Professional Documents
Culture Documents
مخاطر المخدرات
مخاطر المخدرات
ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس:
ﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺧدرات
ﻣطﺑوﻋﺔ اﻟدﻋم اﻟﺑﯾداﻏوﺟﻲ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﺧﺻص ﺗﺎرﯾﺦ.
اﻟﺻﻔﺣﺔ: اﻟﻣوﺿوع:
1 ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ :ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧدرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ
04 ﺗﻣﻬﯾد
04 أوﻻ -ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧدرات
04 -1ﻟﻐﺔ
05 -2اﺻطﻼﺣﺎ
05 -1-2ﻣن ﻣﻧظور اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
06 -2-2ﻣن ﻣﻧظور ﻧﻔﺳﻲ
07 -3-2ﻣن ﻣﻧظور طﺑﻲ
09 -4-2ﻣن ﻣﻧظور ﻗﺎﻧوﻧﻲ
10 -5-2ﻣن ﻣﻧظور ﺷرﻋﻲ
11 ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ
13 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧدرات
15 ﺗﻣﻬﯾد
15 أوﻻ -ﺗﺎرﯾﺦ أﻫم اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺛﺑطﺔ:
15 -1اﻷﻓﯾون.
18 -2اﻟﻣورﻓﯾن
20 -3اﻟﻬﯾروﯾن
20 -4اﻟﻛودﯾﯾن
21 -5اﻟﺑﯾﻧزودﯾﺎزﯾﺑﯾﻧﺎت
21 -6اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات
23 -7اﻟﻣذﯾﺑﺎت اﻟطﯾﺎرة
25 ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﺎرﯾﺦ أﻫم اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﻬﻠوﺳﺔ:
25 -1اﻟﺣﺷﯾش
30 -2اﻟﻔﯾﻧﺳﯾﻛﻠﯾدﯾن
30 -3ﻋﻘﺎر أل .أس .ديL.S.D :
31 -4اﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾن
32 ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺗﺎرﯾﺦ أﻫم اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﻧﺷطﺔ:
32 -1اﻟﻘﺎت
34 -2اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت
36 -3اﻹﻓدرﯾن
37 -4اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن
40 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
42 ﺗﻣﻬﯾد
42 أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
45 ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﻌرﯾف اﻟﻣدﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
46 ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺻﻔﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣدﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
47 راﺑﻌﺎ -ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات
48 ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻣراﺣل ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ
49 ﺳﺎدﺳﺎ -اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻺدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
53 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ :ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
55 ﺗﻣﻬﯾد
55 أوﻻ -ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
57 ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﻧﺗﺎج اﻟﻘﻧب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
60 ﺛﺎﻟﺛﺎ -إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
62 ﺛﺎﻟﺛﺎ -زراﻋﺔ اﻟﻛوﻛﺎ ٕواﻧﺗﺎج اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
63 راﺑﻌﺎ -إﻧﺗﺎج اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
64 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات
66 ﺗﻣﻬﯾد
66 أوﻻ -اﻟﻌواﻣل اﻟﻔردﯾﺔ
68 ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻷﺳرﯾﺔ
69 ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
69 راﺑﻌﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق
70 ﺧﺎﻣﺳﺎ اﻟﻌواﻣل اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
70 ﺳﺎدﺳﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
71 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ :اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات
73 ﺗﻣﻬﯾد
73 أوﻻ -اﻵﺛﺎر اﻟﺻﺣﯾﺔ
74 ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
75 ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
76 راﺑﻌﺎ -اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
78 ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ :طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات وﺳﺑل اﻟﻌﻼج
80 ﺗﻣﻬﯾد
80 أوﻻ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔردي
80 ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﺳري
81 ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ
82 راﺑﻌﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ
95 ﺧﻼﺻﺔ
97 ﺧﺎﺗﻣﺔ
99 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺧطر اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،وذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﻣﺻدر ﻗﻠق وﺗﻬدﯾد
ﻷﻣﻧﻬﺎ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﻣن
أو اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ واﻗﺗﺻﺎدﻩ وﻧﺳﯾﺟﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
واﻟﻣﻠﻔت ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ أن ظﺎﻫرة ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن ﻗد أﺻﺑﺣت أﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ ار ﻋﻣﺎ
ﻣﺿﻰ ،واﻷﺧطر ﻣن ذﻟك أﻧﻬﺎ ﻣﺳت ﺷراﺋﺢ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إذ ﻟم ﺗﺗوﻗف أﺿرارﻫﺎ ﻋﻧد ﺣدود
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ﻟﻠﻔرد ﺑل ﺗﻌدى ﻟﻠﻧﻔس واﻟﺟﺳم وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻵﺧرﯾن وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ...اﻟﺦ.
وﺗﺻﻧف اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺧدرات ﻣﺛﺑطﺔ ﻛﺎﻷﻓﯾون وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ،
وﻣﻧﺷطﺔ ﻛﺎﻟﻛوﻛﺎ واﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن واﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ،وﻣﻬﻠوﺳﺔ ﻛﺎﻟﺣﺷﯾش واﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾن واﻟﻔﻧﺳﻛﻠدﯾن
وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌدد أﯾﺿﺎ طرق ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻓﻣﻧﻬﺎ اﻟﺷم واﻟﺑﻠﻊ واﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟورﯾد.
وﻛﺎن ﺗﻌﺎطﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﯾﺗم ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻷن اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ
اﻷﺳﺎس ﻣوﺟﻬﺔ ﻷﻏراض طﺑﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ وﻓق ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻛل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻷي دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﻓرﺿت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻬﺎ أو ﻣﻧﺗﺟﻬﺎ أو اﻟﻣﺗﺎﺟر ﺑﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺎت
ﺻﺎرﻣﺔ وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﺧطﺎرﻫﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻘد أﻧﺷﺋت ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺻدي ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺧدرات ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ...اﻟﺦ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺈﻋداد ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ،وذﻟك ﺑﻬدف ﺗﻘدﯾم ﻧظرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﻣﺧدرات ،وﻗد ﺗﺿﻣﻧت ﻋدة ﻣﺣﺎﺿرات ،ﺣﯾث ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺧدرات ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎ ﻣن زواﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ :طﺑﯾﺔ ،ﻧﻔﺳﯾﺔ ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺷرﻋﯾﺔ وﻛذا
1
ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻛﺎﻧت ﺣول ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧدرات ،ورﻛزﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻛر أﻫم اﻟﻣواد
اﻟﻣﺧدرة ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن رﻛزﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻹدﻣﺎن واﻟﺷﺧص
اﻟﻣدﻣن وﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وأﻫم اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻺدﻣﺎن ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻘد ﺗطرﻗﻧﺎ
إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺷرات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻛﺗﻘدﯾم إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺣول ﻋدد
اﻟﻣﺗﻌﺎطﯾن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﻛذا ﻋدد اﻟوﻓﯾﺎت ﺑﺳﺑﻬﺎ ،واﻹﺷﺎرة إﻟﻰ زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج أﻫم اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة
ﻛﺎﻷﻓﯾون واﻟﻘﻧب واﻟﻛوﻛﺎ ..إﻟﺦ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻟﺗوﺿﯾﺢ أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣؤدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔرد ﻟﻠﺗﻌﺎطﻲ أﻣﺎ اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻﺣﻲ ،اﻟﻧﻔﺳﻲ ،اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ...إﻟﺦ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ
ﻓﻛﺎﻧت ﺣول طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات وﺳﺑل اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔردي وﻛذا اﻷﺳري
واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ،وﺗﺑﯾﺎن أﻫم اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات.
2
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧدرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ
ﺗﻣﻬﯾد
3
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧدرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ
ﺗﻣﻬﯾد:
إن ﺿﺑط ﺗﺻورﻧﺎ ﺣول ﻣوﺿوع اﻟﻣﺧدرات ﯾﻌد ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎﻧت دﻻﻻﺗﻪ ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺗﺳﺗﺧدم ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم
اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ،وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻫذا اﻟﺗﺻور ﻛﺎن ﺣﻠﻲ ﺑﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺧﺻوﺻﺎ وأﻧﻪ ﻣﺣل
اﺧﺗﻼف ﻓﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطب ﯾﺧﺗﻠف إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻋن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس أو
ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع...إﻟﺦ وﻫﻛذا ﺗﺗﺿﺢ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻛل ﻋﻠم ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﻣﻔﻬوم ﻟﻠﻣﺧدرات ،وﺿرورة
ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻬﺎ وﻣﺻدرﻫﺎ.
وﺣﺗﻰ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻘدﯾم ﺗﺻور ﺷﺎﻣل ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧدرات وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ
ﻋﻠﯾﻧﺎ إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﻓﺎﺣﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗم ﺗداوﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﻘول اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻛﻌﻠم اﻟﻧﻔس وﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع ...إﻟﺦ.
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺧدرات:
-1ﻟﻐﺔ:
ﺧﺎدر أي :داﺧل ِ
اﻟﺧدر.1 ﻻزﻣت اﻟﺧدر ،و ٌ ِ اﻟﺧدرِ :
"ﺧدرِ :
أﺳد ٌ اﻟﺳﺗر .وﺟﺎرﯾﺔ ُﻣ َﺧدرة إذا َ
أﻟزﻣﻬﺎ ﺧدرﻫﺎ وﺻﺎﻧﻬﺎ
در اﻟﻣرأةََ :
وﺧ َ
اﻟﻬودج أﻟﻘﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﺗرَ ،
َ ﺧدر
در َﺧد اًر :اﺳﺗﺗر ،ﯾﻘﺎل َ
" َﺧ َ
ﻋن اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻘﺿﺎء اﻟﺣواﺋﺞ
ﺧدر ﻣن اﻟﺷراب أو اﻟدواء ،وﺧدر ﺟﺳﻣﻪ ،وﺧدرت
اﺳﺗرﺧﺎء ،وﯾﻘﺎل َ
ٌ ﻓﺗور و
َﺧ َدر َﺧ َد ار :ﻋراﻩ ٌ
ﻋظﺎﻣﻪ ،وﺧدرت ﯾدﻩ أو رﺟﻠﻪ ،وﺧدرت ﻋﯾﻧﻪ :ﺛﻘﻠت ﻣن ﻗ ًذى ﯾﺻﯾﺑﻬﺎ.
اﻟﻣﺧدر :ﻣﺎدة ﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣﯾوان ﻓﻘدان اﻟوﻋﻲ ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻛﺎﻟﺣﺷﯾش واﻷﻓﯾون ،ج
ﻣﺧدرات".1
1
أﺑو ﻧﺻر اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﺣﻣﺎد اﻟﺟوھري :اﻟﺻﺣﺎح ﺗﺎج اﻟﻠﻐﺔ وﺻﺣﺎح اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﺣدﯾث ،اﻟﻘﺎھرة ،ص .307
4
-2اﺻطﻼﺣﺎ:
ﺗﻌرف اﻟﻣﺧدرات "ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ وﻣﺗداوﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﺢ،
ّ
وﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟﻣذﻫﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘل ﻓﯾﺄﺗﻲ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺳﻠوﻛﺎ ﻣﻧﺣرﻓﺎ".2
ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺑﻘﻰ ﻗﺎﺻ ار ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣواد وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﻧوع اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي
ﺗﺗرﻛﻪ ،وﻻ ﻛﯾف ﺗؤدي ﺑﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻟﻠﺟﻧوح أو اﻻﻧﺣراف ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧﻼﺣظ أن
ﺻﺎﺣب اﻟﺗﻌرﯾف اﻧطﻠق ﻣن اﻟﺧﺎص )اﻟﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﺢ( إﻟﻰ اﻟﻌﺎم )اﻟﺳﻠوك اﻻﻧﺣراﻓﻲ( واﻷوﻟﻰ
اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻻﻧﺣراف ﻹﻓﺎدة اﻟﻌﻣوم.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات أو إدﻣﺎﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ
ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻓرادﻩ ﺑﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ وﺻﺣﯾﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ
ﻛل ﻣن اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﺗدﻓﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻋواﻣل ﻋدﯾدة ﺑﻌﺿﻬﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻔرد واﻵﺧر ﺑﺎﻷﺳرة واﻟﺛﺎﻟث ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وظروﻓﻪ ،وﺗﺗﺿﺢ ﺧطورة
ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ أﺛر ﺳﻠوك اﻟﻣﺗﻌﺎطﯾن أو اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾﺷون ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ازدﯾﺎد
ﻣﻌدﻻت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑوﻧﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻐراق ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻧﺣرف اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﺗطﻠب ﻣزﯾدا ﻣن إﺟراءات اﻟﺷرطﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺟﺎﻧب
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟراء ﻓﻘدﻩ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ".3
1
ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ط ،2004 ،4ص .220
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ط،2006 ،1
ص.33
3رﺷﺎد أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ :اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺘﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺳﺒﻞ اﻟﻌﻼج واﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ
واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1991 ،ص.15
5
واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أﻧﻪ ﻟم ﯾوﺿﺢ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة وﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ اﻟﻔرد
وﺳﻠوﻛﻪ ،ﺑل ﻋرﻓﻬﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ ،ﻓﺎﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻷوﻟﻰ ﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة ﺛم ﺗوﺿﯾﺢ آﺛﺎرﻫﺎ ،واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ أم ﻻ.
وﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل "ﻣﺎدة ﺗﺳﺑب ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﺷوة وﺗﺧﻔﯾف ﻟﻸﻟم ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺎدة ﺧﺎم أو
ﻣﺻﻧﻌﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﯾﺎ وﺟﺳدﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺗﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺗزﯾد ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﺗر
اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷﻟم اﻟﺟﺳدي إذا ﺗم اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ".1
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺧدرات ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣواد ﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻔرد ﺣﯾث
ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ )وﻋﯾﻪ( ﻓﺗدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،وﻣﻧﻪ ﯾﺻﺑﺢ
ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﯾﻣﺛل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧطﯾرة ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
"ﺗﻌرف اﻟﻣﺧدرات "ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أي ﻣﺎدة طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣدث ﻋﻧد ﺗﻌﺎطﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻬﺎ أو
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺗﻐﯾ ار ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ أو وظﺎﺋف ﺟﺳﻣﻪ أو ﺳﻠوﻛﻪ".2
وﯾوﺿﺢ ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﻋﯾد ﯾوﺿﺢ ﻫذا اﻷﻣر ﺑﻘوﻟﻪ "أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذﻫﻧﻲ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ إﻣﺎ ﺑﺗﻧﺷﯾط اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ اﻟﻣرﻛزي أو ﺑﺈﺑطﺎء
ﻧﺷﺎطﻪ أو ﺗﺳﺑﯾﺑﻬﺎ ﻟﻠﻬﻠوﺳﺔ أو اﻟﺗﺧﯾﻼت ،وﻫذﻩ اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن ،وﯾﻧﺟم ﻋن ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ".3
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﺗؤﺛر إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ
واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟدﯾﻪ ﻣن إدراك وﺗﺧﯾل ..إﻟﺦ وﻫو ﺗﺄﺛﯾر ﻣؤﻗت ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻧﺷﯾط أو اﻟﺗﺛﺑﯾط أو
1
درﯾﻔل ﺳﻌدة :ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وإﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻗﺳم ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،02اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2011-2010 :ص.17
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻋﻤﮫ :ﺣﺠﻢ ظﺎھﺮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ﻟﻠﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ،
اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،1998 ،1ص.18
3ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض،1987 ،
ص.130
6
اﻟﻬﻠوﺳﺔ ،ﻟﻛﻧﻪ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ إدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺗﺄﺛﯾرات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗطﺎل
اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ،وﻛذا اﻟوﺳط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻛل ﻣﺎدة ﺧﺎم أو ﻣﺳﺗﺣﺿرة ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻧﺑﻪ أو ﻣﺧدر ﺗؤدي إذا اﺳﺗﺧدﻣت
ﻓﻲ ﻏﯾر اﻷﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌود واﻹدﻣﺎن ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر
1
ﺑﺎﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ"
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻔرد ﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر طﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ أﻓﻛﺎرﻩ وﺗﺻرﻓﺎت وﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،ﻓﺗﻛون
ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة أﻛﺛر إﻟﺣﺎﺣﺎ ﻣن ﺣﺎﺟﺗﻪ ﻟﻸﻛل ،وﻫو ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻓﻌل
ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻌل اﻧﺗﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻛﺎﻟﻘﺗل أو اﻟﺳرﻗﺔ ..إﻟﺦ.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻣﺧدرات ﻣواد ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ
ﻓﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾطﻪ أو ﺗﺛﺑﯾطﻪ أو ﻫﻠوﺳﺗﻪ ،وﯾﻛون اﻟﺗﺄﺛﯾر أﺑﻠﻎ إذا اﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ وﺗﺣول
ﻫذا اﻟﻔرد ﻣﻊ اﻟوﻗت ﻣن ﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣدﻣن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎل
اﻻﻧﻘطﺎع ﺗظﻬر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻋراض ﻛﺎﻟﻘﻠق ،اﻟﺗوﺗر ،اﻟﻬﯾﺟﺎن ...إﻟﺦ وﯾﻘوم ﺑﺳﻠوﻛﺎت
ﻏﯾر طﺑﯾﻌﯾﺔ.
"اﻟﻣﺧدرات ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﺣﺿرة اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذﻫﻧﻲ
ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ واﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﻲ ،وﻫﻲ ﺻﻧﻔﯾن :اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ وﻫﻲ ﻋﻣوﻣﺎ اﻷدوﯾﺔ
اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى اﻟﺻﯾدﻟﯾﺎت ﻷﻏراض طﺑﯾﺔ ،واﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺣظورة وﻫﻲ إﻣﺎ ﻧﺑﺎت طﺑﯾﻌﻲ ﻛﺎﻟﺣﺷﯾش
أو اﻟﻘﻧب اﻟﻬﻧدي ،أو ﻣﺣﺿرة ﻛﺎﻟﻛﯾف اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،وﻫﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻺدﻣﺎن ﻗﺻد اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط
اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠذﻫن".2
1ﻣﺼﻠﺢ اﻟﺼﺎﻟﺢ :اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻗﺎﻣﻮس ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،دار ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2000 ،ص 174
2درﯾﻔﻞ ﺳﻌﺪة :ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وإﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ،أطﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﺗﺨﺼﺺ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ
اﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،02اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2011-2010 :ص.27
7
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج وﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات ﻛﺎﻷﻓﯾون ﻣﺛﻼ ﺗﻛون ﻣﺑﺎﺣﺔ أﯾﺿﺎ
إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟﻬﺔ ﻷﻏراض طﺑﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ﺳﻧﺔ ،1961وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻗﺗﺻﺎر اﻟﻣواد اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺻﯾدﻟﯾﺎت ﻓﺣﺳب.
وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻣواد ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﺗﺳﺑب اﻟﻧﻌﺎس أو اﻟﻧوم ﻏﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو ﻏﯾﺎب اﻟوﻋﻲ
ﻟﺗﺳﻛﯾن اﻵﻻم ".1
وﯾرى ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺷﻌﺑﺎن ﻋطﯾﺎت أن "اﻟﻣﺧدر ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺎدة طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ذات
ﺧواص ﺑﯾوﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻟدﻣﺎﻏﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي
ﯾؤدي إﻟﻰ اﺿطراﺑﺎت ﺟﺳﻣﯾﺔ وﻋﻘﻠﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ،وﺗﺷﻣل اﻟﻣﺧدرات اﻷﻓﯾون وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ
ﻣن ﻣورﻓﯾن وﻫﯾروﯾن وﻏﯾرﻫﺎ ،وﺗﺧﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ" ،2ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻟم ﯾوﺿﺢ
ﻧوع اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ.
وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﺗؤﺛر ﻋﻧد ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ أو
وظﺎﺋف اﻟﺟﺳم ﺑل وﯾﺗﻌدى إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وذﻟك راﺟﻊ ﻟﻧوع اﻟﻣﺧدر وﺣﺟم
اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻛﻠﻣﺎ ﻛن اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺿﻌﯾﻔﺎ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺧدرات ﻣواد طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻧد ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘل وﺟﺳم اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﺑﺎﻟﺗﺛﺑﯾط أو اﻟﺗﻧﺷﯾط أو اﻟﻬﻠوﺳﺔ ،وﺗﺗوﻗف درﺟﺔ ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ،وﯾﺗﻌدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔرد اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺗﻛرر ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن.
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺒﺮﯾﺜﻦ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،ط ،2002 ،1ص.13
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﻌﺒﺎن ﻋﻄﯿﺎت :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﺨﻄﺮة وﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2000 ،1ص.13
8
-4-2ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺧدرات ﻣن ﻣﻧظور ﻗﺎﻧوﻧﻲ:
"ﻣن اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻌرف اﻟﻣﺧدر ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺧط ار ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻔرد وﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذا ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧدرات ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﻣﺎ ﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺧطرة".1
وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺷﻣوﻟﯾﺗﻪ وﻏﻣوﺿﻪ ،إذ ﻟم ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﻻ ﻧوﻋﻬﺎ،
واﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻘﺎ ار ﺧط ار ﻓﻬل ﻛل ﻋﻘﺎر ﺧطﯾر ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺧدرا؟
وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺟﺎﺑر ﺑن ﺳﺎﻟم ﻣوﺳﻰ وآﺧرون "أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣواد ﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن وﺗﺳﻣم
ّ
اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ،وﯾﺣظر ﺗداوﻟﻬﺎ أو زراﻋﺗﻬﺎ أو وﺿﻌﻬﺎ إﻻ ﻷﻏراض ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻻ
ﺗﺳﺗﻌﻣل إﻻ ﺑوﺳﺎطﺔ ﻣن ﯾرﺧص ﻟﻪ ﺑذﻟك ،وﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل ﻣﺎدة ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
إﻧﻬﺎك اﻟﺟﺳم وﺗﺄﺛﯾر ﻋﻛﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺎد ﺗذﻫب ﺑﻪ ،وﺗؤدي ﻋﺎدة إﻟﻰ اﻹدﻣﺎن،
وﺗﺣرﻣﻬﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ".2
وﺣﺳب ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺧدرات ﻣواد ﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن وﻫﻲ ﻣﺣظورة دوﻟﯾﺎ ،وذﻟك ﻧظ ار
ﻟﻸﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﺟرم زارﻋﻬﺎ أو ﻣﻧﺗﺟﻬﺎ أو اﻟﻣﺗﺎﺟر ﺑﻬﺎ أو ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻬﺎ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻛل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑدءا
ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺷﻧﻐﻬﺎي ،1909اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻻﻓﯾون 1912اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف 1925-1931اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ،1961اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،1971اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ... 1988إﻟﺦ وأﻛدت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء.
وﻗد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣؤﺛرات
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻗﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﯾن ﺑﻬﺎ أن "اﻟﻣﺧدر ﻛل ﻣﺎدة طﺑﯾﻌﯾﺔ أم
اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواد اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدوﻟﯾن اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ﺳﻧﺔ
1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻤﺴﻜﺮات واﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﻜﯿﻔﺎت وآﺛﺎرھﺎ اﻟﺼﺤﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ
ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1988 ،ص.51
2ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2005 ،2ص.10
9
1961ﺑﺻﯾﻐﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول ،1" 1972وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺑﺷﺄن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺧدرات.
ﻟم ﯾﺗطرق اﻟﺷرع ﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺧدرات ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾم أو اﻹﺑﺎﺣﺔ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ،وذﻟك ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرد ﻻ
ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب وﻻ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،وﻟﻛن ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻛرات
ﻛﺎﻟﺧﻣر ﻣﺛﻼ ﻓﻘد ﻗﺎم اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺗﺣرﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎدﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎس ،واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺻت
َواْﻟ َﻣ ْﯾ ِﺳ ِر ﻗُ ْل ك َﻋ ِن اْﻟ َﺧ ْﻣ ِر وﻧ َﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﺧﻣر ﻛﻘول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ" :ﯾ ْﺳﺄَﻟُ َ
كاْﻟ َﻌ ْﻔ َو َﻛ َذِﻟ َ ون ُﻗ ِل ِ
ك َﻣﺎ َذا ُﯾ ْﻧﻔﻘُ َ ﺎس َ ٕوِاﺛْ ُﻣﻬُ َﻣﺎ أَ ْﻛَﺑ ُر ِﻣ ْن َﻧ ْﻔ ِﻌ ِﻬ َﻣﺎ َوَﯾ ْﺳﺄَﻟُ َ
وﻧ َ ِﻓﯾ ِﻬ َﻣﺎ إِﺛٌْم َﻛﺑِ ٌﯾر و َﻣَﻧ ِﺎﻓﻊُ ﻟِﻠﱠﻧ ِ
َ
ِ ﱠ ﯾﺑﯾ ﱠ
ون".2 ﱢن اﻟﻠﻪُ ﻟَ ُﻛ ُم ْاﻵََﯾﺎت ﻟَ َﻌﻠ ُﻛ ْم ﺗَﺗَﻔَ ﱠﻛ ُر َ
َُ ُ
َزﻻ ُم ِر ْﺟ ٌس ِﻣ ْن َﻋ َﻣ ِل اﻟ ﱠﺷ ْـﯾطَ ِ
ﺎن ﺎب َو ْاﻷ ْ َ ﺻ ُ
ِ ﯾن َآ َﻣُﻧوا إِﱠﻧ َﻣﺎ اْﻟ َﺧ ْﻣ ُر
َواْﻟ َﻣ ْﯾﺳ ُر َو ْاﻷ َْﻧ َ
ﱠِ
وﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ "َﯾﺎ أَﱡﯾﻬَﺎ اﻟذ َ
ـﺎء ِﻓـﻲ اْﻟ َﺧ ْﻣ ِـر َواْﻟ َﻣ ْﯾ ِﺳ ِـر
ﺿ َ ـﻊ َﺑ ْﯾ َـﻧ ُﻛ ُم اْﻟ َﻌ َـد َاوةَ َواْﻟَﺑ ْﻐ َ أْ ِ
َن ُﯾوﻗ َ ﺎن
ط ُ ـون ،إِﱠﻧ َﻣـﺎ ُﯾ ِرﯾ ُـد اﻟ ﱠﺷ ْـﯾ َ ِ ﱠ ﻓَ ْ ِ
ﺎﺟﺗَﻧ ُﺑوﻩُ ﻟَ َﻌﻠ ُﻛ ْم ﺗُْﻔﻠ ُﺣ َ
ون".3 وﯾﺻ ﱠد ُﻛم ﻋن ِذ ْﻛ ِر اﻟﻠﱠ ِﻪ وﻋ ِن اﻟﺻ َ ِ
ﱠﻼة ﻓَﻬَ ْل أ َْﻧﺗُ ْم ُﻣ ْﻧﺗَﻬُ َ ََ ََ ُ ْ َ ْ
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻓﻘد وردت ﻋدة أﺣﺎدﯾث ﺷرﯾﻔﺔ ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﻛﻘوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم:
"ﻛل ﻣﺳﻛر ﺧﻣر وﻛل ﻣﺳﻛر ﺣرام"
إن اﻟﺧﻣر ﻣﺎدة ﺗﻐﯾب ﻋﻘل ﺷﺎرﺑﻬﺎ وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻻ واﻋﯾﺔ وﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﻏﯾر
ﻣﻘﺑوﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻛﺎﻟﺗﻠﻔظ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﺑذﯾﺋﺔ أو اﻟزﻧﺎ ...إﻟﺦ ،ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻟﻣﺧدرات إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة أﺧطر ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻣن اﻟﺧﻣر ذاﺗﻪ ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﻋﻼج اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
أﺻﻌب ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﻋﻼج إدﻣﺎن اﻟﺧﻣر واﻟذي ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧد اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﻪ آﺛﺎر ﺧطﯾر ﻛﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن إدﻣﺎن اﻟﻣﺧدرات.
1
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،وزارة اﻟﻌدل :ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻗﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﯾن ﺑﮭﺎ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ط ،2005 ،1ص.03
2ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﯾﺔ219 :
3ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﯾﺔ91-90 :
10
وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﺣﺎﻓظ اﻟذﻫﺑﻲ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " :وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻛل ﻣﺳﻛر ﺧﻣر
اﻟﺣﺷﯾﺷﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن ورق اﻟﻘﻧب ،وﻫﻲ ﺣرام ﻛﺎﻟﺧﻣر ،وﻫﻲ أﺧﺑث ﻣن اﻟﺧﻣر ﻣن ﺟﻬﺔ،
إﻧﻬﺎ ﺗﻔﺳد اﻟﻌﻘل واﻟﻣزاج ﺣﺗﻰ ﯾﺻﯾر ﻓﻲ اﻟرﺟل ﺗﺧﻧث ودﯾﺎﺛﺔ ،وﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ
واﻟﻣﻘﺎﺗﻠﺔ".1
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﺧدرات ﺣﺳب اﻟﻣﻧظور اﻟﺷرﻋﻲ ﻫﻲ ﻛل ﻣﺎدة ﺗﻐﯾب اﻟوﻋﻲ وﺗﺟﻌل ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺳﻛر ،وﺗﺗﺳﺑب إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﻪ ﻧﻔﺳﯾﺎ وﺑدﻧﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ...إﻟﺦ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻧﺧﻠص ﻣن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن
اﻟﻣﺧدرات ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل واﻟﺟﺳم واﻟﺳﻠوك ﻣﻌﺎ ،وﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ،
وﺗﻠﺣق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻧﺟد اﻟﻣﺛﺑطﺎت ،اﻟﻣﻧﺷطﺎت،
اﻟﻣﻬﻠوﺳﺎت وﻫﻲ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻸﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وأي
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺳواء ﻣن ﺣﯾث زراﻋﺗﻬﺎ أو إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ أو اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ أو اﻻﺗﺟﺎر ﺑﻬﺎ ﯾﺳﺗوﺟب
اﻟﻌﻘﺎب.
1رﺟﺐ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﺟﻨﺎح :اﻟﻤﺨﺪرات آﻓﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،اﻟﺪار اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ واﻹﻋﻼن ،ﻟﯿﺒﯿﺎ ،ط ،2000 ،1ص.16
11
-2-2ﻣﺧدرات ﻣﺻﻧﻌﺔ :وﻫﻲ اﻟﻣﺣﺿرة ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣل.
-3-2ﻣﺧدرات ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻌﺔ :وﻫﻲ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
-3ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺄﺛﯾر :وﺗﻧﻘﺳم وﻓﻘﻪ إﻟﻰ:
-1-3ﻣﺛﺑطﺎت :ﻣﺛل اﻷﻓﯾون ،اﻟﻣورﻓﯾن ،اﻟﻬﯾروﯾن ،اﻟﻛودﯾﯾن ،اﻟﺑﻧزودﯾﺎزﯾﺑﻧﺎت ،اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات
...إﻟﺦ
-2-3ﻣﻧﺷطﺎت :ﻣﺛل اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ،اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ،اﻹﻓدرﯾن ...إﻟﺦ
-3-3ﻣﻬﻠوﺳﺎت :ﻣﺛل اﻟﺣﺷﯾش ،اﻟﻔﻧﺳﻛﻠدﯾن ،LSD ،اﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾن ...إﻟﺦ.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻣﺧدرات ﻫﻲ ﻛل ﻣﺎدة ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ اﻟﻣرﻛزي
ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﺗﺛﺑﯾط أو اﻟﺗﻧﺷﯾط أو اﻟﻬﻠوﺳﺔ ،وﻗد ﺗﻛون طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣﺷﯾش واﻷﻓﯾون ،أو ﻧﺻف
ﻣﺻﻧﻌﺔ ﻛﺎﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ،أو ﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣﺛل اﻷﻣﻔﯾﻧﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ،وﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻬﺎ أو زراﻋﺗﻬﺎ أو ﺗﺟﺎرﺗﻬﺎ
إﻻ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون.
12
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ
ﻣﺗﻌددة ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ أن ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣﺧدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻷﺧرى ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة وﺗرﻛﯾﺑﻬﺎ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ،ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﻬﻠوﺳﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺛﺑط وﻣﺳﻛن ﻟﻸﻟم،
وﻣﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺷط ﻟﻠﺟﺳم ،وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺗرك آﺛﺎ ار ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ
ﺗﻣﺛل ﺳﻠوﻛﺎ ﻣﻧﺣرﻓﺎ ﺧﺎرﺟﺎ ﻋن اﻷطر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻘﺎب ﻓﺎﻋﻠﻪ.
13
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧدرات
ﺗﻣﻬﯾد
14
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧدرات
ﺗﻣﻬﯾد:
إن دراﺳﺔ أي ﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻣﻪ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑظروف ﻧﺷﺄﺗﻪ وﻣراﺣل ﺗطورﻩ ،وﺗﻌد ظﺎﻫرة ﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات إﺣدى اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗرﻋﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﻧﺎ ﺧﺻوﺻﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﺻر،
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ﻗد طﺎﻟت اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻣﻌﺎ.
وظﺎﻫرة ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ظﺎﻫرة ﻗدﯾﻣﺔ ﻗدم اﻹﻧﺳﺎن ذاﺗﻪ ،وﺗﺿرب ﺑﺟذورﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق
اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷري ،وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻣﺧدرات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﺣﺷﯾش واﻟﺧﺷﺧﺎش واﻟﻘﺎت واﻟﻛوﻛﺎ ،أﻣﺎ
اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ وﻧﺻف اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻓﻘد ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،وﻧﺣن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿرة
ﺳﻧطرق إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧدرات اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﺗﻬﻼﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-1اﻷﻓﯾون :Opium
ﯾذﻫب ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن إﻟﻰ أن ﻛﻠﻣﺔ اﻷﻓﯾون ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ أﺑﯾوم opiumاﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ
اﻟﻌﺻﺎرة ،وﻫﻲ ﻣﺎدة ﻣﺧدرة ﺗﺳﺗﺧرج ﻣن ﻧﺑﺎت اﻟﺧﺷﺧﺎش ،وﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻬﯾروﯾن ،وطﺑﻘﺎ
ﻟﻣﺻﺎدر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺷﻛل أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺣﺎﻟﯾﺎ اﻟﻣﺻدر اﻷول ﻟﻸﻓﯾون".1
"وﻫو ﻋﻘﺎر أﺑﯾض اﻟﻠون ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻠﺑن ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺛﻣﺎر ﻏﯾر اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ ﻟﺷﺟرة
اﻟﺧﺷﺧﺎش اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺎ ﺑﺎﺳم paraver somniferamأي زﻫرة اﻟﻧوم ،وطرﯾﻘﺔ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗم ﺑﺈﺣداث ﺧدوش ﻓﻲ اﻟﺛﻣرة ﻏﯾر اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ ﻟﻠﺧﺷﺧﺎش ﯾﺧرج ﻣﻧﻬﺎ ﺳﺎﺋل أﺑﯾض اﻟﻠون
ﯾﺟف ﺑﻌد ذﻟك وﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺎدة ﻟدﻧﺔ ﻣطﺎطﯾﺔ اﻟﻠون" 2أي اﻟﻠون اﻟﺑﻧﻲ" ،ﺛم ﯾﻛﺷط ﻣن ﻋﻠﻰ
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2012 ،1ص24
2ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2005 ،2ص12
15
اﻟﻛﺑﺳوﻻت )ﺛﻣرات ﻧﺑﺎت ﺧﺷﺧﺎش اﻷﻓﯾون( ،وﯾﺟﻣﻊ ﻓﻲ أوﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻋﻧدﺋذ ﯾﻛون ﺷﻛﻠﻪ
ﻛﺷﻛل اﻟﻌﺳل اﻷﺳود ،وﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﯾزداد ﺟﻔﺎﻓﻪ وﯾﺻﺑﺢ أدﻛن ﻟوﻧﺎ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺟزء اﻟﺧﺎرﺟﻲ
ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ذات ﻟون ﺑﻧﻲ ﻣﺗوﺳطﺎ وﺟﺎﻓﺎ وﻣﺟﻌدا ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺟزء اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن
اﻟﻛﺗﻠﺔ طرﯾﺎ وﻟزﺟﺎ وﻟوﻧﻪ ﺑﻧﯾﺎ ﻏﺎﻣﻘﺎ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻛﺗﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ذات ﻗوام ﻟزج طري وﯾﻛﺎد ﻟوﻧﻬﺎ
ﯾﻛون أﺳودا ،وﯾﺳﻣﻰ اﻷﻓﯾون وﻫو ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻷﻓﯾون اﻟﺧﺎم".1
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟراﺋﺣﺔ ﻟﻪ راﺋﺣﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣﺧدرة واﻟطﻌم ﻣر ،وﯾﺣﺗوي اﻷﻓﯾون ﻋﻠﻰ ﻗﻠواﻧﯾﺎت ﻛﺛﯾرة
أﻫﻣﻬﺎ :اﻟﻣورﻓﯾن ،واﻟﻛودﯾﯾن ،واﻟﺑﺎﯾﻔرﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣواد أﺧرى ﻣﺛل ﺣﻣض اﻟﻣﯾﻛوﻧﯾك
وأﺣﻣﺎض ﻋﺿوﯾﺔ أﺧرى وﺣﻣض اﻟﻛﺑرﯾﺗﯾك.2
"وﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠث اﻟذﻫﺑﻲ :ﻻووس وﺗﺎﯾﻠﻧدا وورﻣﺎ ،واﻟﻬﻼل اﻟذﻫﺑﻲ :أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن،
ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن ،إﯾران ،وﺗرﻛﯾﺎ أﻛﺑر ﻣﺻﺎدر زراﻋﺔ وﻧﻣو ﻫذﻩ اﻟﺷﺟرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ زرﻋت ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق
أﺧرى ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺛل :اﻟﻣﻛﺳﯾك ،اﻹﻛوادور ،واﻟﺑﯾرو ،واﻟذي ﺳﻬل اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت ﺑﻬذﻩ
اﻟﺻورة ﻫو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ زراﻋﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻣردود اﻷﻓﯾون ﻋﺎل وﺗﺳوﯾﻘﻪ ﺳﻬل
وﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻧﺎﻋﺔ ﺷدﯾدة ﺿد اﻟﺗﻌﻔن إذا ﻣﺎ أرﯾد ﺗﺧزﯾﻧﻪ" ،3وﯾﺗم ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻋن طرﯾق
ﺗدﺧﯾﻧﻪ أو ﻣﺿﻐﻪ ،أو ﺷرﺑﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻏﻠﯾﻪ ،أو اﻣﺗﺻﺎﺻﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﻔم أو اﻟﺣﻘن.
وﯾﻘﺎل أن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ 7000ﺳﻧﺔ ق.م ﺣﯾث ﻛﺎن ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺑﯾن ﺳﻛﺎن وﺳط
آﺳﯾﺎ ،وﻣن ﻫﻧﺎك اﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
وﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺻرﯾون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻓﻲ اﻷﻟف اﻟراﺑﻌﺔ ق.م "وﻗد وﺿﻌوا ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﺻورة
ﻣﺣﻠول ﻹﻋطﺎﺋﻪ اﻷطﻔﺎل ﻛﺛﯾري اﻟﺣرﻛﺔ ﻟﯾﺟﻌﻠﻬم ﻫﺎدﺋﯾن ،وﻗد ﻛﺎن اﻷﻓﯾون ﻏﯾر ﻣﻌروف ﺑﺄن ﻟﻪ
1
ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﻋﯾد :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،ج ،1دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض،1988 ،
ص.170
2ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ
واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1991 ،ص25
3ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص27
16
ﺻﻔﺔ إدﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺑل ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻘط ﻟﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﻫﺎدئ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻋن طرﯾق اﻟﻔم،
ﻓﻛﺎن ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻹدﻣﺎﻧﻲ أﻗل".1
واﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﺑردﯾﺎت اﻟﻣﺻرﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ ﻣﺛل ﺑردﯾﺔ إﯾﺑرز ،Ebers papyriواﻟﺗﻲ
ﻛﺷﻔت أن اﻷﻓﯾون ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻣن طرف اﻟﻣﺻرﯾﯾن ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻟﻌﻼج اﻟﻣﻐص ﻋﻧد
اﻷطﻔﺎل.
"وﻋرﻓﻪ ﻛذﻟك اﻟﺳوﻣرﯾون وأطﻠﻘوا ﻋﻠﯾﻪ اﺳم ﻧﺑﺎت اﻟﺳﻌﺎدة ،وﺗﺣدﺛت ﻟوﺣﺎت ﺳوﻣرﯾﺔ ﯾﻌود
ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ إﻟﻰ 3300ق.م ﻋن ﻣوﺳم ﺣﺻﺎد اﻷﻓﯾون ،وﻋرﻓت زراﻋﺔ ﺧﺷﺧﺎش اﻷﻓﯾون ﻓﻲ ﺑﻼد
ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﻬرﯾن ﻣﻧذ 3400ﺳﻧﺔ ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ،وﺷﻣﻠت ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﻬرﯾن ﻣن إﻣﺑراطورﯾﺎت
ﺳوﻣر واﻷﻛﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺎﺑﻠﯾﺔ واﻵﺷورﯾﺔ ،وﻋرﻓﻪ اﻟﺑﺎﺑﻠﯾون واﻟﻔرس".2
وﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾون ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺣﯾث اﻧﺗﺷرت زراﻋﺗﻪ ﻋﻧدﻫم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ،وﻛﺎﻧوا
ﯾﻘدﻣوﻧﻪ ﻟﺿﯾوﻓﻬم ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺷروب ﻛﺗﻌﺑﯾر ﻣﻧﻬم ﻋن إﻛراﻣﻬم ﻟﻬم ،وﻻ ﯾﺧﺗﻠف اﻟروﻣﺎن ﻋن
اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬم ﻟﻸﻓﯾون وﻫو ﻣﺎ ﻋﺑرت ﻋﻧﻪ أﺳﺎطﯾرﻫم ﺑﺟﻼء.
وﻋرﻓﻪ اﻟﻌرب )اﻷﻓﯾون( ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن اﻟﻣﯾﻼدي ،وﻗد ذﻛرﻩ اﺑن ﺳﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻛﻌﻼج
ﻻﻟﺗﻬﺎب ﻏﺷﺎء اﻟرﺋﺔ وداوود اﻷﻧطﺎﻛﻲ وأﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﻋﻣﺎر وﻏﯾرﻫم ،وأوﺿﺣوا اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت.
أﻣﺎ اﻟﻬﻧود ﻓﻘد اﺳﺗﺧدﻣوا اﻷﻓﯾون أﯾﺿﺎ ﻛﻐﯾرﻫم ﻣن ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس
اﻟﻣﯾﻼدي" ،وظﻠت اﻟﻬﻧد ﺗﺳﺗﺧدم اﻷﻓﯾون ﻓﻲ ﺗﺑﺎدﻻﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ﻣﻊ اﻟﺻﯾن ،إﻟﻰ أن
ﻗررت ﺷرﻛﺔ اﻟﻬﻧد اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻓﻲ أواﺋل اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر أن ﺗﺿﻌﻪ ﺿﻣن اﺣﺗﻛﺎراﺗﻬﺎ ،ﺛم اﺗﺟﻬت
ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺳوﯾق ﺑﺎﻟﻘوة ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺻﯾن ،واﻧﺗﻬت ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺻﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻻت
ﺑوﻗوع اﻟﺣرب اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺣرب اﻷﻓﯾون ) (1842-1839ﺑﯾن اﻟﺻﯾن اﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﻬﺎ
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺒﺮﯾﺜﻦ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2002 ،1ص.34
2ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.21
17
واﻧﺟﻠﺗ ار اﻟﻣﺻﻣﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺢ أﺳواق اﻟﺻﯾن ﺑﺎﻟﻘوة ٕواﻏراﻗﻬﺎ ﺑﺎﻷﻓﯾون )ﺑﺿﺎﻋﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟﻬﻧد
اﻟﺷرﻗﯾﺔ( وﺗﻐﻠﺑت اﻧﺟﻠﺗ ار ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣرب".1
وﻟﻘد أﺳﻔرت ﻫذﻩ اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﻣﻌﺎﻫدة ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑﻣﻌﺎﻫدة ﻧﺎﻧﻛﯾن وﺟﻌل
اﻟﺻﯾن ﺳوﻗﺎ ﻟﻸﻓﯾون اﻟذي ﺗﺻدرﻩ إﻟﯾﻬﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﻬﻧد اﻟﺷرﻗﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﺣﺗﻼل ﻫوﻧﻎ
ﻛوﻧﻎ ﻣن طرﻓﻬﺎ أﯾﺿﺎ.
"واﺳﺗطﺎﻋت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟﻬﻧد
اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺣرب ،ﻓوﻗﻌت ﻣﻌﺎﻫدة ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﺎم 1844ﻓوﺻل ﻋدد اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﺑﻬﺎ ﻋﺎم
1906ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻣﻠﯾوﻧﺎ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 1920ﻗدر ﻋدد اﻟﻣدﻣﻧﯾن ب%25 :
ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟذﻛور ﻓﻲ اﻟﻣدن اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ واﺳﺗﻣرت ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺻﯾن ﻣن ذﻟك اﻟﻧﺑﺎت اﻟﻣﺧدر ﺣﺗﻰ
ﻋﺎم 1950ﻋﻧدﻣﺎ أﻋﻠﻧت ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺎوﺗﺳﻲ ﺗوﻧﻎ ﺑدء ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻓﻌﺎل ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎطﯾﻪ وﺗﻧظﯾم
ﺗداوﻟﻪ".2
وﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺗم ﻋزل اﻟﻣﺎدة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﺑﺎت اﻷﻓﯾون اﻟﺗﻲ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم
اﻟﻣورﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﺻﯾدﻻﻧﻲ ﺳﯾرﺗوﻧر ﺳﻧﺔ ،1803واﺷﺗق ﻣن اﻟﻣورﻓﯾن ﻣﺎدة أﺧرى ﻋرﻓت
ﺑﺎﻟﻬﯾروﯾن وذﻟك ﺳﻧﺔ ،1874وﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن اﻛﺗﺷﻔت ﻣﺎدة اﻟﻧﺎرﻟورﻓﯾن narlorphine
واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل إﺣدى ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﻓﯾون.
-2اﻟﻣورﻓﯾن :Morphine
ﯾﻌد اﻟﻣورﻓﯾن ﻣن ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﻓﯾون "وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺳﺣوق ﯾﺗدرج ﻟوﻧﻪ ﻣن اﻷﺑﯾض إﻟﻰ
اﻟﻠون اﻟﺑﻧﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟدرﺟﺔ ﺗﻔﺎوﺗﻪ ،وﯾﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ أﻗراص أو ﻣﺣﺎﻟﯾل ،وﻫو ﻣر اﻟﻣذاق وﯾﺗم
ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺣﻘن ﺗﺣت اﻟﺟﻠد أو ﻓﻲ اﻟﻌﺿل ،واﻟﻣورﻓﯾن ﯾﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎدا ﻧﻔﺳﯾﺎ وﺟﺳﻣﯾﺎ".3
1ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن واﻵداب ،اﻟﻜﻮﯾﺖ ،1996 ،ص ص.37-36
-2ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.22
3ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺒﺮﯾﺜﻦ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،ط :،2002 ،1ص53
18
وﻟﻘد "اﻛﺗﺷف اﻟﻣورﻓﯾن اﻟﺻﯾدﻟﻲ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺳوﺗوﻧر ﻋﺎم ،1803وﺑﻌد ذﻟك ﺑدأت اﻷﺑﺣﺎث
ﺣول اﻟﻣورﻓﯾن ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎ ﺟدﯾﺎ ،وﻗد ﺗﻣﻛن اﻟﻌﺎﻟﻣﺎن ﻫوﻻﻧد وروﺑﻧﺳون ﻋﺎم 1925ﻣن اﻛﺗﺷﺎف
اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣورﻓﯾن ،إﻻ أن ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺟدا ﻟﻬذا ﻟم ﯾﻧﺗﺷر اﻟﺗﺣﺿﯾر اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ
ﻟﻠﻣورﻓﯾن ،واﺳﺗطﺎع اﻟدﻛﺗور أﻟﻛﺳﻧدر وود A. woodاﺳﺗﺧدام ﺑﻠورات اﻟﻣورﻓﯾن ﺑﻌد إذاﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﺳﺎﺋل ﺧﺎص وﺣﻘﻧﻬﺎ ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ﻹزاﻟﺔ اﻵﻻم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرﺿﻰ إذ أن ﻣﻔﻌول اﻟﻣورﻓﯾن
أﻗوى ﻋﺷرات اﻟﻣرات ﻣن ﻣﻔﻌول اﻷﻓﯾون اﻟﺧﺎم.1
واﻟﻣورﻓﯾن "ﻫو ﻣﺳﺣوق ﻣر اﻟﻣذاق ﻗﻠوي ﻛرﯾﺳﺗﺎﻟﻲ وﯾﻌد أﻗوى ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻸﻟم ...وﯾؤﺛر اﻟﻣورﻓﯾن
ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ اﻟﻣرﻛزي وﻋﻠﻰ اﻷﺣﺷﺎءٕ ،واذا أﻋطﻲ ﻟﻔرد ﻟدﯾﻪ آﻻم ﻓﻘد
ﯾﺷﻌر ﺑﺑﻌض اﻷﺣﺎﺳﯾس ﻏﯾر اﻟﺳﺎرة ،وﯾﺳﺑب اﻟﺑﻼدة واﻹﻗﻼل ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ
وﺗﻘﻠﯾل ﺣدة اﻹﺑﺻﺎر واﻟﺳﺑﺎت وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر".2
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻓﻬﻲ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ،واﻟﺣﻘن ،واﻟﺗﻧﺎول ﺑﺎﻟﻔم وﻫﻲ
أﺧطرﻫﺎ ،و"اﻟﻣورﻓﯾن ﻫو ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻷﻟم اﻟﻧﺎﺟم ﻋن
اﻟﺳرطﺎن واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﻛﻧﺎت اﻷﺧرى ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻟدﯾﻪ ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣﻬدﺋﺎ
ﯾﺣﻣﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ﺿد اﻟﺻدﻣﺔ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺟروح واﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺷدﯾدة اﻟﻣؤﻟﻣﺔ
واﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻧزﯾف اﻟداﺧﻠﻲ وﻗﺻور اﻟﻘﻠب اﻻﺣﺗﻘﺎﻧﻲ".3
وﻟﻌل ﻣن آﺛﺎرﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ – إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻪ -ﻧﺟد اﺣﺗﺑﺎس اﻟﺑول ،اﻟﻘﻲء ،اﻧﺧﻔﺎض
ﺿﻐط اﻟدم ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻋراض اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ اﻷﺧرى.
1ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص29
2ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص12
3ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص35
19
"وﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣورﻓﯾن ﻣﻊ زﯾﺎدة ﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﻋﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺟﺳم ﻣن ﺗﺣﻣل ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻟو
أﻋطﯾت ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻛﺎﻧت ﺧطﯾرة وﻣﻣﯾﺗﺔ ،واﻹدﻣﺎن ﯾﺳﺑب ﺣﺎﻟﺔ ﺧطﯾرة ﺟدا ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻋﻼﺟﻬﺎ أو إﺻﻼﺣﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ طﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ".1
-3اﻟﻬﯾروﯾن :Heroin
وﻫو أﺣد ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣورﻓﯾن اﻟﺧطﯾرة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ إذ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻌﺎطﯾﻪ اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﻪ وﻫو
ﻣﻌروف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﺳم دي اﺳﯾﺗﯾل ﻣورﻓﯾن diacétylmorphineوﻫو "ﯾﺗﻛون ﻣن ﺑﻠورات ﺻﻐﯾرة
ﺗﺷﺑﻪ اﻟﺳﻛر اﻟﻣﺳﺣوق اﻟدﻗﯾق اﻟﻧﺎﻋم أو ﻣﺳﺎﺣﯾق اﻟﺗﻧظﯾف وﯾﺗراوح ﻟون اﻟﻬﯾروﯾن ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻠون
اﻷﺑﯾض ،اﻟﻠون اﻷﺑﯾض اﻟﻌﺎﺟﻲ ،اﻟﻠون اﻟرﻣﺎدي اﻟﻐﺎﻣق ،اﻟﻠون اﻟرﻣﺎدي اﻟﻣﺎﺋل ﻟﻠون اﻟﺑﻧﻲ "،2
وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ ﺻﻌوﺑﺔ ذوﺑﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻛﺣول اﻟﺗﻲ ﯾذوب ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
أن راﺣﺗﻪ ﺗﺷﻪ راﺋﺣﺔ اﻟﺧل )اﻟﻬﯾروﯾن ﻣﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣورﻓﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻷﻓﯾون(.
وﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻟﻬﯾروﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻲ واﻋﺗﺑر ﺗرﯾﺎﻗﺎ ﻟﻛﻧﻬم ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺧﻠوا ﻋﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ
أﺿ اررﻩ اﻟﻛﺑﯾرة وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻪ ،وﯾﻌد اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ اﻻﻧﺟﻠﯾزي أﻟدر راﯾت Wrightأول
ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة وﺗﺻﻧﯾﻌﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1874وذﻟك ﺑﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺳﺎﻧت ﻣﺎري ﺑﻠﻧدن.
-4اﻟﻛودﯾﯾنCodeine :
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻛودﯾﯾن أﺣد ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﻓﯾون وﻫو ﯾﺻﻧف ﺿﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺛﺑطﺔ" ،وﻗد ﺗﻣﻛن
ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺧﺗﺑرات اﻟطﺑﯾﺔ ﻋﺎم 1832ﻣن اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻛودﯾﯾن ﻣن اﻷﻓﯾون اﻟﺧﺎم ،وﯾﺗداول ﻫذا
اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺑﻠورات ﺑﯾﺿﺎء ﻋدﯾﻣﺔ اﻟراﺋﺣﺔ أو ﻓﻲ ﺷﻛل أﻗراص ،وﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻛودﯾﯾن ﻓﻲ
اﻷﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻟم ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻣﻌظم أدوﯾﺔ اﻟﺳﻌﺎل".3
1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻤﺴﻜﺮات واﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﻜﯿﻔﺎت وآﺛﺎرھﺎ اﻟﺼﺤﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ
ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1989 ،ص59
2ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ :،ص ص30-29
3ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.12
20
ﻛﻣﺎ أن اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗوﺗر ،ﺗﻘﻠﺻﺎت ﻋﺿﻠﯾﺔ ...إﻟﺦ ،وﻗد ﺗؤدي
اﻟﺟرﻋﺎت اﻟزاﺋدة واﻟﻛﺑﯾرة ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة ،وﺗﻘدر ﻫذﻩ اﻟﺟرﻋﺔ ﻣن 500ﻣﻠﻎ – 1000
ﻣﻠﻎ.
-5اﻟﺑﻧزودﯾﺎزﯾﺑﯾﻧﺎتBenzodiazepine :
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑﻧزودﯾﺎزﯾﺑﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﻬدﺋﺔ )اﻟﻣﺛﺑطﺔ( واﻟﻣﻧوﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﺗم اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ
ﺳﻧﺔ 1955ﻣن طرف اﻟﻛﯾﻣﺎﺋﻲ ﺳﺗرﻧﺑﺎش ﻟﯾو " Sternbash Leoوﻫﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻼج
ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠق واﻷرق واﺳﺗرﺧﺎء اﻟﻌﺿﻼت وﻛﻣﺿﺎدات ﻟﻠﺻرع ،وﯾﺧﺗﻠف ﻛل ﻋﻘﺎر ﻣن ﻋﻘﺎﻗﯾر
ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋن اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻗوة ﺗﺄﺛﯾرﻩ".1
وﻣن آﺛﺎرﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ :اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻌﺿوي ،اﺣﺗﻣﺎل اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ ﺣﺎل إﺳﺎءة اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣن
طرف اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ،اﻻﻛﺗﺋﺎب ،اﻟﻘﻠق ...إﻟﺦ ،وﯾﺗم ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟورﯾد.
-6اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗوراتBarbiturate :
1ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.13
2ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.13-12
21
"وﻗد اﻛﺗﺷف أﻟﻔرﯾد ﺑﺎﯾر A. Bayerﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات ﻋﺎم ،1862وﺑدأ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻻﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﺎم 1903ﻋﻠﻰ ﯾد ﻓون ﻣﯾرﻧﺞ " ،1"V. Meringوﯾﻘﺎل أﻧﻪ اطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا
اﻻﺳم ﻷن ﻫذا اﻻﻛﺗﺷﺎف وﻗﻊ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﯾد اﻟﻘدﯾﺳﺔ ﺑﺎرﺑ ار Saint Barbara’s dayاﻟﻣواﻓق ﻟـ
04دﯾﺳﻣﺑر .2"1862
إن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطﺑﻲ ﻟﻠﺑﺎرﺑﯾﺗورات ﺑﺟرﻋﺎت ﺻﻐﯾرة وﺗﺣت إﺷراف اﻟطﺑﯾب ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ أي
ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت أو آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ،وﻛﻠﻣﺎ ﺷﻔﻲ اﻟﻣرﯾض ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻷن
اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ذﻟك ﻗد ﯾﺗﺳﺑب ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻌود واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﻣن أﺑرز
ﻣﻼﻣﺢ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺎت ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة ،وﻣن
أﻛﺛر أﻧواع اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻧﺟد أﻣوﺑﺎرﺑﯾﺗﺎل ،ﺳﯾﻛوﺑﺎرﺑﯾﺗﺎل ،اﻟﺟﻠوﺗﺛﻣﯾد ،واﻟﻣﯾﺛﺎﻛواﻟون.
"وﺑﻌد ﺗﺳﻊ ﺳﻧوات ﺗم ﺗﻛوﯾن اﻟﻔﯾﻧوﺑﺎرﺑﯾﺗون )ﻟوﻣﯾﻧﺎل( ،ﺛم ﺗﺑﻌﻪ اﻷﻣﯾﻠوﺑﺎرﺑﯾﺗون )أﻣﯾﺗﺎل( ﺳﻧﺔ
،1923وﺗواﻟﻰ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻌﻣﻠﻲ ﻟﻣﺋﺎت ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات وﻣن أﺷﻬرﻫﺎ
اﻟﻛوﯾﻧﺎﻟﯾﺎرﺑﯾﺗون )ﺳﯾﻛوﻧﺎل( ﺳﻧﺔ 1930واﻟﺛﯾوﺑﻧﺗون )ﺑﻧﺗوﺛﺎل( ﺳﻧﺔ .4"1935
"ﻏﯾر أن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻧﺗﺟت ﻋﻧﻪ ﻋدة أﺿرار ﻛﺑﻌض اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺣﺎﻻت
اﻟﺗﺳﻣم وﻣﺣﺎوﻻت اﻻﻧﺗﺣﺎر ،وﻗد أﺛﺎر ﺟدﻻ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وأورﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺒﺮﯾﺜﻦ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.35
2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.54
3ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.31
4ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.54
22
) (1940-1920ﺑﯾن ﻣؤﯾدي وﻣﻌﺎرﺿﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣواد ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن أﺣدا ﻟم ﯾﻧﻛر ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺟدل ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر اﻟﻌﺻﺑﻲ واﻷرق وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺿﺎدة
ﻟﻠﺗﻘﻠﺻﺎت ،إﻻ أن ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﯾن ﻣن اﻻﻋﺗراف ﺑﺧواﺻﻬﺎ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻺدﻣﺎن" ،1وﻟﻘد ﺗم
ﺣظرﻫﺎ دوﻟﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1971واﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺳﻧﺔ 1976.
"ﯾﻌﺗﺑر اﺳﺗﻧﺷﺎق اﻟﻣواد اﻟطﯾﺎرة أﺣد ﺟواﻧب ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣواد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ،
وﺗﺷﺗرك اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ ﺗﺣوﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﺧرة ﻣﺗطﺎﯾرة وﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣدث
درﺟﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﻣم ﻋﻧد اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﻬﺎ ،وﻣن أﻛﺛر ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻧﺗﺷﺎ ار اﻟﻬﯾدروﻛرﺑوﻧﺎت اﻟطﯾﺎرة وﻫذﻩ
ﺗوﺟد ﻓﻲ ﻣذﯾﺑﺎت اﻟطﻼء وﻓﻲ أﻧواع اﻷﺻﻣﺎغ أو اﻟﻐراء وأﺷﻬر ﻣﻔرداﺗﻬﺎ :اﻟﺗوﻟوﯾن toluene
واﻟﺗراﯾﻛﻠور ٕواﺛﯾﻠﯾن trychloroethyleneواﻟﺑﻧزﯾن benzeneوﺗوﺟد ﻣﻔردات أﺧرى )ﺗﺑﺎع ﺟﺎﻫزة
ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ( ،ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﺛرﻫﺎ ذﯾوﻋﺎ ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟﻣزﯾﻠﺔ ﻟﻠﺑﻘﻊ ﻓﻲ
اﻟﻣﻼﺑس واﻟﻣﻔروﺷﺎت واﻵﺳﯾﺗون اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ إزاﻟﺔ طﻼء اﻷظﺎﻓر وأﻧواع اﻹﯾروﺳول
اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺛر اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزل ﺿد اﻟذﺑﺎب وﺑﻌض اﻟﺣﺷرات اﻟطﯾﺎرة".2
واﻟﻣذﯾﺑﺎت اﻟطﯾﺎرة ﻋﻣوﻣﺎ "ﺗﺣﺗوي ﻓﺣوﻣﺎ ﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗطﺎﯾرة وﻋﻧد اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﻬﺎ ﺗﺣدث ﺧد ار ﺑﺎﻟﺟﺳم
ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث اﻟﻧﻌﺎس واﻟﻧوم اﻷﻣر اﻟذي أدرﺟﻬﺎ ﺗﺣت اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﻣﻧوﻣﺔ أو اﻟﻣﺳﻛﻧﺎت اﻟﻣﻧوﻣﺔ،
وأدرﺟت ﻣن ﻗﺑل ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1973ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣرﻛﺑﺎت ﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن".3
1ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.237
2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.60
3ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻣﻈﻠﻮم :اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.54
23
-وﺿﻊ اﻟﻣﺎدة اﻟطﯾﺎرة ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ ﻗﻣﺎش ﺛم ﺗوﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔم واﻷﻧف ﺑﻐرض اﺳﺗﻧﺷﺎﻗﻬﺎ.
"وﻟﻛن اﻟﺑداﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﺣدﯾث ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر
وﻋﻠﻰ اﻣﺗداد اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،وﻫﻲ ﺑداﯾﺎت وظﻔت ﻟﻐرض ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺳﺣر وﻻ
ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻻ ﺷﻲء ﻏﯾر
ذﻟك ،وﻫو ﺟوﻫر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣؤدي إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ،وﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﻊ ظﻬور ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻐﺎز اﻟﻣﺿﺣك nitrous oxideاﻟذي اﻛﺗﺷﻔﻪ ﺟوزﯾف ﺑرﯾﺳﺗﻠﻲ ﺳﻧﺔ ،1776إذ ﺳرﻋﺎن
ﻣﺎ ﺗﺑﯾن أن ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻟﻐﺎز أﻧﻪ ﯾﺛﯾر اﻟﺿﺣك ﻟدى ﻣﺳﺗﻧﺷﻘﻪ ،وﻣن ﺛم ﻓﻘد ﺳﺎرع اﻟﺑﻌض
إﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻷﻏراض ﺗروﯾﺣﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺣﻔﻼت ﺗروﯾﺣﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛون
اﻟﺑﻧد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻫو اﺳﺗﻧﺷﺎق ﻫذا اﻟﻐﺎز واﺳﺗﺛﺎرة ﻣوﺟﺎت ﻣن اﻟﺿﺣك ﺑﯾن ﺟﻣوع
اﻟﺣﺎﺿرﯾن".1
ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻋرﻓت أورﺑﺎ اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﻌﺎ ﻟﻠﻣواد )اﻟﻣذﯾﺑﺎت( اﻟطﯾﺎرة
وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﺳﺗﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻛﻧدا ،ﻫوﻟﻧدا ،اﻟدﻧﻣﺎرك،
اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻓرﻧﺳﺎ ،ﻓﻧﻠﻧدا ...إﻟﺦ ،وﺷﻣﻠت اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب ﻣﻌﺎ ﻟﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﺎطﯾﻪ.
"ﻛﻣﺎ اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ اﻟﺳوﯾد واﻟﻧروﯾﺞ ﺣواﻟﻲ أواﺋل اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﺑﺿﻊ ﻗطرات
ﻣن اﻹﺛﯾر إﻟﻰ اﻟﻘﻬوة ،وﺳﺎرﻋت ﺑﻌض ﺷرﻛﺎت اﻷدوﯾﺔ إﻟﻰ ﺻﻧﻊ ﻣﺳﺗﺣﺿرات طﺑﯾﺔ ﺗﺣﺗوي
ﻋﻠﻰ اﻹﺛﯾر ،وﺗﺑﺎع ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻣن أﺷﻬر ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات :ﻗطرات ﻫوﻓﻣﺎن ،وﻗطرات
اﻟدﻛﺗور ﻫوﻟز".2
وﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن "ﻗﺎﻣت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺈدراج ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧﺷق وﺻﻧﻔﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣواد ﺗﺳﺑب اﻹدﻣﺎن ،وﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺣوم
24
اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗطﺎﯾرة وﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﺑﻧزﯾن وﻣﺧﻔف اﻟطﻼء )اﻟﺗرﺑﯾﻧﺗﯾن( وﻣزﯾل طﻼء اﻷظﺎﻓر واﻟﺻﻣﻎ
وﻣزﯾﻼت اﻟﺑﻘﻊ وﺳواﺋل اﻟﺗﻧظﯾف وﻣواد أﺧرى ﻛﺛﯾرة ،وﻟﻘد ﺑدأ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺑﻌد أن اﻛﺗﺷف
ﻏﺎز أﻛﺳﯾد أﻧﯾﺗروز )اﻟﻐﺎز اﻟﺿﺎﺣك( ،واﻟذي ﻛﺎن ﺣدث اﻟﻧﺷوة واﻟﺿﺣك واﻟﻠﻬو".1
وﻣن ﻣﺧﺎطر ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ :اﻟﻐﺛﯾﺎن ،اﻟﻘﻲء ،إﺻﺎﺑﺎت ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻠب ،اﻟﻛﻠﻰ واﻟﻛﺑد،
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوار وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻟوﻓﺎة ....إﻟﺦ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻣﻬﻠوﺳﺎتHallucinogens:
-1اﻟﺣﺷﯾشcannabis :
ﯾﺳﺗﺧدم اﺻطﻼح ﺣﺷﯾش ﻛﻣرادف ﻟﻛﻠﻣﺔ ﻗﻧب ،وﻫذا ﻣﺎ ﻫو ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺷرق
اﻷوﺳط" ،وﻫو اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻣن ﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻌرف ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ
ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺎرﯾﺟواﻧﺎ ،Marijuanaأﻣﺎ اﻟﻘﻧب اﻟﻬﻧدي ﻓﻬو ﻧﺑﺎت ﺑري ﯾﻧﻣو
ﻓطرﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗزرع ﻛﻣﺎ ﻫو ﺣﺎدث اﻵن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول ﺳواء ﺑطرﯾﻘﺔ رﺳﻣﯾﺔ أو ﺳرﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻬﻧد وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ".2
ﻛﻣﺎ "ﯾﻘﺗﺻر إطﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺣﺿرة ﻣن اﻷوراق ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﻌﻣل
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣم اﻟزﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺑﺎت ،وﺗﺳﺗﻌﻣل ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﺿرات إﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻣﺿﻎ ٕواﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗدﺧﯾن أو ﯾﺗﻌﺎطﺎﻫﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﺳﺎﺋل ...وﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻧﺎطق أﻣرﯾﻛﺎ
اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ واﻟﻣﻛﺳﯾك واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﻘﻣم اﻟزﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺑﺎت ﻧﻔﺳﻪ ﻟﺗﺣﺿﯾر ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﺎرﯾﺟواﻧﺎ".3
واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻔظﻲ ﻟﻠﺣﺷﯾش ﻫو اﻟﻌﺷب اﻷﺧﺿر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻬﺎ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ ﺷﯾش
اﻟﻌﺑرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣزح ،وﺗﺧﺗﻠف ﻣﺳﻣﯾﺎﺗﻪ ﻣن ﻣﻛﺎن ﻵﺧر وﻣن ﺑﻠد ﻟﺑﻠد" ،ﻓﻔﻲ ﻣﺻر
1رﺷﺎد أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ :اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺘﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺳﺒﻞ اﻟﻌﻼج واﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ
واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1992 ،ص.62
2ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.24
3ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻤﺴﻜﺮات واﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﻜﯿﻔﺎت وآﺛﺎرھﺎ اﻟﺼﺤﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
ص.60
25
ﯾﺳﻣون اﻟﺣﺷﯾش :اﻟﺣﺷﯾش واﻟﻔوﻟﺔ ،وﻓﻲ ﺗوﻧس ﺗﺎﻛروري ،وﻓﻲ اﻟﻣﻐرب :اﻟﻛﯾف ،وﻓﻲ ﺗﺎﻧﺟﻧﯾﻘﺎ:
ﺑﻬﺎﻧﺞ ،Bhangوﻓﻲ ﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ :ﺑﺎﻧﺟﻲ Bangiأو ﺳورﻣﺎ ٕ Surumaواﯾﺳﺎﻧﺟﻲ Isangu
ودﻛﯾﺎ ،Dakhaوﻓﻲ ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ :دﯾﺎﻣﺑﺎ Diambaورﯾﺎﻣﺑﺎ ،Riambaوﻓﻲ روﺳﯾﺎ أﻧﺎﺷﻛﺎ
،Anaskaوﻓﻲ إﯾران :ﻛﯾف وﺣﺷﯾش ،وﻓﻲ ﺳورﯾﺎ :ﺣﺷﯾش وﻣﻌﺟون ،Magonوﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ:
إﺳرار ،Esrarوﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﺑﻬﺎﻧﺟﺎ Bhangaوﺑﺎﻧﺞ Bangوﻛﺎراس Charasوﺟﻧﺟﺎ Ganja
وﻗﻧب ،Hempوﻓﻲ اﻟﺗﺑت ﻣﯾﻣﯾﺎ Mimeaوﻣوﻣﯾﺎ ،Momeaوﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻬﺷﯾم
اﻟﻬﻧدي Indian hayوﻣﺎرﯾﻬواﻧﺎ Marihuanaوﻣﺎرﯾﺟواﻧﺎ Marijuanaوﺟرﯾﻔو وﻣﺎري وارﻧر
وﻣوﺟﻠس دﯾﻔرز ،وﻓﻲ اﻟﺑ ارزﯾل :ﻟﯾﻣﺑﺎ وﺗﯾﺎﻣﺑﺎ Thiamba et Liambaوﻣﺎﻛوﻧﺑﺎ ،Maconba
وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺳﯾك :روزﻣﺎرﯾﺎ .1"rosemaria
وﻟﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺧدرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أﻧﻪ" :ﯾﺳﺗﺧرج ﻣن اﻷوراق
اﻟﺟﺎﻓﺔ واﻟﻣطﺣوﻧﺔ ﻟﻠزﻫرة اﻟﻌﻠوﯾﺔ ﻟﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب اﻟﻬﻧدي ،وﻫو ﻧﺑﺎت ﺑري ﯾﻧﻣو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ أو ﯾزرع ،وﻫو
ﻣن اﻟﻔﺻﯾﻠﺔ اﻟﻘﻧﺑﯾﺔ ) (Cannabinaceaeوﯾﺗراوح طول ﺷﺟرﺗﻪ ﺑﯾن ﻣﺗر وﻣﺗرﯾن وﻧﺻف
اﻟﻣﺗر ،وذو أزﻫﺎر وﺣﯾدة اﻟﺟﻧس ذات ﻏﻼف زﻫري أﺧﺿر اﻟﻠون ،وزﻫر اﻟﻧﺑﺎت اﻟﻣؤﻧث ﻫو اﻟذي
ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺑذور وﯾﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺎدة راﺗﻧﺟﯾﺔ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﺣﺗواﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﺑر ﻧﺳﺑﺔ ﻣن
اﻟﻣﺧدر ،واﻟﻣﺎدة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺷﯾش ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟراﺗﻧﺟﯾﺔ ،Cannabininوﻫﻲ ﻣﺎدة ﻗﻠوﯾﺔ
ﺧﺿراء ﻣﺻﻔرة ،وﻗد ﺗم اﺳﺗﺧﻼص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻋﺎم .2"1846
وﯾﻌﺗﻘد أن ﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب ﻛﺎن ﯾﻧﺑت ﻗدﯾﻣﺎ ﻓوق ﺟﺑﺎل اﻟﻬﻣﻼﯾﺎ ،وﻻ ﯾوﺟد أي اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
ﺣول ﺗﺣدﯾد اﻹطﺎر اﻟزﻣﻧﻲ ﺑدﻗﺔ ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﯾرﺟﻊ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧداﻣﻪ إﻟﻰ 35ﻗرﻧﺎ ق.م ،وﻣﻧﻬم ﻣن
ﯾرى ﺑﺄن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﯾﻌود إﻟﻰ ﺳﻧﺔ 50ﻗرﻧﺎ ق.م ،وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾرى ﺑﺄن اﻟﺻﯾﻧﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ
أول ﻣن ﻋرف ﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب وﻗﺎم ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ.
1ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.141-140
2ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.14
26
"ﻟﻘد ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وأوﺿﺢ ﻋﻠﻣﺎء اﻵﺛﺎر أن اﻟﻘﻧب ﻗد ﻋرف واﺳﺗﺧدم ﻓﻲ أﻏراض
ﻋدة ﻣﻧذ ﺳﺗﺔ آﻻف ﻋﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،إذ اﺳﺗﺧدم اﻟﺻﯾﻧﯾون اﻟﻌﻘﺎر ﻛﻣﺎدة ﺗﺧدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺟراﺣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧدﻣوﻩ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج ﺣﺎﻻت اﻟرﺑو واﻟﺳﻌﺎل واﻟﺗﯾﺗﺎﻧوس واﻹﺟﻬﺎد اﻟذﻫﻧﻲ،
وﻟﻘﺑوا اﻟﻘﻧب ﺑﺎﻟﻣﺣرر ﻣن اﻟﺧطﺎﯾﺎ ،وﺑﻌد ﻓﺗرة ﻻﺣﻘﺔ أطﻠﻘوا ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻌطﻲ اﻟﺑﻬﺟﺔ واﻻﻧﺷراح".1
واﻋﺗﻣد اﻟﻘﻧب ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣﺑﺎل ﺑﺄﻟﯾﺎﻓﻪ وﻧﺳﺞ اﻷﻗﻣﺷﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،وﻓﻲ ﺳﻧﺔ "2700
ق.م ﺳﺟل اﻻﻣﺑراطور ﺷﯾن ﻧﻧﺞ Shen Nungأﺣد وراد اﻟطب اﻟﺻﯾﻧﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘﻧب ﻓﻲ
ﻛﺗﺎب ﻋﻠم اﻷدوﯾﺔ".2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻷﻏراض دﯾﻧﯾﺔ طﻘوﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﺧدم ﻷﻏراض
طﺑﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻬﻧد ﺑﻌد اﻟﺻﯾن ﺑﻌدة ﻗرون ﻓﻘط أﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﯾﻣﺛل ﺟزءا ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ
اﻟدﯾﻧﯾﺔ.
وﯾﺷﯾر S.Snyderأن "اﻟﻬﻧدوس ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻹﻟﻪ ﺷﯾﻔﺎ Shivaﻫو اﻟذي ﯾﺣﺿر ﻧﺑﺎت
اﻟﻘﻧب ﻣن اﻟﻣﺣﯾط ﺛم ﺗﺗوﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻵﻟﻬﺔ ﺗﺣرﯾك اﻟﻧﺑﺎت ﻻﺳﺗﺧراج اﻟرﺣﯾق اﻹﻟﻬﻲ ﻣﻧﻪ ،وﻓﻲ
أﺳطورة أﺧرى ﯾﺳﻘط اﻟرﺣﯾق اﻹﻟﻬﻲ ﻣن اﻟﺳﻣﺎء ﻋﻠﻰ اﻷرض وﯾﻧﺑت ﻣﻧﻪ ﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب ،وﯾﻌﺗﻘد
اﻟرﻫﺑﺎن اﻟﻬﻧدوس أن ﻣﺧدر اﻟﻘﻧب ﯾﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺟوع واﻟﻌطش وﯾﻣﻛﻧﻬم ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن
اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ اﻟذات اﻟدﻧﯾﺎ ،ﻟذا ﯾﻠﻌب اﻟﺑﻬﺎﻧﺞ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟطﻘوس اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﺑد اﻟﻬﻧدوﻛﯾﺔ".3
وﻣن اﻟﻬﻧد اﻧﺗﻘل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ إﻟﻰ إﻓرﯾﻘﯾﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻬﻧدوس اﺳم
اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﺳﻣﺎوي وﻛذا اﺳم ﻣﺧﻔف اﻷﺣزان.
وﯾﺷﯾر " R. W. Morrisأن اﻟﯾوﻧﺎن واﻟروﻣﺎن ﻋرﻓوا أﻟﯾﺎف اﻟﻘﻧب وأﻧﺳﺟﺗﻪ وﻟم ﯾﻛوﻧوا ﻋﻠﻰ
دراﯾﺔ ﺑﺂﺛﺎرﻩ ﻛﻌﻘﺎر ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻌروﻓﺔ ﺟﯾدا ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ،وﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻟﻘﻧب ﻓﻲ إﯾران ﻛﻌﻘﺎر ﻗﺑل
1زﯾﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﯾﻦ ﻣﺒﺎرك :اﻟﺤﺸﯿﺶ ،اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1986 ،ص.16
2ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻣﻈﻠﻮم :اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2012 ،1ص.22
3ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،1988 ،ص.153
27
ﺳﺗﺔ ﻗرون ﻣن اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻣﯾﻼدي " ، 1ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻟﻔرس واﻛﺗﺷﻔوا آﺛﺎرﻩ اﻟﺗﺧدﯾرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧدﻣﻪ
اﻟﻣﺻرﯾون ﻓﻲ ﻋﻼج ﺑﻌض اﻷﻣراض ﻛﺄﻣراض اﻟﻌﯾون.
أﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ "ﻓﻔﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻧﺗﻘل اﻟﺣﺷﯾش ﻣن اﻟﻬﻧد إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋن
طرﯾق ﻗواﻓل اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد ﻣﺛل ﺳورﯾﺎ وﻣﺻر وﺑﻼد اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ٕواﺳﺑﺎﻧﯾﺎ،
ﺣﯾث اﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﺣﻛﻣﺎء اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﻌﻼج".2
"وﯾﻘﺎل أن اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋرﻓت ﺑﺎﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﻧب ﺣواﻟﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣﯾﻼدي
ﻣﻊ ﻗﯾﺎم ﺣرﻛﺔ اﻟﺗرﺟﻣﺔ ﻋن اﻟطب اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ ،ﻓﻔﻲ ﻛﺗﺎب ﻋن اﻟﺳﻣوم ﻻﺑن وﺣﺷﯾﺔ ﯾرد ذﻛر اﻟﻘﻧب
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺳﺎم ،ﻛﻣﺎ ﯾرد ذﻛرﻩ ﻋﻧد اﻟرازي ،وﯾﺑدو أن ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣﺷﯾش اﺳﺗﺧدﻣت ﻷول ﻣرة ﻋﻧد
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣﯾﻼدي ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻛﻠﻣﺔ ﺑﺎﻧﺞ ﻫﻲ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ،
وﻓﻲ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر دﺧل اﻟﻘﻧب ﻣﺻر وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ أواﺋل ﺣﻛم اﻷﯾوﺑﯾﯾن ،وﻓﻲ أواﺋل
اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻛﺎن اﻟﻘﻧب ﻗد اﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻓﺎرس واﻟﺷﺎم وﻣﺻر ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرن ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺟﺗﺎح
اﻟﻣﻐول اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ) (1300-1221ﺑﺎدﺋﯾن ﺑﻔﺎرس ،وﻛﺎن ذﻟك ﺑﻘﯾﺎدة ﺟﻧﻛﯾز ﺧﺎن ،وﻛﺎن
اﻟﻣﻐول ﯾﺗﻌﺎطون اﻟﻘﻧب ،وﻗد ازداد اﻧﺗﺷﺎرﻩ ﻣﻊ زﺣف اﻟﻣﻐول ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرن ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺗب اﺑن
اﻟﺑﯾطﺎر ) (1248-1197ﻋﺎﻟم اﻟﻧﺑﺎت اﻟﻌرﺑﻲ ﻋن اﻟﻘﻧب ﻓﻘﺎل :إﻧﻪ ﯾزرع ﻓﻲ ﻣﺻر ٕواﻧﻪ ﯾﻌرف
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺷﯾش وﻗﺎل إﻧﻪ ﯾؤﻛل ٕوان آﻛﻠﻪ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧﻔﺔ واﻟﺳرور".3
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺣﻛﺎم اﻟﻌرب ﻗد أدرﻛوا ﺧطورة اﻟﻘﻧب ،ﻓﻘد أﻣر ﺑﯾﺑرس ﺑﻌﻘﺎب زارﻋﻪ
وﻣﺗﻌﺎطﯾﻪ ،وﻟم ﯾﺗوﻗف اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ ٕواﻓرﯾﻘﯾﺎ ،ﺑل اﻣﺗد إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس
ﻟﻛﻧﻬم )أي اﻟﺣﻛﺎم( ﻟم ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻓﻌﻼ ﻣن ﻣﻧﻊ زراﻋﺗﻪ أو ﺗﻧﺎوﻟﻪ ،ﺑل ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺻورة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻘط،
وﻣﺎ ﻟﻘب اﻟﺣﺷﺎﺷون ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ إﻻ ﻟﺗﻌﺎطﯾﻬم اﻟﺣﺷﯾش.
28
وﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺗﻣﻛن اﻷورﺑﯾون ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﻧب وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺟﻧود
ﻧﺎﺑﻠﯾون اﻟﻐﺎزﯾن ﻟﻣﺻر ،1798وﻧظ ار ﻟﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﻓﻘد ﻋﻣل اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺟﺎﻫدﯾن ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺄﺛﯾراﺗﻪ
واﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻪ ﺧﺻوﺻﺎ وأﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺣظﻰ ﺑﺷﻌﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﻋﻧد اﻟﻣﺻرﯾﯾن ،ﻓﺎﺳﺗﻌﻣﻠﻪ
ﻋﻠﻣﺎء أورﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻵﻻم وﺗﺳﻛﯾﻧﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ظﻬر اﺻطﻼح اﻟﺣﺷﯾش ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺑﻌض اﻷدﺑﺎء اﻟذﯾن ﻛﺗﺑوا ﺳﯾر ﺣﯾﺎﺗﻬم وﺗﺟﺎرﺑﻬم
وﻣﻐﺎﻣراﺗﻬم ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌل ﺗﯾوﻓﯾل ﺟوﺗﯾﻪ ﺳﻧﺗﻲ 1843و 1846وﺑودﻟﯾر C. Baudelaireﺳﻧﺔ
،1946وﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋرف اﻟﺣﺷﯾش اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﻌﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋودة اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن ﺳﻧﺔ 1916اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺣﺎرﺑون ﺟﯾش ﺑﺎﻧﺷوﻓﯾﻼ )اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺷﯾش( ﻫذا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣرﻛﺔ اﻟﻬﺟرة ﻧﺣو أﻣرﯾﻛﺎ ﺧﻼل .1920-1910
" ٕواﺑﺎن اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻹﻣدادات وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘطن ﻣن اﻟﺷرق اﻷﻗﺻﻰ
ﻋﺎدت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﻧﺗﺞ اﻟﻘﻧب ﺑﺻورة ﻣؤﻗﺗﺔ ،واﺧﺗﯾرت ﺳﻼﻻت ﻣن اﻟﺑذور ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﻧﺑﺎﺗﺎت ﺗﻌطﻲ ﻣزﯾدا ﻣن اﻷﻟﯾﺎف وﻗﻠﯾﻼ ﻣن اﻟراﺗﻧﺞ ،وﺑﻌد اﻟﺣرب وﺣﺻول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻧﺳﺟﺔ ﻣن اﻟﺧﺎرج أﻟﻐﯾت اﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻧﺑﺎت اﻟﻘﻧب".2
29
-2اﻟﻔﯾﻧﺳﯾﻛﻠﯾدﯾن(P.C.P) Phencyclidine :
وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺳﺣوق أﺑﯾض ﺑﻠوري ﻗﺎﺑل ﻟﻠذوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎء أو اﻟﻛﺣول "وﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﺣﺑوب أو ﻛﺑﺳوﻻت أو ﻣﺳﺣوق أو ﺳﺎﺋل ،وﯾﻣزج ﻣﻊ اﻟﻧﻌﻧﺎع أو اﻟﺑﻘدوﻧس واﻟزﻋﺗر وﯾؤﻛل أو
ﯾﻣزج ﻣﻊ اﻟﻣﺎرﯾﺧواﻧﺎ وﯾدﺧن" ،1وﯾﻌرف ﺑﺎﺳم ﺣﺑﺔ اﻟﺳﻼم.
ظﻬر ﻫذا اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺣﯾث اﺳﺗﺧدم ﻛﻣﺧدر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ
إﻻ أﻧﻪ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺧﻠﻰ اﻷطﺑﺎء ﻋن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻸﻋراض اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ "ﻣن ﺗﺷﻧﺟﺎت وﻫذﯾﺎن
واﺿطراب اﻷﺑﺻﺎر واﻟﻬﯾﺎج اﻟﻌﺻﺑﻲ "" ،2وﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر ﻋﻘﺎر ﺑﻲ ﺳﻲ ﺑﻲ ﻟﻔﺗرة ﻣن 6-4
ﺳﺎﻋﺎت اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ" ،3واﻟﻔﯾﻧﺳﯾﻛﻠﯾدﯾن ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻟﻬﺎ آﺛﺎر
ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﺗرﺗب ﺟراء اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :اﻟﻘﻠق ،اﻻﻧﻔﻌﺎل ،اﻻﻛﺗﺋﺎب ،اﻟدوار ،اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن،
اﻟﻬﻠوﺳﺔ ،اﻟﻐﺛﯾﺎن ،اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل دﻗﺎت اﻟﻘﻠب ...إﻟﺦ.
30
اﻟﺑﺻرﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟدوﺧﺎت اﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﯾﺔ ،Flashbacksوﯾﺳﺑب ﻫذا اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻠﻣدﻣن
اﻋﺗﻣﺎدا ﻧﻔﺳﯾﺎ ،وﻗد ﯾﺻﺎب ﺑﺎﻧﻔﺻﺎم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ".1
وﯾﻌد ﻋﻘﺎر L.S.Dﻣﺎدة ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣن أﻗوى اﻟﻣواد
اﻟﻣﻠﻬوﺳﺔ وأﺧطرﻫﺎ ،وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺄﺧذ ﻋدة
أﺷﻛﺎل :أﻗراص ،ﻛﺑﺳوﻻت ،ﺳﺎﺋل ...إﻟﺦ.
"وطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎر ﺗﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟورﯾد أو ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﻔم ،ﺣﯾث إن
اﻟﻌﻘﺎر ﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ وﯾﻣﻛن ﺗﺣﻣﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﻗراص أو ﻋﻠﻰ ورق ﻟﻪ ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻻﻣﺗﺻﺎص،
وﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﻼﺑﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﻔم أو ﯾﺷرط اﻟﺟﻠد وﯾﻠﺻق ﻋﻠﯾﻪ ﻟﯾﺗم اﻣﺗﺻﺎﺻﻪ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻠد".2
-4اﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾنMescaline :
ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﻠوﯾد )ﻣن أﺷﺑﺎﻩ اﻟﻘﻠوﯾﺎت( وﯾﺻﻧف ﺿﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﻬﻠوﺳﺔ ﯾﺳﺗﺧرج ﻣن
ﺻﺑﺎر اﻟﺑﯾوﺗل peyoteاﻟذي ﯾﻧﻣو ﺑرﯾﺎ ﻓﻲ ﻫﺿﺎب اﻟﻣﻛﺳﯾك وﺟﻧوب ﻏرب اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺻﺑﺎر ﻻ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﺷواك وﻫو ﺻﻐﯾر اﻟﺣﺟم.
وﯾﺷﯾر ﺣﻣدي اﻟﺣﻛﯾم أﻧﻪ "ﻻﺳﺗﺧراج اﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾن ﺗﻘطﻊ ﺷرﯾﺣﺗﺎن ﻣن ﻗﻣﺔ ﺻﺑﺎر اﻟﺑﯾوﺗﯾل ﺛم
ﺗﺧرط اﻟﺷرﯾﺣﺗﺎن وﯾﺗرك اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻟﯾﺟف ،وﺑﻌد اﻟﺟﻔﺎف ﯾطﺣن ﺛم ﯾﺳﺗﺧرج ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺣوق أﺑﯾض
ﻣﺗﺑﻠور ﻫو اﻟﻣﯾﺳﻛﺎﻟﯾن ،ﯾﻌﺑﺄ داﺧل ﻛﺑﺳوﻻت ﻟﻠﺑﻠﻊ أو أﻣﺑوﻻت ﻟﻠﺣﻘن وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺻﻧﻊ ﻣﻧﻪ ﺷراب
داﻛن اﻟﻠون".3
وﻫذﻩ اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻣﻘطوﻋﺔ واﻟﻣﺟﻔﻔﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﺿﻎ أو اﻟﻧﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﺛم ﺷرﺑﻬﺎ أو ﺳﺣﻘﻬﺎ ﺟﯾدا
ٕواﺿﺎﻓﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﺑﻎ ﻣﺛﻼ وﺗدﺧﯾﻧﻬﺎ.
1ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.15
2ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻣﻈﻠﻮم :اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.43
3ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ، 1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.244
31
"وﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧداﻣﻪ إﻟﻰ 5000ﺳﻧﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾﯾن ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﻣﻛﺳﯾك
وﺟﻧوب ﻏرب اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛﺟزء ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟدﯾﻧﯾﺔ " ، 1ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﺑﺎﺋل
اﻟﻬوﺷﯾل اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻟذات اﻟﻐرض أو ﻟﻠﺗطﺑﯾب ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﻋراض ﻛﺎﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟدوران ،ﻫﻠوﺳﺎت ﺑﺻرﯾﺔ ،اﺧﺗﻼل اﻹدراك ...إﻟﺦ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻣﻧﺷطﺎتStimulants:
-1اﻟﻘﺎت : khat
وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﺳم اﻟﺷﺎي اﻟﻌرﺑﻲ أو اﻟﺣﺑﺷﻲ وﻫو "ﻧﺑﺎت داﺋم اﻟﺧﺿرة ﯾزرع ﺑواﺳطﺔ
اﻟﺗطﻌﯾم أو ﺑواﺳطﺔ ﻏرﺳﻪ ﻛﺷﺟرة ﺻﻐﯾرة ،ﻣﺻدرﻩ اﻷﺳﺎﺳﻲ :إﺛﯾوﺑﯾﺎ ،اﻟﯾﻣن ،اﻟﺻوﻣﺎل،
اﻟﺳودان ،ﻣدﻏﺷﻘر ،وﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ وﻛﯾﻧﯾﺎ وأوﻏﻧدا وﺗﻧ ازﻧﯾﺎ
واﻟﻛوﻧﻐو وﻣﺎﻻوي وزﯾﻣﺑﺎﺑوي وزاﻣﺑﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﻪ ﻣوﺟود أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺗرﻛﺳﺗﺎن وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ،ﺗﻧﻣو ﺷﺟرة
اﻟﻘﺎت ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﻣن 1500-500ﻣﺗر ﻓوق ﺳطﺢ اﻟﺑﺣر وﯾﺻل ﻋﺎدة ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻣن -03
05أﻣﺗﺎر".2
وﯾﺗﻣﯾز ﻧﺑﺎت اﻟﻘﺎت ﺑﺄن ﻟﻪ راﺋﺣﺔ ﻋطرﯾﺔ ﻣﻣﯾزة ،وﺗﻛﺗب ﻛﻠﻣﺔ ﻗﺎت ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب ﻟﻐﺔ
اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻪ ﻣﺛل ...catha ،khat ،qat :إﻟﺦ" ،وﯾﺳﺗﺧدم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺷﺟرة
أوراﻗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺑﯾﺿﺎوي ﻣدﺑب ﺣﯾث ﺗﻘطف ﻫذﻩ اﻷوراق وﺗﻣﺿﻎ ﻓﻲ اﻟﻔم".3
"ﻓﺎﻷوراق اﻟطﺎزﺟﺔ ﻟﻠﻘﺎت ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠوﯾﺎت وﻫﻲ ﻣواد ﻓﻌﺎﻟﺔ ﯾﻌزى ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘﺎت اﻟﻣﻧﺑﻪ
وﻛذﻟك وﺟود اﻟﻛﺎﺛﯾﯾن واﻟﻛﺎﺛﯾدﯾن وﻛﺎﺛﻧﯾن اﻷﻓودﯾن واﻹﯾدﻟوﻟﯾن ،وﺗرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘﻠوﯾﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
اﻟﻘﺎت إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة اﻟﻣﻧﺑﻬﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم أﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن ...وﻫﻧﺎك طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﺣﯾث ﺗﺗرك
أوراق اﻟﻘﺎت ﺗﺳﻘط ﻣن اﻟﻔروع وﺗﺗرك ﻓﻲ اﻟﺷﻣس ﺣﯾث ﺗﺟف وﺗﺑﻠل ﺑﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﺎء واﻟﺳﻛر
وﯾﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ )اﻟﺣﺑﻬﺎن( ،وﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻷﻛل ﻛﻧوع ﻣن اﻟﻌﺟﯾن واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.141
2ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.110
3ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺒﺮﯾﺜﻦ :اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.37
32
ﻓﻲ اﻟﺗدﺧﯾن ﻣﺛل اﻟﺗﺑﻎ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷﺑﻪ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أو ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻧوع ﻣن
اﻟﺷراب ﻛﺎﻟﺷﺎي ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﺿﻎ اﻟﻘﺎت ﻓﻲ ﻣواﻗف ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ".1
وﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻣﺎدة اﻟﻘﺎت آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ :ارﺗﻔﺎع ﺿﻐط اﻟدم ،ازدﯾﺎد دﻗﺎت اﻟﻘﻠب ،ﻓﻘدان
اﻟﺷﻬﯾﺔ ،ﺿﻌف اﻟﻘدرة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،اﺿطراﺑﺎت ﻫﺿﻣﯾﺔ ،اﻟﺧﻣول ...إﻟﺦ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻫذا "ﯾرى اﻹﻓرﯾﻘﯾون أن ﻓﻲ اﻟﻘﺎت ﻣن اﻟﺧواص ﻣﺎ ﺑﻠﻎ درﺟﺔ اﻹﻋﺟﺎز ﻓﻬم
ﯾظﻧون ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺑﺗﺔ ﻣﺑﺎرﻛﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺟدﻫم ﻻ ﯾﺳﺗﻐﻧون ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﺣﺗﻔﺎﻻﺗﻬم اﻟدﯾﻧﯾﺔ".2
"وﯾﺑدو ﻓﻲ ﺣدود اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗواﻓرة ﺣول اﻟﻣوﺿوع أن ﺷﯾوع ﻋﺎدة ﻣﺿﻎ
أوراق اﻟﻘﺎت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر )وﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﯾﻣن واﻟﺣﺑﺷﺔ( ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ
ﺿﺎ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ )ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﺣواﻟﻲ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻣﯾﻼدي ،وﻗد ورد ذﻛر ذﻟك َﻋ َر ً
اﻷﻣﻬرﯾﺔ( ﺗﺻف ﺣﻣﻠﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺟﻧود اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ ﻋﻣدا ﺳﯾون ) Amda seyonﻣن
اﻟﺣﺑﺷﺔ( ﺿد اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺳﻠم ﺻﺑر اﻟدﯾن )ﻓﻲ اﻟﯾﻣن( وﺗؤرخ ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم .3"1330
وﯾرﺟﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدارﺳﯾن أﺻل اﻟﻘﺎت إﻟﻰ إﺛﯾوﺑﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎ اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﯾﻣن ﺳﻧﺔ 1424م ﻋن
طرﯾق ﺷﯾﺦ ﯾدﻋﻰ أﺑو رﺑﯾن ،وﻣﻧﻬم ﻣن ردﻩ إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ ﻟﻠﯾﻣن ﻣﻊ اﻟﻐزو اﻟﺣﺑﺷﻲ 525م.
"إن أول ﻣن أﺳﻣﻰ ﺷﺟرة اﻟﻘﺎت ﺑﺎﺳﻣﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ ووﺻﻔﻬﺎ وﺻﻔﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻫو ﻋﺎﻟم اﻟﻧﺑﺎت
اﻟﺳوﯾدي ﺑﯾﯾر ﻓورﺳﻛﺎل Pier Forsskalاﻟذي ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﺳﻧﺔ ،4"1763ﻛﻣﺎ "أن أول ﻣن
ﺗﻣﻛن ﻣن ﻓﺻل ﻗﻠوﯾدات ﻣن ﻧﺑﺎت اﻟﻘﺎت ﻫﻣﺎ Gerokو ،Fluckigerﺣﯾث ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن
اﺳﺗﺧﻼص ﻗﻠوﯾد أطﻠﻘﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﺳم ،Cathineو Mossoاﻟذي ﺗﻣﻛن ﻣن اﺳﺗﺧﻼص ﻗﻠوﯾد أطﻠق
ﻋﻠﯾﻪ اﺳم ،Celastrineوﻓﻲ ﻋﺎم 1901ﻧﺟﺢ ﺑﯾﺗر ﻓﻲ اﺳﺗﺧراج ﺑﻌض أﻣﻼح ﻗﻠوﯾد اﻟﻛﺎﺛﯾن
وﻓﻲ ﻋﺎم – 1912ﺣﺳب -Moserاﻛﺗﺷف اﻟدﻛﺗور Stockmanﻗﻠوﯾدات أﺧرى ﻫﻲ:
1ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.31
2ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺳﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻤﺴﻜﺮات واﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﻜﯿﻔﺎت وآﺛﺎرھﺎ اﻟﺼﺤﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ وﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،
ص.69
3ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.47
4ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.46
33
Cathinineو ،Cathidineوﻓﻲ ﻋﺎم 1952أﻋﻠﻧت اﻵﻧﺳﺔ Mustardأﻧﻬﺎ اﻛﺗﺷﻔت اﺣﺗواء
ﻧﺑﺎت اﻟﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺣﺎﻣض اﻷﺳﻛورﺑﯾﻛﻲ .1"Ascorbic acid
أﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻌرب ﻓﯾﻌد اﻟﻣﻘرﯾزي ﻣن أﺑرز أﻋﻼم اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس اﻟﻣﯾﻼدي ﻋﻧد اﻟﻌرب ،وﻗد
أﺷﺎر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺷﺟرة اﻟﻘﺎت وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ" ،وﺗﺷﯾر دراﺳﺎت ﻛﺛﯾرة ﺣول اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﯾﻣن إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺧﻪ ﺧﻼل اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر واﻟراﺑﻊ
ﻋﺷر ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻔﻘﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻏﯾر أﻧﻪ اﺗﺟﻪ ﺑﻌد ذﻟك ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻻﻗﺗران
ﺑﺎﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻐﻧﯾﺔ ذات اﻟﻧﻔوذ ،وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول ﺳﯾرﺟﻧت R. B. Serjeantوﻫو أﺣد أﻋﻼم
اﻟدارﺳﯾن ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﯾﻣﻧﯾﺔ إن اﻟﻘﺎت ﻛﺎن ﻣﻘﺑوﻻ وﻛﺎن ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﺻﻔوة اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن
اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر".2
-2اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎتAmphetaminas :
ﻫﻲ "ﻣواد ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺎ وﻓﺎرﻣﺎﻛوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻣﯾﻧﺎت اﻟﻣﻧﺷطﺔ
ﻟﻠﺟﻬﺎز اﻟﺳﻣﺑﺗﺎوي ذات ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻣﺣدودة ﺗﺳﺗﺧدم ﻹزاﻟﺔ اﻟﺗﻌب واﻹﺟﻬﺎد" ،3وﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
ﻋن طرﯾق اﻟﻔم واﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟورﯾد.
"ﺑدأ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﺳﻧﺔ 1887ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻟﺗﻣﻛن إﯾدﯾﻠﯾﺎﻧو L. Edeleanoﻣن ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ
ﻣﻌﻣﻠﯾﺎ ،وﻛﺎن أول ﻣن وﺻف آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺳﯾﻛوﻓﺎرﻣﺎﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﺟوردن أﻟﯾس J. Allesﻓﻲ ﺳﻧﺔ
،1928وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺳوﻗﺗﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟدواﺋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺳﻣﯾث وﻛﻼﯾن وﻓرﻧس ﻟﻼﺳﺗﺧدام ﻣن ﺧﻼل
ﺑﺧﺎﺧﺔ ﻟﻼﺳﺗﻧﺷﺎق ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻣن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن إﻟﺗﻬﺎب أﻏﺷﯾﺔ اﻷﻧف اﻟﻣﺧﺎطﯾﺔ ،واﺳﺗﺧدﻣت اﻟﺷرﻛﺔ
ﺣﯾﻧﺋذ اﺳﻣﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟدواﺋﯾﺔ ﻫو اﻟﺑﻧزدرﯾن ،وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1935ﺻﻧﻌت اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﺷﻛل
أﻗراص واﺳﺗﺧدﻣت ﻟﻌﻼج ﺣﺎﻻت اﻟﻧوم اﻟﻘﻬري )اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ(".4
1ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.214
2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.48
3ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.32
4ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.55
34
"اﺳﺗﺧدﻣت اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻛﻌﻼج ﻷﻣراض اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻟﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﻣﻧﺷط ﻟذﻟك
اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟرﯾﺎﺿﯾون ﻛﻣﻧﺷط ،وﻛذﻟك اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﻻﻣﺗﺣﺎﻧﺎت أو ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺳﻣﻧﺔ ﻷﻧﻬﺎ
ﻣﻔﻘرة ﻟﻠﺷﻬﯾﺔ ،وأﻛﺛر أﻧواع اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﺧطورة ﻫﻲ اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن واﻟوﯾﻛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن واﻟﻣﯾﺛﺎﻓﯾﺗﺎﻣﯾن
وﯾﺧﺗﻠف ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺟرﻋﺔ وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ".1
وﻟﻘد اﺗﺿﺢ اﻹﻗﺑﺎل اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت واﺿﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ" ،ﻓﻣﻊ ﺗﺻﺎﻋد اﻟﻣﺟﻬود اﻟﺣرﺑﻲ ﻻﺷﺗراك
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑدأ اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﻧود
)ﺧﺎﺻﺔ ﻓرق اﻟﻣدﻓﻌﯾﺔ واﻟﻔرق اﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻓﻲ أدﻏﺎل ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ( ،وﻛﺎن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﯾﺗم
ﺑﺻﻔﺔ رﺳﻣﯾﺔ إذ ﯾﺻرف ﻟﻛل ﺟﻧدي ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣن اﻟﺣﺑوب ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺻرف ﻟﻪ ﻣن أطﻌﻣﺔ
وﻣﺷروﺑﺎت ،وﻗد ﻗدر ﺑﻌض اﻟﺧﺑراء ﺣﺟم ﻣﺎ ﺻرف ﻟﻠﺟﻧود ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﺑﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن 180
ﻣﻠﯾون ﻗرص".2
ﻟم ﯾﺗوﻗف ﺗﻌﺎطﻲ اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﻟدى اﻟﺟﻧود ﻓﻘط ﺑل اﻣﺗد إﻟﻰ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﺑﻌد اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺎﺑﺎن واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻷﻗراص ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺷﺎع اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﺧﺎﺧﺎت وﻋﻣد اﻷﻣرﯾﻛﯾون إﻟﻰ ﻛﺳرﻫﺎ وﻣﺿﻎ اﻟورق اﻟﻣوﺟود
ﺑداﺧﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷﺑﻊ ﺑﻣﺎدة اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن.
وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1971ﺗم ﺣظر اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت دوﻟﯾﺎ وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﺧﻠت
ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻧﺔ .1976
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻛرﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻛذا اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺣﻣل ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ واﻟﺗرﻛﯾز ...إﻟﺦ ،إﻻ أن ﻟﻬﺎ آﺛﺎ ار ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة ،وﺗظﻬر ﻫذﻩ
1ﺧﻠﻮد ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺠﻮن :ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.33
2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.56
35
اﻷﺧﯾرة ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﺗﺑدأ أﻋراض اﻟﺻداع ،اﻟﻘﻠق ،ﻓﻘد اﻟﺷﻬﯾﺔ ،اﺿطراﺑﺎت
ﻫﺿﻣﯾﺔ ،ازدﯾﺎد ﻓﻲ ﻣﻌدل دﻗﺎت اﻟﻘﻠب.
"وﯾﺗﻌرض ﻣﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﺑﺟرﻋﺎت ﻛﺑﯾرة إﻟﻰ ﺳرﻋﺔ ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب وﻋدم اﻧﺗظﺎﻣﻬﺎ ،وﺣدوث
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗﻘﻠﺻﺎت ﻓﻲ ﻋﺿﻼت اﻟﺑطن وﺗدﻫور ﻋﻘﻠﻲ ،وﻫﺑوط ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔس واﻻﺿطراب
اﻟزﻣﺎﻧﻲ واﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟﺗﺷﻧﺟﺎت واﻟﻐﯾﺑوﺑﺔ واﻟطﻔﺢ اﻟﺟﻠدي ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻬﯾﺞ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ وﯾﻛون ﺳﻠوﻛﻪ
ﻋدواﻧﯾﺎ".1
-3اﻹﻓدرﯾنEphedrine :
وﻫو ﻣﺳﺣوق ﻋدﯾم اﻟﻠون واﻟراﺋﺣﺔ ﯾﻧﺻﻬر ﻋﻧد درﺟﺔ ﺣرارة ﻣﺎ ﺑﯾن 40-39درﺟﺔ ﻣﺋوﯾﺔ،
ﻛﺎﻣل اﻟذوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎء وﯾذوب ﻓﻲ اﻟﻛﺣول واﻷﯾﺛﯾر واﻟﻛﻠوروﻓورم واﻟزﯾوت اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ.3
وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻹﯾﺑدرﯾن أﯾﺿﺎ ،وﯾﺳﺗﺧرج ﻣن ﻧﺑﺎت اﻟﻣﺎﻫواﻧﺞ وﻫو ﻣن اﻟﻣﻧﺷطﺎت ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻼت
أﻟﻔﺎ وﺑﯾﺗﺎ اﻷدرﯾن ،وﯾﻧﺷط اﻟﻣﺦ وﯾﺳﺑب ﺗﻬﯾﺞ اﻟﺷﻌب اﻟﻬواﺋﯾﺔ ،وﯾﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل أﻗراص
ﯾﺣﺗوي ﻛل ﻗرص ﻋﻠﻰ 30ﻣﻠﺟم أو ﯾﺣﻘن ﻓﻲ اﻟﻌﺿﻼت ،4وﯾﺗﻧﺎول ﺑﻬدف اﻟﺗﻧﺷﯾط أو ﻟﻌﻼج
ﺑﻌض اﻷﻣراض ﻛﺎﻟرﺑو ،اﻟزﻛﺎم ،ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻷﻧف ...إﻟﺦ ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻛﺣدوث ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،ارﺗﻌﺎش اﻟﯾدﯾن ...إﻟﺦ.
1ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻰ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.14-13
2رﺷﺎد أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ :اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺘﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺳﺒﻞ اﻟﻌﻼج واﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ،دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ
واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1992 ،ص.57
3ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ وآﺧﺮون :اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺨﺪرة واﻟﻌﻘﺎﻗﯿﺮ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.14
4ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻣﻈﻠﻮم :اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.64
36
-4اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾنCocaine :
ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺎدة اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﺑﺎت اﻟﻛوﻛﺎ اﻟذي ﯾﻌد ﻣﺎدة ﻣﺧدرة
وﻣﺻد ار ﻟﻣﺎدة اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.
"وﻗد ﻋرف ﻫذا اﻟﻧﺑﺎت ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن أﻟﻔﻲ ﺳﻧﺔ ،وﻓﻲ ﻋﺻور ازدﻫﺎر
ﻗﺑﺎﺋل اﻹﻧﻛﺎ ﻛﺎﻧت أوراق اﻟﻛوﻛﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺷﯾﺋﺎ ﺛﻣﯾﻧﺎ ،وﻛﺎﻧت ﺗﺣﺟز ﻋﺎدة ﻋن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻘﻰ
اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺑﻼء ورﺟﺎل اﻟدﯾن) ،ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﺧدام أو اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻫﻲ ﻣﺿﻎ
اﻷوراق أو إﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔم ﺣواﻟﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻻﺳﺗﺣﻼﺑﻬﺎ( ،وﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻟوﺣظ ﻣن ﺗﺄﺛر ﻣﻧﺷط ﻟﻬذﻩ
اﻷوراق ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﺟﻧود )أﯾﺎم اﻹﻧﻛﺎ( ﯾﺳﺗﺧدﻣوﻧﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧرﺟون ﻟﻠﺣرب ،ﻛذﻟك ﻛﺎن ﺣﺎﻣﻠو
اﻟرﺳﺎﺋل ﯾﺳﺗﺧدﻣوﻧﻬﺎ ﻟﺗﻌﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺣﺎل ﻣﺳﺎﻓﺎت طوﯾﻠﺔ ﺣﺎﻣﻠﯾن رﺳﺎﺋﻠﻬم".2
وﻟﻘد ﻛﺎن اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت أن ﻧﺑﺎت اﻟﻛوﻛﺎ ﻫﺑﺔ اﷲ ﻟﻠﺳﻛﺎن وﻣﺻدر طﺎﻗﺔ
ﻟﻬم ،ﻟذﻟك ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻧﺎوﻟوﻧﻪ ﻟﻬذا اﻟﻐرض وﯾﻌﻣﻠون ﻟﺳﺎﻋﺎت طوﯾﻠﺔ ،واﻋﺗﺑروا ﻫذﻩ اﻟﻧﺑﺗﺔ أو اﻟﺷﺟﯾرة
ﻣﻘدﺳﺔ.
"وﻋﻧدﻣﺎ اﺣﺗل اﻹﺳﺑﺎن اﻟﺑﻼد ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺗرك اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر ﯾﻣﺿﻐون أوراق
اﻟﻛوﻛﺎ ﻟﯾﺳﺗﻌﯾﻧوا ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل ﻣﺷﺎق اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺳﺎدة اﻹﺳﺑﺎن ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺟم اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ ،وﻓﻲ
ظل ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻋﻧﻲ اﻹﺳﺑﺎن ﺑزراﻋﺔ ﺷﺟرة اﻟﻛوﻛﺎ ﺑﺎﻧﺗظﺎم )وﻛﺎن اﻟﻬﻧود اﻟﺣﻣر ﻣن ﻗﺑل
ﯾﻛﺗﻔون ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺟﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ( ،وأﺻﺑﺢ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻬﻧود ﯾﻌطون
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻠﻲ :اﻟﻤﺨﺪرات ﺗﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ وطﺮق اﻟﺘﺨﻠﺺ اﻵﻣﻦ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.97
2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.44
37
ﺟزء ﻣن أﺟرﻫم ﻣﻘﺎدﯾر ﻣن أوراق اﻟﻛوﻛﺎ ،واﻧﺗﺷر ﻣﺿﻎ اﻟﻛوﻛﺎ أﻛﺛر ﻣن ذي ﻗﺑل ،ورﺑﻣﺎ رأى
ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻬﻧود اﻟﻣﻘﻬورﯾن أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻹﺳﺑﺎﻧﻲ ﺑﻘﯾﺔ ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬم اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧدﺛرة )إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻧﺷﯾطﯾﺔ( ﻓﺎزدادوا ﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﻬﺎ ،وﯾﻘدر ﻋدد اﻟﻬﻧود اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻵن ﻣﺿﻎ
اﻟﻛوﻛﺎ ﺑﺎﻧﺗظﺎم ﻓﻲ ﺑﯾرو وﺑوﻟﯾﻔﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻗﻠﯾﻼ ﻋن أرﺑﻌﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﻧﺳﻣﺔ".1
وﻓﻲ 1860اﺳﺗطﺎع اﻟﻌﺎﻟم أﻟﻔرﯾد ﻧﯾﻣﺎن Alfred Niemanأن ﯾﻌزل ﻣﺎدة اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻣن
ﻧﺑﺎت اﻟﻛوﻛﺎ ،وأﺻﺑﺣت اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻣن ﺑﯾن أﻛﺛر اﻟﻣﺧدرات ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن،
ﻓﻬﻲ "ﻣﻧﺑﻪ ﻗوي وﻣﺧدر ﻣوﺿﻌﻲ ﻓﻌﺎل وأﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﻧﺷوﻗﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﺗص ﻣن اﻷﻏﺷﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺎطﯾﺔ ﻟﻸﻧف ﻟﯾﺻل ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟدم ،ﻟذا ﻓﺈن ﺷﻣﻪ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘرﺣﺎت ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻷﻏﺷﯾﺔ ﺛم إﻟﻰ اﻧﺛﻘﺎب اﻟﺟدار ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﺣﻘﻧﺎ ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدث
ﻧﺧو ار ﺳرﯾﻌﺔ ﻓﯾﻪ وﺗﻘرﺣﺎت ﻣؤﻟﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﺑﺗدﺧﯾن ﻋﺟﯾﻧﺔ اﻟﻛوﻛﺎ".2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ﻓﻘد اﺳﺗﺧدﻣت اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻛﻣﺧدر ﻣوﺿﻌﻲ ﻓﻲ ﺟراﺣﺎت اﻟﻌﯾون
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ 1885ﺑﻌدﻣﺎ اﻛﺗﺷف ﻛﺎرل ﻛوﻟﻠر Karl Kollerﻫذا اﻷﻣر ،ﻛﻣﺎ أدﺧﻠت ﻣﺎدة
اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷدوﯾﺔ واﻟﻣﺷروﺑﺎت ﻛﻣﺷروب ﻛوﻛﺎ ﻛوﻻ وذﻟك ﺳﻧﺔ ،1886وﻧظ ار ﻟﻶﺛﺎر
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗرﻛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻬﺎ ﻓﻘد ﺗم اﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻣن ﺗرﻛﯾﺑﺔ ﻫذا اﻟﻣﺷروب اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
ﺳﻧﺔ .1903
"وﻗد ﺑدأت إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن اﻟﺧﺎم – ﺣﺳب -Chopra and Chopraﻋﺎم
1890ﺑﻌد أن ﻓﺗﺣت ﻓﻲ ﺑﯾرو ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻻﺳﺗﺧراج اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن اﻟﺧﺎم وﺗﺻدﯾرﻩ ﻟﻠﺧﺎرج ،وﻓﻲ ﻋﺎم
1890ﺑﻠﻐت اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن 1730ﻛﻠﺟم ارﺗﻔﻌت إﻟﻰ 10600ﻛﻠﺟم ﻋﺎم ،1910
وﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن 1910-1890أﺧذ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﻏﯾر اﻷﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺷﺎر
ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺳود".3
38
"وﻛﺎﻧت أول ﺣﺎﻟﺔ إدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ أﻋﻠﻧﺗﻬﺎ اﻟدﻛﺗورة ﺷو Shawﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ
ﺳﺎن ﻟوﯾس ،واﻧﺗﺷر اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻛﺎﻟوﺑﺎء اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﻋﺎم ،1910وﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧرج ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻣن
أوراق ﺟﻠﺑت ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،وأﺻﺑﺢ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻌد
اﻷﻓﯾون واﻟﻣورﻓﯾن ،وﻗد ﺗوﻗف ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺟزﺋﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﻪ اﻧﺗﺷر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد
إﻟﻰ أن وﺻل ﻋﺎم 1930أﺧذ اﻟﻬﯾروﯾن ﯾﺣل ﻣﻛﺎﻧﻪ".1
"وﻓﻲ ﻋﺎم 1886ﻧﺷر أول ﺗﻘرﯾر طﺑﻲ ﻧﺷرﻩ طﺑﯾب ﻓﻲ واﺷﻧطن ﻋن ﺑﻌض اﻷوﺟﺎع
اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﺣﻘن ﺑﺎﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻟﻠﺗﺧدﯾر ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ ،وﻟم ﯾﻠﺗﻔت أﺣد
إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﺛم ﺗواﻟت اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋﻠﻰ أوﺟﺎع ﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﺗرﺗﺑت ﻋن زﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل
أﺧرى أﻛﺛر ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣرض ،ﺛم ﺗواﻟت اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻧﺎول اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ،وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ُ 1914وﻗﱢ َﻊ ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﻘﺎﻧون ﻫﺎرﯾﺳون اﻟذي وﺿﻊ ﻗﯾودا ﻣﺷددة ﻋﻠﻰ ﺗداول اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣرﯾم ﺑﯾﻌﻪ إﻻ ﻣن
ﺧﻼل وﺻﻔﺎت طﺑﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣرﯾم إدﺧﺎﻟﻪ ﺑﺄي ﻗدر ﻓﻲ اﻷدوﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎرة )اﻟﻣﺗداوﻟﺔ واﻟﻣﺳﻣوح
ﺑﺑﯾﻌﻬﺎ دون وﺻﻔﺔ طﺑﯾﺔ(".2
وﻣن أﻋراض ﺗﻌﺎطﻲ ﻣﺎدة اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻘدان اﻟﺷﻬﯾﺔ ،اﻷرق ،اﻧﺧﻔﺎض اﻟوزن ،اﻟﺿﻌف
اﻟﺟﻧﺳﻲ ،ازدﯾﺎد ﻣﻌدل ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب ،اﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻧﻔس ،اﺗﺳﺎع ﺣدﻗﺔ اﻟﻌﯾن ،ارﺗﻔﺎع ﺿﻐط
اﻟدم ...إﻟﺦ.
-1أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ،1دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1991 ،ص.30
-2ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.46
39
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻓﻌﻼ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺧدرات وﻻ ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ أﻣ ار ﺟدﯾدا ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻬﺎ
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﻌوب اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻟﻣﺻرﯾﯾن واﻟﺻﯾﻧﯾﯾن واﻵﺷورﯾﯾن وﻏﯾرﻫم ﻗﺑل أن ﻧدرﻛﻬﺎ ﻧﺣن،
وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة اﻟﺧﺷﺧﺎش اﻷﻓﯾون ،اﻟﺣﺷﯾش اﻟﻘﻧب ،اﻟﻘﺎت واﻟﻛوﻛﺎ ،وﻟﻘد ﺗﻌددت
اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن إﺛﺎرة اﻟﻧﺷوة وﺗﻌدﯾل اﻟﻣزاج واﻟﺗطﺑﯾب.
إﻻ أن ﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺎﺗﻬﺎ ﻟم ﺗﻌرف إﻻ ﺣدﯾﺛﺎ ،ﻓﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﻓﯾون ﻛﺎﻟﻣورﻓﯾن ﻣﺛﻼ ُﻋرف ﺳﻧﺔ
،1803واﻟﻬﯾروﯾن ﻋرف ﺳﻧﺔ ،1874ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠﺻت ﻣن أوراق اﻟﻛوﻛﺎ ﻣﺎدة اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﺳﻧﺔ
،1860وﻫﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻧﺻف اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات
اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑرات ﻛﺎﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔت ﺳﻧﺔ ،1887واﻟﺑﻧزودﯾﺎزﯾﺑﯾﻧﺎت واﻟﺗﻲ
ﻋرﻓت ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺳﻧﺔ .1955
40
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات
ﺗﻣﻬﯾد
41
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات:
ﺗﻣﻬﯾد:
إن ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻧﺗﺷﺎر ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﺗﻔﺎﻗم
ﺧطرﻫﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ دراﺳﺗﻬﺎ ،وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺟﺎل
اﺧﺗﺻﺎص ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ،واﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﻣدﻣن ،وﺗﺑﯾﺎن ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻟﻠﻣﺧدرات واﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻣدﻣﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻛﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠم ...إﻟﺦ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿرة.
ﯾﻌرف اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "اﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺗﻛرر ﻟﻣﺎدة ﻧﻔﺳﯾﺔ )ﻣﺧدرة( أو ﻟﻣواد ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدرﺟﺔ أن
اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ )وﯾﻘﺎل اﻟﻣدﻣن( ﯾﻛﺷف ﻋن اﻧﺷﻐﺎل ﺷدﯾد ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻛﺷف ﻋن ﻋﺟز أو رﻓض
ﻟﻼﻧﻘطﺎع أو ﻟﺗﻌدﯾل ﺗﻌﺎطﯾﻪ ،وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗظﻬر ﻋﻠﯾﻪ أﻋراض اﻻﻧﺳﺣﺎب )اﻟﻣرض واﻻﺿطراب
اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﻲ( إذا ﻣﺎ اﻧﻘطﻊ ﻋن اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﺗﺻﺑﺢ ﺣﯾﺎة اﻟﻣدﻣن ﺗﺣت ﺳﯾطرة اﻟﺗﻌﺎطﻲ إﻟﻰ درﺟﺔ
ﺗﺻل إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد أي ﻧﺷﺎط آﺧر ،وﻣن أﻫم أﺑﻌﺎد اﻹدﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
42
-ﺗﺄﺛﯾر ﻣدﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ".1
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﯾﺗﺣول ﻣﻊ اﻟوﻗت إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻹدﻣﺎن ﺣﯾث
ﺗﺗوﻟد ﻟدى اﻟﻣدﻣن رﻏﺑﺔ ﻗﻬرﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋدة آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ )ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﺿوﯾﺔ( ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻣﻊ رأي ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن
ﻣﺣﻣد أﺑو ﻋﻣﻪ اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﻣﯾل اﻟﺷدﯾد أو اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﻼإرادﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات ،وﯾراﻓق ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎن اﻟﺷﻌور اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧداﻣﻪ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ
زﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻋﺗﻣﺎد ﻧﻔﺳﻲ وﺟﺳدي أو ﻋﺿوي ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎول،
وظﻬور ﻋوارض ارﺗدادﯾﺔ ﻣؤﻟﻣﺔ ﺟﺳدﯾﺎ أو ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ﻋﻧد اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣﺧدرة ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﺑداﯾﺔ أو ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﯾﺔ ﯾﻠﯾﻬﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،ﺛم ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎن،
وﻟﺑﻌض اﻟﻣﺧدرات ﺗﺄﺛﯾر ﻗوي ﯾﺧﺗﺻر ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣراﺣل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎن ﻓﻘط".2
وﯾﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ "ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣم دورﯾﺔ أو ﻣزﻣﻧﺔ ﺗﻠﺣق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻧﺗﺞ ﻋن
ﺗﻌﺎطﻲ ﻋﻘﺎر طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﺻﻧوع" ،3ﻓﺎﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ
ﻣﻌﻣﻠﯾﺎ ﻛﺎﻟزاﯾﻠوﺳﯾن واﻟﻣﺳﻛﺎﻟﯾن ﻓﺣﺳب ﺑل ﯾﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﻣواد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻷﻓﯾون واﻟﺣﺷﯾش وﻫو
ﯾﻌﺑر ﻋن "ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﺟﺳﻣﯾﺔ ﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﯾن ﻋﻘﺎر وﻛﺎﺋن ﺣﻲ"،4
ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﺗﻧﺎول اﻟﻌﻘﺎر ﺟزءا ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﻓﻘد
"ﯾﺗﻌرض اﻟﻣدﻣن ﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗوﺗر إذا ﺣﯾل ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺗﻌﺎطﻲ ﻫذا اﻟﻌﻘﺎر".5
وﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ "اﺿطراب ﺳﻠوﻛﻲ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔرد
ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة ﺳﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻟﺿرورة
1ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻄﯿﺎت :دور اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯿﺺ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺨﺪرات ،ورﻗﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﺣﻮل "دور اﻟﺒﺤﺚ
اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺪرات" ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2002 ،ص.11
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻋﻤﮫ :ﺣﺠﻢ ظﺎھﺮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ﻟﻠﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ،
اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،1998 ،1ص.22
3ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.127 ،126
4ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﯿﺪ :ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.128
5
ﻓؤاد أﺑو ﺣطب وﻣﺣﻣد ﺳﯾف اﻟدﯾن ﻓﮭﻣﻲ :ﻣﻌﺟم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺗرﺑﯾﺔ ،ج ،1اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺷؤون اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻷﻣﯾرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،1984 ،ص.47
43
اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات اﻻﻧﺳﺣﺎب ،وﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻟﺗﺣﻣل ،وﻫو ﯾﺧل ﺑﺗوازن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ
1
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ"
"وﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣدﻣن ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ،وﺑﻣﺟرد
ﻧﻔﺎذ ﻣﻔﻌوﻟﻬﺎ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ،وﺗﺻﺑﺢ ﺷﻐﻠﻪ اﻟﺷﺎﻏل ﻣﺗﺟﺎﻫﻼ أي ﺷﻲء ﻣﻬم آﺧر،
واﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻋﺗﻣﺎدﻩ اﻹدﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟذي ﯾوﺻل ﻟﻪ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻻﻧﺑﺳﺎط اﻟذي
ﯾﺗرﺟم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﯾرى ﻓﻲ ﺻورة ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻣن ﺗدﻣﯾر ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ وﻋﺎﺋﻠﺗﻪ وﺣﯾﺎﺗﻪ
ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ".2
ﻛﻣﺎ "أن اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ُﯾظﻬر ﻟدى اﻟﻔرد اﻧﺣراﻓﺎت أﺧرى ﺗﺗرﺟم ﻓﻲ ﺷﻛل
اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﺧﻠق ﻋدواﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻵﺧرﯾن أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻗد ﺗﺻل ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ ،أو ﻗد ﺗدﻓﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﻧﺗﺣﺎر أو اﻻﻧﺗﺣﺎر اﻟﻔﻌﻠﻲ".3
ﻓﺎﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻻ ﯾﺗوﻗف ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺳدي ﻟﻠﻣدﻣن،
ﺑل ﯾﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ اﻟوﺳط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ،وﺗﻛون اﻷﺳرة أول ﻣن ﯾطﺎﻟﻪ ﻫذا
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣدﻣن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺳﻣوم ،ﻟذﻟك ﻓﻬو ﻣﺳﺗﻌد ﻣن
أﺟل ذﻟك ﻟﻠﺗﻧﺎزل ﻋن أي ﺷﻲء ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أﺳرﺗﻪ ﻛﺄن ﯾﻧﻔق ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻷﺳرة
ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﻣﺧدرات ،أو أن ﯾﺳرق ﺑﻌض ﻣﻘﺗﻧﯾﺎﺗﻬﺎ أو أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻧف ﻣﻊ اﻷﻧﺑﺎء
أو اﻟزوﺟﺔ ﻣن أﺟل أن ﯾوﻓروا ﻟﻪ اﻟﻣﺎل ﻟذات اﻟﻐرض ...إﻟﺦ ،ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن
ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻷﺳرة واﻧﺗظﺎم ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﻣن اﻹدﻣﺎن ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺟرﻋﺔ وذﻟك
ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗرك ﻣﻊ ﺣﺎﻻت اﻹدﻣﺎن اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور
1
ﺣدة وﺣﯾدة ﺳﺎﯾل :ﺑﺣث ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗرﺧﺎء ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات :ﺑرﻧﺎﻣﺞ دزورﯾﻼ D'zurillaﻧﻣوذﺟﺎ،
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﯾﺎدي ،ﻗﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس وﻋﻠوم اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻷرطﻔوﻧﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2009-2008 :ص.11
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.28
3
ﺻﺎدﻗﻲ ﻓﺎطﻣﺔ" :اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات" ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗرﺑوﯾﺔ،اﻟﻌدد ،12ﺟوان ،2014ص.192
44
ﻛﺎﻟرﻏﺑﺔ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،اﻟﻌﺟز ﻋن اﻻﻧﻘطﺎع ،اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻻﻧﻘطﺎع
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻺدﻣﺎن واﻟذي اﻋﺗﺑرﺗﻪ "ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺟﺳﻣﯾﺔ
ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺗم ﺑﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﺣﯾﺔ واﻟدواء ،وﯾﺗﺻف ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﺣدوث اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت
ﺳﻠوﻛﯾﺔ وأﺧرى ﺗﺗﺿﻣن ﺻﻔﺔ اﻟﺟﺑر أو اﻟﻘﻬر اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻟدواء ﺗﻧﺎوﻻ ﻣﺳﺗﻣ ار أو ﻣﺗﻘطﻌﺎ،
وذﻟك إﻣﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾراﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣرﻏوﺑﺔ أو ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻟﺗﺟﻧب
اﻹزﻋﺎج اﻟﻧﻔﺳﻲ أو اﻟﻌﺿوي اﻟﻧﺎﺟﻣﺎن ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻟﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ،وﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﻟﻠﺗﻌود ﯾﺣدث ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﻣل )أي ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻟزﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ ﻣﻊ اﻟزﻣن( ،وﻗد ﻻ
ﯾﺣدث ذﻟك ،وﻫذا ﯾﺗﻘرر ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﺎطﺎﻫﺎ اﻟﻔرد". 1
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻹدﻣﺎن ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺧدرة ،وﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ٕواﻻ
ﺗﻌرض ﻷﺿرار ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺟﺳﻣﯾﺔ ﺧطﯾرة ،وﯾﺷﻣل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﺧطﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﯾﺿﺎ ﻷن اﻟﻣدﻣن أﺛﻧﺎء
إدﻣﺎﻧﻪ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻼوﻋﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﻏﯾر ﻣدرك ﻟﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺗﺻرﻓﺎت
ﻣﺗﻬورة وﻗد ﺗﺗﻌدى ﻓﻲ أﺣﯾﺎن أﺧرى إﻟﻰ اﻹﺟرام.
ﯾﻌرف اﻟﻣدﻣن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻛل ﻓرد ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﻣﺎدة ﻣﺧدرة أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﺗﺣول ﺗﻌﺎطﯾﻪ إﻟﻰ ﺗﺑﻌﯾﺔ
ﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﺟﺳدﯾﺔ أو اﻻﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﺗﺻرﻓﺎت وﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻻ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻻ
أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻣن".2
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻌود ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎطﻲ ﻋﻘﺎر ﻣﻌﯾن ﻣﺛل اﻟﻛﺣول أو اﻟﻣﺧدرات،
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗف ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﯾﺷﻌر ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﺿطراب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺳﻣﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻧﺎول ﺟرﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ".1
1ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺪي ﺣﺠﺎر :ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻋﻼﺟﻲ ﻟﻠﻤﺮاھﻘﯿﻦ واﻷﺣﺪاث ﺿﺪ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺴﻜﺮات ﻓﻲ اﻹﺻﻼﺣﺎت وﻣﺮاﻛﺰ إﻋﺎدة اﻟﺘﺄھﯿﻞ ،اﻟﻤﺮﻛﺰ
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1992 ،ص.26
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.46
45
وﻫو أﯾﺿﺎ اﻟﺷﺧص "اﻟذي ﯾﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﺎدة ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،وﯾﻌد ﻣرﺗﻬﻧﺎ ﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ أو
ﺑدﻧﯾﺎ ،وﯾﻛون اﻹرﺗﻬﺎن اﻟﺑدﻧﻲ ﻋﻧد ﺗﻌﺎطﻲ ﻣﺳﺗﺣﺿرات اﻷﻓﯾون واﻟﺑﺎرﺑﯾﺗورات".2
واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗؤﻛد أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻟم ﯾﺣدث ﺑﺻﻔﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ
ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﻟﻣدﻣن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،واﻧﻘطﺎﻋﻪ ﻋن ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ
ﯾﻌرﺿﻪ ﻵﺛﺎر ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة.
وﻣﻧﻪ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻣدﻣن ﻫو ﺷﺧص ﯾﺳﺗﻬﻠك اﻟﻣﺧدرات ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر إﻟﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﻬﺎ ٕواﻻ ﺗﻌرض ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺿرار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﺎﻟﻘﻠق
واﻟﺗوﺗر واﻟﻬﯾﺟﺎن ....إﻟﺦ ،وﺑدﻧﯾﺔ ﻛﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﺿطراﺑﺎت اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻫﺿﻣﯾﺔ أو ﺗﻧﻔﺳﯾﺔ وارﺗﻔﺎع
ﺿﻐط اﻟدم وﻛذا ﻣﻌدل ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻋراض اﻷﺧرى ،وزﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ ﻗد ﯾﻧﺟم
ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻬﯾروﯾن ﻣﺛﻼ ،وﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣدﻣن ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر ،وﯾﻠﺟﺄ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء ﯾﻛﻔل ﻟﻪ ذﻟك ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن
ذﻟك اﻧﺗﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون.
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻣدﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻧذﻛر أﻫﻣﺎ:
1ذﯾﺎب ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺒﺪاﯾﻨﺔ :اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻧﺘﺮﻧﯿﺖ واﻟﻤﺨﺪرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﯿﻨﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2011 ،1ص.80
2
ﺑﺎﺳم اﻟطوﯾﺳﻲ وآﺧرون" :اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺷﺑﺎب ﻧﺣو اﻟﻣﺧدرات دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻣﻌﺎن" ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد
،40اﻟﻌدد ،2013 ،02ص .279
46
-اﻹﻫﻣﺎل اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟذاﺗﯾﺔ وﻋدم اﻻﻧﺗظﺎم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ أو اﻟﻌﻣل.
-إﻫﻣﺎل اﻟﻬواﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻛذب واﻟﺣﯾل اﻟﺧﺎدﻋﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺎل.
-اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺳرﻗﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻟﺷراء اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾدﻣﻧﻬﺎ".1
-ﻧظرﺗﻪ اﻟﻌداﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻣردﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﻪ وﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ وأﻋراﻓﻪ وﻗواﻧﯾﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺳﻠوﻛﺎت
ﻏﯾر أﺧﻼﻗﯾﺔ ﯾرﻓﺿﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون.
-اﻟﺗﻬرب ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
-ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟذﺗﻪ وﻟﻘدراﺗﻪ.
-اﻻﻧﻔﻌﺎل ﻷﺗﻔﻪ اﻷﻣور)اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ(.
" -ﺗﻐﯾر ﻣزاج اﻟﺷﺧص ﻣن اﻟﺳﻌﺎدة أو اﻟﻐﺑطﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣزن واﻹﺣﺑﺎط ﺑدون ﻣﺑرر.
-وﺟود ﺟروح أو ﻧدوب أو اﺣﺗﻘﺎن ﻓﻲ اﻟﺟﺳم واﻟﯾدﯾن أو اﻟﻔم أو اﻷﻧف.
-ﺑﻘﻊ ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ أو رواﺋﺢ ﻣواد ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻼﺑس أو ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳم".2
راﺑﻌﺎ -ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات:
-1اﻟﻔم :oralوﻫﻲ أﻛﺛر اﻟطرق ﺷﯾوﻋﺎ ،وﯾﺷﺗرط ﻫﻧﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘﺎر ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺑﻠﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم
اﻣﺗﺻﺎﺻﻪ ووﺻوﻟﻪ إﻟﻰ اﻟدورة اﻟدﻣوﯾﺔ ،واﻟﻣواد اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ أﻓﺿل ﻣن ﺣﯾث اﻻﻣﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﻣواد
اﻟﺻﻠﺑﺔ )اﻷﻗراص( ﻓﺎﻟﻛﺣول ﻣﺛﻼ ﯾﺗم اﻣﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﻌدة ﻓﺎرﻏﺔ ﺧﻼف
اﻟﻣﻣﺗﻠﺋﺔ.
-2اﻟﻌﺿﻼت" :وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟﻌﺿل وﻫذا ﻗد ﯾﻛون ﻋن طرﯾق اﻷوردة ﻣﺑﺎﺷرة أو
ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ،وﺗؤدي اﻟطرﯾﻘﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﺳرﯾﻌﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧﺎول ﻋن طرﯾق اﻟﻔم
1ﻋﺼﺎم ﺗﻮﻓﯿﻖ ﻗﻤﺮ وآﺧﺮون :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،دار اﻟﻔﻜﺮ ﻧﺎﺷﺮون وﻣﻮزﻋﻮن ،اﻷردن ،ط ،2008 ،1ص ص.73-72
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻋﻤﮫ :ﺣﺠﻢ ظﺎھﺮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ﻟﻠﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.27،28
47
وذﻟك ﻟﺳرﻋﺔ اﻻﻣﺗﺻﺎص واﻟوﺻول ﻟﻣﺟرى اﻟدم ،وﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻣﺗﺻﺎص اﻟﺳرﯾﻊ
ﻟﻠﻣﺧدر ﻓﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر ﺟدا وﺑﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟوﻓﺎة ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﻘدان ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾم ) (sterileﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻻﺗﻬﺎﺑﺎت أو اﻟﺗﻠوث".1
-3اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق :وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟرﺋﺔ ﺣﯾث ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻧﻘل اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﺳم
ﻛﺎﻟﻣذﯾﺑﺎت اﻟطﯾﺎرة ﻣﺛﻼ.
-اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻗد ﺗﻌود ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة ﺣﯾث ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﯾﻣﯾل ﻟﺗﻛرار ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻷﺛر اﻟذي
ﺣدث ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
-اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎن أو اﻻﻋﺗﻣﺎد وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣم دﻣوي
ﻣزﻣن ﺿﺎر ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ وﺗﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﻛرر ﻷﺣد اﻟﻣﺧدرات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو
اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎن ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﯾﺷﻌر ﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺧدر ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﺛﻣن ﻷﻧﻪ ﯾﻛون ﻗد ﻓﻘد ﻛل اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ إرادﺗﻪ ﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدةٕ ،واذا ﺗوﻗف ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻣﺧدر أو إذا ﻣﻧﻊ ﻣن ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳوف ﯾﻘﺎﺳﻲ ﻣن آﻻم ﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ وﻋﻘﻠﯾﺔ ﻣؤﻟﻣﺔٕ ،واذا ﺣﺻل
ذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺧدر ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ".2
48
ﺧﺎﻣﺳﺎ -اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻺدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات:
-1اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ:
"ﺗﺷﯾر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ أﺛر اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ وظﺎﺋف أﻋﺿﺎء اﻹﻧﺳﺎن ،وأﻧﻬﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ
اﻹدﻣﺎن ،وأن اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻟﻣﻌظم أﻧواع اﻟﻣﺧدرات ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﻌﺗﻣدا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ
ﺗﺟﻌل اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺧدرات أﻣ ار ﻣﻌﻘدا".1
ﺧﺻوﺻﺎ وأن اﻟﻣدﻣن ﻗد ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺧدر ﻓﻲ ﻣواﻗف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺷﺗﻰ ﻛﺎﻷﻓراح
واﻷﺣزان ،ﻓﻬو ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة ﻹﺣداث اﻟﻧﺷوة واﻻﻧﺗﻌﺎش وﺗﻌدﯾل ﻣزاﺟﻪ أو
ﻟﻠﻧﺳﯾﺎن ،وﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف دون اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ ﺑل أﺻﺑﺣت
ﺟزءا ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣدﻣن أﺻﺑﺢ ﯾﻌﯾش ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﺟﺳﻣﻲ واﻧﻘطﺎﻋﻪ ﻋن
اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ أﻋراض ﻓﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻛﺄن ﯾﺷﻌر ﺑﺣﺷرات ﺗﻣﺷﻲ ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ،آﻻم ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﻗﯾن ،اﻟﻐﺛﯾﺎن واﻟﻘﻲء ...إﻟﺦ إذ "ﺗدﺧل اﻟﻣﺎدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺧدر ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟﺣﯾوي داﺧل ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ،وﺑﻬذا ﯾﺻﺑﺢ ذﻟك اﻟﻧوع )ﻣن
اﻟﻣﺧدرات( ﺿرورة ﻟﻠﺟﺳم وﯾﺻﻌب اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻫﻧﺎك اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﺳم
وﻓﻲ أداء وظﺎﺋﻔﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ".2
1زﯾﺎن ﻧﺼﯿﺮة :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ اﻟﺘﺮﺑﻮي ﻋﻐﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺤﺴﺒﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ ظﺎھﺮة اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﻤﺪرﺳﻲ ،أطﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه
ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﺪﻧﻲ اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ اﻟﺘﺮﺑﻮي ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،3اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2013-2012ص.27
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،ط ،1اﻟﺮﯾﺎض ،2006 ،ص.70
49
-2اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ:
وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛر اﻟﻣﺛﯾر واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،وأن إدﻣﺎن اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻣﺎ ﻫو إﻻ
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺛﯾرات ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘﺎر أو اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ،وﻣن أﺑرز رواد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﻓﻠوف،
وﻫﻲ "ﺗؤﻛد أن ﻛل ﺳﻠوك ﯾﺻدر ﻣن اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺳﻠوك ﻗدﯾم ﻣﺗﻌﻠم ﻣن ﻗﺑل".1
"وﻗد ﯾﻛون ﺗﻌﻠم اﻹدﻣﺎن ﻋﻧد اﻟﺑﻌض ﺑﺳﺑب ﺷﻌورﻫم ﺑﺎﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ﺣﯾث ﯾﻧدﻓﻌون إﻟﻰ
ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﯾﻘل اﻟﺗوﺗر وﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻟﻬدوء واﻻرﺗﯾﺎح ،وﻫذا اﻟﺷﻌور ﯾﻌﺗﺑر ﺗدﻋﯾﻣﺎ وﺗﺷﺟﯾﻌﺎ
ﻟﺗﻛرار اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﻗد ﯾرﺗﺑط اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﺑﻣﯾزات أﺧرى ﻣﺛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟرﻓﺎق وراﺋﺣﺔ اﻟﻣﺧدر
واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود أي ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺛﯾرات ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻗد
ﯾﻧدﻓﻊ إﻟﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺧدرات ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،وﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطﻲ
أن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻧﺷوة واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟراﺣﺔ واﻟﻬدوء ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر أوﻻ".2
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹدﻣﺎن ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻌﺿوي إذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن
اﻟﺗﻌﺎطﻲ ٕواﻻ ﺗﻌرض ﻵﺛﺎر ﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﺎﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر اﻟﺣﺎد ...إﻟﺦ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺿوي ﻓﯾﺻﺎب ﺑﺑﻌض اﻷﻋراض ﻛﺎزدﯾﺎد دﻗﺎت اﻟﻘﻠب ،آﻻم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻗﯾن ،ﺻداع
ﺷدﯾد ،اﻟﻘﻲء ...إﻟﺦ.
-3اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ:
"ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﻘوم اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺔ أن اﻟﻘﻠق واﻹﺣﺑﺎط اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺗراﻛم اﻟﺧﺑرات
اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺑدء اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،ﻓﺈذا اﺳﺗﻣرت وزادت ﻓﺈﻧﻬﺎ
1ﺻﻐﯿﺮ راﺑﺢ :ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ رﯾﺎﺿﻲ ﺗﺮوﯾﺤﻲ ﻟﻠﺘﺨﻔﯿﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻟﺪى اﻟﻤﺪﻣﻨﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﺪرات -دراﺳﺔ ﻣﯿﺪاﻧﯿﺔ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﻓﺎﻧﺰ ﻓﺎﻧﻮن
ﺑﺎﻟﺒﻠﯿﺪة ،أطﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻧﻈﺮﯾﺎت وﻣﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،3اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ -2012
،2013ص.176
2ﻋﺒﺪ اﻹﻟﮫ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﻤﺸﺮف ورﯾﺎض ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﻮادي :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻌﺎطﻲ وأﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم
اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2011 ،1ص.79
50
ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ﺑل واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﯾﺻﺑﺢ اﻟﻔرد ﻓرﯾﺳﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾظن أﻧﻪ
اﻟﻣﺧﻠص اﻟوﺣﯾد ﻣن اﻵﻻم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو وﺳﯾﻠﺔ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﻻ ﺗﺷﺑﻊ إﻻ ﺑﺗﻌﺎطﯾﻪ ﻟﻬذا اﻟﻣﺧدر".1
وﺗﺳﺎﻫم اﻟذي ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ظﻬور ﺣﺎﻻت اﻹﺣﺑﺎط ،اﻟﻘﻠق وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻓﻛﺛرة
اﻟﺻراﻋﺎت واﻟﺧﻼﻓﺎت داﺧل اﻷﺳرة أو اﺳﺗﺧدام أﺣد اﻟواﻟدﯾن ﻟﻠﻘﺳوة اﻟﻣﻔرطﺔ أو اﻹﻫﻣﺎل أو
اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻛﺎﻟﺑطﺎﻟﺔ أو ﻋدم اﻧﺗظﺎم اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﻛﻠﻬﺎ
ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ظﻬور ﺣﺎﻻت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺗﻧﻔس أو ﻧﺳﯾﺎن
ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﺣدة ﻫذﻩ اﻟظروف أو اﺳﺗﻣرارﻫﺎ دوﻧﻣﺎ أي ﺗﺣﺳن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺟﻌل
اﻟﻔرد ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻣدﻣن.
"وﺗرﺟﻊ ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ أن اﻷﺻل ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻹدﻣﺎن ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺷوة واﻟﺳرور
ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺧدر أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻛﺗﺋﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣدﻣن وﻟﯾس
إزاﻟﺔ اﻟﺗوﺗرات اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺧدر ،ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدر
ﻣﺷﺣوﻧﺔ ﺑﺷﺣﻧﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺷدﯾدة".2
ﯾﺷﯾر ﻋﺑد اﷲ أﺣﻣد إﻟﻰ أن "ﻧظرﯾﺔ اﻟوﺻم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ إﯾﺿﺎح ﻗﺿﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ :أﻧﻪ
ﻗد ﺗﺗﻛون ﻫوة ﺑﯾن ﺣﻛم ﺑﻌض اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺣﻛم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ،
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺑﯾﺢ اﻷﻓراد ﻷﻧﻔﺳﻬم إﺑداء ﺗﻠك اﻟﺳﻠوﻛﺎت ﻧﺟد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﺟرﻣﻬﺎ وﺗﺣﻛم ﻋﻠﻰ
ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﺑﻛوﻧﻪ ﺧﺎرﺟﺎ ﻋن ﻗواﻋد اﻹﺟﻣﺎع ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻠك ﻫﻲ اﻟوﺻﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻘﺿﯾﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ أو اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻘوة اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.72-71
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.72
51
ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد واﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻬم ﻟﻺﺟرام ﺑﻌد ﻓﻘداﻧﻬم ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺑﻠوﻏﻪ وﻫو اﻟﺻﯾت اﻟﺣﺳن
وﺷﻬﺎدة اﻷﺧﻼق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ".1
-اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﺳﺗور :وﻫو اﻻﻧﺣراف اﻟذي ﯾرﺗﻛﺑﻪ أﻏﻠب اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻣن ﻓﺗرات ﺣﯾﺎﺗﻬم،
وﯾﺑﻘﻰ ﻣﺳﺗو ار دون أن ﯾﻛﺗﺷﻔﻪ أﺣد وﺑﺧﺎﺻﺔ ﺷرﯾﺣﺔ اﻷطﻔﺎل واﻟﻣراﻫﻘﯾن.
-اﻻﻧﺣراف اﻟظﺎﻫر :ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻬم ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﺑﺎﻻﻧﺣراف ﯾﺗﺑدل اﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟﻠﻣﺗﻬﻣﯾن ﻷن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺣراﻓﻬم ﺗﻌﻧﻲ أوﻻ إﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ اﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﯾﻬم ،وﺛﺎﻧﯾﺎ اﻓﺗﺿﺎح أﻣرﻫم أﻣﺎم اﻟﻧﺎس ،وﺛﺎﻟﺛﺎ اﻧﻌﻛﺎس ذﻟك اﻻﻓﺗﺿﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻓراد ﻟﻬم ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺿدﻫم ﻛﺻﻔﺎت
اﻟﺳرﻗﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎل وﻏﯾرﻫﺎ إﻧﻣﺎ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وأﻟﺻﻘﻬﺎ ﺑﻬؤﻻء اﻷﻓراد،
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺗﺻرف اﻟﻣﻧﺣرف ﺑﻘﺑوﻟﻪ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن ﯾﻧظر
اﻟﻣﻧﺣرﻓون ﻷﻧﻔﺳﻬم ﺑﺎﻟﻣرآة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﯾﻧﻬم وﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻟﻬم
ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم اﻻﻧﺣراﻓﻲ اﻟﺻﻐﯾر داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر".2
وﻟﻌل ﻣن ﺑﯾن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫﻲ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻘﺎد ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻋﻼج
ظﺎﻫرة اﻻﻧﺣراف واﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ظﺎﻫرة طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﺗرى ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻷﻓراد ﻟﻠﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟطﺗﻬم
ﻟﻠﻣدﻣﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾرون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻرف أﻣ ار ﻋﺎدﯾﺎ ،وﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻓﻛﺎرﻫﺎ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ وﻣﻧﻬﺎ اﻹدﻣﺎن.
1درﯾﻔﻞ ﺳﻌﺪة :ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ،أطﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ اﻻﻟﺠﺘﻤﺎع ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2011-2010ص.22
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.80-79
52
"وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣواد أو اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ﻓﺈن اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺗﺟﻌل اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر إﻣﺎ
ﯾﻌزز إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ أو ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋن طرﯾق اﻹﺛﺎرة ،وﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌززات اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣﺧدرات ﺧﻔض اﻟﺗوﺗر
وﺧﻔض اﻟﺿﻐوط أو اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺣﺎﻻت اﻟوﺟداﻧﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ أو زﯾﺎدة اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔٕ ،واذا
اﺳﺗﻣر اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘﺎر ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟﺗﺣﻣل ﻟﻶﺛﺎر اﻟﻣﻌززة ﯾﺗطﻠب ﻛﻣﯾﺎت أﻛﺑر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔس اﻵﺛﺎر
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺎت أﻛﺑر ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ اﻧﺷﻐﺎل زاﺋد ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﻣﺛل ﻓﺈن اﻻﻋﺗﻣﺎد
اﻟﺑدﻧﻲ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﻣزﯾدا ﻣن اﻻﺳﺗﺧدام ﻟﺗﺟﻧب أﻋراض اﻻﻧﺳﺣﺎب واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌززات ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدى ﻗد ﯾﺣﻘق اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺟﻧب ﺗﻌزﯾز اﻟﺳﺎﻟب ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺎدة".1
ﺧﻼﺻﺔ:
اﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻹدﻣﺎن ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﻣرار اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات
إﻟﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺗوﻟد ﻟدﯾﻪ رﻏﺑﺔ ﻗﻬرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺻﻠﺔ
اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻣرﻓوﻗﺔ ﺑﻣﯾل ﺷدﯾد ﻧﺣو زﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ أﻋراض ﻧﻔﺳﯾﺔ
وﻓﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺧطﯾرة.
وﻟﻘد ﺗﺗﻌدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻓﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
أﻗراص أو ﻛﺑﺳوﻻت وﻫﻲ ﻗﺑﻠﺔ ﻟﻠﺑﻠﻊ ،أو ﻣﺳﺣوق وﻫو ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﻧﺷﺎق ،أو ﻣﺣﻠول ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺣﻘن
ﻓﻲ اﻟورﯾد أو ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ...إﻟﺦ.
ﻛﻣﺎ ظﻬرت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻛﺎﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ ،أو اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ..إﻟﺦ،
وﻛل ﻫذا ﯾؤﻛد ﺧطورﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻﺳﯾﻣﺎ وأﻧﻬﺎ ﻣﻧﺗﺷرة ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺷراﺋﺢ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﻪ ،وﻟﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻓﻬﻣﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد وﺟب
اﻟﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور ﺗﻛﺎﻣﻠﻲ.
1ﻓﻮزي ﺗﯿﺎﯾﺒﯿﺔ :ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ رﯾﺎﺿﻲ ﻣﻘﺘﺮح ﻟﺘﻌﺪﯾﻞ اﻻﺗﺠﺎھﺎت ﻧﺤﻮ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ ﺿﻮء ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات اﻹدﻣﺎﻧﯿﺔ واﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ،أطﺮوﺣﺔ
دﻛﺘﻮراه ﺗﺨﺼﺺ ﻧﻈﺮﯾﺔ وﻣﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،3اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2015-2014ص.80
53
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺗﻣﻬﯾد
54
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ :ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم:
ﺗﻌﺗﺑر ظﺎﻫرة ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺣدى أﺑرز ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﺻر ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
ﺗﺣدﯾﺎ ﻛﺑﯾ ار أﻣﺎم ﻛل ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻻﺳﯾﻣﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻣﺻدر ﺗﻬدﯾد ﻷﻣﻧﻬﺎ ورﻗﯾﻬﺎ ،إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث ﺣدﺗﻬﺎ ﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر ﺑﺣﺳب اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑزراﻋﺗﻬﺎ
ٕواﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﻻﺗﺟﺎر ﺑﻬﺎ واﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﺧﺻوﺻﺎ وأن آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺧطﯾرة ﺗطﺎل ﺷراﺋﺢ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
وﺗﻣس ﺟواﻧب ﻣﺗﻌددة ﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻋﻘﻠﯾﺔ ،أﺳرﯾﺔ ،ﻓﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ ...إﻟﺦ.
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺑﻛل اﻟطرق
ﺧﺻوﺻﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺷﻣل ﻗطﺎﻋﺎ واﺳﻌﺎ ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﺋﺔ اﻟﺷﺑﺎب ،واﻟﻣﺧدرات ﺳواء
ﻛﺎﻧت "طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﺳﺗﺣﺿرة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إذا اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ ﻏﯾر اﻷﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أن
ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻌود ﯾﺿر ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد وأﺳرﺗﻪ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ".1
وﯾﻌد ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ UNODCاﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻧﺎ،
ٕواﺣﺻﺎﺋﯾﺎﺗﻪ وﻛذا ﺗﻘﺎرﯾرﻩ ﺗﺣظﻰ ﺑﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﺗﻌﺑر ﺑﺷﻛل ﻓﻌﻠﻲ ﻋن واﻗﻊ
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﯾﻛﻔﻲ ﻟﻛﻲ ﻧدﻟل ﻋﻠﻰ ﺧطورﺗﻬﺎ إدراج أﻫم ﻣﺎ ورد ﻣن ﺗﻘﺎرﯾرﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻷﺧﯾرة.
وﺗﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ أﻋداد اﻟﺷﺑﺎب اﻟذﯾن
ﯾﺗﻌﺎطون اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧوﻋﻬﺎ ،وﻫذا اﻟﺗزاﯾد ﻓﻲ أﻋداد ﻓﺋﺔ اﻟﺷﺑﺎب اﻟذﯾن ﯾﻧﺿﻣون إﻟﻰ
ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻣدﻣﻧﻲ اﻟﻣﺧدرات أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻛل ظﺎﻫرة ﺧطﯾرة ﺗﻘﻠق اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
اﻧﺣراف اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺷﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎوي اﻹدﻣﺎن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣن طﺎﻗﺎﺗﻬﺎ
1ﺑﺮاھﻤﺔ ﻧﺼﯿﺮة" :إدﻣﺎن اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻤﺪﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺮض واﻹﺟﺮام" ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻮادي ،اﻟﻌﺪد
،01ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،2013ص17
55
اﻟﺧﻼﻗﺔ اﻟذﯾن ﻫم أﻏﻠﻰ ﺛروة ﻷي أﻣﺔ ،إذ ﯾﻘدر ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ
أﻋداد ﻣﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻣن ﺗﺗراوح أﻋﻣﺎرﻫم ﺑﯾن 15و 64ﻋﺎﻣﺎ ﻋﺎم
2011ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اﻟﻘﻧب/اﻟﺣﺷﯾش ﺑﯾن 129و 230ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ،اﻷﻓﯾوﻧﯾﺎت وﺗﺷﻣل اﻷﻓﯾون
واﻟﻬﯾروﯾن واﻟﻣورﻓﯾن ﺑﯾن 25و 48ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ﻣﻧﻬم ﺣواﻟﻲ 12ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ﯾﺗﻌﺎطون
اﻟﻬﯾروﯾن ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣﻘن اﻟورﯾدي ،واﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﺑﯾن 15و 21ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ،واﻟﺣﺑوب
اﻟﻣﺧدرة/اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت ﺑﺣدود 33ﻣﻠﯾون ﺷﺧص ،واﻹﻛﺳﺗﺎﺳﻲ ﺑﯾن 10و 29ﻣﻠﯾون ﺷﺧص".1
وﯾﺷﯾر ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ " UNODCأن ﻫﻧﺎك رﺑﻊ ﺑﻠﯾون
ﻧﺳﻣﺔ أو ﻧﺣو 05ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﺗﻌﺎطوا اﻟﻣﺧدرات ﻣرة واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
ﻓﻲ ﻋﺎم ،2015واﻷﻛﺛر ﻣدﻋﺎة ﻟﻠﻘﻠق أن ﻧﺣو 29,5ﻣﻠﯾوﻧﺎ ﻣن ﻣﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻫؤﻻء أو
0,6ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﺿطراﺑﺎت ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات،
ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﻌﺎطﯾﻬم ﻟﻠﻣﺧدرات ﺿﺎر إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻬم ﻗد ﯾﺻﺑﺣون ﻣرﺗﻬﻧﯾن ﻟﻠﻣﺧدرات وﺑﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ ﻋﻼج".2
ذﻟك أن اﻹدﻣﺎن ﯾﺣدث ﻟدى ﻣﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣﯾث
ﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋن اﻻﻧﻘطﺎع ﻋﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗزداد ﻟدﯾﻪ رﻏﺑﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ ٕواﺣداث
ﻧﺷوة أﻛﺑر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن زﯾﺎدة اﻟﺟرﻋﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣواد
اﻟﻣﺧدرة ﻛﺎﻟﻬﯾروﯾن إﻟﻰ ﺣﺎﻻت اﻟوﻓﺎة
"وﯾﻣﺛل ﻋدد اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﺣو رﺑﻊ اﻟﻌدد اﻟﺗﻘدﯾري
ﻟﻠوﻓﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻓﯾﺎت ﺑﺳﺑب اﻟﺟرﻋﺎت
اﻟﻣﻔرطﺔ ،وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع ،وﻗد زادت اﻟوﻓﯾﺎت ﺑﺳﺑب اﻟﺟرﻋﺎت اﻟﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﻌظﻣﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻣؤﺛرات اﻷﻓﯾوﻧﯾﺔ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
1ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻌﺪ :اﻻﺗﺠﺎر ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات وﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻹرھﺎﺑﯿﺔ ،دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2015 ،ص.14
2ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺠﺮﯾﻤﺔ : UNODCﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،2017اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2017 ،ص09
56
2015-1999ﻣن 16849ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ 52404ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ زادت ﺑﻧﺳﺑﺔ 11,4ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ
ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺳﺟل ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﺈن ﻋدد
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺗوﻓون ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻛل ﻋﺎم ﺑﺳﺑب ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣؤﺛرات اﻷﻓﯾوﻧﯾﺔ ﯾﻔوق
ﺑﻛﺛﯾر ﻋدد اﻟوﻓﯾﺎت ﺑﺳﺑب ﺣوادث اﻟطرق أو أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف".1
وﻗد ورد ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ /ﯾﻧﺎﯾر 2016أن
"ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﺿطراﺑﺎت ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ ﯾﻣﺛل ﺷواﻏل
رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻣﺳؤول ﻋن أﻛﺛر ﻣن 400000
وﻓﺎة ﺳﻧوﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات %55ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋبء
اﻟﻣرض ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺷﻛل ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻋن طرﯾق اﻟﺣﻘن ﻣﺎ ﯾﻘدر ﺑﻧﺳﺑﺔ %30
ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﻌدوى اﻟﺟدﯾدة ﺑﻔﯾروس اﻟﻌوز اﻟﻣﻧﺎﻋﻲ اﻟﺑﺷري ﺧﺎرج إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء
اﻟﻛﺑرى ،وﯾﺳﻬم ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺣدوث أوﺑﺋﺔ إﻟﺗﻬﺎب اﻟﻛﺑد Bو Cﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ".2
1ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺠﺮﯾﻤﺔ : UNODCﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،2017اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2017 ،ص10
2ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ :اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﯿﺎق اﻟﺪورة اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺸﺄن
ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﻤﻨﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻧﯿﺴﺎن /أﻓﺮﯾﻞ ،2016ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺴﺘﻮن ،اﻟﺒﻨﺪ 6-12ﻣﻦ ﺟﺪول اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺆﻗﺖ ،ﻣﻨﻈﻤﺔ
اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ 20 ،أﯾﺎر /ﻣﺎﯾﻮ ،2016ص.03
57
أورﺑﯾﺔ أﺧرى ﻋﺑر اﻟطرق اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣن أﻟﺑﺎﻧﯾﺎ ،وﯾﻬرب اﻟﻘﻧب اﻷﻟﺑﺎﻧﻲ ﻋﺑر ﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻣﻘدوﻧﯾﺎ )اﻟﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ( وﺑﻠﻐﺎرﯾﺎ إﻟﻰ ﺗرﻛﯾﺎ وﻛذﻟك ﻛرواﺗﯾﺎ واﻟﺑوﺳﻧﺔ واﻟﻬرﺳك واﻟﺟﺑل
اﻷﺳود وﺻرﺑﯾﺎ وﺳﻠوﻓﯾﻧﯾﺎ ،وﯾﻧﺑت اﻟﻘﻧب ﺑرﯾﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎزاﺧﺳﺗﺎن واﻟﺗﻲ
ﺗﻔوق اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻐطﺎة ﺑﺎﻟﻘﻧب اﻟﺑري ﻓﯾﻬﺎ 300أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ أي ﺑﻠد آﺧر ،وﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﯾﻧﺑت اﻟﻘﻧب ﺑرﯾﺎ ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﺳودان".1
واﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن ﺑﻘﯾﺔ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺧرى اﻧﺗﺷﺎ ار
ﻓﺎﺿﺣﺎ ﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﺧدرات ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﻧب )اﻟﺣﺷﯾش( وذﻟك ﻟﻣﻼءﻣﺔ
اﻟﻣﻧﺎخ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋدم ﻗدرة اﻟﺳﻠطﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن زراﻋﺗﻪ ﺗﻛون
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﺳﻧﻘﺗﺻر ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺑﻠدﯾن ﻓﻘط وﻫﻣﺎ ﻣﺻر واﻟﻣﻐرب ﻛﻣﻧوذﺟﯾن ﻟزراﻋﺔ اﻟﻘﻧب ﻓﻲ اﻟﺑﻼد
اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
"وﯾﻌد اﻟﻣﻐرب أﻛﺑر ﻣﻧﺗﺞ ﻟراﺗﻧﺞ اﻟﻘﻧب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم )أﻟواح اﻟﺣﺷﯾش ،ﺑودرة اﻟﺣﺷﯾش ،زﯾت
اﻟﺣﺷﯾش( ،وﺣﺗﻰ ﻋﺎم 2000ورﻏم اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﻧﻔذة ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻐرب ﻣﺻد ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻠراﺗﻧﺞ اﻟﻣﺗﺟﻪ إﻟﻰ أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،وﺗﺷﯾر
اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ أن أﻛﺛر ﻣن 500طن ﻣن اﻟراﺗﻧﺞ ﺿﺑطت ﻓﻲ أورﺑﺎ ﻋﺎم 1999ﻛﺎﻧت
ﻣﻬرﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻐرب ﻋﺑر ﻣﺿﯾق ﺟﺑل طﺎرق إﻟﻰ اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ واﻟﺑرﺗﻐﺎل وﻓرﻧﺳﺎ وﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ،وأن اﻟﺗﻬرﯾب إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺗم ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟدراﺟﺎت اﻟﻧﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ Jetskisواﻟﺗﻲ ﺣﻠت
ﻣﺣل اﻟزوارق اﻟﺳرﯾﻌﺔ".2
وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك أﺿﺣت اﻟﺟزاﺋر ﺗﺻﻧف ﺿﻣن اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺎدة
اﻟﺣﺷﯾش أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻛﯾف اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،وﻫذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أوﺿﺣﺗﻪ ﺗﻘﺎرﯾر ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدرك
58
اﻟوطﻧﻲ واﻟﺟﻣﺎرك ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻬرﯾب ﻫذﻩ اﻟﻣواد إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺑﻼد اﻟﻣﻐرب اﻷﻗﺻﻰ ﻋﺑر
اﻟﺣدود اﻟﺑرﯾﺔ وﺑﻛﻣﯾﺎت ﻛﺑﯾرة.
وﺗﻌد وﻻﯾﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن إﺣدى اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺣدودﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر،
وﻗد "ﺑﻠﻎ ﺣﺟم اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﺟوزة ﻣن اﻟﻣﺧدرات ﺳﻧﺔ 2012ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 73طﻧﺎً ،و 74طﻧﺎً ﺧﻼل
ﺳﻧﺔ ، 1" 2011ﺧﺻوﺻﺎ وأن "اﻟﻣﺧزن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺳﻣﻰ ”اﻟﻣﻘدم“ وﻫو ﺷﺧص
ﻣدﻧﻲ ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣرور اﻟﻣﺧدرات وﯾﻘﺑض اﻟﺛﻣن ﻣن ﻋﺻﺎﺑﺎت اﻟﺗﻬرﯾب ،و“اﻟﻣﻘدم“
ﺷﺧص ﺧﺑﯾر ﺑواﻗﻊ اﻟﺣدود ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻔﺗﯾن ،وﺑﯾدﻩ ﻣﻔﺗﺎح ﻋﺑور ﻛﻣﯾﺎت ”اﻟزطﻠﺔ“ ،وﻫﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات ﻣن ﻧوع اﻟﻘﻧب اﻟﻬﻧدي اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن
إﻗﺎﻣﺔ ﺑﺎروﻧﺎت اﻟﻣﺧدرات اﻟﻔﺎرﯾن ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .وﺑﻠﻐﺔ اﻷرﻗﺎم ،ﺣﺟزت ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ
ﻓﻲ ﺗﻠﻣﺳﺎن ﺳﻧﺔ 2014ﻗراﺑﺔ 350ﻗﻧطﺎر ﻣن اﻟﻣﺧدرات ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗم ﺣﺟز 207ﻗﻧطﺎر ﻣن
اﻟﻛﯾف اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﻣﻬرب ﻣن اﻟﻣﻐرب ﻟﺳﻧﺔ ،2015إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻣﯾﺎت ﻣﻌﺗﺑرة ﻣن ﻣﺎدة
اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن".2
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ "ﻓﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣﺷﯾش ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ،وﯾﻌد اﻟﻣﺧدر اﻟﺳﺎﺋد ،وﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣواد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ واﻟﺻﻠﺑﺔ ،وﻓﻲ
اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻬﯾروﯾن ﺣﯾث ﺿﺑط ﻋﺎم 1993أﻛﺑر ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻟطوﯾل ﻓﻲ داﺧل اﻟﺑﻼد )ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻛﺟم( ،وﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟراﺑﻌﺔ اﻷﻓﯾون اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﺗل
اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑل ذﻟك ،وأﺧﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻟﺑﻌد ﻣﺻﺎدر إﻧﺗﺎﺟﻪ وﻏﻠو أﺛﻣﺎﻧﻪ،
وﻓﻲ ﻋﺎم 1994ﻛﺛﻔت ﺟﻬود اﻟﻛﺷف ٕواﺑﺎدة اﻟزراﻋﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻧﺑﺎﺗﻲ اﻟﻘﻧب واﻟﺧﺷﺧﺎش
ﺳواء ﻓﻲ ﺻﻌﯾدي ﻣﺻر أو ﻓﻲ ﻋﻣق ﺻﺣراء ﺳﯾﻧﺎء ،وﺗم ﺿﺑط ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن 100ﻣﻠﯾون
ﺷﺟﯾرة ﺧﺷﺧﺎش وﻗﻧب ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺗزﯾد ﻋن 500ﻓدان ،وﻓﻲ ﺣدﯾث ﻟﻣدﯾر اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ 2010-07-14ذﻛر أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻣﺻر 5ﻣﻼﯾﯾن ﻣدﻣن ﻣﺧدرات
1
http://www.alarabiya.net/ar/north-africa/algeria//22-10-2017/18-00h
2
http://www.elkhabar.com/press/article/97033/22-10-2017/18-00h
59
وﻣﺗﻌﺎطﻲ ﺣﺷﯾش ،ورأى أن ﺟﻬود اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﺧﻔض اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر
وأدت إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣدﻣﻧﯾن ٕواﻗﻼﻋﻬم ﻋن اﻟﺗﻌﺎطﻲ".1
وﻣن ﺧﻼ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن زراﻋﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﯾﺗم ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ٕواﻻ ﻓﻛﯾف ﺗم اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ﺑﻬذﻩ اﻷﻋداد اﻟﺿﺧﻣﺔ واﻟﻣﻠﻔﺗﺔ ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻌﻧﻲ ﻟﻧﺎ ﻫذا أﯾﺿﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺣد ﻣن زراﻋﺗﻬﺎ أو
ﺗﺟﺎرﺗﻬﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم:
وﻻ ﯾﺧﺗﻠف اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟزراع اﻷﻓﯾون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋن ﺳﺎﺑﻘﻪ )اﻟﻘﻧب( ﻓﻘد ﻋرﻓت زراﻋﺗﻪ
اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت
اﻟﻣﺗﻌﺎطﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺗﺻدر أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﻣﯾﻧﻣﺎر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣﯾث
إﻧﺗﺎج ﻣﺎدة اﻷﻓﯾون ﺣﯾث "ﺗﺷﯾر اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻸﻓﯾون Opiumﻟﻌﺎم
2007ﺣﯾث ﺑﻠﻎ 8.870طن ﻣﺗري ،وﻫذﻩ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﺿﻌف اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وأﻋﻠﻰ ﻣﻌدل
ﻟﻠﻌﺷر اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن Afghanistanﺑﺣﯾث
أﻧﺗﺟت 8200طن ﻣﺗري ﺗﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ %90ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﻛذﻟك ﻣﯾﻧﻣﺎر Myanmar
ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%5وﺗﻘدر ﻗﯾﻣﺔ إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون ﻷﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن Afghanistanﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣزارع )ﺑﻠﯾون
دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ( وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺻدﯾر ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻣﺟﺎورة ﺑﻘﯾﻣﺔ 04ﺑﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ".2
وﺗﺗوﻗف ﻛﻣﯾﺔ إﻧﺗﺎج ﻣﺎدة اﻷﻓﯾون ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟزراﻋﺗﻪ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻛﻠﻣﺎ ﺳﺎﻫم ذﻟك ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎج ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن زراﻋﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﺗﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،وﯾﻧﻘل ﻣن طرف ﻣﻬرﺑﯾن إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻗﻧوات
ﺗﻬرﯾب ﺑرﯾﺔ وﺑﺣرﯾﺔ وﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻟﻌل أول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﻣﺧدرات ﻫﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ زراﻋﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎطق.
1ﻋﺒﺪه ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻄﺎﯾﻔﻲ :ﺗﺠﺎرة اﻟﻤﺨﺪرات ﻓﻲ ظﻞ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2015 ،ص.158
2ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺮزوق اﻟﻌﺘﯿﺒﻲ :ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤﺮاﻗﺐ ،ﺣﻠﻘﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ :اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤﺮاﻗﺐ ﻟﻠﻤﺨﺪرات ﺑﺘﺎرﯾﺦ 14-10أﻛﺘﻮﺑﺮ ،2009ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم
اﻷﻣﻨﯿﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﯾﺒﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ص.04
60
"وطﺑﻘﺎ ﻟﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﻋﺎم 2008ﻛﺎﻧت أﻛﺑر ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻣزروﻋﺔ
ﺑﺎﻟﺧﺷﺧﺎش ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم 272أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﻋﺎم ،1994واﻧﺧﻔﺿت اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﻋﺎم 2000ﻧﺣو 222أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،وﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر -1998
2007ﺣدث اﻧﺧﻔﺎض أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﺑﺎﻟﺧﺷﺧﺎش ﺣﯾث اﻧﺧﻔﺿت ﻣن 238أﻟف
ﻫﻛﺗﺎر ﻋﺎم 1998وأﺻﺑﺣت 235أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﻋﺎم 2007ﺑﻧﻘص ﻗدرﻩ %2وﻛﺎن اﻟﻧﻘص
واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠث اﻟذﻫﺑﻲ )ﺗﺎﯾﻼﻧد -ﺑورﻣﺎ )ﻣﯾﺎﻧﻣﺎر( -ﻻوس( ﺣﯾث اﻧﺧﻔﺿت اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ
ﻣن 158أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻋﺎم 1998إﻟﻰ 29.4أﻟف ﻫﻛﺗﺎر ﻋﺎم 2007ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗدرﻫﺎ
،%81أﻣﺎ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻓﻘد زادت اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﺑﺎﻟﺧﺷﺧﺎش ﻓﯾﻬﺎ ﻋﺎم 2007ﺑﻧﺳﺑﺔ %17
ﻋن اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﻋﺎم ،1998ﻛﻣﺎ ذﻛر اﻟﺗﻘرﯾر أن أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺗﻧﺗﺞ %93ﻣن أﻓﯾون
اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ،وﯾﻌزي اﻟﻣﻛﺗب زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣزروﻋﺔ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن إﻟﻰ اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟزراﻋﺔ وﺗﻘدم ﻟﻬم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗرﻫﺑﻬم إذا ﻟزم اﻷﻣر".1
وﺑذﻟك ﻓﺄﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺗﻌد ﺑﻠدا راﺋدا ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون إذ ﺗﺳﺎﻫم ﺑﺈﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﻧﻪ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ اﻷﺧرى وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﻣل ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻸﻓﯾون،
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ أﻧﻪ "ﻓﻲ ﻋﺎم 2016زاد اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻷﻓﯾون ﺑﻣﻘدار اﻟﺛﻠث ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﺑﺧﺷﺧﺎش اﻷﻓﯾون
أﯾﺿﺎ ،ﻓﺈن اﻟزﯾﺎدة اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺗﺟﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻋن ﺗﺣﺳن ﻏﻠﺔ ﺧﺷﺧﺎش اﻷﻓﯾون
ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق ،ﺑﯾد أن ﻣﺟﻣوع اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن اﻷﻓﯾون اﻟﺑﺎﻟﻎ 6380
طﻧﺎ ،ﻛﺎن ﻻ ﯾزال أﻗل ﺑﻧﺣو 20ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ذروﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2004وﻛﺎن ﻗرﯾﺑﺎ
ﻣن اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﻣﺑﻠّﻎ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺧﻣس اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وﻗد ظﻠت ﻣﺿﺑوطﺎت اﻷﻓﯾون واﻟﻬﯾروﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ﻣﺳﺗﻘرة إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ
ﺳﻼﺳﺔ إﻣدادات اﻟﻬﯾروﯾن ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون ،وﺷﻬدت ﻛﻣﯾﺔ
1ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻣﻈﻠﻮم :اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،ط ،2012 ،1ص.106
61
اﻟﻬﯾروﯾن اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ زﯾﺎدة ﺣﺎدة ﻓﻲ ﻋﺎم ،2015وﺗوازى ذﻟك ﻣﻊ ﺗﻘﺎرﯾر
ﻋن ﺗزاﯾد ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻬﯾروﯾن واﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾروﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻘﺔ دون اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ".1
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ اﻟﺧطر اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﯾﻬدد اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻟﻌل ﺳﺑب اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﺳﻣوم
)اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن( ﻣردﻩ ﻟﻠﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟزراﻋﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﺟرة اﻟﻛوﻛﺎ
وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ UNODC
ﻟﺳﻧﺔ 2017واﻟﺗﺎﺑﻊ -أﯾﺿﺎ -ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﯾث "ﺗﺷﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧدرات
واﻻﺗﺟﺎر ﺑﻬﺎ وﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺣدوث ﺗوﺳﻊ ﺷﺎﻣل ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﺑﻌد
اﻧﺧﻔﺎض دام ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ زادت اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﺑﺷﺟﯾرة اﻟﻛوﻛﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ 30ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة ،2015-2013وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌزى أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣزروﻋﺔ ﻓﻲ ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ ،وﺑﻠﻎ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺻﻧﻊ ﻫﯾدروﻛﻠورﯾد اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن اﻟﻧﻘﻲ 1125طﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2015ﺑﻣﺎ ﯾﻣﺛل
1ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺠﺮﯾﻤﺔ : UNODCﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،2017اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2017 ،ص16
2اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻤﺨﺪرات :ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ﻟﻌﺎم ،2014اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2015 ،ص46
62
زﯾﺎدة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗدرﻫﺎ 25ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎم ،2013وﯾﺑدو أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻓﻲ
أﻛﺑر ﺳوﻗﯾن وﻫﻣﺎ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وأوروﺑﺎ".1
ﺧﺎﻣﺳﺎ -إﻧﺗﺎج اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة:
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻻدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻘﺗﺻ ار ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻟﻘﻧب واﻷﻓﯾون واﻟﻛوﻛﺎ ﺑل اﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣﺛل
اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت وﻫذا ﻣﺎ أﻓﺎدت ﺑﻪ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات
واﻟﺟرﯾﻣﺔ 2017 UNODCوﻣﺎ ﯾﺗم ﺿﺑطﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻣن طرف ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎرك واﻷﻣن
ﺣﯾث "ُﯾَﺑﻠﱠﻎ ﻋدد ﻣﺗزاﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان ﻋن ﻣﺿﺑوطﺎت ﻣن اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﺿﺑط أﻛﺛر ﻣن 20طﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2015وﻗد ﺗﺿﺎﻋﻔت اﻟﻣﺿﺑوطﺎت ﻣن اﻟﻣﻧﺷطﺎت
ﺣﯾث ُ
اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺧﻣس اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﺎم 2015ﻓﺑﻠﻐت 191طﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2015وﻛﺎن
ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠزﯾﺎدات اﻟﺣﺎدة ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت اﻷﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾﻧﺎت اﻟﻣﺿﺑوطﺔ ،اﻟﺗﻲ ُﺷ ّﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن
ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن 61و 80ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،وﯾظﻬر اﺗﺳﺎع ﺳوق اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن
ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﺷرق وﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧدرﺗﻬﺎ
واﻟﻌﻼج ﻣن ذﻟك اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 2015أﺑﻠﻎ ﺧﺑراء ﻓﻲ ﻋدة ﺑﻠدان ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ دون
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻋن زﯾﺎدة ﻣﻠﺣوظﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن اﻟﺑﻠوري وأﻗراص اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﺳواء ،ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑروا اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن أﺷﯾﻊ اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺗﻌﺎطﺎة ﻓﻲ ﺑﻌض ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان ،وﻓﻲ اﻟﻌﺎم
ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺗﻠﻘون اﻟﻌﻼج ﺑﺳﺑب ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن أﻛﺑر ﻧﺳﺑﺔ ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﻠﻘوا اﻟﻌﻼج ﻣن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان واﻷﻗﺎﻟﯾم ﻓﻲ ﺷرق وﺟﻧوب
ﺷرق آﺳﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﺑﻠﻐت ﻋن ذﻟك اﻟﻣؤﺷر ،وﻓﻲ أوﻗﯾﺎﻧوﺳﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت
اﻟﻣﯾﺛﺎﻣﻔﯾﺗﺎﻣﯾن اﻟﻣﺿﺑوطﺔ وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ﺗﻌﺎطﯾﻪ ".2
1ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺠﺮﯾﻤﺔ : UNODCﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،2017اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2017 ،ص15
2ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺠﺮﯾﻤﺔ : UNODCﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺨﺪرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،2017اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﻧﯿﻮﯾﻮرك ،2017 ،ص.17
63
ﺧﻼﺻﺔ:
إن اﻟﻣﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻛذا زراﻋﺗﻬﺎ
ٕواﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻗد أﺻﺑﺣت ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻗطر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم دون ﻏﯾرﻩ ،ﺧﺻوﺻﺎ
إذا أﻣﻌﻧﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣن طرف ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات
واﻟﺟرﯾﻣﺔ UNODCﺑﺷﺄن ﻋدد اﻟﻣدﻣﻧﯾن وﺣﺎﻻت اﻟوﻓﯾﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻹدﻣﺎن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟزراﻋﺔ أﻫم أﻧواع اﻟﻣﺧدرات وأﻛﺛرﻫﺎ اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﺗﻬﻼﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
ﻛﺎﻷﻓﯾون واﻟﻘﻧب واﻟﻛوﻛﺎ وﻛذا اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ،وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﺧطر اﻟﻣﺗرﺗب
ﻋﻧﻬﺎ ﺧط ار ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن اﻟﺷﻌوب ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ،وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﺗﻌﺎون ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ﻫو اﻵﺧر أﺿﺣﻰ ﺣﺗﻣﯾﺔ
ﻻﺑد ﻣﻧﻬﺎ ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫﻧﺎك ﻣﺑﺎدرات دوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺗﺟﻠت ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺑرﻣﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺟﻬود اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج
واﺳﺗﻬﻼك واﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة إﻻ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
وﻛﺎن ﻣوﺟﻬﺎ ﻷﻏراض طﺑﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ.
64
اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ :اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺆدﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮد إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻟﻤﺨﺪرات
واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺗﻣﻬﯾد
أوﻻ -اﻟﻌواﻣل اﻟﻔردﯾﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻷﺳرﯾﺔ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
راﺑﻌﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق
ﺧﺎﻣﺳﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺳﺎدﺳﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
ﺧﻼﺻﺔ
65
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﺗﻣﻬﯾد:
ﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻹﻧﺳﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﻌﻪ وﺳﻠوﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻻ ﯾﺧرج ﻋن اﻷطر اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد وﻧظم وﻗواﻧﯾن وﻗﯾم وﻣﻌﺎﯾﯾر ...إﻟﺦ ،وﺗﻣﺛﻠﻪ ﻟﻪ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن
اﻻﻧدﻣﺎج واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟوﺳط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أي ﺧروج ﻋن ﻫذﻩ اﻷطر
ﯾﻌد ﺳﻠوﻛﺎ ﻣﻧﺣرﻓﺎ ﯾرﻓﺿﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ.
وﯾﻌد ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات أﺣد أوﺟﻪ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻧﺣرف اﻟذي ﯾﻌﻛس اﻧﺗﻬﺎك اﻟﻔرد ﻟﻣﻧظوﻣﺗﻪ
اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺻدر ﺧطر ﯾﻬدد ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ
ﺑﺣث اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﺑﻪ ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﻓﻬم أﻛﺛر ﻟواﻗﻊ ﻫذﻩ
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
1
ﻋﺑﺷﺎن ﺑن ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟرﺣﻣن ﻋﺑﺷﺎن :ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﺧطر اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟﻣﻌرﺿﯾن ﻟﺧطر اﻟﺗﻌﺎطﻲ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻗﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،2016 ،ص.34
66
-ﻗد ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺧدرات ﻣن أﺟل ﺑﯾﺎن أﻧﻬم ﻣﻣﯾزون ﻋن اﻵﺧرﯾن وأن ﻟﻬم ﻫوﯾﺗﻬم اﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻵﺧرﯾن".1
" -ﻋدم اﻟﻧﺿﺞ اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ وﻫروﺑﻬﺎ ﻣن واﻗﻊ إﻟﻰ واﻗﻊ أﻗل أﻟﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻟذة اﻟﻣﺧدرات
واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
-اﺿطراب ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﻔل واﻟواﻟدﯾن واﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺷﻌور اﻟطﻔل ﺑﺎﻷﻣن واﻟﻣﯾل
إﻟﻰ اﻟﺣﯾل اﻟﻬروﺑﯾﺔ.
-اﻹﺣﺑﺎط اﻟﺷدﯾد اﻟذي ﺗﻌﺟز ﻗدرات اﻟﺷﺧص ﻋن ﻣواﺟﻬﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻬروب ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻣؤﻟﻣﺔ.
-اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺧﻔض اﻟﺗوﺗر واﻟﻘﻠق واﻷﻟم اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﺷﺧص.
-ﻋﻼج ﺳﻠﺑﻲ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ".2
ﯾﻌد اﻟدﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺑﺎدئ وﺗﻌﺎﻟﯾم ﺳﻣﺣﺔ إﺣدى أﺑرز آﻟﯾﺎت
-ﺿﻌف اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ إذ ّ
اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔرد ،ﻓﻬو ﻛﻣﺎ ﯾزودﻩ ﺑﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﯾﻣﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻓردا ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،
ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾم ﺳﻠوﻛﻪ وﺿﺑطﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺣﺎد ﻋن اﻟطرﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻗد ﻛﺷﻔت ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟدراﺳﺎت أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺔ اﻟﺗدﯾن ﻟدى اﻟﻔرد ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻗل اﺗﺟﺎﻫﻪ ﻧﺣو اﻻﻧﺣراف وﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
" -ﻗد ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺧدرات ﻟﻛﺷف ﻗدراﺗﻬم اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك أﻓﻛﺎ ار ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض اﻟﻣﺧدرات.
-ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣزاج ﻓﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﺷﺑﺎب ﻣن ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬم أﻛﺛر
ﻋرﺿﺔ ﻟﻼﻛﺗﺋﺎب واﻟﻘﻠق ،ﻓﻘد ﯾﻬرب اﻟﺷﺑﺎب ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﺿﻐوط ﺑﺎﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻣﺧدرات
وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻣﻧﺑﻬﺎت واﻟﻣﺳﻛﻧﺎت".3
1ذﯾﺎب ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺒﺪاﯾﻨﯿﺔ :اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص .26-25
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.18
3ذﯾﺎب ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺒﺪاﯾﻨﯿﺔ :اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.24
67
-ﻗد ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض اﻷﻓراد إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻲ ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ إﺑراز ﻗدراﺗﻪ
اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻛﺎن أﺑو ﻧواس –وﻫو أﺣد ﻓﺣول اﻟﺷﻌراء -ﻻ ﯾﻘول ﺷﻌ ار إﻻ ﺑﻌد أن
ﯾﺗﻌﺎطﻰ اﻟﺧﻣر ﻟﻘﻧﺎﻋﺗﻪ أن اﻟﺧﻣر ﻣﺻدر إﻟﻬﺎم ﻟدﯾﻪ.
-ﻗد ﺗﻛون اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻟﻸﺳرة ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ اﻧﺣراف اﻻﺑﻧﺎء واﺗﺟﺎﻫﻬم ﻧﺣو اﻟﻣﺗﺎﺟرة
ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻد ار ﻟﻠدﺧل اﻟﺳرﯾﻊ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﻬم اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺛم ﻣﺎ ﯾﻠﺑﺛوا ﺣﺗﻰ
ﯾدﻣﻧوا ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-ﻏﯾﺎب اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﺎت اﻷﺑﻧﺎء وﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬم ﻣﺟﺎﻻ أﻛﺑر ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ.
-اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﺑﺎﻷﺑﻧﺎء إﻟﻰ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻔﻛك ﺟزﺋﯾﺎ ﻛﺎﻟﺻراﻋﺎت واﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة أو ﻛﻠﯾﺎ ﻛوﻓﺎة
اﻷب أو اﻷم ...إﻟﺦ.
-اﻷﺳرة اﻟﻣﻧﺣﻠﺔ ﺧﻠﻘﯾﺎ ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻷﻓرادﻫﺎ ﻛﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات أو
اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻣ ار طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻻ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎب وﺗﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺷﺟﻌﺎ ﻻ رادﻋﺎ ﻟﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت.
68
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
"وﺗﺷﻣل ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣﺎ ﺗﺗرﻛﻪ ﻣن ﺿﻐوط ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﺿﻼ
ﻋن ﻗﻠﺔ ﻓرص اﻟﻌﻣل ،وﺗوﻓر اﻟﻔراغ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب وازدﯾﺎد ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﯾﺎة ،وازدﯾﺎد اﻟﻧزﻋﺔ
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد ،وﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘﯾم واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺗﻲ أﻟﻘت ﺑﺄﻋﺑﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد".1
وﺗﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق "ﻧﻘطﺔ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد ،ﺗﺗوزع اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن
اﻷﻓراد ،ﻓﻣن اﻷﻓراد ﻣن ﯾﺣﺗل ﻣرﻛ از ﻗﯾﺎدﯾﺎ وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺣﺗل ﻣوﻗﻌﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎٕ ،واذا ﻣﺎ اﻧﺗﺷر ﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻣن اﻟﻣرﺟﺢ أن ﯾﻧﺗﺷر ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﺑﯾن ﺑﻘﯾﺔ أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻐط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻓرادﻫﺎ ".3
وﺗﺗﺿﺢ ﺗﺄﺛﯾرات ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق ﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻟﻠﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
" -ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻔرد ﺧﺑرة اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﻣن أﺻدﻗﺎﺋﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺧدر ﻷول ﻣرة ﻣﻧﻬم أﯾﺿﺎ.
1
ﻧﺎﺳو ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﯾد" :دور اﻟﻣرﺷد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﺷﺑﺎب ﻣن آﻓﺔ اﻟﻣﺧدرات" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،اﻟﻌددان -26
،2010 ،27ص.271
2ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺠﻮھﺮي وﻋﺪﻟﻲ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻤﺮي :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،دار اﻟﻤﺴﯿﺮة ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،اﻷردن ،ط ،2011 ،1ص.373
3ذﯾﺎب ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺒﺪاﯾﻨﯿﺔ :اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻧﺘﺮﻧﺖ واﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.26 ،25
69
-ﯾﻠﻌب اﻷﺻدﻗﺎء دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺳﻣﻊ ﻋن اﻟﻣﺧدر أو رؤﯾﺗﻪ ﻷول ﻣرة ،ﻓﺎﻷﺻدﻗﺎء ﻫم
اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻔﺻﻠﺔ ﻋن اﻟﻣﺧدر وأﯾﺿﺎ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﺑﻌد ذﻟك.
-ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟرﻓﺎق ﻻ ﯾﻌد ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدر أﻣ ار ﻣﻘﺑوﻻ ﻓﻘط ﺑل ﯾﺻﺑﺢ ﺳﻠوﻛﺎ ﻣطﻠوﺑﺎ
أﯾﺿﺎ.
-ﺗﺻﺑﺢ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺧذ اﻟﻔرد ﻗ اررﻩ ﺑﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدر ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ذﻟك
اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﯾﻠﻘﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أﺳرﺗﻪ".1
-1ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺠﻮھﺮي وﻋﺪﻟﻲ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻤﺮي :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.374
70
ﻣﺷﺎﻛل وﻋراﻗﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ،وأﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻧﺳﯾﺎن ،ﻛﻣﺎ أن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎطﻲ
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ.
"واﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﺄﺛﯾر وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطﻲ أو اﻟﺗﻧﻔﯾر ﻣﻧﻪ
ﺣدﯾث ﻣﻌﻘد ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﻌﻘد ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﻘﯾم واﻟﺗﺻورات
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻟﯾس وﺣﯾد اﻻﺗﺟﺎﻩ داﺋﻣﺎ )ﻣن اﻟﻣرﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ( وﻟﯾس ﻣن طﺑﯾﻌﺔ
واﺣدة داﺋﻣﺎ )أي ﻣﺷﺟﻊ أو ﻣﻧﻔر( وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻣﺑﺎﺷ ار أي ﯾﺗم ﻓﻲ ﺧطوة واﺣدة وﻟﻛﻧﻪ ﻗد ﯾﺗم
ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن) :ﻣن اﻟﻣرﺳل إﻟﻰ ﻗﺎدة اﻟرأي إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ( أو ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل.1"...
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﻌواﻣل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻔرد ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻟﺟﻬل ﺑﺎﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة وﻣﺧﺎطرﻫﺎ أو ﺿﻌف اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ
أو ﻋواﻣل ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﻧﻘص اﻟﺧﺑرات واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ واﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺟراء إﻋﺎﻗﺗﻪ ﻣﺛﻼ ...إﻟﺦ،
وﺗﺳﺎﻫم اﻟظروف اﻷﺳرﯾﺔ ﺑﻘدر واﻓر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻛﺄﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ،اﻟﻔﻘر،
اﻟﻧزاﻋﺎت واﻟﺧﺻوﻣﺎت ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة ،ﻗﻠﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻌب ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق
دو ار ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺣرﻓﺔ ﻛﻠﻣﺎ أﺛرت ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﯾﻪ ودﻓﻌﺗﻪ
ﻧﺣو اﻻﻧﺣراف وﻣﺷﺎرﻛﺗﻬﺎ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ.
وﻟﻌل ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣرﺿﯾﺔ -أﯾﺿﺎ -ﺗراﺟﻊ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋدة ﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ...إﻟﺦ ،ﻓﻐﯾﺎب اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج
واﺳﺗﻬﻼك ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻛﻔﯾل ﺑﺎﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ورواﺟﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ إذا
ﻟم ﺗوﺟد ﻗواﻧﯾن رادﻋﺔ دون إﻏﻔﺎل ﻟدور وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ﻛﺎﻟﺗﻠﻔزﯾون واﻷﻧﺗرﻧﯾت.
-1ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺠﻮھﺮي وﻋﺪﻟﻲ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻤﺮي :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.382
71
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ :اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺗﻣﻬﯾد
أوﻻ -اﻵﺛﺎر اﻟﺻﺣﯾﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
راﺑﻌﺎ -اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺧﻼﺻﺔ
72
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ :اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺗﻣﻬﯾد:
ﻟﻘد أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ أن اﻟﻣﺧدرات ﺗﻣﺛل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟﺧطورة وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺣق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ
ﻧﻔﺳﯾﺎ وﺑدﻧﯾﺎ وﻋﻘﻠﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ...إﻟﺦ ،وﯾﺗﻌدى ﺿررﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ
ﺣﯾث ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻟﺳﻠوﻛﺎت إﺟراﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻘﺗل
واﻹﻏﺗﺻﺎب ...إﻟﺦ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻘد ﺗم ﺗﺣرﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ ،وﺗﺟرﯾم زراﻋﺗﻬﺎ ٕواﻧﺗﺎﺟﻬﺎ
وﺗﺟﺎرﺗﻬﺎ واﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،وﺿرورة ﻣﺣﺎرﺑﺗﻬﺎ ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل إدراﻛﺎ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺧطرﻫﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻧﺣن ﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﺿرة إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗوﺿﯾﺢ
اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت :ﺻﺣﯾﺔ ،ﻧﻔﺳﯾﺔ...إﻟﺦ.
وﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻵﺛﺎر اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧذﻛر:
" -ﯾؤدي اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﺑﺷﻛل ﻋﺎم إﻟﻰ ﺿﻣور ﻗﺷرة اﻟدﻣﺎغ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر
واﻹدارة ،وﺗؤﻛد اﻷﺑﺣﺎث اﻟطﺑﯾﺔ أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات وﻟو ﺑدون إدﻣﺎن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘص ﻓﻲ
اﻟﻘدرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ٕواﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ ﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﺧﯾﺦ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﻘدرة اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ اﻟوﻗوف ﻣن ﻏﯾر
ﺗرﻧﺢ ،وﺗؤدي اﻟﻣﺧدرات إﻟﻰ ﺗﻬﯾﺞ اﻷﻏﺷﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطﯾﺔ ﻟﻸﻣﻌﺎء واﻟﻣﻌدة ٕواﻟﻰ اﺣﺗﻘﺎﻧﻬﺎ وﺗﻘرﺣﺎﺗﻬﻣﺎ
وﺣدوث ﻧوﺑﺎت إﺳﻬﺎل ٕواﻣﺳﺎك وﺳوء ﻫﺿم ".1
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.46
73
-ﺳوء اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻣن وﺿﻌف اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ ﻟدﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺟﺳﻣﻪ أﻛﺛر ﺗﻌرﺿﺎ ﻟﻸﻣراض،
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣدﻣﻧﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗﻌﺎطون اﻟﻣﺧدرات ﻋن طرق اﻟﺣﻘن ﻓﻲ اﻟورﯾد أو ﺗﺣت اﻟﺟﻠد ،ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ
ﯾﺳﺗﺧدﻣون إﺑ ار ﻏﯾر ﻣﻌﻘﻣﺔ ﺗﻛون أﺟﺳﺎﻣﻬم أﻛﺛر ﺗﻌرﺿﺎ ﻟﻠﺟراﺛﯾم اﻟﻔﺗﺎﻛﺔ.
" -ﻛﻣﺎ ﯾﺿر ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ٕوادﻣﺎﻧﻬﺎ ﺿر ار ﺑﻠﯾﻐﺎ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻓﯾﺳﺑب ﻟﻪ
اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،ﻓﻠم ﯾﻌد اﻻﻟﺗﻬﺎب اﻟﻛﺑدي اﻟوﺑﺎﺋﻲ
أو ﺗﻠف ﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﺦ ﻫو أﺧطر اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ اﻹدﻣﺎن" ،1إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ازدﯾﺎد ﻓﻲ ﻣﻌدل
ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب ،واﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺗﺷﻧﺟﺎت ،وﺣﺎﻻت اﻟﺻداع ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺎدة
اﻟﻣﺧدرة ،واﻟﺷﻌور ﺑﺂﻻم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻗﯾن ..إﻟﺦ.
" -ﯾﻘﺗل اﻟﻣﺧدر اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﯾم واﻟﻘدرة اﻟﺧﻼﻗﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺗﺞ ،وﺗﺣت وطﺄة اﻟﻣﺧدر
ﯾﻬرب اﻟﻔرد ﻣن ﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻪ وﻋﺎﺋﻠﺗﻪ وﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ،وﯾﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم
اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟدﺧل وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺧدر ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺧﺻﺻﺎ
ﻟﻠﺿرورﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﯾﺻل اﻷﻣر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت إﻟﻰ اﻹﺿرار واﻟرﺷوة واﻟﺳرﻗﺔ واﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻟﻠﻣﺧدر".2
-ﯾؤدي ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺣدوث ﺗﺷوﻫﺎت اﻟﺟﻧﯾن.
-ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﻟدﯾﻪ وﺗرﻛﯾزﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺧدرة وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ دون
ﻣراﻋﺎة ﻟﻛراﻣﺗﻪ واﻟﺳﻌﻲ ﻹرﺿﺎء رﻏﺑﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﺿوﯾﺔ.
" -وﻣن أﺑرز أﺿرار اﻟﻣﺧدرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﺿطﻬﺎد واﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺗوﺗر اﻟﻌﺻﺑﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ
وﺣدوث ﻫﻼوس ﺳﻣﻌﯾﺔ وﺑﺻرﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺧوف ﻓﺎﻟﺟﻧون أو اﻻﻧﺗﺣﺎر".3
1ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺴﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1993 ،ص.26
2ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ أﺣﻤﺪ رﺷﻮان :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.257
3ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.46
74
-ﻓﻘدان اﻻﺗزان اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻧوﺑﺎت ﻣن اﻟﻘﻠق.
"-ﯾﺗﺳم ﻣﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﺑﺎﻻﻧﺳﺣﺎﺑﯾﺔ وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔ.
-ﺗؤﺛر اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل واﻟﻣوظف )ﻛﺛرة اﻟﻣﺷﺎﺟرات ،ﻛﺛرة إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺗرك اﻟﻌﻣل
وﻏﯾرﻫﺎ(.
-ﯾﺗﺣول اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻣن إﻧﺳﺎن ﺳوي إﻟﻰ ﻣﻧﺣرف ﻗد ﯾﻘﺗرف أﻓﻌﺎﻻ إﺟراﻣﯾﺔ ﺗﺳﻲء إﻟﯾﻪ ٕواﻟﻰ
أﺳرﺗﻪ ٕواﻟﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ".1
-إن إدﻣﺎن أﺣد أﻓراد اﻷﺳرة ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺗوﺗر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣدﻣن
ﻏﯾر اﻟﺳوﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﺎﻻت اﻟﺧوف اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺻﯾﺑﻬم ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺣﺗﻣﺎل ﺗﻌرﺿﻪ ﻷي ﻋﻘوﺑﺔ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺧوف أﻛﺑر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﻗﻊ أﻓ اردﻫﺎ ﻷي ﻣداﻫﻣﺔ
ﻣن طرف ﻗوات اﻷﻣن.
-اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻷﻓراد أﺳرة اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ أو اﻟﻣﺗﺎﺟر ﺑﺎﻟﻣﺧدرات وذﻟك ﻟﺷﻌورﻫم ﺑﺎﻟﻌﺎر ذﻟك
أن اﻟﺗﻌﺎطﻲ أو اﻹدﻣﺎن أو اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﺳﻠوك اﻧﺣراﻓﻲ ﺧﺎرج ﻋن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻌرف.
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧذﻛر
أﻫﻣﻬﺎ:
-ﻋﺟز اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ أو اﻟﻣدﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ اﻟﻘراﺑﯾﺔ ﻓﺎﻟﺟﯾران ﻓﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق.
-إن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ أو اﻟﻣدﻣن ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﺗﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر إﻫﻣﺎﻻ ﻷﺳرﺗﻪ،
ﻓدورﻩ ﻛﺄب ﯾﺗراﺟﻊ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر وﺗﻬرﺑﻪ ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻫﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌﻔﻪ ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ
اﻷﺳرة وﺗﺿطرب ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺄﻓرادﻫﺎ ،وﺗﻛﺛر اﻟﺻراﻋﺎت واﻟﺧﺻوﻣﺎت ﺑﯾﻧﻬم ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن،
ﻓﻌﻧدﻣﺎ "ﺗﺳوء ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑزوﺟﺗﻪ ﺗﺗزاﯾد ﻣﻌﻪ اﺣﺗﻣﺎﻻت وﻗوع اﻟطﻼق وﺗﻧﺎﻣﻲ أﻋداد اﻷﺣداث
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮدة ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.72
75
اﻟﻣﺷردﯾن ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳوء ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺟﯾراﻧﻪ ﻓﺗﺣدث اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﻣﻧﺎوﺷﺎت واﻟﻣﺷﺎﺟرات ،وﺗﺳوء
ﻛذﻟك ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ ورؤﺳﺎء اﻟﻌﻣل ﻓﯾؤدي ﺑﻪ ﻫذا إﻟﻰ ﻓﺻﻠﻪ ﻣﻧﻪ وﺗﺷردﻩ وأﺳرﺗﻪ ﻣﻌﺎ" ،1ﻓﺣﺎﻻت
ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻷﺳري ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ ﻋﺎدة اﻧﺣراف أﺣد اﻷﺑﻧﺎء ﻣﺛﻼ" ،وﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﺎءﻟت ﻓرﺻﺔ
اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺳﻠوك اﻟﺳوي داﺧل اﻷﺳرة ﻛﻣرﺟﻌﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻟﺟﺄ اﻟطﻔل إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟرﻓﺎق
ﻛﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﯾﻛﺗﺳب ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ وﻗﯾﻣﻪ ،ﺗﻠك اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﺳوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿرورة".2
-ﯾؤﺛر ﺗﻌﺎطﻲ اﻷب ﻟﻠﻣﺧدرات أو اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻸﺳرة وﻋﺟزﻩ ﻋن
اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻷﺳرﺗﻪ ﺑﺳﺑب إﻧﻔﺎﻗﻪ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب
ﻫذﻩ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت.
-إن ﺗﻣردﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﺗﺟﺎﻫﻪ إﻟﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻌزﻟﺔ واﻻﻧطواء ﯾﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر
ﻣﯾﻼ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرذﯾﻠﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛل ﺧط ار ﯾﻬدد أﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
واﺳﺗﻘ اررﻩ.
1ﺣﺴﯿﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ أﺣﻤﺪ رﺷﻮان :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﻲ ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ ،اﻟﻘﺎھﺮة ،2010 ،ص.262
2ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺠﻮھﺮي وﻋﺪﻟﻲ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻤﺮي :اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.370-369
76
اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وذﻟك ﯾﺿر ﺿر ار ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺧﺎرج وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة".1
-ﯾﻌد ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب ﺗرك اﻟﻌﻣل أو اﻟطرد ﻣﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ أو اﻟﻣدﻣن ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻟﻠﻣﺧدرات ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة
ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
" -ﺗﻘف ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات ﺣﺎﺋﻼ أﻣﺎم ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻧزاﻓﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻘوى اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﺛل:
1ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺴﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1993،ص.28
2ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺴﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.29
77
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻋراض اﻟﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد ﯾﺻﺎب ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﺑﻌدة أﻋراض ﻛﺎﺿطراﺑﺎت ﻫﺿﻣﯾﺔ ازدﯾﺎد ﻣﻌدل ﺿرﺑﺎت اﻟﻘﻠب ارﺗﻔﺎع
ﺿﻐط اﻟدم اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﯾدز ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺿﻌف اﻟذاﻛرة واﻟﺗرﻛﯾز ...اﻟﺦ.
أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﯾﺻﺎب ﺑﺎﻟﺗوﺗر واﻟﻘﻠق واﻟﺧوف واﻻﻛﺗﺋﺎب...اﻟﺦ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻﺎب أﯾﺿﺎ
ﺑﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى ﺗﻘدﯾر اﻟذات ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟدﻩ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﺧﻣول واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة وﻋدم اﺣﺗرام ﻧظم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻋراﻓﻪ وﻗواﻧﯾﻧﻪ ،ﻫذا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗدﻧﻲ ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ...اﻟﺦ
إﻻ أن اﻷﻣر ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻧد ﻫذا اﻟﺣد ﻓﺣﺳب ﺑل ﻗد ﯾؤدي ﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري ﺳواء
اﻟﺟزﺋﻲ ﻣﻧﻪ ﻛﺣدوث ﺻراﻋﺎت وﺧﻼﻓﺎت ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة ﺑﺳﺑب اﻹﻫﻣﺎل أو ﻫدر اﻟﻣﺎل
ﻓﻲ ﺷراء اﻟﻣﺧدرات أو ﺗﻔﻛك ﻛﻠﻲ ﻛﺎﻟطﻼق ،وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﻛون اﻷﺑﻧﺎء ﺿﺣﯾﺔ ﻫذا
اﻷﺧطﺎء ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿرر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﯾﺿﺎ ﻣن ﻛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻼواﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ
ﻟﻠﻣﺧدرات واﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌث اﻟﺧوف واﻟﻘﻠق ﺑﯾن أﻓرادﻩ ﺟراء ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻧف أواﻟﺟرﯾﻣﺔ.
78
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ :طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات وﺳﺑل اﻟﻌﻼج
ﺗﻣﻬﯾد
أوﻻ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔردي /اﻟﺷﺧﺻﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﺳري
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ
راﺑﻌﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ
ﺧﻼﺻﺔ
79
اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ :طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات وﺳﺑل اﻟﻌﻼج
ﺗﻣﻬﯾد:
إن ﻣﺳﺎﻟﺔ وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧشء ﻣن ﻣﻐﺑﺔ اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﺧطر ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات أﺿﺣﻰ ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ
ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻷن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧشء وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻌﻧﻲ ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘ اررﻩ
واﺳﺗﻣرار ﻫذا اﻷﺧﯾر ،وﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻣﻧوطﺔ ﺑﻛل ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﺗرﺑوﯾﺔ
...إﻟﺦ ،وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻷﺳرة ،اﻟﻣﺳﺟد ...إﻟﺦ ،ﻛﻣﺎ أن ﻋﻼج اﻟﻣدﻣﻧﯾن واﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬم ٕواﻋﺎدة
ﺗﺄﻫﯾﻠﻬم ﯾﻌد أﻣ ار ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ وﻻ ﯾﻘل ﺷﺄﻧﺎ ﻋن ﺳﺎﺑﻘﻪ ،ﻓﺎﻷﻓراد ﻋﻣوﻣﺎ ﻫم ﺛروة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﺳﺎس
ﺗﻘدﻣﻪ أو ﺗﺧﻠﻔﻪ ،وﯾﺗوﻗف ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺿﻣﻧﻪ ﻟﻬم ﻣن رﻋﺎﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻣﺎ داﻣت ﻣﺷﻛﻠﺔ
ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺗص ﺑﺑﻠد دون ﺳواﻩ ﻓﻧﺣن ﺳﻧوﺿﺢ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم اﻵﻟﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ووﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧش ﻣﻐﺑﺔ اﻟوﻗوع ﻓﯾﻬﺎ.
80
-ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟواﻟدان ﻗدوة ﺣﺳﻧﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬم ﻷن ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌل ﻣﻧﻬم أﻓرادا ﺻﺎﻟﺣﯾن
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻸﺑﻧﺎء وﺗﻔﻬم ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم وﻣﯾوﻻﺗﻬم وﻧﺻﺣﻬم وﺗوﺟﯾﻬﻬم أﻣر ﺿروري
ﻛﻠﻣﺎ اﻗﺗﺿت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟذﻟك.
-ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺣل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرﺿﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣوار اﻟﺑﻧﺎء ﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﺑﺣﺛوا ﻋن ﺑداﺋل أﺧرى ﻟﻌﻼﺟﻬﺎ أو ﺗﻧﺎﺳﯾﻬﺎ ﻛﺎﻹدﻣﺎن ﻣﺛﻼ.
-اﻧﺗﻘﺎء اﻟواﻟدﯾن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء واﻟﺗﻲ أن ﺗﻧﻣﻲ ﻗﯾﻣﻬم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ:
" -ﺗﺷدﯾد اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾدﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺎﻫل ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻣﺧدرة ﻟﻠﺷﺑﺎب.
-إﻧﺷﺎء ﻣراﻛز ﻟﻌﻼج اﻹدﻣﺎن وﻫذا ﻋﺑر ﻛﺎﻣل وﻻﯾﺎت اﻟوطن.
-ﺑﻧﺎء اﻟﻬﯾﺎﻛل واﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻟﺟﻠب اﻟﺷﺑﺎب ٕواﺑﻌﺎدﻫم ﻋن ﻫذا اﻟﺧطر اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻬم".1
-ﺗﻔﻌﯾل أدوار اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗوﻋﯾﺔ ﺑﻣﺧﺎطر اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة وأﻧواﻋﻬﺎ.
-ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﻋﯾﺔ واﻹرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟدﯾﻧﻲ وﺗﺿﻣﯾن اﻟدروس واﻟﺧطب
ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑوﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧشء ﻣن اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻵﻓﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ،وﻛذا ﺳﺑل
ﻋﻼﺟﻬم.
-إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ
ﻟﻠﻣﺧدرات واﻟﻣﺗﺎﺟر ﺑﻬﺎ.
-ﺗﺿﻣﯾن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ دروﺳﺎ ﺣول أﻧواع اﻟﻣﺧدرات وﻣﺧﺎطرﻫﺎ وﺳﺑل ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ.
-ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣدود ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻟﻣﻧﻊ دﺧول ﻫذﻩ اﻟﺳﻣوم وﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻣن طرف أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
-ﺗﺧﺻﯾص ﺑراﻣﺞ إﻋﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗوﻋﯾﺔ اﻷﻓراد ﺑﺧطورة اﻟﺗﻌﺎطﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
1
ﺻﻐﯾري راﺑﺢ :ﺑرﻧﺎﻣﺞ رﯾﺎﺿﻲ ﺗروﯾﺣﻲ ﻣﻘﺗرح ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺑﻌض اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات -دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﻣرﻛز ﻓراﻧز
ﻓراﻧون /اﻟﺑﻠﯾدة-أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻧظرﯾﺎت وﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻻرﺷﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟرﯾﺎﺿﻲ ،ﻣﻌﮭد اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ
واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،3اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.184 ،2013-2012 :
81
-ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗظﺎﻫرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺣول ﻫذﻩ اﻵﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وأﺿرارﻫﺎ وﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو
ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ.
راﺑﻌﺎ -ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ:
-1اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ:
-1-1ﻣؤﺗﻣر ﺷﻧﻐﻬﺎي :1909
ﻟﻘد ﺗم ﻋﻘد ﻫذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑطﻠب ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠق اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺎﺑﺗﻬﺎ
ﺟراء اﻻﺳﺗﺧدام ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻣﺎدة اﻷﻓﯾون ﺧﺻوﺻﺎ وأن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺧطﯾرة ﻗد ﻋرﻓت
ﺗﻔﺎﻗﻣﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟرﺋﯾس ﺗﯾودور روزﻓﻠت ﻓﻘد ﻋﻘد ﻫذا اﻟﻣؤﺗﻣر ﺳﻧﺔ
" 1909اﻟذي اﺷﺗرﻛت ﻓﯾﻪ أرﺑﻊ ﻋﺷرة دوﻟﺔ ﻫﻲ :اﻟﻧﻣﺳﺎ ،ﻫﻧﻐﺎرﯾﺎ )اﻟﻣﺟر( ،اﻟﺻﯾن ،ﻓرﻧﺳﺎ،
أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،اﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻫوﻟﻧدا ،إﯾران ،اﻟﺑرﺗﻐﺎل ،روﺳﯾﺎ ،ﺳﯾﺎم ،ﺗﺎﯾﻠﻧدا ،اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻛوﻧت ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻫذﻩ اﻟدول ﻟﺟﻧﺔ اﻷﻓﯾون اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻌﺎم ،1909اﻟﺗﻲ أﺻدرت
ﻋدة ﻗ اررات ﻣﻌﺗدﻟﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ وﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ،ﺗﻌﻬدت ﻓﯾﻬﺎ اﻟدول اﻷطراف ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟوﻗف اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻓﯾون وﺗدﺧﯾﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻫذﻩ اﻟدول ﺑﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرق اﻷﻗﺻﻰ ،واﻟذي
ﻛﺎن ﯾﻐﻣر اﻟﺻﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟظروف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛل دوﻟﺔ
ﻓﺎﺗﺧذت اﻟدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣﻧﻊ ﺗﺻدﯾر اﻷﻓﯾون وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ ﻣن ﻣواﻧﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻠد
آﺧر".1
1أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ،1دار اﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺮﯾﺎض ،1991 ،ص.80
82
"وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻓﺷﻠت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ 1912ﻓﻲ أن ﺗﻘرر ﺑدﻗﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻘرر ﺷﯾﺋﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ
ﺗدﺧﯾن اﻷﻓﯾون ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻛﺎن ﻟﻛل طرف اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟطﺑﯾﺔ
واﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ".1
-3-1اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف:
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻧﯾف اﻷوﻟﻰ :1925
وﻗﻌت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﯾوم 11ﻓﯾﻔري 1925ﻓﻲ ﺟﻧﯾف واﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول ،1946
وﻫﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﯾون واﻻﺗﺟﺎر ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث رﻛزت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ
ﻟﺗﺟﺎرة اﻷﻓﯾون ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﺑﻘﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣرﺧص ﻟﻬم.
-اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻧﯾف اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :1925
وﻗﻌت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﯾوم 19ﻓﯾﻔري ،1925واﻟﻣﻌدﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول دﯾﺳﻣﺑر
" 1946وأﻫم ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻫﺎﺗﺎن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺗﺎن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إﻧﺷﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻸﻓﯾون وﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﺷﺧﺎص ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺑﺣﻛم اﺗﺻﺎﻓﻬم
ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻧزاﻫﺔ وﻋدم اﻟﺗﺣﯾز وأن ﯾﻛوﻧوا أﻫﻼ ﻟﻠﺛﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺷﻐل أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ أﯾﺔ وظﯾﻔﺔ
ﺗﺟﻌﻠﻬم ﻓﻲ وﺿﻊ ﯾﻌﺗﻣد ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬم ،وﯾﻌﯾن ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺻﺑﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣدة
ﺧﻣس ﺳﻧوات.
وﺿﻌت ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﺷﻬﺎدات اﻻﺳﺗﯾراد وﺗراﺧﯾص اﻟﺗﺻدﯾر ،وﺑدوﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻹﻣﻛﺎن أن ﺗﻘوم
ﺗﺟﺎرة ﻟﻠﻣﺧدرات ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
-اﺗﻔق اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدون ﻋﻠﻰ أن ﯾرﺳﻠوا ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﻧوﯾﺎ ﺗﻘدﯾرات ﻋن ﻛل ﻣﺎدة ﻣﺧدرة ﻣن
اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﺳﺗوردت ﻓﻲ أﻗﺎﻟﯾﻣﻬم ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك اﻟداﺧﻠﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺎﻟﻲ.
1أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ،1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.82
83
أن ﯾرﺳﻠوا أﯾﺿﺎ ﺑﯾﺎﻧﺎت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋن إﻧﺗﺎج وﺻﻧﺎﻋﺔ وﻣﺧزون واﺳﺗﻬﻼك واﺳﺗﯾراد وﺗﺻدﯾر
اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وﻛذا ﻋن اﻟﻣﺿﺑوط ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎر
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع.
إدﺧﺎل أوراق اﻟﻛوﻛﺎ ﺿﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻣﻧﻊ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣﺎدة اﻟﺻﻣﻐﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻟﻘﻧب اﻟﻬﻧدي واﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻧﻊ
اﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﯾﻪ" ،1وﻗد دﺧﻠت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻧﺔ .1928
" -4-1اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19ﻧوﻓﻣﺑر 1946اﻟذي
ﯾﻧﻘل ﻣﻬﻣﺔ ﻋﺻﺑﺔ اﻷﻣم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة.
-5-1ﺑروﺗوﻛول ﺑﺎرﯾس ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19ﻧوﻓﻣﺑر 1948اﻟذي أﺧﺿﻊ اﻟﻣﺧدرات اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن
ﻧطﺎق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻧﯾف ﻟﺳﻧﺔ 1931ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
-6-1ﺑروﺗوﻛول ﻧﯾوﯾورك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﯾوﻧﯾو 1953اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣد ﻣن زراﻋﺔ اﻷﻓﯾون".1
84
-7-1اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات :1961
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻزاﻟت ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺗؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر،
وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻗد "اﻧﻌﻘد ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻹﻗرار
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ﻓﻲ ﻣﻘر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻧﯾوﯾورك ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن 24ﯾﻧﺎﯾر/ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﺗﻰ 25ﻣﺎرس/آذار ﺳﻧﺔ ،1961ﺣﯾث ﻋرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة
ﻟﻠﻣﺧدرات اﻟذي أﻋدﺗﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧدرات ،وﻗﺎم اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﻌد اﻟﻔراغ ﻣن ﻣداوﻻﺗﻪ ﺑﺈﻗرار اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺧدرات ﻟﻌﺎم ،1961وﺗم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ، 2" 1961/03/20وﺑﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗم
ﺗﺧﻔﯾض ﻋدد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑﻣراﻗﺑﺔ زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج واﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ،وﻣن ﺑﯾن
اﻷﻣور اﻟﺗﻲ أﻛدت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ:
" اﻟﺗﺣرﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻹﻧﺗﺎج اﻷﻓﯾون واﻟﻛوﻛﺎﯾﯾن واﻟﻘﻧب اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻐﯾر اﻷﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
وﺿﻊ ﺗﻧظﯾم ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺧدرة وﻋدم ﺗﺳرﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳوق ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ".3
" ﺗﺷﺗرط اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗراﺧﯾص ﻣن أﺟل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﻣﺧدرة واﻻﺗﺟﺎر ﻓﯾﻬﺎ.
ﺗﻣد ﻧطﺎق ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾر واﻻﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣدﺛﺗﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﺎم 1925ﺣﯾث ﺗﺷﻣل ﻗش
اﻟﺣﺷﯾش.
ﺗﻣد ﻧطﺎق اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻣل ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ.
أﻧﺷﺄت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻟﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ وﻫﯾﺋﺔ اﻹﺷراف
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ،وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﺿﻌت أﺳس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻣﺧدرات.
1ﻋﯿﺴﻰ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.65
2ﻋﺒﺎس أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.15
3ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.191
85
أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣدﻣﻧﻲ اﻟﻣﺧدرات ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻲ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟﺗﺄﻫﯾل وﻋﻠﻰ
اﻟدول اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل إدﻣﺎن اﻟﻣﺧدرات ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺧطﯾرة ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗوﻓر اﻟﻌﻼج ﻟﻠﻣدﻣﻧﯾن إذا
ﻣﺎ ﺳﻣﺣت ﻣواردﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑذﻟك".1
وﻟﻘد ﺗم ﺗﻌدﯾل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول ،1972ﻛﻣﺎ ﺗم إﺿﺎﻓﺔ أﻋﺿﺎء
ﺟدد ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻣن 11ﻋﺿوا إﻟﻰ 13ﻋﺿوا ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻬﺎ
دﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ،1964/12/13أﻣﺎ اﻟﺑروﺗوﻛول ﻓﻘد دﺧل ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫو اﻵﺧر ﻓﻲ 18
ﯾﻧﺎﯾر 1975.
1ﻋﺒﺎس أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.17-16
86
واﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌود اﻟدوﻟﻲ ،وﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن
وﺿﺑط ﻣواد اﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ.
وﻟﻘد ﻟﻘﯾت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن طرف اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وﺟدت ﻓﻲ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﻟﻐﺎء ﻟﻣورد ﻣﻬم ﻣن ﻣواردﻫﺎ ،وﻟم ﺗدﺧل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﯾز
اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻣن ﺷﻬر أﻏﺳطس ﻋﺎم .1"1976
و"ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﻧد رﻗم 02ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﻣﺎ ﻧﺻﻪ :ﺗﻌﺗﺑر ﻛل
ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻣدرﺟﺔ ﻛﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﻓﻲ
أﯾﺔ ﻣﻌﺎﻫدة ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﺳﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطراف ،وﺗﺗﻌﻬد اﻷطراف ﺑﺈدراج ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ ﻋداد
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﻓﻲ أﯾﺔ ﻣﻌﺎﻫدة ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن ﺗﻌﻘد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ "، 3
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻬﺎ دﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ 11ﻧوﻓﻣﺑر .1990
1ﻋﺒﺎس أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.19
2ﻋﺒﺎس أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.20
3ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻮﯾﻒ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.192
87
-2اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات:
-1-2اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات:
وﻫﻲ ﺗﻌد إﺣدى اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
أﻧﺷﺄت ﺳﻧﺔ ،1946وﻫﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗظم ﺳﻧوﯾﺎ وﻓﻲ دورات اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
أﯾﺿﺎ ﻛﻠﻣﺎ دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻫﻲ ﺳﻠﯾﻠﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻷﻓﯾون واﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻌﺻﺑﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة -ﺳﺎﺑﻘﺎ -واﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ "،1920
وﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ:
-ﺿﻣﺎن أن أﻫداف ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻻ ﺗﺗﻌرض ﻷﺧطﺎر ﺟدﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻋﺟز أي ﻣن اﻟدول
اﻷﻋﺿﺎء أو اﻟﺑﻼد أو اﻹﻗﻠﯾم ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﺻوص ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت.
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻗﺻر وزراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج وﺗﺻﻧﯾﻊ واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻸﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-ﺿﻣﺎن ﺗواﻓر اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻏراض اﻟﻣﺷروﻋﺔ.
1ﻋﯿﺴﻰ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.69-68
88
-ﺗﺣرﯾم زراﻋﺔ ٕواﻧﺗﺎج وﺗﺻﻧﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣواد واﻻﺗﺟﺎر ﻓﯾﻬﺎ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﻣﺷروع.
-ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات.
-إﻋداد اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ وﺗﺿﻣﯾﻧﻬﺎ ﻣﻼﺣظﺎﺗﻬﺎ وﺗوﺻﯾﺎﺗﻬﺎ".1
1أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ،، 1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.183
2أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺰة اﻟﺤﻮري :ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺳﯿﺎﺳﺔ وﻗﺎﺋﯿﺔ ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ :اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت
واﻟﺒﺤﻮث ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2007 ،ص ص.165-164
89
-إﺳداء اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄن اﺳﺗﺣداث وﺗﻧظﯾم ﻣراﻓق وﺑراﻣﺞ ﻟﻠﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ ﻣراﻛز
اﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻲ ﻟﻠﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ.
ﻟﻠﻣﺳرﺣﯾن ﻣن ﻣراﻛز اﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻲ واﻻﻧﻘطﺎع ﻋن
ّ -إﺳداء اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄن ﺗﻘدﯾم اﻹرﺷﺎد اﻟﻣﻬﻧﻲ
ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات وﺗﻘوﯾم ﺣﺎﻟﺗﻬم ٕواﻋدادﻫم ﻣﻬﻧﯾﺎ ٕواﯾﺟﺎد وظﺎﺋف ﻟﻬم ٕواﻋﺎدة ﺗوطﯾﻧﻬم.
-إﺳداء اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄن إﻧﺷﺎء ورش ﻋﻣل وﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت وأﻧﺷطﺔ رﯾﻔﯾﺔ وﻣﺧططﺎت ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻣدﻣﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن.
-إﺳداء اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄن وﺿﻊ ﺑراﻣﺞ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻣﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح
ﻣن ﯾﻌﯾن ﻣﻧﻬم ﻓﻲ وظﺎﺋف.
-إﺳداء اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄن وﺿﻊ وﺗﻧﺳﯾق ﺑراﻣﺞ إﻋﻼﻣﯾﺔ ٕواﺷراك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻬدف ﺗﯾﺳﯾر إﻋﺎدة
إدﻣﺎج اﻟﻣدﻣﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ".1
ﻛﻣﺎ ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ ﻋﻼج اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ٕواﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾﻠﻬم ﻧﻔﺳﯾﺎ وﺑدﻧﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ
وﻣﻬﻧﯾﺎ وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق أﻓراد ﻣؤﻫﻠﯾن ﺗم ﺗدرﯾﺑﻬم ﺧﺻﯾﺻﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟدور.
-ﻧدوة ﻟوزان )ﺳوﯾﺳ ار( ﺳﻧﺔ 1975ﺑﻌﻧوان :اﻟﻣﺧدرات ﺑﺎﻟﻣدن أو اﻟﻘرى وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣدﻣﻧﯾن
اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن أو اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن.
1أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ، 1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.280-279
2أﺣﻤﺪ أﻣﯿﻦ اﻟﺤﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯿﺐ وإﺟﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ج ، 1ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.285
90
-اﺟﺗﻣﺎع ﺗدرﯾﺑﻲ ﺣول ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻟﺑﻼد أوروﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وذﻟك ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ
.1977
-إﺻدار اﻟﻧﺷرات.
-ﻧدوة ﻟدول اﻟﺷﻣﺎل ﻋن ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻛﺑﺎر واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر
اﻟﺧطﯾرة وذﻟك ﺑـ :اﺳﻛﺳﯾﺗﻔﻧﺎ )اﻟﺳوﯾد( ﺳﻧﺔ ،1977وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺻب
ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات.
وﻗد ﺗم ﻟﻪ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )اﻷﻧﺗرﺑول( وﻋﻘد ﻣؤﺗﻣر ﻣﺷﺗرك
ﯾﺿم ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن ﯾﻧﺻب ﻣﺣﺗواﻩ ﺣول ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻼﺋف اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ وﻛﺎن ذﻟك ﺳﻧﺔ 1986وﻣن
أﻫم ﺗوﺻﯾﺎﺗﻪ ﻧذﻛر:
" -ﻗﯾﺎم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺻدرة ﺑﺎﻟﻔﺣص اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﺳﻼﺋف واﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ.
-أن ﺗﻘﺗﺻر إﺟراءات اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة واﻟﻣواﻧﺊ اﻟﺣرة ﻋﻠﻰ
اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺷروع ،أﻣﺎ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﯾﺟب
إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ.
-ﺗطوﯾر اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺟﻣرﻛﻲ ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﺑﯾن
اﻻﺗﺣﺎدات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺻﯾدﻟﯾﺔ واﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﺳﻌﯾﺎ ﻟﻠﺣد ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺗﺑرات اﻟﺳرﯾﺔ.
91
-ﻗﯾﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺑﺈﻋداد ﻣﻌﺟم ﯾﺿم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺑﺻورة
ﻣوﺟزة وﻣﺑﺳطﺔ وﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻓﻲ
اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-دﻋوة اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻣن اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻣر
ﻋﺑرﻫﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣواد وأﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت أﺧرى ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ.
-ﺗﺿﻣﯾن اﻟدورات اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺣﻠﻘﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻘدﻫﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻣﺣﺎﺿرات
وﺑﺣوﺛﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣواد".1
1ﻋﻤﺮ اﻟﺸﯿﺦ اﻷﺻﻢ :اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﺋﻒ واﻟﻜﯿﻤﺎوﯾﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﺨﺪرات وﺗﺸﯿﯿﺪ اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ:
اﻟﺘﻘﻨﯿﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﯿﺔ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2002 ،ص ص.117-116
2أﺣﻤﺪ اﻟﻌﺮوﺳﻲ ﺣﻮﯾﺘﻲ :اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات – دراﺳﺔ ﺗﻘﻮﯾﻤﯿﺔ ،دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻟﺮﯾﺎض ،2015 ،ص.56
3ﻋﯿﺴﻰ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ وآﺧﺮون :اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.75
92
أو اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺟرﻣﯾن وﻛذا ﺑﺣث ﺳﺑل اﻟﺗﻌﺎون
اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻛﺎن ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻧﻣوذﺟﻲ اﻟﻣوﺣد
ﻟﻠﻣﺧدرات ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
1أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺰة اﻟﺤﻮري :ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺳﯿﺎﺳﺔ وﻗﺎﺋﯿﺔ ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص.161-160
93
اﻟﻣﺧدرات ،وﻣن اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ إﺻدارﻩ ﻟﻣﺟﻼت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،وﻧﺷرﻩ ﻟﻌدة أﺑﺣﺎث ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
ﺛم ﻣﺎﻟﺑث أن ﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺷؤون اﻟﻣﺧدرات ﺳﻧﺔ 1982واﻧﺗﻘل ﻣﻘرﻩ إﻟﻰ
ﻋﻣﺎن ،وأﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛل أﺣد اﻷﺟﻬزة اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺟﻠس وزراء اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻌرب
واﻟﺗﻲ ﻣﻘرﻫﺎ ﺑﺗوﻧس ،وﻗد ﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﺄﻣﯾن وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ﺣدود
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ.
ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌوﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ".1
1أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺰة اﻟﺤﻮري :ﺗﻄﻮﯾﺮ ﺳﯿﺎﺳﺔ وﻗﺎﺋﯿﺔ ﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.166
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻐﺮﯾﺐ :ظﺎھﺮة اﻟﻌﻮد ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.60
94
ﺧﻼﺻﺔ
ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات وﺳﻌﯾﻪ اﻟﺣﺛﯾث ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ
ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق وذﻟك إدراﻛﺎ ﻣن اﻟدول ﻟﺧطورﺗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ أﻣن اﻟﺷﻌوب ،ﻟذﻟك ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ إﺑرام
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺿﻣت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم وﻛذا إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺎت وﻫﯾﺋﺎت دوﻟﯾﺔ
ٕواﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻫدﻓﻬﺎ وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات وزراﻋﺗﻬﺎ ٕواﻧﺗﺎﺟﻬﺎ واﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ واﻻﺗﺟﺎر
ﻓﯾﻬﺎ ﺑطرق ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺣرﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ زراﻋﺔ أو إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧدرات ﻟﻺﻏراض اﻟطﺑﯾﺔ
واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم.
وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺟد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻣﺧدرات ،1961اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،1971
واﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،1988أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺧدرات
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺷؤون اﻟﻣﺧدرات...اﻟﺦ ،ﻛﻣﺎ
ﺗﺗﻘﺎﺳم ﻣﻬﻣﺔ وﻗﺎﯾﺔ وﻋﻼج اﻟﻣدﻣﻧﯾن ﻋدة أطراف ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺳرة ،اﻟﻣدرﺳﺔ ،اﻹﻋﻼم ،اﻟﻣﺳﺟد،
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻘﺿﺎء ،اﻷﻣن ...اﻟﺦ ،وﻛل ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣدود إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ
وﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻠﻔرد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم اﻟدور اﻟﺣﺎﺳم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻗﻼﻋﻪ ﻋن اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺧﺎطﺋﺔ واﻟﻘﻧﺎﻋﺎت اﻟزاﺋﻔﺔ ،وﺗﺑﻧﻲ اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻓردا
ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
95
ﺧﺎﺗﻤﺔ
96
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات وﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ﻗد ﻋرﻓت ﺗﻧﺎﻣﯾﺎ رﻫﯾﺑﺎ واﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﻊ
اﻟﻧطﺎق ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺧط ار ﻛﺑﯾ ار وﻫﺎﺟﺳﺎ ﯾؤرق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﯾﻬدد أﻣﻧﻬﺎ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗﺣول اﻷﻓ ارد ﻣن ﻣﺗﻌﺎطﯾن ﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣدﻣن ﻋﻠﯾﻬﺎ.
واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ﯾﻌﻧﻲ ﺻﻌوﺑﺔ أو اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘطﺎع اﻟﻣدﻣن ﻋن
ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻧﻘطﺎﻋﻪ أﻋراض ﺧطﯾرة
ﻛﺎﺿطراﺑﺎت ﻫﺿﻣﯾﺔ وﺗﻧﻔﺳﯾﺔ ،وازدﯾﺎد ﻣﻌدل دﻗﺎت اﻟﻘﻠب ...إﻟﺦ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣدﻣن
ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺗﺻرف ﺣﺗﻰ ٕوان ﻋرض ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ﻟﻠﺧطر.
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن آﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻹدﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ ﺗطﺎل اﻟﻣدﻣن أو
اﻟﻣﺗﻌﺎطﻲ ﻓﺣﺳب ﻓﯾﻠﺣق اﻷذى ﺑﻧﻔﺳﻪ وﻋﻘﻠﻪ وﺑدﻧﻪ ﺑل ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺷﻣل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ،ﻟذﻟك أﺿﺣﻰ
ﻣن اﻟﺿروري ﺑﺣث ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﻟﻛﺷف ﻋن أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ٕواﯾﺟﺎد ﺳﺑل ﻟﻌﻼﺟﻬﺎ واﻟوﻗﺎﯾﺔ
ﻣﻧﻬﺎ.
إﻻ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﻌﻼج ﻻ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣؤﺳﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﺑل ﻋﻠﻰ ﻋدة
ﻣﺳﺗوﯾﺎت ،وﻟﻌل أول ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻔرد ذاﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﺣﯾﺢ أﻓﻛﺎرﻩ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ﺣﯾﺎل
اﻟﻣﺧدرات وﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ٕواﻗﻼﻋﻪ ﻋﻧﻬﺎ واﻟﺗ ازﻣﻪ ﺑﺿواﺑط اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻗواﻧﯾﻧﻪ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﺳري
ﻓﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻔﻬم اﻟواﻟدﯾن ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺑﻧﺎء وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺳﻠوﻛﺎﺗﻬم ،وﺗرﺑﯾﺗﻬم اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻋﻠﻰ أﺳس ﺳﻠﯾﻣﺔ ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻬم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ...إﻟﺦ
وﯾﻛون دور اﻟﻣدرﺳﺔ راﺋدا ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻣن ﺧﻼل ﺗﺿﻣﯾن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻌرف
اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻬذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺧدرة وأﺧطﺎرﻫﺎ وﺳﺑل ﺗﺟﻧب اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻣﻐﺑﺔ ﺗﻌﺎطﯾﻬﺎ ،واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧظﯾم
ﺣﻣﻼت ﺗﺣﺳﯾﺳﯾﺔ ،وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻷﻣﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻼﺑد ﻣن ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗورطﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻬم
ﺳواء ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أو ﻣﻧﺗﺟﯾن أو ﺗﺟﺎ ار وﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ﻣراﻛز اﻟﻌﻼج ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
97
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
98
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
أوﻻ -اﻟﻛﺗب:
-1أﺣﻣد اﻟﻌروﺳﻲ ﺣوﯾﺗﻲ :اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات – دراﺳﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ ،دار
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض.2015 ،
-2أﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﺣﺎدﻗﺔ :أﺳﺎﻟﯾب ٕواﺟراءات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز
اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1991 ،
-3ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد أﺣﻣد رﺷوان :اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ،
اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻟﻘﺎﻫرة.2010 ،
-4ﺧﻠود ﺳﺎﻣﻲ آل ﻣﻌﺟون :ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1991 ،
-5ذﯾﺎب ﻣوﺳﻰ اﻟﺑداﯾﻧﯾﺔ :اﻟﺷﺑﺎب واﻷﻧﺗرﻧت واﻟﻣﺧدرات ،ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ط.2012 ،1
-6رﺷﺎد أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف :اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﺳﺑل اﻟﻌﻼج
واﻟوﻗﺎﯾﺔ ،دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1992 ،
-7زﯾن اﻟﻌﺎﺑدﯾن ﻣﺑﺎرك :اﻟﺣﺷﯾش ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض،
.1986
-8ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻌد :اﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻣﺧدرات وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ،
دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض2015. ،
-9ﻋﺑﺎس أﺑو ﺷﺎﻣﺔ وآﺧرون :اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض.2006 ،
-10ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺷﻌﺑﺎن ﻋطﯾﺎت :اﻟﻣﺧدرات واﻟﻌﻘﺎﻗﯾر اﻟﺧطرة وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،ط.2000 ،1
99
-11ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﺣﻣد أﺑو ﻋﻣﻪ :ﺣﺟم ظﺎﻫرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻟﻠﻣﺧدرات ،ﻣرﻛز
اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،ط.1998 ،1
-12ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺑرﯾﺛن :اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إدﻣﺎن اﻟﻣﺧدرات ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،ط.2002 ،1
-13ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﻐرﯾب :ظﺎﻫرة اﻟﻌود ﻟﻺدﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،ط2006. ،1
-14ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺳﯾد أﺣﻣد ﻣﻧﺻور :اﻟﻣﺳﻛرات واﻟﻣﺧدرات واﻟﻣﻛﯾﻔﺎت وآﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺻﺣﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣوﻗف اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ
واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1989 ،
-15ﻋﺑدﻩ ﻛﺎﻣل اﻟطﺎﯾﻔﻲ :ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻧﺷر،
اﻟرﯾﺎض2015. ،
-16ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻘﺎﺳﻣﻲ وآﺧرون :اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.2006 ،
-17ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻋﻠﻲ :اﻟﻣﺧدرات ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ وطرق اﻟﺗﺧﻠص اﻵﻣن ﻣﻧﻬﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،ط.2012 ،1
-18ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل ﻣظﻠوم :اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﻣﺧدرات ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض،
ط.2012 ،1
-19ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﻧﺻور :اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1993 ،
-20ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﻋﯾد :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺎطﻲ اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،ج ،1دار اﻟﻧﺷر ﺑﺎﻟﻣرﻛز
اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟرﯾﺎض.1988 ،
-21ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻟﺟوﻫري وﻋدﻟﻲ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻣري :اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻷردن ،ط.2011 ،1
100
-22ﻣﺻطﻔﻰ ﺳوﯾف :اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب ،اﻟﻛوﯾت،
.1996
101
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻗﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض.2016 ،
راﺑﻌﺎ -اﻟﻣﺟﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ:
-1ﺑﺎﺳم اﻟطوﯾﺳﻲ وآﺧرون" :اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺷﺑﺎب ﻧﺣو اﻟﻣﺧدرات دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻣﻌﺎن" ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد ،40اﻟﻌدد2013. ،02
-2ﺑراﻫﻣﺔ ﻧﺻﯾرة" :إدﻣﺎن اﻟﻣﺧدرات ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣدﻣن ﺑﯾن اﻟﻣرض واﻹﺟرام"،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟوادي ،اﻟﻌدد ،01ﺳﺑﺗﻣﺑر 2013.
-3ﺻﺎدﻗﻲ ﻓﺎطﻣﺔ" :اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧدرات" ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗرﺑوﯾﺔ،
اﻟﻌدد ،12ﺟوان .2014
-4ﻧﺎﺳو ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﯾد" :دور اﻟﻣرﺷد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﺷﺑﺎب ﻣن آﻓﺔ
اﻟﻣﺧدرات" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،اﻟﻌددان .2010 ،27-26
102
-1ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :اﻟﺑﻌد اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻓﻲ
ﺳﯾﺎق اﻟدورة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺧدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة
ﻓﻲ ﻧﯾﺳﺎن /أﻓرﯾل ،2016ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ واﻟﺳﺗون ،اﻟﺑﻧد 6-12ﻣن ﺟدول
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﻗت ،ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ 20 ،أﯾﺎر /ﻣﺎﯾو 2016.
-2ﻣﻛﺗب اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ : UNODCﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺧدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
،2017اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻧﯾوﯾورك2017 ،
-3اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧدرات :ﺗﻘرﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺧدرات ﻟﻌﺎم ،2014اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻧﯾوﯾورك2015 ،
ﺳﺎﺑﻌﺎ -اﻟﻘواﻧﯾن:
-1اﻟﺟﻣﻬﻣورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،و ازرة اﻟﻌدل :ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات
واﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻗﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﯾن ﺑﻬﺎ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل
اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط.2005 ،1
103