Professional Documents
Culture Documents
Hoapitals in Islam
Hoapitals in Islam
By
Abdul Nasser Kaadan, MD, PhD*
M. Yahya Sabbagh **
البيمارستانات في السلما
()النوري والرغوني
إعداد
*
الدكتور عبد الناصركعدان
**
الدكتور محمد يحيى صباغ
*
Chairman, History of Medicine Department, Institute for the History of Arabic
Science, Aleppo University, Aleppo-Syria
The President of ISHIM (www.ishim.net)
P.O. Box: 7581, Aleppo, Syria
e-mail: a.kaadan@scs-net.org
Phone 963 944 300030, Fax 963 21 2236526
**
Master stage student, Institute for the History of Arabic Science, Aleppo University
دكتوراه ف تاريخ الطب العرب. معهد التاث العلمي العرب – جامعة حلب- * أستاذ ورئيس قسم تاريخ الطب
.السلمي – طبيب اختصاصي ف جراحة العظام
a.kaadan@scs-net.org ي: بريد إلكتون، 963 944 300030 هاتف
.** طالب ماجستي ف معهد التاث العلمي العرب – جامعة حلب
4
5
جدول المحتويات
جدول
المحتويات ...................................................................................
1......................
مقدمة
عامة ........................................................................................
4.......................
تعريف
البيمارستان ..................................................................................
4....................
6
البيمارستانات السلمية في عهد الدولة
الفاطمية 20................................................................
البناء وأقسام
البيمارستان ..................................................................................
23...........
مواقع
البيمارستانات ................................................................................
24...................
الدارة .......................................................................................
24.............................
مساعدات
البيمارستان ..................................................................................
25...............
أقسام البيمارستان
الخأرى ......................................................................................
25......
خأزانة
الشراب ......................................................................................
25....................
المكتبات ....................................................................................
26.............................
المجاذم .....................................................................................
26..............................
7
دور
المجانين ....................................................................................
26........................
دور العجزة
والمكفوفين ...................................................................................
27............
طبابة
المدارس .....................................................................................
27.....................
طبابة
السجون .....................................................................................
27......................
البيمارستان
الحربي ......................................................................................
27..............
بيمارستان
السبيل ......................................................................................
28.................
محطات
السعاف ....................................................................................
28..................
جهود أمراء
الغأالبة .....................................................................................
31..............
8
جهود العلماء وأهل الصلحا في بناء وتطوير البيمارستانات
السلمية 35.......................................
وظائف البيمارستانات
السلمية ...................................................................................
38..
بيمارستانات
تعليمية ......................................................................................
38..............
معالجة أهل
الذمة ........................................................................................
41...............
أنواع البيمارستانات
السلمية ...................................................................................
42....
البيمارستانات
الثابتة .......................................................................................
42............
البيمارستانات السلمية
المتنقلة .....................................................................................
46
9
عوامل اضمحلل البيمارستانات
السلمية 47.......................................................................
البيمارستان
الناصري ....................................................................................
52.............
البيمارستان
المنصوري ...................................................................................
55............
البيمارستان
العضدي ....................................................................................
62..............
البيمارستان الكبير
النوري .......................................................................................
66....
لمحة عن أرغأون
الكاملي .....................................................................................
87........
10
المصادر
والمراجع .....................................................................................
96...............
مصادر
النترنت .....................................................................................
96..................
11
مقدمة عامة
تعريف البيمارستان
"البيمارسظظتان" لفظظظة فارسظظية الصظظل ممرككبظظة مظظن كلمظظة "بيمظظار" وتعنظظي مريظظض أو ممصظظاب ،و"سظظتان"
ص ظررت فظظي مظظا بعظظد فظظيوت ظأتي بمعنظظى دار .وبهظظذا يكظظون معنظظى "بيمارسظظتان" "دار المرضظظى" ،واخأتم ص
السظ ظظتعمال فأصظ ظظبحت متلفرظ ظظظ "مارسظ ظظتان" .ومأطلصقرظ ظظت هظ ظظذه اللفظظ ظظة علظ ظظى المستشظ ظظفيات فظ ظظي العصظ ظظور
السظظلمية وأخأظظذت أحيانظظاً تسظظمية أخأظظرى ،هظظي "دار الشظظفاء" .وهظظي بمثابظظة المستشظظفيات العامظظة الظظتي
تعالظظج فيهظظا جميظظع المظراض الباطنيظظة والجراحيظظة والرررمدصيظظة والعقليظظة .ولمظظا أصظظابتها الكظوارث هجرهظظا
المرض ظظى إل م ظظن المج ظظانين حي ظظث ل ظظم يك ظظن له ظظم مك ظظان سظ ظواها فأص ظظبحت الكلم ظظة مرتبط ظظة به ظظؤلء
المرضى فقط ولقد انتشرت البيمارستانات انتشا اًر كبي اًر في العالم السلمي.
ويستعمل المغاربة لفظ بيمارستان بمعنى بيمارستان للمراض العصبية فقط ،ولظظم يتظظم العثظظور علظظى
أي مظ ظرادف لكلمظظة البيمارس ظظتان فظظي المصظظادر التاريخأي ظظة ولظظم يس ظظتخأدم المسظظلمون سظظوى لف ظظظ كلم ظظة
البيمارستان ،حتى نهاية العصر العباسي.
ميعتررقد أكن أكول رمن أقامها كان الوليد بن عبد الملك عام 707م .وأقدم هذه البيمارستانات يعود إلى
عهظظد المماليظظك بممخأطكظظط شظظبيه بط ظراز المدرسظظة ذات الصظظحن واليوانظظات ،وكظظانت هظظذه المؤسسظظات
ذات وظيفة صحية إنسانية وتعليميظظة فظي وقظتت واحظتد ،وتلحظظق بهظظا حماكمظظات للرجظظال وأخأظظرى للنسظظاء،
وقاعات متعددة الستعمالت ومصلى ومرافق أخأرى.
كظظان يتظ ظكم التكطظظبيب والمعالجظظة لمرضظظى كظظل الطوائظظف بل تفريظظق ،ويتقاضظظى العظظاملون أتعظظابهم مظظن
ميزانيظ ظظة توقظ ظظف علظ ظظى المارسظ ظظتان .وقظ ظظد يلتحظ ظظق بظ ظظالكثير منهظ ظظا طلب يتظ ظظدكربون علظ ظظى أيظ ظظدي أطبظ ظظاء
صصين ،يتلكقون الدروس النظرية والعملية .وكظان لكظكل مظرض جنظاحا أو بنظاء مسظتقتل ،حظتى إكن ممتخأ ك
المراض العصبية كانت لها بيمارستاناتها الممنفصلة.
بعد تطكور مفهوم المستشفى وشكلها ،فرقرردت اللفظة الولى مدلولها الصظظلي واقتصظظر إطلقهظظا علظظى
ف في العصور المتأخأرة باللهجة العامية بظ"المرستان".مصكح المراض العقلية الذي معصر ر
12
طبية من خأ وارزم إلى دمشق إلى كانت ككل الحواضر السلمية قد عرفت ذلك الكنوع من البنية ال ك
مصظظر إلظظى تظظونس وغأرناطظظة .حظظتى إكن القظظاليم كظظانت لهظظا مارسظظتاناتها هظظي الخأظظرى .وقظظد عرفظظت
اسطنبول وحدها خألل خأمسة قرون من التاريخ قيام سبعين مارستاناً .أكمظظا أكول بيمارسظظتان عثمظظاني
فقد أقيم في بروسه عام 1326م ولم تكن قد عرفت هذا النوع من المؤكسسات.
م ظظن أق ظظدم البيمارس ظظتانات وأجمله ظظا ف ظظي دمش ظظق البيمارس ظظتان النظظوري ال ظظذي مشظ ظكيد ف ظظي الق ظظرن الس ظظادس
للهجظ ظرة/الث ظظاني عش ظظر للميلد ،ومشظ ظكيد البيمارس ظظتان القمي ظظري ف ظظي الق ظظرن الث ظظامن للهجظ ظرة/ال ارب ظظع عش ظظر
صحن المركزي إوايواناتهظا الربعظة وبالبوابة العاليظة والقبظة، للميلد .وقد تمكيز هذان البيمارستانان بال ك
وكظظانت كلكهظظا مزخأرفظظة بالممقرنصظظات .وقظظد قظظام المهنظظدس إيكوشظظار بظظترميم مظظدخأل القميظظري ول سظ ظكيما
متدكلياته في القرن العشرين.
وقد ورد في كتظاب "الطظب عنظد العظظرب" :كظانت البيمارسظتانات فظظي العصظور الوسظظطى علظظى نظظوعين:
ثابتة ،وقد بنيت فظظي أمظظاكن معينظظة وهظظي البيمارسظظتانات العامظظة والبيمارسظظتانات الخأاصظظة ،والمحمولظظة
وهي التي تنقل على الحيوانات من مكان إلى آخأر كلما دعت الحاجة إليها.
وقظظد أبظظدى العظظرب اهتمام ظاً كظظبي اًر بإنشظظاء البيمارسظظتانات .وأول مظظا شظظيد منهظظا كظظان فظظي دمشظظق زمظظن
المويين ،بيد أنها تطورت وتكاثرت في العصر العباسي ،فشيد عدد كبير منهظظا فظظي بغظظداد والقظظاهرة
ودمشظظق وغأيرهظظا مظظن العواصظظم السظظلمية والمظظدن الكظظبرى .وكظظانوا يبظظالغون فظظي عنظظايتهم ،باخأتيظظار
المكان الصحي والملئم الذي يصلح لقامة بيمارستانات عليه .وكانت لهظظم سياسظظة طبيظظة مرسظظومة
يتبعونها في إنشائها .وكانت البيمارستانات مدارس للتعليم وأمكنة للستشفاء وتمرين الطلب.
جمعظظت البيمارسظظتانات بيظظن تعليظظم الطظظب وتطظظبيب المرضظظى .وقظظد كظظان حظظول المسظظجد المظظوي ثلثظظة
بيمارسظظتانات يمظظر الماشظظي عليهظظا جميع ظاً فظظي دقيقظظتين .وكظظان لكظظل هظظذه المؤسسظظات أوقظظاف يصظظرف
عليهظظا منهظظا ،وأنيظظط إدارتهظظا بالمظظديرين المنتخأظظبين مظظن أمظراء البلد أو مظظن قظواد الجيظظش ،وأوكظظل أمظظر
التطبيب فيها إلى أطباء انتخأبوا ،بعد المتحان ،عن جظدارة وكفظاءة وعيظن لكظل منهظا طظبيب وجظراحا
وكحال وفاصد ،وخأدم العديد لتأمين راحة المرضى .وكظان يعطظى لكظل طظبيب بعظد المتحظان إجظازة
تخأظظوله العمظظل فظظي دائظ ظرة اخأتصاصظظه .وتظ ظوافرت فظظي بيمارسظظتانات الخألفظظاء والسظظلطين كظظل أسظظباب
ال ارحظ ظ ظظة والرفاهيظ ظ ظظة أحيانظ ظ ظاً مظ ظ ظظن أسظ ظ ظكرة وثيظ ظ ظرة ناعمظ ظ ظظة وحمامظ ظ ظظات فخأمظ ظ ظظة .ومظ ظ ظظن المعلظ ظ ظظوم أن هظ ظ ظظذه
البيمارسظظتانات ،علظظى غأناهظظا ورفاهيتهظظا ،كظظانت تفتظظح أبوابهظظا للفق ظراء ولكظظل أبنظظاء الشظظعب مجان ظاً دون
تمييظز .وكظظان إنشظاؤها مسظظألة دنيويظة بحتظظة .وكظان الخألفظظاء وكبظار مظوظفي الدولظة هظم الظذين يظظدفعون
أجظ ظظور الطبظ ظظاء والصظ ظظيادلة وحاجيظ ظظات المرضظ ظظى فظ ظظي البيمارسظ ظظتانات الظ ظظتي أنشظ ظظؤوها وذلظ ظظك بحبظ ظظس
الوقاف عليها.
13
وقظظد أبظظدى العظظرب اهتمام ظاً كظظبي اًر بإنشظظاء البيمارسظظتانات .وأول مظظا شظظيد منهظظا كظظان فظظي دمشظظق زمظظن
المويين ،بيد أنها تطورت وتكاثرت في العصر العباسي ،فشيد عدد كبير منهظظا فظظي بغظظداد والقظظاهرة
ودمشظظق وغأيرهظظا مظظن العواصظظم السظظلمية والمظظدن الكظظبرى .وكظظانوا يبظظالغون فظظي عنظظايتهم ،باخأتيظظار
المكان الصحي والملئم الذي يصلح لقامة بيمارستانات عليه .وكانت لهظظم سياسظظة طبيظظة مرسظظومة
يتبعونها في إنشائها ,كما كانت البيمارستانات مدارس للتعليم وأمكنة للستشفاء وتمرين الطلب.
جمعظظت البيمارسظظتانات بيظظن تعليظظم الطظظب وتطظظبيب المرضظظى ,وقظظد كظظان حظظول المسظظجد المظظوي ثلثظظة
بيمارسظظتانات يمظظر الماشظظي عليهظظا جميع ظاً فظظي دقيقظظتين .وكظظان لكظظل هظظذه المؤسسظظات أوقظظاف يصظظرف
عليهظظا منهظظا ،وأنيظظط إدارتهظظا بالمظظديرين المنتخأظظبين مظظن أمظراء البلد أو مظظن قظواد الجيظظش ،وأوكظظل أمظظر
التطبيب فيها إلى أطباء انتخأبوا ،بعد المتحان ،عن جظدارة وكفظاءة وعيظن لكظل منهظا طظبيب وجظراحا
وكحظظال وفاصظظد ،وخأظظدم عديظظدون لتظظأمين ارحظظة المرضظظى .وكظظان يعطظظى لكظظل طظظبيب بعظظد المتحظظان
إجازة تخأوله العمل في دائرة اخأتصاصه .وتوافرت في بيمارستانات الخألفاء والسظظلطين كظظل أسظظباب
ال ارحظ ظ ظظة والرفاهيظ ظ ظظة أحيانظ ظ ظاً مظ ظ ظظن أسظ ظ ظكرة وثيظ ظ ظرة ناعمظ ظ ظظة وحمامظ ظ ظظات فخأمظ ظ ظظة .ومظ ظ ظظن المعلظ ظ ظظوم أن هظ ظ ظظذه
البيمارسظظتانات ،علظظى غأناهظظا ورفاهيتهظظا ،كظظانت تفتظظح أبوابهظظا للفق ظراء ولكظظل أبنظظاء الشظظعب مجان ظاً دون
تمييظز .وكظظان إنشظاؤها مسظظألة دنيويظة بحتظظة .وكظان الخألفظظاء وكبظار مظوظفي الدولظة هظم الظذين يظظدفعون
أجظ ظظور الطبظ ظظاء والصظ ظظيادلة وحاجيظ ظظات المرضظ ظظى فظ ظظي البيمارسظ ظظتانات الظ ظظتي أنشظ ظظؤوها وذلظ ظظك بحبظ ظظس
الوقاف عليها.
أمظا مؤسظس البيمارسظتان ،فظظإن بعظظض المظؤرخأين يعتظبرون أبقظراط مؤسسظاً للبيمارسظظتانات .وذلظك بظظأنه
أقظظام بظظالقرب مظظن داره فظظي موضظظع مظظن بسظظتان كظظان لظظه ،موضظظعاً مفظظرداً للمرضظظى وجعظظل فيظظه خأظظدماً
يقومون بمداواتهم ،وسماه "اخأسندوكين" ،أي مجمع المرضى.
ويعتظظبر المؤرخأظظون المسظظلمون نظ ظواة هظظذه البيمارسظظتانات فظظي السظظلم تلظظك الخأيمظظة الظظتي أمظظر النظظبي
بإقامتها في غأزوة الخأندق وذلظك لمظظا أصظظيب سظظعد بظن معظظاذ فظي تلظظك الموقعظظة ،فضظظرب النظظبي خأيمظظة
في المسجد ليعوده.
وفظظي روايظظة أخأظظرى أن رسظظول ال ظ قظظد جعظظل ابظظن معظظاذ فظظي خأيمظظة لم ظرأة مظظن أسظظلم يقظظال لهظظا رمرفيظظدرة،
وكانت تظداوي الجرحظى .وبظذلك يكظون النظبي أول مظن أمظر بالبيمارسظظتان الحربظي المتنقظل .ويجمعظون
على أن الوليد بن عبد الملظك منشظئ أول بيمارسظتان بمعنظاه الصظحيح فظي السظلم فظي سظنة 88هظظ/
706م ،ودار المرضظ ظظى ،فجعظ ظظل فيظ ظظه الطبظ ظظاء وأجظ ظظرى لهظ ظظم الرزاق وأمظ ظظر بحبظ ظظس المجظ ظظذومين لئل
يخأرج ظوا ،وأجظظرى عليهظظم ،وعلظظى العميظظان الرزاق .قظظال محمظظد بظظن جريظظر الطظظبري فظظي تاريظظخ الرسظظل
والملوك" :كان الوليد بن عبظد الملظظك عنظظد أهظل الشظظام أفضظل خألئفهظظم ،بنظظا المسظظاجد :مسظجد دمشظظق
ومسظظجد المدينظظة ،ووضظظع المنظظابر وأعطظظى النظظاس المجظظذومين وقظظال" :ل تسظظألوا النظظاس" وأعطظظى كظظل
14
مقعد خأادماً وكل ضرير قائدًا" .ثم أنشظأ زمظن المظويين أيضظاً بيمارسظتاناً آخأظر فظي مصظر فظي زقظاق
القناديل.
ومما ل شك فيه أن البيمارستانات العربية كانت في بدايتها بسيطة ولكنها ،بمرور اليام ،توسظظعت
وأخأظذت شظكلها المتكامظل ،بعظد أن أدخأظل عليهظا الكظثير مظن الضظافات والتحسظينات ،وبلغظت ذروتهظا
زم ظظن العباس ظظيين .وعل ظظى س ظظبيل المث ظظال ع ظظن العناي ظظة وال ظظترفيه ال ظظتي نعم ظظت به ظظا البيمارس ظظتانات زم ظظن
العباس ظظيين وم ظظا أع ظظد م ظظن وس ظظائل ال ارح ظظة ف ظظي البيمارس ظظتان العض ظظدي .م ظظع العل ظظم أن ظظه ل ظظم يك ظظن م ظظن
بيمارستانات الدرجة الولى.
لظظذلك نظظرى أن البيمارسظظتانات الحقيقيظظة لظظم تظهظظر إل بعظظد قيظظام الدولظظة العباسظظية .وقظظد قيظظل أن الخأليفظظة
المنصظظور كظظان أول مظظن حظظدد النهظظج لمظظن أتظظى بعظظده فظظي تشظظييد البيمارسظظتانات ثظظم تظظابع هظظذا العمظظل
خألفاؤه من بعده ،فأسس الرشيد والبرامكة ما أسسه المنصور في هذا الصدد .وزادت البيمارستانات
فيما بعد في بغداد زيادة كبيرة في سنة 307/920م ،خأمسة منها تقلدها الطبيب سنان بن ثابت.
وبن ظظا الم ظظأمون م ظظأوى لليت ظظام والنس ظظاء والع ظظاجزات .وانتش ظظرت البيمارس ظظتانات المتنقل ظظة كالبيمارس ظظتان
السيّار في معسكر الفشين قائد جيوش المعتصم.
وبيمارستان محمد بن ملك شاه الذي كان يصظظحب المعسظظكر أينمظظا ذهظظب ،وكظان ينقظل علظى أربعيظن
جملً بإش ظراف الطظظبيب عبيظظد ال ظ بظظن المظفظظر .وقظظد سظظبق العباسظظيون غأيرهظظم ،فظظي مظظا يسظظمى اليظظوم،
ببعثظظة الحظظج الطبيظظة ،حيظظن خأظظرج مظظن بغظظداد فظظي سظظنة 1178م محمظظد بظظن عبظظد ال ظ بظظن هبظظة ال ظ بظظن
المظفظظر الظوزير طالبظاً الحظظج .فقظظد عظظزز سظظفره بجهظظاز طظظبي واشظظترى سظظتمائة جمظظل لحمظظل المنقطعيظظن
وأمتعتهم .ولم تقتصر البيمارستانات على بغداد فقط بل انتشرت في مخأتلف البلد السلمية .فقد
كتب طاهر بن الحسين إلى ابنه عبد ال يقول له" :وانصب لمرضى المسظظلمين دو اًر تقيهظظم ،وقوامظاً
يرفقون بهم ،وأطباء يعالجون أسقامهم".
ولقظظد عنظي العباسظظيون فظي بغظظداد بالضظافة إلظظى دور المرضظظى ،بإنشظظاء دور للمجظانين والمحروريظن،
وق ظظد تط ظظورت ه ظظذه ال ظظدور ح ظظتى أص ظظبحت بيمارس ظظتانات ك ظظبيرة تض ظظم إل ظظى ج ظظانب رده ظظات المرض ظظى
ومخأازن الدوية والتربة ومكتبات وقاعات لتدريس الطظب ،أصظظبحت فيمظظا بعظد مظدارس للطظب كظان
لها فضل كبير على العالم.
وأكظظبر بيمارسظظتانات العصظظر العباسظظي وأهمهظظا كظظانت ثلثظظة وهظظي البيمارسظظتان العضظظدي فظظي بغظظداد،
البيمارستان النوري فظي دمشظق ،والبيمارسظتان المنصظوري فظي القظاهرة .إوالظى جظانب هظذه المؤسسظات
الكظظبرى ،اشظظتهرت بيمارسظظتانات أخأظظرى ،خأصوص ظاً فظظي بغظظداد ،فكظظان يتسظظابق علظظى إنشظظائها الخألفظظاء
15
ونساؤهم ،ووزراء الدولظة ،كمظا اشظتهرت نخأبظة ممتظازة مظن الطبظاء الظذين تركظوا ت ارثظاً طبيظاً أسظدت به
بغداد خأدمات جليلة للنسانية.
التكايا :مفردها تكية ،تطلق على المؤسسة الظظتي تقظدم الطعظام للفقظراء وطلبظظة العلظم وأبنظظاء السظبيل وغأيرهظم دون مقابظظل .الجبرتي ،عجظائب 1
دينية ،وتصبح ملكيته ل ويستعمل ريعه في وجوه الخأير والبر .الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ص .396 ,391
3القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 158ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 184أحمد عيسى ،تاريخ ،ص .84
جنديسابور :مدينظظة بخأوزسظظتان ،ويقظظال لهظظا الخأظظور ،وهظظو إقليظظم واسظظع بيظظن البصظرة وفظظارس ،بناهظظا سظظابور الول الساسظظاني ،وفتحهظظا أبظظي موسظظى 4
الشعري عقب فتحه إقليم تستر من جنديسابور .اشتهرت بمعهدها الطبي وكانت لغة التعليظظم بهظا الراميظة ،ولقظظد ازدهظرت هظظذه المدرسظة ازدهظا اًر
كظبي ًرا ،فأسظس فيهظظا معهظد طظبي ،ألحظق بظه بيمارسظتان كظبير ،وكظان الطبظاء والسظاتذة بظه مظن الهنظظود .انظظر :ياقوت ،معجظم البلظدان ،ج ،2ص
.170ج ،7ص .950
الوباء :هو الطاعون ،وقيل هو كل مرض عام ،إواذا قيل وبئت الرض فهي موبوءة ،إذا كثر مرضها ,انظر :ابن منظور ،لسظظان العظظرب ،ج 5
،1ص .189
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص ,421ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،4ص .119
الحارث بن كلدة الثقفي :هظو أبظو وائظل الحظظارث بظن كلظظدة بظن عمظظر بظن علج الثقفظي ،مظن أشظظهر أطبظاء العظظرب قبظظل السظلم وفظظي عهظد 7
الخألفاء الراشدين ،له تجربة واسعة في الطب وآراء حكيمة ،ولقب بطبيب العرب ،واخأتلفوا في تاريخ وفاته ،وقيل أنه توفي في نهايظظة عهظظد
عمر بن الخأطاب ،حيث تحاور معه في الطب ،وله قوله المشهور :البطن بيت الداء والحمية رأس الدواء .انظر :ابن جلجججل ،الطبقظظات،
ص ، 54القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص ، 162ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 165
16
مظظرض سظظعد بظظن أبظظي وق ظظاص ف ظظي مك ظظة ليع ظظالجه ،1ث ظظم بعظظد ذل ظظك اسظظتخأدم اس ظظتدعاه الرس ظظول النظظبي
الطبظظاء ،وبظظدأ يسظظتعمل البيمارسظظتانات البدائيظظة لمعالجظظة المرضظظى ،فكظظانت أشظظبه بمكظظان لعلج أول
من أنشأ بيمارسظتاناً فظي السظلم ،حيظظث لظظم يكظن فظي بلد المرضظظى .لظظذا يعظد سظظيدنا محمظظد خأصظظص
الع ظظرب بيمارس ظظتان خأ ظظاص به ظظم ليعال ظظج المرض ظظى أثن ظظاء الح ظظروب ،2وعن ظظدما ج ظظاء الن ظظبي مكانظ ظاً م ظظن
مسظظجده ،وأقظظام بظظه خأيمظظة لمعالجظظة جرحظظى غأظظزوة الخأنظظدق ،وتظظم إنشظظاء ملجظظأ عالظظج بظظه أصظظحابه مظظن
أمثظال سظظعد بظظن معظظاذ ،وجعظل هظظذا المكظان لزيظارة مظن يرغأظب ،وليسظهل عمليظة تمريظض الجرحظى مظظن
قبل الطباء ،و يمكن اعتبار هذه الخأيمة البدائية أول بيمارستان في السلم.
نشأة البيمارستانات في العصر الراشدي
استمر الطب على حالته البدائية زمن الخألفاء الراشدين يسوده البساطة ،حيث لم يحدث فيه تطظظور
طبي كبير ولم تبن بيمارستانات تذكر ،مع العلم بوجود أطباء عرب مثل الحارث ابن كلدة
الثقفي ،3وابن أبي رمثة التميمي ،4وأثناء عهد الراشدين لم يكن العرب قد اخأتلط وا بالمم الخأرى
مظظن الناحيظظة الحضظظارية ،بظظل كظظانت مظظدة صظراع وحظظروب وفتوحظظات ،ولظظم يكظظن يعظظرف فظظي تلظظك المظظدة
سوى البيمارستان الفارسي في مدينة جنديسابور ,5ولما فتح العرب مدينة جنديسابور عام17ھ6/
38م ,زمظظن خألفظظة عمظظر بظظن الخأطظظاب كظظان البيمارسظظتان الفارسظظي مظظازال يعمظظل بنشظظاط ،6وبقظظي حظظتى
خألفة أبظي جعفظظر المنصظور775/754م 136–158هظظ ،وعظرف فيهظظا آنظظذاك مجموعظة مظظن أسظظاتذة
الطب أمثظال جورجيظوس بظن جبرائيظل البخأتيشظوعي وابنظه بخأتيشظوع وعيسظى بظه شظهلتا ،وسظابور بظن
سهل.7
نشأة البيمارستانات السلمية في العصر الموي 132 -41هج 749 -661 /م
شظظهد العصظظر المظظوي تطظظو اًر قليلً مظظن حيظظث وجظظود البيمارسظظتانات السظظلمية ونشظظأتها ،ويقظظال أنهظظا
بدأت في العصر المظوي عنظدما تظم حصظار ابظن الزبيظر فظي مكظة ،فضظرب لهظا فسظطاطاً مظن ناحيظة
المسجد لمعالجة الجرحى مظن أصظحابه ،ويعظرف هظذا الفسطاط 8عنظد العظرب بالبيمارسظتان العربظي،
يعتظظبر الخأليفظظة المظظوي معاويظظة بظظن أبظظي سظظفيان مظظن أوائظظل مظظن أنشظظأ البيمارسظظتان السظظلمي بشظظكله
المصرية ،وبنا بها عمر بن العاص جامع كبير يسمى الجامع العتيق.
17
المنظظظم فظظي عاصظظمة الدولظظة المويظظة دمشظظق ،فوضظظع بنظظاء بيمارسظظتان إسظظلمي عظظام 60ه ظظ679/م,
تحظظت المئذنظظة الغربيظظة مظظن الجظظامع المظظوي ,كمظظا وعظظثر علظظى بيمارسظظتان إسظظلمي آخأظظر فظظي منطقظظة
زقظظاق القناديظظل فظظي مصظظر ،ولظظم يعظظرف مظظن أسسظظه ،ولكنظظه فظظي آثظظاره يعظظود إلظظى حقبظظة بنظظي أميظظة كمظظا
وعظظرف عظظن اهتمظظام معاويظظة بالبيمارسظظتانات المتنقلظظة الخأاصظظة بالحجيظظج ،وعيظظن لهظظم الطبظظاء 1وشظظهد
عهظظد الوليظظد بظظن عبظظد الملظظك 96-86ه ظظ714-705/م 2عظظام 88ه ظظ 706/م إنشظظاء أول بيمارسظظتان
فعلي ثابت حين أسكن به العميان وحبس المجذومين حتى ل تنتقل العدوى للعامظظة ،وأجظظرى عليهظظم
الرزاق ،3وجعظظل لكظظل مقعظظد خأظظادم ولكظظل ضظرير قائظظد ،وفظظي أغألظظب الظظظن أن هظظذا البيمارسظظتان شظظيد
علظظى غأ ظرار بيمارسظظتان جنديسظظابور الفارسظظي الظظذي كظظان ل ي ظزال يعمظظل فظظي تلظظك المظظدة ،وعظظثر علظظى
بيمارسظظتان مظظن الرجظظح أنظظه يعظظود للعصظظر المظظوي فظظي منطقظظة زقظظاق القناديظظل ،فظظي أزقظظة الفسظظطاط،
واستعمل لمرضى الجذام )البرص( ،4وتم إنشاء ملجأ للفق راء مزوداً بالزيت والطحين والعجين في
عهظظد عمظظر بظظن عبظظد العزيظظز7195م واعتظظبر هظظذا الملجظظأ كبيمارسظظتان لوجظظود الدويظظة بظظه ،وبعظظض
حاجيات المرضى مستلزماتهم.
نشأة البيمارستانات السلمية في العصر العباسي 656-132هج1258-749/م
يعظظد العصظظر العباسظظي مظظن أزهظظى العصظظور السظظلمية الحضظظارية ،فحيظظن اعتلظظى العباسظظيون كرسظظي
الحكظ ظظم ازدهظ ظظرت البيمارسظ ظظتانات بشظ ظظكل كظ ظظبير ،وهظ ظظذا يظ ظظدل علظ ظظى مظ ظظدى اهتمظ ظظامهم بظ ظظالعلوم الطبيظ ظظة،
وتشجيعهم للطباء وتشييدهم للمدارس الطبية 6التابعة للبيمارستانات ،ودع وا إلى عقد المؤتمرات
منها مسجد دمشق ومسجد المدينة ،ووضع المنابر ،ويعتبر عهده تعمير وبناء الدولة السلمية ،توفى عظام 96ھ 714 /م بظظدير مظظروان
من دمشق ،وصلى عليه أخأوه سليمان ،وكانت مدة حكمه تسع سنوات وثمانية أشهر ،يشبه عهده عهظد الخألفظاء ال ارشظدين .تاريظخ الخألفظاء،
ص .177
الرزاق :جمع رزق ،ما ينتفع به الناس ،وهو العطاء والقظوات .ال رازي ،مخأتظار الصظحاحا ،ج ،1ص 10ابن منظور ،لسظان العظرب، 3
ج ، 10ص .115
البرص أو الجذام :مظظرض تسظظببه باسظظبليات الجظظذام ،ففظظي النظظوع الجلظظدي أو المتحظظرك فيظظه يثخأظظن الجلظظد ،وتظهظظر فيظه ب ارشظظيف تتحظظول إلظظى 4
قروحا ،وتحدث الوفاة بالعياء أو الكسل أو الكلظى ،أمظا النظوع العصظبي أو فيهظاجم الفيظروس أعصظاب الجلظد وتظهظر على البشظرة بقظع غأيظر
ملونظظة برصظظاء مظظع خأظظدر وشظظلل وسظظقوط أصظظابع اليظظدي والرجظظل ،ويعقظظب ذلظظك المظظوت ،وسظظمو العظظرب هظظذا الظظداء داء السظظد ،لنظظه يفظظترس
أط ظراف الجسظظم .وجظظذم الرجظظل ،أي أصظظبح أجظظذم ،وهظظو المقطظظوع اليظظد ،والجظظذام داء خأطيظظر ،مظظن الم ظراض المنتش ظرة فظظي الدولظظة السظظلمية
الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ج ،1ص . 42ابن منظور ،لسان العرب ،ج ، 12ص . 59
عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الموي :ولد بمصظظر وقيظظل بالمدينظة عظام 60ھ 679م جمظع القظرآن وهظو صظظغير ،بعثظظه أبظوه 5
إلى المدينة ليتأدب فيها ،فكان يخأتلف علظى عبيظد الظ بظن عبظد الظ بظن مسظعود ،كظان قبظل الخألفة على قظدر مظن الصظلحا والظورع ،إل أنظه
كان يبالغ في التنعيم ،روى الحدويث عن الكثير عن الصحابة والتابعين ،عين مجلس من العلماء يستشيرهم . 192 .ابن كثير ،البداية،
ج ،9ص .192
6القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 164ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 183
18
الطبي ظ ظظة ال ظ ظظتي حض ظ ظظر إليه ظ ظظا الطب ظ ظظاء م ظ ظظن كاف ظ ظظة البلد والق ظ ظظاليم التابع ظ ظظة للدول ظ ظظة ،1وب ظ ظظدأت ه ظ ظظذه
البيمارسظظتانات تأخأظظذ شظظكلً حضظظارياً فائق ظاً انتظمظظت بهظظا مهنظظة الطظظب ،وأصظظبحت مهنظظة مرموقظظة ل
يعبظظث بهظظا المحتظظالون والسظظحرة وأنصظظاف الطبظظاء ،لظظذا تبظظارى الخألفظظاء والسظظلطين والم ظراء والنسظظاء
وأهظظل اليسظظار علظظى تشظظيدها ،وأشظرفت عليهظظا الوقظظاف بشظظكل مباشظظر ،وهظظذا أول تطظظور يظظدخأل علظظى
البيمارستانات كما ذكرت كتب التاريخ والرحالة ،وتم تنظيم العمل بها ،وتقسيمها إلى أقسام خأاصة
وأخأظظرى عامظظة ليسظظتفيد منهظظا كافظظة أفظ ظراد الشظظعب صظظغا اًر وكبظظا ًرا ،مظظن مسظظلمين وأهظظل ذمظظة ،أغأنيظظاء
وفق ظراء ،وبالتظظالي أصظظبحت كظظل مدينظظة بهظظا بيمارسظظتان كظظبير عظظام علظظى القظظل ،وروى أن أبظظا جعفظظر
المنصظور 2أول خأليفة عباسظي 132ھ 749 /م حظث علظى إنشظاء البيمارسظتانات ،وأنشظأ بيمارسظتان
للعميان ودا اًر لليتام والقواعد ،وخأصص مكان اً خأاص اً للمجانين ،3يتلقون فيه العلج ،فعمل على
استقدام جرجوريوس الطبيب الفارسي المشهور ،4واهتم بمثل هذه العمال من استقطاب للطباء،
ثظظم اهتظظم بالناحيظظة الصظظحية والنفسظظية للعامظظة ,5وعنظظدما جظظاء عهظظد الخأليفظظة هظظارون الرشظظيد-170 6
185هظ801-786/م اهتم أكثر ببنظظاء البيمارسظظتانات ،وزاد مظظن تطويرهظظا فأقظظام بيمارسظظتاناً كظظبي اًر فظظي
بغظظداد ،7وألحظظق بظظه مكتبظظة علميظظة ضظظخأمة هظظو علظظى غأ ظرار البيمارسظظتانات الفارسظظية ورشظظح لرئاسظظته
ماسويه الخأوزي وتولى الطظبيب جبرائيظل بظن بخأتيشظوع أمظر المرضظى ،والبيمارسظتان المظذكور صظورة
محسظظنة ومكظظبرة عظظن بيمارسظظتان جنديسظظابور ،وفظظي عهظظده تظظم تأسظظيس مظظا يعظظرف بظظأول نقابظظة طبيظظة
خأاصة للطباء ، 8ويعد عهد هارون الرشيد فاتحة خأير لنتشار عش رات البيمارستانات في الدولة
السلمية فيما بعد .9كما وأنشأ الخأليفة العباسي المعتصم بال 10بيمارستاناً في بغداد أشرف عليه
بنفسظظه ،وأوكظظل ببنظظائه إلظظى الطظظبيب أبظظي بكظظر ال ظرازي بعظظد تحديظظد موضظظعه الملئظظم للظظظروف البيئيظظة،
وكظظان الخأليفظظة يخأظظرج كظظل يظظوم عشظرة دنظظانير شظظهرياً نفقظظات للبيمارسظظتان والطبظظاء ،11ويعطظظي الرزاق
1القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 102، 172ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 188
2الخأليفة أبو جعفر عبد ال بن القادر بال بن أحمد بن إسحاق بن المقتدر جعفر العباسي البغدادي :ولد عام 391هظ 1000/م وتوفى
عام 467ھ 1074/م.
3ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،2ص .31
4القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص . 46، 67ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .183
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 306
هارون الرشيد 194-151هظ809-766/م ولد في الري ،وتوفى في طوس ،أعظم الخألفاء العباسظظيين اسظظتوزر البرامكظظة فظظاعتزله الدولظظة 6
على أيظامه إلظى أن قتلهظم الرشظيد لسظتبدادهم ،حج ثمظاني أو تسظع مظرات ،وغأظزوات ،غألظب نيقفظورس ملظك الظروم ،وحظالف شظمارلمان الكظبير
ملك الفرنجة .السيوطي ،تاريخ الخألفاء ،ج ،1ص .. 283
7القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 164ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 188يوسف العش ،تاريخ الخألفة ,ص .214
8ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .188
9ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 245
10المعتصم بال :هو أبو اسحق محمد بن الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور .ابن كثير ،البداية ،ج 10ص 222
ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .. 416 11
19
للطباء والكحظالين ،واهتظم بالخأظدم والقروامظظة الظظذين يخأظظدمون المغلظظوبين علظى عقظولهم )المجظظانين( كمظظا
كظظان يتكفظظل بأثمظظان الطعمظظة والش ظربة والخأبظظازين والب ظوابين ،ومظظن يتكفظظل بظظالمؤن ويسظظموا المئظظانين،
وسظظمى هظظذا البيمارسظظتان الصظظاعدي أو العظظتيق ،1وفظظي عهظظد الخأليفظظة المقتظظدر 320-295هظظ-872/
932م ارتقظ ظ ظظت مهن ظ ظ ظظة الط ظ ظ ظظب ،وازداد بن ظ ظ ظظاء البيمارس ظ ظ ظظتانات ،وأصظ ظ ظظبح امتحظ ظ ظظان الطب ظ ظ ظظاء داخأظ ظ ظظل
البيمارسظظتانات شظظرطاً أساسظظياً 2لمزاولظظة مهنظظة الطظظب ،وخأاصظظة عنظظدما علظظم الخأليفظظة المقتظظدر بظظأن أحظظد
الطبظظاء ببغظظداد أخأطظظأ فظظي تشظظخأيص حالظظة أحظظد مرضظظاه ،ووصظظف لظظه العلج فمظظات علظظى أثظظر ذلظظك،
فظظأمر الخأليفظظة المحتسظظب بظظأن يمنظظع جميظظع الطبظظاء ممارسظظة المهنظظة حظظتى يقظظدم امتحان ظاً يجيظظز لظظه ،
وكلف سنان بن ثابت بن قره 3بإجراء هذا المتحان ،وفعل سنان ذلك ،وأجرى المتحان لما يقارب
تسعمائة طبيب في بغداد،،4كما أشار سنان بن ق رة عام 306ھ918 /م على الخأليفة المقتدر،5
بأن يبني بيمارستان في بغداد بمنطقة باب الشام ،فكلفه الخأليفة بذلك خأدمة للمسلمين ،وتخأليداً
6
لذكراه وسماه بالبيمارستان المقتظدري ،وأنفظق المظوال الطائلظة والنفقظات الكظثيرة مظن مظال الخألفظة بمظا
يقارب 7مائتي دينار شهرياً ،8وفي أول محرم من عام 306ھ 918 /م تم افتتاحا بيمارستان في
منطقة سوق يحيى 9على نهر دجلة ،أنشأته السيدة شغب 10أم الخأليفة المقتدر بال العباسي وتم
افتتاحا هذا البيمارستان في نفس العام ،وبلغ نفقة البيمارستان ستمائة دينار فظظي الشظظهر ،وأكظظثر مظظن
سبعة آلف دينار سنويًا ،وافتتح هذا البيمارستان ثظابت بظن قظكره ورتظب به الطبظاء والخأدمظة والقومة
بأمر من السيدة أم الخأليفة وبنا هذا البيمارستان على نهظر دجلظة ذات موضع ملئظم للمرضظى,11
شهدت البيمارستانات تطو اًر ملحوظاً في عهد البرامكة 12الذي تم فيه إنشاء بيمارستان في بغداد،
عند القاهر بال والراضي ،وتوفي في بغداد عام 331ھ942 /م انظر :ابن النديم ،الفهرست ،ص ,473ظ القفطي ،تاريظظخ الحكمظظاء ،ص
47، 50ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .200، 302
4القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 130ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .302
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .302
6ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،1ص . 308القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .86
7باب الشام ،محلة بالجانب الغربي في بغداد ،ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،1ص .308
8القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص . 86
كان سوق يحيى بالجظظانب الغربظي مظن بغظظداد ،وينسظظب إلظى خأالظد بظظن يحيظى الظظبرمكي ،وهظذا السظوق أقطعظظه لظه الخأليفظظة هظارون الرشظظيد ،ثظم 9
صار هذا السوق بعد ذلك لم جعفر ،ثم أقطعها المأمون الطاهر بن الحسين أحد قواده .انظر :ياقوت ،معجم البلدان ،ص .194
شغ – شغب – أم الخأليفة المقتظظدر 321ھ 933 /م ،وأم المقتظظدر بظظال كظانت مظظن جظواري المعتضظظد بظظال أبظي جعفظظر أعتقهظا وتزوجهظظا، 10
آلظظت الخألفظظة إلظظى ابنهظظا المقتظظدر وعم ظره ثلث عش ظرة عظظام ،واسظظتولت علظظى أمظظور الخألفظظة ،وتعظظرف بأنهظظا ام ظرأة صظظالحة ،ودينيظظة متصظظدقة
للموال وتزود الحجاج بالطعام والدواء وتسهل لهم الطرقات .العلم ،الزركلي ،ج ،3ص .168
11ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .302
20
وأسظظندت رئاسظظته للطظظبيب الهنظظدي ابظظن دهظظن ،1وتظ ظوالى الزدهظظار علظظى البيمارسظظتانات فظظي العصظظر
العباسي ،وأخأذ الطباء غأير المسلمين يعملون بهظا ،وتعلظم علظى أيظديهم أطبظاء كظثر مظن المسظلمين،
والنساطرة والسريان مثل آل بخأتيشوع وآل ماسويه وآل اسحق ،وبني ق رة ،ومنهم من كان مترجم اً
2
3
للكتب الطبية والعلمية .وفي عهد خألفة المقتدي 487 -468هظ1094-1075/م بدأ الطاعون
فظظي بغظظداد ونواحيهظظا ،وهظظو أخأطظظر المظراض المعروفظظة فظظي تلظظك المظظدة ،وكظظان الطبظظاء يصظظفون هظظذا
المظرض يأكظل اللحظم والخأطيظر ،ليظس لظه دواء ل مظن المسظخأنات ول مظن المظبردات ،حظتى أن الميظت
يلبظظث يظظوم أو اثنيظظن ل يجظظد مظظن يغسظظله أو يككفنظظه أو يحضظظر لظظه قظظب ًرا ،فظظوهب المقتظظدي للنظظاس ضظظيعة
تس ظظمى الجم ظظة 4امتلت بظ ظظالقبور ،وانتشظ ظظر المظ ظظرض بالشظ ظظام وخأ ارس ظظان والحجظ ظظاز ،وه ظظو يظ ظظأتي فجظ ظظأة
وينتشظظر الجظظدري فظظي أطفظظالهم ثظظم يعقبظظه مظظوت الوحظظوش فظظي البريظظة ،وقحظظط النظظاس وأصظظاب النظظاس
الخأوانيظظق والورام ومظظرض الطحظظال ،5وأمظظد المقتظظدي بظظأمر ال ظ الفق ظراء بالدويظظة والمظظال ،وطلظظب مظظن
أطب ظظاء البيمارس ظظتان م ارع ظظاة جمي ظظع المرض ظظى ب ظظالعلج المج ظظان ،واهت ظظم بالبيمارس ظظتان كمك ظظان لعلج
المرضى .كما وعمل المستنصر بال أبو جعفر منصور بن الظاهر بظظأمر الظ بيمارسظظتاناً فظظي مكظظة
بالجظظانب الشظظمالي مظظن المسظظجد الح ظرام فظظي عظظام 627ھ1229/م وبنظظا دو اًر للضظظيافة وأمظظاكن عامظظة
لعلج المرضظظى ،وهظظي بمثابظظة بيمارسظظتانات عامظظة .وعظظرف مظظن أهظظم أعمظظاله بنظظاء بيمارسظظتان خأظظاص
بالمدرسة المستنصرية ،وزوده بما يلزم من شيوخ أطباء وعلج ،ويعرف بالبيمارستان المستنصظظري
نسظظبة لظظه ،وأوقظظف عليظظه الوقظظوف وتاريظظخ وقفظظه 638هظظ1240/م ،كمظظا بنظظا فظظي دجلظظة بيمارسظظتاناً رتظظب
فيه مطبخأاً للفقهاء ومزملة للماء البارد ،وذكر الظذهبي أن المستنصظظر بظال 640-623هظظ-1226/
1242م بنا عدة بيمارستانات في الحرمين ،ودو اًر للمرضظظى ،وبعظث 623-640ھ 1226 /إليهظا
الدويظظة ،وهظظذا يظظدل علظظى بنظظائه أكظظثر مظظن بيمارسظظتان .وزادت البيمارسظظتانات فظظي الدولظظة العباسظظية،
وتطورت حتى توفر منها في بغداد وحدها ما يزيد عظن العشظرة ،وفظظي القطظار السظظلمية عامظة مظظا
يزيظظد علظظى المائظظة ،ويظظذكر أن الخأظظدمات والتمريظظض بهظظا كظظان موكظظولً إلظظى العبيظظد ،فضظ ظلً عظظن أن
البرامكة :أسرة فارسية عريقة ،وهناك من يرى أن أصولها يرجع إلى قبيلة الزد العربية ،وهؤلء يرجعون إلى جدهم برمك ،الظظذي عظظاش 12
في زمن الخأليفة الموي عبد الملك بن مروان 65ھ 86 /م وقد اعتنقت هذه السرة السلم زمن الدولظة المويظة وأصظبح لهظا شظأن كظبير
في الخألفة العباسية .البلخأي ،ابن كثير ،البداية ،ج ، 10ص .189
1ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 475
النساطرة :هم العرب السوريون أتباع نسطوريوس بطريق القسظطنطينية ،الظذي كظظان فظي أريظه فصظل الظذات الروحيظظة عظن الظذات النسظانية 2
في شخأص المسيح ،فقال أن عيسى ولد إنسان اعتيادياً ثم أصبح نبيًا ،وانتشر مذهب النساطرة بسرعة بين مدن سظظوريا وخأصوصظاً الرهظظا،
كما دخأل العراق وبلد فارس .ابن النديم ،الفهرست ،ص . 411
3الطاعون :هو الموت من الوباء ،وجمع طواعين .الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ج ،1ص . 165
4الجمة :من القصب والجمع أجمات ،وهي موضع بالشام ،والجمة بمعنى غأابة وقيل أنها بيت السد .الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ج ،1
ص .3
الطحال :جظظزء مظظن أحشظظاء البطظظن فظظي الجهظظة اليسظظرى بيظظن المعظظدة والضظظلع ،وهظظي لحمظظة سظظوداء وعريضظظة فظظي بطظظن النسظظان .ال رازي، 5
مخأتار الصحاحا ،ج ،1ص . 163ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 52
21
البيمارسظظتانات أخأظظذت تتطظظور حيظظث أصظظبح لكظظل بيمارسظظتان حديقظظة مسظظتقلة ،تظظزرع فيهظظا العشظظاب
والنباتظظات الطبيظظة ,واهتظظم العباسظظيون ببنظظاء بيمارسظظتانات للغربظظاء والمطروحيظظن مظظن النظظاس ،وأضظظافوا
وظيفة الميظن فظي خأ ازنظة البيمارسظتان ،ومظن حظق المريظض أن يظتردد علظى الطظبيب المعالظج فظي أي
وقظظت إلظظى أن يصظظبح المظظأمون 1بظظن الحسظظين 2ببنظظاء بيمارسظظتان كظظبير ،وقظظال لظظه" :وانصظظب لمرضظظى
المسلمين دو اًر توفيهم ،وقكواماً يرفقون بهم وأطباء يعالجون أسقامهم" وقد شهد عهد المأمون نهضظظة
ثقافيظة وعلميظة وعمرانيظة ،3ثظم انتشظرت بعظد ذلظك لتصظبح أكظثر انتشظا اًر فظي أنطاكيظة 4ودمشظق وحلظب
والقظ ظظاهرة والقظ ظظدس ،وبظ ظظاقي المظ ظظدن السظ ظظلمية بصظ ظظورة كظ ظظبيرة ،وعظ ظظرف منهظ ظظا البيمارسظ ظظتان العضظ ظظدي
والبويهى في بغداد ،5كما وأنشأ معز الدولة بن بويه في بغداد عام 355ھ 966 /م بيمارستانًا،
وأصظ ظظدر لظ ظظه أوقافظ ظاً عظيمظ ظظة وضظ ظظياعاً كظ ظظبيرة ،ووافتظ ظظه المنيظ ظظة قبظ ظظل إتمظ ظظام البيمارسظ ظظتان ،وكظ ظظان هظ ظظذا
البيمارسظظتان مكظظان سظظجن سظظابقًا ،وأمظظر معظظز الدولظظة أن يتظظم عليظظه كظظل سظظنة خأمسظظة آلف دينظظار قبظظل
وفظظاته وأنشظظأ عضظظد الدولظظة البظظويهي 6فظظي الجظظانب الغربظظي مظظن بغظظداد 7فظظي موضظظع قصظظر الخألظظد الظظذي
كظان متهظدماً آنظذاك ، 8وقظد اسظظتغرق بنظظاءه ثلث سظنوات 372-368هظظ982-978/م وأوقظف عليظظه
الميظظر عضظظد الدولظظة الوقظظاف الكظظثيرة ،وأنشظظأ حظظوله سظظوقاً يسظظمى بسظظوق البيمارسظظتان ،ورتظظب فيظظه
الطب ظظاء والخأظ ظزان وجلظ ظظب ل ظظه الدوي ظظة والعق ظظاقير 9والدوات الص ظظحية ،ورت ظظب ب ظظه م ظظا يقظ ظظارب أربعظ ظظة
وعشظرين طبيبظاً ،10واسظظتمر هظظذا البيمارسظظتان ثلثظظة قظظرون ،وقيظظل أن الظرازي :اجتمظظع علظظى بنظظاء هظظذا
البيمارسظظتان ،وأن عضظظد الدولظظة استشظظاره فظظي الموضظظع الظظذي بنظظى فيظظه البيمارسظظتان ،فظظأمر الظ ظرازي
بتعليق قطع اللحم في كل أنحاء بغداد ،واعتظظبر أن القطعظظة الظظتي ل يصظظيبها عفظن ،ولظم يتغيظظر فيهظظا
ل ظظون اللح ظظم بس ظظرعة ه ظظي أفض ظظل مك ظظان لبن ظظاء البيمارس ظظتان ،وأش ظظار عل ظظى الموض ظظع ال ظظذي بن ظظي في ظظه
لبيه منزلة قريبة من هارون الرشيد ،واستلم طاهر حكم بغداد بعد أبيه حسين ،وقيل أنه مظظات مسظظموماً سظنة 207ھ 822 /م وقيظل قتلظه
أحد غألمانه .السامرائي ،مخأتصر ،ج ،1ص .3
3القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .188
أنطاكية :هي مدينة سورية تقظظع غأظرب مدينظة حلظظب ،يحظظدها مظن الشظمال مدينظظة السظظكندرونة ،والجنظظوب اللذقيظة أطلظق عليهظا فظي الزمظظان 4
قصبته العواصم ،وهي من الثغظور الشظامية ،كمظا أنهظا مظن أعيظان البلد ،وأمهظا موصظوفة بالن ازهظة والحسظن ،وطظبيب الهظواء وعذوبظة المظاء،
وكثرة الفواكه .المقدسي ،أحسن التقاسيم ،ص . 136
5أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .122
6القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص . 172ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،4ص . 50
7ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،4ص .54
8المقدسي ،أحسن التقاسيم ،ص .120
العقاقير :هي أصول الدوية وأحدها عقار ،وهي الدوية التي يستشفى بها ،وهي كل نبت ينبظت ممظا فيظه شظظفاء ،لظذلك هظي مظظن أصظظول 9
الدوية .الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ج ،1ص . 187ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،4ص .599
10القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص .144
22
البيمارسظ ظظتان ،وباشظ ظظر عضظ ظظد الدولظ ظظة بنفسظ ظظه ،1علظ ظظى بنظ ظظاء البيمارسظ ظظتان وقيظ ظظل أنظ ظظه قصظ ظظد فظ ظظي هظ ظظذا
البيمارسظظتان أن يكظظون فيظظه أفاضظظل وأمهظظر الطبظظاء وأعيظظانهم ،وأمظظر بإحضظظار الطبظظاء المشظظهورين
واخأتظار منهظم مائظة وخأمسظين طبيبظاً حسظب خأظظبرتهم بصظظناعة الطظظب ،فكظظان الظرازي مظظن أولهظم وجعلظظه
سظظاعو اًر للبيمارسظظتان العضظظدي ،وجلظظب إليظظه الطبظظاء فيظظه مظظن كظظل موضظظع فظظي بغظظداد ،وأنفظظق عضظظد
الدولة الم وال الطائلة على بنائه ،وقيل ليس في الدنيا مثل ترتيبه ،وتزيينه ،2وعرف عن جهوده
المعطاءة في بناء أكثر مظظن بيمارسظتان ،فعمظل علظظى بنظاء الكظظثير منهظظا إوان لظم يردنظظا ذكرهظظا ،فكظظانت
سنته البناء والعمران ،وأحب العلماء وقربهم إليه ،3وعرف عنه تعيينه للطباء بنفسه ،فقام بتعيين
نظيف النفسي الرومي العالم بالنقل اليوناني إلى العربي ،4يدل هذا على مدى اهتمامه بالطباء
المترجمين من أجل خأدمة البيمارستان وتطويره.
5
وقيظظل أن هظظذا البيمارسظظتان كامظظل فظظي معنظظاه وهظظذه دللظظة واضظظحة علظظى مظظدى اهتمظظام عضظظد الدولظظة
ببنائه وترتيبه ومدى جاهزيته وتنظيمظه ،ولقظد قظام الخأليفظة القظائم بظأمر الظ 467-422هظ-1031/
1075م بتجديظظد هظظذا البيمارسظظتان ثظظم عم ظره بعظظد ذلظظك الخأليفظظة الناصظظر لظظدين ال ظ الفظظاطمي 575ه ظظ/
1179م ،وعرف أن الناصر لدين ال حضر وشاهد بستاناً كبي اًر وجميلً بجوار البيمارسظظتان ،وهظظو
يعود إلى تظاج الظدين بظن رئيظس الرؤسظاء فاستحسظظنه الناصظر ،وتقظدم بطلظب رسظمي إلظى أسظتاذ الظدار
بظظأن يشظظتريه مظظن أولد تظظاج الظظدين أصظظحاب البسظظتان ،فتمظظت الموافقظظة وتظظم إحضظظار الشظظهود واشظظترى
الخأليفظظة البسظظتان منهظظم بكظظامله بمبلظظغ كظظبير قظظدره ثلثمائظظة دينظظار ،وربمظظا اشظظترى الخأليفظظة هظظذا البسظظتان
ليكون قريبظاً مظن البيمارسظتان ،وليتفقظد أحظوال المرضظى ،أو ليضظمه إلظى أرض البيمارسظتان ويعطيظه
أكثر مساحة وعلى كل الرأيين ،فهذا يدل على مدى أهمية الخأليفة أن يكون قريباً من البيمارسظظتان
والمرضظظى وأخأظظذ التطظظور يلحظظق فظظي بنظظاء البيمارسظظتانات بمواقعهظظا ،فكظظانت تقظظام بجظظانب المسظظاجد أو
ملصظقة لهظا ،وتتواجظد فظي أمظاكن تتظوفر فيهظا النظافظة ،والهظواء والميظاه الجاريظة ،وعظرف تاريخأيظاً أن
تأسظظيس المظظدن السظظلمية ل يبظظدأ إل بالمسظظاجد والبيمارسظظتانات وتأسظظيس البيمارسظظتانات فظظي بغظظداد
اعتظظبر فاتحظظة خأيظظر لنشظظاء مظظدارس الطظظب ،ولولهظظا لمظظا تمكظظن الطظظب العربظظي مظظن الوصظظول إلظظى
البداع والبتكار ،وكما أسلفنا أن البيمارستانات أصبحت أكثر تخأصصاً في فروع الطب،
والجزيرة ،وأتت له المم ،وهو أول من لقب بشاه ،شاه في السلم ،وأول من خأطب على المنابر في بغداد بعد الخأليفة ،ولقب بلقظظب تظظاج
الملظظة ،ويعظظرف عنظه بظظأنه كظظان أديبظاً ومشظظاركاً فظي فنظظون العلظم ،حازمظاً لبيبظًا ،إل أنظظه مغاليظاً فظظي التشظظيع ،تظظوفى عظام 372ھ 982 /م .ابن
خلكان ص .300-299
23
فأصبح فيها الجرائحية ،1والكحالة ،2والطبائعيون 3والمجبرون ،4والنفسانيون ،5وغأيرها من أقسامه،
منها المسئولون عن أقسظام للنسظاء وآخأظر للرجظال ،وبهظا الخأظدم والف ارشظون والممرضظات والممرضظون
والمسظظئولون مظظن رؤسظظاء الطبظظاء ،وذوي الم ارتظظب المخأتلفظظة ،وصظظارت هظظذه المؤسسظظة تجظظذب حولهظظا
البني ظظة الس ظظكنية والسظ ظواق ،والح ظظارات الجدي ظظدة وأخأ ظظذ التط ظظور يلح ظظق بالبيمارس ظظتانات بحك ظظم التق ظظدم
الحضاري ،واكتشاف النظواقص مظن المسظتلزمات الطبيظة؛ حظتى أصظبح المريظض يعظرض نفسظه علظى
الطبظاء ،فتشظظخأص حظظالته المرضظظية علظى أكمظظل وجظه ،ثظظم يتظم التقريظظر بشظأنه ،6وأصظظبح البيمارسظتان
يظظوفر كظظل مظظا يحتظظاجه المريظظض والطظظبيب مع ظًا ،كمظظا أصظظبحت البيمارسظظتانات أكظظثر زخأرفظظة ،وتطلظظى
بظظاللون البيظظض ،خأصوصظاً فظظي غأظظرف المرضظظى ،وبعظظض اللظوان الخأظظرى فظظي الممظرات ،وتطظظورت
العمليات الجراحية ،وعرفت الم واد المسكنة لعلج المرضى 7مثل البنج ،8والذي يظن أنه اخأتراع
ح ظظديث ،فق ظظد عكرف ظظه الطب ظظاء واس ظظتخأدموه ف ظظي بيمارس ظظتاناتهم الس ظظلمية أثن ظظاء عملي ظظاتهم الجراحي ظظة،
واسظتخأدموا معظه نبظات الظظزؤان 9الظذي يجعظظل المريظض يفقظظد حواسظه ،فتطظظورت البيمارسظظتانات وأصظظبح
بها مصانع أدوية وعيادة خأارجية لصرف الدواء ،وخأزانة كبيرة لحفظهظظا ،كمظظا أضظظيف قاعظظات كظظبيرة
داخأظظل البيمارسظظتان لتظظدريس الطظظب ،10وكظظانت الخأظظدمات مجانيظظة ،موكولظظة علظظى الدولظظة تشظظمل أجظظور
الطبظظاء ،وخأدمظظة المرضظظى ،وكظظانت أجظظورهم حسظظب مراتبهظظم العلميظظة ،11وسظظاعات العمظظل ،وكظظل لظظه
اخأتصاصاته ،ومنهم من يذهب للعمل في الصباحا الباكر ،ويباشظر عمله فظي البيمارسظتان ،وكظذلك
اكتسب الطباء الخأظبرة نتيجظة فظترات العمظظل الطويلظة ،فهنظظاك مظظن عمظل طبيبظاً فظي البيمارسظظتان لمظدة
تزيظظد عظظن الخأمسظظين عام ظًا ،وبرع ظوا فظظي إخأ ظراج الحصظظى وعمليظظات الكلظظى للمريظظض ،12كمظظا نهضظظت
البيمارستانات مظن الناحيظة الفنية ،وظهظرت بهظا فكظرة التخأصظص فظاجتمعوا بشظكل خأظاص بالمجظانين
والمجظظذومين وغأيرهظظم وعظظالجوهم ،وأحسظظنوا مظظداواتهم بالسظظلوب نفسظظه الظظذي يعظظالجون بظظه المرضظظى
الخأريظظن بظظالرفق والليظظن ،واسظظتعملوا لهظظم وسظظائل التلطيظظف بالمسظظكنات والرياضظظة الخأفيفظظة والموسظظيقى
1الجرائحية :هم من يقومون بالعمليات الجراحية .الرازي ،الحاوي ،ج ،1ص . 397ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
2الكحالة :من يقومون بعلج أمراض العيون .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
3الطبائعيون :المخأتصون بالمراض الباطنية والداخألية .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
4المجبرون :المخأتصون بالكسور وتجبيرها .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
5النفسانيون :المخأتصون بالمراض النفسية والعقلية.
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .565
7القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص . 162ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .123
8البنج :عشب يستعمل للراحة والسترخأاء والتخأدير .ابن البيطار ،الجامع ،ج ،1ص .117
الزؤان :عشبة تنمو مع الحنطة ،وتسمى أيضاً الدمثة والشيلم ،وهي نبات مسكر ،ومسكن لللم .انظظر :ابن البيطار ،الجظامع ،ج ،2 9
ص .174
10ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 628
11القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .148
12ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
24
الهادئظ ظظة بعكظ ظظس مظ ظظا كظ ظظان يوجظ ظظد فظ ظظي أوروبظ ظظا مظ ظظن حظ ظظرق المجظ ظظذومين للتخألظ ظظص منهظ ظظم ،كمظ ظظا قظ ظظدمت
البيمارستانات السلمية خأظدماتها للمسظاجين ،مظن تظوفير الطبظاء والعلج ،بعكظس مسظاجين أوروبظا
الظظذين تعرض ظوا للتعظظذيب والقتظظل وانتشظظار الوبئظظة والم ظراض بينهظظم ،ولظظم تقتصظظر هظظذه النهضظظة فظظي
البيمارسظظتانات علظظى المسظظلمين ،بظظل وصظظلت إلظظى الرقابظظة مظظن الدولظظة حيظظث أصظظبحت البيمارسظظتانات
خأاضظظعة لنظظظام الحسظظبة ،1والقضظظاء ،وامتظظد هظظذا التطظظور إلظظى بلد المغظظرب العربظظي ،حيظظث أقيظظم أول
بيمارستان فظظي م اركظظش عظام 595ھ1202/م فظي عهظد السظلطان يعقظوب المنصظور الموحظدي ،الظذي
كظان مظن مشظجعي العمظارة ،واجتظذب إلظظى بيمارسظظتانه وبلطظه أشظهر الطبظاء فظظي النظظدلس والشظرق،
وهظ ظظذه البيمارسظ ظظتانات سظ ظظابقة الظ ظظذكر س ظ ظواء المش ظ ظرقية أو المغربيظ ظظة معظمهظ ظظا كظ ظظانت مظ ظظزودة بظ ظظالبرك
والبحيظرات الصظظناعية الظظتي تبعظظث فظظي النفظظس حالظظة مظظن ال ارحظظة والهظظدوء 2عنظظد المرضظظى ،ولقظظد فطظظن
المسظظلمون لهميظظة هظظذه الظظبرك والبحي ظرات فظظي علج المرضظظى ،وذكظظر أن مثظظل هظظذه البيمارسظظتانات
كظانت تظدفأ فظي الشظتاء ،وتظبرد فظي الصظيف مظن خألل المظ اروحا الكظبيرة الظتي تمتظد مظن أول إلظى آخأظر
الغرفة ،كما كان يؤتى بالقصاصين 3للمرضى داخأل البيمارستان للترفيه عنهم ،وعرف عن وجود
ساعات كبيرة عنظد مظدخأل البيمارسظتانات حظتى يتظم معرفظة الوقت للطبظاء والمرضظظى ،ووجظدت مثظل
ه ظظذه الس ظظاعات عن ظظد ب ظظاب بيمارس ظظتان الجب ظظل ،وك ظظان المري ظظض عن ظظدما ي ظظدخأل ه ظظذا البيمارس ظظتان يت ظظم
معاينته وفحصه ،ويقدم له الطعمة الشهية والشربة ،كما كان يوقظف للمرضظى مظ اروحا مظن خأظوص
لجظظل اسظظتعمالهم إياهظظا فظظي وقظظت الحظظر الشظظديد وكظظان فظظي مدينظظة طرابلظظس فظظي لبنظظان وقظظف غأريظظب
خأصص لتوظيف اثنين يمران بالبيمارستان يوميًا ،فيتحظظدثان بجظظانب المريظض حظديثاً خأافتظاً ليسظظمعه
المريض بما يوحي إليه بتحسن حاله واحمرار وجهظظه ،وبريظظق عينيظه ،المظظر الظظذي يبعظظث المظظل فظظي
نفظظس المريظظض ،ويسظظاعد علظظى شظظفائه ولقظظد وفظظر البيمارسظظتان السظظلمي للمريظظض كظظل أنظواع الظظترفيه
والحتياجات حتى المزين 4يوفر للمرضى من قبل الدارة ،يدل هذا على درجة النسانية والرقي
التي وصلت إليها والمريض يجلس في البيمارسظتان حسظب حظالته العلجيظة ،حظتى ولظو امتظدت إلظى
شظظهور عظظدة ،فالبيمارسظظتان ملظظزم بظظه ,وأصظظبحت البيمارسظظتانات تضظظم كبظظار علمظظاء الدولظظة ،ليظظس فظظي
الطب فقظط ،بظل كظان يظتردد عليهظا الفقهظاء والدبظاء وغأيرهظم ،كمظا كظان الطبظاء أنفسظهم منهظم النحظاة
والشظ ظظعراء والمتكلمظ ظظون والصظ ظظوليون والمحظ ظظدثون والمؤرخأظ ظظون واللغويظ ظظون وعلمظ ظظاء الفلظ ظظك والمفسظ ظظرون
والمهندسون والرياضيون ،ويطول بنا الحديث إذا ضظربنا المثلظظة لظظذلك ،حيظظث كظظانت البيمارسظظتانات
مجمظظع العلظظوم والخأظظبراء والفقهظظاء ،وعظظرف أن هنظظاك العديظظد مظظن العلمظظاء الظظذين جعلظ ظوا أمظ ظوالهم وقفظ ظاً
25
للبيمارس ظ ظظتانات ،كمظ ظظا ع ظ ظظرف أن هن ظ ظظاك علم ظ ظظاء م ظ ظظن العج ظ ظظم ،وغأيره ظ ظظم تعلمظ ظ ظوا ف ظ ظظي البيمارسظ ظظتانات
السظظلمية ،فجظظاءوا خأصيص ظاً لينهل ظوا العلظظوم الطبيظظة فظظي البيمارسظظتانات السظظلمية وزاد هظظذا عنظظدما
ألحقظ ظظت المكتبظ ظظات بالبيمارسظ ظظتانات ليصظ ظظبح بكظ ظظل بيمارسظ ظظتان مكتبظ ظظة كظ ظظبيرة يسظ ظظتفيد منهظ ظظا الطبظ ظظاء
والمرضى والتلميذ الذين يتعلمظون الطظب ،وعمظل الخألفظاء والمظراء علظى تزويظد مثظل هظذه المكتبظات
بظظالكتب ودعموهظظا بظظالموال ،ومثظظل مظظا فعظظل نظظور الظظدين محمظظود بظظن زنكظظي مظظن تشظظييده مكتبظظة كظظبيرة
للبيمارستان النوري في دمشق وأوقف عليها المظوال والكتظب لتكظون خأدمظة للطلبظة والمعلميظن ،ومن
مظظظاهر التطظظور فظظي البيمارسظظتانات وجظظود النقظظالت لحمظظل المرضظظى عليهظظا ،خأصوص ظاً مظظن بظظترت
أطرافهم ،وهذا يدل على اهتمامهم بنقل المرضى من بيوتهم إلى البيمارستان.
1
نشأة البيمارستانات السلمية في عهد الدولة الطولونية
شظظهد العهظظد الطولظظوني ،تطظظو اًر واضظظحاً للبيمارسظظتانات ،حيظظث تظظم تأسظظيس أول بيمارسظظتان فظظي عهظظد
المير أحمد بن طولون ،2والذي شيده في مدينة عسكر 3المص رية عام 259ھ 873/م ،وأطلق
عليه اسم البيمارستان العلى أو العتيق ،ووصف بأنه عجيظب لمظا بظه مظن خأظدمات ومبظاني ،وأنفظق
علظظى تشظظييده مظظا يقظظارب سظظتين ألظظف دينظظار ،وأوقظظف عليظظه عظظدة أمظظاكن لضظظمان اسظظتم ارره ونجظظاحه،
واش ظظترط في ظظه أل يعال ظظج في ظظه جن ظظدي أو ممل ظظوك ،إواذا جي ظظء بالعلي ظظل تن ظظزع ثي ظظابه وي ظظودع م ظظع أمي ظظن
البيمارستان ،ويقدم له ملبس خأاصة ،ويخأصص له مكظظان ،وكظظان أحمظد بظظن طولظون حريصظاً علظظى
تفقده ،وزيارته كظل يظوم جمعظة ،ويطظوف علظى خأ ازنظة الدويظة ويتفقظد أعمظال الطبظاء ،ويشظرف علظى
سظظائر المرضظظى ،ويعمظظل علظظى مواسظظاتهم إوادخأظظال السظظرور إلظظى قلظظوبهم ،بمظظا فظظي ذلظظك ذوي المظراض
النفسية 4والعقلية ،كما شهد بيمارستان أحمد بن طولون ازدها اًر حينما زوده بمكتبة تزيد عن مائة
ألف مجلد ،وهذا إنما يدل على مدى التطور الذي شهده هذا البيمارستان من ناحية ثقافيظظة وعلميظظة
وطبية ،وقال الشاعر سعيد القاضي في وصف بيمارستان أحمد بن طولون:
وتظوسعه الرزاق للظحول والظشهظر ول تنسى مظارستظانظه واتساعظه
ورفقهظم بظالمعتفيظن ذوي الظفظقظر ومظا فيظه مظن قظوامظه وكفانظه
ق في عظلج وفظي جبظر
وللحي رفي ق فظللمظيت الظمقبظور حسن جهظازه
الدول ة الطولوني ة292-254 :ه ظظ905-871/م ينتسظظب الطولظظونيين للعنصظظر الظظتركي والدولظظة الطولونيظظة هظظي أول دولظظة تركيظظة تقظظوم فظظي 1
مصر وربوع الشام ،ومؤسسها أحمد بن طولون .ابن كثير ،البداية ،ج 11ص . 99
أحمد بن طولون :الميظظر أبظظو العبظظاس ،صظظاحب الظديار المصظرية والشظظامية والثغظظور ،تظظدخأل فظظي شظظؤون بلد الشظظام بشظظكل رسظظمي عنظظدما 2
طلب من الخأليفة المعتمد القضاء على ثورة عيسى بن شيخ ،ونعمت في بلد الشام في عهظده بظظالمن والسظتقرار ،ومظن صظظفاته الشظجاعة
وحسن السيرة .ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،1ص . 173
عسكر :بناها الخأليفة العباسي المعتصم في بغداد على نهر دجلظة ،لمظظا ضظاقت بغظداد مظظن عسظظاكره الظذين كظثروا حظتى بلظغ عظدد ممظاليكه 3
مظظن التظراك سظظبعين ألظظف ،فمظظدوا أيظظديهم إلظظى حظظرم النظظاس وسظظعوا بالفسظظاد ،وعنظظدما اشظظتكت العامظظة للمعتصظظم عظظزم علظظى بنظظاء منطقظظة خأاصظظة
للجيش سماها عسكر .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،6ص .328
4تاريخ البيمارستانات،ص .74
26
وهظظذا يوضظظح مظظدى وصظظف الشظظاعر لبيمارسظظتان أحمظظد بظظن طولظظون بخأدمظظة المرضظظى ،حظظتى نهايظظة
علجه أو موت المريض في نهاية المر.
1
البيمارستانات السلمية في عهد الدولة السلجوقية
مظظع دخأظظول السظظلجقة إلظظى بغظظداد 447ھ1055/م ،اهتمظوا بظظأمر البيمارسظظتانات ،وعملظوا علظظى إنشظظاء
العديظظد منهظظا ،وتعميظظر مظظا أصظظابه الخأظ ظراب فيهظظا ،أهظظم مظظن قظظام بظظذلك السظظلطان السظظلجوقي طغرلبظظك
455-429هظ1063-1037/م ،والذي أمر بالمحافظة علظظى عمظظارة البيمارسظظتان العضظظدي ،وأولظظى
جماعة من كبار الموظفين في الدولة العباسية للشراف عليظظه ،وظظل هظذا البيمارسظتان فظظي الخأدمظظة
والداء حتى سقوط بغداد656 2ھ1258/م ،ومن شدة اهتمام السلجقة بهذا البيمارستان وعمارته
مشبه بالقصور الفخأمة.
3
البيمارستانات السلمية في عهد الدولة الخشيدية
شهدت الدولة الخأشيدية قيام بيمارستانات عدة منها البيمارسظظتان السظظفل بالفسظظطاط ،أو مظظا يسظظمى
بيمارسظظتان كظظافور الخأشظظيدي ،4وهظظو روعظظة فظظي الجمظظال وقمظظة فظظي التطظظور ،حيظظث وجظظد بظظه مغسظظلة
لتغسيل الموتى ،وقظال القضظاعي أن الخأشظيد أميظر مصظر أوقظف جميظع مظا بنظاه مظن قيسظارية ودور
وح ظوانيت 5علظظى البيمارسظظتان السظظفل ،والظظذي يحتظظوي علظظى متوضظظأ 6وسظظاقية ميظظاه وأكفظظان للمظظوتى،
وذكر أن هذا البيمارستان وجد به أزيار 7صينية ،وقدور نحاس،
الدولة السلجوقية :ينحظظدر السظلجقة مظظن قبيلظة قنظظق الغزيظة ،وينتمظظون إلظى سظلجوق بظظن دقمظظاق ،وقظظد خألظف سظظلجوق أبظاه دقظظاق فظي رئاسظة 1
القبيلة .وقد أسس السلجقة دولة واسعة الرجاء ضمت العراق وبلد فارس والشام وآسيا الصغرى .وتجظدر الشظارة أنظه كظان هنظاك صظراع
مرير بين السلجقة والفاطميين ،واشتغل الفاطميون قدوم الفرنجة إلى بلد الشام ،وبسطو سيطرتهم على بيت المقظظدس ،وطظظرد السظظلجقة،
وينسظظب السظظلجقة إلظظى سظظلجوق بظظن دقمظظاق ،ودخأل ظوا بغظظداد وطظظردوا البظظويهيين الشظظيعة ،وأصظظبحوا حكظظام بجظظانب الخألفظظاء العباسظظيين ،وامتظظد
حكمهم حتى بلد الشام .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،1ص . 485
سقوط بغداد :دخأل هولكو بن طولون بن جنكيظز خأظان ملظك التظتر ،واجتظاحا العظراق ،وقتظل الخأليفظة العباسظي ،واجتظاحا بلد الشظام ،وأشظاع 2
فيها الخأراب والدمار .أبو الفداء ،المختصر في أخأبار البشر ،ص .332
الدولة الخشيدية :تنسب هظذه الدولظة إلى محمظظود بظن عبظد الظ بظن طغظج الملقظب الخأشظيد ،ومعنظاه ملظك الملظوك ،وهظو يرجظع بنسظبه إلى 3
جظف الفرغأظاني ،الظذي كظظان ينحظدر مظن سظظللة ملظظوك فرغأانظة فظي إقليظظم طاجاكسظظتان فظي آسظظيا الوسظطى ،وقظظد حكمظظت الدولظة الخأشظيدية بلد
الشام ومصر .ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،5ص . 58
كافور الخشيدي :هو أبظو المسظك ،تظولى الحكظم عظام 966ھ 1558 /م ،ولظد في المهديظة تظونس ،وهظو اربظع الخألفظاء الفظاطميين ،بسظط 4
سيادته على مصر وسوريا والحجاز ،وفي أيامه أسس القائد جوهر الصقلي مدينة القاهرة .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 545
الحججوانيت :هظظي كلمظظة فارسظظية معظظرب بمعنظظى الظظدكان وهظظي الظظدكاكين .الججرازي ،مخأتظظار الصظظحاحا ،ج ،1ص 87ابججن منظججور ،لسظظان 5
27
وطسظظوت 1وهظ ظواوين ،2وغأيظظر ذلظظك مظظا يسظظاوي ثلثظظة آلف دينظظار ،وقظظال تقظظي الظظدين المقريظظزي هظظذا
البيمارسظظتان بنظظاه كظظافور الخأشظظيدي ،وهظظو قظظائم بتظظدبير دولظظة الميظظر أبظظي القاسظظم أنجظظور بظظن محمظظد
الخأشيد بمصر في عام 346ھ957 /م ،وهكذا شهد القرن الرابع والخأامس الهجري إنشاء العديد
من البيمارستانات بشكل عام في الدولة السلمية.
البيمارستانات السلمية في عهد الدولة الفاطمية
اسظظتمر وجظظود البيمارسظظتانات فظظي العصظظر الفظظاطمي ،فيشظظير ابظظن القلنسظظي إلظظى وجظظود البيمارسظظتان
العتيق ،وهظو مظظن بيمارسظتانات دمشظق المشظهورة فظي المظدة الفاطميظة ،ومكظانه تحظت المئذنظة الغربيظظة
للجامع الموي ،وهو في غأاية الروعة مظن الزدهظار ،والبيمارسظتان الصظغير موضظعه إلظى الجنظوب
مظظن الجظظامع المظظوي ،وبيمارسظظتان بظظاب البريظظد 3وجميظظع هظظذه البيمارسظظتانات شظظهدت تقظظدماً فظظي العهظظد
الفاطمي من تقديم علج وخأظظدمات للمرضظظى ،خأصوصظاً قبظظل أن ينشظظأ البيمارسظظتان النظظوري والهظظدف
الرئيظظس هظظو التخأفيظظف مظظن معانظظاة العامظظة فظظي دمشظظق خأصوصظاً بعظظد انتشظظار الوبئظظة والمظراض فظظي
عه ظظد الدول ظظة الفاطمي ظظة ولق ظظد اهت ظظم الف ظظاطميون ب ظظالطب وأغأ ظظدقوا علي ظظه المظ ظوال وبنظ ظوا البيمارس ظظتانات
وطوروهظ ظظا فالحظ ظظاكم بظ ظظأمر الظ ظ 4أنشظ ظظأ بيمارسظ ظظتاناً فظ ظظي القصظ ظظر الشظ ظرقي لظ ظظه ولخأواصظ ظظه ،5كمظ ظظا جعظ ظظل
الفظظاطميون الطبظظاء يظظداومون علظظى الخأدمظظة فظظي القصظظور لتطظظبيب الخألفظظاء ،ومظظن اعتظظل مظظن أهظظل
الحكم ،هذا وبقيظت البيمارسظتانات فظي العهظد الفظاطمي تابعظة للمعاهظد العلميظة ،يتخأظرج منهظا الطبظاء
فظ ظ ظظي جميظ ظ ظظع الخأتصاصظ ظ ظظات كظ ظ ظظالمراض الداخأليظ ظ ظظة ،والج ارحظ ظ ظظة وأم ظ ظ ظراض العيظ ظ ظظون ،كمظ ظ ظظا شظ ظ ظظهدت
البيمارستانات الفاطمية إجراء العمليات الصعبة ،فقيل أن الطبيب عماد الدين ابن علظظي الموصظظلي
400ھ1009/م سظظكن القظظاهرة أيظظام الخأليفظظة الحظظاكم بظظأمر الظظ ،وكظظان خأظظبي اًر بمظظداواة العيظظون ،إواجظراء
العمليات الجراحية الكبرى داخأظل البيمارسظتان ،وله مؤلفظات طبيظة فظي العيظون ومظداواتها ،وذكظر أنه
قظظام بسظظت عمليظظات لقظظدحا المظظاء البيظظض فظظي العيظظن وهظظذه العمليظظات الجراحيظظة 6مظظا كظظانت تقظظوم إل
بوجود البيمارسظظتانات وبالشظراف عليهظا ،أو إنشظظائها كالبيمارسظظتان الكظظبير فظظي القظظاهرة ،والظذي ارعظظاه
طسججوت :جمظظع طسظظت ،وهظظي فارسظظية معربظظة بمعنظظى الطظظاجن أو الصظظحن .المقدسظظي ،الت ظوابين ،ج ،1ص 184ابججن منظججور ،لسظظان 1
وباب البريد هذا اسم لحد أبواب جامع دمشق وهو الغربي .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 759
الحاكم بأمر ال :هظظو صظظاحب مصظظر أبظظو علظظي منصظظور بظظن العزيظظز ن ظزار بظظن المعظظز معظظد بظظن منصظظور إسظظماعيل ابظظن القظظائم محمظظد بظظن 4
المهدي العبيدي ،ولد سنة 375ھ 967 /م .الذهبي ،سير أعلم ،ج ، 15ص .173
5ابن القفطي ،تاريخ الحكماء،ص . 212
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .549
28
الخأليفظظة الحظظاكم عظظام 384ھ994 /م ،7فكظظان الخأليفظظة يخألظظع علظظى الطبظظاء الهظظدايا والمظوال الكظظثيرة،
كي يشجعهم على الهتمام بهذه الصنعة وتطويرها.
البيمارستانات السلمية في العهدين الزنكي واليوبي
انتشظظرت البيمارسظظتانات بشظظكل عظظام فظظي العهظظد الزنكظظي ،1وأخأظظذت منحظظى جديظظد خأصوص ظاً فظظي عهظظد
السلطان العادل نور الدين 2محمظظود بظن زنكظي ،الظذي شظظيد بيمارسظتاناً كظبي اًر فظي دمشظق يقظام بظظداخأله
تدريس الطب ،ويق أر الطباء كتب جالينوس الطبية ،وكتظظاب النبظظات لبظظي حنيفظظة الظظدينوري 3وتجظظري
عمليظظة التظظدريب للطلبظظة مظظع أطبظظائهم داخأظظل البيمارسظظتانات ،وتحظظت إش ظرافهم ،واسظظتحدث فظظي العهظظد
الزنكظظي مهنظظة مسظظئول صظظرف العلج 4للمرضظظى عظظدا عظظن عقظظد الجتماعظظات العلميظظة بيظظن الطبظظاء
داخأل البيمارستانات بما فظي ذلظك حظديثهم عظن المظراض ومظداواتها ويخأوضظون فظي غأ ارئظب المظداواة
والتقصظظي فظظي المعالجظظة والقظظدام علظظى صظظفات الدويظظة الظظتي تظظبرئ وتشظظفي المرضظظى بأسظظرع وقظظت
ممكظظن ،وتجظظري العمليظظات علظظى المحمظظومين ،5كمظظا اسظظتعمل الفيظظون 6فظظي البيمارسظظتانات كمخأظظدر
للجسم ،وتم استحداث العيادات الخأارجية وأوراق مسجلت المرضظظى ،والظظتي اعتمظظد عليهظظا أسظماؤهم
ويصظظرف لهظظم العلج ،كمظظا أن مشظظايخ الطبظظاء يجتمعظظون دائم ظاً فظظي البيمارسظظتان النظظوري الكظظبير،7
مرتين في السبوع على القل.
وشهدت حقبة الحروب الصليبية 8على بلد المسلمين موجة كظظبيرة مظظن العتظظداءات والقتظظل والظظدمار
في مصر والشام ،فكانت الحاجة ملحة عند المسلمين وبصورة كبيرة لبنظظاء عظظدد مظظن البيمارسظظتانات
لمظظداواة جرحظظى الحظظرب والصظراع الظظدائم ،لهظظذا عمظظل كظقل مظظن الزنكييظظن واليظظوبيين إلظظى بنظظاء وتطظظوير
الموصل مرك اًز له ،وكان له الدور الكبر في مواجهة الصليبيين والدفاع عن المدن السلمية .انظر :ابن الثير ،الكامل ،ج ، 10ص
. 193، 354
2نور الدين :هو أبو القاسم محمود بن عماد الدين الزنكي ،بن أق سنقر الملقب بالعادل ،نور الدين ولد يوم الحد 17شوال عام 511
ھ1117 /م ،ملك الشام والديار الجزيرة ومصر ،كان زاهداً عابداً ورعظاً مظائلً إلظى أهظل الخأيظر ،كظظثير الصظدقات ،كظان عارفظاً بظظالفقه ،سظمع
الحديث ،وكظان يكظرم العلمظاء وأهظل الدين يعظهظم ،وصظفته وقظظو اًر مهيبظاً فظي تواضظعه ،تظوفى يظوم الربعظاء عشظر شظوال 569ھ 1173 /م
بقلعة دمشق ،ودفن بها .أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .206
3ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .732، 733
4ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .732
5المصدر نفسه ،ص .732
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .123، 444
7المصدر نفسه ،ص .733- 732
الحروب الصليبية أو الغزو الصليبي :وهظظي حركظظة كظظبيرة نبعظظت فظظي الغظظرب الوروبظظي المسظظيحي وفظظي العصظظور الوسظظطى ،شظظكل هجظظوم 8
حربظظي اسظظتعماري علظظى بلد المسظظلمين وبخأاصظظة فظظي الشظظرق الدنظظى بقصظظد امتلكهظظا ،والحظظروب الصظظليبية بظظدأت عظظام 1291-1096م
وسميت بالحملت الصليبية لن المحظاربين النصظارى كظانوا يضظعون إشظارة الصليب على ثيظابهم وأسظلحتهم جظاءوا منهظم ،كظانت مظن نتائظج
الحروب الصليبية المتعارف وتبادل العلقات الثقافية .ميشيل ،الحملت الصليبية والشرق اللتيني ،ص . 10
29
عظظدد منهظظا ،وبشظظكل ملحظظوظ ،فكظظان أشظظهرها البيمارسظظتانات النوريظظة ،فظظي حلظظب ودمشظظق والظظتي شظظيدها
نور الدين محمود عام 569هظ1173 /م وأسند أمر الطب بها إلى أبو المجظد بظن أبظي الحكظم ،كمظا
عمظظد نظظور الظظدين محمظظود إلظظى متابعتهظظا وشظظرب مظظن ش ظراب البيمارسظظتان ،وعنظظدما جظظاء عهظظد صظظلحا
الظ ظظدين 1شظ ظظهدت البيمارسظ ظظتانات ثظ ظظورة غأيظ ظظر مسظ ظظبوقة النشظ ظظاء ،والظ ظظترميم فقظ ظظام بإنشظ ظظاء البيمارسظ ظظتان
الصلحي في القاهرة عام 577ھ1181/م فظظي إحظظدى قاعظظات القصظر الفظظاطمي ،واسظتخأدم الطبظاء
الجراحيظظن والعمظظال والخأظظدم وأوقظظف عليظظه أمظظاكن عظظدة ،ويصظظفه ابظظن جظظبير بظظأنه" :قصظظر مظظن القصظظور
الرائعة حسناً واتساعاً" ،ويقال أن هظظذا البيمارسظظتان كظظان قصظ اًر فاطميظاً غأنمظه صظظلحا الظظدين ،2وأنشظظأ
علظظى أنقاضظظه البيمارسظظتان لينتفظظع بظظه النظظاس ،وقيظظل أن هظظذا البيمارسظظتان وجظظد عليظظه بعظظض الكتابظظات
والطلسظظم 3الظظتي تمنظظع دخأظظول النمظظل إليظظه ،لظظذا اخأتظظاره صظظلحا الظظدين ليكظظون بيمارسظظتاناً أطلظظق عليظظه
البيمارسظظتان الناصظري ،مظظع العلظظم أن شخأصظية صظظلحا الظدين اليظوبي تمتظظاز بالتظظدين والتقظوى والبعظد
عن الخأرافات حيث أنه اخأتار القاعة ليس لن بها طلسم تمنظع دخأظول النمظل كمظا ذكظر المؤرخأظون
بل لنها قاعة كبيرة جداً وواسعة ،حيث كانت قص اًر للفاطميين يمتاز بالنظافة والجمظظال فظظآثر علظظى
نفسه بأن يجعل منها بيمارستان لخأدمة المرضى وجعل على رحبة هذا البيمارستان 4سلسظلة مانعظة
للظ ظظدواب ،وربمظ ظظا هظ ظظذا المكظ ظظان المخأصظ ظظص للظ ظظدواب ،لنقظ ظظل المرضظ ظظى مظ ظظن بيظ ظظوتهم إلظ ظظى البيمارسظ ظظتان
وبظظالعكس ،إذ أن الظظدواب هظظي الوسظظيلة الوحيظظدة فظظي تلظظك المظظدة لنقظظل المرضظظى بأسظظرع وقظظت ممكظظن،
وهذا يدل على مدى اهتمام صلحا الدين بصحة المسلمين وعلجهم .كما أمر صلحا الدين ببناء
بيمارسظظتان القظظدس ،حيظظث أمظظر ابظظن شظظداد 5القاضظظي بالظظذهاب إلظظى المدينظظة ،وبنظظاء البيمارسظظتان بهظظا
وتزويده بما يحتاج من أدوية ،كما قظام صظلحا الظدين بنفسظه بزيظارة المدينظة وزار البيمارسظتان ،وأمظر
بتطويره بشكل أكثر إيجابيظة ليصظظبح أكظثر اتسظاعاً للمرضظظى ،6وقظد ذكظظر ابظظن جظظبير أن مظظن محاسظظن
السظظلطان صظظلحا الظظدين تقسظظيمه للبيمارسظظتان ،قسظظم للنسظظاء وآخأظظر للرجظظال ،ويتصظظل بهظظذين القسظظمين
صلحا الدين اليوبي :هظظو يوسظظف بظظن أيظظوب بظظن شظظاذي ،تكريظظتي الصظظل والمولظظد ملظظك البلد دانظظت لظظه العبظظاد ،وأكظظثر مظظن الغظظزو ،وهظظزم 1
الصليبيين أكثر من مرة ،كان شظظديد الهيبظظة عظالي الهمظظة ،تظولى السظلطة عشظرين سظنة ،تظظوفى عظام 589ھ 1193 /م .الذهبي ،العظظبر ،ج
،3ص . 99
2ابن أبي أصيبعة ،العيون ،ص .247، 583
الطلسم :مفرد طلسم ،أشظياء مظلمظة وغأيظر مفهومظة ،وهظي مخأتصظة بالسظحر ،ويقظال هنظاك طلسظم للحيظات والعقظارب والفئظران والعنكبظظوت 3
والغربان حتى ل يدخألوا مكان ما مثل المسجد .ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،6ص .122
رحبة البيمارستان :هظي مواضظظع يسظظتنقع فيهظظا المظاء ومظا حولهظا مشظظرف عليهظا ،وهظي أسظرع الرض نباتظًا ،وهظي أرض مسظظتوية ،وسظميت 4
الرحبة رحبة لسعتها بما رحبظظت ،حيظظث أي بمظظا اتسظظعت .ياقوت ،معجظظم البلظظدان ،ج 3ص . 34ظ ابن منظور ،لسظظان العظظرب ،ج ،1ص
.415
القاضي ابن شداد :بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن شداد الفقيه الشافعي ت 632ھ 1234 /م ولد في الموصظظل ،اشظظتهر 5
برجاحة العقل وسداد الحكظم ،تعظرف علظى صلحا الظدين اليظوبي عن قظرب ،ثظم أصظبح صظديقه ولظم يفظارقه أبظدًا ،ولظه عظدة مؤلفظات تاريخأيظة
منها النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية .ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،7ص . 84
6المصدر نفسه ،ج ،2ص .133
30
قسم واسع فيه مقاصير 1عليهظا شظبابيك الحديظد خأصظص لحبظس المجظانين ،ولقظد اسظتفاد الوروبيظون
مظظن البيمارسظظتانات السظظلمية الظظتي بنيظظت فظظي عهظظد الحظظروب الصظظليبية ،بمظظا فيهظظا مظظن عمليظظة تمظظاس
إجباري على مستوى واسع في المجتمع العربي السلمي من جهة ،وحشود الوروبيين الصظظليبيين
مظظن جهظظة أخأظظرى ،وتظظم إنشظظاء المظظارات الصظظليبية ،ووصظظفت هظظذه المرحلظظة بأنهظظا مظظن الهظظم فظظي نقظظل
مظظظاهر الحضظظارة السظظلمية للوروبييظظن وحضظظارتهم الغربيظظة ،لسظظيما فظظي أوقظظات المهادنظظة ،ومظظن
جملظظة مظظا أخأظظذوه نظامنظظا العلمظظي والتعليمظظي ،وبنظظاء البيمارسظظتانات ،إواجظظازة الطبظظاء ،وطظظرق العلج
والمؤسسات الجتماعية.
كظظان ف ظظي كظظل مدين ظظة ك ظظبيرة مظظن المبراطوري ظظة العباسظظية بيمارس ظظتان ع ظظام واحظظد عل ظظى الق ظظل للعناي ظظة
بالمرضى ،وهي مؤسسظظة حكوميظة يشظظيدها ويقظوم بنفقاتهظا أحظد الخألفظاء أو أحظد كبظار المظراء .وكظان
التشابه كبي اًر بين هذه البيمارستانات في كل شظيء :البنظاء والدارة والشظظعب .وقظظد بنظظي بعضظظها تبعظاً
لتص ظظميم موض ظظوع ليك ظظون بيمارس ظظتاناً وخأط ظظط عل ظظى نم ظظط مش ظظابه للبيمارس ظظتان العض ظظدي ف ظظي بغ ظظداد
والبيمارستان النوري في دمشق .وبعضها الخأظر كظان فظي الصظل قصظو اًر حظولت إلظى بيمارسظتانات
بعد أن أجريت عليها بعض الترميمات ،كالبيمارستان الناصري.
وكان الناصري ،قاعة بناها العزيز بن المعز في سنة 384هظ994/م في أحظظد القصظظور ،ولمظظا ملظظك
صظظلحا الظظدين اليظظوبي مصظظر سظظنة 567ه ظظ1171/م ،اسظظتولى علظظى القصظظر الفظظاطمي وحظظول هظظذه
القاعة إلى بيمارستان وهو البيمارستان العتيق داخأل القصر .وكان الثاني قاعة للسيدة سظظت الملظظك
ابنظظة العزيظظز بظظال ن ظزار بظظن المعظظز ،وقظظد كلظظف الميظظر علظظم الظظدين سظظنجر الشظظجاعي مظظدير الممالظظك
بتحويلهظظا إلظظى بيمارسظظتان .وقظظال المقريظظزي" :وكظظان سظظبب بنظظائه أن الملظظك المنصظظور لمظظا تظظوجه وهظظو
أمير إلى غأزو الظروم فظي أيظظام الظظظاهر بيظبرس سظنة 675هظظ1276/م أصظظابه بدمشظظق قولنظظج عظيظم،
فع ظظالجه الطب ظظاء بأدوي ظظة أخأ ظظذت ل ظظه م ظظن بيمارس ظظتان نظظور ال ظظدين الش ظظهيد ،ف ظظبرئ ،ث ظظم زار المارس ظظتان
فظظأعجب بظظه ونظظذر أن أتظظاه الظ ظ الملظظك أن يبنظظي مارسظظتانًا .فمظظا تسظظلطن أخأظظذ فظظي عمظظل ذلظظك فوقظظع
الخأتيظظار علظظى الظظدار القطبيظظة ،وعظظوض أهلهظظا عنهظظا قصظظر الزمظظرد ،وولظظى الميظظر علظظم الظظدين سظظنجر
الشجاعي أمر عمارته".
لم تذكر المراجع وصف أي بيمارستان سابق للبيمارستان العضدي ،ولكن نلحظ أن بيمارسظظتانات
العصظظر العباسظظي ،كظظان بظظوجه عظظام مقسظظمة إلظظى جنظظاحين :جنظظاحا للظظذكور وآخأظظر للنظظاث .يحتظظوي كظظل
منهمظظا علظظى عظظدة قاعظظات لمخأتلظظف الم ظراض ،فقاعظظة للم ظراض الداخأليظظة ،وقاعظظدة للج ارحظظة ،وقاعظظة
1مقاصير :هي مباني واسعة محصنة الحيطان من كل النواحي .ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،5ص .100
31
للكحال ظظة ،وقاع ظظة للتج ظظبير ،وقاع ظظة للمظ ظراض النفس ظظية ،وقاع ظظات لك ظظل ن ظظوع م ظظن المظ ظراض المعدي ظظة
السريعة النتشار.
وكانت قاعة المراض الداخألية مقسمة إلى أقسام أخأرى ،قسم للمحمومين ،وهم المصابون بالحمى
وقسظظم للممروريظظن وهظظو لمظظن بهظظم المظظرض المسظظمى )مانيظظا( وهظظو الجنظظون السظظبعي ،وقسظظم للمظظبرودين
)المتخأ ظظومين( ولم ظظن ب ظظه إس ظظهال قاع ظظة .وك ظظان ك ظظل جن ظظاحا بأقس ظظامه مجهظ ظ اًز بم ظظا يحت ظظاجه م ظظن آلت
ومعدات وخأدم وفراشين من الرجال والنساء وقوام ومشرفين.
مواقع البيمارستانات
كظظانت البيمارسظظتانات تقظظام فظظي أحسظظن المظظاكن موقعظ ظًا ،علظظى الربظ ظوات أو بجظ ظوار النهظظار .وكظظانت
قاعات البيمارستانات واسعة حسنة البناء تجري فيها المياه .ولخأتيار المواقع كانوا يعلقظظون فظظي كظظل
ناحية من نواحي المدينة التي يرغأبون في إشادة البيمارستان فيها قطع لحم على أن تعتبر التي لم
تتغير ولم يسهك فيها اللحم سريعًا ،وكظانوا يخأتظارون قصظو اًر ل نمظل فيهظا لتحويلهظا إلظى بيمارسظتان.
والجدير بالذكر أن هذه المؤسسات كانت تقوم بالقرب من جظظامع ويقظظام بجظوار الجظظامع حمظظام وتكيظة
وهظظي ل تخأتلظظف فظظي فخأامظظة أثاثهظظا علظظى أي مظظن قصظظور المظراء ،ولكظظل مريظظض سظرير مسظظتقل .وقظظد
قيل أن البيمارستان العضدي كان أشبه بالقصر لتساع أجنحته وعدد غأرفه وفخأامة أثاثه.
الدارة
كظظان لكظظل بيمارسظظتان رئيظظس للطبظظاء يسظظمى سظظاعور البيمارسظظتان ،ولكظظل قسظظم مظظن أقسظظامه رئيظظس.
فكظظان فيظظه رئيظظس للم ظراض الباطنيظظة ،ورئيظظس للجراحيظظن ،ورئيظظس للكحظظالين .أمظظا عظظدد الطبظظاء فظظي
البيمارسظظتان فكظظان يتوقظظف علظظى سظظعة البيمارسظظتان فيصظظل فظظي بعظظض الحيظظان إلظظى أربعظظة وعش ظرين
طبيبًا.
وكظ ظظان النظظ ظظر علظ ظظى البيمارسظ ظظتان معظ ظظدوداً مظ ظظن الوظظ ظظائف الديوانيظ ظظة العظيمظ ظظة وكظ ظظانت ألقظ ظظاب أربظ ظظاب
الوظائف على الشكل التالي:
-1رئيظظس الطبظظاء وهظظو الظظذي يحكظظم علظظى طائفظظة الطبظظاء ويظظأذن لهظظم فظظي التطظظبيب ونحظظو ذلظظك.
-2رئيس الكحالين وحكمه في الكلم على طائفة الكحالة حكم رئيس الطباء في طائفة الطبظاء.
-3رئيظ ظظس الجرائحيظ ظظة ،وحكمظ ظظه فظ ظظي الكلم علظ ظظى طائفظ ظظة الجرائحيظ ظظة والمجظ ظظبرين كظ ظظالرئيس المتقظ ظظدم.
ونظ ظ اًر لهميظظة منصظظب نظظظارة البيمارسظظتان فقظظد كظظان يتظظوله أحظظد الم ظراء أو أحظظد الش ظراف ويتصظظف
الم ظظديرون بالق ظظدرة والثقاف ظظة العالي ظظة ،ويتص ظظلون بقص ظظر الخأليف ظظة كأح ظظد ال ظظوزراء ،وله ظظم الدارة التام ظظة
والمراقبة وحفظ المؤن والدوية والثاث ،وفي بعض الحيان إدارة الوقف ،ويلي المدير المراقب ثظظم
المنظظاء والخأظظدم ،وتحظظت يظظده نظظاظر الوقظظف الظظذي يشظظرف علظظى أوقظظاف البيمارسظظتان ،ويقظظدم ميزانيظظة
32
الظ ظواردات والمصظظروفات لرئيظظس البيمارسظظتان الظظذي يبظظت فيمظظا يظظرى فظظي صظظالح البيمارسظظتان و ارحظظة
المرضى.
وكظظان يعظظاون رئيظظس الطبظظاء ،رؤسظظاء مخأتلظظف الشظظعب ويعظظاون هظظؤلء معظظاونوهم وتلميظظذهم .وكظظان
رؤسظ ظظاء الشظ ظظعب ذوي مقظ ظظدرة فائقظ ظظة ومعرفظ ظظة عميقظ ظظة ،يت أرسظ ظظون الشظ ظظعب ويراقبظ ظظون المرضظ ظظى يوميظ ظًا،
ويستشظظير بعضظظهم بعضظ ظًا ،ويعطظظون الوصظظفات اللزمظظة شظظفهياً وأحيانظ ظاً خأطيظ ظًا ،وتشظظمل الوصظظفات
الغأذيظظة والدوي ظظة .وك ظظثي اًر م ظظا ك ظظانت تعق ظظد الستش ظظارات والملحظ ظظات اليومي ظظة مم ظظا ييس ظظر للط ظظبيب
متابعظ ظظة حالظ ظظة المريظ ظظض بدقظ ظظة وعنايظ ظظة ،وكظ ظظانوا يكتبظ ظظون تاريظ ظظخ المرضظ ظظى فظ ظظي سظ ظظجلت تحفظ ظظظ فظ ظظي
البيمارستان.
مساعدات البيمارستان
لكل من البيمارستانات أوقاف تعولها وكانوا يسظجلون الوقظف فظي حجظج مكتوبظة ،ينقشظون بعظض مظا
فيهظظا علظظى الحجظظارة ،ويظظبينون فيهظظا أن الغايظظة هظظي تشظظييد البيمارسظظتان والعتنظظاء بالمرضظظى ،وكظظانت
عائدات الوقاف ،المداخأيل الساسية التي تفي بحاجات البيمارستان من طعام ولبظظاس ومحروقظظات
وأدوية ورواتب الطباء والممرضين وبقية العاملين في المؤسسة.
خزانة الشراب
هظي الصظيدلية الملحقظة بالبيمارسظظتان ،وقظظد عرفهظظا أبظو العبظظاس القلقشظندي علظى الشظكل التظالي" :هظظي
الخأ ازنظظة المعظظبر عنهظظا فظظي زماننظظا ،زمظظن القلقشظظندي ،بالش ظراب خأانظظة ،وكظظان فيهظظا مظظن أن ظواع الش ظربة
والمعاجين النفيسة والمربيات الفظاخأرة وأصظظناف الدويظة ،والعطريظات الفائقظة الظتي ل توجظد إل فيهظظا.
وفيهظظا مظظن اللت النفيسظظة والنيظظة الصظظيني مظظن الزبظظادي والظظبراني والزيظظار مظظا ل يقظظدر عليظظه غأيظظر
الملوك" .وكان للشراب خأانة رئيس يسمى رئيس صيدلني البيمارستان.
كظانت الصظيدلية فظي بظظادئ المظر تابعظظة لعلظم الطظب ،غأيظظر مسظتقلة عنظه اذ كظان الطظظبيب فظظي الظوقت
نفسه صيدلنيًا .وكان له أعوان يساعدونه في عمله ،فيجمعون لظه العشظظاب الطبيعيظظة .وكظظان ثمظظة
تجظظار يتعظظاطون تجظظارة العقظظاقير والم ظواد الطبيظظة ،كمظظا كظظانوا يتعظظاطون تجظظارة البخأظظور والتوابظظل وغأيظظر
ذلظظك ،وكظظان الطظظبيب علظظى رأس هظظذه الشظظبكة ،يتظظولى صظظنع الظظدواء وتركيبظظه فظظي دكظظانه ،ثظظم يقظظدمه
للمريض ويقبض ثمنه.
المكتبجججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججات
كانت البيمارستانات مزودة بمكتبات تضم المفيد من مخأطوطات أبقراط وجالينوس وأطبظاء العظرب،
33
يجتمظع فيهظا السظاتذة والطلب بعظد جظولت الصظباحا ،وكظانت الكتظب كظثيرة ومتظوافرة .يقول ابظن أبظي
أصيبعة" :كان السلطان نور الدين محمود بن زنكي قد وقف على البيمارسظظتان النظوري جملظة كظظبيرة
من الكتب الطبية ،وكانت في الخأرستانين )الخأزانتين( اللذين في صدر اليوان".
-2البيمارستانات الخأاصة :اشتهر منها المجاذم ودور المجظظانين ودور العجظزة والمكفظظوفين وطبابظظة
المدارس ودور الحضانة.
المجججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججاذم
أنشأ الخألفاء ومن سار على خأطظاهم ملجظئ خأاصظة للمجظذومين تقظوم الدولظة برعظايتهم ومعظالجتهم،
وقد ذكر أن أول بيمارستان للمجذومين في السظلم إقامظة الوليظد ابظن عبظد الملظك ،وقظد بنظا المظأمون
من الخألفاء العباسيين بيوتاً للمجظذومين ومظن سظظار علظظى نهجظظه معظظم الخألفظظاء والحكظام .وذلظك نظظ اًر
لخأط ظظورة الم ظظرض وحماي ظظة للن ظظاس ،وق ظظد أم ظظر الخأليف ظظة المستض ظظيء ب ظظإخأراج المج ظظذومين م ظظن بغ ظظداد
وحصرهم في أماكن خأاصة بعيدة عن الصحاء.
دور المجانين
تأسست هذه الملجئ في أوائل التاريظخ السظلمي خأصوصظاً فظي عهظد الدولظة الموية ،لن العظرب
كانوا يعتبرون المعتوهين معدمين وعلة على الدولة ،ولن إصظظابتهم بقضظظاء الظ وقظظدره ،فقظظد تحملظظت
الدولة أعباء حاجاتهم وعاملتهم برفق ،فعينوا لهم الطباء لخأدمتهم والسهر علظظى راحتهظظم .وقظظد وجظظد
أحد هذه الملجظئ فظي ديظر حزقايظل بيظن واسظط وبغظداد وكظان المظبرد يتفقظده طظوال مظدة حكظم الخأليفة
المتوكل.
وقد كانوا يفردون بيوتاً خأاصة في المستشفيات الكبرى لهؤلء المرضى ،وكظظانت نوافظظذ أكظظثر الغظظرف
مشبكة بالحديد .وما يروى عن أحمد بن طولون أنه كان كل يوم جمعة يركب بنفسه ويتفقد خأ ازئظظن
البيمارسظ ظظتان المعظ ظظروف باسظ ظظمه )بيمارسظ ظظتان ابظ ظظن طولظ ظظون( ،ومظ ظظا فيهظ ظظا مظ ظظن الطبظ ظظاء ،وينظظ ظظر إلظ ظظى
المرضى والمحبوسين من المجانين فناداه أحظد المجظانين المكبليظن بالسلسظل يومظاً وطلظب أن يظؤتى
له برمانة ،فظأمر بهظا ففظرحا ثظم غأافظل أحمظد بظن طولظون ورمظاه فظي صظدره ،فنضظحت علظى ثيظابه دون
أن تتمكن منه ولم يعاود بعد ذلك النظر في البيمارستان.
شظظيدت هظظذه الظظدور خأصيصظاً للمقعظظدين والعظظاجزين إواطعظظامهم واكتسظظائهم ،ويصظظرف علظظى هظظذه الظظدور
من الوقاف التي كانوا يوقفونها لها.
34
طبابة المدارس
لمظظا توسظظعت دور العلظظم وانتشظظرت ،وأقبظظل النظظاس علظظى تلقظظي العلظظوم ،وأصظظبحت تحظظوي فظظي جنباتهظظا
الكثير من طلب المعرفة ،صار من الضروري تخأصيص طبيب يشرف على الطلب والمدرسظظين
والخأدم ،فمثلً كان في المدرسة المستنصرية ببغداد طبيب يقوم بفحظظص المرضظظى ووصظف الدويظة
من الصيدلية الخأاصة بالمدرسة.
-3البيمارستانات المتنقلة :كان لهذا النوع من البيمارستانات معروفاً لدى خألفاء السلم وملظظوكهم
وسلطينهم وأطبائهم ،ومن الراجح أن يكونوا هم أول من أنشأه ،وهو عبظظارة عظظن بيمارسظظتان مجهظظز
بجميظ ظظع مظ ظظا يلظ ظظزم للمرضظ ظظى والمظ ظظداواة مظ ظظن أدويظ ظظة ،وأدوات ،وأطعمظ ظظة وأش ظ ظربة ،وملبظ ظظس ،وأطبظ ظظاء،
وصيادلة ،وكل مظظا يعنظظي علظظى ترقيظظة الحظال علظظى المرضظظى والعجظزة والمزمنيظظن والمسظجونين .وينقظظل
م ظظن بل ظظد إل ظظى آخأ ظظر م ظظن البل ظظدان الخأالي ظظة م ظظن بيمارس ظظتانات ثابت ظظة وال ظظتي يظه ظظر فيه ظظا وب ظظاء ،وه ظظذه
البيمارستانات على أنواع وهي ما نسميه اليوم بالمستوصفات السيارة منها:
طبابة السجون
لظظم تقتصظظر عنايظظة الدولظة العباسظظية علظظى قطظظاع معيظظن بظظل شظظملت الجميظظع حظظتى المسظظاجين ،فظظإنهم لظظم
يرضوا لهم أن يبقوا محرومين من الرعاية الطبية ،بينما ينالها من هم خأارج السجن ولذا ولول مرة
في التاريخ لحظ علي بن عيسظى الجظراحا وزيظظر الخأليفظة المقتظدر فظظي القظرن الثظظالث /التاسظظع ضظرورة
ذلظظك وكلظظف بهظظذه المهمظظة الطظظبيب سظظنان بظظن ثظظابت الظظذي قظظام بتعييظظن شظظلة مظظن الطبظظاء تقظظوم بزيظظارة
السظظجون وتحمظظل إلظظى المسظظاجين الدويظظة والشظ ظربة ويطوفظظون فظظي سظظائر الحبظظوس ويعظظالجون فيهظظا
المرضى ،وبذلك سجل التاريخ إنشاء أول بيمارستان خأاص للسجون.
البيمارستان الحربي
ك ظظان للجي ظظش أطب ظظاء وص ظظيادلة مخأتص ظظون ع ظظدا أطب ظظاء الخأليف ظظة والقظ ظواد والمظ ظراء للعناي ظظة ب ظظالجرحى
والمرضى والجنود .وكانت هذه البيمارستانات ترافق الجيش فظظي السظظلم والحظظرب متنقلظظة علظظى ظهظظور
الجم ظظال والبغ ظظال بمحام ظظل مريح ظظة واس ظظعة لنق ظظل المرض ظظى .وك ظظانوا يعه ظظدون ب ظظالجرحى إل ظظى النس ظظاء
لتمريضهم .ويذكر بين البيمارستانات المتنقلة التي كان يستعملها السلطين في تنقلتهظظم وحروبهظظم
كما روى ابن خألكان وابن القفطي حيث قال" :إن أبا الحكم المغربي عبد ال ابظظن المظفظظر بظظن عبظظد
ال المرسي نزيل دمشق كان طبيب بيمارستان متنقل يحمله أربعون جملً" .وكان القاضظظي السظظديد
أبو الوفا يحيى بن سعيد بن يحيى بن المظفر المعروف بابن المرخأظظم ،الظظذي صظظار قاضظظي القضظظاة
ببغداد ،في أيام المقتضى ،فاصظظداً وطبيبظاً فظي هظظذا البيمارسظتان المحمظول وكظظان أبظو الحكظظم يشظظاركه
ويعاني إصطلحا مفرداته في التركيب والخأتبار.
35
بيمارستان السبيل
هي البعثات التي كظانت ت ارفظظق الحجظاج أو التجظار فكظانت تجهظز بمظواد السظعاف والدويظة ،وتحمظل
في صناديق خأاصة وبرفقة طبيب وممرضين يعالجون مظن فظظي القافلظة أو مظن تمظظر بهظم القافلظة فظظي
الطريق .وأول من قام بهذا العمظل مظن البيمارسظتانات هو معاويظة بظن أبظي سظفيان فظي أيظام خألفتظه.
محطات السعاف
كظظانت هظظذه البيمارسظظتانات تقظظام فظظي المظظاكن الظظتي يكظظثر فيهظظا اجتمظظاع النظظاس فظظي أمظظاكن مخأتلفظظة
كظظالجوامع وقظظت صظظلة الجمعظظة والمهرجانظظات والعيظظاد والمواسظظم .وهنظظاك يقظظوم الطبظظاء والصظظيادلة
بمعالجظظة المرضظظى والمصظظابين بظظالحوادث .ويقظظال أن أول مظظن أنشظظأ هظظذه المحطظظات هظظو أحمظظد بظظن
طولون.
ويقول ابن خألكان 1أن أبا الحكم عبد ال بن المظفظظر كظظان طظظبيب البيمارسظظتان الظظذي كظظان يقظظام
فظي معسظكر السظظلطان محمظود السظظلجوقي حيظظث خأيظظم .أو أنظه مستشظظفى متنقظظل يجظظول فظظي القظظرى
ويبيت في كل واحدة أيامصاً ثم ينتقل إلى أخأرى.
كتظظب الظظوزير علظظي بظظن عيسظظى إلظظى سظظنان بظظن ثظظابت بظظن قظرة ،رئيظظس الطبظظاء يق ظظول " :2فكظظرت
فظظي السظواد ،مظظن أهلظظه مظظن لتخألظظو أن تكظظون فيهظظم مرضظظى ل يشظظرف عليهظظم لخألظظو المظواد مظظن
الطب ظظاء .تق ظظوم ،مظ ظّد الظ ظ ف ظظي عم ظظرك ،بإنف ظظاذ متطب ظظبين وخأ ازن ظظة للدوي ظظة والشظ ظربة ف ظظي السظ ظواد
ويقيمظظون فظظي صظظقع منظظه مظظدة ماتظظدعو إليظظه الحاجظظة ،ويعظظالجون مظظن فيظظه مظظن المرضظظى إلظظى
غأيره".
ويصظظف المقريظظزي المستشظظفى الظظذي بنظظاه السظظلطان قلوون بقظظوله" :3أمظظا البيمارسظظتان المظظذكور
مظظن قبظظل مولنظظا السظظلطان ،فظظإنه وقظظف ذلظظك البيمارسظظتان لمظظداواة المرضظظى مظظن الرجظظال والنسظظاء،
والغأنيظاء والفقظراء بالقظاهرة ومصظر وضظواحيها مظن المقيميظن بهمظا والظواردين إليهمظا مظن البلظدان
والعمظظال علظظى امتظظداد أجناسظظهم وأوصظظافهم ،وسظظائر أم ارضظظهم مظظن أم ظراض الجسظظام ،قلظظت أو
كثرت ،اتفقظظت أو اخأتلفظظت ،وأمظراض الحظواس خأفيظت أو ظهظرت ،واخأتلل العقظول الظظتي حفظهظا
أعظم المقاصد والغأراض .وأول ما يجد القبال علظى ذوي النحظراف والعظراض ،وغأيظظر ذلظك
مما تدعو حاجظة النسظان إلظى إصظلحه بالدويظة والعقظاقير المتعارفظة مظن أهظل صظناعة الطظب
والشظظتغال فيظظه ،وتعلظظم الطظظب .ويظظدخألونه جماعظظات ووحظظدانًا ،وشظظيوخأاً وشظظبانًا ،وولظظدانًا ،ويقيظظم
عيسى بك ظ أحمد ظ البيمارستانات في السلم ظمطبوعات جمعية التمدن السلمي بدمشق ،1993 ،ص 12و .13 2
36
المرضى الفقراء من الرجال والنسظاء لمظداواتهم إلظى حيظن برئهظم وشفائهم ويعظرف مظا هظو معيظن
فيه للمداواة".
وكظظان للمستشظظفى م ظوارد جيظظدة ،إذ كظظان السظظلطان يوقظظف لظظه الم ظوال والعقظظارات لتصظظرف علظظى
حسن سيره ،وتزويده بكل ما يلزم.
وكان مكان بناء المستشفى يخأتار في مكان صحي مناسظب .وقصظظة الظرازي فظي اخأتيظاره مكظظان
المستشظظفى العضظظدي ببغظظداد معروفظظة .إذ علظظق أربظظع قطظظع مظظن اللحظظم فظظي الجهظظات الربظظع مظظن
المدينة ،وفي المكان الذي ظل فيه اللحم أطول مدة من غأير أن يتلف بني المستشفى.
أما اخأتيار رئيس الطباء أو الساعور فكان يخأتار بدقظة .يقظول ابظن أبظي اصظظيبعة ،1أن عضظد
الدولظظة لمظظا بنظظى البيمارسظظتان العضظظدي المنسظظوب إليظظه قصظظد أن يكظظون فيظظه جماعظظة مظظن أفاضظظل
الطباء وأعيانهم ،أمر أن يحضروا له ذكر الطباء المشهورين حينئذ ببغداد وأعمالهم ،فكانوا
متوفرين على المائظة ،فاخأتظظار منهظم نحظو خأمسظين بحسظظب مظا علظم مظظن جظظودة أحظوالهم وتمهرهظظم
في صناعة الطب ،ثم اقتصر من هؤلء على عشرة فكان الرازي منهم ،ثظم اخأتظار مظن العشظرة
ثلثة فكان الرازي أفضلهم ،فعينه ساعو اًر للبيمارستان العضدي.
وكان المستشفى مقسماً إلى قسم للنساء وقسم للرجال .أما القسام الفنية فقد كظظانت :الطبظظائعي
)أي الطظظب الظظداخألي( ،الجرائحظظي ،والكحظظال والمجظظبر .وكظظان لكظظل قسظظم أطبظظاء يعملظظون بظظه ولهظظم
رئيظظس :رئيظظس الطبائعيظظة ،ورئيظظس الكحظظالين ...إلظظخ .أمظظا القاعظظات فكظظانت مقسظظمة فيمظظا بينهظظم.
وكظظان للم ظراض الداخأليظظة أيض ظاً قاعظظات متخأصصظظة لبعظظض الم ظراض :كالحميظظات ،وأم ظراض
الجهاز الهضمي.
أمظظا مظظدير المستشظظفى الداري فهظظو :النظظائب الظظذي كظظان يعينظظه السظظلطان لينظظوب عنظظه فظظي إدارة
المستشفى ،وكان له صيدلية مجهزة مع صيدلني ومساعدين له .وكظظانت رتبتظظه عاليظظة ومقظظامه
كبي اًر لدى الحكام والسلطين .وكان لكل قسم رئيس .أمظا رئيظس الصظيادلة فكظان شظيخ صظيادلة
البيمارستان.
وكان مدير المستشفى هو ناظر البيمارسظتان ،وكظانت علقتظظه مباشظرة بالسظلطان .أمظظا مرتبظات
الطبظظاء فكظظانت تصظظرف مباشظرة مظظن السظظلطان ،وتسظظمى جظظامكيه تظظت اروحا مظظن خأمسظظة عشظظر إلظظى
خأمسين دينار شهريًا.
كم ظظا ك ظظان الس ظظلطين يوقف ظظون المظ ظوال والرزاق والج اري ظظات عل ظظى المستش ظظفيات ،ومنه ظظم أس ظظاتذة
يترددون عليها.
ابن أبي أصبيعة :عيون النباء في طبقاء الطباء ،بولق ،ج ،1ص .310 1
37
وكظظان فظظي البيمارسظظتان طريقتظظان للعلج :علج خأظظارجي ،أي أن المريظظض يتنظظاول الظظدواء مظظن
البيمارسظظتانات ثظظم ينصظظرف ليتعاطظظاه فظظي منزلظظه ،وعلج داخألظظي يقيظظم المريظظض فظظي أثنظظائه فظظي
البيمارستانات في القسم الخأاص والقاعة الخأاصة حتى يشفى.
ففي الطريقة الولظى كظان الطظبيب يجلظظس علظظى دكظة يكتظب لمظظن يظظرد عليظظه مظظن المرضظظى أو ارقظاً
يعتمدون عليها ،ويأخأذون بها من البيمارستان الشربة والدوية التي يصفها الطبيب.
وأمظظا العلج الظظداخألي أي داخأظظل البيمارسظظتان ،فكظظان المرضظظى يوزعظظون علظظى القاعظظات بحسظظب
أمراضهم ،وكان إذا اقتضى الحال يدعى طبيب من قسم آخأر غأير القسظظم الظظذي فيظظه المريظظض
للستشارة.
وكان الطباء يشتغلون في البيمارستان بالنوبة ،فجبريل بن بخأتيشوع كانت نوبته فظظي السظظبوع
يومين وليلتين.1
وكظظان الوليظظد بظظن عبظظد الملظظك وهظظو سظظادس خألفظظاء بنظظي أميظظة أول مظظن بنظظا مستشظظفى فظظي السظظلم
عام 86هظ .وذكر المقريزي أن الوليد جعل في البيمارستان أطباء ،وأجرى عليهم الرزاق.
ثظظم كظظثرت المشظظافي واشظظتهر منهظظا المستشظظفى العضظظدي فظظي بغظظداد ،والنظظور فظظي دمشظظق وحلظظب
والمنصور في القاهرة ،حتى أصبح عددها في العظراق ثمانيظظة عشظظر وفظظي الشظظام عشظرين ،وفظظي
مصظظر عش ظرة .أمظظا فظظي النظظدلس فقظظد كظظان الهتمظظام بهظظا يفظظوق الوصظظف ،إذ وصظظل عظظددها فظظي
قرطبة وحدها إلى خأمسين مستشفى.
ونظظ اًر إلظظى اهتمظام الخألفظاء والملظوك بهظذه المستشظفيات وجلبهظم الطبظاء الظظذين اشظظتهروا فظظي كظظل
البلد مهمظظا كظظانت بعيظظدة إليهظظا ،وبسظظبب مظظا كظظانوا يغظظدقونه عليهظظا مظظن أم ظوال وعطايظظا ،إواقبظظال
الناس على العناية بصحتهم والهتمام بظظالعلم ،لظم تلبظظث أن تحظظولت هظظذه المشظظافي إلظى مظظدارس
طبية يتخأرج منها كل عام عدد وافر من الطباء الذين كانوا يتوزعون في أنحاء المبراطوريظظة
ينشرون العلم العربي في أصقاعها القريبة والبعيدة .كذلك لم يلبظث هظذا التعليظظم أن نظظظم ورتظظب
على قدر رفيع من التقدم.
ومن المظاهر النسظانية للطظب العربظي النسظاني ،اهتمظامه بزيظارة المسظاجين ورعظايتهم صظحيًا.
وقد كتب الوزير علي بن الجراحا إلى سنان بن ثابت رئيس أطباء بغظظداد يقظظول" :2فكظظرت مظظد
الظ فظظي عمظظرك فظظي أمظظر مظظن فظظي الحبظظوس ،وأنظظه ل يخألظظو مظظع كظظثرة عظظددهم وجفظظاء أمكنتهظظم أن
تنالوا المراء ،وهم ممنوعين من التصرف في منافعهم ولقاء من يشاورونه من الطباء ،ومظظا
38
يعرض لهم ،رأينظا أن يفظرد لهظم أطبظاء يظدخألون إليهظم فظي كظل يظوم وتحمظل إليهظم الدويظة علظى
دفظظع طلبهظظم بمظظا يحتظظاجون إليظظه مظظن الدويظظة ،ويظظرى بظظأن تقظظام لهظظم المظظزورات لمظظن يحتظظاج إليهظظا
منهم".وقد نفذ ما أمر به الوزير ,وأنشئت كذلك ملحق ملجئ لليتام والعجزة.
زيادة ال بن عبظد الظ الغألظبي بظن أميظر القيظروان ،حظارب المهظدي الذي خأظرج بظالقيروان ،ثظم عجظز عنظه وهظرب إلظى الشظام ومظات بالرقة، 1
وقيل بالرملة سنة 251ھ 865 /م .الذهبي ،العبر في خأبر من غأبر ،ج 2ص . 133
أبو إبراهيم الغألبي :بظن سظظالم بظظن عقظال التميمظظي مؤسظظس دولظة الغأالبظة فظي تظونس ،وكظظان أبظوه حظظاكم علظى أفريقيظا ،وكظظان حظاكم جريظظء 2
وشظظجاع ،وله هظظارون الرشظظيد ديظظار تظظونس ،وتظظرك لظظه حكمهظظا كيظظف يشظظاء ،فبظظدأ عملظظه ببنظظاء مدينظظة سظظماها العباسظظية ،تظظوفى سظظنة 196ھ/
812م .عبد الوهاب ،الورقات ،ج 1ص .273
الفتح بن خاقان عبظظد ال ظ وزيظظر الخأليفظظة المتوكظظل العباسظظي وصظظديقه الحميظظم ،وقظظد قتل معظاً عظظام 247ھ 961 /م ،وكظظان أديبظاً وعالم ظاً 3
بالحساب ،وهو حمو أحمد بن طولون ،معروفاً بحسن الخألق .السامرائي ،مخأتصر ،ج ،1ص .41
بني خولن :هم من بني خأولن بن عمر بن مالك بن زيد بن عريب من القبائل الظتي نزلظت وسظكنت هظذه المنطقظة ،وزعيمهظم خأظولن بظن 4
عمرو بن الحاف بن قضاعة بن الحارث بن عمرو سيد بني خأولن .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،5ص .437
5القرافية :مكان في مصر ،وهي نسبة إلى قرافة مقبرة في مصر .حاجي خليفة ،كشف الظنون ،ج ،1ص .11
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .316
39
البغظدادي والظذي ترجظظم الكتظب الطبيظة إلظظى العربيظة والظذي تميظظز بقظظوة الصظبر 1والتحمظظل ،وتظولى علظظي
بن عيسى الو ازرة بدل الوزير الخأاقظاني فظظي عهظظد الخأليفظة المقتظدر ،ولزم علظي بظظن عيسظظى عملظه فظظي
إصظظلحا البيمارسظظتانات فظظي الدولظظة السظظلمية ،وعمظظل مظظا يحتظظاج إليظظه المرضظظى مظظن الدويظظة ،وقظظرر
فيها فضلء الطباء وأشهرهم وأوقف عليها الوقوف والموال الكثيرة.2
جهود الوزير بجكم التركي أبو الحسن
عظظرف عظظن بجكظظم الظظتركي أبظظو الخأيظظر أميظظر المظ ظراء أبظظو الحسظظن ، 3بعمظظارته البيمارسظظتان بالجظظانب
الغربي من بغداد ،ولم يتم بناءه فجظدده عضظد الدولة بظن بظويه ،وكظان شظعار الميظر بجكظم الظتركي
العظظدل ،ربظظح السظظلطان فظظي الظظدنيا والخأظرة ،وأوقظظف الميظظر علظظي البيمارسظظتان أمظوالً عظيمظظة ،وتقظظرب
فظظي بنظظائه لظ ظ عظظز وجظظل ،ورحمظظة وشظظفاء للنظظاس ،وهظظذا بمظظا عظظرف عنظظه مظظن سظظمة حبظظه للضظظعفاء
والمسظظاكين ،4وبقظظي هظظذا البيمارسظظتان زمظظن طويظظل ،أضظظاف عليظظه عضظظد الدولظظة البظظويهي وجظظدده فظظي
عظظام 368ھ978/م ،وزوده بالطبظظاء والبظ ظوابين والظظوكلء والحظظرس ،5وعمظظل بظظه الطظظبيب سظظنان بظظن
ثظابت ،وأنفظق عليظه الكظثير مظن المظوال ،وقظال ثظابت بظن سظنان بظن ثظابت بظن قظرة" :لمامظات ال ارضظظي
بال 329ھ940/م 6استدعى المير أبظو الحكظم بجكظم ،وسظأله أن يظذهب إلظى واسظط ،فعمظل بواسظط
البيمارستان في وقت المجاعة".7
جهود الوزير محمد بن علي بن خلف العباسي أبي غأالب
أنشأ الوزير العباسظي محمظد علظي بظن خألظف بيمارسظتاناً فظي بغظداد أثنظاء توليظة الظو ازرة أيظام 1016م،
فأثرى خألل مدة و ازرته آثا اًر حسنة ،فكان منها 407-401ھ1016-1010/م القادر بال إنشظظاؤه
للبيمارسظتان فظي بغظداد قظل فظي الظدنيا مثلظه كمظا قظال الظذهبي ،هظذا وقظد كظان الظوزير محمظد بظن خألظف
كثير العطظاء للعلمظاء ،والطبظاء بظالخأص والقظراء ،وصظنف الكتظب العلميظة باسظمه مثظل الفخأظري فظي
الجظ ظظبر والمقابلظ ظظة ،8وعظ ظظرف عنظ ظظه بشظ ظظدة تواضظ ظظعه ،ومظ ظظن محاسظ ظظن أعمظ ظظاله فظ ظظي الظ ظظدنيا إنشظ ظظاؤه هظ ظظذا
العدل نصف الدنيا والخأرة ،تولى المظارة فظي عهظد خألفة ال ارضظي بظال 322هظظ 940/م ،كظان عاقلً بفهظم العربيظة ،ول يتكلظم بهظا ،ويقظول
أخأاف أن أخأطئ والخأطأ من الرئيس 329 -ھ934 /م قبيح كانت إمرته على بغداد سنتين وتسظظع أشظظهر ،تظوفى سظظنة 330ھ 941 /م
ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،2ص . 149
4القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 85
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص 3 - 415القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .192
6الراضي بال :هو أبو العباس أحمد بن المقتدر بال الملقب بالراضي بال .ابن الثير ،الكامل ،ج ،7ص .98
7ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .302
الفخري في الجبر والمقابلة :كتاب صنفه الوزير فخأر الملك أبو غأالب بن الصرفي ،وهظظو مخأتصظر فظي الجظظبر والمقابلظة ،وسظظماه باسظمه 8
40
البيمارس ظظتان ،كص ظظدقة جاري ظظة للمس ظظلمين ،ع ظظاش م ظظدة ثلث ظظة وخأمس ظظين ع ظظام ،وقت ظظل ع ظظام 404ھ/
1013م بعد تولية عدة أعمال في العراق.
جهود الوزير عبد الملك بن محمد
ابن يوسف أبو منصور الملقب الشيخ الجل ،سمع عن أبا عمر بظظن مهظظدي والحسظظن بظظن الصظظلب،
وأبا الحسين بن بشران وغأيرهم ،وكان أوحد زمانه في فعل المعظظروف والقيظام بظأمور العلظظم ،والنصظرة
لهظظل السظظنة والقمظظع لهظظل البظظدع ،كظظثير الصظظدقة والظظبر ،دخأظظل أبظظو يوسظظف بغظظداد مظظع البساسظظيري،
وت ظظولى البيمارس ظظتان وه ظظو ل يوج ظظد في ظظه دواء ول ط ظظبيب والمرض ظظى ين ظظامون عل ظظى الرض ،فأحس ظظن
البيمارستان ورتب فيه ثمانية وعشرين طبيب وثلث خأزان وأمره بالملك النفيسة.
جهود الوزير مؤيد الملك أبي علي بن الحسن الرخجي وزير مشرف الدولة
بنظظى الظظوزير مؤيظظد الملظظك 1مظظدبر دولظظة الخأليفظظة القظظادر بظظال فظظي العظراق بيمارسظظتان فظظي منطقظظة واسظظط
413ھ1022/م وأكثر فيه من الدوية والعقاقير ،ورتب له الطباء والخأزان ،وأوقظظف عليظظه الوقظظوف
الكثيرة وجهزه بالشربة ،ووقظظف عليظظه كفظظايته مظظن الحاجظظة ،وجعظل لظه المعظاملت السظظلطانية مباشظرة،
وهدفه من بناء هذا البيمارستان مساعدة الفقراء والثواب من ال.
جهود المير نصير الدولة بن مروان الدوستكي
أنشظظأ نصظظير الدولظظة بظظن مظظروان الدوسظظتكي أثنظظاء مظظدة خألفظظة القظظائم بظظال العباسظظي بيمارسظظتاناً -467
422ھ1075-1031 /م ،حيظظن مرضظظت ابنتظظه ،فنظظذر إن شظظفيت ابنتظظه أن يبنظظي بيمارسظظتان للفقظراء
ف ظظداواها الع ظظالم ازه ظظد العلم ظظاء ح ظظتى ش ظظفيت ،2فبن ظظا نص ظظير الدول ظظة بيمارس ظظتاناً ض ظظخأماً ع ظظام 414ھ/
1023م ،وأوقظظف عليظظه الضظظياع والملك ،وأقظظام بظظه المرضظظى وأصظظبح ازهظظد العلمظظاء الطظظبيب أبظظو
سعيد منصور بن عيسى يمارس الطب داخأل البيمارستان ،3وقيل أن تكليظظف بنظظاء هظظذا البيمارسظظتان
كله من ماله الخأاص ،وأشرف عليه زاهد العلماء ،وسمى بيمارستان ميافارقين 54نسبة إلظظى المدينظظة
ال ظظتي بن ظظي به ظظا ،وه ظظذا ي ظظدل عل ظظى م ظظدى اهتم ظظام المظ ظراء بص ظظحة أبن ظظاء ش ظظعبهم م ظظن خألل معان ظظاتهم
بأبنائهم.
مؤيد الملك أبو علي بن الحسن الرخجي :في عظام 413ھ 1022 /م كظان الصلح بيظن مشظرف الدولظة وأخأيظه سظلطان الدولظة ،واسظتقر 1
الحال في العراق كله لمشرف الدولة ،أما كرمان وفارس لخأيه فاستوزر مشرف الدولة أبو علي الحسن الرخأجي له فظي الحكظظم عظام 412
ھ 1021 /م ،وقيظظل أن الرخأجظظي ولظظد بظظالهواز عظظام 355ھ 965 /م ،وتظظوفى عظظام 430ھ1038 /م ,عظظن عمظظر 80عظظام ،وامتظظدحا
الشعراء مؤيد الملك الرخأجي ،واستمر في الو ازرة لمدة عامين ثم عزل .ابن كثير ،البداية ،ج ، 11ص .146
2ابن أصيبعه ،عيون ،ص .341
3ابن سينا ،القانون ،ج ،6ص . 289
4ميافارقين :أشهر مدينة بديار بكر ،اسمها فارس الصل أطلقه عليه أكاسرة الفرس ،وقيل أصلها روحية ملكها نصر الدولة ،وعمر بها
قصظظر علظظى رأس النظظل ،وبنظظى بهظظا بيمارسظظتان ،اسظظتولى عليهظظا العظظرب بقيظظادة عيظظاض بظظن غأنظظم فظظي عهظظد عمظظر بظظن الخأطظظاب .السججامرائي،
مخأتصر ،ج ،2ص .89
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .341
41
جهود المير محمد بن تومرت 584-425هج1129-1092/م
لقد عمل المير محمد بن تظومرت الملقظب المهظدي أميظر دولظة الموحظدين فظي المغظرب العربظي علظى
1
بناء بيمارستاناً ضخأم ،وجاءت فكرة هذا البيمارستان بناء على التجديد في دولته.
2
جهود المير سيف الدين القميري
أنشظأ الميظظر الكظظبير سظظيف الظظدين أبظو الحسظن أبظو الفظوارس بظن موسظك القميظظري الكنظدي ،أكظظبر أمظراء
القيظظامرة ،المشظظهورين بيمارسظظتاناً بسظظفح قاسظظيون 3بالصظظالحية ،فظظي الجبظظل ،وتظظوفى فظظي عظظام 653ھ/
1255م ،ودفن بالسفح في قبتظه تجظاه البيمارسظتان ،وكظان ذا مظال وثورة ،وأوقظف الكظثير مظن أمظواله
على بناء البيمارستان والقبة ،وكان في بنائه أجر غأير ممنون.
جهود الملك المجاهد شركوه بن محمد الكامل
بنا شركوه بن محمد الكامل 4بيمارستاناً في حمص ،وأنفق الموال الكثيرة على تجديظده بعظد الظدمار
الذي أصابه ،ورتب فيه ما يحتاج من أدوية وأطباء ،وأوقظف عليظه الوقظوف العظيمظة والظتي لظم تكظن
قبظظل ذلظظك ،وأجظظرى الملظظك المجاهظظد شظظركوه بظظن محمظظد بظظن شظظركوه الكامظظل الميظظاه إلظظى البيمارسظظتان
والجامع والمنازل.
جهود العلماء وأهل الصلحا في بناء وتطوير البيمارستانات السلمية
لم يقتصر بناء البيمارستانات السظظلمية وتطويرهظا علظى عظظاتق الخألفظاء والظوزراء والمظراء فقظط ،بظظل
كظظانت بظظاب خأيظظر للجميظظع ،فاشظظترك فظظي ذلظظك العبيظظد الخأظظدم ،5بعظظد أن أصظظبحوا مظظن الثريظظاء ،وكظظذلك
العلمظظاء الصظظوفية ،ومشظظايخ السظظلم ،كلهظظم سظظاهموا بفعظظل الخأيظظر ،وأهظظل اليسظظار والظظثراء فظظي الدولظظة
السظظلمية ،ومظظن هظظؤلء مظظن اشظظترى دو اًر مجظظاورة للبيمارسظظتانات وضظظمها إليظظه ،ولغرفظظه ولمسظظاحته
مثل :بدر الدين بن المظفر القاضي ،ومنهم من تولى أمرها وزودها بالطباء والدويظظة مثظظل :علظظي
وأبقظظالهم المظظذكورين وصظظلحائهم المشظظهورين ،وعظظثر علظظى كلم علظظي حجظظار مدرسظظة بناهظظا خأظظاص بالبيمارسظظتان ،يقظظول فيظظه" :هظظذا مظظا أوقفظظه
وحبسظظه وأبظظداه الميظظر سظظيف الظظدين القميظظري رحمظظه الظ ظ تعظظالى علظظى هظظذا البيمارسظظتان ،فمظظن المرجظظح نصظظف قريظظة النجديظظة ،وكظظذلك قريظظة
المسعودية بكاملها ،وأيضاً قرية المعاضدة ،وأيضاً من قرية بالتسع ق ارريط ونصف الحصص ،من الوضاع الحولنية ،ودير أيوب عليظظه
السلم بكاملها ،ودير الهرير بكاملها وطواحينها ،ودير السوج بطواحينها ،والحصة النصف والربع منها ،وفي قرية عنرة الربظظع ،ومظظن قريظظة
قظظادا النصظظف ،والثمظظن س ظرية ق ارريظظط ونصظظف مظظن المسظظقف حصظظة بزامخأشظظي بقيسظظارية قيزاطيظظن وحظظانون بالفسظظقار مضظظمونة برسظظتم الشظظوي
وصفة نوحا سبعة عشر حانوتاً والحصة من اللط ربع قيراط.
قاسيون :الجبظظل المشظظرف علظظى مدينظظة دمشظظق وفيظظه عظظدة مغظظاور ،وفيظظه آثظظار للنبيظظاء وكهظظوف ،وفظظي سظظفحه مقظظبرة لهظظل الصظظلحا ،وهظظذا 3
الجبل معظم ومقدس عند المسلمين .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،4ص .295
الكامل :هو أبظو المعظالي محمظد الملقظب بالملظك الكامظل ،كظان ملكظاً جليلً مهيبظاً وحازمظًا ،حسظن التظدبير ،مباشظر لدارة ملكظه بنفسظه ،كظان 4
يتفقد الرعية محباً للعلم والعلماء يجالسهم ويغدق عليهم الموال ،توفى سنة 635 .ھ1236 /م .ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،5ص
. 80
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 301
42
بن عثمان السليماني ،ومنهظم مظظن أوقظف الوقظاف والقظظرى ،وال ارضظي والبسظظاتين للبيمارسظظتان ومنهظم
مظظن أوقظظف سظظوقاً علظظى البيمارسظظتان ،مثظظل عمظظر بظظن الليظظث الصظظقال ،ومنهظظم مظظن بنظظى البيمارسظظتان
بكامله ،وأعدله الرقومة والخأظدم مثظظل الخأظادم خأمظارتكين ،الخأظادم الظذي أنشظظأ بيمارسظظتان بغظداد وافتتحظه
ع ظظام 507ھ1113/م ،1ومنه ظظم م ظظن زود البيمارس ظظتان ب ظظالفحم والكس ظظوة الم ظظؤن وال ظظدواء عل ظظى ف ظظترات
طويلظة ،2كمظظا وكظظان الطبظظاء لهظظم دورهظظم فظظي بنظظاء البيمارسظظتانات وتطويرهظظا وشظراء المنظظازل المجظظاورة
لها لتوسيعها ،حيث يقظول ابظن أبظي أصظيبعة عن مظا فعلظه الطظبيب الجظل العظالم الكامظل بظدر الظدين
المظفظظر ابظظن القاضظظي المظظام مجظظد الظظدين عبظظد الرحمظظن بظظن إبراهيظظم مظظن صظظنعه فظظي الثظظار الحسظظنة
بقوله" :التي تبقى مدى اليام ونال بها المثوبة أوفر القسام إنه لم يزل مجتهدًا ،حتى اشظظترى دو اًر
كثيرة ملصقة للبيمارستان الكبير الذي أنشظأه ووقفظه السظلطان العظظادل نظور الظدين محمظود بظظن زنكظظي
رحمظه الظ وتعظب فظي ذلظك تعبظاً كظثي اًر واجتهظد بنفسظه ،وقظال حظتى أضظاف هظذه الظدور المشظتراة إليه،
وجعلها من جملته ،وكبر بها قاعات كانت صغيرة للمرضى ،وبناهظا أحسظن البنظاء ،وشظيدها وجعظل
فيه ظظا جاريظ ظًا ،فتكم ظظل به ظظا البيمارس ظظتان وأحس ظظن ف ظظي فع ظظل ذل ظظك غأاي ظظة الحس ظظان" 3كم ظظا ك ظظان الخأ ظظادم
خأمظظارتكين مظظن أهظظل الصظظلحا ،ولظظه دوره فظظي بنظظاء البيمارسظظتان عظظام 507ھ1113/م ،فكظظان مملوكظاً
للملك تاج الدولة تتش بظن ألظب أرسظلن بظن داوود بظن سظلجوق ،وقيظل أن ثمظن هظذا الخأظادم فظي أول
شرائه حملً ملحًا ،وعظم قظدره عنظد السظلطان محمظد بظن ملظك شظاه ،4ونفظذ أمظره وكظثرت أمظواله ،وبنظا
مظا بنظظاه فظظي بغظظداد مظظن قنظظاطر وربظاط وبيمارسظتان ،وأعظظد لهظذا البيمارسظتان فظظي بغظظداد الخأظظدم والرقومظة
والطبظظاء ،واعتنظظى بظظالجرحى والمرضظظى .كمظظا وعمظظل حسظظام الظظدين مهنظظا بظظن عيسظظى الملقظظب بظظأمير
العظرب علظى بنظاء بيمارسظتان صظغير فظي منطقظة السظلمية فظي الشظام ،ووضظع فيظه أدوية وعلج ومظا
يحتظظاج إليظظه المرضظظى 626ھ 1228 /م ،بظظأمر مظظن الشظظرف موسظظى اليظظوبي ,5وأمظظده بالدويظظة
والعلج والطباء كما وأنشأ أبو النجم بدر المعتضدي الحمامي خأادم وغألم الخأليفة المعتضد بال
العباسي 289-279هظ901-892/م شرق بغداد بيمارستانًا ،ويظذكر أنه أوكلظه إلظى الطظبيب سظنان
بن ثابت ابن قرة ،وأن نفقظات البيمارسظظتان كظانت مظظن الوقظف ،وأمظظر علظظي بظن عيسظى الظوزير بتزويظظد
هظظذا البيمارسظظتان بظظالفحم والمظظؤن والكسظظوة 6.وعظظرف مظظن أهظظل الصظظلحا والخأيظظر والتضظظحية مظظن أجظظل
يلقب بالملك العادل ،توفى سنة 485ھ 1092 /م .انظر :الذهبي ،العبر ،ج 2ص . 350
الشرف :هو مظفر الدين موسى ابن الملك العادل أبو بكر بن أيوب ،كان مفرط السظخأاء ميمظظون النقيظظة ،لظم تنهظظزم لظه اريظظة ،كظان حسظن 5
العقيدة في آخأر عمره ،حيث أقبل على العبادة والستغفار ،توفى سنة 635 .ھ 1237 /م
6ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .302
43
المسظظلمين مجاهظظد الظظدين قايمظظاز 1الخأظظادم الرومظظي ،والظظذي بنظظا بيمارسظظتان الموصظظل 594ھ1179 /
م ،وأوقظظف عليظظه الوقظظاف وأغأظظدق عليظظه المظ ظوال الكظظثيرة والرواتظظب الظظوفيرة للعظظاملين فيظظه ،وقيظظل أن
مجاهظ ظظد الظ ظظدين لظ ظظم يظ ظظدع بيظ ظظت فقيظ ظظر إل أغأنظ ظظاه ،وبنظ ظظا قلعظ ظظة الموصظ ظظل وجامعظ ظاً ومدرسظ ظظة ،كمظ ظظا وبنظ ظظا
البيمارستان بجوارهم ،ومن أعماله الخأيرة كان يدخأل إلظظى البيمارسظظتان ويقظظف علظظى المريظض ويسظأل
عن مبيته ،وكيفية حاله وما يشتهيه هظذا وعظرف مظظن أهظظل الخأيظظر والصظظلحا مظفظر الظدين أبظو سظظعيد
كوكظظبري بظظن علظظي بظظن بكظظتيكين التركمظظاني ،2والظظذي لظظه مظظن الخأي ظرات غأ ارئظظب ،مظظن حبظظه للصظظدقات
وبنائه لبيوت المرضى والعميان ،وتزويدهم بما يحتاجون من الدويظة كظظل يظظوم ،وعظظرف عنظظه زيظظارته
للبيمارس ظظتان ك ظظل ي ظظوم اثني ظظن وخأمس ظظين ،ويق ظظف عل ظظى المرض ظظى ويس ظظألهم ع ظظن ح ظظالهم وع ظظن م ظظبيتهم
وطعظامهم ،3كمظا وكظان ينفظق علظى المحتظاجين والفقظراء ويكسظوهم ويعطيهظم دينظا اًر أو دينظارين 4وأنشظأ
أهظظل الخأيظظر والصظظلحا فظظي مدينظظة الظظري بيمارسظظتاناً كظظبي ًرا ،ويقظظول ابظظن جلجظظل" :أن أبظظا بكظظر ال ظرازي
المسظظلم النحلظظة الطظظبيب ،دبظظر أمظظر بيمارسظظتان الظظري ،قبظظل أن ينتقظظل إلظظى بغظظداد" ،5وعظظرف عظظن هظظذا
البيمارسظظتان كمؤسسظظة طبيظظة مشظظهورة .6وعظظرف أن محمظظد 7بظظن بظظدر فضظظل الظ ظ القبطظظي ،القاضظظي
الكظظبير الرئيظظس فخأظظر الظظدين نظظاظر الجيظظوش المص ظرية ،كظظان مسظظيحياً قبطي ظًا ،وأسظظلم وحسظظن إسظظلمه
وحظظج عظظدة م ظرات ،زار القظظدس ،وكظظان متصظظدقًا ،وقيظظل أنظظه فظظي آخأظظر أيظظامه كظظان يتصظظدق كظظل شظظهر
بثلثظظة آلف درهظظم ،ومظظن محاسظظنه بنظظاء بيمارسظظتان الرملظظة ،8ووضظظع فيظظه الظظدواء والعلج وأكظظثر مظظن
أعمظظال الظظبر ،وذكظظر أن لظظه أكظظثر مظظن بيمارسظظتان فظظي الرملظظة ونظظابلس ،9وعظظرف مظظن أهظظل الصظظلحا
شباشظظي الظظتركي أبظظو طظظاهر الملقظظب بالسظظعيد ،مظظولى شظظرف الدولظظة أبظظو الفظوارس عضظظد الدولظظة ،ابظظن
شجاع الديلمي ،حيث كان كثير الصدقة متفقداً للفقظراء ،حظتى أن أهظظل بغظظداد إذا وجظظدوا ثوبظاً جديظداً
الميججر مجاهججد الججدين قايمججاز :أبظظو منصظظور الرومظظي الزينظظي الخأظظادم البيظظض ،كظظان لزيظظن الظظدين صظظاحب إربيظظل فظظأعتقه وأم ظره انتقظظل إلظظى 1
الموصل 571ھ 1175 /م ،كان دينياً صالحاً للناس ،ويقال أنه كان يصوم في السنة ستة شهور .الذهبي ،سير أعلم ،ج ، 22ص
. 335
2بكتيكين التركماني :أحد الشجعان والبطال في أمراء سبكتكين بالعراق ،تقدم على التظراك وحظارب عز الدولظة بظن بظويه أيامظًا ،واسظتولى
على الشام ،وأنهى حكم المعز العبيدي في حمص .الذهبي ،سير أعلم ،ج ، 16ص .307
3ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،4ص . 116ابن العماد ،شذرات ،ج ،5ص .138
4الذهبي ،سير أعلم ،ج ، 22ص . 335الذهبي ،تاريخ السلم ،ج ، 45ص .405
ابن جلجل :أبظو داوود سظظليمان بظن حسظظان ،وكظظان طبيبظاً فاضظلً متعمقظاً فظي صظناعة الطظب ،وخأيظ اًر بفظن المعالجظظات .القضظاعي ،التكملظظة 5
لكتاب الصلة ،ج ،1ص . 294ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 38
6طبقات ،ص . 77القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 273ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
7محمد بن عبد الملك أبظو الفضظل الخأليفظة الناصر مظولي أم الناصظر ،قدم بغظداد صظبياً عظام 574ھ 1178 /م ،تظأدب وأحظب الفضظيلة،
أقطع البصرة أيام الناصرية ،وجدد البيمارستان وأصلح ما به من دمار .انظر :الذهبي ،تاريخ السلم ،ج ، 46ص . 431
8الرملة :مدينة من مدن فلسطين ،وهي مدينة عرفت بالزراعة بجوار مدينة اللد ،وكانت رباطاً للمسلمين أيام الحروب الصليبية ،وسميت
الرملة لنه غألب عليه الرمل .الصطخري ،المسالك ،ص . 43ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،3ص . 69
9أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .239
44
علظظى فقيظظر قظظالوا هظظذا مظظن شباشظظي السظظعيد ،وأوقظظف قريظظة دباهظظا 1علظظى البيمارسظظتان ،وكظظان ارتفاعهظظا
أربعيظظن وك ظ ًرا ،وألظظف دينظظار ،وكظظانت هظظذه القريظظة تغظظل كظظثي اًر مظظن الظظزروع والثمظظار والخأ ظراج ،ولظظه آثظظار
كظ ظظبيرة فظ ظظي مكظ ظظة ،تظ ظظوفى عظ ظظام 408ھ1017/م ,وقيظ ظظل أنظ ظظه بنظ ظظا البيمارسظ ظظتان ،وبنظ ظظا قنط ظ ظرة الخأنظ ظظدق
والباسرية 2والزياتين ،ووقف كل جابيتها على البيمارستان ،وعرف من أهل الصلحا الحكيظظم الجظظل
العامل بدر الدين المظفر بن القاضي ،خأدم في بيمارستان الرقة 3ثم عظظاد إلظظى دمشظظق ،وعمظظل عنظظد
مظفظظر الظظدين يظظونس بظظن شظظمس الظظدين ،مظظودود بظظن الملظظك العظظادل فظظي دمشظظق عظظام 635ھ1237/م،
ووله رئاسظظة الطبظظاء والكحظظالين والجراحيظظن ،فكظظان مجتهظظداً بظظأمر البيمارسظظتان ،حيظظث اشظظترى دو اًر
كظظثيرة ملصظظقة للبيمارس ظظتان الكظظبير الظظذي أنش ظظأه الس ظظلطان العظظادل نظظور ال ظظدين محم ظظود بظظن زنكظظي،
واجتهظد بظظدر الظظدين مظظن مظظاله حظظتى أضظاف هظذه الظدور المشظتراة إلظظى البيمارسظظتان ،وكظظبر بهظا قاعظظاته
الصظظغيرة وبناهظظا أحسظظن بنظظاء وجعظظل المظظاء منهظظا جاريظ ظاً فتكمظظل بهظظا البيمارسظظتان 4وعظظرف مظظن أهظظل
الصظلحا نظظام الملظك أبظو علظي بظن شظادان ،بنظي فظي كظل مدينظة فظي العظراق أو خأ ارسظان بيمارسظتانًا،
ووفظظر فيظظه الظظدواء والعلج وللصظظوفية دور كظظبير فظظي خأدمظظة المرضظظى فظظي البيمارسظظتان ومسظظاعدتهم،
فهذا عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكم أبو عمظر بظن عبظد الظ الشظيخ الصظالح ،وكظانت مهمتظه
خأدمة المرضى في البيمارستان العضظدي لمظظدة طويلظة ،كمظا ويعتظظبر إسظماعيل بظظن أحمظظد بظن الوقظظار
البادي الصوفي محدث دمشق ،صاحب الدور المشارفة على البيمارستان الناصري ،وكان مهتمظاً
بظظه ومتابع ظاً لم ظره ،وبقظظي علظظى هظظذا الحظظال إلظظى أن تظظوفى وهظظو ملزم للبيمارسظظتان ،فمظظات بظظه عظظام
646ھ1248/م ،وعرف أيضاً محمد بن زكريا بن دينار مظظولى بنظظي غألب أبظو عبظظد الظ الخأبظظاري
إمظظام أهظظل البصظرة متوليظاً لمظظور بيمارسظظتان الظظري مهتمظاً بظظأمره وأمظظر المرضظظى ،وعمظظل حسظظام الظظدين
الحظظاجب علظظي بظظن حمظظاد نظظائب منطقظظة خألط بيمارسظظتان فظظي المدينظظة ،وأنفظظق عليظظه المظوال الطائلظظة
يعزى أن الخأركوشي عبد الملك بن أبظي عثمظظان محمظد بظن إبراهيظظم أبظو سظظعيد النيسظظابوري المعظروف
بالخأركوش ،الزاهد الواعظ الفقيه الشافعي ،المعروف بأعمظال الظبر والخأيظر والزهظد فظي الظدنيا ،عالمظاً
فاضظلً مجالسظاً للعلمظظاء ،رحظظل إلظظى العظراق ومصظظر والحجظظاز ،وجظظاور بمكظظة عظظدة سظظنين ،بظظذل نفسظظه
للفقظراء ومظاله للغربظاء ،وبنظى بيمارسظتان فظي نيسظابور ،أوقظف عليظه الوقظوف الكظثيرة ،ويقظال أنظه كظان
يتصدق في صباحا كل يظوم بظألف دينظار ،تظوفى عظام 460ھ1067 /م 5وعمظل الميظر بظاكتيكن أبظو
الفضل الناصظظر عظام 574ھ1152 /م بيمارسظتاناً لظه فظظي البصظرة ،وأوقظف عليظظه الوقظوف العظيمظظة
1دباها :قرية من نواحي بغداد ،ولها ذكر كثير في أخأبار الخأوارج .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،2ص .437
2الباسرية :هي إحدى قرى بغداد على نهر عبس ،ومنها الفقيه عثمان بن مقبل بن قاسم الباسري.
3الرقة :هظظي كظظل أرض إلظظى جنظظب واد ينبسظظط عليهظظا المظظاء ،وهظظي مدينظظة علظظي الف ظرات الشظظرقي .ياقوت ،معجظظم 59 .ابن منظور ،لسظظان
العرب ،ج 10ص - 123البلدان ،ج ،3ص .123
4ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .751
5ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،2ص . 361أحمد عيسى ،تاريخ ،ص .244
45
وعظظرف أن علظظي بظظن عثمظظان بظظن علظظي بظظدر سظظليمان بظظن علظظي أبظظو الحسظظن أميظظن الظظدين السظظليماني
الربيلي الصوفي الذي ولد عظظام 602ھ1205 /م 1فظظي مدينظظة الفيظظوم بمصظظر ،كظظان فاضظلً مقتظظد اًر
على النظم ،وهو من أعيان شعراء الملك الناصظر صظلحا الظدين ،وكظان فظي بدايظة عمظره جنظديًا ،ثظم
تزهد وأصبح أحد مشايخ الصوفية ،وكتب إلى شرف الدين أبي البركات بظن المسظتوفي وزيظر أربيظل
وفد طلبه علء الدين بظن صظالح الربيلظي ،وتحظدث عمه فظي أن يلظي أمظر البيمارسظتان لصظلحه،
وبالفعل تكولى أمره وأصلح من أمر البيمارستان ورتبه.
وظائف البيمارستانات السلمية
أولل :بيمارستانات تعليمية
تع ظظد البيمارس ظظتانات الس ظظلمية تعليمي ظظة تطبيقي ظظة م ظظن الدرج ظظة الول ظظى ،ل ظظذا نس ظظتطيع أن نق ظظول أنه ظظا
أكاديميظ ظظة علميظ ظظة مثظ ظظل مستشظ ظظفيات هظ ظظذا العصظ ظظر ،لنهظ ظظا خأرجظ ظظت مجموعظ ظظات كظ ظظبيرة مظ ظظن الطبظ ظظاء
والممرضين المهرة ،معها يتم تعليم طالب الطظظب ،حيظظث كظظان الطبظظاء يشظاركون طلبتهظم فظظي الحيظظاة
اليوميظ ظظة ،فكظ ظظان الطظ ظظبيب موظفظ ظاً فظ ظظي البيمارسظ ظظتان ومظ ظظدرباً للطلبظ ظظة ،لظ ظظذا شظ ظظهد الغربيظ ظظون بظ ظظأن طظ ظظب
البيمارس ظظتانات الس ظظلمية كظظان يمظظارس وس ظظط ازدهظظار علمظظي غأي ظظر مس ظظبوق ،وع ظظرف مظظن وظظظائف
البيمارستانات تخأريج جهابذة الطب السلمي في شظظتى فظظروع الطظظب ،وهظظي المكظظان الخأظظاص لحفظظظ
ابتك ظظارات الطب ظظاء وتط ظظوير اخأت ارع ظظاتهم الطبي ظظة والحف ظظاظ عليه ظظا ،فيه ظظا يتن ظظافس الطب ظظاء م ظظن أج ظظل
مصلحة العامة فيما بينهم ،ونتج عن ذلك أن طوروا وألفّوا الكتب الطبيظظة الخأاصظظة بالبيمارسظظتانات،
فظظأبو بكظظر الظرازي محمظظد بظظن زكريظظا أقبظظل علظظى د ارسظظة الطظظب فظظي البيمارسظظتان ،وأظهظظر أهميظظة الطظظب
الس ظريري داخأظظل البيمارسظظتان ،2وأظهظظر أهميظظة الجلظظوس إلظظى جظظانب أس ظرة المرضظظى لمعرفظظة حظظالتهم
والعنايظظة 3بهظظم ،ولظظه مؤلفظظاته الطبيظظة فظظي طظظب البيمارسظظتانات ،حيظظث ألظظف كتظظاب الحظظاوي 4وكتظظاب
الجامع لصظناعة الطظب 5وكتظاب المنصظوري ويعظظرف عنظه اشظتراكه فظظي بنظظاء البيمارسظظتان العضظدي،
واخأتظار 76موضظعه وأصظبح مشظرفاً عليظه ،وصظار يلقظب بجظالينوس العظرب ،8ول يخأفظى علظى أحظد أن
1أربيل :مدينة كبيرة بها قلع حصينة ،وهي من أعمال الموصل بالعراق .انظر :ياقوت ،معجم البلدان ،ج 1ص .116
2ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .415
3ابن سينا ،القانون ،ج ،6ص . 350
4ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .421، 732
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416
كتاب المنصوري :ألفه منصور بن إسماعيل بن خأاقان صاحب خأرسظان محمظد بظن زكريظا الظرازي ،وهظو كتظاب طظبي ،واحظترق جظزء كظبير 6
من هذا الكتاب ،وتحرى في هظذا الكتظاب الخأتصظار واليجظاز مظع جمعظه لجمظل وجوامظع ونكتظب وعيظون مظن صظناعة الطظب وعملهظا ،وهظو
عشرة مقالت .ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .416، 419، 420، 423
7القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .116
8جالينوس العرب :أبو بكر بن زكريا الرازي 864هظ932/م وأشهر كتبه الحاوي .ابن النديم ،الفهرست ،ص . 416، 419ابن أبي
أصيبعة ،عيون ،ص .129
46
مثظظل هظظؤلء الطبظظاء كظظانوا يسظظتعملون بيظظوتهم لتظظدريس الطظظب النظظظري ،ثظظم يطبظظق الشظظق العلمظظي فظظي
البيمارستان ،فكان الشيخ مهذب الدين الرحظبي إذا تفظظرغ مظظن البيمارسظتان وتفقظد المرضظظى يظأتي إلظى
داره ،ثم يشرع في القراءة والدرس والمطالعظظة ،ثظظم يظأتي لظه مجموعظة مظن الطبظاء التلميظظذ ،يقظ أر كظظل
واحظظد منهظظم درسظظه ويبحظظث معظظه دروسظظه ويفهمظظه إيظظاه بقظظدر طظظاقته ،ثظظم يعيظظد البحظظث مظظع المتميزيظظن
منهم ،وما من أحد إل وبيده نسخأة من ذلك الكتاب يقظرأه وينظظظر فيظظه ويقظظابله ،فظظإن كظظان فظظي نسظظخأه
1
الذي يق أر خأطأ أمر بإصلحه ،وكان بجانبه الكتب الطبية وكتب اللغة وكتاب الصحاحا للجوهري
والمجمل لبن فارس ،2وكتاب النبات لبي حنيفة الدنيوري ،3وكان التلميذ يتحلقون حول الطظظبيب
ويص ظظطفون عل ظظى م ارت ظظب ،وأن الص ظظف الول يب ظظدأ بفح ظظص المري ظظض ،ف ظظإذا عج ظظز ع ظظن تش ظظخأيص
المريظظض قظظام الطظظبيب المعالظظج بظظالفحص والتشظظخأيص ولقظظد توصظظل الطبظظاء أثنظظاء منظظاظراتهم العلميظظة
داخأظ ظظل البيمارسظ ظظتانات إلظ ظظى آراء جديظ ظظدة فظ ظظي الطظ ظظب تخأظ ظظالف آراء القظ ظظدماء فظ ظظي معالجظ ظظة كظ ظظثير مظ ظظن
المراض ،كما وطال التطور فظي البيمارسظتانات فظي أسظاليب العلج وكيفيتهظا وتطويرهظا ،فأصظبحوا
يصظظنعون مظظن الملظظح دواء ،ومظظن غأ ارئظظب المظظداواة والتقصظظي فظظي المعالجظظة والقظظدام بصظظفات الدويظظة
والتي تبرئ المريض في أسرع وقت ممكن.4
الجوهري :هو أبو نصر إسماعيل الجوهري ،ولد في تركيظا وتظظوفى في نيسظابور ،مظن أشظهر مظؤلفي المعظاجم ،ويظدعي معجمظه الصظحاحا، 1
ألفه بعد أن عاش زمناً بين قبائل البدو ،وكان خأطاطاً ماه ًرا ،ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 161
المجمل لبجن فجارس :صظظاحب كتظظاب المجمظظل ،وقيظظل تظظوفى سظظنة 95ھ 613 /م ،أبظظو الحسظظين أحمظظد بظظن فظظارس بظظن محمظظد بظظن حظظبيب 2
اللغوي .الصفدي ،الوافي بالوفيات ،ج ،4ص . 99ابن كثير ،البداية ،ج ، 11ص . 335 328
3ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .732
4ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 731بدران ،منادمة الطلل ،ج ،1ص .253
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .731
47
هظ ظظذا الجهظ ظظل وغأيظ ظره ،فمظ ظظن واجظ ظظب البيمارسظ ظظتانات حمايظ ظظة المرضظ ظظى ،والحجظ ظظر الصظ ظظحي ،والوقايظ ظظة،
ومحاربة من يعرف بالجهل ودفعه عن هذه المهنة.
ثالثال :تقديم الخدمات للجيوش العسكرية السلمية
اس ظظتطاعت البيمارس ظظتانات الس ظظلمية تق ظظديم الخأ ظظدمات للجي ظظوش العس ظظكرية والمق ظظاتلين ف ظظي المعرك ظظة
والعتنظظاء بظظالجرحى والمصظظابين ،لظظذا وجظظد الجيظظش السظظلمي عنايظظة خأاصظظة مظظن قيظظادتهم وخألفظظائهم
ببنظظاء البيمارسظظتانات العسظظكرية الخأاصظظة بهظظم ،فكظظان المويظظون والعباسظظيون إذا جهظظزوا جيش ظاً أرسظظلوا
معه بيمارستاناً متنقلة لمداواة الجرحى والمرضى ،وأرسلوا معه الصيادلة لتركيب
الدوية إواعدادها ،وكان للجيش العباسي بيمارستانات سيارة يحملونها على الجمال والبغال ترافقهظظم
أثنظظاء حروبهظظم ،فكظظان مظظع السظظلطان السظظلجوقي محمظظود بيمارسظظتان يحملظظه أربعظظون جملً ويصظظحب
العسكر أينما توجهظوا ،1وكظظذلك أثنظظاء معركظة فتظح عموريظة 2شظوهد بيمارسظتاناً عسظكرياً ينقلظه البغظظال،
ومهمتظظه معالجظظة الجرحظظى ،وعنظظدما اشظظتدت المعظظارك بيظظن العباسظظيين والخأظ ظوارج شظظوهدت مثظظل هظظذه
البيمارس ظظتانات ،وذل ظظك حي ظظن ق ظظويت ش ظظوكة الولي ظظد ب ظظن طري ظظف الش ظظاري زعي ظظم 185-170ھ-786/
801م الخأظوارج ،وفشظظل القظظادة العباسظظيون فظظي القضظظاء عليظظه ،فانتظظدب الرشظظيد القائظظد العربظظي يزيظظد بظظن
مزيد الشيباني ،ودار القتال بين الطرفين ،وانتصر جيش العباسظيين فشظوهد فظي أثنظاء المعركظة مثظل
هظظذه البيمارسظظتانات العسظظكرية ،وكظظان أول عمظظل قظظام بظظه القائظظد العربظظي الشظظيباني أنظظه جمظظع جرحظظى
الجيظش وأرسظلهم إلظى بيمارسظتان بغظداد للمظداواة ،واسظتقبلتهم البيمارسظتانات كمهمظة لهظا ،وهظي خأدمظة
الجندية العسكرية ،وقدمت لهم الدوية والطعام والخأدمات العلجية.
1القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 173ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .222
2عمورية :هي بلد من بلد الروم ،فتحها المعتصم بال ،وكانت أعظم فتوحا السلم .ياقوت ،معجم البلدان ،ج ،4ص .158
3القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .102
4المصدر نفسه ،ص .250
48
كمال الدين الحمصي يظتردد علظى البيمارسظتان الكظظبير النظوري يعالظظج المرضظظى فيظظه احتسظظاباً ،1وكظظان
كل هذا الثراء بسبب إخألص الطباء في عملهم داخأل البيمارستانات.
خامسال :معالجة أهل الذمة
لم تقتصظر مهظام البيمارسظظتان ووظظظائفه علظظى تقظديم الخأظظدمات والعلج للمسظظلمين فقظط أو فئظظة معينظظة،
بظظل شظظملت أهظظل الذمظظة مظظن اليهظظود والنصظظارى 2والطوائظظف الخأظظرى جميعظ ظًا ،فهظظذا الخأليفظظة المقتظظدر
يوصظظي ثظظابت بظظن سظظنان بالهتمظظام بظظأمر أهظظل الذمظظة علظظى أن يكظظون علج أهظظل الذمظظة والبهظظائم بعظظد
معالجظظة المسظظلمين ،وأوصظظى أصظظحابه الطبظظاء التنقظظل بيظظن المظظدن والقظظرى والمواضظظع الظظتي بهظظا وبظظاء
وأمراض فاشية ،وأمر بعلج العامة وخأصص جزءاً كبي اًر من نفقة البيمارستان ،3فلقد كتب الخأليفة
المقتظظدر بظظال العباسظظي عظظام 320-295هظظ932-907/م أنظظه أورد إليظظه توقيظظع مظظن الظظوزير علظظي بظظن
عيسى الجظراحا يقظول فيظه أن ينفظذ إلظى السظواد فظي العظراق خأ ازنظة أدويظة ،ففعظل ذلظك حظتى وصظل إلظى
منطقة سظو ار5 4علظم أن أهلهظا مظن اليهظود كتظب سظنان بظن ثظابت إلظى الوزير علظي ابظن عيسظى يعلمظه
بذلك ،ويطلب رأيه في معالجتهم فأعلمه أن يعالج الذمي والملل الخأرى 6كذلك أوصظظى نظور الظظدين
محمود عند بنائه بيمارستانه بأن يكون لجميع الناس بل تمييز.
1ابن سينا ،القانون ،ج ،6ص .345ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .682
2القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .86
3ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .301
سو ار :من مدن الفرات في العراق ،نشأ فيها جمع كبير من اليهود ،وقد تأسست في عام 834ھ 219 /م ،وبهظا مدرسظة كظبيرة خأرجظت 4
العلماء وأحبار اليهود ،وهي مدينة تابعة للسريانيين ،مشهورة بالخأمور ،قريبة على النهر من ناحية الكوفة .ياقوت ،معجظظم البلظظدان ،ج ،3
ص . 278ج ،5ص .323
5ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .301
6القفطي ،تاريخ الحكماء ،ج ،1ص . 86ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .301
7أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .67
8ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 416
49
وم ظظن ميظ ظزات البيمارس ظظتانات الثابت ظظة يج ظظب أن يك ظظون الم ظظاء جاريظ ظاً فيه ظظا ،وموقعه ظظا مناس ظظباً ،1وه ظظذه
البيمارسظظتانات الثابتظظة لهظظا أطبظظاء مظظزودة بصظظيدلية وعليهظظا مسظظئول يسظظمى مهتظظار مخأتصظظون ونظظظار،
ولها عيادة خأارجية ،حيث يأتي المريض ويتناول الظدواء ليتعاطظاه فظي منزلظه كعلج منزلظي ،وهنظاك
علج داخألظظي عنظظدما يقيظظم المريظظض فظظي البيمارسظظتان داخأظظل القسظظم المخأصظظص لظظه فيعطظظى العلج
اللزم ولهظظل المريظظض حظظق الزيظظارة لظظه كمظظا كظظانت هظظذه البيمارسظظتانات الثابتظظة تعمظظل ليظظل نهظظار علظظى
مظظدار السظظاعة ،2وانتشظظر مثظظل هظظذا النظظوع مظظن البيمارسظظتانات فظظي المظظدن العربيظظة الكظظبيرة مثظظل القظظاهرة
ودمشق وبغداد ،وأول إنشائها كان في عهد الدولة الموية زمظن الخأليفظة الوليظظد بظن عبظد الملظك عظظام
88ھ706/م ،حيث عين الطبظظاء ،وأجظرى عليهظم الرزاق وهظظذا النظظوع مظظن البيمارسظتان الثظظابت اهتظم
به العباسيون وتفاخأروا به ،فاهتم الرشيد والمأمون والمقتدر ،وكذلك بنظظا اليوبيظظون والفظظاطميون مثظظل
هظظذه البيمارس ظظتانات ،فكظظان اليوبي ظظون يهتمظظون بمثظظل ه ظظذا النظظوع مظظن البيمارس ظظتانات الثابت ظظة ،حي ظظث
كسظظبت شظظهرة كظظبيرة أثنظظاء حروبهظظم مظظع الصظظليبيين والظظذي دفعهظظم لظظذلك كظظثرة الجرحظظى أثنظظاء حربهظظم
وم ظ ظواجهتهم للحملت الصظ ظظليبية ،لظ ظظذلك حظ ظظرص أمراؤهظ ظظم علظ ظظى بنظ ظظاء الكظ ظظثير منهظ ظظا ،ومظ ظظن أشظ ظظهرها
البيمارستان النوري الكظبير فظي دمشظق ،والظذي بنظاه نور الظدين محمظود بظن زنكظي 569ھ1137 /م،
والبيمارستان الناصري الذي بناه صلحا الدين اليوبي في القاهرة ،ولقد ضمت هظذه البيمارسظظتانات
مدرسظظة لتعليظظم الطظظب والصظظيدلة وتطظظبيق العلظظوم الطبيظظة 3وكظظانت القاعظظات فظظي البيمارسظظتانات العامظظة
تمظظدففأ شظظتاء ،4وتمظظبرد صظظيفًا ،حيظظث توضظظع الم ظ اروحا 5الكظظبيرة الممتظظدة مظظن طظظرف القاعظظة إلظظى الطظظرف
الثاني ،وكظانت أ ارضظظي القاعظة تغطظى بأغأصظان شظجر الحنظاء أو الرمظان أو بشظجر المصظطكي 6أو
بظظأوراق الشظظجيرات العطريظظة ولتخأفيظظف ألظظم المرضظظى فظظي البيمارسظظتانات مظظن طظظول النتظظظار ،وطظظول
الظظوقت كظظان المؤذنظظون فظظي المسظظجد يؤذنظظون وقظظت السظظحر وقبظظل الفجظظر بسظظاعتين ،حظظتى يخأفظظف قلظظق
المرضى الذين أضجرهم السهر وطول الوقت.
1-بيمارستان الجذام
وهظظي مخأصصظظة لمرضظظى الجظظذام أو الظظبرص ،ويعظظزل فيهظظا المرضظظى عظظن المجتمظظع كلي ظًا؛ حظظتى ل
تنتقظظل العظظدوى لغيرهظظم ،لظظذا أمظظر الخأليفظظة الوليظظد بظظن عبظظد الملظظك بحبظظس المجظظذومين حظظتى ل يخأرجظوا،
وينقلون المرض بين العامة ،وأجرى عليهم الرزاق ،لهذا يعد الخأليفة الموي الوليد بظظن عبظظد الملظظك
1المهتار :هو المسؤول عن جماعة من الصيادلة ،ويسمى بمهتار الشراب خأاناه .القلقشندي ،صبح العشى ،ج ،4ص .9
2القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص . 148
3ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .732
4المصدر نفسه ،ص .287
5المصدر نفسه ،ص . 270الواعي ،الحضارة السلمية ،ص .247
6المصطكي :هو نوع من النبات ،يستخأرج منه اللبان والعلك ،شبيه بالحبيبات ،وهو ما يعرف لدينا بالمستكة ،ويستعمل كدواء للمرضى.
الحجاوي ،القناع في فقه المام أحمد ،ج ،2ص .138
50
أول من أنشأ بيمارستاناً لمرضى الجذام في دمشق عام 96-86ھ714-705 /م ،ثظظم تطظظور بعظظد
ذلظظك فظظي العهظظد العباسظظي ،فبنظظى الخأليفظظة العباسظظي المظظأمون عظظام 841-813هظظ227-198/م بيوتظاً
لمرضى الجذام خأاصة بهم ،ثم سار على نهجهم معظم الخألفظظاء والحكظظام العباسظظيين؛ نظظ اًر لخأطظظورة
هظظذا المظظرض وانتشظظاره ،ومحاولظظة مظظن المسظظئولين حمايظظة النظظاس مظظن الجظظذام فظظي بغظظداد ،وجعظظل لهظظم
أماكن خأاصة بهم بعيدة عن السكان الصظحاء ،وهظظذا النظظوع مظظن البيمارسظتانات متخأصظص وثظابت،
لن ظظه يحت ظظاج إل ظظى رعاي ظظة خأاص ظظة وأحيانظ ظاً ك ظظانت البيمارس ظظتانات تفص ظظل أجنح ظظة خأاص ظظة لمث ظظل ه ظظذه
المظراض ،بحيظظث ل يسظظمح لمظظن فيهظظا بظظالخأتلط ببقيظظة أقسظظام البيمارسظظتان الخأظظرى ،مظظع العلظظم بظظأن
أول بيمارسظظتان لمثظظل هظظذه المظراض بنظظي فظظي أوروبظظا فظظي القظظرن الثظظاني عشظظر ،نقلظظه الصظظليبيون عظظن
أهظظل الشظظام ،وكظظان المصظظابون بمظظرض الجظظذام يحبسظظون ،وتجظظرى عليهظظم الرزاق والمعالجظظة مجان ظًا،
مدعين لهم الطباء الذين يقومون بالشراف على البيمارستان ورعاية من فيه.
2-بيمارستانات السجون
اهتم الخألفاء والمسئولون المسلمون بالرعاية الطبية للمساجين ،خأصوصاً في أيظظام الخأليفظظة العباسظظي
المقتدر بال ،الظظذي تظولى الحكظم 320-296هظظ932-908/م حيظظث كتظظب الخأليفظة إلظى وزيظره سظظنان
بن ثابت رئيس الطباء ومدير المعاهد الطبيظة والمؤسسظات الصظحية بضظرورة الهتمظام بالمسظاجين
وتخأصظظيص بيمارسظظتانات خأاصظظة بهظظم فيقظظول" :ينبغظظي أن تفظظرد لمظظن فظظي السظظجون أطبظظاء يظظدخألون
إليهظظم فظظي كظظل يظظوم وتحمظظل إليهظظم الدويظظة والشظ ظربة ،ويطوفظظون فظظي سظظائر السظظجون يعظظالجون فيهظظا
المرضى ،1ويزيحون عللهم بمظظا يحتظاجون إليظه مظظن أدويظة وأشظربة" ,2وتحظظدث ابظظن أبظظي أصظيبعة بظظأن
الدولة العباسية أفردت بيمارستانات خأاصة سميت بيمارستانات المساجين ،ومهمة ثظظابت بظظن سظظنان
زيارة بيمارستانات السجون ومتابعة نزلئها ،3يقول ابن أبي أصظيبعة" :وقظال ثظابت بظن سظنان :أذكظر
قد وقعّ الوزير على بن عيسظى مظظن الجظراحا إلظظى والظدي سظظنان بظن ثظابت فظظي أيظظام تقلظده الظظدواوين مظن
قبظظل الخأليفظظة المقتظظدر فظظي حقبظظة كظظثرت فيهظظا المظراض جظظدًا ،وكظظان والظظدي آنظظذاك يتقلظظد بيمارسظظتانات
بغداد وغأيرها توقيعاً يقول فيه :فكرت مد ال فظي عمظرك فظي أمظر مظظن فظظي الحبظظوس ،4وأنظه ل يخألظظو
مظظع كظظثرة عظظددهم ،وجفظظاء أمظظاكنهم أن تنظظالهم المظراض وهظظم معوقظظون عظظن التصظظرف فظظي منظظافعهم أو
لقظظاء مظظن يشظظاورهم مظظن الطبظظاء فيمظظا يعظظرض لهظظم ،5ففعظظل والظظدي ذلظظك طظظول أيظظامه ،6هكظظذا كظظانت
بيمارسظظتانات المسظظاجين عنظظد المسظظلمين توضظظح مظظدى اهتمظظام الخألفظظاء والظظوزراء بهظظم ،بعكظظس مظظا كظظان
51
فظظي أوروبظظا ،حيظظث لظظم يظهظظر أي إصظظلحا فظظي الغظظرب للمسظظاجين إل فظظي نهايظظة القظظرن الثظظاني عشظظر
الهجري الثامن عشر الميلدي".
3-بيمارستان المجانين
أقيمظ ظظت مثظ ظظل هظ ظظذه البيمارسظ ظظتانات فظ ظظي بلد المسظ ظظلمين منظ ظظذ العصظ ظظر المظ ظظوي ،1وهظ ظظي متخأصصظ ظظة
لصحاب المراض العقلية والعصبية ،ولهم غأرف خأاصظظة وأقسظظام داخأظظل البيمارسظظتانات العامظظة ،ثظظم
تطظ ظظور المظ ظظر بعظ ظظد ذلظ ظظك فظ ظظي العصظ ظظر العباسظ ظظي ،وأنشظ ظظأت بيمارسظ ظظتانات خأاصظ ظظة بهظ ظظم ،حيظ ظظث وجظ ظظد
بيمارسظ ظظتان خأظ ظظاص وكظ ظظبير للمجظ ظظانين فظ ظظي جنظ ظظوب بغظ ظظداد فظ ظظي الطريظ ظظق إلظ ظظى المدينظ ظظة ،وأحيانظ ظاً كظ ظظان
العباسظيون يفظردون بيوتظاً خأاصظة لهظظم فظي البيمارسظظتانات الكظظبرى ،وكظظان أكظثر الغظرف عليهظا شظظبابيك
من الحديد ،فالبيمارستان العضظدي بظه قسظم كظبير للمجظانين ،وعظرف عظن هظذا البيمارسظتان أنظه كظان
بداخأله سلسل حديدية ،ومثل هذه البيمارسانات تقسظظم إلظى قسظظمين :أحظدهما للرجظال وآخأظظر للنسظاء،
والنسظظاء فظظي مثظظل هظظذه البيمارسظظتانات تلبظظس أحسظظن الثيظظاب ،ويوضظظع لهظظم أفضظظل الطعظظام والعطظظور،
وهكظظذا الرجظظال ،فهظظذا دليظظل علظظى مظظدى اهتمظظام الطبظظاء إوادارة البيمارسظظتانات بالمرضظظى المجظظانين،
ومعاملتهم معاملة إنسانية راقية كما أمر بها السلم 2وكظان الوزير علظي بظن عيسظى الجظراحا يكتظب
إلى متولي الوقف الذي ينفق منه على البيمارستانات قائلً" :يجب أن يدفأ المرضى والممروضظظون
بالغأطيظظة والكسظظوة والفحظظم ،ويقظظام لهظظم القظظوت ويصظظل إليهظظم العلج" .3فكظظانوا يلقظظون عنايظظة خأاصظظة
ويعظظالجون علجظاً يمتظظاز بالرحمظظة والنسظظانية 4م ارفظظق يأخأظظذه بظظالرفق والليظظن ،ويصظظحبه بيظظن الحظظدائق
وبين الخأضرة للظترفيه عظن نفسظيته ،وينظظر إلظى الزهظور ،ويقظ أر عليظه القظرآن ،كمظا يظوفر لهظم الطبظاء
والمشظظارفين 5والعمظظال والخأظظدم ،ويعالظظج نفسظظياً كمظظا ذكظظر بظظأن الوقظظاف السظظلمية كظظانت تخأصظظص
لمرضظظى الم ظراض النفسظظية خأظظادمين لكظظل مريظظض ،يخألعظظان عنظظه ثيظظابه فظظي كظظل صظظباحا ،ويغسظظلونه
بالماء البارد ،ثم يلبس لباساً نظيفاً ويحمل لداء الصلة ،ويسظمعانه قظراءة القظرآن ،ثظظم يفسظحانه فظظي
الهظ ظواء الطل ظظق ،ويس ظظتمتع ببع ظظض الصظ ظوات الجميل ظظة ،وك ظظان المج ظظانين يس ظظتمعون إل ظظى الموس ظظيقى
المهدئظظة لهظظم ،6وكظظان يظظزرع أمظظامهم أنظواع مخأتلفظظة مظظن الزهظظور فظظي الحظظدائق ،7وغأالبظاً مظظا تظظزرع أمظظام
حظظدائقهم حظظتى تظظدخأل البهجظظة إلظظى قلظظوبهم ،وتتمتظظع أنظظظارهم برؤيتهظظا ،8وبينمظظا كظظان المسظظلمون فظظي
العصور الوسطى يهتمون بالمرضى المجانين كانت أوروبظا تظداوي المجظانين بالضظرب المظبرحا ،فظي
1أحمد عيسى ،تاريخ ،ص . 73
2ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .301
3ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 301
4ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص . 302
5المشارفين :جمع مشارف ،وهو المسؤول ،أشرف الشيء أي أعله ،وشارف الرجل غأيره .الرازي ،مخأتار ،ج ،1ص .141
6أحمد عيسى ،تاريخ ،ص .73
7الذهبي ،سير أعلم ،ج ، 21ص .315
8أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص . 256
52
حيظظن اهتمظظت البيمارسظظتانات السظظلمية بظظأمراض الطظظب النفسظظي محاولظظة منهظظا لرفظظع الكظظابوس 1الظظذي
يرزحا عنده المريض ،وخأصوصظاً المظراض الوهميظظة والصظوات النفسظظية والصظظدمات واسظظتخأدموا لهظظم
الموسظيقى للظترفيه عنهظم والتخأفيظف مظن مشظاكلهم وقظد اهتظم نور الظدين محمظود بظن زنكظي أبظو القاسظم
بالمرضظظى المجظانين ،وأقظام لهظم بيمارسظتاناً خأاصظاً بهظم ،وقظظدم لهظم الطبظظاء والمعظاجين ،كمظا اهتمظظت
الدولة الفاطمية بالمرضى المجانين ،وبنيت لهم بيمارستانات خأاصة ،حيث كانوا يعظظالجون بأحسظظن
الط ظ ظظرق ،وف ظ ظظي ع ظ ظظام 415ھ1024 /م ف ظ ظظي عه ظ ظظد و ازرة الظ ظ ظظاهر ل ظ ظظدين ال ظ ظظ ،ق ظ ظظام الظ ظ ظظاهر بزي ظ ظظارة
البيمارسظظتان متنك ظ ًرا ،وفظظي نهايظظة الزيظظارة أمظظر بإعطظظاء المظوال للمرضظظى المجظظانين ،وأوصظظى بظظالرفق
بهظظم وتظظوفير الطبظظاء والدويظظة مجان ظاً لهظظم كمظظا كظظان الهتمظظام بالمرضظظى العقليظظة فظظي بلد المغظظرب
العربي ،فقاموا ببناء بيمارستانات عقلية خأاصة بهظم ،وبهظا السلسظل والغألل وهظذه السلسظل ربمظا
كظانت تسظتخأدم للمجظانين الكظثر عنفظاً وفظي حظالت معينظة ،كمظا كظانت البيمارسظتانات النفسظية تخأظدم
عامظظة أبنظظاء الدولظظة ول يبخأظظل الطبظظاء فظظي تقظظديم مظظا يحتظظاج المجظظانين مظظن مجانيظظة العلج وتظظوفير
الطبظظاء لعلجهظظم 2ويتحظظدث ابظظن جظظبير عنظظد زيظظارته لبيمارسظظتان القظظاهرة 857ھ1182/م بمظظا وصظظفه
عن البيمارستان الصلحي لقظوله "وبظإزاء هظذا الموضظع فكظان مقتطظع للنسظاء المرضظى ،ولهظم أيضظاً
من يكفلهن ،ويتصل بالموضعين المذكورين موضع آخأر متسع الفناء فيه مقاصير عليها الشبابيك
الحديد ،واتخأذت مجالس للمجانين ولهظم أيضظاً مظن يتفقظد فظي كظل يظوم أحظوالهم ،ويقابلهظا بمظا يصظلح
لها ،والسلطان يتطلع على هذه الحوال كلها بالبحث والسؤال.
وأظهظظرت المصظظادر التاريخأيظظة أن البيمارسظظتانات السظظلمية الخأاصظظة بالمجظظانين كظظان بهظظا السلسظظل،
خأصوصاً للحالت الصعبة منهم ،حتى ل يعتدوا على بعضهم البعض أثناء مرضهم الشظظديد ،كمظظا
كظظانت بيمارسظظتانات المجظظانين مخأصصظظة لمظظن لظظم تحمظظد سظظيرتهم فظظي الدولظظة السظظلمية ويتظظم معظظاقبته
وسجنه في مثل هذه البيمارستانات حتى لو وصل إلى درجة مرموقة في الدولة.
4-بيمارستانات الغرباء
ظهظظرت مثظظل هظظذه البيمارسظظتانات فظظي بلد الشظظام ،وكظظانت مهمتهظظا تبنظظي فقظظط للمرضظظى الغربظظاء عظظن
البلد ،ويوقف عليها الوقاف الكبيرة ،والطباء والدوية ،وكان سبب بناء مثل هظظذه البيمارسظظتانات
عندما جاء رجل من الضعفاء إلى أبي يعقوب أحد أمراء دمشق ،وعرض عليه النزول عنده ففعظظل
ذلك ،مما حذا أبا يعقوب بالطلب من نور الدين محمظود بنظاء بيمارسظتان خأظاص للغربظاء المرضظظى،
ففع ظظل ذل ظظك ن ظظور ال ظظدين محم ظظود أمي ظظر دمش ظظق ،وأم ظظر ببن ظظاء بيمارس ظظتان خأ ظظاص به ظظم ،وأوق ظظف علي ظظه
الوقظظاف وبنظظا الزوايظظا والطظظرق ،ويقظظول ابظظن بطوطظظة أنظظه زار دمشظظق وشظظاهد البيمارسظظتان المعظظروف
الكابوس :عنظظد الطبظظاء أن يتخأيظظل النظظائم فظظي النظظوم خأيظظالً يقظظع عليظظه ويعصظره ويضظظيق النفظظس ويمنظظع الحركظظة ،وهظظو منظظذر بالصظظرع .ابن 1
53
باسمه ،فوصفه بأنه ليس في المعمورة مثله ،كذلك اهتم العباسيون بإنشاء البيمارستانات التي يقيظظم
بها المطروحون والمغتربون من الناس والمعترضون.
ثانيال :البيمارستانات السلمية المتنقلة
1-البيمارستانات المحمولة
ظهرت مثل هذه البيمارستانات منذ العصظظر العباسظظي ،1وأنشظظئت بهظدف الوصظظول بالخأظظدمات الطبيظظة
إل ظظى المن ظظاطق البعي ظظدة مث ظظل الري ظظف والق ظظرى البعي ظظدة ع ظظن الم ظظدن ،2وك ظظان لمث ظظل ه ظظذه البيمارس ظظتانات
الهتمظام أيضظاً بالسظظجون الظظتي ل يوجظظد بهظظا أطبظاء ،وهظي أول خأدمظظة طبيظظة فظي العظالم لهظظل الريظظف
وسظظكانه ،وابتكظظر العظظرب مثظظل هظظذه البيمارسظظتانات خأصيصظ ظاً لمواجهظظة انتشظظار الوبئظظة والمظ ظراض،
وظه ظظرت ف ظظي عه ظظد الخأليف ظظة المقت ظظدر ب ظظال ع ظظام 320-295هظ ظظ932-907/م وه ظظي بطبيع ظظة الح ظظال
مجهظ ظ ظزة بم ظ ظظا يل ظ ظظزم المرض ظ ظظى م ظ ظظن علج وأدوات ص ظ ظظحية وجراحي ظ ظظة وملب ظ ظظس وأطب ظ ظظاء وص ظ ظظيادلة،
ومخأصصظظة بمظظا يحتظظاجه العجظ ظزة والقاصظظرون ،وينتقظظل هظظذا البيمارسظظتان مظظن مكظظان إلظظى آخأظظر فظظي
البلظظدان الخأاليظظة ،وتسظظمى بالمستوصظظفات السظظيارة ،وكظظانت ت ارفظظق الخألفظظاء والسظظلطين والم ظراء عنظظد
تنقلهم أيضاً وهي ل تقدم علجاً أولياً فقط بل أشمل وأعم ،حيث عرف عظظن وجظظود أطبظظاء جراحيظظن
يجرون عمليات جراحية في أي مكان ،لذلك اهتم بها السلطين وزودوها بما يلظزم وأعطوهظا عنايظة
خأاصة ،وهذا مظا أكظده علظي بظن عيسظى وزيظر الخأليفة المقتظدر رئيظس الطبظاء؛ يكتظب إلظى سظنان مظا
يلظظي :وفكظظرت فيمظظن بالسظواد مظظن أهلظظه ،وأنظظه ل يخألظظو مظظن أن يكظظون فيظظه مرضظظى ل يشظظرف متطبظظب
عليهظظم ،لخألظظو الس ظواد مظظن الطبظظاء ،فتقظظدم مظظد ال ظ فظظي عمظظرك بإنفظظاذ متطبظظبين وخأ ازنظظة مظظن الدويظظة
والشظربة ،ويطوفظظون فظي السظواد ويقيمظون فظظي كظظل صظظقيع منظه مظرة مظا تظظدعو إلظى مقظظامهم ويعظظالجون
من فيه ،ثم ينتقلون إلى غأيره ففعل سنان ذلك.
3
54
سظظفيان 60-41ه ظظ679-661/م وابنظظه يزيظظد بظظن معاويظظة ،1فقظظد قظظال الطظظبيب أبظظو الحكظظم الدمشظظقي:
وليت الموسم في أيام يزيد بن معاوية فوجهني أبوه معه معاوية بن سفيان متطبباً له وللحجاج.2
3-بيمارستانات محطات السعاف
كظانت هظذه المحطظات تقظام بظالقرب مظن الجوامظع وأمظاكن تجمظع النظاس ،وبهظا أطبظاء يتنظاوبون العمظل
ليظظل نهظظار ،ويسظظعفون النظظاس وقظظت الحاجظظة ،وكظظانت مثظظل هظظذه السظظعافات تقظظام فظظي وقظظت العيظظاد
والمواسم والمهرجانات ،وتجهظز بالطبظاء والصظيادلة لمعالجظة المرضظى المصظابين مظن أي حظوادث،
ويحظظدثنا المقريظظزي أن ابظظن طولظظون حيظظن بنظظا جظظامعه الشظظهير فظظي مصظظر عمظظل فظظي مظظؤخأرة ميضظظأة
وخأزانة شراب أو صيدلية متنقلة وفيها جميع الدويظة وعليهظا خأظدم وفيهظا طظبيب جظالس يظوم الجمعظة
لمعالجة من يصابون بالمراض.
عوامل اضمحلل البيمارستانات السلمية
العامل الول :العوامل الطبيعية
أ .الزلزل :كان للكوارث الطبيعية التي مرت ببلد المسلمين من زلزل 3وفيضانات دور كظظبير فظظي
اضظظمحلل البيمارسظظتانات السظظلمية ،حيظظث أدت إلظظى تظظدمير الوضظظع الصظظحي لظظدى سظظكان الدولظظة
السظظلمية بشظظكل عظظام ،وهظظذه الكظوارث تركظظت خألفهظظا فئظظة كظظبيرة مظظن المصظظابين والمعظظاقين عقظظب كظظل
زلزلة أو كارثة ،حتى أصبحوا عاجزين عن ممارسة أعمالهم ،ونتيجة حتمية لهذه الزلزل تم تدمير
الكظظثير مظظن هظظذه البيمارسظظتانات وغأيرهظظا مظظن منشظظآت عمرانيظظة ومسظظاكن ولظظو تتبعنظظا جظظزءاً مظظن هظظذه
الك ظوارث والمصظظائب ،وأثرهظظا علظظى حيظظاة العامظظة لوجظظدناها دمظظرت الكظظثير مظظن البنظظى التحتيظظة للدولظظة
السظظلمية ،ومظظن أشظظد هظظذه الظظزلزل الظظتي دمظظرت البيمارسظظتانات الكظظثيرة زلظزال عظظام 491ھ1097/م،
وهي السنة التي اجتاحا فيها الصليبيون بلد الشام ،ودمرت كثي اًر من المباني والبيمارستانات ،ولقد
اعتبر فوشيه 4هذه الزلزلة وما يصاحبها مظظن آيظظات بشظظارة مظظن السظظماء للصظظليبيين ،تبشظظرهم بظظاحتلل
بلد الشام ،فكانت لهذه الزلزلة أثار سيئة بشظظكل عظام علظظى البيمارسظظتانات السظظلمية ،كمظظا وحظدثت
زلزلظظة فظظي مدينظظة القظظدس عظظام 499ھ1105 /م أثنظظاء احتللهظظا مظظن الصظظليبيين وحظظدثت زلزلتظظان فظظي
مدينظظة القظظدس عظظام 506ھ1112 /م وفظظي عظظام 508ھ1114/م وصظظلت بلد الشظظام زلزلظظة هائلظظة،
فخأرجظظت وأهلكظظت مظظن الخألظظق الكظظثير ،ويقظظول فوشظظيه" :زلزلظظة كظظبرى" وكظظانت أس ظوأ ممظظا سظظمعنا علظظى
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أميظظر المظظؤمنين ،أبظظو خأالظظد المظظوي ،ولظظد فظظي دمشظظق سظظنة 25ھ 645 /م ،يعظظد مظظن رمظره أبيظظه علظظى أول 1
جيش مأرسل لفتح الطبقة الولى من التابعين ،روى عن أبيه الحديث عن رسول ال القسظظطنطينية .ابن الثير ،الكامظظل ،ج ،4ص 125
.الذهبي ،سير أعلم ،ج ،4ص . 35، 40ابن كثير ،البداية ،ج ،8ص . 226
2ابن أبي أصيبعة ،عيون ،ص .175
الججزلزل :تحريظظك الشظظيء ،وتزلزلظظت الرض زلزلظظة تحركظظت واضظظطربت ،زلزلظظت الرض أي تحركظظت تحريك ظاً عنيف ظاً متكظظر اًر .انظظظر :ابججن 3
55
الطلق ،1وأدت إلظظى تظظدمير كظظبير فظظي البنظظى التحتيظظة والبيمارسظظتانات ،ويفهظظم مظظن السظظابق أن بلد
المسلمين تعرضت لمواجهات متتابعة من الظظزلزل قضظظت علظظى جظظزء كظظبير مظظن المبظظاني ،فتظظم تظظدمير
البيمارسظظتان العضظظدي تمام ظاً بفعظظل زل ظزال قظظوي تعرضظظت لظظه البلد عظظام 460ھ 1067/م ،وضظظرب
المدينة بالكامل ،فهلك من الناس مظا يقظارب خأمسظة وعشظرين ألظف نسظمة ،فمظا كظان مظن الشظيخ أبظي
منصور بن عبد الملك بن يوسف أن جدد عمارة البيمارستان العضدي ،مما حدث له من الزلزل،
وجعل به أكثر من ثمانية وعشرين طبيبًا ،وثلث من الخأزان ،إوالى غأير ذلظظك ،واشظظترى لظظه الشظظياء
الثمينة ،وما يلزم من أدوات علجية وطبية بعد أن تظظم تظظدميره بالكامظظل ،وأصظظبح خأاليظاً مظظن الطبظظاء
والدواء 2وتعرضت دمشق إلى زلظزال مظدمر ،أدى إلظظى تظدمير البيمارسظظتان النظوري بشظكل كامظظل عظام
597ھ1200/م ،حيظظث تظظرك هظظذا الزل ظزال فظظي بلد الشظظام آثظظا اًر قبيحظظة وخأظظرب دور دمشظظق وحمظظص
وحمظظاه ،وهظظدم بظظذلك بيمارسظظتانات كظظثيرة فظظي هظظذه المظظدن السظظلمية ،وتظظم إعظظادة بنظظاء البيمارسظظتان
النوري ،والذي بناه نور الدين محمود من قبل ،وجعله وقفظاً علظى الفقظراء والغأنيظاء ،وأمظر بإحضظار
الدويظظة النظظادرة لظظه ،3كمظظا تعرضظظت مصظظر إلظظى زلزلظظة هائلظظة مظظن الصظظعيد حظظتى امتظظدت إلظظى الشظظمال
حتى بلد الشام ،وهدمت المباني وتهدم البيمارستان النوري مرة أخأرى ،وعامة دور دمشق والمنظظارة
الشرقية وعكا ،ومات تحظظت الهظظدم ثلثظظون ألظف وهظظدمت جميظظع قلع 4السظاحل ،كمظظا يوضظح لنظا أبظو
المحاسن كما وتعرضت القدس لزلزال مدمر فظي عظام 562ھ1166/م أدى إلظى تحطيظم بيمارسظتان
صظظلحا الظظدين فظظي القظظدس 5وانتشظظرت المظراض والوبئظظة فظظي الدولظظة السظظلمية خأاصظظة فظظي فلسظظطين
والقدس ،نتيجة هدم البيمارستانات.
ب .الفيضجججانات :تعرضظ ظظت البلد السظ ظظلمية لموجظ ظظة كظ ظظبيرة مظ ظظن الفيضظ ظظانات والسظ ظظيول والمطظ ظظار
الجارفظظة ،الظظتي أدت إلظظى تظظدمير جظظزء كظظبير مظظن المظظدن السظظلمية والبيمارسظظتانات ،فهظظدم بيمارسظظتان
بغظظداد العضظظدي ،تظظدمي اًر كظظاملً نتيجظظة هظظذه الفيضظظانات خأصوصظاً فظظي عهظظد القظظائم بظظأمر الظ -422
467هظ1074-1030/م فعمل الخأليفة القائم على تجديده إواعادة بنائه لما أصابه من أضظرار بعظد
أن دخألظظت الميظظاه إلظظى البيمارسظظتان مظظن الشظظبابيك كمظظا جظظدد السظظلطان السظظلجوقي طغرليظظك فظظي عظظام
569ھ1173/م البيمارسظظتان العضظظدي ،والظظذي دخألظظت عليظظه الميظظاه الجارفظظة إوالظظى حج ارتظظه وقاعظظاته
الكبيرة ،مما اضطر المرضى بمغادرة البيمارستان ،والهروب منه خأوفاً من الغرق ،ثم أعيد بناء ما
قلع :مفردها قلعة ،وهي الحصن في الجبل ،وقيل القلعة حصن مشرف ،والقلع هي الصخأور الضخأمة ،ومعنى ذلك أن القلع تبنظظى 4
عادة من الصخأور الضخأمة .انظر :الرازي ،مخأتار الصحاحا ،ج ،1ص 229ابن منظور ،لسان العرب ،ج ، 18ص .290
5القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .379
56
تهظظدم بفعظظل الفيضظظان ،1وعظظاد الطبظظاء يعملظظون بظظه وكظظان ذلظظك فظظي عهظظد الخأليفظظة الناصظظر لظظدين ال ظ
622-575ه ظظ1225-1179/م البيمارسظظتان يظظؤدي خأظظدماته فظظي معالجظظة المرضظظى ،حظظتى سظظقوط
الخألفة العباسية عام 656هظ1258/م2على أيدي التتار المغول.
العامل الثاني :العوامل البشرية
كظظان للغظزاة والمعتظظدين علظظى البلظظدان السظظلمية مظظن الفرنجظظة والتتظظار أثظظر كظظبير فظظي تظظدمير الحضظظارة
السظظلمية ومعالمهظظا وطرازهظظا المعمظظاري ،فالتتظظار كظظانت عظظادتهم السظظلب والنهظظب والقتظظل والتخأريظظب،
وهدم أي صرحا حضاري يجدونه أمامهم ،لذا فإن البيمارستانات السلمية أخأذت نصيباً كظظبي اًر مظظن
هذا التدمير.فتظم تظدمير بيمارسظتان ديظار بكظر 3بالكامظل عظام 628ھ1230/م علظى أيظديهم ،وأشظاعوا
القتظ ظظل والسظ ظظلب والنهظ ظظب داخأظ ظظل البيمارسظ ظظتان ،4كمظ ظظا تعرض ظ ظوا لمدينظ ظظة خأ ظ ظوارزم وهظ ظظدموا بيمارسظ ظظتانها
بالكامظل ،وقتلظوا أطباءهظا وعلماءهظا ،ويصظف ذلظك يظاقوت الحمظوي عنظدما زار المدينظة عظام 616ھ/
1219م بقوله :تركوها تللً ،5كما وهدم التتار بيمارستان مدينة الري ،6وهو من عمل أهظظل الخأيظظر
من المسلمين ،فتم تدميره بالكامل على أيديهم ،7كمظا تعظرض البيمارسظتان العضظدي فظي بغظداد عظام
656ھ1258/م على يد التتار للدمار والتخأريب 8وكان لبيمارستان الصالحية القميظري نصظظيب مظن
الدمار ،إذ تعرضت للهدم والخأظراب مظظن قبظظل التتظار ،حيظظن دخألظوا دمشظق عظام 696ھ1256/م ،وتظظم
إعظظادته بعظظد ذلظظك م ظرة أخأظظرى وتعظظرض بيمارسظظتان الجبظظل فظظي دمشظظق إلظظى هجظظوم كاسظظح مظظن التتظظار،
حيظظث دخألظوا المدينظظة عظظام 699ھ1299/م ،وقتلظوا مظظن فيظظه مظظن أطبظظاء ،حيظظن كظظان هظظذا البيمارسظظتان
منارة للعلم والعلج ،عمل به الطبيب المسلم المشهور عبظظد الوهظظاب بظظن أحمظظد بظظن سظظحنون الحكيظظم،
وأحم ظظد اب ظظن أب ظظي بك ظظر ب ظظن حمظ ظزة ب ظظن منص ظظور الهم ظظذاني الدمش ظظقي المع ظظروف ب ظظالجبلي ت 695ھ/
1295م 9وتم حرق هذا البيمارستان بالكامل ،مع المدارس وأماكن أخأرى في غأاية الروعة ،10على
أيظظدي الغظزاة التتظظار ،وكمظظا تعظظرض بيمارسظظتان حصظظن الكظراد للهجظظوم والسظظلب ،وتظظم السظظتيلء عليظظه
57
مظظن قبظظل الصظظليبيين مظظدة طويلظظة ،ثظظم تظظم اسظظترداده زمظظن الملظظك بيظظبرس 1المملظظوكي عظظام 669ھ127/
0م 2وكظظذلك تعظظرض البيمارسظتان المقتظظدري إلظى هظظدم كامظل مظظن الغظزاة التتظظار ،ولظظم يبظظق لظه أثظر مظظن
ذلظظك التظظدمير ،وربمظظا هظظذا البيمارسظظتان الظظذي قصظظده ابظظن بطوطظظة عنظظد زيظظارته لبغظظداد حيظظث قظظال:
والبيمارستان فيما بين محلة البصرة ومحلة الشارع على الدجلة وهو قصر كظظبير خأظظرب وبقيظظت منظظه
الثظظار ،ولهظظذا حسظظب الوصظظف والموقظظع فهظظو بيمارسظظتان بغظظداد المشظظهور ،وهظظو المقتظظدري وتظظم تظظدميره
على يد التتار.
العامل الثالث :طول المدة الزمنية والهمال
لقد أدت المدة الزمنية إلى هدم وتدهور الكثير من البيمارستانات السلمية ،ونتج ذلك لما تعرض
له بيمارستان حلب النوري ،والذي أصبح خأرباً بعد مدة طويلة من الزمن ،ولظم يبظظق منظظه سظظوى بظابه
وبعظظض جظظدرانه ،وأصظظبح مظظأوى للغربظظاء ،والمظظارين مظظن العامظظة ،وتغيظظرت ملمحظظه نتيجظظة تحظظوله إلظظى
مسظظاكن ،ثظظم تظظم ترميمظظه بعظظد ذلظظك بمظظدة طويلظظة مظظن قبظظل الظظوزير العظظظم م ظراد باشظظا بعظظد اضظظمحلله
بالكام ظظل وعم ظظر أوق ظظافه ف ظظي س ظظنة 1027ھ 1617/م 3وكم ظظا ك ظظان لبيمارس ظظتان ن ظظور ال ظظدين محم ظظود
نصيب من الهمظال حظدث ذلظك للبيمارسظتان العضظدي مظن حيظث التظدهور ،خأصوصظاً بعظد خأمسظين
عاماً من إنشائه ،فأصابه التدمير والتخأريب ،وحاول الخأليفظة القظائم بظأمر الظ عمظارته وتجديظده لكظن
لم يدم مدة طويلة عام 467-422هظظ1075-1031/م حظظتى انتهظظى دوره كبيمارسظظتان يقظظدم الخأدمظظة
والعلج للم ظواطنين وتلشظظى بفعظظل الزمظظن ،ويصظظفه الظظذهبي بظظأنه كظظان كظظاملً فظظي معنظظاه ،وكمظظا كظظان
لعامظظل الزمظظن دوره فظظي تظظدمير بيمارسظظتان زقظظاق القناديظظل المظظوي خأصوصظاً أنظظه بنظظا منظظذ مظظدة طويلظظة
لك ظظن آث ظظاره انته ظظت بفع ظظل عوام ظظل التعري ظظة وال ظظوقت وه ظظذا ل يعن ظظي أن البيمارس ظظتانات الس ظظلمية ل ظظم
تتعرض للسلب والنهب أيضاً فكظظثي اًر مظا كظظانت تتعظرض لظذلك خأصوصظاً البيمارسظظتانات المتنقلظظة مظظن
قبظظل اللصظظوص وقظظاطعي الطظظرق ،كمظظا حظظدث لبيمارسظظتان بغظظداد فظظي منطقظظة الحلبظظة وس ظرقت أدواتظظه
ومعداته الطبيظة والجراحيظة كظذلك أرثّظر عامظل الهمظال والزمظن علظى البيمارسظتان العظتيق ،والظذي بنظاه
ق منظظه سظظوى القبظظة الظظتي علظظى بظظاب البيمارسظظتان وبعظظض
العزيظظز بظظال بظظن المعظظز الفظظاطمي ،ولظظم يب ظ ر
4
الجظظدر الظظتي ل يعتظظد بهظظا ،وتعظظرض البيمارسظظتان الصظظغير فظظي دمشظظق إلظظى إهمظظال وعظظدم ترميظظم ،ممظظا
أدى إلى اندثاره وهو الذي بنى في عهظد معاويظة بظن أبظي سظفيان 60-41هظ679-661/م 5وكظذلك
1بيبرس البندقداري :الملك الظاهر بن عبد ال السلطان العظم ،ركن الدين أبو الفتح الصالحي ،ولسن سنة 625ھ 1227 /م حارب
التتار وانتصر عليهم ،كما كان له جهود كبيرة ضد الصليبيين في مصر وبلد الشام.
2أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .233
3أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستان ،ص .7
العزيز بال الفاطمي :هظظو صظظاحب مصظظر أبظظو منصظظور ،نظزار بظظن المعظظز بظظن الموفظظق بظظن إسظظماعيل العبيظظدي المهظظدي المغربظظي ،ولظظد سظظنة 4
344هظ 955 /م .ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،5ص . 371
5أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستان ،ص .205
58
البيمارستان السفل والذي تظظم تشظظييده فظظي عهظظد كظظافور الخأشظظيدي 346ھ 957/م تعظظرض للهمظظال
الشديد حتى أن ابن دقماق يقرر بأن هذا البيمارستان في عهده أصبح خأاليظاً مظظن الطبظظاء والظظدواء،
ممظظا يعنظظي عظظدم صظظلحية هظظذا البيمارسظظتان فظظي تلظظك المظظدة ،والبيمارسظظتان الصظظلحي تعظظرض لنفظظس
العوامل مظن الظترك والهمظال ،حيظث يظذكر أن البيمارسظتان الناصظري بظاق علظى هيئتظه ،1فظي عصظره
إل أنه لم يقرر إذا كان يعمل أو ل ،ولكن من خألل الصيغة التي استخأدمها المؤرخأون عنظظد ذكظظر
أعداد الوفيات أثناء انتشار الوبئة بقولهم "سوى البيمارستان وهذا يدل على وجود بيمارستان واحد
هو المنصوري المشهور في مصر ،والذي بنظاه السظلطان منصظور قلوون ،2حظتى هظذا البيمارسظتان
قلت كفاءته في اسظتقبال المرضظظى بعظد أن تظولى نظظارته مظن لظم يلظتزم بشظرط الواقظف بمسظح دهظاليزه
ومم ارتظ ظظه وكنسظ ظظه ،وأصظ ظظبح الهظ ظظم الوحيظ ظظد للواقظ ظظف عليظ ظظه هظ ظظو تظ ظظوفير الم ظ ظوال للسظ ظظلطان ،3وتعظ ظظرض
البيمارسظظتان المؤيظظدي لنفظظس العوامظظل ،وأخأظظرج منظظه المرض ظظى وأغألظظق تمامظ ظًا ،وأصظظبح منظظزلً للرسظظل
4
الواردة من ملوك الشرق والغرب ،وامتدت اليادي عليه بعد ذلك بالهدم ،حتى ضاعت معالمه.
البيمارستان الناصري
ويسظظمى أيضظظاً الصظظلحي أو بيمارسظظتان صظظلحا الظظدين .أنشظظأه السظظلطان صظظلحا الظظدين اليظظوبي فظظي
القظظاهرة عظظام 567هظظ1171/م .وكظظان يقظظع حيظظث يوجظظد الن منظظزل الغمظظري الحصظظري وكظظان بظظابه يفتظظح
على حارة الملوخأية التي كانت تسمى قبل ذلك بحارة قائد القواد.
نبذة تاريخيججة :بعظظد أن دخأظظل السظظلطان صظظلحا الظظدين القظظاهرة واسظظتولى علظظى القصظظر الفظظاطمي جعظظل
القاعظظة الرئيسظظية فظظي القصظظر للبيمارسظظتان بينمظظا فظظرق بقيظظة أمظظاكن قصظظر الخألفظظة علظظى أم ارئظظه ليسظظكنوا
فيهظا .وكظان سظبب اخأتيظار صظلحا الظدين قاعظة هظذا القصظر للبيمارسظتان دون غأيظره أن القظرآن مكتظوب
على حيطانها.
الصليبيين أكثر من مرة ،توفى سنة 689ه 1290 /م .للمزيد انظر :ابن خلكان ،وفيات العيان ،ج ،5ص . 88
3أحمد عيسى ،تاريخ البيمارستانات ،ص .174
4المرجع نفسه ،ص .187
59
وبعظظد النتهظظاء مظظن إعظظداد البيمارسظظتان اسظظتخأدم السظظلطان صظظلحا الظظدين لظظه أطبظظاء وكحظظالين وجراحيظظن
وعامل وخأداماً ووجد الناس به رفقاً وبه نفعاً .وعين قيماً من أهل المعرفة وضع لديه خأ ازئظظن
ً ومشرفاً
ومكنه من استعمال الشظربة إواقامتهظا علظى اخأتلف أنواعهظا ،ووضظعت فظي مقصظورات ذلظك
العقاقير ك
القصظظر أسظرة يتخأظظذها المرضظظى مضظظاجع كاملظظة الكسظظاء .ووضظظع بيظظن يظظدي ذلظظك القيظظم خأدمظظة يتكلفظظون
بتفقظظد أح ظوال المرضظظى صظظباحاً ومسظظاءً ،فيقظظابلون مظظن الغأذيظظة والش ظربة بمظظا يليظظق بهظظم .وبظظإزاء هظظذا
الموضظظع موضظظع مقتطظظع للنسظظاء المرضظظى ولهظظن أيضظظاً مظظن يكفلهظظن ويتصظظل بالموضظظعين المظظذكورين
موضع آخأر متسع الفناء فيه مقصظورات عليهظا شظبابيك مظن الحديظد اتخأظظذت مجظالس للمجظانين .ولهظم
أيضاً مظن يتفقظد فظي كظل يظوم أحظوالهم ويقابلهظا بمظا يصظلح لهظا .والسظلطان يضظطلع هظذه الحظوال كلهظا
ب ظظالبحث والسظ ظؤال ويؤك ظظد ف ظظي العتن ظظاء به ظظا والمث ظظابرة عليه ظظا غأاي ظظة التأكي ظظد .أم ظظا مظ ظوارد البيمارس ظظتان
المخأصصظظة للنشظظاءات فكظظانت مظظن ميزانيظظة الدولظظة ,بينمظظا مسظظتلزمات البيمارسظظتان بمظظا فيهظظا رواتظظب
الطبظ ظظاء والمسظ ظظاعدين والممرضظ ظظين وصظ ظظانعي السظ ظرة والخأظ ظظدم فكظ ظظانت تظ ظظدفع مظ ظظن الريظ ظظع المخأصظ ظظص
للبيمارستان والذي أفرد له رسم من جملة الرباع الديوانية ،مشاهرة مبلغها مائتا دينظظار وغألكت جهتهظظا
الفيوم ،وأما الخأدمات الستشفائية فكانت مجانية.
كمظظا كظظان البيمارسظظتان ممظظولً مظظن عائظظدات المؤسسظظات الخأيريظظة والوقظظاف ،فكظظان الغأنيظظاء ،ول سظظيكما
الخألفظظاء والمظ ظراء يقظظدمون ملكيظظات كتبرعظظات يعظظود ريعهظظا للبيمارسظظتان وصظظيانته ،وقظظد تشظظكلت هظظذه
الهبات مظظن دكظاكين ،ومطظظاحن ،وخأانظات للقوافظل وحظتى مظظن قظرى بأكملهظا .فكظظان إيظراد هظظذه التبرعظات
يسظظتخأدم لصظظيانة البيمارسظظتان ولتغطيظظة تكظظاليف عملظظه ،وفظظي بعظظض الحيظظان ،لتق ظظديم مس ظظاعدة مالي ظظة
صغ ظظيرة للمرضظظى الظظذين فقظظدوا عملهظظم .وكظظان المسظظئولون علظظى هظظذه الوقظظاف والهبظظات يسظظجلون كظظل
شيء في سجلت خأاصة بما فيها رواتب الطباء ،وأثمان العقاقير ،واللت الطبية.
الشراف الطبي :انتشظرت إبظان الفظترة الظتي حكظم فيهظا سظلطين الدولة اليوبيظة ومظن بعظدهم المماليظك
العديد من المنتحلين لمهنة الطظب ،والمشظعوذين والظدجالين وأصظحاب الحظاجي والطلسظم والتعاويظذ،
مما كان له بالغ الثر على مهنة الطب في ذلك الوقت .ومن ثم كظظانت الحاجظظة إلظظى أن تكظظون هنظظاك
رئاسة للطبظاء وأخأظرى للعشظابين تشظرف علظى المهنظة .ومظن كظانت هظذه الرئاسظة تنتهظي إليظه فظي ذلظك
الظظوقت ،يكظظون فيهظظا رئيسظظاً علظظى بيمارسظظتانات ديظظار مصظظر والشظظام معظظاً .وفظظي عهظظد السظظلطان كلظظف
الدخأوار رياسة أطباء مصر بأسرها وأطباء الشام وعهد إليه النظظظر فظظي أمظظر الكحظظالين واعتبظظارهم وأن
من يصلح منهم لمعالجة أمراض العين ويرتضيه يكتب له خأطه بما يعرفه منه ففعل ذلك.
وكظان يعاون رئيس الطباء محتسباً يشرف على سير العمل ،وكانت إحظظدى مهظام المحتسظظب ،مراقبظة
أس ظواق والمبظظاني والخأظظدمات العامظظة ،تتمثظظل فظظي منظظع عمليظظات الغظظش عنظظد صظظانعي العقظظاقير والدويظظة
60
والجراحي ظظن والطبظ ظظاء .وكظ ظظانت ص ظظلحياته تشظ ظظمل مراقب ظظة الوزان والقياسظ ظظات ،والسظ ظظهر علظ ظظى نظافظ ظظة
الشوارع ،إوازالة البؤر غأير الصحية ،والتزود بالماء.
الرعايججة الطبيججة :لق ظظد كظظانت الرعايظظة الطبيظظة فظظظي البيمارسظظظتان حقظظاًر للجمي ظظع علظظى حظظد سظ ظواء ,وكظظان
المرضظظى يفحصظظون بعناي ظظة كظظبيرة وتظظدون أسظظماؤهم فظظي سظظجلت خأاصظظة لمعرفظظة سظظير المظظرض فيهظظم
ومتظظابعته يومظظاً بعظظد يظظوم ،وكظظان يقظظدم لهظظم الغظظذاء والظظدواء مجانظظاً ،ويظلظظون تحظظت الرعايظظة حظظتى الشظظفاء
التظام ،وعند المغظظادرة يصظظرف لكظل واحظظد منهظظم ثظوب وبعظض المظال ليقظوم بنفقظظاتهم الضظظرورية فظي فظظترة
النقاهظظة .كمظا تظوافرت كظل أسظظباب الرفاهيظظة فظي هظظذا البيمارسظتان مظن أسظرة وثيظرة ناعمظة إلظى حمامظات
فظظاخأرة ،بالضظظافة إلظظى قاعظظات للموسظظيقى وأخأظظرى مخأصصظظة للمكتبظظات .ويظهظظر مظظدى الظظترف الظظذي
وصل إليه البيمارستان الناصري في ذلك الوقت ما جاء في رسالة أحد الصبيان إلى أبيه.
التعليججم الطججبي :ك ظظان التعلي ظظم الط ظظبي فظ ظظي البيمارس ظظتان يعتم ظظد بش ظظكل أساس ظظي عل ظظى ت ظظدريس العل ظظوم
السريرية .ولكن في عام رفع ابن جميع المصري وكان من كبار الطباء في البيمارسظتان ،طلبظاً إلظى
السظظلطان صظظلحا الظظدين يناشظظده فيهظظا بتظظدريس مظظادة التشظريح كمظظادة أساسظظية مهمظظة وضظظرورية للطظظبيب
والممارس .كما ناشظد معلمظظي الطظب أن يكظظثروا مظن تظظدريب التلميظظذ فظي البيمارسظتان ،وأن ل يعتمظدوا
عظلى المحاضرات النظرية فقط.
وقظظد اقظظترحا ابظظن جميظظع بعظظض التظظدابير العمليظظة لصظظلحا الوضظظع فظظي التعليظظم الطظظبي فظظي ذلظظك الظظوقت،
وبيظظن المتطلبظظات الظظتي يجظظب أن يتمتظظع بهظظا كظظل طظظبيب صظظالح فظظذكر" :ويحتظظاج إلظظى إحصظظاء أعضظظاء
بدن النسان عضواً عضواً والوقوف بالحس والمشاهدة على خأواص جوهر كل واحد منها من اللون
والقوام ونحوهما ،وعلى خألقته أي شكله وملسته أو خأشونته وهل فيه تجويف أو مجرى ،وعلى ماذا
يحتوي ذلك التجويف أو المجرى ،وعلى مقدار عظمه وعدد أجزائه وحال كل جزء منها إن كانت لظظه
أجزاء ،وعلى وضعه أي موضعه من البدن وما بينه وبين غأيظره مظن العضظظاء الخأظر مظظن المشظظاركة
والمواصظظلة ،وعلظظى فعلظظه ومنفعتظظه أو منظظافعه الظظتي لجلهظظا احتيظظج إليظظه .ومباشظرة هظظذه الشظظياء بظظالحس
إنمظظا تكظظون م ظظن جه ظظة تش ظريح البظظدان البش ظرية .وتش ظريح هظظذه البظظدان ليظظس بالسظظهل الميسظظر فظظي كظظل
الوقظظات وليظظس يكفظظي فظظي الوقظظوف علظظى هظظذه المظظور إل بحيظظث تتقظظدمه رياض ظظة كث ظظيرة ف ظظي تشظ ظريح
حيوان ظظات أخأظظر مظظن الحيوانظظات الشظظبيه فظظي جظظل أعضظظائها بأعضظظاء النظظاس ،مثظظل القظظرود ،بيظظن يظظدي
المعلمين الحذاق فيه كما قد لخأصه الفاضل جالينوس تلخأيصا شافياً.
وفظ ظظي عهظ ظظد السظ ظظلطان قلوون كظ ظظانت مظ ظظادة التشظ ظ ظريح تظ ظظدرس فظ ظظي كظ ظظل مظ ظظن البيمارسظ ظظتان الناصظ ظظري
والبيمارستان المنصظظوري علظى حظد سظواء ,وكظان ابظن النفيظظس يعمظل فظي كليهمظظا ويشظرف علظظى تظظدريس
هذه المادة .ومن الكتب التي كان يدرسها ابن النفيس الجزء الخأاص بالتشريح في كتاب القظظانون فظظي
الطب للشيخ ابن سينا ,ثم قظام ابظن النفيظس بعظد ذلظك باخأتصظار الكتظاب إلظى مخأتصظر القظانون ،إوالظى
61
شرحا تشريح القانون ليكون مادة سهلة للطلب الذين يقصدونه ومن خألل ممارساته العمليظظة توصظظل
ابن النفيس إلى اكتشاف الدورة الدموية الصغظرى.
أطبججاء البيمارسججتان :عنظظدما دخأظظل صظظلحا الظظدين ديظظار مصظظر كظظان فظظي خأظظدمته ح ظوالي ثمانيظظة عشظظر
طبيبظظاً مظظن بينهظظم ثمانيظظة مسظظلمون ،وخأمسظظة يهظظود ،وأربعظظة نصظظارى ،وسظظامريك واحظظد .ومظظن جملظظة مظظن
ساهم من هؤلء في خأدمة البيمارسظتان الناصظري موسظى بظن ميمظون ،وهبة الظ بظن جميظع السظرائيلي
المصري .وكظان ابظن جميظع قظد درس الطظب علظى يظد طظبيب البلط الفظاطمي ابظن العيظن زربظي ،كمظا
درس الط ظظب ب ظظدوره .وك ظظان م ظظن تلم ظظذته اب ظظن أب ظظي البي ظظان السظ ظرائيلي مؤل ظظف الدس ظظتور البيمارس ظظتاني
المخأصص للبيمارستان الناصري.
كما كان هناك عدد من الطباء انتقلوا من دمشظظق إلظى القظاهرة وعملظوا بالبيمارسظظتان النظظاصري .ومظن
هؤلء ابن المطران وهو نصظراني اعتنظق السظلم ،فظأكرمه صظلحا الظدين بظأن طظور له مكتبظة خأاصظة
حوت عشرة آلف مجلد .وممن هاجر أيضاً رضي الدين الرحبي وأصبح فيما بعظظد الطظظبيب الخأظظاص
للحاكم اليوبي الملك العادل سيف الدين أخأو صظلحا الظدين ،وقظد اصظطحبه إلظظى مصظظر أثنظاء تفشظي
الوباء ،حيث عالج هناك وبنجاحا ابن المير ،فكافأه بتكليفه رياسة أطباء ديار مصظظر والشظام وأطلظظق
لظظه فظظي كظظل شظظهر ثلثيظظن دينظظا اًر علظظى أن يكظظون ملزمظظاً للقلعظظة والبيمارسظظتان بالقظظاهرة ،ثظظم رجظظع إلظظى
دمشق ،وتردد إلى البيمارستان النوري وعلم طلب الطب هناك.
كما هاجر إلى القاهرة موفق الدين ابن أبي أصيبعة ،وزميله في الدراسة ابظظن النفيظظس ،وكانظظا يدرسظظان
الطظظب معظظاً فظظي المدرسظظة الدخأواريظظة .وممظظن سظظافروا إلظظى مصظظر أيضظظاً ابظظن البيطظظار وعهظظد إليظظه الملظظك
الكامل محمد بن أبي بكظر رئاسظة العشظابين فظي سظائر ديظار مصظر والشظام .وكظان إبراهيظم بظن الرئيظس
ميمظظون وكظظان فظظي خأدمظظة الملظظك الكامظظل ،ويظظتردد إلظظى البيمارسظظتان الظظذي بالقظظاهرة مظظن القصظظر ويعالظظج
المرضى فيه وكذلك القاضظي نفيظس الظدين بظن الزبيظر قظ أر صظناعة الطظب وأتقن صظناعة الكحظل وعلظم
الجراحة ،ووله الملك الكامل رياسة الطب بالديار المصرية وكان يكحل في البيمارستان الناصري.
البيمارستان المنصوري
ويسظظمى هظظذا البيمارسظظتان أيضظ ظاً دار الشظظفاء أو بيمارسظظتان قلوون هظظذا البيمارسظظتان يقظظع بخأظظط بيظظن
القصرين من مدينة القاهرة ،وكان قاعة للسظظيدة الشظريفة سظظت الملظك ابنظة العزيظظز بظظال نظزار بظن المعظظز
لدين ال أبي تميم معد وأخأت الحاكم بأمر ال منصور ،ثم عرف بظدار الميظر فخأظر الظدين جهظاركس
بعظظد زوال الدولظظة الفاطميظظة وبظظدار موسظظك ،ثظظم صظظارت للملظظك المفضظظل قطظظب الظظدين أحمظظد ابظظن الملظظك
العادل أبي بكر بن أيوب .فاستقر بها هو وذريته فصار يقال لها الدار القطبية.
62
نبذة تاريخية :يعود تاريخ بنظظاء البيمارسظظتان إلظظى عظظام 675هظظ1276/م .وكظظان سظظبب بنظظائه أن الملظظك
المنصور لما توجه وهو أمير إلى غأزاة الروم في أيام الظاهر بيبرس ،أصابه بدمشظظق قولنظظج عظيظظم،
فعالجه الطباء بأدوية أخأذت له من البيمارستان الكبير النوري ،فب أر وركظظب حظظتى شظظاهد البيمارسظظتان
فأعجب به ونذر إن آتاه ال الملك أن يبني بيمارستان .فلما تولى السلطنة أخأظذ فظي عمل ذلظك فوقظع
الخأتيار على الدار القطبيظة ،فنظدب الطواشظظي حسظام الظظدين بلل المغيثظظي للكلم فظظي شظرائها فاسظظتمر
المظظر علظظى ذلظظك حظظتى أنعمظظت مؤنسظظة خأظظاتون ببيعهظظا علظظى أن تعظظوض عنهظظا بظظدار ,فعوضظظت قصظظر
الزمرد برحبة باب العيد مع مبلغ من المال حمل إليها ،ووقع البيع على هذا.
ثظظم نظظدب السظظلطان الميظظر سظظنجر الشظظجاعي للعمظظارة فظظأخأرج النسظظاء مظظن الظظدار القطبيظظة ،وجمظظع صظظنكاع
مصظظر وتقظظدم إليهظظم بظظأن يعمل ظوا بظظأجمعهم فظظي الظظدار القطبيظظة ،ومنعهظظم أن يعمل ظوا لحظظد ش ظظغلً وشظظدكد
عليهم فظي ذلظك ،وكظان مهابظاً فلزمظوا العمظل عنظده ونقظل مظن قلعظة الروضظة مظا احتظاج إليه مظن العمظد
الصظظوكان والعمظظد الرخأظظام والقواعظظد والعتظظاب والرخأظظام البظظديع وغأيظظر ذلظظك .وصظظار يركظظب إليهظظا كظظل يظظوم
وينقظظل النقظظاض المظظذكورة علظظى العجظظل إلظظى البيمارسظظتان ،ويعظظود إلظظى البيمارسظظتان فيقظظف مظظع الصظظناع
على الساقيل حتى ل يتوانوا في عملهم وأوقف مماليكه بين القصرين ،وكان إذا مر أحظظد ولظظو عظظظم
ألزمظوه أن يرفظظع حجظ اًر ويلقيظه فظظي موضظع العمظارة فينظظزل الجنظظدي والرئيظس عظن فرسظه حظظتى يفعظظل ذلظك
فترك أكثر الناس المرور هناك .وقد نقل مظن قلعظة الروضة ما يحتاج إليه من العمد الصوان والعمظظد
الرخأام التي كانت قبل عمارة القلعة بالبرابي وغأير ذلك.
ولقد تم النتهاء من أمر العمارة في أسرع مدة وهي أحد عشظر شظه ارً وأيظام ,وكظان الشظروع فظظي بنائهظا
بيمارسظظتاناً فظظي أول ربيظظع الخأظظر عظظام 683ه ظظ1284/م .كمظظا أتظظم معهظظا المدرسظظة المنصظظورية والقبظظة،
فكانتا ضمن مجموعته البيمارستان والمدرسة والقبة.
ولما تكامظل البنظاء ركظب السظلطان إليظه وشظاهده وجلظس بقاعة الظدار ومعه المظراء والقضظاة والعلمظاء.
وكظظان قظظد أبقظظى القاعظظة علظظى حالهظظا وهظظي ذات إيوانظظات أربعظظة بكظظل إي ظوان شظظاذروان ،وبمكظظان قاعتهظظا
فسظظقية يصظظير إليهظظا المظظاء مظظن الشظظاذروان .وكظظان ذراع هظظذه الظظدار عشظرة آلف وسظظتمائة ذراع .ثظظم أنظه
اسظظتدعى قظظدحاً مظظن الشظراب فشظربه وقظظال قظظد وقفظظت هظظذا علظظى مثلظظي فمظظن دونظظي وأوقفظظه السظظلطان علظظى
الملك والمملوك والكبير والصغير والحر والعبد والذكر والنثى ،وجعل لمن يخأظظرج منظظه مظظن المرضظظى
عنظد برئظظه كسظظوة ومظن مظات جهظزه ،وكفظن ودفظن .ثظظم وقظظف عليهظا الملظك المنصظور مظظن الملك بظظديار
مصظظر القيظظاس والربظظاع والح ظوانيت والحمامظظات والفنظظادق والحكظظار وغأيظظر ذلظظك ،والضظظياع بالشظظام مظظا
يقارب ألف ألف درهم في كل سنة كمظا رتظب مصظارف البيمارسظتان والقبكظة والمدرسظة ومكتظب اليتظام.
ورتب فيه الحكماء الطبائعية والكحظالين والجرائحيظة والمجظظبرين لمعالجظة الرمظظد والمرضظظى والمجرحيظن
والمكسظظورين مظظن الرجظظال والنسظظاء ،ورتظظب بظظه الف ارشظظين والف ارشظظات والقومظظة لخأدمظظة المرضظظى إواصظظلحا
63
أماكنهم وتنظيفها وغأسل ثيابهم وخأدمتهم في الحمام ،وقرر لهم على ذلك الجامكيظات الظوافرة وعملظت
التخأوت والفظظرش والط ارريظج والقطظظاع والمخأظظدات واللحظظف والملءات لكظظل مريظض فظظرش كامظظل ،وأفظرد
لكظظل طائفظظة مظظن المرضظظى أمكنظظة تخأتظظص بهظظم فجعلظظت الواويظظن الربعظظة المتقابلظظة للمرضظظى بالحميكظات
وغأيره .وجعلت قاعظة للرمظظد ،وقاعظة للجرحظى ،وقاعظة لمظن أفظظرط بظه السظهال ،وقاعظة للنسظاء ،ومكظظان
حسن للممرورين من الرجال ومثله للنساء ،والمياه تجري في أكثر هذه الماكن.
وأفظظردت أمظظاكن لطبظظخ الطعظظام والشظربة والدويظظة والمعظظاجين وتركيظظب الكحظظال والشظظيافات والسظظفوفات
وعمظظل الم ارهظظم والدهظظان وتركيظظب الترياقظظات ،وأمظظاكن لحواصظظل العقظظاقير وغأيرهظظا مظظن هظظذه الصنظظاف
المذكظورة ،ومكظان يفظرق منظه الشظراب وغأيظر ذلظك ممظا يحتظاج إليه .ولقظد وصظل مبلظغ النفظظاق فظي عظام
707ه ظظ1308/م .مظظن الش ظراب المطبظظوخ خأاصظظة مظظا يزيظظد علظظى خأمسظظة قنظظاطير بالمصظظري فظظي اليظظوم
الواحظظد للمرتظظبين والطظ ظوارئ غأيظظر السظظكر والمطابيظظخ مظظن الدويظظة وغأيظظر ذلظظك مظظن الغأذيظظة والدهظظان
والترياقات وغأيرها.
وكظانت غأظظالب مظوارد البيمارسظظتان مظظن الوقظاف الظظتي تركهظظا السظظلطان قلوون ومظن تبعظه مظظن المظراء.
ومظظن هظظذه الوقظظاف فنظظدق الملظظك السظظعيد بالفسظظطاط وهظظو فنظظدق كظظبير يعلظظوه ربظظع كظظبير عمظظر فظظي أيظظام
الملظظك السظظعيد محمظظد بظظن بركظظة خأظظان ثظظم ملكظظه السظظلطان قلوون ووقفظظه علظظى البيمارسظظتان المنصظظوري
ودخأله في كل شهر نحو اللفي درهظم .كمظا أوقظف أيضظاً حمظام السظاباط وهظو حمظام القصظر الفظاطمي
من الناحية الغربية ويعرف أيضاً بحمام الصنيمة .وأوقظف مظظن القيسظاريات عظدداً كظبي اًر منهظا قيسظارية
الص ظظبانة ،وقيس ظظارية المحل ظظى ،وقيس ظظارية الض ظظيافة ،وقيس ظظارية الفاض ظظل .وم ظظن السظ ظواق أوق ظظف س ظظوق
المشظظاطيين ،وسظظوق النقلييظظن ،وسظظوق القفيصظظات ،وسظظوق الكتظظابين وكظظانت تؤخأظظذ أج ظرة الرض لهظظذه
السظواق مباشظرة للبيمارسظظتان المنصظظوري ,كمظظا كظظان للبيمارسظظتان مصظظادر أخأظظرى للصظظرف عليظظه منهظظا
الترياق المعمول به في القاهرة .وكان محتك اًر له ومخأصصاً إيراده للصرف على البيمارستان.
وفظظي عظظام 1190هظظ1776/م جظظّدد المظظير عبظظد الرحمظظن كتخأظظدا البيمارسظظتان المنصظظوري وهظظدم أعلظظى
القبة الكظبيرة المنصظورية والقبظة الظتي كظانت بظأعلى الفنظاء مظن خأظارج ،ولظم يعظد عمارتهظا بظل سظقف قبظة
المظظدفن فقظظط ،وتظظرك الخأظظرى مكشظظوفة ،ورتظظب لظه أر ازقظظاً وأخأبظظا ازً زيظظادة علظظى البقايظظا القديمظظة .ولمظظا عظظزم
علظظى ترميمظظه وعمظظارته أراد أن يحتظظاط بجهظظات وقفظظه فلظظم يجظظد لظظه كتظظاب وقظظف ول دفظظت ارً ،وكظظانت كتظظب
أوقافه ودفاتره في داخأل خأزانة الكتب فاحترقت بما فيها مظن كتظب العلظم والمصظاحف ونسخ الوقفيظات
وال ظظدفاتر ،ووقف ظظه يش ظظتمل عل ظظى وق ظظف المل ظظك المنص ظظور قلوون الك ظظبير الص ظظلي ووق ظظف ول ظظده المل ظظك
الناصر علي بن قلوون ووقف ابن الناصر أبي الفداء إسماعيل وغأير ذلك من مرتبات الملظوك مظن
أولدهظظم ثظظم إنظظه وجظظد دفظظتر مظظن دفظظاتر الشظظطب المسظظتجدة مظظن بعظظض المباش ظرين وذلظظك بعظظد الفحظظص
والتفتيش فاستدل به على بعض الجهات المحتكرة.
64
وفظظي عظظام 1272ه ظظ1856/م كظظان البيمارسظظتان المنصظظوري قظظد بلظظغ الغايظظة مظظن الضظظمحلل وهجظ ظره
المرضظظى ولظظم يبظظق بظظه سظظوى المجظظانين ،فنقلظظت منظظه المجظظانين إلظظى ورشظظة الجظظوخ ببظظولق ولظظم يكظظن بهظظذا
المحل الستعداد اللزم لذلك وكانوا غأيظر معتنظى بهظم فأنشظئ مستشظفى للمجظاذيب فظي بعظض السظراي
الحمظراء الظظتي أنشظظأها الخأظظديوي إسظظماعيل باشظظا بالعباسظظية ثظظم أحرقظظت وكظظان نقظظل المجظظاذيب مظظن ورشظظة
الجوخ ببولق إلى العباسية عام 1272هظ1880/م.
ولقد حصلت تغييرات عديدة في أبنيته في عصور مخأتلفة ول سيما بعد نقل المجانين منظه إلظظى غأيظره
مظن المكنظظة وقظد تصظرف المشظرفون عليظظه بتظأجير قاعظاته للسظظكن فصظار كظأنه وكالظة وصظظارت مرافقظظه
مخأازن لصنكاع النحاس وتجظظاره .وبعظظد أن انتقلظت المجظظانين مظظن بيمارسظظتان قلوون إلظى ورشظة الجظظوخ
ببولق تحول حال البيمارستان فبعد أن كان خأاصاً بالمجانين عاد إلى ما كان عليظظه فظي السظظابق مظن
معالجة سائر المراض.
وحالياً لم يبق من البيمارستان المنصوري سظوى النظذر اليسظظير مظن رسظظومه ومرافقظظه .ومظن هظظذه الثظار
جزء من اليوان الشرقي وفسقية مظن الرخأظام والقاعة القبليظة وبعض ألظواحا منقوشظة فظي سظقف اليظوان
البحظظري .وتظظدل التحليظظة الجبسظظية فظظي بعظظض النوافظظذ الظظتي لا تظ ظزال موجظظودة علظظى حالهظظا فظظي الردهظظة
الشرقية وأعمال الفسيفساء في الفسقية ،على أن زخأارف البيمارستان لم تكن تقل نفاسة عن زخأظظارف
التربظظة الظظتي هظظي أسظظلم بنظظاء حفظظظ للن مظظن أبنيظظة قلوون ،وتوجظظد فظظي آخأظظر ردهظظة البيمارسظظتان القظظديم
الملصظظقة للي ظوان الغربظظي مظظن المسظظجد ،ولا ت ظزال جهتظظان مظظن حظظافته مكسظظوتين بخأطظظوط مظظن الرخأظظام
جدا ول تظزال سظظليمة وهظي مكونظة مظن جزئيظظن:
الملون وقاع الفسقية مغطى بالفسيفساء الدقيقة الصنع ً
فظراغ مسظظتطيل مسظظطح فظظي وسظظط جظظزء مربظظع مجظظوف .وكظظان المظظاء يظظأتي إلظظى الفسظظقية كمظظا يكظظون فظظي
الفسظظاقي العموميظظة يخأظظرج مظظن جظظدار القظظاع بظظأنبوب ثظظم يجظظري فظظوق ل ظوحا مظظن الرخأظظام كالسلسظظبيل فظظي
الفسظظاقي العموميظظة .والبنظظاء المسظظند فظظوقه لظوحا الرخأظظام ل يظزال قائمظظاً .ويخأظظرج مظظن الفسظظقية قنظظاة تخأظظترق
القاعة بطولها وهذا النظام يشبه مثيله في قصر الحمراء وفي قصر زي از وهذا النظام كان شظظائعاً فظظي
القصور في جميع البلدان السلمية آنذاك.
الشجراف الطججبي :افتتظظح السظظلطان قلوون البيمارسظظتان ورتظظب فيظظه مظظن المباش ظرين والمنظظاء مظظن يقظظوم
بوظائفه وشراء ما يحتاج إليه من الصناف وضبط ما يدخأل إلى المكان وما يخأرج منه خأاصظظة مظظن
غأير أن يكون لهم تعلق في استخأراج الموال ،إوانما يشظظترون الصظظناف ويحولظظون ثمنهظظا علظظى ديظوان
صظظندوق المسظظتخأرج ويكتبظظون فظظي كظظل شظظهر عمظظل اسظظتحقاق لسظظائر أربظظاب الجامكيظظات والخأ ازنظظات مظظن
سائر أرباب الوظائف والمباشظرين يكتبظه العامظل ،يكتظب عليظه الشظهود ويظأمر النظاظر بصظرفه يحيلظون
بثمنهظ ظظا علظ ظظى ديظ ظ ظوان صظ ظظندوق المسظ ظظتخأرج ويصظ ظظرف علظ ظظى حكمظ ظظه وهظ ظظذه الطائفظ ظظة مظ ظظن المباشظ ظ ظرين
بالبيمارستان هم مباشر والدارة ،وأما مباشرو الصندوق والرباع فإليهم يرجع تحرير جهات الوقظظاف
65
فظي الخألق والمسكون والمعطل واستخأراج الموال ومحاسبات المستأجرين وصرف الموال بمقتضظظى
حوال ظظة مباش ظظرة الدارة ،ومباشظ ظرة العم ظظارة وعم ظظل الس ظظتحقاق ،ول يتص ظظرفون ف ظظي غأي ظظر ذل ظظك كم ظظا ل
يتصرف مباشر الدارة في صرف الموال إل حوالة بإرادتهم.
وأمظظا العمظظارة فلهظظا مباشظظرون ينفظظردون بهظظا مظظن ش ظراء الصظظناف واسظظتعمال الصظظباغ ومرمظظة الوقظظاف
وغأير ذلك مما يدخأل في وظيفتهم وهم يحالون بأثمان الصناف على صندوق كما يفعظظل فظظي الدارة
وينقظظل عليهظظم مظظن الصظظندوق مظظن المظظال مظظا يص ظرفونه لربظظاب الجظظر خأاصظظة ويكتبظظون فظظي كظظل شظظهر
عمل استحقاق بثمن الصناف وأرباب الجظر ويخأصظظمونه بمظا أحظالوا بظه علظظى الصظظندوق ومظا وصظظل
إليهظم مظن المظظال ،ويسظوقونه إلظى فظائض أو متظظأخأر ويرفظع كظظل طائفظة مظظن هظؤلء المباشظرين حسظظاباتهم
مياومظظة ومشظظاهرة ومسظظاناة إلظظى النظظاظر والمسظظتوفى فظظي هظظذا مظظا يتعلظظق بالبيمارسظظتان ,وفظظي ربيظظع الول
عظظام 743ه ظظ1343/م وقعظظت منازعظظة بيظظن الميظظر جنكلظظي بظظن البابظظا وبيظظن الضظظياء المحتسظظب بسظظبب
وقف الملك المنصور على القبة المنصورية ،فإنه أراد إضافته إلظى المارسظتان وصظرف متحصله في
مصظظارف المارسظظتان فلظظم ي ظوافقه الضظظياء ،واحتظظج بظظأن لهظظذا مص ظرفاً عينظظه واقفظظه لق ظراء وخأظظدام ،ووافقظظه
القضاة على ذلك .وفي المحرم عام 747هظ1347/م .خألع على المير أرغأون العلئي ،واستقر في
نظظظر البيمارسظظتان المنصظظوري عوضظظاً عظظن الميظظر جنكلظظي بظظن البابظظا فنظظزل إليظظه وأعظظاد جماعظظة ممظظن
قطعهظم ابظن الطظظروش بعظظد مظظوت الميظظر جنكلظي .وأنشظظأ بجظوار بظظاب البيمارسظظتان سظظبيل مظظاء ومكتظب
سبيل لقراءة أيتام المسلمين القرآن الكريظظم ووقظف عليظظه وقفظاً بناحيظظة مظظن الضظواحي .وفظظي شظهر محظظرم
عظظام 752ه ظظ1351/م .خألظظع السظظلطان الملظظك الصظظالح الحسظظن بظظن محمظظد بظظن قلوون علظظى الضظظياء
يوسف الشامي وأعيد إلى حسبة القاهرة ونظر البيمارستان عوضاً عن ابن الطروش.
وفي شهر ذي القعدة عام 755هظ1354/م في عهد سلطنة السلطان الملك الناصر حسن بن محمظظد
بن قلوون خألع السلطان على المير صرغأتمش واستقر في نظظظر البيمارسظظتان المنصظظوري وكظظان قظظد
تعطظظل نظ ظره مظظن متحظظدث تظظرك وانفظظرد بظظالكلم فيظظه القاضظظي علء الظظدين ب ظظن الط ظظروش وفسظظد حظظال
وقفه ،فإنه كان يكثر في مهاداة أمراء الدولة ومديريها ويهمظل عمظظارة ربظظاعه حظظتى تشظظققت ،فنظظزل إليظه
المير صرغأتمش ودار فيه على المرضى فساءه مظا رأى مظظن ضظياعهم وقلظة العنايظة بهظم ،فاسظتدعى
القاضظظي ضظظياء الظظدين يوسظظف ابظظن أبظظي بكظظر محمظظد بظظن خأطيظظب بيظظت البظظار الشظظامي وعظظرض عليظظه
التحظظدث فظظي البيمارسظظتان كمظظا كظظان عوضظظاً عظظن ابظظن الطظظروش ،فظظامتنع مظظن ذلظظك ،فمظظا زال بظظه حظظتى
أجظظاب وركظظب إلظظى أوقظظاف البيمارسظظتان بالمهندسظظين لكشظظف مظظا يحتظظاج إليظظه مظظن العمظظارة ،فكتظظب تقظظدير
المصروفات ثلثمائة ألف درهم ومنع من يتعرض لهم وانصلحت أحوال المرضى أيضاً.
الرعايججة الطبيججة :عنظظدما تظظولى الميظظر الكظظبير جمظظال الظظدين آفظظوش الشظظرفي النظظظر فظظي البيمارسظظتان
المنصظظوري ،كظظان كظظثير الحسظظان للمرضظظى وتفقظظد أحظوالهم فظظي الليظظل .وكظظان يتنكظظر ويظظدخأل إليهظظم قبظظل
66
الفج ظظر ويس ظظأل الض ظظعفاء ع ظظن س ظظائر أحظ ظوالهم ح ظظتى ع ظظن الفظ ظراش والط ظظبيب ،وي ظظدخأل إل ظظى بيمارس ظظتان
المجانين ويباشر أحوالهم بنفسه ويتحدث معهم ول يغفل عن مصلحة تتعلق بمباشرته.
وكان الميظر قظد جعظل لكظل مريظض نفقظاته فظي كظل يظوم دينظا اًر ،ولظه شخأصظان يقومظان بخأظدمته .وكظان
المؤرقون من المرضى يعزلون في قاعة منفردة يشنفون فيها آذانهم بسماع ألحان الموسظظيقى الشظظجية
أو يتسظظلون باسظظتماع القصظظص يلقيهظظا عليهظظم القصظظاص وكظظان المرضظظى الظظذين يس ظظتعيدون صظظحتهم
يعزلظظون عظظن بظظاقي المرضظظى ويمتعظظون بمشظظاهدة الرقظظص ،وكظظانت تمثظظل أمظظامهم الروايظظات المضظظحكة
وكان يعطى لكل مريض حين خأروجه من المارستان خأمس قطظظع مظظن الظظذهب ،حظظتى ل يضظظطر إلظظى
اللتجاء إلى العمل الشاق في الحال.
وكانت قاعات المرضى تدفأ بظظإحراق البخأظور أو تظظبرد بظظالم اروحا الكظظبيرة الممتظدة مظن طظظرف القاعظة إلظى
الطظظرف الثظظاني ،وكظظانت أرض القاعظظات تغطظظى بأغأصظظان شظظجر الحنظظاء أو شظظجر الرمظظان أو شظظجر
المصطكى أو بعساليج الشجيرات العطرية ,وكان البلسان يؤتى به من عين شظظمس إلظظى البيمارسظظتان
لعلج المرضظظى .وقظظد كظظان يصظظرف مظظن الوقظظف علظظى بعظظض أج ظواق تظظأتي كظظل يظظوم إلظظى البيمارسظظتان
لتسظظلية المرضظظى بالغنظظاء أو بظظالعزف علظظى اللت الموسظظيقية .ولتخأفيظظف ألظظم النتظظظار وطظظول الظظوقت
على المرضى كان المؤذنون في المسجد يؤذنون في السظحر وفظظي الفجظظر سظظاعتين قبظل الميعظاد حظظتى
يخأفف قلق المرضى الذين أضجرهم السهر وطول الوقت.
وكظان يحظل بالبيمارسظظتان كظل يظوم مظن المرضظى الظداخألين إليه والنظاقهين الخأظارجين أربعظة آلف نفظس
وتظارات يزيظظدون وينقصظون ،ول يخأظظرج منظظه كظل مظظن يظب أر مظظن مظرض حظظتى يعطظظى إحسظاناً إليظظه إوانعامظظاً
كسظظوة للباسظظه ،ود ارهظظم لنفقظظاته .وأمظظا مظظا يعالظظج المرضظظى بظظه مظظن قنظظاطير الش ظربة المقط ظرة والكحظظال
الرقيقظظة الطيبظظة الظظتي تسظظحق فيهظظا دنظظانير الظظذهب البريظظز ،وفصظظوص اليظظاقوت النفيظظس ،وأنظواع اللؤلظظؤ
الثمين ،فشظيء كظثير ،بالضظافة إلظى ذلظك كلظه كظان مظن لحظوم الطيظر والغأنظام علظى اخأتلفهظا وتبظاين
أصظظنافها مظظا يحتظظاج إليظظه كظظل واحظظد ممظظن يظوافيه ويحظظل فيظظه ،وكظظذلك فظظرش وعظظرش مظظن غأطظظاء ووطظظاء
ومشموم ومزرور وشظبه ذلظك ممظا هو معظد علظى أكملظه هنالظك ،ومظا ليظس مثلظه إل فظي منظزل أميظر أو
خأليفظظة وقظظد رتظظب علظظى ذلظظك كلظظه مظظن الطبظظاء المظظاهرين والشظظهود المظظبرزين والنظظظار العظظارفين والخأظظدام
المتصرفين كل من هو في معالجته موثوق بعدالته ،مسظظلم لظه فظظي معرفتظظه ،غأيظظر مقصظظر فظظي تصظظرفه
وخأدمته ثم تدهظور حال البيمارستان حتى وصل عدد المرضى فيه عظظام 1212هظظ1798/م ,خأمسظظين
أو ستين عدا المجانين وكانوا يسكنون قاعات في الدور الرضي مفتوحة من كل جظظانب ،وليظظس بهظظا
أسرة أو أثاث .وكان المجانين يشغلون قسماً آخأر من البناء منقسظماً إلظظى قظظاعتين ،لكظل مظظن الزوجيظن
قاعة خأاصة .وكان عدد المجانين عشرة يسكنون حجرات مقفلة بشبابيك الحديد .
67
أما المرضى من غأيظر المجظانين فكظان كظثير منهظم مظن العميظان وأكظثرهم مصظاب بالسظرطان وبعضظهم
أنهكته المراض العضال المتروكة من غأيظظر علج ،وجميعهظم مظن غأيظظر إسظعاف سظظوى توزيظع الغظظذاء
عليهظظم وهظظو مظظن الخأظظبز والرز والعظظدس وهظظم ل يتصظظورون أن فظظي المكظظان تخأفيظظف أوجظظاعهم ،وهظظم
بظظتركهم هكظظذا تحظظت رحمظظة القظظدار لظظم يعرفظوا قظظط حظظتى أبسظظط الدويظظة .ويقيظظم المجظظانين فظظي نظظاحيتين
منعزلتين في إحداهما ثماني عشرة حجرة للرجال وفي الخأرى ثماني عشرة للنساء.
التعليججم الطججبي :أنش ظظأ الس ظظلطان المنص ظظور قلوون البيمارس ظظتان ومع ظظه المدرس ظظة المنص ظظورية والقب ظظة.
وكانت المدرسة بخأط بيظن القصرين وجعل بها خأزانة كتب جليلظة فظظي مخأتلظف أنظواع العلظظوم والربعظات
الشريفة .وبجوار القبة كظان يوجظد أيضظاً المدرسظة الناصظرية ،وكظان قظد شظرع فظي بنائهظا السظلطان زيظن
الظظدين كتبغظظا المنصظظوري ،ثظظم عظظزل قبظظل أن يتمهظظا فاشظظتراها منظظه الناصظظر محمظظد ب ظظن قلوون ،وبنظظى
بجوارها قبة وكمل عمارتها عام 703هظ1303/م وجعل بها خأزانة كتب.
ولقظظد احتلظظت مكتبظظة البيمارسظظتان القبظظة الكظظبيرة الظظتي بجظظانبه ،واهتظظم السظظلطان المنصظظور قلوون به ظظذه
ظاو لمرتظظب المظظدرس .ولقظظد حظظوت هظظذه
المكتب ظظة بشظظكل كظظبير حظظتى أنظظه أقظظام عليهظظا خأازنظظاً بمرتظظب مسظ ت
المكتبظظة مظظن جميظظع فظظروع المعرفظظة الظظتي عرفظظت فظظي القظظرن السظظابع الهجظظري/الثظظالث عشظظر الميلدي.
وكان التعليم العملي يتم بالبيمارستان المنصوري ،أما النظري منظه فكظان يتظم بالمدرسظتين المنصظورية
والناصظ ظرية .وكظ ظظان ابظ ظظن النفيظ ظظس يظ ظظدرس فظ ظظي كليهمظ ظظا الطظ ظظب .كمظ ظظا كظ ظظان يظ ظظدرس الفقظ ظظه فظ ظظي المدرسظ ظظة
المسظظرورية .وف ظظي أوق ظظات راحتظظه كظظان يتجظظه إلظظى مكتبظظة البيمارسظظتان الظظتي فظظي القب ظظة فيجلظظس للبحظظث
والقراءة .وقد أوقف ابن النفيظس إلظظى هظظذه المكتبظة الطبيظظة داره ومكتبتظظه ،عنظظدما آلظت إليظه رئاسظظة نقابظة
الطباء في ذلك الوقت.
ولقد تعرضت هذه المكتبة فيما بعد إلى حريق كبير ألحق الضرر بمعظم محتوياتها .ولكن فظي عظظام
726هظ1326/م .فظي عهظد الملظك الناصظر محمظد بظن المنصظور قلوون حصظل الشظروع فظي إصظلحا
البيمارسظظتان والقبظظة والمدرسظظة .فقظظام الميظظر جمظظال الظظدين آقظظوش الشظظرفي ن ظظاظر الوق ظظاف ،بالعمظظارة
فنحظظت جظظدران البيمارسظظتان والمدرسظظة المبنيظظة بظظالحجر كلهظظا داخألً وخأارجظظاً وطل الط ظراز الظظذهب مظظن
خأارج القبة والمدرسة حتى صار كأنه جديظد وعمظل خأيمظة يزيظد طولهظا علظى مائظة ذراع وركبهظا لتسظتر
على مقاعد القفاص وتستر أهلها من الحر ،ونقل الحوض من جانب باب البيمارسظظتان لكظظثرة تظظأذي
النظظاس برائحظظة النتظظن ،وعمظظل موضظظعه سظظبيل مظظاء عظظذب لشظظرب النظظاس ,ورتك ظب فيظظه مكان ظاً يجلظظس فيظظه
رئيظظس الطبظظاء للقظظاء درس طظظب ينتفظظع بظظه الطلبظظة .وكظظان مصظظروف ذلظظك كلظظه مظظن مظظاله دون مظظال
الوق ظظف .واس ظظتمرت العم ظظارة إل ظظى أواخأ ظظر جم ظظادى الول ظظى وخأل ظظت الواوي ظظن الربع ظظة بالبيمارس ظظتان م ظظن
مسظظتهل هظظذه السظظنة إلظظى منتصظظف جمظظادى الولظظى .وكظظان جملظظة مظظا صظظرف علظظى هظظذه العمظظارة تقظظارب
ستين ألف دينار.
68
أطباء البيمارستان :وقد تناوب نظر البيمارسظتان المنصظوري عظدد كظبير مظن الفضظلء .مظن أشظهرهم
علي بن عبد الواحد بن أحمد بن الخأضر الشيخ علء الدين الحلبي نزيل دمشظق ،وكظان شظيخأاً كظبي ارً
متميظ ظ ازً مظظن رؤسظظاء الدولظظة الناصظ ظرية خأظظدم فظظي الجهظظات وولظظي نظظظر البيمارسظظتان المنصظظوري وغأيظ ظره
وتوفي عام 697هظ1298/م .ومحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان الشظيخ شظمس
الظظدين أبظظو عبظظد ال ظ بظظن الفاضظظل نظظور الظظدين أبظظي الحسظظن البدرشظظي ثظظم القظظاهري المولظظود عظظام 788هظظ/
1386م .اخأت ظظص بج ظظاني ب ظظك الص ظظوفي وباش ظظر البيمارس ظظتان ف ظظي أي ظظامه وعل كلم ظظه وعظ ظظم أمظ ظره،
وقاضي القضاة جمال الدين أبو الثناء القيصري الرومي الصل العجمي الحنفي ،ومحمظظد بظظن أحمظظد
ولظ ظي نظظظر
الظظدميري المظظالكي وكظظان ولظظي حسظظبة القظظاهرة فظظي اليظظام الش ظظرفية شظظعبان بظظن حسظظين ثظظم ك
الحبظظاس ونظظظر البيمارسظظتان المنصظظوري وقضظظاء العسظظكر ,كمظظا تظظولى حفيظظده محمظظد بظظن محمظظد بظظدر
ال ظظدين ال ظظدميري وك ظظان ج ظظده ن ظظاظر البيمارس ظظتان .ومحم ظظد ب ظظن محم ظظد ب ظظدير ب ظظن ب ظظدر ال ظظدين العباس ظظي
المع ظظروف ب ظظالعجمي زوج أخأ ظظت الب ظظدر ال ظظدميري ورفيق ظظه ف ظظي مش ظظارفة البيمارس ظظتان .وعل ظظي ب ظظن مفل ظظح
القاضي نور الدين وكان وكيل بيت المظظال بالطبظظاق .كمظا تظظولى نظظارته محمظد بظظن أحمظد بظن يوسظظف
بن حجاج القاضي ولي الدين السفطي وكان من أفضل مظن تظظولى نظظارته وحظرص علظى أوقظظافه فظزاد
دخأل البيمارستان في وقته أكثر من أن يوصف .وتولى نظارته أيضاً علي الزيني بركات بن موسظظى
وكان مدبر المملكة وناظر الحسبة الشريفة.
البيمارستان العضدي
يقظع هذا البيمارستان على طرف الجسر من الجانب الغربي من مدينظظة بغظظداد .تكفظظل بإنشظظائه عضظظد
الدولظة بظن بويظه أحظد أمظراء البظويهيين ،وكظان قد فرغ من بنائه عظام 368هظ978/م .وفتحظه فظي صظفر
عام 372هظ983/م.
نبذة تاريخيججة :لم ظظا جظظدد عضظظد الدولظظة البيمارسظظتان ،نقظظل إليظظه مظظن الدويظظة والش ظربة والعقظظاقير شظظيئا
كثي ارً ومن كظل مظا يحتظاج إليه ،وأعد له من اللت .كما رتب فيه الطباء والخأدم والوكلء والخأ ظزان.
ولقظ ظظد جظ ظظمع المظ ظظير إليظ ظظه الطب ظظاء م ظظن ك ظظل موض ظظع أربع ظظة وعشظ ظرين طبيب ظظاً .فرت ظظب في ظظه م ظظن جمل ظظة
الطبائعيين والكحالين والجرائحيين والمجبرين .كما وضع ساعو ارً للبيمارستان.
وفظ ظظي مس ظظتهل عظ ظظام 449ه ظ ظ1058/م .ت ظظولى عبظ ظظد المل ظظك ف ظظي ظظ ظظل حكظ ظظم الخأليف ظظة القظ ظظائم بظ ظظأمر اللظ ظظه
والسظلطان طغظرلبك ،النظظر فظي البيمارستان العضدي وكان قد خأل من دواء وشراب وكظظان المرضظظى
على وجه الرض ,وكان أبو الحسين ابن المهتدي ويعرف بابن العريق قظظد عظظرف أن يهوديظظاً يعظظرف
بالهظظاروني اسظظتولى عليظظه وأكظظل أوقظظافه ،فاستخألصظظها مظظن المتغلظظبين عليهظظا وشظظرع فظظي العمظظارة وخألكظص
البيمارستان من أيدي الطامعين ،وكان على بابه سوق فيه مائة دكظظان قظظد دثظرت فأعادهظا وجمظع فيظه
مظظن الشظ ظربة والدويظظة والعقظظاقير ال ظظتي يع ظظز وجودهظظا شظظيئا ك ظظثيرا ،وأق ظظام الفظظرش واللحفظظة للمرض ظظى،
69
والراييح الطيبة والسرر والثلج والمستخأدمين والطباء والف ارشظين ,وكظظان فيظظه ثمانيظظة وعشظظرون طبيبظاً
ونسظظاء طباخأظظات وبوابظظون وح ظراس ،والحّمظظام والبس ظظتان إل ظظى جانب ظظه في ظظه أنظ ظواع الثمظظار والبقظظول والسظظفن
علظظى مظظائه تنقظظل الضظظعفاء والفق ظراء ،والطب ظظاء يتن ظظاوبونهم صباح ظظاً ومس ظظاء ويبيت ظظون عن ظظدهم بالنوب ظظة,
وكظظان فيظظه عظظدة جبظظاب فيهظظا الس ظظكر الطظظبرزد والبلظظوج واللظظوز والمشظظمش والخأشظظخأاش وسظظائر الحبظظوب
والبراني الصينية فيها العقظاقير وأربظع قواصظر فيهظا الهليلظج الصفر والكابلي والهندي وأربظظع قواصظظر
تمر هندي وزنجظبيل وعظود ونظد ومسظك وعنظبر والراونظد الصيني في البراني والتريظظاق الفظظاروقي وجميظظع
الفاويه وصناديق فيها أكفان وقدور كبار وصغار وآلت وأربعة وعشرون فراشاً ,وفظي رمضان عام
569هظ1173/م حدث أن توالت المطار في ديظار بكظر والجزيظرة و المظظوصل فظظدامت أربعيظظن يومظظا،
فما ظهرت الشمس فيها غأيظر مرتيظن ،كظل مظرة مقظدار لحظظة ،وخأ ظربت المسظظاكن وغأيرهظظا وكظظثر الهظظدم
ومات تحته كثير من النظاس ،وزادت دجلظظة زيظادة عظيمظظة وكظظان أكثرهظظا ببغظظداد فإنهظظا زادت علظى كظل
زيظادة تقظظدمت منظذ بنيظت بغظداد بظظذراع وكسظظر ،وخأظظاف النظاس الغظرق وفظارقوا البلظد وأقظاموا علظظى شظظاطئ
دجلة خأوفا من انفتاحا القورج ،وكظانوا كلمظا انفتظح موضع بادروا بسده ونبظظع المظظاء فظظي البلليظظع وخأظظرب
كثير من الدور ،ودخأظل المظاء إلى المارستان العضدي ،ودخألت الق وارب مظن الشظبابيك الظتي له فإنهظا
كانت قد تقلعت ،حتى أنعم ال على الناس بنقص الماء بعد أن أشرفوا على الغرق ,ثظم أعيظظد تعمظظيره
مظ ظرة أخأظظرى علظظى أفضظظل ممظظا كظظان ،فعمظظارته محدثظظة ،وتحيظظط بظظه السظظوق علظظى نه ظظر دجل ظظة ،وتتفق ظظده
الطباء كل يوم اثنيظن وخأميظس ويطظالعون أحظوال المرضظى به ،ويرتبظون لهظظم أخأظظذ مظظا يحتظظاجون إليه
وبين أيديهم قوم يتناولون طبخ الدوية وجميع مرافق المساكن الملوكية والماء يدخأل إليه من دجلة.
ولقظ ظظد اعتمظ ظظدت م ظ ظوارد البيمارس ظظتان عل ظظى الوق ظظاف والهب ظظات ،فك ظظان اب ظظن من ظظدويه الص ظظفهاني ك ظظثير
الصظظدقة والوقظظاف علظظى وجظظوه القربظظان وأوقظظف ضظظياعا علظظى المارسظظتان وكظظانت تغظظل شظظيئا كظظثي ار مظظن
الزرع والثمار والخأراج.
الشراف الطبي :كظان الشظراف الطبظي فظي البيمارسظتان العضظدي مظن صظلحية رئيظس الطبظاء فقظط
الذي كان يتظم اخأتيظاره مظن خأظلل امتحان يحضره مائة منافس له ليبين أنه أمهرهظظم فظظي مجظظاله .وبعظظد
تسظ ظظلمه لمنصبظ ظظه يك ظظون ل ظظه فري ظظق م ظظن الطب ظظاء يج ظظاوز ع ظظددهم الربع ظظة والعشظ ظرين ،منه ظظم المخأت ظظص
بظالمراض الداخأليظة ،ومنهظم بالمراض العصبية ،ومنهظظم الج ارحظظون البظظارعون ومنهظظم المتضظظلعون فظظي
أمراض المفاصل والعظم ،ومنهم أطباء العيون .وكظان كظل واحظد منهظم يتسظلم إدارة قسظم مظا ،مظدة مظن
الزمن ثم يتركه لزميله في الخأتصاص وهكذا.
الرعايججة الطبيججة :لق ظظد ك ظظانت الرعاي ظظة الطبي ظظة ف ظظي البيمارس ظظتان حق ظظا للجميظظع علظظى حظظد س ظواء .وكظظان
المرضظظى يفحظظصون بعنايظظة كبظظيرة وتظظدون أسظظماؤهم فظظي سظظجلت خأاصظظة لمعرفظظة سظظير المظظرض فيهظظم
ومتابعتظظه يومظظا بعظظد يظظوم ،وكظظان يقظظدم لهظظم الغظظذاء والظظدواء مجانظظاً ،ويظلظظون تحظظت الرعايظظة حظظتى الشظظفاء
70
التظام ،وعنظد المغظادرة يصظرف لكظل واحظد منهم ثوب وبعض المال ليقظظوم بنفقظظاتهم الضروريظظة فظظي فظظترة
النقاهظة .كمظا توافظرت كل أسباب الرفاهية في هظظذا البيمارسظظتان مظظن أس ظرة وثظظيرة ناعمظظة إلظظى حمامظظات
فاخأرة ،بالضافة إلى قاعات للموسيقى وأخأرى مخأصصة للمكتبات.
وقظد كظان هنظاك اهتماماً كبي اًر بصحة المكان ،من حيث الح اررة والرياحا والرطوبة ،إوانظظارة البيمارسظظتان
ومظدى الحظ اررة فيها ،ونقاوة هوائهظا وطهظارة مائهظظا وعظن إمكانيظظات الغأتسظال بظه .وكظظان هنظظاك حظظرص
وصحة ونظافظةً ،فكظان يشدد على النظافظظة
ً اء
دائظم عظلى إنظزال المظرضى في أنسب المكنة موقعاً وهو ً
دومظظاً وتغييظظر ه ظواء الغظظرف بشظظكل متواصظظل .وكظظان النظظاس ف ظظي بع ظظض الحظ ظوال يتم ظظارضون ليح ظظظوا
بظظدخأول البيمارسظظتان والتنعظظم بمظظا فيهظظا ،وكظظان الطبظظاء المنظظاوبون يغضظظون الطظظرف عظظن هظظذا التحايظظل
أحيانا إذا كان هناك متسع.
التعليججم الطججبي :ك ظظان التعلي ظظم ف ظظي البيمارس ظظتان يعتم ظظد بش ظظكل أساس ظظي علظظى التعليظظم السظ ظريري الظظذي
يتضمن تشظظخأيص المظظرض ،والتعظظرف علظى أع ارضظه ،والمظدواة .وكظان السظتاذ يجلظظس أمظظامه الطلب
حيظظث يحظظتل الصظظف الول مظظن حلقظظة الظظدرس تلمذتظظه النظظابهون والمتقظظدمون فظظي الد ارسظظة ،ويلظظي هظظذا
الصظظف التلميظظذ الظظذين دونهظظم فظظي التحصظظيل أو القظظدم .ويكظظون فظظي العظظادة أحظظد التلميظظذ رئيسظظاً علظظى
الحلقظظة )كالمعيظظد( .ويبظظدأ ال ظظدرس العملظظي بمناقشظظة حال ظظة المريظظض بي ظظن طلب الص ظظف الول ،فظ ظظإذا
صعظب عليهظم أمرهظا دخأظل بينهظم المعلم ليحل لهم ما عسر عليهظظم فهمظظه ,ولزال هظظذا السظظلوب متبعظظا
حظتى الن بذات الترتيب :من طبيب معاود إلى طبيب مقيم إلى مدرس إلى أستاذ.
ولق ظظد وصظظل التعلي ظظم السظظريري ذروتظظه ف ظظي التطبيظظق فظظي أيظظام المماليظظك حظظتى صظظار قريبظظاً مظظن أس ظظلوب
التظدريس السظريري فظي الظوقت الحظالي .فقظد كظان المعلم يمر على المرضى في المستشظفى ومظن و ارئظه
عظدد من التلميذ ،حيث يستجوب المريض عن شكواه ،ثم يفحص بظدنه ،ثظم ينظظر إلظى قظارورة بظوله،
وقارورة بصاقه ،وما إلى ذلك مظظن شظواهد المظظرض وعلمظظاته عظظلى الم ظريض .وبعظظد المعاينظظة ينسظظحب
دكة فيظه ،ويقعد التلميذ مظظن حظظوله علظظى
المعلم إلى إيوان خأاص )كقاعة المحاضرات( فيجلس عظلى ك
بسط مفروشظة .ويبظدأ المعلظم يسظتعرض أمظام تلميظذه مظا يشظكو منظه المريظض ،والعلمظات والعظراض
المرض ظظية ال ظظتي لحظه ظظا علي ظظه .ويرب ظظط بي ظظن هظ ظظذه وبيظ ظظن ش ظظكواه ،ويص ظظل بالس ظظتنتاج إل ظظى تش ظظخأيص
المظظرض ،ثظظم يظظذكر طريقظظة معظظالجته .فظظإذا صعظظب عظظلى المعلظظم تشظظخأيص المظظرض أو طريقظظة علجظظه
التقط كتابا من الخأزانة الملحقة بظظاليوان ،وق ظ أر مظظا فيظظه عظظن ذلظظك المظظرض ,ويطظظول الظظدرس التطظبيقي
أو يقصر حسب عدد المرضى أو صعوبة الحالت المرضية.
أطبججاء البيمارسججتان :خأ ظظدكم البيمارسظظتان عظظدد كظظبير مظظن مشظظاهير الطظظب فظظي زمظظانهم ،فخأظظدم فيظظه مظظن
الطبائعيين جبريل بظن بخأتيشظوع ،وأبظو الحسن علي بن كشكرايا ،وأبو يعقظوب الهظوازي ،وأبظو عيسظظى
71
بقيظظة ،ونظيظظف النفظظس الرومظظي ،ومظظن الكحظظالين الفضظظلء أبظظو النصظظر الظظدحني ،ومظظن الجرائحييظظن أبظظو
الخأير وأبو الحسن بن تفاحا وجماعة ،ومن المجبرين أبو الصلت.
كمظظا تعظظاقب علظظى رئاسظظته أبظظو الحسظظن بظظن سظظنان بظظن ثظظابت بظظن قظرة الصظظابي ،وهظظارون بظظن صظظاعد بظظن
هظارون الصظابي ،والطبيظب أبو نصر ،وأبو الحسن علظي بظن هبظة الظ بظظن الحسظن ،وأميظظن الدولظظة ابظظن
التلميظذ ،وجمظال الظدين بظن أثظردي ،وابن المارستانية ،وأبو علظظي ابظظن أبظظي الخأيظظر مسظظيحي ابظظن العطظظار
النصراني.
أنشأه السلطان الملك العادل نور الدين محمود عام 549هظ1154/م .وكان يقع فظي الجظظانب الغربظظي
مظظن الجظظامع الكظظبير بدمشظظق .واشظظترط فيظظه أن يكظظون مقصظظو ارً علظظى الفق ظراء والمسظظاكين إواذا لظظم يوجظظد
72
بعض الدوية التي يعز وجودها إل فيظظه فل يمنظظع منظظه الغأنيظاء ،ومظن جظاء إليظه مستوصظظفاً فل يمنظع
من شرابه.
نبذة تاريخية :كان السظلطان نظور الظدين محمظود قظد وقظع له فظي السظر فظي إحظدى الغظزوات ملظك مظن
ملوك الفرنج ،فاستشار المظراء فيظه :هل يقتله أو يأخأظذ منظه مظا يبظذله مظن المظال فظي الفظداء؛ فظاخأتلفوا
عليظظه ثظظم حسظظن لظظه أريظظه بظظإطلقه وأخأظظذ الفظظداء .وابتنظظى نظظور الظظدين مظظن ذلظظك المظظال البيمارسظظتان الكظظبير
الذي عرف بإسمه.
ولقد كان البيمارستان يحتوي على أروقة منفصلة خأاصة بالرجال وأخأرى خأاصة بالنساء .كمظا كان
يحتوي قاعات متخأصصة شظملت قاعظة للطظوارئ ،وقاعظة للكحالظة ،وقاعظة للج ارحظة ،وقاعظة للتجظبير،
وقاعظ ظظة للمظ ظراض الباطنيظ ظظة .وكظ ظظانت هظ ظظذه القاعظ ظظة أكظ ظظبر القاعظ ظظات وهظ ظظي تنقسظ ظظم بظ ظظدورها إلظ ظظى شظ ظظعب
تخأصصظظية منهظظا شظظعبة للمحمظظومين ،وشظظعبة للممروريظظن ،وشظظعبة للمظظبرودين ،وشظظعبة للسظظهال .هظظذا
بالضظظافة إلظظى قاعظظة للنقاهظظة .وكظظان يتظوافر فظظي البيمارسظظتان حمظظام عظظام وخأظزان ميظظاه متصظظل بإيوانظظات
تجري المياه من خأللها لتصب في الفسافي وتجري إلى قاعات المرضى للتنزيه عنهم وترفيههم.
ويلحظ الزائر أن قاعة الطيور والحيوانات المحنطة هي تعليمية أكظظثر مظظن كونهظظا تاريخأيظظة ،علمظاً أنهظظا
تشظظير إلظظى اهتمظظام العظظرب بعلظظم الحيظوان وفظظن الظظبيطرة وكظظذلك إتقظظانهم لفنظظون الصظظيد والقنظظص والمؤلفظظات
73
العربيظظة ال ازخأظ ظرة بهظظذه المعظظارف وافظ ظرة ومتعظظددة ويكفظظي أن يظظذكر فظظي هظظذا المجظظال الجظظاحظ والقزوينظظي
والدميري ،وأضيف إلى المتحف بعض المشاهد الجديدة المعبرة ومنهظا التعليظم الطظبي فظي البيمارسظتان
فظظي اليظ ظوان الشظ ظرقي الك ظظبير ومشظظهد الفحظظص السظ ظريري فظظي الط ظظب العرب ظظي ف ظظي قاعظظة الط ظظب ومش ظظهد
الستشارة الطبية من المعاينة إلى وصف الدواء في قاعة الصيدلة.
كمظظا كظظان بالبيمارسظظتان قاعظظة واسظظعة جعلهظظا نظظور الظظدين للجتماعظظات الظظتي يجلظظس فيهظظا كظظبير الطبظظاء
لمناقشظظة الحظظالت المرضظظية مظظع معظظاونيه ،وجعظظل لهظظا مكتبظظتين كظظبيرتين جمعظظت فيهمظظا كتظظب كظظثيرة فظظي
صدر الديوان ،ولقد كان نور الدين محمود يهتم بهاتين المكتبتين كظثي ارً ،وكظان كلمظا زار البيمارسظتان
يجتمظظع إلظظى الطبظظاء وتلمظظذة الطظظب ،ويجظظري ح ظوارات طبيظظة معهظظم مقظظدار ثلث سظظاعات ,وفظظي عظظام
597هظظ1201/م .جظظاءت زلزلظظة مظظن مصظظر امتظظدت إلظظى دمشظظق فرمظظت بعظظض المنظظارة الشظرقية بجظظامع
دمشظظق وأكظظثر الكلسظظة والبيمارسظظتان النظظوري .فقظظام بتجديظظده الملظظك الجظ ظواد مظفظظر الظظدين ابظظن الملظظك
العظادل الظذي حكظم دمشظق خألفظ ًظا لبيظه ،وجعظل رياسظة البيمارسظتان لبظدر الظظدين ابظن قاضظظي بعلبظظك عظظام
635ه ظ1238/م .وقظظد اجتهظظد القاضظظي كظظثي ارً فظظي أمظظر البيمارسظظتان حظظتى اشظظترى دو اًر كظظثيرة ملصظظقة
للبيمارستان ،واجتهد بنفسه ومظاله حظتى أضظاف هظظذه الظدور المشظظتراة إليظه ،وجعلهظظا مظن جملتظظه ،وكظظبر
بهظ ظظا قاعظ ظظات كظ ظظانت صظ ظظغيرة وبناهظ ظظا أحسظ ظظن البنظ ظظاء وشظ ظظيدها وجعظ ظظل المظ ظظاء فيهظ ظظا جاريظ ظظا ًفتكمظ ظظل بهظ ظظا
البيمارسظ ظظتان ,وفظ ظظي عظ ظظام 728هظ ظظ1328/م .جظ ظظاء سظ ظظيل عظيظ ظظم علظ ظظى دمشظ ظظق خأظ ظظرّب سظ ظظوق التجظ ظظار
والبيمارس ظظتان وسظظوق الدباغأظظة وبعظظض الج ظظامع ،ثظظم أعي ظظد تجدي ظظده علظظى مكظظان وزي ظظد فيظظه .وفظظي ع ظظام
1020ه ظظ1611/م .ولظظيّ حسظظن باشظظا بظظن عبظظد الظ ظ الميظظن المعظظروف بشظظوريزه حسظظن ،أحظظد صظظدور
دمشق وأعيانها ،وقف البيمارستان الكبير النوري فأقام شعائره بعد أن كانت اضمحلت وعمظظر أوقظظافه
وأتى فيه من حسن التنمية بما ل مزيد عليه.
ولقظظد ظظظل البيمارسظظتان الكظظبير النظظوري عظظام ارً يعالظظج فيظظه المرضظظى إلظظى عظظام 1317هظظ1899/م وكظظان
أطباؤه وصظيادلته ل يقلظون عظن العشظرين حظظتى قظظامت بلديظظة دمشظق فظظي عهظد وليظظة حسظين نظاظم باشظظا
والظظي سظظوريا بإنشظظاء مستشظظفى للغربظظاء فظظي الجظظانب الغربظظي مظظن تكيظظة السظظلطان سظظليمان ،المطلظظة عظظلى
74
المظظرج الخأ ظظضر ،وجمعظظت لظظه العانظظات بأسظظاليب مخأتلفظظة ،مظظن واردات البلدي ظظة وأوقظظاف البيمارسظظتان
النوري لتنفق عليه ،وسمي المستشفى الحميظدي نسظبة إلظى السظلطان العثمظاني عبظد الحميظد الظذي بنظي
المستشظظفى الجديظظد فظظي عهظظده وهكظظذا خألظظف المستشظظفى الحميظظدي البيمارسظظتان النظظوري نفسظظه فقظظد جعظظل
مدرسظظة للبنظظات ول تظزال واجهتظظه علظظى حالهظظا وبهظظا بعظظض الحجظرات والنوافظظذ مظظن البنظظاء القظظديم وسظظطت
اليام على بقية البيمارستان فعفا أثرها.
الشراف الطبي :جعل الملك العظادل أمظر الطظب فظي البيمارسظتان إلظى أبظي المجظد بظن أبظي الحكظم بظن
عبيظظد ال ظ بظظن المظفظظر بظظن عبظظد ال ظ البظظاهلي ،وأطلظظق لظظه جامكيظظة و ج اريظظة ،وكظظان يظظتردد إليظظه ويعالظظج
المظرضى فيه ،وكان أبو المجد ابن أبي الحكم يدور عليهم ويتفقد أحوالهم ويعتبر أمورهم ،وبين يديه
المشرفون والقوام لخأدمة المرضى ،فكان جميظع مظا يكتبظه لكظظل مريظض مظظن المظداواة والتظظدبير ل يظؤخأر
عنه ول يتوانى في ذلك .وكان بعد فراغأه مظن ذلظك وطلظوعه إلظى القلعظة وافتقظاده المرضظظى مظن أعيظان
الدولة يأتي يبككرون إليه في كظل يظوم ،ويتفقظظدون المرضظى ويظأمرون بإعظداد مظا يصظلحهم مظن الدوية
والغأذية ،ثم يحضرون للجلوس باليوان.
كانت البيمارستانات تقسم إلى قسمين منفصلين؛ أحدهما للذكور والخأظظر للنظظاث .وكظظان كظظل قسظظم
مجه ازً بما يحتاج إليه من آلت وخأدم ومشرفين من الرجال والنسظاء .وينقسظظم كظل قسظم مظن هظذين
القسمين إلى قاعات تخأصصية؛ فهناك قاعة للمراض العقلية ،وقاعة للمراض الباطنية ،وقاعة
للجراحة ،وقاعة للكحالة ،وقاعة لتجظبير العظظام وقاعة للظبرص .وكظانت كظل قاعظة مقسظمة بظدورها
لتخأصص ظظات أدق؛ فقاع ظظة المظ ظراض الباطنيظ ظظة ،علظ ظظى س ظظبيل المثظ ظظال ،بهظ ظظا قس ظظم للمحّمري ظظات ،وقس ظظم
للمبرودين )المتخأومين( ،وقسم للسهال ...وهكذا.
وكظظانت هظظذه البيمارسظظتانات فسظظيحة جيظظدة البنظظاء وباحاتهظظا الداخأليظظة وأبهاؤهظظا واسظظعة ،وكظظانت تعتمظظد
على الوقاف في نفقاتها؛ سواء ما ينفظظق علظظى المرضظظى أو الطبظاء أو الطلب .وكظظانوا يسظجلون
هذه الوقاف في حجج مكتوبة ينقشونها على حجارة للتأكيد على توثيقها .وكان الماء فيها جارًيا
75
بصظظورة مسظظتمرة ،ولكظظل بيمارسظظتان رئيظظس يطلظظق عليظظه سظظاعور البيمارسظظتان ،ولكظ ظكل قسظظم رئيظظس؛
فهن ظ ظظاك رئي ظ ظظس للجرائحي ظ ظظة )الجراحي ظ ظظن( ورئي ظ ظظس للكح ظ ظظالين ورئي ظ ظظس للمظ ظ ظراض الباطن ظ ظظة ،ورئي ظ ظظس
للتمريظظض.وقظظد كظظان للبيمارسظظتان الكظظبير النظظوري مظظن المكانظظة بحيظظث كظظان النظظظر عليظظه لنظظائب السظظلطنة
بدمشظظق ،فتظظولى نظظظر البيمارسظظتان شظظيخ السظظلم شظظهاب الظظدين الغظظزي كمظظا تظظولى الشظظيخ المظظؤرخ تقظظي
الظدين المقريظزي كظاتب التوقيظع فظي ديظوان النشظاء بمصظر ،نظظر وقظف القلنسظي والبيمارسظتان الكظبير
النوري مع كون شرط نظره لقاضيها الشافعي ،وهذا يشبه بالتمام نظظظر البيمارسظظتان المنصظظوري الظظذي
بالقاهرة فإنه لقاضيها الشافعي.
ويماثل البيمارستان النوري القصظور بظترفه ووسظائل ال ارحظة المتظوفرة وأنظواع الطعظام الظتي تقظدم للمرضظظى
والمص ظظابين كم ظظا أن العلج ك ظظان مجان ظظا للفقظ ظراء والغأني ظظاء عل ظظى ح ظظد سظ ظواء ،ب ظظل ك ظظانوا يمنح ظظون ل ظظدى
ونقودا تكفيهم للعيش دونما اضطرار للعمل مدة أسبوعين هظي مظدة فظظترة
ً خأروجهم من البيمارستان ثياباً
النقاهة ،وتقدي اًر لمكانة هذا البناء الفريد ولدوره الكبير الذي لعبه في تطور العلوم الطبية والصيدلنية
وغأيرها قامت المديرية العامة للثار والمتاحف بترميم البيمارستان النوري وجهزتظه واعظدته ليكظون مقظ اًر
لمتحف الطب والعلوم عند العظظرب ،حيظظث تعظظرض فيظظه أهظظم المسظظاهمات والبتكظظارات والدوات والكتظظب
التي قدهما العلماء العرب في مجال الطب والصيدلة والفلك والرياضيات والجغرافيا والموسيقى وتبرز
دور الجداد الريادي في حمل مشعل الحضارة النسانية وتطور البشرية.
ويضظظم المتحظظف أربظظع قاعظظات رئيسظظية الولظظى للعلظظوم والثانيظظة للطظظب والثالثظظة للصظظيدلة والرابعظظة للطيظظور
والحيوانظات المحنطظة إضظافة إلظى غأرفظة صظغيرة تضظم مكتبظظة علميظظة متخأصصظة ،ولظظدى زيظظارة المتحظف
يلحظ قاعة العلوم وفيها نماذج وأدوات عربية ولوحات فنيظة تظدل علظى تطظور العلظوم عنظد العظرب مثظل
علظظم الفلظظك والضظظوء والمعظظادن والظظوزن النظظوعي والميكانيظظك فقظظد عاشظظت المظظة العربيظظة والسظظلمية فظظي
العص ظظور الوس ظظطى أعظ ظظم تجرب ظظة علمي ظظة عل ظظى م ظظر العص ظظور ،ه ظظذه العل ظظوم أغأن ظظت الحض ظظارة العربي ظظة
والسلمية.
والسظمة الثقافيظة لهظذه العصظور كظانت سظمة عربيظة إسظلمية بصظرف النظظر عظن النتمظاءات القوميظة أو
العرقيظظة أو الدينيظظة للأعلم المسظظاهمين الظظذين هظظم مظظن ثم ظرات النهضظظة العلميظظة آنظظذاك لقظظد كظظانت اللغظظة
العربية لغة العلم وتناسب التعبير العلمي أكثر من أية لغظة أخأظظرى ،وهكظذا كظانت هظذه اللغظة هظظي بمثابظظة
العمظظود الفقظظري الظظذي يوحظظد النظظاس كافظظة مظظن مخأتلظظف الجنظظاس والمظظذاهب والوطظظان ويعظظرض فظظي قاعظظة
الطظظب مجموعظظة الدوات والنمظظاذج الطبيظظة العربيظظة ومخأطوط ظظات طبي ظظة قديم ظظة بالض ظظافة إلظظى صظظور
مأخأوذة من مخأطوطات قديمة تمثل عملية الفصد وحساب كمية الدم المسحوبة من المريظظض وتشظريح
العين وجهاز الدوران والهضم والجهاز العصبي ويوجد في وسط القاعة مشهد يمثل الفحص الس ظريري
في الطب العربي وطبيب يجس نبض المريض.
76
وقظظد كظظان الطظظب عنظظد العظظرب فظظي العصظظور الوسظظطى صظظناعة نبيلظظة ل يسظظمح بتعاطيهظظا إل لمظظن حصظظل
علظظى خأظظبرة واسظظعة عالمظظا بالتشظريح ملمظظا بعلظظم وظظظائف العضظظاء خأظظبي ار بظظالنبض محيطظظا بجميظظع العلظظوم
التي لها صلة قريبة أو بعيدة بالطب ،ويعرض بقاعظة الصظظيدلة نمظظاذج تمثظظل بعظظض الدوات والجهظزة
التي كان يقوم العلماء العرب بواسطتها بمزج ودق وتركيب الدويظة المسظظتخأرجة مظظن العشظاب الطبيظظة
مثظظل ال ظواوين والمظظدقات والملعظظق والق ظوارير إضظظافة إلظظى المي ظزان لتحديظظد العبظظارات الدقيقظظة للم ظزاد قبظظل
مزجها إواجراء التجارب عليها وكذلك جهاز التقطير.
ومظظن المعظظروف أن العظظرب هظظم المؤسسظظون الحقيقيظظون للصظظيدلة وهظظم الظظذين انشظظئوا المظظدارس لتعليمهظظا
والحوانيت لبيع الدوية وصرفها ،كما أنهم أول من وضعوا كتباً خأاصة بتركيب الدوية أطلقظوا عليهظظا
القرباذين و أخأضعوا هذه الصناعة لرقابة المحتسب.
الرعاية الطبية :لما أنشأ الملك العادل نور الدين محمظظود البيمارسظظتان الكظظبير جعظظل جرايتظظه فظظي اليظظوم
نحو الخأمسة عشر دينا اًر ،وله قومظة وبأيظديهم الزمظة المحتويظة علظى أسظماء المرضظى وعلظى النفقظات
التظي يحتاجون إليها في الدوية والغأذية وغأير ذلك حسبما يليق بكل إنسان منهظظم .وكظظان هنظظاك مظظن
يقظظوم بتنظيظظف غأظظرف المرضظظى وقاعظظات البيمارسظظتان ،وغأظظرف المعالجظظة ،بالضظظافة إلظظى الحكمامظظات
وكان هناك خأدم يساعدون المرضى في الستحمام ويزودونهم بثيظظاب نظيفظظة .وترسظظل ثيظظابهم القديمظظة
إلى الغسيل ثم تحفظ في مخأزن خأاص حتى الشفاء التام.
وكان الطبيب المخأتص يمظر لتفقظد أحظوال مرضظاه مظع المعظاونين مظن الطبظاء والممرضظين والسظيات
في أقسام النساء ،حيث يصف الداء على سجل خأاص ،ويصف الدواء ويأمر للمريض من صظظيدلية
البيمارسظظتان ,ولظظم تكظظن أسظظاليب العلج قاص ظرة علظظى العقظظاقير فقظظط ،فقظظد عمظظد الطبظظاء إلظظى المعالجظظة
بالموسظظيقى والمطربيظظن .وكظظان القظظائمون علظظى البيمارسظظتان يجلبظظون القصظظاص إلظظى قاعظظات المرضظظى
للترويظظح عنهظظم كمظظا كظظان مقرئظظو القظرآن يطوفظظون بالمرضظظى ويتلظظون عليهظظم مظظن كتظظاب الظظ ،ويظظذكرونهم
ب ظظال تع ظظالى ،كم ظظا رت ظظب عل ظظى الم ظظؤذنين أن ينش ظظدوا ف ظظي الم ظظآذن بأنغ ظظام وتواش ظظيح ش ظظجية قب ظظل الفج ظظر
بساعتين للتسرية عن المرضى المؤرقين ,ولقظد وصظل أمظر العنايظة بهظذا البيمارسظتان أنه صظادف فظي
عام 831هظ1427/م أن رجظل أعجميظاً مظن أهظل الفضظل والظذوق واللطافظة كظان يقصظد الحظج فظظي تلظك
السظظنة فلمظظا دخأظظل البيمارسظظتان ونظظظر مظظا فيظظه مظظن المآكظظل والتحظظف واللطظظائف الظظتي ل تحصظظى ،أراد
اخأتبار رجال البيمارستان فتمارض وأقام به ثلثة أيام ،ورئيس الطظظب يظظتردد إليظه ليخأتظظبر ضظعفه فلمظظا
ج ظظس نبض ظظه وعل ظظم ح ظظاله وص ظظف ل ظظه م ظظا يناس ظظبه م ظظن الطعم ظظة الحس ظظنة وال ظظدجاج المس ظظمنة والحل ظظوى
والشظربة والفظواكه المتنوعظظة .ثظظم بعظظد ثلثظظة أيظظام كتظظب لظظه ورقظظة مظظن معناهظظا :أن الضظظيف ل يقيظظم فظظوق
ثلثة أيام.
77
التعليم الطبي :ألحق بالبيمارستان النوري مدارس طبية متخأصصة ،أنشأها أطبظاء مظن العظاملين فظي
البيمارسظظتان .وك ظظانت ه ظظذه الم ظظدارس تعظظد المرحلظظة الولظظى فظظي التعليظظم الطظظبي وهظظي مرحلظظة الد ارسظظة
النظرية لكتب الطباء القدمين التي تبحث في العلوم الساسية والعلوم السريرية .وبعد النتهاء من
هذه المرحلة والتي كانت تستغرق في العادة ق اربظظة ثلث سظنوات ،ينتقظظل الطظالب إلظى مرحلظة التظظدريب
العملظظي وكظظانت تت ظظم ف ظظي البيمارس ظظتانات تظظدعمها الد ارس ظظة النظريظظة والم ظظذاكرة فظظي المدرس ظظة ,وبع ظظد أن
يكتسظظب الطظظالب الخأظظبرة بطظظول التمظظرس والم ظران ،ينتقظظل بعظظدها إلظظى المرحلظظة العمليظظة فظظي البيمارسظظتان
تحت إشراف أساتذته.
ومظظن تلظظك المظظدارس الطبيظظة الظظتي اشظظتهرت ،كظظانت المدرسظظة الدخأواريظظة الظظتي أوقفهظظا مهظظذب الظظدين عبظظد
الرحيم علي بن حامد المعروف بالدخأوار عام 621هظ1224/م .وكان موقعها عند الصناعظة العتيقة
شرقي سوق المناخأليين بدرب العجل قبلي الجامع الموي الموجود بدمشق.
وك ظظان ق ظظد وقظ ظظف لهظ ظظا ضظ ظظياعاً وع ظظدة أمظ ظظاكن يس ظظتغل منهظ ظظا ويتصظ ظظرف فظ ظظي مص ظظالحها م ظظن المدرسظ ظظين
والمشتغلين بها .وهو أول مظن درس فيهظا ،كمظا درس فيهظا مظن العلمظاء بظدر الظدين محمظد ابظن قاضظي
بعلبظظك ،وشظظيخ الطبظظاء ابظظن النفيظظس ،ونجظظم الظظدين بظظن المنفظظاخ ،وموفظظق الظظدين البغظظدادي .وعنظظد وفظظاته
أوصظظى الشظظيخ الظظدخأوار أن يكظظون المظظدرس فيهظظا الحكيظظم شظظرف الظظدين علظظي بظظن الرحظظبي ,وكظظان الشظظيخ
الظدخأوار يقظوم بالشظراف العملظي فظي البيمارسظتان الكظبير النظوري ،فظظإذا تفظرغ منظظه ،يظظأتي داره ثظظم يشظرع
فظظي القظراءة والظظدرس والمطالعظظة ،فظظإذا فظظرغ منظظه أذن للجماعظظة فيظظدخألون إليظظه ،ويظظأتي قظظوم بعظظد قظظوم مظظن
الطبظاء والمشظتغلين .وكظان يقظ أر كظل واحظظد منهظظم درسظه ،ويبحظث معظظه فيظه ،ويفهمظه إيكظاه بقظظدر طظظاقته،
ويبحث في ذلك مع المتميزين منهظم إن كظان الموضظع يحتظاج إلظى فضظل بحظث .وكظان ل يقظرئ أحظداً
إل وبيده نسخأة مظن ذلظك الكتظاب يقظرأه ذلظك التلميظذ ،ينظظر فيظه ويقابظل به ،فظإن كظان فظي نسظخأه الظذي
يق أر غألط أمره بإصلحه ,وكانت نسخ الشيخ الدخأوار التي تق أر عليه في غأاية الصحة ،وكان أكثرهظظا
بخأطه.
أمظظا الكتظظب الد ارسظظية الظظتي كظظان يتدارسظظها طلب الطظظب فظظي مدرسظظة الظظدخأوار فقظظد كظظانت علظظى ثلث
فئظظات :الكتظظب الموسظظوعية وهظظي الكتظظب الظظتي تغطظظي جميظظع فظظروع الطظظب النظظظري مظظن أمظراض ومظظدواة
ومظظن أمثلتهظظا كتظظاب القظظانون فظظي الطظظب للشظظيخ الرئيظظس ابظظن سظظينا .والفئظظة الثانيظظة الكتظظب العمليظظة الظظتي
تنظاقش الملحظظات السظريرية أو جميظع فظروع الطظب التطظبيقي ومظن أمثلتهظا كتظاب الحظاوي فظي الطظب
للطبيب الرازي .والفئظظة الثالثظة هظظي الكتظظب المتخأصصظة فظظي فظرع مظن فظظروع الطظب ومظن أمثلتهظا كتظظاب
العشر مقالت في العين لحنين بن إسحاق .وقد كانت تدرس جميع هظظذه الكتظظب تباعظظاً وفظظق الم ارحظظل
الد ارسظظية المخأتلفظظة ,كمظظا كظظان هنظظاك مظظن الكتظظب المسظظاعدة ومعظمهظظا فظظي اللغظظة ،فكظظان الشظظيخ الظظدخأوار
إلظظى جظظانبه أبظظداً ل يفظظارقه مظظا يحتظظاج إليظظه مظظن كتظظب اللغظظة ،فكظظان هنظظاك كتظظاب الصظظحاحا للجظظوهري،
78
والجمظظل لبظظن فظظارس ،وكتظظاب النبظظات لبظظي حنيفظظة الظظدينوري فكظظان إذا جظظاءت فظظي الظظدرس كلمظظة لغظظة
يحت ظظاج إل ظظى كش ظظفها وتحقيقه ظظا ،نظره ظظا ف ظظي تل ظظك الكت ظظب ,وك ظظانت هن ظظاك م ظظن الم ظظدارس الطبي ظظة أيض ظظاً
المدرسة الدنيسرية التي أنشأها عماد الدين أبو عبد ال محمد بن عباس بن أحمظظد الربعظظي المعظظروف
بالدنيسظظري عظظام 680هظ ظ1282/م .وقظظد أقامهظظا غأربظظي بظظاب البيمارسظظتان الكظظبير النظظوري والصظظلحية
بظظآخأر الطريظظق مظظن قبلظظة بدمشظظق .كمظظا كظظان هنظظاك المدرسظظة اللبوديظظة النجميظظة الظظتي أنشظظأها نجظظم الظظدين
يحيظظى بظظن محمظظد اللبظظودي عظظام 664ه ظظ1266/م .وكظظان موقعهظظا خأظظارج البلظظد لبسظظتان الفلظظك المشظظيري
كل مظظن الدنيسظظيري واللبظظودي مظظن الطبظظاء العظظاملين فظظي البيمارسظظتان الكظظبير النظظوري.
بدمشظظق .وكظظان ً
وكانا يجلسان للعلم بعد قضاء عملهما في البيمارستان.
وق ظظد ك ظظانت جمي ظظع ه ظظذه الم ظظدارس إيوان ظظات خأاص ظظة مع ظظدة ومجهظ ظزة ب ظظاللت والكت ظظب أحس ظظن تجهي ظظز،
فيقعدون بين يدي معلمهم بعظد أن يتفقظدوا المرضظى وينتهظوا مظن علجهظم فيقظرءون عليهظم مظن كتبهظم.
ولم تكن دروس الطب قاصرة على التلميذ وحدهم ،بل يظظدخألها أيضظظاً الطبظظاء الممارسظظون ليسظظتزيدوا
مظن خأظظبرة الشظيخ الظظذي يظظدير الحلقظة .وكظانت المناقشظظات الظظتي تعقظظد فظظي الحلقظات التعليميظظة مفيظظدة لكل
الط ظرفين إذ مظظن المظظألوف أن الطلب ينتقلظظون بيظظن شظظيوخ مخأتلفيظظن يقظظرءون عليهظظم كتبهظظم .وكظظان لهظظذا
الخأليط من المستمعين فائدة كبيرة جداً.
أطبججاء البيمارسججتان :خأظظدم فظظي البيمارسظظتان النظظوري نفظظر كظظبير مظظن مشظظاهير الطبظظاء ،مظظن أشظظهرهم
مهظظذب الظظدين النقظظاش وهظظو عظظالم بعلظظم العربيظظة والدب واشظظتغل بصظظناعة الطظظب ،وموفظظق الظظدين بظظن
المطظ ظران وك ظظان أب ظظوه أيض ظظاً طبيب ظظاً ،وخأ ظظدم الس ظظلطان ص ظظلحا ال ظظدين وأس ظظلم ف ظظي أي ظظامه .واب ظظن حم ظظدان
الجرائحظي وكظان معاصظ اًر لموفظق الظدين بظن المطظران وعمظل معظه بالبيمارسظتان ،وأبظو الفضظل بظن عبظد
الكريم وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطظظب ،وكظظانت
له جامكية لطبه في البيمارستان الكبير النوري ،وموفق الدين عبد العزيز السلمي وكظان كظثير الخأيظر
شديد الشفقة على المرضظظى وكظان فظي أول المظر فقيهظا ثظم اشظتغل بعظد ذلظك بصظناعة الطظب ،وكمظال
ال ظظدين الحمص ظظي واش ظظتغل بص ظظناعة الط ظظب والدب وك ظظان محبظ ظاً للتج ظظارة وأك ظظثر معيش ظظته منه ظظا ويكظ ظره
التكسظظب بصظظناعة الطظظب ،وبقظظي سظظنين يظظتردد إلظظى البيمارسظظتان الكظظبير النظظوري ويعالظظج المرضظظى فيظظه
احتساباً .ورشيد الدين بن علي اشظتغل بصظناعة الطظب ،وباشظر المرضظى فظظي البيمارسظتان وجعظل لظه
مجلساً لتدريس صناعة الطب .أما أشهر من خأدموا بالبيمارستان فكان مهذب الدين عبد الرحيظظم بظظن
علظظي الظظدخأوار وكظظان أبظظوه كحظظالً مشظظهو ارً .وعمظظل هظظو كحظظالً بالبيمارسظظتان ثظظم اشظظتغل بصظظناعة الطظظب
وتظظولى العلج فيظظه ،ثظظم شظظرع فظظي تظظدريس الطظظب واجتمظظع إليظظه كظظثير مظظن أعيظظان الطبظظاء ووقظظف داره
وجعلهظظا مدرسظظة للطظظب .وشظظمس الظظدين بظظن اللبظظودي وكظظان قظظد أتقظن الحكمظظة وصظظناعة الطظظب وكظظان لظه
مجلس لتدريس هذه الصناعة وخأدم الملك الظاهر غأياث الدين غأازي بن الملك الناصر .وأقام عنده
79
بحلب ،ثم أتى إلى دمشق وأقام بها يدرس الطب .وسديد الدين بن رقيقظظة وكظظانت لظظه معرفظظة بصظظناعة
الكحل والجراحة ،وحول كظثي ارً مظظن أعمظظال الحديظظد فظي مظظداواة أمظراض العيظظن وقظدحا المظظاء وكظان القظدحا
الذي يعانيه مجوفاً وله عطفة ليتمكن في وقظظت القظدحا مظظن امتصظاص المظظاء .والجمظال المحقظظق أحمظظد
بن عبد ال بن الحسين الدمشقي اشتغل بالفقه وبرع فيه وكان فاضلً فظظي الطظظب وقظظد ولظظي الدخأواريظظة
وعظظاد المرضظظى بالبيمارسظظتان علظى قاعظدة الطبظظاء ،وكظظان مدرسظظاً للشظافعية بالفرخأشظظاهية ومعيظظداً بعظظدة
م ظظدارس .وش ظظرف ال ظظدين ب ظظن الرح ظظبي واش ظظتغل بص ظظناعة الط ظظب وخأظ ظظدم مظ ظظدة فظ ظظي البيمارس ظظتان ودرس
بالمدرسظظة الدخأواريظظة ,وعمظظاد الظظدين الدنيسظظري واشظظتغل بصناع ظظة الط ظظب وتميظظز فظظي الدب والفقظظه ،ثظظم
أنشظظأ المدرسظظة الدنيسظظيرية فظظي الطظظب وعمظظل فيهظظا .وب ظظدر ال ظظدين ب ظظن قاضظظي بعلبظظك اشظظتغل بصظظناعة
الطب وخأدم في البيمارستان الذي بالرقة .ثم أتظى وولي رياسة جميع الطباء والكحظظالين والجرائحييظظن
والبيمارستان الكبير النوري وق أر الفقه والتفسر.
1ظ مهجذب الجدين النقجاش :هظظو الشظظيخ المظظام أبظظو الحسظظن علظظي بظظن أبظظي عبظظد ال ظ عيسظظى بظظن هبظظة ال ظ
النقاش مولده ومنشؤه ببغداد ،عالم بعلم العربية والدب واشظتغل بصظناعة الطظب وكظان لظه مجلظس علظم
للمشتغلين عليه .وتوجه الى مصر وأقام بالقاهرة مدة ثم رجع إلى دمشق وخأدم بصظظناعة الطظظب الملظظك
العادل نور الدين محمود بظن زنكظظي ،وكظان يعظاني كتابظظة النشظاء وخأظدم فظظي البيمارسظظتان الكظظبير النظوري
وكانت وفاته يوم السبت 12محرم سنة )574هظ1178/م(.
2ظ موفق الدين بن المطران :هو الحكيم العالم موفق الدين أبو نصظظر أسظظعد بظظن أبظظي الفتظظح إليظظاس بظظن
جرجظظس المط ظران كظظان مولظظده ومنشظظؤه بدمشظظق وكظظان أبظظوه أيض ظاً طبيب ظًا .وخأظظدم بصظظناعة الطظظب الملظظك
الناصظظر صظظلحا الظظدين يوسظظف بظظن أيظظوب وأسظظلم ابظظن المطظ ظران فظظي أيظظامه .وكظظانت اه همظظة عاليظظة فظظي
تحصيل الكتب ومات وفظي خأ ازنظة كتبظه مظا ينظاهز عشظرة آلف مظن الكتظب الطبيظة .وكظان ابظن المطظران
بالبيمارسظظتان الكظظبير النظظوري يعالظظج المرضظظى المقيميظظن بظظه ،تظظوفي فظظي شظظهر ربيظظع الول سظظنة )587ه ظ/
1191م( بدمشق.
3ظ ابن حمدان الجرائحي :كان من جملة أطباء البيمارستان الكبير النوري ومعاصظ اًر لموفظظق الظظدين بظن
المطران.
4ظ أبو الفضل بن عبد الكريم المهندس :هظظو مؤيظظد الظظدين أبظظو الفضظظل محمظظد بظظن عبظظد الكريظظم بظظن عبظظد
الرحمن الحارثي مولده ومنشؤه بدمشق وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفتظه بالهندسظة قبظل أن يتحلظى
80
بمعرفة صناعة الطب ،واشتغل أيضاً بصناعة النجوم وكانت له جامكية لطبه في البيمارستان الكظظبير
النوري وبقي فيه الى أن توفي سنة)599هظ1202/م( بدمشق وعاش نحو السبعين.
5ظ موفق الدين عبد العزيز :هو الشيخ المام موفق الدين عبد العزيظظز بظظن عبظد الجبظظار بظن أبظظي محمظظد
السظلمي كظان كظثير الخأيظر شظديد الشظفقة علظى المرضظظى وكظان فظي أول المظر فقيهظاً ثظم اشظتغل بعظد ذلظك
بصظظناعة الطظظب وخأظظدم فظظي البيمارسظظتان الكظظبير النظظوري ،خأظظدم الملظظك العظظادل أبظظا بكظظر بظظن أيظظوب وتظظوفي
بدمشق في يوم الجمعة 20ذي القعدة سنة)604هظ1207/م( وعمره نحو الستين سنة.
6ظ كمال الدين الحمصي :هظظو أبظظو منصظظور المظفظظر علظظي بظظن ناصظظر القرشظظي اشظظتغل بصظظناعة الطظظب
والدب وكان محباً للتجارة وأكثر معيشته منها ويكره التكسب بصظظناعة الطظب ،وبقظي سظنين يظتردد الظى
البيمارستان الكبير النوري ويعالج المرضى فيظه احتسظاباً الظى أن تظوفي فظي يظوم الثلثظاء 9مظن شظعبان
سنة )612هظ1215/م(.
7ظ رشيد الدين بن علي خليفة :هو أبو الحسن علي بن خأليفة بن يونس بن أبي القاسظظم بظظن خأليفظظة بظظن
الخأظظزرج مولظظده بحلظظب سظظنة )579هظ ظ1183/م( ثظظم تظظوجه إلظظى مصظظر واشظظتغل بصظظناعة الطظظب ،ولزم
جمال الدين بن أبي الحوافي رئيظس الطبظظاء بمصظظر وملكهظظا العزيظظز عثمظظان بظظن الملظك الناصظر صظلحا
الظظدين ولزم مشظظاهدة المرضظظى بالبيمارسظظتان .وفظظي سظظنة 593ه ظ انتقظظل إلظظى الشظظام وباشظظر المرضظظى فظظي
البيمارستان الكبير النوري وجعل له مجلساً لتدريس صناعة الطظظب تظظوفي يظظوم الثنيظظن فظظي 17شظظعبان
سنة 616هظ.
8ظ مهذب الدين عبد الرحيم بن علي :هو الشيخ المام العالم مهذب الدين أبظو محمظظد عبظد الرحيظظم بظظن
علي بن حامظد ويعظرف بالظدخأوار مولظده ومنشظؤه دمشظق ،وكظان أبظوه كحظالً مشظهو ًرا .وجظد مهظذب الظدين
كحظظالً بالبيمارسظظتان النظظوري الكظظبير ثظظم اشظظتغل بصظظناعة الطظظب ثظظم تظظوجه إلظظى الظظديار المص ظرية ،وخأظظدم
وولاه رياسظظة الطظظب بمصظظر والشظظام .ثظظم أقظظام بدمشظظق وتظظولى العلج
الملظظك العظظادل أبظظا بكظظر بظظن أيظظوب ك
بالبيمارستان الكبير النوري ثظم شظرع فظي تظدريس صظناعة الطظب واجتمظع إليظه كظثير مظن أعيظان الطبظاء
ووقف داره وجعلها مدرسة للطب ووقف لها ضياعا وعدة أماكن وتوفي ليلة الثنين 15شهر صفر )
628هظ1230/م(.
9ظ مهذب الدين أحمد بن الحاجب :كظان طبيبظاً مشظهو اًر فظي الصظناعة الطبيظة متقنظاً للعلظوم الرياضظية
معتنياً بالدب مولده بدمشق ونشأ بها وخأدم بصناعة الطب بالبيمارستان الكبير النوري.
10ظ ابن اللبودي :هظظو العظظالم شظظمس الظظدين أبظو عبظظد الظ محمظظد بظظن عبظظدان بظظن عبظظد الواحظظد بظظن اللبظظودي
أتقن الحكمة وصناعة الطب وكان له مجلس لتدريس هذه الصناعة وخأدم الملك الظاهر غأيظظاث الظظدين
81
غأظازي بظظن الملظك الناصظر .وأقظام عنظظده بحلظظب ،ثظم أتظى إلظى دمشظق وأقظظام بهظا يظكدرس الطظب ويطبظب فظظي
البيمارستان الكبير النوري ،وتوفي بدمشق في 4ذي القعدة سنة 622هظ وله من العمر 51سنة.
11ظ عمران السرائيلي :هظظو الحكيظظم أوحظظد الظظدين عم ظران بظظن صظظدقة ،مولظظده بدمشظظق فظظي سظظنة 561هظ ظ
وكظظان أبظظوه طبيبظاً مشظظهو اًر وكظظان الملظظك المعظظظم قظظد أطلظظق لظظه جامكيظظة و يظظتردد إلظظى البيمارسظظتان الكظظبير
النوري وتوفي في حمص في شهر جمادى الولى سنة)637هظ1239/م(.
12ظ سديد الدين بن رقيقة :هو أبو الثناء محمود بظظن عمظر بظظن محمظد بظظن إبراهيظظم بظظن شظجاع الشظظيباني
الحانوي ويعظظرف بظابن رقيقظظة كظان مولظظده سظظنة 564ه ظ بمدينظظة حينظظي ونشظأ بهظا وكظانت معرفتظه بصظظناعة
الكحظظل والج ظراحا ،وحظظاول كظظثي اًر مظظن أعمظظال الحديظظد فظظي مظظداواة أم ظراض العيظظن و قظظدحا المظظاء النظظازل فظظي
العين لجماعة وأنجب قدحه وأبصروا .وكظان المقظدحا الظظذي يعظظانيه مجوفظاً ولظه عطفظة ليتمكظن فظي وقظظت
القظظدحا مظظن امتصظظاص المظظاء ،و يكظظون العلج أبلظظغ وفظظي سظظنة 632ه ظ وصظظل إلظظى دمشظظق إلظظى السظظلطان
الشرف وأمر بأن يواظب على معالجة المرضى بالبيمارستان الكظبير النوري وتوقي فظي سظنة 635ه ظ
وكان شاع اًر مجيدًا.
13ظ الجمال المحقق أحمد بن عبد ال بن الحسين الدمشقي :اشظظتغل بظظالفقه وبظظرع فيظظه وكظظان فاضظظل
في الطب وقد ولي الدخأوارية وعاد المرضى بالبيمارستان على قاعدة الطباء ،وكظظان مدرسظاً للشظظافعية
بالفكرخأشافية ومعيداً بعدة مدارس وكان جيد الذهن مشاركاً في فنون كثيرة توفي سنة 649هظ.
14ظ سعد الدين بن عبد العزيز :هو الحكيم العالم سظظعد الظدين أبظو إسظظحاق إبراهيظظم بظظن عبظد العزيظظز بظظن
عبظظد الجبظظار بظظن أبظظي محمظظد السظظلمي ولظظد بدمشظظق سظظنة )593هظ ظ1187/م( وخأظظدم بصظظناعة الطظظب فظظي
البيمارستان الكبير النوري إلى أن توفي في سنة )644هظ1246/م( بدمشق.
15ظ رضى الدين الرحبي :وهو علظي بظن يوسظف بظن حيظدرة بظن الحسظن الرحظبي ،ولظد فظي مدينظة الرحبظة
بجزيرة ابن عمرو )534هظ1139/م( ،سافر إلى بغداد و اشتغل بصناعة الطب ،ثم رحظظل إلظظى دمشظظق
مع أبيه في زمن السلطان الملك العادل نور الدين الزنكي ،ثظظم عمظظل قظظي خأدمظظة الملظظك الناصظظر صظظلحا
الظظدين قظظي قلعظظة وبيمارسظظتان القظظاهرة ،ولمظظا تظظوفي صظظلحا الظظدين )589هظ ظ1192/م( عظظاد إلظظى دمشظظق،
ويقي قيها إلى أن توفي سنة )631هظ1233/م(.
16ظ جمال الدين بججن الرحججبي :هظظو جمظظال الظظدين عثمظظان بظظن يوسظظف بظظن حيظظدرة الرحظظبي أخأظظو السظظابق،
اشتغل بصناعة الطب على والده بدمشق وخأدم بالبيمارستان الكبير النوري وبقي به سنين ولما وصظظل
التتظظار إلظظى الشظظام سظظنة )657هظظ1258/م( تظظوجه إلظظى مصظظر وأقظظام بهظظا وتظظوفي بالقظظاهرة سظظنة )658هظظ/
1259م(.
82
17ظ شجرف الجدين بجن الرحجبي :هظظو شظظرف الظظدين أبظظو الحسظظن علظظي بظظن يوسظظف بظظن حيظظدرة بظظن الحسظظن
الرحظظبي .ولظظد بدمشظظق سظظنة )583هظ ظ1187/م( واشظظتغل بصظظناعة الطظظب وخأظظدم مظظدة فظظي البيمارسظظتان
الكبير النوري و دكرس بالمدرسة الدخأوارية وتوفي سنة )667هظ1268/م(.
18ظ شمس الدين محمد الكلي :هظظو الحكيظظم العظظالم أبظظو عبظظد الظ محمظظد بظظن إبراهيظظم بظظن أبظظي المحاسظظن،
كان أبوه أندلسياً وأتى إلى دمشق ونشأ شمس الدين بدمشق وق أر صظظناعة الطظظب وحفظظظ كليظظات القظظانون
حفظظ ظاً جيظظدًا ،ولظظذلك قيظظل لظظه الكلكظظي .وخأظظدم بصظظناعة الطظظب الملظظك الشظظرف موسظظى بدمشظظق ثظظم فظظي
البيمارستان الكبير النوري.
19ظ عز الدين بن السويدي :هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد كظظان أبظوه تظاج اًر مظظن السظويداء بحظظوران،
ولد بدمشق سنة )600هظ1203/م( ونشظظأ بهظظا واشظظتغل بصظظناعة الطظظب وقظ أر علظظم الدب وأتقظن العربيظظة
وأجظ ظظاد الشظ ظظعر وخأظ ظظدم فظ ظظب البيمارسظ ظظتان الكظ ظظبير النظ ظظوري وفظ ظظي بيمارسظ ظظتان بظ ظظاب البريظ ظظد وكظ ظظان مدرس ظ ظاً
بالدخأوارية.
20ظ عمججاد الججدين الدنيسججري :هظظو عمظظاد الظظدين أبظظو عبظظد ال ظ محمظظد بظظن القاضظظي الخأطيظظب تقظظي الظظدين
عبظظاس بظظن أحمظظد بظظن عبيظظد الربعظظي مولظظده بدنيسظظر فظظي سظظنة 605ونشظظأ بهظظا واشظظتغل بصظظناعة الطظظب
وتميز في الدب والفقه خأدم في البيمارستان الكبير النوري.
21ظ بدر الدين بن قاضي بعلبك :هو الحكيم العالم بدر الدين المظفر ابن القاضظي المظام مجظد الظدين
عبظظد الرحمظظن بظظن إبراهيظظم نشظظأ بدمشظظق واشظظتغل بصظظناعة الطظظب وخأظظدم فظظي البيمارسظظتان الظظذي بالرقظظة.
وصظظنف مقالظظة فظظي مظزاج الرقكظظة وأحظوال أهويتهظظا .ثظظم أتظظى إلظظى دمشظظق وخأظظدم الملظظك الجظواد مظفظظر الظظدين
ي ظظونس ب ظظن ش ظظمس ال ظظدين م ظظودود وذل ظظك ف ظظي س ظظنة 635هظ ظظ .وول ظظي رياس ظظة جمي ظظع الطب ظظاء و الكح ظظالين
والجراحين والبيمارستان الكبير النوري وق أر الفقه والتفسير.
22ظ جمال الجدين بججن عبجد الجج :بظظن عيظظد السظظيد أسظظلم مظظع والظظده وكظظان مظظن أطبظظاء البيمارسظظتان النظظوري
بدمشق توفي سنة 735هظ ودفن في قبر أعده لنفسه.
23ظ عبد ال بن عبد الحق :بظظن إبراهيظظم بظظن محمظظد بظظن عبظظد الحظظق رئيظظس الجرائحيظظة جمظظال الظظدين ابظظن
رئيس الطباء شمس الدين القاهري ويعرف بظابن عبظظد الحظق ,ولظد قبظل القظرن ودخأظظل فظي سظظفره مظع أبيظظه
الشام في خأدمظة الناصظر فظرج ،وتميظز فظي صظناعة الطظب وباشظر رياسظة الجرائحيظة وقتظاً وتقظدم فظي أيظام
الشظظرف إينظظال ولظظم ينفظظك عظظن ملزمظظة البيمارسظظتان كظظل يظظوم مظظات فظظي ربيظظع الول سظظنة 891هظ ظ ودفظظن
بتربة ابن جماعة بالقرب من الصوفية.
24ظ ابن النفيس :كظظان ابظظن النفيظظس طبيبظاً عظيمظاً ومؤلفظاً غأزيظظر النتظظاج ،كمظظا كظظان فقيهظاً مشظظهو ًرا.
وسظظوف أقصظظر بحظظثي هظظذا علظظى عظظرض مظظادة مظظن كتظظابه "الشظظامل فظظي الصظظناعة الطبيظظة" .تعلظظم ابظظن
83
النفيس الطب في دمشق ،في البيمارستان النوري الكبير الذي أنشظظأه الميظظر نظور الظظدين محمظظود بظظن
زنكي في القرن السادس الهجري/الثظاني عشظر الميلدي .وكظان مهظذب الظدين عبظد الرحيظم بظن علظي
ال ظظدخأوار )ت ظظوفي 628ه ظ ظ1230/م( أح ظظد معلم ظظي اب ظظن النفي ظظس ف ظظي دمش ظظق .كم ظظا ك ظظان م ظظن تلمي ظظذ
الدخأوار فظي دمشظظق أيضظاً موفظق الظدين أبظو العبظظاس أحمظظد بظظن قاسظم بظن خأليفظة الخأزرجظي ،وشظظهرته
ابن أبي أصيبعة )توفي 668هظ1270/م( .ومن المعروف أن أبا الفظظرج بظظن يعقظوب بظظن إسظظحاق بظظن
القف أمين الدولة الكركي )توفي 685هظ1286/م( ق أر الطب على كظظل مظظن ابظظن النفيظظس وابظن أبظظي
أصيبعة .وعلى ذلك ،فمما يدعو إلى التساؤل والدهشة أل يؤرخ ابن أبي أصيبعة لبن النفيس فظظي
مؤلفه المشهور "عيون النباء في طبقات الطبظظاء" .ويبظظدو أن النبظظذة القصظظيرة الظظتي تظهظظر فظظي ذيظظل
مخأطوط واحد لهذا الكتاب ،في المكتبة الظاهرية بدمشق مدونة بخأظظط متظظأخأر عظظن خأظظط المخأطظظوط
نفسه وبلغة الفعل الماضي .ويستدل من ذلك على أن كاتبهظا لظظم يكظظن معاصظ اًر لبظن النفيظظس .ومظن
المرجح أن مالك هذا المخأطوط كان قد أضاف هذه النبذة إتماماً للفائدة.
كظظان بحظظق أول وأعظظظم جامعظظة طبيظظة فظظي ذلظظك العصظظر وفظظي الشظظرق كلظظه ،وكظظان بمثابظظة مظظا يسظظمى اليظظوم
بالمستشظظفى المركظظزي وبقظظي يقظظدم رسظظالته فظظي أواخأظظر القظظرن التاسظظع عشظظر ميلدي حيظظث بنظظي مستشظظفى
الغرباء أو المستشفى الوطني بجانب التكية السليمانية ،أما أقسامه فقد كان مشتملً على أقسام مرتبظظة
لكل منها أطباؤه المخأتصون المشرفون عليه منها قسظم المظراض الباطنيظة والج ارحظة الكحالظة )أمظراض
العي ظظن( وقس ظظم التج ظظبير إض ظظافة إل ظظى قس ظظم لعلج المظ ظراض العقلي ظظة وقس ظظم م ظظا يس ظظمى الي ظظوم بالعي ظظادات
الخأارجيظة فقظد كظان الطظبيب رضظي الظدين الرحظبي يجلظس علظى دكظة ويكتظب لمظن يظأتي إلظى البيمارسظتان
ويستوصظظف منظظه للمرضظظى أو ارقظظاً يعتمظظدون عليهظظا ويأخأظظذون مظظن البيمارسظظتان الأشظ ظربة والدويظظة الظظتي
يص ظظفها ،وقس ظظم الص ظظيدلة يش ظظتغل فيه ظظا الص ظظيادلة بإع ظظداد الدوي ظظة م ظظن أشظ ظربة ومع ظظاجين ،وأخأيظ ظ اًر قس ظظم
المكتبة.
تظظأتي بعظظد وظيفظظة رئيظظس الطبظظاء وظيفظظة رئيظظس التخأصظظص؛ كرئيظظس الكحظظالين الظظذي ي ظرأس أطبظظاء
العيون وسلطته عليهظم كسظلطة رئيظظس الطبظظاء ،ورئيظس الجرائحيظة الظذي يظرأس الجراحيظن ومجظظبري
العظظظام .وكظظان هظظؤلء الطبظظاء مقظظدمين ،يكرمهظظم الخألفظظاء والم ظراء والوجهظظاء ويغظظدقون عليهظظم ،ولظظم
يمنع هذا الكرام الكثيرين من العمل في البيمارستانات احتساباً لوجه ال.
إل ظظى ج ظظانب الص ظظيدلية الملحق ظظة بالبيمارس ظظتان ،ك ظظان لك ظظل بيمارس ظظتان حم ظظام ع ظظام ومكتب ظظة ،ومك ظظان
يخأصص لرئيس الطباء يقوم فيه بإلقاء الدروس على الطلب.
وكانت هذه البيمارستانات تستقبل المرضى من مخأتلف الجناس والطبقظات مظن الظذكور والنظاث،
مظن المسظلمين وغأيرهظم ،وتوففر للمريظض إقامظة كاملظة تتضظمن المظأوى والطعظام إلظى جظانب الرعايظة
الطبيظظة دون مقابظظل .والمتّبظظع فظظي هظظذه البيمارسظظتانات أنظظه بمجظظرد السظظماحا للمريظظض بالظظدخأول ،تنظظزع
84
ثيابه وتحفظ في مكان خأاص إلى أن يخأرج معافًى ،ثم يمنظح ثياًبظا أخأظرى نظيفظة ،ويظظل فيظه إلظى
أن يب أر تماًما .وعلمظة ذلظظك أن يسظتطيع أكظظل رغأيظظف كامظل مظظن الخأظظبز وفظظروج )دجاجظة( ثظظم يخأظظرج
ل .بعد ذلك يعطظظى صظظدقة البيمارسظتان؛ ثوًبظا وبعظض المظظال ،حظظتى يخألظد إلظظى ال ارحظة فظي ب ارًاز كام ً
فظظترة النقاهظظة ول يضظظطر للعمظظل .كظظانت البيمارسظظتانات بمثابظظة مستشظظفيات تعليميظظة ،يتلقكظظى فيهظظا
طلب الطب علومهم .فبعد أن يتفقد الطبيب مرضاه ومعه طلبه ،يأتي إلى إيظوان خأظظاص مظظزكود
بكظظل اللت والكتظظب ثظظم يلقظظي عليهظظم دروسظظه أو ينظظاقش معهظظم بعظظض الحظظالت الظظتي وقفظوا عليهظظا.
وكظظان بعظظض كبظظار الطبظظاء يجعظظل لظظه مجلًسظظا عاًمظظا فظظي منزلظظه أو فظظي المظظدارس الخأاصظظة لتظظدريس
الطبظ ظ ظظاء الجظ ظ ظظدد ،أصظ ظ ظظول مهنظ ظ ظظة الطظ ظ ظظب بالطريقظ ظ ظظة السظ ظ ظظليمة ،ليتمكن ظ ظ ظوا مظ ظ ظظن القيظ ظ ظظام بعملهظ ظ ظظم.
كان اخأتيار مواقع هذه المستشفيات يتم بعد البحث والتقصي لتشظظييدها فظظي أكظظثر المظظاكن ملئمظظة
م ظظن حي ظظث المن ظظاخ؛ في ظظذكر أن عض ظظد الدول ظظة لم ظظا طل ظظب م ظظن الظ ظرازي اخأتي ظظار موض ظظع يقي ظظم علي ظظه
البيمارستان العضدي في بغداد ،أمر الظرازي أن تعلظكظق قطظظع مظظن اللحظظم فظي وقظت واحظد فظظي أمظظاكن
مخأتلفة من المدينة فأيها أسرع إليه الفساد تركوه لسوء هوائه.
قال عنه المؤرخأون أنظه لظم يكظن له نظيظر فظي العظالم فظي ذلظك الظوقت ،ازره الرحالظة ابظن جظبير الظذي حظطك
الرحظ ظظال فظ ظظي مدينظ ظظة دمشظ ظظق سظ ظظنة 580هظظ ظ وقظ ظظال" :وبهظ ظظا مارسظ ظظتان قظ ظظديم وحظ ظظديث ،والحظ ظظديث أحفلهمظ ظظا
وأكبرهما".
وقال ابن أصيبعة" :كما أنشأ الملظك العظادل نظور الظظدين البيمارسظظتان الكظظبير ،جعظظل أمظظر الطظظب فيظظه إلظى
أبي المجد بن أبي الحكم الباهلي ،الذي كان يتردد إليه ويعالج المرضى فيه" ثم قال" :وبعد فراغأه من
ذلظظك وطلظظوعه علظظى القلعظظة وافتقظظاده المرضظظى مظظن أعيظظان الدولظظة يظظأتي ويجلظظس فظظي اليظوان الكظظبير الظظذي
بالبيمارسظظتان ،وكظظان نظظور الظظدين رحمظظه ال ظ قظظد وقظظف علظظى هظظذا البيمارسظظتان جملظظة مظظن الكتظظب الطبيظظة،
وكظان جماعظة مظن الطبظاء والمشظتغلين يظأتون إليظه ويقعظدون بيظن يظديه ،ثظم تجظري مبظاحث طبيظة ويقظرئ
التلميذ ،ول يزال معهم في اشتغال ومباحثة ونظر في الكتب مقدار ثلث ساعات".
إضافة إلى المعالجة المجانية بالبيمارستان يعطى المريض نقوداً للنفظاق منهظا خألل فظترة النقاهة،
والطباء يتجولون في الرياف والقرى وفي حقائبهم الدوية لمعالجة المرضى!!
85
تعتظبر دمشظظق أول مدينظظة فظظي العظالم السظلمي ،وربمظظا علظظى مسظظتوى العظالم كلظه تبنظي البيمارسظتانات
أي المستشفى ،وهو دليل على مدى أهمية هذه المدينة في التاريظخ ،وكونهظا رمظز للتقظدم الحضظاري
في ذلك العصر ،إواشعاع نور للعالم وخأاصة في العصر الموي.
أول مشفى :يقول الدكتور الباحث بشظظير زهظظدي أسظتاذ علظظم الجمظظال فظي كليظة الفنظون الجميلظظة مظظدير
المتحف الوطني سابقًا :تجمع جميع المصظظادر التاريخأيظظة علظظى أن البيمارسظظتان ،المؤسسظظة الصظظحية
لم يكن له وجود علظظى الطلق فظي أي بلظظد مظن البلظظدان ،وأن أول مظن بنظا البيمارسظتان فظي السظلم
هو الوليد بن عبد الملظك ،وهظو أول مظن عمظل دا ًار للضظيافة وذلظك فظي عظام 88ه ظ 707/م ،ويقول
المؤرخ المشهور المقريزي :إن الوليد بن عبد الملك جعظظل فظظي البيمارسظظتان الطبظظاء وأجظظرى الرزاق
على المرضى ،وخأصص مكانًا للمجظظذومين ،وأمظظر بعظدم إخأراجهظم منظظه كظظي ل تنتقظظل العظظدوى ،وقظظدم
لهم كافة الحتياجات من مأكل وملبس ومصروف ،وجعل لكل عاجز خأادماً يخأدمه ،ولكظظل أعمظظى
قائظظدًا يقظظوده أينمظظا أراد ،وأجظظرى الرزاق عليهظظم جميعظًا ،ومظظن ثظظم انتشظظر بنظظاء البيمارسظظتانات فظظي بلد
المشرق العربي ،وخأاصة في الشام ،مصر ،والعراق وأصبح عددها /34/بيمارستاناً.
ولم يكن في دمشق أول مشفى فقط ،إوانما صار يستفاد من إمكانات الطباء فيها ،وكيفية إدارتهظظم
لهظظذه المؤسسظظات الصظظحية ،تظظذكر كتظظب الرحالظظة أن الظظوزير العباسظظي علظظي بظظن عيسظظى الج ظراحا أمظظر
ببنظظاء مشظظفى فظظي سظظنة 302هظ ظ وأعطظظى رئاسظظته إلظظى أبظظي سظظعيد بظظن يعقظظوب الدمشظظقي ،وبفضظظل هظظذا
الطظظبيب بنظظي فظظي بغظظداد خأمسظظة بيمارسظظتانات ،وبفضظظلة إوارشظظاداته بنظظي العديظظد مظظن البيمارسظظتانات،
وأشظظرف عليهظظا اهتمظظام كظظبير ,ولظظم يكظظن هظظذا الهتمظظام ببنظظاء هظظذه المشظظافي والنفظظاق عليهظظا كظظان كظظبي اًر
حتى أن ارتظب الطظبيب فظي البيمارسظتان وصظل إلظى /600/دينظار ،وكظانت تكظاليف المرضظظى تضظم
الغأطيظظة لهظظم ،وثمظظن الفحظظم فظظي الشظظتاء ،والكظظل والشظراب فيظظه ،هظظذا ويظظذكر أن فظظي المارسظظتان يوجظظد
الكظظثير مظظن المظظوظفين مثظظل المعظظالجين والخأزنظظة والبظوابين والظظوكلء والنظواطير إضظظافة إلظظى الطبظظاخأين
86
ومسظاعديهم ويضظظيف كظان ينفظظق علظى هظذه البيمارسظتانات مظظن أمظوال الوقظف ،ليظس هظظذا وحسظظب بظظل
كان الطباء يزورون المرضى المسجونين ويعطونهم الدواء المناسب ،حيث كانت النسظظاء تسظظتقبلن
في السجون كممرضظات ،ولتتطظور الخأظدمات الصظحية أكظثر فظأكثر حيظث تظم تشظكيل بعثظات صظحية
تحمل صظظناديق وخأ ازنظات الدويظة إلظى القظرى والريظظاف البعيظظدة ،حيظث يعتظظبر حظق المعالجظة ودخأظول
البيمارستان لكل مواطن.
وق ظظد انتش ظظر بن ظظاء البيمارس ظظتانات ف ظظي دمش ظظق حي ظظث بن ظظا ن ظظور ال ظظدين محم ظظود ب ظظن زنك ظظي ع ظظدداً م ظظن
البيمارستانات في دمشق وحلب والموصل وأهمها بيمارستان دمشق الذي ل زال بناءه على حاله.
يقول ابن جبير عنه :في دمشق بيمارستان قديم حديث ما يزال بناءه قائمًا ،وهو أجمل ما شاهدت
إضظظافة إلظظى سظظعته وكظظانت جملظظة إنفظظاقه فظظي اليظظوم /15/دينظظا ًرا ،وكظظان حسظظن التنظيظظم حيظظث يكتظظب
الطظظبيب فظظي الظظدفتر النفقظظات الظظتي يحتاجهظظا المريظظض ،والدويظظة الظظتي عليظظه أخأظظذها ،والغأذيظظة الظظتي
يحتاج إليها ،وكله بالمجان.
كم ظظا ك ظظان الطب ظظاء يبك ظظرون ف ظظي ال ظظذهاب إل ظظى المرض ظظى فيقوم ظظون بفحص ظظهم وي ظظأمرون بإع ظظداد م ظظا
مزودا ،بمكتبة وتلقظى فيهظا الظدروس فظي مخأتلظف
ً يحتاجونه من الدوية والغأذية ،وكان البيمارستان
اخأتصاصظظات الطظظب كطظظب العيظظون وطظظب المظراض الجلديظظة وغأيرهظظا مظظن الخأتصاصظظات كمظظا كظظان
هناك الصيادلة والفنيين وغأيرهم.
ولع ظظل أش ظظهر بيمارس ظظتان بن ظظي ف ظظي أواس ظظط الق ظظرن ال ارب ظظع س ظظنة 368ه ظ ظ 978 /م ف ظظي دمش ظظق ك ظظان
بيمارستان الدقاقي وهو ملتصق بالجامع المظوي ،ويعتظبر أشظهر بيمارسظتان فظي العظالم آنظذاك وكظان
يعمظظل فيظظه 24طبيبظ ظًا ،وكظظان العلج والدويظظة يمنحظظان فيظظه بالمجظظان واسظظتمر ذلظظك لفظظترة تجظظاوزت
الثلثة قرون ،وسمي البيمارستان بالدقاقي في أواخأظظر القظظرن الخأظظامس علظظى اسظظم ملظظك دمشظظق آنظظذاك
87
دقظظاق بظظن تتظظش السظظلجوقي ،ولعظظل مظظن الشظظياء العجيبظظة أن المريظظض إذا خأظظرج مظظن المشظظفى ليقضظظي
النقاهظظة فظظي بيتظظه كظظان يعطظظى مبلغ ظاً مظظن المظظال لينفظظق عليظظه منهظظا فظظي مظظأكله ومش ظربه وملبسظظه حظظتى
يشظظفى أي أن المريظظض كمظظا كظظان هنظظاك مشظظافي خأاصظظة بالنسظظاء أو أجنحظظة خأاصظظة بهظظن فظظي بظظاقي
المشافي.
البيمارسظظتانات كظظانت ظظظاهرة حضظظارية لظظم يسظظبق العظظرب إليهظظا أحظظد فظظي ذلظظك الظظوقت ،حضظظارية مظظن
حيث البناء والتقسيم والخأتصاصات واخأتيار المظاكن ،وكظانت إنسظانية تسظتوعب كظل النظاس الفقيظر
والغني والمعالجة والنفقات مجانية ،وكانت أخألقية لنهظظا كظظانت تحظظافظ علظظى إنسظظانية النسظظان دون
أن تشعره بأن أحداً يتفضل عليه ،أو أن مدين بالفضل لغيره.
88
البيمارستان الرغأوني الكاملي بحلب
ك ظظانت هن ظظاك المستش ظظفيات المتخأصص ظظة ،وبش ظظكل خأ ظظاص مش ظظافي المظ ظراض العقلي ظظة ،وكمث ظظال
واضح نذكر البيمارستان الرغأظوني أو الكظاملي ،ويسظمى أيضظاً البيمارسظتان الجديظد ،بنظاه أرغأظون
الكظظاملي حظظاكم حلظظب عظظام 755ه ظظ .وكظظان فظظي مكظظانه دار لحظظد المظ ظراء فاشظظتراها أرغأظظون وبنظظا
مكانها البيمارستان ،لكنه لم يغير بوابتها ،بل كتب عليها "بسم ال الرحمن الرحيم ،أمظظر بإنشظظاء
هذا البيمارستان الملك الناصر مولنا السلطان الملك الصالح بن السلطان الملك الناصر غأفر
الظ لظظه وأثظظابه فظظي الجنظظة فظظي شظظهور سظظنة 755هجريظظة .وأوقظظف لظظه قريظظة بنظظش التابعظظة اليظظوم إلظظى
سرمين من محافظة أدلب.
ويقظظول الشظظيخ ارغأظظب الطبظظاخ" :1وقظظد بلغنظظا أنظظه قظظد كظظان فظظي أطظ ظراف الصظظحن الخأظظارجي وعلظظى
أطظ ظراف الح ظظوض ال ظظذي ف ظظي وس ظظطه أنظ ظواع الري ظظاحين ليناظره ظظا المج ظظانين ،وك ظظانوا ي ظظأتون ب ظظآلت
الطرب والمغنين فيداوى المجانين بها أيضظًا .وكظان أمظره جاريظاً علظى النتظظام إلظى أواخأظر القظرن
العاشظر ،ومظن ذلظظك الحيظن أهمظل أمظره ،و ازلظظت تلظك الوضظظاع منظه ،وكظظان بظاهظ الصظحن متوهنظاً
جظظداً فظظاهتم بظه جميظظل باشظظا سظظنة 1302هظظ ،فظظأمر بتبليطظظه وتجديظظد حوضظظه وترميمظظه .ومنظظذ عشظظر
سنوات أو أزيد بقليل أخأذ من كان فيه من المجظظانين وكظظانوا عشظرين شخأصظاً إلظظى السظظتانة وهظظو
آخأظظر العهظظد بهظظم .والن يسظظكنه بعظظض الفق ظراء ...وأمظظا واردات البيمارسظظتان مظظن قريظظة بنظظش فإنهظظا
حولت سنة 1284هظ1867/م ،إلى أوقاف الجامع الكبير.
الطباخ ،راغأب ظ إعلم النبلء بتاريخ حلب الشهباء ،ج ،4ص .140 1
89
ويقول الغزي " :2في سنة 1338نقل المجانين منه إلى مستشفى أغألق بابه ولم يبق فيه سظظوى
بعض الفقراء لحراسته".
وللبيمارستان مدخلن :الرسظظمي وهظظو الجنظظوبي المطظظل علظظى شظظارع بظظاب قنس ظرين ،وآخأظظر جظظانبي
شرقي يطل على زقاق صغير مجاور.
ول يزال الباب محتفظاً به بهيئته الصظلية ماعظدا ماسظكتين مظن النحظاس فقظدتا منظذ زمظن طويظل.
وبعظظد مظظدخأل صظظغير توجظظد علظظى اليميظظن وعلظظى اليسظظار ،غأرفتظظان مخأصصظظتان للطبظظاء ،ونقظظدر
أنهما كانتا لجتماع الطبظاء ،واسظتقبال بعظض الظزوار ،وأيضظاً لمعاينظة المرضظظى الظذين يتنظاولون
الدوية من الصيدلية الواقعة إلى جانب هاتين الغرفتين ،ولهذه الغرف الثلث نوافذ مطلة علظظى
الشارع .ويوجد ممران يصل عبرهما المظرء إلظى الصظحن الظداخألي للبيمارسظتان ،ويحيظط بالصظحن
من كل طرف إيوانان أحدهما صغير هو الغربي ،والخأر شرقي وهو الكبر ،والظظذي نعتقظظده أن
الطبظظاء وتلميظظذهم كظظانوا يجتمعظظون فيظظه لد ارسظظة أحظوال المرضظظى ،وربمظظا لقامظظة بعظظض الحفلت
لمعالجة المرضى بالموسيقى.
الغزي ،كامل ظ نهر الذهب في تاريخ حلب ،ج ،2ص .103 2
90
يقع هذا البيمارستان في قلب مدينة حلب القديمة من جهة الجنوب في حي"قنسرين" في شارع يظظدعى
"درب البنظظات" ،ويمكظظن الوصظظول إلظظى البيمارسظظتان مظظن جهظظات المدينظظة القديمظظة الربعظظة ،فمظظن جهظظة
الجنظظوب يمكظظن الوصظظول إليظظه عظظن طريظظق "بظظاب قنسظرين" الظظذي يعتظظبر أهظظم أبظواب حلظظب وأكثرهظظا منعظظةً
واكتمالً ،ونتجه من هذا الباب نحو الشمال مسافة 500مظظتر للوصظظول إلظظى البيمارسظظتان ،ومظن جهظظة
الشظظمال يمكظظن الوصظظول إليظظه مظظن "الجظظامع المظظوي الكظظبير" مظظرو ار بحمظظام "النحاسظظين" الظظذي يبعظظد عنظظه
مسافة 500متر ،أما من جهة الشرق فيمكن الوصول إليه من "قلعة حلظظب" حيظظث نتجظظه غأربظظاً مظظرو ارً
بجامع "السفاحية المملوكي" المشهور ،أما من جهة الغظظرب فيمكظظن الوصظظول إليظظه مظظن "بظظاب أنطاكيظظة"
مظظرو ار ب ظظ"سظظوق المدينظظة" المسظظقوف حيظظث نصظظل إلظظى حمظظام النحاسظظين ومنظظه ننعطظظف باتجظظاه الجنظظوب
لنصل إلى البيمارستان.
وقبظظل أن ننتقظظل إلظظى تفاصظظيل هظظذا البيمارسظظتان وتاريظظخ بنظظائه وأهميتظظه نوضظظح معنظظى كلمظظة بيمارسظظتان،
فكلمظظة "بيمارسظظتان" تتظظألف مظظن شظظقين بيمظظار :وتعنظظي باللغظظة الفارسظظية المريظظض وسظظتان :وتعنظظي دار
فتكون الكلمة بيمارستان تعني دار الشظفاء ،أمظظا باللغظة التركيظة فيسظمى تيمارسظتان :وهظي أيضظا مؤلفظة
م ظظن قس ظظمين تيم ظظار :وتعن ظظي مجن ظظون وس ظظتان :وتعن ظظي دار وتص ظظبح الكلم ظظة بالتركي ظظة معناه ظظا "مش ظظفى
المجانين".
بني هذا البيمارستان عام 1354م ،حيث بناه نائب السلطة المملوكية فظظي حلظظب "أرغأظظون الكامظظل" فظظي
فترة وليته الثانية ويعتقد أنه كان قص اًر لحد المراء اليوبيين ،هدم جزء منه وبقظظي منظظه البوابظظة حيظظث
قام "أرغأون الكاملي" ببناء هذا البيمارستان مكانه ،ليصبح بذلك أحد أهظظم وأروع الصظظروحا السظظلمية،
حيظظث أصظظبح مشظظفى ضظظم فظظي أجنحتظظه أنظظاس كظظانوا فظظي أمظظس الحاجظظة للعنايظظة والرعايظظة ،فعولظظج فيظظه
مرضظظى الجظظذام والمرضظظى النفسظظيين ورصظظدت لظظه أم ظوال طائلظظة ،وقظظد اسظظتخأدمت "الموسظظيقى" فظظي هظظذا
البيمارستان كوسيلة أساسية لعلج المراض النفسية بالضافة إلى العلج بظ "صوت المظظاء" و"ضظظوء
النهار" ،حيث كان العرب سباقين في اسظتخأدام الموسظظيقى كنظوع مظن العلج النفسظظي وقظد ورد ذلظظك فظي
كتب "الفارابي" و"ابن سينا".
91
بعد الدخأول من البوابة الرئيسية للبيمارستان نجد في الجهة اليسارية الصيدلية الظتي كظانت تسظمى
"ش ظراب خأانظظاه" ،ويوجظظد فظظي الصظظيدلية قاعظظة واسظظعة علظظى جظظدرانها أربظظع خأ ازئظظن كظظل خأ ازنظظة طولهظظا
108سم وعرضها متر واحد ،ولكل خأزانة "باتنج طويل" يدخأل منه الهواء وذلك لسحب الرطوبة
منهظظا ،وللصظظيدلية نافظظذة تطظظل علظظى الشظظارع الرئيسظظي يعتقظظد أنهظظا كظظانت لظظبيع الظظدواء مباشظ ظرة دون
الدخأول إلى البيمارستان.
أما على يمين الباب الرئيسي فيوجد نافذتان كبيرتان يرى من خأللهما الزائر عظظدد المراجعيظظن فظظي
غأرف النتظار حيث يقرر الدخأول أو العودة في وقت لحق.
وف ظظي الجه ظظة المقابل ظظة للبواب ظظة الرئيس ظظية توج ظظد غأرف ظظة الس ظظتعلمات وله ظظا ناف ظظذة تط ظظل عل ظظى س ظظاحة
البيمارستان وهذه الغرفة كانت مخأصصة للزوار القادمين لزيارة مرضاهم.
92
أمظظا فظظي الباحظظة المركزيظظة للبيمارسظظتان الظظتي يبلظظغ طولهظظا 17.5مظظتر وعرضظظها 8.8مظظتر ،فنشظظاهد
في وسطها بركة ماء تضم نافورة جميلة لترطيب الهواء والباحة مفتوحة على السظظماء ،فظظي الجهظظة
الشرقية من الباحة يوجد رواقين يرتفع كل منهما على أربع عواميد ،ويوجد في الجهظظتين الجنوبيظظة
والشظظمالية إيوانظظان ،حيظظث يعتقظظد أن الي ظوان الجنظظوبي كظظان مخأصصظظا لجلظظوس المرضظظى مظظن أجظظل
السظظتماع إلظظى الموسظظيقى ،بينمظظا كظظان اليظ ظوان الشظظمالي مخأصصظظا للفرقظظة الموسظظيقية الظظتي كظظانت
تعزف الموسيقى للمرضى.
الجناحا الول :وهو مخأصص للحالت الخأطيرة أو المستعصية ،يتم الدخأول إلى هذا الجناحا من
الباحظظة الرئيسظظية عظظبر بظظاب يفضظظي إلظظى الممظظر الطويظظل ومظظن ثظظم نتجظظه يسظظا اًر لنصظظل إلظظى الجنظظاحا،
ويضم هذا الجنظاحا أربظع غأظرف منفصظلة عظن بعضظها وتطظل كظل غأرفظة بنافظذة علظى سظاحة صظغيرة
فيهظظا بحظرة مظظاء وقبظظة مفتوحظظة ليظظدخأل الضظظوء إلظظى السظظاحة ،وقظظد تعظظزف الموسظظيقى فظظي هظظذه السظظاحة
وتظظروى القصظظص وينشظظد الشظظعر لتسظظلية المرضظظى ومسظظاعدتهم علظظى العلج ،وكظظان هظظذا الهتمظظام
بالمرضظى النفسظيين أو مرضظظى الجظذام فظي فظترة زمنيظة قابلهظا معاملظة وحشظية لهظؤلء المرضظى فظي
أوربا.
الجناحا الثاني :وهو قسم "المراض العادية" ويضم إحظدى عشظر غأرفظة تنفتظح جميعهظا علظى باحظة
الجنظظاحا ذات القبظظة المفتوحظظة للسظظماء كبظظاقي القسظظام ،وتتوسظظطها بركظظة مظظاء مثمنظظة الشظظكل ،وقظظد
خأصص هذا القسم للمرضى العاديين والذين ل يشكلون خأطورة على المرضى الخأرين.
الجناحا الثجالث :وهظظو قسظظم "النسظظاء أو قسظظم النقاهظظة" :وفيظظه خأمسظظة عشظظر غأرفظظة مطلظظة علظظى باحظظة
ذات قبظة مسظظتطيلة مفتوحظة للسظظماحا للضظظوء بالظدخأول ،وتتوسظطها بركظظة مظظاء كبظاقي الجنحظة ،كمظظا
يض ظظم ه ظظذا الجن ظظاحا إيظ ظوانين جن ظظوبي ص ظظمم بحي ظظث يرف ظظع ص ظظداه الص ظظوت وه ظظو مخأص ظظص للفرق ظظة
الموسيقية التي كانت تعزف الموسظيقى ،أمظا اليظوان الشظمالي فيعتقظد أنظه كظان لجلظوس المريضظات
ولظظه بظظاب كظظبير مغلظظق لمنظظع اخأتلط الرجظظال مظظع النسظظاء ،كمظظا يوجظظد فظظي هظظذا الجنظظاحا غأرفظظة منعزلظظة
حفاظا على حشمة المريضات.
ً قبل الدخأول للجناحا لمعاينة المريضة دون الدخأول للجناحا
وبالضظ ظظافة لهظ ظظذه الجنحظ ظظة الرئيسظ ظظية يوجظ ظظد جنظ ظظاحا خأظ ظظاص للخأدمظ ظظة وفيظ ظظه الحمامظ ظظات والمطبظ ظظخ
والمسظ ظظتودع ولهظ ظظا بظ ظظاب خأظ ظظاص يفضظ ظظي إلظ ظظى خأظ ظظارج البيمارسظ ظظتان يتظ ظظم مظ ظظن خأللظ ظظه إدخأظ ظظال الطعظ ظظام
والحاجات الخأرى وذلك حفاظاً على هدوء المبنى.
ومظن أهظظم ميظزات هظظذا البيمارسظظتان هظو أن جميظظع الجنحظظة معزولظظة ضظظد الصظظوت والحظ اررة لكظظي ل
يؤثر صراخ المجانين على راحة زملئهم أو راحة الجظوار ،هظذا بالضظافة إلظى أن المبنظى مصظمم
93
لمقاومظظة الظظزلزل مظظن خألل وجظظود أخأشظظاب لمتصظظاص الحركظظة فبقظظي صظظامداً أمظظام الظظزلزل الظظتي
ضربت "مدينة حلب" بينما تهدمت أماكن كثيرة.
وضمن إطظار خأطظة "المديريظة العامظة للثظار والمتظاحف" بتخأصظيص المبظاني الثريظة بغيظة الحفظاظ
عليه ظظا وتط ظظوير الحرك ظظة الس ظظياحية ،فق ظظد ت ظظم تخأص ظظيص "البيمارس ظظتان الرغأ ظظوني" كمتح ظظف للط ظظب
والعلظظوم عنظظد العظظرب القظظدماء وذلظظك بمظظوجب مرسظظوم جمهظظوري رقظظم 313بتاريظظخ 8/8/2007م ،
حيث يتم فيه عرض عدد مظن الدوات الطبيظة الظتي كظانت مسظتخأدمة قظديماً فظي الطظب وعظدداً مظن
الدوية ،هذا بالضافة لتماثيل لبعض الطباء والعلماء العظرب المشظهورين ،حيظث خأصصظت كظل
غأرفة لطبيب وعلى بابها وضعت لوحة كتبت عليها لمحة عن الطبيب ،نذكر من هؤلء الطبظظاء
والعلماء ،أبو بكر محمد الرازي ،ابن النفيس ،جابر بن حيظان ،ابظن الهيثظم ،الخأظوارزمي ،الفظارابي،
الكحال ،الزهراوي ،ابن رشد ،التيفاشي ،الروداني وعدد من كبار علماء العرب.
وإلظظى الن لظظم يتظظم الفتتظظاحا بشظظكل رسظظمي بسظظبب بعظظض الج ظراءات الروتينيظظة ،ولكظظن المتحظظف الن
مفتوحا مجاناً للزوار.
اسمه الول "أرغأون" تبناه الملظظك الصظظالح "علء الظظدين إسظظماعيل" وزوجظظه أخأتظه مظظن الميظظر سظظيف
الظظدين أرغأظظون وجعلظظه أميظ ارً وكظظان يسظظمى أرغأظظون الصظظغير ،حظظتى تبنظظاه الملظظك الكامظظل "شظظعبان" ابظظن
الملظظك الناصظظر محمظظد بظظن قلوون فأعطظظاه إمظظارة "مئظظة" وتقدمظظة "ألظظف" وهظظي مظظن أعلظظى الم ارتظظب
المملوكيظظة ،وتعنظظي أن مظظن حقظظه أن يقتنظظي مئظظة مملظظوك ويقظظود ألظظف مظظن الجيظظش وأمظظر أن يقظظال لظظه
أرغأظظون الكظظاملي ،تسظظلم أرغأظظون نيابظظة "حلظظب" مرتيظظن الولظظى كظظانت مظظن عظظام 1349م وحظظتى عظظام
1351م ،والثانيظظة كظظانت فظظي أواخأظظر عظظام 1354م ،حيظظث انش ظأ البيمارسظظتان فظظي هظظذه الفظظترة ،وفظظي
نفس العام عزله السلطان الملك "الناصرحسن" عظن المظظارة ،حيظث نقظل بعظدها إلظظى القظظدس وعظاش
فيه ظظا ح ظظتى ت ظظوفي ف ظظي ال ارب ظظع عش ظظر م ظظن تشظ ظرين الول ع ظظام 1357م ،ودف ظظن ف ظظي ترب ظظة المدرس ظظة
الرغأونية التي شيدها في القدس.
94
95
96
ويوجظظد جنظظاحا متصظظل لوحظظده وهظظو مقسظظم إلظظى ثلثظظة أقسظظام كظظل منهظظا مكظظرس لدرجظظة معينظظة مظظن
المرضى.
وف ظظي الص ظظحن ص ظظهريج ورواق ظظان ش ظظمالي وجن ظظوبي تط ظظل عليهم ظظا الغ ظظرف المخأصص ظظة للمرض ظظى
الناقهين ،والغرف الكظبر تتسظع لكظظثر مظظن مريظظض ,وقظظد أطلظظق علظى كظظل غأرفظظة مظن الغظرف اسظظم
عالم من العلمظاء المسظلمين ,فمنهظم ابظن موسظى جظابر بظن حيظان الزدي ,وغأرفظة ابظن رشظد محمظد
بن أبي قاسم بن أبي الوليد ,وغأرفة ابن خألدون ولي الدين بن حجر....
97
فالمرضى الخأطيرون لهم غأرف صغيرة ،ذات أبواب ممدودة ،ونوافذها تطظظل علظظى باحظظة صظظغيرة
فيها نافورة ماء ،رمز الحياة والمل ,يحيط بهذه القاعة ممر شكله كالمربع المفتوحا وبيظظن الممظظر
والقاعة أربع حجرات مساحتها صغيرة جداً فضلً على أنهظظا ليظدخأل هظظذه الغظظرف إل القليظظل مظظن
النور ,وأبظواب هظذه الغظرف مفتوحظة علظى الممظر المظلظم وليظس باتجظاه باحظة الجنظاحا الظتي تظللهظا
قبة دائرية مفتوحة من السماء ,يقال أن هذه الغرف تقلل الهيجان الذي ينتاب المريض.
والمرضظظى القظظل خأط ظ اًر لهظظم حظظوض أخأظظرى غأرفهظظا أكظظثر عظظددًا ،وتشظظكل بمجموعهظظا مربع ظاً تطظظل
أبظوابه هظذه المظرة علظظى باحظة فيهظا فسظقية جميلظظة وفظظي منتصظف صظظحن القسظم الكظظبير المخأصظظص
للناقهين حوض ماء كبير مستطيل الشكل فوقه قبة بترت على شكل مستطيل.
98
وهناك جناحا المرضى العاديين القل خأطورة الذي يتألف من مدخأل له شكل مستطيل فتظظح فظظي
إحظظدى زوايظظاه ممظظر منكسظظر يفصظظل بيظظن هظظذا الجنظظاحا الظظذي يأخأظظذ شظظكل مثمظظن يتوسظظطه بركظظة مظظاء
مثمنظظة تحيظظط بهظظا إحظظدى عشظظر غأرفظظة تنفتظظح كلهظظا علظظى الفنظظاء ,سظظقف القبظظة بظظترت بأعلهظظا بقطظظر
مظظترين مظظن أجظظل التهويظظة والنظظارة ,يسظظمى الن هظظذا الجنظظاحا بقسظظم علظظم الفلظظك تعظظرض فيظظه نمظظاذج
للدوات التي استخأدمت في البحاث.
99
وللبيمارستان غأرف ملحقة :مطبخ ،ومستودعات ،وحمام ،ومراحيض.
وكان البيمارستان ملكاً لعائلة الكظاملي الظتي ل يظزال بعظظض أفرادهظا علظى قيظظد الحيظظاة حظظتى الن،
ثم أصبح ملكاً لمديرية الثار .وأعتقد شخأصظظياً أنظه مظظن النسظظب والوفظظق أن يحظظول إلظظى متحظظف
لتاريخ الطب النفسي والعقلي؛ أي أن يدخأل المرء إليه فيجد نفسه وكأن المستشفى هذا في أوج
نشاطه .فتكون الغرف مليئة بالتماثيل التي تعظرض علينظظا الطبظظاء منهمكيظن فظظي عملهظظم ،تمامظاً
كما كانوا يعملون في الزمن الغابر ،مظظع لوحظظات ،وغأيرهظا ممظظا يسظاعد ال ازئظظر علظى التعظظرف علظظى
الطب العربي النفساني ،بدل أن يترك كما هو.كثيرة هي الماكن التاريخأية في مدينة حلب والتي
تشظظهد علظظى تاريظظخ مجيظظد عاشظظه أجظظدادنا حقبظظة مظظن الزمظظن كظظان الغظظرب خأللهظظا يعيظظش فظظي ظلم دامظظس
ويسظظتمد النظظور والحضظظارة مظظن أمتنظظا العربيظظة والسظظلمية ،ومظظن أبظظرز هظظذه الشظ ظواهد فظظي مدينظظة حلظظب
وأكثرها أهمية "البيمارستان الرغأوني".
100
كظظان القظظائمون علظظى العمظظل فظظي بيمارسظظتانات مدينظظة "حلظظب" مثظظل بظظاقي البيمارسظظتانات السظظلمية
يسظ ظظتخأدمون مخأتلظ ظظف الطظ ظظرق الطبيظ ظظة فظ ظظي علج المرضظ ظظى ،ومظ ظظن أشظ ظظهر تلظ ظظك الطظ ظظرق" :العلج
بالموسظظيقا" وذلظظك عظظن طريظظق جلظظب فظظرق موسظظيقية للبيمارسظظتان بشظظكل دوري لكظظي تعظظزف للمرضظظى
أجم ظظل اللح ظظان ،وطريق ظظة "نظ ظوافير المي ظظاه" ال ظظتي ك ظظانت تطل ظظق أع ظظذب اللح ظظان وأص ظظفاها ،وك ظظانت
للطريقتين مساهمة فاعلة في تهدئة نفوس المرضى ومساعدتهم في الشفاء من أمراضهم.
مدينظظة حلظظب قظظديماً بال ارحظظة النفسظظية لقظظد اهتظظم الطبظظاء فظظي
البيمارسظظتانات هظظي الميظظدان العملظظي للمرضظ ظ ظ ظ ظ ظ ظظى وكظ ظ ظ ظ ظ ظ ظظانت
هذا المجال وبناًء على ذلك مبنيت لتطبيقاتهم النظرية في
البيمارس ظظتانات ف ظظي أك ظظثر الم ظظاكن ارحظ ظةً وأجوده ظظا ب ظظالهواء كم ظظا أب ظظدع بن ظظاة تل ظظك الص ظظروحا الطبي ظظة
والعلمية في تخأطيطها وتزيينها وتزويدها بالمياه .لقد كان الترفيه عظن المرضظظى بالصظظوت الحسظظن
في الغناء والموسيقا من أكثر الطظظرق العلجيظظة شظظيوعاً فظظي بيمارسظظتانات حلظظب لن القظظائمين علظظى
العمظظل فيهظظا كظظانوا يظظرون أن الموسظظيقا عنظظدما تسظظري فظظي الجسظظم والعظظروق فهظظي تصظكفي الظظدم وتنكمظظي
النفظظس وتريظظح البظظدان ،كمظظا وتعمظظل علظظى تخأفيظظف الحركظظات بالسظظماع فيعلظظل بظظه المريظظض ويشظظغله
عمظظا بظظه مظظن اللظظم والتفكيظظر ،وفظظي بعظظض البيمارسظظتانات ومظظن بينهظظا "البيمارسظظتان الرغأظظوني" فظظي
مدينظ ظظة حلظ ظظب تظ ظظم تخأصظ ظظيص مبظ ظظالغ مظ ظظن الوقظ ظظف للج ظ ظواق الموسظ ظظيقية الظ ظظتي كظ ظظانت تظ ظظتردد علظ ظظى
البيمارستان كل يوم لتخأكفف من آلم المرضى عن طريق الموسيقا والغناء.
لقظظد كظظانت جميظظع البيمارسظظتانات متبنظظى بظظالقرب مظظن المسظظاجد وذلظظك كظظي يسظظتأنس المرضظظى بصظظوت
الذان وتطمئن نفوسهم ،لقد كان المؤذنون في هذه المساجد يؤذنون في السظظحر وفظظي الفجظظر مظظدة
101
قبل الميعاد لكي يخأففوا عن المرضى الذين أضجرهم السهر وكان ميصرف على هؤلء "المؤذنين"
من وقف البيمارستان.
ولظ ظظم يغفظ ظظل الطبظ ظظاء العظ ظظرب موسظ ظظيقا الميظ ظظاه الظ ظظتي ترافقظ ظظت مظ ظظع موسظ ظظيقا اللت فظ ظظي العديظ ظظد مظ ظظن
البيمارستانات العربية ففي كل جنظاحا مظن أجنحظظة المرضظظى فظظي "البيمارسظظتان الرغأظظوني" مثلً نظظرى
بحظرة مظظاء إضظظافةً إلظظى السلسظظبيل فظظي اليظوان الشظظمالي وجميظظع هظظذه البحظرات كظظانت مظظزكودة بنظوافير
ذات رؤوس متعددة الثقوب تعطي أنغام مخأتلفة في كظظل وقظت مظظن النهظار بحسظظب تظوزع المظظاء فظي
هذه الثقوب.
"مظظؤنس الغربظظاء" هظظو لقظظب مأطلظظق علظظى وظيفظظة فظظي البيمارسظظتانات وكظظان ميشظظترط علظظى صظظاحبها أن
يكون حسن الصوت ومهمته الترويح عن المرضى النفسظظيين بالنشظظاد وتلوة القظرآن الكريظظم ،وفظظي
هظظذا المجظظال يقظظول "ابظظن بطلن" :موقظظع اللحظظان مظظن هظظذه الصظظناعة -الطظظب -موقظظع الدويظظة مظظن
البدان المريضة وأفعالها في النفوس الطاهرة".
ومن أشهر الطبظظاء الظظذين ورد ذكرهظظم فظظي "البيمارسظظتان الرغأظظوني" وردت فظظي المصظظادر التاريخأيظظة
أسظظماء عظظدد مظظن الطبظظاء عمل ظوا فظظي "البيمارسظظتان الرغأظظوني" أهمهظظم "حجيظظج بظظن قاسظظم الوحيظظدي"
الظظذي تظظوفي فظظي العظظام 1584م وأهظظم كتبظظه" :منهظظج الطبظظاء وشظفاء الحيظظاء" و"رحلظظة الوحيظظدي مظظن
حل ظظب إل ظظى مك ظظة" و"ال ظظدر والعقي ظظان ف ظظي آلت نف ظظس النس ظظان" ،وهن ظظاك "هاش ظظم الس ظظروجي الحل ظظبي
الحسظظيني" المتظظوفى فظظي العظظام 1556م وكظظان رئيظظس الطبظظاء فظظي البيمارسظظتان النظظوري فظظي مدينظظة
حلب.
ومن الطباء أيضاً "صالح أفندي بن نصر ال السظلوم الحلظبي" المتظوفى فظي العظام 1670م الظذي
عينه السلطان العثماني "محمد الرابع" رئيساً للطبظظاء وأعطظاه رتبظظة قاضظظي قضظظاة "القسظظطنطينية"،
وأخأيظ ظ اًر "محمظظد بظظن عبظظد القظظادر الشظ ظرباتي" المتظظوفى فظظي العظظام 1526م صظظاحب وظيفظظة "الشظ ظراب
دارية" ورئيس الطباء في البيمارستان الرغأوني.
وفي كتابه الشهير "بيمارستانات حلب"مفخأرة العمارة السلمية -دار القلظظم العربظي ،2006يقظول
ضظظحاً :فظظي البيمارسظظتان النظظوري فظظي حلظظب
مظظؤرخ حلظظب المعاصظظر السظظتاذ عظظامر رشظظيد مظظبيض مو ك
هنظظاك الي ظوان الكظظبير الظظذي أنشظظأه الشظظرف "شظظعبان" ولظظه إي ظوان صظظغير مظظن الجهظظة الغربيظظة وهظظو
مخأصظظص لجلظظوس الفرقظظة الموسظظيقية ويقابظظل هظظذا اليظوان الصظظغير قاعظظة النسظظاء الظظتي كظظانت متغلظظق
بباب خأشبي حينما تبدأ الفرقة الموسظظيقية بظظالعزف والشظيء نفسظه كظظان يتظم فظي الجنظظاحا المخأصظظص
102
للنساء في البيمارستان الرغأوني ،لقد كانت اللت الموسيقية متستعمل في البيمارستانات كأدوات
من بين الدوات الطبية العلجية المستخأدمة فظظي شظفاء المجنظظون حيظظث كظانت اللحظان متبتكظظر مظن
أجل التخأفيف من جظراحا ذلظك المريظض وألمه وتهدئظة اضظطرابه ,ومن أنظواع العلجظات الموسظيقية
التي كانت متستخأدم لشفاء المرضى في بيمارستانات حلب أيضاً العلج بطريقة الماء وعنه يقظظول
"مظبيض"" :فظي البيمارسظتان الرغأظوني كظظان المظاء يصظظعد مظن فوهظظة فظي وسظظط البركظظة وكظظأنه تراتيظظل
حمظظد وهمسظظات تسظظبيح أو كظظأنه بلسظظم يظظداوي بالموسظظيقا مشظظاعر الظظروحا وضظظعف الجسظظد وهكظظذا كظظان
صظعود المظاء مظن فوهظة البركظة -وذلظك تبعظاً لمظا فظي الفوهة مظن صظنعة تتحكظم فظي انظدفاع المظاء-
يتنظظاغأم مظظع دورة الزمظظان وتعظظاقب الليظظل والنهظظار فيكظظون هامسظ ظاً خأاشظظعاً فظظي الليظظل ثظظم يتعظظالى مظظع
سظظبحات الضظظوء وألظظق الفجظظر ثظظم يتعظظالى ويتعظظالى مظظع وهظظج الظهيظرة كظظأنه يريظظد أن يخأفظظف مظظن هظظذا
الوهظظج ليعظظود هادئ ظاً مظظع الغظظروب وكظظأنه يظظودع الشظظمس وداع ظاً حاني ظاً يشظظفي الظظروحا ويظظبرئ الجسظظم،
فالبيمارس ظظتانات ف ظظي الس ظظلم ه ظظي موس ظظيقا التن ظظاغأم بي ظظن الجس ظظم وال ظظروحا ك ظظي يتخألص ظظا م ظظن ش ظظبح
المرض.
وحول أشهر أطباء البيمارستان النوري يقول" :لم تحدد المصادر التاريخأيظظة أسظظماء الطبظظاء الظظذين
عملظوا حصظ اًر فظظي البيمارسظظتان النظظوري إوانمظظا ترجمظظت لعظظدد مظظن الطبظظاء خأظظدموا فظظي حلظظب وبظظديهي
أنهم عملوا فيه وهم :صاعد بن عباس حكيم حلب المتوفى في العام 1043م وسكرة الحلظظبي مظظن
أيظام الملظظك نظور الظدين زنكظي" و"أبظو المجظد بظن أبظي الحكظظم أيظام نظور الظظدين زنكظظي الظذي جعظظل أمظظر
الطب إليه بعد تشييد البيمارسظظتان فظي عهظده ،وموفظق الظدين بظن المطظران بن جرجظس ،زيظن الظدين
الحظظافظي ،رشظظيد الظظدين الخأزرجظظي ،موفظظق الظظدين البغظظدادي ،نجظظم الظظدين بظظن اللبظظودي الظظذي ولظظد فظظي
حلب سنة 1210م وتوفي في دمشق سنة 1271م ،وأخأي ًار محمظد بن أبظي حامظد الحلظبي المتظوفى
في العام 1331م.
لقد كان للموسيقا العلجية دورها ومكانتها في البيمارستانات وكانت إحدى التكاليف الباهظة التي
تنفق في بيمارستانات "حلب" هي أجور الموسيقيين الذين كانوا يعزفون من اجل إلهاء المرضى
أو من أجل تقديم العروض الموسيقية ،وانطلقاً من إيمان أرغأون الكاملي باني البيمارستان
بالموسيقا وتأثيرها على شفاء المرضى فقد قام بتجهيز بيمارستانه بعازفي موسيقا حيث رتب لهم
جميع ما يحتاجونه وفي مقدمتها أجورهم.
103
المصادر والمراجع
ابججن أبججي أصججيبعة موفظظق الظظدين أبظظي العبظظاس أحمظظد بظظن القاسظظم بظظن خأليفظظة ,عيججون النبججاء فججي
طبقات الطباء ,منشورات دار مكتبة الحياة -بيروت 702 ,صفحة.
ابن خلكان وفيات العيان ,طبعة إحسان عباس ,بيروت ,الجزء الرابع والملحق الول.
ابن القفطي القاضي ,أخبار الحكماء ,طبعة ليبزج.
حاجي خليفة ,كشف الظنون ,الجزء الثاني ,طبعة استانبول.
د.حمارنة سامي خألف ,تاريخ تراث العلوم الطبية عند العججرب والمسججلمين ,مجلظظد أول ,طبعظظة
جامعة اليرموك 1986م1406/هظ.
د.حمارنة نشأت ,تاريخ أطباء العيون.
د.حميدان زهيظظر ,أعلم الحضارة العربية السلمية فجي العلججوم الساسججية والتطبيقيجة "العهججد
العباسججي" و"العهججد الفججاطمي" ,المجلظظد الثظظاني ,منشظظورات و ازرة الثقافظظة فظظي الجمهوريظظة العربيظظة
السورية.
الججدفاع علظظي عبظظد الظظ ,إسججهام علمججاء العججرب والمسججلمين فججي الصججيدلة .منشظظورات الرسظظالة-
بيروت.
الزركلي -خأيظظر الظظدين ,العلم ,ج ,2ظ 341صظظفحة ,ج ,4ج ,6ظ 335صظظفحة ,دار العلظظم
للمليين ,بيروت ,الطبعة الخأامسة ,أيار )مايو( .1980
عيسى بك أحمد ,تاريخ البيمارستانات في السلم,
ميرهوف -ماكس ,تراث السلم ,ترجمة :جورجيس فتح ال.
مصادر النترنت:
104
ابن الثير :الكامل في التاريخ؛ تاريخ الدولة التابكية ملوك الموصل )مخأطوط(.
الدكتور أحمد عيسى بك :تاريخ البيمارستانات في السلم.
105