪ 18‬والية‬
‫في السودان "‪.‬‬
‫على الرغم من أن الصندوق الوطني للديمقراطية‬
‫‪ NED‬مكرس ظاهريًا "لتعزيز‬
‫الديمقراطية‪ ، "promoting democracy‬إال أنه‬
‫له تاريخ طويل من املشاركة في عمليات تغيير‬
‫االنظمة السابقة واإلجراءات السرية األخرى التي‬
‫كانت مخصصة ألجهزة االستخبارات األمريكية‪.‬‬
‫في واقع األمر ‪ ،‬قال أول رئيس لـ الصندوق‬
‫الوطني للديمقراطية‪ ، NED‬ألني وينشتاين ‪Allen‬‬
‫‪ ،Weinstein‬لصحيفة واشنطن بوست في عام‬
‫‪ 1991‬إن "الكثير مما نقوم به اليوم كنا نقوم به‬
‫ما من ِقبل وكالة املخابرات‬
‫سرا ً قبل ‪ 25‬عا ً‬
‫املركزية‪ ".‬تغيير االنقالبات ‪ ،‬وتصنيع "انتفاضات‬
‫املواطنني‪ ، "citizen uprisings‬والتدخل في‬
‫االنتخابات األجنبية ‪ ،‬وحمالت العالقات العامة‬
‫التي تهدف إلى اإلساءة إلى الحكومات التي‬
‫تستهدفها واشنطن وتشجيع الجماعات التي تود‬
‫واشنطن أن ترها تصل السلطة‪ .‬والجدير بالذكر أن‬
‫منظمة ممولة من الصندوق الوطني‬
‫للديمقراطية‪ NED‬كانت مسؤولة عن تدريب زعيم‬
‫االنقالب األمريكي في فنزويال ‪،‬خوان غوايدو‬
‫‪.Juan Guaidó‬‬
‫يجعل سجل األحداث هذا دو ًرا نشطًا للغاية لـ‬
‫الصندوق الوطني للديمقراطية‪ NED‬في الترويج‬
‫لـ "قادة الشباب والنساء" وإنشاء "شبكات‬
‫وطنية" مقلقة للغاية فيما يتعلق بأحداث األسبوع‬
‫املاضي‪ .‬وهذا صحيح بشكل خاص في ضوء‬
‫الدور الضخم الذي لعبه الطالب والنساء في‬
‫االحتجاجات التي أطاحت في النهاية بالبشير‬
‫من السلطة‪ .‬هل شارك هؤالء الطالب ‪ ،‬بمن فيهم‬
‫املتظاهرة البارز ة االء صالح ‪ ،‬في البرامج التي‬
‫يمولها الصندوق في السودان؟ الجواب على هذا‬
‫السؤال ال يزال مجهوال‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن الواليات‬
‫املتحدة جنبًا إلى جنب مع حلفائها في اململكة‬
‫العربية السعودية وإسرائيل ‪ ،‬لم يكن لديهم فقط‬
‫الوسائل ولكن الدافع إلسقاط البشير‪.‬‬
‫كما هو الحال في "الثورات السابقة املدعومة من‬
‫الخارج" ‪ ،‬من املرجح أن تكشف األحداث القادمة‬
‫في السودان كيف كانت االحتجاجات األخيرة‬
‫التي تحركها الشعوب في السودان فعالً‪ .‬من‬
‫املرجح أن تكون هناك حركة حقيقية يحركها الناس‬
‫غير راغبة في قبول بهدوء ديكتاتورية عسكرية‬
‫كتلك التي وضعت في مصر في االنقالب املدعوم‬
‫من إسرائيل عام ‪ 2013‬ومثل تلك التي تسيطر‬
‫حاليًا على الحكومة السودانية‪.‬‬
‫بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك بالنسبة‬
‫للسودان ‪ ،‬يبدو أن أحداث األسبوع املاضي مثال‬
‫آخر لحكومات أجنبية تتالعب باملعارضة الحقيقية‬
‫ضد حكومة استبدادية من أجل تثبيت حكومة‬
‫استبدادية أخرى أكثر مالءمة ملصالحها ولكن على‬
‫حساب الشعب‪.‬‬
‫*ويتني ويب ‪ Whitney Webb‬صحفية في‬
‫‪ MintPress News‬ومقرها في شيلي‪ .‬وقد‬
‫ساهمت في العديد من وسائل اإلعالم املستقلة‬
‫بما في ذلك ‪ Global Research‬و ‪EcoWatch‬‬
‫ومعهد ‪ Ron Paul‬و ‪21st Century Wire‬‬
‫وغيرها‪ .‬لقد قدمت عدة عروض إذاعية وتلفزيونية‬
‫وفازت عام ‪ 2019‬بجائزة سيرينا شيم للنزاهة‬
‫الكاملة في الصحافة‪Serena Shim Award for‬‬
‫‪.Uncompromised Integrity in Journalism‬‬

‫النص ادناه للبرقية )الوثيقة( التي قامت بنشرها‬


‫ويكليكس‬

‫رقم امللف‪08KHARTOUM1777_a :‬‬


‫املوضوع‪ :‬التامر املكثف الخراج وعزل البشير‬
‫من‪ :‬السودان الخرطوم‬
‫إلى‪ :‬االتحاد األفريقي ‪ ،‬وزير الخارجية ‪ ،‬تجمع‬
‫السودان دارفور ‪، Sudan Darfur Collective‬‬
‫جامعة الدول العربية ‪ ،‬مجلس األمن التابع لألمم‬
‫املتحدة‬
‫التصنيف األصلي‪ :‬سري‬
‫التصنيف الحالي‪ :‬سري‬
‫قيود املعالجة السابقة‪ - :‬لم يتم التعيني ‪-‬‬
‫حالة األرشيف‪ - :‬لم يتم التعيني ‪-‬‬
‫النوع‪TE :‬‬
‫محدد‪ :‬النص على االنترنت‬
‫املرجع )املراجع(‪ - :‬غير متوفر أو فارغ ‪-‬‬
‫األمر التنفيذي )‪ - :(E.O‬لم يتم التعيني ‪-‬‬
‫عالمات‪ - :‬غير معني ‪-‬‬
‫الضميمة‪ - :‬غير مخصصة ‪-‬‬
‫املفاهيم‪ - :‬غير مخصصة ‪-‬‬
‫العالمات‪ :‬االتحاد األفريقي ]‪[AU-1‬‬
‫الشؤون السياسية ‪ -‬العالقات السياسية‬
‫الخارجية ]‪[PREL‬‬
‫الشؤون السياسية ‪ -‬الحكومة ؛ الشؤون‬
‫الحكومية الداخلية ]‪[PGOV‬‬
‫السودان‬
‫األمم املتحدة ]االمم املتحدة[‬
‫املكتب‪ - :‬غير متوفر أو فارغ ‪-‬‬
‫عدد حروف الوثيقة‪7461 :‬‬
‫التاريخ‪ :‬السبت ‪ 13‬ديسمبر ‪ ، 2008‬الساعة‬
‫‪14:34‬‬
‫قسم ‪AF AF / S FRAZER ، SE‬‬
‫‪WILLIAMSON ، AF / SPG ، NSC‬‬
‫ل ‪ BPITTMAN‬وشودسون‬
‫‪E.O. 12958: DECL: 12/12/2018‬‬
‫العالمات‪ ، PGOV ، PREL :‬األمم املتحدة ‪،‬‬
‫‪AU-1 ، SU‬‬
‫املوضوع‪ :‬التامر املكثقف الخراج وعزل البشير‬
‫املرجع‪ :‬الخرطوم‬
‫مصنفة حسب‪ :‬البرتو فرندنايز ‪Alberto M.‬‬
‫‪) Fernandez‬القنصل االمريكي لدي السودان (‪،‬‬
‫ألسباب ‪) 1.4‬ب( و )د(‪.‬‬
‫‪) .1‬سي( ملخص‪ :‬وف ًقا ملسؤولني كبار في الحركة‬
‫الشعبية لتحرير السودان ‪ ،‬فأن حزب املؤتمر‬
‫السوداني )الحزب الحاكم (يحاولون التوسط‬
‫إلزالة سريعة ورشيقة للرئيس البشير في غضون‬
‫األشهر القليلة املقبلة ‪ ،‬حيث يذهب الرئيس إلى‬
‫املنفى في اململكة العربية السعودية‪ .‬وان‬
‫املناقشات حول االنتقال السياسي )اي نقل‬
‫السلطة ( ‪ ،‬يجب أن تتم قبل ان تصدر املحكمة‬
‫الجنائية الدولية ‪ ICC‬مذكرة توقيف للبشير حيث‬
‫يكون الحديث عن االنتقال السياسي في من‬
‫سيحل محله البشير وتحت أي ظروف‪ .‬إن الحركة‬
‫الشعبية لتحرير السودان ترغب في ذلك رؤية‬
‫العمل العدواني من قبل ‪) P-3‬الواليات املتحدة ‪/‬‬
‫اململكة املتحدة ‪/‬فرنسا (خالل الشهر املقبل‬
‫لتشكيل مثل هذا االنتقال والتأكد من مخاوف‬
‫الغرب )والحركة الشعبية( تؤخذ في االعتبار من‬
‫قبل قادة السودان )الذين سيخلفون البشير ( في‬
‫املستقبل‪ .‬النهاية‬
‫ملخص‪.‬‬
‫خيار عيدي أمني‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪) .2‬سي( اخبر وزير الخارجية دينق ألور ونائب‬
‫االمني العام للحركة الشعبية لتحرير السودان‬
‫ياسر عرمان القنصل االمريكي فرنانديز في ‪13‬‬
‫ديسمبر عن التآمر وعقد الصفقات داخل حزب‬
‫املؤتمر الوطني )حزب املؤتمر الوطني( النتقال‬
‫الرئيس عمر البشير من السلطة‬
‫قد تكثفت في األيام األخيرة لكنها أصبحت اآلن‬
‫مواجهة بعقبة في القضايا الرئيسية مرتبطة‬
‫بالتسلسل والشخصيات )داخل املؤتمر‬
‫الوطني (‪ .‬حيث أوضحوا كيف يبدو أن هناك‬
‫إجماع داخل النظام أن البشير "يجب أن يذهب‬
‫قريبا ‪ ،‬ويفضلون أن يحدث هذا قبل صدور مذكرة‬
‫التوقيف التي ستصدرها املحكمة الجنائية‬
‫الدولية "إلى منفى مذهب في اململكة العربية‬
‫السعودية من حيث ‪ ،‬من املفترض ‪ ،‬أنه ال يمكن‬
‫تسليمه إلى الهاي‪ .‬وقال ألور إن البشير وافق من‬
‫حيث املبدأ على الرحيل‪ .‬فحني ان البديل‬
‫املنطقي ‪ ،‬نائب الرئيس علي عثمان طه ‪ ،‬وهو‬
‫متردد للمضي قدما بسبب مخاوف من املعارضة‬
‫املريرة التي سيواجهها من الجيش السوداني‬
‫ما وطه على وجه‬ ‫الذي ال يثق باملدنيني عمو ً‬
‫الخصوص بسبب عالقاته الوثيقة مع جهاز األمن‬
‫واملخابرات الوطني صالح قوش ‪ ،‬الذي بنى األمن‬
‫القومي السوداني الجهاز باعتباره منافسا‬
‫للقوات املسلحة السودانية‪.‬‬
‫استبدال أسوأ من البشير؟‬
‫‪--------------------------------‬‬
‫‪) .3‬سي( بسبب حذر علي عثمان محمد طه ‪ ،‬فقد‬
‫تحول البحث اآلن لتحديد جنرال الجيش مقبول‬
‫الذي سيكون مقبول للفصائل املختلفة من داخل‬
‫نخبة اإلسالميني ‪ .‬الحركة الشعبية لتحرير‬
‫السودان تخشى أن يوافق حزب املؤتمر الوطني‬
‫على شخص"أصغر سنا ً ‪ ،‬ونسخة أكثر تطرفا‬
‫من"البشير ‪ ،‬مثل نائب لرئيس اركان القوات‬
‫املسلحة السودانية عوض ابنعوف )والذي طالته‬
‫عقوبات امريكية في مايو ‪ 2007‬بسبب تصرفاته‬
‫في دارفور أثناء خدمته كرئيس املخابرات‬
‫العسكرية( الذي سيطيل الحرب في دارفور والذي‬
‫سيكون رقما صعب ويعمل ضد الحركة الشعبية‬
‫لتحرير السودان على تطبيق اتفاق السالم‬
‫الشامل‪.‬وعلق عرمان قائالً "ستكون هذه كارثة‬
‫بالنسبة لنا سنفتقد البشير" ‪ .‬وأشار دينق ألور‬
‫أيضا إلى أن حسن الترابي املعلم الروحي السابق‬
‫للمؤتمر الوطني ال يزال رقما ً مهما ً "‪ ،‬ال يزال لديه‬
‫مستوى ما الدعم في القوات املسلحة السودانية‬
‫وحزب املؤتمر الوطني "ومازال مستمرا في‬
‫مؤامرته‪ .‬الحركة الشعبية لتحرير السودان مقتنع‬
‫بأن الترابي يحافظ على عالقاته مع حركة العدل‬
‫واملساواة‪ .‬تلك الحركة املتمردة في دارفور و اشار‬
‫دينق ألور ان املؤتمر الوطني لديه مخاوف ان‬
‫تقوم حركة العدل واملساواة بحملة اغتياالت‬
‫سياسية ضد قيادات النظام ‪.‬‬

‫ف ‪-‬بي‪) 3‬الواليات املتحدة ‪/‬اململكة املتحدة ‪/‬‬


‫فرنسا (يجب أن تشكل النتيجة‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪) .4‬سي( تفضل الحركة الشعبية لتحرير السودان‬
‫بالضغط على حزب املؤتمر الوطني بواسطة‬
‫املجتمع الدولي ‪ ،‬وال سيما بي ‪) ، 3-‬الواليات‬
‫املتحدة ‪/‬اململكة املتحدة ‪/‬فرنسا (في األسابيع‬
‫املقبلة لتحديد شخص طاعن في السن )اي الذي‬
‫سيخلف البشير ( يقود الفترة االنتقالية‬
‫)يفضلون كبار في السن حيث ذكر عرمان‪:‬‬
‫"يريدون اختيارشخص قريب من تاريخ انتهاء‬
‫صالحيته"‪.‬جنرال الذي هو مقبول لجميع أعضاء‬
‫الرئاسة الثالثة في السودان )البشير وطه والنائب‬
‫األول للرئيس سلفاكير( وسيكون بمثابة شخصية‬
‫رئيسية ليقود البالد الالنتخابات عام ‪ .2009‬بدأت‬
‫الحركة الشعبية لتحرير السودان تبحث في قائمة‬
‫جنراالت القوات املسلحة السودانية في محاولة‬
‫ملعرفة ما إذا كان يمكن تحديد املناسبة الضباط‬
‫الذين يتناسبون مع املتطلبات وسوف يشاركون‬
‫في نتائجها سفارة الواليات املتحدة‪ .‬وقال ألور‬
‫معلوماته هي أن املصريون يفعلون نفس الشيء‬
‫كما يخشون سيطرة اسالميني مدنيني في‬
‫السودان )‪ .(reftel‬وأضاف أن هذه هي فكرة‬
‫سوف يستكشفها سلفا كير مع الرئيس بوش في‬
‫وقت مبكر من يناير في واشنطن ‪ ،‬و ياملون ايضا‬
‫ان تتم مناقشته مع موظفي أوباما االنتقاليني‬
‫الذين سيستلمون املهام من ادارة بوش‬

‫‪) .5.‬سي( في مثل هذا السيناريو ‪ ،‬سينتقل‬


‫ممثلو ‪)) P-3‬الواليات املتحدة ‪/‬اململكة املتحدة ‪/‬‬
‫فرنسا ( إلى حزب املؤتمر الوطني و نحثهم على‬
‫اختيار شخصية ملتزمة من اجل التنفيذ الكامل‬
‫من اتفاق السالم الشامل ‪ ،‬ونهاية سريعة للصراع‬
‫في دارفور ‪ ،‬وبداية االنتقال إلى الديمقراطية‪ .‬هذا‬
‫شيء مثل ما حدث في عام ‪ 1985‬عندما أطيح‬
‫بالجنرال نميري واشرف الجيش علي الحكومة‬
‫املؤقتة التي ادت الي انتقال البالد إلى‬
‫ديمقراطية‪ .‬أشار عرمان إلى أن حزب املؤتمر‬
‫الوطني وصل إلى هذا الجمود الداخلي ‪ ،‬فإن‬
‫الوضع ال يزال سائال ويمكن ان تتدهور خالل‬
‫الشهرين املقبلني مع التسابق املكثف من اجل‬
‫كسب املواقع وامليزات وسط مختلف الفصائل‬
‫داخل حزب املؤتمر الوطني ‪ .‬قال دينق ألور إنه‬
‫يأمل أن املبعوث الفرنسي برونو جوبيرت‪Bruno‬‬
‫‪ Joubert‬سوف يبدأ في جلب "رسالة نهاية‬
‫اللعبة" حيث تكون موثوقة ومفصلة إلى الخرطوم‬
‫عندما زيارته في ‪ 15‬ديسمبر‪.‬‬

‫لعبة مزدوجة في أبيي‬


‫‪------------------------------‬‬
‫‪) .6‬سي( دينق ألور قال إن حزب املؤتمر الوطني‬
‫قد استخدم عامل حركة العدل واملساواة ‪ /‬الترابي‬
‫لشرح القتال األخير في أبيي في ‪ 13-12‬ديسمبر‪.‬‬
‫وان وكيله )اي وكيل وزارة الخارجية مطرف‬
‫صديق حيث كان دينق الور وزيرا لخارجية ( من‬
‫الداخل حزب املؤتمر الوطني مطرف صديق ‪ ،‬قد‬
‫أخبره أن مخاوف حزب املؤتمر الوطني من أن‬
‫اذرع حركة العدل واملساواة داخل القوات املسلحة‬
‫السودانية قد تسببت في القتال في أبيي عن‬
‫قصد لجذب القوات املسلحة السودانية جنوبا‬
‫نحو الجيش الشعبي لتحرير السودان وبالتالي‬
‫يصبح الطريق ملسيرة حركة العدل واملساواة‬
‫ممهدا لوصولها الي العاصمة ‪ ،‬من دارفور عبر‬
‫جنوب كردفان ثم عبر النيل )ان الهجوم الذي قام‬
‫به خليل ابراهيم علي ام درمان قد حدث في ‪10‬‬
‫مايو ‪ 2008‬اي قبل شهور من ‪ 7‬شهور من هذا‬
‫الحدث ( ‪ ،‬أو ملجرد حركة العدل واملساواة لتأمني‬
‫أو تدمير شبكة توزيع النفط في جنوب كردفان‬
‫التي تضخ الخام من حقول النفط الجنوبية إلى‬
‫بورتسودان‪ .‬قال مطرف صديق لدينق ألور أن ‪31‬‬
‫لواءمن القوات املسلحة السودانية من سي‪š‬‬
‫السمعة ‪ ،‬وبعضهم من القوات هي جزء من وحدة‬
‫لقوات املشتركة ‪/‬املدمجة أبيي ‪ ، JIU‬والتي ربما‬
‫قد اخترقت من قبل حركة العدل واملساواة‪.‬‬
‫‪) .7‬سي( الحظ دينق ألور أنه بينما القتال في‬
‫أبيي بني جنود القوات املسلحة السودانية في‬
‫أبيي وحدة لقوات املشتركة ‪/‬املدمجة أبيي ‪JIU‬‬
‫وشرطة أبيي حتى اآلن مستمرةا ‪ ،‬كان دينق‬
‫الورغاضبًا من دور أشرف غازي املمثل الخاص‬
‫لالمني العام لالمم املتحدة عن العنف ‪ SRSG‬في‬
‫محاولته إلخماد العنف‪ .‬وقال دينق الور‬
‫ان"أشرف شخص جميل ‪ ،‬ولكن ضعيف وغير كفء‬
‫‪" ،‬وقال ساخرا لقد رفض أن يأمر قوات األمم‬
‫املتحدة على األرض بتأمني السوق في أبيي ‪،‬‬
‫وبدال من ذلك قام بالتركيز على وحدة لقوات‬
‫املشتركة ‪/‬املدمجة أبيي ‪" .JIU‬كان يجب عليه‬
‫تأمني السوق ومن ثم يقوم بتوجيه االوامر لوحدة‬
‫لقوات املشتركة ‪/‬املدمجة أبيي ‪ JIU‬بأكملها‬
‫ملغادرة املدينة‪" .‬أعترف دينق اعترف على مضض‬
‫بجهود األمم املتحدة إلبقاء وحدات القوات‬
‫املسلحة السودانية في ديفرا ‪ Difra‬وقواتالجيش‬
‫الشعبي لتحرير السودان في اقوك ‪ Agok‬حتي‬
‫اليحدث اشتباك فيما بينهم ‪ ،‬والخطوات التي‬
‫يمكن أن تشعل حريق أوسع‪ .‬وقد طلب دينق الور‬
‫من القنصل )االمريكي( فرنانديز بان يطلب من‬
‫اشرف غازي بان يكون أكثر نشاطا ‪ .‬تحدثت‬
‫فرندنايز إلى غازي في ‪ 13‬ديسمبر وحثت بعثة‬
‫يونميس ‪UNMIS‬على القيام بمزيد من التحركات‬
‫الحتواء العنف‪ .‬أجاب غازي أن بعثة األمم املتحدة‬
‫في السودان هي "القيام بذلك بالضبط"(‬

‫تعليق‬
‫‪-------‬‬
‫‪) .8‬سي( ان الخرطوم مشحونة السابيع مع‬
‫احتمال سيناريواالنتقال )اي تنحي البشير( وهذه‬
‫أحدث املعلومات‬
‫بالتزامن مع إعالن البشير األخير بأنه على‬
‫استعداد للتنحي "إذا طلب الشعب السوداني ‪،‬‬
‫الاألجانب "‪ .‬بالنظر إلى االنقسامات الداخلية‬
‫داخل حزب املؤتمر الوطني و التنافس بني جهاز‬
‫االمن واملخابرات الوطني و القوات املسلحة‬
‫السودانية ‪ ،‬والجيش الشعبي لتحرير السودان ‪،‬‬
‫و مكائد حركة العدل واملساواة والترابي ‪ ،‬سيكون‬
‫من الصعب للغاية للعثور على مرشح مقبول من‬
‫جميع األطراف )على الرغم من أن السودان تزخر‬
‫بجنراالت القوات املسلحة السودانية السابقيني‬
‫غير العنيفني(‪ .‬بالرغم من الوحشية املتكررة‬
‫واملوثقة توثيقا جيدا للنظام في دارفور ‪ ،‬الرئيس‬
‫البشير تم ضبطه بشكل رائع لشكل شامل‬
‫ومتناسق روحا وطبعا للحكم مريح جدا للنخبة‬
‫العربية الشمالية الصغيرة في السودان‪ .‬العثور‬
‫على هذا النوع من التوازن مرة أخرى ‪ ،‬واحد‬
‫يعطي سيطرة كاملة على النظام الجشع واإلفالت‬
‫من العقاب ‪ ،‬قد ال يكون سهال‪.‬‬
‫فرنانديز‬

‫‪-------‬‬

‫املقال ادناه عن احتجاجات سبتمبر ‪ُ ) 2013‬قمت‬


‫بترجمة جزء من املقال نسبة الن بقية املقال قام‬
‫فيها كاتب املقال بخلط اشياء اعتقد انها اخلت‬
‫باملوضوع االساسي الذي طرحه (‬

‫كلب عجوز ‪,‬حيلة قديمة‪ :‬الواليات املتحدة‬


‫والسعوديون وقطر يجربون "الربيع العربي" في‬
‫السودان‬

‫االحتجاجات عبارة عن ستار لنشر العنف املدعوم‬


‫من الواليات املتحدة والسعودية والسعي لتغيير‬
‫النظام في السودان‪.‬‬
‫‪ 28‬سبتمبر ‪2013‬‬
‫بقلم توني كارتالوتشي ‪- Tony Cartalucci‬‬
‫ترجمة ‪:‬عاصم زين العابدين‬
‫الرابط االصلي ‪https://:‬‬
‫‪landdestroyer.blogspot.com/2013/09/old-‬‬
‫‪dog-old-trick-us-saudis-qater.html‬‬

‫كشفت وكالة أسوشيتيد برس‪The Associated‬‬


‫‪ Press‬أن االضطرابات األخيرة واملستمرة "على‬
‫غرار الربيع العربي" في العاصمة السودانية‬
‫الخرطوم تقودها املعارضة السودانية املدعومة من‬
‫الغرب وحزب األمة القومي ومختلف املنظمات غير‬
‫الحكومية ومنظمات "اإلعالم املستقل‬
‫‪ "independent media‬املدعومة من قبل الغرب‪.‬‬
‫يكشف هذا عن انتفاضة أخرى مصممة على‬
‫الطريقة الغربية تهدف إلى تغيير النظام لصالح‬
‫نظام عميل للغرب ونظام ودود جديد‬
‫ان مقال وكالة أسوشييتد برس املعنون‬
‫ب"املحتجون السودانيون يطالبون بإسقاط‬
‫النظام ‪Sudanese protesters demand the‬‬
‫‪ ، "regime's ouster‬يزعم أوالً‪ :‬يعترف النشطاء‬
‫بعدم وجود قيادة أو دعم موحد من األحزاب‬
‫السياسية ‪ ،‬لكنهم يعربون عن أملهم في أن‬
‫الطبيعة التلقائية للجولة الحالية من االحتجاجات‬
‫تعني أنهم يكتسبون زخما ً‪.‬‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬اعترفت وكالة أسوشييتد برس‬


‫]مؤكدة [‪:‬‬
‫قال أحد قادة املعارضة البارزين في السودان وهو‬
‫الصادق املهدي ‪ ،‬من حزب األمة القومي‪ ،‬للمصلني‬
‫في مسجد في منطقة أم درمان إن البشير ينفق‬
‫ميزانية الدولة على "تعزيز السلطة" وفشل "في‬
‫رفع املعاناة" قبالة أكتاف املواطنني "‪.‬‬

‫بعد الخطبة ‪ ،‬سار املتظاهرون في الحي ‪ ،‬وهو‬


‫معقل قديم للمعارضة منذ زمن بعيد ‪ ،‬وهتفوا‬
‫"الشعب يريد اسقاط النظام" ‪ ،‬وهو الشعار الذي‬
‫سمع في ثورات الربيع العربي التي بدأت في‬
‫أواخر عام ‪ 2010‬وأدت إلى اإلطاحة بالزعماء في‬
‫تونس ومصر وليبيا واليمن‪.‬‬

‫من الواضح أن "الناشطني" لديهم بالفعل قائد ‪-‬‬


‫وهو الصادق املهدي من حزب األمة القومي الذي‬
‫كان يقود املتظاهرين حرفيًا إلى الشوارع‪ .‬وبينما‬
‫تقارن املقارنات بـ "الربيع العربي" صور‬
‫االحتجاجات السلمية "املؤيدة للديمقراطية" ‪-‬‬
‫اعترفت أسوشيتد بريس بأن املحتجني قد تحولو‬
‫بالفعل إلى استخدام العنف‪:‬‬
‫قام املحتجون الغاضبون بإحراق مراكز الشرطة‬
‫وعشرات محطات الوقود واملباني الحكومية ‪ ،‬وقام‬
‫الطالب بمسيرة وهم يهتفون لإلطاحة بالبشير‪.‬‬
‫ونقلت وكالة األسوشييتد برس ‪ ،‬التي ربما آمل أال‬
‫يزعج القراء البحث في األمر أكثر ‪ ،‬عن "املدون‬
‫والصحفي املحلي ريم عباس شوكت" لتعزيز‬
‫روايته‪ .‬شوكة كاتبة عمود في مجلة ‪ ٥٠٠‬كلمة‬
‫‪ Words 500‬في السودان‪ .‬في حني تؤكد‬
‫مجلة‪ ٥٠٠‬كلمة أنها "مجلة سودانية مستقلة على‬
‫اإلنترنت" ‪ ،‬فإنها تعلن بفخر في العمود األيمن‬
‫من موقعها على الويب ‪ ،‬معهد الواليات املتحدة‬
‫للسالم ‪US Institute of Peace‬القادم "برنامج‬
‫قادة الشباب السودانيني وجنوب‬
‫السودان‪Sudanese and South Sudanese‬‬
‫‪ ." Youth Leaders Program‬مثل جبهة‬
‫الدعاية املضللة التي تمولها الواليات املتحدة في‬
‫تايالند براشاتاي‪Thailand's deceitful US-‬‬
‫‪ ، funded propaganda front Prachatai‬فإن‬
‫‪ 500‬كلمة على األرجح تمولها الحكومة األمريكية‬
‫بشكل مباشر ‪ ،‬وبالتأكيد تتوافق مع جدول أعمال‬
‫وزارة الخارجية األمريكية ونقاط الحوار بشأن‬
‫السودان‬
‫الصورة اعاله‪" :‬مجلة مستقلة على اإلنترنت في‬
‫السودان" ‪ ،‬وهي مجلة ‪ 500‬كلمة تعلن بفخر عن‬
‫املعهد األمريكي للسالم على موقعها على‬
‫اإلنترنت )الجانب األيمن( ‪ ،‬وتكشف عن الروابط‬
‫املتوقعة بني دعمها للمعارضة املدعومة من الغرب‬
‫داخل السودان ووزارة الخارجية األمريكية من‬
‫خالل الصندوق الوطني للديمقراطية ‪National‬‬
‫‪Endowment for Democracy‬وآخرين ‪ ،‬الذين‬
‫يمولون على األرجح جبهة الدعاية هذه عبر‬
‫اإلنترنت‪.... .‬‬

‫وبالفعل ‪ ،‬فإن رئيس تحرير ‪ 500‬كلمة ‪ ،‬معز‬


‫علي‪ ، Moez Ali‬لديه صفحته الخاصة عن‬
‫"الديمقراطية املفتوحة‪- " Open Democracy‬‬
‫بتمويل من املجرم املدان جورج سوروس‬
‫‪ George Soros‬ممول"معهد املجتمع املفتوح‬
‫‪ ، "Open Society Institute‬ومؤسسة أوك ‪Oak‬‬
‫‪ ،Foundation‬وصندوق سيغريد راوسينج‪Sigrid‬‬
‫‪ ، Rausing Trust‬و ‪ ،,TIDES‬والكثيرغيرها‬
‫الكثير‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن املعهد األمريكي للسالم ‪-‬‬


‫الذي تم اإلعالن عنه في ‪ 500‬كلمة ‪ -‬قد لعب دو ًرا‬
‫ً‬
‫فعاال في "الربيع العربي" الذي صممه الغرب ‪،‬‬
‫حيث يصوغ حرفيًا دساتير وبنية األنظمة التي‬
‫يخطط الغرب إلنشاءها بمجرد استهدافها‪ .‬تم‬
‫االطاحة بالدول‪.‬‬

‫من هو زعيم املعارضة الصادق املهدي؟‬

‫الصادق املهدي ‪ ،‬زعيم حزب األمة الوطني‬


‫السوداني ‪ ،‬هو عضو في مؤسسة الديمقراطية‬
‫العربية ‪Arab Democracy Foundation‬الذي‬
‫يديره االتحاد األوروبي والواليات املتحدة‬
‫والسعودية ‪ ،‬ونادي مدريد ‪the Club de‬‬
‫‪Madrid‬الذي يصف الرئيس األمريكي السابق بيل‬
‫كلينتون بأنه "عضو كامل العضوية" من بني‬
‫آخرين كثيرين ‪ ،‬ويحظى بدعم وول ستريت وعدد‬
‫ال يحصى من "املؤسسات الدولية" في لندن‬
‫واملؤسسات بما في ذلك البنك الدولي ‪ ،‬وصندوق‬
‫روكفلر براذرز‪، Rockefeller Brothers Fund‬‬
‫ومؤسسة فورد ‪ ،the Ford Foundation‬وول‬
‫مارت ‪ ،Walmart‬ومنظمة حلف شمال األطلسي‬
‫)الناتو( ‪ ،‬ومايكروسوفت ‪ ،‬وغيرها الكثير‪.‬‬
‫تلقى الصادق املهدي تعليمه في جامعة‬
‫أكسفورد ‪ ،‬وف ًقا لسيرته الرسمية في نادي مدريد ‪،‬‬
‫رئيسا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أيضا على‪ :‬انتُخب املهدي‬ ‫والتي تنص‬
‫لحزب األمة في نوفمبر ‪ ، 1964‬وقاد حملة‬
‫لتشجيع النشاط السياسي وتطوير اإلسالم‬
‫السياسي وإصالح الحزب من خالل توسيع‬
‫قاعدته وتعزيز سلوك الديمقراطية‪ .‬على الرغم من‬
‫جهوده نحو حكومة ديمقراطية ‪ ،‬كان هناك انقالب‬
‫آخر في عام ‪ 1969‬أدى إلى دكتاتورية يشار إليها‬
‫باسم نظام مايو‪ .‬سرعان ما ألقي القبض عليه‬
‫من قبل الحكومة العسكرية ‪ ،‬ونفي إلى مصر ‪،‬‬
‫واحتجز في السجون السودانية بشكل متكرر‬
‫حتى عام ‪ .1974‬في وقت الحق من ذلك العام ‪،‬‬
‫سافر إلى الخارج وقام بجولة في العواصم‬
‫العربية واألفريقية حيث ألقى عد ًدا من‬
‫املحاضرات‪ .‬أثناء وجوده في املنفى ‪ ،‬قام بتشكيل‬
‫الجبهة الوطنية الديمقراطية )‪ ، (NDF‬املؤلفة من‬
‫حزب األمة والحزب االتحادي الديمقراطي وجماعة‬
‫اإلخوان املسلمني‪ .‬من خالل جهوده ‪ ،‬تمكن جبهة‬
‫الخالص الوطني من التوصل إلى اتفاق‬
‫للمصالحة الوطنية في عام ‪ 1977‬مع نظام مايو‬
‫التي ينص على اإلصالح الديمقراطي‬

You might also like