مجلة عن مستقبل التكتلات الاقتصادية PDF

‫ية‬ ‫وم السياس‬ ‫ة العل‬ ‫مجل‬
‫العدد‪43/‬‬
‫التكتالت االقتصادية العالمية وانعكاساتھا على الدول النامية‬
‫المدرس المساعد‬
‫)*(‬
‫فوزية خدا كرم‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬ ‫اﻟﻤﻠﺨﺺ‬
‫ﻳﻌــﻴﺶ ﻋــﺎﱂ اﻟﻴــﻮم ﻣﺘﻐ ـﲑات ﻋﺪﻳــﺪة‬ ‫ان اﻟﺘﻄــﻮرات اﻟﺘــﻲ ﺗﺠــﺮي ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟﻢ‬
‫ﺗﺘﻄﻠــﺐ ﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﻣﺮاﺟﻌــﺔ ﻣﺴــﺎرﻫﺎ‬ ‫اﻟﻤﺘﻘــﺪم اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻣﻨﻬــﺎ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧﻬﺎ‬
‫ان ﺗﺸــﻜﻞ ﻣﺤﻔ ـﺰاً ﻟﻠــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﻟﻠﻘﻴــﺎم ﺑﺈﻧﺸــﺎء‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻮي ‪ ،‬إذ ﺑـﺎت ﻣـﻦ اﳌﺴـﺘﺤﻴﻞ أن ﲢﻘـﻖ‬
‫ﺗﻜـ ــﺘﻼت اﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ ﺗﺨـ ــﺪم ﻣﺼـ ــﺎﻟﺤﻬﺎ‬
‫دوﻟــﺔ ﻣــﺎ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎ ــﺎ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳــﺔ ﲜﻬــﺪﻫﺎ اﳌﻨﻔــﺮد‬
‫وﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻴـﻮم اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﻋـﺎﻟﻢ‬
‫دون أن ﺗﻠﺠــﺄاﱃ ﻏﲑﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺪول ﻟﺘﺒــﺎدل‬ ‫اﻟﺘﻜـ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒـ ـ ــﺮى ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ان‬
‫وﺗﻘﺎﺳﻢ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﳌﺸﱰﻛﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﳌﺘﻐﲑات‬ ‫اﻟﺘﻜﺎﻣــﻞ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي أﺻــﺒﺢ اﻟﻴــﻮم وﺳــﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻘ ـﺎً‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻼﺣﻘ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﲣﻠ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﻤﻬﺘﻤ ــﻴﻦ ﺑﻤﻮﺿ ــﻮع اﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ ‪،‬‬
‫اﳌﺨــﺎﻃﺮ اﻟــﱵ ﻻ ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ دوﻟــﺔ ﲟﻔﺮدﻫــﺎ ﻣــﻦ‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ اﻟﻮﺳــﻴﻠﺔ اﻷﻛﺜــﺮ ﺿــﻤﺎﻧﺎً ﻟﻠﻮﺻــﻮل اﻟــﻰ‬
‫ﲢﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳـﺪﻓﻊ اﻟﺘﻮﺟـﻪ اﻟـﺪوﱄ ﳓـﻮ‬ ‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮﻳﺎت ﻣﻌﺘﺒ ـ ــﺮة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ ‪،‬‬
‫وزﻳــﺎدة رﻓﺎﻫﻴــﺔ اﻟﺸــﻌﻮب ﻣﻬﻤــﺎ اﺧﺘﻠﻔــﺖ اﻟﻄــﺮق‬
‫اﻟﺘﻜﺎﻣــﻞ اﻻﻗﻠﻴﻤــﻲ اﻟــﺬي ﺑــﺎت ﻳــﺰداد ﻳﻮﻣ ـﺎً‬
‫واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ واﻟﻤﻌﺒـﺮة ﻋـﻦ‬
‫ﺑﻌﺪ آﺧﺮ ‪ .‬واﺻﺒﺤﺖ اﻟﺪول اﻟﻜـﱪى ﺗﻠﺠـﺄ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﶈﻴﻄﻬ ـ ـ ــﺎ اﻻﻗﻠﻴﻤ ـ ـ ــﻲ وﲢ ـ ـ ــﺎول أن ﺗﻮﺳ ـ ـ ــﻌﻪ ‪،‬‬
‫وﻣﻦ اﺟﻞ ﺑﻨﺎء ﺗﻜـﺘﻼت اﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ﺑـﻴﻦ‬
‫ﻓﺎﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة ﺗﻨﺸــﻲء ﻣﻨﻄﻘــﺔ اﻟﺘﺠــﺎرة‬ ‫اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﻮاﻛــﺐ روح اﻟﻌﺼــﺮ‬
‫اﳊــﺮة ﻷﻣﺮﻳﻜــﺎ اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ ) اﻟﻨﺎﻓﺘــﺎ ( وﺗــﺪﻋﻮ‬ ‫ﻓﺄن اﻻﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﻜﻮﻳﻦ‬
‫ﻷﻧﺸ ــﺎء ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﲡ ــﺎرة ﺣ ــﺮة ﻟﻸﻣـ ـﺮﻳﻜﻴﺘﲔ ‪،‬‬ ‫اﻟﻤﻬــﺎرات و اﻟﺘﻘﻠﻴــﻞ ﻣــﻦ درﺟــﺔ اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ‬
‫وﲡﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻦ اﶈـ ـ ــﻴﻂ اﻟﺒﺎﺳـ ـ ــﻔﻴﻜﻲ اﻣﺘـ ـ ــﺪاداً‬ ‫اﻟﻤﺴ ـ ــﺎﻋﺪات اﻟﺨﺎرﺟﻴـ ـ ــﺔ و اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﺒـ ـ ــﺬ‬
‫اﻗﻠﻴﻤﻴـﺎً ﳍــﺎ ﻣــﻦ اﺟــﻞ اﻟــﺪﺧﻮل ﰲ ﺗﻜﺘــﻞ ﻣــﻊ‬ ‫اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﻴﻦ اﻟـﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴـﺔ ‪ ،‬و اﺗﺨـﺎذ‬
‫ﺧﻄ ـ ـ ـ ــﻮات ﺟ ـ ـ ـ ــﺎدة ﻧﺤ ـ ـ ـ ــﻮ ﺑﻨ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻤﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟــﺪول اﻵﺳــﻴﻮﻳﺔ واﺳ ـﱰاﻟﻴﺎ ‪،‬واوروﺑــﺎ ﺑﻌــﺪ أن‬
‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﻮﺻـﻮل‬
‫ﺣﻘﻘ ـ ــﺖ اﳊﻠ ـ ــﻢ اﻷوروﰊ اﻟﻜﺒ ـ ــﲑ وﺿ ـ ــﻤﺖ‬
‫اﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ‪.‬‬
‫دول اوروﺑ ــﺎ اﻟﺸ ــﺮﻗﻴﺔ ﳍ ــﺎ ‪ ،‬ﺑ ــﺪأت اﳊ ــﺪﻳﺚ‬
‫)*(ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد‪.‬‬

‫}‪{171‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ ﰲ اﻃ ــﺎر ﻣ ــﺎ ﻳﺴ ــﻤﻰ ﺑ ــﺎ‬ ‫ﻋﻦ " ﻣﺒﺎدرة اﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ " ﻋﱪ اﻻﻃﻠﺴـﻲ ﺑـﲔ‬
‫ﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟ ــﺪوﱄ اﳉﺪﻳ ــﺪ ‪ ،‬أﺛ ــﺮ واﺿ ــﺢ ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻟﻘ ـ ــﺎرة اﻷوروﺑﻴ ـ ــﺔ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ ‪ .‬وﱂ ﻳﻘﺘﺼ ـ ــﺮ‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ ‪ ،‬وﻗﺪ أﺧﺘﻠﻔﺖ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬا‬ ‫ﻫــﺬا اﻟﺘﻮﺟــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻣﺮﻳﻜــﺎ واوروﺑــﺎ ﺑــﻞ ﺗﻌــﺪى‬
‫اﻷﺛــﺮ ﺣﺴــﺐ ﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﺪوﻟــﺔ ﻧﺎﻣﻴــﺔ أم‬ ‫اﱃ آﺳﻴﺎ واﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‪.‬‬
‫ﺻ ــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ ﺗﻠ ــﻚ اﳌﺘﻐـ ـﲑات اﻟ ــﱵ‬ ‫أن ﺗﻨــﺎﻣﻲ ﻇــﺎﻫﺮة اﻟﺘﻜــﺘﻼت‬
‫أﺛ ــﺮت ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ اﲨ ــﻊ ﻣ ــﺎ ﺷ ــﻬﺪﻩ ﻳ ــﻮم ‪15‬‬ ‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـﺎدﻳﺔ وﻗﻴـ ـ ـ ــﺎم ﺗﻜـ ـ ـ ــﺘﻼت إﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫ﻧﻴﺴــﺎن ‪ 1994‬ﺣﻴــﺚ ﰎ اﻟﺘﻮﻗﻴــﻊ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ‬ ‫اﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺪﻓﻊ‬
‫ﻣﺎﺋ ــﺔ واﺣ ــﺪى ﻋﺸ ــﺮ دوﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴ ــﺔ "‬ ‫ﻟﺒﺤﺜﻬــﺎ ﰲ ﳏﺎوﻟــﺔ ﻟﺒﻴــﺎن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﲔ ﺗﻨــﺎﻣﻲ‬
‫ﻣﺮاﻛﺶ " ﻷﻧﺸﺎء ﻣﻨﻈﻤـﺔ اﻟﺘﺠـﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ ‪،‬‬ ‫ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻈ ــﺎﻫﺮة واﺛﺮﻫ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﲡ ــﺎرب اﻟ ــﺪول‬
‫اﻳــﺬاﻧﺎً ﻟﻮﺿــﻊ ﻣﻌــﺎﱂ اﻟﺘﻨﻈــﻴﻢ اﻟــﺪوﱄ ﻟﻠﺘﺠــﺎرة‬ ‫اﻟﻨﺎﻣﻴ ــﺔ ﻣ ــﻊ ﳏﺎوﻟ ــﺔ ﺑﻴ ــﺎن ﻓ ــﺮص ﳒﺎﺣﻬ ــﺎ أو‬
‫وﺗﺪوﻳﻞ اﳊﻴﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﺴـﻤﻰ ب‬ ‫ﻓﺸــﻠﻬﺎ ﰲ اﻟــﺪول اﻻﺧــﲑة ‪ .‬وﻷﺟــﻞ ﺗﻨــﺎول‬
‫"اﻟﻌﻮﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ " اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﱵ اﱃ ﺟﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﺟﻬﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫اﳌﻮﺿ ــﻮع ﺳ ــﺘﻌﻤﺪ اﱃ ﺗﻘﺴ ــﻴﻤﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺛﻼﺛ ــﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدي ﳍ ـ ـ ــﺎ اوﺟ ـ ـ ــﻪ اﺧ ـ ـ ــﺮى ﺳﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ‬ ‫ﳏﺎور وﺧﺎﲤﺔ ‪ ،‬ﺗﺘﻀﻤﻦ اﶈﺎور ﻣﺎ ﻳﺄﰐ‪:‬‬
‫) ‪(1‬‬
‫وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫اﶈــﻮر اﻻول ‪ :‬واﻗــﻊ اﻟﺘﻜــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫وﺑﻐـ ــﺾ اﻟﻨﻈـ ــﺮ ﻋـ ــﻦ اﻟﻜﺜـ ــﲑ ﻣـ ــﻦ‬ ‫وآﻓﺎﻗﻪ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻔــﺎت اﻟــﱵ أﻋﻄﻴــﺖ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ اﻟﺒــﺎﺣﺜﲔ‬ ‫اﶈـ ـ ـ ــﻮر اﻟﺜـ ـ ـ ــﺎﱐ ‪ :‬اﻟﺘﻜـ ـ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫ﳌﺼ ــﻄﻠﺢ اﻟﻌﻮﳌ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻧﻈ ــﺮ ﻛ ــﻞ ﻣ ــﻨﻬﻢ‬ ‫اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ‪.‬‬
‫إﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﲝﺴ ـ ــﺐ اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎﺻﻪ او رﻛ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬ ‫اﶈ ــﻮر اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ ‪ :‬اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﰲ‬
‫ﺟﺎﻧــﺐ ﻣــﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻬــﺎ ‪ ،‬إﻻ اﻧــﻪ ﳝﻜــﻦ اﻟﻘــﻮل‬ ‫اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ‪.‬‬
‫ان اﻟﻌﻮﳌﺔ ‪ ،‬ﺣﺴﺐ رؤﻳـﺔ ﺑﻌـﺾ اﻟﺒـﺎﺣﺜﲔ ‪،‬‬ ‫اﻟﻤﺤـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻷول ‪ :‬واﻗـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺘﻜـ ـ ـ ـ ــﺘﻼت‬
‫ﻟﻴﺴ ـ ــﺖ اﻻ " ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺮاﺣ ـ ــﻞ ﺗﻄ ـ ــﻮر‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وآﻓﺎﻗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴـ ــﺔ ﺗﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘ ـ ــﺎل اﻟﺘ ـ ــﺪرﳚﻲ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫اوﻻً‪ :‬واﻗﻊ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ــﺎد اﻟ ــﺪوﱄ ‪ ،‬اﻟ ــﺬي ﺗﺘﻜ ــﻮن ﺧﻼﻳ ــﺎﻩ‬ ‫ﻟﻘ ــﺪ ﻛ ــﺎن ﻷﻧﺘﻬ ــﺎء اﳊ ــﺮب اﻟﺒ ــﺎردة ﰲ‬
‫اﻟﻘﺎﻋﺪﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻗﺘﺼـ ــﺎدات ﻣﺘﻤﺤـ ــﻮرة ﻋﻠـ ــﻰ‬ ‫اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻒ اﻻول ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺮن‬
‫اﻟـ ــﺬات وﻣﺘﻨﺎﻓﺴـ ــﺔ ‪ ،‬اﱃ اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎد اﻟﻌـ ــﺎﳌﻲ‬ ‫اﳌﺎﺿـ ــﻲ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ راﻓﻘﻬ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﲢﺮﻛ ـ ــﺎت ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻈﻤﺔ اﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ‪ ...‬وادارة‬ ‫اﻟﺼــﻌﻴﺪ اﻟﻌــﺎﳌﻲ ــﺪف إﻋــﺎدة رﺳــﻢ ﺧﺮﻳﻄــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﱂ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ وﺻـﻴﺎﻏﺔ ﻧﺴـﻖ‬
‫}‪{172‬‬
‫اﺳ ـ ــﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻣﻮﺣ ـ ــﺪة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﻌﻴﺪ اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ‬ ‫اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﺷــﺪﻳﺪة اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى‬
‫) ‪(2‬‬
‫ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻄﺮ ﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫اﻟﻌﺎﱂ "‪.‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻻﺗﺼ ـ ــﺎل واﻻﻋ ـ ــﻼم واﻻﻋ ـ ــﻼن‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﻮﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ــﺪف اﱃ ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻌﻤﻼﻗ ـ ـ ــﺔ ‪ .‬وﻋ ـ ـ ــﻦ ﺣﺠ ـ ـ ــﻢ وﻋ ـ ـ ــﺪد ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻌــﺎﳌﻲ ﻣﱰاﺑﻄـﺎً وﻣﺘﺸــﺎﺑﻜﺎً وذﻟــﻚ‬
‫اﻟﺸــﺮﻛﺎت ﻳﻔﻴ ــﺪ ﺗﻘﺮﻳــﺮ اﻻﺳ ــﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ‬ ‫ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﻧ ـ ــﺪﻣﺎج اﻻﺳ ـ ـﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻧ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﺪث ﺗﻮﺳ ـ ــﻊ ﻫﺎﺋ ـ ــﻞ ﰲ ﻋ ـ ــﺪد ﻫ ـ ــﺬﻩ‬ ‫ﺣﻘــﻮل اﻟﺘﺠــﺎرة واﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر اﳌﺒﺎﺷــﺮ واﻧﺘﻘــﺎل‬
‫اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻻﺧـﲑة ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ‬ ‫اﻻﻣ ـ ـ ـﻮال واﻻﻳـ ـ ــﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـ ـ ــﺎ‬
‫ارﺗﻔـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﻦ ‪ 7000‬ﺷـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻋـ ـ ــﺎم ‪1970‬‬ ‫ﺿـ ــﻤﻦ اﻃـ ــﺎر ﺣﺮﻳـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ـﻮاق ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ‬
‫‪65000‬ﺷـ ـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻋـ ـ ـ ــﺎم ‪ 2000‬وﻳﻘ ـ ـ ـ ـﺎرب‬ ‫ﻳ ـ ــﺆدي اﱃ ﺧﻀ ـ ــﻮع اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ ﻟﻘ ـ ــﻮى اﻟﺴ ـ ــﻮق‬
‫‪ 85000‬ﺷ ــﺮﻛﺔ ﻣﻨﺘﺴ ــﺒﺔ ﳍ ــﺎ ﻣﻮزﻋ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ‬ ‫اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ وﻣــﺎ ﻳﺼــﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣــﻦ اﺧـﱰاق ﻟﻠﺤــﺪود‬
‫ﳐﺘﻠ ــﻒ أﳓ ــﺎء اﻟﻌ ــﺎﱂ ‪ (4)،‬وﻻﺷ ــﻚ أن ﻫ ــﺬا‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻴ ـ ــﺔ واﳓﺴ ـ ــﺎر ﻛﺒ ـ ــﲑ ﰲ ﺳ ـ ــﻴﺎدة اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺪد ﰲ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﱴ اﻻن ‪.‬‬ ‫ﻋﺎﺋــﺪ اﱃ ان ﻣﻘﻮﻣــﺎت اﻟﺴــﻴﺎدة اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﺗﻀ ـ ــﺎﻋﻔﺖ ﻣﺒﻴﻌ ـ ــﺎت ﻫ ـ ــﺬﻩ‬ ‫اﺻﺒﺤﺖ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺑﺪﻻً ﻣـﻦ ﻣﻘﻮﻣـﺎت اﻟﺴـﻴﺎدة‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت اﻛﺜ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـﺮﺗﲔ ﺑ ـ ــﲔ ﻋ ـ ــﺎﻣﻲ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ 1970‬و‪ 1992‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰادت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪4‬و‪2‬‬ ‫و ـﺬا اﳌﻔﻬـﻮم ﲣﺘﻠــﻒ اﻟﻌﻮﳌـﺔ ﻋــﻦ‬
‫ﺗﺮﻳﻠﻴ ـ ـ ــﻮن دوﻻر اﱃ ‪5‬و‪ 5‬ﺗﺮﻳﻠﻴ ـ ـ ــﻮن دوﻻر ‪،‬‬ ‫ﻣﻔﻬــﻮم اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻟــﺪوﱄ " اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ " اﻟــﺬي‬
‫وﲡـ ــﺎوزت اﻟﻘـ ــﻮة اﳌﺎﻟﻴـ ــﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ‬ ‫ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ﺑـﲔ اﻟـﺪول‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت اﻟﻘ ـ ــﻮة اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫ذوات اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎدة ‪ ،‬أي ان اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻞ‬
‫) ‪(5‬‬
‫اﻟﺪول ‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻻﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﻣﻔﻬـﻮم " اﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ " ﰲ‬
‫واذا ﻧﻈﺮﻧ ـ ـ ـ ــﺎ اﱃ اﻟﺘﻮزﻳ ـ ـ ـ ــﻊ اﳉﻐ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﰲ ﳍ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎد اﻟ ـ ــﺪوﱄ ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ان اﻟﺸ ـ ــﺮﻛﺎت‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻛﺎت ﲡ ـ ـ ــﺪ أن ‪ 418‬ﺷ ـ ـ ــﺮﻛﺔ ﻋ ـ ـ ــﺎﺑﺮة‬ ‫ﻋــﺎﺑﺮة اﻟﻘﻮﻣﻴــﺎت ﺗﺸــﻜﻞ اﻟﻌﻨﺼــﺮ اﻻﺳﺎﺳــﻲ‬
‫) ‪(3‬‬
‫ﻟﻠﻘﻮﻣﻴ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ أﺻ ـ ــﻞ ‪ 500‬ﺷ ـ ــﺮﻛﺔ ﻫ ـ ــﻲ‬ ‫ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﻮﳌﺔ ‪.‬‬
‫اﻻﻛ ــﱪ ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ ﺗﻮﺟ ــﺪ ﻣﻘﺮا ــﺎ اﻟﺮﲰﻴ ــﺔ ﰲ‬ ‫وﻳﺘﺠﻠـ ـ ــﻰ دور اﻟﺸـ ـ ــﺮﻛﺎت ﻋـ ـ ــﺎﺑﺮة‬
‫واﺣ ـ ــﺪة ﻣ ـ ــﻦ ‪ 18‬دوﻟ ـ ــﺔ ﻋﻀـ ـ ـﻮاًﰲ ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻴ ــﺎت ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﻻﺳ ــﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﻨ ــﱯ‬
‫اﻟﺘﻌ ــﺎون اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي واﻟﺘﻨﻤﻴ ــﺔ )‪، (oecd‬‬ ‫اﳌﺒﺎﺷـ ـ ـ ـ ــﺮ ‪ ،‬وﺗﻮزﻳـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠﻤ ـﺎً ﺑ ــﺄن ﻋ ــﺪد اﻟ ــﺪول اﻻﻋﻀ ــﺎء ﰲ ﻫ ــﺬﻩ‬ ‫وﺗﻜﺎﻣﻠﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﺿ ـ ــﺎﻓﺔ اﱃ دورﻫ ـ ــﺎ اﻟﺒ ـ ــﺎرز ﰲ‬
‫اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ ﻳﺒﻠـ ــﻎ ‪ 26‬دوﻟـ ــﺔ ‪ ،‬وﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻨﻈﻤـ ــﺔ‬ ‫اﺷـ ـ ـ ــﺎﻋﺔ ﳕـ ـ ـ ــﻂ اﺳـ ـ ـ ــﺘﻬﻼك ﳏـ ـ ـ ــﺪد وﺛﻘﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ‬
‫}‪{173‬‬
‫اﻧﺸﺎء ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻜﺘﻼت ‪ ،‬أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻴﻬـﺎ ‪،‬‬ ‫ﲤﺜــﻞ أﺳﺎﺳ ـﺎً اﻟــﺪول اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴــﺔ اﻻﻛﺜــﺮ اﳘﻴــﺔ‬
‫ﺧﺼﻮﺻـﺎً ﻣـﻦ ﻗﺒــﻞ اﻟـﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣـﺔ ‪ .‬ﺣﻴــﺚ‬ ‫ﰲ اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎﱂ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻏﻠﺒﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴـ ـ ـ ــﺎﺣﻘﺔ ﳌﻘـ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﳝﻜـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﻮل أن ﺗﻨـ ــﺎﻣﻲ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻈـ ــﺎﻫﺮة ﰲ‬ ‫اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﺘﻌﺪدة اﳉﻨﺴﻴﺔ ﻣﻮزﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺑـﲔ‬
‫اﻟﻌﻘ ــﺪ اﻻﺧ ــﲑ ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺮن اﻟﻌﺸ ـ ـﺮﻳﻦ ﺟﻌ ــﻞ‬ ‫اﻣﺮﻳﻜ ـ ــﺎ واوروﺑ ـ ــﺎ واﻟﻴﺎﺑ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻫﻨ ـ ــﺎك‬
‫ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ ﲰـ ـ ــﺔ اﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﲰـ ـ ــﺎت اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم‬ ‫‪ 153‬ﺷ ــﺮﻛﺔ ﰲ اﻣﺮﻳﻜ ــﺎ و ‪ 155‬ﺷ ــﺮﻛﺔ ﰲ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدي اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎﳌﻲ اﳉﺪﻳـ ـ ـ ــﺪ ‪ ،‬وﻳﻌﺘﻘـ ـ ـ ــﺪ‬ ‫اوروﺑ ــﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴ ــﺔ و ‪ 141‬ﺷ ــﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﻴﺎﺑ ــﺎن ‪،‬‬
‫اﻟـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ أن ﺟـ ـ ـ ــﺬور اﻟﻈـ ـ ـ ــﺎﻫﺮة ﺗﺮﺟـ ـ ـ ــﻊ اﱃ‬ ‫وﻫـ ــﺬﻩ اﻟـ ــﺪول ﻫـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺪول اﻟﺼـ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫) ‪(6‬‬
‫اﻟﺘﻐـ ـ ـ ـ ـﲑات اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﻃـ ـ ـ ـ ـﺮأت ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻊ‬ ‫اﻟﻜﱪى ‪.‬‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي اﻟﻌ ـ ــﺎﳌﻲ ﰲ ﺳ ـ ــﺒﻌﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘ ـ ــﺮن‬ ‫وﻳﺒ ــﺪو ﻣ ــﻦ اﻟﻌ ــﺮض اﻟﺴ ــﺎﺑﻖ ﻣ ــﺪى ﺳ ــﻴﻄﺮة‬
‫اﳌﺎﺿ ـ ــﻲ ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ ﲤﺜﻠ ـ ــﺖ ﰲ ا ﻴ ـ ــﺎر ﻧﻈ ـ ــﺎن‬ ‫اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴــﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﺎﺣﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫"ﺑﺮﻳﺘ ـ ــﻮن وودو " ﻻﺳ ـ ــﻌﺎر اﻟﺼ ـ ــﺮف اﻟﺜﺎﺑﺘ ـ ــﺔ‬ ‫ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﻟﻨﻤ ــﻮ اﳌﺘﺴ ــﺎرع ﻟﻈ ــﺎﻫﺮة اﻟﻌﻮﳌ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻤـ ـ ــﻼت ‪ ،‬واﻟﺘﺤ ـ ـ ــﻮل اﱃ ﻧﻈ ـ ـ ــﺎم اﺳ ـ ـ ــﻌﺎر‬ ‫وﺑـ ــﺮوز ﻣﻌﻈـ ــﻢ ﲡﻠﻴﺎ ـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻫﻴﻤﻨـ ــﺔ‬
‫اﻟﺼ ــﺮف اﻟﻌﺎﺋﻤ ــﺔ وﻣ ــﺎ ﺻ ــﺎﺣﺐ ذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ‬ ‫اﻟﺸ ــﺮﻛﺎت ﻋ ــﺎﺑﺮة اﻟﻘﻮﻣﻴـ ــﺎت ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻨﺸ ـ ـﺎط‬
‫ارﺗﻔـ ــﺎع اﺳـ ــﻌﺎر اﻟﻄﺎﻗـ ــﺔ وﺗﻘﻠﺒـ ــﺎت ﺣـ ــﺎدة ﰲ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي اﻟﻌ ــﺎﳌﻲ ‪ ،‬واﻟﻌﻤ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻌ ــﻞ‬
‫اﺳـ ــﻌﺎر اﻟﻌﻤـ ــﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴـ ــﻴﺔ ‪ ،‬وﺑﻠـ ــﻮغ ازﻣـ ــﺔ‬ ‫اﻟﺪول ‪ ،‬ﰲ ﳐﺘﻠﻒ أﳓـﺎء اﻟﻌـﺎﱂ اﳌﺘﻘـﺪم ﻣﻨـﻪ‬
‫اﳌﺪﻳﻮﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳋﺎرﺟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذرو ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫واﻟﻨـ ــﺎﻣﻲ ‪ ،‬ﺗﻔﻜـ ــﺮ ﺑـ ــﻞ وﺗﻌﻤـ ــﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧﻠـ ــﻖ‬
‫اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨ ــﺎت ‪ ،‬اﻻﻣ ــﺮ اﻟ ــﺬي ادى اﱃ ﻇﻬ ــﻮر‬ ‫اﻃ ـ ـ ــﺎر ﺧ ـ ـ ــﺎص ﻟﻠﺘﻌ ـ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﻮﺟــﺔ ﺟﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺎت اﳊﻤﺎﺋﻴــﺔ ﰲ‬ ‫ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻜﻞ‬
‫اﻟ ــﺪول اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﳑ ــﺎ أﺛ ــﺮ ﺳ ــﻠﺒﺎً ﰲ ﺣﺮﻳ ــﺔ‬ ‫ﺗﻜ ــﺘﻼت اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﻣﻌﻈﻤﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺎس‬
‫اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﺴـﻠﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ‬ ‫اﻗﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬
‫ﻟﺼ ـ ـ ــﺎدرات اﻟ ـ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﱃ اﻻﺳـ ـ ـ ـﻮاق‬ ‫ﺛﺎﻧﻴـ ـ ـﺎً ‪ :‬ﺗﻨ ـ ــﺎﻣﻲ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﺘﻜ ـ ــﺘﻼت‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ‪.‬‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وآﻓﺎﻗﻪ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫ﻋـ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ ا ﻴـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟـ ـ ـ ـ ــﺪول‬ ‫ﻻ ﺗﻌ ـ ــﺪ اﻟﺘﻜ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫اﻻﺷ ـ ـﱰاﻛﻴﺔ وﺗﺰاﻳ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﺪول اﳌﻄﺒﻘ ـ ــﺔ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم‬ ‫ﻇــﺎﻫﺮة ﺣﺪﻳﺜــﺔ ‪ ،‬ﺑــﻞ ﺗﺮﺟــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻻﻗــﻞ اﱃ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎد اﳊـ ــﺮ ‪،‬ﳑـ ــﺎ دﻓـ ــﻊ اﱃ اﻟﺘﻔﻜـ ــﲑ ﰲ‬ ‫ﺑﺪاﻳـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﺮن اﻟﻌﺸ ـ ـﺮﻳﻦ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳـ ــﺪ ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﻜ ــﻮﻳﻦ ﺗﻜ ــﺘﻼت اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ وﺑﺸ ــﻜﻞ اﻛ ــﱪ‬ ‫اﳊ ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ‪ ،‬اﻻ ان اﳉﺪﻳ ــﺪ ﰲ‬
‫وﻋﻠ ــﻰ ﻧﻄ ــﺎق واﺳ ــﻊ ‪ ،‬ﻓﻈﻬ ــﺮت ﰲ اﻣﺮﻳﻜ ــﺎ‬ ‫اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻫ ـ ــﻮ ﺗﻨ ـ ــﺎﻣﻲ وﺳ ـ ــﺮﻋﺔ اﻟﺘﻮﺟ ـ ــﻪ اﱃ‬
‫}‪{174‬‬
‫ﻛ ـ ــﺎﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻜﺒﲑاﻟ ـ ــﺬي ﺿ ـ ــﻢ ﻣﻌﻈ ـ ــﻢ دول‬ ‫اﻟﻼﺗﻴﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﲡﻤﻌ ـ ـ ــﺎت ﻛﺎﻟﺴ ـ ـ ــﻮق اﳉﻨ ـ ـ ــﻮﰊ "‬
‫آﺳﻴﺎواﻟﺒﺎﺳﻔﻴﻜﻲ )‪. (APEC‬‬ ‫ﻣﲑﻛﻮﺳﻮر" واﻟﺴﻮق اﻟﻜـﺎرﻳﱯ "ﻛـﺎرﻳﻜﻮم" ‪،‬‬
‫وﰲ ﻇﻞ ﻫـﺬﻩ اﻟﺘﻮﺟﻬـﺎت وﻏﲑﻫـﺎ‬ ‫وﲡﻤ ـ ـ ـ ــﻊ "اﻻﻧ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ" ‪ ،‬وﰲ اﺳ ـ ـ ـ ــﻴﺎ ﲡﻤ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﲢﻮل ﻣﻴـﺪان اﻟﺼـﺮاع ﺑـﲔ اﻟﻘـﻮى اﻟﻜـﱪى ﰲ‬ ‫"اﻻﺳ ـ ــﻴﺎن" ﻟ ـ ــﺪول ﺟﻨ ـ ــﻮب ﺷ ـ ــﺮق اﺳ ـ ــﻴﺎ ‪،‬‬
‫اﻟﻌ ـ ـ ــﺎﱂ اﱃ اﳌﻴـ ـ ـ ــﺪان اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدي وﺑـ ـ ـ ــﺮزت‬ ‫وﲡﻤ ــﻊ " اﻟﺴ ــﺎرك " ﻟ ــﺪول ﺟﻨ ــﻮب اﺳ ــﻴﺎ ‪،‬‬
‫اﻟﺘﻜـ ـ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻟﺘﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻇـ ـ ـ ــﺎﻫﺮة‬ ‫وﰲ اﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ اﻟﺴــﻮق اﳌﺸــﱰﻛﺔ ﳉﻨــﻮب ﺷ ــﺮق‬
‫ﻣﻌﺎﺻ ــﺮة ‪ ،‬وﻣﻬﻤ ــﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨ ــﺖ دواﻓ ــﻊ اﻧﺸ ــﺎﺋﻬﺎ‬ ‫اﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ ‪ ،‬وﲡﻤــﻊ اﳉﻨــﻮب اﻻﻓﺮﻳﻘــﻲ ﻟﻠﺘﻌــﺎون‬
‫ﻓــﺄن ﳎــﺮد ﺑﺮوزﻫــﺎ ــﺬا اﻟــﺰﺧﻢ ﻋﻠــﻰ ﺻ ــﻌﻴﺪ‬ ‫واﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﳉﻤﺎﻋ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻟﻐ ـ ـ ـ ــﺮب‬
‫اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴـ ــﺔ ﻳﺆﻛـ ــﺪ ﻗـ ــﻮة‬ ‫اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ (7) ،‬ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄن ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻜﺘﻼت‬
‫اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ دﻓﻌﺖ اﱃ وﺟﻮدﻫﺎ ‪.‬‬ ‫اﻧﺸ ــﺄ ﰲ وﻗ ــﺖ ﺳ ــﺎﺑﻖ ﻋﻠ ــﻰ ا ﻴ ــﺎر اﻻﲢ ــﺎد‬
‫وﳝﻜﻦ ﲣﻠﻴﺺ أﻫـﻢ اﳌﻼﻣـﺢ واﳌﻀـﺎﻣﲔ اﻟـﱵ‬ ‫اﻟﺴﻮﻓﻴﱵ ‪.‬‬
‫ﻣﻴﺰت ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺑﺎﻻﰐ )‪:(8‬‬ ‫وﻟﻌـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ أﻫـ ــﻢ اﻻﺳـ ــﺒﺎب اﻟـ ــﱵ‬
‫‪ -1‬ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬ ــﺎ ﻓﺄ ــﺎ ﺗ ــﺄﰐ‬ ‫ادت اﱃ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻮﺟـ ـ ـ ــﻪ ﳓـ ـ ـ ــﻮ اﻟﺘﻜـ ـ ـ ــﺘﻼت‬
‫ﲡﺴﻴﺪاً ﻟﻠﺤﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ ﲢـﻮﻻت‬ ‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـ ـ ــﺬات‬
‫ﻫﻴﻜﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺟﺬرﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺒﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء‬ ‫ﺗﻜﻤــﻦ ﻓﻴﻤــﺎ ﺷــﻬﺪﺗﻪ اﻟﺴــﻨﻮات اﻻﺧــﲑة ﻣــﻦ‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي اﻟ ـ ــﺪوﱄ ‪ ،‬ﲟ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ‬ ‫ﻋﻘ ــﺪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨ ــﺎت واواﺋ ــﻞ ﻋﻘ ــﺪ اﻟﺘﺴ ــﻌﻴﻨﺎت‬
‫اﻋ ـ ـ ــﺎدة ﺗﻮزﻳ ـ ـ ــﻊ اﻻدوار واﳌﻮاﻗ ـ ـ ــﻊ‬ ‫ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺮن اﳌﺎﺿ ــﻲ ﻣ ــﻦ اﲡ ــﺎﻩ واﺿ ــﺢ ﳓ ــﻮ‬
‫اﻟﻨﺴــﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸــﺎرﻛﲔ ﻓﻴــﻪ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ‬ ‫ﻣﺰﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻜﺘ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدي ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫ﺗ ــﺄﺛﲑﻩ ﰲ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ‬ ‫ﳎﻤﻮﻋـ ــﺎت اﻟـ ــﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣـ ــﺔ ﺑﻌـ ــﺪ ان ﺣـ ــﻞ‬
‫اﻟﱵ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺪي اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﳏـﻞ اﻟﺘﺤـﺪي اﻻﻣـﲏ‪،‬‬
‫‪ -2‬ﻣ ــﻦ ﺣﻴ ــﺚ ﴰﻮﳍ ــﺎ ﻓﺎ ــﺎ ﺗﻐﻄ ــﻲ‬ ‫ﻓﺘﻮﺻ ــﻠﺖ دول اﻟﺴ ــﻮق اﻻوروﺑﻴ ــﺔ اﳌﺸ ــﱰﻛﺔ‬
‫أﻫ ـ ـ ــﻢ اﳌﺸ ـ ـ ــﺎرﻛﲔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎد‬ ‫اﱃ ﻣﻌﺎﻫ ــﺪة "ﻣﺎﺳ ــﱰﺧﺖ" ﻋ ــﺎم ‪، 1991‬‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺪوﱄ ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ ﺗﺘﻌ ـ ـ ــﺪى ذﻟ ـ ـ ــﻚ‬ ‫واﻟـ ــﱵ ﰎ ﲟﻮﺟﺒﻬـ ــﺎ ﲢـ ــﻮل اﻟﺴـ ــﻮق اﱃ اﲢـ ــﺎد‬
‫ﻟﺘﺸــﻤﻞ ﻏــﲑﻫﻢ ﰲ ﳐﺘﻠــﻒ اﳓــﺎء‬ ‫اوروﰊ ‪ ،‬ﰒ ﻣــﺎ ﻟﺒﺜــﺖ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة ان‬
‫اﻟﻌ ــﺎﱂ ﳑ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬ ــﺎ ﻇ ــﺎﻫﺮة دوﻟﻴ ــﺔ‬ ‫أﻋﻠﻨﺖ ﻋﺎم ‪ 1992‬اﻧﺸـﺎء ﻣﻨﻈﻤـﺔ اﻟﺘﺠـﺎرة‬
‫ﰲ اﺑﻌﺪ ﺣﺪودﻫﺎ ‪.‬‬ ‫اﳊــﺮة ﻻﻣﺮﻳﻜــﺎ اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ )‪، (NAFTA‬‬
‫وﰲ ﻧﻔﺲ اﻻﲡـﺎﻩ ﻇﻬـﺮت ﺗﻜـﺘﻼت ﻋﻤﻼﻗـﺔ‬
‫}‪{175‬‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﳛﻘ ـ ـ ــﻖ ﺣﺠ ـ ـ ــﻢ ﲡ ـ ـ ــﺎري‬ ‫‪ -3‬وﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻓﺄ ـﺎ ﻇـﺎﻫﺮة‬
‫ﺧ ــﺎرﺟﻲ ﻳﺼ ــﻞ ﻣﺘﻮﺳ ــﻄﻪ اﱃ ﺣـ ـﻮاﱄ ‪150‬‬ ‫اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﻬ ــﺎ وﺳﻴﺎﺳ ــﻴﺔ‬
‫ﻣﻠﻴ ــﺎر دوﻻر ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﺑ ــﺬﻟﻚ ﻳﻔ ــﻮق ﲡﻤ ــﻊ "‬ ‫واﺳ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ ﺗ ـ ـﺮاﺑﻂ واﺗﺼ ــﺎل‬
‫اﻟﻨﺎﻓﺘــﺎ " ‪ .‬ﻛﻤــﺎ ﻳﺼــﻞ اﻟــﺪﺧﻞ اﻟﻘــﻮﻣﻲ ﳍــﺬا‬ ‫ﺣﻠﻘﺎ ﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻜﺘ ــﻞ اﱃ ﻣ ــﺎ ﻳﺰﻳ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ ‪ 7‬اﻻف ﻣﻠﻴ ــﺎر‬ ‫و ــﺬا ﻳﺒ ــﺪو اﻟﻌ ــﺎﱂ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻫ ــﺬﻩ‬
‫دوﻻر ‪ ،‬وﻫــﻮ اﻛـﱪ دﺧــﻞ ﻗــﻮﻣﻲ ﰲ اﻟﻌــﺎﱂ ‪،‬‬ ‫اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت اﻛﺜ ــﺮ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ أي وﻗ ــﺖ‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ اﻧـ ــﻪ ﻳﻌﺘـ ــﱪ أﺿـ ــﺨﻢ ﺳـ ــﻮق اﻗﺘﺼـ ــﺎدي‬ ‫ﻣﻀﻰ ﰲ ﻋﺼﺮ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻴـﻪ اﻟﺘﻤﻴﻴـﺰ ﺑـﲔ ﻣـﺎ‬
‫داﺧﻠ ـ ــﻲ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺑﻠ ـ ــﻎ ﻋ ـ ــﺪد ﺳ ـ ــﻜﺎﻧﻪ ‪380‬‬ ‫ﻫــﻮ اﻗﺘﺼــﺎدي وﻣــﺎ ﻫــﻮ ﺳﻴﺎﺳــﻲ ‪ .‬وﻟﻐــﺮض‬
‫ﻣﻠﻴ ـ ــﻮن ﻧﺴ ـ ــﻤﺔ وﲟﺘﻮﺳ ـ ــﻄﺎت دﺧ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﺮدي‬ ‫اﻟﺘﻔﺼ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ﺳﻨﻮﺿ ـ ـ ـ ــﺢ ﰲ اﶈ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟﻼﺣ ـ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً‪(9) .‬‬ ‫اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻟﻜﱪى ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ‪.‬‬
‫وﻳﻼﺣ ـ ـ ـ ــﻆ ان اﻟﺘﻜﺘ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدي‬ ‫اﻟﻤﺤــﻮر اﻟﺜــﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺘﻜــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫اﻻوروﰊ ﻳﺘﺨـ ــﺬ اﺳ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﺠﻮﻣﻴـ ــﺔ ﲡـ ــﺎﻩ‬ ‫اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻌــﺎﳌﻲ وﻳﺴــﻌﻰ ﺑﻜــﻞ ﻗــﻮة اﱃ أن‬ ‫‪ -1‬اﻟﺘﻜﺘﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻻورﰊ ‪:‬‬
‫ﻳﻜـ ــﻮن ﻋﻠـ ــﻰ رأس اﻟﺸـ ــﻜﻞ اﳍﺮﻣـ ــﻲ ﻟﻠﻨﻈـ ــﺎم‬ ‫ﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ اﻻﲢـ ـ ـ ــﺎد اﻻوروﰊ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻛـ ـ ـ ــﱪ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌـﺎﳌﻲ اﳉﺪﻳـﺪ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﻘـﺮن ‪،‬‬ ‫اﻟﺘﻜ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ واﻛﺜﺮﻫ ـ ــﺎ‬
‫وﳝﻜﻦ ان ﻧﺘﻠﻤﺲ ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮح ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬ ‫اﻛﺘﻤﺎﻻًﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺒـﲎ واﳍﻴﺎﻛـﻞ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـﺔ‪،‬‬
‫أﻫــﺪاف ﻫــﺬا اﻟﺘﻜﺘــﻞ واﻟــﱵ وان ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﺮﻛــﺰ‬ ‫وﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ اﺳـﺘﻜﻤﺎل اﳌﺴـﲑة‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻘﻮﻳـ ـ ــﺔ اﳍﻴﺎﻛـ ـ ــﻞ واﻟﺒـ ـ ــﲎ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬ ‫اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـ ــﺔ ‪ .‬ﻓـ ــﻼ ﻳﻜـ ــﺎد ﳝـ ــﺮ ﺣـ ــﺪث ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻟﻼﲢــﺎد اﻻ ا ــﺎ ﺗــﻨﺺ ﺑﺸــﻜﻞ ﺻ ـﺮﻳﺢ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻮى اﻻوروﰊ اﻻ ﻳﺆﻛ ـ ـ ـ ــﺪ أن اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﲑة‬
‫ﺳﻌﻲ اﻻﲢـﺎد ﺧـﻼل ﻫـﺬا اﻟﻘـﺮن ﻟﻠﻌـﺐ دوراً‬ ‫اﻻوروﺑﻴــﺔ ﻛﺎﻧــﺖ وﻻ ﺗ ـﺰال ﻣﺴــﲑة ﻋــﺪة دول‬
‫اﻛﺜــﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴــﺔ ﰲ ﻛﺎﻓــﺔ اﺠﻤﻟــﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬ ‫ﺧﻠﻔ ـ ــﺖ وراءﻫ ـ ــﺎ ﻧﺰاﻋ ـ ــﺎت ﺗﺎرﳜﻴ ـ ــﺔ ﻣﺮﻳ ـ ــﺮة ‪،‬‬
‫ﺑ ـ ــﻞ وﺣ ـ ــﱴ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ‪ .‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻳ ـ ــﺪﻋﻢ‬ ‫وﺗﺘﺠﻤ ــﻊ اﻻن ﺣﺴ ــﺐ ﻣ ــﺎ ﲤﻠﻴ ــﻪ ﻣﺼ ــﺎﳊﻬﺎ‬
‫ﻓﺮﺿﻴﺔ اﻟـﱰاﺑﻂ ﺑـﲔ ﻇـﺎﻫﺮة ﺗﻨـﺎﻣﻲ اﻟﺘﻜـﺘﻼت‬ ‫اﳌﺎدﻳـ ــﺔ اﳌﺘﻔﺎوﺗـ ــﺔ وﻳﺘﺤـ ــﻮل اﻻﲢـ ــﺎد اﻻوروﰊ‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ وﻣ ــﺎ ﻳﺸ ــﻬﺪﻩ اﻟﻌ ــﺎﱂ ﻣ ــﻦ ﻋﻮﳌ ــﺔ‬ ‫ـ ــﺬا اﳌﻨﻈ ـ ــﻮر اﱃ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ دوﻟﻴ ـ ــﺔ اﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ اﻻﺻﻌﺪة ‪.‬‬ ‫ﺑﺰﻋﺎﻣــﺔ ﻣﻬﻴﻤﻨــﺔ ﺗﺘﺒــﺎﻳﻦ ﺑﺼــﺪدﻫﺎ اﻟﺘﻨﺒـﺆات ‪.‬‬
‫وﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت ﻓــﺄن ﻫــﺬا اﻟﺘﻜﺘــﻞ‬
‫ﻳﻬــﻴﻤﻦ ﲡﺎرﻳ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺛﻠــﺚ اﻟﺘﺠــﺎرة‬
‫}‪{176‬‬
‫ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻗﺘﺼ ـ ــﺎد ﻗ ـ ــﻮي ﻟﻠ ـ ــﺪول اﻻﻋﻀ ـ ــﺎء ‪،‬‬ ‫‪ -2‬اﻟﺘﻜﺘـ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدي ﻻﻣﺮﻳﻜـ ــﺎ‬
‫ﺗﻌﻄ ــﻲ ﻛ ــﻞ اوﻟﻮﻳﺎ ــﺎ ﻟﻠﻘ ــﺪرة ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻨﺎﻓﺴ ــﺔ‬ ‫اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ )‪: (NAFTA‬‬
‫اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ اﻻﺧ ــﺮى اﻟﺼ ــﺎﻋﺪة‬ ‫ﺗﻌﺘ ــﱪ ﻣﺼ ــﺎدﻗﺔ اﻟﻜ ــﻮﻧﻜﺮس اﻻﻣﺮﻳﻜ ــﻲ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﳌﺴــﺘﻮى اﻟﻌــﺎﳌﻲ ‪ ،‬وﺑــﺎﻻﺧﺺ اﻻﲢــﺎد‬ ‫ﻋــﺎم ‪ 1993‬ﻋﻠــﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ ﻣﻨﻄﻘــﺔ اﻟﺘﺠــﺎرة‬
‫اﻻوروﰊ ‪.‬‬ ‫اﳊﺮة ﻻﻣﺮﻳﻜـﺎ اﻟﺸـﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫـﻲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﻻﻧﺸـﺎء‬
‫‪ -3‬اﻟﺘﻜﺘﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻻﺳﻴﻮي ‪:‬‬ ‫ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﻜﺘ ـ ــﻞ ‪ ،‬ﻋﻠﻤـ ـ ـﺎً ﺑ ـ ــﺎن ﺳـ ـ ـﺮﻳﺎن ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫ﻻ ﺗـ ـ ـ ـﺰال آﺳ ـ ـ ــﻴﺎ اﺣ ـ ـ ــﺪى اﻟﺴ ـ ـ ــﺎﺣﺎت‬ ‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﱂ ﻳﺒﺪأ اﻻ ﰲ ﻋﺎم ‪ ، 1994‬وﻗﺪ‬
‫اﳌﻬﻤﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ اﻟـﱵ ﻣـﻦ اﳌﻨﺘﻈـﺮ ان ﺗﺸـﻜﻞ‬ ‫ﺿ ــﻤﺖ ﻛ ـﻼً ﻣ ــﻦ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة وﻛﻨ ــﺪا‬
‫ﺗﻜـ ــﺘﻼً اﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺎً ﻋﻤﻼﻗ ـ ـﺎً ﻳﻀـ ــﺎﻫﻲ ﺗﻜﺘ ـ ــﻞ‬ ‫واﳌﻜﺴــﻴﻚ ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻛﻤــﺎ ﻳﻔﻬــﻢ ﻣــﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ‬
‫اﻻﲢــﺎد اﻻوروﰊ أو " اﻟﻨﺎﻓﺘــﺎ " ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ اذا‬ ‫اﳌﻨﺸ ـ ـ ــﺌﻪ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﻣﻘ ـ ـ ــﱰح اﻣ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟ ـ ـ ــﺪول‬
‫ﻧﻈﺮﻧـ ــﺎ اﱃ اﻟـ ــﺪوﻟﺘﲔ اﻟﻘـ ــﻮﻳﺘﲔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘـ ــﺔ ‪،‬‬ ‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﲟ ــﺎ ﰲ ذﻟ ــﻚ ﺑﻌ ــﺾ دول اﻣﺮﻳﻜ ــﺎ‬
‫اﻟﻴﺎﺑ ــﺎن واﻟﺼ ــﲔ ‪ ،‬وﺣ ــﱴ اﻟﻴ ــﻮم ﳝﻜ ــﻦ ﲤﻴﻴ ــﺰ‬ ‫اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﳏﻮرﻳﻦ ﻟﻠﺘﻜﺘﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﰲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﺷـﺮق‬ ‫ان ﺣﺠ ــﻢ واﻣﻜﺎﻧﻴ ــﺎت ﻫ ــﺬا اﻟﺘﻜﺘ ــﻞ ‪،‬‬
‫وﻏﺮب اﻟﺒﺎﺳﻔﻴﻜﻲ ‪:‬‬ ‫ﺑ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ــﻦ اﻧ ــﻪ ﻻ ﻳﻀ ــﻢ اﻻ ﺛ ــﻼث دول ‪،‬‬
‫اﻻول ﻳﺘﻤﺜــﻞ ﰲ راﺑﻄــﺔ ﺟﻨــﻮب ﺷــﺮق آﺳــﻴﺎ‬ ‫ﳝﺜ ــﻞ اﻛ ــﱪ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﲡ ــﺎرة ﺣ ــﺮة ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ ‪،‬‬
‫واﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺄﺳﻢ " اﻻﺳﻴﺎن " )‪(ASEAN‬‬ ‫ﺣﻴــﺚ ﺑﻠــﻎ ﺣﺠــﻢ اﻗﺘﺼــﺎدﻩ ﻋﻨــﺪ اﻟﻨﺸــﺄة ﻣــﺎ‬
‫واﻟﺜﺎﱐ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫ﻳﻘــﺎرب ‪ 7‬ﺗﺮﻳﻠﻴــﻮن دوﻻر ‪ ،‬وﻋــﺪد ﻣﻨﺘﺠــﲔ‬
‫ﻵﺳﻴﺎ اﻟﺒﺎﺳﻔﻴﻜﻴﺔ واﳌﻌـﺮوﻓﺔ ﺑﺄﺳﻢ )‪(APEC‬‬ ‫وﻣﺴ ــﺘﻬﻠﻜﲔ ﻳﻨ ــﺎﻫﺰ ‪ 360‬ﻣﻠﻴ ــﻮن ﻧﺴ ــﻤﺔ ‪،‬‬
‫)‪: (ASEAN‬‬ ‫راﺑﻄﺔ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﻴﺎ‬ ‫أ‪-‬‬ ‫ﻛﻤ ــﺎ ﻳﺼ ــﻞ اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ اﶈﻠ ــﻲ اﻻﲨ ــﺎﱄ ﻟ ــﻪ اﱃ‬
‫ﻳﺘﻜــﻮن ﺗﻜﺘــﻞ اﻵﺳــﻴﺎن ﻣــﻦ ﺳــﺘﺔ دول‬ ‫‪670‬ﻣﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎر دوﻻر ‪ ،‬وﺣﺠ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة‬
‫ﻫ ـ ـ ــﻲ ‪ :‬ﺗﺎﻳﻼﻧ ـ ـ ــﺪ ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﻨﻐﺎﻓﻮرة ‪ ،‬ﻣﺎﻟﻴﺰﻳ ـ ـ ــﺎ ‪،‬‬ ‫اﳋﺎرﺟﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﻪ اﱃ ‪ 1017‬ﻣﻠﻴ ـ ـ ــﺎر دوﻻر ‪،‬‬
‫ﺑﺮوﻧ ـ ــﺎي ‪ ،‬اﻧﺪوﻧﻴﺴ ـ ــﻴﺎ ‪ .‬وﻗ ـ ــﺪ اﻧﺸ ـ ــﺊ ﻫ ـ ــﺬا‬ ‫ﻧﺎﻫﻴـ ــﻚ ﻋـ ــﻦ اﻻﻣﻜﺎﻧـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﺗﺘﻤﺘـ ــﻊ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺘﻜﺘﻞ ﻋﺎم ‪ 1967‬وﻛـﺎن ﻫﺪﻓـﻪ ان ﻳﻜـﻮن‬ ‫اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت‬
‫ﺣﻠﻔ ـ ـﺎً ﺳﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺎً ﻣﻀ ـ ــﺎد ﻟﻠﺸ ـ ــﻴﻮﻋﻴﺔ ‪ ،‬اﻻ ان‬ ‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ ـ ــﺔ وﺻ ـ ــﻨﺎﻋﺎت ﻣﺘﻘﺪﻣ ـ ــﺔ وﺛ ـ ــﺮوات‬
‫اﻟﻘﻠ ـ ــﻖ اﳌﺸ ـ ــﱰك اﻟ ـ ــﺬي ﺳ ـ ــﺎد ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ دول‬ ‫)‪(10‬‬
‫ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ وﻗﺪرات ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ‪.‬‬
‫اﺠﻤﻟﻤﻮﻋ ــﺔ ﻧﺘﻴﺠ ــﺔ اﻻﺿـ ـﺮار اﻟ ــﱵ ﳊﻘ ــﺖ ــﻢ‬ ‫وﺗﺒﺪو أﻫـﺪاف ﻫـﺬا اﻟﺘﻜﺘـﻞ ﻻ ﲣﺘﻠـﻒ‬
‫ﺟ ـﺮاء اﻻﺟ ـﺮاءات اﳊﻤﺎﺋﻴــﺔ اﳌﺘﺒﻌــﺔ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ‬ ‫ﻋــﻦ أﻫــﺪاف اﻻﳓــﺎد اﻻوروﰊ ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺑﻌــﺪ‬
‫}‪{177‬‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﻤﻼق ﻛـﺮد ﻓﻌـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻋـﻼن‬ ‫اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة واوروﺑ ــﺎ ﲡ ــﺎﻩ ﺻ ــﺎدرات‬
‫اوروﺑﺎ اﳌﻮﺣﺪة ﻋﺎم ‪.1992‬‬ ‫ﺗﻠـ ــﻚ اﻟ ـ ــﺪول ﺟﻌﻠﻬ ـ ــﺎ ﺗﺮﻛـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺘﻌ ـ ــﺎون‬
‫وﺗــﺄﰐ اﳋﻄـﻮات اﳌﺘﻼﺣﻘــﺔ ﻟﺘﻄــﻮر‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻫــﺬا اﳌﻨﺘــﺪى اﻻﻗﺘﺼــﺎدي وﲢﻮﻟــﻪ اﱃ ﺗﻜﺘــﻞ‬ ‫وﻫﻜــﺬا ﻃــﺮح رﺋــﻴﺲ وزراء ﻣﺎﻟﻴﺰﻳــﺎ ﻋــﺎم‬
‫اﻗﺘﺼــﺎدي ﻓﻌﻠــﻲ ﻣــﻦ اﻟﺮﻏﺒــﺔ اﳌﺸــﱰﻛﺔ ﻟﻜــﻞ‬ ‫‪ 1990‬ﻓﻜ ـ ـ ــﺮة اﻧﺸ ـ ـ ــﺎء ﺗﻜﺘ ـ ـ ــﻞ اﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدي‬
‫ﻣ ــﻦ اﻟﻴﺎﺑ ــﺎن واﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة وادراﻛﻬﻤ ــﺎ‬ ‫ﲡــﺎري ﺑــﲔ دول اﻟﺮاﺑﻄــﺔ " اﻻﺳــﻴﺎن" ‪ ،‬وﻗــﺪ‬
‫ان ﻫــﺬﻩ اﳋﻄـﻮة ﲢﻘــﻖ ﻣﻜﺎﺳــﺐ ﻟﻠﺠﻤﻴــﻊ ‪.‬‬ ‫ارﺳﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘـﻞ ﺧﻄـﻮة ﻫﺎﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻃﺮﻳـﻖ‬
‫وﻳﺒﻠــﻎ اﻟﻨــﺎﺗﺞ اﶈﻠــﻲ اﻻﲨــﺎﱄ ﳍــﺬا اﻟﺘﺠﻤــﻊ‬ ‫ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺒﻬﺔ ﻣﻨﻈﻤـﺔ ‪ ،‬ﻣﻀـﺎدة ﻟﻠﺘﻜـﺘﻼت‬
‫ﺣ ـﻮاﱄ ‪ 13‬ﺗﺮﻳﻠﻴــﻮن دوﻻر ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﳝﺜــﻞ‬ ‫اﻻﺧﺮى ‪ ،‬ﰲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﻴﺎ‬
‫ﻧﺼ ــﻒ اﻟﻨ ــﺎﺗﺞ اﻟﻘ ــﻮﻣﻲ اﻻﲨ ــﺎﱄ اﻟﻌ ــﺎﳌﻲ ‪،‬‬ ‫وﻣـ ـ ـ ــﻊ ﳏﺪودﻳـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻨﻤـ ـ ـ ــﻮ ﰲ اﻟﺘﻌـ ـ ـ ــﺎون‬
‫ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠـﻰ ﺣـﻮاﱄ ‪ %50‬ﻣـﻦ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي وﺗﻜﺎﻣ ـ ــﻞ اﻻﺳـ ـ ـﻮاق ﺑ ـ ــﲔ دول‬
‫اﻟﺘﺠ ــﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴ ــﺔ ‪ (12) .‬ﻏ ــﲑ ان ﳒ ــﺎح ﻫ ــﺬا‬ ‫اﻟﺘﻜﺘ ــﻞ ﻓﺄﻧ ــﻪ اﺻ ــﺒﺢ ﻣ ــﻦ اﳌﻼﺣ ــﻆ ان دورﻩ‬
‫اﻟﺘﻜﺘــﻞ اﻟﻌﻤــﻼق ﻳﺘﻮﻗــﻒ ﻋﻠــﻰ ﻗــﺪرة اﻟﻴﺎﺑــﺎن‬ ‫ﰲ اﻟﺘﺠــﺎرة اﻟﺪوﻟﻴــﺔ ﻳﺘﺰاﻳــﺪ ﺑﺄﺳــﺘﻤﺮار ‪ ،‬ﻓﺒﻌــﺪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻬـﻢ ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟـﺪول اﻻﺳـﻴﻮﻳﺔ اﻻﺧـﺮى‬ ‫أن ﻛﺎﻧﺖ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﲤﺜﻞ اﻻ ﺣﻮاﱄ ‪1‬و‪3‬‬
‫اﻟ ــﱵ ﺗ ــﺄﰉ اﳍﻴﻤﻨ ــﺔ واﻟﺴ ــﻴﻄﺮة ﻓ ــﺄذا ﳒﺤ ــﺖ‬ ‫‪ %‬ﻣــﻦ اﲨــﺎﱄ اﻟﺼــﺎدرات اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ وﺣ ـﻮاﱄ‬
‫اﻟﻴﺎﺑ ـ ــﺎن ﰲ ﻓﻬ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟ ـ ــﺪول اﺿ ـ ــﺎﻓﺔ اﱃ‬ ‫‪3‬و‪ % 11‬ﻣـ ــﻦ اﲨـ ــﺎﱄ ﺻـ ــﺎدرات اﻟـ ــﺪول‬
‫ﺗﻘــﺪﳝﻬﺎ ﻣﺴــﺎﻋﺪات اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﻟــﺪول ﺗﻠ ــﻚ‬ ‫اﻟﻨﺎﻣﻴ ــﺔ ﻓﻘ ــﺪ وﺻ ــﻠﺖ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺼ ــﺎدرات اﱃ‬
‫اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓـﺄن‬ ‫‪2‬و‪ % 5‬ﻣــﻦ اﲨــﺎﱄ اﻟﺼــﺎدرات اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ و‬
‫ذﻟــﻚ ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧﻪ ان ﳚﻌــﻞ ﻣــﻦ اﻟﻴﺎﺑــﺎن ﻗــﻮة‬ ‫‪8‬و‪ % 16‬ﻣـ ــﻦ اﲨـ ــﺎﱄ ﺻـ ــﺎدرات اﻟـ ــﺪول‬
‫)‪(11‬‬
‫اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﺗﻘــﻮد ﺗﻜــﺘﻼً اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎً ﰲ ﺟﻨــﻮب‬ ‫اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺷــﺮق آﺳــﻴﺎ ن ﻳﻜــﻮن ﻣــﻦ اﻛــﱪ اﻟﺘﻜــﺘﻼت‬ ‫ب‪ -‬ﺟﻤﺎﻋــﺔ اﻟﺘﻌــﺎون اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻵﺳــﻴﺎ‬
‫اﻟــﱵ ﺗــﺆﺛﺮ ﰲ ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻌــﺎﳌﻲ ﰲ‬ ‫اﻟﺒﺎﺳﻔﻴﻜﻴﺔ ) ‪: (APEC‬‬
‫)‪(13‬‬
‫اﻟﻘﺮن اﳊﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ‪.‬‬ ‫وﺗﺘﻜــﻮن ﻫــﺬﻩ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ ‪18‬‬
‫ان ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺘﻜـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ‬ ‫دوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ رأﺳــﻬﺎ اﻟﻴﺎﺑــﺎن واﻟﺼــﲔ واﺳ ـﱰاﻟﻴﺎ‬
‫اﻟﻜﺒ ـ ــﲑة ‪ ،‬واﻟ ـ ــﱵ وﺻ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ اﱃ‬ ‫واﻟﻮﻻﻳـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ـ ـ ــﺪة وﻛﻨـ ـ ـ ــﺪا واﳌﻜﺴـ ـ ـ ــﻴﻚ‬
‫اﻃ ـ ـﻮارﻩ اﻻﺧ ــﲑة ﻣ ــﻦ اﻻﻛﺘﻤ ــﺎل واﻟﻨﻀ ــﺞ ‪،‬‬ ‫وﻧﻴﻮزﻳﻠﻨـ ــﺪة وﻛﻮرﻳـ ــﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴـ ــﺔ ‪ ،‬ودول راﺑﻄـ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﻮدﻫﺎ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻼﺣﻆ ﰲ‬ ‫اﻻﺳ ــﻴﺎن ‪ .‬وﻗ ــﺪ ﺟ ــﺎء اﻧﺸ ــﺎء ﻫ ــﺬا اﻟﺘﺠﻤ ــﻊ‬
‫}‪{178‬‬
‫اﳌﺸــﱰﻛﺔ‪ ،‬وﻣﻨﻈﻤــﺔ اﻟﺘﺠــﺎرة اﳊــﺮة اﻻوروﺑﻴــﺔ‪،‬‬ ‫ﻛ ــﻞ ﻣ ــﻦ اوروﺑ ــﺎ وآﺳ ــﻴﺎ ‪ ،‬وﻟ ــﺬﻟﻚ ﺳ ــﻴﺰداد‬
‫واﻟﺴــﻮق اﳌﺸــﱰﻛﺔ ﻟــﺪول اﻣﺮﻳﻜــﺎ اﻟﻮﺳــﻄﻰ‪،‬‬ ‫ﺗﺄﺛﲑﻫـ ـ ــﺎ ﰲ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎد اﻟﻌـ ـ ــﺎﳌﻲ ﻣـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﺮور‬
‫وﻣﻨﻈﻤ ــﺔ اﻟﺘﺠ ــﺎرة اﳊ ــﺮة ﻷﻣﺮﻳﻜ ــﺎ اﻟﻮﺳ ــﻄﻰ‪،‬‬ ‫اﻟﻮﻗ ــﺖ ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺗﻨﺤﺼـ ــﺮ اﳌﻨﺎﻓﺴ ــﺔ ﰲ اﻃـ ــﺎر‬
‫وﻣﻨﻈﻤ ــﺔ اﻟﺘﺠ ــﺎرة اﳊ ــﺮة ﻷﻣﺮﻳﻜ ــﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴ ــﺔ‪،‬‬ ‫ﻫــﺬﻩ اﻟﺘﻜــﺘﻼت ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧﻪ ان ﻳــﺆﺛﺮ‬
‫ﻛﻤ ــﺎ ﻋﻤ ــﺪت دول اوروﺑ ــﺎ اﻟﺸ ــﺮﻗﻴﺔ‪ ،‬اﻧ ــﺬاك‬ ‫ﺑﻘ ــﻮة ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي وﰲ ﺣﺠ ــﻢ‬
‫اﱃ اﻧﺸ ـ ـ ــﺎء ﻣﻨﻈﻤ ـ ـ ــﺔ " اﻟﻜﻮﻣﻴﻜ ـ ـ ــﻮن"‪ ،‬وﰲ‬ ‫اﳌﻜﺎﺳﺐ وﺷﻜﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫اﻟ ــﻮﻃﻦ اﻟﻌ ــﺮﰊ ﲤ ــﺖ اﳌﺼ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻧﺸ ــﺎء‬ ‫وﻳﺘﻀـ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻌـ ـ ــﺮض اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻖ‬
‫اﻟﺴـ ــﻮق اﻟﻌﺮﺑﻴـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﱰﻛﺔ ‪ ،‬وﻫﻨـ ــﺎك ﺑﻌـ ــﺾ‬ ‫ﺗﻜ ــﺘﻼت اﻟ ــﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣ ــﺔ ﻛﻴ ــﻒ ا ــﺎ ﺗﻨﻤ ــﻮ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻴـ ـ ــﺎت اﻻﻗﻠﻴﻤﻴـ ـ ــﺔ ﰲ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪان‬ ‫ﺑﺴــﺮﻋﺔ و ﺎﻓــﺖ ﺗﻠــﻚ اﻟــﺪول ﻟﻠــﺪﺧﻮل ﻓﻴﻬــﺎ‬
‫اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ‪ ،‬واﺧﺮى ﰲ ﺟﻨﻮب وﺷﺮق آﺳـﻴﺎ‪،‬‬ ‫وﺑــﺄﻛﱪ ﻧﺼــﻴﺐ ‪ ،‬ﻏــﲑ ان اﻟﺴ ـﺆال اﻻﺳــﺎس‬
‫وﰎ اﻟﺘﻌ ـ ـ ـ ــﺮف ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ وﺳ ـ ـ ـ ــﻨﺤﺎول‬ ‫ﻟﻠﺒﺤــﺚ ﻣــﺎ زال ﻣﻄﺮوﺣـﺎً ﻓﻤــﺎ ﻫــﻮ دور ﻫــﺬا‬
‫اﻟﺘﻌﺮف ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ اﻻﺧﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﳓﻮ اﻗﺎﻣﺔ ﺗﻜﺘﻼت اﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‬
‫‪ -1‬اﻫ ــﻢ ﺗﺠـ ــﺎرب اﻟﺘﻜﺘ ــﻞ اﻻﻗﻠﻴﻤـ ــﻲ‬ ‫اﻗﻠﻴﻤﻴـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗﻴـ ـ ــﺎم ﺗﻜـ ـ ــﺘﻼت اﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫ﻓﻲ آﺳﻴﺎ‬ ‫اﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ؟ اﻟﻴﺲ ﻣـﻦ اﻻوﱃ‬
‫ﳝﻜــﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴــﺰ داﺧــﻞ آﺳــﻴﺎ ‪ ،‬ﰲ اﻃــﺎر‬ ‫ﺑﺎﻟـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴـ ــﺔ ان ﺗﻌﻄـ ــﻲ اﻻوﻟﻮﻳـ ــﺔ ﻟﺘﻠـ ــﻚ‬
‫اﳌﻨـ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑـ ـ ــﲔ ﻣﻨﻄﻘـ ـ ــﺔ آﺳـ ـ ــﻴﺎ‬ ‫اﻟﺘﻜﺘﻼت ﺑﺄﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻗﺼﺮ ﻃﺮﻳﻖ اﱃ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﻴﺎ ‪ .‬ﻓﻔﻲ‬ ‫ﺧﺼﻮﺻ ـ ـﺎً ﰲ ﻋﺼـ ــﺮ اﻟﻌﻮﳌـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ ؟‬
‫وﺳﻂ آﺳﻴﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ‬ ‫ﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﺘﺤﺎول اﻟﺒﺎﺣﺜـﺔ ﻣـﻦ اﻻﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﲔ ﺛﻼث دول آﺳﻴﻮﻳﺔ ﻫﻲ‪ :‬اﻳـﺮان‪،‬‬ ‫ﰲ اﶈﻮر اﻟﺘﺎﱄ ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻛﺴــﺘﺎن‪ ،‬ﺗﺮﻛﻴــﺎ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻋــﺎم ‪ 1964‬ﺑﻌــﺪ‬ ‫اﻟﻤﺤــﻮر اﻟﺜﺎﻟــﺚ ‪ :‬اﻟﺘﻜــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫اﺳﺘﻔﺎد ﺎ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳـﺎ اﻟﺘﻌـﺎون اﻟـﺬي ﲢﻘـﻖ ﳍـﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‬
‫ﰲ اﻃ ـ ــﺎر ﺣﻠ ـ ــﻒ ﺑﻐ ـ ــﺪاد ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺮرت اﻟ ـ ــﺪول‬ ‫ﺳ ـ ـ ــﺒﻖ وان ﲤ ـ ـ ــﺖ اﻻﺷ ـ ـ ــﺎرة اﱃ ان‬
‫اﳌﻌﻨﻴـ ـ ــﺔ ان ﺗﺘـ ـ ــﻮﱃ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ ﺟﻮاﻧـ ـ ــﺐ‬ ‫اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﻇـﺎﻫﺮة آﻧﻴـﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﳊﻠـﻒ " اﻟﺴـﻨﺘﻮ " ﺑﻌـﺪ‬ ‫ﺑ ـ ـ ــﻞ ﺗﺮﺟ ـ ـ ــﻊ اﱃ ﺑﺪاﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ــﺮن اﻟﻌﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻦ‪،‬‬
‫اﻧﺴـﺤﺎب اﻟﻌـﺮاق ﻣـﻦ ﺣﻠـﻒ ﺑﻐـﺪاد ‪ ،‬ﺳــﻌﻴﺎً‬ ‫وﺑﺸ ــﻜﻞ ادق ﺑﻌ ــﺪ اﳊ ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ‪،‬‬
‫اﱃ ﺗﻜﺜﻴ ــﻒ اﻟﺘﻌ ــﺎون ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺑﻴﻨﻬ ــﺎ ‪ .‬وﺗﺘﻤﻴ ــﺰ‬ ‫ﺣﻴــﺚ ﻗﺎﻣــﺖ ﺗﻜــﺘﻼت اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﰲ اﳓــﺎء‬
‫دول ﻫﺬا اﻻﻗﻠﻴﻢ ﺑﺄ ﺎ ﻣﺘﺠـﺎورة وﺑﻴﻨﻬـﺎ ﻗـﺪر‬ ‫ﳐﺘﻠﻔ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻌ ــﺎﱂ‪ ،‬ﻣﺜ ــﻞ اﻟﺴ ــﻮق اﻻوروﺑﻴ ــﺔ‬
‫}‪{179‬‬
‫اﱃ اﻻﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎج اﻟﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺪرﳚﻲ ﰲ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻮاﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻖ ﰲ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺣﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﻟﻌــﺎﳌﻲ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﻔﻜــﺮة اﻟــﱵ اﲣــﺬ ﺎ‬ ‫واﳊﻀ ــﺎرﻳﺔ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﲡﺴ ــﺪ ذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل‬
‫ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺘﻜﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ ﺷﱴ اﳓﺎء‬ ‫اﺑ ـﺮام اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻘ ــﻮد واﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ــﺎت ﺑ ــﲔ‬
‫اﻟﻌــﺎﱂ ﻛﻤــﱪر ﻟﺘﻮﺟﻬﻬــﺎ اﳉﺪﻳــﺪ ﺣــﻮل ﺗﻜﺘــﻞ‬ ‫ﻫــﺬﻩ اﻟــﺪول ‪ ،‬واﻗﺎﻣــﺔ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫اﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻋﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎداً ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ان‬ ‫اﳌﺸــﱰﻛﺔ ‪ ،‬ﻏــﲑ ان ﻗﻴــﺎم اﻟﺜــﻮرة اﻻﻳﺮاﻧﻴــﺔ ﻋــﺎم‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدات اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻌﻈ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ــﺪول‬ ‫‪، 1979‬ﰒ ﻧﺸ ــﻮب ﺣـ ــﺮب اﳋﻠـ ــﻴﺞ اﻻوﱃ‬
‫ﺗﻌــﻮدت ﻋﻠــﻰ اﺳــﺎﻟﻴﺐ ﳐﺘﻠﻔــﺔ ﻣــﻦ اﳊﻤﺎﻳــﺔ‬ ‫ﻋ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ 1980‬أدﻳ ـ ـ ـ ــﺎ اﱃ ﲡﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺪ اﻋﻤ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫واﻟﺮﻋﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ــﺮف اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬ ‫اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ﻣﻨ ــﺬ ذﻟ ــﻚ اﻟﻮﻗ ــﺖ‪ ،‬اﱃ ان ﻗﺎﻣ ــﺖ‬
‫وﺟــﺪت ان ﻣــﻦ اﻻوﱃ ــﺎ ان ﺗﺘــﺪرب ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻟ ـ ـ ــﺪول اﻻﻋﻀ ـ ـ ــﺎء ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ 1985‬ﺑﺎﻋ ـ ـ ــﺎدة‬
‫اﳌﻨﺎﻓﺴـ ـ ــﺔ ﰲ اﻃـ ـ ــﺎر اﻗﻠﻴﻤـ ـ ــﻲ ﻗﺒـ ـ ــﻞ دﺧﻮﳍـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻫﻴﻜﻠ ـ ــﺔ اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ واﺣﻴﺎﺋﻬ ـ ــﺎ ﲢ ـ ــﺖ اﺳ ـ ــﻢ "‬
‫)‪(14‬‬
‫اﻻﻃ ــﺎر اﻟ ــﺪوﱄ اﻟ ــﺬي ﻳﻌﺘ ــﱪ ﺑﻄﺒﻴﻌ ــﺔ اﳊ ــﺎل‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي "‪.‬‬
‫اوﺳﻊ ﻣﻦ اﺠﻤﻟﺎل اﻻﻗﻠﻴﻤـﻲ ‪ ،‬وذﻟـﻚ اﻧﻄﻼﻗـﺎً‬ ‫وﺗﻌ ـ ــﺪ ﻣﻌﺎﻫ ـ ــﺪة ازﻣ ـ ــﲑ ﻫ ـ ــﻲ اﻻﺳ ـ ــﺎس‬
‫ﻣ ــﻦ ﺣﻘﻴﻘ ــﺔ ﺑﺎﺗ ــﺖ ﻣﻌﺮوﻓ ــﺔ ﰲ ﻋ ــﺎﱂ اﻟﻴ ــﻮم‬ ‫اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ ﳍ ــﺬﻩ اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﺟ ــﺮت ﻋ ــﺪة‬
‫وﻫــﻲ ان اﻟﻜــﻞ داﺧــﻞ ‪ ،‬ﻻ ﳏﺎﻟــﺔ ﰲ ﻗ ـﻮاﻧﲔ‬ ‫ﺗﻌ ـ ـ ـ ـﺪﻳﻼت ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌﺎﻫ ـ ـ ـ ــﺪة ﻋ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻌﻮﳌـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬اﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻻن او ﰲ‬ ‫‪ ،1990‬واﺿـ ــﻴﻔﺖ ﳍـ ــﺎ ﺑﺮوﺗﻮﻛـ ــﻮﻻت ﻋـ ــﺎم‬
‫اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ‪ .‬ﻫـﺬا اﻟﺘﻜﺘـﻞ ﻣﺜـﻞ ﺗﻜـﺘﻼً‬ ‫‪ ، 1991‬وﰲ ﻋﺎم ‪ 1992‬اﻧﻀﻤﺖ ﺳـﺒﻊ‬
‫ﻟﻠ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ــﺔ ﰲ آﺳ ــﻴﺎ ﻋ ــﻼوة ﻋ ــﻦ راﺑﻄ ــﺔ‬ ‫دول ﺟﺪﻳ ــﺪة اﱃ اﻟ ــﺪول اﻟ ــﺜﻼث اﳌﺆﺳﺴ ــﻴﺔ‬
‫ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﻴﺎ " اﻻﺳﻴﺎن " واﻟـﱵ ﺳـﺒﻖ‬ ‫ﻟﻴﺼــﺒﺢ ﻋــﺪد اﻋﻀــﺎﺋﻬﺎ ﻋﺸــﺮة دول ‪ ،‬وﻫــﺬﻩ‬
‫اﳊـ ــﺪﻳﺚ اﻟﻴﻬـ ــﺎ ﺑﺄﻋﺘﺒﺎرﻫـ ــﺎ ﻣﺜﻠـ ــﺖ اﻗﺘﺼـ ــﺎداً‬ ‫اﻟﺪول اﳉﺪﻳﺪة ﻫﻲ ‪:‬‬
‫اﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮراً ‪.‬‬ ‫اﻓﻐﺎﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺎن ‪ ،‬وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺖ دول آﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎ‬
‫‪ -2‬اﻫ ــﻢ اﻟﺘﺠ ــﺎرب اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﻄﻰ اﻟ ـ ـ ــﱵ اﻧﻔﺼ ـ ـ ــﻠﺖ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻻﲢ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ‬ ‫اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻓﻴﱵ ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ :‬اذرﺑﻴﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ‪،‬‬
‫وﰲ ﻫ ــﺬا اﺠﻤﻟ ــﺎل ﳝﻜ ــﻦ اﳊ ــﺪﻳﺚ ﻋ ــﻦ‬ ‫واوزﺑﻜﺴــﺘﺎن ‪ ،‬وﺗﺮﻛﺴــﺘﺎن ‪ ،‬وﻃﺎﺟﺎﻛﺴــﺘﺎن‪،‬‬
‫راﺑﻄ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠ ـ ــﺎرة اﳊ ـ ــﺮة ﻻﻣﺮﻳﻜ ـ ــﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴ ـ ــﺔ "‬ ‫وﻛﺎزاﺧﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺎن ‪ ،‬وﻗﺮﻗﻴﺰﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻻ ﲣﺘﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﻨﺎﻓﺘــﺎ " ‪ ،‬واﻟــﱵ اﻧﺸــﺌﺖ ﲟﻮﺟــﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ "‬ ‫اﻫ ــﺪاف اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ اﳉﺪﻳ ــﺪة ﻋ ــﻦ ﺳ ــﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻣﻮﻧﺘﻔ ـ ــﺪﻳﻮ" ﻋ ـ ــﺎم ‪ ،1961‬وﺗﺄﻟﻔ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬ ‫وان ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻗ ـ ــﺪ ﻣﻨﺤ ـ ــﺖ اﻫﺘﻤﺎﻣ ـ ـﺎً ﺟﺪﻳ ـ ــﺪاً‬
‫اﳌﻨﻈﻤــﺔ ﻋﻨــﺪ اﻧﺸــﺎﺋﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ ‪:‬‬ ‫ﻟﻠﺒﻌــﺪ اﻟــﺪوﱄ ‪ ،‬ﻓﺘﻈﻤﻨ ــﺖ اﻫــﺪاﻓﻬﺎ اﻟﺴ ــﻌﻲ‬
‫}‪{180‬‬
‫اﳌﻌﺎﻫــﺪة ﻫــﻮ ﺗﻮﺳــﻴﻊ ﳎــﺎﻻت اﻟﺘﻌــﺎون ﺑــﲔ‬ ‫اﻻرﺟﻨﺘــﲔ ‪ ،‬اﻟﱪازﻳــﻞ ‪ ،‬اﳌﻜﺴــﻴﻚ ‪ ،‬ﺷــﻴﻠﻲ‪،‬‬
‫دول اﻟﺮاﺑﻄﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﲡﺎر ـﺎ اﳋﺎرﺟﻴـﺔ وﺗﻘﻮﻳـﺔ‬ ‫ﺑــﲑو‪ ،‬اورﻏـﻮاي‪ ،‬ﺑــﺎرﻏﻮاي ‪ .‬ﰒ اﻟﺘﺤﻘــﺖ ــﺎ‬
‫ﻣﺮﻛﺰﻫ ــﺎ اﻟ ــﺪوﱄ ‪ .‬وﺗﻌﺘ ــﱪ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺮاﺑﻄ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ واﻻﻛﻮادور ﻋﺎم ‪،1961‬‬
‫اﻛ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﺘﺠﻤﻌ ـ ـ ـ ــﺎت اﻻﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱂ‬ ‫ﰒ ﻓﻨ ــﺰوﻳﻼ وﺑﻮﻟﻴﻔﻴ ــﺎ ﻋ ــﺎم ‪ ،1967‬وﺑ ــﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ــﺚ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﳌﺴ ـ ـ ــﺎﺣﺔ واﻟﻨ ـ ـ ــﺎﺗﺞ‬ ‫ﺗﻜ ــﻮن ﻫ ــﺬﻩ اﳌﻨﻈﻤ ــﺔ ﻗ ــﺪ ﴰﻠ ــﺖ اﳌﻜﺴ ــﻴﻚ‬
‫اﻟﻘــﻮﻣﻲ‪ ،‬اﻻ ان ﻣــﺎ ﳝﻴــﺰ ﻫــﺬﻩ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋــﺔ ﻫــﻮ‬ ‫وﻛﻞ ﻗﺎرة اﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ اﻻ اﻟﺪول اﻟـﺜﻼث‬
‫)‪(15‬‬
‫اﻟﺘﻔ ــﺎوت ﺑ ــﲔ اﻋﻀ ــﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ــﺪول اﻟ ــﺜﻼث‬ ‫اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮة "ﺟﻮﻳﺎﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً"‪.‬‬
‫اﻟﻜــﱪى اﻻرﺟﻨﺘــﲔ‪ ،‬واﻟﱪازﻳــﻞ‪ ،‬واﳌﻜﺴــﻴﻚ‪،‬‬ ‫وﻛﺎن ﻫﺪف اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻫﻮ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة‬
‫ﲤﺜــﻞ ﻣﺴــﺎﺣﺘﻬﺎ ‪ %70‬ﻣــﻦ ﻣﺴــﺎﺣﺔ اﻟــﺪول‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ اﻋﻀﺎﺋﻬﺎ دون اﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ان ﳝﺘـﺪ‬
‫اﻻﻋﻀــﺎء اﻻﺣ ــﺪى ﻋﺸ ــﺮة‪ ،‬وﻛ ــﺬﻟﻚ اﳊ ــﺎل‬ ‫ذﻟ ـﻚ اﱃ اﲢــﺎد ﻛﻤﺮﻛــﻲ او ﺳــﻮق ﻣﺸــﱰﻛﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺪد اﻟﺴﻜﺎن‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ اﻟـﺪول‬ ‫وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﰲ ذﻟـ ـ ـ ــﻚ ﻻ ﲣﺘﻠـ ـ ـ ــﻒ ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ‬
‫اﻻﻧﺪﻳﺔ اﳋﻤﺲ ﲤﺜﻞ أﻗـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺮﺑـﻊ وﻫـﻮ ﻣـﺎ‬ ‫اﻟﺘﺠﻤﻌــﺎت اﻻﺧــﺮى ﺑــﲔ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﻣــﻦ‬
‫ﺗ ـ ــﺮك اﻟ ـ ــﺪول اﻟ ـ ــﺜﻼث اﻟﺒﺎﻗﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻻورﻛ ـ ـﻮاي‪،‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺗﻮاﺿﻊ اﻫﺪاﻓﻬﺎ‪.‬‬
‫واﻟﺒ ـ ـ ــﺎرﻛﻮاي‪ ،‬وﺷ ـ ـ ــﻴﻠﻲ ‪ %7‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺴ ـ ـ ــﺎﺣﺔ‬ ‫وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﺗﻮاﺿـ ــﻊ اﻻﻫـ ــﺪاف‬
‫اﻻﻗﻠ ــﻴﻢ‪ ،‬و‪ %6‬ﻣ ــﻦ ﻋ ــﺪد ﺳ ــﻜﺎﻧﻪ‪ ،‬وﻫ ــﺬا‬ ‫ﻓﺄ ــﺎ ﺗﻌﺮﺿ ــﺖ اﱃ ﺗﺒ ــﺎﻃﺆ ﰲ ﲢﻘﻴ ــﻖ ﺗﻠ ــﻚ‬
‫اﻟﺘﻔــﺎوت اﻟﻜﺒــﲑ ﰲ اﻻﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت ﻛــﺎن ﺳــﺒﺒﺎً‬ ‫اﻻﻫـ ـ ــﺪاف ﳑـ ـ ــﺎ ادى اﱃ ﺗﻌـ ـ ــﺪد اﶈـ ـ ــﺎوﻻت‬
‫رﺋﻴﺴ ـ ـﺎً ﰲ ﻓﺸـ ــﻞ اﻟﺘﺠﻤـ ــﻊ ‪ ،‬وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ دﻋـ ــﺎ‬ ‫اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ــﺤﺤﻴﺔ ﻣﻨـ ـ ـ ـ ــﺬ ﻋـ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ ، 1974‬وزاد‬
‫اﻟﺪول اﻻﺻﻐﺮ ﰲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﱃ اﻧﺸﺎء ﲡﻤﻊ‬ ‫اﻟﺸ ــﻌﻮر ﺑﻌﺠ ــﺰ اﳌﻌﺎﻫ ــﺪة ﻋ ــﻦ ﲢﻘﻴ ــﻖ ﺗﻘ ــﺪم‬
‫ﺧــﺎص ــﺎ‪ ،‬وﻫــﺬﻩ اﻟــﺪول اﻟﻮاﻗﻌــﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘــﺔ‬ ‫ﻣﻠﻤـﻮس ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻـﺎً ﺑﻌــﺪ ﻓﺸــﻞ اﳌﻔﺎوﺿــﺎت‬
‫اﻻﻧــﺪﻳﺰ وﻫــﻲ‪ :‬اﻻﻛـﻮادور‪ ،‬ﺷــﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻓﻨــﺰوﻳﻼ‪،‬‬ ‫اﻟﺴ ـ ــﺎﻋﻴﺔ ﻷﺻ ـ ــﻼح اﳌﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ ﺗﺒ ـ ــﺎﻳﻦ‬
‫اﻟﺒ ـ ــﲑو‪ ،‬ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ اﺻ ـ ــﺪرت ﻫ ـ ــﺬﻩ‬ ‫اﻻراء ﺣﻮل ﳎﺎﻻت ذﻟﻚ اﻻﺻﻼح ‪.‬‬
‫اﻟــﺪول ﻣــﺎ ﻋــﺮف ﺑــﺄﻋﻼن "ﺑﻮﺟﻮﺗــﺎ " ﰲ اب‬ ‫ﻛﻤــﺎ اﻧــﻪ وﺟــﺪت ﰲ اﻣﺮﻳﻜــﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴــﺔ‬
‫ﻋــﺎم ‪ ، 1966‬اﻟــﺬي ﺗﻀــﻤﻦ ﻋﺰﻣﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻣﻨﻄﻘـ ــﺔ ﺗﻜﺎﻣـ ــﻞ ﺛﺎﺑﺘـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ راﺑﻄـ ــﺔ ﺗﻜﺎﻣـ ــﻞ‬
‫اﻗﺎﻣــﺔ ﻣﺸــﺮوﻋﺎت ﲜﻬــﺪ ﻣﺸــﱰك ‪ ،‬واﻋــﺪت‬ ‫اﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ‪ ،‬واﻟﱵ ﻫﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﺮاﺑﻄـﺔ "‬
‫ﺻــﻴﻐﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ ﻫﻴﺌــﺔ ﺗﻨﻤﻴـﺔ اﻧﺪﻳــﺔ ‪ ،‬ﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ‬ ‫اﻟﻨﺎﻓﺘ ـ ــﺎ " اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ اﻟ ـ ــﺬﻛﺮ ‪ ،‬اﻟ ـ ــﱵ اﻧﺸ ـ ــﺌﺖ‬
‫ﻧﻈـ ــﻢ ﻣﺘﻌـ ــﺪدة اﻻﻃ ـ ـﺮاف ﻟﻠﺒﻨﻴـ ــﺔ اﻻﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ‬ ‫ﲟﻮﺟﺐ ﻣﻌﺎﻫـﺪة " ﻣﻮﻧﺘﻔﻴـﺪﻳﻮ " اﳉﺪﻳـﺪة ﰲ‬
‫واﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ‪ ،‬ﰒ اﻋـﺪت ﻣﺸـﺮوع اﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ اﻗﺎﻣـﺔ‬ ‫اب ﻋــﺎم ‪ ، 1980‬وﻛــﺎن اﳉﺪﻳــﺪ ﰲ ﻫــﺬﻩ‬
‫}‪{181‬‬
‫ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪،‬ﻧﻴﺠﲑﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻐﺎل ‪،‬‬ ‫ﲡﻤ ــﻊ ﺗﻜ ــﺎﻣﻠﻲ ﺟﺰﺋ ــﻲ ﻳﻀ ــﻢ ﻫ ــﺬﻩ اﻟ ــﺪول‪،‬‬
‫ﺳﲑاﻟﻴﻮن ‪ ،‬ﺗﻮﻛـﻮ ‪ (17) ،‬ﺑﺎﻻﺿـﺎﻓﺔ اﱃ‬ ‫وﻗﺪ اﻗﺮﺗﻪ " ﻟﻨﺎﻓﺘـﺎ" ﺑﺄﻋﺘﺒـﺎرﻩ ﻻ ﻳﺘﻌـﺎرض ﻣـﻊ‬
‫دوﻟﺘﲔ ﻋﻠﻘﺘﺎ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﻤﺎ ‪ .‬وﻗﺪ ﺳـﻌﻰ‬ ‫ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺎ‪ .‬وﻗﺪ اﺑﺪت اﻟﺒﲑو ﰲ ﺑﺪاﻳـﺔ اﻻﻣـﺮ‬
‫ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺠﻤ ـ ـ ــﻊ اﱃ ﲢﻘﻴ ـ ـ ــﻖ ﳎﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻋﱰاﺿـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺮﻋﺔ اﻻﺟـ ـﺮاءات اﳌﻘﱰﺣ ــﺔ‬
‫اﻫ ـ ــﺪاف ﺗﻠﺨﺼ ـ ــﺖ ﰲ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ ﺣﺮﻳ ـ ــﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺘﺠــﺎرة ‪ ،‬وﺑﻌــﺪ ﻋــﺪوﳍﺎ ﻋــﻦ ذﻟــﻚ‬
‫اﻧﺘﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل رؤوس اﻻﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال واﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻊ‬ ‫دﺧﻠ ـ ــﺖ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ـ ــﺔ اﳌﻮﻗﻌ ـ ــﺔ ﰲ " ﺑﻮﺟﻮﺗ ـ ــﺎ "‬
‫)‪(16‬‬
‫واﳋ ـ ــﺪﻣﺎت ﺑ ـ ــﲔ اﻟ ـ ــﺪول اﻻﻋﻀ ـ ــﺎء ‪،‬‬ ‫ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﺎم ‪. 1969‬‬
‫واﻟﺘﻨﺴ ــﻴﻖ ﺑ ــﲔ ﻫ ــﺬﻩ اﻟ ــﺪول ﰲ ﳎ ــﺎل‬ ‫وﺗﻌﺮﺿــﺖ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ ﻟﻌــﺪة ﻣﺸــﺎﻛﻞ ﰲ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺰراﻋﻴـ ـ ـ ــﺔ واﳌﺸـ ـ ـ ــﺮوﻋﺎت‬ ‫اﻟﺴــﻨﻮات اﻻﺧــﲑة ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﻌــﺎﱐ ﻣــﻦ‬
‫ذات اﻟﻌﺎﺋـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸـ ـ ـ ــﱰك ‪ ،‬وﰲ ﳎـ ـ ـ ــﺎل‬ ‫ﺗﻔﺎوت ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ‪ ،‬اﺿـﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﻮث اﻟﺰراﻋﻴ ـ ـ ــﺔ واﳌﺎﺋﻴ ـ ـ ــﺔ واﻟﻨﻘ ـ ـ ــﻞ‬ ‫اﱃ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﺑ ـ ـ ــﲔ دوﳍ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺗﺒﺎﻳﻨ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﳌﻮاﺻـ ــﻼت واﻟﻄﺎﻗـ ــﺔ ‪ .‬وﻣـ ــﻊ ﴰﻮﻟﻴـ ــﺔ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻫـ ــﺬﻩ اﻻﻫـ ــﺪاف ﻏـ ــﲑ اﻧـ ــﻪ ﱂ ﻳﺘﺤﻘـ ــﻖ‬ ‫‪ -3‬اﻫ ــﻢ اﻟﺘﺠ ــﺎرب اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـ ـﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ اﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ‪.‬‬ ‫اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬
‫ب‪ -‬اﻻﲢــﺎد اﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻟــﺪول وﺳــﻂ‬ ‫ﺷ ـ ــﻬﺪت اﻓﺮﻳﻘﻴ ـ ــﺎ ﻣﺜ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﺎﻗﻲ ﻗ ـ ــﺎرات‬
‫اﻓﺮﻳﻘﻴـﺎ ‪ :‬وﻗـﺪ أﻧﺸــﺊ ﻫـﺬا اﻻﲢـﺎد ﻋــﺎم‬ ‫اﻟﻌـ ــﺎﱂ ﻧﺸـ ــﺎﻃﺎت ﺗﻜﺎﻣﻠﻴـ ــﺔ اﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ واﺳـ ــﻌﺔ‬
‫‪ ، 1983‬ودﺧـ ـ ــﻞ ﺣﻴـ ـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ــﺬ ﰲ‬ ‫اﻟﻨﻄــﺎق ‪ ،‬ﻓــﻼ ﻳﻜــﺎد ﳜﻠــﻮ ﻣﻜــﺎن ﻓﻴﻬــﺎ ﻣــﻦ‬
‫ﻋـ ـ ــﺎم ‪ ، 1985‬وﺿ ـ ـ ــﻢ ﻛ ـ ـ ـﻼً ﻣ ـ ـ ــﻦ ‪:‬‬ ‫اﻟـ ــﺪﺧﻮل ﰲ ﳏـ ــﺎوﻻت ﺗﻜﺎﻣﻠﻴـ ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻐـ ــﺮض‬
‫ﺑﻮروﻧــﺪي ‪ ،‬ﲨﻬﻮرﻳــﺔ اﻓﺮﻳﻔﻴــﺎ اﻟﻮﺳــﻄﻰ‬ ‫ﺗﻮﺿــﻴﺢ ذﻟــﻚ ﺳﻨﺴــﺘﻌﺮض ﺑﻌﻀ ـﺎً ﻣــﻦ ﺗﻠــﻚ‬
‫‪ ،‬ﺗﺸــﺎد ‪ ،‬اﻟﻜﻮﻧﻐــﻮ ‪ ،‬ﻏﻴﻨﻴــﺎ اﻻﺳــﺘﻮاﺋﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرب‪.‬‬
‫‪ ،‬اﻟﻜ ــﺎﺑﻮن ‪ ،‬ﺳ ــﺎوﺗﻮﻣﻲ ‪ ،‬ﺑﺮﻧﺴ ــﻴﺖ ‪،‬‬ ‫أ‪ -‬اﻟﺘﺠﻤـ ـ ــﻊ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدي ﻟـ ـ ــﺪول ﻏـ ـ ــﺮب‬
‫زاﺋــﲑ ‪ .‬وﻗــﺪ ﻛــﺎن ﻫــﺬا اﻻﲢــﺎد ﻳﻬــﺪف‬ ‫اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‪ :‬اﻧﺸﺊ ﻫـﺬا اﻟﺘﺠﻤـﻊ ﰲ ‪/28‬‬
‫اﱃ ﺣﺮﻳـ ــﺔ اﻧﺘﻘـ ــﺎل اﻟﺴـ ــﻠﻊ واﳋـ ــﺪﻣﺎت‬ ‫ﻣ ــﺎﻳﺲ ‪ ، 1975 /‬وﻗ ــﺪ ﺿ ــﻢ ﲦ ــﺎﱐ‬
‫ورؤوس اﻻﻣ ـ ـ ـﻮال واﻻﻓ ـ ـ ـﺮاد ‪ ،‬وﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ‬ ‫ﻋﺸ ـ ــﺮة دوﻟ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ ‪ :‬ﺑﻨ ـ ــﲔ ‪ ،‬ﺑﻮرﻛﻴﻨ ـ ــﺎ‬
‫ﺿ ـ ـﺮاﺋﺐ اﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ ﻣﻮﺣـ ــﺪة ‪ ،‬وﺗﻨﺴ ـ ــﻴﻖ‬ ‫ﻓﺎﺳ ـ ــﻮ ‪ ،‬اﻟـ ـ ـﺮأس اﻻﺧﻀ ـ ــﺮ ‪ ،‬ﺳ ـ ــﺎﺣﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻔــﺎت اﻟﻜﻤﺮﻛﻴــﺔ وﻧﻈــﻢ اﻟﻀ ـﺮاﺋﺐ‬ ‫اﻟﻌﺎج ‪ ،‬ﻏﺎﻧﺒﻴـﺎ ‪ ،‬ﻏﺎﻧـﺎ ‪ ،‬ﻏﻴﻨﻴـﺎ ‪ ،‬ﻏﻴﻨﻴـﺎ‬
‫‪ ،‬واﻟﻨﻬ ـ ــﻮض ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﺎت اﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺑﻴﺴـ ـ ــﺎو ‪ ،‬اﻟﻨﻴﺠـ ـ ــﺮ ‪ ،‬ﻟﻴﱪﻳـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎﱄ ‪،‬‬
‫}‪{182‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت ﰲ ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اﺠﻤﻟ ـ ــﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ‬ ‫واﻟﻨﻘ ــﻞ ‪ .‬ﻣ ــﻊ اﻟﻌﻠ ــﻢ ان ﻫ ــﺬا اﻻﲢ ــﺎد‬
‫واﻻﻣﻨﻴـﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ‪ ،‬وﻗـﺪ ﻋﺮﻓــﺖ اﻟﺴــﻨﻮات‬ ‫ﺟ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ اﻧﻘ ــﺎض اﻻﲢ ــﺎد اﻟﻜﻤﺮﻛ ــﻲ‬
‫اﻟــﱵ ﺗﻠ ــﺖ ﺗﺄﺳ ــﻴﺲ اﻻﲢــﺎد ﺗﻄ ــﻮراً ﻫﺎﻣ ـﺎً ﰲ‬ ‫واﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي اﻟ ــﺬي ﰎ اﻻﺗﻔ ــﺎق ﻋﻠﻴ ــﻪ‬
‫ﳎ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺎت اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬اﻻ ان‬ ‫ﻋ ــﺎم ‪ 1964‬ﺑ ــﲔ اﻟ ــﺪول اﳋﻤ ــﺲ ‪،‬‬
‫اﻻﲢـ ــﺎد اﳌﻐـ ــﺎرﰊ ﻣﻨـ ــﺬ ﻓـ ــﱰة واﺟﻬـ ــﺖ ﻋـ ــﺪة‬ ‫ﲨﻬﻮرﻳ ــﺔ اﻓﺮﻳﻘﻴ ــﺎ اﻟﻮﺳ ــﻄﻰ ‪ ،‬ﺗﺸ ــﺎد ‪،‬‬
‫ﻣﺸـ ــﺎﻛﻞ ﻣﻨﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ اﻗﺘﺼـ ــﺎدي ‪ ،‬ﻣﺜـ ــﻞ‬ ‫اﻟﻜﻮﻧﻐـ ـ ــﻮ ‪ ،‬اﻟﻜـ ـ ــﺎﻣﺮون ‪ ،‬اﻟﻜـ ـ ــﺎﺑﻮن ‪،‬‬
‫ﺗﻔــﺎﻗﻢ ازﻣــﺔ اﳌﺪﻳﻮﻧﻴــﺔ وﻣﺸــﻜﻠﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟــﺔ اﻟــﱵ‬ ‫واﻟﺬي ﻓﺸـﻞ ﺑﻌـﺪ ﻋـﺎﻣﲔ ﻋﻠـﻰ اﻧﺸـﺎﺋﻪ‬
‫ﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﰲ اﳉﺰاﺋ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ‪ %28‬وﰲ اﳌﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺮب‬ ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ازﻣﺎت ﺑﻴﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ %21‬وﰲ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻧﺲ ‪ %16‬اﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ اﱃ‬ ‫ت‪ -‬ﻣﻨﻈﻤ ــﺔ اﻻﲜ ــﺎد ‪ :‬وﻫ ــﻲ ﻣﻌﺮوﻓ ــﺔ‬
‫اﳋﻼﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﻀـﻴﺔ‬ ‫ﺑﺄﺳـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳍﻴﺌـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳊﻜﻮﻣﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘ ـ ــﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﺸ ـ ــﻜﻠﺔ‬ ‫وﻣﻜﺎﻓﺤـ ــﺔ اﻟﺘﺼـ ــﺤﺮ ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ اﻧﺸـ ــﺌﺖ‬
‫اﻟﺼﺤﺮاء اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ 1986‬ﰒ ﲢﻮﻟ ـ ـ ــﺖ اﱃ اﳍﻴﺌ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ‪-‬اﻟﺴ ـ ــﻮق اﳌﺸ ـ ــﱰﻛﺔ ﻟﻠﺸ ـ ــﺮق واﳉﻨ ـ ــﻮب‬ ‫اﳊﻜﻮﻣﻴــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻓﻘــﻂ ﻋــﺎم ‪1995‬‬
‫اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ) اﻟﻜﻮﻣﻴﺴﺎ ( ‪:‬‬ ‫‪ ،‬وﺗﻀﻢ ﻛﻼً ﻣﻦ ‪ :‬ﺟﻴﺒﻮﰐ ‪ ،‬ارﺗﲑﻳﺎ ‪،‬‬
‫ﻳﻀ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﺘﺠﻤ ـ ــﻊ ‪ 20‬دوﻟ ـ ــﺔ‬ ‫اﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ‪ ،‬ﻏﻴﻨﻴﺎ ‪ ،‬اوﻏﻨـﺪا ‪ ،‬اﻟﺼـﻮﻣﺎل ‪،‬‬
‫ﺗﻘـ ـ ـ ــﻊ ﰲ ﴰـ ـ ـ ــﺎل ﺷـ ـ ـ ــﺮق وﺟﻨـ ـ ـ ــﻮب اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎرة‬ ‫اﻟﺴﻮدان ‪ ،‬ﺗﻨﺰاﻧﻴﺎ ‪ ،‬وراﻧﺪا ‪ ،‬ﺑﻮروﻧـﺪي‬
‫اﻻﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ‪ ،‬وﻫ ــﻮ ﺛــﺎﱐ اﻛﱪﲡﻤ ــﻊ ﻣــﻦ ﺣﻴ ــﺚ‬ ‫‪ .‬وﻳﻘـ ــﻊ ﻣﻘﺮﻫـ ــﺎ اﻟﺮﲰـ ــﻲ ﰲ ﺟﻴﺒـ ــﻮﰐ ‪،‬‬
‫اﻟﻜﺜﺎﻓ ــﺔ اﻟﺴ ــﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺴ ــﺘﻮى اﻟﻘ ــﺎرة ‪،‬‬ ‫و ــﺪف اﱃ ﺗﻨﻤﻴــﺔ اﻗﺘﺼــﺎدات اﻟــﺪول‬
‫)‪(18‬‬
‫وﻗﺪ ﺑﺪأت اﻻرﻫﺎﺻﺎت اﻻوﻟﻴﺔ ﻟﺘﻜـﻮن ﻫـﺬا‬ ‫اﻻﻋﻀﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ‪.‬‬
‫اﻻﲢ ـ ـ ــﺎد ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ ، 1966‬اﻻ اﻧ ـ ـ ــﻪ ﱂ‬ ‫د‪ .‬اﻟﺘﻜﺎﻣ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي ﺑ ــﲔ دول اﳌﻐ ــﺮب‬
‫ﻳﺸــﻬﺪ ﺗﻜــﻮﻳﻦ ﻣﺆﺳﺴــﺎت ﺗﻜﺎﻣﻠﻴــﺔ اﻻ ﻣﻨــﺬ‬ ‫اﻟﻌﺮﰊ ‪:‬‬
‫اﻧﺸـ ـ ــﺎء ﻣﻨﻈﻤـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎرة اﻟﺘﻔﻀـ ـ ــﻴﻠﻴﺔ ﻋـ ـ ــﺎم‬ ‫ﺑ ــﺪأ اﻻﻫﺘﻤ ــﺎم ﲟﻮﺿ ــﻮع اﻟﺘﻜﺎﻣ ــﻞ‬
‫‪ ،1981‬ﺣﻴﺚ ﰎ اﻧﺸﺎء ﺛﻼث ﻣﺆﺳﺴﺎت‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﰲ اﳌﻐـﺮب اﻟﻌـﺮﰊ ﻣﻨـﺬ ﺳـﺘﻴﻨﺎت‬
‫ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ وﺗﺴـﻬﻴﻞ ﺣﺮﻛـﺔ اﻟﺘﺠـﺎرة ﺑـﲔ‬ ‫اﻟﻘــﺮن اﳌﺎﺿــﻲ ‪ ،‬اﻻ ان ﻃﻤــﻮح ﺗﻠــﻚ اﻟــﺪول‬
‫اﻟﺪول‪.‬‬ ‫ﰲ ﺗﻜـ ــﻮن اﲢـ ــﺎد اﻗﺘﺼـ ــﺎدي ﺧـ ــﺎص ـ ــﺎ ﱂ‬
‫وﳝﻜ ــﻦ ان ﻧﺴ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬا‬ ‫ﻳﺘﺠﺴـ ـ ـ ــﺪ اﻻ ﰲ ﻋـ ـ ـ ــﺎم ‪ 1989‬ﰲ ﻣﺪﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌ ــﺮض ﻻﻫ ــﻢ اﻟﺘﺠ ــﺎرب ﰲ اﻟ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ــﺔ‬ ‫ﻣﺮاﻛﺶ ‪ ،‬وﲤﺜﻠﺖ اﻫﺪاف اﻻﲢـﺎد ﰲ ﺗﻮﺛﻴـﻖ‬
‫}‪{183‬‬
‫ﰲ ﻋﺼ ـ ــﺮ ﻻ ﺣﻴ ـ ــﺎة ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻟﻠﻀ ـ ــﻌﻔﺎء ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺄذا‬ ‫واﻟ ــﱵ ﻗ ــﺪ ﻳﻄﻠ ــﻖ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ اﻟ ــﺒﻌﺾ اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت‬
‫ﻛﺎﻧــﺖ اﻟــﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣــﺔ ﺗﺴــﻌﻰ ﻟﻠــﺪﺧﻮل ﰲ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻏــﲑ اﻟﻨﺎﺟﺤــﺔ ‪ ،‬ﻛﻮ ــﺎ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ‬
‫ﺗﻜـﺘﻼت اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻛــﱪى ‪ ،‬ﻓــﺄن ﻣــﻦ اﻻوﱃ‬ ‫ﺿ ـ ـ ــﻌﻴﻔﺔ وﲢﺘ ـ ـ ــﺎج اﱃ ﻣﺰﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻤ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﺑﺎﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ان ﲢــﺮص ﻋﻠــﻰ اﻟــﺪﺧﻮل ﰲ‬ ‫واﻟﺘﻨﺴــﻴﻖ ‪ ،‬ﻋﻠﻤ ـﺎً ان اﻟــﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬــﺎ ﺗﻼﺷــﻰ‬
‫اﻛــﱪ ﻗــﺪر ﻣــﻦ اﻟﺘﻜــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ان‬ ‫واﺧﺘﻔ ــﻰ وﻫ ــﻮ ﻣ ــﺎ ﻳـ ـﺰال ﰲ ﻃ ــﻮر اﻟﻨﺸ ــﺄة ‪.‬‬
‫ﱂ ﻳﻜـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﺎب اﻻﻧﺘﻔـ ـ ــﺎع ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺰاﻳـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﺎً ﻟﺘﻄﻮر وﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺘﻼت‬
‫اﻟﺘﻜــﺘﻼت ‪ ،‬ﻓﻌﻠــﻰ اﻻﻗــﻞ ﻣــﻦ ﺑــﺎب اﳊﻔــﺎظ‬ ‫ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ اﳌﺘﻘ ــﺪم ‪ ،‬ورﲟ ــﺎ ﻳﻌ ــﻮد ﻋ ــﺪم ﳒ ــﺎح‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــﻨﻔﺲ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬــﺔ ﻏﲑﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﺪول‬ ‫ﻣﻌﻈ ــﻢ اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت ﰲ ﺑﻠ ــﺪان اﻟﻌ ــﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ‬
‫اﳌﺘﻘﺪﻣ ــﺔ واﻟ ــﱵ ﺗﺘﺨ ــﺬ ﻣ ــﻦ ﺗﻜﺘﻼ ــﺎ ﳎ ــﺎﻻً‬ ‫وﺧﺼﻮﺻ ـ ـﺎً ﰲ اﻓﺮﻳﻘﻴ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴــﺔ ﻣــﻊ ﻏﲑﻫــﺎ ﻣﺴــﺘﻨﺪة اﱃ ﻣــﺎ ﺗــﻮﻓﺮﻩ‬ ‫ﻛﻮ ــﺎ ﳐﺮﺟـﺎً ﺷــﺒﻪ ﻣﺘﻔــﻖ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺘﺨﻠــﻒ‬
‫ﳍــﺎ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺎت ﻣــﻦ ﻧــﻮع اﳉــﺎت ﻣــﺜﻼً ‪ ،‬ﻣــﻦ‬ ‫اﱃ اﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ورﻏ ـ ـ ـ ــﻢ وﺟﺎﻫ ـ ـ ـ ــﺔ دواﻓﻌﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﲪﺎﻳــﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﰲ ﺣــﺎل اﲣــﺎذ أي اﺟ ـﺮاءات‬ ‫ﻻﺳ ـ ــﺒﺎب ﻛﺜ ـ ــﲑة ﻟﻌ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳘﻬ ـ ــﺎ ﻏﻴ ـ ــﺎب‬
‫ﲪﺎﺋﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ‪ .‬ﻻ ﺳـ ـ ـ ــﻴﻤﺎ وان ﻣﻌﻈـ ـ ـ ــﻢ‬ ‫اﻻﻟﻴـ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ـ ـﻠﻴﻤﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟـ ـ ــﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ــﺎت‬
‫اﻗﺘﺼ ـ ــﺎدات اﻟ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ زاﻟـ ـ ــﺖ ﰲ‬ ‫اﻟﺮﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺪة‪ ،‬واﻻدارة اﻟﺪاﻓﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ اﱃ‬
‫ﻣﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﻨﻤ ـ ـ ــﻮ اﻻوﱃ وﲢﺘ ـ ـ ــﺎج اﱃ ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ‬ ‫اﻟﻈــﺮوف اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ واﳍﻴﻜﻠﻴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‬
‫وﺗ ـ ــﺪرﻳﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻨﺎﻓﺴ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﺬا ﻻ‬ ‫اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠـﻚ اﻟـﺪول‪،‬‬
‫ﳝﻜﻦ ان ﻳﺘﻢ اﻻ ﰲ اﻃـﺎر ﺿـﻴﻖ ﻫـﻮ اﻻﻃـﺎر‬ ‫اﻻ ان اﻟﻔﺸ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﺄي ﺣ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺣـ ـ ـﻮال‬
‫اﻻﻗﻠﻴﻤــﻲ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﺎﻻﻃــﺎر اﻟﻌــﺎﳌﻲ اﳌﻔﺘــﻮح ‪.‬‬ ‫ﻻﳝﻜــﻦ ان ﻳﻘﻀــﻲ ﻋﻠــﻰ ﳏــﺎوﻻت ﺗﻜﺎﻣﻠﻴــﺔ‬
‫اﺿﺎﻓﺔ اﱃ ذﻟﻚ ﻓﺄن اﻟﺘﺤـﺪﻳﺎت اﻟـﱵ ﺗﻮاﺟـﻪ‬ ‫ﺟﺪﻳـ ـ ـ ــﺪة او ﺗﺼـ ـ ـ ــﺤﻴﺢ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ اﶈـ ـ ـ ــﺎوﻻت‬
‫اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨـﺬ ﻋﻬـﺪ اﻻﺳـﺘﻘﻼل ﺗـﺪﻓﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﻘﺪﳝــﺔ ‪ ،‬ﺑﺄﻋﺘﺒــﺎر ان اﻟﻌﻴــﺐ ﻟــﻴﺲ ﰲ ﻓﻜــﺮة‬
‫‪ ،‬ﻣﺜﻠﻬـ ــﺎ ﰲ ذﻟـ ــﻚ ﻣﺜـ ــﻞ ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤـ ــﺎت‬ ‫اﻟﺘﻜﺎﻣ ـ ـ ـ ــﻞ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ‪ ،‬واﳕ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻈ ـ ـ ـ ــﺮوف‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻻﺧﺮى ‪ ،‬اﱃ ﲢﻘﻴـﻖ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎت‬ ‫واﻻﻟﻴﺎت اﻟﱵ اﺗﺒﻌﺖ ﰲ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ‪ .‬وﳝﻜﻦ اﳚﺎز ﺑﻌـﺾ‬ ‫ان ﳒـ ـ ــﺎح اﻟﺘﺠـ ـ ــﺎرب اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟـ ـ ــﺪول‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﰲ اﻻﰐ ‪(20) :‬‬ ‫اﳌﺘﻘﺪﻣ ــﺔ ‪ ،‬واﻟ ــﱵ ﺳ ــﺒﻖ وان ﺗﻄﺮﻗﻨ ــﺎ اﻟﻴﻬ ــﺎ ‪،‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻨــﻮع ﻗﺎﻋــﺪة اﻻﻧﺘــﺎج ‪ :‬ﺣﻴــﺚ ﻣــﺎ‬ ‫ﻳﺸﻜﻞ ﳏﻔﺰاً اﺳﺎﺳـﻴﺎً ﻟﻠـﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴـﺔ ﻟﺘﺤـﺬو‬
‫زاﻟــﺖ اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ‬ ‫ﺣ ــﺬوﻫﺎ ﰲ اﻗﺎﻣ ــﺔ ﻓﻀ ــﺎءات ﺗﻜﺎﻣﻠﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺗﻌﺘﻤــﺪ ﻋﻠــﻰ اﻧﺘــﺎج اﳌ ـﻮارد اﻻوﻟﻴــﺔ‬ ‫ﻣﺴــﺘﻮى ﻣــﻦ اﻟﻘــﺪرة واﻟﺘﻨــﺎﻓﺲ ﳜﻮﳍــﺎ اﻟﺒﻘــﺎء‬
‫}‪{184‬‬
‫وﲣﻔﻴﺾ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻘﺮ ‪ ،‬ﳑـﺎ ﻳﺘﻌـﲔ‬ ‫واﻟﺘﺠ ــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴ ــﺔ ‪ ،‬وﻣ ــﺎ زاﻟ ــﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻت ﳕﻮ اﻟﻨـﺎﺗﺞ‬ ‫ﺗﻌﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺪات‬
‫اﶈﻠ ـ ـ ــﻲ اﻻﲨ ـ ـ ــﺎﱄ ﻟﻴﺼ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬ ‫اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬وﻗـﺪ اﺛﻘـﻞ ﻫـﺬا اﻟﻮﺿـﻊ‬
‫ﻣﺴ ــﺘﻮى ‪ %5‬ﻋﻠ ــﻰ اﻗ ــﻞ ﺗﻘ ــﺪﻳﺮ‬ ‫ﻛﺎﻫﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺳ ـ ــﻨﻮﻳﺎً ‪ ،‬اﻻﻣ ـ ــﺮ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻄﻠ ـ ــﺐ‬ ‫‪ -2‬ﺗﻀ ـ ــﻴﻴﻖ اﻟﻔﺠ ـ ــﻮة ﰲ ﳕ ـ ــﻂ ﺗﻮزﻳ ـ ــﻊ‬
‫ﲢﻘﻴ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺪﻻت ﻟﻼﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺎر‬ ‫اﻟـ ــﺪﺧﻞ ‪ :‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﻌـ ــﺎﱐ اﻟـ ــﺪول‬
‫ﺗﻔ ـ ــﻮق ﰲ اﳌﺘﻮﺳ ـ ــﻂ ‪ %30‬ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ درﺟ ـ ــﺔ ﻋﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﲨــﺎﱄ اﻟﻨــﺎﺗﺞ اﶈﻠــﻲ ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻣــﺎ‬ ‫اﻟﺘﻔ ـ ــﺎوت ﰲ ﺗﻮزﻳ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺪﺧﻞ وﰲ‬
‫ﻳﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﺑ ـ ــﺬل ﺟﻬ ـ ــﻮد ﻛﺒ ـ ــﲑة ﰲ‬ ‫ﻓ ـ ــﺮص اﳊﺼ ـ ــﻮل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌـ ـ ـﻮارد ‪،‬‬
‫ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ‪.‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﻘﺮ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ‬
‫واذا ﻛـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺒﻖ ﻣﺜـ ـ ــﻞ ﲢـ ـ ــﺪﻳﺎت‬ ‫ﻫـ ــﺬﻩ اﻟـ ــﺪول ﻣﺮﺗﻔﻌـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪد‬
‫داﺧﻠﻴــﺔ ﺗﻮاﺟﻬﻬــﺎ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﻓــﺄن ﻫﻨــﺎك‬ ‫اﻟﺴـ ـ ـ ــﻜﺎن ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ان ﻣﺘﻮﺳ ـ ـ ـ ــﻂ‬
‫ﲢــﺪﻳﺎت ﺧﺎرﺟﻴــﺔ ﻻ ﺗﻘــﻞ اﳘﻴــﺔ ﻋﻨﻬــﺎ ﻟﻌــﻞ‬ ‫دﺧ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺮد ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ـ ـ ــﺠﻞ‬
‫ﻣ ــﻦ اﳘﻬ ــﺎ ﲢ ــﺪي اﻟﻌﻮﳌ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ وﻣ ــﺎ‬ ‫ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻮﻳﺎت ﻣﻨﺨﻔﻈ ـ ـ ـ ــﺔ ﺟ ـ ـ ـ ــﺪاً ‪،‬‬
‫ﺻ ـ ــﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻨ ـ ــﺎﻣﻲ ﻇ ـ ــﺎﻫﺮة اﻟﺘﻜ ـ ــﺘﻼت‬ ‫وﻳﻔﺘﻘ ـ ــﺮ ﻛﺜ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﻜﺎ ﺎ اﱃ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﺑﺎﺗ ـ ــﺖ ﲰ ـ ــﺔ اﻟﻌﺼ ـ ــﺮ وﻻ‬ ‫اﻟﻌﻨﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻢ‬
‫ﳎ ــﺎل ﰲ ﻇﻠﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﲡﺰﺋ ــﺔ اﳉﻬ ــﻮد واﻟ ــﺪول‬ ‫واﺳﺎﺳﻴﺎت اﳋﺪﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻐﲑة اﳌﻨﻔﺮدة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﲢﻘﻴ ـ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ـ ــﻼم اﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬ ‫ﺣﻴــﺚ ﺗﻌــﺎﱐ اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺪول‬
‫ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺔ ﳝﻜــﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎﻣﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻔﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻨﺰاﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻮﺻﻮل اﱃ ﲨﻠﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ‪ ،‬ﻟﻌﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫واﻟﺼـ ـﺮاﻋﺎت اﻻﻫﻠﻴ ــﺔ واﻟ ــﱵ ﲤﺜ ــﻞ‬
‫ﻋ ـ ـ ــﺎم وﺷ ـ ـ ــﺒﻪ ﻣﺘﻔ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ــﺎت‬ ‫ﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاً ﻣﺒﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاً ﻟﻠﺘﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ اﻻ ان ذﻛﺮﻫ ــﺎ ﺟ ـ ـﺎء ﻣ ــﻦ ﺑ ــﺎب‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺄﻛﻴ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ اﳘﻴﺘﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺑﻨ ــﺎءاً ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻠ ــﻚ‬ ‫‪ -4‬زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻛﻨﺴﺒﺔ‬
‫اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ ﳝﻜــﻦ ﻃــﺮح ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟﺘﻮﺻــﻴﺎت‬ ‫ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨـ ـ ــﺎﺗﺞ اﶈﻠ ـ ــﻲ اﻻﲨـ ـ ــﺎﱄ ‪:‬‬
‫ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل اﱃ اﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ‪.‬‬ ‫ﺣ ــﱴ ﺗ ــﺘﻤﻜﻦ ﻫ ــﺬﻩ اﻟ ــﺪول ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ‪:‬‬ ‫ﲢﻘﻴ ـ ـ ــﻖ اﻻﻫ ـ ـ ــﺪاف اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫}‪{185‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠــﺔ ﰲ اﳋﻼﻓــﺎت‬ ‫‪ -1‬ان اﻟﺘﻜﺎﻣ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي اﺻ ــﺒﺢ‬
‫وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪.‬‬ ‫اﻟﻴﻮم وﺳﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻘﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫‪ -4‬ان ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻌﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫اﳌﻬﺘﻤ ـ ـ ـ ــﲔ ﲟﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع اﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻣ ـﻮارد ﻃﺒﻴﻌﻴــﺔ‬ ‫ﺑﺄﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ اﻟﻮﺳــﺒﻠﺔ اﻻﻛﺜــﺮ ﺿــﻤﺎﻧﺎً‬
‫ﻣﺘﻨﻮﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﳌﻮﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳉﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﰲ‬ ‫ﻟﻠﻮﺻ ـ ــﻮل اﱃ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮﻳﺎت ﻣﻌﺘ ـ ــﱪة‬
‫اﻻﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻲ ﳝﺜــﻞ ﻓﺮﺻــﺔ ﻟﻨﺠــﺎح‬ ‫ﻣــﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬وزﻳــﺎدة‬
‫ﲡﺎرب ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔﺑﲔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬ ‫رﻓﺎﻫﻴــﺔ اﻟﺸــﻌﻮب ﻣﻬﻤــﺎ اﺧﺘﻠﻔــﺖ‬
‫‪ -5‬ان اﻟﺘﻄ ــﻮرات اﻟ ــﱵ ﲡ ــﺮي ﰲ اﻟﻌ ــﺎﱂ‬ ‫اﻟﻄ ـ ـ ــﺮق واﻻﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻴﺐ واﳌﻔ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ‬
‫اﳌﺘﻘﺪم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﻬـﺎ واﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‬ ‫اﳌﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﺔ واﳌﻌ ـ ــﱪة ﻋ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ ان ﺗﺸــﻜﻞ ﳏﻔ ـﺰاً ﻟﻠــﺪول‬ ‫اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑﺄﻧﺸـ ـ ــﺎء ﺗﻜـ ـ ــﺘﻼت‬ ‫‪ -2‬ﺑﻨ ـ ـ ــﺎءاً ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺎ اﺛﺒﺘﺘ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ‬
‫اﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ اﻗﻠﻴﻤﻴ ــﺔ ﲣ ــﺪم ﻣﺼ ــﺎﳊﻬﺎ‬
‫اﻟﺘﺠ ــﺎرب اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴ ــﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﲤﻜﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻮاﺟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺎﱂ اﻟﻴ ـ ــﻮم‬
‫ﻓ ـ ــﺄن اﳌ ـ ــﻨﻬﺞ اﻟ ـ ــﻮﻇﻴﻔﻲ ‪ ،‬اﻟ ـ ــﺬي‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱂ اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻼت‬
‫ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻻﺳﻬﻞ وﺻـﻮﻻً اﱃ ﻣـﺎ ﻫـﻮ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﱪى ‪.‬‬
‫اﺻــﻌﺐ ‪ ،‬ﻳﻌﺘــﱪ اﳌــﻨﻬﺞ اﻻﺻــﻠﺢ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ‪:‬‬
‫ﻟﻠـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻮ ـ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻨــﺎءاً ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ﳝﻜــﻦ ان ﻧﻘــﺪم‬
‫ﺗﻘﺘﻨ ـ ــﻊ وﺗﻌ ـ ــﺎﻳﺶ ﻣﺰاﻳ ـ ــﺎ اﻟﺘﻜﺎﻣ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻻﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدي وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎﱄ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﺒﺢ‬
‫‪ -1‬ﻟﻨﺠ ـ ــﺎح اﻟﺘﻜ ـ ــﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫ﻣﻄﻠﺒ ـ ـ ـﺎً ﺿـ ـ ــﺮورﻳﺎً وﻟـ ـ ــﻴﺲ ﻣﺴـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﰲ اﻟ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ــﺔ ﳝﻜ ــﻦ اﻟﺮﻛ ــﻮن‬
‫ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻻﻃﺮاف ‪.‬‬
‫اﱃ اﳌـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ اﻟـ ـ ـ ــﻮﻇﻴﻔﻲ وﺑﺎﻟﺘـ ـ ـ ــﺎﱄ‬
‫‪ -3‬ان ﻣــﻦ اﻫــﻢ اﻻﺳــﺒﺎب اﻟــﱵ ادت‬
‫اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺴـﻬﻠﺔ اﻟـﱵ‬
‫اﱃ ﻓﺸ ــﻞ اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺠ ــﺎرب‬
‫ﻻ ﺗﻮﺟـ ــﺪ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺧﻼﻓـ ــﺎت ﻛﺒـ ــﲑة‬
‫اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟ ـ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﺑﲔ اﻻﻋﻀﺎء ‪.‬‬
‫اﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ اﱃ اﻻﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪ -2‬ﻻ ﺑـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﺒـ ـ ــﺬ‬
‫ﺑﺘﺨﻠــﻒ اﻟﺒــﲎ اﻟﺘﺤﺘﻴــﺔ اﻟــﱵ ﻳﻘــﻮم‬
‫اﳋﻼﻓ ـ ــﺎت اﻟﻨﺎﺷ ـ ــﺌﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﻟ ـ ــﺪول‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ اﻟﺘﻜﺎﻣ ــﻞ ‪ ،‬ﻫ ــﻲ اﻟﻌﻮاﻣ ــﻞ‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻴﻬــﺎ اﲣــﺎذ ﺧﻄ ـﻮات‬
‫}‪{186‬‬
‫اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ ‪ ،‬ان ﱂ ﻳﻜـ ــﻦ ﺳـ ــﻌﻴﺎً وراء‬ ‫ﺟ ـ ـ ــﺎدة ﳓ ـ ـ ــﻮ ﺑﻨ ـ ـ ــﺎء اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﻣﺰاﻳــﺎ ﻫــﺬﻩ اﻟﺘﻜــﺘﻼت ‪ ،‬ﻓﻠــﻴﻜﻦ ﺧﻮﻓ ـﺎً‬ ‫اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﺄﻋﺘﺒﺎرﻫـ ــﺎ اﻟﻄﺮﻳـ ــﻖ‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻀـ ـ ــﺎر اﻟـ ـ ــﱵ ﻗـ ـ ــﺪ ﺗﺘﻌـ ـ ــﺮض ﳍـ ـ ــﺎ‬ ‫اﻟﺴـ ــﻠﻴﻢ ﻟﻠﻮﺻـ ــﻮل اﱃ اﻻﺳـ ــﺘﻘﺮار‬
‫اﻗﺘﺼﺎدات ﻫـﺬﻩ اﻟـﺪول ﺑﻌﻤﻠﻬـﺎ اﳌﻨﻔـﺮد‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺻﻴﺎﻧﺔ اﳌﻜﺎﺳﺐ ‪.‬‬
‫ﰲ ﺟــﻮ ﻳﺘﻤﻴــﺰ ﺑﺎﻟﻌﻤــﻞ اﳉﻤــﺎﻋﻲ ﻟﻜــﻞ‬ ‫‪ -3‬وﺑﻨــﺎءاً ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺳــﺒﻖ وﻣــﻦ اﺟــﻞ‬
‫اﻟﻔﺎﻋﻠﲔ اﻟﺪوﻟﻴﲔ ‪.‬‬ ‫ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﺗﻜـ ـ ــﺘﻼت اﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﺑـ ـ ــﲔ‬
‫‪Absract‬‬
‫‪The‬‬ ‫‪political‬‬ ‫‪and‬‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ ان‬
‫‪economic developments taking‬‬ ‫ﺗﻮاﻛ ــﺐ روح اﻟﻌﺼ ــﺮ ﻓ ــﺄن اﻻﻣ ــﺮ‬
‫‪place in the advanced world will‬‬
‫‪motivate developing countries to‬‬ ‫ﻳﺘﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ان ﺗﺄﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬ ﺑﻨﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ‬
‫‪establish economic and regional‬‬
‫‪blocs in order to serve its interests‬‬ ‫اﻻﻋﺘﺒﺎراﻻوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪and enable itself to confront‬‬
‫‪today's world which is a world of‬‬ ‫أ‪ -‬اﻻرﺗﻘ ـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ـ ــﻨﻈﻢ اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ ﳊـ ـ ـ ــﻞ‬
‫‪major economic blocs .The‬‬
‫‪economic integration today has‬‬
‫اﻟﻨﺰاﻋﺎت ‪.‬‬
‫‪means agreed upon and most‬‬ ‫ب‪ -‬ﺗﻨﻤﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ـ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ وﺗﻜ ـ ـ ــﻮﻳﻦ‬
‫‪guaranteed by those interested in‬‬
‫‪the subject of development to‬‬ ‫اﳌﻬﺎرات ‪.‬‬
‫‪reach to considerable levels of‬‬
‫‪economic‬‬ ‫‪development,‬‬ ‫‪and‬‬ ‫ج‪ -‬زﻳــﺎدة ﺗﻨﺎﻓﺴــﻴﺔ اﻗﺘﺼــﺎدا ﺎ وﺗﻨﻮﻳــﻊ‬
‫‪increase the welfare of the‬‬
‫‪population no matter different are‬‬
‫ﻗﻮاﻋﺪﻫﺎ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪the methods, techniques and‬‬ ‫د‪ -‬اﻟﺘﻘﻠﻴــﻞ ﻣــﻦ درﺟــﺔ اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ‬
‫‪concepts used to express these‬‬
‫‪means.‬‬ ‫اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳋﺎرﺟﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪Building‬‬ ‫‪economic‬‬ ‫‪blocs‬‬
‫‪among developing countries to‬‬ ‫ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪-‬اﲣـ ـ ـ ـ ــﺎذ اﻻﺟ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻼزﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪keep pace with the spirit of the age‬‬
‫‪requires the development of‬‬ ‫ﻟﺘﺤﺴﲔ اﳌﻨﺎخ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري ‪.‬‬
‫‪human resources, formation of‬‬
‫‪skills, reducing the dependence on‬‬ ‫و‪-‬اﻟﱰﻛﻴ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟﺼ ـ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪foreign aid, working to discard‬‬
‫‪conflicts arising among developing‬‬
‫اﻟﺒﺴــﻴﻄﺔ ﳌــﺎ ﳍــﺎ ﻣــﻦ أﳘﻴــﺔ ﺧﺼﻮﺻــﻴﺔ‬
‫‪countries, and taking serious steps‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻜـﺘﻼت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜـﺔ‬
‫‪toward‬‬ ‫‪building‬‬ ‫‪democratic‬‬
‫‪institutions in order to achieve‬‬ ‫اﻟﻨﺸﺄة ‪.‬‬
‫‪political stability and maintain‬‬
‫‪gains.‬‬ ‫أﺧ ـ ـﲑاً ﻓ ــﺄن ﺗﻨ ــﺎﻣﻲ ﻇ ــﺎﻫﺮة اﻟﺘﻜ ــﺘﻼت‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﻋﺎﳌﻴـ ـﺎً ﳛ ــﺘﻢ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺪول‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻌﻲ ﰲ ﺑﻨـ ـ ـ ــﺎء ﺗﻜﺘﻼ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫}‪{187‬‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻨﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫﺮة ‪2003 ،‬‬ ‫اﻟﻤﺼﺎدر ‪:‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 121-120‬‬ ‫‪ -1‬ﻋﺒ ــﺪ اﻟﻘ ــﺎدر اﻟﻌﻔ ــﻮري ‪ ،‬اﻟﻌﻮﻟﻤ ــﺔ واﻟﺠ ــﺎت‬
‫‪ -10‬اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص‪. 129‬‬ ‫‪.‬اﻟﺘﺤـ ــﺪﻳﺎت واﻟﻔـــﺮص ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒـــﺔ ﻣـ ــﺪﺑﻮﻟﻲ ‪،‬‬
‫‪ -11‬ﻣﺠ ـ ــﺬاب ﺑ ـ ــﺪر وﻣﺤ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﺣﺴ ـ ــﻴﻦ ‪،‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ، 2000 ،‬ص‪. 13‬‬
‫اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪166‬‬ ‫‪ -2‬ﺣﻤﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠـ ـ ـ ــﻲ ‪ " ،‬ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻞ اﻻﻣــ ـ ــﻦ‬
‫‪ -12‬اﺳـ ــﺎﻣﺔ اﻟﻤﺠـ ــﺬوب ‪ ،‬اﻟﻤﺼـ ــﺪر اﻟﺴـ ــﺎﺑﻖ ‪،‬‬ ‫اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدي اﻟﻌﺮﺑـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﺿـ ــﻮء ﺗﺤـ ــﻮﻻت‬
‫ص‪. 22‬‬ ‫اﻟﻘــﺮن اﻟﻌﺸ ـﺮﻳﻦ " ‪ ،‬ﻣﺠﻠــﺔ ﺷــﺆون ﻋﺮﺑﻴــﺔ ‪،‬‬
‫‪ -13‬ﻋﺒـ ــﺪ اﻟﻤﻄﻠـ ــﺐ ﻋﺒـ ــﺪ اﻟﺤﻤﻴـ ــﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺼـ ــﺪر‬ ‫اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ ، 100‬دﻳﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺒﺮ ‪، 1999‬‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 137‬‬ ‫ص‪. 102‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻻﻣـﺎم ‪ ،‬اﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ اﻻﻗﻠﻴﻤـﻲ‬ ‫‪-14‬‬ ‫‪ -3‬ﻣﻨﻴــﺮ اﻟﺤﻤــﺶ ‪ " ،‬اﻟﻨﻈــﺎم اﻻﻗﻠﻴﻤــﻲ اﻟﻌﺮﺑــﻲ‬
‫ﺑـ ــﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳـ ــﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴـ ــﻖ ‪ ،‬ﻣﻌﻬـ ــﺪ اﻟﺒﺤـ ــﻮث‬ ‫واﻟﺘﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ " ‪ ،‬ﻣﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺪراﺳ ــﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﻘ ــﺎﻫﺮة ‪،2000 ،‬‬ ‫اﻟﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑــﻲ ‪ ،‬اﻟﻌــﺪد ‪ ، 252‬ﻓﺒﺮاﻳــﺮ‬
‫ص ‪. 332- 329‬‬ ‫‪ ، 2000‬ص‪. 42‬‬
‫ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺟﻴﺮو ﻧﻴﻼم ‪ ،‬اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟـﺪوﻟﻲ ‪،‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪ -4‬اﻧﻈــﺮ ﺗﻘﺮﻳــﺮ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟﻢ ‪ ،‬ﻣــﺆﺗﻤﺮ‬
‫ﺗﺮﺟﻤ ــﺔ ﻣﺤﻤ ــﺪ ﻋﺰﻳ ــﺰ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻗ ــﺎرﻳﻮﻧﺲ ‪،‬‬ ‫اﻟﺘﺠ ــﺎرة واﻟﺘﻨﻤﻴـــﺔ ﻟﻼﻣ ــﻢ اﻟﻤﺘﺤـــﺪة ‪ ،‬ﻋـ ــﺎم‬
‫ﻟﻴﺒﻴﺎ ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 228‬‬ ‫‪ 1995‬و‪ 1996‬وﻟﻐﺎﻳــ ـ ــﺔ ‪ 2008‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻻﻣﺎم ‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴـﺎﺑﻖ ‪،‬‬ ‫‪-16‬‬ ‫اﻟﺘﻮاﻟﻲ ‪.‬‬
‫ص‪. 393‬‬ ‫‪ -5‬ﻋﺒــﺪ اﻟﻘــﺎدر اﻟﻌﻔــﻮري ‪ ،‬اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ ‪،‬‬
‫)*( اﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺠﻤﻊ ‪.‬‬ ‫ص‪. 14‬‬
‫ﻋﺒ ـ ــﺪ اﻟﻤﻄﻠ ـ ــﺐ ﻋﺒ ـ ــﺪ اﻟﺤﻤﻴ ـ ــﺪ ‪ ،‬اﻟﺴ ـ ــﻮق‬ ‫‪-17‬‬ ‫‪ -6‬اﺳــﻤﺎﻋﻴﻞ ﺻــﺒﺮي ﻋﺒــﺪ اﷲ ‪ " ،‬اﻟﻜﻮﻛﺒــﺔ ‪..‬‬
‫اﻻﻓﺮﻳﻘﻴ ــﺔ اﻟﻤﺸ ــﺘﺮﻛﺔ واﻻﺗﺤ ــﺎد اﻻﻓﺮﻳﻘ ــﻲ ‪،‬‬ ‫اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﻣﺮﺣﻠـﺔ اﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴـﺔ "‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻨﻴﻞ اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫﺮة ‪2004 ،‬‬ ‫‪ ،‬ﻣﺠﻠــﺔ اﻟﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑــﻲ ‪ ،‬اﻟﻌــﺪد ‪222‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫اﻏﺴﻄﺲ ‪ ، 1998‬ص‪. 15‬‬
‫اﺣﻤ ـ ـ ـ ــﺪ ﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺎج ‪ ،‬اﻻﺗﺤ ـ ـ ـ ــﺎد اﻻﻓﺮﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪ -7‬اﺳـ ـ ـ ــﺎﻣﺔ اﻟﻤﺠـ ـ ـ ــﺬوب ‪ ،‬اﻟﺠـ ـ ـ ــﺎت وﻣﺼـ ـ ـ ــﺮ‬
‫وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘـﺎرة اﻻﻓﺮﻳﻘﻴـﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﻛـﺰ اﻟﺒﺤـﻮث‬ ‫واﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ ..‬ﻣـﻦ ﻫﺎﻓﺎﻧـﺎ اﻟـﻰ ﻣـﺮاﻛﺶ‬
‫اﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 92‬‬ ‫‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﺪار اﻟﻤﺼــ ـ ـﺮﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ‪، 1997 ،‬‬
‫ﻋﺒــﺪ اﻟﻤﻄﻠــﺐ ﻋﺒ ــﺪ اﻟﺤﻤﻴــﺪ ‪ ،‬اﻟﺘﺤ ــﺪﻳﺎت‬ ‫‪-19‬‬ ‫ص‪.21‬‬
‫اﻟﻤﺴ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﺘ ــﻞ اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدي اﻟﻌﺮﺑ ــﻲ ‪،‬‬ ‫‪ -8‬ﻣﺠ ـ ــﺬاب ﺑ ـ ــﺪر وﻣﺤ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺪﻳﻦ ﺣﺴ ـ ــﻴﻦ ‪،‬‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫﺮة ‪2003 ،‬‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ‬
‫‪ ،‬ص‪. 54- 53‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸـﺮق اﻻوﺳـﻂ ‪،‬‬
‫ﻃ ـ ـ ـﺮاﺑﻠﺲ ‪ ،‬ﻟﻴﺒﻴـ ـ ــﺎ ‪ ،1998 ،‬ص‪- 156‬‬
‫‪.157‬‬
‫‪ -9‬ﻋﺒ ـ ــﺪ اﻟﻤﻄﻠ ـ ــﺐ ﻋﺒ ـ ــﺪ اﻟﺤﻤﻴ ـ ــﺪ ‪ ،‬اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم‬
‫اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدي اﻟﻌ ـ ـ ــﺎﻟﻤﻲ اﻟﺠﺪﻳ ـ ـ ــﺪ واﻓﺎﻗ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻤﺴـ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﻌـ ــﺪ اﺣـ ــﺪاث ‪ 11‬ﺳـ ــﺒﺘﻤﺒﺮ ‪،‬‬
‫}‪{188‬‬

مجلة عن مستقبل التكتلات الاقتصادية PDF

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

مجلة عن مستقبل التكتلات الاقتصادية PDF

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫ية‬ ‫وم السياس‬ ‫ة العل‬ ‫مجل‬

‫التكتالت االقتصادية العالمية وانعكاساتھا على الدول النامية‬

‫)*(ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد‪.‬‬

You might also like