Professional Documents
Culture Documents
تمت إجازة هذا المنفستو بواسطة المؤتمر القيادي للحركة الشعبية لتحرير
السودان – شمال ،والذي إنعقد في الفترة من 16أكتوبر إلى 13نوفمبر 2019م
تحت شعار:
نهدي هذا الجهد لشهداء الثورة السودانية جميعهم وعلى رأسهم رائد
التأهيل النظري والعملي في قضايا رؤية السودان الجديد المفكر الثوري
والقائد الوطني الكبير الشهيد الدكتور جون قرنق دي مابيور أتيم
i
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
المحتويات
.1المقدمة1 ............................................................................
iii
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
.1المقدمة
أكدت ثورة ديسمبر 2018المجيدة مجددا أن رؤية السودان الجديد ال تزال حية وحلم
من أحالم الجماهير لبناء وطن جديد ،وقد ردت ثورة ديسمبر اإلعتبار للعمل السلمي
الجماهيري ولرؤية السودان الجديد .وقد أدركت حركتنا منذ البداية أهمية ثورة ديسمبر
والهزيمة الماحقة التي أنزلتها بفاشية اإلسالم السياسي ،وشاركت الحركة الشعبية لتحرير
السودان – شمال بفاعلية مع اآلخرين في تأسيس تحالف قوى الحرية والتغيير ،وتعمل
على تطوير الثورة واستكمالها .ومع إدراكها التام لمؤامرات الثورة المضادة التي تحيط بها
وخطر دولة التمكين ،فإن الحركة على ثقة تامة بأن إرادة الجماهير ال غالب لها ،وأنه مهما
حدث من تراجع فهو مؤقت وأن الثورة بالغة أهدافها.
رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال "رؤية السودان الجديد" هي رؤية لتأسيس
دولة علمانية ديمقراطية قائمة على المواطنة بال تمييز والحرية والسالم والعدالة
في وطن يسع الجميع .وترتكز على تحليل عميق وموضوعي للجذور التاريخية لألزمة
السودانية ،وشكلت أساس ًا لبناء حركة تحرر وطني ديمقراطي تنهض ببالدنا ،وتوفر
إطارا جديدا للبناء الوطنى والتشكل القومى وبناء الدولة ،وتحقيق الوحدة فى التنوع
والقبول باآلخر مع أخذ الوقائع التاريخية والمعاصرة فى الحسبان .وأن تكون المواطنة
والمساواة فى الحقوق والواجبات الدستورية أساس الرفقة الوطنية المشتركة .ويحوي
هذا المنفستو رؤية ومبادئ الحركة الكلية وأهدافها ووسائل تحقيقها .وقد تم تفصيل
هذه الرؤية والمبادئ واألهداف في برنامج الحركة التفصيلي للحكم والسياسات البديلة
المضمن في وثيقة؛ "نحو عقد اجتماعي ،سياسي ،اقتصادي وثقافي جديد".
رؤية السودان الجديد ليست ،بأي حال من األحوال ،عقيدة أو أيديولوجية جامدة للحركة
الشعبية ،وإنما رؤية علمية استندت إلى تحليل موضوعي ألوضاع السودان .وقد اثبتت
األحداث والتطورات الالحقة منذ صدور منفستو الحركة األول في 1983صدقها وجعلتها
أيضا أكثر ثرا ًء ودقة .وقد وفرت رؤية السودان الجديد الوقود الفكري للحركة الشعبية
والجيش الشعبي في نضالهما ضد حكومات المركز منذ ،1983كما استرشدت الحركة
بالرؤية في إقامة تحالفاتها مع القوى السياسية واالجتماعية السودانية وفى تأسيس
عالقاتها الخارجية .ووفرت أيضا األدوات الصحيحة للتحليل مما ممكن الحركة من النجاح
في تشخيص الوضع السياسي الداخلي بتعقيداته اإلقليمية والدولية .لهذه األسباب ظلت
رؤية السودان الجديد مصدر اإللهام والتأييد الشعبي المتزايد الذي كسبته الحركة في كل
أنحاء السودان ،حيث ترى قطاعات واسعة من السودانيين في الحركة الشعبية القوة
السياسية التي تمتلك رؤية واضحة .إذن ،رؤية السودان الجديد هي التي تميز الحركة
الشعبية لتحرير السودان -شمال عن اآلخرين ،وهي مصدر قوتها الرئيسية قبل سالحها
وعالمتها المسجلة.
1
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
تتلخص المشكلة السودانية في فشل المشروع الوطني القديم الذي تبنته الحكومات
المتعاقبة منذ االستقالل في يناير ،1956وهو مشروع أحادي وإقصائي حصر البناء الوطني
السوداني في محددي العروبة واإلسالم ،وعمل على التخلص من المحددات األخرى بوسائل
ناعمة وعنيفة بلغت قمتها في فصل الجنوب واإلبادة الجماعية وجرائم الحرب في أجزاء
واسعة من السودان.
والمشكلة السودانية مشكلة مركبة األسباب وال يجب تبسيطها في إطار بعد واحد من
أبعادها مهما كانت أهمية ذلك البعد ،ويحتاج السودان لمشروع وطني ديمقراطي شامل
للبناء الوطني والتشكل القومي على أساس حقائق الواقع والتنوع التاريخي والمعاصر
لبالدنا ،مع عدم إغفال العدالة االجتماعية وإزالة كافة أشكال االستغالل االقتصادي
واالجتماعي والتمييز على أساس النوع ،وبناء هوية سودانية على أساس "السودانوية"
التي تحتفي بمجموع هويات السودانيين وتنصفهم جميعا دون تمييز .إن مشروع
السودان الجديد هو الخيار األمثل األكثر جاذبية ومصداقية للخروج من أزمة البناء الوطني
الممتدة.
إن الفشل المتواصل للحكومات في السودان هو نتاج لعدة أسباب مترابطة ،كما هو متفق
عليه بشكل عام ،وقد أدت التفاعالت فيما بينها إلى عرقلة عملية البناء الوطني وبناء
الدولة .هذه األسباب تتلخص ،من بين أسباب أخرى ،في اآلتي( :أ) فشل النخبة السياسية
في تطوير مشروع للبناء الوطني قائم على القيم والتجارب المشتركة التي يمكن أن
تتحد على أساسها المجتمعات السودانية المتنوعة؛ (ب) غياب برنامج يحقق النهوض
االقتصادي والتنمية المستدامة والعدالة االجتماعية منحاز للفقراء والمهمشين؛ (ج)
الفشل في إدارة التنوع والتعدد الثر الذي تنعم به البالد من ناحية التاريخ والثقافات
والجغرافيا ،والتمييز على أساس النوع؛ (د) الفشل في طرح ،واإلجابة على األسئلة
الرئيسية حول طبيعة الدولة ونظام الحكم.
نتجت عن تضافر هذه العوامل المتعددة للفشل سيطرة األنظمة الدكتاتورية العسكرية
خالل معظم سنوات الحكم الوطني وكذلك ثالث حكومات ديمقراطية ضعيفة وفاقدة
بالتنوع .لم يبدأ فشل
ِ للقدرة على إدارة التحديات العديدة التي واجهت بلداً يتميز
المشروع الوطني بنظام اإلسالم السياسي ولكنه بلغ قمته في ظل ذلك النظام.
السودان الحالي هو محصلة لعملية تاريخية طويلة ومعقدة ،وقد تعرض لعملية
متواصلة من التغيير والتحول عبر التاريخ ،فهو جزء ال يتجزأ من عمق حضارات وادي
2
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
النيل القديمة ،بل هو "أفريقيا المصغرة" إذ تتجسد فيه السمات الرئيسية لتنوع القارة
األفريقية ،ونجاح مشروعه الوطني سيكون نموذجا ألفريقيا واإلنسانية.
من مخلفات الماضي التي لعبت ،من بين أشياء وعوامل أخرى ،دورا رئيسيا وخطيرا في
تشكيل جذور أزمة البناء الوطني حمالت االسترقاق المكثفة في فترة الحكم التركي المصري
ضد سكان مناطق بعينها ،ومساهمة بعض الوطنيين السودانيين كوكالء محليين في
هذه الحمالت .ومع االقرار بأن الرق ظاهرة موجودة منذ عهد الفراعنة والممالك النوبية
القديمة وكذلك في سلطنتي الفونج والفور وفي الجنوب وكل المجتمعات التقليدية ،إال
انه كان يمارس في نطاق تقليدي محدود .التطور النوعي الذي حدث في فترة االستعمار
التركي المصري هو ان ظاهرة الرق تحولت إلى ممارسة منهجية واسعة النطاق كصناعة
وتجارة تدر الدخل .وتحولت كذلك الى ممارسة مؤسسية بمعنى أنها مرتبطة بسياسة
الدولة ومؤسساتها الرسمية كأحد األهداف الرئيسية لغزو السودان (جلب العبيد
والذهب) .أدى هذا االنتشار الواسع في ممارسة االسترقاق ومشاركة سودانيين فيه إلى
بذر أخطر بذور االنقسام والغبن في المجتمع السوداني ،وما تزال تركة الرق تلعب دورا
في إعاقة عملية البناء الوطني وفي تغذية النزعات العنصرية ومظاهر االستعالء اإلثني،
وتعود إليها جذور بعض التفاوتات الطبقية الموجودة اليوم في المجتمع.
وال يمكن مواجهة ظاهرة العنصرية الموجودة في السودان وتحقيق التصالح الوطني دون
العودة إلى التاريخ وفتح الملفات المسكوت عنها .فال يمكن تحقيق مصالحة وطنية
حقيقة إال عبر القراءة الموضوعية لتاريخ السودان وإعادة كتابته ،خاصة فترة تجارة
الرق والجراحات العميقة التى خلفتها فى قضايا البناء الوطني ووحدة السودانيين
ونظرتهم لبعضهم البعض .كما ساهمت هذا اإلرث في تقسيم قوى التغيير وتعطيل
عملية توحيدها فى معركتها لبناء مجتمع جديد معافى .إن دراسة تلك الفترة والكشف
عما جرى فيها واإلدانة الواضحة واإلنتقاد الشفاف لتلك الممارسات التي حفلت بها
ومخلفاتها الالحقة ومكافحة العنصرية الحالية التى تمخضت عنها ،هي واجبات يجب
القيام بها من أجل مستقبل التعايش بين السودانيين .ولن يتم كل ذلك إال من خالل
تبني مشروع وطني لبناء سودان جديد يعترف بالتنوع اإلثني والثقافي والديني وحقوق
المواطنة المتساوية ،وتحويلها من كارثة إلى منفعة وذلك بتبنى الدولة لسياسات واضحة
لمكافحة مختلف أشكال العنصرية والتمييز من خالل مناهج التربية والتعليم واالعالم
وبناء ثقافة مجتمعية متكاملة تحترم الكرامة اإلنسانية وتعلي من قيم المساواة بين
البشر دون تمييز ،وإصدار التشريعات الصارمة لمكافحتها .علينا أن نواجه ماضينا بجرأة
لنصنع ما هو أفضل بمستقبلنا ،فتأريخ السودان يحتاج إلى إعادة قراءة وكتابة مبنية
3
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
على الحقائق تعترف بمساهمات كافة الشعوب السودانية وكافة األخطاء والجرائم
التاريخية .فالتاريخ وتجارب بناء األمم تعلمنا بأن الهويات المتصارعة التي أنتجت العنف
واالنقسام يمكن أن تصبح هويات متحدة ومتآلفة اذا ما تمت إعادة تعريف وإعادة بناء
الدولة بطريقة تجعلها تعبر عن كل مكونات المجتمع.
2.2السودان القديم
3.2اإلضــطهــاد القــومي
4.2االستغالل الطبقي
ان محاربة االستغالل االقتصادي االجتماعي وإلغاء كافة أشكاله تمثل الوجه اآلخر والهام
لعملية التحرر الوطني .ويظل الهدف النهائي لمشروع السودان الجديد هو إلغاء كافة
اشكال االستغالل بما في ذلك القائم على أساس النوع .إن الربط بين قضايا العدالة
االجتماعية واالضطهاد القومي يشكل حجر الزاوية في بناء مجتمع جديد ،وتحتاج هذه
القضية إلى عمل جاد وإهتمام كافي .يجب أال تترك القوي المهمشة أسيرة لقضايا
االضطهاد القومي وإشكاليات الهوية دون ان يتم ربط ذلك بقضايا العدالة االجتماعية.
ولكن يجب النأي في ذات الوقت عن المنظورات التي تعتبر التاريخ مجرد مسار اقتصادي
صرف ،وتسقط من االعتبار العناصر الثقافية واالجتماعية والتاريخية ودورها .وينبغي
تطوير منظور متكامل يضع النضال ضد العنصرية والعبودية ومساواة النوع مع النضال
ضد االستغالل الطبقي والتهميش االقتصادي ضمن موقف متكامل من أجل بناء مجتمع
جديد.
6
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
5.2االضطهاد الديني
توجد صلة وثيقة بين االضطهاد الديني واالضطهاد القومي في تجربتنا التاريخية في
السودان وال سيما في ظل نظام اإلسالم السياسي بل ان االضطهاد الديني يمثل أحد
أوجه االضطهاد القومي ،وقد استخدمت قضية الدستور اإلسالمي للتغطية علي قضايا
االضطهاد القومي واالستغالل االقتصادي في محاولة إنتهت بتكوين (ابارتيد) مزدوج
عنصري وديني تجلت أقوي أشكاله في فاشية اإلسالم السياسي .عمل النظام الفاشي على
أسلمة المجتمع وفرض تصوراته األيديولوجية على المجتمع.
تسعى الحركة الشعبية لفصل كامل بين الدين والدولة وبناء دولة مواطنة بال تمييز ال
يستخدم فيها الدين من اجل مكاسب دنيوية .وذلك مع كفالة الحريات الدينية المتمثلة
في حرية اإلعتقاد وأداء الشعائر الدينية ،دون تمييز ،واحترام األديان وكريم المعتقدات
في الدستور .تحترم الحركة الشعبية األديان والقيم الخيرة التي تحتويها والتي تحض على
عمل الخير ومكارم األخالق.
ظلت المرأة "األكثر تهميشا وسط المهمشين" (الدكتور جون قرنق) وتجاوزت معاناتها
حد الوصف ،وتعاني التمييز وعدم المساواة بالرجل في ممارسة حقوقها السياسية
واالقتصادية واالجتماعية والثقافية .وتتعرض النساء إلى اضطهاد "ثالثي" من ناحية
اإلثنية والوضع االقتصادي-االجتماعي والنوع .فالهيمنة األبوية مغروسة في العالقات
االقتصادية واالجتماعية والدينية والثقافية واألسرية في كل المجتمعات السودانية.
تناضل الحركة الشعبية من أجل تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات وعدم التمييز
ضد النساء ،وإلى إزالة كافة القوانين القمعية التي تصادر حرية المرأة وتلك التي تميز
ضد النساء ،مع تبني سياسة التمييز االيجابي لصالح النساء.
7
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
.3الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان :النشأة والتطور
1.3يوم 16مايو 1983هو تاريخ ميالد الجيش الشعبي لتحرير السودان على إثر تمرد
الكتيبتين 104و 105في جنوب السودان .والواقع أن ميالد الحركة قد سبق إعداد البرنامج
السياسي واألهداف ،والتي تم تطويرها الحقا ،وكان لذلك أثر كبير في تطور الحركة فيما
بعد ،وهناك عدة أسباب قادت إلى تمرد الكتيبتين المذكورتين (راجع منفستو.)1983
وتبع انطالق الكفاح المسلح للجيش الشعبي تطوير األجندة السياسية للحركة الشعبية
وهيكلتها بشكل تنظيمي ،كما تم توجيه الدعوة لكل السودانيين لالنضمام إلى الحركة.
كان الزعيم المؤسس للحركة الشهيد الدكتور جون قرنق دي مابيور على دراية كاملة
بهذه الخلفية المعقدة لتكوين الحركة الشعبية والجيش الشعبي ،واألهم من ذلك عمل
مؤسس الحركة على خلق وحدة فكرية بين جميع مقاتلي الجيش الشعبي على أساس
رؤية السودان الجديد.
2.3جاء تكوين الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في عام 1983كمواصلة
لكل النضاالت الماضية للشعب السوداني ،قبل وأثناء وبعد الحكم االستعماري للبالد،
وكترجمة للسخط السياسي الطويل الناتج عن تناقضات اتفاقية أديس أبابا 1972
والمظالم التاريخية الممتدة وتحويله إلى نضال مسلح .فميالد وتكوين الحركة الشعبية
والجيش الشعبي في 16مايو 1983لم يكن حدثا معزوال بل هو إمتداد لنضاالت الشعب
السوداني وقوى الهامش ومواصلة لها.
3.3لم تنشأ الحركة الشعبية في األصل كحركة جماهيرية واعتمدت في حلقاتها األولى
على القوميين الجنوبيين من حركة األنانيا األولى والثانية .وكاد انقسام القوميين
الجنوبيين فى أغسطس 1991أن يقضى على الحركة وهى تخوض مواجهة عسكرية
شرسة ضد فاشية اإلسالم السياسي في الخرطوم ،وطالبوا بحق تقرير المصير .وألنهم
كانوا يشكلون قوة ضخمة داخل الحركة ،حاول القائد جون قرنق أن يوائم بين االحتفاظ
بالقوميين الجنوبيين ،وتكييف رؤية السودان الجديد مع األوضاع الجديدة دون أن يتخلى
عن دعوته لوحدة السودان ،وأصبح لذلك يتحدث عن األسس الجديدة للوحدة ،وبناء
سودان ديمقراطي علماني موحد وجديد على أساس القبول بحق تقرير المصير .وكانت
تلك هي المرة األولى ،وبعد تسع سنوات من تأسيس الحركة ،التي تبنت فيها هدفين
مزدوجين هما وحدة السودان والمطالبة بحق تقرير المصير لجنوب السودان .وكان لهذه
االزدواجية أثر سلبي كبير على وضوح رؤية الحركة وعلى أوضاعها الداخلية.
8
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
4.3جاء حشد الساحة الخضراء ليشكل محطة جديدة ونقلة نوعية للحركة ونضالها من
حروب الريف إلى جماهير المدن التى تنتمي الى كل أنحاء السودان .وكان بإستطاعة هذا
التحالف بين فقراء المدن والريف والمثقفين الثوريين أن يشكل األساس لبناء حركة
ديمقراطية تقدمية على نسق جديد .وال يزال بناء هذه الكتلة التاريخية الضرورية
الحداث التغيير السياسي واالجتماعي الجذري هدف ًا ينتظر التحقيق.
9
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
رؤية السودان الجديد هي رؤية لبناء دولة المواطنة السودانية المتساوية القائمة على
تساوي المواطنين (ات) في الحقوق والواجبات الدستورية ،بغض النظر عن الجنس أو
اإلثنية أو الدين أو الثقافة أو الطبقة اإلجتماعية ،والتي تستوعب التنوع المتعدد الذي
يتميز به المجتمع السوداني ،وتكفل الحريات العامة وحقوق اإلنسان ،وتطرح برنامج ًا
للنهوض االقتصادي والتنمية المستدامة وتحقيق العدالة االجتماعية والمساواة في
الفرص ،وإزالة كافة أشكال االستغالل والتهميش االقتصادي واالجتماعي.
تعتبر المراجعة النقدية لرؤية وبرنامج وتنظيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال
ولتجربتها السياسية المدخل الطبيعي والضروري لعملية إعادة تأسيس الحركة على
أسس جديدة ومتطورة وأكثر قدرة على استيعاب ومخاطبة المتغيرات والحقائق الجديدة
والتحديات المتعددة ،والتقدم بثبات نحو المستقبل .وتزداد أهمية هذه المراجعات في
ظل ظروف األزمة الوطنية الشاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا التي أدخل
فيها نظام اإلسالم السياسي البالد ،وواقع الفشل السياسي المتطاول وغياب مشروع
ذي مصداقية وجدية للبناء الوطني وبناء الدولة في مرحلة ما بعد االستعمار ،والنتائج
الخطيرة التي ترتبت عنهما .والتجديد تفرضه أيضا الحقائق الجديدة والمتغيرات الكثيرة
داخليا وخارجيا ،والتحديات الكبيرة التي تواجه بالدنا ،ومهام التحول السياسي وآفاق
االنتقال نحو الديمقراطية وبناء دولة المواطنة بال تمييز التي فتحتها ثورة ديسمبر 2018
المجيدة ،رغم المصاعب والتحديات التي تحيط بها.
فتحت قيادة الحركة الشعبية نقاشا داخليا واسعا ،ساهمت فيه غالبية عضوية الحركة
في الداخل والخارج وفي كل مستويات التنظيم ،حول قضايا تجديد الرؤية والبرنامج
والتنظيم .وانطلقت هذه المناقشة العامة عقب االنقالب الداخلي الذي نتج عنه
تقسيم الحركة في ،2017وقد أثبتت بالفعل أنه يمكن تحويل األزمة إلى منفعة وفرصة
للتجديد الفكري والسياسي والتنظيمي .افتتحت قيادة الحركة هذه المناقشة العامة
من خالل طرح ورقة رئيس الحركة القائد مالك عقار المعنونة "تجسير وربط الماضي
بالحاضر إطالق عملية تجديد وإعادة بناء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير
السودان – شمال" ،وورقة نائب رئيس الحركة القائد ياسر عرمان المعنونة "نحو ميالد
10
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
ثانٍ لرؤية السودان الجديد؛ قضايا التحرر الوطني في عالم اليوم ".وشكلت الورقتان إطارا
إطالق عملية تجديدٍ فكري ِ عاما ومقدمة افتتاحية لهذه المناقشات والتي هدفت إلى
وسياسي وتنظيمي جذرية وشاملة للحركة .وقد أشرفت على هذه الحوارات والمناقشات
وتولت إدارتها لجنة المناقشة العامة التي شكلتها قيادة الحركة لهذا الغرض في ،2017
وقامت اللجنة بتلخيص نتائج المناقشة العامة واألفكار التي تضمنتها الوثيقتان في
ورقة موحدة حول تجديد الرؤية والبرنامج قدمت للمؤتمر القيادي للحركة الذي انعقد في
أكتوبر/نوفمبر .2019
لقد عملت الحركة الشعبية على تجديد رؤيتها للسودان الجديد وأهدافها ،من خالل
تبني المناهج والمقاربات المالئمة لمواجهة مختلف جوانب أزمات السودان؛ سواء فيما
يتعلق بنظام الحكم ،طبيعة الدولة ،االقتصاد والتطور المتكافئ ،التعليم والمناهج،
قضايا األرض ،الثقافة وبناء الهوية ،قسمة السلطة ،قسمة الثروة ،العالقة بين الدين
والسياسة ،اللغات ،وسيادة حكم القانون ووثيقة الحقوق ،قطاع األمن ووكاالت تنفيذ
القانون ،السياسة الخارجية وغيرها .هذه القضايا التي تمثل األسباب الجذرية لمشاكل
السودان التاريخية ،كانت و ماتزال تشكل مركز رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان –
خطاب سياسي حديث ومنفتح يستوعب ويخاطب ٍ شمال وتفكيرها .والهدف هو تطوير
المتغيرات الكثيرة داخليا وخارجيا ،وتحديات مرحلة االنتقال نحو الديمقراطية والعمل
السياسي السلمي وتحقيق السالم العادل والمستدام ،ويستفيد من التطور العلمي
الهائل ،وينفتح على الحقائق الجديدة في عالم اليوم ،وعلى مختلف التجارب السياسية
بشكل فاعل لألسئلة ٍ المعاصرة في الداخل والخارج ،بما يمكنه من اإلحاطة واالستجابة
المطروحة اليوم ومخاطبة قضايا المرحلة وتحدياتها وطني ًا وإقليمي ًا ودولياً .وكذلك بنا ُء
تنظيم حزبي ديمقراطي ومؤسسي حديث يمتاز بالقوة والفعالية والقدرة على تحقيق
أهداف الحركة ،ويتسع للرأي والرأي اآلخر وحرية التعبير ويضمن مبدأ التداول السلمي
الديمقراطي للمواقع الحزبية.
لقد اختار اإلسالم السياسي بلداً يتميز بالتنوع الثقافي والديني التاريخي والمعاصر
كالسودان ليكون حقال ألول تجاربه الرامية إلنشاء دولة دينية في نهايات القرن العشرين.
وألن مشروع اإلسالم السياسي ال يعترف أصال بالدولة الوطنية ويتبنى رؤية مضادة
لها قائمة على مفهوم األمة اإلسالمية ،عمل على تفكيك مؤسسات الدولة المدنية
والعسكرية وإعادة بنائها على أساس حزبي ،عمال بسياسة "التمكين اإلسالمي ".وفي
إطار الشق االقتصادي-االجتماعي لسياسة التمكين ،سيطر أيضا على اقتصاد البالد
بشكل شبه كامل وذلك من خالل سياسات التهميش والتمييز المنهجيين ضد الغالبية
الساحقة من المواطنين على أسس سياسية ودينية وثقافية وحرمانهم من التمتع
بحقوق المواطنة المتساوية وإفقارهم بشكل منظم ،والفساد المنهجي والمؤسسي؛
11
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
فالتهميش والتمييز هما الوجه اآلخر لسياسة التمكين واالمتيازات .كذلك عمل نظام
اإلسالم السياسي على إعادة صياغة الثقافة والمؤسسات االجتماعية وسلوك األفراد
بما ينسجم مع تصوراتهم االيديولوجية ألسلمة المجتمع ،مما أدى إلى انهيار االقتصاد
الوطني والمعدالت غير المسبوقة للفقر والعطالة وتمزيق النسيج االجتماعي وانتشار
اإلرهاب والتطرف وعزلة السودان دولي ًا وإقليمي ًا .يمثل انفصال جنوب السودان وارتكاب
اإلبادة الجماعية أكبر حدثين في تاريخ السودان الحديث ،ويكفيان لوحدهما العادة النظر
في كامل المشروع الوطني.
تحتاج رؤية السودان الجديد ألن تتجدد بالشكل الذي يمكنها من االحاطة بكل هذه
الحقائق والمتغيرات والتحديات .ولقد فتحت ثورة ديسمبر 2018المجيدة آفاق ًا جديدة
للتحول الديمقراطي والبناء الوطني ،مثلما فتحت افاق ًا واسعة للتجديد واإلصالح السياسي
والبرامجي لألحزاب والعتماد برامج للسياسات البديلة تهدف إلى إنهاء معاناة شعبنا،
وتضع القواعد لتأسيس نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي جديد يحقق السالم
ويكفل حقوق المواطنة بال تمييز ويحقق النهوض االقتصادي والتنمية المستدامة
والديمقراطية والحكم الرشيد.
3.4تفصيل الرؤية
إن وحدة السودان شعب ًا وأرض ًا تستدعي خلق رابطة سياسية ،واقتصادية ،واجتماعية
وثقافية جديدة ينتسب لها جميع السودانيين كمواطنين متساويين في الحقوق
والواجبات .بهذا وحده يتم القضاء على كل الظواهر المدمرة في السودان الحالي والمتمثلة
في التهميش ،العنصرية ،القبلية ،التعصب الديني ،وقصر النظر التاريخي .في سبيل
تحقيق هذه الغاية أمامنا خياران ال ثالث لهما :إما أن نمضي في السياسات القائمة على
تذويب الهويات الثقافية المختلفة قسرا مما يقود إلى تشظي البالد إلى عدة دويالت
مستقلة ،أو أن نتفق على إقامة دولة المواطنة المدنية الديمقراطية الالمركزية ككيان
اجتماعي -سياسي ننتمي إليه جميعا ،وندين له بالوالء الكامل بغض النظر عن اإلثنية
أو الدين أو الثقافة أو اللغة .فقط في مثل هذا السودان ،يرى كل مواطن نفسه ،وتتوفر
الفرص المتساوية لكل السودانيين والسودانيات لتحقيق ذواتهم وذواتهن ،ويفاخر كل
مواطن بإنتسابه لذلك الوطن الواحد.
12
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
إن المطالبة بحق تقرير المصير ،والذي لم تطالب به الحركة الشعبية إال في العام ،1991
ليست من المبادئ األساسية لرؤية السودان الجديد .وهذا ببساطة ما يفسر عدم ظهورها
في أدبيات الحركة إال بعد 9سنوات من تأسيسها .قبل د .جون قرنق تضمين المطالبة
بتقرير المصير لجنوب السودان تحت ضغط انقالب القوميين الجنوبيين الذين تحالفوا
الحق ًا مع نظام اإلسالم السياسي الفاشي في الخرطوم .وقد كان قرنق يدرك أهمية
القوميين الجنوبيين الذين كانوا يشكلون قو ًة ضخمة في صفوف الحركة ومقاتليها لذلك
حاول أن يوائم بين االحتفاظ بالقوميين الجنوبيين ،وتكييف رؤية السودان الجديد مع
األوضاع الجديدة ،دون أن يترك دعوته لوحدة السودان ،وأصبح لذلك يتحدث عن األسسِ
الجديدة لها ،وبناء سودان ديمقراطي علماني موحد وجديد على أساس القبول بحق
تقريرالمصير ،والحق ًا تحدث عن الوحدة الجاذبة .وكان لهذه االزدواجية الناتجة عن طرح
هدفين مزدوجين ،وليس هدف ًا واحداً ،األثر السلبي العميق على الحركة وعلى السودان.
لقد فتحت الحركة الشعبية نقاش ًا عام ًا انتظم كل قطاعات الحركة في الداخل والخارج
حول قضايا تجديد الرؤية والبرنامج والتنظيم ،وقد أكدت نتائج المناقشة العامة وكذلك
المؤتمر القيادي في أكتوبر/نوفمبر ،2019باجماع كامل على رؤية السودان الجديد
وااللتزام بوحدة السودان على أسس جديدة ،وأن حق تقرير المصير لن يؤدي إلى تحقيق
السالم واالستقرار والعدالة في المنطقتين ،وأن تكوين المنطقتين والتنوع الذي تحفالن
به مماثل وصنو للتنوع والتعدد السوداني ،وإن البرنامج الذي يستطيع أن يوحد سكان
المنطقتين هو نفسه الذي يمكن أن يوحد السودان؛ أال وهو مشروع السودان الجديد ،ولذا
اختارت الحركة التمسك بوحدة السودان وبمشروع السودان الجديد الذي تكمن أهميته
في قدرته على تحقيق الوحدة في التنوع.
تحتاج الحركة بعد عقود من الممارسة والتعامل مع واقع الحياة السياسية المعقد أن
تستخلص نتائج هذه الممارسة وتلخصها بصورة تثري رؤيتها في التعامل مع الوقائع
الجديدة .وفي ذلك هناك حوجة التباع وابتداع منظور تكاملي في تشخيص الواقع
السوداني .وقد توصلت الحركة منذ البداية إلى أن ما يسمى "بمشكلة الجنوب" ما هو إال
مشكلة مركز السلطة في الخرطوم ،وهي تتجلى اآلن فيما يسمى بمشكلة المنطقتين
ودارفور وشرق السودان وغيرها من مناطق السودان .وهي نتاج طبيعي للخلل الهيكلي
في بنية الدولة السودانية والسياسات المتبعة من قبل مركز السلطة في الخرطوم منذ
االستقالل ،وال يمكن لذلك معالجتها بالتجزئة "والقطاعي" ،إذ ال بد من إعادة هيكلة
شاملة للدولة السودانية لمصلحة جميع السودانيين .هذا على المستوى العملي ،ونظريا
13
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
ال بد من أخذ مشكلة السودان كمشكلة مركبة األبعاد :من اضطهاد قومي وديني واستغالل
طبقي وتهميش اقتصادي وسياسي ،وتمييز على أساس النوع .وعلى الحركة أن تواصل
في تطوير منظور فكري متكامل األبعاد ،دون إغفال ألي من هذه األبعاد المتداخلة.
التهميش ظاهرة مركبة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ،وهو يمثل الوجه
اآلخر لعملة التمكين واالمتيازات .ويتم التهميش من خالل آليات التمييز التي يعتمد
عليها المركز وتعمل على حرمان غالبية المواطنين من التمتع بحقوق المواطنة على
قدم المساواة ،وتمارس التمييز ضدهم على أسس الدين أو اإلثنية أو الثقافة أو الطبقة
أو النوع أو االنتماء السياسي أو غيرها .ويقع على بعض األفراد والمجموعات تهميش
بسبب واحد من هذه األسس ويواجه البعض تميزا مزدوجا أو مضاعفا على أساس أكثر
من واحد من هذه األسباب ،والمثال لذلك التهميش والتمييز المضاعف الذي يمارس ضد
النساء.
إن المركز ليس كتلة صماء ومن الخطأ النظر إليه كذلك .فالمركز يمور بقوى اجتماعية
واقتصادية وثقافية متعددة المشارب على مستوى الحاكمين والمحكومين .فالمحكومون
ينتمون إلى قوى اجتماعية واقتصادية تعانى بمستويات متفاوتة من تهميش وقهر
المركز .لهذا يضم المركز الجغرافى قوى مهمشة عريضة من فقراء المدن تقاوم سياسات
المركز ويجب التحالف معها لتغييره ،ومن الخطأ المساواة بين المستغِلين والمستغَلين
وعدم التمييز بين حكام المركز وفقرائه الذين ينتمون إلى نفس الرقعة الجغرافية.
ويؤدي عدم الفرز والتمييز بين القوى االجتماعية والسياسية المتباينة فى المركز
إلى الوقوع في أخطاء إستراتيجية وتكتيكية جسيمة ،وإلى الخلط بين أعداء الهامش
وأصدقائه .والمركز هو المستفيد األول من هذا الخلط ويعمل بوسائل متنوعة على
تعميق االنقسامات بين المهمشين والفقراء في الهامش والمركز بغرض منع نشوء
الكتلة التاريخية التي تهدد وجوده.
وبذات القدر ،فإن الهامش ليس كتلة صماء ،وإنما يضم قوى اجتماعية وسياسية
متباينة .فهناك قوى اجتماعية وبيروقراطية إدارية وسياسية في الهامش مصالحها
مرتبطة بالمركز ،وهناك قوى مهمشة تقاتل لمصلحة المركز ضد الهامش نفسه .وكم من
المنتمين للهامش خدموا المركز السياسي والحقوا الضرر بالهامش أكثر من المركز نفسه،
وكم من المتنفذين فى المركز السياسي ينتمون الى الهامش الجغرافي!؟
ستواصل الحركة الشعبية إجالء رؤيتها على المستوى الفكري بعيدا عن (التغبيش) الذي
حاولت بعض المجموعات إلحاقه بها.
14
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
لعب الكفاح المسلح الدور الرئيسى فى ترسيخ ونشر رؤية السودان الجديد ،وقدم اآلالف
من خيرة أبناء وبنات شعبنا أرواحهم تحت رايات الحركة الشعبية .ولم يكن الكفاح المسلح
نزهة أو غاية في ذاته ،ولكنه نتاج صيرورة تأريخية اجتماعية واقتصادية وسياسية
وثقافية معقدة .وكان الوسيلة التى اقتضتها الضرورة التأريخية فى جنوب السودان
وامتدت الى مناطق الهامش األخرى في جنوب كردفان/جبال النوبة ،النيل االزرق ،دارفور،
وشرق السودان .وقد عزز من مشروعية هذه الوسيلة طبيعة أنظمة القمع فى الخرطوم
السيما أكثر تياراتها رجعية وفاشية "الحركة اإلسالمية" التى إستولت على الحكم فى
يونيو .1989
بعد مضى قرابة أربعة عقود من الكفاح المسلح فى ريف السودان ،حان الوقت لمراجعة
التجربة على نحو نقدي صارم دون تهييج العواطف أو تصدير اإلتهام واإلتهام المضاد.
وذلك ألن من مصلحة المهمشين وجميع السودانيين الوصول إلى تقييم رصين لتجربة
الكفاح المسلح فهى تجربة باهظة الثمن والكلفة اإلنسانية .لن يقلل التقييم من
حقيقة أن تجربة الكفاح المسلح لعبت دورا تأريخيا هام ًا وال تزال تمثل أهمية فائقة
فى التصدى ألنظمة القمع.
من الواضح أنه وبعد عقود من حروب الريف تغيرت تركيبة الريف والمدن مع ًا الكثر
من سبب .فمدن اليوم ليست هى مدن عقد الستينات التى كان قلبها ينبض بالطبقة
الوسطى ،فقد تريفت المدن وهى ظاهرة أفريقية وعالمية ال سيما فى بلدان الجنوب
العالمي ،وإنتقل الماليين من سكان الريف للمدن ،خصوص ًا الشباب .وقد تمكنت الحركة
الشعبية القادمة من الريف من توصيل رؤيتها الى سكان المدن والمس خطابها كثير
من أشواقهم .وبرهنت إتفاقية السالم الشامل 2005وتجربتا الساحة الخضراء وانتخابات
2010على ذلك.
وفى الوقت الذى أدى فيه القوميون من المناطق الريفية الذين يبصرون فى حدود
الحاضنات اإلثنية للكفاح المسلح دوراً مميزاً ،فقد ظلوا عاجزين عن رؤية الخيط الرابط
بين نضالي الريف والمدن لتغيير السودان .ولم يعطوا التغيير الذي حدث فى تركيبة
المدن اإلهتمام الذى يستحقه.
لم تتم أيضا دراسة نقاط القوة والضعف فى تجربة الكفاح المسلح الذي جذب قطاعات
جماهيرية عريضة من الريف ،لكن هذه الجماهير عانت من هشاشة التركيبة الداخلية
15
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
وضعف الوعي السياسي ولذلك نجحت الكثير من أآلعيب ودعاية مركز السلطة فى
الخرطوم ضدها .وقد استطاع النظام فى الخرطوم صنع كثير من الحروب الداخلية فى
الهامش والتي اُرتكبت خاللها انتهاكات واسعة لحقوق اإلنسان من نفس الذين يرفعون
شعارات التحرير.
ومن سلبيات العمل العسكري في تجربة الحركة الخاصة ،تميز هيكلها السياسي التنظيمي
بالعسكرة والتراتيبية العسكرية ،مما قلص من مساحة الديمقراطية الداخلية وأدى إلى
مركزة عملية إتخاذ القرار واحتكاره ،وساهم فى خلق مناخ مواتٍ النتشار الفساد الذي بدأ
بالتالعب فى اإلمدادات وعدم توزيعها بعدالة ،وانتقل الى أجهزة اإلدارة والسلطة قبل
وبعد الوصول إلى الحكم .وقد غابت المحاسبة والديمقراطية تحت الفتة المبرر السائد
وسط حركات التحرر الوطني" :ال صوت يعلو فوق صوت المعركة!" وأن التركيز يجب أن
يكون على األعداء الخارجيين ،وقد ترك ذلك أرضا صالحة لنمو الفساد.
يضاف إلى ذلك عدم ثقة قوى الريف فى مناضلي المدن الذين ينضمون إلى نفس
الحركات وعدم مساواة العضوية التي تناضل بوسائل غير الكفاح المسلح فى الحقوق
والواجبات .أدت كل تلك الظواهر وغيرها إلى تجمد الكفاح المسلح فى الريف وانحصاره
فى استخدام الوسائل الخشنة فى غياب تام لوسائل العمل الناعم ،مما أدى الى نتائج
سالبة للكفاح المسلح نفسه ،وساهم فى محاوالت المركز الحتواء نتائجه وبذر بذور الشك
والريبة وسط جمهور المدن تجاه الكفاح المسلح .وقد استخدم المركز التناقضات اإلثنية
والدينية بكفاءة إلظهار الكفاح المسلح كعالمة تجارية تخص إثنيات بعينها ،وال تعني
اآلخرين .بل حاول المركز إثارة الرعب واالنقسام اإلثنى فى صفوف غير المنتمين إلى
الكفاح المسلح .ومن خالل النظر في تجربة الحركة في خوض الكفاح المسلح والعمل
السلمي ،التي إمتدت لعقود من الزمان ،توصلت إلى حقيقة صعوبة كسب معركة الكفاح
المسلح فى بناء مجتمع جديد دون تنظيم جماهير المدن.
إن المصاعب واالشكاليات واألخطاء التي ارتكبتها معظم حركات التحرر الوطني التي اعتمدت
على الكفاح المسلح فى بناء مجتمعات جديدة وديمقراطية وإحداث التنمية المستدامة،
قد زرعت الشك عند المثقفين الثوريين بجدوى الكفاح المسلح نفسه .يضاف إلى ذلك
إن المتغيرات االقليمية والدولية أ ّثرت سلب ًا على الكفاح المسلح فى السودان وفى العالم.
تحتاج الحركة الشعبية أيضا ألن تدرس بعمق األثر السلبي للقبلية كأيدولوجية والفساد
وتأثيرهما على التجربة .وبناء على كل ما سبق من أسباب ،فمن الواضح أن الحركة تعمل
فى مرحلة مختلفة تستدعي مراجعة تجربة الكفاح المسلح ورد االعتبار إلى العمل
السلمي الجماهيري.
أدى التقليل من أهمية العمل السياسي السلمي وسط الجماهير وتغليب العمل العسكري
إلى حرمان الحركة الشعبية من االستفادة من الرصيد الكبير للوسائل الناعمة والعمل
السلمي الجماهيري .وكان باإلمكان دمج وتكامل وسائل العمل المسلح والعمل السلمي
16
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
كجناحي طائر كما حدث فى تجربة المؤتمر الوطني األفريقي وتجربة "شين فين" فى
آيرلندا ،وقيام حركة حقوق مدنية ديمقراطية فى المدن مثل ما حدث فى الواليات
المتحدة األمريكية فى الستينيات من القرن الماضي .هذا األمر جعل من سكان المدن
قوة مهملة ال دور لها إال فى االحتفال بانتصارات المعارك العسكرية للجيش الشعبي،
وأفقد الحركة وسيلة مهمة للتحليق بجناحين فى فضاء السياسة السودانية بصورة أكثر
فاعلية بالنظر للرصيد الضخم الذي تتمتع به وسط سكان المدن.
يجب االعتراف الذي يتبعه العمل بأن وسائل الكفاح السلمي ذات أثر ايجابي في مدى
ديمقراطية مشروع السودان الجديد أكثر من العمل العسكري ،مع تأكيدنا التام ان العنف
الذى أستخدمه مركز السلطة هو الذي ولد العنف المضاد فى الريف ،وإن الكفاح المسلح
كان رداً طبيعي ًا على عنف حكومات الخرطوم وال يمكن مقارنته نوع ًا وكم ًا بعنف حكومات
المركز المعتدية ،وإن جماهير الريف دفعت ثمنا باهظا فى تصديها الباسل لعنف المركز.
وعند األخذ في االعتبار الجغرافيا السياسية (جيوبولتك) للسودان ،وبعد المركز
الجغرافي عن الهامش ،وسياسة فرق تسد التي انتهجتها أنظمة الخرطوم ،ومحدودية
أفق القوميين فى حركات الهامش ،فإن حركات الريف التي تقطع صلتها بنضاالت المدن
وال ترسخ أقدامها في ميادين العمل السياسي المدني والسلمي فيها ،ترهقها حروب الريف
الطويلة والتضحيات الممتدة لعقود ،لذلك تلجأ إلبرام اتفاقات مع نفس حكومات المركز
التي قاتلتها لعقود ،تحافظ على األمر الواقع وعلى النظام القديم وال تؤدي إلى إحداث
التغيير ،أو اختيار االنفصال كما حدث في حالة الجنوب.
إن استخدام القوى الناعمة ومختلف أدوات العمل السياسي السلمي وبناء حركة جماهيرية
ديمقراطية سلمية فى المدن تربط عضوي ًا بين نضاالت الريف والمدن وبين قضايا الخبز
والتحرر والسالم العادل هي وحدها التي يمكن أن تحقق أهداف المهمشين فى سودان
جديد .هذه الحركة الديمقراطية هي التي بإمكانها وحدها توحيد الوجدان السياسي
لجماهير المدن والريف على إمتداد السودان ،السيما وإن الريف نفسه قد أصبح متواجدا
بكثافة داخل المدن ،وقد أضحى الربط العضوي بين نضال الريف والمدينة شرطا رئيسيا
إلكمال مسيرة الثورة السودانية والعبور إلى ضفة السودان الجديد.
من واقع تجربتها الطويلة فى الكفاح المسلح وبدرجة أقل النضال السلمي؛ راكمت الحركة
خبرات طويلة واستوعبت كثير من التناقضات الكبيرة التى يحفل بها المجتمع السوداني
وتأريخه والمخاوف العميقة المتبادلة بين حركات الهامش والقوى السياسية والمجتمع
المدني في المركز ،التقليدية والتقدمية منها .وقد استخدم المركز هذه التناقضات
ووظفها بغرض وقف التغيير ومنع الوصول إلى كتلة تاريخية من قوى السودان الجديد.
تواجه الحركة تحدي االنتقال السريع من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي السلمي
وسط الجماهير في كل أنحاء السودان فور الوصول إلى إتفاق سالم ،وذلك في ظل الظروف
17
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
الجديدة التي خلقتها الثورة وآفاق التحول واالنتقال نحو الديمقراطية .فقد أدى الكفاح
المسلح دوراً رئيسي ًا في تغيير النظام وجاء وقت العمل السياسي السلمي في المدن
والقرى ،وحانت اللحظة التاريخية للدمج بين نضالي الريف والمدن لتغيير السودان .وقد
تمكنت الحركة الشعبية القادمة من الريف من توصيل رؤيتها الى جماهير المدن التي
خرجت في ثورتها تطالب ببناء السودان الجديد" :الشعب يريد بناء سودان جديد".
18
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
3.4.4الحل السياسي
الحل السياسي السلمي المتفاوض عليه المفضي للتغيير الجذري وبناء رابطة سياسية
اقتصادية اجتماعية ثقافية جديدة قائمة على المواطنة بال تمييز ومساواة النوع؛
يظل آلية اغتنت من تجارب شعبنا الطويلة واإلرث اإلنساني ،وأدت لحل كثير من القضايا
الشائكة في كثير من البلدان عبر الحل السياسي السلمي ،وتظل هي أفضل الحلول حتى
في إطار التغيير الثوري وقوة العمل الجماهيري ،فالحل السياسي أحد اآلليات المجربة في
كل فترات االنتقال التي شهدها السودان ،مع األخذ في االعتبار كيفية تجنب إعادة إنتاج
األنظمة القديمة على حساب ثورة الجماهير ومطالبها العادلة في بناء مجتمع جديد،
وأال يكون الحل السياسي آلية إلطفاء شعلة الثورة ومطية إلدماج الحركات الثورية في
إطار األنظمة القديمة ،كما في كثير من تجارب االنتقال الماضية من ثورات وانتفاضات
واتفاقيات سالم لوقف الحرب ومساومات أعقبت الثورات الشعبية على وجه الخصوص،
وأدت إلى فترات انتقال رخوة لم تخاطب جذور األزمات وأعادت إنتاج األنظمة القديمة
واألزمات نفسها على نحو أكثر تعقيداً.
استمرت الحركة تشكل وتنخرط في التحالفات السياسية ،رافضة أن تكون حركة دوغمائية
منغلقة؛ بل حركة واقعية منفتحة عندما يتعلق األمر بتبني الخيارات التي تخدم مصالح
الشعب وأهداف الحركة على المديين الطويل والقصير ،وكذلك باستجابتها للمتغيرات
التي شهدتها الساحتان اإلقليمية والدولية .وقد بدأ انخراط الحركة في التحالفات منذ
بداياتها األولى.
تحتاج الحركة للقيام بتقييم نقدي لتجربة التحالفات السابقة التي كانت طرف ًا فيها
وعلى رأسها التجمع الوطني الديمقراطي ،الجبهة الثورية ،الفجر الجديد ،نداء السودان
والحرية والتغيير ،السيما فيما يتعلق بالموقف السلبي من تمثيل النساء على المستويات
القيادية في تلك التحالفات.
ينبغي على الحركة الشعبية التمييز بين التحالفات التكتيكية التي تقوم على برنامج
حد أدنى سياسي وبين التحالفات االستراتيجية التي تقوم على أساس برامجي يوحد قوى
السودان الجديد ويهدف لبناء الكتلة التاريخية الالزمة للتغيير .وتطرح الحركة على قوى
السودان الجديد والقوى الثورية االجتماعية الجديدة الصاعدة في المدن والريف بناء
تحالف إستراتيجي في الحد األدني وتطويره للوصول إلى اندماج كامل في الحد األعلى.
19
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
ويعتمد بناء الكتلة التاريخية على عملية البناء والتجديد التى تمر بها الحركة حالي ًا وعلى
التحالفات التى تنجح في إنشائها مع فئات وقوى اجتماعية جديدة ومع كل الراغبين
فى بناء سودان جديد .وهي مهمة أوسع وأكبر من عملية بناء التحالفات السياسية
التقليدية والمحدودة ،وهنالك قوى واسعة فى المجتمع المدني ،ومن المهنيين والعمال
والمزارعين والرعاة والنساء والشباب والطالب واالتحادات والنقابات وغيرها ،ستكون
ضمن القوى المكونة لها .ويعتمد بناء الكتلة التاريخية على نتائج الصراع السياسي
الواسع الذى تقوم به قوى السودان الجديد .لقد أقعد غياب الكتلة التاريخية حركات
الهامش وأدى إلى انفصال الجنوب ،فاالحباط الذي يسود قوى الهامش حينما ال ترى أن
هنالك أفقا وإمكانية لتغيير المركز يدفعها في مثل هذه الحاالت من إنسداد األفق
إلى المطالبة بحق تقرير المصير للنجاة بجلدها من قمع وعنف المركز ،أو تتوصل إلى
اتفاقيات سالم جزئية وهشة ليتم استيعابها ضمن تركيبة المركز القديمة دون إحداث
تغيير جذري وحاسم .إن تجربة جنوب السودان التاريخية متفردة وغير قابلة للتعامل
معها على طريقة "القطع واللصق" وهي تجربة ذات مكونات وظروف غير تلك السائدة
في المنطقتين ومناطق الهامش األخرى .ولذلك فإن الوصول الي الكتلة التاريخية يعتمد
على قدرة الحركة وقوى الهامش األخرى على االنحياز لمصالح قوى اجتماعية عريضة
متضررة من سياسات حكومات المركز المتعاقبة ،وهى مهمة معقدة وتحتاج إلى كثير من
اإلقدام والصبر والتضحيات ،ولكن الظروف التي خلقتها ثورة ديسمبر 2018المجيدة وآفاق
التحول الديمقراطي تعتبر أكثر مالئمة وتساعد على بناء الكتلة التاريخية.
20
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
يماثل هذا الشعار العظيم على نحو عام شعار الثورة الفرنسية؛ أعظم الثورات التي
اجترحت النزوع إلى المواطنة المتساوية وبناء الدولة المدنية .وفي النسخة السودانية
تعود جذوره إلى طالب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين رفعوا رايات هذا الشعار
عالية في أوساط حركة الطلبة السودانيين على مدار سنوات حكم اإلسالم السياسي،
وتسرب منها رويدا رويدا وانتشر في مجتمعنا .الشعار يلخص على نحو بليغ مهام البناء
الوطني وبناء سودان جديد يقوم على ركائز الديمقراطية والسالم العادل والشامل
والعدالة االجتماعية ،وهي القضايا التي تمثل جوهر فكر السودان الجديد ،وعلى نسق
مترابط بين هذه المهام الكلية .وقد كان هذا الشعار ملهم ًا لالقدام والجسارة والوعي
الذي تميزت به ثورة ديسمبر المجيدة.
21
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
الدولة الموروثة من االستعمار ازدادت تشوه ًا مع تعاقب أنظمة الحكم الوطني ،وتم
تسيس كافة مؤسساتها بما فيها القطاع األمني ،وخاصة في ظل حكم اإلسالم السياسي،
ولذا فإنه ال مناص من إعادة هيكلتها ،وبنائها على أسس مهنية ووطنية ،من أجل
تحويلها إلى جهاز وظيفته الرئيسية هي خدمة ورفاهية وحماية مواطنيها وازدهارهم
22
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
وليس قمعهم .وأن تعكس مؤسسات الدولة واقع ومجموع مصالح السودانيين.
خلفت تجربة اإلسالم السياسي قطاع ًا أمني ًا هش ًا ومشوه ًا ومسيس ًا ومتعدد المراكز ،ولن
تتأتى إعادة هيكلة الدولة وبناء االقتصاد وتحقيق دولة المواطنة المدنية دون إعادة
هيكلة القطاع األمني ،وحل جميع المليشيات المسلحة ،ودمج جيوش الكفاح المسلح،
وتكوين جيش وطني مهني واحد يعكس تنوع المجتمع السوداني وبعقيدة عسكرية
جديدة ،وأن يكون والئه للشعب والوطن والدستور الديمقراطي ،وحماية المصالح العليا
للبالد.
إن حكم القانون وحقوق اإلنسان والديمقراطية التعددية أمور مترابطة ال يمكن الفصل
بينها ،وااللتزام بها محوري لمشروع بناء دولة المواطنة السودانية .ويعني مبدأ سيادة حكم
القانون خضوع جميع األشخاص والمؤسسات العامة والخاصة ،بما فيها الدولة نفسها،
لذات القوانين التي تسري على الجميع بالتساوي ،وأن ال أحد فوق القانون .فكل األشخاص
متساويين أمام القانون ويتمتعون بنفس الحماية القانونية .وتشكل مبادئ استقالل
القضاء ،والفصل بين السلطات والرقابة المتبادلة بينها ،خصوصا الرقابة القضائية
على أعمال الحكومة ،واحترام حقوق اإلنسان مكون ًا رئيسي ًا لمبدأ سيادة حكم القانون،
وللنظام الديمقراطي .واإلصالح المؤسسي وتصفية تركة سياسة التمكين ضروري لبسط
مبدأ سيادة حكم القانون ،الذي يشكل الضمان الوحيد لتأكيد مبدأ المحاسبة والمساءلة
ووضع حد لحالة اإلفالت من العقاب.
تمثل قضية المرأة قضية رئيسية ألى منظمة تقدمية ،والنساء هن مهمشات المهمشين
كما ذكر الشهيد الدكتور جون قرنق ،وهن صاحبات المصلحة األكبر فى إنهاء المظالم
وإقامة المجتمع الجديد ،ألن مظالم النساء هي األعمق فى التاريخ اإلنساني .لقد عانت
أجيال من النساء في بالدنا من مختلف أشكال التمييز المنهجي والمؤسسي والعنف ضد
النساء ومن ترسانة القوانين القمعية التي تستهدف حرية النساء وتحد من أدوارهن في
المجتمع .وقد دفعت النساء السودانيات ثمن ًا فادح ًا تحت حكم فاشية اإلسالم السياسى،
ولذا فإن قضاياهن ونهوض حركة المرأة تظل قضية مفتاحية فى بناء برنامج أى
منظمة ديمقراطية جديدة.
ويقتضي إزالة المظالم الواقعة على المرأة ،التمثيل العادل للنساء فى مواقع إتخاذ القرار
23
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
ووضع حد لكافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة ،والتمييز اإليجابى لمصلحتهن وطرح
برنامج جرئ يعطى األولوية إلنصافهن ووضع قضيتهن فى أعلي االجندة الوطنية .لقد
أولت الحركة الشعبية طوال تاريخها إهتمام ًا ملحوظ ًا بقضايا النساء وهى أكثر إدراكا
وخبرة بقضايا المرأة الريفية ،لكن ال تزال هناك حاجة لتطوير برامج لمخاطبة قضايا
النساء فى المدن .على الحركة أن تضع برنامج ًا واضح ًا منحازاً للنساء والعمل على إلغاء
كافة القوانيين التي تمييز ضد النساء وكافة القوانين القمعية والمقيدة لحرية النساء
وأدوارهن في المجتمع وتلك التي تم استغاللها إلهانة المرأة و إهدار كرامتها ،وإتخاذ كل
التدابير الالزمة لتعزيز مساواة الرجل والمرأة فى دستور البالد والقوانين األخرى .وتطالب
الحركة الشعبية في هذا الصدد بضرورة انضمام السودان التفاقية القضاء على جميع
أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) .وكذلك تجريم كافة أشكال العنف ضد المرأة بما فى
ذلك الختان واالغتصاب وزواج القاصرات والتحرش وغيره ،والمعاقبة عليها بعقوبات
رداعة .وينبغي أن تتبنى الدولة إلزامية تعليم البنات ونشر الوعى باهميته ،باإلضافة إلى
تعليم النساء ومحو االمية ،وكذلك التوعية بحقوق المرأة المنصوص عليها فى المواثيق
والمعاهدات الدولية .وأن تتبنى الدولة برنامج ًا قومي ًا لمحاربة العادات الضارة بالنساء
وعلى رأسها ختان البنات وزواج القاصرات.
تمثل قضايا المرأة لبنة أساسية الزمة لبناء حركتنا ولبناء الكتلة التاريخية ،فالنساء أكثر
الفئات المتضررة من المجتمع القديم ،وقد أظهرت تجارب الحرب إن النساء لعبن دورا
رئيسي ًا فى صمود الحركة وجيشها ،ودفعن كلفة باهظة فى كل الحروب التى جرت فى
مناطق الهامش .تقوم رؤية الحركة على إن انصاف النساء فى تنظيمنا هو المقدمة
الطبيعية ألنصافهن فى المجتمع العريض وعلينا أن نقدم نموذج ًا جديداً ومغايراً
فى قضايا المرأة وتحريرها ،فلن نصل الى تحرير المجتمع مالم يتم تحرير النساء .وقد
قرر المؤتمر القيادي للحركة الشعبية المنعقد في أكتوبر/نوفمبر 2019تمثيل النساء
بنسبة ،40%في كل مؤسسات الحركة ومستوياتها التنظيمية ،وأن ينظر في رفع هذه
النسبة إلى 50%في المؤتمر العام القادم.
إن التنوع الثقافي واإلثني والديني ليس إشكالية في ذاته ،وإنما تكمن المشكلة في
الفشل في إدارة التنوع ،حيث عمقت سياسات الهندسة االجتماعية التي انتهجتها
حكومات المركز ،وخصوصا فاشية اإلسالم السياسي ،والتي هدفت إلى أسلمة وتعريب
سكان الهامش من هذا الفشل.
التنوع له أبعاد تمتد وتدخل في التعليم واالقتصاد والسياسة االجتماعية،
ِ إن حسن إدارة
24
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
8.5الهوية
يعتبر تكوين السودان الحالي نتاج ًا للتمازج وللتنوع التاريخي والمعاصر ،وإن االنتقاص
من تاريخ السودان وثقافاته وحقوق المواطنة هو الذي انتقص من أرضه وأدى إلى فصل
الجنوب ،وإن استمر سيؤدي إلى المزيد من تقسيم الدولة السودانية ،فالسودانيون قبل
أن يكونوا عرب ًا أو أفارقة ،مسلمين أو مسيحين أو أصحاب ديانات أفريقية ،من هذه
البقعة الجغرافية أو تلك ،يجب أن يكونوا سودانيين أوالً" ،فالسودانوية" هي التي
تجمعنا وتوحدنا.
يتوقف نجاح مهمة خلق إحساس باالنتماء لهوية وطنية مشتركة في السودان على
االستجابة العادلة لالحتياجات الحالية والمخاوف الخاصة بمواطني الهامش ،والذين إكتوا
بنيران سياسات الحكومات المتعاقبة في المركز وفاشية اإلسالم السياسي التي كانت
تعمل على فرض هوية وطنية أحادية.
إن مهمة بناء هوية وطنية جامعة متماسكة وقادرة على أن توفر لكل مواطن شعوراً
باالنتماء المشترك ،غض النظر عن الخلفية الثقافية او الدينية او اإلثنية ،تعتبر
مكون ًا رئيسي ًا ألي برنامج للبناء الوطني وبناء الدولة ،وتعتبر معالجة القضايا المتعلقة
بالهوية متطلب ًا أولي ًا لعملية تحديد طبيعة الدولة ،وكذلك للقيام باإلصالحات الدستورية
إجماع
ٍ المستدامة التي تسترشد بمفهوم للوطنية يحظى بالقبول .وال يتم ذلك دون خلق
سياسي حول قضايا الهوية ،مع الوضع في االعتبار حقيقة االعتماد المتبادل بين الهوية
الوطنية واإلصالحات الدستورية؛ وذلك ألن الشعور بالقيم واألهداف المشتركة يجب أن
يكون هادي ًا لعملية صياغة دستور جديد للسودان.
إن قضية عقد مؤتمر دستوري لإلجابة على السؤال التاريخي" :كيف يحكم السودان قبل
من يحكم السودان" ،ال تزال أمرا حاسما في صناعة مستقبل السودان.
9.5قضايا األرض
قضية االرض تعد واحدة من أهم قضايا الصراع االقتصادي السياسي واالجتماعي
والثقافي في السودان وهي قضية وجود بالنسبة للقوميات والمجتمعات السودانية،
حيث قامت الدولة السودانية بشن الحروب عليها لتجريدها من أراضيها الخصبة وثرواتها
فوق وتحت األرض عن طريق أساليب ودعاوي مختلفة ،وكذلك عمليات مصادرة ونزع
األراضي المرتبطة بالفساد في ظل فاشية اإلسالم السياسي ،ولذا فان قضية االرض وحلها
علي نحو يمكّن القوميات والمجتمعات السودانية من االستفادة من مواردها فوق وتحت
26
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
األرض ،لبناء مجتمع ودولة جديدة في إطار العدالة االجتماعية وعدالة توزيع الثروة
وديمقراطية السلطة وسيادة حكم القانون.
صيغة اقتصاد السوق الحر القائمة على الرضوخ لموجهات سياسات الليبرالية الجديدة
المتوحشة والتبعية االقتصادية فشلت في إحداث التنمية المستدامة والنمو المتكافئ
وإخراج السودان من أزماته اإلقتصادية ،وقد دفع شعبنا وشرائحه الضعيفة المهمشة
ثمن ًا باهظ ًا لتطبيق تلك السياسات ،وزاد األمر سوءا بقيام فاشية اإلسالم السياسي التي
استندت على االقتصاد الريعي الطفيلي مما خلق بؤراً من الفساد لم يعرفها السودان من
قبل ،وخلقت مؤسسات اقتصادية موازية خارج والية الدولة ،وتجلت هذه الظاهرة في
اقتصاد تتحكم فيه الشركات التابعة ألجهزة األمن والتي هيمنت على قطاعات كاملة
وحيوية من االقتصاد السوداني.
تقف الحركة الشعبية مع دولة الرعاية االجتماعية واالقتصاد المدروس والمنحاز للفقراء
والمهمشين وجماهير النساء ،والتنمية المستدامة والنمو المتكافئ.
يشكل المزارعون والرعاة قطاع ًا يمثل األغلبية الساحقة من سكان السودان ،السيما
في الريف ،وتشير التقديرات إلى أنهم يشكلون حوالي 80%من مجموع السكان الذين
يعتمدون في حياتهم على الزراعة والرعي ،ومن هنا تأتي ضرورة إيالئهم أهمية خاصة
على مستوى الرؤية والبرنامج ،خصوص ًا في وجه التدمير الذي ألحقته الحكومات المتعاقبة
وبالذات نظام اإلسالم السياسي بهذا القطاع الحيوي واإلستراتيجي .واالنقطاع في العالقة
العضوية الذي حدث بين المدينة والريف ،مما أدى إلى انهيار كامل ريف السودان وهجرة
الماليين إلى المدن والنزوح واللجوء وتشويه العالقة العضوية بين الريف والمدينة ،أدى
إلى ترييف المدن وانهيار الريف .ومعظم مشاكل التنمية في بالدنا والحروب ترجع إلى
االختالل البنيوي في هذه العالقة" ،وبدالً من نقل الريف الى المدينة يجب نقل المدينة
تبق على الريف وهذا الخلل الى الريف" د .جون قرنق ،وبالدنا اليوم لم تبن المدن ولم ِ
البنيوي أدى ،من ضمن أسباب أخرى ،إلى تعميق حدة الفقر التي أدت بدورها إلى ازدياد أوار
الحروب في ريف السودان .ولذا اعتمدت الحركة الشعبية في برنامجها الجديد خطة كاملة
إلعادة الوجه المنتج للريف واالهتمام بقضايا المزارعين والرعاة الحيوية وسينعكس
ذلك ايجاب ًا على سكان المدن .تتبنى الحركة الشعبية ضرورة تنظيم الرعاة في اتحادات
27
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
وروابط على نحو ديمقراطي ودعم مطالبهم العادلة في سياسات جديدة إلعادة بناء
وإعمار الريف المنتج.
شكّل العمال أحد القطاعات الحيوية الحديثة ،وباألخص قطاعات الخدمات والصناعة ،وقد
أدى نمط اإلنتاج الطفيلي الذي تجاهل الصناعة والخدمات والطاقة واعتمد العشوائية
ونهب الموارد بما في ذلك قطاع التعدين إلى آثار سلبية عميقة على العمال وعلى
الصناعة والخدمات ،وتم تدمير كافة المشاريع القومية التي كانت تضم فئات واسعة من
العمال ،وتم تخريب إتحادات ونقابات العمال .وتحتاج بالدنا لسياسات جديدة تعيد هذه
القطاعات الحيوية إلى الحياة وتنصف العمال وتدعم حقهم في ديمقراطية التنظيمات
واإلتحادات والنقابات العمالية.
كما يجب االلتفات إلى قضية العمال الزراعيين وأجراء الريف وسكان الكنابي "والجنقو"
والعمال الموسميين كقضية مرتبطة على نحو عضوي بضرورة تبني سياسات جديدة
وعالقات إنتاج منصفة في المشاريع الزراعية ،وإيالء بعدها المتعلق بالمواطنة بال
تمييز حقه ،وإزالة الغبن والتهميش في إطار بناء مجتمعات ريفية منتجة اقتصادي ًا
ومنسجمة اجتماعياً.
أما فيما يخص المهنيين ،فقد استعادت ثورة ديسمبر 2018المجيدة األلق للمهنيين
السودانيين ودورهم الذي الزم نهضة الطبقة الوسطى في السودان تاريخياً ،والذي تم
إضعافه بالسياسات المعادية التي انتهجها النظام والذي سعى بسياساته الستئصال
الدور الهام الذي يلعبه المهنيون في التنمية واالستنارة وتقدم المجتمع .وقد لعب تجمع
المهنيين دوراً رائداً في الثورة جنب ًا إلى جنب مع القوى السياسية والمجتمع المدني وقوى
الكفاح المسلح ،األمر الذي أدى إلى انتصار الثورة ،ويجب أال يكون هذا الدور مجرد (رفقة
معدية) ،بل يجب أن يتواصل دورهم ودور المجتمع المدني بشكل شبيه ،مع األخذ في
االعتبار الخصائص السودانية ،بالدور الذي لعبه (كوساتو) و (سانكو) تجمع ًا النقابات
والمجتمع المدني في جنوب افريقيا ،لتسهم حركة المهنيين السودانيين في بناء
السودان الجديد الديمقراطي القائم على المواطنة بال تمييز بتوجهات واضحة وضعت
ثورة ديسمبر أساسها في أوساط المهنيين.
12.5المثقفون والمبدعون
التخريب الذي طال كل مناحي الحياة وبالذات العقول بعد تجربة اإلسالم السياسي ولد
أسئلة جديدة لن نستطيع اإلجابة عليها وشق طريقنا نحو المستقبل إال بانتاج فكري
وثقافي وإبداع يفوق هذا التخريب ،وما لم نتفوق فكريا لن نتفوق ثقافيا وبداعيا ،ولن
نستطيع أن نتفوق فكري ًا وثقافي ًا وإبداعي ًا إال بجذب المثقفين واألكاديميين والباحثين
28
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
والمبدعين إلى دائرة المساهمة الفاعلة في اإلجابة على األسئلة التي تواجه مجتمعنا وال
سيما فئات الشباب .لقد ابتعد كثير من المثقفين واألكاديميين والمبدعين من العمل
السياسي؛ إما لفقر العمل السياسي وفاشية نظام اإلسالم السياسي ،أو ألن مطالب الحياة
قد أنهكت بعضهم ،أو الهجرة التي باعدت بين بعضهم واإلهتمام بالقضايا الفكرية
والسياسية .وقد ولدت ثورة ديسمبر 2018طاقة حيوية جديدة في أوساطهم ،علينا أن
نهتم بهذه الفئة والتي ما سادت قوى اجتماعية جديدة إال باجتذابهم إلى صفوفها ،من
أجل بناء مجتمع جديد .علينا أن نزلل العقبات التي يصنعها العمل السياسي والهياكل
التنظيمية والبيروقراطية وسلبيات المنافسة الحزبية الطاردة في وجه هؤالء ،والعمل
على استعادتهم إلى تيار الحياة الفكرية والسياسية لبناء مجتمع جديد.
13.5الشــباب
يصنف السودان كأمة شابة ويمثل الشباب حوالي ثلثي السكان ،لذلك فإن االهتمام
بقضايا الشباب فوق أنه يمثل إهتماما بالمستقبل ،يمثل أيضا اهتماما بغالبية السكان.
لقد تعرض الشباب السوداني إلى حمالت قمع مادي ومعنوي واسعة وغير مسبوقة تحت
فاشية اإلسالم السياسي ،واستخدم كوقود لحروب اإلسالم السياسى وسدت أمامهم آفاق
الحياة اإلنسانية الالئقة وتركوا فريسة للعطالة واإلدمان والحرمان من الخدمات والتجنيد
لمصلحة منظمات اإلرهاب ،وظلت فاشية اإلسالم السياسي على مدى ثالثة عقود تطور
إستراتيجيات وآليات متعددة ألدلجة وغسل أدمغة الشباب وبرمجتهم عبر مناهج التعليم
وفرض عليهم ،فى مختلف جوانب واإلعالم واإلفقار وغيرها من آليات الهيمنة والقمعُ ،
الحياة ،برنامج سياسي متخلف ال صلة له بالعصر وتم عزلهم عن حركة التقدم والعلم
والعالم من حولنا.
واليوم ،يشكل الشباب أوسع شريحة ذات طاقة فى التغيير فمن الصعب إنجاز التغيير أو
المراهنة على المستقبل دون مشاركة أوسع شريحة منهم .وقد اجترحت حركات الشباب
ً
ومتنوعة للمقاومة السلمية ضد فاشية اإلسالم السياسي ،وكان السودانية أشكاالً عديد ًة
الشباب القوة الرئيسية في قيادة ثورة ديسمبر 2018المجيدة التي أسقطت دكتاتورية
اإلسالم السياسي.
إن االهتمام بهذه الشريحة التى تحمل مشاعل التغيير يعد من أهم قضايا المقدّمة
لبناء السودان الجديد .وقد ظلت الحركة الشعبية على صلة مباشرة بحركات الشباب وأولت
اهتمام ًا كبيراً بهذه الحركة الناهضة .وتطرح الحركة برنامج ًا للسياسات البديلة يمثل
أساسا لعقد اجتماعي سياسي واقتصادي وثقافي جديد ،يتضمن حلوالً جذرية لألزمات
والتحديات االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تواجه الشباب ،وعلى رأسها قضايا
العطالة والهجرة.
29
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
14.5الطـــالب
تمكن الطالب السودانيون بشجاعة من مواجهة أنظمة القمع وباألخص نظام اإلسالم
السياسي الفاشي وظلوا في طليعة قوى التغيير والثورة .كما تمكن طالب الحركة
الشعبية من إعالء راية الحركة فى الجامعات والمعاهد العليا مستخدمين العمل السلمي
وتضحياتهم الجليلة ،وتجربتهم الثرّة المنفتحة على جميع الطالب بمختلف توجهاتهم
وخلفياتهم محفزة للبناء الوطني وترسيخ أقدام حركة الطلبة الديمقراطية والثورية في
بالدنا .وستولي الحركة الشعبية عملها فى وسط الطالب أهمية فائقة فهم يشكلون
قوى حاسمة فى بناء حركة جماهيرية وفى التأثير على المجتمع العريض بجانب أنهم
فئة تقدمية قابلة الستيعاب الجديد وتوظيفه ،ويمتلكون مهارات متنوعة يمكن
توظيفها لخدمة أجندة التغيير والثورة.
قدمت الحركة الطالبية السودانية الثورية تضحيات كبيرة فى مقاومة النظام ،ولم
تستسلم طوال العقود الماضية .وللحركة أرث طويل فى حركة الطلبة التي رفدتها
بقيادات كثيرة على مدى سنوات الكفاح المسلح .للطالب طاقة جبارة يمكن توظيفها
لبناء حركة حقوق مدنية ديمقراطية فى مدن السودان المختلفة ،وبناء ونقل حركتنا إلى
المدن وربط نضال الريف بالمدن سيلعب فيه الطالب دوراً رئيسياً ،وخصوصا أن أعداد
كبيرة منهم تأتي من الريف .ولذلك وجد النقاش حول تجديد رؤية الحركة وآلياتها اهتمام ًا
مبكراً وواسع ًا فى أوساط الطالب المنتمين للحركة وغيرهم من الطالب .ولتمكين الطالب
من لعب دورهم الفعال فى عملية التغيير نحتاج لبذل المزيد من الجهد فى بناء حركتنا
فى أوساطهم فهم بمختلف إتجاهاتهم الثورية ما بخلوا بالتضحيات فى سبيل السودان
وقدموا الشهيد تلو الشهيد.
يكفل مجتمع السودان الجديد الحماية والرعاية المتواصلة لجميع األطفال وكبار السن
كأكثر المجموعات تعرضا لمخاطر الحياة.
االهتمام بذوي االحتياجات الخاصة في السودان الجديد ليس بمسألة رعاية اجتماعية
فحسب ،وإنما يقوم على االعتراف بحق كل فرد في التنمية والحياة الكريمة وفي إتاحة
الفرصة للمساهمة التي يمكن أن يقدمها لخير المجتمع.
30
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
17.5المهجر
أصبحت الهجرة والمهاجرون قطاعا مهما ويشكلون قوى رئيسية ترفد العمل السياسي
والدبلوماسي والتضامن اإلقليمي والدولي ،وتوفر قطاعات عالية التأهيل في قضايا
التنمية والتقدم االجتماعي .وظل هذا القطاع يقدم الدعم المادي والمعنوي لنضال
شعبنا ،واكتسبت األجيال الجديدة منه خبرات أكاديمية وسياسية وحياتية شاملة،
ستسهم في بناء السودان الجديد ،من خالل إحتكاكهم بتجارب متعددة لشعوب ودول
أخرى .وساهم المهاجرون في النضال من أجل السالم والديمقراطية ،وهم يشكلون التنوع
الثقافي واالجتماعي السوداني ،ويجب أن تتوجه طاقاتهم المتعددة لبناء نظام ودولة
ومجتمع جديد .وتتمتع الحركة الشعبية بحضور وتمثيل خارجي مقدر في مختلف مناطق
المهجر ،ويجب عليها أن تولي مهمة تنظيم هذه القوى الهامة لمصلحة التغيير وبناء
المجتمع الجديد ،ودعم نضال شعبنا بالداخل أهمية خاصة .ولن يتأتى ذلك إال بالعمل
الجاد في أوساط سودانيي المهجر وتنظيمهم والبناء على تجاربهم وتوحيدهم ،ومكافحة
التيارات السلبية في داخلهم التي تعمل على تقسيمهم إثني ًا وجغرافي ًا ودينياً ،وقد
جذبت ثورة ديسمبر 2018فئات عريضة منهم إلى دائرة النشاط الخالق بعد سنوات من
اإلحباط الذي أشاعه النظام الفاشي في أوساطهم .وعلينا اإلهتمام بالفئات النوعية من
بينهم وتوسيع نشاط الحركة في جميع أوساطهم ،والدفع بجذوة العمل المشترك الذي
حققته ثورة ديسمبر في مجتمعات المهجر السيما الشباب والنساء.
وعلينا أال نغفل سلبيات الهجرة المتمثلة في إفراغ مجتمعنا من قواه المنتجة والحية
وخاصة الشباب وأصحاب الكفاءات ،وضرورة النضال من أجل حقوق المهاجرين ومناهضة
التمييز الذي يمارس ضدهم ،السيما التمييز على أساس اللون والدين والنوع ،وتشجيع
الراغبين منهم على العودة والمشاركة في بناء الوطن.
18.5اإلدارة األهلية
19.5الصوفية
شكلت الصوفية مالمح اإلسالم السوداني بتسامحها وقدرتها على التعايش مع ثقافات
وديانات ما قبل دخول اإلسالم وبعده ،ولعبت دوراً في انتشار اإلسالم السوداني على مدى
تسعة قرون بتفاعل مع الثقافات والمجتمعات األفريقية ،في عملية من األخذ والعطاء
والتفاعل .ولحق بالتصوف والطرق الصوفية في سنوات األنظمة الوطنية شوائب ارتباط
بعضها بالحكومات الشمولية واإلسالم السياسي ،ولكن الصوفية قاومت وظلت ترياق ًا ضد
فاشية اإلسالم السياسي والسلفية الحربية .والطرق الصوفية راسخة الجذور في مجتمعنا،
وفي حمالت بناء الحركة الشعبية عقب اتفاقية السالم الشامل ( ،)2011 – 2005إنضم
كثير من أتباع وقيادات الطرق الصوفية لحركتنا .ويظل موقف الحركة الشعبية إيجابي ًا
تجاه الطرق الصوفية والمتصوفة لبناء مجتمع جديد قائم على التسامح.
تسعى الحركة إلى إقامة دولة مدنية تقف على مسافة واحدة من جميع األديان ،وقضية
االضطهاد الذي مورس ضد المسيحيين السودانيين وأتباع الديانات األفريقية شكل جزءاً
من الخلل في عملية البناء الوطني وإدارة واالحتفاء بالتنوع الذي تذخر به بالدنا .وبعد
انفصال جنوب السودان ال يزال المسيحيون وأتباع الديانات األفريقية يشكلون نسبة
مقدرة من بنات وأبناء الشعب السوداني ،وتقف الحركة مع احترام وكفالة حقوقهم
الدستورية بالكامل .وقد استهدف نظام اإلسالم السياسي المسيحيين واألقباط على
نحو خاص وشردهم في فجاج األرض ،ولذا فإن الحل الحقيقي لقضايا المسيحيين
السودانيين والمؤمنين بالديانات األفريقية لشديد الصلة واالرتباط باقامة السودان
الجديد الديمقراطي العلماني على أساس المواطنة بال تمييز.
32
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال جزء من القوى العالمية ،بما في ذلك األحزاب
السياسية ومنظمات المجتمع المدني في دول الجنوب والدول المتقدمة والنامية ،التي
تنافح من أجل نظام عالمي إنساني تسوده العدالة .ففي سياق تطورها التاريخي ،طورت
الحركة شبكة عالقات واسعة وساهمت في ثقافة التضامن اإلنسانى في كل أنحاء العالم،
وتزودت في تفاعالتها مع العالم أجمع بالقيم العالمية ،وتعزيز حقوق اإلنسان في وجه
كل االنتهاكات والخروقات ،ومساندة حركات التحرر الوطني ومعارك الشعوب ضد الظلم
والتسلط.
ستواصل الحركة الشعبية العمل مع القوى السياسية ذات األفكار المشابهة إلحداث
تحول في النظام العالمي بعيدا عن األحادية والنزاعات والمواجهات والمحاور واإلرهاب
نحو تحقيق السالم والديمقراطية والتعاون والتضامن العالمي ،وستطرق طريق األمل
والتضامن اإلنسانى في سعيها لتسوية النزاعات بواسطة الحوار والوسائل السلمية،
ولتطوير صداقات متبادلة مع كل شعوب العالم بافتراض أن كل األمم تشترك في
مسؤولية تضامنية للرقى بحالة اإلنسانية.
موقف الحركة من هذه االهتمامات العالمية تمليه المصالح العليا للشعب السوداني،
ولكنه في نفس الوقت ينطلق من التزام الحركة بسالمة وأمن اإلنسانية ككل .وستستمر
الحركة في بناء وتقوية التحالفات وشبكة العالقات في كل أنحاء العالم ،والتي تشمل
العالقات بين الدول ،وبين األحزاب ،وبين الشعوب في المنطقة وأفريقيا والعالم ككل من
أجل نظام عالمي جديد يتسم بالعدالة واإلنسانية ويحقق الحرية والسالم والديمقراطية
واإلزدهار.
22.5االزدهار للجميع
تسعى الحركة الشعبية إلى بناء مجتمع قائم على "تكافؤ الفرص" تأسيس ًا على مبادئ
العدالة االجتماعية والتضامن االجتماعي من خالل ابتداع نظام فعال للضمان االجتماعي
وقيام دولة الرعاية االجتماعية والتزام الدولة بدورها تجاه الفقراء والمهمشين.
33
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
تم إعداد وثيقة" :نحو عقد اجتماعي ،اقتصادي وثقافي جديد" بواسطة مجموعة الخبراء
االستشارية ( ،)Expert Advisory Group EAGوصدرت في أغسطس ،2018وذلك
بتكليف من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ،لتكون بمثابة وثيقة مرجعية
للشعب السوداني وللمجتمع الدولي في إطار الجهود الرامية لتحقيق التحول الديمقراطي
وإعادة رتق نسيج المجتمع وبناء الدولة في السودان على أسس جديدة .وتعتبر هذه
الخطوة تجربة جريئة ومحاولة لتبني وتطوير تقاليد جديدة في الممارسة الحزبية
السودانية ،حيث اختارت الحركة الشعبية أن تعهد لمجموعة من الخبراء المستقلين
والمهنيين واألكاديميين -من غير أعضاء الحركة -بمهمة إعداد برنامج للسياسات
البديلة المستقبلية .تم تكوين مجموعة الخبراء االستشارية في العام ،2012وظلت تعمل
في إعداد هذا البرنامج على مدار أربع سنوات .وقد التأمت مجموعة متميزة وواسعة
من الخبراء واألكاديميين السودانيين في مجاالت القانون الدستوري ،حقوق اإلنسان
والحقوق المدنية ،الحكم ،السياسة الخارجية ،األمن ،التنمية االجتماعية واالقتصادية
والثقافة والهوية .وإستندت الوثيقة (والتي هي عبارة عن ملخص تنفيذي) على عدد
من األوراق المرجعية التي أعدها هؤالء الخبراء وغطت كافة المجاالت المذكورة .ووفر هذا
الحشد تنوع وتعدد الخبرات والخلفيات العلمية والفكرية المطلوبة للتعامل مع الجوانب
المتنوعة والمتعددة لمثل هذا المشروع وكذلك تعدد األصوات الذي يعكس واقع التنوع
الذي تذخر به بالدنا .تقدم الوثيقة في جزئها الخاص بالسياسات البديلة المستقبلية
نموذج ًا متقدم ًا للتفكير والتخطيط االستراتيجي والذي يُعرف بأنه جهد جماعي منضبط
يرمي إلى رسم رؤية للمستقبل ولكن استناداً إلى تحليل دقيق ومنطقي ،بما يجعل من
ال مرن ًا
التخطيط االستراتيجي طريقة للتفكير والدراسة والتخطيط بطريقة فعالة ودلي ً
وعملي ًا التخاذ القرارات وتخصيص الموارد بغرض تحقق األهداف على نحو أفضل .ويقدم
التخطيط االستراتيجي نهج ًا لمواجهة التحديات الخطيرة وتعظيم االستفادة من الفرص
المحدودة المتاحة في ظل التعقيد وانعدام االستقرار والمتغيرات العديدة في البيئتين
الداخلية والخارجية .وعادة ،ما تقوم عملية التخطيط االستراتيجي على رؤية شاملة من
خالل النظر إلى السياق األوسع ،إال أنها تقود أيض ًا إلى القيام بأعمال محددة ،كما هو الحال
في هذه الوثيقة.
34
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
هدفت الوثيقة إلى مخاطبة جذور األزمات والقضايا الرئيسية التي تسببت في فشل
الدولة السودانية الحديثة وفشل مهام البناء الوطني ،وتقديم خارطة طريق لتصحيح
مسار الدولة السودانية بعد استعادة الديمقراطية .ومن هنا تنبع األهمية الكبيرة لهذه
الوثيقة بالنظر للقضايا الهامة التي تناولتها وتعدد وتنوع الخبرات المتميزة التي توفرت
لها والمدة الزمنية المناسبة التي استغرقتها عملية إعدادها .تطرح الوثيقة أسس
عقد اجتماعي ،سياسي ،اقتصادي وثقافي جديد للبناء الوطني وبناء الدولة المدنية
الديمقراطية يكفل حقوق المواطنة المتساوية والتنمية والعدالة والديمقراطية،
وخارطة طريق للسياسات المستقبلية البديلة لوضع البالد في مسار مغاير يوقف
االنهيار االقتصادي وسياسات التهميش والفساد ،ويعمل على تحقيق التنمية والعدالة
والحكم الرشيد وسيادة حكم القانون .يمكن قراءة البرنامج باللغتين العربية واإلنجليزية
على الموقع التاليwww.eagsudan.org :
.7آفاق المستقبل
إن الحركة الشعبية هي بيت واسع لكل السودانيات والسودانيين ،دون تمييز ،وتحتفي بكل
التنوع والتعدد السوداني ،بحيث تتفاعل كل هذه الثقافات ،وتخرج منها "السودانوية".
وهي تسعى لبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية على أساس المواطنة بال تمييز ،والتي
يتحرر فيها المواطنون من أسر الخوف والجوع والفقر والمرض والجهل والحاجة ،ويبنون
معا السودان الجديد الذي يليق بعظمة السودانيين ومساهماتهم التاريخية في صنع
الحضارة اإلنسانية.
تؤكد الحركة الشعبية من جديد ،أنها ضد أي دعوى أو فكر يهدف إلى الهيمنة والقهر
وإقصاء وتهميش اآلخر ،وضد أي خطاب فاشي أو إقصائي يسعى إلى تبرير القهر واالضطهاد
الثقافي واإلثني والديني تحت أي الفتة كان .إننا في الحركة الشعبية مع حق اآلخرين في
أن يكونوا آخرين .كما إن اإلنسان ال يقتات على الشعارات ،واألمر الرئيسي الذي يتطلع
إليه كل مواطن عادي قبل كل شئ هو معالجة قضاياه الحياتية اليومية من أمن وحقوق
مواطنة وغذاء وصحة وسكن ومواصالت ومياه نظيفة وغيرها .ولهذه األسباب ،كلما كان
إقبال الحركة الشعبية على هذه القضايا إقباالًعلمي ًا وعملي ًا ومباشراً يستجيب إلحتياجات
الناس ،كلما كانت الحركة أقرب إلى عقل المواطن ووجدانه.
35
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
الخاتمة
36
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N
37
منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال -نوفمبر 2019
Sudan People's Liberation Movement / North
الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال
SPLM/N