You are on page 1of 16

‫اإلفتتاحية‬

‫نصف شهرية سياسية شاملة‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬أحمد يعقوب‬


‫العدد‪)19( :‬‬
‫السبت ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫االثنين‬
‫عبداهلل‬ ‫محمد‬ ‫التاريخ‪:‬‬
‫مدير التحرير‪:‬‬
‫السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫وقوى (‪)19‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامشالعدد‬
‫نائب رئيس التحرير‪ :‬اسمهان زكريا‬
‫ان اهم اضافات رؤية السودان الجديد سودانيا وافريقيا‬
‫هي دعوتها لوحدة السودان وقد؛ عانت هذه الرؤية من‬
‫شراسة انظمة السودان القديم والسيما نظام االنقاذ‬
‫الفاشي التي استخدمت كل مخزونها االستراتيجي‬
‫الموروث من سياسة فرق تسد لمنع بناء حركة وطنية‬
‫ديمقراطية لكافة السودانيات والسودانيين ‪ ،‬كما‬
‫ان التركيبة والخلفية اال قتصادية واالجتماعية في‬
‫المناطق التي انطلقت منها الحركة وضعف بنية تلك‬
‫المجتمعات ( ماقبل الراسمالية) قد؛ أضاف لمصاعب‬
‫الحركة رغم المجهودات الضخمة التي بذلها د‪ .‬جون‬
‫قرنق دي مبيور للحفاظ على الخط االستراتيجي للحركة‬
‫الشعبية ‪.‬‬
‫ان الحركة الشعبية اليوم تحتاج قبل ان تحرر السودان‬
‫ان تحرر فكرها من ؛ المنطلقات القومية والقبلية‬
‫الضيقة في داخل صفوفها واكتساب المناعة من‬
‫شوفينية قوى المركز التي تستخدم كل ترسانتها‬
‫في تمزيق صف الحركة الشعبية والتاثير سلبي ًا على‬ ‫‪E-mail: madaratjadeeda3@gmail.com‬‬ ‫‪WhatsApp: +33 751 236 017‬‬
‫فكرها االستراتيجي ‪ ،‬والغرو أن أنظمة المركز تحالفت‬
‫ورحبت دائم ًا بالذين يستخدمون رؤية السودان الجديد‬
‫تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال‬ ‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد‬

‫رئيس احلركة خياطب املواطنيني باالراضي احملررة‬


‫كآلية لتفتيته وليس كرؤية لتغيير السودان وتوحيده‬
‫على اسس جديدة‪ ،‬حدث هذا منذ تحالف المركز مع‬
‫(انيانيا ‪ )2‬وحتى االن ‪.‬‬
‫ان حركات الكفاح المسلح ذات اهمية حاسمة العادة‬
‫بناء اهم قطاع مارس العنف في الدولة السودانية وهو‬
‫القطاع االمني بكل مكوناته ‪،‬وهو يشهد اهتزازاً غير‬
‫مسبوق لم يشهده منذ خروج المستعمر في يناير ‪1956‬‬
‫وبفعل ممارسات والتشويه الذي الحقته به طغمة‬
‫االسالم السياسي الفاشية ‪ ،‬الذي زادته تشويه ًا وادخله‬
‫في مآزق جديدة كانت بذورها موجودة منذ قوة دفاع‬
‫السودان ومع ذلك؛ فان فئات مهمة في هذا القطاع‬
‫لعبت دوراً في مصلحة التغيير في ثورة ديسمبر ‪ ،‬اننا‬
‫نحتاج لبناء عقيدة عسكرية جديدة وبناء قطاع امني‬
‫جديد اليوجه بنادقه وقهره الى الجماهير انما يحمي‬
‫المصالح العليا لكافة السودانيين ويعكس مكونات‬
‫التنوع السوداني ‪ ،‬اننا نحتاج الى بناء جيش وطني‬
‫واحد جديد ‪ ،‬من كافة المكونات الحالية السيما القوات‬
‫المسلحة والدعم السريع وقوى الكفاح المسلح ‪.‬‬
‫ان تصفية دولة التمكين السيما المؤسسة االقتصادية‬
‫ومنسوبيها في القطاع االمني واركانها في االعالم‬
‫ومؤسسات الدولة ‪ ،‬على نحو ٍ شفاف وقانوني‬ ‫الهادي يوسف و االمين العام للحركة باالقليم‬ ‫ادم الحسن و قادة الكتائب و االفرع ‪ ،‬حيث عقدت‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬االراضي المحررة‬
‫وبخطوات واضحة من المؤسسات االنتقالية يظل أولى‬ ‫االمين الشيخ الدود و محافظ (باو) الرفيق بابكر‬ ‫اجتماعات مع الضباط وضباط الصف والجنود بكل‬ ‫قام رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان‬
‫مهام الثورة ‪ ،‬حتى النفاجأ بعودة الفاشية من جديد ‪.‬‬ ‫سليمان و الناظر عالم مون و العمد و الشيوخ من‬ ‫المواقع وقدم تنويراً شامال عن مجريات التفاوض‬ ‫الفريق مالك عقار آير بزيارة تفقدية للمناطق‬
‫اننا نحتاج الى شراكة بين كافة قوى الثورة والتغيير‬ ‫قبائل رفاعة و كنانة و البرون كما التقي ايضا‬ ‫مؤكداً على ان الحركة ماضية في تحقيق السالم ‪.‬‬ ‫المحررة مستهال زيارته بمنطقة تنفونا قيادة‬
‫بمافي ذلك القوات النظامية والى اصالح ذات البين‬ ‫بالمواطنين النازحين والرعاة من ذات القبائل‬ ‫و استمرت الزيارة التي شملت منطقة (اولو) حيث‬ ‫الجبهة الثانية حيث التقي بالمواطنين هنالك‬
‫بين قوى الكفاح المسلح والجبهة الثورية وقوى‬ ‫الذين حضروا الستقباله من الفرقان المجاورة ‪.‬‬ ‫استقبل رئيس الحركة بواسطة حاكم اقليم النيل‬ ‫وكان في استقباله قائد ثاني الجبهة اللواء الحسن‬
‫الحرية والتغيير ‪.‬‬ ‫البقية ص (‪)٢‬‬ ‫االزرق الرفيق جعفر جاكلو و نائبه الرفيق يوسف‬

‫وفد احلركة الشعبية يغادر اىل اخلرطوم ‪،‬الدمازين ‪،‬كادقلي‬


‫عرمان‪:‬جيب استكمال الثورة‬
‫واعادة هيكلة الدولة‬
‫السودان شمال االستاذ ياسر عرمان في تصريح‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬جوبا‬
‫خاص ل(مدارات جديدة)‪ ،‬ان رؤية السودان‬ ‫يجب تحرير رؤية السودان الجديد من افكار‬
‫الجديد هي في االساس رؤية لتغيير السودان‬ ‫القوميين الضيقة والتقزيمية وهي صدى‬
‫وتوحيده‪ -‬وعلى المستوى االستراتيجي هي‬ ‫الفكار السودان القديم ولن تنتج سودانا‬
‫حكومة جنوب السودان رتب رفيعة من جيش جنوب‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬جوبا‬ ‫رؤية للوصول الى سودان جديد ديمقراطي‬ ‫جديدا‪.‬‬
‫السودان من بينهم لواء ‪ ،‬كما يرأس وفد الحركة‬ ‫غادر وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان الى‬
‫الشعبية االستاذة بثين ابراهيم دينار ونائبها العميد‬ ‫الخرطوم اليوم ‪،‬وذلك تنفيذا لالتفاق الموقع بين‬
‫علماني مدني وموحد ‪،‬السودان الذي يحقق‬ ‫رؤية السودان الجديد جاءت لتوحيد‬
‫حمد يوسف ابوقاية وعضوية كل من العميد عبيد‬ ‫الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة االنتقالية‬ ‫المواطنة بال تمييز والسالم والطعام‬ ‫السودانيين ال لتفريقهم‪.‬‬
‫خواجة و علي عبدالطيف والعقيد عبدالرحمن دلدوم‬ ‫‪،‬حول وقف العدائيات وتوصيل المساعدات االنسانية‬ ‫والعدالة االجتماعية لجميع سكانه والذي‬ ‫الثورة وهزيمة الفاشية فرصة إستراتيجية‬
‫وعبد الحكم وبدوي الدودو وفواتح النور وحسن نصر‬ ‫‪،‬ويرافقه فريق الرقابة على وقف العدائيات والقضايا‬ ‫يحقق الوحدة في التنوع ‪ ،‬مضيف ًا ان هنالك‬ ‫لتحقيق السالم ‪.‬‬
‫‪ ،‬ويقابلهم تسعة اعضاء من الحكومة االنتقالية‬ ‫االنسانية التابع لحكومة جمهورية جنوب السودان‪،‬‬ ‫مجموعات تستند على فكر قومي ضيق‬
‫والقوات النظامية السودانية‪ ،‬وسيشرع الفود فوراً‬ ‫هذا وستكون نقاط تواجد وفد الحركة مع فريق‬
‫في وضع الخطط ل تنفيذ وقف العدائيات وتوصيل‬ ‫الرقابة التابعة لحكومةجنوب السودان في كل من‬ ‫انغالقي ومنعزل وتقزيمي وان هذا الفكر‬ ‫عالقة الدين والدولة يجب حسمها في‬
‫المساعدات االنسانية ‪.‬‬ ‫الدمازين والخرطوم وكاوقلي ويرأس وفد رقابة‬ ‫يقسم الحركة الشعبية نفسها ويقسم سكان‬ ‫منبر يضم كافة السودانيين وهو المؤتمر‬
‫المنطقتين اثنيا ودينيا وجغرافيا وهو فكر‬ ‫الدستوري‪.‬‬
‫انسالخ قيادات من الربون وانضمامهم للحركة الشعبية‬ ‫غريب على رؤية السودان الجديد‪ ،‬ويجب‬ ‫القضايا االنسانية قبل السياسة واالغاثة‬
‫تحرير هذه الرؤية منه ‪،‬حتى تخدم جميع‬ ‫قبل العلمانية‪.‬‬
‫البيان" لقد اخترنا االنضمام الى قيادة الحركة الشعبية‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬االراضي المحررة‬ ‫السودانيين‪ ،‬والمقارنة المتعسفة بين‬ ‫تقرير المصير للمنطقتين لن يجلب السالم‬
‫الشرعية بقيادة مالك عقار نسبة للمواقف الجدية‬ ‫في تطور جديد ‪ ،‬انضمت قيادات من البرون الى الحركة‬
‫والطرح الصحيح للقضايا‪ ،‬وما تم طرحه في المفاوضات‬
‫جنوب السودان والمنطقتين في غير مكانها‪،‬‬ ‫وسيكون مدخال لحروب اثنية في المنطقتين ‪.‬‬
‫الشعبية لتحرير السودان بعد انسالخهم من حركة‬
‫هو الذي يمثل تطلعاتنا في اقليم النيل االزرق ‪،‬وعليه‬ ‫الحلو ‪ ،‬وجاء في البيان الذي تحصلت مدارات جديدة‬ ‫فقد تطورت قضية الجنوب عبر مراحل‬ ‫الحكم الذاتي في اطار وحدة السودان والغاء‬
‫فسوف نعمل مع رئيس الحركة الفريق مالك عقار‬ ‫على نسخة منه" الشك ان الوضع الذي مرت به الحركة‬ ‫طويلة حتى تكون مفهوم (المسألة الجنوبية‬ ‫التشريعات التي تمييز بين المواطنين في‬
‫لتحقيق السالم وانهاء حالة االنقسام والتشرزم"‬ ‫الشعبية ابان انشقاقها قبل عامين ‪ ،‬قد وضع مشروع‬ ‫)(السؤال الجنوبي) ومفهوم (الجنوبي ) اصبح‬ ‫المنطقتين اساس اتفاق السالم ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر ان القيادات التي انضمت الى الحركة‬ ‫السودان الجديد على المحك ‪ ،‬وان اي عضو حادب على‬ ‫ذو دالالت جغرافية وتاريخية على عكس‬ ‫العلمانية برنامجنا االستراتيجي واتفاق‬
‫الشعبية هي من جبال مقجة ومييك وجرط‪ .‬يذكر ان‬ ‫مصلحة الحركة يتمنى ان يتوحد التنظيم مرة اخرى ‪،‬‬
‫عمر الشيمي احد قيادات البرون كان قد انضم للحركة‬ ‫والشك ان حالة التشرزم واالنقسام قد افضت الى واقع‬
‫المنطقتين‬ ‫السالم مساومة بين الطرفين‪.‬‬
‫الشعبية لتحرير السودان وهو عضو وفدها المفاوض‪.‬‬ ‫مأساوي في المنطقتين ‪ ،‬وان تباين مواقف الطرفين‬
‫في المفاوضات خلقت اثاراً كارثية على االرض " واضاف‬ ‫البقية ص (‪)٢‬‬ ‫قال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪2‬‬

‫رئيس احلركة خياطب املواطنني باالراضي احملررة‬

‫ضربوا مثاال للتعايش السلمي رغم بان‬ ‫االقاليم والمركز ‪ ،‬و إعادة هيكلة الدولة‬ ‫علي ذلك التقدم الكبير الذي احدثناه في‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬االراضي المحررة‬
‫االسلحة متوفرة في ايديكم ولكن لم نري‬ ‫السودانية بما في ذلك القطاع االمني‬ ‫التفاوض الجاري االن في جوبا ‪ ،‬في كل‬ ‫قام رئيس الحركة الشعبية لتحرير‬
‫او نسمع بانه هنالك احتكاكات مسلحة‬ ‫بكل مكوناته مما سيفضي الي بناء‬ ‫المسارات الخمسة ‪.‬‬ ‫السودان الفريق مالك عقار آير بزيارة‬
‫بين هذه المجموعات ما عدا تفلتات‬ ‫مؤسسات وطنية غير‬ ‫اما فيما يخص مسار‬ ‫تفقدية للمناطق المحررة مستهال زيارته‬
‫من بعض االفراد والتي سرعان ما تتم‬ ‫حزبية و جيش‬ ‫المنطقتين ‪ ،‬قالل‬ ‫بمنطقة تنفونا قيادة الجبهة الثانية‬
‫معالجتها عبر وسائل الصلح المحلية ‪،‬‬ ‫وطني مهني‬ ‫رئيس الحركة‬ ‫حيث التقي بالمواطنين هنالك وكان في‬
‫كما اشاد و ثمن علي ذلك وناشدالجميع‬ ‫سو د ا ني‬ ‫ا لشعبية‬ ‫استقباله قائد ثاني الجبهة اللواء الحسن‬
‫بالوحدة ‪ ،‬السيما وان قضايا االرض بما‬ ‫مو حد‬ ‫ا لفر يق‬ ‫ادم الحسن و قادة الكتائب و االفرع ‪ ،‬حيث‬
‫فيها المسارات و المشاريع الزراعية قد‬ ‫ما لك‬ ‫عقدت اجتماعات مع الضباط وضباط‬
‫قتلت بحثا في طاولة التفاوض و قال‬ ‫الصف والجنود بكل المواقع وقدم تنويراً‬
‫بانه تم االتفاق حولها ‪ ،‬قد ال يتم تنفيذ‬ ‫شامال عن مجريات التفاوض مؤكداً على‬
‫ذلك في ليلة وضحاها ولكن سياخذ حيز‬ ‫ان الحركة ماضية في تحقيق السالم ‪ .‬و‬
‫االولوية‪.‬‬ ‫استمرت الزيارة التي شملت منطقة (اولو)‬
‫*ثالثا* ‪:‬‬ ‫حيث استقبل رئيس الحركة بواسطة‬
‫رسالة للنازحين في مناطق اولو‪ ،‬تتفونا‬ ‫حاكم اقليم النيل االزرق الرفيق جعفر‬
‫‪،‬ملكن‪ ،‬الروم ‪ ،‬بانه سيحدث تغير في‬ ‫جاكلو و نائبه الرفيق يوسف الهادي‬
‫الوضع االنساني حيث ان النظام البائد‬ ‫يوسف و االمين العام للحركة باالقليم‬
‫علي مدي ثمانية اعوام منع فتح الممرات‬ ‫االمين الشيخ الدود و محافظ (باو) الرفيق‬
‫لوصول االغاثة واالن تم التوقيع علي‬ ‫بابكر سليمان و الناظر عالم مون و العمد و‬
‫اتفاقية توصيل المساعدات االنسانية‬ ‫عقا ر‬ ‫الشيوخ من قبائل رفاعة و كنانة و البرون‬
‫وفتح الممرات وقد شهدت منطقة اولو‬ ‫يعز ز‬ ‫" احرزنا‬ ‫كما التقي ايضا بالمواطنين النازحين‬
‫هبوط طائرة مروحية تابعة لبرنامج‬ ‫و حد ة‬ ‫تقد ما‬ ‫والرعاة من ذات القبائل الذين حضروا‬
‫الغذاء العالمي لالمم المتحدة توطأة‬ ‫السودان و‬ ‫كبيراً في ما‬ ‫الستقباله من الفرقان المجاورة ‪.‬‬
‫لتقيم االحتياجات االنسانية ومن ثم‬ ‫يعبر عن التنوع‬ ‫تم طرحه في‬ ‫حيث خاطبهم رئيس الحركة كما شكرهم‬
‫تقديم االغاثة عبر ممرات اتفق عليها‪،‬‬ ‫السوداني‪ .‬و الدعوة‬ ‫موقفنا التفاوضي "‪ ،‬واكد‬ ‫علي حسن االستقبال واالستضافة و اكد‬
‫و اردف "كونا لجنة ثالثية تضم الحركة‬ ‫موجهة لكل ابناء النيل االزرق داخل‬ ‫رئيس الحركة بان وفد الحركة التفاوضي‬ ‫بان السالم واقع قريب المنال وان الحركة‬
‫الشعبية والسلطة االنتقالية والوسيط‬ ‫الحركة و خارجها‪ ،‬وكافة السودانين السيما‬ ‫لم يغفل عن اي قضية من قضايا‬ ‫ستسعى لتحقيق السالم واالستقرار‬
‫الجنوب سوداني كمراغب ‪ ،‬و دشنت اللجنة‬ ‫وان بناء السودان الجديد و دولة المواطنة‬ ‫المنطقتين حيث تم التداول فيما يخص‬ ‫باالقليم ‪ ،‬مؤكداً ان هنالك فرصة بعد‬
‫اعمالها باالمس و في غضون اسبوع‬ ‫بال تمييز يحتاج الي تضافر جهود كل‬ ‫اقليم النيل االزرق كمثال نصيب االقليم‬ ‫تغير نظام االبادة في الخرطوم بواسطة‬
‫ستكون اللجان الفرعية متواجدة في كل‬ ‫السودانيين لتحقيق ذلك ‪ .‬وان حق تقرير‬ ‫من الموارد الطبيعية و االراضي و حقوق‬ ‫الثورة التي شارك فيها كل ابناء وبنات‬
‫من كادقلي والدمازين و الخرطوم‪ ،‬نحتاج‬ ‫المصير لن يجلب السالم المنطقتين ونحن‬ ‫المزارعين والرعاة السيما المسارات ‪.‬‬ ‫السودان كل بوسيلته المتاحة قائالً" انتم‬
‫لقليل من الصبر حتي تصل دفعات‬ ‫مع وحدة السودان والسودان الجديد‪.‬‬ ‫ثالثة رسائل رئيسية من رئيس الحركة ‪:‬‬ ‫هنا كانت مساهمتكم عبر الكفاح المسلح‬
‫المساعدات االنسانية ‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫اوال ‪:‬‬ ‫وهي مساهمة باهظة الثمن ‪ ،‬مما شجع‬
‫واخيرا اثني و ثمن رئيس الحركة جهود‬ ‫التعايش السلمي بين مكونات النيل‬ ‫وحدة ابناء اقليم النيل االزرق و رتق النسيج‬ ‫الشعب السوداني في المدن لالنتفاضة‬
‫االدارة السياسية والتنفيذية وذلك‬ ‫االزرق من رعاة و مزارعين حيث ان هذين‬ ‫االجتماعي و معالجة آثار ما خلفه انقالب‬ ‫وهي ايضا مساهمة مقدرة "وحثهم ايضا‬
‫بتواجدهم مع المواطنين و الوقوف علي‬ ‫النشاطين االقتصاديين بينهما تنافس‬ ‫عبد العزيز الحلو الذي تسبب في احتراب‬ ‫علي استكمال الثورة ‪ ،‬فالكل هنا قد‬
‫احتياجاتهم ‪ ،‬كما ثمن جهود الجيش‬ ‫علي االرض مما يسبب مشاكل عدة بين‬ ‫داخلي بين مكونات ابناء النيل االزرق ‪،‬‬ ‫شارك في اسقاط النظام‪ .‬والنظام الجديد‬
‫الشعبي بحماية و حفظ امن المواطن‪،‬‬ ‫هذين الفئتين والفئات االخري ‪ ،‬و اكد‬ ‫ويري الرئيس بان الوقت قد حان لتجاوز‬ ‫القائم هو نظامنا جميعا وقد كان شعار‬
‫وختم حديثه بانه في طريقه لزيارة‬ ‫للحاضرين امامه بان مجموعات الرعاة‬ ‫ذلك و نحن مقدمون علي السالم من مبدأ‬ ‫الثورة هو حرية سالم وعدالة و لتحقيق‬
‫مناطق اخري ‪ .‬وتعهد بان يكون العام‬ ‫*البرون* *كنانة* ‪* ،‬رفاعة* ‪* ،‬االنقسنا*‬ ‫وحدة السودان مرتكزين علي رؤية السودان‬ ‫ذلك البد من تنفيذ شعار الثورة لذا نامل و‬
‫‪ 2020‬هو عام للسالم ‪.‬‬ ‫والمجموعات التي تمارس الزراعة بانهم‬ ‫الجديد و متطلعين لعالقة متكافئة بين‬ ‫نحن علي قناعة بان السالم آت ‪ ،‬والشاهد‬
‫صفحة‬

‫‪3‬‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬

‫ياسر عرمان‪ :‬جيب استكمال الثورة واعادة هيكلة الدولة‬


‫يجب تحرير رؤية السودان الجديد من افكار القوميين الضيقة والتقزيمية وهي صدى الفكار السودان القديم‬
‫ولن تنتج سودانا جديدا‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫رؤية السودان الجديد جاءت لتوحيد السودانيين ال لتفريقهم‪.‬‬
‫الثورة وهزيمة الفاشية فرصة إستراتيجية لتحقيق السالم ‪.‬‬
‫عالقة الدين والدولة يجب حسمها في منبر يضم كافة السودانيين وهو المؤتمر الدستوري‪.‬‬
‫القضايا االنسانية قبل السياسة واالغاثة قبل العلمانية‪.‬‬
‫تقرير المصير للمنطقتين لن يجلب السالم وسيكون مدخال لحروب اثنية في المنطقتين ‪.‬‬
‫الحكم الذاتي في اطار وحدة السودان والغاء التشريعات التي تمييز بين المواطنين في المنطقتين اساس‬
‫اتفاق السالم ‪.‬‬ ‫ا‬
‫العلمانية برنامجنا االستراتيجي واتفاق السالم مساومة بين الطرفين‪.‬‬
‫المتحدة األمريكية وهي عملية وليست حدث‪،‬‬ ‫مدارات جديدة ‪ :‬جوبا‬
‫وتستحق النضال المتواصل ‪،‬والثورة الحالية‬
‫اكبر فرصة لتحقيق اجندة المواطنة‪ ،‬ومدخل‬ ‫قال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير‬
‫ذلك هو السالم حتى تتمكن الحركة الشعبية‬ ‫السودان شمال االستاذ ياسر عرمان في تصريح‬
‫وقوى الكفاح المسلح بالمشاركةفي العملية‬ ‫خاص ل(مدارات جديدة)‪ ،‬ان رؤية السودان‬
‫السياسية وطرح اجندة ومشروع جديد‪.‬‬ ‫الجديد هي في االساس رؤية لتغيير السودان‬
‫الحركة الشعبية فاوضت على مدى ‪ ١٨‬جولة‬ ‫وتوحيده‪ -‬وعلى المستوى االستراتيجي هي‬
‫مع النظام السابق وطرحت القضايا االنسانية‬ ‫رؤية للوصول الى سودان جديد ديمقراطي‬
‫قبل السياسة واالنسانية دوما قبل السياسة‬ ‫علماني مدني وموحد ‪،‬السودان الذي يحقق‬
‫ولذا في جوبا وقعنا على االتفاق االنساني‬ ‫المواطنة بال تمييز والسالم والطعام‬
‫قبل الدخول في االتفاق االطاري والسياسي‬ ‫والعدالة االجتماعية لجميع سكانه والذي‬
‫‪،‬وعلى القوى السياسية والمجتمع المدني ان‬ ‫يحقق الوحدة في التنوع ‪ ،‬مضيف ًا ان هنالك‬
‫يخرجوا عن صمتهم تجاه الدعوات التي تعمل‬ ‫مجموعات تستند على فكر قومي ضيق‬
‫على تمزيق وحدة السودان ووحدة المنطقتين‬ ‫انغالقي ومنعزل وتقزيمي وان هذا الفكر‬
‫اوال ‪،‬وعليها ان تطرح مشروع جديد الستكمال‬ ‫يقسم الحركة الشعبية نفسها ويقسم سكان‬
‫الثورة ( واعادة هيكلة الدولة )قائم على‬ ‫المنطقتين اثنيا ودينيا وجغرافيا وهو فكر‬
‫المواطنة بال تمييز والسالم كقضية‬ ‫غريب على رؤية السودان الجديد‪ ،‬ويجب‬
‫استراتيجية وعقد المؤتمر الدستوري على‬ ‫تحرير هذه الرؤية منه ‪،‬حتى تخدم جميع‬
‫اسس صحيحة ‪،‬حتى تصل الثورة الى محطتها‬ ‫السودانيين‪ ،‬والمقارنة المتعسفة بين‬
‫النهائية بالوصول إلى مشروع لكيفية حكم‬ ‫جنوب السودان والمنطقتين في غير مكانها‪،‬‬
‫السودان قبل من يحكم السودان‪ ،‬وهذا لن‬ ‫فقد تطورت قضية الجنوب عبر مراحل‬
‫ياتي عبر القيام بانتخابات مبكرة او التغافل‬ ‫طويلة حتى تكون مفهوم (المسألة الجنوبية‬
‫عن قضايا الحرب والهامش ‪.‬‬ ‫)(السؤال الجنوبي) ومفهوم (الجنوبي ) اصبح‬
‫الحركة الشعبية منذ نشأتها على يد المفكر‬ ‫ذو دالالت جغرافية وتاريخية على عكس‬
‫والقائد الثوري الكبير جون قرنق‪ ،‬لم تكن‬ ‫المنطقتين ‪،‬والقبائل العربية والفالته‬
‫حركة احتجاجية بل طرحت مشروعا جديدا‬ ‫والبرقو والتاما وغيرهم لم يكونوا جزء من‬
‫واعطت اجابات ولم تكتفي باألسئلة‪ ،‬وهذا‬ ‫للحفاظ على جوهر العلمانية وقضية‬ ‫االخرين ‪،‬وتقرير المصير االثني فوق ذلك‬ ‫تنوع الجنوب وهم جزء من تنوع المنطقتين‬
‫هو الطريق الوحيد لتطويرها لتلعب دورا‬ ‫المواطنة بطرح الدولة المدنية التي تقف على‬ ‫هو مدخل لتمزيق افريقيا في وجه النهب‬ ‫‪،‬وال توجد حدود مشتركة بين المنطقتين‬
‫فاعال في السياسة السودانية ‪،‬وتطرح الحلول‬ ‫مسافة متساوية من االديان ومن المواطنين‬ ‫االستعماري الجديد وال غرو ؛ان الداعمين له‬ ‫‪،‬وتساءل لماذا يناضل بقية سكان السودان‬
‫‪،‬وعلينا االن ان ال نقلل من هزيمة الفاشية‬ ‫غض النظر عن خلفياتهم االثنية والدينية‬ ‫والذين ظهروا مؤخرا في المنصات والذين‬ ‫تحت راية الحركة لفصل المنطقتين في نفير‬
‫وان نلعب الدرو المنوط بنا في تعزيز‬ ‫‪،‬والحركة الشعبية حركة تنادي بالعلمانية‬ ‫ساهموا في تقسيم الحركة الشعبية ال‬ ‫ال يفيد المنطقتين اوال وال السودان؟ مردفا‬
‫واستكمال الثورة والتحالف مع كافة قواها‬ ‫ولكن (برمة) العلمانية يجب ان النحملها‬ ‫تهمهم وحدة افريقيا ‪،‬وال تتناسب معهم‬ ‫ان شعب النوبةمن الشعوب االصيلة ليس‬
‫‪ ،‬مضيفا ان هذا هو الطريق نحو السودان‬ ‫الهل المنطقتين فوق رؤسهم وكشرط‬ ‫رؤية السودان الجديد بل يريدون تحويلها‬ ‫فقط في المنطقتين بل في كل السودان‬
‫الجديد ‪.‬‬ ‫لتحقيق السالم " وزاد قائال " هي قضية تهم‬ ‫الليةلنهب الموارد والتغول ‪.‬‬ ‫واليوجد اقدم من النوبة اال نهر النيل ‪،‬والنوبة‬
‫وحول المفاوضات التي تجري في جوبا قال‬ ‫كل السودانيين ويجب عدم إسقاطها ‪،‬ولكن‬ ‫واضاف ان االهمية القصوى لرؤية السودان‬ ‫شاركوا ببسالة في المسيرة التاريخية‬
‫انه "التراجع عن السالم في جوبا ‪،‬ونعمل‬ ‫طرحها في التوقيت المناسب ‪،‬ففي جوبا يجب‬ ‫الجديد هي في توحيد السودانيين ال في‬ ‫للسودان بما في ذلك الثورة المهدية وحركة‬
‫على تنفيذ االتفاق االنساني االن وقطعنا‬ ‫اعطاء حق التشريع للمنطقتين الزالة كل‬ ‫تفريقهم وتمزيق صفهم ‪،‬وهكذا يجب ان‬ ‫‪،١٩٢٤‬وهم االن منتشرين من بورتسودان‬
‫شوط في االتفاق االطاري وسنحسم قضايا‬ ‫القوانين التي تميز بين سكان المنطقتين‬ ‫تستمر‪.‬‬ ‫وحتى الليري وسلخهم من جسد السودان‬
‫الترتيبات االمنية ونسعى لشراكة تضم‬ ‫‪،‬فالمنطقتين هما جزء من المناطق‬ ‫وحول قضية العلمانية قال االستاذ‬ ‫ونسيجه االجتماعي مستحيل‪ ،‬وال صلة لهذه‬
‫الجبهة الثورية وقوى الكفاح المسلح وقوى‬ ‫المقفولة على ايام االنجليز وهي المناطق‬ ‫ياسر عرمان ان العلمانية هي برنامجنا‬ ‫الفكرة برؤية السودان الجديد ‪،‬سواء ان تم‬
‫الحرية والتغيير ومجلسي السيادة والوزراء‬ ‫الوحيدة باالضافة الى الخرطوم التي يوجد‬ ‫االستراتيجي اما اتفاق السالم فهو مساومة‬ ‫ربطها بالعلمانية او ظلت معلقة في الهواء‬
‫وسنعمل على بناء قطاع امني جديد يقضي‬ ‫بها تنوع ديني معتبر ووجودكبير للمسيحيين‬ ‫بين طرفين او اكثر مع مواصلة النضال من‬ ‫كما هي االن بل ان االب فيليب عباس غبوش‬
‫على سيطرة قوى االسالم السياسي ويكون‬ ‫السودانيين ‪ ،‬يجب مراعاته في اطار الحكم‬ ‫اجل برنامجنا االستراتيجي في مناخ افضل‬ ‫في اخر انتخابات شارك فيها ترشح في قلب‬
‫جيش وطني جديد بعقيدة عسكرية ومهنية‬ ‫الذاتي وتوقيع اتفاقية سالم ومناقشة‬ ‫حتى يتحقق السودان الجديد مع اوسع جبهة‬ ‫الخرطوم الغيرها فكيف يمكن ابعاد النوبة‬
‫ويضم قوى الكفاح المسلح والجيش السوداني‬ ‫عالقة الدين بالدولة في المؤتمر الدستور "‬ ‫من قوى السودان الجديد والعمل المسلح‬ ‫من ود نوباوي وحلة كوكو والحاج يوسف‬
‫والدعم السريع مما يوفر الخبرة والقوة‬ ‫وزاد ان العلمانية وحدها لن تجلب العدالة‬ ‫ليس االلية الوحيدة لتحقيق السودان الجديد‬ ‫وغيرها من المناطق ‪،‬وشعوب النيل االزرق‬
‫والتنوع لحماية مصالح السودان العليا ‪،‬وعام‬ ‫االجتماعية او المواطنة بال تمييز‪ ،‬هنالك‬ ‫مضيفا ان "قضية العلمانية قضية مهمة‬ ‫حكمت السودان لنحو ‪ ٣١٧‬عاما في السلطنة‬
‫‪ ٢٠٢٠‬يجب ان يكون عام السالم والطعام‬ ‫تجربة االبارتايد في جنوب افريقيا وهي‬ ‫لبناء دولة المواطنة وقد استخدمتها قوى‬ ‫الزرقاء وهو اسم ذو دالالت واليمكن ان تطالب‬
‫والحرية والعدالة في السودان ‪،‬وان ياخذنا في‬ ‫نظام علماني وهتلر كان علمانيا ‪،‬وقضية‬ ‫االسالم السياسي مطية للتغبيش السياسي‬ ‫هذه الشعوب بالخروج من السودان الي كائن‬
‫وجهة مغايرة لبناء سودان جديد"‪.‬‬ ‫المواطنة ال زالت مطروحة حتى في الواليات‬ ‫وقد اجتهد كثير من المفكرين السودانيين‬ ‫كان فالسودان ملك لشعوب المنطقتين مع‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪4‬‬

‫السالم ليس هو احلل النهائي لألزمة السودانية‪.‬‬


‫ال لتحقيق المصالحة الوطنية‬ ‫ولكن يعتبر مدخ ً‬ ‫ظل السودان منذ االستقالل يدور حول نفق مظلم‬
‫الشاملة‪ ،‬والتى بدورها سوف تقود البالد الى‬ ‫يحَوى العديد من التناقضات واإلختالفات بين‬
‫بر االمان‪ ،‬ونحن ندرك بان سياسات االنظمة‬ ‫مكوناته الديمقرافية التى هُزمتَ في إيجاد‬
‫السابقة التى تعاقبة على الحكم في السودان‬ ‫رابط مشترك بين عناصره مدعاة من سياسات‬
‫والسيما نظام الجبهة االسالمية البائد ألحقت‬ ‫النُخب التى إحَتذى طريق ًا غير طريق الوطن‬
‫ضرراً بليغ ًا لكآفة قطاعات الشعب السوداني في‬ ‫إمتثل فيه االنحياز للذات من أجل جني المصالح‬
‫كل ربوع البالد ولم يقتصر على مناطق الحروب‬ ‫الشخصية والحزبية الضيقة غير مُكترثه لواقع‬
‫فقط‪ ،‬وحيث تجد ان هنالك اسر في وسط واقصى‬ ‫محمد عبداهلل‬ ‫البالد ودعاوى العباد‪ ،‬ولقد أضرت هذه السياسات‬
‫شمال وشرق السودان لحق بهم اضرار اكثر من‬ ‫السودان إيما ضرر في كل شبراً منه إال وتجد‬
‫بعض التى في مناطق الحروب‪ ،‬وكما ان التهميش‬ ‫مشكلة او مصيبة‪ ،‬وأصبحت الدولة منغمسة في‬
‫لم يكمن في مناطق الحروب والنزاعات وحدها‬ ‫دوامة الفشل والقصور في القيام بواجباتها تجاه‬
‫بل هنالك تهميش موجود داخل المركز نفسه‪،‬‬ ‫الشعب‪ ،‬وجميع النخب والحكومات التى مرت على‬
‫حيث تجد العديد من المدن والقرى ال يتوفر‬ ‫حكم البالد أصروا على تطبيق برامج سياسية‬
‫فيها ابسط مقومات الحياة ناهيك عن التعليم‬ ‫ذات طابع أحادي وعنصري ال يمت للواقع بصلة‬
‫والصحة والتوظيف في مؤسسات الدولة والخدمة‬ ‫المشهد السياسي السوداني كما في حالتي ثورة‬ ‫ضد نظام الرئيس ابراهيم عبود وثورة ‪ ٦‬أبريل‬ ‫يريدون من خالله صياغة السودان وشعبه‬
‫المدنية‪ ،‬وبما ان السودان يشهد مرحلة جديدة‬ ‫اكتوبر وابريل إال ان الساسة وأحزابهم لم يحسنوا‬ ‫‪١٩٨٥‬م ضد نظام الرئيس جعفر نميري وثورة ‪١٣‬‬ ‫على نهج جديد وفق ًا لاليدلوجيات السياسية‬
‫تمر عبر منعطف سياسي تاريخي دقيق وحساس‬ ‫إستغاللها بطرق أمثل لمعالجة جزور المشاكل‬ ‫ديسمبر ‪٢٠١٩‬م ضد نظام الرئيس البشير) ومنها‬ ‫والفكرية التى تحقق منافع وتخدم اهداف فئة‬
‫يواجه فيه تحديات عظيمة تتطلب توفر إرادة‬ ‫واألزمات السودانية‪ ،‬حيث سلكوا نفس الطرق‬ ‫العسكرية كما حدث في (‪ ١٨‬اغسطس ‪١٩٥٥‬م‬ ‫محددة من الناس غير آبهين النظر الى التعدد‬
‫وطنية قوية من قبل كآفة السودانيين الحادبين‬ ‫الفاشلة التى سلكها من سبقوهم في الحكم‬ ‫حركة االنانيا في جنوب السودان بقيادة جوزيف‬ ‫والتنوع الذي يتميز به السودان وهذا بدوره ادى‬
‫على مصلحة السودان‪ ،‬وذلك من اجل مداركة‬ ‫وتبنوا مشاريع سياسية إقصائية وعنصرية‬ ‫القو و ‪ ١٦‬مايو ‪١٩٨٣‬م الحركة الشعبية لتحرير‬ ‫الى تكريس الدكتاتورية والشمولية وتحفيز على‬
‫المخاطر التى تحدق بالبالد‪ ،‬وال يمكن ان يتم‬ ‫مماثلة‪ ،‬ومما ال شك فيه ان ثورة ديسمبر التى‬ ‫السودان بقيادة الدكتور قرنق و شرق السودان‬ ‫االنقالبات العسكرية‪ ،‬وعلى الرغم من التراكم‬
‫الحصول على ذلك إال عن طريق تحقيق السالم‬ ‫اطاحة بنظام الجبهة االسالمية اعادة الروح إلى‬ ‫‪١٩٩٣‬م و دارفور غرب السودان في ‪٢٠٠٣‬م)‪ ،‬ولقد‬ ‫التاريخي لألخطاء في سياسات حكم الدولة إال‬
‫والمصالحة الوطنية الشاملة بين جميع المكونات‬ ‫جسد الوطن وهى تعتبر فرصة ثالثة للبحث حول‬ ‫ساهمة هذه االحداث في زيادة تعقيدات مسرح‬ ‫اننا عجزنا في الحصول على تكوين وعى جمعي‬
‫المدنية والعسكرية‪ ،‬ومفهوم المصالحة تعني‬ ‫كيفية وضع حلول جزرية شاملة لكآفة مشاكل‬ ‫السياسة السودانية‪ ،‬كما ان الحلول التى اوجدتها‬ ‫قادر من خالل حشد الخبرات على االستفادة من‬
‫الصفح والتسامح واالعتراف باالخطاء ونبذ العنف‬ ‫وأزمات الوطن المتراكمة‪ ،‬وعلى الرغم من االخطاء‬ ‫ال بسبب‬ ‫بعض اتفاقيات السالم لم تدوم طوي ً‬ ‫اخطاء الماضي وتخطي الصعاب‪ ،‬وهذا الفشل‬
‫والتفرقة بين كآفة ابناء الشعب السوداني‪،‬‬ ‫التى صاحبة سير الثورة السودانية في فترة ما‬ ‫إنتهاك بنودها من قبل حكومات المركز وعدم‬ ‫اصبح سمة وعالمة مميزة لكآفة الحكومات طيلة‬
‫وقبول االخر دون تمييز والعيش على اساس‬ ‫بعد سقوط النظام إال ان هنالك فرص كبيرة‬ ‫التقييد واإللتزام بتنفيذها‪ ،‬وتتحمل حكومة‬ ‫الحقب التاريخية السابقة من حكم السودان‪،‬‬
‫مبادئ العدالة والمساواة وفق القوانين والشرائع‬ ‫الحت في األفق يمكن االستفادة منها واستغاللها‬ ‫الجبهة االسالمية البائدة والتى حكمت السودان‬ ‫حيث ظلت هذه الحكومات تعمل على صد‬
‫القانونية التى تساعد في تحقيق المصالحة وفق ًا‬ ‫بشكل امثل حتى تعيد االمور الى نصابها‪ ،‬وبما‬ ‫طيلة ثالثون عاما مضت (‪١٩٨٩‬م ‪ )٢٠١٩ -‬الوزر‬ ‫ومحاربة السياسين المعارضين لسياساتها سوى‬
‫للحقيقة دون انحياز او ابتزاز لنمكن انفسنا من‬ ‫ان السالم هو مطلب اساسي من مطالب الثورة‬ ‫األكبر في تردي احوال البالد‪ ،‬حيث طبقت اسوأ‬ ‫ان كانوا احزاب او نقابات او مؤسسات مجتمع‬
‫ان نتجاوز الظروف التى حدث فيها االنتهاكات‬ ‫السودانية فان تحقيقه يمثل احدى هذه الفرص‬ ‫نموزج حكم مر على تاريخ السودان‪ ،‬ولعله ال يكاد‬ ‫مدني او جماعات او مستقلين‪ ،‬وتنفق على ذلك‬
‫ونحقيق السعي المشترك نحو إلغاء عوائق‬ ‫التى تصحح العديد من االخطاء‪ ،‬وعليه نأمل‬ ‫ان تجد اسرة سودانية إال ولحق بها الضرر‪ ،‬ولقد‬ ‫ميزانيات ضخمة تفوق ميزانيات التعليم والصحة‬
‫ومشاكل الماضي من غبن واخطاء وانتهاكات‬ ‫ان تثمر جهود وساطة االشقاء في دولة جنوب‬ ‫دمرت جميع قطاعات الدولة االنتاجية والخدمية‬ ‫وتجتهد في تصفية حساباتها مع الخصوم اكثر‬
‫وجرائم ووضع حلول لمعالجتها من اجل صنع‬ ‫السودان الذين استضافوا منبر التفاوض بين‬ ‫وعطلت مصالح الشعب وصنعت حروبات أهلية‬ ‫من االجتهاد على محاربة الفقر والجوع والمرض‬
‫بنية سياسية حقيقية غير مزيفة تساعد على‬ ‫الفرقاء السودانيين برعاية كريمة من رئيسها‬ ‫وقبلية ألقت بظاللها على احداث دماراً كبيراً في‬ ‫وقضايا االقتصاد وتوفير الخدمات والسيما‬
‫تكوين نظام حكم جديد وبناء مجتمع متماسك‬ ‫فخامة السيد سلفاكير ميارديت وان يتم تحقيق‬ ‫تركيبة الدولة وشرخ نسيجها االجتماعي‪ ،‬وتركت‬ ‫معاش الناس ناهيك عن سرقة ثروات الشعوب‬
‫يحقق السعى المشترك عن طريق توافق وطني‬ ‫السالم الشامل المستدام بإرادة وطنية خالصة‪،‬‬ ‫غبن ومرارات الذعة في نفوس المواطنيين‪ ،‬ولقد‬ ‫والظلم والتهميش اللذان وقعا على غالبية‬
‫بين مختلف المكونات السودانية‪ ،‬حتى نستطيع‬ ‫ونحن قريبين من تحقيق هذا الهدف الذي يعتبر‬ ‫دفع الوطن ثمن تلك السياسات غالي ًا بإنفصال‬ ‫السودانيين‪ ،‬وهذا القصور جعل العديد من‬
‫ان نقفذ عبره فوق جراحات الماضي ومأساة‬ ‫اولى الخطاوى نحو حل جزور االزمة السودانية‬ ‫جزء عزيز منه وهو جنوب السودان‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫ابناء الوطن يعبرون عن غضبهم ورفضهم تلك‬
‫الحاضر الى آفاق المستقبل المشرق لينال السودان‬ ‫وتأكيد االستقرار لبناء سودان جديد‪.‬‬ ‫من تجلي بعض الظروف اإلستثنائية والتي خلقت‬ ‫السياسات مستخدمين شتى وسائل المواجهة‬
‫موقعه الريادي والقيادي بين األمم‪،‬‬ ‫وتحقيق السالم وحده ليس ح ً‬
‫ال لالزمة السودانية‬ ‫فرص متمايزة فرضتها إرادة الجماهير على‬ ‫منها السلمية كما في (ثورة ‪ ٢١‬اكتوبر ‪١٩٦٤‬م‬

‫االتزان السياسي املفقود والتغيري املتحكم فيه املطلوب‬


‫هناك مسئول ‪ :‬سكت عن ابراز الحقيقة في حق‬ ‫المتابع للراهن السياسي في البالد يلحظ انه‬
‫شخص او كيان مظلوم ‪..‬‬ ‫يعج بالمرير والمثير والكريهة ‪ .‬فالي متي تظل‬
‫يجب ان يكون العام ‪ 2020‬عاما" للسالم‬ ‫حالة االستقطاب واالستقطاب المضاد هي‬
‫واالمان والبناء وليس عاما" لمزيدا" من سفك‬ ‫المساحة التي نتعارك عليها‪ .‬ولماذا تظل عقلية‬
‫الدماء ‪ ،‬فواقع الحال يشير الي ان بعض االحزاب‬ ‫االقصاء والتصغير والتنكيل لمن يخالفونا الرائ‬
‫السياسية الزالت تفكر بعقلية قديمة‪ ،‬تسعي‬ ‫والتوجه هي السائدة ‪ ،‬اي وطننا"‪ ..‬نريد ان نبني‬
‫لتحقيق ما تريد بعيدا" عن قضايا الوطن وما‬ ‫واي تعايش سلمي نريد ان يسود ‪.‬‬
‫د‪ .‬هشام احمد‬ ‫يريد ‪ .‬فالتغيير الذي افضي الي اقتالع النظام‬ ‫فأخطاء الماضي الغابر يجب أن نتجاوزها‬
‫السابق له صانعون وفيه مشاركون وله داعمون‬ ‫ونستفيد من دروسها وأن ال نكرر الدوران حولها‬
‫وبطبيعة الحال هناك ناقمون ‪ ،‬فالتحدي الذي‬ ‫‪ ،‬فمساحات الوطن الكبير شاسعة وواسعة ‪ ،‬يجب‬
‫امامنا ان نعمل جميعا للحفاظ على من شاركوا‬ ‫ان تكون قلوبنا وعقولنا كذلك ‪ ،‬ويجب ان تكون‬
‫ودعموا بالفعل والقول وان نسعي الي مخاطبة‬ ‫رؤيتنا لواقعنا المعقد شاملة ومداها بعيد ‪.‬‬
‫قضايا" الناقمين عليه وفق ميزان العدالة وقيم‬ ‫فليس هناك معني لهذا التسابق الحزبي الذي‬
‫الحرية والسالم ‪ ،‬فمساحة االنتقال من حالة‬ ‫تدور رحاه في مدن و اطراف وطني المكلوم ‪ ،‬ولماذا‬
‫الرؤية االستراتيجية فليكن شعارنا " انا كان‬ ‫مع تعقيداتها الداخلية والخارجية ‪ ،‬فلذلك يجب‬ ‫ألخري متاحة لجميع فئات التغيير فقد يصبح‬ ‫اللهث للحشد ؟ أ لتأكيد الوجود !! فللسياسة‬
‫عسكري ‪ ،‬وانا كان مدني ‪ ،‬ياهو همي وطني "‪.‬‬ ‫اعادة النظر في ذلك سريعا" وان نتعامل مع‬ ‫المشاركين والداعمين للتغيير في مرحلة ما في‬ ‫توقيتاتها وللظروف والبالد اولوياتها ‪ ،‬فالبالد‬
‫" من تعطر بأخالقه لن يجف عطره حتي لو كان‬ ‫الواقع بفكر جديد وان نجسر العالقة و نقوي‬ ‫خانه الناقمين عليه وهكذا دواليك وهذا منطق‬ ‫تين من واقع اقتصادي مأزوم ومهددات امنية‬
‫تحت التراب "‬ ‫اللحمة بين مكونات الدولة بشقيها العسكري‬ ‫السياسة ‪ ،‬فكيفية إدارة المرحلة والقدرة علي‬ ‫كبيرة ‪ ،‬فمن المسئول‪ 00‬؟ كلكم مسئول ‪..‬‬
‫"" الوطن فوق الجميع ""‬ ‫والمدني بدال" من االنجرار وراء الشعارات التي‬ ‫التعاطي مع التحديات والتعقيدات الماثلة‬ ‫هناك مسئول ‪ :‬اطلق تصريح غير مسئول ‪...‬‬
‫ال تعبر عن المرحلة الحالية وال تعبر كذلك عن‬ ‫هي من تحدد مساحات االنتقال وشكل الدوران‬ ‫هناك مسئول ‪ :‬سعي واجج للفتنه بين القبائل‬
‫والشاهد يؤكد سوء اداراتها والعجز في التعاطي‬ ‫لغرض معلوم‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪5‬‬

‫تنقيب يف ذاكرة املدينة (‪)1‬‬


‫حكايته ّن ‪ ،‬حكاي ُتها‬
‫ُ‬
‫قلت له أنا مأواك‪ ،‬لماذا ال نتطهر من‬ ‫*(‪*)1‬‬
‫العطب الذي يشوهنا‪.‬‬ ‫وحيداً هكذا ‪ ،‬عاري ًا اال من تخمة‬
‫(‪)4‬‬ ‫االكتئاب ‪،‬أعبر الشوارع واالزقة في ذات‬
‫آن كانت بُقربي في أصياف وشتاءات‬ ‫اصيل وغسق‪،‬أنّقب في ذاكرة المدينة‬
‫االيام الرمادية ؛الحقب التي تصرمت‬ ‫ونسوتها‪ ،‬أبحث في دفاترها السرية‬
‫بغير رجعة ‪ ،‬كان يُخيّل الى ان‬ ‫احمد يعقوب‬ ‫عن ضميرها التحتي‪ ،‬أحفر أنفاق ًا‬
‫احتشادها يكمن في غيابها وان‬ ‫في ذاكرتها ‪ ،‬علّني أجد فجوة أردمها‬
‫حضورها أبدية ‪ ،‬وفي لقاء على‬ ‫الطوال ‪ ،‬وكان زمن المدينة‬ ‫بالحكايات ّ‬
‫شاطئ النهر أرتجلت ‪ :‬ثدياك كالمطر‬ ‫ٌ‬
‫مخاتل ومخادع‪.‬‬ ‫إبليسيٌّ؛‬
‫‪،‬يأتيني صوتٌ من مدارات هجعت في‬ ‫في صبيحة تلك الشتاءات أو االصياف!‬
‫قرار سحيق أن ‪ :‬أحتشم ايها الفاسق‪.‬‬ ‫تأبطت ذاكرتي الملتاثة بأزمنة خرافية‬
‫وفي دهرنا ذاك اجتاحتني الغياهب ‪،‬‬ ‫تجئ اال في غيهب الذاكرة‬‫‪ ،‬دهورٌ لم ُ‬
‫نحو علبة السجائر ‪ ،‬هل تسمح؟ وألنه‬ ‫بأصابعه والزبد االبيض‪ ،‬منساب ًا من‬
‫سقطت فوق اشالء الحطام والشظايا‬ ‫المختلة ‪ ،‬وكانت المدينة تتزيّا‬
‫ماكان هناك انشطار بين ذاكرة المدينة‬ ‫الرقبة الى النهدين ‪ ،‬متجمع ًا في سرتها‬
‫ورائحة الدم واثداء االمهات المقطوعة‬ ‫كعاهرة القيصر ‪ ،‬أشتم عطر جسدها‬
‫وبينها ‪ ،‬بدوت ال مبالياً‪.‬هل تشعل لي؟‬ ‫عابراً تخوم االنحاء ومدغدغ ًا االمكنة‬
‫‪،‬التصدع وتفكك الذرات المتماسكة ‪.‬‬ ‫الرطب‪،‬وبمحاذاة شجر اللبخ العتيق‬
‫البد انها استخدمت مصطلح ملتبس ‪،‬‬ ‫التي ال تسقط عليها اشعة الشمس‪،‬‬
‫انهيار تاريخي وانشقاق لجسدين كان‬ ‫أسير بال هدىً‪،‬بائعات الفول المدمس‬
‫ٌ‬
‫شواظ من‬ ‫هل قالت أشعلني؟ عينيها‬ ‫كانت تعيش عصور نهضتها ‪ ،‬وتشيد‬
‫من الممكن ان يكون جسداً واحداً في‬ ‫والطعمية‪ ،‬بائعي السجائر ‪ ،‬صبي‬
‫نور ‪ ،‬وعلى اهدابها خفقت حمامتان‬ ‫قالع ًا من االحالم ‪ ،‬وآن تسقط قطرة‬
‫زمن آخر‪ .‬نحن الشئ في زمن العار ‪،‬‬ ‫البقالة ‪ ،‬عوادم السيارات ‪ ،‬فترينات‬
‫في وهدة الغروب‪ ،‬وفي تلك الشفتين‬ ‫من المطر على صدغ الرجل الهارب من‬
‫قلت اوقالت ‪،‬أو ماتت الجملة في اعماق‬ ‫الراسمالية المتوحشة ‪ ،‬سوق اللحوم ‪،‬‬
‫اللتين تغرب منهما الشمس‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫الملل الى براحات الشوارع المضجرة ‪،‬‬
‫النهر‪.‬‬ ‫بائعي الخضروات ‪ ،‬القادمون من فجاج‬
‫كان الوقت مابين الشفق والفجر ‪ ،‬هوذا‬ ‫يحتمي بالنهر ‪ ،‬ليرى دولفين ًا جمي ً‬
‫ال‬
‫وفي تلك المساءات الحالمة ‪،‬في ذروة‬ ‫االرض ‪ ،‬اوالد البحر ‪ ،‬اوالد الغرب‪ ،‬أوالد‬
‫عار‪ ،‬في صدره‬
‫يتقدم نحو غرفتي شبه ٍ‬ ‫‪،‬أمرأة غابة من جسد ذات جدائل وهدر‪،‬‬
‫شبق الهزيع االول لليل إمتطيت ذلك‬ ‫الحرام ‪ ،‬وحفنة من الشراميط‪ ،‬وحتى‬
‫وردة حمراء‪،‬يقف على العتبة بوجه‬ ‫وعلى رمل الشاطئ‪ ،‬يصطاد احالمه‬
‫الجسد النرجسي والشيطاني وفوق‬ ‫االنبياء الكذبة رأيتهم بهاتين العينين‬
‫قاس‪ ،‬بدت لي الوردة ترتعش‬ ‫جهم ‪ٍ ،‬‬ ‫بصنارة العين الثالثة ‪ ،‬وانا هنا استلقي‬
‫ذلك التل ‪ ،‬سبحتُ كسمكة هاربة من‬ ‫‪ ،‬رأيتهم يتحلقون حول موسى وعصاته‬
‫لكأن بتالتها تود النطق‪ ،‬وبغتة تطير‬ ‫على سرير الزمن اآلمن لبرهة ‪ ،‬بعيداً‬
‫شرك صياد ‪،‬فوق جسدها المرمري‬ ‫ويطالعون االعمال الكاملة للرب! ورأيت‪،‬‬
‫الوردة من صدره متحولة الى طائر‬ ‫عن االنواء وصخب الموت ‪ ،‬واتساءل‬
‫والمصون والمحروس بروح االسالف‬ ‫ال لم أرى أي شئ ‪ ،‬فقد رأيت كل شئ‪.‬‬
‫ملون وتنغرس مابين نهديّ العامران‬ ‫لماذا ال أكون كالشجر أو الحلزون‪ ،‬دفقة‬
‫وبركات تراتيل المتصوفة في المسيد‬ ‫(‪)2‬‬
‫المبتلن برطوبة المساءات‪ ،‬رفعت‬ ‫ّ‬ ‫الضوء المبهر التي تنبعث من جسد‬
‫تطهرت برغم عظيم الخطايا ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫*أمرأة خلف الباب الموارب*‬
‫زراعي عالي ًا ‪ ،‬مدركة ان علي معانقته‬ ‫المرأة ومراياه الساحلية ـ تنعكس على‬
‫ولألزمنة القديمة والنسل المخفي في‬ ‫وفي النهارات القائظة تلك؛ وشمس‬
‫او معانقتها ‪ ،‬صرخت تعال ‪ ،‬تقدم ‪،‬‬ ‫اسطح بنايات الذاكرة ورأس الشيطان‬
‫رحم العصور‪،‬ثأرتُ‪ ،‬لم أشعر بالليل ‪،‬‬ ‫الرب تتوسد كبد السماء الشاحبة‪ ،‬كانت‬
‫انتظرتك في ازمنة مضت ‪ ،‬سمعته‬ ‫الذي يختبئ خلف بنطال الجينز‪ ،‬بدت‬
‫عاري ًا كما تولدنا امهاتنا من دون شهوة‬ ‫المدينة تخبئ لي في ارشيف ذاكرتها‬
‫وهو يدخل في شفافية الظالم ‪،‬‬ ‫وهي نصف عارية نصف أبنوس محروق‬
‫‪،‬أتاني الصبح وانا أتفتح كياسمينة‬ ‫السري ‪ ،‬ملفاتٌ من النعيم او الجحيم‪،‬‬
‫ويشير الى الهاوية التي فتحت ابوابها‬ ‫‪ ،‬نصف ثمرة مانجو لم تنضج ‪ ،‬نصف‬
‫بيضاء تالعبها فراشة داخل غرفة‬ ‫كانت تقدم لي بكل اغراء نسوتها ‪،‬‬
‫ـ احسست به وهو يلجني من ذاكرتي‬ ‫اله ‪،‬نصفها‪ ،‬نصفي ‪ ،‬مستسلمة لدبيب‬
‫منفردة مغمورة بالموسيقى والغابات‬ ‫صبايها المشرقات‪ ،‬عذروات حقول التيه‬
‫ليجلّي الصدأ الذي علق بها‪ ،‬وهو يداعب‬ ‫هذا االغتالم المهيّج لتويجات الدم‪.‬‬
‫والنهر‪ ،‬أتجشأ حلمي وابتسم لقوس‬ ‫والقمح‪ ،‬كانت تسرد لي عن ارخبيالت‬
‫الحلمة وانهمار النهدين ‪ ،‬الئذاً في‬ ‫(‪)3‬‬
‫قزح عبر فضاء الصباحات الخريفية‬ ‫نهضة نسوتها ‪ ،‬عن حقواهن‪ ،‬نسو ٌة‬
‫شميم االبط ورائحة الحليب وزبد البحر‬ ‫أفوق من سكرتي الحالمة ‪ ،‬يتوقف‬
‫‪ ،‬وفي قمة الفرح أو التعاسة ومضغ‬ ‫كاعبات ممشوقات‪ ،‬أبنوسيات‪ ،‬مطليات‬
‫المالح ‪ ،‬قالت الروائح التي ستتبدد ‪:‬‬ ‫المطر برهة ‪ ،‬أدخل بار‪ ،‬أختار ركن ًا‬
‫اللذة التي تستعاد االن ‪،‬أتكوّر في رحم‬ ‫بلون النحاس‪،‬والصبّار ينمو فوق‬
‫كيف تكونين دائما االنثى التي تشتهي‬ ‫قصي ًا ‪ ،‬أطلب كاسين من البراندي‬
‫الغيب ذر ًة أو بشراً تمأله بثور الماضي‬ ‫أجسادهن! نسا ٌء قدمن لتوهن من‬
‫‪ ،‬ويوم اقتحمت تلك االنثى داخل الرؤيا‬ ‫دفعة واحدة ‪ ،‬يحدق فيّ النادل ‪،‬‬
‫والشتات‪ ،‬واذ ينبجس النهار بضوئه‬ ‫مناخات السافنا الغنية ‪ ،‬نسوة صافحن‬
‫االسية ووهج براكين الموت ‪ ،‬والبلدان‬ ‫أبتلع دخان السيجار ‪ ،‬أحدق في عيني‬
‫السقيم تنتابني كآبة اغسلها على‬ ‫العذراء لتوهن‪ ،‬تعطرنا باالماسي‬
‫المضمخة بالوحل ‪ ،‬غرفته‪ ،‬وهو في‬ ‫النادل فارى انعكاس االفق في شبه‬
‫ضفاف السوباط واحمل مخالتي تائه ًا‬ ‫الشبقات‪.‬‬
‫سُكر وغمره جسد ابنوسي مصاغ‬ ‫ٍ‬ ‫حالة‬ ‫الزاوية المظلمة‪ ،‬وهناك كانت المرأة‬
‫في تلك البراري مثل يوحنا المعمدان‬ ‫وحين طوى طائر الزمن عشر سنوات‬
‫من نيران االسالف والطبول وشهوات‬ ‫تشوي جسدها تحت الحلكة ‪ ،‬أمرأة بدت‬
‫نبيَّا أتغذى بالعسل والجراد أكتب‬ ‫بجناحيه ‪ ،‬أومضت الذاكرة بمشهد مواز‬
‫الثأر واريج الليمون وملمس الحرير‬ ‫في قامتها وفستانها المنسوج من‬
‫قصائدي على علب السجائر واطعمها‬ ‫ومفارق للفوضى العادلة ‪ ،‬كانت في‬
‫ورائحة النهر ‪ ،‬أدرك ‪ ،‬وهما في مدار‬ ‫البنفسج كانها قادمة من جبال التبت‬
‫للحمام وأُداوي بشراً مصابين بانفصام‬ ‫الصفحة الثانية ألرشيف المدينة ‪ ،‬وكان‬
‫الجحيم العذب ‪ ،‬ان قانون الجسد ربما‬ ‫وقد بلغت النيرفانا ‪ ،‬داهمتني بعطرها‬
‫الحضارة وأعمد أطفاالً مشوهين بفعل‬ ‫زمنها سحيق ًا ‪ ،‬زمن المراهقة وااللوان‪،‬‬
‫كان تجسيداً لقوة اهلل على االرض اذ‬ ‫‪ ،‬واجهتني بابتسامة أذابت جبال الجليد‬
‫الحروب ‪ ،‬نقيّين كنقاء المسيح وبراءته‬ ‫كانت المرأة مسحورة بأبهة الغروب‪،‬‬
‫ٌ‬
‫منكفئ‬ ‫تستوطن خاليا االنسان ‪ ،‬وهو‬ ‫في االلب ‪،‬طلبت مني أن اسمح لها‬
‫ال الله‬‫وهو يعفو عن جالديه قائ ّ‬ ‫وجالل النهر الدافق والدم الذي يجري‬
‫بين فخذيّ‪ ،‬داخل الحرارة العذبة‬ ‫بالجلوس ‪ ،‬فاغرا فمي ‪،‬جلست هي على‬
‫السماء "اغفر لهم فانهم اليعلمون"‪.‬‬ ‫في عروقها ‪ ،‬كانت مبهورة حين كان‬
‫الدافئة والشريرة ‪ ،‬وانا اضم رأسه ‪،‬‬ ‫مقاعد القلب وتوسدته‪ ،‬مدت يدها‬
‫ال شعرها‬ ‫النهر يطويها في ثناياه غاس ً‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪6‬‬

‫حول مفاوضات السالم ومناقشة قضايا السودان‬


‫الجديد‪ ،‬ورغم إنقطاعنا التام عن وسائط التواصل‬
‫اإلجتماعي كنا متصلين باإلعالم الذي يأتينا بكل جديد‪،‬‬ ‫أوال‪ .‬التحية لشعبنا الصنديد الصامد‪ ،‬والمجد للثورة‪،‬‬
‫وكانت المخاطر تحدق بالثورة وبمستقبل السودان‬ ‫والعزة للسودان‪ ،‬وما كنا لنصل إلي جوبا لوال ثورة‬
‫بينما نحن نصارع الزمن لتحقيق السالم كأهم مدخل‬ ‫ديسمبر المجيدة التي حررت هذا الوطن من القيود‬
‫للمستقبل الذي نحلم بالوصول إليه‪ ،‬وكان تعطيل‬ ‫وفتحت طريق التغيير‪ ،‬وقد ذهبنا إلي عاصمة السالم‬
‫مسار الشرق مبعث قلق يضاف لبعض المشكالت في‬ ‫بدولة جنوب السودان الحبيبة لنفتح نوافذ السالم‬
‫مسار دارفور والوسط عطفا علي مجريات األحداث داخل‬ ‫علي السودان الجديد‪ ،‬وحين إنطلقنا في طريق السالم‬
‫الخرطوم‪ ،‬وعند بلوغ التفاوض مع الحركة الشعبية‬
‫مرحلة متقدمة جدا قررت قيادة الحركة الشعبية‬
‫سعد محمد عبداهلل‬ ‫حملنا آمال شعبنا الجسور دثارا من اإلرادة والتفاؤل‬
‫وذادا من الشجاعة واإلصرار علي المضي قدما في‬
‫عودتنا للخرطوم للتبشيير بالسالم‪ ،‬وبالفعل حلقت‬ ‫مفاوضات السالم الشامل من أجل إسترجاع حقوق‬
‫طائرتنا يوم ‪ 14‬يناير حتى بلغنا مشارف مطار الخرطوم‬ ‫ماليين المهمشين خاصة أولئك الذين يفترشون‬
‫لكن تم إبالغنا بقفل المطار ألسباب أمنية ويتوجب‬ ‫األرض في معسكرات النزوح والكنابي المنسية‪ ،‬وكنا‬
‫علينا العودة إلي جوبا حيث ساد بعض الصمت مع‬ ‫نحلم بسطوع شمس السالم وإنبالج ضوئها علي‬
‫القلق علي شعبنا وكنا ندرك أن الدولة العميقة تقف‬ ‫السودان ليتجلى شعار الثورة "حرية سالم وعدالة"‬
‫وراء تلك المشكلة وتكشف األمر بعد عودتنا الثانية‬ ‫كواقع نعيشه في حياتنا اليومية وينجلي الظالم الذي‬
‫لمطار جوبا‪ ،‬فما حدث في ذلك اليوم كان تمرد مخطط‬ ‫خيم علي بالدنا‪ ،‬فقد فتحنا قلوبنا وعقولنا شوقا‬
‫له من قبل العناصر اإلنقاذية بواجهة من جنود هيئة‬ ‫معارك التفاوض من أجل السالم والطعام والحياة‬ ‫جوبا وبامكان المتابعين إستنتاج هذه التقديرات‬ ‫تخطى حدود الصعاب لنعانق الحقيقة‪ ،‬وكنا نقول‬
‫العمليات التابعة لجهاز األمن‪ ،‬وقد أكد هذا التمرد‬ ‫بحرية في دولة مواطنة بال فرز وال تمييز‪ ،‬وندرك أن‬ ‫من خالل تصريحات وبيانات الحركة الشعبية وحكومة‬ ‫أن السالم ممكن‪ ،‬وكان السالم كالهواء الذي نتنفسه‬
‫مرة آخرى خطورة الدولة العميقة وضرورة تحقيق‬ ‫ثمرة السالم ال ينالها المرء إال إذا كان مستعدا لدفع‬ ‫الثورة والوساطة‪ ،‬وسفرنا عبر مطار الخرطوم وعودتنا‬ ‫وكطعم الخبز وشاي الصباح النقي‪ ،‬ولمسنا األمل في‬
‫السالم الشامل‪ ،‬وفي اليوم التالي تحركنا باصرار للعودة‬ ‫ثمن الخوض في معارك التفاوض بكل صدق والسير‬ ‫أيضا من دالئل نمو الثقة كأهم عناصر السالم‪ ،‬ورغم‬ ‫تعابيير أعين وألسنة المفاوضين الذين أتوا من‬
‫إلي الخرطوم‪ ،‬وعندما وصلنا وجدنا قوات الحكومة‬ ‫بين األشواك والطرقات الوعرة دون كلل ونحن في‬ ‫اإلشكاليات المتعلقة بالمسارات المطروحة حاليا‬ ‫داخل وخارج السودان‪ ،‬وقد أقبل الناس جميعا بوجوه‬
‫مسيطرة علي المطار لكنا نسمع من حين ألخر أصوات‬ ‫أتم اإلستعداد لذلك‪ ،‬ونعلم أن السودان يعاني من‬ ‫هناك تفاؤل من جانبنا لبلوغ السالم المنشود‪ ،‬ووفدنا‬ ‫متلهفة لإلبتسام حبا للسالم‪ ،‬وكنا حين نخوض جولة‬
‫الرصاص بشكل متقطع في أماكن تبدوا قريبة جدا‪،‬‬ ‫عدم تساوي الحقوق والحريات وضيق معيشي ونزوح‬ ‫كان يفاوض ويطرح مبادرات وبدائل تهدف لتجميع‬ ‫ونعود لإلستراحة من رهق اليوم الذي ولى نجالس قادة‬
‫ولمسنا حس السالم فيمن كانوا حولنا والرأي العام في‬ ‫وظلم وفساد مالي وإداري وكلها تركة من النظام البائد‪،‬‬ ‫المسارات وتوجيهها لوجهة السالم الشامل خاصة‬ ‫الحركة الشعبية وبعض قادة الحركات اآلخرى ونبدأ‬
‫السودان‪.‬‬ ‫ويحتاج الوطن لإلستقرار أوال لمعالجة أزماته السياسية‬ ‫فيما يتعلق بالترتيبات األمنية كقضية شائكة تحتاج‬ ‫في سجاالت السياسة وتبادل األراء حول سير عملية‬
‫واإلقتصادية وال سبيل لذلك إال بوقف الحرب والعبور‬ ‫لصياغات جديدة تمكن الوصول لبناء جيش وطني‬ ‫التفاوض نجدهم في قمة الوعي واإللمام بقضايا‬
‫خامسا‪ .‬نؤكد لشعبنا الجسور أن الحركة الشعبية مثلما‬ ‫منها نحو السالم الشامل وهو ما كنا نسعى لتحقيقه‬ ‫ومهني ينهي ظاهرة تعدد الجيوش في السودان‪،‬‬ ‫السودان ومتفائليين بقدوم مولود جديد من رحم‬
‫كانت في مقدمة خطوط الكفاح السلمي والمسلح‬ ‫من خالل منبر جوبا‪ ،‬فالجنوب أيضا يحتاج لإلستقرار‬ ‫وهذه قضية معقدة لكنها ليست مستعصية‪،‬‬ ‫السالم‪ ،‬وكانت تسري تلك األحاديث كأنها أناشيد تتنزل‬
‫ستكون أيضا في الخط األمامي للسالم والتنمية في‬ ‫وقضايا السالم في دولة جنوب السودان تتصل بالسالم‬ ‫وهناك أفكار جيدة لحل المسألة والمضي إلي األمام‪،‬‬ ‫علي ألسنة العشاق الحالمين بوطن حر وديمقراطي‪،‬‬
‫الريف والمدينة‪ ،‬وسنواصل الدفاع عن حقوق وحريات‬ ‫في دولة السودان وهذا يعطي أهمية كبيرة لمنبر‬ ‫وفيما يتصل بمسار الشرق فقد شابه أخطاء جسيمة‬ ‫وكنت في تلك الجلسات أحاول أن أقرأ ما يجيش في‬
‫المجتمع‪ ،‬وسنعمل من أجل سودان جديد يسع‬ ‫جوبا‪ ،‬فشعوب الدولتيين يمتلكون ذاكرة تاريخية‬ ‫أسوئها محاوالت اإلنقالب بسبب الصراع بين قوتين‬ ‫عقول وقلوب رفاقي وغيرهم ممن القيتهم علي عجل‬
‫الجميع‪ ،‬فقد شهد التاريخ لمواقف الحركة الشعبية‬ ‫واحدة تجعلهم أكثر إلماما بأحوال بعضهم وقضايا‬ ‫متنازعتين علي سلم القيادة وقفز مجموعة فوق‬ ‫ومن إمتد معهم المقام‪ ،‬وبات الجميع هنا علي أتم‬
‫في وقت الحرب والسلم‪ ،‬وكان اإلنحياز لقضايا الجماهير‬ ‫بلدانهم وكيفية وضع حلول ناجعة لمشكالتهم‪،‬‬ ‫الواقع والمنطق علي حساب اآلخرى وعدم اإلتفاق بين‬ ‫اإلتفاق بضرورة الوصول إلي السالم العادل والمستدام‪،‬‬
‫أوال وأخيرا‪ ،‬وهذه المواقف نستمدها من إرث ضارب في‬ ‫ولما طرحت الحركة الشعبية مفهوم إتحاد الدولتيين‬ ‫األطراف ما عطل مسار الشرق لكن هنالك مساعي من‬ ‫وإن تباينت األراء والروئ فالغايات تكاد تكون واحدة وال‬
‫تاريخ الكفاح التحرري للحركة الشعبية ومن تعاليم‬ ‫المستقلتيين إستندت علي حقائق تاريخية ومعاصرة‬ ‫جهات عديدة لتوفيق األوضاع وإعادة مكونات الشرق‬ ‫غبار علي ذلك‪ ،‬وهذا جعلني أشعر بالسالم كأنه قد‬
‫الرعيل األول علي رأسهم القائد جون قرنق والقائد‬ ‫تمثل قواسم مشتركة بين الشعبيين العزيزيين‪،‬‬ ‫إلي منضدة التفاوض مجددا‪ ،‬وبخصوص منطقتي النيل‬ ‫إخترق المسام وملئ األفئدة‪ ،‬وأكثر من القيتهم في‬
‫يوسف كوه والقائد يحي بوالد مع حفظ المقامات لكل‬ ‫فمن مصلحة البلدين إيجاد طريقة لبناء إتحاد تعاوني‬ ‫األزرق وجنوب كردفان فقد طرحت الحركة الشعبية‬ ‫وفد الحركة الشعبية كانوا من ذات الجيل الذي فجر‬
‫القادة العظماء واألسماء كثيرة وسير أبطالنا تحتاج‬ ‫حر يشمل القضايا السياسية والثقافية واإلقتصادية‪،‬‬ ‫بقيادة مالك عقار الحكم الذاتي بصالحية تشريعية‬ ‫الثورة وقاد التغيير وأسقط أعتى دكتاتورية مرت‬
‫لمساحات أوسع للحديث عنها وهي بمثابة مرأة ذات‬ ‫والسالم في الدولتيين يمهد الطريق لإلتحاد التعاوني‬ ‫وتنفيذية واسعة في إطار السودان الموحد ونجحنا‬ ‫علي تاريخ السودان الحديث‪ ،‬والذين هم أكبر منا سنا‬
‫ألوان متعددة تتشكل عليها مواقف وروئ الحركة‬ ‫الحر في المستقبل‪.‬‬ ‫في ذلك وخسرت أطروحة تقرير المصير اإلثني المنافي‬ ‫كانوا أقرب منا فكرا‪ ،‬وكان وفد الحركة الشعبية األكثر‬
‫الشعبية تجاه قضايا السودان‪ ،‬ونحن اليوم نعبر جسر‬ ‫رابعا‪ .‬مرت أحداث كبيرة في السودان وجنوب السودان‬ ‫للمنطق للحركة اإلنفصالية التي تفتقر للسند الشعبي‬ ‫تنوعا وتجانسا وتميزا من بين الوفود اآلخرى‪ ،‬فقد‬
‫طويل بالكفاح المضني نأمل أن نصل إلي محطة السالم‬ ‫خالل الشهر المنصرم من العام السابق وفي العام‬ ‫والتأيد اإلقليمي والدولي وال تقف أجندتها الحالية علي‬ ‫جمع وفدنا بين الشيب والشباب والنساء والطالب من‬
‫وننهي فصل الحرب الثانية التي فرضت علينا جبرا من‬ ‫الجديد ومنها حادثة الجنينة المؤسفة والصراعات‬ ‫حقائق‪ ،‬وسبق أن قلنا "أن من يرفض وحدة الحركة‬ ‫مناطق مختلفة‪ ،‬وكانت لوحة السودان الجديد مشرقة‬
‫قبل تجار الحروب في السودان القديم‪ ،‬ونؤكد أن إرادة‬ ‫القبلية في بورتسودان وتحركات بقايا الدولة العميقة‬ ‫الشعبية لن يقبل بوحدة السودان" فالحكم الذاتي الذي‬ ‫في ذاك الوفد الذي مثل الحركة الشعبية في مفاوضات‬
‫شعبنا ستنتصر بصمود الرفاق المفاوضيين والذين‬ ‫لتنفيذ مخططات الثورة المضادة عبر الدعوات‬ ‫طرحناه سيعالج مشكالت السودان في المنطقتين‪،‬‬ ‫سالم السودان‪ ،‬وكان في قيادة الوفد نائب الرئيس‬
‫يجلسون بين ماليين النازحيين والمهمشين جميعهم‬ ‫المتناثرة في الفضاء اإلسفيري وتهدف إلثارة الشغب‬ ‫وسيتابع من تركناهم في جوبا هذه القضايا حتى‬ ‫الرفيق ياسر عرمان واألمين العام الرفيق إسماعيل‬
‫يعملون من مواقعهم لدفع عجلة السالم إلعادة‬ ‫وهو ما إتضح الحقا‪ ،‬ففي جنوب السودان تمكنت‬ ‫يتحقق السالم الشامل‪.‬‬ ‫جالب ورئيس هيئة األركان أحمد العمدة وجميعهم‬
‫هيكلة الدولة بما يخدم مصالح الشعب السوداني‬ ‫الحكومة برئاسة سلفاكير والمعارضة بقيادة رياك من‬ ‫يعملون مع رفاقهم اآلخرين بانسجام طوال الوقت‪،‬‬
‫ويحقق العدالة اإلجتماعية والحرية والديمقراطية‪،‬‬ ‫اإلتفاق علي تشكيل الحكومة في مدة ‪ 100‬يوم وكانت‬ ‫ثالثا‪ .‬في جوبا أتيحت لي فرصة مقابلة الرفيق القائد‬ ‫وهذا التعاون الوثيق يمثل مصدر النجاح‪.‬‬
‫ومن هنا ندعوا رفاقنا في كافة مدن وقرى السودان‬ ‫هذه خطوة جيدة في مسار السالم وقد سررنا بذلك‪،‬‬ ‫الحكيم مالك عقار رئيس الحركة الشعبية وناقشت‬
‫للمساهمة في تهيئة المناخ الوطني بالتبشيير‬ ‫وألول مرة أن أحتفل بعيد الميالد المجيدة بشكل‬ ‫معه قضايا تخص الوضع السياسي في والية سنار‬ ‫ثانيا‪ .‬وصل وفد الحركة الشعبية إلي جوبا يوم ‪10‬‬
‫اإليجابي بالسالم وأهميته إلنصاف المهمشين وإعادة‬ ‫شعرت فيه بالسعادة مع شعب جنوب السودان األنيق‬ ‫والسودان ككل‪ ،‬كما إلتقيت بأستاذنا ورفيقنا القائد‬ ‫ديسمبر ‪2019‬م بقيادة الرفيق إسماعيل جالب وكان‬
‫بناء الدولة والمحافظة علي ترابط النسيج اإلجتماعي‪،‬‬ ‫والجميل وقد إحتفل السودانيين هذا العام بعيدا‬ ‫ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية بعد سنوات‬ ‫في إستقباله القائد مالك عقار والقائد ياسر عرمان‬
‫فالمرحلة القادمة تحتاج لتكامل طاقات الشيب‬ ‫عن خطب الكراهية التي كانت تبثها جماعات الهوس‬ ‫طويلة من الكفاح والبعد المكاني‪ ،‬وبادلني الود بالود‪،‬‬ ‫وعدد من الرفاق‪ ،‬وقد توجه الوفد فورا للمشاركة في‬
‫والشباب والنساء لعودة نشاط الحركة الشعبية بعد‬ ‫الديني في عهد النظام اإلنقاذي اإلسالموعسكري‪،‬‬ ‫وكان لقاء جيد جدا‪ ،‬وهو من قاد وفدنا بخبراته‬ ‫الجلسة اإلفتتاحية لمفاوضات السالم حيث تحدث‬
‫مضي سنوات من الحظر التعسفي‪ ،‬وقد برهنت الثورة‬ ‫وكان عيد إستقالل السودان من اإلستعمار اإلنجليزي‬ ‫الكبيرة‪ ،‬وتبادلنا النقاش وحلم الوصول إلي سودان‬ ‫فيها الوسيط الجنوب سوداني السيد توت قلواك‬
‫الحضور الجماهيري الواسع للحركة الشعبية في‬ ‫مناسبة ذات طعم مختلف ألن ذكراها يمر والبالد‬ ‫جديد‪ ،‬وجلست مع القائد إسماعيل جالب األمين العام‬ ‫وممثلي اإلتحاد االفريقي وجامعة الدول العربية وقادة‬
‫الساحات السودانية وهو مبعث فخرنا ألننا ننطلق من‬ ‫تتحرر من الحكم الدكتاتوري والسالم يقترب وتذكرنا‬ ‫للحركة الشعبية وجرت نقاشات سياسية وثقافية‬ ‫الجبهة الثورية وغيرهم في إطار المسارات المحددة‬
‫عمق الثورة لنعبر عن تطلعات الجمهور عبر مشروع‬ ‫بتضحيات وبطوالت األجداد‪ ،‬ومن الرائع انني أطفئت‬ ‫عميقة بيني وإياه وتعرفت علي شخصيته المبهرة‬ ‫ومن بينهم القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية‬
‫السودان الجديد الذي ينادي بالوحدة في ظل التنوع‬ ‫شمعة عيد رأس السنة الميالدية هذا العام في‬ ‫وعقله الوثاب للثقافة والفن ومرونة أفكاره التي لم‬ ‫وتحدث أيضا ممثل حكومة السودان اإلنتقالية‪،‬‬
‫والحرية والسالم والعدالة والديمقراطية والعلمانية‬ ‫إحتفال جميل بدعوة كريمة من الرفيق القائد مالك‬ ‫تبدلها عسكريته لسنوات‪ ،‬هذا إضافة للعم الحكيم‬ ‫وأعتقد أن القاسم المشترك في الخطابات التي تقدم‬
‫كمنهج صالح لنهضة السودان والعالم أجمع‪ ،‬وقريبا‬ ‫عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان‪-‬شمال‬ ‫كرتكيال والجنرال أحمد العمدة والمفكر ناصف بشير‬ ‫بها المتحدثين في الجلسة اإلفتتاحية هو إبراز‬
‫ستشرق الشمس فوق سماء الخرطوم وتحولها من‬ ‫له الشكر والتقدير ولذاك اليوم رمزية إستثنائية في‬ ‫والدكتور علي عبداللطيف وموالنا عباس كارا والقائد‬ ‫اإلرادة الصادقة في التوصل إلتفاق سالم شامل يلبي‬
‫مركز إسالموي إقصائي إلي عاصمة قومية تحتضن‬ ‫حياتي‪ ،‬وكانت فرصة جيدة إلدارة نقاشات سودانية‬ ‫يوسف الهادي والدكتور محمد صالح والجنرال صديق‬ ‫أشواق الجماهير‪ ،‬هذه اإلرادة أعطت إشارات إيجابية‬
‫كافة األجناس واألديان دون تمييز‪ ،‬فالدولة السودانية‬ ‫مع الرفاق بعيدا عن ضجيج الحياة خارج األسوار‪ ،‬ومن‬ ‫المنسي والرفيق قدف والرفيقات الرائعات سلوى آدم‬ ‫بأن السالم أولوية ومصدر حل المشكالت السياسية‬
‫تحتاج للسالم وبدونه ال يمكن أن ينهض اإلقتصاد‬ ‫أهم اإلنتصارات صد الجيش الشعبي هجوم غادر من‬ ‫واسمهان آدم وأسماء أحمد وماما منى وغيرهم من قادة‬ ‫واإلقتصادية واألمنية وبدونه ال يمكن تثبيت أعمدة‬
‫الوطني وال أن تكتمل الحرية والديمقراطية‪ ،‬والثورة‬ ‫قبل قوات عبدالعزيز الحلو بالنيل األزرق وإعالن عودة‬ ‫الحركة الشعبية الذين أتوا إلي جنوب السودان من‬ ‫الحكم المدني الديمقراطي‪ ،‬وعلي هذا األساس إنخرطت‬
‫مرتبطة عضويا بالسالم كشعار أساسي يمثل محور‬ ‫‪ 26‬رفيق لصفوف الحركة الشعبية قيادة مالك عقار‪،‬‬ ‫مختلف الدول للبحث عن كيفية جعل السالم الشامل‬ ‫الوفود في جلسات التفاوض التي أثمرت التوقيع‬
‫التغيير الذي ينشده شعبنا‪ ،‬لذلك ال بد من تسخير كل‬ ‫وكانت جوبا في تلك األيام عروس تزينة بالسالم‪ ،‬ولم‬ ‫ممكن‪ ،‬فالحركة الشعبية تمتلك وفد من أميز وأقوى‬ ‫علي برتكول "وقف العدائيات وتقديم المساعدات‬
‫اإلمكانيات المتاحة إلحداث سالم حقيقي في السودان‪،‬‬ ‫نشعر لحظة بأننا خارج السودان بل كنا في بالدنا‬ ‫المفاوضين ويدركون ما يريده الشعب حينما ثار وردد‬ ‫اإلنسانية" بين الحركة الشعبية والحكومة اإلنتقالية‬
‫وختاما أشكر قيادة الحركة الشعبية علي هذا التكليف‪،‬‬ ‫الثانية وهذا الشعور إنتابني منذ أن وصلت مطار جوبا‬ ‫"الشعب يريد بناء سودان جديد" فالشعب السوداني‬ ‫مع اإلستمرار في التفاوض حول القضايا السياسية‬
‫والشكر لحكومة وشعب دولة جنوب السودان علي حسن‬ ‫فقد شعرت بأنني عدت للبلد التي ولدت فيها وكانت‬ ‫وضع الحركة الشعبية في مكانها الصحيح ورسم بها‬ ‫واألمنية ومسألة الحكم الذاتي وقطعت األطراف شوطا‬
‫اإلستضافة‪ ،‬وشكري لكل األصدقاء علي التشجيع‪،‬‬ ‫صور الماضي تمر أمامي وكأن العمر قد رجع بي سنوات‬ ‫خط التغيير الذي يريده‪ ،‬هذه المسؤلية كنا ندرك‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬ونستطيع أن نقول نسبة التفاهم‬
‫والسالم للوطن‪.‬‬ ‫إلي الوراء‪ ،‬وكنا بين الفينة واآلخرى نستطلع بعضنا‬ ‫ثقلها لكن تاريخنا السياسي والثوري وثقة شعبنا‬ ‫بين الحركة الشعبية والحكومة تقدر بـ‪ 85%‬قياسا‬
‫لمعرفة أخر أخبار السودان الذي يمر بمخاض ميالده‬ ‫وحلمنا الذي ال يشيخ كلها دوافع تجعلنا نخوض‬ ‫علي مجمل القضايا المطروحة علي طاولة مفاوضات‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪7‬‬

‫السودان وجنوب السودان بطموح الشعراء الشباب‬


‫أبطال األمسية من الشعرء‬ ‫في لحظاتٍ مليئةٍ بالحنين والعاطفة احتضن‬
‫مثل أبطال األمسية كل من الشعراء‪ :‬أنس عبد‬ ‫مركز الخرطوم المسيحي أمسية شعرية ضمت‬
‫الصمد نجم ‪ ،‬ومحمد جدو أحمد الدرديري ‪ ،‬وفاطمة‬ ‫بين ذراعيها شعراء جنوب السودان بإخوتهم‬
‫الصادق ‪ ،‬ريان عبد اإلله ‪ ،‬رويدا إبراهيم ‪ ،‬رغد‬ ‫من الشمال‪ ‬فتبارت القصائد بروح التسامح‬
‫يوسف ‪ ،‬والشاعر محمد الهادي‪.‬‬ ‫واإلخاء‪ ‬والمحبة والسالم بين شعب واحدٍ دخلت‬
‫يمثل شعراء جنوب السودان الشعراء ‪ :‬دوث دينق ‪،‬‬ ‫بينه السياسة فأفسد أربابها مثلما يفعلون‬
‫دنيال يوانس ‪ ،‬والشاعرة جاي قلواك ‪ ،‬الباقر علي‬ ‫دومًا غير أنّهم كلما هدموا جسرًا قامت جسورٌ‬
‫‪ ،‬حنان جونسون ‪ ،‬والنعيم مبارك ‪ ،‬وأميرة وليم ‪،‬‬ ‫للوصول‪.‬‬
‫وأبيل مدينق ‪ ،‬وجاك فيتر ‪ ،‬ونيال توماس‪.‬‬ ‫نظمتها‪ ‬مجموعة‬ ‫التي‬ ‫النهارية‬ ‫كانت‬
‫وما تجدر اإلشار إليه هو ذلك الحضور الذي امتألت‬ ‫شعراء‪ ‬جنوب السودان بالخرطوم برعاية رجل‬
‫به القاعة المعدة لألمسية رغم اتساعها‪ ،‬وهو ما‬ ‫األعمال الباشمهندس فاروق قاركوث وتشريف‬
‫يشير أيضًا إلى تلك الروح الواحدة المقسمة في‬ ‫رئيس المجلس القومي للثقافة والفنون الشاعر‬
‫جسوم كثيرة وإن كان في األمر مغالطة مع شعار‬‫ٍ‬ ‫عالم عباس تمثل رسالة محبة من شباب الجنوب‬
‫(نحن روحان حللنا بدنا)‪.‬‬ ‫الحبيب‪ ،‬وهو ما تدل عليه القصائد التي جاءت‬
‫وعلى أنغام إيقاعات الموسيقى الموسيقى‬ ‫بالعربية الفصحى وعامية أهل السودان‪.‬‬
‫اإلفريقية كان الحضور جميعه يتراقص بروحه‬ ‫وفي كلمته التي تفيض بالمحبة ابتدر عالم عباس‬
‫وجسده وكأنها لحظات جذب سماوية والحاضرون‬ ‫فقط‪ ،‬مبديا سعادته بثورة ديسمبر المجيدة التي‬ ‫توجهه االنفصالي لكنه كان أكثر بصيرة من‬ ‫حديثه بشعار األمسية (نحن روحان حللنا بدنا *‬
‫كأنما خرجوا من رحم حنين الدراويش‪.‬‬ ‫أطاحت بنظام المخلوع البشير‪.‬‬ ‫كثيرين أوردونا موارد التهلكة‪.‬‬ ‫ضمنا الوادي فمن يفصلنا) وهو يشير بقوله إلى‬
‫في نهاية الحفل الذي بشر منظموه باتصاله‬ ‫وأكد قاركوث على أن تحقيق السالم في السودان‬ ‫ثم قطع عالم عباس بقوله‪ :‬رغم كل شيء فبهؤالء‬ ‫عظمة الشعار ليؤكد ّ‬
‫أن السياسة دائما ما تفسد‬
‫وتواصله كانت لحظات التكريم ألبطال األمسية‬ ‫وإيقاف الحرب في درافور وجنوب كردفان والنيل‬ ‫الشباب (شباب جنوب السودان أصحاب المبادرة‬ ‫األشياء‪ ،‬لكن لم يفصل بيننا سوى النيل وسنمد‬
‫الشعرية وضيوف الشرف‪ ،‬ليسدل الستار على أمل‬ ‫األزرق وإعطاء كل ذي حق حقه ربما يفتح شهية‬ ‫الثقافية) سنعيد كل شيء إلى ما يجب أن يكون‬ ‫الجسور لنصل‪.‬‬
‫التواصل الروحي الذي طريقه الثقافة والفنون‬ ‫أهل الجنوب للتفكير بأمر الوحدة‪.‬‬ ‫عليه ال بالسالح‪ ،‬لكن بالفكر والحوار‪ ،‬والمؤازرة‪.‬‬ ‫وتحدث‪ ‬األمين العام للمجلس القومي لرعاية‬
‫بعد عجز السياسة عن تحقيق ذلك وكان (قد‬ ‫وأضاف أن الشعر هو لغة التواصل بين البشر‪،‬‬ ‫فتح الشهية للوحدة‬ ‫الثقافة‪ ‬والفنون عن عالقته براعي العُرس‬
‫حدث ما حدث)‪.‬‬ ‫بموسيقاه وأحاسيسه الصادقة التي تخترق القلب‬ ‫من ناحيته أكد الباشمهندس فاروق قاركوث‪ ‬أن‬ ‫الشعري فاروق قاركوث‪ ،‬حينما كانوا يتناقشون‬
‫مثلما اخترقت قصائد أبناء الشمال قلوب إخوتهم‬ ‫الحديث عن الوحدة ليس من شأن جيله‪ ،‬بل األمر‬ ‫في أمر استقالل الجنوب قديما وكيف أن رؤيته‬
‫من الجنوب فهزتهم وتفاعلوا بتصفيق يودون لو‬ ‫بيد الشباب‪ ،‬إال إنهم رهن االستجابة بالرأي حال‬ ‫الثاقبة كانت تقرأ المشهد قبل االستفتاء رغم‬
‫أنه ال ينقطع‪.‬‬ ‫استشارتهم من ناحية الخبرة والتجربة العمرية‬

‫خوجلي عثمان‪...‬‬
‫قرنق توماس‬ ‫البلبل المغدور‪)1(....‬‬
‫(ريدنا ليك لسه يف حملو)‪....‬‬
‫تقاطعات السياسة‬ ‫مستحيل انا مستحيل‬
‫‪...‬عزيزة على الناس ‪..‬شفيفة بهم‬ ‫يا روحي مالك بالشدايد‬
‫في المؤامرات والتصفيات ‪..‬ضحية‬ ‫ففي اخريات ايامه كان يصدح في‬ ‫مستحيل في يوم اخونك‬
‫شفيقة عليهم ‪....‬‬ ‫انا يا الحبايب همي زايد‬
‫قصص المدن السفلية ‪...‬بل كان‬ ‫الناس وفي اآلفاق باغنيتين رائعتين‬ ‫يا الوفاك لي مستحيل‬
‫ده التعب ما بجيب فوايد‬
‫ضحية جهلنا وغفلتنا ‪..‬وتماهينا مع‬ ‫كانت تطرب الناس وتنثر الحبور وتضئ‬ ‫والصبر علشان عيونك‬
‫وكان من المشاهير في( حزام سمعنا)‬ ‫وا شقاهو القلبو رايد‪.....‬‬
‫قيم الجهل وقعودنا عن الحق وقيامنا‬ ‫ظالم القلوب والليالي في تلك االيام‬ ‫يبقى ده الصبر الجميل‬
‫الحزام الجغرافي االنساني الذي يسمع‬ ‫يا الهي ‪..‬هذا الحوار فريد ومتفرد في‬
‫في التهييج والزيف ‪...‬‬ ‫القاحلة ‪..‬منتصف التسعينات ‪..‬وكان‬ ‫مستحيل قسوة عيونك‬
‫وينفعل بغناءنا ومغنينا دون عنت‬ ‫مضامين االغنية السودانية ونادر‬
‫متذوقي الغناء ينجذبوا مع صوته‬ ‫الدموع فينا بتخيل‬
‫مغلوط ودون تعالي ‪...‬وحزام سمعنا‬ ‫ايضا يتجاوز حوار الحبيبة الى حوار‬
‫كان محزنا ومفجعا ومحبطا جدا وهو‬ ‫الرقيق والصبية تتحمس والصبايا‬ ‫والغريبة بعد ده كلو‬
‫هذا هو الممتد من جيبوتي والصومال‬ ‫الذات وحوار الصوفي المجذوب الى‬
‫يسرب هذه المعاني وصوته يمالء‬ ‫يتمايلن ويتراقصن‪..‬الكل يهرب الى‬ ‫ريدي ليك لسه في محلو‪....‬‬
‫واثيوبيا وارتيريا شرقا مرورا بال تشاد‬ ‫الفيلسوف‪..‬الى المكلوم في الحب وفي‬
‫االفاق ويتاكد لي وداعه لنفسه وعو‬ ‫صوته من جهمة المنابر الرسمية‬ ‫مستحيل انا‪........‬‬
‫ونيجيريا ومالي والكاميرون‪....‬ال تزال‬ ‫غيره ‪...‬‬
‫يصدح بالرائعة االخرى رائعة الفاضل‬ ‫ليغنوا معه‪....‬‬
‫البوماته تصدح في عواصم تلك البالد‬ ‫اال ان فناننا الوسيم المغدور كان يودع‬
‫محمد ابو قدير ‪.....‬‬ ‫كنت قد ابتدرت سلسلة مقاالت عن‬
‫‪...‬في مقاهي اديس ابابا واندية اسمرا‬ ‫نفسه وكان يتسآل في الماوراء ‪..‬يلوح‬
‫يا روحي هاجري وفتشي‬ ‫قالوا المالم علي‬ ‫وداع المبدعين النفسهم والمتمثل‬
‫ومحطات واكشاك انجمينا وفي في‬ ‫لنا بالوداع ونحن في غينا نعمه ‪..‬‬
‫هاجري عاد كان تلقي شي‬ ‫ختوا المالم علي‬ ‫فيما يترآي من كثير انتاجهم‬
‫حواري كانم واستادات الغوس‪.....‬‬ ‫حتى اجهز عليه معتوه او مدعي لذلك‬
‫يا روحي مهما فترني المشي‬ ‫لوم االحبة جراح‬ ‫تصدرتها مقاالت عن مصطفى سيد‬
‫يا الهي ماذا اقول‪.....‬‬ ‫او مدفوع لالجهاز عليه ‪...‬الفرق‪...‬‬
‫انا عندي زول بقى كل شي‬ ‫زاد األسى الفيني‬ ‫احمد وزيدان ابراهيم وخوجلي عثمان‬
‫فقد انجز مهمته في حرماننا منه‬
‫وشال من منامي الراح‪..........‬الخ‪...‬‬ ‫ضاعت كلها في مجاهيل االسافير‬
‫اذن فلنلتقي مع منجزه‪....‬‬ ‫ومن صوته ومن بعض ما كنا نتأسى‬
‫هاجري ماتهمك همومي‬ ‫وخضم المشاغيل ‪....‬‬
‫به ونتآنس فنستجيش بالجمال‬
‫وباري الشوف في بحور عومي‬ ‫رائعة الشاعر حسن كمبال ‪...‬‬ ‫اال ان حبيبنا الشفيع آدم يعيدنا‬
‫فيا خوجلي عثمان‬ ‫وباالنسانية‪...‬‬
‫وساهري مافي لزوم تنومي‬ ‫كانت اغنية موحية وراقصة اال اني‬ ‫الى تلك العوالم التي كنا نكتب فيها‬
‫يعني كيفن ما بريدك‪.....‬‬ ‫اال رحم اهلل خوجلي عثمان ‪...‬‬
‫ما بدورك يال حومي‬ ‫كنت أرى فيما أرى ان المغني الوسيم‬ ‫ونبكي بؤس المآل وهوان الحال‬
‫فهو المغني الجميل الذي يشع عذوبة‬
‫المغدور يغني لنفسه وعن نفسه‬ ‫وتقاصر المقال عن بلوغ المنال فيما‬
‫اويل يناير ‪2014‬‬ ‫ويفيض لطافة ويسكر طربا ‪...‬كان‬
‫ماشة وين يا روح ماشة‬ ‫يعني نفسه بل ويعزي فيها‪...‬‬ ‫يخص االنتصار لهؤالء المبدعين ‪....‬‬
‫خوجلي عثمان‬ ‫حضوره جميال ومرحابا ‪..‬وكان نوارة‬
‫في الدرب سايقاني غاشة‬
‫البلبل المغدور (‪...)1‬‬ ‫سلسلة المغنين المطربين بحق‪..‬‬
‫دي الرويحة المني طاشة‬ ‫فقد قتلناه ووضعنا اللوم عليه من‬ ‫يستفزنا الشفيع (اهلل يجازي محنو)‪...‬‬
‫وكان شابا ناضحا بالحفاوة غارقا في‬
‫ما بتفوت محبوبا حاشا‪....‬‬ ‫حيث ندري وال ندري ‪..‬بانه كان ضحية‬ ‫حتى نكتب عن خوجلي عثمان ‪..‬وامر‬
‫(ريدنا ليك لسه في محلو)‪...‬‬ ‫البساطة السودانية ‪...‬‬
‫الهوس والتطرف وانه كان ضحية‬ ‫خوجلي عثمان كان عجبا‪...‬‬
‫وكانت رنة صوته حبيبة الى الناس‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪8‬‬

‫املفكر مسري أمني ‪:‬‬


‫المحاولة الوحيدة لقراءة اإلسالم في إتجاه التحرر الخاصة بالمفكر السوداني محمود محمد طه‬

‫اإلسالم السياسي‪ ،‬الوجه اآلخر للرأمسالية املتوحشة (‪)١‬‬


‫الحياة االقتصادية‪ ،‬وتقبل‪ ،‬باسم “الواقعية”‪ ،‬أن‬ ‫يقع في خطأ كبير من يعتقد أن ظهور حركات‬
‫تندمج في وضع متدنٍ‪ ،‬في العولمة الرأسمالية‬ ‫سياسية مرتبطة باإلسالم‪ ،‬تعبئ جماهير‬
‫لعالم اليوم‪ ،‬ال يمكن إال أن يربط بينها وبين تلك‬ ‫واسعة‪ ،‬هي ظاهرة مرتبطة بشعوب متخلفة‬
‫األنظمة المملوكية‪ .‬وينطبق نفس التقييم على‬ ‫ثقافي ًا وسياسي ًا على المسرح العالمي‪ ،‬وهي‬
‫نظيرتها من األنظمة المدّعى بإسالميتها والتي‬ ‫شعوب ال تستطيع أن تفهم سوى اللغة الظالمية‬
‫ظهرت مؤخراً‪.‬‬ ‫التي تكاد ترتد لعصورها القديمة وحدها‪ .‬وهو‬
‫الخطأ الذي تنشره‪ ،‬على نطاق واسع‪ ،‬أدوات‬
‫‪ – 5‬وال يوجد اختالف جوهري بين التيارات‬ ‫اإلتصال المسيطرة‪ ،‬التبسيطية‪ ،‬والخطاب شبه‬
‫المسماة “بالراديكالية” لإلسالم السياسي‪ ،‬وبين‬ ‫العلمي للمركزية األوربية‪ .‬وهو خطاب مبني‬
‫تلك التي تفضل تسمية نفسها “بالمعتدلة”‬ ‫على أن الغرب وحده هو القادر على إختراع‬
‫فمشروع كل من النوعين متطابق‪ .‬وحتى إيران‬ ‫الحداثة‪ ،‬بينما تنغلق الشعوب اإلسالمية في إطار‬
‫ال تشذ عن القاعدة العامة‪ ،‬بالرغم من االرتباك‬ ‫تقاليد “جامدة” ال تسمح لها بفهم وتقدير حجم‬
‫الذي حدث عند تقييم نجاحها‪ ،‬الذي تحقق بسبب‬ ‫التغييرات الضرورية‪.‬‬
‫االلتقاء بين تقدم الحركة اإلسالمية‪ ،‬والصراع‬
‫الناشب ضد دكتاتورية الشاه المتخلفة اجتماعي ًا‬ ‫ولكن اإلسالم والشعوب اإلسالمية لها تاريخها‪،‬‬
‫والمرتبطة سياسي ًا باألمريكان‪ .‬ففي المرحلة‬ ‫مثل بقية الشعوب‪ ،‬والذي يمتلئ بالتفسيرات‬
‫األولى‪ ،‬عوضت المواقف المعادية لالستعمار‬ ‫المختلفة للعالقات بين العقل واإليمان‪،‬‬
‫للسلطة الدينية من غلواء تصرفاتها الجامحة‪،‬‬ ‫من إستخدام دعاة اإلسالم ألشرطة الكاسيت‬ ‫الحركات تماماً‪.‬‬ ‫وبالتحوالت والتغيرات المتبادلة للمجتمع‬
‫وهذا الموقف المعادي لالستعمار هو الذي منح‬ ‫لترويج الدعوة‪ ،‬وحتى لقيام الدعاة بتجنيد‬ ‫وديانته‪ .‬ولكن حقيقة هذا التاريخ تتعرض‬
‫هذه السلطة شرعيتها‪ ،‬كما كانت له أصداء قوية‬ ‫األتباع من بين الفئات “المتعلمة” كالمهندسين‬ ‫‪ – 3‬لقد جرى إختراع اإلسالم السياسي الحديث‬ ‫لإلنكار ال على يد الخطاب األوربي المركزي وحسب‪،‬‬
‫من التأييد خارج إيران‪ .‬ولكن النظام لم يلبث أن‬ ‫واألطباء مثالً! وعلى أية حال‪ ،‬فخطاب هذه‬ ‫في الهند على يد المستشرقين لخدمة السلطة‬ ‫بل أيض ًا على يد حركات اإلسالم السياسي‬
‫ظهر عجزه عن قبول التحدي المتمثل في اقتراح‬ ‫الحركات ال يعرف إال اإلسالم الوهابي الذي يرفض‬ ‫البريطانية‪ ،‬ثم تبناه وبشر به المودودي‬ ‫المعاصرة‪ .‬فكال الطرفين يشتركان في الواقع‪،‬‬
‫تنمية اقتصادية واجتماعية مجدّدة‪ .‬فدكتاتورية‬ ‫كل ما أنتجه التفاعل بين اإلسالم التاريخي وبين‬ ‫الباكستاني بكامله‪ .‬وكان الهدف هو “إثبات أن‬ ‫في الفكرة الثقافية القائلة بأن المسارات‬
‫العمائم “رجال الدين” التي حلت محل دكتاتورية‬ ‫الفلسفة اإلغريقية في زمانه‪ ،‬كما يكتفي بتكرار‬ ‫المسلم المؤمن باإلسالم ال يستطيع العيش‬ ‫المختلفة للشعوب لها “خصوصيتها” المتميزة‬
‫الكابات (العسكريين والتكنوقراط)‪ ،‬كما يقال‬ ‫الكتابات التي ال طعم لها إلبن تيمية‪ ،‬الذي هو‬ ‫في دولة غير إسالمية – وبذلك كانوا يمهدون‬ ‫غير القابلة للتقييم والقياس والعابرة للتاريخ‪.‬‬
‫في إيران‪ ،‬قد أنتجت تدهوراً خطيراً في األجهزة‬ ‫أكثر الفقهاء رجعية في العصر الوسيط‪ .‬وعلى‬ ‫لتقسيم البالد‪ -‬ألن اإلسالم ال يعترف بالفصل‬ ‫ففي مقابل المركزية األوربية‪ ،‬ال يقدم اإلسالم‬
‫اإلقتصادية للبالد‪ .‬وإيران التي كانت تهدف أن‬ ‫الرغم من إدعاء بعض الدعاة بأن هذه التفسيرات‬ ‫بين الدين والدولة حسب زعمهم‪ .‬وهكذا تبنى‬ ‫السياسي المعاصر سوى مركزية أوربية معكوسة‪.‬‬
‫تصبح مثل “كوريا”‪ ،‬قد انتهى بها األمر أن تنضم‬ ‫هي “عودة الى اإلسالم في عهد الرسول”‪ ،‬فإنها في‬ ‫أبو العالء المودودي فكرة الحاكمية هلل (والية‬ ‫وظهور الحركات التي تنتسب لإلسالم هو في‬
‫الى “العالم الرابع”‪ .‬وتجاهل الجناح المتشدد في‬ ‫الحقيقة عودة الى األفكار السائدة منذ ‪ 600‬عام‪،‬‬ ‫الفقيه؟!”‪ ،‬رافض ًا فكرة المواطن الذي يسن‬ ‫واقع األمر التعبير عن التمرد العنيف ضد النتائج‬
‫الحكم للمشاكل االجتماعية التي تواجه الطبقات‬ ‫أي الى األفكار السائدة في مجتمع تجمد تطوره‬ ‫التشريعات لنفسه‪ ،‬وأن الدولة عليها أن تطبق‬ ‫السلبية للرأسمالية القائمة فعالً‪ ،‬وضد الحداثة‬
‫الشعبية‪ ،‬هو الذي أدى الى نجاح من يسمون‬ ‫لعدة قرون‪.‬‬ ‫القانون الساري لألبد “الشريعة”‪ .‬واإلسالم‬ ‫غير المكتملة والمشوهة والمضللة التي تصاحبها‪.‬‬
‫أنفسهم بالمعتدلين‪ ،‬ألنهم أصحاب مشروع‬ ‫السياسي يرفض فكرة الحداثة المحرّرة‪ ،‬ويرفض‬ ‫إنه تمرد مشروع تمام ًا ضد نظام ال يقدم للشعوب‬
‫يمكن أن يخفف وال شك‪ ،‬من تشدد الديكتاتورية‬ ‫‪ – 4‬واإلسالم السياسي المعاصر ليس نتيجة لرد‬ ‫مبدأ الديمقراطية ذاته ‪-‬أي حق المجتمع في بناء‬ ‫المعنية أية مصلحة على اإلطالق‪.‬‬
‫الدينية‪ ،‬ولكن دون التخلي عن مبدأها االساسي‪،‬‬ ‫الفعل إلساءات العلمانية كما يدعي البعض كثيراً‬ ‫مستقبله عن طريق حريته في سن التشريعات‪.‬‬
‫وهو والية الفقيه الوارد في الدستور‪ .‬يجد نظام‬ ‫مع األسف‪ .‬ذلك أن أي ًا من المجتمعات اإلسالمية‬ ‫أما مبدأ الشورى الذي يدعي اإلسالم السياسي‬ ‫‪ – 2‬إن الخطاب اإلسالمي الذي يقدم كبديل للحداثة‬
‫اإلسالم السياسي في إيران نفسه في مأزق‪،‬‬ ‫العصرية – بإستثناء اإلتحاد السوفياتي السابق‪-‬‬ ‫أنه الشكل اإلسالمي للديمقراطية‪ ،‬فهو ليس‬ ‫الرأسمالية ‪-‬والتي تُضم إليها تجارب الحداثة‬
‫ويجب أن يصل الصراع السياسي واالجتماعي الذي‬ ‫لم يكن في وقت من األوقات علماني ًا بشكل‬ ‫كذلك‪ ،‬ألنه مقيد بتحريم اإلبداع‪ ،‬حيث ال يقبل‬ ‫اإلشتراكية التاريخية أيضاً‪ ،-‬ذو طابع سياسي‬
‫يقوم به الشعب اإليراني اليوم بشكل صريح‪ ،‬الى‬ ‫حقيقي‪ ،‬ودع عنك التعرض لهجمات سلطة‬ ‫إال بتفسير التقاليد “االجتهاد”‪ ،‬فالشورى ال تتجاوز‬ ‫وليس ديني‪ .‬أما وصفه باألصولية كما يحدث‬
‫رفض مبدأ والية الفقيه الذي يضع جماعة رجال‬ ‫“ملحدة” عدوانية بأي شكل من األشكال‪ .‬فقد‬ ‫أي ًا من أشكال االستشارة التي وجدت في مجتمعات‬ ‫غالباً‪ ،‬فال ينطبق عليه بأي شكل‪ ،‬وهو‪ ،‬على أية‬
‫الدين فوق كل مؤسسات المجتمع السياسية‬ ‫اكتفت الدول شبه الحديثة في تركيا الكمالية‪،‬‬ ‫ما قبل الحداثة‪ ،‬أي ما قبل الديمقراطية‪ .‬وال‬ ‫حال‪ ،‬ال يستخدمه إال على لسان بعض المثقفين‬
‫المدنية‪ ،‬وهذا هو شرط نجاح هذا الصراع‪ .‬إن‬ ‫ومصر الناصرية‪ ،‬وسوريا والعراق البعثيين‪،‬‬ ‫شك أن التفسير قد حقق في بعض الحاالت‬ ‫اإلسالميين المعاصرين الذين يوجهون خطابهم‬
‫اإلسالم السياسي هو مجرد تحوير للوضع التابع‬ ‫بتدجين رجال الدين “كما حدث كثيراً من قبل”‪،‬‬ ‫تغييراً حقيقي ًا عندما كانت هناك ضرورات‬ ‫الى الغرب بأكثر مما يوجهونه الى قومهم‪.‬‬
‫للرأسمالية الكومبرادورية‪ ،‬ولعل شكله “المعتدل”‬ ‫وذلك بأن تفرض عليهم خطاب ًا هدفه الوحيد‬ ‫جديدة‪ ،‬ولكنه حسب تعريفه ذاته ‪-‬رفض‬ ‫واإلسالم المقترح هنا معادٍ لجميع أشكال الهوت‬
‫يمثل الخطر األكبر بالنسبة للشعوب المعنية‪.‬‬ ‫إضفاء الشرعية على اختياراتها السياسية‪ .‬أما‬ ‫االنفصال عن الماضي‪ -‬يضع الصراع الحديث‬ ‫التحرير‪ ،‬فاإلسالم السياسي يدعو الى الخضوع‬
‫ويعمل التأييد الواضح لدبلوماسية ثالوث الدول‬ ‫نشر فكرة العلمانية فلم توجد إال لدى بعض‬ ‫من أجل التغيير االجتماعي والديمقراطية في‬ ‫ال التحرر‪ .‬والمحاولة الوحيدة لقراءة اإلسالم في‬
‫الكبرى بقيادة الواليات المتحدة لهذا “الحل”‬ ‫األوساط المثقفة المعارضة‪ ،‬ولم يكن لها تأثير‬ ‫مأزق‪ .‬ولذلك فالتشابه المزعوم بين األحزاب‬ ‫إتجاه التحرر كانت تلك الخاصة بالمفكر اإلسالمي‬
‫للمشكلة‪ ،‬في فرض النظام الليبرالي للعولمة الذي‬ ‫يذكر على الدولة‪ ،‬بل إن الدولة قد تراجعت في‬ ‫اإلسالمية ‪-‬راديكالية كانت أم معتدلة حيث إنها‬ ‫السوداني‪ ،‬محمود طه‪ .‬ولم تحاول أية حركة‬
‫يعمل لمصلحة رأس المال المسيطر‪.‬‬ ‫بعض األحيان في هذا المجال‪ ،‬خدمة لمشروعها‬ ‫جميع ًا تلتزم بمعاداة الحداثة بحجة خصوصية‬ ‫إسالمية‪“ ،‬الراديكالية وال “معتدلة”‪ ،‬أن تتبنى‬
‫الوطني‪ ،‬كما حدث من تطور مزعج حتى في عهد‬ ‫اإلسالم‪ -‬واألحزاب الديمقراطية المسيحية في‬ ‫أفكار محمود طه الذي أعدمه نظام نميري في‬
‫‪ – 6‬ال يتعارض خطاب رأس المال الليبرالي‬ ‫جمال عبدالناصر نفسه بالنسبة لموقف الوفد‬ ‫أوربا ليس صحيح ًا بالمرة‪ ،‬رغم ًا عن أن وسائل‬ ‫السودان بتهمة الردة‪ .‬كذلك لم يدافع عنه أي‬
‫للعولمة مع خطاب اإلسالم السياسي‪ ،‬بل هما في‬ ‫بعد ثورة عام ‪ .1919‬ولعل التفسير الواضح‬ ‫االتصال والديبلوماسية األمريكية تشير إليه كثيراً‬ ‫من المثقفين الذين ينادون بالنهضة اإلسالمية”‬
‫الواقع يكمل أحدهما اآلخر تماماً‪ .‬فاإليديولوجية‬ ‫لهذا التراجع هو أن األنظمةالمعنية‪ ،‬إذ رفضت‬ ‫إلضفاء الشرعية على تأييدها المرتقب لألنظمة‬ ‫أو الذين يعبرون عن الرغبة في التحاور مع هذه‬
‫“الجماعية” على الطريقة األمريكية‪ ،‬التي يجري‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬فضلت عليها تجانس “المجتمع”‪،‬‬ ‫” اإلسالمية” في المستقبل‪ .‬فالديمقراطية‬ ‫الحركات‪ .‬والمبشرون “بالنهضة اإلسالمية” ال‬
‫الترويج لها حالياً‪ ،‬تعمل على إخفاء الوعي والصراع‬ ‫األمر الذي تظهر خطورته حتى بالنسبة لتراجع‬ ‫المسيحية قائمة في نطاق الحداثة‪ ،‬وهي تقبل‬ ‫يهتمون بإمور الالهوت‪ ،‬وكل ما يبدون إهتمامهم‬
‫االجتماعي لتحل محلهما “توافقات” جماعية‬ ‫الديمقراطية في الغرب المعاصر ذاته‪ .‬ويهدف‬ ‫الفكرة األساسية للديمقراطية الخالقة‪ ،‬وكذا‬ ‫به من اإلسالم هو الشكل اإلجتماعي والتقليدي‬
‫مزعومة تتجاهل هذا الصراع‪ .‬واستراتيجية‬ ‫اإلسالم السياسي الى إقامة أنظمة دينية رجعية‬ ‫جوهر فكرة العلمانية‪.‬‬ ‫للدين‪ ،‬الذي ال يخرج عن الممارسات الدقيقة‬
‫سيطرة رأس المال تستخدم هذه اإليديولوجية‬ ‫صريحة‪ ،‬مرتبطة بسلطات من طراز “المماليك”‪،‬‬ ‫والشكلية للشعائر‪ .‬واإلسالم كما يتحدثون عنه‬
‫ألنها تنقل الصراع من مجال التناقضات‬ ‫أي سلطة تلك الطبقة العسكرية الحاكمة قبل‬ ‫أما اإلسالم السياسي فيرفض فكرة الحداثة‪،‬‬ ‫يعبر عن “جماعة ينتمي إليها اإلنسان باإلرث كما‬
‫االجتماعية الحقيقية الى العالم الخيالي‪ ،‬الذي‬ ‫قرنين من الزمان‪ .‬ومن يراقب عن كثب األنظمة‬ ‫وهو يعلن ذلك حتى وإن كان ال يستطيع فهم‬ ‫لو كانت جماعة”‪ ،‬عرقية” وليس إعتقاداً شخصي ًا‬
‫يوصف بأنه ثقافي مطلق عابر للتاريخ‪ .‬واإلسالم‬ ‫المتدهورة التالية لمرحلة الفورة الوطنية‪،‬‬ ‫مغزاها‪ .‬وعلى ذلك فاإلسالم المقترح ال يمكن‬ ‫يختاره المرء أو ال يختاره‪ ،‬يؤمن به أو ال يؤمن‪.‬‬
‫السياسي هو بالدقة ظاهرة “جماعية”‪.‬‬ ‫والتي تضع نفسها فوق أي قانون “بإدعاء أنها ال‬ ‫وصفه بالحداثة‪ ،‬والحجج التي يقدمها المنادون ”‬ ‫فاألمر ال يتجاوز تأكيد “هوية “جماعية”‪ ،‬ولهذا‬
‫تعترف إال بالشريعة”‪ .‬وتستولي على كل مكاسب‬ ‫بالحوار” إلثبات ذلك مبتذلة ألقصى درجة‪ ،‬وتبدأ‬ ‫السبب ينطبق تعبير اإلسالم السياسي على هذه‬
‫صفحة‬

‫‪9‬‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬

‫مشاهدات من زيارة رئيس احلركة اىل االراضي احملرره‬


‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪10‬‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪11‬‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪12‬‬
‫صفحة‬

‫‪13‬‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪14‬‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪15‬‬
‫صفحة‬
‫العدد‪)19( :‬‬
‫مدارات جديدة صوت الحركة والهامش وقوى السودان الجديد تصدر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال‬
‫التاريخ‪ :‬االثنين الموافق ‪ 20‬يناير ‪2020‬‬ ‫‪16‬‬

You might also like