You are on page 1of 307

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﺑﺎدﯾس – ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬

‫أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻄﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ ل‪.‬م‪.‬د ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‬
‫ﺗﺨﺼﺺ‪ :‬ﺗﺠﺎرة دوﻟﻴﺔ وﻟﻮﺟﺴﺘﻴﻚ‬
‫ﺑﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﻟوﺟﺳﺗﯾك اﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺑﺿﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ودورﻩ‬


‫ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﺣت اﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﺎﻟﺑﺔ‪:‬‬

‫ﯾوﺳﻔﻲ رﺷﯾد‬ ‫ﻗﻠﺑﺎزة آﻣﺎل‬

‫أﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬

‫رﺋﻴﺴﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان‬ ‫أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ درﺑﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر‬
‫ﻣﻘﺮرا‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ‬ ‫أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ﻳﻮﺳﻔﻲ رﺷﻴﺪ‬
‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن‬ ‫أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﻠﻤﻘﺪم ﻣﺼﻄﻔﻰ‬
‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ‬ ‫أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺎﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر‬
‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ‬ ‫أﺳﺘﺎذة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذة زرواط ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺰﻫﺮاء‬
‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ‬ ‫أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ – أ‪-‬‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ﺷﺮﻳﻒ ﻃﻮﻳﻞ ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪2016/2015 :‬‬


‫تشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‬

‫احلمد والشكر والفضل أوال وأخريا هلل العلي العظيم الذي وفقنا إلمتام هذا العمل املتواضع‬

‫أشكر كل األساتذة الذين كانوا سندا يل يف امتام هذا العمل وأخص بالذكر مؤطري‬

‫األستاذ الدكتور يوسفي رشيد على كل كلمة طيبة شجعين هبا‬

‫كما أتقدم بالشكر اجلزيل إىل الدكتورة زرواط فاطمة الزهراء‬

‫على كل ما أسدته يل من نصح وتوجيه وإرشاد خالل إعداد هذه الرسالة‪.‬‬


‫اإله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬

‫إىل أمي وأيب‪ ..‬قرة عيين‬

‫إىل إخويت وإىل أوالد أخيت‪.‬‬


‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫رقم‬ ‫الموضوع‬ ‫التسلسل‬


‫الصفحة‬
‫التشكرات‬ ‫‪.III‬‬
‫االهداء‬ ‫‪.IV‬‬
‫ملخص‬ ‫‪.V‬‬
‫فهرس احملتويات‬ ‫‪.VI‬‬
‫قائمة األشكال‬ ‫‪.VII‬‬
‫قائمة اجلداول‬ ‫‪.VIII‬‬
‫قائمة املالحق‬ ‫‪.IX‬‬
‫أ‪-‬ز‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬إدارة اللوجستيك‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة الفصل األول‬
‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفهوم إدارة اللوجستيك‬
‫‪3‬‬ ‫تعريف إدارة اللوجستيك‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪6‬‬ ‫ماهية األنشطة اللوجيستية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪8‬‬ ‫أنوع اللوجستيات‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪10‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬تطور األنشطة اللوجيستية وأمهيتها‬
‫‪10‬‬ ‫مراحل التطور التارخيي لألنشطة اللوجيستية‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪11‬‬ ‫أسباب وعوامل ظهور إدارة األعمال اللوجيستية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪12‬‬ ‫منافع و أمهية األعمال اللوجيستية‬ ‫‪.3.2‬‬
‫‪18‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مزيج األنشطة اللوجيستية والعالقة بينها‬
‫‪18‬‬ ‫مزيج األنشطة اللوجيستية‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪31‬‬ ‫عالقة وظيفة اللوجستيات بالوظائف األخرى‬ ‫‪.2.3‬‬
‫‪34‬‬ ‫مهام و اختصاصات إدارة األعمال اللوجيستية‬ ‫‪.3.3‬‬
‫‪I‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪34‬‬ ‫األعمال اللوجيستية يف اجملاالت غري الصناعية‬ ‫‪.4.3‬‬


‫‪36‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬ختطيط واسرتاتيجيات إدارة اللوجستيك‬
‫‪36‬‬ ‫ختطيط اللوجستيات‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪38‬‬ ‫اسرتاتيجيات اللوجستيات‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪39‬‬ ‫تنظيم إدارة األعمال اللوجيستية‬ ‫‪.3.4‬‬
‫‪41‬‬ ‫نظم املعلومات اللوجيستية‬ ‫‪.4.4‬‬
‫‪42‬‬ ‫خامتة الفصل األول‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل و المفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬
‫‪44‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاين‬
‫‪45‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مدخل إىل وظيفة النقل‬
‫‪45‬‬ ‫تعريف وظيفة النقل‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪46‬‬ ‫أمهية نشاط النقل‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪51‬‬ ‫خصائص جانيب العرض والطلب على خدمات النقل‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪53‬‬ ‫إدارة حركة النقل‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪55‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬وسائل النقل الرئيسية‬
‫‪55‬‬ ‫النقل الربي‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪57‬‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪58‬‬ ‫خطوط األنابيب‬ ‫‪.3.2‬‬
‫‪59‬‬ ‫النقل املائي‬ ‫‪.4.2‬‬
‫‪63‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬املقارنة بني خصائص وسائل النقل‬
‫‪63‬‬ ‫معايري املفاضلة بني وسائل النقل‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪67‬‬ ‫أمهية اختيار وسيلة النقل‬ ‫‪.2.3‬‬
‫‪67‬‬ ‫التنسيق بني وسائل النقل‬ ‫‪.3.3‬‬
‫‪69‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬النقل متعدد الوسائط‬

‫‪II‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪69‬‬ ‫تعريف النقل املتعدد الوسائط‬ ‫‪.1.4‬‬


‫‪71‬‬ ‫غاية وجوهر نظام النقل متعدد الوسائط‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪72‬‬ ‫أمهية نظام النقل متعدد الوسائط‬ ‫‪.3.4‬‬
‫‪73‬‬ ‫متطلبات تطبيق سالسل النقل متعدد الوسائط يف الدول النامية‬ ‫‪.4.4‬‬
‫‪83‬‬ ‫خامتة الفصل الثاين‬
‫‪84‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬
‫‪85‬‬ ‫مقدمة الفصل الثالث‬
‫‪86‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬دور قطاع النقل يف التنمية االقتصاد‬

‫‪86‬‬ ‫األمهية االقتصادية للنقل‬ ‫‪.1.1‬‬


‫‪90‬‬ ‫األمهية السياسية للنقل‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪91‬‬ ‫دور البىن التحتية للنقل يف تدعيم النمو االقتصادي‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪92‬‬ ‫أمهية لوجستيات النقل للمنشآت‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪94‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬خدمات قطاع النقل البحري‬
‫‪94‬‬ ‫دراسة وحتليل خصائص أنشطة النقل البحري‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪99‬‬ ‫األمهية االقتصادية لقطاع النقل البحري و دورها يف التنمية االقتصادية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪100‬‬ ‫التحليل االقتصادي جلانب التكاليف يف نشاط النقل البحري‬ ‫‪.3.2‬‬
‫‪102‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬أمهية قطاع النقل اجلوي ودور احلكومة يف تطويره‬
‫‪102‬‬ ‫األمهية االقتصادية لقطاع النقل اجلوي‪ ،‬وجهود الدولة يف تدعيمه‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪104‬‬ ‫حتليل اجلوانب االقتصادية لنشاط النقل اجلوي‬ ‫‪.2.3‬‬
‫‪105‬‬ ‫العوائق اليت تواجه زيادة معدالت االستثمار يف قطاع النقل اجلوي‬ ‫‪.3.3‬‬
‫‪105‬‬ ‫التحليل االقتصادي جلانيب التكلفة واملردود يف قطاع النقل اجلوي‬ ‫‪.4.3‬‬

‫‪III‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪107‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬األمهية االقتصادية لنشاط النقل الربي‬


‫‪107‬‬ ‫الطبيعة االقتصادية لنشاط النقل الربي‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪107‬‬ ‫حتليل جانيب املردود والتكاليف يف نشاط النقل الربي‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪109‬‬ ‫تصنيفات عناصر التكاليف يف شركات النقل الربي‬ ‫‪.3.4‬‬
‫‪110‬‬ ‫تكاليف نشاط النقل عرب السكك احلديدية‬ ‫‪.4.4‬‬

‫‪112‬‬ ‫سياسات التدخل احلكومي وأهدافه يف نشاط قطاع النقل الربي‬ ‫‪.5.4‬‬
‫‪113‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬النقل املستدام‬
‫‪113‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة‬ ‫‪.1.5‬‬
‫‪115‬‬ ‫تعريف النقل املستدام ومميزاته‬ ‫‪.2.5‬‬
‫‪117‬‬ ‫مبادئ النقل املستدام‬ ‫‪.3.5‬‬
‫‪120‬‬ ‫اسرتاتيجيات النقل املستدام‬ ‫‪.4.5‬‬
‫‪122‬‬ ‫عوائق النقل املستدام‬ ‫‪.5.5‬‬

‫‪123‬‬ ‫خامتة الفصل الثالث‬

‫‪124‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬


‫‪125‬‬ ‫مقدمة الفصل الرابع‬
‫‪126‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬التجارة اخلارجية ودورها يف التنمية االقتصادية‬
‫‪126‬‬ ‫مفهوم وأمهية التجارة الدولية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪127‬‬ ‫التجارة الدولية والتخصص الدويل‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪128‬‬ ‫وسائل قياس األمهية النسبية للتجارة اخلارجية‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪130‬‬ ‫أمهية ودور التجارة يف التنمية االقتصادية‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪133‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬النظريات الكالسيكية واحلديثة يف التجارة الدولية‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪133‬‬ ‫التيار املاركنتيلي والنظرية الكالسيكية يف التجارة الدولية‬ ‫‪.1.2‬‬


‫‪140‬‬ ‫النظريات احلديثة للتجارة الدولية‬ ‫‪.2.2‬‬

‫‪145‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬السياسات التجارية وتقييد التجارة‬


‫‪145‬‬ ‫السياسات التجارية‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪145‬‬ ‫أدوات السياسة التجارية‬ ‫‪.2.3‬‬
‫‪152‬‬ ‫دوافع تقييد التجارة‬ ‫‪.3.3‬‬
‫‪155‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬املنظمة العاملية للتجارة واشكالية انضمام اجلزائر‬
‫‪155‬‬ ‫ماهية وأهداف منظمة التجارة العاملية‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪162‬‬ ‫انضمام اجلزائر املرتقب اىل املنظمة العاملية للتجارة‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪167‬‬ ‫خامتة الفصل الرابع‬
‫‪168‬‬ ‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬
‫‪169‬‬ ‫مقدمة الفصل اخلامس‬
‫‪170‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬النقل الدويل للبضائع يف العامل‬
‫‪170‬‬ ‫نظرة شاملة للنقل البحري‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪172‬‬ ‫أمهية تطوير نظام النقل البحري‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪174‬‬ ‫النقل البحري يف افريقيا‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪181‬‬ ‫املوانئ البحرية االفريقية األساسية‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪185‬‬ ‫حركة البضائع داخل البحر األبيض املتوسط‬ ‫‪.5.1‬‬
‫‪187‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬النقل البحري الدويل للبضائع يف اجلزائر‬
‫‪187‬‬ ‫نظرة اىل قطاع النقل البحري يف اجلزائر‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪189‬‬ ‫الوضعية احلالية للعرض والطلب احمللي للنقل البحري للبضائع يف اجلزائر‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪191‬‬ ‫قطاع اللوجستيك يف اجلزائر‬ ‫‪.3.2‬‬

‫‪V‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪196‬‬ ‫اخلسائر الناجتة عن عدم وجود أسطول وطين‬ ‫‪.4.2‬‬


‫‪197‬‬ ‫الدعم احلكومي لنظام امليناء اجلزائر‬ ‫‪.5.2‬‬
‫‪199‬‬ ‫حدود األساليب اجلديدة لتنظيم نظام املوانئ اجلزائرية‬ ‫‪.6.2‬‬
‫‪200‬‬ ‫مدى استخدام التطور التكنولوجي يف اجلزائر‬ ‫‪.7.2‬‬
‫‪201‬‬ ‫مشاكل املوانئ اجلزائرية‬ ‫‪.8.2‬‬
‫‪206‬‬ ‫التعريف بالعمالء اجلدد يف املوانئ اجلزائرية‬ ‫‪.9.2‬‬

‫‪209‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬حركة البضائع يف املوانئ اجلزائرية‬

‫‪209‬‬ ‫نظرة عامة للتجارة اخلارجية اجلزائرية‬ ‫‪.1.3‬‬


‫‪211‬‬ ‫حركة البضائع يف املوانئ اجلزائرية باألرقام‬ ‫‪.2.3‬‬
‫‪233‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬استثمارات قطاع النقل خالل الفرتة (‪)2012-2002‬‬
‫‪233‬‬ ‫أبعاد قطاع اللوجستيك يف اجلزائر‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪234‬‬ ‫وضع النقل اجلوي يف اجلزائر‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪235‬‬ ‫الوضعية احلالية للنقل الطرقي يف اجلزائر‬ ‫‪.3.4‬‬
‫‪245‬‬ ‫واقع النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر‬ ‫‪.4.4‬‬
‫‪247‬‬ ‫استثمارات الدولة اجلزائرية يف قطاع النقل‬ ‫‪.5.4‬‬
‫‪251‬‬ ‫خامتة الفصل اخلامس‬
‫‪252‬‬ ‫خاتمة عامة‬
‫‪257‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪271‬‬ ‫المالحق‬

‫‪VI‬‬
‫قائمة األشكال والجداول‬
‫والمالحق‬
‫قائمة الجداول‬

‫رقم‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫التسلسل‬


‫الصفحة‬
‫‪14‬‬ ‫نسبة متوسط تكاليف التوزيع للمبيعات‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪36‬‬ ‫ختطيط اللوجستيك‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪66‬‬ ‫ترتيب وسائل النقل من حيث معايري املفاضلة املختلفة‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪77‬‬ ‫األجيال األربع للموانئ البحرية‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪79‬‬ ‫الفروق بني املوانئ اجلافة والبحرية ومراكز التوزيع‬ ‫‪3-2‬‬
‫‪82‬‬ ‫توزيع مكاسب املوانئ اجلافة على أصحاب املصلحة‬ ‫‪4-2‬‬
‫‪112‬‬ ‫أهداف التدخل احلكومي يف نشاط النقل الربي ووسائل حتقيقها‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪113‬‬ ‫جمموعة املؤشرات األساسية للتنمية املستدامة‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪116‬‬ ‫مميزات النقل املستدام‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪135‬‬ ‫نظرية التكاليف املطلقة‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪138‬‬ ‫يوضح نظرية القيم الدولية‬ ‫‪2-4‬‬
‫‪143‬‬ ‫كمية العمل ورأس املال الالزمة إلنتاج ما قيمته مليون دوالر‬ ‫‪3-4‬‬
‫‪146‬‬ ‫أنواع الضرائب اجلمركية‬ ‫‪4-4‬‬
‫‪170‬‬ ‫حركة البضائع حسب الدول واألقاليم لسنة ‪2011‬‬ ‫‪1-5‬‬
‫‪174‬‬ ‫التقسيم اجلغرايف للنقل الدويل للبضائع سنة ‪2011‬‬ ‫‪2-5‬‬
‫‪190‬‬ ‫تطور حركة البضائع من سنة ‪ 1981‬اىل ‪2011‬‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪191‬‬ ‫احلمولة املستوردة واملصدرة يف اجلزائر سنة ‪2011‬‬ ‫‪4-5‬‬
‫‪193‬‬ ‫مقارنة تكاليف نقل البضائع واملستندات اجلمركية الالزمة‬ ‫‪5-5‬‬
‫‪203‬‬ ‫مقارنة التكاليف اللوجستية بني املوانئ اجلزائرية والتونسية واملغربية ‪2012‬‬ ‫‪6-5‬‬
‫‪205‬‬ ‫مؤشر اداء اخلدمات اللوجستية ‪ LPI‬للدول العربية لسنة ‪2012‬‬ ‫‪7-5‬‬
‫قائمة الجداول‬

‫‪209‬‬ ‫حصيلة التجارة اخلارجية سنة ‪2012‬‬ ‫‪8-5‬‬


‫‪210‬‬ ‫امليزان التجاري ‪2013-2012‬‬ ‫‪9-5‬‬
‫‪211‬‬ ‫توزيع حركة البضائع حسب املوانئ اجلزائرية لسنة ‪2012‬‬ ‫‪10-5‬‬
‫‪212‬‬ ‫هيكل حركة البضائع ‪2012-2001‬‬ ‫‪11-5‬‬
‫‪214‬‬ ‫حركة سفن االيداء ‪ RO-RO‬مبيناء جباية‬ ‫‪12-5‬‬
‫‪215‬‬ ‫تشغيل حمطات احلاويات يف "حمطة جباية املتوسطية"‬ ‫‪13-5‬‬
‫‪216‬‬ ‫توزيع حركة البضائع املستوردة يف ميناء جباية حسب الدول املصدرة‬ ‫‪14-5‬‬
‫‪217‬‬ ‫حركة الشحن مبيناء جن‪-‬جن (‪)2012-2001‬‬ ‫‪15-5‬‬
‫‪219‬‬ ‫حركة البضائع االمجالية سنيت ‪ 2011‬و‪ 2012‬مليناء جن‪-‬جن‬ ‫‪16-5‬‬
‫‪220‬‬ ‫تطور توزيع حركة البضائع املستوردة حسب املناطق اجلغرافية (‪)2012-2011‬‬ ‫‪17-5‬‬
‫مليناء جن‪-‬جن‬
‫‪220‬‬ ‫حركة الشحن والتفريغ يف ميناء جن‪-‬جن حسب املناطق اجلغرافية (‪-2011‬‬ ‫‪18-5‬‬
‫‪)2012‬‬
‫‪221‬‬ ‫عدد السفن الداخلة مليناء مستغامن‬ ‫‪19-5‬‬
‫‪222‬‬ ‫جتارة البضائع يف ميناء مستغامن‬ ‫‪20-5‬‬
‫‪223‬‬ ‫حركة احملروقات يف ميناء سكيكدة‬ ‫‪21-5‬‬
‫‪225‬‬ ‫حركة السلع العامة يف ميناء سكيكدة ‪2013-2011‬‬ ‫‪22-5‬‬
‫‪226‬‬ ‫حركة السفن يف ميناء سكيكدة ‪2013-2003‬‬ ‫‪23-5‬‬
‫‪228‬‬ ‫احصائيات احلركة املالحية للبضائع يف ميناء اجلزائر‬ ‫‪24-5‬‬
‫‪229‬‬ ‫تطور حركة احلاويات يف ميناء اجلزائر‬ ‫‪25-5‬‬
‫‪230‬‬ ‫حركة ميناء أرزيو‬ ‫‪26-5‬‬
‫‪231‬‬ ‫حركة البضائع املتنوعة يف ميناء أرزيو‬ ‫‪27-5‬‬
‫‪232‬‬ ‫حركة البضائع يف ميناء أرزيو سنة ‪2013‬‬ ‫‪28-5‬‬
‫‪236‬‬ ‫تطور شبكة الطرق يف اجلزائر(‪)2012-1962‬‬ ‫‪29-5‬‬
‫قائمة الجداول‬

‫‪237‬‬ ‫مكونات مقاطع الطريق السيار شرق‪-‬غرب‬ ‫‪30-5‬‬


‫‪237‬‬ ‫أرقام عن أهم العناصر يف الطريق السيار شرق غرب‬ ‫‪31-5‬‬
‫‪239‬‬ ‫احلصص الثالثة للطريق السيار والشركات املكلفة باالجناز‬ ‫‪32-5‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫رقم‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫الصفحة‬
‫‪7‬‬ ‫التداخل بني أنشطة تنظيم التدفقات من املواد اخلام إىل املنتوج النهائي‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪19‬‬ ‫وظيفة اللوجستيك‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪19‬‬ ‫مكونات نظام اللوجستيك‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪25‬‬ ‫جمال و نطاق أنشطة اإلمداد و التوزيع‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪26‬‬ ‫التداخل بيم مكونات إدارة اإلمداد على مستوى املشروع‬ ‫‪5-1‬‬
‫‪29‬‬ ‫مكونات نظام التوزيع املادي‬ ‫‪6-1‬‬
‫‪30‬‬ ‫تكاليف التوزيع املادي‬ ‫‪7-1‬‬
‫‪32‬‬ ‫وظيفة اللوجستيات و عالقتها بوظائف اإلنتاج و التسويق‬ ‫‪8-1‬‬
‫‪37‬‬ ‫مثلث القرارات اللوجيستية‬ ‫‪9-1‬‬
‫‪40‬‬ ‫تنظيم ادارة اللوجستيك‬ ‫‪10-1‬‬
‫‪69‬‬ ‫كيفية حتقيق التعاون بني وسائل النقل‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪81‬‬ ‫ملخص عمل املوانئ اجلافة‬
‫ّ‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪87‬‬ ‫تطور تكاليف النقل‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪108‬‬ ‫املنافع الناجتة عن نشاط النقل الربي‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪117‬‬ ‫متطلبات نظام النقل املستدام‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪186‬‬ ‫حركة البضائع داخل البحر املتوسط‬ ‫‪1-5‬‬
‫‪191‬‬ ‫تطوير قطاع اللوجستيك‬ ‫‪2-5‬‬
‫‪210‬‬ ‫تطور التجارة اخلارجية (‪)2012-2005‬‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪212‬‬ ‫توزيع حركة البضائع حسب املوانئ اجلزائرية لسنة ‪2012‬‬ ‫‪4-5‬‬
‫‪213‬‬ ‫حركة البضائع يف ميناء جباية (‪)2012-2001‬‬ ‫‪5-5‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫‪214‬‬ ‫تقسيم حركة البضائع حسب النوع( ‪( )2012-2001‬ألف طن)‬ ‫‪6-5‬‬


‫‪215‬‬ ‫حركة سفن اإليداء يف ميناء جباية (‪)2012-2006‬‬ ‫‪7-5‬‬
‫‪218‬‬ ‫تطور حركة البضائع يف ميناء جن جن (‪)2012-2001‬‬ ‫‪8-5‬‬
‫‪224‬‬ ‫تقسيم أنشطة ميناء سكيكدة سنة ‪2013‬‬ ‫‪9-5‬‬
‫‪224‬‬ ‫حركة احملروقات مبيناء سكيكدة (‪() 2013-2003‬طن)‬ ‫‪10-5‬‬
‫‪225‬‬ ‫البضائع العامة املتداولة يف ميناء سكيكدة ‪2013‬‬ ‫‪11-5‬‬
‫‪226‬‬ ‫تطور حركة البضائع العامة يف ميناء سكيكدة (‪)2013-2003‬‬ ‫‪12-5‬‬
‫‪227‬‬ ‫حركة احلاويات يف ميناء سكيكدة (‪)2013-2003‬‬ ‫‪13-5‬‬
‫‪228‬‬ ‫األثر الرجعي حلركة املالحة البحرية (‪)2012-2002‬‬ ‫‪14-5‬‬
‫‪229‬‬ ‫تطور حركة البضائع يف ميناء اجلزائر (‪)2012-2002‬‬ ‫‪15-5‬‬
‫‪230‬‬ ‫تطور حركة احلاويات يف ميناء اجلزائر (‪)2012-2002‬‬ ‫‪16-5‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫قائمة المالحق‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫التسلسل‬


‫‪271‬‬ ‫صور السفن املختلفة واخلرائط‬ ‫امللحق رقم ‪1‬‬
‫‪276‬‬ ‫مصطلحات التجارة اخلارجية‬ ‫امللحق رقم ‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -1‬توطئة‪:‬‬

‫تعترب مشروعات النقل بأنواعه املختلفة الربي‪ ،‬البحري‪ ،‬اجلوي‪ ،‬عرب السكك احلديدية‪ ،‬أحد املقومات الرئيسية‬
‫ألي دولة‪ ،‬سواء كانت متطورة أو يف طور النمو‪ ،‬وتلعب هذه املشروعات دوراً إجيابياً وفعاالً يف اقتصاديات‬
‫الدول ومن املسلمات اليت ال خيتلف عليها أحد أن التجارة الدولية والنقل وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فالنقل هو‬
‫عصب التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وشريان احلياة للتبادل التجاري الدويل والنقل البحري ٍ‬
‫بصفة خاصة‪،‬‬
‫وكلما انتعشت التجارة الدولية تزايد الطلب على خدمات النقل البحري ألنه يعترب طلباً تكاملياً مع التجارة‬
‫اخلا رجية الدولية‪ ،‬ووسائل النقل األخرى ال ميكنها منافسة النقل البحري يف تكلفه النقل وىف أفضلية تعاظم‬
‫الكميات واألحجام املنقولة‪.‬‬

‫لذا يصبح من الضروري‪ ،‬عند وضع اخلطط أن تعطى أولوية أوىل لتنمية قطاع النقل وتشغيل وسائله‪ ،‬تليها‬
‫اخلطط اليت تنمى االستخدام للموارد واخلدمات‪.‬‬

‫وعملية النقل يف ظل التطور الدويل احلايل‪ ،‬تقود بالفعل عملية التنمية من أجل تنشيط ودعم االقتصاد الوطين‪،‬‬
‫هذا ومل تعد عملية النقل وتشغيلها واالنتفاع هبا جمرد خدمة فقط‪ ،‬بل تعترب الوجه اآلخر لعملية التجارة‪ ،‬ومن‬
‫مث تكون عملية النقل خدمة ووسيلة إنتاج‪ ،‬وهى بذلك تكون سبيل االنفتاح االقتصادي‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬فإن األمر يتطلب وضع رؤية مستقبلية لقطاع النقل حىت يتطور هذا القطاع‪ ،‬وينطلق إىل‬
‫آفاق أرحب‪ -‬يف ظل املفاهيم العاملية احلديثة –‪.‬‬

‫ويشري مفهوم اللوجستيات إىل أسلوب إدارة تدفق السلع واخلدمات اليت حتتاج إليها املؤسسة ونظام املعلومات‬
‫الالزم لتحقيق هذا التدفق‪ ،‬وتتالشى أمهية وظيفة اللوجستيك يف حالة قيام املؤسسة بإنتاج مجيع السلع‬
‫واخلدمات الالزمة للتشغيل إال أن هذه احلالة مل تعد متثل الواقع االقتصادي يف وقتنا احلايل الذي تعمل‬
‫املؤسسات يف ظله‪.‬‬

‫ومن خالل إدارة اللوجستيك ميكن التغلب على اختالفات الزمن واملكان وتوريد السلع وتوفري اخلدمات‬
‫بأسلوب كفء وفعال‪ .‬وبالتايل ميكن تعريف نشاط اللوجستيات بأنه نشاط يتعامل مع أنشطة حتريك املخزون‬

‫‌أ‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫مبا يؤدي إىل تدفق املنتج بداية من مرحلة شراء املادة اخلام وانتهاء عند مرحلة االستهالك النهائي هذا باإلضافة‬
‫إىل إطار املعلومات الذي يضمن توفري املنتج النهائي للعمالء مبستوى مقبول‪.‬‬

‫ويعترب النقل واللوجستيك وظيفتني متداخلتني‪ ،‬مبعىن أن النقل يدخل ضمن السلسلة اللوجيستية‪ ،‬بينما تلعب‬
‫األنشطة اللوجيستية املختلفة دور املنسق واملكمل لوظيفة النقل‪ ،‬ولذا ال ميكن ألي منها االستغناء عن‬
‫األخرى‪ ،‬خاصة يف الوقت الراهن‪ ،‬أين أصبح من الضروري إتباع كل الطرق والوسائل املمكنة لتقدمي أفضل‬
‫اخلدمات هبدف إرضاء العمالء‪ ،‬الذين صارت سلوكياهتم خمتلفة و طلباهتم متميزة خبصائص حمددة‪ .‬ووظيفة‬
‫النقل هي الوظيفة اليت تؤدي إىل حتقيق الرتابط ما بني مرافق املؤسسة وبني األسواق احمللية والدولية‪ ،‬لذلك فإن‬
‫حجم اإلنفاق على خدمات النقل والشحن ميثل أكرب نسبة إنفاق يف جمال اللوجستيات‪.‬‬

‫و ترجع أمهية وظيفة النقل إىل أهنا تساعد على إضافة املنافع الزمنية واملكانية للسلعة حيث تتحدد سرعة‬
‫انتقال املنتجات من نقطة إىل أخرى يف ضوء كفاءة هذه الوظيفة‪ ،‬فإذا مل يتوفر املنتج املعني يف املكان والزمان‬
‫اللذان تظهر فيهما احلاجة إليها فإن املؤسسة قد تعاين من العديد من املشاكل ذات التأثري السليب على األرباح‬
‫درجة والء العمالء وتوقف اإلنتاج‪.‬‬ ‫مثل إلغاء طلبيات العمالء و افخفا‬

‫على مستوى الدولة ككل جند أن نظام النقل والشحن املتطور يساهم يف درجة التقدم اليت ميكن أن يصل إليها‬
‫االقتصاد القومي وذلك من خالل اإلسهام يف خلق ظروف املنافسة وحتقيق اقتصاديات احلجم يف جمال اإلنتاج‬
‫وختفيض تكاليف إنتاج السلع و اخلدمات‪.‬‬

‫ومع ظهور العوملة وتطور النشاط االقتصادي والتطور السريع لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬تسعى‬
‫املؤسسات إىل تطوير وتنظيم شبكات عاملية إسرتاتيجية وفعالة‪ ،‬هذه الشبكات واليت تسمى عادة باللوجستيك‬
‫الشامل هتدف إىل دمج مصادر متوين‪ ،‬إنتاج وتوزيع املنتجات‪.‬‬

‫ولتعزيز هذه الشبكات اللوجيستية الشاملة واليت تتوافق مع أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬فيقع على عاتق الدولة‬
‫تطوير وتنفيذ سياسات نقل متماسكة‪ ،‬فمع تطور التجارة الدولية على الدولة أن تطور البنيات التحتية مبا‬
‫يتناغم مع تطور حجم التجارة الدولية‪.‬‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫فالبنيات التحتية هي احللقات األساسية يف منظومة النقل الدويل لكوهنا منفذا رئيسيا ملرور تدفقات البضائع‬
‫إىل مقرها النهائي‪ ،‬فقد أصبحت احلاجة ملحة إىل تطوير النقل الدويل من خالل بنيات لوجيستية تتمتع‬
‫بسمعة عاملية ومزايا تنافسية يف تقدمي خدماهتا وبتقنيات حديثة‪.‬‬

‫إذا فإن الدول كافة تتنافس من أجل تطوير بناها التحتية مبا يتواكب مع تقنيات العصر‪ ،‬حيث أنه كلما كانت‬
‫البنيات التحتية متطورة وتعمل من خالل سلسلة لوجيستية تتبع تقنيات حديثة خاصة إذا كانت متمتعة مبوقع‬
‫جغرايف متميز (كحالة اجلزائر) فال شك أن الدولة ستحظى بنصيب أكرب يف التجارة العاملية‪.‬‬
‫أي أنه بداية وهناية ميكننا القول بأن العالقة بني التجارة الدولية والنقل تتجسد يف حتمية تطوير البىن التحتية‬
‫األساسية بفكر لوجيسيت حديث وتبين اسرتاتيجيات واضحة ختدم التطور املرجو ملا يف ذلك من تأثري متعاظم‬
‫علي حجم التجارة الدولية من خالل املراكز اللوجيستية كآلية حديثة يف تطوير البىن التحتية مبا يدعم صناعة‬
‫النقل البحري والربي واجلوي وعرب السكك احلديدية‪ ،‬وبالتايل حيقق املعادلة اللوجيستية «التميز يف جودة‬
‫اخلدمة بالكفاءة مع حتقيق املرونة يف التكلفة واخلفض يف زمن األداء»‪ ،‬فتلك املراكز تعمل ً‬
‫دائما يف اجتاه‬
‫ختفيض التكلفة اللوجيستية للصادرات والواردات من خالل سلسلة لوجيستيات التجارة ويف كافة مراحل‬
‫أيضا أن صناعة اللوجستيات متثل حو ًارا من نوع خاص يتم تبادله‬
‫ووسائط النقل املختلفة‪ ،‬كما ميكننا القول ً‬
‫أيضا حمصلة حوار وتفاعل ال ينتهي ما بني‬
‫بصورة متقدمة ما بني التجارة الدولية والبىن التحتية‪ ،‬فإهنا تعد ً‬
‫اقتصاد املبادالت التجارية الدولية ووسائط النقل العاملية املتعددة وما به من تقنيات‪ ،‬من خالل اخلفض‬
‫املستمر يف زمن أداء اخلدمة ورفع مستواها التقين مع احلفاظ علي جودهتا مبا يضمن التنافسية والعاملية‪ ،‬فقطاع‬
‫لوجيسيت غري ناجع يؤدي إىل تكلفة زائدة و أجال غري حمكمة سواء عند استرياد املواد األولية أو تصدير‬
‫املنتجات أو توزيعها باألسواق الداخلية‪ .‬لذا تشكل اإلسرتاتيجية اللوجستية اجلديدة حلقة ضرورية لدعم‬
‫االسرتاتيجيات القطاعية و تطوير تنافسية االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪ -2‬اشكالية البحث‪:‬‬

‫بالرغم من كل العقبات و املشاكل اليت يواجهها قطاع النقل ( خاصة نقل البضائع ) فإن تدفقات السلع يف‬
‫املنطقة – البحر األبيض املتوسط – يف ارتفاع مستمر خاصة يف السنوات األخرية‪ ،‬وهذا راجع إىل تطور‬
‫والطلبات على البضائع الناتج‬ ‫التجارة الدولية وخلق منطقة التبادل احلر االورومتوسطية‪ ،‬والتنوع يف العرو‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫أساسا عن العوملة وأثرها على سلوك العمالء حبيث أصبحوا يبحثون عن اجلودة والدقة والسرعة بدال من‬
‫االكتفاء مبا يوفره السوق مهما كانت سلبياته‪ ،‬ولذا أصبح من الضروري االهتمام مبوضوع اللوجستيك والنقل‬
‫نظرا ملا هلما من دور فعال وكبري يف التطور االقتصادي وختفيض تكاليف السلع وبعث روح جديدة للتجارة‬
‫االورومتوسطية وتلبية أذواق ورغبات املستهلكني بتوفري املنتج املناسب يف الوقت املناسب باملكان املناسب‬
‫وبالتكلفة األنسب وهذا ما تعاين منه دول عديدة من بينها اجلزائر‪ ،‬حبيث حتتل املرتبة ‪ 96‬عامليا من بني ‪134‬‬
‫دولة يف جمال النقل واللوجستيك‪ ،‬لسنة ‪.2014‬‬

‫ومبا أن اجلزائر تتوفر على ميزة مرتبطة أساسا بالقرب اجلغرايف (املوقع) يصبح هنا العنصر اللوجسيت مهم كون‬
‫فعالية اللوجستيك تكمن يف خفض تكلفة املعامالت وتطوير جناعة املبادالت التجارية‪ .‬وتنمية قطاع‬
‫اللوجستيك بالنسبة للجزائر يشكل حتديا رئيسيا للتنمية االقتصادية عرب زيادة تدفق السلع على حد سواء‬
‫لالسترياد والتصدير‪ ،‬كما أنه قطاع حيوي جملموعة من األسباب أمهها خلق لفرص العمل‪ ،‬املسامهة يف تنافسية‬
‫اجلزائر عامة والشركات بوجه خاص‪ ،‬كذلك جلب رؤوس األموال ومصدر االحرتاف والعصرنة‪ ،‬إضافة اىل أن‬
‫جناعة اللوجستيك تشكل بوابة عرب اخلارج‪ .‬ومن هنا يتوجب على الدولة تطوير شبكة وطنية مندجمة للمناطق‬
‫االستهالك ومناطق اإلنتاج وأهم نقاط املبادالت التجارية والبنيات التحتية‬ ‫اللوجيستية بالقرب من أهم أحوا‬
‫الكربى للنقل و تنمية الكفاءات عرب خمطط وطين لتكوين العمال واإلطارات‪.‬‬

‫أي أنه ميك ننا أن جنمل القول يف أن العالقة بني التجارة الدولية والنقل وضرورات إقامة مراكز لوجيستية ال‬
‫شك هي عالقة عضوية وتبادلية حتقق أهداف منظمة التجارة العاملية أال وهي التوسع يف حجم التجارة‬
‫املتداولة بني دول العامل‪.‬‬

‫من هنا نطرح إشكالية موضوعنا و اليت تتمثل يف‪ :‬كيف يساهم التطور اللوجستي للنقل في التنمية‬
‫االقتصادية للجزائر؟‬

‫لإلملام باملوضوع حناول اإلجابة على األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ -‬ماهي األعمال اللوجستية؟‬
‫‪ -‬ما هي أمهية قطاع النقل وكيف يساهم النقل يف التنمية االقتصادية؟‬
‫‪ -‬ما هو وضع قطاع اللوجستيك يف اجلزائر؟‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -‬ما هي احللول لتطوير قطاع النقل الدويل للبضائع يف اجلزائر؟‬


‫‪ -3‬فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫ولإلجابة على مجلة األسئلة املطروحة أعاله جيدر بنا وضع فرضيات للبحث أمهها‪:‬‬

‫‪ ‬تدعيم البنيات التحتية خاصة املوانئ واألساطيل البحرية جينب خسائر كبرية تنتج عن املبادالت‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا يتطلب تشجيع قطاع النقل مبختلف أنواعه سواء كان مسريا من طرف الدولة أو‬
‫القطاع اخلاص هبدف تنمية التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم القطاع اللوجسيت عامة والنقل خاصة يعمل على حتقيق ميزة تنافسية للموانئ اجلزائرية ومنه فإن‬
‫تطويره سيساهم يف عملية التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد تأثري اللوجستيك على التكاليف الكلية للمنتج النهائي من خالل دراسة العالقات بني أعضاء‬
‫سالسل اللوجستيك‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد أمهية النقل والبنيات التحتية املتطورة يف التنمية االقتصادية‬
‫‪ -‬واقع قطاع النقل ‪ ،‬ومدى تطور املوانئ البحرية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أمهية اللوجستيك يف ختفيض وقت نقل البضاعة وأهم التحديات اليت تواجه هذا القطاع يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمية البحث‪:‬‬
‫يستمد البحث أمهيته كونه يشكل إحدى الدراسات اليت تتناول املنظور اخلارجي لقطاع النقل يف الدولة‪ ،‬ودور‬
‫النقل الكفء والبىن التحتية املتطورة يف تسهيل املبادالت التجارية الدولية وحتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬إذ أن‬
‫اخلرباء أكدوا أن التطور اللوجيسيت هو السبيل الوحيد الكتساب ميزة تنافسية دولية يف قطاع النقل‪ ،‬خصوصا‬
‫يف قطاع النقل البحري الذي حيوز على حصة األسد يف التجارة اخلارجية اجلزائرية‪.‬‬

‫من الناحية العملية‪ ،‬يستمد البحث أمهيته من احلاجة إىل دراسة وضع املوانئ اجلزائرية ومدى حداثة هيكلها‬
‫وأساليب تسيريها‪ ،‬إضافة إىل دراسة واقع استثمارات الدولة يف باقي أنواع النقل األخرى باعتبارها املكمل‬
‫لعمليات النقل عرب البحر‪ ،‬خصوصا مع ظهور نظام النقل متعدد الوسائط الذي يستوجب إعطاء أمهية لكل‬
‫أنواع نقل البضائع دون استثناء‪ ،‬وذلك نتيجة شدة املنافسة‪ ،‬خاصة يف ظل االجتاه احلديث حنو فتح األسواق‪.‬‬

‫‌‬
‫ج‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -6‬مبررات اختيار الموضوع ‪:‬‬


‫‪ -‬أمهية املوضوع خاصة وأن اجلزائر تسعى إىل تطوير جتارهتا اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬التخصص يف جمال اللوجستيك والتجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق قيمة ذات داللة للعميل واليت حتدد بتوفري السلعة بالوقت و املكان املناسبني‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة اللوجستيك بتحقيق إسرتاتيجية التمايز خصوصا يف التكلفة‪ ،‬فضال عن حتقيق التوسع يف السوق‬
‫وزيادة احلصة السوقية وزيادة الرحبية‪.‬‬
‫‪ -‬أمهية قطاع النقل وخصوصا النقل الدويل للبضائع يف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف دراسة موضوع لوجستيك النقل والتوسع فيه و كشف جوانبه باعتباره موضوع جديد‪.‬‬
‫‪ -7‬حدود البحث‪:‬‬

‫موضوع اللوجستيك موضع شاسع وأصبح يشمل العديد من املؤسسات والشركات الدولية والعاملية يف الوقت‬
‫احلايل‪ ،‬وباحلديث عن موضوع لوجستيك النقل الدويل للبضائع يف اجلزائر فأن األمر هنا يقتصر على‬
‫لوجستيك النقل البحري باعتبار أن أكثر من ‪ %90‬من التجارة الدولية يف اجلزائر تتم عن طريق النقل‬
‫البحري‪ .‬ومن خالل إشكالية البحث اليت تقدم طرحها وأمهية املوضوع‪ ،‬فإن الدراسة تقتصر على احلدود‬
‫التالية‪:‬‬

‫إحصائيات نقل البضائع‬ ‫‪ -‬تقتصر هذه الدراسة على املوانئ البحرية‪ ،‬حيث يتم التطرق إىل وضعها وعر‬
‫خالل العشرية األخرية (‪ )2012-2002‬أين خصصت الدولة مشاريع لتطوير أداء هذه املوانئ؛‬

‫‪ -‬وسيتم يف هذه الدراسة دراسة مقارنة بني مدى تطبيق نظام لوجستيك النقل يف اجلزائر ودول أجنبية أخرى‬
‫متطورة يف اجملال‪.‬‬

‫‪ -‬وسيتم أيضا دراسة املوضوع يف الدول األورومتوسطية لتبيان مدى أمهيته يف املبادالت التجارية الدولية يف‬
‫املتوسط‪ ،‬ومدى أمهية تطوير البنيات التحتية يف اجلزائر ملواكبة التطورات احلاصلة يف الدول املتقدمة لتجنب‬
‫عرقلة احلصول على اآلالت املستوردة ومنه ختفيض تكاليف النقل‪.‬‬

‫‌‬
‫ح‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -8‬المنهج المتبع‪:‬‬
‫اعتمدنا يف هذه الدراسة على حتليل البيانات باعتبارها دراسة وصفية حتليلية‪ ،‬باالستناد على املقابالت‬
‫الشخصية واملالحظات امليدانية‪ ،‬حيث اعتمدنا على املنهج االستقرائي االستنباطي وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬استخدام املنهج االستقرائي (وفيه نبدأ باجلزئيات للوصول إىل التوصيات العامة) يف العديد من‬
‫املباحث‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬مفاهيم اللوجستيك؛‬
‫‪ -‬أنواع النقل ومميزات كل نوع؛‬
‫‪ -‬دراسة مقومات النقل متعدد الوسائط؛‬
‫‪ -‬دور املوانئ اجلافة يف تفعيل النقل متعدد الوسائط؛‬
‫‪ -‬دور النقل والبنيات التحتية له يف حتقيق التنمية االقتصادية وتفعيل التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام املنهج االستنباطي يف العديد من املباحث‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬مؤشرات األداء للوجستيات يف الدول العربية؛‬
‫‪ -‬أداء املوانئ اجلزائرية يف تفعيل عملية االسترياد والتصدير؛‬
‫‪ -‬االستثمارات يف قطاع النقل يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -9‬األساليب والطرق والمواد المستخدمة‪:‬‬
‫مت احلصول على البيانات الالزمة للدراسة من مصادر وثائقية‪ ،‬مراجع‪ ،‬حبوث املؤمترات‪ ،‬واملقاالت املرتبطة‬
‫باملوضوع‪ .‬وبغية توفري مصادر علمية جلمع البيانات واملعلومات الالزمة‪ ،‬مت استخدام جمموعتني من األساليب‬
‫العلمية يف التعامل مع بيانات الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬مت االستناد على مصادر بيانات ثانوية‪ ،‬وتشمل أساسا تسجيل وحتليل البيانات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬البيانات االقتصادية اخلاصة بإحصائيات حركة البضائع يف املوانئ اجلزائرية‪ ،‬واالستثمارات يف‬
‫قطاع النقل؛‬
‫‪ -‬قواعد بيانات النقل البحري العاملي‪ ،‬وإحصائيات حركة البضائع بني دول العامل عامة‪ ،‬وبني‬
‫اجلزائر وباقي دول العامل خاصة؛‬

‫‌‬
‫خ‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫توثيق الدراسات‬ ‫‪ ‬مت استخدام األساليب النوعية يف الدراسة لرصد البيانات واملعلومات الالزمة بغر‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على الوثائق الرمسية‪ ،‬مثل القوانني واالتفاقيات والتقارير؛‬
‫‪ -‬االستناد على مراجع اقتصاديات النقل وأنواعه املختلفة‪ ،‬على الرغم من ندرهتا؛‬
‫‪ -‬الرجوع إىل البحوث الواردة باملؤمترات احمللية والدولية املرتبطة؛‬
‫‪ -‬االعتماد على املواقع الرمسية مثل موقع الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وزارة النقل‪ ،‬مواقع املوانئ‬
‫اجلزائرية وغريها‪.‬‬
‫‪ -10‬تقسيمات البحث‪:‬‬
‫و من أجل اإلملام باملوضوع واإلجابة على إشكالية الدراسة واختبار الفرضيات املصاغة سيتم تقسيم البحث‬
‫على ‪ 5‬فصول حيث يستهل الفصل األول بالتعريف مبوضوع اللوجستيك‪ ،‬تعريفه‪ ،‬تطوره‪ ،‬أمهيته‪ ،‬عملياته‪،‬‬
‫أنشطته وكيفية التنسيق بني أنشطته باإلضافة إىل تطور الشبكات التجارية مث العر لكيفية التخطيط والتنظيم‬
‫يف العمل اللوجسيت وكذا الرقابة اللوجيستية‪.‬‬
‫يف الفصل الثاين مت التطرق إىل مفهوم النقل وأمهيته على مستوى املؤسسة والدولة ككل‪ ،‬وكذا إىل األمهية‬
‫النسبية لكل وسيلة من وسائل النقل وكيفية حتقيق التكامل بينها لالستفادة من مزايا كل وسيلة لتحقيق أعلى‬
‫درجة من الكفاءة يف نقل البضائع بأقل تكلفة وأقصر مدة زمنية‪ ،‬وسيتم التطرق بذلك اىل نظام النقل متعدد‬
‫الوسائط كنظام نقل جديد جيمع ويكمل األساليب التقليدية املعروفة لتحقيق أكرب قدر من املنفعة‪.‬‬
‫مث سنتطرق يف الفصل الثالث لألمهية االقتصادية للنقل‪ ،‬ودور البنيات التحتية للنقل يف التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫ومقابل فوائده قد أضحى قطاع النقل يف حاضرنا أكرب مصدر ملوث للبيئة‪ ،‬وجاء النقل املستدام الذي شكل‬
‫توافقا بني التنمية االقتصادية من جهة والتنمية االجتماعية والبيئية من جهة أخرى‪.‬‬
‫أما يف الفصل الرابع فسيتم التطرق إىل ماهية التجارة الدولية واملبادالت الدولية ونظرياهتا وسياساهتا التجارية‪،‬‬
‫وإشكالية انضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫الفصل األخري يتمثل يف الدراسة امليدانية للفصول السابقة وإجراء مقارنة للتطور اللوجسيت بني الدول االفريقية‬
‫بشكل عام‪ ،‬ويف اجلزائر بشكل خاصة‪ ،‬مع دراسة حركة البضائع املصدرة واملستوردة يف املوانئ اجلزائرية خالل‬
‫العشرية األخرية‪ ،‬وتأثري اعطاء االمتياز للشركات العاملية يف تسيري املوانئ اجلزائرية‪ ،‬كما سنخصص جزء من‬

‫‌د‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫دراستنا للنقل الطرقي ودراسة األمهية االقتصادية ملشروع القرن "الطريق السيار شرق‪-‬غرب" نظرا ألنه سيقوم‬
‫بالربط بني املوانئ البحرية والطرق الوطنية‪ ،‬كما سنتطرق اىل مشاريع الدولة يف قطاع النقل بكامله‪.‬‬

‫‪ -11‬الدراسات السابقة‬

‫تعددت الدراسات اليت تناولت موضوع اللوجستيك والنقل واستقرت على استخدام أو تبين نظام اللوجستيك‬
‫لتخفيض التكاليف مع احملافظة على جودة املنتج وإيصاله إىل الزبون يف الوقت واملكان املناسبني‪ ،‬وفيما يلي‬
‫جمموعة من الدراسات العربية و األجنبية اليت تناولت هذا املوضوع‪:‬‬

‫"إدارة اللوجستيك‪ :‬ختطيط و تنظيم ورقابة سلسلة‬ ‫‪Ronald H.Ballou‬‬ ‫‪ ‬دراسة رونالد اتش بالو‬
‫اإلمداد"‪.2006 ،‬‬

‫تناولت هذه الدراسة مدى مسامهة األنشطة اللوجيستية يف توفري املنتجات واخلدمات للعمالء يف الوقت‬
‫املناسب واملكان املناسب واهليئة املطلوبة‪ ،‬وذلك عالوة على مناسبتها من ناحية الربح أو التكلفة‪ ،‬وركزت‬
‫كذلك على ختطيط وتنظيم والرقابة على هذه األنشطة واليت بدورها تعترب العناصر األساسية لنجاح اإلدارة يف‬
‫أي مؤسسة‪ ،‬وأعطت الدراسة تركيزا للتخطيط االسرتاتيجي واختاذ القرار‪ .‬وربطت الدراسة النقل باإلمداد كأحد‬
‫العناصر املهمة يف خدمة العمالء وتلبية طلباهتم بسرعة وكفاءة عالية‪ ،‬كما أنه أحد العوامل احليوية يف‬
‫اإلسرتاتيجية املناسبة للشركات‪ ،‬حيث أن صناعة القرار اللوجيسيت يقوم على معلومات خاصة بنظم النقل‬
‫والتخزين واملناولة والتكاليف املرتبطة بكل نظام وذلك للتوصل إىل األسلوب األمثل يف تنفيذ املهام اللوجيستية‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة محادة فريد منصور "اقتصاديات النقل"‪.2001 ،‬‬

‫اجليد خلدمات النقل‬ ‫تناولت هذه الدراسة أمهية جمال النقل وارتباطه بالعلوم األخرى‪ ،‬وإىل خصائص العر‬
‫مع إيضاح امليزات اليت تتمتع هبا كل وسيلة نقل‪ ،‬وأبرزت كذلك أمهية وطريقة تقدير الوقت املقتصد مستخدمة‬
‫أسلوب التفضيل ‪ ،Revealed preference‬مث تعرضت إىل سوق النقل واملنافسة داخل القطاع واملنافسة داخل‬
‫السوق‪ ،‬مث تطرقت إىل موضوع التكاليف والطلب والتسعري مرورا بكل أنواع النقل‪ :‬السكك احلديدية‪ ،‬النقل‬
‫البحري‪ ،‬النقل اجلوي‪ ،‬النقل الربي‪ ..‬وأبرز أهم خصائص هذه الوسائل ومميزاهتا‪.‬‬

‫‌ذ‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ ‬دراسة هنال فريد مصطفى و جالل إبراهيم العبد‪" ،‬إدارة اللوجستيك ‪،"Logistics Management‬‬
‫‪.2003‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إىل تعريف القارئ باملفهوم احلديث للوجستيات وبالعناصر املختلفة اليت تشكل مع‬
‫بعضها البعض النظام املتكامل هلذا النظام‪ ،‬وإىل األنشطة الرئيسية اليت تساعد على حتقيق أهداف إدارة‬
‫اللوجستيات مثل أنشطة الشراء و التخزين و الرقابة على املخزون والنقل‪ ،‬كما ناقشت عمليات ختطيط وتنظيم‬
‫أنشطة اللوجستيات والرقابة عليها يف ضوء نظام شامل للمعلومات اإلدارية يسمح بتقييم األداء املايل لعمليات‬
‫اللوجستيات وحتديد مدى تأثريها على رحبية املشروع ‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة مسرية إبراهيم حممد أيوب "اقتصاديات النقل" ‪.2003/2002‬‬

‫تناولت هذه الدراسة مفهوم صناعة النقل عامة وأنواعها وخصائصها وحمددات الطلب عليها والعوامل اليت تؤثر‬
‫منها‪ ،‬كما ختصصت الدراسة يف حتليل األمهية االقتصادية واالجتماعية لكل نوع من أنواع‬ ‫يف حجم املعرو‬
‫النقل‪ ،‬وكذا الدور االقتصادي للنقل يف عملية اإلمناء االقتصادي‪ ،‬وتعرضت أيضا إىل حتليل املشاكل‬
‫االقتصادية والتمويلية املرتبطة باالستثمار يف قطاع النقل وأساليب العالج املقرتحة ملواجهة هذه املشاكل‪،‬‬
‫وعرضت الدراسة أفضل أساليب التسعري اليت تتالءم مع طبيعة وخصائص صناعة النقل وظروف العر‬
‫والطلب والتكاليف‪.‬‬

‫‪Moise Donald DAILLY, Logistique et transport international de‬‬ ‫‪ ‬دراسة‬


‫‪marchandises 2013.‬‬

‫تناولت هذه الدراسة واقع املبدالت التجارية الدولية للبضائع‪ ،‬ودور البنيات التحتية للنقل يف تفعيل التجارة‬
‫الدولية واكتساب الدولة ميزة تنافسية يف هذا اجملال‪ ،‬كما تطرقت إىل حركة احلاويات وتدفقات البضائع بني‬
‫دول العامل‪ ،‬وأشارت إ ىل أن جمال التجارة والنقل البحري يتطلب مواجهة حتدي التسيري الكفء للموانئ‬
‫والتجهيز احلديث هلا حىت ال تبقى يف هامش االجتاهات العاملية‪ ،‬خصوصا وأنه أين ترتفع تكاليف النقل‪،‬‬
‫تضعف حصة التجارة الدولية‪ ،‬وارتفاع تكاليف النقل يعود إىل املشاكل املتعلقة بتسيري املوانئ والشركات‬
‫املالحية‪.‬‬

‫‌ر‬
‫مقدمة عامة‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع والتنمية االقتصادية‪-‬حالة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -12‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫متثلت صعوبات الدراسة يف التنقل لدراسة ‪ 10‬موانئ جزائرية‪ ،‬وصعوبة اإلجراءات اخلاصة بالدخول هلذه‬
‫املوانئ اليت تتطلب وقتا طويال مما يؤخر احلصول املعلومات‪ .‬هذا وعدم توفر املعلومات اخلاصة باالستثمار يف‬
‫قطاع النقل الربي والسككي يف العشرية األخرية وصعوبة حتليل النتائج وإسقاط تأثري هذه االستثمارات على‬
‫التنمية االقتصادية‪ .‬إضافة إىل عدم وجود ارتباط بني املوانئ اجلزائرية ولذلك يصعب ربط تذبذب إحصائيات‬
‫ما يف ميناء معني مع إحصائيات املواين األخرى خصوصا وأنه مت إعطاء االمتياز للشركاء األجنبيني يف إدارة ‪3‬‬
‫موانئ فقط‪ ،‬مما يصعب مقارنة أداؤها مع أداء املوانئ األخرى‪ .‬وصعوبة احلصول على اإلحصائيات اخلاصة‬
‫بنقل الغاز عرب األنابيب‪ ،‬على الرغم من أمهيتها يف النقل الدويل للبضائع‪.‬‬

‫‌ز‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫ادارة اللوجستيك‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يعد علم اللوجستيات من أحدث اجملاالت لتمكنه من مواجهة التحديات اليت تواجه الشركات‪ ،‬املتعلقة‬
‫بضرورة االستخدام األمثل للموارد واإلمكانيات املتاحة‪ ،‬ومواجهة ضغوط املنافسة‪ .‬إذ أصبح ضروريا على‬
‫املؤسسات اليت تريد االستمرار أن تقدم منتج يتوفر على مسات عالية من حيث اجلودة والسعر وبشكل أفضل‬
‫من منافسيها‪ .‬واألنشطة املرتبطة بعملية اللوجستيات (كالنقل‪ ،‬التخزين‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬املناولة والشراء) متارس‬
‫داخل مجيع املؤسسات االقتصادية منذ سنني عديدة‪ .‬إال أن حداثة موضوع اللوجستيات ترجع إىل ظهور‬
‫مفهوم إداري متكامل انتشر خالل اخلمسينات من القرن املاضي وتطور خالل هذه السنوات األخرية‪.‬‬

‫سنحاول يف هذا الفصل اإلملام مبفهوم اللوجستيات وتطوره وكذا أمهيته‪ ،‬وتداخل أنشطته وختطيطه مع املشكالت‬
‫اليت تواجه هذه األنشطة‪ ،‬مقسمني هذا الفصل إىل املباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم إدارة اللوجستيك‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطور األعمال اللوجيستية و أهميتها‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مزيج أنشطة األعمال اللوجيستية و العالقة بينها‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تخطيط واستراتيجيات إدارة اللوجستيك‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم إدارة اللوجستيك‬


‫‪ .1.1‬تعريف إدارة اللوجستيك‬
‫تتنوع املصطلحات اخلاصة باألعمال اللوجيستية‪ ،‬إال أهنا تدخل كلها يف جمال ادارة األعمال‪ ،‬ومن بينها التوزيع‬
‫‪Transportation‬‬ ‫‪ ،Materials‬وإدارة النقل‬ ‫‪management‬‬ ‫‪ ،Physical‬وإدارة املواد‬ ‫‪distribution‬‬ ‫املادي‬
‫‪ ،management‬وإدارة سالسل اإلمداد ‪ .Supply Chain management1‬ومن خالل ما سبق‪ ،‬فإن األعمال‬
‫اللوجيستية اليت جيب إدارهتا يف الشركات ميكن أن تشتمل على واحدة أو أكثر من األنشطة التالية‪ :‬اإلمداد‬
‫والشراء‪ ،‬تشغيل أوامر الطلب‪ ،‬املخازن والتخزين‪ ،‬النقل‪ ،‬املناولة‪ ،‬التعبئة والتغليف‪ ،‬معايري خدمة العمالء وجدولة‬
‫طلبات املنتجات‪ .‬وتتوقف كفاءة وفعالية أداء األنشطة املذكورة على جناح تسيريها (التخطيط‪-‬التنظيم‪-‬الرقابة‪-‬‬
‫القيادة)‪.‬‬
‫وتعترب إدارة اللوجستيك جماال حديثا نسبيا‪ ،‬وعلم ميزج بني علوم االدارة واجملاالت التقليدية األخرى مثل التسويق‬
‫واإلنتاج واالدارة املالية‪ .‬وتعترب أنشطة النقل والتخزين من أهم األنشطة يف أي مؤسسة جتارية‪ ،‬واجلديد يف هذا‬
‫اجملال يأيت من مفهوم التنسيق اإلداري بني األنشطة املذكورة مع بعضها البعض‪ ،‬أفضل من إدارة كل نشاط‬
‫لوحده‪ ،‬وتضيف اللوجستيات قيمة للمنتجات أو اخلدمات اليت تسعى هبا إلرضاء الزبون وإدارة املبيعات هذا‬
‫رغم أن التنسيق يف ادارة اللوجستيات مل ميارس بشكل حقيقي إال يف الفرتة األخرية‪ .‬وخيلط الكثري ما بني أنشطة‬
‫النقل والتوزيع املادي والتوريد وبني مفهوم اللوجستيات‪ ،‬إال أن مفهوم اللوجستيات هو يف الواقع أكثر مشوال‬
‫وعمومية‪ ،‬فهو الذي يربط بني مجيع هذه األنشطة يف وقت واحد ألنه يهتم بالرقابة على مجيع أنشطة النقل‬
‫والتخزين اليت تسهل تدفق املنتج من مرحلة احلصول على املواد اخلام حىت مرحلة وصوله يف شكله النهائي‬
‫الصاحل لالستعمال إىل العمالء واملستهلكني يف الوقت املناسب واملكان املناسب والشكل املناسب وبأقل تكلفة‬
‫ممكنة‪.2‬‬
‫التعريف اللغوي لكلمة لوجستيك‪ :‬هو نوع من العلم العسكري‪ ،‬الذي يتعامل مع اإلمداد والصيانة‪ ،‬ونقل املواد‬
‫واألشخاص و املؤسسات‪.3‬‬

‫‪ 1‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 2‬عبد العليم صابر‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬الدكتور دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2008 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ Ronald H.Ballou 3‬رونالد اتش بالو‪ ،‬إدارة اللوجستيك – ختطيط و تنظيم و رقابة سلسلة اإلمداد‪ ،‬تعريب‪ :‬د‪ .‬تركي إبراهيم سلطان‪ ،‬د‪ .‬أسامة أمحد مسلم‪ ،‬دار‬
‫املريخ ‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ .2006 .‬ص‪.25‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫وتعرف اللوجيستية بالعربية على أهنا فن وعلم إدارة تدفق البضائع والطاقة واملعلومات واملوارد البشرية من مكان‬
‫اإلنتاج إىل مكان االستهالك‪ .‬ومن الصعب أو حىت من املستحيل اجناز أي جتارة دولية أو نشاط استرياد‪/‬تصدير‬
‫عاملي أو عملية نقل للمواد األولية أو املنتجات وتصنيعها دون دعم لوجيسيت حديث‪.4‬‬

‫وفيما يلي نورد بعض تعاريف اللوجستيات جلمعيات واقتصاديني‪ ،‬على أساس التطور التارخيي ملفهوم‬
‫اللوجستيات‪:‬‬

‫يف سنة ‪ « Clark Frad E » ،1922‬يف كتابه "مبادئ التسويق"‪ ،‬يشري إىل ضرورة االهتمام بوظيفيت النقل‬
‫والتخزين قبل أن يدرك األمهية الكربى هلاتني اخلدمتني واحملددين يف تكاليف االنتاج‪.5‬‬

‫يف سنة ‪ ،1948‬قامت اجلمعية األمريكية للتسويق بتعريف اللوجستيك على أنه‪" :‬جمموعة من األنشطة اليت‬
‫ت تعلق بتحريك املنتجات النهائية أو تامة الصنع من هناية خط اإلنتاج‪ ،‬وهذه األنشطة تتمثل يف النقل ومناولة‬
‫املواد والتخزين‪ ..‬اخل‪ ،‬وهو ما يطلق عليه باإلمداد التوزيعي"‪.6‬‬

‫و لقد عرف جملس إدارة األعمال اللوجيستية‪ 7‬يف الو‪.‬م‪.‬أ عام ‪ 1960‬األنشطة اللوجيستية يف الو‪.‬م‪.‬أ على أهنا‬
‫تلك العملية اخلاصة "بتخطيط وتنفيذ ورقابة التدفق والتخزين الكفء والفعال للمواد اخلام والسلع النهائية‬
‫واملعلومات ذات العالقة وذلك من مراكز اإلنتاج إىل مراكز االستهالك هبدف الوصول إىل رضا الزبون‪ .‬إن هذا‬
‫املفهوم احلديث يشري إىل كل األنشطة املسئولة عن حركة املواد اخلام واألجزاء من املوردين إىل الشركة ويف داخل‬
‫الشركة أثناء عملية اإلنتاج مث حركة املنتجات تامة الصنع إىل األسوا والزبائن املستهلكون واملستخدمون"‪.8‬‬

‫أوال‪ :9‬هذا التعريف يظهر بأن اللوجستيك جيب أن يهتم بتدفقات السلع املادية فقط‪ .‬ولكن الواقع يوضح‬
‫عكس هذا‪ ،‬حيث أن هناك العديد من الشركات اليت تنتج خدمات وليست سلع مادية وتواجه العديد من‬

‫‪4‬‬
‫علي فالح الزعيب‪ ،‬د‪.‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية (مدخل التوزيع و اإلمداد)‪ ،‬دار امليسرة للنشر و التوزيع و الطباعة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬للطبعة األوىل ‪.2012‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫‪ 5‬أقاسم عمر‪ ،‬اإلمداد الشامل – مدخل إدارة التكلفة و السياسات املتبعة‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2010-2009 ،‬ص‪ ،03‬اقتباسا من‬
‫كتاب ‪F.E Clark, Principal of Marketing, Network the Marmillan campany, 1922, p16.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Pierre Médan, Anne Gratacap, Logistique et Supply Chain management, DUNOD, Paris, 2008, p09-10.‬‬
‫‪ 7‬منظمة حمرتفة ملديري و معلمي و ممارسي اللوجستيات‪ ،‬تكونت سنة ‪ 1962‬بغرض التعليم املستمر و دعم األفكار‪.‬‬
‫‪ 8‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 9‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫املشاكل اللوجيستية‪ ،‬ومن مث فإهنا ميكن أن تستفيد كثريا من األنشطة اللوجيستية املستخدمة يف املؤسسات‬
‫االنتاجية‪ ،‬أي أن األعمال اللوجيستية غري مقتصرة على مؤسسات إنتاج السلع بل حتتاجها أيضا املؤسسات‬
‫اخلدماتية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :10‬إن هذا التعريف يشري إىل أن األنشطة اللوجيستية تتعلق بتدفق السلع من وإىل املؤسسة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يؤدي إىل إ عتبار اإلنتاج ضمن األنشطة اللوجيستية‪ .‬وهذا خاطئ‪ ،‬حيث أن األنشطة اللوجيستية ال تتعامل مع‬
‫عمليات اإلنتاج الفنية مثل جدولة اآلالت‪ ،‬والرقابة على جودة العمليات االنتاجية‪ ،‬وعمليات ومراحل التصنيع‬
‫وغريها‪.‬‬

‫ويف سنة ‪ ،1963‬تأسس املركز القومي إلدارة التوزيع املادي "‪ ،11"NCPDM‬حيث قام بتعريف التوزيع املادي‬
‫على أنه‪" :‬مصطلح يصف إ ندماج نشاطني أو أكثر والذي من خالله يتم ختطيط وتوجيه ورقابة تدفقات املواد‬
‫األولية‪ ،‬املنتجات نصف املصنعة واملنتجات النهائية‪ ،‬إنطالقا من املصدر حنو نقطة استهالكها وهذه األنشطة‬
‫تشمل نوعية اخلدمات املقدمة للعمالء‪ ،‬تقدير الطلب‪ ،‬االتصاالت املرتبطة بالتوزيع‪ ،‬مراقبة املخزونات‪ ،‬حركات‬
‫املواد‪ ،‬معاجلة الطلبيات‪ ،‬خدمات ما بعد البيع‪ ،‬إختيار مواقع املخزونات واملصانع‪ ،‬املشرتيات املرجتعة أو إعادة‬
‫استعمال العناصر املسرتجعة أو املوجهة إىل املخزون التالف‪ ،‬تنظيم النقل‪ ،‬والنقل الفعال للبضائع‪ ،‬وكذا‬
‫التخزين"‪.12‬‬

‫ويف تعريف لـ» ‪ ،« Ballou‬سنة ‪ ،1999‬حيث يرى نشاط اإلمداد على أنه "مهمة خاصة بتوفري السلع‬
‫واخلدمات للزبائن يف املكان والوقت املناسبني‪ ،‬ويف ظل الشروط املتفق عليها‪ ،‬ومبا يضمن مسامهة مجيع عناصر‬

‫‪ 10‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ ،NCPDM, National Council of Physical Distribution Management 11‬تأسس هذا املركز سنة ‪ 1963‬من طرف جمموعة من األساتذة و‬
‫اخلرباء واملدراء بشيكاغو األمريكية‪ ،‬اهتم بالتوزيع املادي باعتباره يشمل الوظائف التالية‪ :‬النقل و التخزين وتسيري املخزونات‪ ،‬مث حتول امسه بعد حصول تطور يف مفاهيم اإلمداد‬
‫إىل جملس إدارة اإلمداد ‪ ،Council of Logistics Management ،CLM‬سنة ‪ ،1986‬وبعد التطور يف مفاهيم اإلمداد مت إقرار اسم جديد سنة ‪ 2005‬باسم‬
‫جملس إدارة شبكة التوريد املهنية ‪ ،Council of Supply Chain Management Professionnel ،CSCMP‬وهي تضم عشرة أالف عضو‪ ،‬وتعترب‬
‫مجعية قوية وحيوية هلا تدعم هذا اجملال واالستشارات العملية‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Selon NCPDM la logistique est :« l'intégration de deux ou plusieurs activités dans le but d'établir des‬‬
‫‪plans, de mettre en œuvre et de contrôler un flux efficient de matières premières, produits semi-finis et‬‬
‫‪produits finis, de leur point d'origine au point de consommation. Ces activités peuvent inclure -sans que la‬‬
‫‪liste ne soit limitative- le type de service offert aux clients, la prévision de la demande, les communications‬‬
‫‪liées à la distribution, le contrôle des stocks, la manutention des matériaux, le traitement des commandes, le‬‬
‫‪service après vente et des pièces détachées, les achats, l'emballage, le traitement des marchandises‬‬
‫‪retournées, la négociation ou la réutilisation d'éléments récupérables ou mis au rebut, l'organisation des‬‬
‫‪transports ainsi que le transport effectif des marchandises, ainsi que l'entreposage et le stockage ».‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫املؤسسة يف ذلك"‪ ،‬وهو يشري يف ذلك إىل عالقة وظيفة اإلمداد بالوظائف األخرى للمؤسسة‪ ،‬أي يربهن وجود‬
‫ترابط وظيفي ضروري حىت يتم حتقيق كفاءة عالية يف جمال اإلمداد‪.‬‬

‫إن الرسالة احلقيقية لإلدارة الفعالة لألنشطة اللوجيستية تتمثل يف توفري السلع‪/‬اخلدمات للزبائن يف األسوا‬
‫املستهدفة حسب حاجاهتم ورغباهتم‪ ،‬وبأفضل الطر وأكثرها كفاءة من حيث الوقت واملكان املناسبني وكذا‬
‫األمان‪ ،‬مع حتقيق درجة عالية من املسامهة يف حتقيق أهداف املؤسسة يف إرضاء العمالء وزيادة االنتاجية‬
‫والرحبية‪.‬‬

‫لذا فإن اللوجستيك هي عملية ضمان توفر املنتج الصحيح بالكمية الصحيحة باحلالة الصحيحة ويف املكان‬
‫الصحيح ويف الوقت الصحيح للزبون الصحيح بالتكلفة األقل‪ ،13‬مبا يؤدي إىل دعم املركز التنافسي للمؤسسة‬
‫ومتيزها‪ ،‬ومن مث زيادة إنتاجيتها ورحبيتها واستمراريتها‪.‬‬

‫‪ .2.1‬ماهية األنشطة اللوجيستية‬

‫إن املفهوم احلديث لألنشطة اللوجيستية يشري إىل‪ :14‬العمل اإلداري املتعلق بالتخطيط االسرتاتيجي جلهود‬
‫املؤسسة وتوجيهها والرقابة على استخدامها يف برامج تستهدف الربح للمؤسسة من جهة‪ ،‬وإشباع متطلبات‬
‫املستهلكني من جهة أخرى‪ ،‬مبا يتضمن التنسيق بني أنشطة املؤسسة (مبا يف ذلك اإلنتاج والتمويل والبيع) يف‬
‫نظام عمل موحد ويتضمن هذا التعريف ما يلي‪:‬‬
‫األنشطة اللوجيستية نشاط بشري على خالف أنشطة اإلنتاج؛‬ ‫‪‬‬
‫األنشطة اللوجيستية تستهدف تسهيل املبادالت‪ ،‬سواء كان التبادل عبارة عن صفقة واحدة أو عدة‬ ‫‪‬‬
‫صفقات؛‬
‫املبادالت ليست قصرا فقط على السلع وإمنا تشمل اخلدمات أيضا‪ ،‬وقد تكون املبادرة يف عملية‬ ‫‪‬‬
‫التبادل من طرف الزبون عندما ينزل لألسوا إلقتناء السلع‪ ،‬كما قد تكون من طرف البائع الذي ينزل لألسوا‬
‫باحثا عن مشرتين لسلعته‪.‬‬

‫‪ 13‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ 14‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫ويشمل نظام اللوجستيات‪:15‬‬


‫‪ -‬التوريد؛‬
‫‪ -‬الرقابة على املخزون؛‬
‫‪ -‬املناولة والتغليف؛‬
‫‪ -‬التخزين وإدارة املستودعات؛‬
‫‪ -‬اجلدولة والتخطيط؛‬
‫‪ -‬تشغيل األوامر؛‬
‫‪ -‬إدارة نظام املعلومات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬خدمة العمالء‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬التداخل بني أنشطة تنظيم التدفقات من املواد اخلام إىل املنتج النهائي‬
‫الظروف البيئية‬
‫التخطيط‪ -‬التنظيم‪ -‬التوجيه‪-‬الرقابة‬
‫النقل و التسويق‬

‫منتجات‬
‫التوريد‬ ‫الرقابة على‬ ‫املناولة‬ ‫إدارة املخازن‬ ‫اجلدولة‬ ‫تشغيل‬ ‫نظام‬ ‫اخلدمات‬
‫تامة‬
‫مواد خام‬
‫من‬ ‫املخزون‬ ‫والتغليف‬ ‫واملستودعات‬ ‫والتخطيط‬ ‫األوامر‬ ‫املعلومات‬ ‫املقدمة‬ ‫الصنع‬
‫الموردين‬ ‫اإلدارية‬ ‫للعمالء‬ ‫إلى‬
‫العمالء‬

‫النقل و التسويق‬
‫التخطيط‪-‬التنظيم‪-‬التوجيه‪-‬الرقابة‬
‫الظروف البيئية‬
‫المصدر‪ :‬الدكتور عبد العليم صابر‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.15‬‬

‫‪ 15‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬و د‪.‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،2003 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫تعمل األنشطة اللوجستية على تنظيم عملية تدفق املواد األولية من مناطق التوريد حىت وصوهلا يف شكل منتج‬
‫هنائي إىل األسوا ‪ ،‬يف ظل ظروف بيئية معينة تشمل العناصر االقتصادية والسياسية والقانونية واالجتماعية اليت‬
‫تشكل حميط املؤسسة‪.‬‬
‫و ميكن تلخيص إجتاهات األنشطة اللوجستية كالتايل‪:16‬‬
‫‪ -‬االجتاه األول يركز على األنشطة اليت متكن من احلصول على املـواد األولية من املصدر وحىت وصوهلا إىل‬
‫املؤسسة‪ ،‬مث وصوهلا إىل خط اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬اإل جتاه الثاين يشمل األنشطة اليت تغطي تدفق املنتج من املؤسسة حىت وصول السلعة‪/‬اخلدمة إىل العميل أو‬
‫املستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬االجتاه الثالث وهو ما يعرف باللوجستيك العكسي (تدوير املخلفات) ويركز على عودة املنتجات املرجتعة ألي‬
‫سبب كان من العميل إىل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3.1‬أنوع اللوجستيات‬
‫جيب التفريق بني عدة أنواع اللوجستيات حسب االختالف بني أهداف املؤسسة وطبيعتها‪:17‬‬
‫‪ :« Logistique‬حيث‬ ‫» ‪d’approvisionnement où la logistique amont‬‬ ‫لوجستيك التموين‬ ‫‪‬‬
‫يسمح هذا النوع بتوفري املواد اخلام الالزمة ألنشطة املؤسسة ومراكزها اإلنتاجية‪.‬‬
‫لوجستيك التموين العام » ‪ :« Logistique d’approvisionnement général‬يسمح هذا النوع جبلب‬ ‫‪‬‬
‫املواد املختلفة الالزمة ألنشطة املؤسسات اخلدمية واإلدارات (مستلزمات املكاتب مثال)‪.‬‬
‫لوجستيك اإلنتاج » ‪ :« Logistique de production‬يهتم هذا النوع جبلب املواد واملكونات الضرورية‬ ‫‪‬‬
‫لعملية اإلنتاج وختطيط اإلنتاج‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ :« Logistique‬يتعلق بإمداد‬ ‫‪de distribution où la logistique aval‬‬ ‫لوجستيك التوزيع »‬ ‫‪‬‬
‫الزبائن النهائيني بإحتياجاهتم من املواد والسلع من قبل املوزعني ويتم ذلك عن طريق حمالت البيع الشخصية أو‬
‫األسوا التجارية الكربى‪.‬‬

‫‪ 16‬فارس اجلواري‪ ،‬مسئول اللوجيستية والدعم الفين ملكتب انتخابات‪ ،‬العراقيني يف سوريا النتخابات عامي ‪ 2005‬و‪.2010‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Yves Pimor, Logistique : production – distribution – soutien, 4eme edition, DUNOD, Paris, 1992, 2005.‬‬
‫‪p03.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪La logistique –tour d’horizon, Ministère de l’écologie, du développement durable de la mer, république‬‬
‫‪française, p06.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫اللوجستيك العسكري » ‪ :« Logistique militaire‬يهتم بتوفري املؤن والعتاد احلريب للجنود يف ميادين‬ ‫‪‬‬
‫املعارك‪.‬‬
‫لوجستيك الدعم » ‪ :« Logistique de soutien‬ظهر هذا النوع أول مرة يف امليدان العسكري غري أنه‬ ‫‪‬‬
‫امتد إىل جماالت أخرى‪ ،‬ويقوم بتنظيم كل ما هو ضروري من أجل استمرار عمل نظام معقد‪.‬‬
‫نشاط خدمة ما بعد البيع » ‪ :« Activité dite service après vente‬يتشابه هذا املفهوم مع مفهوم‬ ‫‪‬‬
‫اللوجستيك الداعم غري أن ال فر بينهما يف أن هذا النشاط يتم على مستوى أسوا بيع املنتجات وتستعمله‬
‫غالبا "إدارة اخلدمات" لتشري إىل قيادة هذا النشاط‪.‬‬
‫اللوجستيك العكسي » ‪ :« retro-logistique‬يتعلق هذا النوع بالتدفقات العكسية اليت تكون من‬ ‫‪‬‬
‫الزبائن إىل املوردين أو املنتجني واملتمثل ة يف املواد املسرتجعة‪ ،‬أو العادة للتصليح‪ ،‬إضافة إىل الفضالت اليت جيب‬
‫التخلص منها بصورة عقالنية‪.19‬‬

‫‪ 19‬ويشار أيضاً للوجستيات العكسية بإسم ل وجستيات املسئولية البيئية لكوهنا تساعد على إعادة تصنيع املواد غري املطلوبة (الزجاجات والعبوات‪...‬اخل) مبا يسهم يف خفض‬
‫التكاليف‪ .‬فرص تنفيذ اللوجستيك العكسي كبرية للغاية حيث أن جتار التجزئة والصناع يتوقعون رد نسبة ترتاوح من ‪ %5‬اىل ‪ %10‬من سلعهم كما ترتفع هذه النسبة يف حالة‬
‫احملالت اليت تسو بالكتالوغات إىل ‪ %35‬من املشرتيات وقد تلقى أكرب مائة حمل من حمالت التجزئة يف الواليات املتحدة عام ‪ 1997‬مردودات بلغت نسبتها حنو ‪ 34‬مليون‬
‫دوالر كما تشري اإلحصاءات اخلاصة بالصناديق والزجاجات ومواد التعبئة إىل ارتفاع قيمتها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور األنشطة اللوجيستية وأهميتها‬

‫‪ .1.2‬مراحل التطور التاريخي لألنشطة اللوجيستية‬


‫تعترب األنشطة اللوجيستية‪ ،‬مبعناها العصري حديثة النشأة نسبيا‪ ،‬حيث أن االدارة يف املؤسسات االقتصادية مل‬
‫تعرف مفهوم األنشطة اللوجيستية إال يف اخلمسينات من القرن املاضي‪ ،‬إذ كان املفهوم السائد قبل ذلك هو‬
‫مفهوم البيع‪ ،‬وقد تطور عرب املراحل الزمنية املتعددة نذكرها فيما يلي‪:20‬‬
‫‪ )1‬مرحلة من عام ‪ :1965-1945‬وفيها ظهر مفهوم األنشطة اللوجيستية كوظيفة متكاملة لعدة أسباب‬
‫منها االهتمام بقنوات التوزيع املباشرة وغري املباشرة وتنظيمها‪ ،‬واالهتمام باخلدمة املقدمة للعمالء‪ ،21‬وتطورات‬
‫مداخل النظم‪ ،22‬وتطور مفهوم التحليل الكلي لعناصر التكلفة من خالل تقدمي أسلوب علمي لتقييم بدائل‬
‫األنشطة اللوجيستية‪.23‬‬

‫‪ )2‬مرحلة من سنة ‪ :1972-1966‬تعترب هذه الفرتة مبثابة حتديد مفاهيم وأسس األنشطة اللوجيستية حيث‬
‫ظهرت إدارة التوزيع املادي وإدارة املواد لتدعم مستوى أداء املؤسسات‪ .‬وكانت قد اهتمت خمتلف الدراسات‬
‫على حتديد الفوائد اليت ميكن التوصل إليها يف جماالت التشغيل كنتيجة لتطور املفهوم املتكامل للوجستيات‬
‫والذي بدأت عدة مؤسسات باالهتمام به‪ .‬وقد ظهرت إدارة التوزيع املادي كنشاط مستمد من جمال التسويق‬
‫ولكنه مرتبط بأنشطة النقل والتخزين‪ .‬كما ظهرت إدارة املواد كنشاط مستمد من جمايل اإلنتاج والتصنيع ولكنه‬
‫مرتبط أيضا مبجال اللوجستيات‪ .‬ومنه ظهر مفهوم اللوجستيات كنشاط متكامل يعمل على رفع مستوى‬
‫األداء‪.24‬‬

‫‪ 20‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ 21‬و لقد أدى هذا اهلدف إىل اجتاه رجال التسويق و اإلنتاج حنو نظام اللوجستيات لتقدمي أفضل مستوى ممكن من اخلدمة بأقل تكلفة‪.‬‬
‫‪22‬يقوم مدخل األنظمة على إظهار أمهية العالقات ما بني جمموعة من العناصر اليت تكون النظام املتكامل (املؤسسة يف هذه احلالة)‪ ،‬و ينقسم هذا النظام الكلي إىل جمموعة من‬
‫األنظمة الفرعية (مثل نظام التسويق و نظام التمويل‪ )..‬اليت تعمل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف النظام الكلي‪ .‬ولقد ساهم هذا املدخل بشكل مباشر يف حصر خمتلف‬
‫األنشطة املرتبطة بعملية تدفق املواد و األجزاء واملنتجات املتاحة من وإىل املنظمة ووضعها داخل إطار إداري موحد و هذا اإلطار اخلاص بادراه اللوجستيات‪.‬‬
‫‪ 23‬يقوم هذا املفهوم على حتليل عناصر تكاليف األنشطة املرتبطة ببعضها البعض ودراسة إمكانية ختفيض التكاليف املختلفة مبا يؤدي يف النهاية للوصول إىل أقل تكلفة إمجالية‬
‫ممكنة‪ .‬وقد أظهرت العديد من الدراسات اليت متت خالل هذه الفرتة إمكانية ختفيض إمجايل تكاليف اللوجستيات حىت لو متيزت بعض التكاليف الفرعية باالرتفاع (تكاليف‬
‫النقل على سبيل املثال) ألن التكاليف األخرى املرتبطة هبا تتميز باالخنفاض يف هذه احل الة (تكلفة التخزين)‪ .‬و لقد ساعد التحليل لعناصر التكلفة على تقدمي أسلوب علمي‬
‫لتقييم بدائل مزج أنشطة اللوجستيات املختلفة‪.‬‬
‫‪ 24‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ )3‬مرحلة سنة ‪ : 1973‬لقد عرفت هذه املرحلة تغريات سياسية واقتصادية كبرية على مستوى العامل‪ ،‬فارتفع‬
‫سعر البرتول وارتفعت أسعار املواد واملنتجات الصناعية األخرى وارتفعت أسعار احتياجات املؤسسات‬
‫والشركات‪ ،‬وهذا ما أدى اىل ظهور مستويات وطر جديدة وحديثة منها االرتباطات طويلة املدى والتخطيط‬
‫املسبق‪.‬‬

‫‪ ) 4‬مرحلة تكامل إدارة األنشطة اللوجيستية‪ :‬من أجل تكامل األنشطة اللوجيستية وحتقيق أهداف املؤسسة‬
‫وتلبية حاجات العمل والتشغيل كان البد من إتباع نظام واحد لتخزين ونقل املواد أو املنتجات نصف مصنعة أو‬
‫ال نهائية يف الشركة‪ ،‬مث أن النظام املتكامل إلدارة األنشطة اللوجيستية يعمل على الربط بني نشاطي االنتاج‬
‫والتسويق وعليه فان النظام املتكامل إلدارة األنشطة اللوجيستية يشري إىل نشاطني ثانويني مها إدارة املواد‬
‫(التوريد) ونشاط التوزيع املادي (التخزين والنقل واملناولة)‪.‬‬

‫‪.2.2‬أسباب و عوامل ظهور إدارة األعمال اللوجيستية‬

‫إن اهتمام الشركات باألنشطة اللوجيستية مل يتطور إال بعد سنة ‪1955‬م وذلك عندما عرفت تكلفة هذه‬
‫األنشطة ارتفاعا‪ ،‬وأصبحت حينها الشركات تؤمن أن دعم املركز التنافسي هلا وحتقيق امليزة التنافسية وزيادة‬
‫االنتاجية واألرباح يبدأ من خالل خفض التكاليف وتقدمي خدمة ممتازة للزبائن‪.25‬‬
‫لقد نتج هذا التطور يف الفكر اإلداري احلديث‪ ،‬والذي تبلور يف الستينات من القرن املاضي عن جمموعة من‬
‫الظروف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية وكذا التكنولوجية‪ ،‬من أسباب وعوامل ظهور إدارة األنشطة اللوجيستية هي‪:26‬‬
‫‪ ‬التطور التكنولوجي‪ :‬إن ثورة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت قد أوجدت احللول ملشاكل األنشطة اللوجيستية‬
‫مثل تعدد وسائل النقل‪ ،‬التخزين وأنواع املنتوج الواحد‪ ،‬وساعدت على حتقيق التكامل بني األنشطة اللوجيستية‬
‫وقد ساهم هذا يف حتقيق الوفورات يف تكاليف التوزيع واإلمداد والتوريد (أي التكاليف اللوجستية ككل)‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبارات ارتفاع التكاليف‪ :‬حيث واجهت املؤسسات عوائق عند اجتاهها لتحقيق وفورات يف تكاليف االنتاج‬
‫وكذا التسوي ق‪ ،‬وبالتايل أصبح رفع مستوى أداء األنشطة اللوجستية السبيل الوحيد لرتشيد التكاليف وزيادة‬
‫االنتاجية‪ ،‬خاصة وأن التكاليف اللوجستية متثل نسبة كبرية من الناتج القومي‪.‬‬

‫‪ 25‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.32‬‬


‫‪ 26‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ ‬حتقيق رضا الزبون‪ :‬هدف أي شركة يف املقام األول هو توفري سلعة‪/‬خدمة بشكل مناسب للزبون مما حيقق‬
‫رضاهم‪ .‬ولكن األنشطة اللوجيستية مثل التخزين والنقل وجتهيز الطلبيات واملعلومات سوف تزيد من القيمة‬
‫املضافة للمنتج أو اخلدمة وبالتايل تسعى بالدرجة األوىل اىل حتقيق رضا الزبون‪.‬‬
‫‪ ‬طول خطوط اإلمداد والتوزيع‪ :‬حيث أن تطور التجارة اخلارجية واالجتاهات اخلاصة بالعوملة وتزايد االهتمام‬
‫بالتسويق الدويل أدى اىل االعتماد بشكل كبري باألنشطة اللوجستية ورفع تكلفتها‪.‬‬
‫‪ ‬تنوع أمناط االستهالك‪ :27‬نظرا لزيادة الكثافة السكانية يف مناطق على حساب مناطق أخرى نتج عن هذا تركز‬
‫مناطق البيع والتسويق يف نقاط حمدودة‪ ،‬هذا وقد تطورت حاجات ورغبات وأذوا املستهلكني‪ ،‬وأصبحت‬
‫احلاجة أكرب إىل التخزين وهذا ما أدى اىل ارتفاع تكاليف النقل والتخزين‪.‬‬
‫‪ ‬اجملال العسكري‪ :‬ظهر اللوجستيك يف أ وىل مراحله يف املنظمات العسكرية‪ ،‬يف احلرب العاملية الثانية اليت عرفت‬
‫أكرب و أد عمليات اللوجستيك اليت من خالهلا مت نقل اآلالف من املعدات األفراد واملؤن‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور مبادئ التسويق احلديث‪ :28‬إ ذ أن هدف املؤسسة هو حتقيق رضا الزبون وتوفري السلع‪/‬اخلدمات بالسعر‬
‫واملواصفات والوقت املناسبني‪ ،‬وهذا لن يتحقق إال إذا وضعت املؤسسة شرط اجلودة نصب عينيها إضافة اىل‬
‫حتديد السعر املناسب وهذا ما أدى إىل ظهور ادارة التوزيع املادي كجزء من التسويق واإلمداد‪.‬‬

‫‪ .3.2‬منافع وأهمية األنشطة اللوجيستية‬


‫تعود أمهية املوضوع إىل أن نشاط اللوجستيات يعد من أقدم أنشطة املؤسسة ومن أحدثها يف ذات الوقت‪ ،‬لكن‬
‫االهتمام اجلدي باألنشطة اللوجيستية يف املؤسسات مل يظهر إال يف منتصف اخلمسينات وبداية الستينات‬
‫وذلك عندما عرفت التكلفة تزايد كبريا‪.‬‬
‫ويعود اإلمهال يف اإلهتمام باألنشطة اللوجيستية سابقا وحاليا إىل جمموعة من األسباب نذكرها فيما يلي‪:29‬‬
‫جتاهل دور الكفاءة يف األنشطة اللوجيستية كأحد املصادر اليت ميكن االعتماد عليها يف حتقيق االنتاجية‬ ‫‪‬‬
‫والرحبية؛‬
‫عدم توافر البيانات الكافية والدقيقة لإلدارة العليا عن تكلفة األنشطة اللوجيستية يف الشركات؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 27‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ 28‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬رمسية قرياقص‪ ،‬ادارة املواد و االمداد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 29‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مجال الدين املرسي‪ ،‬املنشات التسويقية‪ :‬مدخل وصفي حتليلي‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،1994 ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.257-256‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫بعد األنشطة اللوجيستية عن باقي وظائف املؤسسة الرئيسية كاإلنتاج والتسويق‪ ،‬وبالتايل عدم توافر‬ ‫‪‬‬
‫بيانات عن تكلفة هذه األنشطة لوحدها‪.‬‬
‫و يشري النشاط اللوجي سيت إىل عملية جتميع األنشطة واملهام اخلاصة بتوفري السلع واخلدمات اليت حتتاج إليها‬
‫املؤسسة وإدارهتا بشكل متكامل‪ .‬ويعرف نشاط اللوجستيات بأنه النشاط الذي يشري إىل االدارة اإلسرتاتيجية‬
‫لعملية ختزين كل من املواد األولية واملنتجات نصف املصنعة وتامة الصنع ونقل هذه العناصر من املوردين وداخل‬
‫مرافق املؤسسة وحنو العمالء والزبائن‪ .‬واهلدف من ممارسة األنشطة اللوجسيتية هو توفري املخزون من املنتجات‬
‫تامة الصنع ومن املواد األولية بالكمية املطلوبة ويف الوقت واملكان املناسبني وباحلالة اجليدة‪ ،‬وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫معىن ما سبق أن تدفق هذه املواد اىل داخل املؤسسة وتدفق املنتجات إىل خارج املؤسسة حنو نقاط التوزيع يتم‬
‫من خالل ما يسمى بنظام اللوجستيات‪ .‬وتسعى األنشطة اللوجستية اىل حتقيق كل من املنافع املكانية والزمنية‬
‫حيث ترتفع قيمة املواد واملنتجات مبجرد توافرها يف املكان والزمان املناسبني‪ ،30‬حيث أن اإلدارة اجلديدة‬
‫لألنشطة اللوجيستية تنظر إىل كل نشاط يف سلسلة اإلمداد من خالل دوره ومسامهته يف عملية إضافة القيمة‬
‫من خالل القيمة اخلاصة بالوقت و املكان‪.31‬‬
‫و عليه فان األعمال اللوجيستية هي من اجملاالت اجلديدة يف العلوم اإلدارية وذلك لقدرهتا على‪:32‬‬
‫خلق القيمة بالنسبة للزبائن واملوردين؛‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة الشركات ومؤسسات إدارة األعمال اللوجيستية على مواجهة املنافسني وضغوط األسوا ؛‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة الشركات ومؤسسات إدارة األعمال اللوجيستية على ضرورة االستخدام الكفء واألقل‬ ‫‪‬‬
‫للموارد واإلمكانيات املتاحة؛‬
‫مساعدة الشركات واملؤسسات إدارة األعمال اللوجيستية على مواجهة نتائج وشروط العوملة ومنظمة‬ ‫‪‬‬
‫التجارة العاملية ومنظمة املواصفات واملقاييس العاملية (اإليزو)‪.‬‬
‫مساعدة الشركات ومؤسسات إدارة األعمال اللوجيستية على حتقيق وفورات يف التكاليف من خالل‬ ‫‪‬‬
‫الربط بني الوظائف واألنشطة املختلفة‪.‬‬

‫‪ 30‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ 31‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ 32‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫تؤدي اللوجستيات إىل إجياد قيمة للمستهلكني واملوردين الذين يكونون على عالقة بالشركة‪ ،‬اضافة اىل قيمة‬
‫للمسامهني يف الشركة‪ .‬و يف اللوجستيك يتم التعبري عن القيمة بداللة الوقت واملكان‪.‬‬
‫واإلدارة اجليدة اللوجستيك ترى كل نشاط يف سلسلة الطلب عنصرا مهما ومسامها يف عملية إضافة للقيمة‪،‬‬
‫وحتدث إضافة للقيمة عندما تكون لدى العمالء الرغبة يف أن يدفعوا أكثر للمنتج أو اخلدمة مقابل وصوهلا إىل‬
‫أيديهم‪ .‬وعلى مدار سنوات‪ ،‬مت عمل دراسات عديدة لتحديد تكاليف اللوجستيات لالقتصاد واملؤسسات‪،‬‬
‫فبالنسبة للشركة‪ ،‬ترتاوح تكلفة اللوجستيات بني ‪ %4‬و ‪ %30‬من املبيعات‪ ،33‬و اجلدول (‪ )1-1‬يوضح‬
‫نتائج دراسة حديثة لتكاليف التوزيع‪ .‬وبالرغم من نتائج الدراسة توضح أن تكلفة التوزيع متثل حوايل ‪ %8‬من‬
‫املبيعات‪ ،‬فإن هذه الدراسة مل حتتو على تكلفة العرض‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإننا نقدر تكلفة اللوجستيات يف املرتبة‬
‫الثانية بالنسبة لتكلفة البضاعة املباعة (أو تكلفة املشرتيات)‪ ،‬وتضاف القيمة بتخفيض هذه التكاليف‪ ،‬وجلب‬
‫املنافع للمستهلكني واملسامهني يف الشركة‪.‬‬
‫إن الدراسات أثبتت أن هناك تفاوتا كبريا يف تقدير تكلفة اللوجستيات‪ ،‬ورجوعا إىل صندو النقد الدويل‪،‬‬
‫لوحظ أن اللوجستيك ميثل ‪ %12‬من إمجايل الناتج احمللي العاملي ‪.(world’s GDP).34‬‬
‫و تقدر تكلفة اللوجستيات كثان تكلفة يف الرتتيب‪ ،‬بعد تكلفة الشراء‪.‬‬
‫جدول (‪ :)1-1‬نسبة متوسط تكاليف التوزيع للمبيعات‬
‫النسبة من المبيعات‬ ‫النوع‬
‫‪%2.88‬‬ ‫النقل‬
‫‪%2.09‬‬ ‫املخازن‬
‫‪%0.55‬‬ ‫خدمة العميل‪/‬تنفيذ الطلبيات‬
‫‪%0.40‬‬ ‫االدارة‬
‫‪%2.32‬‬ ‫تكلفة شحن املخزون‬
‫‪%8.01‬‬ ‫إمجايل تكاليف التوزيع‬
‫المصدر‪ Ronald H.Ballou :‬رونالد اتش بالو‪ ،‬إدارة اللوجستيك – ختطيط و تنظيم و رقابة سلسلة اإلمداد‪ ،‬تعريب‪ :‬د‪ .‬تركي إبراهيم سلطان‪،‬‬
‫د‪ .‬أسامة أمحد مسلم‪ ،‬دار املريخ ‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ .2006 .‬ص ‪.33‬‬

‫تقل قيمة املنتجات إذا مل يتم توفريها للعمالء يف املكان والوقت اللذين يرغب العمالء استهالكهما فيهما‪،‬‬
‫وعندما تتحمل الشركة تكلفة نقل املنتج وتوصيله أو جعل املخزون متاحا يف الوقت املناسب‪ ،‬فإهنا بذلك ختلق‬

‫‪ Ronald H.Ballou 33‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ 34‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫قيمة للعميل مل تكن موجودة‪ .‬ومن املعروف عامة أن األعمال التجارية ختلق أربعة أنواع من القيمة املضافة‬
‫للمنتجات أو اخلدمات‪ ،‬و هي‪:35‬‬
‫‪ .4‬التملك‪.‬‬ ‫‪.3‬املكان‬ ‫‪.2‬الوقت‬ ‫‪ .1‬الشكل‬
‫و ميكن متييز منافع األعمال اللوجيستية مما يلي‪:36‬‬
‫املنفعة املكانية‪ :‬تتيح هذه املنفعة للمستهلك احلصول على السلعة يف املكان املالئم وهذا ال يعين‬ ‫‪.1‬‬
‫اختيار أقرب األماكن للمستهلك وتوفري السلعة هبا‪ ،‬إذ ميكن القول بأن املنفعة املكانية تتضمن إختيار األماكن‬
‫اليت يتوقع أن جيد املستهلك فيها السلعة من مكان إنتاجها إىل أماكن استهالكها مع مراعاة املناطق واألماكن‬
‫املوزعة هلا‪.‬‬
‫املنفعة الزمانية‪ :‬تتحقق هذه املنفعة عن طريق التخزين الذي يعمل على االحتفاظ باملنتج مث تقدميه‬ ‫‪.2‬‬
‫للمستهلك يف الوقت الذي يطلبه فيه وكمثال على ذلك احملاصيل الزراعية فهي تنتج يف مواسم معينة من السنة‬
‫وبفضل التخزين جتدها متاحة طوال السنة‪ ،‬إضافة إىل أنواع خمتلفة من اللحوم واألمساك اليت ختزن أو جتمد وتتاح‬
‫للمستهلك يف الوقت الذي يطلبها فيه و دور املنتج هنا هو ختزين املنتجات إىل حني احلاجة إليها‪.‬‬
‫املنفعة احليازية‪ :37‬تتحقق هذه املنفعة من خالل عملية البيع ودور الوسيط يف هذه احلالة هو نقل‬ ‫‪.3‬‬
‫ملكية املنتجات من طرف ألخر أي من املنتج إىل املستهلك حىت يتمكن هذا األخري من احلصول عليها‬
‫واستخدامها واالنتفاع هبا‪.‬‬
‫املنفعة القيمية‪ :‬وهي القيمة اليت يدركها املستهلك يف السلعة أو اخلدمة عندما تأخذ شكال أو وضعا‬ ‫‪.4‬‬
‫معينا فإن الوسطاء يضيفون املنفعة الشكلية إىل السلعة عن طريق جتزئتها وبيعها يف عبوات صغرية تتناسب مع‬
‫حاجات الزبائن وعرضها يف أماكن تساعد هؤالء الزبائن على رؤيتها‪.‬‬

‫‪ Ronald H.Ballou 35‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 36‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 37‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫ويرجع االهتمام املتزايد باألعمال اللوجيستية لعدة أسباب نذكرها‪:38‬‬


‫اعتبارات التكلفة العالية‪ :‬إن تكلفة األعمال اللوجيستية متثل يف الغالب جزءا كبريا من إمجايل التكاليف‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة ملعظم الشركات‪ .‬والقيمة املضافة ميكن حتقيقها هنا من خالل ترشيد وتدنيه هذه التكاليف الباهظة‪،‬‬
‫ومن مث تعظيم الفائدة‪.‬‬
‫طول خطوط اإلمداد والتوزيع‪ :‬مييل االجتاه االقتصادي احلديث إىل الرتكيز على االقتصاد العاملي‬ ‫‪‬‬
‫املتكامل لذلك فإن العديد من الشركات أصبحت هتتم بالبحث عن أو تنمية االسرتاتيجيات املناسبة اليت متكنها‬
‫من ممارسة التسويق الدويل وحتقيق املنافسة العاملية ملنتجاهتا من خالل السعر واجلودة‪ .‬كما أن األمر مل يقتصر‬
‫على سعي هذه الشركات بشكل فردي لتحقيق ذلك بل امتد إىل مستوى جهود احلكومات والسياسات‬
‫الدولية‪ ،‬حيث مت بناء التكتالت العاملية االقتصادية‪ ،‬وكذلك االهتمام بالتسويق الدويل أصبح يعتمد إىل حد‬
‫كبري على األداء اللوجسيت‪ ،‬ومن مث زيادة التكلفة اللوجيستية‪ ،‬لذلك فقد تزايد االهتمام باألنشطة اللوجيستية‬
‫داخل كل منظمة أعمال وخاصة تلك الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬أو الشركات كبرية احلجم اليت ال يقتصر‬
‫إنتاجها على األسوا احمللية‪ ،‬وذلك بسبب تكلفة خطوط اإلمداد والتوزيع الطويلة‪.‬‬
‫األعمال اللوجيستية هامة لإلسرتاتيجية‪ :39‬تبذل الشركات وقتا طويال وجهدا كبريا يف سبيل إجياد‬ ‫‪‬‬
‫السبل اليت ميكن أن متيز منتجاهتا عن غريها من املنافسني‪ .‬أي أن إسرتاتيجية التمايز وخاصة يف التكلفة (أسعار‬
‫املنتجات) تتوقف إىل حد كبري على كفاءة أداء األنشطة اللوجيستية‪ ،‬بتعبري أخر‪ ،‬فإن األعمال اللوجيستية ميكن‬
‫أن تساعد املنظمة على التوسع يف السو وزيادة حصتها السوقية‪ ،‬وبالتايل زيادة رحبيتها‪.‬‬
‫األعمال اللوجيستية تضيف قيمة ذات داللة للعميل‪ :‬مما ال شك فيه أن أي سلعة أو خدمة ال تتمتع‬ ‫‪‬‬
‫إال بقيمة قليلة عندما ال تكون متاحة للعمالء احملتملني يف الوقت واملكان املناسبني‪ .‬ولكن عندما تبذل املنظمة‬
‫جمهودات متميزة يف سبيل توفري هذه املنتجات أو اخلدمات لعمالئها احلاليني واحملتملني يف الوقت واملكان‬
‫املناسبني من خالل جتهيز الطلبات واملعلومات والتخزين والنقل وغريها فإن ذلك سوف يزيد من القيمة املضافة‬
‫إىل هذه اخلدمات بالنسبة للعمالء‪ .‬فرضا العمالء يتوقف بصفة أساسية على االطمئنان إىل توفري املنتجات من‬
‫خالل ضمان انسياهبا وتدفقاهتا بواسطة األنشطة اللوجيستية الفعالة املختلفة‪.‬‬

‫‪ 38‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 39‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫تزايد رغبة العمالء يف احلصول على استجابة مناسبة وسريعة‪ :‬إن انتشار ماكينات الصرف اآليل‬ ‫‪‬‬
‫للنقدية‪ ،‬واإلقبال على استعمال االنرتنت والربيد االلكرتوين يف السنوات األخرية جعل العمالء يتوقعون احلصول‬
‫على احتياجاهتم ورغباهتم من السلع واخلدمات يف أسرع وقت‪ .‬إضافة إىل ذلك فإن تطور أنظمة املعلومات‬
‫وعمليات التصنيع اآليل واملرونة يف اإلنتاج‪ ،‬ساعد الشركات على إتباع ما يعرف باإلنتاج ذو احلجم الكبري‪،‬‬
‫وكذلك التسويق ذو احلجم الكبري‪ .‬ويف ظل كل هذا أصبحت األنشطة اللوجيستية متثل أمهية خاصة واليت‬
‫جتسدت يف تسهيل االستجابة السريعة للعمالء يف السو من خالل السرعة يف توفري السلع و اخلدمات اليت‬
‫تتفق مع احتياجاهتم ورغباهتم‪.‬‬
‫و ميكن إبراز أمهية األنشطة اللوجيستية من خالل املعايري التالية‪:40‬‬
‫‪ ‬نسبة تكاليف األنشطة اللوجيستية‪ :‬بالرغم من صعوبة تقدير تكاليف التوزيع بدقة‪ ،‬إال أن كثريا من‬
‫الدراسات بينت أهنا ال تقل يف معظم احلاالت عن ‪ %25‬من سعر البيع عند االستهالك‪ ،‬وقد تصل‬
‫هذه النسبة يف بعض احلاالت إىل ‪ %100‬وأكثر من سعر البيع عند اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬حجم العمالة‪ :‬لقد زادت نسبة املشتغلني يف جمال التوزيع بشكل كبري‪ ،‬حيث تضاعف خالهلا عدد‬
‫العاملني يف جمال اإلنتاج مرتني يف الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬بينما تضاعف عددهم يف جمال التوزيع بـ‪ 12‬مرة خالل‬
‫الفرتة ذاهتا‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة ختفيض تكاليف التوزيع‪ :‬لقد أدى التوسع يف استخدام طر اإلنتاج اآللية إىل ختفيض‬
‫تكاليف اإلنتاج إىل النصف‪ ،‬ويف بعض الصناعات إىل الثلث‪ ،‬يف حني أن تكاليف التوزيع مل‬
‫تنخفض بذات النسبة‪.‬‬

‫‪ 40‬علي فالح الزعيب‪ ،‬د‪.‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مزيج األنشطة اللوجيستية و العالقة بينها‬


‫إن اللوجستيات ما هي إال جمموعة من األنشطة الوظيفية اليت تتكرر عدة مرات عرب القناة اليت يتم من خالهلا‬
‫حتويل املواد اخلام إىل منتجات هنائية‪ ،‬ذات قيمة مضاعفة يف عيون املستهلكني‪ .‬وألن مصادر املواد اخلام‬
‫واملصانع ونقاط البيع ال تتواجد يف مكان واحد‪ ،‬فإن أنشطة اللوجستيات تتكرر مرات عديدة قبل أن يصل‬
‫املنتج إىل السو ‪ .‬وعندئذ أيضا تتكرر أنشطة اللوجستيات مرة ثانية‪ ،‬ألن املنتجات املستخدمة يتم تدويرها من‬
‫خالل قناة اللوجستيات العكسية‪.41‬‬
‫‪ .1.3‬مزيج األنشطة اللوجيستية‬
‫دورة املنتج – من وجهة نظر اللوجستيات – ال تنتهي بتوصيله إىل العميل‪ ،‬فقد تتلف املنتجات ويتم إعادهتا‬
‫إىل مصدر توريدها لتصليحها أو استبداهلا‪ .‬ورمبا تتطلب قناة اللوجستيات العكسية تصميما منفصال‪ .‬وتنتهي‬
‫سلسلة اإلمداد مع التسليم النهائي للمنتج‪ .‬وعند ختطيط اللوجستيات جيب أخذ القناة العكسية بعني‬
‫اإلعتبار‪.42‬‬
‫ختتلف األنشطة اليت جيب إدارهتا وتتعلق باألعمال اللوجيستية وذلك من منظمة إىل أخرى وفقا لنوع اهليكل‬
‫التنظيمي اخلاص بالشركات‪ ،‬وأراء ووجهات نظر أعضاء اإلدارة العليا حول عناصر ومكونات العمل اللوجسيت‪،‬‬
‫و األمهية النسبية لألنشطة اللوجيستية‪.43‬‬
‫ويظهر املفهوم املتكامل للوجستيات يف الشكل (‪ )2-1‬والذي يوضح متاثل األنشطة املرتابطة بكل من وظيفة‬
‫التوريد ووظيفة التوزيع‬

‫‪ Ronald H.Ballou 41‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 42‬يظهر دور قناة اللوجستيات العكسية عندما يشرتي العميل مثال حممصة من تاجر التجزئة و يأخذها إىل البيت‪ ،‬مث جيد أهنا تالفة فيقوم بإعادهتا إىل التاجر الذي يرد له‬
‫مثنها‪ ،‬و يصبح لدى التاجر اآلن احملمصة التالفة يف البضاعة املخزنة‪ ،‬فيقوم بإرساهلا إىل مراكز املرجتعات‪ ،‬و تنشأ تكلفة إرجاع احملمصة على الصانع األصلي ويتم إرجاعها له‪.‬‬
‫‪ 43‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.23‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬وظيفة اللوجستيك‬

‫وظيفة اللوجستيات‬

‫أنشطة التوريد املادي‬ ‫أنشطة التوزيع‬

‫مصادر التوريد‬ ‫الوحدات اإلنتاجية‬ ‫العمالء‬

‫المصدر‪ :‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬وجالل إبراهيم العبد‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،2003 ،‬ص‪.16‬‬
‫ومكونات النظام اللوجسيت النموذجي هي خدمة العميل والتنبؤ بالطلب واتصاالت التوزيع وإدارة املخزون‬
‫ومناولة املواد اخلام وتنفيذ الطلبيات ودعم اخلدمات واختيار مواقع املخازن واملصنع واملشرتيات والتغليف‬
‫والتعامل مع البضائع املسرتجعة والنقل والتخزين‪.44‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)3-1‬مكونات نظام اللوجستيك‬
‫أعمال اللوجستيات‬
‫اإلمداد املادي‬
‫التوزيع املادي (امللموس)‬ ‫(امللموس)‪ ،‬إدارة املواد‬
‫العمالء‬ ‫املصانع‪ /‬العمليات‬ ‫اخلام‬ ‫مصدر اإلمداد‬
‫النقل ‪ -‬االتصاالت اخلاصة بالتوزيع* ‪ -‬صيانة‬ ‫النقل ‪ -‬التنبؤ بالطلب* والشراء* ‪ -‬صيانة‬
‫املخزون ‪ -‬تنفيذ الطلبية ‪ -‬جدولة املنتج ‪-‬‬ ‫املخزون ‪ -‬تنفيذ الطلبية ‪ -‬احلصول على املواد‬
‫التغليف اجليد – املخازن ‪ -‬مناولة املواد ‪ -‬صيانة‬ ‫اخلام ‪ -‬التغليف اجليد ‪ -‬مناولة املواد وصيانة‬
‫املعلومات‬ ‫املعلومات‬

‫المصدر‪ Ronald H.Ballou :‬رونالد اتش بالو‪ ،‬إدارة اللوجستيك – تخطيط و تنظيم و رقابة سلسلة اإلمداد‪ ،‬تعريب‪ :‬د‪.‬‬
‫تركي إبراهيم سلطان‪ ،‬د‪ .‬أسامة أمحد مسلم‪ ،‬دار املريخ ‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ .2006 .‬ص ‪.29‬‬
‫*‪ :‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪23‬‬

‫‪ Ronald H.Ballou 44‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫تتكون أنشطة األعمال اللوجيستية من األيت‪:45‬‬


‫‪ .1-1-3‬األنشطة األساسية‬
‫‪ ‬خدمة الزبائن‪ :‬وهذا يشري إىل طريقة الشركة يف خدمة زبائنها ومستوى التكاليف اليت سوف تتحملها‬
‫من أجل الوفاء لطلبات العمالء‪ .‬يتم التعاون مع إدارة التسويق من أجل‪:46‬‬
‫‪ -‬حتديد احتياجات املستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مدى استجابة العميل للخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬نشاط النقل‪ :‬ميثل أحد املكونات اهلامة يف التوزيع و اإلمداد و قد تصل كلفته من ‪ %35‬إىل ‪%65‬‬
‫من كلفة النظام الكلية‪ .‬حيث يتم من خالله‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار طريقة و خدمة العميل‪.‬‬
‫‪ -‬جتميع محوالت الشحن‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مسار النقل‪.‬‬
‫‪ -‬جولة الشاحنات‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار املعدات‪.‬‬
‫‪ -‬تشغيل طلبات النقل‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة فئات سعر النقل‪.‬‬
‫‪ ‬املخازن (إدارة املخزون)‪ :‬على املؤسسة‪/‬الشركة توفري مستوى معقول من منتجاهتا ومستلزمات إنتاجها‬
‫للقيام بالعملية اإلنتاجية وتلبية طلبات الزبائن ألنه من النادر أن يتم توفري ذلك بصورة فورية للشركة‪.‬‬
‫ويتم من خالل إدارة املخزون‪:47‬‬
‫‪ -‬سياسات ختزين املواد اخلام واملنتجات النهائية؛‬
‫‪ -‬التنبؤ باملبيعات يف األجل القصري؛‬
‫‪ -‬مزيج املنتجات و نقاط التخزين‪.‬؛‬
‫‪ -‬عدد و حجم و مكان نقاط التخزين؛‬

‫‪ 45‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪46‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 47‬رونالد اتش بالو‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪48‬‬
‫)‪.(JIT‬‬ ‫‪ -‬خطط الدفع و اجلذب الفوري‬
‫‪ ‬التنبؤ حبجم الطلب املتوقع‪ :‬وهذا يشري إىل حتديد الكميات املتوقع طلبها يف فرتة زمنية ما واخلدمات‬
‫املصاحبة هلا وهذا يؤثر على خطط الشراء واإلنتاج والتوزيع للشركة‪.‬‬
‫‪ ‬تدفق املعلومات و تشغيل أوامر الطلب‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات البينية يف املبيعات وأوامر التخزين؛‬
‫‪ -‬طر نقل وحتويل معلومات معاجلة الطلبات؛‬
‫‪ -‬قواعد الطلب‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة املناولة‪ :‬يقصد باملناولة ذلك النشاط الذي ينتج عنه حتميل املواد والبضائع على وسائط النقل أو‬
‫تفريغها لغاية االستالم والتسليم أو التخزين بأدوات وطر معينة‪ .‬وأول حركات املناولة تبدأ يف خمازن‬
‫املورد أو املصدر‪ ،‬إذ يتم حتميل املواد بواسطة النقل املناسبة وحتريكها اىل املؤسسة اليت قامت بالشراء‪،‬‬
‫وهناك تتم اجراءات التسليم والتفريغ والفحص يف أماكن حمددة‪ ،‬بعدها يتم رفع السلع واملواد ونقلها‪،‬‬
‫وترتيبها يف املخازن وفقا للمساحة املتاحة مع األخذ بعني االعتبار احملافظة على سالمة املواد اىل أن‬
‫تتم مناولتها مرة أخرى وحتويلها اىل االدارات الطالبة هلا‪.49‬‬
‫‪ ‬إدارة املستودعات‪ :‬وهذا يتضمن إدارة املساحات املتوفرة للمستودعات واختيار مواقعها املناسبة‬
‫والتنظيم الداخلي وحتديد مناطق الشحن والفحص واإلنتاج داخلها‪.‬‬
‫‪ ‬التغليف‪ :‬وهذا يضمن انتقال املنتجات واملواد اخلام مع عدم تعرضها للتلف أثناء عملية التوزيع‬
‫واإلمداد و املناولة والشحن والنقل‪.‬‬
‫‪ ‬احتياجات اإلنتاج‪ :‬وهذا يهتم بتوفري مواد ومستلزمات اإلنتاج من حيث مواقعها ومصادر توليدها‬
‫والكميات املطلوبة ووقت الشراء واجلودة املناسبة وإدارة العالقة مع املوردين بشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ ‬جدولة وختطيط اإلنتاج وتدفقه للسو ‪ :‬وهذا يتعلق بعملية التوازن بني العملية اإلنتاجية والكميات‬
‫واألنواع املطلوبة من الزبائن من أجل توفريها يف الزمان واملكان املناسبني‪.‬‬

‫‪ 48‬يعترب هذا نظام ‪ JIT‬أحد االسرتاتيجيات احلديثة املتقدمة يف جمال اإلنتاج‪ ،‬والذي يقوم على ختفيض مستويات املخزون إىل حدها األدىن سواء كان ذلك بالنسبة للمواد‬
‫اخلام أو اإلنتاج حتت التشغيل أو اإلنتاج التام‪ ،‬وذلك على اعتبار تراكم املخزون يعين حتميل املنشأة تكاليف مرتفعة ميكن جتنبها إذا وصل املخزون أدىن مستوى‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫استالم املواد اخلام واإلنتاج حتت ال تشغيل يف الوقت احملدد لبدء العملية اإلنتاجية وليس قبل ذلك‪ ،‬وان يتم تسليم الوحدات التامة مباشرة إىل مراكز البيع أو الزبائن يف‬
‫الوقت احملدد‪.‬‬
‫‪ 49‬حممد العدوان‪ ،‬علي املشاقبة‪ ،‬هيثم الزعيب‪ ،‬ادارة الشراء والتخزين‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.200‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ ‬نظم املعلومات واالتصاالت التسويقية‪ :50‬ينبغي على الشركة اليت حترص على كفاءة التوزيع واإلمداد‬
‫أن حترص على وجود نظم معلومات تعكس مستوى أداء تلك األنشطة والتكاليف املرتبطة هبا وسرعة‬
‫توصيل هذه املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬التصميم العكسي ملنافذ التوزيع واإلمداد‪ :‬نظرا لوجود عيوب يف املنتجات أو إمكانية تعرضها للتلف‬
‫أثناء عمليات الشحن والنقل واملناولة ومرجتعات املبيعات من العمالء وقد تكون تكاليفها عالية وحىت‬
‫ال تؤثر على رحبية الشركة وخدماهتا جيب أن حتتوي على قنوات عكسية إىل املوردين‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد الكلفة ألنشطة التوزيع واإلمداد‪ :‬ألن تكلفة التوزيع واإلمداد تصل إىل ‪ %25‬إىل ‪ %30‬من‬
‫تكلفة منتجات الشركة الكلية فقد أدركت هذه الشركات أمهية حتليل كافة عناصر تكاليف اإلمداد‬
‫والتوزيع من أجل خفض التكاليف الكلية وتعظيم األرباح وقد أشارت الدراسات إىل أن املكونات‬
‫الرئيسية لتكلفة اللوجيستيك هي‪:‬‬
‫تكلفة مستوى خدمة الزبون؛‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة النقل؛‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة إدارة املستودعات؛‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة االحتفاظ باملخزون؛‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة األوامر و الطلبات؛‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة الشراء بكميات كبرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2-1-3‬األنشطة المساعدة‪:‬‬
‫‪ ‬املخازن‪ :‬حتديد مساحة املخزون وتنظيم وترتيب املخازن‪.‬‬
‫‪ ‬مناولة املواد اخلام‪ :‬اختيار املعدات‪ ،‬وإجراءات جتهيز الطلبيات‪.‬‬
‫‪ ‬املشرتيات‪ :‬اختيار مصادر التوريد وتوقيت الشراء وكميات الشراء االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬التعبئة والتغليف‪ :‬تصميم العبوات ألغراض املناولة وأغراض التخزين‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون مع العمليات واإلنتاج‪ :‬تسلسل وقت خمرجات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬صيانة املعلومات‪ :‬حتليل املعلومات واإلجراءات الرقابية‪.‬‬

‫‪50‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪51‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬االتصاالت اخلاصة بالتوزيع‬
‫‪ ‬األجزاء واخلدمات املعاونة‪.‬‬
‫ان الفصل بني األنشطة اللوجيستية األساسية واملساعدة السابق اإلشارة إليها يرجع يف احلقيقة إىل أن األنشطة‬
‫األساسية يتم ممارستها بصفة عامة يف قناة لوجيستية ويف كل شركة ‪ ،‬بينما األنشطة املعاونة (املساعدة) فإهنا قد‬
‫ختتلف ممارستها من منظمة إىل أخرى وفقا لطبيعة وظروف كل شركة‪ .52‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن تكلفة أداء‬
‫األنشطة اللوجيستية تعتمد على املستوى املطلوب القيام به من هذه األنشطة يف شركة‪ .53‬واجلدير بالذكر أن‬
‫التخزين والنقل ميثالن اجلزء األكرب من التكاليف الكلية لألعمال واألنشطة اللوجيستية‪ ،‬حيث يشري الواقع‬
‫العملي إىل أهنما ميثالن حوايل ‪ %50‬إىل ‪ %75‬يف بعض الشركات‪ .‬وكما هو معروف فإن النقل يضيف قيمة‬
‫املكان للمنتجات‪ ،‬بينما التخزين يضيف قيمة الزمن أو الوقت هلذه املنتجات يف نظر العمالء‪.‬‬
‫ويعترب النقل من األنشطة اللوجيستية األساسية حيث أنه ال ميكن أن نتصور أن هناك شركة ما ميكن أن متارس‬
‫األنشطة اخلاصة هبا بدون توفري احلركة الالزمة للمواد اخلام اليت حتتاجها‪ ،‬أو للمنتجات النهائية اليت ترغب يف‬
‫تسويقها وتوفريها لعمالئها يف السو ‪ .‬وتشتمل وسائل النقل على السكك احلديدية‪ ،‬والشاحنات الربية‪،‬‬
‫والطائرات‪ ،‬والنقل املائي‪ ،‬وغريها‪ .‬وتتجلى أمهية هذا النشاط اللوجسيت من خالل ما حيدث من مشكالت أو‬
‫أزمات لبعض الشركات بسبب حدوث إضرابات من جانب نقابات عمال النقل يف بعض الدول ألسباب تتعلق‬
‫بتعريفة النقل أو ألسباب أخرى‪ .‬األمر الذي يرتتب عليه توقف أو تعطيل اإلنتاج والتسويق يف هذه الشركات‪،‬‬
‫أو يؤدي إىل فساد بعض املنتجات لعدم إمكانية إرساهلا إىل أسواقها املستهدفة‪.54‬‬
‫كما يعترب التخزين من األنشطة اللوجيستية األساسية وذلك لصعوبة التوفري الفوري وبكميات صغرية للمواد‬
‫اخلام الالزمة للمصانع‪ ،‬أو لصعوبة التسليم الفوري للمنتجات النهائية للعمالء‪ .‬هذا باإلضافة إىل الوفورات‬
‫االقتصادية الناجتة عن ختزين املواد اخلام ومستلزمات اإلنتاج األخرى نتيجة الشراء بكميات كبرية‪ .‬وبالطبع فإن‬
‫التخزين حيقق ما يعرف باملرونة يف اإلنتاج والتوزيع‪ .‬وبالنسبة لتشغيل أوامر الطلب فإنه ميثل النشاط الثالث‬
‫واألخري من األنشطة األساسية اللوجيستية‪ ،‬والذي ينطوي عادة على تكلفة أقل باملقارنة بتكلفة النقل والتخزين‪.‬‬

‫‪ 51‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪23‬‬


‫‪ 52‬حممد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬االجتاهات املعاصرة يف إدارة األنشطة اللوجيستية‪ ،‬مقال منشور يف املنتدى العريب للتجارة االلكرتونية‪،‬‬
‫‪ http://www.aecfkh.org/articles-action-show-id-7.htm‬تاريخ االطالع‪.2013/05/30 :‬‬
‫‪ 53‬مثال‪ :‬عندما تريد املنظمة يف وضع مستويات عالية ملعايري خدمة العمالء فان ذلك سيؤدي بالطبع إىل زيادة تكاليف أداء هذا النشاط‪.‬‬
‫‪ 54‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.27‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫و بالرغم من ذلك فإن هذا النشاط يعترب على درجة كبرية من األمهية بسبب عالقته بالوقت اإلمجايل املستغر‬
‫منذ احلصول على أمر الطلب من العميل وحىت استالمه للمنتجات أو اخلدمات النهائية‪ ،‬وبالتايل فإنه يؤثر‬
‫وبشكل ملموس على خدمة و رضا العمالء‪.‬‬
‫أما األنشطة اللوجيستية املعاونة فإهنا تتفاوت من حيث ممارستها من شركة إىل أخرى‪ ،‬وذلك بالرغم من أمهيتها‬
‫اليت ال ميكن إنكارها يف منظومة األعمال اللوجيستية املتكاملة‪ .‬هذا التفاوت يرجع إىل أسباب متنوعة منها‬
‫حجم و طبيعة نشاط الشركة‪ ،‬واإلمكانيات املتاحة وغريها‪.55‬‬
‫اإلمداد والتوزيع‪:‬‬

‫يتناول مفهوم اإلمداد والتوزيع كافة األنشطة املسئولة عن تدبري وحترك املواد اخلام واألجزاء واملكونات اليت‬
‫تدخل يف العملية اإلنتاجية واملنتجات تامة الصنع سواء كانت تلك احلركة يف اجتاه املؤسسة أو خارجها إىل‬
‫‪:‬‬
‫أسواقها‪ .‬وقد مت استخدام العديد من املصطلحات للتعبري عن ذلك العلم اجلديد منها على سبيل املثال‬

‫‪Materials management‬‬ ‫‪ -‬إدارة املواد‬


‫‪Supply Chain management‬‬ ‫‪ -‬إدارة سلسلة املواد‬
‫‪Physical distribution‬‬ ‫‪ -‬إدارة التوزيع املادي‬
‫‪Channel management‬‬ ‫‪ -‬إدارة قنوات التوزيع‬
‫‪Quick-response systems‬‬ ‫‪ -‬أنظمة االستجابة السريعة‬
‫وميكن تقسيم أنشطة اإلمداد والتوزيع إىل ثالث مكونات رئيسية‪ ،‬يتناول المكون األول مرحلة اإلمداد‬
‫والتوزيع الداخلي وتشمل األنشطة املسئولة عن تدبري وحترك املواد اخلام ومستلزمات اإلنتاج واألصناف الداخلة‬
‫من املوردين إىل املؤسسة واملستخدمة يف تصنيع منتجاهتا وخدماهتا‪ .‬والمكون الثاني مرحلة إدارة املواد وتشمل‬
‫األنشطة املسئولة عن إدارة وحترك املخزون املتوافر لدى املؤسسة من املواد اخلام والسلع نصف املصنعة لتلبية‬
‫متطلبات العملية اإلنتاجية‪ .‬وأخريا المكون الثالث مرحلة إدارة التوزيع املادي تشتمل على األنشطة املسئولة‬
‫عن تدفق منتجات املؤسسة تامة الصنع إىل أسوا وعمالء املنظمة‪ .‬ويعرب الشكل ‪ 4-1‬عن جمال ونطا‬
‫أنشطة اإلمداد والتوزيع‪.‬‬

‫‪ 55‬مثال عن هذا أن منظمات اخلدمات ال حتتاج إىل أنشطة التعبئة أو مناولة املواد اخلام‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الشكل رقم (‪ :)4-1‬جمال و نطا أنشطة اإلمداد و التوزيع‬


‫موردين منتجات نصف‬
‫تجار جملة‬
‫موردين مواد خام‬
‫تجار تجزئة‬ ‫وموزعين‬ ‫المؤسسة‬ ‫مصنعة و مستلزمات إنتاج‬

‫مخزون‬ ‫المصنع‬
‫المستهلك‬
‫المنتج‬
‫النهائي‬
‫النهائي‬

‫التوزيع العادي‬ ‫إدارة المواد‬


‫إمداد و توزيع داخلي‬

‫مباين لتخزين أو جتميع املنتجات بغرض التعامل‬


‫حركة السلع أو املواد اخلام‬
‫المصدر‪ :‬األستاذ الدكتور إمساعيل حممد السيد‪ ،‬إدارة اإلمداد و التوزيع‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد توفيق املاضي‪ ،‬الدكتور حممد‬
‫أمحد حسان‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2006 ،‬ص‪05‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الشكل رقم (‪ :)5-1‬التداخل بيم مكونات إدارة اإلمداد على مستوى املشروع‬

‫نشاط إدارة اإلمداد‬

‫مصادر التوريد‬ ‫توزيع وحدات اإلنتاج‬ ‫األسوا‬ ‫العمالء‬


‫والتخزين‬

‫تدبري االحتياجات والشراء‬ ‫حركة املواد‬ ‫دراسة الطلبيات وأنواعها‬

‫إدارة‬ ‫االتصال‬ ‫التخزين‬ ‫النقل االستالم‬

‫مكونات نظام اإلمداد‬

‫إدارة التوريد املادي‬ ‫التنسيق بني األنشطة‬ ‫إدارة التوزيع املادي‬

‫يتم من خالل أنشطة‬


‫التخطيط والتنبؤ‬

‫المصدر‪ :‬عبد الغفار‪ ،‬رمسية زكي قرياقص‪ ،‬أساسيات إدارة المواد و اإلمداد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.21‬‬

‫ومن خالل هذا الشكل يتضح مدى تعقيد والتداخل بني أنشطة إدارة التوريد املادي مبا فيها إدارة املواد‪ ،‬وبني‬
‫أنشطة إدارة التوزيع املادي‪ ،‬ومن مث البد من التنسيق بينها‪ ،‬فاجلزء األسفل من الشكل يوضح ضرورة التنسيق‬
‫بني عمليات اإلمداد سواء من حيث توريد املواد اخلام‪ ،‬أو توزيع املنتجات‪ ،‬بينما اجلزء األعلى يوضح أن‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫عملية اإلمداد تتأثر بوظيفة الشراء اليت تؤثر وتتأثر مبصادر التوريد وأيضا حبركة املواد بني وحدات اإلنتاج‬
‫والتخزين‪.56‬‬

‫‪ )1‬إدارة المواد (التوريد المادي)‬


‫إن أنشطة اللوجستيات مرتبطة بتوريد املواد اخلام واألجزاء الالزمة لعمليات التشغيل‪ ،‬وتعود أمهية وظيفة إدارة‬
‫املواد إىل توفري احتياجات التشغيل يف الوقت املناسب‪ ،‬وبأقل تكلفة ممكنة مما يساعد على رفع كفاءة عملية‬
‫اإلنتاج واستمراريتها‪ ،‬خاصة وأن املواد اخلام واألجزاء متثل نسبة كبرية من إمجايل حجم اإلنفا يف الشركات‬
‫الصناعية‪.57‬‬
‫أهداف إدارة المواد‬
‫إن اهلدف الرئيسي إلدارة املواد هو توفري االستمرارية واالستقرار يف عمليات التوريد‪ .‬ويتحقق ذلك من خالل‬
‫شراء املواد اخلام واألجزاء عندما حتتاج إليها الشركة وبأسلوب إقتصادي‪ ،‬وتتطلب عملية توريد احتياجات‬
‫التشغيل تعاون وتكامل كافة األنشطة‪ ،‬أي أن النظام الفرعي إلدارة املواد مثله مثل نظام التوزيع املادي‪،‬‬
‫يتضمن أنشطة النقل والتخزين واالتصال واملناولة‪ .‬وإدارة املواد تسعى إىل حتقيق األهداف التالية‪:58‬‬
‫‪ ‬الشراء بأقل سعر؛‬
‫‪ ‬ضمان استمرارية التوريد؛‬
‫‪ ‬الرقابة على مستوى اجلودة؛‬
‫‪ ‬احلد األدىن من تكلفة التوريد؛‬
‫‪ ‬املشاركة يف البحوث و التطوير؛‬
‫‪ ‬العالقات مع املوردين‪.‬‬
‫‪ )2‬إدارة حركة المخزون الداخلية‬
‫هتتم إدارة حركة املخزون الداخلية بتحقيق الرتابط والتكامل بني عمليات التوزيع املادي وعمليات إدارة‬
‫املواد داخل املؤسسة‪ .‬وتقع مسئولية الرقابة على تدفق املواد واألجزاء واملواد نصف املصنعة واملنتجات تامة‬

‫‪ 56‬عبد الغفار‪ ،‬رمسية زكي قرياقص‪ ،‬أساسيات إدارة املواد و اإلمداد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 57‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬إدارة اللوجستيات ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 58‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الصنع داخل مرافق املؤسسة على عاتق إدارة حركة املخزون‪ .59‬فإدارة التوزيع املادي ختتص حبركة املنتجات‬
‫من املؤسسة اىل العمالء يف حني تتخصص إدارة املواد يف الرقابة على حركة املنتجات من املوردين إىل‬
‫الشركة وتقوم إدارة احلركة الداخلية للمشروع بسد الفجوة ما بني هذين التخصصني‪ .‬ويالحظ أن عمليات‬
‫إدارة احلركة الداخلية للمخزون ختضع بالكامل لسيطرة ورقابة الشركة وذلك على عكس عمليات‬
‫اللوجستيات الرئيسية األخرى اليت تتعامل مع أطراف خارجية وبالتايل تواجه ظروف عدم التأكد املرتبطة‬
‫باحمليط اخلارجي للشركة‪.‬‬
‫‪ )3‬التوزيع المادي‬
‫ال تقتصر الفجوة اليت تفصل بني املنتج وعمالئه (مستهلك هنائي أو مستعمل صناعي) على الفجوة املكانية‬
‫بل توجد فجوة أخرى وهي الفجوة الزمنية واليت تتمثل يف الفار الزمين بني تاريخ االستهالك للسلعة واليت قد‬
‫يصل مداها إىل عدد من السنوات‪ ،‬كما توجد فجوة قيمية و اليت تعين الفر بني سعر بيع املنتج للسلعة‬
‫والسعر الذي يدفعه املستهلك‪ ،‬ويصل هذا الفر يف املتوسط إىل ‪ % 50‬من السعر الذي يدفعه‪.60‬‬
‫إن من بني املهام الرئيسية لوظيفة التسويق إيصال السلع واخلدمات إىل املستهلك النهائي أو املستعمل‬
‫الصناعي بأكرب قدر ممكن من الكفاءة والكفاية‪ ،‬أو مبعىن أخر تضييق الفجوة بني املنتج وعمالئه ويقوم هبذه‬
‫املهمة عنصر التوزيع الذي ميثل أحد عناصر املزيج التسويقي‪.‬‬
‫إ ن سياسة التوزيع املادي هي أحد عناصر املزيج التسويقي املهمة‪ ،‬نظرا ملا حتتله من تأثري على مجيع العناصر‬
‫األخرى بدءا باملنتج الذي يؤثر ويتأثر هبذه السياسة إىل سياسة الرتويج املعتمدة اليت تساعد على توسيع‬
‫اإلسرتاتيجية التوزيعية للمؤسسة‪ ،‬إضافة إىل سياسة التسعري اليت جيب أن حتدد وفقا ملتغريات السو واملنافسة‬
‫اخلارجية‪ ،‬وموارد وإمكانيات املؤسسة وتكاليف اإلنتاج داخليا‪.‬‬

‫‪ 59‬هنال فريد مصطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬


‫‪ 60‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.202‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الشكل رقم (‪ :)6-1‬مكونات نظام التوزيع املادي‬

‫ادارة النقل‬

‫التغليف‬ ‫إدارة‬

‫والتعبئة‬ ‫التخزين‬
‫التوزيع‬
‫المادي‬
‫إدارة الشراء‬
‫أنشطة‬ ‫والطلب ومناولة‬
‫إدارية أخرى‬ ‫املواد‬

‫المصدر‪ :‬علي فالح الزعيب‪ ،‬د‪.‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية (مدخل التوزيع و اإلمداد)‪ ،‬دار امليسرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬للطبعة األوىل ‪ .2012‬ص ‪.210‬‬
‫أهمية و كلفة نظام التوزيع المادي‬
‫إن نقطة البداية يف تكوين نظام التوزيع املادي هي حتديد ماذا يريد العمالء وماذا يقدم هلم املنافسون‪ ،‬وال تأيت‬
‫أمهية التوزيع املادي من ناحية التكاليف فقط بل ألهنا تؤثر تأثريا كبريا على عناصر وبرامج التسويق املختلفة‬
‫للمؤسسة‪ .‬إن اجلهود املوجهة حنو خفض هذه التكاليف ورفع مستوى األداء من قبل املؤسسات ستؤدي إىل‬
‫إمكانية توفري السلع بأسعار خمفضة مما مينح الشركات ميزة تنافسية وزيادة يف األرباح واملبيعات تبعا لذلك وهذا‬
‫ما يهدف إليه نظام التوزيع‪.61‬‬
‫إذا كانت الشركة هتدف إىل تقدمي سلع وخدمات للمستهلكني بأقل كلفة ممكنة فإن إدارة التوزيع املادي هتدف‬
‫إىل إدخال التحسينات لتحقيق هذا اهلدف وتشمل هذه التحسينات على ختفيض نوعني من التكاليف مها‪:‬‬
‫‪ ‬تكاليف التوزيع املنظورة‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف التوزيع غري املنظورة‪.‬‬
‫و تتضمن هذا التكاليف نوعني‪:62‬‬

‫‪ 61‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.204‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫أ‪ -‬تكاليف منظورة مباشرة وتشتمل على التكاليف‪ :‬النقل‪ ،‬التخزين‪ ،‬املناولة‪ ،‬إرسال أوامر الشراء‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكاليف منظورة غري مباشرة‪ ،‬وتشتمل على تكاليف‪ :‬الفائدة على رأس املال املستثمر يف املخزون‪،‬‬
‫التلف‪ ،‬السرقة وضياع املواد‪.‬‬
‫تكاليف التوزيع غري املنظورة تنشأ من فقدان بعض فرص الربح نتيجة اإلخفا يف شحن ونقل السلع يف‬
‫الوقت احملدد‪ ،‬واالحتفاظ يف الكمية املناسبة‪ ،‬مما ينتج عنه حتول املستهلكني إىل شراء سلع املنافسني وإلغاء‬
‫الطلبيات‪ .‬وال شك أن جمال قدرة املشروع على ختفيض تكاليف التوزيع املادي أكثر من جمال قدرته على زيادة‬
‫املبيعات‪ ،‬والشكل التايل يبني تكاليف التوزيع املادي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)7-1‬تكاليف التوزيع املادي‬
‫التوزيع المادي‬

‫تكاليف غري منظورة‬ ‫تكاليف منظورة‬

‫مثل فقدان فرص الربح‬ ‫غري مباشرة‬ ‫مباشرة‬


‫نتيجة التأخر يف تسليم‬ ‫الفائدة على رأس املال املستثمر‬
‫يف املخزون والتلف والسرقة‬ ‫النقل و املناولة و قيمة السلعة‬
‫طلبية ما‬
‫وضياع املواد‬ ‫و رسوم مجركية‬

‫المصدر‪ :‬د‪.‬علي فالح الزعيب‪ ،‬د‪.‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية (مدخل التوزيع واإلمداد)‪ ،‬دار امليسرة للنشر‬
‫و التوزيع و الطباعة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬للطبعة األوىل ‪ .2012‬ص‪.205‬‬

‫الدور االستراتيجي لنظام التوزيع المادي‬

‫قد يؤدي االستخدام االسرتاتيجي للتوزيع املادي إىل متكني املنظمة من تدعيم مركزها التنافسي من خالل‬
‫حتقيق درجة عالية من رضا املستهلك ومن خالل ختفيض تكاليف التشغيل‪ ،‬وميكن تلخيص املهام‬
‫اإلسرتاتيجية لنظام التوزيع املادي باأليت‪:63‬‬

‫‪ 63‬علي فالح الزعيب‪ ،‬دكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ ‬حتسني خدمة العمالء‪ :‬فاألداء اجليد ميكن أن يؤدي إىل حتسني خدمة التوزيع للعمالء من حيث‬
‫مستوى الطلب وهذا يبدو واضحا يف تسويق املنتجات النمطية‪.‬‬
‫‪ ‬ختفيض تكاليف التوزيع‪ :‬من الوسائل لتخفيض التكلفة عمليات التبسيط مثل احلد من املخازن غري‬
‫الضرورية‪ ،‬احلد من مستويات املخزون ومن مث مقدار رأس املال املستثمر فيه تكلفة االحتفاظ به‪،‬‬
‫التشغيل اجليد لنظام النقل الداخلي واخلارجي‪.‬‬
‫‪ ‬حتقيق املواءمة بني جانيب اإلنتاج واالستهالك‪ :‬خلق املنفعة الزمنية واملكانية تتمثل يف القيمة‬
‫االقتصادية للتخزين على مساعدة املنفعة الزمنية‪ ،‬فقد يتوفر املنتج قريبا يف السو ولكن ال يوجد عليه‬
‫الطلب احلايل‪ ،‬االدارة تضيف قيمة مثينة له من خالل االحتفاظ به حلني وقت اشتداد الطلب عليه‪.‬‬
‫‪ ‬حتقيق االستقرار يف األسعار‪ :‬االدارة اجليدة لنشاط النقل والتخزين ميكن أن تساعد عل حتقيق‬
‫االستقرار لألسعار سواء على مستوى املنظمة الفردية أو على مستوى الصناعة‪.‬‬

‫منافع نظام التوزيع المادي‬


‫التوزيع هو عبارة عن جمموعات األفراد أو املؤسسات اليت يتم عن طريقها نقل السلع واخلدمات من مصادر‬
‫إنتاجها إىل املستهلك األخري‪ ،‬وهي اليت يتم عن طريقها خلق للمنافع الزمنية واملكانية ومنفعة احليازة‪ ،‬أو هي‬
‫الطريق الذي تسلكه السلعة من املنتج إىل املستهلك النهائي أو املستعمل الصناعي من خالل جمموعة من‬
‫األجهزة املتخصصة اليت إما أن تكون تابعة للمنتج أو مستقلة‪.‬‬
‫‪ .2.3‬عالقة وظيفة اللوجستيات بالوظائف األخرى‬

‫إن تزايد أمهية نشاط اللوجستيات داخل املؤسسة يتطلب إعادة مجع وتنظيم بعض األنشطة اليت كانت تعترب‬
‫سابقا ضمن مسؤوليات إداريت اإلنتاج والتسويق‪ .‬حيث أن اهلدف الرئيسي إلدارة التسويق هو زيادة إيرادات‬
‫املؤسسة من خالل جمموعة من األنشطة كالرتويج وحبوث السو ‪ .‬أما إدارة اإلنتاج فتهتم أساسا بصنع املنتج‬
‫مع تقليل تكاليفه وذلك عن طريق ممارسة املسؤوليات املرتبطة بتخطيط اإلنتاج والرقابة على اجلودة واجلدولة‪.‬‬
‫يتخذ نشاط اللوجستيك موقعا وسطا بني اإلنتاج والتسويق كما يظهر يف الشكل رقم (‪ ،)8-1‬والذي يوضح‬
‫تداخل بعض الوظائف واملسؤوليات لذلك تظهر بعض األنشطة املشرتكة لكل من جمال التسويق وجمال‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫اللوجستيات فمثال التغليف له بعد تروجيي ولكنه يف نفس الوقت ميثل أحد عناصر احلماية للسلعة خالل‬
‫مراحل النقل والتخزين‪.64‬‬
‫شكل رقم (‪ :)8-1‬وظيفة اللوجستيات و عالقتها بوظائف اإلنتاج و التسويق‬

‫المؤسسة‬

‫اإلمداد‬
‫اإلنتاج‬ ‫أنشطة مشتركة‬ ‫‪ -‬النقل‬ ‫أنشطة مشتركة‬ ‫التسويق‬
‫‪ -‬الرقابة على‬ ‫‪-‬جدولة اإلنتاج‬ ‫‪ -‬التخزين‬ ‫‪ -‬التسعري‬ ‫‪ -‬ترويج‬
‫اجلودة‬ ‫‪ -‬موقع املصنع‬ ‫‪ -‬املعلومات‬ ‫‪ -‬التغليف‬ ‫‪ -‬حبوث التسويق‬
‫‪-‬صيانة اآلالت‬ ‫‪ -‬مناولة املواد‬ ‫‪ -‬مزيج تسويقي‬
‫‪ -‬ختطيط اإلنتاج‬

‫المصدر‪ :‬د‪.‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬و د‪.‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.20‬‬

‫كما جند أن أنشطة الشراء و جدولة اإلنتاج ختضع بدورها لكل من جمال اإلنتاج وجمال اللوجستيات‪ ،‬فإدارة‬
‫اإلنتاج هتتم باحلصول على املواد اخلام باجلودة والسعر املناسب كما هتتم بتتابع عمليات اإلنتاج والفرتة الزمنية‬
‫الالزمة إلهنائها‪ .‬أما أنظمة اللوجستيات فتهتم بكل من مصادر التوريد والتوزيع وبزمن عملييت التوريد والتوزيع‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ما سبق جند أن تسويق منتجات إحدى الشركات يتطلب االستعانة بعدة قنوات للتوزيع حبيث‬
‫ميكن الوصول إىل خمتلف قطاعات املستهلكني‪ .‬إال أن استخدام هذا اهليكل كقنوات للتوزيع يرتتب عليه نقل‬
‫شحنات صغرية مما يعين ارتفاع تكاليف اللوجستيات‪ .‬معىن هذا أن هيكل قنوات التوزيع الذي يتناسب مع‬
‫أهداف التسويق قد ال يتناسب مع أهداف اللوجستيات‪ .65‬ويف التايل نستعرض عالقة نشاط اللوجستيات‬
‫ملختلف اإلدارات‪:66‬‬

‫‪ 64‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ 65‬هنال فريد مصطفى‪ ،‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 66‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬رمسية قرياقص‪ ،‬إدارة املواد و اإلمداد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ ‬العالقة بإدارة اإلنتاج‪:‬‬


‫من أوليات مهام إدارة اإلمداد خدمة مصاحل اإلنتاج وذلك بتوفري احتياجاهتا من مستلزمات اإلنتاج بالشكل‬
‫الذي ال يعطلها أو يتسبب يف تعقيد مهمتها بأي طريق من الطر وهذا يتطلب الربط املستمر بينهما‬
‫ويتضمن ذلك وقبل كل شيء تبادل تام يف املعلومات والبيانات فعلى إدارة اإلنتاج أن متد إدارة اإلمداد‬
‫باملعلومات والبيانات عن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الصعوبات يف استخدام بعض أنواع املواد؛‬
‫‪ -‬حتديد مواعيد احلاجة إىل هذه املستلزمات‪.‬‬
‫أيضا جيب على إدارة اإلمداد أن متد إدارة اإلنتاج باملعلومات عن‪:‬‬
‫‪ -‬مواعيد ورود الطلبيات واحتماالت التأخري؛‬
‫‪ -‬التطور الفين أو التكنولوجي يف صناعة املواد ومستلزمات اإلنتاج اليت حتتاجها العلمية اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬املواد واخلامات البديلة أو اجلديدة اليت تظهر يف األسوا ‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بإدارة التسويق‪:‬‬
‫وأهم املعلومات والبيانات اليت تقدمها إدارة التسويق إلدارة اإلمداد هي‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة املبيعات احلالية واملتوقعة واضافة إىل خطط التسويق املختلفة؛‬
‫‪ -‬معلومات عن العمالء الذين يشرتون منتجات الشركة؛‬
‫‪ -‬أيضا تساعد حبوث التسويق يف تنمية معلومات الشراء عند اختاذ قرارات الشراء؛‬
‫‪ -‬أيضا تستفيد إدارة التسويق من البيانات اخلاصة بالتطورات اليت حتدث يف أسوا املواد ومستلزمات اإلنتاج‬
‫حىت تضع سياساهتا التسويقية مما يتفق مع خصائص هذه املواد باألسعار والتكلفة املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة باإلدارة املالية‪:‬‬
‫إن أي قرار يف املشروع له أبعاد مالية سواء بطريق مباشر أو غري مباشر إذن العالقة بني إدارة اإلمداد واالدارة‬
‫املالية عالقة واضحة‪ ،‬وإىل جانب ما تقدمه االدارة املالية من معلومات عن اإلعتمادات املالية فإن إدارة‬
‫اإلمداد متد االدارة املالية باأليت‪:‬‬
‫‪ -‬أي تغريات يف كمية املشرتيات احلالية أو املتوقعة؛‬
‫‪ -‬توقيت عملية الشراء حىت ميكن تدبري األموال يف الوقت املناسب؛‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ -‬اإلبالغ عن أي خمالفة للمورد سواء كان تأخري يف ميعاد التوريد أو يف املواصفات املتفق عليها الختاذ‬
‫اإلجراء الالزم بتوقيع غرامه أو غري ذلك‪.‬‬

‫‪ .3.3‬مهام واختصاصات إدارة األعمال اللوجيستية‬


‫إن العنصر الذي جيب على الشركة أن هتتم به يف موضوع اإلمداد والتوزيع هو املهام اليت جيب عليها القيام هبا‬
‫إلدارة قنواهتا التوزيعية بكفاءة عالية وتشمل‪:67‬‬
‫وجود نظام اتصاالت ومعلومات لتحقيق الرتابط والتكامل بني أعضائها؛‬ ‫‪‬‬
‫التخطيط الفعال ألنشطة اإلمداد والتوزيع؛‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد نظام الرقابة املشرتكة على املخزون؛‬ ‫‪‬‬
‫الشراء واالستالم وختطيط احتياجات املواد؛‬ ‫‪‬‬
‫حتمل املخاطر واملشاركة يف العوائد؛‬ ‫‪‬‬
‫حتقيق التعاون والتنسيق بني الشركة واألعضاء يف القنوات التوزيعية من أجل جناح العمل وتعظيم‬ ‫‪‬‬
‫القيمة و األرباح؛‬
‫فحص ومراقبة اجلودة واملخزون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4.3‬األعمال اللوجيستية في المجاالت غير الصناعية‬


‫إن املفاهيم واملبادئ واألنشطة اللوجيستية اليت مت ممارستها وثبت فعاليتها يف جماالت أخرى خالف اجملاالت‬
‫الصناعية‪ ،‬مثل صناعة اخلدمات تربر قصور هذه النظرة للعمل اللوجسيت‪ ،‬ويف ضوء ما سبق سنناقش األعمال‬
‫اللوجيستية من حيث أمهيتها و ممارستها يف اجملاالت األخرى غري الصناعية‪.68‬‬
‫األعمال اللوجيستية يف صناعة اخلدمات‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫يتصف قطاع اخلدمات يف الدول املتقدمة بكرب حجمه ومنوه املتزايد بشكل ملحوظ‪ ،‬مثال ذلك أن هناك حوايل‬
‫‪ %70‬من الوظائف اإلمجالية يف الواليات املتحدة األمريكية موجودة يف قطاع اخلدمات اخلاصة واحلكومية‪.‬‬
‫فهناك مئات الشركات واملؤسسات يف الدول املتقدمة ويف غريها واليت ميكن تصنيفها كمؤسسات خدمات‪ .‬مثال‬

‫‪ 67‬د‪.‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ 68‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫البنوك‪ ،‬والشركات االستثمارية‪ ،‬وشركات التأمني والفناد ‪ ،‬واملستشفيات والشركات السياحية‪..‬اخل‪ ،‬إن هذه‬
‫املؤسسات اخلدماتية وغريها تقوم مبمارسة األنشطة اللوجيستية املختلفة شأهنا يف ذلك شأن الشركات الصناعية‪.‬‬
‫ولكن جند أن أنشطة التوزيع املادي فيها غري واضحة إىل حد ما‪.69‬‬
‫بالرغم من أن العديد من منظمات اخلدمات تقوم بإنتاج وتوزيع منتجات غري مادية أو غري ملموسة إال أهنا‬
‫متارس العديد من أنشطة التوزيع املادي‪ ،‬مثال ذلك املستشفيات واليت ترغب يف توسيع خدمة الطوارئ‪ ،‬هنا‪،‬‬
‫البد هلا من اختاذ القرارات الالزمة لتحديد مواقع مراكز تقدمي هذه اخلدمة‪ ،‬واإلمداد الكامل لكل مركز من‬
‫األجهزة و امل واد الالزمة‪ .‬من هنا ميكننا تلخيص ما سبق أن األعمال اللوجيستية يف املنظمات الصناعية تنطبق‬
‫يف منظمات األعمال‪ ،‬خاصة وأن اخلدمة اليت تتصف بأهنا غري مادية وغري ملموسة ال ميكن إنتاجها إال من‬
‫خالل منتجات مادية ملموسة‪.‬‬
‫اللوجستيات واجليش‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫ظهرت أمهية اللوجستيات ألول مرة يف احلروب‪ ،‬وكان اجليش الذي يتقن اختيار مواقع احلرب والدعم واإلسناد‬
‫هو املنتصر‪ ،‬ويعد مفهوم اللوجستيات ذو أصل عسكري ومت استغالله خالل احلرب العاملية الثانية يف اجلانب‬
‫االقتصادي‪.70‬‬
‫اللوجستيات و البيئة‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫إن التغريات العاملية احلالية يف مجيع امليادين أد ت إىل الوعي بالقضايا البيئية‪ ،‬وإدارة هذه األخرية اقتضت إختاذ‬
‫العديد من القرارات الالزمة ملمارسة األنشطة اللوجيستية‪ ،‬ومن ضمن هذه اجملاالت‪ ،‬مجع القمامات من األحياء‬
‫السكنية واملصانع والشركات‪ ،‬ومجع العبوات اليت ميكن إعادة تصنيعها حفاظا على املوارد البيئية‪.71‬‬

‫‪ 69‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ 70‬و يعترب هذا العلم قيد االستغالل يف اجملال العسكري‪ ،‬بل هو مرافق لكل نشاط عسكري‪ ،‬و أحدث مثال للوجستيات احلربيات على اجملال الواسع‪ ،‬هو الصراع الذي حدث‬
‫بني القوات األمريكية و العراقية بعد غزو العرا للكويت‪ ،‬و هذا الغزو مت وصفه بأنه أكرب عملية لوجيستية حربية يف التاريخ‪.‬‬
‫‪ 71‬أقاسم عمر‪ ،‬اإلمداد الشامل – مدخل إدارة التكلفة و السياسات املتبعة‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2010-2009 ،‬ص‪.44‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تخطيط و استراتيجيات إدارة اللوجستيك‬


‫‪ .1.4‬تخطيط اللوجستيات‬
‫يسعى التخطيط اللوجيسيت إىل تقدمي إجابات حمددة وواضحة لعدد من األسئلة اليت تتعلق مباذا‪ ،‬ومىت‪ ،‬وكيف‬
‫يتم التخطيط ‪ .‬ويتم هذا النوع من التخطيط على ثالث مستويات هي املستوى االسرتاتيجي والتكتيكي‬
‫والتشغيلي‪ 72‬مثلما هو موضح يف اجلدول (‪.)2-1‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬ختطيط اللوجستيك‬
‫مستوى القرار‬ ‫نوع القرار‬
‫تشغيلي‬ ‫تكتيكي‬ ‫استراتيجي‬
‫والنفقات‬ ‫الطر ‪،‬‬ ‫وضعية املخزون‬ ‫التسهيالت‪ ،‬احلجم و املوقع‬ ‫املوقع‬
‫واإلرسال‪ ،‬والشحن‬
‫جداول الكميات والوقت‬ ‫مزيج اخلدمة الفصلي‬ ‫اختيار منط النقل‬ ‫النقل‬
‫اختيار و تصميم نظام إدخال األوامر قواعد األولويات لطلبات تسهيل وتعجيل تنفيذ‬ ‫تشغيل‬
‫الطلبات‬ ‫العمالء‬ ‫األوامر‬
‫‪-------------‬‬ ‫‪-------------‬‬ ‫وضع املعايري اخلاصة خبدمة العمالء‬ ‫خدمة‬
‫العمالء‬
‫املساحات الوفاء باألوامر‬ ‫اختيار‬ ‫التنظيم الداخلي‪ ،‬واملكان‬ ‫املخازن‬
‫الفصلية‪.‬‬
‫واختيار إصدار أوامر الشراء‬ ‫التعاقد‬ ‫وضع سياسات الشراء‬ ‫الشراء‬
‫البائع‪/‬املورد‬
‫المصدر‪ :‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.58‬‬
‫ويتمثل االختالف األساسي بني املستويات الثالثة يف الوقت املخصص للتخطيط وتفاصيل التخطيط‪.‬‬
‫فالتخطيط االسرتاتيجي اللوجسيت ينصب على فرتة زمنية تزيد من عام‪ ،‬ويتصف بالعمومية‪ ،‬أما التخطيط‬
‫التكتيكي اللوجسيت فإنه ينصب على فرتة زمنية هي عادة أقل من سنة‪ ،‬وأخريا فان التخطيط التشغيلي‬
‫اللوجسيت ينصب على فرتات قصرية رمبا تكون يومية أو أسبوعية‪.‬‬

‫‪ 72‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫وتتعامل املستويات املختلفة للتخطيط اللوجسيت مع مشكالت متعددة ترتكز يف اجملاالت الرئيسية التالية‪:‬‬
‫خدمة العمالء‪ ،‬تسهيالت املوقع‪ ،‬وقرارات املخزون‪ ،‬وأخريا قرارات النقل‪ ،‬كما هو موضح يف الشكل رقم‬
‫(‪.)9-1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)9-1‬مثلث القرارات اللوجيستية‬

‫إسرتاتيجية املخزون‬ ‫إسرتاتيجية النقل‬

‫‪ ‬مستويات‬ ‫‪ ‬طر النقل‬


‫املخزون‬ ‫أهداف خدمة العميل‬ ‫‪ ‬مسار و جدولة النقل‬
‫‪ ‬انتشار املخازن‬ ‫‪ ‬حجم الشحنة‪/‬التجميع‬
‫‪ ‬طر الرقابة‬

‫إسرتاتيجية املوقع‬

‫‪ ‬عدد و حجم و موقع املؤسسات‬


‫‪ ‬ربط نقاط التخزين و نقاط التوريد‬
‫‪ ‬املخازن العامة‪/‬اخلاصة‬

‫المصدر‪ Ronald H.Ballou :‬رونالد اتش بالو‪ ،‬إدارة اللوجستيك – تخطيط و تنظيم و رقابة سلسلة اإلمداد‪،‬‬
‫تعريب‪ :‬د‪ .‬تركي إبراهيم سلطان‪ ،‬د‪ .‬أسامة أمحد مسلم‪ ،‬دار املريخ ‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ .2006 .‬ص‪.58‬‬
‫إسرتاتيجية موقع املؤسسة‪:73‬‬ ‫‪.1‬‬
‫خيلق املوضع اجلغرايف لنقاط التخزين ونقاط التوريد‪ ،‬إطارا خلطة اللوجستيات‪ ،‬ومع تثبيت عدد ومكان وحجم‬
‫الشركات وحتديد طلب السو ‪ ،‬فإن ذلك حيدد املسارات اليت من خالهلا تتوجه املنتجات إىل السو ‪.‬‬

‫‪ 73‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫قرارات املخزون‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫تشري قرارات املخزون إىل طريقة إدارة املخازن‪ .‬إن دفع املخزون إىل نقاط التخزين مقابل جذب املخزون إىل‬
‫نقاط التخزين ميثالن إسرتاتيجيتني خمتلفتني‪ ،‬وهناك اسرتاتيجيات أخرى منها االختيار االنتقائي ملوقع العناصر‬
‫املختلفة يف خط اإلنتاج باملصنع‪ ،‬فضال عن اختيار خمازن على املستوى احمللي أو اإلقليمي‪.‬‬
‫اسرتاتيجيات النقل‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ميكن أن تشمل قرارات النقل‪ :‬اختيار طريقة النقل‪ ،‬حجم الشحنة‪ ،‬مسار الشحنة‪ ،‬واجلدولة‪ ،‬وتتأثر هذه‬
‫القرارات بقرب املخازن للعمالء واملصانع‪ ،‬واليت بدورها تؤثر على موقع املخازن‪ ،‬وأيضا تتأثر مستويات املخزون‬
‫بقرارات النقل من خالل حجم الشحنة‪.‬‬
‫أهداف خدمة العميل‪:74‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يؤثر مستوى لوجيستيات خدمة العميل أكثر من العوامل األخرى على تصميم النظام‪ ،‬حيث أن مستويات‬
‫اخلدمة املتدنية تسمح بوجود خمازن مرتكزة يف مناطق قليلة واستخدام وسائل النقل الرخيصة‪.‬‬
‫‪ .2.4‬استراتيجيات اللوجستيات‬
‫يتطلب اختيار إسرتاتيجية اللوجستيات اجليدة كثريا من العمليات اإلبداعية اليت استخدمت يف وضع إسرتاتيجية‬
‫الشركة‪ ،‬و ميكن للمنهجيات االبتكارية أن تعطي ميزة تنافسية‪.‬‬
‫من املفرتض أن يكون إلسرتاتيجية اللوجستيات ثالثة أهداف هي‪:75‬‬
‫ختفيض التكلفة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي إسرتاتيجية موجهة لتخفيض التكاليف املتغرية املرتابطة بالنقل والتخزين‪ .‬وميكن صياغة أحسن إسرتاتيجية‬
‫بتقييم البدائل املختلفة لكل نشاط‪ ،‬مثل االختيار من بني البدائل املمكنة ألماكن التخزين أو طر النقل مع‬
‫تثبيت مستوى تقدمي اخلدمة‪ .‬وجيب أن يكون اهلدف األعلى هو تعظيم األرباح‪.‬‬
‫ختفيض رأس املال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي إسرتاتيجية موجهة حنو ختفيض مستوى االستثمار يف نظام اللوجستيات‪ .‬ويعترب تعظيم العائد على‬
‫االستثمار هو احلافز هلذه اإلسرتاتيجية‪ ،‬مثال‪ :‬اختيار طريقة اإلمداد املباشر إىل العمالء‪ ،‬واختيار املخازن‬

‫‪ 74‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ 75‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪Just in‬‬ ‫اململوكة للقطاع العام‪ ،‬بدال من متلك الشركة للمخازن‪ ،‬فضال عن استخدام أسلوب اإلمداد الفوري‬
‫‪.time‬‬
‫حتسني اخلدمة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وتبدأ عادة إسرتاتيجية اللوجستيات بأهداف املؤسسة واحتياجات العميل‪ .‬وتتم اإلشارة هنا إىل هذه‬
‫اإلسرتاتيجية بإسرتاتيجية "اهلجوم" لتحقيق التنافس‪.‬‬
‫‪ -3-4‬تنظيم إدارة األعمال اللوجيستية‬

‫حتتل إدارة األعمال اللوجيستية مكانا بارزا يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬يرجع ذلك حلاجتها‬
‫املتزايدة إىل القيام بدراسات وحتليل السو ‪ ،‬ومعرفة ردود أفعال الزبائن واملنافسني‪ ،‬ويزداد االهتمام بإدارة‬
‫التوزيع كلما كربت املؤسسة‪ ،‬وازداد إنتاجها‪ ،‬واتسع سوقها‪ ،‬وقد تشرف بعض املؤسسات بنفسها على تنظيم‬
‫ومراقبة مبيعاهتا قنوات التوزيع املباشرة أو تسند عملية التوزيع إىل مؤسسات متخصصة أي قنوات التوزيع غري‬
‫املباشرة‪ ،‬ويتوقف االختيار بني األسلوبني على عدة عوامل أمهها‪ :‬املقدرة املالية للمؤسسة‪ ،‬املقدرة التنظيمية‬
‫وحجم اإلنتاج وتنويعه‪ ،‬وحجم عدد العمالء‪ ..‬اخل‪.76‬‬

‫‪ 76‬علي فالح الزعيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫الشكل رقم (‪ :)10-1‬تنظيم ادارة اللوجستيك‬


‫تنظيم إدارة األعمال اللوجيستية في الشركات الصناعية‬

‫األفراد‪ -‬العاملين‬ ‫التمويل والمالية‬ ‫اإلنتاج‬ ‫التسويق‬ ‫العالقات العامة‬


‫والعمليات‬ ‫والمبيعات‬

‫قسم الشراء للمواد‬


‫واألجزاء‬

‫تنظيم إدارة األعمال اللوجيستية في الشركات التجارية‬

‫األفراد‪ -‬العالمين‬ ‫التمويل و المالية‬ ‫التسويق و‬ ‫نظم المعلومات‬ ‫الهندسة و‬


‫المبيعات‬ ‫اإلنتاج‬

‫قسم الشراء‬
‫قسم بيع‬
‫قسم مخازن‬

‫تنظيم إدارة األعمال اللوجيستية في الشركات‬

‫األفراد‪-‬العاملين‬ ‫التمويل و المالية‬ ‫إدارة األعمال‬ ‫التسويق و‬ ‫اإلنتاج‬


‫اللوجيستية‬ ‫المبيعات‬

‫قسم الشراء للمواد‬


‫واألجزاء‬
‫قسم النقل‬
‫قسم الخزن‬
‫قسم المناولة‬
‫قسم التغليف‬

‫المصدر‪ :‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية (مدخل التوزيع و اإلمداد)‪ ،‬دار امليسرة للنشر والتوزيع و الطباعة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬للطبعة‬
‫األوىل ‪ .2012‬ص‪.50‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫‪ .4.4‬نظم المعلومات اللوجيستية‬

‫إن الغرض من مجع البيانات واالحتفاظ هبا ومعاجلتها داخل الشركة هو املساعدة على الوصول إىل اختاذ‬
‫القرارات واليت تشمل القرارات اإلسرتاتيجية والقرارات التشغيلية‪ .‬وإن املالمح األساسية لنظام املعلومات‬
‫اللوجيستية يتكون من‪:77‬‬
‫‪ .1‬املدخالت‪ :‬وتشمل بيانات الزبائن‪ ،‬سجالت الشركة‪ ،‬بيانات االدارة‪ ،‬البيانات املنشورة‪.‬‬
‫‪ .2‬قاعدة البيانات وتشمل‪ :‬السجالت اليدوية وامللفات احلاسوبية من أجل حتليل واسرتجاع وتشغيل‬
‫البيانات‪.‬‬
‫‪ .3‬املخرجات وتشمل‪ :‬نتائج التحليل‪ ،‬تقارير عن احلالة‪ ،‬امللخص‪ ،‬أوامر الشراء‪ ،‬الفواتري‪ ،‬الوثائق اجملهزة‪.‬‬
‫وميتاز نظام املعلومات اللوجيستية مبا يلي‪:78‬‬
‫‪ ‬يبىن هذا النظام أساسا على احلاسب اآليل بالنسبة إلدخال ومعاجلة البيانات وحتويلها إىل معلومات؛‬
‫‪ ‬أنه أساس البحوث العملية يف شىت امليادين؛‬
‫‪ ‬نظام متكامل يربط بني جماالت وظيفية ممكنة مثل التصنيع‪ ،‬التسويق‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬الشراء‪ ،‬التمويل؛‬
‫‪ ‬يدعم وظائف التخطيط و الرقابة و العمليات؛‬
‫‪ ‬يقدم املعلومات الالزمة لصانع القرار؛‬
‫‪ ‬يصف املاضي احلاضر ويتنبأ باملستقبل؛‬
‫‪ ‬يقوم جبمع املعلومات من البيئة اخلارجية لكوهنا تؤثر على نشاط املنظمة يف الداخل‪.‬‬

‫‪ 77‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪106‬‬
‫‪ 78‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.107‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪:‬إدارة اللوجستيك‬

‫خاتمة الفصل‬

‫يف األخري ميكن القول أن إدارة اللوجستيات كوظيفة من وظائف املؤسسة هتتم بالقيادة والرقابة على جمموعة من‬
‫األنشطة اليت متتد لتشمل وظيفة التسويق واملبيعات واليت هتدف إىل حتقيق أقصى إشباع للمستهلك وذلك بتوفري‬
‫السلع يف الوقت واملكان املناسبني‪ ،‬مع ختفيض تكاليف اللوجستيات إىل أدىن حد مع احلفاظ على اجلودة العالية‬
‫للمنتج‪ ،‬والتنسيق بني تدفق املعلومات واملواد عن طريق وضع نظام معلومات إداري فعال مع اعتماد وسائل‬
‫اتصال تواكب التطور املعاش‪ .‬والتطور السريع للوجستيك يف السنوات القليلة السابقة جعل الكثري من‬
‫املؤسسات تطرح أسئلة كثرية حول كيفية تسيري تدفقاهتا املادية واملعلومات‪ ،‬وحتاول املؤسسات تطوير مفهوم‬
‫اللوجستيات ألن هذا سيعود إىل املستهلك واقتصاديات الدولة كما قد يأيت تطوير اللوجستيات مبزايا إضافية‬
‫للمستهلكني واالقتصاد واملنتجني‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل‬
‫النقل المختلفة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعترب وظيفة النقل إحدى األنشطة اللوجيستية الرئيسية يف أي مؤسسة‪ ،‬حيث يقوم النقل بإضافة قيمة‬
‫للمنتجات من خالل توفري املنفعة املكانية‪ ،‬كما أن تكلفة النقل تشكل نسبة عالية حبوايل ‪ %42‬من التكلفة‬
‫الكلية من األنشطة اللوجيستية‪ .‬وتتعلق وظيفة النقل بعدة قرارات يتخذها املسئول عنها‪ ،‬أمهها اختيار وسيلة‬
‫النقل وحتديد املزيج األمثل لوسائل النقل‪ .‬وإن الزيادة يف كفاءة عمليات وظيفة النقل سوف تعكس أثرها على‬
‫مستوى كفاءة النظام اللوجسيت ككل والكفاءة اإلنتاجية للمؤسسة بشكل عام‪ ،‬وهذه الكفاءة يف نظام النقل‬
‫تؤدي إىل حتسني املوقف التنافسي وبالتايل تؤثر على اقتااد الدولة‪ ،‬وهلذا يعترب قطاع النقل من القطاعات‬
‫اهلامة واليت تعطى هلا األولوية لتحقيق التنمية االقتاادية‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا الفال التطرق إىل مفهوم النقل وأمهيته على مستوى املؤسسة والدولة ككل‪ ،‬وكذا إىل‬
‫األمهية النسبية لكل وسيلة من وسائل النقل وكيفية حتقيق التكامل بينها لالستفادة من مزايا كل وسيلة لتحقيق‬
‫أعلى درجة من الكفاءة يف نقل البضائع بأقل تكلفة وأقار مدة زمنية‪ ،‬وذلك من خالل املباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى وظيفة النقل وأهميتها‬


‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص وسائل النقل الرئيسية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المفاضلة بين خصائص وسائل النقل‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نظام النقل متعدد الوسائط‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل إلى وظيفة النقل‬

‫‪ .1.1‬تعريف وظيفة النقل‬


‫إن النقل من الوظائف االقتاادية املهمة اليت متنح املنتج املنفعة املكانية ويقتار نشاطه على اجملهودات اليت‬
‫ترمي إىل نقل املنتجات من أماكن اإلنتاج إىل أماكن االستهالك‪ .‬وميكننا تعريف النقل على أنه أحد وظائف‬
‫التوزيع املادي من خالل مسالك أو منافذ توزيع خمتارة تضمن لنا نقل املنتج وإيااله إىل املستهلك‪ ،‬وهذا‬
‫باستخدام وسائل النقل املتاحة‪.‬‬
‫وإدارة النقل هي إحدى إدارات التوزيع املادي يف الشركة وهي املسئولة عن خلف املنفعة املكانية وذلك من‬
‫خالل القيام بأعمال النقل والتوزيع املادي باورة اقتاادية وعلى درجة عالية من الكفاءة والفاعلية‪ ،‬ويف نطاق‬
‫إدارة النقل جند أن مدير نشاط النقل يرتبط مبجاالت وظيفية متعددة مثل التسويق واإلنتاج والتمويل‪.‬‬
‫إن نظام النقل يتكون من عنارين مهمني مها‪:79‬‬
‫‪ )1‬الشبكة‪ :‬من خالهلا تتم عملية النقل مثل الشبكة الربية‪ ،‬الشبكة املائية‪ ،‬شبكة السكك احلديدية‪.‬‬
‫‪ )2‬مجيع األجهزة والوسائط يف النقل وتشمل وسائط النقل‪ ،‬حمطات املغادرة‪ ،‬حمطات الوصول‪.‬‬
‫تنظيم قرارات النقل وتصنيف الناقلين‪:‬‬ ‫‪.1.1.1‬‬
‫‪ ‬تنظيم قرارات النقل‪:80‬‬
‫إ ن القرارات املتعلقة حبركة نقل السلع واملواد من ماادر التجهيز اىل خمازن املشرتي تؤثر عادة يف رحبية املؤسسة‬
‫وذلك من خالل ما تتحمله من تكاليف نقل عالية تؤثر بشكل سليب على الرحبية‪ ،‬أما يف حالة كون تكاليف‬
‫النقل منخفضة يكون التأثري اجيابيا‪ ،‬ولذلك فإن بعض الشركات تقوم بإنشاء قسما خاصا بالنقل يكون‬
‫متخااا بإختيار وسائل النقل الالزمة لتنفيذ حركة نقل السلع واملواد‪.‬‬
‫وتكاليف النقل ال تقتار على أجور النقل فقط‪ ،‬وإمنا تشمل تكاليف أخرى متعلقة بعملية النقل مثل تكاليف‬
‫التحميل والشحن وما شابه ذلك‪ ،‬ويتأثر حجم تكاليف النقل أيضا بعامل البعد والقرب من ماادر التجهيز‪،‬‬
‫وهذا يضع املسؤولية على عاتق إدارة النقل من اختيار وسائل النقل املالئمة واملناسبة‪ ،‬مع األخذ بعني اإلعتبار‬
‫كل ما يتعلق بذلك من أنظمة وقوانني وشروط نقل وذلك حسب أصناف وأنواع البضائع املختلفة‪.‬‬

‫على فالح‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.252‬‬


‫‪79‬‬

‫‪ 80‬مؤيد عبد احلسني‪ ،‬حاكم حمسن حممد‪ ،‬ادارة املواد واملشرتيات (منهج كمي)‪ ،‬زهران للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.180‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ .2.1.1.‬تانيف الناقلني‪:81‬‬

‫‪ -‬الناقل العام‪ :‬إن هذا النوع من الناقلني للمواد والسلع يكون ذو صفة عامة وشاملة ويتسم بالرمسية‪ ،‬وهنا‬
‫على األغلب تنطبق هذه املواصفات على الوحدات االدارية التابعة للدولة اليت من شأهنا تقدمي خدمات‬
‫لكافة األفراد واملؤسسات يف البلد الذي يعمل فيه هذا الناقل العام‪ .‬وتتميز أجور اخلدمات احملددة من قبل‬
‫هذا الناقل بأهنا ثابتة وحمددة من قبل الوزارة املعنية يف الدولة‪ ،‬والافة األهم اليت متيزها كوهنا مناسبة إن مل‬
‫تكن رمزية‪.‬‬
‫‪ -‬الناقل املتعاقد أو اخلاص‪ :‬إن هذا النوع من الناقلني يتمثل يف شركات نقل حملية أو دولية متخااة‪ ،‬متلك‬
‫أساطيل نقل برية وجوية وحبرية خاصة هبا‪.‬‬
‫‪ -‬الناقل الذايت‪ :‬يقاد بذلك أن املؤسسة تتكفل بعملية نقل بضائعها بنفسها‪ ،‬وينطبق ذلك على املواد‬
‫والسلع اليت يتم شراؤها من اجملهز اخلارجي أو نقل املواد والسلع اليت يتم بيعها اىل جهات خارجية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أهمية نشاط النقل‪:‬‬


‫‪ .1.2.1‬أهمية نظام النقل على مستوى المنظمة و على مستوى الدولة‪:‬‬
‫يأخذ نشاط النقل أمهية كبرية يف املعامالت التجارية‪ ،‬إذ لواله لوجب استهالك السلع يف األمكنة اليت تانع‬
‫فيها‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل شل حركة التبادل‪ ،‬اليت تعترب عاب احلياة التجارية‪ ،‬وبوجود شبكات نقل قوية‬
‫وممتدة داخل اجملتمع تؤدي إىل زيادة كل من التخاص وتقسيم العمل‪ ،‬وأيضا يف زيادة قدرة عناصر اإلنتاج‬
‫على االنتقال من مكان آلخر يف الوقت املناسب‪.82‬‬
‫‪ ‬أمهية نشاط النقل على مستوى املؤسسة‪ :‬يساعد النقل على إضافة املنافع الزمنية واملكانية للسلعة‪،‬‬
‫حيث تتحدد سرعة انتقال املنتجات من نقطة إىل أخرى يف ضوء كفاءة هذه الوظيفة‪ ،‬ويؤثر نشاط‬
‫النقل على جمموعة من القرارات االقتاادية الرئيسية يف جمال األعمال وهي‪:‬‬
‫‪ ‬قرار اإلنتاج‪ :‬حيث أن املنشآت الاناعية اليت تقوم بإنتاج سلع ملموسة‪ ،‬تدخل االعتبارات اخلاصة‬
‫بإمكانيات نقل املواد اخلام والسلع تامة الانع وتكاليف النقل يف قرارات اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ 81‬مؤيد عبد احلسني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.182‬‬


‫‪ 82‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬قرارات الشراء‪ :‬حيث تتأثر طبيعة املشرتيات إىل حد كبري باالعتبارات املرتبطة بالنقل وذلك بغض النظر‬
‫عن طبيعة املؤسسة سواء كانت تعمل يف اجملال الاناعي أو التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬قرارات حتديد موقع مرافق املؤسسة‪ :‬على الرغم من أن قرارات حتديد مواقع مراكز اإلنتاج واملخازن‬
‫واملستودعات ومراكز البيع تتأثر بالعديد من العوامل‪ ،‬إال أن االعتبارات املرتبطة بالنقل تؤثر أيضا يف هذه‬
‫القرارات‪.‬‬
‫‪ ‬قرارات التسعري‪ :‬على الرغم من أنه ال توجد عالقة مباشرة بني التغريات يف تكلفة النقل بني أرباح‬
‫املؤسسة‪ ،‬إال أن تكلفة النقل هي أحد العناصر اهلامة اليت تأخذ يف االعتبار عند وضع سياسات التسعري‪.‬‬
‫‪ ‬أمهية نشاط النقل على مستوى االقتااد ككل‪ :‬يسهم قطاع النقل املتطور على مستوى الدولة يف‬
‫حتقيق التنمية والتطور يف اجملاالت األخرى للبالد‪ ،‬حيث يساهم يف‪:83‬‬
‫‪ ‬التأثري على منط وإسرتاتيجية التنمية االقتاادية اليت تعتزم الدولة انتهاجها خاصة يف القطاع الاناعي‪،‬‬
‫وذلك ألن خدمات قطاع النقل مبختلف أنواعه تؤثر على عملية التوطن الاناعي من حيث اختيار مراكز‬
‫اإلنتاج ومنافذ التسويق‪ .‬حيث تتضافر جمموعة من العوامل االقتاادية واالجتماعية يف حتديد عملية‬
‫التوطن الاناعي‪.84‬‬

‫وتتمثل تكلفة النقل أهم العوامل االقتاادية يف هذا اجملال نظرا ألن اختيار موقع الاناعة يعتمد على‪:‬‬
‫‪ ‬موقع الاناعات املنتجة للمواد األولية ومدى قرهبا أو ابتعادها عن الاناعة املعنية (التأثري يف جانب‬
‫املدخالت)‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية نقل البضائع املختلفة بأحجام كبرية ( التأثري يف جانب املخرجات)‪.‬‬
‫‪ ‬مواقع أسواق التداول و االستهالك النهائي (التأثري يف جانب التوزيع)‪.‬‬
‫‪ ‬املسامهة يف زيادة معدالت التكوين الرأمسايل (املادي والبشري) حيث تعمل خدمات قطاع النقل على‬
‫تيسري عملية انتقال املعرفة التكنولوجية اليت تزداد فاعليتها يف رفع معدالت النمو االقتاادي إذا ما مت‬
‫جتسيدها يف شكل سلع ومعدالت إنتاجية‪ ،‬وفنون إنتاجية متطورة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل زيادة الطاقة‬
‫اإلنتاجية واليت تعد بدورها من أهم حمددات التنمية االقتاادية‪ ،‬وهو ما يفسر تزايد نسبة اإلنفاق على‬

‫‪83‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬اقتااديات النقل دراسة متهيدية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ .2003/2002 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 84‬تتمثل أهم هذه العوامل‪ :‬مدى توفر العمالة الالزمة – توفر موقع البناء الوقود الالزم للاناعة – وسائل النقل – تكاليف النقل – الطاقة ‪..‬اخل‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫قطاع النقل – خاصة الدول النامية‪ -‬إذا بلغت نسبة اإلنفاق على قطاع النقل مبختلف أنواعه ما يقرب‬
‫من ‪ %40‬من إمجايل اإلنفاق على قطاع اخلدمات املختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تدعيم طاقة الدولة على التخاص وتقسيم العمل وتنظيم منافع املزايا النسبية يف اإلنتاج‬
‫وتفسري ذلك على أن كل دولة على حدا تكتسب مزايا نسبية يف إنتاج منتج معني أو جمموعة من‬
‫املنتجات بتكاليف منخفضة مما يؤدي إىل زيادة املنتجات (العرض) وبالتايل حتقيق فائض من تلك‬
‫املنتجات وتاريفه إىل األسواق العاملية ومنه احلاول على املوارد الالزمة من النقد األجنيب الذي يستخدم‬
‫لتوفري املستلزمات السلعية و الرأمسالية اليت حتتاجها برامج التنمية االقتاادية‪.‬‬
‫‪ ‬حتسني مركز ميزان املدفوعات من خالل زيادة طاقة الدولة التاديرية وحتقيق مزيد من العمالت األجنبية‪،‬‬
‫باإلضافة إىل ما ميارسه نشاط النقل ‪-‬خاصة النقل البحري‪ -‬من دور فعال يف توفري تكاليف نقل‬
‫املنتجات املادرة إىل اخلارج وبالتايل ختفيض معدالت عجز ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫أهمية نظام النقل الفعال‪:‬‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫إذا نظرنا إىل نظام النقل على مستوى اجملتمع فسوف جند أن هذا النظام له تأثريه الواضح على مستوى النشاط‬
‫االقتاادي يف هذا اجملتمع‪ .‬فعندما ال يتوافر نظام نقل رخيص وال تتوافر وسائل النقل الرخياة فإن اجملتمع‬
‫عادة ما يكون مركزا يف املناطق اليت توجد هبا زراعة‪ ،‬مع معظم االستهالك يتم بالقرب من مواقع اإلنتاج‪.‬‬
‫ولكن مع توافر نظام نقل منخفض التكلفة والذي ميكن االعتماد عليه‪ ،‬فإن اهليكل االقتاادي للمجتمع‬
‫كلك يبدأ يف التغري‪ ،‬ويبدأ اإلنتاج ومراكزه يف التشتت جغرافيا‪.85‬‬
‫وحيتاج اإلنسان إىل املقارنة بني الدول النامية والدول املتقدمة‪ ،‬لريى كيف يلعب النقل دورا مهما يف خلق‬
‫مستوى عال من النشاط االقتاادي‪ .‬حيث حيدث اإلنتاج واالستهالك يف الدول النامية متقاربني‪ ،‬وكثري من‬
‫القوى العاملة اليت تعمل يف اإلنتاج الزراعي ونسبة قليلة من إمجايل السكان تعيش يف املدن‪ .‬واملناطق اجلغرافية‬
‫حتد من جمال اإلنتاج‪ ،‬وعادة يرتفع مستوى املعيشة االقتاادي لك ل مواطن‪ .‬إن نظام النقل الفعال يسهم يف‬
‫املنافسة يف السوق‪ ،‬ويقلل البضائع‪.86‬‬
‫‪ ‬منافسة أكرب‪:‬‬

‫‪ 85‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬حممد توفيق املاضي‪ ،‬الدكتور حممد أمحد حسان‪ ،‬إدارة اإلمداد و التوزيع‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2006 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪86‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪160‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫عندما ال تتوافر وسائل النقل اجليدة ومنخفضة التكلفة‪ ،‬فإن سوق املؤسسة سيكون حمدودا بتلك املناطق‬
‫اجلغرافية احمليطة مبراكز اإلنتاج‪ .‬وإذا مل تكن تكلفة اإلنتاج ألي شركة أقل من تكلفة اإلنتاج لشركة أخرى يف‬
‫منطقة أخرى باورة متكن الشركة األوىل من دفع تكلفة النقل فإنه لن تكون هناك منافسة بني الشركتني‪ .‬فكل‬
‫شركة منها سوف تنتج يف املنطقة احمليطة هبا فقط وتعترب هذه املنطقة سوقها‪ .‬ولكن عندما تتحسن وسائل‬
‫النقل وتقل تكلفتها فإن أي منتج يستطيع أن ينتج ويوزع يف أي منطقة وبالتايل ينافس املنتجني يف األسواق‬
‫األخرى‪.87‬‬

‫وباإلضافة إىل تشجيع املنافسة املباشرة والنقل الرخيص‪ ،‬ويشرتط أن يكون النقل عايل اجلودة‪ ،‬فيجب أيضا‬
‫تشجيع املنافسة غري املباشرة‪ ،‬وذلك بتوفري البضائع يف السوق‪ .‬يكون للبضائع الواردة من السوق اخلارجية تأثري‬
‫يف استقرار أسعار املنتجات املتشاهبة يف السوق‪.88‬‬
‫‪ ‬مزايا اإلنتاج حبجم كبري‪:89‬‬
‫حيث أن وجود وسائل النقل توفر أسواق أكرب وأوسع فإن اإلنتاج يكون عند حجم أكرب حمققا الوفورات‬
‫االقتاادية لإلنتاج حبجم كبري‪ .‬والواقع أن حجم السوق الكبري يؤدي إىل الوفورات يف اإلنتاج بسبب حسن‬
‫استخدام التسهيالت اإلنتاجية املتاحة‪ ،‬وظهور التخاص يف عمليات اإلنتاج (األمر الذي يؤدي إىل زيادة‬
‫اإلنتاج مرة أخرى)‪ .‬كذلك فإن توافر وسائل النقل اجليدة جتعل عملية التزامن بني مكان اإلنتاج ومكان‬
‫االستهالك غري مطلوبة األمر الذي ميكن الشركة من أن ختتار أفضل مواقع اإلنتاج واليت حتقق وفورات‬
‫اقتاادية بارف النظر عن مواقع االستهالك‪ .90‬ومن املمكن أن تؤدي األسواق املتسعة إىل ختفيض يف‬

‫‪ 87‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.132‬‬


‫‪ 88‬يف كثري من األسواق‪ ،‬فان الفواكه الطازجة و اخلضروات آو املنتجات األخرى املعرضة للتلف‪ ،‬تكون متاحة فقط يف أوقات معينة من العام‪ ،‬و ذلك بسبب اإلنتاج املومسي‪،‬‬
‫و غياب الظروف املناسبة لزراعة هذه املنتجات‪ .‬بينما كثري من هذه املنتجات تكون متاحة يف هذا التوقيت يف مكان أخر من العامل‪ .‬و الشحن السريع بأسعار معقولة جيعل‬
‫هذه املنتجات موجودة يف األسواق اليت مل تكن متاحة فيها من قبل يف هذا التوقيت‪.‬‬
‫‪ 89‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪133‬‬
‫‪ 90‬يعد الغاز الطبيعي نادرا يف بعض الدول مثل الو‪.‬م‪.‬أ و لكنه ميثل فائضا يف دول أخرى ك ثرية مثل اجلزائر‪ .‬و نظرا ألن وسيلة النقل للمادة يف شكل غاز ميثل خطرا شديدا‬
‫فقد مت حظر نقله من مكان اإلنتاج و توفريه يف أماكن احلاجة إليه‪ .‬و لذا فان الدول اليت لديها فائضا يف هذا الغاز كانت تقوم بإحراقه عند مكان اإلنتاج‪ .‬و بعد اكتشاف‬
‫وسائل النقل اليت متكنت من نقل الغاز يف شكل سائل عند درجة حرارة ‪ °290‬فهرهنيت فقد متكنت دول الفائض من تاديره و املنافسة يف األسواق البعيدة‪ .‬و لكن نظرا ألن‬
‫التكلفة املبدئية لإلنتاج و التوزيع تعد تكلفة مرتفعة جدا فان التوسع يف األسواق من خالل وسائل النقل اليت أمكنها الوصول إىل عدد من دول العامل مكنت من إنتاج الغاز‬
‫عند تكلفة اقتاادية مقبولة و ذلك من خالل االستفادة باإلنتاج حبجم كبري‪ ،‬و ختفيض نايب املنتج من التكلفة األولية لإلنتاج و التوزيع‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫تكاليف اإلنتاج‪ .‬والنقل الرخيص يسمح بتجزئة مواقع األسواق ومواقع اإلنتاج‪ .‬وهذا يعطي احلرية يف اختيار‬
‫مواقع اإلنتاج‪ ،‬حيث يتم إنشاؤها يف األماكن ذات امليزة اجلغرافية‪.91‬‬
‫‪ ‬ختفيض األسعار‪:‬‬
‫يسهم النقل الرخيص أيضا يف تقليل أسعار املنتجات‪ ،‬وهذا ال حيدث فقط بسبب املنافسة الشديدة يف‬
‫السوق‪ ،‬و لكن أيضا بسبب أن النقل عنار تكلفة مهم يف اإلنتاج والبيع وتكاليف التوزيع األخرى‪ .‬وألن‬
‫النقل يابح أكثر فعالية ومينح أداء جيدا‪ ،‬فإن اجملتمع يستفيد برفع مستوى املعيشة‪ .‬وكلما زادت فعالية نشاط‬
‫النقل كلما أدى ذلك إىل ختفيض األسعار وارتفاع مستوى املعيشة لألفراد يف اجملتمع‪.92‬‬

‫‪ .3.2.1‬النقل الدولي و أهميته في التجارة الدولية‬


‫إن جناح صناعة النقل يف تطور سريع وميكن االعتماد عليه‪ .‬ويسهم نظام النقل يف توسيع مستوى التجارة‬
‫العاملي‪ ،‬وقد مسح النقل ذو التكلفة القليلة للشركات احمللية‪ ،‬أن تستفيد من ميزة اختالف أجور العمالة حول‬
‫العامل‪ ،‬وذلك الستغالل املواد اخلام املوجودة يف مناطق متباعدة‪ ،‬وتوفري البضائع يف أسواق خارج األسواق‬
‫احمللية‪ .‬ولذلك‪ ،‬جيب أن يكون اللوجيسيت على دراية باالحتياجات اخلاصة لنقل البضائع عامليا‪.‬‬
‫ويسيطر النقل البحري على النقل العاملي‪ ،‬حيث أنه ينقل أكثر من ‪ %50‬من حجم التجارة بالدوالرات‬
‫وحوايل ‪ %99‬من الوزن‪ .‬بينما ينقل النقل اجلوي حوايل ‪ %21‬من حجم التجارة بالدوالرات‪ .‬والباقي يتم‬
‫نقله بواسطة الشاحنات والسكك احلديدية وخطوط األنابيب‪.93‬‬
‫وميكن تلخيص املزايا املهمة للتجارة اخلارجية كما يلي‪:94‬‬
‫‪ .1‬ميكن تلخيص البضائع املستوردة ومعاجلتها لتغيري خاائاها وجتميعها وعرضها وتنظيفها وبيعها‬
‫وخلطها مع البضائع احمللية واألجنبية وإعادة تغليفها وفرزها وأيضا شحنها إىل بالد أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬تدفع احلكومات األجنبية ضرائب على البضائع عند دخول منطقة العميل للدولة املستوردة‪.‬‬
‫‪ .3‬من املمكن إعادة التعبئة يف كميات أكرب أو أصغر‪.‬‬
‫‪ .4‬البضائع اليت تتعرض لالنكماش أو التلف أو التبخر ال تتحمل ضرائب على الكميات املفقودة‪.‬‬

‫‪91‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪.161‬‬


‫‪ 92‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.133‬‬
‫‪93‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪.171‬‬
‫‪94‬‬
‫رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.172‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ .5‬من املمكن إعفاء رأس املال من الضرائب والقيود للحاول على ربح أكرب‪.‬‬
‫‪ .3.1‬خصائص جانبي عرض و طلب خدمات النقل‬
‫‪ .1.3.1‬الخصائص المميزة لجانب الطلب على خدمات النقل‬
‫‪ )1‬الطلب على خدمات النقل هو طلب حمفوز أو مشتق‪ :‬و يقاد بذلك أن خدمات النقل مبختلف‬
‫أنواعها ال تطلب لذاهتا بالرغم من أن نشاط النقل هو نشاط مستقل قائم بذاته‪ ،‬وإمنا هو طلب من‬
‫أجل تلبية احتياجات خمتلفة‪ ،95‬فطلب النقل بالنسبة للمنظمات يكون من أجل نقل السلع النهائية‬
‫من مواقع إنتاجها إىل مراكز التوزيع و االستهالك‪ .‬ومن حتقيق وتعظيم رحبية املنتج ورفاهية‬
‫املستهلك‪.96‬‬
‫‪ )2‬اختالف معدالت الطلب على خدمات النقل البديلة باختالف الوفرة يف زمن أداء خدمة النقل‪:‬‬
‫حيث تتأثر معدالت الطلب على خدمة النقل باختالف قدرة وسيلة النقل املستخدمة على اختاار‬
‫عنار الزمن الذي تستغرقه رحلة االنتقال من مكان إىل أخر‪.‬‬
‫‪ )3‬تباين معدالت الطلب على خدمات النقل وفقا الختالف مستوى النشاط االقتاادي‪ :‬يتاف‬
‫الطلب على خدمات وسائل النقل بافة عامة‪ ،‬بالتقلب وعدم االنتظام ويرجع ذلك إىل وجود ارتباط‬
‫وثيق بني الطلب على خدمات والوضع االقتاادي حيث أن الطلب على النقل يزيد يف فرتات الرواج‬
‫االقتاادي نتيجة التوسع يف مراكز اإلنتاج واالستهالك القائمة‪ ،‬أوإضافة مواقع إنتاج ومنافذ تسويقية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ )4‬التقلبات املومسية‪ :97‬ختتلف وفقا لتنوع النشاط االقتاادي يف خمتلف القطاعات‪ ،‬حيث تظهر تلك‬
‫التقلبات بوضوح يف القطاع الزراعي بدرجة أكرب من القطاع الاناعي‪ .‬ففي القطاع الزراعي حتدث‬
‫تقلبات يف الطلب حني يكون النشاط الزراعي حماورا يف حماول رئيسي واحد‪ ،‬أو يف حماصيل‬
‫رئيسية ذات فرتة زراعية واحدة مثل احملاصيل الايفية والشتوية‪.98‬‬

‫‪ .2.3.1‬الخصائص المميزة لجانب عرض خدمات النقل‬

‫‪ 95‬حممد حممود كمال‪ ،‬تقومي إدارة نظام النقل بالسكك احلديدية‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم و التكنولوجيا‪ ،‬سوريا‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.06‬‬
‫‪96‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.24‬‬
‫‪97‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29‬‬
‫‪ 98‬محاده فريد مناور‪ ،‬مقدمة يف اقتااديات النقل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2001 ،‬ص‪.65‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬اختالف تكاليف عرض خدمات النقل باختالف وسيلة النقل المستخدمة‪:‬‬


‫حيث يالحظ تباين تكاليف عرض وسائل النقل املختلفة‪ ،‬فتحتل وسائل النقل البحري املرتبة األوىل من حيث‬
‫اخنفاض تكلفة عرض خدمة النقل‪ ،‬يليها وسائل النقل بالسكك احلديدية‪ ،‬مث النقل الربي وأخريا النقل‬
‫اجلوي‪.99‬‬
‫‪ ‬عرض خدمات قطاع النقل يتصف بعدم القابلية للتخزين و التجزئة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم القابلية للتخزين‪ :‬حيث تنفرد خدمات قطاع النقل مبختلف وسائله مبيزة يطلق عليها اقرتان االستهالك‬
‫باإلنتاج يف وقت واحد‪ .‬ويقاد بذلك أن خدمات وسائل النقل يتم استهالكها مبجرد إنتاجها‪ ،‬و يرتتب على‬
‫ذلك قابلية تلك اخلدمات للتخزين‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل‪:‬‬
‫‪ ‬عدم حتمل تكاليف ختزين املنتج؛‬
‫‪ ‬صعوبة تتبع املستفيدين خبدمات النقل؛‬
‫‪ ‬ظهور الطاقات الفائضة بسبب عدم اإلشغال الكامل للخدمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم القابلية للتجزئة‪ :‬ويقاد بذلك أن خدمات النقل تقدم باورة مستقلة ومتتابعة حبيث يبدأ عرض‬
‫هذه اخلدمات من نقطة االنطالق إىل نقطة الوصول بشكل ال يتجزأ‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف معدالت عرض خدمات النقل وفقا لتباين وسيلة النقل في انجاز الخدمة في أقل‬
‫وقت‪:‬‬
‫‪ ‬اختالف عرض خدمات النقل من حيث معدل تكرار الخدمة و انجازها على الوجه األكمل‪:‬‬
‫و يقاد بذلك اختالف وسائل النقل من حيث‪ :‬قدرة كل منها على تكرار أداء اخلدمة‪ ،‬أي عدد املرات اليت‬
‫تال هبا وسيلة النقل بني حمطات االنطالق والوصول خالل فرتة زمنية معينة‪ .‬أما من حيث القدرة على اجناز‬
‫اخلدمة على أكمل وجه‪ ،‬فيقاد هبا مدى قدرة وسيلة النقل املعينة على اجناز النقل باورة تامة أو كاملة دون‬
‫احلاجة إىل وسائل نقل وسيطة‪ ،‬أي قدرهتا على أن تتوىل بنفسها تقدمي خدمة النقل من نقطة بداية الرحلة إىل‬
‫حيث نقطة النهاية (النقل من الباب إىل الباب)‬
‫‪ .4.1‬إدارة حركة النقل‪:‬‬

‫‪99‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.30‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫تشمل املسئولية الرئيسية إلدارة حركة النقل الرقابة اليومية على عملية الشحن‪ .‬ويف حالة االعتماد على‬
‫خدمات مستأجرة من شركات النقل املتخااة فإن مسئولية االدارة تقتار على شراء هذه اخلدمات والرقابة‬
‫عليها‪ .‬أما حالة امتالك املنشأة لوسائل ومعدات النقل اخلاصة هبا فان حجم املسئولية امللقاة على عاتق إدارة‬
‫النقل ليشمل إدارة وجدولة أعمال أسطول الشحن‪.‬‬
‫و يف كال احلالتني جند أن إدارة النقل تلتزم بتقدمي خدمات النقل بكفاءة مبا يؤدي إىل حتقيق أهداف وظيفة‬
‫اللوجستيات‪ .‬وتشمل مهام إدارة حركة النقل جمموعة األنشطة التالية‪:100‬‬
‫‪ ‬تانيف البضائع‪ :‬يشري هذا النشاط على عملية تانيف البضائع اليت يتم نقلها وشحنها إىل‬
‫جمموعات متشاهبة وذلك يف ضوء خاائص كل منها وهي اخلاائص اليت تؤثر على تكاليف املناولة‬
‫والنقل‪ ،‬ويساعد هذا التانيف على حتديد معدالت أو أسعار الشحن بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬احلاول على أقل أسعار للشحن‪ :‬إن االتفاق على أقل األسعار أو معدالت للشحن يف ضوء‬
‫مستوى معني من اخلدمة يعترب من أهم مسئوليات إدارة حركة النقل‪ .‬لكن يتوجب اإلشارة هنا إىل أن‬
‫أقل تكلفة للنقل قد ال تؤدي بالضرورة إىل وصول إمجايل تكاليف نشاط اللوجستيات إىل أقل حد‪.‬‬
‫البد إذن من التوصل إىل وسيلة النقل اليت تقدم املستوى املطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬جدولة أزمنة النقل‪ :‬وترجع أمهية هذه الوظيفة إىل أن أي تأخري يف عمليات الشحن أو التفريغ يؤدي‬
‫إىل مشاكل خطرية يف عمليات التشغيل هذا إضافة إىل غرامات التأخري اليت تدفع يف مثل هذه‬
‫احلاالت‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ ‬إدارة مستندات الشحن‪ :‬تتضمن إدارة حركة النقل عدة مستندات شحن أمهها بولياة الشحن‬
‫وفاتورة الشحن‪.102‬‬
‫‪ ‬متابعة خطوط السري‪ :‬يف الدول الكبرية يتطلب األمر قيام إدارة حركة النقل مبتابعة وسائل النقل خالل‬
‫انتقاهلا بني املواقع اجلغرافية املختلفة من أو إىل املؤسسة وذلك بغرض التدخل ملعاجلة أي مشاكل قد‬
‫تظهر يف خطوط السري وهبدف التأكد من دقة وانتظام أزمنة النقل‪.‬‬

‫‪ 100‬هنال فريد ماطفى‪ ،‬جالل إبراهيم العبد‪ ،‬ادارة اللوجستيات‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ 101‬بولياة الشحن املستند الرئيسي يف عملية شراء خدمات النقل لذلك تستخدم كإياال للبضائع ألهنا تشمل وصفا كامال للكميات املشحونة‪ ،‬و يف حالة حدوث خسائر‬
‫أو تلف أو تأخري فان بولياة الشحن تستخدم كأساس لتقدير التعويضات‪.‬‬
‫‪ 102‬تستخرج فاتورة الشحن من بولياة الشحن و تدفع هذه الفاتورة مقدما أو عند استالم البضاعة املشحونة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬املراجعة‪ :‬إن تعقد عمليات تانيف البضائع وحتديد أسعار النقل املقابلة لكل فئة أو رتبة تتطلب قيام‬
‫إدارة حركة النقل ببعض اجلهود اخلاصة باملراجعة وذلك بغرض التأكد من سالمة القرارات‪.103‬‬
‫‪ ‬املطالبة والتعويضات‪ :‬يف حالة عدم مطابقة خدمة النقل مع املعايري احملددة من قبل إدارة اللوجستيات‬
‫ميكن املطالبة ببعض التعويضات وعادة يتم االتفاق على حجم التعويضات ما بني املؤسسة وشركة‬
‫النقل دون تدخل جهات أعلى‪ .‬ويالحظ أن ارتفاع كمية التعويضات اليت حتال عليها املؤسسة يعترب‬
‫يف معظم األحيان دليال على عدم كفاءة قرارات النقل‪.‬‬

‫‪ 103‬هنال فريد ماطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل النقل الرئيسية‬


‫إن كل أشكال النقل تبيع خدماهتا مباشرة إىل الشركات اليت ترغب يف نقل بضاعتها وال يوجد وسيط بينهما‪،‬‬
‫ولكن هناك وسطاء يقومون ببيع خدمات نقل الشركات رغم أهنم ال ميلكوهنا فعليا ويطلق على هؤالء وكالء‬
‫الشحن‪ .104‬وهذا هو الشكل غري املباشر لقنوات النقل‪ .‬وميثل نشاط النقل اجلزء األكرب من عنار التكلفة يف‬
‫أي نظام إمداد‪ ،‬ومع ذلك فإن املفاضلة بني بدائل النقل ال تأخذ بعني االعتبار فقط عامل التكلفة‪ ،‬وعلى‬
‫العموم يوجد أمام مدير إدارة األعمال اللوجيستية أربعة بدائل للنقل ميكنه املفاضلة بينها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ .1.2‬النقل البري‪:‬‬
‫وينقسم اىل‪:‬‬
‫‪ .1.1.2‬السكك الحديدية‪ :‬تعترب السكك احلديدية خط نقل طويال‪ ،‬وناقال بطيئا للمواد اخلام مثل الفحم‬
‫والكيماويات واخلامات قليلة التانع مثل الطعام والورق واملنتجات اخلشبية‪ .‬وكان متوسط طول اخلط حوايل‬
‫‪ 720‬ميال عام ‪ 1995‬مع متوسط سرعة القطار ‪ 22‬ميال يف الساعة‪.‬‬
‫وقد تزايد اهتمام معظم دول العامل وخاصة املتقدمة منها بالسكك احلديد وذلك ملا تتمتع به من قدرة على‬
‫نقل كميات كبرية من السلع باإلضافة إىل اخنفاض تكاليف تشغيلها‪ .‬فالكميات الكبرية من السلع املنقولة‬
‫تؤدى إىل اخنفاض تعريفة النقل بواسطتها‪ ،‬هذا باإلضافة إىل اعتبارها وسيلة نظيفة فيما يتعلق بتلوث البيئة‬
‫خاصة بعد التوسع يف استخدام القاطرات الكهربائية‪ .‬ولكن يعاب على هذه الوسيلة يف عدم قدرهتا على‬
‫الوصول إىل الكثري من املناطق اليت مل تالها خطوط السكك حيث إن تكلفة إنشائها عالية جدا مما حيد من‬
‫انتشارها واالستفادة منها على نطاق واسع‪ .‬هذا باإلضافة إىل بطئها النسيب مقارنة بالشاحنات والطائرات‬
‫‪105‬‬
‫وألسباب عديدة منها حتميل أو تفريغ بضاعة يف هذه احملطات ‪ ..‬اخل‬
‫وتوجد خدمات السكك احلديدية يف شكلني وكليهما قانوين‪ ،‬ومها الناقل العام‪ ،‬أوالناقل بامللكية اخلاصة‪.‬‬
‫والناقل العام يبيع خدمات النقل لكل الشاحنني‪ ،‬ويتم توجيهه بالقواعد االقتاادية وقواعد األماكن للوكاالت‬

‫‪104‬‬
‫‪Flight Forwards.‬‬
‫‪105‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.254‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫احلكومية‪ ،‬وعلى العكس‪ ،‬فإن النا قالت اخلاصة تكون ملكا للشاحن‪ ،‬وتكون خلدمته فقطا‪ .‬وبسبب عملياته‬
‫احملدودة‪ ،‬فإنه ال توجد حاجة لقواعد اقتاادية‪.106‬‬
‫حتتل السكك احلديدية املرتبة األوىل من حيث األمهية النسبية كوسيلة من وسائل الشحن يف كثري من دول‬
‫العامل‪ ،‬وذلك من حيث كمية البضائع وعدد الكيلومرتات اليت تقطعها‪ ،‬وبتكلفة منخفضة نسبيا‪ ،‬لذلك كثريا‬
‫ما تستخدم هذه الوسيلة من حالة نقل املواد األولية من املزارع و املناجم والغابات لضخامة أحجام وأوزان‬
‫هذه املواد واخنفاض قيمتها النسبية‪.107‬‬
‫ومن مزايا احتفاظ السكك احلديدية بأمهيتها يف جمال نقل البضائع نظام التمييز يف التعريفة الذي تتبعه لتأخذ‬
‫أجرة نقل الطن‪/‬كم يف التناقص مع زيادة املسافة‪ .‬وهناك عدة عوامل تؤخذ يف االعتبار عند حتديد أجرة نقل‬
‫الوحدة من البضائع املختلفة يف وحدة املسافة‪ .‬ومن أهم هذه العوامل هي‪ :‬قيمة السلعة‪ ،‬وحجمها بالنسبة‬
‫لوزهنا ودرجة قابلية السلع للتلف‪ ،‬وشكل العربة وكمية الشحنة‪ .‬وبالتايل تعمل السكك احلديدية على تشجيع‬
‫نقل املواد اخلام والسلع الضخمة وثقيلة الوزن ومنخفضة القيمة إذ أن أجرة نقلها أقل منها على السلع‬
‫املانعة‪ .108‬كما أن السكك احلديدية ال تتأثر بعكس الوسائل املنافسة وخاصة الشاحنات والطائرات‬
‫باألحوال اجلوية‪ ،‬وأهنا كثريا ما تتبع نظام "من الباب للباب" مستخدمة يف ذلك الشاحنات لنقل البضائع من‬
‫"األصل" إىل حمطة القيام ومن حمطة الوصول إىل "املقاد" متغلبة بذلك على مساوئ السكك احلديدية‬
‫باملقارنة بالشاحنات‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن أهم عيوب استخدام السكك احلديدية يرتكز يف التايل‪:109‬‬

‫‪ ‬اقتاار خدماهتا على املناطق اليت تتواجد فيها خطوط هلا‪.‬‬


‫‪ ‬تتاف بالبطء النسيب وطول فرتة تسليم البضاعة‪ ،‬ويرجع ذلك إىل تعدد نقاط توقف القطارات‬
‫خالل الطريق لتفريغ أو إضافة بضائع أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬قلة املرونة‪ ،‬مبعىن أهنا مقيدة بالسري يف خطوط معينة ال ميكنها جتاوزها كما أنه هناك حاجة يف‬
‫غالبية األحوال الستكمال عملية النقل من خالل استخدام وسائل أخرى‪.‬‬

‫‪ 106‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.165‬‬


‫‪107‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.151‬‬
‫‪108‬سعيد أمحد عبده‪ ،‬النقل بالسكك احلديدية يف الوطن العريب‪ ، 1986 ،‬نشرة دورية حمكمة تعىن بالبحوث اجلغرافية يادرها قسم اجلغرافيا جبامعة الكويت و اجلمعية‬
‫اجلغرافية الكويتية‪ .‬ص‪.41‬‬
‫‪ 109‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.151‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬تقدم السكك احلديدية خدمات متنوعة للشاحن‪ ،‬واليت حتتاج إىل جتهيزات خاصة‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬الشاحنات (المقطورات)‪ :‬على عكس السكك احلديدية‪ ،‬فإن الشاحنات تقوم حبمل البضائع‬
‫منتهية الانع أو شبه منتهية الانع طول (‪ 1039‬كلم)‪ ،‬وللشاحنات غري املمتلئة بالكامل (‪440‬كلم)‪ ،‬مع‬
‫مالحظة أن حجم الشحن يكون أقل من السكك احلديدية‪ .‬ويوجد بعض االختالفات بني خدمات السكك‬
‫احلديدية‪ ،‬وخدمات الشاحنات‪ ،‬بالرغم من تنافسها لشحن نفس املنتج يف كثري من احلاالت‪ .110‬وتتميز‬
‫الشاحنات باأليت‪:111‬‬
‫‪ ‬تسمح بنقل الشحنات من الباب إىل الباب‪ ،‬دون أن حيتاج األمر إىل إعادة شحن أو تفريغ‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز اخلدمات اليت تقدمها وسائل النقل الثقيل باملرونة فهي متاحة يف أي وقت وبشكل مستمر‬
‫وبأي حلظة حتتاج إليها الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬ميكن للشركة أن تتعاقد مع الشركات املتخااة يف عملية النقل وبالتايل حتال على خدمات النقل‬
‫و الشحن اليت تتناسب مع ظروفها دون أن تتحمل املاروفات الرأمسالية واملشاكل اإلدارية املرتبطة‬
‫بامتالك الشركة ألسطول النقل اخلاص هبا‪.‬‬

‫و لكن يعاب على هذه الوسيلة ارتفاع تكاليف النقل مقارنة بالنقل املائي والنقل عرب السكك احلديدية‪ .‬لذلك‬
‫قد يقتار استخدامها على نقل السلع صغرية احلجم وحمدودة الكمية أو حالة عدم إمكان استخدام النقل‬
‫املائي أو سكك احلديد لعدم توفريها‪ .‬والبد من القول هنا بأن الشاحنات تكون مساعدة يف أغلب األحيان‬
‫إن مل يكن مجيعها مكملة للوسائط األخرى‪ .‬فالطائرات ال تستطيع الوصول إال إىل املطارات فتنقل السلع إىل‬
‫املطار و من مث يتم بواسطة الشاحنات وكذلك احلال بالنسبة للوسائل األخرى‪.112‬‬

‫‪ .2.2‬النقل الجوي‪:‬‬
‫يف األصل تستخدم هذه الواسطة يف نقل املسافرين وبسبب التوسع يف إنتاج الطائرات الكبرية وشدة املنافسة‬
‫ووجوب القيام بالرحلة يف موعدها بغض النظر عن عدد املسافرين املسجلني عليها أدى إىل عدم استغالل‬
‫كامل طاقة النقل بالطائرة‪ ،‬فشجع ذلك شركات الطريان على قبول نقل البضائع‪ ،‬خاصة يف الفرتات اليت يقل‬

‫‪ 110‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪.166‬‬


‫‪ 111‬أقاسم عمر‪ ،‬اإلمداد الشامل‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 112‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.256‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫فيها نقل املسافرين‪ .‬فوجدت هذه الشركات نقل السلع عملية مرحبة واقتاادية‪ ،‬مما دفعها إىل امتالك طائرات‬
‫شحن خاصة بالبضائع‪ .‬ومع ذلك ال تزال هذه السياسة حمدودة االستخدام بسبب تكاليفها العالية وعليه فإهنا‬
‫تستخدم يف نقل السلع غالية الثمن وخفيفة الوزن‪ ،‬ومييز هذه الوسيلة سرعتها الكبرية يف نقل السلع‪،113‬‬
‫ويشهد هذا النوع من النقل تزايدا حنو االعتماد عليه نظرا ملا يوفره من وقت و بسرعة عالية يف التنفيذ و تتشابه‬
‫هذه الوسيلة مع وسيليت النقل املائي والشاحنات بارتفاع تكلفتها املتغرية واالخنفاض النسيب للتكاليف الثابتة‪،‬‬
‫و ذلك لكون الطرق اجلدية تستخدم جمانا‪ ،‬كما أنه ال يلزم استخدامها أي إنفاق استثماري كما هو معهود‬
‫يف حالة شق الطرق ومد اخلطوط احلديدية‪ ،‬إضافة إىل أن تكاليف تشييد املطارات تستخدم فيها األموال‬
‫العامة للدولة‪ ،‬ويقتار النقل بواسطة هذه الوسيلة على السلع عالية القيمة مثل املعدات االلكرتونية والسلع‬
‫اليت يتطلب نقلها توفري ظروف خاصة وسرعة يف النقل مثل الزهور واملنتجات الفالحية الطازجة‪.114‬‬
‫أما عيوهبا فتتعلق بارتفاع تكاليفها‪ ،‬وعدم إمكاهنا الوصول إىل الكثري من املناطق اليت ال توجد فيها مطارات‬
‫هذا باإلضافة إىل وجوب استخدام وسائل نقل أخرى لنقل البضائع من املطارات إىل أماكن احلاجة هلا واليت‬
‫قد تبعد مئات الكيلومرتات‪ .‬فالتكلفة عالية وهي تساوي ‪ 3‬أضعاف تكلفة النقل بالسكك احلديدية‪ ،‬ومتتاز‬
‫بسرعتها الفائقة رغم وجود زمن لالنتظار ومسافاهتا الطويلة‪ ،‬ومن مشاكلها حجم املساحة املتاحة خلزن‬
‫البضاعة‪ ،‬والوزن املسموح حبمله‪ ،‬ولكن مع ظهور الطائرات العمالقة واليت حتمل ‪ 155-130‬طنا أثناء‬
‫الطريان‪ ،‬ومع ظهور التكنولوجيا يف عامل الطائرات فقد أصبحت كلفة الشحن قليلة مث إن السرقة والتلف‬
‫والفقدان يف الشحن اجلوي قليل‪ ،‬وأشكال النقل اجلوي القانونية هي الشكل العام والشكل اخلاص وشكل‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫‪ .2.3‬خطوط األنابيب‪:‬‬
‫على الرغم من احتالل هذه الوسيلة املكانة الثانية بعد السكك احلديدية من حيث عدد األطنان‪/‬امليل‪ ،‬اليت‬
‫يتم نقلها‪ ،‬فإن كثريا من الناس ال يعلمون حىت بوجودها‪ ،‬وتقتار خدمات هذه الوسيلة من وسائل النقل على‬
‫نقل السلع السائلة أو الغازية مثل البرتول والغازات الطبيعية وغريها من السلع املتشاهبة‪ ،‬وتعترب خطوط‬
‫األنابيب‪ ،‬شأهنا شأن السكك احلديدية‪ ،‬من وسائل النقل اليت تتاف بارتفاع تكاليفها الثابتة‪ ،‬واخنفاض‬

‫‪ 113‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.256‬‬


‫‪ 114‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.152‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫تكاليفها املتغرية‪ ،‬ويرجع ذلك إىل التكاليف الباهظة اليت تتطلبها عملية مد خطوط األنابيب‪ .115‬مينح نقل‬
‫األنابيب خدمات وإمكانات حمدودة جدا‪ ،‬وأكثر املنتجات اليت يتم نقلها بواسطة األنابيب هو البرتول اخلام‪،‬‬
‫ومنتجات البرتول اليت مت تنقيتها‪.‬‬
‫إن احتمال فقد أو تلف املنتجات يف األنابيب منخفض لألسباب التالية‪:116‬‬
‫‪ ‬السوائل و الغازات ال تكون معرضة للتلف مثل املنتجات تامة الانع‪.‬‬
‫‪ ‬حمدودية املخاطر اليت من املمكن أن تقع لألنابيب‪.‬‬
‫‪ .4.2‬النقل المائي‪:‬‬

‫يعد النقل املائي الذي ينقسم إىل النقل النهري والنقل البحري أقدم وسيلة نقل‪ ،‬وأمهها استخداما يف حالة‬
‫السلع ذات احلجم الكبري مثل الفحم واحلديد والالب‪ ،‬واحلبوب‪ ،‬ويتطلب استخدام هذا الشكل من النقل‬
‫وجود نقطة شحن خاصة باملؤسسة على املمر املائي نفسه‪ ،‬وإال اضطرت املؤسسة الستخدام وسيلة نقل‬
‫إضافية‪ ،‬هلذا يعترب استعمال هذا الشكل حمدودا نسبيا‪ ،‬فهو ال يفضل يف نقل املنتجات عالية القيمة نظرا ملا‬
‫تتعرض له من تلف وخسارة نتيجة العوامل املناخية‪.117‬‬

‫‪ .1.4.2‬خصائص صناعة النقل البحري‪:‬‬


‫‪ .1.1.4.2‬االرتباط الوثيق بين النقل البحري والتجارة الدولية‪:‬‬
‫يرتبط النقل البحري بتجارة السلع والبضائع الدولية منذ القدم ارتباطا وثيقا‪ ،‬بأسباب خاائص العرض اجليد‬
‫اليت يتمتع هبا النقل البحري‪ ،‬واليت يتمثل أمهها يف القدرة العالية‪ ،‬حيث تنقل السفينة أالف األطنان من‬
‫البضائع خالل الرحلة الواحدة‪ ،‬وتتواجد ناقالت البرتول العمالقة اليت تنقل الواحدة منها اآلالف من األطنان‬
‫يف كل رحلة‪.118‬‬
‫وتال تقديرات مسامهة النقل البحري يف جتارة البضائع الدولية إىل حوايل ‪ %80‬أو أكثر‪ ،‬وعلى هذا ميكن‬
‫القول أن النقل البحري هو الذي يقود حركة التدفق السلعي يف التجارة الدولية‪ ،‬وقد زاد من هذه املكانة‬
‫املتميزة للنقل البحري‪ ،‬جناح وانتشار النقل باحلاويات‪ ،‬وارتباطه القوي بوسيلة النقل البحري‪.‬‬

‫‪ 115‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.152‬‬


‫‪ 116‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.166‬‬
‫‪ 117‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 118‬محاده فريد مناور‪ ،‬مقدمة يف اقتااديات النقل‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2001 ،‬ص‪.410‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪.2.1.4.2‬منظومة المعلومات الضخمة وخدمات المرور البحري‪:‬‬


‫حيث تضم صناعة النقل البحري كما هائال من املعلومات الضرورية النتظام مسرية منظومة النقل البحري سواء‬
‫يف الطرق املالحية أو يف املوانئ‪ ،‬وذلك ابتداء من املعلومات عن املناطق اجلغرافية‪ ،‬ووحدات القياس وأنواع‬
‫العمالت‪ ،‬مث بيانات عن املوانئ البحرية تشمل األرصفة واملخازن والشركات العاملة بامليناء والتسهيالت املتوافرة‬
‫وأنواع الرسوم وفئاهتا‪ ،‬وكذلك بيانات عن السفن وخاائاها وبيانات الوصول واملغادرة وأوقات االنتظار‬
‫واحلركة على األرصفة‪..‬اخل‪.119‬‬
‫‪ .3.1.4.2‬تنوع األساطيل البحرية‬
‫تتعدد أنواع األساطيل البحرية من أساطيل الايد إىل األساطيل التجارية احلربية‪ .‬كما أن هناك ناقالت على‬
‫غرار القطارات املوحدة يف السكك احلديدية‪ ،‬ففي النقل البحري توجد ناقالت الفحم وناقالت احلبوب‬
‫وناقالت البرتول وهي ناقالت ذات شحن موحد ‪ ،‬بل أن األمر يال إىل أن بعض هذه الناقالت املتخااة‬
‫تشكل سوقا مستقال بذاته‪ ،‬نذكر على سبيل املثال ناقالت البرتول‪ .‬وتؤثر أنواع البضائع املنقولة حبرا‪ ،‬وكذلك‬
‫صفاهتا الفيزيائية والكيمائية يف حجم وشكل جتهيزات السفن‪ ،‬وميتد هذا األثر إىل تعدد أنواعها تبعا لوظائف‬
‫النقل البحري اليت تقوم هبا‪ ،‬وبالتايل يتحدد شكل و تركيبة أسطول النقل البحري‪ .‬على سيبل املثال نذكر‬
‫األنواع اآلتية للسفن‪:120‬‬
‫‪ -‬سفن ناقالت حيث أصبحت ناقالت البرتول العمالقة ذات محولة ‪ 250‬ألف طن مألوفة يف صناعة النقل‬
‫البحري‪ ،‬وهي تقوم بوظيفيتني‪ ،‬األوىل النقل والثانية عملية التخزين‪ ،‬ملواجهة النقص يف العرض أو زيادة‬
‫األسعار يف أي وقت‪ ،‬وذلك بقاد موائمة الطلب و العرض لضبط واستقرار األسعار؛‬
‫‪ -‬سفن احلاويات؛‬
‫‪ -‬سفن الدحرجة؛‬
‫‪ -‬سفن بضائع الاب وهي سفن شائعة؛‬
‫‪ -‬سفن البضائع العامة وهي السفن األكثر شيوعا يف صناعة النقل البحري؛‬
‫‪ -‬سفن حامالت سيارات؛‬
‫‪ -‬ناقالت مشرتكة‪.‬‬

‫‪ 119‬محاده فريد مناور‪،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.411‬‬


‫‪ 120‬املرجع نفسه‪ .‬ص‪.414‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪.4.1.4.2‬الموانئ البحرية‪:‬‬
‫متثل املوانئ البحرية احد أهم عناصر صناعة النقل البحري‪ ،‬إذ أهنا متثل البوابات اجملهزة لتقدمي التسهيالت‬
‫البحرية للسفن من جهة البحر و التسهيالت الربية لوسائل النقل األخرى من جانب الرب‪ .‬وتعد املوانئ البحرية‬
‫من أهم الدعائم اليت تقوم عليها صناعة النقل البحري نظرا لدورها اهلام يف تقدمي التسهيالت البحرية الالزمة‬
‫لعمل السفن‪.121‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )1-2‬األنشطة الرئيسية للموانئ حسب البنك العاملي‬
‫خدمات الموانئ‬

‫صفقات األساس‬ ‫توليد الخدمات ذات القيمة المضافة‬

‫خدمات بحرية‬
‫الخدمات اللوجستية العامة‬
‫الخدمات الطرفية‬
‫خدمات التصليح‬ ‫الخدمات اللوجستية ذات القيمة‬
‫المضافة‬
‫ادارة الممتلكات‬

‫ادارة المعلومات‬
‫‪Source : intégration et concurrence entre le transport et les activités logistique, OCDE, Forum‬‬
‫‪International des Transports, Table ronde, 146. P78.‬‬

‫و تقع أمهية التميز بني املوانئ البحرية يف التايل‪:122‬‬


‫أ‪ -‬اختالف اهلدف من امليناء البحري‪ ،‬وبالتايل اختالف التسهيالت والسفن اليت ترتدد على امليناء‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختالف التجهيزات من ميناء إىل أخر على حسب الوظائف اليت يقدمها امليناء‪ ،‬فامليناء احلريب حيتاج إىل‬
‫جتهيزات خاصة لتقدمي التسهيالت البحرية لألساطيل البحرية‪ ،‬ويتطلب ميناء الايد جتهيزات خمتلفة‪.‬‬
‫وترتبط جتهيزات املوانئ بوظائفها فقد يقدم امليناء خدمات لبضائع الاادرات والواردات ومن مث يقوم امليناء‬
‫بالوظائف التقليدية من شحن وتفريغ وختزين للبضائع‪ ،‬وقد يقدم امليناء إىل جانب ذلك خدمات نقل الركاب‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع املوانئ من حيث طبيعة الوظائف واخلدمات اليت تقدمها‪:‬‬
‫يف هذا الادد تتعدد املوانئ بني‪:123‬‬

‫‪ 121‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.40‬‬


‫‪ 122‬محاده فريد مناور‪ ،‬مقدمة مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.418‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ -‬املوانئ التجارية‪ :‬وهي جمهزة بالتسهيالت الالزمة لعمليات مناولة وختزين البضائع‪ ،‬وتسند إليها مهمة تقدمي‬
‫خدمات التحرك املالحي والتجاري للسفن التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬موانئ النفط‪ :‬وحتتوي على شبكة ضخمة من أنابيب نقل البرتول‪.‬‬
‫‪ -‬موانئ خدمات‪ :‬وختدم عملية التحرك املالحي بشكل مباشر وتضمن تأمينه من خالل تقدمي خدمات‬
‫الايانة الالزمة للسفن وال يدخل يف نطاق وظيفتها أعمال الشحن والتفريغ‪.‬‬
‫‪ -‬موانئ التخزين أو املستودعات‪ :‬وتقوم مبهمة الوساطة التجارية بني الدول اليت تشكل أطراف عملية التبادل‬
‫التجاري الدويل حيث ختتص بتجميع وختزين أنواع معينة من البضائع مث تعيد تاديرها إىل مناطق الطلب‬
‫عليها يف األسواق العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬موانئ بضائع الاب اجلاف‪ :124‬حيث تتميز هذه البضائع حبمولتها الضخمة ولذلك يتطلب نقلها حبرا‬
‫مواصفات معينة يف املوانئ اليت تتم من خالهلا عملية النقل سواء من حيث اختيار موقع امليناء أو التجهيزات‬
‫الالزم توافرها يف تلك املوانئ‪ ،‬مثل ضرورة توفر مساحات كبرية بامليناء وكذلك إدخال نظام تداول البضائع عن‬
‫طريق اآلالت‪ ،‬وتتضح أمهية توافر مثل هذه املوانئ إذا ما عرفنا أن حوايل ‪ %40‬من إمجايل التجارة املنقولة حبرا‬
‫يتمثل يف جتارة بضائع الاب اجلافة‪.‬‬
‫‪ -‬موانئ الايد‪ :‬و ختدم نشاط الايد وختتلف مساحتها وأمهيتها وفقا لتباين الوزن النسيب لنشاط الايد‪.‬‬
‫‪.5.1.4.2‬شركات المالحة‪:‬‬
‫وختتص بنقل احلموالت املتاحة من الاادرات والواردات على اخلطوط املالحية‪ ،‬ويتنوع نشاطها أو قد يقتار‬
‫على نقل كل مما يلي‪ :‬البرتول اخلام ومشتقاته‪ ،‬املنتجات البرتولية‪ ،‬نقل البضائع‪ ،‬خدمات نقل الركاب وتشغيل‬
‫العبارات بني املوانئ املتجاورة‪.‬‬

‫‪ 123‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪ 124‬الاب اجلاف ‪ :‬خام احلديد‪ ،‬الفحم‪ ،‬البوكيست‪ ،‬احلبوب‪ ،‬الفوسفات‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المقارنة بين خصائص وسائل النقل‬

‫‪ .1.3‬معايير المفاضلة بين وسائل النقل‪:‬‬


‫من املهام الرئيسية للمسئول عن النظام اللوجسيت قيامه باملفاضلة بني الوسائل املختلفة للنقل وكذلك نوعية‬
‫الوسيلة‪ ،‬وتوجد جمموعة من املعايري اليت ميكن أن يستند إليها املسئول يف اختاذ قرار املفاضلة ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ .1.1.3‬التكلفة‪ :‬يعترب سعر خدمة النقل للشاحن هو معدل محولة اخلط لنقل البضائع‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫تكاليف اخلدمات األخرى املقدمة‪ .‬ختتلف تكلفة اخلدمة باختالف أنواع وسائل النقل‪ .125‬وعلى مدير النظام‬
‫اللوجسيت يف املؤسسة أن يقرر عما كانت اخلدمات اإلضافية املااحبة الستخدام وسيلة ما تربر الزيادة يف‬
‫التكلفة املتعلقة هبا قياسا على الوسائل األخرى‪ .‬وبافرتاض تشابه اخلدمات املقدمة فإن عامل التكلفة يابح‬
‫أهم املعايري املستخدمة يف املفاضلة بني بدائل النقل‪.‬‬
‫وجيدر اإلشارة إىل أنه ال جيب أن تؤدي احلقائق األساسية اخلاصة بتكلفة كل وسيلة من وسائل النقل إىل‬
‫القول بأن الوضع األمثل للمنظمة خباوص وسيلة النقل األكثر مالئمة تقتضي اختيار الوسيلة منخفضة‬
‫التكاليف‪ .‬بل جيب على املنظمة دراسة وسائط النقل البديلة من جهة تأثريها على تكاليف التوزيع املادي‬
‫األخرى‪.‬‬
‫على سيبل املثال قد يؤدي اختيار السكك احلديدية إىل حتقيق وفورات يف تكلفة النقل‪ ،‬إال أنه قد يرتتب عليه‬
‫ارتفاع التكلفة اإلضافية اليت تشمل تكلفة النقل من حمطات أو خمازن السكك احلديدية إىل خمازن الوسيط أو‬
‫إىل األسواق‪ ،‬وتكلفة التأمني أثناء النقل واملناولة‪..‬اخل‪ ،‬إىل ارتفاع تكلفة النقل الكلية ومن مث قد يكون القرار‬
‫املناسب هو استخدام الشاحنات أو املقطورات وليس السكك احلديدية‪.‬‬
‫‪ .2.1.3‬الوقت‪ :‬ميثل الوقت املستغرق يف نقل البضاعة من حمطة الشحن إىل املخازن أو األسواق املستهدفة‬
‫أحد املعايري للمفاضلة بني وسائل النقل املختلفة‪ ،‬أوضحت الدراسات السابقة أن متوسط وقت التسليم‬
‫خيتلف حسب خاائص أداء خدمة النقل‪ .‬ويشمل هذا الوقت‪ :‬الوقت املطلوب للتحميل واملناولة والتسليم‬
‫واحلركة بني نقط الشحن وحمطة الوصول‪ .‬ويؤثر هذا الوقت على مقدرة املسئول عن إدارة األعمال اللوجيستية‬
‫على تقدمي اخلدمة الفعالة للعمالء‪ .‬ومن املالحظ أن هناك ارتباط بني طبيعة الوسيلة من حيث عامل السرعة‬

‫‪ 125‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سابق‪.‬ص‪.162‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫وبني معدل األجر الذي تتقاضاه نظري أداء خدمة النقل‪ ،‬ويف ضوء ذلك فإن النقل اجلوي يعترب أكثر وسائل‬
‫النقل تكلفة‪ ،‬إال أنه أكثر سرعة وذلك على النقيض من النقل املائي‪.126‬‬

‫‪ .3.1-3‬االعتمادية‪ :‬يشري مفهوم االعتمادية إىل مدى الثقة والقدرة على حتقيق االنتظام يف عملية اإلمداد‬
‫من قبل وسيلة النقل‪ ،‬ويؤثر كل من عامل الوقت واالعتمادية على تكلفة التخزين مبا فيها تكلفة الفرص البيعية‬
‫اليت مت فقداهنا لعدم توافر السلعة‪ .‬إضافة إىل تأثريه على مستوى اخلدمة املقدمة للعمالء‪ .‬ويؤثر ذلك يف‬
‫جمموعه على درجة كفاءة نظام التوزيع املادي بالشركة‪.‬‬
‫‪ .4.1.3‬القدرة على تغطية السوق‪ :‬ويقاد هبا مقدرة وسيلة النقل على حتريك السلع إىل مناطق معينة مثل‬
‫املخازن أو األسواق‪ .‬وعليه فإن عدم وجود أهنار أو سكك حديدية يف مناطق معينة يعين صعوبة خدمة هذه‬
‫املناطق من خالل تلك الوسائل‪.‬‬
‫‪ .5.1.3‬القدرات‪/‬التسهيالت‪ :‬وتعين مدى قدرة وسيلة النقل على توفري اإلمكانيات والظروف املناسبة لنقل‬
‫نوعيات معينة من السلع‪.‬‬
‫‪ .6.1.3‬األمان أو الفقد والتلف‪ :‬ألن الناقلني خيتلفون يف قدرهتم على نقل احلموالت بدون فقد أو تلف‪،‬‬
‫فإن الفقد أو التلف يابح عامال أساسيا يف اختيار وسيلة النقل‪ .‬ويكون لدى احلامالت التقليدية التزام لنقل‬
‫الشحن برعاية معقولة لتجنب الفقد أو التلف‪ ،‬وتكون املسؤولية أقل‪ ،‬إذا كان الفقد أو التلف بسبب‬
‫خارجي‪ .‬بالرغم من أن احلامالت قد تكون سبب الفقد املباشر فإن هناك تكاليف حمددة مرتبطة بذلك‪ ،‬جيب‬
‫على الشاحن إدراكها قبل اختيار وسيلة الشحن‪.127‬‬

‫‪ .7.1.3‬طبيعة السلعة‪ :‬فإذا كانت السلعة مواد أولية منخفضة الثمن‪ ،‬كبرية احلجم فإن الطريقة األفضل‬
‫لنقلها هي عن طريق الرب أو البحر‪ ،‬و إذا كانت السلعة سائلة و كميتها كبرية كالنفط فيمكن نقلها بواسطة‬
‫األنابيب أو البحر أو عن طريق الشاحنات (الاهاريج) ‪.128‬‬

‫‪ 126‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬


‫‪ 127‬رونالد اتش بالو‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬ص‪.165‬‬
‫‪ 128‬علي فالح الزعيب‪ ،‬كريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪158‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ .8.1.3‬الوقت الفاصل بين تاريخ الطلب للسلعة والوقت الذي تظهر الحاجة إليها‪ :‬فعند ماادقة قار‬
‫الوقت و احلاجة امللحة عندئذ جيب استخدام أسرع واسطة نقل وهي الطائرة‪ ،‬يف حني لو كان الوقت املتاح‬
‫طويل عندئذ يتم اختيار واسطة أخرى كالنقل البحري‪ ،‬أو الشاحنات‪ ،‬أو السكك احلديدية‪ ..‬اخل‬

‫‪ .9.1.3‬سعر السلعة وحجمها‪ :‬من األمور اليت تأخذها ادارة النقل بعني االعتبار عند اختيار وسيلة النقل‬
‫هي حجم الشحنة املطلوبة فعندما تكون صغرية يتم اختيار وسيلة النقل املناسبة حلجمها وعندما تكون كبرية‬
‫يتم اختيار الشاحنات الكبرية وذلك من أجل استيعاب هذا احلجم الكبري ويؤخذ هنا بنظر االعتبار عامل‬
‫التكلفة وذلك بسبب العالقة القائمة بني حجم الشحنة وأجور النقل‪ .‬خباوص التكلفة خيتار املشرتي طريقة‬
‫النقل ووسيلة النقل املناسبة والناقل اجليد وكذلك املسار الذي يضمن األمان حلركة نقل السلع ورمبا يرتتب على‬
‫ذلك مزيدا من الوقت وهذا يؤدي اىل ارتفاع تكاليف النقل‪ ،‬ويتطلب األمر هنا معرفة عن تانيف الشحنات‬
‫والتعريفة اخلاصة مبسارات النقل (أجور النقل)‪ ،‬ويسهل ذلك اختيار اجملهزين‪.129‬‬

‫‪ .10.1.3‬إمكانيات المؤسسات المادية‪ :‬فاملؤسسات ذات املوارد املالية احملدودة تلجأ لوسائط النقل ذات‬
‫التكلفة املنخفضة خاصة وأن مثل هذه املؤسسات ال متتلك وسائط نقل خاصة هبا‪ ،‬بينما املؤسسات اليت‬
‫تتمتع بإمكانيات مالية كبرية فإهنا وإن متتلك وسائل نقل مناسبة هلا‪ ،‬فإهنا قادرة على استئجارها من الغري‪،‬‬
‫وتستطيع أن تعتمد الواسطة املناسبة حسبما تفرضه عليها الظروف احمليطة هبا‪.‬‬

‫‪ .11.1.3‬التعامل معه بعيد‪ :‬فيجب االعتماد على وسائط النقل اليت هلا القدرة على قطع مسافات طويلة‬
‫‪.‬‬
‫كالنقل الربي أو السكك احلديدية‬

‫‪ .12.1.3‬الخدمات التي تقدمها كل وسيلة‪ :‬تقدم وسائل النقل خدمات كثرية بالنسبة للشحن ومن بني‬
‫هذه اخلدمات نذكر‪ :‬حتريك السلع وتوصيلها إىل املتجر أو خمزن العميل‪ ،‬السماح بتوقف البضاعة أثناء‬
‫الشحن يف نقاط معينة حيث يتم ختزينها وإجراء التعديالت مث يعاد شحنها دون حتمل أية تكاليف‬
‫إضافية‪.130‬‬

‫‪ 129‬مؤيد عبد احلسني‪ ،‬حاكم حمسن حممد‪ ،‬ادارة املواد واملشرتيات (منهج كمي)‪ ،‬زهران للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.183‬‬
‫‪130‬علي فالح الزعيب‪ ،‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪.161‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫وعموما فإنه أيا كانت املعايري اليت يتم على أساسها اختيار وسيلة النقل‪ ،‬فإن املؤسسة جيب أن تبين سياستها‬
‫يف هذا اجملال على أساس املوازنة بني هذه العوامل خاصة عوامل التكلفة والسرعة واالنتظام‪.‬‬
‫ويعرض اجلدول املوايل ترتيب وسائل النقل املختلفة من حيث معايري املفاضلة بينها‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1-2‬ترتيب وسائل النقل من حيث معايري املفاضلة املختلفة‬
‫زمن‬ ‫متوسط‬ ‫األمان‬ ‫تغطية السوق‬ ‫القدرات‬ ‫االعتمادية‬ ‫السرعة‬ ‫التكلفة‬
‫التسليم‬
‫األسرع*‬
‫السكك‬ ‫خطوط‬ ‫الشاحنات‬ ‫النقل املائي‬ ‫خطوط‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫النقل اجلوي‬
‫احلديدية‬ ‫األنابيب‬ ‫األنابيب‬
‫الشاحنات‬ ‫النقل املائي‬ ‫السكك‬ ‫السكك‬ ‫الشاحنات‬ ‫الشاحنات‬ ‫الشاحنات‬
‫احلديدية‬ ‫احلديدية‬
‫النقل املائي‬ ‫السكك‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫الشاحنات‬ ‫السكك‬ ‫السكك‬ ‫السكك‬
‫احلديدية‬ ‫احلديدية‬ ‫احلديدية‬ ‫احلديدية‬
‫خطوط‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫النقل املائي‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫النقل اجلوي‬ ‫خطوط‬ ‫خطوط‬
‫األنابيب‬ ‫األنابيب‬ ‫األنابيب‬
‫النقل اجلوي‬ ‫الشاحنات‬ ‫خطوط‬ ‫خطوط‬ ‫النقل املائي‬ ‫النقل املائي‬ ‫النقل املائي‬
‫األنابيب‬ ‫األنابيب‬
‫المصدر‪ :‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مقدمة يف إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫* األستاذ الدكتور إمساعيل حممد السيد‪ ،‬إدارة اإلمداد والتوزيع‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد توفيق املاضي‪ ،‬الدكتور حممد أمحد‬
‫حسان‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.154‬‬
‫ويالحظ أن هناك عوامل قد تؤدي إىل تغري هذا الرتتيب أمهها ما يلي‪:131‬‬
‫‪ ‬نوع املنتج الذي يتم شحنه‪.‬‬
‫‪ ‬املسافة اليت يتم النقل خالهلا‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة إدارة الوسائل لدى أصحاب هذه الوسائل‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بني شركات النقل و املستخدم‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف اجلوية‪.‬‬

‫‪ 131‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬إدارة اإلمداد و التوزيع‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد توفيق املاضي‪ ،‬الدكتور حممد أمحد حسان‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.154‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ .2.3‬أهمية اختيار وسيلة النقل‪:‬‬


‫لتحديد أمهية اختيار وسيلة نقل املالئمة‪ ،‬فالبد من حتديد تأثري عملية النقل على سلسلة اإلمداد ككل‪.‬‬
‫وميكن ذلك عن طريق حتليل تكاليف النقل احلالية وحجم أرباح الشركة وتأثري النقل على العناصر األخرى‬
‫بنظام التوزيع املادي‪.132‬‬
‫‪ -‬تكاليف النقل‪ :‬ترتاوح تكاليف النقل بني ما يقل عن ‪( %1‬بالنسبة لآلالت) وما يزيد عن ‪%30‬‬
‫(بالنسبة للمواد الغذائية) من سعر البيع احملدد للمنتجات‪ ،‬وذلك يعتمد على طبيعة املنتج ومدى جناح‬
‫تسويقه‪ .‬ويف كافة األحوال‪ ،‬فإن معدالت تكاليف النقل تال ملا بني ‪ %5‬و ‪ %6‬من السعر احملدد لبيع‬
‫املنتجات بالتجزئة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة األرباح‪ :‬متثل عملية النقل تكلفة مباشرة تضاف إىل سعر املنتج‪ ،‬وبالتايل فإن تقليل تكاليف النقل‬
‫يؤدي إىل زيادة األرباح (وذلك يف حالة بقاء السعر ثابتا)‪ ،‬ويتضح أثر تقليص تكاليف عملية النقل على‬
‫زيادة األرباح بطريقتني‪.‬‬
‫‪ -‬سلسلة اإلمداد‪ :‬يعترب النقل نظاما يتم من خالله نقل املنتج بني مكانني أو أكثر‪ ،‬وجيب أن تكون وسيلة‬
‫النقل مالئمة‪ ،‬ليس فقط بالنسبة لطريف سلسلة اإلمداد‪ ،‬ولكن أيضا بالنسبة لبيئة العمل اليت تتم من‬
‫خالهلا عملية النقل‪ .‬وجيب احلاول على املعلومات الكافية إلمتام نقل البضائع ومتكني جهات اإلنتاج‬
‫والعميل وشركات النقل واملؤسسات احلكومية واملالية من رصد التقدم‪.‬‬
‫‪ .3.3‬التنسيق بين وسائل النقل‪:‬‬
‫لتحقيق الكفاءة والفعالية والفاعلية يف استخدام وسائل النقل‪ ،‬فإن الشاحنني يقومون يف الواقع العملي‬
‫باستخدام أكثر من وسيلة‪ .‬إال أنه توجد بعض املشكالت اليت تواجه هذا املدخل و النامجة بافة أساسية عن‬
‫عمليات التحميل والتفريغ يف املواقع أو احملطات اليت تتوقف هبا ووسيلة النقل‪ .‬وال تؤدي تلك املشكالت إىل‬
‫ارتفاع تكلفة األعمال اللوجيستية فحسب‪ ،‬بل قد تتعرض هبا البضاعة يف مواقع الشحن والتفريغ املختلفة‪.‬‬
‫ومن احملاوالت الناجحة لعالج هذه املشكالت هو استخدام احلاويات‪ ،‬وهي باختاار صناديق كبرية نسبيا‬

‫‪ 132‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫ومغلقة بإحكام يتم شحنها على وسيلة النقل املعينة‪ ،‬وعند انتقاهلا إىل وسيلة أخرى يف أثناء رحلتها إىل أي‬
‫مكان الوصول ال يتم فتحها أو أخذ جانب من حمتوياهتا‪ ،‬مما يضمن السالمة الكافية للبضاعة املنقولة‪.133‬‬
‫وتلجأ بعض مؤسسات النقل إىل إجياد طريقة للتعاون وحتقيق التكامل بني خدماهتا من أجل أن حتقق للشاحن‬
‫املزايا املرتتبة على استخدام كل وسيلة بشكل منفرد‪ .‬وتعترب خدمة نقل الشاحنات وعربات السكة احلديدية‪،‬‬
‫أهم أشكال ذلك التنسيق‪ .‬فاملزج بني خدمة النقل بالسكة احلديدية والنقل بالشاحنات يساعد الشحن على‬
‫حتقيق ميزة اخنفاض التكلفة والنقل السريع‪ ،‬ومها ميزتان ال تتحققان ألي وسيلة منفردة‪ ،‬ويطلق على هذه‬
‫اخلدمة اصطالحا بـ‪.« PIGGYBACK » :‬‬

‫أما الشكل األخر من أشكال التعاون بني مؤسسات النقل يطلق عليها اسم‪ .« BIRDYBACK » :‬ومن‬
‫خالهلا فإن سيارات النقل تقوم بتفريغ أو تسلم محوالهتا من املطارات أينما تقوم الطائرات بعملية النقل‬
‫للمسافات الطويلة واليت عادة ما تكون بني عدة دول‪ .‬أما الشكل الثالث للتعاون فيشمل خدمة نقل عربات‬
‫السكك احلديدية احململة باملقطورات على البواخر‪ ،‬ويطلق عليها باسم » ‪ ،« FISHYBACK‬ومن خالهلا‬
‫متكني الشاحنات من اجلمع بني ثالث أنواع من وسائل النقل‪ ،‬أال وهو النقل اجلوي والنقل عن طريق‬
‫الشاحنات والنقل عن طريق السكك احلديدية يف نفس الوقت‪ ،‬وبدون حاجة إىل تفريغ البضاعة يف أي مرحلة‬
‫من املراحل‪ .‬وتوجد سفن جمهزة لتقدمي هذا النوع من اخلدمات‪ ،‬إذ ميكن وضع عربات السكك احلديدية‬
‫احململة باملقاورات داخل السفن‪ ،‬وعند وصول السفينة إىل امليناء‪ ،‬توضع عربات السكك احلديدية على‬
‫اخلطوط احلديدية‪ ،‬ويتم نقل السلع إىل حمطة السكك احلديدية ومنها حتمل السيارات املقاورات كما هي إىل‬
‫غايتها املنشودة‪.‬‬
‫و يعرض الشكل املوايل كيفية حتقيق التعاون بني وسائل النقل‪.‬‬

‫‪133‬أقاسم عمر‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص ‪.168‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬كيفية حتقيق التعاون بني وسائل النقل‪.‬‬

‫الحديدية‬ ‫السكك‬
‫‪Piggyback‬‬ ‫النقل الجوي‬
‫‪bridyback‬‬

‫‪Fishyback‬‬

‫النقل المائي‬ ‫خطوط األنابيب‬

‫املادر‪ :‬ثابت عبد الرمحان إدريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.273‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬النقل متعدد الوسائط‬


‫يف السنوات اخلمس عشر السابقة حدث تطور كبري يف وسائل النقل ومعداته ومنها السكك احلديدية وهو ما‬
‫أدى إىل ظهور النقل الدويل متعدد الوسائط‪ ،‬وقد تطورت وسائل النقل الدويل متعدد الوسائط‬
‫بدرجة مذهلة يف السنوات القليلة املاضية مما أدى باملنظمات الدولية‬ ‫‪MULTIMODAL TRANSPORT‬‬

‫أن تتقدم مبشروعات التفاقيات نظام النقل الدويل متعدد الوسائط توضح سياسات وآليات تنفيذ هذا النظام‬
‫مما يساير أيضا التقدم والتغيري السريعني يف أساليب الاناعة والتجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ .1.4‬تعريف النقل المتعدد الوسائط‪:‬‬
‫يعد نظام النقل املتعدد الوسائط تكنولوجيا جديدة يف جمال النقل مامما لتسهيل انتقال السلع بني نقطتني يف‬
‫بلدين خمتلفني حتت مسؤولية قانونية واحدة‪ .‬وهو نظام للنقل عرب احلدود‪ ،‬يستهدف تسهيل تدفق حركة‬
‫النقل‪ ،‬باستخدام وسائط نقل خمتلفة منسقة وفق منهج ثابت ومستقر‪.134‬‬
‫كما يعد النقل متعدد الوسائط أحدث أساليب النقل املتطور الخنفاض تكاليفه واختااره لزمن الرحلة‬
‫وحمافظته على البضائع يف أثناء رحلتها من املنشأ إىل مكان املستهلك النهائي‪ ،‬وهو ما يعرف خبدمة النقل من‬
‫الباب إىل الباب‪.‬‬
‫وقد تواكب و تعاظم دور النقل متعدد الوسائط يف خدمة التجارة الدولية مع عار حتوية البضائع منذ أوائل‬
‫الستينات من القرن املاضي الستخدامه احلاوية يف نقل البضاعة بأكثر من وسيلة نقل دون احلاجة إىل تفريغ‬

‫‪ 134‬حممود زنبوعة‪ ،‬أثر تفعيل متعدد الوسائط يف تنمية التجارة البينية العربية‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتاادية و القانونية‪ ،‬اجمللد ‪-22‬العدد الثاين ‪ ،2006-‬جامعة‬
‫دمشق‪ ،‬ص ‪.250‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫حمتوياهتا‪ ،‬وقد عرفت اتفاقية األمم املتحدة للنقل متعدد الوسائط املوقعة يف عام ‪ ،1980‬بأنه " نقل البضائع‬
‫بواسطتني خمتلفتني على األقل من وسائط النقل على أساس عقد نقل متعدد الوسائط يأخذ فيه متعهد النقل‬
‫متعدد الوسائط البضائع يف حراسنه من مكان يف بلد ما إىل املكان احملدد للتسليم يف لبد أخر"‪.‬‬
‫ولكن يتوجب التفريق بني النقل متعدد الوسائط و أنواع النقل اجلديدة املشاهبة‪:135‬‬

‫‪transport mixte‬‬ ‫‪ ‬النقل المختلط‬


‫هو عبارة عن نقل البضائع بوسائط نقل خمتلفة ومبوجب عقود نقل متعددة لكل مرحلة من مراحل النقل‪،‬‬
‫و هو بذلك خيتلف عن النقل متعدد الوسائط يف تعدد عقود النقل‪ ،‬حيث أن النقل متعدد الوسائط‬
‫يفرتض تنفيذ مبوجب عقد نقل واحد‪.‬‬
‫‪through transport-transport successif‬‬ ‫‪ ‬النقل المتتابع‬
‫فهو يفرتض تدخل عدة ناقلني وواسطة نقل واحدة‪ ،‬فهذا هو احلال مثال بالنسبة لنقل بضائع من‬
‫أ مسرتدام إىل اجلزائر ترنزيت باريس على أن تتم عملية النقل من أمسرتدام إىل باريس بواسطة طائرة رقم‬
‫‪ ،1‬مث يتم النقل من باريس إىل اجلزائر بواسطة الطائرة رقم ‪.2‬‬
‫‪combined transport- transport combiné‬‬ ‫‪ ‬النقل المشترك‬
‫هو مثل النقل متعدد الوسائط يتم بواسطة عدة ناقلني خي ضع اثنني منهم على األقل لنظم قانونية خمتلفة‪،‬‬
‫و لكن بالرغم من ذلك فان النقل املشرتك خيتلف عن النقل متعدد الوسائط يف أن األول يرتكز على تنوع‬
‫األنظمة القانونية املطبقة على مراحل النقل املختلفة وليس على اختالف وسائل النقل‪ .‬فمن املمكن إذن‬
‫أن يتم النقل املشرتك بواسطة نقل واحدة ختضع ألنظمة قانونية خمتلفة كما هو احلال بالنسبة للنقل الربي‬
‫الذي يتم تنفيذ اجلزء األول منه يف فرنسا بواسطة ناقل بري خاضع للقانون الفرنسي و تنفيذ باقي النقل‬
‫يف اخلارج بواسطة ناقل بري خيضع للنظام القانوين لالتفاقية اخلاصة بنقل البضائع بطريق الرب‪ .‬فالنقل يتم‬
‫هنا بواسطة نقل واحدة ونظم قانونية خمتلفة ومثل هذا النقل يطلق عليه النقل املشرتك وليس النقل متعدد‬
‫الوسائط‪.‬‬
‫ويشترط يف عملية النقل متعدد الوسائط ما يلي‪:136‬‬

‫‪ 135‬سوزان علي حسن‪ ،‬مسؤولية متعهد النقل متعدد الوسائط‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 136‬حممود زنبوعة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.251‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ -1‬أن يتم مبوجب وثيقة واحدة تشمل مجيع مراحل النقل (من الباب إىل الباب)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتوىل تنظيم النقل متعهد للنقل متعدد الوسائط ويكون مسئوال عن البضاعة خالل مراحل‬
‫النقل مجيعها وبواسطة سند شحن واحد وتسليمها على أفضل حال‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون النقل مقابل أجرة نقل شاملة تشمل مجيع مراحل نقل البضاعة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن خيرتق النقل دولتني على األقل ويستخدم واسطيت نقل على األقل‪.‬‬
‫‪ -5‬عقد نقل البضائع ال األشخاص‪.137‬‬
‫فالنقل املتعدد الوسائط يف جوهره فكرة قانونية مستحدثة‪ ،‬ترتب عليه أثار جتارية واقتاادية‪.‬‬
‫واجلديد يف األمر هو الربط بني واسطتني أو أكثر من وسائط النقل هذه لتقدمي خدمة نقل متكاملة يتعهد هبا‬
‫شخص واحد على أساس عقد نقل واحد وحتت مسؤولية واحدة وأجر إمجايل واحد ويف ظل نظام قانوين‬
‫خاص‪.‬‬
‫فالنقل املتعدد الوسائط يف جوهره نظام قانوين جديد للنقل وليس نظام نقل جديد مضافا إىل األنظمة أحادية‬
‫الواسطة املعروفة من قبل‪ ،‬فاملضاف اجلديد ليس النقل ذاته إمنا النظام القانوين الذي حيكم ويربط بني تلك‬
‫األنظمة أحادية الواسطة كلها أو بعضها يف عقد النقل املتعدد الوسائط‪.‬‬

‫‪ .2.4‬غاية و جوهر نظام النقل متعدد الوسائط‬


‫يلعب النقل دورا رئيسيا يف سبيل التنمية االقتاادية واالجتماعية للدولة‪ ،‬حيث تتأثر خطى النمو االقتاادي‬
‫تأثرا جوهريا مبدى كفاءة أنظمة النقل يف الدولة‪ ،‬والغاية من نظام النقل متعدد الوسائط هي حتسني كفاءة‬
‫التجارة الدولية من خالل ترشيد عمليات النقل بقاد‪:138‬‬
‫‪ ‬حتقيق وفورات يف التكلفة اإلمجالية لنقل البضاعة‪.‬‬
‫‪ ‬اختاار الوقت املستغرق يف عمليات تداول و نقل البضاعة‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان تسليم البضاعة يف الوقت احملدد )‪.(JIT‬‬
‫‪ ‬توفري مزيد من احلماية واألمان وتقليل احتماالت حدوث األضرار للبضاعة أثناء الرحلة اإلمجالية‪.‬‬

‫‪ 137‬حممد عبد القادر توفيق‪ ،‬النقل متعدد الوسائط من منظور تطبيقه يف الدول العربية‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم االقتاادية و القانونية‪ ،‬اجمللد ‪-22‬العدد الثاين ‪،2006-‬‬
‫جامعة دمشق‪ ،.‬متوفرة على املوقع‪ www.arabfcs.org/db_bin/doc_doc_pdf_79.pdf :‬ص‪ .03‬تاريخ االطالع‪.2013/07/10 :‬‬
‫‪ 138‬فاروق ملش‪ ،‬هل تنضم مار إىل اتفاقية النقل متعدد الوسائط للبضائع بني الدول العربية‪ ،‬ورقة مقدمة يف املؤمتر الدويل للنقل البحري و اللوجستيات‪ 19 ،‬مارس‬
‫‪ .2013‬ص‪.03‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬ضمان أعلى كفاءة يف نقل البضاعة سواء عن طريق اختيار أفضل الوسائل أو الطرق حلركة سريها‬
‫أو أنسب وسائل النقل حلملها‪.‬‬

‫وهكذا فإن جوهر النقل متعدد الوسائط ينطوي يف الواقع على فلسفتني هامتني األوىل اقتاادية والثانية‬
‫قانونية‪ ،‬أما النظرية االقتاادية فهي تتمثل يف السعي لالستفادة من اخلاائص واملميزات النوعية لوسائط النقل‬
‫املختلفة من خالل املزج بني استخدام واسطيت نقل أو أكثر لنقل البضاعة لتحقيق املزايا املطلوبة طبقا لطلبات‬
‫العمالء‪ .‬مثال على ذلك فإن امليزة النوعية للنقل بالشاحنات هي املرونة‪ ،‬وللنقل بالسكك احلديدية هي القدرة‬
‫على نقل الشحنات الكبرية‪ ،‬وبالنسبة للنقل املائي الرخيص نسبيا يف أسعار النقل‪ ،‬وبالنسبة للنقل اجلوي‬
‫حتقيق عنار السرعة يف النقل‪.‬‬
‫أما النظرية القانونية فهي ت تمثل يف وحدة الناقل عقد النقل ووحدة وثيقة النقل ووحدة املسؤولية عن البضاعة‬
‫ووحدة أجرة النقل ووحدة وثيقة التأمني على البضاعة إلمجايل الرحلة‪.‬‬
‫والنقل متعدد الوسائط لن يستطيع القيام بدوره على أكمل وجه من خالل تآزر القيمة املضافة املتمثلة يف‬
‫خدمات اللوجستيات وإدارة سلسلة اإلمداد للعمالء‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى حيتاج النقل متعدد‬
‫الوسائط إىل فيض غزير من تكنولوجيا املعلومات وقواعد البيانات‪.139‬‬
‫‪ .3.4‬أهمية نظام النقل متعدد الوسائط‬

‫تأيت أمهية هذا النظام استجابة للمتغريات العاملية يف جماالت االقتااد و التجارة والتانيع مثل‪:140‬‬
‫‪ ‬القوى االقتاادية العاملية اليت تعكس النظام العاملي اجلديد والضوابط التجارية اليت تتحكم‬
‫يف أسواق اإلنتاج واالستهالك واألنشطة العابرة للحدود‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد القيمة التقنية للتجارة العاملية و ترشيد نفقات النقل والتكلفة اللوجيستية‪.‬‬
‫‪ ‬تعاظم االجتاه حنو حتقيق تكامل وسائط النقل على املستوى العاملية وتعقد إدارة أنشطة النقل‬
‫والتكلفة اللوجيستية‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫تلعب تكنولوجيا املعلومات و الربجميات دورا هاما يف أنشطة النقل و اللوجستيات‪ ،‬و رغم ارتفاع تكلفة هذه التكنولوجيا إال أن االستثمار بشكل مباشر يف حتسني طرق‬
‫االتاال بالعمالء و املوردين قد أدى إىل تغيري ملموس يف التجارة‪ ،‬حيث أن تطبيق هذه النظم قد مكن صناعة النقل البحري من االلتقاء بتطبيقات النظام املرتكزة على‬
‫الشاطئ و يسر تدفق البضائع بالقضاء على التأخريات اليت تنتج عن املبالغة يف العمل ال ورقي بإجراء الفحص و التأكد و الرتخيص‪ ،‬كما أهنا تزيد من كفاءة استخدام تسهيالت‬
‫النقل‪.‬‬
‫‪ 140‬حممد عبد القادر توفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬تطور أنواع وأحجام ومحوالت وتقنيات أنواع النقل املختلفة واالجتاه املتزايد حنو االستفادة من‬
‫مبدأ اقتااديات احلجم مع توفر شبكات املعلومات اليت تعترب مبثابة العمود الفقري ألداء‬
‫النظام‪.‬‬

‫فاستخدام أكثر من وسيلة من وسائل النقل يف صورة متكاملة يف نقل البضائع يؤدي حتما إىل االستفادة من‬
‫املزايا اليت تتمتع هبا كل وسيلة من حيث التكلفة والسرعة واألمان‪ .‬ومن مث فان النتيجة النهائية هي احلاول‬
‫مع االستخدام األمثل‬ ‫‪Better level of service‬‬ ‫وجبودة أعلى‬ ‫‪Less Cost‬‬ ‫على خدمة نقل بتكلفة أقل‬
‫لوسائل النقل مقارنة باحلالة اليت تنقل فيها البضائع خارج سلسلة النقل متعدد الوسائط مما يؤثر باإلجياب على‬
‫االقتااد القومي يف صورة خفض يف إمجايل تكلفة نقل البضائع على املستوى القومي‪.141‬‬

‫‪ .4.4‬متطلبات تطبيق سالسل النقل متعدد الوسائط في الدول النامية‬


‫لتفعيل نظام النقل متعدد الوسائط بني الدول العربية يأيت يف املقام األول تنشيط التجارة البينية واألسواق العربية‬
‫املشرتكة وتبادل اتفاقيات مناطق التجارة احلرة و غريها من األنشطة املرتبطة باإلنتاج والتوزيع واالستهالك‪ .‬إن‬
‫البدء يف اختاذ خطوات فعالة لتطبيق نظام النقل متعدد الوسائط فيما بني الدول العربية سوف يفعل إىل حد‬
‫كبري إبرام اتفاقية السوق العربية املشرتكة خاوصا وأن العديد منها يف دول املشرق العريب وأغلبية دول املغرب‬
‫العريب وبعض دول اجلنوب اإلفريقي لديها مقومات ممتازة وبعضها جيد من طرق برية وسكك حديدية يف‬
‫بعضها ومطارات جوية‪ .142‬ولكن يتطلب تطبيق مفاهيم النقل متعدد الوسائط يف الدول العربية توافر جمموعة‬
‫من األمور أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬بنية أساسية مناسبة‪ :‬كما هو معروف فإن تطبيق املفاهيم احلديثة لنقل البضائع له متطلبات‬
‫أساسية تتعلق بتوافر البنية التحتية املالئمة‪ ،‬فمثال ميكن إعطاء أمثلة عن متطلبات تطبيق حلقات‬
‫النقل متعدد الوسائط يف اآليت‪:143‬‬

‫‪ 141‬فتحي السيد التوين‪ ،‬النقل متعدد الوسائط‪ :‬التطبيقات و الفوائد و التحديات‪ ،‬وكيل املعهد القومي للنقل‪ ،‬على موقع‪:‬‬
‫‪ ، http://www.arabfcs.org/db_bin/doc_doc_pdf_66.pdf‬ص ‪ .04‬تاريخ االطالع ‪.2013/09/12‬‬
‫‪142‬حممد عبد القادر توفيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪06‬‬
‫‪ 143‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫احملطات التبادلية للبضائع‪ :‬تعد هذه احملطات هي حلقات الوصل بني وسائل النقل حيث يتم هبا‬
‫انتقال البضائع من وسيلة إىل أخرى بطريقة انسيابية تضمن احلد األدىن من الوقت والتكلفة‪.‬‬

‫حمطات تبادل احلاويات‪ :‬تعد حمطات تبادل احلاويات أحد الركائز اهلامة يف تفعيل آليات النقل‬
‫التكاملي بني الوسائل املختلفة سواء مت إنشاؤها كجزء من احملطات التبادلية أو ككيان منفال‪.‬‬

‫شبكة النقل‪ :‬املقاود بالشبكة هنا هو حماور احلركة من طرق وخطوط حديدية وذلك من حيث‬
‫االتاحية و القدرات‪ .‬وهنا فإن إتاحة الشبكة ال يكفي يف حد ذاته لتطبيق التكامل والتزاوج بني‬
‫وسائل النقل املختلفة يف سلسلة نقل ولكن األمر يتطلب باإلضافة إىل ذلك أن تكون قدرات‬
‫الشبكة تؤهلها لذلك‪.144‬‬

‫‪ ‬تشريعات تواكب اعتماد النقل متعدد الوسائط كأسلوب نقل‪ :‬تأيت التشريعات كأحد أهم‬
‫املتطلبات الضرورية لسريان وتطبيق مفاهيم النقل متعدد الوسائط‪ .‬والتشريعات هنا تتعلق بتقنني‬
‫استكمال املتطلبات األساسية (حمطات تبادلية‪-‬حمطات تبادل للحاويات) أو من حيث‬
‫التشريعات اليت حتدد مسؤوليات الناقلني ومتعهدي النقل باإلضافة إىل التشريعات اخلاصة‬
‫بالتوافق مع االتفاقيات املنظمة حللقات النقل متعدد الوسائط أو فيما يتعلق بالتشريعات املواتية‬
‫لالنضمام التفاقيات النقل بالعبور مثل اتفاقية التري ‪.TIR145‬‬
‫‪ ‬متعهدي النقل متعدد الوسائط ‪ :‬يعرف متعهد النقل متعدد الوسائط بأنه الشخص الذي يأخذ‬
‫على عاتقه تنظيم عمليات النقل من الباب إىل الباب باستخدام أكثر من وسيلة نقل مبوجب‬
‫مستند نقل واحد يغطي كافة مراحل الرحلة‪.‬‬

‫دور الموانئ الجافة في تفعيل سالسل النقل متعدد الوسائط‪:‬‬


‫تعد املوانئ البحرية أحد أهم عناصر صناعة النقل البحري‪ ،‬فهي متثل البوابات اجملهزة لتقدمي التسهيالت‬
‫البحرية للسفن من جهة البحر‪ ،‬والتسهيالت الربية لوسائل النقل األخرى من جانب الرب‪ ،‬وتتباين املوانئ‬
‫البحرية من حيث الطبيعة اجلغرافية‪ ،‬إذ ميكن التمييز بني املوانئ الطبيعية واملوانئ الاناعية اليت تتمثل يف املوانئ‬

‫‪ 144‬مثال يف خطوط السكك احلديدية عند نقل املقطورات فوق عربات القطار كأحد أساليب التزاوج بني النقل على الطرق و السكك احلديدية‪ ،‬و هنا يتطلب األمر أن تكون‬
‫األمحال احملورية املسموح هبا على اخلطوط احلديدية متوافقة مع األوزان احملتملة عند حتميل اللوري على القطار و هكذا‪.‬‬
‫‪145‬‬
‫‪Transports Internationaux Routiers.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪146‬‬
‫ومن هذا املنطلق سوف حناول يف‬ ‫اجلافة ( ‪ )Dry Port‬واليت ميكن إقامتها بعيدا عن الشواطئ البحرية‪،‬‬
‫العناصر املوالية التعرف أكثر يف مفهوم امليناء اجلاف‪.‬‬
‫تعريف الموانئ الجافة‪:‬‬

‫تطل على البحار أو احمليطات‪ ،‬وتنبع هذه األمهية من قدرهتا‬


‫حتضى املوانئ بأمهية بالغة يف مجيع ال ّدول اليت ّ‬
‫على استيعاب حجم كبري من السلع املستوردة من اخلارج؛ غري أ ّن هذه املوانئ ميكن أن تعاين من ضغوطات‬
‫السلع املستوردة كبريا‪ ،‬وتزداد هذه الضغوط مع قلّة تنظيمها‪ .‬لذلك فإ ّن أحسن احللول‬
‫كبرية إذا كان حجم ّ‬
‫لتخفيف هاته الضغوط هي إنشاء أماكن لتخزين البضائع الواردة إىل املوانئ بشكل مؤقّت وتكون بعيدة نسبيا‬
‫عن املوانئ البحرية؛ هذه األماكن اصطلح عليها إسم املوانئ اجلافة أو األحواض اجلافة (وأحيانا املوانئ‬
‫اللوجيستية‪.)147‬‬
‫يعرف امليناء اجلاف على أنّه‪" :‬عبارة عن منشأة جمهزة تقام يف عمق البالد بعيدا عن البحر ألمتام وظائف‬
‫ّ‬
‫‪148‬‬
‫تعرفها موسوعة ويكيبيديا كما يلي‪" :‬امليناء اجلاف‬
‫متعددة علي حسب موقعها والغرض من إنشائها" ‪ .‬كما ّ‬
‫(ويسمى احيانا امليناء الداخلي) وهو عبارة عن حمطة لتخزين البضائع‪ ،‬متالة مباشرة مع الطرق أو السكة‬
‫احلديدية الواصلة إىل امليناء البحري‪ ،‬ويستخدم امليناء اجلاف كمركز لتجميع البضائع القادمة من البحر‬
‫املوردة‪ .‬وحيوي امليناء اجلاف كذلك مراكز ختزين وتفريغ البضائع ومراكز لايانة‬
‫استعدادا لتوزيعها إىل اجلهات ّ‬
‫املقطورات والشاحنات وخدمات التخليص والتفتيش اجلمركي‪ ،‬وهذا هدفه ختفيف الضغط على الطاقة‬
‫التخزينية واملساحة اجلمركية اليت تكتظ هبا املواىنء البحرية‪.149‬‬
‫وعلى حسب اجمللس االقتاادي واالجتماعي لألمم املتحدة فامليناء اجلاف هو مكان يقع يف املناطق‬
‫ال ّداخلية؛ مهامه مشاهبة ملهام املوانئ البحرية من ختزين وتوزيع للبضائع مبا يف ذلك خدمات التخليص‬
‫اجلمركي‪ .‬كما يعين جتمع جغرايف للشركات واملنظمات املستقلة العاملة يف نقل البضائع (مثل وكالء الشحن‬

‫‪ 146‬اللجنةاالقتاادية واالجتماعية لغريب آسيا‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬آثار االتفاق العام بشأن جتارة خدمات النقل‪ ،‬نيويورك‪ ،2001 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪147‬أميـن النحراوى‪" ،‬املوانئ البحرية العربية"‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مار‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 148‬سامي زكي‪" ،‬ملخص‪ :‬تفعيل دور املوانئ املارية لتنشيط حركة الاادرات"‪ ،‬اجمللة اإللكرتونيه لبنك معلومات النقل البحري املاري‪ ،‬العدد ‪ ،14‬أكتوبر ‪ ،2008‬ص‪.2‬‬
‫‪149‬‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Dry_port, consulté le 16 juin 2013.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫والشاحنني والناقلني)‪ ،‬يوفر اخلدمات ذات الالة (التفتيش اجلمركي‪ ،‬دفع الضرائب‪ ،‬التخزين‪ ،‬صيانة وإصالح‬
‫واالتااالت املارفية باستخدام تكنولوجيا املعلومات واالتااالت)‪.150‬‬

‫ويوصف امليناء اجلاف باعتباره حمطة وسائط داخلية ترتبط مباشرة بالطرق أوبالسكك احلديدية مع واحد أو‬
‫أكثر من املنافذ املائية‪ ،‬و ميكن أن يكون بديال للموانئ جبميع خدماته يف مناطق معينة‪.151‬‬
‫وما ميكن استنتاجه من التعاريف السابق ذكرها هو االختالف اجلوهري للميناء اجلاف مع مراكز التوزيع‬
‫باجلملة؛ حيث يظهر هذا االختالف من إمكانية عدم اتاال املراكز التوزيعية باملوانئ وكذا امكانية عدم توفّرها‬
‫على مرافق مااحبة للعمل املينائي‪ ،‬وهو ما جيب توفّره يف امليناء اجلاف‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫االختالف من حيث عمليات التخليص اجلمركي اليت ال حتدث على مستوى مراكز التوزيع على عكس املوانئ‬
‫اجلافة‪.‬‬
‫يعترب مفهوم املوانئ اجلافة من املفاهيم احلديثة اليت برزت يف جمال النقل متعدد الوسائط‪ ،‬يتم إقامتها إلمتام‬
‫النقل متعدد الوسائط ولتحقيق املفاهيم اللوجيستية‪ ،‬وملنع التكدس باملوانئ البحرية واجلوية وحتقيق قيمة‬
‫مضافة‪ ،‬مع ضرورة أن يتوافر هلا بنية أساسية متميزة تربطها مع وسائط النقل املختلفة وشبكة اتااالت عالية‬
‫الكفاءة‪ ،‬وتكون هذه املناطق خاضعة لسيطرة اجلمارك‪ ،152.‬وبالتايل فإن امليناء اجلاف هو ميناء استقبال‬
‫البضائع وال يكون بالبحر وإمنا يكون على اليابسة‪ ،‬وهو حمطة لتخزين البضائع متالة مباشرة مع الطرق أو‬
‫السكك احلديدية الواصلة إىل امليناء اجلاف‪ ،‬حيث يستخدم كمركز لتجميع البضائع القادمة من البحر‬
‫‪153‬‬
‫استعدادا لتوزيعها إىل اجلهات املوردة‪".‬‬
‫وجيب التفريق بني امليناء اجلاف وامليناء الربي‪ ،‬فهذا األخري يطلق على املراكز احلدودية الربية اليت تقع على‬
‫شبكات الطرق الرئيسية واليت تربط كل دولة مع الدول اجملاورة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪Conseil économique et social des nations unies, "question intersectorielle concernant la gestion de la‬‬
‫‪mondialisation dans le domaine du commerce et des transports: promotion des ports secs comme moyen de‬‬
‫‪faire bénéficier les zones non côtières des avantages de la mondialisation", Point 4 de l’ordre du jour‬‬
‫‪provisoire, 17 août 2006, p2‬‬
‫‪151‬‬
‫‪Lina Trainaviciute, "The Dry Port - Concept and Perspectives", FDT- Association of Danish Transport‬‬
‫‪and Logistics Centres, Denmark, 28th of August 2011, p23.‬‬
‫‪ 152‬عبد القادر فتحي‪ ،‬املفاهيم احلديثة‪ :‬إدارة خدمات النقل واللوجيستيات‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث ودراسات‪ ،‬مار‪ ،2007 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪153‬اهليئة العامة للموانئ الربية واجلافة يف مار‪ ،‬أنظر املوقع‪ www.wazpts.blogspot.com :‬تاريخ االطالع‪.2013/08/13 :‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫الرب والبحر إىل‬


‫لتطور املوانئ البحرية وانتقاهلا من واجهة بني ّ‬
‫وتطورها كان ننتيجة ّ‬
‫لعل ظهور املوانئ اجلافة ّ‬
‫و ّ‬
‫الشكل املوايل‪.‬‬
‫املوانئ الشبكية الكبرية‪ ،‬واليت ميكن توضيحها يف أربعة أجيال حبسب ّ‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬األجيال األربع للموانئ البحرية‬

‫مواني الجيل الرابع‬ ‫مواني الجيل الثاني مواني الجيل الثالث‬ ‫مواني الجيل األول‬
‫موانئ الشبكات‬ ‫المجهزة بمنصة‬ ‫مركز نقل‪،‬‬ ‫تربط بين نوعين من‬
‫الخدمات‬ ‫واألنشطة الصناعية‬ ‫أنواع النقل‬
‫اللوجستية للتجارة‬ ‫والتجارية‬
‫الدولية‬
‫التدويل والتنويع‬ ‫التجاري‬ ‫التوجيه‬ ‫توسيع حجم‬ ‫غري خاصة هبذا‬ ‫استراتيجيات والتنمية‬
‫للمساحات املينائية‬ ‫وخدمات السفن‬ ‫اجليل‬
‫مالحة اللوجستيك‬ ‫مركز توزيع‪ ،‬األنشطة‬ ‫التعبئة والتغليف‬ ‫الرفع‪ ،‬التخزين‬ ‫الخدمات المقدمة‬
‫ماممة خاصة‬ ‫اللوجستية‬ ‫والتحويل‬ ‫التقليدي غري املنظم‪،‬‬
‫الشاحنني‬ ‫عدم الرتكيز على‬
‫متطلبات الزبون‬
‫تعاون دويل بني املوانئ‪.‬‬ ‫جمتمع امليناء موحد‬ ‫األنشطة املينائية على جمتمع امليناء‪ :‬تقارب‬ ‫منطقة التأثير‬
‫ونشيط‪ ،‬تناسق‬ ‫امليناء من املناطق‬ ‫مستوى رصيف‬
‫األنشطة‪.‬‬ ‫احلضرية‬ ‫امليناء (احلوض)‬
‫شبكة املعلومات‬ ‫تبادل املعلومات‬ ‫تبادل املعلومات‬ ‫متطور قليال‬ ‫نظام المعلومات‬
‫احملوسبة بني املوانئ‬ ‫احملوسبة‬
‫‪Source :abdelkader boumessila," les ports algériens situation et perspectives", les ateliers de FCA,‬‬
‫‪china dayly information corp, 2012, p13.‬‬

‫مكونات الميناء الجاف‪:‬‬


‫يتكون امليناء اجلاف من جمموعة من املساحات املفتوحة باإلضافة حملطة بضائع احلاويات واملرافق على النحو‬
‫‪154‬‬
‫التايل‪:‬‬
‫‪ ‬ساحات للحاويات الواردة اململوءة واحلاويات الاادرة‪.‬‬

‫عبد القادر فتحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.182-181‬‬


‫‪154‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬ساحات للحاويات الواردة فارغة أو اليت مت تفريغها باإلضافة إىل حاويات الرتانزيت الفارغة اليت تزيد‬
‫على طاقة امليناء البحري وتطول فرتات انتظارها عن املدة احملددة واملتعارف عليها‪.‬‬
‫‪ ‬املكاتب اإلدارية ومكاتب اجلمارك واالتااالت االلكرتوين‪.‬‬
‫‪ ‬ورش إصالح ونظافة وجتهيز احلاويات‪.‬‬
‫‪ ‬أماكن انتظار للسيارات‪.‬‬
‫‪ ‬حمطة تعبئة وتفريغ احلاويات‪ :‬تسمى مبحطة بضائع احلاويات وهي عبارة عن جزء ال يتجزأ من امليناء‬
‫اجلاف ووظيفة هذه احملطة التعامل مع احلاويات أثناء شحنها أو تفريغها‪.‬‬

‫خصائص الميناء الجاف‪:‬‬

‫يؤدي دوره على أكمل وجه‪ ،‬ومن بني هذه اخلاائص‬


‫الب ّد أن يتوفّر امليناء اجلاف على ع ّدة خاائص كي ّ‬
‫كل من ‪Tsilingiris‬و‪ Laguardia‬ما يلي‪:155‬‬‫ذكر ّ‬
‫‪ ‬الب ّد أن تكون تكاليف مناولة احلاويات يف امليناء اجلاف أقل من تكاليف استغالل األرض‬
‫املستخدمة يف إنشائه وتكلفة العمالة أيضا أقل؛‬
‫‪ ‬الب ّد أن تكون التكاليف النّهائية ملناولة احلاويات والبضائع يف امليناء اجلاف أقل من تلك يف امليناء‬
‫األول؛‬
‫البحري مضافا إليها تكاليف نقلها من امليناء الثّاين إىل امليناء ّ‬
‫‪ ‬أن يتوفّر على مساحات ومرافق واسعة مع تاميم متعدد الوسائط لتسريع العمليات املينائية واليت‬
‫تؤدي إىل آثار نقدية إجيابية؛‬
‫‪ ‬ينبغي أن يكون امليناء اجلاف يف اتاال مباشر مع ميناء حبري إما عن طريق السكك احلديدية أو برا؛‬
‫‪ ‬جيب أن يتمتّع امليناء اجلاف بسهولة كبرية يف حركة النقل باستخدام أحدث التكنولوجيات؛‬
‫‪ ‬ينبغي للميناء اجلاف أن يقدم نفس أنواع املرافق واخلدمات اليت ميكن تقدميها يف ميناء حبري‪.‬‬

‫بعد ذكر هذه اخلاائص ميكن أن نذكر بعض أوجه االختالف بني املراكز التوزيع‪ ،‬املوانئ البحرية واملوانئ‬
‫اجلافة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪155‬‬
‫‪Lina Trainaviciute, "The Dry Port - Concept and Perspectives", FDT- Association of Danish Transport‬‬
‫‪and Logistics Centres, Denmark, 28th of August 2011, p25‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫الجدول رقم (‪ :)3-2‬الفروق بني املوانئ اجلافة والبحرية ومراكز التوزيع‬

‫الميناء الجاف‬ ‫الميناء البحري‬ ‫مركز التوزيع‬


‫مناطق ساحلية وداخلية‬ ‫مناطق ساحلية‬ ‫مناطق داخلية‬
‫االجراءات اجلمركية‬ ‫االجراءات اجلمركية‬ ‫ال يوجد تفتيش أو ختليص مجركي‪.‬‬
‫الب ّد من توفٍّر شروط العمل املينائي‪.‬‬ ‫الب ّد من توفٍّر شروط العمل املينائي‪.‬‬ ‫ال يشرتط وجود مرافق مرتبطة بالعمل يف‬
‫امليناء‬
‫وكالءالشحن‪ ،‬الشاحنني‪ ،‬الناقلني‪ ،‬وكالء الشحن‪ ،‬الشاحنني‪ ،‬الناقلني‪،‬‬ ‫املوزعون‬
‫جتار اجلملة و ّ‬
‫اجلمارك‪ ،‬البنوك‪.‬‬ ‫اجلمارك‪ ،‬البنوك‪.‬‬
‫اتاال مباشر باملوانئ البحرية‬ ‫اتاال مباشر ومرن باملوانئ البحرية‪.‬‬ ‫ال يشرتط االتاال بامليناء البحري‬
‫ومراكز التوزيع‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناءا عما سبق شرحه يف املباحث السابقة‪.‬‬

‫أهم وظائف املوانئ اجلافة يف العنار املوايل‪.‬‬


‫وعلى ضوء هذه االختالفات ميكن توضيح ّ‬
‫وظائف الميناء الجاف‪:‬‬
‫الضغط على املوانئ البحرية وختفيض التكاليف املالية والزمنية للتعامالت‬
‫يهدف امليناء اجلاف إىل ختفيف ّ‬
‫أهم‬
‫املينائية‪ ،‬وكما خلّانا أعاله فامليناء اجلاف الب ّد أن يكون حمطّة ذات كفاءة عالية‪ ،‬وميكن تلخيص ّ‬
‫الوظائف اليت يقوم هبا امليناء اجلاف يف سبيل الوصول إىل هذا اهلدف فيما يلي‪:156‬‬
‫شحن البضائع ونقلها عرب السكك احلديدية‪:‬‬

‫تتم عملية نقل البضائع من امليناء البحري إىل مكان استخدامها أو استهالكها عن طريق العديد من وسائل‬
‫ّ‬
‫النقل‪ ،‬لكن الوسيلة األهم يف النقل بني املينائني البحري واجلاف هي السكك احلديدية‪ ،‬وهذا ما جيعل حركية‬
‫النقل أكثر سالسة ويساهم كذلك يف احلفاظ على البيئة‪.‬‬
‫الفرز‪:‬‬
‫عند تفريغ السفن من احلاويات يقوم القائمون على امليناء البحري بتانيف البضائع حسب سالسل التوريد‬
‫تضخ فيها‪ ،‬هذه العملية صعبة نوعا ما وحتتاج إىل مساحات واسعة داخل امليناء‪ .‬يف امليناء‬
‫جيب أن ّ‬
‫اليت ّ‬
‫‪156‬‬
‫‪Lina Trainaviciute, "The Dry Port - Concept and Perspectives", FDT- Association of Danish Transport‬‬
‫‪and Logistics Centres, Denmark, 28th of August 2011, p26, 27,28‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫أقل بكثري نظرا الحتوائه على مساحة كبرية وإمكانية توسيعه تكون واردة‬
‫اجلاف هذا املشكل يطرح حب ّدة ّ‬
‫أيضا‪.‬‬
‫التخزين‪:‬‬
‫يتوفّر امليناء اجلاف على طاقة ختزينية أكرب بكثري من امليناء البحري‪ ،‬كما أ ّن فرتات ختزين البضائع وعند‬
‫اختالفها واختالف وجهات تسليمها ميكن أن تنظّم رزنامتها بطريقة أسهل من تلك يف امليناء البحري‪ ،‬وعليه‬
‫أقل بكثري يف امليناء اجلاف‪.‬‬
‫فاإلزدحام املوجود يف هذا األخري والذي يطرح مشكل التخزين سيكون حبدة ّ‬
‫تقدمي خدمات خاصة (أمهها التخليص اجلمركي)‪:‬‬
‫واحدة من اخلدمات اخلاصة األكثر أمهية بالنسبة للموانئ اجلافة هي التخليص والتفتيش اجلمركي‪ .‬وعندما يتم‬
‫ذلك يف امليناء اجلاف بدال من امليناء البحري يتم تقليص وقت االنتظار الذي يكون طويال ج ّدا يف بعض‬
‫بالايانة ال ّدورية أمر أسهل بكثري يف امليناء اجلاف‬
‫األحيان ويسبب االزدحام يف املوانئ البحرية‪ .‬كما أن القيام ّ‬
‫الايانة‪.157‬‬
‫منه يف امليناء البحري نظرا لسهولة تنظيم املساحات‪ ،‬املع ّدات وأوقات ّ‬
‫استكمال وربط حلقات النقل متعدد الوسائط‪:‬‬
‫النقل متعدد الوسائط هو نظام نقل يعتمد على أكثر من وسيليت نقل وهذا لضمان النقل من الباب إىل‬
‫الباب‪ ،‬إذا هناك أماكن ليست بالضرورة أن تكون موانئ حبرية يتم فيها تغيري وسيط النقل وحتدد هذه األماكن‬
‫بدقة وختضع لإلشراف اجلمركي وتسمى باملوانئ اجلافة‪.‬‬
‫أمهيتها يف السلسلة اللوجيستية‪:‬‬
‫إن دور اللوجيستيات هو ربط عمليات التوريد والتوزيع املادي الذي يتطلبه أي مشروع بشبكة واحدة‪ ،‬ومن مث‬
‫ميكن للمشروعات أن حتقق املنافسة يف األسواق خبفض تكاليف نقل السلع من خالل إحكام السيطرة على‬
‫مجيع مراحل عمليات النقل بدءا من مرحلة توريد املواد اخلام إىل وصول السلعة تامة الانع للمستهلك‪ ،‬حيث‬
‫يلتزم الناقل الدويل متعدد الوسائط بإمتام عمليات التوريد املادي للمنتجات تامة الانع إىل سوق املستهلك يف‬
‫‪158‬‬
‫التوقيت املتفق عليه وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬

‫‪157‬اهليئة العامة للموانئ الربية واجلافة يف مار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪158‬عبد القادر فتحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.179-176‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫منع التكدس باملوانئ البحرية‪:‬‬


‫يف ظل حرية التجارة واالزدياد امللموس يف التبادل التجاري حتولت املوانئ من مناطق شحن وتفريغ وختزين إىل‬
‫منطقة عبور للبضائع فقط‪ ،‬ودخلت املوانئ البحرية يف سلسلة النقل متعدد الوسائط كأحد حلقاته‪ ،‬وأصبحت‬
‫تلك املوانئ هلا مناطق خلفية( قريبة أو بعيدة) إلمتام عمليات ختزين وسليم البضائع ألصحاب الشأن وتسمى‬
‫املناطق اخللفية بامليناء اجلاف الذي يلعب دور كبري يف اختفاء التكدس باملوانئ البحرية‪.‬‬
‫ملخص عن عمل املوانئ اجلافة وارتباطاهتا باملوانئ البحرية‪:‬‬
‫الشكل املوايل ّ‬
‫ويوضح ّ‬
‫ّ‬

‫شكل رقم (‪ّ :)2-2‬‬


‫ملخص عمل املوانئ اجلافة‬ ‫ال ّ‬

‫امليناء‬ ‫امليناء‬
‫املادر‬ ‫نقل حبري‬ ‫نقل داخلي‬ ‫تسليم‬
‫ال ِوجهة‬
‫البحري‬ ‫اجلاف‬

‫‪Source: violeta roso and kent lumsden, "a review of dry ports", Macmillan publishers ltd. 1479-‬‬
‫‪2931 Maritime economics & logistics vol. 12, 2, 196–213, 2010, p6.‬‬

‫حيث من خالل الشكل نالحظ عمل املوانئ اجلافة كوسيط يربط بني نقل البضائعى من امليناء البحري اىل‬
‫الوجهة‪ ،‬وبالتايل فإن وجود املوانئ اجلافة سيساهم يف تنظيم عملية النقل والتخزين‪ ،‬وتقليص الضغط على‬
‫املوانئ البحرية خاوصا ما اذا كانت هذه األخرية تتميز باغر حجمهاو قرهبا من املناطق احلضرية‪.‬‬

‫أهمية الموانئ الجافة بالنسبة للتنمية الوطنية والمكاسب المحققة من ورائها‪:‬‬


‫أهم الفوائد املرتتبة من استعمال املوانئ اجلافة يف ع ّدة نقاط أمهّها‪:159‬‬
‫ميكننا تلخيص ّ‬
‫‪ ‬خفض جمموع نفقات وتكاليف النّقل؛‬

‫‪159‬‬
‫‪violeta roso and kent lumsden, "a review of dry ports", Macmillan publishers ltd. 1479-2931 Maritime‬‬
‫‪economics & logistics vol. 12, 2, 196–213, 2010, p4, 5.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫‪ ‬التحول من الطرق إىل النقل بالسكك احلديدية واليت تعترب أكثر تعايشا مع البيئة (احلد من املشاكل‬
‫البيئية احمللية يف املدن)؛‬
‫‪ ‬تعزيز دور املوانئ يف سالسل النقل‪ ،‬وتعزيز دور الوسطاء متع ّددي اخلدمات؛‬
‫‪ ‬احلد من استخدام املواقع ذات االستعماالت املركزية يف املوانئ البحرية؛‬
‫‪ ‬جتنب االختناقات املرورية واالزدحام على الطرق القريبة من منطقة امليناء البحري؛‬
‫‪ ‬تطوير املناطق النائية خاصة يف البلدان األقل منوا؛ حيث ميكن أن تكون استفادة هذه املناطق يف‬
‫شكل خلق فرص عمل؛‬

‫‪ ‬تسريع عملية التخليص اجلمركي للبضائع املنقولة يف اخلارج من خالل تقسيم هذه ّ‬
‫املهمة بني املوانئ‬
‫البحرية واجلافة‪.‬‬
‫وختتلف درجات االستفادة من وظائف امليناء اجلاف بني خمتلف أصحاب املالحة (‪ )stakeholders‬فيه؛‬
‫يبني ذلك‪.‬‬
‫واجلدول املوايل ّ‬
‫الجدول (‪ :)4-2‬توزيع مكاسب املوانئ اجلافة على أصحاب املالحة‬
‫‪ ‬الناقلون‬
‫‪ ‬بالسكك‬

‫‪ ‬الطرق‬

‫‪ ‬سلطة املوانئ‬

‫‪ ‬الشاحنون‬

‫‪ ‬وكالء الشحن‬
‫مستخدمو‬
‫احلديدية‬
‫اجملتمع‬

‫املكاسب‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املوازنة بني السكك احلديدية والطرق‬


‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫قار آجال االنتظار يف املوانئ‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫التّقليل من ازدحام الطرق‬
‫‪+‬‬ ‫التلوث يف البيئة‬
‫الوقاية من ّ‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫تعزيز دور املوانئ يف سالسل النّقل‬
‫‪+‬‬ ‫احلد من استخدام املناطق املكلفة يف امليناء‬
‫‪+‬‬ ‫الشغل‬
‫توفري مناصب ّ‬
‫‪Source: Lina Trainaviciute, "The Dry Port - Concept and Perspectives", FDT- Association of‬‬
‫‪Danish Transport and Logistics Centres, Denmark, 28th of August 2011, p40‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وظيفة النقل والمفاضلة بين وسائل النقل المختلفة‬

‫خاتمة الفصل‬

‫خالصة القول أن وظيفة النقل تعترب حلقة الوصل ما بني املنظمة واألسواق‪ ،‬لذلك فإن حجم اإلنفاق على‬
‫خدمات النقل والشحن ميثل أكرب نسبة إنفاق يف جمال اإلمداد‪.‬ويعد اختيار وسيلة النقل من األشياء األساسية‬
‫إلدارة عملية التوزيع اليت جيب أن تتم بدقة متناهية بسبب تأثريها على كفاءة العمل‪ .‬ويف حالة الفشل يف‬
‫حتديد الوسيلة املناسبة‪ ،‬فان ذلك من املمكن أن يزيد من حجم التكاليف أكثر من الالزم فتنخفض مستويات‬
‫خدمة املستهلك‪ .‬كذلك يعد اختيار وسيلة النقل من األمور شديدة التعقيد‪ ،‬وذلك بسبب توفر عدد كبري من‬
‫وسائل النقل مع وجود العديد من االختيارات والتقييمات اخلاصة بكل وسيلة‪ ،‬ومنه أصبح النقل متعدد‬
‫الوسائط العمود الفقري لعمليات تدفق البضائع من املنتج إىل املستهلك‪ ،‬وقد تطورت وسائل النقل الدويل‬
‫متعدد الوسائط بدرجة مذهلة يف السنوات األخرية مما أدى باملنظمات إىل أن تتقدم مبشروعات التفاقيات‬
‫نظام النقل متعدد الوسائط توضح سياساته و آليات تنفيذه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫اقتصاديات نقل البضائع والتنمية‬
‫االقتصادية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫مقدمة الفصل الثالث‪:‬‬

‫يساهم قطاع النقل بأنواعه يف التطور االقتصادي سواء بشكل مباشر برتقية كل القطاعات االقتصادية‬
‫األخرى‪ ،‬أو بشكل غري مباشر من خالل تسهيل انتقال املعرفة التكنولوجية اليت تعمل على رفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي وزيادة الطاقة االنتاجية‪ ،‬وتسعى الدول اىل ختطيط قطاع النقل واالنفاق لتطوير البىن التحتية له‬
‫لتحقيق أهدافها االقتصادية بزيادة القدرات االنتاجية لألفراد والقدرات التنافسية للشركات‪ .‬واالستثمار يف‬
‫مشروعات النقل يتميز عن غريه من االستثمارات االقتصادية نظرا الرتفاع كثافتها الرأمسالية‪ ،‬ومن مث فإن هذا‬
‫الفصل سنتطرق فيه اىل األمهية االقتصادية لقطاع نقل البضائع‪ ،‬مقسمني هذا الفصل إىل املباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور قطاع النقل في التنمية االقتصادية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬خدمات قطاع النقل البحري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية قطاع النقل الجوي ودور الحكومة في تطويره‬
‫المبحث الرابع‪ :‬األهمية االقتصادية لنشاط النقل البري‬
‫المبحث الخامس‪ :‬النقل المستدام‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬دور قطاع النقل في التنمية االقتصادية‬

‫‪.1.1‬األهمية االقتصادية للنقل‪:‬‬

‫للنقل أثر كبري على التطور االقتصادي للمجتمعات‪ ،‬حيث يعترب عامال أساسيا يساعد على زيادة معدالت‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل ربط املناطق النائية باملدن الكربى‪ ،‬وهذا يساعد على زيادة‬
‫مستوى الوعي الثقايف واحلضاري للشعوب مما يعمل على رفع قدراهتم الفنية والعملية ويرفع من مستوى أدائهم‬
‫االنتاجي‪ .‬وهذا حبد ذاته يعمل على زيادة القيمة االقتصادية لكل من عناصر العمل وأسلوب الفن اإلنتاجي‬
‫املستخدم يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬مثال جند التجارة االلكرتونية تؤثر بشكل اجيايب على زيادة كفاءة قطاع النقل‬
‫من حيث نظام احلجوزات وأيضا توافق وقت النقل مع متطلباته إىل غري ذلك‪.160‬‬
‫‪ .1.1.1‬تأثري النقل على قيمة البضائع‪ :‬تساعد خدمة النقل بشكل عام على حتديد القيمة االقتصادية‬
‫للبضائع‪ ،‬ويوضح الشكل التايل منوذجا بسيطا لتوضيح ذلك تطبيقا على النقل بالسيارات‪ ،‬فبإعتبار وجود‬
‫بضاعة معينة مطلوبة يف احدى الدول‪ ،‬وبافرتاض أهنا تعرض يف األسواق بأقل سعر معني‪ ،‬فإذا افرتضنا أن هذه‬
‫البضاعة تنتج يف الدولة –أ‪ -‬وتتكلف ‪-‬وج‪ -‬عند نقطة االنتاج‪ ،‬والدولة اليت حتتاج هذا املنتج تقع يف نقطة –‬
‫ب‪ ، -‬وتبعد عن –أ‪ -‬باملسافة –أب‪ ،-‬كما أن أعلى سعر سيدفعه املستهلكون هلذه البضاعة موضح على‬
‫احملور الرأسي وهو –وي‪ -‬يف الدولة –ب‪ ،-‬وبتطبيق املثال السابق على دولتني عربيتني‪ ،‬والبضاعة املنتجة هي‬
‫اخلضراوات والفاكهة يف الدول أ‪ ،‬وذلك لتوضيح أمهية النقل بالسيارات يف تفعيل التجارة البينية العربية‪.‬‬

‫‪ 160‬شريف حممد ماهر‪ ،‬ختطيط النقل وسياساته –الفعاليات وعوامل اجلدارة‪ ،-‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.214‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-3‬تطور تكاليف النقل‬

‫هـ‬ ‫السعر عند –ب‪ -‬مع‬


‫هـ‬
‫تكاليف النقل‬
‫نظام النقل القديم‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ز‬ ‫ز‬

‫تكاليف ثابتة‬
‫نظام النقل الجديد‬
‫و‬ ‫أعلى سعر عند –ب‪-‬‬

‫ج‬
‫السعر عند –أ‪-‬‬

‫و‬ ‫ب‬ ‫المسافة‬


‫أ‬
‫المصدر‪ :‬شريف حممد ماهر‪ ،‬ختطيط النقل وسياساته –الفعاليات وعوامل اجلدارة‪ ،-‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.214‬‬

‫وباستخدام نظام النقل األساسي وغري الكفء‪ ،‬فان تكلفة نقل البضاعة من الدولة أ اىل الدول ب تكون –ج‬
‫ه‪ ،-‬و جزء خط التكاليف – ج د‪ -‬يعرف على أنه تكاليف ثابتة‪ ،‬أما اجلزء من اخلط –دهـ‪ -‬هو التكلفة‬
‫لكل كيلومرت أو منحىن‪ ،‬وباستخدام هذا النظام غري الكفء من النقل فان التكلفة الكلية عند الدول ب هي‬
‫–وهـ‪ ،-‬وهذا السعر أكرب من أعلى حد تكلفة يف الدولة أ أو –وي‪.-‬‬

‫وبافرتاض أن نظام النقل بالسيارات قد تطور‪ ،‬ومت ختطيط السليم والفعال له‪ ،‬فإن التكلفة لكل كيلومرت أو‬
‫منحىن ستقل وخط تكلفة النقل املتغرية يصبح –دز‪ -‬والسعر يف الدولة ب أصبح –وز‪ ،-‬وهذا بالطبع أقل‬
‫من أعلى تكلفة –وي‪ ،-‬وعليه فان السوق للخضراوات والفاكهة سوف يتوسع يف الدولة ب ‪ ،‬بينما يستمر‬
‫االنتاج يف الدولة أ‪ ،‬وبذلك نتصور زيادة املنتجات العربية وتبادهلا مع الدول الشقيقة مثل الدولة ب واتساع‬
‫أسواقها باستخدام هذا النموذج للنقل بالسيارات مما ينعكس على اتساع األسواق العربية وبالتايل التجارة‬
‫العربية البينية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫تأثري النقل على إسرتاتيجية التنمية االقتصادية‪ :‬يؤثر النقل بصفة مباشرة على إسرتاتيجية التنمية‬ ‫‪.2.1.1‬‬
‫االقتصادية اليت تنتهجها الدولة لتنمية القطاع الصناعي‪ ،‬وذلك نظرا لألثر الكبري الذي خيلفه‬
‫قطاع النقل على عملية التوطن الصناعي الذي يشمل اختيار مراكز االنتاج ومنافذ التوزيع‪.‬‬

‫وتعترب تكاليف النقل أهم العوامل االقتصادية حيث أن اختيار موقع الصناعة يعتمد على‪:161‬‬

‫‪ ‬موقع الصناعة املتطلبة للمواد األولية ومدى قرهبا من الصناعة املعنية (جانب املدخالت)؛‬
‫‪ ‬مدى إمكانية نقل البضائع مبختلف األحجام واألنواع ( جانب املخرجات)؛‬
‫‪ ‬موقع األسواق واالستهالك النهائي ( التأثري يف جانب التوزيع)‪.‬‬
‫بذلك يتضح أن خدمات النقل تؤثر بشكل مباشر على تكاليف اإلنتاج وسعر البيع‪ ،‬وبالتايل تؤثر على حجم‬
‫الطلب والعرض الكلي‪.‬‬

‫أثر النقل على االنتاج والتوزيع‪:162‬‬ ‫‪.1.1.1‬‬


‫‪ -‬واضح جليا عالقة النقل بنواحي النشاط االقتصادي من تصنيع‪ ،‬زراعة وتسويق‪ ،‬حيث يلعب فيه‬
‫النقل دوره الرئيسي ابتداءا من مرحلة املادة اخلام مث مرحلة التشكيل مث مرحلة التصنيع حىت تصل اىل‬
‫مرحلة وصول املنتجات اىل يد املستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬تلعب اقتصاديات النقل دورا رئيسيا يف عملية توطني الصناعات يف مكان ما وتفضيله عن باقي‬
‫األماكن‪.‬‬
‫ختفيض تكلفة االنتاج‪:‬‬ ‫‪.4.1.1‬‬
‫يعمل النقل على ختفيض تكلفة االنتاج مما يؤدي اخنفاض مستويات األسعار وهذا بدوره يؤدي اىل زيادة‬
‫رفاهية اجملتمع‪ ،‬وتنخفض التكاليف كنتيجة طبيعية لثالث عوامل‪:163‬‬
‫‪ -‬العامل األول هو زيادة املنافسة‪ ،‬فكلما زادت املنافسة كلما أدى ذلك اىل احلفاظ على استقرار واخنفاض‬
‫مستوى األسعار لكل املنتجات‪.‬‬

‫‪161‬تقرير االستدامة لدائرة النقل يف أبو ظيب لعام ‪ ، 2009‬النقل املستدام ‪ ،‬نشرية لوزارة النقل اإلماراتية ‪ ،‬ص ‪.12،11‬‬
‫‪ 162‬أمحد عبد املنصف حممود‪ ،‬اقتصاديات النقل البحري‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.09 ،08‬‬
‫‪ 163‬تفيدة على هالل‪ ،‬ادارة املواد واالمداد‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2002 ،‬ص‪.109‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ -‬أما العامل الثاين فيتعلق بوفورات احلجم الكبري‪ ،‬مما خيفض من تكلفة االنتاج وهو ما ينعكس بدوره يف‬
‫صورة اخنفاض األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬العامل الثالث هو أن تكاليف النقل متثل اجلزء األكرب من التكاليف الكلية لالنتاج‪ ،‬وكلما أمكن ختفيض‬
‫هذا العنصر من عناصر التكاليف‪ ،‬أدى هذا اىل ختفيض التكلفة الكلية للمنتجات مما يؤدي اىل ختفيض‬
‫أسعارها‪.‬‬
‫االنتفاع بالبضاعة‪:‬‬ ‫‪.1.1.1‬‬
‫يضيف النقل منفعة أخرى للبضائع من خالل نظم الطريق السريعة ذات الكفاءة العالية‪ ،‬ووسائل النقل احلديثة‬
‫والذي يسمح بانتاج املنتج على مدى واسع وزيادة قدرته التنافسية‪ ،‬وهذا يعمل على تفعيل التجارة البينية‬
‫العربية‪ ،‬وفيما يلي نقوم باستعراض هذه املزايا كل على حدة‪:164‬‬
‫التخصص اجلغرايف‪ :‬ويستند مفهوم التخصص اجلغرايف يف أن كل دولة أو منطقة تنتج منتجات‬ ‫‪-‬‬
‫وخدمات تكون فيها رؤوس األموال والعمالة واملواد اخلام أفضل نسبيا‪ ،‬فيتم نقل السلع اليت تنتج بأفضل كفاءة‬
‫وأقل تكلفة من الدولة أ اىل الدولة ب‪ ،‬ويف املقابل يتم نقل البضائع ذات الكفاءة العالية من الدولة ب اىل أ‪،‬‬
‫و يتماشى هذا املفهوم بشكل كبري مع مبادئ امليزة الت نافسية‪ ،‬حيث أن الدولة اليت تتخصص يف انتاج منتج‬
‫تكتسب بطبيعة احلال ميزة تنافسية يف انتاج ذلك املنتج‪.165‬‬
‫االنتاج على نطاق واسع‪ :‬تتكامل امليزة النسبية مع االنتاج على نطاق واسع‪ ،‬حيث أنه بدون‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام شبكات نقل فعالة تتقلص ميزة وفورات احلجم والكفاءة االنتاجية العالية‪ ،‬حيث يلعب النقل دورا‬
‫فعال يف نقل املواد األولية اىل مرافق االنتاج‪ ،‬واملنتج النهائي حيتاج اىل النقل ليكون يف املكان والوقت املناسبني‬
‫بالتكلفة املناسبة‪ ،‬ومن الواضح أن منطقة واحدة ال تستطيع أن تعتمد على ميزهتا التنافسية واملدى الواسع من‬
‫االنتاج بدون استخدام نظم نقل متطورة بالكفاءة املطلوبة اىل منافذ التوزيع البعيدة‪.‬‬
‫زيادة رأس املال املادي والبشري‪ :‬يساهم النقل يف زيادة معدالت التكوين الرأمسايل (املادي والبشري)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث تعمل خدمات قطاع النقل على تسيري عملية انتقال املعرفة التكنولوجية اليت تزداد فعاليتها يف رفع‬
‫معدالت النمو االقتصادي إذ ما مت جتسيدها يف شكل سلع ومعدالت إنتاجية وتقنيات انتاج متطورة‪ ،‬األمر‬

‫‪ 164‬شريف حممد ماهر‪ ،‬ختطيط النقل وسياساته –الفعاليات وعوامل اجلدارة‪ ،-‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.219‬‬
‫‪ 165‬يعمل النقل على زيادة طاقة الدولة على التخصص وتقسيم العمل وتنظيم منافع ظاهرة املزايا النسبية يف اإلنتاج‪ ،‬ومفهوم هذه الظاهرة هو أن كل دولة تتخصص يف إنتاج‬
‫السلعة الذي تكتسب فيها ميزة نسبية مما يؤدي إىل اإلنتاج بتكلفة منخفضة وزيادة املنتجات ( العرض) وبالتايل ختفيض األسعار‪ ،‬وبتحقيق الفائض يف اإلنتاج يتم التبادل‬
‫التجاري بني الدول الذي يتطلب بالدرجة األوىل شبكة نقل متطور‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫الذي يؤدي إىل زيادة الطاقة االنتاجية واليت تعد بدورها من أهم حمددات التنمية االقتصادية‪ ،‬وهو ما يفسر‬
‫تزايد نسبة االنفاق على قطاع النقل خاصة يف البلدان النامية إذ بلغت نسبة االنفاق على النقل مبختلف‬
‫أنواعه ما يقرب من ‪ %40‬من امجايل االنفاق على قطاع اخلدمات‪.166‬‬
‫حتسني مركز ميزان املدفوعات‪ :‬وذلك من خالل تكثيف طاقة الدولة التصديرية إىل جانب توفري‬ ‫‪-‬‬
‫الواردات من السلع اإلمنائية اليت تعمل بشكل كبري يف تشجيع التصنيع الذي يساعد على زيادة الصادرات‪ ،‬اىل‬
‫جانب ختفيض العجز احلاصل يف ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪.6.1.1‬الرحبية االجتماعية‪:‬‬
‫يوفر النقل الكفء واملخطط ختطيطا سليما زيادة يف نسبة الفائدة بالنسبة للمجتمع واليت تتبلور يف فرص‬
‫التشغيل‪ ،‬وكذلك حترك العمالة بني الدول وزيادة عدد الرحالت‪ ،‬كما يستطيع نظام النقل الفعال حتقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬فعلى سبيل املثال جند أن احدى املشاكل اليت واجهت القطاع الزراعي يف املنطقة الشرقية إلفريقيا‬
‫يف منتصف الثمانينات هي احلاجة اىل وجود شبكات نقل كافية وفعالة لنقل املنتجات الزراعية من املوانئ‬
‫البحرية اىل األسواق‪ ،‬كما كان لعدم وجود طرق برية وسيارات نقل أثر بالغ يف عدم التمكن من توصيل الغذاء‬
‫واملؤن‪.‬‬
‫‪ .2.1‬األهمية السياسية للنقل‬
‫تلعب احلكومة بشكل رئيسي يف صيانة أنظمة النقل وإنشائها‪ ،‬حيث تعمل على تصميم البىن األساسية للنقل‬
‫وتغطية مصاريف بنائها‪ ،‬نظرا الرتفاع تكاليف انشاء البىن التحتية اليت ال ميكن تغطيتها عن طريق جمموعة‬
‫مركزية من املستخدمني‪ ،‬ومن جهة أخرى تعمل احلكومة بدورها على خلق فرصة للمستهلك للحصول على‬
‫أنواع خمتلفة من السلع واخلدمات يف مناخ تنافسي‪.‬‬
‫ويعترب النقل عامال فعاال يف زيادة رفع املستوى املعيشي للشعوب‪ ،‬خصوصا يف القوت الذي جيعل من نقص‬
‫الغذاء والطاقة صراعا عامليا‪ ،‬وبالتايل فإ ن تطوير وختطيط نظم النقل سيؤدي اىل منافع متتد اىل بعد أكرب من‬
‫النظرة االقتصادية‪.‬‬
‫ويف سبيل حتقيق وحدة اقتصادية عربية البد من وضع سياسة نقل عربية متكاملة تعمل على تفعيل أنظمة‬
‫النقل بني الدول العربية وحتقيق أهداف كل الدول العربية بشكل متكامل‪.167‬‬

‫‪ 166‬تقرير االستدامة لدائرة النقل يف أبو ظيب لعام ‪ ، 2009‬النقل املستدام ‪ ،‬نشرية لوزارة النقل اإلماراتية ‪ ،‬ص ‪.12،11‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ .3.1‬دور البنى التحتية للنقل في تدعيم النمو االقتصادي‪:‬‬

‫تأثر البىن التحتية للنقل على النمو االقتصادي بشكل مباشر من خالل حتقيق وإنشاء االستثمارات اخلاصة‬
‫بالنقل (تأثري املنشآت) ‪ ،‬وقد يكون التأثري غري مباشر‪ ،‬حيث أن االستثمار يف رؤوس األموال يف البىن التحتية‬
‫يؤدي اىل تفعيل التجارة اخلارجية اليت تؤدي بدورها اىل زيادة النمو يف انتاجية القطاع االنتاج‪.168‬‬

‫‪ ‬االستثمار يف النقل ودور املشآت القاعدية‪:‬‬

‫انشاء البىن التحتية اجلديدة من مسببات زيادة اإلنتاج‪ ،‬وهذا التأثري املضاعف املطبق يف املخطط الكينزي‬
‫عرض يف منوذج ‪ .propage‬وحيظى تأثري االستثمار يف البىن التحتية للنقل على االنتاج بأمهية كبرية نظرا ألن‬
‫انشاء البنية التحتية ينطوي على استخدام األشغال العمومية اليت حتتوي على خاصيتني‪ :‬حيث ألن هلذا‬
‫القطاع ميل ضعيف لالسترياد‪ ،‬ويوظف نسبة معترب من العمالة‪ .‬هلذه األسباب‪ ،‬فإن حتديث البىن التحتية‬
‫يعترب أداة مثالية لتفعيل أثارها على النشاط االقتصادي على املدى القصري واملتوسط‪ .‬وهذه التأثريات يتوجب‬
‫أن تكون اكثر دقة وتفصيال يف حتديد نوع التمويل املعتمد‪.‬‬

‫‪ ‬البىن التحتية للنقل مصدر للتجارة اخلارجية‪:‬‬

‫‪Ashauer‬‬ ‫أجريت اختبارات احصائيات على مسامهة االستثمار العومي يف النمو االقتصادي‪ ،‬وقد أجرى‬
‫تقييما اقتصاديا للواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬حيث أشار اىل أن زيادة بنسبة ‪ ٪1‬يف االستثمارات العمومية‬
‫تزيد من االنتاجية الكلية لعاملي العمل والرأس املال اخلاص بنسبة ‪.٪0.14‬‬
‫استنادا اىل هذه النتيجة‪ Ford ،‬و ‪ Poret‬افرتضا أن ختفيض نسبة االستثمارات العمومية من سنة ‪ 1970‬اىل‬
‫منتصف الثمانينات يف بل دان منظمة التعاون والتنمية‪ ،‬هي واحدة من األسباب اليت أدت اىل اخنفاض‬
‫على جمموعة دول منظمة‬ ‫‪Ashauer‬‬ ‫االنتاجية‪ .‬وقد أجريت اختبارات قياسية من نفس النوع اليت أجراها‬
‫التعاون والتنمية واليت أكدت جزء من النتائج اليت توصل اليها ‪.Ashauer‬‬

‫‪ 167‬شريف حممد ماهر‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ،‬ص‪221‬‬


‫‪168‬‬
‫‪Martine TEFRA, Economie des transports, Ellipses/édition marketing S.A, Paris, 1996.‬‬
‫‪p.156, 157.‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ .4.1‬أهمية لوجستيات النقل للمنشآت‬

‫ازدادت أمهية النقل يف الوقت احلاضر‪ ،‬فعن طريقه أصبح من املمكن ربط مجيع املناطق االنتاجية يف العامل‬
‫بعضها مع البعض األخر‪ ،‬وحتريك املواد والسلع املختلفة من أماكن انتاجها أو بيعها اىل األماكن اليت ميكن أن‬
‫تستهلك أو تستخدم فيها‪ ،‬وهو بالتايل يزيد من قيمتها االقتصادية‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك أصبح ممكنا إ قامة وحدات ومراكز زراعية وجتارية كبرية وجلب ما حتتاجه من مواد أولية أو سلع‬
‫أينما وجدت‪ .‬إن قيام خمتلف املؤسسات بأعماهلا املختلفة بشكل سليم يتطلب وجود وسائط نقل وطرق‬
‫مواصالت خمتلفة تربط تلك امل ؤسسات مجيعا بعضها مع البعض األخر‪ .‬وقد أدت التطورات اليت حصلت يف‬
‫وسائط النقل اىل تقصري املسافات بني األماكن املختلفة مما أدى اىل زيادة التبادل والتوسع يف التجارة الداخلية‬
‫واخلارجية وتقدم االقتصاد القومي يف الدول املختلفة‪.169‬‬
‫خلق املنفعة املكانية‪:170‬‬ ‫‪‬‬

‫مما ال شك فيه أن النقل يعمل على زيادة املنفعة املكانية للمناطق النائية والبعيدة مثلها مثل املناطق غري النائية‬
‫وغري املأهولة بالسكان‪ ،‬حيث ميكن النقل مجيع عوامل االنتاج من االنتقال من منطقة اىل أخرى أين تقام‬
‫املشروعات االنتاجية واخلدمية‪ ،‬فضال عن أن النقل هو العصب الرئيسي الذي يربط بني نقطيت االنتاج‬
‫واالستهالك‪ ،‬مع ضرورة األخذ بعني االعتبار اخنفاض تكلفته حىت يتحقق الفرض املرجو وخصوصا أن‬
‫التخفيض يف تكاليف النقل الربي أكثر بكثري من املسافات الطويلة عنها يف املسافات القصرية‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫اىل التكاليف الثابتة‪.‬‬
‫وقد لعب النقل دورا بالغ األمهية يف حتقيق التنمية اجلهوية‪ ،‬سواء تعلق األمر باجملال الوطين أو الدويل‪ ،‬حيث مت‬
‫اعتباره وسيلة للتغلب على حمدودية احليز‪ ،‬وكان ومازال يشكل وسيلة لتوسيع النشاط واستغالله‪ ،‬مثل استغالل‬
‫املناجم‪ ،‬األراضي الزراعية‪..‬اخل‪ .171‬من جهة أخرى يلعب نشاط النقل دورا‪ ،‬ال يقل أمهية عما سبق‪ ،‬على‬
‫املستوى الدويل‪ ،‬فالزالت الدراسات تثبت أن خدمة النقل تعترب عامل مهما يف تطور التجارة الدولية وتفعيل‬
‫املبادالت التجارية اخلارجية‪ ،‬حيث يسهل انتقال عناصر االنتاج من واىل باقي الدول‪ ،‬ويعمل على خلق قيمة‬

‫‪ 169‬عمر العقيلي‪ ،‬قحطان العبديل‪ ،‬ادارة الشراء والتخزين‪ ،‬الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس املفتوحة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬سنة ‪،2009‬‬
‫ص‪.114‬‬
‫‪ 170‬شريف حممد ماهر‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫‪ 171‬حممود أمحد عجاج‪ ،‬دراسة حتليلية تنبؤية للطلب على النقل بالسكك احلديدية‪ :‬حالة اجلزائر ‪ ،2010-2002-‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،1‬ص‪14‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫استعماليه خمتلفة للمنتجات من مكا ن اىل أخر مما يفسر اختالف أسعار املنتجات بني األسواق احمللية‬
‫واخلارجية نتيجة للقيمة املضافة اليت ينتجها النقل‪.‬‬
‫زيادة املنفعة الزمنية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مفهوم املنفعة الزمانية واملكانية يكمالن بعضهما‪ ،‬حيث أن الطلب على منتج ما يكون لفرتة زمنية حمددة وما‬
‫عدا ذلك فال يوجد طلب ع ليه‪ ،‬ويف هذه احلالة ال يكون له قيمة‪ .‬باإلضافة اىل أن النقل يقدم للبضائع منفعة‬
‫أخرى من خالل التأكد من وصوهلا ساملة دون أي تلف أو خسارة‪ ،‬لذلك على الناقل التأكد من وصول‬
‫البضاعة آمنة‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر املؤسسات فإهنا قد تعاين من العديد من املشاكل املؤثرة على حجم املبيعات ومنه على االرباح‬
‫نتيجة عدم وصول السلع ملستخدمها يف الوقت واملكان املناسبني‪ ،‬مما قد يرتتب عليه فقد الزبائن األوفياء يف‬
‫املستقبل عن التعامل من املؤسسة‪:172‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للقرارات اخلاصة باختيار موقع املؤسسة‪ ،‬ووحداهتا االنتاجية‪ ،‬واملخازن اململوكة هلا أو املستأجرة فإن‬
‫تكلفة النقل تعترب من العوامل املؤثرة واهلامة يف اختاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة النقل متثل عامال هاما يف اختاذ القرارات املتعلقة بتوفري مستلزمات االنتاج واختيار مصادر توريدها‪.‬‬
‫كما تلعب دورا يف القرارات املتعلقة بالعمليات االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬ميثل عنصر النقل أكرب نسبة يف تسعري املنتجات‪ ،‬وبالتايل فهو يؤثر على قرارات التسعري‪.‬‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى يؤثر النقل على القرارات اخلاصة بتحديد منافذ توزيع املنتجات فهذه القرارات تتحدد اىل‬
‫حد كبري على أساس مدى توافر وسائل وتسهيالت النقل باإلضافة اىل تكلفة هذه الوسائل‪.‬‬

‫‪ 172‬تفيدة على هالل‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خدمات قطاع النقل البحري‬

‫يعترب النقل البحري من أهم أنواع النقل بصفة عامة‪ ،‬والنقل الدويل بصفة خاصة‪ ،‬نظرا الخنفاض تكلفته مقارنة‬
‫بوسائل النقل الدويل للبضائع والركاب األخرى‪ ،‬وال خيفى على أحد مسامهته يف تفعيل حركة التبادل التجاري‬
‫الدويل‪ ،‬كما أنه يكتسب أمهية خاصة يف اجناز عملية االمناء االقتصادي سواء يف الدول النامية أو املتقدمة‬
‫واليت حتظى بتوافر املقومات الطبيعية واملالية الالزمة ملمارسة نشاط النقل البحري‪ .‬ويعود ذلك لألسباب‬
‫التالية‪:173‬‬
‫نشاط النقل البحري يعد نشاطا انتاجيا مكمال لألنشطة االنتاجية القائمة يف القطاعات االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫األخرى (الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬السياحة‪ ..‬اخل)‪.‬‬
‫له تأثريه الواضح على عناصر ميزان املدفوعات‪ .‬ويتفاوت هذا التأثري فيما بني الدول وفقا ملدى قدرهتا‬ ‫‪‬‬
‫على امتالك أسطول جتاري وطين يسهم يف توفري جانب كبري من العمالت األجنبية اليت تستنفذها نفقات‬
‫الشحن والتفريغ والتأمني البحري وغريها من النفقات‪.‬‬
‫هذا اىل جانب ما حيققه هذا النشاط من ايرادات ضخمة يف حالة استغالل وتأجري هذا األسطول‬ ‫‪‬‬
‫بواسطة الدول األخرى‪.‬‬

‫‪ .1.2‬دراسة وتحليل خصائص أنشطة النقل البحري‬

‫لالستثمار يف مشروعات النقل البحري ميزة خاصة ختتلف متاما عن االستثمار يف املشروعات االقتصادية‬
‫األخرى‪ ،‬وهذا للميزة اخلاصة اليت يتمتع هبا النقل البحري عن باقي أنواع النقل األخرى‪ ،‬نظرا الرتفاع الكثافة‬
‫الرأمسالية اليت متكنها من الصمود أمام القوى الطبيعة‪ ،‬باإلضافة اىل دقة املشروعات اليت تضمن االحبار السليم‬
‫لسفن النقل ال بحري خمتلفة األحجام‪ ،‬باإلضافة اىل ضرورة توافر موانئ ذات أعماق مالئمة‪ ،‬وتوفري التجهيزات‬
‫الالزمة لعمليات الشحن والتفريغ‪ .‬نظرا لدور النقل البحري يف تنمية خمتلف القطاعات االقتصادية فإن عدم‬
‫توافر خدمة النقل البحري يؤدي دون شك اىل ظهور اختالل بني هذه القطاعات‪.‬‬

‫‪ 173‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬اقتصاديات النقل دراسة متهيدية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ .2001/2002 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫ا ألمر الذي يعكس أمهية التقييم السليم والدقيق لطبيعة االستثمارات الضخمة يف قطاع النقل البحري‪ ،‬جتنبا‬
‫لتبديد رؤوس األموال الطائلة‪ ،‬وتعطيل الطاقات االنتاجية يف القطاعات االقتصادية اليت تتأثر بدرجة كبرية‬
‫باخلدمات اليت يقدمها هذا القطاع‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق يتضح أن مشروعات االستثمار يف قطاع النقل البحري تتميز خبصائص حمددة ميكن حصرها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع الكثافة الرأسمالية لمشروعات صناعة النقل البحري‪:‬‬
‫تتميز االستثمارات يف النقل البحري بالكثافة الرأمسالية اذا ما قارناها باالستثمار يف أنواع النقل األخرى وهذا‬
‫نظرا العتمادها على فنون انتاجية مكثفة رأس املال وذات دقة عالية‪ ،‬باإلضافة اىل كوهنا ذات مواصفات‬
‫خاصة جتعلها تواجه عوامل تغري املادة املستخدمة يف الصناعة‪ ،‬نظرا لتواجدها يف املياه بصفة مستمرة‪ ،‬مع‬
‫ضرورة انشاء خمازن للبضائع املتداولة يف امليناء‪.‬‬
‫ومن مظاهر ارتفاع الكثافة الرأمسالية يف استثمارات النقل البحري‪:174‬‬
‫‪175‬‬
‫البحرية‪ :‬تتميز استثمارات النقل البحري بارتفاع الكثافة‬ ‫‪ -1‬ارتفاع التكلفة الرأمسالية لبناء الرتسانة‬
‫الرأمسالية نظرا لكرب حجم االستثمارات الالزمة إلنشاء األماكن اخلاصة ببناء السفن والبواخر وإصالحها وكذا‬
‫األنشطة املكملة هلا‪.176‬‬
‫‪ -2‬االرتفاع املستمر للتكاليف الرأمسالية اخلاصة بإنشاء املراسي واحلاويات‪.‬‬
‫‪ ‬تعاظم استخدام التقدم التكنولوجي في صناعة النقل البحري‪:‬‬

‫تعتمد صناعة النقل البحري على استخدام الوسائل واألساليب التكنولوجية املتطورة‪ ،‬وقد انعكس هذا يف‬
‫تطوير وأساليب بناء البواخر و هيكلها‪ .‬باإلضافة اىل تطوير طرق مناولة البضائع وتداوهلا يف املوانئ البحرية‬
‫واجلافة‪ .‬وجتدر االشارة هنا اىل وجود ارتباط وثيق بني طبيعة صناعة النقل البحري كصناعة تعتمد على رأس‬
‫املال الكبري من جهة‪ ،‬والتطور التكنولوجي املستخدم من جهة ثانية‪ ،‬حيث تعتمد األساليب األخرية على‬

‫‪ 174‬مسرية ابراهيم ايوب‪ /‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫تِْرسانة [مفرد]‪ :‬ج تـَ ْرسانات‪ /‬تِْرسانات ‪:‬مكان صنع املراكب و ُّ‬
‫‪175‬‬
‫السفن "ترسانة حبرية‪ http://www.arabdict.com/ ".‬تاريخ االطالع‪.2014/01/11 :‬‬
‫‪ 176‬و لعل بعض من هذه األنشطة‪ :‬الورشات اخلدماتية مثل ورشات الصيانة و املخازن و األمن الصناعي‪..‬اخل‪ ،‬و الورشات اخلاصة باألعمال الكهربائية كاحملركات و األجهزة‬
‫املالحية و الالسلكية و أجهزة التحكم األيل‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫الفنون االنتاجية املكثفة لرأس املال وتتمثل أمهية التقدم التكنولوجي ودوره يف رفع كفاءة وانتاجية النقل البحري‬
‫للبضائع‪.‬‬
‫إ ن التقدم التكنولوجي الذي عرفه جمال النقل البحري للبضائع‪ ،‬سواء من حيث التقدم يف بناء البواخر‬
‫وتسيريها أو من حيث وسائل مناولة البضائع‪ .177‬وتربز أمهية التقدم التكنولوجي من خالل حل املشاكل الفنية‬
‫االقتصاد لقطاع النقل البحري من خالل زيادة الطاقة االنتاجية ألسطول النقل البحري عن طريق زيادة فرتات‬
‫التشغيل وتقليص مدة بقاء السفينة داخل امليناء للقيام مهميت الشحن والتفريغ‪ ،‬هذا ويساعد التقدم‬
‫التكنولوجي يف تسهيل تداول الشاحنات والوسائل ونقلها من مكان إىل مكان آخر يف أقل فرتة ممكنة والتسوع‬
‫يف استخدام أساليب اآللية يف إدارة وتشغيل السفن‪.178‬‬
‫‪ ‬طول العمر االفتراضي لمشروعات صناعة النقل البحري‪:‬‬

‫تتميز مشاريع صناعة النقل البحري بطول فرتة حياة املشروع حيث يرتاوح العمر االفرتاضي للسفن والبواخر يف‬
‫املتوسط بني ‪ 21‬اىل ‪ 10‬سنة‪ .‬كما تصل فرتة العمر االنتاجي للموانئ البحرية واجلافة واملمرات املالحية اىل‬
‫‪ 100‬سنة‪ .‬وما من شك أن طول العمر االنتاجي ملشروعات النقل البحري يرتتب عليها جمموعة من اآلثار‪،‬‬
‫نذكر منها‪:179‬‬
‫‪ -‬صعوبة تقييم ومراجعة خطط االستثمار اخلاصة هبذا النوع من االستثمارات الضخمة سواء خالل‬
‫فرتات انشاء أو تشغيل املشروع؛‬
‫‪ -‬توخي احلذر عند اختاذ القرارات اخلاصة بالتوسع يف مشروعات النقل البحري مع ضرورة األخذ بعني‬
‫االعتبار أثار عمليات التوسع يف هذا النشاط على مستوى االقتصاد الكلي خاصة وأن نشاط النقل‬
‫البحري ذو تأثري متبادل مع بقية األنشطة االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫‪ 177‬التطور التكنولوجي يف جمال الشحن و التفريغ أو ما يعرف مبناولة البضائع‪.‬‬


‫هارون أمحد عثمان‪ ،‬االقتصاد البحري مع اشارة خاصة ملشاكل الدول النامية‪ ،‬دار املعارف االسكندرية‪ ،‬سنة ‪ .1984‬ص‪.24‬‬
‫‪178‬‬

‫‪ 179‬مجالوي ربيعة‪ ،‬مردودية املؤسسات املينائية دراسة حالة مؤسسة ميناء اجلزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ..2008-2007‬ص‪.67‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬تعاظم أهمية اختصار الزمن‪ ،‬و قيمة توافر المعلومات في صناعة النقل البحري‪:180‬‬
‫‪ -‬اختصار عنصر الزمن‪:‬‬
‫حتتل قضية اختصار الزمن أمهية كبرية يف رفع كفاءة أداء خدمات النقل البحري‪ ،‬وزيادة انتاجيتها‪ .‬األمر الذي‬
‫ينبغي أخذه يف احلسبان عند الدراسة وتقييم جدوى مشروعات تلك الصناعة والفنون االنتاجية املستخدمة‬
‫فيها‪ .‬ولقد يتضح من أثر التطور اللوجسيت يف صناعة البحري‪ ،‬مدى أمهية اختصار عنصر الزمن بغرض خفض‬
‫جانب التكاليف وهو ما أدى استحداث نظم نقل متطورة‪ ،‬اىل جانب استخدام السفن ذات سرعة عالية‬
‫واليت لديها وسائل حفظ حديثة تزداد أمهيتها يف احلفاظ على سالمة نقل السلع الغذائية واملستلزمات الطبية‬
‫والكيماويات‪ .‬وال شك أن تسهيل عمليات الشحن والتفريغ وخروج البضائع من امليناء بالسرعة املناسبة من‬
‫شأنه وصول البضائع اىل أماكن الطلب عليها حبالة سليمة من جهة‪ ،‬وجتنب زيادة تكاليف نقلها من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫مؤشرات األداء بالميناء‪:‬‬
‫ال يوجد مقياس واحد فعال لقياس كفاءة عمليات تداول البضائع واحلصول على املعلومات اليت هتمنا عن‬
‫األرصفة‪ .‬ولكن توجد جمموعة عوامل خمتلفة تستخدم للقياس يطلق عليهم "مؤشرات األداء يف امليناء"‪.‬‬
‫ولقياس أداء عمليات تداول البضائع بامليناء توجد أربعة جمموعات من مؤشرات األداء‪:‬‬
‫‪ ‬مؤشرات اإلجناز‪ :‬ويعترب من أهم املؤشرات‪ ،‬ومن خالله يت السيطرة على املؤشر املايل بشكل‬
‫جيد‪ .181‬وميكن تعريف االجناز بأنه كمية البضائع بالطن اليت يتم تداوهلا يف فرتة زمنية حمددة‪ ،‬وتوجد‬
‫ثالث أنواع رئيسية من مؤشرات االجناز‪:182‬‬
‫‪ -‬اجناز الرصيف‪ :‬وهي عملية قياس الكمية الكلية من البضائع اليت مت تداوهلا على الرصيف يف فرتة‬
‫حمددة وهي عادة يف سنة واحدة‪ .‬وتوجد بعض العقبات بالنسبة حلساب اجناز الرصيف‪ ،‬فمثال‬
‫البضاعة اليت يتم تداوهلا أكثر من مرة أثناء الشحن أو التفريغ‪ ،‬أو البضاعة اليت يتم نقلها للوصول اىل‬
‫بضاعة أخرى أو اليت يتم حتريكها لتجهيزها ملرحلة تالية يف الرحلة‪.‬‬

‫‪ 180‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ..‬ص‪.69‬‬


‫‪181‬‬
‫‪United Nations Conference on Trade and Development, Port Performance indicators, p08.‬‬
‫‪ 182‬علي عبد الال‪ ،‬مصطفى عبد احلافظ‪ ،‬ادارة وتشغيل املوانئ‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ .2000‬ص‪.67‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫– اجناز السفينة‪ :‬مؤشر اجناز السفينة يقيس معدل تداول البضائع من واىل السفينة على الرصيف‪ .‬وهذا‬
‫املؤشر يوضح مدى كفاءة عملية تداول البضائع‪ .‬ويتم التعبري عن اجناز السفينة بثالث طرق خمتلفة تعتمد‬
‫كل منها على الفرتة الزمنية اليت يتم خالهلا قياس كمية البضائع اليت مت تداوهلا كما يلي‪:183‬‬

‫‪ ‬عدد األطنان اليت مت تداوهلا للسفينة خالل ساعات العمل‪.‬‬


‫‪ ‬عدد األطنان اليت يتم تداوهلا للسفينة خالل ساعة على الرصيف‪.‬‬
‫‪ ‬عدد األطنان لكل ساعة للسفينة يف امليناء‪.‬‬

‫– اجناز جمموعة العمال‪ :‬هو متوسط عدد األطنان للبضاعة اليت يتم تداوهلا بواسطة جمموعة من العمال‬
‫يف الساعة الواحدة‪.‬‬

‫‪ ‬مؤشرات اخلدمة‪ :‬توجد مؤشرات كثرية تستخدم لقياس جودة ونوعية اخلدمة اليت يقدمها امليناء‬
‫لعمالئه‪ ،‬ولكن من بني هذه املؤشرات املستخدمة‪ ،‬هناك مؤشر وحيد يؤخذ يف االعتبار هو الوقت‬
‫الكلي الذي تقضيه السفينة بامليناء‪:‬‬
‫‪ -‬وقت االنتظار‪ :‬وهو الفرتة الزمنية ما بني وصول السفينة للميناء وبني رسوها على الرصيف‪ .‬وهذا‬
‫الوقت يكون كبريا يف حالة عدم وجود رصيف نتيجة لتكدس امليناء بالسفن‪ ،‬أو اذا كان بامليناء‬
‫ظاهرة املد واجلزر متنع تراكي السفينة‪ .‬وميكن تقليل وقت االنتظار عن طريق حتسني معدل التداول‪،‬‬
‫زيادة عدد أيام العمل وزيادة عدد األرصفة‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت على الرصيف‪ :‬اجلزء الثاين من الوقت يف امليناء الذي تقضيه السفينة على الرصيف‪ ،‬يف‬
‫عمليات الشحن والتفريغ أو بدون شحن أو تفريغ‪ ،‬أي الوقت الكلي للسفينة على الرصيف سواء‬
‫كانت تعمل أو ال تعمل‪ ،‬ويقاس بالساعات أو األيام‪ .‬ولتقليل الوقت على الرصيف هذا يتوقف‬
‫على عاملني أساسني مها نوع السفينة (قدمية أو حديثة‪ ،‬جمهزة أو غري جمهزة مبعدات لتداول‬
‫البضاعة)‪ ،‬اضافة اىل نوع البضائع املتداولة‪.‬‬

‫‪ 183‬علي عبد الال‪ ،‬مصطفى عبد احلافظ‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ .‬ص‪.72‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬مؤشرات االستخدام‪ :‬وهي مقياس حقيقي وواقعي لكيفية استخدام تسهيالت الرصيف واملوارد‬
‫األخرى‪ ،‬ويوجد مؤشرين مهمني يف هذه اجملموعة ومها‪:‬‬
‫‪ -‬اشغال الرصيف‪ :‬وهي الفرتة الزمنية اليت يكون فيها الرصيف مشغول بالسفن‪.‬‬
‫‪ -‬وقت ال عمل على الرصيف‪ :‬هي الفرتة الزمنية من وقت السفينة على الرصيف اجملدولة للعمل (شحن‬
‫تفريغ)‪.‬‬
‫‪ ‬مؤشرات اإلنتاجية‪ :‬من خالل دراسة املؤشرات الثالث السابقة جند أهنا تقدم حلد ما معلومات فعالة‬
‫لنظام االدارة ولكنها ال تقيس كفاءة وفاعلية عمليات الرصيف‪ ،‬وبالتايل ال توضح مدى كفاءة‬
‫العمالة واملعدات واإلنشاءات اليت تستخدم‪ .‬واملقصود بالكفاءة هنا هو النسبة بني االجناز الذي مت‬
‫احلصول عليه وبني اجملهود الذي بذل‪ .‬ويف املوانئ فإن القياس الذي يصلح للكفاءة بالنسبة لعمليات‬
‫مناولة البضائع هو تكلفة تداول الطن الواحد من البضائع‪.‬‬

‫‪ .2.2‬األهمية االقتصادية لقطاع النقل البحري ودورها في التنمية االقتصادية‬

‫ان دراسة وحتليل األمهية االقتصادية لقطاع النقل البحري سوف تعتمد على دراسة العالقة الوثيقة بني قطاع‬
‫النقل البحري وأثره على بعض من هذه املتغريات اليت نذكر منها‪ :‬قطاع التجارة اخلارجية‪ ،‬حتسني مركز ميزان‬
‫املدفوعات‪ ،‬ظاهريت التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬مستوى التوظف و تنويع العمالة‪.184‬‬
‫‪ ‬العالقة بين خدمات نشاط النقل البحري و قطاع التجارة الخارجية‪:‬‬
‫يعد نشاط النقل البحري مقارنة بأنشطة النقل األخرى‪ ،‬أحد احملاور الرئيسية اليت تعتمد عليها التجارة اخلارجية‬
‫ألي الدولة كانت‪ ،‬سواء متقدمة أو يف طور النمو‪ ،‬ويرجع ذلك اىل ما يتمتع به هذا النشاط من خصائص‬
‫مميزة يف جانب العرض‪ ،‬تتمثل يف قدرته على نقل آالف األطنان من البضائع املصدرة مقارنة بالقدرة‬
‫االستيعابية لباقي أنواع النقل األخرى‪.‬‬
‫ان وجود بواخر وطنية تعمل على خدمة خط مالحي معني من شأنه العمل على تشجيع و تنمية صادرات‬
‫تلك الدولة بتوافر خدمات مالحية متطورة تساهم يف حتقيق معدالت منو مرتفعة املستهدفة يف هذا القطاع‪.‬‬

‫‪ 184‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ .‬ص‪.71‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬العالقة بين نشاط النقل البحري وتحسين مركز ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫حيث يعمل النقل البحري على توفري موارد ضخمة من العملة الصعبة الذي تنفقه تلك الدول يف نقل منتجاهتا‬
‫عرب السفن األجنبية؛ وتوفري امكانية استغالل األسطول التجاري الوطين كمصدر للنقل وذلك بتأجريه اىل‬
‫الدول اجملاورة والشركات األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بين نشاط النقل البحري وظاهرتي التخصص وتقسيم العمل‪:‬‬
‫يعد نشاط النقل عامة والنقل البحري خاصة من أهم عوامل التخصص االقليمي بني مناطق الدولة الواحدة‬
‫من جهة‪ ،‬وفيما بني الدول املختلفة من جهة أخرى‪ .‬حيث تتفوق بعض من هذه الدول يف انتاج سلعة أو‬
‫جمموعة من السلع اليت تكتسب يف انتاجها مزايا نسبية‪ ،‬بينما تتخصص بعض الدول األخرى يف انتاج أنواع‬
‫أخرى من السلع لنفس السبب‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بين قطاع النقل البحري والتوظيف‪:‬‬
‫ميارس قطاع النقل البحري دورا هاما يف خلق فرص عمالة وطنية جديدة سواء يف املشروعات األساسية لنشاطه‬
‫(العمل يف ظهر السفينة) أو املشروعات املكملة لنشاط النقل البحري (الشحن والتفريغ‪..‬اخل) وال خيفى دور‬
‫النقل البحري يف توفري فرص توظيف بالنسبة للدول اليت تقع على اخلط الساحلي نظرا لقدرته االستعابية‪.‬‬
‫حيث أن سوق العمل يف قطاع النقل البحري‪ ،‬يعد سوقا دوليا مبعىن امكانية توظيف العمالة البحرية يف الدولة‬
‫على سفن أجنبية‪ ،‬ويف هذه احلالة حتظى الدولة املعنية مبنافع غري حمدودة تتمثل يف‪ 185‬زيادة فرص العمالة وخلق‬
‫دخول جديدة متارس تأثريها على جانيب العرض والطلب الكي؛ وامكانية االستعانة هبذه العمالة‪ ،‬بعد اكتساهبا‬
‫العديد من اخلربات واملهارات األجنبية يف جمال العمل البحري‪.‬‬
‫‪ .3.2‬التحليل االقتصادي لجانب التكاليف في نشاط النقل البحري‬
‫‪ ‬طبيعة تكاليف نشاط النقل البحري والمداخل المختلفة لتصنيفها‪:‬‬
‫يتعلق األمر هنا بأمهية التكاليف البحرية بالنسبة لتوزيع التكلفة الكلية‪ ،‬فإذا تتبعنا منتج قد مت تصديره من اي‬
‫دولة ونظرنا اىل سعره الذي بيع به يف السوق جند أنه يعتمد على عامالن رئيسيان للتكلفة ومها‪:186‬‬
‫‪ ‬تكاليف االنتاج؛‬

‫‪ 185‬مسرية ابراهيم أيوب‪ ،‬مرجع ذكر سابقا‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ 186‬علي عبد الال‪ ،‬مصطفى عبد احلافظ‪ ،‬ادارة وتشغيل املوانئ‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ .2000‬ص‪.11‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬تكاليف التوزيع‪.‬‬

‫فبعد أن يتم تعبئة وتغليف البضاعة ويتم ختزينها وتصبح جاهزة للتوزيع‪ ،‬جند أن املصدر يقوم بدفع تكاليف‬
‫أخرى وهي تكاليف النقل والتأمني ويف احلقيقة تكلفة النقل تعترب من أهم مكونات تكاليف التوزيع‪.‬‬
‫وتكاليف النقل هنا تنقسم اىل قسمني‪:‬‬
‫‪ -1‬تكاليف النقل الربي‪ :‬وهذه املرحلة يتم فيها النقل من مكان االنتاج اىل ميناء الشحن ومن امليناء اىل‬
‫مكان االستالم‪.‬‬
‫‪ -2‬تكاليف النقل البحري‪ :‬وهي تكاليف مناولة البضائع يف موانئ التصدير واالسترياد وكذلك تكلفة‬
‫النقل يف البحر (الرحلة)‪.‬‬
‫وتنقسم تكاليف النقل البحري اىل جزئني مها‪:‬‬
‫‪ -‬تكاليف الرصيف؛‬
‫‪ -‬أسعار الشحن‪.‬‬
‫وعادة تدفع التكاليف البحرية اىل هيئة امليناء بينما يدفع سعر الشحن اىل مالك السفينة‪.‬‬
‫وتنقسم تكاليف الرصيف اىل‪:‬‬
‫‪ ‬رسوم استخدام الرصيف – رسوم مناولة البضائع على الرصيف – رسوم التخزين‪.‬‬

‫كما تنقسم أسعار الشحن اىل عدة رسوم حيث أهنا حتتوي على مدة بقاء السفينة بامليناء واليت تدخل فيها‬
‫تكاليف الرصيف من حيث الرسوم والضرائب اليت تدفع للميناء ورسوم الشحن والتفريغ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية قطاع النقل الجوي ودور الحكومة في تطويره‬

‫حيظى قطاع النقل اجلوي بأمهية كبرية ال تقل عن أمهية أنواع النقل األخرى يف حتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬فقد‬
‫ذكر الفريد مارشال أن احلقيقة الواضحة يف زمننا هذا أن التطور يف االنتاج الصناعي ترتمجه صناعة النقل‬
‫وباخلصوص‪ ،‬النقل اجلوي‪.‬‬

‫‪ .1.3‬األهمية االقتصادية لقطاع النقل الجوي وجهود الدولة في تدعيمه‬

‫‪ ‬أثر نشاط النقل يف جمال العمالة‪:187‬‬

‫يتيح نشاط النقل اجلوي توفري فرص عمل مباشرة‪ ،‬من خالل توفري التوظيف داخل نفس القطاع‪ ،‬وال يساهم‬
‫هذا القطاع يف تقليص معدالت البطالة فحسب‪ ،‬بل يتضمن هذا التأثري املسامهة يف رفع معدالت الطلب‬
‫والعرض الكلي داخل االقتصاد الكلي من خالل ما ينعكس على توفري فرص العمالة من خلق عوائد مالية يتم‬
‫ختصيص جانب منها لإلنفاق االستهالكي (السلعي واخلدمايت)‪ ،‬عالوة على امكانية توجيه جانب أخر منها‬
‫لالدخار واالنفاق االستهالكي‪ ،‬وبالتايل يؤدي خلق الدخول الناجتة عن رفع معدالت العمالة اىل رفع معدالت‬
‫الناتج احمللي االمجايل‪.‬‬

‫‪ ‬أثر قطاع النقل اجلوي يف تفعيل قطاع السياحة‪:‬‬

‫يتميز قطاع النقل اجلوي بظهور عالقات ترابط وتكامل أمامية وخلفية مع باقي األنشطة االقتصادية‪ ،‬وبصفة‬
‫خاصة النشاط السياحي‪ .‬ويف عام ‪ 2010‬وصل عدد املسافرين بني العامل العريب واالحتاد األورويب اىل ‪17.8‬‬
‫مليون مسافر مشكال ‪ %10.2‬من حجم سوق النقل اجلوي من واىل داخل العامل العريب‪ .188‬وتتضح‬
‫عالقات التأثري املتبادل بني القطاعني فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ارتفاع معدالت العمالة املوظفة يف شركات الطريان لتقدمي اخلدمات السياحية ذات اجلودة العالية؛‬

‫‪ 187‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ .‬ص‪.167‬‬


‫‪ 188‬االحتاد العريب للنقل اجلوي‪ ،‬عالقات النقل اجلوي بني العامل العريب واالحتاد األورويب‪ ،‬مارس ‪ ،2011‬ص‪.04‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫ب‪ -‬وفرة وانتظام تقدمي خدمات النقل اجلوي‪ ،‬واعتدال أسعاره فضال عن حتسني مستوى خدمة النقل ذاهتا‪.‬‬
‫كلها عوامل من شأهنا زيادة اجلذب السياحي يف الدول اليت تتوافر لديها مقومات السياحة الرتفيهية والثقافية‬
‫وكذلك السياحة العالجية والدينية‪..‬اخل‪.‬‬

‫ج‪ -‬ان تزايد الطلب احمللي والعاملي على اخلدمات السياحة املتطورة يرتتب عليه زيادة معدالت التشغيل يف‬
‫قطاع النقل اجلوي‪ .‬األمر الذي يدعو اىل ضرورة اجياد قدر كايف من التنسيق بني ختطيط قطاع النقل اجلوي‬
‫وختطيط السياحة‪.‬‬

‫‪ ‬أثر نشاط قطاع النقل اجلوي على حتسني مركز ميزان املدفوعات‪:189‬‬

‫أ‪ -‬تأثري نشاط النقل اجلوي على ميزان املعامالت اجلارية‪ :‬حيث يتمحور التأثري االجيايب خلدمات النقل اجلوي‬
‫على ميزان املعامالت اجلارية فيما يدره هذا القطاع من متحصالت وعوائد مادية بالعمالت األجنبية‪ ،‬يتم‬
‫تسجيلها يف اجلانب الدائن من ميزان العمليات اجلارية‪.‬‬

‫ب‪ -‬أثر نشاط قطاع النقل اجلوي على ميزان التجاري‪ :‬يؤثر نشاط خدمات النقل اجلوي على رصيد احلساب‬
‫التجاري مبيزان املدفوعات‪ ،‬من خالل تأثريه على حجم ونطاق التبادل التجاري القائم بني دولة ما غريها من‬
‫الدول األخرى‪ .‬وتكلفة النقل اجلوي تعد من أهم العوامل اليت تؤثر يف درجة تركيز أو انتشار عمليات التبادل‬
‫التجاري فيما بني الدول‪.‬‬

‫التمييز بين النقل الجوي للبضائع والنقل الجوي للركاب‪:‬‬

‫‪ ‬تتميز حركة نقل البضائع عن الركاب بالطائرات بأهنا تتحرك وتنقل البضائع ىف اجتاه واحد فقط‪ ،‬من‬
‫مراكز اإلنتاج والتصنيع إىل األسواق املختلفة مما يؤدى إىل رجوع الطائرات فارغة يف رحالت العودة‬
‫وجيعل نسبة نقل هذه الطائرات لبضائع أخرى يف االياب واالستفادة منها منخفضا‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للركاب فإنه ميكن نقلهم بالطائرات سواء ىف اجتاه واحد أو ذهابا وإيابا وهذا يساعد شركات الطريان‬
‫على رفع نسبة امتالء وتشغيل طائراهتا ألقصى قدر ممكن‪.190‬‬

‫‪189‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.170‬‬


‫‪ 190‬مصطفى سعيد أمحد‪ ،‬دليل عمليات النقل اجلوي للتصدير‪ ،‬الوكالة العاملية للصحافة والطباعة والنشر "رخا"‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬عدم توفر نظام التوقف االختياري على احملطات بالنسبة للبضائع‪ ،‬مثلما هو احلال يف نقل الركاب‪،‬‬
‫وذلك ألن الركاب يتحركون فور وصوهلم اىل حمطات التوقف بشكل تلقائي على عكس البضائع اليت‬
‫يتطلب نقلها اىل تقنيات خاصة بالتفريغ وإعادة الشحن والتخزين وغريها‪ ،‬مما يتطلب وسائل خاصة‬
‫تضمن نقلها وختزينها ومحايتها من التلف وضمان وصوهلا اىل املكان املرسلة اليه‪.‬‬
‫‪ ‬يف عمليات نقل البضائع هتتم معظم شركات الشحن اجلوي بناقل البضاعة لبناء عالقات حسنة‬
‫وتعزيز مكانتها يف سوق الشحن اجلوي من خالل حتسني جودة خدماهتا‪ ،‬بعكس النقل اجلوي‬
‫للركاب الذي تنتهي خدمته فور نزول الراكب من الطائرة‪.‬‬
‫‪ ‬يتطلب الشحن اجلوي للبضائع توافر بنية حتتية تضمن النقل السليم للبضائع (شحن وتفريغ وتعبئة‬
‫وجتميع وختزين)‪.‬‬

‫‪ .2.3‬تحليل الجوانب االقتصادية لنشاط النقل الجوي‬

‫تعترب مشاريع النقل بصفة عامة من بني مشاريع البىن التحية األساسية‪ ،‬وتندرج بصفة خاصة يف أنشطة الدولة‬
‫لكوهنا تؤثر تأثريا كبريا على االقتصاد القومي‪ .‬ويعد االنفاق يف سبيل حتسني قطاع النقل من اجملاالت احليوية‬
‫اليت البد ألي دولة مهما كان وضعها أن تنفق فيها‪.‬‬

‫وتتعدد أنواع االنفاق العام على نشاط النقل اجلوي بني نفقة رأمسالية وكذلك نفقة جارية يف صورة اعانات‬
‫"كإعانات اإلنشاء" اليت قدمتها احلكومات املختلفة لشركات الطريان يف بداية فرتة إنشائها‪ ،‬أو اعانات حتقيق‬
‫التوازن اليت تساهم يف تعظيم قدرة شركة الطريان يف تغطية جانب من العجز املايل الذي يعرتض سريها‪.191‬‬

‫‪ ‬نظرة اقت صادية ملشكلة زيادة معدالت االستثمار‪ :‬اذ تواجه عمليات االستثمار يف قطاع النقل العديد‬
‫من العوائق‪ ،‬يعود جزء منها اىل طبيعة نشاط النقل اجلوي‪ ،‬واخلصائص املميزة له‪ .‬من حيث ضخامة‬
‫التكلفة الرأمسالية‪ ،‬ارتفاع درجة املخاطرة احمليطة باالستثمار يف هذا القطاع اضافة اىل ميل االستثمار‬
‫اىل الشكل االحتكاري‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التكلفة واملردودية يف نشاط النقل اجلوي‪ :‬يتميز هذا النشاط مبميزات ختتلف عن باقي األنشطة‬
‫االقتصادية‪ .‬حيث بالرغم من ارتفاع تكاليفه بشكل كبري‪ ،‬إال أن العوائد متيل اىل االخنفاض‪.‬‬

‫‪ 191‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ .3.3‬العوائق التي تواجه زيادة معدالت االستثمار في قطاع النقل الجوي‪:‬‬

‫‪ ‬االرتباط بني انتاجية خدمات النقل اجلوي واملستوى التكنولوجي‪ :‬يتميز النقل اجلوي ارتفاع انتاجيته‬
‫وتطلبه لدرجة عالية من التقدم التكنولوجي املستعمل يف إدارته‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع درجة املخاطرة يف عمليات االستثمار يف قطاع النقل اجلوي‪ :‬تتصف االستثمارات يف نشاط‬
‫‪192‬‬
‫صعوبة بل واستحالة جتنب‬ ‫النقل اجلوي بارتفاع عنصر املخاطرة‪ ،‬من بني هذه املخاطر نذكر‬
‫اآل ثار السلبية النامجة عن سوء ختطيط عمليات االستثمار يف نشاط النقل اجلوي‪ ،‬ويرجع ذلك اىل أن‬
‫األخطاء قرارات االستثمار يف هذا اجملال يصعب تداركها‪ ،‬بسبب ارتفاع التكلفة الرأمسالية لتلك‬
‫االستثمارات من جهة‪ ،‬وطول فرتة العمر االفرتاضي للمشروع االستثماري من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬خاصية الخدمة المقدمة‪:‬‬
‫‪ .1‬يعترب الطلب على خدمات النقل اجلوي طلبا مشتقا‪ :‬مثل السياحة‪ ،‬رحالت عمل وغريها‪ ،‬أي أن‬
‫الطلب ليس على الرحلة اجلوية ذاهتا امنا ملا وراء هذه اخلدمة‪ .‬وهذا ما فرض على شركات النقل تقدمي‬
‫خدمات ذات جودة عالية تعدى توفري املقعد املريح للراكب‪ .‬حيث تعدى هذا ليشمل االقامة‬
‫بالفنادق‪ ،‬وتنظيم برامج سياحية تعمل على جذب السياح‪ .‬حيث أصبح اليوم التنافس بني الشركات‬
‫ليس فقط على توفري الراحة‪ ،‬إمنا يشمل اآلن توفري أفضل الشروط للراكب‪ ،‬مثل أسعار التذاكر‬
‫واستحداث أساليب تسويق متطورة لرتويج بيع هذه اخلدمات‪ .‬وخصائص خدمة النقل اجلوي جتعلها‬
‫تقدميها يرتبط بشكل مباشر باستهالكها يف ذات الوقت دون أي تأجيل‪ ،‬ويلعب تقدير الطلب على‬
‫خدمات النقل اجلوي دورا هاما يف جمال ختطيط الطاقة االستيعابية للطائرات‪ ،‬وهذا يعتمد بصفة‬
‫أساسية على كفاءة أداء اخلطوط املالحية اجلوية‪.‬‬

‫‪ .4.3‬التحليل االقتصادي لجانبي التكلفة والمردود في قطاع النقل الجوي‪:‬‬

‫تتميز تكاليف النقل اجلوي ومردوده خبصائص ختتلف عند تلك املميزة ألساليب النقل األخرى‪ ،‬مع األخذ‬
‫بعني احلسبان وجود بعض النقاط املشرتكة بينه وبني باقي األنشطة‪ ،‬ويتم حتليل تكاليفه وعوائده على النحو‬
‫التايل‪:‬‬

‫‪ 192‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .،‬ص‪.179‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫العوامل املؤثرة على الطبيعة اخلاصة لتكلفة مشاريع النقل اجلوي‪:‬‬

‫‪ ‬تكاليف النقل اجلوي تدخل ضمن املنفعة العامة اليت يتسع جماهلا ليشمل طبقات خمتلفة من اجملتمع؛‬
‫‪ ‬هناك عالقة طردية بني تكلفة النقل اجلوي ومستوى التطور التكنولوجي املستخدم يف هذا النشاط؛‬
‫‪ ‬ت عترب تكاليف التشغيل احدى املؤشرات املهمة اليت تستعمل لقياس جودة وفعالية املشروع لكوهنا تأثر‬
‫بشكل كبري على قرارات االستثمار يف هذا النشاط‪.‬‬

‫البد من االشارة هنا اىل أن مفهوم العائد ال يقتصر فقط على الربح املادي امنا يرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة هذا‬
‫النشاط‪ ،‬لكونه يعترب من أهم أنشطة البنية التحتية‪ ،‬حيث يتعدى الربح املادي ليشمل املردودية االقتصادية‬
‫واالجتماعية اليت تتوضح يف كم املنافع املتحصل االقتصادية واالجتماعية والسياسية املتحصل عليها من خالل‬
‫هذا املشروع‪ .‬وبالتايل فإن حتليل جانب العائد يف نشاط النقل اجلوي يأخذ بعني االعتبار العوامل التالية‪:193‬‬

‫‪ -‬تسبيق هدف تعظيم املنافع االقتصادية وكذا االجتماعية على الربح املادي؛‬

‫‪ -‬ان مردود نشاط النقل اجلوي يأخذ يف املقام األول املنفعة العامة‪ ،‬اليت تتجسد يف املنفعة املكانية والزمنية‬
‫للسلع املنقولة‪ ،‬وزيادة جودة خدمات النقل اجلوي لتوفري الرفاهية لركاب‪ ،‬اضافة اىل امكانية ربط الدولة بغريها‬
‫من دول العامل‪.‬‬

‫‪ -‬حتليل املردود يف نشاط النقل اجلوي يعتمد بالدرجة األوىل اىل اآلثار االقتصادية واالجتماعية غري املباشرة‬
‫اليت تتجسد يف تعزيز عالقات التكامل اليت يضمنها النقل اجلوي‪.‬‬

‫بتعبري آخر فيمكننا حتديد املردود االقتصادي لنشاط النقل اجلوي من خالل قياس القيمة املضافة هلذا القطاع‬
‫يف باقي األنشطة االقتصادية‪ ،‬مثل التجارة‪ ،‬القطاع السياحي‪ ،‬الصناعة‪ ..‬وغريها‪.194‬‬

‫‪ 193‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .،‬ص‪.200‬‬


‫‪194‬‬
‫‪Jacques PAVAUX, l’economie du transport aerien –la concurrence impraticable-, Economica, paris,‬‬
‫‪1984, p124.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫المبحث الرابع‪ :‬األهمية االقتصادية لنشاط النقل البري‬

‫‪ .1.4‬الطبيعة االقتصادية لنشاط النقل البري‬

‫‪ .1‬ممارسة نشاط النقل الربي يف إطار صناعة منفردة مستقلة‪:195‬‬

‫من خالل دراسة وسائل النقل املختلفة‪ ،‬جند أنه رغم وجود عدة خصائص اقتصادية مشرتكة ألنشطة النقل‪،‬‬
‫إال أن قطاع النقل بصفة عامة ال ميثل صناعة واحدة منفردة‪ ،‬بل يتكون من جمموعة من الصناعات املتباينة‬
‫تضم كل أنواع النقل املختلفة‪.‬‬
‫نظرا لعدم وجود منحىن بياين شامل لكل خدمات النقل املختلفة‪ ،‬فنشاط النقل الربي يتميز بانفراد صناعته‬
‫واستقالليتها واختالف خصائصها عن باقي األساليب األخرى من حيث السرعة‪ ،‬األمان‪ ،‬وظروف التشغيل‪،‬‬
‫وكذا التكاليف الرأمسالية‪.‬‬
‫‪ .2‬طبيعة املنتج يف قطاع النقل الربي‪:‬‬
‫يتم التعبري على االنتاج يف نشاط النقل الربي بالقدرة التحميلية له واليت يتم قياسها من خالل مقياس‪:‬‬
‫الطن‪/‬كم‪.‬‬
‫‪ .2.4‬تحليل جانبي المردود والتكاليف في نشاط النقل البري‬
‫يتميز نشاط النقل الربي بوجود نوعني من املنافع‪ ،‬منافع خارجية ويطلق عليها بالوفورات اخلارجية املوجبة‪،‬‬
‫وتكاليف خارجية أي وفورات سالبة‪ ،‬هذا إضافة اىل التكاليف والعوائد املباشرة الناجتة عن خدمات النقل‬
‫الربي‪.‬‬
‫جانب املردود املباشر وغري املباشر‪:‬‬

‫‪ 195‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ .‬ص‪.227‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫يرتتب على ممارسة نشاط النقل الربي نوعني من املنافع االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وميكن تصنيفهما كمنافع‬
‫مباشرة وأخرى غري مباشرة‪ ،‬والشكل التايل يوضح ذلك‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-3‬املنافع الناجتة عن نشاط النقل الربي‬

‫مجموعة المنافع غير المباشرة‬ ‫مجموعة المنافع المباشرة‬


‫"الوفورات الخارجية"‬

‫وتتمثل يف عائد مشروعات النقل الربي‬ ‫وتتجسد مجيعها يف قيمة الوفر يف زمن رحلة‬
‫باملفهوم الواسع أي تتضمن األثار‬ ‫االنتقال‪ ،‬واليت حيصل عليها مستخدمي خدمة‬
‫االقتصادية واالجتماعية خلدمات النقل‬ ‫النقل الربي –الوفر الزمين‪-‬‬

‫باعتباره أحد مشروعات البنية األساسية‬


‫احليوية‪ .‬وقد سبق حتليل هذا العائد من‬ ‫من وجهة نظر املشروعات اليت‬ ‫من وجهة نظر مستخدمي‬
‫خالل دراسة أمهية نشاط النقل الربي‬ ‫تقوم مبمارسة نشاط النقل الربي‬ ‫خدمة النقل الربي‬
‫وأثره على عمليات التوطن الصناعي‪،‬‬ ‫وتقدمي خدماته‬
‫السياحة‪ ،‬ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫يف حالة‬ ‫يف حالة‬ ‫يف حالة نقل‬ ‫حالة نقل الركاب‪:‬‬
‫املشروعات اململوكة‬ ‫املشروعات اململوكة‬ ‫البضائع‪:‬‬ ‫‪-‬حتقيق املزيد من‬
‫للقطاع العام‪:‬‬ ‫للقطاع اخلاص‪.‬‬ ‫‪ -‬تتحدد املنفعة‬ ‫االنتاج والدخل‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة يف معدل‬ ‫الزيادة يف معدل‬ ‫وفقا لنوعية‬ ‫‪ -‬حتقيق املزيد من‬
‫التكلفة‪/‬العائد‪.‬‬ ‫العائد الصايف على‬ ‫البضائع املنقولة‬ ‫املتعة واالستجمام‪.‬‬
‫االستثمار‪.‬‬ ‫والغرض من عملية‬ ‫‪-‬تعظيم الرفاهية‬
‫النقل‪.‬‬ ‫االقتصادية‬
‫‪-‬زيادة يف الرحبية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬
‫املتوقعة من ممارسة‬
‫النشاط االقتصادي‬
‫ملستخدمي خدمة‬
‫نقل البضائع‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫المصدر‪ :‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬اقتصاديات النقل دراسة متهيدية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.2001/2002 ،‬‬
‫ص‪.212‬‬

‫‪ .3.4‬تصنيفات عناصر التكاليف في شركات النقل البري‬


‫‪ ‬تصنيف عناصر التكاليف وفقا حلجم النشاط‪:196‬‬
‫‪ -‬تكاليف ثابتة‪ :‬هي التكاليف اليت ال تتغري قيمتها مع تغري طول املسافة‪ ،‬وميكن تصنيفها اىل تكاليف‬
‫صناعية مثل أجور السائقني‪ .‬أو ادارية هي تكاليف مباشرة على وسائل النقل الربي مثل األجور‪،‬‬
‫التأمني‪..‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف متغرية (املرنة)‪ :‬وهي التكاليف اليت تتغري مع زيادة حركة وسيلة النقل‪ ،‬أو التكاليف املرنة مع‬
‫حجم االنتاج مثل الوقود‪ ،‬الزيوت‪ ،‬البطاريات والصيانة بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف التكاليف حسب وحدة النشاط‪:‬‬
‫التكاليف املباشرة وغري املباشرة‪:197‬‬
‫‪ ‬التكاليف املباشرة‪:‬‬
‫‪ -‬التكاليف الثابتة‪ :‬تتمثل يف احلصول على كافة االصول الثابتة طويلة األجل مبا يف ذلك التكاليف‬
‫الثابتة امللموسة‪ ،198‬باإلضافة اىل التكاليف الثابتة غري امللموسة مثل فرتة اختبار املشروع‪،‬‬
‫تكاليف االدارة‪..‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف التشغيل‪ :‬ي قصد هبا كل التكاليف اجلارية اليت يتم انفاقها إلنتاج خدمة النقل الربي‬
‫وتتضمن تكلفة شراء مستلزمات االنتاج الالزمة لعملية تشغيل وحدات النقل على املديني الطويل‬
‫والقصري‪ ،‬كتكلفة شراء قطع الغيار‪ ،‬أجور العمال‪ ،‬الوقود والصيانة‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬التكاليف غري املباشرة لنشاط النقل الربي (اآلثار اخلارجية السالبة)‪:‬‬

‫‪ 196‬خالد غازي عبود التمي‪ ،‬رباب عدنان شهاب العبادي‪ ،‬مقومات نظام التكاليف يف شركات النقل الربي‪ ،‬جملة تنمية الرافدين ‪ .2001-27-70‬العراق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 197‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .،‬ص‪.214‬‬
‫‪ 198‬تكلفة شراء األرض‪ ،‬األبنية والرتكيبات‪ ،‬األرصفة‪ ،‬احملطات‪ ،‬املنشأت واألبنية املكملة لنشاط النقل الربي‪ :‬مستودعات التخزين واالصالح‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫وتشمل التكاليف اليت يتحملها مستخدمي خدمة النقل الربي‪ ،‬وتعدد تلك التكاليف فتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكاليف االزدحام؛‬
‫‪ -‬تكاليف احلوادث؛‬
‫‪ -‬تكاليف تلوث اهلواء؛‬
‫‪ -‬تكاليف التلوث السمعي (الضوضاء)‪.‬‬

‫‪ .4.4‬تكاليف نشاط النقل عبر السكك الحديدية‬

‫ويف هذا اجلانب سنحاول التمييز بني األنواع املختلفة للتكاليف يف نشاط النقل عرب السكك احلديدية‪ ،‬حيث‬
‫تت نوع التكاليف اىل تكاليف ثابتة ومتغرية وتكاليف ميكن جتنبها وأخرى عمومية مث مشرتكة‪ ،‬نذكر منها ما‬
‫يلي‪:199‬‬

‫‪ -1‬التكاليف الثابتة‪:‬‬

‫تتميز التكاليف الثابتة بكوهنا مستقلة عن التغري يف احلجم الكلي للحركة أو املسافة املقطوعة‪ ،‬ويطلق عليها‬
‫أيضا بالتكاليف غري املباشرة‪ ،‬وهي اليت ال ترتبط حبجم حركة البضائع أو بكمية خدمات النقل اليت تقدمها‬
‫السكك احلديدية‪ .‬وتشمل التكاليف الثابتة عناصر التكاليف اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬أقساط أهالك املباين واملعدات وحق الطريق بسبب عامل الوقت أو عوامل الطقس أكثر منها بسبب‬
‫االستعمال‪.‬‬
‫‪ -‬ضرائب امللكية‪.‬‬
‫‪ -‬عقود االستئجار الطويلة‪.‬‬
‫‪ -‬الصيانة الدورية لوسيلة النقل اليت ليس هلا عالقة حبجم احلركة‪.‬‬
‫‪ -‬الرواتب املدفوعة للموظفني واليت ليس هلا عالقة حبجم احلركة مثل مرتبات االدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ 199‬محادة فريد منصور‪ ،‬اقتصاديات النقل‪ ،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،‬االسكندرية‪ .2001 ،‬ص‪.181‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫والبد من االشارة اىل أن احتساب التكاليف الثابتة لفرتة معينة خيتلف عن حساهبا لفرتة طويلة‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫التكاليف تعترب تكاليف متغرية على املدى الطويل‪ ،‬يف حني أهنا تبقى ثابتة إذا مت حساهبا على املدى القصري‪،‬‬
‫وتقدر نسبة التكاليف الثابتة ‪ 1/2‬التكاليف الكلية‪ ،‬وهذه النسبة ليس هلا عالقة حبجم احلركة‪.‬‬
‫‪ -2‬التكاليف املتغرية‪:‬‬
‫ويعرب عنها أيضا بالتكاليف املباشرة واليت هلا عالقة طردية حبجم حركة البضائع خالل الفرتة الزمنية‪ .‬وتشمل‬
‫التكاليف املتغرية تكاليف املواد التشغيل مثل الوقود والزيوت وطاقم العمل املباشر‪ ،‬وتكاليف األدوات وأقساط‬
‫االهالك املرتبطة إستعمال األصول‪ .‬كما تشمل صيانة الوحدات املتحركة ونظم االشارات واخلطوط احلديدية‪.‬‬
‫وتتمثل أمهية حتليل التكاليف املتغرية يف االدارة التنفيذية للسكك احلديدية بشكل رئيسي يف عملية اختاذ‬
‫القرارات على أساس هذه التكاليف املتغرية‪ ،‬وهنا تربز مشكلة حتديد مفهوم وحساب التكاليف املتغرية‪ ،‬ذلك‬
‫أن مفهوم التكاليف املتغرية هو مفهوم غري حمدد‪ ،‬فقد يكون عنصر التكلفة متغريا مبعىن أنه تكلفة متغرية يف‬
‫حالة معينة‪ ،‬وقد ال يكون كذلك يف حالة أخرى‪ .‬وترجع صعوبة حتديد مفهوم التكاليف املتغرية اىل ارتباطها‬
‫باحلركة واليت تعكس العديد من خصائص التشغيل يف السكك احلديدية‪ ،‬نذكرها فيما يلي‪:200‬‬
‫‪ -‬تواجه ظاهرة عدم االنقسام يف العديد من مراحل العملية االنتاجية؛‬
‫‪ -‬توظف السكك احلديدية العديد من األصول االنتاجية ذات األعمار االنتاجية املتفاوتة‪ ،‬ومن مث ختتلف‬
‫التكاليف املتغرية بإختالف الفرتة املأخوذة يف االعتبار عند اختاذ أي قرار؛‬
‫‪ -‬حدود املعلومات أمام ادارة السكك احلديدية‪.‬‬
‫هذه اخلصائص املذكورة أدت اىل اتساع فجوة قياس التكاليف‪ ،‬ذلك لتداخل أنواع احلركة‪ ،‬واملرحلة الثانية يف‬
‫حتديد العالقة بني التكاليف الثابتة واملتغرية‪ ،‬وحتديد نسبة كل منها باعتبار أن جمموع التكاليف ينقسم بينهما‪،‬‬
‫وال ميكن انكار أن هناك جدال قائما على حتديد نسبة التكاليف املتغرية والثابتة من التكاليف الكلية بني‬
‫االقتص اديني املهتمني بالنقل عرب السكك احلديدية‪ ،‬وما مت التأكد منه من خالل الدراسات السابقة هو أن‬
‫التكاليف الثابتة حتظى بالنسبة األكرب يف النقل عرب السكك احلديدية‪ ،‬وذلك خالل فرتة حمدودة‪ ،‬و قد رأى‬
‫بعض الكتاب األوائل يف اقتصاديات النقل أن نسبة التكاليف الثابتة قد يصل اىل ‪ 1/2‬التكاليف الكلية‪،‬‬
‫بينما الثلث األخري ميثل التكاليف املتغرية اليت ترتبط حبجم احلركة‪.201‬‬

‫‪ 200‬محادة فريد منصور‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ،‬ص‪.181‬‬


‫‪ 201‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.184‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ -1‬التكاليف اليت ميكن جتنبها‪:‬‬


‫ومتثل يف التكاليف اليت ال ميكن للمؤسسة حتملها يف حالة عدم وجود انتاج‪ ،‬والتكاليف املمكن جتنبها هلا‬
‫عالقة مباشرة بالتكاليف املباشرة أو املتغرية‪.‬‬

‫‪ .5.4‬سياسات التدخل الحكومي وأهدافه في نشاط قطاع النقل البري‬


‫يعترب قطاع النقل الربي من القطاعات الناهضة باالقتصاد الوطين‪ ،‬لذلك توليه احلكومة اهتماما خاصا نظرا‬
‫لدوره الفاعل يف حتسني الوضع االقتصادي والنهوض باملستوى االجتماعي للدولة‪ .‬ومن خالل اجلدول (‪-1‬‬
‫‪ )1‬نالحظ أهداف تدخل احلكومة يف تطوير قطاع النقل الربي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-3‬أهداف التدخل احلكومي يف نشاط النقل الربي ووسائل حتقيقها‬
‫وسائل تحقيق األهداف‬ ‫األهداف‬
‫ب‪ -‬وضع معايري اسرتشادية حمددة السرعة‪.‬‬ ‫‪ -1‬حتسني مستوى جودة خدمة النقل‬
‫ب‪ -‬الصيانة الفنية الدقيقة لوحدات النقل املستخدمة‪.‬‬ ‫النقل‪ ،‬وزيادة قيمة معامل األمان فيها‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنظيم دورات تدريبية لتدعيم املهارات الفنية واالدارية لرفع مستوى أداء‬
‫طاقم القيادة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقدير الدقيق للطاقة االستعابية لكل وحدة من وحدات النقل‬ ‫‪ -2‬رفع معدالت عرض اخلدمة من‬
‫املتحركة‪.‬‬ ‫خالل ترشيد استخدام طاقة العمل على‬
‫ب‪ -‬ترشيد عملية التوزيع اجلغرايف خلدمات النقل مبا يتناسب مع مواقع النشاط‬ ‫استغالل الطاقة التحميلية الفائضة‪.‬‬
‫االنتاجي‪.‬‬
‫ج‪ -‬العمل على حتديد أجرة النقل مبا يتناسب مع الطاقة التحميلية وظروف‬
‫العرض‪ ،‬والطلب على خدمة النقل‪.‬‬
‫ب‪ -‬دارسة تكلفة استهالك الوقود الالزم لوحدات النقل الربي املتعددة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ترشيد استخدام الطاقة يف قطاع النقل‬
‫ب‪ -‬ختصيص قدر أكرب من املوارد االقتصادية يف اجتاه وحدات النقل ذات‬ ‫باعتباره املستهلك الرئيسي ملواد الطاقة‪.‬‬
‫االستخدام الرشيد للطاقة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫ب‪ -‬حتديد تكلفة الفرصة البديلة لكل عنصر من عناصر االنتاج اليت‬ ‫‪ -4‬رفع كفاءة ختصيص املواد االقتصادية‬
‫تشكل املدخالت الرئيسية لالنتاج يف قطاع النقل الربي‪.‬‬ ‫املستخدمة يف قطاع النقل هبدف رفع‬
‫معدل مسامهة هذا القطاع يف زيادة القيمة ب‪ -‬حتديد التكاليف غري املباشرة ملمارسة نشاط النقل الربي وأخذها يف‬
‫املضافة على مستوى االقتصاد القومي االعتبار عند ختطيط الطاقة التحميلية لوحدات النقل ومعدالت الطلب املتوقعة‬
‫ومعدالت خدمات النقل عرب الطرق الربية‪.‬‬ ‫ككل‪.‬‬
‫‪-‬المصدر‪ :‬مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬اقتصاديات النقل دراسة متهيدية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.2001/2002 ،‬‬
‫ص‪217‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬النقل المستدام‬


‫بالرغم من األمهية الكبرية لقطاع النقل على املستويني االقتصادي واالجتماعي إال أنه يشكل مصدر تأثري سليب‬
‫على املستوى البيئي‪ ،‬حيث يشكل حاليا أحد عوائق التنمية املستدامة‪ ،‬وقد أصبح ضروريا خلق أنظمة نقل‬
‫توازن بني حتقيقها للمنفعة االقتصادية واالجتماعية من جهة‪ ،‬واحلفاظ على النظام البيئي من جهة أخرى مما‬
‫يسمح باحلفاظ على حق األجيال القادمة من الرفاهية‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه بالنقل املستدام‪.‬‬
‫‪ .1.5‬مؤشرات التنمية المستدامة‬
‫تعمل مؤشرات التنمية املستدامة على تقييم مدى تطور الدول والشركات يف جمال التنمية املستدامة‪ ،‬وهذا‬
‫ما ينتج عنه اختاذ العديد من القرارات سواءا كانت وطنية أو دولية حول خمتلف السياسات االقتصادية والبيئية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا اجلدول نوضح املؤشرات األساسية من جدول أعمال القرن ‪ 21‬للجنة االقتصادية‬
‫واالجتماعية لغريب آسيا التابعة لألمم املتحدة‪.202‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-3‬جمموعة املؤشرات األساسية للتنمية املستدامة‬


‫المؤشرات االقتصادية‬
‫نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬
‫حصة االستثمار الثابت اإلمجايل يف الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬ ‫التعاون الدويل لتعجيل التنمية املستدامة‬
‫صادرات السلع واخلدمات‪ /‬واردات السلع و اخلدمات‪.‬‬
‫نصيب الفرد السنوي من استهالك الطاقة‪.‬‬ ‫تغري أمناط االستهالك‬

‫‪202‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬تطبيق مؤشرات التنمية املستدامة يف بلدان اإلسكوا‪ :‬حتليل النتائج‪ ،‬نيويورك‪ ،2000 ،‬ص ص‪.8 ،6 :‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫رصيد احلساب اجلاري لنسبة مئوية من الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬


‫الدين‪ /‬الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬ ‫املوارد و اآلليات املالية‬
‫جمموع املساعدة اإلمنائية الرمسية املقدمة أو املتلقية‪.‬‬
‫المؤشرات االجتماعية‬
‫معدل البطالة‪.‬‬
‫مؤشر الفقر البشري‪.‬‬ ‫مكافحة الفقر‬
‫عدد السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر‪.‬‬
‫معدل النمو السكاين‪.‬‬ ‫الديناميكية الدميوغرافية و اإلستدامة‬
‫معدل اإلملام بالقراءة و الكتابة بني البالغني‪.‬‬ ‫تعزيز التعليم و الوعي العام‬
‫النسبة اإلمجالية لاللتحاق باملدارس الثانوية‪.‬‬ ‫و التدريب‬
‫متوسط العمر املتوقع عند الوالدة‪.‬‬
‫عدد السكان الذين ال حيصلون على املياه املأمونة‪.‬‬
‫محاية صحة اإلنسان و تعزيزها‬
‫عدد السكان الذين ال حيصلون على اخلدمات الصحية‪.‬‬
‫عدد السكان الذين ال حيصلون على املرافق الصحية‪.‬‬
‫نسبة السكان يف املناطق احلضرية‪.‬‬ ‫تعزيز التنمية املستدامة للمستوطنات البشرية‬
‫المؤشرات البيئية‬
‫املوارد املتجددة‪ /‬السكان‪.‬‬ ‫محاية نوعية موارد املياه العذبة‬
‫استخدام املياه‪ /‬االحتياطيات املتجددة‪.‬‬ ‫و إمداداهتا‬
‫نصيب الفرد من األراضي الزراعية‪.‬‬
‫نصيب الفرد من األراضي الصاحلة للزراعة واألراضي املزروعة بصورة دائمة‪.‬‬ ‫النهوض بالزراعة والتنمية الريفية املستدامة‬
‫استخدام األمسدة‪.‬‬
‫التغري يف مساحة الغابات‪.‬‬
‫مكافحة إزالة الغابات و التصحر‬
‫نسبة األراضي املتضررة بالتصحر‪.‬‬
‫المؤشرات المؤسسية‬
‫عدد أجهزة التلفزيون و الراديو لكل ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬
‫عدد الصحف اليومية لكل ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬ ‫احلصول على املعلومات‬
‫عدد احلواسيب الشخصية لكل ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫عدد خطوط اهلاتف الرئيسية لكل ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬


‫عدد املشرتكني يف االنرتنت‪ /‬مستخدمي االنرتنت لكل ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬
‫عدد العلماء و املهندسني العاملني يف البحث والتطوير لكل مليون نسمة‪.‬‬ ‫العلم و التكنولوجيا‬
‫االنفاق على البحث والتطوير كنسبة مئوية من الناتج القومي اإلمجايل‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬تطبيق مؤشرات التنمية املستدامة يف بلدان‬
‫اإلسكوا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.8 ،6 :‬‬
‫هذه املؤشرات توضح مدى تطبيق الدول ملعايري التنمية املستدامة من خالل معايري رقمية يتم على‬
‫أساسها مقارنتها مع دول أخرى‪ ،‬ويتم من خالل هذه املؤشرات تقييم تقدم الدول أو تراجعها يف جمال التنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫‪ .2.5‬تعريف النقل المستدام ومميزاته‬
‫يستمد مفهوم النقل املستدامة من مفهوم التنمية املستدمية‪ ،‬ويصف وسائل ونظم النقل اليت تستند على‬
‫أسس االستدامة‪ ،‬وتتنوع تعاريف النقل املستدام‪ ،‬نذكر منها كما يعرفه مجلس وزراء االتحاد األوروبي‬
‫للنقل هو‪" :203‬أن يسمح بوصولية وتالقي احتياجات األفراد والشركات واجملتمع بشكل آمن وبطريقة تتفق‬
‫مع صحة اإلنسان والبيئة‪ ،‬وتعزيز املساواة بني األجيال املتعاقبة وأن يكون بأسعار معقولة‪ ،‬ويعمل بنزاهة‬
‫وكفاءة‪ ،‬وأن يقدم خيارات يف اختيار واسطة النقل‪ ،‬وأن يدعم االقتصاد املنافس والتنمية اإلقليمية املتوازنة‪ ،‬وأن‬
‫حيد من االنبعاث والنفايات ضمن قدرة الكوكب على استيعاهبا‪ ،‬وأن يستخدم املوارد املتجددة مبعدالت‬
‫إنتاجها أو أقل‪ ،‬وأن يست خدم املوارد غري املتجددة مبعدالت تنمية بدائل الطاقة املتجددة أو أقل‪ ،‬مع تقليل‬
‫األثر على استخدام األراضي وإصدار الضوضاء"‪ .‬ويعرف برنامج "األمم املتحدة للتنمية و البيئة" التنمية‬
‫املستدامة على أهنا "تنمية تستجيب الحتياجات األجيال الراهنة دون املساس بقدرة األجيال القادمة‬
‫لالستجابة أو على الوفاء باحتياجاهتا أيضا"‪ .204‬كما عرف النقل املستدام بأنه ‪" :‬مفهوم يشري إىل أية وسيلة‬
‫نقل ذات تأثري منخفض على البيئة"‪ ،‬ويشمل النقل غري امليكانيكي‪ ،‬واملشي وركوب الدرجات واملركبات‬

‫‪203‬‬

‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8‬‬
‫‪ %B3%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%85‬تاريخ االطالع‪ 2011-12-27 :‬الساعة ‪.21:16‬‬
‫‪204‬‬
‫‪WCED (World Commission on Environment and Development), Our Common Future, Oxford: Oxford‬‬
‫‪University Press, New York, 1987, P: 8.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫اخلضراء ‪ ،‬وبناء أو محاية أنظمة النقل يف املناطق احلضرية ذات الكفاءة يف استهالك الوقود‪ ،‬وحفظ املساحة‬
‫وتعزيز أمناط احلياة الصحية‪.205‬‬
‫‪ ‬مميزات النقل المستدام ‪:‬‬

‫ميكن حتديد مميزات النقل املستدام يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)3-3‬مميزات النقل املستدام‬

‫متاح لنقل البضائع من الباب اىل الباب‬ ‫قطاع النقل النقل الربي‬
‫فعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال وسريع‬ ‫نظام متكامـ ـ ــل‬ ‫النقل اجلوي‬
‫آمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫ومتعدد الوسائل‬
‫يساهم يف االستدامة البيئية أكثر باقي األساليب‬
‫يدعم النمو والتنمية االقتصادية‬ ‫النقل البحري‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناءا على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫تظهر مميزات النقل املستدام يف ما يلي‪:206‬‬

‫‪ ‬نظام يدعم النمو والتنوع االقتصادي‪ :‬حيث يعمل النقل املستدام على هتيئة بنية أساسية وافية‬
‫وادارة متكاملة‪ ،‬مما يعمل على زيادة رفع نسبة النقل يف الناتج االمجايل احمللي‪ ،‬ويعمل بالدرجة األوىل‬
‫على تقليل التكاليف الناجتة عن االزدحام واختناق املدن واحلوادث‪.‬‬
‫‪ ‬نظام يساهم في االستدامة البيئية‪ :‬وذلك من خالل حتقيق احملافظة على توازن النظام البيئي‬
‫وختفيض انبعاث الكربون‪ ،‬وتطوير نظام جديد للنقل له تأثري بيئي أقل‪.‬‬

‫‪205‬‬

‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8‬‬
‫تاريخ االطالع‪%B3%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%8518:10 ،2014/04/10 :‬‬
‫‪ 206‬تقرير االستدامة لدائرة النقل يف أبو ظيب لعام ‪ ، 2009‬النقل املستدام ‪ ،‬نشرية لوزارة النقل اإلماراتية ‪ ،‬ص ص ‪.12،11‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬نظام يولد الرفاهية االجتماعية‪ :‬حيث يتميز باألمان والفعالية‪ ،‬ويكون متاحا للجميع حتت مبدأ‬
‫ترسيخ نظام يليب حاجات ومتطلبات أكرب قدر ممكن من الناس‪ ،‬وتوفري رحالت مرحية وفعالة وآمنة‬
‫وبأجرة يف متناول اجلميع هبدف‪:‬‬
‫‪ -‬تقليل عدد حوادث املرور يف خمتلف أنواع النقل‪.‬‬
‫‪ -‬رفع نسبة استخدام املواصالت العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض عدد الشكاوى من العمالء‪.‬‬

‫‪ .3.5‬مبادئ النقل المستدام‬

‫للنقل املستدام متطلبات أساسية حتقق أهدافه املنوط هبا سنلخصها يف اجلدول (‪:)1-1‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-3‬متطلبات نظام النقل املستدام‬


‫متطلبات نظام النقل‬
‫المستدام‬

‫المتطلبات البيئية‬ ‫المتطلبات االقتصادية‬ ‫المتطلبات االجتماعية‬

‫استعمال عقالين لألراضي‬ ‫خدمات ذات مردودية‬ ‫توفري الصحة والراحة‬

‫استعمال عقالين للطاقات‬ ‫دفع نشاط اقتصادي مستدام‬ ‫عرض اختيار معقول ألمناط‬
‫غري املتجددة‬ ‫النقل‬

‫تسهيل أنظمة النقل لألجيال‬


‫اعادة هيكلة العتاد املستعمل‬ ‫التقليل من الضجيج‬
‫املستقبلية‬

‫المصدر‪ :‬بن باحان خمتار‪ ،‬طييب حسني‪ :‬دراسة حول النقل اجلماعي بوالية باتنة – اقرتاحات من أجل نقل مستدام‪،‬‬
‫‪ ،2009 ،ENATT‬ص‪.66‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫للنقل املستدام العديد من املبادئ نذكر منها‪:‬‬


‫‪ ‬تأمين الوصول‪ :‬حيث تتمحور منفعة النقل يف املنفعة املكانية للسلع واخلدمات‪ ،‬ووصول هذه‬
‫األخرية يف الوقت واملكان املناسبني من األمهية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهو جوهر نظام النقل‪،‬‬
‫وإضافة اىل ما سبق البد أن يقرتن هذا باخنفاض التكلفة مما يعطي اجملتمع أكثر من اختيار لتلبية‬
‫احتياجاهتم‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق العدالة االجتماعية‪ :207‬عالوة على اعتبار النقل من بني القطاعات اهلامة اليت تؤثر تأثريا‬
‫على االقتصاد الوطين‪ ،‬فإنه يويل اهتماما ال يقل أمهية يف بناء اجملتمع وتسهيل ظروف املعيشة‪ ،‬وبالتايل‬
‫جيب على الدول توفري نظم النقل الذي حتقق من خالله العدالة االجتماعية واإلنصاف بني األجيال‬
‫السابقة والقادمة وبني األقاليم‪ ،‬وتوفري االحتياجات األساسية للنقل اليت تليب احتياجات مجيع‬
‫السكان بكافة طبقاهتم االجتماعية‪ ،‬ولكافة املناطق احلضرية والريفية على حد السواء‪.208‬‬
‫‪ ‬التخطيط المتكامل للنقل‪ :‬ولتحقيق ما سبق ذكره‪ ،‬يتوجب على املسؤولني ختطيط النقل مبا يتضمن‬
‫النظم واحللول املستدامة على حد سواء‪ ،‬وهذا من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -‬التنسيق بني اجلهات املسئولة بني القطاعني العمومي واخلاص يف ختطيط وتفعيل أنظمة النقل‪ ،‬مبا حيقق‬
‫التنسيق بني البيئة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الطاقة واستعماالت األراضي‪.‬‬

‫ب‪ -‬اشراك اجلمهور يف اختيار القرارات املتعلقة بتطوير نظم النقل‪ ،‬وجعل هذه القرارات مفتوحة من أجل‬
‫تلبية خمتلف االحتياجات‪.‬‬

‫ج‪ -‬التقديرات املستقبلية للتأثريات االجتماعية والبيئية هلا أمهيتها يف جتهيز االجراءات والقرارات الالزم‬
‫اختاذها يف تلك احلاالت للتصدي هلا‪ ،‬وهذا يؤدي اىل تقليص التكاليف خصوصا وأن مشاريع النقل تتميز‬
‫بطول العمل االفرتاضي هلا وارتفاع تكاليفها‪.‬‬

‫د‪ -‬أخذ العربة من اآلثار العاملية واحمللية النامجة عن قرارات عملية ختطيط النقل‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪SUSTRAN, Pamplet of the Sustainable Transport Action Network, May 1996,‬‬
‫‪http://www.gdrc.org/uem/sustran/key-issues.html consulté le 16/08/2014.‬‬
‫‪208‬‬
‫‪SUSTAN, key in sustainble transportation, 1996, www.gdrc.org consulté le 20/04/2014.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫ه‪ -‬تصميم نظام نقل يعمل على احلد من التلوث السمعي‪ ،‬وتصميم شبكات نقل ال متس املواقع التارخيية‬
‫واألثرية للمنطقة‪.‬‬

‫و‪ -‬منح األولوية لال عتبارات البيئية يف عملية ختطيط النقل للحد من التلوث البيئي وخفض التأثري السليب‬
‫لوسائل النقل على النظام البيئي‪ ،‬والتقيد بشروط احلفاظ على التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫التخطيط بعيد املدى‪:‬‬

‫والذي يشمل التفكري باملستلزمات لفرتة قد تتعدى ‪ 10-1‬سنوات وتصل أحيانا اىل ‪ 20‬سنة وهذا يتطلب‬
‫القيام مبشاريع جذرية مكلفة وتغريات أساسية يف استعماالت األرض أو على حركة النقل‪ ،‬ومن هذا املنطلق‬
‫فان االستعماالت املطلوبة إلحداث مثل هذا التغري الرئيسي يتطلب اعداد الدراسات وتعميم املقرتحات يف‬
‫نواحي متعددة قبل الوصول اىل احلل األمثل‪.209‬‬

‫التخطيط قصري املدى‪:‬‬


‫والذي يتمثل يف حتويرات أو اجراءات قليلة الكلفة لتحسني األوضاع احلالية وبصورة خاصة االستفادة من‬
‫االمكانيات املتوفرة اىل احلد األقصى أي أن احلل قصري املدى يأيت لالستفادة مما هو متوفر من معطيات لوضع‬
‫النقل واستعماالت األرض املخصصة له بشكل أقصى‪.‬‬
‫أهداف التخطيط الشامل للنقل‪:‬‬

‫معلوم أن كل جمال يراد ختطيطه البد أوال من حتديد اهلدف هلذا التخطيط‪ .‬ويف جمال التخطيط الشامل للنقل‬
‫فإن األهداف ميكن حتديدها كاآليت‪:210‬‬
‫‪ -‬زيادة السرعة وتقليص االزدحام؛‬
‫‪ -‬زيادة األمان وتقليل احلوادث؛‬
‫‪ -‬االقتصاد يف استثمارات رأس املال؛‬
‫‪ -‬ختفيض تكاليف التشغيل؛‬
‫‪ -‬توفري احلماية واحلفاظ على البيئة‬

‫‪ 209‬حممد جاسم شعبان العاين‪ ،‬التخطيط االقليمي –مبادئ وأسس‪-‬نظريات وأساليب‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ 210‬حممد جاسم شعبان العاين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬جودة البيئة‪ :‬تساهم األنشطة البشرية يف تدمري املوارد الطبيعية أو استهالكها مبعدالت كبرية تعجز‬
‫الطبيعة على إعادة جتديدها أو استبداهلا‪ ،‬كما تزيد الضغوط على البيئة وقدرهتا احملدودة يف استيعاب‬
‫النفايات‪ ،‬ومنه البد من بذل اجلهود حنو تطوير نظام نقل حيرتم التوازن البيئي من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -‬معدل استخدام املوارد املتجددة ال يتجاوز معدالت اعادة جتديدها‪.‬‬


‫ب‪ -‬منع التلوث‪ :‬حيث جيب سد احتياجات النقل مع تقليل التأثريات اليت هتدد الصحة العامة‪ ،‬واملناخ‬
‫العاملي والتنوع البيولوجي وسالمة العمليات اإليكولوجية األساسية‪ ،‬يعين اشباع احلاجات احلالية وضمان‬
‫احلاجات املستقبلية‪.‬‬
‫ج‪ -‬احلد من النفايات‪ :‬العمل على تقليل االنبعاثات واملخلفات وامللوثات السطحية خاصة الناجتة عن‬
‫سوائل النقل‪ ،‬إضافة إىل احلد من النفايات املتولدة من تغيري وسائل النقل واملركبات والسفن املنتهية اخلدمة أو‬
‫املتوقفة عن العمل واستبداهلا جبيل جديد يعمل على حتقيق املنفعة مع احلفاظ على البيئة‪.‬‬
‫د‪ -‬العمل على توفري إدارة طوارئ ضمن مكونات نظام النقل اجلديد من أجل االستجابة ألية حوادث‬
‫ممكن أن تؤدي إىل كوارث بيئية‪ ،‬نأخذ مثاال على هذا تسرب النفط من إحدى الناقالت العمالقة يف البحر‪،‬‬
‫وغريها من احلوادث‪.‬‬
‫هـ‪ -‬احلد من استهالك الوقود األحفوري والتقليل من االنبعاثات النامجة عن استعماله‪.‬‬
‫و‪ -‬ضرورة استعمال التكنولوجيات احلديثة البديلة اليت تعمل على رفع كفاءة وفعالية نظام النقل من ناحية‪،‬‬
‫ومحاية البيئة من ناحية ثانية‪ ،‬وتشجيع استخدام الطاقة البديلة واملتجددة‪.‬‬
‫‪ ‬الجدوى االقتصادية‪ :‬جيب أن تكون نفقات نظام النقل املستدامة فعالة من حيث التكلفة‪ ،‬وعلى‬
‫متخذ قرارات النقل إجياد نظام حساب للتكاليف اإلمجالية‪ ،‬حيث متثل هذه التكاليف احلقيقة‬
‫االجتماعية واالقتصادية والبيئية للتكاليف اإلمجالية على املدى البعيد‪ ،‬لتحقيق معيار املساواة والعدالة‬
‫يف الدفع من قبل مستخدمي وسائل النقل والطرق مقارنة مع التكاليف اإلمجالية‪ .‬كما جيب النظر يف‬
‫اآلثار االقتصادية وفرص العمل واملردودية اليت ميكن أن تتولد من إعادة تشكيل نظم النقل‪.211‬‬

‫‪211‬حممود محيدان قديد‪ :‬ختطيط النقل احلضري‪،‬‬


‫‪www.ao-academy.org/docs/Transportation_by_mahmoud_hemadan_qodayid_2109009.doc‬‬
‫ص‪( .41-42‬أطلع عليه يف‪..)2011/07/ 20 :‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫‪ .4.5‬استراتيجيات النقل المستدام‬

‫تتحد اسرتاتيجيات نظام النقل املستدام من خالل أهدافه‪ ،‬وتتنوع هذه االسرتاتيجيات اىل اسرتاتيجيات‬
‫عظمى واسرتاتيجيات أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬االسرتاتيجيات العظمى‪ :‬وهي االسرتاتيجيات الشاملة اليت تتحقق من خالهلا أهداف املؤسسة‪ ،‬وتتمثل‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اسرتاتيجية االستقرار‪ :‬هتدف هذه االسرتاتيجية يف نشاط النقل اىل ضمان االستمرار والبقاء يف السوق‪،‬‬
‫حيث تظل املؤسسة يف نفس جمال األعمال دون إضافة أي أعمال جديدة أو حذف أعمال قائمة‪ ،‬ومن‬
‫املمكن أن حتاول املؤسسة زيادة نسبة حصتها يف السوق احلالية‪.‬‬
‫اسرتاتيجية النمو‪ :‬هتدف هذه االسرتاتيجية اىل زيادة نشاط املؤسسة‪ ،‬وذلك عن طريق اضافة نشاط‬ ‫‪-‬‬
‫جديد أو أكثر ‪ ،‬ولتحقيق هذه االسرتاتيجية البد من اضافة منتج جديد لسوق جديد أو قدمي‪ ،‬عن طريق‬
‫تطبيق اسرتاتيجية التجديد واالبتكار والبحث عن الفرص اجلديدة وحتمل املخاطر‪ .‬وتصلح هذه‬
‫االسرتاتيجية يف األسواق اليت تتصف فيها البيئة اخلارجية بالديناميكية والتغري السريع‪.‬‬
‫اسرتاتيجية التقلص‪ :‬تسعى املؤسسة من خالل هذه االسرتاتيجية اىل حتويل خسائر املبيعات إىل ربح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتتطلب هذه االسرتاتيجية حذف بعض األنشطة القائمة أو التخلص من بعض أصول املؤسسة‪،‬‬
‫وتستخدم األموال الناجتة عن بيع األصول يف عملية انشاء أنشطة جديدة‪ .‬ويف حالة تطبيق اسرتاتيجية‬
‫التقلص بنجاح فإن ذلك يعترب مقدمة لتطبيق اسرتاتيجية النمو يف املستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬االسرتاتيجيات األساسية‪ :‬تعتمد عليها املؤسسة بغرض دعم مركزها التنافسي يف السوق‪ ،‬وتتنوع هذه‬
‫االسرتاتيجيات اىل‪:‬‬
‫اسرتاتيجية قيادة التكاليف‪ :‬بإعتبار أن السعر هو أساس املنافسة‪ ،‬وبالتايل تتحقق القيادة السعرية من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل تنظيم استخدام الطاقة والوصول إىل حجم اقتصادي معني‪ ،‬وتطوير التكنولوجيا أو استخدام‬
‫العمالة املاهرة‪.‬‬
‫اسرتاتيجية التمايز‪ :‬وهي هتدف إىل تقدمي منتج خمتلف عن املنتجات املنافسة من وجهة نظر املستهلك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألن القيمة املضافة للمنتج حتدد قرار املستهلك بشرائه وحيقق له الرضا‪ ،‬وهناك العديد من األساليب اليت‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫متيز املنتجات كسهولة االستعمال‪ ،‬اضافة استخدامات جديدة لنفس املنتج‪ ،‬خدمات ما بعد‬
‫البيع‪...،‬اخل‪.‬‬
‫اسرتاتيجية الرتكيز‪ :‬غالبا ما يتم الرتكيز عن طريق تقدمي املنتج إىل شرحية معينة يف السوق أو الرتكيز على‬ ‫‪-‬‬
‫خط منتجات حمدد أو قطاع جغرايف معني‪ .‬تستند قيمة هذه االسرتاتيجية على االعتقاد بأن وحدة العمل‬
‫االسرتاتيجي اليت تركز جهودها تكون أكثر قدرة على خدمة هدف اسرتاتيجي معني بكفاءة أكرب من‬
‫منافسيها‪.212‬‬
‫‪ .5.5‬عوائق النقل المستدام‬

‫يشكل االعتماد على املركبات اخل اصة من أبرز العقبات القائمة يف العديد من البلدان اليت ينبغي‬
‫جتاوزها لتحقيق النقل املستدام وقد تعزز تفضيل املركبات اخلاصة باإلنفاق العام على شبكات الطرق السريعة‬
‫والزحف احلضري حيث يصحب ذلك يف بعض البلدان اإلمهال غري املتعمد وعدم التمويل الكايف لشبكات‬
‫النقل ا جلماعي اليت من شأهنا توفري بدائل ملستخدمي املركبات اخلاصة ومثة حاجة للبحث وجتربة سبل مبتكرة‬
‫للتأثري على امناط النقل بالسكك بالنسبة لبلدان كثرية‪ ،213‬باإلضافة إىل ذلك هناك عوائق أخرى تعرقل حتقيق‬
‫النقل املستدام أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬أن القرارات يف النقل تتخذ من طرف احلكومات هذا األمر الذي جيعل حتقيق أهداف املؤسسة واألفراد يف‬
‫هذا القطاع يأخذ وقتا طويال‪.‬‬
‫‪ ‬التزايد املرتفع يف الطلب على النقل والطاقة‪ ،‬األمر الذي خيلق مشاكل ويؤثر على البيئة إضافة إىل‬
‫االستهالك املتزايد للطاقة األحفورية؛‬
‫‪ ‬عدم ترسيخ ثقافة االستدامة بالشكل املطلوب يف املمارسات املستخدمة يف ختطيط النقل؛‬
‫‪ ‬الضغط الذي متارسه الشركات املصنعة للسيارات لرفع حصص إنتاجها نظرا ملا يعود عليها من فوائد‪ ،‬كما‬
‫أن الدول املصنعة تغض النظر عن هذه الشركات ألهنا توظف ماليني األشخاص‪.‬‬

‫‪ 212‬حممد حممود يوسف‪" ،‬االدارة االسرتاتيجية لتكاليف النقل ودورها يف تنمية حركة التجارة العربية البينية"‪ ،‬مطابع املنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ،‬القاهرة (مصر)‪،2001 ،‬‬
‫ص ص ‪.86-80‬‬
‫‪ 213‬الورقة الزرقاء‪ ،‬حنو نظام نقل أورويب متوسط متكامل ومرتابط‪ ،2001/‬ص‪ ،12‬نقال عن املوقع ‪ www.mtpnet.gov‬تاريخ االطالع‪.2014/01/21 :‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اقتصاديات نقل البضائع والتنمية االقتصادية‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫أمهية عوائد قطاع النقل على الدولة لكونه ال تقتصر على جمرد رفع النمو االقتصادي بل تتعدى هذا اىل حتقيق‬
‫أهداف سياسية وأخرى اجتماعية تشمل أفراد اجملتمع ككل‪ .‬ويف مقابل فوائده قد أضحى قطاع النقل يف‬
‫حاضرنا مصدر ملوث للبيئة‪ ،‬وجاء النقل املستدام الذي شكل توافقا بني التنمية االقتصادية من جهة والتنمية‬
‫االجتماعية والبيئية من جهة أخرى‪ ،‬تضمن حقوق األجيال القادمة من الرفاهية‪ .‬وبالرغم من ارتفاع تكاليف‬
‫ختطيط النقل املستدام إال أن هذا يعكس أمهيته االجتماعية االقتصادية والبيئية على املدى البعيد‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫التجارة الدولية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫مقدمة الفصل‬

‫أصبحت التجارة اخلارجية ركيزة النشاط االقتصادي بأكمله‪ ،‬لدورها الفعال يف التأثري على مستوى اإلنتاج‬
‫وتفعيل الصادرات ومنه حتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات للدولة‪ .‬ويستوجب تنظيم التجارة الدولية استخدام‬
‫السياسات التجارية‪ ،‬إذ أن اقتصاد السوق يف إطار التجارة الدولية يتأثر مبذهيب احلماية واحلرية‪.‬‬

‫ومنذ أواخر حقبة الثمانينات واىل اآلن هناك اجتاه متزايد يف البلدان النامية لقبول سياسة حترير التجارة اخلارجية‬
‫وال شك أن ظهور هذا االجتاه كان نتيجة طبيعية أو رد فعل تلقائي لآلثار االقتصادية السيئة اليت ترتبت على‬
‫تقييد التجارة اخلارجية بشكل متشدد يف الستينات والسبعينات‪ .‬وقد متثلت هذه اآلثار يف اخنفاض معدالت‬
‫التنمية االقتصادية وتزايد عجز موازين املدفوعات وتدهور أسعار العمالت وتراكم املديونية اخلارجية‪ .‬إذا من‬
‫خالل هذا الفصل سنحاول التطرق إىل ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التجارة الخارجية ودورها في التنمية االقتصادية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬النظريات الكالسيكية والحديثة في التجارة الدولية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السياسات التجارية وتقييد التجارة‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة وإشكالية انضمام الجزائر‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫المبحث األول‪ :‬التجارة الخارجية ودورها في التنمية االقتصادية‬

‫‪ .1.1‬مفهوم وأهمية التجارة الدولية‬

‫تعرف التجارة اخلارجية على أهنا فرع من فروع علم االقتصاد الذي يهتم بدراسة الصفقات االقتصادية والتبادل‬
‫التجاري الذي يتم بني الدولة والعامل اخلارجي‪ ،‬يف صوره الثالث املتمثلة يف انتقال السلع واخلدمات واألفراد‬
‫ورؤوس األموال‪ .‬وقد أضحت التجارة الدولية من األنشطة األساسية اليت هتتم هبا كل دول العامل‪ ،‬نظرا لعدم‬
‫اكتفاء أي دولة من إنتاجها الذايت‪ ،214‬مما حتم ضرورة التعاون والتكامل بني دول العامل‪ ،‬وال شك أن الدول‬
‫النامية هي أكثر حاجة للتجارة اخلارجية من غريها‪ ،‬وهنا يأيت دور هذه األخرية يف توفري السلع واخلدمات اليت‬
‫ال ميكن إنتاجها حمليا واليت ميكن احلصول عليها بتكلفة نسبية أقل مقارنة بإنتاجها حمليا‪:215‬‬
‫‪ ‬إذ أنه رغم وصول الدولة إىل أعلى درجات القوة االقتصادية إال أن ندرة املواد األولية أو عدم توفر‬
‫املناخ املالئم إلنتاج سلعة معينة حيتم اللجوء إىل التجارة الدولية؛‬
‫‪ ‬اختالف تكاليف اإلنتاج يؤدي بالدولة إىل تفييل استرياد السلعة بدال من إنتاجها بتكلفة أكرب‪.‬‬

‫وعلى أساس ما سبق‪ ،‬فالبد أن تتخصص كل دولة يف إنتاج السلعة اليت تتميز هبا ويف املقابل تقوم باسترياد‬
‫السلع األخرى اليت تتميز بارتفاع تكاليف إنتاجها حمليا‪ ،‬وهذا يفسر بطبيعة احلال عدم وجود دولة مكتفية‬
‫ذاتيا‪.‬‬

‫واملزايا املرتتبة على قيام التجارة الدولية تتمثل يف االستفادة من موارد الدول األخرى‪ ،‬واالستفادة من التخصص‬
‫وتقسيم العمل ومنع االحتكار‪ ،‬إضافة إىل توفري فرص شغل‪ ،‬وجلب موارد مالية عن طريق الرسوم‬
‫اجلمركية‪.216‬‬

‫محشة عبد احلميد‪ ،‬دور حترير التجارة اخلارجية يف ترقية الصادرات خارج احملروقات يف ظل التطورات الدولية الراهنة‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬سنة ‪-2012‬‬
‫‪214‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪.10‬‬
‫‪ 215‬السيد حممد أمحد السرييت‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولىـ مؤسسة رؤية للطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪.09‬‬
‫‪ 216‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ .2.1‬التجارة الدولية والتخصص الدولي‬

‫هناك عالقة تبادلية بني التجارة اخلارجية والتخصص الدويل وتقسيم العمل‪ ،‬حيث أن قيام التجارة الدولية دفع‬
‫بالدول اىل أن تتخصص يف انتاج السلع واخلدمات اليت تتوفر فيها على ميزة نسبية‪ ،‬حيث تقوم بإنتاجها‬
‫بشكل يفوق حاجة سوقها احمللي‪ ،‬وتصريف الفائض لألسواق اخلارجية‪.‬‬

‫ويعود التخصص الدويل اىل عدة عوامل منها‪:217‬‬

‫‪ ‬اختالف الظروف الطبيعية‪ :‬وهذا ما مييز الدول النامية (العربية خاصة) حيث أن الظروف الطبيعية‬
‫اخلاصة هبا دفعتها اىل التخصص يف انتاج املواد األولية‪ ،‬يف املقابل جند دول أخرى تتخصص يف انتاج‬
‫السلع الزراعية أو الصناعية‪ ،‬وهذا خيلق جتارة خارجية حتقق الفائدة للطرفني‪.‬‬
‫‪ ‬مدى وفرة وندرة عناصر االنتاج‪ :218‬اذا أن الظروف الطبيعية ال تكفي لتحديد التخصص وتقسيم‬
‫العمل‪ ،‬بل يتحدد أييا على أساس وفرة أو ندرة عناصر االنتاج يف الدولة‪ ،‬ويعترب عنصر العمل ورأس‬
‫املال أهم عنصرين‪ .‬حيث أن الدول اليت تتوفر على عنصر العمل يف حني تعاين من ندرة يف رأس‬
‫املال‪ ،‬تلجأ اىل التخصص يف انتاج الصناعات اخلفيفة اليت تتطلب يد عاملة أكثر مما تطلب‬
‫استثمارات ضخمة أو مهارات عالية‪ .‬بعكس بعض الدول اليت لديها وفرة يف رأس املال وندرة نسبية‬
‫يف عنصر العمل لذا تتخصص يف انتاج الصناعات الثقيلة اليت تتميز بيخامة رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف النقل‪ :‬حيث تؤثر تكلفة النقل على مدى اتساع السوق‪ ،‬ألن تكاليف النقل متثل ثلثي‬
‫التكلفة الكلية لإلنتاج وبالتايل السعر النهائي للمنتج‪ .‬ويتحدد كون سلعة ما قابلة للتبادل جتاريا‬
‫اعتمادا على سعرها الدويل وسعرها احمللي وتكاليف النقل‪ ،‬اذ تكون السلعة قابلة للتصدير للخارج‬
‫عندما يكون سعرها احمللي مياف اليه تكاليف النقل للخارج أقل من السعر احملدد يف اخلارج (السعر‬
‫الدويل)‪ .‬ومن هنا فإن الدولة اليت تستطيع تطوير البىن التحتية اخلاصة بالنقل فيه‪ ،‬خصوصا املوانئ يف‬
‫الدول الساحلية واليت تتميز مبوقع جغرايف قريب من األسواق العاملية‪ ،‬تتوفر هلا امكانية توسيع حجم‬

‫‪ 217‬السيد حممد أمحد السرييت‪ ،‬مرجع سابق مت ذكره‪ ،‬ص‪12‬‬


‫‪218‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫جتارهتا الدولية‪ ،‬نظرا ألن البىن التحتية املتطورة تساهم يف خفض امجايل تكاليف النقل للخارج مما‬
‫يرتجم يف شكل ختفيض تكاليف السلعة املوجهة للخارج‪.‬‬
‫‪ ‬توافر التكنولوجيا احلديثة‪ :‬يعترب هذا العامل من أهم العوامل اليت تعرب عن متيز الدولة‪ ،‬فالدولة اليت‬
‫تتميز يف جمال االبداع التكنولوجي تستطيع انتاج سلع انتاجية أو رأمسالية‪ ،‬وال شك أن هذا األمر هو‬
‫الذي يشكل الفرق بني الدول املتقدمة والنامية‪ .‬وبالتايل فإن التقدم التكنولوجي يعترب دافعا رئيسيا‬
‫للتخصص وتقسيم العمل على املستوى الدويل‪.‬‬

‫‪ .3.1‬وسائل قياس األهمية النسبية للتجارة الخارجية‬

‫تيع التجارة اخلارجية السلع يف متناول طالبيها‪ ،‬وتساعد على أن جتعل مثن السلع الرأمسالية أرخص‪ .‬ومن مث‬
‫ترفع امكانيات الربح للرأمساليني واملنتجني‪ ،‬وتسمح بتوسيع نطاق االنتاج ولدينا وسائل عديدة لقياس األمهية‬
‫اخلاصة بالتجارة الدولية يف االقتصاد القومي‪ ،‬منها‪:219‬‬
‫‪ ‬نصيب الفرد من التجارة اخلارجية‪ :‬هنا حناول توضيح ما حيصل عليه الفرد الواحد من جمموع التجارة‬
‫الدولية اخلارجية‪ ،‬فتجمع قيمة الصادرات اىل قيمة الواردات‪ ،‬ويقسم اجملموع على عدد السكان‪.‬‬
‫‪ ‬متوسط امليل لالسترياد‪ :‬وهنا نبني مدى اعتماد الدولة على وارداهتا‪ .‬والواردات بدورها تدل على‬
‫مدى اعتماد هذه الدولة على االنتاج العاملي الذي يزودها بسلع االنتاج واالستهالك اليت تنقصها‪.‬‬
‫أي أننا حناول أن نبني مدى تبعية االنتاج القومي العاملي‪ ،‬وهلذا نستخرج نسبة قيمة الواردات اىل‬
‫جمموع الدخل القومي‪ .‬وحيسب كالتايل قيمة الصادرات‪/‬عدد السكان‪.100X‬‬
‫‪ ‬معدالت التبادل‪ :‬ان استعمال هذا املؤشر يساعدنا على معرفة العالقة املوجودة بني الصادرات‬
‫والواردات‪ ،‬مب عىن ذلك حماولة التعرف على الكيفية اليت حتكم هبا صادرات الدولة يف وارداهتا‪ ،‬وكم‬
‫وحدة من السلع حتصل عليها الدولة مقابل كل وحدة من السلع املصدرة‪ ،‬ويستخدم االقتصاديون‬
‫العديد من األساليب االحصائية لقياس معدل التبادل‪ ،‬نذكر بعيها‪:‬‬

‫‪ 219‬رنان خمتار‪ ،‬التجارة الدولية ودورها يف النمو االقتصادي‪ ،‬منشورات احلياة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.07‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ -‬معدل التبادل االضايف‪ :‬ويبني مدى سيطرة صادرات الدولة على وارداهتا‪ ،‬كما أهنا تدلنا على‬
‫القوة الشرائية للدولة بالنسبة اىل اخلارج‪ ،‬فهي تكون يف غري صاحل الدولة كلما كانت اقل من‬
‫الواحد‪ .‬وحيسب كالتايل‪ :‬الرقم القياسي ألسعار الصادرات‪/‬الرقم القياسي ألسعار الواردات‪.‬‬
‫الواردات‪X‬‬ ‫‪ -‬معدل التبادل اإلمجايل‪ :‬ويساوي الرقم القياس حلجم الصادرات‪/‬الرقم القياسي حلجم‬
‫‪ .100‬فإذا كان هذا املعدل أكرب من ‪ 100‬فنقول عندئذ أن هناك تدهور يف شروط التجارة‪،‬‬
‫ومبعىن ذلك أن الدولة تعطي للخارج كمية أكرب من الصادرات‪ ،‬مقابل كمية ثابتة من الواردات‪،‬‬
‫وحيدث العكس اذا كان املعدل أقل من ‪.100‬‬
‫‪ -‬معدل تبادل الدخل‪ :‬ويساوي الرقم القياسي ألسعار الصادرات‪X‬الرقم القياسي كمية‬
‫الصادرات‪/‬الرقم القياسي ألسعار الواردات‪.100X‬‬
‫اذا كانت هذه النسبة فوق ‪ 100‬فمعىن هذا أن الدولة تستطيع بالنسبة لسنة معينة أن حتصل‬
‫على حجم أكرب من الواردات عن طريق بيع صادراهتا يف هذه السنة والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬معدل تبادل اإلنتاجية‪ :‬هذا املعدل يأخذ مقدار التغري يف االنتاجية من أجل احلصول على معدل‬
‫تبادل جديد‪ ،‬يتميز بكثري من الدقة‪ ،‬ميكن احلصول عليه عن طريق‪ :‬معدل التبادل‬
‫السلعي‪ X‬انتاجية الصادرات يف سنة املقارنة‪/‬انتاجية الصادرات يف سنة األساس‪ .‬ويالحظ أن‬
‫معدالت التبادل بني الدول النامية‪ ،‬اليت تعتمد اعتمادا كليا على تصدير عدد قليل من املوارد‬
‫األولية والدول الصناعية قد تدهورت بالنسبة لألوىل‪ .‬نظرا ألن اسعار مواردها األولية إما أهنا‬
‫ظلت ثابتة أو أهنا ارتفعت ارتفاعا بسيطا‪ ،‬يف حني أن أسعار املنتجات الصناعية اليت تستوردها‬
‫قد ارتفعت ارتفاعا كبريا‪ ،‬وقد أدى هذا بدوره اىل تدهور شروط التجارة‪.‬‬

‫ختتلف احصائيات التجارة الدولية عن باقي اجملاالت‪ ،‬وذلك الختالف الدولتني اليت تتعامالن مع بعض اضافة‬
‫اىل جمموعة من االختالفات نذكرها فيما يلي‪:220‬‬

‫‪ ‬قيمة السلعة‪ :‬اذ ختتلف قيمتها يف الدول املصدرة عن الدولة املستوردة؛‬


‫‪ ‬العملة‪ :‬حيث ميكن أن ختتلف الدولتني يف العملتني احملليتني؛‬

‫‪ 220‬عبد احلسني زيين‪ ،‬احصاء التجارة الداخلية واخلارجية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2012 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬الفجوة الزمنية‪ :‬أي اختالف يف الوقت الذي تستغرقه البياعة يف الوصول من البلد املصدر اىل البلد‬
‫املستورد؛‬
‫‪ ‬األساليب اإلحصائية‪ :‬اذا ختتلف األساليب من دول اىل أخرى‪ ،‬اضافة اىل اختالف املفاهيم‬
‫وتصنيف خمتلف السلع وكذا يف طريقة تسجيل املعلومات اخلاصة هبا‪.‬‬

‫وال تكون التجارة الدولية مقتصرة على دولتني اثنني فقط‪ ،‬بل ممكن أن تتعدى املبادالت مع أكثر من دولة‬
‫واحدة‪ ،‬وهبدف الوصول اىل احصائيات حمددة ميكن مقارنتها فإهنا ختيع لتحليالت اقتصادية وإحصائية من‬
‫قبل خمتلف الدول ووفقا لتنظيمات ومؤمترات دولية‪ ،‬حيث مت التوصل اىل املفاهيم والتصنيفات املتعارف عليها‬
‫لتحقيق احلد األقصى من الوضوح وسالمة املقارنات الدولية‪.‬‬

‫‪ .4.1‬أهمية ودور التجارة في التنمية االقتصادية‬

‫عندما تنمو االقتصاديات عرب الزمن فإن أمناط جتارهتا من غري احملتمل أن تبين نفسها‪ .‬على سبيل املثال‬
‫الواليات املتحدة األمريكية كانت تصدر يف بداية األمر التبغ والقطن واملنتجات الغذائية يف القرنني الثامن عشر‬
‫والتاسع عشر‪ .‬ولكن يف بداية القرن العشرين أصبحت الواليات املتحدة األمريكية املصدر الرئيسي لسلع‬
‫الصناعات التحويلية‪ ،‬ويف بداية القرن احلادي والعشرين كانت الواليات املتحدة قد حتولت باجتاه تصدير‬
‫اخلدمات‪ .‬واملثال األخر هو كوريا اجلنوبية اليت حتولت بعد احلرب العاملية من مصدرة للمواد اخلام اىل مصدرة‬
‫للمالبس وحديثا أصبحت كوريا مصدرة ملواد مثل احلديد وااللكرتونيات والصناعات التحويلية األخرى‪ .‬مثة‬
‫اسباب هلذا التغيري يف أمناط جتارة االقتصاديات‪ ،‬فالتغيري يف ثروة االقتصاديات من العناصر االنتاجية حيصل‬
‫كلما اكتسب االقتصاد الوطين رأس مال وعمال متدربني ميكن ذلك االقتصاد أن يتحرك بعيدا عن التجارة‬
‫املعتمدة على املوارد الطبيعية‪ .‬فالتغذية األفيل واملستوى احملسن للعناية الصحية وتوافر التعليم كلها تقود اىل‬
‫قوة عمل أكثر انتاجية وهذه االستثمارات يف رأس املال البشري تؤدي اىل تغيري أبعد يف السلع اليت ميتلك فيها‬
‫االقتصاد الوطين ميزة نسبية‪.‬‬

‫ان التحسينات يف التكنولوجيا عرب الثورة اخليراء يف الزراعة قد حولت دول أسيوية عدة كوهنا مستوردة للغذاء‬
‫اىل مصدرة للغذاء وأييا مسح ذلك لتلك الدول أن تنقل عمل العمال من الزراعة اىل قطاع الصناعة‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫التحويلية‪ .‬كما أن عمليات انتاج جديدة قد مسحت ألوروبا وأمريكا أن حتافظ على انتاجها من سلع الصناعة‬
‫التحويلية مع عدد أقل جدا من العمال‪.221‬‬

‫تعد التجارة مهمة جدا للدول النامية يف سعيها لتحقيق التنمية االقتصادية‪ .‬إن مشكلة الدول النامية هي يف‬
‫قدرهتا على توسيع جتارهتا حىت تتمكن أن تكسب من توسع نشاطاهتا اليت ترعاها‪ ،‬كما أهنا تستطيع أن‬
‫تستورد على مدى واسع ما حتتاجه من سلع خمتلفة وتدفع أمثاهنا من خالل التوسع يف الصادرات‪ ،‬ولكن تلك‬
‫الدول تواجه بعض الصعوبات الكبرية يف حتقيق هذه األهداف أو النشاطات‪.222‬‬

‫إ ن معظم حكومات تلك الدول كانت قد اتبعت على حنو عام سياسات جتارية تدخلية (تدخل احلكومة)‬
‫لتجاوز خمتلف الصعوبات اليت تواجهها يف توسيع جتارهتا‪.‬‬

‫وهكذا ميكن القول أنه على الرغم من أن التجارة الدولية ميكنها أن توفر منافع للمستهلكني احملليني ولكن‬
‫بعض االقتصاديني يصرون على أن نظام املتاجرة الدولية احلايل يعيق التنمية االقتصادية يف الدول النامية‪ .‬وهم‬
‫يعتقدون أن نظرية التجارة الدولية التقليدية اليت تأسست على مبدأ امليزة النسبية غري مالئمة للدول‪.‬‬

‫نظرية التجارة والتنمية االقتصادية‪:‬‬

‫استنادا اىل النظرية التقليدية يف التجارة اذا ختصصت كل دولة يف انتاج السلعة اليت متتلك فيها ميزة نسبية فإن‬
‫االنتاج العاملي سيكون أكرب‪ ،‬ومن خالل التجارة فإن كل دولة سوف تشارك يف املكسب من التجارة‪ .‬مع‬
‫التوزيع احلايل للثروة من عناصر االنتاج والتكنولوجيا بني الدول املتقدمة والدول النامية‪ .‬إن نظرية امليزة النسبية‬
‫تصف للدول النامية أن عليها أن تستمر يف التخصص على حنو أويل يف انتاج وتصدير املواد اخلام وأنواع‬
‫الوقود واملعادن والغذاء اىل الدول املتقدمة مقابل احلصول على منتجات الصناعات التحويلية‪.223‬‬

‫يف الوقت الذي رمبا يعظم الرفاه يف املدى القصري فإ ن الدول النامية تعتقد أن هذا النمط من التخصص‬
‫والتجارة ينزهلا اىل موقف أو وضع ثانوي أو تابع مقابل الدول املتقدمة ومينعهم من جين املنافع احلركية من‬
‫الصناعة وتعظيم رفاهتهم على املدى الطويل‪ .‬وهنا البد من أن نذكر أن منافع احلركية مميزة عن املنافع الساكنة‬

‫‪ 221‬حممد صاحل تركي القريشي‪ ،‬علم اقتصاد التنمية‪ ،‬مكتبة اجلامعة الشارقة‪ ،‬اثراء للنشر والتوزيع االردن‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،2010 ،‬ص‪.235‬‬
‫‪ 222‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫‪ 223‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.237‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫من امليزة النسبية‪ ،‬فمنافع احلركية الناجتة من االنتاج الصناعي هي قوة عمل متدربة أكثر وابتكارات أكثر‬
‫وأسعار أعلى وأكثر استقرارية للدول املصدرة ودخل أعلى لسكان تلك الدولة‪ .‬فإذا ختصصت الدول النامية‬
‫بالسلع األولية أو املواد اخلام وختصصت الدول املتقدمة مبنتجات الصناعات التحويلية فإن كل أو معظم هذه‬
‫الفوائد احلركية من الصناعة والتجارة حتصل للدول املتقدمة تاركة الدول النامية فقرية ومتخلفة وتابعة‪ .‬إن هذا‬
‫االعتقاد يعزز من خالل املشاهدة اليت تظهر أن كل الدول املتقدمة على حنو أويل صناعية‪ .‬بينما معظم الدول‬
‫النامية على حنو أويل هي زراعية أو أهنا تعمل يف استخراج املعادن‪.‬‬

‫وهكذا فإن الدول النامية هتاجم نظرية التجارة التقليدية بوصفها ساكنة وغري مالئمة لعملية التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫والدول النامية ترى أن نظرية التجارة التقليدية بوصفها تتيمن تكييفا للشروط املوجودة‪ ،‬بينما تتطلب التنمية‬
‫باليرورة تغيري الشروط املوجودة‪ .‬بإختصار فإ ن نظرية التجارة التقليدية رمبا تعظم الرفاه عند نقطة واحدة من‬
‫الزمن وليس عرب الزمن‪ .‬ونتيجة لذلك فإ ن الدول النامية تطلب تغريات يف منط التجارة وإصالح النظام‬
‫االقتصادي الدويل احلايل ليأخذ بنظر االعتبار حاجاهتم التنموية اخلاصة‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظريات الكالسيكية والحديثة في التجارة الدولية‬

‫‪ .1.2‬التيار الماركنتيلي والنظرية الكالسيكية في التجارة الدولية‪:‬‬


‫‪ ‬النظرية الميركنتيلية‪:‬‬
‫سادت هذه النظرية من القرن اخلامس عشر اىل القرن الثامن عشر يف‪ :‬بريطانيا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬فرنسا وهولندا‪،‬‬
‫وتعكس املصاحل البورجوازية التجارية يف فرتة ضعف النظام الرأمسايل‪.‬‬
‫ويف التجارة الدولية‪ ،‬رأى هذا التيار تقوية وضعية الدولة البد أن يشتمل على اخلطوات التالية‪:224‬‬
‫‪ -‬االبقاء على امليزان التجاري اجيايب؛‬
‫‪ -‬تنظيم التجارة الدولية بشكل يسمح زيادة مستوى الصادرات وختفيض مستوى الواردات من خالل‬
‫استعمال األدوات املختلفة للسياسة التجارية؛‬
‫‪ -‬حتديد خروج املعادن والسماح بتوريدها دون عوائق جتارية مما ميكن من تراكم الذهب واحملافظة على‬
‫أسعار تصدير منخفية للمنتجات الصناعية االنهائية؛‬
‫املستعمرة مع الدول األجنبية األخرى‪ ،‬وتصريف‬
‫َ‬ ‫‪ -‬منع كل أنواع التجارة اليت ميكن أن تقوم هبا الدولة‬
‫املستعمرة ال يتم إال عن طريق الدولة املستعمرة؛‬
‫َ‬ ‫منتجات الدولة‬
‫املستعمرة من انتاج منتجات صناعية هنائية وإبقائها متخصصة فقط يف استخراج املعادن‬
‫َ‬ ‫‪ -‬منع الدول‬
‫واملنتجات الزراعية مع اقتصار توجيه الصادرات فقط حنو الدولة املستعمرة‪.‬‬

‫ورغم مرور فرتة كبرية على األفكار املريكنتيلية فإنه يالحظ يف وقتنا احلايل العودة اليها كوسيلة إلجياد حلول‬
‫ملستويات البطالة املتنامية‪ ،‬واخنفاض مستويات اخنفاض مستويات االنتاج وزيادة الواردات ذات األسعار‬
‫املنخفية القادمة خاصة من دول جنوب شرق أسيا والصني‪ .‬كما أن بعض الدول احلاملة لراية احلرية‬
‫االقتصادية واملنافسة الكاملة‪ ،‬على حنو أكثر هتذيبا وختفيا‪ ،‬الزالت تطبق األفكار االحتكارية للمريكانتيليني‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال الواليات املتحدة األمريكية متنع السفن األجنبية من نقل البيائع من والية أمريكية اىل أخرى‬
‫أما روسيا فتمنع شركات الطريان األجنبية من نقل األشخاص داخليا من مدينة اىل أخرى‪.225‬‬

‫‪ 224‬قاشي فايزة‪ ،‬االقتصاد الدويل –تنقل السلع وحركة عوامل االنتاج‪ ،-‬منشورات دار األديب‪ ،‬دون سنة‪ ،‬وهران‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 225‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬نظرية الميزة المطلقة أدام سميث‬

‫املفكر االقتصادي أدم مسيث قام بتفسري التجارة الدولية والتخصص الدويل بشكل علمي‪ ،‬حيث برهن يف‬
‫كتابه ثورة األمم أن التجارة هي السبيل الذي ميكن الدولة من االستفادة من ميزة تقسيم العمل ومنه اىل‬
‫التخصص مما يؤدي اىل رفع انتاجية الدولة‪.‬‬
‫ويرى أدم مسيث أنه يكفي وجود فرق يف تكاليف االنتاج بني دولتني حىت تتم التجارة الدولية بينهما‪ ،‬حتت ما‬
‫يسمى بنظرية النفقات‪.226‬‬
‫تركز نظرية امليزة املطلق ة بشكل أساسي على جانب العرض يف حتديد أسباب الفوارق السعرية من دولة اىل‬
‫أخرى‪ .‬وتستخدم هذه النظرية لتحديد السلع املوجهة للتصدير أو اليت ستستورد‪ .‬واملدرسة الكالسكية تعود‬
‫اىل االقتصاديني الذي جاؤوا قبل االقتصادي الشهري كينز يف الفرتة ما بني أواخر القرن الثامن عشر اىل بداية‬
‫القرن التاسع عشر‪ .‬وأول اقتصادي كالسيكي حاول تفسري قيام التجارة اخلارجية هو أدم مسيث يف كتابه "ثروة‬
‫األمم"‪ ، 227‬حيث استخدم أدم مسيث مفهوم الفرق املطلق يف التكاليف بني دولة وأخرى (امليزة املطلقة)‪ ،‬اي‬
‫أن أي دولة تستطيع أن تنتج سلعة واحدة على األقل أو جمموعة من السلع بتكلفة أقل مقارنة بالدول‬
‫األخرى‪ ،‬وتقوم بالتصدير السلع اليت تتخصص فيها مقابل استرياد السلع اليت ترتفع فيها تكلفة االنتاج‪.‬‬
‫وحسب نظرية القيمة املبنية على العمل فإ ن السلع ستبادل ببعيها وفقا لنسبة ساعات العمل املستخدمة يف‬
‫انتاجها ‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬ميكانيكية جهاز السوق احلر واملنافسة ستيمن معدل تبادل واحد بني السلع‬
‫عكس تكلفة العمل احلقيقية للسلع‪ .‬وهلذا فإن املنافسة السوقية تيمن تبادل السلع حسب تكلفتها من‬
‫العمل‪ .‬ويف حالة عدم امكانية انتقال العمل حبرية فإن نظرية التبادل ال تربهن ذلك الختالف أجر العمل من‬
‫صناعة اىل غريها‪.228‬‬
‫وهكذا اهتم أدم مسيث يف فرضياته بإعداد جدول رقمي يبني فيه ذلك‪ ،‬فافرتض دولتني مها اجنلرتا والربتغال‪،‬‬
‫ينتجان سلعتني مها القماش والقمح‪ ،‬ومثن هاتني السلعتني قبل قيام التجارة بينهما كالتايل‪:229‬‬

‫‪ 226‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬تنظيم وتطور التجارة اخلارجية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2003-2002‬ص‪.04‬‬
‫‪227‬مت نشر كتاب ثروة األمم سنة ‪ ،1776‬يف بداية فرتة الثورة الصناعية ويعترب أحد معامل تطور الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫‪ 228‬شريف على الصوص‪ ،‬التجارة الدولية (األسس والتطبيقات)‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 229‬بوكونة نورة‪ ،‬متويل التجارة اخلارجية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2012-2011 ،3‬ص‪.04‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-4‬نظرية التكاليف املطلقة‬

‫القماش‬ ‫القمح‬ ‫الدولة‬


‫‪ 03‬دوالرات للوحدة‬ ‫‪ 04‬دوالرات للوحدة‬ ‫اجنلرتا‬
‫‪ 06‬دوالرات للوحدة‬ ‫‪ 02‬دوالرات للوحدة‬ ‫الربتغال‬
‫المصدر‪ :‬بوكونة نورة‪ ،‬متويل التجارة اخلارجية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2012-2011 ،3‬ص‪.04‬‬

‫من خالل هذا اجلدول ميكن القول أن مثن القماش يف اجنلرتا أقل منه يف الربتغال‪ ،‬األمر الذي يؤدي اىل قيام‬
‫منتجي القماش يف اجنلرتا بتصديره اىل الربتغال‪ .‬وارتفاع مثن القمح يف اجنلرتا عنه يف الربتغال‪ ،‬ويعمل منتجي‬
‫القمح على تصديره وينتج عن هذا اتساع سوق القماش أمام املنتجني االجنليز سوق القمح أمام املنتجني‬
‫الربتغاليني‪ ،‬مما يؤدي اىل زيادة انتاجية العمل يف الدولتني وبالتايل زيادة الناتج الكلي هبما‪ ،‬وهبذا تتحصل‬
‫الدولة على حاجاهتا من السلعة وبأرخص سعر‪.‬‬
‫ولقد وجهت هلذه النظرية عدة انتقادات وهي كالتايل‪:230‬‬
‫‪ -‬وفقا هلذه النظرية فإن الدولة اليت ال تتفوق يف انتاج سلعة معينة‪ ،‬لن تستطيع القيام بعملية التصدير‬
‫للخارج‪ ،‬وبالتايل فلن تستطيع استرياد ما حتتاجه من سلع من اخلارج لعدم قدرهتا على الدفع‪ ،‬وهذا‬
‫سيؤدي حتما على تقليص حجم التجارة الدولية؛‬
‫‪ -‬التفوق املطلق هو أساس التخصص الدويل فقط‪ ،‬يف حني أن التفوق النسيب هو أساس قيام‬
‫التخصص الدويل؛‬
‫‪ -‬توضح هذه النظرية أن التجارة اخلارجية هي امتداد لنظرية التجارة الداخلية غري أن النوعني خمتلفني‬
‫من حيث اخلصائص والنظريات‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية النسبية لريكاردو‪:‬‬

‫ظهرت هذه النظرية نتيجة لعدم وجود دول تتوفر لديها ميزة مطلقة يف انتاج سلعة معينة‪ ،‬وهذا يرجع اىل‬
‫استخدام طرق انتاج غري كفؤة أو عدم قدرة هذه الدول على بناء مشاريع كبرية لالستفادة من وفرة التكاليف‪،‬‬
‫يف هذه احلالة ال ميكن استخدام نظرية امليزة املطلقة‪ .‬ومن هنا جاء جوهر نظرية امليزة النسبية لدافيد ريكاردو‪،‬‬

‫‪ 230‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬مرجع ذكر مسبقا‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫حيث أكد أن شرط توفر ميزة مطلقة للدولة يف انتاج سلعة معينة ليس ضروريا لكي تستفيد هذه الدولة من‬
‫الدخول يف التجارة الدولية‪ ،‬بل يكفي أن تتوفر على ميزة نسبية يف انتاج احدى البيائع‪ .‬ومن هنا فإن الدولة‬
‫ميكنها أن حتقق مك اسب من التجارة حىت لو كانت ذات تكاليف حقيقية أكرب يف مجيع السلع اليت تنتجها‬
‫مقارنة مع شركائها التجاريني األجنبيني‪.231‬‬

‫تقوم هذه النظرية على جمموعة من الفرضيات األساسية واليت يعد وجودها شرطا من شروط قيام التجارة‬
‫الدولية‪:232‬‬

‫‪ ‬تتمتع عوامل االنتاج باحلرية التامة يف االنتقال بني فروع االنتاج داخل الدولة الواحدة‪ ،‬بغرض حتقيق‬
‫الربح يف ظل املنافسة التامة يف سوق عوامل االنتاج؛‬
‫‪ ‬ال تتمتع عوامل االنتاج حبرية االنتقال بني الدول املختلفة ألسباب ادارية‪ ،‬اجتماعية وثقافية‪ ،‬اذ‬
‫تشكل هذه األخرية عوائق النتقال عوامل االنتاج؛‬
‫‪ ‬تقوم التج ارة الدولية على أساس املقايية حتدد قيمة السلعة بكمية العمل املستخدم يف انتاجها‬
‫(نظرية العمل يف القيمة)؛‬
‫‪ ‬تعترب كمية املوارد االقتصادية املتوفرة معطاة‪ ،‬حيث ال تتأثر باملبادالت الدولية‪ ،‬وبالتايل ان كمية العمل‬
‫املتوفرة يف دولة ما تتوقف على حجم سكاهنا ومعدل زيادهتم؛‬
‫‪ ‬االنتاج خييع لقانون الغلة الثابتة‪ ،‬اي أن زيادة املدخالت يف العملية االنتاجية بنسبة معينة يؤدي‬
‫باليرورة اىل زيادة املخرجات بنفس تلك النسبة (وهذا ما أدى بنظرية النفقات النسبية اىل نتائج غري‬
‫منطقية)؛‬
‫‪ ‬تفرتض هذه النظرية تباين دوال االنتاج للسلعة الواحدة يف دول خمتلفة‪ ،‬نظرا لتباين العوامل الطبيعية‬
‫(واقتصار النظرية على العوامل الطبيعية جعلها غري قادرة على ادخال العوامل املكتسبة يف التكاليف‬
‫النسبية للسلعة الواحدة لدول خمتلفة)؛‬
‫‪ ‬تفرتض هذه النظرية توفر شروط املنافسة التامة وبني الوحدات االقتصادية لدول خمتلفة ليمان حتقيق‬
‫أقصى ربح؛‬

‫‪ 231‬شريف على الصوص‪ ،‬التجارة الدولية (األسس والتطبيقات)‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 232‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬تفرتض هذه النظرية أن التجارة الدولية يف انعكاس للتجارة احمللية اليت تتم بني األفراد واملؤسسات‪،‬‬
‫فكما تسعى العمليات التجارية احمللية لتحقيق أقصى ربح‪ ،‬فإن التجارة الدولية تسعى اىل حتقيق أكرب‬
‫عائد؛‬

‫وقد سامهت نظرية التكاليف النسبية يف دفع النظرية الكالسيكية اىل التقدم‪ ،‬بعد أن عجزت نظرية أدم مسيث‬
‫يف حتليل بعض احلاالت اخلاصة باملبادالت الدولية (حالة دولة تتفوق يف انتاج سلعة ما ورغم هذا ال تتخصص‬
‫يف انتاجها وتصديرها‪ ،‬اضافة اىل قيام جتارة خارجية بني دولتني ال تتمتع احدامها مبيزة مطلقة يف انتاج سلعة‬
‫معينة‪ ،‬يف حني أن الثانية تتمتع مبيزة مطلقة يف انتاج كلتا السلعتني)‪.‬‬

‫وهنا يرى املفكر االقتصادي دافيد ريكاردو أن التبادل التجاري ال يشرتط التفوق املطلق امنا التفوق النسيب‪،‬‬
‫وهكذا تكون النظرية النسبية قد أجابت على أوجه القصور يف النظرية املطلقة وتعترب بذلك امتدادا هلا‪،‬‬
‫والزالت قادرة على تفسري جوانب خمتلفة من املبادالت التجارية الدولية يف الوقت احلايل‪.233‬‬

‫‪ ‬نظرية القيم الدولية لجون ستيوارت ميل‪:‬‬


‫أكدت النظريات السابقة (امليزة املطلقة وامليزة النسبية) لتفسري قيام التجارة اخلارجية بني البلدان على جانب‬
‫العرض (امكانيات االنتاج) دون االهتمام بالطلب‪.‬‬
‫لقد تنبه اىل هذه املسألة جون ستيوارت ميل (‪ ) 1873-1806‬الذي أشار يف نظريته للقيم اخلارجية اىل أن‬
‫رغبة كل بلد يف عرض صادراته من السلع يعتمد على مقدار وارداته‪ ،‬مبعىن أن الصادرات تتغري وفقا ملعدالت‬
‫التبادل التجاري السائدة بني البلدان املشاركة يف التجارة‪ ،‬وهلذا قام جون ستيوارت ميل بإدخال جانب الطلب‬
‫على التحليل هبدف حتديد معدالت التبادل بني هذه البلدان‪ ،‬وبناء على ذلك حدد مفهوم التوازن بني البلدان‬
‫املشاركة فعليا يف التجارة‪ ،‬بأنه الوضع الذي تكون فيه صادرات البلد مساوية لواردات البلد األخر املشارك معه‬
‫يف التجارة‪ .‬بعبارة أخرى أن عرض البلد (أ) لسلعته ميثل طلبه على سلعة البلد (ب) الداخلي يف البلد يزيد‬
‫مكاسب ذلك البلد من التجارة اخلارجية‪.234‬‬

‫‪ 233‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ 234‬رائد فاضل جويد‪ ،‬النظرية احلديثة يف التجارة اخلارجية‪ ،‬جملة الدراسات التارخيية واحليارية‪ ،‬اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 17‬حزيران ‪ ،2013‬ص‪.127‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫حلل جون ستيوارت ميل ما عجز عنه ريكاردو يف حتديد معدالت التبادل الدويل‪ ،‬ولذلك فإن الكيفية اليت‬
‫حددت هبا املعدالت اليت ستتبادل هبا السلع والكيفية اليت تتوزع هبا أييا فوائد التقسيم الدويل للعمل بني‬
‫الدول اليت تتمتع مبيزات نسبية يف انتاج سلع معينة وتتخصص فيها وتبادهلا بسلع أخرى ال تتمتع يف انتاجها‬
‫مبيزة نسبية‪ .‬وقد أورد ستيوارت نظريته يف القيم الدولية من خالل كتابه مبادئ االقتصاد السياسي‪.235‬‬

‫بدأ ميل نظريته بافرتاض دولتني تنتجان املنسوجات والكتان‪ .‬وإنتاج ‪ 10‬وحدات من املنسوجات يكلف اجنلرتا‬
‫قدرا من العمل مثلما يكلفها انتاج ‪ 15‬وحدة من القمح‪ ،‬ويف أملانيا انتاج ‪ 10‬وحدات من املنسوجات‬
‫يكلف أملانيا قدرا من العمل مثلما يكلفها انتاج ‪ 20‬وحدة من القمح وهو ما يبينه اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2-4‬يوضح نظرية القيم الدولية‬

‫وحدة املنسوجات‬ ‫وحدة القمح‬ ‫الدولة‬


‫‪ 10‬وحدة‬ ‫‪ 15‬وحدات‬ ‫اجنلرتا‬
‫‪ 10‬وحدة‬ ‫‪ 20‬وحدات‬ ‫أملانيا‬
‫المصدر‪ :‬بوكونة نورة‪ ،‬متويل التجارة اخلارجية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2012-2011 ،3‬ص‪.08‬‬

‫يتبني أن املنسوجات يف كل من اجنلرتا وأملانيا تكلف قدرا من العمل أكرب مما يكلفه انتاج القمح‪ ،‬ولكن أملانيا‬
‫تتمتع مبيزة نسبية عن اجنلرتا يف انتاج القمح يف حني تتم تع اجنلرتا يف انتاج املنسوجات بالنسبة ألملانيا وذلك‬
‫ألن كمية العمل اليت تنتج ‪ 10‬وحدات من املنسوجات ‪ 15‬وحدة من القمح يف إجنلرتا بينما نفس كمية‬
‫العمل اليت تنتج وحدة من املنسوجات يف أملانيا تعادل ‪ 20‬وحدة من القمح ولذلك فمن املفيد أن تتخصص‬
‫اجنلرتا‪ ،‬يف انتاج املنسوجات وتستورد القمح من أملانيا‪ ،‬وختتص يف انتاج القمح وتستورد املنسوجات من اجنلرتا‪.‬‬

‫االفرتاضات اليت تقوم عليها نظرية القيم الدولية‪:‬‬

‫تقوم نظرية القيم الدولية على االفرتاضات التالية‪:236‬‬

‫‪ 235‬بوكونة نورة‪ ،‬متويل التجارة اخلارجية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2012-2011 ،3‬ص‪.08‬‬
‫‪ 236‬عبد الرمحن روابح‪ ،‬حركة التجارة الدولية يف اطار التكامل االقتصادي يف ضوء التغريات االقتصادية احلديثة (دراسة تقييمة للتجارة الدولية لدول جملس التعاون اخلليجي‬
‫‪ ،)2010-2000‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2013/2012 ،‬ص‪.109‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬عند قيام التجارة بني دولتني على سلعتني فإن القيمة الكلية لطلب الدولة األوىل على السلعة اليت‬
‫تنتجها الدولة الثانية ستتساوى مع القيمة الكلية لطلب الدولة الثانية على السلعة اليت تنتجها الدولة‬
‫األوىل؛‬
‫‪ ‬ما دمنا ال نستطيع تقرير قاعدة عامة ألذواق وحاجات املستهلكني فإننا ال نستطيع التخمني عند أي‬
‫نسبة ميكن تبادل السلعتني ومبا أننا نع رف احلد األعلى واحلد األدىن لنسبة التبادل (نسبيت تكاليف‬
‫االنتاج يف كل من الدولتني) فإن املنفعة من التجارة بني الدولتني ميكن أن تقسم بينهما نسب عديدة‬
‫ومبعىن ألخر أن معدالت التبادل الدولية ستقع بني معدالت التبادل الداخلية يف كلتا الدولتني؛‬
‫‪ ‬سيعتمد موقع معدالت التبادل على الطلب املتبادل يف كلتا الدولتني وكذلك على مرونة هذا الطلب‬
‫اذا كان طلب احدى الدولتني على السلعة اىل تنتجها الدولة الثانية عند سعر معني كبريا يف حني أن‬
‫طلب الدولة الثانية على السلعة اليت تنتجها الدولة األوىل عند السعر نفسه قليال فستميل شروط‬
‫التج ارة الدولية ملصلحة الدولة الثانية والعكس صحيح‪ ،‬ومن ناحية أخرى اذا كانت مرونة الطلب يف‬
‫احدى الدولتني على السلعة اليت تنتجها الدولة األخرى عند سعر معني أكرب من الواحد اجتهت‬
‫شروط التجارة الدولية لغري مصلحة هذه الدولة والعكس صحيح‪ ،‬ومبعىن أخر أن الدولة ذات الطلب‬
‫غري املرن هي اليت تعود عليها الفائدة األكرب من التجارة الدولية أما الدولة ذات الطلب املرن فتعود‬
‫عليها الفائدة األقل؛‬
‫‪ ‬ان لنفقات النقل تأثري مزدوج على التجارة الدولية فهي تساهم يف أن يصبح سعر السلعة اليت تنتجها‬
‫الدولة األوىل مرتفعا يف الدولة الثانية عنه يف الدولة األوىل وسعر السلعة اليت تنتجها الدولة الثانية‬
‫مرتفعا يف الدولة األوىل عنه يف الثانية وعلى ذلك فلن يتم تبادل السلعتني وفق معدل التبادل السائد‬
‫يف حالة افرتاض عدم وجود هذه التكاليف‪ ،‬ومبا أنه ال توجد قاعدة لتوزيع تكاليف النقل بني الدولتني‬
‫وأن احتساهبا من ضمن التكلفة يؤدي اىل زيادة تكلفة الواردات‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي يف النهاية اىل‬
‫تغيري الطلب املتبادل بسبب اختالف املرونات ومن مث تغيري معدل التبادل الدويل‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬
‫حتد تكلفة النقل من التخصص الدويل ألهنا تيطر الدولة ألن تنتج داخل حدودها سلعا‪ ،‬كما‬
‫ميكنها أن حتصل عليها من اخلارج بأسعار منخفية لكن وجود هذه التكاليف يزيد من تكلفة السلعة‬
‫املستوردة‪ ،‬مما جيعل انتاجها حمليا أفيل من استريادها‪ ،‬ومن ناحية أخرى حتد تكاليف النقل من‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫التخصص الدويل ألهنا تيطر الدولة ألن تنتج داخل حدودها سلعا كما ميكنها أن حتصل عليها من‬
‫اخل ارج بأسعار منخفية لكن وجود هذه التكاليف يزيد من تكلفة السلعة املستوردة مما جيعل انتاجها‬
‫حمليا أفيل من استريادها‪.‬‬

‫‪ .2.2‬النظريات الحديثة للتجارة الدولية‬


‫نقطة البداية يف النظريات احلديثة للتجارة الدولية اليت قدمت من طرف بعض االقتصاديني مثل (كروغمان‬
‫‪ )1987‬هي بسيطة‪ ،‬ولكن املالحظة املهمة أو اجلوهرية هي أن املنافسة التامة ليست فرضا معقوال‪ .‬وقد‬
‫اقرتح سابقا أن تكون احدى املنافع الرئيسية للتجارة الدولية عمليا اقامة سوق واسعة واتاحتها للمنتجني‪ ،‬أي‬
‫تتيح هلم الكسب من وفورات احلجم الكبري‪ ،‬أكثر مما لو كان هناك احتمال لتيسري التجارة بني البلدان‪ .‬ولكن‬
‫املشكلة يف هذا األمر تتمثل يف وجود وفورات احلجم‪ ،‬وقد اقرتح عدم امكانية وجود أي شيء مقارب‬
‫للمنافسة التامة‪ ،‬ألن امليي يف ختفيض التكاليف تعترب مكاسب مفرتضة مسبقا للمنافسة التامة‪ ،‬وستقود اىل‬
‫تركيز وهيمنة أي صناعة‪ ،‬أو سيطرة أي صناعة تتمتع بوفورات مهمة من قبل منشآت قليلة‪ .‬وهذه الوفورات‬
‫ميكن أن ختلق موانع للدخول اىل الصناعة يف وجه أي منشأة جديدة ميكن أن تبدأ وتنافس بنجاح اذا هي‬
‫دخلت كمشروع كبري‪ .‬ومن اجلدير بالذكر أن مثل هذا التسيب خيفي وراءه منطق ما يسمى بـ "الصناعة‬
‫الناشئة"‪ ،‬ويعطي احلجة للحماية ضد حرية التجارة‪.237‬‬
‫اذا كانت نظريات التجارة اخلارجية الكالسيكية قد ترتب األساس الذي قامت عليه يف امليزة املطلقة‪ ،‬لرتكز‬
‫على امليزة النسبية اليت بدأت ريكاردو‪ ،‬وأضاف عليها أسالفه الكثري من التعديالت‪ ،‬فإن النظريات اليت اعتاد‬
‫االقتصاديون أن يسموها بالنظريات احلديثة يف التجارة اخلارجية‪ ،‬اليت قامت على أساس العنصر االنتاجي‬
‫الوفري‪ ،‬مل تتحرر متاما من األسس اليت وضعها الكالسيكيون باستثناء االعتماد على عنصرين من عناصر‬
‫االنتاج مها‪ :‬العمل ورأس املال بدال من العمل بوصفه عنصرا انتاجيا وحيدا كما فعل كل من أدم مسيث‪ ،‬دافيد‬
‫ريكاردو‪ ،‬جون ستيوارت ميل‪ ،‬فجاءت النظريات احلديثة يف تفسري قيام التجارة اخلارجية‪ ،‬ابتداءا من هكشر‬

‫‪237‬‬
‫طه يونس محادي‪ ،‬نظريات التجارة الدولية ا لتقليدية (الكالسيكية) واحلديثة والتكتالت االقتصادية‪ :‬مع اشارة اىل السوق األوروبية املوحدة‪ ،‬جملة البحوث االقتصادية‬
‫العربية‪ ،‬العدد ‪/39‬صيف‪ ،2007‬ص‪.14‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫أولني‪ ،‬واليت عرفت بنظرية وفرة العنصر متعمدة على فرضيات أكثر واقعية تتماشى مع املتغريات االقتصادية‬
‫احلديثة‪ ،‬وتتمثل الفكرة األساسية هلذه النظرية يف مايلي‪:238‬‬

‫إ ن االختالفات يف الوفرة النسبية لعوامل االنتاج بني البلدان هي اليت تؤدي اىل قيام التجارة اخلارجية بينهم‪ .‬إذ‬
‫لكل بلد ميزة نسبية عندما ينتج ويصدر تلك السلعة اليت حتتاج اىل عامل االنتاج األكثر وفرة نسبية فيها‪ ،‬اىل‬
‫جانب أنه لن يكون للبلد هذه امليزة بالنسبة للسلع اليت حيتاج انتاجها اىل عامل االنتاج األكثر ندرة فيها‪،‬‬
‫وبالتايل جيب أن يقوم البلد باسترياد هذه السلع من اخلارج‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫فيما يلي‪ :‬ان االختالف يف التكاليف النسبية مرجعه‬ ‫بعبارة أخرى ميكن اجياز نظرية هكشر‪-239‬أولني‬
‫االختالف النسيب بني معطيات البلدان من عوامل االنتاج‪ ،‬فالبلد غالبا يكون له ميزة نسبية يف السلع اليت‬
‫يتطلب انتاجها عوامل االنتاج األكثر وفرة نسبية يف البلد‪ ،‬وعلى العكس يكون للبلد غالبا ختلف نسيب يف‬
‫السلع اليت يتطلب انتاجها عامل االنتاج األكثر ندرة نسبية يف البلد‪.‬‬

‫وهكذا فإ نه عند قيام التجارة‪ ،‬فان صادرات كل بلد ستكون من السلع اليت تتفوق يف انتاجها على غريها من‬
‫البلدان‪ ،‬وذلك ألن تكلفة انتاجها‪ ،‬بالتايل أسعارها تكون منخفية نسبيا عن األسعار السائدة يف البلدان‬
‫األخرى‪ ،‬أما استريادها فستكون من السلع اليت حيتاجها اىل عوامل انتاج غري موجودة حمليا‪ ،‬أو يعاين فيها البلد‬
‫من عجز نسيب يف وفرهتا‪ ،‬وبالتايل فإ ن السبب الرئيسي لقيام التبادل الدويل بني بلدين هو امكانية احلصول‬
‫على السلعة من اخلارج بتكلفة أقل من تكلفة انتاجها حمليا‪.‬‬

‫يعين حسب أولني فان التجارة اخلارجية تستند على عاملني رئيسيني مها‪:241‬‬
‫‪ ‬اختالف الوفرة النسبية لعناصر االنتاج بني الدول؛‬
‫‪ ‬اختالف نسب مزج عناصر االنتاج يف دوال انتاج السلع‪.‬‬

‫‪ 238‬رائد فاضل جويد‪ ،‬النظرية احلديثة يف التجارة اخلارجية‪ ،‬جملة الدراسات التارخيية واحليارية‪ ،‬اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 17‬حزيران ‪ ،2013‬ص‪.128‬‬
‫‪ 239‬هكشر ‪ :‬اقتصادي سويدي من مؤلفاته ‪.The effect of foreign trade on the distribution of income‬‬
‫‪ 240‬أولني‪ :‬اقتصادي وسياسي حائز على جائزة نوبل ومن مؤلفاته‪.Iterregional and international trade :‬‬
‫‪ 241‬نداء حممد الصوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫فبعض الدول يتوفر فيها عنصر العمل وبالتايل تتخصص يف انتاج السلع كثيفة العمل‪ ،‬يف حني أن بعض دول‬
‫غنية بعنصر رأس املال اذا تتخصص يف انتاج السلع كثيفة راس املال‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للدول الغنية‬
‫بعنصر األرض‪ .‬اذا أن توفر أحد العناصر جيعل انتاج السلعة يكون بتكلفة أقل‪ .‬واالختالف يف الوفرة سيؤدي‬
‫باليرورة اىل اختالف التكاليف النسبية‪.‬‬
‫وعليه فقد توصل اال قتصاديان اىل نتيجة أساسها أن اختالف التكاليف النسبية بني البلدان ترجع اىل اختالف‬
‫وفرة املوارد االقتصادية بني البلدان‪ ،‬وهذا يعين أن البلد يصدر سلعا حتتوي على نسبة مرتفعة من عنصر االنتاج‬
‫املتوفر لديه نسبيا‪ ،‬بينما يستورد سلعا حتوي على نسبة مرتفعة من عنصر االنتاج النادر لديه نسبيا‪.‬‬
‫ولقد كانت نظرية هكشر‪-‬أولني يف التجارة اخلارجية موضوعا لكثري من الدراسات واالختبارات التجريبية‪ .‬ومن‬
‫الدراسات تلك اليت قام هبا االقتصادي ليونتيف‪ ،‬عندما استعان جبداول املستخدم‪-‬املنتج لالقتصاد األمريكي‬
‫لسنة ‪ 1947‬م واليت تتيمن معلومات كافية عن كميات العمل ورأس املال الالزمة إلنتاج جمموعة معينة من‬
‫السلع املعوضة عن االستريادات‪ .‬وتبني أهنا تصدر سلع مكثفة للعمل وتستورد سلع مكثفة للعمل وتستورد‬
‫سلع مكثفة لرأس املال‪ ،‬ولكن بسبب وفرة عنصر رأس املال بالقياس اىل عنصر العمل يف الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬فقد مسي‬
‫هذا ا لتناقض الذي وقعت به الدراسة بلغز ليونتيف‪ ،‬وقد فسر ذلك ليونتيف مبينا أن انتاجية العامل األمريكي‬
‫تعادل ثالثة أضعاف انتاجية العامل يف أي مكان أخر‪ ،‬وهلذا فإنه يتعني ضرب العمل األمريكي يف ثالثة‬
‫للوصول اىل العرض احلقيقي‪.242‬‬
‫وقام فيها ليونتيف بتقدير كمية العمل ورأس املال املطلوب إلنتاج ما قيمته دوالر من سلع الصادرات والسلع‬
‫املنافسة للواردات يف الواليات املتحدة‪ ،‬واستخدم يف التقدير جدول مدخالت وخمرجات لالقتصاد األمريكي‬
‫عام ‪ .1947‬وتتلخص النتائج اليت توصل اليها يف اجلدول األيت‪:243‬‬

‫‪ 242‬رائد فاضل جويد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.129‬‬


‫‪ 243‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬جمدي حممود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدويل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريون لبنان‪ ،‬سنة ‪ .2003‬ص‪.107‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫جدول رقم (‪ :)3-4‬كمية العمل ورأس املال الالزمة إلنتاج ما قيمته مليون دوالر‬

‫السلع املنافسة للواردات‬ ‫الصادرات‬


‫‪3.091.339‬‬ ‫راس املال (بالدوالرات بأسعار ‪72.550.780 )1947‬‬
‫‪170.004‬‬ ‫‪182.313‬‬ ‫العمل (بالعامل يف السنة)‬
‫‪18‬‬ ‫‪14‬‬ ‫رأس املال لكل عامل (ألقرب ألف دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬جمدي حممود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدويل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريون لبنان‪،‬‬
‫سنة ‪ .2003‬ص‪.107‬‬

‫ويتيح من اجلدول ان انتاج ما قيمته مليون دوالر من الصادرات األمريكية حيتاج اىل كمية من رأس املال‬
‫حوايل ‪ 2.6‬مليون دوالر‪ ،‬واىل كمية من العمل مقدارها حوايل ‪ 182‬ألف عامل‪ .‬وانتاج ما قيمته مليون‬
‫دوالر من السلع املنافسة للواردات حيتاج اىل كمية من العمل مقدارها حوايل ‪ 170‬ألف عامل‪ .‬وعلى ذلك‬
‫حتتاج وحدة الصادرات اىل ما قيمته ‪ 18‬ألف دور من رأس املال لكل عامل‪.‬‬
‫والبيانات يف اجلدول (‪ )3-4‬توضح أن وحدة الصادرات حتتاج لكمية من رأس املال اقل مما حتتاجه وحدة‬
‫السلع املنافسة للواردات‪ ،‬وأن وحدة الصادرات حتتاج لكمية العمل أكرب مما حتتاجه وحدة السلع املنافسة‬
‫للواردات‪ ،‬اي أن البيانات الواردة يف اجلدول توضح أن صادرات الواليات املتحدة كثيفة العمل‪ ،‬والسلع‬
‫املنافسة لوارداهتا كثيفة رأس املال‪ .‬ويستنتج من ذلك ليونتيف أن اشرتاك أمريكا يف التقسيم الدويل للعمل إمنا‬
‫يقوم على أساس ختصصها يف فروع االنتاج كثيفة العمال ال كثيفة رأس املال‪.‬‬
‫التنبؤ األساسي يف هذه النظرية أن الدول ستصدر السلع اليت تستخدم فيها عنصر االنتاج املتوفرة نسبيا‪ ،‬ويف‬
‫املقابل تستورد السلع اليت تستخدم فيها عنصر االنتاج النادر نسبيا‪ .‬فعند قيام الدولة بتصدير السلع اليت‬
‫تستخدم فيها عنصر االنتاج املتوفرة سيزيد الطلب على العنصر الوفري مما يؤدي اىل رفع سعره‪ ،‬من جهة أخرى‬
‫حني ينخفض الطلب على العنصر النادر نتيجة االسترياد‪ ،‬وهذا ما يؤدي اىل ختفيض سعره حىت تتساوى‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪244‬‬
‫وعناصر االنتاج نتيجة هذا التحرك‪ .‬وهذا يربهن أن مركز الدولة يف التجارة الدولية ال‬ ‫األسعار النسبية‬
‫يكون ثابتا على املدى الطويل‪.245‬‬

‫ولقد توصلت الدراسة اليت أجراها كل من ‪ ،Tatemoto et Ichimura‬سنة ‪ 1959‬على االقتصاد الياباين‪،‬‬
‫ودراسة ‪ Wahl‬عن االقتصاد الكندي سنة ‪ 1961‬اىل نتائج مناقية لنظرية هكشر‪-‬أولني‪ .‬يف حني أيدهتا‬
‫سنة‬ ‫‪Rosecamb et Stopler‬‬ ‫سنة ‪ 1962‬عن اهلند‪ ،‬ودراسة‬ ‫‪Bharadwaj‬‬ ‫دراسات أخرى مثل دراسة‬
‫‪ 1961‬عن أملانيا الشرقية‪.‬‬

‫لتقوم على الفروض نفسه اليت قامت عليها نظرية هكشر‪-‬أولني‪،‬‬ ‫‪Stopler et Samelson‬‬ ‫مث جاءت نظرية‬
‫ولكنها تبحث يف األثر الذي ميكن أن يؤدي اليه التدخل يف أسعار السلع على حجم انتاج تلك السلع‪،‬‬
‫وبالتايل على دخول عوامل االنتاج املستخدمة يف انتاجها‪ ،‬وذلك يف منوذج للتوازن العام‪.246‬‬

‫‪ 244‬تدفق السلعة املنتجة بني الدولتني حىت تتساوى األسعار النسبية ويتحدد السعر الدويل للتبادل ويكون بطبيعة احلال حمصورا بني السعرين احملليني‪ ،‬اضافة اىل هذا يتم حتديد‬
‫السعر النسيب لعناصر االنتاج يف كلتا الدولتني‪.‬‬
‫‪ 245‬نداء حممد الصوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ 246‬رائد فاضل جويد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬السياسات التجارية وتقييد التجارة‬

‫‪ .1.3‬السياسات التجارية‪:‬‬

‫تعرف السياسة التجارية على أهنا جمموع االجراءات اليت تتخذها الدولة يف نطاق عالقاهتا التجارية الدولية‬
‫بقصد حتقيق أهداف حمددة‪ .‬وتعريف أخر يرى أن السياسة التجارية هي تلك االجراءات اليت تتخذها أو‬
‫القوانني اليت تسنها هذه احلكومة‪ ،‬بصفتها السياسية‪ ،‬بغرض التأثري بطريقة مباشرة أو غري مباشرة على حجم‬
‫التبادل التجاري بينها وبني غريها من البلدان أو التأثري على نوعية التبادل أو اجتاهاته‪.247‬‬
‫املالحظ من التجربة التارخيية أن السياسة التجارية مل تكن دائما من صنع رجال االقتصاد‪ ،‬بل كثريا ما كان‬
‫رجال السياسة يتدخلون بشكل قاطع يف حتديد هدفها وصياغتها‪ .‬وال يعين هذا أن رجال االقتصاد مل يكن‬
‫ملنطقهم أمهية‪ ،‬ولكن ما نقصده هو أن الرأي االقتصادي مل يكن له الدور الرئيسي يف تقرير السياسة التجارية‬
‫بل كان دائما يأخذ طريقه من نافذة رجال السياسة اذا اقتنعوا به هذه احلقيقة تيع االقتصادي يف موضع‬
‫املستشار الذي قد يؤخذ برأيه أو ال يؤخذ‪ ،‬وليس بأي حال يف موضع املقرر النهائي لألمور االقتصادية‬
‫الكربى اخلاصة بالدولة ومن ضمنها السياسة التجارية‪.248‬‬
‫‪.2.3‬أدوات السياسة التجارية‬
‫يف هذا املبحث سنتطرق اىل أدوات السياسة التجارية املختلفة واليت تستخدمها الدول لتخصيص وتوزيع‬
‫التجارة احلرة للموارد االقتصادية‪ .‬ولقد أثبت صانعو السياسة احلكوميني أهنم بارعون يف تشريع أدوات سياسية‬
‫جتارية خمتلفة لتقييد حرية تدفق السلع واخلدمات‪ ،‬ومن خالل هذا املبحث سنحاول شرح أهم أدوات‬
‫السياسات التجارية واليت تستخدم يف تقييد حرية التجارة‪.249‬‬

‫‪ 247‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ 248‬هشام حممود االقداحي‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية املعاصرة‪،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬سنة ‪ .2009‬ص‪.384‬‬
‫‪ 249‬علي عبد الفتاح ابو شرار‪ ،‬االقتصاد الدويل نظريات وسياسات‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬سنة ‪ ،.2007‬ص‪.161‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬الوسائل السعرية‪:‬‬
‫‪ .1‬السياسة الجمريكة‪:‬‬
‫يقصد بالسياسة اجلمركية جمموع االجراءات اليت تفرض على البيائع اليت جتتاز حدود الدولة دخوال أو‬
‫خروجا‪.250‬‬

‫مفهوم التعريفة اجلمركية‪:‬‬


‫هي جمموع الرسوم اجلمركية املطبقة يف بلد ما يف فرتة زمنية معينة على الصادرات والواردات وختتلف الدول‬
‫عادة يف وضع سياسة للتعريفة اجلمركية مبا يتناسب وظروفها االقتصادية وحالتها االجتماعية وأهدافها‬
‫السياسية‪ ،‬ومدى احلاجة اىل السلع يف ضوء ما ختطه من خطط‪ ،‬وحتت ظروف املنافسة اخلارجية‪ ،‬عند وضع‬
‫تعريفة مجركية أو تعديل ما هو قائم منها‪.‬‬
‫الرسوم اجلمركية وأنواعها‪:‬‬

‫الرسوم اجلمركية هي ضريبة على السلعة تقوم الدولة بفرضها عند دخول أو خرج هذه السلع من احلدود‬
‫اجلمركية‪ .‬وتيم التعريفة اجلمركية اليرائب والرسوم اجلمركية‪ ،‬وتتنوع الرسوم اجلمركية حسب طريق حساهبا اىل‬
‫ما يلي‪:251‬‬

‫‪ -‬الرسم القيمي‪ :‬ويتم حتديد قيمة هذا الرسم على أساس نسبة من قيمة السلعة؛‬
‫‪ -‬الرسم النوعي‪ :‬ويتم فرضه كقيمة مالية على وحدة السلعة (الوزن‪ ،‬احلجم‪ ،‬الطول)؛‬
‫‪ -‬الرسم املركب‪ :‬وهو ييم النوعني السابقني‪ ،‬أي الرسم القيمي مياف اليه الرسم النوعي‬
‫ونلخص أنواع اليرائب اجلمركية من خالل اجلدول (‪:)4-4‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4-4‬أنواع اليرائب اجلمركية‬
‫مركبة‬ ‫نوعية‬ ‫قيمية‬ ‫من حيث طريقة حساهبا‬
‫على العبور‬ ‫على الصادرات‬ ‫على الواردات‬ ‫من حيث موضوع التطبيق‬
‫تعديلية‬ ‫محائية‬ ‫مالية‬ ‫من حيث اهلدف منها‬

‫‪ 250‬جاسم حممد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬زهران للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص‪.145‬‬
‫‪ 251‬قاشي فايزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪-‬‬ ‫متغرية‬ ‫ثابتة‬ ‫من حيث الصفة‬


‫تفييلية‬ ‫اتفاقية‬ ‫ذاتية‬ ‫من حيث املصدر‬
‫تعوييية‬ ‫مواجهة االغراق‬ ‫فصلية‬ ‫من حيث اخلصوصية‬
‫‪-‬‬ ‫فعلية‬ ‫امسية‬ ‫من حيث معيار احلماية‬
‫المصدر‪ :‬قاشي فايزة‪ ،‬االقتصاد الدويل –تنقل السلع وحركة عوامل االنتاج‪ ،-‬منشورات دار األديب‪ ،‬دون سنة‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫*رسم العبور يطبق على السلع اليت تستخدم الرتاب الوطين لليتم نقلها من دولة اىل أخرى‪ ،‬وهو نادر التطبيق‪.‬‬
‫*الرسم التفييلي يطبق على دولة أو جمموعة من الدول وتكون قيم الرسم منخفض القيم مقارنة بدول أخرى‪،‬‬
‫وغالبا ما يتم استعماله هبدف مساعدة فئة من الدول املتخلفة‪.‬‬
‫*رسم مواجهة االغراق يتع لق بالسلع اليت تدخل الرتاب الوطين واليت يكون سعرها منخفض مقارنة بثمنها يف‬
‫الدولة املصدرة واليت تعيق توسع االنتاج احمللي‪.‬‬
‫*الرسم التعوييي يطبق على السلع اليت تراها الدولة ستير باإلنتاج احمللي‪ ،‬ويتم تطبيقها عادة على السلع اليت‬
‫استفادت من الدعم‪.‬‬
‫* الرسم االمسي هو ضريبة موضحة يف التعريفة اجلمركية ويوضح مستوى احلماية على الواردات والصادرات‪.‬‬
‫*الرسم الفعلي وهو ضريبة توضح املعدل الفعال للحماية اجلمركية املطبق على السلعة النهائية‪.‬‬
‫اضافة اىل أنواع أخرى‪:252‬‬
‫‪ -1‬تعريفة مجركية جتارية‪ :‬تطبق هذه التعريفة على كافة الواردات من مجيع الدول دون متييز أو تفرقة؛‬
‫‪ -2‬تعريفة مجركية إضافية‪ :‬نظرا ملا يرتتب من تطبيق التعريفة اجلمركية العادية من تقلبات حادة يف األزمات‬
‫االقتصادية نتيجة لتدهور سعر العملة أو قيام بعض الدول باإلغراق أو دفع اعانات التصدير فقد‬
‫اجتهت الدول اىل اجياد تعريفة مجركية اضافية تطبق يف مثل هذه احلاالت‪.‬‬

‫‪ 252‬جاسم حممد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫الغايات املستهدفة من التعريفة اجلمركية‪:‬‬


‫‪253‬‬
‫حتتوي على قوائم تتيمن السلع املستوردة‪ ،‬اضافة الفئة اليريبة املستحقة على كل منتج‬ ‫التعريفة اجلمركية‬
‫أو خدمة‪ .‬وال ختفى أمهية التعريفة اجلمركية اليت تعترب شريان النشاط اجلمركي للمتعاملني مع اجلمارك‪ .‬وال‬
‫تعترب أداة ضريبية فقط‪ ،‬امنا أداة سياسية اقتصادية ملواكبة التغريات االقتصادية والتطور التكنولوجي‪.254‬‬
‫‪ ‬التعريفة أداة سيادية لتحصيل ايرادات‪:255‬‬
‫تتنوع اليرائب اىل ضرائب مباشرة‪ ،‬تتناول الدخل أو الثروة‪ ،‬وضرائب غري مباشرة اليت تتناول التداول أو‬
‫االستهالك‪ ،‬وتدخل التعريفة ضمن اليرائب غري املباشرة‪ ،‬يتم من خالهلا حتصيل ايرادات مالية للخزينة‬
‫الع مومية‪ .‬ولسياسة االنفتاح االقتصادي أثر كبري يف زيادة حصيلة اجلمارك من االيرادات‪ ،‬وهي السياسة اليت‬
‫استهدفت ختفيف قيود االسترياد والتصدير مع الرتحيب رؤوس األموال األجنبية وتشجيعها على االستثمار يف‬
‫الداخل‪.‬‬
‫‪ ‬التعريفة أداة واضحة ومرنة‪:‬‬
‫نظرا الزدياد أمهية التجارة الدولية مل ينحصر اهتمام الدول على فئات اليريبة أو على االعفاء أو ختفيض‬
‫اليريبة يف جداول التعريفة اجلمركية‪ ،‬بل امتد إىل االهتمام بإنشاء جدول عاملي لتصنيف مجيع السلع وفق‬
‫معطيات التبادل التجاري الدويل مع مراعاة أن يقوم اجلدول قواعد ثابتة حىت هتتدي به كل الدول يف اصدار‬
‫تعاريفها اجلمركية‪.‬‬
‫‪ ‬التعريفة أداة لرتشيد االسترياد وتشجيع الصناعة‪:‬‬

‫للتعريفة اجلمركية دور هام يف تشجيع االنتاج احمللي خصوصا يف اجملالني الزراعي والصناعي‪ ،‬حيث تشكل أداة‬
‫محاية للمنت ج احمللي‪ .‬وقد ساعدت التعريفة اجلمركية على التقدم الصناعي يف العديد من الدول‪ ،‬وهو ما حصل‬
‫يف اليابان‪ ،‬إ ذ حققت مكاسب من تصدير اخليوط واحلرير الطبيعي‪ ،‬وساندت اليابان جهود املنتجني بالتعريفة‬
‫اجلمركية‪ ،‬مما أتاح لليابان أن تتقدم وتصل اىل ما وصلت اليه اآلن يف ميدان االنتاج الصناعي‪.‬‬

‫‪ 253‬هناك من يطلق عليها أييا بالرسوم اجلمركية ولكن األصح هو أن التعريفة هي فرض ضرائب على السلع وليس رسوم‪ ،‬ألن الرسوم تكون مقابل خدمات تقدمها الدولة‬
‫لألفراد واملؤسسات‪ .‬وبالتايل فان التعريفة اجلمركية هي أداة ضريبية وليس رسم‪.‬‬
‫‪ 254‬حممد مدحت عزمي‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفية اجلمركية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ 255‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.114‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫من ناحية أخرى تساعد التعريفة اجلمركية على تنويع االنتاج احمللي ألن ضريبة الواردات ميكن أن حتمي‬
‫صناعات متعددة‪ ،‬إضافة إىل استخدامها يف حظر استرياد منتجات حمددة (ترشيد الواردات)‪.‬‬
‫‪ ‬التعريفة أداة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫تعترب التعريفة اجلمركية أداة هامة للسياسات املالية واالقتصادية‪:256‬‬
‫‪ -‬التعريفة اجلمركية ومشكالت الكساد والتيخم‪:‬‬

‫للتعريفة اجلمركية دور كبري يف اعادة توزيع الثروات‪ ،‬اذ ميكنها احلد من التيخم من خالل اليريبة على واردات‬
‫بعض السلع االستهالكية هبدف تقليل الطلب وامتصاص جانب من النقود املتداولة‪.‬‬
‫‪ -‬التعريفة ركيزة للتجارة الدولية للسلع‪:‬‬
‫حترير التجارة من الق يود ال يعين االبتعاد عن اليوابط والقوانني‪ ،‬وتؤكد منظمة اجلات على ضرورة االحتفاظ‬
‫باليرائب املقررة بالتعريفة اجلمركية على الواردات‪.‬‬
‫ويتوجب التفرقة بني القيود التعريفية والقيود غري التعريفية‪ ،‬إ ذ تتمثل القيود التعريفية يف اليريبة اليت تفرض على‬
‫السلع مبوجب التعريفات اجلمركية‪ ،‬أما القيود غري التعريفية فتشمل عدة أساليب منها القيود الكمية غري‬
‫اجلمركية اليت تتحدد بناءا على حصص االسترياد أو من خالل منع استرياد بعض السلع‪.‬‬

‫‪ .2‬اعانات التصدير‪:‬‬
‫الغرض منها تدعيم قدرة املنتجني الوطنيني على التنافس يف األسواق الدولية زيادة نصيبهم منها وذلك‬
‫بتمكينهم من خفض األمثان اليت يبيعون على أساسها‪ .257‬واإلعانة قد تكون مباشرة حيث تتمثل يف دفع‬
‫مبلغ معني من النقود حيدد إ ما على أساس نوعي‪ ،‬أو غري مباشرة وتتمثل يف منح املشروع بعض االمتيازات‬
‫لتدعيم مركزه املايل‪.258‬‬
‫‪ .3‬االغراق‪:‬‬
‫حددت املادة السادسة من اتفاقيات اجلات لسنة ‪ 1994‬مفهوم االغراق حيث نصت على "يعترب منتج ما‬
‫منتجا مغرقا‪ ،‬إ ذا أدخل يف جتارة بلد ما بأقل من قيمته العادية اذا كان سعر تصدير املنتج املصدر من بلد اىل‬

‫‪ 256‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.126‬‬


‫‪ 257‬هشام حممود االقداحي‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية املعاصرة‪،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬سنة ‪ .2009‬ص ‪.410‬‬
‫‪ 258‬مثل االعفاء أو التخفيض اليرييب‪ ،‬التسهيالت االئتمانية‪ ،‬اتاحة بعض اخلدمات بنفقات رمزية وغريها‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫أخر أقل من السعر املماثل يف جمرى التجارة العادية للمنتج املشابه حيث يوجه لالستهالك يف البلد‬
‫املصدر"‪.259‬‬
‫عند القيام بتحديد قيام اإلغراق فإن هناك ثالث خطوات من الفحص‪:260‬‬
‫‪ -‬حتديد سعر التصدير؛‬
‫‪ -‬حتديد السعر املعتاد أو السعر الطبيعي؛‬
‫‪ -‬املقارنة بني سعر التصدير والسعر العادي‪.‬‬
‫‪ ‬العوائق غير الجمركية والتجارة الحرة‪:‬‬

‫جبانب استخدام التعريفات اجلمركية واالعانات اليت تشوه ميزة ختصيص التجارة احلرة للموارد االقتصادية‪.‬‬
‫أصبح صانعو السياسة احلكومية أكثر براعة يف استخدام بعض أشكال العوائق التجارية اليت تسمى عادة‬
‫بالعوائق غري اجلمركية للتجارة‪ .‬وأصبحت تلك العوائق أكثر بروزا يف السنوات احلديثة‪ .‬وقد الحظ االقتصاديون‬
‫أن التعريفة اجلمركية قد تراجع دورها وذلك نتيجة ملفاوضات التعريفة املتعددة األطراف حتت ظل مؤسسة‬
‫اجلات وذلك خالل ‪ 40‬سنة املاضية‪ .‬ان أثر خفض التعريفة اجلمركية قد مت احتواؤه وموازنته اىل حد كبري‬
‫وذلك بواسطة تكاثر العوائق غري اجلمركية للتجارة‪ .‬وفيما يلي نقوم بتعريف بعض العوائق غري اجلمركية للتجارة‬
‫الدولية‪:261‬‬

‫‪ ‬احلصص االستريادية‪ :‬وتعترب أكثر العوائق التجارية غري اجلمركية أمهية‪ .‬وهي قيود كمية تفرض على‬
‫كمية تفرض على كمية السلعة املسموح باستريادها أو تصديرها‪ .‬وتعترب احلصص اليت حتدد الكمية‬
‫العينية لسلعة ما واليت ميكن استريادها يف فرتة زمنية حمددة وغالبا ما تكون سنة هي أكثر العوائق غري‬
‫اجلمركية وضوحا‪ .‬ومبقارنة احلصة االستريادية مع الرسم اجلمركي‪ ،‬جند أن احلصة االستريادية حتدد كمية‬
‫معينة من السلعة يسمح بدخوهلا اىل البلد يف فرتة زمنية معينة‪ .‬وعلى العكس فإن الرسوم اجلمركية‬
‫تفرض مبلغا على وحدة السلعة املستوردة أو نسبة معينة من قيمتها ومن مث يرتك اجملال للسوق بأن‬
‫حيدد الكمية اليت تستورد من هذه السلعة‪.‬‬

‫‪ 259‬حممد صاحل الشيخ‪ ،‬االغراق وأثره على التنمية االقتصادية يف الدول النامية‪ ،‬مؤمتر اجلوانب القانونية واالقتصادية التفاقيات منظمة التجارة العاملية‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ 260‬هباجرياث الل داس‪ ،‬منطمة التجارة العاملية "دليل لالطار العام للتجارة الدولية‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫‪ 261‬علي عبد الفتاح ابو شرار‪ ،‬مرجع مت ذكره سابقا‪ ،‬ص‪.278‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬اإلجراءات اإلدارية‪ :‬تستخدم الدول أحيانا االجراءات االدارية إلبطاء عبور السلع املستوردة‪.262‬‬
‫‪ ‬قواعد املناقصات احلكومية‪ :‬من احملتمل أن تكون قواعد املناقصات احلكومية هي األكثر أمهية بعد‬
‫حصص االسترياد من املوانع غري اجلمركية‪ .‬وأن هذه القواعد عادة ما تطبق عندما تصرف األموال‬
‫احلكومية على شراء بعض املنتجات الالزمة هلا‪ .‬حيث تشرتط هذه القواعد شراء املنتجات احمللية حىت‬
‫لو كانت أقل فائدة أو أكثر سعرا من بدائل االنتاج األجنبية‪.263‬‬
‫‪ ‬القيود الطوعية على التصدير‪ :‬وهي تنبع بالدرجة األوىل من اعتبارات سياسية‪ ،‬حيث أن قسما من‬
‫الدول املستوردة واليت كانت تبشر مبزايا وفوائد التجارة الدولية احلرة ال ترغب يف فرض سياسة‬
‫حتصيص الواردات بصراحة أل هنا تتيمن حتركا شرعيا لالبتعاد عن التجارة الدولية احلرة‪ .‬وبدال من‬
‫حتصيص الواردات تلجأ هذه الدول اىل اجراء مناقشات مع املزودين األجانب تنتهي بعقد اتفاقيات‬
‫معهم على أن حيجموا طوعا عن ارسال جزء من صادراهتم اىل الدول املستوردة‪.‬‬
‫‪ ‬شروط املكونات احمللية‪ :‬ويعترب هذا النوع من السياسات التجارية حماولة إلبقاء جزء من القيمة‬
‫امليافة للسلعة وبعض مبيعات أجزاء االنتاج يف يد املوردين احملليني‪.‬‬
‫‪ ‬التصنيف اإلداري (اجلمركي)‪ :264‬ختتلف اليريبة على املستوردات باختالف أنواع السلع والفئات‬
‫اليت تصنف فيها هذه السلع‪.‬‬
‫‪ ‬القيود على جتارة اخلدم ات‪ :‬توجد أنظمة عديدة غري مجركية تقيد اخلدمات التجارية‪ ،‬حيث ميكن أن‬
‫تفرض قيود على شركات التأمني األجنبية يف بيع بعض أنواع بوليصات التأمني يف البلد األم‪ .‬ومن‬
‫املمكن أييا أن متنع البواخر األجنبية من أن تنقل محولة من ميناء حملي اىل ميناء حملي أخر‪ .‬وميكن‬
‫أن يكون حق معاجلة البيانات املتعلقة باخلدمات التجارية يف الدول النامية حمجوزا للشركات احمللية يف‬
‫هذه البلدان‪.‬‬

‫‪ 262‬عندما ال تشعر بالرضا الدولة األوىل عن حجم بياعة الدولة الثانية اليت ستدخل أسواقها فتطلب من مصدري الدول الثانية مترير بياعتهم عند دخوهلا للدولة األوىل على‬
‫مركز مجركي واحد يقع بعيدا على املرافئ البحرية أو املطارات اجلوية ويعمل أياما حمدودة يف األسبوع‪ .‬ان تك اليف نقل بيائع الدولة الثانية اىل مركز مجارك الدولة األوىل الوحيد‪،‬‬
‫وتأخري تصفية احلسابات اجلمركية لبيائع الدول الثانية جتعل من املمكن ابقاء هذه البيائع خارج أسواق الدولة األوىل‪.‬‬
‫‪ 263‬مثال على هذا‪ :‬سفر األمريكيني على الطريان األمريكي عوضا عن الطريان األورويب علما أن الطريان األورويب أرخص وتكون مواعيده أكثر مالءمة للسفر‪.‬‬
‫‪ 264‬علي عبد الفتاح ابو شرار‪ ،‬مرجع مذكور سابقا‪ .‬ص‪.281‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬السياسات التجارية املرتبطة بإجراءات االستثمار‪ :‬ويتم فرضها على املستثمر األجنيب أن يصدر نسبة‬
‫معينة من االنتاج وذلك من أجل احلصول على العمالت الصعبة للبلد املييف واليت يستخدمها يف‬
‫شراء بعض املستوردات‪.‬‬

‫‪ .3.3‬دوافع تقييد التجارة‬

‫هناك أهداف متعددة للسياسة التجارية‪ .‬ولعل أكثر األهداف انتشارا هي حتقيق موارد للخزينة العامة‪ ،‬وحتقيق‬
‫توازن املدفوعات‪ ،‬ومحاية االنتاج احمللي من املنافسة األجنبية‪ ،‬ومحاية االقتصاد القومي من خطر اإلغراق ومحاية‬
‫الصناعة الناشئة‪ ،‬وإعادة توزيع الدخل القومي‪ ،‬ومحاية االقتصاد القومي من التقلبات اخلارجية‪ ،‬إضافة إىل‬
‫أهداف إسرتاتيجية‪ .‬وميكن تقسيم هذه األهداف إىل ثالث جمموعات رئيسية‪ :‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‬
‫وإسرتاتيجية‪.‬‬

‫‪ .1‬األهداف االقتصادية‪:‬‬

‫حتقيق توازن ميزان املدفوعات‪:‬‬


‫قد تكون املرونة السعرية للصادرات والواردات ضعيفة‪ ،‬وقد حيدث تدهور شديد يف معدل التبادل نتيجة‬
‫لتخفيض العملة‪ .‬ختتلف اجراءات استعادة التوازن اىل ميزان املدفوعات باختالف نوع االختالل يف هذا‬
‫امليزان‪ .‬ورغم عدم الرغبة يف حتقيق فائض مطرد يف ميزان املدفوعات إال أن حالة العجز اليت تسبب الكثري من‬
‫القلق واالهتمام‪.265‬‬
‫مكافحة املمارسات االحتكارية واإلغراق‪:266‬‬
‫كثريا ما تقوم الدولة األجنبية املصدرة بإغراق سوق الدولة النامية باملنتجات‪ .‬واإلغراق يعين بيع املنتج يف‬
‫السوق األجنبية بأقل من تكلفة إنتاجه أو بيعه دوليا القتصاد معني عند سعر يقل عن سعر بيعه حمليا‪ .‬و أسوء‬
‫صور اإلغراق هو اإلغراق الشرس أو املدمر‪ ،‬حيث يقوم امل نتج األجنيب ببيع سلعته يف السوق اخلارجية عند‬
‫سعر منخفض للغاية هبدف القياء النهائي على بعض الصناعات الناشئة خوفا من خطر منو هذه الصناعات‬

‫‪ 265‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬جمدي حممود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدويل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريون لبنان‪ ،‬سنة ‪ .2003‬ص ‪.234‬‬
‫‪ 266‬اميان حمب زكي‪ ،‬عبد الرمحن يسري‪ ،‬اميان عطية ناصف‪ ،‬حممد جابر حمسن‪ ،‬االقتصاد الدويل‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ .2007 ،‬ص‪.173‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫يف املستقبل‪ .‬وبعد أن يتمكن احملتكر من حتقيق هدفه ويتأكد من قوة مركزه االحتكاري‪ ،‬يقوم برفع سعر املنتج‬
‫بصورة كبرية لتعويض ما حتمله من تكلفة يف الفرتات السابقة‪.‬‬
‫وهناك العديد من الدول اليت تقوم بفرض رسوم ملكافحة االغراق بعد اثبات وجود هتمة االغراق لسوقها‪.‬‬
‫وعندما يتم اثبات هذه التهمة قد يتم فرض رسوم مكافحة االغراق على الواردات من ذلك املنتج ويتم تعويض‬
‫الفرق بني األسعار احمللية املرتفعة واألسعار األجنبية املنخفية‪ .‬أو قد يلتزم احملتكر الذي ثبت أنه أغرق سوق‬
‫دولة أخرى بأن يقوم برفع أسعار منتجاته‪.‬‬
‫مواجهة اآلثار الناجتة عن الثنائية االقتصادية‪:267‬‬
‫السياسة التجارية للدولة النامية تعترب انعكاسا ملرحلة النمو االقتصادي اليت وصلت إليها باملقارنة بالدول‬
‫املتقدمة‪ ،‬إال أننا نالحظ أن هذه السياسة ما هي إال انعكاس ملا تعاين منه هذه االقتصاديات من ظاهرة‬
‫"الثنائية االقتصادية"‪ .‬فداخل الدول النامية الواحدة نالحظ وجود قطاع صناعي صغري يتسم باستخدام‬
‫األساليب الفنية احلديثة والفنون االنتاجية كثيفة رأس املال وتكون فيه األجور مرتفعة نسبيا‪ ،‬واىل جانب هذا‬
‫القطاع يوجد قطاع أخر تقليدي كبري نشاطه األساسي هو الزراعة ويستخدم األساليب الفنية واإلنتاجية‬
‫البسيطة وتنخفض فيه األجور نسبيا‪ .‬ونتيجة لوجود مثل هذه الثنائية االقتصادية‪ ،‬يرى البعض ضرورة محاية‬
‫القطاع الذي يتسم بال كفاءة النسبية أال وهو القطاع الصناعي ويكون ذلك عن طريق فرض الرسوم اجلمركية‬
‫على السلع الصناعية املستوردة البديلة لإلنتاج احمللي‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬هناك من يرى ان اسرتاتيجية االحالل‬
‫حمل الواردات والسياسة التجارية احلمائية املرتبطة هبا‪ ،‬قد عملت على تعميق ظاهرة الثنائية االقتصادية‪ .‬فإن‬
‫محاية القطاع الصناعي والتحيز له سوف يزيد من ظاهرة اهلجرة من الريف إىل املدن فتزداد حدة مشكلة‬
‫البطالة يف املدن بل تتعمق ظاهرة الثنائية وتصبح معوقا أساسيا لعملية التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬األهداف االجتماعية واإلستراتيجية‪:‬‬
‫تتمثل األهداف االجتماعية يف األيت‪:268‬‬

‫‪ 267‬اميان حمب زكي‪ ،‬عبد الرمحن يسري‪ ،‬اميان عطية ناصف‪ ،‬حممد جابر حمسن ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪ 268‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .،‬ص‪.238‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬محاية مصاحل فئات اجتماعية معينة‪ :‬كمصاحل املزارعني أو املنتجني لسلعة معينة‪ ،‬أو العمالة املشتغلة‬
‫يف صناعة معينة‪ ،‬وهنا تنقلب مصاحل هذه األخرية‪ ،‬طبقا آللية معينة جتد أصلها يف هيكل توزيع القوة‬
‫السياسية‪ ،‬يف اجملتمع‪ ،‬إىل مصاحل اجملتمع يف جمموعه‪.‬‬
‫‪ ‬إ عادة توزيع الدخل القومي‪ :‬قد تستهدف الدولة اعادة توزيع الدخل القومي بني الفئات أو الطبقات‬
‫املختلفة‪ .‬وتلجأ اىل أدوات السياسة التجارية لتحقيق هذا اهلدف‪ .‬عادة ما تستخدم أكثر من أداة‬
‫من أدوات السياسة التجارية يف هذا السبيل‪ .‬ففرض رسوم مجركية أو تطبيق نظام احلصص على‬
‫واردات معينة‪ ،‬مع ثبات العوامل األخرى‪ ،‬يقلل من الدخل احلقيقي ملستهلكي هذه السلعة ويزيد‬
‫الدخل احلقيقي ملنتجيها يف الداخل‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف اإل سرتاتيجية‪ :‬ويقصد هبا كل ما يتعلق بأمن اجملتمع‪ ،‬سواء يف بعده االقتصادي أو الغذائي‬
‫أو العسك ري‪ .‬فقد يتطلب أمن اجملتمع واالعتبارات االسرتاتيجية توفري حد أدىن من الغذاء عن طريق‬
‫االنتاج احمللي مهما كانت تكلفته مرتفعة‪ ،‬يف هذه احلالة قد يوكل اىل السياسة التجارية أمر حتقيق‬
‫ذلك بفرض الرسوم اجلمركية أو نظام احلصص أو مبنع االسترياد كلية‪ .‬نفس الشيء ينطبق على توفري‬
‫حد أدىن من االنتاج احلريب لكي حيقق اجملتمع درجة من األمن ميكن االطمئنان اليها‪ .‬كما قد تقيي‬
‫االعتبارات االسرتاتيجية اخلاصة بالنشاط االقتصادي توفري مقادير كافية من مصادر الطاقة كالبرتول‬
‫مثال‪ .‬هنا يكون على سياسة التجارة أن تتبع من الوسائل ما يكفل هذا اهلدف‪.‬‬
‫هناك نقطة جديدة يف غري صاحل تقييد حرية التجارة الدولية تتمثل يف امكانية االنقسام بني األمم األخرى‪،‬‬
‫وعودة إىل نظام األسلحة‪ ،‬إ ذ أنه من العقالنية متاما حلكومات الدول األخرى حماولة زيادة احلماية املقدمة من‬
‫قبل احلكومة احمللية بشكل جاد ليمان الصناعة يف منشآهتا‪ .‬هذا األمر سوف يقود اىل سلسلة كاملة من‬
‫األمور امليادة أو املعاكسة اليت تؤدي اىل تصعيد ال هنائي يف مستويات احلماية احلكومية‪ ،‬ولكن النتيجة‬
‫النهائية هي أن كل أصحاب العالقة يصبحون يف وضع أسوء حىت لو كانت للحماية إمكانية عدم إحلاق‬
‫اليرر بالدول األخرى‪ ،‬م ثل تشجيع املنافع اخلاصة اليت ميكن أن تفيد اجلميع‪ .‬ان عدم التأكد أو الاليقني‬
‫يعين أن احلكومات األخرى تستطيع بسهولة أن تفسر مثل هذا السلوك كإسرتاتيجية وتقرر االنتقام‪ .‬ومن هذه‬
‫األمور كلها يتبني أنه رمبا أفيل طريقة لفهم عامل التجارة الدولية هي أن ندرك أنه يف حالة تدخل حكومة‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫إحدى الدول وحدها‪ ،‬فهذه الدولة ميكن أن تربح‪ ،‬ولكن عند تدخل كل احلكومات يف الوقت نفسه فإن‬
‫اجلميع يصبحون يف أسوأ حالة‪.269‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة وإشكالية انضمام الجزائر‬

‫يف سنة ‪ 1945‬جنح مؤمتروا برينت وودز )‪ (Bretton Woods‬يف إنشاء كل من صندوق النقد الدويل)‪(FMI‬‬
‫والبنك الدويل لإلنشاء والتعمري)‪ (BIRD‬ليتسع فيما بعد إىل البنك العاملي‪ .‬ويف نفس االطار حاولت جمموعة‬
‫من الدول بإنشاء هيئة مكملة للهيئتني السابقتني لتنظيم شؤون التجارة الدولية‪ ،‬معاجلة مشكلة ضعف منو‬
‫نسبة التجارة العاملية املتأثرة بالصعوبات والعراقيل اليت عرفها االقتصاد العاملي ككل‪ ،‬واليت زادت حدهتا بعد‬
‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬إال أن عملية انشاء منظمة التجارة يف البداية فشلت‪ ،‬يف املؤمتر الدويل ملمثلي ‪ 53‬دولة‬
‫هبافانا سنة ‪ ،1947‬نظرا لتدخل مصاحل الواليات املتحدة األمريكية خاصة‪ .‬ومت إبرام معاهدة فيما بني عدد‬
‫‪ 23‬من الدول اتفقت فيها على ختفيض التعريفة اجلمركية‪ ،‬ورفع القيود على التجارة الدولية بنفس السنة‪،‬‬
‫حيث أصبحت تعرف فيما بعد باتفاقية اجلات )‪ ،(GATT‬اختصارا لتسمية االتفاقية العامة للتعريفات‬
‫والتجارة‪ .‬وهتدف هذه االتفاقية اىل التنظيم املؤقت للمبادالت التجارية الدولية‪ ،‬يف انتظار إنشاء منظمة عاملية‬
‫للتجارة‪ .‬وأصبحت االتفاقية الركيزة الثالثة للنظام االقتصادي العاملي‪ ،‬إىل جانب صندوق النقد الدويل والبنك‬
‫العاملي‪.270‬‬

‫‪ .1.4‬ماهية وأهداف منظمة التجارة العالمية‬


‫‪ ‬تعريف المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬
‫منظمة التجارة العاملية هي عبارة عن اطار قانوين ومؤسسي لنظام التجارة متعدد األطراف‪ .‬ويؤمن ذلك االطار‬
‫االلزامات التعاقدية األساسية اليت حتدد للحكومات كيف ميكن صياغة وتنفيذ األنظمة واليوابط التجارية‬
‫احمللية‪ .‬كما أن املنظمة منتدى يسعى اىل تنمية العالقات التجارية بني الدول من خالل املناقشات واملفاوضات‬
‫اجلماعية واألحكام القيائية للمنازعات التجارية‪.271‬‬

‫‪ 269‬طه يونس محادي‪ ،‬نظريات التجارة الدولية التقليدية واحلديثة والتكتالت االقتصادية‪ :‬مع االشارة اىل السوق االوروبية املوحدة‪ .‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪/39‬‬
‫صيف‪ .2007‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 270‬ناصر دادي عدون‪ ،‬متناوي حممد‪ ،‬انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬األهداف والعراقيل‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬عدد ‪ .2004/03‬ص‪.67‬‬
‫‪271‬‬
‫‪Arab British Academy for Higher Education, www.abahe.co.uk, p12. Consulté le 12/02/2014.‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫ومنظمة التجارة العاملية هي املنظمة الوحيدة اليت من حقها معاجلة والتعامل مع قواعد التجارة بني األمم‪.‬‬
‫فاملنظمة تستند على االتفاقيات اليت مت التفاوض والتوقيع عليها من قبل غالبية الدول املتاجرة ومت التصديق‬
‫عليها داخليا من قبل برملاناهتا الوطنية‪.272‬‬

‫قد تبلور العمل التجاري العاملي املدار عن طريق اتفاقية اجلات عن مبادئ مهمة نلخصها فيما يلي‪:273‬‬

‫‪ ‬مبدأ عدم التمييز (أو قاعدة املعاملة الوطنية)‪ :‬واملقصود أن تتم معاملة كل دولة لسلع الدول األخرى‬
‫معاملة السلع الوطنية سواء فيما يتعلق باليرائب احمللية أو األنظمة املعمول هبا‪ .‬ويف هذا االطار‬
‫تعطي الدولة املشاركة من بلد أخر للبلدان األخرى تلقائيا حىت لو مل يكن البلد طرفا يف اتفاقية‬
‫حمددة‪ ،‬ويستثىن من ذلك البلدان الداخلة يف ترتيبات جتارية اقليمية‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ حظر القيود الكمية‪ :‬واملقصود أن يتم امتناع كل الدول املشاركة يف اتفاقية اجلات عن استخدام‬
‫القيد الكمي (أي حتديد الواردات بكمية معينة) يف أساليب التعامل التجاري مع البلدان العاملية‪.‬‬
‫ومعىن ذلك أن الدول ليس هلا إال استخدام الرسوم اجلمركية كآلية وحيدة حلماية الصناعة احمللية‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ ختفيض الرسوم اجلمركية‪ :‬واملقصود أن تتعاون الدول األعياء يف االتفاقية خبفض رسومها‬
‫اجلمركية أمام الواردات األجنبية حتفيزا للتجارة العاملية‪ ،‬وتقليصا للعوائق السعرية عليها‪ ،‬أو على األقل‬
‫ربط تلك الرسوم حبيث ال تزيد‪.‬‬
‫‪ ‬التعهد بتجن ب سياسة اإلغراق‪ :‬واملقصود أن حتاول الدول األعياء عدم دعم السلع املوجهة‬
‫للتصدير دعما ماليا مباشرا‪ ،‬حبيث ان االتفاقية تريد ترسيخ قيم التنافس احلر بني الشركات‬
‫واملؤسسات التجارية بدون التدخل احلكومي‪.‬‬

‫األساس‬ ‫)‪General Agreement on Trades and Tariffs (GATT‬‬ ‫تعد االتفاقية العامة للتجارة والتعريفة‬
‫الذي انطلقت منه الحقا منظمة التجارة العاملية )‪ ،World Trade Organization (WTO‬وبني التوقيع على‬
‫اتفاقية اجلات يف سنة ‪ 1947‬وانبثاق منظمة التجارة العاملية يف سنة ‪ ،1994‬شهد العامل العديد من جوالت‬
‫املباحثات كان آخرها جولة أوروغواي واليت بدأت سنة ‪ 1987‬وانتهت يف ‪ 1994‬بالتوقيع على اتفاقية‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬وكان من توصياهتا انبثاق منظمة التجارة العاملية‪ ،‬ويكاد يكون انبثاقها مبثابة التنفيذ العملي‬

‫‪ 272‬رضا عبد السالم‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬املكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬سنة ‪ ،.2010‬ص‪.191‬‬
‫‪273‬‬
‫‪Arab British Academy for Higher Education, Idem, p06.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫والفعلي ملا كان قد بدأه العامل عرب مؤسساته الدولية طيلة النصف الثاين من القرن العشرين هلدف مفاده حترير‬
‫جتارة السلع واخلدمات من القيود واإلجراءات ودعم النمو والتنمية االقتصادية‪.274‬‬

‫‪ ‬اهم االختالفات بين المنظمة العالمية للتجارة واتفاقية الجات‪:‬‬

‫لقد جاءت املنظمة العاملية للتجارة بعد عدة جوالت من اجلات أخرها جولة أوروجواي‪ ،‬وختتلف كل منها عن‬
‫األخرى يف عدة نواح مهمة منها‪:275‬‬

‫‪ -1‬اجلانب القانوين‪ :‬تعترب االتفاقية كمجموعة من القواعد خمصصة لغرض حمدد ومؤقتة‪ ،‬بينما املنظمة‬
‫واتفاقياهتا فهي دائمة‪ ،‬وباعتبارها منظمة دولية فإهنا تتمتع بأساس قانوين‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن‬
‫املنظمة تيم "األعياء" بينما االتفاقية تيم "األطراف املتعاقدة"‪.276‬‬
‫‪ -2‬من جانب املنهج‪ :‬كانت االتفاقية عبارة عن أداء متعددة األطراف‪ ،‬حيث متت املوافقة على سلسلة‬
‫من االتفاقيات على أساس متعدد اجلوانب أي على أساس انتقائي‪ ،‬بينما املنظمة فقد حظيت مبوافقة‬
‫وقبول أعيائها ككيان موحد‪.‬‬
‫‪ -3‬من جانب الشمول‪ :‬لقد كانت قواعد االتفاقية تشمل التجارة يف السلع فقط‪ ،‬بينما اتفاقية املنظمة‬
‫فإهنا تشمل باإلضافة اىل التجارة يف البيائع التجارة يف اخلدمات‪ ،‬واألبعاد التجارة للملكية الفكرية‬
‫واملنسوجات واملالبس واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -4‬يف جمال تسوية املنازعات‪ :‬إن األحكام اخلاصة بتسوية املنازعات التجارية يف عهد االتفاقية متيزت‬
‫بالقصور وعدم الفعالية‪ ،‬وذلك بسبب غياب اهليئة املخولة باإلشراف على تنفيذ هذه األحكام‪.‬‬
‫‪ -5‬من جانب الشخصية القانونية‪ :‬مل تكن اتفاقية اجلات تتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬ذلك أهنا مل تكن‬
‫منظمة دولية عكس املنظمة العاملية للتجارة اليت تتمتع بالشخصية القانونية الدولية‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫بسمان فيصل حمجوب‪ ،‬رؤية استشرافية ألثر منظمة التجارة العاملية على أداء املنشأت الصغرية يف الوطن العريب‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد ‪02‬‬
‫(‪ .)2003‬ص‪.48‬‬

‫‪ 275‬بن عمر األخير‪ ،‬أثار حترير التجارة العاملية للمنتجات الزراعية على القطاع الزراعي يف الدول العربية‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ .2007/2006‬ص‪.31‬‬
‫‪ 276‬وهو ما يؤكد أن هذه االتفاقية كانت من الناحية الرمسية معاهدة دولية وليست منظمة عاملية‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬دورة أوروجواي وقيام المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬

‫بني عامي ‪ 1986‬و ‪ 1993‬بدأت دورة أوروجواي من جانب وزراء جتارة دول اتفاقية اجلات‪ ،‬وامتدت ملدة‬
‫سبع سنوات ونصف حيث انتهت بنجاح يف ‪ 15‬ديسمرب ‪ ،1993‬لتشمل موضوعات عديدة واسعة‪ .‬ومل‬
‫تقتصر دورة أوروجواي على مناقشة التجارة يف السلع بل امتدت لتشمل التجارة يف اخلدمات‪ ،‬وحقوق امللكية‬
‫الفكرية‪ ،‬اجراءات الصحة والصحة النباتية وإجراءات االستثمار املتعلقة بالتجارة‪.‬‬

‫ومت االتفاق على حتويل قواعد النظام التجاري متعدد األطراف اىل منظمة متكاملة هي منظمة التجارة العاملية‬
‫هلا نظام قانوين قوي للعمل على حل النزاعات التجارية بشكل متعدد األطراف‪ .‬ومت توقيع امليثاق اخلتامي‬
‫لدورة أوروجواي بواسطة وزراء التجارة يف مراكش يف ‪ 15‬أفريل ‪ ،1994‬واجتذبت املنظمة مقرا هلا يف جنيف‪.‬‬
‫بتاريخ ‪ 1994/04/15‬مت انشاء منظمة التجارة لتشرف على نظام جديد للتجارة الدولية خيتلف يف كثري من‬
‫جوانبه عن النظام التجاري الدويل الذي أشرفت عليه اجلات لفرتة تقرب ‪ 47‬سنة‪.277‬‬

‫تيم منظمة التجارة العاملية يف عيويتها حىت اآلن ‪ 159‬دولة‪ ،‬منها ‪ 10‬دول عربية منظمة إليها حاليا وهي‪:‬‬
‫البحرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬األردن‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬السعودية‪.278‬‬
‫ويبلغ عدد األعياء املراقبني‪ 25 279‬دولة وهم‪ :‬البوسنة واهلرسك‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العراق‪ ،‬الفاتيكان‪ ،‬اليمن‪ ،‬اثيوبيا‪،‬‬
‫ايران‪ ،‬أذربيجان‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬أندروا‪ ،‬أوزبكستان‪ ،‬بوتان‪ ،‬البهاما‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬بيالروسيا‪ ،‬ساور تومي‬
‫وبرنسيب‪ ،‬السودان‪ ،‬سوريا‪ ،‬سيشيل‪ ،‬صربيا‪ ،‬غينيا االستوائية‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬لبنان‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ليبرييا‪.280‬‬
‫‪ ‬أهداف منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫هتدف املنظمة اىل مساعدة منتجي السلع واخلدمات واملصدرين واملستوردين على حسن ادارة أعماهلم‬
‫وأنشطتهم‪ .‬كما أن وظيفة املنظمة الرئيسية تكمن يف ضمان تدفق التجارة الدولية بسهولة وعدالة كلما أمكن‪.‬‬

‫‪ 277‬حممود عبد الرزاق‪ ،‬االقتصاد الدويل والتجارة اخلارجية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2010 ،‬ص‪.136‬‬
‫‪278‬‬
‫تاريخ االطالع‪ 2014/05/1 :‬العالمية للتجارةاملنظمة‪http://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫‪279‬‬
‫األعياء املراقبون هم دول تسعى لالنيمام للمنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وعليه تفرض املنظمة على الدول األعياء (باستثناء الفاتيكان) بدء مفاوضات االنيمام للمنظمة‬
‫خالل مخس سنوات من تسميتهم كأعياء مراقبني‪ ،‬ويبلغ عدد األعياء املراقبني ‪ 25‬دولة‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫تاريخ االطالع‪http://www.wto.org/english/thewto_e/whatis_e/tif_e/org6_e.htm 2014/05/21 :‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫على مستوى املستهلك‪ ،‬فإ ن االتفاقية هتدف اىل خلق حالة من اليقني لديه وذلك بتوفري منتجات هنائية أمنة‬
‫من خالل خيارات متعددة ال أن يستهلك املعروض عليه من منتج حملي واحد أو قلة حمتكرة للسوق‪ .‬كما أن‬
‫وجود اتفاقية كهذه يوفر ضمانة للمنتجني واملصدرين بأن االسواق األجنبية مفتوحة أمامهم‪ .‬والنتيجة املتوقعة‬
‫لوجود منظمة التجارة هو خلق اقتصاد عاملي أكثر طموحا وأمنا‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬

‫ان للمنظمة العاملية للتجارة هدفا رئيسا تسعى لتحقيقه واملتمثل يف حترير التجارة الدولية‪ ،‬أي تطبيق نظام حرية‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬ويف هذا اإلطار تسعى هذه املنظمة اىل حتقيق األهداف التالية‪:281‬‬

‫‪ -‬إ جياد منتدى للمفاوضات التجارية‪ :‬ويتم ذلك من خالل مجع الدول األعياء يف شبه منتدى أو ناد‬
‫من أجل البحث يف شىت األمور التجارية‪ ،‬فهي بذلك متنحهم فرصة للقاءات دائمة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫املؤمتر الوزاري جيتمع مرة كل سنتني على األقل‪ .‬وهو ما يسمح للدول بطرح انشغاالهتا والتفاوض‬
‫حول األمور املتعلقة بالتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق التنمية‪ :‬تسعى املنظمة العاملية للتجارة اىل رفع مستوى املعيشة للدول األعياء واملسامهة يف‬
‫حتقيق التنمية االقتصادية جلميع الد ول‪ ،‬وخاصة الدول النامية اليت تزيد نسبة عدد أعيائها يف املنظمة‬
‫عن ‪ %75‬من جمموع الدول األعياء‪ ،‬حبيث املنظمة متنح هلذه الدول معاملة تفييلية خاصة‪،‬‬
‫فتمنحها مساعدات تقنية والتزامات أقل تشددا من غريها‪ ،‬وتعفى الدول األقل منوا من بعض أحكام‬
‫اتفاقيات منظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬حل املنازعات بني الدول األعياء‪ :‬مل تكن اجلات كافية لفض املنازعات بني الدول االعياء اليت قد‬
‫تنشأ بسبب االختالف حول تفسري أحكام واتفاقيات جولة أوروغواي نظرا لكثرهتا وتشبعها وبسبب‬
‫املشاكل كان من اليروري انشاء آلية فعالة وذات قوة رادعة‪ ،‬متثلت هذه اآللية يف منظمة التجارة‬
‫العاملية‪.‬‬

‫‪ 281‬بن عيسى شافية‪ ،‬أثار وحتديات االنظمام للمنظمة العاملية للتجارة على القطاع املصريف اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ .2011/2010 ،3‬ص‪.27‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ -‬اجياد آلية تواصل بني الدول األعياء‪ :‬تلعب الشفافية دورا مهما يف تسهيل املعامالت التجارية بني‬
‫الدول‪ ،‬خاصة مع تعدد التشريعات وتنوع القطاعات التجارية واالبتكارات‪ ،‬لذلك تفرض معظم‬
‫اتفاقيات منظمة التجارة العاملية على الدول األعياء اخطار غريها بالتشريعات التجارية واألحكام‬
‫ذات العالقة بشؤون التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية االقتصاد العاملي‪ :‬وذلك من خالل حترير التجارة من مجيع القيود‪ ،‬وتسهيل الوصول إىل‬
‫األسواق العاملية‪ ،‬باإلضافة إىل زيادة الطلب على املوارد االقتصادية واالستغالل األمثل هلا‪ ،‬مما يسمح‬
‫برفع مستوى الدخل الوطين احلقيقي للدول األعياء‪.‬‬

‫تتسم األهداف العامة ملنظمة التجارة العاملية باالتساع يف الدالالت ذات امليامني املتفائلة يف أشكاهلا‪ ،‬فهي‬
‫تشري إ ىل هدف سامي ورفيع يتمثل يف رفع مستويات املعيشة وحتقيق التشغيل الكامل مبا يكفل حتقيق النمو يف‬
‫الن اتج احمللي االمجايل من جانب العرض والقوة الشرائية من جانب الطلب من خالل االستخدام األمثل‬
‫للموارد‪ ،‬فيال عن توفري احلماية البيئية واحملافظة عليها ودعم الوسائل الكفيلة بتوفري احتياجات التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبالتايل فإن ما تقدم يرتبط باملبادئ اليت أطرت املنظمة فلسفتها بنشوئها ووجودها واستمرارها‪،‬‬
‫وكذلك االتفاقيات ذات الصلة واليت تتمحور حول اهلدف الرئيسي وهو حرية التجارة الدولية السلعية‬
‫واخلدمية‪ ،‬ومن هذا املنطلق البد من وقفة تأمل ملناقشة املبادئ اليت تقوم عليها املنظمة يف اطار تعامالهتا ومن‬
‫مث حتديد االلتزامات واالستحقاقات اليت ترتتب على تلك املبادئ‪.282‬‬

‫‪ ‬املبدأ األول‪ :‬عدم التمييز بني الدول األعياء والذي يعين القبول غري املشروط ملبدأ الدولة األوىل‬
‫بالرعاية‪ ،‬وقد استمد هذا املبدأ من بنود اتفاقية اجلات‪ ،‬ويقصد به أن كل دولة بصفتها عيوا يف‬
‫املنظمة حتصل على املزايا اليت يتم االتفاق عليها بني باقي األعياء ثنائيا‪.‬‬
‫‪ ‬املبدأ الثاين‪ :‬مبدأ شرط املعاملة الوطنية‪ ،‬وميمونه قيام الدول األعياء يف املنظمة مبعاملة املنتجات‬
‫املستوردة يف الدول األعياء وفق ما طبق وسائد على املنتجات الوطنية املماثلة قدر تعلق األمر‬
‫بالرسوم واجلوانب التنظيمية‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫بسمان فيصل حمجوب‪ ،‬رؤية استشرافية ألثر منظمة التجارة العاملية على أداء املنشأت الصغرية يف الوطن العريب‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد ‪02‬‬
‫(‪ .)2003‬ص‪.50‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬مبدأ اخلفض العام واملتتايل للرسوم اجلمركية‪ :‬وستهدف هذا املبدأ حتقيق ختفييات مهمة يف التعريفات‬
‫اجلمركية من خالل االتفاقيات اليت تقوم على أساس املعاملة باملثل بني الدول األعياء يف املنظمة‪،‬‬
‫حيث أ تيحت مبوجبها للدول النامية شروط ميسرة ملدد زمنية لبعض القطاعات ومنها الزراعية ولكنها‬
‫يف الغالب بنهايات حمددة قارب معظمها النهاية‪.‬‬
‫‪ ‬املبدأ الرابع‪ :‬مبدأ إلغاء القيود اجلمركية‪ :‬ويهدف إلغاء القيود اجلمركية الكمية اليت تشكل حواجز‬
‫جتارية بني الدول األعياء يف املنظمة‪ ،‬ومبا يكفل تسهيل التجارة بينهما‪ ،‬ويسري هذا املبدأ على كل‬
‫الصادرات والواردات اليت ضمنتها فقرات وبنود اتفاقية مراكش ‪ 1994‬مع مالحظة أن التخفيض‬
‫النسيب واملتوايل اعتمد طريق االلغاء النهائي‪.‬‬
‫‪ ‬املبدأ اخلامس‪ :‬مبدأ الشفافية‪ ،‬ويقصد به ضرورة اعرتاف أعياء املنظمة بأعمال الكشف واإلفصاح‬
‫عن القرارات احلكومية ذات الصلة بالتجارة وبقدر تعلق األمر باقتصاديات الدول األعياء أو النظام‬
‫التجاري متعدد األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬مهام المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬

‫ممارسة وظائف هذه املنظمة ترتبط مبدى احرتام أسس الشرعية الدولية التجارية‪ .‬لذا‪ ،‬فكل اختصاص البد أن‬
‫يتم يف اطار اهلدف من انشاء املنظمة واملبادئ املرتبطة به‪ ،‬إن هذه الوظائف بدورها متعددة وتشمل‪:‬‬

‫‪ .1‬تسهيل تنفيذ وإدارة اتفاقية انشائها واالتفاقيات التجارية متعددة األطراف الناجتة عن مفاوضات جولة‬
‫أوروغواي لتحقيق أهداف املنظمة؛‬
‫‪ .2‬توفري منتدى للتفاهم على القواعد واإلجراءات اليت حتكم تسوية املنازعات فيما بني أعيائها؛‬
‫‪ .3‬ادارة آلية استعراض السياسات التجارية للدول االعياء؛‬
‫‪ .4‬حتقيق قدر أكرب من التنسيق يف وضع السياسة االقتصادية العاملية من خالل التعاون مع صندوق‬
‫النقد الدويل لإلنشاء والتعمري ووكاالته‪.283‬‬
‫‪ .5‬التعاون مع صندوق النقد الدويل‪ ،‬والبنك الدويل لإلنشاء والتعمري والوكاالت التابعة له من أجل‬
‫حتقيق قدر من التناسق يف وضع السياسة االقتصادية العاملية‪.284‬‬

‫‪ 283‬حممود عبد الرزاق‪ ،‬االقتصاد الدويل والتجارة اخلارجية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2010 ،‬ص‪.139‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ .2.4‬انضمام الجزائر المرتقب الى المنظمة العالمية للتجارة‬

‫من مقتيى تلك اتفاقيات املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬على الدول فتح حدودها وإزالة احلواجز والقيود اجلمركية‬
‫بشكل تدرجيي‪ ،‬خيتلف من الدول املتقدمة عنه بالنسبة للدول متوسطة الدخل عنه بالنسبة للدول منخفية‬
‫الدخل‪ .‬وبالتايل اذا مل يكن االقتصاد الداخلي قويا فلن ميكنه املنافسة مع السلع الواردة من اخلارج‪ ،‬بالتايل‬
‫ستموت الصناعات احمللية لعدم قدرهتا على املنافسة وستغلق املصانع أبواهبا‪ ،‬ومن مث يشرد العمال وترتفع نسبة‬
‫البطالة‪ .‬هلذا اعترب االصالح االقتصادي هو املخرج الوحيد من تلك املشكلة وذلك برتك األمر للمشروع‬
‫اخلاص القادر على االنتاج واالبتكار والتطوير وذلك يف سبيله لتحقيق الربح‪ ،‬وبالتايل يكون قادرا على املنافسة‬
‫يف سوق دولية وحملية مفتوحة‪.285‬‬

‫ينبع طلب االنيمام اىل املنظمة العاملية للتجارة عن قرار سيادي لسلطة الدول‪ .‬وهو ما يفرتض أن حكومة‬
‫هذا البلد ترى أن الفوائد احملتملة الناجتة عن االنيمام واملتعلقة بالنفاذ اىل أسواق الشركاء تفوق اخلسائر‬
‫احملتملة واملتعلقة باملعاملة باملثل فيما خيص فتح سوقها الداخلي‪ .‬وتسمح مرحلة املفاوضات اليت ختتلف مدهتا‬
‫من بلد ألخر‪ ،‬لكل بلد طالب لالنيمام وكذلك ألعياء املنظمة العاملية للتجارة بالتأكد من أن هذا‬
‫ا النيمام سيكون ذو منفعة متبادلة للطرفني‪ .‬وخالل هذه املرحلة سيتمتع البلد بصفة البلد املراقب يف املنظمة‬
‫العاملية للتجارة‪.‬‬

‫قد عرفت اجلزائر عالقات متعددة منذ مطلع التسعينات مع صندوق النقد الدويل يف اطار برامج االصالح‬
‫اهليكلي اليت عرفها االقتصاد اجلزائري‪ ،‬كما عرفت أييا عالقات مع البنك العاملي لإلنشاء والتعمري يف إطار‬
‫التمويل والدعم املايل والفين‪.‬‬

‫ومنذ سنة ‪ 1987‬بدأت اجلزائر يف اتصاالت أولية يف اطار االتفاقية قبل أن تتحول اىل منظمة للتجارة العاملية‬
‫يف مراكش املغربية عام ‪ ،1994‬إىل أن جاءت سنة ‪ 1996‬لتدشن مرحلة االتصال الرمسي والفعلي للجزائر‬
‫مع املنظمة‪ .286‬وقد قدمت طلبها لالنيمام اىل االتفاقية العامة يف جوان ‪ ،1987‬وبعد ميي ‪ 24‬سنة بعد‬
‫ذل ك مل تتمكن من التحصل على العيوية يف املنظمة العاملية للتجارة‪ .‬ويعترب طول هذه الفرتة فريدا من نوعه‬

‫‪ 284‬مصطفى سالمة‪ ،‬منظمة التجارة العاملية (النظام الدويل للتجارة الدولية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ .2006 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 285‬رضا عبد السالم‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬املكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬سنة ‪ .2010‬ص‪.194‬‬
‫‪ 286‬عياشي قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد اهلل‪ ،‬أثار انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة بني التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬جملة اقتصاديات مشال افريقيا‪ .‬عدد‪ .2‬ص‪.50‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫وهو ما ميكن تفسريه بالقيود والعراقيل الداخلية فعملية االنيمام تتطلب تطابق أو متاشي عددا من قوانني‬
‫وأنظمة البلد املرشح مع تلك املطبقة يف البلدان األعياء يف املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬وبالتايل كلما كان الفارق‬
‫يف األنظمة والقوانني كبريا لكما كانت فرتة املفاوضات أطول‪ .‬بالنسبة للسلطات اجلزائرية‪ ،‬يبدو أنه مت التوصل‬
‫اىل توافق يف اآلراء بشأن احلاجة ملثل هذه العيوية‪ .‬ومع ذلك يبقى السؤال حول مصلحة اجلزائر من دخول‬
‫املنظمة العاملية للتجارة مطروحا‪ ،‬سواء من حيث اآلثار االقتصادية أو املؤسساتية‪.287‬‬

‫‪ ‬األهداف التي تسعى الجزائر لتحقيقها من خالل االنضمام الى منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫مل تبد اجلزائر نيتها يف االنيمام إىل هذه املنظمة‪ ،‬إال بعد أن تأكدت أن ال جدوى من تفاديها والبقاء على‬
‫هامشها‪ ،‬خاصة بعد أن شرعت يف اإلصالحات االقتصادية واالنتقال إىل اقتصاد السوق‪ ،‬الذي يتطلب حترير‬
‫التجارة اخلارجية‪ ،‬وهو شرط أساسي من شروط االنيمام اىل املنظمة العاملية للتجارة‪.‬‬
‫تود اجلزائر من خ الل صياغة طلب انيمامها اىل املنظمة العاملية للتجارة تعزيز ودعم الرغبة يف االنفتاح على‬
‫التجارة اخلارجية‪ ،‬خاصة بعد أن شرعت يف اإلصالحات االقتصادية واالنتقال إىل اقتصاد السوق‪ ،‬الذي‬
‫يتطلب حترير التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫فالبلد املشارك يف عملية االنيمام اىل املنظمة باستطاعته االختيار بني أمرين‪:288‬‬
‫‪ -‬استعمال االنيمام كمشروع وحمفز لإلصالحات؛‬
‫‪ -‬أو استعماله من أجل تدنية التأثري الناتج عن التحول‪.‬‬
‫واجلزائر بإمكاهنا استخدام االنيمام كنقطة ارشاد لإلصالحات االقتصادية اليت تقوم هبا من أجل التوصل اىل‬
‫قوانني وإجراءات تنظيم اقتصادي تتوافق مع نظام املنظمة العاملية للتجارة كلما كان ذلك ممكنا‪.‬‬
‫واهلدف هو ختفيف أثار اإلنيمام‪ ،‬وجتنب تكاليفه الباهظة بالنسبة للمتعاملني االقتصاديني الوطنيني‪ .‬وهذا‬
‫اخليار يعتمد على قواعد املنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬اليت ال جترب املرشح على سقف حمدد فيما خيص احلماية‬
‫االق تصادية‪ ،‬حبيث تكون النتيجة عبارة عن حد أدىن من التحرير املقبول من طرف أعياء فريق العمل‪ .‬واملدة‬
‫اليت تستغرقها اجلزائر لالنيمام إىل املنظمة العاملية للتجارة تدل على أن هذا اخليار هو املعد من طرف‬
‫احلكومة‪.‬‬

‫‪ 287‬خزندار وردة‪ ،‬تأثري انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة على املنظومة املصرفية‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ .2012/2011 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 288‬خزندار وردة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .،‬ص‪.30‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫فهي تسعى لتحقيق جمموعة من األهداف من وراء ذلك وأمهها‪:289‬‬

‫‪ -1‬إنعاش االقتصاد الوطين‪ :‬مع انيمام اجلزائر إىل املنظمة‪ ،‬سريتفع حجم وقيمة املبادالت التجارية‪،‬‬
‫خاصة بعد ربط التعريفة اجلمركية عند حد أقصى وحد أدين‪ ،‬واالمتناع عن استعمال القيوم الكمية‪،‬‬
‫مما ينتج زيادة يف الواردات من الدول األعياء‪ ،‬باحتكاك املنتجات احمللية باملنتجات األجنبية‪،‬‬
‫وبالتايل االستفادة من التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬والتقنيات املتطورة املستعملة يف عملية االنتاج‪ .‬وبالتايل‬
‫زيادة املنافسة اليت ميكن أن تستغلها اجلزائر كأداة ضغط إلنعاش االقتصاد الوطين‪ ،‬عن طريق حتسني‬
‫املنتجني احملليني ملنتجاهتم من حيث اجلودة‪ ،‬الفعالية والكفاءة والتسيري اجليد من أجل البقاء يف‬
‫السوق‪ ،‬وهو ما يساهم يف انعاش وبعث االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ -2‬حتفيز وتشجيع االستثمارات‪ ،‬وهذا يرتبط بنجاح اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬اليت انطلقت يف‬
‫الثمانينات‪ .‬وقد قدمت اجلزائر عدة مزايا للمستثمرين سواء احملليني أو األجانب‪ ،‬وقانون النقد‬
‫والقرض ‪ 10-90‬الصادر يف سنة ‪ 1990‬تيمن عدة حتفيزات‪ ،‬كاملساواة بني املستثمرين األجانب‬
‫واحملليني يف جمال االمتيازات واإلعفاءات اليريبية‪ .‬وانيمام اجلزائر اىل هذه املنظمة قد يفتح أمامها‬
‫اجملال ومينحها فرصة أكرب جللب االستثمارات األجنبية املباشرة وذلك من خالل استفادهتا من‬
‫االتفاقية اخلاصة باالستثمارات يف جمال التجارة واليت قد تعود باستثمارات مهمة على اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬مسايرة التجارة الدولية‪ :‬يتميز االقتصاد اجلزائر بالتبعية للخارج‪ ،‬وذلك بسبب اعتماده على قطاع‬
‫احملروقات‪ ،‬الذي يقدم أكثر من ‪ %95‬من الصادرات اجلزائرية‪ ،‬ومن جهته‪ ،‬يتميز اجلهاز االنتاجي‬
‫اجلزائري بيعفه وعدم قدرته على املنافسة من ناحية مدخالته من السلع الوسيطة واملعدات االنتاجية‬
‫اليت تستورد يف أغلبها‪ ،‬وعدم مسايرته للتطورات احلديثة‪ ،‬مما تسبب يف ارتفاع تكاليف االنتاج‪.‬‬
‫‪ -4‬االستفادة من املزايا اليت متنح للدول النامية األعياء باملنظمة‪ ،‬واليت منها محاية املنتوج الوطين من‬
‫املنافسة‪ ،‬بالسماح هلا باإلبقاء على تعريفة مجركية مرتفعة نوعا ما‪ ،‬وكذلك مدة التحرير اليت قد تصل‬
‫اىل عشر سنوات بدال من ست سنوات للدول املتقدمة‪.290‬‬

‫ميكن أن نيع احمليط الذي تعيشه اجلزائر يف جمموعتني مها‪:291‬‬

‫‪ 289‬ناصر دادي عدون‪ ،‬متناوي حممد‪ ،‬انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬األهداف والعراقيل‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬عدد ‪ .2004/03‬ص‪.70‬‬
‫‪ 290‬خزندار وردة‪ ،‬تأثري انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة على املنظومة املصرفية‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ .2012/2011 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪ ‬وضعية االقتصاد الوطين املتميزة بـ‪:‬‬


‫‪ -‬معدالت منو صناعية متدنية؛‬
‫‪ -‬انتاج ال يتماشى وقواعد التنافسية؛‬
‫‪ -‬تبعية كبرية لقطاع احملروقات؛‬
‫‪ -‬عدم التنوع يف الصادرات؛‬
‫‪ -‬ضعف هيكل االقتصاد الوطين تكنولوجيا؛‬
‫‪ -‬قطاع خدمات ضعيف وغري مستغل؛‬
‫‪ -‬غياب اسرتاتيجية زراعية وارجتالية سياسية فيه؛‬
‫‪ -‬اتفاق شراكة سيفقد اجلزائر ‪ 1.2‬مليار دوالر كخسارة يف امليزان التجاري سنويا‪.‬‬

‫وهنا جيب التأكيد على أن ثلث التعريفات اخلاصة باملنتجات الصناعية سيتم تفكيكها خالل العشر سنوات‬
‫املقبلة و‪ %15‬خالل اخلمس سنوات أما باقي املنتجات سيتم تفكيكها خالل فرتة ‪ 10‬سنوات أما املنتجات‬
‫الفالحية فلن يتم تفكيكها‪.‬‬

‫‪ ‬التحوالت العاملية اليت مييزها‪:‬‬


‫‪ -‬ظاهرة العوملة؛‬
‫‪ -‬التعامل مع التكتالت االقتصادية؛‬
‫‪ -‬سيطرة قواعد العالقات االقتصادية الدولية يف التعامل؛‬
‫‪ -‬الشرطية اليت تربط التعامل االقتصادي بعوامل األمن والدميقراطية والعدالة‪.‬‬
‫‪ ‬االثار السلبية المتوقعة من انضمام الجزائر الى المنظمة العالمية للتجارة‪ :‬االقتصاد اجلزائر مل‬
‫يصل اىل درجة التنافسية‪ ،‬اضافة اىل أن مؤسساته العمومية واخلاصة على حد سواء مازالت تعاين من‬

‫‪ 291‬عياشي قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد اهلل‪ ،‬أثار انيمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة بني التفاؤل والتشاؤم‪ ،‬جملة اقتصاديات مشال افريقيا‪ .‬عدد‪ .2‬ص‪.64‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫اهلشاشة يف الوقت احلاضر‪ ،‬وبالتايل انيمام اجلزائر اىل هذه املنظمة سوف يرتتب عليه أثار سلبية‬
‫أكثر منها اجيابية‪ .‬سنذكر هذه اآلثار السلبية بإجياز‪:292‬‬
‫‪ ‬ستتكبد اخلزينة العمومية خسائر فادحة جراء التفكيك اجلمركي تتمثل يف تراجع اإليرادات‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إىل توسيع الوعاء اليرييب لتكبد اخلسائر؛‬
‫‪ ‬ختفيض التعريفة اجلمركية مث الغاؤها كلية يؤدي اىل ارتفاع الواردات على حساب الصادرات نزرا ألن‬
‫صادرات اجلزائر خارج احملروقات تكاد تكون منعدمة؛‬
‫‪ ‬فتح السوق أمام املنتوج األجنيب املتميز باجلودة العالية سيكون على حساب املنتوج احمللي الذي لن‬
‫يصمد أمام املنافسة الشرسة‪ ،‬مما يؤدي بالعديد من املؤسسات الوطنية اىل غلق أبواهبا وهذا بدوره‬
‫يؤدي يؤثر سلبا على األوضاع االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫‪ ‬باعتبار اجلزائر بلدا يتميز بالتبعية الغذائية‪ ،‬فإن توسيع نطاق حترير املبادالت حسب اتفاقية اجلات‬
‫اجلديدة مع ختفيض االعانات الرمسية املقدمة من طرف الدول املتقدمة على هذه املواد سريفع من‬
‫تكلفة فاتورة الواردات الغذائية وخاصة بالنسبة للمواد اليت حتتل نصيب األسد يف وارداتنا‪.‬‬

‫‪ 292‬زغيب شهرزاد‪ ،‬عيساوي ليلى‪ ،‬أفاق انيمام اجلزائر للمنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬جملة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة خيير بسكرة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ماي ‪ .2003‬ص‪.82‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التجارة الدولية‬

‫خاتمة الفصل الرابع‪:‬‬

‫دراسة موضوع التجارة الدولية يرجع اىل األمهية الكبرية اليت تكتسيها التجارة الدولية يف التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫ومن خالل ما تقدمه من امكانيات لتصريف املنتجات‪ .‬ولتنظيم عملية التجارة اخلارجية يتطلب األمر وجود‬
‫بعض االجراءات اليت تتخذها الدولة واملعروفة باسم السياسة التجارية اليت هتدف بالدرجة األوىل إىل حتقيق‬
‫املصلحة الوطنية‪ ،‬غري أن اهلدف مل يكن واضحا يف نظر املنظمات الدولية اليت ترى أن املصلحة الوطنية هي‬
‫جزء من املصلحة الدولية‪ .‬ومبا أن حجم التجارة اخلارجية قد اتسع وتياعف عدد املنتجات اليت يتم املتاجرة‬
‫هبا وعدد الدول اليت تقوم بالتجارة‪ ،‬تزداد فرصة حدوث النزاعات‪ .‬ويساعد نظام التجارة اخلاص مبنظمة‬
‫التجارة العاملية على حل تلك النزاعات بطريقة سلمية‪ .‬قد يكون هناك جانب سليب لتحرير وتوسيع التجارة‪،‬‬
‫إذ يرتتب على ذلك زيادة الفرصة لظهور النزاعات‪ ،‬وإذا تركت هذه النزاعات كما هي‪ ،‬فيمكن أن تؤدي اىل‬
‫صراعات خطرية إال أنه مت واقعيا التخفيف من التوتر التجاري الدويل بسبب جلوء الدول إىل املنظمات‪،‬‬
‫وحتديدا‪ ،‬منظمة التجارة العامل ية‪ ،‬لتسوية نزاعاهتم املتعلقة بالتجارة‪ .‬وال خيفى أن عملية االنيمام اىل املنظمة‬
‫العاملية للتجارة وهي عملية اندماج لالقتصاد اجلزائري يف املنظومة التجارية العاملية‪ ،‬تتيمن جانبا من التيحية‬
‫يصل اىل رهن جزء من السيادة االقتصادية وحىت السياسية كما يرى البعض هبدف تسهيل ربط السياسات‬
‫االقتصادية وإجياد حد أدىن من التجانس يف األهداف واملصاحل للدول األعياء‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل التطبيقي‪:‬‬
‫لوجستيك النقل الدولي للبضائع‬
‫في الجزائر‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬

‫يعترب النقل بأنواعه واحد من ركائز التنمية االقتصادية والتطور ألي دولة‪ ،‬وبالتايل فإن تواجد نظام نقل فعال‬
‫وبىن حتتية حديثة يؤدي اىل حتقيق التنمية االقتصادية واإلنتاج على نطاق واسع‪.‬‬
‫وتعد صناعة النقل البحري صناعة العصر‪ ،‬ويتم قياس كفاءة أدائها على أساس جودة اخلدمات اليت تقدمها يف‬
‫اطار التجارة الدولية‪ ،‬حيث أن وجود أسطول حبري وطين وزيادة حجمه من شأنه التأثري على النشاط‬
‫االقتصادي ككل‪ ،‬واألمر ذاته بالنسبة لتسيري املوانئ وكيفية أدائها وتنظيمها للعمليات‪.‬‬
‫واملوانئ اجلزائرية يف تأخر فيما خيص التأهيل املطلوب لألرصفة احلديثة‪ .‬ومن املتوقع أن العمالء األجنبيني‬
‫سيكونون مسئولني عن رفع املستوى‪.‬‬
‫اذا سنحاول يف هذا املوضوع دراسة وضع النقل البحري العاملي للبضائع‪ ،‬والنقل البحري الدويل يف اجلزائر‬
‫ووضع املوانئ اجلزائرية قبل وبعد اعطاء االمتياز للعمالء األجنبيني لتسيري املوانئ‪ ،‬كما سنتطرق اىل وضع أنواع‬
‫النقل األخرى حاليا واالستثمارات اليت حتققها الدولة يف سبيل تطوير هذا القطاع مبا حيقق الرفاهية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫اذا سنتطرق من خالل هذا الفصل اىل ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النقل الدولي للبضائع في العالم‬


‫المبحث الثاني‪ :‬النقل البحري الدولي للبضائع في الجزائر‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حركة البضائع في الموانئ الجزائرية‬
‫المبحث الرابع‪ :‬قطاع النقل في الجزائر (االستثمارات قطاع النقل)‬

‫‪169‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫المبحث األول‪ :‬النقل الدولي للبضائع في العالم‬

‫يبقى النقل البحري أسلوب النقل األساسي يف التجارة الدولية‪ ،‬حيث يعمل على نقل ما يفوق ‪25000‬‬
‫بليون طن سنويا‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %71‬من الشحن العاملي‪ ،‬مقابل ‪ 7000‬بليون طن من البضائع املشحونة‬
‫عرب السكك احلديدية و ‪ 3000‬بليون طن عن طريق النقل الربي‪.292‬‬
‫ووفقا إلحصائيات األونكتاد حول الوضع يف الدول النامية‪ ،‬فلم يطرأ أي تغري على جتارهتا اخلارجية‪ ،‬ومازالت‬
‫حتوز على حصة متواضعة من التجارة العاملية‪.‬‬
‫‪ .1.1‬نظرة شاملة للنقل البحري‪:‬‬

‫يعترب النقل البحري قاطرة التجارة الدولية حنو النمو‪ ،‬وهذا ما يفسر عوملة هذا القطاع منذ عدة سنوات بسبب‬
‫التغريات احلاصلة يف ملكية تسيري السفن‪ ،‬انشاء سجالت السفن وكذا التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫يف جانفي ‪ ،2010‬تكون األسطول العاملي من ‪ 38.412‬سفينة‪ ،‬ساهم يف نقل ‪ 1.165‬مليون طن‪:293‬‬
‫‪ 35 -‬دولة امتلكت ‪ %90‬من االسطول ككل‪ ،‬مما يعادل ‪ 34.360‬سفينة؛‬
‫‪ 4 -‬دول (اليونان ‪-‬الصني‪ -‬اليابان –أملانيا) سيطرت على ‪ %50‬من الشحن أي (‪77.767.900‬‬
‫طن)؛‬
‫‪ %68.4 -‬من الشحن العاملي يتم بواسطة السفن اليت حتمل علم املالئمة‪294‬؛‬
‫‪ -‬يف سنة ‪ 8.8 ،2011‬مليار طن من البضائع يف العامل مت نقلها عرب البحر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1-5‬حركة البضائع حسب الدول واألقاليم لسنة ‪2011‬‬
‫الحمولة‬ ‫الدولة أو االقليم‬
‫الجناح األجنبي المجموع‬ ‫الجناح الوطني‬
‫‪186095162‬‬ ‫‪3150‬‬ ‫‪2409‬‬ ‫‪741‬‬ ‫اليونان‬
‫‪183319680‬‬ ‫‪3751‬‬ ‫‪3031‬‬ ‫‪720‬‬ ‫اليابان‬
‫‪104452389‬‬ ‫‪3633‬‬ ‫‪1609‬‬ ‫‪2024‬‬ ‫الصني‬

‫النقل البحري يف اطار منظمة التجارة العاملية‪ ،‬مركز الدارسات والبحوث بغرفة الشرقية‪ ،‬أكتوبر ‪ .2009‬ص‪.03‬‬
‫‪292‬‬

‫‪293‬‬
‫‪Abdelhamid Bouarroudj, Forum des chefs d’entreprise –Atelier de réflexion- Le transport maritime de‬‬
‫‪marchandises: une potentiel de croissance à promouvoir, 02 Octobre 2012. P03.‬‬
‫‪ 294‬وهو علم يكون على السفينة‪ ،‬يوضح جنسيتها لعدة أسباب‪ :‬ختفيض التكاليف بفضل تشريعاهتا املتعلقة بالضرائب وقانون العمل‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪103895669‬‬ ‫‪3627‬‬ ‫‪3169‬‬ ‫‪458‬‬ ‫أملانيا‬


‫‪44883318‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪775‬‬ ‫اجلمهورية الكورية‬
‫‪41290755‬‬ ‫‪1865‬‬ ‫‪945‬‬ ‫‪920‬‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫‪40518790‬‬ ‫‪1968‬‬ ‫‪1148‬‬ ‫‪820‬‬ ‫النرويج‬
‫‪34441871‬‬ ‫‪680‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪350‬‬ ‫هونغ كونغ (الصني)‬
‫‪33198421‬‬ ‫‪940‬‬ ‫‪580‬‬ ‫‪360‬‬ ‫الدمنارك‬
‫‪32609444‬‬ ‫‪985‬‬ ‫‪387‬‬ ‫‪598‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪29490678‬‬ ‫‪637‬‬ ‫‪454‬‬ ‫‪92‬‬ ‫املقاطعة الصينية التابعة للطيوان‬
‫‪26211622‬‬ ‫‪794‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪357‬‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫‪22454001‬‬ ‫‪844‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪608‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪19431568‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪515‬‬ ‫‪1472‬‬ ‫الفدرالية الروسية‬
‫‪18284675‬‬ ‫‪433‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪210‬‬ ‫كندا‬
‫‪17192696‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪0‬‬ ‫برمودا‬
‫‪17166569‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪443‬‬ ‫اهلند‬
‫‪16768968‬‬ ‫‪1222‬‬ ‫‪664‬‬ ‫‪558‬‬ ‫تركيا‬
‫‪13205831‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪74‬‬ ‫ايران‬
‫‪13205831‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪74‬‬ ‫السعودية‬
‫‪12548019‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪85‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪12439130‬‬ ‫‪480‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪380‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪9224076‬‬ ‫‪417‬‬ ‫‪354‬‬ ‫‪63‬‬ ‫االمارات العربية املتحدة‬
‫‪8938715‬‬ ‫‪868‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪778‬‬ ‫اندونيسيا‬
‫‪8881982‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪129‬‬ ‫قربص‬
‫‪8817718‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪528‬‬ ‫هولندا‬
‫‪7736207‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪128‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪7385564‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪180‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪7023380‬‬ ‫‪353‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪136‬‬ ‫السويد‬
‫‪6791847‬‬ ‫‪544‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪460‬‬ ‫الفيتنام‬

‫‪171‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪6603264‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الكويت‬


‫‪5244926‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪173‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪4822624‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جزيرة آيل أوف مان‬
‫‪3948397‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪35‬‬ ‫سويسرا‬
‫‪3793556‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪298‬‬ ‫تايلندا‬
‫‪112804327‬‬ ‫‪34360‬‬ ‫‪19292‬‬ ‫‪15068‬‬ ‫اجملموع (‪ 35‬دولة)‬
‫‪1165720163‬‬ ‫‪38412‬‬ ‫‪21133‬‬ ‫‪17279‬‬ ‫اجملموع العاملي‬
‫المصدر‪ :‬اجلدول معد من طرف أمانة مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية ‪ CNUCED‬حسب احصائيات جملة‬
‫فريبالي األسبوعية املتخصصة يف صناعة السفن التجارية الدولية‪.‬‬

‫ازداد امجايل حركة احلاويات يف موانئ العامل بنحو ‪ %13.3‬ليصل اىل ‪ 531.4‬مليون وحدة معادلة لعشرين‬
‫قدما يف عام ‪ 2010‬بعد أن كان قد تعثر يف عام ‪ 2009‬لفرتة وجيزة‪ .‬وظلت موانئ الصني تزيد حصتها من‬
‫امجايل حركة احلاويات يف موانئ العامل لتصل اىل ‪ ،%24.2‬وأوضح مؤشر األونكتاد بشأن االتصال خبطوط‬
‫النقل البحري املنتظمة أن الصني حتتفظ مبركزها يف الصدارة بصفتها البلد األكثر اتصاال‪ ،‬تليها سنغافورة‬
‫وأملانيا‪ .‬ويف عام ‪ ،2011‬تطور ترتيب ‪ 91‬دولة يف مؤشر األونكتاد بشأن االتصال خبطوط النقل البحري‬
‫املنتظمة قياسا بعام ‪ ،2010‬وقد بلغ منو الشحن بالسكك احلديدية بنسبة ‪ %7.2‬ليصل اىل ‪ 9843‬بليون‬
‫شحنة باألطنان الكيلومرتية‪ .‬وبلغ منو قطاع النقل الربي بنسبة ‪ %7.8‬سنة ‪ 2010‬عما كان عليه يف‬
‫‪ ،2009‬فبلغت األحجام ‪ 9721‬بليون شحنة باألطنان الكيلومرتية‪.295‬‬

‫‪.2.1‬أهمية تطوير نظام النقل البحري‪:‬‬


‫يتطلب يف وقتنا احلايل انشاء موانئ متخصصة ومتميزة مبوقعها اجلغرايف‪ ،‬وقد أصبح اليوم التنافس يف استخدام‬
‫سفن اجليل األخري كبرية احلجم ملا تضمنه من حتقيق القدرة التنافسية يف سوق النقل البحري‪ ،‬حيث يضمن‬
‫ختفيض نفقاهتا واالستفادة من عامل الوقت املستغرق يف عملية النقل‪ .‬ومع تقديرات معدالت الشحن والتفريغ‬
‫باملوانئ البحرية يفضل التعامل مع املوانئ ذات املوقع املمتاز وذات التسيري الفعال‪ ،‬دون أن ننسى التجهيزات‬
‫احلديثة هلا مبا يساهم يف نقل وشحن خمتلف نوعيات البضائع‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫استعراض النقل البحري ‪ ،2011‬مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية األونكتاد‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .1.2.1.‬الخدمات المالحية التي يتطلبها نقل البضائع بالسفن‪:‬‬

‫‪ -‬نشاط الشحن والتفريغ‪ : 296‬ويعد أهم نشاط يف النقل البحري‪ ،‬حيث كلها مت تقليص وقت بقاء‬
‫السفن والبضائع يف امليناء كلما دل هذا على كفاءة نظام التسيري يف امليناء ويؤدي اىل زيادة الطاقة‬
‫االستيعابية له‪ ،‬وبالتايل يؤثر على االقتصاد الكلي‪ .‬ونشاط الشحن والتفريغ يتوىل أمر تداول‬
‫احلاويات‪ ،‬حيث يقوم بالشحن داخل احلاويات ويتوىل نقلها على سفن احلاويات اليت تتميز بارتفاع‬
‫تكلفتها‪ ،‬ويتطلب استقبال سفن احلاويات أرصفة خمصصة ومزودة مبعدات متطورة للشحن والتفريغ‪.‬‬
‫حيث تلعب هذه التجهيزات دورا هاما يف تطوير نشاط تداول احلاويات‪ ،‬العتبارها العامل األساسي‬
‫لتحقيق معدالت شحن وتفريغ متطورة‪ ،‬مما يعكس اجيابا على نشاط املوانئ ككل‪.‬‬
‫اضافة اىل ما سبق‪ ،‬جيدر االشارة هنا اىل أمهية وجود نظام لتخزين احلاويات‪ ،‬يسمح باحلفاظ عليها‬
‫مباشرة بعد التفريغ لالستعمال القادم‪ ،‬اضافة اىل معرفة مواقع احلاويات ووجهتها ومالكها للعمل على‬
‫جذب الناقلني من جهة‪ ،‬وتطوير آداء املوانئ من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬نشاط التخزين‪ :‬ويعد نشاط التخزين اجلمركي من األنشطة اهلامة يف نقل البضائع املشحونة من واىل‬
‫املوانئ‪ .‬حيث يتطلب اخراج البضائع من املوانئ اجراءات مجركية تتعلق بالتصريح بدخوهلا من‬
‫السلطات املختلفة‪ ،‬األمر الذي يتط لب توفري خمازن ايداع البضائع لتنظيم الشحنات‪ ،‬دون حصول‬
‫عراقيل‪ ،‬حسب طاقات التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬متوين السفن‪ :‬ويعين توفري احتياجات السفن من معدات متخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬نشاط اصالح السفن‪ :‬حيث يتحتم على املوانئ أن توفر شركات متخصصة يف عمليات اصالح‬
‫وصيانة السفن‪ ،‬واألجهزة احلساسة املستخدمة يف أجهزة الرادار الالسلكي املتطور‪.‬‬
‫‪ -‬الوكاالت املالحية‪ :‬ويقوم هذا على السماح للسفن االجنبية من الدخول اىل املوانئ احمللية‪ ،‬وال‬
‫يتطلب عمل هذه الوكاالت املالحية رؤوس أموال ضخمة‪ ،‬بقدر ما يتطلب اخلربة البشرية ووسائل‬
‫اتصال حديثة وخدمات استقبال ذات جودة‪.‬‬

‫‪ 296‬النقل البحري يف اطار منظمة التجارة العاملية‪ ،‬مركز الدارسات والبحوث بغرفة الشرقية‪ ،‬أكتوبر ‪ .2009‬ص‪.05‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .3.1‬النقل البحري في افريقيا‪:‬‬

‫يف دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ ،OCDE‬النقل البحري يعترب أفضل أسلوب نقل البضائع للخارج‪،‬‬
‫ويقدر حجم البضائع املنقولة حبرا سنة ‪ 2012‬بـ‪ 102‬مليون طن‪ ،‬أي ما ميثل ‪ %90‬من احلجم الكلي‬
‫للبضائع بالرغم من األزمة املالية‪ .‬ورغم تعايف قطاع النقل من األزمة‪ ،‬إال أن ضعف الشروط والقوانني‬
‫االقتصادية العاملية حالت دون تطوره‪ ،‬مما جعل التعايف من هذه األزمة غري متساوي وأكثر بطئا مما كان عليه‬
‫احلال يف األزمات السابقة‪.297‬‬

‫‪ .1.3.1‬المواني االفريقية‪:‬‬

‫الوضع يف افريقيا مازال مستقر على الرغم من األزمة االقتصادية‪ ،‬وقد شهدت صادراهتا للمواد األولية جتاه‬
‫أسيا وأوروبا تراجعا حمسوسا‪ ،‬ولكن على املستوى القاري نفسه‪ ،‬االستهالك يبقى مغلوق‪ .‬وقطاع النقل‬
‫البحري يف افريقيا ال يزال دون املستوى املطلوب خبصوص موانئ املياه العميقة‪ ،‬واملشكل هو أن ‪ 35‬ميناء‬
‫افريقي ضخم ال ميثل إال ‪ %3‬من التجارة العاملية‪ .‬وبالتايل فإن الدول االفريقية حتتاج اىل بىن حتتية خاصة‬
‫باملوانئ املتطورة حىت تتمكن من استقبال السفن األكرب حجما‪ .‬والتحدي هنا هو حتويل هذه املواين اىل حماور‬
‫اقليمية قادرة على استقبال سفن احلاويات العمالقة‪.‬‬

‫يف إفريقيا نسبة البضائع املنقولة حبرا تقدر بـ ‪ ،298%91‬بالرغم من صعوبة اجراءات العبور والبىن التحتية الربية‬
‫غري املتطورة‪ .‬ونقل البضائع مثل احلديد اخلام‪ ،‬احلبوب‪ ،‬الفحم‪ ،‬البوكسيت‪ ،‬األملنيوم والفوسفات‪ ،‬ارتفع بنسبة‬
‫‪ %1.4‬مقارنة بسنة ‪ ،2010‬وهذه النسبة ختفي التقلبات الطارئة حسب أنواع السلع‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2-5‬التقسيم اجلغرايف للنقل الدويل للبضائع سنة ‪2011‬‬

‫أفريقيا‬ ‫أمريكا الالتينية‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫أوروبا‬ ‫أسيا والمحيط الهادي‬
‫‪%1.00‬‬ ‫‪%2.2‬‬ ‫‪%10.2‬‬ ‫‪%16.6‬‬ ‫‪%25.3‬‬ ‫‪%44.7‬‬
‫‪Source : IATA 2011‬‬

‫‪297‬‬
‫‪Moise Donald DAILLY, Logistique et transport international de marchandises, Guide pratique, 1ère‬‬
‫‪édition 2013, L’Harmattan, paris. P23.‬‬
‫‪298‬‬
‫‪Moise Donald DAILLY, P29.‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫ويعرض اجلدول (‪ )2-5‬التقسيم اجلغرايف للنقل البحري الدويل لسنة ‪ ،2011‬حيث تسيطر آسيا واحمليط‬
‫اهلادي على حصة األسد‪ ،‬بينما تبقى افريقيا يف املرتبة األخرية بنسبة ‪ .%1‬كنتيجة لضعف آداء موانئها العربية‬
‫وعدم تطورها بالشكل الذي يتطلبه االقتصاد العاملي احلديث‪.‬‬

‫‪ .2.3.1‬تقنيات النقل الدولي للبضائع‪:‬‬

‫دور اللوجستيك والنقل الدويل للبضائع يف تطبيق االسرتاتيجية الصناعية والتجارية تأخذ مكانة ال يستهان هبا‪،‬‬
‫حيث أن اخليارات يف جمال النقل الدويل للبضائع تتطلب أداء عايل بالنسبة للمؤسسة الصناعية املصدرة‪.‬‬

‫والعوامل األساسية الختيار احلل األمثل يف اللوجستيك والنقل البد ان تأخذ بعني احلسبان توافر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬خبصوص عمليات النقل للتصدير‪:‬‬


‫اختيار احلل التقين‪ ،‬اختيار شكل التعبئة والتغليف وجتهيز البضائع‪ ،‬تنظيم النقل‪ ،‬جتهيز الشحن‪ ،‬مراقبة‬
‫العالقات بني الناقلني وعمالء الشحن وتسيري تأمني النقل‪.‬‬
‫‪ -‬خبصوص عمليات النقل لالسترياد‪:‬‬
‫املؤسسة املتولية للمراحل األوىل لعمليات االسترياد تتطلب أمهية كبرية يف تنظيم النقل‪ ،‬من حيث أمانة‬
‫الشحن‪ ،‬استقبال البضائع وتغطية املخاطر‪.‬‬
‫‪ .3.3.1‬النقل البحري الدولي للبضائع في افريقيا‪:‬‬

‫النقل الدويل للبضائع يشغل مكانة ذات أمهية كربى يف املبادالت بني الدول‪ ،‬حيث يساهم يف حتريك‬
‫العالقات التجارية‪ ،‬وينطوي هذا على عدد املشاركني املتدخلني يف هذا النظام املعقد‪ ،‬نظرا الستخدامه‬
‫لتقنيات وتكنولوجيات ذات أداء جد متطور‪.‬‬

‫يف ‪ ،2010‬سجل األسطول االفريقي ما يقرب ‪ 98563000‬طن من احلمولة‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %10.3‬من‬
‫األسطول العاملي‪ .‬ودون سجالت مفتوحة مت تسجيل ‪ 5537000‬طن من احلمولة‪ ،‬ما يعادل ‪ %2.1‬من‬
‫أسطول الدول النامية‪ ،‬و ‪ %0.6‬من األسطول العاملي‪ .‬وهناك تراجع كبري للمواين واألساطيل االفريقية يف‬

‫‪175‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫األسطول العاملي‪ :‬حسب السجالت املفتوحة‪ ،‬فنسبتها ترتاوح بني ‪ %24.3‬اىل ‪ %10.7‬بني ‪2008‬‬
‫و‪ ،2009‬وحسب السجالت املغلوقة فالنسبة ترتاوح بني ‪ %1.1‬اىل ‪ %0.8‬يف نفس الفرتة‪.299‬‬

‫هيكل المبادالت التجارية للدول االفريقية‪:‬‬

‫ارتفع عدد سكان افريقيا سنة ‪ 2012‬ملليار نسمة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %15.5‬من العدد الكلي للسكان يف‬
‫العامل‪ ،‬ومتوسط معدل النمو قدر ب‪ %2.8‬سنة ‪ 2009‬و ‪ %4.1‬سنة ‪ .2010‬وإفريقيا تتضمن ‪53‬‬
‫دولة و ‪ 5‬جمموعات اقتصادية اقليمية‪:‬‬

‫‪ ‬احتاد املغرب العريب ‪.(UMA)300‬‬


‫‪ ‬اجملموعة االقتصادية لدول غرب افريقيا ‪.(CEDEAO)301‬‬
‫‪ ‬اجملموعة االقتصادية والنقدية لوسط افريقيا ‪.(CEMAC)302‬‬
‫‪ ‬جمموعة شرق افريقيا ‪.(CAE)303‬‬
‫‪ ‬جمموعة التنمية ألفريقيا اجلنوبية ‪.(CDAA)304‬‬

‫‪299‬‬
‫‪Moise Donald DAILLY. P81.‬‬

‫‪ L'Union du Maghreb arabe UMA 300‬احتاد املغرب العريب تأسس بتاريخ ‪ 17‬فرباير‪/‬فيفري ‪ 1989‬م مبدينة مراكش باملغرب‪ ،‬ويتألف من مخس دول متثل يف‬
‫جمملها اجلزء الغريب من العامل العريب وهي ‪ :‬ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬املغرب وموريتانيا ‪.‬وذلك من خالل التوقيع على ما مسي مبعاهدة إنشاء احتاد املغرب العريب‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫المجتمع االقتصادي لدول غرب إفريقيا بالفرنسية ‪: Communauté Économique des États de l'Afrique de l'Ouest‬اختصارا‬
‫)‪(CEDEAO‬هي منظمة اقتصادية دولية هتتم بتطوير االقتصاد يف منطقة الغرب اإلفريقي ‪.‬مت تأسيس املنظمة يف ‪ 25‬مايو ‪ 1975‬ورئيسها هو عمر يارادوا‪ ،‬يقع مقر‬
‫املنظمة يف أبوجا‪ ،‬بنيجرييا ‪.‬اللغات الرمسية للمنظمة هي اإلجنليزية والفرنسية والربتغالية ‪.‬كانت موريتانيا من الدول األعضاء ولكن انسحب يف ديسمرب من سنة‪ ، 2000‬ويف‬
‫العام ‪ 2008‬مت فصل غينيا‪ .‬وهلا مخسة عشر عضوا‪.‬‬
‫‪ 302‬اجملموعة اإلقتصادية و النقدية لوسط أفريقيا بالفرنسية ‪ : Communauté économique et monétaire de l'Afrique centrale‬أو إختصارا‬
‫)‪(CEMAC‬هي منظمة دولية تضل عدة دول من وسط أفريقيا ‪ ،‬أنشأت لتحل حمل اإلحتاد اجلمركي و اإلقتصادي لوسط أفريقيا‪ .‬مت توقيع املعاهدة اليت تنص على تأسيس‬
‫هذه اجملموعة يف ‪ 16‬مارس ‪ 1994‬يف مدينة اجنمينا يف التشاد‪ ،‬ودخلت حيز التنفيذ يف يونيو ‪ 1999.‬يقع املقر الرمسي للمجموعة يف عاصمة مجهورية أفريقيا الوسطى بانغي‪.‬‬
‫‪ 303‬جمموعة شرق أفريقيا باإلجنليزية ‪ : East African Community, EAC‬هي منظمة دولية تضم مخسة دول من شرق‬
‫أفريقيا وهم بوروندي و كينيا و أوغندا ورواندا و تنزانيا‪.‬‬
‫‪ 304‬جمموعة التنمية ألفريقيا اجلنوبية ‪ : Southern African Development Community‬أو إختصارا)‪ ، (SADC‬هي منظمة دولية هي منظمة هتدف‬
‫إىل تعزيز التنمية االقتصادية يف أفريقيا اجلنوبية‪ .‬مت تأسيس املنظمة يف ‪ 17‬أغسطس ‪ 1992‬بعد تعويضها مبؤمتر التنسيق لتنمية أفريقيا اجلنوبية و اليت أنشأت يف ‪1‬‬
‫أبريل‪.1980‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .4.3.1‬مكانة افريقيا في التجارة العالمية‪:‬‬

‫حسب افاق االقتصاد العاملي‪ ،‬يف اكتوبر ‪ ،2012‬النمو االقتصادي يف افريقيا قدر ب ‪ %5‬سنة ‪،2011‬‬
‫حيث قدر النمو يف مشال افريقيا ب‪ %4.1‬يف نفس السنة‪ ،‬وإفريقيا ال متثل إال ‪ %2.7‬من التجارة العاملية‪.‬‬
‫وحسب احصائيات املنظمة العاملية للتجارة سنة ‪ ،2011‬قدرت واردات افريقيا ‪ 212‬مليار دوالر من‬
‫البضائع‪ ،‬يف حني تقدر صادراهتا ما بـ ‪ 232‬مليار دوالر‪.‬‬

‫هيكل التجارة الدولية االفريقية مل يتغري خالل السنوات األخرية‪ ،‬وأغلب الدول االفريقية هي دول مصدرة‬
‫للمنتجات األولية‪ .‬صادرات الدول اإلفريقية بني سنيت ‪ 2005‬و‪ ،2011‬تتمثل يف املواد األولية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫‪،Sao tome et Principe‬‬ ‫البرتول بنسبة ‪ ،%79‬الكاكاو بنسبة ‪ %90‬من صادرات ساو تومي و برنسيب‬
‫احلديد اخلام ‪ %64‬بالنسبة ملوريتانيا‪ %64 ،‬من القطن بالنسبة لبنني‪.305‬‬

‫وجتذب بعض الدول جزء مهما من دخوهلا من خالل تصدير منتجاهتا املصنعة‪ ،‬الذي جيعل افريقيا معرضة‬
‫جدا الرتفاع األسعار يف أسواق املنتجات األساسية‪.‬‬

‫‪ .1.4.3.1‬صادرات البرتول والغاز‪:‬‬

‫خالل العشرون السنة األخرية‪ ،‬افريقيا ضاعفت انتاجها يف جمال البرتول والغاز الطبيعي‪ ،‬يف حني أن احتياطاهتا‬
‫املؤكدة يتم مراجعتها بانتظام‪ ،‬حيث قدرت بـ ‪ 127.7‬مليار برميل برتول (حوايل ‪ %10‬من االحتياطي‬
‫العاملي)‪ ،‬و ‪ 14.76‬مليون مرت مكعب من الغاز (‪ %7.6‬من االحتياط العاملي)‪ ،‬يف هناية سنة ‪.2009‬‬
‫وحسب احصائيات ‪ British Petroleum‬افريقيا البد عليها أن تسهم بـ ‪ %15‬يف التموين العاملي بالبرتول يف‬
‫‪ 2015‬مقابل ‪ %12‬حاليا‪.‬‬

‫املصدرين األساسيني للمحروقات هم‪ :‬نيجرييا (‪ 62.5‬مليار دوالر)‪ ،‬اجلزائر (‪ 59.1‬مليار دوالر)‪ ،‬اجلمهورية‬
‫الليبية (‪ 44.1‬مليار دوالر)‪ ،‬ومنذ سنة ‪ ، 1990‬هذه الدول الثالث زادت من صادراهتا للمحروقات بنسبة‬
‫ال تقل عن ‪.%400‬‬

‫‪305‬‬
‫‪Moise Donald DAILL. P82.‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .2.4.3.1‬واردات الدول االفريقية‪:‬‬

‫الواردات القادمة من االحتاد األورويب قد بلغت ‪ 108.4‬مليار دوالر‪ ،‬يف حني الواردات القادمة من الواليات‬
‫األمريكية املتحدة سجلت ‪ 15.4‬مليار دوالر‪ ،‬مقابل ‪ 34.4‬مليار دوالر بالنسبة للصني‪ .‬وخالل سنييت‬
‫‪ 2000‬و‪ ، 2009‬نصيب الصادرات الصينية للمنتجات املصنعة جتاه افريقيا ارتفع بنسبة ‪ ،%35‬مما يعكس‬
‫زيادة عدد االتفاقيات الثنائية بينها وبني الدول االفريقية‪ .306‬وفيما يلي نذكر اهم الواردات اإلفريقية‪:‬‬

‫‪ ‬استرياد املنتجات الزراعية‪ :‬افريقيا تتدخل بنسبة ‪ %14‬يف واردات املنتجات الزراعية على الصعيد‬
‫العاملي‪ ،‬الذي جيعلها أكرب مستورد يف العامل‪ .‬والدول الكربى املستوردة للمنتجات الغذائية تتمثل يف‬
‫نيجرييا (‪ 6.6‬مليار دوالر)‪ ،‬اجلزائر (‪ 5.5‬مليار دوالر)‪ ،‬مصر (‪ 5.2‬مليار دوالر)‪.‬‬
‫‪ ‬تصدير املنتجات الزراعية‪ :‬حصة افريقيا من صادرات املنتجات الزراعية ال تتعدى ‪،%8.1‬‬
‫و‪ %10.4‬خبصوص املواد األولية‪ .‬القيمة الكلية لصادرات املواد الزراعية وصلت اىل ‪ 34.3‬مليار‬
‫دوالر سنة ‪ .2009‬وتعترب أوروبا السوق األهم السترياد املنتجات الزراعية (‪ 11.5‬مليار دوالر)‪،‬‬
‫أسيا (‪ 9.7‬مليار دوالر)‪ ،‬الشرق األوسط (‪ 1.7‬مليار دوالر) وأمريكا الشمالية (‪ 1.6‬مليار دوالر)‪.‬‬
‫الدول الرئيسية املصدرة للمنتجات الزراعية تتمثل يف جنوب افريقيا (‪ 5.6‬مليار دوالر)‪ ،‬ساحل العاج‬
‫(‪ 3.9‬مليون دوالر)‪ ،‬املغرب (‪ 2.8‬مليار دوالر)‪ .‬وقد عملت بعض الدول االفريقية على مضاعفة‬
‫صادراهتا من املنتجات الزراعية بني سنيت ‪ 1990‬و‪ ،2009‬ونعطي مثال على هذا كينيا‪ ،‬اثيوبيا‬
‫وتونس‪ ،‬حيث مت تسجيل نتائج مذهلة يف هذا اجملال‪ ،‬مبعدالت منو تصل اىل ‪%297 ،%299‬‬
‫و‪ %262‬على التوايل‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ترتكز املخازن الرسوبية للفوسفات يف مشال إفريقيا‪ ،‬الصني‪ ،‬الشرق األوسط والواليات املتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬وخالل سنة ‪ ،2010‬حركة الفوسفات الطبيعي العاملية ارتفعت إىل ‪ 32‬مليون طن‪ ،‬وتتصدر‬
‫املغرب القائمة كمصدر رئيسي للفوسفات‪ ،‬والواليات املتحدة األمريكية كمستورد رئيسي‪ .‬ويقوم املغرب‬
‫ب تصدير ما يقارب نصف صادرات الفوسفات العاملية‪ ،‬حيث أن اجلزء األكرب سيكون جتاه أوروبا وأمريكا‪ ،‬يف‬
‫حني أن الباقي يتم توزيعه على الدول االفريقية والشرق األوسط بنسبة ‪ %40‬من الصادرات العاملية‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫وقعت الصني اتفاقيات للتجارة الثنائية مع ‪ 45‬دولة افريقية‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .3.4.3.1‬وضع النقل البحري للبضائع يف افريقيا‪:‬‬

‫ال ميثل الـ‪ 35‬ميناء افريقي اال ‪ %3‬من التجارة البحرية العاملية‪ ،‬واإلحصائيات األخرية خبصوص جمموع‬
‫البضائع املشحونة واملفرغة يف املوانئ االفريقية تقدر بـ‪ 860‬مليون طن سنويا‪ .‬وحصة دول اجلنوب الصحراوي‬
‫تفوق الثلث‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 300‬مليون طن‪.‬‬

‫حركة احلاويات بني افريقيا وأوروبا تعترب أهم حركة جتارية للقارة اإلفريقية‪ ،‬حيث وصلت اىل ‪ 3.3‬مليون وحدة‬
‫‪307‬‬
‫سنة ‪ ،2010‬واحلركة بني افريقيا وأمريكا الشمالية تصل اىل عشر احلجم السابق‪.‬‬ ‫مكافئة لعشرون قدما‬
‫عالوة على هذا‪ ،‬فإ ن حجم احلركة األكثر أمهية غري متزن بسبب أن التدفقات جتاه الشمال ال متثل إال الثلث‬
‫من اجملموع الكلي‪.‬‬

‫حركة احلاويات بني افريقيا وأسيا تتطور بشكل سريع‪ ،‬على وجه اخلصوص‪ ،‬يف الدول الصحراوية اإلفريقية‪،‬‬
‫والنقل الدويل هلذه املنطقة مسيطر عليه من طرف شاحنني مالحيني‪ :‬شركة دملاس‪ ،308‬فرع جمموعة بولور‪،309‬‬
‫وشركة ‪ ،Maersk310‬حيث تسيطر هذه الشركات على ما نسبته ‪ %30‬و‪ %25‬على التوايل‪ .‬اىل جانب‬
‫‪Global Start Line de‬‬ ‫هاذين الشاحنني‪ ،‬جند بعض شركات مالحية أقل أمهية من الشركات السابقة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الصينية‪ ،‬اليت تتخصص يف احلركة داخل آسيا‪ ،‬وتتطور بشكل سريع على جانيب اجلنوب‬ ‫‪Hong Kong‬‬

‫‪ 307‬وحدة مكافئة لعشرين قدما ‪ twenty-foot equivalent unit: TEU‬هي وحدة معيارية للحاويات غري دقيقة تستخدم لقياس كمية البضائع املشحونة اليت‬
‫حتمل عادة على شكل حاويات على سفن احلاويات أو شاحنات النقل‪ ،‬تبلغ ابعاد وحدة الشحن املكافئة للعشرين قدما ‪ 8‬أقدام (‪ 2.4‬مرت) بالنسبة للعرض وعشرون قدما‬
‫للطول فيما يتفاوت حجم األرتفاع ما بني ‪ 4.25‬و ‪ 9.5‬قدما‪.‬‬
‫‪ 308‬دملاس للشحن‪ ،‬ومقرها يف لوهافر‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬هي شركة نقل باحلاويات للبضائع وشركة النقل البحري‪ ،‬بني أوروبا الغربية وأفريقيا‪ .‬وهي أكرب شركة ناقلة للبضائع بني املوانئ‬
‫األوروبية واألفريقية‪ ،‬وأقدم شاحن موجودة يف أوروبا‪.‬‬
‫أسطوال الشركة يتكون من ‪ 49‬سفينة مع قدرة نقل استعابية ل‪ 36000‬عشرين قدما وحدة مكافئة (حاوية مكافئة)‪ ،‬يف ‪ 15‬طرق بني أوروبا وأفريقيا واحمليط اهلندي‪ .‬هو جزء‬
‫من جمموعة ‪ CMA CGM‬للشركات النقل‪ ،‬بعد أن مت احلصول عليها من جمموعة بولور ‪ 470.000.0000‬أورو يف عام ‪.2005‬‬
‫‪ 309‬جمموعة بولور هي الشركات العائلية اليت تأسست يف عام ‪ 1822‬وأصبحت‪ ،‬حتت إشراف فنسنت بولور‪ ،‬جمموعة دولية‪ .‬يف عام ‪ ،2004‬بولور هو من بني أول مئيت‬
‫اجملموعات الصناعية األوروبية واحلادية واخلمسني الفرنسية‪ .‬يف عام ‪ ،2007‬أنتج ‪ 6000000000‬أورو يف دوران وتوظف ‪ 6000‬شخص‪ .‬العمل اجلماعي يف جمال النقل‬
‫واخلدمات اللوجستية وتوزيع الطاقة أو البالستيك فيلم متناهية الصغر‪ .‬فهو موجود أيضا يف غريها من الصناعات‪ ،‬مبا يف ذلك التاريخ من ورقة‪ .‬منذ ‪ s2000‬يف‪ ،‬وقال انه ينمو‬
‫أيضا يف السيارات‪ ،‬ووسائل اإلعالم واالتصاالت‪.‬‬
‫‪ 310‬مريسك سيالند بالدمناركية ‪ :Maersk‬شركة دمناركية للنقل البحري تاسست يف كوبنهاجن عام ‪ 1904‬وتعد من أكرب الشركات العاملة يف جمال احلاويات والشحن على‬
‫مستوى العامل وهي واحدة من عدة شركات ضمن جمموعة شركات ايه يب موالر مريسك اليت حتتوي على جماالت عدة منها ما يرتبط مبجال احلاويات أو اجملاالت املختلفة‬
‫األخرى‪ .‬متتلك شركة مريسك سيالند أكرب ناقلة حبرية للحاويات واليت تسمى إميا مريسك ‪ : Emma Maersk‬ومتتلك أكرب أسطول يف العامل لنقل وشحن احلاويات يف‬
‫خطوط حبرية تكاد تغطي العامل بأكمله‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الصحراوي االفريقي‪ .‬ومنذ سنة ‪ ،2009‬قامت هذه الشركة بإطالق خدماهتا بصفة مباشرة من اهلند اىل غرب‬
‫افريقيا‪.‬‬

‫‪ .4.4.3.1‬دور الرصيف‪:‬‬

‫يهدف االقتصاد العاملي اىل منع االحتكاك املكاين الذي ينتج عنه الرتاكم املكاين ألنشطة تسيري املبادالت‬
‫وحمطات النقل‪ .‬مما أدى اىل خلق منافسة من أجل هذه املساحات املأخوذة‪ ،‬باإلضافة اىل الشراكة التكافلية‬
‫لألنشطة‪ .‬وقد أصبح مهما االشارة اىل أن حمطات النقل الدويل مرتبطة مكانيا مع التكتالت احلضرية‪.‬‬

‫السمة األساسية للرصيف هي نقطة االلتقاء‪ ،‬ويف الواقع‪ ،‬نقطة العبور الضرورية يتم االستثمار فيها على أساس‬
‫موقعها الوسيط بني التدفقات التجارية‪ .‬إذا‪ ،‬حمطة النقل النهائية هلا أساس جغرايف حسب مركزها أو ملكيتها‬
‫املشرتكة‪.‬‬

‫الدور األول للرصيف موصول اىل موقعه اضافة اىل قدرته على توفري خدمة للتجمعات السكانية الكبرية‬
‫واألنشطة الصناعية‪ .‬وجتدر االشارة اىل أن األرصفة اخلاصة بنقل البضائع الدولية مرتبطة مع التكتالت احلضرية‬
‫الكبرية‪.‬‬

‫الصفة األساسية لرصيف نقل البضائع الدولية متثل يف تشكيله لنقطة االلتقاء‪ ،‬حيث يعترب نقطة مرور ضرورية‬
‫بعد االستثمار يف وضعه كوسيط يف التدفقات التجارية‪ .‬مع االشارة اىل أن الشروط التالية مرتبطة بشكل‬
‫مباشر بأمهية وأداء رصيف نقل البضائع‪:‬‬

‫‪ -‬الدور األول للرصيف هو قدرته على خدمة التمركز الدميوغرايف الكبري و‪/‬أو األنشطة الصناعية‪ .‬بعض‬
‫األرصفة تعاين من بعض العوا ئق اجلغرافية‪ ،‬واالجتاه حنو انشاء أرصفة جديدة ال يشجع التموقع يف‬
‫املراكز احلضرية الكبرية‪ ،‬حىت يتم جتنب التكاليف الناجتة عن االزدحام‪.‬‬
‫‪ -‬امكانية الوصول‪ :‬ويتعلق األمر بإمكانية الوصول للرصيف من خالل أرصفة أخرى (على املستوى‬
‫احمللي‪ ،‬االقليمي والعاملي)‪ ،‬اضافة اىل درجة تكامله مع نظام النقل االقليمي‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ -‬البنة التحتية‪ :‬حيث ان الوظيفة األوىل للرصيف هي الرفع والشحن من سفينة اىل أخرى‪ ،‬حيث جيب‬
‫األخذ بعني االعتبار ليس فقط تلبية الطلب احلايل للحركة املالحية ولكن توقع االجتاهات املستقبلية‬
‫للحركة املالحية والتغريات احلاصلة يف التكنولوجيا واللوجستيك بشكل عام‪.‬‬

‫‪ .4.1‬الموانئ البحرية االفريقية األساسية‬

‫تعترب التجارة اخلارجية الوجه األخر للحياة االقتصادية‪ ،‬واجلزء األكرب من املبادالت التجارية حتقق على املستوى‬
‫الدويل من خالل النقل البحري‪ ،‬وأغلب املوانئ االفريقية مواين مستقلة بذاهتا‪.‬‬
‫ورغم العوائق القانونية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬كثرة املستندات اجلمركية‪ ،‬ارتفاع تكاليف الصفقات‪ ،‬التأخري‪،‬‬
‫فتسعى شركات النقل البحري العاملية اىل التطور يف املمرات املالحية الدولية مرورا بالسواحل االفريقية‪.‬‬
‫‪ .1.4.1‬الموانئ الرئيسية في شمال افريقيا‪:‬‬
‫يف سنة ‪ ،2010‬األسطول التجاري لدول مشال افريقيا (اجلزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬املغرب وتونس) وجنوب‬
‫إفريقيا سجل ‪ 3.229‬مليون محولة ساكنة ‪ ،tpl‬وهذا يعادل ‪ %58.3‬من األسطول التجاري‬
‫االفريقي‪.311‬‬
‫يف جانفي ‪ ،2010‬كانت هناك ‪ 47‬شركة حبرية دولية يف مصر‪ ،‬تقدم خدمات منتظمة اىل موانئها اليت‬
‫تستعمل ‪ 405‬سفينة‪ ،‬مبا يف ذلك سفن بقدرة استيعابية تصل اىل ‪ 9.580‬وحدة مكافئة لعشرون قدم‪.‬‬
‫مصر استفادت من موقعها اجلغرايف وقناة السويس اليت تشكل ممرا مالحيا عامليا لربطها بأروربا وأسيا‪.‬‬

‫وباحلديث عن املوانئ املغربية‪ ،‬فالسلطات املغربية تواصل أشغاهلا خبصوص توسعة ميناء طنجة املتوسطي‪.‬‬
‫هذا امليناء اجلديد الذي تشارك يف رأمساله الشركة املالحية ‪ CMA CGM‬بنسبة ‪ ،%40‬يشتغل منذ أوت‬
‫‪ . 2008‬ميناء طنجة املتوسطي يطمح اىل أن يكون واحدا من أهم احملاور العاملية إلعادة شحن املنتجات‬
‫القادمة من آسيا‪ ،‬أمريكا الشمالية واجلنوبية جتاه املغرب العريب وإفريقيا الغربية وجنوب أوروبا‪ .‬وتصل قدرته‬
‫االستيعابية اىل ‪ 3‬مليون وحدة مكافئة لعشرون قدم‪ ،‬ويسع ألكرب حامالت احلاويات‪ .‬ويسعى البنك‬

‫‪311‬‬
‫‪Moise Donald DAILLY. P95‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫األورويب لالستثمار‪ 312‬اىل تقدمي دعم مايل يقدر بـ ‪ 200‬مليون أورو لتوسيع امليناء‪ ،‬و‪ 220‬مليون أورو‬
‫لبناء ‪ 172‬كلم بني منطقة الدار البيضاء ومنطقة جنوب‪-‬شرق تادلة ازيالل‪.313‬‬

‫ارتفعت احلركة املالحية يف ميناء طنجة املتوسطي بنسبة ‪ %68.4‬سنة ‪ 2010‬مقارنة بسنة ‪،2009‬‬
‫ووصلت إىل ‪ 2.06‬مليون وحدة مكافئة لعشرون قدم‪ ،‬وهذا بفضل تطوير رصيفني للحاويات مما ساهم‬
‫يف حتريك ما يصل اىل ‪ 23‬مليون طن من البضائع‪.‬‬

‫‪ .2.4.1‬عوائق تنافسية الموانئ اإلفريقية‪:‬‬

‫البد من اإلشارة إىل أنه ال توجد تنافسية يف النقل الدويل للبضائع يف إفريقيا‪ ،‬وهذا يشكل عائقا كبريا يف‬
‫تطوير التجارة اإلفريقية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى التجارة اخلارجية للدول اإلفريقية مع باقي أقاليم العامل‪.‬‬
‫املوانئ اإلفريقية ال تستطيع البقاء يف هامش االجتاهات العاملية‪ ،‬يف جمال التجارة والنقل البحري‪ ،‬وبالتايل‬
‫فإن األمر يتطلب مواجهة حتدي استقبال سفن ذات احلجم الكبري وضمان املرور السريع والفعال‬
‫للبضائع‪.314‬‬

‫‪ .1‬ارتفاع تكاليف نقل البضائع‪:‬‬

‫تكاليف النقل تتضمن كل التكاليف املباشرة وغري املباشرة املرتبطة بعملية النقل‪ ،‬التخزين والرفع‪ .‬أثر تكاليف‬
‫النقل على الصادرات يف أغلب الدول االفريقية (حصة تكاليف النقل الدويل يف القيمة الكلية للمبادالت)‬
‫يصل اىل مخس مرات أكثر من تأثري التكاليف اجلمركية (احلقوق اجلمركية املدفوعة)‪.‬‬

‫تكاليف النقل املرتفعة حتدد مسامهة كل بلد يف التجارة الدولية‪ ،‬وبالتايل ليس مفاجئا أن الدول اإلفريقية‪ ،‬اين‬
‫ترتفع فيها تكاليف النقل‪ ،‬تشكل احلصة األضعف يف التجارة الدولية‪ .‬ويعود ارتفاع التكاليف اىل أن الشركات‬
‫املالحية تواجه مشاكل فيما يتعل ق برسو سفنها (ربطها الرصيف) نظرا لعدم فعالية املوانئ االفريقية‪ ،‬وضعف‬
‫حجم احلركة فيها‪ .‬هذا ووجود بعض العوائق اليت تساهم بشكل كبري يف تضخيم ضرائب املوانئ املدفوعة من‬

‫‪312‬‬
‫‪La Banque européenne d'investissement ou BEI‬‬
‫‪313‬‬
‫‪Moise Donald DAILLY. P96.‬‬
‫‪314‬‬
‫‪Ibid. 101.‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫طرف الشاحنني‪ ،‬ومشاكل أخرى تتعلق باالزدحام وضعف انتاجية املوانئ‪ ،‬مما جيعل الشركات املالحية تتحمل‬
‫هذه التكاليف بدال عن الشاحنني‪.‬‬

‫‪ .2‬ضعف البىن التحتية اللوجستية‪:‬‬

‫يتعلق األمر بتجهيز املوانئ الذي يعترب غري مناسب وغري كاف‪ ،‬نظرا اىل نقص الصيانة املالحية‪ ،‬وعدم جتديد‬
‫اخلرائط املالحية واملعلومات حول األمن املالحي يف عدد كبري من الدول االفريقية‪ .‬هذا ما أدى اىل عدم وجود‬
‫أرصفة متخصصة‪ ،‬ورافعات حديثة خاصة برفع احلاويات وعدم وجود أجهزة املسح الضوئي (السكانر) للرقابة‬
‫على البضائع املشحونة مما يؤثر على انتاجية الرفع والشحن عند مرور البضائع على امليناء‪ ،‬نضيف اىل هذا‪ ،‬أن‬
‫ضعف امكانيات املوانئ يعود اىل ضعف صيانة اآلالت مثل الرافعات اخلاصة باحلاويات يف أرصفة احلاويات‪.‬‬

‫‪ .3‬حمدودية اخلدمات املالحية‪:‬‬

‫يتميز النقل البحري االفريقي بتعدد املوانئ الصغرية التابعة للدولة‪ ،‬وهي موانئ مستقلة موزعة على مساحات‬
‫مائية غري كافية‪ .‬ووفرة املستندات اجلمركية وسوء االتصال الداخلي اضافة اىل مشاكل األمن والتأخر يف مواعيد‬
‫تسليم البضائع من املشاكل املؤثرة على كفاءة املوانئ االفريقية‪ ،‬وهذا يؤثر يف املقابل على املؤسسات املصدرة‬
‫و‪/‬أو املستوردة وعلى الدول غري الساحلية‪ .‬اذ أن عدم كفاءة اخلدمات اللوجستية للدول الناشئة يصعب‬
‫ويعرقل عمليات التصدير واالسترياد‪ ،‬وحسب تقديرات ‪ ،CNUCED‬صادرات وواردات البضائع تصل اىل‬
‫مخس أضعاف املتوسط العاملي‪.‬‬

‫وحسب مالك السفن‪ ،‬الشاحنني ووكالء الشحن‪ ،‬املعايري األساسية لتحديد تنافسية املوانئ هي‪:‬‬

‫‪ ‬عرض اخلدمات املالحية للتصدير واالسترياد؛‬


‫‪ ‬التجهيزات اللوجستية املتطورة للميناء؛‬
‫‪ ‬جودة وموثوقية اخلدمات (اخلدمات اجلمركية)‪.‬‬
‫‪ .4‬نقص الكفاءات املهنية للميناء‪:‬‬

‫ويالحظ هذا من خالل نقص مؤسسات التكوين اخلاصة بالنقل البحري‪ ،‬حيث أن نقص اخلربات يف جمال‬
‫املوانئ يسئ اىل تنافسية املوانئ االفريقية‪ ،‬اذ تعترب عمليات التكوين ضرورة البد منها للدول يف طور النمو‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .3.4.1‬محاور تطوير تنافسية الموانئ االفريقية‪:‬‬

‫حتتاج املوانئ االفريقية اىل بنية حتتية متطورة لتتمكن من استقبال السفن األكرب حجما‪ .‬ولتحقيق هذا البد من‬
‫توفر جمموعة من املعايري لتحقيق تنافسية املوانئ‪ ،‬نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التغطية البحرية‪ :‬ترتبط كل موانئ الدول امل تطورة بشكل منتظم مع املوانئ األجنبية الكربى‪ ،‬وهذا ما‬
‫يرتجم بشكل حمدد ارتباطها مبختلف الدول االفريقية الساحلية وعشرات املوانئ األجنبية‪ .‬يف الوقت‬
‫احلايل‪ ،‬التوجه هو قيام سلطات املوانئ بإغواء مالك السفن‪ .‬وهذا ما حيتم على موانئ الدول النامية‬
‫أن تتكيف مع االسرتاتيجيات احلديثة للشركات البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬السلم االجتماعي وإنتاجية امليناء‪ :‬ويتعلق األمر بتوفري مناخ اجتماعي سلمي حىت يتم تفادي‬
‫اضرابات العاملني با مليناء‪ ،‬ولكي يتناسب االنسجام بني أصحاب املصلحة يف امليناء مع حركة‬
‫تدفقات البضائع لتمكني املوانئ يف الدول النامية من الوصول اىل مستوى املوثوقية املوجود يف الدول‬
‫املتقدمة‪ ،‬مت اقرتاح حتويل العمال من القطاع العام اىل اخلاص‪ ،‬اضافة اىل ضرورة اهتمام السلطات يف‬
‫املوانئ بالزبائن‪ ،‬من حيث موثوقية ومرونة اخلدمات املقدمة هلم‪ .‬هذا وال بد من التسيري اجليد ألنشطة‬
‫الرفع والشحن وحتديد أسعار تنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض اخلدمات اللوجستية‪ :‬حيث يعترب معيار أخر لتنافسية املوانئ‪ ،‬اذ أن كثافة التدفقات تتطلب‬
‫وسائل سريعة لتسريح احلاويات‪ ،‬سواء عن طريق الرب‪ ،‬السكك احلديدية أو النقل املائي‪ ،‬اذ البد‬
‫للسلطات أن تستثمر يف انشاء خطوط سكك حديدية‪ ،‬أرصفة وخمازن بالقرب من املوانئ‪ ،‬حىت‬
‫يتمكن الزبون من التعامل مع بضاعته‪.‬‬
‫‪ -‬االجراءات اجلمركية‪ :‬والبد االشارة اىل أن من عوامل جاذبية املوانئ هي جودة وسرعة الرقابة‬
‫اجلمركية‪ ،‬حيث أن اجلمارك يف الدول املتقدمة حتدد معدل يومي للرقابة على احلاويات‪ .‬اذا البد على‬
‫السلطات يف امليناء وضع اجراءات تسمح بتنويع مراكز دفع رسوم التخليص‪ ،‬وهذا يؤدي بطبيعة‬
‫احلال اىل تسهيل االجراءات على املستوردين مما يؤثر باالجياب على اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬الربط بني املناطق النائية‪ :‬ويتعلق األمر بالربط بني خمتلف األساليب النقل لتسهيل تبين نظام النقل‬
‫متعدد الوسائط‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫تطوير أنشطة عبور البضائع بالموانئ‪:‬‬ ‫‪.4.4.1‬‬

‫تعترب املوانئ الرابط األساسي لسلسلة النقل الدويل اليت يتم من خالهلا الربط بني أساليب النقل الداخلي‪ .‬ومن‬
‫بني عوامل تنافسية املوانئ جودة مرور البضائع على املوانئ وإنتاجية املوانئ االفريقية‪ ،‬هذا وتكاليف النقل‪.‬‬
‫العبور على امليناء هو جمموعة األنشطة اللوجستية املرتبطة بأنشطة املوانئ‪ ،‬باعتبار أن امليناء هو نقطة دخول‪،‬‬
‫خروج‪ ،‬ختزين‪ ،‬ختزين مؤقت‪ ،‬مجع وتوزيع (بر‪-‬حبر‪ ،‬حبر‪-‬طرقي‪ ،‬حبر‪-‬هنر‪ ،‬حبر‪-‬سككي) البضائع‪.‬‬
‫املوانئ االفريقية اليت تطمح اىل أن تصبح حمور اقليمي إلعادة الشحن البد أن تطور من أداء العبور لرفع‬
‫تنافسية موانئها وضمان منوها‪ ،‬وبالتايل يتوجب على املوانئ أن تكون قادرة على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬دمج وتطوير األساليب اجلديدة للرفع وإعادة الشحن ومجع‪/‬توزيع البضائع يؤدي حتما اىل جذب‬
‫أسواق جديدة؛‬
‫‪ ‬ضمان أحسن تدفق للمبادالت مع توفري أمن فعال‪ ،‬واحرتام القوانني الدولية؛‬
‫‪ ‬وضع قيد التنفيذ حوسبة العمليات املتعلقة باملنصات متعددة الوسائط وأرصفة املوانئ؛‬
‫‪ ‬استخدام التكنولوجيا احلديثة (نظم املعلومات احلديثة)؛‬
‫‪ ‬قياس أداء املوانئ لتحسينها مقارنة مبحاور موانئ اخرى‪ ،‬مثال موانئ مشال أوروبا واملوانئ األسيوية‪.‬‬
‫‪ ‬الربط بني التدفقات املادية وتدفقات املعلومات عند انشاء سلسلة لوجيستية عاملية؛‬

‫‪ .5.1‬حركة البضائع داخل البحر األبيض المتوسط‬

‫يشغل البحر األبيض املتوسط ‪ % 30‬من التجارة البحرية العاملية‪ .‬اذ تضاعفت حركة البضائع بشكل كبري‪،‬‬
‫اضافة اىل زيادة امكانية النقل البحري بنسبة ‪ %50‬بني ‪ 1997‬و‪ .2006‬و‪ %24‬من حركة الشحن‬
‫االمجالية (احلمولة) تشمل السلع الطاقوية‪ ،‬و‪ %36‬تشمل البضائع العامة‪.‬‬
‫حصة البضائع العامة تشكل أمهية كبرية يف احلركة االمجالية للبضائع على املتوسط (‪ )%36‬وهي يف ارتفاع‬
‫باستمرار‪ .‬و ‪ %72‬من عرض النقل يتكون من ناقالت احلاويات‪ %27.7 ،‬من سفن االيداء وسفن نقل‬
‫املسافرين‪ ،‬مع العلم أن حركة احلاويات ارتفعت بنسبة ‪ %10‬سنويا بني ‪ ،2006-1997‬مقابل ‪%5‬‬
‫بالنسبة سفن االيداء‪.315‬‬

‫‪315‬‬
‫‪Synthèse ATLAS des villes portuaires de sud et de l’est de la méditerranée, Octobre 2013, p02.‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫مقارنة للحركة االمجالية للبضائع يف املتوسط‪ ،‬حركة البضائع بني الدول املتوسطية تتكون بشكل عام من‬
‫‪ %57‬حمروقات‪ ،‬يف حني حركة البضائع الصب اجلاف فنسبتها ‪ .%28‬وهذا ما يوضحه الشكل رقم (‪-5‬‬
‫‪.)1‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-5‬حركة البضائع داخل البحر المتوسط‬


‫بضائع عامة‬ ‫محروقات‬ ‫صب صلب‬

‫‪15%‬‬
‫‪28%‬‬

‫‪57%‬‬

‫‪Source: Synthèse ATLAS des villes portuaires de sud et de l’est de la méditerranée,‬‬


‫‪Octobre 2013, p04.‬‬

‫تقدر تدفقات البضائع داخل املتوسط بـ ‪ 130‬مليون طن‪ ،‬مقسمة كالتايل‪:316‬‬


‫‪ 37 ‬مليون طن عرب سفن االيداء رو‪-‬رو‪ 20 ،‬مليون طن منها ختدم اجلزر‪ ،‬مليوين طن بني ايطاليا‪،‬‬
‫فرنسا واسبانيا‪ 15 ،‬مليون طن بني دول االحتاد األورويب املتوسطية‪/‬دول جنوب وشرق املتوسط‪.‬‬
‫‪ 80 ‬مليون طن عن طريق احلاويات‪ 60 ،‬مليون طن منها تتدفق خارج املتوسط‪ 20 ،‬مليون طن‬
‫األخرى خاصة مبوانئ مشال املتوسط (مليوين وحدة مكافئة لعشرون قدم)‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫‪Ibid, p04.‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النقل البحري الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫تعاين املوانئ اجلزائرية اليت مت انشاء أغلبها خالل احلقبة االستعمارية من نقص كبري يف التجهيزات اللوجستية‬
‫من وسائل شحن وتفريغ السلع وكذا ختزينها وباعتبار القاعدة اللوجستية يف امليناء مبثابة العصب الرئيسي فإن‬
‫قطاع املوانئ يشهد تأخرا ملحوظا يف اجناز هذه الفضاءات‪.‬‬

‫‪ .1.2‬نظرة الى قطاع النقل البحري في الجزائر‬

‫يف سنة ‪ ،2007‬حققت املوانئ اجلزائرية حركة تقدر بـ‪ 130‬مليون طن من البضائع‪ 102 ،‬مليون طن منها‬
‫كانت عبارة سلع برتولية‪ .‬وخالل سنة ‪ 126 ،2006‬مليون طن من البضائع مرت من خالل هذه املوانئ‪،‬‬
‫األمر الذي مسح بتسجيل رقم أعمال يقدر بـ ‪ 25.5‬مليار دينار جزائري‪ .‬ومن حيث حجم احلركة ورقم‬
‫األعمال‪ ،‬املوانئ اليت حققت النسبة األكرب فيها هي‪ :‬ميناء أرزيو (‪ 71‬مليون طن‪ 7.4 ،‬مليار دج)‪ ،‬ميناء‬
‫سكيكدة (‪ 19.9‬مليون طن‪ 3.5 ،‬مليار دج)‪ ،‬ميناء جباية (‪ 14‬مليون طن‪ 2.4 ،‬مليار دج)‪ ،‬ميناء اجلزائر‬
‫(‪ 10.1‬مليون طن‪ 7 ،‬مليار دج)‪.317‬‬

‫وتوظف املوانئ اجلزائرية ما يفوق ‪ 14000‬موظف بشكل مباشر‪ ،‬ويعترب ميناء العاصمة امليناء الرئيسي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬حيث يوظف لوحده ما يفوق ‪ 12000‬موظف‪.‬‬

‫وابتداء من سنة ‪ ، 2004‬الدولة اجلزائرية قامت بتحرير قطاع النقل البحري لتعزيز فعالية وتنافسية موانئها‪،‬‬
‫وميناء جباية يعترب أول ميناء يتم تسيريه من طرف متعامل خاص "الشركة السنغافورية بورتكس ‪ ،"Portex‬ملدة‬
‫‪ 20‬سنة‪.‬‬

‫فيما بعد‪ ،‬ويف سنة ‪ ، 2006‬خوصصة املوانئ اجلزائرية حتققت مع نشر العديد من املناقصات على املستوى‬
‫الدويل لتسيري ميناء العاصمة‪ .‬وخوصصة ميناء وهران بدأت من جوان ‪ 2008‬ومت اختيار الوكالء اخلواص‬
‫‪317‬‬
‫‪Le secteur logistique sur la rive sud de la méditerranée Occidentale Diagnostic t propositions pour‬‬
‫‪améliorer l’offre de navires logistiques, cas des pays du Maghreb : Algérie, Libye, Maroc, Mauritanie, La‬‬
‫‪Tunisie. Octobre 2010 – CETMO et l’office coopération EuropeAid. P21.‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الدوليني املمكنني املهتمني بتسيري امليناء‪ .‬وهيكل ميناء وهران سيسمح باستقبال سفن اجليل األخري مع مطلع‬
‫سنة ‪ ،2017‬بقدرة استيعابية تصل اىل ‪ 1.5‬اىل ‪ 2‬مليون حاوية يف العام‪ .318‬وللتوضيح أكثر البد من‬
‫اإلشارة إ ىل أنه يف الوقت احلايل‪ ،‬املوانئ اجلزائرية تسمح باستقبال دخول السفن احلاملة لـ‪ 400‬حاوية كحد‬
‫أقصى‪ ،‬مما جعل خوصصة ميناء مستغامن وعنابة ضرورة البد منها يف املستقبل القريب‪.‬‬

‫وقد مت املوافقة على املرسوم القانوين اخلاص باألنشطة التجارية يف املوانئ اجلزائرية يف أفريل ‪ ،2006‬وهذه‬
‫األنشطة تتمثل يف الصيانة‪ ،‬الشحن والتفريغ والقطر‪.‬‬

‫‪.1.1.2‬يتميز املتعاملني املالحيني باخلصائص األساسية التالية‪:‬‬

‫‪CNAN (Compagnie Nationale Algérienne‬‬ ‫خبصوص مالك السفينة‪ ،‬الشركة الوطنية اجلزائرية للمالحة‬
‫)‪ de Navigation‬انشأت حتت املرسوم ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1963‬كمالك وحيد لألسطول البحري اجلزائري‪ ،‬ويف‬
‫منتصف الثمانينات‪ ،‬قسمت الشركة على ثالث شركات‪:‬‬

‫‪.SNTR/CNAN Chargé du transport des marchandises‬‬ ‫مسئول نقل البضائع (شاحن)‬ ‫‪-‬‬

‫‪.Algérie Ferris‬‬ ‫‪ -‬املؤسسة الوطنية للنقل البحري للركاب ‪ SNTMV‬اليت أخذت فيها بعد اسم‬
‫‪ -‬شركة األسهم ‪ SNTM/HYPROC‬املنتمية لشركة تثمني احملروقات ‪ ،SVH‬كوكيل جملموعة سوناطراك‪.‬‬
‫نشاطها األساسي هو النقل البحري للمحروقات واملنتجات الكيمائية‪ ،‬إضافة إىل شحن السفن‪.‬‬
‫يف سنة ‪ ،2005‬متت إعادة هيكلة مسئول شحن البضائع ‪ SNTR/CNAN‬يف اطار اسرتاتيجية التنسيق من‬
‫‪،CNAN Nour‬‬ ‫طرف الغرفة التجارية والصناعية بوهران ‪ ،CCIO‬األمر الذي أدى اىل والدة أربع فروع‪:‬‬
‫‪.CNAN Maghreb et NASHCO ،CNAN Méditerranean‬‬
‫الفروع الثالث األوىل تندرج ضمن النقل البحري للبضائع‪ ،‬يف حني أن الفرع األخري يندرج ضمن شحن‬
‫السفن‪ .‬ويف سنة ‪ ،2006‬مت خوصصة كل فرع حتت إطار الشراكة مع عمالء فرنسيني‪ ،‬إطاليني وسعوديني‪.‬‬
‫يف الوقت احلايل‪ ،‬نشاط تلقي‪/‬استقبال الشحن حمرر بالكامل‪ .‬وليس هناك أي معيار للشراكة يذكر جزء‬
‫الشراكة ملنظمة جزائرية يف تركيب اهليئة األجنبية املستقبلة للشحن يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫‪Ibid. P22.‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫وقد مت تسجيل ما يقارب ‪ 195‬شركة مستقبلة للشحن‪ ،‬يف حني أن ‪ 12‬شركة كانت كافية إلشباع متطلبات‬
‫السوق‪ .‬من ناحية أخرى‪ %70 ،‬من سوق احلاويات مراقب من طرف ثالث شركات‪،CMA CGM319 :‬‬
‫‪ MSC Algérie‬و‪.MAERSK Alger320‬‬

‫فيما خيص املناولة‪ ،‬الشحن والتفريغ‪ ،‬مثانية مؤسسات وطنية تتخصص يف هذا اجملال يف الوقت احلايل‪ ،‬هذه‬
‫املؤسسات موزعة على املوانئ التجارية اجلزائرية (ميناء اجلزائر‪ ،‬عنابة‪ ،‬أرزيو‪ ،‬جباية‪ ،‬الغزوات‪ ،‬مستغامن‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫سكيكدة)‪ ،‬ومسؤولية هذه املؤسسات يف حاالت خسارة وتدهور البضائع غري حمددة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬من‬
‫خالل االسرتاتيجية احلكومية سنة ‪ ،2006‬اخلاصة باخلوصصة‪ ،‬الرامية اىل حتسني انتاجية املوانئ اجلزائرية‪،‬‬
‫‪DP‬‬ ‫بعض املتعاملني الدوليني يعرضون نفس اخلدمات الدولية يف املوانئ اجلزائرية‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال‪:‬‬
‫‪ World321‬يف ميناء اجلزائر‪ ،‬و ‪ Portek322‬يف ميناء جباية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬الوضعية الحالية للعرض والطلب المحلي للنقل البحري للبضائع في الجزائر‬

‫يف الثمانينات من القرن الفارط‪ ،‬امتلكت اجلزائر أسطول حبريا حتسد عليه من طرف باقي دول العامل‪ ،‬وكانت‬
‫مصنفة ضمن املراتب اخلمسون األوىل عامليا‪ .‬األسطول الوطين اجلزائري تكون من ‪ 80‬سفينة تتنوع اىل‪:‬‬
‫‪ ،les‬ناقالت النفط ‪ ،Tankers324‬ناقالت املواد الكيمياوية‬ ‫‪vraquiers‬‬
‫‪323‬‬
‫ناقالت البضائع السائبة‬

‫‪319‬جمموعة ‪ CMA-CGM‬اختصارا لـ ‪ ،Compagnie maritime d'affrètement - Compagnie générale maritime‬وهي ثالث مالك‬
‫عاملي لسفن احلاويات‪ ،‬واألول يف فرنسا‪ .‬وهلا جمموعة شاملة من وسائل النقل تشمل الشحن‪ ،‬التفريغ واخلدمات اللوجستية الربية‪ .‬وجمموعة ‪ CMA-CGM‬هي اندماج‬
‫لشركة ‪ la Compagnie générale maritime CGM‬وشركة ‪ la Compagnie maritime d'affrètement CMA‬سنة ‪.1996‬‬
‫‪320‬‬
‫‪Le secteur logistique sur la rive sud de la méditerranée Occidentale, Idem. P23.‬‬

‫‪321‬موانئ ديب العاملية ‪ : DP Worlds‬هي شركة متفرعة عن شركة ديب العاملية " الذراع االستثمارية الدولية حلكومة ديب إحد إمارات دولة اإلمارات العربية املتحدة وثاين‬
‫أثري إماراهتا بعد أبو ظيب ‪ .‬و تعترب موانئ ديب العاملية واخدة من أكرب مشغلي املوانئ يف العامل ‪.‬تأسست رمسيا يف العام ‪ 1999‬م‪ .‬وهي متخصصة يف جمال املواصالت البحرية‬
‫والربية واجلوية واخلدمات اللوجيستية املتعلقة هبذه القطاعات‪ ،‬ويعمل هبا ‪ 97000‬موظف حول العامل‪.‬‬
‫‪ 322‬جمموعة بورتاك العاملية‪ ،‬هي شركة سنغافورية متخصصة يف تبادل املخزون‪ ،‬تزود خدمات خمتلفة للموانئ العاملية‪ ،‬متكونة من ثالث اقسام رئيسية‪ :‬عمليات وادارة‬
‫املوانئ‪،‬هندسة املوانئ‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات املوانئ‪ .‬يف الوقت احلاضر‪ ،‬بورتاك تشغل ما يقارب‪ 1600‬عامل يف ‪ 23‬ميناء يف مجيع أحناء العامل مبا يف ذلك أسيا‪ ،‬أوروبا‪ ،‬روسيا‬
‫والشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ 323‬هي سفينة شحن مصصمة لنقل البضائع السائبة اجلافة كالرمل واحلبوب واملواد الكثيفة كاملعادن‪.‬‬
‫‪ 324‬ناقالت النفط وتعرف أيضا باسم ناقالت الب رتول وهي سفينة خمصصة لنقل البرتول بكميات كبرية اىل مجيع أحناء العامل‪ ،‬وهنالك نوعان أساسيان من ناقالت النفط ‪:‬‬
‫ناقلة النفط اخلام وناقلة مشتقات النفط‪ .‬ناقالت اخلام‪ ،‬تكون عادة يف غاية الضخامة وتقوم بنقل النفط اخلام إىل مصانع التكرير‪ .‬ناقلة مشتقات النفط‪ ،‬وعادة تكون أصغر من‬
‫ناقلة النفط اخلام بكثري‪ ،‬وهتدف إىل نقل البرتوكيماويات من مصانع التكرير إىل األسواق املستهلكة‪ .‬وغالبا ما تصنف ناقالت النفط حسب احلجم وكذلك الوظيفة‪.‬يبدأ‬
‫التصنيف من ناقالت مشتقات النفط الساحلية أو الداخلية واليت تبلغ محولتها الوزنية بضعة آالف من األطنان وصوال إىل ناقالت النفط اخلام اهلائلة الضخامة واليت تصل‬
‫محولتها إىل ‪ 550,000‬طن‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ ،Transporteur‬سفن اإليداء ‪ ،Ro-Ro326‬العبارات‬ ‫‪de Gaz‬‬ ‫‪ ،chimiquier325‬ناقالت الغاز‬


‫‪ .carferries327‬وكان ت قد استغلت هذا األسطول الشركة الوطنية اجلزائرية للمالحة اليت كانت تشكل قوة‬
‫على املستوى العاملي (امللحق رقم ‪.)1‬‬

‫الطلب على النقل تزايد بشكل كبري خالل الثالثني سنة األخرية‪ ،‬اذا انتقلت الصادرات من ‪ 19‬مليون طن‬
‫سنة ‪ 2001‬اىل ‪ 37‬مليون طن سنة ‪ ،3282011‬وهذا ما يوضحه اجلدول (‪.)3-5‬‬

‫الوحدة‪( :‬مليون طن)‬ ‫الجدول رقم (‪ :)3-5‬تطور حركة البضائع من سنة ‪ 1981‬اىل ‪2011‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫السنة‬


‫‪37.6‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫صادرات البضائع‬
‫‪80.4‬‬ ‫‪80.5‬‬ ‫‪65.8‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫واردات البضائع‬
‫‪118.2‬‬ ‫‪99.6‬‬ ‫‪82.1‬‬ ‫‪61.7‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Forum des chefs d’entreprise –Atelier de réflexion- Le transport maritime de‬‬
‫‪marchandises : une potentiel de croissance à promouvoir, par Abdelhamid Bouarroudj, 02‬‬
‫‪Octobre 2012. P04.‬‬

‫من جهة أخرى فإن العرض احمللي للنقل البحري للبضائع عرف اخنفاضا‪ ،‬اذ أن تطوره كان سيتناسب عكسيا‬
‫مع التجارة اخلارجية‪ .‬األسطول الوطين يتكون حاليا من ‪ 16‬وحدة مقسمة اىل‪ 8 :‬ناقالت البضائع السائبة‬
‫(اجلافة)‪ 4 ،‬سفن متعددة األهداف وسفينيت ايداء رو‪-‬رو‪ ،‬تابعة للشركة الوطنية اجلزائرية للمالحة‪ ،‬وسفينة‬
‫‪329‬‬
‫فرع جملموعة سيفيتال‪ .‬والسفن اخلاصة بشركة نوليس‬ ‫‪NOLIS‬‬ ‫رو‪-‬رو وناقلة للبضائع السائبة تابعة لـ‬
‫موجهة فقط لتغطية متطلبات جمموعة سيفيتال‪.‬‬
‫ومتوسط عمر األسطول التابع للشركة الوطنية اجلزائرية للمالحة يتجاور ‪ 30‬سنة (بني ‪ 30‬و‪ 35‬سنة)‪ ،‬حيث‬
‫أن ‪ 5‬سفن فقط موجهة للعمل بني أوروبا (برشلونة‪ ،‬مارسيليا‪ ،‬السبيسيا‪ ،‬أنتويرب‪ ،‬هامبورغ) واجلزائر‪ ،‬وحتتل‬

‫‪325‬‬
‫ناقالت املواد الكيمائية هي احدى أنواع الناقالت مصممة خصاصا لنقل املواد الكيميائية بكميات كبرية‪ .‬وترتوح حجم محولة واحدة منها تقريبا مخسة الف طن وهي‬
‫أصغر بكثري من حجم الناقالت املتخصصة بنقل املواد األخرى‪.‬‬
‫‪326‬‬
‫‪RoRo : Roll-on Roll-Off.‬‬
‫‪327‬‬
‫العبارات‬
‫املارة ويف العادة تكون مسافة عبورها قصرية بني ض ّفيت ممر حبري أو هنر مثال‪ .‬وختتلف السرعات فأسرع أنواع ّ‬
‫وهي سفينة تعرب من شط آلخر حاملة السيارات و ّ‬
‫عادة ذات اهليكل الثنائي أو احلوامة‪.‬‬
‫‪328‬‬
‫‪Abdelhamid Bouarroudj,. P04.‬‬
‫‪ 329‬نوليس‪ :‬شركة ذات أسهم‪ ،‬وهي فرع مسؤول عن النقل البحري يف جمموعة سيفيتال‪ ،‬ومتتلك الشركة ‪ 3‬سفني مملوكة ومستأجرة لنقل املواد اخلام جملموعة سيفيتال لالسترياد‬
‫والتصدير‪ .‬وتعترب شركة نوليس أول مالك للسفن يف اجلزائر‪ ،‬ويدمج الوظائف التالية‪ :‬ادارة السفن؛ النقل البحري للبضائع‪ ،‬الشحن واالستئجار‪ ،‬التسجيل‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫جزءا ضئيال جدا من حركة نقل البضائع‪ ،‬رغم أن حجم احلمولة املسوردة واملصدرة لسنة ‪ 2011‬وصل اىل‬
‫‪ 118‬مليون طن كما يوضحه اجلدول (‪.)4-5‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون طن‬ ‫جدول رقم (‪ :)4-5‬احلمولة املستوردة واملصدرة يف اجلزائر سنة ‪2011‬‬

‫اجملموع‬ ‫صادرات‬ ‫واردات‬ ‫سنة ‪2011‬‬


‫‪87‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البضائع السائلة‬
‫‪18.9‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫البضائع الصلبة‬
‫‪12.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫أنواع أخرى‬
‫‪118‬‬ ‫‪80.4‬‬ ‫‪37.6‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪Source : Forum des chefs d’entreprise –Atelier de réflexion- Le transport maritime de‬‬
‫‪marchandises : une potentiel de croissance à promouvoir, par Abdelhamid Bouarroudj, 02‬‬
‫‪Octobre 2012. P06.‬‬
‫‪ .3.2‬قطاع اللوجستيك في الجزائر‬
‫يعترب تطوير قطاع اللوجستيك أولوية إسرتاتيجية لتعزيز تنافسية االقتصاد الوطين‪ ،‬فيما يتعلق بالسلع فهو يعترب‬
‫نشاطا هاما يف خدمة القطاعات املختلفة الصناعية والزراعية والتجارية والعمرانية‪ .‬وهو يؤمن احتياجات هذه‬
‫القطاعات باإلضافة اىل تأمني نقل منتجاهتا اىل االسواق املختلفة وتأمني احتياجات األسواق وحىت أنه يساهم‬
‫اىل حد كبري يف فتح اسواق جديدة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-5‬تطوير قطاع اللوجستيك‬

‫تأهيل الخدمات‬
‫اللوجستية‬

‫اصالح و تحرير أنماط‬


‫النقل‬
‫(الطرقي‪ ،‬الموانئ‪،‬‬
‫البحري‪ ،‬الجوي)‬
‫تطوير البنيات التحتية للنقل‬
‫(الموانئ‪ ،‬الطرق‪ ،‬السكك الحديدية‬
‫‪ ،‬المطارات)‬

‫المصدر‪ :‬االسرتاتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجيستيكية‪ ،‬وزارة النقل والتجهيز‪ ،‬ملخص االسرتاتيجية وعقد الربنامج‬
‫‪ ،2015-2010‬ص‪.03‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫فيما يتعلق بالدعم اللوجسيت لنقل البضائع‪ ،‬كل أسلوب من أساليب النقل يف اجلزائر يتضمن اخلصائص‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النقل السككي غري متطور بشكل كبري‪ ،‬خمصص لنقل السلع ذات احلجم الكبري بطبيعة احلال‪ .‬وهذا‬
‫األسلوب غري جاهز كفاية لتتم دراسته وحتليله‪ ،‬ألنه بالكاد يساهم يف تدفقات البضائع باحلاويات‪،‬‬
‫اليت تندرج ضمن السالسل اللوجستية العامة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن النقل متعدد الوسائط ال ميكن‬
‫دراسته نظرا ألنه يف مراحله األوىل‪.‬‬
‫‪ -‬النقل الطرقي‪ ،‬تتم معاجلته من جهة قدرته على التكيف مع متطلبات قطاع اللوجستيك الذي مت‬
‫حتريره للقضاء على االحتكار السابق للشركة الوطنية للنقل الربي ‪ ،SNTR‬وتشجيع تعدد العمالء‪،‬‬
‫األمر الذي يؤثر على االقتصاد باإلجياب يف صورة خلق مناصب شغل جديدة‪ ،‬وخلق منافسة بني‬
‫شركات النقل‪ .‬لكن‪ ،‬النقل الربي يبقى ذو جودة متدنية‪ ،‬حىت وان كانت حركة النقل قليلة وتكاليفه‬
‫مرتفعة اىل حد ما‪ ،‬فإ ن اجلودة السيئة للخدمات وعدم احرتام مواعيد التسليم يؤديان من جهة أخرى‬
‫اىل رفع التكاليف اللوجستية‪.‬‬
‫‪ -‬النقل البحري أو لوجستيك املوانئ يعترب من أهم النقاط اليت البد الرتكيز عليها لتحسني املوقف‬
‫التنافسي بني دول مشال افريقيا نفسها وبني الدول األورومتوسطية‪.‬‬

‫املوانئ التجارية اجلزائرية تتمثل بشكل حصري يف نقل البرتول‪ ،‬وتوجد أوجه قصور ال ميكن جتاوزها‪ ،‬من حيث‬
‫التجهيزات واملساحة‪ ،‬حيث أن املوانئ اجلزائرية ال تتكيف مع استقبال حركة احلاويات‪ .‬ميناء العاصمة يستقبل‬
‫‪ %60‬من احلجم الكلي‪ ،330‬وال يطابق املعايري الدولية من حيث املساحة والتخزين الداخلي واخلارجي يف‬
‫امليناء‪ ،‬واملقاييس املعتمدة لتطوير الوضع مازالت غري كافية‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬اجلزائر قامت بإنشاء ميناء جن‪-‬‬
‫جن العاملي‪ ،‬لتوفري كل الشروط األساسية الستكمال هذا النشاط‪ .‬لكن‪ ،‬الوكالء املالحيني ينظرون اىل أن‬
‫جناح مهمة ميناء جن‪-‬جن ميكن التنبه إليه من خالل املوقع اجلغرايف (قرب املسافة من مركز االستهالك) ومن‬
‫خالل إشكالية التسيري (جمموعة املوانئ ال تشجع امليناء الرئيسي جلذب حركة املرور)‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫‪CETMO et l’office coopération EuropeAid. P19.‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫اجلوانب الديناميكية للموانئ اليت تشكل أكرب جزء من التكاليف اللوجستية تتميز بإخنفاض اإلنتاجية إضافة‬
‫إىل عدم وجود املساحة الكافية‪ ،‬هذا وإضافة اىل اإلجراءات اجلمركية املعقدة‪ ،‬مما يؤدي اىل متديد فرتة بقاء‬
‫البضائع يف امليناء‪ .‬حيث أن يف املوانئ األوروبية ذات املقاييس العاملية‪ ،‬متوسط االقامة فيها ‪ 5‬أيام‪ ،‬يف حني‬
‫أن يف ميناء العاصمة األمر يتعدى ‪ 20‬يوم‪ .‬وينظر اىل االجراءات اجلمركية على أهنا السبب الرئيسي لعرقلة‬
‫عبور البضائع يف امليناء‪ .‬اذ أن هذه االجراءات تتميز بعدم الكفاءة‪ ،‬مما جيعلها تكبح حركة املبادالت التجارية‪،‬‬
‫باإلضافة اىل وجود مشكل كبري يف االتصال بني اجلمارك وعمالء الشحن أو باقي العمالء‪ ،‬وخصوصا‬
‫االجراءات اجل مركية اليت تتطلب املعرفة اخلبرية املرتبطة بالتشريعات والنظم االدارية اليت تغيب أحيانا عن أعني‬
‫وكالء العبور‪ .‬ويف اجلدول التايل نالحظ الفرق بني تكاليف الشحن بني اجلزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬االمارات‪ ،‬املغرب‬
‫وتونس أين ترتفع التكاليف ومستندات الشحن وكذا املهلة الضرورية لعملية نقل البضائع عرب احلدود يف اجلزائر‬
‫مقارنة بالدول األخرى‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)5-5‬مقارنة تكاليف نقل البضائع واملستندات اجلمركية الالزمة‬

‫التكاليف‬ ‫املهلة الضرورية‬ ‫املستندات‬ ‫تكاليف‬ ‫املهلة الضرورية‬ ‫املستندات‬ ‫الرتتيب حسب‬ ‫الدولة‬
‫لالسترياد‬ ‫الضرورية‬ ‫التصدير‬ ‫للتصدير (أيام)‬ ‫الضرورية‬ ‫التجارة العابرة‬
‫لالسترياد‬ ‫دوالر‪/‬حاوية‬ ‫(العدد)‬ ‫للحدود‬
‫‪1330‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1260‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪129‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪755‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪625‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪70‬‬ ‫مصر‬
‫‪590‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪630‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫االمارات‬
‫‪960‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪47‬‬ ‫املغرب‬
‫‪858‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪773‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫تونس‬
‫‪Source : CETMO www.cetmo.org consulté le 30/03/2014‬‬

‫يتميز الوكالء اللوجستيني بقلة العدد‪ ،‬وتتوفر بعض الشركات اللوجستية الدولية املتموقعة يف اجلزائر‪ ،‬ولكن‬
‫نشاطها ال يكاد يذكر‪ .‬وأغلب املنظمات اجلزائرية تركز بالدرجة األوىل على العبور والنقل الطرقي‪ .‬والعوائق‬
‫احملتملة لتطوير البىن التحتية اللوجستية تتمثل يف توفر أراضي أقرب نسبيا اىل املساحات اليت تتوفر فيها‬
‫اخلدمات اللوجستية الضرورية‪ ،‬وصعوبة التنفيذ قبل التخليص اجلمركي‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪.1.3.2‬الخدمات اللوجستية في الجزائر‪:‬‬

‫النظام متعدد الوسائط منعدم يف النقل اجلزائري‪ ،‬وتعريف مهام الوزارة اليت تلت هناية الثمانينات ال يتوافق مع‬
‫تبين نظام النقل متعدد الوسائط والنظام القانوين املوافق له‪ ،‬باعتباره نظام قانوين ألساليب النقل السابقة وليس‬
‫نوع جديد للنقل‪ .‬وتكامل القاعدة اللوجستية واهلياكل القاعدية ومتعهد النقل ال يزال لآلن جمرد مفاهيم دون‬
‫تطبيق‪ .‬وإنشاء املوانئ اجلافة سيؤدي بالضرورة اىل ختفيف الضغط على املوانئ البحرية واملساحات املخصصة‬
‫هلا‪ ،‬ولكن هذا وحده ال يعاجل مشكلة تبين نظام النقل متعدد الوسائط‪.‬‬

‫وال ميكن نكران األمهية الكبرية للخدمات اللوجستية‪ ،‬حىت وإن كانت يف مراحلها األوىل يف اجلزائر‪ .‬ومن ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬مت اجراء بعض األعمال من قبل السلطات املعنية لتطوير هذا اجلانب‪ ،‬حيث يف نوفمرب ‪،2007‬‬
‫‪331‬‬
‫بالبحث عن شركاء وطنيني وأجنبيني لتسيري اهلياكل القاعدية اللوجستية مليناء‬ ‫‪SogePorts‬‬ ‫قامت شركة‬
‫سكيكدة‪ ،‬ومن بني الشروط املطلوبة‪ ،‬أن الشريك املستقبلي البد ان يلتزم مبنح اخلربات األساسية للعمال‬
‫احملليني ويلتزم بنقل التكنولوجيا‪.332‬‬

‫‪.2.3.2‬تحليل وضع الموانئ واللوجستيك في الجزائر‪:‬‬

‫جمهودات اجلزائر يف االستثمار يف املوانئ كانت موجهة‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2000‬فقط للموانئ البرتولية‪ .‬واملوانئ‬
‫متعددة الوظائف هي موانئ من اجليل األول‪ ،‬اليت تتميز بعدم الكفاءة اللوجستية نظرا لوجودها منذ عهد‬
‫االستعمار الفرنسي‪ ،‬إضافة اىل تناقضها مع التطور احلايل الذي تعيشه السفن الكربى‪ ،‬األمر الذي جعل مالك‬
‫السفن يلجئون اىل استخدام السفن األقل حجما‪ ،‬اليت تعترب سفن غري اقتصادية ينتج عنها خسائر كبرية‬
‫للشاحنني اجلزائريني‪ ،‬اضافة اىل ارتفاع أجرة الشحن فيها‪.‬‬

‫مردودية املوانئ اجلزائرية تعترب األضعف يف املتوسط‪ ،‬وذلك يعود اىل سوء جتهيز احملطات‪ ،‬وسوء تسيري‬
‫املخزون‪ .‬والفشل يف اعداد البىن الفوقية له تأثريه الواضح على مدة اقامة السفن يف امليناء‪ .‬وهلذا حتتل اجلزائر‬

‫‪331‬‬
‫‪SGP SOGEPORTS / Société de Gestion des Participations de l'Etat Ports Algérie Alger.‬‬
‫‪332‬‬
‫‪CETMO et l’office coopération EuropeAid. P24.‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫املرتبة ‪ 140‬يف الرتتيب العاملي للموانئ‪ ،‬رغم أن حركة النقل اجتاه اجلزائر عرفت ارتفاعا يقدر بـ ‪ %50‬من‬
‫سنة ‪.3332012‬‬

‫ويعد ضعف ام كانيات الشحن والتفريغ والبريوقراطية من األسباب اليت أدت اىل تدهور جودة اخلدمات‪،‬‬
‫االنتاجية والتنافسية‪ .‬وحاليا‪ ،‬حتاول احلكومة وضع حد هلذا التأخري بدءا من ميناء العاصمة‪ ،‬حيث جترب‬
‫مستوردي البضائع الذين ال يستعملون احلاويات‪ ،‬على القيام بعملية التفريغ يف موانئ أخرى‪ .‬هذا اإلجراء البد‬
‫أن يكون متبوعا بإنشاء مستودعات مجركية لتخزين البضائع‪ ،‬وحظائر لتخزين البضائع اخلطرية‪ ،‬إضافة اىل‬
‫املوانئ اجلافة‪ .‬يف الواليات املركزية (اجلزائر‪ ،‬بومرداس‪ ،‬البليدة‪ ،‬تيبازة وتيزي وزو) جتمل ما يقارب ‪40‬كلم‪²‬‬
‫من املوانئ اجلافة‪ ،‬مستودعات ومناطق عبور مؤقتة ‪(rapport de la CNAN, 2007).‬‬

‫ويبقى مهما أن تقوم املوانئ اجلزائرية تقوم بتجديد نشاطها‪ ،‬برغم أن تقسيم األنشطة بني املوانئ غري عادل‪،‬‬
‫نظرا الحتكار ميناء العاصمة جلزء كبري من احلركة‪ .‬اضافة اىل الطبيعة املركزية للدولة اجلزائرية اليت تعيق نشوء‬
‫موانئ ثانوية‪ ،‬هذا واملالحة الساحلية احمللية غري متطورة بالشكل الكايف‪ ،‬األمر الذي يكشف عدم كفاية‬
‫شبكات النقل الربي يف سالسل لوجستيك النقل‪ ،‬وال يوجد أي هيكل على الصعيد احمللي الذي ميكن من‬
‫تنشيط املوانئ الصغرية‪.‬‬

‫منذ عشر سنوات‪ ،‬نظام املوانئ اجلزائرية يعرف بالالمكزية‪ ،‬ووفقا لنموذج ‪ ،HAYUTH 1991‬اخلاص بالتطور‬
‫املكاين للموانئ‪ ،‬فإ ن وفورات احلجم اليت تؤثر على امليناء الرئيسي (ميناء اجلزائر)‪ ،‬أدت اىل توليد حركة كبرية‬
‫يف العديد من املوانئ الثانوية أو احمليطية (الطرفية)‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال حالة ميناء جباية أين تضاعفت‬
‫حركة احلاويات عشرات األضعاف يف الفرتة ‪.2010-2001‬‬

‫من جهة أخرى البد االشارة اىل أن املعدات املخصصة ملناولة السلع يف املوانئ اجلزائرية البد من حتديثها‬
‫بشكل طارئ‪ ،‬إضافة اىل أن التكامل بني القاعدة اللوجستية واهلياكل القاعدية ال يزال جمرد مفاهيم دون أي‬
‫تطبيق‪ .‬وإنشاء املوانئ اجلافة خيفف من االستعمال املساحات الكربى للموانئ‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫‪Radhia TADJINE, Malika AHMED ZAID, Capacité logistique et gouvernance des ports algériens, 5ème‬‬
‫‪édition du colloque international LOGISTIQUA, du 24 au 25 mai 2012-Rabat-Maroc, p03.‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫عال وة على هذا‪ ،‬البد من االشارة اىل ضعف حضور العمالء الدوليني يف اجلزائر‪،CEVA ،DHL ،‬‬
‫‪ ، MAERSK‬حيث ال ميتلكون اال مكاتب متواضعة مقارنة مبستودعات نفس العمالء يف املغرب وتونس‪.‬‬
‫اللوجستيك يف اجلزائر يستند على املؤسسات احمللية (الشاحنني السابقني)‪ .‬الغالف املايل املخصص‬
‫الستثمارات توسيع وتطوير البىن التحتية اخلاصة باملوانئ‪ ،‬ارتفع اىل حوايل ‪ 507‬مليون أورو‪ ،‬أقل بـ ‪ %7‬من‬
‫جمموع استثمارات هذا اجملال على الصعيد املغريب (‪.334)INVEST IN MED,2009‬‬

‫‪ .4.2‬الخسائر الناتجة عن عدم وجود أسطول وطني‬

‫حتدي اخلسائر الناجتة عن انعدام وجود أسطول وطين يفوق احلياة االقتصادية واالجتماعية للدولة اىل املبادالت‬
‫التجارية الدولية‪ .‬ويف حالة اجلزائر‪ ،‬حيث بعيدا عن االنفتاح االقتصادي وإنضمام اجلزائر للمنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪ ،‬اقتصادها كان ومازال يعتمد على التجارة اخلارجية‪.‬‬

‫ومنه‪ ،‬فإن مسامهة األسطول الوطين ميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬ال ميكن حتديد هذه املسامهات بطريقة كمية ولكن واضح جليا أمهيتها يف احلياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬اذ يف حالة اجلزائر التنمية االقتصادية ترتكز بالدرجة األوىل على التجارة عن طريق‬
‫البحر؛‬
‫‪ ‬تستخدم جمموعة من الدول علم املالءمة ‪ Pavillon de complaisance335‬ويعرف حتت اسم علم‬
‫التسجيل احلر‪ .‬مالك السفن يستعملون هذا العلم بصفة الزامية تعود اىل أسباب جبائية‪ ،‬وأمور تتعلق‬
‫بأمن السفن أو حقوق العمل‪ .‬وتشكل هذه السفن ما يقارب ‪ %68.4‬من الشحن العاملي‪ ،‬وهذه‬
‫النسبة مهمة جدا للدول املتطورة (حوايل ‪ %75‬من امجايل الشحن) يف حني أن نسبتها يف الدول‬
‫النامية تصل اىل ‪.336%57‬‬
‫‪ ‬وجود أسطول وطين كفؤ يسمح للدولة حبماية نفسها من ارتفاع تكاليف االستئجار يف السوق‪.‬‬
‫‪ ‬تعد صناعة احلاويات واحدة من الوسائل نقل ‪ %80‬املبادالت اخلارجية‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫‪Radhia TADJINE, Malika AHMED ZAID,Ibid, p05.‬‬
‫‪ 335‬وهو علم حيتوي على اسم البلد التابعة له تلك السفينة‪ ،‬ألسباب منها ختفيض التكاليف‪ ،‬وتشريعات خاصة بالضرائب وقانون العمل‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫‪Abdelhamid Bouarroudj, Ibid, P07.‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .5.2‬الدعم الحكومي لنظام الميناء في الجزائر‬

‫على الصعيد العاملي‪ ،‬املوانئ عرفت اصالحا هاما جتاه اخلوصصة والمركزية البىن التحتية للموانئ اليت كان‬
‫اهلدف منها هو حتسني وزيادة الفعالية‪ ،‬وختفيض تدخل الدولة يف التخطيط والتسيري لتخفيض الغالف املايل‬
‫اخلاص باالستثمار‪.‬‬

‫السلطات اجلزائرية تسعى اىل تطبيق أساليب جديدة خاصة باحلوكمة باالشرتاك مع شركاء أجنبيني‪ .‬التحدي‬
‫هنا هو احلصول على نوع من الشراكة بني القطاع العام واخلاص الذي يتفق مع اخلصوصية اجلزائرية‪.‬‬

‫‪.1.5.2‬تحديد العمالء الجدد‪:‬‬

‫من خالل اخلوصصة اجلزئية للموانئ‪ ،‬الدولة اجلزائرية تأمل يف احلصول على فعالية موانئها ورفع كفاءة وقدرات‬
‫البىن التحتية‪ .‬ولكن التأهيل الذي يسمح للمستثمر بالتمتع بكل احلقوق كمالك‪ ،‬ال يزال غري موجود‪ .‬هذه‬
‫السياسة ينبغي أن تعتمد على التحوالت اجلارية لإلقتصاد العاملي‪ ،‬ولكن اجلزائر تعرف تأخريا يف التحرك حنو‬
‫اخلوصصة اليت مست العديد من موانئ الدول النامية مثل املغرب‪ .‬منذ سنة ‪ ،1990‬قام املغرب خبصخصة‬
‫أنشطة الرفع يف املوانئ‪ ،‬والنتائج اخلاصة بإنتاجية هذا النشاط الزالت تتكرر بشكل إجيايب‪.‬‬

‫‪l’Emirati‬‬ ‫اجلديد يف تنظيم املوانئ يف اجلزائر هو ظهور الشركاء اخلواص األجنبيني‪ ،‬نذكر على سبيل املثال‬
‫)‪ ،Dubai World Ports (DWP‬من ناحية أخرى‪ Djazair Port World (DPW)337 ،‬وهو مشروع مشرتك‬
‫‪338‬‬
‫‪EPAL‬‬ ‫ثاين انشأ رمسيا يف ‪ 15‬جانفي ‪ ،2009‬عن طريق اتفاق متبادل بني مؤسسة ميناء اجلزائر‬
‫و‪ ،Dubai World Ports‬ثالث عميل عاملي يسيطر على حمطات احلاويات يف ميناء اجلزائر‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫‪Algérie :Port d'Alger Djazair Port World joint-venture avec EPAL(entreprise du port d'Alger).Port‬‬
‫‪de Djendjen (Jijel) joint-venture avec l'entreprise portuaire de Djendjen.‬‬
‫‪338‬‬
‫‪Entreprise Portuaire d'Alger. Rapport annuel 2012.‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫يف سنة ‪ ، 2006‬خوصصة املوانئ اجلزائرية حتققت عن طريق نشر مناقصات على الصعيد الدويل لتسيري ميناء‬
‫اجلزائر‪ .‬خوصصة ميناء وهران كان ابتداء من جوان ‪ ،2008‬وجاري اختيار العمالء اخلواص الدوليني‬
‫املمكنني املهتمني بتسيريه‪.339‬‬

‫ويتم جتهيز ميناء وهران الستقبال سفن اجليل األخري مع حلول سنة ‪ ،2017‬مع قدرة استيعابية تقدر بـ ‪1.5‬‬
‫اىل ‪ 2‬مليون حاوية كل سنة‪ ،‬وحاليا‪ ،‬ال يستطيع استقبال إال دخول السفن احلاملة لـ‪ 400‬حاوية كحد‬
‫أقصى‪ .‬ويتم اعتزام خصخصة ميناء مستغامن وعنابة‪.‬‬

‫سنة ‪ ،2008‬مل تتعدى احلركة السنوية يف ميناء اجلزائر ‪ 400.000‬حاوية‪ ،‬مبتوسط ساعي للتفريغ قدر بـ‬
‫‪ 10‬حاويات (أضعف متوسط يف البحر املتوسط)‪ .‬يف حني أن احلركة السنوية باالشرتاك مع ‪ DPW‬ستتعدى‬
‫‪ 700.000‬حاوية‪ .‬وكانت قد دفعت ‪ Djazair Port World‬يف اطار الشراكة ‪ 16‬مليون أورو‪ ،‬ويقدر رأس‬
‫ماهلا ما يقارب ‪ 20‬مليون أورو‪ ،‬مقسم بالتعادل بني مؤسسة ميناء اجلزائر و ‪ .Djazair Port World‬الشركة‬
‫استفادت من امللكية احملولة لرصيف احلاويات (احملطة) ملدة ‪ 30‬سنة‪ .‬اهلدف النهائي‪ ،‬لـ ‪ DPW‬هو انشاء بنية‬
‫حتتية ذات مردودية مليناء اجلزائر‪ ،‬وبالتايل فإن األمر يتطلب استثمارا على نطاق الواسع‪ :‬مؤسسة ميناء اجلزائر‬
‫تشرتك مع شريكها يف مصاريف االستثمار اليت تفوق ‪ 10‬مليارات دج مقدمة خصيصا للبنية التحتية‪( ،‬حوايل‬
‫‪ 4.1‬مليار دج)‪ ،‬حيازة التجهيزات وتأسيس نظام تسيري املعلومات (‪ 250‬مليون دج) ونفس الشيء بالنسبة‬
‫للموارد البشرية‪ .‬الشراكة اجلديدة هتدف اىل النظر يف ختفيض التكاليف ويف زمن العبور للموانئ اجلزائرية‪ ،‬اذ‬
‫السفن ختسر أمواال طائلة عندما تتواجد بامليناء وتربح عندما تكون يف البحر‪ .‬متتد مساحة ميناء اجلزائر على‬
‫‪Dubai World‬‬ ‫‪ 18‬هكتار‪ ،‬حيث كانت مساحتها االبتدائية تقدر بـ ‪ 12‬هكتار‪ ،‬ونظام التسيري مودع اىل‬
‫بطريقتني‪ ،‬األوىل‪ ،‬هي عقد أداء‪ ،‬مدفوع ملدة ‪ 7‬سنوات من طرف الشركة صاحبة االمتياز‪ .‬الثانية‪،‬‬ ‫‪Ports‬‬

‫مع تأطري مؤمن عليه من طرف جزائريني‪.‬‬ ‫‪Dubai World Ports‬‬ ‫توفر تسيريا غري مدفوعا‪ ،‬حتت مسؤولية‬
‫وخمطط العمل سيحقق زيادة يف املردودية تقدر بـ ‪ %20‬بعد ‪ 10‬سنوات‪ .‬الشركتني صاحبيت االمتياز‬
‫ستدفعان للدولة اجلزائرية رسم ثابت للمرت مربع واستحقاقات متغرية على رقم األعمال‪ .‬ومؤسسة ميناء اجلزائر‬

‫‪ 339‬يأيت هذا يف اطار منوذج عقود االمتياز اليت تعترب عقود طويلة املدى‪ ،‬حيث تتوىل اهليئة املسئولة عن املشروع‪ ،‬اململوك للدولة‪ ،‬توفري البنية التحتية التطورة ملدة زمنية معينة‪،‬‬
‫تتوىل فيها تشغيل األصول وصيانتها ومتويل االستثمارات املطلوبة وادارهتا‪ .‬وحتتفظ احلكومة بامللكية القانونية النهائية و‪/‬أو حق توفري اخلدمات‪ .‬وتتضمن عقود االمتياز التشييد‪،‬‬
‫التشغيل والتحويل‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ 660‬موظف‪ ،‬خالل السنة األوىل‪ .‬اضافة اىل أن الرصيف حيتاج اىل‬ ‫‪Djazair Port World‬‬ ‫ستوفر لـ‬
‫التحديث على املدى الطويل قصد رفع االنتاجية‪.‬‬
‫سنة ‪ ،1982‬مع انشاء مؤسسة ميناء اجلزائر‪ ،‬مت توظيف ‪ 7.000‬موظف لرفع حوايل ‪ 4‬مليون طن من‬
‫حركة السلع سنويا‪ .‬سنة ‪ ،2008‬امليناء تعامل مع أكثر من ‪ 6‬مليون طن بنصف عدد املوظفني الذي كان‬
‫سنة ‪.1982‬‬
‫املوانئ اجلزائرية بشكل عام يف تأخر فيما خيص التأهيل املطلوب لألرصفة احلديثة‪ .‬من املتوقع أن العمالء‬
‫األجنبيني سيكونون مسئولني عن رفع املستوى‪ .‬وحسب املعطيات الرمسية‪ 70 ،‬سفينة تنتظر يف املتوسط يوما‬
‫واحدا لرتسو على الرصيف سنة ‪ ،2009‬مما يكلف الدولة ‪ 700‬مليون دوالر كتعويضات‪ ،‬يف انتظار تدخل‬
‫‪ Dubai World Ports‬الذي مل يظهر بشكل كبري لآلن‪.‬‬
‫حصل على امتياز ميناء جن‪-‬جن‪ ،‬هذا امليناء ذو املياه العميقة موجه اىل أن يكون‬ ‫‪Djazair Port World‬‬

‫ميناء حقيقي إلعادة الشحن ‪ ،‬حتت هدف زيادة احلركة لتصل اىل ‪ 1.5‬مليون وحدة مكافئة لعشرون قدم‬
‫(وحدة احلاويات) سنويا‪ ،‬بينما قدرت يف سنة ‪ 2009‬اىل أقل من ‪ 100.000‬وحدة مكافئة لعشرون قدم‪،‬‬
‫سنة اختتام العقد‪.‬‬
‫وهذا يؤكد أن املوانئ اجلزائرية حباجة اىل اخلربات األجنبية أكثر مما هي حباجة اىل حقن كبرية من التمويل‬
‫العمومي‪ ،‬هذا وتسعى الدولة اىل مضاعفة استثماراهتا يف هذا اجملال‪.‬‬

‫‪ .6.2‬حدود األساليب الجديدة لتنظيم نظام الموانئ الجزائرية‬

‫‪l’émarati‬‬ ‫فقد جنحت يف حتقيق األهداف املرجوة‪ ،‬أما شركة‬ ‫‪PORTEK‬‬ ‫باحلديث عن الشركة السنغافورية‬
‫‪ DUBAI PORTS‬فتجد صعوبة يف حتقيق أهدافها‪ .‬التسيري اجلديد لرصيف احلاويات باجلزائر منذ ‪ 17‬مارس‬
‫‪ ،2009‬مل يولد االثار املرجوة على تدفق حركة البضائع‪ .‬وتشري أرقام سابقة اىل أن حصة ‪ DPW‬من حركة‬
‫ميناء اجلزائر سجلت اخنفاضا بنسبة ‪ %13‬يف الفرتة بني جانفي‪-‬ماي ‪ 2011‬مقارنة بسنة ‪ .2010‬لكن‬
‫الصورة ختتلف يف حتديد حركة احلاويات‪ ،‬ومن جهة أخرى مؤسسة ميناء اجلزائر عرفت اخنفاض حمسوس مقارنة‬
‫مبا هو مسجل من طرف ‪ DPW‬لنفس الفرتة‪ ،‬بنسبة ‪ %24-‬و ‪ %9‬على التوايل‪.340‬‬

‫‪340‬‬
‫‪Radhia TADJINE, Malika AHMED ZAID, p09.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫تسعى اىل جتهيز الرصيف‬ ‫‪DPW‬‬ ‫يبدو أن تطوير حركة احلاويات يف الرصيف يعاين من مشاكل مالية‪ ،‬اذ أن‬
‫بأربعة آالت رفع جسرية )‪ ، (portiques‬لكن هذه اخلطوة لن تطبق دون منصات الدمج ومتديد األرصفة‪ ،‬اليت‬
‫تكون على حساب الدولة‪.‬‬

‫نفس املشكل مطروح خبصوص ميناء جن‪-‬جن‪ ،‬من خالل رؤية ‪ ،DPW‬ميناء اجلزائر ميكنه احلصول على‬
‫‪ 100‬مليون أورو لالستثمارات اجلديدة‪ ،‬اما خبصوص ميناء جن‪-‬جن يستلزمه ‪ 400‬مليون أورو ليصبح‬
‫امليناء الثاين خاص باحلاويات يف الوطن‪ .‬ولكن اجملموعة االماراتية تريد دعم الدولة إلستثماراهتا لعدم اعتبارها‬
‫ملكيات عامة‪.‬‬

‫التعامل اإلمارايت‪ ،‬يف اطار توسيع شبكته يف مينائني جزائريني‪ ،‬يزعم حتقيق استثمارات يف موقع اسرتاتيجي‪،‬‬
‫تغايل يف تقدير هذا‬ ‫‪DPW‬‬ ‫واجلزائر تستطيع لعب دور اجلسر بني املوانئ األوروبية وموانئ افريقيا السوداء‪.‬‬
‫اجلانب‪ ،‬حيث أن اجلزائ ر ال تتوفر لديها ثقافة تسيري املوانئ اخلاصة‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬املوانئ اجلزائرية ذات‬
‫حجم متواضع مقارنة مبيناء الالذقية (سوريا) اليت سيتم منحه اىل مالك فرنسي ‪ ،CMA/CGM‬مع العلم أن‬
‫مساحة امليناء تقدر بـ‪ 69‬هكتار‪ ،‬أي ضعف مساحة ميناء اجلزائر وجن‪-‬جن وجباية كلها جمتمعة‪ .‬من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬مليناء اجلزائر معوق أخر يتمثل يف ضغط املناطق احلضرية عليه‪ ،‬مما يشكل مشكلة يف توسيع املكان‬
‫حسب املتطلبات اللوجستية احلديثة‪ .‬واملستثمرين الكبار يف جمال املوانئ يف العامل غري مهتمني باألسواق احمللية‬
‫بقدر اهتمامهم بالعاملية‪.‬‬

‫ولقد كان لإلصال ح أثر على أنشطة امليناء‪ ،‬اذ سجلت زيادة يف تدفقات املوانئ على األرصفة املسرية من‬
‫طرف املتعاملني األجنبيني‪ ،‬ولكن هذا ال خيفي أن بعض تطبيقات لنموذج تسيري الدولة اجلزائرية تسببت يف‬
‫تأخر وازدحاما خيلق صعوبات يف التعاون مع املتعاملني األجنبيني اجلدد‪.‬‬

‫‪ .7.2‬مدى استخدام التطور التكنولوجي في الجزائر‬

‫ان هذا التطور التكنولوجي يف جمال صناعة النقل البحري (بناء السفن‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬مناولة البضائع)‪ ،‬يتحقق بفعل‬
‫توفر الظروف املالئمة له يف الدول املتطورة (وفرة رأس املال‪ ،‬كفاءة اإلدارة‪ ،‬اتساع حجم األسواق)‪ ،‬وهذه‬

‫‪200‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الظروف املالئمة ال يت ال جندها يف الدول النامية‪ ،‬حتول دون استخدام التكنولوجيا املتطورة يف هذه الصناعة‬
‫لألسباب اآلتية‪:341‬‬

‫‪ -‬الندرة النسبية لعنصر رأس املال؛‬


‫‪ -‬ضيق السوق احمللي والدويل؛‬
‫‪ -‬عمليات النقل باحلاويات خاصة بالنسبة للمواد الغذائية تتطلب تكاليف خاصة اضافية مثل‬
‫احلاويات املربدة حىت ال تفسد وهذا يزيد من أعباء الشحن وترتفع أسعار الصادرات مما يؤثر على‬
‫القدرة التنافسية للموانئ يف السوق العاملية؛‬
‫‪ -‬كذلك احلال بالنسبة للواردات حيث الدول النامية تستورد السلع الرأمسالية واملعدات الالزمة لعمليات‬
‫التصنيع يف سقف احلاويات دون استخدامها يف الصادرات مما يؤدي اىل خسائر وزيادة يف أعباء‬
‫التشغيل؛‬
‫‪ -‬نقص األموال الالزمة لتهيئة األرصفة وأعماق املياه مبا يتماشى ومستوى تطور السفن الناقلة‬
‫للحاويات‪.‬‬

‫‪ .8.2‬مشاكل الموانئ الجزائرية‬

‫تعاين املوانئ اجلزائرية من العديد من املشاكل أوهلا أن األسطول البحري التجاري اجلزائري يتكون من ‪16‬‬
‫سفينة‪ 10 ،‬منها متخصصة لنقل احملروقات‪ ،‬و‪ 3‬يف نقل الركاب‪ .‬يقدر متوسط عمر هذه السفن حوايل ‪22‬‬
‫سنة (حيث أ ن السفن أقدم من املواين يف حد ذاهتا)‪ ،‬واالستثمارات احملققة يف صيانتها تتميز بارتفاع تكلفتها‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬اسرتاتيجية جتديد وتنمية األسطول البحري اجلزائري يف طور التأسيس والعودة اىل السنوات السابقة أين‬
‫كان األسطول اجلزائري يتكون من ‪ 78‬سفينة يف الثمانينات‪.342‬‬

‫عند احلديث عن املوانئ التجارية‪ ،‬فاجلزائر توجه استثماراهتا اىل املوانئ النفطية اليت ال ختدم إال قطاعا واحد‪،‬‬
‫وسنحاول فيما يلي ذكر أهم نقاط الضعف اليت متيز املوانئ اجلزائرية‪:343‬‬

‫‪341‬‬
‫محالوي ربيعة‪ ،‬مردودية املؤسسات املينائية دراسة حالة مؤسسة ميناء اجلزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪ .2008-2007‬ص‪.72‬‬
‫‪342‬‬
‫‪CETMO et l’office coopération EuropeAid. P23.‬‬
‫‪343‬‬
‫فاطمة الزهراء حممد الشريف‪ ،‬فوزية رميين‪ ،‬املوانئ اجلزائرية‪ :‬حتول صعب يف تسيريها‪ ،‬جملة اقتصاديات مشال افريقيا – العدد السابع‪ .‬ص‪.171‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .1‬موانئ اجليل األول‪ :‬وهنا تقوم السلطات العمومية بتسيري املوانئ ذات الطابع القدمي اليت يعود أصلها‬
‫اىل الفرتة االستعمارية‪ ،‬دون احداث تغيريات فيها‪ ،‬حيث تتصف بصغر أحواضها وضيق أرصفتها‪،‬‬
‫وقرب املخازن من بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ .2‬نقص التجهيزات واآلليات‪ :‬حيث تعاين املوانئ التجارية اجلزائرية من نقص يف اآلليات احلديثة‪ ،‬وميناء‬
‫العاصمة هو امليناء الوحيد الذي يتوفر على رافعة ذاتية احلركة (قوهتا ‪ 300‬طن)‪ .‬نضيف اىل هذا أن‬
‫ناقالت احلبوب ال تتعدى املقاييس املعمول هبا دوليا‪ ،‬مع العلم أن اجلزائر مصنفة ضمن أكرب الدول‬
‫املستوردة للحبوب‪.‬‬
‫‪ .3‬ارتفاع عدد األيدي العاملة‪ :‬حيث تعاين املوانئ اجلزائرية من فائض يف األيدي العاملة‪ ،‬مما يتوجب‬
‫حتويل جزء منهم اىل وظائف أخرى‪ ،‬وهذا األمر يتطلب دراسة أوسع خصوصا فيما يتعلق بدولة‬
‫تعاين من ارتفاع نسبة البطالة فيها‪.‬‬
‫‪ .4‬تأخر يف عملية تداول احلاويات‪ :‬ألن معدالت النقل باحلاويات يف تزايد مستمر‪ ،‬فاملوانئ اجلزائرية‬
‫حتاول اللحاق بالركب‪ ،‬حيث ارتفع عدد احلاويات يف ميناء ارزيو من ‪ %9.42‬سنة ‪ 1994‬اىل‬
‫‪ 35.09%‬سنة ‪ ،2004‬و ‪ %37.15‬هناية ‪ .2008‬ومع هذا‪ ،‬فإن املوانئ اجلزائرية تسجل تأخرا‬
‫ملحوظا نظرا اىل أن املعدل العاملي لتداول احلاويات يفوق ‪.%60‬‬
‫‪ .5‬إخنفاض أداء املوانئ‪ :‬ونذكر على سبيل املثال توقف مناولة السلع ليال‪.‬‬
‫‪ .6‬طول االجراءات اإلدارية‪ :‬شحن وتفريغ البضائع‪ ،‬االجراءات اجلمركية وغريها‪.‬‬
‫‪ .7‬سوء توزيع املهام بني املوانئ‪ :‬إحتكار ميناء العاصمة لـ ‪ %60‬من املبادالت التجارية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ .8‬تواجد املوانئ داخل النسيج احلضري‪ :‬حيث ينعكس على األمر على كفاءة الطرق مما يصعب عملية‬
‫احلركة منه واليه‪.‬‬

‫ويعد نقل البضائع عرب املوانئ اجلزائرية مكلف بشكل كبري للمؤسسات ولالقتصاد الوطين‪ ،‬واجلدول (‪)6-5‬‬
‫يوضح الفرق بني التكاليف اللوجستية بني املوانئ اجلزائرية واملوانئ التونسية واملغربية لسنة ‪:2012‬‬

‫‪202‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)6-5‬مقارنة التكاليف اللوجيستية بني املوانئ اجلزائرية واملوانئ التونسية واملغربية (‪)2012‬‬

‫تونس‬ ‫املغرب‬ ‫اجلزائر‬ ‫طبيعة اجراءات االسترياد‬


‫التكاليف‬ ‫املهلة‬ ‫التكاليف‬ ‫املهلة‬ ‫التكاليف‬ ‫املهلة‬
‫بالدوالر‬ ‫بالدوالر‬ ‫بالدوالر‬
‫‪168‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جتهيز املستندات‬
‫‪250‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪200‬‬ ‫التخليص اجلمركي والتفتيش ‪8‬‬
‫التقين‬
‫‪250‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪7‬‬ ‫صيانة األرصفة‬
‫‪190‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪2‬‬ ‫النقل الربي والصيانة‬
‫‪850‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪950‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1330‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪Source : Centre d'Etudes des Transports pour la Méditerranée Occidentale, 2012.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ الضعف اللوجسيت الذي تعاين منه املوانئ اجلزائر مقارنة بالدول الشقيقة تونس‬
‫واملغرب‪ ،‬حسب مؤشر األداء اللوجيسيت للبنك العاملي‪ ،‬حيث‪:344‬‬

‫‪ ‬متثل التكاليف اللوجستية متثل حوايل ‪ %20‬من الناتج الداخلي اخلام يف دول مشال افريقيا؛‬
‫‪ ‬متثل التكاليف اللوجستية ‪ %25‬من الناتج الداخلي اخلام يف اجلزائر؛‬
‫‪ ‬متثل التكاليف اللوجستية ‪ %5‬يف أملانيا‪ %6.5 ،‬يف دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪،‬‬
‫و‪ %15‬يف املغرب؛‬
‫‪ ‬ختفيض ‪ %5‬من التكاليف اللوجستية يوفر حوايل ‪ 09‬مليارات دوالر سنويا‪ .‬وهذه التكاليف‬
‫االضافية اليت تتسبب فيها املوانئ الوطنية تكفي النشاء ميناء من احلجم العاملي‪ ،‬واخلسائر اليت‬
‫تكبدهتا اجلزائر منذ االستقالل بسبب التسيري الكارثي ملوانئها يعادل ما يكفي إلجناز ‪ 15‬ميناء‬
‫عصريا باملعايري العاملية‪.‬‬

‫حصة تكاليف الشحن يف التجارة العاملية ارتفعت يف سنة ‪ 2010‬اىل ‪ %6.5‬من قيمة الواردات العاملية‪،‬‬
‫ويف افريقيا متثل تكاليف الشحن ما نسبته ‪ ،%13‬وهي نسبة تفوق املعدل العاملي‪ .345‬ودون شك فإن‬
‫التكاليف اللوجستية تشكل عامال أساسيا خللق ميزة تنافسية لالقتصاد‪ .‬وبالتايل فإن التأثري املايل لسوء التطور‬

‫‪344‬‬
‫‪Etude CETMO réalisé en Octobre 2010.‬‬
‫‪345‬‬
‫‪Perspectives, Revue de forum des chefs d’entreprise, N° 8-2e semestre 2013.‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫اللوجسيت يشكل خطرا على االقتصاد‪ ،‬اذ تشكل التكاليف اللوجستية ‪ %17‬من الناتج الداخلي اخلام يف‬
‫الدول الناشئة‪ ،‬و‪ %30‬يف اجلزائر‪.‬‬

‫رغم ازدياد حركة الشحن يف املوانئ اجلزائرية اال أن األسطول اجلزائري يتدهور سنة بعد سنة‪ ،‬حيث يساهم يف‬
‫نقل ما نسبته ‪ %2‬من التجارة اخلارجية اجلزائرية‪ ،‬يف حني أنه كان يساهم يف ‪ %40‬من حركة الشحن يف‬
‫الثمانينات‪ .‬وتسعى وزارة النقل اجلزائرية لتطوير األسطول الوطين برفع حصته يف السوق اىل ‪ %30‬خالل‬
‫السنوات املقبلة السيما انشاء ميناء جديد يكون مركز عبور من أمركيا الالتينية حنو آسيا ومن آسيا حنو أوروبا‪.‬‬
‫وباحلديث عن االمكانيات الوطنية لتصليح السفن فال تغطي حاليا سوى ‪ %10‬اىل ‪ %14‬من احلاجيات‬
‫حيث تتم معظم تصليحات والتوقفات التقنية يف ورشات باخلارج مما يرتتب عنه إنفاق مبالغ كبرية ميكن‬
‫استغالهلا يف االستثمار يف القطاع‪ .‬وقد مت اطالق برنامج تطوير وعصرنة املنشآت القاعدية للموانئ خاصة وأن‬
‫النقل البحري يتجه حنو تعميم نقل خمتلف السلع يف احلاويات‪.‬‬

‫‪.1.5.2‬تحديات الموانئ الجزائرية‪:‬‬

‫‪.1.1.5.2‬تخصص حركة الموانئ‪:‬‬


‫معظم املوانئ مل تتطور منذ االستقالل (‪ ،) 1963‬باستثناء املوانئ البرتولية (ارزيو‪ ،‬سكيكدة وجباية)‪ .‬هذه‬
‫الوضعية تعكس األمهية الضخمة لصادرات الصب السائل (الغاز‪ ،‬منتجات برتولية) جتاه أوروبا الغربية وباقي‬
‫دول العامل‪ ،‬بنسبة تفوق ‪ %80‬من حجم الشحن الكلي منذ أواخر سنوات الستينات‪ .‬وحركة البضائع العامة‬
‫تبقى متواضعة وتزداد خصوصا الواردات‪ ،‬بنسبة ‪ %86‬سنة ‪ ،2009‬مقابل ‪ %72‬سنة ‪ 1979‬و‪%46‬‬
‫سنة ‪ .1959‬هذه االجتاهات تعكس الضعف العام يف النظام االقتصادي والتجاري اجلزائري‪.346‬‬
‫واحد من املشاريع قيد اإلجناز‪ ،‬انشاء الطريق السيار شرق‪-‬غرب (الذي كان من املفروض اهناء أشغاله مع‬
‫سنة ‪ ) 2012‬حيث يربط جمموعة املوانئ‪ ،‬اضافة اىل توسيع شبكة السكك احلديدية وكهربة بعض اخلطوط‪.‬‬
‫وهذا املشروع يعترب األضخم من نوعه يف مشاريع النقل للمغرب العريب‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫‪Fatima Zohra Mohamed CHERIF et Cesar DUCRUET, Du global au local : les nouveaux gérants des‬‬
‫‪terminaux portuaires algériens, revue en ligne de géographie politique et de géopolitique,‬‬
‫‪http://espacepolitique.revues.org/2294 , 2012, p04.‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬اجلزائر حتافظ على متوسط تكلفة التصدير‪/‬االسترياد باحلاويات األعلى بني العديد من الدول‬
‫الناشئة (حوايل ‪ 1300‬أورو للنقل البحري باحلاويات بني مرسيليا واجلزائر)‪ ،‬والوقت الضروري إلجراءات‬
‫التوجيه كان طويال جدا‪ ،‬بوضع اجلزائر بعد الصني‪ ،‬الفيتنام وبولونيا‪ .‬وباحلديث عن مؤشر اخلدمات‬
‫اللوجستية‪ ،‬فتعاين اجلزائر من ضعف واضح مقارنة بدول املغرب العريب األخرى‪ ،‬اضافة اىل ضعف تطور البىن‬
‫التحتية هلا اخلاصة بالنقل بصفة عامة‪ .‬وأداء املوانئ اجلزائرية يتميز بضعف كبري بني دول املتوسط‪ ،‬خصوصا‬
‫فيما يتعلق بقلة جتهيزات األرصفة‪ ،‬سوء تسيري املخزون‪.‬‬

‫وفيما يلي ترتيب الدول العربية من بني‪ 155‬دولة لسنة ‪2012‬حسب مؤشر ‪LPI‬‬

‫الجدول رقم (‪: )7-5‬مؤشر اداء اخلدمات اللوجستية ‪ LPI‬للدول العربية لسنة ‪2012‬‬
‫النسبة من اعلى‬ ‫النقطة‬ ‫الرتبة‬ ‫النسبة من اعلى الدول‬ ‫النقطة‬ ‫الرتبة‬ ‫الدول‬
‫اداء‬ ‫اداء‬
‫‪60,4‬‬ ‫‪2,89‬‬ ‫‪62‬‬ ‫عمان‬ ‫‪88 ,9‬‬ ‫‪3,78‬‬ ‫‪17‬‬ ‫االمارات‬
‫‪60,3‬‬ ‫‪2,89‬‬ ‫‪63‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪74,3‬‬ ‫‪3,32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫قطر‬
‫‪58,5‬‬ ‫‪2,83‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪69,7‬‬ ‫‪3,18‬‬ ‫‪37‬‬ ‫السعودية‬
‫‪51,3‬‬ ‫‪2,60‬‬ ‫‪92‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪69,4‬‬ ‫‪3,17‬‬ ‫‪41‬‬ ‫تونس‬
‫‪50,6‬‬ ‫‪2,58‬‬ ‫‪96‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪65,7‬‬ ‫‪3,05‬‬ ‫‪48‬‬ ‫البحرين‬
‫‪49,8‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪102‬‬ ‫االردن‬ ‫‪65 ,0‬‬ ‫‪3,03‬‬ ‫‪50‬‬ ‫املغرب‬
‫‪45,3‬‬ ‫‪2,41‬‬ ‫‪125‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫‪63 ,3‬‬ ‫‪2,89‬‬ ‫‪57‬‬ ‫مصر‬
‫‪35, 3‬‬ ‫‪2,10‬‬ ‫‪148‬‬ ‫السودان‬ ‫‪44,7‬‬ ‫‪2,40‬‬ ‫‪127‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪25 ,5‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪154‬‬ ‫جيبويت‬ ‫‪37,1‬‬ ‫‪2,16‬‬ ‫‪145‬‬ ‫العراق‬
‫‪Sourec : Trade Logistics in the Global Economy : the Logistics Performance Index and its‬‬
‫‪Indicators, jean François, Monica Alina Mustra, Lauri Ojala, Ben Shepherd, Daniel‬‬
‫‪Saslavsky, the international Bank for Development/The World Bank, 2012‬‬
‫‪http://siteressources.worldbank.org /TRADE/Ressources /239070-1336654966193/LPI-‬‬
‫‪2012-final.pdf consulté le 02/01/2014.‬‬
‫نالحظ من خالل اجلدول دولة واحدة من بني الدول العربية املدرجة يف الرتتيب (االمارات العربية املتحدة)‬
‫تقع يف العشرين دولة االوىل يف افضلية االداء اللوجيسيت ومخسة دول عربية كانت يف اخلمسني دولة االوىل مما‬
‫يدل على تقارب يف مستويات حماور هذا املؤشر‪ ،‬لكن ترتيب باقي الدول خاصة اليت مراتبها بعد الـ ‪100‬‬
‫تبني تفاوت يف االمكانيات واملمارسات بني دول املنطقة‪ ،‬فهي تعاين من تعقيدات االجراءات وضعف قطاع‬

‫‪205‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫اخل دمات املتعلقة بالنقل مما يساهم يف تدين مستويات التجارة اخلارجية بصفة عامة والتجارة البينية بصفة‬
‫خاصة وأيضا ال تؤهلها لتكون مراكز عبور فعالة‪.‬‬

‫و على سبيل الذكر ال احلصر نالحظ مثال دولة سنغافورة تتصدر الرتتيب مبجموع ‪ 4,13‬وحتتل كل من هونغ‬
‫كونغ وفنلندا وأملانيا املرتبة الثانية والثالثة والرابعة على التوايل‪.‬‬

‫كما ان امكانيات النفاذ اىل األسواق بصفة عامة يتوقف اىل حد كبري على وجود روابط نقل منتظمة وفعالة‬
‫خاصة فيما يتعلق باخلطوط البحرية‪ ،‬ولذلك يعد مؤمتر االمم املتحدة حول التجارة والتنمية ‪ CNUCED‬مؤشر‬
‫الربط (‪ )Liner Shipping Connectivity Index( )LSCI‬يبني مستوى اندماج دولة معينة لشبكة العاملية‬
‫للنقل البحري على أساس أن أكرب قدر من التجارة العاملية تتم عرب البحر خاصة السلع املصنعة اليت تنقل‬
‫باحلاويات على مستوى خطوط حبرية منتظمة ويعتمد هذا املؤشر يف حسابه على‪ :‬عدد السفن التجارية‪،‬‬
‫جمموع محولة املستوعبات على السفن‪ ،‬احلجم االقصى للسفن‪ ،‬عدد خدمات النقل البحري التجاري‪ ،‬عدد‬
‫الشركات اليت تنظم سفن احلموالت التجارية من وإىل البلد‪.‬‬

‫فقد أصبح يف مقدور اخلدمات اللوجيستية بوصفها احملرك الرئيسي للقدرة على املنافسة‪ ،‬أن حتقق انطالقة أي‬
‫بلد أو تطيح بقدراته يف عامل اليوم املبين على العوملة‪ .‬فبإمكان ذلك البلد أن حيظى مبنظومة مجركية جيدة‬
‫للغاية‪ ،‬ولكن سوء األداء يف جمال أو جمالني يف سلسلة التوريد ميكن أن تكون له تبعات وتداعيات خطرية على‬
‫األداء االقتصادي لذلك البلد مما خيلق التصورات اليت تسود بشأن عدم إمكانية التعويل واالعتماد عليه‪.‬‬

‫‪ .9.2‬التعريف بالعمالء الجدد في الموانئ الجزائرية‬

‫‪.1.9.2‬صاحب االمتياز السنغافوري ‪ PORTEK‬بميناء بجاية‪:‬‬

‫‪Terminal « Bejaia Mediterranean‬‬ ‫يعترب ميناء جباية امليناء األول الذي وقع عقد امتياز رصيف احلاويات‬
‫» )‪ (BMT‬مع الشركة السنغافورية ‪ ،PORTEK‬واالمتياز عقد سنة ‪ 2005‬ملدة ‪ 20‬سنة‪ ،‬واستثمار أويل قدر‬
‫بـ‪ 19‬مليون دوالر‪ .‬واملشروع املشرتك مقسم ‪ %51‬ملؤسسة ميناء جباية و ‪ %49‬لـ ‪.PORTEK‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫السنغافورية‪ ،‬انشأت سنة ‪ ،1988‬هي مشغل حاويات من احلجم املتوسط‪ ،‬تسري ‪4‬‬ ‫‪PORTEK‬‬ ‫جمموعة‬
‫أرصفة للحاويات يف‪ :‬جاكارطا (اندونيسيا)‪ ،‬فاليتا (مالطا)‪ ،‬ليربفيل (اجلابون) وجباية‪.347‬‬

‫الفوائد االقتصادية واالجتماعية من وراء هذه الشراكة متعددة‪ ،‬حيث ستمكن من جتهيز الرصيف‪ :‬بالفاحص‬
‫‪Portique‬‬ ‫(املاسح الضوئي "سكانر")‪ ،‬ادخال نظم املعلومات يف نظام الرقابة على البضائع‪ ،‬الرافعات اجلسرية‬
‫(امللحق رقم ‪.)1‬‬

‫وهذا من شأنه يؤدي اىل حتسني معدل احلركة‪ ،‬إن رصيف ميناء جباية يتعامل مع ‪ 20‬اىل ‪ 25‬حاويات يف‬
‫الساعة مقابل ‪ 8‬اىل ‪ 10‬يف ميناء اجلزائر‪ .‬هذا التجهيز سيمكن امليناء من زيادة حركة احلاويات اليت فاقت‬
‫‪ 33.000‬وحدة مكافئة لعشرون قدم سنة ‪ 2005‬اىل ‪ 150.000‬سنة ‪ .2009‬وبفضل أدائها وتسيريها‬
‫احلديث‪ ،‬مت اختيار ميناء جباية من أجل مشروع ميدا موس (طريق سريع يف البحر‪ ،)348‬الذي مت اعتماده‬
‫ألفاق منطقة التبادل احلر يف املنطقة األورومتوسطية‪ ،‬وهذا التعاون يهدف اىل تعزيز الشراكة بني موانئ‬
‫مارسيليا‪ ،‬برشلونة وجباية‪.‬‬
‫على مستوى اجملتمع‪ ،‬تتعدد فوائد الشراكة من حيث انشاء مدارس تكوين مفتوحة للعاملني على مستوى‬
‫موانئ اجلزائر‪ ،‬ويتم توظيف أكثر من ‪ 150‬عامل من الشباب‪ .‬وحاليا‪ ،‬يقدر عدد العاملني على مستوى‬
‫‪ BMT‬بـ ‪ 400‬عامل‪.‬‬
‫‪.2.9.2‬المجموعة االماراتية ‪ Dubai Port World‬في ميناء الجزائر وميناء جن‪-‬جن‬

‫اجملموعة االماراتية ‪ Dubai Port World‬التزمت بعقدين امتياز مع ميناء اجلزائر وميناء جن‪-‬جن‪ .‬التحدي هنا‬
‫يتمثل يف حتديث وجتهيز أرصفة احلاويات يف ميناء اجلزائر‪ ،‬امليناء األول على السلم الوطين من حيث حركة‬
‫البضائع املتنوعة (‪ %60‬من احلركة الكلية)‪ ،‬اضافة اىل جتديد ميناء جن‪-‬جن الذي يسعى اىل أن يكون حمور‬
‫ميناء متوسطي يف املستقبل‪.‬‬
‫مع االشارة اىل أن اجملموعة االماراتية العاملية تعترب ثالث أكرب مشغل حاويات يف العامل‪ ،‬تسري ‪ 49‬رصيف‬
‫ميناء يف ‪ 27‬دولة‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫‪Fatima Zohra Mohamed CHERIF et Cesar DUCRUET, Ibid, p07.‬‬
‫‪348‬‬
‫‪MEDA MOS « Autoroutes de la mer ».‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫بعد مفاوضات طويلة كان قد شرع فيها سنة ‪ ،2006‬اجملموعة االماراتية وقعت عقدين سنة ‪ ،2009‬حيث‬
‫تتعادل حصص املشاركني فيهما‪ .‬هذه الشراكة تسمح للمجموعة االماراتية بتسجيل حضورها يف املتوسط من‬
‫ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى تسمح للجزائر بعقد شراكة مع شريك عاملي‪ ،‬ومواجهة املنافسة (باحلديث عن ميناء‬
‫طنجة املتوسطي)‪.‬‬
‫ومن املفروض على اجملموعة االماراتية أن تستثمر يف املرحلة األوىل ‪ 100‬مليون أورو خالل ‪ 5‬سنوات‬
‫لتحديث أرصفة احلاويات مبيناء اجلزائر ورفع قدرته االستعابية اىل ‪ 500.000‬حاوية سنة ‪ ،2012‬وحاليا‬
‫تقدر قدرته االستعابية بـ ‪ 800.000‬وحدة مكافئة لعشرون قدم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬اجملموعة االماراتية ستوفر‬
‫رافعات جسرية مليناء اجلزائر الذي ال يزال يستعمل الرافعات التقليدية يف عملية التفريغ‪ ،‬وتسعى الدولة اىل‬
‫توسيع مساحة امليناء من ‪ 12‬اىل ‪ 18‬هكتار‪ .‬هذه االستثمارات تسعى اىل املسامهة يف رفع معدالت املناولة‬
‫يف هذا امليناء‪ ،‬الذي يعاين من االزدحام األرضي‪ ،‬وتقليص وقت انتظار السفن‪.349‬‬
‫توظف ما يفوق ‪ 500‬عامل‪ ،‬ومدير ميناء اجلزائر ضمن عدم تسريح‬ ‫‪DPW‬‬ ‫على مستوى اجملتمع‪ ،‬جمموعة‬
‫للعمال‪ ،‬ويتم حاليا تكوين العمال من طرف اجملموعة االماراتية ‪ DPW‬اليت تعرض ارسال عماهلا للتكوين يف‬
‫ميناء ديب‪.‬‬
‫وخبصوص شراكة جمموعة ‪ DPW‬مع ميناء جن‪-‬جن‪ ،‬فتهدف هذه الشراكة اىل جعل امليناء قادرا على القيام‬
‫بعمليات اعادة الشحن من سفينة اىل أخرى ألكثر من مليوين حاوية يف السنة‪ ،‬واستحداث أكثر من ‪1500‬‬
‫منصب شغل‪.‬‬
‫اجلزائر ليست دولة جاذبة لالستثمارات اخلاصة وهذا يعود اىل العديد من العوامل‪ :‬الثقل اجلبائي‪ ،‬البريوقراطية‬
‫يف تسجيل العقود وامللكيات‪ ،‬وتأخر عوملة نظامها البنكي‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬املستثمرون األجانب ليسوا‬
‫متلهفني للتفاوض مع املوانئ اجلزائرية‪.‬‬
‫قررت الدولة اجلزائرية تفويض تسيري أرصفة احلاويات لشركات أجنبية‪ ،‬هبدف تطوير املوانئ البحرية اليت عرفت‬
‫تأخرا ملحوظا‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫‪Fatima Zohra Mohamed CHERIF et Cesar DUCRUET, Ibid, p09.‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حركة البضائع في الموانئ الجزائرية‬

‫نظرا لألمهية الكبرية لقطاع التجارة اخلارجية واليت تعترب حلقة الوصل بني اجلزائر والعامل اخلارجي‪ ،‬ومثلها مثل‬
‫باقي الدول النامية‪ ،‬سعت اجلزائر اىل اتباع سياسات تنموية مستقلة لتدعيم جتارهتا اخلارجية‪.‬‬

‫‪ .1.3‬نظرة عامة للتجارة الخارجية الجزائرية‬

‫متثل احملروقات معظم الصادرات حيث بلغت نسبة ‪ %97.19‬سنة ‪ 2011‬من امجايل الصادرات بزيادة‬
‫قدرها ‪ %28.63‬مقارنة بسنة ‪ .3502010‬وبلغت النسبة سنة ‪ .%97.13 ،2012‬وقد حققت اجلزائر‬
‫فائضا جتاريا بقيمة ‪ 11.06‬مليار دوالر سنة ‪ 2013‬أي اخنفاض بنسبة ‪ %48.51‬مقارنة بسنة‬
‫‪ .3512012‬اجلدول (‪.)8-5‬‬
‫القيمة مبليون دوالر امريكي‬ ‫الجدول رقم (‪ :)8-5‬حصيلة التجارة اخلارجية سنة ‪2012‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪2062‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪1526‬‬ ‫‪1066‬‬ ‫‪1937‬‬ ‫‪1332‬‬ ‫‪1158‬‬ ‫‪1099‬‬ ‫الصادرات خارج المحروقات‬
‫‪69804‬‬ ‫‪71427‬‬ ‫‪55527‬‬ ‫‪44128‬‬ ‫‪77361‬‬ ‫‪58831‬‬ ‫‪53456‬‬ ‫‪43937‬‬ ‫الصادرات من المحروقات‬
‫‪71866‬‬ ‫‪73489‬‬ ‫‪57053‬‬ ‫‪45194‬‬ ‫‪79298‬‬ ‫‪60163‬‬ ‫‪54613‬‬ ‫‪45036‬‬ ‫اجمالي الصادرات‬
‫‪47490‬‬ ‫‪47247‬‬ ‫‪40473‬‬ ‫‪39294‬‬ ‫‪39479‬‬ ‫‪27631‬‬ ‫‪21456‬‬ ‫‪20048‬‬ ‫الواردات‬
‫‪24376‬‬ ‫‪26242‬‬ ‫‪16580‬‬ ‫‪5900‬‬ ‫‪39294‬‬ ‫‪32532‬‬ ‫‪33157‬‬ ‫‪24989‬‬ ‫الميزان التجاري‬
‫المصدر‪ :‬املركز الوطين لإلعالم األيل و اإلحصاء التابع للجمارك ‪CNIS‬‬

‫يف سنة ‪ 2011‬بلغت حجم صادرات احملروقات ‪ 100‬مليون طن‪ ،‬مقابل ‪ 36‬مليون طن واردات البضائع‬
‫العامة‪ .352‬وشكلت احملروقات أغلبية الصادرات اجلزائرية حبصة ‪ 69.80‬مليار دوالر سنة ‪ ،2012‬وقد‬
‫عرفت سنة ‪ 2013‬اخنفاضات بنسبة ‪ .%3538.67‬الشكل (‪.)3-5‬‬

‫‪350‬‬
‫اطلع بتاريخ‪http://www.andi.dz/index.php/ar/82-menu/393-bilan-du-commerce-exterieur .2014/06/06 :‬‬
‫‪351‬احصائيات التجارة اخلارجية لسنة ‪ ،2013‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ .‬ص‪.01‬‬
‫‪352‬‬
‫‪Abdelkader BOUMESSILA, les ports algériens situation et perspectives, les Ateliers du FCE, p03.‬‬
‫‪353‬‬
‫احصائيات التجارة اخلارجية لسنة ‪ ،2013‬وكالة األنباء اجلزائرية‪ .‬ص‪.03‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)3-5‬تطور التجارة اخلارجية ‪2010-2005‬‬


‫‪90000‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪70000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪50000‬‬
‫اجمالي الصدرات‬
‫‪40000‬‬
‫اجمالي الواردات‬
‫‪30000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناءا على املعلومات املوجودة يف اجلدول السابق‪.‬‬

‫وقد سجلت التجارة اخلارجية اجلزائرية خالل شهر ماي من سنة ‪ 2013‬االحصائيات التالية‪:354‬‬
‫‪ ‬احلجم االمجايل للواردات وصل اىل ‪ 4.5‬مليار دوالر‪ ،‬بزيادة تقدر بـ ‪ %3.54‬مقارنة بسنة‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ ‬احلجم االمجايل للصادرات قدر بـ ‪ 5.89‬مليار دوالر‪ ،‬مسجال اخنفاضا بنسبة ‪ %6.47‬مقارنة بسنة‬
‫‪ .2012‬وهذا ما يرتجم فائضا يف امليزان التجاري يقدر بـ ‪ 1.38‬مليار دوالر‪ .‬اجلدول (‪.)9-5‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دوالر‬ ‫الجدول رقم (‪ :)9-5‬امليزان التجاري ‪2013-2012‬‬

‫التطور (‪)%‬‬ ‫ماي ‪2013‬‬ ‫ماي ‪2012‬‬


‫الدوالر‬ ‫الدينار‬ ‫الدوالر‬ ‫الدينار‬
‫‪3.54‬‬ ‫‪4.508‬‬ ‫‪355.624‬‬ ‫‪4.354‬‬ ‫‪326.991‬‬ ‫الواردات‬
‫‪6.47-‬‬ ‫‪5.886‬‬ ‫‪464.323‬‬ ‫‪6.293‬‬ ‫‪472.087‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪1.378‬‬ ‫‪108.699‬‬ ‫‪1.939‬‬ ‫‪145.096‬‬ ‫الميزان التجاري‬
‫‪131‬‬ ‫‪145‬‬ ‫نسبة التغطية‬
‫‪Source : Statistiques du commerce extérieure de l’Algérie (période : mois de Mai 2013),‬‬
‫‪Ministère des finances, Direction Générale des douanes, centre national de l’information et‬‬
‫‪des statistiques. P02.‬‬

‫‪354‬‬
‫‪Statistiques du commerce extérieure de l’Algérie (période : mois de Mai 2013), Ministère des finances,‬‬
‫‪Direction Générale des douanes, centre national de l’information et des statistiques.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ ‬هيكل املبادالت التجارية‪:‬‬


‫الواردات‪ :‬الواردات اجلزائرية سجلت ارتفاعا يقدر بـ ‪ %3.5‬مقارنة مباي ‪ ،2012‬حيث انتقلت من ‪4.35‬‬
‫اىل ‪ 4.51‬مليار دوالر‪.‬‬
‫تقسيمها حسب جمموعات البضائع‪ ،‬كما هو موضح يف اجلدول (‪ ،)9-5‬تشري اىل ارتفاع فيما خيص استرياد‬
‫السلع الغذائية (‪ ،)%3.65+‬املعدات (‪ )%13.59+‬والسلع املوجهة اىل االنتاج (‪ ،)%4.4+‬فيما سجل‬
‫اخنفاضا يف السلع االستهالكية غري الغذائية (‪.)%9.45-‬‬
‫‪ .2.3‬حركة البضائع في الموانئ الجزائرية باألرقام‬

‫بالنسبة حلركة البضائع حسب املوانئ فتتوزع النسب الكربى لصادرات احملروقات بني مينائي أرزيو بنسبة‬
‫‪ %36.21‬يليها ميناء سكيكدة بنسبة ‪ ،%21.45‬باعتبار أن هاذين امليناءين أكرب املوانئ البرتولية يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬ويساهم ميناء جباية بنسبة ‪ %17.18‬يف تصدير احملروقات‪ ،‬وتتوزع النسبة الباقية على باقي املوانئ‬
‫بنسب صغرية باعتبارها موانئ جتارية‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)10-5‬توزيع حركة البضائع حسب املوانئ اجلزائرية لسنة ‪2012‬‬

‫النسبة‬ ‫الحركة خارج المحروقات‬ ‫النسبة‬ ‫الحركة االجمالية‬ ‫الموانئ‬


‫‪%‬‬ ‫المجموع‬ ‫الصادرات‬ ‫الواردات‬ ‫‪%‬‬ ‫المجموع‬ ‫الصادرات‬ ‫الواردات‬
‫‪13.26‬‬ ‫‪5113948‬‬ ‫‪493718‬‬ ‫‪4620230‬‬ ‫‪8.72‬‬ ‫‪10289199‬‬ ‫‪1718482‬‬ ‫‪8570717‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪11.80‬‬ ‫‪4550786‬‬ ‫‪1341940‬‬ ‫‪3208846‬‬ ‫‪4.72‬‬ ‫‪5568766‬‬ ‫‪1341940‬‬ ‫‪4226826‬‬ ‫عنابة‬
‫‪1.75‬‬ ‫‪676673‬‬ ‫‪135015‬‬ ‫‪541658 36.21‬‬ ‫‪42742901‬‬ ‫‪40257369‬‬ ‫‪2485532‬‬ ‫أرزيو‬
‫‪28.62‬‬ ‫‪11040061‬‬ ‫‪760491‬‬ ‫‪10279570 17.18‬‬ ‫‪20276459‬‬ ‫‪8852173‬‬ ‫‪11424286‬‬ ‫بجاية‬
‫‪9.84‬‬ ‫‪3797104‬‬ ‫‪29998‬‬ ‫‪3767106‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫‪3865509‬‬ ‫‪29998‬‬ ‫‪3835511‬‬ ‫جن جن‬
‫‪3.00‬‬ ‫‪1155777‬‬ ‫‪54067‬‬ ‫‪1101710‬‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪1229162‬‬ ‫‪54067‬‬ ‫‪1175095‬‬ ‫غزوات‬
‫‪3.18‬‬ ‫‪1224858‬‬ ‫‪27852‬‬ ‫‪1197006‬‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪1292342‬‬ ‫‪27852‬‬ ‫‪1264490‬‬ ‫مستغانم‬
‫‪15.92‬‬ ‫‪6139681‬‬ ‫‪400906‬‬ ‫‪5738775‬‬ ‫‪5.29‬‬ ‫‪6247659‬‬ ‫‪409332‬‬ ‫‪5838327‬‬ ‫وهران‬
‫‪9.67‬‬ ‫‪3731018‬‬ ‫‪169091‬‬ ‫‪3561927 21.45‬‬ ‫‪25322896‬‬ ‫‪19240755‬‬ ‫‪6082141‬‬ ‫سكيكدة‬
‫‪2.97‬‬ ‫‪1145734‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1145734‬‬ ‫‪1.03‬‬ ‫‪1213321‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1213321‬‬ ‫تنس‬
‫‪100‬‬ ‫‪38575640‬‬ ‫‪3413078‬‬ ‫‪35162562‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪118048214‬‬ ‫‪71931968‬‬ ‫‪46116246‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : entreprise portuaire de Mostaganem‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫اما بالنسبة حلركة البضائع خارج احملروقات‪ ،‬فيساهم ميناء جباية بنسبة تقدر بـ‪ ،%28.60‬يليها ميناء وهران‬
‫بنسبة ‪ ،%15.92‬مث ميناء اجلزائر بنسبة ‪ .%13.26‬ويف الشكل (‪ )4-5‬نالحظ بشكل واضح توزيع‬
‫حركة البضائع (احملروقات‪-‬وخارج احملروقات) حسب املوانئ يف سنة ‪.2012‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)4-5‬توزيع حركة البضائع حسب املوانئ اجلزائرية لسنة ‪2012‬‬

‫‪45000000‬‬

‫‪40000000‬‬

‫‪35000000‬‬

‫‪30000000‬‬

‫‪25000000‬‬
‫الحركة االجمالية‬
‫‪20000000‬‬
‫الحركة خارج المحروقات‬
‫‪15000000‬‬

‫‪10000000‬‬

‫‪5000000‬‬

‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة استنادا على االحصائيات اخلاصة حبركة البضائع يف املواين اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ .1.2.3‬ميناء بجاية‪:‬‬
‫خالل اثنا عشر سنة‪ ،‬ارتفع احلجم االمجايل للبضائع يف ميناء جباية اىل أكثر من ‪ ،%81‬ومتوسط معدل‬
‫النمو السنوي قدر بـ‪ .%5.56‬اجلدول (‪.)11-5‬‬
‫نشاط سنة ‪ 2012‬يؤكد اجتاه ارتفاع حركة البضائع العامة اليت عرفت ارتفاعا بنسبة ‪ %254‬مقارنة بسنة‬
‫‪ ،2001‬مبتوسط معدل منو سنوي يقدر بـ ‪.%12.16‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11-5‬هيكل حركة البضائع ‪( 2012-2001‬ألف طن)‬
‫المجموع‬ ‫حركة البضائع خارج المحروقات‬ ‫حركة المحروقات‬ ‫السنة‬
‫‪10986‬‬ ‫‪2855‬‬ ‫‪8131‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪11643‬‬ ‫‪3393‬‬ ‫‪8250‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪11792‬‬ ‫‪3356‬‬ ‫‪8436‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪12833‬‬ ‫‪3909‬‬ ‫‪8924‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪14002‬‬ ‫‪4694‬‬ ‫‪9308‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪14102‬‬ ‫‪5357‬‬ ‫‪8745‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪14815‬‬ ‫‪5663‬‬ ‫‪9152‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪15685‬‬ ‫‪6163‬‬ ‫‪9522‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪15848‬‬ ‫‪6960‬‬ ‫‪8888‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪12721‬‬ ‫‪8889‬‬ ‫‪3832‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪13605‬‬ ‫‪9394‬‬ ‫‪4211‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪19926‬‬ ‫‪10099‬‬ ‫‪9827‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p07.‬‬

‫واختتمت سنة ‪ 2012‬حبجم امجايل قدر بـ ‪ 19.925.707‬طن‪ ،‬بارتفاع يقدر بـ ‪ %46.45‬مقارنة بسنة‬
‫‪ ،2011‬بارتفاع كبري يف احملروقات الذي بلغ املستويات القياسية (‪ 9.8‬مليون طن)‪ ،‬وهذا ما نالحظه من‬
‫خالل الشكل (‪.)5-5‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)5-5‬حركة البضائع يف ميناء جباية (‪)2012-2001‬‬

‫‪25000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪15000‬‬

‫حركة البضائع خارج‬


‫المحروقات‬
‫‪10000‬‬
‫حركة المحروقات‬

‫‪5000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p08.‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫من خالل الشكل (‪ ، )5-5‬نالحظ تقسيم احلركة حسب أصناف البضائع‪ ،‬اذا سجل ميناء جباية ارتفاع فيما‬
‫خيص استرياد الصب الصلب والبضائع املنقولة باحلاويات‪ ،‬يف جني سجلت حركة الصب اجلاف تذبذبا بعد‬
‫سنة ‪ ،2009‬لرتتفع احلركة الكلية للبضائع سنة ‪.2012‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)6-5‬تقسيم حركة البضائع حسب النوع ‪( 2012-2001‬ألف طن)‬

‫‪25000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪15000‬‬
‫بضائع منقولة بالحاويات‬
‫بضائع متنوعة غير منقولة بالحاويات‬
‫‪10000‬‬ ‫صب صلب‬
‫صب جاف‬

‫‪5000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p10.‬‬

‫بالنسبة حلركة سفن االيداء خالل ستة سنوات‪ ،‬فإن احلركة تضاعفت بشكل ملحوظ يف ميناء جباية بعد سنة‬
‫‪ ،2008‬وهذه احلركة مقسمة اىل ‪ %85‬للواردات و‪ %15‬للصادرات‪ .‬اجلدول (‪.)12-5‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-5‬حركة سفن االيداء ‪ RO-RO‬مبيناء جباية‬


‫المجموع‬ ‫الصادرات‬ ‫الواردات‬
‫‪118654‬‬ ‫‪7904‬‬ ‫‪110750‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪86179‬‬ ‫‪8950‬‬ ‫‪77229‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪75637‬‬ ‫‪2559‬‬ ‫‪73078‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪32564‬‬ ‫‪3058‬‬ ‫‪29506‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪15100‬‬ ‫‪1229‬‬ ‫‪13871‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪43005‬‬ ‫‪1650‬‬ ‫‪41355‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪53249‬‬ ‫‪5234‬‬ ‫‪48015‬‬ ‫‪2006‬‬


‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p27.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)7-5‬حركة سفن االيداء يف ميناء جباية (‪)2012-2006‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p28‬‬

‫منذ انشاء حمطة احلاويات يف جويليا ‪ ،2005‬ارتفعت نسبة حركة البضائع بنسبة ‪ ،%270‬ومعدل النمو‬
‫السنوي منذ سنة ‪ 2001‬يقدر بـ ‪.%29.74‬‬

‫البضائع املتنوعة املنقولة باحلاويات تشكل ‪ %16‬من حركة البضائع خارج احملروقات‪ ،‬أي ما يعادل ‪1.665‬‬
‫مليون طن بزيادة قدرها ‪ %17‬مقارنة بالسنة السابقة‪ .‬جمموع البضائع املنقولة يقدر بـ ‪ 228.738‬وحدة‬
‫مكافئة لعشرون قدم‪ ،‬مسجال ارتفاع ‪ %20.29‬مقارنة بسنة ‪ .2011‬وحسب املناطق اجلغرافية‪ ،‬اسبانيا‪،‬‬
‫مالطا وفرنسا تسيطر على حركة البضائع يف احلاويات‪ .‬اجلدول (‪.)13-5‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)13-5‬تشغيل حمطات احلاويات يف "حمطة جباية املتوسطية"‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪228738 190149 165158 151247 116423 100050 75212 61661 50023 31311‬‬ ‫‪EVP‬‬
‫‪1665‬‬ ‫‪1419‬‬ ‫‪1242‬‬ ‫‪947‬‬ ‫‪748‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪530‬‬ ‫‪459‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪1000‬طن ‪212‬‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p29.‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫ميناء جباية يشغل املرتبة الثانية يف حركة احلاويات بعد ميناء اجلزائر‪ .‬حصته السوقية تبلغ ‪ ،%16‬تتم هذه‬
‫احلركة عن طريق شركات الشحن الكربي‪ ،%17 :MAERSK ،%30 :CMA ،%47 :MSC :‬آخرون‪:‬‬
‫‪.% 7‬‬

‫ومن خالل اجلدول (‪ )14-5‬نالحظ توزيع حركة البضائع املستوردة يف ميناء جباية حسب الدول املصدرة‬
‫لسنة ‪.2012‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)14-5‬توزيع حركة البضائع املستوردة يف ميناء جباية حسب الدول املصدرة سنة ‪2012‬‬

‫تفريغ‬ ‫شحن‬
‫الحمولة‬ ‫مملوء‬ ‫فارغ‬ ‫الحمولة‬ ‫مملوء‬ ‫فارغ‬
‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪20 40 20‬‬
‫‪25608‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪968‬‬ ‫‪12419‬‬ ‫‪6896‬‬ ‫‪276880‬‬ ‫‪10897‬‬ ‫‪6123‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مالطا‬
‫‪5300‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪1271‬‬ ‫‪763‬‬ ‫‪13187‬‬ ‫‪726‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪2246‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪517‬‬ ‫‪667262‬‬ ‫‪19964‬‬ ‫‪14539‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪276609‬‬ ‫‪917‬‬ ‫‪11192‬‬ ‫‪22817‬‬ ‫‪10600‬‬ ‫‪364058‬‬ ‫‪10116‬‬ ‫‪8066‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪11976‬‬ ‫‪370‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪14299‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪465‬‬ ‫‪1930‬‬ ‫‪1015‬‬ ‫‪4024‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البرتغال‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪844‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تركيا‬
‫‪324071‬‬ ‫‪1013‬‬ ‫‪12849‬‬ ‫‪39816‬‬ ‫‪19959‬‬ ‫‪1341027‬‬ ‫‪42459‬‬ ‫‪29354‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p31.‬‬

‫‪ .2.2.3‬ميناء جن‪-‬جن‪:‬‬

‫خالل سنة ‪ ،2012‬حقق ميناء جن‪-‬جن حركة امجالية تقدر بـ ‪ 3.822.272‬طن‪ ،‬مقارنة بـ‬
‫‪ 3.065.629‬طن سنة ‪ ،2011‬بزيادة تقدر بـ ‪. %24.68‬‬

‫سجلت زيادة يف حركة الشحن حسب أصناف البضائع يف الصادرات والوادرات على حد سواء‪ ،‬بالنسبة‬
‫للمنتجات املعدنية ومعدات البناء واملنتجات املتنوعة‪ ،‬يف حني مت تسجيل اخنفاض بالنسبة للمنتجات األخرى‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫وغالبية حركة البضائع يف ميناء جن‪-‬جن هي حركة الواردات بنسبة ‪ %99‬من احلجم االمجايل‪ ،‬مقابل ‪%1‬‬
‫خاصة بالتصدير‪ .‬واستقبل ميناء جن‪-‬جن سنة ‪ 2012‬ما يقارب ‪ 686‬سفينة مقابل ‪ 586‬سفينة يف سنة‬
‫‪.2011‬‬
‫من حيث جودة اخلدمات‪ ،‬نشاط املؤسسة سجل ارتفاع يف متوسط اإلقامة‪ 2.08 ،‬يوم‪/‬سفينة سنة ‪،2011‬‬
‫اىل ‪ 2.63‬يوم‪/‬سفينة سنة ‪ . 2012‬بالنسبة للسفن اليت تقطعت هبا السبل فقد مت تسجيل ارتفاعا بنسبة‬
‫‪ 1.59 ،%101‬يوم‪/‬سفينة سنة ‪ ،2011‬مقابل ‪ 3.21‬يوم‪/‬للسفينة سنة ‪ ،2012‬ويعود هذا اىل حجم‬
‫سفن شحن احلبوب وسفن ‪ ،RO-RO‬هذا اضافة اىل الظروف املناخية‪.355‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)15-5‬حركة الشحن مبيناء جن‪-‬جن (‪)2012-2001‬‬

‫المجموع‬ ‫شحن‬ ‫تفريغ‬ ‫السنة‬


‫‪1193063‬‬ ‫‪50248‬‬ ‫‪1142815‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1753044‬‬ ‫‪46866‬‬ ‫‪1706178‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1602351‬‬ ‫‪21308‬‬ ‫‪1581043‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1390594‬‬ ‫‪76629‬‬ ‫‪1313965‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1379378‬‬ ‫‪34569‬‬ ‫‪1344809‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1379359‬‬ ‫‪147602‬‬ ‫‪1231757‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1362939‬‬ ‫‪131344‬‬ ‫‪1231595‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2119580‬‬ ‫‪146334‬‬ ‫‪1973246‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2166272‬‬ ‫‪9816‬‬ ‫‪2156456‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2740204‬‬ ‫‪2760‬‬ ‫‪2737444‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪3065629‬‬ ‫‪82900‬‬ ‫‪2982729‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪3822272‬‬ ‫‪2700‬‬ ‫‪3819572‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪Source : Société de gestion des participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise‬‬
‫‪portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P04.‬‬

‫‪355‬‬
‫‪Société de gestion des participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise portuaire de Djen-Djen,‬‬
‫‪Annuaire statistique. P03.‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .1.2.2.3‬التحليل االجمالي لحركة البضائع‪:‬‬

‫حركة شحن البضائع خالل سنة ‪ 2012‬سجلت نتيجة اجيابية بنسبة ‪ %25‬مقارنة بسنة ‪ ،2011‬حيث‬
‫انتقل حجم البضائع من ‪ 3.065.629‬طن اىل ‪ 3.822.272‬طن‪ .‬هذا االرتفاع املهم مت تسجيله يف‬
‫حركة البضائع املعدنية‪ ،‬مواد البناء والبضائع املتنوعة يف سنة ‪ 2012‬مقارنة بسنة ‪ .2011‬واألمر ال ينطبق‬
‫على املنتجات البرتولية‪ ،‬والكيمياوية‪ ،‬الزراعية والغذائية‪ ،‬اليت سجلت اخنفاض يف احلركة االمجالية‪ .‬اجلدول (‪-5‬‬
‫‪.)14‬‬

‫الوحدة‪ :‬طن‬ ‫الشكل رقم (‪ :)8-5‬تطور حركة البضائع مبيناء جن جن (‪)2012-2001‬‬

‫‪4500000‬‬

‫‪4000000‬‬

‫‪3500000‬‬

‫‪3000000‬‬

‫‪2500000‬‬
‫البضائع المفرغة من السفن‬
‫‪2000000‬‬
‫البضائع المشحونة فوق السفينة‬
‫‪1500000‬‬

‫‪1000000‬‬

‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Source : Société de gestion des participations de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise‬‬


‫‪portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P04.‬‬

‫‪ .1‬حركة البضائع الداخلة‪:‬‬


‫خالل سنة ‪ ،2012‬سجلت الواردات ‪ 3.819.572‬طن مقابل ‪ 2.982.729‬طن سنة ‪ ،2011‬أي‬
‫بارتفاع قدر بـ‪ .%28‬هذا االرتفاع يعود اىل زيادة حركة مواد البناء واملنتجات املتداولة واملنتجات املعدنية‬
‫بنسبة ‪ %45 ،%150‬و ‪ %33‬على التوايل‪ .‬اجلدول (‪.)16-5‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)16-5‬حركة البضائع االمجالية سنيت ‪ 2011‬و‪ 2012‬مليناء جن‪-‬جن‬

‫التغيرات‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫المنتوجات‬


‫‪Variations%‬‬ ‫‪Produits‬‬
‫المجموع‬ ‫الخروج‬ ‫الدخول‬
‫‪%7.16-‬‬ ‫‪1.509.989‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1.509.989‬‬ ‫‪1.626.506‬‬ ‫منتجات فالحية‪-‬مواد غذائية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وقود – معادن صلبة‬
‫‪%30.83-‬‬ ‫‪46.049‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪46.049‬‬ ‫‪66.574‬‬ ‫منتوجات نفطية‬
‫‪%32.78‬‬ ‫‪424.607‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪424.607‬‬ ‫‪319.786‬‬ ‫معادن – مواد حديدية‬
‫‪%110.34‬‬ ‫‪1.072.673‬‬ ‫‪2700‬‬ ‫‪1.069.973‬‬ ‫‪509.964‬‬ ‫معادن – مواد البناء‬
‫‪%16.03-‬‬ ‫‪28.921‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪28.921‬‬ ‫‪34.441‬‬ ‫أسمدة – مواد كيميائية‬
‫‪%45.57‬‬ ‫‪740.033‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪740.033‬‬ ‫‪508.358‬‬ ‫بضائع مختلفة‬
‫‪%24.68‬‬ ‫‪3.822.272‬‬ ‫‪2700‬‬ ‫‪3.819.572‬‬ ‫‪3.065.629‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Société de gestion des participations de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise‬‬
‫‪portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P09.‬‬

‫‪ .2‬حركة البضائع اخلارجة‪:‬‬


‫سجلت الصادرات يف ميناء جن‪-‬جن ما يقارب ‪ 2.700‬طن مقابل ‪ 82.900‬طن سنة ‪ ،2011‬وتبقى‬
‫ضئيلة جدا من حيث احلجم‪ .‬وهذه احلركة مشلت فقط امللح بأحجام كبرية‪.356‬‬
‫‪ .3‬حركة البضائع حسب املناطق اجلغرافية‪:‬‬
‫سنة ‪ ، 2012‬حركة البضائع للتصدير واالسترياد حسب املناطق اجلغرافية ال تزال مسيطر عنها من طرف‬
‫االحتاد األورويب بنسبة ‪ %64‬من احلركة االمجالية‪ ،‬مما يعادل ‪ 2.440.052‬طن‪ ،‬مقابل ‪2.105.743‬‬
‫طن خالل سنة ‪ ،2011‬بارتفاع يقدر بـ‪ .%16‬تعترب اسبانيا املمون األول للجزائر على مستوى ميناء جن‪-‬‬
‫جن (‪ 773.518‬طن‪ ،‬حبصة ‪ %20‬من احلركة االمجالية)‪ ،‬تليها فرنسا (‪ 594.546‬طن)‪ .‬ومن خالل‬
‫اجلدول املوايل نالحظ أن أداء الدول األسيوية ارتفع بنسبة ‪ ،%13‬وهذا يعود اىل حركة الواردات من‬
‫السيارات‪ .‬اجلدول (‪.)17-5‬‬

‫‪356‬‬
‫‪Société de gestion de participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Ibid, P06.‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)17-5‬تطور توزيع حركة البضائع املستوردة حسب املناطق اجلغرافية (‪)2012-2011‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون طن‬ ‫مليناء جن‪-‬جن‬

‫النسبة‬ ‫التغيرات‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫المنطقة الجغرافية‬


‫‪%64‬‬ ‫‪%15.88‬‬ ‫‪2.440.052‬‬ ‫‪2.105.743‬‬ ‫دول االتحاد األوروبي‬
‫‪%13‬‬ ‫‪%7.26‬‬ ‫‪480.531‬‬ ‫‪447.994‬‬ ‫أسيا‬
‫‪%9‬‬ ‫‪%1063.43‬‬ ‫‪355.800‬‬ ‫‪30.582‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%71.30‬‬ ‫‪260.440‬‬ ‫‪152.036‬‬ ‫دول أوروبية خارج االتحاد األوروبي‬
‫‪%5‬‬ ‫‪9.44‬‬ ‫‪176.922‬‬ ‫‪161.654‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%10.56‬‬ ‫‪58.827‬‬ ‫‪53.206‬‬ ‫الدول العربية‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%55.27-‬‬ ‫‪49.700‬‬ ‫‪111.116‬‬ ‫أمريكا الوسطى‬
‫‪-‬‬ ‫‪%100-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3.298‬‬ ‫افريقيا‬
‫‪Source : Société de gestion de participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise‬‬
‫‪portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P07.‬‬

‫ومن خالل اجلدول (‪ )18-5‬نالحظ توزيع حركة الشحن والتفريغ من ميناء جني‪-‬جن حسب املناطق‬
‫اجلغرافية لستين ‪ 2011‬و‪ ،2012‬حيث سيطر االحتاد األورويب على نسبة ‪ %100‬من حركة الشحن خالل‬
‫هذه الفرتة‪ ،‬بينما خبصوص نشاط التفريغ فإرتفعت النسبة اىل ما يفوق ‪ %1000‬مع أمركيا الشمالية بينما‬
‫انعدم نشاط التفريغ سنة ‪ 2012‬مع الدول االفريقية (غري االحتاد املغاريب)‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)18-5‬حركة الشحن والتفريغ يف ميناء جن‪-‬جن حسب املناطق اجلغرافية (‪-2011‬‬
‫‪)2012‬‬

‫شحن‬ ‫تفريغ‬ ‫المناطق الجغرافية‬


‫التغيرات‪%‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫التغيرات‪%‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مالحة وطنية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%10.56‬‬ ‫‪58.827‬‬ ‫‪53.206‬‬ ‫البلدان العربية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8.72-‬‬ ‫‪28.925‬‬ ‫‪31.689‬‬ ‫االتحاد المغاربي‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%38.97‬‬ ‫‪29.902‬‬ ‫البلدان العربية غير ‪21.517‬‬
‫االتحاد المغاربي‬
‫‪220‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%100-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3.298‬‬ ‫افريقيا‬


‫‪%96.74‬‬ ‫‪2.700 82.900‬‬ ‫االتحاد ‪%20.49 2.437.352 2.022.843‬‬ ‫بلدان‬
‫األوروبي‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%71.30‬‬ ‫‪260.440‬‬ ‫بلدان أوروبا خارج ‪152.063‬‬
‫االتحاد األوروبي‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 %1063.43‬‬ ‫‪355.800‬‬ ‫‪30.582‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%55.27-‬‬ ‫‪49.700‬‬ ‫‪111.116‬‬ ‫أمريكا الوسطى‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9.44‬‬ ‫‪176.922‬‬ ‫‪161.654‬‬ ‫أمريكا الجنوبية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%7.26‬‬ ‫‪480.531‬‬ ‫‪447.994‬‬ ‫أسيا‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بلدان المحيط‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%96.74‬‬ ‫‪2.700 82.900‬‬ ‫‪%28.06 3.819.572 2.982.729‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Société de gestion des participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS, Entreprise‬‬
‫‪portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P07.‬‬

‫‪ .3.2.3‬ميناء مستغانم‬

‫خبصوص ميناء مستغامن فإن حركة البضائع للتصدير واالسترياد حسب املناطق اجلغرافية ال تزال مسيطر عنها‬
‫من طرف االحتاد األورويب لسنيت ‪ 2012‬و‪ 2013‬اذ تقدر احلركة االمجالية للبضائع املفرغة بـ‪1.072.294‬‬
‫طن‪ ،‬مقابل ‪ 839.346‬طن خالل سنة ‪ ،2012‬بارتفاع يقدر بـ‪ .%27.75‬تعترب اسبانيا املمون األول‬
‫للجزائر على مستوى ميناء مستغامن أيضا (‪ 275.773‬طن)‪ ،‬تليها الربتغال (‪ 216.606‬طن)‪.‬‬

‫وقد بلغ عدد السفن التجارية اليت رست خالل سنة ‪ 2013‬م يف ميناء مستغامن ‪ 563‬سفينة يف مقابل رسو‬
‫‪ 533‬سفينة خالل السنة الفارطة بزيادة ‪ 30‬سفينة‪( .‬اجلدول ‪)19-5‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)19-5‬عدد السفن الداخلة مليناء مستغامن‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة‬
‫‪563‬‬ ‫‪533‬‬ ‫‪511‬‬ ‫‪548‬‬ ‫‪419‬‬ ‫عدد السفن حبسب الدخول‬
‫المصدر‪ :‬ميناء مستغامن‬

‫‪221‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫خالل ‪ 2013‬بلغ حجم املبادالت التجارية مليناء مستغامن ‪ 1 292 342‬طنا مسجال إرتفاعا قدره ‪% 23‬‬
‫مقارنة بالسنة الفارطة‪( .‬اجلدول ‪.)20-5‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)20-5‬جتارة البضائع يف ميناء مستغامن‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة‬

‫‪342 292 1‬‬ ‫‪1 050 936‬‬ ‫‪1 188 987‬‬ ‫‪1077 481‬‬ ‫‪1 172 439‬‬ ‫حجم البضائع ‪(.......‬طن)‬

‫المصدر‪ :‬ميناء مستغامن‬


‫‪ .4.2.3‬ميناء عنابة‪:‬‬

‫احلركة االمجالية احملققة يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ 2012‬يف ميناء عنابة‪ ،‬قدرت بـ ‪ 5.568‬مليون طن مقابل ‪5.679‬‬
‫مليون طن سنة ‪ ،2012‬حيث اخنفضت بنسبة ‪ 111.000-( %1.94‬طن)‪ .‬مع العلم أن حركة‬
‫البضائع املسرية من طرف مؤسسة ميناء عنابة ارتفعت بنسبة ‪ 178.597 +( %6.73‬طن) مقارنة مبا‬
‫حققته السنة الفارطة‪ ،‬وبنسبة ‪ 291.000+( %11.46‬طن) مقارنة باهلدف احملدد لنفس الفرتة‪ .‬احلركة‬
‫املسرية من طرف الشركاء سجلت اخنفاضا يف احلركة االمجالية بنسبة ‪ 289.022( %9.55‬طن)‪.357‬‬

‫خبصوص املنتجات البرتولية‪ ،‬مت تسجيل معدل منو يقدر بـ ‪ %18.49‬مقارنة بالسنة السابقة‪ .‬أما حجم‬
‫الواردات ارتفع خالل سنة ‪ 2013‬بنسبة ‪ %2.25+‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬مما يعادل ‪ 4.226.826‬طن‬
‫مقابل ‪ 4.133.772‬طن يف سنة ‪ .2012‬شكلت احلبوب‪ ،‬البرتول املكرر والبضائع العامة‪ %76 ،‬من‬
‫امجايل البضائع املفرغة‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬شكلت السلع الصناعية نسبة كبرية من الصادرات (حوايل ‪ 1.341.940‬طن سنة‬
‫‪ ،2013‬مقابل ‪ 1.545.419‬طن يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ )2012‬مسجلة اخنفاضا بنسبة ‪ .%13.16‬وهلذا‬
‫عالقة باخنفاض صادرات الفوسفات والسلع املعدنية ملؤسسة ‪.ARCELOR MITTAL‬‬

‫‪357‬‬
‫‪Entreprise Portuaire de Annaba, Annuaire statistique, Annual report, 2013.‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪.1.4.2.3‬حركة الحاويات‪:‬‬

‫حقق ميناء عنابة خالل سنة ‪ 2013‬حركة حاويات تقدر بـ ‪( 143.557‬وحدة مكافئة لعشرون قدم) بنسبة‬
‫ارتفاع تقدر بـ ‪ %10‬مقارنة بسنة ‪ .2012‬وأما احلمولة الصافية املشحونة املنقولة باحلاويات‪ ،‬سجلت ارتفاعا‬
‫يقدر بـ ‪ 37.866+( %5.43‬طن)‪.‬‬
‫وحيتل ميناء عنابة حاليا املرتبة الرابعة خبصوص حركة احلاويات مقارنة بنشاط سنة ‪ ،2012‬بعد ميناء اجلزائر‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬جباية‪.‬‬
‫‪ .5.2.3‬حركة البضائع في ميناء سكيكدة‪:‬‬
‫سجل ميناء سكيكدة حركة بضائع عامة تقدر بـ‪ 3.4‬مليون طن‪ ،‬مسجلة ارتفاعا بنسبة بـ ‪ %11‬مقارنة‬
‫بنسبة ‪ .2012‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ميناء سكيكدة يؤكد مكانته كميناء خمتلط‪.‬‬
‫وخبصوص حركة احلاويات فألول مرة تفوق احلركة ‪ 132.000‬وحدة مكافئة لعشرون قدم‪ ،‬مسجلة ارتفاع‬
‫يقدر بـ ‪ %20‬مقارنة بسنة ‪.2012‬‬
‫امليناء "اجلديد" بسكيكدة يعترب ثاين ميناء حمروقات باجلزائر‪ .‬يتكون من رابط مهم مكمل للمنصة الصناعية‬
‫للمحروقات بسكيكدة‪ .‬تقدر احلركة بامليناء "اجلديد" حوايل ‪ 23‬مليون طن‪ ،‬يقوم بتسليم منتجات البرتول‬
‫املكرر‪ ،‬البرتول اخلام ومشتقاته‪ ،‬من مصفاة سكيكدة اىل األسواق الوطنية والدولية‪.358‬‬
‫(طن)‬ ‫الجدول رقم (‪ :)21-5‬حركة احملروقات يف ميناء سكيكدة‬

‫نسبة التطور‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬


‫‪5‬‬ ‫‪21.591.878‬‬ ‫‪20.515.579‬‬ ‫‪23.282.044‬‬ ‫احلجم‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p08.‬‬

‫باعتبار ميناء سكيكدة ميناء برتويل بالدرجة األوىل‪ ،‬تنقسم أنشطته بني تصدير الغاز والبرتول اخلام‪ ،‬وتصدير‬
‫واسترياد البرتول املكرر‪ .‬حيث تشكل ‪ %83‬من أنشطته تتمثل يف نقل البرتول املكرر‪ ،‬اىل جانب ‪%9‬‬
‫خاصة نقل البرتول اخلام و‪ %8‬للغاز‪ .‬الشكل (‪.)9-5‬‬

‫‪358‬‬
‫‪Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p05.‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)9-5‬تقسيم أنشطة ميناء سكيكدة سنة ‪2013‬‬

‫البترول المكرر‬ ‫البترول الخام‬ ‫الغاز‬

‫‪8%‬‬
‫‪9%‬‬

‫‪83%‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p08.‬‬

‫حركة احملروقات على مستوى ميناء سكيكدة متذبذبة منذ سنة ‪ 2003‬اىل وقتنا احلايل‪ ،‬حيث سجلت‬
‫اخنفاضا حمسوسا سنة ‪ 2005‬اذ وصلت احلركة اىل ‪ 17.857.984‬طن‪ ،‬وهذا التذبذب يف احلركة راجع اىل‬
‫التذبذب يف االنتاج اضافة اىل توزع حركة احملروقات على املوانئ البرتولية األخرى‪ .‬الشكل (‪.)10-5‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10-5‬حركة المحروقات ‪( 2013-2003‬طن)‬


‫‪30000000‬‬

‫‪28107172‬‬
‫‪25000000‬‬
‫‪24176918‬‬
‫‪22095672‬‬ ‫‪20515579‬‬
‫‪20000000‬‬
‫‪20639804‬‬ ‫‪20460929‬‬ ‫‪20667775‬‬
‫‪23282044‬‬ ‫‪21591878‬‬
‫‪19629538‬‬
‫‪15000000‬‬
‫‪17857984‬‬

‫‪10000000‬‬

‫‪5000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪2004 2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007 2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010 2011‬‬ ‫‪2012 2013‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p08.‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫ومن خالل اجلدول (‪ ،)22-5‬نالحظ زيادة حركة السلع العامة سنة ‪ 2013‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬ليصل‬
‫حجم البضائع ‪ 3.731.018‬طن بنسبة تطور ‪ .%11‬ومن خالل الشكل (‪ )11-5‬نالحظ البضائع‬
‫العامة املتداولة يف ميناء سكيكدة‪ ،‬اذ تشغل املنتجات املعدنية احليز األكرب بنسبة ‪ ،%34‬وتشغل املنتجات‬
‫الزراعية نسبة ‪ ،%32‬يف حني أن املنتجات الكيماوية ال تتعدى نسبتها ‪.%1‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-5‬حركة السلع العامة يف ميناء سكيكدة ‪2013-2011‬‬

‫نسبة التغير‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬


‫‪%11‬‬ ‫‪3.731.018‬‬ ‫‪3.348.648‬‬ ‫‪2.831.455‬‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p09.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11-5‬البضائع العامة المتداولة في ميناء سكيكدة ‪2013‬‬

‫‪7%1%‬‬ ‫المنتجات المعدنية‬

‫‪34%‬‬ ‫منتجات زراعية‬


‫‪26%‬‬ ‫سلع تجهيزات‬
‫معدات البناء‬
‫المنتوجات الكيماوية‬
‫مواد غذائية‬
‫‪32%‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p09.‬‬

‫وفيما يلي تطور حركة البضائع العامة يف ميناء سكيكدة من سنة ‪ 2003‬اىل سنة ‪ ،2013‬حيث سجل‬
‫امليناء تطورا ملحوظا على مر ‪ 10‬سنوات السابقة‪ .‬الشكل (‪.)12-5‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)12-5‬تطور حركة البضائع العامة في ميناء سكيكدة ‪-2003‬‬


‫‪2013‬‬
‫‪4000000‬‬

‫‪3500000‬‬ ‫‪3731018‬‬

‫‪3000000‬‬ ‫‪3348648‬‬

‫‪2500000‬‬ ‫‪2831455‬‬
‫‪2611222‬‬
‫‪2000000‬‬ ‫‪2535210‬‬ ‫‪2489296‬‬
‫‪2203617‬‬
‫‪1500000‬‬ ‫‪2062019‬‬
‫‪1967512‬‬
‫‪1000000‬‬ ‫‪1836456‬‬
‫‪1683671‬‬
‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p09.‬‬

‫بلغ عدد السفن العابرة مبيناء سكيكدة سنة ‪ 3496 ،2013‬سفينة (الداخلة واخلارجة)‪ ،‬مسجلة ارتفاع‬
‫يقدر بـ ‪ %3‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬وهذا بفضل ارتفاع عدد سفن الشحن‪ ،‬وحامالت احلاويات واحلبوب‪.‬‬
‫احلمولة االمجالية حتسنت بنسبة ‪ %80‬بفضل السفن البرتولية‪ .‬ومتوسط السفينة‪ ،‬سنة ‪14.411 ،2013‬‬
‫طن مقابل ‪ 13.698‬طن سنة ‪ ،2012‬بزيادة قدرها ‪ .%3595‬اجلدول (‪.)23-5‬‬
‫جدول رقم (‪ :)23-5‬حركة السفن يف ميناء سكيكدة ‪2013-2003‬‬

‫عدد السفن اخلارجة‬ ‫عدد السفن الداخلة‬ ‫نوع السفينة‬


‫التغري‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫التغري‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪479‬‬ ‫‪455‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪478‬‬ ‫‪456‬‬ ‫سفن الشحن‬
‫‪08‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ناقالت القمح‬
‫‪04‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪197‬‬ ‫حامالت احلاويات‬
‫‪03‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪66‬‬ ‫سفن االيداء‬
‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ناقالت املسافرين‬
‫‪11-‬‬ ‫‪794‬‬ ‫‪816‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪794‬‬ ‫‪813‬‬ ‫ناقالت البرتول‬
‫‪03-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪44-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ناقالت البوتان‬

‫‪359‬‬
‫‪Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p10.‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪67‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ناقالت امليثان‬


‫‪83‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪29‬‬ ‫أخرى‬
‫‪03‬‬ ‫‪1749‬‬ ‫‪1706‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪1747‬‬ ‫‪1704‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p10.‬‬

‫ومن خالل الشكل (‪ )11-5‬نالحظ تذبذب حركة احلاويات من سنة ‪ 2003‬اىل ‪ ،2013‬مسجلة ارتفاعا‬
‫يف سنة ‪ 2013‬مقارنة بالسنوات السابقة‪ ،‬اذ بلغت حركة احلاويات ‪ 132290‬وحدة مكافئة لعشرون قدم‬
‫وهباذا نسجل تطورا يقدر بـ ‪ %86‬مقارنة بسنة ‪( .2003‬الشكل ‪.)13-5‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)13-5‬حركة الحاويات في ميناء سكيكدة (‪)2013-2003‬‬


‫و‪.‬م‪.‬ع‪.‬ق‬
‫‪140000‬‬

‫‪120000‬‬ ‫‪132290‬‬
‫‪119828‬‬ ‫‪115293 110655‬‬
‫‪100000‬‬ ‫‪112926‬‬ ‫‪110050‬‬
‫‪112913‬‬ ‫‪108717‬‬ ‫‪108455‬‬
‫‪80000‬‬ ‫‪100305‬‬

‫‪60000‬‬ ‫‪70983‬‬

‫‪40000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪Source : Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p10.‬‬

‫‪ .6.2.3‬ميناء الجزائر‬
‫عرف ميناء اجلزائر (العاصمة) اخنفاضا يف حركة املالحة البحرية مقارنة بالسنوات السابقة‪ ،‬أين كانت احلركة‬
‫تصل اىل ‪ 2.686‬سفينة سنة ‪ ،2002‬لتصل اىل ‪ 1.967‬سفينة سنة ‪ ،2012‬ويعود هذا اىل قلة الضغط‬
‫على ميناء اجلزائر وتوزع احلركة على باقي املوانئ اجلزائرية‪( .‬الشكل ‪.)14-5‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)14-5‬األثر الرجعي لحركة المالحة البحرية (‪)2012-2002‬‬


‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪Source : Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012. Entreprise‬‬


‫‪Portuaire d’Alger, p03.‬‬

‫من خالل اجلدول والشكل املوالني نالحظ تطور حركة البضائع يف ميناء العاصمة‪ ،‬الذي عرفت تطورا ملحوظا‬
‫لتسيري ميناء اجلزائر‪ ،‬وبالرغم‬ ‫‪DPW‬‬ ‫منذ سنة ‪ ، 2002‬وحىت بعد اعطاء االمتياز جملموعة موانئ ديب العاملية‬
‫من عدم تسجيل زيادات مرتفعة منذ ‪ 2009‬اال انه ميكن القول أهنا حافظت تقريبا على احلركة السابقة حىت‬
‫اآلن‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)24-5‬احصائيات احلركة املالحية للبضائع يف ميناء اجلزائر ‪(2012-2003‬طن)‬


‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬
‫‪9363653‬‬ ‫‪8913299‬‬ ‫‪8357235‬‬ ‫‪9941634‬‬ ‫‪12331566‬‬ ‫‪11241700‬‬ ‫‪10107238‬‬ ‫‪10037505‬‬ ‫‪10108757‬‬ ‫‪9290063‬‬ ‫‪EPAL‬‬
‫‪3260645‬‬ ‫‪3362679‬‬ ‫‪2712267‬‬ ‫‪2304363‬‬ ‫‪DPW‬‬
‫‪12624297‬‬ ‫‪12275978‬‬ ‫‪11069502‬‬ ‫‪12245997‬‬ ‫‪12331566‬‬ ‫‪11241700‬‬ ‫‪10107238‬‬ ‫‪10037505‬‬ ‫‪10108757‬‬ ‫‪9290063‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012. Entreprise‬‬
‫‪Portuaire d’Alger, p03.‬‬

‫‪228‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الشكل رقم (‪ :)15-5‬تطور حركة البضائع يف ميناء اجلزائر ‪2012-2002‬‬

‫‪14000000‬‬

‫‪12000000‬‬

‫‪10000000‬‬

‫‪8000000‬‬ ‫‪EPAL‬‬
‫‪DPW‬‬
‫‪6000000‬‬
‫‪Total‬‬

‫‪4000000‬‬

‫‪2000000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012‬‬

‫‪Source : Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012. Entreprise‬‬


‫‪Portuaire d’Alger, p03.‬‬

‫وكانت شركة موانئ ديب العاملية قد باشرت رمسيا سنة ‪ 2009‬عملية إدارة حمطة احلاويات يف‬
‫ميناء اجلزائر العاصمة الذي متر عربه ‪ 70‬باملائة من عمليات التجارة اخلارجية اجلزائرية‪ .‬حيث سجلت حركة‬
‫احلاويات ارتفاعا واضحا‪ ،‬اذا سامهت ‪ DPW‬يف تفعيل حركة احلاويات دون أن ننسى مسامهة ميناء اجلزائر يف‬
‫رفع احلركة‪ ،‬اذ وصلت احلركة سنة ‪ 2012‬اىل ‪ 702.936‬و‪.‬م‪.‬ع‪.‬ق‪( .‬اجلدول (‪ )25-5‬والشكل (‪-5‬‬
‫‪.)16‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)25-5‬تطور حركة احلاويات يف ميناء اجلزائر (وحدة معادلة لعشرون قدم)‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬
‫‪312639‬‬ ‫‪309733‬‬ ‫‪289012‬‬ ‫‪363675‬‬ ‫‪606181‬‬ ‫‪530526‬‬ ‫‪440951‬‬ ‫‪423282‬‬ ‫‪419623‬‬ ‫‪354061‬‬ ‫‪EPAL‬‬
‫‪390297‬‬ ‫‪380889‬‬ ‫‪535783‬‬ ‫‪277568‬‬ ‫‪DPW‬‬
‫‪702936‬‬ ‫‪690622‬‬ ‫‪642795‬‬ ‫‪641243‬‬ ‫‪606181‬‬ ‫‪530526‬‬ ‫‪440951‬‬ ‫‪423282‬‬ ‫‪419623‬‬ ‫‪354061‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source : Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012. Entreprise‬‬
‫‪Portuaire d’Alger, p04.‬‬

‫‪229‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الوحدة‪( :‬وحدة معادلة‬ ‫الشكل رقم (‪ :)16-5‬تطور حركة احلاويات يف ميناء اجلزائر (‪)2012-2002‬‬
‫لعشرون قدم)‬

‫‪800000‬‬
‫‪700000‬‬
‫‪600000‬‬
‫‪500000‬‬
‫‪EPAL‬‬
‫‪400000‬‬
‫‪DPW‬‬
‫‪300000‬‬
‫المجموع‬
‫‪200000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012‬‬

‫‪Source : Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012. Entreprise‬‬


‫‪Portuaire d’Alger, p04.‬‬

‫‪ .7.2.3‬ميناء أرزيو وبطيوة‪:‬‬


‫يف عام ‪ ،1964‬أسند للشركة الوطنية اجلزائرية للمالحة ‪ La CNAN‬احتكار قطاع النقل البحري وتأدية مهمة‬
‫نقل البضائع املختلفة واحملروقات‪ .‬ويف أواسط الثمانينات‪ ،‬قسمت ‪ La CNAN‬إىل ثالث فروع كما سبق ذكره‬
‫يف املبحث السابق‪ ،‬ودخلت حينها الشركة الوطنية للنقل الربي للمحروقات واملواد الكيمياوية لتفرض نفسها‬
‫يف جمال نقل احملروقات‪ .‬وأصبح نشاط امليناء التجاري ألرزيو مرتبطا هبذا الفرع اجلديد‪ ،‬ويعترب ميناء أرزيو أول‬
‫ميناء جزائري متخصص يف احملروقات‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪: )26-5‬حركة ميناء أرزيو‬

‫‪2013‬‬ ‫السداسي الرابع ‪2012‬‬


‫‪42.066.228‬‬ ‫‪10.241.765‬‬ ‫احلمولة االمجالية للمحروقات‬
‫‪3.511.826‬‬ ‫‪788.647‬‬ ‫منتجات مكررة‬
‫‪533.786‬‬ ‫‪158.905‬‬ ‫منتجات أخرى‬
‫‪676.673‬‬ ‫‪90.036‬‬ ‫منتجات متنوعة‬
‫‪42.742.901‬‬ ‫‪10.331.801‬‬ ‫اجملموع‬
‫المصدر‪ :‬ميناء ارزيو‬
‫‪230‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫ومن خالل اجلدول (‪ )26-5‬عرف ميناء أرزيو حركة مضاعفة للمحروقات والبضائع املتنوعة‪ ،‬اذ مت حتقيق ما‬
‫يفوق ‪ %98.27‬مقارنة بالنتائج املتوقعة سنة ‪ 2013‬يف ما خيص حركة احملروقات‪ ،‬وحقق ‪ %96.67‬فيما‬
‫خيص البضائع املتنوعة‪ ،‬و‪ %85.01‬بالنسبة إلمجايل البضائع املتوقعة لسنة ‪.3602013‬‬

‫ومن خالل اجلدول التايل‪ ،‬نستعرض حركة البضائع املتنوعة مقارنة بسنة ‪ ،2012‬اذ وصل امجايل حركة‬
‫البضائع اىل ‪ 676673‬طن سنة ‪ 2013‬مقابل ‪ 90036‬طن لسنة ‪.2012‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)27-5‬حركة البضائع املتنوعة يف ميناء أرزيو‬

‫تحقيقات سنة ‪2013‬‬ ‫تحقيقات سنة ‪2012‬‬ ‫البضائع‬


‫‪3872‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اخلشب‬
‫‪41019‬‬ ‫‪-‬‬ ‫احلديد الدائري‬
‫‪-‬‬ ‫‪1630‬‬ ‫اهلياكل‬
‫‪48197‬‬ ‫‪4157‬‬ ‫احلزم‬
‫‪22091‬‬ ‫‪-‬‬ ‫احلديد املسطح‬
‫‪17127‬‬ ‫‪2798‬‬ ‫لفائف احلديد‬
‫‪7495‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لفائف األسالك‬
‫‪12043‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سلع احلديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪2854‬‬ ‫لفائف احلديد‬
‫‪4192‬‬ ‫‪3768‬‬ ‫معدات متنوعة‬
‫‪-‬‬ ‫‪465‬‬ ‫حاويات‬
‫‪779‬‬ ‫‪627‬‬ ‫املركبات ذات العجالت‬
‫‪-‬‬ ‫‪3475‬‬ ‫املنغنيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪420‬‬ ‫الرخام‬
‫‪17127‬‬ ‫‪133511‬‬ ‫امسنت رمادي بكميات كبرية‬
‫‪133511‬‬ ‫‪-‬‬ ‫امسنت رمادي يف احلقائب الكبرية‬
‫‪91517‬‬ ‫‪-‬‬ ‫امسنت رمادي يف األكياس‬
‫‪12406‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫امسنت أبيض‬
‫‪4227‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أنابيب امسنتية‬

‫‪360‬‬
‫احصائيات ميناء أرزيو ‪.2013‬‬

‫‪231‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪64358‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كاولني‬


‫‪29790‬‬ ‫‪3734‬‬ ‫ألواح اجلبس‬
‫‪75065‬‬ ‫‪14574‬‬ ‫اليوريا‬
‫‪29387‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أمسدة نيرتوجينية‬
‫‪11916‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الفوسفات‬
‫‪1061‬‬ ‫‪-‬‬ ‫احلاويات‬
‫‪676673‬‬ ‫‪90036‬‬ ‫اجملموع‬
‫المصدر‪ :‬ميناء ارزيو‬

‫وقد عرف ميناء أرزيو تغريات واضحة يف حركة الشحن والتفريغ بني سنيت ‪ ،2013-2012‬اذ وصل التغيري‬
‫اىل ‪ %189.28‬خبصوص احلركة خارج احملروقات‪ ،‬يف حني أن حركة احملروقات عرفت تغري يقدر بـ‬
‫‪ .%33.36‬اجلدول (‪.)28-5‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)28-5‬حركة البضائع يف ميناء أرزيو سنة ‪2013-2012‬‬

‫المجموع‬ ‫التفريغ (طن)‬ ‫الشحن (طن)‬


‫التغري‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫التغري‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫التغري‪%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪189.28‬‬ ‫‪56734‬‬ ‫‪19612 68.93‬‬ ‫‪6453‬‬ ‫‪3820‬‬ ‫‪218.40‬‬ ‫‪50281‬‬ ‫‪15792‬‬ ‫الحركة خارج‬
‫‪%‬‬ ‫المحروقات‬
‫‪33.36‬‬ ‫‪850593‬‬ ‫‪637813 46.73‬‬ ‫‪75425‬‬ ‫‪514031‬‬ ‫‪22.17‬‬ ‫‪96338‬‬ ‫‪123782‬‬ ‫حركة‬
‫‪%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المحروقات‬
‫‪38.01‬‬ ‫‪907327‬‬ ‫‪657425 46.90‬‬ ‫‪76070‬‬ ‫‪517851‬‬ ‫‪5.05‬‬ ‫‪146619‬‬ ‫‪139574‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%‬‬ ‫‪8‬‬

‫المصدر‪ :‬ميناء ارزيو‬

‫‪232‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫المبحث الرابع‪ :‬استثمارات قطاع النقل خالل الفترة (‪)2012-2002‬‬

‫ميثل النقل الطرقي للبضائع ‪ %90‬من احلركة الداخلية للبضائع يف اجلزائر‪ ،‬تبقى نسبة ‪ %10‬يتوالها النقل‬
‫عرب السكك احلديدية‪ .‬وقطاع النقل الربي يتم حتريره جزئيا‪ ،‬و‪ 185000‬وكيل قد مت تسجيله‪ .‬ومع تقسيم‬
‫السوق بني املتعاملني العموميني واخلواص‪ ،‬القطاع اخلاص حيجب حاليا ‪ %80‬من السوق‪ ،‬و‪ %20‬الباقية‬
‫تعود اىل القطاع العام (املؤسسة الوطنية للنقل الربي ‪.361)SNTR‬‬

‫‪ .1.4‬أبعاد قطاع اللوجستيك في الجزائر‬

‫تعترب املؤسسة الوطنية للنقل الربي املتعامل العمومي‪ ،‬الذي كان حيتكر استغالل النقل الطرقي قبل حترير‬
‫السوق‪ ،‬ويتميز باخلصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جمموعة ‪ SNTR‬توظف ما يفوق ‪ 2700‬عامال يف خمتلف فروعها املوزعة على االقليم الوطين؛‬
‫‪ -‬متتلك أكثر من ‪ 1800‬مركبة نقل بني مستأجرة وتابعة هلا؛‬
‫‪ -‬يقدر حجم أعماهلا بـ ‪ 5045918‬دج هناية ‪2007‬؛‬
‫‪ -‬للشركة ‪ 55‬موقع ملختلف أنشطتها؛‬
‫‪ -‬هلا أكثر من ‪ 250‬زبون‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬املؤسسة الوطنية للنقل الربي تتكون من ثالث شركات فرعية (شركات أسهم)‪ :‬وكالة تسيري‬
‫الشحن يف اجلزائر ‪ ،(AGEFAL)362‬النقل الطرقي للبضائع واللوجستيك ‪ ،(LOGITRANS)363‬شركة‬
‫الصيانة واملساعدة التقنية ‪.(MAINTENANCE PLUS)364‬‬

‫وباحلديث عن القطاع اخلاص‪ ،‬فهو جمزء اىل مؤسسات صغرية‪ ،‬وإن كانت تتواجد مؤسسات على شكل‬
‫مستخدم حكومي أو هيئات نقابية‪ ،‬ومت التقدير بشكل متوسط‪ ،‬أن كل متعامل حيوز على ‪ 1003‬شاحنة‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫‪CETMO et l’office coopération EuropeAid. P20.‬‬
‫‪362‬‬
‫‪AGEFAL : agence de gestion du fret d’Algérie.‬‬
‫‪363‬‬
‫‪LOGITRANS : transport routier de marchandises et de logistique.‬‬
‫‪364‬‬
‫‪MAINTENANCE PLUS : Société de maintenance et d’assistance technique.‬‬

‫‪233‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫خلق املؤسسات الصغرية يعود عموما اىل مشاكل متعددة منها تطوير أنشطة غري رمسية وغري جبائية‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤدي اىل تأخري وضع املعايري اخلاصة باحلظائر وجودة اخلدمات‪.‬‬

‫البىن التحتية اخلاصة بالنقل الربي‪ ،‬مثل احملطات الربية‪ ،‬حمطات احلافالت واملنصات اللوجستية‪ ،‬غري متطورة‬
‫بشكل كاف‪ ،‬مما يستدعي التصرف لتطوير حمطات التوقف وتوزيعها وضمان حسن تسيريها‪ ،‬خصوصا فيما‬
‫يتعلق حمطات شحن وتفريغ البضائع‪.365‬‬

‫‪ .2.4‬وضع النقل الجوي في الجزائر‬

‫طورت اجلزائر قطاع النقل اجلوي بطريقة جتعل منه وسيلة حقيقية لإلندماج على الصعيدين اإلقليمي والدويل‪.‬‬
‫إذ أنه سيتم إنفاق ميزانية تقدر بـ ‪ 60‬مليار دينار (‪ 600‬مليون أورو) لتجديد أسطول اخلطوط اجلوية اجلزائرية‬
‫خالل الفرتة ‪ .2017-2013‬كما ستقتين شبكة اخلطوط اجلوية الوطنية ثالث طائرات جديدة بسعة ‪150‬‬
‫مقعدا وستقوم بتجديد ‪ 3‬طائرات من نوع بوينغ ‪ 767‬واملتواجدة حاليا يف اخلدمة‪ .‬كما ستتم عملية شراء‬
‫طائريت شحن لنقل البضائع‪.‬‬

‫خالل املوسم الصيفي (‪ )2012‬سجلت اخلطوط اجلوية اجلزائرية معدل منو إمجايل حلركة املرور قدر ب ‪٪15‬‬
‫ويف عام ‪ 2011‬بلغت إيراداهتا ‪ 56‬مليار دينار‪.‬‬

‫ومتتلك اجلزائر ‪ 35‬مطارا منها ‪ 13‬دولية‪ ،‬ومطار اجلزائر هو األكثر أمهية حيث يستقطب ‪ 6‬ماليني مسافر‬
‫سنويا‪ .‬اخلطوط اجلوية اجلزائرية هي شركة الطريان الوطنية اليت هتيمن على سوق النقل اجلوي‪ ،‬الذي سجل‬
‫منذ افتتاحه للمنافسة ‪ 8‬شركات خاصة أخرى‪.‬‬

‫تتكفل اخلطوط اجلوية اجلزائرية بعدة رحالت حنو أوروبا‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬كندا‪ ،‬الصني والشرق األوسط‪ .‬و هناك عدة‬
‫شركات طريان أجنبية لديها رحالت حنو اجلزائر نذكر منها ‪ :‬التونسية للطريان‪ ،‬اخلطوط اجلوية للملكية املغربية‪،‬‬
‫اخلطوط اجلوية الفرنسية‪ ،‬اإليطالية للطريان‪ ،‬إيغل أزور‪ ،‬ليفتنزا‪ ،‬اخلطوط اجلوية الرتكية‪ ،‬اخلطوط اجلوية‬
‫الربيطانية‪.366‬‬

‫‪365‬‬
‫‪CETMO et l’office coopération EuropeAid. Ibid, P21.‬‬
‫‪366‬‬
‫‪http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-de-transport consulté le 18/05/2014.‬‬

‫‪234‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .3.4‬الوضعية الحالية للنقل الطرقي في الجزائر‬

‫حيظى النقل الربي بأمهية كبرية يف اجلزائر نظرا ألنه يعد حلقة وصل بني خمتلف مناطق اجلزائر ولكرب شبكته‬
‫مقارنة بالنقل اجلوي والبحري‪ ،‬وهذا يشمل نقل البضائع ونقل املسافرين‪ ،‬باإلضافة اىل كرب حجم اجلزائر الذي‬
‫يقدر ب‪ 2.381.741‬كلم مربع (امللحق رقم ‪.)1‬‬

‫و تعترب شبكة الطرق اجلزائرية واحدة من أكرب الشبكات األكثر كثافة يف القارة اإلفريقية‪ ،‬حيث يقدر طوهلا بـ‬
‫‪ 112 696‬كلم‪ ،367‬تنقسم إىل ‪29.534 :‬كلم طرق وطنية‪23.875 ،‬كلم ما بني الواليات‬
‫و‪ 57.591‬كلم مابني البلديات‪ ،‬وأكثر من ‪ 4910‬هيكل‪ .‬كما سيتم استكمال هاته الشبكة جبزء هام‬
‫مقدر ب ‪ 1 216‬كلم والذي سريبط مدينة عنابة يف أقصى الشرق مبدينة تلمسان يف أقصى الغرب‪.368‬‬
‫حيث متثل الطرق املعبدة نسبة ‪ %72‬أي ‪ 80.000‬كلم من الشبكة الوطنية‪ ،‬وأغلب الشبكات ترتكز يف‬
‫الشمال وهذا يعود إىل أسباب تارخيية وأخرى اقتصادية تعود اىل االستعمار الذي شكل شبكة النقل الربي مبا‬
‫يتناغم مع مصاحله‪ ،‬حيث ركز على ربط املدن واملستوطنات يف الشمال وشق العديد من الطرق للوصول إىل‬
‫مناطق اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وميكن تقسيم الطرق إىل طرق الرئيسية وأخرى ثانوية‪.‬‬
‫املخطط التوجيهي الوطين للطرق ‪ -2025-2005‬املعد من طرف وزارة األشغال العمومية‪ ،‬ركز على أمهية‬
‫امتالك شبكة نقل على املدى املتوسط والبعيد‪ ،‬واليت تتكون حماورها اهليكلية الرئيسية من أربع أصناف من‬
‫الطرق‪ ،‬مع ضرورة الرتكيز على احملور االسرتاتيجي االفريقي املتمثل يف الطريق العابر للصحراء تعترب أمرا‬
‫حيويا‪.369‬‬
‫وكثفت احلكومة اجلزائرية جهودها لتطوير قطاع النقل الربي وجعله أكثر فعالية وكفاءة باستثمارات فاقت‬
‫‪ 3000‬مليار دج ( حوايل ‪ 40‬مليار دوالر) خالل الفرتة ‪ 2012 -1999‬ضمن خمتلف الربامج التنموية‬
‫وكان أغلبها موجها حنو تطوير البنية التحتية هلذا القطاع‪ ،‬حيث أن هذه االستثمارات قدرت بنسبة ‪ %3‬من‬
‫الناتج الداخلي اخلام‪ ،‬واجلدول التايل يبني أهم اجنازات اجلزائر منذ االستقالل يف هذا القطاع‪:‬‬

‫‪367‬‬
‫تاريخ االطالع‪ .2014/02/07 :‬الجزائر‪http://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫‪368‬‬
‫تاريخ االطالع‪http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-de-transport 2014/02/10 :‬‬
‫‪369‬‬
‫تاريخ االطالع‪http://www.mtp.gov.dz/arabic/permalink/3797.html 2014/02/17 :‬‬

‫‪235‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪: )29-5‬تطور شبكة الطرق يف اجلزائر(‪)2012-1962‬‬


‫الطرق السريعة(كلم)‬ ‫الطـرق (كلم)‬ ‫السنوات ‪ /‬الطرق‬
‫‪00‬‬ ‫‪73000‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪637‬‬ ‫‪103945‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪4444‬‬ ‫‪115793‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪Source: Travaux Public: L'action du secteur des Travaux Publics, L'Actuel, n°:141,‬‬
‫‪Novembre 2012, p2.‬‬

‫‪ .1.3.4‬الطريق السيار (شرق‪-‬غرب)‪ :370‬يعترب من أهم مشاريع إجناز الطرقات اليت قامت هبا اجلزائر‬
‫مشروع الطريق السيار شرق غرب أو ما يسمى مبشروع القرن‪ ،‬يبلغ طوله ‪ 1216‬كلم متتد من احلدود التونسية‬
‫الشرقية إىل احلدود اجلزائرية املغربية غربا‪ ،‬منها ‪ 927‬كم طول الطريق السيار اجلديد و‪ 142‬كم طرق ثانوية‬
‫مرممة‪ ،‬اضافة اىل ‪ 486‬جسر و‪ 50‬جسر ممتد و‪ 13‬نفق‪ .371‬يغطي الطريق السيار حوايل ‪ 24‬والية من‬
‫تلمسان اىل الطارف‪ :‬الطارف‪ ،‬عنابة‪ ،‬قسنطينة سطيف‪ ،‬العاصمة‪ ،‬شلف‪ ،‬غيليزان‪ ،‬مستغامن‪ ،‬وهران‬
‫وتلمسان‪ ،‬حيث قدرت تكلفته ‪ 805‬مليار دينار‪ ،‬هذا املشروع جتددت فيه األشغال يف ديسمرب ‪2001‬‬
‫وميول من طرف عدة بنوك منها البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬بنك التنمية اإلسالمية والبنك األورويب لالستثمار‪،‬‬
‫وبتغطيته املسافة السابقة منها ‪ 927‬كلم جديدة تتوزع على ثالثة أجزاء هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬الجزء الغربي‪ :‬ميتد من احلدود املغربية اجلزائرية إىل والية شلف حيث تبلغ السرعة القصوى ‪120-100‬‬
‫كلم‪/‬سا‪ ،‬كما حيتوي على ‪ 101‬جسر صغري و‪ 6‬جسور عمالقة‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء األوسط‪ :‬ميتد من والييت الشلف إىل برج بوعريريج حيث تبلغ السرعة القصوى ‪120-100‬‬
‫كلم‪/‬سا‪ ،‬حيتوي على ‪ 85‬جسر صغري و‪ 8‬جسور عمالقة باإلضافة إىل ‪ 6‬أنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء الشرقي‪ :‬ميتد من برج بوعريريج إىل احلدود اجلزائرية التونسية حيث تبلغ السرعة القصوى ‪-100‬‬
‫‪ 120‬كلم‪/‬سا‪ ،‬حيتوي على ‪ 179‬جسر صغري و‪ 11‬جسر عمالق باإلضافة إىل ‪ 5‬أنفاق‪.‬‬

‫‪370‬الطريق السيار شرق‪-‬غرب عبارة عن طريق مزدوج بثالثة مسالك )‪ (2X3‬اضافة اىل هامش للتوقف االضطراري مع جدار للحماية‪ ،‬وقد مت اشرتاط معايري اجلودة العاملية‬
‫واملقاييس املضادة للزالزل يف عملية االجناز نظرا ألن مسار الطريق مير يف املنطقة الشمالية من الوطن اليت تعترب ا ألكثر تعرضا لألنشطة الزلزالية‪ ،‬اضافة اىل معايري صارمة الحرتام‬
‫البيئة ومحاية املواقع األثرية‪.‬‬
‫‪371‬باشوش محيد‪ ،‬املشاريع الكربى يف اجلزائر ودورها يف التنمية االقتصادية –حالة الطريق السيار شرق غرب‪ ،-‬مذكرة ماجيسرت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،2011/2010 ،3‬‬
‫ص‪.153‬‬

‫‪236‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫مقاطع الطريق السيار‪:‬‬

‫واجلدول التايل يوضح مكونات كل مقطع من مقاطع الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪:‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)30-5‬مكونات مقاطع الطريق السيار شرق‪-‬غرب‬
‫املقطع‬
‫الغرب‬ ‫الوسط‬ ‫الشرق‬ ‫املكونات‬
‫‪ 359‬كلم‬ ‫‪ 169‬كلم‬ ‫‪ 399‬كلم‬ ‫طول الطريق السريع‬
‫‪ 60‬كلم‬ ‫‪ 30‬كلم‬ ‫‪ 53‬كلم‬ ‫طول الطرق الثانوية املرممة‬
‫‪197‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪206‬‬ ‫عدد اجلسور‬
‫‪18‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪29‬‬ ‫عدد اجلسور املمتدة‬
‫‪0‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪07‬‬ ‫عدد األنفاق‬
‫املصدر‪ www.mtp.gov.dz/ :‬تاريخ االطالع ‪2014/05/17‬‬

‫وينتظر يف السنوات املقبلة أن يصل طول الطريق السيار شرق‪-‬غرب اىل حوايل ‪ 1720‬كم اضافة االمتدادات‬
‫اليت تربطه باملوانئ وبعض الطرق الوطنية‪.‬‬

‫اخلريطة (‪( )5-2‬امللحق رقم ‪ 1‬الصفحة ‪ )274‬متثل طول طريق السيار وتوضح أهم وابرز الواليات اجلزائرية‬
‫اليت يقطعها من احلدود الشرقية أي حتدها دولة تونس إىل احلدود الغربية حتدها اململكة املغربية‪.‬‬
‫واجلدول املوايل ينب أهم املنشئات اليت يشملها الطريق السيار شرق غرب معرب عنها باألرقام‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ : )31-5‬أرقام عن أهم العناصر يف الطريق السيار شرق غرب‬
‫المجموع‬ ‫المنشآت التي يحتويها‬
‫‪ 1216‬كم‬ ‫طول الطريق السريع‬
‫‪3000‬‬ ‫عدد اجلسور‬
‫‪200‬‬ ‫عدد اجلسور املمتدة‬
‫‪16‬‬ ‫عدد األنفاق‬
‫‪42‬‬ ‫حمطة خدمات املربجمة‬
‫‪06‬‬ ‫حمطة خدمات الشغالة‬
‫‪ 11.7‬مليار دوالر‬ ‫تكلفة االجناز‬
‫‪ Citic-Crcc‬و ‪Cojaal‬‬ ‫شركة االجناز‬

‫‪237‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ 40‬شهر‬ ‫مدة االجناز‬


‫تاريخ االطالع ‪2014/05/17‬‬ ‫المصدر‪ :‬موقع وزارة األشغال العمومية اجلزائرية ‪www.mtp.gov.dz‬‬
‫وقد مت القيام بدراسات متهيدية الجناز املشروع سنة ‪ ،1983‬ركزت هذه الدراسات على مسار الطريق‬
‫وتوقعات احلركة املرورية واألمهية االقتصادية للطريق‪ ،‬ومت التأكيد على نتائج هذه الدراسات ومناقشتها يف جملس‬
‫الوزراء شهر جوان ‪ ،1987‬وشرع سنة ‪ 1988‬يف دراسة خمطط العمل للشروع يف اجناز الطريق على مسافة‬
‫‪ 1000‬كم بني مدينيت عنابة وتلمسان وانتهت هذه الدراسة سنة ‪.1994‬‬

‫ومع تزايد عدد السكان وارتفاع الكثافة السكانية خاصة باملناطق الشمالية‪ ،‬اضافة اىل هتالك شبكة الطرقات‬
‫املوجودة‪ ،‬زادت احلاجة ملثل هذا اهليكل األساسي الضروري لعملية التنمية يف خمتلف القطاعات‪.372‬‬

‫مت االعالن عن قرار اجناز مشروع الطريق السيار من طرف رئيس اجلمهورية يوم ‪ 21‬فيفري ‪ 2005‬بطول ميتد‬
‫على مسافة ‪ 1216‬كم منها ‪ 927‬كم مقاطع جديدة‪ ،‬وأطلقت بعد ذلك مناقصة دولية يوم ‪ 23‬جويلية‬
‫‪ ، 2005‬تنافست فيها شركات أمريكية وفرنسية وأملانية وبرتغالية وصينية ويابانية‪ ،‬اجملمع الصيين ‪« CITIC-‬‬
‫واجملمع الياباين كوجال » ‪ ،« COJAAL‬حيث يتكون اجملمع الصيين » ‪« CITIC-CRCC‬‬ ‫‪CRCC‬‬ ‫»‬
‫تضم كل جمموعة عدة فروع‪ ،‬ويتكون اجملمع الياباين ‪ COJAAL‬من‬ ‫‪CRCC‬‬ ‫من جمموعة ‪ CITIC‬و جمموعة‬
‫ست مؤسسات‪ ،‬وقد مت ابرام عقود االجناز يوم ‪ 18‬سبتمرب ‪ 2006‬بني الشركات املكلفة باالجناز ووزارة‬
‫األشغال بصفة رمسية من منطقة –محادي‪ -‬بوالية بومرداس يوم ‪ 14‬مارس ‪ 2007‬من طرف رئيس‬
‫اجلمهورية‪.373‬‬

‫وينقسم اجناز مشروع الطريق السيار اىل ثالثة حصص على امتداد ‪ 927‬كم‪ ،‬مت تقسيمها على الشركتني‬
‫الفائزتني باملناقصة‪ ،‬حيث أوكلت حصتا الوسط والغرب للمجمع الصيين ‪ ،CITIC-CRCC‬بينما تكفل اجملمع‬
‫الياباين ‪ COJAAL‬حبصة الشرق‪.‬‬

‫ويوضح اجلدول التايل طول كل حصة من احلصص الثالثة اخلاصة مبشروع الطريق السيار‪:‬‬

‫‪372‬باشوش محيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149‬‬


‫‪373‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.150‬‬

‫‪238‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الجدول رقم (‪ :)32-5‬احلصص الثالثة للطريق السيار والشركات املكلفة باالجناز‬

‫الشركة المكلفة‬ ‫حدود الحصة‬ ‫الطول‬ ‫الحصة‬


‫‪COJAAL‬‬ ‫برج بوعريريج‪-‬احلدود اجلزائرية التونسية‬ ‫‪ 399‬كلم‬ ‫حصة الشرق‬
‫‪CITIC-CRCC‬‬ ‫برج بوعريريج – الشلف‬ ‫‪ 169‬كلم‬ ‫حصة الوسط‬
‫‪CITIC-CRCC‬‬ ‫الشلف – احلدود اجلزائرية املغربية‬ ‫‪ 359‬كلم‬ ‫حصة الغرب‬
‫المصدر‪ :‬ملف الربنامج اخلاص بالطريق السيار شرق‪-‬غرب‪ ،‬وزارة األشغال العمومية‪.‬‬

‫ويوضح اجلدول السابق منشآت الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪ ،‬ومن خالل البيانات الظاهرة يتضح لنا حجم‬
‫االهتمام هبذا االجناز من اطرف السلطات املعنية‪ ،‬حيث يعترب لآلن أهم اجناز عرفته اجلزائر من االستقالل‬
‫سنة ‪ ،1962‬ويقطع الطريق السيار طول ‪ 1216‬كلم ويشمل عدة منشآت فنية ‪ 3000-‬جسر و ‪16‬‬
‫نفق حتت األرض‪.‬‬
‫كما حيتوي الطريق السيار شرق غرب على عدة حمطات منها حمطات خدمة ومنها ما هو عبارة عن حمطات‬
‫دفع‪ ،‬حيث متثل األوىل حمطات خدمات جمهزة على طول الطريق لضمان توفر اخلدمات الضرورية‬
‫للمسافرين‪ ،‬تتكون من ‪ 42‬حمطة تتضمن خدمات توزيع البنزين وفنادق ومطاعم وفضاءات للمعلوماتية‬
‫وشبابيك الربيد‪ ،‬واليت ستتكفل معظمها يف استحداث بني ‪ 200‬ألف إىل ‪ 300‬ألف منصب عمل دائم‬
‫كفيل باحلد من البطالة‪ ،‬أما النوع الثاين من حمطات اخلدمات فهي عبارة عن نقاط دفع رسوم عبور الطريق‬
‫السيار ويبلغ عددها ‪ 55‬حمطة دفع منها ‪ 48‬حمطة يتم تنصيبها على احملوالت و‪ 7‬حمطات على طول الطريق‬
‫منها حمطتان عند مدخلي الطريق السيار يف احلدود‪ ،‬وهذا ما يضمن موردا آخر للخزينة باإلضافة إىل‬
‫مداخيل حمطات اخلدمة‪ ،‬ولكن ما هو مالحظ غياب حمطات الدفع يف أرض الواقع مما يشجع األفراد على‬
‫استعمال السيارات الشخصية‪ ،‬مما يؤثر سلبا على البيئة وعلى اجملتمعات‪.‬‬
‫‪ ‬الجدوى االقتصادية لمشروع الطريق شرق غرب‪:‬‬
‫ت رفع وزارة التجهيز الفرنسية شعارا مضمونه "الطريق ختلق التنمية‪ ،‬والتنمية ال ختلق الطريق"‪ ،‬هذه املقولة تبني‬
‫أمهية الطريق يف التنمية االقتصادية واالجتماعية وحتقيق النمو االقتصادي خصوصا للدول النامية‪ ،‬وإقناع‬
‫رؤوس األموال باالستثمار يف مشاريع البىن التحتية‪ ،‬وأثبتت التجربة أن رؤوس األموال األجنبية تأىب املخاطرة‬
‫يف دول ال ترقى شبكتها الطرقية للمواصفات‪ ،‬كون الشبكة الطرقية أهم الضمانات والدالالت اليت تبني‬

‫‪239‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫الصحة اجليدة للتبادالت التجارية داخليا وخارجيا بالنسبة للدول اجملاورة‪ ،‬وتتوقع الدراسات أن تتجاوز‬
‫املردودية االقتصادية ملشروع الطريق السيار الـ ‪ 20‬باملائة‪ ،‬على اعتبار أن رواقه كفيل بإنشاء أقطاب اقتصادية‬
‫جديدة ستسمح خبلق مناصب شغل‪ ،‬ناهيك عما ستنتجه حمطات الراحة والدفع اليت ستعرف هتيئة تضاهي‬
‫حمطات الراحة املوجودة يف الدول املتقدمة‪.‬‬
‫المساهمة في الناتج الداخلي الخام‪ :‬سيساهم الطريق السيار شرق غرب بشكل فعال يف دعم‬ ‫‪‬‬
‫الناتج احمللي اجلمايل بصفة مباشرة وغري مباشرة وذلك من خالل عدة مؤشرات قطاعية‪.‬‬
‫فاملسامهة املباشرة تكون من خالل عوائد االستغالل‪ :‬حيث سيكون له سعر خاص لكل نوع من أنواع‬
‫السيارات والشاحنات اليت تستعمل الطريق السيار كله أو جزءه‪ ،‬وذلك على أساس شروط معينة سيتم االتفاق‬
‫عليها فور االنتهاء من اجنازه‪.‬‬
‫وهناك دراسة احصائية لسنة ‪ 2009‬أوضحت أن مشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب ساهم بصورة مباشرة يف‬
‫دعم قطاع األشغال العمومية والبناء مما أدى بدوره اىل رفع منو الناتج الداخلي اخلام بنسبة تقدر ب ‪،% 8.7‬‬
‫واحتل املرتبة الثالثة يف جمال املسامهة يف الثروة الوطنية سنة ‪.2009‬‬
‫ويقوم الطريق السيار بشكل غري مباشر يف تفعيل خمتلف القطاعات االقتصادية اليت تؤثر بشكل مباشر على‬
‫الناتج الداخلي اخلام‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫قطاع الصناعة‪ :‬يساهم قطاع النقل بشكل فعال يف ترقية املؤسسات الصناعية‪ ،‬حيث ال تتقدم املؤسسات‬
‫الصناعية إال اذا كان النقل خمطط ومنظم بالشكل الكايف الذي ميكن هذه املؤسسات من التحكم يف تكاليف‬
‫النقل والشحن األمر الذي حيسن من تنافسيتها‪ ،‬إذ تعترب تكاليف النقل والشحن من التكاليف الضرورية ألي‬
‫مؤسسة‪ ،‬وبالتايل فاملوقع يؤثر مباشرة على تكاليفها حيث تكلفة نقل املدخالت‪ ،‬وتوزيع املخرجات‪ ،‬تقل‬
‫كلما كانت املؤسسة التحويلية قريبة من مصادر املدخالت واملناطق األكثر طلبا‪ ،‬والعكس‪ ،‬وهذا يعزز القوة‬
‫االقتصادية للمؤسسات احمللية ويساهم يف منوها وتوسعها‪ ،‬وهو ما يدعم قطاع الصناعة الذي يساهم بدوره يف‬
‫الناتج الداخلي اخلام‪.‬‬
‫حيث كما سبق وأن ذكرنا بأن الطريق السيار شرق‪-‬غرب سيمر عرب ‪ 24‬والية ويؤمن املواصالت مع ‪32‬‬
‫والية أخرى يف بلد تتم فيه ‪ % 85‬من التعامالت االقتصادية واملبادالت التجارية عن طريق الرب‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫نظرا للحجم الكبري ملشروع الطريق السيار الذي ميتد من احلدود اجلزائرية التونسية اىل احلدود اجلزائرية املغربية‪،‬‬
‫واجنازه وفق معايري )‪ (3X2‬أي مزدوج بثالث أروقة‪ ،‬فقدرت احتياجات الطريق السيار لالجناز ‪ 02‬مليون طن‬
‫من االمسنت و ‪ 05‬ماليني طن من الرمل وحوايل مليون طن من الفوالذ‪ ،‬وأكثر من ‪ 45‬مليون طن من‬
‫احلصى‪ ،‬كما مت تقدير املسلتزمات من العتاد حبوايل ‪ 5730‬وحدة عتاد ختص مراكز اخلرسانة واحملاجز‬
‫وحمطات اهلرس وغريها‪.‬‬
‫قطاع الفالحة‪:‬‬
‫عمل الطريق السيار شرق‪-‬غرب على تيسري عملية نقل وتسويق املنتجات الفالحية‪ ،‬حيث ساعد سكان‬
‫املناطق النائية على استغالل جانيب الطريق لعرض خمتلف اخلضر والفواكه‪ ،‬وهذا ساهم على فك العزلة عن‬
‫العديد من املناطق الريفية وساهم على استغالل العديد من األراضي الفالحية يف ظروف أحسن‪.‬‬
‫قطاع التجارة‪ :‬يساهم الطريق السيار شرق‪-‬غرب بشكل كبري يف ترقية األنشطة التجارية لتقليصه لزمن‬
‫ايصال البضائع وتسهيل امكانيات التواصل‪ ،‬وهذا ما يؤدي اىل ختفيض تكاليف نقل وشحن السلع اىل‬
‫األسواق‪ ،‬ويساعد الطريق السيار على تسهيل التواصل بني املستوردين وجتار اجلملة من جهة وجتار التجزئة‬
‫واألسواق النهائية من جهة أخرى وهذا خاصة بعد استكمال ربطه باملوانئ واملطارات وخمتلف الطرق‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫قطاع السياحة‪ :‬زيادة على مسامهة الطريق السيار شرق‪-‬غرب يف انعاش قطاع الصناعة والتجارة‪ ،‬فإن له‬
‫دور كب ري يف اعادة االعتبار للقطاع السياحي حيث سيضم الكثري من املنشآت الفنية املميزة اليت تثري انتباه‬
‫السياح‪ ،‬وستكون اجلسور واألنفاق حمل اهتمامهم‪ ،‬هذا اضافة اىل مساره الذي يعرب الكثري من الضواحي يف‬
‫خمتلف الواليات‪ ،‬مما يسهل الوصول إىل األماكن السياحية املتنوعة وخمتلف القرى واملدن من شرق اجلزائر إىل‬
‫غرهبا‪ ،‬وهذا نظرا إىل خمتلف املرافق اليت ستقام إىل طول طريف الطريق‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير مشروع الطريق السيار على قطاع األشغال العمومية‪:374‬‬

‫ميثل مشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب أكرب ورشة عرفها قطاع االشغال العمومية يف اجلزائر منذ االستقالل‪،‬‬
‫وقد شكلت املبالغ املرصودة الجناز الطريق السيار واملقدرة حبوايل ‪ 805‬مليار دج نسبة أكثر من ‪ % 31‬من‬

‫‪ 374‬باشوش محيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158‬‬

‫‪241‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫امليزانية اخلاصة بقطاع األشغال العمومية طيلة الفرتة ‪ 2009-2005‬املقدرة حبوايل ‪ 2550‬مليار دج‬
‫املخصصة الجناز حوايل ‪ 5000‬مشروع خيص القطاع‪.‬‬

‫وميكن امجال أهم تأثريات مشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب وانعكاساته على قطاع األشغال العمومية يف‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جتسيد أهداف رئيسية من خمطط عمل قطاع االشغال بفضل مشروع الطريق السيار‪ ،‬حيث انتقلت‬
‫نسبة الطرق الوطنية اليت هي يف وضعية مقبولة من ‪ % 55‬سنة ‪ 1999‬اىل ‪ %95‬سنة ‪،2009‬‬
‫وانتقلت نسبة الطرقات اليت عرضها يفوق ‪ 7‬مرت اىل حوايل ‪.%80‬‬
‫‪ -‬اكتساب خربة اجناز املشاريع الكبرية‪ ،‬فبعد أن كان قطاع األشغال العمومية يفتقر اىل التجربة يف اجناز‬
‫ومتابعة مثل هذه املشاريع اكتسب خربة كبرية يف مراحل اجناز الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعل السلطات العمومية تفكر يف توسيع مسامهة الشركات الوطنية يف املشاريع املستقبلية نظرا‬
‫الكتساب قطاع األشغال العمومية لقدرة املتابعة والتسيري احملكم الجناز املشاريع الكربى‪ ،‬مثل ما هو‬
‫منتظر مع مشروع الطريق السيار اخلاص باهلضاب العليا‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية وتطوير القدرات البشرية على مستوى قطاع األشغال العمومية بفضل االحتكاك باخلربات‬
‫واملهارات األجنبية‪ ،‬كما يتيح مشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب فرصة كبرية لنقل املعارف‬
‫والتكنولوجيا احلديثة اليت تعرفها الدول املتقدمة‪ ،‬وقد مت تنظيم عدة دورات تكوينية لفائدة مهندسي‬
‫وإطارات القطاع يف كل من الصني واليابان‪ ،‬وقصد التحكم أكثر يف تسيري ومتابعة اجناز املشاريع‬
‫الكربى سيتم اجناز املدرسة العليا لتسيري املشاريع الكربى واملركز الوطين ملراقبة النوعية‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب التقنيات اجلديدة يف اجناز املشاريع الكربى‪ ،‬مثل تقنيات التصميم الرقمي لألرض وتقنيات‬
‫الكوابل يف اجناز اجلسور‪ ،‬اضافة اىل استخدام الربجميات اخلاصة وكيفية استغالل املعطيات اجليولوجية‬
‫يف اجناز املنشآت الفنية واألنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم من حيث النوعية والسرعة يف اجناز األنفاق احلضرية باعتماد طرق البناء اجلاهز‪ ،‬ويسجل يف‬
‫هذا االطار ادخال القطاع لنظام العمل املتواصل ‪ 24/24‬سا‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ -‬نظرا ألمهية مشروع الطريق السيار وضرورة احملافظة عليه‪ ،‬فقد استفاد قطاع األشغال العمومية من‬
‫وضع نظام جديد للتكفل بصيانة شبكة الطرقات باجناز ‪ 500‬دار للصيانة و‪ 48‬دار للعتاد‪.‬‬
‫‪ -‬استحداث ‪ 77191‬من صب عمل يف اطار االحتياجات األولية عند انطالق عملية االجناز‪ ،‬منها‬
‫‪ 54446‬منصب عمل لفائدة اجلزائريني و‪ 22745‬منصب لألجانب‪.‬‬

‫‪ ‬عوائد استغالل الطريق السيار شرق غرب‪ :‬على غرار الدول املتقدمة أجنزت اجلزائر الطريق السيار‬
‫شرق غرب وفق املعايري الدولية ليكون قطبا تنمويا واجتماعيا يساهم يف تسهيل حركة املرور أمام‬
‫خمتلف عوامل اإلنتاج وكذا حركة املسافرين والسياح هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ينتظر من‬
‫املشروع على أن يكون مورد مايل يص ب يف اخلزينة العمومية من خالل عوائد استغالل هذا الطريق‪،‬‬
‫حيث يتم وضع مبلغ حمدد الستعمال الـ "كم" الواحد للمركبات اليت متر على الطريق‪.‬‬
‫وكان وزير األشغال العمومية عمار غول قد أكد أن الدراسة التقنية واالقتصادية واملالية خبصوص الدفع‬
‫بالطريق السيار شرق غرب توج د حاليا على مستوى احلكومة من أجل حتديد األسعار اليت ستطبق مضيفا‬
‫أن هذه األخرية "ستكون معقولة" لكن مرشح لالرتفاع مع الوقت‪.‬‬
‫وسيتم احتساب املبلغ املستحق حسب املسافة املقطوعة ونوع السيارة‪ ،‬حيث يؤخذ بعني االعتبار عدد‬
‫حماور السيارة وارتفاعها‪.‬‬
‫إضافة إىل هذا سيتم‪:375‬‬
‫‪ ‬إنشاء و تثمني الثروات احمللية ؛‬
‫‪ ‬زيادة األمن يف النقل وختفيض التكلفة االجتماعية النامجة عن انعدام السالمة يف الطرقات؛‬
‫‪ ‬زيادة توفري الوقت ملستخدمي الطرق؛‬
‫‪ ‬خفض تكاليف استغالل املركبات؛‬
‫‪ ‬املسامهة يف هتيئة متوازنة وعقالنية لإلقليم؛‬
‫‪ ‬إنشاء منطقة اجتماعية و اقتصادية جديدة مرحبة وجالبة لالستثمار‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫‪http://www.mtp.gov.dz/arabic/permalink/3797.html consulté le 19/05/2014‬‬

‫‪243‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .2.3.4‬طريق الهضاب العليا‬

‫هذا املشروع سيمكن من املسامهة يف ترقية النقل الربي الطرقي من منطقة اهلضاب العليا‪ ،‬وسيمتد على طول‬
‫‪ 1300‬كلم‪ ،‬ويعرب ‪ 12‬والية‪ ،‬كما سيساعد على فك العزلة عن املناطق النائية وربطها بالواليات‪ ،‬وتقل‬
‫تكلفته عن تكلفة الطريق السيار شرق‪-‬غرب حنو‪ ،%20‬مع األخذ بعني االعتبار أن مسلكه أقل تعقيدا عما‬
‫هو عليه خبصوص الطريق مع خلق أقطاب استقطاب بالشريط املمتد على سلسلة اهلضاب العليا‪ ،‬ويساهم‬
‫هذا املشروع يف خلق مناصب شغل كبرية وإقامة منطقة نشاط اقتصادي ممتدة على طول ‪ 100‬كلم مما‬
‫سيدفع إىل تثمني املوارد والثروات اليت تزخر هبا منطقة اهلضاب العليا واستغالله لفائدة التنمية احمللية‪.‬‬
‫‪ .3.3.4‬طريق الوحدة اإلفريقية (الطريق العابر للصحراء)‪:‬‬
‫يعترب هذا املشروع مشروعا مكمال للطريق السيار شرق غرب‪ ،‬حيث يسهل عملية االتصال بينه وبني الطريق‬
‫السيار شرق‪-‬غرب وطريق اهلضاب العليا وتقليل الضغط عنهما‪ ،‬وأدت الزيادة يف كثافة حركة املرور يف املدن‬
‫واملناطق شبه احلضرية إىل بلوغ شبكة الطرق احلالية حدود التشبع ‪ .‬ونظرا هلذا الواقع‪ ،‬أصبح اجناز الطريق‬
‫الدائري الثاين والثالث‪ ،‬والرابع ‪ ،‬واليت تربط على التوايل بني زرالدة و بودواو‪ ،‬بني تيبازة و برج منايل وبني‬
‫مخيس مليانة وبرج بوعريريج‪ ،‬ضرورة ال غىن عنها‪ .376‬والذي متت إعادة هتيئته بقرار من احلكومة لزيادة التبادل‬
‫التجاري بني الدول الست املتواجدة على طول هذا الطريق وهي (اجلزائر‪ ،‬املايل‪ ،‬النيجر ‪،‬نيجرييا‪ ،‬التشاد‬
‫وتونس)‪ .‬واعترب هذا الطريق كبوابة للنهوض مبخططات التعاون االقتصادية بني األفارقة وتقوية فرص الشراكة‬
‫بعدما ظل مستوى التبادل اخلارجي حمتشما لسنوات طويلة‪ ،‬يبلغ طوله حوايل ‪ 2344‬كلم‪ ،‬تشرتك فيه ‪ 6‬دول‬
‫إفريقية هي اجلزائر‪ ،‬نيجرييا‪ ،‬مايل‪ ،‬تشاد‪ ،‬النيجر وتونس‪ ،‬وقد متكنت اجلزائر رغم التعثرات اليت عرفها هذا‬
‫املشروع على مستوى بعض الدول بسبب نقص التمويل من إهناء أكرب جزء من حصتها البالغة ‪ 1400‬كلم‪،‬‬
‫وميول هذا املشروع من طرف أربعة مصارف كربى وهي البنك الدويل إلعادة البناء والتنمية‪ ،‬البنك الدويل‬
‫للتنمية والصندوق العريب للتنمية‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫‪http://www.mtp.gov.dz/arabic/permalink/3797.html consulté le 19/05/2014‬‬

‫‪244‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .4.3.4‬مشاريع البرنامج الخماسي الثاني ‪2014-2010‬‬


‫يتضمن هذا الربنامج الذي متوله الدولة ميزانية شاملة بقيمة ‪ 6.447‬مليار دج لتطوير املنشآت القاعدية‬
‫حيث يوجه أزيد من ‪ 3.100‬مليار دج منها لألشغال العمومية من أجل إمتام الطريق السيار شرق –غرب‬
‫واستكمال ربطها بـ‪ 830‬كلم من الطرق‪ ،‬وازدواجية الطرق الوطنية على طول ‪ 700‬كلم من الطرق اجلديدة‬
‫وحتديث وإعادة تأهيل أزيد من ‪ 8000‬كلم من الطرق‪ ،‬كما تضمن هذا الربنامج إجناز ‪ 42‬حمطة خدمات‬
‫و‪ 76‬حمطة راحة لتجهيز الطريق السيار‪ ،‬كما سيزود الطريق بـ‪ 22‬مركز للدرك الوطين و‪ 22‬مركزا للحماية‬
‫املدنية وذلك من أجل حفظ األمن‪ ،‬باإلضافة إىل إجناز ‪ 70‬حموال‪.377‬‬
‫كما تعتزم اجلزائر من خالل هذا الربنامج ربط الطريق العابر للصحراء مع مدخل الطريق السريع الذي يربط‬
‫ميناء جنجن بالطريق السيار شرق –غرب على طول ‪ 100‬كلم‪ ،‬كما هتدف إلجناز شطرين جديدين للطريق‬
‫العابر للصحراء‪ ،‬يربط أحدمها متنراست وتيماوين واألخر يربط متنراست بتينزواتني على ‪ 400‬كلم لكل واحد‬
‫منهما‪.‬‬
‫ما هو مالحظ أن الدولة قد خصصت جزء كبري من ميزانية الربنامج اخلماسي لتطوير املنشآت القاعدية‬
‫الطرقية‪ ،‬وهذا ما يبني سعيها لتحسني نظام النقل‪.‬‬
‫‪ .4.4‬واقع النقل عبر السكك الحديدية في الجزائر‬
‫النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر يتم تسيريه من طرف متعامل وحيد‪ :‬املؤسسة الوطنية للنقل السككي‬
‫)‪ ،(SNTF Société nationale des transports ferroviaires‬املؤسسة تتكون من ‪ 13‬فرعا‪ ،‬تسمح هلا‬
‫‪Wagones-‬‬ ‫بادارة أنشطتها يف جمال نقل احملروقات‪ ،‬احلبوب‪ ،‬النقل متعدد الوسائط‪ ،‬استغالل عربات النقل‬
‫‪ restaurants‬و ‪ Wagones-lits‬اخلاصة بنقل الركاب‪ ،‬التموين‪.‬‬

‫والنقل السككي يف اجلزائر غري متطور حلد اآلن‪ ،‬وعرف اخنفاضا حمسوسا‪ ،‬ويف الواقع‪ ،‬حصة السكك‬
‫احلديدية يف نقل البضائع تقدر حبوايل ‪ .%10‬احلمولة املنقولة من طرف املؤسسة الوطنية للنقل عرب السكك‬
‫احلديدية سنة ‪ 2007‬يقدر حبوايل ‪ 6.5‬مليون طن‪ ،‬يف حني أهنا كانت تقدر ب ‪ 9.3‬مليون طن سنة‬

‫‪ 377‬برنامج التنمية اخلماسي ‪ www.algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf 2014-2010‬تاريخ االطالع يوم‪.2014/06/24 :‬‬

‫‪245‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ ،2002‬الذي يسجل خسارة تقدر بـ‪ ،%43‬وبالتقدير على أساس طن‪/‬كم‪ ،‬فنشاط النقل سجل اخنفاضا‬
‫بنسبة ‪ %5‬خالل الفرتة ‪.3782007-2002‬‬

‫برنامج تنمية قطاع النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر يعطي األولوية ملتابعة متديد وحتديث شبكة النقل‬
‫عرب السكك احلديدية (طوال التفافية السكك احلديدية الشمالية "شرق‪-‬غرب")‪ ،‬إىل انشاء خطوط جديدة‬
‫(سكك حديدية متجاوزة للمرتفعات‪ ،‬سكك حديدية تتوافق مع منعطفات اجلنوب وتربط الشمال باجلنوب)‪،‬‬
‫و انشاء خطوط كهربائية على كامل الشبكة و حتديث التجهيزات احلالية‪.‬‬

‫تسري شبكة السكك احلديدية من قبل شركة النقل للسكك احلديدية الوطنية)‪ ، (SNTF‬هذه الشبكة جمهزة‬
‫بأكثر من ‪ 200‬حمطة تغطي خاصة مشال البالد‪ ،‬منها‪:379‬‬

‫‪ 992 ‬كلم سكك مكهربة؛‬


‫‪ 503 ‬سكك مزدوجة؛‬
‫‪1580 ‬سكك ضيقة‪.‬‬

‫من بني مشاريع السكك احلديدية يف طور اإلجناز نذكر مشروع كهربة ‪ 1000‬كلم من السكك احلديدية‬
‫وإجناز ‪ 3000‬كلم من السكك احلديدية‪ .‬حبلول عام ‪ 2014‬سيصل طول شبكة السكك احلديدية إىل‬
‫‪ 10 515‬كلم‪.‬‬

‫و بالرغم من هذا فان شبكة السكك احلديدية الوطنية املستثمر فيها حاليا عرفت منذ سنة ‪:2009380‬‬

‫اعادة تأهيل ‪ 1383‬كم من طول اخلطوط احلديدية؛‬ ‫‪‬‬


‫اعادة تشغيل ‪767‬كم لنقل املسافرين؛‬ ‫‪‬‬
‫انشاء خطوط حديدية كهربائية ملا يقرب ‪ 400‬كم؛‬ ‫‪‬‬

‫‪378‬‬
‫‪Le secteur logistique sur la rive sud de la méditerranée Occidentale. P21.‬‬
‫‪379‬‬
‫‪http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-de-transport consulté le : 27/04/2014.‬‬

‫‪ 380‬وزارة النقل – تطوير النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪246‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫حيث مت اعادة تشغيل ‪ 767‬كم خالل سنة ‪ 2009‬فقط‪ ،‬باالضافة اىل ‪ 1383‬كم من سنة ‪ ،2009‬و مت‬
‫انشاء شبكة سكك حديدية بطول ‪ 3919‬كم من بداية الثالثي األول من سنة ‪ ،2011‬مقابل ‪ 1769‬كم‬
‫من هناية سنة ‪ 2008‬كما يظهر يف اخلريطة (‪( )3-5‬امللحق رقم ‪.)1‬‬

‫برنامج متديد وحتديث السكك احلديدية رافق احلصول على عملية التنسيق ختص‪:‬‬
‫‪ 64 ‬قطار كهربائي ذايت الدفع على مستوى ضواحي العاصمة‪ ،‬يقوم حاليا بنقل ‪100.000‬‬
‫مسافر‪/‬اليوم؛‬
‫‪ 17 ‬عربة قطار ختدم اخلطوط األساسية من مشال العاصمة؛‬
‫‪ 30 ‬قطارة ديازال الكرتونية‪.‬‬
‫يف مقابل انشاء ‪ 1551.5‬كم من خطوط السكك احلديدية‪ ،‬من املخطط حتقيق ‪ 5300‬كم (خط‪:‬‬
‫جنوب‪-‬شرق‪ ،‬و خط‪:‬جنوب‪-‬غرب) األمر الذي ميكن انشاء شبكة سكك حديدية حقيقية يف اجلزائر كما‬
‫يظهر يف اخلريطة (‪( )4-5‬امللحق رقم ‪.)1‬‬
‫‪ .5.4‬استثمارات الدولة الجزائرية في قطاع النقل‬
‫السياسة احلكومية لتطوير قطاع النقل حتسنت بوضوح منذ سنة ‪ ،2003‬ومن خالل العديد من برامج طويلة‬
‫املدى اليت أطلقت إلنشاء بىن حتتية مرتبطة بكل أنواع النقل‪ :‬عرب السكك احلديدية‪ ،‬الطرقي‪ ،‬املوانئ‪،‬‬
‫املطارات‪ ،‬البحري والنقل احلضري‪.‬‬

‫خالل املرحلة األوىل‪ ،‬تركزت اجلهود على تطوير اخلطط الرئيسية لتحسني البىن التحتية‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم الرتكيز‬
‫السياسة القطاعية حول حتسني اخلدمات‪ ،‬والبحث على االستعمال الرشيد والفعال للبىن التحتية وخدماهتا‪.‬‬
‫يتواجد حاليا مشروع متويل خاص باالحتاد األورويب "برنامج لدعم االصالحات اهليكلية"‪ ،‬والذي يهدف اىل‬
‫تطوير نظام املعلومات‪ ،‬ويتم حتقيقه باالشرتاك مع الديوان الوطين لإلحصائيات ‪.ONS381‬‬
‫يعد قطاع األشغال العمومية النبض الرئيسي يف األنشطة احلكومية نظرا لدور وظائفه االسرتاتيجية يف تنمية‬
‫االقتصاد وترقية االستثمار ذو القيمة املضافة‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫‪Le secteur logistique sur la rive sud de la méditerranée Occidentale. P17.‬‬

‫‪247‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫خيصص برنامج االستثمارات العمومية حوايل ‪ %40‬من موارده لتطوير البىن التحتية األساسية وتطوير‬
‫اخلدمات العمومية ذلك عن طريق‪:382‬‬
‫‪ -‬ختصيص ما يقارب ‪ 3.100‬مليار دج لقطاع األشغال العمومية لتوسيع وتطوير شبكة الطرقات‬
‫وتفعيل قدرات املوانئ البحرية؛‬
‫‪ -‬ختصيص ما يفوق ‪ 2.800‬مليار دج لقطاع النقل وحتديث شبكات السكك احلديدية وتطوير النقل‬
‫احلضري (بتزويد ‪ 14‬والية خبط الرتامواي)‪ ،‬وحتديث اهلياكل القاعدية للمطارات؛‬
‫تقدر قيمة االستثمارات العمومية للربنامج اخلماسي ‪ 2014-2010‬بـ ‪ 21.214‬مليار دج‪ ،‬ارادة‬
‫للسلطات العمومية يف أن يشمل الربنامج مجيع القطاعات خصوصا مشاريع تطوير منشآت الطرق والنقل‬
‫السككي‪.‬‬
‫ويرى اخلرباء أن كرب حجم املبلغ املخصص لالستثمارات العمومية اليت أقرها رئيس اجلمهورية خالل هذا‬
‫الربنامج يعكس ارادة السلطات العامة يف االستفادة من الصحة املالية للخزينة الوطنية لتطوير مشاريع التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫يتضمن الربنامج اخلماسي للتنمية ما قيمته ‪ 6.447‬مليار دج لتطوير البىن التحتية األساسية للنقل‪ .‬حيث‬
‫يتم توجيه أكثر من ‪ 3.100‬مليار دج الستكمال شبكة الطريق السيار شرق‪-‬غرب وربطه بـ ‪ 830‬كلم من‬
‫الطرق وازدواجية الطرق الوطنية على طول ‪ 700‬كلم واجناز ما يقارب ‪ 2500‬كلم من الطرق اجلديدة‪،‬‬
‫اضافة اىل اعادة تأهيل ما يفوق ‪ 8000‬كلم وحتديث ‪ 20‬ميناء للصيد البحري و ‪ 3‬مطارات‪.‬‬
‫وقد مسح هذا الربنامج بصيانة ما يفوق ‪ 97.369‬كلم من شبكة الطرقات وإنشاء ‪ 1.250‬منشأة فنية‪.‬‬
‫وحالة شبكة الطرقات حاليا تعترب مقبولة بنسبة ‪ ،%95‬مقابل ‪ %55‬سنة ‪ .1999‬ومت من خالل الربنامج‬
‫اخلماسي هذا نشاء حوايل ‪ 500‬دار لصيانة الطرقات جمهزة‪ ،‬زيادة على ‪ 15‬حظرية جهوية لصيانة شبكة‬
‫الطرقات‪.‬‬
‫وتعمل الدولة على وضع اسرتاتيجية وطنية لتنمية االقتصاد بشكل مستدام‪ ،‬واضافة اىل مشروع القرن الطريق‬
‫السيار شرق‪-‬غرب‪ ،‬فتخطط الدولة على تنمية االقتصاد الوطين من خالل‪:383‬‬

‫‪382‬برنامج التنمية اخلماسي ‪ ،2014-2010‬ص‪.03‬‬


‫‪383‬وزارة األشغال العمومية‪ ،‬خطة عمل وبرامج قطاع األشغال العمومية –تقرير ملخص‪ ،-‬حصيلة ‪ ،2009-2005‬برنامج ‪ ،2014-2010‬نوفمرب ‪ .2009‬ص‪.03‬‬

‫‪248‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ -‬املسامهة يف دفع النمو بشكل فعال؛‬


‫‪ -‬تنمية سياسات التشغيل؛‬
‫‪ -‬العمل على زيادة التأثري للقطاعات األخرى يف التنمية الوطنية؛‬
‫‪ -‬اعداد سياسة اعادة توزيع الدخل الوطين من خالل التأثري على الشغل واجناز املشاريع‪ ،‬وجتهيز اهلياكل‬
‫القاعدية‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة األوىل ‪ 2010-2005‬بناء أول شبكة مهيكلة‪:384‬‬
‫‪ .1‬االنطالق يف هتيئة شبكة مهيكلة‪ ،‬وهذا يشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الطريق السيار شرق غرب؛‬
‫‪ -‬الطريق االجتنايب السيار الثاين للجزائر العاصمة؛‬
‫‪ -‬الطريق العابر للصحراء‪.‬‬
‫‪ .2‬البدء يف تكييف البىن األساسية حسب املقاييس العاملية‪.‬‬
‫‪ .3‬حتقيق التكامل يف العمليات األساسية بني أساليب النقل املختلفة (أو تبين ما يعرف بالنقل‬
‫متعدد الوسائط)‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية ‪ :2015-2010‬اجناز الشبكة املهيكلة الثانية‬
‫‪ .1‬البدء يف انشاء الشبكة املهيكلة الثانية‪ ،‬واليت تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الطريق السريع للهضاب العليا؛‬
‫‪ -‬الربط بني الطريق السيار واملراكز لـ‪ 34‬والية وكذا املطارات واملوانئ؛‬
‫‪ -‬الطرق الرابطة مشال جنوب؛‬
‫‪ -‬التحويل التدرجيي للطريق العابر للصحراء اىل طريق سريع‪.‬‬
‫‪ .2‬حتسني مستوى شبكة الطرق املوجودة‪.‬‬
‫‪ .3‬متابعة برامج تطوير الشبكة املهيكلة‪.‬‬
‫‪ .4‬تطبيق العمل برسوم املرور يف الطريق السيار شرق‪-‬غرب‪.‬‬

‫‪ 384‬وزارة األشغال العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪249‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫‪ .5‬التنسيق بني خمتلف أساليب النقل‪.‬‬


‫‪ ‬املرحلة الثالثة ‪ :2020-2015‬عصرنة نظم التسيري والتنسيق بني خمتلف أساليب النقل‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة الرابعة ‪ :2025-2020‬بناء شبكة مهيكلة ثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬البدء يف اجناز الشبكة املهيكلة الثالثة؛‬
‫‪ -‬امتام املخطط التوجيهي ألفاق ‪2025‬؛‬
‫‪ -‬حتضري الشروط اخلاصة باطالق الربنامج املستقبلي ألفاق ‪.2050‬‬
‫مشاريع تطوير شبطة الطرقات وفرت ما يعادل ‪ 180.039‬كلم‪ ،‬موزعة كما يلي‪:385‬‬
‫‪ -‬الطرق الوطنية‪ 29.107 :‬كم؛‬
‫‪ -‬الطرق الوالئية‪ 23.888 :‬كم؛‬
‫‪ -‬الطرق البلدية‪ 59.044 :‬كم؛‬
‫‪ -‬الطرق احلضرية‪ 68.000 :‬كم‪.‬‬
‫العمليات املتعمدة يف املخطط اخلماسي مكنت من حتسن الوضع يف قطاع النقل وشبكة الطرقات‪:‬‬
‫‪ %95 -‬من الطرق الوطنية سنة ‪ 2009‬يف حالة جيدة‪ ،‬مقابل ‪ %55‬سنة ‪1999‬؛‬
‫‪ %71 -‬من الطرق الوالئية يف حالة جيدة مقابل ‪ %45‬سنة ‪1999‬؛‬
‫‪ %71 -‬من الطرق البلدية سنة ‪ 2009‬يف حالة جيدة مقابل ‪ %40‬سنة ‪.1999‬‬

‫‪ 385‬وزارة األشغال العمومية‪ ،‬خطة عمل وبرامج قطاع األشغال العمومية –تقرير ملخص‪ ،-‬حصيلة ‪ ،2009-2005‬برنامج ‪ ،2014-2010‬نوفمرب ‪ .2009‬ص‪.08‬‬

‫‪250‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬لوجستيك النقل الدولي للبضائع في الجزائر‬

‫خاتمة الفصل الخامس ‪:‬‬

‫قد أضحت اخلدمات اللوجستية املتطورة احملور الرئيسي لتنافسية أي دولة‪ ،‬حيث حتقق انطالقة أي بلد أو‬
‫تطيح بقدراته يف عامل اليوم‪ .‬فتطوير البنيات التحتية وخلق منظومة مجركية فعالة من شأنه تنمية القطاع‬
‫االقتصادي‪ .‬ومن هذه الناحية‪ ،‬تعاين اجلزائر من ضعف كبري مقارنة بباقي دول العامل بشكل عام‪ ،‬واملغرب‬
‫العريب بشكل خاص‪ ،‬وهذا يشمل قطاع النقل بأنواع‪ .‬حيث أن أداء املوانئ يتميز بضعف واضح‪ ،‬يتعلق هذا‬
‫الضعف بقلة جتهيزات األرصفة وتعميقها‪ ،‬إضافة إىل سوء تسيري املخزون‪ .‬وهذا ما دفع هبا إىل خوصصة بعض‬
‫موانئ ومنح االمتياز لشركات عاملية لتسيري موانئها‪ ،‬إذ مشلت هذه الشراكة جتهيز األرصفة‪ ،‬إدخال نظم‬
‫املعلومات يف نظام الرقابة على البضائع وغريها‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬الدولة مل تركز على تطوير املوانئ فقط‪ ،‬باعتبار أن ‪ %90‬أو أكثر من التجارة اخلارجية تتم‬
‫عن طريق البحر‪ ،‬امنا عملت خالل العشرية األخرية على تطوير قطاع النقل بكل أشكاله‪ ،‬وهذا ما يدل عليه‬
‫مشروع القرن "الطريق السيار شرق غرب"‪ ،‬الذي ساهم لآلن بشكل كبري يف التنمية االقتصادية من خالل‬
‫ترقية األنشطة التجارية وتسويق املنتجات الزراعية‪ ،‬اضافة اىل تأثريه على قطاع األشغال العمومية ومسامهته يف‬
‫تقليص معدالت البطالة‪ .‬وهذا املشروع سيسمح بربط السكك احلديدية باملوانئ البحرية وربط املوانئ اجلافة‬
‫بالطرق الوطنية‪ ،‬مما يعمل على تسهيل انتقال السلع من املوانئ اىل مراكز التوزيع وكذا االستهالك‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫يشغل النقل الدويل للبضائع مكانة ذات أمهية كربى يف املبادالت بني الدول‪ .‬حيث يساهم يف حتريك‬
‫العالقات التجارية‪ ،‬وينطوي هذا على عدد املشاركني املتدخلني يف هذا النظام املعقد‪ ،‬نظرا الستخدامه‬
‫لتقنيات وتكنولوجيات ذات أداء متطور‪ .‬إن هذا التطور التكنولوجي يف جمال صناعة النقل البحري (بناء‬
‫السفن‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬مناولة البضائع)‪ ،‬يتحقق بفعل توفر الظروف املالئمة له يف الدول املتطورة (وفرة رأس املال‪،‬‬
‫كفاءة اإلدارة‪ ،‬اتساع حجم األسواق)‪ .‬وقد طالب البنك الدويل بتحسني سياسات النقل وزيادة املنافسة يف‬
‫اخلدمات اللوجستية املتعلقة بالتجارة وعمليات الشحن والتفريغ وتطوير البنيات التحتية األساسية‪.‬‬

‫كخالصة ملا سبق فإنه يتطلب يف وقتنا احلايل إنشاء موانئ متخصصة ومتميزة مبوقعها اجلغرايف‪ ،‬وقد أصبح‬
‫اليوم التنافس يف استخدام سفن اجليل األخري كبرية احلجم ملا تضمنه من حتقيق القدرة التنافسية يف سوق النقل‬
‫البحري‪ ،‬حيث يضمن ختفيض تكاليف الشحن واالستفادة من عامل الوقت املستغرق يف عملية شحن‬
‫البضائع‪ .‬ومع تقديرات معدالت الشحن والتفريغ باملوانئ البحرية يفضل التعامل مع املوانئ ذات املوقع املمتاز‬
‫وذات التسيري الفعال والكفء ‪ ،‬دون أن ننسى التجهيزات احلديثة له مبا يساهم يف نقل وشحن خمتلف‬
‫نوعيات البضائع يف أقل زمن ممكن‪ ،‬وبالتايل فسح اجملال للسفن للرسو على األرصفة وتسريع حركة الشحن‬
‫والتفريغ‪.‬‬

‫واجلزائر بدورها حتافظ على متوسط التصدير‪/‬االسترياد باحلاويات األعلى بني العديد من الدول الناشئة‪ .‬ولكن‬
‫باحلديث عن مؤشر اخلدمات اللوجستية‪ ،‬تعاين اجلزائر من ضعف واضح مقارنة بدول املغرب العريب األخرى‪،‬‬
‫إضافة إىل ضعف تطور البنيات التحتية هلا اخلاصة بالنقل بصفة عامة‪ .‬وأداء املوانئ اجلزائرية يتميز بضعف كبري‬
‫بني دول املتوسط‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بقلة جتهيزات األرصفة‪ ،‬سوء تسيري املخزون‪ ،‬مما جيعلها ختسر مابني ‪8‬‬
‫اىل ‪ 10‬مليارات الدوالرات كل سنة‪ .‬ويعد ضعف امكانيات الشحن والتفريغ والبريوقراطية من األسباب اليت‬
‫أدت إىل تدهور جودة اخلدمات‪ ،‬اإلنتاجية والتنافسية‪.‬‬

‫وقد أصبح من الضروري ومن أجل االندماج يف االقتصاد العاملي وضمان مكانة يف األسواق الدولية أن تواجه‬
‫اجلزائر مشكالهتا بإجياد أساليب تطوير جديدة غري تقليدية وتوفري املوارد املالية الضرورية لذلك‪ ،‬من أجل إدارة‬

‫‪253‬‬
‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫وتشغيل اهلياكل والوسائل‪ ،‬والبنيات التحتية والفوقية املتواجدة باملوانئ بطرق أكثر عقالنية وأكثرها رحبية‪ ،‬وهذا‬
‫من خالل الرفع من مستوى األداء والكفاءة يف التسيري‪.‬‬

‫واملوانئ اجلزائرية حباجة إىل اخلربات األجنبية أكثر مما هي حباجة إىل حقن كبرية من التمويل العمومي‪ ،‬وتسعى‬
‫الدولة إىل مضاعفة استثماراهتا يف هذا اجملال‪ .‬ومن خالل اخلوصصة اجلزئية للموانئ‪ ،‬الدولة اجلزائرية تأمل يف‬
‫احلصول على فعالية موانئها ورفع كفاءة وقدرات بناها التحتية‪ .‬ولكن التأهيل الذي يسمح للمستثمر بالتمتع‬
‫بكل احلقوق كمالك‪ ،‬ال يزال غري موجود‪ .‬هذه السياسة ينبغي أن تعتمد على التحوالت اجلارية لالقتصاد‬
‫العاملي‪ ،‬ولكن اجلزائر تعرف تأخريا يف التحرك حنو اخلوصصة اليت مست العديد من موانئ الدول النامية‪.‬‬
‫وقررت الدولة اجلزائرية تفويض تسيري أرصفة احلاويات لشركات أجنبية‪ ،‬هبدف تطوير املوانئ البحرية اليت عرفت‬
‫تأخرا ملحوظا‪.‬‬

‫والفوائد االقتصادية واالجتماعية من وراء هذه الشراكة متعددة‪ ،‬حيث ستمكن من جتهيز الرصيف‪ :‬بالفاحص‬
‫(املاسح الضوئي "سكانر")‪ ،‬إدخال نظم املعلومات يف نظام الرقابة على البضائع‪ ،‬الرافعات اجلسرية‪ .‬وعلى‬
‫مستوى اجملتمع‪ ،‬تتعدد فوائد الشراكة من حيث إنشاء مدارس تكوين مفتوحة للعاملني على مستوى موانئ‬
‫اجلزائر‪ ،‬وهذا يفتح جماال كبريا لتوظيف ومنه خفض معدالت البطالة‪.‬‬

‫وقد أصبح لزاما على السلطات اجلزائرية توفري نظام نقل قادر على مواكبة التطور احلاصل يف التجارة الدولية‪،‬‬
‫والقيام بإصالحات هتدف إىل حتسني نظام تسيري املوانئ‪ ،‬والعمل على جلب االستثمارات الوطنية واألجنبية‬
‫وتشجيع الشراكة العامة واخلاصة‪.‬‬

‫وقد هدف هذا البحث إىل بيان أمهية الرتكيز على تطوير أساليب النقل والبنية التحتية له خصوصا فيما يتعلق‬
‫بالنقل الدويل للبضائع‪ ،‬وذلك ملا له من أثر كبري يف خلق فرص وجماالت أخرى خلفض تكاليف شحن البضائع‬
‫وبالتايل تأثريه على التنمية االقتصادية‪ .‬وهلذا الغرض قمنا بدراسة‪:‬‬

‫حركة البضائع يف املوانئ التجارية‪ ،‬اليت تعرف ارتفاعا ملحوظا يف السنوات األخرية‪ ،‬مما حيتم على‬ ‫‪-1‬‬
‫الدولة تطوير البىن التحتية لقطاع النقل البحري مبا يضمن زيادة احلركة وخفض التكاليف يف‬
‫املقابل‪ ،‬وبالتايل فإن الشراكة األجنبية تعترب حال لزيادة كفاءة أنشطة املوانئ وحتقيق ميزة تنافسية‬

‫‪254‬‬
‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫دولية طاملا تتمتع اجلزائر بالقرب اجلغرايف من الدول األوروبية واآلسيوية‪ ،‬األمر الذي جيعلها‬
‫تطمح ألن جتهز موانئ على املستوى الدويل ومنافسة الدول املتطورة يف اجملال‪ .‬ومنه فإن األمر‬
‫يتطلب أكثر من جمرد دفعات مالية ليتعدى هذا ويشمل التكوين اجليد للعمال واملديرين‬
‫واإلطارات والتسيري الكفء لألنشطة اللوجستية‪ ،‬وهبذا نكون أثبتنا صحة الفرضية األوىل اليت‬
‫تنص على أمهية إشراك القطاعني العام واخلاص يف تطوير البنية التحتية للموانئ يف جتنب اخلسائر‬
‫املالية الضخمة وحتقيق التنمية االقتصادية؛ واألمر ينطبق بالنسبة ملشاريع النقل الطرقي‬
‫والسككي‪ ،‬إذ أن مشروع القرن الطريق السيار شرق‪-‬غرب ساهم بشكل فعال يف تنمية خمتلف‬
‫القطاعات االقتصادية‪ ،‬من تنمية القطاع الفالحي إىل خلق فرص الشغل‪ ،‬إىل تسهيل نقل‬
‫البضائع ووصوهلا إىل املستهلك النهائي يف أقل زمن ممكن‪ ،‬ويزعم أن يتم ربط الطريق السيار‬
‫باملوانئ البحرية وخطوط السكك احلديدية ك بداية لتبين النظام الدويل "نظام النقل متعدد‬
‫الوسائط"‪ .‬ويشكل مشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب منذ االنطالق يف اجنازه احللقة الرئيسية يف‬
‫قطاع األشغال العمومية‪ ،‬نظرا لضخامة املشروع من حيث التكاليف والوسائل املسخرة إلجناز‬
‫وانعكاساته االجيابية على مناطق كثرية من الوطن‪ ،‬ونظرا أيضا العتباره اجلزء األهم يف خطة عمل‬
‫القطاع اليت هتدف إىل إجناز شبكة طرق مهيكلة وعصرية وفق املقاييس الدولية متتد آلفاق‬
‫‪ .2025‬إضافة إىل أن الطريق السيار سيسمح بربط املوانئ البحرية باملوانئ اجلافة وتسهيل نقل‬
‫البضاعة من املوانئ إىل املستهلك النهائي‪.‬‬
‫تطور القطاع اللوجسيت سيضمن تسهيل تدفقات البضائع املصدرة واملستوردة‪ ،‬إذ أن جتهيز املوانئ‬ ‫‪-2‬‬
‫بكافة األجهزة واملعدات املتطورة إضافة إىل تبين سفن اجليل األخري‪ ،‬من شأنه تسهيل عمليات‬
‫الشحن والتفريغ‪ ،‬ومبا أن تكاليف النقل متثل اجلزء األكرب من تكاليف اللوجستيات فإن اخنفاضها‬
‫يعين اخنفاض التكاليف اللوجستية ككل وبالتايل أسعار البضائع‪ ،‬ومن مث حتقيق ميزة تنافسية‬
‫عاملية يف عمليات النقل الدويل‪ .‬وهبذا نكون أثبتنا صحة الفرضية الثانية‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫خاتمة عامة‪:‬‬

‫نتائج‪:‬‬

‫‪ ‬يلعب النقل دورا هاما يف ازدهار وتطوير التجارة الدولية‪ ،‬وقد مهد الطريق لتوسيع االنتاج الذي تقدم‬
‫وتطور كفاءة أجهزة ومؤسسات النقل‪ ،‬ويساعد بشكل كبري يف حتقيق املنافع للمنتجني واملستهلكني‬
‫وفتح األسواق وتقريبها‪ ،‬مما يسهل عملية التسويق ويوفر منافسة عالية تؤدي إىل حتسني جودة‬
‫املنتجات وختفيض أسعاها‪.‬‬
‫‪ ‬خالصة القول أن البنية التحتية للنقل هي العنصر األساسي لضمان حرية حركة البضائع‪ ،‬وخفض‬
‫مستوى البطالة وحتقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بالرغم من أنه يتطلب استثمارات ضخمة‬
‫لتحقيق هذا التطور‪.‬‬
‫‪ ‬وقد كان ملشروع الطريق السيار شرق‪-‬غرب مسامهة كبرية يف التنمية احمللية‪ ،‬من حيث توفر شروط‬
‫التوازن اإلقليمي يف توزع األنشطة االقتصادية‪ ،‬ومن حيث فك العزلة عن الكثري من املناطق وحتسني‬
‫الظروف املعيشية لنسبة كبرية من السكان‪ ،‬إضافة إىل االنعكاسات االجيابية األخرى املتمثلة يف‬
‫تقليص حوادث املرور‪ ،‬وربح الوقت وخفض تكاليف وسائل النقل‪.‬‬
‫‪ ‬يلعب قطاع النقل دورا كبريا يف سبيل التنمية االقتصادية‪ ،‬وبالرغم من فوائده العظيمة فإن هذا لن‬
‫ينفي وجود أضرار بالغة ناجتة عنه ‪ ،‬وهلذا جيب أن تكون املشاريع اخلاصة بالنقل ترتبط مع التنمية‬
‫املستدامة لضمان احلفاظ على ثروات األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة الكتب‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ .1‬أمحد عبد املنصف حممود‪ ،‬اقتصاديات النقل البحري‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .2‬إمساعيل حممد السيد‪ ،‬إدارة اإلمداد و التوزيع‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد توفيق املاضي‪ ،‬الدكتور حممد‬
‫أمحد حسان‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .3‬اميان حمب زكي‪ ،‬عبد الرمحن يسري‪ ،‬اميان عطية ناصف‪ ،‬حممد جابر حمسن‪ ،‬االقتصاد الدويل‪ ،‬الدار‬
‫اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪ .4‬أميـن النحراوى‪" ،‬املوانئ البحرية العربية"‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .5‬تفيدة على هالل‪ ،‬ادارة املواد واالمداد‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2002 ،‬‬
‫‪ .6‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003/2002 ،‬‬
‫‪ .7‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬مجال الدين املرسي‪ ،‬املنشات التسويقية‪ :‬مدخل وصفي حتليلي‪ ،‬مكتبة‬
‫الفالح‪ ،‬الكويت‪.1994 ،‬‬
‫‪ .8‬جاسم حممد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬زهران للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬سنة ‪.2006‬‬
‫‪ .9‬محادة فريد منصور‪ ،‬اقتصاديات النقل‪ ،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،‬االسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫رضا عبد السالم‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬املكتبة العصرية للنشر‬ ‫‪.10‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬املنصورة‪ ،‬سنة ‪.2010‬‬
‫رنان خمتار‪ ،‬التجارة الدولية ودورها يف النمو االقتصادي‪ ،‬منشورات احلياة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة‬ ‫‪.11‬‬
‫‪.2009‬‬
‫رونالد اتش بالو‪ ،‬إدارة اللوجستيك – ختطيط و تنظيم و رقابة سلسلة اإلمداد‪ ،‬تعريب‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫تركي إبراهيم سلطان‪ ،‬د‪ .‬أسامة أمحد مسلم‪ ،‬دار املريخ ‪ .‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪.2006‬‬
‫مسرية إبراهيم حممد أيوب‪ ،‬اقتصاديات النقل دراسة متهيدية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.13‬‬
‫اإلسكندرية‪.2003/2002 ،‬‬

‫‪258‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سوزان علي حسن‪ ،‬مسؤولية متعهد النقل متعدد الوسائط‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫السيد حممد أمحد السرييت‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولىـ‬ ‫‪.15‬‬
‫مؤسسة رؤية للطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫شريف على الصوص‪ ،‬التجارة الدولية (األسس والتطبيقات)‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬
‫شريف حممد ماهر‪ ،‬ختطيط النقل وسياساته –الفعاليات وعوامل اجلدارة‪ ،-‬الدار اجلامعية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫عادل أمحد حشيش‪ ،‬جمدي حممود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدويل‪ ،‬منشورات احلليب‬ ‫‪.18‬‬
‫احلقوقية‪ ،‬بريون لبنان‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬
‫عبد احلسني زيين‪ ،‬احصاء التجارة الداخلية واخلارجية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪.2012‬‬
‫عبد العليم صابر‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬الدكتور دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.20‬‬
‫األوىل‪.2008 ،‬‬
‫عبد الغفار حنفي‪ ،‬رمسية قرياقص‪ ،‬ادارة املواد واالمداد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫عبد القادر فتحي‪ ،‬املفاهيم احلديثة‪ :‬إدارة خدمات النقل واللوجيستيات‪ ،‬املنظمة العربية‬ ‫‪.22‬‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث ودراسات‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬اقتصاديات املشاركة الدولية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫‪.2006‬‬
‫علي عبد الفتاح ابو شرار‪ ،‬االقتصاد الدويل نظريات وسياسات‪ ،‬دار امليسرة‪ ،‬عمان األردن‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫سنة ‪.2007‬‬
‫علي عبد الال‪ ،‬مصطفى عبد احلافظ‪ ،‬ادارة وتشغيل املوانئ‪ ،‬مكتبة االشعاع الفنية‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2000‬‬

‫‪259‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫علي فالح الزعيب‪ ،‬د‪.‬زكريا أمحد عزام‪ ،‬إدارة األعمال اللوجيستية (مدخل التوزيع واإلمداد)‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫دار امليسرة للنشر و التوزيع و الطباعة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬للطبعة األوىل ‪.2012‬‬
‫عمر الع قيلي‪ ،‬قحطان العبديل‪ ،‬ادارة الشراء والتخزين‪ ،‬الشركة العربية املتحدة للتسويق‬ ‫‪.27‬‬
‫والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس املفتوحة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬
‫عمر طلعت الطراونة‪ ،‬املستشار يف ادارة الشراء والتجارة الدولية‪ ،‬دار البادية‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪.2010‬‬
‫قاشي فايزة‪ ،‬االقتصاد الدويل –تنقل السلع وحركة عوامل االنتاج‪ ،-‬منشورات دار األديب‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫وهران اجلزائر‪ ،‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫حممد الصرييف‪ ،‬اقتصاديات املشروعات‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪.2006‬‬
‫حممد العدوان‪ ،‬علي املشاقبة‪ ،‬هيثم الزعيب‪ ،‬ادارة الشراء والتخزين‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫عمان‪.2010 .‬‬
‫حممد جاسم شعبان العاين‪ ،‬التخطيط االقليمي –مبادئ وأسس‪-‬نظريات وأساليب‪ ،‬دار‬ ‫‪.32‬‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬
‫حممد صاحل تركي القريشي‪ ،‬علم اقتصاد التنمية‪ ،‬مكتبة اجلامعة الشارقة‪ ،‬اثراء للنشر والتوزيع‬ ‫‪.33‬‬
‫االردن‪ ،‬الطبعة االوىل‪.2010 ،‬‬
‫حممد حممود كمال‪ ،‬تقومي إدارة نظام النقل بالسكك احلديدية‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم‬ ‫‪.34‬‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬سوريا‪.2011/2010 ،‬‬
‫حممد حممود يوسف‪" ،‬االدارة االسرتاتيجية لتكاليف النقل ودورها يف تنمية حركة التجارة‬ ‫‪.35‬‬
‫العربية البينية"‪ ،‬مطابع املنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ،‬القاهرة (مصر)‪.2003 ،‬‬
‫حممد مدحت عزمي‪ ،‬الواردات والصادرات والتعريفية اجلمركية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع‬ ‫‪.36‬‬
‫الفنية‪ ،‬االسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫حممود عبد الرزاق‪ ،‬االقتصاد الدويل والتجارة اخلارجية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪260‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫املرسي السيد حجازي‪ ،‬اقتصاديات املشروعات العامة‪ ،‬الدلر اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫‪.2004‬‬
‫مصطفى سالمة‪ ،‬منظمة التجارة العاملية (النظام الدويل للتجارة الدولية)‪ ،‬دار اجلامعة‬ ‫‪.39‬‬
‫اجلديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2006 ،‬‬
‫مؤيد عبد احلسني‪ ،‬حاكم حمسن حممد‪ ،‬ادارة املواد واملشرتيات (منهج كمي)‪ ،‬زهران للنشر‪،‬‬ ‫‪.40‬‬
‫عمان األردن‪.2011 ،‬‬
‫نداء حممد الصوص‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة اجملتمع العريب‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬سنة ‪.2008‬‬ ‫‪.41‬‬
‫هنال فريد مصطفى‪ ،‬إدارة اللوجستيات‪ ،‬وجالل إبراهيم العبد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،‬‬ ‫‪.42‬‬
‫‪.2003‬‬
‫هارون أمحد عثمان‪ ،‬االقتصاد البحري مع اشارة خاصة ملشاكل الدول النامية‪ ،‬دار املعارف‬ ‫‪.43‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪.1984‬‬
‫هشام حممود االقداحي‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية املعاصرة‪،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة األجنبية‬


‫‪45. Hugues Molet, Système de production et de le logistique, Hermes Science,‬‬
‫‪Lavaoisier, 2006.‬‬
‫‪46. Joel Sohier, la logistique, 6e édition, Vinbert, Paris, 2010.‬‬
‫‪47. Marie-Madeleine Damien, Transport et logistique, DUNOD, Paris, 2001.‬‬
‫‪48. Martine CHRISTOPHER, Logistics Supply Chain Management, Second Edition,‬‬
‫‪Parentice Hall, England, 1998.‬‬
‫‪49. Martine TEFRA, Economie des transports, Ellipses/édition marketing S.A, Paris,‬‬
‫‪1996.‬‬
‫‪50. Moise Donald DAILLY, Logistique et transport international de marchandises,‬‬
‫‪Guide pratique, 1ère édition 2013, L’Harmattan, paris.‬‬
‫‪51. Pierre Médan, Anne Gratacap, Logistique et Supply Chain management, DUNOD,‬‬
‫‪Paris, 2008.‬‬
‫‪52. Yves Pimor, Logistique : production – distribution – soutien, 4eme edition,‬‬
‫‪DUNOD, Paris, 1992.‬‬

‫‪261‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫أوال باللغة العربية‪:‬‬
‫أقاسم عمر‪ ،‬اإلمداد الشامل – مدخل إدارة التكلفة والسياسات املتبعة‪ ،-‬أطروحة مقدمة‬ ‫‪.53‬‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة تلمسان‪.2010-2009 ،‬‬
‫محالوي ربيعة‪ ،‬مردودية املؤسسات املينائية دراسة حالة مؤسسة ميناء اجلزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪،‬‬ ‫‪.54‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪.2008-2007‬‬
‫عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬تنظيم وتطور التجارة اخلارجية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪،‬‬ ‫‪.55‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،‬سنة ‪.2003-2002‬‬

‫قائمة المجالت والدوريات‪:‬‬ ‫‪.III‬‬


‫أوال باللغة العربية‪:‬‬
‫االحتاد العريب للنقل اجلوي‪ ،‬عالقات النقل اجلوي بني العامل العريب واالحتاد األورويب‪ ،‬مارس‬ ‫‪.56‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.04‬‬
‫احصائيات التجارة اخلارجية لسنة ‪ ،2013‬وكالة األنباء اجلزائرية‪.‬‬ ‫‪.57‬‬
‫االسرتاتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجيستيكية‪ ،‬وزارة النقل و التجهيز‪ ،‬اململكة املغربية‪،‬‬ ‫‪.58‬‬
‫ملخص االسرتاتيجية و عقد الربنامج ‪.2015-2010‬‬
‫‪ .59‬استعراض النقل البحري ‪ ،2011‬مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية األونكتاد‪.‬‬

‫حسب احصائيات جملة فريبالي‬ ‫‪CNUCED‬‬ ‫أمانة مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية‬ ‫‪.60‬‬
‫األسبوعية املتخصصة يف صناعة السفن التجارية الدولية‪.‬‬
‫برنامج التنمية اخلماسي ‪.2014-2010‬‬ ‫‪.61‬‬
‫بسمان فيصل حمجوب‪ ،‬رؤية استشرافية ألثر منظمة التجارة العاملية على أداء املنشآت‬ ‫‪.62‬‬
‫الصغرية يف الوطن العريب‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد ‪.)2003( 02‬‬
‫تقرير االستدامة لدائرة النقل يف أبو ظيب لعام ‪ ، 2009‬النقل املستدام ‪ ،‬نشرية لوزارة النقل‬ ‫‪.63‬‬
‫اإلماراتية ‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫خالد غازي عبود التمي‪ ،‬رباب عدنان شهاب العبادي‪ ،‬مقومات نظام التكاليف يف شركات‬ ‫‪.64‬‬
‫النقل الربي‪ ،‬جملة تنمية الرافدين ‪ .2005-27-70‬العراق‪.‬‬
‫خلود موسى عمران‪ ،‬مرمي خري اهلل خلف‪ ،‬واقع املوانئ العراقية وآفاق املستقبل جملة دراسات‬ ‫‪.65‬‬
‫البصرة‪ ،‬العدد ‪.2012 ،13‬‬
‫رائد فاضل جويد‪ ،‬النظرية احلديثة يف التجارة اخلارجية‪ ،‬جملة الدراسات التارخيية واحلضارية‪،‬‬ ‫‪.66‬‬
‫اجمللد ‪ 5‬العدد ‪ 17‬حزيران ‪.2013‬‬
‫زغيب شهرزاد‪ ،‬عيساوي ليلى‪ ،‬أفاق انضمام اجلزائر للمنظمة العاملية للتجارة‪ ،‬جملة العلوم‬ ‫‪.67‬‬
‫االنسانية‪ ،‬جامعة خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫سامي زكي‪" ،‬ملخص‪ :‬تفعيل دور املوانئ املصرية لتنشيط حركة الصادرات"‪ ،‬اجمللة اإللكرتونيه‬ ‫‪.68‬‬
‫لبنك معلومات النقل البحري املصري‪ ،‬العدد ‪ ،14‬أكتوبر ‪.2008‬‬
‫سعيد أمحد عبده‪ ،‬النقل بالسكك احلديدية يف الوطن العريب‪ ،1986 ،‬نشرة دورية حمكمة‬ ‫‪.69‬‬
‫تعىن بالبحوث اجلغرافية يصدرها قسم اجلغرافيا جبامعة الكويت و اجلمعية اجلغرافية الكويتية‪.‬‬
‫طه يونس محادي‪ ،‬نظريات التجارة الدولية التقليدية واحلديثة والتكتالت االقتصادية‪ :‬مع‬ ‫‪.70‬‬
‫االشارة اىل السوق االوروبية املوحدة‪ .‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ /39‬صيف‪.2007‬‬
‫عالقات النقل اجلوي بني العامل العريب واالحتاد األورويب‪ ،‬االحتاد العريب للنقل اجلوي‪ ،‬مارس‬ ‫‪.71‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.04‬‬
‫عياشي قويدر‪ ،‬ابراهيمي عبد اهلل‪ ،‬أثار انضمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة بني التفاؤل‬ ‫‪.72‬‬
‫والتشاؤم‪ ،‬جملة اقتصاديات مشال افريقيا‪ .‬عدد‪.2‬‬
‫فارس اجلواري‪ ،‬مسئول اللوجيستية والدعم الفين ملكتب انتخابات‪ ،‬العراقيني يف سوريا‬ ‫‪.73‬‬
‫النتخابات عامي ‪ 2005‬و‪.2010‬‬
‫فاروق ملش‪ ،‬هل تنضم مصر إىل اتفاقية النقل متعدد الوسائط للبضائع بني الدول العربية‪،‬‬ ‫‪.74‬‬
‫ورقة مقدمة يف املؤمتر الدويل للنقل البحري و اللوجستيات‪ 19 ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫فاطمة الزهراء حممد الشريف‪ ،‬فوزية رميين‪ ،‬املوانئ اجلزائرية‪ :‬حتول صعب يف تسيريها‪ ،‬جملة‬ ‫‪.75‬‬
‫اقتصاديات مشال افريقيا – العدد السابع‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫فيصل هبلويل‪ ،‬التجارة اخلارجية اجلزائرية بني اتفاق الشراكة األورومتوسطية واالنضمام اىل‬ ‫‪.76‬‬
‫منظمة التجارة العاملية‪ ،‬جملة الباحث عدد‪.2012/11‬‬
‫اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا التابعة لألمم املتحدة‪ ،‬تطبيق مؤشرات التنمية‬ ‫‪.77‬‬
‫املستدامة يف بلدان اإلسكوا‪ :‬حتليل النتائج‪ ،‬نيويورك‪.2000 ،‬‬
‫اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬آثار االتفاق العام بشأن جتارة‬ ‫‪.78‬‬
‫خدمات النقل‪ ،‬نيويورك‪.2001 ،‬‬
‫حممد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬االجتاهات املعاصرة يف إدارة األنشطة اللوجيستية‪ ،‬املنتدى‬ ‫‪.79‬‬
‫‪http://www.aecfkh.org/articles-action-show-id-7.htm‬‬ ‫العريب للتجارة االلكرتونية‪،‬‬
‫حممد عبد القادر توفيق‪ ،‬النقل متعدد الوسائط من منظور تطبيقه يف الدول العربية‪.‬‬ ‫‪.80‬‬
‫حممد حممود كمال‪ ،‬تقومي إدارة نظام النقل بالسكك احلديدية‪ ،‬األكادميية العربية للعلوم‬ ‫‪.81‬‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬سوريا‪.2011/2010 ،‬‬
‫حممود محيدان قديد‪ :‬ختطيط النقل احلضري‪،‬‬ ‫‪.82‬‬
‫حممود زنبوعة‪ ،‬أثر تفعيل متعدد الوسائط يف تنمية التجارة البينية العربية‪ ،‬جملة جامعة دمشق‬ ‫‪.83‬‬
‫للعلوم االقتصادية و القانونية‪ ،‬اجمللد ‪-22‬العدد الثاين ‪ ،2006-‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪.CNIS‬‬ ‫املركز الوطين لإلعالم األيل و اإلحصاء التابع للجمارك‬ ‫‪.84‬‬
‫مصطفى سعيد أمحد‪ ،‬دليل عمليات النقل اجلوي للتصدير‪ ،‬الوكالة العاملية للصحافة والطباعة‬ ‫‪.85‬‬
‫والنشر "رخا"‪.‬‬
‫ناصر دادي عدون‪ ،‬متناوي حممد‪ ،‬انضمام اجلزائر اىل املنظمة العاملية للتجارة‪ :‬األهداف‬ ‫‪.86‬‬
‫والعراقيل‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬عدد ‪.2004/03‬‬
‫النقل البحري يف اطار منظمة التجارة العاملية‪ ،‬مركز الدارسات والبحوث بغرفة الشرقية‪،‬‬ ‫‪.87‬‬
‫أكتوبر ‪.2009‬‬
‫النقل متعدد الوسائط‪ :‬التطبيقات و الفوائد و التحديات‪ ،‬إعداد د‪.‬فتحي السيد التوين على‬ ‫‪.88‬‬
‫موقع‪. http://www.arabfcs.org/db_bin/doc_doc_pdf_66.pdf :‬‬

‫‪264‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ جملة التواصل‬،‫ دراسة جتربة ميناء عنابة‬:‫ حتسني جودة خدمات املوانئ البحرية‬،‫هشام بوريش‬ .89
.2013 ‫جوان‬-34 ‫ عدد‬،‫يف العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫ املوانئ العراقية ودورها يف حركة النقل البحري (ميناء أم قصر الواقع‬،‫هشام صالح حمسن‬ .90
،‫ العدد الثالث والسبعون‬،‫ جملة كلية الرتبية األساسية‬،‫واآلفاق املستقبلية) دراسة حالة املوانئ العراقية‬
.2012

www.wazpts.blogspot.com :‫ أنظر املوقع‬،‫اهليئة العامة للموانئ الربية واجلافة يف مصر‬ .91


‫ نقال عن‬،7‫ ص‬،2005 /‫ حنو نظام نقل أورويب متوسطي متكامل ومرتابط‬،‫الورقة الزرقاء‬ .92
.www.mtpnet.gov ‫املوقع‬

‫ باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬
93. Abdelkader BOUMESSILA, les ports algériens situation et perspectives, les
Ateliers du FCE
94. Arab British Academy for Higher Education, www.abahe.co.uk, p1
95. Capacité logistique et gouvernance des ports algériens, Radhia TADJINE, Malika
AHMED ZAID, 5ème édition du colloque international LOGISTIQUA, du 24 au
25 mai 2012-Rabat-Maroc.
96. Christine GIRAUDON-CHARRIER, Responsable Etudes et Prospectives, Lyon
Parc Auto, "Transport et Développement durable, 1ère thématique : «Modes
partagés et mobilité durable»3 ème Rencontres Internationales de Lyon Parc
Auto", 2009.
97. Conseil économique et social des nations unies, "question intersectorielle
concernant la gestion de la mondialisation dans le domaine du commerce et des
transports: promotion des ports secs comme moyen de faire bénéficier les zones
non côtières des avantages de la mondialisation", Point 4 de l’ordre du jour
provisoire, 17 août 2006.
98. Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012.
99. Evaluation et perspective de développement des transports dans les pays de
l’UMA, Jillali Chafik, UMA/Secrétariat Général, 2008.
100. Extrait du rapport « Becher » 2003 du conseil général des ponts et chaussés
« le développement des implantations logistique en France et ses enjeux pour les
politique d’aménagement ».
101. Fatima Zohra Mohamed CHERIF et Cesar DUCRUET, Du global au local :
les nouveaux gérants des terminaux portuaires algériens.

265
‫قائمة المراجع‬

102. Forum des chefs d’entreprise –Atelier de réflexion- Le transport maritime de


marchandises: une potentiel de croissance à promouvoir, par Abdelhamid
Bouarroudj, 02 Octobre 2012.
103. http://en.wikipedia.org/wiki/Dry_port, consulté le 22 juin 2013, à 14:17
104. http://siteressources.worldbank.org /TRADE/Ressources /239070-
1336654966193/LPI-2012-final.pdf
http://siteressources.worldbank.org /TRADE/Ressources /239070-
1336654966193/LPI-2012-final.pdf
105. IATA 2011
106. Impact des couts de transport sur les systèmes logistiques par une
modélisation en dynamique des systemes, le modele SANDOMA, par Valerie
GACOGNE, thèse de doctorat : Transport, Ecole Nationale des ponts et chaussées,
2003.
107. La logistique –tour d’horizon, Ministère de l’écologie, du développement
durable de la mer, république française.
108. La logistique, véritable pole de développement – une politique des
transports pour soutenir la croissance
109. La problématique du transport intermodal dans les pays Maghrébins,
Bulletin CETMO, juillet 2004.
110. Le secteur logistique sur la rive sud de la méditerranée Occidentale
Diagnostic propositions pour améliorer l’offre de navires logistiques, cas des pays
du Maghreb : Algérie, Libye, Maroc, Mauritanie, La Tunisie. Octobre 2010 –
CETMO et l’office coopération EuropeAid.
111. Le transport multimodal de marchandises au Maroc : Etat des lieux et
enjeux, Mustafa EL KHAYAT, www.acopm.com
112. Lina Trainaviciute, "The Dry Port - Concept and Perspectives", FDT-
Association of Danish Transport and Logistics Centres, Denmark, 28th of August
2011, p23.
113. Logistique des transport –défit et solution- OCDE
114. Monica Alina Mustra, Lauri Ojala, Ben Shepherd, Daniel Saslavsky, Trade
Logistics in the Global Economy : the Logistics Performance Index and its
Indicators, jean François, the international Bank for Development/The World
Bank, 2012
115. Mustapha El Khayat, La Logistique en Méditerranée : aperçu et
perspectives, Economie et territoire/territoire de transport.
116. Plan d’action régional de transport pour la région méditerranéenne 2007-
2013, commission européenne –EUROMED.
117. Société de gestion des participations de l’Etat « ports » SOGEPORTS,
Entreprise portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique.
118. Statistiques du commerce extérieure de l’Algérie (période : mois de Mai
2013), Ministère des finances, Direction Générale des douanes, centre national de
l’information et des statistiques.

266
‫قائمة المراجع‬

119. Synthèse ATLAS des villes portuaires de sud et de l’est de la méditerranée,


Octobre 2013.
120. Trade Logistics in the Global Economy : the Logistics Performance Index
and its Indicators, jean François, Monica Alina Mustra, Lauri Ojala, Ben Shepherd,
Daniel Saslavsky, the international Bank for Development/The World Bank, 2012
121. Transport en Common : un puissant moteur du développement économique
de la région métropolitaine de Montréal.
122. Transport training needs in western Mediterranean coutries , the Maghreb
countries, december 2009, study carried out by : Hassan Abid on behalf of GTMO.
123. Travaux Public: L'action du secteur des Travaux Publics, L'Actuel, n°:141,
Novembre 2012.
124. Violeta roso and kent lumsden, "a review of dry ports", Macmillan
publishers ltd. 1479-2931 Maritime economics & logistics vol. 12, 2, 196–213,
2010.
125. WCED (World Commission on Environment and Development), Our
Common Future, Oxford: Oxford University Press, New York, 1987.
126. SUSTRAN, Pamplet of the Sustainable Transport Action Network, May
1996, http://www.gdrc.org/uem/sustran/key-issues.html.
127. SUSTAN, key in sustainble transportation, 1996, www.gdrc.org.

:‫ التقارير‬.IV
:‫أوال باللغة العربية‬
.‫ وكالة األنباء اجلزائرية‬،2013 ‫احصائيات التجارة اخلارجية لسنة‬ .128
www.algerianembassy- 2014-2010 ‫برنامج التنمية اخلماسي‬ .129
saudi.com/PDF/quint.pdf
.‫ وزارة األشغال العمومية‬،‫غرب‬-‫ملف الربنامج اخلاص بالطريق السيار شرق‬ .130
،-‫ خطة عمل وبرامج قطاع األشغال العمومية –تقرير ملخص‬،‫وزارة األشغال العمومية‬ .131
.2009 ‫ نوفمرب‬،2014-2010 ‫ برنامج‬،2009-2005 ‫حصيلة‬
.‫وزارة النقل – تطوير النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر‬ .132

:‫ثانيا باللغة الفرنسية‬

133. Entreprise Portuaire de Bejaia, Rapport annuel et statistique 2012, p07.


134. Entreprise Portuaire de Skikda, Annuaire statistique, Annual report, p08.

267
‫قائمة المراجع‬

135. Société de gestion des participation de l’Etat « ports » SOGEPORTS,


Entreprise portuaire de Djen-Djen, Annuaire statistique. P04.
136. Statistiques du commerce extérieure de l’Algérie (période : mois de Mai
2013), Ministère des finances, Direction Générale des douanes, centre national de
l’information et des statistiques.
137. Statistiques rétrospectives et évolution du trafic portuaire 2002 à 2012.
Entreprise Portuaire d’Alger, p03.
138. Travaux Public: L'action du secteur des Travaux Publics, L'Actuel, n°:141,
Novembre 2012, p2.
139. United Nations Conference on Trade and Development, Port Performance
indicators.
:‫مؤتمرات علمية‬ .V

‫ يومي‬،‫ اسرتاتيجيات وأفاق تطوير قطاع النقل يف اجلزائر يف اطار التنمية الوطنية‬:‫املؤمتر الدويل‬ .140
.‫ جامعة املسيلة‬،2013 ‫ أكتوبر‬08-07
‫ اقتصاديات النقل بني متطلبات التنمية احمللية وأساليب املنافسة االقليمية يف‬:‫املؤمتر الدويل‬ .141
.‫ جامعة عنابة‬،2013 ‫ أكتوبر‬29-28 ‫ يومي‬،‫منطقة الشرق األوسط ومشال افريقيا‬

Colloques internationaux

142. Colloque international LOGISTIQUA 30-31 Mai 2013, L’Ecole Nationale


des sciences appliquées de Tanger (ENSAT).
:‫ مواقع رسمية‬.VI
143. www.annaba-port.com/
144. www.bejaiamed.com/
145. www.cevital.com/
146. www.djendjen-port.com/
147. www.douane.gov.dz/
148. www.mts.gov.eg/
149. www.portalger.com.dz/
150. www.portdebejaia.dz/
151. www.portdeghazaouet.com/accueil.php
152. www.portdetenes.dz/
153. www.port-mostaganem.dz/
154. www.port-oran.dz/
155. www.senegal-logistique.net/
156. www.skikda-port.com/
157. www.sntf.dz/
158. www.wto.org/

268
‫قائمة المراجع‬

159. www.ao-academy.org/
www.algerianembassy- 2014-2010 ‫برنامج التنمية الخماسي‬ .160
saudi.com/PDF/quint.pdf
161. www.cetmo.org/
162. www.cma-cgm.com/

269
‫المالحق‬
‫والخرائط المختلفة السفن صور ‪ 1:‬رقم الملحق‬

‫صور السفن المختلفة والخرائط‪:‬‬

‫صورة لناقالت البضائع اجلافة ‪les vraquiers‬‬

‫صورة لناقالت النفط‬

‫‪272‬‬
‫والخرائط المختلفة السفن صور ‪ 1:‬رقم الملحق‬

‫صورة لناقالت املواد الكيمياوية‬

‫صورة لسفينة االيداء رو‪-‬رو‬

‫‪273‬‬
‫والخرائط المختلفة السفن صور ‪ 1:‬رقم الملحق‬

‫صورة للعبَارات‬

‫‪Portique‬‬ ‫الرافعات اجلسرية‬

‫‪274‬‬
‫والخرائط المختلفة السفن صور ‪ 1:‬رقم الملحق‬

‫الخريطة رقم (‪ :)1-5‬شبكة النقل الطرقي يف اجلزائر‬

‫‪Source : http://www.andi.dz/index.php/ar/secteur-de-transport vu le 17/05/2014‬‬

‫الخريطة رقم )‪ :(5-2‬مسار الطريق السيار (شرق‪ -‬غرب)‬

‫المصدر‪ :‬موقع وزارة األشغال العمومية اجلزائرية ‪www.mtp.gov.dz‬‬

‫‪275‬‬
‫والخرائط المختلفة السفن صور ‪ 1:‬رقم الملحق‬

‫الخريطة رقم (‪ :)3-5‬شبكة السكك احلديدية (‪)2011-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة النقل – تطوير النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫الخريطة رقم (‪ :)4-5‬شبكة السكك احلديدية (أفاق ‪)2015‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة النقل – تطوير النقل عرب السكك احلديدية يف اجلزائر‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪276‬‬
‫الملحق رقم ‪ :2‬مصطلحات التجارة الدولية‬

‫مصطلحات التجارة الدولية‬


‫جمموعة ‪ E -‬االنطالق‪:1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪EXW‬تسليم املصنع ‪( Export – works‬يتم حتديد املكان)‪ :‬يقوم البائع بتجهيز البضاعة يف‬ ‫‪o‬‬

‫مبانيه‪.‬‬
‫جمموعة ‪ F -‬احلمولة األساسية غري مدفوعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Free cartier FCA‬ناقل حر (يتم حتديد املكان)‪ :‬يقوم البائع بتسليم البضاعة إىل الناقل األول‬ ‫‪o‬‬

‫(الذي حيدده املشرتي) ويف مكان حمدد وتكون البضاعة جاهزة للتصدير‪ .‬يعترب هذا املصطلح‬
‫مناسباً لكل أساليب النقل‪ ،‬مثل النقل اجلوي والنقل عرب القطارات والنقل الربي وأسلوب النقل‬
‫املتعدد‪.‬‬
‫‪Free‬خالص املصاريف حىت رصيف الشحن (يتم حتديد ميناء‬ ‫‪alongside ship FAS‬‬ ‫‪o‬‬

‫التحميل)‪ :‬تنتهى مسؤولية البائع بتفريغ البضاعة على الرصيف جبانب السفينة وحتول بعدها‬
‫املسؤولية عن املصاريف واملخاطر إىل املشرتى‪.‬‬
‫‪Free on board FOB‬تسليم على ظهر الباخرة (يتم حتديد ميناء التحميل)‪ :‬يعترب هذا الشرط‬ ‫‪o‬‬

‫شرط حبري تقليدي‪ ،‬جيب على البائع حتميل البضائع هلى ظهر السفينة اليت قام املشرتي‬
‫بتعيينها‪ ،‬يتم تقسيم الكلفة واملخاطر على حاجز السفينة‪ .‬جيب على البائع ختليص البضاعة‬
‫للتصدير‪ .‬يتم استعمال هذا الشرط يف النقل البحري فقط‪.‬‬
‫جمموعة ‪ C -‬احلمولة األساسية مدفوعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫(يتم حتديد اسم ميناء الوصول)‪ :‬يقوم‬ ‫‪Cost and freight‬‬ ‫‪CFR -‬التكاليف وأجرة الشحن‬ ‫‪o‬‬

‫ال بائع بدفع التكاليف وأجرة الشحن حىت يتم توصيل السلع إىل ميناء الوصول‪ .‬من ناحية ثانية‪،‬‬
‫يتم نقل املخاطر إىل املشرتي عندما تتعدى البضائع حاجز السفينة‪ .‬يتم استعمال هذا الشرط يف‬
‫النقل البحري فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ vu le 15/06/2014.‬التجارة الدولية مصطلحات ‪http://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪277‬‬
‫الملحق رقم ‪ :2‬مصطلحات التجارة الدولية‬

‫(يتم حتديد ميناء‬ ‫الشحن‪Cost – Insurance – freight‬‬ ‫‪CIF‬التكاليف والتأمني وأجور‬ ‫‪o‬‬

‫إال أنه يف هذه احلالة فإنه جيب على البائع أن‬ ‫‪CFR‬‬ ‫الوصول)‪ :‬يشابه هذا الشرط شرط ال‬
‫يشرتي ويدفع للتأمني للمشرتي‪ .‬يتم استعمال هذا الشرط يف النقل البحري فقط‪.‬‬
‫(يتم تسمية ميناء الوصول)‪ :‬يدفع‬ ‫‪Carrriage insurance paid‬‬ ‫‪CPT -‬احلمولة مدفوعة إىل‬ ‫‪o‬‬

‫البائع للحمولة إىل نقطة الوصول‪ ،‬إال أن املخاطر تنتقل إىل املشرتي مبجرد تسليم البضاعة إىل‬
‫الناقل األول‪.‬‬
‫(يتم حتديد ميناء الوصول)‪ :‬يدفع‬ ‫إىل‪Carrriage paid to‬‬ ‫‪CIP -‬احلمولة والتأمني مدفوعة‬ ‫‪o‬‬

‫البائع مصاريف النقل والتأمني إىل نقطة الوصول‪ ،‬إال أن املخاطر تنتقل إىل املشرتي مبجرد تسليم‬
‫البضاعة إىل الناقل األول‪.‬‬
‫جمموعة ‪ D -‬الوصول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ Delivered at frontier‬مسلم على احلدود (يتم حتديد املكان)‪ :‬البائع يشحن البضاعة‬ ‫‪DAF‬‬ ‫‪o‬‬

‫ويدفع مصاريف اجلمركة عند التصدير ‪ ،‬وتنتهي مسؤوليته عند تسليم البضاعة إىل حدود بلد‬
‫املستورد‪.‬‬
‫‪Delevred‬تسليم السفينة (يتم حتديد امليناء)‪ :‬البائع يلتزم بشحن البضاعة‬ ‫‪Ex Ship DES‬‬ ‫‪o‬‬

‫ويتحمل كل املصاريف واملخاطر املرتبطة بنقلها وتنتهى مسؤوليته بوضع البضاعة حتت تصرف‬
‫املشرتى على السفينة يف ميناء الوصول‪.‬‬
‫‪Delivred Ex Quai DEQ‬تسليم املرسى (يتم حتديد امليناء)‪ :‬البائع يشحن البضاعة ويتحمل‬ ‫‪o‬‬

‫كل املصاريف واملخاطر املرتبطة بنقلها ‪ ،‬وينتهى إلتزامه بتسليم املشرتى البضاعة على رصيف‬
‫ميناء الوصول‪.‬‬
‫(يتم حتديد مكان الوصول)‪:‬‬ ‫‪Delivred duty umpaid‬‬ ‫‪DDU‬مسلمة من دون دفع الرسوم‬ ‫‪o‬‬

‫البائع يتحمل كل املصاريف واملخاطر املرافقة لنقل البضاعة وينتهى إلتزامه بتسليم املشرتى‬
‫البضاعة يف املكان املتفق عليه يف بلد املستورد‪ ،‬غري أنه ال يتحمل احلقوق والرسوم املرتبطة بعملية‬
‫االسترياد‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫الملحق رقم ‪ :2‬مصطلحات التجارة الدولية‬

‫‪Delivred‬تسليم خالص اجلمارك (يتم حتديد مكان الوصول)‪ :‬البائع‬ ‫‪duty paid DDP‬‬ ‫‪o‬‬

‫يتحمل نفس إلتزامات ‪ DDU‬باإلضافة إىل أنه يتحمل احلقوق والرسوم املرتبطة بعملية االسترياد‪.‬‬

‫‪279‬‬

You might also like